قُرَيْشٍ وَافْتَخَرُوا عَلَى أَخِي بِمَا بَايَعُوا تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَقَالَ: لَا يَفْتَخِرَنَّ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ؛ فَلَقْد بَايَعَ كَمَا بَايَعُوا وَخَرَجَ رَسُولُ الله وَخَرَجْتُ مَعَهُ فَقَعَدَ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ، فَطَلَعَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَسَائِرُ النَّاسِ، فَقَالَ رَسُول الله لأَبِي بَكْرٍ: يَا أَبَا بَكْرٍ قَالَ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ تَحْفَظُ مَنْ أَوَّلُ مَنْ بَايَعَنِي وَنَحْنُ تَحْتَ الشَّجَرَةِ قَالَ أَبُو بَكْرٍ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَعُمَرُ وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَرَفَعَ عُثْمَانُ رَأْسَهُ فَقَالَ رَسُول الله: إِذَا غِبْتُ أَنَا فَعُثْمَانُ وَإِذَا غَابَ عُثْمَانُ فَأَنَا فَضَحِكَ أَبُو بَكْرٍ، وَقَالَ عُثْمَانُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَعَلِيٌّ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَسَعِيدٌ وَعبد الرَّحْمَن ابْن عَوْفٍ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَانُوا وَكُنَّا قَالَ: أَيْنَ مُعَاوِيَةُ قَالَ: لَمْ يَكُنْ مَعَنَا بِالْحَضْرَةِ فَقَالَ رَسُولُ الله: وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيًّا لَقَدْ بَايَعَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ كَمَا بَايَعْتُمْ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا عَلِمْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِنَّهُ فِي وَقْتِ مَا قَبَضَ اللَّهُ قَبْضَةً مِنَ الذَّرِّ، وَقَالَ فِي الْجَنَّةِ وَلا أُبَالِي كُنْتَ أَنْتَ يَا أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَسَعْدٌ وَسَعِيدٌ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، تِلْكَ الْقَبْضَةَ، وَلَقَدْ بَايَعَ كَمَا بَايَعْتُمْ، ونصح كَمَا نَصَحْتُمْ، وَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ كَمَا غَفَرَ لَكُمْ، وَأَبَاحَهُ الْجَنَّةَ كَمَا أَبَاحَكُمْ (كرّ) مِنْ طَرِيقِ إِسْحَاقَ الْمَذْكُورِ.
(50) [حَدِيثُ] أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ: لَمَّا نَزَلَتْ آيَةُ الْكُرْسِيِّ استشرف لَهَا أَصْحَاب النَّبِي فَقَالَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ: أَنَا أَكْتُبُهَا دُونَ فُلانٍ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِي فَقَالَ أَمَّا أَنَا فَلا أَسْتَكْتِبُ أَحَدًا إِلا بِوَحْيٍ مِنَ السَّمَاءِ، قَالَ أَبُو مُوسَى: فَإِنَّا مَعَ رَسُول الله جُلُوسٌ إِذْ نَزَلَ الْوَحْيُ فَغَشِيَ بِعَبَايَتِهِ الْقَطَوَانِيَّةِ فَلَمَّا سَرَّى عَنْهُ الْوَحْيُ طَفِقَ يَقُولُ: مَا فَعَلَ مُعَاوِيَةُ الْغُلامُ، فَأَتَى مُعَاوِيَةُ فَذَكَرَ لَهُ ذَلِك، فَأتى النَّبِي وَعَلَى أُذُنِهِ قَلَمٌ، وَمَعَهُ كَتِفُ بعير، فَقَالَ النَّبِي: ادْنُ يَا غُلامُ، فَدَنَا حَتَّى صَيَّرَ رُكْبَتَهُ إِلَى رُكْبَةِ النَّبِيِّ، فَقَالَ اكْتُبْ يَا غُلامُ قَالَ: وَمَا أَكْتُبُ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: اكْتُبْ {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى قَوْله {وَهُوَ الْعلي الْعَظِيم} ، فكتبها فَقَالَ النَّبِي: أَكَتَبْتَهَا يَا غُلامُ؟ قَالَ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا قُرِئَتْ إِلَى يَوْم الْقِيَامَة(2/22)
(كرّ) مِنْ طَرِيقِ إِسْحَاقَ الْمَذْكُورِ، وَجَاء من حَدِيث ابْن عَبَّاس من طَرِيقين أخرج أَحدهمَا ابْن عَسَاكِرَ، وَفِيهِ زَكَرِيَّا بْنُ دُوَيْدٍ، وَأَخْرَجَ الآخَرَ الدَّيْلَمِيُّ، وَفِيهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَقَدْ قَدَّمْنَا أَنَّهُ صَاحِبُ عَجَائِبَ عَنِ الْحِجَازِيِّينَ وَهُوَ مِنْ رِوَايَتِهِ عَنِ الْحِجَازِيِّينَ لأَنَّهُ هُنَا مِنْ رِوَايَتِهِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ.
(51) [أَثَرُ] ابْنِ عَبَّاسٍ: إِذَا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة دعى النَّبِي وَمُعَاوِيَةُ فَيُوقَفَانِ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ فيطوق النَّبِي بِطَوْقِ يَاقُوتٍ أَحْمَرَ وَيُسَوَّرُ بِثَلاثَةِ أَسْوِرَةٍ مِنَ اللُّؤْلُؤِ فَيَأْخُذُ النَّبِيُّ الطَّوْقَ فَيُطَوِّقُهُ مُعَاوِيَةَ، ثُمَّ يُسَوِّرُهُ بِالثَّلاثَةِ أَسْوِرَةٍ فَيَقُولُ اللَّهِ يَا مُحَمَّدُ تَنْسَخِي عَلَيَّ وَأَنَا السَّخِيُّ، وَأَنَا الَّذِي لَا أَبْخَلُ فَيَقُولُ النَّبِي: إِلَهِي وَسَيِّدِي كُنْتُ ضَمِنْتُ لِمُعَاوِيَةَ فِي دَارِ الدُّنْيَا فَأَوْفَيْتُهُ مَا ضَمِنْتُ لَهُ بَيْنَ يَدَيْكَ يَا رَبِّ فَيَتَبَسَّمُ الرَّبُّ إِلَيْهِمَا ثُمَّ يَقُولُ: خُذْ بِيَدِ صَاحِبِكَ، انْطَلِقَا إِلَى الْجنَّة جمتعا (كرّ) مِنْ طَرِيقِ إِسْحَاقَ.
(52) [حَدِيثُ] عَمْرِو بْنِ يَحْيَى السَّعْدِيِّ عَنْ جده أَن النَّبِي كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ جَالِسًا بَيْنَ أَصْحَابِهِ إِذْ قَالَ: يَدْخُلُ عَلَيْكُمْ مِنْ بَابِ الْمَسْجِدِ فِي هَذَا الْيَوْمِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ يُفَرِّحُنِي اللَّهُ بِهِ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ فَتَطَاوَلْتُ لَهَا فَإِذَا نَحْنُ بِمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ قَدْ دَخَلَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هُوَ هَذَا، قَالَ نَعَمْ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، هُوَ، يَقُولُهَا ثَلاثًا، ثمَّ قَالَ النَّبِي: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِنَّ فِي جَهَنَّمَ كِلابًا زُرْقَ الأَعْيُنِ عَلَى أَعْرَافِهَا شَعْرٌ كَأَمْثَالِ أَذْنَابِ الْخَيْلِ، لَوْ أَذِنَ اللَّهُ تَعَالَى لِكُلٍّ مِنْهَا أَنْ تَبْلَعَ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ فِي لُقْمَةٍ وَاحِدَةٍ لَهَانَ ذَلِكَ عَلَيْهِ، تُسَلَّطُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى مَنْ لَعَنَ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ (كرّ) مِنْ طَرِيقِ إِسْحَاقَ الْمَذْكُورِ، وَفِيهِ أَيْضًا انْقِطَاعٌ.
(53) [حَدِيثُ] ابْنِ عُمَرَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ لَيَلِيَنَّ بَعْضَ مَدَائِنِ الشَّامِ رَجُلٌ عَزِيزٌ مَنِيعٌ هُوَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، فَقَالَ رَجُلٌ مَنْ هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: بِقَضِيبٍ(2/23)
كَانَ فِي يَدِهِ فِي قَفَا مُعَاوِيَةَ، هُوَ هَذَا (عد) مِنْ طَرِيقِ الْحَسَنِ بْنِ شَبِيبٍ (قُلْتُ) قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ: الْحَسَنُ ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات، وَقَالَ رُبَّمَا أَغْرَبَ، وَفِي الْمِيزَانِ عَن الدَّارَقُطْنِيّ أَنه قَالَ فِيهِ أَخْبَارِيٌّ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ يُعْتَبَرُ بِهِ، وَفِيهِ أَيْضًا إِسْنَادٌ آخَرُ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَحَامِلِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ شَبِيبٍ الْمُكْتِبُ مِنْ ثِقَاتِ أَهْلِ بَغْدَادَ وَالظَّاهِرُ أَنَّ قَائِلَ مِنْ ثِقَاتِ أَهْلِ بَغْدَادَ هُوَ الْمَحَامِلِيُّ، وَهُوَ شَيْخُ بَغْدَادَ فِي وَقْتِهِ وَمُحَدِّثُهَا وَمِثْلُهُ يُعْتَبَرُ تَوْثِيقُهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
(54) [حَدِيثُ] جَابِرٍ صلى بِنَا رَسُول الله ذَاتَ يَوْمٍ صَلاةَ الْفَجْرِ فَقَرَأَ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ فَلَمَّا بَلَغَ إِلَى قَوْله {وَلَا الضَّالّين} قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ {آمِينَ} وَرَفَعَ بِهَا صَوْتَهُ فَلَمَّا انْفَتَلَ مِنْ صَلاتِهِ أَقْبَلَ إِلَيْنَا وَقَالَ مَنِ الْمُتَكَلِّمُ قَالَ مُعَاوِيَةُ أَنَا فَقَالَ يَا مُعَاوِيَةُ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ بِعَدَدِ مَنْ قَرَأَ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَبِعَدِدِ مَنْ قَالَ آمِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (مي قلت) لم يبين علته وَفِيه عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ وَأَظُنُّهُ الرَّازِيَّ الْحَافِظَ قَالَ فِيهِ الدَّارَقُطْنِيُّ لَيْسَ بِثِقَةٍ وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ تَكَلَّمُوا فِيهِ وَشَيْخُهُ سَعِيدٌ لَا أَدْرِي من هُوَ وَالله أعلم.
(55) [حَدِيثٌ] ابْنِ عُمَرَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ لِمُعَاوِيَةَ يَا مُعَاوِيَةُ كَسَاكَ اللَّهُ مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ وَزَيَّنَكَ بِزِينَةِ الإِيمَانِ (مي) وَفِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ الْغِفَارِيُّ.
(56) [حَدِيثٌ] إِنَّ اللَّهَ اخْتَارَنِي وَاخْتَارَ لِي أَصْحَابًا فَجَعَل لِي مِنْهُمْ وُزَرَاءَ وَأَنْصَارًا وَإِنَّهُ سَيَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يَنْتَقِصُونَهُمْ فَلا تُوَاكِلُوهُمْ وَلَا تشاربوهم وَلَا تُجَالِسُوهُمْ ولاتصلوا عَلَيْهِمْ وَلا تُصَلُّوا مَعَهُمْ (نجا) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ وَقَالَ: هَذِهِ الزِّيَادَةُ فِي آخِرِ الْحَدِيثِ غَرِيبَةٌ غَيْرُ مَحْفُوظَةٍ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ هَذَا خَبَرٌ بَاطِلٌ لَا أَصْلَ لَهُ وَفِيهِ بَشِيرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، أَوِ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ جِدًّا.
(75) [حَدِيثُ] سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِيَّ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ يَكُونُ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ حَكَمَانِ ضَالانِ ضَالٌّ مَنْ تَبِعَهُمَا قُلْتُ يَا أَبَا مُوسَى انُظْر لَا تَكُونُ أَحَدَهُمَا قَالَ فَوَاللَّهِ مَا مَاتَ حَتَّى رَأَيْتُهُ أَحَدَهُمَا (طب) مِن طَرِيقِ جَعْفَرِ بْنِ عَلِيٍّ(2/24)
وَقَالَ: هَذَا عِنْدِي بَاطِلٌ وَجَعْفَرُ بْنُ عَلِيٍّ شَيْخٌ مَجْهُولٌ، وَقَالَ فِي الْمِيزَانِ شَيْخُ جَعْفَرٍ يَعْنِي عَلِيَّ بْنَ عَبَّاسٍ قَالَ فِيهِ الْقَطَّانُ وَابْنُ مَعِينٍ لَيْسَ بِشَيْءٍ فَالظَّاهِرُ أَنَّهُ الآفَةُ انْتَهَى.
(58) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ حَدَّثَتْنِي أُمُّ الْفَضْلِ بِنْتُ الْحَارِثِ الْهِلالِيَّةِ قَالَتْ مَرَرْتُ بِالنَّبِيِّ وَهُوَ فِي الْحِجْرِ فَقَالَ لِي يَا أُمَّ الْفَضْلِ إِنَّكِ حَامِلٌ بِغُلامٍ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ وَقَدْ تَحَالَفَ الْفَرِيقَيْنِ أَنْ لَا يَأْتُوا النِّسَاءَ قَالَ هُوَ مَا أَقُولُ لَكِ فَإِذَا وَضَعْتِيهِ فائتني بِهِ قَالَتْ فَلَمَّا وَضَعْتُكَ أَتَيْتُ بِكَ رَسُولَ اللَّهِ فَأَذَّنَ فِي أُذُنِكَ الْيُمْنَى وَأَقَامَ فِي أُذُنِكَ الْيُسْرَى وَقَالَ اذْهَبِي بِأَبِي الْخُلَفَاءِ قَالَتْ فَأَتَيْتُ الْعَبَّاسَ فَأَعْلَمْتُهُ وَكَانَ رَجُلا جَمِيلا لِبَاسًا فَأَتَى النَّبِيَّ فَلَمَّا رَآهُ قَامَ إِلَيْهِ فَقَبَّلَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ثُمَّ أَقْعَدَهُ عَنْ يَمِينِهِ ثُمَّ قَالَ هَذَا عَمِّي فَمَنْ شَاءَ فَلْيُبَاهِ بِعَمِّهِ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: بَعْضُ هَذَا قَالَ يَا عَبَّاس لما لَا أَقُولُ هَذَا الْقَوْلَ أَنْتَ عَمِّي وَصِنْوُ أَبِي وَخَيْرُ مَنْ أُخَلِّفُ بَعْدِي مِنْ أَهْلِي فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا شَيْءٌ أَخْبَرَتْنِي بِهِ أُمُّ الْفَضْلِ عَنْ مَوْلُودِنَا قَالَ نَعَمْ يَا عَبَّاسُ إِذَا كَانَ سَنَةُ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ فَهِيَ لَكَ وَلِوَلِدَك مِنْهُمُ السَّفَّاحُ وَمِنْهُمُ الْمَنْصُورُ وَمِنْهُمُ الْمَهْدِيُّ (خطّ) مِنْ طَرِيقِ أَحْمَدَ بْنِ رَاشِدٍ الْهِلالِيِّ قَالَ فِي الْمِيزَانِ وَهُوَ اخْتَلَقَهُ بِجَهْلٍ (قلت) وَقَالَ فِي تَلْخِيصِ الْوَاهِيَاتِ: بَاطِلٌ بِيَقِينٍ والآفة فِيهِ من أَحْمد ابْن رَاشِدٍ إِذْ رُوَاتُهُ مَعْرُفوَن ثِقَاتٌ سِوَاهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
(59) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاس بعث رَسُول الله إِلَى عَمه الْعَبَّاس ابْن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَإِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَأَتَيَاهُ فِي مَنْزِلِ أُمِّ سَلَمَةَ فَنَهَاهُمَا عَنْ بَعْضِ الأَمْرِ وَأَمَرَهُمَا بِبَعْضِ الأَمْرِ فَاخْتَلَفَا وَامْتَرَيَا حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا وَاشْتَدَّ اخْتِلافُهُمَا بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ يَا عَلِيُّ وَأَقْبَلَ عَلَيْهِ وَقَالَ تَدْرِي لِمَنْ أَغْلَظْتَ؟ أَبِي وَعَمِّي وَبَقِيَّتِي وَأَصْلِي وَعُنْصُرِي وَبَقِيَّةَ نَسْلِ آبَائِي خَيْرَ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ مَحْتِدًا وَأَفْضَلَ أَهْلِ الإِسْلامِ نَفْسًا وَدِينًا بَعْدِي مَنْ جَهِلَ حَقَّهُ فَقَدْ ضَيَّعَ حَقِّي أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ جَلَّ ذِكْرُهُ يُخْرِجُ مِنْ عَمِّي الْعَبَّاسَ أَوْلادًا يَجْعَلُهُمُ اللَّهُ وُلاةَ أَمْرِ أُمَّتِي يَجْعَلُهُمْ خُلَفَاءَ مُلُوكًا نَاعِمِينَ وَمِنْهُمْ مَهْدِيُّ أُمَّتِي يَا عَلِيُّ لَسْتُ أَنَا ذَكَرْتُهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ هُوَ الَّذِي ذَكَرَ وَرَفَعَ أَصْوَاتَهُمْ فَيَخْذِلُ مَنْ نَاوَأَهُمْ يَجْعَلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِمْ نُورًا سَاطِعًا عَبْدًا صَالِحًا مَهْدِيًّا سَيِّدًا يَبْعَثُهُ اللَّهُ حِينَ فُرْقَةٍ مِنَ الأَمْرِ وَاخْتِلافٍ شَدِيدٍ فَيُحْيِي اللَّهُ بِهِ كِتَابَهُ وَسُنَّتِي وَيُعِزُّ بِهِ الدِّينَ وَأَوْلِيَاءَهُ فِي الأَرْضِ يُحِبُّهُ اللَّهُ فِي سَمَائِهِ وَمَلائِكَتُهُ وَعِبَادُهُ الصَّالِحُونَ فِي شَرْقِ الأَرْض(2/25)
وَغَرْبِهَا وَذَلِكَ يَا عَلِيُّ بَعْدَ اخْتِلافِ الأَخَوَيْنِ مِنْ وَلَدِ الْعَبَّاسِ فَيَقْتُلُ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ ثُمَّ تَقَعُ الْفِتْنَةُ وَيَخْرُجُ قَوْمٌ مِنْ وَلَدِكَ يَا عَلِيُّ فَيُفْسِدُونَ عَلَيْهِمُ الْبُلْدَانَ وَيُعَادُونَهُمْ وَيُغِيرُونَ عَلَيْهِمْ فِي قُطْرِ الأَرْضِ وَتُفْسِدُ عَلَيْهِمْ فَيَكُونُ ذَلِكَ أَشْهُرًا أَوْ تَمَامَ السَّنَةِ ثُمَّ يَرُدُّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ النِّعْمَةَ عَلَى وَلَدِ الْعَبَّاسِ فَلا تَزَالُ فِيهِمْ حَتَّى يَخْرُجَ مَهْدِيٌّ، مَهْدِيُّ أُمَّتِي مِنْهُمْ شَابٌّ حَدَثُ السِّنِّ فَيَجْمَعُ اللَّهُ بِهِ الْكَلِمَةَ وَيُحْيِي بِهِ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ وَيَعِيشُ فِي زَمَانِهِ كُلُّ مُؤْمِنٍ مُسْتَمْسِكٌ بِكِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّتِهِ بِهِ يُنْزِلُ اللَّهُ رَحْمَتَهُ وَيُفَرِّجُ بِهِ كُلَّ كُرْبَةٍ كَانَتْ فِي أُمَّتِي يَرْضَى عَنْهُ سَاكِنُ السَّمَاءِ وَسَاكِنُ الأَرْضِ فَلا يَزَالُ ذَلِكَ فِيهِ وَفِي نَسْلِهِ حَتَّى ينزل عِيسَى بن مَرْيَمَ رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ فَيَقْبِضُ ذَلِكَ مِنْهُمْ يَا عَلِيُّ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ لِلْعَبَّاسِ وَلآلِ الْعَبَّاسِ مِنَ اللَّهِ حَافِظًا أَعْطَانِي اللَّهُ ذَلِكَ فِيهِمْ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَدُوَّهُمْ مَخْذُولٌ وَوَلِيَّهُمْ مَنْصُورٌ قَالَ وَغَضب رَسُول الله غَضَبًا شَدِيدًا حَتَّى ذَرَّ عَرَقٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَاحْمَرَّ وَجْهُهُ وَذَرَّتْ عُرُوقُهُ فَمَا كَادَ يُقْلِعُ فِي الْمَقَالَةِ فِي الْعَبَّاسِ وَوَلَدِهِ عَامَّةَ نَهَارِهِ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عَلِيٌّ وَثَبَ إِلَى الْعَبَّاسِ فَعَانَقَهُ وَقَبَّلَ رَأْسَهُ وَقَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ وَسَخَطِ رَسُولِهِ وَسَخَطِ عَمِّي فَمَا زَالَ كَذَلِكَ حَتَّى سكن غضب رَسُول الله ثُمَّ قَالَ: يَا عَلِيُّ إِنَّهُ مَنْ لَمْ يَعْرِفْ حَقَّ أَبِي وَعَمِّي وَبَقِيَّتِي وَبَقِيَّتِكَ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَمَكَانِهِ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَقَدْ جَهِلَ حَقِّي يَا عَليّ احفظ عنزته وَوَلَدَهُ فَإِنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ حَافِظًا يَلُمُّونَ أَمْرَ أُمَّتِي يَشُدُّ اللَّهُ بِهِمُ الدِّينَ وَيُعِزُّ بِهِمُ الإِسْلامَ بَعْدَ مَا كُفِئَ الإِسْلامُ وَغُيِّرَتْ سُنَّتِي يَخْرُجُ نَاصِرُهُمْ مِنْ أَرْضٍ يُقَالُ لَهَا خُرَاسَانُ بِرَايَاتٍ سُودٍ وَلا يَلْقَاهُمْ أَحَدٌ إِلا هَزَمُوهُ وَغَلَبُوا عَلَى مَا فِي أَيْدِيهِمْ حَتَّى تُضْرَبَ رَايَاتُهُمْ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ ثُمَّ أَمَرَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ فَانْصَرَفَا فَلَمَّا أَدْبَرَا دَعَا لَهُمَا رَسُول الله دُعَاءً كَثِيرًا وَخَرَجَا رَاضِيَيْنِ غَيْرَ مُخْتَلِفَيْنِ (كرّ) وَفِيهِ عُمَرُ بْنُ رَاشِدٍ.
(60) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ دَخَلْتُ أَنا وَأبي على النَّبِي فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ قُلْتُ لأَبِي مَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ الَّذِي كَانَ مَعَ النَّبِي مَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ مِنْهُ قَالَ لِي هُوَ كَانَ أَحْسَنَ وَجْهًا أم النَّبِي قُلْتُ هُوَ فَارْجِعْ بِنَا فَرَجَعْنَا حَتَّى دَخَلْنَا عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ أَبِي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيْنَ الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ مَعَكَ زَعَمَ عَبْدُ اللَّهِ أَنَّهُ كَانَ أَحْسَنَ وَجْهًا مِنْكَ فَقَالَ يَا عَبْدَ اللَّهِ رَأَيْتَهُ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ أَمَا إِنَّ ذَلِكَ جِبْرِيلُ أَمَا إِنَّه حِين دخلت قَالَ(2/26)
لِي يَا مُحَمَّدُ مَنْ هَذَا الْغُلامُ؟ قُلْتُ ابْنُ عَمِّي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ قَالَ أَمَا إِنَّهُ لَمُخَيَّلٌ لِلْخَيْرِ قُلْتُ يَا رَوْحَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ لَهُ قَالَ اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَيْهِ اللَّهُمَّ اجْعَلْ مِنْهُ كَثِيرًا طَيِّبًا (نجا) وَفِيه عبد الرَّحْمَن ابْن مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ وَهَنَّادٌ النَّسَفِيُّ.
(61) [حَدِيثٌ] شَرْطٌ مِنْ شُرُوطِ رَبِّي أَنْ لَا أُصَاهِرَ إِلَى أَحَدٍ وَلا يُصَاهِرَ إِلَيَّ أَحَدٌ إِلا كَانُوا رُفَقَائِي فِي الْجَنَّةِ فَاحْفَظُونِي فِي أَصْهَارِي وَأَصْحَابِي فَمَنْ حَفِظَنِي فِيهِمْ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ وَمَنْ لَمْ يَحْفَظْنِي فِيهِمْ تَخَلَّى اللَّهُ مِنْهُ وَمَنْ تَخَلَّى اللَّهُ مِنْهُ هَلَكَ (كرّ) مِنْ حَدِيثِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَفِيهِ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْعَلَاء الدِّمَشْقِي وَعنهُ غُلَام خَلِيل.(2/27)
بَاب فِي مَنَاقِب ومثالب مُتَفَرِّقَة
الْفَصْل الأَوَّلُ
(1) [حَدِيثُ] أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِي رَأَى إِبْلِيسَ حَسَنَ السِّحْنَةِ ثُمَّ رَآهُ بَعْدَ ذَلِكَ نَاحِلَ الْجِسْمِ مُتَغَيِّرَ اللَّوْنِ فَقَالَ لَهُ مَا الَّذِي أَنْحَلَ جِسْمَكَ وَغَيَّرَ لَوْنَكَ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَيْتُكَ أَوَّلا قَالَ: خِصَالٌ فِي أُمَّتِكَ قَالَ وَمَا هِيَ قَالَ صَهِيلُ فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَرَجُلٌ يُنَادِي بِالصَّلَاةِ فِي وَقتهَا وآناء اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مُحْتَسِبًا وَرَجُلٌ خَائِفٌ لِلَّهِ بِالصِّحَّةِ عَمَّالٌ لِلَّهِ مُخْلِصًا وَرَجُلٌ كَسَبَ كَسْبًا مِنْ حَلالٍ فَوَصَلَ بِهِ ذَا رَحِمٍ مُحْتَاجًا أَوْ ذَا فَاقَةٍ مُضْطَرًّا وَرَجُلٌ صَلَّى الصُّبْحَ وَجَلَسَ فِي مِحْرَابِهِ وَمَقْعَدِهِ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى الضُّحَى لِلَّهِ رَاجِيًا فَتِلْكَ الَّتِي فَعَلَتْ بِيَ الأَفَاعِيلَ (خطّ) مِنْ طَرِيقِ عَمْرِو بْنِ وَاصِلٍ وَاتَّهَمَهُ بِهِ.
(2) [حَدِيثُ] جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَجُلا قُتِلَ بِالْمَدِينَةِ لَا يُدْرَى من قَتله فَقَالَ النَّبِي أَبْعَدَهُ اللَّهُ إِنَّهُ كَانَ يُبْغِضُ قُرَيْشًا (عق) مِنْ طَرِيقِ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيِّ عَنْ هِلالِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَنَفِيِّ وَعَبَّادٌ يَأْتِي بِالْمَنَاكِيرِ فَاسْتَحَقَّ التَّرْكَ (قلت) لَمْ يَتَعَقَّبْهُ السُّيُوطِيُّ إِلا مِنْ جِهَةِ إِعْلالِهِ بِعَبَّادٍ فَقَالَ إِنَّمَا أَوْرَدَهُ الْعُقَيْلِيُّ فِي تَرْجَمَةِ هِلالٍ عَلَى أَنَّهُ مِنْ مَنَاكِيرِهِ وَقَالَ لَا أَصْلَ لَهُ وَكَذَا فِي الْمِيزَان وَاللِّسَان، وَأَمَّا عَبَّادٌ فَكَانَ شَرِيفًا نَبِيلا عَاقِلا كَبِيرَ الْقَدْرِ وَثَّقَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ وَرَوَى لَهُ الأَئِمَّةُ السِّتَّةُ انْتَهَى وَالصَّوَابُ أَنَّهُ لَيْسَ بِمَوْضُوعٍ فَلَهُ شَوَاهِدُ، رَوَى الطَّبَرَانِيُّ مِنْ طَرِيقِ يَعْقُوبَ بْنِ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيِّ الْحَافِظِ وَفِيهِ مَقَالٌ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ رَأَيْت رَسُول الله وَقَفَ يَوْمَ حُنَيْنٍ عَلَى رَجُلٍ مِنْ ثَقِيفٍ مَقْتُولٍ فَقَالَ أَبْعَدَكَ اللَّهُ فَإِنَّكَ كُنْتَ تُبْغِضُ قُرَيْشًا وَرَوَى الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ كَمَا قَالَهُ الْحَافِظُ الْعِرَاقِيُّ فِي كِتَابِهِ مَحَجَّةُ الْقُرْبِ فِي مَحَبَّةِ الْعَرَبِ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
قَالَ قِيلَ لِلنَّبِيِّ إِنَّ فُلانًا الثَّقَفِيَّ قُتِلَ وَقَدْ كَانَ أَسْلَمَ فَقَالَ أَبْعَدَهُ اللَّهِ إِنَّهُ كَانَ يُبْغِضُ قُرَيْشًا وَعَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ذكر لَهُ رجل(2/28)
مِنْ ثَقِيفٍ مَاتَ يَوْمَ حُنَيْنٍ وَهُوَ كَافِرٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: أَبْعَدَهُ اللَّهُ فَإِنَّهُ كَانَ يُبْغِضُ قُرَيْشًا رَوَاهُ السَّرَّاجُ وَمِنْ طَرِيقِه الْحَافِظُ الْعِرَاقِيُّ فِي الْمَحَجَّةِ وَقَالَ: هَذَا مُرْسَلٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ رِجَالُهُ مُخَرَّجٌ لَهُمْ فِي الصَّحِيحِ انْتَهَى وَفِي رِوَايَةٍ أَخْرَجَهَا ابْنُ السَّرِيِّ: أَبْعَدَهُ اللَّهُ إِنْ كَانَ لَيُبْغِضُ الْعَرَبَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
(3) [حَدِيثٌ] إِنَّ الْحَبَشَةَ نُجَدَاءُ أَسْخِيَاءُ وَإِنَّ فِيهِمْ لَيَمَنًا فَاتَّخِذُوهُمْ وَامْتَهِنُوهُمْ فَإِنَّهُمْ أَقْوَى شَيْءٍ (عد) مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ وَفِيهِ حَبِيبُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ كَاتِبُ مَالِكٍ.
(4) [حَدِيثٌ] لَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِي الْخِصْيَانِ خَيْرًا لأَخْرَجَ مِنْ أَصْلابِهِمْ ذُرِّيَّةً يَعْبُدُونَ اللَّهَ وَلَكِنْ عَلِمَ أَنْ لَا خَيْرَ فِيهِمْ فَجَبَاهُمْ (ابْنُ الْجَوْزِيِّ) مِنْ حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه إِسْحَاق بن يحيى وَهُوَ آفتة (قلت) كَذَا فِي اللآلِئِ الْمَصْنُوعَةِ وَلَيْسَ فِي النُّسْخَةِ الَّتِي عِنْدِي مِنَ الْمَوْضُوعَاتِ وَلا أَدْرِي مِنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى هَذَا فَإِنَّنِي لَمْ أَرَ فِي طَبَقَتِه مُسَمًّى بِذَلِكَ مُتَّهَمًا بِالْكَذِبِ وَلَعَلَّهُ ابْنُ أَبِي يَحْيَى الْكَعْبِيُّ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.
(5) [حَدِيثُ] الشَّعْبِيِّ رَأَى أَبُو هُرَيْرَةَ نَبَطِيًّا فَأَعْجَبَتْهُ هَيْئَتُهُ فَقَالَ مِمَّنْ أَنْتَ قَالَ مِنَ النَّبَطِ قَالَ تَنَحَّ عَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله يَقُولُ قَتَلَةُ الأَنْبِيَاءِ وَأَعْوَانُ الظَّلَمَةِ فَإِذَا اتَّخَذُوا الرِّبَاعَ وَشَيَّدُوا الْبُنْيَانَ فَالْهَرَبَ الْهَرَبَ (عق) مِنْ طَرِيقِ عبد الرَّحْمَن بن مَالك بن مِغْوَلٍ (قلت) وَفِي مَعْنَاهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا: مِنْ إِكْفَاءِ الدِّينِ تَفَصُّحُ النَّبَطِ وَاتِّخَاذُهُمُ الْقُصُورَ فِي الأَمْصَارِ، قَالَ أَبُو حَاتِمٍ خَبَرٌ مُنْكَرٌ عِمْرَانُ بْنُ تَمَّامٍ مَسْتُورًا حَتَّى حَدَّثَ بِهِ عَنِ ابْنِ حَمْزَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ يَعْنِي فَافْتُضِحَ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.
(6) [حَدِيثُ] أَبِي الزُّبَيْرِ قَالَ كُنَّا عِنْدَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ إِلَخ تَقَدَّمَ فِي بَابِ فَضَائِلِ السِّبْطَيْنِ وَآلِ الْبَيْتِ.
(7) (حَدِيثُ) جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْيَمَامِيُّ كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ الْحَسَنِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ وَلَدَتْنِي أُمِّي لَيْلَةَ الأَرْبَعَاءِ فَحَمَلُونِي إِلَى النَّبِي فَدَعَا لِي وَمَسَحَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِي وَقَالَ اللَّهُمَّ نَزِّهْهُ فِي الْعِلْمِ قَالَ جَابِرٌ وَاسْمُ أَبِي الْحَسَنِ فَيْرُوزُ وَاسْمُ أُمِّهِ سَلَمَةُ (خطّ) وَقَالَ كَانَ جَابِرٌ كَذَّابًا جَاهِلا بِمَا يَقُولُ وَكَلامُهُ بَاطِلٌ مِنْ كُلِّ الْوُجُوهِ لَمْ يُولَدِ الْحسن فِي زمن النَّبِي وَلا خِلافَ أَنَّ اسْمَ أَبِيهِ يسَار وَاسم أمه خيرة.(2/29)
(8) [حَدِيثُ] ابْنِ عَمْرٍو تَقَدَّمَ فِي مَنَاقِبِ السِّبْطَيْنِ وَفِيهِ مَقْتَلُ الْحُسَيْنِ وَذِكْرُ يَزِيدَ.
(9) [حَدِيثٌ] يَكُونُ فِي أُمَّتِي رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ أَضَرُّ عَلَى أُمَّتِي مِنْ إِبْلِيسَ وَيَكُونُ فِي أُمَّتِي رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو حَنِيفَةَ هُوَ سِرَاجُ أُمَّتِي هُوَ سِرَاجُ أُمَّتِي (قا) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ وَفِيهِ أَحْمَدُ الْجُويْبَارِيُّ وَعَنْهُ مَأْمُونٌ السُّلَمِيُّ وَأَحَدُهُمَا وَضَعَهُ، وَذَكَرَ الْحَاكِمُ فِي الْمَدْخَلِ أَنَّ مَأْمُونًا قِيلَ لَهُ أَلا تَرَى إِلَى الشَّافِعِيِّ وَمَنْ تَبِعَهُ بِخُرَاسَانَ فَقَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ إِلَخ فَبَانَ بِهَذَا أَنَّهُ الْوَاضِعُ لَهُ فَعَلَيْهِ مِنَ اللَّهِ مَا يَسْتَحِقُّهُ وَجَعَلُوهُ أَيْضًا مِنْ حَدِيث أبي هُرَيْرَة أخرجه الْخَطِيب مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَرْزَوِيِّ الْبُورَقِيِّ، قَالَ الْحَاكِمُ وَالْخَطِيبُ: وَهُوَ مَنْ وَضَعَهُ لَعْنَةُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِ.
(10) (حَدِيثٌ) سَيَأْتِي مِنْ بَعْدِي رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ النُّعْمَانُ بْنُ ثَابِتٍ وَيُكَنَّى أَبَا حَنِيفَةَ لَيُحْيَيَنَّ دِينُ اللَّهِ وَسُنَّتِي عَلَى يَدَيْهِ (خطّ) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ طَرِيقِ أَبَانٍ وَعَنْهُ أَبُو المعلي ابْن الْمُهَاجِرِ مَجْهُولٌ وَعَنْهُ سُلَيْمَانُ بْنُ قَيْسٍ كَذَلِكَ وَعَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ يزِيد بن عبد الله السّلمِيّ مَتْرُوكٌ (عد) مِنْ طَرِيقِ الْجُويْبَارِيِّ وَنَاهِيكَ بِهِ كَذَّابًا.
(11) [حَدِيثٌ] يَجِيءُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ كِرَّامٍ يُحْيِي السُّنَّةَ وَالْجَمَاعَةَ هِجْرَتُهُ مِنْ خُرَاسَانَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ كَهِجْرَتِي مِنْ مَكَّة إِلَى الْمَدِينَة (قانجا) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَفِيهِ إِسْحَاقُ بْنُ مَحْمَشَادَ وَهُوَ الْمُتَّهَمُ بِهِ.
الْفَصْل الثَّانِي
(12) [حَدِيثٌ] أَحِبُّوا الْعَرَبَ لِثَلاثٍ لأَنِّي عَرَبِيٌّ وَالْقُرْآنُ عَرَبِيٌّ وَكَلامُ أَهْلِ الْجَنَّةِ عَرَبِيٌّ (عق) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ طَرِيقِ يَحْيَى بْنِ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ وَقَالَ مُنْكَرٌ انْتَهَى وَيَحْيَى يَرْوِي الْمَقْلُوبَاتِ (تُعُقِّبَ) بِأَنَّ الْحَدِيثَ أَخْرَجَهُ مِنْ هَذَا الطَّرِيقِ الْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ وَالْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ وَصَحَّحَهُ، وَتَابَعَ يَحْيَى مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَطِيَّةَ أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ أَيْضًا وَتَعَقَّبَهُ الذَّهَبِيُّ فِي تَلْخِيصِهِ فِي الطَّرِيقَيْنِ بِأَنَّ يَحْيَى ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ مُتَّهَمٌ فَلا يَصْلُحُ لِلْمُتَابَعَاتِ وَلَهُ شَاهد من حَدِيث أبي هُرَيْرَة: أَنَا عَرَبِيٌّ وَالْقُرْآنُ عَرَبِيٌّ وَلِسَانُ أَهْلِ الْجَنَّةِ عَرَبِيٌّ أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ وَفِيهِ الشِّبْلُ بْنُ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ لَهُ مَنَاكِير، فَالْحَدِيث(2/30)
ضَعِيفٌ لَا صَحِيحٌ وَلا مَوْضُوعٌ (قُلْتُ) قَالَ الْحَافِظُ الْعِرَاقِيُّ فِي مَحَجَّةِ الْقُرْبِ: حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَشِبْلُ بْنُ الْعَلاءِ احْتَجَّ بِهِ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وَقَالَ إِنَّهُ مُسْتَقِيمُ الأَمْرِ فِي الْحَدِيثِ لَكِنَّ الرَّاوِيَ لَهُ عَنْهُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ عِمْرَانَ الزُّهْرِيَّ مَتْرُوكٌ قَالَهُ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ فَلا يَصِحُّ هَذَا الْحَدِيثُ انْتَهَى وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.
(13) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ ذُكِرَ السودَان عِنْد رَسُول الله فَقَالَ دَعُونِي مِنَ السُّودَانِ إِنَّمَا الأَسْوَدُ لِبَطْنِهِ وَفَرْجِهِ (خطّ) وَلا يَصِحُّ فِيهِ يَحْيَى بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ الْمَدِينِيُّ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
(14) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ أَيْضًا رَأَى رَسُولُ الله طَعَامًا فَقَالَ لِمَنْ هَذَا فَقَالَ الْعَبَّاسُ: لِلْحَبَشَةِ أُطْعِمُهُمْ وَأَكْسُوهُمْ قَالَ يَا عَمِّ لَا تَفْعَلْ لأَنَّهُمْ إِن أجاعوا سَرَقُوا وَإِنْ شَبِعُوا زَنَوْا (قطّ) من طَرِيق بن حَفْصٍ الْمَكِّيِّ وَلَيْسَ بِشَيْءٍ.
(15) [وَحَدِيثٌ] إِنَّمَا الأَسْوَدُ لِبَطْنِهِ وَفَرْجِهِ (عق) مِنْ حَدِيثِ أُمِّ أَيْمَنَ مِنْ طَرِيقِ خَالِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَقَالَ لَا يُتَابَعُ عَلَيْهِ وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ مَجْهُولٌ.
(16) [وَحَدِيثٌ] الزَّنْجِيُّ إِذَا شَبِعَ زَنَى وَإِذَا جَاعَ سَرَقَ وَإِنَّ فِيهِمْ لَسَمَاحَةً وَنَجْدَةً (عد) مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ وَلا يَصِحُّ فِيهِ عَنْبَسَةُ الْبَصْرِيُّ مَتْرُوكٌ (تُعُقِّبَ) فِي الأَرْبَعَةِ بِأَنَّ لَهَا شَوَاهِدَ مِنْهَا مَا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ وَالْبَزَّارُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ لَا خَيْرَ فِي الْحَبَشِ إِذَا جَاعُوا سَرَقُوا وَإِنْ شَبِعُوا زَنَوْا وَإِنَّ فِيهِمْ لَخَلَّتَيْنِ حَسَنَتَيْنِ إِطْعَامَ الطَّعَامِ وَبَأْسًا عِنْدَ الْبَأْسِ، وَفِيهِ عَوْسَجَةُ قَالَ الذَّهَبِيُّ فِي الْمُغْنِي رَوَى لَهُ أَبُو دَاوُدَ وَهُوَ مَجْهُولٌ (قلت) قَالَ الْحَافِظُ الْمِزِّيُّ فِي التَّهْذِيبِ عَوْسَجَةُ الْمَكِّيُّ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ روى عَن موالاه ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ مَاتَ رَجُلٌ على عهد رَسُول الله وَلَمْ يَتْرُكْ وَارِثًا إِلا عَبْدًا هُوَ أَعْتَقَهُ فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ مِيرَاثَهُ، قَالَ الْبُخَارِيُّ لَا يَصِحُّ حَدِيثُهُ وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَالنَّسَائِيُّ لَيْسَ بِمَشْهُورٍ وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ مَكِّيٌّ ثِقَةٌ وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ أَخْرَجَ لَهُ الأَرْبَعَةُ هَذَا الْحَدِيثَ الْوَاحِدَ انْتَهَى وَزَادَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَهْذِيب التَّهْذِيبِ نَقْلا عَنِ ابْنِ قُتَيْبَةَ أَنَّهُ قَالَ وَالْفُقَهَاءُ عَلَى خِلافِ حَدِيثِ عَوْسَجَةَ هَذَا إِمَّا لاتِّهَامِهِمْ عَوْسَجَةَ فَإِنَّهُ مِمَّنْ لَا يَثْبُتُ بِهِ فَرْضٌ وَلا سُنَّةٌ وَإِمَّا لِتَحْرِيفٍ فِي التَّأْوِيلِ وَإِمَّا لِنَسْخٍ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ وَمِنْهَا مَا فِي مُسْند(2/31)
الْحُمَيْدِيِّ عَنْ هِلالٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ قَالَ بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ الله قَالَ مِنْ شَرِّ رَقِيقِكُمُ السُّودَانَ إِنْ جَاعُوا سَرَقُوا وَإِنْ شَبِعُوا زَنَوْا وَمَا فِي الْحِلْيَةِ عَنْ أَبِي رَافِعٍ مَرْفُوعًا شَرُّ الرَّقِيقِ الزَّنْجُ إِذَا شَبِعُوا زَنَوْا وَإِذَا جَاعُوا سَرَقُوا ثُمَّ إِنَّ يَحْيَى بْنَ أَبِي سُلَيْمَانَ رَوَى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ وَلَيْسَ بِالْقَوِيّ وَذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَاتِ وَخَالِدٌ الزُّبَيْرِيُّ ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ.
(17) [حَدِيثٌ] زَوِّجُوا الأَكْفَاءَ وَتَزَوَّجُوا الأَكْفَاءَ وَاخْتَارُوا لِنُطَفِكُمْ وَإِيَّاكُمْ وَالزَّنْجَ فَإِنَّهُ خَلْقٌ مُشَوَّهٌ (حب) مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ السُّدِّيِّ وَتَابعه عَامر ابْن صَالِحٍ الزُّبَيْرِيُّ وَلَيْسَ بِشَيْءٍ (تُعُقِّبَ) بِأَن لَهُ طَرِيقا آخر أخرجه أَبُو نعيم فِي الْحِلْية من طَرِيقِ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ بِلَفْظِ: تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ وَاجْتَنِبُوا هَذَا السَّوَادَ فَإِنَّهُ لَوْنٌ مُشَوَّهٌ، قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ زِيَادٍ الزُّهْرِيِّ لَمْ نَكْتُبْهُ إِلا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ (قلت) وَأَوْرَدَهُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي الْوَاهِيَاتِ وَقَالَ: مُنْكَرٌ وَفِيهِ عَبْدُ الْعَظِيمِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَشَيْخُهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ يَحْيَى لَا أَعْرِفُهَمَا وَلِحَدِيثِ عَائِشَةَ طُرُقٌ أُخْرَى أَوْرَدَهَا ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي الْوَاهِيَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
(18) [حَدِيثٌ] اتْرُكُوا التُّرْكَ مَا تَرَكُوكُمْ (ابْنُ الْجَوْزِيِّ) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَفِيهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَزْهَرِ وَسَلَمَةُ بْنُ حَفْصٍ السَّعْدِيُّ (تُعُقِّبَ) بِأَنَّ ابْن الْأَزْهَر تَابعه إِسْحَاق ابْن أَيُّوبَ الْوَاسِطِيُّ أَخْرَجَهُ أَبُو الشَّيْخِ فِي الْفِتَنِ فَزَالَتْ تُهْمَتُهُ، وَلِلْحَدِيثِ طَرِيقٌ آخَرُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ وَزَادَ فَإِنَّ أَوَّلَ مَنْ يَسْلُبُ أُمَّتِي مَلِكُهُمْ وَمَا خَوَّلَهُمُ اللَّهُ بَنُو قَنْطُورَاءَ وَعِنْدَ أَبِي دَاوُدَ فِي الْمَلاحِمِ مِنْ سُنَنِهِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِي مَرْفُوعًا دَعُوا الْحَبَشَةَ مَا وَدَعُوكُمْ وَاتْرُكُوا التُّرْكَ مَا تَرَكُوكُمْ، وَجَاءَ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وَمِنْ حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ.
(19) [حَدِيثُ] ابْنِ عُمَرَ جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْحَبَشَةِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فُضِّلْتُمْ عَلَيْنَا بِالصُّوَرِ وَالأَلْوَانِ وَالنُّبُوَّةِ أَفَرَأَيْتَ إِنْ آمَنْتُ بِمِثْلِ مَا آمَنْتَ بِهِ وَعَمِلْتَ بِمِثْلِ مَا عَمِلْتَ بِهِ إِنِّي كَائِنٌ مَعَكَ فِي الْجَنَّةِ قَالَ نَعَمْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ لَيُرَى بَيَاضُ الأَسْوَدِ مِنْ مَسِيرَةِ أَلْفِ عَامٍ وَمَنْ قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله كَانَ لَهُ بِهَا عَهْدٌ عِنْدَ الله وَمن قَالَ(2/32)
سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ كُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ أَلْفِ حَسَنَةٍ وَأَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفَ حَسَنَةٍ فَقَالَ رَجُلٌ كَيْفَ نَهْلِكُ بَعْدَ هَذَا؟ قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِالْعَمَلِ لَوْ وُضِعَ عَلَى جَبَلٍ لأَثْقَلَهُ فَتَقُومُ النِّعْمَةُ مِنْ نِعَمِ اللَّهِ فَتَكَادُ تَسْتَنْفِدُ ذَلِكَ كُلَّهُ إِلا أَنْ يَتَطَوَّلَ اللَّهُ بِرَحْمِتِه ثُمَّ نَزَلَتْ {هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ} إِلَى قَوْله {وملكا كَبِيرا} فَقَالَ الْحَبَشِيُّ وَإِنَّ عَيْنَيَّ لَتَرَيَانِ مَا تَرَى عَيْنَاكَ فِي الْجَنَّةِ قَالَ نَعَمْ فَاشْتَكَى الْحَبَشِيُّ حَتَّى فَاظَتْ نَفْسُهُ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ فَلَقَد رَأَيْت رَسُول الله يُدْلِيهِ فِي حُفْرَتِهِ بِيَدِهِ (حب) وَقَالَ بَاطِلٌ لَا أَصْلَ لَهُ وَفِيهِ أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ فَاحِشُ الْخَطَإِ (تُعُقِّبَ) بِأَنَّ أَيُّوبَ لَمْ يُتَّهَمْ بِكَذِبٍ بَلْ وُثِّقَ وَأَخْرَجَ لَهُ ابْنُ مَاجَهْ وَقَالَ فِي الْمِيزَان ضعفه أَحْمد وقَالَ مَرَّةً ثِقَةٌ لَا يُقِيمُ حَدِيثَ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ كُتُبُهُ صَحِيحَةٌ وَلَكِنْ يُحَدِّثُ مِنْ حِفْظِهِ فَيَغْلَطُ وَقَالَ الْعِجْلِيُّ وَابْنُ عَدِيٍّ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ وَتَابَعَهُ الْحَسَنُ بْنُ ذَكْوَانَ أَخْرَجَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ وَالْحَسَنُ مِنْ رِجَالِ البُخَارِيّ وَأبي دَاوُد والتِّرْمِذِيّ وَابْنِ مَاجَهْ فَهِيَ مُتَابَعَةٌ قَوِيَّةٌ وَلَهُ شَاهِدٌ مُرْسَلٌ قَوِيُّ الإِسْنَادِ أَخْرَجَهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ وَآخَرُ مِنْ مُرْسَلِ ابْنِ زَيْدٍ أَخْرَجَهُ ابْنُ وَهْبٍ وَلِبَعْضِهِ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ.
(20) [حَدِيثٌ] اتَّخِذُوا السُّودَانَ فَإِنَّ فِيهِمْ ثَلاثَةً مِنْ سَادَاتِ أَهْلِ الْجَنَّةِ لُقْمَانُ الْحَكِيمُ وَالنَّجَاشِيُّ وَبِلالٌ (حب) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ طَرِيقِ أَبْيَنَ بْنِ سُفْيَانَ وَعُثْمَانَ الطَّرَايِفِيِّ (تُعُقِّبَ) بِأَنَّ الطَّرَايِفِيَّ وُثِّقَ كَمَا مَرَّ وَلِلْحَدِيثِ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ وَاثِلَةَ مَرْفُوعًا خَيْرُ السُّودَانِ لُقْمَانُ وَبِلالٌ وَمِهْجَعٌ مولى رَسُول الله أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ وَصَحَّحَ إِسْنَادَهُ، وَمِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ مُرْسَلا سَادَةُ السُّودَانِ أَرْبَعَةٌ لُقْمَانُ الْحَبَشِيُّ وَالنَّجَاشِيُّ وَبِلالٌ وَمِهْجَعٌ أَخْرَجَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ.
(21) [حَدِيثُ] ابْن عمر بَيْنَمَا النَّبِي بِفِنَاءِ الْكَعْبَةِ إِذْ نَزَلَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّهُ سَيَخْرُجُ فِي أُمَّتِكَ رَجُلٌ يُشَفَّعُ فَيُشَفِّعُهُ اللَّهُ فِي عَدَدِ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ فَإِنْ أَدْرَكْتَهُ فَسَلْ مِنْهُ الشَّفَاعَةَ لأُمَّتِكَ فَقَالَ يَا جِبْرِيلُ مَا اسْمُهُ وَمَا صِفَتُهُ فَقَالَ أَمَّا اسْمُهُ فَأُوَيْسٌ وَأَمَّا صِفَتُهُ وَقَبِيلَتُهُ فَمِنَ الْيَمَنِ مِنْ مُرَادٍ وَهُوَ رَجُلٌ أَصْهَبُ مَقْرُونُ الْحَاجِبَيْنِ أَدْعَجُ الْعَيْنَيْنِ بِكَفِّهِ الْيُسْرَى وَضَحٌ أَبيض فَلم يزل النَّبِي يَطْلُبُهُ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ فَلَمَّا احْتضرَ النَّبِي(2/33)
أَوْصَى أَبَا بَكْرٍ وَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالَ لَهُ جِبْرِيلُ فِي أُوَيْسٍ الْقَرْنِيِّ وَقَالَ فَإِنْ أَنْتَ أَدْرَكْتَهُ فَسَلْهُ الشَّفَاعَةَ لَكَ وَلأُمَّتِي فَلَمْ يَزَلْ أَبُو بَكْرٍ يَطْلُبُهُ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ فَلَمَّا احْتُضِرَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ أَوْصَى بِهِ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالَ لَهُ رَسُول الله وَقَالَ يَا عُمَرُ إِنْ أَنْتَ أَدْرَكْتَهُ فَسَلْهُ الشَّفَاعَةَ لِي وَلَكَ وَلأمة مُحَمَّد رَسُول الله فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ يَطْلُبُهُ حَتَّى كَانَ آخِرُ حَجَّةٍ حَجَّهَا وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَأَتَيَا رِفَاقَ الْيَمَنِ فَنَادَى عُمَرُ بِأَعْلَى صَوْتِهِ يَا مَعْشَرَ النَّاسِ هَلْ فِيكُمْ أُوَيْسٌ الْقَرْنِيُّ أَعَادَ مَرَّتَيْنِ فَقَامَ شَيْخٌ مِنْ أَقْصَى الرِّفَاقِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَعَمْ هُوَ ابْنُ أَخٍ لِي هُوَ أَخْمَلُ أَمْرًا وَأَهْمَلُ ذِكْرًا مِنْ أَنْ يَسْأَلَ مِثْلُكَ عَنْ مِثْلِهِ فَأَطْرَقَ عُمَرُ طَوِيلا حَتَّى ظَنَّ الشَّيْخُ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ شَأْنِهِ ابْنَ أَخِيهِ ثُمَّ قَالَ عُمَرُ أَيُّهَا الشَّيْخُ ابْنُ أَخِيكَ فِي حَرَمِنَا هَذَا قَالَ الشَّيْخُ هُوَ فِي وَادِي أَرَاكِ عَرَفَاتٍ فَرَكِبَ عُمَرُ وَعَلِيٌّ حَتَّى أَتَيَا وَادِيَ عَرَفَاتٍ فَإِذَا هُمَا بِرَجُلٍ كَمَا وَصَفَهُ جِبْرِيل للنَّبِي أَصْهَبُ مَقْرُونُ الْحَاجِبَيْنِ أَدْعَجُ الْعَيْنَيْنِ رَامٍ بِذَقْنِهِ عَلَى صَدْرِهِ شَاخِصٍ بِبَصَرِهِ نَحْوَ مَوْضِعِ سُجُودِهِ قَائِمٍ يُصَلِّي وَهُوَ يَتْلُو الْقُرْآنَ فَدَنَوَا مِنْهُ فَقَالا لَهُ لَمَّا فَرَغَ السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ فَقَالَ لَهُمَا وَعَلَيْكُمَا السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ مَنْ أَنْتَ يَا عَبْدَ اللَّهِ قَالَ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ قَدْ عَلِمْنَا أَنَّ أَهْلَ السَّمَوَاتِ وَأَهْلَ الأَرْضِ كُلَّهُمْ عَبِيدُ اللَّهِ قَالَ أَنَا رَاعِي الإِبِلِ وَأَجِيرُ الْقَوْمِ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ لَسْنَا عَنْ هَذَا سَأَلْنَاكَ إِنَّا نَسْأَلُكَ بِحَقِّ حَرَمِنَا هَذَا إِلا أَخْبَرْتَنَا بِاسْمِكَ الَّذِي سَمَّاكَ بِهِ أَبُوكَ قَالَ أَنَا أُوَيْسٌ الْقَرْنِيُّ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ يَا أُوَيْسُ إِنَّ رَسُول الله ذَكَرَ أَنَّ بِكَفِّكَ الْيُسْرَى وَضَحًا أَبْيَضَ فَأَوْضِحْ لَنَا فِيهِ فَأَرَاهُمَا إِيَّاهُ فَأَقْبَلَ عَلِيٌّ وَعُمَرُ يُقَبِّلانِهِ فَقَالَ عَليّ يَا أَوْس إِن رَسُول الله ذَكَرَ أَنَّكَ سَيِّدُ التَّابِعِينَ وَأَنَّكَ تَشْفَعُ فَيُشَفِّعُكَ اللَّهُ فِي عَدَدِ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ فَقَالَ لَهُمْ أُوَيْسٌ فَعَسَى أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ غَيْرِي فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ قَدْ أَيْقَنَّا أَنَّك أَنْت هُوَ حَقنا يَقِينًا فَرَفَعَ يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ هَذَيْنِ ابْنَا عَمِّي يُحِبَّانِّي فِيكَ فَاغْفِرْ لَهُمَا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ قَالَ لَهُ أَيْنَ الْمِيعَادُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ إِنِّي أَرَاكَ رَثَّ الْحَالِ حَتَّى آتِيَكَ بِكِسْوَةٍ وَنَفَقَةٍ مِنْ رِزْقِي فَقَالَ لَهُ أُوَيْسٌ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَك عَقَبَةً كؤودا لَا يُجَاوِزُهَا إِلا كُلُّ ضَامِرٍ عَطْشَانَ مَهْزُولٍ أَلا تَرَى يَا عُمَرُ أَنَّ عَلَيَّ طِمْرَيْنِ مِنْ صُوفٍ وَنَعْلَيْنِ مَخْصُوفَتَيْنِ وَلِي نَفَقَةٌ وَلِي عَلَى الْقَوْمِ حِسَابٌ فَإِلَى مَتَى آكُلُ هَذَا وَإِلَى مَتَى يُبْلَى هَذَا، فَأَخْرَجَ عُمَرُ الدِّرَّةَ مِنْ كُمِّهِ ثُمَّ نَادَى يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ مَنْ يَأْخُذُ الْخِلافَةَ(2/34)
بِمَا فِيهَا، فَقَالَ أُوَيْسٌ: مَنْ جَدَعَ اللَّهُ أَنْفَهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: وَاللَّهِ مَا نكبت مصرا ولَا ظَلَمْتُ فِيهَا ذِمِّيًّا وَلا أَكَلْتُ مِنْهَا حِمَى أَرْضٍ، فَقَالَ أُوَيْسٌ: جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا يَا عُمَرُ عَنْ هَذِهِ الأُمَّةِ، وَأَنْتَ يَا عَلِيُّ فَجَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا عَنْ هَذِهِ الأُمَّةِ، فَتَعِيشَانِ حَمِيدَيْنِ، وَتَمُوتَانِ شَهِيدَيْنِ فَقَالا لَهُ: أَوْصِنَا يَرْحَمُكَ اللَّهُ، فَقَالَ لَهُمَا: أُوصِيكُمَا بِتَقْوَى اللَّهِ وَالْعَمَلِ بِطَاعَتِهِ وَالصَّبْرِ عَلَى مَا أَصَابَكُمَا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ، وَأُوصِيكُمَا أَنْ تَلْقَيَا هَرَمَ بْنَ حَيَّانَ فَتُقْرِئَاهُ مِنِّي السَّلامَ وَخَبِّرَاهُ أَنِّي أَرْجُو أَنْ يَكُونَ رَفِيقِي فِي الْجَنَّةِ، قَالَ: فَوَدَعُوهُ فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ وَعَلِيٌّ يَطْلُبَانِ هَرَمَ بْنَ حَيَّانَ فَبَيْنَمَا هُمَا مَارَّيْنِ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ وَإِذَا بِهَرَمِ بْنِ حَيَّانَ قَائِمٌ يُصَلِّي فَانْتَظَرَاهُ فَلَمَّا انْصَرَفَ سَلَّمَا عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيْهِمَا السَّلامَ ثُمَّ قَالَ لَهُمَا مِنْ أَيْنَ جِئْتُمَا؟ قَالا: جِئْنَا مِنْ عِنْدَ أُوَيْسٍ الْقَرْنِيِّ وَهُوَ يُقْرِئُكَ السَّلامَ وَهُوَ يَقُولُ لَكَ إِنِّي أَرْجُو أَنْ تَكُونَ رَفِيقِي فِي الْجَنَّةِ، فَلَمْ يَزَلْ هَرَمُ بْنُ حَيَّانَ فِي طَلَبِ أُوَيْسٍ فَبَيْنَمَا هُوَ بِالْكُوفَةِ مَارًّا بِشَاطِئِ الْفُرَاتِ إِذَا هُوَ بِرَجُلٍ أَصْهَبَ مَقْرُونِ الْحَاجِبَيْنِ أَدْعَجِ الْعَيْنَيْنِ يَغْسِلُ طِمْرَيْنِ لَهُ مِنْ صُوفٍ فَدَنَا مِنْهُ هَرَمُ بْنُ حَيَّانَ فَقَالَ السَّلامُ عَلَيْكِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ يَا أُوَيْسُ فَأَجَابَهُ بِمِثْلِ ذَلِكَ مِنَ السَّلامِ وَقَالَ لَهُ: يَا هَرَمُ بْنَ حَيَّانَ قَالَ لَهُ هَرَمٌ: كَيْفَ الزَّمَانُ عَلَيْكَ؟ قَالَ لَهُ أُوَيْسٌ: كَيْفَ الزَّمَانُ عَلَى رَجُلٍ إِذَا أَصْبَحَ يَقُولُ لَا أُمْسِي، وَيُمْسِي يَقُولُ لَا أُصْبِحُ، يَا أَخَا مُرَادٍ إِنَّ الْمَوْتَ وَذِكْرَهُ لَمْ يَتْرُكْ لِلْمُؤْمِنِ فَرَحًا وَإِنَّ الأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ لَمْ يَتْرُكْ لِلْمُؤْمِنِ صَدِيقًا فَقَالَ لَهُ هِرَمٌ: يَا أُوَيْسُ أَمَّا مَعْرِفَتُكَ فَإِنَّ عُمَرَ وَعَلِيًّا وَصَفَاكَ لِي فَعَرَفْتُكَ بِصِفَتِهِمَا، فَأَنْتَ مِنْ أَيْنَ عَرَفْتَنِي؟ فَقَالَ لَهُ أُوَيْسٌ: إِنَّ الأَرْوَاحَ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا فِي اللَّهِ ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ فِي اللَّهِ اخْتَلَفَ، قَالَ لَهُ أُوَيْسٌ يَا هَرَمُ اتْلُ عَلَيَّ آيَاتٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَتَلا عَلَيْهِ هَذِهِ الآيَةَ {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعبين} فَخَرَّ أُوَيْسٌ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ لَهُ هَرَمٌ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَصْحَبَكَ وَأَكُونَ مَعَكَ، فَقَالَ لَهُ أُوَيْسٌ: لَا يَا هَرَمُ وَلَكِنْ إِذَا مِتُّ لَا يُكَفِّنُنِي أَحَدٌ حَتَّى تَأْتِيَ أَنْتَ وَتُكَفِّنُنِي وَتَدْفِنُنِي ثُمَّ إِنَّهُمَا افْتَرَقَا وَلَمْ يَزَلِ ابْنُ حَيَّانَ فِي طَلَبِ أُوَيْسٍ حَتَّى دَخَلَ مَدِينَةً مِنْ مَدَائِنِ الشَّامِ يُقَالُ لَهَا دِمَشْقُ فَإِذَا هُوَ بِأُوَيْسٍ قَدْ تُوُفِّيَ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى أُمِّ رَأسه وَقَالَ: وَا أَخَاهُ هَذَا أُوَيْسٌ الْقَرْنِيُّ مَاتَ ضَائِعًا فَقَالُوا لَهُ مَنْ أَنْتَ يَا عَدُوَّ اللَّهِ وَمَنْ هَذَا؟ فَقَالَ أَمَّا أَنَا فَهَرَمُ بْنُ حَيَّانَ، وَأَمَّا هَذَا فَأُوَيْسٌ الْقَرْنِيُّ وَلِيُّ اللَّهِ، قَالُوا فَإِنَّا قَدْ جَمَعْنَا لَهُ ثَوْبَيْنِ نُكَفِّنُهُ فِيهِمَا فَقَالَ لَهُمْ هَرَمٌ، مَا لَهُ بِثَمَنِ ثَوْبَيْكُمْ حَاجَةٌ وَلَكِنْ يُكَفِّنُهُ هَرَمُ بْنُ حَيَّانَ مِنْ مَالِهِ، فَضَرَبَ هَرَمٌ بِيَدِهِ إِلَى مِزْوَدِ أُوَيْسٍ فَإِذَا هُوَ بِثَوْبَيْنِ لَمْ يَكُنْ لَهُ بهما(2/35)
عَهْدٌ عِنْدَ رَأْسِ أُوَيْسٍ عَلَى أَحَدِهِمَا مَكْتُوبٌ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ بَرَاءَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ لأُوَيْسٍ الْقَرْنِيِّ مِنَ النَّارِ وَعَلَى الآخَرِ مَكْتُوبٌ: هَذَا كَفَنٌ لأُوَيْسٍ الْقَرْنِيِّ مِنَ الْجَنَّةِ (حب) مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ وَقَالَ بَاطِلٌ وَالَّذِي صَحَّ فِي أُوَيْسٍ كَلِمَاتٌ يَسِيرَةٌ مَعْرُوفَةٌ (تَعَقَّبَهُ) السُّيُوطِيُّ فَقَالَ: عِنْدِي وَقْفَةٌ فِي الْحُكْمِ عَلَيْهِ بِالْوَضْعِ فَإِنَّ لَهُ طُرُقًا عَدِيدَةٌ فَوَرَدَ هَكَذَا مُطَوَّلا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَخْرَجَهُ الرُّويَانِيُّ فِي مُسْنَدِهِ وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي الْحِلْيَةِ وَابْنُ عَسَاكِرَ وَسَنَدُهُ لَا بَأْسَ بِهِ، وَقَدْ سُقْتُه فِي جَمْعِ الْجَوَامِعِ فِي مُسْنَدِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَمِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَخْصَرُ مِنْهُ أَخْرَجَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ لَكِنَّهُ مِنْ طَرِيقِ نَهْشَلٍ، وَاهٍ وَمِنْ طَرِيقِ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ وَغَيْرِهِ مُطَوَّلا وَمُخْتَصَرًا، وَقَدْ سُقْتُ جَمِيعَهَا فِي مُسْنَدِ عُمَرَ مِنْ جَمْعِ الْجَوَامِعِ.
(22) [حَدِيثٌ] سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ وَهْبٌ يَهَبُ اللَّهُ لَهُ الْحِكْمَةَ وَرَجُلٌ يُقَالُ لَهُ غَيْلانُ هُوَ أَضَرُّ عَلَى أُمَّتِي مِنْ إِبْلِيسَ (أَبُو يَعْلَى) مِنْ حَدِيثِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَفِيهِ الأَحْوَصُ بْنُ حَكِيمٍ مَتْرُوكٌ وَعَنْهُ مَرْوَانُ بْنُ سَالِمٍ الْجَزَرِيُّ وَعَنْهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ يُدَلِّسُ التَّسْوِيَةَ (تُعُقِّبَ) بِأَنَّ عَبْدَ بْنَ حُمَيْدٍ أَخْرَجَهُ فِي مُسْنَدِهِ فَقَالَ حَدثنِي إِسْمَاعِيل ابْن عَبْدِ الْكَرِيمِ حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ سَالِمٍ عَن خَالِد بن معدان عَن عُبَادَةَ، قَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: وَسَمِعْتُهُ مِنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ.
فَزَالَ مَا يَخْشَى مِنْ تَدْلِيسِ الْوَلِيدِ وَلَمْ يَذْكُرِ الأَحْوَصَ، وَأَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلائِلِ وَقَالَ: ضَعِيفٌ تَفَرَّدَ بِهِ مَرْوَانُ بْنُ سَالِمٍ الْجَزَرِيُّ وَكَانَ ضَعِيفًا فِي الْحَدِيثِ، وَلَهُ طَرِيقٌ آخَرُ عَنْ عُبَادَةَ أَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى أَيْضًا وَالطَّبَرَانِيُّ، وَلِذِكْرِ غَيْلانَ مِنْهُ طَرِيقٌ ثَالِثٌ مِنْ حَدِيثِ مَكْحُولٍ مُرْسَلا أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي كِتَابِ الْقَدَرِ وَابْنُ عَسَاكِرَ فِي تَارِيخِهِ.
الْفَصْلُ الثَّالِثُ
(23) [حَدِيثٌ] خَيْرُ النَّاسِ الْعَرَبُ وَخَيْرُ الْعَرَبِ قُرَيْشٌ وَخَيْرُ قُرَيْشٍ بَنُو هَاشِمٍ وَخَيْرُ الْعَجَمِ فَارِسُ وَخَيْرُ السُّودَانِ النُّوبَةُ وَخَيْرُ الصَّبْغِ الْعُصْفُرُ وَخَيْرُ الْمَالِ الْعُقْرُ وَخَيْرُ الْخِضَابِ الْحِنَّاء والكثم (مي) من حَدِيث عَليّ، وَفِيه عَنْبَسَة بن عبد الرَّحْمَن.(2/36)
(24) [حَدِيثٌ] لِكُلِّ نَبِيٍّ كَسْبٌ قَدْ كَثَّرَهُ لِوَلَدِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَإِنِّي قَدْ أَكْثَرْتُ لِوَلِدِي وَذُرِّيَّتِي (مي) مِنْ حَدِيثِ عَلِيٍّ (قُلْتُ) لَمْ يُبَيَّنْ عِلَّتُهُ وَفِيهِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْعَلَوِيُّ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
(25) [حَدِيثٌ] مَنْ أَدْخَلَ بَيْتَهُ حَبَشِيًّا أَوْ حَبَشِيَّةً أَدْخَلَ اللَّهُ بَيْتَهُ بَرَكَةً (مي) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عمر، وَفِيه خَالِد بن يزِيد الْحَذَّاءُ الْمَكِّيُّ قَالَ فِي لِسَانِ الْمِيزَانِ: وَهُوَ مَنْ وَضَعَهُ.
(ذكر جمَاعَة كَذَّابين ادعوا لِقَاء النَّبِي من بابة مكلبة بن ملكان الَّذِي ذكره ابْن الْجَوْزِيّ) فَمنهمْ: سرباتك الْهِنْدِيّ (أخرج) أَبُو مُوسَى فِي ذيل معرفَة الصَّحَابَة عَن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الطوسي قَالَ: رَأَيْت سرباتك ملك الْهِنْد فِي بَلْدَة تسمى قنوج، فَقلت لَهُ: كم أَتَى عَلَيْك من السنين؟ قَالَ: تِسْعمائَة وَخمْس وَعِشْرُونَ سنة، وَزعم أَن النَّبِي أنفذ إِلَيْهِ حُذَيْفَة وَأُسَامَة بن زيد وسفينة وصهيبا وأَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيّ يَدعُونَهُ إِلَى الْإِسْلَام فَأسلم وَقبل كتاب النَّبِي، قَالَ الذَّهَبِيّ فِي التَّجْرِيد: هَذَا كذب وَاضح، وَقَالَ فِي الْمِيزَان: هَذَا الْخَبَر بَاطِل، وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الطوسي لَا يعرف (قلت) قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان: وَجَاء ذكره من وَجه آخر أوردهُ أَبُو حَامِد أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْخَلِيل الْبَغَوِيّ بِسَنَدِهِ إِلَى مظفر بن أَسد الْحَنَفِيّ المتطبب قَالَ: سَمِعت سرباتك الْهِنْدِيّ يَقُول: رَأَيْت رَسُول الله بِمَكَّة مرَّتَيْنِ وبالمدينة مرّة، قدمت عَلَيْهِ رَسُولا من ملك الْحَبَشَة، وَكَانَ لي حِين قدمت عَلَيْهِ أَرْبَعمِائَة وَسِتُّونَ سنة، وَكَانَ ربعَة من الرِّجَال لَيْسَ بطويل باين ولَا بقصير، أحسن النَّاس وَجها.
قَالَ مظفر: وَمَات سرباتك سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وثلثمائة وَهُوَ ابْن ثَمَانمِائَة سنة وَأَرْبَعَة وتسعين سنة، قَالَ الْحَافِظ: وَإِذا أضيف مَا ذكر من عمره عِنْد وَفَاته إِلَى الْمدَّة الَّتِي من سنة الْهِجْرَة إِلَى سنة وَفَاته ظَهرت مجازفة مظفر بن أَسد وغفلته عَن تناقضه فِي مِقْدَار عمره فَإِنَّهُ إِنَّمَا يكون ابْن سَبْعمِائة وبضع وَتِسْعين، فَكَأَنَّهُ غلط بِمِائَة سنة انْتهى وَالله أعلم (وَمِنْهُم جُبَير ابْن الْحَارِث) قَالَ أَبُو المكارم عبد الْكَرِيم بن الْأَمِير نصر الديلمي: كنت فِي خدمَة الإِمَام النَّاصِر لدين الله فَخرج إِلَى بعض منتزهاته بِآلَة الصَّيْد، فركض فرسه فِي إِثْر الصَّيْد وَتَبعهُ خواصه، فَانْتَهَيْنَا إِلَى أَرض قفر فَإِذا هُنَاكَ بعض عرب فَاسْتقْبلنَا مشايخهم وَعرفُوا الْخَلِيفَة فقبلوا لَهُ الأَرْض، ثمَّ أَسْرعُوا بِمَا أمكنهم من الطَّعَام وَالْمَاء، ثمَّ قَالُوا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ عندنَا(2/37)
تحفة نتحفك بهَا، قَالَ وَمَا هِيَ؟ قَالُوا: إِنَّا كلنا أَبنَاء رجل وَاحِد وَهُوَ حَيّ يرْزق وَقد أدْرك رَسُول الله وَحضر مَعَه الخَنْدَق، قَالَ مَا اسْمه؟ قَالُوا: جُبَير بن الْحَرْث قَالَ أروني إِيَّاه فَمَشَوْا أَمَامه حَتَّى جَاءَ إِلَى خيمة من أَدَم فَإِذا فِي عَمُود الْخَيْمَة شَيْء مُعَلّق فأنزلوه فَإِذا هُوَ مثل هَيْئَة طِفْل فَتقدم شيخ الْعَرَب وكشف عَن وَجهه وتقرب من أُذُنه فَقَالَ: يَا أبتاه فَفتح عيينه فَقَالَ من هَذَا؟ فَقَالَ: هَذَا الْخَلِيفَة جَاءَ يزورك، فَقَالَ: حَدثهمْ بِمَا سَمِعت من رَسُول الله، فَقَالَ: حضرت مَعَ رَسُول الله الخَنْدَق فَقَالَ لي احْفِرْ يَا جُبَير جبرك الله ونفع بك، فَقلت أوصني يَا رَسُول الله فَقَالَ: عَلَيْك بالقوافل {قل يَا أَيهَا الْكَافِرُونَ} وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} والمعوذتين، قَالَ فصافحه الْخَلِيفَة وصافحناه وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَسبعين وَخَمْسمِائة، رَوَاهُ أَمِين الدَّين الأقشهري فِي رحلته، وَنَقله الْحَافِظ ابْن حجر فِي لِسَان الْمِيزَان عَنْهَا (وَمِنْهُم رتن الْهِنْدِيّ) قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان: رتن الْهِنْدِيّ وَمَا أَدْرَاك مَا رتن؟ شيخ دجال بِلَا ريب ظهر بعد الستمائة فَادّعى الصُّحْبَة وَالصَّحَابَة لَا يكذبُون، وَهَذَا جريئ على الله وَرَسُوله، وَقد ألفت فِي أمره جُزْءا وَقد قيل إِنَّه مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة، وَمَعَ كَونه كذابا فقد كذبُوا عَلَيْهِ جملَة كَثِيرَة من أسمج الْكَذِب والمحال، قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي لِسَان الْمِيزَان: وَقد وقفت على الْجُزْء الَّذِي أَلفه الذَّهَبِيّ بِخَطِّهِ، فَقَالَ بعد الْبَسْمَلَة: سُبْحَانَكَ هَذَا بهتان عَظِيم.
ذَكَرَ شَيْخُ الشُّيُوخِ أَبُو الْقَاسِمِ مُحَمَّدُ بن عبد الرَّحْمَن بن عبد اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ الْكَرِيمِ الْحُسَيْنِيُّ الْكَاشْغَرِيُّ وَمِنْ خَطِّهِ نُقْلُت: حَدَّثَنِي الشَّيْخُ قُدْوَةُ مَهْبَطِ الأَسْرَارِ وَمَنْبَعِ الأَنْوَارِ هَمَّامُ الدِّينِ السّهركندِيُّ حَدَّثَنِي الشَّيْخُ الْمُعَمَّرُ بَقِيَّةُ أَصْحَابِ سَيِّدِ الْبشر خواجارتن بْنُ مَاهُوكَ بْنِ خُلَيْدَةَ الْهِنْدِيُّ الْبَتْرَنْدِيُّ قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُولِ الله تَحْتَ شَجَرَةِ الْخَرِيفِ فَهَبَّتِ الرِّيحُ فَتَنَاثَرَ الْوَرَقُ حَتَّى لَمْ يَبْقَ عَلَيْهَا وَرَقَةٌ قَالَ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا صَلَّى الْفَرِيضَةَ فِي الْجَمَاعَةِ تَنَاثَرَتْ عَنْهُ الذُّنُوبُ كَمَا تَنَاثَرَ هَذَا الْوَرَقُ وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلامُ مَنْ أَكْرَمَ غَنِيًّا لِغِنَاهُ أَوْ أَهَانَ فَقِيرًا لِفَقْرِهِ لَمْ يَزَلْ فِي لَعْنَةِ اللَّهِ أَبَدَ الآبِدِينَ إِلا أَنْ يَتُوبَ وَمَنْ مَاتَ عَلَى بُغْضِ آلِ مُحَمَّدٍ مَاتَ كَافِرًا.
وَقَالَ: مَنْ مَشَطَ حَاجِبَيْهِ كُلَّ لَيْلَةٍ وَصَلَّى عَلَيَّ لَمْ تَرْمَدْ عَيْنَاهُ أَبَدًا، وَذَكَرَ عِدَّةَ أَحَادِيثَ مِنْ هَذَا النَّمَطِ، ثُمَّ قَالَ الْكَاشْغَرِيُّ وَحَدَّثَنَا الْقُدْوَةُ تَاجُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْخُرَاسَانِيُّ بِطيبَة سنة سبع وَسَبْعمائة قَالَ أَمَّا بَعْدُ: فَهَذِهِ أَرْبَعُونَ حَدِيثًا ثُلاثِيَّاتٍ رَتَنِيَّاتٍ انْتَخَبْتُهَا مِمَّا سَمِعْتُهُ مِنَ الشَّيْخِ جَلالِ الدِّينِ أَبِي الْفَتْحِ مُوسَى بْنِ مجلِيٍّ سنة ثَلَاث وَسبعين وسِتمِائَة بالخانقاه(2/38)
السابقية بشمنان مِنَ الْهِنْدِ، عَنْ أَبِي الرِّضَى رَتَنِ بْنِ نَصْرٍ صَاحِبِ النَّبِيِّ عَن النَّبِي قَالَ: ذَرَّةٌ مِنْ أَعْمَالِ الْبَاطِنِ خَيْرٌ مِنَ الْجِبَالِ الرَّوَاسِي مِنْ أَعْمَالِ الظَّاهِرِ، وَقَالَ: الْفَقِيرُ عَلَى فَقْرِهِ أَغْيَرُ مِنْ أَحَدِكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، ثُمَّ سَرَدَ الأَرْبَعِينَ وَخَتَمَ بِأَنْ قَالَ: قَالَ رَتَنٌ كُنْتُ فِي زِفَافِ فَاطِمَةَ عَلَى عَلِيٍّ فِي جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ وَكَانَ ثَمَّ مَنْ يُغَنِّي فَطَابَتْ قُلُوبُنَا وَرَقَصْنَا فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ سَأَلنَا رَسُول الله عَنْ لَيْلَتِنَا فَأَخْبَرْنَاهُ فَلَمْ يُنْكِرْ عَلَيْنَا وَدَعَا لَنَا وَقَالَ اخْشَوْشِنُوا وَامْشُوا حُفَاةً تَرَوُا اللَّهَ جَهْرَةً (قَالَ) الذَّهَبِيُّ: وَوَقَفْتُ عَلَى نُسْخَةٍ يَرْوِيهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ السَّمَرْقَنْدِيُّ: حَدَّثَنِي صَفْوَةُ الأَوْلِيَاءِ جَلالُ الدِّينِ مُوسَى بْنُ مجلِيِّ بْنِ بُنْدَارٍ الدُّنَيْسِرِيُّ حَدَّثَنَا رَتَنُ بْنُ نَصْرِ بْنِ كربال الْهِنْدِيّ عَن النَّبِي قَالَ: إِيَّاكُمْ وَأَخْذَ الرِّفْقِ مِنَ السُّوقَةِ وَالنِّسْوَانِ فَإِنَّهُ يُبْعِدُ عَنِ اللَّهِ وَقَالَ: لَوْ أَنَّ لِلْيَهُودِيِّ حَاجَةً إِلَى أَبِي جَهْلٍ وَطَلَبَ مِنِّي قَضَاءَهَا لَتَرَدَّدْتُ إِلَى بَابِ أَبِي جَهْلٍ مِائَةَ مَرَّةٍ (وَقَالَ) شَقُّ الْمُتَعَلِّمِ جَوْفَ الْعَالِمِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ شَقِّ جَوْفِ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالَ: نُقْطَةٌ مِنْ دَوَاةِ الْعَالِمِ أَوِ الْمُتَعَلِّمِ عَلَى ثَوْبِهِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ عَرَقِ ثَوْبِ مِائَةِ شَهِيدٍ (وَقَالَ) مَنْ رَدَّ جَائِعًا وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُشْبِعَهُ عَذَّبَهُ اللَّهُ وَلَوْ كَانَ نَبِيًّا مُرْسَلا (وَقَالَ) مَا مِنْ عَبْدٍ يَبْكِي يَوْمَ قَتْلِ الْحُسَيْنِ إِلا كَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ أُولِي الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ، وَقَالَ الْبُكَاءُ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ نُورٌ تَامٌّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
وَقَالَ: مَنْ أَعَانَ تَارِكَ الصَّلاةِ بِكَلِمَةٍ فَإِنَّمَا أَعَانَ عَلَى قَتْلِ الأَنْبِيَاءِ كُلِّهِمْ فَذَكَرَ نَحْوَ ثلثمِائة حَدِيثٍ.
وَذكر أَن فِي الْجُزْء طبقَة سَمَاعه الكاشغري على أبي عبد الله أَحْمد بن أبي المحاسن يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم الطَّيِّبِيّ الْأَسدي بِسَمَاعِهِ لَهَا على مُوسَى بن مجلي بخوارزم سنة خمس وَسِتِّينَ قَالَ الذَّهَبِيّ: فأظن أَن هَذِه الخرافات من وضع مُوسَى هَذَا الْجَاهِل أَو وَضعهَا لَهُ من اختلق ذكر رتن، وَهُوَ شَيْء لم يخلق وَلَئِن صححنا وجوده وظهوره بعد سنة سِتّمائَة، فَهُوَ إِمَّا شَيْطَان تبدى فِي صُورَة بشر فَادّعى الصُّحْبَة وَطول الْعُمر المفرط وافترى هَذِه الطَّامَّات، أَو شيخ ضال أسس لنَفسِهِ بَيْتا فِي جَهَنَّم بكذبه على النَّبِي، قَالَ: وَإسْنَاد فِيهِ هَذَا الكاشغري وَالطِّيبِي وَابْن مجلي ورتن سلسلة الْكَذِب لَا سلسة الذَّهَب، وَلَو نسبت هَذِه الْأَخْبَار لبَعض السّلف لَكَانَ يَنْبَغِي أَن ينزه عَنْهَا فضلا عَن سيد الْبشر، ثمَّ قَالَ: وَاعْلَمُوا إِن همم النَّاس ودواعيهم متوفرة على نقل نَوَادِر الْأَخْبَار فَأَيْنَ كَانَ هَذَا الْهِنْدِيّ فِي هَذِه الستمائة سنة أما كَانَ فِي قرب بَلْدَة يتسامع بِهِ ويرحل إِلَيْهِ أَيْن كَانَ لما فتح مَحْمُود بن سبكتكين الْهِنْد فِي الْمِائَة الرَّابِعَة، وَقد(2/39)
صنفوا سيرته وفتوحه وَلم يتَعَرَّض أحد من أهل ذَلِك الْعَصْر لذكر هَذَا الْهِنْدِيّ، ثمَّ اتسعت الْفتُوح والهند، وَلم يسمع لَهُ ذكر فِي الرَّابِعَة وَلَا فِيمَا بعْدهَا بل تطاولت الْأَعْمَار وكرور اللَّيْل وَالنَّهَار إِلَى عَام سِتّمائَة وَلَا تنطق بِذكرِهِ رِسَالَة وَلَا عرج على أَحْوَاله تَارِيخ وَلَا نقل وجوده جوال وَلَا رحال وَلَا تَاجر سفار، فَمثل هَذَا لَا يَكْفِي فِي قبُول دَعْوَاهُ خبر وَاحِد، إِذْ لَو كَانَ لتسامع بِشَأْنِهِ كل تَاجر، وَلَو كَانَ الَّذِي زعم أَنه رَآهُ لم ينْقل عَنهُ شَيْئا من هَذِه الْأَحَادِيث لَكَانَ الْأَمر أخف ولعمري مَا يصدق بِصُحْبَة رتن إِلَّا من يُؤمن برجعة عَليّ، أَو بِوُجُود مُحَمَّد بن الْحسن فِي السرداب، وَهَؤُلَاء لَا يُؤثر فيهم علاج وَقد اتّفق أهل الحَدِيث على أَن آخر من رأى النَّبِي موتا أَبُو الطُّفَيْل عَامر بن وَاثِلَة (وَثَبت) فِي الصَّحِيح أَن النَّبِي قَالَ قبل مَوته بِشَهْر: أَرَأَيْتكُم ليلتكم هَذِه فَإِن على رَأس مائَة سنة مِنْهَا لَا يبْقى على وَجه الأَرْض مِمَّن هُوَ الْيَوْم عَلَيْهَا أحد فَانْقَطع الْمقَال وماذا بعد الْحق إِلَّا الضلال (قَالَ) فِي اللِّسَان: انْتهى مَا أردْت ذكره من جُزْء كسر وثن رتن (قَالَ) وَقَدْ وَجَدْتُ قصَّته فِي تذكرة الصّلاح الصَّفَدِي نَقْلا مِنْ تَذْكَرَةِ عَلاءِ الدِّينِ الْوَدَاعِيِّ، قَالَ الْوَدَاعِيُّ: ثَنَا جَلالُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْكَاتِبُ بِدِمَشْقَ أَنْبَأَنَا نُورُ الدِّينِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَسَنِيُّ الْخُرَاسَانِيُّ قَدِمَ علينا سنة إِحْدَى وَسَبْعمائة أَنْبَأَنَا جَدِّي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: كُنْتُ فِي زَمَنِ الصِّبَا سَافَرْتُ مَعَ أَبِي وَعَمِّي وَأَنَا ابْنُ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً مِنْ خُرَاسَانَ إِلَى الْهِنْدِ فِي تِجَارَةٍ فَوَصَلْنَا إِلَى ضَيْعَةٍ مِنْ أَوَائِلِ الْهِنْدِ فَعَرَجَ الْقَفَلُ نَحْوَهَا فَنَزَلُوا فَضَجَّ أَهْلُ الْقَافِلَةِ فَسَأَلْنَا عَنْ ذَلِكَ فَقَالُوا: هَذِهِ ضَيْعَةُ الْمُعَمَّرِ الشَّيْخِ رَتَنٍ فَرَأَيْنَا بِفِنَاءِ الْقَرْيَةِ شَجَرَةً عَظِيمَةً وَتَحْتَ ظِلِّهَا جَمْعٌ عَظِيمٌ فَتَبَادَرَ أَهْلُ الْقَافِلَةِ نَحْوَ الشَّجَرَةِ نَتَلَقَّى مَنْ تَحْتَهَا فَرَأَيْنَا زِنْبِيلا كَبِيرًا مُعَلَّقًا فِي غُصْنٍ مِنَ الشَّجَرَةِ فَسَأَلْنَاهُمْ عَنْهَا، فَقَالُوا فِي هَذَا الزنبيل شيخ رتن الَّذِي رأى النَّبِي وَدَعَا لَهُ بِطُولِ الْعُمْرِ سِتَّ مَرَّاتٍ فَسَأَلْنَاهُمْ أَنْ يُنْزِلُوهُ لِنَسْمَعَ مِنْهُ فَتَقَدَّمَ شَيْخٌ مِنْهُمْ إِلَى الزِّنْبِيلِ فَأَنْزَلَهُ مِنْ بَكْرَةٍ فَرَأَيْنَا الشَّيْخَ فِي وَسَطِ الْقُطْنِ، فَإِذَا هُوَ كَالْفَرْخِ فَحَسَرَ عَنْ وَجْهِهِ وَوَضَعَ فَمَهُ عَلَى أُذُنِهِ فَقَالَ: يَا جَدَّاهُ هَؤُلاءِ قَوْمٌ قَدْ قَدِمُوا فِيهِمْ شُرَفَاءُ مِنْ أَوْلادِ النَّبِي وَقَدْ سَأَلُوا أَنْ تُحَدِّثَهُمْ فَتَنَفَّسَ الشَّيْخُ وَتَكَلَّمَ بِصَوْتٍ كَصَوْتِ النَّحْلِ بِالْفَارِسِيَّةِ، فَقَالَ سَافَرْتُ مَعَ أَبِي وَأَنَا شَابٌّ فِي تِجَارَةٍ إِلَى الْحِجَازِ فَلَمَّا بَلَغْنَا بَعْضَ أَوْدِيَةِ مَكَّةَ وَكَانَ الْمَطَرُ قَدْ مَلأَ الأَوْدِيَةَ فَرَأَيْتُ غُلامًا أَسْمَرَ اللَّوْنِ مَلِيحَ الْكَوْنِ حَسَنَ الشَّمَائِلِ وَهُوَ يَرْعَى إِبِلا فِي تِلْكَ الأَوْدِيَةِ، وَقد حَال(2/40)
السَّيْلُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ إِبِلِهِ، وَهُوَ يَخْشَى مِنْ خَوْضِ الْمَاءِ لِقُوَّةِ السَّيْلِ، فَعَلِمْتُ حَالَهُ فَأَتَيْتُ إِلَيْهِ وَحَمَلْتُهُ وَخُضْتُ السَّيْلَ إِلَى عِنْدِ إِبِلِهِ مِنْ غَيْرِ مَعْرِفَةٍ سَابِقَةٍ فَلَمَّا وَضَعْتُهُ عِنْدَ إِبِلِهِ نَظَرَ إِلَيَّ وَقَالَ لِي بِالْعَرَبِيَّةِ: بَارَكَ اللَّهُ فِي عُمْرِكَ بَارَكَ اللَّهُ فِي عُمْرِكَ بَارَكَ اللَّهُ فِي عُمْرِكَ فَتَرَكْتُهُ وَمَضَيْتُ إِلَى حَالِ سَبِيلِي إِلَى أَنْ دَخَلْنَا مَكَّةَ وَقَضَيْنَا مَا أَتَيْنَا لَهُ مِنَ التِّجَارَةِ وَعُدْنَا إِلَى الْمَوْطِنِ فَلَمَّا تَطَاوَلَتِ الْمُدَّةُ عَلَى ذَلِكَ كُنَّا جُلُوسًا فِي فِنَاءِ ضَيْعَتِنَا هَذِهِ فِي لَيْلَةٍ مُقْمِرَةٍ لَيْلَةِ الْبَدْرِ وَالْبَدْرُ فِي كَبِدِ السَّمَاءِ إِذْ نَظَرْنَا إِلَيْهِ وَقَدِ انْشَقَّ نِصْفَيْنِ فَغَرَبَ نِصْفًا بِالْمَشْرِقِ وَنِصْفًا بِالْمَغْرِبِ فَأَظْلَمَ اللَّيْلُ ثُمَّ طَلَعَ النِّصْفُ مِنَ الْمَشْرِقِ وَالثَّانِي مِنَ الْمَغْرِبِ إِلَى أَنِ الْتَقَيَا فِي وَسَطِ السَّمَاءِ كَمَا كَانَ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَتَعَجَّبْنَا مِنْ ذَلِكَ غَايَةَ الْعَجَبِ، وَلَمْ نَعْرِفْ لِذَلِكَ سَبَبًا فَسَأَلْنَا الرَّكْبَ عَنْ خَبَرِ ذَلِكَ وَسَبَبِهِ، فَأَخْبَرُونَا أَنَّ رَجُلا هَاشِمِيًّا ظَهَرَ بِمَكَّةَ وَادَّعَى أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ إِلَى كَافَّةِ الْعَالَمِ وَأَنَّ أَهْلَ مَكَّةَ سَأَلُوهُ مُعْجِزَةً كَمُعْجِزَةِ سَائِرِ الأَنْبِيَاءِ وَأَنَّهُمُ اقْتَرَحُوا عَلَيْهِ أَنْ يَأْمُرَ الْقَمَرَ فَيَنْشَقَّ فِي السَّمَاءِ وَيَغْرُبَ نِصْفُهُ فِي الْمَشْرِقِ وَنِصْفُهُ فِي الْمَغْرِبِ ثُمَّ يَعُودَ إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ، فَفَعَلَ لَهُمْ ذَلِكَ بِقُدْرَةِ اللَّهِ تَعَالَى، فَلَمَّا سَمِعْنَا ذَلِكَ مِنَ السَّفَّارِ اشْتَقْتُ إِلَى أَنْ أَرَى الْمَذْكُورَ، فَتَجَهَّزْتُ فِي تِجَارَةٍ وَسَافَرْتُ إِلَى أَنْ دَخَلْتُ مَكَّةَ وَسَأَلْتُ عَنِ الرَّجُلِ الْمَوْصُوفِ فَدَلُّونِي عَلَى مَوْضِعِه، فَأَتَيْتُ إِلَى مَنْزِلِه فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَيْهِ فَأَذِنَ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَوَجَدْتُه جَالِسًا فِي وَسَطِ الْمَنْزِلِ وَالأَنْوَارُ تَتَلأْلأُ فِي وَجْهِهِ، وَقَدِ اسْتَنَارَتْ مَحَاسِنُهُ وَتَغَيَّرَتْ صِفَاتُهُ الَّتِي كُنْتُ أَعْهَدُهَا فِي السَّفْرَةِ الأُولَى فَلَمْ أَعْرِفْهُ فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ نَظَرَ إِلَيَّ وَتَبَسَّمَ وَعَرَفَنِي وَقَالَ وَعَلَيْكَ السَّلامُ ادْنُ مِنِّي وَكَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ طَبَقٌ فِيهِ رُطَبٌ وَحَوْلَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ يُعَظِّمُونَهُ وَيُبَجِّلُونَهُ فَتَوَقَّفْتُ لِهَيْبَتِهِ فَقَالَ يَا بَابَا ادْنُ مِنِّي وَكُلِ، الْمُوَافَقَةُ مِنَ الْمُرُوءَةِ وَالْمُفَارَقَةُ مِنَ الزَّنْدَقَةِ، وَتَقَدَّمْتُ وَجَلَسْتُ وَأَكَلْتُ مَعَهُ مِنَ الرُّطَبِ وَصَارَ يُنَاوِلُنِي الرُّطَبَ بِيَدِهِ الْمُبَارَكَةِ إِلَى أَنْ نَاوَلَنِي سِتَّ رُطَبَاتٍ مِنْ سِوَى مَا أَكَلْتُ بِيَدِي ثُمَّ نَظَرَ إِلَيَّ وَتَبَسَّمَ وَقَالَ لِي أَلَمْ تَحْمِلْنِي فِي عَامِ كَذَا أَوْ جَاوَزْتَ بِي السَّيْلَ حِينَ حَالَ بَيْنِي وَبَيْنَ إِبِلِي فَعَرَفْتُهُ بِالْعَلامَةِ وَقُلْتُ بَلَى يَا صَبِيحَ الْوَجْهِ فَقَالَ لِي امْدُدْ يَدَكَ فَمَدَدْتُ يَدِي الْيُمْنَى فَصَافَحَنِي بِيَدِهِ الْيُمْنَى فَقَالَ لِي قُلْ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَقُلْتُ ذَلِكَ كَمَا عَلَّمَنِي فَسُرَّ بِذَلِكَ وَقَالَ لِي عِنْدَ خُرُوجِي مِنْ عِنْدِهِ بَارَكَ اللَّهُ فِي عُمْرِكَ بَارَكَ اللَّهُ فِي عُمْرِكَ بَارَكَ اللَّهُ فِي عُمْرِكَ فَوَدَّعْتُهُ وَأَنَا مُسْتَبْشِرٌ بِلِقَائِهِ وَبِالإِسْلامِ، فَاسْتَجَابَ اللَّهُ دُعَاءَ نَبِيِّهِ وَبَارَكَ فِي عُمْرِي بِكُلِّ دَعْوَةٍ مِائَةَ سَنَةٍ وَعُمْرِي الْيَوْمَ سِتّمائَة سَنَةٍ وَزِيَادَةٌ وَجَمِيعُ مَنْ فِي هَذِهِ الضَّيْعَةِ الْعَظِيمَةِ أَوْلادِي وَأَوْلادُ(2/41)
أَوْلادِي وَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيَّ وَعَلَيْهِمْ بِكُلِّ خَيْرٍ وَكُلِّ نِعْمَةٍ بِبَرَكَةِ رَسُول الله انْتَهَى (ثمَّ) ذكر الصَّفَدِي فصلا فِي تَقْوِيَة قصَّة رتن وَالْإِنْكَار على من ينكرها ومعوله فِي ذَلِك الْإِمْكَان الْعقلِيّ، ورد عَلَيْهِ القَاضِي برهَان الدَّين ابْن جمَاعَة فِيمَا كتب بِخَطِّهِ على حَاشِيَة التَّذْكِرَة بِأَن الْمعول فِي ذَلِك إِنَّمَا هُوَ النَّقْل، وَلَيْسَ كل مَا يجوزه الْعقل يسْتَلْزم الْوُقُوع (قَالَ) الْحَافِظ ابْن حجر: وَمِمَّنْ روى عَنهُ وَلم يذكرهُ الذَّهَبِيّ زيد بن مِيكَائِيل بن إسْرَافيل الخورقوتلي حدث عَنهُ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة، قَالَ سَمِعت رتن بن مهادنو بن سدنو فَذكر أَحَادِيث مَوْضُوعَة مِنْهَا: من صلى الْفجْر فِي جمَاعَة فَكَأَنَّمَا حج خمسين حجَّة مَعَ آدم.
فَذكر خَبرا ظَاهر الْبطلَان وَمِنْهَا: من ترك الْعشَاء قَالَ لَهُ ربه لست رَبك فاطلب رَبًّا سواي، وَذكره عبد الْغفار القوصي فِي كتاب الوحيد فَقَالَ: حَدثنِي الشَّيْخ مُحَمَّد العجمي قَالَ صَحِبت كَمَال الدَّين الشِّيرَازِيّ وَكَانَ قد أسن وَبلغ مائَة وستنين سنة قَالَ: صَحِبت رتن الْهِنْدِيّ وَقَالَ لي إِنَّه حضر حفر الخَنْدَق انْتهى (وَقَالَ) فِي الإِصَابَةِ: قَالَ الْمُؤَرِّخُ شَمْسُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجَزَرِيُّ فِي تَارِيخِهِ سَمِعْتُ النَّجِيبَ عَبْدَ الْوَهَّابِ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيَّ الصُّوفِيَّ بِمِصْرَ سَنَةَ اثْنَتَيْ عشرَة وَسَبْعمائة يَقُولُ قَدِمَ عَلَيْنَا شِيرَازَ سَنَةَ خمس وَسبعين وسِتمِائَة الشَّيْخُ الْمُعَمَّرُ مَحْمُودٌ وَلَدُ بَابَا رَتَنٍ فَأَخْبَرَنَا أَنَّ أَبَاهُ أَدْرَكَ لَيْلَةَ شَقِّ الْقَمَرِ، وَكَانَ ذَلِكَ سَبَبَ هِجْرَتِهِ وَأَنَّهُ حَضَرَ حَفْرَ الْخَنْدَقِ وَكَانَ اسْتَصْحَبَ مَعُه سَلَّةَ تَمْرٍ هِنْدِيٍّ أَهْدَاهُ إِلَى النَّبِيِّ فَأَكَلَ مِنْهَا وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى ظَهْرِ رَتَنٍ وَدَعَا لَهُ بِطُولِ الْعُمر وَله يَوْمئِذٍ سِتّ عشر سَنَةٍ فَرَجَعَ إِلَى بَلَدِهِ وَعَاشَ سِتّمائَة سَنَةٍ وَاثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ سَنَةً، ثُمَّ أَوْرَدَ عَنْهُ أَحَادِيثَ ذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَهَا مِنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ (قَالَ النجيب) ذكر مَحْمُود أَن عمره مائَة سنة وَسَبْعُونَ سنة، قَالَ النجيب: ثمَّ قدم إِلَيْنَا أنَاس من شيراز إِلَى الْقَاهِرَة وأخبروني أَنه حَيّ وَأَنه قد رزق أَوْلَادًا (وَقَالَ) الْجَنَدِيُّ فِي تَارِيخِ الْيَمَنِ: وَجَدْتُ بِخَطِّ الشَّيْخِ حَسَنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ الْحِمْيَرِيِّ أَخْبَرَنِي الشَّيْخُ الْعَالِمُ الْمُحَدِّثُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ شَبِيبِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْحَسَنِ الْوَاسِطِيُّ ثَنَا الشَّيْخُ الصَّالِحُ الْفَقِيهُ دَاوُدُ بْنُ أَسْعَدَ بْنِ حَامِدٍ الْقَفَّالُ سَمِعت المعمر رتن بن ميدون بْنِ بندِيٍّ الصَّرَّافَ السِّنْدِيَّ قَالَ كُنْتُ فِي بَدْءِ أَمْرِي أَعْبُدُ صَنَمًا فَرَأَيْتُ فِي مَنَامِي قَائِلا يَقُولُ لِي اطْلُبْ لَكَ دِينًا غَيْرَ هَذَا فَقُلْتُ أَيْنَ أَطْلُبُهُ قَالَ بِالشَّامِ.
فَأَتَيْتُ الشَّامَ فَوَجْدُت دِينَ أَهْلِهَا النَّصْرَانِيَّةَ فَتَنَصَّرْتُ، ثُمَّ سَمِعت بِالنَّبِيِّ بِالْمَدِينَةِ فَأَتَيْتُهُ وَأَسْلَمْتُ عَلَى يَدَيْهِ وَدَعَا لِي بِطُولِ الْعُمْرِ وَمَسَحَ عَلَى رَأْسِي بِيَدِهِ الْكَرِيمَةِ ثُمَّ خَرَجْتُ مَعَهُ لِغَزَاةِ الْيَهُودِ فَلَمَّا عدت(2/42)
اسْتَأْذَنْتُهُ فِي الْعَوْدِ إِلَى بَلَدِي لأَجْلِ وَالِدَتِي فَأَذِنَ لِي (قَالَ) وتواتر عِنْد أهل بَلَده أَنه بلغ من الْعُمر سَبْعمِائة سنة ببركة دُعَاء النَّبِي (وَقَالَ) الْمُحَدِّثُ جَمَالُ الدِّينِ الأقشهرِيُّ فِي فَوَائِدِ رِحْلَتِهِ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بن عَتيق الْمَعْرُوف بِابْن الْحِبَّانَ الْمَهْدُوِيُّ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ عشر وَسَبْعمائة (قَالَ) سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّد بن عَليّ ابْن مُحَمَّدِ بْنِ يَعْلَى التِّلِمْسَانِيَّ بِثَغْرِ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ سِتّ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة يَقُولُ سَمِعْتُ الْمُعَمَّرَ أَبَا بَكْرٍ الْقُدسِي وَكَانَ عمره ثلثمِائة سَنَةٍ مِنْ لَفْظِهِ بِمَسْجِدِ السُّلْطَانِ مَحْمُود ابْن سُبُكْتِكِينَ بِالْهِنْدِ فِي رَجَبٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخمسين وسِتمِائَة يَقُولُ حَدَّثَنَا الشَّيْخُ الْمُعَمَّرُ خوَاجَا رَتَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بِبَلَدِهِ مِنْ لَفْظِهِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ الله يَقُولُ: فِي آخِرِ الزَّمَانِ، لِلَّهِ تَعَالَى جُنْدٌ مِنْ قِبَلِ عَسْقَلانَ وَهُمْ تُرْكٌ مَا قَصَدَهُمْ أَحَدٌ إِلا قَهَرُوهُ (قَالَ) وَذَكَرَ الْخوَاجَا رَتَنُ أَنَّهُ شَهِدَ مَعَ رَسُولِ الله الْخَنْدَقَ وَسَمِعَ مِنْهُ هَذَا الْحَدِيثَ وَرَجَعَ إِلَى بِلادِ الْهِنْدِ وَعَاشَ سَبْعمِائة سَنَةٍ، قَالَ الأقشهرِيُّ: وَهَذَا السَّنَدُ يُتَبَرَّكُ بِهِ وَإِنْ لَمْ يُوثَقْ بِصِحَّتِهِ (قَالَ) وَأَخْبَرَنَا الْفَقِيهُ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الْعَالِ الْكِنَانِيُّ ثُمَّ التُّونُسِيُّ قَالَ سَمِعْتُ الشَّيْخَ نَجْمَ الدِّينِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ الأَصْبَهَانِيَّ يَقُولُ سَمِعت عبد الله ابْن بَابَا رَتَنٍ يَقُولُ سَمِعْتُ وَالِدِي بَابَا رَتَنٌ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ الله يَقُولُ: مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ (قَالَ) الْحَافِظ ابْن حجر ثمَّ اجْتمعت بشيخنا مجد الدَّين الشِّيرَازِيّ صَاحب الْقَامُوس بِبَلَد الْيمن فرأيته يُنكر على الذَّهَبِيّ إِنْكَاره وجود رتن وَذكر لي أَنه دخل ضيعته لما دخل بِلَاد الْهِنْد، فَوجدَ فِيهَا من لَا يُحْصى كَثْرَة ينقلون عَن آبَائِهِم وأسلافهم قصَّة رتن ويثبتون وجوده، فَقلت هُوَ لم بجزم بِعَدَمِ وجوده، بل تردد وَهُوَ مَعْذُور (قَالَ) وَالَّذِي يظْهر أَنه كَانَ طَال عمره فَادّعى مَا ادّعى وَتَمَادَى على ذَلِك حَتَّى اشْتهر فَلَو كَانَ صَادِقا لاشتهر فِي الْمِائَة الثَّانِيَة أَو الثَّالِثَة أَو الرَّابِعَة أَو الْخَامِسَة وَلكنه لم ينْقل عَنهُ شَيْء إِلَّا فِي أَوَاخِر الْمِائَة السَّادِسَة ثمَّ فِي أَوَائِل الْمِائَة السَّابِعَة قبيل وَفَاته انْتهى (وَمِنْهُم معمرا وَمعمر بن بريك) قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان رَأَيْت ورقة فِيهَا أَحَادِيث سُئِلت عَن صِحَّتهَا، فأجبت ببطلانها فَإِنَّهَا كذب وَاضح وفيهَا(2/43)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الشَّيْبَانِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ السنجاوي (أَنا) عبد الله ابْن مُوسَى السِّنْجَارِيُّ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ إِسْمَاعِيلَ السِّنْجَارِيَّ يَقُولُ بِسِنْجَارَ فِي سنة تسع وَعشْرين وسِتمِائَة سَمِعْتُ مَعْمَرَ بْنَ بُرَيْكٍ سَمِعَ النَّبِي يَقُولُ: يَشِيبُ الْمُؤْمِنُ وَتَشِيبُ مَعَهُ خَصْلَتَانِ الْحِرْصُ وَطُولُ الأَمَلِ، وَبِهِ قَالَ قَالَ رَسُول الله أَرْبَعَةٌ يُصْلَبُونَ عَلَى شَفِيرِ جَهَنَّمَ الْجَائِرُ فِي حُكْمِهِ وَالْمُتَعَدِّي عَلَى رَعِيَّتِهِ وَالْمُكَذِّبُ بِالْقَدَرِ وَبَاغِضُ آلِ مُحَمَّدٍ، قَالَ الشَّيْبَانِيُّ الْمَذْكُورُ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَحْمُودِ الْمُؤَذِّنُ بِسِنْجَارَ (أَنا) صَدْرُ الدِّينِ عَبْدُ الْوَهَّابِ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ إِسْمَاعِيلَ السِّنْجَارِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ مَعْمَرَ بْنَ بُرَيْكٍ يَقُولُ قَالَ رَسُول الله مَنْ شَمَّ الْوَرْدَ وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ فَقَدْ جَفَانِي، فَهَذَا مِنْ نَمَطِ رَتَنٍ الْهِنْدِيِّ فَقَبَّحَ اللَّهُ مَنْ يَكْذِبُ (وَمِنْهُم أَبُو عبد الله معمر) رجل مغربي ادّعى أَنه صَافح النَّبِي وَأَنه دَعَا لَهُ فَقَالَ لَهُ عمرك الله يَا معمر فَعَاشَ أَرْبَعمِائَة سنة ذكره الْحَافِظ ابْن حجر فِي لِسَان الْمِيزَان والإصابة (وَمِنْهُم قيس بن تَمِيم الطَّائِي الكيلاني الْأَشَج) قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي الْإِصَابَة: قَرَأت فِي تَارِيخ الْيمن للجندي أَنه حدث فِي سنة سبع عشرَة وَخَمْسمِائة بِمَدِينَة كيلان عَن النَّبِي وَعَن عَليّ ابْن أبي طَالب فَسمع مِنْهُ أَبُو الْخَيْر أَحْمد بن يُوسُف الطَّالقَانِي ومحمود بن عَليّ الطرازي ومحمود بن عبيد الله بن صاعد الْمروزِي كلهم عَنهُ قَالَ خرجت من بلدي هضيمية وَكُنَّا أَرْبَعمِائَة وَخمسين رجلا للتِّجَارَة فَلَمَّا بلغنَا قَرِيبا من مَكَّة فَقدنَا الطَّرِيق فلقينا رجل فصَال علينا ثَلَاث صولات يقتل منا فِي كل مرّة أَزِيد من مائَة رجل فَبَقيَ منا ثَلَاثَة وَثَمَانُونَ رجلا فاستأمنوه فَأَمنَهُمْ فَإِذا هُوَ عَليّ بن أبي طَالب فَأتى بِنَا النَّبِي وَهُوَ يقسم غَنَائِم بدر قَالَ فأجلسني بَين يَدَيْهِ وَكنت ابْن سِتّ وَعشْرين سنة وَكَانَ الْفَصْل فصل الرّبيع وَأَوَان الْورْد فجَاء رجل إِلَى النَّبِي بورد فَأَخذه بِيَدِهِ الْيُمْنَى وَشمه ثمَّ قَالَ من شم الْورْد الْأَحْمَر وَلم يصل عَليّ فقد جفاني، فَسَأَلَهُ على أَن يهبني لَهُ فوهبني لَهُ فَذهب بِي إِلَى مَكَّة ثمَّ استأذنته فِي الذّهاب إِلَى أَهلِي فَأذن لي فتوجهت ثمَّ رجعت إِلَيْهِ بعد قتل عُثْمَان فلزمت خدمته فَكنت صَاحب ركابه فرمحتني بغلته فَسَالَ الدَّم على رَأْسِي فَمسح على رَأْسِي وَهُوَ يَقُول مد الله يَا أشج فِي عمرك مدا فَرَجَعت بعده إِلَى بلدي هضيمية فَوَجَدتهَا قد خربَتْ فاشتغلت بِالْعبَادَة إِلَى أَن ملك ألب أرسلان فَسمع بِي فَأرْسل إِلَيّ فَرَأَيْت عليا،(2/44)
فِي النّوم وَهُوَ ينهاني، فهربت إِلَى الْمَدِينَة، ثمَّ رجعت إِلَى طبرستان فأقمت بهَا خمْسا وَخمسين سنة ثمَّ ارتحلت إِلَى كيلان فَمَكثت هُنَاكَ تسعا وَتِسْعين سنة ثمَّ سَاق أَكثر من أَرْبَعِينَ حَدِيثا زعم أَنه سَمعهَا من النَّبِي انْتهى (وَمِنْهُم عُثْمَان بن الْخطاب أَبُو عَمْرو البلوي الْمَعْرُوف بِأبي الدُّنْيَا الْأَشَج) قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان: طير طَرَأَ على أهل بَغْدَاد وَحدث بقلة حَيَاء بعد الثلثمائة عَن عَليّ بن أبي طَالب فافتضح بذلك وَكذبه النقاد انْتهى وَأورد لَهُ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان أَحَادِيث، وَطول تَرْجَمته فَمن أَرَادَهُ فليراجعه (قلت وَمِنْهُم خوط بن مرّة بن عَلْقَمَة) أخرج أَبُو عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ فِي كتاب الْأَطْعِمَة عَن ياسين بن الْحُسَيْن أَنه حج سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ فلقي رجلا من الصَّحَابَة اسْمه خوط بن مرّة بن عَلْقَمَة زعم أَنه سمع رَسُول الله يَقُول: أَتَانِي جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام بخبيص، ذكره الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان، وَقَالَ: هَذَا كذب من هَذَا الرجل أَو من أحد رُوَاته وَالله تَعَالَى أعلم.(2/45)
بَاب فِي ذكر الْبلدَانِ وَالْأَيَّام فِي المناقب والمثالب
الْفَصْل الأول
(1) [حَدِيثٌ] يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَكُونُ أَفْضَلُ الرِّبَاطِ رِبَاطَ جَدَّةَ (عد) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ.
(2) [حَدِيثٌ] أَرْبَعَةُ أَبْوَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ مُفَتَّحَةٌ فِي الدَّنْيَا أَوَّلُهُنَّ الإِسْكَنْدَرِيَّةُ وَعَسْقَلانُ وَقَزْوِينُ وَفَضْلُ جَدَّةَ عَلَى هَؤُلاءِ كَفَضْلِ بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ عَلَى سَائِرِ الْبُيُوتِ (حب) مِنْ حَدِيثِ عَلِيٍّ، وَفِيهِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ، قَالَ السُّيُوطِيُّ قَالَ الذَّهَبِيُّ فِي الْمِيزَانِ: وَالسَّنَدُ إِلَيْهِ ظُلْمَةٌ فَمَا أَدْرِي مَنِ افْتَعَلَهُ.
(3) [حَدِيثٌ] رُفِعَتْ لِيَ الأَرْضُ فَرَأَيْتُ مَدِينَةً أَعْجَبَتْنِي، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ أَيُّ مَدِينَةٍ هَذِهِ قَالَ نَصِيبِينُ، فَقُلْتُ، اللَّهُمَّ عَجِّلْ فَتْحَهَا وَاجعَل فِيهَا للمسين بَرَكَةً (عد) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه عبد السَّلَام بن مُحَمَّد الْحَضْرَمِيّ لَا يعرف، وَمُحَمّد بن كثير الفِهري وَالْبَلَاء مِنْهُ (قلت) ذكر السخاوي فِي الْأَجْوِبَة المرضية أَن ابْن أبي الدُّنْيَا روى أَنه قَالَ رفعت لي نَصِيبين حَتَّى رَأَيْتهَا فدعوت الله أَن يكثر مطرها وينضر شَجَرهَا ويعذب نهرها انْتهى، وَلم يذكر سَنَد الحَدِيث وَلَا حكم عَلَيْهِ بِشَيْء فَلَا أَدْرِي هَل يصلح شَاهدا للْحَدِيث الْمَذْكُور هُنَا أم لَا وَالله أعلم.
(4) [حَدِيثُ] تَمِيمٍ الدَّارِيِّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا رَأَيْتُ لِلرُّومِ مَدِينَةً مِثْلَ مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا أَنْطَاكِيَةُ، وَمَا رَأَيْتُ أَكْثَرَ مَطَرا مِنْهَا، فَقَالَ النَّبِي: نَعَمْ وَذَلِكَ أَنَّ فِيهَا التَّوْرَاةَ وَعصى مُوسَى وَرَضْرَاضَ الأَلْوَاحِ وَمَائِدَةَ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ فِي غَارٍ مِنْ غِيرَانِهَا مَا مِنْ سَحَابَةٍ تُشْرِفُ عَلَيْهَا مِنْ وَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ إِلا أَفْرَغَتْ مَا فِيهَا مِنَ الْبَرَكَةِ فِي ذَلِكَ الْوَادِي، وَلا تَذْهَبُ الأَيَّامُ وَاللَّيَالِي حَتَّى يَسْكُنَهَا رَجُلٌ مِنْ عِتْرَتِي اسْمُهُ اسْمِي وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمُ أَبِي يُشْبِهُ خَلْقُهُ خَلْقِي وَخُلُقُهُ خُلُقِي، يَمْلأُ الأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجُورًا (حب) وَفِيه عبد الله بن السّري الْمَدَائِنِي.(2/46)
(5) [حَدِيثٌ] إِنَّ لِلَّهِ جُنْدًا فِي السَّمَاءِ وَجُنْدًا فِي الأَرْضِ فَجُنْدُهُ فِي السَّمَاءِ الْمَلائِكَةُ وَجُنْدُهُ فِي الأَرْضِ أَهْلُ خُرَاسَانَ (أَبُو سعيد النقاش) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، وَفِيه محمويه بن عَليّ (قلت) هَذَا الحَدِيث وجدته فِي نُسْخَة من الموضوعات، وَلم يذكرهُ السُّيُوطِيّ كَأَنَّهُ لم يكن فِي النُّسْخَة الَّتِي اختصر مِنْهَا وَالله تَعَالَى أعلم.
(6) [حَدِيثُ] حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ: لَمَّا فُتِحَتْ خُرَاسَانُ وَتَطَاوَلَتْ إِلَيْهَا الْعَسَاكِرُ، اجْتَمَعَتْ بِأَذْرَبِيجَانَ وَالْجِبَالِ، ضَاقَ ذرع عمر، فَقَالَ: مَالِي وَلِخُرَاسَانَ وَمَا لِخُرَاسَانَ وَلِي وَدِدْتُ أَنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ خُرَاسَانَ جِبَالا مِنْ بَرَدٍ وَجِبَالا مِنْ نَارٍ وَأَلْفَ سَدٍّ كُلُّ سَدٍّ مِثْلُ سَدِّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، فَقَالَ عَلِيُّ بن أبي طَالب: مهلا يَا ابْن الْخَطَّابِ هَلْ أُتِيتَ بِعِلْمِ مُحَمَّدٍ؟ أَوِ اطَّلَعْتَ عَلَى عِلْمِ مُحَمَّدٍ؟ فَإِنَّ لِلَّهِ بِخُرَاسَانَ مَدِينَةً يُقَالُ لَهَا مَرْوٌ أَسَّسَهَا أَخِي ذُو الْقَرْنَيْنِ وَصَلَّى فِيهَا عُزَيْرٌ أَنْهَارُهَا سَيَّاحَةٌ وَأَرْضُهَا فَيَّاحَةٌ، عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِهَا مَلِكٌ شَاهِرٌ سَيْفَهُ يَدْفَعُ عَنْ أَهْلِهَا الآفَاتِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَإِنَّ لِلَّهِ بِخُرَاسَانَ مَدِينَةً يُقَالُ لَهَا الطَّالْقَانُ، وَإِنَّ كُنُوزَهَا لَا ذَهَبٌ وَلا فِضَّةٌ وَلَكِنْ رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ يَقُومُونَ إِذَا نَامَ النَّاسُ وَيَنْصُرُونَ إِذَا فشل النَّاس.
وَإِن لله بخراسانا لَمَدِينَةً يُقَالُ لَهَا الشَّاشُ، الْقَائِمُ فِيهَا وَالنَّائِمُ كَالْمُتَشَحِّطِ بِدَمِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِنَّ لِلَّهِ بِخُرَاسَانَ مَدِينَةً يُقَالُ لَهَا بُخَارَى وَأَيُّ رِجَالٍ بِبُخَارَى، آمِنُونَ مِنَ الصَّرْخَةِ عِنْدَ الْهَوْلِ إِذَا فَزِعُوا، مُسْتَبْشِرُونَ إِذَا حَزِنُوا فَطُوبَى لِبُخَارَى يَطْلَعُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ اطِّلاعَةً فَيَغْفِرُ لِمَنْ شَاءَ مِنْهُمْ، وَيَتُوبُ عَلَى مَنْ تَابَ مِنْهُمْ، وَإِنَّ لِلَّهِ بِخُرَاسَانَ لَمَدِينَةً يُقَالُ لَهَا سَمَرْقَنْدُ بَنَاهَا الَّذِي بَنَى الْحِيرَةَ يَتَحَامَى اللَّهُ عَنْ ذُنُوبِهِمْ، وَيَسْمَعُ ضَوْضَاءَهُمْ وَيُنَادِي مُنَادٍ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ طِبْتُمْ وَطَابَتْ لَكُمُ الْجَنَّةُ، فَهَنِيئًا لِسَمَرْقَنْدَ وَمَنْ حَوْلَهَا، آمِنُونَ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنْ أَطَاعُوا، ثُمَّ قَالَ عَليّ يَا ابْن الْكَوَّاءِ كَمْ بَيْنَ بُوشَنْجَ وَهَرَاةَ قَالَ: سِتُّ فَرَاسِخَ، قَالَ: لَا بَلْ تِسْعُ فَرَاسِخَ لَا تَزِيدُ مَيْلا وَلا تَنْقُصُ، كَذَلِكَ أَخْبَرَنِي خليلي وحبيبي مُحَمَّد ثُمَّ قَالَ: إِنَّ لِلَّهِ مَدِينَةً بِخُرَاسَانَ يُقَالُ لَهَا طُوسٌ وَأَيُّ رِجَالٍ بِطُوسٍ، مُؤْمِنُونَ لَا تَأْخُذُهُمْ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، يَقُومُونَ لِلَّهِ بِطَاعَتِهِ وَيُحِبُّونَ سُنَّةَ نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ، وَإِنَّ لِلَّهِ بِخُرَاسَانَ مَدِينَةً يُقَالُ لَهَا خُوَارِزْمُ، النَّائِمُ فِيهَا كَالْقَائِمِ فِي أَطْوَلِ أَيَّامِ الصَّيْفِ، لَمَّا يَفْجَؤُهُمْ بَنُو قَنْطُورَاءَ وَإِنَّ لِلَّهِ لَمَدِينَةً بِخُرَاسَانَ يُقَالُ لَهَا جُرْجَانُ، طَابَ زَرْعُهَا وَاخْضَرَّ سَهْلُهَا وَجَبَلُهَا وَكَثُرَتْ مِيَاهُهَا، وَاتَّسَعَتْ بِعِبَادِ اللَّهِ مَأْكَلَتُهَا، يَتَّسِعُونَ إِذَا ضَاقَ النَّاس، ويضيقون إِذا وَسعوا(2/47)
فَهُمْ بَيْنَ أَمْرِ اللَّهِ، وَإِلَى طَاعَتِهِ يَتَسَارَعُونَ، فَطُوبَاهُمْ ثُمَّ طُوبَاهُمْ إِنْ آمَنُوا وَصَدَّقُوا وَإِنَّ لِلَّهِ بِخُرَاسَانَ لَمَدِينَةً يُقَالُ لَهَا قُومَسُ وَأَيُّ رِجَالٍ بِقُومَسَ، وَذَكَرَ بَاقِي الْحَدِيثِ فَقَالَ عُمَرُ: يَا عَلِيُّ إِنَّكَ لَفَتَّانٌ، فَقَالَ عَلِيٌّ: لَوِ الْتَقَى حَجَرَانِ فِي الْجَوِّ، لَقَالَ النَّاسُ، هَذَا فِعْلُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ عُمَرُ: لَوَدِدْتُ أَنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ خُرَاسَانَ بُعْدَ مَا بَيْنَ بَلْقَا (حا) مِنْ طَرِيق أبي عصمَة وَهُوَ آفته.
الْفَصْل الثَّانِي
(7) [حَدِيثٌ] أَرْبَعُ مَدَائِنَ مِنْ مُدُنِ الْجَنَّةِ فِي الدُّنْيَا مَكَّةُ وَالْمَدِينَةُ وَبَيْتُ الْمَقْدِسِ وَدِمَشْقُ وَأَرْبَعُ مَدَائِنَ مِنْ مُدُنِ النَّارِ فِي الدُّنْيَا الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ وَالطَّبَرَانِيَّةُ وَأَنْطَاكِيَةُ الْمُحْتَرِقَةُ وَصَنْعَاءُ وَإِنَّ مَنْشَأَ الْمِيَاهِ الْعَذْبَةِ وَالرِّيَاحِ اللَّوَاقِحِ مِنْ تَحْتِ صَخْرَةِ بَبْيِت الْمَقْدِسِ (عد) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، وَفِيه الْوَلِيد بن مُحَمَّد الموقري (تعقب) بِأَن ابْن عدي اقْتصر على وَصفه بالنكارة وَقَالَ لَا يرويهِ عَن الزُّهْرِيّ غير الموقري وَهَذَا مَمْنُوع بل تَابعه مُحَمَّد ابْن مُسلم الطايفي عَن الزُّهْرِيّ وَالْمَحْفُوظ حَدِيث الْوَلِيد بن مُحَمَّد عَن الزُّهْرِيّ (قلت) قَالَ ابْن العديم فِي تَارِيخ حلب: ذكر البلاذري أَن أنطاكيا الْمُحْتَرِقَة بِبِلَاد الرّوم أحرقها الْعَبَّاس بن الْوَلِيد بن عبد الْملك، وَقَالَ أَبُو عبد الله السَّقطِي: صنعاء هَذِه بِأَرْض الرّوم وَلَيْسَت صنعاء الْيمن وَالله تَعَالَى أعلم.
(8) [حَدِيثُ] ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى عَلَى مَقْبُرَةٍ فَأَكْثَرَ الصَّلاةَ عَلَيْهَا، فَسُئِلَ عَنْهَا فَقَالَ: أَهْلُ مَقْبُرَةٍ شُهَدَاءُ عَسْقَلانِ يُزَفُّونَ إِلَى الْجَنَّةِ كَمَا تُزَفُّ الْعَرُوسُ إِلَى زَوْجِهَا (السراج) فِي فَوَائده، وَفِيه بشير بن مَيْمُون لَيْسَ بِشَيْء (حب) بِزِيَادَة، وَفِيه حَمْزَة بن أبي حَمْزَة الْجعْفِيّ.
(9) [وَحَدِيثُ] عَائِشَةَ قَالَ رَسُول الله لَيْسَ فِي الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ مَقْبُرَةٌ أكْرم على الله من الَّذِي رَأَيْتُ، يَعْنِي الْبَقِيعَ، إِلا أَنْ تَكُونَ مَقْبُرَةَ عَسْقَلانَ قَالَتْ عَائِشَةُ: قُلْتُ وَمَا مَقْبُرَةُ عَسْقَلانَ؟ قَالَ: رِبَاطٌ لِلْمُسْلِمِينَ يَبْعَثُ اللَّهُ مِنْهُمْ سَبْعِينَ أَلْفَ شَهِيدٍ (حب) وَفِيهِ نَافِع أَبُو هُرْمُز.(2/48)
(10) [وَحَدِيثٌ] عَسْقَلانُ أَحَدُ الْعَرُوسَيْنِ يُبْعَثُ مِنْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ سَبْعُونَ أَلْفًا لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ وَيُبْعَثُ مِنْهُمْ خَمْسُونَ أَلْفًا شُهَدَاءَ وُفُودًا إِلَى الله وَبهَا صُفُوف الشُّهَدَاء رُؤْسهمْ مُقَطَّعَةٌ فِي أَيْدِيهِمْ تَثِجُّ أَوْدَاجُهُمْ دَمًا يَقُولُونَ رَبنَا آتنا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تخلف الميعاد فَيَقُولُ صَدَقَ عَبِيدِي اغْسُلُوهُمْ بِنَهْرِ الْبَيْضَة فَيخْرجُونَ مِنْهَا نقيا بِيضًا فَيَسْرَحُونَ فِي الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءُوا (الإِمَام أَحْمد) من حَدِيث أنس من طَرِيق أبي عقال وَله طَرِيقَانِ آخرَانِ ومداره على أبي عقال (تعقب) فِي الثَّلَاثَة بِأَن الْحَافِظ بن حَجَرٍ قَالَ فِي الْقَوْلِ الْمُسَدَّدِ فِي حَدِيث أنس هُوَ فِي فَضَائِل الْأَعْمَال والتحريض على الرِّبَاط وَلَيْسَ فِيهِ مَا يحيله الشَّرْع وَلَا الْعقل فَالْحكم عَلَيْهِ بِالْبُطْلَانِ بِمُجَرَّد كَونه من رِوَايَة أبي عقال لَا يتَّجه وَطَرِيقَة الإِمَام مَعْرُوفَة فِي التسامح فِي أَحَادِيث الْفَضَائِل دون أَحَادِيث الْأَحْكَام، وَحَدِيث ابْن عمر أصلح إِسْنَادًا من طَرِيق أبي عقال لَيْسَ فِيهِ سوى بشير ضَعِيف، فَهُوَ يصلح شَاهدا لحديثي أبي عقال وَأبي هُرْمُز، وَلَهُمَا شَاهد آخر أخرجه أَبُو يعلى من حَدِيث عبد الله بن بُحَيْنَة قَالَ رَسُول الله على تِلْكَ الْمقْبرَة فسألوا بعض أَزوَاجه فَسَأَلته فَقَالَ هِيَ مَقْبرَة عسقلان الحَدِيث، وَأوردهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من هَذَا الْوَجْه وسمى الزَّوْجَة عَائِشَة (قلت) وَأَشَارَ إِلَيْهِ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان فِي تَرْجَمَة مسور بن خَالِد رَاوِيه عَن عَليّ بن عبد الله بن بُحَيْنَة وَقَالَ لَيْسَ بِصَحِيح وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر مسور ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَالله أعلم وَلَهُمَا شَاهد آخر من حَدِيث ابْن عَبَّاس أخرجه الدولابي فِي الكنى وَآخر من مُرْسل عَطاء أخرجه سعيد بن مَنْصُور فِي سنَنه قلت وَهَذِه شَوَاهِد لحَدِيث أبي هُرْمُز وَالله أعلم، قَالَ السُّيُوطِيّ وَمن شَوَاهِد فضل الرِّبَاط بعسقلان حَدِيث ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا أول هَذَا الْأَمر نبوة وَرَحْمَة الحَدِيث وَفِي آخِره فَعَلَيْكُم بِالْجِهَادِ وَإِن أفضل جهادكم الرِّبَاط وَأَن أفضل رباطكم عسقلان أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ (قُلْتُ) قَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي الْمجمع رِجَاله ثِقَات وَالله أعلم وَحَدِيث أنس من كَانَ بعسقلان مرابطا فَكَانَ نَائِما دهره وكل الله بِهِ فِي محرابه مَلَائِكَة يصلونَ بدله ويحشر مَعَ الْمُصَلِّين إِلَى الْجنَّة أخرجه ابْن النجار فِي تَارِيخه وَحَدِيث ابْن عَبَّاس عَلَيْك بِالشَّام فَإِن الله قد تكفل لي بِالشَّام وَأَهله وألزم من الشَّام عسقلان فَإِنَّهَا إِذا دارت الرَّحَى فِي أمتِي كَانَ أَهلهَا فِي خير وعافية أخرجه الطَّبَرَانِيّ، وَحَدِيث أبي أُمَامَة الْبَاهِلِيّ من رابط بعسقلان يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ مَاتَ بعد ذَلِك بستين سنة مَاتَ شَهِيدا وَإِن مَاتَ فِي أَرض الشّرك أخرجه ابْن عَسَاكِر.(2/49)
(11) [حَدِيثٌ] يُحَوِّلُ اللَّهُ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَلاثَةَ قُرًى مِنْ زَبْرَجَدَةٍ خَضْرَاءَ تُزَفُّ إِلَى أَزْوَاجِهِنَّ عَسْقَلانَ وَالإِسْكَنْدَرِيَّةَ وَقَزْوِينَ (نع) من حَدِيث أنس وَفِيه عمر بن صبح (تعقب) بِأَن الرَّافِعِيّ تَأَوَّلَه فِي تَارِيخ قزوين فَقَالَ يجوز أَن يُرِيد إِلَى أشكالهن من الْقُصُور الزبرجدية فِي الْجنَّة وَيجوز أَن يُرِيد تزف بعد مَا تحول زبرجدة إِلَى أَهلهَا لتقر بهَا أَعينهم انْتهى فَهَذَا يَقْتَضِي أَن الحَدِيث عِنْده لَيْسَ بموضوع.
(12) [حَدِيثٌ] سَتُفْتَحُ عَلَيْكَ الآفَاقُ وَسَتُفْتَحُ عَلَيْكُمْ مَدِينَةٌ يُقَالُ لَهَا قَزْوِينُ مَنْ رَابَطَ فِيهَا أَرْبَعِينَ يَوْمًا أَوْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً كَانَ لَهُ فِي الْجَنَّةِ عَمُودٌ مِنْ ذَهَبٍ عَلَى زَبَرْجَدَةٍ خَضْرَاءَ عَلَيْهَا قُبَّةٌ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ مِصْرَاعٍ عَلَى كُلِّ مِصْرَاعٍ زَوْجَةٌ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ (ابْن مَاجَه) من حَدِيث أنس وَفِيه دَاوُد بن المحبر وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ (تعقب) بِأَن الْحَافِظ الْمزي قَالَ فِي التَّهْذِيب حَدِيث مُنكر لَا يعرف إِلَّا من رِوَايَة دَاوُد وَالْمُنكر من قسم الضَّعِيف وَهُوَ مُحْتَمل فِي الْفَضَائِل.
(13) [حَدِيثٌ] إِنَّ مِصْرَ سَتُفْتَحُ بَعْدِي فَانْتَجِعُوا خَيْرَهَا وَلا تَتَّخِذُوهَا قَرَارًا فَإِنَّهُ يُسَاقُ إِلَيْهَا أَقَلُّ النَّاسِ أَعْمَارًا (أَبُو سعيد بن يُونُس) من حَدِيث رَبَاح بن قصير اللَّخْمِيّ من طَرِيق مطهر بن الْهَيْثَم وَقَالَ مُنكر جدا ومطهر مَتْرُوك قَالَ: ورباح أدْرك النَّبِي وَأسلم فِي زمن أبي بكر (تعقب) بِأَن الْمُنكر من قسم الضَّعِيف ومطهر روى لَهُ ابْن مَاجَه والْحَدِيث أخرجه البُخَارِيّ فِي تَارِيخه وَقَالَ لَهُ لَا يَصح وَأخرجه ابْن شاهين وَابْن السكن فِي الصَّحَابَة وَابْن السّني وَأَبُو نعيم فِي الطِّبّ النَّبَوِيّ.
(14) [حَدِيثٌ] إِنَّ إِبْلِيسَ دَخَلَ الْعِرَاقَ فَقَضَى حَاجَتَهُ مِنْهَا وَدَخَلَ الشَّامَ فَطَرَدُوهُ مِنْهَا حَتَّى بَلَغَ مَيْسَانَ، ثُمَّ دَخَلَ مِصْرَ فَبَاضَ فِيهَا وَفَرَّخَ وَبَسَطَ عَبْقَرَيَّهُ (فت) من حَدِيث ابْنِ عُمَرَ، وَلا يَصِحُّ فِيهِ أَحْمد ابْن أخي ابْن وهب كذبه الْخَطِيب، وَيحيى بن أَيُّوب لَيْسَ بِالْقَوِيّ، وَابْن لَهِيعَة مطروح، وَعقيل بن خَالِد يروي عَن الزُّهْرِيّ مَنَاكِير (تعقب) بِأَن أَحْمد ثِقَة، روى لَهُ مُسلم، وَقَالَ ابْن عدي: كل مَا أنكروه عَلَيْهِ فمحتمل، وَإِن لم يرو غَيره، لَعَلَّ عَمه خصّه بِهِ، وَلم ينْفَرد بِهَذَا الحَدِيث بل تَابعه عَلَيْهِ حَرْمَلَة، أخرجه الطَّبَرَانِيّ، وَيحيى بن أَيُّوب هُوَ الغافقي عَالم أهل مصر ومفتيهم روى لَهُ الشَّيْخَانِ، وَعقيل أحد الْأَثْبَات روى لَهُ الشَّيْخَانِ، وَقَالَ يُونُس بن يزِيد الْأَيْلِي هُوَ أعلم النَّاس بِحَدِيث(2/50)
الزُّهْرِيّ، والْحَدِيث أخرجه ابْن عَسَاكِر من طَرِيق حَرْمَلَة وَزَاد قَالَ ابْن وهب: أرى ذَلِك فِي فتْنَة عُثْمَان، لِأَن النَّاس افتتنوا فِيهِ، وَسلم أهل الشَّام، فَهَذَا يدل على ثُبُوت الحَدِيث عِنْد ابْن وهب وَيكون الحَدِيث من أَعْلَام النُّبُوَّة فَدخل فِي بَاب المعجزات، وَله طَرِيقَانِ آخرَانِ عَن ابْن عمر مَرْفُوعَة وموقوفة، ولبعضه شَاهد من حَدِيث ابْن عَبَّاس فِي ذكر الْبلدَانِ، وَفِيه: وَالشَّام مَعْدن الْأَبْرَار، ومصر عش إِبْلِيس ومستقره، وَشَاهد آخر من مُرْسل إِيَاس بن مُعَاوِيَة، أخرج الْأَرْبَعَة ابْن عَسَاكِر.
(15) [حَدِيثُ] أنس أَن النَّبِي قَالَ لَهُ: يَا أَنَسُ إِنَّ النَّاسَ سَيُمَصَّرُونَ أَمْصَارًا، وَيُمَصَّرُونَ مِصْرًا يُقَالُ لَهُ الْبَصْرَةُ، فَإِنْ أَنْتَ أَتَيْتَهَا فَسَكَنْتَ فِيهَا فَاجْتَنِبْ مَسْجِدَهَا وَسُوقَهَا وَقَبَضَهَا وَأَحْسِبُهُ، قَالَ وَعَلَيْكَ بِضَوَاحِيهَا فَسَيَكُونُ بِهَا خَسْفٌ وَمَسْخٌ، قَالَ أنس فَمن هَا هُنَا سكنت الْقصر (عد) وَلَا يَصح فِيهِ عمار بن زربى (تعقب) بِأَنَّ لَهُ طَرِيقًا آخَرَ عَنْ أنس أخرجه أَبُو دَاوُد فِي سنَنه، قَالَ الْحَافِظ العلائي وَإِسْنَاده من رجال الصَّحِيح كلهم، وَطَرِيق آخَرُ أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ وَله شَاهد عَن ابْن مَسْعُود مَوْقُوفا، أخرجه أَبُو الشَّيْخ فِي الْفِتَن، وَعَن حُذَيْفَة مَوْقُوفا، أخرجه ابْن أبي شيبَة فِي المُصَنّف.
(16) [حَدِيثٌ] سَيَكُونُ بَعْدِي بُعُوثٌ كَثِيرَةٌ، فَكُنْ فِي بَعْثِ خُرَاسَانَ ثُمَّ انْزِلْ مَدِينَةَ مَرْوٍ بَنَاهَا ذُو الْقَرْنَيْنِ وَدَعَا لَهَا بِالْبَرَكَةِ، وَلا يُضَرُّ أَهْلُهَا بِسُوءٍ (حب) من حَدِيث بُرَيْدَة، وَفِيه سهل بن عبد الله بن بُرَيْدَة، وَعنهُ أَخُوهُ أَوْس ضَعِيف جدا (تعقب) بِأَن الإِمَام أَحْمد أخرجه، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر إِنَّه حَدِيث حسن فَإِن أَوْسًا وسهلا لم ينفردا بِهِ فقد ذكر أَبُو نعيم فِي الدَّلَائِل أَن حسام بن مصك رَوَاهُ عَن عبد الله ابْن بُرَيْدَة، وحسام وَإِن كَانَ فِيهِ مقَال فقد قَالَ ابْن عدي إِنَّه مَعَ ضعفه حسن الحَدِيث وَلم ينْفَرد كَمَا ترى، فَالْحَدِيث حسن بِهَذَا الِاعْتِبَار (قلت) هَذَا الحَدِيث والتعقب عَلَيْهِ نقلتهما من النكت البديعات وَلَيْسَ فِي اللآلئ المصنوعة، وَرَأَيْت على هَامِش نُسْخَة من الموضوعات اسْتِدْرَاك هَذَا الحَدِيث بِخَط الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين القلقشندي، وَكتب عقبه لم يذكر الْمُؤلف هَذَا، وَقد ذكر أحسن حَالا مِنْهُ، لَكِن تَابع سهلا عَن أَبِيه حسام ابْن مصك، وَفِيه مقَال أخرجه أَبُو نعيم فِي الْفَصْل الثَّامِن وَالْعِشْرين من دَلَائِل النُّبُوَّة،(2/51)
وَقد حسن هَذَا الحَدِيث الْحَافِظ أَبُو الْفضل شَيخنَا لأجل الْمُتَابَعَة، وَفِيه نظر فَإِن حساما لَيْسَ من قبيل من يحسن الحَدِيث بمتابعته انْتهى وَالله أعلم.
(17) [حَدِيثٌ] تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَدُجَيْلٍ وَقَطَرٍ بَلْ وَالصَّرَاةِ، تُجْبَى إِلَيْهَا خَزَائِنُ الأَرْضِ وَجَبَابِرَتُهَا، لَهِيَ أَسْرَعُ ذَهَابًا فِي الأَرْضِ مِنَ الْوَتَدِ الْحَدِيدِ فِي الأَرْضِ الرِّخْوَةِ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث جرير بن عبد الله من سِتَّة عشر طَرِيقا، أعل الْأَرْبَعَة الأولى، وَالثَّامِن وَالتَّاسِع وَالسَّادِس عشر مِنْهَا بِعَمَّار بن سيف، قَالَ ابْن معِين: كَانَ مغفلا، وَمَا أصَاب هَذَا الحَدِيث إِلَّا على ظهر كتاب، وأعل الْخَامِس بِسيف بن مُحَمَّد، وَالسَّادِس بِمُحَمد بن جَابر مَتْرُوك، والسَّابِع بِأبي شهَاب الْخياط، كَانَ يحيى بن سعيد لَا يرضاه، والعاشر بِإِسْمَاعِيل بن أبان، وَالْحَادِي عشر بِعَبْد الْعَزِيز بن أبان مَتْرُوك، وَالثَّانِي عشر بِإِسْمَاعِيل بن نجيح، قَالَ الْخَطِيب يروي عَن الثَّوْريّ وَغَيره مَنَاكِير، وَالثَّالِث عشر بعبيد الله بن سُفْيَان الغداني، وَالرَّابِع عشر بِأَحْمَد بن مُحَمَّد بن عمر اليمامي، وَالْخَامِس عشر بِعَبْد الرَّحْمَن الْمحَاربي، قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل: كَانَ جَلِيسا لسيف بن مُحَمَّد وَأَظنهُ سَمعه مِنْهُ، وَمن حَدِيث عَليّ من ثَلَاث طرق أعل أَولهَا وَثَانِيها بِمُحَمد بن زَكَرِيَّا الْغلابِي وَعمر بن مُحَمَّد ابْن شمر، وَثَالِثهَا بِأَن ابْن المنادى صرح بِشدَّة ضعفه وَمن حَدِيث حُذَيْفَة وَأعله بعمر ابْن يحيى مَتْرُوك الحَدِيث، وَمن حَدِيث أنس من طَرِيقين فِي أَحدهمَا همام بن مُسلم، قَالَ الْخَطِيب مَجْهُول، وَفِي الآخر صَالح بن بَيَان الثَّقَفِيّ مَتْرُوك (تعقب) بِأَن عمار بن سيف روى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَوَثَّقَهُ يحيى وَأحمد وَالْعجلِي، وَقَالَ فِي الْمِيزَان لَهُ حَدِيث مُنكر جدا وَهُوَ هَذَا، وَبِأَن ابْن عدي قَالَ فِي حَدِيث أنس هُوَ حَدِيث مُنكر وَبِأَنَّهُ جَاءَ أَيْضا من حَدِيث ابْن عمر، أخرجه الْخَطِيب فِي رُوَاة مَالك وَقَالَ مُنكر (قلت) حَدِيث ابْن عمر ذكره الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان فِي تَرْجَمَة جَعْفَر بن مُحَمَّد الْخُرَاسَانِي، وَقَالَ رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي غرائب مَالك، وَقَالَ بَاطِل مَوْضُوع، وَالْحمل فِيهِ على جَعْفَر بن مُحَمَّد وَهُوَ مَجْهُول، وَحَدِيث أنس ذكره الذَّهَبِيّ أَيْضا فِي تَرْجَمَة صَالح بن بَيَان وَقَالَ هَذَا حَدِيث بَاطِل، وَلما نقل الْعَلامَة ابْن مُفْلِح الْحَنْبَلِيّ فِي كِتَابه الْفُرُوع قَول الْخَطِيب بعد ذكر طرق الحَدِيث: كل هَذِه الْأَحَادِيث واهية الْأَسَانِيد عِنْد أهل الْعلم والنَّقْل، قَالَ: هَكَذَا قَالَ مَعَ أَنه احْتج فِي فضل الْعرَاق بأَشْيَاء من جِنْسهَا وَالله أعلم.(2/52)
(18) [حَدِيثٌ] لَا تَسْكُنِ الْكُفُورَ فَإِنَّ سَاكِنَ الْكُفُورِ كَسَاكِنِ الْقُبُورِ، وَلا تَأَمَّرَنَّ عَلَى عَشَرَةٍ فَإِنَّهُ مَنْ تَأَمَّرَ عَلَى عَشَرَةٍ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَغْلُولَةٌ يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ، فَكَّهُ الْحَقُّ أَوْ أَوْبَقَهُ الظُّلْمُ (عد) من حَدِيث ثَوْبَان مولى رَسُول اللَّهِ (حب) من حَدِيث أنس بِلَفْظ إيَّاكُمْ والسكن فِي السوَاد، فَإِنَّهُ من سكن السوَاد يصدأ قلبه، قيل يَا رَسُول الله وَهل يصدأ الْقلب؟ قَالَ كَمَا يصدأ الْحَدِيد، وَلَا يصحان، فِي الأول سعيد بن سِنَان، وَفِي الثَّانِي إِسْمَاعِيل بن عباد (تعقب) بِأَن حَدِيث ثَوْبَان تَابع سعيد ابْن سِنَان على صَدره بَقِيَّة بن الْوَلِيد، أخرجه البُخَارِيّ فِي الْأَدَب الْمُفْرد وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب من طَرِيق بَقِيَّة مُخْتَصرا، وَأخرجه من طَرِيق ابْن عدي عدي بِتَمَامِهِ، وَأخرج آخِره من طَرِيق بَقِيَّة أَبُو نعيم فِي الْحِلْية، والمخلص فِي فَوَائده، فبرئ سعيد بن سِنَان من عهدته وَلَهُ طَرِيقٌ آخَرُ أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَط وَورد آخِره أَيْضا من حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ، أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَورد آخِره من حَدِيث عدَّة من الصَّحَابَة، فورد من حَدِيث أبي أُمَامَة أخرجه الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده، وَمن حَدِيث كَعْب بن عجْرَة أخرجه أَبُو أَحْمد الْحَاكِم فِي الكنى، وَمن حَدِيث سعد بن عبَادَة أخرجه أَحْمد وَعبد بن حميد، وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط، والخطيب فِي رُوَاة مَالك، والسراج فِي مُسْنده، وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس وَبُرَيْدَة وَأبي الدَّرْدَاء أخرجهَا الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط (قلت) لم يتعقبه السُّيُوطِيّ بِالنِّسْبَةِ إِلَى حَدِيث أنس وَلَا خَفَاء أَن حَدِيث ثَوْبَان وَأبي سعيد يَشْهَدَانِ لَهُ وَالله تَعَالَى أعلم.
(19) [حَدِيثٌ] السَّبْتُ يَوْمُ مَكْرٍ وَمَكِيدَةٍ، إِنَّ قُرَيْشًا أَرَادُوا أَنْ يَمْكُرُوا فِيهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذين كفرُوا، وَيَوْمُ الأَحَدِ يَوْمُ بِنَاءٍ وَغَرْسٍ، لأَنَّ الْجَنَّةَ بُنِيَتْ وَغُرِسَتْ فِيهِ؛ وَيَوْمُ الاثْنَيْنِ يَوْمُ سَفَرٍ وَتِجَارَةٍ، وَيَوْمُ الثُّلاثَاءِ يَوْمُ دَمٍ.
قِيلَ وَلِمَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لأَنَّ ابْنَ آدَمَ قَتَلَ أَخَاهُ فِيهِ، وَيَوْمُ الأَرْبَعَاءِ يَوْمُ نَحْسٍ وَفِيهِ أَرْسَلَ اللَّهُ الرِّيحَ عَلَى قَوْمِ عَادٍ، وَفِيهِ وُلِدَ فِرْعَوْنُ وَفِيهِ ادَّعَى الرُّبُوبِيَّةَ، وَفِيهِ أَهْلَكَهُ اللَّهُ، وَيَوْمُ الْخَمِيسِ يَوْمُ دُخُولٍ عَلَى السُّلْطَانِ وَقَضَاءِ الْحَوَائِجِ، قِيلَ وَلِمَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لأَنَّ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ الرَّحْمَنِ دَخَلَ عَلَى مَلِكِ مِصْرَ فَرَدَّ عَلَيْهِ امْرَأَتَهُ، وَقَضَى حَوَائِجَهُ وَيَوْمُ الْجُمُعَةِ يَوْمُ خِطْبَةٍ وَنِكَاحٍ، قِيلَ وَلِمَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لأَنَّ الأَنْبِيَاءِ يَنْكِحُونَ(2/53)
وَيَخْطُبُونَ فِيهِ لِبَرَكَةِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، وَفِيه يحيى بن عبد الله مَجْهُول وَعنهُ أَبُو عبد الله السَّمرقَنْدِي الزَّاهِد (تعقب) بِأَنَّهُ ورد من حَدِيث أبي سعيد مُخْتَصرا، أخرجه تَمام فِي فَوَائده بِسَنَد ضَعِيف، وَورد عَن ابْن عَبَّاس مَوْقُوفا أخرجه أَبُو يعلى فِي مُسْنده، لَكِن فِي سَنَده يحيى بن الْعَلَاء (قلت) لم يَقع فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة فِي اللآلئ المصنوعة تَعْلِيل يَوْم الِاثْنَيْنِ كَسَائِر الْأَيَّام، وبيض لَهُ فِي النُّسْخَةِ الَّتِي عِنْدِي مِنَ الموضوعات وَكتب فِي هَامِش النُّسْخَة أَنه كَذَلِك فِي الأَصْل الْمُقَابل بنسخة المُصَنّف، وَفِي ربيع الْأَبْرَار للزمخشري من حَدِيث أنس بِغَيْر إِسْنَاد نَحْو حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَقَالَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ لِأَن شعيبا سَافر فِيهِ وأتجر فربح، فَلَعَلَّ هَذَا أَو نَحوه سقط من النُّسْخَة وَالله أعلم، قَالَ السُّيُوطِيّ وَرَأَيْت بِخَط الْحَافِظ شرف الدَّين الدمياطي الشَّافِعِي مَا صورته: هَذِه الأبيات تعزى إِلَى عَليّ بن أبي طَالب:
(لنعم الْيَوْم يَوْم السبت حَقًا ... لصيد إِن أردْت بِلَا امتراء)
(وَفِي الْأَحَد الْبناء لِأَن فِيهِ ... تبدا الله فِي خلق السَّمَاء)
(وَفِي الْإِثْنَيْنِ إِن سَافَرت فِيهِ ... سترجع بالنجاح وبالثراء)
(وَإِن ترد الْحجامَة فِي الثلاثا ... فَفِي ساعاته هرق الدِّمَاء)
(وَإِن شرب امْرُؤ يَوْمًا دَوَاء ... فَنعم الْيَوْم يَوْم الْأَرْبَعَاء)
(وَفِي يَوْم الْخَمِيس قَضَاء حَاج ... وَإِن الله يَأْذَن بِالْقضَاءِ)
(وَفِي الْجُمُعَات تَزْوِيج وعرس ... ولذات الرِّجَال مَعَ النِّسَاء)
(وَهَذَا الْعلم لَا يدريه إِلَّا ... نَبِي أَو وَصِيّ الْأَنْبِيَاء)
(20) [حَدِيثُ] ابْنِ مَسْعُودٍ سَأَلْتُ رَسُولَ الله عَنْ أَيَّامِ الْبِيضِ فَقَالَ: إِنَّ آدَمَ لَمَّا عَصَى وَأَكَلَ مِنَ الشَّجَرَةِ أَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ يَا آدَمُ اهْبِطْ مِنْ جِوَارِي، وَعِزَّتِي لَا يُجَاوِرُنِي مَنْ عَصَانِي، فَهَبَط إِلَى الأَرْضِ مُسَوَّدًا، فَبَكَتِ الْمَلائِكَةُ وَضَجَّتْ وَقَالُوا يَا رَبِّ خَلْقٌ خَلَقْتَهُ بِيَدِكَ وَأَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ، وَأَسْجَدْتَ لَهُ مَلائِكَتَكَ فِي ذَنْبٍ وَاحِدٍ حَوَّلْتَ بَيَاضَهُ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ يَا آدَمُ صُمْ لِي الْيَوْمَ يَوْمَ ثَلاثَةَ عَشَرَ فَصَامَهُ فَأَصْبَحَ ثُلُثُهُ أَبْيَضَ ثُمَّ أَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ يَا آدَمُ صُمْ لِي الْيَوْمَ يَوْمَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ، فَصَامَهُ فَأَصْبَحَ ثُلُثَاهُ أَبْيَضَ، ثُمَّ أَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ يَا آدَمُ صُمْ لِي الْيَوْمَ يَوْمَ خَمْسَةَ عَشَرَ فَصَامَهُ، فَأَصْبَحَ كُلُّهُ أَبْيَضَ فَسُمِّيَتِ(2/54)
الأَيَّامَ الْبِيضَ (خطّ) فِي أَمَالِيهِ، وَفِيه مَجْهُولَانِ (تعقب) بِأَن ابْن عَسَاكِر أخرجه من طَرِيقين آخَرين، وَبِأَنَّهُ ورد من حَدِيث ابْن عَبَّاس بِنَحْوِهِ، أخرجه الديلمي (قلت) فِي سَنَد الديلمي مُحَمَّد بن تَمِيم وَفِي كل من الثَّلَاثَة من لم أعرفهُ وَقد صرح السُّيُوطِيّ فِي الدّرّ المنثور بِأَن فِي سندي ابْن عَسَاكِر مَجَاهِيل وَالله أعلم.
(21) [حَدِيثٌ] مَا أَهْلَكَ اللَّهُ أُمَّةً مِنَ الأُمَمِ إِلا فِي آذَارَ، وَلا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلا فِي آذَارَ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث ابْن عمر من طَرِيق أبي شيبَة القَاضِي، وَهُوَ مَتْرُوك، وَقَالَ الْأَزْدِيّ هَذَا كذب وَسُئِلَ أَحْمد عَن حَدِيث من بشرني بِخُرُوج آذار بَشرته بِالْجنَّةِ، فَقَالَ لَا أصل لَهُ (تعقب) فِي حَدِيث ابْن عمر بِأَن الطَّبَرَانِيّ أخرجه من طَرِيق الْمَذْكُور بِلَفْظ: مَا هلك قوم قطّ إِلا فِي آذَارَ، وَلا تَقُومُ السَّاعَة إِلَّا فِي آذار، قَالَ الطَّبَرَانِيّ مَعْنَاهُ عِنْدِي وَالله أعلم فِي وَقت آذان الْفجْر، وَهُوَ قوت الاسْتِغْفَار وَالدُّعَاء انْتهى فَالْحَدِيث ضَعِيف وَقع فِيهِ تَصْحِيف لَا مَوْضُوع.
(22) [حَدِيثٌ] لَا يَبْدُو جُذَامٌ وَلا بَرَصٌ إِلا يَوْمَ الأَرْبَعَاءِ قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ (رَوَاهُ عُثْمَان بن مطر) وَهُوَ مُتَّهم، عَن الْحسن بن أبي جَعْفَر عَن مُحَمَّد بن جحادة عَن نَافِع عَن ابْن عمر مَرْفُوعا (تقعب) بِأَن الحَدِيث أخرجه ابْن مَاجَه من هَذَا الطَّرِيق، وَمن طَرِيق آخر عَن نَافِع وَأخرجه الْحَاكِم من طَرِيقين آخَرين عَن مُحَمَّد بن جحادة، فبرئ عُثْمَان من عهدته (قلت) وَقَالَ الْحَاكِم صَحَّ مَوْقُوفا وَالله أعلم.
(23) [حَدِيثٌ] آخِرُ أَرْبَعَاءَ فِي الشَّهْرِ يَوْمُ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ (حاخط) من حَدِيث ابْن عَبَّاس، وَلَا يَصح فِيهِ مسلمة بن الصَّلْت مَتْرُوك، وَجَاء عَن ابْن عَبَّاس مَوْقُوفا إِلَّا أَنه من طَرِيق الْأَبْزَارِيِّ تعقب بِأَن للأبزاري مُتَابعًا فِي الطيوريات (قلت) ومسلمة بن الصَّلْت لم أرهم اتَّهَمُوهُ بكذب، بل ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات، وَقَالَ روى عَنهُ أَحْمد بن حَنْبَل، وَرَأَيْت لَهُ خَبرا مُنْكرا، فَذكر الْخَبَر الْمَذْكُور وَذكره السُّيُوطِيّ فِي الدّرّ المنثور وَقَالَ سَنَده ضَعِيف انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم.
(24) [حَدِيثٌ] يَوْمُ الْأَرْبَعَاء يَوْم نحسن مُسْتَمِرٍّ (مي) من حَدِيث جَابر، وَلَا يَصح فِيهِ إِبْرَاهِيم بن أبي حَيَّة (تعقب) بِأَنَّهُ جَاءَ من حَدِيث عَليّ أخرجه ابْن مرْدَوَيْه من طَرِيقين(2/55)
فِي أَحدهمَا عباد بن يَعْقُوب وَعِيسَى بن عبد الله (قلت) وَسكت عَن إعلال الْأُخْرَى وفيهَا يحيى بن الْعَلَاء رمى بِالْوَضْعِ لكنه من رجال أبي دَاوُد وَابْن مَاجَه وَفِيه أَيْضا عبد الله بن مُحَمَّد بن سوار لم أعرفهُ وَالله أعلم (وَجَاء) من حَدِيث عَائِشَة أخرجه ابْن مرْدَوَيْه، لكنه من طَرِيق إِبْرَاهِيم بن هراسة، وَمن حَدِيث أنس أخرجه ابْن مرْدَوَيْه أَيْضا، إِلَّا أَنه من طَرِيق أبي الأخيل خَالِد بن عَمْرو الْحِمصِي (قلت) فَلَيْسَ فِيهَا مَا يصلح للاستشهاد غير أَنِّي رَأَيْت لَهُ شَاهدا عَن زر بن حُبَيْش قَوْله، أخرجه ابْن أبي حَاتِم وَذكر الحَدِيث الْحَلِيمِيّ فِي شعب الْأَيْمَان وأوله فَقَالَ أَي على المفسدين لَا على المصلحين، كالأيام النحسات كَانَت نحسات على الْكفَّار من قوم عَاد لَا على نَبِيّهم، وَمن آمن بِهِ مِنْهُم، قَالَ وَيحْتَمل أَن يكون هَذَا هُوَ سر مَا ورد من حَدِيث جَابر أَنه دَعَا فِي مَسْجِد الْفَتْح ثَلَاثًا يَوْم الِاثْنَيْنِ وَيَوْم الثُّلَاثَاء وَيَوْم الْأَرْبَعَاء فاستجيب لَهُ يَوْم الْأَرْبَعَاء بَين الصَّلَاتَيْنِ، قَالَ جَابر فَلم ينزل بِي أَمر غائظ إِلَّا توخيت تِلْكَ السَّاعَة فأدعو فِيهَا فأعرف الْإِجَابَة، قَالَ فَيكون يَوْم الْأَرْبَعَاء نحسا على الظَّالِم، ويستجاب فِيهِ دَعْوَة الْمَظْلُوم عَلَيْهِ، كَمَا اسْتُجِيبَ فِيهِ دَعْوَة النَّبِي على الْكفَّار، وَفِي قَول جَابر غائظ إِشَارَة إِلَى كَونه مَظْلُوما انْتهى، وَفِيه دلَالَة على أَن الحَدِيث عِنْده لَيْسَ بموضوع (وَمِمَّا) اشْتهر على الْأَلْسِنَة فِي نقيض هَذَا حَدِيث مَا ابتدئ بِشَيْء يَوْم الْأَرْبَعَاء إِلَّا تمّ لَا أصل لَهُ وينسب لصَاحب هِدَايَة الْحَنَفِيَّة أَنه كَانَ يُوقف بداية الدُّرُوس على يَوْم الْأَرْبَعَاء، ويحتج بِهَذَا الحَدِيث، وَكَذَا كَانَ جمَاعَة من أهل الْعلم يتحرون الْبِدَايَة يَوْم الْأَرْبَعَاء، وَالْأولَى أَن يلحظ فِي ذَلِك مَا فِي الصَّحِيح من أَن الله عز وَجل خلق النُّور يَوْم الْأَرْبَعَاء وَالْعلم نور فيتفاءل لتمامه ببداءته يَوْم خلق النُّور، إِذْ يأبي الله إِلَّا أَن يتم نوره كَمَا قَالَ جلّ شَأْنه وَفِي جُزْء أبي بكر بن بنْدَار الْأَنْبَارِي من جِهَة عَطاء بن ميسرَة عَن عَطاء بن أبي رَبَاح عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا قَالَت: أحب الْأَيَّام أَن يخرج فِيهِ مسافري وأنكح فِيهِ واختتن فِيهِ الصَّبِي يَوْم الْأَرْبَعَاء وَاللَّهُ أَعَلُم.
الْفَصْلُ الثَّالِثُ
(25) [حَدِيثٌ] إِذَا كَانَ رَأْسُ السَّبْعِينَ وَالْمِائَةِ، فَالرِّبَاطُ بِجَدَّةَ مِنْ أَفْضَلِ مَا يَكُونُ مِنَ الرِّبَاطِ (قطّ) فِي غرائب مَالك من حَدِيث ابْن عمر، وَقَالَ مُنكر لَا يَصح، وروا بِهِ عَن(2/56)
مَالك ثَابت بن مَالك مَجْهُول (قلت) حَيْثُ اقْتصر الدَّارَقُطْنِيّ فِي الحكم على الحَدِيث بِأَنَّهُ مُنكر لَا يَصح فَلَا يَنْبَغِي أَن يُذْكَرَ فِي الْمَوْضُوعَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
(26) [حَدِيثٌ] مِصْرُ خَزَائِنُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ، وَالْجِيزَةُ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ (نع) من حَدِيث نبيط بن شريط من طَرِيق أَحْمد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن نبيط بن شريط.
(27) [حَدِيثٌ] إِنَّ لِلْمُقِيمِ بِهَا يَعْنِي الإِسْكَنْدَرِيَّةَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ غَيْرِ رِيَاءٍ كَمَنْ عَبَدَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ سَبْعِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، مَا بَيْنَ الرُّومِ وَالْعَرَبِ (قطّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، وَقَالَ غَرِيب من حَدِيث سعيد بن جُبَير عَن أبي هُرَيْرَة وَهُوَ مُنكر الْإِسْنَاد (قلت) قَالَ الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الواهيات هَذَا بَاطِل بتأكد الدَّارَقُطْنِيّ بإيراده فِي الْأَفْرَاد، وَقَوله مُنكر، وَقَالَ الْحَافِظ بن حجر أخرجه أَبُو الشَّيْخ، وَرِجَاله مَشْهُورُونَ بالثقة إِلَّا الْوَزير بن مُحَمَّد وَإِبْرَاهِيم بن حَرْب وَجَابِر الْجعْفِيّ، وَلَا أعرف الْوَزير بن مُحَمَّد وَلَا أَظن الآفة إِلَّا مِنْهُ انْتهى وَالله أعلم.
(28) [حَدِيثُ] عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو.
ذُكِرَتْ مصر عِنْد رَسُول الله، فَقَالَ السَّوْدَاء تزبتها، الْمُنْتَنَةُ أَرْضُهَا الْحَلْفَا نَبَاتُهَا، الْقِبْطُ أَهْلُهَا مَنْ دَخَلَ فِيهَا وَسَكَنَ فِيهَا وَأَكَلَ فِي آنِيَتِهَا، وَغَسَلَ رَأْسَهُ بِطِينَتِهَا أَلْبَسَهُ اللَّهُ الذُّلَّ وَالْهَوَانَ وَأَذْهَبَ عَنْهُ الْغَيْرَةَ وَإِنْ كَانَ ولابد مِنَ السُّكْنَى فِيهَا فَعَلَيْكُمْ بِجَبَلٍ يُقَالُ لَهُ الْمُقَطَّمُ، فَإِنَّهُ مُقَدَّسٌ، أَوْ بِقَرْيَةٍ يُقَالُ لَهَا الإِسْكَنْدَرِيَّةُ فَإِنَّهُمَا أَحَدُ الْعَرُوسَيْنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (كرّ) وَقَالَ مُنكر وَالْحمل فِيهِ على مُحَمَّد بن معمر البحراني أَو على مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم الْبَغْدَادِيّ (قلت) أَشَارَ الْحَافِظ ابْنُ حَجَرٍ فِي اللِّسَانِ فِي تَرْجَمَة مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم الْبَغْدَادِيّ إِلَى الحَدِيث، وَنقل كَلَام ابْن عَسَاكِر الْمَذْكُور وَأقرهُ وَإِذا كَانَ مُنْكرا فَلَا يَنْبَغِي أَن يُذْكَرَ فِي الْمَوْضُوعَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
(29) [حَدِيثٌ] إِذَا ذَهَبَ الإِيمَانُ مِنَ الأَرْضِ وُجِدَ بِبَطْنِ الأُرْدُنِّ (عد) من حَدِيث ابْن عمر من طَرِيق أَحْمد بن كنَانَة الشَّامي، وَقَالَ مُنكر، وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان مَكْذُوب، قلت أوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات وَأقرهُ الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه وَالله أعلم.
(30) [حَدِيثٌ] الْجَفَاءُ وَالْبَغْيُ فِي الشَّامِ (عد) من حَدِيث أنس، وَفِيه أبان بن أبي(2/57)
عَيَّاش، وَعنهُ الْفضل بن الْمُخْتَار (قلت) أوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات وَالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أعلم.
(31) [حَدِيثٌ] سَتَفْتَحُونَ حِصْنًا بِالشَّامِ يُقَالُ لَهُ أَنَفَةُ، يُبْعَثُ مِنْهُ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ شَهِيدٍ (أوردهُ) الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان من حَدِيث أبي أُمَامَة، وَقَالَ هَذَا كذب (قلت) أوردهُ من طَرِيق جرير بن عتبَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه، وَقَالَ مَا أَدْرِي الآفة من عتبَة أَو من وَلَده وَالله أعلم.
(32) [حَدِيثٌ] أَرْبَعٌ مَحْفُوظَاتٌ وَسِتٌّ مَلْعُونَاتٌ، فَأَمَّا الْمَحْفُوظَاتُ: فَمَكَّةُ وَالْمَدِينَةُ، وَبَيْتُ الْمَقْدِسِ، وَنَجْرَانُ، وَأَمَّا الْمَلْعُونَاتُ: فَبَرْدَعَةُ، وَصَعْدَةُ، وَأَتَافِثُ، وَصَهْرٌ، وَثَكْلا، وَدَلانُ (عق) من حَدِيث ابْن عمر، قَالَ ابْن عدي حَدِيث مُنكر، وَأوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات، وَفِيه مُحَمَّد بن يحيى المأربي مَتْرُوك، وَعنهُ خطاب بن عمر مَجْهُول، وَعنهُ مُحَمَّد ابْن أبان (قلت) أوردهُ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان فِي ترجمتي خطاب بن عمر وَمُحَمّد بن يحيى المأربي، وَقَالَ بَاطِل وَمَا أَدْرِي من افتراه أهوَ خطاب أَو شَيْخه مُحَمَّد بن يحيى، وَمُحَمّد بن أبان مَا هُوَ الرَّازِيّ بل هُوَ هَذَا الْبَلْخِي كَمَا قَالَه الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الواهيات، وَقَالَ إِنَّه ثِقَة وَالله تَعَالَى أعلم، وَأخرج الديلمي نَحوه من طَرِيق مُحَمَّد بن يحيى عَن مُحَمَّد بن تَمِيم عَن ابْن الْبَيْلَمَانِي (قلت) فَهَذِهِ سلسلة الْكَذِب وَالله تَعَالَى أعلم، وَأخرج أَبُو الشَّيْخ مِنْهُ ذكر الْقرى المحفوظة فَقَط، لكنه من طَرِيق ابْن الْبَيْلَمَانِي.
(33) [حَدِيثٌ] إِنِّي لأَعْرِفُ أَرْضًا يُقَالُ لَهَا الْبَصْرَةُ أَقْوَمُهَا قِبْلَةً، وَأَكْثَرُهَا مَسَاجِدَ وَمُؤَذِّنِينَ، يُدْفَعُ عَنْهَا مِنَ الْبلَاء مَالا يُدْفَعُ عَنْ سَائِرِ الْبِلادِ (نع) من حَدِيث أبي ذَر، وَفِيه الْكُدَيْمِي، قلت أوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات وَالله أعلم.
(34) [حَدِيثٌ] قَسَّمَ اللَّهُ الأَعْمَالَ عَلَى ثَلاثَةِ أَثْلاثٍ، ثُلُثٍ بِمَكَّةَ، وَثُلُثٍ بِقَزْوِينَ، وَثُلُثٍ فِي سَائِرِ الْبِلادِ (مي) من حَدِيث أبي الدَّرْدَاء (قلت) لم يبين علته، وَفِيه ميسرَة وَأَظنهُ ابْن عبد ربه فَإِنَّهُم قَالُوا إِنَّه وضع فِي فضل قزوين حَدِيثا كثيرا وَالله تَعَالَى أعلم.
(35) [حَدِيثٌ] إِنِّي لأَعْرِفُ أَقْوَامًا يَكُونُونَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَدِ اخْتَلَط الْإِيمَان(2/58)
بِلُحُومِهِمْ وَدِمَائِهِمْ يُقَاتِلُونَ فِي بَلْدَةٍ يُقَالُ لَهَا قَزْوِينُ، تَشْتَاقُ إِلَيْهِمُ الْجنَّة وَنحن إِلَيْهِمْ كَمَا تَحِنُّ النَّاقَةُ إِلَى وَلَدِهَا (يخ) من حَدِيث جَابر وَفِيه مجاشع بن عَمْرو.
(36) [حَدِيثٌ] بَابَانِ مَفْتُوحَانِ فِي الْجَنَّةِ لِلدُّنْيَا، عَبَّادَانُ وَقَزْوِينُ وَأَوَّلُ بُقْعَةٍ آمَنَتْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ قَزْوِينُ، وَأَوَّلُ قَرْيَةٍ آمَنَتْ بِمُحَمَّدٍ عَبَّادَانُ (يخ) من حَدِيث أنس وَفِيه عَنْبَسَة.
(37) [حَدِيثٌ] يَنْظُرُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَى أَهْلِ قَزْوِينَ فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ، فَيَتَجَاوَزُ عَنْ مُسِيئِهِمْ، وَيُقْبِلُ مِنْ مُحْسِنِهِمْ (يخ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس.
(38) [حَدِيثٌ] مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُحَرِّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ وَبَدَنَهُ عَلَى النَّارِ فَلْيَمُتْ بِقَزْوِينَ (يخ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس (قلت) لم يبين السيوطني عِلّة هذَيْن الْخَبَرَيْنِ، وَفِي سنديهما جميل مولى الْمَنْصُور لم أعرفهُ، وَعنهُ الطرايفي، وَهُوَ مَعْرُوف بالرواية عَن الضُّعَفَاء، والمجهولين، وَشَيخ أبي الشَّيْخ إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْحسن وَالظَّاهِر أَنه الطيان الْأَصْبَهَانِيّ وَهُوَ مُتَّهم وَالله تَعَالَى أعلم.
(39) [حَدِيثٌ] يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ بِقَزْوِينَ يُضِيءُ نُورُهُمْ لِلشُّهَدَاءِ كَمَا تضييء الشَّمْسُ لأَهْلِ الدُّنْيَا (إِسْحَاق بن كيسَان) فِي كتاب فَضَائِل قزوين، من حَدِيث أبي بن كَعْب وَفِيه ميسرَة بن عبد ربه.
(40) [حَدِيثٌ] إِنَّ جَبَلا مِنْ جِبَالِ فَارِسَ بِأَرْضِ الدَّيْلَمِ يُقَالُ لَهُ قَزْوِينُ نَبَّأَنِي خَلِيلِي جِبْرِيلُ قَالَ يُحْشَرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُومُونَ عَلَى أَبْوَابِ الْجَنَّةِ صُفُوفًا وَالْخَلائِقُ فِي الْحِسَابِ وَهُمْ يَجِدُونَ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ (الْحَافِظ أَبُو الْعَلَاء الْعَطَّار) فِي فَضَائِل قزوين من حَدِيث أنس، وَفِيه أبان بن أبي عَيَّاش وخَالِد بن يزِيد.
(41) [حَدِيثٌ] مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُخْتَمَ لَهُ بِالشَّهَادَةِ وَالسَّعَادَةِ فَلْيَشْهَدْ بَابَ قَزْوِينَ (الْحَافِظ أَبُو الْعَلَاء) من حَدِيث ابْن مَسْعُود من طَرِيق خَالِد بن يزِيد.
(42) [حَدِيثٌ] لَوْلا أَنَّ اللَّهَ قَسَم بِيَمِينِهِ وَعَهِدَ أَنْ لَا يَبْعَثَ بَعْدِي نَبِيًّا لَبَعَثَ مِنْ(2/59)
قَزْوِينَ أَلْفَ نَبِيٍّ (الخليلي فِي فَضَائِل قزوين) من حَدِيث أنس وَفِيه أبان وَالقَاسِم ابْن بهْرَام.
(43) [حَدِيثٌ] مَا مِنْ قَوْمٍ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنْ قَوْمٍ حَمَلُوا الْقُرْآنَ وَرَكَنُوا إِلَى التِّجَارَةِ الَّتِي ذَكَرَ اللَّهُ، تُنْجِيكُمْ من عَذَاب أَلِيم: قرأوا الْقُرْآنَ وَشَهَرُوا السُّيُوفَ يَسْكُنُونَ بَلْدَةً يُقَالُ لَهَا قَزْوِينُ، يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَوْدَاجُهُمْ تَقْطُرُ دَمًا، يُحِبُّهُمُ اللَّهُ وَيُحِبُّونَهُ، تُفْتَحُ لَهُمْ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، فَيُقَالُ لَهُمُ ادْخُلُوا مِنْ أَيِّهَا شِئْتُمْ (الخليلي) من حَدِيث جَابر ابْن عبد الله الْأنْصَارِيّ (قلت) لم يبين علته وَفِيه جَابر بن يزِيد وَأَظنهُ الْجعْفِيّ وَبَقِيَّة بن الْوَلِيد، وتدليسه مَعْرُوف وَقد رَوَاهُ بالعنعنة، وَعنهُ أُسَامَة بن بشير البَجلِيّ لم أعرفهُ وَالله أعلم، قَالَ الرَّافِعِيّ الشَّافِعِي وَرَوَاهُ الْحَافِظ يحيى بن مَنْدَه فِي تَارِيخه من طَرِيق الخليلي فَقَالَ سَلمَة بن بشير بدل أُسَامَة، وَزَاد فِي السَّنَد أَبَا بهز (قلت) كَذَلِك لم أعرفهُ وَأَبُو بهز رمي بِالْكَذِبِ والوضع وَالله أعلم.
(44) [حَدِيثٌ] مَنْ بَاتَ لَيْلَةً بِقَزْوِينَ عَلَى قَدْرِ فُوَاقِ نَاقَةٍ، بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ سَبْعِينَ أَلْفًا مِنَ الْمَلائِكَةِ، مَعَ كُلِّ مَلَكٍ دَفْتَرٌ مِنْ نُورٍ وَأَقْلامٌ مِنْ نُورٍ، يَسْتَمِدُّونَ مِنْ نَهْرٍ يَكْتُبُونَ ثَوَابَهُ إِلَى أَنْ يُنْفَخَ فِي الصُّورِ (الخليلي) من حَدِيث معَاذ بن جبل (قلت) لم يبين علته وَفِيه عبد الله بن أَحْمد الدشتكي، أَشَارَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان إِلَى اتهامه بِهِ، وَصرح بذلك فِي ذيل الْمُغنِي وَقَالَ هُوَ آفته وَالله تَعَالَى أعلم.
(45) [حَدِيثُ] أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ رَسُول الله ارْحَمْ إِخْوَانِي بِقَزْوِينَ، قُلْنَا وَمَنْ إِخْوَانُكَ هَؤُلاءِ؟ قَالَ: قَزْوِينُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يُقَاتِلُونَ الدَّيْلَمَ، الشُّهَدَاءُ فِيهِمْ كَشُهَدَاءِ بَدْرٍ (وَحَدِيث) يكون لأمتي مَدِينَة يُقَال لَهَا قزوين السَّاكِن بهَا أفضل من سَاكن الْحَرَمَيْنِ، قَالَ الرَّافِعِيّ أمْلى الْحَافِظ أَبُو بكر الجعابي بقزوين هذَيْن الْخَبَرَيْنِ، وَفِي سنديهما عمر بن صبح وَعنهُ عمَارَة بن يزِيد.
(46) [حَدِيثٌ] إِنَّهُ سَيَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يَنْزِلُونَ مَكَانًا يُقَالُ لَهُ قَزْوِينُ، يُكْتَبُ لَهُمْ فِيهِ قِتَالٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ (خطّ) فِي فَضَائِل قزوين من حَدِيث أبي ذَر، وَفِيه الْحسن بن زِيَاد اللؤْلُؤِي.(2/60)
(47) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ رَسُولُ الله يَخْرُجُ الدَّجَّالُ مِنْ يَهُودِيَّةِ أَصْبَهَانَ حَتَّى يَأْتِيَ الْكُوفَةَ، فَيَلْحَقُهُ قَوْمٌ مِنَ الْمَدِينَةِ، وَقَوْمٌ مِنَ الطُّورِ، وَقَوْمٌ مِنْ ذِي يَمَنٍ، وَقَوْمٌ مِنْ قَزْوِينَ، قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَزْوِينُ، قَالَ قَوْمٌ يَكُونُونَ بِأَخَرَةٍ يَخْرُجُونَ مِنَ الدُّنْيَا زُهْدًا فِيهَا، يَرُدُّ اللَّهُ بِهِمْ قَوْمًا مِنَ الْكُفْرِ إِلَى الإِيمَانِ (خطّ) من طَرِيق الْحسن بن زِيَاد أَيْضا.
(48) [حَدِيثٌ] سَيَكُونُ جِهَادٌ وَرِبَاطٌ بِقَزْوِينَ، يُشَفَّعُ أَحَدُهُمْ فِي مِثْلِ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ (خطّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس (قلت) لم يبين علته، وَفِيه ميسرَة ومجاشع وَالله أعلم.
(49) [حَدِيثٌ] الْمُرَابِطُونَ بِقَزْوِينَ وَالرُّومِ وَسَائِرُ الْمُرَابِطِينَ فِي الْبِلادِ يُخْتَمُ لِكُلِّ مَنْ رَابَطَ مِنْهُمْ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ أَجْرٌ قَتِيلٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، مُتَشَحِّطٍ فِي دَمِهِ (خطّ) من حَدِيث أبي الدَّرْدَاء (قلت) لم يبين علته، وَفِيه عبد الْعَزِيز بن سعيد عَن أَبِيه، وَأَيوب بن مقدم، وَعنهُ أَبُو هِشَام الحوشبي لم أعرفهم وَالله أعلم.
(50) [حَدِيثٌ] إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ عَلَى مَوْتَى قزوين، والبحار وَشُهَدَائِهِمْ مِائَةَ صَلاةٍ (خطّ) من حَدِيث ابْن مَسْعُود (قلت) وَفِي سَنَده أَيُّوب ابْن مقدم وَأَبُو هِشَام الحوشبي الْمَذْكُورَان آنِفا وَالله تَعَالَى أعلم.
(51) [حَدِيثٌ] مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَفْتَحَ اللَّهُ لَهُ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ فَلْيَشْهَدْ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ الْعَجَمِ، سُكَّانُهُ رُهْبَانٌ بِاللَّيْلِ لُيُوثٌ بِالنَّهَارِ (الْخَلِيل بن عبد الْجَبَّار) فِي فَضَائِل قزوين، من حَدِيث ابْن عَبَّاس، وَفِيه ميسرَة بن عبد ربه.
(52) [حَدِيثٌ] تَرْكُ قَزْوِينَ حَسْرَةٌ، وَإِتْيَانُهَا بَرَكَةٌ، وَالْجَنَّةُ إِلَى أَهْلِهَا مُسْرِعَةٌ (الْخَلِيل بن عبد الْجَبَّار) من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه ميسرَة.
(53) [حَدِيثٌ] صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَى أَهْلِ قزوين، بَاب فَإِنَّ اللَّهَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ فِي الدُّنْيَا فَيَرْحَمُ بِهِمْ أَهْلَ الأَرْضِ (الخليلي) من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَفِيه ميسرَة.(2/61)
(54) [حَدِيثُ] أَبِي صَالِحٍ عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ قَالَ لِلرَّبِيعِ بْنِ خَيْثَمٍ، مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَدْخُلَ مَعَنَا قَالَ: مَا كُنْتُ لأُقَاتِلَكَ وَلا أُقَاتِلَ مَعَكَ، فَدُلَّنِي عَلَى جِهَادٍ أَوْ رِبَاطٍ، قَالَ عَلَيْكَ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ أَوْ بِقَزْوِينَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله يَقُولُ: سَتُفْتَحَانِ عَلَى أُمَّتِي وَإِنَّهُمَا بَابَانِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، مَنْ رَابَطَ فِيهِمَا أَوْ فِي أَحَدِهِمَا لَيْلَةً وَاحِدَةً خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ.
(الخليلي) وَفِيه هَانِئ بن المتَوَكل، قَالَ ابْن حبَان كَانَ يدْخل عَلَيْهِ الْمَنَاكِير وَكَثُرت فَلَا يحْتَج بِهِ بِحَال.
(55) [حَدِيثٌ] قَزْوِينُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، هِيَ الْيَوْمَ فِي أَيْدِي الْمُشْرِكِينَ، وَسُتْفَتُح عَلَى أَيْدِي أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي، الْمُفْطِرُ فِيهَا كَالصَّائِمِ فِي غَيْرِهَا، وَالْقَاعِدُ فِيهَا كَالْمُصَلِّي فِي غَيْرِهَا، وَإِنَّ الشَّهِيدَ فِيهَا يركب يَوْم الْقِيَامَة على برادين مِنْ نُورٍ، فَيُسَاقُ إِلَى الْجَنَّةِ ثُمَّ لَا يُحَاسَبُ عَلَى ذَنْبٍ أَذْنَبَهُ وَلا شَيْءٍ عَمِلَهُ، وَهُوَ فِي الْجَنَّةِ خَالِدًا وَيُزَوَّجُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، وَيُسْقَى مِنَ الأَلْبَانِ وَالْعَسَلِ وَالسَّلْسَبِيلِ، وَطُوبَى لِلشَّهِيدِ فِيهَا مَعَ مَا لَهُ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْمَزِيدِ (الْحَافِظ أَبُو الْعَلَاء الْعَطَّار) من حَدِيث عَليّ من طَرِيق دَاوُد بن سُلَيْمَان الْغَازِي.
(56) [حَدِيثُ] عَلِيٍّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ رَحِمَ اللَّهُ إِخْوَتِي بِقَزْوِينَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَزْوِينُ، وَمَا إِخْوَانُكَ؟ قَالَ بَلْدَةٌ فِي آخر الزَّمَان يُقَال لَهُ قَزْوِينُ.
إِنَّ الشَّهِيدَ فِيهَا يَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ شُهَدَاءَ بَدْرٍ (الْحَافِظ أَبُو الْعَلَاء) من طَرِيق دَاوُد الْغَازِي.
(57) [حَدِيثٌ] صَلَّى اللَّهُ عَلَى أَخِي يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا، قَالَ: يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ تُرْعَةٌ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ، يَعْنِي بَابًا مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يُقَالُ لَهَا قَزْوِينُ، فَمَنْ أَدْرَكَهَا فَلْيُرَابِطْ بِهَا وَلْيَشْرِكْنِي فِي رِبَاطِهَا أُشْرِكْهُ فِي فَضْلِ نُبُوَّتِي (الْحَافِظ أَبُو الْعَلَاء) مِنْ حَدِيثِ عَلِيٍّ (قُلْتُ) لَمْ يبين علته، وَفِيه أَبُو سعيد البحراني وَعنهُ أَبُو سَالم مَا عرفتهما وَالله تَعَالَى أعلم.
(58) [حَدِيثٌ] إِنَّهَا يَعْنِي قَزْوِينَ، تَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَهَا جَنَاحَانِ، تَطِيرُ بِهِمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ مِنْ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ، مُجَوَّفَةٍ بِأَهْلِهَا تُنَادِي أَنَا قَزْوِينُ، قِطْعَةٌ مِنَ الْفِرْدَوْسِ مَنْ دَخَلَنِي حَتَّى أَشْفَعَ لَهُ إِلَى رَبِّي (خطّ الخليلي) من حَدِيث كَعْب بن عجْرَة، وَفِيه عبد الْملك بن أبي جميلَة مَجْهُول.(2/62)
(59) [حَدِيثٌ] أَفْضَلُ الثُّغُورِ أَرْضٌ سَتُفْتَحُ يُقَالُ لَهَا قَزْوِينُ، مَنْ بَاتَ بِهَا لَيْلَةً احْتِسَابًا مَاتَ شَهِيدًا وَبُعِثَ مَعَ الصِّدِّيقِينَ فِي زُمْرَةِ النَّبِيِّينَ حَتَّى يَدْخُلَ الْجَنَّةَ (الْخَلِيل بن عبد الْجَبَّار) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة (قلت) لم يبين علته، وَفِيه سُلَيْمَان بن عَوْف النَّخعِيّ مَا عَرفته وَالله أعلم.
(60) [حَدِيثُ] أَبِي هُرَيْرَةَ بَيْنَمَا رَسُولُ الله ذَاتَ يَوْمٍ قَاعِدًا مَعَنَا إِذْ رَفَعَ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ كَأَنَّهُ يَتَوَقَّعُ أَمْرًا، فَقَالَ رَحِمَ اللَّهُ إِخْوَانِي بِقَزْوِينَ، يَقُولُهَا ثَلاثًا فَقَالَتْ أَصْحَابُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا مَا قَزْوِينُ هَذِهِ وَمَا إِخْوَانُكَ الَّذِينَ هُمْ بِهَا قَالَ: قزوين بَاب من أبوب الْجَنَّةِ، وَهِيَ الْيَوْمَ فِي يَدِ الْمُشْرِكِينَ سَتُفْتَحُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ عَلَى أُمَّتِي فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ الزَّمَانَ فَلْيَأْخُذْ نَصِيبَهُ مِنْ فَضْلِ الرِّبَاط بقزوين (الْخَلِيل ابْن عبد الْجَبَّار) وَفِيه مقَاتل بن سُلَيْمَان وَعنهُ عمر بن صبح.
(61) [حَدِيثٌ] قَزْوِينُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، يُحْشَرُ مِنْ مَقْبُرَتِهَا كَذَا وَكَذَا أَلْفَ شَهِيدٍ (خطّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، وَفِيه صَالح بن أبي الْأَخْضَر.
(62) [حَدِيثُ] الأَعْمَشِ عَنْ مَوْلًى لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: رَأَيْتُ رَجُلا يُحَدِّثُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي عَنْ رَسُول الله أَنَّهُ قَالَ: سَتُفْتَحُ عَلَى أُمَّتِي مدينتان أَحدهمَا مِنْ أَرْضِ الدَّيْلَمِ يُقَالُ لَهَا قَزْوِينُ، وَالأُخْرَى مِنْ أَرْضِ الرُّومِ يُقَالُ لَهَا الإِسْكَنْدَرِيَّةُ، مَنْ رَابَطَ فِي أَحدهمَا يَوْمًا أَوْ قَالَ يَوْمًا وَلَيْلَةً وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، قَالَ فَجعل عمر يَقُول للرجل حَدثَك أَبوك عَنْ جَدِّكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ عمر بن عبد الْعَزِيز اللَّهُمَّ لَا تمتني حَتَّى تجْعَل لي إِحْدَاهمَا دَارا ومنزلا، ثمَّ دَعَا بِدَوَاةٍ وَقِرْطَاس فَكتب الحَدِيث (الْخَلِيل بن عبد الْجَبَّار) وَفِيه رشدين ضَعِيف، وَثَلَاثَة لَا يعْرفُونَ مولى عمر وَالَّذِي حدث عمر وَأَبوهُ.
(73) [حَدِيثٌ] تُفْتَحُ مَدِينَتَانِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ، مَدِينَةٌ لِلرُّومِ، وَمَدِينَةٌ لِلدَّيْلَمِ، أَمَّا مَدِينَةُ الرُّومِ فَالإِسْكَنْدَرِيَّةُ وَمَدِينَةُ الدَّيْلَمِ قَزْوِينُ، مَنْ رَابَطَ فِي شَيْءٍ مِنْهُمَا خَرَجَ مِنْ ذنُوبه(2/63)
كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ (يخ) فِي كتاب الْأَمْصَار، من حَدِيث مَرْوَان بن الحكم (قلت) لم يبين علته وَفِيه عبد الله بن إِبْرَاهِيم الزُّهْرِيّ عَن جده أبي عقيل وَلم أَعْرفهُمَا وَالله تَعَالَى أعلم.
(74) [حَدِيثٌ] يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ بَلْدَةٌ بِقُرْبِ الدَّيْلَمِ يُقَالُ لَهَا قَزْوِينُ، وَهِيَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، مَنْ عَمِلَ فِي عِمَارَةِ سُورِهَا وَلَوْ بِقَدْرِ كَفٍّ مِنْ طِينٍ، غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبِهِ صَغِيرِهَا وَكَبِيرِهَا، (أوردهُ الرَّافِعِيّ فِي تَارِيخ قزوين) عَن رجل مُهِمّ، قَالَ رَأَيْت فِي خبر عَن النَّبِي فَذكره.
(75) [حَدِيثٌ] إِنَّ تُرْبَةَ قَزْوِينَ وَتُرْبَةَ الطَّالْقَانِ مِنْ تُرْبَةِ الْجَنَّةِ، مَنْ كَبَّرَ تَكْبِيرَةً فَلَهُ عِنْدَ اللَّهِ أَنْ يُعْتِقَهُ مِنَ النَّارِ (أوردهُ الرَّافِعِيّ) أَيْضا قَالَ: رَأَيْت فِي بعض الْأَجْزَاء العتيقة حَدِيثا غير مُسْند فَذكره.
(76) [حَدِيثٌ] إِنَّ لِلَّهِ فِي السَّمَاءِ جُنْدًا وَفِي الأَرْضِ جُنْدًا فَجُنْدُهُ فِي السَّمَاءِ الْمَلائِكَةُ وَجُنْدُهُ فِي الأَرْضِ خُرَاسَانُ (كرّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، وَقَالَ غَرِيب شَاذ وَإِسْنَاده مَجْهُولُونَ (مي) وَقَالَ غَرِيب، تفرد بِهِ عبد الله بن أبي الْمَرْوَة (قلت) تقدم هَذَا فِي الْفَصْل الأول عَن بعض نسخ الموضوعات معزوا إِلَى تَخْرِيج أبي سعيد النقاش وَالله تَعَالَى أعلم.
(77) [حَدِيثٌ] من بَاب بِالرَّيِّ لَيْلَةً وَاحِدَةً صَلَّى فِيهَا وَصَامَ فَكَأَنَّمَا بَاتَ فِي غَيْرِهِ أَلْفَ لَيْلَةٍ صَامَهَا وَقَامَهَا، وَخَيْرُ خُرَاسَانَ نَيْسَابُورُ، وَهَرَاةُ ثُمَّ بَلْخٌ، ثُمَّ أَخَافُ عَلَى الرَّيِّ وَقَزْوِينَ أَنْ يَغْلِبَ عَلَيْهِمَا عَدُوٌّ (الرَّافِعِيّ) مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله (قلت) لم يبين علته وَفِيه مُحَمَّد بن الْفضل وَأَظنهُ ابْن عَطِيَّة وَالله أعلم.
(78) [حَدِيثٌ] أَجْوَدُ خُرَاسَانَ نَيْسَابُورُ (نجا) من حَدِيث قبيصَة بن الْمخَارِق، وَقَالَ مُنكر، وَقَالَ الْحَافِظ بن حجر فِي لِسَان الْمِيزَان مَوْضُوع (قلت) واتهم بِهِ عبيد الله مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن شادوه الْفَارِسِي وَالله أعلم.
(79) [حَدِيثٌ] إِنَّ اللَّهَ اخْتَارَ مِنَ الْمَلائِكَةِ أَرْبَعَةً جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ وَعَزْرَائِيلَ، وَاخْتَارَ مِنَ النَّبِيِّينَ أَرْبَعَةً إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى وَمُحَمَّدًا، وَاخْتَارَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ أَرْبَعَةً: أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيًّا، وَاخْتَارَ مِنَ الْمَوَالِي أَرْبَعَةً سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ وَبِلالا الأَسْوَدَ وَصُهَيْبًا الرُّومِيَّ وَزَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ، وَاخْتَارَ من النِّسَاء أَرْبَعَة:(2/64)
خَدِيجَةَ ابْنَةَ خُوَيْلِدٍ وَمَرْيَمَ بِنْتَ عِمْرَانَ وَفَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ وَآسِيَةَ ابْنَةَ مُزَاحِمٍ، وَاخْتَارَ مِنَ الأَهِلَّةِ أَرْبَعَةً: ذَا الْقَعْدَةِ وَذَا الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمَ وَرَجَبًا، وَاخْتَارَ مِنَ الأَيَّامِ أَرْبَعَةً: يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَيَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ النَّحْرِ وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَاخْتَارَ مِنَ اللَّيَالِي أَرْبَعَةً لَيْلَةَ الْقَدْرِ وَلَيْلَةَ النَّحْرِ وَلَيْلَةَ الْجُمُعَةِ وَلَيْلَةَ نِصْفِ شَعْبَانَ، وَاخْتَارَ مِنَ الشَّجَرِ أَرْبَعَةً: السِّدْرَةَ وَالنَّخْلَةَ وَالتِّبْنَةَ وَالزَّيْتُونَةَ، وَاخْتَارَ مِنَ الْمَدَائِنِ أَرْبَعَةً: مَكَّةَ وَهِيَ الْبَلْدَةُ، وَالْمَدِينَةَ وَهِيَ النَّخْلَةُ، وَبَيْتَ الْمَقْدِسِ وَهِيَ الزَّيْتُونُ، وَدِمَشْقَ وَهِيَ التِّينُ، وَاخْتَارَ مِنَ الثُّغُورِ أَرْبَعَةً: إِسْكَنْدَرِيَّةَ مِصْرَ، وَقَزْوِينَ خُرَاسَانَ، وَعَبَّادَانَ الْعِرَاقِ، وَعَسْقلانَ الشَّامِ، وَاخْتَارَ مِنَ الْعُيُونِ أَرْبَعَةً: يَقُولُ فِي كِتَابه {فيهمَا عينان تجريان} وَقَالَ {فيهمَا عينان نضاختان} ، فَأَمَّا اللَّتَانِ تَجْرِيَانِ فَعَيْنُ بَيْسَانَ وَعَيْنُ سُلْوَانَ، وَأَمَّا النَّضَّاخَتَانِ فَعَيْنُ زَمْزَمَ وَعَيْنُ عَكَّا، وَاخْتَارَ مِنَ الأَنْهَارِ أَرْبَعَةً: سَيْحَانَ وَجَيْحَانَ وَالنِّيلَ وَالْفُرَاتَ، وَاخْتَارَ مِنَ الْكَلامِ أَرْبَعَةً: سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ (كرّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، وَقَالَ مُنكر بِمرَّة، وَفِيه الْعَبَّاس بن أسجور وَأَبُو مُحَمَّد المراغي مَجْهُولَانِ.
(80) [حَدِيثٌ] خَلَقَ اللَّهُ الأَمْرَاضَ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ وَفِيهِ أَنْزَلَ إِبْلِيسَ إِلَى الأَرْضِ، وَفِيهِ خَلَقَ جَهَنَّمَ، وَفِيهِ سَلَّطَ اللَّهُ مَلَكَ الْمَوْتِ عَلَى أَرْوَاحِ بَنِي آدَمَ، وَفِيهِ قَتَلَ قَابِيلُ هَابِيلَ، وَفِيهِ تُوُفِّيَ مُوسَى وَهَارُونُ، وَفِيهِ ابْتُلِيَ أَيُّوبُ (مي) من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَفِيه إِسْمَاعِيل ابْن يحيى بن عبيد الله، وَعنهُ عبد الرَّحِيم بن حبيب.
(81) [أَثَرُ] ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى: {فِي أَيَّام نحسات} ، قَالَ الأَيَّامُ كُلُّهَا خَلْقُ اللَّهِ لَكِنْ بَعْضُهَا سُعُودٌ وَبَعْضُهَا نُحُوسٌ، كَمَا أَنَّ الْخَلْقَ عَبِيدُ اللَّهِ لَكِنْ جَعَلَ بَعْضَهُمْ لِلْجَنَّةِ وَبَعْضَهُمْ لِلنَّارِ وَمَا مِنْ شَهْرٍ إِلا وَفِيهِ سَبْعَةُ أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ، وَهِيَ الْيَوْمُ الثَّالِثِ قَتَلَ فِيهِ قَابِيلُ هَابِيلَ، وَالْيَوْمُ الْخَامِسُ فِيهِ أُخْرِجَ آدَمُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَطُرِحَ يُوسُفُ فِي الْجُبِّ وَالْيَوْمُ الثَّالِثَ عَشَرَ فِيهِ نزل الْبلَاء على أَيَّام أَيُّوبَ، وَالْيَوْمُ السَّادِسَ عَشَرَ، فِيهِ سلب ملك سُلَيْمَان، والْيَوْم الْحَادِي وَالْعِشْرُونَ فِيهِ خُسِفَ بِقَوْمِ لُوطٍ، وَالْيَوْمُ الرَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ فِيهِ وُلِدَ فِرْعَوْنُ وَفِيهِ غَرِقَ، وَالْيَوْمُ الْخَامِسُ وَالْعِشْرُونَ فِيهِ أُلْقِيَ إِبْرَاهِيمُ فِي النَّارِ، وَيَوْمُ الأَرْبَعَاءِ إِذَا كَانَ آخِرَ الشَّهْرِ فَذَاكَ يَوْمُ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ لأَنَّ فِيهِ أُرْسِلَ الرِّيحُ عَلَى عَادٍ وَالصَّيْحَةُ عَلَى ثَمُودٍ (سُئِلَ عَنهُ الْحَافِظ ابْن حجر) فَقَالَ هَذَا كذب، على ابْن عَبَّاس لَا تحل رِوَايَته.(2/65)
كتاب الطَّهَارَة
الْفَصْل الأول
(1) [حَدِيثٌ] لَا بَأْسَ بِبَوْلِ الْحِمَارِ وَكُلِّ مَا أُكِلَ لَحْمُهُ (خطّ) من حَدِيث عَليّ، وَفِيه مُحَمَّد بن مُوسَى بن عبد الرَّحْمَن النَّخعِيّ عَن أَبِيه، وهما مَجْهُولَانِ وَفِيه إِسْحَاق بن مُحَمَّد النَّخعِيّ وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ.
(2) [حَدِيثٌ] الدَّمُ قَدْرُ الدِّرْهَمِ، يُغْسَلُ وَتُعَادُ مِنْهُ الصَّلاةُ (خطّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة من طَرِيق نوح بن أبي مَرْيَم (عق) من طَرِيق روح بن غطيف، وَقَالَ حَدثنِي آدم سَمِعت البُخَارِيّ يَقُول هَذَا الحَدِيث بَاطِل (قلت) وروى الْعقيلِيّ أَيْضا عَن ابْن الْمُبَارك أَنه قَالَ: رَأَيْت روح بن غطيف صَاحب الدَّم قدر الدِّرْهَم فَجَلَست إِلَيْهِ مَجْلِسا فَجعلت استحيي من أَصْحَابِي أَن يروني جَالِسا مَعَه، وَقَالَ الْبَزَّار أجمع أهل الْعلم على نكرَة هَذَا الحَدِيث وَالله تَعَالَى أعلم.
(3) [حَدِيثٌ] غَسْلُ الإِنَاءِ وَطَهَارَةُ الْفِنَاءِ يُوَرِّثَانِ الْغِنَى (خطّ) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ طَرِيق أبي الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبيد الله بن إِبْرَاهِيم الزُّهْرِيّ وَقَالَ لم أكتبه إِلَّا من حَدِيثه وَكَانَ كَاذِبًا، قَالَ السُّيُوطِيّ وَجزم الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان بِأَن هَذَا الزُّهْرِيّ هُوَ الَّذِي وَضعه.
(4) [حَدِيثٌ] مَنْ صَافَحَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا فَلْيَتَوَضَّأْ أَوْ لِيَغْسِلْ يَدَهُ (عد) من حَدِيث ابْن عَبَّاس، وَلَا يَصح فِيهِ إِبْرَاهِيم بن هَانِئ.
(5) [حَدِيثُ] الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ اسْتَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ جِبْرِيلَ فَنَاوَلَهُ يَدَهُ فَأَبَى أَنْ يَتَنَاوَلَهَا، فَقَالَ يَا جِبْرِيلُ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَأْخُذَ بِيَدِي، قَالَ إِنَّكَ أَخَذْتَ بِيَدِ يَهُودِيٍّ فَكَرِهْتُ أَنْ تَمَسَّ يَدِي يَدًا قَدْ مَسَّتْهَا يَدُ كَافِرٍ، فَدَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ فَنَاوَلَهُ يَدَهُ فَأَخَذَ بِيَدِهِ (عد) وَفِيه عَنْبَسَة بن سعيد الْبَصْرِيّ مَتْرُوك (عق) وَفِيه عمر بن أبي عمر الْعَبْدي(2/66)
(قلت) قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان لَهُ خبر بَاطِل، وَذكر هَذَا الحَدِيث، وَمن عَجِيب التَّنَاقُض أَن السُّيُوطِيّ أقرهنا ابْن الْجَوْزِيّ على الحكم بِوَضْع هَذَا الحَدِيث وَاحْتج بِهِ فِي جزئه الَّذِي ذيل بِهِ نظما ونثرا على مَا ذكره الْحَافِظ زين الدَّين الْعِرَاقِيّ وَولده من المواطن الَّتِي يسن فِيهَا الْوضُوء فَقَالَ نظما:
(وَسن وضوء من مَسِيس لكَافِر ... وأبرص أَو مس للأصنام فاعدد)
(وسيل دم مَعَ أكل ذِي النَّار واضممن ... للحم جزور شرب درله زد)
وَقَالَ مذيلا على الشَّرْح: الصُّورَة الْحَادِيَة وَالْأَرْبَعُونَ مس الْكَافِر، فَفِي حَدِيث عَن الزبير بن الْعَوام وَذكر الحَدِيث، ثمَّ قَالَ أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ وَفِيهِ عمر بن رَبَاح مجمع على ضعفه انْتهى، فَإِن كَانَ الحَدِيث انجبر عِنْده وترقى عَن الْوَضع فَكَانَ يَنْبَغِي أَن يتعقبه هُنَا، وَالظَّاهِر أَنه ينجبر بطرِيق عَنْبَسَة، فَإِنَّهُ من رجال أبي دَاوُد وَوصف بِالصّدقِ وَإِنَّمَا ترك لاختلاطه وَالله تَعَالَى أعلم.
(6) [حَدِيثُ] أَنَسٍ، دَخَلْتُ الْحَمَّامَ فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ جَالِسًا فِي الْوَزْنِ وَعَلَيْهِ مِئْزَرٌ، فَهَمَمْتُ أَنْ أُكَلِّمَهُ فَقَالَ: يَا أَنَسُ إِنَّمَا حَرَّمْتُ دُخُولَ الْحَمَّامِ بِغَيْرِ مِئْزَرٍ (ابْن الْجَوْزِيّ) وَقَالَ فِي سَنَده مَجْهُولُونَ وَلم يدْخل رَسُول الله حَماما قطّ وَلَا كَانَ عِنْدهم حمام.
(7) [حَدِيثٌ] الْمَضْمَضَةُ وَالاسْتِنْشَاقُ ثَلاثًا فَرِيضَةٌ لِلْجُنُبِ (عد قطّ حب) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة الأول من طَرِيق يُوسُف بن أَسْبَاط، وَعنهُ بركَة بن مُحَمَّد الْحلَبِي والآخران من طَرِيق همام بن مُسلم، قَالَ الْأَزْدِيّ لم يحدث بِهِ إِلَّا يُوسُف، وَلم يُتَابع عَلَيْهِ، وَكَانَ يحدث من حفظه بعد أَن دفن كتبه فَلَا يَجِيء حَدِيثه كَمَا يَنْبَغِي، وَهَمَّام بن مُسلم كَانَ يسرق الحَدِيث فَلَعَلَّهُ سَرقه من يُوسُف، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ هَذَا الحَدِيث وَضعه بركَة أَو وضع لَهُ.
قَالَ السُّيُوطِيّ وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هَذَا بَاطِل، وَقد جَاءَ مُرْسلا.
(8) [حَدِيثُ] مُعَاذٍ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ نَمَسُّ الْقُرْآنَ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ قَالَ نَعَمْ إِلا أَنْ تَكُونَ عَلَى الْجَنَابَةِ، قُلْنَا يَا رَسُولَ الله فَقَوله تَعَالَى {وَكتاب مَكْنُونٍ لَا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ} ،(2/67)
قَالَ يَعْنِي مَكْنُونًا مِنَ الشِّرْكِ وَمِنَ الشَّيْطَانِ، لَا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ يَعْنِي لَا يَمَسُّ ثَوَابَهُ إِلا الْمُؤْمِنُونَ (قا) وَفِيه إِسْمَاعِيل ابْن أبي زِيَاد الشَّامي وَالْحُسَيْن بن الْقَاسِم الْأَصْبَهَانِيّ الزَّاهِد وَإِبْرَاهِيم الطيان فَلَا بَارك الله فِيمَن وَضعه.
(9) [حَدِيثُ] مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ دَخَلْتُ يَوْمًا على النَّبِي وَقَدْ فَاتَ وَقْتُ الصَّلاةِ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى عِنْدِ النَّبِيِّ وَكَانَ رَسُول الله مَعَ عَائِشَةَ نَائِمَيْنِ فَفَتَحَ أَبُو بَكْرٍ الْبَابَ بِيَدِهِ وَدَخَلَ الْحُجْرَةَ، وَكَانَ سَاق النَّبِي مُلْتَفًّا بِسَاقِ عَائِشَةَ فَفَتَحَتْ عَائِشَةُ عَيْنَيْهَا فَرَأَتْ أَبَاهَا قَائِمًا فَقَالَتْ: يَا أَبَتَاهُ مَا وَرَاءَكَ وَبَكَتْ، فَوَقَعَ دَمْعُهَا عَلَى وَجْهِ النَّبِيِّ فَانْتَبَهَ فَقَالَ: مَا بُكَاؤُكِ، فَقَامَ أَبُو بكر، فَقَالَ النَّبِي مَالِي أَرَاكَ هَكَذَا، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَشْرَقَتِ الشَّمْسُ وَفَاتَ وَقْتُ الصَّلَاة، فَقَامَ النَّبِي مِنْ مَنَامِهِ وَهَمَّ أَنْ يَغْتَسِلَ وَيَتَوَضَّأَ لِلصَّلاةِ، فَجَاءَ جِبْرِيلُ وَقَالَ لَا تَغْتَسِلْ وَتَيَمَّمْ وَصَلِّ فَإِنَّهُ جَائِزٌ [قا] وَقَالَ وَضعه مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن الْفرج الْأَصْبَهَانِيّ وَكَانَ كراميا، وصنف الْحَافِظ أَبُو زَكَرِيَّا ابْن مَنْدَه الشَّافِعِي جُزْءا فِي رد هَذَا الحَدِيث وَكَيْفِيَّة وَضعه وَبَيَان اسْم وَاضعه.
(10) [حَدِيثٌ] مَنِ اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ حَلالا أَعْطَاهُ اللَّهُ مِائَةَ قَصْرٍ مِنْ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ وَكَتَبَ لَهُ بِكُلِّ قَطْرَةٍ ثَوَابَ أَلْفِ شَهِيدٍ (دِينَار) عَن أنس وَهُوَ من وضع دِينَار.
(11) [حَدِيثُ] عَلِيٍّ قَالَ لي رَسُول الله: يَا عَلِيُّ غَسِّلِ الْمَوْتَى، فَإِنَّهُ مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا غُفِرَ لَهُ سَبْعِينَ مَغْفِرَةً، لَوْ قُسِمَتْ مَغْفِرَةٌ مِنْهَا عَلَى جَمِيعِ الْخَلائِقِ لَوِسَعَتْهُمْ، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا يَقُولُ مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا، قَالَ يَقُولُ غُفْرَانَكَ يَا رَحْمَنُ حَتَّى يَفْرَغَ مِنَ الْغَسْلِ (شا) من طَرِيق حَمَّاد بن عَمْرو النصيبي (قلت) هَذَا الحَدِيث فِي النُّسْخَة الَّتِي عِنْدِي من الموضوعات، وَفِي تلخيصه للذهبي، وَلم يذكرهُ السُّيُوطِيّ الشَّافِعِي فِي اللآلئ المصنوعة وَالله أعلم.
الْفَصْل الثَّانِي
(12) [أَثَرُ] عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، مَاءَ الْبَحْرِ لَا يُجْزِئُ مِنْ جَنَابَةٍ وَلا يُتَوَضَّأُ مِنْهُ، لأَنَّ تَحْتَ الْبَحْرِ نَارًا وَتَحْتَ النَّارِ بَحْرًا حَتَّى عَدَّ سَبْعَةَ أبحر وَسَبْعَة نيران.(2/68)
(13) [وَأَثَرُ] أَبِي هُرَيْرَةَ مَاءَانِ لَا يُجْزِيَانِ مِنْ غُسْلِ الْجَنَابَةِ، مَاءُ الْبَحْرِ وَمَاءُ الْحَمَّامِ (قا) وَقَالَ باطلان، تفرد بهما مُحَمَّد بن المُهَاجر (تعقب) بِأَنَّهُ لَا ذَنْب لِابْنِ المُهَاجر فيهمَا، فَإِنَّهُمَا مخرجان من غير طَريقَة فِي مُصَنف عبد الرَّزَّاق وَابْن أبي شيبَة، وَأخرج الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه أثر ابْن عَمْرو.
(14) [حَدِيثٌ] إِذَا بَلَغَ الْمَاءُ أَرْبَعِينَ قُلَّةً لَمْ يَحْمِلَ الْخَبَثِ (عد) من حَدِيث جَابر وَلَا يَصح، خلط فِيهِ الْقَاسِم بن عبد الله الْعمريّ (تعقب) بِأَن أَكثر مَا فِيهِ أَنه شَاذ أَو مُنكر، وَالقَاسِم من رجال ابْن مَاجَه وَلِلْحَدِيثِ طَرِيق آخر عَن جَابر أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ فِي سنَنه، ثمَّ قَالَ عقبه وَكَذَا رَوَاهُ الْقَاسِم الْعمريّ عَن ابْن الْمُنْكَدر عَن جَابر وَوهم فِي إِسْنَاده، وَكَانَ ضَعِيفا كثير الْخَطَأ، وَخَالفهُ روح وَالثَّوْري وَمعمر فَرَوَوْه عَن مُحَمَّد ابْن الْمُنْكَدر عَن ابْن عمر مَوْقُوفا، وَرَوَاهُ السّخْتِيَانِيّ عَن ابْن الْمُنْكَدر، قَوْله ثمَّ أسْند رواياتهم وَورد ذَلِك أَيْضا عَن أبي هُرَيْرَة مَوْقُوفا أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ.
(15) [حَدِيثُ] عَائِشَةَ أسخنت لرَسُول الله مَاءً فِي الشَّمْسِ فَقَالَ: لَا تَفْعَلِي يَا حُمَيْرَاءُ فَإِنَّهُ يُورِثُ الْبَرَصَ (نع) فِي الطِّبّ، وَفِيه خَالِد بن إِسْمَاعِيل المَخْزُومِي (قطّ) فِي الْأَفْرَاد، وَفِيه الْهَيْثَم بن عدي، وَفِي السّنَن وَفِيه عَمْرو بن الأعسم (حب) وَفِيه وهب ابْن وهب، وَجَاء من حَدِيث أنس لَا تغتسلوا بِالْمَاءِ الَّذِي يسخن بالشمس فَإِنَّهُ يعدي من البرص (عق) من طَرِيق سوَادَة، وَقَالَ مَجْهُول بِالنَّقْلِ حَدِيثه غير مَحْفُوظ وَلَيْسَ فِي المَاء المشمس شَيْء يَصح مُسْندًا، إِنَّمَا يروي فِيهِ شَيْء من قَول عمر (تعقب) بِأَن الحَدِيث وَإِن كَانَ واهيا من جَمِيع طرقه فَقَوْل عمر شَاهد لَهُ، وَقد أخرج الشَّافِعِي فِي الْأُم قَول عمر بِسَنَد رِجَالُهُ ثِقَاتٌ، إِلا إِبْرَاهِيمَ بْنَ أبي يحيى، فَإِنَّهُ مُخْتَلف فِيهِ، وَشَيْخه صَدَقَة ابْن عبد الله ضَعِيف، وَأخرجه الدَّارَقُطْنِيّ من طَرِيق آخر، حسنها الْمُنْذِرِيّ وَغَيره.
(16) [حَدِيثٌ] مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا فَسَتَرَ عَلَيْهِ وَأَدَّى الأَمَانَةَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ أَرْبَعِينَ كَبِيرَةً، وَمَنْ كَفَّنَ مَيِّتًا كَسَاهَ اللَّهُ مِنْ سُنْدُسِ الْجَنَّةِ وَإِسْتَبْرَقِهَا، وَمَنْ حَفَرَ لِمَيِّتٍ قَبْرًا كَانَ كَمَنْ أُسْكِنَ بَيْتًا إِلَى أَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مَنْ فِي الْقُبُورِ (قطّ) من حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ مِنْ طَرِيقِ يُوسُف ابْن عَطِيَّة (تعقب) بِأَنَّهُ جَاءَ من طرق بِأَلْفَاظ مُخْتَلفَة، فجَاء من حَدِيث أبي رَافع أخرجه(2/69)
الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه، وَمن حَدِيث أبي أُمَامَة أخرجه أَبُو يعلى، وَمن حَدِيث عَليّ أخرجه ابْن مَاجَه، وَمن حَدِيث عَائِشَة وَجَابِر بن عبد الله أخرجهُمَا الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط (قلت) وَرَأَيْت بِخَط الْحَافِظ ابْن حجر الشَّافِعِي على حَاشِيَة مخنصر الموضوعات لِابْنِ درباس مَا نَصه: أخرجه الطَّبَرَانِيّ من حَدِيث أبي رَافع، وَقَالَ الْمُنْذِرِيّ رُوَاته مُحْتَج بهم فِي الصَّحِيح، وَأخرجه الْحَاكِم أَيْضا وَقَالَ صَحِيح على شَرط مُسلم.
انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم.
الْفَصْل الثَّالِث
(17) [حَدِيثُ] مَنْ سَمَّى فِي وُضُوئِهِ لَمْ يَزَلْ مَلَكَاهُ يَكْتُبَانِ لَهُ الْحَسَنَاتِ حَتَّى يُحْدِثَ مِنْ ذَلِكَ الْوُضُوءِ (الشِّيرَازِيّ) فِي الألقاب من حَدِيث أبي هُرَيْرَة من طَرِيق الْحُسَيْن ابْن علوان.
(18) [حَدِيثُ] أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِذَا تَوَضَّأْتَ فَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، فَإِنَّ حَفَظَتَكَ لَا تَسْتَرِيحُ تَكْتُبُ لَكَ الْحَسَنَاتِ حَتَّى تُحْدِثَ مِنْ ذَلِكَ الْوُضُوءِ (طب) فِي الصَّغِير، قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان مُنكر (قلت) إِذا كَانَ مُنْكرا فَلم يذكرهُ فِي الموضوعات، وَقد ذكره الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَخْرِيج الرَّافِعِيّ الشَّافِعِي فِي الْكَلَام على حَدِيث لَا وضوء لمن لم يذكر اسْم الله عَلَيْهِ، فَقَالَ وَقد ورد الْأَمر بذلك من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، فَفِي الْأَوْسَط للطبراني فَذكره ثمَّ قَالَ، قَالَ يَعْنِي الطَّبَرَانِيّ تفرد بِهِ عَمْرو بن أبي سَلمَة عَن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد عَن عَليّ بن ثَابت انْتهى، وَعمر بن أبي سَلمَة صَدُوق، روى لَهُ السِّتَّة غَايَة مَا قيل فِيهِ لَهُ أَوْهَام، وَالله تَعَالَى أعلم.
(19) [حَدِيثُ] أَنَسٍ دَخَلْتُ عَلَى رَسُول الله وَبَيْنَ يَدَيْهِ إِنَاءٌ مِنْ مَاءٍ، فَقَالَ لِي يَا أَنَسُ ادْنُ مِنِّي أُعَلِّمْكَ مَقَادِيرَ الْوُضُوءِ، فَدَنَوْتُ من رَسُول الله فَلَمَّا غَسَلَ يَدَيْهِ قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ فَلَمَّا اسْتَنْجَى قَالَ: اللَّهُمَّ حَصِّنْ فَرْجِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي، فَلَمَّا تَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ قَالَ اللَّهُمَّ لَقِّنِّي حُجَّتِي وَلا تَحْرِمْنِي رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، فَلَمَّا أَنْ غَسَلَ وَجْهَهُ قَالَ اللَّهُمَّ بَيِّضْ وَجْهِي يَوْمَ تَبْيَضُّ الْوُجُوهُ، فَلَمَّا أَنْ غَسَلَ ذِرَاعَيْهِ قَالَ اللَّهُمَّ أَعْطِنِي كِتَابِي بِيَمِينِي، فَلَمَّا أَنْ مَسَحَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ قَالَ اللَّهُمَّ(2/70)
تعشنا بِرَحْمَتِكَ وَجَنِّبْنَا عَذَابَكَ، فَلَمَّا أَنْ غسل قَدَمَيْهِ فَقَالَ اللَّهُمَّ ثَبِّتْ قَدَمِي يَوْمَ تَزِلُّ الْأَقْدَام، ثمَّ قَالَ النَّبِي وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ يَا أَنَسُ مَا مِنْ عَبْدٍ قَالَهَا عِنْدَ وُضُوئِهِ لَمْ يَقْطُرْ مِنْ خَلَلِ أَصَابِعِهِ قَطْرَةً إِلا خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى مَلَكًا يُسَبِّحُ اللَّهُ تَعَالَى بِسَبْعِينَ لِسَانًا يَكُونُ ثَوَابُ ذَلِكَ التَّسْبِيحِ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (حب) وَأوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات، وَقَالَ اتهمَ بِهِ ابْن حبَان عباد بن صُهَيْب، واتهم بِهِ الدَّارَقُطْنِيّ أَحْمد بن هَاشم وَقد نَص الشَّيْخ مُحي الدَّين النَّوَوِيّ فِي كتبه على بطلَان هَذَا الحَدِيث، وَقَالَ فِي الْمِنْهَاج وحذفت دُعَاء الْأَعْضَاء إِذْ لَا أصل لَهُ، وَتعقبه الأسنوي، فَقَالَ لَيْسَ كَذَلِك بل رُوِيَ من طرق مِنْهَا عَن أنس فَذكر هَذَا الحَدِيث، ثمَّ قَالَ وَعباد بن صُهَيْب قَالَ أَبُو دَاوُد قدري صَدُوق، وَقَالَ أَحْمد مَا كَانَ بِصَاحِب كذب، قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي أَمَالِيهِ على الْأَذْكَار: لَو لم يقل فِيهِ إِلَّا ذَلِك لمشى حَاله لَكِن قد علمت مَا قَالَه ابْن حبَان فِيهِ وَلَا تنَافِي بَين قَوْله وَقَول أَحْمد وَأبي دَاوُد لِأَنَّهُ يجمع بَينهمَا بِأَنَّهُ كَانَ لَا يتَعَمَّد الْكَذِب بل يَقع ذَلِك فِي رِوَايَته من غلطه وغفلته، وَلذَلِك تَركه البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَأَبُو حَاتِم الرَّازِيّ وَغَيرهم، وَأطلق عَلَيْهِ ابْن معِين الْكَذِب، وَقَالَ زَكَرِيَّا السَّاجِي كَانَت كتبه ملأى من الْكَذِب والراوي لَهُ عَن عباد ضَعِيف أَيْضا، فَهَذَا حَال الحَدِيث من هَذَا الطَّرِيق، انْتهى وَجَاء من حَدِيث عَليّ بن أبي طَالب أخرجه أَبُو الْقَاسِم بن مَنْدَه فِي كتاب الْوضُوء والمستغفري فِي الدَّعْوَات والديلمي فِي مُسْند الفردوس، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي أَمَالِيهِ على الْأَذْكَار غَرِيب، وَرُوَاته معروفون لَكِن خَارِجَة بن مُصعب تَركه الْجُمْهُور وَكذبه ابْن معِين.
(20) [أَثَرُ] عَائِشَةَ لأَنْ أَقْطِعَ رِجْلِي بِالْمُوسَى أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَمْسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ (قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ) فِي الواهيات مَوْضُوع على عَائِشَة، وَضعه مُحَمَّد بن مهَاجر الْبَغْدَادِيّ (قلت) وَكَذَلِكَ قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَخْرِيج الرَّافِعِيّ قَالَ وَقد روى الدَّارَقُطْنِيّ من حَدِيث عَائِشَة إِثْبَات الْمسْح على الْخُفَّيْنِ، وَيُؤَيّد ذَلِك حَدِيث شُرَيْح بن هَانِئ فِي سُؤَاله إِيَّاهَا عَن ذَلِك، فَقَالَت سل عَليّ بن أبي طَالب، وَفِي رِوَايَة أَنَّهَا قَالَت لَا علم لي بذلك انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم.
(21) [حَدِيثٌ] إِذَا اسْتَنْجَيْتُمْ فَتَنَحَّوْا عَنْ مَوْضِعِ الاسْتِنْجَاءِ، فَإِنَّهُ من تنحى عَن مَوضِع(2/71)
الاسْتِنْجَاءِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ قَطْرَةٍ مِنْ وُضُوئِهِ عِبَادَةَ سَنَةٍ، وَيُعْطِيهِ بِكُلِّ شَعْرَةٍ عَلَى جَسَدِهِ مَدِينَةً مِنَ الْجَنَّةِ وَيَكْتُبُ لَهُ مَكَانَ كُلِّ رَكْعَةٍ أَلْفَ رَكْعَةٍ وَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَلَكٌ يَوْمَهُ وَلَيْلَتَهُ وَآمَنَ مِنْ كُلِّ الْبَلاءِ إِلَى تِلْكَ السَّاعَةِ (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس (قلت) لم يبين علته وَفِيه أَيُّوب ابْن سُلَيْمَان وَفِي اللِّسَان أَيُّوب بن سُلَيْمَان من وَادي الْقرى.
لَا يعرف، وَأَظنهُ هُوَ هَذَا وَعنهُ عَليّ بن مهْرَان فَإِن يكن هُوَ الرَّازِيّ الطَّبَرِيّ فمتكلم فِيهِ وَإِلَّا فَلَا أعرفهُ، وَعنهُ أَحْمد ابْن ماهان فَإِن يكن هُوَ أَحْمد بن عِيسَى بن عَليّ بن ماهان فمتكلم فِيهِ، أَو أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن ماهان فمجهول كَمَا قَالَه أَبُو حَاتِم وَإِلَّا فَلَا أعرفهُ، وَعنهُ عبد الرَّحْمَن بن أبي الشَّيْخ لم أعرفهُ وَالله أعلم.
(22) [حَدِيثُ] إِنَّ الأَرْضَ لَتَنْجُسُ مِنْ بَوْلِ الأَقْلَفِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا (مي) من حَدِيث عَليّ من طَرِيق دَاوُد بن سُلَيْمَان الْغَازِي.
(23) [حَدِيثُ] الْقُلْفَةُ قُلْفَتَانِ، قُلْفَةٌ فِي الْفَمِ وَقُلْفَةٌ فِي الْفَرْجِ، وَقُلْفَةُ الْفَمِ أَشَدُّ مِنْ قُلْفَةِ الْفَرْجِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ الْحَجَرَ لَيَتَنَجَّسُ مِنْ بَوْلِ الأَقْلَفِ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا (مي) من حَدِيث ابْن عمر من طَرِيق مُحَمَّد بن الْقَاسِم الطايكاني.
(24) [حَدِيثٌ] الْوُضُوءُ مِنَ الْبَوْلِ مَرَّةً مَرَّةً، وَمِنَ الْغَائِطِ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ، وَمِنَ الْجَنَابَةِ ثَلاثًا ثَلاثًا (نع) فِي تَارِيخه من حَدِيث أبي هُرَيْرَة من طَرِيق عَمْرو بن فَايِد، قَالَ ابْن عدي مُنكر، وَقَالَ الذَّهَبِيّ بل بَاطِل.
(25) [حَدِيثٌ] إِنَّ شَيْطَانًا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ يُقَالُ لَهُ الْوَلْهَانُ، مَعَهُ ثَمَانِيَةُ أَمْثَالِ وَلَدِ آدَمَ مِنَ الْجُنُودِ، وَلَهُ خَلِيفَةٌ يُقَالُ لَهُ خَنْزَبٌ، فَإِذَا لَمْ يَسْتَقْبِلِ الْعَبْدُ شَيْئًا أَخَذَهُ بِالْوُضُوءِ حَتَّى يَهْلِكَهُ، فَمَنْ أَصَابَهُ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ فَإِذَا قَدِمَ الْوُضُوءَ فَلْيَقُلْ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ خِنْزَبٍ وَأَشْبَاهِهِ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، فَإِنَّهُ يَنْقَطِعُ عَنْهُ وَيَكْفِيهِ مِنَ الْمَاءِ لِلْوُضُوءِ مَا يَكْفِي مِنَ الدُّهْنِ (ابْن الْجَوْزِيّ) فِي الواهيات، وَقَالَ الحَدِيث على هَذَا الْوَصْف مَوْضُوع، وَالْمُتَّهَم بِهِ حبيب بن أبي حبيب (قلت) قَوْله على هَذَا الْوَصْف يُشِير إِلَى أَن ذكر الولهان جَاءَ فِي حَدِيث آخر على غير هَذَا الْوَجْه، وَهُوَ مَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَغَيره عَن أبي مَرْفُوعا إِن للْوُضُوء شَيْطَانا يُقَال لَهُ الولهان، فَاتَّقُوا وسواس المَاء، وَفِي إِسْنَاده(2/72)
ضعف فَإِنَّهُ من طَرِيق خَارِجَة بن مُصعب، وَلذَلِك أوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات وَالله تَعَالَى أعلم.
(26) [حَدِيثٌ] النَّوْمُ خَدَرٌ وَالْغَشَيَانُ حَدَثٌ (مُحَمَّد بن إِسْحَاق الْخُتلِي وَإِبْرَاهِيم ابْن مخلد) من حَدِيث ابْن عمرن وَفِيه أَحْمد بن سُلَيْمَان الْحَرَّانِي، قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان مَوْضُوع، آفته أَحْمد بن سُلَيْمَان.
(27) [حَدِيثُ] عمار مربى رَسُول الله وَأَنَا أُصَفِّرُ نَاقَتِي فَتَنَخَّمْتُ فَأَصَابَتْ نُخَامَتِي ثَوْبِي، فَأَقْبَلْتُ أَغْسِلُ ثَوْبِي مِنَ الرِّكْوَةِ الَّتِي بَيْنَ يَدِي، فَقَالَ النَّبِي يَا عَمَّارُ: مَا نُخَامَتُكَ وَلا دُمُوعُ عَيْنَيْكَ إِلا بِمَنْزِلَةِ الْمَاءِ الَّذِي فِي رِكْوَتِكَ، إِمَّا تَغْسِلُ ثَوْبَكَ مِنَ الْبَوْلِ الْغَائِطِ وَالْمَنِيَّ مِنَ الْمَاءِ الأَعْظَمِ وَالدَّمَ وَالْقَيْءَ (أَبُو يعلى) فِي مُسْنده، وَفِيه ثَابت بن حَمَّاد، قَالَ الْبَيْهَقِيّ هَذَا الحَدِيث بَاطِل لَا أصل لَهُ، وَقَالَ ابْن تَيْمِية فِي مَا نَقله عَنهُ ابْن عبد الْهَادِي فِي التَّنْقِيح هَذَا الحَدِيث كذب عِنْد أهل الْمعرفَة (قلت) وَلَا يغتر بِرِوَايَة الْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ لَهُ من طَرِيق إِبْرَاهِيم بن زَكَرِيَّا الْعجلِيّ عَن حَمَّاد بن سَلمَة، فإبراهيم ضَعِيف وَقد غلط فِيهِ، إِنَّمَا يرويهِ ثَابت بن حَمَّاد، نبه على ذَلِك الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَخْرِيج الرَّافِعِيّ وَالله أعلم.
(28) [حَدِيثٌ] ثِنْتَانِ لَا يَمُوتَانِ الإِنْفَحَةُ وَالْبَيْضُ (عق) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، وَقَالَ مَوْضُوع وآفته بشر بن إِبْرَاهِيم.
(29) [حَدِيثٌ] مَا مَاتَ أَحَدٌ إِلا يُجْنِبُ فَلِذَلِكَ يُغَسَّلُ لأَنَّهُ لَا تُنْزَعُ رُوحُ أَحَدٍ إِلا خَرَجَ مَاؤُهَا، الشَّهِيدُ وَغَيْرُهُ فِي هَذَا سَوَاءٌ (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس، وَفِيه نهشل.
(30) [حَدِيثٌ] الْوُضُوءُ مُدٌّ وَالْغُسْلُ صَاعٌ، وَسَيَأْتِي أَقْوَامٌ مِنْ بَعْدِي يَسْتَقِلُّونَ ذَلِكَ، أُولَئِكَ خِلافُ أَهْلِ سُنَّتِي، وَالآخِذُ بِسُنَّتِي مَعِي فِي حَظِيرَةِ الْقُدْسِ مُنْتَزَهِ أَهْلِ الْجَنَّةِ (مي) من حَدِيث أم سعيد بنت عَمْرو الجُمَحِي، وَفِيه عَنْبَسَة بن عبد الرَّحْمَن (قلت) فِي إِدْخَال هَذَا فِي الموضوعات نظر، وعنبسة على ضعفه واتهامه روى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه، وَرَأَيْت الْبَيْهَقِيّ وَغَيره من الْحفاظ يقتصرون على وصف حَدِيثه بالضعف،(2/73)
وَقد عزى الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَخْرِيج الرَّافِعِيّ الحَدِيث إِلَى كتاب الِانْتِصَار لأبي المظفر ابْن السَّمْعَانِيّ، وَأعله بِعَنْبَسَةَ، ثمَّ قَالَ: وَفِي الْبَاب حَدِيث عبد الله بن مُغفل سَيكون قوم يعتدون فِي الطّهُور وَالدُّعَاء، وَهُوَ صَحِيح رَوَاهُ أَحْمد وَأَبُو دَاوُد وَابْن مَاجَه وَابْن حبَان وَالْحَاكِم وَغَيرهم وَالله تَعَالَى أعلم.
(31) [حَدِيثٌ] لَا تتوضأوا فِي الْكَنِيفِ الَّذِي تَبُولُونَ فِيهِ، فَإِنَّ وُضُوءَ الْمُؤْمِنِ يُوزَنُ مَعَ الْحَسَنَاتِ (مي) من حَدِيث أنس، وَفِيه يحيى بن عَنْبَسَة، قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هَذَا من وَضعه.
(32) [حَدِيثُ] أَنَسٍ كَانَ رَسُولُ الله إِذَا اسْتَاكَ قَالَ اللَّهُمَّ اجْعَلْ سِوَاكِي رِضَاكَ عَنِّي وَاجْعَلْهُ طُهُورًا وَتَمْحِيصًا وَبَيِّضْ بِهِ وَجْهِي مَا تُبَيِّضُ بِهِ أَسْنَانِي (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه عبد الله بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب البُخَارِيّ.
(33) [حَدِيثُ] أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ لَهُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ اغْتَسِلْ فُي كُلِّ جُمُعَةٍ وَلَوْ أَنْ تَشْتَرِيَ الْمَاءَ بِقُوتِ يَوْمِكَ (مي) وَفِيه إِبْرَاهِيم بن حَيَّان.
(34) [حَدِيثُ] أَنَسٍ دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَأَنَا أُفِيضُ عَلَيَّ شَيْئًا مِنَ الْمَاءِ، فَقَالَ لِي يَا أَنَسُ غُسْلُكَ لِلْجُمُعَةِ أَمْ لِلْجَنَابَةِ، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ بَلْ لِلْجَنَابَةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ عَلَيْك بالحنيك والفنيك وَالضَّاغِطَيْنِ وَالْمسيْنِ وَالْمنسبَيْنِ وَأُصُولِ الْبَرَاجِمِ وَأُصُولِ الشَّعْرِ وَاثْنَى عَشَرَ نَقْبًا، مِنْهَا سَبْعَةٌ فِي وَجْهِكَ وَرَأْسِكَ، وَاثْنَانِ فِي سِفْلَيْكَ وَثَلاثٌ فِي صَدْرِكَ وَسُرَّتِكَ، فَوَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيًّا لَوِ اغْتَسَلْتَ بِأَرْبَعَةِ أَنْهَارِ الدُّنْيَا سَيْحَانَ وَجَيْحَانَ وَالنِّيلِ وَالْفُرَاتِ ثُمَّ لَمْ تُنَقِّهِمْ لَلَقِيتَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَنْتَ جُنُبٌ، قَالَ أَنَسٌ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْحُنَيْكُ وَمَا الْفَنِيكُ وَمَا الضَّاغِطَيْنِ وَالْمسيْنِ وَمَا الْمنسبَيْنِ وَمَا أُصُولُ الْبَرَاجِمِ، قَالَ أَمَّا الْحُنَيْكُ فَلَحْيُكَ الْفَوْقَانِيُّ، وَأَمَّا الْفَنِيكُ فَفَكُّكَ السُّفْلانِيُّ، وَأَمَّا الضَّاغِطَيْنِ وَهُمَا الْمسيْنِ فَهُمَا أُصُولُ أَفْخَاذِكَ، وَأَمَّا الْمنسبَيْنِ فَتَفْرِيشُ أَذَانِكَ، وَأَمَّا أُصُولُ الْبَرَاجِمِ فَأُصُولُ أَظَافِرِكَ فَوَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيًّا لَتَأْتِي الشَّعْرَةُ كَالْبَعِيرِ الْمَزْبُونِ حق تَقِفَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ تَعَالَى، فَتَقول إلهي وسيدي خذلي بِحَقِّي مِنْ هَذَا، فَعِنْدَهَا نَهَى رَسُول الله أَن يحلق الرجل رَأسه(2/74)
وَهُوَ جُنُبٌ، أَوْ يُقَلِّمَ ظُفْرًا أَوْ يَنْتِفَ حَاجِبًا وَهُوَ جُنُبٌ (كرّ) وَقَالَ مُنكر بِمرَّة وَفِيه على ابْن مُحَمَّد بَلَاغ إِمَام الْجَامِع بِدِمَشْق، وَأَبُو بكر مُحَمَّد بن عَليّ المراغي، وَالْحمل فِيهِ على أَحدهمَا، وغَالب الظَّن أَن الآفة فِيهِ من أبي بكر المراغي ... وَالله أعلم.
(35) [حَدِيثٌ] مَسْحُ الرَّقَبَةِ أَمَانٌ مِنَ الْغُلِّ (قَالَ النَّوَوِيّ) فِي شرح الْمُهَذّب مَوْضُوع (قلت) أخرجه أَبُو نعيم فِي تَارِيخ أَصْبَهَان من حَدِيث ابْن عمر بِلَفْظ من تَوَضَّأ وَمسح عُنُقه لم يغل بالأغلال يَوْم الْقِيَامَة قَالَ الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ وَفِيه أَبُو بكر الْمُفِيد شيخ أبي نعيم، قَالَ الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ وَهُوَ آفته، وَقد سبق النَّوَوِيّ إِلَى إِنْكَاره ابْن الصّلاح وَقَالَ لَا يعرف مَرْفُوعا وَإِنَّمَا هُوَ قَول بعض السّلف، قَالَ الْعِرَاقِيّ نعم ورد مسح الرَّقَبَة من حَدِيث وَائِل بن حجر فِي صفة وضوء النَّبِي؛ أخرجه الطَّبَرَانِيّ وَالْبَزَّار فِي الْكَبِير بِسَنَد لَا بَأْس بِهِ وَالله أعلم.
(36) [حَدِيثٌ] مَنْ قَدَّمَ لأَخِيهِ إِبْرِيقًا يَتَوَضَّأُ بِهِ فَكَأَنَّمَا قَدَّمَ لَهُ جَوَادًا.
(37) [وَحَدِيثٌ] أَكْرِمُوا طُهُورَكُمْ (قَالَ ابْن تَيْمِية) موضوعان.(2/75)
كتاب الصَّلَاة
الْفَصْل الأول
(1) [حَدِيثٌ] مَنْ نَوَّرَ بِالْفَجْرِ نَوَّرَ اللَّهُ فِي قَلْبِهِ وَقَبْرِهِ وَقُبِلَتْ صَلاتُهُ (قطّ) من حَدِيث أنس من طَرِيق سُلَيْمَان بن عَمْرو وَهُوَ أَبُو دَاوُد النَّخعِيّ.
(2) [حَدِيث] إِذْ كَانَ الْفَيْءُ ذِرَاعًا وَنِصْفًا إِلَى ذِرَاعَيْنِ فَصَلُّوا الظُّهْرَ (عد) من حَدِيث ابْن عمر من طَرِيق أَصْرَم بن حَوْشَب، وَقَالَ ابْن حبَان بَاطِل، وَقَالَ الْعقيلِيّ لَا يعرف إِلَّا بأصرم، وَهُوَ كَذَّاب خَبِيث وَلَا يُتَابع عَلَيْهِ وَلَيْسَ لَهُ أصل يثبت.
(3) [حَدِيثٌ] إِنَّ لِلَّهِ مَلَكًا يُسَمَّى شَمْخَائِيلُ يَأْخُذُ الْبَرَاءَاتِ لِلْمُصَلِّينَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ كُلَّ صَلاةٍ، فَإِذَا أَصْبَحَ الْمُؤْمِنُونَ قَامُوا فتوضؤا لِصَلاةِ الْفَجْرِ وَصَلَّوْا، أُخِذَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ بَرَاءَةٌ أُولَى مَكْتُوبُ فِيهَا عَبِيدِي وَإِمَائِي فِي جِوَارِي جَعَلْتُكُمْ، وَفِي ذِمَّتِي وَحِفْظِي وَتَحْتَ كَنَفِي صَيَّرْتُكُمْ، فَوَعِزَّتِي لَا أَخْذُلُكُمْ مَغْفُورٌ لَكُمْ ذُنُوبُكُمْ إِلَى الظُّهْرِ، فَإِذَا كَانَ وَقْتُ الظُّهْرِ قَامُوا فتوضؤا وَصَلَّوْا أُخِذَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى بَرَاءَةٌ ثَانِيَةٌ مَكْتُوبٌ فِيهَا عَبِيدِي وَإِمَائِي بَدَّلْتُ سَيِّئَاتِكُمْ حَسَنَاتٍ، وَكَفَّرْتُ السَّيِّئَاتِ، وَتَجَاوَزْتُ لَكُمْ عَنِ السَّيِّئَاتِ وَأَدْخَلْتُكُمْ بِرِضَائِي عَلَيْكُمْ دَارَ الْجَلالِ، فَإِذَا كَانَ وَقْتُ الْعَصْرِ قَامُوا فتوضؤا وَصَلَّوْا أُخِذَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى بَرَاءَةٌ ثَالِثَةٌ مَكْتُوبٌ فِيهَا عَبِيدِي وَإِمَائِي حَرَّمْتُ أَبْدَانَكُمْ عَلَى النَّارِ وَأَسْكَنْتُكُمْ مَنَازِلَ الأَبْرَارِ، وَدَفَعْتُ عَنْكُمْ بِرَحْمَتِي الأَشْرَارَ، فَإِذَا كَانَ وَقت الْمغرب قَامُوا فتوضؤا وَصَلَّوْا أُخِذَ لَهُمْ بَرَاءَةٌ رَابِعَةٌ مَكْتُوبٌ فِيهَا عَبِيدِي وَإِمَائِي صَعِدَتْ إِلَى ملائكتي بالرضى عَنْكُمْ وَحَقَّ عَلَيَّ رِضَاكُمْ وَأَنَا أُعْطِيكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمْنِيَتَكُمْ، فَإِذَا كَانَ وَقْتُ الْعِشَاءِ أُخِذَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ بَرَاءَةٌ خَامِسَةٌ مَكْتُوبٌ فِيهَا عَبِيدِي وَإِمَائِي فِي بُيُوتِكُمْ تَطَهَّرْتُمْ وَإِلَيَّ مَشَيْتُمْ، فِي ذِكْرِي خُضْتُمْ وَحَقِّي عَرَفْتُمْ وَفَرِيضَتِي أَدَّيْتُمْ اشْهَدْ يَا شَمْخَائِيلُ وَسَائِرَ مَلائِكَتِي أَنِّي قَدْ رَضِيتُ عَنْهُمْ، فَيُنَادِي شمخائيل كل لَيْلَة ثَلَاث أَصْوَاتٍ بَعْدَ عِشَاءِ الآخِرَةِ يَا مَلائِكَةَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ غَفَرَ لِلْمُصَلِّينَ الْمُوَحِّدِينَ، فَلا يَبْقَى مَلَكٌ فِي السَّمَوَاتِ السَّبْعِ إِلَّا اسْتغْفر للمصلين(2/76)
وَدَعَا لَهُمْ بِالْمُدَاوَمَةِ عَلَيْهَا، فَمَنْ رُزِقَ مِنْهُمْ صَلاةُ اللَّيْلِ فَإِنَّهُ مَا مِنْ عَبْدٍ وَلا أَمَةٍ قَامَ لِلَّهِ مُخْلِصًا فَتَوَضَّأَ وُضُوءًا سَابِغًا ثُمَّ دَنَا مِنْ مُصَلاهُ فَصَلَّى فِيهِ إِلا جَعَلَ اللَّهُ تَعَالَى خَلْفَهُ سَبْعَ صُفُوفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ فِي كُلِّ صَفٍّ مِنْهُم مَا لَا يُحْصِي عَدَدَهُمْ إِلا اللَّهُ تَعَالَى، أَحَدُ طَرَفَيِ الصَّفِّ فِي الْمَشْرِقِ وَالآخَرُ فِي الْمَغْرِبِ، حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ أَمَّنَ هَؤُلاءِ الْمَلائِكَةِ عَلَى دُعَائِهِ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ دُعَائِهِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِعَدَدِ هَؤُلاءِ الْمَلائِكَةِ حَسَنَاتٍ، وَمَحَا عَنْهُ بِعَدَدِهِمْ سَيِّئَاتٍ، وَرَفَعَ لَهُ بِعَدَدِهْم دَرَجَاتٍ (ابْن الْجَوْزِيّ) وَفِيه مَنْصُور بن مُجَاهِد، وَعنهُ أَحْمد بن هَاشم الْخَوَارِزْمِيّ، وَقَالَ الْأَزْدِيّ هَذَا عمل مَنْصُور.
(4) [حَدِيثٌ] لَا يُؤَذِّنُ لَكُمْ مَنْ يُدْغِمُ الْهَاءَ (قطّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، قَالَ أَبُو بكر بن أبي دَاوُد وَهَذَا مُنكر، وَإِنَّمَا مر الْأَعْمَش بِرَجُل يُؤذن ويدغم الْهَاء فَقَالَ لَا يُؤذن لكم من يدغم الْهَاء، وَالْمُتَّهَم بِهَذَا الحَدِيث عَليّ بن جميل الرقي.
(5) [حَدِيثٌ] إِنَّ الْمُؤَذِّنِينَ وَالْمُلَبِّينَ يخرجُون من قُبُورهم، يُؤذن المؤذون وَيُلَبِّي الْمُلَبِّي وَيُغْفَرُ لِلْمُؤَذِّنِ مَدَّ صَوْتِهِ، وَيَشْهَدُ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ يَسْمَعُ صَوْتَهُ مِنْ حَجَرٍ وَشَجَرٍ وَمَدَرٍ وَرَطْبٍ وَيَابِسٍ، وَيُكْتَبُ لَهُ بِعَدَدِ كُلِّ إِنْسَانٍ يُصَلِّي مَعَهُ فِي ذَلِكَ الْمَسْجِدِ بِمِثْلِ حَسَنَاتِهِمْ، وَلا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ وَيُعْطَى مَا بَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ مَا سَأَلَ رَبَّهُ إِمَّا أَنْ يُعَجَّلَ لَهُ فِي الدُّنْيَا فَيُصْرَفَ عَنْهُ السُّوءُ أَوْ يُدَّخَرَ لَهُ فِي الآخِرَةِ، وَيُؤْتَى فِيمَا بَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ مِنَ الأَجْرِ كَالْمُتَشَحِّطِ فِي دَمِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَيُكْتَبُ لَهُ كُلَّ يَوْمٍ مِثْلُ أَجْرِ مِائَةٍ وَخَمْسِينَ شَهِيدًا وَمِثْلُ أَجْرِ الْحَاجِّ وَالْمُعْتَمِرِ وَجَامِعِ الْقُرْآنِ وَالْفِقْهِ، وَمِثْلُ أَجْرِ الصَّائِمِ النَّهَارَ الْقَائِمِ اللَّيْلَ؛ وَمِثْلُ أَجْرِ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَةِ وَالزَّكَاةِ الْمَفْرُوضَةِ، وَمِثْلُ مَنْ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ، وَمِثْلُ أَجْرِ صِلَةِ الرَّحِمِ، وَأَوَّلُ مَنْ يُكْسَى مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ مُحَمَّدٌ وَإِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ الرَّحْمَنِ ثُمَّ النَّبِيُّونَ وَالرُّسُلُ ثُمَّ يُكْسَى الْمُؤَذِّنُونَ، وَتَلْقَاهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَجَائِبُ مِنْ يَاقُوتٍ أَحْمَرَ أَزِمَّتُهَا مِنْ زُمُرُّذٍ أَخْضَرَ أَلْيَنُ مِنَ الْحَرِيرِ وَرِحَالُهَا مِنْ ذَهَبٍ، حَافَّتَاهُ مُكَلَّلَةٌ بِالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ وَالزُّمُرُّذِ، عَلَيْهَا مَيَاثِرُ السُّنْدُسِ وَمِنْ فَوْقِ السُّنْدُسِ الإِسْتَبْرَقُ وَمِنْ فَوق الإستبرق حَرِير أَخْضَر، ويحلى كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ ثَلاثَةَ أَسْوِرَةٍ، سِوَارًا مِنْ ذَهَبٍ وَسِوَارًا مِنْ فِضَّةٍ وَسِوَارًا مِنْ لُؤْلُؤٍ، عَلَيْهِمُ التِّيجَانُ أَكَالِيلُ مُكَلَّلَةٌ بِالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ وَالزُّمُرُّذِ، وَنِعَالُهُمْ مِنْ ذَهَبٍ شِرَاكُهَا مِنْ دُرٍّ، وَلِنَجَائِبِهِمْ أَجْنِحَةٌ تَضَعُ خطوها مد بصرها وعَلى كل(2/77)
وَاحِدٍ مِنْهَا فَتًى شَابٌّ أَمْرَدُ جَعْدُ الرَّأْسِ لَهُ جُمَّةٌ عَلَى مَا اشْتَهَتْ نَفْسُهُ، حَشْوُهَا الْمِسْكُ الأَذْفَرُ لَوِ انْتَشَرَ مِنْهَا مِثَالُ ذَرَّةٍ بِالْمَشْرِقِ لَوَجَدَ أَهْلُ الْمَغْرِبِ رِيحَهُ، أَنْوَرُ الْوَجْهِ أَبْيَضُ الْجِسْمِ أَصْفَرُ الْحُلِيِّ أَخْضَرُ الثِّيَابِ، يُشَيِّعُهُمْ مِنْ قُبُورِهْم سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، يَقُولُونَ تَعَالَوْا إِلَى حِسَابِ بَنِي آدَمَ كَيْفَ يُحَاسِبُهُمْ رَبُّهُمْ، مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ سَبْعُونَ أَلْفَ حَرْبَةٍ مِنَ نُورِ الْبَرْقِ حَتَّى يُوَافُوا بِهِمُ الْمَحْشَرَ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا} (شا) من حَدِيث جَابر، وَفِيه سَلام الطَّوِيل وَعباد بن كثير فأحدهما وَضعه.
(6) [حَدِيثٌ] إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جِيءَ بِكَرَاسِيَّ مِنْ ذَهَبٍ مُكَلَّلَةٍ بِالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ مَفْرُوشَةٍ بِالسُّنْدُسِ وَالإِسْتَبْرَقِ ثُمَّ يُضْرَبُ عَلَيْهَا قِبَابٌ مِنْ نُورٍ ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ أَيْنَ الْمُؤَذِّنُونَ أَيْنَ مَنْ كَانَ يَشْهَدُ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ أَنْ لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَيَقُومُ الْمُؤَذِّنُونَ وَهُمْ أَطْوَلُ النَّاسِ أَعْنَاقًا، فَيُقَالُ لَهُمُ اجْلِسُوا عَلَى تِلْكَ الْكَرَاسِيِّ تَحْتَ تِلْكَ الْقِبَابِ حَتَّى يَفْرَغَ اللَّهُ مِنْ حِسَابِ الْخَلائِقِ، فَإِنَّهُ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (خطّ) من حَدِيث أبي سعيد وَاسْتَغْرَبَهُ، وَفِيه إِسْمَاعِيل بن يحيى التَّيْمِيّ.
(7) [حَدِيثٌ] يَجِيءُ بِلالٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَاحِلَةٍ رَحْلُهَا مِنْ ذَهَبٍ وَزِمَامُهَا دُرٌّ وَيَاقُوتٌ، يَتَّبِعُهُ الْمُؤَذِّنُونَ حَتَّى يُدْخِلَهُمُ الْجَنَّةَ، حَتَّى أَنَّهُ لَيَدْخُلُ مَنْ أَذَّنَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا يَطْلُبُ بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ تَعَالَى (قطّ) من حَدِيث ابْن عمر، وَفِيه أَبُو الْوَلِيد خَالِد بن إِسْمَاعِيل المَخْزُومِي.
(8) [حَدِيثٌ] إِذَا قَالَ الْمُؤَذِّنُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ غُلِّقَتْ أَبْوَابُ النِّيرَانِ، وَإِذَا قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجِنَانِ، وَإِذَا قَالَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ بَادَرَتِ الْحُورُ إِلَى أَبْوَابِ الْجِنَانِ شَوْقًا إِلَى ذِكْرِ مُحَمَّدٍ، وَإِذَا قَالَ حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ تَخْشَخَشُ ثِمَارُ الْجَنَّةِ، وَإِذَا قَالَ حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ نَادَى مُنَاد من السَّمَاء يَا ابْن آدَمَ أَفْلَحْتَ وَأَفْلَحَ مَنْ أَجَابَكَ، وَإِذَا قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ تَقُولُ مَلائِكَةُ سَبْعِ سَمَوَاتٍ أَيُّهَا الْعَبْدُ كَبَّرْتَ كَبِيرًا وَعَظَّمْتَ عَظِيمًا اللَّهُ أَكْبَرُ وَأَعْظَمُ مِمَّا يَصِفُ الْوَاصِفُونَ، وَإِذَا قَالَ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَقُولُ اللَّهِ صَدَقَ عَبْدِي بِهَا حَرَّمْتُ بَدَنَكَ وَبَدَنَ مَنْ أَجَابَكَ عَلَى النَّارِ (حا) من حَدِيث ابْن عَبَّاس، وَفِيه الْقَاسِم بن مُحَمَّد الفرغاني.(2/78)
(9) [حَدِيثٌ] مَا مِنْ مَدِينَةٍ يَكْثُرُ أَذَانُهَا إِلا قَلَّ بَرْدُهَا (فت) من حَدِيث عَليّ، وَفِيه عَمْرو بن جَمِيع.
(10) [حَدِيثٌ] مَنْ أَفْرَدَ الإِقَامَةَ فَلَيْسَ مِنَّا (قا) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَرِجَاله مَا بَين مَجْرُوح ومجهول، وَقَالَ السُّيُوطِيّ: وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هَذَا خبر بَاطِل.
(11) [حَدِيثُ] بِلالٍ.
أَذَّنْتُ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ شَدِيدَةِ الْبَرْدِ فَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ، ثُمَّ أَذَّنْتُ ثَانِيَةً فَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ، ثُمَّ أَذَّنْتُ ثَالِثَةً فَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ، فَقَالَ رَسُول الله مَا لَهُمْ يَا بِلالُ، قُلْتُ كَبَدَهُمُ الْبَرْدُ، فَقَالَ اللَّهُمَّ اكْسِرْ عَنْهُمُ الْبَرْدَ.
قَالَ بِلَال فَلَقَد رَأَيْتهمْ يتروحون فِي الصُّبْح أَو قَالَ فِي الضُّحَى (عق) من طَرِيق أَيُّوب بن سيار (قلت) وَأخرجه ابْن عدي من طَرِيق الْمَذْكُور وَأوردهُ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان من طَرِيق ابْن عدي، ثمَّ قَالَ فِيهِ مُحَمَّد بن يزِيد الْمُسْتَمْلِي وَلَيْسَ بِثِقَة انْتهى، فَكَأَنَّهُ يُشِير إِلَى اتهامه بِهِ، وَتعقبه الْحَافِظ ابْن حجر بِأَن الْمُسْتَمْلِي لم ينْفَرد بِهِ فقد تَابعه دَاوُد بن مهْرَان؛ وَمن طَرِيقه أخرجه الْعقيلِيّ أَي فانحصر الْأَمر فِي أَيُّوب، لَكِن السُّيُوطِيّ أورد الحَدِيث فِي كِتَابه المعجزات والخصائص من عِنْد ابْن عدي وَأبي نعيم والْبَيْهَقِيّ، وَقد ذكر أَنه نزه كِتَابه الْمَذْكُور عَن الموضوعات وَلم يتعقبه هُنَا وَكَانَ يَنْبَغِي لَهُ أَن يتعقبه على عَادَته فِي التعقب بِإِخْرَاج الْبَيْهَقِيّ الحَدِيث لِأَنَّهُ الْتزم أَن لَا يخرج فِي كتبه حَدِيثا يُعلمهُ مَوْضُوعا وَالله أعلم.
(12) [حَدِيثٌ] تَذْهَبُ الأَرَضُونَ كُلُّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلا الْمَسَاجِدَ، فَإِنَّهَا تَنْضَمُّ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ (عد) من حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ طَرِيقِ أَصْرَم بن حَوْشَب.
(13) [حَدِيثُ] أُمِّ سَلمَة.
كَانَ النَّبِي إِذا قَامَ يُصَلِّي يظنّ الظَّانُّ أَنَّهُ جَسَدٌ لَا رُوحَ فِيهِ (حب) من طَرِيق جَعْفَر بن عبد الْوَاحِد الْهَاشِمِي.
(14) [حَدِيثٌ] مَنْ رَفَعَ يَدَيْهِ فِي الصَّلاةِ فَلا صَلاةَ لَهُ (قا) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه مَأْمُون بن أَحْمد وَمن حَدِيث أنس بِلَفْظ من رفع يَدَيْهِ فِي الرُّكُوع فَلَا صلاه لَهُ، وَفِيه مُحَمَّد بن عكاشة الْكرْمَانِي (قلت) قَالَ الذَّهَبِيُّ فِي تَلْخِيصِ الْمَوْضُوعَاتِ وَضعه مَأْمُون وَسَرَقَهُ ابْن عكاشة وَالله أعلم.(2/79)
(15) [حَدِيثٌ] إِذَا رَقَدَ الْمَرْءُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ الْعَتَمَةَ وَقَفَ عَلَيْهِ مَلَكَانِ يُوقِظَانِهِ يَقُولانِ الصَّلاةَ الصَّلاةَ، ثُمَّ يُوَلِّيَانِ عَنْهُ وَيَقُولانِ رَقَدَ الْخَاسِرُ وَأَبَى (خطّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه يَعْقُوب بن الْوَلِيد الْمَدِينِيّ.
(16) [حَدِيثٌ] الْوِتْرُ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ مَسْخَطَةُ الشَّيْطَانِ، وَأَكْلُ السَّحُورِ مَرْضَاةُ الرَّحْمَنِ (حب) من حَدِيث ابْن عمر من طَرِيق أبان بن جَعْفَر الْبَصْرِيّ.
(17) [حَدِيثُ] جَابِرٍ.
قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي تَرَكْتُ الصَّلاةَ، قَالَ فَاقْضِ مَا تَرَكْتَ قَالَ كَيْفَ أَقْضِي قَالَ: صَلِّ مَعَ كُلِّ صَلاةٍ صَلاةً مِثْلَهَا، قَالَ قَبْلُ أَوْ بَعْدُ قَالَ لَا قَبْلَ (ابْن الْجَوْزِيّ) وَفِيه سلم بن عبد الله الزَّاهِد.
(18) [حَدِيثٌ] مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِنِيَّةٍ وَحِسْبَةٍ مِنْ غَيْرِ جَنَابَةٍ تَنَظُّفًا لِلْجُمُعَةِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ يَبُلُّهَا مِنْ رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ وَسَائِرِ جَسَدِهِ فِي الدُّنْيَا نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَرَفَعَ لَهُ بِكُلِّ قَطْرَةٍ مِنَ اغْتِسَالِهِ دَرَجَةً فِي الْجَنَّةِ مِنَ الدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ وَالزَّبَرْجَدِ، بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ مَسِيرَةُ أَلْفِ عَامٍ لِلرَّاكِبِ الْمُسْرِعِ، فِي كُلِّ دَرَجَةٍ مِنْهَا مِنَ الْمَدَائِنِ وَالْقُصُورِ وَمِنْ أَصْنَافِ الْجَوْهَرِ مَا لَا يُحْصِيهِ إِلا اللَّهُ، وَكُلُّ قَصْرٍ مِنْهَا جَوْهَرَةٌ وَاحِدَةٌ لَا وَصْمَ فِيهَا ولَا قَصْمَ، فِي كُلِّ مَدِينَةٍ مِنْ تِلْكَ الْمَدَائِنِ وَالْقُصُورِ وَالدُّرِّ وَالْحَجَرِ والصفاف وَالْغُرَفِ وَالْبُيُوتِ وَالْخِيَامِ وَالسُّرَرِ وَالأَزْوَاجِ من الْحور الْعين وَالثِّمَار والزراري وَالْمَوَائِدِ وَالْقِصَاعِ وَأَصْنَافِ الأَطْعِمَةِ وَغُضَارَةِ النَّعِيمِ وَالْوُصَفَاءِ وَالأَنْهَارِ وَالأَشْجَارِ وَالْفَوَاكِهِ وَالْحُلَلِ وَالْحُلِيِّ مَا لَا يَصِفُهُ الْوَاصِفُونَ، فَإِذَا خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَضَاءَتْ كُلُّ شَعْرَةٍ نُورًا وَابْتَدَرَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ كُلُّهُمْ يَمْشُونَ خَلْفَهُ وَأَمَامَهُ وَعَنْ يَمِنيِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ حَتَّى يَنْتَهُوا بِهِ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَيَسْتَفْتِحُونَ فَإِذَا دَخَلَهَا صَارُوا خَلْفَهُ وَهُوَ أَمَامَهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ حَتَّى يَنْتَهُوا بِهِ إِلَى مَدِينَةٍ ظَاهِرُهَا مِنْ يَاقُوتَةٍ وَبَاطِنُهَا مِنْ زَبَرْجَدَةٍ خَضْرَاءَ، فِيهَا مِنْ أَصْنَافِ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي الْجَنَّةِ مِنْ بَهْجَتِهَا وَغُضَارَتِهَا وَنَعِيمِهَا مَا يَنْقَطِعُ عَنْهُ عِلْمُ الْعِبَادِ وَيَعْجَزُونَ عَنْ وَصْفِهِ، فَإِذَا انْتَهَوْا إِلَيْهَا قَالُوا لَهُ يَا وَلِيَّ اللَّهِ أَتَدْرِي لِمَنْ هَذِهِ الْمَدِينَةُ؟ قَالَ لَا.
فَمَنْ أَنْتُمْ يَرْحَمُكُمُ اللَّهُ، قَالُوا لَهُ نَحْنُ الْمَلائِكَةُ الَّذِينَ شَهِدْنَاكَ يَوْمَ اغْتَسَلْتَ فِي الدُّنْيَا لِلْجُمُعَةِ، فَهَذِهِ الْمَدِينَةُ وَمَا فِيهَا ثَوَابٌ لَكَ لِذَلِكَ الْغُسْلِ وَأَبْشِرْ بِأَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ ثَوَابِ اللَّهِ لِصَلاةِ الْجُمُعَةِ تَقَدَّمْ أَمَامَكَ حَتَّى تَرَى مَا أعد الله لَك(2/80)
بِصَلاةِ الْجُمُعَةِ مِنْ كَرِيمِ ثَوَابِهِ، فَرُفِعَ فِي الدَّرَجَاتِ وَالْمَلائِكَةُ خَلْفَهُ حَتَّى يَنْتَهِيَ مِنْ دَرَجَاتِهَا حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ فَتَلْقَاهُ صَلاةُ الْجُمُعَةِ فِي صُورَةِ آدَمِيٍّ كَالشَّمْسِ الضَّاحِيَةِ يَتَلأْلأُ نُورًا عَلَيْهِ تَاجٌ مِنْ نُورٍ، لَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ رُكْنٍ فِي كُلِّ رُكْنٍ جَوْهَرَةٌ تُضِيءُ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا وَهُوَ يَفُوحُ مِسْكًا وَهُوَ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ، هَلْ تَعْرِفُنِي فَيَقُولُ مَا أَعْرِفُكَ وَلَكِنْ أَرَى وَجْهًا صَبِيحًا خَلِيقًا بِكُلِّ خَيْرٍ.
مَنْ أَنْتَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ، فَيَقُولُ أَنَا مَنْ تَقَرُّ بِهِ عَيْنُكَ، وَيَرْتَاحُ لَهُ قَلْبُكَ وَأَنْتَ لِذَلِكَ أَهْلٌ.
أَنَا صَلاةُ الْجُمُعَةِ الَّتِي اغْتَسَلْتَ لِي وَتَنَظَّفْتَ لِي وَتَجَّمْلَت لِي وَتَعَّطْرَت لِي وَتَطَّيْبَت لِي وَتَمَّشْيَت إِلَيَّ وَتَوَّقْرَت إِلَيَّ وَاسْتَمَعْتَ خُطْبَتِي وَصَلَّيْتَ فَيَأْخُذُ بِيَدِهِ فَيَرْفَعُهُ فِي الدَّرَجَاتِ حَتَّى يَنْتَهِيَ بِهِ إِلَى مَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جزاءا بِمَا كَانُوا يعْملُونَ} ، وَذَلِكَ مُنْتَهَى الشَّرَفِ وَغَايَةُ الْكَرَامَةِ، فَيَقُولُ هَذَا ثَوَابٌ لَكَ مِنْ رَبِّكَ الْكَرِيمِ الشَّكُورِ لَمَّا صَلَّيْتَ لِي بِنِيَّةٍ وَحِسْبَةٍ عَلَى السَّبِيلِ وَسنة فَلَكَ عِنْدَ اللَّهِ أَضْعَافُ هَذَا الْمَزِيدِ فِي مِقْدَارِ كُلِّ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا مَعَ خُلُودِ الأَبَدِ فِي جِوَارِ اللَّهِ فِي دَارِهِ دَارِ السَّلامِ (ابْن الْجَوْزِيّ) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَفِيهِ عمر بن صبح، قَالَ السُّيُوطِيّ وَله على وَضعه طَرِيق آخر عِنْد ابْن النجار فِي تَارِيخه (قلت) كَأَن بعض رِجَاله سَرقه وَغير إِسْنَاده وَالله تَعَالَى أعلم.
(19) [حَدِيثٌ] لَوْلا الْمَنَابِرُ لاحْتَرَقَ أَهْلُ الْقُرَى (تَمام) فِي فَوَائده من حَدِيث ابْن عمر، وَفِيه سعيد بن مُوسَى الْأَزْدِيّ، وَعنهُ سُلَيْمَان بن سلم الخبايري، قَالَ ابْن حبَان لَا أَدْرِي وَضعه سُلَيْمَان أم سعيد (قلت) جزم الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الموضوعات بِأَنَّهُ من وضع سعيد.
وَالله أعلم.
وَأخرجه الدَّارَقُطْنِيّ فِي غرائب مَالك من وَجْهَيْن وَقَالَ بَاطِل مِنْهُمَا (قلت) مدارهما على أبي عبيد الله أَحْمد بن مُحَمَّد الزُّهْرِيّ، وَفِي تَرْجَمته أوردهُ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان بِلَفْظ الْأَمْصَار بدل المنابر، وَالله أعلم.
(20) [حَدِيثٌ] إِنَّ لِلَّهِ مَلائِكَةً مُوَكَّلِينَ بِأَبْوَابِ الْجَوَامِعِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ يَسْتَغْفِرُونَ لأَصْحَابِ الْعَمَائِمِ الْبِيضِ (خطّ) من حَدِيث أنس وَفِيه يحيى بن شبيب الْيَمَانِيّ، وَقَالَ السُّيُوطِيّ قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هَذَا الحَدِيث من وضع يحيى.
(21) [حَدِيثٌ] مَا مِنْ يَوْمِ جُمُعَةٍ وَلا لَيْلَةِ جُمُعَةٍ إِلا وَيَطْلُعُ اللَّهُ إِلَى دَارِ الدُّنْيَا وَهُوَ مُتَّزِرٌ بِالْبَهَاءِ، لِبَاسُهُ الْجَلالُ مُتَّشِحٌ بِالْكِبْرِيَاءِ مُتَرَدٍّ بِالْعَظَمَةِ، يُشْرِفُ إِلَى دَارِ الدُّنْيَا فَيعتق(2/81)
مِائَتَيْ أَلْفِ عَتِيقٍ مِنَ النَّارِ مِمَّنْ قَدِ اسْتَوْجَبَ ذَلِكَ مِنَ الْمُوَحِّدِينَ، ثُمَّ يُنَادِي عِبَادِي هَلْ أَجْوَدُ مِنِّي جُودًا، عِبَادِي هَلْ أَكْرَمُ مِنِّي كَرَمًا، عِبَادِي هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيهِ، هَلْ مِنْ دَاعٍ فَأُجِيبُهُ، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرُ لَهُ، عِبَادِي اعْلَمُوا أَنِّي مَا خَلَقْتُ الْجَنَّةَ لأُخْلِيَهَا، وَلا نَشَرْتُهَا لأَطْوِيَهَا، وَإِنَّمَا خَلَقْتُ الْجَنَّةَ لَكُمْ وَخَلْقُتُكْم لَهَا فَعَلا تَعْصُونِي عَلَى الْحَسَنِ مِنْ بَلائِي أَمْ عَلَى الْجَمِيلِ مِنْ نَعْمَائِي أَلَيْسَ قَدْ نَشَرْتُ لَكُمُ الرَّحْمَةَ نَشْرًا وألبستكم من عافيتي كنفا، وسترا أَلَيْسَ قَدْ أَضْعَفْتُ لَكُمُ الْحَسَنَاتِ مِرَارًا وَأَقَلْتُكُمُ الْعَثَرَاتِ صِغَارًا، وَقَدْ خَلَقْتُكُمْ أَطْوَارًا، فَمَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِي وَقَارًا عِبَادِي سُبْحَانِي احْتَجَبْتُ عَنْ خَلْقِي فَلا عَيْنَ تَرَانِي (خطّ) من حَدِيث أنس وَفِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بن أَفْلح الْبكْرِيّ الْقَاص، وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ وَفِيه أَيْضا عبيد الله الْعَبْدي وَعنهُ ابْنه الْخَلِيل وهما مَجْهُولَانِ.
(22) [حَدِيثٌ] الدَّجَاجُ غَنَمُ فُقَرَاءِ أُمَّتِي، وَالْجُمُعَةُ حَجُّ فُقَرَائِهَا (حب) من حَدِيث ابْن عمر، وَفِيه محمش النَّيْسَابُورِي، قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَالْحمل فِيهِ عَلَيْهِ (قلت) اقْتصر الْحَافِظ الذَّهَبِيّ فِي طَبَقَات الْحفاظ على قَوْله بعد إِيرَاده الحَدِيث: هَذَا غير صَحِيح وَالله أعلم.
(23) [حَدِيثٌ] إِذَا نَامَ أَحَدُكُمْ وَفِي نَفْسِهِ أَنْ يُصَلِّيَ مِنَ اللَّيْلِ فَلْيَضَعْ قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ عِنْدَهُ، فَإِذَا انْتَبَهَ فَلْيَقْبِضْ بِيَمِينِهِ وَلْيَحْصِبْ عَنْ شِمَالِهِ (حب) من حَدِيث النُّعْمَان بن بشير من طَرِيق أَيُّوب بن عتبَة، وَقَالَ بَاطِل وَأَيوب لَيْسَ بِشَيْء (قلت) أَيُّوب روى لَهُ ابْن مَاجَه، وَقَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي التَّقْرِيبِ ضَعِيف، وَنقل فِي التَّهْذِيب عَن أَحْمد أَنه قَالَ فِيهِ مرّة ثِقَة، وَعَن ابْن عدي أَنه قَالَ يكْتب حَدِيثه، فَمثله لَا يَنْبَغِي الحكم على حَدِيثه بِالْوَضْعِ وَالله أعلم.
(24) [حَدِيثٌ] مَنْ دَاوَمَ عَلَى صَلاةِ الضُّحَى وَلَمْ يَقْطَعْهَا إِلا مِنْ عِلَّةٍ كُنْتُ أَنَا وَهُوَ فِي الْجَنَّةِ فِي زَوْرَقٍ مِنْ نُورٍ فِي بَحْرٍ مِنْ نُورٍ حَتَّى نَزُورَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (حب) من حَدِيث أنس وَفِيه زَكَرِيَّا بن دويد الْكِنْدِيّ.
(25) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ مَنْ صَلَّى الضُّحَى يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ {الْحَمْدَ} عَشْرَ مَرَّاتٍ، وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} عَشْرَ مَرَّاتٍ، وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} عَشْرَ مَرَّاتٍ، وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} عَشْرَ مَرَّاتٍ، و {قل يَا أَيهَا(2/82)
الْكَافِرُونَ) عَشْرَ مَرَّاتٍ وَآيَةَ الْكُرْسِيِّ عَشْرَ مَرَّاتٍ، فَإِذَا سَلَّمَ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ سَبْعِينَ مَرَّةً، ثُمَّ يَقُولُ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلا هُوَ غَافِرُ الذُّنُوبِ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ سَبْعِينَ مَرَّةً، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ دَفَعَ اللَّهُ عَنْهُ شَرَّ اللَّيْلِ وَشَرَّ النَّهَارِ وَشَرَّ أَهْلِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَشَرَّ الإِنْسِ وَشَرَّ الْجِنِّ وَشَرَّ السُّلْطَانِ الْجَائِرِ، وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ إِنَّهُ لَوْ كَانَ عَاقًّا لِوَالِدَيْهِ لَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَيُعْطِيهِ سَبْعِينَ حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، كُلُّ حَاجَةٍ يُعْطِيهِ غَيْرُ مَرْدُودَةٍ، وَأَنَّ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ سَاعَةً، يَعْتِقُ بِكُلِّ سَاعَةٍ فِيهَا لِكَرَامَتِهِ عَلَى اللَّهِ سَبْعِينَ إِنْسَانًا مِنَ الْمُوَحِّدِينَ مِمَّنِ اسْتَوْجَبَ النَّارَ، وَلَوْ أَنَّهُ أَتَى الْمَقَابِرَ ثُمَّ كَلَّمَ الْمَوْتَى لأَجَابُوهُ مِنْ قُبُورِهِمْ لِكَرَامَتِهِ عَلَى اللَّهِ، وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ إِنَّهُ مَنْ صَلَّى هَذِهِ الصَّلاةَ بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ بِكُلِّ حرف من الْحُرُوف الَّذِي قَرَأَ بِهِ فِي هَذِهِ الصَّلاةِ مَلائِكَةً يَكْتُبُونَ لَهُ الْحَسَنَاتِ وَيَمْحُونَ عَنْهُ السَّيِّئَاتِ وَيَرْفَعُونَ لَهُ الدَّرَجَاتِ وَيَدْعُونَ لَهُ وَيَسْتَغْفِرُونَ، وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ إِنَّهُ إِذَا صَلَّى هَذِهِ الصَّلاةَ ثُمَّ أَتَاهُ مِنَ السَّحَرَةِ سَحَرَةَ فِرْعَوْنَ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَعْمَلُوا فِيهِ شَيْئًا يُؤْذُونَهُ، وَإِنْ كَانَ الرَّجُلُ وَالْمَرْأَةُ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا وَلَدٌ ثُمَّ سَأَلا اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَهُمَا وَلَدًا لَرَزَقَهُمَا، وَمَتَى مَا صَلَّى هَذِهِ الصَّلاةَ تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنْهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ صَلاتِهِ وَصِيَامِهِ وَتَقَبَّلَ اللَّهُ مِنْهُ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى أَنْ يَمُوتَ وَإِنْ كَانَ وَقَعَ فِي النَّاسِ وَاغْتَابَهُمْ لَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ كُلَّ ذَنْبٍ صَغِيرًا، وَكَبِيرًا سِرًّا وَعَلانِيَةً، فَإِنَّ صَلَّى هَذِهِ الصَّلاةَ وَمَاتَ مَاتَ شَهِيدًا، وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ إِنَّهُ حِينَ يَفْرَغُ مِنَ الصَّلاةِ يُعْطِيهِ اللَّهُ مِنَ الثَّوَابِ بِعَدَدِ كُلِّ قَطْرَةٍ نزلت من السَّمَاء وَبعد دنبات الأَرْضِ، وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ إِنَّهُ لَيُكْتَبُ لَهُ مِنَ الثَّوَابِ مِثْلُ ثَوَابِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ، وَمُوسَى بْنُ عِمْرَانَ وَيَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا وعِيسَى بن مَرْيَمَ، قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا يُعْطِي اللَّهُ لِمَنْ صَلَّى هَذِهِ الصَّلاةَ وَيَقُولُ هَذَا الْقَوْلَ؟ قَالَ يَفْتَحُ اللَّهُ لَهُ بَابَ الْغِنَى وَيُغْلِقُ عَنْهُ بَابَ الْفَقْرِ، وَمَا مِنْ يَوْمٍ يُصَلِّي هَذِهِ الصَّلاةِ لَمْ تَلْدَغْهُ حَيَّةٌ وَلا عَقْرَبٌ، وَلا يُحْرَقُ مَنْزِلُهُ وَلا يُقْطَعُ عَلَيْهِ الطَّرِيقُ وَلا يُصِيبُهُ حَرَقٌ وَلا غَرَقٌ، وَقَالَ النَّبِيُّ أَنَا كَفِيلُهُ وَالضَّامِنُ عَلَيْهِ (ابْن الْجَوْزِيّ) وَفِيه مَجَاهِيل أحدهم قد عمله، قَالَ السُّيُوطِيّ وَأخرجه الشِّيرَازِيّ فِي الألقاب من طرق ولاشك فِي وَضعه وَيشْهد لذَلِك ركاكة أَلْفَاظه وَمَا فِيهِ من التراكيب الْفَاسِدَة وَمُخَالفَة مُقْتَضى الشَّرْع فِي مَوَاضِع، وَقد أخرجه أَبُو نعيم فِي كتاب قرْبَان الْمُتَّقِينَ من حَدِيث عَليّ بِسَنَدَيْنِ مُتَّصِل ومنقطع، ثمَّ قَالَ فِيهِ أَلْفَاظ مكذوبة وآثار الْوَضع عَلَيْهِ لائحة.(2/83)
(26) [حَدِيثٌ] مَنْ كَانَتْ لَهُ إِلَى اللَّهِ حَاجَةٌ عَاجِلَةٌ أَوْ آجِلَةٌ فَلْيُقَدِّمْ بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاهُ صَدَقَةً، وَلْيَصُمِ الأَرْبَعَاءَ وَالْخَمِيسَ وَالْجُمُعَةَ، ثُمَّ يَدْخُلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَى الْجَامِعِ فَيُصَلِّي فِيهِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً، يَقْرَأُ فِي عَشْرِ رَكَعَاتٍ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ {الْحَمْدَ} مَرَّةً وَآيَةَ الْكُرْسِيِّ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَيَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيِن فِي كُلِّ رَكْعَةٍ {الْحَمْدَ} مَرَّةً وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} خَمْسِينَ مَرَّةً، ثُمَّ يَجْلِسُ وَيَسْأَلُ اللَّهُ حَاجَتَهُ فَلَيْسَ يَرُدُّهُ مِنْ حَاجَتِهِ عَاجِلَةً أَوْ آجِلَةً إِلا قَضَاهَا لَهُ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث أنس وَفِيه أبان بن عَيَّاش (قلت) زَاد الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه فَقَالَ: وَفِي سَنَده من يجهل إِلَى أبان وَالله أعلم.
(27) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى لَيْلَةَ السَّبْتِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} خَمْسًا وَعِشْرِينَ، حَرَّمَ اللَّهُ جَسَدَهُ عَلَى النَّارِ (قا) من حَدِيث أنس، وَفِيه أَحْمد الجويباري وَغَيره من ضعفاء ومجهولين.
(28) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى يَوْمَ السَّبْتِ عِنْدَ الضُّحَى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً، أَعْطَاهُ اللَّهُ بِكُلِّ رَكْعَةٍ أَلْفَ قَصْرٍ مِنْ ذَهَبٍ مُكَلَّلَةَ بِالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ، فِي كُلِّ قَصْرٍ أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ، نَهْرٌ مِنْ مَاءٍ وَنَهْرٌ مِنْ لَبَنٍ وَنَهْرٌ مِنْ خَمْرٍ وَنَهْرٌ مِنْ عَسَلٍ، عَلَى شَطِّ تِلْكَ الأَنْهَارِ أَشْجَارٌ مِنْ نُورٍ، عَلَى كُلِّ شَجَرَةٍ بِعَدَدِ أَيَّامِ الدُّنْيَا أَغْصَانٌ عَلَى كُلِّ غُصْنٍ بِعَدَدِ الرَّمْلِ وَالثَّرَى ثِمَارٌ، غُبَارُهَا الْمِسْكُ، وَتَحْتَ كُلِّ شَجَرَةٍ مَجْلِسٌ مُظَلَّلٌ بِنُورِ الرَّحْمَنِ، مُجْتَمَعُ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ تَحْتَ تِلْكَ الأَشْجَارِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ (قا) من حَدِيث أنس بِسَنَد الَّذِي قبله.
(29) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى لَيْلَةَ الاثْنَيْنِ سِتَّ رَكَعَاتٍ، يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مرّة، وَعِشْرِينَ مَرَّةً {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، وَيَسْتَغْفِرُ بَعْدَ ذَلِكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ، أَعْطَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَوَابَ أَلْفِ صِدِّيقٍ وَأَلْفِ عَابِدٍ زَاهِدٍ، وَيُتَوَّجُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِتَاجٍ مِنْ نُورٍ يَتَلأْلأُ وَلا يَخَافُ إِذَا خَافَ النَّاسُ، وَيَمُرُّ عَلَى الصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ (قا) من حَدِيث أنس بِسَنَد الَّذِي قبله.
(30) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى يَوْمَ السَّبْتِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ {الْحَمْدَ} مَرَّةً وَ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ثَلاثَ مَرَّاتٍ، وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ مَرَّةً، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ يَهُودِيٍّ وَيَهُودِيَّةٍ عِبَادَةَ سَنَةٍ، وَصِيَامَ نَهَارِهَا(2/84)
وَقِيَامَ لَيْلِهَا، وَبَنَى اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ يَهُودِيٍّ وَيَهُودِيَّةٍ مَدِينَةً فِي الْجَنَّةِ، وَكَأَنَّمَا أَعْتَقَ بِكُلِّ يَهُودِيٍّ وَيَهُودِيَّةٍ رَقَبَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَكَأَنَّمَا قَرَأَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَالزَّبُورَ وَالْفُرْقَانَ، وَأَعْطَاهُ بِكُلِّ يَهُودِيٍّ وَيَهُودِيَّةٍ ثَوَابَ أَلْفِ شَهِيدٍ، وَنَوَّرَ اللَّهُ قَلْبَهُ وَقَبْرَهُ بِأَلْفِ نُورٍ، وَأَلْبَسَهُ أَلْفَ حُلَّةٍ، وَسَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَكَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَحْتَ ظِلِّ عَرْشِهِ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ مَعَهُمْ وَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَعَهُمْ، وَزَوَّجَهُ اللَّهُ بِكُلِّ حَوْرَاءَ، وَأَعْطَاهُ اللَّهُ بِكُلِّ آيَةٍ ثَوَابَ أَلْفِ صِدِّيقٍ، وَأَعْطَاهُ بِكُلِّ سُورَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ ثَوَابَ أَلْفِ رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَكَتَبَ لَهُ بِكُلِّ يَهُودِيٍّ وَنَصْرَانِيٍّ حَجَّةً وَعُمْرَةً (قا) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، وَفِيه مَجْهُولُونَ، وَفِيه إِسْحَق بن يحيى مَتْرُوك (قلت) قَالَ الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ الشَّافِعِي فِي تَخْرِيج الْأَحْيَاء: رَوَاهُ جَعْفَر بن مُحَمَّد الْفرْيَابِيّ فِي جزئه فِي فضل صَلَاة الْأَيَّام من طَرِيق مُحَمَّد بن حميد الرَّازِيّ، وَرَوَاهُ الْحَافِظ أَبُو مُوسَى الْمَدِينِيّ فِي وظائف اللَّيَالِي وَالْأَيَّام من وَجه آخر وَهُوَ بَاطِل مركب على الْإِسْنَاد الَّذِي رَوَاهُ، انْتهى وَالله أعلم.
(31) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى لَيْلَةَ الأَحَدِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً، وَخَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، أَعْطَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَوَابَ مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ عَشْرَ مَرَّاتٍ، وَعَمَلِ بِمَا فِي الْقُرْآنِ، وَيُحْشَرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ قَبْرِهِ وَوَجْهِهِ مِثْلَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وَيُعْطِيهِ بِكُلِّ رَكْعَةٍ أَلْفَ مَدِينَةٍ مِنْ لُؤْلُؤٍ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ أَلْفُ قَصْرٍ مِنْ زَبَرْجَدٍ، فِي كُلِّ قَصْرٍ أَلْفُ دَارٍ مِنَ الْيَاقُوتِ، فِي كُلِّ دَارٍ أَلْفُ بَيْتٍ مِنَ الْمِسْكِ، فِي كُلِّ بَيْتٍ أَلْفُ سَرِيرٍ مِنْ فَوْقِ كُلِّ سَرِيرٍ حَوْرَاءُ، بَيْنَ يَدَيْ كُلِّ حَوْرَاءَ أَلْفُ وَصِيفٍ وَأَلْفُ وَصِيفَةٍ (قا) من حَدِيث أنس، وَفِيه أَحْمد بن عمر اليمامي وَمَجْهُولُونَ (قلت) وَرَوَاهُ أَبُو مُوسَى فِي وظائف اللَّيَالِي وَالْأَيَّام من طَرِيق يزِيد الرقاشِي، وَعنهُ الْهَيْثَم بن جماز، وَقَالَ الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ هُوَ بَاطِل، والهيثم وَيزِيد متر وَكَانَ وَالله تَعَالَى أعلم.
(40) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى لَيْلَةَ الأَحَدِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ بِفَاتِحَة الْكِتَابِ مَرَّةً، وَخَمْسِينَ مَرَّةً {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، حَرَّمَ اللَّهُ لَحْمَهُ عَلَى النَّارِ، وَبَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ آمِنٌ مِنَ الْعَذَابِ، وَيُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا، وَيَمُرُّ عَلَى الصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ اللامِعِ (قا) من حَدِيث أبي سعيد من طَرِيق أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر أَيْضا، وَشَيْخه أَبُو الْعَبَّاس الْفَارِسِي، وَشَيخ شَيْخه أَبُو أَحْمد حَاتِم بن عبد الله بن حَاتِم مَجْهُولَانِ.(2/85)
(33) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى يَوْمَ الأَحَدِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ بِتَسْلِيمَةٍ وَاحِدَةٍ، يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ {الْحَمْدَ} مَرَّةً و {آمن الرَّسُول} إِلَى آخِرِهَا مَرَّةً، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ نَصْرَانِيٍّ وَنَصْرَانِيَّةٍ أَلْفَ حَجَّةً وَأَلْفَ عُمْرَةٍ وَأَلْفَ غَزْوَةٍ، وَبِكُلِّ رَكْعَةٍ أَلْفَ صَلاةٍ، وَجَعَلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ أَلْفَ خَنْدَقٍ، وَفَتَحَ لَهُ ثَمَانِيَةَ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ وَقَضَى حَوَائِجَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (قا) وَفِيه مَجَاهِيل (قلت) زَاد الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه فَقَالَ وَأَبُو الْفضل الشَّيْبَانِيّ مُتَّهم، انْتهى وَقَالَ الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ فِي تَخْرِيج الْأَحْيَاء رَوَاهُ جَعْفَر الْفرْيَابِيّ فِي جزئه فِي صَلَاة الْأَيَّام، وَفِي سَنَده مُحَمَّد بن حميد الرَّازِيّ، وَرَوَاهُ الْحَافِظ أَبُو مُوسَى الْمَدِينِيّ فِي وظائف اللَّيَالِي وَالْأَيَّام من طَرِيق الْفرْيَابِيّ وَمن طَرِيق آخر، وألان الْحَافِظ أَبُو مُوسَى القَوْل فِي تَضْعِيف هَذَا الحَدِيث، وَهُوَ كذب مَوْضُوع انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم.
(34) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى يَوْمَ الاثْنَيْنِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، يقْرَأ فِي كل رَكْعَة بِفَاتِحَة الْكِتَابِ مَرَّةً، وَآيَةِ الْكُرْسِيِّ مَرَّةً، وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} مَرَّةً، وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} ، مَرَّةً، وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} مَرَّةً، وَإِذَا سَلَّمَ اسْتَغْفَرَ اللَّهُ عَشْرَ مَرَّاتٍ، وَصَلَّى على رَسُول الله عَشْرَ مَرَّاتٍ، غُفِرَتْ ذُنُوبُهُ كُلُّهَا وَأَعْطَاهُ اللَّهُ قَصْرًا فِي الْجَنَّةِ مِنْ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ فِي جَوْفِ الْقَصْرِ سَبْعَةُ أَبْيَاتٍ، طُولُ كُلِّ بَيْتٍ ثَلاثَةُ آلافِ ذِرَاعٍ وَعَرْضُهُ مِثْلُ ذَلِكَ، الْبَيْتُ الأَوَّلُ مِنْ فِضَّةٍ بَيْضَاءَ وَالْبَيْتُ الثَّانِي مِنْ ذَهَبٍ وَالْبَيْتُ الثَّالِثُ مِنْ لُؤْلُؤٍ وَالْبَيْتُ الرَّابِعُ مِنْ زُمُرُّذٍ وَالْبَيْتُ الْخَامِسُ مِنْ زَبَرْجَدٍ وَالْبَيْتُ السَّادِسُ مِنْ دُرٍّ وَالْبَيْتُ السَّابِعُ مِنْ نُورٍ يَتَلأْلأُ، وَأَبْوَابُ الْبُيُوتِ مِنَ الْعَنْبَرِ عَلَى كُلِّ بَابٍ أَلْفُ سِتْرٍ مِنْ زَعْفَرَانٍ، وَفِي كُلِّ بَيْتٍ أَلْفُ سَرِيرٍ مِنْ كَافُورٍ فَوْقَ كُلِّ سَرِيرٍ أَلْفُ فِرَاشٍ، وَفَوْقَ كُلِّ فِرَاشٍ حَوْرَاءُ خَلَقَهَا اللَّهُ مِنْ أَطْيَبِ الطِّيبِ، مِنْ لَدُنْ رِجْلَيْهَا إِلَى رُكْبَتَيْهَا مِنَ الزَّعْفَرَانِ الرَّطْبِ، وَمِنْ لَدُنْ رُكْبَتَيْهَا إِلَى ثَدْيَيْهَا مِنَ الْمِسْكِ الأَذْفَرِ، وَمِنْ لَدُنْ ثَدْيَيْهَا إِلَى عُنُقِهَا مِنَ الْعَنْبَرِ الأَشْهَبِ، وَمِنْ لَدُنْ عُنُقِهَا إِلَى مَفْرَقِ رَأْسِهَا مِنَ الْكَافُورِ الأَبْيَضِ، عَلَى كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سَبْعُونَ حُلَّةً مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ كَأَحْسَنِ مَا رَأَيْتُ (قا) من حَدِيث ابْن عمر (قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ) وَالْمُتَّهَم بِهِ الجوزقاني لِأَن الْإِسْنَاد كُله ثِقَات، وإِنَّمَا هُوَ الَّذِي وضع هَذَا وَعمل هَذِه الصَّلَوَات كلهَا، وَقد ذكر الثُّلَاثَاء وَمَا بعده فأضربت عَن سِيَاقه إِذْ(2/86)
لَا فَائِدَة فِي تَضْييع الزَّمَان بِمَا لَا يخفى وَضعه، وَلَقَد كَانَ لهَذَا الرجل حَظّ من علم الحَدِيث فسبحان من يطمس على الْقُلُوب انْتهى، وَقَالَ السُّيُوطِيّ قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي لِسَان الْمِيزَان: الْعجب من ابْن الْجَوْزِيّ يتهم الجوزقاني بِوَضْع هَذَا الْمَتْن على هَذَا الْإِسْنَاد ويسوقه من طَرِيقه الَّذِي هُوَ عِنْده مركب، ثمَّ يعليه بِالْإِجَازَةِ عَن عَليّ بن عبيد الله وَهُوَ ابْن الزَّعْفَرَانِي عَن عَليّ بن بنْدَار وَهُوَ ابْن البسري، فَلَو كَانَ ابْن البسري حدث بِهِ لَكَانَ على شَرط الصَّحِيح إِذْ لم يبْق للحسين الجوزقاني الَّذِي اتهمه بِهِ مدْخل، وَهَذِه غَفلَة عَظِيمَة فَلَعَلَّ الجوزقاني دخل عَلَيْهِ إِسْنَاد فِي إِسْنَاد، لِأَنَّهُ كَانَ قَلِيل الْخِبْرَة بأحوال الْمُتَأَخِّرين وَجل اعْتِمَاده فِي كتاب الأباطيل على الْمُتَقَدِّمين إِلَى عهد ابْن حبَان، وَأما من تَأَخّر عَنهُ فيعل الحَدِيث بِأَن رُوَاته مَجَاهِيل، وَقد يكون أَكْثَرهم مشاهير ".
(43) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى يَوْمَ الْجُمُعَةِ مَا بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ رَكْعَتَيْنِ، يَقْرَأُ فِي أول رَكْعَة بِفَاتِحَة الْكِتَابِ وَآيَةِ الْكُرْسِيِّ مَرَّةً وَاحِدَةً، وخمْسا وَعِشْرِينَ مَرَّةً {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} ، وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ يَقْرَأُ بِفَاتِحَة الْكِتَابِ وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} خَمْسًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً، فَإِذَا سَلَّمَ قَالَ لَا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ خَمْسِينَ مَرَّةً، فَلا يَخْرُجُ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يَرَى رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْمَنَامِ، وَيَرَى مَكَانَهُ فِي الْجَنَّةِ، أَوْ يُرَى لَهُ (ابْن الْجَوْزِيّ) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَفِيهِ مَجَاهِيل.
(44) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى عِشْرِينَ رَكْعَةً بَعْدَ الْمَغْرِبِ، يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أحد}(2/87)
أَرْبَعِينَ مَرَّةً، صَافَحْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ صَافَحْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمِنَ الصِّرَاطَ وَالْحِسَابَ وَالْمِيزَانَ (شا) من حَدِيثِ أَنَسٍ، وَلا يَصِحُّ فِيهِ أبان بن أبي عَيَّاش ومجاهيل.
(45) [حَدِيثُ] سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ.
قَالَ رَسُولُ الله: يَا سَلْمَانُ أَلا أُحَدِّثُكَ مِنْ غَرَائِبِ حَدِيثِي، قُلْتُ بَلَى مِنْ عَلَيْنَا بِمَا مَنَّ اللَّهُ عَلَيْكَ، قَالَ نَعَمْ يَا سَلْمَانُ: مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُومُ فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ وَغَفْلَةِ النَّاسِ فَيَسْتَاكُ وَيَتَوَضَّأُ وَيُمشط رَأسه ولحيته وَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ يَقْرَأُ فِي أَوَّلِ رَكْعَة بِفَاتِحَة الْكِتَابِ وَ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ، وَفِي الثَّانِيَة بِفَاتِحَة الْكِتَابِ وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، وَيَتَشَهَّدُ وَيُسَلِّمُ وَيَقُولُ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلٍّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَلا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ وَلا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ، رَافِعًا بِهَا صَوْتَهُ ثُمَّ يَقُومُ وَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ يَقْرَأُ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ بِفَاتِحَة الْكِتَابِ وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفلق} ، وَفِي الثَّانِيَة بِفَاتِحَة الْكِتَابِ وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاس} ، ويتَشَهَّد وَيُسَلِّمُ وَيَقُولُ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلٍّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَلا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ وَلا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ، رَافِعًا بِهَا صَوْتَهُ إِلا جَعَلَ اللَّهُ تَعَالَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ جَهَنَّمَ سِتَّةَ خنادق مَا يبن الْخَنْدَقِ وَالْخَنْدَقِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، وَكَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ رَكْعَةٍ سَبْعِينَ رَكْعَةً، وَمَا مِنْ شَيْءٍ فِيهِ اسْتِعَاذَةٌ إِلا وَهُوَ يَقُولُ اللَّهُمَّ أَعِذْ هَذَا الْمُصْلِي مِنِّي حَتَّى أَنَّ النَّارِ تَقُولُ اللَّهُمَّ كَمَا جَعَلْتَنِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ فَنَجِّ هَذَا مِنِّي، وَكَانَ لَهُ كَفُلانٍ مِنَ الأَجْرِ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ، وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لَهُ فِي الْجِنَانِ فِي كُلِّ جَنَّةٍ أَلْفُ مَدِينَةٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَلْفُ مَدِينَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَلْفُ مَدِينَةٍ مِنْ زَبَرْجَدٍ وَأَلْفُ مَدِينَةٍ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ وَأَلْفُ مَدِينَةٍ مِنْ دُرٍّ وَأَلْفُ مَدِينَةٍ مِنْ جَوْهَرٍ، فِي كُلِّ مَدِينَةٍ أَلْفَ قَصْرٍ فِي كُلِّ قَصْرٍ أَلْفَ دَارٍ فِي كُلِّ دَارٍ أَلْفُ خَيْمَةٍ فِي كُلِّ خَيْمَةٍ ألف بَيت فِي كل بَيت أَلْفُ سَرِيرٍ، وَعَلَى كُلِّ سَرِيرٍ زَوْجَةٌ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، بَيْنَ يَدَيْ كُلِّ زَوْجَةٍ سِمَاطَانِ مِنَ الْوُصَفَاءِ وَالْوَصَائِفِ، وَلِكُلِّ جَارِيَةٍ مِنْهُنَّ سَبْعُونَ أَلْفَ مَشَّاطَةٍ يُمَشِّطْنَ قُرُونَهُنَّ بِمِسْكٍ أَذْفَرَ، بَيْنَ كُلِّ مَشَّاطَةٍ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، حَوَاجِبُهُنَّ كَالأَهِلَّةِ وَأَشْعَارُهُنَّ كَقَوَادِمِ النُّسُورِ، وَيُعْطِي اللَّهُ فِي كُلِّ بَيْتٍ نَهْرًا مِنْ سَلْسَبِيلٍ وَنَهْرًا مِنْ كَوْثَرٍ وَنَهْرًا مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ، حَافَّتَاهُ أَشْجَارٌ مَنْثُورَةٌ، حَمْلُ تِلْكَ الأَشْجَارِ حُورٌ كُلَّمَا أَخذ لَيْلَة وَاحِدَة مِنْهَا(2/88)
نَبَتَ مَكَانَهَا أُخْرَى، وَيُعْطِي اللَّهُ الْمُؤْمِنَ مِنَ الْقُوَّةِ مَا يَأْتِي عَلَى تِلْكَ الأَزْوَاجِ كُلِّهَا، وَيَأْكُلُ ذَلِكَ الطَّعَامَ وَيَشْرَبُ ذَلِكَ الشَّرَابَ وَكُلَّمَا أَتَى زَوْجَتَهُ تَعُودُ كَمَا كَانَتْ، وَكُلَّمَا أَكَلَ فَكَأَنَّهُ لَمْ يَأْكُلْهَا قَطُّ، وَكُلَّمَا شَرِبَ شَرَابًا كَأَنَّهُ لَمْ يَشْرَبْهُ قَطُّ، فَقَالَ سَلْمَانُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا سَمِعَتْ أُذُنَايَ حَدِيثًا أَظْرَفَ وَلا أَعْجَبَ مِنْ هَذَا، قَالَ رَسُولُ الله: هَذَا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَعَظَمَتِهِ قَلِيلٌ، حَدَّثَنِي خَلِيلِي جِبْرِيلُ قَالَ يَا مُحَمَّدُ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ، إِذَا قَامُوا فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ وَغَفْلَةِ النَّاسِ يُصَلُّونَ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ يَا مَلائِكَتِي، أَيُّ شَجَرَةٍ رَطْبَةٍ مِنْ بَيْنِ أَشْجَارٍ يَابِسَةٍ قَامَ مِنْ نَوْمٍ طَيِّبٍ وَفِرَاشٍ لَيِّنٍ يُرِيدُ بِذَلِكَ وَجْهِي مَا ثَوَابُهُ، فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ أَنْتَ أَعْلَمُ يَا رَبِّ، فَيَقُولُ اكْتُبُوا لَهُ أَلْفَ حَسَنَةٍ وَامْحُوا عَنْهُ أَلْفَ سَيِّئَةٍ وَارْفَعُوا لَهُ أَلْفَ دَرَجَةٍ وَافْتَحُوا لَهُ أَلْفَ بَابٍ فِي دَارِ الْجَلالِ (ابْن الْجَوْزِيّ) وَفِي سَنَده مَجَاهِيل.
(46) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى يَوْمَ عَاشُورَاءَ مَا بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ أَرْبَعِينَ رَكْعَةً، يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ بِفَاتِحَة الْكِتَابِ مَرَّةً وَآيَةَ الْكُرْسِيِّ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أحد} إِحْدَى عشر مرّة والمعوذتين خَمْسَ مَرَّاتٍ، فَإِذَا سَلَّمَ اسْتَغْفَرَ اللَّهُ مَرَّةً، أَعْطَاهُ اللَّهُ فِي الْفِرْدَوْسِ قُبَّةً بَيْضَاءَ فِيهَا بَيْتٌ من زمرذة خَضْرَاءَ، سَعَةُ ذَلِكَ الْبَيْتِ مِثْلُ الدُّنْيَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ، وَفِي ذَلِكَ الْبَيْتِ سَرِيرٌ مِنْ نُورٍ قَوَائِمُ السَّرِيرِ مِنَ الْعَنْبَرِ الأَشْهَبِ عَلَى ذَلِكَ السَّرِيرِ أَلْفُ فِرَاشٍ مِنَ الزَّعْفَرَانِ (قا) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَهُوَ أطول من هَذَا وَكله من هَذَا الْجِنْس وَرُوَاته مَجَاهِيل.
(47) [حَدِيثُ] أَنَسٍ قَالَ رَسُولُ الله مَنْ صَلَّى الْمَغْرِبَ أَوَّل لَيْلَةٍ مِنْ رَجَبٍ، ثُمَّ صَلَّى بَعْدَهَا عِشْرِينَ رَكْعَةٍ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَة بِفَاتِحَة الْكِتَابِ وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} مَرَّةً، وَيُسَلِّمُ فِيهِنَّ عَشْرَ تَسْلِيمَاتٍ، أَتَدْرُونَ مَا ثَوَابُهُ؟ فَإِنَّ الرُّوحَ الأَمِينَ جِبْرِيلَ عَلَّمَنِي ذَلِكَ، قُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي نَفْسِهِ وَمَالِهِ وَأَهْلِهِ وَوَلَدِهِ وَأُجِيرَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَجَازَ عَلَى الصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلا عَذَابٍ (قا) وَأكْثر رُوَاته مَجَاهِيل.
(48) [حَدِيثٌ] مَنْ صَامَ يَوْمًا مِنْ رَجَبٍ وَصَلَّى فِيهِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ مِائَةَ مَرَّةٍ(2/89)
آيَةَ الْكُرْسِيِّ، وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِائَةَ مَرَّةٍ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ أَوْ يُرَى لَهُ (ابْن الْجَوْزِيّ) وَأكْثر رُوَاته مَجَاهِيل، وَفِيه عُثْمَان بن عَطاء مَتْرُوك.
(49) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى لَيْلَةَ سَبْعَةٍ وَعِشْرِينَ مِنْ رَجَبٍ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَة مِنْهَا بِفَاتِحَة الْكِتَابِ وَسُورَةٍ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ قَرَأَ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَهُوَ جَالِسٌ، ثُمَّ يَقُولُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَه إِلَّا الله والله أَكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أَصْبَحَ صَائِمًا حَطَّ اللَّهُ عَنْهُ ذُنُوبَهُ سِتِّينَ سَنَةً، وَهِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي بُعِثَ فِيهَا مُحَمَّدٌ (قلت) هَذَا الحَدِيث ذكره الْحَافِظ ابْن حجر فِي كِتَابه تَبْيِين الْعجب، وَعَزاهُ إِلَى مَوْضُوعَات ابْن الْجَوْزِيّ، وَأوردهُ بِسَنَدِهِ من حَدِيث ابْن عَبَّاس، وَلم يذكرهُ السُّيُوطِيّ وَلَا الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه، وَلَا السُّيُوطِيّ فِي اللآلئ وَلَا هُوَ فِي النُّسْخَة الَّتِي عِنْدِي من الموضوعات، فَكَأَنَّهُ فِي بعض النّسخ دون بعض، قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر وروينا من حَدِيث أنس مَرْفُوعا: فِي رَجَب لَيْلَة يكْتب لِلْعَامِلِ فِيهَا حَسَنَات مائَة سنة، وَذَلِكَ لثلاث بَقينَ من رَجَب، فَمن صلى فِيهَا اثْنَي عشر رَكْعَة يقْرَأ فِي كل رَكْعَة فَاتِحَة الْكتاب وَسورَة من الْقُرْآن، يتَشَهَّد فِي كل رَكْعَتَيْنِ وَيسلم فِي آخِرهنَّ، ثمَّ يَقُول سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ مائَة مرّة، ويستغفر مائَة مرّة وَيُصلي على النَّبِي مائَة مرّة، وَيَدْعُو لنَفسِهِ بِمَا شَاءَ من أَمر دُنْيَاهُ وآخرته، وَيُصْبِح صَائِما فَإِن الله يستجيب دعاءه كُله، إِلَّا أَن يَدْعُو فِي مَعْصِيّة، رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ وَفِيه متهمان مُحَمَّد بن الْفضل بن عَطِيَّة وَأَبَان بن أبي عَيَّاش انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم.
(50) [حَدِيثُ] أنس قَالَ رَسُول الله، رَجَبُ شَهْرُ اللَّهِ وَشَعْبَانُ شَهْرِي وَرَمَضَانُ شَهْرُ أُمَّتِي، قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا مَعْنَى قَوْلُكَ رَجَبُ شَهْرُ اللَّهِ، قَالَ لأَنَّهُ مَخْصُوصٌ بِالْمَغْفِرَةِ، وَفِيهِ تُحْقَنُ الدِّمَاءُ وَفِيهِ تَابَ اللَّهُ عَلَى أَنْبِيَائِهِ، وَفِيهِ أَنْقَذَ أَوْلِيَاءَهُ مِنْ يَدِ أَعْدَائِهِ، مَنْ صَامَهُ اسْتَوْجَبَ عَلَى اللَّهُ ثَلاثَةَ أَشْيَاءَ، مَغْفِرَةً لِجَمِيعِ مَا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِهِ وَعِصْمَةً فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمْرِهِ، وَأَمَانًا مِنَ الْعَطَشِ يَوْمَ الْعَرْضِ الأَكْبَرِ، فَقَامَ شَيْخٌ ضَعِيفٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي لأَعْجَزُ عَنْ صِيَامِهِ كُلِّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ أَوَّلُ يَوْمٍ مِنْهُ، فَإِنَّ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا وَأَوْسَطُ يَوْمٍ مِنْهُ، وَآخِرُ يَوْمٍ مِنْهُ، فَإِنَّكَ تُعْطَى ثَوَابَ مَنْ صَامَهُ كُلَّهُ، لَكِنْ لَا تَغْفَلُوا عَنْ أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَجَبٍ فَإِنَّهَا لَيْلَةٌ تُسَمِّيَها الْمَلَائِكَة(2/90)
الرَّغَائِبَ، وَذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا مَضَى ثُلُثُ اللَّيْلِ لَا يَبْقَى مَلَكٌ مُقَرَّبٌ فِي جَمِيعِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلا وَيَجْتَمِعُونَ فِي الْكَعْبَةِ وَحَوَالَيْهَا، فَيَطْلَعُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِمُ اطِّلاعَةً فَيَقُولُ مَلائِكَتِي سَلُونِي مَا شِئْتُمْ، فَيَقُولُونَ يَا رَبَّنَا حَاجَتُنَا إِلَيْكَ أَنْ تَغْفِرَ لِصُوَّامِ رَجَبٍ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ فَعَلْتُ ذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ الله مَا مِنْ أَحَدٍ يَصُومُ الْخَمِيسَ أَوَّلَ خَمِيسٍ فِي رَجَبٍ ثُمَّ يُصَلِّي فِيمَا بَيْنَ الْعِشَاءِ وَالْعَتَمَةِ يَعْنِي لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَ {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} ثَلاثَ مَرَّاتٍ، وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} اثْنَتَيْ عَشْرَةَ مَرَّةً، يَفْصِلُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ بِتَسْلِيَمةٍ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ صَلَّى عَلَيَّ سَبْعِينَ مَرَّةً، ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ ثُمَّ يَسْجُدُ فَيَقُولُ فِي سُجُودِهِ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ سَبْعِينَ مَرَّةً، ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ فَيَقُولُ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَتَجَاوَزْ عَمَّا تَعْلَمُ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعَزُّ الأَعْظَمُ سَبْعِينَ مَرَّةً، ثُمَّ يَسْجُدُ الثَّانِيَةَ فَيَقُولُ مِثْلَ مَا قَالَ فِي السَّجْدَةِ الأُولَى، ثُمَّ يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى حَاجَتَهُ فَإِنَّهَا تُقْضَى، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مِنْ عَبْدٍ وَلا أَمَةٍ صَلَّى هَذِهِ الصَّلاةِ إِلا غَفَرَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ جَمِيعَ ذُنُوبِهِ، وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ وَعَدَدَ وَرَقِ الأَشْجَارِ، وَشُفِّعَ يَوْمَ الْقِيَامَة فِي سَبْعمِائة مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، فَإِذَا كَانَ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ قَبْرِهِ جَاءَ ثَوَابُ هَذِهِ الصَّلاةِ فَيُحَيِّيهِ بِوَجْهٍ طَلْقٍ وَلِسَانٍ طَلْقٍ، فَيَقُولُ لَهُ حَبِيبِي أَبْشِرْ فَقَدْ نَجَوْتَ مِنْ كُلِّ شِدَّةٍ، فَيَقُولُ مَنْ أَنْتَ فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ وَجْهًا أَحْسَنَ مِنْ وَجْهِكَ، وَلا سَمِعْتُ كَلامًا أَحْلَى مِنْ كَلامِكَ، وَلا شَمَمْتُ رَائِحَةً أَطْيَبَ مِنْ رَائِحَتِكَ، فَيَقُولُ لَهُ يَا حَبِيبِي أَنَا ثَوَابُ الصَّلاةِ الَّتِي صَلَّيْتَهَا فِي لَيْلَةِ كَذَا فِي شَهْرِ كَذَا جِئْت اللَّيْلَة لأقضي حَقك وأؤنس وِحْدَتَكَ وَأَرْفَعَ عَنْكَ وَحْشَتَكَ، فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ أَظْلَلْتُ فِي عَرَصَةِ الْقِيَامَةِ عَلَى رَأْسِكَ، وَأَبْشِرْ فَلَنْ تَعْدَمَ الْخَيْرَ مِنْ مَوْلاكَ أَبَدًا (ابْن الْجَوْزِيّ) وَفِيه عَليّ بن عبد الله بن جَهْضَم، قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ اتَّهَمُوهُ بِهِ ونسبوه إِلَى الْكَذِب، وَسمعت شَيخنَا عبد الْوَهَّاب الْحَافِظ يَقُول رِجَاله مَجْهُولُونَ فتشت عَلَيْهِم جَمِيع الْكتب فَمَا وَجَدتهمْ (قلت) زَاد الذَّهَبِيّ فَقَالَ بل لَعَلَّهُم لم يخلقوا، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَبْيِين الْعجب، أخرج هَذَا الحَدِيث أَبُو مُحَمَّد عبد الْعَزِيز الكتاني الْحَافِظ فِي كتاب فضل رَجَب لَهُ، فَقَالَ ذكر عَليّ بن مُحَمَّد بن سعيد الْبَصْرِيّ يَعْنِي شيخ ابْن جَهْضَم ثَنَا أبي فَذكره بِطُولِهِ وَأَخْطَأ عبد الْعَزِيز فِي هَذَا فَإِنَّهُ أوهم أَن الحَدِيث عِنْده عَن غير عَليّ بن عبد الله بن جَهْضَم،(2/91)
وَلَيْسَ كَذَلِك فَإِنَّهُ إِنَّمَا أَخذه عَنهُ فَحَذفهُ لشهرته بِوَضْع الحَدِيث، وارتقى إِلَى شَيْخه وَهُوَ وَأَبوهُ وَشَيخ أَبِيه مَجْهُولُونَ، وَقَالَ الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ فِي أَمَالِيهِ قد تساهل الْحَافِظ أَبُو الْفضل مُحَمَّد بن نَاصِر السلَامِي فِي إِيرَاده، هَذَا الحَدِيث فِي الْمجْلس الرَّابِع عشر من أمالي ابْن الْحصين، وَقَوله إِنَّه حسن غَرِيب، وَقَالَ لَا أعلم يرويهِ إِلَّا الشَّيْخ أَبُو الْحسن ابْن جَهْضَم صَاحب بهجة الْأَسْرَار، وَلم يبلغنَا إِلَّا من جِهَته وَالله أعلم.
(51) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ رَجَبٍ أَرْبَعَ عَشْرَةَ رَكْعَةً يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ {الْحَمْدَ} مَرَّةً وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} إِحْدَى عَشَرَ مَرَّةً وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} ثَلاثَ مَرَّاتٍ وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ثَلاثَ مَرَّاتٍ وَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ صَلَّى عَلَيَّ عَلَيَّ عَشْرَ مَرَّاتٍ ثُمَّ يُسَبِّحُ اللَّهَ وَيَحْمَدُه وَيُكَبِّرُهُ وَيُهَلِّلُهُ ثَلاثِينَ مَرَّةً بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ أَلْفِ مَلَكٍ يَكْتُبُونَ لَهُ الْحَسَنَاتِ وَيَغْرِسُونَ لَهُ الأَشْجَارَ فِي الْفِرْدَوْسِ وَمَحَا عَنْهُ كُلَّ ذَنْبٍ أَصَابَهُ إِلَى تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَلَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ خَطِيئَةً إِلَى مِثْلِهَا مِنَ الْقَابِلِ وَيُكْتَبُ لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ قَرَأَ فِي هَذِه الصَّلَاة سَبْعمِائة حَسَنَةٍ وَبُنِيَ لَهُ بِكُلِّ رُكُوعٍ وَسُجُودٍ عَشَرَةُ قُصُورٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ زَبَرْجَدٍ أَخْضَرَ وَأُعْطِيَ بِكُلِّ رَكْعَةٍ عَشْرُ مَدَايِنَ فِي الْجَنَّةِ كُلُّ مَدِينَةٍ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ وَيَأْتِيهِ مَلَكٌ فَيَضَعُ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ فَيَقُولُ اسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ فَقَدْ غُفِرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ (قا) من حَدِيث أنس وَرُوَاته مَجَاهِيل واتهم ابْن الْجَوْزِيّ بِهِ الجوزقاني.
(52) [حَدِيثُ] عَلِيٍّ إِنَّ النَّبِي قَالَ يَا عَلِيُّ مَنْ صَلَّى مِائَةَ رَكْعَةٍ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَة بِفَاتِحَة الْكِتَابِ وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} عَشْرَ مَرَّاتٍ قَالَ النَّبِيُّ يَا عَلِيُّ مَا مِنْ عَبْدٍ يُصَلِّي هَذِهِ الصَّلَوَاتِ إِلا قَضَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ كُلَّ حَاجَةٍ طَلَبَهَا تِلْكَ اللَّيْلَةِ، قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنْ كَانَ اللَّهُ تَعَالَى جَعَلَهُ شَقِيًّا أَيَجْعَلُهُ سَعِيدًا قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيًّا يَا عَلِيُّ إِنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي اللَّوْحِ أَنَّ فُلانَ بْنَ فُلانٍ خُلِقَ شَقِيًّا، يَمْحُوهُ اللَّهِ، وَيَجْعَلُهُ سَعِيدًا وَيَبْعَثُ اللَّهُ إِلَيْهِ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يَكْتُبُونَ لَهُ الْحَسَنَاتِ، وَيَمْحُونَ عَنْهُ السَّيِّئَاتِ، وَيَرْفَعُونَ لَهُ الدَّرَجَاتِ إِلَى رَأْسِ السَّنَةِ، وَيَبْعَثُ اللَّهُ فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ سبعين ألف ملك، أَو سَبْعمِائة أَلْفِ مَلَكٍ يَبْنُونَ لَهُ الْمَدَايِنَ، وَالْقُصُورَ وَيَغْرِسُونَ لَهُ الأَشْجَارَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ الْمَخْلُوقِينَ، مِثْلُ هَذِهِ الْجِنَانِ فِي كُلِّ جَنَّةٍ عَلَى مَا وَصَفْتُ لكم من(2/92)
الْمَدَايِنِ، وَالْقُصُورِ، وَالأَشْجَارِ فَإِنْ مَاتَ مِنْ لَيْلَتِهِ قَبْلَ أَنْ يَحُولَ الْحَوْلُ مَاتَ شَهِيدًا وَيُعْطِيهِ اللَّهُ بِكُلِّ حَرْفٍ مِنْ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، فِي لَيْلَتِهِ مِنْ ذَلِكَ سَبْعِينَ أَلْفَ حَوْرَاءَ لِكُلِّ حَوْرَاءَ وَصِيفٌ وَوَصِيفَةٌ، وَسَبْعُونَ أَلْفَ غِلْمَانٍ وَسَبْعُونَ أَلْفَ وِلْدَانٍ، وَسَبْعُونَ أَلْفِ قَهَارِمَةٍ، وَسَبْعُونَ أَلْفَ حِجَابٍ وَكُلُّ مَنْ قَرَأَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ يُكْتَبُ لَهُ أَجْرُ سَبْعِينَ شَهِيدًا وَتُقْبَلُ صَلاتُهُ الَّتِي صَلاهَا قَبْلَ ذَلِكَ، وَيُقْبَلُ مَا صَلَّى بَعْدَهَا وَإِنْ كَانَ وَالِدَاهُ فِي النَّارِ دَعَا لَهُمَا أَخْرَجَهُمَا اللَّهُ مِنَ النَّارِ بَعْدَ أَنْ لَمْ يُشْرِكَا بِاللَّهِ شَيْئًا وَيَدْخُلانِ الْجَنَّةَ وَيَشْفَعُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فِي سَبْعِينَ أَلْفًا إِلَى آخِرِ ثَلاثِ مَرَّاتٍ وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ إِنَّهُ لَا يَخْرُجُ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يَرَى مَنْزِلَهُ مِنَ الْجَنَّةِ كَمَا خَلَقَهُ اللَّهُ أَوْ يُرَى لَهُ، وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ فِي كُلِّ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ اللَّيْل وَالنَّهَار وَهِي أَربع وعشرُون سَاعَةً سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ ويصافحونه يودعون لَهُ إِلَى أَنْ يُنْفَخَ فِي الصُّورِ وَيُحْشَرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ وَيَأْمُرُ الْكَاتِبِينَ أَنْ لَا تَكْتُبُوا عَلَى عَبْدِي سَيِّئَةً، وَاكْتُبُوا لَهُ الْحَسَنَاتِ إِلَى أَنْ يَحُولَ عَلَيْهِ الْحَوْلُ وَمَنْ صَلَّى هَذِهِ الصَّلاةَ وَهُوَ يُرِيدُ الصَّلاةَ وَالدَّارَ الآخِرَةَ، يَجْعَلُ اللَّهُ لَهُ نَصِيبًا مِنْ عِنْدِهِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ (ابْن الْجَوْزِيّ) ، وَقَالَ جُمْهُور رُوَاته مَجَاهِيل، وَفِيه ضعفاء قَالَ الذَّهَبِيّ إِنَّه من وضع عَليّ بن الْحسن على الشورى.
(53) [حَدِيثٌ] مَنْ قَرَأَ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ أَلْفَ مَرَّةٍ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فِي مِائَةِ رَكْعَةٍ لَمْ يَخْرُجْ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ فِي مَنَامِهِ مِائَةَ مَلَكٍ، ثَلاثُونَ يُبَشِّرُونَهُ بِالْجَنَّةِ وَثَلاثُونَ يُؤَمِّنُونَهُ مِنَ النَّارِ وَثَلاثُونَ يَعْصِمُونَهُ مِنْ أَنْ يُخْطِئَ، وَعَشْرٌ يَكِيدُونَ مَنْ عَادَاهُ (قا) من حَدِيث ابْن عمر (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن عَليّ مُرْسلا وَفِي إسناديهما مَجَاهِيل، ومتهمون.
(54) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً، يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ثَلاثِينَ مَرَّةً لَمْ يَخْرُجْ حَتَّى يَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَيَشْفَعَ فِي عَشَرَةٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ كُلُّهُمْ وَجَبْت لَهُ النَّارُ (ابْن الْجَوْزِيّ) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَفِيهِ مَجَاهِيل.
(55) [حَدِيثُ] عَلِيٍّ رَأَيْتُ رَسُولَ الله لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ قَامَ فَصَلَّى أَرْبَعَ عَشْرَةَ رَكْعَةً ثُمَّ جلس بعد الْفَرَاغ فَقَرَأَ بِأم الْقُرْآنِ أَرْبَعَ عَشَرَ مَرَّةً، وَ {قل أعوذ(2/93)
بِرَبِّ النَّاسِ) أَرْبَعَ عَشَرَ مَرَّةً وَآيَة الْكُرْسِيّ مرّة، {وَلَقَد جَاءَكُم رَسُول} الآيَةَ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ سَأَلْتُهُ عَمَّا رَأَيْتُهُ مِنْ صَنِيعِهِ فَقَالَ مَنْ صَنَعَ مِثْلَ الَّذِي رَأَيْتَ كَانَ لَهُ كَعِشْرِينَ حَجَّةً مَبْرُورَةٍ وَكَصِيَامِ عِشْرِينَ سَنَةٍ مَقْبُولَةٍ، فَإِنْ أَصْبَحَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ صَائِمًا كَانَ لَهُ كَصِيَامِ سَنَتَيْنِ سَنَةٍ مَاضِيَةٍ وَسَنَةٍ مُسْتَقْبَلَةٍ (قا) وَإِسْنَاده مظلم وَفِيه مُحَمَّد بن مهَاجر قَالَ السُّيُوطِيّ وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب، وَقَالَ يشبه أَن يكون مَوْضُوعا.
(56) [حَدِيثٌ] وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيًّا إِنَّ جِبْرِيلَ أَخْبَرَنِي عَنْ إِسْرَافِيلَ عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، أَنَّهُ مَنْ صَلَّى لَيْلَةَ الْفِطْرِ مِائَةَ رَكْعَةٍ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ {الْحَمْدَ} مَرَّةً، وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} عَشْرَ مَرَّاتٍ وَيَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ عَشْرَ مَرَّاتٍ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لله ولَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ، اسْتَغْفَرَ مِائَةَ مَرَّةٍ، ثُمَّ يَسْجُدُ، ثُمَّ يَقُولُ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ يَا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ يَا رَحْمَنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَرَحِيمَهُمَا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ يَا إِلَهَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، وَتَقَبَّلْ مِنِّي صَوْمِي وَصَلاتِي، وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ إِنَّهُ لَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ حَتَّى يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُ وَيَتَقَبَّلَ مِنْهُ شَهْرَ رَمَضَانَ وَيَتَجَاوَزَ عَنْ ذُنُوبِهِ وَإِنْ كَانَ قَدْ أَذْنَبَ سَبْعِينَ ذَنْبًا كُلُّ ذَنْبٍ أَعْظَمُ مِنْ جَمِيعِ الدُّنْيَا وَيَتَقَبَّلَ مِنْ كُورَتِهِ شَهْرَ رَمَضَانَ قُلْتُ يَا جِبْرِيلُ يَتَقَبَّلُ مِنْهُ خَاصَّةً، وَمِنْ جَمِيعِ أَهْلِ بَلَدِهِ عَامَّةً قَالَ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِنَّ كَرَامَتَهُ عَلَى اللَّهِ أَعْظَمُ مَنْزِلَةً مِنْهُمْ، وَيَتَقَبَّلُ مِنْ جَمِيعِ أَهْلِ بَلَدِهِ عَامَّةً، قَالَ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِنَّ كَرَامَتَهُ عَلَى اللَّهِ أَعْظَمُ مَنْزِلَةً مِنْهُمْ، وَيَتَقَبَّلُ مِنْ جَمِيعِ أَهْلِ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ صَلاتَهُمْ وَيَسْتَجِيبُ لَهُمْ دُعَاءَهُمْ وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ مَنْ صَلَّى هَذِهِ الصَّلاةَ وَاسْتَغْفَرَ هَذَا الاسْتِغْفَارَ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَتَقَبَّلُ صَلاتَهُ وَصِيَامَهُ لأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ فِي كِتَابِهِ {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غفارًا} وَقَالَ {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أجل مُسَمّى} وَقَالَ {وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُور رَحِيم} وَقَالَ: {وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} وَقَالَ رَسُول الله هَذِهِ هَدِيَّةٌ لأُمَّتِي الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَفِيه جمَاعَة لَا يعْرفُونَ.
(57) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى يَوْمَ الْفِطْرِ بَعْدَ مَا يُصَلِّي عِيدَهُ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ يَقْرَأُ فِي أَوَّلِ كُلِّ رَكْعَة بِفَاتِحَة الْكتاب {وَسبح اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} وَفِي الثَّانِيَةِ ب {الشَّمْس وَضُحَاهَا} ، وَفِي الثَّالِثَةِ {وَالضُّحَى} وَفِي الرَّابِعَةِ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فَكَأَنَّمَا قَرَأَ كُلَّ كِتَابٍ نَزَّلَهُ الله على أنبيائه وكأنما(2/94)
أَشْبَعَ جَمِيعَ الْيَتَامَى وَدَهَنَهُمْ وَنَظَّفَهُمْ وَكَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ مَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسِ وَيُغْفَرُ لَهُ ذُنُوبُ خَمْسِينَ سَنَةً (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث سلمَان الْفَارِسِي وَفِيه مَجَاهِيل وَعبد الله بن مُحَمَّد قَالَ ابْن حبَان لَا يحل ذكره فِي الْكتب، وَقَالَ السُّيُوطِيّ تَابع عبد الله.
سَلمَة بن شبيب وَمن طَرِيقه أخرجه الديلمي فِي مُسْند الفردوس (قلت) سَلمَة بن شبيب من رجال مُسلم وَالْأَرْبَعَة لَكِن الرَّاوِي عَنهُ الْفضل بن مُحَمَّد الجندي لم أعرفهُ فَلَعَلَّهُ سَرقه، وَركبهُ على هَذَا الْإِسْنَاد فليحزر حَاله وَالله أعلم.
(58) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى يَوْمَ عَرَفَةَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً، وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} خَمْسِينَ مَرَّةً كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ وَرَفَعَ لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ دَرَجَةً فِي الْجَنَّةِ بَين كل دَرَجَتَيْنِ مسيرَة خَمْسمِائَة عَامٍ، وَيُزَوِّجُهُ بِكُلِّ حَرْفٍ فِي الْقُرْآنِ حَوْرَاءَ مَعَ كُلِّ حَوْرَاءَ سَبْعُونَ أَلْفَ مَائِدَةٍ مِنَ الدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ عَلَى كُلِّ مَائِدَةٍ سَبْعُونَ أَلْفَ لَوْنٍ مِنْ لَحْمِ طَيْرٍ خَضِرٍ بَرَدُهُ بَرَدُ الثَّلْجِ وَحَلاوَتُهُ حَلاوَةُ الْعَسَلِ وَرِيحُهُ رِيحُ الْمِسْكِ لَمْ تَمَسَّهُ نَارٌ وَلا حَدِيدٌ يَجِدُ لآخِرِهِ طَعَامًا كَمَا يَجِدُ لأَوَّلِه ثُمَّ يَأْتِيهِمْ طَيْرٌ جَنَاحَاهُ مِنْ يَاقُوتَتَيْنِ حَمْرَاوَيْنِ وَمِنْقَارُهُ مِنْ ذَهَبٍ لَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ جَنَاحٍ فَيُنَادِي بِصَوْتٍ لَذِيذٍ لَمْ يَسْمَعْهُ السَّامِعُونَ بِمِثْلِه مَرْحَبًا بِأَهْلِ عَرَفَةَ وَيَسْقُطُ ذَلِكَ الطَّيْرُ فِي صَحْفَةِ الرَّجُلِ مِنْهُمْ فَيَخْرُجُ مِنْ تَحْتِ كُلِّ جَنَاحٍ مِنْ أَجْنِحَتِهِ سَبْعُونَ لَوْنًا مِنَ الطَّعَامِ فَيَأْكُلُ مِنْهُ وَيَنْتَفِضُ فَيَطِيرُ فَإِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ أَضَاءَ لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ مِنَ الْقُرْآنِ نُورٌ حَتَّى يَرَى الطَّائِفِينَ حَوْلَ الْبَيْتِ وَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، ثُمَّ يَقُولُ عِنْدَ ذَلِكَ رَبِّ أَقِمِ السَّاعَةَ أَقِمِ السَّاعَةَ، مِمَّا يَرَى مِنَ الثَّوَابِ وَالْكَرَامَةِ (ابْن الْجَوْزِيّ) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَفِيهِ مَجَاهِيل ومتهمون.
(59) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى يَوْمَ عَرَفَةَ رَكْعَتَيْنِ يَقْرَأُ فِي كل رَكْعَة بِفَاتِحَة الْكِتَابِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ يَبْدَأُ فِي كل مرّة بِبسْم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم، وَيَخْتِمُ آخِرَهَا بِ {آمِينَ} ، ثُمَّ يَقْرَأُ بِ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ثَلاثَ مَرَّاتٍ، وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} مِائَةَ مَرَّةٍ يبْدَأ فِي كل مرّة بِبسْم اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
إِلا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث عَليّ وَابْن مَسْعُود، وَلَا يَصح فِيهِ عبد الرَّحْمَن بن أنعم.
(60) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى لَيْلَةَ النَّحْرِ رَكْعَتَيْنِ يَقْرَأُ فِي كل رَكْعَة بِفَاتِحَة الْكتاب خمس(2/95)
عَشْرَةَ مَرَّةً، وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً، وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً، وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً، فَإِذَا سَلَّمَ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ ثَلاثَ مَرَّاتٍ وَيَسْتَغْفِرُ اللَّهَ خَمْسَ عَشْرَةَ، جَعَلَ اللَّهُ اسْمَهُ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ، وَغَفَرَ لَهُ ذُنُوبَ السِّرِّ وَالْعَلانِيَةِ وَكَتَبَ لَهُ بِكُلِّ آيَةٍ قَرَأَهَا حَجَّةً وَعُمْرَةً وَكَأَنَّمَا أَعْتَقَ سِتِّينَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، فَإِنْ مَاتَ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الأُخْرَى مَاتَ شَهِيدًا (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث أبي أُمَامَة الْبَاهِلِيّ، وَفِيه أَحْمد بن مُحَمَّد بن غَالب غُلَام خَلِيل.
(61) [حَدِيثُ] أَبِي ذَرٍّ.
قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يَنْبَغِي لِلْمُذْنِبِ أَنْ يَتُوبَ مِنَ الذُّنُوبِ قَالَ يَغْتَسِلُ لَيْلَةَ الاثْنَيْنِ بَعْدَ الْوِتْرِ، وَيُصَلِّي اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً، يَقْرَأُ فِي كل رَكْعَة بِفَاتِحَة الْكِتَابِ، وَ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} مَرَّةً، وَعَشْرَ مَرَّاتٍ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، ثُمَّ يَقُومُ وَيُصَلِّي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، وَيُسَلِّمُ وَيَسْجُدُ، وَيَقْرَأُ فِي سُجُودِهِ آيَةَ الْكُرْسِيِّ مَرَّةً ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ وَيَسْتَغْفِرُ مائَة مرّة، وَبقول مِائَةَ مَرَّةٍ لَا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِالَّلِه، وَيُصْبِحُ مِنَ الْغَدِ صَائِمًا، وَيُصَلِّي عِنْدَ إِفْطَارِهِ رَكْعَتَيْنِ بِفَاتِحَة الْكِتَابِ وَخَمْسَ مَرَّاتٍ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، وَيَقُولُ: يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي كَمَا تَقَبَّلْتَ مِنْ نَبِيِّكَ دَاوُدَ، وَاعْصِمْنِي كَمَا عَصَمْتَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا وَأَصْلِحْنِي كَمَا أَصْلَحتَ أَوْلِيَاءَكَ الصَّالِحِينَ، اللَّهُمَّ إِنِّي نَادِمٌ عَلَى مَا فَعَلْتُ فَاعْصِمْنِي حَتَّى لَا أَعْصِيَكَ، ثُمَّ يَقُومُ نَادِمًا فَإِنَّ رَأْسَ مَالِ التَّائِبِ النَّدَامَةُ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ تَقَبَّلَ اللَّهُ تَوْبَتَهُ وَقَضَى حَوَائِجَهُ، وَيَقُومُ مِنْ مَقَامِهِ، وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ الذُّنُوبَ كَمَا غُفِرَتْ لِدَاوُدَ، وَيَبْعَثُ اللَّهُ إِلَيْهِ أَلْفَ مَلَكٍ يَحْفَظُونَهُ مِنْ إِبْلِيسَ وَجُنُودِهِ إِلَى أَنْ تُفَارِقَ الرُّوحُ جَسَدَهُ، وَلا يَخْرُجُ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يَرَى مَكَانَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَيَقْبِضُ اللَّهُ رُوحَهُ، وَاللَّهُ عَنْهُ رَاضٍ، وَيُغَسِّلُهُ جِبْرِيلُ مَعَ ثَمَانِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ وَيَكْتُبُونَ لَهُ الْحَسَنَاتِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَيُبَشِّرُهُ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ بِالْجَنَّةِ، وَفَتَحَ اللَّهُ فِي قَبْرِهِ بَابَيْنِ مِنَ الْجَنَّةِ وَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ يُجَاوِرُ فِيهَا يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا (ابْن الْجَوْزِيّ) وَفِي سَنَده مَجَاهِيل.
(62) [حَدِيثٌ] أُمِّ سَلَمَةَ: دَخَلَ شَابٌّ مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي عَصَيْتُ رَبِّي وَأَضَعْتُ صَلاتِي فَمَا حِيلَتِي؟ قَالَ حِيلَتُكَ بَعْدَ مَا تُبْتَ وَنَدِمْتَ عَلَى مَا صَنَعْتَ، أَنْ تُصَلِّيَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةَ ثَمَانِ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَة(2/96)
الْكِتَابِ مَرَّةً وَخَمْسًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فَإِذَا فَرَغْتَ مِنْ صَلاتِكَ فَقُلْ بَعْدَ التَّسْلِيمِ أَلْفَ مَرَّةٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَجْعَلُ ذَلِكَ كَفَّارَةً لِصَلَوَاتِكَ وَلَوْ تَرَكْتَ صَلاةً مِائَتَيْ سَنَةٍ، وَغَفَرَ اللَّهُ لَكَ الذُّنُوبَ كُلَّهَا، وَكَتَبَ اللَّهُ لَكَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ مَدِينَةً فِي الْجَنَّةِ، وَأَعْطَاكَ بِكُلِّ آيَةٍ قَرَأْتَهَا أَلْفَ حَوْرَاءَ، وَتَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، وَمَنْ صَلَّى بَعْدَ مَوْتِي هَذِهِ الصَّلاةَ رَآنِي فِي الْمَنَامِ مِنْ لَيْلَتِهِ، وَإِلا فَلا تَتِمُّ لَهُ مِنَ الْجُمُعَةِ الْقَابِلَةِ حَتَّى يَرَانِي فِي الْمَنَامِ، وَمَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَلَهُ الْجَنَّةُ (قا) وَفِيه مَجَاهِيل.
(63) [حَدِيثٌ] مَنْ لَمْ تَفُتْهُ رَكْعَةٌ مِنْ صَلاةِ الْغَدَاةِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ (رَوَاهُ إِسْحَاق بن أبي زيد) من حَدِيث أنس، وَإِسْحَاق مَجْهُول، وَقد اتَّهَمُوهُ بِوَضْعِهِ.
(64) [حَدِيثٌ] مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يُصَلِّي لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ رَكْعَتَيْنِ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَخَمْسًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، ثُمَّ يُسَلِّمُ، ثُمَّ يَقُولُ أَلْفَ مَرَّةٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ، فَإِنَّهُ يَرَانِي فِي الْمَنَامِ، وَمَنْ رَآنِي غَفَرَ اللَّهُ لَهُ الذُّنُوبَ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَلَا يَصح فِيهِ مَجَاهِيل.
(65) [أثر] ابْن شهَاب.
من اغْتسل لَيْلَة الْجُمُعَة وَصلى رَكْعَتَيْنِ يقْرَأ فيهمَا ب {قل هُوَ الله أحد} ألف مرّة ثمَّ نَام رأى النَّبِي، قَالَ مُحَمَّد بن عكاشة أحد رُوَاته فدمت عَلَيْهِ نَحوا من سنتَيْن أَغْتَسِل كل لَيْلَة جُمُعَة، وأصل رَكْعَتَيْنِ وأقرأ فيهمَا ب {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} أَلْفَ مرّة طَمَعا أَن أرى النَّبِي فرأيته وَذكر أَنه عرض عَلَيْهِ اعتقادا فِي قصَّة طَوِيلَة (ابْن الْجَوْزِيّ) وآفته ابْن عكاشة.
(66) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ يَقْرَأُ فِي إِحْدَيْهِمَا مِنَ الْفُرْقَانِ مِنْ {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا} ، حَتَّى يَخْتِمَ، وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ أَوَّلَ سُورَةِ الْمُؤْمِنِينَ، حَتَّى يَبْلُغَ (فَتَبَارَكَ الله أحسن الْخَالِقِينَ) ، ثُمَّ يَقُولُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ مِنْ رُكُوعِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، وَمِثْلُ ذَلِكَ فِي سُجُودِهِ أَعْطَاهُ اللَّهُ عِشْرِينَ خَصْلَةً يُؤَمَّنُ مِنْ شَرِّ الْجِنِّ وَالإِنْسِ، وَيُعْطِيهِ اللَّهُ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيُؤَمَّنُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنَ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ وَيُعَلِّمُهُ(2/97)
الْكِتَابَ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ حَرِيصًا عَلَيْهِ وَيُنْزَعُ مِنَ الْفَقْرِ وَيُذْهَبُ عَنْهُ هَمُّ الدُّنْيَا، وَيُؤْتِيهِ اللَّهُ الْحِكَمَ وَيُبَصِّرُهُ كِتَابَهُ الَّذِي أَنْزَلَهُ عَلَى نَبِيِّهِ وَيُلَقِّنُهُ حُجَّتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَجْعَلُ النُّورَ فِي قَلْبِهِ وَلا يَحْزَنُ إِذَا حَزِنَ النَّاسُ، وَيَنْزِعُ حُبَّ الدُّنْيَا مِنْ قَلْبِهِ وَيُكْتَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الصَّالِحِينَ، (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث عَليّ، وَفِيه يغنم بن سَالم.
الْفَصْل الثَّانِي
(67) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ كَانَ لِلنَّبِيِّ مُؤَذِّنٌ يُطْرِبُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِي الأَذَانُ سَمْحٌ سَهْلٌ، فَإِنْ كَانَ أَذَانُكَ سَمْحًا سَهْلا وَإِلا فَلا تُؤَذِّنْ (حب) وَقَالَ لَا أصل لَهُ، وَفِيه إِسْحَاق بن أبي يحيى الكعبي لَا تحل الرِّوَايَة عَنهُ (تعقب) بِأَن ابْن حبَان رَجَعَ وَذكر إِسْحَاق فِي الثِّقَات والْحَدِيث أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ فِي سنَنه، وَله شَاهد من قَول عمر بن عبد الْعَزِيز، أخرجه ابْن أبي شيبَة فِي المُصَنّف (قلت) هَكَذَا قَالَ السُّيُوطِيّ أَن ابْن حبَان رَجَعَ فَذكر إِسْحَاق فِي الثِّقَات وَالَّذِي فِي الْمِيزَان وَاللِّسَان أَن ابْن حبَان غفل فَذكره فِي الثِّقَات، بعد أَن قَالَ فِيهِ فِي الضُّعَفَاء مَا قَالَ وَالله أعلم.
(68) [حَدِيثُ] أَبِي جُحَيْفَةَ إِنَّ بِلالا أَذَّنَ لِرَسُولِ اللَّهِ مَثْنَى مَثْنَى وَأَقَامَ مِثْلَ ذَلِكَ (حب) من طَرِيق زِيَاد بن عبد الله البكائي وَقَالَ بَاطِل وَزِيَاد فَاحش الخطا لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِخَبَرِهِ (تعقب) بِأَن زِيَاد اثقة صَدُوق روى لَهُ الشَّيْخَانِ لَكِن عد هَذَا الحَدِيث فِي مَنَاكِير وَقد أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَالْمُنكر مِنْهُ تَثْنِيَة الْإِقَامَة لمُخَالفَته لما فِي الصَّحِيح وَلم ينْفَرد بذلك بل ورد من طَرِيق غَيره من حَدِيث عبد الله بن زيد كَانَ أَذَان النَّبِي وإقامته شفعا مرَّتَيْنِ مرَّتَيْنِ أخرجه الطَّبَرَانِيّ (قلت) رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ مُنْقَطع وَقَالَ الْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ الرِّوَايَات عَن عبد الله بن زيد فِي هَذَا الْبَاب كلهَا مُنْقَطِعَة لِأَن عبد الله بن زيد اسْتشْهد يَوْم أحد وأسنده عَن عبيد الله بن عمر قَالَ دخلت ابْنة عبد الله ابْن زيد على عمر بن عبد الْعَزِيز فَقَالَت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَنا ابْنة عبد الله بن زيد شهد أبي بَدْرًا وَقتل يَوْم أحد قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر وَفِي هَذَا نظر لِأَن عبيد الله بن عمر لم يدْرك هَذِه الْقِصَّة وَقد روى الْوَاقِدِيّ عَن مُحَمَّد بن عبد الله بن زيد قَالَ توفّي أبي بِالْمَدِينَةِ سنة اثْنَتَيْنِ(2/98)
وَثَلَاثِينَ وَقَالَ ابْن سعد شهد أحدا وَالْخَنْدَق والمشاهد كلهَا وَلَو صَحَّ مَا تقدم للَزِمَ أَن تكون ابْنة عبد الله بن زيد صحابية قَالَ الْحَافِظ وروى عبد الرَّزَّاق وَالدَّارَقُطْنِيّ والطَّحَاوِي من حَدِيث الْأسود بن يزِيد أَن بِلَالًا كَانَ يثني الْأَذَان ويثني الْإِقَامَة وروى الْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ فِي الخلافيات والطَّحَاوِي من رِوَايَة سُوَيْد بن غَفلَة أَن بِلَالًا كَانَ يثني الْأَذَان وَالْإِقَامَة وروى الطبرياني فِي مُسْند الشاميين من طَرِيق قَتَادَة بن أبي أُميَّة عَن بِلَال أَنه كَانَ يَجْعَل الْأَذَان وَالْإِقَامَة مثنى مثنى، وَحَدِيث ابْن أبي مَحْذُورَة فِي تَثْنِيَة الْإِقَامَة مَشْهُور عِنْد النَّسَائِيّ وَغَيره انْتهى كَلَام الْحَافِظ وَالله أعلم.
(69) [حَدِيثٌ] بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلاةٌ إِلا صَلاةَ الْمَغْرِبِ (الْبَزَّار) من حَدِيث بُرَيْدَة وَفِيه حَيَّان بن عبيد الله كذبه الفلاس (تعقب) بِأَن الْبَزَّار قَالَ بعد تَخْرِيجه لَا نعلم رَوَاهُ الأحيان وَهُوَ بَصرِي مَشْهُور لَيْسَ بِهِ بَأْس زَاد الهيثمي فِي مجمع الزَّوَائِد فَقَالَ وَلكنه اخْتَلَط وَذكره ابْن عدي فِي الضُّعَفَاء انْتهى وحيان هَذَا غير الَّذِي كذبه الفلاس ذَاك حَيَّان ابْن عبد الله بِالتَّكْبِيرِ أَبُو جبلة الدَّارمِيّ وَهَذَا حَيَّان بن عبيد الله بِالتَّصْغِيرِ أَبُو زُهَيْر الْبَصْرِيّ ثمَّ أَن الحَدِيث فِي صَحِيح البُخَارِيّ من طَرِيق كهمس عَن عبد الله بن بُرَيْدَة عَن عبد الله بن مُغفل أَن رَسُول الله قَالَ بَين كل أذانين صَلَاة وَلَيْسَ فِيهِ إِلَّا الْمغرب وَلما أخرج الْبَيْهَقِيّ فِي سننة حَدِيث كهمس قَالَ وَرَوَاهُ حَيَّان بن عبيد الله عَن عبد الله بن بُرَيْدَة فَأَخْطَأَ فِي إِسْنَاده وأتى بِزِيَادَة لم يُتَابع عَلَيْهَا وَسَاقه بِإِسْنَادِهِ وَكَذَلِكَ قَالَ ابْن خُزَيْمَة إِن حَيَّان أَخطَأ فِي هَذَا الْإِسْنَاد قَالَ وَكَأَنَّهُ لما رأى أَخْبَار ابْن بُرَيْدَة عَن أَبِيه توهم أَن هَذَا الْخَبَر هُوَ أَيْضا عَن أَبِيه وَلَعَلَّه لما رأى الْعَامَّة لَا تصلي قبل الْمغرب توهم أَن لَا يُصَلِّي قبل الْمغرب فَزَاد هَذِه الْكَلِمَة فِي الْخَبَر قَالَ وازدد علما بِأَن هَذِه الرِّوَايَة خطأ أَن ابْن الْمُبَارك قَالَ فِي حَدِيثه عَن كهمس: فَكَانَ ابْن بُرَيْدَة يُصَلِّي قبل الْمغرب رَكْعَتَيْنِ فَلَو كَانَ ابْن بُرَيْدَة قد سمع من أَبِيه عَن النَّبِي هَذَا الِاسْتِثْنَاء الَّذِي زَاد حَيَّان فِي الْخَبَر لم يكن يُخَالف خبر النَّبِي.
(70) [حَدِيثٌ] لَا صَلاةَ لِجَارِ الْمَسْجِدِ إِلا فِي الْمَسْجِدِ (حب) من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه عمر بن رَاشد الْجَارِي (تعقب) بِأَنَّهُ لم يتهم بكذب وَقد وَثَّقَهُ الْعجلِيّ وَغَيره وروى(2/99)
لَهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ (قُلْتُ) قَوْله لم يتهم بكذب مَمْنُوع كَمَا يعلم مِمَّا مر فِي الْمُقدمَة وَالله أعلم وَلِلْحَدِيثِ طرق أُخْرَى فَأخْرجهُ الْحَاكِم وَالدَّارَقُطْنِيّ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَالدَّارَقُطْنِيّ من حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَعبد الرَّزَّاق فِي المُصَنّف وَالْبَيْهَقِيّ فِي السّنَن من حَدِيث عَليّ مَوْقُوفا بِزِيَادَة قيل من جَار الْمَسْجِد قَالَ من سمع النداء (قلت) وَمِمَّنْ حكم على هَذَا الحَدِيث بِالْوَضْعِ الْعَلامَة رَضِي الدَّين الصغاني فِي جزئه الَّذِي جمع فِيهِ مَا وَقع فِي الشهَاب للقضاعي والنجم للأقليشي من الْأَحَادِيث الْمَوْضُوعَة ورده الْحَافِظ أَبُو الْفضل الْعِرَاقِيّ فِي جُزْء لَهُ تعقب فِيهِ على الصغاني فِي أَحَادِيث فَقَالَ أخرجه الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه من حَدِيث أبي هُرَيْرَة ثمَّ قَالَ وَاعْترض غير وَاحِد من الْحفاظ على الْحَاكِم فِي تَصْحِيحه بِأَن إِسْنَاده ضَعِيف ثمَّ قَالَ وَإِن كَانَ فِيهِ ضعف فَلَا دَلِيل على كَونه مَوْضُوعا انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم.
(71) [حَدِيثُ] عَائِشَةَ أَن النَّبِي كَانَ يُصَلِّي فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يَبُولُ فِيهِ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ فَقُلْتُ لَهُ أَلا تَخُصُّ لَكَ مَوْضِعًا فِي الْحُجْرَةِ أَنْظَفَ مِنْ هَذَا فَقَالَ يَا حُمَيْرَاءُ أَمَا عَلِمْتِ أَنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَجَدَ لِلَّهِ سَجْدَةً طَهَّرَ اللَّهُ مَوْضِعَ سُجُودِهِ إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ (عد) وَفِيه بزيع بن حسان أَبُو الْخَلِيل (تُعُقِّبَ) بِأَنَّ لَهُ طَرِيقًا آخَرَ أخرجه الطَّبَرَانِيّ فَقَالَ حَدثنَا مطلب بن شُعَيْب حَدثنَا عبد الله بن صَالح حَدثنِي اللَّيْث عَن زهرَة بن معبد عَن أَبِيه عَن عَائِشَة أَن رَسُول الله كَانَ يُصَلِّي حَيْثُ مادنا من الْبَيْت فَقَالَت لَهُ يَا رَسُول الله رُبمَا صليت فِي الْمَكَان الَّذِي تمر فِيهِ الحايض فَلَو اتَّخذت مَسْجِدا تصلي فِيهِ فِيهِ فَقَالَ وَاعجَبا لَك يَا عَائِشَة أما علمت أَن الْمُؤمن تطهر سجدته موضعهَا إِلَى سبع أَرضين قَالَ الطَّبَرَانِيّ لم يروه عَن معبد إِلَّا ابْنه تفرد بِهِ اللَّيْث وَلم يرو معبد عَن عَائِشَة غير هَذَا (قلت) وَهَذَا الْمَتْن من نكارته إِسْنَاده حسن فمعبد قَالَ فِي التَّقْرِيب مَقْبُول وَابْنه زهرَة قَالَ فِي التَّقْرِيب ثِقَة عَابِد وَاللَّيْث فمعلوم إِمَامَته وجلالته وَعبد الله بن صَالح ضعفه جمَاعَة وَوَثَّقَهُ آخَرُونَ وَالْمطلب قَالَ الطَّبَرَانِيّ ثِقَة مَأْمُون وَقَول الطَّبَرَانِيّ تفرد بِهِ اللَّيْث مَمْنُوع فقد رَوَاهُ الْحسن بن سُفْيَان فَقَالَ ثَنَا حبَان بن مُوسَى ثَنَا ابْن الْمُبَارك ثَنَا حَيْوَة بن شُرَيْح أَخْبرنِي زهرَة بن معبد أَن بكير بن الْأَشَج حَدثهُ عَن عَائِشَة فَذكره وَمن هَذَا الطَّرِيق أوردهُ الجوزقاني وَقَالَ: مُنكر مُنْقَطع وَالله أعلم.
(72) [حَدِيثٌ] إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَانْتَعِلُوا (عد) من حَدِيث معَاذ بْنِ جَبَلٍ، وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحجَّاج اللَّخْمِيّ وَهُوَ الْمُتَّهم بِوَضْعِهِ.(2/100)
(73) [وَحَدِيثٌ] خُذُوا زِينَةَ الصَّلاةِ، قِيلَ وَمَا زِينَةُ الصَّلاةِ؟ قَالَ الْبَسُوا نِعَالَكُمْ وَصَلُّوا فِيهَا (عد) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه مُحَمَّد بن الْفضل بن عَطِيَّة.
(74) [وَحَدِيثُ] أنس عَن رَسُول الله فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْد كل مَسْجِد} قَالَ صَلُّوا فِي نِعَالِكُمْ (عق) وَفِيه عباد بن جوَيْرِية تفرد بِهِ عَن الْأَوْزَاعِيّ (تعقب) فِي الثَّلَاثَة بِأَن لَهَا شَوَاهِد تقضي بِعَدَمِ الحكم عَلَيْهَا بِالْوَضْعِ فَأخْرج ابْن مرْدَوَيْه عَن أنس مَرْفُوعا، مِمَّا أكْرم الله بِهِ هَذِه الْأمة لبس نعَالهمْ فِي صلَاتهم، وَأخرج أَبُو يعلى عَن عَليّ مَرْفُوعا: زين الصَّلَاة الْحذاء، وَأخرج أَبُو دَاوُد وَالْحَاكِم، وَصَححهُ عَن شَدَّاد بن أَوْس مَرْفُوعا: خالفوا الْيَهُود وصلوا فِي خفافكم ونعالكم، فَإِنَّهُم لَا يصلونَ فِي خفافهم وَلَا نعَالهمْ، وَأخرج الْبَزَّار عَن أنس نَحوه، وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط عَن ابْن مَسْعُود مَرْفُوعا: من تَمام الصَّلَاة الصَّلَاة فِي النَّعْلَيْنِ، وَأخرج الشَّيْخَانِ وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ عَن أنس: أَنه سُئِلَ أَكَانَ رَسُول الله يُصَلِّي فِي نَعْلَيْه، قَالَ نعم، ثمَّ إِن لحَدِيث أبي هُرَيْرَة طَرِيقا آخر أخرجه أَبُو الشَّيْخ فِي تَفْسِيره وَحَدِيث أنس لم ينْفَرد بِهِ عباد بل تَابعه يحيى بن عبد الله الدِّمَشْقِي عَن الْأَوْزَاعِيّ بِهِ أخرجه الْخَطِيب.
(75) [حَدِيثُ] ابْنِ مَسْعُودٍ صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِي وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فَلَمْ يَرْفَعُوا أَيْدِيَهُمْ إِلا عِنْدَ افْتِتَاحِ الصَّلاةِ (خطّ) من طَرِيق مُحَمَّد بن جَابر اليمامي وَهُوَ آفته (تعقب) بِأَن الدَّارَقُطْنِيّ وَالْبَيْهَقِيّ أَخْرجَاهُ من هَذَا الطَّرِيق وَله طَرِيق آخر أخرجه أَحْمد وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ من طَرِيق عَاصِم بن كُلَيْب عَن عبد الرَّحْمَن بن الْأسود عَن عَلْقَمَة عَن ابْن مَسْعُود قَالَ أَلا أُصَلِّي بكم صَلَاة رَسُول الله فصلى فَلم يرفع يَده إِلَّا مرّة وَاحِدَة وَفِي رِوَايَة فَرفع يَدَيْهِ فِي أول مرّة قَالَ ابْن دَقِيق الْعِيد فِي الْإِلْمَام وَعَاصِم بن كُلَيْب ثِقَة أخرج لَهُ مُسلم وَعبد الرَّحْمَن أخرج لَهُ مُسلم أَيْضا وَهُوَ تَابِعِيّ وَثَّقَهُ ابْن معِين وغَيره وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَخْرِيج أَحَادِيث الرَّافِعِيّ هَذَا الحَدِيث حسنه التِّرْمِذِيّ وَصَححهُ ابْن حزم وَقَالَ ابْن الْمُبَارك لم يثبت عِنْدِي، وَضَعفه أَحْمد وَشَيْخه يحيى ابْن آدم وَالْبُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وَأَبُو حَاتِم وَالدَّارَقُطْنِيّ (قلت) والدرامي والْحميدِي الْكَبِير وَالْبَيْهَقِيّ وَالله أعلم وَقَالَ ابْن حبَان هَذَا أحسن خبر رُوِيَ لأهل الْكُوفَة وَهِي فِي الْحَقِيقَة(2/101)
أَضْعَف شَيْء يعول عَلَيْهِ لِأَن لَهُ عِلّة توهنه انْتهى وَوَقع فِي الْخُلَاصَة للنووي حِكَايَة الِاتِّفَاق على تَضْعِيف هَذَا الحَدِيث وَتعقبه الزَّرْكَشِيّ فِي تَخْرِيج الرَّافِعِيّ بِأَنَّهُ صَححهُ ابْن حزم وَالدَّارَقُطْنِيّ وَابْن الْقطَّان وَغَيرهم وَوَافَقَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَخْرِيج أَحَادِيث الْهِدَايَة على حِكَايَة تَصْحِيحه عَن الدَّارَقُطْنِيّ وَهُوَ خلاف مَا حَكَاهُ عَنهُ فِي تَخْرِيج الرَّافِعِيّ فَلَعَلَّ لَهُ فِيهِ قَوْلَيْنِ.
(76) [حَدِيثُ] عَلِيٍّ لَمَّا نَزَلَتْ {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّك وانحر} قَالَ النَّبِي لِجِبْرِيلَ مَا هَذِهِ النَّحِيرَةِ الَّتِي أَمَرَنِي بِهَا رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ قَالَ لَيْسَتْ بِنَحِيرَةٍ وَلَكِنْه يَأْمُرُكَ إِذَا تَحَرَّمْتَ لِلصَّلاةِ أَنْ تَرْفَعَ يَدَيْكَ إِذَا كَبَّرْتَ وَإِذَا رَكَعْتَ وَإِذَا رَفَعْتَ رَأْسَكَ مِنَ الرُّكُوعِ فَإِنَّهُ مِنْ صَلاتِنَا وَصَلاةِ الْمَلائِكَةِ الَّذِينَ فِي السَّمَوَاتِ السَّبْعِ إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ زِينَةً وَزِينَةُ الصَّلاةِ رَفْعُ الأَيْدِي عِنْدَ كُلِّ تَكْبِيرَةٍ، وَقَالَ النَّبِي رَفْعُ الأَيْدِي فِي الصَّلاةِ مِنَ الاسْتِكَانَةِ قُلْتُ فَمَا الاسْتِكَانَةُ قَالَ أَلا تَقْرَأَ هَذِهِ الآيَةَ {فَمَا اسْتَكَانُوا لرَبهم وَمَا يَتَضَرَّعُونَ} هُوَ الْخُضُوعُ (حب) من طَرِيق إِسْرَائِيل بن حَاتِم عَن مقَاتل بن حَيَّان عَن الْأَصْبَغ بن نباتة وَقَالَ وَضعه عمر بن صبج على مقَاتل فظفر بِهِ إِسْرَائِيل فَحدث بِهِ (تعقب) بِأَن الحَدِيث أخرجه الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه لَكِن تعقبه الذَّهَبِيّ فَقَالَ إِسْرَائِيل صَاحب عجائب لَا يعْتَمد عَلَيْهِ واصبغ شيعي مَتْرُوك عِنْد النَّسَائِيّ فحاصل كَلَامه أَنه ضَعِيف لَا مَوْضُوع وبضعفه فَقَط صرح الْبَيْهَقِيّ بعد أَن أخرجه فِي سنَنه وَكَذَلِكَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَخْرِيج الرَّافِعِيّ.
(77) [حَدِيثُ] أنس لعن رَسُول الله رَجُلا أَمَّ قَوْمًا وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ وَامْرَأَةً بَاتَتْ وَزَوْجُهَا عَلَيْهَا سَاخِطٌ وَرَجُلا سَمِعَ حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ فَلَمْ يُجِبْ (التِّرْمِذِيّ) من طَرِيق مُحَمَّد بن الْقَاسِم الْأَسدي وَقَالَ لَا يَصح (تعقب) بِأَن ابْن معِين وثق مُحَمَّد بن الْقَاسِم وَلِلْحَدِيثِ شَوَاهِد عديدة من حَدِيث ابْن عمر أخرجه أَبُو دَاوُد وَابْن مَاجَه وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس أخرجه ابْن مَاجَه وَمن حَدِيث أبي أُمَامَة أخرجه التِّرْمِذِيّ وَحسنه والضياء فِي المختارة وَمن حَدِيث طَلْحَة بن عبيد الله أخرجه الطَّبَرَانِيّ وَمن حَدِيث سلمَان أخرجه ابْن أبي شيبَة فِي مُسْنده وَمن حَدِيث ابْن عَمْرو أخرجه الْحَاكِم وَمن حَدِيث عَمْرو بن الْحَرْث بن ضرام أخرجه الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ فِي إِيضَاح الْإِشْكَال(2/102)
وَمن شَوَاهِد الْجُمْلَة الْأَخِيرَة حَدِيث ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا من سمع الْمُنَادِي فَلم يمنعهُ من إِتْيَانه عذر لم يقبل الله الصَّلَاة الَّتِي صلى رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَابْن مَاجَه وَالْحَاكِم وَالدَّارَقُطْنِيّ وَفِي رِوَايَة من سمع النداء فَلم يجب فَلَا صَلَاة لَهُ إِلَّا من عذر وَحَدِيث أبي مُوسَى مَرْفُوعا من سمع النداء فَارغًا صَحِيحا فَلم يجب فَلَا صَلَاة لَهُ أخرجه الْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ وَالْحَاكِم وَأخرجه الْعقيلِيّ بِهَذَا اللَّفْظ عَن جَابر مَرْفُوعا، وَابْن عدي بِهِ عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا، وَأخرج أَحْمد وَالطَّبَرَانِيّ عَن معَاذ بن أنس مَرْفُوعا، الْجفَاء كل الْجفَاء وَالْكفْر والنفاق من سمع مُنَادِي الله يُنَادي إِلَى الصَّلَاة يَدْعُو إِلَى الْفَلاح فَلَا يجِيبه، وَأخرج ابْن أبي شيبَة فِي مُسْنده عَن يحيى بن أسعد بن زُرَارَة مَرْفُوعا من سمع نِدَاء الْجَمَاعَة ثمَّ لم يَأْتِ ثَلَاثًا ثمَّ سمع ثمَّ لم يَأْتِ ثَلَاثًا طبع على قلبه فَجعل قلبه قلب مُنَافِق، وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن ابْن مَسْعُود مَرْفُوعا: لقد هَمَمْت أَن آمُر بِلَالًا يُقيم الصَّلَاة ثمَّ انْصَرف إِلَى قوم يسمعُونَ النداء فَلَا يجيبون فَأحرق عَلَيْهِم بُيُوتهم.
(78) [حَدِيثٌ] يَؤُمُّ الْقَوْمُ أَحْسَنُهُمْ وَجْهًا (قا) من حَدِيث عَائِشَة من طَرِيق مُحَمَّد ابْن مَرْوَان السّديّ وَفِيه أَيْضا مَجْهُول وروى نَحوه حُسَيْن بن الْمُبَارك عَن إِسْمَاعِيل ابْن عَيَّاش عَن هِشَام عَن أَبِيه عَن عَائِشَة وَالْبَلَاء فِيهِ من حُسَيْن، قَالَ السُّيُوطِيّ أخرجه الديلمي فِي مُسْند الفردوس انْتهى.
وروى عبدا لله بن فروخ عَن عَائِشَة أَنَّهَا سُئِلت من يؤمنا فَقَالَ أقرأكم لِلْقُرْآنِ فَإِن لم يكن فأصبحكم وَجها، وَابْن فروخ قَالَ: أَبُو حَاتِم مَجْهُول، وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل: هَذَا حَدِيث سوء لَيْسَ بِصَحِيح (تعقب) بِأَن ابْن فروخ روى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَحكى الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان قَول أبي حَاتِم ثمَّ قَالَ بل صَدُوق مَشْهُور حدث عَنهُ جمَاعَة وَوَثَّقَهُ الْعجلِيّ وَحَدِيثه هَذَا رَوَاهُ أَبُو عبيد وَقَالَ أَرَادَت فِي حسن السمت وَالْهدى وحديثها الْمَرْفُوع لَهُ طَرِيق آخر أخرجه ابْن عَسَاكِر من طَرِيق إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي البحتري عَن أَبِيه عَن جده عَن هِشَام عَن أَبِيه عَن عَائِشَة بِلَفْظ ليؤمكم أحسنكم وَجها فَإِنَّهُ أَحْرَى أَن يكون أحسنكم خلقا وَأخرج الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه عَن أبي زيد الْأنْصَارِيّ وَهُوَ عَمْرو بن أَخطب مَرْفُوعا إِذا كَانُوا ثَلَاثَة فليؤمهم أقرؤهم لكتاب الله فَإِن كَانُوا فِي الْقِرَاءَة سَوَاء فأكبرهم سنا فَإِن كَانُوا فِي السن سَوَاء فأحسنهم وَجها وَفِيه عبد الْعَزِيز بن مُعَاوِيَة غمزه أَبُو أَحْمد الْحَاكِم بِهَذَا الحَدِيث.(2/103)
(79) [حَدِيثٌ] مَنْ جَمَعَ بَيْنَ صَلاتَيْنِ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ فَقَدْ أَتَى بَابًا مِنْ أَبْوَابِ الْكَبَائِرِ (شا) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَفِيهِ حُسَيْن بن قيس الملقب بحنش (تعقب) بِأَن الحَدِيث أخرجه التِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَنش ضَعِيف عِنْد أهل الحَدِيث وَالْعَمَل على هَذَا عِنْد أهل الْعلم فَأَشَارَ بِهَذَا إِلَى أَن الحَدِيث اعتضد بقول أهل الْعلم وَقد صرح غير وَاحِد بِأَن دَلِيل صِحَة الحَدِيث قَول أهل الْعلم بِهِ وَإِن لم يكن لَهُ إِسْنَاد يعْتَمد على مثله وَأخرجه الْحَاكِم وَقَالَ حُسَيْن ثِقَة (قلت) تعقبه الْحَافِظ الْمُنْذِرِيّ فَقَالَ بل واه بِمرَّة لَا نعلم أحدا وَثَّقَهُ غير حُصَيْن بن نمير وَالله أعلم وَله شَاهد من حَدِيث عمر مَوْقُوفا أخرجه الْبَيْهَقِيّ وَابْن أبي شيبَة وَعبد الرَّزَّاق فِي مصنفيهما وَمن حَدِيث أبي مُوسَى مَوْقُوفا أخرجه ابْن أبي شيبَة.
(80) [حَدِيثٌ] اغْتَسِلُوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَلَوْ كَاسًا بِدِينَارٍ (فت) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه إِبْرَاهِيم بن حَيَّان البخْترِي (تُعُقِّبَ) بِأَنَّ لَهُ طَرِيقًا آخَرَ من حَدِيث أنس مَرْفُوعا أخرجه ابْن عدي والديلمي فِي مُسْند الفردوس (قلت) فِيهِ حَفْص بن عَمْرو الْأَيْلِي؛ كَذَّاب فَلَا يَصح شَاهدا وَالله أعلم وَجَاء عَن أبي هُرَيْرَة مَوْقُوفا لأغتسلن يَوْم الْجُمُعَة وَلَو كاسا بِدِينَار أخرجه ابْن أبي شيبَة فِي المُصَنّف وَعَن كَعْب مثله أخرجه الْخَطِيب.
(81) [حَدِيثٌ] إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وملائكة يُصَلُّونَ عَلَى أَصْحَابِ الْعَمَائِمِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ (طب) من حَدِيث أبي الدَّرْدَاء وَفِيه أَيُّوب بن مدرك قَالَ الْأَزْدِيّ هَذَا من وَضعه (تعقب) بِأَنَّهُ اقْتصر على تَضْعِيفه الحافظان الْعِرَاقِيّ فِي تَخْرِيج الْأَحْيَاء وَابْن حجر فِي تَخْرِيج الرَّافِعِيّ.
(82) [حَدِيثٌ] مَنْ أَصْبَحَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ صَائِمًا وَعَادَ مَرِيضًا وَأَطْعَمَ مِسْكِينًا وَشَيَّعَ جِنَازَةً لَمْ يَتْبَعْهُ ذَنْبٌ أَرْبَعِينَ سَنَةً (عد) من حَدِيث جَابر وَفِيه عَمْرو بن حَمْزَة والخليل ابْن مرّة وَإِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم ضعفاء مجروحون (تعقب) بِأَنَّهُم لم يتهموا ووثق أَبُو زرْعَة الْخَلِيل بن مرّة فَقَالَ شيخ صَالح وَقَالَ ابْن عدي لَيْسَ بمتروك وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَأخرج الْبَيْهَقِيّ حَدِيثه هَذَا فِي الشّعب ثمَّ أخرج عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا من أَصْبَحَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ صَائِمًا وَعَادَ مَرِيضا وَشهد جَنَازَة وَتصدق بِصَدقَة فقد أوجب ثمَّ قَالَ الْإِسْنَاد الأول يُؤَكد هَذَا وَكِلَاهُمَا ضَعِيف انْتهى وَله شَاهد آخر من حَدِيث أبي أُمَامَة مَرْفُوعا(2/104)
أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَآخر مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ مَرْفُوعا وَزَاد واعتق رَقَبَة أخرجه أَبُو يعلى وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب.
(83) [حَدِيثٌ] شَرَفُ الْمُؤْمِنِ قِيَامُهُ بِاللَّيْلِ وَعِزُّهُ اسْتِغْنَاؤُهُ عَمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ (عق) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه دَاوُد بن عُثْمَان الثغري وَقَالَ لَا أصل لَهُ (تعقب) بِأَن دَاوُد لم ينْفَرد بِهِ بل تَابعه أَبُو الْمنْهَال حبيب بن عمر الدِّمَشْقِي طباخ الْمهْدي عَن الْأَوْزَاعِيّ، أخرجه أَبُو بكر الشَّافِعِي فِي الغيلانيات وَله شَوَاهِد فجَاء عَن ابْن عَبَّاس مَوْقُوفا بِهَذَا اللَّفْظ أخرجه مُحَمَّد بن نصر فِي كتاب الصَّلَاة، وَعَن سَمُرَة بن عَاصِم قَالَ كَانَ يُقَال شرف الْمُؤمن الصَّلَاة فِي جَوف اللَّيْل وعزه استغناؤه عَمَّا فِي أَيدي النَّاس أخرجهُمَا ابْن نصر وَفِي تَارِيخ البُخَارِيّ عَن صُهَيْب بن مهْرَان قَالَ شرف الْمُؤمن الصَّلَاة فِي سَواد اللَّيْل والإياس مِمَّا فِي أَيدي النَّاس وَمن شواهده حَدِيث سهل بن سعد الْآتِي بعده.
(84) [حَدِيثُ] سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِي فَقَالَ لَهُ يَا مُحَمَّدُ عِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ وَأَحْبِبْ مَنْ شِئْتَ فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مُجْزًى بِهِ وَاعْلَمْ أَنَّ شَرَفَ الْمُؤْمِنِ قِيَامُهُ بِاللَّيْلِ وَعِزَّهُ اسْتِغْنَاؤُهُ عَنِ النَّاسِ (خطّ) من حَدِيث سهل ابْن سعد وَفِيه زَافِر بن سُلَيْمَان لَا يُتَابع على عَامَّة مَا يرويهِ عَنهُ مُحَمَّد بن حميد الرَّازِيّ (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجه فِي الشّعب من هَذَا الطَّرِيق وَأخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك طَرِيق عِيسَى بن صبيح عَن زَافِر وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي أَمَالِيهِ تفرد بِهِ زَافِر وَهُوَ شيخ بَصرِي صَدُوق سييء الْحِفْظ كثير الْوَهم والراوي عَنهُ مُحَمَّد بن حميد فِيهِ مقَال لكنه توبع قَالَ وَقد اخْتلف فِيهِ نظر حافظين فسلكا فِيهِ طرفين مُتَقَابلين صَححهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وأخرجه ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات واتهم بِهِ مُحَمَّدًا أَو زافرا وَمُحَمّد توبع وزافر لم يتهم بِالْكَذِبِ وَالصَّوَاب أَنه لَا صَحِيح وَلَا مَوْضُوع وَلَو توبع زَافِر لَكَانَ حسنا انْتهى وَقد حكم بحسنه الْحَافِظ الْمُنْذِرِيّ فِي التَّرْغِيب والترهيب (قلت) وَكَذَا الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ فِي جزئه الَّذِي رد فِيهِ على الصغاني فِي أَحَادِيث من الشهَاب والنجم زعم أَنَّهَا مَوْضُوعَة فَقَالَ هَذَا حَدِيث حسن وَفِيه مُحَمَّد بن حميد وزافر وَمُحَمّد بن عُيَيْنَة مُتَكَلم فِيهِ وَابْن حميد وزافر وثقهما أَحْمد بن حَنْبَل وحيي بن معِين وَغير وَاحِد وَمُحَمّد بن عُيَيْنَة(2/105)
أَخُو سُفْيَان وَثَّقَهُ الْعجلِيّ وَابْن حبَان وَقد تَابع مُحَمَّد بن حميد إِسْمَاعِيل بن تَوْبَة وَهُوَ ثِقَة رَوَاهُ الشيراري فِي الألقاب انْتهى وَالله أعلم وَجَاء صَدره من حَدِيث جَابر أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب، وَمن حَدِيث عَليّ، أَشَارَ إِلَيْهِ الْبَيْهَقِيّ وَأخرجه أَبُو نعيم فِي الْحِيلَة.
(85) [حَدِيثٌ] قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ لِسُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عَلَيْهِمَا الصَّلاةُ وَالسَّلامُ يَا بُنَيَّ لَا تُكْثِرِ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَإِنَّ كَثْرَةَ النَّوْمِ بِاللَّيْلِ تَدَعِ الرَّجُلَ فَقِيرًا يَوْمِ الْقِيَامَةِ (عق) من حَدِيث جَابر وَلَا يَصح فِيهِ يُوسُف بن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر مَتْرُوك (تعقب) بِأَن هَذَا القَوْل فِي يُوسُف لَيْسَ مُتَّفقا عَلَيْهِ بل هُوَ قَول النَّسَائِيّ وَقَالَ أَبُو زرْعَة صَالح الحَدِيث وَقَالَ ابْن عَدِيٍّ أرَجْو أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِهِ والْحَدِيث أخرجه ابْن مَاجَه فِي سُنَنِهِ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ فعلى قَول النَّسَائِيّ هُوَ ضَعِيف لَا مَوْضُوع وعَلى قَول أبي زرْعَة وَابْن عدي هُوَ حسن فَإِن وجد لَهُ متابع حكم بحسنه على كل قَول.
(86) [حَدِيثٌ] مَنْ كَثُرَتْ صَلاتُهُ بِاللَّيْلِ حَسُنَ وَجْهُهُ بِالنَّهَارِ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث جَابر من طَرِيق ثَابت بن مُوسَى وَغَيره وَجُمْلَة مَا ذكره سِتّ طرق وَأوردهُ أَيْضا مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ طَرِيقِ حَكَّامَة بنت عُثْمَان بن دِينَار وأعل الْكل ثمَّ نقل عَن ابْن عدي أَنه قَالَ هَذَا الحَدِيث لَا يعرف إِلَّا بثات وَهُوَ رجل صَالح فَيُشبه أَن يكون دخل على شريك وَهُوَ يملي وَيَقُول ثَنَا الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر عَن النَّبِي فَلَمَّا رأى ثَابتا قَالَ من كَثُرَتْ صَلاتُهُ بِاللَّيْلِ حَسُنَ وَجْهُهُ بِالنَّهَارِ وَقصد بِهِ ثَابتا فَظن لِغَفْلَتِه أَنه متن الْإِسْنَاد وَسَرَقَهُ مِنْهُ جمَاعَة ضعفاء (تعقب) بِأَن الحَدِيث أخرجه ابْن مَاجَه وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب من طَرِيق ثَابت وَقَالَ الْقُضَاعِي فِي مُسْند الشهَاب روى هَذَا الحَدِيث جمَاعَة من الْحفاظ وانتقاه الدَّارَقُطْنِيّ من حَدِيث أبي طَاهِر الذهلي وَمَا طعن أحد مِنْهُم فِي إِسْنَاده وَلَا مَتنه وَقد أنكرهُ بعض الْحفاظ وَقَالَ إِنَّه من كَلَام شريك بن عبد الله وَنسب الشُّبْهَة فِيهِ إِلَى ثَابت بن مُوسَى الضَّبِّيّ ثمَّ روى بِسَنَدِهِ عَن أبي عبد الله الْحَاكِم نَحْو مَا نَقله ابْن الْجَوْزِيّ عَن ابْن عدي ثمَّ قَالَ وَقد روى لنا هَذَا الحَدِيث من طرق كَثِيرَة وَعَن ثِقَات غير ثَابت بن مُوسَى وَعَن غير شريك ثمَّ أسْندهُ من طرق مِنْهَا عبد الرَّزَّاق عَن سُفْيَان الثَّوْريّ وَابْن جريج عَن أبي الزبير(2/106)
عَن جَابر وَمِنْهَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن حَفْص عَن الثَّوْريّ عَن الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر وَمِنْهَا جرير بن عبد الحميد عَن الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر وَأسْندَ حَدِيث أنس من طَرِيق جبارَة بن الْمُغلس عَن كثير بن سليم عَن أنس وَله أَيْضا طَرِيق ثَالِث أخرجه ابْن عَسَاكِر.
(87) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ أَن رَسُول الله قَالَ لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَا عَبَّاسُ يَا عَمَّاهُ أَلا أُعْطِيكَ أَلا أَمْنَحُكَ أَلا أَحْبُوكَ أَلا أَفْعَلُ بِكَ عَشْرَ خِصَالٍ إِذَا أَنْتَ فَعَلْتَ ذَلِكَ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ ذَنْبَكَ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ قَدِيمَهُ وَحَدِيثَهُ خَطَأَهُ وَعَمْدَهُ صَغِيرَهُ وَكَبِيرَهُ سِرَّهُ وَعَلانِيَتَهُ عَشْرَ خِصَالٍ أَنْ تُصَلِّيَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَسُورَةً فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ وَأَنْتَ قَائِمٌ قُلْتَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً ثُمَّ تَرْكَعُ فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ رَاكِعٌ عَشْرًا ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ الرُّكُوعِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَهْوِي سَاجِدًا فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ سَاجِدٌ عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ السُّجُودِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا ثُمَّ تَسْجُدُ فَتَقُولُهَا عَشْرًا ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ فَتَقُولُهَا عَشْرًا فَذَلِكَ خَمْسٌ وَسَبْعُونَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ تَفْعَلُ ذَلِكَ فِي أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُصَلِّيَهَا فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّةً فَافْعَلْ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّةً فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِ شَهْرٍ مَرَّةً فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي عُمْرِكَ مَرَّةً (قطّ) وَلَا يثبت فِيهِ مُوسَى بن عبد الْعَزِيز مَجْهُول وَجَاء من حَدِيث الْعَبَّاس نَفسه (قطّ) وَفِيه صَدَقَة بن يزِيد الْخُرَاسَانِي ضَعِيف وَمن حَدِيث أبي رَافع مولى رَسُول الله (قطّ) أَيْضا وَفِيه مُوسَى بن عُبَيْدَة لَيْسَ بِشَيْء (تعقب) بِأَن حَدِيث ابْن عَبَّاس أخرجه أَبُو دَاوُد وَابْن مَاجَه وَالْحَاكِم وَحَدِيث أبي رَافع أخرجه التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَقد رد الْحَافِظ على ابْن الْجَوْزِيّ فِي إِيرَاده الْأَحَادِيث الثَّلَاثَة فِي الموضوعات وَأورد الْحَافِظ ابْن حجر حَدِيث ابْن عَبَّاس فِي كتاب الْخِصَال المكفرة وَقَالَ رجال إِسْنَاده لَا بَأْس بهم وَقد أَسَاءَ ابْن الْجَوْزِيّ بِذكرِهِ فِي الموضوعات وَقَوله أَن مُوسَى بن عبد الْعَزِيز مَجْهُول لم يصب فِيهِ فَإِن ابْن معِين وَالنَّسَائِيّ وثقاه فَلَا يضرّهُ أَن يجهل حَاله من جَاءَ بعدهمَا وَشَاهده مَا أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ من حَدِيث الْعَبَّاس وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه من حَدِيث أبي رَافع وَأَبُو دَاوُد من حَدِيث ابْن عمر وَله طرق أُخْرَى انْتهى وَقَالَ فِي أمالي الْأَذْكَار حَدِيث ابْن عَبَّاس أخرجه البُخَارِيّ فِي الْقِرَاءَة خلف الإِمَام وَأَبُو دَاوُد وَابْن مَاجَه وَابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَالْبَيْهَقِيّ وَغَيرهم وَقَالَ ابْن(2/107)
شاهين فِي التَّرْغِيب سَمِعت أَبَا بكر بن أبي دَاوُد يَقُول سَمِعت أبي يَقُول أصح حَدِيث فِي صَلَاة التَّسْبِيح هَذَا وَقَالَ: مُوسَى بن عبد الْعَزِيز وَثَّقَهُ ابْن معِين وَالنَّسَائِيّ وَابْن حبَان وروى عَنهُ خلق وَأخرج لَهُ البُخَارِيّ فِي الْقِرَاءَة هَذَا الحَدِيث بِعَيْنِه وَأخرج لَهُ فِي الْأَدَب حَدِيثا فِي سَماع الرَّعْد وببعض هَذِه الْأُمُور ترْتَفع الْجَهَالَة وَمِمَّنْ صحّح هَذَا الحَدِيث أَو حسنه غير من تقدم ابْن مَنْدَه ألف فِيهَا كتابا والآجري والخطيب وَأَبُو سعد بن السَّمْعَانِيّ وَأَبُو مُوسَى الْمَدِينِيّ وَأَبُو الْحسن ابْن الْمفضل وَالْمُنْذِرِي وَابْن الصّلاح وَالنَّوَوِيّ فِي تَهْذِيب الْأَسْمَاء واللغات والسبكي وَآخَرُونَ وَقَالَ الديلمي فِي مُسْند الفردوس صَلَاة التَّسْبِيح أشهر الصَّلَوَات وأصحها إِسْنَادًا وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أصح شَيْء فِي فَضَائِل السُّور حَدِيث قل هُوَ الله أحد وَأَصَح شَيْء فِي فضل الصَّلَاة حَدِيث صَلَاة التَّسْبِيح وروى الْبَيْهَقِيّ وَغَيره عَن أبي حَامِد بن الشَّرْقِي قَالَ كتب مُسلم بن الْحجَّاج مَعنا هَذَا الحَدِيث عَن عبد الرَّحْمَن بن بشير يَعْنِي حَدِيث صَلَاة التَّسْبِيح فَسمِعت مُسلما يَقُول لَا يرْوى فِيهَا إِسْنَاد أحسن من هَذَا وَقَالَ التِّرْمِذِيّ قد رأى ابْن الْمُبَارك وَغَيره صَلَاة التَّسْبِيح وَذكروا الْفضل فِيهِ وَقَالَ الْحَاكِم وَمِمَّا يسْتَدلّ بِهِ على صِحَّته اسْتِعْمَال الْأَئِمَّة لَهُ كَابْن الْمُبَارك وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ كَانَ عبد الله بن الْمُبَارك يُصليهَا وتداولها الصالحون بَعضهم عَن بعض وَفِي ذَلِك تَقْوِيَة للْحَدِيث الْمَرْفُوع قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر وأقدم من روى عَنهُ فعلهَا صَرِيحًا أَبُو الجوزاء أَوْس بن عبد الله الْبَصْرِيّ من ثِقَات التَّابِعين أخرجه عَنهُ الدَّارَقُطْنِيّ بِسَنَد حسن وَقَالَ عبد الْعَزِيز ابْن أبي رواد وَهُوَ أقدم من ابْن الْمُبَارك من أَرَادَ الْجنَّة فَعَلَيهِ بِصَلَاة التَّسْبِيح وَقَالَ أَبُو عُثْمَان الْحِيرِي الزَّاهِد مَا رَأَيْت للشدائد والغموم مثل صَلَاة التَّسْبِيح وَقد نَص على استحبابها أَئِمَّة الطَّرِيقَيْنِ من الشَّافِعِيَّة وَلِحَدِيث ابْن عَبَّاس هَذَا طرق فتابع مُوسَى بن عبد الْعَزِيز إِبْرَاهِيم بن الحكم وَمن طَرِيقه أخرجه ابْن رَاهَوَيْه وَابْن خُزَيْمَة وَالْحَاكِم وَقَالَ إِنَّه أصح طرقه وتابع عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس عَطاء أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير وَأَبُو نعيم بِسَنَد رِجَاله ثِقَات وَأَبُو الجوزاء أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَالدَّارَقُطْنِيّ فِي صَلَاة التَّسْبِيح من طَرِيقين عَنهُ وَمُجاهد أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط فَهَذِهِ سِتّ طرق وَأما حَدِيث الْعَبَّاس فَأخْرجهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي الْأَفْرَاد وَابْن شاهين فِي التَّرْغِيب وَأَبُو نعيم فِي قرْبَان الْمُتَّقِينَ وَظن ابْن الْجَوْزِيّ أَن صَدَقَة الَّذِي فِيهِ: ابْن يزِيد الْخُرَاسَانِي وَلَيْسَ كَذَلِك إِنَّمَا هُوَ ابْن عبد الله الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بالسمين ضعف من قبل حفظه وَوَثَّقَهُ(2/108)
جمَاعَة فيصلح فِي المتابعات بِخِلَاف الْخُرَاسَانِي فَإِنَّهُ مَتْرُوك وَله طَرِيق آخر أخرجه إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الْخرقِيّ فِي فَوَائده وَفِي سَنَده حَمَّاد بن عَمْرو النصيبي كذبوه وَأما حَدِيث أبي رَافع فَأخْرجهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَأَبُو نعيم فِي القربان وَقَول ابْن الْجَوْزِيّ إِن مُوسَى بن عُبَيْدَة عِلّة الحَدِيث مَرْدُود فَإِنَّهُ لَيْسَ بِكَذَّابٍ مَعَ مَاله من الشواهد وَقد ورد حَدِيث صَلَاة التَّسْبِيح من حَدِيث الْفضل بن الْعَبَّاس أخرجه أَبُو نعيم فِي القربان وَمن حَدِيث ابْن عَمْرو أخرجه أَبُو دَاوُد وَالدَّارَقُطْنِيّ وَابْن شاهين فِي التَّرْغِيب من طرق وَمن حَدِيث ابْن عمر أخرجه الْحَاكِم وَصَححهُ لَكِن تعقبه الذَّهَبِيّ وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الدَّعْوَات وَالدَّارَقُطْنِيّ والطبسي من طرق عَنهُ وَمن حَدِيث عَليّ أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ والواحدي فِي الدَّعْوَات من طَرِيقين وَمن حَدِيث جَعْفَر بن أبي طَالب أخرجه عبد الرَّزَّاق وَالدَّارَقُطْنِيّ من طَرِيقين وَمن حَدِيث عبد الله بن جَعْفَر أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ وَمن حَدِيث أم سلمى أخرجه أَبُو نعيم وَمن حَدِيث الْأنْصَارِيّ أخرجه أَبُو دَاوُد بِسَنَد حسن وَهَذَا الْأنْصَارِيّ قيل هُوَ جَابر بن عبد الله حَكَاهُ الْمزي وَيحْتَمل أَن يكون أَبَا كَبْشَة الْأَنمَارِي فَتكون مِيم الْأَنمَارِي كَبرت قَلِيلا فَأَشْبَهت الصَّاد ومستندي فِي ذَلِك أَن فِي مُسْند الشاميين للطبراني حديثين بِسَنَد أبي دَاوُد بِعَيْنِه قَالَ فيهمَا حَدثنِي أَبُو كَبْشَة الْأَنمَارِي وَجَاء من مُرْسل إِسْمَاعِيل بن رَافع أخرجه سعيد بن مَنْصُور والخطيب فِي صَلَاة التَّسْبِيح انْتهى كَلَام الْحَافِظ ابْن حجر الشَّافِعِي مُلَخصا وَمِمَّنْ صحّح حَدِيثهَا أَو حسنه غير من تقدم الْحَافِظ العلائي وَالشَّيْخ سراج الدَّين البُلْقِينِيّ وَالشَّيْخ بدر الدَّين الزَّرْكَشِيّ، وناقض الْحَافِظ ابْن حجر فَقَالَ فِي تَخْرِيج الرَّافِعِيّ وَالْحق أَن طرقه كلهَا ضَعِيفَة وَأَن حَدِيث ابْن عَبَّاس يقرب من شَرط الْحسن أَلا أَنه شَاذ لشدَّة الفردية فِيهِ وَعدم المتابع وَالشَّاهِد من وَجه مُعْتَبر وَمُخَالفَة هيئتها لهيئة بَاقِي الصَّلَوَات ومُوسَى ابْن عبد الْعَزِيز وَإِن كَانَ صَادِقا صَالحا فَلَا يحْتَمل مِنْهُ هَذَا التفرد وَقد ضعفها ابْن تَيْمِية والمزي وَتوقف الذَّهَبِيّ حَكَاهُ ابْن عبد الْهَادِي فِي أَحْكَامه انْتهى (قلت) كَذَلِك اخْتلف كَلَام النَّوَوِيّ فِيهِ فحسنه فِي تَهْذِيب الْأَسْمَاء واللغات كَمَا مر وقوى فِي الْأَذْكَار استحبابها وَضَعفه فِي شرح الْمُهَذّب وَقَالَ فِي استحبابها عِنْدِي نظر وَالله تَعَالَى أعلم.
(88) [حَدِيثٌ] إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ بَيْتَهُ فَلا يَجْلِسْ حَتَّى يَرْكَعَ رَكْعَتَيْنِ (قَالَ الْأَزْدِيّ) رَوَاهُ إِبْرَاهِيم بن يزِيد بن قديد، من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، وَإِبْرَاهِيم يروي عَن الْأَوْزَاعِيّ(2/109)
مَنَاكِير (تعقب) بِأَن إِبْرَاهِيم هَذَا ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات كَمَا قَالَه الْحَافِظ ابْن حجر فِي لِسَان الْمِيزَان ثمَّ لَا يلْزم من كَون الحَدِيث مُنْكرا أَن يكون مَوْضُوعا، وَقد أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب من هَذَا الْوَجْه، ثمَّ قَالَ أنكرهُ البُخَارِيّ بِهَذَا الْإِسْنَاد، ثمَّ قَالَ وَله شَاهد وَأخرج من طَرِيق آخر عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا إِذا دخلت مَنْزِلك فصل رَكْعَتَيْنِ تمنعانك مدْخل السوء، وَإِذا خرجت من مَنْزِلك فصل رَكْعَتَيْنِ، تمنعانك مخرج السوء، انْتهى، وَهَذَا الحَدِيث أخرجه الْبَزَّار فِي مُسْنده وَمن طَرِيقه عِنْد الْبَيْهَقِيّ، وَقَالَ الهيثمي فِي مجمع الزَّوَائِد رِجَاله موثقون، فَالْحَدِيث إِذا حسن وَله شَاهد آخر من مُرْسل عُثْمَان ابْن أبي سَوْدَة: صَلَاة الْأَوَّابِينَ وَصَلَاة الْأَبْرَار، رَكْعَتَانِ إِذا دخلت بَيْتك، وركعتان إِذا خرجت أخرجه سعيد بن مَنْصُور فِي سنَنه.
(89) [حَدِيثٌ] مَنْ كَانَتْ لَهُ إِلَى اللَّهِ حَاجَةٌ، أَوْ إِلَى أَحَدٍ مِنْ بَنِي آدَمَ، فَلْيَتَوَضَّأْ فَلْيُحْسِنِ الْوُضُوءَ، ثُمَّ لِيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ لِيُثْنِ عَلَى اللَّهِ، وَلْيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ، ثُمَّ لِيَقُلْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ الْحَكِيمُ الْكَرِيمُ، سُبْحَانَ اللَّهِ رب الْعَرْش الْعَظِيم، الْحَمد رَبِّ الْعَالَمِينَ أَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ، وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ، وَالْغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ وَالسَّلامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، لَا تَدَعْ لَنَا ذَنْبًا إِلا غَفَرْتَهُ، وَلا هَمًّا إِلا فَرَّجْتَهُ، وَلَا حَاجَة هِيَ لَك رضى إِلا قَضَيْتَهَا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ (التِّرْمِذِيّ) من حَدِيث عبد الله بن أبي أوفى من طَرِيق فَايِد بن عبد الرَّحْمَن وَقَالَ غَرِيب وفايد يضعف فِي الحَدِيث، وَقَالَ أَحْمد مَتْرُوك (تعقب) بِأَن هَذَا لَا يَقْتَضِي أَن يكون مَوْضُوعا، بل أخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك، وَقَالَ فائد مُسْتَقِيم الحَدِيث (قلت) وَقَالَ الْحَافِظ الْمُنْذِرِيّ طرق أَسَانِيد هَذَا الحَدِيث جَيِّدَة، وَمَتنه غَرِيب وَالله تَعَالَى أعلم، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي أَمَالِيهِ وجدت لَهُ شَاهدا من حَدِيث أنس، أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الدُّعَاء وَسَنَده ضَعِيف، وَأخرجه الديلمي من وَجه آخر ضَعِيف أَيْضا، قَالَ وَله شَاهد آخر من حَدِيث أبي الدَّرْدَاء مُخْتَصرا، أخرجه الإِمَام أَحْمد بِسَنَد حسن، وَأخرجه أَحْمد أَيْضا وَالْبُخَارِيّ فِي التَّارِيخ، من وَجه آخر، وَالطَّبَرَانِيّ من وَجه ثَالِث أتم مِنْهُ، لَكِن سَنَده أَضْعَف، انْتهى.
(90) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ فِي لَيْلَةِ جُمُعَةٍ قَرَأَ فيهمَا بِفَاتِحَة الْكتاب، وَخمْس عشر مَرَّةً {إِذَا زُلْزِلَتِ} ، أَمَّنَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنْ أَهْوَالِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ (رَوَاهُ(2/110)
عبد الله بن دَاوُد الوَاسِطِيّ) من حَدِيث أنس، وَعبد الله مُنكر الحَدِيث جدا (تعقب) بِأَن ابْن عدي مَشاهُ، فَقَالَ لَا بَأْس بِهِ إِن شَاءَ الله، وَقد مر غير مرّة أَن الْمُنكر لَا يلْزم أَن يكون مَوْضُوعا، والْحَدِيث أخرجه الديلمي فِي مُسْند الفردوس، والمظفر بن الْحُسَيْن الأرجاني فِي كتاب فَضَائِل الْقُرْآن، وَإِبْرَاهِيم بن المظفر فِي كتاب وُصُول الْقُرْآن للْمَيت، من هَذَا الْوَجْه، وَجَاء من حَدِيث ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا نَحوه، أخرجه الديلمي، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي أَمَالِيهِ: غَرِيب، وَسَنَده ضَعِيف، فِيهِ من لَا يعرف (قلت) تَتِمَّة كَلَام الْحَافِظ وَفِيه لَيْث بن أبي سليم، وَهُوَ وَإِن كَانَ مضعفا لَا يحْتَمل هَذَا انْتهى، وَقَالَ الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ فِي حَدِيث أنس، إِسْنَاده ضَعِيف جدا، ثمَّ ذكر حَدِيث ابْن عَبَّاس، وَقَالَ وَإِسْنَاده ضَعِيف أَيْضا، وَالله أعلم.
(91) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، يَا رَسُولَ الله، إِن الْقُرْآن تقلت مِنْ صَدْرِي، فَقَالَ أَلا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِنَّ، وَيَنْفَعُ مَنْ عَلَّمْتَهُ، قُلْتُ بَلَى، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، قَالَ صَلِ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ فِي الرَّكْعَة الأولى بِفَاتِحَة الْكتاب، وَيس وبحم الدُّخان، وَفِي الثَّالِثَة بِفَاتِحَة الْكتاب، وبآلم تَنْزِيل السَّجْدَة، وَفِي الرَّابِعَة بِفَاتِحَة الْكتاب وتبارك الْمَفُصَّلِ، فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ التَّشَهُّدِ فَاحْمَدِ اللَّهِ وَاثْنِ عَلَيْهِ، وَصَلِّ على النَّبِي، وَاسْتَغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، ثُمَّ قُلِ اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي بِتَرْكِ الْمَعَاصِي أَبَدًا مَا أَبْقَيْتَنِي، وَارْحَمْنِي أَنْ أَتَكَلَّفَ مَالا يَعْنِينِي، وَارْزُقْنِي حُسْنَ النَّظَرِ فِيمَا يُرْضِيكَ عَنِّي اللَّهُمَّ بَدِيعَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ، وَالْعِزَّةِ الَّتِي لَا تُرَامُ، أَسْأَلُكَ يَا اللَّهُ يَا رَحْمَنُ بِجَلالِكَ، وَنُورِ وَجْهِكَ، أَنْ تُلْزِمَ قَلْبِي حِفْظَ كِتَابِكَ، كَمَا عَلَّمْتَنِي، وَارْزُقْنِي أَنْ أَتْلُوَهُ عَلَى النَّحْوِ الَّذِي يُرْضِيكَ عَنِّي، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تُنَوِّرَ بِالْكِتَابِ بَصَرِي، وَتُطْلِقَ بِهِ لِسَانِي، وَتُفَرِّجَ بِهِ عَنْ قَلْبِي، وَتَشْرَحَ بِهِ صَدْرِي، وَتَسْتَعْمِلَ بِهِ بَدَنِي، وَتُقَوِّيَنِي عَلَى ذَلِكَ وَتُعِينَنِي عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ لَا يُعِينُ عَلَى الْخَيْرِ غَيْرُكَ، وَلا يُوَفِّقُ لَهُ إِلا أَنْتَ.
فافعل ذَلِك ثَلَاث مَرَّات جُمَعٍ أَوْ خَمْسًا أَوْ سَبْعًا، تَحْفَظْهُ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى، وَمَا أَخْطَأَ مُؤْمِنًا قَطُّ فَأَتَى النَّبِيَّ بَعْدَ ذَلِكَ بِسَبْعِ جُمَعٍ، فَأَخْبَرَهُ يحفظه الْقُرْآن والْحَدِيث، فَقَالَ النَّبِي مُؤْمِنٌ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ عَلِّمْ أَبَا حَسَنٍ عَلِّمْ أَبَا حَسَنٍ (طب) وَلا يَصِحُّ، فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيم الْقرشِي وَأَبُو صَالح إِسْحَاق بن نجيح (قطّ) فِي الْأَفْرَاد، وَقَالَ انْفَرد بِهِ هِشَام بن عمار، عَن الْوَلِيد بن(2/111)
مُسلم، قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ والوليد يُدَلس التَّسْوِيَة، وَلَا أتهم بِهِ إِلَّا النقاش شيخ الدَّارَقُطْنِيّ (تعقبه) الْحَافِظ ابْن حجر، فَقَالَ هَذَا الْكَلَام تهافت، والنقاش بَرِيء من عهدته، فَإِن التِّرْمِذِيّ أخرجه فِي جَامعه من وَجه آخر عَن الْوَلِيد بن مُسلم وَحسنه، وَأخرجه أَيْضا الْحَاكِم وَصَححهُ على شَرط الشَّيْخَيْنِ (قلت) تعقبه الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الْمُسْتَدْرك فَقَالَ: هَذَا مُنكر شَاذ أَخَاف أَن يكون مَوْضُوعا، وَقد حيرني وَالله جودة سَنَده، فَإِنَّهُ لَيْسَ فِيهِ إِلَّا الْوَلِيد بن مُسلم، وَقد صرح بِالتَّحْدِيثِ، وَقَالَ حَدثنِي ابْن جريح، انْتهى، وَرَأَيْت بِخَط الْحَافِظ ابْن حجر، على حَاشِيَة مُخْتَصر الموضوعات، لِابْنِ درباس مَا ملخصه، أما قَول الدَّارَقُطْنِيّ تفرد بِهِ هِشَام عَن الْوَلِيد، فَلَيْسَ كَذَلِك بل تَابعه عَلَيْهِ سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن الدِّمَشْقِي، وَمن طَرِيقه أخرجه التِّرْمِذِيّ، وَسليمَان، وَإِن تكلم فِيهِ فقد أخرج لَهُ البُخَارِيّ قَالَ الذَّهَبِيّ لَو لم يذكرهُ الْعقيلِيّ فِي الضُّعَفَاء لما ذكرته فَإِنَّهُ ثِقَة مُطلقًا ثمَّ سَاق لَهُ الذَّهَبِيّ هَذَا الحَدِيث وَقَالَ عقبه حَدِيث مُنكر جدا فَلَعَلَّ سُلَيْمَان شبه لَهُ وَأدْخل عَلَيْهِ كَمَا قَالَ أَبُو حَاتِم لَو أَن رجلا وضع لَهُ حَدِيثا لم يفهم انْتهى وَقَالَ فِي اللِّسَان لَعَلَّ الْوَلِيد دلسه على ابْن جريج فقد ذكر ابْن أبي حَاتِم فِي تَرْجَمَة مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْقرشِي أَنه روى عَنهُ الْوَلِيد بن مُسلم وَهِشَام ابْن عمار انْتهى وَقَالَ السخاوي قَالَ الْمُنْذِرِيّ طرق أَسَانِيد هَذَا الحَدِيث جَيِّدَة وَمَتنه غَرِيب جدا وَالْحق أَنه لَيست لَهُ عِلّة إِلَّا أَنه عَن ابْن جريج عَن عَطاء بالعنعنة أَفَادَهُ شَيخنَا يَعْنِي ابْن حجر، وَأَخْبرنِي غير وَاحِد أَنهم جربوا الدُّعَاء بِهِ فوجوده حَقًا انْتهى وَالله أعلم.
(92) [حَدِيثٌ] اثْنَتَا عَشْرَةَ رَكْعَةً تُصَلِّيهِنَّ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ وَتَتَشَهَّدُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ فَإِذَا تَشَهَّدْتَ فِي آخِرِ صَلاتِكَ فَأَثْنِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى وصل على النَّبِي وَاقْرَأْ وَأَنْتَ سَاجِدٌ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَقُلْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ ثُمَّ قُلِ اللَّهُمَّ إِنِّي أسئلك بِمَعَاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِكَ وَمُنْتَهَى الرَّحْمَةِ مِنْ كِتَابِكَ وَاسْمِكَ الأَعْظَمِ وَجَدِّكَ الأَعْلَى وَكَلِمَاتِكَ التَّامَّةِ ثُمَّ سَلْ حَاجَتَكَ ثُمَّ ارْفَعْ رَأْسَكَ، ثُمَّ سَلِّمْ يَمِينًا وَشِمَالا، وَلا تُعَلِّمُوهَا السُّفَهَاءَ فَإِنَّهُمْ يَدْعُونَ بِهَا فَيُسْتَجَابُ لَهُمْ (حا) فِي الْمِائَة وَغَيرهَا من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَفِيه عمر بن هَارُون الْبَلْخِي (تعقب) بِأَن عمر روى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان كَانَ من أوعية الْعلم على ضعفه وَكَثْرَة مَنَاكِيره وَمَا أَظُنهُ مِمَّن يتَعَمَّد الْبَاطِل انْتهى والْحَدِيث أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الدَّعْوَات(2/112)
الْكَبِير من هَذَا الْوَجْه، وَله طَرِيق آخر أخرجه ابْن عَسَاكِر مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَفِيهِ الْحسن بن يحيى الْخُشَنِي قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمُغنِي تَرَكُوهُ وَقَالَ فِي الكاشف وهاه جمَاعَة وَقَالَ دُحَيْم وَغَيره لَا بَأْس بِهِ وَذكره الْحَافِظ شمس الدَّين ابْن الْجَزرِي فِي كِتَابه الْحصن الْحصين من رِوَايَة الْبَيْهَقِيّ ثمَّ قَالَ قَالَ الْبَيْهَقِيّ إِنَّه قد جرب فَوجدَ سَببا لقَضَاء الْحَاجة قَالَ ورويناه فِي كتاب الدُّعَاء لِلْوَاحِدِيِّ وَفِي سَنَده غير وَاحِد من أهل الْعلم وَذكر أَنه قد جربه فَوَجَدَهُ كَذَلِك قَالَ وَأَنا قد جربته فَوَجَدته كَذَلِك على أَن فِي سَنَده من لَا أعرفهُ انْتهى وَرَوَاهُ الديلمي فِي مُسْند الفردوس مسلسلا يَقُول كل من رُوَاته جربته فَوَجَدته حَقًا إِلَى ابْن مَسْعُود وَقَالَ الديلمي وَأَنا جربته فَوَجَدته حَقًا وَقَالَ الْعِرَاقِيّ فِي شرح التِّرْمِذِيّ، فِي الْكَلَام على إِسْنَاد هَذَا الحَدِيث وَبَيَان ضعفه: وَدَاوُد بن أبي عَاصِم لم يدْرك ابْن مَسْعُود وَلَا يعرف لَهُ عَنهُ رِوَايَة والظاهران ذكر ابْن مَسْعُود فِيهِ وهم من بعض رُوَاته وَإِنَّمَا هُوَ عَن دَاوُد بن أبي عَاصِم عَن عُرْوَة بن مَسْعُود مُرْسلا فَجعل بعض رُوَاته مَكَان عُرْوَة عبد الله فَوَقع الْوَهم وَمَعَ ذَلِك فَهُوَ شَاذ مُخَالف للأحاديث الصَّحِيحَة فِي نَهْيه عَن الْقِرَاءَة فِي الرُّكُوع وَالسُّجُود انْتهى وَنقل ابْن الْأَثِير فِي النِّهَايَة وَالزَّرْكَشِيّ فِي الْأَدْعِيَة عَن الْحَنَفِيَّة أَنه يكره أَن يُقَال فِي الدُّعَاء اللَّهُمَّ إِنِّي أسئلك بمعاقد الْعِزّ من عرشك وَإِن جَاءَ بِهِ الحَدِيث لِأَنَّهُ لَا ينْكَشف مَعْنَاهُ لكل أحد قَالَ ابْن الْأَثِير وَحَقِيقَة مَعْنَاهُ بعز عرشك.
الْفَصْل الثَّالِث
(93) [حَدِيثٌ] لَا صَلاةَ فِي الْحَمَّامِ وَلا تُسَلِّمْ عَلَى بَادِي الْعَوْرَةِ بِالْحَمَّامِ (نجا) من حَدِيث أَنَسٍ مِنْ طَرِيقِ أَبِي هُدْبَةَ.
(94) [حَدِيثٌ] مَنْ تَهَاوَنَ بِصَلاتِهِ عَاقَبَهُ اللَّهُ بِخَمْسَ عَشْرَةَ خَصْلَةً سِتَّةٌ مِنْهَا فِي الدُّنْيَا وَثَلاثَةٌ مِنْهَا عِنْدَ الْمَوْتِ وَثَلاثَةٌ مِنْهَا فِي قَبْرِهِ وَثَلاثَةٌ مِنْهَا تُصِيبُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذَا خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ فَأَمَّا الَّتِي تُصِيبُهُ فِي دَارِ الدُّنْيَا فَأَوَّلُهَا يَرْفَعُ اللَّهُ الْبَرَكَةَ مِنْ رِزْقِهِ وَالثَّانِيَةُ يَنْزِعُ اللَّهُ الْبَرَكَةَ مِنْ عُمْرِهِ وَالثَّالِثَةُ يَرْفَعُ اللَّهُ سِيمَا الصَّالِحِينَ مِنْ وَجْهِهِ، وَالرَّابِعَةُ لَا حَظَّ لَهُ فِي دُعَاءِ الصَّالِحِينَ، وَالْخَامِسَةُ كُلُّ عَمَلٍ يَعْمَلُهُ مِنْ أَعْمَالِ الْبِرِّ لَا يُؤْجَرُ عَلَيْهِ، وَالسَّادِسَةُ لَا يَرْفَعُ اللَّهُ دُعَاءَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَأَمَّا الَّتِي تُصِيبُهُ مِنْهَا فِي قَبْرِهِ فَأَوَّلُهَا يُوَكِّلُ اللَّهُ بِهِ مَلَكًا يُزْعِجُهُ فِي قَبْرِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة(2/113)
وَالثَّانِيَةُ تَكُونُ ظُلْمَةٌ فِي قَبْرِهِ فَلا يُضِيءُ لَهُ أَبَدًا، وَالثَّالِثَةُ يُضَيِّقُ اللَّهُ عَلَيْهِ قَبْرَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَأَمَّا الَّتِي تُصِيبُهُ مِنْهَا إِذَا خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ فَأَوَّلُهَا يُوَكِّلُ اللَّهُ بِهِ مَلَكًا يَسْحَبُهُ عَلَى حَرِّ وَجْهِهِ فِي عَرَصَاتِ الْقِيَامَةِ، وَالثَّانِيَةُ يُحَاسَبُ حِسَابًا طَوِيلا؛ وَالثَّالِثَةُ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَلا يُزَكِّيهِ وَلَهُ عَذَابٌ أَلِيم ثمَّ تَلا النَّبِي {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ، وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غيا إِلَّا من تَابَ} (نجا) .
من حَدِيث أبي هُرَيْرَة قَالَ فِي الْمِيزَان حَدِيث بَاطِل رَكبه مُحَمَّد بن عَليّ بن الْعَبَّاس على أبي بكر بن زِيَاد النَّيْسَابُورِي وَقَالَ فِي اللِّسَان هُوَ ظَاهر الْبطلَان من أَحَادِيث الطرقية.
(95) [حَدِيثٌ] إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُحِبَّ أَنْ يَشُقَّ عَلَيْكُمْ طَرْفَةَ عَيْنٍ فَمَنْ لَمْ يَقْدِرْ عَلَى عَمَلٍ إِلا بِمَشَقَّةٍ فَلا يَأْتِيَنَّهُ فَإِنَّ اللَّهَ وَضَعَ الْمَشَقَّةَ عَنْهُ وَمَنْ صُدِّعَ لَهُ رَأْسٌ فَأَحَبَّ أَنْ يُصَلِّيَ قَاعِدًا فَلَهُ أَجْرُ قَائِمٍ (مي) من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه الحكم بن عبد الله الْأَيْلِي (قلت) وفيهَا أَيْضا أَبُو بَحر مُحَمَّد بن الْحسن وَالله أعلم أَيهمَا وَضعه.
(96) [حَدِيثٌ] دَاوِمُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ فَإِنَّ اللَّهَ افْتَرَضَهُنَّ عَلَيْكُمْ فَلا تَتْرُكُوهَا اسْتِخْفَافًا بِهَا وَلا جُحُودًا (قطّ) فِي غَرَائِبِ مَالِكٍ مِنْ حَدِيث ابْن عمر وَذكر الحَدِيث بِطُولِهِ وَقَالَ هَذَا مَوْضُوع وَضعه إِسْحَاق بن عبد الصَّمد وَأوردهُ صَاحب الْمِيزَان فِي تَرْجَمَة مَرْوَان السنجاري واتهمه بِهِ.
(97) [حَدِيثٌ] لَا تُجْزِي صَلاةٌ لَا يُقْرَأُ فِيهَا بِفَاتِحَة الْكِتَابِ إِلا أَنْ يَكُونَ وَرَاءَ الإِمَامِ (حا) فِي تَارِيخه من حَدِيثِ جَابِرٍ وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَشْرَس.
(98) [حَدِيثُ] أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ الْمُصْطَفَى وَقَالَ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ لَقَدْ حَدَّثَنِي جِبْرِيلُ وَقَالَ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ لَقَدْ حَدَّثَنِي مِيكَائِيلُ وَقَالَ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ لَقَدْ حَدَّثَنِي إِسرَافِيلُ وَقَالَ قَالَ اللَّهُ يَا إِسْرَافِيلُ وَعِزَّتِي وَجَلالِي وَجُودِي وَكَرَمِي مَنْ قَرَأَ بِسْمِ الله الرَّحْمَن الرَّحِيم مُتَّصِلَة بِفَاتِحَة الْكِتَابِ مَرَّةً وَاحِدَةً اشْهَدُوا عَلَى أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُ وَقَبِلْتُ مِنْهُ الْحَسَنَاتِ وَتَجَاوَزْتُ عَنْهُ السَّيِّئَاتِ وَلا أُحْرِقُ لِسَانَهُ فِي النَّارِ وَأُجِيرُهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَعَذَابِ النَّارِ وَعَذَابِ الْقِيَامَةِ وَالْفَزَعِ الأَكْبَرِ وَيَلْقَانِي قَبْلَ الأَنْبِيَاءِ وَالأَوْلِيَاءِ أَجْمَعِينَ(2/114)
(أَبُو حَفْص الميانشي) فِي الْمجَالِس المكية مسلسلا بِالْحلف بِاللَّه الْعَظِيم وَإنَّهُ لكذب بَين وبهتان عَظِيم.
(99) [حَدِيث] صَلَاة بسواك تعدل أَرْبَعمِائَة بِغَيْرِ سِوَاكٍ وَكَأَنَّمَا أَعْتَقَ رَقَبَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ وَيَخْرُجُ مِنْ ذُنُوبِهِ كَمَا تَخْرُجُ الشَّعْرَةُ مِنَ الْعَجِينِ، وَإِنْ يَخْرُجِ الدَّجَّالُ لَمْ يَكُنْ لَهُ عَلَيْهِ سَبِيلٌ (مي) من حَدِيث أنس (قلت) لم يبين علته وَفِيه جمَاعَة لم أعرفهم وَالله تَعَالَى أعلم.
(100) [حَدِيثٌ] مَنْ عَلَّقَ قِنْدِيلا فِي الْمَسْجِدِ صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُطْفِيَ ذَلِكَ الْقِنْدِيلَ وَمَنْ بَسَطَ فِيهِ حَصِيرًا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يَنْقَطِعَ ذَلِكَ الْحَصِيرُ (يخ) من حَدِيث معَاذ وَفِيه عمر بن صبح (قلت) أوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات وَقَالَ وَضعه عَاصِم بن سُلَيْمَان الكوزي يَعْنِي شيخ عمر بن صبح وَأورد أَيْضا من حَدِيث عمر مَرْفُوعا من نور فِي مَسَاجِدنَا نور الله قَبره وَمن رَاح فِيهِ رَائِحَة أَدخل الله فِي قَبره من روح الْجنَّة، وَفِيه إِبْرَاهِيم بن الْبَراء مُتَّهم ذُو مَوْضُوعَات قَالَ الذَّهَبِيّ وَعلمنَا بطلَان هَذَا بِأَن النَّبِي مَاتَ وَلم يُوقد فِي حَيَاته فِي مَسْجده قِنْدِيلًا وَلَا بسط فِيهِ حَصِيرا وَلَو كَانَ قَالَ لأَصْحَابه هَذَا لبادروا إِلَى هَذِه الْفَضِيلَة وَالله أعلم وَجَاء صَدره من طَرِيق آخر أخرجه ابْن النجار فِي تَارِيخه (قلت) فِي سَنَده من لم أعرفهم وَالله أعلم.
(101) [حَدِيثٌ] إِذَا هَمَّ الْعَبْدُ أَنْ يَبْزُقَ فِي الْمَسْجِدِ اضْطَرَبَتْ أَرْكَانُهُ وَانْزَوَى كَمَا تَنْزَوِي الْجِلْدَةُ فِي النَّارِ فَإِنْ هُوَ ابْتَلَعَهَا أَخْرَجَ اللَّهُ مِنْهُ اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ دَاءً وَكَتَبَ لَهُ بِهَا أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ (مي) من حَدِيث أنس (قلت) فِي سَنَده من لم أعرفهُ وَأوردهُ الْغَزالِيّ فِي الْإِحْيَاء مُخْتَصرا وَلَفظه إِن الْمَسْجِد لينزوي من النخامة كَمَا ينزوي الْجلد من النَّار وَقَالَ الْعِرَاقِيّ فِي تَخْرِيجه لَا أصل لَهُ مَرْفُوعا وَإِنَّمَا هُوَ من قَول أبي هُرَيْرَة وَالله تَعَالَى أعلم.
(102) [حَدِيثٌ] تَعَاهَدُوا هَذِهِ الْمَسَاجِدَ بِالتَّجْصِيصِ والقناديل والسرج والريحة الطَّيِّبَةِ وَالتَّوْسِيعِ عَلَى أَهْلِيكُمْ بِالطَّعَامِ وَالإِدَامِ وَالْكِسْوَةِ فِي رَمَضَانَ (حا) من حَدِيث أنس وَفِيه الْحُسَيْن بن علوان.
(103) [حَدِيثٌ] مَنْ أَحَبَّ اللَّهَ أَحَبَّ الْقُرْآنَ وَمَنْ أَحَبَّ الْقُرْآن أَحبَّنِي وَمن(2/115)
أَحَبَّنِي أَحَبَّ أَصْحَابِي وَقَرَابَتِي وَمَنْ أَحَبَّ اللَّهَ أَحَبَّ الْمَسَاجِدَ فَإِنَّهَا أَفْنِيَةُ اللَّهِ وَأَبْنِيَتُهُ أَذِنَ اللَّهُ تَعَالَى فِي رَفْعِهَا وَبَارَكَ فِيهَا مُبَارَكَةً مُبَارَكٌ أَهْلُهَا مَيْمُونَةٌ مَيْمُونٌ أَهْلُهَا مَحْفُوظَةٌ مَحْفُوظٌ أَهْلُهَا هُمْ فِي مَسَاجِدِهِمْ وَاللَّهُ فِي حَوَائِجِهِمْ وَهُمْ فِي صَلاتِهِمْ وَفِي ذِكْرِ رَبِّهِمْ وَاللَّهُ مُحِيطٌ مِنْ وَرَائِهِمْ وَمُتَكَفِّلٌ بِأَرْزَاقِهِمْ (مي) من حَدِيث أنس (قلت) لم يبين علته وَفِيه مُوسَى ابْن عبد الرَّحْمَن وَأَظنهُ الثَّقَفِيّ الصَّنْعَانِيّ فَإِن الذَّهَبِيّ أورد هَذَا الحَدِيث فِي تَرْجَمته فِي الْمِيزَان لكنه جعله من رِوَايَته عَن ابْن جريج عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس وَنقل عَن ابْن عدي أَنه قَالَ فِيهِ وَفِي حديثين آخَرين من رِوَايَته بِهَذَا السَّنَد هَذِه الْأَحَادِيث بَوَاطِيلُ وَالله أعلم.
(104) [حَدِيثٌ] مَنْ كَسَحَ بَيْتًا مِنْ بيُوت الله فَكَأَنَّمَا حج أربعمائه حجَّة وغزا أَرْبَعمِائَة غَزْوَة وَأعْتق أَرْبَعمِائَة نسمَة وَصَامَ أَرْبَعمِائَة سَنَةٍ (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه أَبُو سَلمَة مُحَمَّد بن عبد الله بن زِيَاد الْأنْصَارِيّ (قلت) أوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي تلخيصها أَبُو سَلمَة هَالك وَالله تَعَالَى أعلم.
(105) [حَدِيث] عَائِشَة أَنه قَالَ لِبَرِيرَةَ يَا بَرِيرَةُ اكْنُسِي الْمَسْجِدَ يَوْمَ الْخَمِيسِ فَإِنَّهُ مَنْ أَخْرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ يَوْمَ الْخَمِيسِ أَذًى بِقَدْرِ مَا يَقْذَرُ الْعَيْنُ بِهِ كَانَ كَعَدْلِ، رَقَبَةٍ يُعْتِقُهَا (نع) من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه الْحُسَيْن بن علوان.
(106) [حَدِيثٌ] لَوْ كَانَ لأَهْلِ السَّمَاءِ مِنَ الْمَلائِكَةِ نُزُولٌ إِلَى الأَرْضِ لَمَا سَبَقَهُمْ إِلَى الأَذَانِ أَحَدٌ وَلَغَلَبُوا النَّاسَ عَلَيْهِ وَإِنَّ أَدْنَى أَجْرِ الْمُؤَذِّنِ أَنَّ لَهُ مَا بَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ أَجْرَ الشَّهِيدِ الْمَقْتُولِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الْمُتَشَحِّطِ فِي دَمِهِ يَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ مَا شَاءَ (نع) من حَدِيث عَليّ وَفِيه إِسْحَاق بن وهب وَعمر بن صبح (قلت) إِسْحَاق الْمَذْكُور فِي هَذَا الحَدِيث هُوَ العلاف وهُوَ صَدُوق وَالْمُتَّهَم بِالْكَذِبِ والوضع هُوَ الطهرمسي وَعمر بن صبح بَرِيء من عهدته فقد تَابعه ثَابت بن عَمْرو الشَّيْبَانِيّ وَفِي تَرْجَمته من الْمِيزَان أورد الذَّهَبِيّ الحَدِيث وَقَالَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ثَابت ضَعِيف، وَقَالَ البُخَارِيّ مُنكر الحَدِيث وَقَالَ أَبُو أَيُّوب سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن الدِّمَشْقِي كَانَ ثِقَة صَائِما قَائِما وَالله تَعَالَى أعلم.
(107) [حَدِيثٌ] مَنْ سَمِعَ الْمُنَادِيَ بِالصَّلاةِ فَقَالَ مرْحَبًا بالقائلين عدلا مرْحَبًا(2/116)
بِالصَّلاةِ وَأَهْلا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَيْ أَلْفِ حَسَنَةٍ وَمَحَا عَنْهُ أَلْفَيْ أَلْفِ سَيِّئَةٍ وَرَفَعَ لَهُ أَلْفَيْ أَلْفِ دَرَجَةٍ (مي) من حَدِيث عَليّ وَفِيه همام بن مُسلم ذكر الْحَافِظ ابْن حجر الحَدِيث فِي اللِّسَان فِي تَرْجَمته وَأعله بِهِ وبراويه عَنهُ سُلَيْمَان بن الرّبيع النَّهْدِيّ وَبَان فِيهِ انْقِطَاعًا ثمَّ قَالَ والمتن بَاطِل (قلت) وتتمة كَلَام الْحَافِظ إِنَّمَا يرْوى ذَلِك عَن عُثْمَان من فعله وَلَيْسَ فِيهِ ذكر الثَّوَاب الْمَذْكُور وَالله أعلم.
(108) [حَدِيثٌ] أَظْهِرُوا الأَذَانَ فِي بُيُوتِكُمْ وَمُرُوا بِهِ نِسَاءَكُمْ فَإِنَّهُ مَطْرَدَةٌ لِلشَّيْطَانِ وَنَمَاءٌ فِي الرِّزْقِ (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه نهشل.
(109) [حَدِيثٌ] إِذَا أَخَذَ الْمُؤَذِّنُ فِي أَذَانِهِ وَضَعَ الرَّبُّ يَدَهُ فَوْقَ رَأْسِهِ فَلا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَفْرَغَ مِنْ أَذَانِهِ وَإِنَّهُ لَيُغْفَرُ لَهُ مَدَّ صَوْتِهِ فَإِذَا فَرَغَ قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ صَدَقْتَ عَبْدِي وَشَهِدْتَ بِشَهَادَةِ الْحَقِّ فَأَبْشِرْ (نع) فِي تَارِيخ أَصْبَهَان من حَدِيث أنس وَفِيه عمر بن صبح.
(110) [حَدِيثٌ] يَدُ الرَّحْمَنِ عَلَى رَأْسِ الْمُؤَذِّنِ مَا دَامَ يُؤَذِّنُ وَإِنَّهُ لَيُغْفَرُ لَهُ مَدَّ صَوْتِهِ أَيْنَ بَلَغَ (عد) من حَدِيث أنس وَفِيه أَيُّوب أَبُو حَفْص الْعَبْدي (قلت) وَذكره ابْن حبَان فِي الضُّعَفَاء فِي تَرْجَمَة أبي الصَّلْت الْهَرَوِيّ قَالَ روى عَن حَمَّاد بن زيد عَن ثَابت الْبنانِيّ عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله يَد الله على الْمُؤَذّن حَتَّى يفرغ من أَذَانه قَالَ ابْن حبَان وَهَذَا أنكر شَيْء حدث بِهِ مَا رَوَاهُ حَمَّاد قطّ وَلَا ثَابت حدث بِهِ وَلَا أنس يعرف هَذَا من حَدِيثه وَلَا رَوَاهُ عَنهُ إِلَّا يزِيد الرقاشِي وَهُوَ لَا شَيْء انْتهى وَالْمُنكر من هَذَا الحَدِيث صَدره وَهُوَ الَّذِي أوردهُ ابْن حبَان وَأما آخِره وَهُوَ كَون الْمُؤَذّن يغْفر لَهُ مد صَوته فَصَحِيح لَهُ طرق رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَالنَّسَائِيّ من حَدِيث الْبَراء بن عَازِب وَأحمد وَالْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ من حَدِيث ابْن عمر وَرِجَاله رجال الصَّحِيح وَالله تَعَالَى أعلم.
(111) [حَدِيثُ] عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّهُ قَالَ لأَبِي رَزِينٍ يَا أَبَا رَزِينٍ إِذَا كَابَدَ النَّاسُ قِيَامَ اللَّيْلِ وَصِيَامَ النَّهَارِ فَكَابِدِ النَّصِيحَةَ لِلْمُسْلِمِينَ يَا أَبَا رَزِينٍ إِذَا أَقْبَلَ النَّاسُ عَلَى الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَأَحْبَبْتَ أَنْ يَكُونَ لَكَ مِثْلُ أُجُورِهِمْ فَالْزَمِ الْمَسْجِدَ تُؤَذِّنُ فِيهِ لَا تَأْخُذُ عَلَى ذَلِكَ أَجْرًا (مي) طَرِيق عَمْرو بن بكر السكْسكِي.(2/117)
(112) [حَدِيثٌ] مَنْ أَذَّنَ سَنَةً بِنِيَّةٍ صَادِقَةٍ يُحْشَرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُوقَفُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَيُقَالُ لَهُ اشْفَعْ لِمَنْ شِئْتَ (نجا) من حَدِيث أنس وَفِيه مُوسَى الطَّوِيل.
(113) [أَثَرُ] أَبِي الدَّرْدَاءِ لَمَّا دَخَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الشَّامَ سَأَلَهُ بِلالٌ أَنْ يَقَرَّ بِالشَّامِ فَفَعَلَ ذَلِكَ فَنَزَلَ دَارِيَّا ثُمَّ إِنَّ بِلالا رَأَى فِي مَنَامِهِ النَّبِيَّ وَهُوَ يَقُولُ لَهُ مَا هَذِهِ الْجَفْوَةُ يَا بِلالُ أَمَا آنَ لَكَ أَنْ تَزُورَنِي يَا بِلالُ فَانْتَبَهَ حَزِينًا وَجِلا خَائِفًا فَرَكِبَ رَاحِلَتَهُ وَقَصَدَ الْمَدِينَةَ فَأَتَى قَبْرَ النَّبِي فَجَعَلَ يَبْكِي عِنْدَهُ وَيُمَرِّغُ وَجْهَهُ عَلَيْهِ وَأَقْبَلَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ فَجَعَلَ يَضُمُّهُمَا وَيُقَبِّلُهُمَا فَقَالا يَا بِلالُ نَشْتَهِي نَسْمَعُ أَذَانَكَ الَّذِي كُنْتَ تؤذنه لرَسُول الله فِي الْمَسْجِدِ فَفَعَلَ فَعَلا سَطْحَ الْمَسْجِدِ فَوَقَفَ مَوْقِفَهُ الَّذِي كَانَ يَقِفُ فِيهِ فَلَمَّا أَنْ قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ فَلَمَّا أَنْ قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ زَادَ تَعَاجِيجُهَا فَلَمَّا أَنْ قَالَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ خَرَجَ الْعَوَاتِقُ مِنْ خُدُورِهِنَّ فَقَالُوا أبْعث رَسُول الله فَمَا رُؤِيَ يَوْمٌ أَكْثَرَ بَاكِيًا وَلا بَاكِيَةً بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ (كرّ) من طَرِيق إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن بِلَال ابْن أبي الدَّرْدَاء قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان فِيهِ جَهَالَة وَقَالَ ابْن حجر فِي اللِّسَان هَذِه قصية بَيِّنَة الْوَضع.
(114) [حَدِيثٌ] مَنْ تَوَضَّأَ فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ ثُمَّ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ يُرِيدُ الْمَسْجِدَ فَقَالَ حِينَ يَخْرُجُ بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يهديني إِلا هَدَاهُ اللَّهُ لِصَوَابِ الأَعْمَالِ وَالَّذِي هُوَ يطعمني ويسقين إِلا أَطْعَمَهُ اللَّهُ مِنْ طَعَامِ الْجَنَّةِ وَسَقَاهُ مِنْ شَرَابِهَا، وَإِذَا مَرضت فَهُوَ يشفين إِلا جَعَلَ مَرَضَهُ كَفَّارَةً لِذُنُوبِهِ وَالَّذِي يميتني ثمَّ يحيين إِلا أَحْيَاهُ اللَّهُ حَيَاةَ السُّعَدَاءِ وَأَمَاتَهُ مِيتَةَ الشُّهَدَاءِ وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدَّين إِلا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ خَطَايَاهُ وَلَوْ كَانَتْ أَكْثَرَ مِنْ زَبَدِ الْبَحْرِ رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ إِلا وَهَبَ اللَّهُ لَهُ وَأَلْحَقَهُ بِصَالِحِي مَنْ مَضَى وَصَالِحِي مَنْ بَقِيَ وَاجْعَلْ لِي لِسَان صدق فِي الآخرين إِلا كَتَبَهُ اللَّهُ صِدِّيقًا وَاجْعَلْنِي من وَرَثَة جنَّة النَّعيم إِلا جَعَلَ اللَّهُ لَهُ الْمَنَازِلَ وَالقْصُورَ فِي الْجَنَّةِ (يخ) من حَدِيث سَمُرَة وَقَالَ فِي آخِره لقد سمعته من رَسُول الله عشر مرار وَقد سمته من أبي بكر وَعمر وَعُثْمَان يذكرُونَهُ عَن رَسُول الله أَكثر من عشر مرار وَكَانَ الْحسن يزِيد فِيهِ واغفر لوالدي كَمَا ربياني صَغِيرا وَفِيه سلم ابْن سَالم الْبَلْخِي.(2/118)
(115) [حَدِيثٌ] لَا تَتْرُكُوا الْجَمَاعَةَ فَإِنَّ رَكْعَةً وَاحِدَةً فِي الْجَمَاعَةِ خَيْرٌ مِنْ عَشَرَةِ آلافِ رَكْعَةٍ وُحْدَانًا (مي) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ (قُلْتُ) لَمْ يُبَيِّنْ عِلَّتَهُ وَفِي سَنَده من لم أعرفهم وَالله أعلم.
(116) [حَدِيثٌ] فَضْلُ أَهْلِ الْمَدَائِنِ عَلَى أَهْلِ الْقُرَى كَفَضْلِ أَهْلِ السَّمَاءِ عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ مِنْ أَجْلِ الْجُمَعَةِ وَالْجَمَاعَاتِ (نع) من حَدِيث نبيط بن شريط من طَرِيق أَحْمد ابْن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن نبيط بن شريط.
(117) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى صَلاةً لَمْ يَدْعُ فِيهَا لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ فَصَلاتُهُ خِدَاجٌ (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه نوح بن ذكْوَان لَيْسَ بِشَيْء وَعنهُ سُوَيْد بن عبد الْعَزِيز مَتْرُوك (قلت) سُوَيْد بن عبد الْعَزِيز وَإِن ضعف فقد أخرج لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَقَالَ ابْن حبَان أستخير الله فِيهِ فَهُوَ إِلَى الثِّقَات أقرب ونوح بن ذكْوَان من رجال ابْن مَاجَه، نعم قَالَ السَّاجِي يحدث بِأَحَادِيث بَوَاطِيلُ وَالله أعلم.
(118) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى صَلاةَ الْفَجْرِ فِي جَمَاعَةٍ وَلا يُؤَخِّرُهَا اسْتَوْجَبَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَرْبَعَة أَشْيَاءَ أَوَّلُهَا رِزْقًا مِنَ الْحَلالِ وَثَانِيهَا يَنْجُو مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَثَالِثُهَا يُعْطَى كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ وَالرَّابِعُ يَمُرُّ عَلَى الصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ (مي) من حَدِيث أنس (قلت) لم يبين علته وَفِي سَنَده جمَاعَة لم أعرفهم وَالله أعلم.
(119) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى الْفَجْرَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ اعْتَكَفَ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ ثُمَّ صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ مُتَوَالِيَاتٍ يَقْرَأُ فِي أول رَكْعَة بِفَاتِحَة الْكِتَابِ وَآيَةَ الْكُرْسِيِّ ثَلاثَ مَرَّاتٍ وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} وَفِي الثَّانِيَة بِفَاتِحَة الْكتاب {وَالشَّمْس وَضُحَاهَا} وَفِي الثَّالِثَة بِفَاتِحَة الْكتاب {وَالسَّمَاء والطارق} وَفِي الرَّابِعَة بِفَاتِحَة الْكِتَابِ وَآيَةِ الْكُرْسِيِّ وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ثَلاثَ مَرَّاتٍ بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ سَبْعِينَ مَلَكًا مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ عَشَرَةُ أَمْلاكٍ مَعَهُمْ أَطْبَاقٌ مِنَ الْجَنَّةِ وَمَنَادِيلُ مِنَ الْجَنَّةِ فَيَحْمِلُونَ تِلْكَ الصَّلاةَ عَلَى تِلْكَ الأَطْبَاقِ ثُمَ يَصْعَدُونَ بِهَا وَلا يَمُرُّونَ بِفَوْجٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِلا اسْتَغْفَرُوا لِصَاحِبِهَا (شا) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَفِيه نوح بن أبي مَرْيَم.
(120) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى الْفَجْرَ فِي جَمَاعَةٍ وَخَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ فَمَرَّ بِعِشْرِينَ نَفْسًا فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ ثُمَّ مَاتَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ غُفِرَ لَهُ (مي) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه أَبُو بكر مُحَمَّد ابْن عبد الله الْأُشْنَانِي.(2/119)
(121) [حَدِيثٌ] أَتَانِي جِبْرِيلُ فِي سَبْعِينَ أَلْفًا مِنَ الْمَلائِكَةِ بَعْدَ صَلاةِ الضُّحَى الحَدِيث وَهُوَ طَوِيل جدا فِي أوراق فِي فضل صَلَاة الْجَمَاعَة (نجا) من حَدِيث أبي سعيد وَهُوَ حَدِيث مُنكر وَرِجَال إِسْنَاده أَكْثَرهم مَجَاهِيل.
(122) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى الظُّهْرَ فِي جَمَاعَةٍ كَانَ لَهُ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ صَلاةً كُلُّهَا مِثْلُهَا وَسَبْعُ دَرَجَاتٍ فِي جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه بكر بن خُنَيْس مَتْرُوك (قلت) بكر روى لَهُ التِّرْمِذِيّ حَدِيثا فِي قيام اللَّيْل وَحسنه والراوي عَنهُ سَلام بن سُلَيْمَان الثَّقَفِيّ من رجال ابْن مَاجَه وَقَالَ فِيهِ ابْن عدي عَامَّة مَا يرويهِ حسان إِلَّا أَنه لَا يُتَابع عَلَيْهِ وَقَالَ النَّسَائِيّ ثِقَة نعم الرَّاوِي عَن سَلام عبد الله بن روح الْمَدِينِيّ لَمْ أَقِفْ لَهُ عَلَى تَرْجَمَةٍ فَلَعَلَّ الآفة مِنْهُ وَالله أعلم.
(123) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى قَفَا الإِمَامِ فَلَهُ بِكُلِّ صَلاةٍ مِائَةُ حَسَنَةٍ وَمَنْ صَلَّى عَلَى يَمِينِ الإِمَامِ فَلَهُ بِكُلِّ صَلاةٍ خَمْسٌ وَسَبْعُونَ حَسَنَةً وَمَنْ صَلَّى عَلَى يَسَارِ الإِمَامِ فَلَهُ بِكُلِّ صَلاةٍ خَمْسُونَ حَسَنَةً (مي) من حَدِيث ابْن عمر (قلت) لم يبين علته وَفِي سَنَده جمَاعَة لم أعرفهم وَالله تَعَالَى أعلم.
(124) [حَدِيثٌ] النَّافِلَةُ هَدِيَّةُ الْمُؤْمِنِ إِلَى رَبِّهِ فَلْيُحْسِنْ أَحَدُكُمْ هَدِيَّتَهُ وَلْيُطَيِّبْهَا (مي) من حَدِيث عبد الله بن يرفا اللَّيْثِيّ عَن أَبِيه عَن جده (قُلْتُ) لَمْ يُبَيِّنْ عِلَّتَهُ وَفِي سَنَده من لم أعرفهم وَعبد الله بن يرفا عَن أَبِيه عَن جده مَا عَرفته وراجعت الوشي الْمعلم فِيمَن روى عَن أَبِيه عَن جده عَن النَّبِي لِلْحَافِظِ العلائي واختصاره لِلْحَافِظِ ابْن حجر فَلم أجد لَهُ فيهمَا ذكرا وَالله تَعَالَى أعلم.
(125) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ يَقْرَأُ فِي كل رَكْعَة بِأم الْكِتَابِ وَسِتَّ مَرَّاتٍ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} يُحْسِنُ رُكُوعَهَا وَسُجُودَهَا بَنَى اللَّهُ لَهُ قَصْرًا مِنْ لُؤْلُؤَةٍ بَيْضَاءَ عَلَى عَمُودٍ مِنْ يَاقُوتٍ أَحْمَرَ فِيهِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ أَلْفِ غُرْفَةٍ وَمَنْ قَرَأَهَا مَرَّةً وَاحِدَةً بَنَى اللَّهُ لَهُ قَصْرًا فِي الْجَنَّةِ (أَبُو مُحَمَّد السَّمرقَنْدِي) فِي فَضَائِل {قل هُوَ الله أحد} من حَدِيث إِسْحَاق بن عبد الله ابْن جليحة عَن أَبِيه عَن جده (قلت) لم يبين علته وَفِيه عَليّ بن دَاوُد الْقَنْطَرِي قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان صَالح الحَدِيث لكنه روى خَبرا مُنْكرا فَتكلم فِيهِ لذَلِك فَلَا أَدْرِي أهوَ هَذَا(2/120)
الْخَبَر أم غَيره وَإِسْحَاق بن عبد الله بن جليحة الفِهري عَن أَبِيه عَن جده مَا عَرفته وَلم أجد لَهُ فِي الوشي الْمعلم وَلَا فِي مُخْتَصره ذكرا وَالله أعلم.
(126) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ الآخِرَةِ يقْرَأ فِي كل رَكْعَة بِفَاتِحَة الْكِتَابِ وَعِشْرِينَ مَرَّةً {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} بَنَى اللَّهُ لَهُ قَصْرَيْنِ فِي الْجَنَّةِ يَتَرَايَاهُمَا أَهْلُ الْجَنَّةِ (يخ) من حَدِيث أنس وَفِيه أَبُو سُلَيْمَان دَاوُد بن عبد الْجَبَّار الْكُوفِي.
(127) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَة الأولى بِفَاتِحَة الْكِتَابِ وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} خَمْسًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً وَفِي الثَّانِيَةِ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} إِحْدَى وَثَلاثِينَ مَرَّةً كَتَبَ اللَّهُ لَهُ عِبَادَةَ خَمْسِينَ عَامًا (مي) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه سُلَيْمَان ابْن سَلمَة الخبايري.
(128) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَيْلَةَ الْخَمِيسِ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَآيَةِ الْكُرْسِيِّ وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} خَمْسَ مَرَّاتٍ وَ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} خمس مَرَّات والمعوذتين خَمْسَ مَرَّاتٍ فَإِذَا تَشَهَّدَ اسْتَغْفَرَ وَجَعَلَ ثَوَابَ ذَلِكَ لِوَالِدَيْهِ فَقَدْ أَدَّى حَقَّ وَالِدَيْهِ وَإِنْ لَمْ يَبَرَّهُمَا (مي) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه عَاصِم بن مُضرس مَتْرُوك (قلت) سُبْحَانَ الله فِي الحَدِيث الْحسن بن عُثْمَان بن زِيَاد وَهُوَ وَضاع وَشَيْخه إِسْمَاعِيل ابْن عبد الله بن إِسْمَاعِيل من ولد عُثْمَان لم أَقف لَهُ على ذكر لَا فِي الضُّعَفَاء وَلَا فِي الثِّقَات فَتَركهُمَا الشَّيْخ وأعل الحَدِيث بعاصم وَغَايَة مَا قيل فِيهِ مُنكر الحَدِيث وَلَا يلْزم من ذَلِك أَن يكون حَدِيثه مَوْضُوعا وَالله أعلم.
(129) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى حَوْلَ بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ فِي جَمَاعَةٍ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ خَمْسًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً كُلُّ مَرَّةٍ مِائَةَ أَلْفٍ تَكُونُ أَلْفَيْ ألف وَخَمْسمِائة أَلْفِ صَلاةٍ وَمَنْ صَلَّى حَوْلَ الْبَيْتِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِائَةَ أَلْفِ صَلاةٍ (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه زيد الْعمي ضَعِيف وَعنهُ ابْنه عبد الرَّحِيم مَتْرُوك وَعنهُ بشر بن عَطِيَّة ضَعِيف (قلت) بشر مَشاهُ ابْن عدي وَزيد روى لَهُ الْأَرْبَعَة على ضعفه وَعبد الرَّحِيم روى لَهُ ابْن مَاجَه نعم كذبه ابْن معِين على أَنه لَا يظْهر لي الحكم على هَذَا الحَدِيث بِالْوَضْعِ وَالله تَعَالَى أعلم فَيَنْبَغِي أَن يكون الآفة عبد الرَّحِيم وَإِن كَانَ من رجال ابْن مَاجَه لِأَن ابْن معِين قد كذبه وَالله أعلم.(2/121)
(130) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى لَيْلَةَ السَّبْتِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ مَرَّةً وَآيَةَ الْكُرْسِيِّ ثَلاثَ مَرَّاتٍ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَلِوَالِدَيْهِ وَكَانَ مِمَّنْ يَشْفَعُ لَهُ مُحَمَّد (نجا) من حَدِيث أنس وَفِيه أبان بن أبي عَيَّاش.
(131) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى عِشْرِينَ رَكْعَةً يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} حَفِظَهُ اللَّهُ فِي نَفْسِهِ وَمَالِهِ وَوَلَدِهِ وَأَبَوَيْهِ (طب) فِي الْأَوْسَط من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه عبيد الله بن الْقَاسِم وَعنهُ أَحْمد بن سعيد بن خيشنة الْحِمصِي قَالَ فِي الْمِيزَان مَوْضُوع والآفة أَحْمد بن سعيد أَبُو شَيْخه (قلت) لم يُصَرح الذَّهَبِيّ فِي ذَلِك فِي هَذَا الحَدِيث وَإِنَّمَا قَالَ فِي تَرْجَمَة كل مِنْهُمَا أَتَى بِخَبَر مَوْضُوع فالآفة فلَان أَو فلَان نعم قَالَ الْحَافِظ ابْنُ حَجَرٍ فِي اللِّسَانِ فِي تَرْجَمَة أَحْمد حَدِيثه فِي المعجم الْأَوْسَط ثمَّ ذكر لَهُ أَحَادِيث هَذَا أَولهَا ثمَّ قَالَ وأظن مُرَاد الذَّهَبِيّ الحَدِيث الأول وَالله تَعَالَى أعلم.
(132) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى الْفَجْرَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ثُمَّ وَحَّدَ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ غُفِرَ لَهُ وَأُعْطِيَ أَجْرَ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ (عد) من حَدِيث عَائِشَة من طَرِيق أبي حُذَيْفَة إِسْحَاق بن بشر.
(133) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ ثمَّ قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أسئلك بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ وَالْمُلْكَ وَالْمَلَكُوتَ وَالْجَبَرُوتَ وَالْعِزَّةَ وَالْعَظْمَةَ عَلَى جَمِيعِ خلقك وأسئلك خَيْرَ هَذَا الْيَوْمِ وَخَيْرَ مَا يُقْضَى فِيهِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذَا الْيَوْمِ وَشَرِّ مَا يُقْضَى فِيهِ الحَدِيث (خطّ) فِي رُوَاة مَالك من حَدِيث أنس من طَرِيق الْفضل بن مَنْصُور (قطّ) فِي الغرائب وَقَالَ هَذَا مُنكر وَمن دون مَالك مَجْهُول وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هَذَا مُنكر جدا وَالْفضل لَا يعرف (قلت) إِذا اقْتصر هَذَانِ الحافظان على وَصفه بالنكارة كَمَا ترى فَلَا يذكر فِي الموضوعات وَالله تَعَالَى أعلم.
(134) [حَدِيثُ] ابْنِ مَسْعُودٍ صليت خلف النَّبِي وَخَلْفَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً وَخَمْسَةَ أَشْهُرٍ وَخَلْفَ عُثْمَانَ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً وَخَلْفَ عَلِيٍّ بِالْكُوفَةِ خَمْسَ سِنِينَ فَلَمْ يَرْفَعْ أَحَدٌ مِنْهُمْ يَدَهُ إِلا فِي تَكْبِيرَةِ الافْتِتَاحِ وَحْدَهَا (أصبغ بن خَلِيل الْمَالِكِي) قَالَ ابْن الفرضي فِي تَارِيخه بلغ من تعصب أصبغ لرِوَايَة ابْن الْقَاسِم عَن مَالك ترك رفع الْيَدَيْنِ فِي الصَّلَاة إِن افتعل هَذَا الحَدِيث وأسنده عَن الْغَازِي بن قيس عَن سَلمَة(2/122)
ابْن وردان عَن ابْن شهَاب عَن الرّبيع بن خَيْثَم عَن ابْن مَسْعُود، وقف النَّاس على كذبه فِيهِ من مَوَاضِع مِنْهَا أَن سَلمَة بن وردان لم يرو عَن الزُّهْرِيّ وَمِنْهَا أَن الزُّهْرِيّ لم يرو عَن ربيع بن خَيْثَم وَلَا رَآهُ وَمِنْهَا قَوْله عَن ابْن مَسْعُود صليت خلف عَليّ خمس سِنِين وَابْن مَسْعُود مَاتَ فِي خلَافَة عُثْمَان بِالْإِجْمَاع انْتهى وَذكر القَاضِي عِيَاض فِي المدارك مثل ذَلِك وَكَذَا الذَّهَبِيّ وَزَاد فَقَالَ وَمِنْهَا أَن ابْن مَسْعُود مَا صلى خلف عمر وَعُثْمَان إِلَّا قَلِيلا لِأَنَّهُ كَانَ فِي غَالب دولتهما بِالْكُوفَةِ.
(135) [حَدِيثٌ] إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاةُ فَلا صَلاةَ إِلا الْمَكْتُوبَةَ إِلا رَكْعَتَيِ الصُّبْحِ (الْبَيْهَقِيّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَقَالَ هَذِه الزِّيَادَة لَا أصل لَهَا.
(136) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي مَسْجِدِهِ ثُمَّ جَلَسَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَإِذَا طَلَعَتِ حَمِدَ اللَّهَ وَقَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ إِلا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِكُلِّ رَكْعَةٍ أَلْفَ أَلْفِ قَصْرٍ فِي الْجَنَّةِ فِي كُلِّ قَصْرٍ أَلْفُ أَلْفِ حَوْرَاءَ مَعَ كُلِّ حَوْرَاءَ أَلْفُ أَلْفِ خَادِمٍ وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الأَوَّابِينَ (شا) من حَدِيث الْحسن بن عَليّ وَفِيه إِبْرَاهِيم بن حبَان بن النجار بن أنس بن مَالك.
(137) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ رَكْعَةِ الْمَغْرِبِ قَرَأَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُقَالُ لَهُ هَذَا مِنَ الصِّدِّيقِينَ فَيَجُوزُهُمْ فَيُقَالُ هَذَا مِنَ الشُّهَدَاءِ فَيَجُوزُهُمْ فَيُقَالُ هَذَا مِنَ النَّبِيِّينَ فَيَجُوزُهُمْ فَيُقَالُ هَذَا مِنَ الْمَلائِكَةِ فَيَجُوزُهُمْ وَلا يُحْجَبُ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى عَرْشِ الرَّحْمَنِ (الْحَارِث) فِي مُسْنده من حَدِيث عَليّ قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي المطالب الْعَالِيَة هَذَا مَوْضُوع.
(138) [حَدِيثٌ] قَامَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبَرُونِي أَنَّكَ قُلْتَ مَنْ صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ بَعْدَ عِشَاءِ الآخِرَةِ يَقْرَأُ فِيهِنَّ يس وحم الدُّخان وآلم تَنْزِيلُ وَ {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} تُضْمَنُ لَهُ الْجَنَّةُ فَقَالَ النَّبِي صَدَقَ مَنْ قَالَ هَذَا وَمَا قُلْتُ هَذَا إِلا مِنْ قَوْلِ جِبْرِيلَ إِنَّهُ قَالَ لِي مَنْ صَلَّى رَكَعَاتٍ أَرْبَعَةٍ قَرَأَ فِيهِنَّ هَذِهِ السُّوَرَ ضُمِنَتْ لَهُ الْجَنَّةُ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَنْ لَمْ يَدْرِ هَذِهِ السُّوَرَ الأَرْبَعَ وَلَمْ يَحْفَظْهُنَّ قَالَ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}(2/123)
مَرَّةً وَآيَةَ الْكُرْسِيِّ خَمْسَ مَرَّاتٍ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يُصَلِّي هَذِهِ الصَّلاةَ إِلا كَانَ رَفِيقِي فِي الْجَنَّةِ وَأَعْطَاهُ اللَّهُ ثَوَابَ سِتِّينَ نَبِيًّا وَأَعْطَاهُ اللَّهُ بِكُلِّ رَكْعَةٍ عِبَادَةَ سَنَةٍ وَبِكُلِّ آيَةٍ ثَوَابَ شَهِيدٍ وَكَتَبَ لَهُ بِكُلِّ حَجَرٍ وَمَدَرٍ حَجَّةً وَعُمْرَةً وَنَوَّرَ اللَّهُ قَبْرَهُ وَبَيَّضَ وَجْهَهُ وَسَتَرَ عَوْرَتَهُ وَقَضَى حَاجَتَهُ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاسْتَجَابَ اللَّهُ دُعَاءَهُ وَلا يَخْرُجُ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يَنْظُرَ إِلَى مَكَانِهِ فِي الْجَنَّةِ وَيَبْعَثُ اللَّهُ إِلَيْهِ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ الْمَلائِكَةَ يَكْتُبُونَ لَهُ الْحَسَنَاتِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لَهُ إِلَى اللَّيْلَةِ الْقَابِلَةِ وَأَعْطَاهُ اللَّهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ عَلَى جَسَدِهِ مَدِينَةً فَإِنْ مَاتَ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ أَوْ مِنْ تِلْكَ اللَّيْلَةِ مَاتَ شَهِيدًا (أَبُو مَنْصُور بن الصَّباح) فِي جزئه وَهُوَ وَاضح الْبطلَان وَفِي تَارِيخ إربل لشرف الدَّين ابْن المستوفي ذكر هَذِه الصَّلَاة من حَدِيث الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب وَابْن مَسْعُود وخصها بليلة الْجُمُعَة وَذكر ثَوَابهَا على وَجه آخر مَذْكُور فِي الأَصْل وَهُوَ أَيْضا ظَاهر الْبطلَان.
(139) [حَدِيثٌ] إِنَّ صَلاةً بِعِمَامَةٍ تَعْدِلُ خَمْسًا وَعِشْرِينَ صَلاةً بِغَيْرِ عِمَامَةٍ وَجُمُعَةً بِعِمَامَةٍ تَعْدِلُ سَبْعِينَ جُمُعَةً بِغَيْرِ عِمَامَةٍ إِنَّ الْمَلائِكَةَ يَشْهَدُونَ الْجُمُعَةَ مُتَعَمِّمِينَ وَلا يَزَالُونَ يُصَلُّونَ عَلَى أَصْحَابِ الْعَمَائِمِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ (مي نجاكر) من حَدِيث ابْن عمر قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي لِسَان الْمِيزَان هَذَا حَدِيث مُنكر بل مَوْضُوع وَفِي سَنَده من لم أعرفهُ وَلَا أَدْرِي الآفة مِمَّن؟
(140) [حَدِيثٌ] صَلاةٌ عَلَى كَوْرِ الْعِمَامَةِ يَعْدِلُ ثَوَابُهَا عِنْدَ اللَّهِ غَزْوَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ (عد) من حَدِيث أنس وَفِيه إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن همام قَالَ فِي الْمِيزَان وَهُوَ من وَضعه.
(141) [حَدِيثٌ] الصَّلاةُ فِي الْعِمَامَةِ بِعَشَرَةِ آلافِ حَسَنَةٍ (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه أبان بن أبي عَيَّاش.
(142) [حَدِيثٌ] مَنْ لَقِيَ أَخَاهُ عِنْدَ الانْصِرَافِ مِنَ الْجُمُعَةِ فَلْيَقُلْ تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكَ فَإِنَّهَا فَرِيضَةٌ أَدَّيْتُمُوهَا إِلَى رَبِّكُمْ (نع) فِي تَارِيخ أَصْبَهَان من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه نهشل.
(143) [حَدِيثٌ] أنس قَالَ رَسُول الله يُصْبِحُ الْمُؤْمِنُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَهُوَ مُحْرِمٌ فَإِذَا صَلَّى حَلَّ فَإِنْ مَكَثَ فِي الْجَامِعِ حَتَّى يُصَلِّيَ الْعَصْرَ مَعَ إِمَامِهِ كَانَ كَمَنْ أَتَى بِحَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَتَى يُتَأَهَّبُ لِلْجُمُعَةِ قَالَ يَوْمَ الْخَمِيسِ (مي) وَفِيه الْحُسَيْن بن دَاوُد الْبَلْخِي، وَجَاء من حَدِيث ابْن عمر أخرجه ابْن النجار وَفِيه أَبُو معشر مَتْرُوك.(2/124)
(144) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} مِائَةَ مَرَّةٍ فَقَدْ أَدَّى حَقَّ الْجُمُعَةِ كَمَا أَدَّتْ حَمَلَةُ الْعَرْشِ مِنْ حَقِّ الْعَرْشِ (أَبُو مُحَمَّد السَّمرقَنْدِي) فِي فَضَائِل {قل هُوَ الله أحد} من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه مَرْوَان بن مُحَمَّد السنجاري ذَاهِب الحَدِيث (قلت) كَذَا فِي الأَصْل وَأَنا أَقُول مَرْوَان وَإِن كَانَ الذَّهَبِيّ اتهمه بِحَدِيث كَمَا مر فِي هَذَا الْفَصْل فالراوي عَنهُ وَهُوَ اسحق بن عبد الصَّمد قد صرح الدَّارَقُطْنِيّ بِأَنَّهُ وضع نُسْخَة بِهَذَا الْإِسْنَاد: مَرْوَان السنجاري عَن مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر نَحوا من عشْرين حَدِيثا فالآفة إِسْحَاق وَالله أعلم.
(115) [حَدِيثٌ] إِنَّ الْمُؤْمِنِينَ يُجَاهِدُونَ فِي مَوْطِنَيْنِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَعَشِيَّةَ عَرَفَةَ فَأَمَّا يَوْمُ الْجُمُعَةِ فَإِنَّهُ تَهْبِطُ الْمَلائِكَةُ بُكْرَةً وَيَقُومُونَ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسَاجِدِ يَكْتُبُونَ النَّاسَ عَلَى مَنَازِلِهِمْ حَتَّى يَبْلُغُوا سَبْعِينَ فَإِذَا بَلَغُوا السَّبْعِينَ طُوِيَتِ الصُّحُفُ وَخُتِمَتْ فَكَانَ أُولَئِكَ بِمَنْزِلَةِ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى وَاخْتَارَ مُوسَى قومه سبعين رجلا لِمِيقَاتِنَا وَيَكْتُبُونَ النَّاسَ بَعْدَ السَّبْعِينَ (مي) من حَدِيث جَابر (قلت) لم يبين علته وَفِيه عَمْرو بن شمر الْجعْفِيّ وَجَابِر عَن مُحَمَّد بن عَليّ وَالظَّاهِر أَنه الْجعْفِيّ وَالله أعلم
(146) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى رَكْعَتَيِ الضُّحَى كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ (خطّ) فِي الْمُتَّفق والمفترق من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه نوح بن أبي مَرْيَم.
(147) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى سُبْحَةَ الضُّحَى رَكْعَتَيْنِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا كُتِبَ لَهُ مِائَتي حَسَنَة ومحى عَنهُ مِائَتي سَيِّئَةٍ وَرُفِعَ لَهُ مِائَتْي دَرَجَةٍ وَغُفِرَ لَهُ ذُنُوبُهُ كُلُّهَا مَا تَقَدَّمَ مِنْهَا وَمَا تَأَخَّرَ إِلا الْقِصَاصَ وَالْكَبَائِرَ وَمَنْ صَلَّى أَرْبَعًا كتب الله أَرْبَعمِائَة حَسَنَة ومحا عَنهُ أَرْبَعمِائَة سَيِّئَة وَرفع لَهُ أَرْبَعمِائَة دَرَجَةٍ وَغُفِرَ لَهُ ذُنُوبُهُ كُلُّهَا مَا تَقَدَّمَ مِنْهَا وَمَا تَأَخَّرَ إِلا الْقِصَاصَ وَالْكَبَائِرَ وَمَنْ صَلَّى سِتَّ رَكَعَاتٍ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ سِتّمائَة حَسَنَة ومحا عَنهُ سِتّمائَة سَيِّئَة وَرَفعه سِتّمائَة دَرَجَةٍ وَغُفِرَ لَهُ ذُنُوبُهُ كُلُّهَا مَا تَقَدَّمَ مِنْهَا وَمَا تَأَخَّرَ إِلا الْقِصَاصَ وَالْكَبَائِرَ وَمَنْ صَلَّى ثَمَان رَكْعَات كتب لَهُ ثَمَانمِائَة حَسَنَة ومحا عَنهُ ثَمَانمِائَة سَيِّئَة وَرفع لَهُ ثَمَانمِائَة دَرَجَةٍ وَغُفِرَ لَهُ ذُنُوبُهُ كُلُّهَا مَا تَقَدَّمَ مِنْهَا وَمَا تَأَخَّرَ إِلا الْقِصَاصَ وَالْكَبَائِرَ وَمَنْ صَلَّى عَشْرَ رَكَعَاتٍ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَ حَسَنَةٍ وَمَحَا عَنْهُ أَلْفَ سَيِّئَة وَرَفعه ألف دَرَجَة وغفر لَهُ ذُنُوبُهُ كُلُّهَا مَا تَقَدَّمَ مِنْهَا وَمَا تَأَخَّرَ إِلا الْقِصَاصَ(2/125)
وَالْكَبَائِرَ وَمَنْ صَلَّى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَكَتَبَ لَهُ أَلْفًا وَمِائَتَيْ حَسَنَةٍ وَمَحَا عَنْهُ أَلْفًا وَمِائَتَيْ سَيِّئَةٍ وَرَفَعَ لَهُ أَلْفًا وَمِائَتَيْ دَرَجَةٍ وَغَفَرَ لَهُ ذُنُوبَهُ كُلُّهَا مَا تَقَدَّمَ مِنْهَا وَمَا تَأَخَّرَ إِلا الْقِصَاصَ وَالْكَبَائِرَ (نجا) من حَدِيث عَليّ وَفِيه صَالح بن الصَّباح الْبَغْدَادِيّ واتهم بِهِ وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر هَذَا كذب مختلق وَإِسْنَاده مظلم وَقد رَأَيْته فِي الثَّوَاب لآدَم ابْن أبي إباس الْعَسْقَلَانِي شيخ صَالح فبرىء صَالح مِنْهُ وَكَانَ الْبلَاء فِيهِ مِمَّن فَوق آدم من المجاهيل.
(148) [حَدِيثُ] أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ عَنِ النَّبِي قَالَ إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ قَالَ قُمْ فَصَلِّ وَارْفَعْ رَأْسَكَ وَيَدَيْكَ إِلَى السَّمَاءِ فَقُلْتُ يَا جِبْرِيلُ مَا هَذِهِ اللَّيْلَةُ قَالَ يَا مُحَمَّدُ تُفْتَحُ فِيهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَأَبْوَابُ الرَّحْمَة ثَلَاثمِائَة بَابٍ فَيُغْفَرُ لِجَمِيعِ مَنْ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا غَيْرَ مُشَاحِنٍ أَوْ عَاشِرٍ أَوْ مُدْمِنِ خَمْرٍ أَوْ مُصِرٍّ عَلَى الزِّنَا فَإِنَّ هَؤُلاءِ لَا يُغْفَرُ لَهُمْ حَتَّى يَتُوبُوا فَأَمَّا مُدْمِنُ خَمْرٍ فَإِنَّهُ يُتْرَكُ لَهُ بَابًا مِنَ الرَّحْمَةِ مَفْتُوحًا حَتَّى يَتُوبَ فَإِذَا تَابَ غُفِرَ لَهُ وَأَمَّا الْمُشَاحِنُ فَإِنَّهُ يُتْرَكُ لَهُ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ الرَّحْمَةِ حَتَّى يُكَلِّمَ صَاحِبَهُ فَإِذَا كَلَّمَهُ غُفِرَ لَهُ قَالَ النَّبِيُّ يَا جِبْرِيلُ، فَإِنْ لَمْ يُكَلِّمْهُ حَتَّى يَمْضِيَ عَنْهُ النِّصْفُ قَالَ: لَوْ مَكَثَ إِلَى أَنْ يَتَغَرْغَرَ بِهَا فِي صَدْرِهِ فَهُوَ مَفْتُوحٌ فَإِنْ تَابَ قُبِلَ مِنْهُ فَخَرَجَ رَسُول الله إِلَى بَقِيعِ الْغَرْقَدِ فَبَيْنَا هُوَ سَاجِدٌ وَهُوَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ أَعُوذُ بِعَفْوِكَ مِنْ عِقَابِكَ وَأَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ وَلا أَبْلُغُ الثَّنَاءَ عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ فَنَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي رُبُعِ اللَّيْلِ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ إِلَى السَّمَاءِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَإِذَا أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ مَفْتُوحَةٌ، عَلَى كُلِّ بَابٍ مَلَكٌ يُنَادِي طُوبَى لِمَنْ سَجَدَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَعَلَى الْبَابِ الثَّالِثِ مَلَكٌ يُنَادِي طُوبَى لِمَنْ رَكَعَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَعَلَى الْبَابِ الرَّابِعِ مَلَكٌ يُنَادِي طُوبَى لِمَنْ دَعَا رَبَّهُ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَعَلَى الْبَابِ الْخَامِسِ مَلَكٌ يُنَادِي طُوبَى لِمَنْ نَاجَى رَبَّهُ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَعَلَى الْبَابِ السَّادِسِ مَلَكٌ يُنَادِي طُوبَى لِلْمُسْلِمِينَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَعَلَى الْبَابِ السَّابِعِ مَلَكٌ يُنَادِي طُوبَى لِلْمُوَحِّدِينَ، وَعَلَى الْبَابِ الثَّامِنِ مَلَكٌ يُنَادِي: هَلْ مِنْ تَائِبٍ يُتَابُ عَلَيْهِ، وَعَلَى الْبَابِ التَّاسِعِ مَلَكٌ يُنَادِي: هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَيُغْفَرُ لَهُ، وَعَلَى الْبَابِ الْعَاشِرِ مَلَكٌ يُنَادِي هَلْ مِنْ دَاعٍ فَيُسْتَجَابُ لَهُ، ثمَّ إِن رَسُول الله، قَالَ يَا جِبْرِيلُ إِلَى مَتَى أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ مَفْتُوحَةٌ قَالَ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ إِلَى صَلاةِ الْفَجْرِ (كرّ قلت) لم يبين علته وَفِيه مُحَمَّد بن حَازِم مَجْهُول وَعنهُ إِبْرَاهِيم بن عبد الله الْبَصْرِيّ وَعَن هَذَا حَامِد بن مَحْمُود الْهَمدَانِي لم أَعْرفهُمَا وَالله تَعَالَى أعلم.(2/126)
(149) [حَدِيثٌ] لَيْلَةُ الْفِطْرِ لَيْلَةُ رَحْمَةٍ يُعْتِقُ اللَّهُ فِيهَا الرِّقَابَ فَمَنْ سَجَدَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ سَجْدَتَيْنِ كَتَبَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ مِنَ الثَّوَابِ كَمَنْ صَامَ رَمَضَانَ مِنْ صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَيُعْطِيهِ الْغَدَ ثَوَابَ مَنْ صَلَّى يَوْمَ الْفِطْرِ فِي الْجَبَّانَةِ مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ (مي) من حَدِيث طَلْحَة بن عبيد الله (قلت) لم يبين علته وَفِيه مُحَمَّد بن عَطاء وَمُحَمّد بن عَليّ بن الرّبيع لم أَعْرفهُمَا وَالله تَعَالَى أعلم.
(150) [حَدِيثٌ] مَا مِنْ عَبْدٍ يُصَلِّي لَيْلَةَ الْعِيدِ سِتَّ رَكَعَاتٍ إِلا شُفِّعَ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ كُلِّهِمْ قَدْ وَجَبَ لَهُمُ النَّارُ (مي) من حَدِيث سلمَان وَفِيه إِسْمَاعِيل بن الْفضل.
(151) [حَدِيثٌ] إِذَا قُمْتَ تُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ فَارْفَعْ صَوْتَكَ قَلِيلا تفزع الشطيان وَتُوقِظُ الْجِيرَانَ وَتُرْضِي الرَّحْمَنَ (مي) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ طَرِيقِ أبي هدبة.
(152) [حَدِيثٌ] إِنَّ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ صِبْيَانَهُمْ فِي مَسَاجِدِهِمْ فَيُنْهَوْنَ فَلا يَنْتَهُونَ (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه سلم بن سَالم وَرجل لم يسم.
(153) [حَدِيثٌ] لَيْسَ السَّارِقُ الَّذِي يَسْرِقُ ثِيَابَ النَّاسِ إِنَّمَا السَّارِقُ الَّذِي يَسْرِقُ الصَّلاةَ يَلْقُطُهَا كَمَا يَلْقُطُ الطَّيْرُ الْحَبَّ مِنَ الأَرْضِ فَذَلِكَ السَّارِقُ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ (مي) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ طرق أبي هدبة.
(155) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى وَهُوَ طَاهِرٌ نَادَاهُ مَلَكٌ يَا عَبْدَ اللَّهِ اسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ فَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ (مي) من حَدِيث ابْن عمر من طَرِيق جَعْفَر الْحُسَيْنِي صَاحب كتاب الْعَرُوس.
(156) [حَدِيثٌ] مَنْ لَمْ يُدَاوِمْ عَلَى أَرْبَعٍ قَبْلَ الظُّهْرِ لَمْ تَنَلْهُ شَفَاعَتِي (سُئِلَ عَنهُ الْحَافِظ ابْن حجر) فَقَالَ لَا أصل لَهُ.
(157) [حَدِيثٌ] إِذَا قَامَ الْعَبْدُ إِلَى صَلاتِهِ قَامَ مَعَهُ سَبْعَةُ شَيَاطِينَ أَحَدُهُمْ يُسَمَّى كنعٌ وَالآخَرُ يُسَمَّى كنسٌ وَالآخَرُ يُسَمَّى تعليهم إِلَى آخِرِه (سُئِلَ عَنهُ الْحَافِظ ابْن حجر) فَقَالَ بَاطِل مَوْضُوع افتراه بعض الْكَذَّابين وَنَقله عَنهُ بعض الْفُقَهَاء فِي ذمّ من يتوسوس فِي قِرَاءَته وَلَيْسَ لَهُ من حَدِيث رَسُول الله أصل.(2/127)
كتاب الصَّدقَات وَالْمَعْرُوف
الْفَصْل الأول
(1) [حَدِيثٌ] صَدَقَةُ الْفِطْرِ عَنْ كُلِّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ ذَكَرٍ وَأُنْثَى يَهُودِيٍّ وَنَصْرَانِيٍّ حُرٍّ وَمَمْلُوكٍ نِصْفُ صَاعٍ مِنْ بُرٍّ أَوْ صَاعٌ مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعٌ مِنْ شَعِيرٍ (قطّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَزِيَادَة يَهُودِيّ أَو نَصْرَانِيّ مَوْضُوعَة تفرد بهَا سَلام الطَّوِيل.
(2) [حَدِيثٌ] أَدُّوا الزَّكَاةِ وَتَحَرَّوْا بِهَا أَهْلَ الْعِلْمِ فَإِنَّهُ أَبَرُّ وَأَتْقَى (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه مُحَمَّد بن مُوسَى وَالْحسن بن مَحْمُود مَجْهُولَانِ وَفِيه عبدا لله بن عَطاء الإبراهيمي اتهمه هبة الله السَّقطِي بِهَذَا الحَدِيث، قَالَ السُّيُوطِيّ وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو سعد ابْن السَّمْعَانِيّ وَابْن النجار وَضعه عبد الله بن عَطاء لَكِن قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان عبد الله بن عَطاء وَثَّقَهُ يحيى بن مَنْدَه وَكذبه هبة الله السَّقطِي، والسقطي تَالِف وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان عبد الله وَثَّقَهُ المؤتمن السَّاجِي وَقَالَ شيرويه الديلمي كَانَ صَدُوقًا وَقَالَ الْحَافِظ أَيْضا فِي تَرْجَمَة الْحسن بن مَحْمُود: مَجْهُول لَا يعرف أَتَى بِخَبَر مَوْضُوع وَذكر هَذَا الحَدِيث.
(3) [حَدِيثٌ] لَا يَجْتَمِعُ عَلَى مُؤْمِنٍ خَرَاجٌ وَعُشْرٌ (قطّ) من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَفِيه يحيى بن عَنْبَسَة قَالَ ابْن حبَان وَابْن عدي بَاطِل وَإِنَّمَا حَكَاهُ أَبُو حنيفَة عَن حَمَّاد عَن إِبْرَاهِيم من قَوْله فوصله يحيى قَالَ السُّيُوطِيّ وَكَذَا قَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه بَاطِل وَصله وَرَفعه.
(4) [حَدِيثٌ] الْفُقَرَاءُ مَنَادِيلُ الأَغْنِيَاءِ يَمْسَحُونَ بِهَا ذُنُوبَهُمْ (عق) من حَدِيث أنس وَفِيه عَلَاء بن زيدل.
(5) [حَدِيثٌ] مَنْ قَالَ لِلْمِسْكِينِ أَبْشِرْ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ (عد) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه عبد الْملك بن هَارُون.
(6) [حَدِيثٌ] إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ عَلَى رُؤُوس الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ مَنْ كَانَ خَادِمًا لِلْمُسْلِمِينَ فِي دَارِ الدُّنْيَا فَلْيَقُمْ وَلْيَمْضِ عَلَى الصِّرَاطِ آمِنًا غَيْرَ خَائِف وادخلوا(2/128)
الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَمَنْ شِئْتُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ حِسَابٌ وَلا عَذَابٌ، الْخَادِمُ فِي الدُّنْيَا هُوَ سَيِّدُ الْقَوْمِ فِي الآخِرَةِ (قَالَ أَبُو نعيم) حدث بِهَذَا أَحْمد بن عبد الله الفرياناني عَن شَقِيق الْبَلْخِي عَن إِبْرَاهِيم بن أدهم عَن عباد بن كثير عَن الْحسن عَن أنس مَرْفُوعا والفرياناني وَضعه وَكَانَ وضاعا مَشْهُورا بِالْوَضْعِ.
(7) [حَدِيثُ] أَنَسٍ قَالَ رَسُولُ الله مَنْ سَقَى الْمَاءَ فِي مَوْضِعٍ يَقْدِرُ عَلَى الْمَاءِ فَلَهُ فِي كُلٍّ شَرْبَةٍ يُشَرِّبُهَا بَرًّا كَانَ أَوْ فَاجِرًا عَشْرُ حَسَنَاتٍ تُكْتَبُ لَهُ وَعَشْرُ دَرَجَاتٍ تُرْفَعُ لَهُ وَعَشْرُ سَيِّئَاتٍ تُحَطُّ عَنْهُ وَإِنْ شَرَّبَهُ الْعَطْشَانَ فَعِتْقُ نَسَمَةٍ وَإِنْ شَرَّبَهُ الْعَطْشَانَ الَّذِي قَدْ هَجَمَ عَلَى الْمَوْتِ فَعِتْقُ سِتِّينَ نَسَمَةً وَمَنْ سَقَى الْمَاءَ فِي مَوْضِعٍ لَا يَقْدِرُ عَلَى الْمَاءِ فَكَأَنَّمَا أحيى النَّاسَ جَمِيعًا قَالَ أَنَسٌ قُلْتُ وَمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا قَالَ أَلَيْسَ إِذَا أَحْيَيْتَ نَفْسًا فَثَوَابُكَ الْجنَّة وَكَذَا من أحيى النَّاسَ جَمِيعًا ثَوَابُهُ الْجَنَّةُ (خطّ) من طَرِيق صَالح ابْن بَيَان الْأَنْبَارِي الثَّقَفِيّ.
(8) [حَدِيثٌ] مَنْ لَذَّذَ أَخَاهُ بِمَا يَشْتَهِي كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَ حَسَنَةٍ (رَوَاهُ مُحَمَّد بن نعيم) من حَدِيث جَابر قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل هَذَا بَاطِل وَمُحَمّد بن نعيم كَذَّاب.
(9) [حَدِيثٌ] مَنْ مَشَى فِي حَاجَةِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ خَطْوَةٍ يَخْطُوهَا سَبْعِينَ حَسَنَةً وَمَحَا عَنْهُ سَبْعِينَ سَيِّئَةً إِلَى أَنْ يَرْجِعَ مِنْ حَيْثُ فَارَقَهُ فَإِنْ قُضِيَتْ حَاجَتُهُ عَلَى يَدِهِ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ فَإِنْ هَلَكَ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ دَخَلَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ (أَبُو يعلى) وَلَا يَصح فِيهِ زيد الْعمي وَعنهُ ابْنه عبد الرَّحِيم.
(10) [حَدِيثُ] أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ لِي الزُّبَيْرِ مَرَرْت برَسُول الله فَجَبَذَ عِمَامَتِي بِيَدِهِ فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ فَقَالَ يَا زُبَيْرُ إِنَّ بَابَ الرِّزْقِ مَفْتُوحٌ مِنْ لَدُنْ الْعَرْشِ إِلَى قَرَارِ بَطْنِ الأَرْضِ فَيَرْزُقُ اللَّهُ كُلَّ عَبْدٍ عَلَى قَدْرِ هِمَّتِهِ يَا زُبَيْرُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُحِبُّ السَّخَاءَ وَلَوْ بِفَلْقِ تَمْرَةٍ وَيُحِبُّ الشَّجَاعَةَ وَلَوْ بِقَتْلِ الْحَيَّةِ وَالْعَقْرَبِ (عد) وَلَا يَصح فِيهِ عبد الله ابْن مُحَمَّد بن يحيى الزبيرِي.
(11) [حَدِيثٌ] مَا جُبِلَ وَلِيُّ اللَّهِ إِلا عَلَى السَّخَاءِ وَحُسْنِ الْخُلُقِ (قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ) رَوَاهُ أَبُو همام من حَدِيث عَائِشَة وَلَا يثبت فِيهِ يُوسُف بن السّفر.(2/129)
الْفَصْل الثَّانِي
(12) [حَدِيث] فِي الركان الْعُشْرُ (حب) من حَدِيث ابْن عمر وَقَالَ بَاطِل فِيهِ عبد الله بن نَافِع مولى ابْن عمر مَتْرُوك وَتَابعه يزِيد بن عِيَاض وَهُوَ مَتْرُوك أَيْضا (تعقب) بِأَن عبد الله روى لَهُ ابْنُ مَاجَهْ وَقَالَ فِي الْمِيزَانِ تفرد عَن أَبِيه بِهَذَا الحَدِيث وَيزِيد روى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه.
(13) [حَدِيثُ] جَعْفَرِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ اجْتَمَعَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فَتَمَارَوْا فِي شَيْءٍ فَقَالَ لَهُمْ عَلِيٌّ انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى رَسُول الله نَسْأَلُهُ فَلَمَّا وَقَفُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ جِئْنَا نَسْأَلُكَ عَنْ شَيْءٍ قَالَ إِنْ شِئْتُمْ سَأَلْتُمُونِي وَإِنْ شِئْتُمْ أَخْبَرْتُكُمْ بِمَا جِئْتُمْ لَهُ قَالُوا حَدِّثْنَا عَنِ الصَّنِيعَةِ قَالَ لَا يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ الصَّنِيعَةُ إِلا لِذِي حَسَبٍ أَوْ دِينٍ جِئْتُمْ تَسْأَلُونِّي عَنِ الْبِرِّ وَمَا عَلَيْهِ الْعِبَادُ فَاسْتَنْزِلُوهُ بِالصَّدَقَةِ جِئْتُمْ تَسْأَلُونِّي عَنْ جِهَادِ الضَّعِيفِ وَجِهَادُ الضُّعَفَاءِ الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ جِئْتُمْ تَسْأَلُونِّي عَنْ جِهَادِ الْمَرْأَةِ جِهَادُ الْمَرْأَةِ حُسْنُ التَّبَعُّلِ لِزَوْجِهَا جِئْتُمْ تَسْأَلُونِّي عَنِ الرِّزْقِ مِنْ أَيْنَ يَأْتِي وَكَيْفَ يَأْتِي أَبَى اللَّهُ أَنْ يَرْزُقَ عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ إِلا مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُ (حب) وَقَالَ مَوْضُوع آفته أَحْمد بن دَاوُد بن عبد الْغفار (تعقب) بِأَن ابْن عبد الْبر أخرجه فِي التَّمْهِيد وَقَالَ غَرِيب من حَدِيث مَالك وَهُوَ حَدِيث حسن لكنه مُنكر عِنْدهم عَن مَالك لَا يَصح عَنهُ وَلَا أصل لَهُ فِي حَدِيثه وَقد حدث بِهِ أَبُو يُونُس الْمَدِينِيّ عَن هَارُون بن يحيى الْحَاطِبِيُّ عَن عُثْمَان بن عُثْمَان بن خَالِد بن الزبير عَن أَبِيه عَن عَليّ بن أبي طَالب بِهِ وَهَذَا حَدِيث ضَعِيف وَعُثْمَان بن عُثْمَان لَا أعرفهُ وَلَا الرَّاوِي عَنهُ انْتهى نَقله عَن الْحَافِظ ابْن حجر فِي لِسَان الْمِيزَان ثمَّ قَالَ أما عُثْمَان بن عُثْمَان فَذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَهَارُون ذكره الْعقيلِيّ فِي الضُّعَفَاء وَأَبُو يُونُس الْمَدِينِيّ اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد وَهُوَ مَعْرُوف انْتهى وتابع أَبَا يُونُس عَن هَارُون عبد الْجَلِيل ابْن عَاصِم أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَقَالَ وَهُوَ ضَعِيف بِمرَّة وَجَاء من حَدِيث أبي هُرَيْرَة أخرجه الْحَاكِم فِي تَارِيخه عَن عبد الرَّحْمَن بن حَرْمَلَة عَن سعيد بن الْمسيب عَنهُ وَقَالَ غَرِيب الْإِسْنَاد والمتن وَعبد الرَّحْمَن بن حَرْمَلَة عَزِيز الحَدِيث جدا انْتهى وَقد وَردت أَجزَاء الحَدِيث مفرقة فِي أَحَادِيث بأسانيد أخر.(2/130)
(14) [حَدِيثٌ] مَنْ جَاعَ أَوِ احْتَاجَ فَكَتَمَهُ النَّاسُ وَأَفْضَى بِهِ إِلَى اللَّهِ فَتَحَ اللَّهُ رِزْقَ سَنَةٍ مِنْ حَلالٍ (حب) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَقَالَ بَاطِل آفته إِسْمَاعِيل بن رَجَاء الحصني (تعقب) بِأَن إِسْمَاعِيل مُخْتَلف فِيهِ نقل الْحَافِظ فِي اللِّسَان عَن أبي حَاتِم أَنه صَدُوق وَعَن الْعجلِيّ وَالْحَاكِم أَنَّهُمَا وثقاه والْحَدِيث أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب من طَرِيقه وَقَالَ ضَعِيف والخطيب فِي الْمُتَّفق والمفترق وَقَالَ غَرِيب وَله شَاهد من حَدِيث ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا مَا صَبر أهل بَيت على جهد ثَلَاثًا إِلَّا أَتَاهُم الله برزق أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَقَالَ ضَعِيف وَمن حَدِيث مَالك بن دِينَار بلغنَا أَن هَذِه الْأمة لَا يحمل عَلَيْهَا أَكثر من ثَلَاث حَتَّى يَأْتِيهَا الْفرج أخرجه عبد الله بن أَحْمد فِي زَوَائِد الزّهْد وَمن أقوى شواهده حَدِيث ابْن مَسْعُود مَرْفُوعا من أَصَابَته فاقة فأنزلها بِالنَّاسِ لم يسد فاقته وَمن أنزلهَا بِاللَّه أوشك الله لَهُ بالغنى إِمَّا بِمَوْت آجل أَو غناء عَاجل أخرجه أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالْحَاكِم وَصَححهُ.
(15) [حَدِيثٌ] بَاكِرُوا بِالصَّدَقَةِ فَإِنَّ الْبَلاءَ لَا يَتَخَطَّى الصَّدَقَةَ (ابْن أبي الدُّنْيَا) من حَدِيث أنس وَفِيه أَبُو يُوسُف لَا يعرف وَعنهُ بشر بن عبيد مُنكر الحَدِيث وتابع أَبَا يُوسُف سُلَيْمَان بن عَمْرو وَهُوَ أَبُو دَاوُد النَّخعِيّ أخرجه ابْن عدي وَتَابعه أَيْضا عبد الْأَعْلَى بن أبي الْمسَاوِر وَهُوَ كَذَّاب وَتَابعه أَيْضا ابْن إِدْرِيس لكنه من رِوَايَة الصَّقْر بن عبد الرَّحْمَن وَهُوَ كَذَّاب (قلت) فَالظَّاهِر أَنه سَمعه من عبد الْأَعْلَى فَجعله عَن ابْن إِدْرِيس ليروج لَهُ وَقد سبق لَهُ مثل هَذَا فِي بَاب المناقب وَالله أعلم (تعقب) بِأَن الحَدِيث أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَأَبُو يُوسُف هُوَ القَاضِي صَاحب أبي حنيفَة بَين فِي الرِّوَايَة عِنْد أبي الشَّيْخ فِي الثَّوَاب، وَبشر بن عبيد وَإِن قَالَ ابْن عدي مُنكر الحَدِيث فقد استدرك فِي اللِّسَان بِأَن ابْن حبَان ذكره فِي الثِّقَات والصقر أَيْضا ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَقَالَ ابْن أبي حَاتِم سُئِلَ أبي عَنهُ فَقَالَ صَدُوق (قلت) تساهل ابْن حبَان فِي التوثيق مَعْرُوف وَأما قَول أبي حَاتِم فقد عقبه الذَّهَبِيّ بقوله قلت من أَيْن جَاءَهُ الصدْق وَالله أعلم وَلِلْحَدِيثِ طَرِيق آخر عَن عَليّ أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط بِسَنَد ضَعِيف.
(16) [حَدِيثٌ] إِذَا رَدَدْتَ السَّائِلَ ثَلاثًا فَلا بَأْسَ أَنْ تَبَرَّهُ (قطّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَقَالَ تفرد بِهِ الْوَلِيد بن الْفضل الْعَنزي (أَبُو زَكَرِيَّا البُخَارِيّ) من حَدِيث عَائِشَة(2/131)
وَفِيه وهب بن زَمعَة قَالَ الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ هُوَ وهب بن وهب القَاضِي وَتقدم أَنه يضع (تعقب) بِأَن الحَدِيث ابْن عَبَّاس طَرِيقا لَيْسَ فِيهِ الْوَلِيد أخرجه الديلمي قلت بِإِسْنَاد ضَعِيف وَالله أعلم وَبِأَنَّهُ ورد أَيْضا من حَدِيث أبي هُرَيْرَة أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط (قلت) فِيهِ حبَان بن عَليّ وَطَلْحَة ابْن عَمْرو وضعيفان وَالله أعلم.
(17) [حَدِيثٌ] لَوْ صَدَقَ الْمَسَاكِينُ مَا أَفْلَحَ مَنْ رَدَّهُمْ (عق) من حَدِيث عبد الله ابْن عمر وَفِيه عبد الْأَعْلَى بن حُسَيْن بن ذكْوَان مُنكر الحَدِيث وَمن حَدِيث عَائِشَة وَفِيه عبد الله بن عبد الْملك مُنكر الحَدِيث (عد) من حَدِيث أبي أُمَامَة وَفِيه عمر بن مُوسَى وَرَوَاهُ عبد الْعَزِيز بن بَحر عَن هياج بن بسطَام عَن جَعْفَر بن الزبير عَن الْقَاسِم عَن أبي أُمَامَة، وَهياج وجعفر مَتْرُوكَانِ وَلَا يَصح فِي هَذَا الْبَاب شَيْء (تعقب) بِأَن عبد الْأَعْلَى ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَحَدِيث عَائِشَة أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَلِحَدِيث أبي أُمَامَة طَرِيق آخر أخرجه الطَّبَرَانِيّ من طَرِيق إِبْرَاهِيم بن طهْمَان عَن جَعْفَر بن الزبير وَجَاء أَيْضا من حَدِيث أبي هُرَيْرَة أخرجه ابْن الصصرى فِي أَمَالِيهِ وَمن حَدِيث أنس أخرجه الْعقيلِيّ (قلت) لَا يصلحان شَاهدا فَإِن فِي الأول عمر بن صبح وَفِي الثَّانِي بشر بن الْحُسَيْن وَالله أعلم.
(18) [حَدِيثٌ] مَنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ صَدَقَةٌ فَلْيَلْعَنِ الْيَهُودَ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ (خطّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث عَائِشَة (عد) مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ وَلا يَصِحُّ، فِي الأول طَلْحَة بن عَمْرو وسليم الْمَكِّيّ وَإِسْمَاعِيل الطلحي متروكون وَفِي الثَّانِي يَعْقُوب بن مُحَمَّد الزُّهْرِيّ قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل لَا يُسَاوِي شَيْئا وَفِي الثَّالِث عبد الله بن مُحَمَّد بن زَاذَان لَهُ أَحَادِيث غير مَحْفُوظَة (تعقب) بِأَن إِسْمَاعِيل الطلحي روى لَهُ ابْن مَاجَه وَوَثَّقَهُ مطين وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ وَيَعْقُوب وَثَّقَهُ بَعضهم وَقَالَ فِي الْمِيزَان مَشْهُور مكثر (قلت) وروى لَهُ ابْن مَاجَه وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي التَّقْرِيب صَدُوق كثير الْوَهم وَالرِّوَايَة عَن الضُّعَفَاء وَالله تَعَالَى أعلم.
(19) [حَدِيثٌ] اطْلُبُوا الْفَضْلَ مِنَ الرُّحَمَاءِ مِنْ عِبَادِي تَعِيشُوا فِي أَكْنَافِهِمْ فَإِنِّي جَعَلْتُ فِيهِمْ رَحْمَتِي وَلا تَطْلُبُوهَا مِنَ الْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ فَإِنِّي جَعَلْتُ فِيهِمْ سخطي (عق) من حَدِيث(2/132)
أبي سعيد وَفِيه عبد الرَّحْمَن السّديّ مَجْهُول وَلم يُتَابع عَلَيْهِ (تعقب) بِأَنَّهُ إِنَّمَا فِيهِ مُحَمَّد بن مَرْوَان السّديّ الصَّغِير الْمَعْرُوف بِالْكَذِبِ كَمَا صرح بِهِ فِي رِوَايَة الطَّبَرَانِيّ لكنه توبع عَن دَاوُد بن أبي هِنْد فتابعه عباد بن الْعَوام أخرجه الْحَاكِم فِي تَارِيخه وَتَابعه عبد الْملك ابْن الْخطاب وَعبد الْغفار بن الْحسن بن دِينَار وَكِلَاهُمَا فِي مُسْند الشهَاب للقضاعي وأولهما عِنْد الخرائطي أَيْضا فِي مَكَارِم الْأَخْلَاق وَتَابعه اللَّيْث بن سعد وناهيك بِهِ أخرجه أَبُو الْحسن الْموصِلِي فِي فَوَائده انتخاب السلَفِي وَجَاء من حَدِيث عَليّ أخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد قَالَ الْعِرَاقِيّ فِي تَخْرِيج الْإِحْيَاء وَلَيْسَ كَمَا قَالَ.
(20) [حَدِيثُ] ابْنِ مَسْعُودٍ سُئِلَ رَسُول الله مَا الْغِنَى قَالَ الْيَأْسُ مِمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ (قطّ) وَفِيه إِبْرَاهِيم بن زِيَاد الْعجلِيّ مَتْرُوك (تعقب) بِأَن أَبَا نعيم أخرجه فِي الْحِلْية وَقَالَ غَرِيب (قلت) وَفِي اللِّسَان عَن ابْن أبي حَاتِم قَالَ سَأَلت أبي عَن إِبْرَاهِيم فَقَالَ مَجْهُول والْحَدِيث الَّذِي يرويهِ مُنكر وَالله تَعَالَى أعلم.
(21) [حَدِيثٌ] اطْلُبُوا الْخَيْرَ عِنْدَ حِسَانِ الْوُجُوهِ (خطّ) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ من ثَلَاثَة طرق فِي أَولهَا طَلْحَة بن عَمْرو وَفِي الثَّانِي أَحْمد بن سَلمَة المدايني وَفِي الثَّالِث مُصعب ابْن سَلام ضعفه يحيى وَغَيره (عق) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَفِيهِ عصمَة بن مُحَمَّد (عبد بن حميد) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه مُحَمَّد بن الْمُجبر لَيْسَ بِشَيْء (حب) من حَدِيثه وَفِيه الْكُدَيْمِي (طب) فِي الْأَوْسَط من حَدِيث جَابر وَفِيه عمر بن صهْبَان مَتْرُوك وَعنهُ سُلَيْمَان ابْن ذكْوَان ضَعِيف وَعنهُ مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا وَضاع (خطّ) من حَدِيث أنس وَفِيه خرَاش وَعنهُ أَبُو سعيد الْعَدوي وَعنهُ مُحَمَّد بن مُحَمَّد الطرازي ذَاهِب الحَدِيث (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيثه أَيْضا وَفِيه سُلَيْمَان بن سَلمَة (عق) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه عبد الرَّحْمَن ابْن إِبْرَاهِيم لَيْسَ بِشَيْء وَمُحَمّد بن الْأَزْهَر (قطّ) من حَدِيثه وَفِيه عبد الله بن إِبْرَاهِيم الْغِفَارِيّ (أَحْمد بن منيع) عَن يزِيد الْقَسْمَلِي وَفِيه هِشَام بن زِيَاد ضَعِيف وَعنهُ عباد بن عباد يَأْتِي بِالْمَنَاكِيرِ (عق) من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه شيخ من قُرَيْش قيل إِنَّه سُلَيْمَان بن أَرقم مَتْرُوك (عد) من حَدِيثهَا أَيْضا وَفِيه الحكم بن عبد الله الْأَيْلِي (البُخَارِيّ) فِي التَّارِيخ وَفِيه عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمليكِي مَجْهُول (تعقب) بِأَن أصلح طرقه حَدِيث عَائِشَة وَابْن عَبَّاس أما حَدِيث عَائِشَة فَإِن الْمليكِي الَّذِي أخرج البُخَارِيّ حَدِيثهَا من طَرِيقه روى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَلم يتهم بكذب بل قَالَ ابْن عدي هُوَ من جملَة من يكْتب(2/133)
حَدِيثه ثمَّ إِنَّه لم ينْفَرد بِهِ بل تَابعه إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش أخرجه البُخَارِيّ فِي تَارِيخه وَأَبُو يعلى فِي مُسْنده وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَهِي مُتَابعَة جَيِّدَة وَكِلَاهُمَا يجبران الْإِبْهَام الَّذِي فِي الطَّرِيق الَّتِي عِنْد الْعقيلِيّ وَتَابعه أَيْضا خَالِد بن عبد الرَّحْمَن المَخْزُومِي أخرجه الْبَيْهَقِيّ وَعبد الله بن عبد الْعَزِيز أَشَارَ إِلَيْهِ الْبَيْهَقِيّ وَله طَرِيق آخر عَن عَائِشَة فِي مُسْند الفردوس وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فطلحة بن عَمْرو الْحَضْرَمِيّ أخرج لَهُ النَّسَائِيّ وَمصْعَب بن سَلام روى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ أَبُو حَاتِم مَحَله الصدْق وَلابْن معِين فِيهِ قَولَانِ فيصلحان فِي المتابعات وَقد أخرج الْبَيْهَقِيّ الحَدِيث من طَرِيق عصمَة وَهِي أَوْهَى طرقه وَله عَن ابْن عَبَّاس طَرِيق خَامِس أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير بِسَنَد رِجَاله ثِقَات إِلَّا عبد الله بن خرَاش وَثَّقَهُ ابْن حبَان وَضَعفه غَيره وَهَذِه الطَّرِيق على انفرادها على شَرط الْحسن فَكيف ولَهَا متابعان من حَدِيث ابْن عَبَّاس ومتابعان أَو ثَلَاثَة من حَدِيث عَائِشَة وَقد ورد هَذَا الْمَتْن أَيْضا من حَدِيث أبي بكرَة أخرجه تَمام فِي فَوَائده وَمن حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَخْرَجَهُ ابْنُ النَّجَّارِ فِي تَارِيخِهِ وَمن حَدِيث عبد الله بن جَراد أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَقَالَ ضَعِيف الْإِسْنَاد وَأخرجه ابْن أبي شيبَة فِي المُصَنّف وَمن مُرْسل أبي مُصعب الْأنْصَارِيّ وَمن مُرْسل عطا وَمن مُرْسل الزُّهْرِيّ قَالَ السُّيُوطِيّ وَهَذَا الحَدِيث فِي نقدي حسن صَحِيح وَقد جمعت طرقه فِي جُزْء.
(22) [حَدِيثٌ] اسْتَعِينُوا عَلَى إِنْجَاحِ الْحَوَائِجِ بِالْكِتْمَانِ فَإِنَّ كُلَّ ذِي نِعْمَةٍ مَحْسُودٌ (عق) مِنْ حَدِيثِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَفِيه سعيد بن سَلام الْعَطَّار (عد) من حَدِيثه أَيْضا وَفِيه حُسَيْن بن علوان (خطّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه الْحُسَيْن بن عبد الله الْأَبْزَارِيِّ (تعقب) بِأَن حَدِيث معَاذ أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي معاجمه الثَّلَاثَة وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَقَالَ أَبُو نعيم عقب إِخْرَاجه فِي الْحِلْية غَرِيب وَاقْتصر الْعِرَاقِيّ فِي تَخْرِيج الْأَحْيَاء على تَضْعِيفه وَسَعِيد بن سَلام وَثَّقَهُ الْعجلِيّ فَقَالَ لَا بَأْس بِهِ وَلِحَدِيث ابْن عَبَّاس طَرِيق آخر أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط بِلَفْظ إِن لأهل النعم حساد فاحذروهم (قلت) فِيهِ مُحَمَّد بن مَرْوَان وَأَظنهُ السّديّ وَالله تَعَالَى أعلم وَجَاء من حَدِيث عمر بن الْخطاب مَرْفُوعا أخرجه الخرائطي فِي اعتلال الْقُلُوب وموقوفا أخرجه الشِّيرَازِيّ فِي الألقاب وَمن حَدِيث عَليّ بن أبي طَالب أخرجه الخلعي فِي فَوَائده.(2/134)
(23) [حَدِيثٌ] لَا تَصْلُحُ الصَّنِيعَةُ إِلا عِنْدَ ذِي حَسَبٍ وَدِينٍ كَمَا أَنَّ الرِّيَاضَةَ لَا تَصْلُحُ إِلا فِي نَجِيبٍ (عق) وَفِيه يحيى بن هَاشم السمسار (تعقب) بِأَنَّهُ لم ينْفَرد بِهِ فقد تَابعه الْمسيب بن شريك عَن هِشَام بن عُرْوَة وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب من الطَّرِيقَيْنِ وَقَالَ: ضَعِيف وَرَوَاهُ جمَاعَة من الضُّعَفَاء عَن هِشَام وَيُقَال إِنَّه من قَول عُرْوَة انْتهى، وَمِمَّنْ رَوَاهُ عَن هِشَام عبيد الله بن الْقَاسِم أخرجه الْبَزَّار وَإِسْمَاعِيل بن عَيَّاش أخرجه ابْن عدي والمغيرة بن الْمطرف أخرجه ابْن لال وَله شَاهد من حَدِيث أبي أُمَامَة وَلَفظه إِن الْمَعْرُوف لَا يصلح إِلَّا لذِي دين أَو لذِي حسب أَو لذِي حلم أخرجه الطَّبَرَانِيّ وَالْبَيْهَقِيّ، وَأخرج الديلمي عَن جَابر مَرْفُوعا إِذا أَرَادَ الله بِعَبْد خيرا جعل صنائعه ومعروفه فِي أهل الْحفاظ، وَإِذ أَرَادَ الله بِعَبْد شرا جعل صنائعه ومعروفه فِي غير أهل الْحفاظ، فَقَالَ حسان بن ثَابت.
(إِن الصنيعة لَا تكون صَنِيعَة ... حَتَّى يصاب بهَا طَرِيق المصنع)
فَقَالَ النَّبِي صَدَقَ.
(24) [حَدِيثٌ] إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ دَعَا اللَّهُ عَبْدًا مِنْ عَبِيدِهِ فَيَقِفُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَيَسْأَلُهُ عَنْ جَاهِهِ كَمَا يَسْأَلُهُ عَنْ مَالِهِ (حب) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه يُوسُف بن يُونُس (تعقب) بِأَن ابْن الْجَوْزِيّ نَفسه نقل عَن الدَّارَقُطْنِيّ أَنه وثق يُوسُف وَلِلْحَدِيثِ شَاهد من قَول عَليّ، وَلَفظه إِن الْجنَّة لتشتاق إِلَى من سعى لِأَخِيهِ الْمُؤمن فِي قَضَاء حَوَائِجه ليصلح شَأْنه على يَدَيْهِ فاستبقوا النعم بذلك فَإِن الله تَعَالَى يسْأَل الرجل عَن جاهه فِيمَا بذله كَمَا يسْأَله عَن مَاله فِيمَا أنفقهُ، أخرجه الْخَطِيب وَقَالَ فِيهِ أَبُو الْحُسَيْن بن النَّحْوِيّ فِي رواياته نكرَة.
(25) [حَدِيثٌ] إِنَّ فِي الْجَنَّةِ دَارًا يُقَالُ لَهَا دَارُ الْفَرَحِ لَا يَدْخُلُهَا إِلا مَنْ فَرَّحَ الصِّبْيَانَ (عد) من حَدِيث عَائِشَة وَلَا يَصح فِيهِ ابْن لَهِيعَة ضَعِيف وَأحمد بن حَفْص مُنكر الحَدِيث (تعقب) بِأَن أَحْمد بن حَفْص قَالَ فِيهِ حَمْزَة السَّهْمِي وَابْن عدي لم يتَعَمَّد الْكَذِب وَقَالَ الْإِسْمَاعِيلِيّ صَدُوق وَابْن لَهِيعَة تقدم مَرَّات أَن حَدِيثه حسن والْحَدِيث جَاءَ من حَدِيث ابْن عَبَّاس بِلَفْظ للجنة بَاب، فَذكره أخرجه الديلمي وَمن حَدِيث عقبَة بن عَامر بِلَفْظ إِن فِي الْجَنَّةِ دَارًا يُقَالُ لَهَا دَارُ الْفَرَحِ لَا يَدْخُلُهَا إِلا مَنْ فَرح يتامى الْمُؤمنِينَ،(2/135)
أخرجه ابْن النجار (قلت) وَمن حَدِيث أنس أخرجه الْخَطِيب فِي أَمَالِيهِ من طَرِيق مُحَمَّد بن عَبدة وَأوردهُ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان وَقَالَ هَذَا كذب، وَالله تَعَالَى أعلم.
(26) [حَدِيثٌ] إِذَا بَكَى الْيَتِيمُ وَقَعَتْ دُمُوعُهُ فِي كَفِّ الرَّحْمَنِ فَيَقُولُ مَنْ أَبْكَى هَذَا الْيَتِيمَ الَّذِي وَارَيْتُ وَالِدَيْهِ تَحْتَ الثَّرَى مَنْ أَسْكَتَهُ فَلَهُ الْجَنَّةُ (خطّ) من حَدِيث أنس، وَقَالَ مُنكر جدا وَرِجَاله ثِقَات إِلَّا مُوسَى بن عِيسَى الْبَغْدَادِيّ وَهُوَ مَجْهُول وَحَدِيثه عندنَا غير مَقْبُول (تعقب) بِأَن هَذَا لَا يَقْتَضِي الحكم على حَدِيثه بِالْوَضْعِ وَله شَاهد من حَدِيث عمر: الْيَتِيم إِذا بَكَى اهتز الْعَرْش لبكائه وَيَقُول الرَّحْمَن لملائكته من أبكى عَبدِي وَأَنا قبضت أَبَاهُ وواريته فِي التُّرَاب فَيَقُولُونَ رَبنَا لَا علم لنا فَيَقُول اشْهَدُوا أَن من أرضاه أرضيته يَوْم الْقِيَامَة، أخرجه أَبُو نعيم (قلت) فِي سَنَده مَنْ لَمْ أَقِفْ لَهُمْ عَلَى تَرْجَمَة وَالله أعلم.
(27) [حَدِيثٌ] مَا قَعَدَ يَتِيمٌ عَلَى قَصْعَةِ قَوْمٍ فَيَقْرُبُ قَصْعَتَهُمْ شَيْطَانٌ (الْحَارِث) فِي مُسْنده من حَدِيث أبي مُوسَى وَفِيه الْحسن بن وَاصل (تعقب) بِأَن الفلاس قَالَ فِي الْحسن مَا هُوَ عِنْدِي من أهل الْكَذِب لَكِن لم يكن بِالْحَافِظِ وَقَالَ ابْن الْمُبَارك اللَّهُمَّ لَا أعلم إِلَّا خيرا (قلت) وَقَالَ الْحَافِظ الهيثمي فِي الْمجمع عقب تَخْرِيجه من المعجم الْأَوْسَط: فِيهِ الْحسن بن وَاصل ضَعِيف لسوء حفظه وَهُوَ حَدِيث حسن وَالله أعلم.
(28) [حَدِيثٌ] مَنْ سَقَى مُسْلِمًا شَرْبَةَ مَاءٍ فِي مَوْضِعٍ يُوجَدُ فِيهِ الْمَاءَ فَكَأَنَّمَا أَعْتَقَ رَقَبَةً فَإِنْ سَقَاهُ فِي مَوْضِعٍ لَا يُوجَدُ فِيهِ مَاءً فَكَأَنَّمَا أَحْيَا نَسَمَةً مُؤْمِنَةً (عد) من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن بن شَقِيق الْمروزِي وَهُوَ آفته وَوهم فِيهِ الْحسن بن أبي جَعْفَر وَهُوَ مَتْرُوك فَرَوَاهُ عَن عَليّ بن زيد وَهُوَ أَوْهَى مِنْهُ عَن سعيد بن الْمسيب عَن عَائِشَة (تعقب) بِأَن ابْن مَاجَه أخرجه من طَرِيق زُهَيْر بن مَرْزُوق عَن عَليّ بن زيد بِهِ وَله طَرِيق آخر أخرجه حميد بن زَنْجوَيْه (قلت) فِيهِ شيخ ابْن عبد قيس وَعنهُ عرضي بن زِيَاد السدومي لم أَعْرفهُمَا وَعبيد بن وَاقد ضَعِيف وَالله تَعَالَى أعلم.
(29) [حَدِيثٌ] مَنْ أَغَاثَ مَلْهُوفًا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ ثَلاثًا وَسَبْعِينَ مَغْفِرَةً وَاحِدَةٌ مِنْهَا صَلاحُ أَمْرِهِ كُلِّهِ وَاثْنَتَانِ وَسَبْعُونَ دَرَجَاتٍ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (عق) من حَدِيث أنس وَفِيه(2/136)
زِيَاد بن أبي حسان (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجه فِي الشّعب، وَقَالَ تفرد بِهِ زِيَاد وَلَيْسَ كَذَلِك فقد تَابع زيادا عبد الرَّحْمَن بن أبي حُسَيْن الْمَكِّيّ أخرجه ابْن عَسَاكِر وَورد من حَدِيث ثَوْبَان أخرجه أَبُو نعيم فِي الْحِلْية من طَرِيق فرقد عَن شميط مولى ثَوْبَان وَقَالَ غَرِيب من حَدِيث فرقد لم نَكْتُبْهُ إِلا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ (قلت) شميط لم أَقف لَهُ عَلَى تَرْجَمَةٍ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.
(30) [حَدِيثٌ] مَنْ وَافَقَ مِنْ أَخِيهِ شَهْوَةً غُفِرَ لَهُ (عق) من حَدِيث أبي الدَّرْدَاء وَفِيه عمر بن حَفْص مَتْرُوك (تعقب) بِأَن الحَدِيث أخرجه الْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ وَقَالَ عمر بن حَفْص لم يكن بِالْقَوِيّ وَله شَاهد من حَدِيث أبي هُرَيْرَة بِلَفْظ من أطْعم أَخَاهُ الْمُسلم شَهْوَته حرمه الله على النَّار أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَقَالَ هُوَ مُنكر بِهَذَا السَّنَد.
(31) [حَدِيثٌ] مَنْ أَطْعَمَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ خُبْزًا حَتَّى يُشْبِعَهُ وَسَقَاهُ مِنَ الْمَاءِ حَتَّى يَرْوِيَهُ بَاعَدَهُ اللَّهُ عَنِ النَّارِ سَبْعَ خَنَادِقَ مَا بَيْنَ كُلِّ خَنْدَقَيْنِ مَسِيرَةُ خَمْسمِائَة عَامٍ (طب) فِي الْكَبِير من حَدِيث عبد الله بن عمر وَفِيه رَجَاء بن أبي عَطاء المغافري (تعقب) بِأَن الذَّهَبِيّ وثق رَجَاء فَقَالَ صُوَيْلِح والْحَدِيث أخرجه الْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ وَالْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرك وَصَححهُ وَأقرهُ الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه وَأوردهُ فِي الْمِيزَان وَقَالَ غَرِيب مُنكر (قلت) نقل الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان عَن الْحَاكِم وَابْن حبَان أَنَّهُمَا قَالَا فِي رَجَاء: صَاحب مَوْضُوعَات وَقَالَ الْحَافِظ بعد أَن ذكر ذَلِك عَن الْحَاكِم، وتخريجه الحَدِيث فِي الْمُسْتَدْرك، وَقَوله صَحِيح الْإِسْنَاد مَا أَدْرِي مَا وَجه الْجمع بَين كلاميه كَمَا لَا أَدْرِي كَيفَ الْجمع بَين قَول الذَّهَبِيّ صُوَيْلِح وسكوته على تصحح الْحَاكِم فِي تَلْخِيص الْمُسْتَدْرك مَعَ حكايته عَن الحافظين أَنَّهُمَا شَهدا عَلَيْهِ بِرِوَايَة الموضوعات انْتهى، وَالله تَعَالَى أعلم.
(32) [حَدِيثٌ] مَا مِنْ عَمَلٍ أَفْضَلَ مِنْ إِشْبَاعِ كَبِدٍ جَائِعَةٍ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث أنس وَفِيه زَرْبِي إِمَام مَسْجِد هِشَام بن حسان مُنكر الحَدِيث (تعقب) بِأَن زربيا روى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه، والْحَدِيث أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب، (قلت) وَأوردهُ الْمُنْذِرِيّ فِي التَّرْغِيب وَلم يُضعفهُ وَالله أعلم وَله شَوَاهِد كَثِيرَة تقضي بحسنه مِنْهَا حَدِيث جَابر إِن من مُوجبَات الْمَغْفِرَة إطْعَام الْمِسْكِين السغبان أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب.(2/137)
(33) [حَدِيثٌ] مَنْ قَادَ أَعْمَى أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ (خطّ) مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرو وَفِيه عَليّ بن عُرْوَة وَعنهُ سلم بن سَالم الْبَلْخِي وَمن حَدِيث أنس فِيهِ وسيلمان ابْن عَمْرو وَهُوَ أَبُو دَاوُد النَّخعِيّ وَمن حَدِيث ابْن عمر وَفِيه عبيد الله بن أبي حميد تدليسا وَإِنَّمَا هُوَ مُحَمَّد بن أبي حميد مُنكر الحَدِيث (عد) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَفِيهِ عبد الله بن أبان الثَّقَفِيّ وَمن حَدِيث ابْن عمر من طَرِيقين فِي أَحدهمَا مُحَمَّد بن عبد الْملك الْأنْصَارِيّ وَفِي الثَّانِي ثَوْر بن يزِيد وَقَالَ ابْن عدي مُنكر من حَدِيث ثَوْر، وَمن حَدِيث جَابر بن عبد الله وَفِيه مُحَمَّد بن أبي حميد (الْبَغَوِيّ) من حَدِيث أنس وَفِيه الْمُعَلَّى بن هِلَال وَتَابعه يُوسُف بن عَطِيَّة الصفار ضَعِيف (المخلص) من حَدِيثه أَيْضا وَفِيه نعيم بن سَالم (أَبُو يعلى) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ وَفِيهِ سلم بن سَالم (شا) من حَدِيثه أَيْضا من طَرِيقين فِي أَحدهمَا أَصْرَم بن حَوْشَب وَفِي الآخر مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن بحير وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه إِبْرَاهِيم بن عُمَيْر الْبَصْرِيّ ضَعِيف (عق) من حَدِيث جَابر وَفِيه مُحَمَّد بن عبد الْملك (تعقب) بِأَن أصلح طرق الحَدِيث حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَإِن إِبْرَاهِيم لم يتهم بكذب على أَن الْبَيْهَقِيّ أخرج فِي الشّعب حَدِيث ابْن عمر من طَرِيق سلم وَمن طَرِيق مُحَمَّد بن عبد الْملك وثور بن يزِيد وَقَالَ فِي كل مِنْهَا إِنَّه ضَعِيف وَأخرجه أَيْضا من طَرِيق أُخْرَى لم يوردها ابْن الْجَوْزِيّ وَأخرج حَدِيث أنس من طَرِيق يُوسُف بن عَطِيَّة وَقَالَ ضَعِيف (قلت) وَلِحَدِيث أنس طَرِيق آخر أخرجه الْخَلِيل فِي الْإِرْشَاد من طَرِيق عبد الله بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن أبي عبيد الطايفي ثمَّ قَالَ: عبد الله بن مُحَمَّد الطايفي مَجْهُول والْحَدِيث مُنكر بِهَذَا الْإِسْنَاد غَرِيب وَالله تَعَالَى أعلم.
(34) [حَدِيثٌ] مَنْ رَبَّى صَبِيًّا حَتَّى يَقُول لَا إِلَه إِلَّا الله لَمْ يُحَاسِبْهُ اللَّهُ (عد) من حَدِيثِ عَائِشَةَ وَلا يَصِحُّ فِيهِ الشَّاذكُونِي وَعنهُ أَبُو عُمَيْر عبد الْكَبِير بن مُحَمَّد قَالَ ابْن عدي وَلَعَلَّ الْبلَاء من أبي عُمَيْر قَالَ وَرَوَاهُ إِبْرَاهِيم بن الْبَراء عَن الشَّاذكُونِي وَإِبْرَاهِيم حدث بِالْبَوَاطِيل (تعقب) بِأَن الشَّاذكُونِي تَابعه أَشْعَث بن مُحَمَّد الكلَاعِي أخرجه الخلعي فِي فَوَائده وَأَشْعَث ضَعِيف (قلت) هُوَ من طَرِيق الْحسن بن عَليّ السامري الأعسم وَقَضِيَّة كَلَام الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان اتهامه بِهِ، وَأما الطَّرِيق الأول فقد اقْتصر الْحَافِظ الهيثمي فِي الْجمع بعد عزوه إِلَى المعجمين الْأَوْسَط وَالصَّغِير على إعلاله بالشاذكوني وَقَالَ هُوَ ضَعِيف وَالله تَعَالَى أعلم.(2/138)
(35) [حَدِيثٌ] السَّخِيُّ قَرِيبٌ مِنَ اللَّهِ، قَرِيبٌ مِنَ النَّاسِ قَرِيبٌ مِنَ الْجَنَّةِ بَعِيدٌ مِنَ النَّارِ وَإِنَّ الْبَخِيلَ بَعِيدٌ مِنَ اللَّهِ بَعِيدٌ مِنَ النَّاسِ بَعِيدٌ مِنَ الْجَنَّةِ قَرِيبٌ مِنَ النَّارِ وَالْفَاجِرُ السَّخِيُّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ عَابِدٍ بَخِيلٍ (عق) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه سعيد بن مُحَمَّد الْوراق لَيْسَ بِشَيْء (خطّ) فِي كتاب البخلاء من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه غَرِيب ابْن عبد الْوَاحِد مَجْهُول (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيثهَا أَيْضا وَفِيه سعيد ابْن مُسلم لَيْسَ بِشَيْء وَمن حَدِيث أنس بِلَفْظ لما خلق الله الْإِيمَان قَالَ إلهي قوني فقواه بِحسن الْخلق ثمَّ خلق الْكفْر فَقَالَ إلهي قوني فقواه بالبخل ثمَّ خلق الْجنَّة ثمَّ اسْتَوَى على الْعَرْش ثمَّ قَالَ ملائكتي قَالُوا لبيْك وَسَعْديك قَالَ السخي قريب مني قريب من جنتي بعيد من النَّار والبخيل بعيد مني بعيد من جنتي بعيد من ملائكتي قريب من النَّار، وَفِيه مُحَمَّد بن تَمِيم (تعقب) بِأَن حَدِيث أبي هُرَيْرَة أخرجه التِّرْمِذِيّ وَابْن حبَان فِي رَوْضَة الْعُقَلَاء وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب طَرِيق سعيد الْوراق وَقَالَ ابْن حبَان غَرِيب وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ تفرد بِهِ سعيد وَهُوَ ضَعِيف وانْتهى وَلم ينْفَرد بِهِ سعيد بل تَابعه عبد الْعَزِيز بن أبي حَازِم أخرجه الديلمي، وَحَدِيث عَائِشَة أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب من طَرِيق سعيد بن مسلمة وَتَلِيدُ ابْن سُلَيْمَان وَقَالَ: سعيد وَتَلِيدُ ضعيفان فَلم ينْفَرد بِهِ سعيد على أَن سعيدا هَذَا لم يتهم بكذب بل قَالَ البُخَارِيّ ضَعِيف وَوَثَّقَهُ ابْن عدي قَالَ أَرْجُو أَنه لَا يتْرك وَقد أخرج لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَمثل هَذَا يحسن حَدِيثه إِذا توبع وَجَاء من حَدِيث جَابر أخرجه الْبَيْهَقِيّ من طَرِيق سعيد الْمَذْكُور وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس أخرجه تَمام فِي فَوَائده من طَرِيق مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا الْغلابِي وَأخرج الْخَطِيب فِي كتاب البخلاء من حَدِيث عَائِشَة: السخي الجهول أحب إِلَى الله من العابد الْبَخِيل، وَقَوله غَرِيب بن عبد الْوَاحِد أقره الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان عَلَيْهِ وَالَّذِي فِي كتاب البخلاء للخطيب عَنْبَسَة بن عبد الْوَاحِد.
(36) [حَدِيثٌ] السَّخَاءُ شَجَرَةٌ مِنْ شَجَرِ الْجَنَّةِ أَغْصَانُهَا مُتَدَلِّيَاتٌ فِي الأَرْضِ فَمَنْ أَخَذَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا قَادَهُ ذَلِكَ الْغُصْنُ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْبُخْلُ شَجَرَةٌ مِنْ شَجَرِ النَّارِ أَغْصَانُهَا مُتَدَلِّيَاتٌ فِي الدُّنْيَا فَمَنْ أَخَذَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا قَادَهُ ذَلِكَ الْغُصْنُ إِلَى النَّارِ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث الْحسن بن عَليّ وَفِيه سعيد بن مسلمة لَيْسَ بِشَيْء (خطّ) من حَدِيث أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ مسلمة الوَاسِطِيّ ضَعِيف جدا وَمن حَدِيث جَابر وَفِيه عبد الْعَزِيز ابْن خَالِد (عد) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه دَاوُد بن الْحصين ضَعِيف (حب) من حَدِيث(2/139)
عَائِشَة، وَفِيه الْحُسَيْن بن علوان وَعنهُ إِسْمَاعِيل بن عباد الأرسوفي مَتْرُوك (تعقب) بِأَن حَدِيث الْحسن وَأبي هُرَيْرَة أخرجهُمَا الْبَيْهَقِيّ وَضعفهمَا وَسَعِيد بن مسلمة قدمنَا قَرِيبا أَنه يحسن حَدِيثه إِذا توبع وَدَاوُد بن الْحصين وَثَّقَهُ الْجُمْهُور وروى لَهُ السِّتَّة وَأكْثر مَا عيب عَلَيْهِ الابتداع وَأنكر ابْن الْمَدِينِيّ وَأَبُو دَاوُد أَحَادِيثه عَن عِكْرِمَة خَاصَّة فَهَذِهِ الطَّرِيق على انفرادها جَيِّدَة فَكيف وَالطَّرِيق الأولى شاهدة لَهَا وَلِلْحَدِيثِ طَرِيق أُخْرَى فَأخْرجهُ ابْن عَسَاكِر من حَدِيث أنس وَالْبَيْهَقِيّ والخطيب فِي كتاب البخلاء وَابْن عَسَاكِر من حَدِيث عبد الله بن جَراد وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ ضَعِيف الْإِسْنَاد.
(37) [حَدِيثٌ] تَجَاوَزُوا عَنْ ذَنْبِ السَّخِيِّ فَإِنَّ اللَّهَ آخِذٌ بِيَدِهِ كُلَّمَا عَثَرَ (قطّ) من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَفِيه عبد الرَّحِيم بن حَمَّاد تفرد بِهِ (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجه فِي الشّعب من طَرِيقه وَاقْتصر على تَضْعِيفه (قلت) وَفِي اللِّسَان إِنَّ ابْنَ حِبَّانَ ذَكَرَهُ فِي الثِّقَات وَالله أعلم وَلم ينْفَرد بِهِ بل تَابعه مُحَمَّد بن حميد الْعَتكِي أخرجه الطَّبَرَانِيّ وَورد من حَدِيث أبي هُرَيْرَة أخرجه ابْن عَسَاكِر وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس أخرجه الْخَطِيب فِي تَارِيخه وَأَبُو نعيم فِي الْحِلْية والخرائطي فِي مَكَارِم الْأَخْلَاق وَمن حَدِيث نبيط بن شريط أخرجه أَبُو نعيم لكنه من طَرِيق أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن نبيط (قلت) قَالَ الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ فِي جزئه الَّذِي رد فِيهِ على الصغاني: حَدِيث ابْن عَبَّاس رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط بِسَنَد يشبه أَن يكون حسنا إِذْ لَيْسَ فِيهِ مُتَّهم بكذب فِيمَا أعلم وَلَا مَجْرُوح إِلَّا لَيْث بن أبي سليم وَمُحَمّد بن عبد الله الْحَضْرَمِيّ شيخ الطَّبَرَانِيّ وَلَيْث روى لَهُ مُسلم مُتَابعَة وَالْبُخَارِيّ تَعْلِيقا وَمُحَمّد بن عبد الله الْحَضْرَمِيّ وَهُوَ مطين أحد الْحفاظ الثِّقَات وَلَا الْتِفَات إِلَى كَلَام مُحَمَّد بن أبي شيبَة فِيهِ انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم.
(38) [حَدِيثٌ] الْجَنَّةُ دَارُ الأَسْخِيَاءِ (عد) وَلَا يَصح فِيهِ بَقِيَّة وَعنهُ جحدر (تعقب) بِأَن جحدرا ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَقَالَ لم أر فِي حَدِيثه مَا فِي الْقلب مِنْهُ إِلَّا هَذَا الحَدِيث وَهُوَ مُنكر انْتهى (قلت) قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان كَأَن ابْن حبَان مَا عرفه لِأَنَّهُ سمى أَبَاهُ عبد الله بن الْحَارِث وروى الذَّهَبِيّ الحَدِيث فِي الْمِيزَان فَوَقع فِي سَنَده (ثَنَا) عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث جحدر ثَنَا بَقِيَّة، قَالَ ابْن حجر وَذكر ابْن عدي الحَدِيث فِي تَرْجَمَة عبد الرَّحْمَن وَذكر ابْن حبَان عبد الرَّحْمَن فِي الثِّقَات وَلَعَلَّه وَالِد أَحْمد بن(2/140)
عبد الرَّحْمَن وَكَانَ يلقب جحدرا أَيْضا وَالله تَعَالَى أعلم.
وَقد تَابعه عَن بَقِيَّة مُحَمَّد بن عرق الْحِمصِي أخرجه أَبُو الشَّيْخ فِي الثَّوَاب وتابع بَقِيَّة الْبَابلُتِّي وَهُوَ واه (قلت) بَقِيَّة أحسن حَالا من هَذَا المتابع بِكَثِير وَالله أعلم.
والْحَدِيث أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ فِي المستجاد والخرائطي فِي مَكَارِم الْأَخْلَاق وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط قَالَ الْعِرَاقِيّ فِي تَخْرِيج الأحيا وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي المستجاد من طَرِيق آخر وَفِيه مُحَمَّد بن الْوَلِيد الموقري وَهُوَ ضَعِيف وَورد من حَدِيث أنس بِزِيَادَة وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَا يدْخل الْجنَّة بخيل وَلَا عَاق وَالِديهِ وَلَا منان بِمَا أعْطى أخرجه الْخَطِيب فِي كتاب البخلاء وَفِيه إِبْرَاهِيم بن بكر الشَّيْبَانِيّ مَتْرُوك.
الْفَصْل الثَّالِث
(39) [حَدِيثٌ] يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ الصَّدَقَةُ وَاصْطِنَاعُ الْمَعْرُوفِ وَصِلَةُ الرَّحِمِ وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ تُحَوِّلُ الشَّقَاءَ سَعَادَةً وَتَزِيدُ فِي الْعُمْرِ وَتَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ (يخ) من حَدِيث عَليّ وَفِيه مُحَمَّد الْعُكَّاشِي.
(40) [حَدِيثٌ] إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ مَلَكًا مِنْ خُزَّانِ الْجَنَّةِ فَيَمْسَحُ ظَهْرَهُ فيسخى نَفْسُهُ بِالزَّكَاةِ (مي) من حَدِيث عَليّ من طَرِيق مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْأَشْعَث من سنَنه الَّتِي جمعهَا عَن آل الْبَيْت.
(41) [حَدِيثٌ] لِكُلِّ شَيْءٍ زَكَاةٌ وَزَكَاةُ الْبَيْت دَار الضِّيَافَة (بيني الهرثمية) فِي جزئها من حَدِيث أنس وَفِيه عبد الله بن عبد القدوس وَعنهُ أَحْمد بن عُثْمَان النهرواني وَأوردهُ أَبُو سعيد النقاش فِي الموضوعات وَقَالَ وَضعه أَحْمد أَو شَيْخه وَأقرهُ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان وَأوردهُ الجوزقاني فِي الأباطيل وَقَالَ مُنكر وَابْن عبد القدوس مَجْهُول (قلت) وَأوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات من طَرِيق ابْن عبد القدوس ثمَّ قَالَ وَقد رَوَاهُ عبد الحميد عَن أنس مَوْقُوفا وَعبد الحميد مَجْهُول أَيْضا انْتهى وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر يحْتَمل أَن يكون هُوَ ابْن قدامَة الْمُتَقَدّم وَقَالَ فِي ابْن قدامَة إِنَّه يروي عَن أنس وَأَن الْعقيلِيّ ذكره فِي الضُّعَفَاء وَابْن حبَان فِي الثِّقَات وَالله تَعَالَى أعلم.
(42) [حَدِيثٌ] خَلَقَ اللَّهُ الإِيمَانَ فَحَفَّهُ بِالسَّخَاءِ وَخَلَقَ الْكفْر فحفه بالبخل (قطّ)(2/141)
فِي الغرائب من حَدِيث ابْن عمر وَقَالَ مُنكر بَاطِل وَفِيه أَحْمد بن مُحَمَّد السماعي وَعمْرَان ابْن زِيَاد مَجْهُولَانِ.
(43) [حَدِيثٌ] الْجُودُ مَوْجُودٌ عِنْدَ اللَّهِ فَجُودُوا يَجُودُ اللَّهُ لَكُمْ إِلا أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْجُودَ فِي صُورَةِ رَجُلٍ فَجَعَلَ رَأْسَهُ رَاسِخًا فِي أَصْلِ شَجَرَةِ طُوبَى الحَدِيث (أَبُو الْفرج الطناجيري) فِي أَمَالِيهِ من حَدِيث ابْن عَبَّاس من طَرِيق جِبْرِيل بن مجاعَة وَعنهُ مُحَمَّد بن الْحسن النقاش قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي لِسَان الْمِيزَان هَذَا خبر بَاطِل لَا يحْتَملهُ النقاش وَجِبْرِيل لَا أعرفهُ.
(44) [حَدِيثٌ] مَنْ أَنْفَقَ عَلَى مَرِيضٍ حَتَّى عُوفِيَ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ حَبَّةٍ فِضَّةً عِبَادَةَ مِائَةِ سَنَةٍ (مي) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه عباد بن كثير.
(45) [حَدِيثٌ] إِذَا أَتَاكَ سَائِلٌ عَلَى فَرَسٍ بَاسِطٌ يَدَهُ فَقَدْ وَجَبَ لَهُ الْحَقُّ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ (مي) من حَدِيث أَنَسٍ مِنْ طَرِيقِ أَبِي هُدْبَةَ.
(46) [حَدِيث] إِن الله يكافىء مَنْ يَسْعَى لأَخِيهِ الْمُؤْمِنِ فِي حَوَائِجِهِ فِي نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ إِلَى سَبْعَة آبَاء لَا تَمَلُّوا نِعَمَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ فَقَدْ جَعَلَكُمْ لَهَا أَهْلا فَإِنْ مَلَلْتُمُوهَا حَرَمَكُمْ فَضْلَهُ (خطّ) من حَدِيث بُرَيْدَة وَفِيه عَبَّاس بن عمر وَقَالَ الْخَطِيب بَاطِل وَالْحمل فِيهِ عِنْدِي على عَبَّاس (قلت) عبارَة الْخَطِيب كَمَا فِي الواهيات لِابْنِ الْجَوْزِيّ هَذَا الحَدِيث بَاطِل بِهَذَا الْإِسْنَاد وَالله أعلم.
(47) [حَدِيثٌ] مَنْ مَشَى فِي عَوْنِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ وَمَنْفَعَتِهِ فَلَهُ ثَوَابُ الْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ (نجا) من حَدِيث عَليّ وَفِيه عُثْمَان بن عبد الله الْقرشِي الْأمَوِي.
(48) [حَدِيثٌ] مَنْعُ الْخَمِيرِ يُورِثُ الْفَقْرَ وَمَنْعُ الْمِلْحِ يُورِثُ الدَّاءَ وَمَنْعُ الْمَاءِ يُورِثُ الندالة وَمَنْعُ النَّارِ يُورِثُ النِّفَاقِ (مي) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَفِيهِ سُلَيْمَان بن عَمْرو أَبُو دَاوُد النَّخعِيّ.
(49) [حَدِيثٌ] مَنْ أَوْدَعَ كَرِيمًا مَعْرُوفًا فَقَدِ اسْتَرَقَّهُ وَمَنْ أَوْلَى لَئِيمًا مَعْرُوفًا فَقَدِ اسْتَجْلَبَ عَدَاوَتَهُ أَلا وَإِنَّ الصَّنَائِعَ لأَهْلِ السَّعَادَةِ (نجا) من حَدِيث عَليّ وَفِيه مَجَاهِيل.(2/142)
(50) [حَدِيث] من خير لأَصْحَابِهِ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ فَقَدْ سَبَقَهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ بِأَلْفَيْ عَامٍ (مي) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَفِيه ميسرَة بن عبد ربه ومجاشع بن عَمْرو.
(51) [حَدِيثُ] جَابِرٍ جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ إِلَى النَّبِي فَقَالَ لَهُ مَا رُزِقْتُ وَلَدًا قَطُّ وَلا وَلَدَ لِي وُلِدَ قَالَ فَأَيْنَ أَنْتَ عَنِ الاسْتِغْفَارِ وَكَثْرَةِ الصَّدَقَةِ يَرْزُقُ اللَّهُ بِهِمَا الْوَلَدَ فَكَانَ الرجل يكثر الصَّدَقَة وَيكثر الاسْتِغْفَار قَالَ جَابر فولد لَهُ سَبْعَة من الذُّكُور (نجا) قلت لم يبين علته وَلَا أَدْرِي مَا وَجه إِدْخَاله فِي الموضوعات وَالْقُرْآن شَاهد بِأَن للاستغفار دخلا فِي الْإِمْدَاد بالأموال والبنين وَلَا يستنكر أَن يكون للصدقة دخل فِي ذَلِك أَيْضا وَالله أعلم.
(52) [حَدِيثٌ] يُنَادِي مُنَادٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَيْنَ بُغَضَاءُ اللَّهِ فَيَقُومُ سُؤَّالُ الْمَسَاجِدِ (حب) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه جَعْفَر بن أبان وَهُوَ وَضعه كَمَا قَالَه ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات وَجَاء مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ أَخْرَجَهُ الدَّيْلَمِيُّ (قلت) لم يبين علته وَفِيه من لم أعرفهم فَكَأَن أحدهم سَرقه من جَعْفَر بن أبان وَركب لَهُ إِسْنَادًا وَالله تَعَالَى أعلم.
(53) [حَدِيثٌ] إِذَا وَقَفَ السَّائِلُ عَلَيْكُمْ فَدَعُوهُ حَتَّى يَفْرَغَ مِنْ كَلامِهِ فَإِنْ كَانَ شَيْءٌ فَأَبْلِغُوهُ إِيَّاهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فَقُولُوا رَزَقَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكَ وَلا تَقُولُوا بُورِكَ فِيكَ وَاعْرِضُوا عَلَيْهِ الْمَاءَ (مي) من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن أبي كَرِيمَة.
(54) [حَدِيثٌ] مَنْ سَعَى لأَخِيهِ الْمُسْلِمِ فِي حَاجَةٍ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ (الْمُنْذِرِيّ) فِي جُزْء غفران الذُّنُوب من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَقَالَ: فِيهِ أَحْمد بن بكار المصِّيصِي، قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان: عِنْدِي، أَنه أَحْمد بن بكر البالسي، خبطوا فِي نسبه والْحَدِيث مَوْضُوع.
(55) [حَدِيثٌ] مَنْ أَخَذَ بِيَدِ مَكْرُوبٍ أَخَذَ اللَّهُ بِيَدِهِ (خطّ) من حَدِيث ابْن عمر مسلسلا بقول كل من رُوَاته ثَنَا فلَان وَهُوَ آخذ بيَدي، وَفِيه أَحْمد بن الْحُسَيْن الشَّافِعِي الصُّوفِي قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هَذَا الحَدِيث كذب.
(56) [حَدِيثُ] مَنْ سَرَّ مُؤْمِنًا فَإِنَّمَا يَسُرُّ اللَّهَ تَعَالَى وَمَنْ عَظَّمَ مُؤْمِنًا فَإِنَّمَا يُعَظِّمُ اللَّهَ وَمَنْ أَكْرَمَ مُؤْمِنًا فَإِنَّمَا يُكْرِمُ اللَّهَ (يخ) من حَدِيث أبي بكر الصّديق، وَفِيه مُحَمَّد بن إِسْحَاق الْعُكَّاشِي (قُلْتُ) وَجَاءَ مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ من أكْرم أَخَاهُ الْمُسلم فَإِنَّمَا يكرم الله، أخرجه الْأَصْبَهَانِيّ فِي ترغيبه وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان بَاطِل وَالله تَعَالَى أعلم.(2/143)
(57) [حَدِيثٌ] اسْقِ الْمَاءَ عَلَى الْمَاءِ فِي الْيَوْمِ الصَّائِفِ تَنْتَثِرْ ذُنُوبُكَ كَمَا يَنْتَثِرُ الْوَرَقُ مِنَ الشَّجَرِ فِي الرِّيحِ الْعَاصِفِ (كرّ) من حَدِيث أنس وَقَالَ مُنكر متْنا وإسنادا.
(58) [حَدِيثٌ] إِنَّ الْعَبْدَ لَيَقِفُ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ فَيُطَوِّلُ اللَّهُ وُقُوفَهُ حَتَّى يُصِيبَهُ مِنْ ذَلِكَ كَرْبٌ شَدِيدٌ، فَيَقُولُ يَا رَبِّ ارْحَمْنِي الْيَوْمَ، فَيَقُولُ وَهَلْ رَحِمْتَ شَيْئًا مِنْ خَلْقِي مِنْ أَجْلِي فَأَرْحَمَكَ هَاتِ وَلَوْ عُصْفُورًا (كرّ) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ وَفِيهِ طَلْحَة بن زيد الوقي.
(59) [حَدِيثٌ] إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ تَعَلَّقَ الْجَارُ بِالْجَارِ فَيَقُولُ يَا رَبِّ سَلْ هَذَا فِيمَ أَغْلَقَ بَابَهُ دُونِي وَمَنَعَنِي طَعَامَهُ (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه أَبُو هدبة.
(60) [حَدِيثٌ] إِذَا اصْطَنَعَ أَحَدُكُمْ إِلَى أَخِيهِ مَعْرُوفًا، فَقَالَ لَهُ جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَبْدِي أَسْدَى إِلَيْكَ أَخُوكَ مَعْرُوفًا فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَكَ مَا تُكَافِيهِ وَأَحَلْتَهُ عَلَيَّ وَالْخَيْرُ مِنِّي الْجَنَّةُ (خطّ) من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن عَوْف بِإِسْنَاد مظلم فِيهِ غير وَاحِد من المجهولين.
(61) [حَدِيثٌ] يَشُمُّ السَّخِيُّ رِيحَ الْجَنَّةِ من مسير أَلْفِ عَامٍ وَلِلسَّخِيِّ عِنْدَ اللَّهِ كُلَّ يَوْمٍ ثَوَابُ نَبِيٍّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ لَا تَنْقَطِعُ عَنْهُ، طَرْفَةَ عَيْنٍ (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس من طَرِيق جَعْفَر الْحُسَيْنِي صَاحب كتاب الْعَرُوس.
(62) [حَدِيثٌ] يَقُولُ اللَّهِ السَّخِيُّ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ وَإِنِّي لأَرْفَعُ عَنِ السَّخِيِّ عَذَابَ الْقَبْرِ وَشِدَّةَ الْقِيَامَةِ وَالسَّخِيُّ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ وَأَنَا عَنْهُ رَاضٍ (مي) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ طَرِيق جَعْفَر الْمَذْكُور قبله.
(63) [حَدِيثٌ] يَصِيحُ صَائِحٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَيْنَ الَّذِينَ أَكْرَمُوا الْفُقَرَاءَ وَالْمَسَاكِينَ فِي الدُّنْيَا ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُم وَلَا أَنْتُم تَحْزَنُونَ وَيَصِيحُ صَائِحٌ أَيْنَ الَّذِينَ عَادُوا الْمَرْضَى الْفُقَرَاءَ وَالْمَسَاكِينَ فِي الدُّنْيَا فَيَجْلِسُونَ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ يُحَدِّثُونَ اللَّهَ تَعَالَى وَالنَّاسُ فِي الْحِسَابِ (كرّ) من حَدِيث عمر بن الْخطاب وَفِيه ميسرَة بن عبد ربه (مي) من طَرِيق آخر فِيهِ عَمْرو بن بكر السكْسكِي.
(64) [حَدِيثٌ] لَمَّا بَنَى إِبْرَاهِيمُ الْبَيْتَ صَلَّى فِي كُلِّ ركْنٍ أَلْفَ رَكْعَةٍ فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ يَا إِبْرَاهِيمُ كَأَنَّكَ سَتَرْتَ عَوْرَةً أَوْ أَشْبَعْتَ جَوْعَةً.
(65) [وَحَدِيثٌ] مَنْ أَشْبَعَ جَوْعَةً أَوْ سَتَرَ عَوْرَةً ضَمَنْتُ لَهُ الْجَنَّةَ (قَالَ ابْن تَيْمِية) موضوعان.(2/144)
كتاب الصَّوْم
الْفَصْل الأول
(1) [حَدِيثٌ] افْتَرَضَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى أُمَتِّي الصَّوْمَ ثَلاثِينَ يَوْمًا وَافْتَرَضَ عَلَى سَائِرِ الأُمَمِ أَقَلَّ وَأَكْثَرَ وَذَلِكَ لأَنَّ آدَمَ لَمَّا أَكَلَ مِنَ الشَّجَرَةِ بَقِيَ فِي جَوْفِهِ مِقْدَارُ ثَلاثِينَ يَوْمًا فَلَمَّا تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ أَمَرَهُ بِصِيَامِ ثَلاثِينَ يَوْمًا بِلَيَالِيهَا وَافْتَرَضَ عَلَيَّ وَعَلَى أُمَّتِي بِالنَّهَارِ وَمَا نَأْكُلُ بِاللَّيْلِ فَفَضْلٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى (خطّ) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ وَفِيهِ مُوسَى بن نصر أَبُو عمرَان الثَّقَفِيّ.
(2) [حَدِيثٌ] إِذَا غَابَ الْهِلالُ قَبْلَ الشَّفَقِ فَهُوَ لِلَيْلَةٍ وَإِنْ غَابَ بَعْدَ الشَّفَقِ فَهُوَ لِلَيْلَتَيْنِ (حب) من حَدِيث ابْن عَمْرو قَالَ لَا أصل لَهُ فِيهِ حَمَّاد بن الْوَلِيد وَتَابعه من لَا يَنْفَعهُ مُتَابَعَته الْوَلِيد بن سَلمَة وَرشْدِين بن سعد.
(3) [حَدِيثٌ] إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ نَادَى الْجَلِيلُ رِضْوَانَ خَازِنَ الْجَنَّةِ فَيَقُولُ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ فَيَقُولُ نَجِّدْ جَنَّتِي وَزَيِّنْهَا لِلصَّائِمِينَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ وَلا تَغْلِقْهَا عَنْهُمْ حَتَّى يَنْقَضِيَ شَهْرُهُمْ ثُمَّ يُنَادِي مَالِكًا خَازِنَ جَهَنَّمَ يَا مَالِكُ فَيَقُولُ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ فَيَقُولُ أَغْلِقْ أَبْوَابَ الْجَحِيمِ عَنِ الصَّائِمِينَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ لَا تَفْتَحْهَا عَلَيْهِمْ حَتَّى يَنْقَضِيَ شَهْرُهُمْ ثُمَّ يُنَادِي جِبْرِيلَ يَا جِبْرِيلُ فَيَقُولُ لَبَّيْكَ رَبِّي وَسَعْدَيْكَ فَيَقُولُ انْزِلْ إِلَى الأَرْضِ فَغُلَّ مَرَدَةَ الشَّيَاطِينِ عَنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ لَا يُفْسِدُوا عَلَيْهِمْ صِيَامَهُمْ وَلِلَّهِ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَعِنْدَ وَقْتِ الإِفْطَارِ عُتَقَاءُ يُعْتِقُهُمْ مِنَ النَّارِ عَبِيدٌ وَإِمَاءٌ وَلَهُ فِي كُلِّ سَمَاءٍ مَلَكٌ يُنَادِي عُرْفُهُ تَحْتَ عَرْشِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَرِجْلُهُ فِي تُخُومِ الأَرْضِ السَّابِعَةِ السُّفْلَى جَنَاحٌ لَهُ بِالْمَشْرِقِ مُكَلَّلٌ بِالْمَرْجَانِ وَالدُّرِّ وَالْجَوْهَرِ وَجَنَاحٌ لَهُ بِالْمَغْرِبِ مُكَلَّلٌ بِالْمَرْجَانِ وَالدُّرِّ وَالْجَوْهِرِ يُنَادِي هَلْ مِنْ تَائِبٍ يُتَابُ عَلَيْهِ هَلْ مِنْ دَاعٍ يُسْتَجَابُ لَهُ هَلْ مِنْ مَظْلُومٍ فَيُنْصَرُ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ يُغْفَرُ لَهُ هَلْ مِنْ سَائِلٍ يُعْطَى سُؤْلَهُ وَالرَّبُّ تَعَالَى يُنَادِي الشَّهْرَ كُلَّهُ عَبِيدِي وَإِمَائِي أَبْشِرُوا أَوْشَكَ أَنْ تُرْفَعَ عَنْكُمْ هَذِهِ الْمُؤْنَاتِ وَتُفْضُوا إِلَى رَحْمَتي وكرامتي فَإِذا(2/145)
كَانَتْ لَيْلَةُ الْقَدْرِ يَنْزِلُ جِبْرِيلُ فِي كَبْكَبَةٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ يُصَلُّونَ عَلَى كُلِّ قَائِمٍ وَقَاعِدٍ يَذْكُرُ اللَّهَ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ فِطْرِهِمْ بَاهَى بِهِمْ مَلائِكَتَهُ، فَقَالَ يَا مَلائِكَتِي مَا جَزَاءُ أَجِيرٍ، وَفَّى عَمَلَهُ قَالُوا رَبِّ جَزَاؤُهُ أَنْ يُوَفَّى أَجْرَهُ، قَالَ عَبِيدِي وَإِمَائِي قَضَوْا فَرِيضَتِي عَلَيْهِمْ ثُمَّ خَرَجُوا، يَعُجُّونَ لِي بِالدُّعَاءِ وَجَلالِي وَكِبْرِيَائِي وَعُلُوِّي وَارْتِفَاعِ مَكَانِي لأُجِيبَنَّهُمُ الْيَوْمَ ارْجِعُوا فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ وَبَدَّلْتُ سَيِّئَاتِكُمْ حَسَنَاتٍ فَيَرْجِعُونَ مَغْفُورًا لَهُمْ (حب) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ وَلا يَصح فِيهِ أَصْرَم بن حَوْشَب وروى بأبسط من هَذَا من طَرِيق عباد بن عبد الصَّمد (قَالَ) السُّيُوطِيّ وروى أَيْضا من طَرِيق أبان بن أبي عَيَّاش، أخرجه الديلمي (قلت) أورد ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات بعض الحَدِيث من طَرِيق أَصْرَم ثمَّ قَالَ قَالَ ابْن حبَان هَذَا متن بَاطِل ثمَّ أوردهُ من طَرِيق عباد بن عبد الصَّمد وَأعله بِهِ ثمَّ قَالَ وَقد روى هَذَا الحَدِيث من حَدِيث ابْن عَبَّاس بِأَلْفَاظ أخر من طَرِيق لَا يَصح أَيْضا فَذكره ثمَّ قَالَ فِيهِ الضَّحَّاك ضَعِيف وَعنهُ الْقَاسِم بن الحكم الْعَرَبِيّ مَجْهُول والْعَلَاء بن عَمْرو الْخُرَاسَانِي قَالَ ابْن حبَان لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ (قلت) قَوْله فِي الْقَاسِم بن الحكم مَجْهُول مَمْنُوع وَالله أعلم.
(4) [حَدِيثٌ] إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ نَظَرَ اللَّهُ إِلَى خَلْقِهِ الصُّيَّامِ وَإِذَا نَظَرَ اللَّهُ إِلَى عَبْدٍ لَمْ يُعَذِّبْهُ أَبَدًا وَلِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي كُلِّ يَوْمٍ أَلْفُ أَلْفِ عَتِيقٍ مِنَ النَّارِ وَإِذَا كَانَ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ أَعْتَقَ اللَّهُ فِيهَا مِثْلَ جَمِيعِ مَا أَعْتَقَ وَإِذَا كَانَ لَيْلَةُ إِحْدَى وَعِشْرِينَ أَعْتَقَ اللَّهُ فِيهَا مِثْلَ جَمِيعِ مَا أَعْتَقَ وَإِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ أَعْتَقَ اللَّهُ فِيهَا مِثْلَ جَمِيعِ مَا أَعْتَقَ فِي الشَّهْرِ كُلِّهِ وَإِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ أَعْتَقَ اللَّهُ فِيهَا مِثْلَ جَمِيعِ مَا أَعْتَقَ فِي الشَّهْرِ كُلِّهِ وَإِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ أَعْتَقَ اللَّهُ فِيهَا مِثْلَ جَمِيعِ مَا أَعْتَقَ فِي الشَّهْرِ كُلِّهِ وَإِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ أَعْتَقَ اللَّهُ فِيهَا مِثْلَ جَمِيعِ مَا أَعْتَقَ فِي الشَّهْرِ كُلِّهِ وَإِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ الْفِطْرِ ارْتَجَّتِ الْمَلائِكَةُ وَتَجَلَّى الْجَبَّارَ جَلَّ جَلالُهُ مَعَ أَنَهُ لَا يَصِفُهُ الْوَاصِفُونَ فَيَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ وَهُمْ فِي عِيدِهِمْ مِنَ الْغَدِ يُوحِي اللَّهُ إِلَيْهِمْ يَا مَعْشَرَ الْمَلائِكَةِ مَا جَزَاءُ الأَجِيرِ إِذَا وَفَّى عَمَلَهُ فَيَقُولُ الْمَلائِكَةُ يُوَفَّى أَجْرَهُ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه مَجَاهِيل وَفِيه عُثْمَان بن عبد الله الْقرشِي وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ(2/146)
(5) [حَدِيثٌ] لَوْ أَذِنَ اللَّهُ لأَهْلِ السَّمَوَاتِ وَأَهْلِ الأَرْضِ أَنْ يَتَكَلَّمُوا بَشَّرُوا صُوَّامَ رَمَضَانَ بِالْجَنَّةِ (عق) من حَدِيث أنس وَقَالَ إِسْنَاده مَجْهُول وَهُوَ غير مَحْفُوظ (ابْن النقور) فِي خماسياته من حَدِيث أنس أَيْضا من طَرِيق أبي هدبة وَمن طَرِيق نَافِع بن هُرْمُز وَالظَّاهِر أَنه سَرقه من أبي هدبة.
(6) [حَدِيثٌ] إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَوْحَى إِلَى الْحَفَظَةِ أَنْ لَا يَكْتُبُوا عَلَى صُوَّامِ عَبِيدِي بَعْدَ الْعَصْرِ سَيِّئَةً (خطّ) من حَدِيثِ أَنَسٍ وَلا يَصِحُّ فِيهِ إِبْرَاهِيم بن عبد الله المخرمي الدقاق قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ لَهُ أَحَادِيث بَاطِلَة هَذَا مِنْهَا.
(7) [حَدِيثٌ] مَنْ أَفْطَرَ عَلَى تَمْرَةٍ مِنْ حَلالٍ زيد فِي صلَاته أَرْبَعمِائَة صَلاةٍ (عد) من حَدِيث أنس من طَرِيق مُوسَى الطَّوِيل فإمَّا وَضعه أَو وضع لَهُ فَحدث بِهِ.
(8) [حَدِيثٌ] مَنْ تَأَمَّلَ خَلْقَ امْرَأَةٍ حَتَّى يَبِينَ لَهُ حَجْمُ عِظَامِهَا وَرَاءَ ثِيَابِهَا وَهُوَ صَائِمٌ فَقَدْ أَفْطَرَ (عد) من حَدِيث أنس وَفِيه خرَاش وَعنهُ أَبُو سعيد الْعَدوي وَإِنَّمَا هَذَا كَلَام حُذَيْفَة رَضِي الله عَنهُ رَوَاهُ اللَّيْث بن أبي سليم عَن طَلْحَة الأيامي عَن خَيْثَمَة عَنهُ.
(9) [حَدِيثٌ] خَمْسٌ يُفْطِرُن الصَّائِمَ وَيَنْقُضْنَ الْوُضُوءَ الْكَذِبُ وَالنَّمِيمَةُ وَالْغِيبَةُ وَالنَّظَرُ بِشَهْوَةٍ وَالْيَمِينُ الْكَاذِبَةُ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث أنس وَفِيه عَنْبَسَة بن سعيد وَثَلَاثَة آخَرُونَ مجروحون (قلت) وَرَوَاهُ أَبُو الْفَتْح الْأَزْدِيّ فِي الضُّعَفَاء فِي تَرْجَمَة مُحَمَّد ابْن الْحجَّاج الْحِمصِي وَأعله بِهِ وَقَالَ لَا يكْتب حَدِيثه وَقَالَ ابْن أبي حَاتِم فِي الْعِلَل سَأَلت أبي عَن هَذَا الحَدِيث فَقَالَ هَذَا حَدِيث كذب انْتهى وَاقْتصر الشَّيْخ الإِمَام تَقِيّ الدَّين السُّبْكِيّ فِي شرح الْمِنْهَاج على تَضْعِيفه وَالله تَعَالَى أعلم.
(10) [حَدِيثٌ] مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ فِي الْحَضَرِ فَلْيُهْدِ بَدَنَةً فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُطْعِمْ ثَلاثِينَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ لِمَسَاكِينَ (قطّ) من حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ من طَرِيق مقَاتل ابْن سُلَيْمَان (قلت) وَعنهُ الْحَارِث بن عُبَيْدَة الكلَاعِي وَعَن الْحَارِث خَالِد بن عَمْرو السلَفِي وَقد ذكر الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان فِي تَرْجَمَة خَالِد أَن الدَّارَقُطْنِيّ رَوَاهُ فِي سنَنه ثمَّ قَالَ هَذَا بَاطِل يَكْفِي فِي رده ثَلَاث خَالِد كَذَّاب وَشَيْخه ضَعِيف وَمُقَاتِل لَيْسَ بِثِقَة وَالله تَعَالَى أعلم.(2/147)
(11) [حَدِيثٌ] مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ رُخْصَةٍ وَلا عُذْرٍ كَانَ عَلَيْهِ أَنْ يَصُومَ ثَلاثِينَ يَوْمًا وَمَنْ أَفْطَرَ يَوْمَيْنِ كَانَ عَلَيْهِ سِتِّينَ وَمَنْ أَفْطَرَ ثَلاثَةً كَانَ عَلَيْهِ تِسْعِينَ (قطّ) من حَدِيث أنس وَلَا يثبت فِيهِ عمر بن أَيُّوب وَعنهُ مُحَمَّد بن صبيح لَيْسَ بِشَيْء وَجَاء مُخْتَصرا من طَرِيق منْدَل بن عَليّ وَهُوَ ضَعِيف قَالَ السُّيُوطِيّ وَجَاء من طَرِيق آخر أخرجه ابْن عَسَاكِر (قلت) فِيهِ من لم أعرفهم وَالله تَعَالَى أعلم.
(12) [حَدِيثٌ] صَوْمُ الْبِيضِ أَوَّلُ يَوْمٍ يَعْدِلُ ثَلاثَ آلافِ سَنَةٍ وَالْيَوْمُ الثَّانِي يَعْدِلُ عَشْرَ آلافِ سَنَةٍ وَالْيَوْمُ الثَّالِثِ يَعْدِلُ ثَلاثَةَ عَشَرَ أَلْفَ سَنَةٍ (شا) من حَدِيث الْحُسَيْن بن عَليّ وَفِيه هَارُون بن عنترة وَعنهُ ابْنه عبد الْملك قَالَ السُّيُوطِيّ وَجَاء من حَدِيث أنس وَقَالَ فِي الْيَوْم الأول عشر آلَاف سنة وَفِي الثَّانِي مائَة ألف سنة وَفِي الثَّالِث ثلثماية ألف سنة أخرجه ابْن صصري فِي أَمَالِيهِ وَقَالَ حَدِيث غَرِيب (قلت) بل لوائح الْوَضع عَلَيْهِ ظَاهِرَة وَفِيه من لم أعرفهم وَالله أعلم.
(13) [حَدِيثُ] عَائِشَةَ أَنَّ شَابًّا كَانَ صَاحِبَ سَمَاعٍ وَكَانَ إِذَا هَلَّ هِلالُ ذِي الْحِجَّةِ أَصْبَحَ صَائِمًا فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ الله فَقَالَ مَا يَحْمِلُكَ عَلَى صِيَامِ هَذِهِ الأَيَّامِ فَقَالَ بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهَا أَيَّامُ الْمَشَاعِرِ وَأَيَّامُ الْحَجِّ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَشْرِكَنِي فِي دُعَائِهِمْ فَقَالَ لَكَ بِكُلِّ يَوْمٍ عَدْلُ مِائَةِ رَقَبَةٍ تُعْتِقُهَا وَمِائَةِ بَدَنَةٍ تُهْدِيهَا إِلَى بَيْتِ اللَّهِ وَمِائَةِ فَرَسٍ تُحْمَلُ عَلَيْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ عَرَفَةَ فَلَكَ عَدْلُ أَلْفَيْ رَقَبَةٍ وَأَلْفَيْ بَدَنَةٍ وَأَلْفَيْ فَرَسٍ تُحْمَلُ عَلَيْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَصِيَامُ سَنَتَيْنِ قَبْلَهَا وَسَنَتَيْنِ بَعْدَهَا (عد) وَلَا يَصح فِيهِ مُحَمَّد بن عبيد الْمحرم (قلت) قَالَ الذَّهَبِيُّ فِي تَرْجَمَةِ الْمحرم عقب إِيرَاده الحَدِيث هَذَا كَأَنَّهُ مَوْضُوع وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر هَذَا إِن لم يكن مَوْضُوعا فَمَا فِي الدُّنْيَا حَدِيث مَوْضُوع وَالله تَعَالَى أعلم.
(14) [حَدِيثٌ] مَنْ صَامَ آخِرَ يَوْمٍ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ وَأَوَّلِ يَوْمٍ مِنَ الْمُحَرَّمِ فَقَدْ خَتَمَ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَافْتَتَحَ السَّنَةَ الْمُسْتَقْبَلَةَ بِصَوْمٍ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ كَفَّارَةَ خَمْسِينَ سَنَةً (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه الجويباري ووهب بن وهب.
(15) [حَدِيثٌ] مَنْ صَامَ تِسْعَةَ أَيَّامٍ مِنْ أَوَّلِ الْمُحَرَّمِ بَنَى اللَّهُ لَهُ قُبَّةً فِي الْهَوَاءِ مِيلا فِي مِيلٍ لَهَا أَرْبَعَةُ أَبْوَابٍ (نع) من حَدِيث أنس وَفِيه مُوسَى الطَّوِيل وَهُوَ آفته.(2/148)
(16) [حَدِيثٌ] مَنْ صَامَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ عِبَادَةَ سِتِّينَ سَنَةً بِصِيَامِهَا وَقِيَامِهَا وَمَنْ صَامَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ أُعْطِيَ ثَوَابَ عَشَرَةِ آلافِ مَلكٍ وَمَنْ صَامَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ أُعْطِيَ ثَوَابَ أَلْفِ حَاجٍّ وَمُعْتَمِرٍ وَمَنْ صَامَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ أُعْطِيَ ثَوَابَ عَشَرَةِ آلافِ شَهِيدٍ وَمَنْ صَامَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَجْرَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمَنْ أَفْطَرَ عِنْدَهُ مُؤْمِنٌ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ فَكَأَنَّمَا أَفْطَرَ عِنْدَهُ جَمِيعُ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ وَمَنْ أَشْبَعَ جَائِعًا فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ فَكَأَنَّمَا أَطْعَمَ جَمِيعَ فُقَرَاءِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ وَأَشْبَعَ بُطُونَهُمْ وَمَنْ مَسَحَ عَلَى رَأْسِ يَتِيمٍ رُفِعَتْ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ عَلَى رَأْسِهِ دَرَجَةً فِي الْجَنَّةِ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَالأَرْضَ كَمِثْلِهِ وَخَلَقَ الْقَلْمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ واللَّوْحَ كَمِثْلِهِ وَخَلَقَ جِبْرِيلَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَمَلائِكَتَهُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَخَلَقَ آدَمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَوُلِدَ إِبْرَاهِيمُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَنَجَّاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَفَدَى إِسْمَاعِيلَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَغَرِقَ فِرْعَوْنُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَرُفِعَ إِدْرِيسُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَتَابَ اللَّهُ عَلَى آدَمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَغُفِرَ ذَنْبُ دَاوُدَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأُعْطِيَ الْمُلْكَ سُلَيْمَانُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَوُلِدَ النَّبِيُّ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَاسْتَوَى الرَّبُّ عَلَى الْعَرْشِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَيَوْمُ الْقِيَامَةِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه حبيب ابْن أبي حبيب وَهُوَ آفته.
قلت وَرَأَيْت بِخَط الْعَلامَة شرف الدَّين أبي الْفَتْح المراغي أَن الْحَافِظ أَبَا طَاهِر السلَفِي قَالَ أَنبأَنَا الشَّيْخ أَبُو الْحُسَيْن الْمُبَارك بن عبد الْجَبَّار ابْن أَحْمد الصَّيْرَفِي أَنبأَنَا أَبُو الْحُسَيْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن يَعْقُوب بن قفر جلد الْكَاتِب حَدثنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن الْعَبَّاس الْوراق حَدثنِي عَليّ بن مُحَمَّد بن حمد الْفَقِيه حَدثنَا بكر بن سهل الدمياطي حَدثنَا عبد الْغَنِيّ بن سعيد الثَّقَفِيّ حَدثنَا مُوسَى بن عبد الرَّحْمَن الصَّنْعَانِيّ عَن ابْن جريج عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس.
قَالَ وَحدثنَا مُوسَى بن عبد الرَّحْمَن عَن مقَاتل بن سُلَيْمَان عَن الضَّحَّاك بن مُزَاحم عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: يَوْم عَاشُورَاء يَوْم جعل الله فِيهِ خيرا كثيرا فِيهِ تَابَ الله على آدم وَفِيه رفع إِدْرِيس إِلَى السَّمَاء وَفِيه أهبط نوح من السَّفِينَة وَفِيه اتخذ الله إِبْرَاهِيم خَلِيلًا وَفِيه بشرت سارة بِإسْحَاق وَفِيه رد الله بصر يَعْقُوب عَلَيْهِ وَفِيه جمع الله بَين يُوسُف وَيَعْقُوب وَفِيه تَابَ الله على دَاوُد وَفِيه رد الله على سُلَيْمَان ملكه وَفِيه كشف الله عَن أَيُّوب الْبلَاء وَفِيه أخرج الله يُونُس من بطن الْحُوت وَفِيه قطع مُوسَى الْبَحْر وَفِيه أغرق الله فِرْعَوْن وَقَومه وَفِيه رفع عِيسَى بن مَرْيَم إِلَى السَّمَاء وَفِيه دخل النَّبِي الْمَدِينَة فَرَأى الْيَهُود تَصُوم فَقَالَ مَا هَذَا الْيَوْم قَالُوا يَوْم كَانَ(2/149)
يَصُومهُ مُوسَى فَقَالَ: مُوسَى أخي وَأَنا أَحَق بمُوسَى مِنْكُم فَقَالَ لأَصْحَابه من أكل فليمسك وَمن لم يكن أكل فليصم فَإِنِّي صَائِم قَالَ ابْن عَبَّاس وَهُوَ يَوْم الْعَاشِر من الْمحرم فَمن أَرَادَ أَن يُصِيبهُ فليصم التَّاسِع والعاشر وَالْحَادِي عشر فَإِنَّهُ يُصِيبهُ.
أَنبأَنَا الشَّيْخ أَبُو الْحُسَيْن الصَّيْرَفِي حَدثنَا عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد حَدثنِي إِسْمَاعِيل بن مَحْمُود النَّيْسَابُورِي حَدثنَا أَحْمد بن سُلَيْمَان الْحِمصِي حَدثنَا بَقِيَّة بن الْوَلِيد عَن ابْن الصَّباح عَن عبد الْعَزِيز بن سعيد عَن أَبِيه وَكَانَت لَهُ صُحْبَة عَن النَّبِي قَالَ فِي يَوْم عَاشُورَاء تَابَ الله على آدم وعَلى أهل مَدِينَة يُونُس وَفِيه ولد إِبْرَاهِيم وَفِيه ولد عِيسَى بن مَرْيَم وَفِيه فرق الْبَحْر لمُوسَى وَبني إِسْرَائِيل وَجَرت السَّفِينَة وَآخر ذَلِك يَوْم العاشور لعشر مضين من الْمحرم واستوت على الجودى فصَام نوح وَأَصْحَابه والوحش مَعَه شكرا لله عز وَجل، قَالَ جَامعه وَالْحَدِيثَانِ لَا يصحان فِي الأول مُوسَى بن عبد الرَّحْمَن وَفِي الثَّانِي ابْن الصَّباح وضاعان وَالله أعلم.
(17) [حَدِيثٌ] إِنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ صَوْمَ يَوْمٍ فِي السَّنَةِ وَهُوَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ وَهُوَ الْيَوْمُ الْعَاشِرُ مِنَ الْمُحَرَّمِ فَصُومُوهُ وَوَسِّعُوا عَلَى أَهْلِيكُمْ فِيهِ فَإِنَّهُ مَنْ وَسَّعَ عَلَى أَهْلِهِ مِنْ مَالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ فَصُومُوهُ فَإِنَّهُ الْيَوْمُ الَّذِي تَابَ اللَّهُ فِيهِ عَلَى آدَمَ وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي رَفَعَ اللَّهُ فِيهِ إِدْرِيسَ مَكَانًا عَلِيًّا وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي نَجَّى فِيهِ إِبْرَاهِيمَ مِنَ النَّارِ وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي أَخْرَجَ فِيهِ نُوحًا مِنَ السَّفِينَةِ وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى وَفِيهِ فَدَى اللَّهُ إِسْمَاعِيلَ مِنَ الذَّبْحِ وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي أَخْرَجَ اللَّهُ فِيهِ يُوسُفَ مِنَ السِّجْنِ وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي رَدَّ اللَّهُ عَلَى يَعْقُوبَ بَصَرَهُ وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي كَشَفَ اللَّهُ عَنْ أَيُّوبَ الْبَلاءَ وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي أَخْرَجَ اللَّهُ فِيهِ يُونُسَ مِنْ بَطْنِ الْحُوتِ وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي فَلَقَ اللَّهُ فِيهِ الْبَحْرَ لبني إسرائبل وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي غَفَرَ اللَّهُ لِمُحَمَّدٍ ذَنْبَهُ مَا تَقَدَّمَ وَمَا تَأَخَّرَ وَفِي هَذَا الْيَوْمِ عَبَرَ مُوسَى الْبَحْرَ وَفِي هَذَا الْيَوْمِ أَنْزَلَ اللَّهُ التَّوْبَةَ عَلَى قَوْمِ يُونُسَ فَمَنْ صَامَ هَذَا الْيَوْمَ كَانَ لَهُ كَفَّارَةُ أَرْبَعِينَ سَنَةً وَأَوَّلُ يَوْمٍ خَلَقَ اللَّهُ مِنَ الدُّنْيَا يَوْمُ عَاشُورَاءَ وَأَوَّلُ مَطَرٍ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ يَوْمَ عَاشُورَاء وَأَوَّلُ رَحْمَةٍ نَزَلَتْ مِنَ السَّمَاءِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَمَنْ صَامَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَكَأَنَّمَا صَامَ الدَّهْرَ وَهُوَ صَوْمُ الأَنْبِيَاءِ وَمَنْ أَحْيَا لَيْلَةَ عَاشُورَاءَ فَكَأَنَّمَا عَبَدَ اللَّهُ مِثْلَ عِبَادَةِ أَهْلِ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَمَنْ صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ يَقْرَأُ فِي كل رَكْعَة بِالْحَمْد مَرَّةً وَخَمْسِينَ مَرَّةً {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ خَمْسِينَ عَامًا مَاضِيَةً وَخَمْسِينَ عَامًا مُسْتَقْبَلَةً وَبَنَى اللَّهُ لَهُ فِي الْمَلإِ الأَعْلَى أَلْفَ مِنْبَرٍ مِنْ نُورٍ وَمَنْ سَقَى شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ فَكَأَنَّمَا لَمْ يَعْصِ الله(2/150)
طَرْفَةَ عَيْنٍ وَمَنْ أَشْبَعَ أَهْلَ بَيْتِ مَسَاكِينَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ مَرَّ عَلَى الصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ وَمَنْ تَصَدَّقَ صَدَقَةً فَكَأَنَّمَا لَمْ يَرُدَّ سَائِلا قَطُّ وَمَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لَمْ يَمْرَضْ إِلا مَرَضَ الْمَوْتِ وَمَنِ اكْتَحَلَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لَمْ تَرْمَدْ عَيْنَاهُ السَّنَةَ كُلَّهَا وَمَنْ أَمَرَّ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ يَتِيمٍ فَكَأَنَّمَا بَرَّ يَتَامَى وَلَدِ آدَمَ كُلَّهُمْ وَمَنْ عَادَ مَرِيضًا يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَكَأَنَّمَا عَادَ مَرْضَى وَلَدِ آدَمَ كُلَّهُمْ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ وَقَالَ رِجَاله ثِقَات فَالظَّاهِر أَن بعض الْمُتَأَخِّرين وَضعه وَركبهُ على هَذَا الْإِسْنَاد (قلت) قَالَ الذَّهَبِيّ أَدخل على أبي طَالب العشاري فَحدث بِهِ بسلامة بَاطِن وَفِي سَنَده أَبُو بكر النجار وَقد عمى بِأخرَة وَجوز الْخَطِيب أَن يكون أَدخل عَلَيْهِ شَيْء فَيحْتَمل أَن يكون هَذَا مِمَّا أَدخل عَلَيْهِ وَالله أعلم.
(18) [حَدِيثٌ] رَجَبٌ شَهْرُ اللَّهِ وَشَعْبَانُ شَهْرِي وَرَمَضَانُ شَهْرُ أُمَّتِي فَمَنْ صَامَ رَجَب إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا اسْتَوْجَبَ رِضْوَانَ اللَّهِ الأَكْبَرَ وَأَسْكَنَهُ الْفِرْدَوْسَ الأَعْلَى وَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ يَوْمَيْنِ فَلَهُ مِنَ الأَجْرِ ضِعْفَيْنِ وَزْنُ كُلِّ ضِعْفٍ مِثْلُ جِبَالِ الدُّنْيَا وَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ جَعَلَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ خَنْدَقًا طُولُ مَسِيرَةِ ذَلِكَ سَنَةٌ وَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ عُوفِيَ مِنَ الْبَلاءِ وَمِنَ الْجُنُونِ وَالْجُذَامِ وَالْبَرَصِ وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ سِتَّةَ أَيَّامٍ خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ وَوَجْهُهُ أَضْوَأُ مِنَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ وَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ سَبْعَةَ أَيَّامٍ فَإِنَّ لِجَهَنَّمَ سَبْعَةَ أَبْوَابٍ يُغْلِقُ اللَّهُ عَنْهُ بِصَوْمِ كُلِّ يَوْمٍ بَابًا مِنْ أَبْوَابِهَا وَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ فَإِنَّ لِلْجَنَّةِ ثَمَانِيَةَ أَبْوَابٍ يَفْتَحُ اللَّهُ لَهُ بِصَوْمِ كُلِّ يَوْمٍ بَابًا مِنْ أَبْوَابِهَا وَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ تِسْعَةَ أَيَّامٍ خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ وَهُوَ يُنَادِي لَا إِلَه إِلَّا الله مُحَمَّد رَسُول اللَّهِ فَلا يُرَدُّ وَجْهُهُ دُونَ الْجَنَّةِ وَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ عَشَرَةَ أَيَّامٍ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ عَلَى كُلِّ مِيلٍ مِنَ الصِّرَاطِ فِرَاشًا يَسْتَرِيحُ عَلَيْهِ وَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ أَحَدَ عَشَرَ يَوْمًا لَمْ يَرَ فِي الْقِيَامَةِ غَدًا أَفْضَلَ مِنْهُ إِلا مَنْ صَامَ مِثْلَهُ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ وَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ اثْنَيْ عَشَرَ يَوْمًا كَسَاهُ اللَّهُ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُلَّتَيْنِ الْحُلَّةُ الْوَاحِدَةُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ ثَلاثَةَ عَشَرَ يَوْمًا يُوضَعُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَائِدَةٌ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ فَيَأْكُلُ وَالنَّاسُ فِي شِدَّةٍ شَدِيدَةٍ وَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ أَرْبَعَةَ عَشَرَ يَوْمًا أَعْطَاهُ اللَّهُ مِنَ الثَّوَابِ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ وَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا يَقِفُهُ الله(2/151)
تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَوْقِفَ الآمِنِينَ فَلا يَمُرُّ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ إِلا قَالَ طُوبَاكَ أَنْتَ مِنَ الآمِنِينَ (ابْن الْجَوْزِيّ) مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ من طَرِيق أبي بكر النقاش وَفِيه أَيْضا الْكسَائي لَا يعرف (قلت) وَكَذَلِكَ قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَبْيِين الْعجب الْكسَائي هَذَا لَا يعرف وَقَالَ الْحَافِظ ابْن نَاصِر هُوَ عَليّ بن حَمْزَة الْمقري وَلَيْسَ كَذَلِك فَإِنَّهُ أقدم طبقَة من هَذَا بِكَثِير وَمِمَّنْ جزم بِأَنَّهُ غَيره الْحَافِظ أَبُو الْخطاب ابْن دحْيَة وَفِيه عِلّة أُخْرَى فَإِنَّهُ من رِوَايَة عَلْقَمَة عَن أبي سعيد وَلَا يعرف لعلقمة سَماع من أبي سعيد قَالَ وَلِلْحَدِيثِ طَرِيق أُخْرَى واهية وَفِي رواتها مَجَاهِيل روينَاهُ فِي أمالي أبي الْقَاسِم ابْن عَسَاكِر من طَرِيق عِصَام بن طليق عَن أبي هَارُون الْعَبْدي عَن أبي سعيد فَذكره بِطُولِهِ وَفِيه زِيَادَة وَنقص وَتَقْدِيم وَتَأْخِير وَالله تَعَالَى أعلم.
(19) [حَدِيثٌ] مَنْ صَامَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ رَجَبٍ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ صِيَامَ شَهْرٍ وَمَنْ صَامَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ مِنْ رَجَبٍ أَغْلَقَ اللَّهُ عَنْهُ سَبْعَةَ أَبْوَابِ النَّارِ وَمَنْ صَامَ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ مِنْ رَجَبٍ فَتَحَ اللَّهُ لَهُ ثَمَانِيَةَ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ وَمَنْ صَامَ نِصْفَ رَجَبٍ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ رِضْوَانَهُ وَمَنْ كَتَبَ لَهُ رِضْوَانَهُ لَمْ يُعَذِّبْهُ وَمَنْ صَامَ رَجَبًا كُلَّهُ حَاسَبَهُ اللَّهُ حِسَابًا يَسِيرًا (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث أنس من طَرِيق عَمْرو بن الْأَزْهَر وَفِيه أَيْضا أبان بن أبي عَيَّاش قَالَ السُّيُوطِيّ وَأخرجه (يخ) فِي الثَّوَاب من طَرِيق حُسَيْن بن علوان.
(20) [حَدِيثٌ] إِنَّ شَهْرَ رَجَبٍ شَهْرٌ عَظِيمٌ مَنْ صَامَ مِنْهُ يَوْمًا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ صَوْمَ أَلْفِ سَنَةٍ وَمَنْ صَامَ يَوْمَيْنِ كَتَبَ اللَّهُ صِيَامَ أَلْفَيْ سَنَةٍ وَمَنْ صَامَ مِنْهُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ كُتِبَ لَهُ صَوْمُ ثَلاثَةِ آلافِ سَنَةٍ وَمَنْ صَامَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ أُغْلِقَتْ عَنْهُ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَمَنْ صَامَ مِنْهُ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ، وَمَنْ صَامَ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا بِدِّلَتْ سَيِّئَاتُهُ حَسَنَاتٍ وَنَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ، قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ فَاسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ وَمَنْ زَادَ زَادَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ (شا) من حَدِيث عَليّ وَفِيه هَارُون بن عنترة (قلت) وَفِيه أَيْضا على ابْن زيد الصدائي تَالِف نبه عَلَيْهِ الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الْخُتلِي واتهمه بِهِ الْحَافِظ ابْن حجر فِي كِتَابه تَبْيِين الْعجب وَقَالَ هُوَ مَوْضُوع بِلَا شكّ والله أعلم.
(21) [حَدِيث] من أحيى لَيْلَةً مِنْ رَجَبٍ وَصَامَ يَوْمَهَا أَطْعَمَهُ اللَّهُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ(2/152)
وَكَسَاهُ اللَّهُ مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ وَسَقَاهُ مِنَ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ إِلا مَنْ فَعَلَ ثَلاثًا مَنْ قَتَلَ نَفْسًا أَوْ سَمِعَ مُسْتَغِيثًا يَسْتَغِيثُ بِلَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ فَلَمْ يُغِثْهُ أَوْ شَكَى إِلَيْهِ أَخُوهُ حَاجَةً فَلَمْ يُفَرِّجْ عَنْهُ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث الْحُسَيْن بن عَليّ وَفِيه الْحُسَيْن بن مُخَارق وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ.
الْفَصْل الثَّانِي
(22) [حَدِيثٌ] لَا تَقُولُوا رَمَضَانُ فَإِنَّ رَمَضَانَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى وَلَكِنْ قُولُوا شَهْرُ رَمَضَانَ (عد) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه أَبُو معشر نجيح قَالَ ابْن معِين لَيْسَ بِشَيْء، (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجه فِي سنَنه من طَرِيقه وَاقْتصر على تَضْعِيفه، ثمَّ قَالَ وَقد قيل عَن أبي معشر عَن مُحَمَّد بن كَعْب من قَوْله وَهُوَ أشبه، ثمَّ رَوَاهُ بِسَنَدِهِ، ثمَّ قَالَ: وروى ذَلِك عَن مُجَاهِد وَالْحسن وَالطَّرِيق إِلَيْهِمَا ضَعِيف انْتهى، وَجَاء من حَدِيث ابْن عمر أخرجه تَمام فِي فَوَائده، وَمن حَدِيث عَائِشَة أخرجه ابْن النجار، (قلت) فِي سَنَد الأول ناشب بن عَمْرو وَمر الْكَلَام فِيهِ فِي الْفَصْل الثَّالِث من كتاب الصَّلَاة وَفِي سَنَد الثَّانِي من لَمْ أَعْرِفْهُمْ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.
(23) [حَدِيثٌ] لَوْ يَعْلَمُ الْعِبَادُ مَا فِي رَمَضَانَ لَتَمَنَّتْ أُمَّتِي أَنْ يَكُونَ السَّنَةَ كُلَّهَا إِنَّ الْجَنَّةَ لَتُزَيَّنُ لِرَمَضَانَ مِنْ رَأْسِ الْحَوْلِ إِلَى رَأْسِ الْحَوْلِ، حَتَّى إِذَا كَانَ أَوَّلُ يَوْمٍ مِنْ رَمَضَانَ هَبَّتْ رِيحٌ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ فَصَفَقَتْ وَرَقَ الْجَنَّةِ فَيَنْظُرُ الْحُورُ الْعِينُ إِلَى ذَلِكَ فَيَقُلْنَ يَا رَبِّ اجْعَلْ لَنَا مِنْ عِبَادِكَ فِي هَذَا الشَّهْرِ أَزْوَاجًا تَقَرُّ أعيينا بهم وتقر أَعْيُنُهُمْ بِنَا فَمَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ رَمَضَانَ إِلا زُوِّجَ زَوْجَةً مِنَ الْحُورِ الْعِينِ فِي خَيْمَةٍ مِنْ دُرَّةٍ مُجَوَّفَةٍ مِمَّا نَعَتَ اللَّهُ {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} عَلَى كُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ سَبْعُونَ حُلَّةً لَيْسَ فِيهَا حُلَّةٌ عَلَى لَوْنِ الأُخْرَى وَيُعْطَى سَبْعِينَ لَوْنًا مِنَ الطِّيبِ لَيْسَ مِنْهَا لَوْنٌ عَلَى رِيحِ الآخَرِ لِكُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ سَبْعُونَ سَرِيرًا مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ مُوَشَّحًا بِالدُّرِّ عَلَى كُلِّ سَرِيرٍ سَبْعُونَ فِرَاشًا بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَفَوْقَ السَّبْعِينَ فِرَاشًا سَبْعُونَ أَرِيكَةً لِكُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ سَبْعُونَ أَلْفَ وَصِيفٍ مَعَ كُلِّ وَصِيفٍ صُحُفٌ مِنْ ذَهَبٍ فِيهَا لَوْنُ طَعَامٍ يَجِدُ لآخِرِ لُقْمَةٍ مِنْهَا لَذَّةً لَا يَجِدُ لأَوَّلِه وَيُعْطَى زَوْجُهَا مِثْلَ ذَلِكَ عَلَى سَرِيرٍ مِنْ يَاقُوتٍ أَحْمَرَ عَلَيْهِ سِوَارَانِ من ذهب موشح بياقوتة(2/153)
حَمْرَاءَ هَذَا بِكُلِّ يَوْمٍ صَامَهُ مِنْ رَمَضَانَ سِوَى مَا عَمِلَ مِنَ الْحَسَنَاتِ (أَبُو يعلى) من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَفِيه جرير بن أَيُّوب (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجه فِي الشّعب وَقَالَ رَوَاهُ ابْن خُزَيْمَة فِي كِتَابه من وَجْهَيْن عَن جرير، ثمَّ قَالَ، وَفِي الْقلب من جرير بن أَيُّوب شَيْء، قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَجَرِير بن أَيُّوب ضَعِيف عِنْد أهل النَّقْل انْتهى، وَجَاء من حَدِيث أبي شريك الْغِفَارِيّ، أخرجه ابْن النجار (قلت) هُوَ من طَرِيق هياج بن بسطَام وَسَيَأْتِي الْكَلَام فِيهِ فِي الْفَصْل الثَّالِث وَأوردهُ الْمُنْذِرِيّ فِي التَّرْغِيب من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَقَالَ عقبَة جرير بن أَيُّوب واه ولوائح الْوَضع ظَاهِرَة على هَذَا الحَدِيث، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي المطالب الْعَالِيَة بعد أَن ذكر أَن ابْن خُزَيْمَة أخرجه فِي صَحِيحه، وَكَأَنَّهُ تساهل فِيهِ لكَونه من الرغائب وَابْن مَسْعُود لَيْسَ هُوَ الْهُذلِيّ الْمَشْهُور وَإِنَّمَا هُوَ آخر غفاري انْتهى، وَجَاء من حَدِيث ابْن عمر أَن الْجنَّة لتزخرف لِرَمَضَانَ مِنْ رَأْسِ الْحَوْلِ إِلَى الْحول الْمقبل فَإِذا كَانَ أول يَوْم من شهر رَمَضَان هبت ريح من تَحت الْعَرْش فشققت ورق الْجنَّة عَن الْحور الْعين، فَقُلْنَ يَا رب اجْعَل لنا من عِبَادك أَزْوَاجًا تقر أَعينهم بِنَا وتقر أعيينا بهم، أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ فِي الْأَفْرَاد وَمن طَرِيقه ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي الْوَاهِيَاتِ، وَفِيهِ الْوَلِيد بن الْوَلِيد الْعَبْسِي، قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ تفرد بِهِ وَهُوَ مُنكر الحَدِيث، (قلت) وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي طَبَقَات الْحفاظ الْوَلِيد بن الْوَلِيد وهاه الدَّارَقُطْنِيّ وَقواهُ أَبُو حَاتِم وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.
(24) [حَدِيثٌ] إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَيْسَ بِتَارِكٍ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ صَبِيحَةَ أَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ إِلا غَفَرَ لَهُ (خطّ) من حَدِيث أنس، وَفِيه زِيَاد بن مَيْمُون وَعنهُ سَلام الطَّوِيل (تعقب) بِأَن لَهُ طَرِيقا آخر عَن أنس أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب (قلت) وَابْن الْجَوْزِيّ نَفسه أخرج هَذَا فِي الواهيات فناقض وَالله تَعَالَى أعلم.
(25) [حَدِيثٌ] إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ عِنْدَ الإِفْطَارِ أَلْفَ أَلْفِ عَتِيقٍ مِنَ النَّارِ قَالَ (ابْن الْجَوْزِيّ) روينَاهُ عَن الضَّحَّاك عَن ابْن عَبَّاس وَإِسْنَاده لَا يثبت (قلت) هُوَ بعض حَدِيث طَوِيل أخرجه ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات.
وَقد قدمنَا الْإِشَارَة إِلَيْهِ فِي ثَالِث أَحَادِيث الْفَصْل الأول من هَذَا الْكتاب وَرَأَيْت بِخَط الْعَلامَة الشهَاب الأبوصيري على هَامِش نُسْخَة من الموضوعات هَذَا الحَدِيث أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَفِي سَنَده ناشب بن عَمْرو وَذكر فِي ناشب عَن البُخَارِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ مَا مر فِي الْفَصْل الثَّالِث من كتاب الصَّلَاة وَالله أعلم.(2/154)
(26) [حَدِيثٌ] إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى فِي كل يَوْم من رَمَضَان سِتّمائَة أَلْفِ عَتِيقٍ مِنَ النَّارِ كُلُّهُمْ قَدِ اسْتَوْجَبَ النَّارَ (حب) من حَدِيث أنس وَفِيه الْأَزْوَر بن غَالب مُنكر الحَدِيث (تعقب) بِأَن ابْن عدي قَالَ للأزور أَحَادِيث يسيرَة غير مَحْفُوظَة وَأَرْجُو أَنه لَا بَأْس بِهِ وَجَاء من حَدِيث الْأَعْمَش عَن حُسَيْن بن وَاقد عَن أبي غَالب عَن أبي أُمَامَة مَرْفُوعا إِن لله عِنْد كل فطر عُتَقَاء من النَّار أخرجه الْبَيْهَقِيّ وَقَالَ غَرِيب من رِوَايَة الأكابر عَن الأصاغر وَهِي رِوَايَة الْأَعْمَش عَن حُسَيْن بن وَاقد وَأخرج من طَرِيق ناشب بن عَمْرو عَن ابْن مَسْعُود مَرْفُوعا لله تَعَالَى عِنْد كل فطر من شهر رَمَضَان كل لَيْلَة عُتَقَاء من النَّار سِتُّونَ ألفا فَإِذا كَانَ يَوْم الْفطر أعتق مثل مَا أعتق فِي جَمِيع الشَّهْر ثَلَاثِينَ مرّة سِتِّينَ ألفا سِتِّينَ ألفا وَأخرج من مُرْسل الْحسن إِن لله تَعَالَى فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ شهر رَمَضَان سِتّمائَة ألف عَتيق من النَّار فَإِذا كَانَ آخر لَيْلَة أعتق الله بِعَدَد من مُضِيّ (قلت) ذكر الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان حَدِيث ابْن مَسْعُود فِي تَرْجَمَة ناشب وَقَالَ فِيهِ زِيَادَة مُنكرَة وَالله تَعَالَى أعلم.
(27) [حَدِيثُ] سَلْمَانَ قَالَ رَسُول الله مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا عَلَى طَعَامٍ وَشَرَابٍ مِنْ حَلالٍ صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلائِكَةُ فِي سَاعَاتِ شَهْرِ رَمَضَانَ وَصَافَحَهُ جِبْرِيلُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَصَلَّى عَلَيْهِ قَالَ سلمَان إِن كَانَ لَا يقدر على قوته قَالَ إِن فطر على كسرة خبز أَو مذقة لبن أَو شربة مَاء كَانَ لَهُ ذَلِك (عد) وَلَا يَصح فِيهِ الْحُسَيْن بن أبي جَعْفَر وَتَابعه حَكِيم بن حذام وَزَاد فِيهِ وَمن يصافحه جِبْرِيل تكْثر دُمُوعه ويرق قلبه (حب) وَقَالَ لَا أصل لَهُ وَحَكِيم مَتْرُوك (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجه فِي الشّعب من طَرِيق حَكِيم مطولا وَقَالَ تفرد بِهِ حَكِيم هَذَا وَقد روينَاهُ من وَجه آخر بِبَعْض مَعْنَاهُ (قلت) وَرَأَيْت بِخَط الْعَلامَة الشهَاب الأبوصيري على هَامِش نُسْخَة من الموضوعات هَذَا الحَدِيث رَوَاهُ ابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه وَقَالَ إِن صَحَّ الْخَبَر وَرَوَاهُ من طَريقَة الْبَيْهَقِيّ وَرَوَاهُ أَبُو الشَّيْخ فِي الثَّوَاب وَالله تَعَالَى أعلم.
(28) [حَدِيثٌ] إِذَا سَلَمَتِ الْجُمُعَةُ سَلَمَتِ الأَيَّامُ وَإِذا سلم رَمَضَان سَلمَة السَّنَةُ (قطّ) من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه عبد الْعَزِيز بن أبان (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجه فِي الشّعب من طَرِيقه وَلم ينْفَرد بِهِ بل تَابعه عَن الثَّوْريّ يحيى بن سعيد أخرجه أَبُو نعيم فِي الْحِلْية وَقَالَ غَرِيب من حَدِيث الثَّوْريّ لم نَكْتُبهُ إِلَّا من حَدِيث أَحْمد بن جُمْهُور وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ أَيْضا عَن أبي مُطِيع عَن الثَّوْريّ وَقَالَ لَا يَصح وَأَبُو مُطِيع ضَعِيف وَإِنَّمَا يعرف هَذَا(2/155)
الحَدِيث من حَدِيث عبد الْعَزِيز بن أبان وَهُوَ أَيْضا ضَعِيف بِمرَّة (قلت) وَيظْهر لي أَن معنى الحَدِيث إِذا سلم يَوْم الْجُمُعَة من الْمعاصِي سلمت الْأَيَّام من الْمُؤَاخَذَة وَإِذا سلم رَمَضَان من الْمعاصِي سلمت الْأَيَّام من الْمُؤَاخَذَة فيطابق حَدِيث الْجُمُعَة إِلَى الْجُمُعَة كَفَّارَة لما بَينهمَا ورمضان إِلَى رَمَضَان كَفَّارَة لما بَينهمَا وَالله أعلم.
(29) [حَدِيث] عَاصِم الْأَحْوَال سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ أَيَسْتَاكُ الصَّائِمُ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ بِرَطْبِ السِّوَاكِ وَيَابِسِه قَالَ نَعَمْ قُلْتُ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ وَآخِرِهِ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ عَمَّنْ قَالَ عَنْ رَسُول الله (قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ) رَوَاهُ إِبْرَاهِيم بن بيطار الْخَوَارِزْمِيّ وَلَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ يرْوى عَن عَاصِم الْمَنَاكِير (تعقب) بِأَن النَّسَائِيّ فِي الكنى وَالْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه روياه من طَرِيق إِبْرَاهِيم وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَخْرِيج الرَّافِعِيّ لَهُ شَاهد من حَدِيث معَاذ أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير.
(30) [حَدِيثٌ] مَنْ صَامَ الْعَشْرَ فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ صَوْمُ شَهْرٍ وَلَهُ بِصَوْمِ يَوْمِ التَّرْوِيَةِ سَنَةٌ وَلَهُ بِصَوْمِ يَوْم عَرَفَة سنتَانِ (بن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس من طَرِيق أبي صَالح وَعنهُ الْكَلْبِيّ (تعقب) بِأَن أَبَا الشَّيْخ أخرجه فِي الثَّوَاب من طريقهما وَله شَاهد من حَدِيث جَابر أَخْرَجَهُ ابْنُ النَّجَّارِ فِي تَارِيخِهِ (قلت) إِخْرَاج أبي الشَّيْخ لَهُ فِي الثَّوَاب لَا يرقيه عَن دَرَجَة الْوَضع وَحَدِيث جَابر لَا يصلح شَاهدا لِأَنَّهُ من طَرِيق مُحَمَّد بن عبد الْملك الْأنْصَارِيّ وَهُوَ وَضاع وَالله تَعَالَى أعلم.
(31) [حَدِيثُ] أَبِي غليظِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ الْجُمَحِيِّ رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى يَدِي صُرَدُ فَقَالَ هَذَا أَوَّلُ طَائِرٍ صَامَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ (خطّ) وَفِيه عبد الله بن مُعَاوِيَة مُنكر الحَدِيث وَلَا يعرف فِي الصَّحَابَة أَو غليظ وَوَقع فِي رِوَايَته بالغين والظاء المعجمتين وَفِي أُخْرَى بالمهملتين (تعقب) بِأَن الحَدِيث أخرجه ابْن قَانِع فِي مُعْجم الصَّحَابَة وَسمي أَبَا غليظ سَلمَة وَله شَاهد أخرج الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ فِي كتاب المناهي عَن مُوسَى بن أبي غليظ عَن أبي هُرَيْرَة الصرد أول طير صَامَ وَأخرج أَبُو نعيم فِي الحلبة عَن قيس بن عباد كَانَت الوحوش تَصُوم يَوْم عَاشُورَاء (قلت) وَفِي تَلْخِيص الموضوعات للذهبي بعد إِيرَاد حَدِيث أبي غليظ تفرد بِهِ عبد الله بن مُعَاوِيَة الجُمَحِي رَوَاهُ الْخَطِيب فِي(2/156)
تَارِيخه بِثَلَاث طرق إِلَيْهِ وَعبد الله بن مُعَاوِيَة ثِقَة انْتهى وَقَالَ فِي الْمِيزَان هَذَا حَدِيث مُنكر وَالله تَعَالَى أعلم.
(32) [حَدِيثٌ] مَنِ اكْتَحَلَ بِالإِثْمِدِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لَمْ يَرْمَدْ أَبَدًا (حا) من حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ طَرِيقِ جُوَيْبِر وَقَالَ أَبْرَأ إِلَى الله من عُهْدَة جُوَيْبِر (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجه فِي الشّعب عَن الْحَاكِم وَقَالَ إِسْنَاده ضَعِيف بِمرَّة قَالَ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ بشر بن حمدَان بن بشر النَّيْسَابُورِي عَن عَمه الْحُسَيْن بن بشر وَلم أر ذَلِك فِي رِوَايَة غَيره عَن جُوَيْبِر وجويبر ضَعِيف وَالضَّحَّاك لم يلق ابْن عَبَّاس انْتهى وَجَاء من حَدِيث أبي هُرَيْرَة أخرجه ابْن النجار وَفِيه إِسْمَاعِيل بن معمر بن قيس قَالَ فِي الْمِيزَان لَيْسَ بِثِقَة (قلت) وَجَاء من حَدِيث سلمَان رَأَيْته بِخَط الْعَلامَة أبي الْفَتْح المراغي مَنْسُوبا إِلَى تَخْرِيج الْحَافِظ السلَفِي وَفِي سَنَده مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن بحير، وَفِي الْجُزْء الْمُسَمّى بالمغني عَن الْحِفْظ وَالْكتاب بقَوْلهمْ لم يَصح شَيْء فِي هَذَا الْبَاب لِلْحَافِظِ أبي حَفْص بن بدر الْموصِلِي مَا نَصه الاكتحال يَوْم عَاشُورَاء قَالَ الْحَاكِم لم يرد فِيهِ شَيْء عَن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِدعَة ابتدعها قتلة الْحُسَيْن انْتهى وَفِي بعض كتب الْحَنَفِيَّة مَا نَصه يكره الْكحل يَوْم عَاشُورَاء لِأَن يزِيد أَو ابْن زِيَاد اكتحل بِدَم الْحُسَيْن وَقيل بالأثمد لتقر عينه بقتْله انْتهى وَالله أعلم.
(33) [حَدِيثٌ] مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ (طب) من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَفِيه هَيْصَم بن شَدَّاخٍ (عد) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَفِيهِ سُلَيْمَان بن عبد الله مَجْهُول قَالَ الْعقيلِيّ وَالْحَدِيثَانِ غير محفوظين (تعقب) بِأَن حَدِيث ابْن مَسْعُود أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشعث وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة قَالَ الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ فِي أَمَالِيهِ ورد من طرق صحّح بَعْضهَا الْحَافِظ ابْن نَاصِر وَسليمَان الَّذِي قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ مَجْهُول ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات قَالَ فَالْحَدِيث حسن على رَأْي ابْن حبَان وَقد رُوِيَ من حَدِيث أبي سعيد وَجَابِر أخرجهُمَا الْبَيْهَقِيّ فِي الشعث وَقَالَ فيهمَا وَفِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَابْن مَسْعُود أسانيدهما ضَعِيفَة وَلكنهَا إِذا ضم بَعْضهَا إِلَى بعض أخذت قُوَّة انْتهى والْحَدِيث جَابر طَرِيق آخر غير الَّذِي أخرجه مِنْهُ الْبَيْهَقِيّ وَهُوَ على شَرط مُسلم أخرجه ابْن عبد الْبر فِي الاستذكار من حَدِيث شُعْبَة عَن أبي الزبير عَن جَابر فَذكره ثمَّ قَالَ قَالَ جَابر جربناه فوجدناه كَذَلِك وَقَالَ أَبُو الزبير مثله وَقَالَ شُعْبَة مثله (قلت) قَالَ الْحَافِظ(2/157)
ابْن حجر مُنكر جدا وَرِجَاله موثوقون وَالظَّاهِر أَن الْغَلَط فِيهِ من أبي خَليفَة الْفضل بن الْحباب فَلَعَلَّ ابْن الْأَحْمَر سَمعه مِنْهُ بعد احتراق كتبه وَالله أعلم، وَورد من حَدِيث ابْن عمر أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ فِي الْأَفْرَاد وَقَالَ مُنكر وموقوفا على عمر أخرجه ابْن عبد الْبر فِي الاستذكار بِسَنَد رِجَاله ثِقَات إِلَّا أَنه من رِوَايَة ابْن الْمسيب عَن عمر وَقد اخْتلف فِي سَمَاعه مِنْهُ وَعَن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن الْمُنْتَشِر قَالَ كَانَ يُقَال فَذكره أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب قَالَ الْعِرَاقِيّ وَأما قَول الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين ابْن تَيْمِية إِن حَدِيث التَّوسعَة مَا رَوَاهُ أحد من الْأَئِمَّة وَإِن أَعلَى مَا بلغه فِيهِ قَول ابْن الْمُنْتَشِر فَهُوَ عَجِيب مِنْهُ فَهُوَ كَمَا ذكرته فِي عدَّة من كتب الْأَئِمَّة وَقد جمعت طرقه فِي جُزْء انْتهى (وَقَالَ) عبد الْملك بن حبيب أحد أَئِمَّة الْمَالِكِيَّة أوردهُ صَاحب الْمغرب:
(لَا تنس لَا ينْسك الرَّحْمَن عاشورا ... واذكره لَا زلت فِي الأخيار مَذْكُورا)
(قَالَ الرَّسُول صَلَاة الله تشمله ... قولا عَلَيْهِ وجدنَا الْحق والنورا)
(من بَات فِي ليل عَاشُورَاء ذَا سَعَة ... يكن بعيشته فِي الْحول محبورا)
(فارغب فديتك فِيمَا فِيهِ رغبنا ... خير الورى كلهم حَيا ومقبورا)
وَهَذَا من هَذَا الإِمَام الْجَلِيل دَلِيل على ثُبُوت الحَدِيث عِنْده (قلت) وَقَول الإِمَام أَحْمد لَا يَصح لَا يلْزم مِنْهُ أَن يكون بَاطِلا كَمَا فهمه ابْن الْقيم فقد يكون الحَدِيث غير صَحِيح وَهُوَ صَالح للاحتجاج بِهِ بِأَن يكون حسنا وَالله تَعَالَى أعلم.
(34) [حَدِيثٌ] مَنْ صَامَ يَوْمًا مِنْ رَجَبٍ عَدَلَ صِيَامَ شَهْرٍ وَمَنْ صَامَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ غُلِّقَتْ عَنْهُ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ السَّبْعَةُ وَمَنْ صَامَ مِنْهُ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ وَمَنْ صَامَ مِنْهُ عَشَرَةَ أَيَّامٍ بَدَّلَ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِ حَسَنَاتٍ وَمَنْ صَامَ مِنْهُ ثَمَانِيَةَ عشرَة يَوْمًا نَادَى مُنَادٍ إِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ مَا مَضَى فَاسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ (خطّ) من حَدِيث أبي ذَر وَفِيه الْفُرَات بن السَّائِب مَتْرُوك (تعقب) بِأَن الْحَافِظ ابْن حجر أوردهُ فِي أَمَالِيهِ وَلم يسمه بِوَضْع بل قَالَ هَذَا حَدِيث غَرِيب اتّفق على رِوَايَته عَن فرات بن السَّائِب وَهُوَ ضَعِيف رشدين بن سعد وَالْحكم بن مَرْوَان وهما ضعيفان أَيْضا لَكِن اخْتلف عَلَيْهِ فِي اسْم الصَّحَابِيّ فَفِي رِوَايَة رشدين عَن أبي ذَر وَفِي رِوَايَة الحكم عَن ابْن عَبَّاس فَلَا أَدْرِي الْغَلَط من أَحدهمَا أَو من شيخهما وَمَيْمُون بن مهْرَان قد أدْرك ابْن عَبَّاس وَلم يدْرك أَبَا ذَر انْتهى وَله طَرِيق آخر(2/158)
أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَابْن عَسَاكِر (قلت) بل وسمه الْحَافِظ ابْن حجر بِالْبُطْلَانِ فِي كِتَابه تَبْيِين الْعجب فَإِنَّهُ قَالَ وَورد فِي فضل رَجَب من الْأَحَادِيث الْبَاطِلَة أَحَادِيث لَا بَأْس بالتنبيه عَلَيْهَا لِئَلَّا يغتر بهَا فَمِنْهَا وَمِنْهَا وَذكر هَذَا الحَدِيث بِلَفْظ الطَّرِيق الثَّانِي الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ السُّيُوطِيّ ثمَّ قَالَ روينَاهُ فِي فَضَائِل الْأَوْقَات للبيهقي وَفِي فَضَائِل رَجَب لعبد الْعَزِيز الكتاني وَفِي التَّرْغِيب والترهيب لأبي الْقَاسِم التَّيْمِيّ من طَرِيق عُثْمَان بن مطر عَن عبد الغفور بن عبد الْعَزِيز بن سعيد عَن أَبِيه قَالَ قَالَ النَّبِي فَذكره وَعُثْمَان بن مطر كذبه ابْن حبَان وَأجْمع الْأَئِمَّة على ضعفه ثمَّ قَالَ وَمِنْهَا وَذكر حَدِيث أبي ذَر من طَرِيق رشدين أبي عبد الله عَن الْفُرَات عَن مَيْمُون بن مهْرَان عَنهُ، وَقَالَ رَوَاهُ عبد الْعَزِيز الكتاني فِي فَضَائِل رَجَب ثمَّ قَالَ وَرَوَاهُ الحكم بن مَرْوَان عَن فرات عَن مَيْمُون عَن ابْن عَبَّاس أخرجه الْحَافِظ أَبُو عبد الله الْحُسَيْن بن فَنْجَوَيْهِ وَرشْدِين وَالْحكم مَتْرُوكَانِ، فَهَذِهِ طَرِيق الْبَيْهَقِيّ قد بَان حَالهَا، وَأما طَرِيق ابْن عَسَاكِر فَفِيهَا عبد الْمُنعم ابْن إِدْرِيس فَظهر أَن الحَدِيث لَا ينجبر بِوَاحِدَة من الطَّرِيقَيْنِ وَالله تَعَالَى أعلم.
الْفَصْل الثَّالِث
(35) [حَدِيثُ] أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مَطَرَتِ السَّمَاءُ بَرَدًا فَقَالَ لِي أَبُو طَلْحَةَ نَاوِلْنِي مِنْ هَذَا الْبَرَدِ فَنَاوَلْتُهُ فَجَعَلَ يَأْكُلُ وَهُوَ صَائِمٌ فَقُلْتُ لَهُ تَأْكُلُ وَأَنْتَ صَائِمٌ فَقَالَ يَا ابْن أَخِي إِنَّهُ لَيْسَ بِطَعَامٍ وَلا شَرَابٍ إِنَّمَا هُوَ بَرَكَةٌ مِنَ السَّمَاءِ تَطْهُرُ بِهِ بُطُونُنَا فَأَتَيْتُ رَسُول الله فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ خُذْ مِنْ أَدَبِ عَمِّكَ قَالَ أنس أَصمّ الله هَاتين إِن لم أكن سمعته من رَسُول الله (مي) مسلسلا بقول كل من رُوَاته أَصمّ الله هَاتين إِن لم أكن سمعته من فلَان وَفِيه عبد الله بن الْحُسَيْن المصِّيصِي (قلت) لَا ذَنْب لعبد الله ابْن الْحُسَيْن فِي هَذَا الحَدِيث فقد أخرجه أَبُو يعلى وَالْبَزَّار فِي مسنديهما دون قَول أنس أَصمّ الله هَاتين إِن لم أكن سمعته من رَسُول الله وَقد راجعت المطالب الْعَالِيَة لِلْحَافِظِ ابْن حجر فرأيته قَالَ بعد إِيرَاد إِسْنَاده: ضَعِيف ثمَّ قَالَ وَرَوَاهُ الْبَزَّار عَن أنس رَأَيْت أَبَا طَلْحَة فَذكره مَوْقُوفا انْتهى قَالَ الْبَزَّار لَا نعلم هَذَا الْفِعْل إِلَّا عَن أبي طَلْحَة فَتبين أَن هَذَا الْمَتْن لَيْسَ بموضوع وَلَعَلَّ السُّيُوطِيّ إِنَّمَا عَنى أَنه مَوْضُوع بِهَذِهِ الزِّيَادَة والتسلسل لَا مُطلقًا وَالله تَعَالَى أعلم.(2/159)
(36) [حَدِيثٌ] مَنْ صَامَ رَمَضَانَ فِي إِنْصَاتٍ وَسُكُونٍ وَكَفَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ وَجَوَارِحَهُ مِنَ الْحَرَامِ وَالْكَذِبِ اقْتَرَبَ اللَّهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى تَمَسَّ رُكْبَتُهُ رُكْبَةَ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ (مي) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه السّري بن سهل (قلت) عِنْد الْحَارِث فِي مُسْنده مِنْ طَرِيقِ دَاوُدَ بْنِ الْمُحَبِّرِ عَن ميسرَة بن عبد ربه من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَابْن عَبَّاس خَطَبنَا رَسُول الله فَذكر الحَدِيث وَفِيه وَمن صَامَ رَمَضَان وكف عَن الْغَيْبَة والنميمة وَالْكذب والخوض بِالْبَاطِلِ وَأمْسك لِسَانه إِلَّا عَن ذكر الله تَعَالَى وكف سَمعه وبصره وَجَمِيع جوارحه عَن جَمِيع محارم الله تَعَالَى وَعَن أَذَى الْمُسلمين كَانَ لَهُ من الْقُرْبَى عِنْد الله تَعَالَى أَن تمس ركبته ركبة إِبْرَاهِيم الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي المطالب الْعَالِيَة بعد إِيرَاده هَذَا حَدِيث مَوْضُوع انْتهى فَكَانَ السّري بن سهل سَرقه من ميسرَة إِلَّا أَن ابْن الْجَوْزِيّ أورد حَدِيثه هَذَا فِي الواهيات وَأقرهُ الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه وَلم يزدْ فِي جرح السّري على قَوْله ضعفه الدَّارَقُطْنِيّ فَكَانَ عِنْده لَيْسَ مَوْضُوعا وَالله تَعَالَى أعلم.
(37) [حَدِيثٌ] اتَّقُوا شَهْرَ رَمَضَانَ فَإِنَّهُ شَهْرُ اللَّهِ جَعَلَ لكم إِحْدَى عَشَرَ شَهْرًا تَشْبَعُونَ فِيهَا وَتُرْوَوْنَ وَشَهْرُ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ، فَاحْفَظُوا فِيهِ أَنْفُسَكُمْ (مي) ، من حَدِيث أبي أُمَامَة وواثلة وَعبد الله بن بسر وَفِيه إِسْحَاق بن مُحَمَّد الْأَسدي.
(38) [حَدِيثٌ] تَدْرُون لِمَ سُمِّيَ شَعْبَانَ لأَنَّهُ يَتَشَعَّبُ فِيهِ لِرَمَضَانَ خَيْرٌ كَثِيرٌ وَإِنَّمَا سُمِّيَ رَمَضَانَ لأَنَّهُ يَرْمُضُ الذُّنُوبَ أَيْ يُذِيبُهَا مِنَ الْحَرِّ (يخ) فِي الثَّوَاب من حَدِيث أنس وَفِيه زِيَاد بن مَيْمُون.
(39) [حَدِيثُ] أَنَسٍ قَالَ رَسُول الله: تَدْرُونَ لِمَ سُمِّيَ رَمَضَانَ لأَنَّهُ تُرْمَضُ فِيهِ الذُّنُوبُ وَإِنَّ فِي رَمَضَانَ ثَلاثَ لَيَالٍ مَنْ فَاتَتْهُ فَاتَهُ خَيْرٌ كَثِيرٌ لَيْلَةَ سَبْعَ عشر وَلَيْلَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَلَيْلَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَآخِرَ لَيْلَةٍ فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هِيَ سِوَى لَيْلَةِ الْقَدْرِ قَالَ نَعَمْ، وَمَنْ لَمْ يُغْفَرْ لَهُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، فَفِي أَيِّ شَهْرٍ يُغْفَرُ لَهُ (مي) من طَرِيق زِيَاد بن مَيْمُون.
(40) [حَدِيثٌ] فَضْلُ رَجَبٍ عَلَى سَائِرِ الشُّهُورِ كَفَضْلِ الْقُرْآنِ على سَائِر الْكَلَام(2/160)
(مي) من حَدِيث أنس (قلت) لَمْ يُبَيِّنْ عِلَّتَهُ، وَفِي سَنَدِهِ من لم أعرفهُ، وَفِي كتاب تَبْيِين الْعجب لِلْحَافِظِ ابْن حجر هَذَا الحَدِيث بِزِيَادَة وَلَفظه فضل رَجَبٍ عَلَى سَائِرِ الشُّهُورِ كَفَضْلِ الْقُرْآن على سَائِر الْأَذْكَار؛ وَفضل شعْبَان على سَائِر الشُّهُور كفضل مُحَمَّد على سَائِر الْأَنْبِيَاء وَفضل رَمَضَان على سَائِر الشُّهُور كفضل الله على عباده، قَالَ الْحَافِظ رَوَاهُ السلَفِي وَإِسْنَاده ثِقَات إِلَّا هبة الله السقطى فَهُوَ الآفة انْتهى، وَالله تَعَالَى أعلم.
(41) [حَدِيثُ] فِي رَجَبٍ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ مَنْ صَامَ ذَلِكَ الْيَوْمَ وَقَامَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ كَمَنْ صَامَ مِائَةَ سَنَةٍ وَقَامَ مِائَةَ سَنَةٍ وَهِيَ لِثَلاثٍ بَقِينَ مِنْ رَجَبٍ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا مُحَمَّدًا (مي) من حَدِيث سلمَان وَفِيه خَالِد بن هياج عَن أَبِيه وَهياج تركُوا حَدِيثه (قلت) قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَبْيِين الْعجب هياج هُوَ ابْن بسطَام النميمي الْهَرَوِيّ روى عَن جمَاعَة من التَّابِعين وَضَعفه ابْن معِين، وَقَالَ أَبُو دَاوُد تَرَكُوهُ وَقَالَ صَالح بن مُحَمَّد الْحَافِظ الملقب بجزرة الْهياج، لَا يكْتب من حَدِيثه إِلَّا حديثان أَو ثَلَاثَة للاعتبار وَلم أكن أعلم أَنه بِكُل هَذَا حَتَّى قدمت هراة فَرَأَيْت عِنْدهم أَحَادِيث مَنَاكِير كَثِيرَة لَهُ قَالَ الْحَاكِم أَبُو عبد الله وَهَذِه الْأَحَادِيث الَّتِي رَآهَا صَالح من حَدِيث الْهياج الذَّنب فِيهَا لِابْنِهِ خَالِد وَالْحمل فِيهَا عَلَيْهِ، وَقَالَ يحيى بن أَحْمد بن زِيَاد الْهَرَوِيّ، كلما أنكر على الْهياج فَهُوَ من جِهَة ابْنه خَالِد انْتهى وعَلى هَذَا فالآفة فِي هَذَا الحَدِيث من خَالِد قَالَ الْحَافِظ وروينا فِي جُزْء من فَوَائِد هناد النَّسَفِيّ بِإِسْنَاد لَهُ مُنكر إِلَى الزُّهْرِيّ عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله بعثت نَبيا فِي السَّابِع وَالْعِشْرين من رَجَب فَمن صَامَ ذَلِك الْيَوْم كَانَ لَهُ كَفَّارَة سِتِّينَ شهرا وروينا فِي فَوَائِد أبي الْحسن بن صَخْر بِسَنَد بَاطِل إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ مثل هَذَا الْمَتْن لَكِن قَالَ فِيهِ فَمن صَامَ ذَلِك الْيَوْم ودعا عِنْد إفطاره كَانَت كَفَّارَة عشر سِنِين وروينا فِي جُزْء أبي معَاذ الشاه الْمروزِي وَفِي فَضَائِل رَجَب لعبد الْعَزِيز الكتاني من طَرِيق ضَمرَة عَن ابْن شَوْذَب عَن مطر الْوراق عَن شهر بن حَوْشَب عَن أبي هُرَيْرَة مَوْقُوفا من صَامَ يَوْم سبع وَعشْرين من رَجَب كتب الله لَهُ صِيَام سِتِّينَ شهرا وَهُوَ الْيَوْم الَّذِي هَبَط فِيهِ جِبْرِيل على مُحَمَّد بالرسالة وَهَذَا أمثل مَا ورد فِي هَذَا الْمَعْنى انْتهى، وَالله أعلم.
(42) [أَثَرُ] أَبِي الدَّرْدَاءِ وَقَدْ سَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ صِيَامِ رَجَبٍ فَقَالَ سَأَلْتُ عَن شهر(2/161)
كَانَتِ الْجَاهِلِيَّةُ تُعَظِّمُهُ فِي جَاهِلِيَّتِهَا وَمَا زَادَهُ الإِسْلامُ إِلا فَضْلا وَتَعْظِيمًا، فَمَنْ صَامَ مِنْهُ يَوْمًا تَطَوُّعًا مُحْتَسِبًا بِهِ ثَوَابَ اللَّهِ يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ مُخْلِصًا أَطْفَأَ صَوْمُهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ غَضَبَ اللَّهِ تَعَالَى وَأَغْلَقَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ النَّارِ وَلَوْ أُعْطِيَ مِلْءَ الأَرْضِ ذَهَبًا مَا كَانَ ذَلِكَ جَزَاءً لَهُ وَلا يَسْتَكْمِلُ أَجْرَهُ بِشَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا دُونَ يَوْمِ الْحِسَابِ وَلَهُ إِذَا أَمْسَى عَشْرُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٍ فَإِنْ دَعَاهُ بِشَيْءٍ مِنْ عَاجِلِ الدُّنْيَا أُعْطَاهُ وَإِلا ادَّخَرَ لَهُ مِنَ الْخَيْرِ كَأَفْضَلِ مَا دَعَا دَاعٍ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ وَأَحْبَابِهِ وَأَصْفِيَائِهِ، وَمَنْ صَامَ يَوْمَيْنِ كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ وَلَهُ مَعَ ذَلِكَ أَجْرُ عَشَرَةٍ مِنَ الصِّدِّيقِينَ فِي عُمْرِهِمْ بَالِغَةٌ أَعْمَارُهُمْ مَا بَلَغَتْ وَمَنْ صَامَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ وَقَالَ لَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ عِنْدَ إِفْطَارِهِ لَقَدْ وَجَبَ حَقُّ عَبْدِي هَذَا وَوَجَبْت لَهُ مَحَبَّتِي وَوِلايَتِي أُشْهِدُكُمْ يَا مَلائِكَتِي أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، وَمَنْ صَامَ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ وَمِثْلُ ثَوَابِ أُولِي الأَلْبَابِ التَّوَّابِينَ، وَيُعْطَى كِتَابَهُ فِي أَوَّلِ الْفَائِزِينَ وَمَنْ صَامَ خَمْسَةَ أَيَّامٍ كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ وَيُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَوَجْهِهِ مِثْلَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ وَيُكْتَبُ لَهُ عَدَدُ رَمْلِ عَالِجٍ حَسَنَاتٍ وَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَيُقَالُ لَهُ تَمَنَّ عَلَى اللَّهِ مَا شِئْتَ وَمَنْ صَامَ سِتَّةَ أَيَّامٍ كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ، وَيُعْطَى نُورًا يَسْتَضِيءُ بِهِ أَهْلُ الْجَمْعِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيُبْعَثُ مَعَ الآمِنِينَ حَتَّى يَمُرَّ عَلَى الصِّرَاطِ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَيُعَافَى مِنْ عُقُوقِ الْوَالِدَيْنِ وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ وَيُقْبِلُ اللَّهُ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ إِذَا لَقِيَهُ وَمَنْ صَامَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ وَيُغْلَقُ عَنْهُ سَبْعَةُ أَبْوَابِ جَهَنَّمَ وَحَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ وَأَوْجَبَ لَهُ الْجَنَّةَ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ، وَمَنْ صَامَ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ وَمَنْ صَامَ تِسْعَةَ أَيَّامٍ كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ وَرُفِعَ كِتَابُهُ فِي عِلِّيِّينَ وَيُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الآمِنِينَ وَيَخْرُجُ مِنْ قَبْرِهِ وَوَجْهُهُ يَتَلأْلأُ وَيُشْرِقُ لأَهْلِ الْجَمْعِ حَتَّى يَقُولُوا هَذَا نَبِيٌّ مُصْطَفًى فَإِنَّ أَدْنَى مَا يُعْطَى أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، وَمَنْ صَامَ عَشَرَةً فَبَخٍ بَخٍ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ وَعَشَرَةُ أَضْعَافِهِ وَهُوَ مِمَّنْ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِ حَسَنَاتٍ وَيَكُونُ فِي الْمُقَرَّبِينَ الْقَوَّامِينَ لِلَّهِ بِالْقِسْطِ وَكَمَنْ عَبَدَ اللَّهَ أَلْفَ عَامٍ صَائِمًا قَائِمًا صَابِرًا مُحْتَسِبًا وَمَنْ صَامَ عِشْرِينَ يَوْمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ وَعِشْرُونَ ضِعْفًا، وَهُوَ مِمَّنْ يُزَاحِمُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي قُبَّتِهِ وَيُشَفَّعُ فِي مِثْلِ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ كُلُّهُمْ مِنْ أَهْلِ الْخَطَايَا وَالذُّنُوبِ وَمن صَامَ ثَلَاثِينَ يَوْمًا كملا كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ وَثَلاثُونَ ضِعْفًا وَنَادَاهُ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَبْشِرْ يَا وَلِيَّ اللَّهِ بِالْكَرَامَةِ الْعُظْمَى النَّظَرِ إِلَى وَجْهِ اللَّهِ الْجَلِيلِ عَزَّ وَجَلَّ فِي مُرَافَقَةِ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا طُوبَى لَكَ طُوبَى لَك ثَلَاث(2/162)
مَرَّاتٍ غَدًا إِذَا كُشِفَ الْغِطَاءُ فَأَفْضَيْتَ إِلَى خَتْمِ ثَوَابِ رَبِّكَ الْكَرِيمِ، فَإِذَا نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ سَقَاهُ رَبُّهُ عِنْدَ خُرُوجِ نَفْسِهِ شَرْبَةً مِنْ حِيَاضِ الْفِرْدَوْسِ حَتَّى لَا يَجِدَ لِلْمَوْتِ أَلَمًا فَيَظَلُّ فِي قَبْرِهِ رَيَّانَ وَيَخْرُجُ مِنْ قَبْرِهِ رَيَّانَ وَيَظَلُّ فِي الْمَوْقِفِ رَيَّانَ حَتَّى يَرِدَ حَوْضَ النَّبِيِّ فَإِذَا خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ أَتَاهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ مَعَهُمُ النَّجَائِبُ مِنَ الدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ وَمَعَهُمْ طَرَائِفُ الْحُلِيِّ وَالْحُلَلِ فَيَقُولُونَ يَا وَلِيَّ اللَّهِ النَّجَا إِلَى رَبِّكَ الَّذِي أَظْمَأْتَ لَهُ نَهَارَكَ وَأَنْحَلْتَ لَهُ جِسْمَكَ فَهُوَ مِنْ أَوَّلِ النَّاسِ دُخُولا جَنَّاتِ عَدْنٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ الْفَائِزِينَ الَّذِينَ {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضَوْا عَنْهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمِ} فَإِنْ كَانَ لِكُلِّ يَوْمٍ يَصُومُهُ صَدَقَةٌ عَلَى قَدْرِ قُوتِهِ فَتَصَدَّقَ بِهَا فَهَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لَوِ اجْتَمَعَ جَمِيعُ الْخَلائِقِ عَلَى أَنْ يَقْدِرُوا قَدْرَ مَا أُعْطِيَ ذَلِكَ الْعَبْدُ مِنَ الثَّوَابِ مَا بَلَغُوا مِعْشَارَ الْعُشْرِ مِمَّا أُعْطِيَ ذَلِكَ الْعَبْدُ مِنَ الثَّوَابِ (شا) فِي التَّرْغِيب عَن مَكْحُول وَإِسْنَاده ظلمات بَعْضهَا فَوق بعض فِيهِ دَاوُد بن المحبر وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ وَسليمَان بن الحكم ضَعَّفُوهُ والْعَلَاء بن كثير مجمع على ضعفه (قلت) أوردهُ الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَبْيِين الْعجب وَقَالَ هَذَا حَدِيث مَوْضُوع ظَاهر الْوَضع فقبح الله من وَضعه فوَاللَّه لقد قف شعري من قِرَاءَته وَفِي حَال كِتَابَته وَالْمُتَّهَم بِهِ عِنْدِي دَاوُد بن المحبر والْعَلَاء بن خَالِد فكلاهما قد كذب وَمَكْحُول لم يدْرك أَبَا الدَّرْدَاء وَلَا وَالله مَا حدث بِهِ مَكْحُول قطّ وَقد رَوَاهُ عبد الْعَزِيز الكتاني بِطُولِهِ فِي كتاب فَضَائِل شهر رَجَب من طَرِيق الْحَارِث بن أبي أُسَامَة عَن دَاوُد بن المحبر انْتهى وَبَين الْحَافِظ ابْن حجر والسيوطي مُخَالفَة فِي وَالِد الْعَلَاء فَقَالَ ابْن حجر: بن خَالِد وَقَالَ السُّيُوطِيّ ابْن كثير فَليُحرر الله تَعَالَى أعلم.
(43) [حَدِيثُ] أنس خَطَبنَا رَسُول الله قَبْلَ رَجَبٍ بِجُمُعَةٍ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمٌ رَجَبٌ شَهْرُ اللَّهِ الأَصَمُّ تُضَاعَفُ فِيهِ الْحَسَنَاتُ وَتُسْتَجَابُ فِيهِ الدَّعَوَاتُ وَتُفَرَّجُ فِيهِ الْكُرُبَاتُ لَا يُرَدُّ لِلْمُؤْمِنِ فِيهِ دَعْوَةٌ فَمَنِ اكْتَسَبَ فِيهِ خَيْرًا ضُوعِفَ لَهُ فِيهِ أَضْعَافٌ مُضَاعَفَةٌ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ فَعَلَيْكُمْ بِقِيَامِ لَيْلِهِ وَصِيَامِ نَهَارِهِ فَمَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ فِيهِ خَمْسِينَ رَكْعَةً يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ أَعْطَاهُ اللَّهُ مِنَ الْحَسَنَاتِ بِعَدَدِ الشَّفْعِ وَالْوِتْرِ وَبِعَدَدِ الشَّعْرِ وَالْوَبَرِ وَمَنْ صَامَ يَوْمًا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِهِ صِيَامَ سَنَةٍ وَمَنْ خَزَنَ فِيهِ لِسَانَهُ لَقَّنَهُ اللَّهُ حُجَّتَهُ عِنْدَ مُسَاءَلَةِ مُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ وَمَنْ تَصَدَّقَ فِيهِ بِصَدَقَةٍ كَانَ بِهَا فِكَاكُ رَقَبَتِهِ مِنَ النَّارِ وَمَنْ وَصَلَ فِيهِ رَحِمَهُ وَصَلَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة(2/163)
وَنَصَرَهُ عَلَى أَعْدَائِهِ أَيَّامَ حَيَاتِهِ وَمَنْ عَادَ فِيهِ مَرِيضًا أَمَرَ اللَّهُ لَهُ كِرَامَ مَلائِكَتِهِ بِزِيَارَتِهِ وَالتَّسْلِيمِ عَلَيْهِ وَمَنْ صَلَّى فِيهِ على جَنَازَة فَكَأَنَّمَا أحيى موؤدة وَمَنْ أَطْعَمَ مُؤْمِنًا طَعَامًا أَجْلَسَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى مَائِدَةٍ عَلَيْهَا إِبْرَاهِيمُ وَمُحَمَّدٌ وَمَنْ سَقَى شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ سَقَاهُ اللَّهُ مِنَ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ وَمَنْ كَسَا مُؤْمِنًا كَسَاهُ اللَّهُ أَلْفَ حُلَّةٍ مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ وَمَنْ أَكْرَمَ يَتِيمًا وَرَفَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ بِعَدَدِ كُلِّ شَعْرَةٍ مَسَّتْهَا يَدُهُ وَمَنِ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ تَعَالَى فِيهِ مَرَّةً وَاحِدَةً غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَمَنْ سَبَّحَ اللَّهَ تَسْبِيحَةً أَوْ هَلَّلَهُ تَهْلِيلَةً كُتِبَ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ {الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ} وَمَنْ خَتَمَ فِيهِ الْقُرْآنَ مَرَّةً أُلْبِسَ هُوَ وَوَالِدُهُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا تَاجًا مُكَلَّلا بِاللُّؤْلُؤِ وَالْمَرْجَانِ وَأَمِنَ مِنْ فَزَعِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ (كرّ) من طَرِيق مَالك بن دِينَار وَأَبَان وَقَالَ هَذَا حَدِيث مُنكر بِمرَّة لم أكتبه إِلَّا من هَذَا الْوَجْه (قلت) وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَبْيِين الْعجب رَوَاهُ الْحَافِظ أَبُو مُحَمَّد عبد الْعَزِيز بن أَحْمد الكتاني فِي كتاب فضل رَجَب وَهُوَ مَوْضُوع وَإِسْنَاده مَجْهُول وَالله تَعَالَى أعلم.
(44) [حَدِيثُ] مَنْ صَامَ يَوْمًا مِنْ رَجَبٍ وَقَامَ لَيْلَةً مِنْ لَيَالِيهِ بَعَثَهُ اللَّهُ تَعَالَى آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَرَّ عَلَى الصِّرَاطِ وَهُوَ يُهَلِّلُ وَيُكَبِّرُ.
الحَدِيث (مي) من حَدِيث جَابر من طَرِيق إِسْمَاعِيل بن يحيى التَّيْمِيّ.
(45) [حَدِيث] من أحيى لَيْلَةً مِنْ رَجَبٍ وَصَامَ يَوْمًا مِنْهُ أَطْعَمَهُ اللَّهُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ وَكَسَاهُ مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ وَسَقَاهُ مِنَ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ (مي) من حَدِيث الْحُسَيْن بن عَليّ من طَرِيق الْحصين بن مُخَارق.
(46) [حَدِيثٌ] رَجَبٌ مِنْ أَشْهُرِ الْحُرُمِ وَأَيَّامُهُ مَكْتُوبَةٌ عَلَى أَبْوَابِ السَّمَاءِ السَّادِسَةِ فَإِذَا صَامَ الرَّجُلُ مِنْهُ يَوْمًا وَجَوَّدَ صَوْمَهُ بِتَقْوَى اللَّهِ نَطَقَ الْبَابُ وَنَطَقَ الْيَوْمُ فَقَالا يَا رَبِّ اغْفِرْ لَهُ وَإِذَا لَمْ يُتِمَّ صَوْمَهُ بِتَقْوَى اللَّهِ لَمْ يَسْتَغْفِرَا لَهُ وَقَالا خَدَعَتْكَ نَفْسُكَ (شا مي) من حَدِيث أبي سعيد وَفِيه إِسْمَاعِيل التَّيْمِيّ (قلت) وَعَزاهُ الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَبْيِين الْعجب إِلَى كتاب فضل الصّيام لِلْحَافِظِ أبي سعيد النقاش وَأعله بِإِسْمَاعِيل الْمَذْكُور وَالله تَعَالَى أعلم.
(47) [حَدِيثٌ] رَجَبٌ شَهْرُ اللَّهِ الأَصَمُّ الْمُنْبَتِرُ الَّذِي أَفْرَدَهُ اللَّهُ تَعَالَى لِنَفْسِهِ فَمَنْ صَامَ يَوْمًا إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا اسْتَوْجَبَ رِضْوَانَ اللَّهِ الأَكْبَرَ وَشَهْرُ رَمَضَانَ شَهْرُ أمتِي ترمض فِيهِ(2/164)
ذُنُوبُهُمْ فَإِذَا صَامَ عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَلَمْ يَكْذِبْ وَلَمْ يَغْتَبْ وَفِطْرُهُ طَيِّبٌ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَمَا تَخْرُجُ الْحَيَّةُ مِنْ سِلْخِهَا (حا) فِي تَارِيخه من حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ وَفِيه أَبُو هَارُون الْعَبْدي مَتْرُوك وَعنهُ عِصَام بن طليق لَيْسَ بِشَيْء (قلت) لَعَلَّ الآفة أَبُو هَارُون فَإِنَّهُم كذبوه حَتَّى قَالَ بَعضهم هُوَ أكذب من فِرْعَوْن وَالله تَعَالَى أعلم.
(48) [حَدِيثٌ] صُومُوا يَوْمَ النَّيْرُوزِ خِلافًا عَلَى الْمُشْرِكِينَ وَلَكُمْ عِنْدِي صِيَامُ سَنَتَيْنِ (مي) من حَدِيث أنس (قلت) لم يبين علته وَفِيه عبد الْوَهَّاب بن إِبْرَاهِيم الْحَرَّانِي وَجَمَاعَة لم أعرفهم وَالله تَعَالَى أعلم.
(49) [حَدِيثٌ] صَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ كَصَوْمِ سِتِّينَ سَنَةً (مي) من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَفِيه مُحَمَّد بن تَمِيم.
(50) [حَدِيثٌ] فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ وُلِدَ إِبْرَاهِيمُ فَمَنْ صَامَ ذَلِكَ الْيَوْمَ كَانَ كَفَّارَةَ ثَمَانِينَ سَنَةً وَفِي تسع مِنْ ذِي الْحِجَّةِ أُنْزِلَ تَوْبَةُ دَاوُدَ فَمَنْ صَامَ ذَلِكَ الْيَوْمَ كَانَ كَفَّارَةَ سِتِّينَ سَنَةً (مي) من حَدِيث عَليّ وَفِيه مُحَمَّد بن سهل بن الْحُسَيْن الْعَطَّار وَمن حَدِيث ابْن مَسْعُود صَدره بِلَفْظ ولد إِبْرَاهِيم الْخَلِيل فِي أول يَوْم من ذِي الْحجَّة فصوم ذَلِك الْيَوْم كَصَوْم سبعين سنة (قلت) لم يبين عِلّة هَذَا وَفِي سَنَده من لم أَقف لَهُم على تَرْجَمَة وَالله تَعَالَى أعلم.
(51) [حَدِيثٌ] مَنْ صَامَ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ أَعْطَاهُ اللَّهِ مِثْلَ ثَوَابِ أَيُّوبَ عَلَى بَلائِهِ وَإِنْ صَامَ يَوْمَ عَرَفَةَ أَعْطَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِثْلَ ثَوَابِ عِيسَى بن مَرْيَمَ وَإِنْ لَمْ يَأْكُلْ يَوْمَ النَّحْرِ حَتَّى يُصَلِّيَ أَعْطَاهُ اللَّهُ ثَوَابَ مَنْ صَلَّى فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ فَإِنْ مَاتَ إِلَى ثَلاثِينَ يَوْمًا مَاتَ شَهِيدًا (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه حَمَّاد بن عَمْرو.
(52) [حَدِيثٌ] مَنْ أَفْطَرَ عِنْدَهُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ فَكَأَنَّمَا أَفْطَرَ عِنْدَهُ جَمِيعُ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ (نع) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه حبيب بن أبي حبيب.
(53) [حَدِيثٌ] يُسَبِّحُ لِلصَّائِمِ كُلُّ شَعْرَةٍ مِنْهُ وَيُوضَعُ لِلصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَحْتَ الْعَرْشِ مَائِدَةٌ مِنْ ذَهَبٍ مُكَلَّلَةٌ بِالدُّرِّ وَالْجَوْهَرِ عَلَى مِقْدَارِ دَائِرَةِ الدُّنْيَا عَلَيْهَا من أَنْوَاع(2/165)
أَطْعِمَةِ الْجَنَّةِ وَأَشْرِبَتِهَا وَثِمَارِهَا فَهُمْ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَنْعَمُونَ وَالنَّاسُ فِي شِدَّةِ الْحِسَابِ (مي) من حَدِيث أبي الدَّرْدَاء من طَرِيق أبي عصمَة نوح بن أبي مَرْيَم.
(54) [حَدِيثٌ] ثَلاثَةٌ لَا يُسْأَلُونَ عَنْ نَعِيمِ الْمَطْعَمِ وَالْمَشْرَبِ الْمُضْطَرُّ وَالْمُتَسَحِّرُ وَصَاحِبُ الضَّيْفِ وَثَلاثَةٌ لَا يُلامُونَ عَلَى سُوءِ الْخُلُقِ الْمَرِيضُ وَالصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ وَالإِمَامُ الْعَادِلُ (مي) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ مِنْ طَرِيق مجاشع بن عَمْرو.
(55) [حَدِيثٌ] مَنْ صَامَ يَوْمًا تَطَوُّعًا فَلَوْ أُعْطِيَ مِلْءَ الأَرْضِ ذَهَبًا مَا وُفَّى بِأَجْرِهِ دُونَ يَوْمِ الْحِسَابِ (نجا) من حَدِيث أنس وَفِيه خرَاش مولى أنس وَعنهُ أَبُو سعيد الْعَدوي.(2/166)
كتاب الْحَج
الْفَصْل الأول
(1) [حَدِيثٌ] إِنَّ اللَّهَ لَا ييسر لعَبْدِهِ الْحَج إِلَّا بالرضى فَإِذَا رَضِيَ عَنْهُ أَطْلَقَ لَهُ الْحَجَّ (عد) من حَدِيث الْمِقْدَاد بن الْأسود وَلَا يَصح فِيهِ سعيد بن عبد الرَّحْمَن قَالَ ابْن حبَان يروي الموضوعات عَن الثِّقَات (قلت) سعيد بن عبد الرَّحْمَن هُوَ الجُمَحِي قَاضِي بَغْدَاد من رجال مُسلم وَكَلَام ابْن حبَان فِيهِ رده ابْن عدي وَقَالَ لَهُ غرائب حسان وَالله تَعَالَى أعلم.
(2) [حَدِيثٌ] مَنْ تَزَوَّجَ قَبْلَ أَنْ يَحُجَّ فَقَدْ بَدَأَ بِالْمَعْصِيَةِ (عد) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه مُحَمَّد بن أَيُّوب بن سُوَيْد الرَّمْلِيّ وَأحمد بن جُمْهُور.
(3) [حَدِيثٌ] مَنْ مَاتَ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَكَأَنَّمَا مَاتَ فِي السَّمَاءِ (رَوَاهُ يُوسُف بن عَطِيَّة) وَلَيْسَ بِشَيْء قلت هُوَ الصفار وَهُوَ مُتَّهم.
الْفَصْل الثَّانِي
(4) [حَدِيثٌ] مَنْ مَلَكَ زَادًا وَرَاحِلَةً تُبَلِّغُهُ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ وَلَمْ يَحُجَّ فَلا عَلَيْهِ أَنْ يَمُوتَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا (ت) من حَدِيث عَليّ (عد) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة بِلَفْظ من مَاتَ وَلم يحجّ حجَّة الْإِسْلَام فِي غير وجع حَابِس أَو حَاجَة ظَاهِرَة أَو سُلْطَان جَائِر فليمت أَي الْميتَتَيْنِ إِمَّا يَهُودِيّا أَو نَصْرَانِيّا (أَبُو يعلى وَابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث أبي أُمَامَة بِنَحْوِهِ وَلَا يَصح فِي سَنَد الأول الْحَارِث الْأَعْوَر وَفِيه هِلَال بن عبد الله مولى ربيعَة بن عَمْرو ومجهول، وَفِي الثَّانِي أَبُو المهزم وَعبد الرَّحْمَن بن قطامي، وَفِي الثَّالِث عمار بن مطر، وَفِي الرَّابِع الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن وَلَيْث بن أبي سليم مَتْرُوكَانِ وَإِنَّمَا يرْوى هَذَا من قَول عمر (تعقب) بِأَن حَدِيث عَليّ أوردهُ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان من طَرِيق هِلَال ثمَّ قَالَ قد جَاءَ بِإِسْنَاد آخر أصلح من هَذَا وَله شَوَاهِد من حَدِيث أبي أُمَامَة وَأبي هُرَيْرَة، وَقد أخرجه الْبَيْهَقِيّ من حَدِيث أبي أُمَامَة، وَقَالَ إِسْنَاده وَإِن كَانَ غير قوي، فَلهُ شَاهد من قَول عمر أخرجه سعيد بن مَنْصُور فِي سنَنه عَن عمر، قَالَ لقد هَمَمْت أَن أبْعث رجَالًا إِلَى هَذِه(2/167)
الْأَمْصَار فلينظروا كل من كَانَ لَهُ جدة وَلم يحجّ فيضربو عَلَيْهِ الْجِزْيَة مَا هم بمسلمين، وَقَالَ القَاضِي عز الدَّين ابْن جمَاعَة فِي مَنَاسِكه لَا الْتِفَات إِلَى قَول ابْن الْجَوْزِيّ إِن حَدِيث عَليّ مَوْضُوع وَكَيف يصفه بِالْوَضْعِ وَقد أخرجه التِّرْمِذِيّ فِي جَامعه، وَقَالَ إِن كل حَدِيث فِي كِتَابه مَعْمُول بِهِ إِلَّا حديثين وَلَيْسَ هَذَا أَحدهمَا، قَالَ والْحَدِيث مؤول على من يسْتَحل تَركه وَلَا يعْتَقد وُجُوبه وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَخْرِيج أَحَادِيث الرَّافِعِيّ هَذَا الحَدِيث لَهُ طرق فَأخْرجهُ سعيد بن مَنْصُور وَأحمد فِي كتاب الْإِيمَان وَأَبُو يعلى وَالْبَيْهَقِيّ من طرق عَن شريك عَن لَيْث بن أبي سليم عَن ابْن سابط عَن أبي أُمَامَة وَلَيْث ضَعِيف وَشريك سيء الْحِفْظ وَقد خَالفه سُفْيَان الثَّوْريّ فَأرْسلهُ، أخرجه أَحْمد فِي الْإِيمَان وَابْن أبي شيبَة من طَرِيقه عَن ابْن سابط مُرْسلا وَقَالَ الْمُنْذِرِيّ طَرِيق أبي أُمَامَة على مَا فِيهَا أصلح طرقه وَله طَرِيق أُخْرَى صَحِيحَة مَوْقُوفَة أخرجهَا الْبَيْهَقِيّ عَن عمر قَالَ ليمت يَهُودِيّا أَو نَصْرَانِيّا ثَلَاث مَرَّات رجل مَاتَ وَلم يحجّ، وجد لذَلِك سَعَة وخليت سَبيله، قَالَ ابْن حجر فَإِذا انْضَمَّ هَذَا الْمَوْقُوف إِلَى مُرْسل ابْن سابط علم أَن لهَذَا الحَدِيث أصلا ومحمله على من اسْتحلَّ التّرْك وَتبين لذَلِك خطأ من ادّعى أَنه مَوْضُوع (قلت) وَعَن بَعضهم أَنه على سَبِيل التَّغْلِيظ والتنفير والتحريض على الْمُبَادرَة إِلَى قَضَاء الْفَرْض وَعَن بَعضهم أَنه على سَبِيل التَّمْثِيل لِأَن الْيَهُودِيّ وَالنَّصْرَانِيّ لَا يحجّ فَمن مَاتَ وَلم يحجّ كَانَ كاليهودي وَالنَّصْرَانِيّ، وَالله أعلم، (قَالَ) السُّيُوطِيّ وَمن شواهده مَا أخرجه ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره عَن ابْن عمر، قَالَ من كَانَ يجد وَهُوَ مُوسر صَحِيح وَلم يحجّ كَانَ سيماه بَين عَيْنَيْهِ كَافِر، ثمَّ تَلا هَذِه الْآيَة: {وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} ، وَأخرج سعيد بن مَنْصُور من وَجه آخر عَن ابْن عمر قَالَ من وجد إِلَى الْحَج سَبِيلا سنة ثمَّ سنة ثمَّ مَاتَ وَلم يحجّ لم يصل عَلَيْهِ لِأَنَّهُ لَا يدرى مَاتَ يَهُودِيّا أَو نَصْرَانِيّا (قلت) وَتعقبه الْحَافِظ ابْن حجر أَيْضا فِيمَا رَأَيْته بِخَطِّهِ على حَاشِيَة الموضوعات لِابْنِ درباس بِأَن ابْن الْجَوْزِيّ نَفسه قد أخرج هَذِه الْأَحَادِيث بالتحقيق محتجا بهَا فَإِن كَانَت مَوْضُوعَة فَكيف جَازَ لَهُ الِاحْتِجَاج بهَا وَالله تَعَالَى أعلم.
(5) [حَدِيثٌ] مَا مِنْ عَبْدٍ وَلا أَمَةٍ دَعَا اللَّهُ لَيْلَةَ عَرَفَةَ بِهَذِهِ الدَّعَوَاتِ وَهِيَ عَشْرُ كَلِمَاتٍ أَلْفَ مَرَّةٍ إِلا لَمْ يَسْأَلِ اللَّهَ شَيْئًا إِلا أَعْطَاهُ إِلا قَطِيعَةَ رَحِمٍ أَوْ مَأْثَمًا، سُبْحَانَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ عَرْشُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الأَرْضِ مَوْطِئُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الْبَحْر سَبيله، سُبْحَانَ(2/168)
الَّذِي فِي النَّارِ سُلْطَانُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الْجَنَّةِ رَحْمَتُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الْقُبُورِ قَضَاؤُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الْهَوَاءِ رَوْحُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاءَ، سُبْحَانَ الَّذِي وَضَعَ الأَرْضَ، سُبْحَانَ الَّذِي لَا مَلْجَأَ وَلا مَنْجَا مِنْهُ إِلا إِلَيْهِ، (عق) من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَلَا يَصح فِيهِ عزْرَة بن قيس اليحمدي ضَعِيف وَلَا يُتَابع عَلَيْهِ، (تعقب) بِأَن هَذَا لَا يَقْتَضِي الْوَضع، والْحَدِيث أخرجه الطَّبَرَانِيّ وَأَبُو يعلى وَالْبَيْهَقِيّ فِي الدَّعْوَات من طرق عَن عزْرَة (قلت) وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي فَضَائِل الْأَوْقَات أَيْضا، وَقَالَ إِن بعض رُوَاته زَاد فِيهِ أَن يكون على وضوء فَإِذا فرغت من آخِره صليت على النَّبِي، واستأنف حَاجَتك وَالله تَعَالَى أعلم.
(6) [حَدِيثُ] ابْنِ عُمَرَ خَطَبَنَا رَسُولُ الله عَشِيَّةَ عَرَفَةَ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ تَطَوَّلَ عَلَيْكُمْ فِي مَقَامِكُمْ هَذَا فَقَبِلَ مِنْ مُحْسِنِكُمْ وَأَعْطَى مُحْسِنَكُمْ مَا سَأَلَ وَوَهَبَ مُسِيئَكُمْ لِمُحْسِنِكُمْ إِلا التَّبِعَاتِ فِيمَا بَيْنَكُمْ أَفِيضُوا عَلَى اسْمِ اللَّهِ تَعَالَى، فَلَمَّا كَانَ غَدَاةُ النَّحْرِ قَالَ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ تَطَوَّلَ عَلَيْكُمْ فِي مقامكم هَذَا، فَقيل مِنْ مُحْسِنِكُمْ، وَأَعْطَى مُحْسِنَكُمْ مَا سَأَلَ وَوَهَبَ مُسِيئَكُمْ لِمُحْسِنِكُمْ وَالتَّبِعَاتُ فِيمَا بَيْنَكُمْ ضَمِنَ عِوَضَهَا مِنْ عِنْدِهِ أَفِيضُوا عَلَى اسْمِ اللَّهِ فَقَالَ أَصْحَابُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَضْتَ بِنَا بِالأَمْسِ كَئِيبًا حَزِينًا وَأَفَضْتَ بِنَا الْيَوْمَ فَرِحًا مَسْرُورًا فَقَالَ سَأَلْتُ رَبِّي بِالأَمْسِ شَيْئًا لَمْ يَجُدْ لِي بِهِ فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّانِي أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ قَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ أَقَرَّ عَيْنَكَ بِالتَّبِعَاتِ (نع) وَفِيه عبد الْعَزِيز ابْن أبي رواد لَا يحْتَج بِهِ وَعنهُ عبد الرَّحِيم بن هَارُون وتابع عبد الرَّحِيم بشار بن بكير الْحَنَفِيّ مَجْهُول (حب) وَفِيه يحيى بن عَنْبَسَة (عبد الرَّزَّاق) فِي المُصَنّف وَمن طَرِيقه الطَّبَرَانِيّ من حَدِيث عبَادَة ابْن الصَّامِت وَفِيه من لم يسم وخلاس بن عَمْرو لَيْسَ بِشَيْء (عبد الله بن أَحْمد) فِي زيادات الْمسند (عد) من حَدِيث عَبَّاس بن مرداس بِمَعْنَاهُ وَفِيه كنَانَة بن عَبَّاس مُنكر الحَدِيث جدا (حب) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة مُخْتَصرا وَفِيه أَبُو عبد الْغَنِيّ الْحسن بن عَليّ الأردني (تعقبه) الْحَافِظ ابْن حجر فِي القَوْل المسدد وَفِي تأليفه الْمُفْرد فِي ذَلِك سَمَّاهُ قُوَّة الْحجَّاج فِي عُمُوم الْمَغْفِرَة للحجاج وَمُلَخَّص مَا فِي الْكِتَابَيْنِ أَن حَدِيث ابْن عمر من طَرِيق عبد الْعَزِيز أخرجه ابْن جرير فِي تَفْسِيره وَالْحسن بن سُفْيَان فِي مُسْنَدِهِ وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي الْحِلْيَةِ وَعبد الْعَزِيز وَثَّقَهُ يحيى بن سعيد الْقطَّان وَابْن معِين وَأَبُو حَاتِم الرَّازِيّ وَالْعجلِي وَالدَّارَقُطْنِيّ(2/169)
وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِهِ بَأْس وَقَالَ أَحْمد كَانَ صَالحا وَلَيْسَ هُوَ فِي الثبت مثل غَيره وَتكلم فِيهِ جمَاعَة من أجل الأرجاء قَالَ الْقطَّان لَا يتْرك حَدِيثه لرأي أَخطَأ فِيهِ وَمن كَانَ هَذَا حَاله لَا يُوصف حَدِيثه بِالْوَضْعِ وَأما بشار فَلم أر للْمُتَقَدِّمين فِيهِ كلَاما وَقد توبع وَأما عبد الرَّحِيم وَيحيى بن عَنْبَسَة فجرحهما ثَابت لَكِن الِاعْتِمَاد على غَيرهمَا وَكَأن حَدِيثهمَا لم يكن وَحَدِيث الْعَبَّاس بن مرداس أخرجه ابْن مَاجَه وَالْبَيْهَقِيّ فِي سُنَنهمَا وَصَححهُ الضياء الْمَقْدِسِي فِي المختارة وَأخرج أَبُو دَاوُد طرفا مِنْهُ وَسكت عَلَيْهِ فَهُوَ عِنْده صَالح وكنانة اخْتلف فِيهِ قَول ابْن حبَان فَذكره فِي الضُّعَفَاء وَفِي الثِّقَات وَقَالَ ابْن مَنْدَه فِي تَارِيخه يُقَال إِن لَهُ رؤبة وَولده عبد الله بن كنَانَة فِيهِ كَلَام لِابْنِ حبَان أَيْضا وكل ذَلِك لَا يَقْتَضِي الْوَضع وغايته أَن يكون ضَعِيفا ويعتضد بِكَثْرَة طرقه وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ بعد إِخْرَاجه هَذَا لَهُ شَوَاهِد كَثِيرَة قد ذَكرنَاهَا فِي كتاب الْبَعْث فَإِن صَحَّ بشواهده فَفِيهِ الْحجَّة وَإِن لم يَصح فقد قَالَ الله تَعَالَى {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِك لمن يَشَاء وظلم بَعضهم بَعْضًا دون الشّرك} انْتهى.
وَأَن حَدِيث عبَادَة رِجَاله ثِقَات وَلَيْسَ فِيهِ إِلَّا الرجل الْمُبْهم وَلَا يُوصف الحَدِيث بِالْوَضْعِ بِمُجَرَّد أَن رَاوِيه لم يسم وخلاس بن عَمْرو روى لَهُ الشَّيْخَانِ وَقَالَ فِيهِ أَحْمد بن حَنْبَل ثِقَة وَقد ورد الحَدِيث أَيْضا من رِوَايَة أنس بن مَالك أخرجه ابْن منيع وَأَبُو يعلى فِي مسنديهما بِسَنَد ضَعِيف وَذكره الْمُنْذِرِيّ فِي التَّرْغِيب من رِوَايَة عبد الله بن الْمُبَارك عَن الثَّوْريّ عَن الزبير بن عدي عَن أنس فَإِن ثَبت سَنَده إِلَى ابْن الْمُبَارك فَهُوَ على شَرط الصَّحِيح وَمن رِوَايَة زيد جد عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن زيد أخرجه ابْن مَنْدَه فِي الْمعرفَة وَفِي رُوَاته من لَا يعرف حَاله إِلَّا أَن كَثْرَة الطّرق إِذا اخْتلفت المخارج تزيد الْمَتْن قُوَّة والمقبول عِنْد أهل الحَدِيث مَا اتَّصل سَنَده وَعدلت رِجَاله أَو اعتضد بعض طرقه حَتَّى تحصل لَهُ الْقُوَّة بالصورة الْمَجْمُوعَة وَلَو كَانَ كل طَرِيق مِنْهَا لَو انْفَرَدت غير قَوِيَّة وَبِهَذَا يظْهر عذر أهل الحَدِيث فِي تكثيرهم طرق الحَدِيث الْوَاحِد ليعتمد عَلَيْهِ، إِذْ الْإِعْرَاض عَن ذَلِك يسْتَلْزم ترك الْفَقِيه الْعَمَل بِكَثِير من الْأَحَادِيث اعْتِمَادًا على ضعف الطَّرِيق الَّتِي اتَّصَلت إِلَيْهِ انْتهى.
(7) [حَدِيثٌ] لَيْسَ فِي الْمَوْقِفِ بِعَرَفَةَ قَوْلٌ وَلا عَمَلٌ أَفْضَلَ مِنْ هَذَا الدُّعَاءِ وَأَوَّلُ مَنْ يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِ صَاحِبُ هَذَا الْقَوْلِ إِذَا وَقَفَ بِعَرَفَةَ فَيَسْتَقْبِلُ الْبَيْتَ الْحَرَامَ بِوَجْهِهِ ويبسط(2/170)
يَدَيْهِ كَهَيْئَةِ الدَّاعِي ثُمَّ يُلَبِّي ثَلاثًا وَيُكَبِّرُ ثَلاثًا وَيَقُولُ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ بِيَدِهُ الْخَيْرُ يَقُولُ ذَلِكَ مِائَةَ مَرَّةٍ ثُمَّ يَقُولُ لَا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ أَشْهَدُ أَنَّ اللَهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٍ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُل شَيْئا عِلْمًا يَقُولُ ذَلِكَ مِائَةَ مَرَّةٍ ثُمَّ يَتَعَوَّذُ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعِ الْعَلِيمُ يَقُولُ ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ يَقْرَأُ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَيَبْدَأُ فِي كل مرّة بِبسْم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم وَفِي آخِرِ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ يَقُولُ فِي كُلِّ مَرَّةٍ آمِينَ ثُمَّ يَقْرَأُ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} مِائَةَ مَرَّةٍ ثُمَّ يَقُولُ بِسْمِ اله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ثُمَّ يُصَلِّي عَلَى النَّبِي يَقُولُ صَلَّى اللَّهُ وَمَلائِكَتُهُ عَلَى النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَعَلَيْهِ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ثُمَّ يَدْعُو لِنَفْسِهِ وَيَجْتَهِدُ فِي الدُّعَاءِ لِوَالِدَيْهِ وَلِقَرَابَتِهِ وَلإِخْوَانِهِ فِي اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ فَإِذَا فَرَغَ مِنْ دُعَائِهِ عَادَ فِي مَقَالِهِ هَذَا يَقُولُهُ ثَلاثًا لَا يَكُونُ لَهُ فِي الْمَوْقِفِ قَوْلٌ وَلا عَمَلٌ حَتَّى يُمْسِيَ غَيْرَ هَذَا فَإِذَا أَمْسَى بَاهَى اللَّهُ بِهِ الْمَلائِكَةَ يَقُولُ انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي اسْتَقْبَلَ بَيْتِي وَكَبَّرَنِي وَلَبَّانِي وَسَبَّحَنِي وَحَمِدَنِي وَهَلَّلَنِي وَقَرَأَ بِأَحَبِّ السُّوَرِ إِلَيَّ وَصَلَّى عَلَى نَبِيِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ قَبِلْتُ عَمَلَهُ وَأَوْجَبْتُ لَهُ أَجْرَهُ وَغَفَرْتُ لَهُ ذَنْبَهُ وَشَفَّعْتُهُ فِيمَنْ يُشَفَّعُ وَلَوْ شُفِّعَ فِي أَهْلِ الْمَوْقِفِ شَفَّعْتُهُ فِيهِمْ (أَبُو يُوسُف الْجَصَّاص) فِي فَوَائده من حَدِيث عَليّ وَابْن مَسْعُود وَفِيه عبد الرَّحِيم بن زيد الْعمي (تعقب) بِأَن لَهُ شَاهدا من حَدِيث جَابر مَرْفُوعا مَا من مُسلم يقف عَشِيَّة عَرَفَة بالموقف فيستقبل الْقبْلَة بِوَجْهِهِ ثمَّ يَقُول لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قدير مائَة مرّة ثمَّ يقْرَأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} مِائَةَ مَرَّةً ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد كَمَا صليت على إِبْرَاهِيم وعَلى آل إِبْرَاهِيم إِنَّك حميد مجيد وعلينا مَعَهم مائَة مرّة إِلَّا قَالَ الله يَا ملائكتي مَا جَزَاء عَبدِي هَذَا سبحني وهللني وكبرني وعظمني وعرفني وَأثْنى عَليّ وَصلى على نبيي اشْهَدُوا أَنِّي قد غفرت لَهُ وشفعته فِي نَفسه وَلَو سَأَلَني عَبدِي هَذَا لشفعته فِي أهل الْموقف كلهم أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَقَالَ متن غَرِيب وَلَيْسَ فِي إِسْنَاده من ينْسب إِلَى الْوَضع وَأوردهُ الْحَافِظ ابْن حجر فِي أَمَالِيهِ وَقَالَ رُوَاته كلهم موثوقون إِلَّا عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الطلحي فَإِنَّهُ مَجْهُول انْتهى.
وَقد تَابع الطلحي أَحْمد بن نَاصح الْبَغْدَادِيّ أخرجه الديلمي وَابْن النجار بِزِيَادَة (قلت) والْحَدِيث المتعقب قَالَ الْمُحب الطَّبَرِيّ فِي أَحْكَامه أخرجه أَبُو مَنْصُور فِي جَامع الدُّعَاء الصَّحِيح وَالله أعلم.(2/171)
(8) [حَدِيثٌ] مَنْ حَجَّ الْبَيْتَ وَلَمْ يَزُرْنِي فَقَدْ جَفَانِي (حب عد) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ وَفِيهِ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن النُّعْمَان بن شبْل وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ (تُعُقِّبَ) بِأَنَّ الزَّرْكَشِيَّ قَالَ فِي تَخْرِيج أَحَادِيث الرَّافِعِيّ: الحَدِيث ضَعِيف وَبَالغ ابْن الْجَوْزِيّ فَذكره فِي الموضوعات (قلت) وَأوردهُ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان، فِي تَرْجَمَة النُّعْمَان بن شبْل من عِنْد ابْن عدي، وأعقبه بقوله هَذَا مَوْضُوع فأوهم أَنه من كَلَام ابْن عدي، وَقد تعقبه الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان، فَقَالَ لم يقل ابْن عدي هَذَا مَوْضُوع، وَإِنَّمَا هَذَا كَلَام المُصَنّف , وَقد تبع فِي ذَلِك ابْن الْجَوْزِيّ وَقد قَالَ ابْن عدي لم أر فِي حَدِيث النُّعْمَان حَدِيثا غَرِيبا جَاوز الْحَد انْتهى، وَجَاء من حَدِيث أنس بِلَفْظ مَا من أحد من أمتِي لَهُ سَعَة ثمَّ لم يزرني فَلَيْسَ لَهُ عذر، أخرجه ابْن النجار فِي تَارِيخ الْمَدِينَة وَالله أعلم.
(9) [حَدِيثٌ] فُتِحَتِ الْقُرَى بِالسَّيْفِ وَفُتِحَتِ الْمَدِينَةُ بِالْقُرْآنِ، (أَبُو يعلى) من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه مُحَمَّد بن الْحسن بن زبالة، قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل هَذَا مُنكر إِنَّمَا هَذَا قَول مَالك فرفعه (تعقب) بِأَنَّهُ روى عَن مَالك من طرق مِنْهَا، عَن ذُؤَيْب بن عِمَامَة عَن مَالك، أخرجه الْخَطِيب فِي الروَاة عَن مَالك وذؤيب، قَالَ أَبُو زرْعَة صَدُوق، وَقَالَ ابْن حبَان يعْتَبر حَدِيثه من غير رِوَايَة شَاذان عَنهُ، وَأخرج حَدِيثه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك، وَمِنْهَا عَن إِبْرَاهِيم بن حبيب بن الشَّهِيد عَن مَالك، وَإِبْرَاهِيم بن حبيب من رجال النَّسَائِيّ ووثقوه وَهَذَا أصلح طرق الحَدِيث.
(10) [حَدِيثٌ] مَنْ مَاتَ فِي هَذَا الْوَجْهِ مِنْ حَاجٍّ أَوْ مُعْتَمِرٍ لَمْ يُعْرَضْ وَلَمْ يُحَاسَبْ وَقِيلَ لَهُ ادْخُلِ الْجَنَّةَ (خطّ) من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه عَائِذ بن بشير الْمكتب ضَعِيف (عد) من حَدِيث جَابر، وَفِيه إِسْحَاق بن بشر الْكَاهِلِي (تعقب) بِأَن حَدِيث عَائِشَة أخرجه أَبُو يعلى والعقيلي وَابْن عدي وَأَبُو نعيم فِي الْحِلْية وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب، من طرق عَن عَائِذ واقتصروا على تَضْعِيفه إِذْ لم يتهم عَائِذ بكذب، بل نقل الْعقيلِيّ عَن يحيى بن معِين أَنه قَالَ فِيهِ لَيْسَ بِهِ بَأْس (قلت) وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط من طَرِيق جَعْفَر بن برْقَان عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة، وَقَالَ لم يروه عَن الزُّهْرِيّ إِلَّا جَعْفَر تفرد بِهِ حُسَيْن بن عَليّ الْجعْفِيّ وَالله أعلم.
وَلِحَدِيث جَابر طَرِيق آخر، أخرجه الْحَارِث فِي مُسْنده إِلَّا أَن فِيهِ دَاوُد بن المحبر، وَلِلْحَدِيثِ طَرِيق آخر من حَدِيث ابْن عمر أخرجه(2/172)
أَبُو عبد الله بن مَنْدَه فِي تَارِيخ أَصْبَهَان (قلت) فِيهِ عَليّ بن قرين مُتَّهم وَالله تَعَالَى أعلم.
(11) [حَدِيثٌ] مَنْ مَاتَ فِي أَحَدِ الْحَرَمَيْنِ اسْتَوْجَبَ شَفَاعَتِي وَجَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الآمِنِينَ (شا) من حَدِيث سلمَان وَفِيه أَبُو الصَّباح عبد الغفور الوَاسِطِيّ (عد) من حَدِيث جَابر بِنَحْوِهِ دون ذكر الشَّفَاعَة، وَفِيه مُوسَى بن عبد الرَّحْمَن وَعبد الله بن المؤمل أَحَادِيثه مَنَاكِير (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجهُمَا فِي الشّعب وَاقْتصر على تَضْعِيف إسنادهما وَقَالَ إِن إِسْنَاد حَدِيث جَابر أحسن من إِسْنَاد حَدِيث سلمَان، قَالَ السُّيُوطِيّ أفرط ابْن الْجَوْزِيّ فِي إِيرَاد هذَيْن الْحَدِيثين فِي الموضوعات وأستخير الله وَأحكم لمتن الحَدِيث بالْحسنِ لِكَثْرَة شواهده، فقد ورد مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أخرجه الطَّيَالِسِيّ فِي مُسْنده وَالْبَيْهَقِيّ وَمن حَدِيث ابْن عمر أخرجه الجندي فِي فَضَائِل مَكَّة وَمن حَدِيث أنس.
أخرجه الجندي وَالْبَيْهَقِيّ، وَمن حَدِيث حَاطِب أخرجه الْبَيْهَقِيّ، وَمن حَدِيث مُحَمَّد بن قيس أخرجه الجندي فَهَذِهِ سبع طرق وَمن شواهده عَن ابْن عمر مَوْقُوفا من قبر بِمَكَّة مُسلما بعث آمنا يَوْم الْقِيَامَة، أخرجه الجندي وَعَن عَطاء من مَاتَ فِي الْحرم بعث آمنا بقول الله {وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} ، أخرجه ابْن الْمُنْذر فِي تَفْسِيره وَالْحَاكِم يصحح لأدنى رُتْبَة من هَذَا بِكَثِير.
(12) [حَدِيثٌ] مَنْ مَاتَ بَيْنَ الْحَرَمَيْنِ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا بَعَثَهُ اللَّهُ بِلا حِسَابٍ عَلَيْهِ وَلا عَذَابٍ (حا) من حَدِيث ابْنِ عُمَرَ وَلا يَصِحُّ فِيهِ عبد الله بن نَافِع عَن مَالك ضعفه البُخَارِيّ وَابْن معِين وَالنَّسَائِيّ (تعقب) بِأَن الرشيد الْعَطَّار قَالَ عبد الله ابْن نَافِع الَّذِي ضَعَّفُوهُ لَا أعلم لَهُ رِوَايَة عَن مَالك إِنَّمَا يروي عَن أَبِيه نَافِع، وإِنَّمَا الَّذِي روى عَن مَالك عبد الله بن نَافِع الصَّائِغ، أَو عبد الله بن نَافِع بن ثَابت بن عبد الله بن الزبير وَلَا أعلم فيهمَا مطعنا وَقد قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ فِي كتاب الضُّعَفَاء جملَة من يَجِيء فِي الحَدِيث: عبد الله بن نَافِع سَبْعَة لم نر طَعنا سوى فِي عبد الله بن نَافِع مولى ابْن عمر (قلت) ، أخرج الحَدِيث أَبُو سعد أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْمقري فِي كتاب التَّبْصِرَة والتذكرة وَمن طَرِيقه الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ فِي تَخْرِيج الْإِحْيَاء الْكَبِير وَقَالَ إِسْنَاده حسن، وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان سَاق ابْن الْجَوْزِيّ هَذَا الحَدِيث فِي الموضوعات فَلم ينصف وَالله أعلم.
(13) [حَدِيثٌ] يُدْخِلُ اللَّهُ بِالْحَجَّةِ الْوَاحِدَةِ ثَلاثَةَ نَفَرٍ الْجَنَّةَ الْمَيِّتَ وَالْحَاجَّ وَالْمُنَفِّذَ لَهُ (عد) من حَدِيث جَابر، وَلَا يَصح فِيهِ إِسْحَاق بن بشر (تعقب) ، بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجه فِي سنَنه وَاقْتصر على تَضْعِيفه وتابع إِسْحَاق عبد الرَّزَّاق.
أخرجه الْبَيْهَقِيّ أَيْضا وَله شَاهد(2/173)
من حَدِيث أنس: حجَّة للْمَيت ثَلَاث حجَّة للمحجوج عَنهُ وَحجَّة للْحَاج وَحجَّة للْوَصِيّ أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ.
(14) [حَدِيثٌ] مَنْ قَالَ لِلْمَدِينَةِ يَثْرِبَ فَلْيَسْتَغْفِرِ اللَّهَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ (قطّ) من حَدِيث الْبَراء وَلَا يَصح فِيهِ يزِيد بن أبي زِيَاد مَتْرُوك وَتفرد بِهِ عَنهُ صَالح بن عمر (تعقب) بِأَنَّهُ أخرجه أَحْمد فِي مُسْنده، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي القَوْل المسدد يزِيد وَإِن ضعفه بَعضهم من قبل حفظه فَلَا يلْزم أَن يكون كل مَا يحدث بِهِ مَوْضُوعا، وَيشْهد لَهُ حَدِيث البُخَارِيّ عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا: أمرت بقرية تَأْكُل الْقرى يَقُولُونَ يثرب وَهِي الْمَدِينَة انْتهى، وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي المُصَنّف عَن ابْن عُيَيْنَة عَن يزِيد فَبَان أَن صَالحا لم ينْفَرد بِهِ.
(15) [حَدِيثُ] أَنَسٍ طُفْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ فَقَالَ: اسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ (حب) من طَرِيق أبي عقال، وَعنهُ دَاوُد بن عجلَان (قلت) هَذَا الحَدِيث لم يَقع فِي اللآلئ المصنوعة وَلَا النكت البديعات وهُوَ فِي النُّسْخَة الَّتِي عِنْدِي من الموضوعات وعَلى هَامِش النُّسْخَة خطّ الْحَافِظ ابْن حجر: قد رَوَاهُ ابْن مَاجَه عَن ابْن أبي عمر عَن دَاوُد بن عجلَان وَالله أعلم.
(16) [حَدِيثٌ] مَثَلُ الَّذِي يَحُجُّ مِنْ أُمَّتِي عَنْ أُمَّتِي كَمَثَلِ أُمِّ مُوسَى كَانَتْ تُرْضِعُهُ وَتَأْخُذُ الْكِرَاءَ مِنْ فِرْعَوْنَ (عد) من حَدِيث معَاذ وَالْخَطَأ فِيهِ من إِسْمَاعِيل بن أبي عَيَّاش (قلت) هَذَا الحَدِيث لم يتعقبه السُّيُوطِيّ وَتعقبه الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه، فَقَالَ هَذَا إِسْنَاد صَالح وَمتْن غَرِيب لَا يَلِيق إِيرَاده فِي الموضوعات وَاللَّهُ أَعَلُم.
الْفَصْلُ الثَّالِثُ
(17) [حَدِيثٌ] إِذَا أَحْرَمَ أَحَدُكُمْ فَلْيُؤَمِّنْ عَلَى دُعَائِهِ إِذَا قَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي فَلْيَقُلْ آمِينَ وَلا يَلْعَنْ بَهِيمَةً وَلا إِنْسَانًا، فَإِنَّ دُعَاءَهُ مُسْتَجَابٌ وَمَنْ عَمَّ بِدُعَائِهِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ اسْتُجِيبَ لَهُ (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه إِسْمَاعِيل الشَّامي وَغَيره من المتهمين.(2/174)
(18) [حَدِيثٌ] مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ مَشَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ كُتِبَ لَهُ بِكُلِّ قَدَمٍ سَبْعُونَ أَلْفِ دَرَجَةٍ (مي) من حَدِيث عبد الله بن عمر وَفِيه من فِي الَّذِي قبله.
(19) [حَدِيثٌ] لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ إِنِّي حَاجٌّ فَإِنَّ الْحَاجَّ الْمُحْرِمُ (مي) من حَدِيث أنس (قلت) لم يبين علته وَفِي سَنَده من لم أعرفهم وَالله تَعَالَى أعلم.
(20) [حَدِيثٌ] مَا أَتَيْتُ الرُّكْنَ الْيَمَانِيَّ قَطُّ إِلا وَجَدْتُ جِبْرِيلَ قَائِمًا عِنْدَهُ يَقُولُ يَا مُحَمَّدُ اسْتَلِمْ وَقُلِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكِبْرِ وَالْفَاقَةِ وَمَرَاتِبِ الْخِزْيِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ قُلْتُ يَا جِبْرِيلُ لِمَاذَا قَالَ لأَنَّ بَيْنَهُمَا حَوْضًا يَلِيهِ سَبْعُونُ أَلْفَ مَلَكٍ فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ هَذَا قَالُوا آمِينَ (حا) فِي تَارِيخه من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه نهشل.
(21) [حَدِيثٌ] لَا يَجْتَمِعُ مَاءُ زَمْزَمَ وَنَارُ جَهَنَّمَ فِي جَوْفِ عَبْدٍ أَبَدًا وَمَا طَافَ عَبْدٌ بِالْبَيْتِ إِلا وَكَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ قَدَمٍ يَضَعُهُ مِائَةَ أَلْفِ حَسَنَةٍ فَإِنْ صَلَّى عُدِلَتْ صَلاتُهُ بِأَرْبَعَةِ آلافِ ألف حَسَنَة وَخَمْسمِائة أَلْفِ حَسَنَةٍ (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه مقَاتل ابْن سُلَيْمَان.
(22) [حَدِيثٌ] مَنْ حَجَّ حَجَّةَ الْإِسْلَام وزار قَبْرِي وغزى غَزْوَةً وَصَلَّى فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ لَمْ يَسْأَلْهُ اللَّهُ عَمَّا افْتَرَضَ عَلَيْهِ (قلت) فِي الثَّانِي فَوَائده من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَفِيه بدر بن عبد الله المصِّيصِي قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هَذَا بَاطِل وآفته بدر.
(23) [حَدِيثٌ] إِذَا خَرَجَ الْحَاجُّ مِنْ بَيْتِهِ كَانَ فِي حِرْزِ اللَّهِ فَإِنْ مَاتَ قَبْل أَنْ يَقْضِيَ نُسُكَهُ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ وَإِنْفَاقُهُ الدِّرْهَمَ الْوَاحِدَ فِي ذَلِكَ الْوَجْهِ يَعْدِلُ أَرْبَعِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنْ سَبِيلِ اللَّهِ (مي) من حَدِيث عَائِشَة قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي زهر الفردوس هَذَا مَوْضُوع.
(24) [حَدِيثٌ] لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا لِلْحُجَّاجِ مِنَ الْفَضْلِ عَلَيْهِم لأثوهم حَتَّى يَغْسِلُوا أَرْجُلَهُمْ (مي) من حَدِيث أبي سعيد (قلت) لم يبين علته وَهُوَ من طَرِيق عَطِيَّة الْعَوْفِيّ وَقد مر أَن ابْن الْجَوْزِيّ اتهمه وَقَالَ إِنَّه جَالس الْكَلْبِيّ فَكَانَ يروي عَنهُ ويكنيه بِأبي سعيد تدليسا يُوهم أَنه سَمعه من الْخُدْرِيّ وَإِنَّمَا سَمعه من الْكَلْبِيّ وَالله أعلم.(2/175)
(25) [حَدِيثٌ] مَنْ قَضَى مَنَاسِكَ الْحَجِّ مِنْ مَكَّةَ إِلَى أَنْ يَعُودَ فِيمَا يبلغ قبضي عَنْهُ دَيْنُهُ مَا كَانَ قَدِيمًا وَحَدِيثًا (مي) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه وهب بن وهب.
(26) [حَدِيث] من شيع حَاجا أَرْبَعمِائَة خَطْوَةٍ ثُمَّ عَانَقَهُ وَوَدَّعَهُ لَمْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُ (مي) من حَدِيث فضَالة بن عبيد وَفِيه مُحَمَّد بن سعيد البورقي.
(27) [حَدِيثٌ] لَمَّا نَادَى إِبْرَاهِيمُ بِالْحَجِّ لَبَّى الْخَلْقُ فَمَنْ لَبَّى تَلْبِيَةً وَاحِدَةً حَجَّ حَجَّةً وَاحِدَةً وَمَنْ لَبَّى مَرَّتَيْنِ حَجَّ حَجَّتَيْنِ وَمَنْ زَادَ فَبِحِسَابِ ذَلِكَ (ابْن الْأَشْعَث) فِي سنَنه الَّتِي وَضعهَا على آل الْبَيْت من حَدِيث عَليّ.
(28) [حَدِيثٌ] حَفَرَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بِئْرَ زَمْزَمَ فَوَجَدَ فِيهَا طَشْتًا مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ أَرْبَعَةُ أَرْكَانٍ عَلَى كُلِّ رُكْنٍ مِنْهَا مَكْتُوبٌ سَطْرٌ، السَّطْرُ الأَوَّلُ لَا إِلَهَ إِلا أَنَا الدَّيَّانُ ذُو بَكَّةَ أُرَخِّصُ الشَّيْءِ مَعَ قِلَّتِهِ وَالسَّطْرُ الثَّانِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا أَنَا الدَّيَّانُ ذُو بَكَّةَ أُغَلِّي الشَّيْءَ مَعَ كَثْرَتِهِ وَالسَّطْرُ الثَّالِثُ لَا إِلَهَ إِلا أَنَا الدَّيَّانُ ذُو بَكَّةَ أَخْلُقُ الْحَبَّةَ وأسلط عَلَيْهَا الْأكلَة وَلَولَا ذَلِكَ لَخَزَنَتْهُ الْمُلُوكُ وَالْجَبَابِرَةُ وَمَا قَدَرَ فَقِيرٌ عَلَى شَيْءٍ مِنْهُ وَالسَّطْرُ الرَّابِعُ لَا إِلَهَ إِلا أَن الدَّيَّانُ ذُو بَكَّةَ أُمِيتُ الْعَبْدَ وَالأَمَةَ وَأُسَلِّطُ عَلَيْهِمُ النَّتَنَ وَلَوْلا ذَلِكَ مَا دَفَنَ حَبِيبٌ حَبِيبَهُ (مي) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ طَرِيق دِينَار مولى أنس.
(29) [حَدِيثٌ] الصَّخْرَةُ صَخْرَةُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ عَلَى نَخْلَةٍ وَالنَّخْلَةُ عَلَى نَهْرٍ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ وَتَحْتَ النَّخْلَةِ آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ وَمَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ يُنَظِّمَانِ سُمُوطَ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (أَبُو بكر الوَاسِطِيّ) فِي فَضَائِل بَيت الْمُقَدّس من حَدِيث عبَادَة بن الصَّامِت قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هَذَا كذب ظَاهر وَفِيه مُحَمَّد بن مخلد الرعيني الْحِمصِي يحدث بالأباطيل والإسناد إِلَيْهِ مظلم.
(30) [حَدِيثٌ] مَنْ زَارَنِي وَزَارَ أَبِي إِبْرَاهِيمَ فِي سَنَةٍ وَاحِدَةٍ ضَمَنْتُ لَهُ عَلَى اللَّهِ الْجَنَّةَ (سُئِلَ النَّوَوِيّ) عَنهُ فَقَالَ بَاطِل مَوْضُوع وَكَذَلِكَ ابْن تَيْمِية (وَسُئِلَ النَّوَوِيّ) أَيْضا عَمَّا اشْتهر بَين عوام أهل الشَّام.
(31) [من قَوْلهم] من حج فليقدس حجَّته من سنته فَقَالَ لَا أصل لَهُ.
(32) [حَدِيثٌ] رَحِمَ اللَّهُ مَنْ زَارَنِي وَزِمَامُ نَاقَتِهِ بِيَدِهِ (سُئِلَ الْحَافِظ ابْن حجر عَنهُ) فَقَالَ لَا أصل لَهُ.(2/176)
كتاب الْجِهَاد السّفر
الْفَصْل الأول
(1) [حَدِيثٌ] ثَلاثٌ لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِيهِنَّ مِنَ الْفَضْلِ مَا نَالَهُنَّ أَحَدٌ إِلا بِقُرْعَةٍ الصَّفُّ الْمُقَدَّمُ وَالأَذَانُ وَخِدْمَةُ الْقَوْمِ فِي السَّفَرِ (عد) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه إِسْحَاق بن نجيح (قلت) فِي الحكم بِوَضْع هَذَا نظر فَإِن لَهُ شَوَاهِد وَالله أعلم.
(2) [حَدِيثُ] ابْنِ عُمَرَ نهى رَسُول الله عَنْ ضَرْبِ الْبَهَائِمِ وَقَالَ إِذَا ضَرَبْتَ فَلا تَأْكُلُوهَا (حب) وَلَا يَصح فِيهِ إِبْرَاهِيم بن يزِيد وَهُوَ الخوزي مَتْرُوك (قلت) إِبْرَاهِيم هَذَا روى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَقَضِيَّة كَلَام الْحَافِظ ابْن حجر فِي التَّقْرِيب أَنه لم يتهم بكذب وَقَالَ ابْن عدي يكْتب حَدِيثه وَإِن كَانَ ينْسب إِلَى الضعْف وَالله أعلم.
(3) [حَدِيثٌ] مَنِ اتَّخَذَ مِغْفَرًا لِيُجَاهِدَ بِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَمَنِ اتَّخَذَ بَيْضَةً بَيَّضَ اللَّهُ وَجْهَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنِ اتَّخَذَ دِرْعًا كَانَتْ لَهُ سِتْرًا مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (خطّ) من مُرْسل الْحسن الْبَصْرِيّ وَقَالَ مُنكر جدا مَعَ إرْسَاله وَالْحمل فِيهِ على من بَين بَشرَان ابْن عبد الْملك وَالْحسن فَإِنَّهُم ملطيون وَقد قَالَ الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ لَيْسَ فِي الملطيين ثِقَة.
(4) [حَدِيثٌ] لَا تَزَالُ الْمَلائِكَةُ تُصَلِّي عَلَى الْغَازِي مَا دَامَتْ حَمَائِلُ سَيْفِهِ فِي عُنُقِهِ (خطّ) من حَدِيث أنس وَلَا يَصح فِيهِ يحيى بن عَنْبَسَة.
(5) [حَدِيثٌ] صَلاةُ الرَّجُلِ مُتَقَلِّدًا سَيْفَهُ تَفْضُلُ عَلَى صَلاةِ غير المتقلد سَبْعمِائة ضِعْفٍ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُبَاهِي بِالْمُتَقَلِّدِ سَيْفَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَلائِكَتَهُ وَهُمْ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ مَا دَامَ مُتَقَلِّدَهُ (خطّ) من حَدِيث عَليّ وَلَا يَصح فِيهِ ضرار بن عَمْرو مَتْرُوك.
(6) [حَدِيثٌ] إِنَّ اللَّهَ أَكْرَمَ أُمَّتِي بِالأَلْوِيَةِ (عق) من حَدِيث أنس وَفِيه خَالِد ابْن كلاب. [حَدِيثٌ] شَكَى نَبِيٌّ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى جُبْنَ قَوْمِهِ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ مُرْهُمْ فَلْيَسْتَفُّوا الْحَرْمَلَ فَإِنَّهُ يُذْهِبُ الْجُبْنَ وَيَزِيدُ فِي الْفُرُوسِيَّةِ (خطّ) عَن أبي العشراء الدَّارمِيّ عَن أَبِيه(2/177)
وَفِيه أَبُو الْمفضل مُحَمَّد بن عبد الله بن الْمطلب الشَّيْبَانِيّ قَالَ السُّيُوطِيّ لَهُ متابع فِي الألقاب للشيرازي ولشيخه وَشَيخ شَيْخه متابعان فِي الإلهيات لزاهر بن طَاهِر الشحامي فَالظَّاهِر أَن الآفة من المضاء بن الْجَارُود، فقد قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي لِسَان الْمِيزَان، رَأَيْت لَهُ خَبرا مُنْكرا وَسَيَأْتِي فِي الزِّيَادَات، (قلت) لَا يلْزم من كَون الْخَبَر مُنْكرا أَن يكون مَوْضُوعا ومضاء لم يتهم بكذب، بل فِي الْمِيزَان سُئِلَ عَنهُ أَبُو حَاتِم فَقَالَ مَحَله الصدْق، وَيَنْبَغِي النّظر فِي هَؤُلَاءِ المتابعين وَالله تَعَالَى أعلم.
(8) [حَدِيثٌ] مَنْ خَافَ عَلَى نَفْسِهِ النَّارَ فَلْيُرَابِطْ عَلَى السَّاحِلِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا (حب) من حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ وَفِيهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عبد الله بن همام.
(9) [حَدِيثٌ] مَنْ أَتَى سَاحِلَ الْبَحْرِ فَنَظَرَ فِيهِ كَانَ لَهُ بِكُلِّ نَظْرَةٍ حَسَنَةٌ (قطّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه مُحَمَّد بن سَالم وَهُوَ أَبُو سهل الْكُوفِي تفرد بِهِ.
(10) [حَدِيثٌ] مَنْ كَبَّرَ تَكْبِيرَةً عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ كَانَ فِي مِيزَانِهِ صَخْرَةٌ تَمْلأُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ (عد) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه أَبُو دَاوُد النَّخعِيّ (قلت) وَنَحْوه حَدِيث من كبر تَكْبِيرَة عِنْد غرُوب الشَّمْس على سَاحل الْبَحْر رَافعا صَوته أعطَاهُ الله من الْأجر بِعَدَد كل قَطْرَة فِي الْبَحْر، ومحا عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ، وَرُفِعَ لَهُ عشر دَرَجَات مَا بَين الدرجتين مسيرَة مائَة عَام بالفرس المسرع (طب نع) من حَدِيث قُرَّة بن إِيَاس وَأوردهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَتعقبه الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه، فَقَالَ مُنكر جدا، وَفِي سَنَده مُتَّهم قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر كَأَنَّهُ يَعْنِي إِبْرَاهِيم بن زَكَرِيَّا العبدسي وَالله تَعَالَى أعلم.
(11) [حَدِيثٌ] مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَفَّفَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ مِنْ وُقُوفِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ عِشْرِينَ سَنَةً (خطّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه مُحَمَّد بن حَاتِم.
(12) [حَدِيثٌ] الأَسِيرُ مَا كَانَ فِي إِسَارِهِ صَلاتُهُ رَكْعَتَانِ حَتَّى يَمُوتَ أَوْ يَفُكَّ اللَّهُ أَسْرَهُ (رَوَاهُ أبان بن المحبر) عَن إِسْمَاعِيل الْعَبْدي عَن أنس بن مَالك عَن عمر بن الْخطاب قَالَ ابْن حبَان بَاطِل وَأَبَان مُتَّهم كَمَا مر فِي الْمُقدمَة.(2/178)
الْفَصْل الثَّانِي
(13) [حَدِيثٌ] مَوْتُ الْغَرِيبِ شَهَادَةٌ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس (عد) من حَدِيث جَابر بِلَفْظ الْمُسَافِر شَهِيد، وَلَا يصحان فِي الأول إِبْرَاهِيم بن بكر وَعنهُ عبيد الله بن أَيُّوب مَتْرُوكَانِ، وَفِي الثَّانِي عبد الله بن مُحَمَّد بن الْمُغيرَة (تعقب) بِأَن إِبْرَاهِيم ابْن بكر تَابعه الْهُذيْل بن الحكم، أخرجه من طَرِيقه ابْن مَاجَه وَالطَّبَرَانِيّ وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب قَالَ أَشَارَ البُخَارِيّ إِلَى تفرد الْهُذيْل بِهِ وَهُوَ مُنكر الحَدِيث، وَقَالَ روينَاهُ من طَرِيق إِبْرَاهِيم بن بكر الْكُوفِي وَزعم ابْن عدي أَنه سَرقه من الْهُذيْل انْتهى، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَخْرِيج الرَّافِعِيّ وَإسْنَاد ابْن مَاجَه ضَعِيف، لِأَن الْهُذيْل مُنكر الحَدِيث وَذكر الدَّارَقُطْنِيّ فِي الْعِلَل الْخلاف فِيهِ على الْهُذيْل هَذَا وَصحح قَول من قَالَ عَن الْهُذيْل عَن عبد الْعَزِيز عَن نَافِع عَن ابْن عمر واغتر عبد الْحق بِهَذَا فَادّعى أَن الدَّارَقُطْنِيّ صَححهُ من حَدِيث ابْن عمر وَتعقبه ابْن الْقطَّان فأجاد انْتهى، وَلِحَدِيث ابْن عَبَّاس طَرِيق آخر أخرجه الطَّبَرَانِيّ بِسَنَد فِيهِ عَمْرو بن الْحصين مَتْرُوك (قلت) بل كَذَّاب، وَالله أعلم.
وَورد من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، أخرجه الْعقيلِيّ من طَرِيق أبي رَجَاء الْخُرَاسَانِي وَهُوَ مُخْتَلف فِيهِ، وَمن حَدِيث أنس أخرجه المخلص فِي فَوَائده وَفِيه من لم يسم وَمن حَدِيث عنترة أخرجه الطَّبَرَانِيّ من طَرِيق حفيده عبد الْملك بن هَارُون بن عنترة.
(14) [حَدِيثٌ] شَرُّ الْحَمِيرِ الأَسْوَدُ الْقَصِيرُ (عق) من حَدِيث ابْن عَمْرو فِيهِ مُبشر ابْن عبيد (تعقب) بِأَن مبشرا روى لَهُ ابْن مَاجَه، وَقَالَ البُخَارِيّ مُنكر الحَدِيث، وَحَدِيثه هَذَا من الواهيات لَا من الموضوعات، وَالله تَعَالَى أعلم.
(15) [حَدِيثُ] زَاذَانَ أَنَّهُ رَأَى ثَلاثَةً عَلَى بَغْلٍ فَقَالَ لِيَنْزِلْ أَحَدُكُمْ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ لَعَنَ الثَّالِثَ (ابْن الْجَوْزِيّ) وَقَالَ مُنْقَطع الْإِسْنَاد وَقد صَحَّ أَن رَسُول الله، دخل الْمَدِينَة رَاكِبًا فَتلقى الصّبيان فَحمل وَاحِدًا بَين يَدَيْهِ وَآخر خَلفه فَدَخَلُوا الْمَدِينَة ثَلَاثَة على دَابَّة (تعقب) بِأَن لَهُ طَرِيقا آخر مُتَّصِلا، أخرجه(2/179)
الطَّبَرَانِيّ من حَدِيث مهَاجر بن قنفذ (قلت) هُوَ من طَرِيق الْمِقْدَام بن دَاوُد، قَالَ النَّسَائِيّ فِي الكنى لَيْسَ بِثِقَة وَالله أعلم.
(16) [حَدِيثُ] أَنَسٍ نَهَى رَسُولُ الله أَنْ تُسَمَّى الطَّرِيقُ السِّكَّةَ (عق) وَفِيه أَحْمد بن دَاوُد ابْن أُخْت عبد الرَّزَّاق (تعقب) بِأَن عبد الرَّزَّاق روى فِي المُصَنّف عَن معمر عَن لَيْث بن أبي سليم أَن عمر بن الْخطاب قَالَ لَا تسمو الطَّرِيق السِّكَّة فَهَذَا شَاهد للْحَدِيث.
(17) [حَدِيثٌ] لَمَّا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَخْلُقَ الْخَيْلَ قَالَ لِرِيحِ الْجَنُوبِ إِنِّي خَالِقٌ مِنْكِ خَلْقًا أَجْعَلُهُ عِزًّا لأَوْلِيَائِي وَمَذَلَّةً عَلَى أَعْدَائِي وَجَمَالا لأَهْلِ طَاعَتِي، فَقَالَتِ الرِّيحُ اخْلُقْ فَقَبَضَ مِنْهَا قَبْضَةً فَخَلَقَ فَرَسًا فَقَالَ خَلَقْتُكَ عَرَبِيًّا وَجَعَلْتُ الْخَيْرَ مَعْقُودًا بِنَاصِيَتِكَ وَالْغَنَائِمَ مُخْتَارَةً عَلَى ظَهْرِكَ وَجَعَلْتُكَ تَطِيرُ بِلا جَنَاحٍ، فَأَنْتَ لِلطَّلَبِ، وَأَنْتَ لِلْهَرَبِ وَسَأَجْعَلُ عَلَى ظَهْرِكَ رِجَالا يُسَبِّحُونِّي وَيَحْمَدُونِّي وَيُهَلِّلُونِّي وَيُكَبِّرُونِّي فَلَمَّا سَمِعَتِ الْمَلائِكَةُ الصِّفَةَ وَخَلْقَ الْفَرَسِ قَالَتِ الْمَلائِكَةِ يَا رَبِّ نَحْنُ مَلائِكَتُكَ نُسَبِّحُكَ وَنُهَلِّلُكَ فَمَاذَا لَنَا فَخَلَقَ اللَّهُ لَهَا خَيْلا بُلْقًا أَعْنَاقُهَا كَأَعْنَاقِ الْبُخْتِ يَمُدُّ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ أَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ وَأَرْسَلَ الْفَرَسَ فِي الأَرْضِ فَلَمَّا اسْتَوَتْ قَدَمَاهُ عَلَى الأَرْضِ، مَسَحَ الرَّحْمَنُ بِيَدِهِ عَلَى عُرْفِ ظَهْرِهِ، قَالَ أَذِلَّ بصهيلك الْمُشْركين أملأ مِنْهُ آذَانَهُمْ وَأَذِلَّ بِهِ أَعْنَاقَهُمْ وَأَرْعِبْ بِهِ قُلُوبَهُمْ، فَلَمَّا عَرَضَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى آدَمَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَا خَلَقَ، قَالَ لَهُ اخْتَرْ مِنْ خَلْقِي مَا شِئْتَ فَاخْتَارَ الْفَرَسَ، فَقِيلَ لَهُ اخْتَرْتَ عِزَّكَ وَعِزَّ وَلَدِكَ خَالِدًا مَا خُلِّدُوا، وَبَاقِيًا مَا بَقُوا، تُلَقِّحُ وَتُنْتِجُ مِنْهُ أَوْلادًا أَبَدَ الآبِدِينَ وَدَهْرَ الدَّاهِرِينَ بَرَكَتِي عَلَيْكَ وَعَلَيْهِمْ مَا خَلَقْتُ خَلْقًا أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْكَ (حا) من حَدِيث عَليّ وَفِيه الْحسن بن زيد ضَعِيف يروي عَن أَبِيه معضلات ومناكير (تعقب) بِأَن الْحسن ابْن زيد وَهُوَ وَالِد السيدة نفيسة ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات (قلت) فِي السَّنَد مُحَمَّد بن أَشْرَس وَبِه أعل الذَّهَبِيّ الحَدِيث فِي تلخيصه وَالله أعلم وَله شَاهد عَن ابْن عَبَّاس مَوْقُوفا أخرجه أَبُو الشَّيْخ فِي العظمة وَعَن وهب بن مُنَبّه نَحوه أخرجه أَبُو الشَّيْخ وَابْن أبي حَاتِم.
(18) [حَدِيثٌ] مَنْ كَبَّرَ تَكْبِيرَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَانَتْ صَخْرَةً فِي مِيزَانِهِ أَثْقَلَ مِنَ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَمَا فِيهِنَّ وَمَا تَحْتَهُنَّ وَأَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا رِضْوَانَهُ الأَكْبَرَ وَجَمَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مُحَمَّدٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَالْمُرْسَلِينَ فِي دَارِ الْجَلالِ يَنْظُرُ إِلَى اللَّهِ بُكْرَةً وَعَشِيًّا (حب) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ وَفِيهِ(2/180)
إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الطَّبَرِيّ (تعقب) بِأَن لَهُ طَرِيقا آخر من حَدِيث أبي هُرَيْرَة أخرجه أَبُو بكر الصيدلاني فِي جزئه وَمن حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أخرجه الْخَطِيب (قلت) هما مَعًا من طَرِيق عباد بن كثير وَيزِيد الأول أَن فِيهِ أَيْضا أَبَا الْفَيْض وَهُوَ يُوسُف بن السّفر كَاتب الْأَوْزَاعِيّ كَذَّاب وَالله أعلم.
(19) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ يَعْنِي قَوْلَهُ تَعَالَى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يحْتَسب} فِي ابْنٍ لِعَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ أَسَرُوهُ وَأَوْثَقُوهُ وَأَجَاعُوهُ فَكَتَبَ إِلَى أَبِيهِ أَنِ ائْتِ رَسُول الله فَأَعْلِمْهُ مَا أَنَا فِيهِ مِنَ الضِّيقِ وَالشِّدَّةِ فَلَمَّا أَخْبَرَ رَسُولَ الله قَالَ لَهُ اكْتُبْ إِلَيْهِ وَمُرْهُ بِالتَّقْوَى وَالتَّوَكُّلِ عَلَى اللَّهِ وَأَنْ يَقُولَ عِنْدَ صَبَاحِهِ وَمَسَائِهِ {لَقَدْ جَاءَكُم رَسُول الله مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عنتم حَرِيص عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رؤف رَحِيمٌ} فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ {حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيم} فَلَمَّا وَرَدَ الْكِتَابُ قَرَأَهُ فَأَطْلَقَ اللَّهُ وَثَاقَهُ فَمَرَّ بِوَادِيهِمُ الَّذِي تُرْعَى فِيهِ إِبِلُهُمْ وَغَنَمُهُمْ فَاسْتَاقَهَا فجَاء بهَا إِلَى النَّبِي فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي اغْتَلْتُهُمْ بَعْدَ مَا أَطْلَقَ اللَّهُ وَثَاقِي فَحَلالٌ هُوَ أَمْ حَرَامٍ قَالَ بَلْ هِيَ حَلالٌ إِذَا نَحْنُ خَمَّسْنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قدرا مِنَ الشِّدَّةِ وَالرَّخَاءِ أَجَلا قَالَ ابْن عَبَّاس من قَرَأَ هَذِه الْآيَة عِنْد سُلْطَان يخَاف غشمه أَو عِنْد موج يخَاف الْغَرق أَو عِنْد سبع لم يضرّهُ من ذَلِك شَيْء (خطّ) من طَرِيق الضَّحَّاك وَلم يسمع من ابْن عَبَّاس وَعنهُ جُوَيْبِر وَعَن جُوَيْبِر إِسْمَاعِيل بن أبي زِيَاد (تعقب) بِأَن إِسْمَاعِيل وجويبر روى لَهما ابْن مَاجَه وَلِلْحَدِيثِ طرق أُخْرَى فَأخْرجهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي التَّفْسِير من طَرِيق الْكَلْبِيّ عَن أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَقَالَ فِيهِ ابْعَثْ إِلَى ابْنك فليكثر من لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه وَأخرجه الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه من حَدِيث جَابر مُخْتَصرا وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد (قلت) تعقبه الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه وَضَعفه وَالله تَعَالَى أعلم.
وَأخرج عبد بن حميد عَن سَالم ابْن أبي الْجَعْد وَأبي عُبَيْدَة مُرْسلا نَحوه وَأخرج الْبَيْهَقِيّ مُرْسل أبي عُبَيْدَة وَوَصله من وَجه آخر فَقَالَ عَن أبي عُبَيْدَة عَن عبد الله بن مَسْعُود.
(20) [حَدِيثٌ] مَنْ آذَى ذِمِّيًّا فَأَنَا خَصْمُهُ وَمَنْ كُنْتُ خَصْمَهُ خَصَمْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَة(2/181)
(خطّ) من حَدِيث جَابر وَقَالَ هَذَا حَدِيث مُنكر بِهَذَا الْإِسْنَاد وَالْحمل فِيهِ عِنْدِي على الْعَبَّاس بن أَحْمد الْمُذكر فَإِنَّهُ غير ثِقَة (قلت) زَاد الْحَافِظ ابْن حجر بعد نَقله كَلَام الْخَطِيب هَذَا فَقَالَ وَلَيْسَ لَهُ راو غير أبي الْقَاسِم بن الثلاج وَهُوَ مُتَّهم بالاختلاق وَالله أعلم قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ وَرُوِيَ عَن أَحْمد بن حَنْبَل أَنه قَالَ أَرْبَعَة أَحَادِيث تَدور عَن رَسُول الله فِي الْأَسْوَاق لَيْسَ لَهَا أصل من بشرني بِخُرُوج آذار بَشرته بِالْجنَّةِ وَمن آذَى ذِمِّيا فَأَنا خَصمه يَوْم الْقِيَامَة وَيَوْم نحركم يَوْم صومكم وللسائل حق وَإِن جَاءَ على فرس (تعقب) بِأَن الْحَافِظ زين الدَّين الْعِرَاقِيّ قَالَ فِي نُكَتِهِ عَلَى ابْنِ الصَّلاحِ لَا يَصح هَذَا الْكَلَام عَن أَحْمد فَإِنَّهُ أخرج مِنْهَا حَدِيثا فِي الْمسند وَهُوَ حَدِيث للسَّائِل حق وَإِن جَاءَ على فرس وَقد ورد من حَدِيث عَليّ وَابْنه الْحُسَيْن وَابْن عَبَّاس والهرماس بن زِيَاد أما حَدِيث عَليّ فَأخْرجهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه بِإِسْنَاد جيد وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَأخْرجهُ ابْن عدي وَأما حَدِيث الهرماس فَأخْرجهُ الطَّبَرَانِيّ وَكَذَلِكَ حَدِيث من آذَى ذِمِّيا هُوَ مَعْرُوف أَيْضا فروى أَبُو دَاوُد من رِوَايَة صَفْوَان بن سليم عَن عدَّة من أَبنَاء أَصْحَاب رَسُول الله عَن آبَائِهِم دنية عَن رَسُول الله قَالَ أَلا من ظلم معاهدا أَو تنقصه أَو كلفه فَوق طاقته أَو أَخذ مِنْهُ شَيْئا بِغَيْر طيب نفس فَأَنا حجيجه يَوْم الْقِيَامَة وَإِسْنَاده جيد وَإِن كَانَ فِيهِ من لم يسم فَإِنَّهُم عدَّة من أَبنَاء الصَّحَابَة يبلغون حد التَّوَاتُر الَّذِي لَا يشْتَرط فِيهِ الْعَدَالَة فقد روينَاهُ فِي سنَن الْبَيْهَقِيّ الْكُبْرَى فَقَالَ فِي رِوَايَته عَن ثَلَاثِينَ من أَبنَاء الصَّحَابَة وَأما الحديثان الْآخرَانِ فَلَا أصل لَهما انْتهى وَجَاء من حَدِيث عبد الله ابْن جَراد بِلَفْظ من ظلم ذِمِّيا مُؤديا لجزيته مقرا بذلته فَأَنا خَصمه يَوْم الْقِيَامَة أخرجه أَبُو نعيم فِي معرفَة الصَّحَابَة (قلت) فِي سَنَده من اتهمَ بِالْوَضْعِ وَالله تَعَالَى أعلم.
(21) [حَدِيثٌ] شَرُّ الْمَالِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ الْمَمَالِيكُ (نع) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه أَبُو فَرْوَة يزِيد بن سِنَان الرهاوي مَتْرُوك (تعقب) بِأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ التِّرْمِذِيِّ وَابْنِ مَاجَهْ وَقَالَ البُخَارِيّ مقارب الحَدِيث وَهَذِه صِيغَة تَوْثِيق.
الْفَصْل الثَّالِث
(22) [حَدِيثٌ] إِنَّ لِي حِرْفَتَيْنِ اثْنَتَيْنِ مَنْ أَحَبَّهُمَا فَقَدْ أَحَبَّنِي وَمَنْ أَبْغَضَهُمَا فَقَدْ أَبْغَضَنِي أَلا وَهُمَا الْجِهَادُ وَالْفَقْرُ (نجا) من حَدِيث أنس وَفِيه ثَلَاثَة كذابون على نسق مُحَمَّد بن تَمِيم(2/182)
عَن عُثْمَان بن عبد الله الْقرشِي عَن غنيم بن سَالم (مي) من حَدِيثه أَيْضا وَفِيه أبان.
(23) [حَدِيثٌ] لَوْ أَنَّ عَبْدًا خَرَجَ يُقَاتِلُ فِي عَرْضِ الْجَبَّانَةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا مُقْبِلا غَيْرَ مُدْبِرٍ بِغَيْرِ إِذْنِ مَوَالِيهِ فَهُوَ فِي النَّارِ (مي) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَفِيهِ مُحَمَّد بن حميد (قلت) مُحَمَّد بن حميد تقدم الْخلاف فِيهِ وَالله أعلم.
(24) [حَدِيثٌ] مَنْ مَرِضَ يَوْمًا فِي الْبَحْرِ كَانَ أَفْضَلَ مِنْ عِتْقِ أَلْفِ رَقَبَةٍ يُجَهِّزُهُمْ وَيُنْفِقُ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (نع) من حَدِيث عَليّ (قلت) لم يبين علته وَفِيه من لم يسم وَفِيه مُحَمَّد بن الْفضل عَن بَقِيَّة مَا عَرفته وَالله تَعَالَى أعلم.
(25) [حَدِيثٌ] مَا أَذِنَ اللَّهُ لِعَبْدٍ فِي الْجِهَادِ وَلَوْ فُوَاقَ نَاقَةٍ إِلا اسْتَحَى اللَّهُ أَنْ يَرُدَّهُ إِلَى مَنْزِلِهِ وَلم يعتقهُ مِنَ النَّارِ (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه أَرْبَعَة متهمون على نسق إِبْرَاهِيم الطيان عَن الْحُسَيْن بن الْقَاسِم عَن إِسْمَاعِيل بن أبي زِيَاد عَن أبان.
(26) [حَدِيثٌ] مَنْ سَمِعَ صَوْتَ نَاقُوسٍ أَوْ دَخَلَ بَيْعَةً أَوْ كَنِيسَةً أَوْ بَيت نَار أَصْنَامٍ، فَقَال لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَلا نَعْبُدُ إِلا اللَّهَ كُتِبَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ عَدَدَ مَنْ لَمْ يَقُلْهَا وَكُتِبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا (طب) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه عمر بن صبح.
(27) [حَدِيثٌ] لَا تَقْرَبُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى فِي أَعْيَادِهِمْ فَإِنَّ السَّخَطَ يَنْزِلُ عَلَيْهِمْ، (حب) من حَدِيث أنس وَفِيه أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْمُزنِيّ.
(28) [حَدِيثٌ] لَوْ سَافَرَ جَبَلٌ يَوْمَ السَّبْتِ مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ لَرَدَّهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى مَوْضِعِهِ (ابْن قَانِع) فِي مُعْجَمه عَن بشير بن سَلمَة بن مُحَمَّد بن رداد من ولد ابْن أم مَكْتُوم عَن أَبِيه عَن جده رداد، قَالَ الْحَافِظ العلائي فِي الوشي الْمعلم هَذَا الحَدِيث مُنكر أَو مَوْضُوع وَبشير وَأَبوهُ وجده مَجْهُولُونَ (قلت) وَفِي اللِّسَان أَن العلائي قَالَ أوردهُ ابْن قَانِع فِي تَرْجَمَة رداد، ثمَّ تعقبه بِأَنَّهُ لم يره فِي مُعْجم ابْن قَانِع إِلَّا فِي تَرْجَمَة ابْن أم مَكْتُوم وَكَذَا هُوَ فِي مُسْند الفردوس من حَدِيث ابْن أم مَكْتُوم انْتهى وَالله أعلم.
(29) [حَدِيثٌ] سَافِرُوا مَعَ ذَوِي الْجُدُودِ وَالْمَيْسَرَةِ (مي) من حَدِيث معَاذ بن جبل وَفِيه إِبْرَاهِيم الطيان عَن الْحُسَيْن بن الْقَاسِم عَن إِسْمَاعِيل بن أبي زِيَاد(2/183)
(30) [حَدِيثٌ] لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا لِلْمُسَافِرِ لأَصْبَحُوا عَلَى ظَهْرِ سَفَرٍ إِنَّ اللَّهَ لَيَنْظُرُ إِلَى الْغَرِيبِ فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ (ابْن عبد الْبر) فِي التَّمْهِيد عَن وَكِيع عَن مَالك عَن سمي عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة، وَقَالَ لَا أصل لَهُ فِي حَدِيث مَالك وَلَا فِي حَدِيث وَكِيع وَلَيْسَ فِي الروَاة من ينظر فِي أمره غير المنبجي، وَقَالَ فِي الْمِيزَان أَحْمد بن يُوسُف المنبجي لَا يعرف وأتى بِخَبَر كذب هُوَ آفته انْتهى وَله طَرِيق آخر أخرجه الديلمي (قلت) فِيهِ بشير بن زَاذَان مُتَّهم وَالله تَعَالَى أعلم.
(31) [حَدِيثٌ] مَنْ بَلَّغَ كِتَابَ الْغَازِي إِلَى أَهْلِهِ أَوْ كِتَابَ أَهْلِهِ إِلَيْهِ كَانَ لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ فِيهِ عِتْقُ رَقَبَةٍ وَأَعْطَاهُ اللَّهُ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ وَكَتَبَ لَهُ بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ (حا) من حَدِيث معَاذ بن جبل وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب عَن الْحَاكِم، وَقَالَ فِيهِ الْخَلِيل بن عبد الله مَجْهُول.
وَمتْن الحَدِيث مُنكر، (قلت) لَا يلْزم من كَون الحَدِيث مُنْكرا أَن يكون مَوْضُوعا، وَالشَّيْخ جلال الدَّين نَفسه هَذَا قد اعْترض على ابْن الْجَوْزِيّ مرَارًا بِأَن الحَدِيث عِنْد الْبَيْهَقِيّ، وَأَن الْبَيْهَقِيّ لم يخرج فِي كتبه حَدِيثا يُعلمهُ مَوْضُوعا فَكيف يدْخل هَذَا الحَدِيث فِي الموضوعات وَالله أعلم.
(32) [حَدِيثُ] أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِي قَالَ لَهُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ لَا تَلْعَنِ الْوُلاةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَدْخَلَ أُمَّةً.
جَهَنَّمَ بِوُلاتِهِمْ (يخ) من طَرِيق ميسرَة بن عبد ربه.
(33) [حَدِيثٌ] إِذَا وَدَّعَ الْغَازِي أَهْلَهُ فَبَكَى وَبَكَوْا إِلَيْهِ بَكَتْ مَعَهُمُ الْحِيطَانُ وَعِنْدَ بُكَائِهِمْ تَغْشَاهُمُ الرَّحْمَةُ فَيُغْفَرُ لَهُمْ جَمِيعًا (يخ) فِي الثَّوَاب من حَدِيث معَاذ بن جبل، وَفِيه عبد الْعَزِيز بن عبد الرَّحْمَن البالسي.
(34) [حَدِيثٌ] مَنْ تَقَلَّدَ سَيْفًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَلَّدَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِشَاحَيْنِ مِنَ الْجَنَّةِ لَا تَقُومُ لَهُمَا الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا مِنْ يَوْمِ خَلَقَهَا اللَّهُ وَإِلَى يَوْمِ يُفْنِيهَا، وَصَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلائِكَةُ حَتَّى يَضَعَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَيُبَاهِي مَلائِكَتَهُ بِسَيْفِ الْغَازِي وَرُمْحِهِ وَسِلاحِهِ، وَإِذَا بَاهَى اللَّهُ مَلائِكَتَهُ بِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِهِ لَمْ يُعَذِّبْهُ بَعْدَ ذَلِكَ؛ (قَالَ الذَّهَبِيّ) أخرجه أَبُو عمر بن حيويه فِي جزئه من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه عبد الْعَزِيز بن عبد الرَّحْمَن البالسي وَهُوَ آفته، (قلت) أخرجه ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات وَقَالَ لَا يَصح واعله بِعَبْد الْعَزِيز الْمَذْكُور وَقَالَ: ترك وَأقرهُ الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه، وَالله أعلم.(2/184)
(35) [حَدِيثٌ] الشُّهَدَاءُ ثَلاثَةٌ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا لَا يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَ وَلا يُقْتَلَ فَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ غُفِرَ لَهُ ذُنُوبُهُ كُلُّهَا وَنَجَا مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَمِنَ مِنَ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ وَزُوِّجَ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ وَتَحِلُّ عَلَيْهِ حُلَّةَ الْكَرَامَةِ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْحُلَّةِ، وَالثَّانِي رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ مُحْتَسِبًا يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَ وَلا يُقْتَلَ فَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ كَانَتْ رُكْبَتُهُ بِرُكْبَةِ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ تَعَالَى فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ، وَالثَّالِثُ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ مُحْتَسِبًا يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَ وَيُقْتَلَ فَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَاهِرًا سَيْفَهُ وَاضِعَهُ عَلَى عَاتِقِهِ وَالنَّاسُ جَاثُونَ عَلَى الرُّكَبِ يَقُولُ افْرِجُوا لَنَا فَإِنَّنَا قَدْ بَذَلْنَا دِمَاءَنَا لِلَّهِ تَعَالَى وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ قَالَ ذَلِكَ لإِبْرَاهِيمَ أَوْ لِنَبِيٍّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ لَنَحَّى لَهُ عَنِ الطَّرِيقِ لِمَا يَرَى مِنْ حَقِّهِ فَلا يَسْأَلُ اللَّهُ شَيْئًا إِلا أَعْطَاهُ وَلا يَشْفَعُ لأَحَدٍ إِلا يُشَفَّعُ فِيهِ وَيُعْطَى فِي الْجَنَّةِ مَا أَحَبَّ وَلا يَفْضُلُهُ فِي الْجنَّة بنى مُنَزَّلٌ وَلا غَيْرُهُ وَلَهُ فِي جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ أَلْفُ أَلْفِ مَدِينَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَلْفُ أَلْفِ مَدِينَةٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَلْفُ أَلْفِ مَدِينَةٍ مِنْ لُؤْلُؤٍ وَأَلْفُ أَلْفِ مَدِينَةٍ مِنْ يَاقُوتٍ وَأَلْفُ أَلْفِ مَدِينَةٍ مِنْ دُرٍّ وَأَلْفُ أَلْفِ مَدِينَةٍ مِنْ زَبَرْجَدٍ وَأَلْفُ أَلْفِ مَدِينَةٍ مِنْ نُورٍ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ مِنَ الْمَدَائِنِ أَلْفُ أَلْفِ قَصْرٍ فِي كُلِّ قَصْرٍ أَلْفُ أَلْفِ بَيْتٍ فِي كُلِّ بَيْتٍ أَلْفُ أَلْفِ سَرِيرٍ كُلُّ سَرِيرٍ طُولُهُ مَسِيرَةُ أَلْفِ عَامٍ وَعَرْضُهُ مَسِيرَةُ أَلْفِ عَامٍ وَطُولُهُ فِي السَّمَاءِ خَمْسمِائَة عَامٍ عَلَيْهِ زَوْجَةٌ قَدْ بَرَزَ ظِلُّهَا مِنْ جَانِبَيِ السَّرِيرِ عِشْرُونَ مِيلا فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ وَهِيَ أَرْبَعُ زَوَايَا وَأَشْفَارُ عَيْنَيْهَا كَجَنَاحِ النَّسْرِ أَوْ كَقَوَادِمِ النُّسُورِ وَحَاجِبَاهَا كَالْهِلالِ عَلَيْهَا ثِيَابٌ نَبَتَتْ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ سُقْيَاهَا مِنْ تَسْنِيمٍ وَزَهْرُهَا يَخْطَفُ الأَبْصَارَ دُونَهَا لَوْ بَرَزَتْ لأَهْلِ الدُّنْيَا لَمْ يَرَهَا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ وَلا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ إِلا فُتِنَ بِحُسْنِهَا بَيْنَ يَدَيْ كُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ مِائَةُ أَلْفِ جَارِيَةٍ بِكْرٍ خَدَمٌ سِوَى خَدَمِ زَوْجِهَا، وَبَيْنَ يَدَيْ كُلِّ سَرِيرٍ كَرَاسِيُّ مِنْ غَيْرِ جَوْهَرِ السَّرِيرِ كُلَّ سَرِيرٍ طُولُهُ مِائَةُ أَلْفِ ذِرَاعٍ عَلَى كُلِّ سَرِيرٍ مِائَةُ أَلْفِ فِرَاشٍ غِلَظُ كُلِّ فِرَاشٍ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَمَا بَينهُنَّ مسيرَة خَمْسمِائَة عَامٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ الصِّدِّيقِينَ وَالْمُؤمنِينَ بِخَمْسِمِائَة عَامٍ يَفْتَضُّونَ الْعَذَارَى إِذَا دَنَا مِنَ السَّرِيرِ تَطَامَنَتْ لَهُمُ الْفُرُشُ حَتَّى يَرْقَاهَا مُتَعَرِّجًا حَيْثُ شَاءَ فَيَتَّكِئُ تُكَاةً مَعَ الْحُورِ الْعِينِ سَبْعِينَ سَنَةً فَتُنَادِيهِ أَبْهَى مِنْهَا وَأَجْمَلُ يَا عَبْدَ اللَّهِ أَمَا لَنَا مِنْكَ دُولَةٌ فَيْلَتِفُت إِلَيْهَا، فَيَقُولُ مَنْ أَنْتِ فَتَقُولُ أَنَا مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {ولدينا مزِيد} ، ثُمَّ يُنَادِي بِهِ أَبْهَى مِنْهَا وأجمل مَالك فِينَا حَاجَةٌ، فَيَقُولُ مَا عَلِمْتُ مَكَانك فَتَقول أما علمت أَنا اللَّهَ تَعَالَى قَالَ {فَلا تَعْلَمُ نفس(2/185)
مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أعين) ، فَيَقُولُ بَلَى وَرَبِّ وَلَعَلَّهُ يَشْتَغِلُ عَنْهَا بَعْدَ ذَلِكَ أَرْبَعِينَ عَامًا لَا يَشْغَلُهُ إِلا مَا هُوَ فِيهِ مِنَ النِّعْمَةِ وَاللَّذَّةِ فَإِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ رَكِبَ شُهَدَاءُ الْبَحْرِ قَرَاقِرَ مِنْ دُرٍّ فِي نَهْرٍ مِنْ نُورٍ مَجَادِيفُهُمْ قُضْبَانُ اللُّؤْلُؤِ وَالْمَرْجَانِ وَالْيَاقُوتِ مَعَهُمْ رِيحٌ تُسَمَّى الزَّهْرَاءَ فِي أَمْوَاجٍ كَالْجِبَالِ إِنَّمَا هُوَ نُورٌ يَتَلأْلأُ تِلْكَ الأَمْوَاجُ فِي أَعْيُنِهِمْ أَهْوَنُ وَأَحْلَى عِنْدَهُمْ مِنَ الشَّرَابِ الْبَارِدِ فِي الزُّجَاجَةِ الْبَيْضَاءِ عِنْدَ أَهْلِ الدُّنْيَا فِي الْيَوْمِ الصَّائِفِ وَأَمَامَهُمُ الَّذِينَ كَانُوا فِي نَحْرِ أَصْحَابِهِمُ الَّذِينَ كَانُوا فِي الدُّنْيَا تَقْدَمُ قَرَاقِرُهُمْ بَيْنَ يَدَيْ أَصْحَابِهِمْ أَلْفَ أَلْفِ سَنَةٍ وَخَمْسِينَ أَلْفِ سَنَةٍ وَيَمْنَتُهُمْ خَلْفَهُمْ عَلَى النِّصْفِ مِنْ قُرْبِ أُولَئِكَ مِنْ أَصْحَابِهِمْ وَمَيْسَرَتُهُمْ مِثْلُ ذَلِكَ وَسَاقَتُهُمُ الَّذِينَ كَانُوا خَلْفَهُمْ فِي تِلْكَ الْقَرَاقِرِ مِنْ دُرٍّ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ يَسِيرُونَ فِي ذَلِكَ النَّهْرِ إِذْ دَفَعَتْهُمْ تِلْكَ الأَمْوَاجُ إِلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ يَدَيْ عَرْشِ رَبِّ الْعِزَّةِ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ طَلَعَتْ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ يُضْعِفُونَ عَلَى خَدَمِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حُسْنًا وَبَهَاءً وَجَمَالا وَنُورًا كَمَا يُضْعِفُونَهُمْ عَلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ بِمَنَازِلِهِمْ عِنْدَ اللَّهِ فَيَهُمُّ أَحَدُهُمْ أَنْ يَخِرُّ لِبَعْضِ خُدَّامِهِمْ مِنَ الْمَلائِكَةِ سَاجِدًا فَيَقُولُ يَا وَلِيَّ اللَّهِ إِنَّمَا أَنَا خَادِمٌ لَكَ وَنَحْنُ مِائَةُ أَلْفِ قَهْرَمَانٍ فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَمِائَةُ أَلْفِ قَهْرَمَانٍ فِي جَنَّاتِ الْفِرْدَوْسِ وَمِائَةُ أَلْفِ قَهْرَمَانٍ فِي جَنَّةِ الْمَأْوَى وَمِائَةُ أَلْفِ قَهْرَمَانٍ فِي جَنَّاتِ الْخُلْدِ وَمِائَةُ أَلْفِ قَهْرَمَانٍ فِي جَنَّاتِ الْجَلالِ وَمِائَةُ أَلْفِ قَهْرَمَانٍ فِي جَنَّاتِ السَّلامِ كُلُّ قَهْرَمَانٍ عَلَى مَدِينَةٍ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ مِائَةُ أَلْفَ قَصْرٍ فِي كُلِّ قَصْرٍ مِائَةُ أَلْفِ بَيْتٍ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ وَدُرٍّ وَيَاقُوتٍ وَزَبَرْجَدٍ وَلُؤْلُؤٍ وَنُورٍ فِيهَا أَزْوَاجُهُ وَسُرُرُهُ وَخُدَّامُهُ لَوْ أَنَّ أَدْنَاهُمْ نَزَلَ بِهِ الْجِنُّ وَالإِنْسُ وَمِثْلُهُمْ مَعَهُمْ مِائَةَ أَلْفِ مَرَّةٍ لَوِسَعَهُمْ أَدْنَى قَصْرٌ من قصوره بِمَا شاؤا مِنَ الْبُرِّ وَالْخَدَمِ وَالْفَاكِهَةِ وَالثِّمَارِ وَالطَّعَامِ وَالشَّرَابِ كُلُّ قَصْرٌ مُسْتَغْنٍ لأَخِيهِ مِنْ هَذِهِ الأَشْيَاءِ عَلَى قَدْرِ سَعَتَهِمْ جَمِيعًا لَا يَحْتَاجُ إِلَى الْقَصْرِ الآخَرِ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ وَأَدْنَاهُمْ مَنْزِلَةً الَّذِي يَدْخُلُ عَلَى اللَّهِ بُكْرَةً وَعَشِيًّا فَيَأْمُرُ لَهُ بِالْكَرَامَةِ كُلِّهَا لَمْ يَشْتَغِلْ حَتَّى يَنْظُرَ إِلَى وَجْهِهِ الْجَمِيلِ الْكَرِيمِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى (الْحَارِث) فِي مُسْنده من حَدِيث أنس وَجَابِر وَعلي وَفِيه دَاوُد بن المحبر وَغَيره من الْمَجْرُوحين قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي المطالب الْعَالِيَة هَذَا حَدِيث مَوْضُوع مَا أَجْهَل من افتراه وأجرأه على الله تَعَالَى.
(26) [حَدِيث] كل خطورة لِلْمُرَابِطِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعْدِلُ عِبَادَةَ سَنَةٍ مَنِ ارْتَبَطَ فَرَسًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَكَأَنَّمَا قَاتَلَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَنَصَرَ مُوسَى وَهَارُونَ (نع) من حَدِيث عَليّ وَفِيه مُسلم بن عبد الله.(2/186)
(27) [حَدِيث] من قر بِدِينِهِ مِنْ أَرْضٍ إِلَى أَرْضٍ مَخَافَةَ الْفِتْنَةِ عَلَى نَفْسِهِ وَدِينِهِ كُتِبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا فَإِذَا مَاتَ قَبَضَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ شَهِيدًا (مي) من حَدِيث أبي الدَّرْدَاء وَفِيه مجاشع بن عَمْرو.
(28) [حَدِيثٌ] مَنْ رَابَطَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَانَ لَهُ كَعَتَاقَةِ أَلْفِ رَجُلٍ كُلُّ رَجُلٍ عَبَدَ اللَّهَ أَلْفَ عَامٍ (مي) من حَدِيث أبي سعيد وَفِيه عُثْمَان بن مطر.
(29) [حَدِيثٌ] مَنْ رَابَطَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ كَانَ خَيْرًا لَهُ من عبَادَة سِتّمائَة ألف سنة وسِتمِائَة ألف حجَّة وسِتمِائَة أَلْفِ عُمْرَةٍ (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه أبان وَعنهُ عباد بن كثير (قلت) وَجَاء من حَدِيث أبي بن كَعْب لرباط يَوْم فِي سَبِيل الله محتسبا من غير شهر رَمَضَان أفضل عِنْد الله وَأعظم أجرا من عبَادَة سنة صيامها وقيامها ورباط يَوْم فِي سَبِيل الله من وَرَاء عَورَة الْمُسلمين محتسبا فِي شهر رَمَضَان أفضل عِنْد الله وَأعظم أجرا أرَاهُ قَالَ من عبَادَة ألفي سنة صيامها وقيامها فَإِن رده الله إِلَى أَهله سالما لم تكْتب عَلَيْهِ سَيِّئَة ألف سنة وتكتب لَهُ الْحَسَنَات ويجرى عَلَيْهِ أجر الرِّبَاط إِلَى يَوْم الْقِيَامَة أخرجه ابْن مَاجَه من طَرِيق عمر بن صبح وَأوردهُ الْحَافِظ الْمُنْذِرِيّ فِي ترغيبه وَقَالَ آثَار الْوَضع ظَاهِرَة عَلَيْهِ وَلَا عجب فراويه عمر بن صبح وَلَوْلَا أَنه فِي الْأُصُول لما ذكرته انْتهى وَالله أعلم.(2/187)
كتاب الْمُعَامَلَات
الْفَصْل الأول
(1) [حَدِيثٌ] الْغَلاءُ وَالرُّخْصُ جُنْدَانِ مِنْ جُنُودِ اللَّهِ يُسَمَّى أَحَدُهُمَا الرَّغْبَةَ وَالآخَرُ الرَّهْبَةُ فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُغَلِّيَهُ قَذَفَ فِي قُلُوبِ التُّجَّارِ الرَّغْبَةَ فَحَبَسُوا مَا فِي أَيْدِيهِمْ وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُرَخِّصَهُ قَذَفَ فِي قُلُوبِ التُّجَّارِ الرهبة فأخرجوا مَا فِي أَيّدهُم (عق) عَن أنس وَفِيه الْعَبَّاس بن بكار الضَّبِّيّ (قلت) كَذَلِك حكم الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان بِأَن الحَدِيث بَاطِل واتهم بِهِ الْعَبَّاس وَفِي اللِّسَان أَن ابْن حبَان ذكر الْعَبَّاس فِي الثِّقَات وَقَالَ يغرب وَحَدِيثه هَذَا عَن عبد الله بن الْمثنى وَهُوَ ضَعِيف عِنْدهم فَبَطل حَدِيثه هَذَا حَتَّى على رَأْي ابْن حبَان فِيهِ وَالله أعلم.
(2) [حَدِيثٌ] مَنْ تَمَنَّى الْغَلاءَ عَلَى أُمَّتِي لَيْلَةً أَحْبَطَ اللَّهُ عَمَلَهُ أَرْبَعِينَ سَنَةً (خطّ) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ وَفِيهِ سُلَيْمَان بن عِيسَى السجْزِي قَالَ السُّيُوطِيّ وَأخرجه (كرّ) من طَرِيق أَحْمد بن عبيد الله الشَّيْبَانِيّ وَهُوَ الجويباري وَعنهُ مَأْمُون بن أَحْمد السّلمِيّ.
(3) [حَدِيثٌ] الْقَاصُّ يَنْتَظِرُ الْمَقْتَ وَالْمُسْتَمِعُ يَنْتَظِرُ الرَّحْمَةَ وَالتَّاجِرُ يَنْتَظِرُ الرِّزْقَ وَالْمُحْتَكِرُ يَنْتَظِرُ اللَّعْنَةَ وَالنَّائِحَةُ وَمَنْ حَوْلَهَا مِنَ امْرَأَةٍ مُسْتَمِعَةٍ عَلَيْهِنَّ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (خطّ) من حَدِيث العبادلة عبد الله بن عمر وَعبد الله بن عَمْرو وَعبد الله ابْن عَبَّاس وَعبد الله بن الزبير وَلَا يَصح فِيهِ عبد الْوَهَّاب بن مُجَاهِد وَأَبُو مُحَمَّد عبد الله بن أَيُّوب الْقَرنِي مَتْرُوك.
(4) [حَدِيثٌ] السَّفْتَجَاتُ حَرَامٌ (عد) مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ وَلَا يَصح فِيهِ عمر ابْن مُوسَى الوجيهي وَإِبْرَاهِيم بن نَافِع الْجلاب.
(5) [حَدِيثٌ] مَنْ شَارَكَ ذِمِّيًّا فَتَوَاضَعَ لَهُ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ضُرِبَ فِيمَا بَيْنَهُمَا وَادٍ مِنْ نَارٍ وَقِيلَ لِلْمُسْلِمِ خُضْ هَذَا الْوَادِيَ إِلَى ذَلِكَ الْجَانِبِ حَتَّى تُحَاسِبَ شَرِيكَكَ (خطّ) من حَدِيث ابْن عمر وَقَالَ مُنكر (قلت) قَالَ الذَّهَبِيّ فِي سَنَده يحيى بن حَفْص ابْن أخي هِلَال(2/188)
وَعنهُ مُحَمَّد بن معمر الشَّامي وهما مَجْهُولَانِ فآفته أَحدهمَا وَقَالَ فِي تَلْخِيص الموضوعات هَذَا حَدِيث بَاطِل وَالله تَعَالَى أعلم.
(6) [حَدِيثُ] مَنْ تَرَكَ دِرْهَمًا مِنْ حَرَامٍ أَعْتَقَهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ وَمَنْ تَرَكَ دِرْهَمًا مِنْ شُبْهَةٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ ثَوَابَ نَبِيٍّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ وَمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ لَا يُكْتَبُ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ أَيَّامَ حَيَاتِهِ وَدَخَلَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ (خطّ) من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَفِيه مُحَمَّد بن سعيد البورقي قَالَ السُّيُوطِيّ وَأخرجه الْحَاكِم فِي أَمَالِيهِ من غير طَرِيق البورقي وَقَالَ مُنكر لم نَكْتُبهُ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد (قلت) فِيهِ مُحَمَّد بن سعيد بن أَحْمد السامري وَمُحَمّد بن الْقَاسِم الذهلي لم أَعْرفهُمَا وَالله تَعَالَى أعلم.
(7) [حَدِيثٌ] مِمَّا يُصَفِّي لَكَ وُدَّ أَخِيكَ الْمُسْلِمِ أَنْ تَكُونَ لَهُ فِي غَيْبَتِهِ أَفْضَلَ مِمَّا تَكُونُ فِي مَحْضَرِهِ (قطّ) فِي غَرَائِبِ مَالِكٍ مِنْ حَدِيثِ ابْن عمر وَقَالَ بَاطِل وَمن دون مَالك ضعفاء.
(8) [حَدِيثٌ] إِنَّمَا سُمِّيَ الدِّرْهَمَ لأَنَّهُ دَارُ هَمٍّ وَإِنَّمَا سُمِّيَ الدِّينَارَ لأَنَّهُ دَارُ نَارٍ (حب) من حَدِيث أنس وَفِيه عبد الله بن أبي علاج.
(9) [حَدِيثٌ] أَجِيبُوا صَاحِبَ الْوَلِيمَةِ فَإِنَّهُ مَلْهُوفٌ (خطّ) من كتاب أبي الْقَاسِم ابْن الثلاج ثَنَا أَبُو عَليّ الْحسن بن عَلان الْخَرَّاط فَذكره بِسَنَدِهِ من حَدِيث أنس، قَالَ الْخَطِيب بَاطِل وَالْحمل فِيهِ على الْخَرَّاط، إِن صدق ابْن الثلاج فِي رِوَايَته عَنهُ (قلت) هَذَا الحَدِيث أوردته هُنَا تبعا للسيوطي، وَهُوَ فِي الأَصْل فِي كتاب النِّكَاح وَذَاكَ مَحَله وَالله أعلم.
(10) [حَدِيثٌ] عَمَلُ الأَبْرَارِ مِنْ رِجَالِ أُمَّتِي الْخِيَاطَةُ.
وَعَمَلُ الأَبْرَارِ مِنَ النِّسَاءِ الْمِغْزَلُ (خطّ) من حَدِيث سهل بن سعد من طَرِيق أبي دَاوُد النَّخعِيّ، قَالَ السُّيُوطِيّ، وَأخرجه تَمام فِي فَوَائده من طَرِيق مُوسَى بن إِبْرَاهِيم الْمروزِي.
(11) [حَدِيثُ] أَنَسٍ كُنْتُ يَوْمًا مَعَ رَسُولِ الله بَعْدَ مَا تَفَرَّقَ أَصْحَابُهُ، فَقَالَ يَا أَبَا حَمْزَةَ قُمْ بِنَا نَدْخُلُ السُّوقَ فَنَرْبَحُ وَيُرْبَحُ مِنَّا، فَقَامَ وَقُمْتُ مَعَهُ حَتَّى صِرْنَا إِلَى السُّوقِ فَإِذَا نَحْنُ فِي أَوَّلِ السُّوقِ بِرَجُلٍ جَزَّارٍ شَيْخٍ كَبِيرٍ قَائِمٌ عَلَى بَيْعِهِ يُعَالِجُ من(2/189)
مِنْ وَرَاءِ ضَعْفٍ فَوَقَعَتْ لَهُ فِي قلب النَّبِي رِقَّةٌ فَهَمَّ أَنْ يَقْصُدَهُ وَيُسَلِّمَ عَلَيْهِ وَيَدْعُوَ لَهُ إِذْ هَبَطَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ فَقَالَ لَهُ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ وَيَقُولُ لَكَ لَا تُسَلِّمْ عَلَى الْجَزَّارِ فَاغْتَمَّ مِنْ ذَلِكَ رَسُول الله، لَا يَدْرِي أَيَّ سَرِيرَةٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ إِذْ مَنَعَهُ مِنْهُ، فَانْصَرَفَ وَانْصَرَفْتُ مَعَهُ وَلَمْ يَدْخُلِ السُّوقَ، فَلَمَّا كَانَ مِنْ غَدٍ تَفَرَّقَ أَصْحَابُهُ فَقَالَ لِي قُمْ بِنَا نَدْخُلُ السُّوقَ فَنَنْظُرُ أَيَّ شَيْءٍ حَدَثَ اللَّيْلَةَ عَلَى الْجَزَّارِ، فَقَامَ وَقُمْتُ مَعَهُ حَتَّى جِئْنَا إِلَى السُّوقِ فَإِذَا نَحْنُ بِالْجَزَّارِ قَائِمًا عَلَى بَعِيرِهِ كَمَا رَأَيْنَاهُ بالْأَمْس فهم النَّبِي أَنْ يَقْصِدَهُ وَيَسْأَلَهُ أَيُّ سَرِيرَةٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ، إِذْ مَنَعَهُ عَنْهُ، فَهَبَطَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ، فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُقْرِئُ عَلَيْكَ السَّلامَ وَيَقُولُ لَكَ سَلِّمْ عَلَى الْجَزَّارِ، فَقَالَ لَهُ حَبِيبِي جِبْرِيلُ أَمْسِ مَنَعْتَنِي مِنْهُ، وَالْيَوْمَ أَمَرْتَ بِهِ قَالَ نَعَمْ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ الْجَزَّارَ اللَّيْلَةَ وَعَكَتْهُ الْحُمَّى وَعَكًا شَدِيدًا فَسَأَلَ رَبَّهُ وَتَضَرَّعَ إِلَيْهِ فَقَبِلَهُ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ فَاقْصُدْهُ يَا مُحَمَّدُ وَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَبَشِّرْهُ وَانْصَرَفَ وَانْصَرَفْتُ مَعَهُ (عد) من طَرِيق دِينَار بن عبد الله مولى أنس.
الْفَصْل الثَّانِي
(12) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ أَن النَّبِي أَتَى عَلَى جَمَاعَةٍ مِنَ التُّجَّارِ فَقَالَ يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ إِنَّ اللَّهَ بَاعِثُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فُجَّارًا إِلا مَنْ صَدَقَ وَوَصَلَ وَأَدَّى الأَمَانَةَ (حب) وَفِيه الْحَارِث بن عبيد يَأْتِي عَن الثِّقَات بِمَا لَيْسَ من حَدِيثهمْ، وَجَاء من حَدِيث أنس أَنه دخل سوق الْمَدِينَة فَقَالَ أَلا إِن التَّاجِر فَاجر أَلا إِن التَّاجِر فَاجر (قا) وَفِيه أَبُو سحيم مبارك بن سحيم مَتْرُوك (تعقب) بِأَن الْحَارِث روى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ والْحَدِيث صَحِيح، رُوِيَ من عدَّة طرق أخرجه التِّرْمِذِيّ وَالْحَاكِم وصححاه وَابْن مَاجَه وَابْن حبَان فِي صَحِيحه والضياء الْمَقْدِسِي فِي المختارة من حَدِيث رِفَاعَة ابْن رَافع أَنه خرج مَعَ رَسُول الله إِلَى الْمصلى بِالْمَدِينَةِ فَوجدَ النَّاس يتبايعون فَقَالَ يَا معشر التُّجَّار إِن التُّجَّار يبعثون يَوْم الْقِيَامَة فجارا إِلَّا من اتَّقى الله وبر وَصدق، وَأخرج أَحْمد وَالْحَاكِم وَصَححهُ من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن شبْل سَمِعت رَسُول الله يَقُول التُّجَّار هم الْفجار، قَالُوا يَا رَسُول الله أَلَيْسَ قد أحل الله البيع قَالَ بلَى وَلَكنهُمْ يحلفُونَ فيأثمون، وَأخرج مُسَدّد فِي مُسْنده عَن عَليّ قَالَ التَّاجِر فَاجر إِلَّا من أَخذ بِالْحَقِّ وَأَعْطَاهُ (قلت) وَأخرج الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب من حَدِيث الْبَراء بن عَازِب(2/190)
أَتَانَا رَسُول الله إِلَى البقيع وَقَالَ يَا معشر التُّجَّار حَتَّى إِذا اشرأبوا قَالَ التُّجَّار يحشرون يَوْم الْقِيَامَة فجارا إِلَّا من اتَّقى وبر وَصدق، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر اغْترَّ ابْن الْجَوْزِيّ بِكَلَام ابْن حبَان فأورد الحَدِيث فِي الموضوعات وَابْن حبَان لم يقل ذَلِك إِلَّا لمُخَالفَة الْحَارِث بن عبيد فِي إِسْنَاده فَإِنَّهُ رَوَاهُ عَن أبي خثيم عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس وَالْمَحْفُوظ عَن أبي خثيم عَن إِسْمَاعِيل بن عبيد بن رِفَاعَة عَن أَبِيه عَن جده فرواية الْحَارِث شَاذَّة وَهُوَ صَدُوق أخرج لَهُ الشَّيْخَانِ من حَدِيثه الْمُسْتَقيم فَالْحكم على مثل هَذَا الْمَتْن بِالْوَضْعِ يدل على تهور انْتهى، قَالَ الشَّمْس السخاوي وَيدل على أَن كَلَام ابْن حبَان لَيْسَ على إِطْلَاقه إِخْرَاجه للْحَدِيث فِي صَحِيحه، قَالَ وَقَول شَيخنَا يَعْنِي ابْن حجر الْحَارِث بن عبيد سَهْو تبع فِيهِ ابْن الْجَوْزِيّ، وَإِنَّمَا هُوَ الْحَارِث بن عُبَيْدَة وَلَيْسَ هُوَ من رجال الشَّيْخَيْنِ انْتهى نعم فِي اللِّسَان أَن ابْن حبَان ذكره فِي الثِّقَات وَالله تَعَالَى أعلم.
(13) [حَدِيثٌ] إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى بَعَثَنِي مَلْحَمَةً وَمَرْحَمَةً وَلَمْ يَبْعَثْنِي تَاجِرًا وَلا زَارِعًا وَإِنَّ شِرَارَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ التُّجَّارُ وَالزَّارِعُونَ إِلا مَنْ شَحَّ عَلَى دِينِهِ (عد) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَلَا يَصح فِيهِ سَلام بن سُلَيْمَان الثَّقَفِيّ مَتْرُوك وَعنهُ مُحَمَّد بن عِيسَى الْمَدِينِيّ ضَعِيف وَفِيه الْأَجْلَح بن عبد الله الْكِنْدِيّ (تُعُقِّبَ) بِأَنَّ لَهُ طَرِيقًا آخَرَ عَن ابْن عَبَّاس غير هَذَا أخرجه أَبُو نعيم فِي الْحِلْية ولمحمد بن عِيسَى متابع أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ فِي الْأَفْرَاد.
(14) [حَدِيثٌ] شِرَارُ النَّاسِ التُّجَّارُ وَالزُّرَّاعُ (قا) من حَدِيث أنس بِسَنَد فِيهِ مَجَاهِيل (قلت) لم يتعقبه السُّيُوطِيّ وَشَاهده الحَدِيث الَّذِي عِنْد أبي نعيم الْمَذْكُور فِي التعقب قبله إِن صلح رِجَاله للاستشهاد بهم كَمَا هُوَ قَضِيَّة التعقب بِهِ وَالله تَعَالَى أعلم.
(15) [حَدِيثٌ] خَلَقَ اللَّهُ الأَرْزَاقَ قَبْلَ الأَجْسَادِ بِأَلْفَيْ عَامٍ فَبَسَطَهَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ فَضَرَبَتْهَا الرِّيَاحُ فَوَقَعَتْ فِي الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ فَمِنْهُ مَا وَقَعَ رِزْقُهُ فِي أَلْفَيْ مَوْضِعٍ وَمِنْهُ مَا وَقَعَ رِزْقُهُ فِي أَلْفِ مَوْضِعٍ وَمِنْهُ مَا وَقَع رِزْقُهُ عَلَى بَابِ دَارِهِ يَغْدُو إِلَيْهِ وَيَرُوحُ حَتَّى يَأْتِيَ إِلَيْهِ أَجَلُهُ (حا) من حَدِيثِ أَنَسٍ وَلا يَصِحُّ فِيهِ ضعفاء ومجاهيل (قلت) هَذَا لَا يَقْتَضِي أَن يكون مَوْضُوعا لَكِن جزم الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه بِوَضْعِهِ قَالَ وضع على يزِيد بن هَارُون عَن حميد عَن أنس وَالله تَعَالَى أعلم.
قَالَ السُّيُوطِيّ وَله طَرِيق آخر عَن حميد(2/191)
أخرجه الديلمي عَن عَليّ بن عَاصِم عَنهُ (قلت) فِي سَنَده من لم أعرفهم وَالله تَعَالَى أعلم.
(16) [حَدِيثُ] عَلِيٍّ: غَلا السِّعْرُ بِالْمَدِينَةِ فَذهب أَصْحَاب النَّبِي إِلَى النَّبِي فَقَالُوا غَلا السِّعْرُ فَسَعِّرْ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ هُوَ الْمُعْطِي وَهُوَ الْمَانِعُ وَإِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى مَلَكًا اسْمُهُ عُمَارَةُ عَلَى فَرَسٍ مِنْ حِجَارَةِ الْيَاقُوتِ طُولُهُ مَدَّ بَصَرِهِ يَدُورُ فِي الآفَاقِ وَيَقِفُ فِي الأَسْوَاقِ فَيُنَادِي أَلا ليغلو كَذَا وَكَذَا أَلا لِيَرْخُصْ كَذَا وَكَذَا (قطّ) وَأخرج (خطّ) من حَدِيث أنس نَحوه (أَبُو سعيد النقاش) من حَدِيث أنس أَيْضا مِنْ طَرِيقَيْنِ وَلا يَصِحُّ فِي الأول أَيُّوب بن أبي علاج تفرد بِهِ وَفِي الثَّانِي أَبُو الْحسن الزُّهْرِيّ، وَفِي الثَّالِث ابْن أبي علاج وَحَمَّاد بن عَمْرو النصيبي، وَفِي الرَّابِع السّري بن عَليّ الْبَغْدَادِيّ (تعقبه) الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَخْرِيج أَحَادِيث الرَّافِعِيّ فَقَالَ أغرب ابْن الْجَوْزِيّ بذلك فَإِن الحَدِيث صَحِيح ثَابت عَن أنس أخرجه أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه والدارمي وَابْن حبَان فِي صَحِيحه وَغَيرهم من طَرِيق حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت وَغَيره عَن أنس وَإِسْنَاده على شَرط مُسلم وَعند ابْن مَاجَه وَالْبَزَّار نَحوه من حَدِيث أبي سعيد بِإِسْنَاد حسن وَعند أَحْمد وَأبي دَاوُد عَن أبي هُرَيْرَة بِإِسْنَاد حسن وَعند الطَّبَرَانِيّ فِي الصَّغِير عَن ابْن عَبَّاس وَفِي الْكَبِير عَن أبي جُحَيْفَة انْتهى كَلَام ابْن حجر قَالَ السُّيُوطِيّ وَمرَاده صدر الحَدِيث لَا آخِره.
(17) [حَدِيثٌ] اللَّهُمَّ لَا تُطِعْ فِينَا تَاجِرًا وَلا مُسَافِرًا فَإِنَّ تَاجِرَنَا يُحِبُّ الْغَلاءَ، وَمُسَافِرَنَا يَكْرَهُ الْمَطَرَ (خطّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، وَفِيه أَبُو عصمَة عَن يحيى بن عبيد الله بن موهب (تعقب) بِأَنَّهُ ورد أَيْضا من حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَرَادٍ أَخْرَجَهُ الدَّيْلَمِيُّ فِي مُسْنَدِ الْفِرْدَوْسِ إِلَّا أَنه من طَرِيق يعلى بن الْأَشْدَق وَهُوَ مَتْرُوك مُتَّهم وَله شَاهد جيد عَن عمر بن الْخطاب مَوْقُوفا أخرجه سعيد بن مَنْصُور فِي سنَنه.
(18) [حَدِيثٌ] يُحْشَرُ الْحَكَّارُونَ وَقَتَلَةُ الأَنْفُسِ إِلَى جَهَنَّمَ فِي دَرَجَةٍ وَاحِدَةٍ (عد) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَلا يَصح فِيهِ بَقِيَّة يُدَلس عَن الضُّعَفَاء والمتروكين (قلت) زَاد الذَّهَبِيّ فَقَالَ وَفِيه انْقِطَاع لِأَنَّهُ من رِوَايَة مَكْحُول عَن أبي هُرَيْرَة (تُعُقِّبَ) بِأَنَّ هَذَا لَا يَقْتَضِي الحكم عَلَيْهِ بِالْوَضْعِ وَله شَاهد من حَدِيث معقل بن يسَار مَرْفُوعا من دخل فِي شَيْء من أسعار الْمُسلمين يغلي عَلَيْهِم كَانَ حَقًا على الله أَن يقذفه فِي مُعظم جَهَنَّم رَأسه أَسْفَله أخرجه أَحْمد وَالْحَاكِم وَالطَّبَرَانِيّ(2/192)
(19) [حَدِيثٌ] مَنْ حَبَسَ طَعَامًا أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثُمَّ أَخْرَجَهُ فَطَحَنَهُ وَخَبَزَهُ وَتَصَدَّقَ بِهِ لَمْ يَقْبَلْهُ اللَّهُ مِنْهُ (خطّ) من حَدِيث أنس وَلَا يَصح فِيهِ دِينَار بن عبد الله (تعقب) بِأَنَّهُ ورد مِنْ حَدِيثِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أخرجه ابْن عَسَاكِر وَمن حَدِيث عَليّ أخرجه الديلمي (قلت) فِي الأول عبد الْعَزِيز بن عبد الرَّحْمَن البالسي وَفِي الثَّانِي مُحَمَّد بن مَرْوَان السّديّ فَلَا يصلحان شَاهِدين للْحَدِيث وَالله أعلم.
(20) [حَدِيثٌ] مَنِ احْتَكَرَ طَعَامًا أَرْبَعِينَ لَيْلَةً فَقَدْ بَرِئَ مِنَ اللَّهِ وَبَرِئَ اللَّهُ مِنْهُ، وَأَيُّمَا أَهْلِ عَرْصَةٍ أَصْبَحَ فِيهِمُ امْرُؤٌ جَائِعٌ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُمْ ذِمَّةُ اللَّهِ تَعَالَى (أَحْمد) فِي مُسْنده من حَدِيث ابْنِ عُمَرَ وَلا يَصِحُّ فِيهِ أصبغ بن زيد وَلَا يحْتَج بِهِ إِذا تفرد (تعقبه) الحافظان الْعِرَاقِيّ وَابْن حجر فَقَالَ الأول فِي كَونه مَوْضُوعا نظر فَإِن أَحْمد وَابْن معِين وَالنَّسَائِيّ وثقوا أصبغ وَقد أخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من طَرِيق أصبغ وَقَالَ الثَّانِي: الْجُمْهُور على تَوْثِيق أصبغ وسمى من ذكره الْعِرَاقِيّ وَزَاد أَبَا دَاوُد وَالدَّارَقُطْنِيّ ثمَّ قَالَ وَغَيرهم قَالَ وَله شَوَاهِد مِنْهَا فِي التَّرْهِيب من الاحتكار حَدِيث أبي هُرَيْرَة: وَمن احتكر حكرة يُرِيد أَن يغلي على الْمُسلمين فَهُوَ خاطئ وَقد بَرِئت مِنْهُ ذمَّة الله أخرجه الْحَاكِم وَحَدِيث معقل بن يسَار السَّابِق وَحَدِيث عمر من احتكر على الْمُسلمين طعامهم ضربه الله بالجذام والإفلاس رَوَاهُ ابْن مَاجَه وَرُوَاته ثِقَات وَحَدِيث معمر بن عبد الله لَا يحتكر إِلَّا خاطئ أخرجه مُسلم، وَمِنْهَا فِي ترهيب من بَات بجوارهم جَائِع حَدِيث أنس مَا آمن بِي من بَات شبعان وجاره جَائِع إِلَى جنبه وَهُوَ يعلم أخرجه الْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ بِإِسْنَاد حسن وَحَدِيث لَيْسَ الْمُؤمن الَّذِي يبيت شبعان وجاره جَائِع إِلَى جنبه أخرجه البُخَارِيّ فِي تَارِيخه وَالطَّبَرَانِيّ وَأَبُو يعلى من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَالْحَاكِم من حَدِيث عَائِشَة قَالَ السُّيُوطِيّ وَقد وجدت لأصبغ مُتَابعًا أخرجه الْحَارِث بن أبي أُسَامَة فِي مُسْنده.
(21) [حَدِيث] لَا هم إِلَّا هم الدَّين وَلَا وجع إِلَّا وجع الْعين (عد) من حَدِيث جَابر وَفِيه سهل بن قرين (تعقب) بِأَن الحَدِيث أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَقَالَ حَدِيث مُنكر وَله طَرِيقٌ آخَرُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عمر أخرجه الشِّيرَازِيّ فِي الألقاب وَفِيه يحيى بن عبد الله خاقَان وَأخرجه الْخَطِيب فِي رُوَاة مَالك وَقَالَ مُنكر وخاقان مَجْهُول وَقَول الشِّيرَازِيّ(2/193)
خاقَان روى عَنهُ البُخَارِيّ فِي الصَّحِيح وهم فَإِن خاقَان الَّذِي روى عَنهُ البُخَارِيّ لَيْسَ بخاقان الَّذِي روى عَن مَالك خاقَان شيخ البُخَارِيّ لم يدْرك مَالِكًا كَمَا حَرَّره الْحَافِظ ابْن حجر فِي لِسَان الْمِيزَان وَلِلْحَدِيثِ شَاهد عَن عَمْرو بن الْعَاصِ مَوْقُوفا أخرجه ابْن عَسَاكِر.
(22) [حَدِيثٌ] الرِّبَا سَبْعُونَ بَابًا أَصْغَرُهَا كَالَّذِي يَنْكِحُ أُمَّهُ (عق) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه عبد الله بن زِيَاد وَهُوَ ابْن سمْعَان (حب) من حَدِيث ابْن عَبَّاس بِلَفْظ من أكل دِرْهَم رَبًّا فَهُوَ مثل سِتَّة وَثَلَاثِينَ زنية وَمن نبت لَحْمه من السُّحت فَالنَّار أولى بِهِ وَفِيه حَنش الصَّنْعَانِيّ ضَعِيف (عد) من حَدِيث أنس بِلَفْظ إِن الدِّرْهَم يُصِيبهُ الرجل من الرِّبَا أعظم عِنْد الله فِي الْخَطِيئَة من سِتّ وَثَلَاثِينَ زنية وَإِن أربى الرِّبَا عرض الرجل الْمُسلم وَفِيه عبد الله بن كيسَان مَتْرُوك (قطّ) من حَدِيث أنس أَيْضا بِلَفْظ الرِّبَا سَبْعُونَ بَابا أَهْون بَاب الَّذِي يَأْتِي أمه فِي الْإِسْلَام وَهُوَ يعرفهَا وَإِن من أربى الرِّبَا خرق الْمَرْء عرض أَخِيه الْمُسلم وخرق عرض أَخِيه أَن يَقُول فِيهِ مَا يكره من مساويه والبهتان أَن يَقُول فِيهِ مَا لَيْسَ فِيهِ تفرد بِهِ طَلْحَة بن زيد وَهُوَ مَتْرُوك (نع) من حَدِيث عَائِشَة بِلَفْظ إِن الرِّبَا بضع وَسَبْعُونَ بَابا أصغرها كالواقع على أمه وَالدِّرْهَم الْوَاحِد من الرِّبَا أعظم عِنْد الله من سِتَّة وَثَلَاثِينَ زنية، وَفِي سَنَده سوار بن مُصعب (عق) من حَدِيثهَا أَيْضا وَفِيه عمرَان بن أنس لَا يُتَابع على حَدِيثه (أَحْمد) فِي مُسْنده من حَدِيث عبد الله بن حَنْظَلَة غسيل الْمَلَائِكَة وَلَفظه دِرْهَم رَبًّا يَأْكُلهُ الرجل وَهُوَ يعلم أَشد من سِتَّة وَثَلَاثِينَ زنية وَفِيه حُسَيْن بن مُحَمَّد بن بهْرَام الْمروزِي، ضعفه أَبُو حَاتِم، وَتَابعه لَيْث، أخرجه والداقطني وَلَيْث مُضْطَرب الحَدِيث وَرَوَاهُ ابْن حَنْظَلَة عَن كَعْب مَوْقُوفا أخرجه أَحْمد وَالدَّارَقُطْنِيّ وَقَالَ هَذَا أصح من الْمَرْفُوع (تعقب) بِأَن هَذَا مجازفة، قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي القَوْل المسدد فِي الْكَلَام على حَدِيث عبد الله بن حَنْظَلَة: حُسَيْن أخرج لَهُ الشَّيْخَانِ وَوَثَّقَهُ النَّاس كَيفَ وَلم ينْفَرد بل تَابعه لَيْث وَهُوَ وَإِن ضعف فَإِنَّمَا ضعف من قبل حفظه فَهُوَ متابع قوي وَقَول الدَّارَقُطْنِيّ إِن الْمَوْقُوف أصح من الْمَرْفُوع لَا يلْزم مِنْهُ أَن يكون الْمَرْفُوع مَوْضُوعا وَلَا مَانع من أَن يكون الحَدِيث عِنْد عبد الله بن حَنْظَلَة مَرْفُوعا وموقوفا وَحَدِيث ابْن عَبَّاس شَاهد لَهُ قوي وَهُوَ عِنْد الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَالطَّبَرَانِيّ فِي أثْنَاء حَدِيث انْتهى كَلَام ابْن حجر مُلَخصا وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة لم ينْفَرد بِهِ عبد الله بن زِيَاد بل تَابعه النَّضر أخرجه البُخَارِيّ فِي تَارِيخه وَابْن(2/194)
الْمُنْذر فِي تَفْسِيره وَتَابعه أَيْضا عفيف بن سَالم أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَأخرجه أَيْضا من طَرِيق عبد الله بن زِيَاد وَمن وَجه آخر عَن أبي هُرَيْرَة (قلت) وَرَوَاهُ ابْن مَاجَه بِسَنَد رِجَاله ثِقَات إِلَّا أَبَا معشر فقد ضعفه الْأَكْثَرُونَ وَقَالَ ابْن عدي هُوَ مَعَ ضعفه يكْتب حَدِيثه وَلَفظه الرِّبَا سَبْعُونَ حوبا أيسرها أَن ينْكح الرجل أمه، وَرَأَيْت بِخَط الْحَافِظ ابْن حجر على هَامِش نُسْخَة من الموضوعات: عبد الله بن زِيَاد الْمَذْكُور لَيْسَ هُوَ ابْن سمْعَان الَّذِي كذبوه إِنَّمَا هُوَ السحيمي وَلم أر لأحد فِيهِ تَكْذِيبًا وَالله تَعَالَى أعلم وَلِحَدِيث ابْن عَبَّاس طَرِيق آخر أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَقد ورد من حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ وَقَالَ صَحِيح على شَرط الشَّيْخَيْنِ (قلت) رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ من طَرِيق الْحَاكِم وَقَالَ هَذَا إِسْنَاد صَحِيح والمتن مُنكر بِهَذَا الْإِسْنَاد وَلَا أعلمهُ إِلَّا وهما وَكَأَنَّهُ دخل لبَعض رُوَاته إِسْنَاد فِي إِسْنَاد وَالله تَعَالَى أعلم وَجَاء أَيْضا من حَدِيث الْبَراء بن عَازِب أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط (قلت) فِي سَنَده عمر بن رَاشد وَثَّقَهُ الْعجلِيّ وَضَعفه الْجُمْهُور وَالله أعلم وَمن حَدِيث عبد الله بن سَلام أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير وَفِيه انْقِطَاع لِأَنَّهُ من رِوَايَة عَطاء الْخُرَاسَانِي عَنهُ وَلم يسمع مِنْهُ.
(23) [حَدِيثٌ] ثَلاثٌ فِيهِنَّ الْبَرَكَةُ الْبَيْعُ إِلَى أَجَلٍ وَالْمُقَارَضَةُ وَإِخْلاطُ الْبُرِّ بِالشَّعِيرِ لِلْبَيْتِ لَا لِلسُّوقِ (عق) من حَدِيث صُهَيْب من طَرِيقين فِي أَحدهمَا عبد الرَّحِيم بن دَاوُد وَفِي الآخر عمر بن بسطَام (تعقب) بِأَن الحَدِيث أخرجه ابْن مَاجَه من طَرِيق عبد الرَّحِيم وَقَالَ الذَّهَبِيّ إِنَّه حَدِيث واه وَالله تَعَالَى أعلم.
(24) [حَدِيثٌ] أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ فَاسْتَقْبَلَهُ سَعْدُ ابْن معَاذ الْأنْصَارِيّ فصافحه النَّبِي ثُمَّ قَالَ لَهُ مَا هَذَا الَّذِي اكْتَسَبَتْ يَدَاكَ فَقَالَ يَا رَسُولُ اللَّهِ أَضْرِبُ بِالْمُرِّ وَالْمِسْحَاةِ فَأُنْفِقُهُ عَلَى عِيَالِي فَقَبَّلَ النَّبِيُّ يَدَهُ وَقَالَ هَذِهِ يَدٌ لَا تَسَمُّهَا النَّارُ أَبَدًا (خطّ) من طَرِيق مُحَمَّد بن تَمِيم الْفرْيَابِيّ ويبطله أَن سعد بن معَاذ لم يكن حَيا فِي وَقت غَزْوَة تَبُوك لِأَنَّهُ مَاتَ بعد غَزْوَة بني قُرَيْظَة بِالسَّهْمِ الَّذِي رمى بِهِ وَكَانَت غَزْوَة قُرَيْظَة سنة خمس من الْهِجْرَة وغزوة تَبُوك سنة تسع (تعقب) بِأَن الْحَافِظ ابْن حجر ذكر فِي الْإِصَابَة أَن سعد بن معَاذ هَذَا صَحَابِيّ آخر غير ذَلِك الْمَشْهُور وَأَن الْبَغَوِيّ ذكره فِي الصَّحَابَة وَقَالَ رَأَيْته فِي كتاب مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل وَذكر أَن(2/195)
هَذَا الْإِسْنَاد واه وَأَن لَهُ إِسْنَادًا آخر أخرجه أَبُو مُوسَى الْمَدِينِيّ فِي الذيل لكنه مَجْهُول وَلكَون سعد بن معَاذ هَذَا غير الْمَشْهُور أوردهَا الْخَطِيب فِي كتاب الْمُتَّفق والمفترق.
(25) [حَدِيثٌ] يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى تَفَضَّلْتُ عَلَى عَبِيدِي بِأَرْبَعِ خِصَالٍ سَلَّطْتُ الدَّابَّةَ عَلَى الْحَبَّةِ وَلَوْلا ذَلِكَ لادَّخَرَهَا الْمُلُوكُ كَمَا يَدَّخِرُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَأَلْقَيْتُ النَّتَنَ عَلَى الْجَسَدِ وَلَوْلا ذَلِكَ مَا دَفَنَ خَلِيلٌ خَلِيلَهُ أَبَدًا وَسَلَّطْتُ السُّلُوَّ عَلَى الْحُزْنِ وَلَوْلا ذَلِكَ لانْقَطَعَ النَّسْلُ وَقَضَيْتُ الأَجَلَ وَأَطَلْتُ الأَمَلَ وَلَوْلا ذَلِكَ لَخَرِبَتِ الدُّنْيَا وَلَمْ يَتَهَنَّ ذُو مَعِيشَةٍ فِي مَعِيشَتِهِ (خطّ) من حَدِيث الْبَراء وَلَا يَصح فِيهِ مُحَمَّد بن يحيى الْأُشْنَانِي وَهُوَ مُحَمَّد بن عبد الله الْأُشْنَانِي دلسه الرَّاوِي عَنهُ (تعقب) بِأَن لَهُ طَرِيقا آخر من حَدِيث زيد بن أَرقم أخرجه ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخه وَله شَاهد عَن عِكْرِمَة مَوْقُوفا أخرجه ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره.
(26) [حَدِيثٌ] الصُّبْحَةُ تَمْنَعُ الرِّزْقَ (عد) من حَدِيث عُثْمَان بن عَفَّان وَلَا يَصح فِيهِ إِسْحَاق بن أبي فَرْوَة مَتْرُوك (تعقب) بِأَنَّهُ من هَذَا الطَّرِيق عِنْد عبد الله بن أَحْمد فِي زيادات الْمسند وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَلم ينْفَرد بِهِ إِسْحَاق فَأخْرجهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية من طَرِيق سُلَيْمَان بن أَرقم عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن عُثْمَان وَله شَوَاهِد من حَدِيث أنس أخرجه الديلمي (قلت) هُوَ من طَرِيق الْأَصْبَغ بن نَبَاته فَلَا يصلح شَاهدا وَالله تَعَالَى أعلم وَمن حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ وَمن حَدِيث فَاطِمَة بنت رَسُول الله أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَقَالَ إِسْنَاده ضَعِيف وَأخرجه بِمَعْنَاهُ من حَدِيث عَليّ وشواهده الْمَوْقُوفَة كَثِيرَة.
الْفَصْل الثَّالِث
(27) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ رَخَّصَ رَسُول الله فِي ثَمَنِ كَلْبِ الصَّيْدِ (عد) مِنْ طَرِيقِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الله الْكِنْدِيّ وَقَالَ الْحَافِظ عبد الْحق هَذَا الحَدِيث بَاطِل (قلت) روى الإِمَام أَحْمد وَمن طَرِيقه ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات عَن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِي نهى عَن ثمن الْكَلْب إِلَّا الْكَلْب الْمعلم وروى الدَّارَقُطْنِيّ وَمن طَرِيقه ابْن الْجَوْزِيّ أَيْضا عَن جَابر أَن النَّبِي نهى عَن ثمن السنور وَالْكَلب(2/196)
إِلَّا كلب الصَّيْد قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الأول الْحسن بن أبي جَعْفَر ضعفه أَحْمد وَغَيره وَقَالَ فِي الثَّانِي قَالَ النَّسَائِيّ مُنكر لَيْسَ بِصَحِيح وَالله تَعَالَى أعلم.
(28) [حَدِيثٌ] الْعُرْبُونُ لِمَنْ عَرْبَنَ (قطّ) فِي غَرَائِبِ مَالِكٍ مِنْ حَدِيث ابْن عمر وَفِيه بركَة بن مُحَمَّد الْحلَبِي قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هَذَا حَدِيث بَاطِل.
(29) [حَدِيثٌ] إِذَا اشْتَرَى أَحَدُكُم مِنَ السُّوقِ شَيْئًا فَلْيُغَطِّهِ لَعَلَّ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ يَسْتَقْبِلُهُ وَلا يُمْكِنُهُ شِرَاؤُهُ (فت) من حَدِيث جَابر (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس كِلَاهُمَا من طَرِيق إِسْحَاق بن العنبر قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان هَذَا حَدِيث بَاطِل
(30) [حَدِيثٌ] وَيْلٌ لِلتَّاجِرِ يَحْلِفُ بِالنَّهَارِ وَيُحَاسِبُ نَفْسَهُ بِاللَّيْلِ وَيْلٌ لِلصَّائِغِ مِنْ غَدٍ وَبَعْد غَدٍ (عق) من حَدِيث أنس من طَرِيق بشر بن الْحُسَيْن.
(31) [حَدِيثٌ] خَلَقَ اللَّهُ الْقَمْحَ مِنْ ضِيَائِهِ وَالشَّعِيرَ مِنْ بَهَائِهِ فَإِذَا اسْتُخُفَّ بِهِمَا وَاسْتُذِلا عَجَّا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِالدُّعَاءِ وَقَالا إِلَهَنَا وَسَيِّدَنَا قَدِ اسْتُخُفَّ بِنَا وَاسْتُذْلِلْنَا فَأَعِزَّنَا فَيُعِزُّهُمَا اللَّهُ تَعَالَى فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ لَا يَخْرُجُ الرَّجُلُ مِنْ مَنْزِلِهِ إِلا فِي طَلَبِ الْخُبْزِ عَجَّا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى وَقَالا اشْتُغِلَ بِنَا عَنْ ذِكْرِكَ فَرُدَّنَا إِلَى مَا كُنَّا عَلَيْهِ فَيَرُدُّهُمَا اللَّهُ تَعَالَى إِلَى الرُّخْصِ (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس (قلت) لم يبين علته وَفِي سَنَده جمَاعَة لم أعرفهم وَالله أعلم.
(32) [حَدِيثٌ] أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى نَبِيٍّ مِنْ أَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ قُلْ لِقَوْمِكَ لَا يَتَّجِرُوا بِالْقَمْحِ فَمَنِ اتَّجَرَ بِالْقَمْحِ فَإِنَّمَا تَعَرَّضَ لأَرْوَاحِ خَلْقِي، فَإِنَّمَا أَرَادَ قَتْلَهُمْ وَمَنْ أَرَادَ قَتْلَهُمْ لَمْ يَكُنْ لَهُ قَاتِلٌ غَيْرِي (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه مُحَمَّد بن السَّائِب الْكَلْبِيّ.
(33) [حَدِيثٌ] مَنِ اشْتَرَى لِعِيَالِهِ شَيْئًا ثُمَّ حَمَلَهُ بِيَدِهِ إِلَيْهِمْ حُطَّ عَنْهُ ذَنْبُ سَبْعِينَ سَنَةً (مي) من حَدِيث أبي بكر الصّديق وَفِيه الْهَيْثَم بن عدي وَمُحَمّد بن زَكَرِيَّا الْغلابِي، وَسُئِلَ عَنهُ الْحَافِظ ابْن حجر فَقَالَ بَاطِل وَالله أعلم.
(34) [حَدِيثٌ] مَنْ لَمْ يَقُمْ بِأَمْرِ مَعِيشَتِهِ لَمْ يَقُمْ بِأَمْرِ دِينِهِ وَالنَّفْسُ لَا تَكُونُ مُتَفَرِّغَةً لِلطَّاعَةِ حَتَّى يَكُونَ مَكْفِيًّا لِلْكِسْرَةِ الَّتِي تقوم وَالنَّفس بِهَا وَإِذَا اسْتَكْمَلَتْ أَمْرَ قُوتِهَا هَدَأَتْ عِنْدَ ذَلِكَ وَسَكَنَتْ وَتَفَرَّغَتْ لِلْعِبَادَةِ فَاغْدُوا وَرَوِّحُوا وَاطْلُبُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلا تَنْظُرُوا إِلَيَّ فَإِنَّ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه أَيُّوب ابْن سُلَيْمَان أَبُو اليسع قَالَ الْأَزْدِيّ غير حجَّة وَقَالَ ابْن الْقطَّان لَا يعرف.(2/197)
(35) [حَدِيثٌ] مَنْ كَسَبَ مَالا مِنْ حَلالٍ كَانَ مَعَ أَوَّلِ لُقْمَةٍ يَضَعُهَا فِي فِيهِ يُغْفَرُ لَهُ (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه أبان بن أبي عَيَّاش وَمُحَمّد بن نعيم.
(36) [حَدِيثٌ] مَنْ جَمَعَ مَالا مِنْ مَأْثَمٍ فَوَصَلَ بِهِ رَحِمًا أَوْ تَصَدَّقَ بِهِ أَوْ جَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ جُمِعَ جَمِيعُهُ فَقُذِفَ بِه فِي نَارِ جَهَنَّمَ (خطّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه مُحَمَّد ابْن عبد الله الْأُشْنَانِي.
(37) [حَدِيثٌ] الْحَرَّاثُ صَدِيقُ اللَّهِ فِي الأَرْضِ وَصَدِيقُ الْمَلائِكَةِ وَصَدِيقُ الأَنْبِيَاءِ وَلَوْ كَانَتْ ذُنُوبُ الْحَرَّاثِ أَكْثَرَ مِنْ رَمْلِ عَالِجٍ غَفَرَ اللَّهُ ذُنُوبَهُ كُلَّهَا لِدُعَاءِ الطُّيُورِ فَإِنَّهَا إِذَا أَكَلَتْ مِنْ زَرْعِ الْحَرَّاثِ دَعَتْ لَهُ بِالْمَغْفِرَةِ فَيَسْتَجِيبُ اللَّهُ دُعَاءَهَا (مي) من حَدِيث جَابر (قلت) لم يبين علته وَفِيه مُحَمَّد بن عمر بن خَالِد وَآخَرُونَ وَلم أعرفهم وَالله تَعَالَى أعلم.
(38) [حَدِيثٌ] نَوْعَانِ أَكْرَمَهُمَا اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ الذَّهَبُ وَالْفِضَّةُ فَجَعَلَهُمَا شَرَفًا لأَهْلِ الدُّنْيَا فِي دُنْيَاهُمْ، وَزِينَةً لأَهْلِ الآخِرَةِ فِي آخِرَتِهِمْ (مي) من حَدِيث صُهَيْب وَفِيه دفاع بن دَغْفَل ضَعِيف وَعمر بن مُوسَى كَأَنَّهُ عَم الْكُدَيْمِي قَالَ ابْن عدي يسرق الحَدِيث.
(39) [حَدِيثٌ] النَّوْمُ أَوَّلُ النَّهَارِ خَرْقٌ، وَالنَّوْمُ فِي سَوط النَّهَارِ خُلُقٌ، وَالنَّوْمُ بَعْدَ الْمَغْرِبِ يَقْطَعُ الرِّزْقَ (مي) من حَدِيث عَلِيٍّ (قُلْتُ) لَمْ يُبَيَّنْ عِلَّتُهُ وَفِيه الْحسن الْعلوِي عَن جَعْفَر الصَّادِق، وَفِي اللِّسَان الْحسن بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن الْحسن بن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب ذكره الطوسي فِي شُيُوخ الشِّيعَة، وَقَالَ كَانَ من رجال جَعْفَر فَلَعَلَّهُ هَذَا وَالله أعلم.
(40) [حَدِيثٌ] يُنَادِي مُنَادٍ كُلَّ يَوْمٍ أَلا إِنَّ كُلَّ دِينٍ لِلَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ لَهُ ضَامِنٌ (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه زِيَاد بن مَيْمُون.
(41) [حَدِيثُ] الْفَاقَةُ لأَصْحَابِي سَعَادَةٌ، وَالْغِنَى لِلْمُؤْمِنِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ سَعَادَةٌ فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَكُونُوا أَغْنِيَاءَ فَكُونُوا (مي) من حَدِيث ابْن مَسْعُود (قلت) لم يبين علته وَفِيه مُحَمَّد بن يحيى الْكُوفِي وَعنهُ عبد الْوَاحِد بن الْفضل الْعرفِيّ لم أَعْرفهُمَا وَالله أعلم.
(43) [حَدِيثٌ] حُسْنُ الْوَجْهِ مَالٌ، وَحُسْنُ الشَّعْرِ مَالٌ، وَحُسْنُ اللِّسَانِ مَالٌ وَالْمَالُ مَالٌ (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه يحيى بن عَنْبَسَة.(2/198)
(44) [حَدِيثٌ] لَا تُشَاوِرُوا الْحَجَّامِينَ وَلا الْحَاكَةَ وَلا تُسَلِّمُوا عَلَيْهِمْ (مي) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ وَفِيهِ أَحْمَدُ بن عبد الله بن دَاوُد وَهُوَ ابْن أُخْت عبد الرَّزَّاق.
(45) [حَدِيثٌ] مَنْ رَضِيَ رِزْقَ اللَّهِ فِي الدُّنْيَا فَلهُ الرضى يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَخِطَ رِزْقَهُ كُتِبَ مِنَ الْمُعْتَدِينَ (كرّ) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه بكر السكْسكِي.
(46) [حَدِيثٌ] مَا مِنْ عَبْدٍ مِنْ عِبَادِي اسْتَحَى مِنَ الْحَلالِ إِلا ابْتَلَيْتُهُ بِالْحَرَامِ (كرّ) من حَدِيث أنس وَفِي سَنَده غير وَاحِد من المعروفين بِالْوَضْعِ.
(47) [حَدِيثٌ] الْعَبْدُ فِي أَيِّ سَيْرِهِ سَارَ لَا تَقْوَى مُتَّقٍ بِزَائِدِهِ وَلا فُجُورَ فَاجِرٍ بِنَاقِصِهِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْعَبْدِ سِتْرٌ وَالرِّزْقُ طَالِبُهُ (أَبُو عَليّ النَّيْسَابُورِي) فِي فَوَائده من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَفِيه أَبُو دعامة قَالَ فِي الْمِيزَان لَا يعرف وَالْخَبَر مَوْضُوع.
(48) [حَدِيثٌ] مَا مِنْ عَبْدٍ مِنْ عِبَادِي تَوَاضَعَ لِي عِنْدَ حَقِّي إِلا وَأَنَا أَدْخَلْتُهُ جَنَّتِي، وَمَا مِنْ عَبْدٍ مِنْ عِبَادِي تَكَبَّرَ عَنْ حَقِّي إِلا وَأَنَا أَدْخَلْتُهُ نَارِي.
(49) [وَحَدِيثٌ] لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا دَمًا عَبِيطًا لَكَانَ قُوتُ الْمُؤْمِنِ مِنْهَا حَلالا (قَالَ) ابْن تَيْمِية موضوعان.(2/199)
كتاب النِّكَاح
الْفَصْل الأول
(1) [حَدِيثٌ] مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَةٌ يَرْجُوهَا فَلْيَتَزَوَّجِ امْرَأَةٌ مِنْ جُهَيْنَةٍ (حب) من حَدِيث عَمْرو بن مرّة الْجُهَنِيّ، وَلَا يَصح فِيهِ ظبْيَان بن مُحَمَّد بن ظبْيَان وَقَالَ السُّيُوطِيّ قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هَذَا الحَدِيث كذب.
(2) [حَدِيثٌ] مَنْ زَوَّجَ كَرِيمَتَهُ مِنْ فَاسِقٍ فَقَدْ قَطَعَ رَحِمَهَا (حب) من حَدِيث أنس وَفِيه الْحسن بن مُحَمَّد الْبَلْخِي وَإِنَّمَا هَذَا من كَلَام الشّعبِيّ وَرَفعه بَاطِل.
(3) [حَدِيثُ] عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر أَن النَّبِي دَعَا لِقِبَاحِ نِسَاءِ أُمَّتِهِ بِالرِّزْقِ (عق) وَفِيه مُوسَى بن إِبْرَاهِيم الْمروزِي.
(4) [حَدِيثٌ] إِذَا تَزَوَّجَ أَحَدُكُمُ الْمَرْأَةَ فَلْيَسْأَلْ عَنْ شَعْرِهَا كَمَا يَسْأَلُ عَنْ وَجْهِهَا فَإِنَّ الشَّعْرَ أَحَدُ الْجَمَالَيْنِ (قطّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه الْحسن بن عَليّ الْعَدوي وَابْن علاثة قَالَ السُّيُوطِيّ وَله طَرِيق آخر من حَدِيث عَليّ أخرجه الديلمي وَفِيه إِسْحَاق بن بشر الْكَاهِلِي.
(5) [حَدِيثُ] مَنْ تَزَوَّجَ امْرَأَةً فَلا يَدْخُلْ عَلَيْهَا حَتَّى يُعْطِيَهَا شَيْئًا وَلَوْ لَمْ يَجِدْ إِلا أَحَدَ نَعْلَيْهِ (عق) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَلَا أصل لَهُ فِيهِ عصمَة بن المتَوَكل يهم وهما كثيرا قَالَ السُّيُوطِيّ وَكَذَلِكَ قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هَذَا الحَدِيث كذب.
(6) [حَدِيث] عَائِشَة أَن النَّبِي تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِ فَنَثَرُوا عَلَى رَأْسِهِ تَمْرَ عَجْوَةٍ (خطّ) وَفِيه سعيد بن سَلام.
(7) [حَدِيثُ] ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ اجْتَلَى عَائِشَةَ عِنْدَ أَبَوَيْهَا قَبْلَ أَنْ يَبْنِيَ بِهَا (عد) وَفِيه الْقَاسِم بن عبد الله بن عمر الْعمريّ تفرد بِهِ.
(8) [حَدِيثُ] أَبِي سَعِيدٍ أَوْصَى رَسُولُ اللَّهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ يَا عَلِيُّ إِذَا دَخَلَتِ الْعَرُوسُ بَيْتَكَ فَاخْلَعْ خُفَّيْهَا حِينَ تَجْلِسُ وأغسل رِجْلَيْهَا وصب(2/200)
الْمَاءَ مِنْ بَابِ دَارِكَ إِلَى أَقْصَى دَارِكَ فَإِنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ ذَلِكَ أَخْرَجَ اللَّهُ مِنْ دَارِكَ سَبْعِينَ بَابًا مِنَ الْفَقْرِ وَأَدْخَلَ فِيهِ سَبْعِينَ بَابًا مِنَ الْبَرَكَةِ وَأَنْزَلَ عَلَيْهَا سَبْعِينَ رَحْمَةً وَتَأْمَنُ الْعَرُوسُ مِنَ الْجُنُونِ وَالْجُذَامِ وَالْبَرَصِ مَا دَامَتْ فِي تِلْكَ الدَّارِ، وَامْنَعِ الْعَرُوسَ فِي أُسْبُوعِهَا الأَوَّلِ مِنَ اللُّبَانِ وَالْخَلِّ وَالْكُزْبَرَةِ وَالتُّفَّاحَةِ الْحَامِضَةِ، قَالَ عَلِيٌّ يَا رَسُولَ اللَّهِ لأَيِّ شَيْءٍ أَمْنَعُهَا هَذِهِ الأَشْيَاءَ الأَرْبَعَةَ.
قَالَ لأَنَّ الرَّحِمَ يَعْقَمُ وَيُمَرَّرُ مِنْ هَذِهِ الأَشْيَاءِ عَنِ الأَوْلادِ وَلَحَصِيرٌ فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ خَيْرٌ مِنَ امْرَأَةٍ لَا تَلِدُ (حب) وَقَالَ وَذكر حَدِيثا طَويلا فِي ورقتين وَفِيه عبد الله بن وهب النسوي وَكَأَنَّهُ اجْتمع مَعَ الجويباري واتفقا على وضع الحَدِيث فَكل حَدِيث رَأَيْته للجويباري إِلَّا ورأيته لعبد الله هَذَا.
(9) [حَدِيثٌ] لَا يَصْلُحُ الْمَكْرُ وَالْخَدِيعَةُ إِلا فِي النِّكَاحِ (فت) مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ وَلا يَصِحُّ فِيهِ عَليّ بن عُرْوَة.
(10) [حَدِيثٌ] إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةً لَمْ يدع اللَّهَ فِيهَا أَحَدٌ إِلا اسْتُجِيبَ لَهُ إِلا أَنْ يَكُونَ امْرَأَةً زَوْجُهَا عَلَيْهَا سَاخِطٌ (عد) من حَدِيث ابْن عمر من طَرِيق إِسْمَاعِيل بن يحيى وَقَالَ بَاطِل بِهَذَا الْإِسْنَاد وآفته إِسْمَاعِيل.
(11) [حَدِيثٌ] مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ ابْنَةٌ فَقَدْ فُدِحَ بِهَا وَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ ابْنَتَانِ فَلا حَجَّ عَلَيْهِ وَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ ثَلاثٌ فَلا صَدَقَةَ عَلَيْهِ، وَلا قِرَى ضَيْفٍ، وَمَنْ كُنَّ عِنْدَهُ أَرْبَعُ بَنَاتٍ فَيَا عِبَادَ اللَّهِ أَعِينُوهُ أَعِينُوهُ أَقْرِضُوهُ أَقْرِضُوهُ (حا) من حَدِيث عبَادَة بن الصَّامِت وَفِيه مُحَمَّد بن كثير.
(12) [حَدِيثٌ] مَا مِنْ أَحَدٍ وُلِدَتْ لَهُ جَارِيَةً فَلَمْ يَتَسَخَّطْ مَا خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى إِلا هَبَطَ مَلَكٌ مِنَ السَّمَاءِ بِجَنَاحَيْنِ أَخْضَرَيْنِ فِي سُلَّمٍ مِنْ دُرٍّ، يَدُفُّ مِنْ دَرَجَةٍ إِلَى دَرَجَةٍ حَتَّى يَأْتِيَهَا فَيَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهَا وَجَنَاحَهُ عَلَى جَسَدِهَا ثُمَّ يَقُولُ بِسْمِ اللَّهِ وَبِسْمِ مُحَمَّدٍ رَسُولِ الَّلِه، رَبِّي وَرَبُّكِ اللَّهُ نِعْمَ الْخَالِقُ اللَّهُ ضَعِيفَةٌ خَرَجَتْ مِنْ ضَعِيفَةٍ الْمُنْفِقُ عَلَيْهَا مُعَانٌ (أَبُو سعيد النقاش) من حَدِيث عَليّ وَفِيه الْيَمَان بن عدي وَعنهُ مَنْصُور بن الْمُوفق وَقَالَ النقاش وَضعه مَنْصُور وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ واليمان أَيْضا يضع قَالَ السُّيُوطِيّ وتابع منصورا خَالِد بن عمر والسلفي أَخْرَجَهُ ابْنُ النَّجَّارِ فِي تَارِيخِهِ وخَالِد يضع.(2/201)
(13) [حَدِيثٌ] إِنَّ مِنْ بَرَكَةِ الْمَرْأَةِ تَبْكِيرُهَا بِالأُنْثَى أَلَمْ تَسْمَعِ اللَّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُور} فَبَدَأَ بِالإِنَاثِ (الخرائطي) فِي مَكَارِم الْأَخْلَاق من حَدِيث وَاثِلَة بن الْأَسْقَع وَفِيه حَكِيم بن حزَام وَعنهُ مُسلم بن إِبْرَاهِيم قَالَ السُّيُوطِيّ وَجَاء من حَدِيث عَائِشَة من بركَة الْمَرْأَة على زَوجهَا تيسير مهرهَا وَأَن تبكر بالبنات أخرجه أَبُو الشَّيْخ إِلَّا أَنه من طَرِيق عباد بن عبد الصَّمد.
(14) [حَدِيثٌ] زَيِّنُوا مَجَالِسَ نِسَائِكُمْ بِالْغَزْلِ (خطّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس من طَرِيق مُحَمَّد بن زِيَاد صَاحب مَيْمُون بن مهْرَان.
(15) [حَدِيثٌ] تَزَوَّجُوا وَلا تُطَلِّقُوا فَإِنَّ الطَّلاقَ يَهْتَزُّ لَهُ الْعَرْشُ (خطّ) من حَدِيث عَليّ وَلَا يَصح فِيهِ عَمْرو بن جَمِيع.
(16) [حَدِيثُ] جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ أَتَى النَّبِيَّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَخِي حَلَفَ بِالطَّلاقِ أَنْ لَا يُكَلِّمَنِي فَهَلْ تَجِدُ لَهُ مَخْرَجًا قَالَ وَكَيْفَ حَلَفَ قَالَ امْرَأَتُهُ طَالِقٌ ثَلاثًا إِنْ كَلَّمَنِي قَالَ كَيْفَ ضَنُّهَا بِزَوْجِهَا قَالَ مَا أَضَنَّهَا بِهِ قَالَ كَيْفَ ضَنُّهُ بِهَا قَالَ مَا أَضَنَّهُ بِهَا قَالَ يَدَعُهَا حَتَّى تَنْقَضِيَ عِدَّتُهَا ثَلاثَ حِيَضٍ ثُمَّ تُكَلِّمُ أَخَاكَ فَلْيَخْطُبْهَا بِمَهْرٍ جَدِيدٍ فَتَكُونُ عِنْدَهُ عَلَى تَطْلِيقَتَيْنِ (خطّ) من طَرِيق مُحَمَّد بن عبد الْملك الْأنْصَارِيّ.
(17) [حَدِيث] أبي هُرَيْرَة وَابْن عَبَّاس آخِرُ خُطْبَةٍ خَطَبَهَا رَسُولُ اللَّهِ لَمْ يَخْطُبْ غَيْرَهَا حَتَّى خَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا قَالَ مَنْ مَشَى فِي تَزْوِيجٍ بَيْنَ اثْنَيْنِ حَتَّى يَجْمَعَ اللَّهُ بَيْنَهُمَا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِكُلِّ خَطْوَةٍ وَبِكُلِّ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ فِي ذَلِكَ، عِبَادَةَ سَنَةٍ، صِيَامَ نَهَارِهَا وَقِيَامَ لَيْلِهَا، وَمَنْ مَشَى فِي تَفْرِيقٍ بَيْنَ اثْنَيْنِ حَتَّى يُفَرِّقَ بَيْنَهُمَا كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَضْرِبَ رَأْسَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَلْفِ صَخْرَةٍ مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ (ابْن الْجَوْزِيّ) من طَرِيق جَامع بن سوَادَة الحمراوي وَقَالَ مَجْهُول (قلت) قدمنَا فِي الْمُقدمَة عَن الذَّهَبِيّ أَنه قَالَ فِي جَامع هَذَا أَتَى بِخَبَر بَاطِل فِي الْجمع بَين الزَّوْجَيْنِ كَأَنَّهُ آفته وَالله تَعَالَى أعلم قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر وَكَذَلِكَ الرَّاوِي عَن جَامع: عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْفَقِيه مَا عَرفته.
(18) [حَدِيثٌ] مَنْ عَمِلَ فِي فُرْقَةٍ بَيْنَ امْرَأَةٍ وَزَوْجِهَا كَانَ فِي غَضَبِ اللَّهِ، وَلَعَنَهُ اللَّهُ فِي(2/202)
الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَكَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَضْرِبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَخْرَةٍ مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ إِلا أَنْ يَتُوبَ (قطّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه الْقَاسِم بن بهْرَام.
(19) [حَدِيثٌ] مَا أَفْلَحَ صَاحِبُ عِيَالٍ قَطُّ (عد) من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه أَحْمد بن جَعْفَر السَّعْدِيّ وَأحمد بن سَلمَة الْكسَائي وَإِنَّمَا يرْوى هَذَا من قَول سُفْيَان بن عُيَيْنَة قَالَ السُّيُوطِيّ وَجَاء من حَدِيث أبي هُرَيْرَة أخرجه الديلمي وَقَالَ ابْن عدي مُنكر.
(20) [حَدِيثُ] أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ كَانَتِ امْرَأَةٌ عَطَّارَةً يُقَالُ لَهَا الْحَولاءُ فَجَاءَتْ إِلَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ نَفْسِي لَكِ الْفِدَاءُ إِنِّي أُزَيِّنُ نَفْسِي لِزَوْجِي كُلَّ لَيْلَةٍ حَتَّى كَأَنِّي الْعَرُوسُ أزف إِلَيْهِ فأجئ فَأَدْخُلُ فِي لِحَافِ زَوْجِي فَأَبْتَغِي بِذَلِكَ مَرْضَاتِ رَبِّي فَيُحَوِّلُ وَجْهَهُ عَنِّي فَأَسْتَقْبِلُهُ فَيُعْرِضُ وَلا أَرَاهُ إِلا قَدْ أَبْغَضَنِي، فَقَالَتْ لَهَا عَائِشَةُ لَا تَبْرَحِي حَتَّى يَجِيءَ رَسُول الله فَلَمَّا جَاءَ قَالَ إِنِّي لأَجِد رِيحَ الْحَوْلاءِ فَهَلْ أَتَتْكُمْ وَهَلِ ابْتَعْتُمْ مِنْهَا شَيْئًا قَالَتْ عَائِشَةُ لَا وَلَكِنْ جَاءَتْ تَشْكُو زَوْجَهَا فَقَالَ مَالك يَا حَوْلاءُ فَذَكَرَتْ لَهُ نَحْوَ مَا ذَكَرَتْ لِعَائِشَةَ فَقَالَ اذْهَبِي أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ فَاسْمَعِي وَأَطِيعِي لِزَوْجِكِ، قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا لِي مِنَ الأَجْرِ، فَقَالَ رَسُولُ الله لِلْحَوْلاءِ لَيْسَ مِنَ امْرَأَةٍ تَرْفَعُ شَيْئًا مِنْ بَيْتِهَا مِنْ مَكَانٍ أَوْ تَضَعُهُ مِنْ مَكَانٍ تُرِيدُ بِذَلِكَ الصَّلاحَ إِلا نَظَرَ اللَّهُ إِلَيْهَا وَمَا نَظَرَ اللَّهُ إِلَى عَبْدٍ قَطُّ فَعَذَّبَهُ، قَالَتْ: زِدْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: لَيْسَ مِنَ امْرَأَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ تَحْمِلُ مِنْ زَوْجِهَا إِلا كَانَ لَهَا كَأَجْرِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ الْمُخْبِتِ فَإِذَا أَرْضَعَتْهُ كَانَ لَهَا بِكُلِّ رَضْعَةٍ عِتْقُ رَقَبَةٍ فَإِذَا فَطَمَتْهُ نَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ اسْتَأْنِفِي الْعَمَلَ فَقَدْ كُفِيتِ مَا مَضَى فَقَالَتْ عَائِشَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا لِلنِّسَاءِ فَمَا لِلرِّجَالِ فَقَالَ مَا مِنْ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَأْخُذُ بِيَدِ امْرَأَتِهِ يُرَاوِدُهَا إِلا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ فَإِذَا عَانَقَهَا فَعِشْرُونَ حَسَنَةً فَإِذَا قَبَّلَهَا فَعِشْرُونَ وَمِائَةُ حَسَنَةٍ فَإِذَا جَامَعَهَا ثُمَّ قَامَ إِلَى مُغْتَسَلِهِ لَمْ يَمُرَّ الْمَاءُ عَلَى شَعْرَةٍ مِنْ جَسَدِهِ إِلا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ وَحَطَّ عَنْهُ عَشْرَ خَطِيئَاتٍ وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيُبَاهِي بِهِ الْمَلائِكَةَ فَيَقُولُ انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي قَامَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ الشَّدِيدِ بَرْدُهَا فَاغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ مُؤْمِنًا أَنِّي رَبُّهُ أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُ (خطّ) إِلَى قَوْله أزف إِلَيْهِ وَقَالَ وَذكر الحَدِيث وَسَاقه بِتَمَامِهِ (ابْن الْجَوْزِيّ) وَفِيه زِيَاد بن مَيْمُون وَعنهُ الصَّباح بن سهل مُنكر الحَدِيث وَقد شهد عَلَيْهِ ابْن(2/203)
مهْدي أَنه رَجَعَ عَن هَذَا الحَدِيث قَالَ السُّيُوطِيّ وتابع الصَّباح حَمَّاد بن أبي سُلَيْمَان (قلت) فالبلاء من زِيَاد وَقد شهد عَلَيْهِ عبد الرَّحْمَن بن مهْدي أَنه رَجَعَ عَن هَذَا الحَدِيث وَالله تَعَالَى أعلم.
(21) [حَدِيثُ] أَنَسٍ أَنَّ سَلامَةَ حَاضِنَةَ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ النَّبِي قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ تُبَشِّرُ الرِّجَالَ بِكُلِّ خَيْرٍ وَلا تُبَشِّرُ النِّسَاءَ قَالَ أَصُوَيْحِبَاتُكِ دَسَسْنَكِ لِهَذَا قَالَتْ أَجَلْ هُنَّ أَمَرْنَنِي قَالَ أما ترْضى إحديكن أَنَّهَا إِذَا كَانَتْ حَامِلا مِنْ زَوْجِهَا وَهُوَ رَاضٍ عَنْهَا أَنَّ لَهَا مِثْلَ أَجْرِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ أَصَابَهَا الطَّلْقُ لَمْ يَعْلَمْ أَهْلُ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ مَا أُخْفِيَ لَهَا مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ فَإِذَا وَضَعَتْ لَمْ يَخْرُجْ مِنْهَا جَرْعَةً مِنْ لَبَنِهَا وَلَمْ يَمُصَّ مَصَّةً إِلا كَانَ لَهَا بِكُلِّ جَرْعَةٍ وَبِكُلِّ مَصَّةٍ حَسَنَةٌ فَإِنْ أَسْهَرَهَا لَيْلَةً كَانَ لَهَا مِثْلُ أَجْرِ سَبْعِينَ رَقَبَةً تُعْتِقُهُنَّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ سَلامَةُ تَدْرِي لِمَنْ أَعْنِي بِهَذَا؟ الْمُتَعَفِّفَاتُ الصَّالِحَاتُ الْمُطِيعَاتُ لأَزْوَاجِهِنَّ اللاتِي لَا يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ (طب) فِي الْأَوْسَط (الْحسن بن سُفْيَان) فِي مُسْنده وَفِيه عَمْرو بن سعيد الْخَولَانِيّ (قلت) سَلامَة هَذِه لم أر لَهَا ذكرا فِي الصحابيات من الْإِصَابَة وَالله تَعَالَى أعلم.
الْفَصْل الثَّانِي
(22) [حَدِيثٌ] لَوْلا النِّسَاءُ لَعُبِدَ اللَّهُ حَقًّا حَقًّا (عد) من حَدِيث عمر بن الخاب وَفِيه زيد الْعمي وَعنهُ ابْنه عبد الرَّحِيم (تعقب) بِأَن لَهُ شَاهدا من حَدِيث أنس لَوْلَا الْمَرْأَة لدخل الرجل الْجنَّة أخرجه الثَّقَفِيّ فِي فَوَائده وَفِيه بشر بن الْحُسَيْن مَتْرُوك (قلت) بل كَذَّاب وَضاع فَلَا يصلح حَدِيثه شَاهدا وَالله أعلم.
(23) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ إِنَّ امْرَأَةً أَتَتْ رَسُولَ الله فَجَلَسَتْ إِلَيْهِ تُكَلِّمُهُ فِي حَاجَتِهَا وَقَامَتْ فَأَرَادَ رَجُلٌ أَنْ يَقْعُدَ مَكَانهَا فَنَهَاهُ النَّبِي أَنْ يَقْعُدَ حَتَّى يَبْرُدَ مَكَانُهَا (قطّ) فِي الْأَفْرَاد من طَرِيق شُعَيْب بن مُبشر (تعقب) بِأَن الذَّهَبِيّ قَالَ فِي الْمِيزَان فِي شُعَيْب إِنَّه حسن الحَدِيث.
(24) [حَدِيثُ] عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى وَاللَّهِ إِنَّا لَجُلُوسٍ عِنْدَ رَسُولِ الله(2/204)
إِذْ جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَهْلَكَنِي الشَّبَقُ وَالْجُوعُ فَقَالَ رَسُول الله يَا أَعْرَابِيُّ الشَّبَقُ وَالْجُوعُ قَالَ هُوَ ذَاكَ قَالَ فَاذْهَبْ فَأَوَّلُ امْرَأَةٍ تَلْقَاهَا لَيْسَ لَهَا زَوْجٌ فَهِيَ امْرَأَتُكَ قَالَ الأَعْرَابِيُّ فَدَخَلْتُ نَخْلَ بَنِي النَّجَّارِ فَإِذَا جَارِيَةٌ تَخْتَرِقُ فِي زَبِيلٍ فَقُلْتُ لَهَا يَا ذَاتَ الزَّبِيلِ هَلْ لَكِ زَوْجٌ قَالَتْ لَا فَقُلْتُ انْزِلِي فقد زوجنيك رَسُول الله فَنَزَلَتْ فَانْطَلَقْتُ مَعَهَا إِلَى مَنْزِلِهَا فَقَالَتْ لأَبِيهَا إِنَّ هَذَا الأَعْرَابِيَّ أَتَانِي وَأَنَا أَخْتَرِقُ فِي الزَّبِيلِ فَسَأَلَنِي هَلْ لَكِ زَوْجٌ فَقُلْتُ لَا فَقَالَ انْزِلِي فَقَدْ زَوَّجَنِيكِ رَسُول الله فَخَرَجَ أَبُو الْجَارِيَةِ إِلَى الأَعْرَابِيِّ فَقَالَ لَهُ الأَعْرَابِيُّ مَا ذَاتُ الزَّبِيلِ مِنْكَ فَقَالَ ابْنَتِي قَالَ هَلْ لَهَا زَوْجٌ قَالَ لَا قَالَ فَقَدْ زَوَّجَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ فَانْطَلَقَتِ الْجَارِيَةُ وَأَبُو الْجَارِيَةِ إِلَى النَّبِي فَأَخْبَرَاهُ فَقَالَ رَسُول الله هَلْ لَهَا زَوْجٌ قَالَ لَا قَالَ فَاذْهَبْ فَأَحْسِنْ جَهَازَهَا ثُمَّ ابْعَثْ بِهَا إِلَيْهِ فَانْطَلَقَ أَبُو الْجَارِيَةِ فَجَهَّزَ ابْنَتَهُ وَأَحْسَنَ الْقِيَامَ عَلَيْهَا ثُمَّ بَعَثَ مَعَهَا بِتَمْرٍ وَلَبَنٍ فَجَاءَتْ بِهِ إِلَى بَيْتِ الأَعْرَابِيِّ فَانْصَرَفَ الأَعْرَابِيُّ إِلَى بَيْتِهِ فَرَأَى جَارِيَةً مُصَنَّعَةً وَرَأَى تَمْرًا وَلَبَنًا فَقَامَ إِلَى الصَّلاةِ فَلَمَّا طَلَعَ الْفَجْرُ غَدَا إِلَى رَسُولِ الله وَغَدَا أَبُو الْجَارِيَةِ إِلَى ابْنَتِهِ فَقَالَتْ وَاللَّهِ مَا قَرُبَنَا وَلا قَرُبَ تَمْرَنَا وَلا لَبَنَنَا فَانْطَلَقَ أَبُو الْجَارِيَةِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَأَخْبَرَهُ فَدَعَا الأَعْرَابِيَّ فَقَالَ يَا أَعْرَابِيُّ مَا مَنَعَك أَنْ تَكُونَ أَلْمَمْتَ بِأَهْلِكَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ انَصَرْفُت مِنْ عِنْدِكَ وَدَخْلُت الْمَنْزِلَ فَإِذَا جَارِيَةٌ مُصَنَّعَةٌ وَرَأَيْتُ تَمْرًا وَلَبَنًا فَكَانَ يَجِبُ لِلَّهِ عَلَيَّ أَنْ أُحْيِيَ لَيْلَتِي إِلَى الصَّبَاحِ قَالَ يَا أَعْرَابِيُّ أَلْمِمْ بِأَهْلِكَ (عبد بن حميد) وَلَا يَصح فِيهِ عبد الرَّحِيم بن هَارُون الوَاسِطِيّ (تعقب) بِأَنَّهُ من رجال التِّرْمِذِيّ (قلت) وَقَالَ فِي حَدِيثه حسن غَرِيب وَذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَقَالَ يعْتَبر حَدِيثه إِذا حدث عَن الثِّقَات من كِتَابه وَالله أعلم.
(25) [حَدِيثٌ] رَكْعَتَانِ مِنَ الْمُتَزَوِّجِ أَفْضَلُ مِنْ سَبْعِينَ رَكْعَةً مِنَ الأَعْزَبِ (عق) من حَدِيث أنس وَفِيه مجاشع بن عَمْرو (تعقب) بِأَن لَهُ طَرِيقا آخر بِلَفْظ رَكْعَتَانِ من المتأهل خير من اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ رَكْعَة من العزب أخرجه تَمام فِي فَوَائده وَمن طَرِيقه الضياء فِي المختارة لَكِن تعقبه الْحَافِظ ابْن حجر فِي أَطْرَافه فَقَالَ هَذَا حَدِيث مُنكر مَا لإخراجه معنى.(2/205)
(26) [حَدِيثٌ] شِرَارُكُمْ عُزَّابُكُمْ (عد) من حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَلا يَصِحُّ فِيهِ خَالِد بن إِسْمَاعِيل وَله طَرِيق ثَان فِيهِ يُوسُف بن السّفر وَلَا يَصح (تعقب) بِأَنَّهُ من طَرِيق خَالِد أخرجه أَبُو يعلى وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي المطالب الْعَالِيَة هَذَا حَدِيث مُنكر، وَورد من حَدِيث أبي ذَر بِلَفْظ إِن من سنتنا النِّكَاح شِرَاركُمْ عُزَّابُكُمْ وأراذل مَوْتَاكُم عُزَّابُكُمْ أخرجه أَحْمد فِي مُسْنده بِسَنَد رِجَاله ثِقَات وَفِيه قصَّة وَمن حَدِيث عَطِيَّة ابْن بسر الْمَازِني أخرجه أَبُو يعلى وَالطَّبَرَانِيّ وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَفِيه مُعَاوِيَة بن يحيى الصَّدَفِي ضَعِيف وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس أخرجه الديلمي.
(27) [حَدِيثٌ] مَنْ تَزَوَّجَ امْرَأَةً لِعِزَّهَا لَمْ يَزِدْهُ اللَّهُ إِلا ذُلا، وَمَنْ تَزَوَّجَ امْرَأَةً لِمَالِهَا لَمْ يَزِدْهُ اللَّهُ إِلا فَقْرًا؛ وَمَنْ تَزَوَّجَ امْرَأَةً لِحَسَبِهَا لَمْ يَزِدْهُ اللَّهُ إِلا دَنَاءَةً، وَمَنْ تزوج امْرَأَة لم يتزجها إِلا لِيَغُضَّ بَصَرَهُ أَوْ يُحْصِنَ فَرْجَهُ أَوْ يَصِلَ رَحِمَهُ بَارَكَ اللَّهُ لَهُ فِيهَا وَبَارَكَ لَهَا فِيهِ (حب) من حَدِيث أنس من طَرِيق عبد السَّلَام بن عبد القدوس، وَعنهُ عَمْرو بن عُثْمَان مَتْرُوك وَهُوَ ضد مَا فِي الصَّحِيح: تنْكح الْمَرْأَة لمالها ولحسبها ولجاملها (تعقب) بِأَن عبد السَّلَام روى لَهُ ابْن مَاجَه وَقَالَ أَبُو حَاتِم ضَعِيف وَعَمْرو بن عُثْمَان هُوَ الْحِمصِي كَذَا فِي رِوَايَة الطَّبَرَانِيّ وَلَيْسَ لَهُ ذكر فِي الْمِيزَان وَلَا اللِّسَان وَلَيْسَ الحَدِيث مُخَالفا لما فِي الصَّحِيح فَإِنَّهُ لَيْسَ المُرَاد بِهِ الْأَمر بذلك بل الْإِخْبَار عَمَّا يَفْعَله النَّاس، وَلِهَذَا قَالَ فِي آخِره فاظفر بِذَات الدَّين تربت يداك وَله شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بن عَمْرو أخرجه عبد بن حميد من طَرِيق عبد الرَّحْمَن بن زِيَاد الأفريقي (قلت) هُوَ فِي ابْن مَاجَه فعزوه إِلَيْهِ أولى إِذْ هُوَ من الْأُصُول السِّتَّة وَعَمْرو بن عُثْمَان الْحِمصِي من رجال أبي دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَلم يجرح فَكيف يكون لَهُ ذكر فِي الْمِيزَان أَو اللِّسَان والموصوف بِأَنَّهُ مَتْرُوك هُوَ عَمْرو بن عُثْمَان الْكلابِي قَالَ فِيهِ النَّسَائِيّ والأزدي ذَلِك، على أَنه من رجال ابْن مَاجَه وَقَالَ ابْن عدي لَهُ أَحَادِيث صَالِحَة وَهُوَ مِمَّن يكْتب حَدِيثه وَذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَالله أعلم.
(28) [حَدِيثٌ] عَلَيْكُمْ بِالسَّرَارِيِّ فَإِنَّهُنَّ مُبَارَكَاتُ الأَرْحَامِ (طب) فِي الْأَوْسَط من حَدِيث أبي الدَّرْدَاء (عق) من حَدِيثه أَيْضا بِلَفْظ اتَّخذُوا السراري فَإِنَّهُنَّ أَنْجَب أَوْلَادًا وَلَا يَصح فِي الأول مُحَمَّد بن علاثة وَعَمْرو بن الْحصين؛ وَفِي الثَّانِي حَفْص بن عمر الأبلي (تعقب) بِأَن الحَدِيث من الطَّرِيق الأول أخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك، وَالثَّانِي شَاهد لَهُ(2/206)
وَله شَاهد مُرْسل أخرجه ابْن أبي عمر فِي مُسْنده، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي المطالب الْعَالِيَة عقب إِيرَاده هَذَا مُرْسل لَا بَأْس بِإِسْنَادِهِ وَشَاهد آخر من مُرْسل مَكْحُول أخرجه سعيد بن مَنْصُور فِي سنَنه وَآخر من مُرْسل عَليّ بن الْحُسَيْن أخرجه أَبُو زَكَرِيَّا البُخَارِيّ فِي فَوَائده وَمن شواهده حَدِيث ابْن عمر انكحوا أُمَّهَات الْأَوْلَاد فَإِنِّي أباهي بهم يَوْم الْقِيَامَة أخرجه أَحْمد وَأَبُو يعلى.
(29) [حَدِيثٌ] مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ طَاهِرًا مُطَهَّرًا فَلْيَتَزَوَّجِ الْحَرَائِرَ (عد) من حَدِيث أنس وَعلي وَابْن عَبَّاس وَلَا يَصح فِي الأول كثير بن سليم وَعنهُ سَلام بن سوار مُنكر الحَدِيث وَفِي الثَّانِي عَمْرو بن جَمِيع وجويبر وَفِي الثَّالِث نهشل وَمُحَمّد بن مُعَاوِيَة (تعقب) بِأَن حَدِيث أنس أخرجه ابْن مَاجَه.
(30) [حَدِيثٌ] لَا يَنْكِحِ النِّسَاء إِلَّا الأكفا وَلا يُزَوِّجْهُنَّ إِلا الأَوْلِيَاءُ وَلا مَهْرَ دُونَ عَشْرِ دَرَاهِمَ (عق) مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله من طَرِيق مُبشر بن عبيد (تعقب) بِأَن الدَّارَقُطْنِيّ أخرجه فِي سنَنه وَقَالَ: مُبشر مَتْرُوك الحَدِيث وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه وَقَالَ هَذَا حَدِيث ضَعِيف بِمرَّة وَأخرجه ابْن خُزَيْمَة وَقَالَ أَنا أَبْرَأ من عُهْدَة مُبشر (قلت) وَقَالَ الزَّيْلَعِيّ فِي تَخْرِيج الْهِدَايَة وَتَبعهُ الْحَافِظ ابْن حجر فِي مُخْتَصره هُوَ حَدِيث ضَعِيف وروى عَن عَليّ مَوْقُوفا أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ وَالْبَيْهَقِيّ بِسَنَدَيْنِ ضعيفين ويعارضه حَدِيث سهل بن سعد فِي الواهبة التمس وَلَو خَاتمًا من حَدِيد مُتَّفق عَلَيْهِ انْتهى مُخْتَصرا، وَقَالَ شيخ شُيُوخنَا الْعَلامَة الشَّمْس السخاوي فِي الْأَجْوِبَة المرضية قَالَ الشَّيْخ كَمَال الدَّين ابْن الْهمام فِي شرح الْهِدَايَة بعد أَن ذكر كَلَام الْأَئِمَّة فِي تَضْعِيف هَذَا الحَدِيث، ثمَّ وجدنَا فِي شرح الشَّيْخ برهَان الدَّين الْحلَبِي يَعْنِي على البُخَارِيّ أَن الْبَغَوِيّ قَالَ إِنَّه حسن وَقَالَ فِيهِ رَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم من حَدِيث جَابر من طَرِيق عَمْرو بن عبد الله الأودي بِسَنَدِهِ ثمَّ أوجدنا صُورَة السَّنَد عَن الْحَافِظ قَاضِي الْقُضَاة الْعَسْقَلَانِي الشهير بِابْن حجر قَالَ ابْن أبي حَاتِم ثَنَا عَمْرو بن عبد الله الأودي ثَنَا وَكِيع عَن عباد بن مَنْصُور ثَنَا الْقَاسِم بن مُحَمَّد سَمِعت جَابِرا يَقُول قَالَ رَسُول الله وَلَا مهر أقل من عشرَة، الحَدِيث، قَالَ القَاضِي هُوَ بِهَذَا الْإِسْنَاد حسن وَلَا أقل مِنْهُ انْتهى: قَالَ السخاوي وَقد كَانَ شخص نقل لي ذَلِك عَن شَيخنَا فأنكرته، فَلَمَّا رَأَيْت كَلَام ابْن الْهمام حَار فكري فِي ذَلِك وَقد أمعنت فِي التفتيش عَلَيْهِ فَلم أظفر بِهِ وَالله تَعَالَى أعلم.(2/207)
(31) [حَدِيثُ] مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّهُ شَهِدَ إِمْلاكَ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ مَعَ رَسُول الله فَخَطب رَسُول الله وَأَنْكَحَ الأَنْصَارِيَّ وَقَالَ عَلَى الأُلْفَةِ وَالْخَيْرِ وَالطَّيْرِ الْمَيْمُونِ دَفِّفُوا عَلَى رَأْسِ صَاحِبِكُمْ فَدُفِّفَ عَلَى رَأْسِهِ وَأَقْبَلَتِ السِّلالُ فِيهَا الْفَاكِهَةُ وَالسُّكَّرُ فَنَثَرُوا عَلَيْهِ فَأَمْسَكَ الْقَوْمُ فَلَمْ ينتهبوا فَقَالَ رَسُول الله مَا أَزْيَنَ الْحِلْمَ أَلا تَنْتَهِبُونَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ نَهَيْتَنَا عَنِ النُّهْبَةِ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا قَالَ إِنَّمَا نَهَيْتُكُمْ عَنِ نهبة العساكر لم أَنْهَكُمْ عَنْ نُهْبَةِ الْوَلائِمِ قَالَ معَاذ بن جبل فوَاللَّه لقد رَأَيْت رَسُول الله يجررنا ونجرره فِي ذَلِك النَّهَار (عق نع طب) من حَدِيث أنس وَلَا يَصح فِي الأول بشر بن إِبْرَاهِيم الْأنْصَارِيّ، وَفِي الثَّانِي خَالِد بن إِسْمَاعِيل الْأنْصَارِيّ، وَفِي الثَّالِث حَازِم مولى بني هَاشم ولمازة مَجْهُولَانِ (تعقب) بِأَن الْحَافِظ ابْن حجر قَالَ فِي اللِّسَان حَدِيث معَاذ أعله ابْن الْجَوْزِيّ بِأَن حازما ولمازة مَجْهُولَانِ؛ وَقد وَقع لنا من وَجه آخر أوردهُ ابْن مَنْدَه فِي الْمعرفَة من طَرِيق عصمَة عَن حَازِم بن مَرْوَان عَن عبد الرَّحْمَن بن فلَان أَو فلَان بن عبد الرَّحْمَن عَن النَّبِي وَهَذَا معضل وَتبين لنا من هَذَا اسْم وَالِد حَازِم وَهُوَ على كل حَال لَا يعرف، وَقَالَ فِي تَرْجَمَة عصمَة: حَدِيث معَاذ أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه، وَقَالَ فِي إِسْنَاده مَجَاهِيل وَانْقِطَاع فَلَا يثبت وَأخرجه الطَّحَاوِيّ من طَرِيق عون بن عمَارَة عَن لمازة وَعنهُ صَالح بن مُحَمَّد الرَّازِيّ وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي الْمعرفَة عصمَة بن سُلَيْمَان لَا يحْتَج بِهِ وَعون بن عمَارَة عَن لمازة مَجْهُول (قلت) وَرَأَيْت بِخَط الْحَافِظ ابْن حجر على هَامِش نُسْخَة من الموضوعات عِنْد قَول ابْن الْجَوْزِيّ قَالَ ابْن عدي خَالِد بن إِسْمَاعِيل يضع الحَدِيث على ثِقَات الْمُسلمين مَا نَصه خَالِد الَّذِي قَالَ فِيهِ ابْن عدي هَذِه الْمقَالة هُوَ المَخْزُومِي وَهَذَا أَنْصَارِي وَقد فرق بَينهمَا الْخَطِيب فِي الروَاة عَن مَالك وَقَالَ فِي الْأنْصَارِيّ هَذَا إِنَّه مَجْهُول وَالله تَعَالَى أعلم.
(32) [حَدِيثُ] أَنَسٍ: أَوَّلُ حُبٍّ فِي الإِسْلامِ حب النَّبِي لِعَائِشَةَ (قطّ) من طَرِيق الموقري تفرد بِهِ وَعنهُ مُوسَى بن مُحَمَّد بن عَطاء (تعقب) بِأَن الموقري تَابعه عَن الزُّهْرِيّ مُحَمَّد بن الزبير، مُؤذن حران، لكنه جعله من قَول الزُّهْرِيّ، أخرجه الْخَطِيب.
(33) [حَدِيثٌ] لَا تُسْكِنُوهُنَّ الْغُرَفَ وَلا تُعَلِّمُوهُنَّ الْكِتَابَةَ وَعَلِّمُوهُنَّ الْغَزْلَ وَسورَة(2/208)
النُّورِ (خطّ) من حَدِيث عَائِشَة وَلا يَصِحُّ فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيم الشَّامي وَقد ذكر الْحَاكِم هَذَا الحَدِيث فِي صَحِيحه وَالْعجب كَيفَ خفى عَلَيْهِ أمره (عد) من حَدِيث ابْن عَبَّاس بِلَفْظ لَا تعلمُوا نساءكم الْكِتَابَة وَلَا تسكنوهن العلالي، وَقَالَ خير لَهو الْمُؤمن السباحة وَخير لَهو الْمَرْأَة المغزل، وَفِيه جَعْفَر بن نصر (تعقب) بِأَن الْحَاكِم مَا أخرج الحَدِيث الأول من طَرِيق هَذَا الشَّامي الوضاع حَتَّى يتعجب مِنْهُ نعم رَوَاهُ من طَرِيق عبد الْوَهَّاب بن الضَّحَّاك وَهُوَ ضَعِيف وَلِهَذَا تعقبه الْحَافِظ ابْن حجر فِي الْأَطْرَاف فَقَالَ عقب قَول الْحَاكِم صَحِيح الْإِسْنَاد بل عبد الْوَهَّاب مَتْرُوك وَقد تَابعه مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم رَمَاه ابْن حبَان بِالْوَضْعِ وَقد روى من حَدِيث حَفْص الْقَارِي عَن لَيْث عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس انْتهى وَجَاء عَن مُجَاهِد مُرْسلا علمُوا رجالكم سُورَة الْمَائِدَة وَعَلمُوا نساءكم سُورَة النُّور، أخرجه سعيد ابْن مَنْصُور فِي سنَنه وروى الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب عَن أبي عَطِيَّة الْهَمدَانِي كتب عمر بن الْخطاب تعلمُوا سُورَة بَرَاءَة وَعَلمُوا نساءكم سُورَة نوح، وَأخرجه أَبُو نعيم فِي الْحِلْية عَن أنس مَرْفُوعا نعم لَهو الْمَرْأَة مغزلها قلت هُوَ من طَرِيق مُحَمَّد بن عمر السّري الْوراق وَالله أعلم.
(34) [حَدِيثٌ] إِذَا جَامَعَ أَحَدُكُمْ زَوْجَتَهُ أَوْ جَارِيَتَهُ فَلا يَنْظُرْ إِلَى فَرْجِهَا فَإِنَّ ذَلِكَ يُورِثُ الْعَمَى (عد) من حَدِيث ابْن عَبَّاس من طَرِيق بَقِيَّة وَهُوَ مُدَلّس (فت) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة بِلَفْظ إِذا جَامع أحدكُم فَلَا ينظر إِلَى الْفرج فَإِنَّهُ يُورث الْعَمى وَلَا يكثر الْكَلَام فَإِنَّهُ يُورث الخرس وَفِيه إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن يُونُس الْفرْيَابِيّ قَالَ الْأَزْدِيّ سَاقِط (تعقب) بِأَن الْحَافِظ ابْن حجر نقل عَن ابْن الْقطَّان أَنه ذكر فِي كتاب أَحْكَام النّظر أَن بَقِي بن مخلد روى حَدِيث ابْن عَبَّاس عَن هِشَام بن خَالِد عَن بَقِيَّة قَالَ حَدثنَا ابْن جريج فَصرحَ بِالتَّحْدِيثِ فَانْتفى مَا يخَاف من تدليسه وَقد خَالف ابْن الْجَوْزِيّ الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين ابْن الصّلاح فَقَالَ إِن الحَدِيث جيد الْإِسْنَاد انْتهى والْحَدِيث أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه من الطَّرِيقَيْنِ الَّتِي عنعن فِيهَا بَقِيَّة وَالَّتِي صرح فِيهَا بِالتَّحْدِيثِ وَإِبْرَاهِيم الْفرْيَابِيّ روى لَهُ ابْنُ مَاجَهْ وَقَالَ فِي الْمِيزَان قَالَ فِيهِ أَبُو حَاتِم وَغَيره صَدُوق وَلَا يلْتَفت إِلَى كَلَام الْأَزْدِيّ فِيهِ فَإِن فِي لِسَانه فِي الْجرْح رهقا انْتهى وللجملة الْأَخِيرَة من حَدِيث أبي هُرَيْرَة شَاهد من حَدِيث قبيصَة بن ذُؤَيْب أخرجه ابْن عَسَاكِر (قلت) وَقَالَ القَاضِي أَبُو بكر ابْن الْعَرَبِيّ فِي كِتَابه مراقي الزلف، وَقد ذكر الحَدِيث الأول وبكراهة النّظر أَقُول لِأَن الْخَبَر وَإِن لم يثبت بالكراهية بِالْخَيرِ(2/209)
الضَّعِيف أولى عِنْد الْعلمَاء من الرَّأْي وَالْقِيَاس وَقَالَ وَقد ذكر الحَدِيث الثَّانِي وَمعنى هَذَا الحَدِيث وَالله أعلم أَن يكون حَدِيثهمَا فِي أَخْبَار الدُّنْيَا والحوائج والأعمال وَالْأَمر والنَّهْي فَأَما مَا كَانَ من حَدِيث بِسَبَب الْجِمَاع ليستعين بذلك على حَاجته ولذته فَذَلِك مُبَاح لَهما فعله انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم.
(35) [حَدِيثُ] جَابِرٍ أَتَى رَجُلٌ إِلَى النَّبِي فَقَالَ إِنَّ امْرَأَتِي لَا تَدْفَعُ يَدَ لامِسٍ قَالَ طَلِّقْهَا قَالَ إِنِّي أُحِبُّهَا قَالَ اسْتَمْتِعْ بِهَا (الْخلال) فِي الْعِلَل وَلَا أصل لَهُ وَإِن صَحَّ حمل على التَّفْرِيط فِي المَال لَا على الْفُجُور (تعقب) بِأَن الْحَافِظ ابْن حجر سُئِلَ عَنهُ فَأجَاب بِأَنَّهُ حسن صَحِيح وَقَالَ لم يصب من قَالَ إِنَّه مَوْضُوع وَقد أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي مُخْتَصره إِسْنَاده صَالح وَأخرجه أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ فِي سُنَنهمَا من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَقَالَ الْحَافِظ زكي الدَّين الْمُنْذِرِيّ فِي مُخْتَصر السّنَن رجال إِسْنَاده مُحْتَج بهم فِي الصَّحِيحَيْنِ على الِاتِّفَاق والانفراد وَأطَال الْحَافِظ ابْن حجر الْكَلَام على رجال الحَدِيث وطرقه فَمن أَرَادَ فليراجعه من الأَصْل وَله طَرِيق آخر مُرْسل أخرجه الشَّافِعِي فِي الْأُم وَعبد الرَّزَّاق فِي المُصَنّف، عَن عبد الله بن عبيد بن عُمَيْر مُرْسلا، وَوَصله الخرائطي فِي اعتلال الْقُلُوب فَقَالَ عَن عبد الله بن عُمَيْر عَن ابْن عَبَّاس وَأخرجه عبد الرَّزَّاق أَيْضا من طَرِيق عبد الْكَرِيم الْجَزرِي عَن رجل عَن مولى لبني هَاشم وَأخرجه ابْن سعد فِي الطَّبَقَات وَابْن مَنْدَه فِي معرفَة الصَّحَابَة من طَرِيق عبد الْكَرِيم عَن أبي الزبير عَن هِشَام مولى رَسُول الله.
(36) [حَدِيثٌ] طَاعَةُ الْمَرْأَةِ نَدَامَةٌ (عد) من حَدِيث زيد بن ثَابت (عق) من حَدِيث عَائِشَة وَلَا يَصح فِي الأول عَنْبَسَة بن عبد الرَّحْمَن وَعُثْمَان الطرائفي وَفِي الثَّانِي مُحَمَّد بن سُلَيْمَان ابْن أبي كَرِيمَة (تعقب) بِأَن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان توبع عَن هِشَام بن عُرْوَة فَأخْرجهُ أَبُو عَليّ الْحداد فِي مُعْجمَة من طَرِيق أبي البخْترِي عَن هِشَام بِهِ، وَأخرجه أَبُو الْحسن الحمامي فِي جزته من طَرِيق عِيسَى بن يُونُس عَن هِشَام بِهِ وَورد من حَدِيث جَابر أخرجه ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخه وَمن شواهده حَدِيث أبي بكر هَلَكت الرِّجَال حِين أطاعت النِّسَاء، أخرجه أَحْمد وَالطَّبَرَانِيّ وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَقَول عمر خالفوا النِّسَاء فَإِن فِي خلافهن الْبركَة، وَقَالَ مُعَاوِيَة عودوا النِّسَاء لَا فَإِنَّهَا ضَعِيفَة إِن أطعتها أهلكتك أخرجهُمَا العسكري فِي الْأَمْثَال(2/210)
(37) [حَدِيثٌ] إِذَا حَمَلَتِ الْمَرْأَةُ فَلَهَا أَجْرُ الصَّائِمِ الْمُخْبَتِ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَإِذَا ضَرَبَهَا الطَّلْقُ فَلا يَدْرِي أَحَدٌ مِنَ الْخَلائِقِ مَا لَهَا مِنَ الأَجْرِ فَإِذَا وَضَعَتْ فَلَهَا بِكُلِّ رَضْعَةٍ عِتْقُ نَسَمَةٍ (عد) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه الْحسن بن مُحَمَّد الْبَلْخِي (تعقب) بِأَن لَهُ طَرِيقا آخر من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن عَوْف أخرجه أَبُو الشَّيْخ (قلت) فِيهِ عبد الرَّحِيم وَأَظنهُ ابْن زيد الْعمي وَإِلَّا فمجهول وَأَنا لَا أَشك أَن هَذَا مَوْضُوع وَالله تَعَالَى أعلم.
(38) [حَدِيثٌ] مَنْ حَمَلَ طُرْفَةً مِنَ السُّوقِ إِلَى ولده كَانَ كحامل صَدَقَة وابدؤا بِالإِنَاثِ فَإِنَّ اللَّهَ رَقَّ لِلإِنَاثِ وَمَنْ رَقَّ لِلإِنَاثِ كَانَ كَمَنْ يَبْكِي مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَنْ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّهُ غُفِرَ لَهُ وَمَنْ فَرَّحَ أُنْثَى فَرَّحَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْحُزْنِ (عد) من حَدِيث أنس من طَرِيق حَمَّاد بن عَمْرو النصيبي (تعقب) بِأَن لَهُ طَرِيقا آخر أخرجه الخرائطي فِي مَكَارِم الْأَخْلَاق وَبِأَن الْحَافِظ زين الدَّين الْعِرَاقِيّ قَالَ فِي تَخْرِيج الْإِحْيَاء سَنَده ضَعِيف جدا وَورد من حَدِيث ابْن عَبَّاس أخرجه الديلمي، وَأَبُو نعيم فِي كتاب فَضِيلَة المحتسبين فِي الْإِنْفَاق على الْبَنَات، (قلت) فِي سَنَده عَليّ بن حَاتِم المكفوف عَن شريك وَفِي الْمِيزَان عَليّ بن حَاتِم أَبُو مُعَاوِيَة يجهل وأتى بمنكر من القَوْل قَالَ حَدثنَا عبيد الله بن مُوسَى عَن إِسْرَائِيل عَن ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد وقفوهم إِنَّهُم مسئولون عَن ولَايَة عَليّ انْتهى وَلم يذكر من اسْمه عَليّ بن حَاتِم غَيره فَلَا أَدْرِي أهوَ هَذَا أم غَيره وَالله تَعَالَى أعلم.
(39) [حَدِيثٌ] لأَنْ يُرَبِّي أَحَدُكُمْ بَعْدَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ جَرْوُ كَلْبٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يُرَبِّيَ وَلَدًا لِصُلْبِهِ (رَوَاهُ الحكم بن مُصعب) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وآفته الحكم (تعقب) بِأَن الحكم رَوَى لَهُ أَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَه وَلابْن حبَان فِيهِ قَولَانِ وَلِلْحَدِيثِ طَرِيق آخر أخرجه تَمام فِي فَوَائده وَالطَّبَرَانِيّ لَكِن قَالَ الهيثمي فِي تَرْتِيب الْفَوَائِد لَهُ هَذَا حَدِيث مَوْضُوع (قلت) وَكَذَلِكَ قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان وَالله أعلم وَورد من حَدِيث حُذَيْفَة أخرجه أَبُو نعيم فِي الْحِلْية (قلت) أخرجه ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي تلخيصها هَذَا بَاطِل وَالله تَعَالَى أعلم وَمن حَدِيث أنس أخرجه الْحَاكِم فِي تَارِيخه وَأخرج فِي الْمُسْتَدْرك عَن منتصر بن عمَارَة بن أبي ذَر عَن أَبِيه عَن جده مَرْفُوعا إِذا اقْترب الزَّمَان كثر لبس الطيالس وَكَثُرت التِّجَارَة إِلَى أَن قَالَ ويربي الرجل جروا خير لَهُ من أَن يُربي ولدا لَهُ الحَدِيث قَالَ الْحَاكِم تفرد بِهِ سيف بن مِسْكين قَالَ الذَّهَبِيّ وَهُوَ واه منتصر وَأَبوهُ مَجْهُولَانِ (قلت)(2/211)
وَله شَوَاهِد وَكلهَا ضَعِيفَة وينجبر بَعْضهَا بِبَعْض مِنْهَا حَدِيث حُذَيْفَة خير أَوْلَادكُم بعد أَربع وَخمسين وَمِائَة الْبَنَات وَخير نِسَائِكُم بعد سِتِّينَ وَمِائَة العواقر أخرجه الديلمي وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.
(40) [حَدِيثُ] إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا اقْتَنَاهُ لِنَفْسِهِ وَلَمْ يُشْغِلْهُ بِزَوْجَةٍ وَلا وَلَدٍ (نع) من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَفِيه إِسْحَاق بن وهب العلاف (طب) من حَدِيث أبي عنبة الْخَولَانِيّ بِنَحْوِهِ وَفِيه مُحَمَّد بن زِيَاد الْأَلْهَانِي وَعنهُ الْيَمَان بن عدي الْحَضْرَمِيّ (تعقب) بِأَن الْأَلْهَانِي ثِقَة أخرج لَهُ البُخَارِيّ وَالْأَرْبَعَة قَالَ فِي الْمِيزَان وَثَّقَهُ أَحْمد وَالنَّاس واليمان ابْن عدي روى لَهُ ابْن مَاجَه وَضَعفه أَحْمد وَالدَّارَقُطْنِيّ وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق (قلت) وَإِسْحَاق بن وهب العلاف ثِقَة وَإِنَّمَا اتهمَ الذَّهَبِيّ بِالْحَدِيثِ شيخ العلاف عبد الْملك بن يزِيد فَقَالَ لَا يدرى من هُوَ وأتى بِخَبَر بَاطِل وَالله أعلم.
(41) [حَدِيثٌ] الْمُؤْمِنُ يَسِيرُ الْمُؤْنَةِ (خطّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة من طَرِيق مُحَمَّد ابْن سهل الْعَطَّار (تعقب) بِأَن لَهُ طَرِيقا آخر أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب.
(42) [حَدِيثُ] ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِي قَالَ لَهُ كَيفَ بك يَا ابْن عُمَرَ إِذَا بَقِيتَ فِي قَوْمٍ يُخَبِّئُونَ رِزْقَ سَنَتِهِمْ قَالَ النَّسَائِيّ هَذَا حَدِيث مَوْضُوع (تعقب) بِأَن البُخَارِيّ أخرجه فِي صَحِيحه فِي رِوَايَة حَمَّاد بن شَاكر وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي فتح الْبَارِي وَقع هَذَا الحَدِيث فِي رِوَايَة حَمَّاد بن شَاكر وَلَيْسَ هُوَ فِي أَكثر الرِّوَايَات وَلَا استخرجه الْإِسْمَاعِيلِيّ وَلَا أَبُو نعيم بل ذكره أَبُو مَسْعُود فِي الْأَطْرَاف وَسَاقه الْحميدِي فِي الْجمع بَين الصَّحِيحَيْنِ نقلا عَن أبي مَسْعُود وَأخرجه عبد بن حميد من طَرِيق الْجراح بن منهال بِلَفْظ كَيفَ بك يَا ابْن عُمَرَ إِذَا بَقِيتَ فِي قَوْمٍ يُخَبِّئُونَ رِزْقَ سَنَتِهِمْ وَيَضْعُفُ الْيَقِينُ فَوَاللَّهِ مَا بَرِحْنَا وَلا ذَهَبْنَا حَتَّى نَزَلَتْ {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُم وَهُوَ السَّمِيع الْعَلِيم} فَقَالَ رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَأْمُرْنِي بِكَنْزِ الدُّنْيَا وَلا اتِّبَاعِ الشَّهَوَاتِ فَمَنْ كَنَزَهَا يُرِيدُ بِهَا حَيَاةً بَاقِيَةً فَإِنَّ الْحَيَاةَ بِيَدِ اللَّهِ أَلا فَإِنِّي لَا أَكْنِزُ دِينَار وَلا دِرْهَمًا وَلا أَخْبَأُ رِزْقًا لِغَدٍ.
(43) [حَدِيثٌ] أَعْرُوا النِّسَاءِ يَلْزَمْنَ الْحِجَالَ (طب) فِي الْكَبِير والأوسط من حَدِيث مسلمة بن مخلد (عد) أَيْضا من حَدِيث أنس بِلَفْظ اسْتَعِينُوا على النِّسَاء بالعري، وَفِي رِوَايَة(2/212)
بِلَفْظ أجيعوا النِّسَاء جوعا غير مُضر وأعروهن عريا غير مبرح لِأَنَّهُنَّ إِذا سمن واكتسبن فَلَيْسَ شَيْء أحب إلَيْهِنَّ من الْخُرُوج وَلَيْسَ شَيْء شرا لَهُنَّ من الْخُرُوج وإنهن إِذا أصابهن طرف من العري والجوع فَلَيْسَ شَيْء أحب إلَيْهِنَّ من الْبيُوت وَلَيْسَ شَيْء خيرا لَهُنَّ من الْبيُوت وَلَا يَصح شَيْء مِنْهَا فِي الأول شُعَيْب بن يحيى قَالَ أَبُو حَاتِم لَيْسَ بِمَعْرُوف وَقَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ لَيْسَ لهَذَا الحَدِيث أصل وَفِي الثَّانِي زَكَرِيَّا بن يحيى وَإِسْمَاعِيل بن عباد وَفِي الثَّالِث مُحَمَّد بن دَاوُد شيخ ابْن عدي وَفِيه سَعْدَان بن عُبَيْدَة مَجْهُول وَعبيد الله بن عبد الله الْعَتكِي عِنْده مَنَاكِير (تعقب) فِي الحَدِيث الأول بِأَن شعيبا عرفه غير أبي حَاتِم وَهُوَ التجِيبِي قَالَ ابْن يُونُس عَابِد صَالح وَقَالَ الذَّهَبِيّ مصري صَدُوق أخرج لَهُ النَّسَائِيّ فَحَدِيثه حسن (قلت) وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الموضوعات يَنْبَغِي أَن يخرج من الموضوعات أَكثر مَا تعلق أَبُو الْفرج فِي سَنَده على شُعَيْب بقول أبي حَاتِم لَيْسَ بِمَعْرُوف وماذا يجرح فَإِن النَّسَائِيّ احْتج بِهِ انْتهى لَكِن رَأَيْت الْحَافِظ الهيثمي فِي الْمجمع أعل الحَدِيث بمجمع بن كَعْب وَقَالَ لَا أعرفهُ وَبَقِيَّة رِجَاله ثِقَات انْتهى فَدخل شُعَيْب فِي الثِّقَات وَبَقِي النّظر فِي حَال بِجمع فَليُحرر وَالله تَعَالَى أعلم وَلِلْحَدِيثِ الثَّانِي شَاهد من قَول عمر بن الْخطاب أخرجه ابْن أبي شيبَة فِي المُصَنّف بِلَفْظ اسْتَعِينُوا على النِّسَاء بالعري إِن إحديهن إِذا كثرت ثِيَابهَا وَحسنت زينتها أعجبها الْخُرُوج وَأخرجه ابْن أبي الدُّنْيَا فِي كتاب الْإِسْرَاف بِلَفْظ اسْتَعِينُوا على النِّسَاء بالعري فَإِن الْمَرْأَة إِذا عريت لَزِمت بَيتهَا.
الْفَصْل الثَّالِث
(44) [حَدِيثٌ] لَا تَزَوَّجُوا الْحَمْقَاءَ فَإِنَّ فِي صُحْبَتِهَا بَلاءً وَفِي وَلَدهَا ضيَاع (مي) من حَدِيث عَليّ وَفِيه لَاحق بن الْحُسَيْن.
(45) [حَدِيثٌ] لَا تَزَوَّجُوا النِّسَاءَ عَلَى قَرَابَاتِهِنَّ فَإِنَّهُ يَكُونُ مِنْ ذَلِكَ الْقَطِيعَةُ (مي) من حَدِيث طَلْحَة وَفِيه سهل بن عمار الْعَتكِي.
(46) [حَدِيثٌ] اتْرُكُوا التُّرْكَ مَا تَرَكُوكُمْ وَلا تُجَاوِرُوا الأَنْبَاطَ فِي بِلادِهِمْ فَإِنَّهُمْ آفَةُ الدِّينِ فَإِذَا أَدَّوُا الْجِزْيَةَ فَأَذِلُّوهُمْ فَإِذا أظهرُوا الْإِسْلَام وقرؤوا الْقُرْآنَ وَتَعَلَّمُوا الْعَرَبِيَّةَ وَاحْتَبَوُا الْمَجَالِسَ وَرَاجَعُوا الرِّجَالَ الْكَلامَ فَالْهَرَبَ الْهَرَبَ مِنْ بِلادِهِمْ وَلا تُنَاكِحُوا الْخَوْزَ(2/213)
فَإِنَّ لَهُمْ أُصُولا تَدْعُو إِلَى غَيْرِ الْوَفَاءِ (عق يخ) من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَفِيه عمر بن عبد الْغفار الْفُقيْمِي قَالَ الْعقيلِيّ جَاءَ أَوله بِغَيْر هَذَا الْإِسْنَاد وَأما سائره فَلَا أصل لَهُ لَهُ.
(47) [حَدِيثٌ] لَا تُسَاكِنُوا النَّبَطَ وَلا تُنَاكِحُوا الْخَوْزَ فَإِنَّ لَهُمْ أَرْحَامًا تَدْعُو إِلَى غَيْرِ وَفَاءٍ (عد) فِي مُعْجم شُيُوخه من حَدِيث ابْن عمر (قلت) بيض لَهُ كَأَنَّهُ أَرَادَ أَن يبين علته فَلم يتَّفق لَهُ وَفِي سَنَده مُوسَى بن أَحْمد بن مُوسَى وَمُحَمّد بن بهْلُول لم أَقف لَهما على تَرْجَمَة وَالله تَعَالَى أعلم.
(48) [حَدِيثٌ] كُلُّ كُفْءٍ ماجد مَا خلا حاكي أَو حجام والحاكي المصور الَّذِي يصور الْأَصْنَام والحجام النمام (كرّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَقَالَ غَرِيب وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي السان رُوَاته ثِقَات إِلَّا أَحْمد بن أَحْمد بن يزِيد الْمُؤَذّن الْبَلْخِي وَهُوَ مُتَّهم.
(49) [حَدِيثٌ] مَنْ نَظَرَ إِلَى عَوْرَةِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ مُتَعَمِّدًا لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ لَهُ صَلاةً أَرْبَعِينَ يَوْمًا (مي) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة من طَرِيق أبي الطّيب هَارُون.
(50) [حَدِيثٌ] لَا تُجَالِسُوا أَوْلادَ الأَغْنِيَاءِ فَإِنَّ فِتْنَتَهُمْ أَشَدُّ مِنْ فِتْنَةِ الْعَذَارَى (ابْن لال) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ مِنْ طَرِيق عمر بن عَمْرو الْعَسْقَلَانِي الطَّحَّان (كرّ) أَيْضا من طَرِيق الْمَذْكُور بلفظين أَحدهمَا لَا تجالسوا أَوْلَاد الْمُلُوك فَإِن لَهُم فتْنَة كفتنة العذارى، وَثَانِيهمَا لَا تملؤا أعينكُم من أَبنَاء الْمُلُوك فَإِن لَهُم فتْنَة أَشد من فتْنَة العذارى قَالَ ابْن عدي وَالْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه هَذَا مَوْضُوع وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هُوَ من بلايا عمر بن عمر والطحان (خطّ) من حَدِيث أنس بِلَفْظ لَا تجالسوا أَبنَاء الْمُلُوك فَإِن الْأَنْفس تشتاق إِلَيْهِم مَا لَا تشتاق إِلَى الْجَوَارِي الْعَوَاتِق وَفِيه عَمْرو بن الْأَزْهَر (قلت) نعم أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب عَن الْحسن بن ذكْوَان قَوْله.
وَكَأن أحد من ذكر رَفعه وَكتب لَهُ إِسْنَادًا وَالله أعلم.
(51) [حَدِيثٌ] مَنْ نَظَرَ إِلَى امْرَأَةٍ وَأَعْجَبَتْهُ فَرَقَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ لَمْ يَرْجِعْ إِلَيْهِ حَتَّى يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُ (يخ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه أَبُو الطّيب هرون الْمَذْكُور فِي الَّذِي قبله.
(52) [حَدِيثٌ] مَنْ قَعَدَ مِنْ أَهْلِه مَقْعَدًا يُعْجِبُهُ فَقَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا إِلَى قَوْله وَيجْعَل لكم أنهارأإلا جَعَلَ لَهُ غُلامًا وَأَمَدَّهُ بِالْمَالِ وَجعله فِي سَعَة(2/214)
مِنَ الرِّزْقِ (مر) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه أَبُو إِبْرَاهِيم الْأنْصَارِيّ، قَالَ أَبُو حَاتِم لَا يدْرِي من هُوَ وَالْحسن بن كثير بن يحيى بن كثير قَالَ الذَّهَبِيّ مَجْهُول وَمُحَمّد بن بنان وَالظَّاهِر أَن الْبلَاء مِنْهُ (قلت) الْحسن بن كثير الَّذِي قَالَ فِيهِ الذَّهَبِيّ مَجْهُول لم يرفع نسبه زِيَادَة على قَوْله الْحسن بن كثير وَهَذَا الْحسن بن كثير بن يحيى بن كثير زَاده الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان، وَنقل عَن الدَّارَقُطْنِيّ تَضْعِيفه؛ ثمَّ قَالَ وَيحْتَمل أَنه الَّذِي قبله وَالله تَعَالَى أعلم.
(53) [حَدِيثٌ] مَنْ أَطَاعَ امْرَأَتَهُ كَبَّهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي النَّارِ عَلَى وَجْهِهِ (مي) من حَدِيث عَليّ (قلت) بيض لَهُ كَأَنَّهُ أَرَادَ أَن يبين علته فَلم يتَّفق لَهُ وَأَنا لم تلح لي، إِلَّا أَن فِيهِ أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الصايغ والمظفر بن الْحُسَيْن وَعلي بن مُحَمَّد بن عمر النهاوندي وَمُحَمّد بن الْحسن بن قُتَيْبَة وَالْمطلب بن شُعَيْب بن حبَان الْأَزْدِيّ لم أَقف لَهُم على تَرْجَمَة، وَالله تَعَالَى أعلم.
(54) [حَدِيثُ] عَائِشَةَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ حُبُّكَ لِي قَالَ كَعُقْدَةِ الْحَبْلِ فَكُنْتُ أَقُولُ كَيْفَ عُقْدَةُ الْحَبْلِ فَيَقُولُ عَلَى حَالِهَا (قطّ) فِي غرائب مَالك وَقَالَ بَاطِل، وَفِي سَنَده متروكون (قلت) هَذَا الحَدِيث ذكرته هُنَا تبعا للسيوطي والأليق بِهِ كتاب المناقب فِي مَنَاقِب عَائِشَة وَالله أعلم.
(55) [حَدِيثٌ] لَا يَحِلُّ لامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ تَكْشِفُ شَعْرَهَا وَلا شَيْئًا مِنْ صَدْرِهَا عِنْدَ يَهُودِيَّةٍ وَلا نَصْرَانِيَّةٍ وَلا مَجُوسِيَّةٍ فَمَنْ فَعَلَتْ ذَلِكَ فَلا أَمَانَةَ لَهَا (قطّ) فِي الغرايب من حَدِيث عَائِشَة وَقَالَ بَاطِل وَفِي سَنَده متروكون.
(56) [حَدِيثٌ] مُرُوا نِسَاءَكُمْ بِالْمِغْزَلِ فَإِنَّهُ خَيْرٌ لَهُنَّ وَأَزْيَنُ (حا) من حَدِيث أنس وَفِيه عَنْبَسَة بن عبد الرَّحْمَن.
(57) [حَدِيثٌ] مَنْ أَنْفَقَ عَلَى تَزْوِيجِ ابْنِهِ أَوِ ابْنَتِهِ دِرْهَمًا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِكُلِّ دِرْهَمٍ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ مَدِينَةً فِي الْجَنَّةِ وَأَعْطَاهُ بِكُلِّ دَانِقٍ حَجَّةً وَعُمْرَةً (حا) من حَدِيث أنس وَفِيه إِبْرَاهِيم ابْن يُوسُف الْبَلْخِي، قَالَ أَبُو حَاتِم لَا تشتغل بِهِ (قلت) تعقب الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان كَلَام أبي حَاتِم هَذَا فَقَالَ هَذَا تحامل لأجل إرجاء فِيهِ وَقد قَالَ ابْن حبَان ظَاهره الإرجاء واعتقاده فِي الْبَاطِن بِالسنةِ وَقَالَ الذَّهَبِيّ أَيْضا وَثَّقَهُ النَّسَائِيّ، نعم الرَّاوِي عَنهُ أَبُو بكر ابْن(2/215)
ابْن مُحَمَّد بن عَمْرو بن خَالِد الْبَلْخِي مَا وقفت لَهُ على تَرْجَمَة، فَلَعَلَّ الْبلَاء مِنْهُ، وَالله تَعَالَى أعلم.
(58) [حَدِيثٌ] مَا مِنْ رَجُلٍ يُدْخِلُ بَصَرَهُ فِي مَنْزِلِ قَوْمٍ إِلا قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ أُفٍّ لَكَ آذَيْتَ وَعَصَيْتَ، ثُمَّ تُوقَدُ عَلَيْهِ النَّارُ فِي قَبْرِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَإِذَا خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ ضَرَبَ بِهَا الْمَلَكُ وَجْهَهُ مُحْمَاةً فَمَا يَرَوْنَهُ يَلْقَى بَعْدَ ذَلِكَ (مي) من حَدِيث عمر وَفِيه أبان بن سُفْيَان.
(59) [حَدِيثُ] سَمُرَةَ وَنُبَيْطُ بْنُ شريط قدم على النَّبِي وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ وَفِيهِمْ غُلامٌ ظَاهر الْوَضَاءَة فأجلسه النَّبِي خَلْفَ ظَهْرِهِ وَقَالَ كَانَ خَطِيئَةُ دَاوُدَ النَّظَرَ (مي) من حَدِيث سَمُرَة (نع) من حَدِيث نبيط قَالَ ابْن الصّلاح فِي مُشكل الْوَسِيط لَا أصل لَهُ وَقَالَ الزَّرْكَشِيُّ فِي تَخْرِيجِ أَحَادِيثِ الرَّافِعِيِّ هَذَا حَدِيث مُنكر فِيهِ ضعفاء ومجاهيل وَانْقِطَاع وَقد اسْتدلَّ بَعضهم على بُطْلَانه بِخَبَر إِنِّي أَرَاكُم من وَرَاء ظَهْري.
(60) [حَدِيثٌ] لَا تَسْتَشِيرُوا أَهْلَ الْعِشْقِ فَلَيْسَ لَهُمْ رأى، وَإِن قُلُوبهم محترفة وَفِكَرَهُمْ مُتَوَاصِلَةٌ وَعُقُولَهُمْ مَسْلُوبَةٌ (مي) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ طَرِيقِ دِينَار مولى أنس.
(61) [حَدِيثٌ] يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مِمَّا عَلَّمَنِي وَأُؤَدِّبَكُمْ لَا يُكْثِرْنَ أَحَدُكُمُ الْكَلامَ عِنْدَ الْمُجَامَعَةِ فَإِنَّهُ يَكُونُ مِنْهُ خَرْسُ الْوَلَدِ وَلا يَنْظُرَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَى فَرْجِ الْمَرْأَةِ إِذَا هُوَ جَامَعَهَا فَإِنَّهُ يَكُونُ مِنْهُ الْعَمَى، وَلا يُقَبِّلْهُ فَإِنَّهُ يَكُونُ مِنْهُ الصَّمَمُ صَمَمُ الْوَلَدِ وَلا يُدِيمَنَّ أَحَدُكُمُ النَّظَرَ فِي الْمَاءِ فَإِنَّهُ يَكُونُ مِنْهُ ذَهَابُ الْعَقْلِ وَلا يُكَلِّمُ أَحَدُكُمُ الأَجْذَمَ مِنْ غَيْرِ مِلَّتِهِ إِلا وَبَيْنَهُ وَبَيْنَهُ قِيدُ رُمْحٍ (مي) من حَدِيث عَطِيَّة بن بسر الْمَازِني وَفِيه عبد الله بن أذينة.
(62) [حَدِيثٌ] يَجِبُ عَلَى الرَّجُلِ لامْرَأَتِهِ كَمَا يَجِبُ لَهُ عَلَيْهَا أَنْ يَتَزَيَّنَ لَهَا كَمَا تَتَزَيَّنُ لَهُ فِي غَيْرِ مَأْثَمٍ (مي) من حَدِيث معَاذ وَفِيه إِسْمَاعِيل بن أبي زِيَاد وَعنهُ الْحُسَيْن الزَّاهِد وَعنهُ إِبْرَاهِيم الطيان وهم كذابون.
(63) [حَدِيثُ] وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَع أَن رَسُول الله خرج إِلَى عُثْمَان ابْن مَظْعُونٍ وَمَعَهُ صَبِيٌّ لَهُ يَلْثِمُهُ فَقَالَ أَتُحِبُّهُ يَا عُثْمَانُ فَقَالَ إِي وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّهُ قَالَ أَفَلا أَزِيدُكَ لَهُ حُبًّا قَالَ بَلَى، قَالَ إِنَّهُ مَنْ تَرَضَّى صَبِيًّا لَهُ صَغِيرًا مِنْ نَسْلِهِ حَتَّى يَرْضَى تَرَضَّاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَرْضَى (كرّ) من طَرِيق حَمَّاد بن مَالك بن بسطَام.
(64) [حَدِيثٌ] أَكْثِرُوا مِنْ قُبَلِ أَوْلادِكُمْ فَإِنَّ لَكُمْ بِكُلِّ قُبْلَةٍ دَرَجَةً فِي الْجنَّة حَتَّى إِن(2/216)
الْمَلائِكَةَ لَتُحْصِي فَتَكْتُبُ لَكُمْ مِنَ الدَّرَجَاتِ عَدَدَ مَا قَبَّلْتُمْ مَا بَين الدرجتين مسيرَة مائَة عَام (حا) من حَدِيث عبد الله بن عمر وَفِيه مُحَمَّد بن الْقَاسِم الطايكاني.
(65) [حَدِيثٌ] مَنْ هَلَكَ مِنْ أُمَّتِي فَتَرَكَ خَلَفًا يُصَلِّي صَلاتَهُ وَيَقُومُ مَقَامَهُ فَلَمْ يَمُتْ (نع) من حَدِيث ابْن عَبَّاس من طَرِيق نهشل.
(66) [حَدِيثٌ] أَيُّمَا امْرَأَةٍ خَرَجَتْ مِنْ بَيْتِ زَوْجِهَا بِغَيْرِ إِذْنِهِ لَعَنَهَا كُلُّ شَيْءٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ إِلا أَنْ يَرْضَى عَنْهَا زَوْجُهَا (مي) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ طَرِيقِ أبي هُرَيْرَة.
(67) [حَدِيثٌ] السَّقْطُ يُثْقِلُ اللَّهُ بِهِ الْمِيزَانَ وَيَكُونُ شَافِعًا لأَبَوَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (مي) من حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ طَرِيقِ أَبِي هدبة.
(68) [حَدِيثٌ] الْمَرْأَةُ وَزَوْجُهَا، إِذَا اخْتَصَمَا فِي الْبَيْتِ يَكُونُ فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ شَيْطَانٌ يُصَفِّقُ يَقُولُ: فَرَّحَ اللَّهُ مَنْ فَرَّحَنِي حَتَّى إِذَا اصْطَلَحَا خَرَجَ أَعْمَى يَقُولُ أَذْهَبَ اللَّهُ نُورَ مَنْ أَذْهَبَ نُورِي (مي) من حَدِيث أنس مِنْ طَرِيقِ أَبِي هُدْبَةَ.
(69) [حَدِيثٌ] أَحِبُّوا الْبَنَاتِ فَأَنَا أُحِبُّ الْبَنَاتِ إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا وُلِدَتْ لَهُ ابْنَةٌ هَبَطَ مَلَكَانِ فَمَسَحَا عَلَى ظَهْرِهِا وَقَالا ضَعِيفَةٌ خَرَجَتْ مِنْ صُلْبٍ ضَعِيفٍ مَنْ أَعَانَ عَلَيْكِ لَمْ يَزَلْ مُعَانًا عَلَيْهِ إِلَى يَوْم الْقِيَامَة (نع) من حَدِيث نبيط بن شريط من طَرِيق حفيد ابْنه أَحْمد ابْن إِسْحَاق.
(70) [حَدِيثُ] نُبَيْطِ بْنِ شُرَيْطٍ أَن النَّبِي قَالَ لِرَجُلٍ قَدْ حَمَلَ وَلَدَهُ مَتَّعَكَ اللَّهُ بِهِ أَمَا إِنِّي لَوْ قُلْتُ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِيهِ لَفَقَدْتَهُ (نع) من طَرِيق أَحْمد بن إِسْحَاق ابْن إِبْرَاهِيم بن نبيط.
(71) [حَدِيثٌ] الأَعْزَبُ فِرَاشُهُ مِنَ النَّارِ (قَالَ ابْن تَيْمِية) مَوْضُوع.(2/217)
كتاب الْأَحْكَام وَالْحُدُود
الْفَصْل الأول
(1) [حَدِيثٌ] شَكَتْ مَوَاضِعُ النَّوَاوِيسِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى وَبِقَاعُ الأَرْضِ فَقَالَتْ يَا رَبِّ لَمْ تَخْلُقْ بُقْعَةً أَقْذَرَ مِنِّي وَلا أَنْتَنَ تُلْقَى عَلَى أَهْلِ نَارِكَ وَأَهْلِ مَعْصِيَتِكَ، قَالَ الْجَبَّارُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: اسْكُتِي، مَوْضِعُ الْقَضَاءِ أَنْتَنُ مِنْكِ (حا) من حَدِيث عمر، وَفِيه مَجَاهِيل وأحدهم وَضعه.
(2) [حَدِيثٌ] مَنْ قَالَ فِي دِينِنَا بِرَأْيِهِ فَاقْتُلُوهُ (قطّ) من حَدِيث ابْن عمر وَلَا يَصح فِيهِ إِسْحَاق بن نجيح الْمَلْطِي وهم الْمُتَّهم بِهِ وَرَوَاهُ سُوَيْد بن سعيد عَن ابْن أبي الرِّجَال عَن عبد الْعَزِيز بن أبي رواد عَن نَافِع عَن ابْن عمر أخرجه (خطّ) وَاعْتذر قوم لسويد فَقَالُوا: وهم أَرَادَ أَن يَقُول إِسْحَاق فَقَالَ ابْن أبي الرِّجَال وَلم يقبل ذَلِك أَكثر الْعلمَاء قيل ليحيى إِن سويدا روى هَذَا الحَدِيث عَن ابْن أبي الرِّجَال فَقَالَ يَنْبَغِي أَن يبْدَأ بِهِ فَإِنَّهُ حَلَال الدَّم وَلَو كَانَ عِنْدِي سيف ودرقة لغزوته، وَقَالَ النَّسَائِيّ سُوَيْد لَيْسَ بِثِقَة قَالَ السُّيُوطِيّ ويوضح القَوْل بالاعتذار أَن أَبَا نعيم أخرجه فِي الْحِلْية فَقَالَ حَدثنَا أَبُو عَمْرو بن حمدَان ثَنَا الْحسن بن سُفْيَان، ثَنَا سُوَيْد بن سعيد، ثَنَا إِسْحَاق بن عبيد الله، عَن عبد الْعَزِيز ابْن أبي رواد بِهِ.
(3) [حَدِيثٌ] شَهَادَةُ الْمُسْلِمِينَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ جَائِزَةٌ، وَلا تَجُوزُ شَهَادَةُ الْعُلَمَاءِ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ لأَنَّهُم حُسُدٌ (حا) من حَدِيث جُبَير بن مطعم، وَقَالَ لَيْسَ من كَلَام رَسُول الله وَإِسْنَاده فَاسد من أوجه كَثِيرَة، قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ مِنْهَا أَن فِي إِسْنَاده مَجَاهِيل وضعفاء مِنْهُم أَبُو هَارُون الْعَبْدي.
(4) [حَدِيثٌ] دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ فِيهَا ذِيبًا.
فَقُلْتُ أَذِيبٌ فِي الْجَنَّةِ فَقَالَ إِنِّي أَكَلْتُ ابْنَ شُرَطِيٍّ (عد) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه قَالَ ابْن عَبَّاس هَذَا وَقد أكل ابْنه فَلَو أكله رفع فِي عليين: فِيهِ عَمْرو بن خليف الحناوي وَأَيوب بن سُوَيْد وَالْمُتَّهَم بِهِ عَمْرو.(2/218)
(5) [حَدِيثٌ] رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاثَةٍ: عَنِ الْغُلامِ حَتَّى يَحْتَلِمَ، وَإِنْ لَمْ يَحْتَلِمْ حَتَّى يَكُونَ لَهُ ثَلاثَةَ عَشَرَ وَعَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، فَإِنْ طَلَّقَ فِي مَنَامِهِ لَمْ يَقَعِ الطَّلاقُ، وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَصْحُوَ، قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنِ الْمَجْنُونُ؟ قَالَ مَنْ أَبْلَى شَبَابَهُ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ (حا) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه مُحَمَّد بن قَاسم الطايكاني.
(6) [حَدِيثٌ] لَا يُكْتَبُ عَلَى ابْنِ آدَمَ ذَنْبٌ أَرْبَعِينَ سَنَةً إِذَا كَانَ مُسْلِمًا، ثُمَّ تَلا {حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سنة} (قا) من حَدِيث أبي أُمَامَة وَفِيه عَليّ بن عَاصِم، وجعفر ابْن الزبير.
(7) [حَدِيثٌ] مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ فِيهِ الإِنْسَانُ إِلا اسْتَقْبَلَ الرُّوحُ الْجَسَدَ يَقُولُ: يَا جَسَدُ أَسْأَلُكَ بِوَجْهِ اللَّهِ الَّذِي لَا يُرَدُّ سَائِلُهُ أَنْ لَا تَعْمَلَ الْيَوْمَ عَمَلا يُورِدُنِي جَهَنَّمَ (رَوَاهُ إِبْرَاهِيم بن هدبة) عَن أنس قَالَ ابْن حبَان لَا أصل لَهُ وَلَا يحل لمُسلم أَن يكْتب حَدِيث إِبْرَاهِيم بن هدبة.
(8) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ رَسُولُ الله: الْفَرَاعِنَةُ اثْنَا عَشَرَ، خَمْسَةٌ فِي الأُمَمِ وَسَبْعَةٌ فِي أُمَّتِي وَفِرْعَوُن ذُو الأَوْتَادِ وَاحِدٌ وَذَلِكَ أَنَّ فِرْعَوْنَ ذَا الأَوْتَادِ قَالَ أَنَا ربكُم الْأَعْلَى، قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَنْ يَكُونُ ذَلِكَ مِنْ فَرَاعِنَةِ أُمَّتِكَ قَالَ كُلُّ سَافِكِ دَمٍ قَاطِعِ رَحِمٍ جَامِعٍ فِي الْمَعَاصِي، لَا يُبَالِي مَا صَنَعَ (عد) من طَرِيق جَعْفَر بن أَحْمد بن عَليّ الغافقي وَهُوَ وَضعه.
(9) [حَدِيثُ] أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وُجِدَ قَتِيلٌ بَين قريتين فَأمر النَّبِي فَقِيسَ إِلَى أَيَّتِهِمَا كَانَ أَقْرَبَ فَوُجِدَ أَقْرَبَ إِلَى أَحَدِهِمَا بِشِبْرٍ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى شِبْرِ رَسُولِ الله فضمن النَّبِي مَنْ كَانَتْ أَقْرَبَ إِلَيْهِ (عق) من طَرِيق أبي إِسْرَائِيل الْملَائي وَقَالَ مَا جَاءَ بِهِ غَيره وَلَا أصل لَهُ (قلت) هَذَا الحَدِيث أخرجه الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده، وَالْبَزَّار وَأَبُو إِسْرَائِيل من رجال التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه، وَكَانَ شِيعِيًّا غاليا وَأما فِي الحَدِيث فَظَاهر كَلَامهم أَنه لم يكن كذابا وَإِنَّمَا كَانَ سيئ الْحِفْظ، ذَا أغاليط وَقد قَالَ أَحْمد يكْتب حَدِيثه وَقَالَ ابْن معِين هُوَ ثِقَة وَالله أعلم.(2/219)
(10) [حَدِيثٌ] أَوْلادُ الزِّنَا يُحْشَرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صُورَةِ الْقُرُودِ وَالْخَنَازِيرِ (عق) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه عَليّ بن زيد بن جدعَان لَيْسَ بِشَيْء وَزيد بن عِيَاض طعن فِيهِ أَيُّوب السّخْتِيَانِيّ (قلت) لم أر من اتَّهَمَهُمَا بكذب وَوضع وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي زيد بن عِيَاض ذكره ابْن أبي حَاتِم مُخْتَصرا وَلم يُضعفهُ وَالله تَعَالَى أعلم.
(11) [حَدِيثٌ] مَنْ زَنَى بِيَهُودِيَّةٍ أَوْ نَصْرَانِيَّةٍ أَحْرَقَهُ اللَّهُ فِي قَبْرِهِ (عَبدُوس بن خَلاد) من حَدِيث ابْن مَسْعُود قَالَ أَبُو زرْعَة وَكذب عَبدُوس وَوضع.
(12) [أَثَرُ] سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ كَانَتِ امْرَأَةٌ تَدْخُلُ عَلَى آلِ عُمَرَ وَمَعَهَا صَبِيٌّ فَقَالَ مَنْ ذَا الصَّبِيُّ مَعَكِ قَالَتْ هُوَ ابْنُكَ وَقَعَ عَلَيَّ أَبُو شَحْمَةَ فَهُوَ ابْنُهُ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عُمَرُ فَأَقَرَّ فَقَالَ عُمَرُ لِعَلِيٍّ اجْلِدْهُ، فَضَرَبَهُ عُمَرُ خَمْسِينَ، وَضَرَبَهُ عَلِيٌّ خَمْسِينَ فَأُتِيَ بِهِ فَقَالَ لِعُمَرَ: يَا أَبَتِ قَتَلْتَنِي، قَالَ: إِذَا لَقِيتَ رَبَّكَ فَأَخْبِرْهُ، أَنَّ أَبَاكَ يُقِيمُ الْحُدُودَ (قا) وَهُوَ مِمَّا وَضعه الْقصاص، وَفِي إِسْنَاده من هُوَ مَجْهُول، ثمَّ إِن سعيد بن مَسْرُوق من أَصْحَاب الْأَعْمَش، فَأَيْنَ هُوَ من عمر، وروى من حَدِيث مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس مطولا، أوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ، وَقَالَ مَوْضُوع فِيهِ مَجَاهِيل، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ حَدِيث مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس، فِي جلد أبي شحمة لَيْسَ بِصَحِيح، وَالَّذِي ورد فِي هَذَا مَا ذكره الزبير بن بكار وَابْن سعد فِي الطَّبَقَات وَغَيرهمَا أَن عبد الرَّحْمَن الْأَوْسَط من أَوْلَاد عمر ويكنى أَبَا شحمة كَانَ بِمصْر غازيا فَشرب لَيْلَة نبيذا فَخرج إِلَى السكر فجَاء إِلَى عَمْرو بن الْعَاصِ فقاله لَهُ أقِم عَليّ الْحَد فَامْتنعَ فَقَالَ لَهُ إِنِّي أخبر أبي إِذا قدمت عَلَيْهِ فَضَربهُ الْحَد فِي دَاره وَلم يُخرجهُ فَكتب إِلَيْهِ عمر يلومه وَيَقُول أَلا فعلت بِهِ مَا تفعل بِجَمِيعِ الْمُسلمين فَلَمَّا قدم على عمر ضربه فاتفق أَنه مرض فَمَاتَ قَالَ السُّيُوطِيّ وَفِي مُصَنف عبد الرَّزَّاق أَنه لبث بعد مَا جلده أَبوهُ شهرا صَحِيحا فَمَاتَ فَحسب عَامَّة النَّاس أَنه مَاتَ من جلد عمر وَلم يمت من جلد عمر.
(13) [حَدِيثٌ] لَوِ اغْتَسَلَ اللُّوطِيُّ بِمَاءِ الْبَحْرِ لم يَجِيء يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلا جُنُبًا (خطّ) من حَدِيث أنس وَقَالَ رِجَاله ثِقَات غير مُحَمَّد بن الْعَبَّاس بن سُهَيْل وَهُوَ الَّذِي وَضعه.
(14) [حَدِيثٌ] اللُّوطِيَّانِ لَوِ اغْتَسَلا بِمَاءِ الْبَحْرِ لَمْ يُجْزِهِمَا إِلا أَنْ يَتُوبَا (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَفِيه روح بن مُسَافر (قلت) استدرك السُّيُوطِيّ على هَذَا بِذكر طرق أُخْرَى للْحَدِيث وَلَيْسَ فِيهَا مَا ينجبر بِهِ الحَدِيث وَقد ذكر الشَّمْس السخاوي(2/220)
فِي الْمَقَاصِد الْحَسَنَة بعض مَا استدرك السُّيُوطِيّ بِهِ ثمَّ قَالَ: بَاطِل وكَذَا كل مَا فِي مَعْنَاهُ وَالله تَعَالَى أعلم.
(15) [حَدِيثٌ] مَنْ قَبَّلَ غُلامًا بِشَهْوَةٍ عَذَّبَهُ اللَّهُ فِي النَّارِ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَنْ جَامَعَهُ لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَرِيحُهَا يُوجد من مسيرَة خَمْسمِائَة عَامٍ إِلا أَنْ يَتُوبَ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث أنس من طَرِيقِ دَاوُدَ بْنِ عَفَّانَ.
(16) [حَدِيثٌ] مَنْ قَبَّلَ غُلامًا بِشَهْوَةٍ لَعَنَهُ اللَّهُ فَإِنْ صَافَحَهُ بِشَهْوَةٍ لَمْ تُقْبَلْ مِنْهُ صَلاةٌ فَإِنْ عَانَقَهُ بِشَهْوَةٍ ضُرِبَ بِسِيَاطٍ مِنْ نَارٍ فَإِنْ فَسَقَ بِهِ أَدْخَلَهُ اللَّهُ النَّارَ (عد) من حَدِيث أبي سعيد وَفِيه أَحْمد بن مُحَمَّد بن غَالب غُلَام خَلِيل.
(17) [حَدِيثُ] اللُّوطِيُّ إِذَا مَاتَ وَلَمْ يَتُبْ مُسِخَ فِي قَبْرِهِ خِنْزِيرًا (فت) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَلَا يَصح فِيهِ مَرْوَان بن مُحَمَّد السنجازي وَإِسْمَاعِيل بن أم دِرْهَم وَلَا يحْتَج بِهِ.
(18) [حَدِيثٌ] لَا امْرُؤٌ أَقَلُّ حَيَاءً مِنَ امْرِئٍ أَمْكَنَ مِنْ دُبُرِهِ (عد) من حَدِيث جَابر وَلَا يَصح فِيهِ عبد الله بن إِبْرَاهِيم الْغِفَارِيّ.
(19) [حَدِيثٌ] مَنْ أَتَى فِي الدُّبُرِ سَبْعَ مَرَّاتٍ حَوَّلَ اللَّهُ شَهْوَتَهُ مِنْ قُبُلِهِ إِلَى دُبُرِهِ (عد) من حَدِيث أنس من طَرِيق دِينَار مولى أنس وَهُوَ آفته.
(20) [حَدِيثٌ] مَنْ قَذَفَ ذِمِّيًّا حُدَّ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِسِيَاطٍ مِنْ نَارٍ (عد) مِنْ حَدِيثِ وَاثِلَةَ وَفِيهِ مُحَمَّد بن مُحصن.
(21) [حَدِيثٌ] اللِّصُّ مُحَارِبٌ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ فَاقْتُلُوهُ فَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ إِثْمٍ فَعَلَيَّ (حب) من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه فرات بن زُهَيْر.
(22) [حَدِيثٌ] إِنَّ اللَّهَ أَخَّرَ حَدَّ الْمَمَالِيكِ وَأَهْلَ الذِّمَّةِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (عد) من حَدِيث عَائِشَة من طَرِيق إِبْرَاهِيم بن أبي حَيَّة (قلت) اقْتصر ابْن عدي على وَصفه بالنكارة وَأخرج عبد الله بن عَليّ بن سويدة التكريتي فِي كِتَابه الِاعْتِصَام بالحقائق عِنْد اخْتِلَاف الطرائق عَن الحكم قَالَ سَمِعت عِكْرِمَة يَقُول لَا يدْرِي أَيهمَا جعل لصَاحبه طَعَاما ابْن عَبَّاس أَو ابْن عمر فَبَيْنَمَا جَارِيَة تعْمل بَين أَيْديهم إِذْ قَالَ أحدهم يَا زَانِيَة فَقَالَ مَه إِن لم نحدك فِي الدُّنْيَا نحدك فِي الْآخِرَة قَالَ أَفَرَأَيْت إِذا كَانَت كَذَلِك قَالَ إِن الله لَا يحب الْفَاحِش الْمُتَفَحِّش.
فَهَذَا(2/221)
شَاهد لبَعض حَدِيث عَائِشَة وَجَاء مَا هُوَ أَشد من هَذَا من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَابْن عَبَّاس من قَالَ لمملوكه أَو مملوكته لَا لبيْك وَلَا سعديك قَالَ الله لَهُ يَوْم الْقِيَامَة لَا لبيْك وَلَا سعديك أتعس فِي النَّار أخرجه الْحَارِث بن أبي أُسَامَة فِي مُسْنده لكنه من طَرِيق ميسرَة بن عبد ربه وَعنهُ دَاوُد بن المحبر فَلَا يحْتَج بِهِ وَالله أعلم.
(23) [حَدِيثٌ] مَنْ أَبْصَرَ سَارِقًا سَرِقَةً صَغُرَتْ أَوْ كَبُرَتْ فَكَتَمَ عَلَيْهِ مَا سَرَقَ وَلَمْ يُنْذِرْ بِهِ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْوِزْرِ مِثْلُ الَّذِي عَلَى السَّارِقِ وَلا يَسْرِقُ السَّارِقُ حَتَّى يَخْرُجَ الإِيمَانُ مِنْ قَلْبِهِ وَلا يَكْتُمُ عَلَيْهِ مَنْ رَآهُ حَتَّى يَخْرُجَ الإِيمَانُ مِنْ قَلْبِهِ وَيَبْرَأُ اللَّهُ مِنْهُمَا وَكِلاهُمَا فِي النَّارِ إِلا أَنَّ الَّذِي نَظَرَ إِلَيْهِ وَكَتَمَ عَلَيْهِ يُدْعَكُ بِالْعَذَابِ دَعْكًا (عد) من حَدِيث أنس وَفِيه جَعْفَر ابْن أَحْمد بن عَليّ الغافقي.
(24) [حَدِيثٌ] إِذَا تَنَاوَلَ الْعَبْدُ كَأْسَ الْخَمْرِ فِي يَدِهِ نَادَاهُ الإِيمَانُ نَاشَدْتُكَ اللَّهَ لَا تُدْخِلْهُ عَلَيَّ فَإِنِّي لَا أَسْتَقِرُّ أَنَا وَهُوَ فِي مَوْضِعٍ فَإِنْ شَرِبَهُ نَفَرَ مِنْهُ الإِيمَانُ نَفْرَةً لَمْ يَعُدْ إِلَيْهِ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَبَهُ مِنْ عَقْلِهِ شَيْئًا لَا يُرَدُّ عَلَيْهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (حا) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه مُحَمَّد بن أَيُّوب بن سُوَيْد الرَّمْلِيّ.
(25) [حَدِيثٌ] مَنْ فَارَقَ الدُّنْيَا وَهُوَ سَكْرَانُ دَخَلَ الْقَبْرَ سَكْرَانَ وَبُعِثَ مِنْ قَبْرِهِ سَكْرَانَ وَأُمِرَ بِهِ إِلَى النَّارِ سَكْرَانَ إِلَى جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ سَكْرَانُ فِيهِ عَيْنٌ يَجْرِي فِيهَا الْقِيحُ وَالدَّمُ وَهُوَ طَعَامُهُمْ وَشَرَابُهُمْ مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ (عد) من حَدِيث أنس من طَرِيق أبي هدبة.
(26) [حَدِيثٌ] مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَقَدْ أَشْرَكَ (رَوَاهُ إِبْرَاهِيم بن يزِيد الخوزي) عَن أبي الزبير عَن جَابر مَرْفُوعا وَإِبْرَاهِيم مَتْرُوك (قلت) لَهُ شَاهد سَيَأْتِي فِي الْفَصْل الثَّانِي وَالله أعلم.
(27) [حَدِيثٌ] مَنْ حَمَلَ كَأْسَ خَمْرٍ فَقِيلَ لَهُ إِنَّهُ حَرَامٌ فَقَالَ لَا بَلْ هُوَ حَلالٌ مَاتَ مُشْرِكًا وَبَانَتْ مِنْهُ امْرَأَتُهُ (عد) من حَدِيث أنس وَفِيه عمار بن مطر.
(28) [حَدِيثٌ] حَبٌّ يُحْمَلُ مِنَ الْهِنْدِ يُقَالُ لَهُ الدادي مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ سَنَةً فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ (خطّ) من طَرِيق إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن أبي بن نَافِع ابْن عَمْرو بن معدي كرب عَن جده أبي عَن أيبه نَافِع قَالَ كنت مَعَ رَسُول الله(2/222)
فَقَالَ لعَائِشَة حب يحمل فَذكره إِسْحَاق دجال كَمَا مر فِي الْمُقدمَة وَقَالَ الْخَطِيب رُوَاته لَا يعْرفُونَ (قلت) وَنَافِع هَذَا لم يذكرهُ الْحَافِظ ابْن حجر فِي الْإِصَابَة وَالله أعلم.
(29) [أَثَرُ] سَعِيدِ بْنِ ذِي لَعْوَةَ أَنَّهُ رَأَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَشْرَبُ الْمُسْكِرَ (ابْن الْجَوْزِيّ) وَقَالَ كذب بِلَا شكّ وَسَعِيد بن ذِي لعوة شيخ كَذَّاب.
(30) [حَدِيثُ] ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُول الله سَمِعَ رَجُلا يَتَغَنَّى مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ لَا صَلاةَ لَهُ حَتَّى مِثْلَهَا، ثَلَاث مَرَّات (نع) وَلَا يَصح فِيهِ سعيد بن سِنَان.
(31) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ الله مَرَّ بِحَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ وَقَدْ رَشَّ فِنَاءَ أَطَمَةٍ وَجَلَسَ أَصْحَابُ النَّبِي سِمَاطَيْنِ وَجَارِيَةٌ يُقَالُ لَهَا سِيرِينُ مَعَهَا مِزْهَرُهَا تَخْتَلِفُ بِهِ مَا بَيْنَ الْقَوْمِ وَهِيَ تُغَنِّيهِمْ فَلَمَّا مر النَّبِي لَمْ يَأْمُرْهُمْ وَلَمْ يَنْهَهُمْ فَانْتَهَى إِلَيْهَا وَهِيَ تَقُولُ فِي غِنَائِهَا: هَل على وَيحكم إِنْ لَهَوْتُ مِنْ حَرَجٍ فَضَحِكَ رَسُول الله وَقَالَ لَا حَرَجَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ (قطّ) وَقَالَ تفرد بِهِ حُسَيْن ابْن عبد الله عَن عِكْرِمَة، وَتفرد بِهِ عَن حُسَيْن أَبُو أويس عبد الله بن أويس، وحسين مَتْرُوك وَأَبُو أويس ضَعِيف (قلت) الْحُسَيْن بن عبد الله من رجال التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَإِن كَانَ ضَعِيفا فَلم يبلغ حَدِيثه الْوَضع وَأَبُو أويس من رجال مُسلم وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي التَّقْرِيب صَدُوق يهم وَالله تَعَالَى أعلم.
(32) [حَدِيثُ] عَائِشَةَ كَانَتْ عِنْدِي امْرَأَةٌ تُسْمِعُنِي فَدَخَل رَسُولُ الله وَهِيَ عَلَى تِلْكَ الْحَالَةِ ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ فَفَرَّتْ فَضَحِكَ رَسُولُ الله فَقَالَ عُمَرُ مَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَحَدَّثَهُ فَقَالَ وَاللَّهِ لَا أَخْرُجُ حَتَّى أَسْمَعَ مَا سمع رَسُول الله فَأَسْمَعَتْهُ (خطّ) من طَرِيق أبي الْفَتْح الْبَغْدَادِيّ وَقَالَ واهي الحَدِيث سَاقِط وأحسب شَيْخه مُوسَى بن نصر بن جرير اسْما اختلقه وأصل الحَدِيث بَاطِل.
(33) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاس أَنى رَسُول الله نَهَى عَنِ اللَّهْوِ كُلِّهِ حَتَّى لَعِبِ الصِّبْيَانِ بِالْكِعَابِ (عد) من طَرِيق إِسْحَاق بن نجيح.
(34) [حَدِيثٌ] كُلُّ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ كَبِيرَةٌ، حَتَّى لَعِبُ الصِّبْيَانِ بِالْقِمَارِ (عق) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه معَان أَبُو صَالح يحدث عَن الثِّقَات بالمنكرات (قلت) قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هَذَا الحَدِيث مُنكر فَإِن صَحَّ فَمَحْمُول على أَن رِجَالهمْ إِن لم ينكروا عَلَيْهِم وأقروهم أثموا(2/223)
وارتكبوا بذلك كَبِيرَة انْتهى، وَأقرهُ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان غير أَنه قَالَ فِي إِطْلَاقه على ذَلِك كَبِيرَة نظر وَالله أعلم.
الْفَصْل الثَّانِي
(35) [حَدِيثٌ] لَا تَعْزِيرَ فَوْقَ عِشْرِينَ سَوْطًا (رَوَاهُ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الشَّامي) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمُحَمّد بن إِبْرَاهِيم يضع (تعقب) بِأَن عِنْد ابْن مَاجَه من حَدِيث أبي هُرَيْرَة لَا تعزروا فَوق عشرَة أسواط (قلت) فِي سَنَده ضعف لِأَنَّهُ من رِوَايَة عباد ابْن كثير، لَكِن لَهُ شَاهد من حَدِيث أبي بردة بن نيار فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا، وَلِحَدِيث أبي هُرَيْرَة الْمَذْكُور هُنَا شَاهد أخرجه ابْن الْمُنْذر عَن عمر بن الْخطاب أَنه كتب إِلَى أبي مُوسَى لَا يبلغ النكال أَكثر من عشْرين سَوْطًا وَالله أعلم.
(36) [حَدِيثٌ] إِنْ طَالَتْ بِكَ مُدَّةٌ يُوشِكُ أَنْ تَرَى قَوْمًا يَغْدُونَ فِي سَخَطِ اللَّهِ وَيَرُوحُونَ فِي لعنته فِي أَيّدهُم مِثْلُ أَذْنَابِ الْبَقَرِ (أَحْمد) فِي مُسْنده من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه أَفْلح بن سعيد، قَالَ ابْن حبَان يروي الموضوعات عَن الثِّقَات (تعقبه) الْحَافِظ ابْن حجر فِي القَوْل المسدد فَقَالَ هَذَا حَدِيث صَحِيح أخرجه مُسلم وَلم أَقف على حَدِيث فِي كتاب الموضوعات حكم عَلَيْهِ بِالْوَضْعِ وَهُوَ فِي أحد الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا الحَدِيث وَإِنَّهَا لغفلة شَدِيدَة وأفلح الْمَذْكُور ثِقَة مَشْهُور من رجال مُسلم وَقد تعقب الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان كَلَام ابْن حبَان فِيهِ، فَقَالَ حَدِيث أَفْلح صَحِيح غَرِيب وَابْن حبَان رُبمَا ضعف الثِّقَة حَتَّى لَا يدْرِي مَا يخرج من رَأسه (قلت) وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة صنفان من أهل النَّار لم أرهما بعد قوم مَعَهم سياط كأذناب الْبَقر وَنسَاء كاسيات عاريات الحَدِيث أخرجه مُسلم شَاهد لهَذَا الحَدِيث كَمَا نبه الذَّهَبِيّ عَلَيْهِ فِي الْمِيزَان وَالله أعلم.
(37) [حَدِيثٌ] يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ نَاسٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَنَّهَا أَذْنَابُ الْبَقَرِ يَغْدُونَ فِي سَخَطِ اللَّهِ وَيَرُوحُونَ فِي غَضَبِهِ (أَحْمد) فِي مُسْنده من حَدِيث أبي أُمَامَة وَفِيه عبد الله بن بجير قَالَ ابْن حبَان يروي الْعَجَائِب الَّتِي كَأَنَّهَا معمولة لَا يحْتَج بِهِ (تعقبه) الْحَافِظ ابْن حجر فِي القَوْل المسدد، فَقَالَ هَذَا شَاهد لحَدِيث أبي هُرَيْرَة الْمُتَقَدّم وَقد غلط(2/224)
ابْن الْجَوْزِيّ فِي تَضْعِيفه لعبد الله بن بجير فَإِنَّهُ بموحدة مَضْمُومَة بعْدهَا جِيم مُصَغرًا يكنى أَبَا حمْرَان بَصرِي وَثَّقَهُ أَحْمد وَابْن معِين وَغَيرهمَا وَذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَإِنَّمَا الَّذِي قَالَ فِيهِ ابْن حبَان مَا نَقله ابْن الْجَوْزِيّ عَنهُ عبد الله بن بجير الصَّنْعَانِيّ المكني أَبَا وايل أَبوهُ بِفَتْح الْمُوَحدَة وَكسر الْحَاء الْمُهْملَة، وَقد أخرج الضياء الْمَقْدِسِي هَذَا الحَدِيث فِي المختارة وَلم ينْفَرد بِهِ عبد الله الْمَذْكُور فقد رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير من غير طَرِيقه بِسَنَد صَحِيح قلت: وَحَدِيث مُسلم عَن أبي هُرَيْرَة صنفان من أهل النَّار لم أرهما بعد قوم مَعَهم سياط كأذناب الْبَقر وَنسَاء عاريات كاسيات الحَدِيث شَاهد لحَدِيث أبي هُرَيْرَة كَمَا نبه عَلَيْهِ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان، وَالله أعلم.
(38) [حَدِيثٌ] يُقَالُ لِلْجِلْوَازِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ضَعْ سَوْطَكَ وَادْخُلِ النَّارَ (عد) من حَدِيث ابْن عَبَّاس تفرد بِهِ السّديّ الصَّغِير (قلت) لم يتعقبه السُّيُوطِيّ وَيشْهد لَهُ الحَدِيث الَّذِي بعده وَالله أعلم.
(39) [حَدِيثٌ] الْجَلاوِزَةُ وَالشُّرَطُ وَأَعْوَانُ الظَّلَمَةِ كِلابُ النَّارِ (نع خطّ) من حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَلَفظه عِنْد الْخَطِيب الشَّرْط كلاب أهل النَّار، وَفِي سنديهما مُحَمَّد بن مُسلم الطَّائِفِي ضعفه أَحْمد جدا (تعقب) بِأَن ابْن معِين وَغَيره وثقوه وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة، وَقَالَ ابْن عدي لَهُ غرائب وَلم أر لَهُ حَدِيثا مُنْكرا.
(40) [حَدِيثٌ] لَا تُقْتَلُ الْمَرْأَةُ إِذَا ارْتَدَّتْ (قطّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس، وَلَا يَصح فِيهِ عَليّ بن عِيسَى بن عبد الله (بيض) فِي النكت البديعات للتعقب عَلَيْهِ وَلم يبد شَيْئا.
(41) [حَدِيثٌ] مَنْ أَعَانَ عَلَى سَفْكِ دَمٍ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِشَطْرِ كَلِمَةٍ لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَكْتُوبًا بَيْنَ عَيْنَيْهِ آيِسٌ مِنْ رَحْمَتِي (قطّ) من حَدِيث عمر (عد) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة (خطّ) من حَدِيث أبي سعيد بِلَفْظ يَجِيء الْقَاتِل يَوْم الْقِيَامَة مَكْتُوب بَين عَيْنَيْهِ آيس من رَحْمَة الله وَلَا يَصح فِي الأول عَمْرو بن مُحَمَّد الأعسم، وَفِي الثَّانِي يزِيد بن أبي زِيَاد الشَّامي مَتْرُوك، وَفِي الثَّالِث عَطِيَّة ضَعِيف وَمُحَمّد بن عُثْمَان بن أبي شيبَة كذبه عبد الله بن أَحْمد (تعقب) بِأَن حَدِيث أبي هُرَيْرَة أخرجه ابْن مَاجَه وَالْبَيْهَقِيّ فِي سُنَنهمَا، وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ يزِيد مُنكر الحَدِيث وعطية يحسن لَهُ التِّرْمِذِيّ وَمُحَمّد بن عُثْمَان بن أبي شيبَة حَافظ عَالم وَثَّقَهُ صَالح جزرة، وَقَالَ ابْن عدي لم أر لَهُ حَدِيثا مُنْكرا وَهُوَ على مَا وصف لي عَبْدَانِ لَا بَأْس(2/225)
بِهِ وَقد ورد هَذَا الحَدِيث أَيْضا من حَدِيث ابْن عمر، وَمن مُرْسل الزهزي أخرجهُمَا الْبَيْهَقِيّ الأول فِي الشّعب، وَالثَّانِي فِي السّنَن (قلت) وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الموضوعات فِي حَدِيث أبي سعيد سَنَده ضَعِيف، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَخْرِيج الْكَشَّاف فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة إِسْنَاده ضَعِيف وَفِي حَدِيث عمر رَوَاهُ ابْن حبَان فِي الضُّعَفَاء من رِوَايَة عَمْرو ابْن مُحَمَّد الأعسم، وَقَالَ إِنَّه مَوْضُوع لَا أصل لَهُ من حَدِيث الثِّقَات وَعَمْرو الأعسم لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال انْتهى وَإِن لَهُ طَرِيقا آخر أخرجه أَبُو نُعَيْمٍ فِي الْحِلْيَةِ مِنْ طَرِيقِ حَكِيم بن نَافِع وَهُوَ ضَعِيف، عَن خلف بن حَوْشَب عَن الحكم بن عتيبة عَن سعيد بن الْمسيب عَن عمر قَالَ أَبُو نعيم تفرد بِهِ حَكِيم عَن خلف وَحَكِيم ضَعِيف، قَالَ الْحَافِظ وَفِي الْبَاب أَيْضا عَن ابْن عَبَّاس أخرجه الطَّبَرَانِيّ من رِوَايَة عبد الله بن خرَاش عَن الْعَوام ابْن حَوْشَب عَن مُجَاهِد عَنهُ انْتهى وَالله أعلم.
(42) [حَدِيثٌ] مَا ضَجَّتِ الأَرْضُ مِنْ عَمَلٍ عُمِلَ عَلَيْهَا ضَجِيجَهَا مِنْ سَفْكِ دَمٍ حَرَامٍ (قطّ) من حَدِيث ابْن عمر تفرد بِهِ عبد الرَّحْمَن بن يزِيد بن تَمِيم وَعنهُ مسلمة الْخُشَنِي وهما مَتْرُوكَانِ (تعقب) بِأَن عبد الرَّحْمَن روى لَهُ النَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه، وَقَالَ فِي الْمِيزَان لينه أَحْمد شَيْئا وَقَالَ النَّسَائِيّ مَتْرُوك وَهَذَا عجب أَن يروي لَهُ وَيَقُول مَتْرُوك (قلت) ومسلمة روى لَهُ ابْن مَاجَه والْحَدِيث ضَعِيف لَا مَوْضُوع وَالله تَعَالَى أعلم.
(43) [حَدِيثٌ] دِيَةُ الذِّمِّيِّ دِيَةُ الْمُسْلِمِ (قطّ) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه أَبُو كرز عبد الله بن كرز مَتْرُوك (تعقب) بِأَن الذَّهَبِيّ قَالَ فِي الْمِيزَان هَذَا أنكر مَا لَهُ فقضية هَذَا أَنه مُنكر لَا مَوْضُوع، وَقد أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط، قلت وَقَالَ تفرد بِهِ أَبُو كرز وَتفرد بِهِ عَنهُ عَليّ بن الْجَعْد انْتهى وَالله أعلم.
(44) [حَدِيث] على أَن النَّبِي قَالَ الْمَرْأَةُ لُعْبَةُ زَوْجِهَا، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يُحْسِنَ لُعْبَتَهُ فَلْيَفْعَلْ، وَقَالَ لَا تَزْنُوا فَتَذْهَبَ لَذَّةُ نِسَائِكُمْ وَعِفُّوا تَعِفَّ نِسَاؤُكُمْ إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ زَنَوْا فَزَنَتْ نِسَاؤُهُمْ (أَبُو بكر الشَّافِعِي) فِي الغيلانيات، وَلَا يَصح فِيهِ عِيسَى بن عبيد الله الْعلوِي (تعقب) بِأَن لأوله شَاهدا عِنْد الْحَاكِم فِي تَارِيخه بِسَنَد ضَعِيف من حَدِيث عَمْرو بن العَاصِي بِلَفْظ النِّسَاء لعب فتخيروا ولآخره شَوَاهِد ستأتي.(2/226)
(45) [حَدِيث] عفوا تعفوا نِسَاؤُكُمْ.
و (46) [حَدِيثٌ] مَا زَنَى عَبْدٌ قَطُّ فَأَدْمَنَ عَلَى الزِّنَا إِلا ابْتُلِيَ فِي أَهْلِهِ (عد) من حَدِيث ابْن عَبَّاس من طَرِيق إِسْحَاق بن نجيح وَلَا يصحان (قلت) لم يتعقبهما السُّيُوطِيّ وَيشْهد لَهما الحَدِيث المتعقب بعدهمَا وشواهده وَالله أعلم.
(47) [حَدِيثٌ] بَرُّوا آبَاءَكُمْ تَبَرَّكُمْ أَبْنَاؤُكُمْ، وَعِفُّوا تَعِفَّ نِسَاؤُكُمْ، وَمَنْ تُنُصِّلَ إِلَيْهِ فَلَمْ يَقْبَلْ فَلَنْ يَرِدَ عَلَى الْحَوْضِ (خطّ) من حَدِيثِ جَابِرٍ وَلا يَصِحُّ، فِيهِ عَليّ بن قُتَيْبَة، وَعنهُ الْكُدَيْمِي (تعقب) بِأَن الْكُدَيْمِي لَا مدْخل لَهُ فِي الحَدِيث، فقد رَوَاهُ عَن عَليّ بن قُتَيْبَة، جمَاعَة غير الْكُدَيْمِي، نعم عَليّ بن قُتَيْبَة تفرد بِهِ (قلت) وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي عَليّ بن قُتَيْبَة كَانَ ضَعِيفا وَلَا يثبت حَدِيثه هَذَا وَالله أعلم، وَأخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك (قلت) لَكِن تعقبه الذَّهَبِيّ بعلي بن قُتَيْبَة وَرَأَيْت بِخَط الْحَافِظ ابْن حجر على هَامِش تَلْخِيص الموضوعات لِابْنِ درباس مَا نَصه، أخرجه الطَّبَرَانِيّ بِإِسْنَاد حسن، وَالله أعلم؛ وَله شَاهد من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، أخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك، وَتعقبه الذَّهَبِيّ بِأَن فِي سَنَده سويدا، وَهُوَ ضَعِيف، وَمن حَدِيث عَائِشَة أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط، وَمن حَدِيث أنس أخرجه ابْن عَسَاكِر فِي سباعياته وَمن حَدِيث ابْن عمر أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط (قلت) هَذَا لَا يصلح شَاهدا فَإِنَّهُ من طَرِيق عَليّ بن قُتَيْبَة أَيْضا وَكَذَلِكَ حَدِيث أنس فَإِنَّهُ من طَرِيق أبي هدبة، وَالله تَعَالَى أعلم.
(48) [حَدِيثٌ] إِيَّاكُمْ وَالزِّنَا فَإِنَّ فِيهِ أَرْبَعَ خِصَالٍ يُذْهِبُ بِالْبَهَاءِ مِنَ الْوَجْهِ، وَيَقْطَعُ الرِّزْقَ، وَيُسْخِطُ الرَّحْمَنَ، وَالْخُلُودَ فِي النَّارِ (عد) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَلَا يَصح فِيهِ عَمْرو بن جَمِيع (تعقب) بِأَن الطَّبَرَانِيّ أخرجه فِي الْأَوْسَط (قلت) هَذَا لَا يمْنَع الحكم عَلَيْهِ بِالْوَضْعِ، نعم أعله الهيثمي فِي مجمع الزَّوَائِد بِعَمْرو وَقَالَ مَتْرُوك، وَقَضِيَّة هَذَا أَنه ضَعِيف لَا مَوْضُوع وَيشْهد لَهُ مَا بعده وَالله تعال أعلم.
(49) [حَدِيثٌ] يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ إِيَّاكُمْ وَالزِّنَا فَإِنَّ فِيهِ سِتَّ خِصَالٍ، ثَلاثًا فِي الدُّنْيَا، وَثَلاثًا فِي الآخر، فَأَمَّا الَّتِي فِي الدُّنْيَا فَإِنَّهُ يُذْهِبُ الْبَهَاءَ، وَيُورِثُ الْفَقْرَ، وَيُنْقِصُ الْعُمْرَ، وَأَمَّا الَّتِي فِي الآخِرَةِ فَإِنَّهُ يُورِثُ سَخَطَ اللَّهِ، وَسُوءَ الْحِسَابِ، وَالْخُلُودَ فِي النَّارِ.
ثمَّ تَلا(2/227)
{أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَاب هم خَالدُونَ} (نع) من حَدِيث حُذَيْفَة (خطّ) من حَدِيث أنس وَلَا يصحان فِي الأول مُسلم بن عَليّ مَتْرُوك وَفِي الثَّانِي كَعْب بن عَمْرو قَالَ الْخَطِيب غير ثِقَة (تعقب) بِأَن الحافظين أَبَا نعيم وَالْبَيْهَقِيّ صرحا فِي حَدِيث حُذَيْفَة بضعفه فَلَا يدْخل فِي الموضوعات وَكَذَلِكَ حَدِيث أنس لَا يبلغ حَال كَعْب أَن يدْخل حَدِيثه فِي الموضوعات (قلت) قَالَ الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الموضوعات كَعْب مُتَّهم وَالله تَعَالَى أعلم.
(50) [حَدِيثٌ] لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَاقٌّ وَلا مَنَّانٌ وَلا مُرْتَدٌّ أَعْرَابِيًّا بَعْدَ الْهِجْرَةِ وَلا وَلَدُ زِنًى وَلا مَنْ أَتَى ذَاتَ مَحْرَمٍ (ابْن فيل) فِي جزئه (وَعبد الرَّزَّاق) فِي مُصَنفه من حَدِيث عبد الله بن عَمْرو وَلَا يَصح فِي الأول عبد الْكَرِيم مَتْرُوك وَفِي الثَّانِي جَابَان لَا يعرف لَهُ سَماع من عبد الله بن عَمْرو، وَقَالَ البُخَارِيّ مَجْهُول (تعقب) بِأَنَّهُ لَيْسَ فِي شَيْء من ذَلِك، مَا يَقْتَضِي الْوَضع والْحَدِيث أخرجه الإِمَام أَحْمد وَالنَّسَائِيّ (قلت) وَقَالَ الهيثمي فِي الْمجمع رَوَاهُ أَحْمد وَالطَّبَرَانِيّ وَفِيه جَابَان وَثَّقَهُ ابْن حبَان وَبَقِيَّة رجال أَحْمد رجال الصَّحِيح، وَالله أعلم، وَأخرجه أَبُو يعلى من حَدِيث عُثْمَان بن أبي الْعَاصِ بِلَفْظ لَا يدْخل الْجنَّة ولد زنا وَلَا عَاق لوَالِديهِ، وَلَا مدمن خمر (قلت) فِي سَنَده مَجْهُولُونَ، وَالله تَعَالَى أعلم.
(51) [حَدِيثٌ] لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَلَدُ زِنًا، وَلا وَلَدُهُ وَلا وَلَدُ وَلَدِهِ (قطّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة (عد) بِلَفْظ فرخ الزِّنَا لَا يدْخل الْجنَّة (عبد بن حميد) بِلَفْظ لَا يدْخل ولد الزِّنَا وَلَا شَيْء من نَسْله إِلَى سَبْعَة أَبنَاء الْجنَّة، وَلَا يَصح فِي الأول أَبُو إِسْرَائِيل ضَعِيف، وَفِي الثَّانِي مَجْهُولُونَ وَالثَّالِث أعله الدَّارَقُطْنِيّ وَأَبُو نعيم بِالِاضْطِرَابِ، وَأَيْضًا فَهُوَ مُخَالف لقَوْله تَعَالَى: {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وزر أُخْرَى} .
قلت وَلقَوْله: ولد الزِّنَا لَيْسَ عَلَيْهِ من إِثْم أَبَوَيْهِ شَيْء، أخرجه الطَّبَرَانِيّ من حَدِيث عَائِشَة، قَالَ السخاوي وَسَنَده جيد وَالله أعلم.
(تعقب) بِأَنَّهُ لَيْسَ فِي ذَلِك مَا يقتصى الْوَضع وَأما مُخَالفَة الْآيَة فَالْجَوَاب عَنْهَا أَن معنى الحَدِيث كَمَا نَقله الرَّافِعِيّ الشَّافِعِي فِي تَارِيخ قزوين عَن الإِمَام أبي الْخَيْر أَحْمد ابْن إِسْمَاعِيل الطَّالقَانِي أَنه لَا يدْخل الْجنَّة بِعَمَل أصليه بِخِلَاف ولد الرشدة فَإِنَّهُ إِذا مَاتَ طفْلا وَأَبَوَاهُ مُؤْمِنَانِ ألحق بهما وَبلغ درجتهما بصلاحهما على مَا قَالَ تَعَالَى: {وَالَّذين آمنُوا وابتعتهم ذرياتهم بِإِيمَان ألحقنا بهم ذرياتهم} ، وَولد الزِّنَا لَا يدْخل الْجنَّة بِعَمَل أصليه، أما(2/228)
الزَّانِي فنسبه مُنْقَطع، وَأما الزَّانِيَة، فشؤم زنَاهَا، وَإِن صلحت يمْنَع من وُصُول بركَة صَلَاحهَا إِلَيْهِ انْتهى (قلت) وَأجِيب بأجوبة أُخْرَى مِنْهَا أَن يكون سبق فِي علم الله أَن ولد الزِّنَا ونسله يَفْعَلُونَ أفعالا مُنَافِيَة لدُخُول الْجنَّة فَيكون عدم دُخُولهمْ لتِلْك الْأَفْعَال، لَا لزنا أَبَوَيْهِ، وَمِنْهَا إبقاؤه على ظَاهره وَيكون المُرَاد التنفير عَن الزِّنَا وَالله أعلم.
(52) [حَدِيثٌ] إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ يَا يَهُودِيُّ فَاجْلِدُوهُ عِشْرِينَ (حب) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَفِيهِ إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل يقلب الْأَسَانِيد وَيرْفَع الْمَرَاسِيل، وَدَاوُد بن الْحصين حدث عَن الثِّقَات بِمَا لَا يشبه حَدِيث الْأَثْبَات (تعقب) بِأَن إِبْرَاهِيم هُوَ بن أبي حَبِيبَة الأشْهَلِي قَالَ أَحْمد ثِقَة وَقَالَ ابْن معِين مرّة صَالح الحَدِيث وَدَاوُد بن الْحصين ثِقَة أخرج لَهُ السِّتَّة، والْحَدِيث أخرجه التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَالْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه، وَقَالَ تفرد بِهِ إِبْرَاهِيم الأشْهَلِي وَلَيْسَ بِالْقَوِيّ قَالَ وَهُوَ إِن صَحَّ مَحْمُول على التَّعْزِير.
(53) [حَدِيثٌ] إِنْ لَقِيتُمْ عَشَّارًا فَاقْتُلُوهُ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث مَالك بن عتاهية وَفِيه مَجَاهِيل، وَابْن لَهِيعَة ذَاهِب الحَدِيث (تعقب) بِأَنَّهُ فِي مُسْند الإِمَام أَحْمد، ومعجم الطَّبَرَانِيّ بِسَنَد رِجَاله معروفون، وَابْن لَهِيعَة من رجال مُسلم فِي المتابعات وَفِيه كَلَام كثير وَالصَّوَاب أَنه حسن الحَدِيث.
(54) [حَدِيثٌ] مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ ظَلَّ يَوْمَهُ مُشْرِكًا وَمَنْ سَكِرَ مِنْهَا لَمْ تُقْبَلُ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَإِنْ مَاتَ مَاتَ كَافِرًا (قطّ) مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرو وَفِي رِوَايَة لَهُ من شرب الْخمر لم تقبل لَهُ صَلَاة أَرْبَعِينَ لَيْلَة فَإِن مَاتَ فِيهَا مَاتَ كَافِرًا مَا دَامَ فِي عروقه مِنْهَا شَيْء (طب) بِلَفْظ من شرب الْخمر فَجَعلهَا فِي بَطْنه لم تقبل لَهُ صَلَاة سبعا فَإِن مَاتَ فِيهِنَّ مَاتَ كَافِرًا فَإِذا أذهلت الْخمر عقله عَن شَيْء من الْفَرَائِض لم تقبل مِنْهُ صَلَاة أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَإِن مَاتَ فِيهَا مَاتَ كَافِرًا، وَلَا يَصح تفرد بِالْأولَى أَبُو شيبَة واسْمه إِبْرَاهِيم بن عُثْمَان وَهُوَ مَتْرُوك وَتفرد بِالثَّانِيَةِ عباد بن يَعْقُوب عَن عَمْرو بن ثَابت وهما مَتْرُوكَانِ وَفِي الثَّالِثَة يزِيد بن أبي زِيَاد وَهُوَ مَتْرُوك وَقد ورد من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه عَطاء بن السَّائِب اخْتَلَط (تعقب) بِأَن لصدر الأول شَاهدا عِنْد ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه بِسَنَد صَحِيح عَن خَيْثَمَة قَالَ كنت قَاعِدا عِنْد عبد الله بن عَمْرو فَذكر الْكَبَائِر حَتَّى ذكر الْخمر فَكَأَن رجلا تهاون بهَا فَقَالَ عبد الله(2/229)
ابْن عَمْرو لَا يشْربهَا رجل مصبحا إِلَّا ظلّ مُشْركًا حَتَّى يُمْسِي وَأما بَاقِيَة فجَاء من طرق وَالرِّوَايَة الثَّانِيَة لم يتفرد بهَا عباد وَقد تَابع شيخ شَيْخه يزِيد بن أبي زِيَاد وَمن طَرِيقه أخرجه النَّسَائِيّ وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَحَدِيث ابْن عمر أخرجه من طَرِيق عَطاء أَحْمد فِي مُسْنده وَالتِّرْمِذِيّ وَحسنه، وَله طَرِيق ثَانِيَة لَيْسَ فِيهَا عَطاء أخرجهَا النَّسَائِيّ والْحَدِيث قد جَاءَ بِدُونِ ذكر الْكفْر من طرق من حَدِيث عبد الله بن عَمْرو وَابْن عمر وَابْن عَبَّاس وَأبي ذَر وَأبي الدَّرْدَاء وَأبي بكر وَعمر وعياض بن غنم والسائب بن يزِيد وَأَسْمَاء رَضِي الله عَنْهُم أَجْمَعِينَ.
(55) [حَدِيثٌ] لَا تُجَالِسُوا شَرَبَةَ الْخَمْرِ وَلا تَعُودُوا مَرْضَاهُمْ وَلا تَشْهَدُوا جَنَائِزَهُمْ فَإِنَّ شَارِبَ الْخَمْرِ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُسْوَدًّا وَجْهُهُ مُنْدَلِعًا لِسَانُهُ عَلَى صَدْرِهِ يَسِيلُ لُعَابُهُ يَقْذَرُهُ كُلُّ مَنْ رَآهُ (عد) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ وَفِيه ضعفاء لَيْث وجعفر بن الْحَارِث وَأَبُو مُطِيع الْبَلْخِي (تعقب) بِأَنَّهُ جَاءَ من طرق أُخْرَى عِنْد أبي عَليّ الْحداد فِي مُعْجَمه والديلمي فِي مُسْند الفردوس كِلَاهُمَا من طَرِيق لَيْث وَتَابعه مُحَمَّد بن عمرَان الْأنْصَارِيّ فَرَوَاهُ عَن نَافِع عَن ابْن عمر أخرجه الشِّيرَازِيّ فِي الألقاب وَأخرجه عبد الرَّزَّاق فِي المُصَنّف من طَرِيق لَيْث عَن عبد الله بن عمر مَوْقُوفا قلت وَلَيْث بن أبي سليم من رجال السّنَن وَهُوَ كَمَا قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمُغنِي حسن الحَدِيث وَمن ضعفه فَإِنَّمَا ضعفه لاختلاطه وجعفر بن الْحَارِث مُخْتَلف فِيهِ وَمِمَّنْ وَثَّقَهُ الْحَاكِم فِي تَارِيخه وَابْن حبَان وَقَالَ ابْن عدي لم أر فِي حَدِيثه حَدِيثا مُنْكرا أرَجْو أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِهِ أما أَبُو مُطِيع فوضاع لَكِن جَاءَ الحَدِيث من غير طَرِيقه وَاللَّهُ أَعَلُم.
الْفَصْلُ الثَّالِثُ
(56) [حَدِيثٌ] أَلا مَنْ زَيَّنَ نَفْسَهُ لِلْقُضَاةِ بِشَهَادَةِ الزُّورِ زَيَّنَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِسِرْبَالٍ مِنْ قَطِرَانٍ وَأَلْجَمَهُ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ (كرّ) من حَدِيث أنس (قلت) هُوَ من طَرِيق إِبْرَاهِيم بن هدبة وَهُوَ آفته وَالله تَعَالَى أعلم.
(57) [حَدِيثُ] عُجَّ حَجَرٌ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فَقَالَ إِلَهِي وَسَيِّدِي عَبَدْتُكَ كَذَا وَكَذَا سَنَةً ثُمَّ جَعَلْتَنِي فِي أس كنيف فَقَالَ أَو مَا تَرْضَى أَنِّي عَدَلْتُ بِكَ عَنْ مَجَالِسِ الْقَضَاءِ (تَمام) فِي فَوَائده مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ مِنْ طَرِيق أبي مُعَاوِيَة عبد الله بن مُحَمَّد الْغَزِّي الْمُؤَدب(2/230)
قَالَ تَمام هَذَا حَدِيث مُنكر وَأَبُو مُعَاوِيَة الْغَزِّي هَذَا ضَعِيف (قُلْتُ) قَالَ الذَّهَبِيُّ فِي تَلْخِيصِ الواهيات وَابْن حجر فِي لِسَان الْمِيزَان هَذَا مَوْضُوع وَالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أعلم.
(58) [حَدِيثٌ] شَرُّ الْبِقَاعِ دُورُ الأُمَرَاءِ الَّذِينَ لَا يَقْضُونَ بِالْحَقِّ (ابْن الْأَشْعَث) فِي سنَنه الَّتِي وَضعهَا على آل الْبَيْت من حَدِيث عَليّ.
(59) [حَدِيثُ] أَبِي هُرَيْرَةَ إِنَّ الدِّيَةَ كَانَتْ عَلَى عهد رَسُول الله وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ دِيَةَ الْمُسْلِمِ وَالْيَهُودِيَّ وَالنَّصْرَانِيَّ سَوَاءً فَلَمَّا اسْتخْلف مُعَاوِيَة صير دِيَة الْيَهُودِيّ وَالنَّصْرَانِيّ على النّصْف فَلَمَّا اسْتخْلف عمر بن عبد الْعَزِيز رده إِلَى الْقَضَاء الأول (عد) وَقَالَ بَاطِل آفته بركَة بن مُحَمَّد الْحلَبِي.
(60) [حَدِيثٌ] يُؤْتَى بِالسَّارِقِ وَالْمُطَّلِعِ عَلَيْهِ فَتُجْعَلُ لَهُمَا السَّرِقَةُ فِي الْعَرْصَةِ السَّابِعَةِ فَيُقَالُ لَهُمَا اذْهَبَا فَخُذَاهَا فَإِذَا بَلَغَاهَا سَاخَتْ بِهِمَا النَّارُ إِلَى الدَّرَكِ الأَسْفَلِ (عد) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ من طَرِيق جَعْفَر بن أَحْمد وَهُوَ آفته.
(61) [حَدِيثٌ] مَنْ زَنَى زُنِيَ بِهِ وَلَوْ بِحِيطَانِ دَارِهِ (مي نجا) من حَدِيث أنس من طَرِيق الْقَاسِم بن إِبْرَاهِيم الْمَلْطِي.
(62) [حَدِيثُ] أَنَسٍ إِذَا عَلا الذَّكَرُ عَلَى الذَّكَرِ اهْتَزَّ الْعَرْشُ وَقَالَتِ السَّمَوَاتُ يَا رَبِّ مُرْنَا نَحْصِبُهُ وَقَالَتِ الأَرْضُ مُرْنَا نَبْتَلِعُهُ فَقَالَ دَعُوهُ فَإِنَّ طَرِيقَهُ عَلَيَّ وَوُقُوفَهُ بَيْنَ يَدَيَّ (قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ) وجدته مُسْندًا على ظهر نُسْخَة من مُسْند ابْن أبي شيبَة وَتَحْته بِخَط آخر: هَذَا إِسْنَاد واه والمتن مَوْضُوع.
(63) [حَدِيثٌ] مَا أَنْفَقَ عَبْدٌ دِرْهَمًا فِي زنا إِلَّا فقد سِتّمائَة دِرْهَمٍ لَا يَعْرِفُ لَهَا وَجْهًا (خطّ) فِي الْمُتَّفق والمفترق من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه أَبُو بكر أَحْمد بن نصر الذارع.
(64) [حَدِيثٌ] عَشَرَةُ أَصْنَافٍ مِنْ أُمَّتِي لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ وَلا يُكَلِّمُهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ إِلا أَنْ يَتُوبُوا وَيَتَّقُوا الْمُتَلَذِّذُونَ بِالْقَهَوَاتِ وَاللاعِبُونَ بِالشَّاهَاتِ وَالضَّارِبُونَ بِالْكُوبَاتِ وَاللاهُونَ بِالْعَرْطَبَاتِ وَالْمَانِعُونَ الزَّكَوَاتِ وَالْغَالُونَ الأَمَانَاتِ وَالنَّائِمُونَ عَنِ الْعَتَمَاتِ وَالْغَدَوَاتِ وَالْعَشَّارُونَ فِي الطُّرُقَاتِ وَالطَّالِبُونَ لِلشَّهَوَاتِ وَاللَّذَّاتِ وَالرَّاضُونَ بِالْمُنْكَرَاتِ (مي) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَابْن عَبَّاس مَعًا من طَرِيق مَأْمُون عَن شَيْخه الجويباري.(2/231)
(65) [حَدِيثٌ] لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ جَنَّةَ عَدْنٍ خَلَقَ لَبَنَهَا مِنْ ذَهَبٍ يَتَلأْلأُ وَتُرَابَهَا مِنْ مِسْكٍ مُرَوَّقٍ ثُمَّ أَمَرَهَا فَاهْتَزَّتْ فَنَطَقَتْ فَقَالَتْ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا أَنْتَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ طُوبَى لِمَنْ قَدَّرْتَ لَهُ دُخُولِي قَالَ اللَّهُ وَعِزَّتِي وَجَلالِي وَارْتِفَاعِ مَكَانِي لَا يَدْخُلُكِ مُدْمِنُ خَمْرٍ وَلا مُصِرٌّ عَلَى زِنًا وَلا قَتَّاتٌ وَهُوَ النَّمَّامُ وَلا دَيُّوثٌ وَهُوَ الَّذِي لَا يَغَارُ وَلا قَلاعٌ وَهُوَ الَّذِي يَسْعَى بِالنَّاسِ عِنْدَ السُّلْطَانِ ليهلكها ولَا خَتَّارٌ وَهُوَ الْغَدَّارُ الَّذِي لَا يُوَفِّي بِعَهْدِهِ (ابْن الْأَشْعَث) فِي سنَنه عَن مُوسَى بن إِسْمَاعِيل بن مُوسَى بن جَعْفَر عَن أَبِيه عَن جده عَن أَبِيه عَن عَليّ بن أبي طَالب وَهَذِه السّنَن وَضعهَا ابْن الْأَشْعَث وَكلهَا بِهَذَا السَّنَد فَمِنْهَا مَا اختلقه ابْتِدَاء وَمِنْهَا مَا سَرقه وَركبهُ على هَذَا الْإِسْنَاد.
(66) [حَدِيثٌ] مَنْ أَتَى غُلامًا فِي دُبُرِهِ فَهُوَ الْكُفْرُ بِاللَّهِ، وَمَنْ أَتَى بَيْنَ فَخِذَيْهِ فَهُوَ الشِّرْكُ بِاللَّهِ وَمَنْ قَبَّلَ غُلامًا بِشَهْوَةٍ جَاءَ مَصْلُوبًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى جِذْعٍ مِنْ نَارٍ حَتَّى يَفْرَغَ اللَّهُ مِنْ حِسَابِ الْجَمْعِ، ثُمَّ يُؤْمَرَ بِهِ إِلَى النَّارِ، وَمَنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ (مي) من حَدِيثِ عَلِيٍّ (قُلْتُ) لَمْ يُبَيَّنْ علته وَمَا عرفت فِيهِ من الْمَجْرُوحين غير الْحَارِث الْأَعْوَر وَمَا أَظُنهُ يحْتَمل هَذَا وَالله تَعَالَى أعلم.
(67) [حَدِيثٌ] مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ بَعْدَ أَنْ حَرَّمَهَا اللَّهُ عَلَى لِسَانِي فَلَيْسَ لَهُ أَنْ يُزَوَّجَ إِذَا خَطَبَ وَلا يُشَفَّعَ إِذَا شَفَعَ وَلا يُصَدَّقَ إِذَا حَدَّثَ وَلا يُؤْتَمَنَ عَلَى أَمَانَةٍ فَإِنِ اؤْتُمِنَ عَلَى أَمَانَةٍ فَأَكَلَهَا أَوِ اسْتَأْكَلَهَا فَلَيْسَ لِصَاحِبِهَا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَأْجُرَهُ وَلا يُخْلِفَ عَلَيْهِ (نجا) من حَدِيث عَليّ من طَرِيق مُحَمَّد بن الْفُرَات.
(68) [حَدِيثٌ] يُنَادِي مُنَادٍ كُلَّ يَوْمٍ شَارِبَ الْخَمْرِ مَلْعُونٌ وَجَارُكَ مَلْعُونٌ وَجَلِيسُكَ مَلْعُونٌ (كرّ) من حَدِيث أنس وَقَالَ بَاطِل فِيهِ صَالح بن الْفَتْح الشَّاشِي وَشَيْخه أَبُو الْفضل ابْن أَحْمد اللؤْلُؤِي مَجْهُولَانِ وآفته أَحدهمَا.
(69) [حَدِيثٌ] سَيَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ أُمَرَاءُ جَوَرَةٌ فَمَنْ خَافَ سِجْنَهُمْ وَسَيْفَهُمْ وَسَوْطَهُمْ فَلا يَأْمُرُهُمْ وَلا يَنْهَاهُمْ (مي) من حَدِيث زيد وَفِيهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى التَّيْمِيُّ.
(70) [حَدِيثٌ] مَنِ اجْتَازَ عَلَى وَلَدِهِ وَهُوَ يَلْعَبُ بِالْجَوْزِ فَلَمْ يُعَرِّكْ أُذُنَيْهِ لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ صَلاةَ أَبِيهِ وَأُمِّهِ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا (مي) من حَدِيث أنس (قلت) لم يبين علته وَفِيه جمَاعَة لم أَقف لَهُم على تراجم وَالله تَعَالَى أعلم.(2/232)
(71) [حَدِيثٌ] لَوْ عَلِمَ اللَّهُ شَيْئًا مِنَ الْعُقُوقِ أَدْنَى مِنْ أُفٍّ لَحَرَّمَهُ فَلْيَعْمَلِ الْعَاقُّ مَا شَاءَ فَلَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ وَلْيَعْمَلِ الْبَارُّ مَا شَاءَ أَنْ يَعْمَلَ فَلَنْ يَدْخُلَ النَّارَ (مي) من حَدِيث الْحُسَيْن ابْن عَليّ وَفِيه عِيسَى بن عبيد الله وَعنهُ أَصْرَم بن حَوْشَب.
(72) [حَدِيثٌ] أَنَسٍ كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ الله إِذْ نَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فُقَرَاءَ أُمَّتِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ الْأَغْنِيَاء بِخَمْسِمِائَة عَامٍ؛ وَهُوَ نِصْفُ يَوْمٍ فَفَرِحَ رَسُول الله، فَقَالَ أَفِيكُمْ مَنْ يُنْشِدُ فَقَالَ بَدَوِيٌّ نَعَمْ فَقَالَ هَاتِ هَاتِ فَأَنْشَدَ الْبَدَوِيُّ:
(قَدْ لَسَعَتْ حَيَّةُ الْهَوَى كَبِدِي ... فَلا طَبِيبَ لَهَا وَلا رَاقِي)
(إِلا الطَّبِيبَ الَّذِي شُغِفَتْ بِهِ ... فَعِنْدَهُ رُقْيَتِي وَتِرْيَاقِي)
فتواجد رَسُول الله وَتَوَاجَدَ الأَصْحَابُ حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبِهِ فَلَمَّا فَرَغُوا أَوَى كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَكَانِهِ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ مَا أَحْسَنَ لَعِبَكُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ مَهْ يَا مُعَاوِيَةُ لَيْسَ بِكَرِيمٍ مَنْ لَمْ يَهْتَزَّ عِنْدَ سَمَاعِ ذِكْرِ الْحَبِيبِ، ثُمَّ اقْتَسَمَ رِدَاء رَسُول الله من حضر بأربعمائة قِطْعَةٍ (الْحَافِظ ابْن طَاهِر) وَهُوَ بَاطِل، قَالَ الْحَافِظ أَبُو مُوسَى الْمَدِينِيّ قد عَابَ غير وَاحِد من أهل الْعلم ابْن طَاهِر بإيراد هَذَا الحَدِيث فِي كِتَابه، وَكتب شيخ الْإِسْلَام أَبُو الْفرج عبد الرَّحْمَن بن أبي عمر الْمَقْدِسِي وَقد سُئِلَ عَن هَذَا الحَدِيث مَا ملخصه إِن الْوَاقِف عَلَيْهِ يظْهر لَهُ أَنه مَوْضُوع لركة أَلْفَاظه ومباينة شعره لأشعار الْعَرَب فِي جزالة ألفاظها ومخالفته لما صَحَّ من النهى عَن إِضَاعَة المَال ونفرة الْقُلُوب مِنْهُ، وَكتب شيخ الْإِسْلَام النَّوَوِيّ وَقد سُئِلَ عَنهُ: بَاطِل لَا تحل رِوَايَته وَلَا نسبته إِلَى النَّبِي وَيُعَزر من رَوَاهُ عَالما تعزيرا بليغا وَلَا يغتر بِكَوْنِهِ فِي عوارف المعارف وَغَيره مَعَ أَن صَاحب العوارف قَالَ يتخالج سري أَنه غير صَحِيح ويأبى الْقلب قبُوله (قلت) وَقَالَ الْحَافِظ الذَّهَبِيّ رُوَاته ثِقَات غير عمار بن إِسْحَاق فَكَأَنَّهُ وَاضعه وَالله تَعَالَى أعلم.
(73) [حَدِيثٌ] مَثَلُ هَذَا الدِّينِ كَمَثَلِ شَجَرَةٍ، الإِيمَانُ أَصْلُهَا وَالزَّكَاةُ فَرْعُهَا وَالصِّيَامُ عُرُوقُهَا وَالصَّلاةُ مَاؤُهَا وَالثَّنَاءُ فِي اللَّهِ نَبَاتُهَا وَحُسْنُ الْخُلُقِ وَرَقُهَا وَالْكَفُّ مِنْ مَحَارِمِ اللَّهِ ثَمَرُهَا فَكَمَا لَا تَكْمُلُ هَذِهِ الشَّجَرَةُ إِلا بِالثَّمَرَةِ فَكَذَلِكَ لَا يَكْمُلُ الإِيمَانُ إِلا بِالْكَفِّ عَن(2/233)
مَحَارِمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ (حا) من مُرْسل حميد الطَّوِيل (قلت) لم يبين علته مَعَ إرْسَاله وَهُوَ من طَرِيق مُحَمَّد السّلمِيّ النَّيْسَابُورِي وَأَظنهُ ابْن أَشْرَس وَهُوَ مَتْرُوك مُتَّهم وَشَيْخه حَمْزَة بن شَدَّاد الْجَزرِي مَا عَرفته وَالله أعلم.
(74) [حَدِيثٌ] لَا تَنْظُرْ إِلَى صِغَرِ الْخَطِيئَةِ، وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى عَظَمَةِ مَنْ تَعْصِي (نع) من حَدِيث عَمْرو بن الْعَاصِ وَفِيه مُحَمَّد بن إِسْحَاق الْعُكَّاشِي (قلت) أوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات من الطَّرِيق الْمَذْكُور وَمن حَدِيث ابْن عمر من طَرِيق غَالب ابْن عبيد الله وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة من طَرِيق أبي دَاوُد النَّخعِيّ ثمَّ قَالَ: هَذَا إِنَّمَا يثبت من قَول بِلَال بن سعد وَالله تَعَالَى أعلم.
(75) [حَدِيثٌ] اللاعِبُ بِالشَّطْرَنْجِ كَالآكِلِ لَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَالنَّاظِرُ إِلَى مَنْ يَلْعَبُ الشَّطْرَنْجَ كَالْغَامِسِ يَدَهُ فِي لَحْمِ الْخِنْزِيرِ (مي) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ طَرِيق مُوسَى الطَّوِيل.
(76) [حَدِيثٌ] مَنْ لَعِبَ بِالشَّطْرَنْجِ فَقَدْ قَارَفَ {شِرْكًا وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ من السَّمَاء} الْآيَة (مي) من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَفِيه أَبُو عصمَة.(2/234)
كتاب الْأَطْعِمَة
الْفَصْل الأول
(1) [حَدِيثٌ] مَاؤُهَا رَحْمَةٌ وَحَلاوَتُهَا مِثْلُ حَلاوَةِ الْجَنَّةِ يَعْنِي الْبِطِّيخَ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه هناد النَّسَفِيّ ومجاهيل قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ وَأَنا أتهم بِهِ هنادا فَإنَّا سمعنَا عَنهُ أَحَادِيث كَثِيرَة مَرْفُوعَة مَوْقُوفَة فِي فَضَائِل الْبِطِّيخ لم نجدها عِنْد غَيره وَكلهَا محَال وَلَا يَصح فِي فَضَائِل الْبِطِّيخ شَيْء إِلَّا أَن رَسُول الله أكله.
(2) [حَدِيثٌ] لَكُمْ فِي الْعِنَبِ خَمْسَةُ أَشْيَاءَ حَلالٌ، تَأْكُلُونَهُ عِنَبًا وَتَشْرَبُونَهُ عَصِيرًا مَا لَمْ يُنَشَّ وَتَتَّخِذُونَ مِنْهُ زَبِيبًا وَرُبًّا وَخَلا (عق) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَلَا يَصح فِيهِ إِسْحَاق بن وهب وَإِسْمَاعِيل بن مُسلم السكونِي (قلت) كَذَا فِي الأَصْل السكونِي وَالَّذِي فِي لِسَان الْمِيزَان الْيَشْكُرِي نِسْبَة إِلَى بني يشْكر وَقَالَ الْعقيلِيّ إِسْمَاعِيل لَا يعرف ومسعود بن مُوسَى بن مشكان يَعْنِي شيخ إِسْمَاعِيل نَحْو مِنْهُ وَالله تَعَالَى أعلم.
(3) [حَدِيثٌ] رَبِيعُ أُمَّتِي الْعِنَبُ وَالْبِطِّيخُ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه مُحَمَّد بن الضَّوْء.
أَقُول: قد أورد المُصَنّف هَذَا الحَدِيث فِي الْجَامِع الصَّغِير بِزِيَادَة المخرجين، وَقد قَالَ: إِنَّه صانه عَمَّا انْفَرد بِهِ وَضاع أَو كَذَّاب.
(4) [حَدِيثُ] عَائِشَةَ قَالَ رَسُول الله عَلَيْكُمْ بِالْمُرَازِمَةِ، قِيلَ وَمَا الْمُرَازِمَةُ قَالَ: أَكْلُ الْخُبْزِ مَعَ الْعِنَبِ فَإِنَّ خَيْرَ الْفَاكِهَةِ الْعِنَبُ، وَخَيْرَ الطَّعَامِ الْخُبْزُ (عد) من طَرِيق عَمْرو بن خَالِد الْأَسدي.
(5) [حَدِيثُ] جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه عَنْ آبَائِهِ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ عَلَى كِسْرَةٍ مُلْقَاةٍ فَقَالَ يَا سُمَيْرَاءُ أَوْ يَا حُمَيْرَاءُ أَحْسِنِي جِوَارَ نِعَمِ اللَّهِ عَلَيْكِ، فَبِالْخُبْزِ أَنْزَلَ اللَّهُ الْمَطَرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَبِالْخُبْرِ أَنْبَتَ النَّبَاتَ مِنَ الأَرْضِ، وَبِالُخْبِز صُمْنَا وَصَلَّيْنَا، وَبِالْخُبْزِ حَجَجْنَا بَيْتَ رَبِّنَا، وَبِالْخُبْزِ جَاهَدْنَا عَدُوَّنَا، وَلَوْلا الْخُبْزُ مَا عُبِدَ اللَّهَ فِي الأَرْضِ (حب) من طَرِيق أبي أَشْرَس الْكُوفِي (قلت) نعم عِنْد ابْن مَاجَه فِي سنَنه وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَاللَّفْظ لَهُ عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا دخل عَليّ رَسُول الله فَرَأى فِي بَيْتِي كسرة ملقاة(2/235)
فَمشى إِلَيْهَا فمسحها ثمَّ أكلهَا فَقَالَ يَا عَائِشَة أحسني جوَار نعم الله فَإِنَّهَا قَلما نفرت عَن أهل بَيت فَكَادَتْ أَن ترجع إِلَيْهِم، وَالله أعلم.
(6) [حَدِيثٌ] مَا اسْتَخَفَّ قَوْمٌ بِحَقِّ الْخُبْزِ إِلا ابْتَلاهُمُ اللَّهُ بِالْجُوعِ (خطّ) فِي الْمُتَّفق والمفترق من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه إِسْحَاق بن نجيح (قلت) روى الديملي من حَدِيث عبد الله بن أم حرَام: أكْرمُوا الْخبز فَإِن الله سخر لكم بِهِ بَرَكَات السَّمَوَات وَالْأَرْض وَالْحَدِيد وَالْبَقر وَابْن آدم، وَلَا تسندوا الْقَصعَة بالخبز فَإِنَّهُ مَا أهانه قوم إِلَّا ابْتَلَاهُم الله بِالْجُوعِ، وروى أَبُو نعيم فِي الْحِلْية وَابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخه بِسَنَد فِيهِ من يجهل من حَدِيث أبي هُرَيْرَة إِذا خَرجْتُمْ فِي حج أَو عمْرَة فنعموا أَنفسكُم لكيلا تنكلوا وأكرموا الْخبز فَإِن الله سخر لكم بِهِ بَرَكَات السَّمَاء وَالْأَرْض فَلَا تسندوا الْقَصعَة بالخبز فَإِنَّهُ مَا أهانه قوم إِلَّا ابْتَلَاهُم الله بِالْجُوعِ وَالله تَعَالَى أعلم.
(7) [حَدِيثٌ] مَنْ أَكَلَ فُولَةً بِقِشْرِهَا أَخْرَجَ اللَّهُ مِنْهُ مِنَ الدَّاءِ بِقَدْرِهَا (قَطُّ عد) من حَدِيث عَائِشَة وَلَيْسَ بِصَحِيح، فِي الأول بكر بن عبد الله، وَفِي الثَّانِي عبد الله بن عمر الْخُرَاسَانِي مَجْهُول وتابعهما عبد الصَّمد بن مطير وَكَأَنَّهُ سَرقه وَغير إِسْنَاده (قلت) قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان: قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ هَذَا بَاطِلٌ، وَقَالَ فِي تَرْجَمَة عبد الصَّمد بن مطير هُوَ صَاحب هَذَا الحَدِيث الْبَاطِل وَقَالَ ابْن حجر فِي اللِّسَان هَذَا الحَدِيث أخرجه بَقِي بن مخلد فِي مُسْنده عَن زُهَيْر بن عباد، حَدثنَا عبد الله بن عمر الْخُرَاسَانِي فَذكر من فَضله حَدثنَا اللَّيْث عَن يزِيد بن أبي حبيب عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة فَذكره وَالله تَعَالَى أعلم.
(8) [حَدِيثٌ] مَنْ أَكَلَ الْقُثَّاءَ بِلَحْمٍ وُقِيَ الْجُذَامَ (عد) من حَدِيث أنس وَفِيه عَليّ ابْن معمر الْقرشِي اتهمه بِهِ ابْن عدي.
(9) [حَدِيثٌ] الْجُبْنُ دَاءٌ وَالْجَوْزُ دَاءٌ فَإِذَا صَارَا فِي الْجَوْفِ صَارَا شِفَاءَيْنِ (حا) من حَدِيث ابْن عَبَّاس من ثَلَاثَة طرق وَقَالَ هَذَا حَدِيث مُنكر قَالَ السُّيُوطِيّ وَأخرجه تَمام فِي فَوَائده (قلت) هُوَ من طَرِيق مُحَمَّد بن عبيد الله بن مَرْوَان بن مُحَمَّد بن هِشَام السُّلَيْمَانِي ذكره الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان وَذكر أَن تَمامًا روى عَنهُ هَذَا الحَدِيث فِي غير فَوَائده الْمَشْهُورَة وَلم يذكر فِيهِ الْحَافِظ جرحا وَلَا تعديلا وَكَأَنَّهُ رأى أَن تحديثه بِمثل هَذَا الحَدِيث(2/236)
كَاف فِي جرحه فإمَّا اختلقه وَإِمَّا سَرقه وَالله أعلم، قَالَ السُّيُوطِيّ وَأخرجه الْخَطِيب بِنَحْوِهِ من طَرِيق مُحَمَّد بن هَارُون بن يزِيد الْهَاشِمِي وَقَالَ هَذَا حَدِيث مُنكر (قلت) وَقَالَ ابْن عَسَاكِر هَذَا من وضع مُحَمَّد بن هَارُون إِلَّا أَن الْحَافِظ ابْن حجر تعقبه فَقَالَ لَيْسَ كَذَلِك فقد تَابعه عَلَيْهِ مُحَمَّد بن مخلد الدوري الْحَافِظ.
وَكَذَلِكَ شَيْخه مُحَمَّد بن عَليّ الْقزْوِينِي تَابعه مُحَمَّد بن يُونُس بن هَارُون، رَوَاهُمَا الْحَافِظ الخليلي فِي التَّارِيخ فبرئ ابْن يزِيد وَشَيْخه من عُهْدَة الحَدِيث؛ وَلَعَلَّ الْحسن بن قَحْطَبَةَ حمله عَن كَذَّاب عَن الْمَنْصُور؛ فَتوهم أَنه عَن الْمَنْصُور، انْتهى؛ وَالله تَعَالَى أعلم قَالَ السُّيُوطِيّ وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَرْجَمَة مُحَمَّد بن عبد الله الشَّيْبَانِيّ وَمن مَنَاكِيره حَدثنِي مسعر بن عَليّ فَذكر سندا إِلَى ابْن عَبَّاس بِنَحْوِهِ قَالَ ابْن حجر: والشيباني يضع ومسعر شَيْخه لَا أعرفهُ انْتهى، وَأخرجه الشِّيرَازِيّ فِي الألقاب من وَجه آخر (قلت) فِي سَنَده من لَمْ أَعْرِفْهُمْ؛ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.
(10) [حَدِيثُ] عَلِيٍّ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ فَذُكِرَ عِنْدَهُ الأَدْهَانُ فَقَالَ فَضْلُ دُهْنِ الْبَنَفْسَجِ عَلَى سَائِرِ الأَدْهَانِ كَفَضْلِنَا أَهْلَ الْبَيْتِ عَلَى سَائِرِ الْخلق، وَكَانَ النَّبِي يَدْهُنُ بِهِ وَيَسْتَعِطُ بِهِ وَذُكِرَ عِنْدَهُ الْبُقُولِ، فَقَالَ فَضْلُ الْكُرَّاثِ عَلَى سَائِرِ الْبُقُولِ كَفَضْلِ الْخُبْزِ عَلَى سَائِرِ الأَشْيَاءِ، وَذُكِرَ لَهُ الجوك، وَهُوَ الْبَاذَرُوجُ، فَقَالَ: بَقْلِي وَبَقْلُ الأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِي، فَإِنِّي أُحِبُّهَا وَآكُلُهَا، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى شَجَرَتِهَا نَابِتَةً فِي الْجَنَّةِ، وَذُكِرَ لَهُ الْجَرْجِيرُ فَقَالَ أَكْرَهُهَا لَيْلا وَلا بَأْسَ بِهَا نَهَارًا وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى شَجَرَتِهَا فِي جَهَنَّمَ، وَذُكِرَ الْهِنْدِبَا فَقَالَ: كُلُوا الْهِنْدِبَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنَفَّضَ وَيُغْسَلَ فَإِنَّهُ لَيْسَ فِيهِ وَرَقَةٌ إِلا وَفِيهَا مِنَ الْجَنَّةِ وَذُكِرَ الْكَمْأَةُ وَالْكَرَفْسُ فَقَالَ الْكَمْأَةُ مِنَ الْجَنَّةِ وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ وَفِيهَا شِفَاءٌ مِنَ السُّمِّ وَهُمَا طَعَامُ إِلْيَاسَ وَالْيَسَعَ يَجْتَمِعَانِ كُلَّ عَامٍ بِالْمَوْسِمِ فَيَشْرَبَانِ شَرْبَةٌ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ فَيَكْتَفِيَانِ بِهَا إِلَى قَابِلٍ فَيَرُدُّ اللَّهُ شَبَابَهُمَا فِي كُلِّ مِائَةِ عَامٍ مَرَّةً مِنْ طَعَامِهِمَا الْكَمْأَةَ وَالْكَرَفْسَ، وَذُكِرَ اللَّحْمُ فَقَالَ: لَيْسَ مِنْهُ مُضْغَةٌ تَقَعُ فِي الْمَعِدَةِ إِلا أَنْبَتَتْ مَكَانَهَا شِفَاءً، وَأَخْرَجَتْ مِثْلَهُ مِنَ الدَّاءِ.
وَذُكِرَ الْحِيتَانُ فَقَالَ: لَيْسَ مِنْهَا مِنْ مُضْغَةٍ تَقَعُ فِي الْمَعِدَةِ إِلا أَنْبَتَتْ مَكَانَهَا دَاءً وَأَخْرَجَتْ مِثْلَهَا مِنَ الشِّفَاءِ وَأَوْرَثَتْ صَاحِبَهَا السُّلَّ (ابْن الْجَوْزِيّ) من طَرِيق عبد الرَّحِيم بن حبيب الْفرْيَابِيّ وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ.
(11) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ كُنَّا فِي وَلِيمَةِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ فَأُتِيَ بِطَعَام فِيهِ باذنجان(2/237)
فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الْبَاذِنْجَانَ يُهِيجُ المرار.
فَأكل رَسُول الله بَاذِنْجَانَةً فِي لُقْمَةٍ، وَقَالَ: إِنَّمَا الْبَاذِنْجَانُ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ، وَلا دَاءَ فِيهِ، (ابْن الْجَوْزِيّ) من طَرِيق أَحْمد بن مُحَمَّد بن حَرْب الملحمي، وَهُوَ آفته (قلت) تَابعه عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد الْخُرَاسَانِي، أسْندهُ من طَرِيقه الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان، ثمَّ قَالَ عبد الْوَهَّاب مَا عَرفته، والمتن مَوْضُوع انْتهى، وَأسْندَ أَيْضا الْحَافِظ ابْن نَاصِر الدَّين فِي جزئه، الَّذِي سَمَّاهُ الدِّرَايَة، بِمَا جَاءَ فِي حَدِيث زَمْزَم من الرِّوَايَة، وَقَالَ هَذَا الحَدِيث لم يحدث بِهِ عبد الْأَعْلَى، يَعْنِي ابْن حَمَّاد النَّرْسِي، شيخ الملحمي وَعبد الْوَهَّاب وَلَا من فَوْقه فِي السَّنَد، وَإِنَّمَا ركب مَوْضُوعا مختلقا عَلَيْهِم، وَأسْندَ مَوْضُوعا مُلَفقًا إِلَيْهِم والآفة فِيهِ، وَالله أعلم بِالْحَال، مِمَّن هُوَ دون عبد الْوَهَّاب من الرِّجَال وَقد علق الديلمي فِي الفردوس حديثين وَأسْندَ ابْنه ثَانِيهمَا، الأول عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا.
كلوا الباذنجان فَإِنَّهَا شَجَرَة رَأَيْتهَا فِي جنَّة المأوى شهِدت لله بِالْحَقِّ ولي بِالنُّبُوَّةِ ولعلي بِالْولَايَةِ فَمن أكلهَا على أَنَّهَا دَاء كَانَت دَاء وَمن أكلهَا على أَنَّهَا دَوَاء كَانَت دَوَاء وَالثَّانِي عَن أنس مَرْفُوعا كلوا الباذنجان وَأَكْثرُوا مِنْهُ فَإِنَّهُ أول شَجَرَة آمَنت بِاللَّه عز وَجل قَالَ ابْن نَاصِر الدَّين وليتهما لم يخرجاهما أَو بَينا وضعهما فَإِنَّهُمَا من الْمَوْضُوع الَّذِي لَا يلْتَفت إِلَيْهِ وَقد لفق الْحَدِيثين بعض الْكَذَّابين وجعلهما حَدِيثا وَاحِدًا بِزِيَادَة فَزعم أَن النَّبِي كَانَ يَأْكُل الباذنجان وَيَقُول من أكله على أَنه دَاء كَانَ دَاء وَمن أكله على أَنه دَوَاء كَانَ دَوَاء وَيَقُول نعم البقلة هِيَ لبنوه وزيتوه وكلوا مِنْهُ وَأَكْثرُوا فَإِنَّهَا أول شَجَرَة آمَنت بِاللَّه وَإِنَّهَا تورث الْحِكْمَة وترطب الدِّمَاغ وتقوي المثانة وتكثر الْجِمَاع وَهَذَا كذب مفترى لَا يحل ذكره مَرْفُوعا إِلَّا بكشف ستره وعده مَوْضُوعا انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم.
(12) [حَدِيثٌ] لَا تَأْكُلُوا اللَّحْمَ (قا) من حَدِيث أبي الدَّرْدَاء وَفِي إِسْنَاده غير وَاحِد من الْمَجْرُوحين وَقد صَحَّ أَنه كَانَ يَأْكُل اللَّحْم وَيُعْجِبهُ وَيُحِبهُ (قلت) لَهُ شَاهد عَن عمر رَضِي الله عَنهُ إيَّاكُمْ وَاللَّحم فَإِن لَهُ ضراوة كضراوة الْخمر أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَقَالَ وَصله بعض الضُّعَفَاء وَرَفعه وَلَيْسَ بِشَيْء وَأخرج أَيْضا عَن عمر إيَّاكُمْ والأحمرين اللَّحْم والنبيذ فَإِنَّهُمَا مفْسدَة لِلْمَالِ مرقة للدّين وَالله تَعَالَى أعلم.
(13) [حَدِيثٌ] أَكْرِمُوا الْبَقَرَ فَإِنَّهَا سَيِّدَةُ الْبَهَائِمِ مَا رَفَعَتْ طَرْفَهَا لِلسَّمَاءِ حَيَاءً مُنْذُ عُبِدَ(2/238)
الْعِجْلُ (عد) من حَدِيث أنس وَفِيه عبد الله بن وهب النسوي (قلت) لم يتعقبه السُّيُوطِيّ وَفِي تَلْخِيص الموضوعات للذهبي مَا نَصه قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ الْمُتَّهم بِهِ عبد الله بن وهب النسوي وَهَذَا وهم مِنْهُ انْتهى وَلَا أَدْرِي مَا وَجه الْوَهم وَالله تَعَالَى أعلم.
(14) [حَدِيثٌ] لَا سَبْقَ إِلا فِي حَافِرٍ أَوْ نصل أَو جنَاح زِيَاد أَو جنَاح من وضع غياث بن إِبْرَاهِيم وَقد سبقت قصَّته فِي الْمُقدمَة
(15) [حَدِيثٌ] إِنَّ النَّبِيَّ كَانَ يُطَيِّرُ الْحَمَامَ (وَضعه أَبُو البخْترِي) وهب بن وهب القَاضِي المرشيد وَهُوَ إِذْ ذَاك يطير الْحمام رَوَاهُ الْخَطِيب.
(16) [حَدِيثٌ] لَا بَأْسَ بِأَكْلِ كُلِّ طَيْرٍ مَا خَلا الْبُومَ وَالرَّخَمَ (قا) من حَدِيث ابْن عمر من طَرِيق عبد الله بن زِيَاد بن سمْعَان.
(17) [حَدِيثٌ] أَكْلُ السَّمَكِ يُذْهِبُ الْجَسَدَ (حا) من حَدِيث أبي أُمَامَة وَقَالَ أَبُو شَافِع يَعْنِي أحد رُوَاته قلت لأبي يَعْقُوب مَا معنى هَذَا الحَدِيث قَالَ يَعْنِي أَن أكله يخرب حَتَّى لَا يذكر الْجَسَد وَلَيْسَ بِشَيْء لَا فِي سَنَده وَلَا فِي مَعْنَاهُ وَلَعَلَّه يذيب الْجَسَد فاختلط على الرَّاوِي وَفَسرهُ على الْغَلَط وَفِيه الْعَلَاء بن مسلمة الرواس وَغَيره من الْمَجْرُوحين (قلت) رَوَاهُ وَكِيع فِي الْغرَر عَن عَليّ مَوْقُوفا فِي أثر طَوِيل أَوله من ابْتَدَأَ غداءه بالملح أذهب الله عَنهُ سبعين نوعا من الْبلَاء وَلَفظه السّمك يذيب الْجَسَد وَالله تَعَالَى أعلم.
(18) [حَدِيثٌ] أَوَّلُ رَحْمَةٍ تُرْفَعُ مِنَ الأَرْضِ الطَّاعُونُ وَأَوَّلُ نِعْمَةٍ تُرْفَعُ مِنَ الأَرْضِ الْعَسَلُ (حب) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه عَليّ بن عُرْوَة.
(19) [حَدِيثٌ] عَلَيْكَ بِالْعَسَلِ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مِنْ بَيْتٍ فِيهِ عَسَلٍ إِلا وَتَسْتَغْفِرُ لَهُ مَلائِكَةُ ذَلِكَ الْبَيْتِ فَإِنْ شَرِبَهُ رَجُلٌ دَخَلَ جَوْفَهُ أَلْفُ دَوَاءٍ وَيَخْرُجُ مِنْهُ أَلْفُ دَاءٍ فَإِنْ مَاتَ وَهُوَ فِي جَوْفِهِ لَمْ تَمَسَّ النَّارُ جِلْدَهُ (الْإِسْمَاعِيلِيّ) فِي مُعْجَمه من حَدِيث سلمَان وَجُمْهُور رُوَاته مَجَاهِيل.
(20) [حَدِيثٌ] جَاءَنِي جِبْرِيلُ فَأَوْمَأَ إِلَيَّ بِتَمْرَةٍ فَقَالَ مَا تُسَمُّونَ هَذَا فِي أَرْضِكُمْ قُلْتُ نُسَمِّيهِ تَمْرَ الْبَرْنِيِّ قَالَ كُلْهُ فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَ خِصَالٍ أَوَّلُهُ يُطَيِّبُ الْمَعِدَةَ وَالثَّانِي يَهْضِمُ الطَّعَامَ وَالثَّالِثُ يَزِيدُ فِي الْفَقَارِ يَعْنِي مَاءَ الظَّهْرِ وَالرَّابِعُ يَزِيدُ فِي السَّمْعِ وَالْخَامِسُ يخبل شَيْطَانه(2/239)
وَالسَّادِسُ يُقَرِّبُهُ إِلَى اللَّهِ وَيُبَاعِدُهُ مِنَ الشَّيْطَانِ وَالسَّابِعُ خَيْرُ تَمَرَاتِكُمُ الْبَرْنِيُّ (عد) من حَدِيث عَليّ وَفِيه سُفْيَان بن وَكِيع وَكَانَ إِذا لقن تلقن.
(21) [حَدِيثُ] ابْنِ عُمَرَ قَدِمَ وَفْدُ الْبَحْرَيْنِ فَأَهْدَوْا لِلنَّبِيِّ جُلَّةً مِنْ تَمْرٍ فَقَالَ مَا تُسَمُّونَ هَذَا قَالُوا هُوَ الْبَرْنِيُّ قَالَ أَتَانِي جِبْرِيلُ فِيهِ آنِفًا فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ كُلِ الْبَرْنِيَّ وَمُرْ أُمَّتِكَ بِأَكْلِهِ فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَ خِصَالٍ يَهْضِمُ الطَّعَامَ وَيُنَشِّطُ الإِنْسَانَ وَيَخْبُلُ الشَّيْطَانَ وَيُقَرِّبُ مِنَ الرَّحْمَنِ وَيَزِيدُ مَاءَ الظَّهْرِ وَيُذْهِبُ بِالنِّسْيَانِ وَيُطَيِّبُ النَّفْسَ وَخَيْرُ تَمْرِكُمُ الْبَرْنِيُّ (عد) من طَرِيق جَعْفَر بن أَحْمد وَقَالَ وَضعه جَعْفَر.
(22) [حَدِيثٌ] عَلَيْكُمْ بِالتَّمْرِ الْبَرْنِيِّ فَإِنَّهُ يُشْبِعُ الْجَائِعَ وَيُدْفِي الْعُرْيَانِ (عد) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ من طَرِيق حُسَيْن بن علوان.
(23) [حَدِيثٌ] كُلُوا التَّمْرَ عَلَى الرِّيقِ فَإِنَّهُ يَقْتُلُ الدُّودَ (عد) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَلَا يَصح فِيهِ عصمَة بن مُحَمَّد.
(24) [حَدِيثٌ] أَطْعِمُوا نِسَاءَكُمْ فِي نِفَاسِهِنَّ التَّمْرَ فَإِنَّهُ مَنْ كَانَ طَعَامُهَا فِي نِفَاسِهَا التَّمْرَ خَرَجَ وَلَدُهَا ذَلِكَ حَلِيمًا فَإِنَّهُ كَانَ طَعَامَ مَرْيَمَ حِينَ وَلَدَتْ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ طَعَامًا كَانَ خَيْرًا لَهَا مِنَ التَّمْرِ لأَطْعَمَهَا إِيَّاهَا (خطّ) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ وَفِيهِ دَاوُد بن سُلَيْمَان الْجِرْجَانِيّ وَسليمَان بن عَمْرو النَّخعِيّ قَالَ السُّيُوطِيّ دَاوُد توبع عِنْد ابْن مَنْدَه فِي أَخْبَار أَصْبَهَان وَأبي نعيم فِي الطِّبّ النَّبَوِيّ (قلت) يَعْنِي فانحصر الْأَمر فِي سُلَيْمَان بن عَمْرو النَّخعِيّ لَكِن لبعضه شَوَاهِد تقدّمت فِي كتاب الْمُبْتَدَأ وَالله تَعَالَى أعلم.
(25) [حَدِيثٌ] لَوْ عَلِمَ النَّاسُ وَجْدِي بِالرُّطَبِ لَعَزَّوْنِي فِيهِ إِذَا ذَهَبِ (فت) من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه خَمْسَة على نسق مَا بَين ضَعِيف وَكَذَّاب (قلت) قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر هُوَ ظَاهر الْبطلَان والعهدة فِيهِ عِنْدِي على مُحَمَّد بن سعيد الكزبراني أَو شَيْخه مجاشع بن عَمْرو وَالله تَعَالَى أعلم.
(26) [حَدِيثٌ] أَحْرِمُوا أَنْفُسَكُمْ طَيِّبَ الطَّعَامِ فَإِنَّمَا قَوِيَ الشَّيْطَانُ أَنْ يَجْرِيَ فِي الْعُرُوقِ بِهِ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه يزيع أَبُو الْخَلِيل الْبَصْرِيّ وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ.
(27) [حَدِيثٌ] سِتٌّ يُورِثْنَ النِّسْيَانَ سُؤْرُ الْفَأْرِ وَإِلْقَاءُ الْقَمْلَةِ وَهِيَ حَيَّة وَالْبَوْل فِي المَاء(2/240)
الرَّاكِدِ وَقَطْعُ الْقِطَارِ وَمَضْغُ الْعِلْكِ وَأَكْلُ التُّفَّاحِ الْحَامِضِ وَيَحِلُّ ذَلِكَ اللُّبَانُ الذَّكَرُ (عد) من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه الحكم بن عبد الله الْأَيْلِي.
(28) [حَدِيثٌ] مَنْ أَخَذَ لُقْمَةً أَوْ كِسْرَةً مِنْ مَجْرَى الْغَائِطِ أَوِ الْبَوْلِ فَأَمَاطَ عَنْهَا الأَذَى وَغَسَلَهَا غَسْلا نَقِيًّا، ثُمَّ أَكَلَهَا لَمْ تَسْتَقِرَّ فِي بَطْنِهِ حَتَّى يُغْفَرَ لَهُ (أَبُو يعلى) من حَدِيث فَاطِمَة رَضِي الله عَنْهَا وَفِيه وهب بن عبد الرَّحْمَن الْقرشِي وَهُوَ وهب بن وهب القَاضِي.
(29) [حَدِيثٌ] إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إِلَى طَعَامٍ فَلَمْ يَرُدَّهُ فَلا يَقُلْ هَنِيئًا فَإِنَّ الْهَنِيءَ لأَهْلِ الْجَنَّةِ وَلَكِنْ لِيَقُلْ أَطْعَمَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ طَيِّبًا (قطّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس، وَلَا يَصح فِيهِ متروكون (قلت) قَالَ الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الموضوعات هَذَا بَاطِل فَإِن الله يَقُول {فَكُلُوهُ هَنِيئًا مريئا} وَالله تَعَالَى أعلم.
(30) [حَدِيثٌ] شُرْبُ المَاء على الرِّيق يعْقد الشَّحْم (خطّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة من طَرِيق عَاصِم بن سُلَيْمَان الكوزي وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ.
(31) [حَدِيثٌ] الْبَرَكَةُ فِي صِغَرِ الْقُرْصِ وَطُولِ الرِّشَا وَصِغَرِ الْجَدْوَلِ (قَالَ النَّسَائِيّ) هَذَا حَدِيث كذب.
(32) [حَدِيثٌ] اتَّخِذُوا هَذِهِ الْحَمَامَ الْمَقَاصِيصَ فِي بُيُوتِكُمْ فَإِنَّهَا تُلْهِي الْجِنَّ عَنْ صِبْيَانِكُمْ (خطّ) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَفِيه مُحَمَّد بن زِيَاد الْمَيْمُونِيّ.
(33) [حَدِيثٌ] إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ مِنْ طِينٍ فَحَرَّمَ أَكْلَ الطِّينِ عَلَى ذُرِّيَّتِهِ (عد) من حَدِيث عَليّ وَجَابِر بن عبد الله مَعًا وَفِيه جَعْفَر بن أَحْمد شيخ ابْن عدي وَهُوَ وَضعه.
(34) [حَدِيثٌ] مَنْ أَكَلَ مِنَ الطِّينِ وَفَتَّهُ فَقَدْ أَكَلَ لَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَفَتَّهُ.
(35) [وَحَدِيثٌ] مَنْ أَكَلَ مِنَ الطِّينِ وَاغْتَسَلَ بِهِ فَقَدْ أَكَلَ لَحْمَ أَبِيهِ آدَمَ وَاغْتَسَلَ بِدَمِهِ (عد) كِلَاهُمَا من حَدِيث أنس من طَرِيق عَليّ بن عَاصِم وَعنهُ عبد القدوس ابْن عبد القاهر واتهم ابْن عدي بهما عَليّ بن عَاصِم قَالَ السُّيُوطِيّ وبرأه مِنْهُمَا الذَّهَبِيّ واتهم بهما عبد القدوس.
(36) [حَدِيثٌ] أَكْلُ الطِّينِ يُورِثُ النِّفَاقَ (عد) من حَدِيث جَابر، من طَرِيق جَعْفَر ابْن أَحْمد وَهُوَ وَضعه.
(37) [حَدِيثٌ] أَقْسَمَ رَبُّكُمْ لَيُعَذِّبَنَّ آكِلَ الطِّينِ كَعَذَابِ شَارِب الْخمر.(2/241)
(38) [وَحَدِيثٌ] إِنَّ اللَّهَ لَيُعَذِّبُ الْعَبْدَ عَلَى أَكْلِ الطِّينِ لِمَا غَيَّرَ مِنْ جِسْمِهِ (رَوَاهُمَا مُحَمَّد بن عكاشة) وَهُوَ وَصَاع الأول من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَالثَّانِي من حَدِيث الْبَراء ابْن عَازِب.
(39) [حَدِيثٌ] أَلا مَنْ أَكَلَ الطِّينَ حَاسَبَهُ اللَّهُ عَلَى قَدْرِ مَا نَقَصَ مِنْ لَوْنِهِ وَقُوتِهِ أَلا مَنْ أَكَلَ الطِّينَ حَشَا اللَّهُ بَطْنَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَارًا عَلَى قَدْرِ مَا أَكَلَ مِنَ الطِّينِ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه صَالح بن مُحَمَّد التِّرْمِذِيّ وَفِيه أَيْضا عَاصِم بن زَمْزَم الْبَلْخِي وَمُقَاتِل بن الْفضل مَجْهُولَانِ.
(40) [حَدِيثٌ] إِنَّ أَهْلَ الْبَيْتِ لَيَقِلُّ طَعَامُهُمْ فَتَسْتَنِيرُ بُطُونُهُمْ (عق) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَلَا يَصح فِيهِ الْحسن بن ذكْوَان، روى الْأَثْرَم عَن أَحْمد إِنَّه قَالَ أَحَادِيثه أباطيل وَعَن عبد الله بن الْمطلب الْعجلِيّ مَجْهُول (قلت) الْحسن بن ذكْوَان جَازَ القنطرة فَإِنَّهُ من رجال البُخَارِيّ وَعبد الله بن الْمطلب وصف الْعقيلِيّ حَدِيثه بالنكارة وَكَذَلِكَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان فَلَا يذكر فِي الموضوعات وَالله تَعَالَى أعلم.
الْفَصْل الثَّانِي
(41) [حَدِيثٌ] الْمَعِدَةُ حَوْضُ الْبَدَنِ وَالْعُرُوقُ إِلَيْهَا وَارِدَةٌ فَإِذَا صَحَّتِ الْمَعِدَةُ صَدَرَتِ الْعُرُوقُ بِالصِّحَّةِ وَإِذَا سَقِمَتِ الْمَعِدَةُ صَدَرَتِ الْعُرُوقُ بِالسُّقْمِ (عق) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَقَالَ بَاطِلٌ لَا أَصْلَ لَهُ إِنَّمَا يرْوى عَن ابْن أبجر وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ تفرد بِرَفْعِهِ إِبْرَاهِيم ابْن جريج وَلم يسْندهُ غَيره وَكَانَ طَبِيبا فَجعل لَهُ إِسْنَادًا (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجه فِي الشّعب وَقَالَ إِسْنَاده ضَعِيف وَذكره الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان فِي تَرْجَمَة إِبْرَاهِيم بن جريج، وَقَالَ مُنكر وَإِبْرَاهِيم لَيْسَ بعمدة وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان إِبْرَاهِيم ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَقَالَ روى عَنهُ الْبَابلُتِّي خيرا مُنْكرا (قلت) وَلما أوردهُ الهيثمي فِي مجمع الزَّوَائِد عَن المعجم الْأَوْسَط أعله بِيَحْيَى الْبَابلُتِّي وَقَالَ هُوَ ضَعِيف وَقَضيته مُوَافقَة ابْن حبَان على تَوْثِيق إِبْرَاهِيم، والبابلتي على ضعفه من رجال النَّسَائِيّ وَالله أعلم.
(42) [حَدِيثٌ] مَا مِنْ رُمَّانَةٍ مِنْ رُمَّانِكُمْ هَذَا إِلا وَيُلَقَّحُ بِحَبَّةٍ مِنْ رُمَّانِ الْجَنَّةِ (عد ابْن الْجَوْزِيّ)(2/242)
من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَلَا يَصح فِي الأول مُحَمَّد بن الْوَلِيد بن أبان، وَفِي الثَّانِي عبد السَّلَام بن عبيد (تعقب) بِأَن الْحَافِظ ابْن حجر ذكر فِي اللِّسَان أَن ابْن حجر ذكر مُحَمَّد بن الْوَلِيد فِي الثِّقَات وَقَالَ رُبمَا أَخطَأ وَأغْرب انْتهى، ولحديثه شَاهد عَن ابْن عَبَّاس مَوْقُوفا أخرجه الطَّبَرَانِيّ (قلت) قَالَ الهيثمي رِجَاله رجال الصَّحِيح وَالله تَعَالَى أعلم، وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب.
(43) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ أَن النَّبِي كَانَ يَأْكُلُ الْعِنَبَ خَرْطًا (عق) مِنْ طَرِيقِ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّار (عد) من حَدِيث الْعَبَّاس وَفِيه كَادِح بن رَحْمَة (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجه فِي الشّعب من الطَّرِيقَيْنِ وَقَالَ لَيْسَ فِي إِسْنَاد قوي وَاقْتصر الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ فِي تَخْرِيج الْأَحْيَاء على تَضْعِيفه.
(44) [حَدِيث] عَليّ أَن النَّبِي قَالَ لَهُ يَا عَلِيُّ عَلَيْكَ بِالْمِلْحِ فَإِنَّهُ شِفَاءٌ مِنْ سَبْعِينَ دَاءً أَقَلُّهَا الْجُذَامُ وَالْبَرَصُ وَالْجُنُونُ (ابْن الْجَوْزِيّ) وَلَا يَصح فِيهِ أَحْمد بن عَامر وَعنهُ ابْنه عبد الله وآفته أَحدهمَا فَإِنَّهُمَا يرويان عَن أهل الْبَيْت نُسْخَة كلهَا بَاطِلَة (تعقب) بِأَن عِنْد الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب عَن عَليّ مَوْقُوفا من ابْتَدَأَ غداءه بالملح أذهب الله عَنهُ سبعين نوعا من الْبلَاء وَعند ابْن مَنْدَه فِي كتاب أَخْبَار أَصْبَهَان من حَدِيث سعد بن معَاذ استفتحوا طَعَامكُمْ بالملح فوالذي نَفسِي بِيَدِهِ إِنَّه ليرد ثَلَاثًا وَسبعين من الْبلَاء، أَو قَالَ من الدَّاء (قلت) هُوَ من طَرِيق إِبْرَاهِيم بن حَيَّان بن حَكِيم فَلَا يصلح شَاهدا وَأثر عَليّ ضَعِيف فِي سَنَده جُوَيْبِر مَتْرُوك وَعنهُ عِيسَى بن الْأَشْعَث مَجْهُول وَالله تَعَالَى أعلم.
(45) [حَدِيثٌ] عَلَيْكُمْ بِالْعَدَسِ فَإِنَّهُ مُبَارَكٌ وَإِنَّهُ يَرِقُّ لَهُ الْقَلْبُ وَيُكْثِرُ الدَّمْعَةَ وَإِنَّهُ قَدْ بَارَكَ فِيهِ سَبْعُونَ نَبِيًّا (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث عَليّ وَفِيه عبد الله بن أَحْمد بن عَامر وَأَبوهُ وآفته أَحدهمَا وَمن حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن دلهم بِلَفْظ قدس العدس على لِسَان سبعين نَبيا مِنْهُم عِيسَى بن مَرْيَم يرق لَهُ الْقلب ويسرع الدمعة، وَفِيه عِيسَى بن شُعَيْب مَتْرُوك وَابْن دلهم لَيْسَ بصحابي وَحكى عَن ابْن الْمُبَارك أَنه سُئِلَ عَن هَذَا الحَدِيث فَقَالَ وَلَا على لِسَان نَبِي وَاحِد وَإنَّهُ لمؤذ منفخ (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجه فِي شعب الْإِيمَان من طَرِيق مخلد بن قُرَيْش قَالَ أخبرنَا عبد الرَّحْمَن بن دلهم عَن عَطاء أَن رَسُول الله قَالَ فَذكره ثمَّ قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَهُوَ مُنْقَطع ثمَّ سَاق كَلَام بن الْمُبَارك انْتهى ومخلد بن قُرَيْش(2/243)
ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات، وَقَالَ يُخطئ وروى الطَّبَرَانِيّ من حَدِيث وَاثِلَة: عَلَيْكُم بالقرع فَإِنَّهُ يزِيد فِي الدِّمَاغ، وَعَلَيْكُم بالعدس فَإِنَّهُ قدس على لِسَان سبعين نَبيا، وَفِيه مُحَمَّد بن عبد الله بن علاثة، وَعنهُ عَمْرو بن الْحصين وهما مَتْرُوكَانِ (قلت) بل متهمان بِالْكَذِبِ والوضع كَمَا مر فِي الْمُقدمَة لَكِن ابْن علاثة روى لَهُ الْأَرْبَعَة غير التِّرْمِذِيّ وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي التَّقْرِيب صَدُوق يُخطئ، قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمُغنِي وَثَّقَهُ ابْن معِين، أما عَمْرو بن الْحصين فَتَرَكُوهُ وَعَلِيهِ اقْتصر الهيثمي فِي إعلال الحَدِيث وَمَعَ ذَلِك فَهُوَ من رجال ابْن مَاجَه، وَالله تَعَالَى أعلم، وروى ابْن السّني فِي الطِّبّ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة أَن نَبيا من الْأَنْبِيَاء شكى إِلَى الله قساوة قُلُوب قومه فَأوحى الله إِلَيْهِ وَهُوَ فِي مُصَلَّاهُ أَن مر قَوْمك أَن يَأْكُلُوا العدس فَإِنَّهُ يرق الْقلب، ويدمع الْعَينَيْنِ، وَيذْهب الْكبر، وَهُوَ طَعَام الْأَبْرَار، وَفِيه يحيى بن حَوْشَب مُنكر الحَدِيث (قلت) وَعنهُ مُوسَى بن مُحَمَّد الْمرَادِي، مَا عَرفته، وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان فِي عِيسَى بن شُعَيْب قَالَ الفلاس صَدُوق، قَالَ ابْن حجر فِي اللِّسَان: عِيسَى بن شُعَيْب نقل البُخَارِيّ عَن الفلاس أَنه صَدُوق وَأقرهُ فإلصاق الْوَهم بشيخه حجاج بن مَيْمُون أولى من إلصاقه بِهِ انْتهى، وَعبد الرَّحْمَن بن دلهم مُخْتَلف فِي صحبته وَمِمَّنْ ذكره فِي الصَّحَابَة مطين وَالْحسن بن سُفْيَان والبارودي.
وَالله أعلم.
(46) [حَدِيثٌ] أَكْرِمُوا الْخُبْزَ فَإِنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَهُ بَرَكَاتِ السَّمَوَات وَالْأَرْض وَالْحَدِيد وَالْبَقر وَابْن آدَمَ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث أبي مُوسَى وَفِيه عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي أُسَامَة الْحلَبِي (المخلص) من حَدِيث عبد الله بن يزِيد عَن أَبِيه بِمَعْنَاهُ، وَفِيه طَلْحَة بن زيد الْحَضْرَمِيّ مَتْرُوك (طب) من حَدِيث عبد الله بن أم حرَام الْأنْصَارِيّ من طَرِيقين، فِي أَحدهمَا غياث بن إِبْرَاهِيم وَفِي الآخر عبد الْملك بن عبد الرَّحْمَن الذمارِي الشَّامي (قطّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه نوح بن أبي مَرْيَم (تعقب) بِأَنَّهُ ورد من حَدِيث أبي سكينَة بِلَفْظ أكْرمُوا الْخبز فَإِن الله أكْرمه فَمن أكْرم الْخبز أكْرمه الله، أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير (قلت) قَالَ الهيثمي فِي الْمجمع فِيهِ خلف بن يحيى قَاضِي الرّيّ ضَعِيف وَأَبُو سكينَة قَالَ ابْن الْمَدِينِيّ لَا نعلم لَهُ صُحْبَة انْتهى، وَالْحق أَن أَبَا سكينَة مُخْتَلف فِي صحبته، وَقَالَ الْحَافِظ الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الموضوعات عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي أُسَامَة الْحلَبِي ثِقَة وَتعلق أَبُو الْفرج فِي الحَدِيث عَلَيْهِ وَأورد قَول ابْن حبَان كَانَ يضع فغلط وَإِنَّمَا قَالَ ابْن حبَان ذَلِك فِي صَاحب اللَّيْث(2/244)
ابْن سعد وَالله أعلم وَورد من حَدِيث الْحجَّاج بن علاط السّلمِيّ أخرجه الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ (قلت) إِسْنَاده - غير الصَّحَابِيّ - مَا يبن ضَعِيف ومجهول، وَالله تَعَالَى أعلم، وَمن حَدِيث عبد الله بن عمر أخرجه تَمام فِي فَوَائده (قلت) فِيهِ طَلْحَة بن زيد وَالله أعلم وصدره أَعنِي أكْرمُوا الْخبز ورد من حَدِيث عَائِشَة أخرجه الْبَيْهَقِيّ وَالْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَصَححهُ وَأقرهُ الذَّهَبِيّ (قلت) نقل الشَّمْس السخاوي عَن شَيْخه الْحَافِظ ابْن حجر أَنه قَالَ خير طرق هَذَا الحَدِيث طَرِيق حَدِيث عبد الله بن زيد عَن أَبِيه على ضعفه وَلَا يتهيأ الحكم عَلَيْهِ بِالْوَضْعِ مَعَ وجوده قَالَ السخاوي: وَهَذَا مِنْهُ رَحمَه الله، بِنَاء على أَن طَلْحَة هُوَ ابْن عَمْرو الْحَضْرَمِيّ الْمَتْرُوك وَلَيْسَ كَذَلِك وَإِن سبقه إِلَيْهِ ابْن الْجَوْزِيّ وَإِنَّمَا هُوَ ابْن زيد الْقرشِي الراقي الَّذِي نسبه أَحْمد وَأَبُو دَاوُد وَابْن الْمَدِينِيّ إِلَى وضع الحَدِيث، وَزيد وَالِد عبد الله قَالَ فِيهِ أَبُو نعيم مَجْهُول.
انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم.
(47) [حَدِيثٌ] صَغِّرُوا الْخُبْزَ وَأَكْثِرُوا عَدَدَهُ يُبَارَكْ لَكُمْ فِيهِ (فت) من حَدِيث عَائِشَة، وَفِيه جَابر بن سليم (تعقب) بِأَن فِي لِسَان الْمِيزَان فِي تَرْجَمَة جَابر الْمَذْكُور عَن عبد الله بن أَحْمد عَن أَبِيه أَنه قَالَ.
سَمِعت مِنْهُ وَهُوَ شيخ ثِقَة مدنِي حسن الْهَيْئَة، انْتهى وَله شَاهد من حَدِيث أبي الدَّرْدَاء بِلَفْظ قوتوا طَعَامكُمْ يُبَارك لكم فِيهِ، أخرجه الْبَزَّار، وَقَالَ لَا نعلمهُ رُوِيَ مُتَّصِلا إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد وَإِسْنَاده حسن من أَسَانِيد أهل الشَّام وَقَالَ قَالَ إِبْرَاهِيم يَعْنِي ابْن عبد الله بن الْجُنَيْد الْخُتلِي شيخ الْبَزَّار فِيهِ، سَمِعت بعض أهل الْعلم يفسره يَقُول هُوَ تَصْغِير الأرغفة انْتهى.
وَهَذَا التَّفْسِير رَوَاهُ السلَفِي فِي الطيوريات عَن الْأَوْزَاعِيّ (قلت) وَكَذَلِكَ نَقله ابْن الْأَثِير فِي النِّهَايَة عَنهُ ثمَّ قَالَ وَقَالَ غَيره هُوَ مثل كيلوا طَعَامكُمْ
وَالله تَعَالَى أعلم.
(48) [حَدِيثُ] عَائِشَةَ: كَانَ رَسُول الله لَا يَأْكُلُ طَعَامًا إِلا حَمِدَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَقَالَ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ وَأَطْعِمْنَا خَيْرًا مِنْهُ فَإِذَا شَرِبَ اللَّبَنَ حَمِدَ اللَّهَ وَقَالَ اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ وَزِدْنَا مِنْهُ (حب) وَفِيه عمر بن إِبْرَاهِيم الْكرْدِي (تعقب) بِأَن لَهُ شَاهدا من حَدِيث ابْن عَبَّاس أخرجه الطَّيَالِسِيّ وَأحمد فِي مسنديهما وَالتِّرْمِذِيّ وَحسنه ابْن مَاجَه وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب.(2/245)
(49) [حَدِيثٌ] لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا لَهُمْ فِي الْحُلْبَةِ لاشْتَرَوْهَا بِوَزْنِهَا ذَهَبًا (عد) من حَدِيث معَاذ وَلَا يَصح فِيهِ بَقِيَّة مُدَلّس وَعنهُ جحدر (تعقب) بِأَن لَهُ طَرِيقا آخر عِنْد الطَّبَرَانِيّ وَلَكِن فِيهِ الخبايري وَهُوَ مَتْرُوك (قلت) بل رمى بِالْكَذِبِ كَمَا مر فِي الْمُقدمَة فَلَا يصلح تَابعا وَجَاء أَيْضا من حَدِيث عَائِشَة من طَرِيق الْحُسَيْن بن علوان ذكره الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان وَلَا يصلح الآخر وَقَالَ ابْن مُفْلِح فِي الْآدَاب الشَّرْعِيَّة: هَذَا من كَلَام بعض الْأَطِبَّاء، يَعْنِي فَرفع وَركب لَهُ إِسْنَاد ثمَّ قَالَ وَيذكر عَن الْقَاسِم بن عبد الرَّحْمَن مُرْسلا عَن النَّبِي استشفوا بالحلبة.
وَالله أعلم.
(50) [حَدِيثٌ] أَحْضِرُوا مَوَائِدَكُمُ الْبَقْلَ فَإِنَّهُ مَطْرَدَةٌ لِلشَّيْطَانِ مَعَ التَّسْمِيَةِ (حب) من حَدِيث أبي أُمَامَة وَلَا أصل لَهُ وَفِيه الْعَلَاء بن مسلمة (تعقب) بِأَن الْعَلَاء روى لَهُ التِّرْمِذِيّ نعم روى الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان الحَدِيث من حَدِيث وَاثِلَة بن الْأَسْقَع من طَرِيق الْحسن بن شبيب الْمكتب وَقَالَ آفته الْمكتب قَالَ فِيهِ ابْن عدي حدث بِالْبَوَاطِيل عَن الثِّقَات (قلت) وَحكى الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان عَن الدَّارَقُطْنِيّ أَنه قَالَ فِي الْمكتب أَخْبَارِيٌّ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ يُعْتَبَرُ بِهِ وَفِي سِيَاق السَّنَد الَّذِي روى بِهِ الذَّهَبِيّ الحَدِيث ثَنَا الْحسن بْنُ شَبِيبٍ الْمُكْتِبُ مِنْ ثِقَاتِ أَهْلِ بَغْدَادَ وَالظَّاهِرُ أَنَّ قَائِلَ مِنْ ثِقَاتِ أَهْلِ بَغْدَادَ هُوَ رَاوِيه عَنهُ أَبُو عبد الله الْمَحَامِلِيُّ، وَهُوَ شَيْخُ بَغْدَادَ فِي وَقْتِهِ وَمُحَدِّثُهَا، وَمِثْلُهُ يُعْتَبَرُ تَوْثِيقُهُ، ثمَّ إِن ابْن حبَان ذكره أَيْضا فِي الثِّقَات وَقَالَ حَدثنَا عَنهُ أَبُو يعلى رُبمَا أغرب، انْتهى فَظَاهر أَن الْمكتب مُخْتَلف فِيهِ، فَلَا يحسن ذكر حَدِيثه فِي الموضوعات وَقد ذكر الْحَافِظ أَبُو عَمْرو بن الصّلاح فِي عُلُوم الحَدِيث فِي النَّوْع الرَّابِع وَالْأَرْبَعِينَ، وَهُوَ رِوَايَة الْآبَاء عَن الْأَبْنَاء، حَدِيث أبي أُمَامَة، وَلم يسمه بِوَضْع وَالله تَعَالَى أعلم.
(51) [حَدِيثٌ] فَضْلُ الْبَنَفْسَجِ عَلَى الأَدْهَانِ كَفَضْلِ الإِسْلامِ عَلَى سَائِرِ الأَدْيَانِ وَمَا مِنْ وَرَقَةٍ مِنَ الْهِنْدِبَاءِ إِلا عَلَيْهَا قَطْرَةٌ مِنْ مَاءِ الْجَنَّةِ (نع) من حَدِيث الْحُسَيْن بن عَليّ وَفِيه مُحَمَّد بن يُونُس الْكُدَيْمِي وَعمر بن حَفْص حرق أَحْمد حَدِيثه (تعقب) بِأَن أَبَا نعيم حكم على الحَدِيث بِأَنَّهُ غَرِيب وَلم نَكْتُبهُ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد انْتهى وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ من طَرِيق أَرْطَأَة بن الْأَشْعَث قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان وَشَيخ أَرْطَأَة بشر بن عبد الله بن عَمْرو ابْن سعيد الْخَثْعَمِي مَجْهُول والْحَدِيث مُنكر (قلت) وَقَالَ الشَّمْس السخاوي فِي الْأَجْوِبَة(2/246)
المرضية عمر بن حَفْص الْمَازِني لم أَقف من حَاله إِلَّا على مَا ذكره ابْن الْجَوْزِيّ عَن أَحْمد وَيحْتَاج ذَلِك إِلَى نظر، وَوَقع عِنْد الطَّبَرَانِيّ فِي سَنَد الحَدِيث حَفْص بن عمر الْمَازِني فجوزت أَن يكون هُوَ عمر الْوَاقِع فِي طَرِيق ابْن الْجَوْزِيّ انْقَلب اسْمه فَإِن يكن الْأَمر كَذَلِك فقد جزم شَيخنَا يَعْنِي ابْن حجر تبعا للياسوفي بِأَنَّهُ لَا يعرف وَإِلَّا فالنظر بَاقٍ انْتهى مُلَخصا وَالله تَعَالَى أعلم.
(52) [حَدِيثُ] أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدٍ الْبَاقِرِ مُرْسَلا: عَلَى كُلِّ وَرَقَةٍ مِنَ الْهِنْدِبَاءِ حَبَّةٌ مِنْ مَاءِ الْجَنَّةِ (عد) من طَرِيق مسْعدَة بن اليسع (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجه فِي الشّعب وَقَالَ هَذَا مُرْسل ومسعدة ضَعِيف بِمرَّة.
(53) [حَدِيثٌ] الْهِنْدِبَاءُ مِنَ الْجَنَّةِ (عد) من حَدِيث أنس وَفِيه عَنْبَسَة بن عبد الرَّحْمَن (تعقب) بِأَن لَهُ طَرِيقا آخر بِلَفْظ كلوا الهندباء وَلَا تنفضوه فَإِنَّهُ لَيْسَ يَوْم من الْأَيَّام إِلَّا وقطرات من الْجنَّة تقطر عَلَيْهِ أخرجه الْحَارِث فِي مُسْنده بِسَنَد واه جدا وَله شَاهد عِنْد أبي نعيم فِي الطِّبّ من حَدِيث ابْن عَبَّاس بِلَفْظ عَلَيْكُم بالهندباء فَإِنَّهُ مَا من يَوْم إِلَّا وَهُوَ يقطر عَلَيْهِ قَطْرَة من قطر الْجنَّة.
(54) [حَدِيثٌ] بِئْسَتِ الْبَقْلَةُ الْجَرْجِيرُ مَنْ أَكَلَ مِنْهَا لَيْلا حَتَّى يَتَضَلَّعَ بَاتَ وَنَفْسُهُ تُنَازِعُهُ وَيُضْرَبُ بِعِرْقِ الْجُذَامِ مِنْ أَنْفِهِ كُلُوهَا بِالنَّهَارِ وَكُفُّوا عَنْهَا لَيْلا (عد) من حَدِيث عَطِيَّة بن بسر وَأكْثر رُوَاته مَجَاهِيل وروى مسْعدَة بن اليسع عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه مُرْسلا من أكل الجرجير ثمَّ بَات بَات الجذام يتَرَدَّد فِي جلده وَهَذَا آفته مسْعدَة (تعقب) بِأَن عِنْد أبي نعيم فِي الطِّبّ من حَدِيث أبي المُهَاجر أَن النَّبِي كره أكل الجرجير لَيْلًا وَقَالَ من أكل الجرجير لَيْلًا بَات الجذام يتَرَدَّد عَلَيْهِ حَتَّى يصبح وَعند الْحَارِث من حَدِيث وَاثِلَة: الحوك بقلة طيبَة كَأَنِّي أَرَاهَا نابتة فِي الْجنَّة والجرجير بقلة خبيثة كَأَنِّي أَرَاهَا نابتة فِي النَّار (قلت) حَدِيث أبي نعيم فِيهِ شَيْخه أَحْمد بن جَعْفَر وَضاع وَفِيه غَيره من الضُّعَفَاء والمتروكين فَلَا يصلح شَاهدا وَحَدِيث الْحَارِث فِيهِ عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الشَّامي قَالَ الهيثمي لم أعرفهُ وَصَوَابه عبد الْملك بن عبد الرَّحْمَن الشَّامي وَهُوَ ضَعِيف انْتهى (قلت) وَيحْتَمل أَن يكون محرفا وَإِنَّمَا هُوَ الْأَسَامِي وَهُوَ وَضاع وَشَيْخه(2/247)
عمر بن مُوسَى إِن يكن هُوَ الوجيهي فمتهم بِالْوَضْعِ وَإِلَّا فَلَا أعرفهُ وَالظَّاهِر أَنه غَيره فَإِنَّهُم لم يذكرُوا للوجيهي رِوَايَة إِلَّا عَن التَّابِعين وَالله تَعَالَى أعلم.
(55) [حَدِيثٌ] سَيِّدُ طَعَامِ أَهْلِ الْجَنَّةِ اللَّحْمُ (حب) من حَدِيث أبي الدَّرْدَاء (عق) من حَدِيث ربيعَة بن كَعْب بِلَفْظ أفضل طَعَام أهل الدُّنْيَا وَالْآخِرَة اللَّحْم وَلَا يَصح فِي الأول سُلَيْمَان بن عَطاء قَالَ ابْن حبَان يروي عَن مسلمة بن عبد الله الْجُهَنِيّ أَشْيَاء مَوْضُوعَة فَلَا أَدْرِي التَّخْلِيط مِنْهُ أَو من مسلمة وَفِي الثَّانِي عَمْرو بن بكر السكْسكِي (تعقب) بِأَن حَدِيث أبي الدَّرْدَاء أخرجه ابْن مَاجَه وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر لم يتَبَيَّن لي الحكم على هَذَا الحَدِيث بِالْوَضْعِ فَإِن مسلمة غير مَجْرُوح وَسليمَان بن عَطاء ضَعِيف انْتهى والْحَدِيث جَاءَ أَيْضا من حَدِيث أنس بِلَفْظ خير الإدام اللَّحْم وَهُوَ سيد الإدام أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَمن حَدِيث بُرَيْدَة بِلَفْظ سيد الإدام فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة اللَّحْم أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب (قلت) قَالَ الهيثمي فِي سَنَد الطَّبَرَانِيّ سعيد بن عتبَة الْقطَّان لم أعرفهُ وَبَقِيَّة رِجَاله ثِقَات وَفِي بَعضهم كَلَام لَا يضر يَعْنِي أَبَا هِلَال الرَّاسِبِي وَشَاهده فِي الصَّحِيح حَدِيث فضل عَائِشَة على النِّسَاء كفضل الثَّرِيد على سَائِر الطَّعَام انْتهى وَقَالَ شيخ شُيُوخنَا الشَّمْس السخاوي وَمن شواهده حَدِيث على سيد طَعَام الدُّنْيَا اللَّحْم ثمَّ الْأرز أخرجه أَبُو نعيم فِي الطِّبّ النَّبَوِيّ بِسَنَد ضَعِيف وَالله أعلم.
(56) [حَدِيثٌ] لَا تَقْطَعُوا اللَّحْمَ بِالسِّكِّينِ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ صُنْعِ الأَعَاجِمِ (رَوَاهُ أَبُو معشر) من حَدِيث عَائِشَة قَالَ أَحْمد لَيْسَ بِصَحِيح وَقد كَانَ النَّبِي يحتز من لحم الشَّاة وَأَبُو معشر لَيْسَ بِشَيْء (تعقب) بِأَن الحَدِيث أخرجه أَبُو دَاوُد فِي سنَنه من طَرِيق أبي معشر وَقَالَ لَيْسَ هَذَا بِالْقَوِيّ وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَذكر أَنه ورد مَا يُعَارضهُ كَمَا مر عَن أَحْمد ثمَّ قَالَ فَإِن صَحَّ حَدِيث أبي معشر فَيكون هَذَا فِي لحم لم ينعم نضجه وَحَدِيث أبي معشر فِي لحم قد تَكَامل نضجه انْتهى وَجَاء من حَدِيث أم سلمى أخرجه الطَّبَرَانِيّ من طَرِيق عباد ابْن كثير الثَّقَفِيّ وَهُوَ ضَعِيف (قلت) بل مَتْرُوك مُتَّهم وَالله أعلم.
(57) [حَدِيثُ] أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ الله نَهَى عَنْ ذَبَائِحِ الْجِنِّ (حب) وَفِيه عبد الله بن أذينة (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرج فِي سنَنه عَن الزُّهْرِيّ يرفع الحَدِيث أَنه نهى عَن ذَبَائِح الْجِنّ فَهَذَا شَاهد للْحَدِيث وَمعنى ذَبَائِح الْجِنّ أَن أهل الْجَاهِلِيَّة(2/248)
كَانُوا إِذا اشْتَروا دَارا أَو اسْتخْرجُوا عينا ذَبَحُوا لَهَا ذَبِيحَة لِئَلَّا يصيبهم أَذَى من الْجِنّ فَأبْطل رَسُول الله ذَلِك فَهَذَا يدل على أَن للْحَدِيث أصلا وَالله أعلم.
(58) [حَدِيثُ] إِنَّ لِلْقَلْبِ فَرْحَةً عِنْدَ أَكْلِ اللَّحْمِ وَمَا دَامَ الْفَرَحُ بِأَحَدٍ إِلا أَشَرٌ وَبَطَرٌ وَلَكِنْ مَرَّةً وَمَرَّةً (عد حب) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِي سَنَد الأول عبد الله بن مُحَمَّد ابْن الْمُغيرَة وَفِي سَنَد الثَّانِي أَحْمد بن عِيسَى الخشاب (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجه فِي الشّعب من طَرِيق عبد الله بن الْمُغيرَة وَقَالَ تفرد بِهِ عَن الثَّوْريّ وَأخرج صَدره من حَدِيث سلمَان أَيْضا.
(59) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ أَمَرَ رَسُول الله الأَغْنِيَاءَ بِاتِّخَاذِ الْغَنَمِ وَالْفُقَرَاءَ بِاتِّخَاذِ الدَّجَاجِ (عد عق) وَلَا يَصح فِي سَنَد الأول عَليّ بن عُرْوَة وَفِي سَنَد الثَّانِي غياث بن إِبْرَاهِيم (تعقب) بِأَن ابْن مَاجَه أخرجه من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَزَاد وَقَالَ عِنْد اتِّخَاذ الْأَغْنِيَاء الدَّجَاج يَأْذَن الله بِهَلَاك الْقرى وَهُوَ ضَعِيف لِأَنَّهُ من طَرِيق عَليّ بن عُرْوَة الْمَذْكُور (قلت) قَضِيَّة كَلَام الْمِيزَان أَن صَالحا جزرة وَغَيره من الْحفاظ إِنَّمَا كذبُوا عَليّ ابْن عُرْوَة لروايته هَذَا الحَدِيث وَالله تَعَالَى أعلم.
(60) [حَدِيثٌ] لَا تَسُبُّوا الدِّيكَ فَإِنَّهُ صَدِيقِي وَأَنَا صَدِيقُهُ وَعُدُوُّهُ عَدُوِّي وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيًّا لَوْ يَعْلَمُ بَنُو آدَمَ مَا فِي صَوْتِهِ لاشْتَرَوْا لَحْمَهُ وَرِيشَهُ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَإِنَّهُ لَيَطْرِدُ مَدَى صَوْتِهِ مِنَ الْجِنِّ (الْحسن بن سُفْيَان) فِي مُسْنده من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه عبد الله ابْن صَالح كَاتب اللَّيْث وَرشْدِين بن سعد وليسا بِشَيْء.
(61) [وَحَدِيثٌ] الدِّيكُ الأَبْيَضُ الأَفْرَقُ حَبِيبِي وَحَبِيبُ حَبِيبِي جِبْرِيلُ، يَحْرُسُ بَيْتَهُ وَسِتَّةَ عَشَرَ بَيْتًا مِنْ جِيرَانِهِ أَرْبَعَةٌ عَنِ الْيَمِينِ وَأَرْبَعَةٌ عَنِ الشِّمَالِ وَأَرْبَعَةٌ مِنْ قُدَّامٍ وَأَرْبَعَةٌ مِنْ خَلْفٍ (عق) من حَدِيث أنس وَفِيه الرّبيع بن صبيح ضَعِيف وَابْن أبي بزَّة مُنكر الحَدِيث.
(62) [حَدِيثٌ] الدِّيكُ الأَبْيَضُ صَدِيقِي وَصَدِيقُ صَدِيقِي وَعَدُوُّ عَدُوِّي (رَوَاهُ عبد الله بن جَعْفَر) وَالِد عَليّ بن الْمَدِينِيّ وَهُوَ مَتْرُوك من حَدِيث أبي هُرَيْرَة.
(63) [وَحَدِيثُ] أَبِي زَيْدٍ الْأنْصَارِيّ قَالَ رَسُول الله الديك(2/249)
الأَبْيَضُ صَدِيقِي وَصَدِيقُ صَدِيقِي وَعَدُوُّ عَدُوُّ اللَّهِ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ يُبَيِّتُهُ مَعَهُ فِي الْبَيْتِ (أَبُو بكر البرقي) وَفِيه مُحَمَّد بن مهَاجر.
(64) [وَحَدِيثُ] خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ رَسُول الله الدِّيكُ الأَبْيَضُ صَدِيقِي وَعَدُوُّ عَدُوِّ اللَّهِ يَحْرُسُ دَارَ صَاحِبِه وَسَبْعَ دور، وَكَانَ رَسُول الله يُبَيِّتُهُ مَعَهُ فِي الْبَيْتِ (الْبَغَوِيّ) وَهُوَ مَقْطُوع وَفِيه طَلْحَة بن زيد مَتْرُوك.
(65) [وَحَدِيثُ] مَنِ اتَّخَذَ دِيكًا أَبْيَضَ فِي دَارِهِ لَمْ يَقْرَبْهُ الشَّيْطَانُ وَلا السَّحَرَةُ (ابْن الْجَوْزِيِّ) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ وَفِيهِ يحيى بن عَنْبَسَة (تعقب) بِأَن الْحَافِظ ابْن حجر قَالَ لم يتَبَيَّن لي الحكم على هَذَا الْمَتْن بِالْوَضْعِ فَإِن رشدين بن سعد ووالد عَليّ بن الْمَدِينِيّ ضعيفان، وَلَكِن لم يبلغ أَمرهمَا إِلَى أَن يحكم على حَدِيثهمَا بِالْوَضْعِ وَعبد الله بن صَالح صَدُوق فِي نَفسه إِلَّا أَن فِي حَدِيثه مَنَاكِير (قلت) وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان روى عَنهُ البُخَارِيّ فِي الصَّحِيح على الصَّحِيح إِلَّا أَنه يدلسه، فَيَقُول حَدثنَا عبد الله وَلَا ينْسبهُ وَهُوَ هُوَ وَبِالْجُمْلَةِ مَا هُوَ بِدُونِ نعيم بن حَمَّاد وَلَا إِسْمَاعِيل بن أبي أويس وَلَا سُوَيْد بن سعيد وحديثهم فِي الصَّحِيحَيْنِ وَلكُل مِنْهُم مَنَاكِير يغْتَفر فِي كَثْرَة مَا روى انْتهى وَالله أعلم، قَالَ ابْن حجر وَالربيع بَين صبيح اسْتشْهد بِهِ البُخَارِيّ وَابْن أبي بزَّة فِيهِ ضعف (قلت) تعقب الشَّمْس السخاوي شَيْخه ابْن حجر فِي كَلَامه الْمَذْكُور بِأَن أَكثر أَلْفَاظ الحَدِيث ركيكة وَلَا رونق لَهَا وَذَلِكَ من إمارات الْوَضع وَقد يُجَاب بِأَنَّهُ لَا عِبْرَة بركَة اللَّفْظ وَحده كَمَا مر وَالله تَعَالَى أعلم ثمَّ إِن للْحَدِيث طرقا أُخْرَى فجَاء مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر الديك الْأَبْيَض يُؤذن بِالصَّلَاةِ من اتخذ ديكا أَبيض حفظ من ثَلَاثَة من شَرّ كل شَيْطَان وساحر وكاهن أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب، وَمن حَدِيث أثوب بِسُكُون الْمُثَلَّثَة وَفتح الْوَاو ابْن عتبَة الديك الْأَبْيَض صديقي قَالَ وَذكر من فَضله أخرجه ابْن قَانِع فِي مُعْجَمه (قلت) قَالَ الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ فِي ذيله على الْمِيزَان رجال إِسْنَاده كلهم معروفون غير جَابر بن مَالك وَهَارُون بن نجيد فآفته أَحدهمَا، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ لَا يَصح إِسْنَاده وَقَالَ ابْن مَاكُولَا لَا يثبت وَالله أعلم وَمن حَدِيث مُعَاوِيَة بن حيدة من اتخذ ديكا أَبيض فِي منزله حفظ من شَرّ ثَلَاثَة الْكَافِر والكاهن والساحر أخرجه الديلمي فِي مُسْنده.
(66) [حَدِيثُ] عَلِيٍّ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يُعْجِبُهُ النَّظَرُ إِلَى الْحَمَامِ الأَحْمَرِ(2/250)
وَالأُتْرُجِّ (حب) وَأخرجه (يَعْقُوب بن سُفْيَان) من حَدِيث أبي كَبْشَة (حا) من حَدِيث عَائِشَة بِلَفْظ كَانَ رَسُول الله يحب النّظر إِلَى الخضرة وَإِلَى الأترج وَإِلَى الْحمام الْأَحْمَر وَلَا يَصح فِي الأول عِيسَى بن عبد الله الْعلوِي، وَفِي الثَّانِي أَبُو سُفْيَان الْأَنمَارِي، وَفِي الثَّالِث عَمْرو بن شمر (قلت) بيض السُّيُوطِيّ للتعقب عَلَيْهِ وَكَأَنَّهُ لم يتهيأ لَهُ، وَحَدِيث أبي كَبْشَة أخرجه الطَّبَرَانِيّ وَابْن قَانِع وَذكره ابْن قُتَيْبَة فِي مُخْتَلف الحَدِيث وَقَالَ إعجابه بذلك مثل إعجابه بِالِاسْمِ الْحسن والفال الْحسن، وَذَلِكَ مِمَّا جعل فِي غرايز النَّاس استخفافه والأنس بِهِ انْتهى وَقَضيته أَن الحَدِيث عِنْده لَيْسَ مَوْضُوعا وَفِي النِّهَايَة لِابْنِ الْأَثِير قَالَ أَبُو مُوسَى قَالَ هِلَال بن الْعَلَاء الْحمام الْأَحْمَر التفاح قَالَ وَهَذَا التَّفْسِير لم أره لغيره وَالله تَعَالَى أعلم.
(67) [حَدِيثُ] عَلِيٍّ أَنَّهُ شَكَى إِلَى رَسُول الله الْوَحْشَةَ فَقَالَ لَوِ اتَّخَذْتَ زَوْجًا مِنْ حَمَامٍ فَآنَسَكَ وَأَصَبْتَ مِنْ فِرَاخِهِ أَوِ اتَّخَذْتَ دِيكًا فَآنَسَكَ وَأَيْقَظَكَ لِلصَّلاةِ (عد) وَلَا يَصح فِيهِ الْحَارِث الْأَعْوَر وَيحيى بن مَيْمُون التمار.
(68) [وَحَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ جَاءَ رَجُلٌ فَشَكَى الْوَحْشَةَ إِلَى رَسُول الله فَقَالَ اتَّخِذْ زَوْجَ حَمَامٍ يُؤْنِسْكَ بِاللَّيْلِ (خطّ) وَلَا يَصح فِيهِ مُحَمَّد بن زِيَاد.
(69) [حَدِيث] عبَادَة بن الصَّامِت بِنَحْوِهِ (طب) فِي الْكَبِير وَلَا يَصح، قَالَ ابْن عدي لَا أعلم يرويهِ عَن ثَوْر إِلَّا الصَّلْت بن الْحجَّاج وَعَامة مَا يرويهِ مُنكر.
(70) [وَحَدِيثٌ] إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي بَيْتِهِ وَحْدَهُ خَالِيًا فَلْيَتَّخِذْ فِيهِ زَوْجَ حَمَامٍ (عد) من حَدِيث جَابر وَلَا يَصح فِيهِ هَارُون بن عنترة قَالَ ابْن حبَان يروي الْمَنَاكِير الْكَثِيرَة وَعَاصِم بن سُلَيْمَان وَأَبَان بن سُفْيَان (تعقب) بِأَن أنسبها حَدِيث عبَادَة، والصلت وَإِن قَالَ فِيهِ ابْن عدي مَا قَالَ، فقد قَالَ فِي مَوضِع آخر فِي حَدِيثه بعض النكرَة، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات فَيكون حَدِيثه هَذَا شَاهدا للطرق الْأُخْرَى وَجَاء من حَدِيث عَائِشَة أخرجه أَبُو الْحسن ابْن الْقطَّان فِي جُزْء من حَدِيثه وَجَاء من حَدِيث معَاذ أخرجه ابْن السّني فِي عمل يَوْم وَلَيْلَة لكنه من طَرِيق الْحُسَيْن بن علوان (قلت) وَأخرجه ابْن عَسَاكِر وَقَالَ غَرِيب جدا وَإِسْنَاده ضَعِيف وَالله تَعَالَى أعلم.
(71) [حَدِيثٌ] جَابِرٍ وَأَنَسٍ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَدْعُو على الْجَرَاد(2/251)
اللَّهُمَّ اقْتُلْ كِبَارَهُ وَأَهْلِكْ صِغَارَهُ وَأَفْسِدْ بَيْضَهُ وَاقْطَعْ دَابِرَهُ وَخُذْ بِأَفْوَاهِهِ عَنْ مَعَايِشِنَا وَأَرْزَاقِنَا إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَدْعُو عَلَى جُنْدٍ مِنْ أَجْنَادِ اللَّهِ بِقَطْعِ دَابِرِهِ فَقَالَ رَسُول الله إِنَّمَا الْجَرَادُ نَثْرَةُ حُوتٍ فِي الْبَحْرِ (خطّ) وَلَا يَصح فِيهِ مُوسَى بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ مَتْرُوك (تعقب) بِأَن ابْن مَاجَه أخرجه فِي سنَنه (قلت) ومُوسَى لين بَعضهم القَوْل فِي تَضْعِيفه، وَأخرج الْحَاكِم فِي تَارِيخ نيسابور وَالطَّبَرَانِيّ عَن ابْن عمر أَن جَرَادَة سَقَطت بَين يَدي النَّبِي فَإِذا مَكْتُوب على جناحيها بالعبرانية نَحن جند الله الْأَكْبَر وَلنَا تِسْعَة وَتسْعُونَ بَيْضَة وَلَو تمت لنا الْمِائَة لأكلنا الدُّنْيَا بِمَا فِيهَا، فَقَالَ اللَّهُمَّ أهلك الْجَرَاد أقتل كِبَارهَا وأمت صغارها وأفسد بيضها وسد أفواهها عَن مزارع الْمُسلمين وَعَن مَعَايشهمْ إِنَّك سميع الدُّعَاء فجَاء جِبْرِيل فَقَالَ إِنَّه قد أستجيب لَك فِي بعضه وَالله أعلم.
(72) [حَدِيثُ] ابْنِ عُمَرَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِي فَشَكَى إِلَيْهِ قِلَّةَ الْوَلَدِ فَأَمَرَهُ أَنْ يَأْكُلَ الْبَيْضَ وَالْبَصَلَ (حب) وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ ضرار الْمَازِني وَأدْخل على أَحْمد بن الْأَزْهَرِي عَن أبي الرّبيع فَحدث بِهِ وَأدْخل على أَحْمد ابْن أبي طَاهِر الْبَلَدِي عَن أبي الرّبيع فَحدث بِهِ (تعقب) بِأَن عِنْد ابْن السّني فِي الطِّبّ من حَدِيث عَليّ أَن رجلا شكى إِلَى النَّبِي قلَّة الْوَلَد فَأمره بِأَكْل الْبيض قَالَ يَا رَسُول الله وَأي بيض قَالَ كل بيض وَلَو بيض النَّمْل وَفِيه الْفَيْض بن وثيق، لَكِن قَالَ الذَّهَبِيّ روى عَنهُ أَبُو زرْعَة وَأَبُو حَاتِم وَهُوَ مقارب الْحَال (قلت) زَاد الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان فَقَالَ: وَقد ذكره ابْن أبي حَاتِم وَلم يجرحه وَأخرج لَهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك محتجا بِهِ وَالله تَعَالَى أعلم، وَعند ابْن مَنْدَه عَن عبد الرَّحْمَن بن دلهم قَالَ قَالَ رَسُول الله: شكى دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام قلَّة الْوَلَد، فَأوحى الله إِلَيْهِ أَن خُذ الْبيض قَالَ ابْن مَنْدَه هَذَا حَدِيث مُنكر قلت وَقَالَ: عبد الرَّحْمَن بن دلهم مَجْهُول لَا نَعْرِف لَهُ صُحْبَة وَالله أعلم وَعند الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب من حَدِيث ابْن عمر أَن نَبيا من الْأَنْبِيَاء شكى إِلَى الله عز وَجل الضعْف فَأمره بِأَكْل الْبيض (قلت) قَالَ الْبَيْهَقِيّ تفرد بِهِ ابْن الْأَزْهَر عَن أبي الرّبيع، وَهَذِه الطَّرِيق هِيَ الَّتِي أَشَارَ إِلَيْهَا ابْن الْجَوْزِيّ بقوله أَدخل على أَحْمد بن الْأَزْهَر، وَالله تَعَالَى أعلم.(2/252)
(73) [حَدِيث] معَاذ بن جبل: قلت يَا رَسُولَ اللَّهِ أُتِيتَ مِنَ الْجَنَّةِ بِطَعَامٍ؟ قَالَ نَعَمْ أُتِيتُ بِالْهَرِيسَةِ فَأَكَلْتُهَا فَزَادَتْ فِي قُوتِي قُوَّةَ أَرْبَعِينَ، وَفِي نِكَاحِي نِكَاحَ أَرْبَعِينَ (عق) من طَرِيق مُحَمَّد بن الْحجَّاج وَهُوَ وَضعه وغالب طرقه تَدور عَلَيْهِ، وَجَاء من طَرِيقه أَيْضا من حَدِيث حُذَيْفَة (خطّ عق) وَمن حَدِيث يعلى بن مرّة (خطّ عق) وَمن حَدِيث جَابر ابْن سَمُرَة (عق) وَجَاء من حَدِيث ابْن عَبَّاس (عد) وَفِيه نهشل وَسَلام بن سُلَيْمَان مَتْرُوك وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة (فت) وَفِيه إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن يُوسُف سَاقِط (تعقب) بِأَن هَذَا الطَّرِيق أمثل طرق الحَدِيث فَإِن إِبْرَاهِيم من رجال ابْن مَاجَه وَقَالَ فِي الْمِيزَان قَالَ أَبُو حَاتِم وَغَيره صَدُوق، وَقَالَ الْأَزْدِيّ وَحده سَاقِط وَلَا يلْتَفت إِلَى قَول الْأَزْدِيّ فَإِن فِي لِسَانه فِي الْجرْح رهقا، انْتهى وَلِحَدِيث أبي هُرَيْرَة طَرِيق آخر عِنْد أبي نعيم فِي الطِّبّ (قلت) هُوَ من طَرِيق سُفْيَان بن وَكِيع وَقد قَالَ فِيهِ أَبُو زرْعَة كَانَ يتهم بِالْكَذِبِ، وَقَالَ غَيره كَانَ صَدُوقًا وَإِنَّمَا ابتلى بوراقه فَأدْخل عَلَيْهِ مَا لَيْسَ من حَدِيثه، وَقد أخرج لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَله طَرِيق آخر أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ من طَرِيق مُحَمَّد بن أصبغ عَن أَبِيه عَن مَالك عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة، وَقَالَ لَا يَصح عَن أصبغ وَآخر أخرجه الْخَطِيب من طَرِيق مُوسَى بن إِبْرَاهِيم الْخُرَاسَانِي، عَن مَالك بِسَنَدِهِ الْمَذْكُور، وَقَالَ الْخَطِيب، مُوسَى مَجْهُول، والْحَدِيث بَاطِل وَالله تَعَالَى أعلم.
(74) [حَدِيثٌ] قَلْبُ الْمُؤْمِنِ حُلْوٌ يُحِبُّ الْحَلاوَةَ (خطّ) من حَدِيث أبي مُوسَى وَفِيه مُحَمَّد بن الْعَبَّاس بن سهل (تعقب) بِأَنَّهُ ورد أَيْضا من حَدِيث أبي أُمَامَة أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَقَالَ مُنكر فِي إِسْنَاده من هُوَ مَجْهُول.
(75) [حَدِيثٌ] إِذَا وُضِعَتِ الْحَلْوَاءُ بَيْنَ يَدَيْ أَحَدِكُمْ فَلْيُصِبْ مِنْهَا وَلا يَرُدَّهَا (حب) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، وَلَا يصبح فِيهِ فضَالة بن حُصَيْن (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجه فِي الشّعب، وَقَالَ تفرد بِهِ فضَالة، وَكَانَ مُتَّهمًا بِهَذَا الحَدِيث، فَلَا وَجه للتعقب بِإِخْرَاجِهِ، وَالله تَعَالَى أعلم.
(76) [حَدِيثُ] عَائِشَة.
أَتَى رَسُول الله بِقَدَحٍ فِيهِ لَبَنٌ وَعَسَلٌ، فَقَالَ: شَرْبَتَانِ فِي شَرْبَةٍ وَأَدَمَانِ فِي قَدَحٍ لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ أَمَا إِنِّي لَا أَزْعُمُ أَنَّهُ حرَام وَلَكِن(2/253)
أَكْرَهُ أَنْ يَسْأَلَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْ فُضُولِ الدُّنْيَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَتَوَاضَعُ فَمَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ رَفَعَهُ وَمَنْ تَكَبَّرَ وَضَعَهُ وَمَنِ اسْتَغْنَى أَغْنَاهُ اللَّهُ وَمَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ اللَّهِ أَحَبَّهُ اللَّهُ (قطّ) من طَرِيق نعيم بن مورع.
وَقد تفرد بن (تعقب) بِأَن لأوله شَاهدا من حَدِيث طَلْحَة بن عبيد الله، أخرجه الْبَزَّار، وَمن حَدِيث أنس بن مَالك أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط (قلت) قَالَ الهيثمي فِي الْمجمع فِيهِ مُحَمَّد بن عبد الْكَبِير بن شُعَيْب لم أعرفهُ وَبَقِيَّة رِجَاله ثِقَات وَالله أعلم وَعَن عمر بن الْخطاب مَوْقُوفا عَلَيْهِ أخرجه ابْن سعد فِي الطَّبَقَات (قلت) وَفِي سنَن ابْن مَاجَه عَن ابْن عمر أَن عمر دخل عَلَيْهِ وَهُوَ على مائدة فأوسع لَهُ عَن صدر الْمجْلس فَقَالَ بِسم الله ثمَّ ضرب بِيَدِهِ فلقم لقْمَة ثمَّ ثنى بِأُخْرَى، ثمَّ قَالَ إِنِّي لأجد طعم دسم مَا هُوَ بدسم اللَّحْم فَقَالَ عبد الله: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، إِنِّي خرجت إِلَى السُّوق أطلب السمين لأشتريه فَوَجَدته غاليا، فاشتريت بدرهم من المهزول وحملت عَلَيْهِ بدرهم سمنا، أردْت أَن يتزود عيالي عظما عظما، فَقَالَ عمر مَا اجْتمعَا عِنْد رَسُول الله إِلَّا أكل أَحدهمَا وَتصدق بِالْآخرِ، فَقَالَ عبد الله: خُذ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَلَنْ يجتمعا عِنْدِي إِلَّا فعلت ذَلِك قَالَ مَا كنت لأَفْعَل، قَالَ الْعَلامَة الشهَاب الأبوصيري إِسْنَاده حسن وَالله أعلم، ولبقية الحَدِيث شَوَاهِد كَثِيرَة.
(77) [حَدِيثٌ] مَنِ ابْتَاعَ مَمْلُوكًا فَلْيَحْمَدِ اللَّهُ وَلْيَكُنْ أَوَّلُ مَا يُطْعِمُهُ الْحَلْوَاءَ فَإِنَّهُ أَطْيَبُ لِنَفْسِهِ (عد) من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه الحكم بن عبد الله بن خطَّاف (تعقب) بِأَن لَهُ طَرِيقا آخر من حَدِيث معَاذ أخرجه الخرائطي فِي مَكَارِم الْأَخْلَاق (قلت) فِيهِ مَسْعُود بن مَسْرُوق الْبكْرِيّ، قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ذَاهِب الحَدِيث، وَبَقِيَّة رِجَاله ثِقَات وَالله تَعَالَى أعلم.
(78) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ أَوَّلُ مَا سَمِعْنَا بِالْفَالُوذَجِ أَن جِبْرِيل أَتَى النَّبِي فَقَالَ: إِنَّ أُمَّتِكَ تُفْتَحُ لَهُمُ الأَرْضُ، وَتُفَاضُ عَلَيْهِمُ الدُّنْيَا حَتَّى أَنهم ليأكلوا الفالوذج قَالَ النَّبِي: وَمَا الْفَالُوذَجُ قَالَ يَخْلِطُونَ السَّمْنَ بالعسل، فشهق النَّبِي شَهْقَةً (ابْن أبي الدُّنْيَا) وَفِيه عُثْمَان بن يحيى، قَالَ الْأَزْدِيّ لَا يكْتب حَدِيثه وَعنهُ مُحَمَّد بن طَلْحَة ضعفه ابْن معِين وَأَبُو كَامِل، وَعنهُ إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش تغير حفظه لما كبر (تعقب) بِأَن الحَدِيث أخرجه ابْن مَاجَه، وَعُثْمَان قَالَ فِي الْمِيزَان صَدُوق إِن شَاءَ الله،(2/254)
وَمُحَمّد بن طَلْحَة قَالَ فِي الْمِيزَان: صَدُوق مَشْهُور مُحْتَج بِهِ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَإِن ضعفه الْمَذْكُورَان.
(79) [حَدِيثٌ] خَيْرُ تَمْرِكُمُ الْبَرْنِيُّ يُخْرِجُ الدَّاءَ وَلا دَاءَ فِيهِ (عد) من حَدِيث عَليّ، وَفِيه إِسْحَاق بن أبي فَرْوَة مَتْرُوك، وَمن حَدِيث بُرَيْدَة وَفِيه عقبَة بن عبد الله الْأَصَم الرِّفَاعِي ينْفَرد بِالْمَنَاكِيرِ عَن الْمَشَاهِير (عق) من حَدِيث أنس وَفِيه عُثْمَان بن عبد الله الْعَبْدي مَجْهُول (تعقب) بِأَن الحَدِيث أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَصَححهُ الضياء فَأخْرجهُ فِي المختارة وَلم يتعقبه الْحَافِظ ابْن حجر فِي أَطْرَافه، وَعقبَة من رجال التِّرْمِذِيّ وَلم يتهم بكذب، وَحَدِيث أنس أخرجه الْحَاكِم وَصَححهُ لَكِن تعقبه الذَّهَبِيّ فَقَالَ عُثْمَان لَا يعرف والْحَدِيث مُنكر وَأخرجه الْحَاكِم أَيْضا من حَدِيث أبي سعيد، وَقَالَ أخرجناه شَاهدا يَعْنِي لحَدِيث أنس وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث مزِيد بن مَالك الْعَبْدي وَأخرجه أَحْمد من حَدِيث بعض وَفد عبد الْقَيْس.
(80) [حَدِيثٌ] كُلُوا الْبَلَحَ بِالتَّمْرِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ إِذَا رَآهُ غَضِبَ، وَقَالَ عَاشَ ابْنُ آدَمَ حَتَّى أَكَلَ الْجَدِيدَ بِالْخَلِقِ (عد) من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه أَبُو زُكَيْرٍ وَعنهُ مُحَمَّد بن شَدَّاد المسمعي وَأَبُو زُكَيْرٍ قدح فِيهِ ابْن حبَان لَكِن أخرج لَهُ مُسلم فِي الصَّحِيح مُتَابعَة فَلَعَلَّ الزلل فِيهِ من مُحَمَّد بن شَدَّاد وَتَابعه نعيم بن حَمَّاد وَلَيْسَ بِثِقَة (تعقب) بِأَن مُحَمَّدًا ونعيما بريئان من عهدته فَإِن الحَدِيث أخرجه النَّسَائِيّ عَن عَمْرو بن عَليّ الفلاس عَن أبي زُكَيْرٍ وَأخرجه ابْن مَاجَه عَن أبي بشر بكر بن خلف عَن أبي زُكَيْرٍ وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب عَن قَاسم ابْن أُميَّة وَعبد الله بن مُحَمَّد وَمُحَمّد بن شَدَّاد ثَلَاثَتهمْ عَن أبي زُكَيْرٍ وَأخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك عَن أبي عبد الله مُحَمَّد التَّيْمِيّ وَسليمَان بن دَاوُد الْعَتكِي وَنصر بن عَليّ الْجَهْضَمِي ثَلَاثَتهمْ عَن أبي زُكَيْرٍ إِلَّا أَنه لم يُصَحِّحهُ وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي مُخْتَصره إِنَّه حَدِيث مُنكر وَكَذَا قَالَ غَيره من الْحفاظ وَالْمُنكر نوع آخر غير الْمَوْضُوع (قلت) وَكَذَا قَالَ الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الموضوعات يَنْبَغِي أَن يخرج من الموضوعات وَالله تَعَالَى أعلم.
(81) [حَدِيثُ] عَائِشَةَ قَالَ لِي رَسُولُ الله يَا عَائِشَةُ إِذَا جَاءَ الرُّطَبُ فَهَنِّينِي (أَبُو بكر الشَّافِعِي) من طَرِيق حسان بن سياه تفرد بِهِ عَن ثَابت وَهُوَ يحدث بِمَا لَا يُتَابع عَلَيْهِ (تعقب) بِأَن الحَدِيث أخرجه الْبَزَّار وَهُوَ ضَعِيف لَا مَوْضُوع.(2/255)
(82) [حَدِيثٌ] مَنْ لَقَّمَ أَخَاهُ لُقْمَةً حُلْوَاءَ وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ مَخَافَةً مِنْ شَرِّهِ وَلا رَجَاءً لِخَيْرِهِ صَرَفَ اللَّهُ عَنْهُ سَبْعِينَ بَلْوَى فِي الْقِيَامَةِ (خطّ) من حَدِيث أنس بن مَالك وَفِيه مُحَمَّد ابْن الفرخان (نع) من حَدِيثه أَيْضا بِلَفْظ من لقم أَخَاهُ لقْمَة حلاوة لم يذقْ مرَارَة الْموقف يَوْم الْقِيَامَة، وَفِيه خَالِد الْعَبْدي وَيزِيد الرقاشِي مَتْرُوك (شا) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة بِنَحْوِ حَدِيث أنس وَفِيه فضَالة بن الْحصين وَعبد الله بن الْمثنى ضَعِيف وزَكَرِيا بن يحيى مَتْرُوك (تعقب) بِأَن الحَدِيث أوردهُ الْمُحب الطَّبَرِيّ فِي أَحْكَامه وَقَالَ هَذَا غَرِيب يتلَقَّى بِالْقبُولِ وَيعْمل بِهِ وَتعقبه الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَرْجَمَة فضَالة من اللِّسَان فَقَالَ مَا درى أَن فضَالة مُتَّهم بِالْوَضْعِ انْتهى وفضالة ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَقَالَ السَّاجِي صَدُوق فِيهِ ضعف وَعِنْده مَنَاكِير فَحصل فِي اتهام فضَالة خلاف وَأما عبد الله بن الْمثنى فَمن رجال البُخَارِيّ وَإِن تكلم فِيهِ وَحَدِيث أنس جَاءَ من طَرِيق آخر أخرجه صَاحب نزهة المذاكرة وَفِيه سعد بن ضرار قَالَ أَبُو حَاتِم لَيْسَ بِالْقَوِيّ (قلت) وَعنهُ سُلَيْمَان بن سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن ابْن عبد السَّلَام الرَّحبِي مَا عَرفته وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.
(83) [حَدِيثٌ] إِنَّ مِنَ السَّرَفِ أَنْ تَأْكُلَ كُلَّمَا اشْتَهَيْتَ (قطّ) من حَدِيث أنس وَلا يَصِحُّ فِيهِ يَحْيَى بْنُ عُثْمَان ونوح بن ذكْوَان وكل مِنْهُمَا مُنكر الحَدِيث (تعقب) بِأَن يحيى بَرِيء من عهدته فقد تَابعه عَن بَقِيَّة هِشَام بن عمار وسُويد بن سعيد وَيحيى بن سعيد بن كثير ابْن دِينَار الْحِمصِي وَمن طريقهم أخرجه ابْن مَاجَه وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب من طَرِيق سُوَيْد وَحده وَتَابعه أَيْضا سُلَيْمَان بن عمر أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَمُحَمّد بن عبد الْعَزِيز الرَّمْلِيّ أخرجه الخرائطي فِي اعتلال الْقُلُوب وَهِشَام بن عبد الْملك الْيَزنِي حَكَاهُ الْمزي فِي التَّهْذِيب وَبَقِيَّة صرح بِالتَّحْدِيثِ (قلت) ونوح بن ذكْوَان صحّح لَهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَحسن لَهُ غَيره وَرَأَيْت بِخَط الْحَافِظ ابْن حجر على حَاشِيَة تَلْخِيص الموضوعات لِابْنِ درباس مَا نَصه: هَذَا الحَدِيث صَححهُ الْبَيْهَقِيّ كَمَا نَقله عَنهُ الْمُنْذِرِيّ فِي التَّرْغِيب والترهيب وَالله أعلم.
(84) [حَدِيثٌ] مَنْ أَكَلَ الطِّينَ فَكَأَنَّمَا أَعَانَ عَلَى قَتْلِ نَفْسِهِ (طب) فِي الْكَبِير من حَدِيث سلمَان من طَرِيق يحيى بن يزِيد الْأَهْوَازِي وَهُوَ كالمجهول (عد) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه عبد الْملك بن مهْرَان مَجْهُول (تعقب) بِأَن يحيى بن يزِيد وَعبد الْملك بن مهْرَان ذكرهمَا(2/256)
ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَقَالَ فِي عبد الْملك يعْتَبر حَدِيثه من غير رِوَايَة سهل بن عبد الله الْمروزِي عَنهُ (قلت) وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الموضوعات فِي يحيى لم أر من ضعفه وَالله أعلم والْحَدِيث أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث ابْن عَبَّاس بِلَفْظ من انهمك فِي أكل الطين فقد أعَان على نَفسه قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَفِيه عبد الله بن مَرْوَان مَجْهُول (قلت) وَقَالَ الْحَافِظ ابْنُ حَجَرٍ فِي اللِّسَانِ فِي تَرْجَمَة يحيى الْأَهْوَازِي بعد نَقله عَن ابْن حبَان أَنه ذكره فِي الثِّقَات فَينْظر فِي حَال من روى عَنهُ حَدِيث الطين ثمَّ وجدته فِي المعجم الْكَبِير للطبراني قَالَ فِيهِ حَدثنَا مُحَمَّد بن نوح الجنديسابوري ثَنَا يحيى بن يزِيد الْأَهْوَازِي فَذكره انْتهى كَلَام ابْن حجر وَلم نستفد مِنْهُ حَال مُحَمَّد بن نوح وَقد فتشت عَنهُ فَلم أجد لَهُ ذكرا إِلَّا أَن الْحَافِظ ابْن حجر ذكر فِي اللِّسَان مُحَمَّد بن نوح الْأَصْبَهَانِيّ وَقَالَ لَا أعرفهُ فَلَا أَدْرِي أهوَ هَذَا أم غَيره فَليُحرر وَالله تَعَالَى أعلم.
(85) [حَدِيثٌ] أَكْلُ الطِّينِ حَرَامٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فَمَنْ مَاتَ وَفِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ طِينٍ كَبَّهُ اللَّهُ عَلَى وَجْهِهِ فِي النَّارِ (عد) من حَدِيث أنس من طَرِيق خَالِد بن غَسَّان بن مَالك عَن أَبِيه (تعقب) بِأَن ابْن مَنْدَه أخرجه فِي جُزْء الطين ثمَّ قَالَ وَرَوَاهُ أَبُو عقيل حبيب بن عبد الله بن صَالح اللَّيْثِيّ عَن غَسَّان بن مَالك (قلت) يَعْنِي فَحصل لخَالِد متابع وَالله تَعَالَى أعلم وَجَاء من حَدِيث ابْن عمر أخرجه الديلمي من طَرِيق أبي الشَّيْخ قَالَ أخبرنَا الْفضل بن الْحباب عَن القعْنبِي عَن مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر (قلت) خَالِد بن غَسَّان أخرج لَهُ الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي مستخرجه حَدِيثا ثمَّ قَالَ: خَالِد بن غَسَّان شيحى لَيْسَ من شَرط الصَّحِيح فَظهر بِهَذَا أَنه لَا يبلغ حَدِيثه أَن يحكم عَلَيْهِ بِالْوَضْعِ وَأما حبيب بن عبد الله فَمَا وقفت لَهُ على تَرْجَمَة وَالله تَعَالَى أعلم.
(86) [حَدِيثُ] عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِي قَالَ لَهَا يَا حُمَيْرَاءُ لَا تَأْكُلِي الطِّينَ فَإِنَّهُ يُعَظِّمُ الْبَطْنَ وَيُصَفِّرُ اللَّوْنَ وَيُذْهِبُ بِبَهَاءِ الْوَجْهِ (ابْن الْجَوْزِيّ) من طَرِيق يحيى بن هَاشم (تعقب) بِأَنَّهُ تَابعه عَمْرو بن موهب الْعَتكِي وَأَشْعَث السمان أخرجهُمَا أَبُو بكر الطريثيثي فِي جُزْء الطين وَتَابعه زِيَاد الأعلم أخرجه أَبُو نعيم وَأخرجه ابْن عَسَاكِر من طَرِيق آخر وَقَالَ هَذَا حَدِيث مُنكر (قلت) وَأخرجه الْحَافِظ الذَّهَبِيّ فِي طَبَقَات الْحفاظ من حَدِيث جَابر مَرْفُوعا أكل الطين يُورث النِّفَاق وَقَالَ هَذَا الحَدِيث لَيْسَ بِصَحِيح وَيُشبه(2/257)
أَن يكون مَوْضُوعا تداوله قوم لَيْسُوا بثقات انْتهى وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ أَحَادِيث تَحْرِيم الطين لَا يَصح مِنْهَا شَيْء انْتهى وَكَذَلِكَ قَالَ غَيره من الْحفاظ وَالله تَعَالَى أعلم.
(87) [حَدِيثٌ] مَنْ نَسِيَ أَنْ يُسَمِّيَ عَلَى طَعَامِهِ فَلْيَقْرَأْ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} إِذَا فَرَغَ (عد) من حَدِيث جَابر وَفِيه حَمْزَة النصيبي (تعقب) بِأَن حَمْزَة روى لَهُ التِّرْمِذِيّ (قلت) ولين القَوْل فِي تَضْعِيفه فَقَالَ ضَعِيف الحَدِيث وَالله أعلم.
(88) [حَدِيثٌ] أَذِيبُوا طَعَامَكُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ وَالصَّلاةِ وَلا تَنَامُوا عَلَيْهِ فَتَقْسُوَ لَهُ قُلُوبُكُمْ (عد) من حَدِيث عَائِشَة من طَرِيقين فِي أَحدهمَا أَصْرَم بن حَوْشَب وَفِي الآخر بزيع أَبُو الْخَلِيل (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجه فِي الشّعب من طَرِيق بزيع وَقَالَ هَذَا مُنكر تفرد بِهِ بزيع وَكَانَ ضَعِيفا وَاقْتصر الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ فِي تَخْرِيج الْأَحْيَاء على تَضْعِيفه (قلت) وَذكر الْبَيْهَقِيّ أَنه روى عَن عمر قَوْله إِذا أكلْتُم الطَّعَام فأذيبوه بِذكر الله فَإِن الطَّعَام إِذا أكل ونيم عَلَيْهِ يقسي الْقلب وَالله أعلم.
(89) [حَدِيثٌ] النَّفْخُ فِي الطَّعَامِ يُذْهِبُ الْبَرَكَةَ (أَبُو سعيد النقاش) من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه عبد الله ابْن الْحَارِث الصَّنْعَانِيّ (تعقب) بِأَن لَهُ شَوَاهِد أخرج أَحْمد فِي مُسْنده من حَدِيث ابْن عَبَّاس نهى رَسُول الله عَن النفخ فِي الطَّعَام وَالشرَاب وَأخرج الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب نَحوه وَأخرج ابْن مَاجَه عَن ابْن عَبَّاس أَيْضا لم يكن رَسُول الله ينْفخ فِي طَعَام وَلَا شراب وَلَا يتنفس فِي إِنَاء وَأخرج الْحَاكِم وَصَححهُ عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ نهى رَسُول الله عَن النفخ فِي الشَّرَاب (قلت) وَعَن زيد بن ثَابت أَن رَسُول الله نهى عَن النفخ فِي السُّجُود والنفخ فِي الطَّعَام رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَسَنَده مُنْقَطع وَفِيه معلي بن عبد الرَّحْمَن ضَعِيف وَمَشاهُ بَعضهم وَعَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله نهى عَن النفخ فِي الطَّعَام وَالشرَاب رَوَاهُ الْبَزَّار وَرِجَاله ثِقَات الأشيخ الْبَزَّار قَالَ الهيثمي لَا أعرفهُ وَالله أعلم.
(90) [حَدِيثُ] ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ عَنِ امْرَأَتِهِ عَنْ أَبِيهَا كَانَ النَّبِي يَأْكُلُ بِكَفِّهِ كُلِّهَا (ابْن الْجَوْزِيّ) وَقَالَ الْمَرْأَة مَجْهُولَة وأبوها لَا يعرف (تعقب) بِأَن الْمَرْأَة هِيَ بنت عَمه مُحَمَّد بن مُسلم الزُّهْرِيّ الإِمَام الْمَشْهُور بَين ذَلِك الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب فَالْحَدِيث مُرْسل.(2/258)
(91) [حَدِيثٌ] تَعَشَّوْا وَلَوْ بِكَفٍّ مِنْ خشف فَإِنَّ تَرْكَ الْعَشَاءِ مَهْرَمَةٌ (التِّرْمِذِيّ) من حَدِيث أنس وَفِيه عَنْبَسَة بن عبد الرَّحْمَن وَعبد الْملك بن علاق مَجْهُول (تعقب) بِأَن التِّرْمِذِيّ لما أخرجه قَالَ هَذَا مُنكر لَا نعرفه إِلَّا من هَذَا الْوَجْه وَبِأَن لَهُ شَاهدا من حَدِيث جَابر لَا تدعوا الْعشَاء وَلَو بكف من تمر فَإِن تَركه يهرم أخرجه ابْن مَاجَه (قلت) بِسَنَد ضَعِيف وَالله تَعَالَى أعلم.
(92) [حَدِيثٌ] الأَكْلُ فِي السُّوقِ دَنَاءَةٌ (عد خطّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة (عد عق) مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ وَلا يَصح فِي الأول مُحَمَّد بن الْفُرَات وَفِي الثَّانِي الْهَيْثَم بن سهل وَفِي الثَّالِث جَعْفَر بن الزبير وَالقَاسِم مجروحان وَفِي الرَّابِع عمر بن مُوسَى الوجيهي (تعقب) بِأَن الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ اقْتصر فِي تَخْرِيج الْإِحْيَاء على تَضْعِيفه.
(93) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ أَنْ يُتَخَلَّلَ بِالْقَصَبِ وَالآسِ وَقَالَ إِنَّهُمَا يَسْقِيَانِ عِرْقَ الْجُذَامِ (عد) من طَرِيق مُحَمَّد بن عبد الْملك الْأنْصَارِيّ (تعقب) بِأَن لَهُ شَاهدا عَن عمر بن الْخطاب وَعمر بن عبد الْعَزِيز مَوْقُوفا عَلَيْهِمَا أخرجهُمَا الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب (قلت) وَأخرج الْخطاب فِي الروَاة عَن مَالك من طَرِيق أَحْمد بن عبد الله الشَّيْبَانِيّ ثَنَا عبد الله بن الزبير ثَنَا مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر مَرْفُوعا لَا تخللوا بالقصب وَلَا بالرمان فَإِنَّهُ يُحَرك عرق الجذام قَالَ الْخَطِيب عبد الله بن الزبير مَجْهُول وَقَالَ الذَّهَبِيّ هَذَا مَوْضُوع وَلَعَلَّ الآفة فِيهِ الشَّيْبَانِيّ قَالَ ابْن حجر وَكنت جوزت فِي ابْن الزبير أَن يكون الْحميدِي ثمَّ ظهر لي أَن الْحميدِي مَاله رِوَايَة عَن مَالك وَالله تَعَالَى أعلم.
(94) [حَدِيثٌ] إِنَّ مِنَ التَّوَاضُعِ أَنْ يَشْرَبَ الرَّجُلُ مِنْ سُؤْرِ أَخِيهِ وَمَنْ شَرِبَ مِنْ سُؤْرِ أَخِيهِ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ رُفِعَتْ لَهُ سَبْعُونَ دَرَجَةً وَمُحِيَتْ عَنْهُ سَبْعُونَ خَطِيئَةً وَكُتِبَ لَهُ سَبْعُونَ حَسَنَةً (قطّ) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَفِيهِ نوح بن أبي مَرْيَم (تعقب) بِأَنَّهُ تَابعه الْحسن ابْن رشيد أخرجه الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي مُعْجَمه وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان الْحسن بن رشيد فِيهِ لين.
الْفَصْل الثَّالِث
(95) [حَدِيثٌ] الْبِطِّيخُ يَغْسِلُ الْبَطْنَ غَسْلا وَيُذْهِبُ بِالدَّاءِ أَصْلا (كرّ) من حَدِيث بعض عمات النَّبِي وَفِيه أَحْمد بن يَعْقُوب بن عبد الْجَبَّار الْقرشِي وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ.(2/259)
(96) [حَدِيثٌ] تَفَكَّهُوا بِالْبِطِّيخِ وَعَظِّمُوهُ فَإِنَّ حَلاوَتَهُ مِنْ حَلاوَةِ الْجَنَّةِ وَمَاؤُهُ رَحْمَةٌ فَمَنْ أَكَلَ لُقْمَةً مِنَ الْبِطِّيخِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ سَبْعِينَ أَلْفَ حَسَنَةٍ وَمَحَا عَنْهُ سَبْعِينَ أَلْفَ سَيِّئَةٍ وَرَفَعَ لَهُ سَبْعِينَ أَلْفَ دَرَجَةٍ لأَنَّهُ أُخْرِجَ مِنَ الْجَنَّةِ (مي) و (النوقاني) أَبُو عَمْرو فِي جُزْء الْبِطِّيخ من حَدِيثِ عَلِيٍّ (قُلْتُ) لَمْ يُبَيَّنْ علته وَفِي سَنَد الأول مقَاتل بن مُحَمَّد مَجْهُول عَنهُ الْعَبَّاس ابْن الضَّحَّاك وَفِي سَنَد الثَّانِي نجم بن عبد الله لم أعرفهُ وَكَذَا من بَينه وَبَين النوقاني وَذكر ابْن درباس هَذَا الحَدِيث فِي مُخْتَصر الموضوعات وَقَالَ إِن ابْن الْجَوْزِيّ اتهمَ بِهِ هناد النَّسَفِيّ فَكَأَنَّهُ وَقع فِي بعض نسخ الموضوعات دون بعض وَفِي لِسَان الْمِيزَان فِي تَرْجَمَة يحيى بن الْعلوِي مَا نَصه وجدت لَهُ حَدِيثا مَوْضُوعا رَوَاهُ عَن عقيل بن سمير عَن عَليّ بن حَمَّاد الْغَازِي عَن عَبَّاس بن حميد عَن أبي بكر عَن عَيَّاش عَن أبي إِسْحَاق عَن عَاصِم بن ضَمرَة عَن عَليّ رَفعه يَا عَليّ تفكهوا بالبطيخ وعظموه فالإماءة من الْجنَّة وَمَا من عبد أكل مِنْهُ لقْمَة إِلَّا أَدخل الله جَوْفه سبعين دَوَاء وَأخرج مِنْهُ سبعين دَاء الحَدِيث بِطُولِهِ سرده الْقُرْطُبِيّ فِي التَّذْكِرَة وَلم يعرف علته انْتهى وَالله أعلم.
(97) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاس أهْدى إِلَى النَّبِي بِطِّيخٌ مِنَ الطَّائِفِ فَأَخَذَهُ وَشَمَّهُ ثُمَّ وَضَعَهُ وَقَالَ عَظِّمُوا الْبِطِّيخَ فَإِنَّهُ مِنْ حُلَلِ الأَرْضِ مَاؤُهُ شِفَاءٌ وَحَلاوَتُهُ مِنَ الْجَنَّةِ (النوقاني) فِي جُزْء الْبِطِّيخ (قلت) لم يبين علته وَفِيه عَطاء ابْن مُوسَى السَّمرقَنْدِي عَن ابْن عُيَيْنَة لم أعرفهُ وَكَذَا من بَينه وَبَين النوقاني وَالله تَعَالَى أعلم.
(98) [حَدِيثٌ] الأَوِزُّ فِي الطَّعَامِ كَالسَّيِّدِ فِي الْقَوْمِ وَالْكُرَّاثُ فِي الْبَقْلِ بِمَنْزِلَةِ الْخُبْزِ فِي الطَّعَامِ وَعَائِشَةُ فِي الْعَالَمِينَ كَالثَّرِيدِ فِي الطَّعَامِ وَأَنَا فِي الأَنْبِيَاءِ كَالْمِلْحِ (مي) من حَدِيث عَليّ (قلت) هُوَ من طَرِيق الْحَارِث الْأَعْوَر وَالله تَعَالَى أعلم.
(99) [حَدِيثٌ] نِعْمَ الدَّوَاءُ الأَوِزُّ صَحِيحٌ سَلِيمٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ (مي) من حَدِيث أنس (قلت) لم يبين علته وَفِيه أبان بن أبي عَيَّاش وَفِيه خَالِد بن عِيسَى وَآخَرُونَ لم أعرفهم وَالله تَعَالَى أعلم.
(100) [حَدِيثٌ] خَيْرُ الْغَدَاءِ بَوَاكِرُهُ وَأَطْيَبُهُ أَوَّلُهُ وَأَنْفَعُهُ (يخ) من حَدِيث أنس وَفِيهِ عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.(2/260)
(101) [حَدِيثٌ] عَلَيْكُمْ بِالرُّمَّانِ فَكُلُوهُ بِشَحْمِهِ فَإِنَّهُ دِبَاغُ الْمَعِدَةِ وَمَا مِنْ حَبَّةٍ تَقَعُ فِي جَوْفِ الرَّجُلِ إِلا أَنَارَتْ قَلْبَهُ وَحَرَسَتْهُ مِنْ شَيَاطِينِ الْوَسْوَسَةِ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا (مي) مِنْ حَدِيثِ عَلِيٍّ (قُلْتُ) لَمْ يبين علته وَفِيه سُلَيْمَان بن عبد الله بن عمر بن وهب وَجَمَاعَة لم أعرفهم وَالله تَعَالَى أعلم.
(102) [حَدِيثٌ] مَنِ ابْتَدَأَ بِأَكْلِ الْقِثَّاءِ فَلْيَأْكُلْ مِنْ رَأْسِهَا (فت) من حَدِيث عبد الله ابْن جَعْفَر وَفِيه أَصْرَم بن حَوْشَب وَإِسْحَاق بن وَاصل وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان وَقد ذكر الحَدِيث فِي تَرْجَمَة إِسْحَاق هَذَا من بلاياه.
(103) [حَدِيثٌ] إِذَا أَكَلْتُمُ الْفُجْلَ وَأَرَدْتُمْ أَنْ لَا يُوجَدَ لَهُ رِيحٌ فَاذْكُرُونِي عِنْدَ أَوَّلِ قَضْمَةٍ (مي) من حَدِيث ابْن مَسْعُود (قلت) لم يبين علته وَفِيه انْقِطَاع فَإِنَّهُ من رِوَايَة أبي عُبَيْدَة بن عبد الله بن مَسْعُود عَن أَبِيه وَهُوَ لم يسمع من أَبِيه وَفِيه أَيْضا عبد الله بن يحيى شيخ لبَقيَّة قَالَ فِي الْمُغنِي مَجْهُول وَكَانَ يكْتب عَمَّن دب ودرج والْحَدِيث أوردهُ الْعَلامَة الشَّمْس السخاوي فِي القَوْل البديع وَقَالَ لَا يَصح وَالله أعلم.
(104) [حَدِيثٌ] إِذَا أَكَلْتُمُ الْقِثَّاءَ فَكُلُوهُ مِنْ أَسْفَلِهِ وَلا تَأْكُلُوهُ مِنْ رَأْسِهِ فَإِنَّ الْبَرَكَةَ تَأْتِي مِنْ رَأْسِهِ (مي) من حَدِيث وابصة بن معبد (قلت) لم يبين علته وَفِيه عبد الْملك بن حُصَيْن قَالَ أَبُو زرْعَة لَا يكْتب حَدِيثه وَشَيْخه الْحجَّاج بن سميع لم أعرفهُ وَالله أعلم.
(105) [حَدِيثٌ] لَا يَحِلُّ مِنَ اللَّحْمِ النَّيِّئِ دُونَ ثَلاثٍ إِلا أَنْ يُجَفَّفَ قَبْلَ ذَلِك أَو تصيبه بار (مي) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَفِيه عِيسَى بن إِبْرَاهِيم مَتْرُوك وَقَالَ يحيى لَيْسَ بِشَيْء وَقَالَ البُخَارِيّ مُنكر الحَدِيث.
(106) [حَدِيثٌ] عَلَيْكُمْ بِالْفَوَاكِهِ فِي الإِقْبَالِ فَإِنَّهَا مَصَحَّةُ الْأَبدَان مطردَة الأحزان وَاتَّقُوهَا فِي الإِدْبَارِ فَإِنَّهَا دَاءٌ لِلأَبْدَانِ (مي) من حَدِيث ابْن عمر (قلت) لم يبين علته وَفِيه حَفْص بن يحيى بن مسكة بن ماهويه وَغَيره لم أعرفهم وَالله تَعَالَى أعلم.
(107) [حَدِيثٌ] عَشْرُ خِصَالٍ تُورِثُ النِّسْيَانَ أَكْلُ الطِّينُ وَأَكْلُ سُؤْرِ الْفَأْرِ وَأَكْلُ التُّفَّاحَةِ الْحَامِضَةِ وَالْجُلْجُلانِ وَالْحِجَامَةُ عَلَى النَّقْرَةِ وَالْمَشْيُ بَيْنَ امْرَأَتَيْنِ وَالنَّظَرُ إِلَى الْمَصْلُوبِ وَالْبَوْلُ فِي الْمَاءِ الرَّاكِدِ وَإِلْقَاءُ الْقَمْلِ وَالْقِرَاءَةُ فِي الْمَقْبُرَةِ (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه مُحَمَّد بن تَمِيم.(2/261)
(108) [حَدِيثٌ] كُلُوا الْعِنَبَ حَبَّةً حَبَّةً فَإِنَّهُ أَهْنَا وَأَمَرْأُ (مي) من حَدِيث عَليّ وفِيهِ أَحْمد بن عَليّ بن مهْدي.
(109) [حَدِيثٌ] مَنْ أَكَلَ مِنَ الْفَاكِهَةِ وِتْرًا لَمْ تَضُرَّهُ (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس (قلت) لم يبين علته وَفِيه إِبْرَاهِيم بن الْفضل الغساني وَغَيره لم أعرفهم وَالله أعلم.
(110) [حَدِيثُ] عَلِيٍّ أَنَّ النَّبِي قَالَ لَهُ يَا عَلِيُّ نَحْنُ قَوْمٌ تَمْرِيُّونَ وَأَعْدَاؤُنَا نَبِيذِيُّونَ خُلِقُوا مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ (نجا قلت) فِيهِ مُحرز الْكَاتِب وَغَيره مِمَّن لم أعرفهم وَفِي مَعْنَاهُ الْمُؤمن حلوى وَالْكَافِر خمري قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي فَتَاوَاهُ بَاطِل لَا أصل لَهُ وَالله أعلم.
(111) [حَدِيثٌ] مَنْ أَكَلَ مَا يَسْقُطُ مِنَ الْمَائِدَةِ لَمْ يَزَلْ فِي سَعَةٌ مِنْ رِزقِهِ (قطّ) فِي الغرائب من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه أَحْمد بن سُلَيْمَان الْحَرَّانِي (كرّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة أَيْضا بِلَفْظ من أكل مَا يسْقط من الْمَائِدَة عَاشَ فِي سَعَة وعوفي من الْحمق فِي وَلَده وَولد وَلَده، وَفِي جَاره وجار جَاره ودويرات أَهله وَفِيه إِسْحَاق بن نجيح (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس بِلَفْظ من أَكَلَ مَا يَسْقُطُ مِنَ الْمَائِدَةِ خرج وَلَده صباح الْوُجُوه وَنفي عَنهُ الْفقر وَفِيه يُوسُف بن أبي يُوسُف القَاضِي مَجْهُول (يخ) من حَدِيث جَابر بِلَفْظ من أكل مَا يسْقط من الخوان والقصعة أَمن من الْفقر والبرص والجذام وَصرف عَن وَلَده الْحمق (قلت) لم يبين عِلّة هذَيْن الْأَخيرينِ، وَفِي أَولهمَا إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش وَهُوَ مخلط فِي رِوَايَته عَن غير أهل الشَّام وَهَذَا مِنْهُ فَإِنَّهُ يرويهِ عَن دَاوُد بن أبي دَاوُد الْأنْصَارِيّ الْمدنِي، وَفِي ثَانِيهمَا عبد الصَّمد بن مُوسَى الْهَاشِمِي قَالَ الْخَطِيب ضَعَّفُوهُ وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان يروي مَنَاكِير وشيخته زَيْنَب بنت سُلَيْمَان بن عَليّ لم أَقف لَهَا على تَرْجَمَة وَكَذَلِكَ الرَّاوِي لَهُ عَن إِبْرَاهِيم بن عبد الصَّمد أَبُو الْقَاسِم عُثْمَان بن أَحْمد بن الْحُسَيْن الْوراق السامري لم أعرفهُ وَالله تَعَالَى أعلم.
(112) [حَدِيثٌ] عَلَيْكُمْ بِاللُّبَانِ فَإِنَّهُ يَمْسَحُ الْحُزْنَ مِنَ الْقَلْبِ كَمَا يَمْسَحُ الأُصْبُعُ الْعَرَقَ عَنِ الْجَبِينِ وَإِنَّهُ يَشُدُّ الْقَلْبَ وَيَزِيدُ فِي الْعَقْلِ وَيُذَكِّي الذِّهْنَ وَيَجْلُو الْبَصَرَ وَيُذْهِبُ النِّسْيَانَ (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس (قلت) لم يبين علته وَفِيه مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَمْرو بن(2/262)
يُوسُف قَالَ ابْن مَنْدَه كَانَ صَاحب مَنَاكِير وَعنهُ عَليّ بن زَنْجوَيْه مَا عَرفته وَالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أعلم.
(113) [حَدِيثٌ] اللَّحْمُ يُنْبِتُ اللَّحْمَ وَمَنْ تَرَكَ اللَّحْمَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا سَاءَ خُلُقُهُ (مي) من حَدِيث عَليّ وَفِيه سُلَيْمَان النَّخعِيّ (قلت) أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب من طَرِيق مسْعدَة ابْن اليسع عَن عَليّ قَوْله وَالله تَعَالَى أعلم.
(114) [حَدِيثُ] الْحَسَنِ بْنِ عَليّ أَن النَّبِي قَالَ لَهُ يَا بُنَيَّ كُلِ الْكَرَفْسَ فَإِنَّهَا بَقْلَةُ الأَنْبِيَاءِ مَعْفُوٌّ عَنْهَا وَهِيَ طَعَامُ الْخَضِرِ وَإِلْيَاسَ وَالْكَرَفْسُ يُفَتِّحُ السُّدَدَ وَيُذَكِّي الْقَلْبَ وَيُورِثُ الْحِفْظَ وَيَطْرُدُ الْجُنُونَ وَالْجُذَامَ وَالْبَرَصَ وَالْجِنَّ (قلت) لم يبين علته وَفِيه عِيسَى بن سُلَيْمَان عَن الثَّوْريّ فَإِن كَانَ هُوَ أَبُو طيبَة الدَّارمِيّ فقد ضعفه ابْن معِين وَقَالَ لَا أعلم أَنه كَانَ يتَعَمَّد الْكَذِب وَلَعَلَّه شبه عَلَيْهِ وَإِن كَانَ غَيره فَلَا أعرفهُ وَعنهُ الْوَلِيد بن مُحَمَّد بن الْوَلِيد الْأَنْطَاكِي لَا أعرفهُ وَالله تَعَالَى أعلم.
(115) [حَدِيثٌ] الْحَسَنِ أَيْضًا يَا بُنَيَّ نَمْ عَلَى قَفَاكَ يَخْمُصْ بَطْنُكَ وَخُذْ مِنْ شَعْرِكَ تَحْسُنْ رَقَبَتُكَ وَاكْتَحِلْ يضيء بَصَرُكَ وَادَّهِنْ غِبًّا سُنَّةُ نَبِيِّكَ وَادَّهِنْ بِالْبَنَفْسَجِ (مي قلت) هُوَ بِسَنَد الَّذِي قبله وَالله أعلم.
(116) [حَدِيثٌ] مَنْ كَانَتْ فِي بَيْتِهِ شَاةٌ كَانَتْ فِي بَيْتِهِ بَرَكَةٌ وَمَنْ كَانَتْ فِي بَيْتِهِ شَاتَانِ كَانَتْ فِي بَيْتِهِ بَرَكَتَانِ وَمَنْ كَانَتْ فِي بَيْتِهِ ثَلاثُ شِيَاهٍ اعْتَزَلَ مِنَ الْفَقْرِ وَفَرَشَتْ عَلَى بَيْتِهِ الْمَلائِكَةُ تَقُولُ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ (مي) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَفِيهِ عمر ابْن دَاوُد عَن سِنَان بن أبي سِنَان وهما مَجْهُولَانِ والمعلى بن مَيْمُون مَتْرُوك (قلت) الْمُنكر من الحَدِيث آخِره وَأما صَدره فَلهُ شَوَاهِد مِنْهَا عِنْد البُخَارِيّ فِي الْأَدَب الْمُفْرد وَابْن أبي الدُّنْيَا فِي إصْلَاح المَال من حَدِيث على الشَّاة بركَة والشاتان بركتان وَالثَّلَاث شِيَاه ثَلَاث بَرَكَات وَفِي سَنَده إِسْمَاعِيل بن سُلَيْمَان مَتْرُوك وَكَون الْغنم بركَة قد جَاءَ فِي أَحَادِيث كَثِيرَة مِنْهَا حَدِيث أم هَانِئ اتخذي غنما فَإِن فِيهَا بركَة رَوَاهُ أَحْمد وَابْن مَاجَه بِسَنَد صَحِيح وَمِنْهَا حَدِيث عُرْوَة الْبَارِقي الْإِبِل عز لأَهْلهَا وَالْغنم بركَة وَالْخَيْر مَعْقُود فِي نواصي الْخَيل إِلَى يَوْم الْقِيَامَة رَوَاهُ ابْن مَاجَه بِسَنَد رِجَاله ثِقَات وَالله تَعَالَى أعلم.
(117) [حَدِيثُ] مَنْ أَكَلَ السَّذَابَ وَنَامَ عَلَيْهِ نَامَ آمِنًا عَنِ الدَّاءِ وَالدُّبَيْلَةِ وَذَات(2/263)
الْجَنْبِ وَمَنْ أَكَلَ الْهِنْدِبَا وَنَامَ عَلَيْهِ لَمْ يَحُكَّ فِيهِ سُمٌّ وَلا سِحْرٌ وَلا يَقْرَبْهُ شَيْءٌ مِنَ الدَّوَابِّ حَيَّةٌ وَلا عَقْرَبٌ وَمَنْ أَكَلَ مِنْ بَقْلَةِ الْبَاذَرُوجِ أَمَرَ اللَّهُ الْمَلائِكَةَ يَكْتُبُونَ لَهُ الْحَسَنَاتِ حَتَّى يُصْبِحَ (مي) من حَدِيث عَائِشَة (قلت) لم يبين علته وَفِيه مُوسَى بن جَعْفَر بن سَالم الْجعْفِيّ مَا عَرفته وَالله تَعَالَى أعلم.
(118) [حَدِيثٌ] مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ مِنْ إِبْلِيسَ فَلْيَذُبَّ شَحْمَهُ وَلَحْمَهُ بِقُلِّ الطَّعَامِ وَالتَّفَكُّرِ فَإِنَّ مِنْ قِلَّةِ الطَّعَامِ حُضُورَ الْمَلائِكَةِ وَكَثْرَةَ التَّفَكُّرِ فِيمَا عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن بحير.
(119) [حَدِيثٌ] أَبْلُوا أَجْسَامَكُمْ بِالْجُوعِ وَالْعَطَشِ وَأَفْنُوا لُحُومَكُمْ وَأَذِيبُوا شُحُومَكُمْ تُسْتَبْدَلُوا لُحُومًا طَيِّبَةً مَحْشُوَّةً بِالْمِسْكِ وَالْكَافُورِ فِي الْجَنَّةِ (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه إِسْمَاعِيل بن أبي زِيَاد الشَّامي.
(120) [حَدِيثٌ] مَا مِنْ زَرْعٍ عَلَى الأَرْضِ وَلا ثَمَرَةٍ عَلَى الأَشْجَارِ إِلا عَلَيْهَا بِسْمِ اللَّهِ هَذَا رِزْقُ فلَان ابْن فُلانٍ.
وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى {وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلا يَعْلَمُهَا} (حا) من حَدِيث ابْن عمر قَالَ فِي الْمِيزَان هَذَا بَاطِل (قلت) هَذَا الحَدِيث ذكره ابْن درباس فِي مُخْتَصر الموضوعات وَقَالَ فِي الْكَلَام عَلَيْهِ قَالَ الْحَاكِم هَذَا حَدِيث تفرد بِهِ حمويه بن الْحُسَيْن ابْن معَاذ وَهُوَ غير مَقْبُول مِنْهُ فَإِن شَيْخه أَحْمد بن الْخَلِيل ثِقَة، قَالَ الْخَطِيب وَقد رَوَاهُ أَبُو عَليّ مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم عَن أَحْمد بن الْخَلِيل، وَكَانَ أَبُو عَليّ هَذَا كذابا مَعْرُوفا بِسَرِقَة الْأَحَادِيث، ونراه سَرقه من حمويه، انْتهى فَكَأَنَّهُ فِي بعض نسخ الموضوعات دون بعض وَالله تَعَالَى أعلم.
(121) [حَدِيثٌ] مَا بَاتَ قَوْمٌ شِبَاعًا إِلا حَسُنَتْ أَخْلاقُهُمْ وَلا بَاتَ قَوْمٌ جِيَاعًا قَطُّ إِلا سَاءَتْ أَخْلاقُهُمْ وَمَنْ قَلَّ أَكْلُهُ قَلَّ جَسَدُهُ (الشِّيرَازِيّ) فِي الألقاب من حَدِيث عَليّ وَفِيه الْحَارِث الْهَمدَانِي.
(122) [حَدِيثٌ] الْمُؤْمِنُ حُلْوٌ يُحِبُّ الْحَلاوَةَ، وَمَنْ حَرَّمَهَا عَلَى نَفْسِهِ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ، لَا تُحَرِّمُوا نِعَمَ اللَّهِ وَالطِّيِّبَاتِ (مي) من حَدِيث عَليّ (قلت) لم يبين علته وَفِيه عبيد الله المَخْزُومِي مَا عَرفته، وَقَالَ السخاوي فِي الْمَقَاصِد الْحَسَنَة حَدِيث واه وَالله تَعَالَى أعلم.(2/264)
(123) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ: كُنَّا عِنْدَ رَسُول الله وَأَكَلَ مُرًّا.
فَسَأَلْنَاهُ عَنِ الدَّوَاءِ فَقَالَ: هَذَا الإِطْرِيفَلُ، قُلْنَا وَمَا الإِطْرِيفَلُ، قَالَ: إِهْلِيلَجُ أَسْوَدُ وَبَلِيلَجُ وَأَمْلَجُ يُغْلَى بِسَمْنِ الْبَقَرِ وَيُعْجَنُ بِالْعَسَلِ (مي قلت) لم يبين علته، وَفِيه أَحْمد بن الْقَاسِم بن جَعْفَر بن سُلَيْمَان بن عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس عَن أَبِيه عَن جده وَمَا عرفتهم، وَالله تَعَالَى أعلم.
(124) [حَدِيثٌ] الشُّرْبُ مِنْ فَضْلِ وُضُوءِ الْمُؤْمِنِ فِيهِ شِفَاءٌ مِنْ سَبْعِينَ دَاءً أَدْنَاهَا الْهَمُّ (مي) من حَدِيث أبي أُمَامَة وَفِيه مُحَمَّد بن إِسْحَاق الْعُكَّاشِي.
(125) [حَدِيثُ] عَائِشَةَ.
أَن رَسُول الله أَرَادَ أَنْ يَشْتَرِيَ غُلامًا فَأَلْقَى بَيْنَ يَدَيْهِ تَمْرًا فَأَكَلَ وَأَكْثَرَ، فَقَالَ النَّبِي كَثْرَةُ الأَكْلِ شُؤْمٌ وَأَمَرَ بِرَدِّهِ (عد) وَفِيه أَبُو إِسْحَاق الشَّيْبَانِيّ، قَالَ ابْن عدي هُوَ إِبْرَاهِيم بن هراسة.
وَلَا أعلم يرويهِ بِهَذَا الْإِسْنَاد غَيره كناه عَليّ بن الْجَعْد لضَعْفه (قلت) أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب، من طَرِيق ابْن عدي وَنقل كَلَام ابْن عدي الْمَذْكُور، وَقد قَالَ السُّيُوطِيّ إِن الْبَيْهَقِيّ لم يخرج فِي كتبه حَدِيثا مَوْضُوعا، وَكَثِيرًا مَا يتعقب ابْن الْجَوْزِيّ فِي حكمه على الحَدِيث بِأَنَّهُ مَوْضُوع بِإِخْرَاج الْبَيْهَقِيّ لَهُ فِي بعض مؤلفاته.
وعَلى هَذَا فَلَا يَنْبَغِي إِدْخَال هَذَا الحَدِيث فِي الموضوعات وَالله تَعَالَى أعلم.
(126) [حَدِيثُ] أَنَسٍ.
جَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي مِسْقَامٌ، لَا يَسْتَقِيمُ بَدَنِي عَلَى طَعَامٍ وَلا شَرَابٍ فَادْعُ لِي بِالصِّحَّةِ، فَقَالَ: إِذَا أَكَلْتَ طَعَامًا أَوْ شَرِبْتَ شَرَابًا فَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، إِلا لَمْ يُصِبْكَ مِنْهُ دَاءٌ، وَلَوْ كَانَ فِيهِ سُمٌّ (مي) من طَرِيق الْكُدَيْمِي؛ وَفِيه أَيْضا نَافِع السّلمِيّ مَتْرُوك.
(127) [حَدِيثٌ] مَنْ وَجَدَ كِسْرَةً مِنْ طَعَامٍ أَوْ مِمَّا يُؤْكَلُ فَأَمَاطَ عَنْهَا الأَذَى ثُمَّ أَكَلَهَا كُتِبَتْ لَهُ سَبْعمِائة حَسَنَةٍ وَإِنْ هُوَ أَمَاطَهَا ثُمَّ رَفَعَهَا كُتِبَتْ لَهُ سَبْعُونَ حَسَنَةً (مي) من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَفِيه يُوسُف بن السّفر.
(128) [حَدِيثٌ] مَا مِنْ مَائِدَةٍ عَلَيْهَا أَرْبَعُ خِصَالٍ إِلا كَمُلَتْ، إِذَا أَكَلَ قَالَ: بِسم الله(2/265)
وَإِذَا فَرَغَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَكَثْرَةُ الأَيْدِي عَلَيْهَا وَكَانَ أَصْلُهَا حَلالا (أَبُو عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَفِيهِ عَمْرو بن جَمِيع (قلت) جَاءَ عَن الْأَوْزَاعِيّ أَنه قَالَ بَلغنِي أَنه لَا يتم الطَّعَام حَتَّى يكون فِيهِ أَربع: يذكر اسْم الله عَلَيْهِ حِين يوضع ويحمد الله عَلَيْهِ حِين يرفع؛ وتكثر الْأَيْدِي فِيهِ وَيكون مهنأة من طيب، رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب، ثمَّ قَالَ وَقد روى هَذَا بِإِسْنَاد ضَعِيف عَن النَّبِي لم أنقله لضَعْفه وَهُوَ فِي سنَن السّلمِيّ انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم.
(129) [حَدِيثٌ] مَنْ أَكَلَ الْجِرْجِيرَ بَعْدَ عِشَاءِ الآخِرَةِ فَبَاتَ عَلَيْهِ نَازَعَهُ الْجُذَامُ فِي أَنْفِهِ، وَمَنْ أَكَلَ الْكُرَّاثَ وَبَاتَ عَلَيْهِ فَنَكْهَتُهُ مُنْتَنَةٌ، وَبَاتَ آمِنًا مِنَ الْبَوَاسِيرِ وَاعْتَزَلَهُ الْمَلَكَانِ حَتَّى يُصْبِحَ، وَمَنْ أَكَلَ الْكَرْفَسَ بَاتَ وَنَكْهَتُهُ طَيِّبَةٌ، وَبَاتَ آمِنًا مِنْ وَجَعِ الأَضْرَاسِ وَالأَسْنَانِ، وَمَنْ أَكَلَ الْهِنْدِبَا بَاتَ وَلَمْ يَحُكَّ فِيهِ سُمٌّ وَلا سِحْرٌ وَلَمْ يَقْرَبْهُ شَيْءٌ مِنَ الدَّوَابِّ حَيَّةٌ وَلا عَقْرَبٌ.
وَمَنْ أَكَلَ بَقْلَةَ الْجَنَّةِ أَمَرَ اللَّهُ الْمَلائِكَةَ يَكْتُبُونَ لَهُ الْحَسَنَاتِ وَمَنْ أَكَلَ السَّذَابَ بَاتَ آمِنًا مِنْ ذَاتِ الْجَنْبِ وَالدُّبَيْلَةِ وَمَنْ أَكَلَ الْفُجْلَ بَاتَ آمِنًا مِنَ الْبَشَمِ وَمَنْ أَكَلَ الْبَقْلَةِ الْخَبِيثَةِ فَلا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا هَذَا فَإِنَّ الْمَلائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ وَمَنْ أَكَلَ الدُّبَّاءَ بِالْعَدَسِ رَقَّ عِنْدَ ذِكْرِ اللَّهِ وَزَادَ فِي دِمَاغِهِ وَمَنْ أَكَلَ فُولَةً بِقِشْرِهَا نَزَعَ اللَّهُ مِنْهُ مِنَ الدَّاءِ مِثْلَهَا وَمَنْ أَكَلَ الْمِلْحَ قَبْلَ الطَّعَامِ وَبَعْدَ الطَّعَامِ فَقَدْ أَمن من ثلثمِائة وَسِتِّينَ نوعا من الدَّوَاء، أَهْوَنُهَا الْجُذَامُ وَالْبَرَصُ (الْقَاسِم الطيوري) فِي الطيوريات، من حَدِيث عَائِشَة (قلت) لم يبين علته وَفِيه مُحَمَّد بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم عَن هِشَام بن عُرْوَة وَمَا عَرفته وَفِي لِسَان الْمِيزَان مُحَمَّد بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم الأصطخري شيخ مَجْهُول فَلَا أَدْرِي أهوَ هَذَا أم غَيره وَالله أعلم.
(130) [حَدِيثٌ] إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ خِيَرَةً وَخِيَرَتُهُ فِي الْبَقْلِ الْهِنْدِبَا.
وَمِنَ الْغَنَمِ النَّعْجَةُ، وَمِنْ بَنِي آدَمَ أَنَا (خطّ) عَن أبي البخْترِي مُرْسلا، وَأَبُو البخْترِي كَذَّاب، وَكَذَا رَاوِيه عَنهُ أَبُو الْخَيْر.
(131) [حَدِيثٌ] مَنْ تَأَدَّمَ بِالْخَلِّ وَكَّلَ اللَّهُ بِهِ مَلَكَيْنِ يَسْتَغْفِرَانِ اللَّهَ لَهُ إِلَى أَنْ يَفْرَغَ مِنْ تَأَدُّمِهِ (كرّ) من حَدِيث أنس وَفِيه الْحسن بن عَليّ الدِّمَشْقِي (كرّ مى) من حَدِيث جَابر(2/266)
بِلَفْظ إِن الله عز وَجل يُوكل بآكل الْخلّ ملكَيْنِ يستغفران الله لَهُ حَتَّى يفرغ (قلت) لم يبين عِلّة هَذَا الطَّرِيق الثَّانِي.
(132) [حَدِيثٌ] مَنْ أَكَلَ لُقْمَةً مِنْ حَرَامٍ، لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ لَهُ صَلاةً أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، وَلَمْ يُسْتَجَبْ لَهُ دَعْوَةُ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا وَكُلُّ لَحْمٍ يُنْبِتُهُ الْحَرَامُ فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ، وَإِنَّ اللُّقْمَةَ الْوَاحِدَةَ مِنَ الْحَرَامِ لَتُنْبِتُ اللَّحْمَ (مي) من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَفِيه الْفضل بن عبد الله بن مَسْعُود الْيَشْكُرِي الْهَرَوِيّ قَالَ ابْن حبَان لَا يحْتَج بِهِ وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ لَا يُعْرَفُ إِلَّا من رِوَايَة الْفضل بن عبد الله (قلت) هَذَا لَا يَقْتَضِي الحكم عَلَيْهِ بِالْوَضْعِ وَالله أعلم.
(133) [حَدِيثٌ] مَنْ أَكَلَ طَعَامَ مُتَّقٍ نَقَّى اللَّهُ قَلْبَهُ وَجَوْفَهُ مِنَ الْحَرَامِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَكَتَبَ اللَّهُ لَهُ عِبَادَةَ أَرْبَعِينَ سَنَةً (نع) من حَدِيث أنس من طَرِيق أبي هدبة.
(134) [حَدِيثُ] عَلِيٍّ: دعى النَّبِي إِلَى وَلِيمَةٍ، فَقَالَ: يَا عَلِيُّ مُرْ بِنَا نَأْكُلُ كِسْرَةً نَسُدُّ بِهَا كَلْبَ الْجُوعِ، وَلْتُحْسِنْ مُوَاكَلَتَنَا مَعَ النَّاسِ (مي قلت) لم يبين علته، وَهُوَ من حَدِيث الْحسن عَن عَليّ وَلم يلقه وَفِيه أَبُو عَليّ الطوسي مَا عَرفته وَالله تَعَالَى أعلم.
(135) [حَدِيثٌ] الأَكْلُ مَعَ الْخَادِمِ مِنَ التَّوَاضُعِ وَمَنْ أَكَلَ مَعَهُ اشْتَاقَتْ إِلَيْهِ الْجَنَّةِ (مي) من حَدِيث أم سَلمَة من طَرِيق جَعْفَر بن مُحَمَّد الْحُسَيْنِي صَاحب كتاب الْعَرُوس.
(136) [حَدِيثٌ] مَنْ قَتَلَ جَرَادَةً فَكَأَنَّمَا قَتَلَ عَقْرَبًا (حا) من حَدِيث ابْن مَسْعُود (قلت) لم يبين علته وَفِيه عمر بن سعيد بن وردان قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان عمر ابْن سعيد بن وردان الْقشيرِي عَن فُضَيْل بن عِيَاض وَعنهُ أَحْمد بن حَفْص جَهله الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب انْتهى وَأحمد بن حَفْص أَظُنهُ السَّعْدِيّ شيخ ابْن عدي اتهمه الذَّهَبِيّ بالاختلاق وَالله أعلم.
(137) [حَدِيثٌ] إِذَا لَعِقَ الرَّجُلُ الْقَصْعَةَ اسْتَغْفَرَتْ لَهُ الْقَصْعَةُ فَتَقُولُ اللَّهُمَّ أَعْتِقْهُ مِنَ النَّارِ كَمَا أَعْتَقَنِي مِنَ الشَّيْطَانِ (شا) من حَدِيث أَنَسٍ مِنْ طَرِيقِ سِمْعَانَ بْنِ مهْدي.
(138) [حَدِيثٌ] أَكْلُ الْعِنَبِ دو دو.
(139) [حَدِيثٌ] مَنْ أَكَلَ مَعَ مَغْفُورٍ لَهُ غُفِرَ لَهُ قَالَ ابْن تَيْمِية موضوعان. @ 268 @
كتاب اللبَاس والزينة والطب
الْفَصْل الأول
(1) [حَدِيثٌ] نَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَى النَّبِي وَعَلَيْهِ قَبَاءٌ وَمِنْطَقَةٌ مُتَخَنْجِرًا فِيهَا بِخِنْجَرٍ (خطّ) من حَدِيث جَابر وَمن مُرْسل أبي جَعْفَر مُحَمَّد الباقر وَهُوَ من وضع أبي البخْترِي القَاضِي وروى شاه الْخُرَاسَانِي من حَدِيث جَابر أَتَانِي جِبْرِيل وَعَلِيهِ قبَاء أسود وشاه كَانَ يضع الحَدِيث.
(2) [حَدِيثٌ] مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَجْلِسَ مَعَ اللَّهِ فَلْيَجْلِسْ مَعَ أَهْلِ الصُّوفِ (ابْن الْجَوْزِيّ) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ مِنْ طَرِيق الجويباري وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ.
(3) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ مَاتَ النَّبِيُّ فِي الصُّوف وَعَلِيهِ اثْنَتَا عشر رُقْعَةً بَعْضُهَا مِنْ أَدَمٍ وَمَات أَبُو بكر الصّديق فِي الصُّوف وَعَلِيهِ اثْنَتَا عشر رقْعَة بَعْضهَا من أَدَم وَمَات عمر بن الْخطاب وَعَلِيهِ ثَلَاثَة عشر رقْعَة وَبَعضهَا من أَدَم (ابْن الْجَوْزِيّ) من طَرِيق هناد النَّسَفِيّ وَمُقَاتِل بن سُلَيْمَان ومجاهيل بَينهمَا.
(4) [حَدِيثٌ] أَبْغَضُ الْعِبَادِ إِلَى اللَّهِ مَنْ كَانَ ثَوْبَاهُ خَيْرًا مِنْ عَمَلِهِ أَنْ تَكُونَ ثِيَابُهُ ثِيَابَ الأَنْبِيَاءِ وَعَمَلُهُ عَمَلَ الْجَبَّارِينَ (عق) من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه سليم بن عِيسَى مَجْهُول فِي النَّقْل قَالَ السُّيُوطِيّ وَكَذَلِكَ قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هَذَا الحَدِيث بَاطِل إِلَّا أَنه قَالَ: سليم ابْن عِيسَى الْكُوفِي الْقَارئ إِمَام فِي الْقِرَاءَة وَلَعَلَّ رَاوِي هَذَا الحَدِيث غير الْقَارئ انْتهى.
(5) [حَدِيثٌ] مَنْ طَوَّلَ شَارِبَهُ فِي دَارِ الدُّنْيَا طَوَّلَ اللَّهُ قَادِمَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَسَلَّطَ عَلَيْهِ بِكُلِّ شَعْرَةٍ عَلَى شَارِبِهِ شَيْطَانًا فَإِنْ مَاتَ عَلَى ذَلِكَ الْحَالِ لَا يُسْتَجَابُ لَهُ دَعْوَةٌ وَلا تَنْزِلُ عَلَيْهِ رَحْمَةٌ وَلا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنْ أَطَالَ شَارِبَهُ تُسَمِّيهِ الْمَلائِكَةَ نَجِسًا وَإِنْ مَاتَ مَاتَ عَاصِيًا وَقَامَ مِنْ قَبْرِهِ مَكْتُوبًا بَين عَيْنَيْهِ آيس من رَحْمَة اللَّهِ وَلا يُطَوِّلُ شَارِبَهُ إِلا مَلْعُونٌ عَلَى لِسَانِ الْمَلائِكَةِ وَالنَّبِيِّينَ وَيَمْشِي عَلَى الأَرْضِ وَالأَرْضُ تَلْعَنُهُ مِنْ تَحْتِهِ وَمَنْ طَوَّلَ شَارِبَهُ فَلا يُصِيبُ شَفَاعَتِي وَلا يَشْرَبُ مِنْ حَوْضِي وَضَيَّقَ اللَّهُ عَلَيْهِ قَبْرَهُ وَيَنْزِلُ عَلَيْهِ مَلَكُ الْمَوْتُ وَهُوَ غَضْبَانُ وَمَنْ قَصَّ شَارِبَهُ فَلَهُ عِنْدَ اللَّهِ بِكُلِّ شَعْرَةٍ مِنَ الثَّوَابِ أَلْفُ مَدِينَةٍ مِنْ در وَيَاقُوت(2/267)
كتاب اللبَاس والزينة والطب
الْفَصْل الأول
(1) [حَدِيثٌ] نَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَى النَّبِي وَعَلَيْهِ قَبَاءٌ وَمِنْطَقَةٌ مُتَخَنْجِرًا فِيهَا بِخِنْجَرٍ (خطّ) من حَدِيث جَابر وَمن مُرْسل أبي جَعْفَر مُحَمَّد الباقر وَهُوَ من وضع أبي البخْترِي القَاضِي وروى شاه الْخُرَاسَانِي من حَدِيث جَابر أَتَانِي جِبْرِيل وَعَلِيهِ قبَاء أسود وشاه كَانَ يضع الحَدِيث.
(2) [حَدِيثٌ] مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَجْلِسَ مَعَ اللَّهِ فَلْيَجْلِسْ مَعَ أَهْلِ الصُّوفِ (ابْن الْجَوْزِيّ) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ مِنْ طَرِيق الجويباري وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ.
(3) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ مَاتَ النَّبِيُّ فِي الصُّوف وَعَلِيهِ اثْنَتَا عشر رُقْعَةً بَعْضُهَا مِنْ أَدَمٍ وَمَات أَبُو بكر الصّديق فِي الصُّوف وَعَلِيهِ اثْنَتَا عشر رقْعَة بَعْضهَا من أَدَم وَمَات عمر بن الْخطاب وَعَلِيهِ ثَلَاثَة عشر رقْعَة وَبَعضهَا من أَدَم (ابْن الْجَوْزِيّ) من طَرِيق هناد النَّسَفِيّ وَمُقَاتِل بن سُلَيْمَان ومجاهيل بَينهمَا.
(4) [حَدِيثٌ] أَبْغَضُ الْعِبَادِ إِلَى اللَّهِ مَنْ كَانَ ثَوْبَاهُ خَيْرًا مِنْ عَمَلِهِ أَنْ تَكُونَ ثِيَابُهُ ثِيَابَ الأَنْبِيَاءِ وَعَمَلُهُ عَمَلَ الْجَبَّارِينَ (عق) من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه سليم بن عِيسَى مَجْهُول فِي النَّقْل قَالَ السُّيُوطِيّ وَكَذَلِكَ قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هَذَا الحَدِيث بَاطِل إِلَّا أَنه قَالَ: سليم ابْن عِيسَى الْكُوفِي الْقَارئ إِمَام فِي الْقِرَاءَة وَلَعَلَّ رَاوِي هَذَا الحَدِيث غير الْقَارئ انْتهى.
(5) [حَدِيثٌ] مَنْ طَوَّلَ شَارِبَهُ فِي دَارِ الدُّنْيَا طَوَّلَ اللَّهُ قَادِمَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَسَلَّطَ عَلَيْهِ بِكُلِّ شَعْرَةٍ عَلَى شَارِبِهِ شَيْطَانًا فَإِنْ مَاتَ عَلَى ذَلِكَ الْحَالِ لَا يُسْتَجَابُ لَهُ دَعْوَةٌ وَلا تَنْزِلُ عَلَيْهِ رَحْمَةٌ وَلا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنْ أَطَالَ شَارِبَهُ تُسَمِّيهِ الْمَلائِكَةَ نَجِسًا وَإِنْ مَاتَ مَاتَ عَاصِيًا وَقَامَ مِنْ قَبْرِهِ مَكْتُوبًا بَين عَيْنَيْهِ آيس من رَحْمَة اللَّهِ وَلا يُطَوِّلُ شَارِبَهُ إِلا مَلْعُونٌ عَلَى لِسَانِ الْمَلائِكَةِ وَالنَّبِيِّينَ وَيَمْشِي عَلَى الأَرْضِ وَالأَرْضُ تَلْعَنُهُ مِنْ تَحْتِهِ وَمَنْ طَوَّلَ شَارِبَهُ فَلا يُصِيبُ شَفَاعَتِي وَلا يَشْرَبُ مِنْ حَوْضِي وَضَيَّقَ اللَّهُ عَلَيْهِ قَبْرَهُ وَيَنْزِلُ عَلَيْهِ مَلَكُ الْمَوْتُ وَهُوَ غَضْبَانُ وَمَنْ قَصَّ شَارِبَهُ فَلَهُ عِنْدَ اللَّهِ بِكُلِّ شَعْرَةٍ مِنَ الثَّوَابِ أَلْفُ مَدِينَةٍ مِنْ در وَيَاقُوت(2/268)
بِلَفْظ إِن الله عز وَجل يُوكل بآكل الْخلّ ملكَيْنِ يستغفران الله لَهُ حَتَّى يفرغ (قلت) لم يبين عِلّة هَذَا الطَّرِيق الثَّانِي.
(132) [حَدِيثٌ] مَنْ أَكَلَ لُقْمَةً مِنْ حَرَامٍ، لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ لَهُ صَلاةً أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، وَلَمْ يُسْتَجَبْ لَهُ دَعْوَةُ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا وَكُلُّ لَحْمٍ يُنْبِتُهُ الْحَرَامُ فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ، وَإِنَّ اللُّقْمَةَ الْوَاحِدَةَ مِنَ الْحَرَامِ لَتُنْبِتُ اللَّحْمَ (مي) من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَفِيه الْفضل بن عبد الله بن مَسْعُود الْيَشْكُرِي الْهَرَوِيّ قَالَ ابْن حبَان لَا يحْتَج بِهِ وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ لَا يُعْرَفُ إِلَّا من رِوَايَة الْفضل بن عبد الله (قلت) هَذَا لَا يَقْتَضِي الحكم عَلَيْهِ بِالْوَضْعِ وَالله أعلم.
(133) [حَدِيثٌ] مَنْ أَكَلَ طَعَامَ مُتَّقٍ نَقَّى اللَّهُ قَلْبَهُ وَجَوْفَهُ مِنَ الْحَرَامِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَكَتَبَ اللَّهُ لَهُ عِبَادَةَ أَرْبَعِينَ سَنَةً (نع) من حَدِيث أنس من طَرِيق أبي هدبة.
(134) [حَدِيثُ] عَلِيٍّ: دعى النَّبِي إِلَى وَلِيمَةٍ، فَقَالَ: يَا عَلِيُّ مُرْ بِنَا نَأْكُلُ كِسْرَةً نَسُدُّ بِهَا كَلْبَ الْجُوعِ، وَلْتُحْسِنْ مُوَاكَلَتَنَا مَعَ النَّاسِ (مي قلت) لم يبين علته، وَهُوَ من حَدِيث الْحسن عَن عَليّ وَلم يلقه وَفِيه أَبُو عَليّ الطوسي مَا عَرفته وَالله تَعَالَى أعلم.
(135) [حَدِيثٌ] الأَكْلُ مَعَ الْخَادِمِ مِنَ التَّوَاضُعِ وَمَنْ أَكَلَ مَعَهُ اشْتَاقَتْ إِلَيْهِ الْجَنَّةِ (مي) من حَدِيث أم سَلمَة من طَرِيق جَعْفَر بن مُحَمَّد الْحُسَيْنِي صَاحب كتاب الْعَرُوس.
(136) [حَدِيثٌ] مَنْ قَتَلَ جَرَادَةً فَكَأَنَّمَا قَتَلَ عَقْرَبًا (حا) من حَدِيث ابْن مَسْعُود (قلت) لم يبين علته وَفِيه عمر بن سعيد بن وردان قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان عمر ابْن سعيد بن وردان الْقشيرِي عَن فُضَيْل بن عِيَاض وَعنهُ أَحْمد بن حَفْص جَهله الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب انْتهى وَأحمد بن حَفْص أَظُنهُ السَّعْدِيّ شيخ ابْن عدي اتهمه الذَّهَبِيّ بالاختلاق وَالله أعلم.
(137) [حَدِيثٌ] إِذَا لَعِقَ الرَّجُلُ الْقَصْعَةَ اسْتَغْفَرَتْ لَهُ الْقَصْعَةُ فَتَقُولُ اللَّهُمَّ أَعْتِقْهُ مِنَ النَّارِ كَمَا أَعْتَقَنِي مِنَ الشَّيْطَانِ (شا) من حَدِيث أَنَسٍ مِنْ طَرِيقِ سِمْعَانَ بْنِ مهْدي.
(138) [حَدِيثٌ] أَكْلُ الْعِنَبِ دو دو.
(139) [حَدِيثٌ] مَنْ أَكَلَ مَعَ مَغْفُورٍ لَهُ غُفِرَ لَهُ قَالَ ابْن تَيْمِية موضوعان.(2/269)
(10) [حَدِيثٌ] الْحِنَّاءُ سُنَّةُ اللَّهِ وَسُنَّةُ رَسُولِهِ تُسَبِّحُ الْحِنَّاءُ عَلَى الرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ وَالصَّبِيِّ وَرَكْعَتَانِ فِي الْحِنَّاءِ تَعْدِلُ أَرْبَعًا وَعِشْرِينَ وَإِذَا مَا تَدَلَّى الرَّجُلُ فِي الْقَبْرِ يَدْخُلُ عَلَيْهِ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ سَلْهُ فَيَقُولُ كَيْفَ أَسْأَلُهُ وَمَعَهُ حُجَّةُ الإِسْلامِ يَعْنِي الْخِضَابِ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث أنس وَلَا يثبت فِيهِ يحيى بن شبيب ودينار مولى أنس وَقد رويت أَحَادِيث فِي فضل الْحِنَّاء لَيْسَ فِيهَا شَيْء صَحِيح.
(11) [حَدِيثٌ] مَنْ تَخَتَّمَ بِالْعَقِيقِ وَنَقَشَ عَلَيْهِ وَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللَّهِ وَفَّقَهُ اللَّهُ تَعَالَى لِكُلِّ خَيْرٍ وَأَحَبَّهُ الْمَلَكَانِ الْمُوَكَّلانِ بِهِ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث عَليّ وَفِيه أَبُو سعيد الْحسن بن عَليّ الْعَدوي وَهُوَ من عمله.
(12) [حَدِيثٌ] تَخَتَّمُوا بِالْيَاقُوتِ فَإِنَّهُ يُنْفِي الْفَقْرَ (أَبُو الْغَنَائِم النَّرْسِي) فِي كتاب أنس الغافل من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه مُحَمَّد بن عبد الله الشَّيْبَانِيّ.
(13) [حَدِيثٌ] مَنِ اتَّخَذَ خَاتَمًا فَصُّهُ يَاقُوتٌ نَفَى اللَّهُ عَنْهُ الْفَقْرَ (عد) من حَدِيث أنس وَفِيهِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن حَكِيم الفرياناني.
(14) [حَدِيثٌ] لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي سَقَطَ إِلَى الأَرْضِ مِنْ عَرَقِي فَنَبَتَ مِنْهُ الْوَرْدُ فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَشُمَّ رَائِحَتِي فَلْيَشُمَّ الْوَرْدَ (عد) من حَدِيث عَليّ وَفِيه أَبُو سعيد الْحسن بن عَليّ الْعَدوي.
(15) [حَدِيثٌ] ادَّهِنُوا بِالْبَانِ فَإِنَّهُ أَحْظَى لَكُمْ عِنْدَ نِسَائِكُمْ (عد) من حَدِيث عَليّ من طَرِيق الْعَدوي أَيْضا.
(16) [حَدِيثٌ] لَمَّا عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ بَكَتِ الأَرْضُ فَنَبَتَ اللَّصَفُ مِنْ مَائِهَا فَلَمَّا أَنْ رَجَعْتُ قَطَرَ مِنْ عَرَقِي عَلَى الأَرْضِ فَنَبَت وَرْدٌ أَحْمَرُ أَلا مَنْ أَرَادَ أَنْ يَشُمَّ رَائِحَتِي فَلْيَشُمَّ الْوَرْدَ الأَحْمَرَ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث أنس وَفِيه مَجَاهِيل.
(17) [حَدِيثٌ] الْوَرْدُ الأَبْيَضُ خُلِقَ مِنْ عَرَقِي لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ وَخُلِقَ الْوَرْدُ الأَحْمَرُ مِنْ عَرَقِ جِبْرِيلَ وَخُلِقَ الْوَرْدُ الأَصْفَرُ من عرق الْبراق (ابْن فراس) فِي كتاب الريحان من حَدِيث أنس وَفِيه الْحسن بن عَليّ بن عبد الْوَاحِد الْمَقْدِسِي اتهمَ بِهِ قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ وَجَاء أَيْضا من حَدِيث عَائِشَة وَجَاء مَنْ أَرَادَ أَنْ يَشُمَّ رَائِحَتِي فليشم الْورْد ذكرهمَا ابْن فَارس فِي كِتَابه وَلَا أصل للْجَمِيع.(2/270)
(18) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ كَانَ النَّبِيُّ جَالِسًا فَجَاءَ رَجُلٌ فِي يَدِهِ حِزْمَةٌ مِنْ رَيْحَانٍ فَطَرَحَهَا بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَمْ يَمَسَّهَا، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ آخَرُ بِحِزْمَةِ رَيْحَانٍ فَلَمْ يَمَسَّهَا، ثُمَّ رَجُلٌ آخَرُ بِحِزْمَةٍ مِنْ مَرْزَنْجُوشَ فَطَرَحَهَا بَيْنَ يَدَيْهِ فَمد رَسُول الله يَدَهُ فَتَنَاوَلَهُ ثُمَّ شَمَّهُ ثُمَّ قَالَ نِعْمَ الرَّيْحَانُ نَبَتَ تَحْتَ الْعَرْشِ وَمَاؤُهُ شِفَاءٌ مِنَ الْعَيْنِ (عق) وَفِيه يحيى بن عباد.
(19) [حَدِيثُ] أَنَسٍ أُهْدِيَ إِلَى النَّبِيِّ رَيَاحِينَ شَتَّى فَرَدَّ سَائِرَهُنَّ وَاخْتَارَ الْمَرْزَنْجُوشَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ رَدَدْتَ سَائِرَ الرَّيَاحِينِ وَاخْتَرْتَ الْمَرْزَنْجُوشَ فَقَالَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ رَأَيْتُ الْمَرْزَنْجُوشَ نَابِتًا تَحْتَ الْعَرْش (خطّ) وَفِيه حميد ابْن الرّبيع السَّمرقَنْدِي مَجْهُول وَعنهُ أَحْمد بن نصر الذارع وَقد روى بِإِسْنَاد مَجْهُول عَن حميد عَن أنس مَرْفُوعا إِن فِي الْجنَّة بَيْتا سقفه من مرزنجوش وَهَذَا كذب لَا أصل لَهُ (قلت) وزوى الْأَزْدِيّ من طَرِيق عبد الله بن نوح عَن عَطاء بن أبي مَيْمُونَة عَن أنس رَفعه عَلَيْكُم بالمرزنجوش فشموه فَإِنَّهُ جيد للخشام وَقَالَ الذَّهَبِيّ هَذَا بَاطِل وَالله أعلم.
(20) [حَدِيثٌ] فَضْلُ الْبَنَفْسَجِ عَلَى سَائِرِ الأَدْهَانِ كَفَضْلِ الإِسْلامِ عَلَى سَائِرِ الأَدْيَانِ (عبد الله بن أَحْمد بن عَامر) عَن أَبِيه من حَدِيث عَليّ وآفته عبد الله الْمَذْكُور أَو أَبوهُ فَإِن لَهما نُسْخَة عَن أهل الْبَيْت بَاطِلَة (نع - ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث الْحُسَيْن بن عَليّ وَفِي طريقهما الْكُدَيْمِي (حب) من حَدِيث أبي سعيد وَفِيه عُثْمَان بن عبد الله الْقرشِي (خطّ) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَفِيهِ إِدْرِيس بن جَعْفَر الْعَطَّار، قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ مَتْرُوك وَمن حَدِيث أنس وَفِيه الْحسن بن أَحْمد الْحَرْبِيّ شيخ مَجْهُول قَالَ السُّيُوطِيّ قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان وَهُوَ الْمُتَّهم بِوَضْعِهِ.
الْفَصْل الثَّانِي
(21) [حَدِيثٌ] اعْتَمُّوا تَزْدَادُوا حِلْمًا (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَلَا يَصح فِيهِ سعيد بن سَلام وَشَيْخه عبيد الله بن أبي حميد الْهُذلِيّ مَتْرُوك (تعقب) بِأَن الحَدِيث أخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من غير طَرِيق سعيد وَصَححهُ فبرئ سعيد من عهدته وَله طَرِيق آخر أخرجه الطَّبَرَانِيّ وَفِيه عمرَان بن تَمام ضعفه أَبُو حَاتِم بِحَدِيث غير(2/271)
هَذَا وَبَقِيَّة رِجَاله ثِقَات وَله شَاهد من حَدِيث أُسَامَة بن عُمَيْر أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَالطَّبَرَانِيّ (قلت) هُوَ من طَرِيق عبيد الله بن أبي حميد الْهُذلِيّ أَيْضا وَالله أعلم.
وَمن شواهده حَدِيث ركَانَة فرق مَا بَيْننَا وَبَين الْمُشْركين العمائم على القلانس رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَحَدِيث خَالِد بن معدان مُرْسلا أَتَى النَّبِي بِثِيَاب من الصَّدَقَة فَقَسمهَا بَين أَصْحَابه فَقَالَ اعتموا خالفوا الْأُمَم قبلكُمْ، وَحَدِيث عبَادَة عَلَيْكُم بالعمائم فَإِنَّهَا سِيمَا الْمَلَائِكَة وأرخوا لَهَا خلف ظهوركم رَوَاهُمَا الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب (قلت) وَأخرج الطَّبَرَانِيّ هَذَا الْأَخير من حَدِيث ابْن عمر وَقَالَ الهيثمي فِيهِ عِيسَى بن يُونُس مَجْهُول وَالله أعلم.
(22) [حَدِيثُ] عَلِيٍّ كُنْتُ قَاعِدًا عِنْدَ النَّبِيِّ فِي الْبَقِيعِ فِي يَوْمِ دَجْنٍ وَمَطَرٍ فَمَرَّتِ امْرَأَةٌ عَلَى حِمَارٍ وَمَعَهَا مُكَارِيٌّ فَهَوَتْ يَدُ الْحِمَارِ فِي وَهْدَةِ الأَرْضِ فَسَقَطَ فَسَقَطَتِ الْمَرْأَة فَأَعْرض النَّبِي بِوَجْهِهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهَا مُتَسَرْوِلَةٌ، فَقَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُتَسَرْوِلاتِ مِنْ أُمَّتِي يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّخِذُوا السَّرَاوِيلاتِ فَإِنَّهَا مِنْ أَسَتْرِ ثِيَابِكُمْ وَحَصِّنُوا بِهَا نِسَاءَكُمْ إِذَا خَرَجْنَ (عد) وَفِيه إِبْرَاهِيم بن زَكَرِيَّا الضَّرِير، وَجَاء من حَدِيث سعد بن طريف أخرجه (خطّ) فِي الْمُتَّفق والمفترق وَفِيه مَجْهُولُونَ، وَجعل الْخَطِيب سعد بن طريف صحابيا وَلَا أرَاهُ إِلَّا سعد بن طريف الإسكاف رَوَاهُ عَن الاصبغ بن نَبَاته عَن عَليّ فَسقط شَيْخه وَشَيخ شَيْخه (تعقب) بِأَن حَدِيث عَليّ أخرجه الْبَزَّار وَالْبَيْهَقِيّ فِي الْأَدَب من هَذَا الطَّرِيق وَإِبْرَاهِيم بن زَكَرِيَّا هَذَا لَيْسَ هُوَ الْمُتَّهم ذَاك الوَاسِطِيّ العبدسي وَهَذَا الْعجلِيّ الْبَصْرِيّ وَقد ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَلِلْحَدِيثِ طَرِيق آخر أخرجه الْمحَامِلِي فِي أَمَالِيهِ، وَجَاء أَيْضا من حَدِيث أبي هُرَيْرَة إِلَى قَوْله رحم الله المتسرولات أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب، وروى الدَّارَقُطْنِيّ فِي الْأَفْرَاد من حَدِيث أبي هُرَيْرَة رحم الله المتسرولات من النِّسَاء، وَأما قَول ابْن الْجَوْزِيّ فِي سعد بن طريف أرَاهُ الإسكاف فقد نَقله الْحَافِظ ابْن حجر فِي الْإِصَابَة وَقَالَ عقبه كَذَا قَالَ، وَقَضيته التَّوَقُّف فِيهِ.
(23) [حَدِيثُ] أَبِي هُرَيْرَةَ دَخَلْتُ يَوْمًا السُّوق مَعَ رَسُول الله فَجَلَسَ إِلَى الْبَزَّازِينَ فَاشْتَرَى سَرَاوِيلَ بِأَرْبَعَةِ دَرَاهِمَ وَكَانَ لأَهْلِ السُّوقِ وَزَّانٌ يَزِنُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله اتَّزِنْ وَأَرْجِحْ فَقَالَ الْوَزَّانُ هَذِهِ كَلِمَةٌ مَا سَمِعْتُهَا مِنْ أَحَدٍ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ فَقُلْتُ لَهُ كَفَى بِكَ مِنَ الْوَهْنِ وَالْجَفَاءِ أَنْ لَا تَعْرِفَ نَبِيَّكَ فَطَرَحَ الْمِيزَان(2/272)
ووثب إِلَى يَد النَّبِي يُرِيدُ أَنْ يُقَبِّلَهَا فَجَذَبَ رَسُولُ الله يَدَهُ مِنْهُ وَقَالَ هَذَا إِنَّمَا تَفْعَلُهُ الأَعَاجِمُ بِمُلُوكِهَا، وَلَسْتُ بِمَلِكٍ إِنَّمَا أَنَا رَجُلٌ مِنْكُمْ فَوَزَنَ وأرجح فَأخذ رَسُول الله السَّرَاوِيلَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ، وَذَهَبْتُ أَحْمِلُهُ عَنْهُ، فَقَالَ: صَاحِبُ الشَّيْءِ أَحَقُّ بِشَيْئِهِ أَنْ يَحْمِلَهُ إِلا أَنْ يَكُونَ ضَعِيفًا يَعْجَزُ عَنْهُ فَيُعِينُهُ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ قُلْتُ يَا رَسُول الله وَإنَّك لتلبس السروايل قَالَ نَعَمْ فِي السَّفَرِ وَالْحَضَرِ وَبِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ فَإِنِّي أُمِرْتُ بِالسَّتْرِ فَلَمْ أَرَ شَيْئًا أَسْتَرُ مِنْهَا (أَبُو يعلى طب) فِي الْأَوْسَط وَلَا يَصح فِيهِ يُوسُف بن زِيَاد عَن عبد الرَّحْمَن بن زِيَاد الإفْرِيقِي وَلم يروه عَنهُ غَيره (تعقب) بِأَن يُوسُف لم ينْفَرد بِهِ فقد أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَالْأَدب من طَرِيق حَفْص بن عبد الرَّحْمَن بن زِيَاد، وَله شَاهد أخرج البُخَارِيّ فِي تَارِيخه وَالْحَاكِم وَصَححهُ عَن سُوَيْد بن قيس قَالَ جلبت ومخرقة الْعَبْدي بزا من هجر فأتينا بِهِ مَكَّة فَأَتَانَا النَّبِي فَاشْترى منا سَرَاوِيل وَثمّ وزان يزن بِالْأَجْرِ فَقَالَ: يَا وزان، زن وارجح (قلت) وَقَالَ الشَّمْس السخاوي فِي الْمَقَاصِد الْحَسَنَة: لَعَلَّ حَدِيث أبي هُرَيْرَة حسن وَالله أعلم.
(24) [حَدِيثٌ] عَلَيْكُمْ بِلِبَاسِ الصُّوفِ تَجِدُوا حَلاوَةَ الإِيمَانِ فِي قُلُوبِكُمْ، وَعَلَيْكُمْ بِلِبَاسِ الصُّوفِ تَجِدُوا قِلَّةَ الأَكْلِ، وَعَلَيْكُمْ بِلِبَاسِ الصُّوفِ تَعْرِفُوا بِهِ الآخِرَةَ، وَإِنَّ لِبَاسَ الصُّوفِ يُورِثُ الْقَلْبَ التَّفَكُّرَ، وَالتَّفَكُّرَ يُورِثُ الْحِكْمَةَ، وَالْحِكْمَةَ تَجْرِي فِي الْجَوْفِ مَجْرَى الدَّمِ، فَمَنْ كَثُرَ تَفَكُّرُهُ قَلَّ طُعْمُهُ، وَكَلَّ لِسَانُهُ، وَرَقَّ قَلْبُهُ، وَمَنْ قَلَّ تَفَكُّرُهُ، كَثُرَ طُعْمُهُ وَعَظُمَ بَدَنُهُ وَقَسَا قَلْبُهُ، وَالْقَلْبُ الْقَاسِي بَعِيدٌ مِنَ اللَّهِ، بَعِيدٌ مِنَ الْجَنَّةِ، قَرِيبٌ مِنَ النَّارِ (خطّ) فِي كتاب الزّهْد مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ وَلا يَصح فِيهِ الْكُدَيْمِي (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرج فِي الشّعب إِلَى فِي قُلُوبكُمْ وَقَالَ هَذِه الْجُمْلَة مَعْرُوفَة من غير هَذَا الطَّرِيق.
وَزَاد الْكُدَيْمِي فِيهِ زِيَادَة مُنكرَة، وَيُشبه أَن يكون من كَلَام بعض الروَاة فألحقت بِالْحَدِيثِ، انْتهى وَالْجُمْلَة مَعْرُوفَة، أخرجهَا الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك والْحَدِيث المطول من المدرج لَا من الْمَوْضُوع.
(25) [حَدِيثٌ] مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَجِدَ حَلاوَةَ الإِيمَانِ، فَلْيَلْبَسِ الصُّوفَ، وَلْيَعْتَقِلْ شَاتَهُ، (عد) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَفِيهِ سُلَيْمَان بن أَرقم مَتْرُوك (تعقب) بِأَن الحَدِيث حسن بشواهده، أخرج الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب من حَدِيث أبي هُرَيْرَة: من لبس الصُّوف، وحلب الشَّاة وَركب الأتن فَلَيْسَ فِي جَوْفه شَيْء من الْكبر، وَأخرج من حَدِيث أبي هُرَيْرَة(2/273)
أَيْضا من وَجه آخر: بَرَاءَة من الْكبر لبس الصُّوف وركوب الْحمار واعتقال العنز وَأخرج الْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ عَن ابْن مَسْعُود قَالَ: كَانَ الْأَنْبِيَاء يستحبون أَن يلبسوا الصُّوف، ويحتلبوا الْغنم، ويركبوا الْحمر، وَله شَوَاهِد أخر.
(26) [حَدِيثُ] أَنَسٍ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ: يَا أَنَسُ لِبَاسُ الْمَلائِكَةِ إِلَى أَنْصَافِ سُوقِهَا (عق) وَفِيه عبد الرَّحْمَن بن بديل، وَعنهُ الْفضل بن حَرْب مَجْهُول بِالنَّقْلِ وَحَدِيثه غير مَحْفُوظ (تعقب) بِأَن عبد الرَّحْمَن بن بديل ضعفه يحيى وَابْن حبَان، وَقواهُ غَيرهمَا، وروى لَهُ النَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَلِلْحَدِيثِ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بن عَمْرو مَرْفُوعا: ائتزروا كَمَا رَأَيْت الْمَلَائِكَة تأتزر عِنْد رَبهَا إِلَى أَنْصَاف سوقها، أخرجه الديلمي وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي زهر الفردوس: ضَعِيف.
(27) [حَدِيثٌ] لَا يَأْخُذْ أَحَدُكُمْ مِنْ طُولِ لِحْيَتِهِ وَلَكِنْ مِنَ الصُّدْغَيْنِ (خطّ) من حَدِيث أبي سعيد وَفِيه إِبْرَاهِيم بن الْهَيْثَم وَأحمد بن الْوَلِيد قَالَ فِيهِ ابْن مخلد لَا يُسَاوِي فلسًا (تعقب) بِأَن إِبْرَاهِيم بن الْهَيْثَم قَالَ فِيهِ الْخَطِيب ثِقَة ثَبت وَلَا يخْتَلف شُيُوخنَا فِيهِ، وَمَا حَكَاهُ ابْن عدي من الْإِنْكَار عَلَيْهِ لم أر أحدا من عُلَمَائِنَا يعرفهُ فَلم يُؤثر قدحا فِيهِ، وَقَالَ ابْن حجر فِي اللِّسَان ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَأحمد بن الْوَلِيد ذكره ابْن حبَان أَيْضا فِي الثِّقَات.
(28) [حَدِيثٌ] مَنْ سَرَّحَ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ بِالْمُشْطِ كُلَّ لَيْلَةٍ عُوفِيَ مِنْ أَنْوَاعِ الْبَلاءِ وَزِيدَ فِي عُمْرِهِ (حب) من حَدِيث أبي بن كَعْب وَفِيه حسان بن غَالب (تعقب) بِأَن الحَدِيث حكم عَلَيْهِ أَبُو نعيم بعد أَن أخرجه فِي تَارِيخ أَصْبَهَان بالنكارة فَقَط، وَحسان وَثَّقَهُ ابْن يُونُس (قلت) وَأخرجه الدَّارَقُطْنِيّ فِي الغرائب من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، من طَرِيق حسان بن غَالب أَيْضا عَن مَالك عَن ابْن شهَاب عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة، وَقَالَ: مَوْضُوع وَرَاوِيه عَن حسان الْفَتْح بن نصر الْفَارِسِي مَتْرُوك.
وَالله تَعَالَى أعلم.
(29) [حَدِيثٌ] يَكُونُ قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ يَخْضِبُونَ بِهَذَا السَّوَادِ كَحَوَاصِلِ الْحَمَامِ، لَا يَرِيحُونَ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ (الْبَغَوِيّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَلَا يَصح فِيهِ عبد الْكَرِيم وَهُوَ ابْن أبي الْمخَارِق أَبُو أُميَّة الْبَصْرِيّ وَقد خضب جمَاعَة من الصَّحَابَة بِالسَّوَادِ، مِنْهُم الْحسن(2/274)
وَالْحُسَيْن وَسعد بن أبي وَقاص وَخلق من التَّابِعين، وَيحْتَمل على تَقْدِير صِحَة الحَدِيث أَن يكون الْمَعْنى لَا يريحون ريح الْجنَّة لفعل صدر مِنْهُم أَو اعْتِقَاد، كَمَا قَالَ فِي الْخَوَارِج: سِيمَاهُمْ التحليق وَمَا حلق الشّعْر بِحرَام (تُعُقِّبَ) بِأَنَّ الْحَافِظَ ابْنَ حَجَرٍ قَالَ فِي القَوْل المسدد: أَخطَأ ابْن الْجَوْزِيّ فَإِن عبد الْكَرِيم الَّذِي هُوَ فِي الْإِسْنَاد هُوَ ابْن مَالك الْجَزرِي الثِّقَة الْمخْرج لَهُ فِي الصَّحِيح، وَقد أخرج هَذَا الحَدِيث من هَذَا الْوَجْه أَحْمد فِي مُسْنده، وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَابْن حبَان فِي صَحِيحه وَالْبَيْهَقِيّ فِي السّنَن والشعب والضياء فِي المختارة (قلت) وَسبق الْحَافِظ ابْن حجر إِلَى تخطئة ابْن الْجَوْزِيّ فِي هَذَا الحَدِيث الْحَافِظ العلائي، فَذكر نَحْو مَا مر لِابْنِ حجر وَزَاد أَن الْبَيْهَقِيّ صرح بِنِسْبَة عبد الْكَرِيم فِي هَذَا الحَدِيث بِعَيْنِه فِي كتاب الْأَدَب لَهُ، ثمَّ قَالَ العلائي وَلَو سلم أَنه أَبُو الْمخَارِق فقد روى عَنهُ الإِمَام أَحْمد، وَلَا يروي إِلَّا عَن ثِقَة عِنْده، وَأخرج لَهُ البُخَارِيّ تَعْلِيقا، وَمُسلم فِي المتابعات، وَلَا يجوز أَن يحكم على مَا انْفَرد بِهِ بِالْوَضْعِ انْتهى، وَكَذَلِكَ قَالَ الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الموضوعات: عبد الْكَرِيم مَا هُوَ ابْن أبي الْمخَارِق والْحَدِيث صَحِيح وَالله أعلم.
(30) [حَدِيثٌ] سَيِّدُ رَيْحَانِ الْجَنَّةِ الْحِنَّاءُ (خطّ) من حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، تفرد بِهِ بكر بن بكار الْقَيْسِي وَلَيْسَ بِشَيْء (تعقب) بِأَن بكرا وَثَّقَهُ أَبُو عَاصِم النَّبِيل وَابْن حبَان وَغَيرهمَا وَلم ينْفَرد بِالْحَدِيثِ بل تَابعه معَاذ بن هِشَام، أخرجه الطَّبَرَانِيّ وَورد أَيْضا من حَدِيث بُرَيْدَة بِلَفْظ سيد ريحَان أهل الْجنَّة الفاغية أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَأخرج أَيْضا من حَدِيث أنس كَانَ أحب الرياحين إِلَى رَسُول الله الفاغية.
(31) [حَدِيثٌ] تَخَتَّمُوا بِالْعَقِيقِ فَإِنَّهُ مُبَارَكٌ (عق) من حَدِيث عَائِشَة، وَفِيه يَعْقُوب ابْن الْوَلِيد (عد) من حَدِيث أنس بِلَفْظ تختموا بالعقيق فَإِنَّهُ يَنْفِي الْفقر، وَالْيَمِين أَحَق بالزينة، وَفِيه الْحُسَيْن بن إِبْرَاهِيم البابي مَجْهُول (تعقب) بِأَنَّهُ يَعْنِي ابْن الْجَوْزِيّ نقل عَن حَمْزَة ابْن الْحُسَيْن الْأَصْفَهَانِي أَنه قَالَ فِي كِتَابه التَّنْبِيه على حُدُوث التَّصْحِيف: كثير من الروَاة يروون هَذَا الحَدِيث تختموا بالعقيق، وَإِنَّمَا هُوَ تخيموا بالعقيق، وَهُوَ اسْم وَاد بِظَاهِر الْمَدِينَة وأيده الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَلْخِيص مُسْند الفردوس بِحَدِيث البُخَارِيّ أَتَانِي جِبْرِيل فَقَالَ: صلي فِي هَذَا الْوَادي الْمُبَارك، يَعْنِي العقيق وَقل عمْرَة فِي حجَّة، وَهَذَا يدل على أَن(2/275)
للْحَدِيث أصلا، وَيَعْقُوب تَابعه خَلاد بن يحيى، أخرجه الْخَطِيب وَابْن عَسَاكِر (قلت) وَذكر الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان أَن ابْن عدي جزم بعد سِيَاقه للْحَدِيث من طَرِيق يَعْقُوب بن الْوَلِيد بِأَن يَعْقُوب الْمَذْكُور سَرقه من يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم الزُّهْرِيّ قَالَ الْحَافِظ فأشعر ذَلِك بِأَن لَهُ أصلا من رِوَايَة يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، انْتهى وَحَدِيث يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم أخرجه ابْن عدي أَيْضا وَمن طَرِيقه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب، وَقَالَ ابْن عدي يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم لَيْسَ بِالْمَعْرُوفِ وَلَا أعرف لَهُ إِلَّا هَذَا الحَدِيث انْتهى وَقَالَ ابْن مُفْلِح فِي الْفُرُوع هَذَا الْخَبَر فِي إِسْنَاده يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم الزُّهْرِيّ الْمدنِي وَلَيْسَ بِالْمَعْرُوفِ فِيمَا قَالَه ابْن عدي وَبَاقِيه جيد وَمثل هَذَا لَا يظْهر كَونه من الْمَوْضُوع انْتهى وَحَدِيث تختموا بالعقيق فَإِنَّهُ يَنْفِي الْفقر قَالَ الزَّرْكَشِيّ فِي الْأَحَادِيث المشتهرة أخرجه الديلمي من حَدِيث أنس وَعمر وَعلي وَعَائِشَة بأسانيد مُتعَدِّدَة وَفِي اليواقيت للمطرز أَن إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ سُئِلَ عَنهُ فَقَالَ صَحِيح انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم.
(32) [حَدِيثٌ] أَكْثَرُ خَرَزِ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْعَقِيقُ (حب نع) من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه سلم الزَّاهِد (تعقب) بِأَن سلما إِن كَانَ هُوَ سلم بن سَالم الزَّاهِد كَمَا ظَنّه ابْن الْجَوْزِيّ فقد قَالَ ابْن عدي أَرْجُو أَنه يحْتَمل حَدِيثه وَقَالَ الْعجلِيّ لَا بَأْس بِهِ لَكِن أَبَا نعيم فِي الْحِلْية إِنَّمَا أخرجه فِي تَرْجَمَة سلم بن مَيْمُون الْخَواص الزَّاهِد الْمَشْهُور وَهُوَ صَدُوق من كبار الصُّوفِيَّة والعباد غير أَنه يرد فِي أَحَادِيثه مَنَاكِير قَالَ ابْن حبَان غلب عَلَيْهِ الصّلاح حَتَّى شغل عَن حفظ الحَدِيث وإتقانه (قُلْتُ) قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ لم يَقع فِي رِوَايَة أبي نعيم وَلَا رِوَايَة ابْن حبَان تَسْمِيَة وَالِد سلم وَالْعلم عِنْد الله تَعَالَى انْتهى وَالله أعلم.
(33) [حَدِيثٌ] مَنْ تَخَتَّمَ بِالْعَقِيقِ لَمْ يزل يرني خَيْرًا (حب) من حَدِيث فَاطِمَة وَفِيه أَبُو بكر ابْن شُعَيْب (أَبُو بكر ابْن الْمقري) فِي فَوَائده من حَدِيث عَائِشَة بِلَفْظ من تختم بالعقيق لم يقْض لَهُ إِلَّا بِالَّذِي هُوَ أسعد وَهُوَ طرف من حَدِيث وَفِيه مُحَمَّد بن أَيُّوب (تعقب) بِأَن لحَدِيث فَاطِمَة طَرِيقا آخر أخرجه البُخَارِيّ فِي تَارِيخه بِلَفْظ من تختم بالعقيق لم يقْض لَهُ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أحسن وَهَذَا أصل أصيل فِي الْبَاب وَهُوَ أمثل مَا ورد فِيهِ.
(34) [حَدِيثٌ] شُمُّوا النَّرْجِسَ وَلَوْ فِي الْيَوْمِ مَرَّةً وَلَوْ فِي السَّنَةِ مَرَّةً وَلَوْ فِي الدَّهْرِ مَرَّةً فَإِنَّ فِي الْقَلْبِ حَبَّةً مِنَ الْجُنُونِ وَالْجُذَامِ وَالْبَرَصِ لَا يَقْطَعُهَا إِلا شَمُّ النَّرْجِسِ (ابْن الْجَوْزِيّ)(2/276)
من حَدِيث عَليّ وَفِيه هناد النَّسَفِيّ وَمُحَمّد بن مسلمة (تعقب) بِأَن الحافظين ابْن عَسَاكِر وَابْن النجار أَخْرجَاهُ فِي تاريخهما من غير طَرِيق هناد واقتصرا على وَصفه بالنكارة (قلت) كثيرا مَا يقْتَصر ابْن عَسَاكِر على وصف الحَدِيث بالنكارة وَهُوَ عِنْده مَوْضُوع يعرف ذَلِك بمراجعة كَلَامه وَالله تَعَالَى أعلم وَهَذَا الحَدِيث عِنْده من طَرِيق الْحُسَيْن بن أَحْمد الْكرْدِي عَن أبي الْقَاسِم عمر بن مُحَمَّد الْخلال عَن الْحسن بن يحيى القَاضِي بحصن مهْدي عَن القَاضِي أبي عمر مُحَمَّد بن يُوسُف بن يَعْقُوب الْأَزْدِيّ قَالَ ابْن عَسَاكِر وَالْحمل فِيهِ على الْكرْدِي أَو من بَينه وَبَين أبي عمر قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر وَهُوَ عِنْد هناد فِي المسلسلات من غير طَرِيق هَؤُلَاءِ عَن أبي عمر بِسَنَدِهِ على وَجه غير الَّذِي وَقع فِي طَرِيق الْكرْدِي فَكَأَن الْكرْدِي سَرقه من هناد وخبط فِي الْإِسْنَاد قَالَ وَمن علل إِسْنَاد هناد أَن ربيعَة شيخ مَالك لَا رِوَايَة لَهُ عَن شُرَيْح أصلا والرواة بَين هناد وَأبي عمر لَا يعْرفُونَ قَالَ وَأما ظن ابْن الْجَوْزِيّ أَن مُحَمَّد بن مسلمة هُوَ الوَاسِطِيّ فبعيد لِأَنِّي لَا أعرفهُ فِي الروَاة عَن مَالك (قلت) الْكرْدِي قد توبع فِي طَرِيق ابْن النجار فَالظَّاهِر أَن الْبلَاء فِيهِ من قَاضِي حصن مهْدي وَأَن بعض المجهولين الَّذين فِي طَرِيق هناد سَرقه مِنْهُ وَالله تَعَالَى أعلم.
الْفَصْل الثَّالِث
(35) [حَدِيثُ] عَائِشَةَ دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ الله فَقَالَ لِي يَا عَائِشَةُ اغْسِلِي هَذَيْنِ الْبُرْدَيْنِ فَقُلْتُ بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ بِالأَمْسِ غَسَلْتُهُمَا فَقَالَ أَمَا عَلِمْتِ أَنَّ الثَّوْبَ يُسَبِّحُ فَإِذَا اتَّسَخَ انْقَطَعَ تَسْبِيحُهُ (خطّ) وَقَالَ هَذَا مُنكر (قلت) لَو لم يقل فِيهِ إِلَّا ذَلِك لَكَانَ يَنْبَغِي أَن لَا يدْخل فِي الموضوعات لَكِن الذَّهَبِيّ قَالَ فِي الْمِيزَان بَاطِل وَقَالَ فِي تَلْخِيص الواهيات فِيهِ شُعَيْب بن أَحْمد الْبَغْدَادِيّ مَجْهُول وَهُوَ الآفة وَالله تَعَالَى أعلم.
(36) [حَدِيثٌ] لُبْسُ الثَّوْبِ النَّظِيفِ يَنْفِي الْهَمَّ وَالْبُخُورُ يَنْفِي الْهَمَّ (مي) من حَدِيثِ عَلِيٍّ (قُلْتُ) لَمْ يُبَيَّنْ علته وَفِيه من لم أَقف لَهُم على حَال وَالله تَعَالَى أعلم.
(37) [حَدِيثٌ] مَا طَابَتْ رَائِحَةُ عَبْدٍ قَطُّ إِلا قَلَّ هَمُّهُ وَلا نُقِّيَتْ ثِيَابُ عَبْدٍ إِلا قَلَّ هَمُّهُ (نع) من حَدِيث أنس وَفِيه دِينَار مولى أنس.
(38) [حَدِيثٌ] مَنْ لَبِسَ الصُّوفَ لِيَعْرِفَهُ النَّاسُ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهُ أَنْ يَكْسُوَهُ ثَوْبًا مِنْ جَرَبٍ حَتَّى يَتَسَاقَطَ (نع) من حَدِيث أنس وَفِيه عباد بن كثير.(2/277)
(39) [حَدِيثٌ] نَزَلَ جِبْرِيلُ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ فَقَعَدَ فَمَسَحْتُ يَدِي عَلَى ظَهْرِهِ فَأَصَبْتُ الشَّعْرَ فَقُلْتُ يَا جِبْرِيلُ مَا هَذَا الشَّعْرُ قَالَ الصُّوفُ لِبَاسُ الأَوْلِيَاءِ قُلْتُ سُبْحَانَ اللَّهِ الْمَلائِكَةُ يَلْبَسُونَ الصُّوفَ قَالَ نَعَمْ يَا مُحَمَّدُ وَاللَّهُ إِنَّ لِبَاسَ حَمَلَةِ الْعَرْشِ الصُّوفُ (مي) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَفِيهِ عبد الله بن وَاقد.
(40) [حَدِيثٌ] لَا تَطْعَنُوا عَلَى أَهْلِ الصُّوفِ وَالْخِرَقِ فَإِنَّ أَخْلاقَهُمْ أَخْلاقُ الأَنْبِيَاءِ وَلِبَاسَهُمْ لِبَاسُ الأَنْبِيَاءِ (السّلمِيّ) من حَدِيث أنس (قلت) لم يبين علته وَفِيه جمَاعَة لم أعرفهم وَالله تَعَالَى أعلم.
(41) [حَدِيثٌ] عَلامَةُ الْمُنَافِقِ تَطْوِيلُ سَرَاوِيلِهِ فَمَنْ طَوَّلَ سَرَاوِيلَهُ حَتَّى تَدْخُلَ تَحْتَ رِجْلَيْهِ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ تَعَالَى وَرَسُولَهُ وَمَنْ عَصَى اللَّهُ وَرَسُولَهُ فَلَهُ نَارُ جَهَنَّمَ (مي) من حَدِيث عَليّ من طَرِيق جَعْفَر بن مُحَمَّد الْحُسَيْنِي صَاحب كتاب الْعَرُوس.
(42) [حَدِيث] عَائِشَة أَن النَّبِي مَرَّ بِرِكْوَةٍ مِنْ مَاءٍ فَنَظَرَ فِيهَا فَسَوَّى مِنْ رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ فَقُلْتُ وَأَنْتَ تَفْعَلُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ إِذَا خَرَجَ إِلَى أَصْحَابِهِ أَنْ يُسَوِّيَ مِنْ رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ (ابْن لال) وَفِيه أَيُّوب بن مدرك (قلت) أوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات وَأعله بِأَيُّوب وَقَالَ تَرَكُوهُ وَبِأَنَّهُ من رِوَايَة مَكْحُول عَن عَائِشَة وَلم يُدْرِكهَا قَالَ الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ وَقد جَاءَ مَا يُعَارضهُ روى الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط من حَدِيث ابْن عَبَّاس لَا ينظر أحدكُم إِلَى ظله فِي المَاء لكنه من طَرِيق طَلْحَة بن عَمْرو الْحَضْرَمِيّ فَلَيْسَ بِحجَّة وَالله تَعَالَى أعلم.
(43) [حَدِيثُ] عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ مَرَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مَعَ النَّبِيِّ على يَهُودِيّ وعَلى النَّبِي قَمِيصَانِ فَقَالَ لِلنَّبِيِّ يَا أَبَا الْقَاسِم اكسني فَخلع النَّبِي أَفْضَلَ الْقَمِيصَيْنِ فَكَسَاهُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ كَسَوْتَهُ الَّذِي هُوَ دُونَهُ فَقَالَ يَا عُمَرُ إِنَّ دِينَنَا الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ وَلا شُحَّ فِيهَا وَكَسَوْتُهُ أَفْضَلَ الْقَمِيصَيْنِ لِيَكُونَ أَرْغَبَ لَهُ فِي الإِسْلامِ (نع) وَفِيه الْحسن بن الْحُسَيْن الهسنجاني.
(44) [حَدِيث] جَابر بن عبدا لله صِيحَ بِي وَأَنَا نَائِمٌ عَلَى فِرَاشِي يَا عَبْدَ اللَّهِ قُمْ فَاكْنُسْ دَارَكَ فَفَعَلْتُ وَرَجَعْتُ إِلَى فِرَاشِي فَصِيحَ بِي الثَّانِيَةَ فَفَعَلْتُ وعدت إِلَى فِرَاشِي(2/278)
فَصِيحَ بِي الثَّالِثَةَ وَقِيلَ لِي يَا عَبْدَ اللَّهِ قُمْ فَاكْنُسْ دَارَكَ وَارْمِ بِالْقُمَامَةِ مِنْ مَنْزِلِكَ فَفَعَلْتُ ذَلِكَ، فَلَمَّا كَانَ فِي وَجْهِ السَّحَرِ قَالَ لِي ذَلِكَ الصَّائِحُ أَحْسَنَ اللَّهُ جَزَاءَكَ فَإِنَّ بَعْضَ إِخْوَانِنَا مِنَ الْجِنِّ زَارَنَا فَمَنَعَهُ الْمَرْزَنْجُوشُ مِنَ الدُّخُولِ فَذَكَرْتُ ذَلِك لرَسُول الله فَقَالَ صَدَقَ وَهُوَ مَزْرُوعٌ حَوْلَ الْعَرْشِ فَإِذَا كَانَ فِي دَارٍ لَمْ يَدْخُلْهَا الشَّيْطَانُ (خطّ) فِي تالي التَّلْخِيص.
وَقَالَ بَاطِل لم أكتبه إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد من طَرِيق أبي الْحسن بن سَالم وَهُوَ الَّذِي ينْسب إِلَيْهِ الطَّائِفَة الْمَعْرُوفَة بالسالمية وَلَيْسَ يعرف رِوَايَة الحَدِيث.
(45) [حَدِيثٌ] أَكْثَرُ دُهْنِ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْخِيرِيُّ (حب) من حَدِيث سعد وَفِيه أَبُو هَارُون الجبريني.
(46) [حَدِيثٌ] ادَّهِنُوا بِالْبَانِ فَإِنَّهُ أَحْظَى لَكُمْ عِنْدَ نِسَائِكُمْ وَادَّهِنُوا بِالْبَنَفْسَجِ فَإِنَّهُ بَارِدٌ فِي الصَّيْفِ وَحَارٌّ فِي الشِّتَاءِ وَاخْتِنُوا أَوْلادَكُمْ يَوْمَ السَّابِعِ فَإِنَّهُ أَطْهَرُ وَأَسْرَعُ نَبَاتًا لِلَّحْمِ وَأرَوْحُ لِلْقَلْبِ (مي) من حَدِيث عَليّ وَفِيه عبد الله بن أَحْمد بن عَامر عَن أَبِيه وَهُوَ من النُّسْخَة الْمَوْضُوعَة على عَليّ الرضى عَن آبَائِهِ وَهِي كَمَا قَالَ الذَّهَبِيّ مَا تنفك عَن وَضعه أَو وضع أَبِيه.
(47) [حَدِيثٌ] نَفَقَةُ الدِّرْهَمِ فِي سَبِيل الله بسبعمائة وَنَفَقَةُ دِرْهَمٍ فِي خِضَابٍ بِسَبْعَةِ آلافٍ (مي) من حَدِيث أبي ظَبْيَة وَفِيه اليسع بن عِيسَى المَخْزُومِي مَجْهُول.
(48) [حَدِيثٌ] إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْوَرْدَ مِنْ بَهَائِهِ وَجَعَلَ لَهُ رِيحَ أَنْبِيَائِهِ فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى بَهَاءِ اللَّهِ وَيَشُمَّ رِيحَ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى الْوَرْدِ الأَحْمَرِ وَيَشُمَّهُ (مي) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ وَفِيهِ مُحَمَّدُ بن الفرخان.
(49) [حَدِيث] لما عرض بِي حَبِيبِي جِبْرِيلُ إِلَى السَّمَاءِ بَكَتِ الأَرْضُ عَلَيَّ فَنَبَتَ مِنْ بُكَائِهَا الْكَبَرُ فَلَمَّا انْحَدَرْتُ تَصَبَّبْتُ بِالْعَرَقِ فَلَمَّا سَقَطَ عَرَقِي عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ ضَحِكَتِ الأَرْضُ فَنَبَتَ مِنْ ضَحِكِهَا الْوَرْدُ فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَشُمَّ رَائِحَتِي فَلْيَشُمَّ الْوَرْدَ (نجا) من حَدِيث ابْن عمر وَقَالَ مَوْضُوع وَفِي سَنَده مَجْهُولُونَ.
(50) [حَدِيثٌ] خُذْ مِنَ الشَّارِبِ فَإِنَّ الْمَلائِكَةَ إِذَا تَلا الْعَبْدُ الْقُرْآنَ أَدْنَتْ أَفْوَاهَهَا مِنْهُ فَإِذَا كَانَ طَوِيلَ الشَّارِبِ لَمْ تَدْنُ مِنْهُ (مي) مِنْ حَدِيثِ عَلِيٍّ (قُلْتُ) لم يبين علته وَفِيه حَمَّاد بن عَمْرو وَالله تَعَالَى أعلم.(2/279)
(51) [حَدِيثٌ] الْكُنْدُرُ طِيبِي وَطِيبُ الْمَلائِكَةِ وَإِنَّهَا مَنْفَرَةٌ لِلشَّيْطَانِ مَرْضَاةٌ لِلرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ (مي قلت) لم يبين علته وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي تسديد الْقوس أسْندهُ من حَدِيث يزِيد بن عبد الله بن قسيط من رِوَايَة إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش عَنهُ وَهُوَ معضل انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم.
(52) [حَدِيثٌ] مَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْمَنَ الْفَقْرَ وَشِكَايَةَ الْعَمَى وَالْبَرَصِ وَالْجُنُونِ فَلْيُقَلِّمْ أَظْفَارَهُ يَوْمَ الْخَمِيسِ بَعْدَ الْعَصْرِ وَلْيَبْدَأْ بِخِنْصِرِهِ الْيُسْرَى (مي) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ، (قُلْتُ) لم يبين علته وَفِيه جمَاعَة لم أعرفهم ثمَّ رَأَيْت الْعَلامَة الشَّمْس السخاوي قَالَ فِي الْأَجْوِبَة المرضية واه جدا وَفِي سَنَده من لم أعرفهُ وَالله تَعَالَى أعلم.
(53) [حَدِيثٌ] لَا تَنْتِفُوا الشَّعْرَ الَّذِي فِي الأَنْفِ فَإِنَّهُ يُورِثُ الأَكَلَةَ وَلَكِنْ قُصُّوهُ قَصًّا (مي) مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بسر وَفِيه الْحُسَيْن بن علوان.
(54) [حَدِيثٌ] لَا تَلْعَنُوا الْحَاكَةَ فَإِنَّ أَوَّلَ مَنْ حَاكَ أَبِي آدَمُ (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه سُوَيْد بن سعيد الدقاق قَالَ فِي الْمِيزَان: روى عَن عَليّ بن عَاصِم خَبرا مُنْكرا قَالَ السُّيُوطِيّ الظَّاهِر أَنه هَذَا الْخَبَر (قلت) فَإِذا كَانَ مُنْكرا فَحسب فَلَا يَنْبَغِي أَن يذكر فِي الموضوعات على أَن الْحَافِظ ابْن حجر قَالَ فِي التَّقْرِيب فِي سُوَيْد ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات، وَقَالَ يخطىء ويغرب وَالله أعلم.
(55) [حَدِيثٌ] اخْتَضِبُوا فَإِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ وَأَنْبِيَاءَهُ وَرُسُلَهُ وَكُلَّ مَا ذَرَأَ وَبَرَأَ حَتَّى الْحِيتَانَ فِي بِحَارِهَا وَالطَّيْرَ فِي أَوْكَارِهَا يُصَلُّونَ عَلَى صَاحِبِ الْخِضَابِ حَتَّى يتَّصل خِضَابُهُ، (خطّ) من حَدِيث عمار بن نشيط، وَفِيه مُحَمَّد بن كثير بن مَرْوَان الفِهري.
(56) [حَدِيثٌ] نِعْمَ الْفَصُّ الْبِلَّوْرُ (ابْن الْأَشْعَث) فِي سنَنه الَّتِي وَضعهَا على آل الْبَيْت.(2/280)
كتاب الْأَدَب والزهد وَالرَّقَائِق
الْفَصْل الأول
(1) [حَدِيثُ] عَائِشَةَ نَهَى رَسُولُ الله أَنْ تُقَصَّ الرُّؤْيَا عَلَى النِّسَاءِ (عق) وَقَالَ لَا أصل لَهُ، وَفِيه عبد الْملك بن مهْرَان صَاحب مَنَاكِير غلب على حَدِيثه الْوَهم قَالَ السُّيُوطِيّ وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان حدث عَنهُ مُوسَى بن أَيُّوب النصيبي بِحَدِيث بَاطِل مَتنه لَا تقصوا الرُّؤْيَا على النِّسَاء.
(2) [حَدِيثٌ] كَلامُ أَهْلِ الْجَنَّةِ بِالْعَرَبِيَّةِ، وَكَلامُ أَهْلِ السَّمَاءِ بِالْعَرَبِيَّةِ، وَكَلامُ أَهْلِ الْمَوْقِفِ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ تَعَالَى بِالْعَرَبِيَّةِ (حب) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه عُثْمَان بن فَايِد.
(3) [حَدِيثٌ] مَا مِنْ عَبْدٍ رَأَى الْهِلالَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَرَأَ {الْحَمْدُ لِلَّهِ} سَبْعَ مَرَّاتٍ إِلا أَعْفَاهُ اللَّهُ مِنْ وَجَعِ الْعَيْنِ ذَلِكَ الشَّهْرَ (خطّ) من حَدِيث أنس وَلَا يَصِحُّ فِيهِ عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الله.
(4) [حَدِيثٌ] مَنْ حَوَّلَ خَاتَمَهُ أَوْ عِمَامَتَهُ أَوْ عَلَّقَ خَيْطًا فِي أُصْبُعِهِ لِيَذْكُرَ حَاجَتَهُ فَقَدْ أَشْرَكَ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، إِنَّ الله بِذكر الْحَاجَاتِ (عد شا) وَفِيه بشر بن الْحُسَيْن.
(5) [حَدِيثٌ] إِنَّ الْخُلُقَ الْحَسَنَ طَوْقٌ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ فِي عُنُقِ صَاحِبِهِ، وَالطَّوْقُ مَشْدُودٌ إِلَى سِلْسِلَةٍ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ وَالسِّلْسِلَةُ مَشْدُودَةٌ إِلَى حَلْقَةٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ حَيْثُمَا ذَهَبَ الْخُلُقُ الْحَسَنُ جَذَبَتْهُ السِّلْسِلَةُ إِلَى نَفْسِهَا، وَإِنَّ الْخُلُقَ السَّيِّئَ طَوْقٌ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ وَالسِّلْسِلَةُ مَشْدُودَةٌ إِلَى حَلْقَةٍ مِنْ أَبْوَابِ النَّارِ حَيْثُمَا ذَهَبَ الْخُلُقُ السَّيِّئُ جَرَّتْهُ السِّلْسِلَةُ إِلَى نَفْسِهَا فَأَدْخَلَهُ فِي النَّارِ (رَوَاهُ عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن الْحسن الْبَلْخِي) من حَدِيث أبي مُوسَى وَهُوَ من وضع عبد الرَّحْمَن الْمَذْكُور وَالله تَعَالَى أعلم.
(6) [حَدِيثٌ] اسْتَوْصُوا بِالْغَوْغَاءِ خَيْرًا فَإِنَّهُمْ يَسُدُّونَ الشُّقُوقَ وَيَحْفِرُونَ الْخَنَادِقَ وَيَطْفِئُونَ الْحَرِيقَ (حب) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه مُحَمَّد بن الْخَلِيل الذهلي.
(7) [حَدِيثٌ] إِذَا تَرَكَ الْعَبْدُ الدُّعَاءَ لِلْوَالِدَيْنِ فَإِنَّهُ يَنْقَطِعُ عَن الْوَلَد الرزق فِي(2/281)
الدُّنْيَا (حا) من حَدِيث أنس وَلَا يَصح فِيهِ أَحْمد بن خَالِد وَهُوَ الجويباري نسب إِلَى جده تدليسا.
(8) [حَدِيثٌ] دُعَاءُ الْوَالِدِ لوَلَده مثل دُعَاء النَّبِي لأُمَّتِهِ (رَوَاهُ يحيى بن سعيد الْقطَّان) عَن سعيد بن حبيب الْأَزْدِيّ وَهُوَ مَجْهُول عَن يزِيد الرقاشِي عَن أنس قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل حَدِيث بَاطِل مُنكر وَسَعِيد لَيْسَ بِشَيْء.
(9) [حَدِيثٌ] صِلُوا قرباتكم وَلا تُجَاوِرُوهُمْ فَإِنَّ الْجِوَارَ يُورِثُ بَيْنَكُمُ الضَّغَائِنَ (عق) من حَدِيث أبي مُوسَى وَفِيه دَاوُد بن المحبر.
(10) [حَدِيثُ] عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمِسْوَرِ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ لَيْسَ لِي ثَوْبٌ أَتَوَارَى بِهِ فَكُنْتَ آخِرَ مَنْ شَكَوْتُ إِلَيْهِ وَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ رَسُولُ الله أَلَكَ جِيرَانٌ قَالَ نَعَمْ قَالَ فِيهِمْ أَحَدٌ لَهُ ثَوْبَانِ قَالَ نَعَمْ قَالَ وَيَعْلَمُ أَنْ لَا ثَوْبَ لَكَ قَالَ نَعَمْ قَالَ وَلا يَعُودُ عَلَيْكَ بِأَحَدِ ثَوْبَيْهِ قَالَ لَا قَالَ مَا ذَلِكَ بِأَخِيكَ (عق) هَكَذَا مُنْقَطِعًا لِأَن ابْن الْمسور لَيْسَ بصحابي وَهُوَ عبد الله بن الْمسور بن عون بن جَعْفَر ابْن أبي طَالب وَهُوَ الْمُتَّهم بِهَذَا الحَدِيث.
(11) [حَدِيثٌ] إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جِيءَ بِالتَّوْبَةِ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ وَأَطْيَبِ رِيحٍ وَلا يَجِدُ رِيحَهَا إِلا مُؤْمِنٌ فَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا وَيْلَتَاهُ هَؤُلاءِ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ يَجِدُونَ رِيحًا طَيِّبَةً وَلا يَجِدُهَا فَتُكَلِّمُهُمُ التَّوْبَةُ فَتَقُولُ لَوْ قَبِلْتُمُونِي فِي الدُّنْيَا لأَطَبْتُ رِيحَكُمُ الْيَوْمَ فَيَقُولُ الْكَافِرُ، فَأَنَا أَقْبَلُكِ الآنَ فَيُنَادِي مَلَكٌ لَوْ أَتَيْتُمْ بِالدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَكُلِّ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ وَكُلِّ شَيْءٍ كَانَ فِي الدُّنْيَا مَا قُبِلَ مِنْكُمْ تَوْبَةٌ فَتَتَبَرَّأُ مِنْهُمُ التَّوْبَةُ وَالْمَلائِكَةُ وَتَجِيءُ الْحِيرَةُ فَمَنْ شَمَّتْ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً تَرَكَتْهُ وَمَنْ لَمْ تَشُمَّ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً أَلْقَتْهُ فِي النَّارِ (نع) من حَدِيث عمر وَفِيه الجويباري وروى إِسْمَاعِيل بن يحيى التَّيْمِيّ نَحوه وَإِسْمَاعِيل كَذَّاب.
(12) [حَدِيثُ] أَبِي هُرَيْرَةَ صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ الله الْعَتَمَةَ ثُمَّ انْصَرَفْتُ فَإِذَا امْرَأَةٌ عِنْد بَابي فسملت ثُمَّ فَتَحَتْ وَدَخَلَتْ فَبَيْنَمَا أَنَا فِي مَسْجِدِي أُصَلِّي إِذْ نَقَرَتِ الْبَابَ فَأَذِنْتُ لَهَا فَدَخَلَتْ فَقَالَتْ إِنِّي جِئْتُ أَسْأَلُكَ عَنْ عَمَلٍ عَمِلْتُهُ هَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ إِنِّي زَنَيْتُ وَوَلِدْتُ وَقَتَلْتُهُ فَقُلْتُ لَهَا لَا وَلا نِعْمَةَ عَيْنٍ وَلا كَرَامَةَ فَقَامَتْ وَهِيَ تَدْعُو بالحسرة(2/282)
وَتَقُولُ وَاحَسْرَتَاهُ أَخُلِقَ هَذَا الْحُسْنُ لِلنَّارِ ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيُّ الصُّبْحَ مِنْ تِلْكَ اللَّيْلَةِ ثُمَّ جَلَسْنَا نَنْتَظِرُ الإِذْنَ إِلَيْهِ فَأَذِنَ لَنَا فَدَخَلْنَا ثُمَّ خَرَجَ مَنْ كَانَ مَعِي وَتَخَلَّفْتُ فَقَالَ مَا لَكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَلَكَ حَاجَةٌ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّيْتُ مَعَكَ الْبَارِحَةَ الْعَتَمَةَ ثُمَّ انْصَرَفْتُ فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ مَا قَالَتِ الْمَرْأَةُ فَقَالَ مَا قُلْتَ قُلْتُ لَا وَلا نِعْمَةَ عَيْنٍ وَلا كَرَامَةَ فَقَالَ بِئْسَ مَا قُلْتَ لَهَا أَمَا كُنْتَ تَقْرَأُ هَذِهِ الآيَةَ {الَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ الله إِلَهًا آخر} فَخَرَجْتُ فَلَمْ أَتْرُكْ بِالْمَدِينَةِ خُصًّا وَلا دَارًا إِلا وَقَفْتُ عَلَيْهَا وَقُلْتُ إِنْ يَكُنْ فِيكُمُ الْمَرْأَةُ الَّتِي جَاءَتْ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ الْبَارِحَةَ فَلْتَأْتِ وَلْتُبْشِرْ فَلَمَّا صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِي الْعَتَمَةَ إِذَا هِيَ عِنْدَ بَابِي فَقُلْتُ لَهَا أَبْشِرِي فَإِنِّي دَخَلْتُ على رَسُول الله وَذَكَرْتُ لَهُ مَا قُلْتِ وَمَا قُلْتُ لَكِ فَقَالَ بِئْسَمَا قُلْتَ لَهَا أَمَا كُنْتَ تَقْرَأُ هَذِهِ الآيَةَ فَقَرَأْتُهَا فَخَرَّتْ سَاجِدَةً وَقَالَتْ الْحَمُّد لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ لِي مَخْرَجًا وَتَوْبَةً مِمَّا عَمِلْتُ إِنَّ هَذِهِ الْجَارِيَةَ وَأُمَّهَا حُرَّةٌ لِوَجْهِ اللَّهِ وَإِنِّي قَدْ تُبْتُ عَمَّا عَمِلْتُ (عق) وَلَا يَصح انْفَرد بِهِ عِيسَى بن شُعَيْب بن ثَوْبَان وَهُوَ ضَعِيف وَفِيه عبيد بن أبي عبيد مَجْهُول (قلت) لَيْسَ فِي هَذَا مَا يَقْتَضِي الحكم على الحَدِيث بِالْوَضْعِ وَعِيسَى قَالَ فِيهِ الْحَافِظ ابْن حجر فِي التَّقْرِيب فِيهِ لين واصطلاح الْحَافِظ فِي التَّقْرِيب أَن يعبر بِهَذِهِ الْعبارَة فِيمَن لَيْسَ لَهُ مِنَ الْحَدِيثِ إِلا الْقَلِيلُ وَلَمْ يَثْبُتْ فِيهِ مَا يُتْرَكُ حَدِيثُهُ من أَجله وَلم يُتَابع على حَدِيثه وَعبيد بن أبي عبيد ذكر الْحَافِظ فِي لِسَان الْمِيزَان أَنه روى عَنهُ عَاصِم ابْن عبيد الله والراوي عَنهُ فِي هَذَا الْخَبَر فليح فقد زَالَت جَهَالَة عينه وَبقيت جَهَالَة حَاله فَيكون مَسْتُورا لَكِن الذَّهَبِيّ صرح فِي الْمِيزَان بِأَن الْخَبَر مَوْضُوع وَالله تَعَالَى أعلم.
(13) [حَدِيثُ] جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ فَتًى مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ ثَعْلَبَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَسْلَمَ وَكَانَ يخْدم النَّبِي فَبَعَثَهُ فِي حَاجَةٍ فَمَرَّ بِبَابِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ فَرَأَى امْرَأَةَ الأَنْصَارِيِّ تَغْتَسِلُ فَكَرَّرَ إِلَيْهَا النَّظَرَ وَخَافَ أَنْ يَنْزِلَ الْوَحْيُ فَخَرَجَ هَارِبًا عَلَى وَجْهِهِ فَأَتَى جِبَالا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ فَوَلَجَهَا فَفَقَدَهُ رَسُول الله أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَهِيَ الأَيَّامُ الَّتِي قَالُوا وَدَّعَهُ رَبُّهُ وَقَلاهُ ثُمَّ إِنَّ جِبْرِيلَ نَزَلَ عَلَى رَسُولِ الله فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ وَيَقُولُ إِنَّ الْهَارِبَ مِنْ أُمَّتِكَ بَيْنَ هَذِهِ الْجِبَالِ يَتَعَوَّذُ بِي مِنْ نَارِي فَقَالَ النَّبِي يَا عُمَرُ وَيَا سَلْمَانُ انْطَلِقَا فائتياني بِثَعْلَبَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَخَرَجَا فَمَرَّا بِبَابِ الْمَدِينَةِ فَلَقِيَا رَاعِيًا مِنْ رُعَاةِ الْمَدِينَةِ يُقَالُ لَهُ ذفافة فَقَالَ لَهُ عمر(2/283)
يَا ذُفَافَةُ هَلْ لَكَ عِلْمٌ بِشَابٍّ بَيْنَ هَذِهِ الْجِبَالِ يُقَالُ لَهُ ثَعْلَبَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقَالَ لَهُ ذُفَافَةُ لَعَلَّكَ تُرِيدُ الْهَارِبَ مِنْ جَهَنَّمَ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ وَمَا عِلْمُكَ أَنَّهُ الْهَارِبُ مِنْ جَهَنَّمَ قَالَ لأَنَّهُ إِذَا كَانَ جَوْفُ اللَّيْلِ خَرَجَ عَلَيْنَا مِنْ هَذِهِ الْجِبَالِ وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى أُمِّ رَأْسِهِ وَهُوَ يَقُولُ لَيْتَكَ قَبَضْتَ رُوحِي فِي الأَرْوَاحِ وَجَسَدِي فِي الأَجْسَادِ وَلَمْ تُجَرِّدْنِي لِفَصْلِ الْقَضَاءِ فَقَالَ عُمَرُ إِيَّاهُ نُرِيدُ فَانْطَلَقَ بِهِمَا فَلَمَّا كَانَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ خَرَجَ عَلَيْهِمَا مِنْ تِلْكَ الْجِبَالِ وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى أُمِّ رَأْسِهِ وَهُوَ يَقُولُ يَا لَيْتَكَ قَبَضْتَ رُوحِي فِي الأَرْوَاحِ وَجَسَدِي فِي الأَجْسَادِ وَلَمْ تُجَرِّدْنِي لِفَصْلِ الْقَضَاءِ قَالَ فَعَدَا عَلَيْهِ عُمَرُ فَاحْتَضَنَهُ فَقَالَ الأَمَانُ الْخَلاصُ مِنَ النِّيرَانِ فَقَالَ عُمَرُ أَنا عمر ابْن الْخَطَّابِ فَقَالَ يَا عُمَرُ هَلْ علم رَسُول الله بِذَنْبِي قَالَ لَا عِلْمَ لِي إِلا أَنَّهُ ذَكَرَكَ بِالأَمْسِ فَأَرْسَلَنِي أَنَا وَسَلْمَانَ فِي طَلَبِكَ فَقَالَ يَا عُمَرُ لَا تُدْخِلْنِي عَلَيْهِ إِلا وَهُوَ يُصَلِّي أَوْ بِلالٌ يَقُولُ قَدْ قَامَتِ الصَّلاةُ قَالَ أَفْعَلُ فَأَقْبَلُوا بِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَوَافَقُوا رَسُول الله وَهُوَ فِي صَلاةِ الْغَدَاةِ فَبَدَرَ عُمَرُ وَسَلْمَانُ الصَّفَّ فَلَمَّا سَمِعَ ثَعْلَبَة قِرَاءَة النَّبِي خَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ فَلَمَّا سَلَّمَ النَّبِي قَالَ يَا عُمَرُ يَا سَلْمَانُ مَا فعل ثَعْلَبَة قَالَا هَا هُوَ ذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَامَ رَسُولُ الله قَائِمًا فَحَرَّكَهُ فَانْتَبَهَ فَقَالَ لَهُ يَا ثَعْلَبَةُ مَا غَيْبُكَ عَنِّي قَالَ ذَنْبِي يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَفَلا أَدُلُّكَ عَلَى آيَةٍ تَمْحُو الذُّنُوبَ وَالْخَطَايَا قَالَ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ {اللَّهُمَّ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار} قَالَ ذَنْبِي أَعْظَمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ بَلْ كَلامُ اللَّهِ أَعْظَمُ ثُمَّ أَمَرَهُ بِالانْصِرَافِ إِلَى مَنْزِلِهِ فَمَرِضَ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ ثُمَّ إِن سلمَان أَتَى النَّبِي فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلِ لَكَ فِي ثَعْلَبَةَ فَإِنَّهُ أُلِمَّ بِهِ فَقَالَ النَّبِي قُومُوا بِنَا إِلَيْهِ فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَأَخَذَ رَأْسَهُ فِي حِجْرِهِ فَأَزَالَ رَأسه عَن حجر النَّبِي فَقَالَ لَهُ رَسُول الله لِمَ أَزَلْتَ رَأْسَكَ عَنْ حِجْرِي فَقَالَ لأَنَّهُ مَلآنُ مِنَ الذُّنُوبِ قَالَ مَا تَجِدُ قَالَ أَجِدُ مِثْلَ دَبِيبِ النَّمْلِ بَيْنَ جِلْدِي وَعَظْمِي قَالَ مَا تَشْتَهِي قَالَ مَغْفِرَةُ رَبِّي فَنَزَلَ جِبْرِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ وَيَقُولُ لَوْ أَنَّ عَبْدِي هَذَا لَقِيَنِي بِقِرَابِ الأَرْضِ خَطِيئَةً لَقِيتُهُ بِقِرَابِهَا مَغْفِرَةً فَأَعْلَمَهُ النَّبِي بِذَلِكَ فَصَاحَ صَيْحَةً فَمَاتَ، فَأَمَرَ النَّبِي بِغَسْلِهِ وَتَكْفِينِهِ فَلَمَّا صَلَّى عَلَيْهِ جَعَلَ يَمْشِي عَلَى أَطْرَافِ أَنَامِلِهِ، فَلَمَّا دَفَنَهُ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْنَاكَ تَمْشِي عَلَى أَطْرَافِ أَنَامِلِكَ قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ مَا قَدِرْتُ أَنْ أَضَعَ قَدَمِي على الأَرْض من كَثْرَة(2/284)
أَجْنِحَةِ مَنْ نَزَلَ مِنَ الْمَلائِكَةِ لِتَشْيِيعِهِ (نع) وَفِيه الْمُنْكَدر بن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر، لَيْسَ بِشَيْء وسليم بن مَنْصُور بن عمار تكلمُوا فِيهِ وَأَبُو بكر الْمُفِيد لَيْسَ بِحجَّة، وَقَوله تَعَالَى {مَا وَدعك رَبك وَمَا قلى} إِنَّمَا نزلت بِمَكَّة بِلَا خلاف، وَرَوَاهُ أَبُو عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ، عَن جده إِسْمَاعِيل بن نجيد عَن أبي عبد الله مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْعَبْدي عَن سليم وَهَؤُلَاء لَا تقوم بهم حجَّة (قلت) سليم توبع فقد رَوَاهُ عُثْمَان بن عمر الدراج فِي جزئه فَقَالَ: حَدثنَا أَبُو نصر أَحْمد بن مُحَمَّد بن هِشَام الطَّالقَانِي حَدثنِي جدي حَدثنَا مَنْصُور بن عمار وَهَذَا الطَّالقَانِي مَا عَرفته وَتقدم فِي الْمُقدمَة أَحْمد بن مُحَمَّد الطَّالقَانِي وَأَنه مَجْهُول مُتَّهم فَمَا أَدْرِي أهوَ هَذَا أم غَيره، والْحَدِيث أوردهُ الْحَافِظ ابْن حجر فِي الْإِصَابَة، وَقَالَ: رَوَاهُ ابْن مَنْدَه مُخْتَصرا وَقَالَ تفرد بِهِ مَنْصُور قَالَ الْحَافِظ قلت وَفِيه ضعف وَشَيْخه يَعْنِي الْمُنْكَدر أَضْعَف مِنْهُ، وَفِي السِّيَاق مَا يدل على وَهن الْخَبَر لِأَن نزُول {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قلى} كَانَ قبل الْهِجْرَة بِلَا اخْتِلَاف،
انْتهى، وَقَضيته أَن الْخَبَر ضَعِيف لَا مَوْضُوع، وَالله تَعَالَى أعلم.
(14) [حَدِيثٌ] إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يَتَرَحَّمُونَ على المقربين عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالذُّنُوبِ (عد) من حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَلا يَصِحُّ فِيهِ بشر بن إِبْرَاهِيم.
(15) [حَدِيثٌ] إِذَا قَالَ الْعَبْدُ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ثُمَّ عَادَ ثُمَّ قَالَهَا ثُمَّ عَادَ ثُمَّ قَالَهَا ثُمَّ عَادَ، كَتَبَهُ اللَّهُ فِي الرَّابِعَةِ مِنَ الْكَذَّابِينَ (ابْن الْجَوْزِيّ) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَلا يَصح فِيهِ الْفضل بن عِيسَى.
(16) [حَدِيثُ] أَنَسٍ.
جَاءَ عَلِيٌّ إِلَى النَّبِي وَمَعَهُ نَاقَة فَقَالَ النَّبِي: مَا هَذِهِ النَّاقَةُ قَالَ حَمَلَنِي عَلَيْهَا عُثْمَان فَقَالَ: يَا عَلِيُّ اتَّقِ الدُّنْيَا فَإِنَّ مَنْ كَثُرَ سَبَبُهُ كَثُرَ شُغْلُهُ، وَمَنْ كَثُرَ شُغْلُهُ اشْتَدَّ حِرْصُهُ، وَمَنِ اشْتَدَّ حِرْصُهُ كَثُرَ هَمُّهُ، وَمَنْ كَثُرَ هَمُّهُ نَسِيَ رَبَّهُ (خطّ) وَقَالَ مُنكر وَفِيه زَكَرِيَّا بن يحيى الْكسَائي مَجْهُول (قطّ) فِي الغرائب وَقَالَ بَاطِل قَالَ السُّيُوطِيّ وَكَذَلِكَ قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان وَقَالَ ابْن حجر فِي اللِّسَان لَيْسَ زَكَرِيَّا بِمَجْهُول بل مَعْرُوف بالضعف الشَّديد.
(17) [حَدِيثَ] جَابِرٍ قَالَ رَسُول الله لِرَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ: كَيْفَ تَفْلَحُ وَالدُّنْيَا أَحَبُّ إِلَيْكَ مِنْ أَحْنَى النَّاسِ عَلَيْكَ (خطّ) وَفِيه دَاوُد بن سُلَيْمَان بن جندل(2/285)
الْهَمدَانِي وَالْحمل فِيهِ عَلَيْهِ قلت جَزَمَ الذَّهَبِيُّ فِي الْمِيزَانِ بِأَنَّهُ هُوَ الَّذِي وَضعه وَالله أعلم.
(18) [حَدِيثٌ] لَوْ أَنَّ عَبْدًا أَدَّى جَمِيعَ مَا افْتَرَضَ اللَّهُ إِلا أَنَّهُ مُحِبٌّ لِلدُّنْيَا لَنَادَى مُنَادٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا إِنَّ فُلانًا أَحَبَّ مَا أَبْغَضَ اللَّهُ (أَبُو سعيد النقاش) من حَدِيث جَابر وَفِيه سعيد بن مُحَمَّد الْأَشَج اتهمه بِهِ النقاش (قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ) وَقد اتهمَ سعيد هَذَا بِحَدِيث آخر رَوَاهُ عَن ابْن عمر مَرْفُوعا: بعث الله ملكا إِلَى رجل ليعذبه فَقَالَ أَسأَلك بِوَجْه الله أَن لَا تعذبني فَمضى فَبعث ثَلَاثَة كلهم يَقُول لَهُ ذَلِك فَلَا يعذبه فَبعث الرَّابِع فَقَالَ لَهُ ذَلِك فَعَذَّبَهُ فَلَمَّا صعد سقط جناحاه فَقَالَ يَا رب وَقد أطعتك، قَالَ: سَأَلَك بوجهي وَعِزَّتِي لَو سَأَلَني عَبدِي بوجهي أَن أَغفر لجَمِيع الْخَلَائق لغفرت لَهُم (قلت) لم أجد لسَعِيد هَذَا ذكرا فِي الْمِيزَان وَلَا فِي اللِّسَان وَلَا فِي الْمُغنِي وذيله وَالله تَعَالَى أعلم.
(19) [حَدِيثٌ] يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: يَا ابْن آدَمَ أَنَا بَدُّكَ اللازِمُ فَاعْمَلْ لِبَدِّكَ كُلُّ النَّاسِ لَكَ مِنْهُمْ بُدٌّ وَلَيْسَ لَكَ مِنِّي بُدٌّ (خطّ) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ وَفِيهِ أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن ابْن الْجَارُود.
(20) [حَدِيثٌ] لِكُلِّ شَيْءٍ مِفْتَاحٌ وَمِفْتَاحُ الْجَنَّةِ حُبُّ الْمَسَاكِينِ، وَالْفُقَرَاءِ الصُّبُرِ، وَهُمْ جُلَسَاءُ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (خطّ) فِي الروَاة عَن مَالك عَن حَدِيث عمر بن الْخطاب.
وَفِيه عمر بن رَاشد (حب) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه أَحْمد بن دَاوُد قَالَ: حَدثنَا أَبُو مُصعب حَدثنَا مَالك قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ هَذَا الحَدِيث وَضعه عمر بن رَاشد على مَالك وَسَرَقَهُ مِنْهُ أَحْمد ابْن دَاوُد.
(21) [حَدِيثٌ] النَّاسُ عَلَى ثَلاثَةِ مَنَازِلَ، فَمَنْ طَلَبَ مَا عِنْدَ اللَّهِ كَانَتِ السَّمَاءُ ظِلالَهُ، وَالأَرْضُ فِرَاشَهُ لَمْ يَهْتَمَّ بِشَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا فَرَّغَ نَفْسَهُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَهُوَ لَا يَزْرَعُ وَهُوَ يَأْكُلُ الْخُبْزَ وَهُوَ لَا يَغْرِسُ الشَّجَرَ وَهُوَ يَأْكُلُ الثَّمَرَ لَا يَهْتَمُّ بِشَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا تَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى وَطَلَبَ ثَوَابَهُ يَضْمَنُ اللَّهُ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ وَالأَرَضِينَ السَّبْعَ وَجَمِيعَ الْخَلائِقِ رِزْقُهُ بِغَيْرِ حِسَابٍ عَبَدَ اللَّهَ حَتَّى أَتَاهُ اللَّهُ الْيَقِينَ، وَالثَّانِي لَمْ يَقْوَ عَلَى مَا قَوِيَ عَلَيْهِ فَطَلَبَ بَيْتًا يُكِنُّهُ، وَثَوْبًا يُوَارِي عَوْرَتَهُ، وَزَوْجَةً يَسْتَعِفُّ بِهَا وَطَلَبَ رِزْقًا حَلالا يَطِيبُ رِزْقُهُ، فَإِنْ خَطَبَ لَمْ يُزَوَّجْ وَإِنْ كَانَ عَلَيْهِ حَقٌّ أُخِذَ مِنْهُ وَإِنْ كَانَ لَهُ لَمْ يُعْطَهُ فَالنَّاس مِنْهُ فِي رَاحَة،(2/286)
وَنَفْسُهُ مِنْهُ فِي عَنَاءٍ، يُظْلَمُ فَلا يَنْتَصِرُ يَبْتَغِي بِذَلِكَ الثَّوَابَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى فَلا يَزَالُ فِي الدُّنْيَا حَزِينًا حَتَّى يُفْضِيَ إِلَى الرَّاحَةِ وَالْكَرَامَةِ.
وَالثَّالِثُ طَلَبَ مَا عِنْدَ النَّاسِ فَطَلَبَ الْبِنَاءَ الْمُشَيَّدَ وَالْمَرَاكِبَ الْفَارِهَةَ وَالْخَدَمَ الْكَثِيرَ وَالتَّطَاوُلَ عَلَى عِبَادِ اللَّهِ فَأَلْهَاهُ مَا بِيَدِهِ مِنْ عَرَضِ الدُّنْيَا عَنِ الآخِرَةِ فَهُوَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ وَالْمَرْأَةِ وَالْخَادِمِ وَالثَّوْبِ اللَّيِّنِ وَالْمَرْكِبِ يَكْسِبُ مَالَهُ مِنْ حَلالِهِ وَحَرَامِهِ يُحَاسَبُ عَلَيْهِ وَيَذْهَبُ بِهَنَائِهِ غَيْرَهُ وَذَلِكَ الَّذِي لَيْسَ لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ (حب) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ وَفِيهِ إِبْرَاهِيم بن عمر السكْسكِي وَلَيْسَ هَذَا من كَلَام النَّبِي وَإِنَّمَا هُوَ من كَلَام الْحسن.
(22) [حَدِيثٌ] أَيُّمَا امْرِئٍ اشْتَهَى شَهْوَةً فَرَدَّ شَهْوَتَهُ وَآثَرَ عَلَى نَفْسِهِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ، (قطّ) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه عَمْرو بن خَالِد الوَاسِطِيّ.
(23) [حَدِيثٌ] لَعَنَ اللَّهُ فَقِيرًا تَوَاضَعَ لِغَنِيٍّ مِنْ أَجْلِ مَالِهِ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ مِنَ الْفُقَرَاءِ ذَهَبَ ثُلُثَا دِينِهِ (فت) من حَدِيث أبي ذَر وَفِيه عمر بن صبح.
(24) [حَدِيثٌ] زَوَّجَ اللَّهُ التَّوَانِي بِالْكَسَلِ فَوُلِدَ بَيْنَهُمَا الْفَاقَةُ (خطّ) من حَدِيث أنس، وَلَا يَصح فِيهِ حَكَّامَة بنت أخي مَالك بن دِينَار وَإِنَّمَا يعرف هَذَا من قَول عَمْرو ابْن الْعَاصِ.
(25) [حَدِيثٌ] مَا مِنْ مُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِلا وَلَهُ وَكِيلٌ فِي الْجَنَّةِ فَإِنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ بُنِيَ لَهُ الْقُصُورُ وَإِنْ سَبَّحَ غُرِسَ لَهُ الأَشْجَارُ وَإِنْ كَفَّ كُفَّ (حا) من حَدِيث أنس وَلَا يَصح فِيهِ الجويباري وَإِنَّمَا يرْوى نَحوه عَن الْحسن.
قَالَ السُّيُوطِيّ وَأخرجه (حا) أَيْضا من طَرِيق آخر فِيهِ مُحَمَّد بن عَليّ الْمُذكر.
(26) [حَدِيثٌ] مَا عَلَى أَحَدِكُمْ أَنْ يُنَشِّطَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ بِالصَّلاةِ وَالصِّيَامِ وَالصَّدَقَةِ وَالْجِهَادِ وَالْحَجِّ يَقُولُ أَنَا صَائِمٌ وَأَنَا أَقُومُ اللَّيْلَ كَذَا وَكَذَا وَأَنَا حَاجٌّ وَقَدْ أَدَّيْتُ فَرِيضَةَ الإِسْلامِ وَأَنَا مُجَاهِدٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُرَغِّبُ أَخَاهُ أَوْ يُنَشِّطُهُ لِذَلِكَ (شا) من حَدِيث أنس وَفِيه أبان ابْن أبي عَيَّاش وَعنهُ أَبُو يُوسُف مَجْهُول.
(27) [حَدِيثُ] مُعَاذٍ سَمِعْتُ رَسُولَ الله يَقُولُ وَأَنَا رَدِيفُهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ إِذْ رَفَعَ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي يَقْضِي فِي خَلْقِهِ مَا أَحَبَّ، يَا مُعَاذُ قُلْتُ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِمَامُ الْخَيْرِ وَنَبِيُّ الرَّحْمَةِ قَالَ أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا مَا حَدَّثَ بِهِ نَبِيٌّ أُمَّتَهُ فَإِنْ أَنْتَ حَفِظْتَهُ نَفَعَكَ عَيْشُكَ وَإِنْ سَمِعْتَهُ وَلم تحفظه انقطت حُجَّتُكَ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ثمَّ قَالَ(2/287)
إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ سَبْعَةَ أَمْلاكٍ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ ثُمَّ خَلَقَ السَّمَوَاتِ فَجَعَلَ لِكُلِّ سَمَاءٍ مَلَكًا قَدْ جَلَّلَهَا عِظَمًا وَجَعَلَ عَلَى بَابِ كُلِّ سَمَاءٍ مِنْهُمْ بَوَّابًا، يَكْتُبُ الْحَفَظَةُ عَمَلَ الْعَبْدِ لَهُ نُورٌ كَنُورِ الشَّمْسِ حَتَّى إِذَا بَلَغَ السَّمَاءَ الدُّنْيَا فَيَقُولُ الْمَلَكُ الْبَوَّابُ اضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ وَجْهَ صَاحِبِهِ وَقُلْ لَا غَفَرَ اللَّهُ لَكَ أَنَا مَلَكُ صَاحِبِ الْغِيبَةِ مَنِ اغْتَابَ النَّاسَ لَمْ أَدَعْ عَمَلَهُ يَتَجَاوَزُ إِلَى غَيْرِي وَيَلْعَنُهُ حَتَّى يُمْسِيَ وَيَقُولُ أَمَرَنِي بِذَلِكَ رَبِّي وَيَصْعَدُ الْمَلَكُ بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ فَيَقُولُ الْمَلَكُ الَّذِي فِي السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ قِفْ فَاضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ وَجْهَ صَاحِبِهِ وَقُلْ لَا غَفَرَ اللَّهُ لَكَ إِنَّكَ أَرَدْتَ بِهَذَا الْعَمَلِ عَرْضَ الدُّنْيَا وَأَنَا مَلَكُ صَاحِبِ عَمَلِ الدُّنْيَا لَا أَدَعُ عَمَلَهُ يَتَجَاوَزُنِي إِلَى غَيْرِي أَمَرَنِي بِذَلِكَ رَبِّي وَيَلْعَنُهُ حَتَّى يُمْسِيَ وَيَصْعَدُ الْمَلَكُ بِعَمَلِ الْعَبْدِ مُبْتَهِجًا بِهِ مِنْ صَدَقَةٍ أَوْ صَلاةٍ فَتُعْجِبُ الْحَفَظَةَ فَيَتَجَاوَزُهَا إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ فَيَقُولُ الْمَلَكُ قِفْ وَاضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ وَجْهَ صَاحِبِهِ وَقُلْ لَا غَفَرَ اللَّهُ لَكَ أَنَا صَاحِبُ الْكِبْرِ وَقَدْ أَمَرَنِي رَبِّي أَنْ لَا أَدَعَ عَمَلَ مُتَكَبِّرٍ يَتَجَاوَزُنِي إِلَى غَيْرِي وَتَصْعَدُ الْحَفَظَةُ بِعَمَلِ الْعَبْدِ يُزْهِرُ كَمَا يُزْهِرُ النَّجْمُ الَّذِي فِي السَّمَاءِ لَهُ تَسْبِيحٌ مِنْ صَوْمٍ وَحَجٍّ فَيَمُرُّ بِهِ عَلَى مَلَكِ السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ فَيَقُولُ لَهُ قِفْ وَاضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ وَجْهَ صَاحِبِهِ وَبَطْنِهِ أَنَا مَلَكُ صَاحِبُ الْعُجْبِ بِنَفْسِهِ إِنَّهُ مَنْ عَمِلَ وَدَخَلَ مَعَهُ الْعُجْبُ فَإِنَّ رَبِّي أَمَرَنِي أَنْ لَا أَدَعَهُ يَتَجَاوَزُنِي إِلَى غَيْرِي فَقُلْ لَهُ لَا غَفَرَ اللَّهُ لَكَ وَيَلْعَنُهُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ وَتَصْعَدُ الْحَفَظَةُ بِعَمَلِ الْعَبْدِ مَعَ الْمَلائِكَةِ كَالْعَرُوسِ الْمَزْفُوفَةِ إِلَى بَعْلِهَا فَيَمُرُّ بِهِ عَلَى السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ مِنْ عَمَلِ الْجِهَادِ وَالصَّلاةِ وَلِذَلِكَ الْعَمَلِ زَئِيرٌ كَزَئِيرِ الأَسَدِ عَلَيْهِ ضَوْءٌ كَضَوْءِ الشَّمْسِ فَيَقُولُ لَهُ الْمَلَكُ أَنَا صَاحِبُ الْحَسَدِ اضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ وَجْهَ صَاحِبِهِ وَاحْمِلْهُ عَلَى عَاتِقِهِ إِنَّهُ يَحْسِدُ مَنْ يَتَعَلَّمُ وَيَعْمَلُ بِمِثْلِ عَمَلِهِ إِذَا رَأَى الْعَبِيدَ فِي الْعَمَلِ حَسَدَهُمْ وَوَقَعَ فِيهِمْ فَيَحْمِلُهُ عَلَى عَاتِقِهِ وَيَلْعَنُهُ مَا دَامَ حَيًّا وَتَصْعَدُ الْحَفَظَةُ بِعَمَلِ الْعَبْدِ مِنْ صَلاةٍ وَزَكَاةٍ وَحَجٍّ فَتُجَاوِزُ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ فَيَقُولُ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهَا اضْرِبُوا بِهَذَا الْعَمَلِ وَجْهَ صَاحِبِهِ إِنَّهُ كَانَ لَا يَرْحَمُ إِنْسَانًا قَطُّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ أَصَابَهُ بَلاءٌ، بَلْ كَانَ يَشْمَتُ بِهِ.
أَنَا مَلَكُ الرَّحْمَةِ، أَمَرَنِي رَبِّي أَنْ لَا أَدَعَ عَمَلَهُ يحاوزني، وتصعد الْحفظَة بِعَمَل العَبْد بضوء تَامٍّ وَقِيَامٍ كَثِيرٍ فَيَمُرُّ عَلَى مَلَكِ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَيَقُولُ الْمَلَكُ قِفْ أَنَا صَاحِبُ الْعَمَلِ الَّذِي لِغَيْرِ اللَّهِ اضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ جَوَارِحَهُ وَاقْفِلْ عَلَى قَلْبِهِ أَنَا مَلَكُ الْحِجَابِ أَحْجُبُ كُلَّ عَمَلٍ لَيْسَ لِلَّهِ أَرَادَ بِهِ صَاحِبُهُ غَيْرَ اللَّهِ وَأَرَادَ بِهِ الذِّكْرَ فِي الْمَجَالِسِ وَالصِّيتَ فِي الْمَدَائِنِ أَمَرَنِي رَبِّي أَنْ لَا أَدَعَهُ يَتَجَاوَزُنِي إِلَى غَيْرِي مَا لَمْ يَكُنْ لَهُ وَتَصْعَدُ الْحَفَظَةُ بِعَمَلِ الْعَبْدِ مُبْتَهِجًا بِهِ مِنْ حُسْنِ خُلُقٍ وَصَمْتٍ وَذِكْرٍ كَثِيرٍ وَتُشَيِّعُهُ الْمَلائِكَةُ السَّبْعَةُ تُحْمَلُ عَلَيْهِ وَتَصْعَدُ الْحُجُبُ كُلُّهَا حَتَّى يَقُومُوا بَيْنَ يَدي الرب فيشهدوا عَلَيْهِ(2/288)
بِعَمَلٍ خَالِصٍ وَدُعَاءٍ، فَيَقُولُ الرَّبُّ أَنْتُمُ الْحَفَظَةُ وَأَنَا الرَّقِيبُ عَلَى مَا فِي نَفْسِهِ إِنَّهُ لَمْ يَرِدْ بِعَمَلِهِ وَجْهِي فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ عَلَيْهِ لَعْنَتُكَ وَلَعْنَتُنَا، فَبَكَى مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الَّذِي أَعْمَلُ فَقَالَ اقْتَدِ بِنَبِيِّكَ يَا مُعَاذُ فِي النَّبِيِّينَ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ وَأَنَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ فَقَالَ النَّبِي إِنْ كَانَ فِي عَمَلِكَ تَقْصِيرٌ يَا مُعَاذُ اقْطَعْ لِسَانَكَ عَنْ إِخْوَانِكَ وَلا تُزَكِّ نَفْسَكَ بِوَضْعِ إِخْوَانِكَ وَلا تُرَاءِ بِعَمَلِكَ وَلا تَفْحُشْ فِي مَجَالِسِكَ لِكَيْ يَحْذَرُوكَ السوء خُلُقِكَ وَلا تَتَنَاجَ مَعَ رَجُلٍ وَعِنْدَكَ آخَرُ وَلا تَعْظُمْ عَلَى النَّاسِ فَيَنْقَطِعَ عَنْكَ خَيْرَاتُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلا تُمَزِّقِ النَّاسَ فَيُمَزِّقَكَ كِلابُ النَّارِ وَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ {وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا} أَتَدْرِي مَا هُوَ قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا هُوَ قَالَ كِلابُ النَّارِ تَنْشِطُ اللَّحْمَ وَالْعَظْمَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ يُطِيقُ هَذِهِ الْخِصَالَ قَالَ يَا مُعَاذُ إِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ (حا) وَفِيه إِسْحَاق بن نجيح (حب) وَفِيه الْقَاسِم بن عبد الله المكفوف (ابْن الْجَوْزِيّ) وَفِيه عبد الْوَاحِد بن زيد مَتْرُوك وَجَمَاعَة لَا يعْرفُونَ (عد) من حَدِيث عَليّ نَحوه وَفِيه الْقَاسِم ابْن إِبْرَاهِيم وَمَجْهُولُونَ (قلت) وَذكره الْحَافِظ الْمُنْذِرِيّ فِي ترغيبه مخرجا من الزّهْد لِابْنِ الْمُبَارك وَأَشَارَ إِلَى بعض طرقه الْمَذْكُورَة هُنَا وَغَيرهَا ثمَّ قَالَ وَبِالْجُمْلَةِ فآثار الْوَضع ظَاهِرَة عَلَيْهِ فِي جَمِيع طرقه وبجميع أَلْفَاظه وَالله تَعَالَى أعلم.
(28) [حَدِيثٌ] إِذَا أَتَى عَلَيَّ يَوْمٌ لَمْ أَزْدَدْ فِيهِ خَيْرًا يُقَرِّبُنِي إِلَى اللَّهِ فَلا بُورِكَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ (قلت) هَذَا الحَدِيث أوردهُ ابْن درباس فِي تَلْخِيص الموضوعات من حَدِيث عَائِشَة وَقَالَ قَالَ أَبُو الْفرج لَا يَصح تفرد بِهِ الحكم بن عبد الله بن سعد الأبلي انْتهى وَلم يذكرهُ السُّيُوطِيّ فَكَأَنَّهُ فِي بعض نسخ الموضوعات دون بعض وَقَالَ الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ فِي تَخْرِيج الْإِحْيَاء أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَأَبُو نعيم فِي الْحِلْية وَابْن عبد الْبر فِي الْعلم بِإِسْنَاد ضَعِيف هَكَذَا فِي التَّخْرِيج الصَّغِير وَأما فِي الْكبر فَذكر أَن ابْن الْجَوْزِيّ أوردهُ فِي الموضوعات وَأَنه نقل عَن الصُّورِي أَنه قَالَ مُنكر لَا أصل لَهُ وَأقرهُ وَالله تَعَالَى أعلم.
(29) [حَدِيثُ] أَبِي كَاهِلٍ قَالَ رَسُول الله يَا أَبَا كَاهِلٍ إِنَّهُ لَنْ يَغْضَبَ رَبُّ الْعِزَّةِ عَلَى مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مَخَافَةٌ وَلا تَأْكُلَ النَّارُ مِنْهُ هُدْبَةً اعْلَمَنَّ يَا أَبَا كَاهِلٍ أَنَّهُ مَنْ سَتَرَ عَوْرَتَهُ حَيَاءً مِنَ اللَّهِ تَعَالَى سِرًّا وَعَلانِيَةً كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَسْتُرَ عَوْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْلَمَنَّ يَا أَبَا كَاهِلٍ أَنَّهُ مَنْ دَخَلَ حَلاوَةُ الصَّلاةِ فِي قَلْبِهِ حَتَّى يُتِمَّ ركوعها وسجودها(2/289)
كَانَ حَقًا على الله أَن يُرْضِيَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْلَمَنَّ يَا أَبَا كَاهِلٍ أَنَّهُ مَنْ صَلَّى لِلَّهِ تَعَالَى أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً فِي جَمَاعَةٍ يُدْرِكُ التَّكْبِيرَةَ الأُولَى كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ تَعَالَى أَنْ يَكْتُبَ لَهُ بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ اعْلَمَنَّ يَا أَبَا كَاهِلٍ أَنَّهُ مَنْ صَامَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ مَعَ شَهْرِ رَمَضَانَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَرْوِيَهُ يَوْمَ الْعَطَشِ اعْلَمَنَّ يَا أَبَا كَاهِلٍ أَنَّهُ مَنْ بَرَّ وَالِدَيْهِ حَيًّا وَمَيِّتًا كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ تَعَالَى أَنْ يُرْضِيَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قُلْنَا كَيْفَ يَبَرُّ وَالِدَيْهِ إِذَا كَانَا مَيِّتَيْنِ قَالَ بِرُّهُمَا أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَهُمَا وَلا يَسُبَّ وَالِدَيْ أَحَدٍ فَيَسُبَّ وَالِدَيْهِ اعْلَمَنَّ يَا أَبَا كَاهِلٍ أَنَّهُ مَنْ أَدَّى زَكَاةَ مَالِهِ عِنْدَ حُلُولِهَا كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَجْعَلَهُ مِنْ رُفَقَاءِ الأَنْبِيَاءِ اعْلَمَنَّ يَا أَبَا كَاهِلٍ أَنَّهُ مَنْ قَلَّتْ عِنْدَهُ حَسَنَاتُهُ وَعَظُمَتْ عِنْدَهُ سَيِّئَاتُهُ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ تَعَالَى أَنْ يُثَقِّلَ مِيزَانَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْلَمَنَّ يَا أَبَا كَاهِلٍ أَنَّهُ مَنْ سَعَى عَلَى امْرَأَتِهِ وَوَلَدِهِ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُهُ يُقِيمُ فِيهِمْ أَمْرَ اللَّهِ وَيُطْعِمُهُمْ مِنْ حَلالٍ لَمْ يَزْدَدْ عَلَى حَقِّهِ مِنَ الْمِيرَاثِ كَانَ حَقًا على الله أَن يَجْعَلَهُ مَعَ الشُّهَدَاءِ فِي دَرَجَاتِهِمْ، اعْلَمَنَّ يَا أَبَا كَاهِلٍ أَنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ثَلاثَ مَرَّاتٍ حُبًّا لِلَّهِ وَلِي وَشَوْقًا إِلَيَّ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ ذُنُوبَهُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ وَذَلِكَ الْيَوْمَ، اعْلَمَنَّ يَا أَبَا كَاهِلٍ أَنَّهُ مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ مُسْتَيْقِنًا بِهِ كَانَ حَقًا على الله أَن يَغْفِرَ لَهُ بِكُلِّ مَرَّةٍ وَاحِدَةٍ ذُنُوبَ حَوْلٍ (عق طب) وَفِي إِسْنَاده مَجَاهِيل (قلت) أَبُو كَاهِل هَذَا ذكره الْحَافِظ ابْن حجر فِي الْإِصَابَة وَقَالَ ذكره ابْن السكن فِي الصَّحَابَة وَقَالَ أَبُو أَحْمد الْحَاكِم لَا يرْوى حَدِيثه من وَجه يعْتَمد، وَقَالَ ابْن عبد الْبر ذكر لَهُ حَدِيث طَوِيل مُنكر، انْتهى وَقَضِيَّة هَذَا أَن الحَدِيث لَا ينحط إِلَى رُتْبَة الموضوعات وَالله تَعَالَى أعلم.
الْفَصْل الثَّانِي
(30) [حَدِيثٌ] مَنْ نَامَ بَعْدَ الْعَصْرِ فَاخْتُلِسَ عَقْلُهُ، فَلا يَلُومَنَّ إِلا نَفْسَهُ (حب) من حَدِيث عَائِشَة (عد) من حَدِيث عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ وَلَا يَصح فِي الأول خَالِد بن الْقَاسِم وَفِي الثَّانِي ابْن لَهِيعَة ذَاهِب الحَدِيث (تعقب) بِأَن خَالِدا وَثَّقَهُ ابْن معِين فِي رِوَايَة وَابْن لَهِيعَة من رجال مُسلم فِي المتابعات وَإِن تلكم فِيهِ فَحَدِيثه فِي مربتة الْحسن أَو الضعْف الْمُحْتَمل وَلِحَدِيث عَائِشَة طَرِيق آخر أخرجه أَبُو نعيم وَابْن السّني فِي كِتَابَيْهِمَا فِي الطِّبّ النَّبَوِيّ، وَجَاء أَيْضا من حَدِيث أنس أخرجه الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي مُعْجَمه من طَرِيق ابْن لَهِيعَة فَالْحَدِيث ضَعِيف لَا مَوْضُوع.(2/290)
(31) [حَدِيثُ] أَنَسٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ لِرَجُلٍ: يَا فُلانُ، فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا قَالَ: لَا وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلا هُوَ مَا فعلته، وَالنَّبِيّ يَعْلَمُ أَنَّهُ قَدْ فَعَلَهُ، فَقَالَ النَّبِي: كَفَّرَ اللَّهُ ذَنْبَكَ بِصِدْقِكَ بِلا إِلَهَ إِلا هُوَ (عد) وَلَا يَصح فِيهِ الْحَارِث بن عبيد أَبُو قدامَة لَيْسَ بِشَيْء (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجه فِي سنَنه وَقَالَ لَيْسَ بِالْقَوِيّ (قلت) وَأَبُو قدامَة من رجال مُسلم قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي التَّقْرِيبِ صَدُوق يُخطئ وَالله تَعَالَى أعلم، وَلِلْحَدِيثِ طرق أُخْرَى فَأخْرجهُ أَحْمد وَالْبَيْهَقِيّ من حَدِيث ابْن عمر وَأحمد وَأَبُو دَاوُد وَالْبَيْهَقِيّ من حَدِيث ابْن عَبَّاس، وَالْبَيْهَقِيّ من حَدِيث ابْن الزبير وَمن مُرْسل الْحسن وَعبد الرَّزَّاق فِي المُصَنّف من مُرْسل مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ قَالَ الْبَيْهَقِيّ إِن صَحَّ هَذَا الْخَبَر فالمقصود مِنْهُ بَيَان أَن الذَّنب وَإِن عظم لم يكن مُوجبا للنار مَتى مَا صحت العقيدة، وَكَانَ مِمَّن سبقت لَهُ الْمَغْفِرَة، قَالَ: وَلَيْسَ هَذَا التَّعْيِين لأحد بعد النَّبِي.
(32) [حَدِيثٌ] مَنْ تَكَلَّمَ بِالْفَارِسِيَّةِ زَادَتْ فِيهِ خَبِّهُ وَنَقَصَتْ مِنْ مُرُوءَتِهِ (عد) من حَدِيث أنس وَفِيه طَلْحَة بن زيد الرقي (تعقب) بِأَن الْحَاكِم أخرجه فِي الْمُسْتَدْرك لَكِن تعقبه الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه فَقَالَ لَيْسَ بِصَحِيح وَإِسْنَاده واه بِمرَّة، انْتهى وَله شَاهد من حَدِيث ابْن عمر من أحسن مِنْكُم أَن يتَكَلَّم بِالْعَرَبِيَّةِ فَلَا يتَكَلَّم بِالْفَارِسِيَّةِ فَإِنَّهُ يُورث النِّفَاق، أخرجه الْحَاكِم أَيْضا من طَرِيق عمر بن هَارُون، وَتعقبه الذَّهَبِيّ بعمر الْمَذْكُور، فَقَالَ كذبه ابْن معِين وَتَركه الْجَمَاعَة، وَجَاء عَن عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ: لَا تعلمُوا رطانة الْأَعَاجِم، وَعنهُ أَنه سمع رجلا يتَكَلَّم بِالْفَارِسِيَّةِ فِي الطّواف فَأخذ بعضديه وَقَالَ ابتغ إِلَى الْعَرَبيَّة سَبِيلا، رَوَاهُمَا الْبَيْهَقِيّ الأول فِي السّنَن وَالثَّانِي فِي الشّعب.
(33) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ جَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْيَمَنِ وَمَعَهَا ابْنٌ لَهَا فَسَأَلَتْ رَسُول الله فَقَالَتْ: إِنَّ ابْنِي هَذَا يُرِيدُ الْجِهَادَ وَأَنَا أَمْنَعُهُ، فَقَالَ رَجُلٌ آخَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَنْحَرَ نَفْسِي فَشُغِلَ رَسُول الله بِالْمَرْأَةِ وَابْنِهَا فَجَاءَ وَقَدْ خَلَعَ ثِيَابَهُ لِيَنْحَرَ نَفْسَهُ فَقَالَ رَسُولُ الله الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي أُمَّتِي مَنْ يُوَفِّي بِالنَّذْرِ وَيَخَافُ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (الْحسن بن سُفْيَان) وَلَا يَصح فِيهِ جبارَة بن الْمُغلس ومندل بن عَليّ ضَعِيف وَرشْدِين لَيْسَ بِشَيْء (تعقب) بِأَن جبارَة(2/291)
ومندلا بريئان مِنْهُ، فقد أخرجه عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه عَن يحيى بن الْعَلَاء عَن رشدين وَرشْدِين قدمنَا أَن حَدِيثه لم ينْتَه إِلَى أَن يحكم عَلَيْهِ بِالْوَضْعِ.
(34) [حَدِيث] كَانَ النَّبِي إِذَا أَشْفَقَ مِنَ الْحَاجَةِ أَنْ يَنْسَاهَا رَبَطَ فِي يَدِهِ خَيْطًا لِيَذْكُرَ (قطّ) من حَدِيث ابْن عمر (قطّ عد) من حَدِيث وَاثِلَة بن الْأَسْقَع (قطّ) من حَدِيث رَافع بن خديج بِمَعْنَاهُ وَلَا يَصح شَيْء مِنْهَا تفرد بِالْأولِ سَالم بن عبد الْأَعْلَى وَبِالثَّانِي بشر بن إِبْرَاهِيم الْأنْصَارِيّ، وبالثالث غياث بن إِبْرَاهِيم (تعقب) بِأَن لحَدِيث رَافع طَرِيقا آخر عِنْد الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير.
(35) [حَدِيثٌ] مَنْ أَتَى مَنْزِلَهُ فَقَرَأَ ( {الْحَمْدَ لِلَّهِ وَ} قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) ، نُفِيَ عَنْهُ الْفَقْرُ وَكَثُرَ خَيْرُ بَيْتِهِ حَتَّى يَفِيضَ عَلَى جِيرَانِهِ (قطّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَلَا يَصح، تفرد بِهِ مُحَمَّد ابْن سَالم أَبُو سهل الْكُوفِي (تعقب) بِأَن مُحَمَّد بن سَالم من رجال التِّرْمِذِيّ وَلم يتهم بِوَضْع (قلت) مر فِي الْمُقدمَة مَا يُؤذن باتهامه وَالله أعلم وَلِلْحَدِيثِ شَاهد عَن ابْن عَبَّاس أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب.
(36) [حَدِيثٌ] مَنْ عَطَسَ أَوْ تَجَشَّأَ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ مِنَ الْحَالِ صَرَفَ اللَّهُ عَنْهُ سَبْعِينَ دَاءً أَهْوَنُهَا الْجُذَامُ (عد خطّ) مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرو وَلَا يَصح فِيهِ مُحَمَّد ابْن كثير (تعقب) بِأَن لَهُ شَاهدا عَن عَليّ مَوْقُوفا: إِذا عطس العَبْد فَقَالَ الْحَمد لله على كل حَال لم يصبهُ وجع الْأُذُنَيْنِ وَلَا وجع الأضراس، أخرجه الخلعي فِي فَوَائده وَفِيه رجل لم يسم، وَعنهُ أَيْضا من قَالَ عِنْد كل عطسة يسْمعهَا الْحَمد لله رب الْعَالمين على كل حَال مَا كَانَ لم يجد وجع ضرس وَلَا أذن أبدا، أخرجه ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه (قلت) هَذَا شَاهد لبعضه لَا لكله وَالله تَعَالَى أعلم.
(37) [حَدِيثٌ] مَنْ بَدَرَ الْعَاطِسَ إِلَى مَحَامِدِ اللَّهِ عُوفِيَ مِنْ وَجَعِ الدَّاءِ وَالدُّبَيْلَةِ (خطّ) من حَدِيث أبي أَيُّوب الْأنْصَارِيّ وَلَا يَصح فِيهِ عمر بن صبح وَبشير بن زَاذَان مَتْرُوك (تعقب) بِأَن لَهُ طرقا فَعِنْدَ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط من حَدِيث عَليّ (قلت) قَالَ الهيثمي فِي الْمجمع فِيهِ الْحَارِث الْأَعْوَر ضعفه الْجُمْهُور ووثق وَفِيه من لم أعرفهم وَالله أعلم، وَعند ابْن عَسَاكِر من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَعند التِّرْمِذِيّ الْحَكِيم من حَدِيث وَاثِلَة وَعند الْحَاكِم فِي تَارِيخه من حَدِيث ابْن عمر وَعند الديلمي من حَدِيث أنس.(2/292)
(38) [حَدِيثٌ] إِذَا طَنَّتْ أُذُنُ أَحَدِكُمْ فَلْيُصَلِّ عَلَيَّ وَلْيَقُلْ ذَكَرَ اللَّهُ بِخَيْرٍ مَنْ ذَكَرَنِي (عق) من حَدِيث أبي رَافع وَفِيه مُحَمَّد بن عبيد الله بن أبي رَافع (تعقب) بِأَن مُحَمَّد بن عبيد الله من رجال ابْن مَاجَه، وَلم يتهم بكذب (قلت) مر فِي الْمُقدمَة عَن الْحَافِظ ابْن حجر أَنه قَالَ مُتَّهم وَالله تَعَالَى أعلم.
والْحَدِيث أخرجه ابْن السّني فِي عمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة وَالْبَيْهَقِيّ فِي الدَّعْوَات، وَقَالَ إِسْنَاده ضَعِيف (قلت) وَاحْتج بِهِ النَّوَوِيّ فِي الْأَذْكَار لاستحباب ذَلِك عِنْد طنين الْأذن فَهُوَ عِنْده ضَعِيف لَا مَوْضُوع وَذكره ابْن الْجَزرِي فِي الْحصن الْحصين، وَقد قَالَ فِي أَوله أَرْجُو أَن يكون جَمِيع مَا فِيهِ صَحِيحا وَيُؤَيِّدهُ أَن ابْن خُزَيْمَة أخرجه فِي صَحِيحَة وَهُوَ عجب، فَإِن الحَدِيث لَيْسَ على شَرط الصَّحِيح وَالله تَعَالَى أعلم.
(39) [حَدِيثٌ] مَنْ حَدَّثَ حَدِيثًا فَعَطَسَ عِنْدَهُ فَهُوَ حَقٌّ (شا) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه مُعَاوِيَة بن يحيى أَبُو مُطِيع وَلَيْسَ بِشَيْء وَتَابعه عبد الله بن جَعْفَر وَالِد عَليّ بن الْمَدِينِيّ وَهُوَ مَتْرُوك (تعقب) بِأَن الحَدِيث أخرجه أَبُو يعلى وَالطَّبَرَانِيّ من طَرِيق مُعَاوِيَة الْمَذْكُور (قلت) هَذَا لَا يمْنَع أَن يكون مَوْضُوعا غير أَن الهيثمي أعله بِمُعَاوِيَة وَقَالَ ضَعِيف وَالله أعلم، وَله طَرِيق آخر فَعِنْدَ الطَّبَرَانِيّ من حَدِيث أنس أصدق الحَدِيث مَا عطس عِنْده (قلت) قَالَ الهيثمي فِيهِ جَعْفَر بن مُحَمَّد بن ماجد شيخ الطَّبَرَانِيّ لم أعرفهُ وَعمارَة بن زَاذَان وَثَّقَهُ أَبُو زرْعَة وَجَمَاعَة وَفِيه ضعف وَبَقِيَّة رجالة ثِقَات وَالله أعلم.
وَله شَوَاهِد من قَول عمر بن الْخطاب وَأبي رهم المسمعي وَعَطَاء أخرجهَا الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ، وَعند الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب بِسَنَد فِيهِ ضعف من حَدِيث أنس من السَّعَادَة العطاس عِنْد الدُّعَاء، وَعند الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ بِسَنَد ضَعِيف من حَدِيث أبي وهيب السّلمِيّ: الفال مُرْسل والعطاس شَاهد وَسُئِلَ النَّوَوِيّ هَذَا الَّذِي يَقُول النَّاس عِنْد الحَدِيث إِذا عطس إِنْسَان إِنَّه تَصْدِيق للْحَدِيث هَل لَهُ أصل فَأجَاب نعم لَهُ أصل أصيل روى أَبُو يعلى فِي مُسْنده بِإِسْنَاد حسن عَن أبي هُرَيْرَة وَذكر الحَدِيث الَّذِي كلامنا فِيهِ، ثمَّ قَالَ كل إِسْنَاده ثِقَات متقنون إِلَّا بَقِيَّة فمختلف فِيهِ وَأكْثر الْحفاظ يحتجون بروايته عَن الشاميين وَهُوَ يروي هَذَا الحَدِيث عَن مُعَاوِيَة بن يحيى الشَّامي (قلت) فَهَذَا تَصْرِيح من النَّوَوِيّ بتوثيق مُعَاوِيَة بن يحيى وَهُوَ كَذَلِك فَإِنَّهُ إِن يكن أَبَا مُطِيع كَمَا صرح بِهِ ابْن الْجَوْزِيّ وَمن قبله ابْن عدي فقد أخرج لَهُ النَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَوَثَّقَهُ ابْن معِين وَأَبُو حَاتِم وَأَبُو زرْعَة وَصَالح(2/293)
جزرة وَأَبُو عَليّ النَّيْسَابُورِي وَإِن يكن هُوَ أَبَا روح الصَّدَفِي كَمَا ظَنّه الذَّهَبِيّ وَصرح بِهِ الهيثمي فِي الْمجمع فقد أخرج لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَوَثَّقَهُ البُخَارِيّ وَالله تَعَالَى أعلم.
(40) [حَدِيثٌ] إِنَّ السَّلامَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى وَضَعَهُ فِي الأَرْضِ تَحِيَّةً لأَهْلِ دِينِنَا وَأَمَانًا لأَهْلِ ذِمَّتِنَا (طب) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة تفرد بِهِ عصمَة بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ (تعقب) بِأَن لَهُ طرقا أُخْرَى فَأخْرجهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب من وَجه آخر عَن أبي هُرَيْرَة وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث أبي أُمَامَة وَصَححهُ الضياء فِي المختارة وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ من طرق عَن ابْن مَسْعُود مَرْفُوعا وموقوفا وَأخرجه عَن ابْن عمر مَوْقُوفا وَأخرجه الْقُضَاعِي فِي مُسْند الشهَاب من حَدِيث أنس.
(41) [حَدِيثٌ] إِذَا صَافَحَ الْمُؤْمِنُ الْمُؤْمِنَ نَزَلَتْ عَلَيْهِمَا مِائَةُ رَحْمَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ لأَحْسَنِهِمَا لِقَاءً (خطّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، وَمن حَدِيث الْبَراء بن عَازِب وَكِلَاهُمَا من طَرِيق مُحَمَّد بن عبد الله الْأُشْنَانِي (تعقب) بِأَنَّهُ جَاءَ من حَدِيث عمر بن الْخطاب بِنَحْوِهِ أخرجه أَبُو الشَّيْخ فِي الثَّوَاب وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب.
(42) [حَدِيثٌ] يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ هُمْ فِيهِ ذِئَابٌ فَمَنْ لَمْ يَكُنْ ذِئْبًا أَكَلَتْهُ الذِّئَابُ (خطّ) من حَدِيث أنس تفرد بِهِ زِيَاد وَهُوَ مَتْرُوك (تعقب) بِأَن زيادا ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَقَالَ رُبمَا يهم والْحَدِيث أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط (قلت) إِخْرَاج الطَّبَرَانِيّ لَهُ لَا يمْنَع الحكم عَلَيْهِ بِالْوَضْعِ وَلما ذكره الهيثمي فِي الْمجمع قَالَ فِيهِ من لم أعرفهم وَزِيَاد النميري مُخْتَلف فِيهِ وَالله تَعَالَى أعلم.
(43) [حَدِيثٌ] النَّاسُ سَوَاءٌ كَأَسْنَانِ الْمُشْطِ وَإِنَّمَا يَتَفَاضَلُونَ بِالْعَافِيَةِ وَالْمَرْءُ كَثِيرٌ بِأَخِيهِ يَرْفِدُهُ وَيَكْسُوهُ وَيَحْمِلُهُ وَلا خَيْرَ فِي صُحْبَةِ مَنْ لَا يَرَى لَكَ مِثْلَ مَا تَرَى لَهُ (عد) من حَدِيث أنس وَفِيه سُلَيْمَان بن عمر (تعقب) بِأَن لَهُ طَرِيقا آخر أخرجه الْحسن ابْن سُفْيَان فِي مُسْند، وَأَبُو بشر الدولابي فِي الكنى من حَدِيث سهل بن سعد وَفِي سندهما بكار ابْن شُعَيْب الدِّمَشْقِي ضَعِيف لكنه تَابعه غياث بن عبد الحميد أخرجه ابْن لال (قلت) غياث الْمَذْكُور قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان يعرف بِحَدِيث مُنكر مَا أَظن لَهُ غَيره روى عَن ابْن عجلَان عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا من سَابق إِلَى الصَّلَاة ليسبقها خشيَة أَن يسْبقهُ رَجَاء الله وَالدَّار الْآخِرَة أدخلهُ الْجنَّة أخرجه الْعقيلِيّ قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر وَوجدت(2/294)
لَهُ حَدِيثا آخر غَرِيبا أخرجه المستغفري فِي الصَّحَابَة فِي تَرْجَمَة أبي الْوَقَّاصِ (قلت) فَهَذَا ثَالِث وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.
(44) [حَدِيثٌ] إِنَّ الْعَجم يبدأون بِكِبَارِهِمْ إِذَا كَتَبُوا إِلَيْهِمْ فَإِذَا كَتَبَ أَحَدُكُمْ إِلَى أَخِيهِ فَلْيَبْدَأْ بِنَفْسِهِ (عق) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْقشيرِي مَجْهُول وَحَدِيثه مُنكر وَلَا يُتَابع عَلَيْهِ (تعقب) بِأَن لَهُ طَرِيقا أُخْرَى فَأخْرجهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط من حَدِيث أبي الدَّرْدَاء وَالْحَاكِم وَصَححهُ عَن الْعَلَاء بن الْحَضْرَمِيّ أَنه كَانَ عَامل النَّبِي على الْبَحْرين وَكَانَ إِذا كتب إِلَيْهِ بَدَأَ بِنَفسِهِ أخرجه الْحَاكِم وَصَححهُ وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه وَترْجم عَلَيْهِ بَاب الرجل يبْدَأ بِنَفسِهِ فِي الْكتاب وَأخرج عَن سلمَان قَالَ لم يكن أحد أعظم حُرْمَة من رَسُول الله وَكَانَ أَصْحَابه إِذا كتبُوا إِلَيْهِ يَكْتُبُونَ من فلَان إِلَى مُحَمَّد رَسُول الله، وَأخرج أَيْضا عَن أبي قَتَادَة إِن أَبَا عُبَيْدَة بن الْجراح وخَالِد بن الْوَلِيد كتبا إِلَى عمر بن الْخطاب فبدآ بأنفسهما.
(45) [حَدِيثٌ] رَدُّ جَوَابِ الْكِتَابِ حَقٌّ كَرَدِّ السَّلامِ (عد) من حَدِيث أنس وَفِيه الْحسن الْبَلْخِي وَأحمد بن عبد الله الْفرْيَابِيّ (تعقب) بِأَن لَهُ شَاهدا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَوْقُوفًا أَخْرَجَهُ ابْن أبي شيبَة وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَمَرْفُوعًا أخرجه ابْن لال والقضاعي فِي مُسْند الشهَاب، وَنقل عَن شَيْخه الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ إِنَّه قَالَ وَلَيْسَ بِالْقَوِيّ يَعْنِي إِسْنَاده.
(46) [حَدِيثٌ] مَنْ عَيَّرَ أَخَاهُ بِذَنْبٍ لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَعْمِلَهُ (ابْن أبي الدُّنْيَا) من حَدِيث معَاذ بن جبل وَلَا يَصح فِيهِ مُحَمَّد بن الْحسن الْهَمدَانِي (تعقب) بِأَن الحَدِيث أخرجه التِّرْمِذِيّ من هَذَا الطَّرِيق، وَقَالَ حسن غَرِيب، وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَله شَوَاهِد عَن عمر رَضِي الله عَنهُ لَا تعيروا أحدا فيفشو فِيكُم الْبلَاء أخرجه ابْن عَسَاكِر عَن يحيى بن جَابر، مَا عَابَ رجل قطّ بِعَيْب إِلَّا ابتلاه الله مثل ذَلِك الْعَيْب، وَعَن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ إِنِّي لأرى الشَّيْء أكرهه فَمَا يَمْنعنِي أَن أَتكَلّم فِيهِ إِلَّا مَخَافَة أَن أَبْتَلِي بِمثلِهِ أخرجهُمَا الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب، وَعَن الْحسن كَانُوا يَقُولُونَ من رمى أَخَاهُ بذنب وَقد تَابَ إِلَى الله مِنْهُ لم يمت حَتَّى يَبْتَلِيه الله بِهِ، أخرجه ابْن أبي الدُّنْيَا.(2/295)
(47) [حَدِيثٌ] الْبَلاءُ مُوَكَّلٌ بِالْمَنْطِقِ فَلَوْ أَنَّ رَجُلا عَيَّر رَجُلا بِرَضَاعِ كَلْبِهِ لَرَضَعَهَا (خطّ) من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَلَا يَصح فِيهِ نصر بن بَاب (تعقب) بِأَن الْخَطِيب روى عَن عبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل قَالَ قلت لأبي سَمِعت أَبَا خَيْثَمَة يَقُول: نصر بن بَاب كَذَّاب فَقَالَ اسْتغْفر الله إِنَّمَا عابوا عَلَيْهِ أَنه حَدِيث عَن إِبْرَاهِيم الصايغ وَإِبْرَاهِيم من أهل بَلَده وَلَا يُنكر أَن يكون سمع مِنْهُ.
(48) [حَدِيثٌ] إِنَّ الْبَلاءَ مُوَكَّلٌ بِالْقَوْلِ مَا قَالَ عَبْدٌ لِشَيْءٍ لَا وَاللَّهِ لَا أَفْعَلُهُ أَبَدًا إِلا تَرَكَ الشَّيْطَانُ كُلَّ عَمَلٍ وَوَلِعَ بِذَلِكَ مِنْهُ يُؤْثِمُهُ (خطّ) وَلَا يَصح تفرد بِهِ عبد الْملك بن هَارُون بن عنترة (تُعُقِّبَ) بِأَنَّ لَهُ طَرِيقًا آخَرَ أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَأخرج أَيْضا صَدره من حَدِيث أنس وَقَالَ تفرد بِهِ أَبُو جَعْفَر بن أبي فَاطِمَة الْمصْرِيّ وَأخرج ابْن لال فِي مَكَارِم الْأَخْلَاق من حَدِيث ابْن عَبَّاس مَا من طامة إِلَّا وفوقها طامة وَالْبَلَاء مُوكل بالْمَنْطق وَأخرج ابْن أبي الدُّنْيَا فِي ذمّ الْغَيْبَة من مُرْسل الْحسن الْبلَاء مُوكل بالْقَوْل.
(49) [حَدِيثٌ] لَوْ أَدْرَكْتُ وَالِدَيَّ أَوْ أَحَدَهُمَا وَأَنَا فِي الصَّلاةِ وَقَدْ قَرَأْتُ الْفَاتِحَةَ يُنَادِي يَا مُحَمَّدُ لأَجَبْتُهُ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث طلق بن عَليّ وَفِيه يس بن معَاذ (تعقب) بِأَن الحَدِيث أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَقَالَ يس ضَعِيف (قلت) وَكَذَلِكَ أَشَارَ الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الموضوعات إِلَى ضعفه من جِهَة يس ثمَّ استدرك فَقَالَ وَلَكِن فِي سَنَده هناد النَّسَفِيّ وَالله أعلم.
(50) [حَدِيثٌ] مَنْ قَبَّلَ بَيْنَ عَيْنَيْ أُمِّهِ كَانَ لَهُ سَتْرًا مِنَ النَّارِ (عد) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاس وَقَالَ مُنكر إِسْنَادًا ومتنا وَفِيه أَبُو مقَاتل وَهُوَ السَّمرقَنْدِي لَا يعْتَمد على رِوَايَته (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجه فِي الشّعب من هَذَا الطَّرِيق وَقَالَ إِسْنَاده غير قوي.
(51) [حَدِيثُ] عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى أَنَّ شَابًّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ فَدُعِيَ لَهُ رَسُولُ الله فَقَالَ لَهُ قُلْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَقَالَ لَا أَقْدِرُ أَنْ أَقُولَهَا قَالَ وَلِمَ قَالَ كَهَيْئَةِ الْقُفْلِ عَلَى قَلْبِي إِذَا أَرَدْتُ أَنْ أَقُولَهَا عِنْدَكَ فَقَالَ النَّبِي لَهُ وَالِدَانِ أَوْ أَحَدُهُمَا قَالُوا أُمٌّ فَدُعِيَتْ فَقَالَ ارْضِي عَنِ ابْنِكِ فَقَالَتْ أُشْهِدُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنِّي عَنِ ابْنِي رَاضِيَةٌ فَقَالَ قُلْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَقَالَ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّاهُ بِي (عق) وَلَا يَصح فِيهِ دَاوُد بن إِبْرَاهِيم قَاضِي قزوين وَفِيه حَامِد الْعَطَّار مَتْرُوك (تعقب) بِأَن دَاوُد تَابعه.(2/296)
فُضَيْل بن عبد الْوَهَّاب أخرجه الخرائطي فِي مساوي الْأَخْلَاق وحامد تَابعه فَايِد أَبُو الورقاء أخرجه الطَّبَرَانِيّ وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَقَالَ تفرد بِهِ فَايِد وَلَيْسَ بِالْقَوِيّ.
(52) [حَدِيثٌ] إِنَّ الْعَبْدَ لَيَمُوتُ أَبَوَاهُ أَوْ أَحَدُهُمَا وَإِنَّهُ لَعَاقٌّ فَلا يَزَالُ يَدْعُو وَيَسْتَغْفِرُ لَهُمَا حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ بَارًّا (رَوَاهُ لَاحق بن الْحُسَيْن) من حَدِيث أنس ولاحق كَذَّاب يضع (تعقب) بِأَن لَهُ طَرِيقا آخر أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَله شَاهد من مُرْسل مُحَمَّد بن سِيرِين أخرجه الْبَيْهَقِيّ أَيْضا وَقَالَ هَذَا على إرْسَاله أصح من الأول وَقَالَ الْعِرَاقِيّ فِي تَخْرِيج الْإِحْيَاء هَذَا مُرْسل صَحِيح الْإِسْنَاد.
(53) [حَدِيثٌ] مَا أَحْسَنَ الْهَدِيَّةَ أَمَامَ الْحَاجَةِ (قطّ) فِي غرايب مَالك من حَدِيث أنس وَقَالَ بَاطِل عَن مَالك وَرَوَاهُ الموقري عَن الزُّهْرِيّ عَن أنس والموقري ضَعِيف وَرَوَاهُ أَحْمد بن حَنْبَل عَن عباد عَن شيخ عَن الزُّهْرِيّ مُرْسلا بِلَفْظ نعم الشَّيْء الْهَدِيَّة أَمَام الْحَاجة قَالَ أَحْمد يَقُولُونَ الشَّيْخ سُلَيْمَان بن أَرقم وَسليمَان بن أَرقم مَتْرُوك وَرَوَاهُ عَمْرو بن عبد الْمُؤمن عَن فليح عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة وَعَمْرو وهاه ابْن حبَان (خطّ) من حَدِيث عَائِشَة بِلَفْظ نعم مِفْتَاح الْحَاجة الْهَدِيَّة بَين يَديهَا وَلَا يَصح فِيهِ عَمْرو ابْن خَالِد الْأَعْشَى قَالَ الْخَطِيب حَدثنِي العتيقي قَالَ حضرت الدَّارَقُطْنِيّ وَقد جَاءَهُ أَبُو الْحُسَيْن الْبَيْضَاوِيّ بِبَعْض الغرباء وَسَأَلَهُ أَن يقْرَأ لَهُ شَيْئا فَامْتنعَ واعتل بِبَعْض الْعِلَل وسئله أَن يملي عَلَيْهِ أَحَادِيث فأملى عَلَيْهِ الدَّارَقُطْنِيّ من حفظه مَجْلِسا يزِيد عدد أَحَادِيثه على الْعشْرَة متون جَمِيعهَا نعم الشَّيْء الْهَدِيَّة أَمَام الْحَاجة وَانْصَرف الرجل ثمَّ جَاءَهُ بعد وَقد أهْدى لَهُ شَيْئا فقربه وأملى عَلَيْهِ من حفظه بضعَة عشر حَدِيثا متون جَمِيعهَا إِذا أَتَاكُم كريم قوم فأكرموه (قَالَ) ابْن الْجَوْزِيّ وَاعجَبا من الدَّارَقُطْنِيّ كَيفَ يروي حديثين لَيْسَ فيهمَا مَا يَصح وَلم يبين أما الأول فقد تكلمنا عَلَيْهِ وَأما الثَّانِي فَقَالَ ابْن عدي هُوَ يعرف بشيخ يُقَال لَهُ الْخَلِيل بن مُسلم الْبَاهِلِيّ ثمَّ ظهر مُحَمَّد بن ربيعَة فَرَوَاهُ عَن أَبِيه ثمَّ سَرقه مِنْهُمَا أَبُو ميسرَة الْحَرَّانِي (تعقب) فَقيل بل وَاعجَبا مِنْك يَا ابْن الْجَوْزِيّ كَيفَ تهجم على رد الْأَحَادِيث الثَّابِتَة من غير تثبت وَلَا تتبع فَحَدِيث إِذا أَتَاكُم كريم قوم فأكرموه ورد من رِوَايَة أَكثر من عشرَة من الصَّحَابَة فَهُوَ متواتر على رَأْي من يَكْتَفِي فِي التَّوَاتُر بِعشْرَة فَأخْرجهُ ابْن خُزَيْمَة وَالطَّبَرَانِيّ وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب من حَدِيث جرير وَالْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك(2/297)
مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله والحكيم التِّرْمِذِيّ فِي النَّوَادِر من حَدِيث ابْن عَمْرو الطَّبَرَانِيّ من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَعبد الله بن ضَمرَة ومعاذ بن جبل، وَالْبَزَّار من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَابْن عدي من حَدِيث أبي قَتَادَة، وَابْن عَسَاكِر من حَدِيث أنس وعدي بن حَاتِم والدولابي فِي الكنى، وَابْن عَسَاكِر من حَدِيث أبي رَاشد، وَلِحَدِيث عَائِشَة فِي الْهَدِيَّة طَرِيق آخر عِنْد الْحَاكِم فِي تَارِيخه، وَجَاء أَيْضا من حَدِيث الْحُسَيْن بن عَليّ، أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير.
(54) [حَدِيثٌ] إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ بِهَدِيَّةٍ فَجُلَسَاؤُهُ شُرَكَاؤُهُ فِيهَا (خطّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس، وَلَا يَصح فِيهِ يحيى الْحمانِي، ومندل بن عَليّ ضَعِيف (عق) من حَدِيثه أَيْضا من طَرِيق عبد السَّلَام بن عبد القدوس، وَمن حَدِيث عَائِشَة وَفِيه الوضاح بن خَيْثَمَة لَا يُتَابع عَلَيْهِ (تعقب) بِأَن حَدِيث ابْن عَبَّاس علقه البُخَارِيّ فِي صَحِيحه، وَهُوَ مشْعر بِأَن لَهُ أصلا إشعارا يؤنس بِهِ ويركن إِلَيْهِ كَمَا قَالَه ابْن الصّلاح فِي تعاليق البُخَارِيّ الَّتِي بِصِيغَة التمريض وليحي الْحمانِي متابع عِنْد أبي نعيم فِي الْحِلْية، وَآخر عِنْد الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه، ولمندل وَعبد السَّلَام متابع عِنْد ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخه، ومندل لم يتهم بكذب بل قَالَ أَبُو زرْعَة لين، وَقَالَ أَبُو حَاتِم: شيخ، وَقَالَ الْعجلِيّ جَائِز الحَدِيث يتشيع وَهَذَا من صِيغ التَّعْدِيل، فَهَذَا الحَدِيث شَاهد لحَدِيث عَائِشَة، وَله شَاهد آخر من حَدِيث الْحسن بن عَليّ، أخرجه أَبُو بكر الشَّافِعِي فِي فَوَائده وَالطَّبَرَانِيّ (قلت) قَالَ الهيثمي فِي الْمجمع فِيهِ يحيى بن سعيد الْعَطَّار وَهُوَ ضَعِيف وَالله تَعَالَى أعلم.
(55) [حَدِيثٌ] لَرَدُّ دَانِقٍ مِنْ حَرَامٍ يَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ سَبْعِينَ أَلْفَ حَجَّةٍ، وَفِي لفظ سبعين حجَّة (عد) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه إِسْحَاق بن وهب الطهرمسي، وَسَرَقَهُ مِنْهُ أَحْمد بن مُحَمَّد بن الصَّلْت فَرَوَاهُ عَن يحيى بن سُلَيْمَان بن نَضْلَة عَن مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر (تعقب) بِأَنَّهُ رَوَاهُ عَن يحيى بن سُلَيْمَان غير ابْن الصَّلْت وَهُوَ الْحُسَيْن بن الْعَبَّاس المراوحي وَمن طَرِيقه أخرجه الديلمي (قلت) الْحُسَيْن الْمَذْكُور مَا وقفت لَهُ على تَرْجَمَةٍ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.
(56) [حَدِيثٌ] يُؤْمَرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِنَاسٍ إِلَى الْجَنَّةِ، حَتَّى إِذَا دَنَوْا مِنْهَا وَنَظَرُوا إِلَيْهَا وَاسْتَنْشَقُوا رِيحَهَا وَنَظَرُوا إِلَى مَا أُعِدَّ لأَهْلِهَا.
نُودُوا أَنْ أَخِّرُوهُمْ عَنْهَا لَا نَصِيبَ لَهُم فِيهَا(2/298)
فَيَرْجِعُونَ بِحَسْرَةٍ مَا رَجَعَ أَحَدٌ بِمِثْلِهَا فَيَقُولُونَ لَوْ أَدْخَلْتَنَا النَّارَ قَبْلَ أَنْ تُرِيَنَا مَا أَرَيْتَنَا مِنْ ثَوَابِكَ وَمَا أَعْدَدْتَ فِيهَا لأَوْلِيَائِكَ، كَانَ أَهْوَنَ عَلَيْنَا، قَالَ: ذَلِكَ أَرَدْتُ بِكُمْ، كُنْتُمْ إِذَا خَلَوْتُمْ بَارَزْتُمُونِّي بِالْعَظَائِمِ، وَإِذَا لَقِيتُمُ النَّاسَ لَقِيتُمُوهُمْ مُخْبِتِينَ تُعْطُونَ النَّاسَ خِلافَ مَا تُعْطِونِّي مِنْ قُلُوبِكُمْ، هِبْتُمُ النَّاسَ وَلَمْ تَهَابُونِي أَجْلَلْتُمُ النَّاسَ وَلَمْ تُجِلُّونِي وَتَرْكُتُمْ لِلنَّاسِ وَلَمْ تَتْرُكُوا لِي فَالْيَوْمَ أُذِيقُكُمُ الْعَذَابَ مَعَ مَا حُرِمْتُمْ مِنَ الثَّوَابِ (الْحسن بن سُفْيَان) من حَدِيث عدي بن حَاتِم وَفِيه أَبُو جُنَادَة حُصَيْن بن مُخَارق (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجه فِي الشّعب من هَذَا الطَّرِيق وَلم ينْفَرد بِهِ أَبُو جُنَادَة، بل تَابعه يحيى بن مَيْمُون الْحداد أَخْرَجَهُ ابْنُ النَّجَّارِ فِي تَارِيخِهِ.
(57) [حَدِيثٌ] إِذَا اغْتَابَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيَسْتَغْفِرِ اللَّهَ فَإِنَّهَا كَفَّارَةٌ (عد) مِنْ حَدِيثِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ وَفِيه أَبُو دَاوُد سُلَيْمَان بن عَمْرو (قطّ) من حَدِيث جَابر بِلَفْظ من اغتاب رجلا ثمَّ اسْتغْفر الله لَهُ من بعد ذَلِك غفرت لَهُ غيبته، وَفِيه حَفْص بن عمر الْأَيْلِي (ابْن أبي الدُّنْيَا) من حَدِيث أنس بِلَفْظ كَفَّارَة من اغْتَبْته أَن تستغفر لَهُ، وَفِيه عَنْبَسَة بن عبد الرَّحْمَن (تعقب) بِأَنَّهُ من الطَّرِيق الثَّالِث أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الدَّعْوَات والشعب وَقَالَ ضَعِيف الْإِسْنَاد وَكَذَلِكَ اقْتصر الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ فِي تَخْرِيج الْإِحْيَاء على تَضْعِيفه وَله شَاهد عَن عبد الله بن الْمُبَارك قَوْله أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَاسْتشْهدَ لَهُ الْبَيْهَقِيّ أَيْضا بِحَدِيث حُذَيْفَة كَانَ فِي لساني ذرب على أَهلِي فَسَأَلت النَّبِي فَقَالَ: أَيْن أَنْت من الاسْتِغْفَار يَا حُذَيْفَة إِنِّي لأستغفر الله كل يَوْم مائَة مرّة، قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَقد ذكره البُخَارِيّ فِي تَارِيخه وَقَالَ: وَأَصَح مِنْهُ حَدِيث أبي هُرَيْرَة، من كَانَت عِنْده مظْلمَة لِأَخِيهِ فليستحله مِنْهَا قَالَ الْبَيْهَقِيّ فَإِن صَحَّ حَدِيث حُذَيْفَة فَيحْتَمل أَن يكون النَّبِي أمره بالاستغفار رَجَاء أَن يُرْضِي الله خَصمه يَوْم الْقِيَامَة ببركة استغفاره (قلت) وَقد نَاقض ابْن الْجَوْزِيّ فَذكر حَدِيث أنس فِي كِتَابه الْحَقَائِق، وَقد قَالَ إِنَّه لَا يذكر فِيهِ إِلَّا الحَدِيث الصَّحِيح هَكَذَا قَالَه الْعَلامَة ابْن مُفْلِح فِي الْآدَاب الشَّرْعِيَّة ثمَّ نقل عَن ابْن عبد الْبر أَنه حكى فِي بهجة الْمجَالِس عَن حُذَيْفَة رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ: كَفَّارَة من اغْتَبْته أَن تستغفر لَهُ، ثمَّ قَالَ وبمثل قَول ابْن الْمُبَارك أفتى الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين ابْن الصّلاح، وَالله تَعَالَى أعلم.(2/299)
(58) [حَدِيثُ] سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله يَقُولُ - وَأَقْبَلَ عَلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ: يَا أُسَامَةَ عَلَيْكَ بِطَرِيقِ الْجَنَّةِ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَخْتَلِجَ دُونَهَا فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَسْرَعُ مَا يُقْطَعُ بِهِ ذَلِكَ الطَّرِيقُ، قَالَ الظَّمَأُ فِي الْهَوَاجِرِ، وَكَسْرُ النَّفْسِ عَنْ لَذَّةِ الدُّنْيَا، يَا أُسَامَةُ عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ يُقَرِّبُ إِلَى اللَّهِ لَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ رِيحِ فَمِ الصَّائِمِ تَرَكَ الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَأْتِيَكَ الْمَوْتُ وَبَطْنُكَ جَائِعٌ وَكَبِدُكَ ظَمْآنُ فَافْعَلْ فَإِنَّكَ تُدْرِكُ شَرَفَ الْمَنَازِلِ فِي الآخِرَةِ وَتَحُلُّ مَعَ النَّبِيِّينَ وَتُفَرِّحُ الأَنْبِيَاءَ بِقُدُومِ رُوحِكَ عَلَيْهِمْ، وَيُصَلِّي عَلَيْكَ الْجَبَّارُ تَعَالَى، إِيَّاكَ يَا أُسَامَةُ وَكُلَّ كَبِدٍ جَائِعٍ تُخَاصِمُكَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَا أُسَامَةُ إِيَّاكَ وَدُعَاءَ عِبَادٍ قَدْ أذابوا اللحوم بالرياح والسموم وأظمأوا الأَكْبَادَ حَتَّى غُشِيَتْ أَبْصَارُهُمْ، فَإِنَّ اللَّهَ إِذَا نَظَرَ إِلَيْهِمْ سُرَّ بِهِمْ، فَبَاهَى بِهِمُ الْمَلائِكَةَ، بِهِمْ تُصْرَفُ الزَّلازِلُ وَالْفِتَنُ.
ثُمَّ بَكَى النَّبِي حَتَّى اشْتَدَّ نَحِيبُهُ وَهَابَ النَّاسُ أَنْ يُكَلِّمُوهُ، حَتَّى ظَنُّوا أَنَّهُ قَدْ حَدَثَ مِنَ السَّمَاءِ حَدَثٌ، ثُمَّ قَالَ: وَيْحٌ لِهَذِهِ الأُمَّةِ مَا يَلْقَى مِنْهُمْ مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ فِيهِمْ كَيْفَ يَقْتُلُونَهُ وَيُكَذِّبُونَهُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ أَطَاعَ اللَّهَ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَالنَّاسُ يَوْمَئِذٍ عَلَى الإِسْلامِ قَالَ: نَعَمْ يَقْتُلُونَ مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ، وَأَمَرَهُمْ بِطَاعَةِ اللَّهِ، يَا عُمَرُ تَرَكَ الْقَوْمُ الطَّرِيقَ، وَرَكِبُوا الدَّوَابَّ وَلَبِسُوا اللَّيِّنَ مِنَ الثِّيَابِ، وَخَدَمَتْهُمْ أَبْنَاءُ فَارِسَ وَالرُّومِ، يَتَزَيَّنُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ زِينَةَ الْمَرْأَةِ لِزَوْجِهَا، وَتَتَبَرَّجُ النِّسَاءُ، زِيُّهُمْ زِيُّ الْمُلُوكِ، وَدِينُهُمْ دِينُ كِسْرَى هُرْمُزَ، يَتَسَمَّنُونَ يَتَبَاهَوْنَ بِالْجَشَّاءِ وَاللِّبَاسِ، وَإِذَا تَكَلَّمَ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ، عَلَيْهِمُ الْعَبَاءُ مُنْحَنِيَةٌ أَصْلابُهُمْ، قَدْ ذَبَحُوا أَنْفُسَهُمْ مِنَ الْعَطَشِ، فَإِذَا تَكَلَّمَ مِنْهُمْ مُتَكَلِّمٌ كُذِّبَ، وَقِيلَ لَهُ أَنْتَ قَرِينُ الشَّيْطَانِ وَرَأْسُ الضَّلالَةِ، تُحَرِّمُ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ، تَأَوَّلُوا الْكِتَابَ عَلَى غَيْرِ تَأْوِيلِهِ، وَاسْتَذَلُّوا أَوْلِيَاءَ اللَّهِ، وَاعْلَمْ يَا أُسَامَةُ أَنَّ أَقْرَبَ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ طَالَ حُزْنُهُ وَعَطَشُهُ وَجُوعُهُ فِي الدُّنْيَا، الأَخْفِيَاءُ الأَبْرَارُ الَّذِينَ إِذَا شُهِدُوا لَمْ يُعْرَفُوا وَإِنْ غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا يُعْرَفُونَ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ وَيَخْتَفُونَ عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ تَعْرِفُهُمْ بِقَاعُ الأَرْضِ وَتَحُفُّ بِهِمُ الْمَلائِكَةُ نَعِمَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا وَتَنَعَّمُوا هُمْ بِالْجُوعِ وَالْعَطَشِ وَلَبِسَ النَّاسُ لَيِّنَ الثِّيَابِ وَلَبِسُوا هُمْ خَشِنَ الثِّيَابِ، افْتَرَشَ النَّاسُ الْفُرُشَ؛ وَافْتَرَشُوا الْجِبَاهَ وَالرُّكَبَ، ضَحِكَ النَّاسُ وَبَكَوْا، أَلا لَهُمُ الشَّرَفُ فِي الآخِرَةِ، يَا لَيْتَنِي قَدْ رَأَيْتُهُمْ، بِقَاعُ الأَرْضِ بِهِمْ رَحْبَةٌ، والجبار عَنْهُم(2/300)
رَاضٍ، ضَيَّعَ النَّاسُ فِعْلَ النَّبِيِّينَ وَأَخْلاقَهُمْ وَحَفِظُوهَا، الرَّاغِبُ مَنْ رَغِبَ إِلَى اللَّهِ فِي مِثْلِ رَغْبَتِهِمُ، الْخَاسِرُ مَنْ خَالَفَهُمْ تَبْكِي الأَرْضُ إِذَا فَقَدَتْهُمْ، وَيَسْخَطُ اللَّهِ عَلَى بَلَدٍ لَيْسَ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ؛ يَا أُسَامَةُ إِذَا رَأَيْتَهُمْ فِي قَرْيَةٍ فَاعْلَمْ أَنَّهُمْ أَمَانٌ لأَهْلِ تِلْكَ الْقَرْيَةِ، لَا يُعَذِّبُ اللَّهُ قَوْمًا هُمْ فِيهِمُ، اتَّخِذْهُمْ لِنَفْسِكَ تنجو بِهِمْ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَدَعَ مَا هُمْ عَلَيْهِ، فَتَزِلَّ قَدَمُكَ فَتَهْوَى فِي النَّارِ؛ حَرَّمُوا حَلالا أَحَلَّهُ اللَّهُ لَهُمْ طَلَبُ الْفَضْلِ فِي الآخِرَةِ تَرَكُوا الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ عَنْ قدرَة لم يتكابوا على الدُّنْيَا اتكاب الْكِلابِ عَلَى الْجِيَفِ، أَكَلُوا الْعَلَقَ وَلَبِسُوا الْخِرَقَ وَتَرَاهُمْ شُعْثًا غُبْرًا يُظَنُّ بِهِمْ دَاءٌ وَمَا بِهِمْ مِنْ دَاءٍ وَيَظُنُّ النَّاسُ أَنَّهُمْ قَدْ خُولِطُوا، وَمَا خُولِطُوا وَلَكِنْ خَالَطَ الْقَوْمَ الْحُزْنُ فَظَنَّ النَّاسُ أَنَّهُمْ قَدْ ذَهَبَتْ عُقُولُهُمْ وَمَا ذَهَبَتْ عُقُولُهُمْ وَلَكِنْ نَظَرُوا بِقُلُوبِهِمْ إِلَى أَمْرٍ ذَهَبَ بِعُقُولِهِمْ عَنِ الدُّنْيَا فَهُمْ فِي الدُّنْيَا عِنْدَ أَهْلِ الدُّنْيَا يَمْشُونَ بِلا عُقُولٍ يَا أُسَامَةُ عَقِلُوا حِينَ ذَهَبَتْ عُقُولُ النَّاسِ لَهُمُ الشَّرَفُ فِي الأَرْضِ (خطّ) فِي كتاب الزّهْد وَهُوَ شبه لَا شَيْء فَإِنَّهُ من رِوَايَة أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن عَليّ عَن سعيد وَمُحَمّد بن عَليّ لم يدْرك سعيدا وَفِيه حَيَّان الْبَصْرِيّ وَهُوَ ابْن عبد الله أَبُو جبلة وَفِيه الْوَلِيد بن عبد الرَّحْمَن الْقرشِي الْحَرَّانِي لَيْسَ بِشَيْء (تعقب) بِأَن ابْن عَسَاكِر أخرجه من طَرِيق الْخَطِيب، ثمَّ قَالَ وَرويت هَذِه الْقِصَّة عَن مُحَمَّد بن عَليّ مُرْسلَة وَعَن ابْن عَبَّاس من وَجه آخر بأطول من هَذَا فَذكره بِسَنَدِهِ (قلت) فِيهِ عبَادَة بن يزِيد الْحِمْيَرِي، وَعنهُ أَحْمد بن يزِيد الْحِمْيَرِي لم أَعْرفهُمَا وَالله تَعَالَى أعلم.
(59) [حَدِيثٌ] أَرْبَعٌ مِنَ الشَّقَاءِ جُمُودُ الْعَيْنِ وَقَسَاوَةُ الْقَلْبِ وَالْحِرْصُ عَلَى الدُّنْيَا وَطُولُ الأَمَلِ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث أنس من طَرِيقين فِي أَحدهمَا أَبُو دَاوُد النَّخعِيّ وَمُحَمّد بن إِبْرَاهِيم الشَّامي وَفِي الآخر عبد الله بن سُلَيْمَان مَجْهُول وَعنهُ هَانِئ بن المتَوَكل كثرت الْمَنَاكِير فِي رِوَايَته (تعقب) بِأَن الذَّهَبِيّ أوردهُ فِي الْمِيزَان فِي تَرْجَمَة هَانِئ وَاقْتصر على وَصفه بالنكارة (قلت) وَزَاد الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان، فَقَالَ أخرجه الْبَزَّار فِي مُسْنده، وَقَالَ: عبد الله بن سُلَيْمَان روى أَحَادِيث لَا يُتَابع عَلَيْهَا، وَأما هَانِئ فَقَالَ ابْنُ الْقَطَّانِ لَا يُعْرَفُ حَالُهُ كَذَا قَالَ انْتهى، وَالله تَعَالَى أعلم.
وَله طَرِيق ثَالِث أخرجه أَبُو نعيم فِي الْحِلْية (قلت) فِيهِ مضعفون وَالله تَعَالَى أعلم.
(60) [حَدِيثٌ] مَا مِنْ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ غَنِيٌّ وَلا فَقِيرٌ إِلا يَوَدُّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَّهُ أُوتِيَ(2/301)
فِي الدُّنْيَا قُوتًا (حب) من حَدِيث أنس وَفِيه نفيع بن الْحَارِث أَبُو دَاوُد الْأَعْمَى مَتْرُوك (تعقب) بِأَنَّهُ فِي مُسْند أَحْمد وَسنَن ابْن مَاجَه من هَذَا الطَّرِيق ونفيع من رجال التِّرْمِذِيّ أَيْضا وَله شَاهد من حَدِيث عبد الله بن مَسْعُود أخرجه أَبُو نعيم والخطيب.
(61) [حَدِيثُ] عَائِشَةَ دخل رَسُول الله عَلَى بِلالٍ يَوْمًا مِنَ الأَيَّامِ فَوَقَفَ بِالْبَابِ سَائِلٌ فَرَدَّهُ بِغَيْرِ شَيْءٍ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ يَا بِلالُ رَدَدْتَ السَّائِلَ وَهَذَا؟ عِنْدَكَ، قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كُنْتُ صَائِمًا وَأَرَدْتُ أَنْ أُفْطِرَ عَلَيْهِ فَقَالَ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَلْقَى اللَّهَ وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ فَلا تَخْبَأْ شَيْئًا رُزِقْتُهُ وَلا تَمْنَعْ شَيْئًا سُئِلْتَهُ (خطّ) وَلَا يَصح فِيهِ عمر بن رَاشد (تعقب) بِأَن لَهُ شَوَاهِد فَأخْرج الْبَزَّار عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله دخل على بِلَال وَعِنْده صَبر من تمر، فَقَالَ مَا هَذَا، قَالَ أدخره لَك: قَالَ مَا تخشى أَن يكون لَهُ بخار فِي نَار جَهَنَّم، انفق يَا بِلَال وَلَا تخش إقلالا، قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر: إِسْنَاده حسن، وَأخرج أَيْضا وَالطَّبَرَانِيّ من حَدِيث بِلَال نَحوه وَأخرج الطَّبَرَانِيّ من حَدِيث ابْن مَسْعُود نَحوه وَله غير مَا ذكر من الطّرق والشواهد ثمَّ إِن هَذِه الْأَحَادِيث كَانَت فِي صدر الْإِسْلَام حِين كَانَ الادخار مَمْنُوعًا والضيافة وَاجِبَة ثمَّ نسخ الْأَمْرَانِ، وَإِنَّمَا دخل الدخيل على كثير من النَّاس لعدم علمهمْ بالنسخ.
(62) [حَدِيثٌ] مَنْ أَصْبَحَ وَهَمُّهُ الدُّنْيَا فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ (خطّ) من حَدِيث حُذَيْفَة وَلَا يَصح فِيهِ إِسْحَاق بن بشر البُخَارِيّ (تعقب) بِأَن الْحَاكِم أخرجه فِي الْمُسْتَدْرك من طَرِيق إِسْحَاق الْمَذْكُور وَلَكِن تعقبه الذَّهَبِيّ وَلم ينْفَرد بِهِ إِسْحَاق فقد أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب من طَرِيق آخر وَورد مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي طَرِيقين عَنهُ، وَقَالَ فِي كل مِنْهُمَا إِسْنَاده ضَعِيف، وَمن حَدِيث أبي ذَر أخرجه الطَّبَرَانِيّ، وَمن حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرك وَتعقبه الذَّهَبِيّ.
(63) [حَدِيثٌ] مَنْ أَصْبَحَ مَحْزُونًا عَلَى الدُّنْيَا أَصْبَحَ سَاخِطًا عَلَى رَبِّهِ، وَمَنْ أَصْبَحَ يَشْكُو مُصِيبَةً نَزَلَتْ بِهِ فَإِنَّمَا يَشْكُو رَبَّهُ، وَمَنْ دَخَلَ عَلَى غَنِيٍّ فَتَضَعْضَعَ لَهُ ذَهَبَ ثُلُثَا دِينِهِ، وَمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَدَخَلَ النَّارَ فَهُوَ مِمَّنِ اتَّخَذَ آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا (خطّ) من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَفِيه مُحَمَّد بن قَاسم الطايكاني (عق) من حَدِيثه أَيْضا من طَرِيق عبيد الله بن مُوسَى(2/302)
مَجْهُول وَحَدِيثه غير مَحْفُوظ، وَرُوِيَ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ طَرِيقِ وهب بن رَاشد يروي الْعَجَائِب (تعقب) بِأَن حَدِيث ابْن مَسْعُود من طَرِيق الطايكاني وَحَدِيث أنس أخرجهُمَا الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب، وَأخرج لَهما شَاهدا عَن وهب بن مُنَبّه وفرقد السبخي قَالَا قَرَأنَا فِي التَّوْرَاة فذكرا نَحوه، وَحَدِيث أنس أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الصَّغِير، وَقَالَ لم يروه عَن ثَابت إِلَّا وهب وَكَانَ من الصَّالِحين انْتهى، وَجَاء من حَدِيث أبي الدَّرْدَاء من طَرِيق وهب بن رَاشد الْمَذْكُور أخرجه الْقَاسِم بن الْفضل الثَّقَفِيّ فِي الْأَرْبَعين.
(64) [حَدِيثٌ] أَرْبَعٌ لَا يُصَبْنَ إِلا بِعَجَبٍ، الصَّمْتُ وَهُوَ أَوَّلُ الْعِبَادَةِ وَالتَّوَاضُعُ وَذِكْرُ اللَّهِ وَقِلَّةُ الشَّيْءِ (عد) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ وَلا يَصِحُّ فِيهِ الْعَوام بن جوَيْرِية (تعقب) بِأَن الْحَاكِم أخرجه فِي الْمُسْتَدْرك، وَقَالَ صَحِيح، لَكِن تعقبه الذَّهَبِيّ وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب.
(65) [حَدِيثُ] لَا خَيْرَ فِيمَنْ لَا يَجْمَعُ الْمَالَ يَصِلُ بِهِ رَحِمَهُ وَيُؤَدِّي بِهِ عَنْ أَمَانَتِهِ وَيَسْتَغْنِي بِهِ عَنْ خَلْقِ رَبِّهِ (حب) من حَدِيث أنس وَفِيه الْعَلَاء بن مسلمة وَلَا أصل لَهُ إِنَّمَا يروي نَحوه عَن الثَّوْريّ (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجه فِي الشّعب من هَذَا الطَّرِيق وَمن طَرِيق ثَان، وَلَفظه: عَن أنس رَفعه، ثمَّ قَالَ قَالَ فِيهِ الروَاة قَالَ رَسُول الله ولكنني هِبته قَالَ وَإِنَّمَا يروي هَذَا الْكَلَام بِعَيْنِه من قَول سعيد بن الْمسيب.
(66) [حَدِيثٌ] أَوْحَى اللَّهُ إِلَى الدُّنْيَا اخْدُمِي مَنْ خَدَمَنِي وَأَتْعِبِي مَنْ خَدَمَكِ (خطّ) من حَدِيث ابْن مَسْعُود (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيثه أَيْضا بِلَفْظ يَقُول الله تبَارك وَتَعَالَى مري على أوليائي وأحبائي لَا تحلو لي لَهُم فتفتنيهم واكرمي من خدمني واتعبي من خدمك ومدار الطَّرِيقَيْنِ على الْحُسَيْن بن دَاوُد الْبَلْخِي (تعقب) بِأَن لَهُ شَاهدا من حَدِيث النُّعْمَان ابْن بشير أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَقَالَ لم نَكْتُبهُ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد وَفِيهِمْ مَجَاهِيل.
(67) [حَدِيثٌ] مَا تَحْتَ ظِلِّ السَّمَاءِ إِلَهٌ يُعْبَدُ أَعْظَمَ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ هَوًى مُتَّبَعٍ (الخرائطي) فِي اعتلال الْقُلُوب من حَدِيث أبي أُمَامَة وَفِيه الخصيب بن جحدر وَعنهُ الْحسن بن دِينَار (تعقب) بِأَن الْحسن تَابعه عِيسَى بن إِبْرَاهِيم الْهَاشِمِي أخرجه أَبُو نصر السجْزِي فِي الْإِبَانَة من طَرِيق ابْن لَهِيعَة، ثمَّ قَالَ أَبُو نصر: وَقد رُوِيَ بَقِيَّة هَذَا الحَدِيث عَن عِيسَى عَن رَاشد(2/303)
ابْن سعيد عَن أبي أُمَامَة، وَلم يذكر الخصيب بَين عِيسَى وَرَاشِد انْتهى وَرِوَايَة بَقِيَّة هَذِه أخرجهَا الْحسن بن سُفْيَان فِي مُسْنده (قلت) عِيسَى قد اتهمه ابْن الْجَوْزِيّ فَلَا يعْتَرض عَلَيْهِ بمتابعته وَبَقِيَّة مَعْرُوف بالتدليس فَلَعَلَّهُ حذف الخصيب تدليسا وَالله تَعَالَى أعلم.
(68) [حَدِيثُ] عَائِشَةَ: قَالَ لِي رَسُولُ الله إِنْ سَرَّكِ اللُّحُوقُ بِي فَلا تُخَالِطِنَّ الأَغْنِيَاءَ وَلا تَسْتَبْدِلِي ثَوْبًا حَتَّى تُرَقِّعِيهِ (عد) وَلَا يَصح فِيهِ صَالح بن حسان مَتْرُوك (تعقب) بِأَن صَالح بن حسان لم يتهم بكذب والْحَدِيث من طَرِيقه أخرجه التِّرْمِذِيّ وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب والطَّحَاوِي فِي مُشكل الْآثَار.
(69) [حَدِيثٌ] مَا بَالُ قَوْمٍ يُشَرِّفُونَ الْمُتْرَفِينَ وَيَسْتَخِفُّونَ بِالْعَابِدِينَ وَيَعْمَلُونَ بِالْقُرْآنِ مَا يُوَافِقُ أَهْوَاءَهُمْ وَمَا خَالَفَ أَهْوَاءَهُمْ تَرَكُوهُ فَعِنْدَ ذَلِكَ يُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَيَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ، وَيَسْعَوْنَ فِيمَا يُدْرَكُ بِغَيْرِ سَعْيٍ مِنَ الْقَدَرِ الْمَقْدُورِ وَالأَجَلِ الْمَكْتُوبِ، وَالرِّزْقِ الْمَقْسُومِ وَلا يَسْعَوْنَ فِيمَا لَا يُدْرَكُ إِلا بِالسَّعْيِ مِنَ الْخَيْرِ الْمَوْفُورِ وَالسَّعْيِ الْمَشْكُورِ وَالتِّجَارَةِ الَّتِي لَا تَبُورُ (طب) من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَلَا يَصح تفرد بِهِ عمر بن يزِيد الرفا (تعقب) بِأَن الْحَافِظ ابْن حجر أوردهُ فِي أَمَالِيهِ، وَلم يسمه بِوَضْع بل قَالَ: هَذَا حَدِيث غَرِيب أخرجه ابْن مَنْدَه فِي غرائب شُعْبَة، والراوي عَن شُعْبَة مَجْهُول.
(70) [حَدِيثٌ] اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينًا، وَأَمِتْنِي مِسْكِينًا، وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ الْمَسَاكِينَ (التِّرْمِذِيّ) من حَدِيث أنس (قطّ) من حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ، وَلَا يَصح فِي الأول الْحَارِث بن النُّعْمَان مُنكر الحَدِيث وَفِي الثَّانِي أَبُو الْمُبَارك مَجْهُول وَعنهُ يزِيد بن سِنَان مَتْرُوك (تعقب) بِأَن مَا أعل بِهِ حَدِيث أنس لَا يَقْتَضِي الْوَضع والْحَارث لم يجرح بكذب بل قَالَ فِيهِ أَبُو حَاتِم لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَمن يُوصف بِهَذَا يحسن حَدِيثه بالمتابعة، وَحَدِيث أبي سعيد أخرجه ابْن مَاجَه وَيزِيد بن سِنَان قَالَ أَبُو حَاتِم مَحَله الصدْق، وَله طَرِيق آخر أخرجه الْحَاكِم وَصَححهُ وَأقرهُ الذَّهَبِيّ وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب، وَورد أَيْضا من حَدِيث عبَادَة بن الصَّامِت، أخرجه ابْن عَسَاكِر وَالطَّبَرَانِيّ وَصَححهُ الضياء فِي المختارة وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس أخرجه الشِّيرَازِيّ فِي الألقاب، قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَخْرِيج الرَّافِعِيّ أسرف ابْن الْجَوْزِيّ فَذكر هَذَا الحَدِيث فِي الموضوعات كَأَنَّهُ أقدم عَلَيْهِ لما رَآهُ مباينا للْحَال الَّتِي مَاتَ عَلَيْهَا النَّبِي؛ لِأَنَّهُ كَانَ مكفيا، قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَوَجهه عِنْدِي أَنه لم يسْأَل(2/304)
المسكنة الَّتِي يرجع مَعْنَاهَا إِلَى الْقلَّة، وَإِنَّمَا سَأَلَ المسكنة الَّتِي يرجع مَعْنَاهَا إِلَى الإخبات والتواضع.
(71) [حَدِيثٌ] فِكْرَةُ سَاعَةٍ خَيْرٌ مِنْ عِبَادَةِ سِتِّينَ سَنَةً (يخ) فِي العظمة من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه عُثْمَان بن عبد الله وَإِسْحَاق بن نجيح (تعقب) بِأَن الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ اقْتصر فِي تَخْرِيج الْإِحْيَاء على تَضْعِيفه وَله شَاهد مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ أَخْرَجَهُ الدَّيْلَمِيُّ وَعَن عَمْرو بن قيس الْملَائي بَلغنِي أَن تفكر سَاعَة خير من عمل دهر من الدَّهْر، أخرجه أَبُو الشَّيْخ فِي العظمة.
(72) [حَدِيثٌ] مَنْ أَخْلَصَ الْعِبَادَةَ لِلَّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ظَهَرَتْ يَنَابِيعُ الْحِكْمَةِ عَلَى لِسَانِهِ (عد) من حَدِيث أبي أَيُّوب؛ وَلَا يَصح فِيهِ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل مَجْهُول عَن يزِيد الوَاسِطِيّ كثير الْخَطَأ عَن حجاج مَجْرُوح عَن مَكْحُول عَن أبي أَيُّوب وَمَكْحُول لم يلق أَبَا أَيُّوب وَمن حَدِيث أبي مُوسَى؛ وَقَالَ مُنكر وَفِيه عبد الْملك بن مهْرَان الرقاعي بِالْقَافِ مَجْهُول (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه سوار بن مُصعب مَتْرُوك (تعقب) بِأَن الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ اقْتصر فِي تَخْرِيج الْأَحْيَاء على تَضْعِيف الحَدِيث (قلت) وَحَدِيث ابْن عَبَّاس ذكره رزين الْعَبدَرِي فِي جَامعه، وَقَالَ الْحَافِظ الْمُنْذِرِيّ لم أَقف لَهُ على إِسْنَاد صَحِيح وَلَا حسن؛ وَإِنَّمَا ذكر فِي كتب الضُّعَفَاء كالكامل وَغَيره وَالله تَعَالَى أعلم، وَله طَرِيق آخر عَن مَكْحُول مُرْسلا، وَلَيْسَ فِيهِ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل، وَلَا يزِيد أخرجه أَبُو نعيم وهناد فِي الزّهْد وَابْن أبي شيبَة فِي المُصَنّف، وَله شَاهد عَن صَفْوَان بن سليم مُرْسلا: من زهد فِي الدُّنْيَا أَدخل الله الْحِكْمَة فِي قلبه، أخرجه ابْن أبي الدُّنْيَا فِي كتاب ذمّ الدُّنْيَا، وَعَن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ مَرْفُوعا: من أخرجه الله من ذل الْمعاصِي إِلَى عز التَّقْوَى، أغناه الله بِلَا مَال، وأعزه بِلَا عشيرة، وأمنه بِلَا مَنْعَة وَمن لم يستحيي من طلب الْمَعيشَة رخى الله باله وَنعم عِيَاله، وَمن زهد فِي الدُّنْيَا أنبت الله الْحِكْمَة فِي قلبه وأنطق بهَا لِسَانه وبصره داءها ودواءها وعيوبها وَأخرجه الله عز وَجل سالما إِلَى دَار السَّلَام، أخرجه أَبُو نعيم.
(73) [حَدِيثٌ] اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ تَعَالَى (نع) من حَدِيث ابْن عمر (ابْن عَرَفَة) فِي جزئه من حَدِيث أبي سعيد (طب) من حَدِيث أبي أُمَامَة(2/305)
(ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، وَلَا يَصح فِي الأول أَحْمد بن عمر اليمامي والفرات بن السَّائِب مَتْرُوك وَفِي الثَّانِي مُحَمَّد بن كثير ضَعِيف جدا وَفِي الثَّالِث عبد الله بن صَالح لَيْسَ بِشَيْء وَفِي الرَّابِع سُلَيْمَان بن أَرقم مَتْرُوك وَالْمَحْفُوظ مَا أخرجه الْعقيلِيّ عَن عَمْرو بن قيس الملابي قَالَ كَانَ يُقَال اتَّقوا إِلَى آخِره (تعقب) بِأَن حَدِيث ابْن عمر لم ينْفَرد بِهِ اليمامي بل أخرجه ابْن جرير فِي تَفْسِيره من وَجه آخر عَن الْفُرَات فبرئ اليمامي من عهدته، وَحَدِيث أبي سعيد لم ينْفَرد بِهِ مُحَمَّد بن كثير، بل تَابعه مُصعب بن سَلام وَمن طَرِيقه أخرجه البُخَارِيّ فِي تَارِيخه وَالتِّرْمِذِيّ وَغَيرهمَا وَمصْعَب وَثَّقَهُ ابْن معِين فِي رِوَايَة، وَقَالَ أَبُو حَاتِم مَحَله الصدْق وَمُحَمّد بن كثير مَشاهُ ابْن معِين وَقَالَ شيعي لَا بَأْس بِهِ فَحَدِيثه بالمتابعة حسن وَحَدِيث أبي أُمَامَة على شَرط الْحسن وَعبد الله بن صَالح ثِقَة لَا بَأْس بِهِ، وَورد أَيْضا من حَدِيث ثَوْبَان أخرجه ابْن جرير فِي تَفْسِيره وَزَاد فِي آخِره وَينظر بِتَوْفِيق الله وَمن شواهده حَدِيث أنس مَرْفُوعا: إِن لله عبادا يعْرفُونَ النَّاس بالتوسم أخرجه الْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ وَغَيرهمَا.
(74) [حَدِيثٌ] خِيَارُ أُمَّتِي فِي كل قرن خَمْسمِائَة والإبدال أَرْبَعُونَ فَلَا الْخَمْسمِائَةِ يَنْقُصُونَ، وَلا الأَرْبَعُونَ، كُلَّمَا مَاتَ رجل أبدل الله من الْخَمْسمِائَةِ مَكَانَهُ وَأَدْخَلَ مِنَ الأَرْبَعِينَ مَكَانَهُمْ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ دُلَّنَا عَلَى أَعْمَالِهِمْ قَالَ: يَعْفُونَ عَمَّنْ ظَلَمَهُمْ وَيُحْسِنُونَ إِلَى مَنْ أَسَاءَ إِلَيْهِمْ وَيَتَوَاسَوْنَ فِيمَا آتَاهُمُ اللَّهُ (طب) من حَدِيث ابْن عمر.
(75) [وَحَدِيثٌ] لَنْ تَخْلُوَ الأَرْضُ مِنْ ثَلاثِينَ مِثْلِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ بِهِمْ يُعَافُونَ وَبِهِمْ يُرْزَقُونَ وَبِهِمْ يُمْطَرُونَ (حب) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة.
(76) [وَحَدِيثٌ] إِنَّ لِلَّهِ فِي الْخلق ثلثمِائة قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ آدَمَ، وَلِلَّهِ فِي الْخَلْقِ أَرْبَعُونَ قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ مُوسَى، وَلِلَّهِ فِي الْخَلْقِ سَبْعَةٌ قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ إِبْرَاهِيمَ، وَلِلَّهِ فِي الْخَلْقِ خَمْسَةٌ قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ جِبْرِيلَ، وَلِلَّهِ فِي الْخَلْقِ ثَلاثَةٌ قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ مِيكَائِيلَ، وَلِلَّهِ فِي الْخَلْقِ وَاحِدٌ قَلْبُهُ عَلَى قَلْبِ إِسْرَافِيلَ، فَإِذَا مَاتَ الْوَاحِدُ أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ مِنَ الثَّلاثَةِ، وَإِذَا مَاتَ مِنَ الثَّلاثَةِ أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ مِنَ الْخَمْسَةِ، وَإِذَا مَاتَ مِنَ الْخَمْسَةِ أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ مِنَ السَّبْعَةِ، وَإِذَا مَاتَ مِنَ السَّبْعَةِ أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ مِنَ الأَرْبَعِينَ، وَإِذَا مَاتَ مِنَ الأَرْبَعِينَ، أَبْدَلَ مَكَانَهُ من الثلثمائة، وَإِذا مَاتَ من الثلثمائة، أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ مِنَ الْعَامَّةِ فَبِهِمْ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَيُمْطِرُ وَيَدْفَعُ الْبَلاءَ (طب) من حَدِيث ابْن مَسْعُود(2/306)
(77) [وَحَدِيثٌ] الْبُدَلاءُ أَرْبَعُونَ اثْنَانِ وَعِشْرُونَ بِالشَّامِ، وَثَمَانِيَةَ عَشَرَ بِالْعِرَاقِ كُلَّمَا مَاتَ وَاحِدٌ أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ آخَرَ، وَإِذَا جَاءَ الأَمْرُ قُبِضُوا كُلُّهُمْ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَقُومُ السَّاعَةُ (عد) من حَدِيث أنس.
(78) [وَحَدِيثٌ] الْبُدَلاءُ أَرْبَعُونَ رَجُلا وَأَرْبَعُونَ امْرَأَةً كُلَّمَا مَاتَ رَجُلٌ أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ رَجُلا، وَكُلَّمَا مَاتَتِ امْرَأَةٌ أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهَا امْرَأَةً (الْحسن الْخلال) فِي كرامات الْأَوْلِيَاء، من حَدِيث أنس وَلَا يَصح مِنْهَا شَيْء، فِي الأول وَالثَّالِث وَالْخَامِس مَجْهُولُونَ، وَفِي الثَّانِي عبد الرَّحْمَن بن مَرْزُوق وَشَيْخه عبد الْوَهَّاب بن عَطاء ضَعِيف، وَفِي الرَّابِع الْعَلَاء بن زيدل (تعقب) بِأَن لحَدِيث ابْن عمر وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة طَرِيقين آخَرين أخرجهُمَا الْخلال فِي كرامات الْأَوْلِيَاء، وَلِحَدِيث ابْن مَسْعُود طَرِيق آخر أخرجه الطَّبَرَانِيّ وَأَبُو نعيم، وَلِحَدِيث أنس طَرِيق آخر أخرجه ابْن لال فِي مَكَارِم الْأَخْلَاق، وَآخر أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَحسنه الهيثمي فِي الْمجمع، وَآخر أخرجه ابْن عَسَاكِر، وَقد جَاءَ ذكر الأبدال أَيْضا من حَدِيث عمر أخرجه ابْن عَسَاكِر من طَرِيقين، وَمن حَدِيث عَليّ أخرجه أَحْمد وَالطَّبَرَانِيّ وَالْحَاكِم من طرق أَكثر من عشرَة بَعْضهَا على شَرط الصَّحِيح، وَمن حَدِيث عبَادَة بن الصَّامِت أخرجه أَحْمد بِسَنَد صَحِيح، وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس أخرجه أَحْمد فِي الزّهْد بِسَنَد صَحِيح، وَمن حَدِيث عَوْف بن مَالك أخرجه الطَّبَرَانِيّ بِسَنَد حسن، وَمن حَدِيث معَاذ بن جبل أخرجه السّلمِيّ فِي السّنَن، وَمن حَدِيث أبي الدَّرْدَاء أخرجه الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ فِي النَّوَادِر، وَمن حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب، وَمن حَدِيث أم سَلمَة أخرجه ابْن أبي الدُّنْيَا فِي السخاء وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب، وَمن مُرْسل عَطاء أخرجه أَبُو دَاوُد، وَمن مُرْسل بكر بن خُنَيْس أخرجه ابْن أبي الدُّنْيَا فِي كتاب الْأَوْلِيَاء، وَورد عَن عمر مَوْقُوفا أخرجه ابْن عَسَاكِر، وَعَن حُذَيْفَة مَوْقُوفا أخرجه الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ فِي النَّوَادِر، قَالَ السُّيُوطِيّ وَقد جمعت طرق هَذِه الْأَحَادِيث كلهَا فِي تأليف مُسْتَقل (قلت) وَقَالَ الْعَلامَة الشَّمْس السخاوي وَمِمَّا يتقوى بِهِ هَذَا الحَدِيث وَبدل لانتشاره بَين الْأَئِمَّة قَول الشَّافِعِي فِي بَعضهم كُنَّا نعده من الأبدال، وَقَول البُخَارِيّ فِي آخر كَانُوا لَا يَشكونَ أَنه من الأبدال، قَالَ وَقد أفردت الْكَلَام عَلَيْهِ فِي جُزْء سميته نظم اللآل فِي الْكَلَام على حَدِيث الأبدال وَالله تَعَالَى أعلم.(2/307)
(79) [حَدِيثٌ] مَا يُتَخَوَّفُ عَلَى الْعَمَلِ أَشَدُّ مِنَ الْعَمَلِ إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أُمَّتِي يَعْمَلُ فِي السِّرِّ فَإِذَا حَدَّثَ بِهِ النَّاسَ يُنْسَخُ مِنَ السِّرِّ إِلَى الْعَلانِيَةِ فَإِذَا أُعْجِبَ بِهِ نُسِخَ مِنَ الْعَلانِيَةِ إِلَى الرِّيَاءِ فَيَبْطُلُ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ (خطّ) من حَدِيثِ أَنَسٍ وَلا يَصِحُّ فِيهِ أبان بن أبي عَيَّاش وَعنهُ إِسْمَاعِيل بن أبي زِيَاد وَإِنَّمَا يروي نَحْو هَذَا عَن الثَّوْريّ (تعقب) بِأَنَّهُ ورد من حَدِيث أبي الدَّرْدَاء نَحوه أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَقَالَ إِنَّه من أَفْرَاد بَقِيَّة عَن شُيُوخه المجهولين.
الْفَصْل الثَّالِث
(اعْلَم) أَن السُّيُوطِيّ لم يفرد فِي الزِّيَادَات كتابا فِي الْأَدَب والزهد وَالرَّقَائِق وَلكنه ذكر فِي الْكتاب الْجَامِع آخرهَا أَحَادِيث تدخل فِي هَذَا الْكتاب فأوردتها فِي هَذَا الْفَصْل.
(80) [حَدِيثٌ] مَنْ بَاتَ عَلَى أُسْكُفَّةِ بَابِ بَيْتِهِ فَأَصَابَهُ شَيْءٌ فَلا يَلُومَنَّ إِلا نَفْسَهُ (مي) من حَدِيث أنس من طَرِيق هدبة.
(81) [حَدِيثُ] أَبِي هُرَيْرَة نهى رَسُول الله أَنْ تُقَصَّ الرُّؤْيَا حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ (كرّ) وَفِيه عبد الْملك بن مَرْوَان، وَقَالَ ابْن عَسَاكِر قَالَ النَّسَائِيّ هَذَا يشبه حَدِيث الْكَذَّابين.
(82) [حَدِيثٌ] شُرْبُ اللَّبَنِ مَحْضُ الإِيمَانِ مَنْ شَرِبَهُ فِي مَنَامِهِ فَهُوَ عَلَى الإِسْلامِ وَالْفِطْرَةِ، وَمَنْ تَنَاوَلَ اللَّبَنَ فَهُوَ يَعْمَلُ بِشَرَائِعِ الإِسْلامِ (مي) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَإِسْنَاده ظلمات فِيهِ إِبْرَاهِيم الطيان عَن الْحُسَيْن بن الْقَاسِم عَن إِسْمَاعِيل بن أبي زِيَاد.
(83) [حَدِيثٌ] لَا يَفْعَلَنَّ أَحَدُكُمْ أَمْرًا حَتَّى يَسْتَشِيرَ فَإِنْ لَمْ يَجِدْ مَنْ يَسْتَشِيرُهُ فَلْيَسْتَشِرِ امْرَأَةً ثُمَّ يُخَالِفْهَا فَإِنَّ فِي خِلافِهَا الْبَرَكَةَ (ابْن لال) من حَدِيث أنس وَفِيه عِيسَى ابْن إِبْرَاهِيم الْهَاشِمِي.
(84) [حَدِيثٌ] مَنْ كَذَبَ فِي حَدِيثٍ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه مُوسَى الطَّوِيل.(2/308)
(85) [حَدِيثُ] أَنَسٍ عَطَسَ عُثْمَانُ عِنْدَ النَّبِي ثَلاثَ عَطَسَاتٍ مُتَوَالِيَاتٍ، فَقَالَ لَهُ رَسُول الله: يَا عُثْمَانُ أَلا أُبَشِّرُكَ هَذَا جِبْرِيلُ يُخْبِرُ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا مِنْ مُؤْمِنٍ عَطَسَ ثَلاثَ عَطَسَاتٍ مُتَوَالِيَاتٍ إِلا كَانَ الإِيمَانُ فِي قَلْبِهِ ثَابِتًا (الْحَكِيم) التِّرْمِذِيّ (قلت) هَذَا أوردهُ السُّيُوطِيّ اسْتِطْرَادًا وَلم يبين حكمه وَأَنا أَظُنهُ مَوْضُوعا لِأَن فِي سَنَده سُلَيْمَان بن سَلمَة الْحِمصِي وَهُوَ الخبايري فِيمَا أَظن عَن يَعْقُوب بن الجهم عَن عَمْرو بن جرير وَهَؤُلَاء ظلمات بَعْضهَا فَوق بعض، وَالله تَعَالَى أعلم.
(86) [حَدِيثٌ] لِلْمُؤْمِنِ عَلَى الْمُؤْمِنِ ثَلاثُونَ حَقًّا يَغْفِرُ زَلَّتَهُ، وَيَرْحَمُ عَثْرَتَهُ، وَيَقْبَلُ مَعْذِرَتَهُ، وَيُلَبِّي دَعْوَتَهُ، وَيُشْبِعُ جَوْعَتَهُ، وَيَعُودُ مَرْضَتَهُ، وَيَشْهَدُ مِيتَتَهُ، وَيُشَيِّعُ جِنَازَتَهُ، وَيُدِيمُ مُصَاحَبَتَهُ، وَيَرُدُّ غَيْبَتَهُ؛ وَيَحْفَظُ حُرْمَتَهُ، وَيَرْعَى ذِمَتَهُ، وَيَقْبَلُ هَدِيَّتَهُ.
وَيُكَافِي صِلَتَهُ.
وَيُسْلِمُ بُغْيَتَهُ، وَيُرْشِدُ ضَالَّتَهُ، وَيَرُدُّ سَلامَهُ؛ وَيُطَيِّبُ كَلامَهُ، وَيَنْشُرُ إِنْعَامَهُ؛ وَيُصَدِّقُ إِقْسَامَهُ، وَيَكُونُ مَعَهُ وَلا يَكُونُ عَلَيْهِ، وَيُوَالِيهِ وَلا يُعَادِيهِ، وَيَنْصُرُه ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا، وَلا يَخْذُلُهُ وَلا يُسْلِمُهُ وَيُحِبُّ لَهُ مِنَ الْخَيْرِ كَمَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ وَيَكْرَهُ لَهُ مِنَ الشَّرِّ كَمَا يَكْرَهُ لِنَفْسِهِ (مي) من حَدِيث عَليّ من طَرِيق عبد الله بن أَحْمد بن عَامر.
(87) [حَدِيثٌ] يَقُولُ اللَّهُ يَا ابْن آدَمَ مَا خَلَقْتُ هَذِهِ الدُّنْيَا مُنْذُ خَلَقْتُهَا إِلا مِحْنَةً عَلَى أَهْلِ الإِيمَانِ، مَا أَنْظُرُ إِلَيْهَا إِلا بِعَيْنِ الْمَقْتِ فَلا تُوَالِهَا مَا عَادَتْكَ (مي) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه أَبُو أُميَّة الْمُبَارك بن عبد الله وَعنهُ قَاسِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَلْطِيُّ.
(88) [حَدِيثُ] عَليّ.
قلت يَا رَسُول الله أَخْبِرْنِي عَنِ الزُّهْدِ مَا هُوَ فَقَالَ: يَا عَلِيُّ مِثْلُ الآخِرَةِ فِي قَلْبِكَ وَالْمَوْتُ نُصْبُ عَيْنِكَ وَلا تَنْسَ مَوْقِفَكَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَكُنْ مِنَ اللَّهِ عَلَى وَجَلٍ وَاذْكُرْ نِعَمَ اللَّهِ وَاكْفُفْ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ وَنَابِذْ هَوَاكَ وَاعْتَزِلِ الشَّكَّ وَالطَّمَعَ وَالْحِرْصَ وَاسْتَعْمِلِ التَّوَاضُعَ وَالْفِقْهَ وَحُسْنَ الْخُلُقَ وَلَيِّنَ الْكَلامِ وَاتَّبِعْ قَوْلَ الْحَقِّ مِنْ حَيْثُ وَرَدَ عَلَيْكَ وَاجْتَنِبِ الْبُخْلَ وَالْكَذِبَ وَالرِّيَاءَ وَالْعُجْبَ وَلَا تستصغر نعْمَة الله(2/309)
وَجَاوِرْهَا بِالشُّكْرِ وَاذْكُرِ اللَّهَ فِي كُلِّ وَقْتٍ وَاحْمَدْهُ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَاعْفُ عَمَّنْ ظَلَمَكَ، وَصِلْ مَنْ قَطَعَكَ وَأَعْطِ مَنْ حَرَمَكَ وَلْيَكُنْ صَمْتُكَ فِكْرًا وَكَلامُكَ ذِكْرًا وَنَظَرُكَ اعْتِبَارًا وَتَحَبَّبْ مَا اسْتَطَعْتَ وَيَاسِرِ النَّاسَ الْحُسْنَى وَاصْبِرْ عَلَى النَّازِلَةِ وَلا تَسْتَوْحِشْ بِالْمُصِيبَةِ وَأَطِلِ الْفِكْرَ فِي الْمَعَادِ وَاجْعَلْ شَوْقَكَ إِلَى الْجَنَّةِ وَاسْتَعِذْ مِنَ النَّاسِ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَلا تَأْخُذْكَ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ وَخُذْ مِنَ الْحَلالِ مَا شِئْتَ إِذَا أَمْكَنَكَ وَاعْتَصِمْ بِالإِخْلاصِ وَالتَّوَكُّلِ وَدَعِ الظَّنَّ وَابْنِ عَلَى الأَسَاسِ وَكُنْ مَعَ الْحَقِّ حَيْثُ كَانَ وَمَيِّزْ مَا اشْتُبِهَ بِعَقْلِكَ فَإِنَّهُ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَدِيعَةٌ فِيكَ وَبَرَكَاتُهُ عِنْدَكَ، فَذَلِكَ أَعْلامُ الزُّهْدِ وَمِنْهَاجُهُ، وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (مي قلت) لم يبين علته وَفِيه أَبُو إِسْمَاعِيل الْعَتكِي وَغَيره لم أعرفهم، وَالله تَعَالَى أعلم.
(89) [حَدِيثٌ] تَرْكُ الدُّنْيَا أَمْرٌ مِنَ الصَّبْرِ وَأَشَدُّ مِنْ حَطْمِ السُّيُوفِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَتْرُكُهَا لِلَّهِ أَحَدٌ إِلا أَعْطَاهُ اللَّهُ مِثْلَ مَا يُعْطِي الشُّهَدَاءَ وَتَرْكُهَا قِلَّةُ الأَكْلِ وَالشِّبَعُ وَبُغْضُ الثَّنَاءِ مِنَ النَّاسِ فَإِنَّهُ مَنْ أَحَبَّ الثَّنَاءَ مِنَ النَّاسِ أَحَبَّ الدُّنْيَا وَنَعِيمِهَا وَمَنْ سَرَّهُ النَّعِيمَ فَلْيَدَعِ الثَّنَاءَ مِنَ النَّاسِ (مي) من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَفِيه عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الْجَزرِي.
(90) [حَدِيثُ] أبي هُرَيْرَة: أَن النَّبِي قَالَ لَهُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَيْكَ بِطَرِيقِ قَوْمٍ إِذَا فَزِعَ النَّاسُ لَمْ يَفْزَعُوا وَإِذَا طَلَبَ النَّاسُ الأَمَانَ لَمْ يَخَافُوا قَوْمٌ مِنْ أُمَّتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ يُحْشَرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَحْشَرَ الأَنْبِيَاءِ إِذَا نَظَرَ النَّاسُ إِلَيْهِمْ ظَنُّوا أَنَّهُمْ أَنْبِيَاءُ مِمَّا يَرَوْنَ مِنْ حَالِهِمْ فَأَعْرِفُهُمْ فَأَقُولُ أُمَّتِي فَيَقُولُ الْخَلائِقُ إِنَّهُمْ لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ فَيَمُرُّونَ مِثْلَ الْبَرْقِ وَالرِّيحِ يَغْشَى مِنْ نُورِهِمْ أَبْصَارُ أَهْلِ الْجَمْعِ، يَا أَبَا هُرَيْرَةَ رَكِبُوا طَرِيقًا صَعْبَ الْمَدْرَجَةِ مَدْرَجَةِ الأَنْبِيَاءِ، طَلَبُوا الْجُوعَ بَعْدَ أَنْ أَشْبَعَهُمُ اللَّهُ، وَطَلَبُوا الُعْرَي بَعْد أَنْ كَسَاهُمُ اللَّهُ، وَطَلَبُوا الْعَطَشَ بَعْدَ أَنْ أَرْوَاهُمُ اللَّهُ، تَرَكُوا ذَلِكَ رَجَاءَ مَا عِنْدَ اللَّهِ تَرَكُوا الْحَلالَ مَخَافَةَ حِسَابِهِ وَجَانَبُوا الدُّنْيَا فَلَمْ تَشْتَغِلْ قُلُوبُهُمْ تَعْجَبُ الْمَلائِكَةُ مِنْ طَوَاعِيَتِهِمْ لِرَبِّهِمْ طُوبَى لَهُمْ لَيْتَ اللَّهَ قَدْ جَمَعَ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ، ثُمَّ بَكَى رَسُول الله شَوْقًا إِلَيْهِمْ، ثُمَّ قَالَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِأَهْلِ الأَرْضِ عَذَابًا فَنَظَرَ إِلَى مَا بِهِمْ مِنَ الْجُوعِ وَالْعَطَشِ كَفَّ ذَلِكَ الْعَذَابَ عَنْهُمْ، فَعَلَيْكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ بِطَرِيقِهِمْ تَقْوَ فِي شِدَّةِ الْحِسَابِ (مي) من طَرِيق الْكُدَيْمِي.(2/310)
(91) [حَدِيثُ] ابْنِ مَسْعُودٍ كُنَّا عِنْدَ النَّبِي إِذْ أَقْبَلَ رَاكِبٌ حَتَّى أَنَاخَ بِالنَّبِيِّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَتَيْتُكَ أَسْأَلُكَ عَنْ عَلامَةِ اللَّهِ فِيمَنْ يُرِيدُ وَعَلامَتُهُ فِيمَنْ لَا يُرِيد فَقَالَ لَهُ النَّبِي: كَيْفَ أَصْبَحْتَ قَالَ أَصْبَحْتُ أُحِبُّ الْخَيْرَ وَأَهْلَهُ وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِ وَإِنْ عَمِلْتُ بِهِ أَيْقَنْتُ بِثَوَابِهِ وَإِنْ فَاتَنِي مِنْهُ شَيْءٌ حَزِنْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ النَّبِي هِيهِ هِيهِ عَلامَةُ اللَّهِ فِيمَنْ يُرِيدُ وَعَلامَتُهُ فِيمَنْ لَا يُرِيدُ، وَلَوْ أَرَادَكَ بِالأُخْرَى لَهَيَّأَكَ لَهَا ثُمَّ لَمْ يُبَالِ فِي أَيِّ وَادٍ هَلَكْتَ (عق) من طَرِيق بشر مولى بني هَاشم مَجْهُول بِالنَّقْلِ وَلَا يُتَابع على حَدِيثه وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هَذَا مُنكر (قلت) هَذَا لَا يَقْتَضِي الحكم عَلَيْهِ بِالْوَضْعِ وَالله تَعَالَى أعلم.
(92) [حَدِيثٌ] لَوْ صَلَّيْتُمْ حَتَّى تَكُونُوا كَالْحَنَايَا وَصُمْتُمْ حَتَّى تَكُونُوا كَالأَوْتَارِ ثُمَّ كَانَ الاثْنَانِ أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ الْوَاحِدِ لَمْ تَبْلُغُوا الاسْتِقَامَةَ (ابْن مَنْدَه) من حَدِيث عمر من طَرِيق مُحَمَّد بن فَارس الْبَلْخِي قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان بَاطِل وآفته ابْن فَارس.
(93) [حَدِيثٌ] الْفَقْرُ عَلَى الْمُؤْمِنِ أَزْيَنُ مِنَ الْعِذَارِ الْحَسَنِ عَلَى خَدِّ الْفَرَسِ (عد) من حَدِيث ابْن أنعم من طَرِيق إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الدبرِي قَالَ ابْن عدي وَهُوَ حَدِيث مُنكر (قلت) هَذَا لَا يَقْتَضِي أَن يكون مَوْضُوعا وَقد ذكره ابْن قُتَيْبَة فِي كتاب اخْتِلَاف الحَدِيث وَجمع بَينه وَبَين تعوذه من الْفقر فَقَالَ الْفقر مُصِيبَة عَظِيمَة وَآفَة أليمة فَمن صَبر عَلَيْهِ ورضى بقسم الله لَهُ زانه الله بذلك فِي الدُّنْيَا وَأعظم لَهُ الثَّوَاب فِي الْآخِرَة وَإِنَّمَا مثل الْفقر والغنى مثل السقم والعافية فَمن ابْتُلِيَ بالفقر فَصَبر كَانَ كمن ابْتُلِيَ بِالسقمِ فَصَبر وَلَيْسَ مَا جعل الله فِي ذَلِك من الثَّوَاب بمانعنا من أَن نسْأَل الله الْعَافِيَة ونرغب إِلَيْهِ فِي السامة انْتهى، وَقَالَ القَاضِي جمال الدَّين الشيبي فاتح الْكَعْبَة فِي كِتَابه تِمْثَال الْأَمْثَال: سُئِلَ بعض الْعلمَاء عَن الْجمع بَين حَدِيث كَاد الْفقر أَن يكون كفرا وَحَدِيث الْفَقْرُ عَلَى الْمُؤْمِنِ أَزْيَنُ مِنَ العذار على خد الْفرس، فَأجَاب على الْفَوْر: إِذا اتخذ الْفَقِير الْفقر آلَة كَاد أَن يكون كفرا وَإِذا اتَّخذهُ حَالَة كَانَ أزين من العذار على خد الْفرس، انْتهى، وَقَالَ الْعَلامَة الشَّمْس السخاوي وَقد ذكر هَذَا الحَدِيث: أخرجه الطَّبَرَانِيّ من حَدِيث شَدَّاد بن أَوْس بِسَنَد ضَعِيف وَالْمَعْرُوف أَنه من كَلَام عبد الرَّحْمَن بن زِيَاد بن أنعم قَالَ وَعند ابْن(2/311)
خَفِيف فِي شرف الْفقر والديلمي فِي مُسْنده من حَدِيث معَاذ: تحفة الْمُؤمن فِي الدُّنْيَا الْفقر وَسَنَده لَا بَأْس بِهِ وَالله تَعَالَى أعلم.
(94) [حَدِيثٌ] لَا يُشْبِهُ الزِّيُّ الزِّيَّ حَتَّى يُشْبِهُ الْخُلُقُ الْخُلُقَ وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ (مي) من حَدِيث حُذَيْفَة وَفِيه أَبُو مقَاتل حَفْص بن سلم السَّمرقَنْدِي وَعنهُ أَحْمد بن نصر إِن يكن هُوَ الذارع فدجال وَإِلَّا فمجهول.
(95) [حَدِيثٌ] سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ، قُلُوبُهُمْ كَقَلْبِ كِسْرَى وَقَيْصَرَ حُبًّا لِزِينَةِ الدُّنْيَا وَشَهَوَاتِهَا، أُولَئِكَ مِنِّي بَرَاءٌ وَأَنَا مِنْهُمْ بَرِيءٌ لَعَلَّ أَحَدَهُمْ يَعْمَدُ إِلَى مَا ابْتَلاهُ اللَّهُ مِنْ رِزْقٍ فَيَجْعَلُهُ فِي فُضُولِ شَهَوَاتِهِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ والأنعام والحرث (مي) من حَدِيث عبد الله بن عَمْرو وَفِيه عَمْرو بن بكر السكْسكِي.
(96) [حَدِيثٌ] وَجَبَتْ مَحَبَّةُ اللَّهِ عَلَى مَنْ أُغْضِبَ فَحَلُمَ (نع) من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه أَحْمد بن دَاوُد بن عبد الْغفار وَعنهُ أَحْمد بن سعيد بن فرضخ قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان مَوْضُوع.
(97) [حَدِيثٌ] أَوْلِيَاءُ اللَّهِ مِنْ خَلْقِهِ أَهْلُ الْجُوعِ وَالْعَطَشِ فَمَنْ آذَاهُمُ انْتَقَمَ اللَّهُ مِنْهُ وَهَتَكَ سَتْرَهُ وَحَرَّمَ عَلَيْهِ عَيْشَهُ مِنْ جَبِينِهِ (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس (قلت) لم يبين علته وَفِيه جمَاعَة لم أعرفهم وَلَعَلَّ أحدهم سَرقه من الْعُكَّاشِي فَإِنَّهُ لَهُ حَدِيثا فِي هَذَا الْمَعْنى سَيَأْتِي وَالله تَعَالَى أعلم.
(98) [حَدِيثُ] أَنَسٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا كَانَ زَمَانٌ يَكُونُ الأَمِيرُ فِيهِ كَالأَسَدِ الأَسْوَدِ، وَالْحَاكِمُ فِيهِ كَالذِّئْبِ الأَمْعَطِ، وَالتَّاجِرُ كَالْكَلْبِ الْهَرَّارِ وَالْمُؤْمِنُ الضَّعِيفُ مَا بَيْنَهُمْ كَالشَّاةِ الْوَلْهَى بَيْنَ الْغَنَمَيْنِ، لَيْسَ لَهَا مَأْوَى كَيْفَ يَكُونُ حَالُ شَاةٍ بَيْنَ أَسَدٍ وَذِئْبٍ وَكَلْبٍ كُلٌّ يُخَبِّطُ فِيهَا إِلَى نَفْسِهِ، قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا تَأْمُرُ مَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ الزَّمَانَ مِنَّا أَنْ يَفْعَلَ قَالَ أَيْسَرُ النَّاسِ رَجُلٌ انْتَهَزَ دِينَهُ بِنَوَاجِذِهِ يَفِرُّ بِهِ مِنْ حَالِقٍ إِلَى حَالِقٍ فِرَارَ الثَّعْلَبِ بِأَشْبَالِهِ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (خطّ) فِي الروَاة عَن مَالك، وَقَالَ مُنكر وَفِي إِسْنَاده غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْمَجْهُولِينَ، وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان بَاطِل وَفِيه أَحْمد بن زُرَارَة لَا يعرف والسند إِلَيْهِ مظلم.(2/312)
(99) [حَدِيثٌ] يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَكُونُ السُّلْطَانُ كَالسَّبُعِ وَمَنْ قِبَلُهُ كَالذِّئْبِ وَمَنْ قِبَلُهُ كَالثَّعْلَبِ، وَيَكُونُ الْمُسْلِمُ كَالشَّاةِ فَمَتَى تَسْلَمُ الشَّاةُ مِنَ سَبُعٍ وَذِئْبٍ وَثَعْلَبٍ؟ قُولُوا فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ يَا سَلامُ سَلِّمْ يَا سَلامُ سَلِّمْ (مي) من حَدِيث أنس قلت لم يبين علته.
(100) [حَدِيثٌ] إِنِّي لأَعْرِفُ أَقْوَامًا فِي جنهم فَيُسْمَعُ لِبُطُونِهِمْ دَوِيٌّ كَدَوِيِّ السَّيْلِ هُمُ الَّذِينَ يَغْتَابُونَ النَّاسَ وَيَتَّبِعُونَ عُيُوبَهُمْ (مي) من حَدِيث حُذَيْفَة وَفِيه عمر بن صبح.
(101) [حَدِيثٌ] مَنْ مَشَى بِالنَّمِيمَةِ بَيْنَ الْعِبَادِ قَطَعَ اللَّهُ لَهُ نَعْلَيْنِ مِنْ نَارٍ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ (مي) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ طَرِيقِ أبي هدبة.
(102) [حَدِيثٌ] أَلا مَنِ اغْتَابَ جَارَهُ الْمُسْلِمَ حَوَّلَ اللَّهُ قَلْبَهُ إِلَى دُبُرِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (كرّ) فِي سباعياته من حَدِيث أَنَسٍ مِنْ طَرِيقِ أَبِي هُدْبَةَ.
(103) [حَدِيثٌ] إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ عَلَى أَخِيهِ الْمُسْلِمِ فَلا يَخْلَعْ نَعْلَيْهِ إِلا بِإِذْنِهِ (مي) من حَدِيث عَليّ وَفِيه إِسْمَاعِيل بن أبي زِيَاد.
(104) [حَدِيثُ] ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُول الله اجْتَنَى سِوَاكَيْنِ مِنْ أَرَاكٍ أَحَدُهُمَا مُسْتَقِيمٌ وَالآخَرُ مُعْوَجٌّ وَمَعَهُ صَاحِبٌ لَهُ فَأَعْطَى صَاحِبَهُ الْمُسْتَقِيمَ، وَقَالَ لَيْسَ صَاحِبٌ يُصَاحِبُ صَاحِبًا وَلَوْ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ إِلا سَأَلَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَنْ مُصَاحَبَتِهِ إِيَّاهُ فَأَحْبَبْتُ أَنْ لَا أَسْتَأْثِرَ عَلَيْكَ بِشَيْءٍ (نع) وَفِيه أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر اليمامي.
(105) [حَدِيثٌ] مَا كَانَ وَلا يَكُونُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مُؤْمِنٌ إِلا وَلَهُ جَارٌ يُؤْذِيهِ فَإِنْ صَبَرَ عَلَى أَذَاهُ أُجِرَ أَجْرًا عَظِيمًا (شا. مي) من حَدِيث عَليّ وَفِيه دَاوُد بن سُلَيْمَان الْغَازِي.
(106) [حَدِيثٌ] مَنْ أَخَذَ مِنْ وَجْهِ أَخِيهِ شَيْئًا كَانَتْ لَهُ حَسَنَةٌ فَإِنْ أَرَاهُ إِيَّاهُ كَانَتْ حَسَنَتَانِ (يخ) من حَدِيث عَليّ وَفِيه عَمْرو بن خَالِد الوَاسِطِيّ.
(107) [حَدِيثٌ] مَنْ هَجَرَ أَخَاهُ سَنَةً لَقِيَ اللَّهَ بِخَطِيئَةِ قَابِيلَ بْنِ آدَمَ لَا يُقِيلُهُ شَيْءٌ دُونَ وُلُوجِ النَّارِ (مي) من حَدِيثه (أَي عَليّ) وَفِيه عَمْرو بن بكر السكْسكِي.
(108) [حَدِيثٌ] مَنْ أَنْصَفَ النَّاسَ مِنْ نَفْسِهِ بِالدُّنْيَا ظَفَرَ بِالْجَنَّةِ الْعَالِيَة وَمن كَانَ الْفقر(2/313)
أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الْغِنَى فَلَوِ اجْتَهَدَ عِبَادُ الْحَرَمَيْنِ أَنْ يُدْرِكُوا مَا أُعْطِيَ لَمْ يُدْرِكُوا (مي) مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرو من طَرِيق السكْسكِي أَيْضا.
(109) [حَدِيثٌ] مَنْ صَافَحَ عَبْدًا صَالِحًا وَعَانَقَهُ أَوْجَبَ اللَّهُ لَهُ الْجَنَّةَ وَكَأَنَّمَا صَافَحَ أَرْكَانَ الْعَرْشِ، فَإِنْ عَانَقَهُ غُفِرَتْ ذُنُوبُهُ وَدَخَلَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ (مي) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة (قلت) لم يبين علته، وَفِيه أَبُو بكر أَحْمد بن سعيد بن نصر بن بكار لم أَقف لَهُ على تَرْجَمَة عَن مُحَمَّد بن دَاوُد، وَفِي الثِّقَات والمجروحين مُحَمَّد بن دَاوُد جمَاعَة وَلَا أَدْرِي أَيهمْ هَذَا وَالله تَعَالَى أعلم.
(110) [حَدِيثٌ] أَكْثِرُوا مِنَ الْمَعَارِفِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ شَفَاعَةً عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (حا) من حَدِيث أنس وَفِيه أَصْرَم بن حَوْشَب.
(111) [حَدِيث] أنس أَنه قَالَ لَهُ يَا أَنَسُ أَكْثِرْ مِنَ الأَصْدِقَاءِ فَإِنَّكُمْ شُفَعَاءُ بَعْضُكُمْ فِي بَعْضٍ (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه مُحَمَّد بن النَّضر الْموصِلِي تقدم أَنه لم يكن ثِقَة.
(112) [حَدِيثٌ] مَا جَفْوَةُ الْعَيْنِ إِلا مِنْ كَثْرَةِ الذُّنُوبِ وَمَا كَثْرَةُ الذُّنُوبِ إِلا مِنْ قِلَّةِ الْوَرَعِ وَمَا قِلَّةُ الْوَرَعِ إِلا مِنْ كَثْرَةِ الْجَفَاءِ وَمَا كَثْرَةُ الْجَفَاءِ إِلا مِنْ حُبِّ الدُّنْيَا (مي) من حَدِيث أنس قلت لم يبين علته وَفِيه من لم أعرفهُ وَالله تَعَالَى أعلم.
(113) [حَدِيثٌ] لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْمُنَفِّرِينَ - ثَلاثًا - الَّذِينَ يُقَنِّطُونَ عِبَادَ اللَّهِ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ عَلَى الْمُتَكَفِّلِينَ - ثَلاثًا - الَّذِينَ يُخْبِرُونَ عِبَادَ اللَّهِ بِسَعَةِ مَغْفِرَةِ اللَّهِ فَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ أَلا إِنِّي بُعِثْتُ مُبَشِّرًا وَلَمْ أُبْعَثْ مُقَنِّطًا (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه مُوسَى الطَّوِيل.
(114) [حَدِيثٌ] مَنْ بَكَى عَلَى ذَنْبٍ فِي الدُّنْيَا حَرَّمَ اللَّهُ دِيبَاجَةَ وَجْهِهِ عَلَى جَهَنَّمَ (نع) من حَدِيث أنس مِنْ طَرِيقِ أَبِي هُدْبَةَ.
(115) [حَدِيثٌ] الْمُسْتَهْزِئُ بِالنَّاسِ يُجَرُّ قَصَبُهُ فِي النَّار ويستهزئ بِنَفْسِهِ كَمَا كَانَ يَسْتَهْزِئُ وَيَفْعَلُ فِي النَّاسِ فِي دَارِ الدُّنْيَا (مي) من حَدِيث جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن آبَائِهِ مَرْفُوعا وَفِيه سهل بن أَحْمد الديباجي.
(116) [حَدِيثٌ] النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ الإِخْوَانِ عَلَى الشَّوْقِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَلْفِ رَكْعَةٍ تَطَوُّعًا (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه مُحَمَّد بن سعيد البورقي.(2/314)
(117) [حَدِيثٌ] مِمَّا يُصَفِّي لَكَ وُدَّ أَخِيكَ الْمُسْلِمِ أَنْ تَكُونَ لَهُ فِي غَيْبَتِهِ أَفْضَلَ مِمَّا تَكُونُ فِي مَحْضَرِهِ (قطّ) فِي غرائب مَالك من حَدِيث ابْن عمر وَقَالَ بَاطِل وَمن دون مَالك ضعفاء.
(118) [حَدِيثُ] أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِي قَالَ لَهُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ لَا تَلْعَنِ الْوُلاةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَدخل أمة جَهَنَّم.
يلعنهم وُلاتَهُمْ (مي) من طَرِيق ميسرَة بن عبد ربه.
(119) [حَدِيثٌ] إِذَا ضَاقَ الْمَجْلِسُ فَبَيْنَ كُلِّ اثْنَيْنِ مَجْلِسٌ (مي) من حَدِيث ابْن عمر قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي زهر الفردوس هَذَا مَوْضُوع.
(120) [حَدِيثٌ] هَنِيئًا لِلْمُتَحَابِّينَ فِي اللَّهِ جَنَّاتِ عَدْنٍ وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُرَافِقَنِي فِيهَا فَلْيُنْصِفْ مِنْ نَفْسِهِ وَمَنْ أَصْبَحَ وَأَمْسَى وَهَمُّهُ الدِّينَارُ وَالدِّرْهَمُ مُكَاثِرًا حُشِرَ مَعَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى الَّذِينَ قَالُوا {مَا هِيَ إِلَّا حياتنا الدُّنْيَا نموت ونحيى} (مي) من حَدِيث أبي سعيد وَفِيه عَمْرو السكْسكِي.
(121) [حَدِيثٌ] أَهِنْ مَنْ أَهَانَكَ وَإِنْ كَانَ حُرًّا قُرَشِيًّا وَأَكْرِمْ مَنْ أَكْرَمَكَ وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا (حا) من حَدِيث الْحُسَيْن بن عَليّ وَفِيه مُحَمَّد بن سعيد البورقي.
(122) [حَدِيثٌ] عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَا عِبَادِي انْظُرُوا إِلَى الدُّهُورِ هَلِ انْقَطَعَ إِلَيَّ أَحَدُكُمْ فَلَمْ أُعِزَّهُ أَوْ تَوَكَّلَ عَلَيَّ فَلَمْ أَكْفِهِ (مي) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه الْفضل بن مُحَمَّد وَعنهُ أَبُو بكر النقاش.
(123) [حَدِيثٌ] لَيَأْتِيَنَ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يُنَافِقُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا لَا يُسْلِمُ مِنْ ذَلِكَ إِلا مَنْ كَانَ جَلِيسَ بَيْتِهِ (مي) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه أَبُو بكر النقاش.
(124) [حَدِيثٌ] مَنْ نَاصَحَ لِلَّهِ أُعْطِيَ ثَلاثَ خِصَالٍ: عِزًّا مِنْ غَيْرِ جُنْدٍ، وَغِنًى مِنْ غَيْرِ دَثْرٍ، وَأُنْسًا مِنْ غَيْرِ خَلْقٍ (أَبُو عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه مُحَمَّد بن مخلد الْحِمصِي.(2/315)
(125) [حَدِيثٌ] مَنِ اسْتَذَلَّ مُؤْمِنًا أَوْ حفره لِفَقْرِهِ وَقِلَّةِ ذَاتِ يَدِهِ شَهَّرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ فَضَحَهُ (ابْن لال) من حَدِيث عَليّ من طَرِيق دَاوُد بن سُلَيْمَان الْغَازِي.
(126) [حَدِيثٌ] مَنْ آذَى فَقِيرًا مُؤْمِنًا بِغَيْرِ حَقٍّ فَكَأَنَّمَا هَدَمَ مَكَّةَ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَبَيْتَ الْمَقْدِسِ وَكَأَنَّمَا قَتَلَ أَلْفَ مَلَكٍ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (كرّ) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه مُحَمَّد بن تَمِيم.
(127) [حَدِيثٌ] الْفُقَرَاءُ أَصْدِقَاءُ اللَّهِ وَرَأْسُ مَالِهِمُ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ فَطُوبَى لِمَنِ اتَّجَرَ قَبْلَ أَنْ يَذْهَبَ رَأْسُ مَالِهِ (مي) من حَدِيث عَليّ من طَرِيق جَعْفَر الْحُسَيْنِي صَاحب كتاب الْعَرُوس.
(128) [حَدِيثٌ] الْفُقَرَاءُ أَصْدِقَاءُ اللَّهِ وَالْمَرْضَى أَحِبَّاءُ اللَّهِ وَمَنْ مَاتَ عَلَى التَّوْبَةِ فَلَهُ الْجَنَّةُ وَتُوبُوا وَلا تَنْسَوْا فَإِنَّ بَابَ التَّوْبَةِ مَفْتُوحٌ مِنْ قِبَلِ الْمَغْرِبِ لَا يَنْسَدُّ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْهُ (مي) من حَدِيث عَليّ من طَرِيق جَعْفَر الْمَذْكُور.
(129) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ مَا مِنْ رَجُلٌ لَهُ وَالِدٌ يَنْظُرُ إِلَيْهِ نَظَرَ رَحْمَةٍ إِلا كُتِبَتْ لَهُ حَجَّةٌ مَقْبُولَةٌ مَبْرُورَةٌ قَالُوا وَإِنْ نَظَرَ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ قَالَ نَعَمْ اللَّهُ أَكْثَرُ وَأَطْيَبُ (حا) من طَرِيق نهشل.
(130) [حَدِيثٌ] لَا تَتَمَنَّوْا هَلاكَ شُبَّانِكُمْ وَإِنْ كَانَ فِيهِمْ عُرَامٌ فَإِنَّهُمْ عَلَى مَا كَانَ فِيهِمْ عَلَى خِلالٍ إِمَّا أَنْ يَتُوبُوا فَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَإِمَّا أَنْ تُرْدِيَهُمُ الآفَاتُ إِمَّا عَدُوٌّ فَيَقْتُلُوهُ، وَإِمَّا حَرِيقٌ فَيُطْفِئُوهُ، وَإِمَّا مَاءٌ فَيَسُدُّوهُ (نع) من حَدِيث ابْن عَبَّاس، وَفِيه حُصَيْن ابْن مُخَارق.
(131) [حَدِيثٌ] لَا يَزَالُ الْعَبْدُ فِي سَتْرِ اللَّهِ مَا لَمْ يُبْغِضْ أَهْلَ الْجُوعِ وَقِلَّةِ الْمَطْعَمِ فَإِذَا أَبْغَضَهُمْ هَتَكَ سَتْرَهُ (مي) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ طَرِيق مُحَمَّد بن إِسْحَاق الْعُكَّاشِي.
(132) [حَدِيثٌ] إِنَّ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ سَأَلَ رَبَّهُ وَرَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ يَا رَبِّ أَيْنَمَا أَذْهَبُ أُوذَى فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ يَا مُوسَى إِنَّ فِي عَسْكَرِكَ غَمَّازًا قَالَ يَا رَبِّ دُلَّنِي عَلَيْهِ فَأَوْحَى اللَّهُ يَا مُوسَى إِنِّي أُبْغِضُ الْغَمَّازَ فَكَيْفَ أَغْمِزُ (مي) من حَدِيث عَليّ من طَرِيق دَاوُد بن سُلَيْمَان الْغَازِي.(2/316)
(133) [حَدِيثٌ] إِذَا أَلِفَ الْقَلْبُ الإِعْرَاضِ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى ابْتَلاهُ اللَّهُ بِالْوَقِيعَةِ فِي الصَّالِحِينَ (كرّ) من حَدِيث عَليّ من طَرِيق الْأَشَج أبي الدُّنْيَا، قَالَ المؤتمن السَّاجِي هَذَا بَاطِل وَقد كتبناه من طَرِيق عَن بعض مَشَايِخ الصُّوفِيَّة، وَأما عَن رَسُول الله فَلَا أصل لَهُ.
(134) [حَدِيثُ] ابْنِ عمر: حَدثنِي رَسُول الله وَهُوَ يَبْكِي قَالَ: حَدَّثَنِي جِبْرِيلُ وَهُوَ يَبْكِي قَالَ يَا مُحَمَّدُ لَنْ تَصْعَدَ الْمَلائِكَةُ مِنَ الأَرْضِ بِأَفْضَلَ مِنْ بُكَاءِ الْعَبِيدِ وَنَوْحِهِمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالأَسْحَارِ (كرّ) مسلسلا بالبكاء من طَرِيق أبي عصمَة نوح ابْن أبي مَرْيَم.
(135) [حَدِيثٌ] مَنْ بَكَى عَلَى الْجَنَّةِ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ بَكَى عَلَى النَّارِ دَخَلَ النَّارَ يَرَى النَّاسُ أَنَّهُ يَبْكِي عَلَى الآخِرَةِ وَهُوَ يَبْكِي عَلَى الدُّنْيَا (مي) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَفِيه دَاوُد بن المحبر.
(136) [حَدِيثٌ] لاقُونِي بِنِيَّاتِكُمْ وَلا تُلاقُونِي بِأَعْمَالِكُمْ.
(137) [وَحَدِيثٌ] إِنَّ اللَّهَ يَعْتَذِرُ لِلْفُقَرَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (قَالَ ابْن تَيْمِية) موضوعان.(2/317)
كتاب الذّكر وَالدُّعَاء
الْفَصْل الأول
(1) [حَدِيثُ] ابْنِ عُمَرَ: جَاءَ رجل إِلَى رَسُول الله فَشَكَى إِلَيْهِ فَقْرًا أَوْ دَيْنًا، فَقَالَ لَهُ رَسُول الله فَأَيْنَ أَنْتَ مِنْ صَلاةِ الْمَلائِكَةِ، وَتَسْبِيحِ الْخَلائِقِ فِيهَا يُنْزِلُ اللَّهُ الرِّزْقَ مِنَ السَّمَاءِ قَالَ ابْنُ عُمَرَ فَقُلْتُ وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَاسْتَوَى رَسُولُ الله قَاعِدا وَكَانَ مُتكئا، فَقَالَ: يَا ابْن عُمَرَ تَقُولُ مِنْ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلَى صَلاةِ الصُّبْحِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ وَتَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِائَةَ مَرَّةٍ تَأْتِيكَ الدُّنْيَا رَاغِمَةً دَاخِرَةً وَيَخْلُقُ اللَّهُ مِنْ كُلِّ كَلِمَةٍ تَقُولُهَا مَلَكًا يُسَبِّحُ، لَكَ ثَوَابُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (حب) وَفِيه إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الطَّبَرِيّ وَقد ورد من طَرِيق أُخْرَى الله أعلم بهَا، قَالَ السُّيُوطِيّ: وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي تَارِيخه من طَرِيق آخر، فِيهِ الجويباري.
قُلْتُ: قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي لِسَان الْمِيزَان: أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ فِي الروَاة عَن مَالك من طَرِيق إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الطَّبَرِيّ، وَقَالَ: لَا يَصح عَن مَالك وَلَا أَظن إِسْحَاق لَقِي مَالِكًا وَقد رَوَاهُ جمَاعَة بأسانيد كلهَا ضِعَاف، ثمَّ أخرجه من وَجه آخر عَن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الْمَذْكُور عَن عبد الله بن الْوَلِيد الْعَدنِي عَن مَالك وَأخرجه من طَرِيق إِبْرَاهِيم ابْن جَعْفَر بن أَحْمد بن أَيُّوب عَن أَحْمد بن حَرْب عَن عبد الله بن الْوَلِيد ثمَّ ذكر أَنه روى عَن عبد الْمجِيد بن عبد الْعَزِيز بن أبي رواد عَن مَالك بِزِيَادَة، انْتهى، وَقَضيته أَن هَذَا الحَدِيث ضَعِيف لَا مَوْضُوع، وَقَالَ الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ فِي تَخْرِيج الْإِحْيَاء أخرجه المستغفري فِي الدَّعْوَات وَقَالَ غَرِيب من حَدِيث مَالك وَلَا أعرف لَهُ أصلا فِي حَدِيث مَالك، وَلأَحْمَد من حَدِيث عبد الله بن عَمْرو، إِن نوحًا قَالَ لِابْنِهِ آمُرك بِلَا إِلَه إِلَّا الله الحَدِيث ثمَّ قَالَ: وبسبحان الله وَبِحَمْدِهِ فَإِنَّهَا صَلَاة كل شَيْء وَبهَا يرْزق الْخلق؛ وَإِسْنَاده صَحِيح انْتهى، وَكَأَنَّهُ أورد حَدِيث أَحْمد شَاهدا للْحَدِيث وَالله تَعَالَى أعلم.
(2) [حَدِيثٌ] مَنْ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ أَرْبَع مَرَّاتٍ فَإِنْ قَالَهَا الْخَامِسَةَ نَادَى مَلَكٌ مِنْ حَيْثُ لَا يُسْمَعُ صَوْتُهُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكَ فَسَلْهُ (حا) من حَدِيث عَائِشَة من طَرِيق خَارِجَة عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَنْهَا، وَقَالَ أَنا معجب لهَذَا الحَدِيث لخارجة وَقد كَانَ يَأْخُذ عَن الضُّعَفَاء ثمَّ يُدَلس، وَهَذَا الحَدِيث يشبه أَنه أَخذه عَن غياث ابْن إِبْرَاهِيم (قلت) وَعند الْغَزالِيّ فِي الْإِحْيَاء مَرْفُوعا، إِذا قَالَ العَبْد الْحَمد لله مَلَأت مَا بَين(2/318)
السَّمَاء وَالْأَرْض، وَإِذا قَالَ العَبْد الْحَمد لله الثَّانِيَة مَلَأت مَا بَين السَّمَاء السَّابِعَة إِلَى الأَرْض وَإِذا قَالَ الْحَمد لله.
الثَّالِثَة، قَالَ الله تَعَالَى سل تعطه، قَالَ الْعِرَاقِيّ فِي تَخْرِيجه غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ لم أَجِدهُ وَالله تَعَالَى أعلم.
(3) [حَدِيثٌ] إِنَّ لِلَّهِ عَمُودًا مِنْ نُورٍ أَسْفَلُهُ تَحْتَ الأَرْضِ السَّابِعَةِ وَرَأْسُهُ تَحْتَ الْعَرْشِ فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ اهْتَزَّ لَهُ الْعَمُودُ فَيَقُولُ اللَّهُ اسْكُنْ فَيَقُولُ يَا رَبِّ كَيْفَ أَسْكُنُ وَأَنْتَ لَمْ تَغْفِرْ لِقَائِلِهَا، فَيَقُولُ اللَّهُ اسْكُنْ وَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِقَائِلِهَا، قَالَ النَّبِي فَأَكْثِرُوا مِنْ هَزِّ ذَلِكَ الْعَمُودِ (قطّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه عمر بن صبح (أَبُو عمر بن حيويه) فِي جزئه مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَفِيهِ عبد الله بن إِبْرَاهِيم الْغِفَارِيّ، وروى نَحوه يحيى بن أبي أنيسَة عَن هِشَام عَن الْحسن عَن أنس وَيحيى مَتْرُوك وَكذبه أَخُوهُ زيد بن أبي أنيسَة قَالَ السُّيُوطِيّ: وَأخرجه الْخَطِيب فِي تَارِيخه من طَرِيق نهشل، عَن ابْن عَبَّاس مَوْقُوفا وَأخرجه زَاهِر الشحامي فِي الإلهيات من تِلْكَ النُّسْخَة المكذوبة على عَليّ بن مُوسَى الرضي عَن آبَائِهِ قَالَ وَأخرج الديلمي من حَدِيث أنس: إِذا قَالَ العَبْد الْمُسلم لَا إِلَه إِلَّا الله خرقت السَّمَوَات حَتَّى تَقِفَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ فَيَقُول اسكني فَتَقول كَيفَ أسكن وَلم تغْفر لقائلي فَيَقُول مَا أجريك على لِسَانه إِلَّا وَقد غفرت لَهُ، وَأخرج الْخُتلِي فِي الديباج من حَدِيث ابْن عَبَّاس بِنَحْوِهِ (قلت) كَانَ السُّيُوطِيّ ذكر هذَيْن الْخَبَرَيْنِ للاستشهاد بهما وَفِي سنديهما من لم أعرفهُ وَالله تَعَالَى أعلم.
(4) [حَدِيثٌ] سَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ لَا يَسْتَجِيبَ دُعَاءَ حَبِيبٍ عَلَى حَبِيبِهِ (خطّ) من حَدِيث ابْنِ عُمَرَ وَلا يَصِحُّ فِيهِ أَبُو بكر النقاش، يرويهِ عَن أبي غَالب ابْن بنت مُعَاوِيَة ابْن عَمْرو عَن جده مُعَاوِيَة بن عَمْرو عَن زَائِدَة عَن لَيْث عَن مُجَاهِد عَن ابْن عمر وَمن فَوق أبي غَالب ثِقَات والنقاش مُتَّهم لَكِن تَابعه أَبُو عَليّ الكوكبي وَهُوَ ثِقَة فَزَالَتْ تُهْمَة النقاش وَلزِمَ الْعَيْب أَبَا غَالب وَكَانَ كَمَا قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ضَعِيفا (قلت) لم يتعقبه السُّيُوطِيّ وَهُوَ عجب فَإِن هَذِه الْعبارَة فِي تَضْعِيف أبي غَالب لَا تَقْتَضِي الحكم على حَدِيثه بِالْوَضْعِ، ثمَّ إِن الذَّهَبِيّ نقل فِي الْمِيزَان عَن أَحْمد بن كَامِل القَاضِي أَنه قَالَ فِي أبي غَالب لَا أعلمهُ ذمّ فِي(2/319)
الحَدِيث، وَزَاد الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان أَن مسلمة الأندلسي قَالَ إِنَّه ثِقَة فَهَذَا يَقْتَضِي أَن يكون حَدِيثه حسنا وَالله تَعَالَى أعلم.
(5) [حَدِيثُ] أَنَسٍ قَالَ رَسُول الله لَمَّا اجْتَمَعَتِ الْيَهُودُ عَلَى عِيسَى بن مَرْيَمَ لِيَقْتُلُوهُ بِزَعْمِهِمْ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى جِبْرِيلَ أَدْرِكْ عَبْدِي فَهَبَطَ جِبْرِيلُ فَإِذَا هُوَ بِسَطْرٍ فِي جَنَاحِ جِبْرِيلَ فِيهِ مَكْتُوبٌ لَا إِلَه إِلَّا الله مُحَمَّد رَسُول اللَّهِ قَالَ يَا عِيسَى قُلْ قَالَ وَمَا أَقُولُ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْوَاحِدِ الأَحَدِ أَدْعُوكَ اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ الْعَظِيمِ الأَعْظَمِ الْوِتْرِ الَّذِي مَلأَ الأَرْكَانَ كُلَّهَا إِلا فَرَّجْتَ عَنِّي مَا أَمْسَيْتُ فِيهِ فَدَعَا بِهَا عِيسَى فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى جِبْرِيلَ أَنِ ارْفَعْ إِلَيَّ عَبْدِي، ثُمَّ الْتفت رَسُول الله إِلَى أَصْحَابِهِ: فَقَالَ يَا بَنِي هَاشِمٍ يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ ادْعُوا رَبَّكُمْ بِهَؤُلاءِ الْكَلِمَاتِ فَوَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيًّا مَا دَعَا بِهَا قَوْمٌ إِلا اهْتَزَّ لَهَا الْعَرْشُ وَالسَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرَضُونَ السَّبْعُ (خطّ) وَعَامة رُوَاته مَجَاهِيل.
(6) [حَدِيثٌ] مَنْ دَعَا بِهَذِهِ الأَسْمَاءِ اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ: اللَّهُمَّ أَنْتَ حَيٌّ لَا تَمُوتُ وَخَالِقٌ لَا تُغْلَبُ وَبَصِيرٌ لَا تَرْتَابُ وَسَمِيعٌ لَا تَشُكُّ وَصَادِقٌ لَا تَكْذِبُ وَقَاهِرٌ لَا تُغْلَبُ وَأَبَدِيٌّ لَا تَنْفَدُ وَقَرِيبٌ لَا تَبْعُدُ وَغَافِرٌ لَا تَظْلِمُ وَصَمَدٌ لَا تُطْعَمُ وَقَيُّومٌ لَا تَنَامُ وَمُجِيبٌ لَا تَسْأَمُ وَجَبَّارٌ لَا تُقْهَرُ وَعَظِيمٌ لَا تُرَامُ وَعَالِمٌ لَا تُعَلَّمُ وَقَوِيٌّ لَا تَضْعُفُ وَعَلِيمٌ لَا يُوصَفُ وَوَفِيٌّ لَا يُخْلِفُ وَعَدْلٌ لَا يَحِيفُ وَغَنِيٌّ لَا يَفْتَقِرُ وَحَكِيمٌ لَا يَجُورُ وَمَنِيعٌ لَا يُقْهَرُ وَمَعْرُوفٌ لَا يُنْكَرُ وَوَكِيلٌ لَا يُحَقَّرُ وَغَالِبٌ لَا يُغْلَبُ وَوِتْرٌ لَا يُسْتَأْمَرُ وَفَرْدٌ لَا يَسْتَشِيرُ وَوَهَّابٌ لَا يَمَلُّ وَسَرِيعٌ لَا يَذْهَلُ وَجَوَادٌ لَا يَبْخَلُ وَعَزِيزٌ لَا يَذِلُّ وَحَافِظٌ لَا يَغْفُلُ وَقَائِمٌ لَا يَنَامُ وَمُحْتَجِبٌ لَا يُرَى وَدَائِمٌ لَا يَفْنَى وَبَاقٍ لَا يَبْلَى وَوَاحِدٌ لَا يُشْبَهُ وَمُقْتَدِرٌ لَا يُنَازَعُ، وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لَوْ دَعَا بِهَذِهِ الدَّعَوَاتِ عَلَى صَفَائِحِ الْحَدِيدِ لَذَابَتْ وَلَوْ دَعَا بِهَا عَلَى مَاءٍ جَارٍ لَسَكَنَ وَمَنْ أَبْلَغَ إِلَيْهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ ثُمَّ دَعَا بِهَا أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَسَقَاهُ وَلَوْ أَنَّ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَوْضِعٍ يُرِيدُهُ جَبَلا لانْشَعَبَ لَهُ الْجَبَلُ حَتَّى يُسْلِكَهُ إِلَى الْمَوْضِعِ؛ وَلَوْ دَعَا عَلَى مَجْنُونٍ لأَفَاقَ وَلَوْ دَعَا عَلَى امْرَأَةٍ قَدْ عَسِرَ عَلَيْهَا وِلادُهَا لَهُوِّنَ عَلَيْهَا وَلَدُهَا وَلَوْ دَعَا بِهَا وَالْمَدِينَةُ تَحْتَرِقُ وَفِيهَا مَنْزِلُهُ لَنَجَا فَلَمْ يَحْتَرِقْ مَنْزِلُهُ، وَلَوْ دَعَا بِهَا أَرْبَعِينَ لَيْلَةً مِنْ لَيَالِي الْجُمُعَةِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ كُلَّ ذَنْبٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَوْ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى سُلْطَانٍ جَائِرٍ ثُمَّ دَعَا بِهَا قبل أَن(2/320)
يَنْظُرَ السُّلْطَانُ إِلَيْهِ لَخَلَّصَهُ اللَّهُ مِنْ شَرِّهِ، وَمَنْ دَعَا بِهَا عِنْدَ مَنَامِهِ بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ بِكُل حرف سَبْعمِائة أَلْفِ مَلَكٍ مِنَ الرُّوحَانِيِّينَ وُجُوهُهُمْ أَحْسَنُ مِنَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ يُسَبِّحُونَ اللَّهَ وَيَسْتَغْفِرُونَ لَهُ وَيَدْعُونَ وَيَكْتُبُونَ لَهُ الْحَسَنَاتِ وَيَمْحُونَ عَنْهُ السَّيِّئَاتِ وَيَرْفَعُونَ لَهُ الدَّرَجَاتِ، وَمَنْ نَامَ وَقَدْ دَعَا بِهَا فَإِنْ مَاتَ مَاتَ شَهِيدًا وَإِنْ عَمِلَ الْكَبَائِرَ وَغُفِرَ لأَهْلِ بَيْتِهِ وَمَنْ دَعَا بِهَا قَضَى اللَّهُ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ حَاجَةٍ (ابْن مَنْدَه) من حَدِيث عمر وَعلي وَفِيه الجويباري وَتَابعه سُلَيْمَان بن عِيسَى وَالْحُسَيْن بن دَاوُد الْبَلْخِي وَاللَّفْظ مختلق وَالله يعلم أَيهمْ وَضعه أَولا ثمَّ سَرقه الْآخرَانِ وغيرا وبدلا، وَقد روى لنا بِزِيَادَة ونقصان من طَرِيق مظلم فِيهِ مَجَاهِيل، قَالَ السُّيُوطِيّ ومتابعة عِيسَى وَالْحُسَيْن رَوَاهُمَا أَبُو نعيم فذكرهما ثمَّ قَالَ: وَقَالَ ابْن النجار فِي تَارِيخه وَذكر طَرِيقا آخر (قلت) فِيهِ رجال لم أعرفهم وَلَعَلَّه أوردهُ إِشَارَة إِلَى أَنه الطَّرِيق المظلم الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ ابْن الْجَوْزِيّ وَالله تَعَالَى أعلم.
(7) [حَدِيثٌ] أنس: قَالَ رَسُول الله سَأَلْتُ اللَّهَ الاسْمَ الأَعْظَمَ فَجَاءَنِي بِهِ جِبْرِيلُ مَخْزُونًا مَخْتُومًا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَخْزُونِ الْمَكْنُونِ، الْمُطَهَّرِ الطَّاهِرِ الطَّهِرِ الْمُقَدَّسِ الْمُبَارَكِ الْحَيِّ الْقَيُّومِ، قَالَتْ عَائِشَةُ بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِيهِ فَقَالَ يَا عَائِشَةُ نُهِينَا عَنْ تَعْلِيمِهِ النِّسَاءَ وَالصِّبْيَانَ وَالسُّفَهَاءَ (عد) وَفِيه جَعْفَر بن جسر عَن أَبِيه، وجعفر قَالَ ابْن عدي أَحَادِيثه مَنَاكِير وَأَبوهُ قَالَ يحيى لَيْسَ بِشَيْء (قلت) قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هَذَا حَدِيث شبه مَوْضُوع وَمَا يحْتَملهُ جسر، أَقُول وَلَا ابْنه جَعْفَر، فقد قَالَ ابْن أبي حَاتِم كتب عَنهُ أبي وَسُئِلَ عَنهُ فَقَالَ شيخ وَهَذِه الْعبارَة من صِيغ التوثيق وَلم يجْزم ابْن عدي بِأَن النكارة فِي حَدِيثه من قبله بل قَالَ ولعلها من قبل أَبِيه فَإِنَّهُ يضعف انْتهى، وَأَبوهُ وَإِن كَانَ الْأَكْثَرُونَ على تَضْعِيفه فقد قَالَ فِيهِ السَّاجِي: صَدُوق ضَعِيف الحَدِيث وَقَالَ أَبُو حَاتِم كَانَ رجلا صَالحا وَلَيْسَ بِالْقَوِيّ لَكِن الرَّاوِي لَهُ عَن جَعْفَر مُحَمَّد بن زِيَاد بن مَعْرُوف، وَعنهُ عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الْقرشِي، وَلم أَقف لَهما على تَرْجَمَةٍ؛ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.
(8) [حَدِيثٌ] مَا كَانَ اللَّهُ لِيَفْتَحَ لِعَبْدٍ بَابَ الدُّعَاءِ وَيُغْلِقَ عَنْهُ بَابَ الإِجَابَةِ اللَّهُ أَكْرَمُ مِنْ ذَلِكَ (عق) من حَدِيث أنس وَفِيه الْحسن بن مُحَمَّد الْبَلْخِي.(2/321)
(9) [حَدِيثٌ] يُسْتَجَابُ لِلْمُتَظَلِّمِينَ مَا لَمْ يَكُونُوا أَكْثَرَ مِنَ الظَّالِمِينَ فَإِذَا كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ فَيَدْعُونَ فَلا يُسْتَجَابُ لَهُمْ (حب) من حَدِيث جرير، وَلَا يَصح فِيهِ إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن همام.
(10) [حَدِيثٌ] مَنْ أَرَادَ أَنْ يُوَعِّيَهُ اللَّهُ حِفْظَ الْقُرْآنِ فَلْيَكْتُبْ هَذَا الدُّعَاءَ فِي إِنَاءٍ نَظِيفٍ بِعَسَلٍ مَاذِيٍّ ثُمَّ لِيَغْسِلْهُ بِمَاءِ الْمَطَرِ قَبْلَ أَنْ يَمَسَّ الأَرْضَ فَلْيَشْرَبْهُ عَلَى الرِّيقِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ فَإِنَّهُ يَحْفَظُهُ بِإِذْنِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ مَسْئُولٌ لَمْ يُسْأَلْ مِثْلُكَ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ رَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ وَإِبْرَاهِيمَ خَلِيلِكَ وَصَفِيِّكَ وَمُوسَى كَلِيمِكَ وَنَجِيِّكَ وَعِيسَى كَلِمَتِكَ وَرُوحِكَ وَأَسْأَلُكَ بِصُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَتَوْرَاةِ مُوسَى وَزَبُورِ دَاوُدَ وَإِنْجِيلِ عِيسَى، وَفُرْقَانِ مُحَمَّدٍ، وَأَسْأَلُكَ بِكُلِّ وَحْيٍ أَوْحَيْتَهُ، وَبِكُلِّ حَقٍّ قَضَيْتَهُ وَبِكُلِّ سَائِلٍ أَعْطَيْتَهُ، وَبِكُلِّ ضَالٍّ هَدَيْتَهُ وَغَنِيٍّ أَقْنَيْتَهُ وَفَقِيرٍ أَغْنَيْتَهُ وَأَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ الَّتِي دَعَاكَ بِهَا أَوْلِيَاؤُكَ فَاسْتَجَبْتَ لَهُمْ وَأَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي أَنْبَتَّ بِهِ أَرْزَاقَ الْعِبَادِ وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي وَضَعْتَهُ عَلَى اللَّيْلِ فَأُظْلِمَ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي وَضَعْتَهُ عَلَى الْجِبَالِ فَرَسَتْ وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي وَضَعْتَهُ عَلَى الأَرَضِينَ فَاسْتَوَتْ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي اسْتَقَلَّ بِهِ عَرْشُكَ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْوَاحِدِ الأَحَدِ الصَّمَدِ الْفَرْدِ الْعَزِيزِ الَّذِي مَلأَ الأَرْكَانَ كُلَّهَا الظَّاهِرِ الطَّاهِرِ الْمُطَهَّرِ الْمُبَارَكِ الْمُقَدَّسِ الْحَيِّ الْقَيُّومِ نُورِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرِ الْمُتَعَالِ، وَأَسْأَلُكَ بِكِتَابِكَ الْمُنَزَّلِ بِالْحَقِّ وَنُورِكَ التَّامِّ وَبِعَظَمَتِكَ وَبِكِبْرِيَائِكَ أَنْ تَرْزُقَنِي حِفْظَ كِتَابِكَ الْقُرْآنِ وَحِفْظَ أَصْنَافِ الْعِلْمِ وَثَبِّتْهُمَا فِي قَلْبِي وَسَمْعِي وَبَصَرِي وَتُخْلِطْهُمَا بِلَحْمِي وَدَمِي وَتَسْتَعْمِلْ بِهِمَا جَسَدِي فِي لَيْلِي وَنَهَارِي فَإِنَّهُ لَا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِكَ (عِيسَى غُنْجَار) فِي نسخته من حَدِيث ابْن مَسْعُود، وَفِيه عمر بن صبح وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ، قَالَ السُّيُوطِيّ وَرَوَاهُ أَبُو الشَّيْخ فِي الثَّوَاب من حَدِيث أبي بكر الصّديق من طَرِيق عبد الْملك ابْن هَارُون بن عنترة الشَّيْبَانِيّ الدَّجَّال مَعَ مَا فِي السَّنَد من إعضال، قَالَ وَله طَرِيق آخر أخرجه الْخَطِيب فِي الْجَامِع (قلت) فِيهِ مُوسَى بن إِبْرَاهِيم الْمروزِي، قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان إِن هَذَا الحَدِيث من بلاياه، فإمَّا وَضعه، أَو سَرقه مِمَّن وَضعه وَركب لَهُ إِسْنَادًا، وَالله تَعَالَى أعلم.
(11) [حَدِيثٌ] مَنْ ذَكَرَ اللَّهَ فِي الأَسْوَاقِ مَرَّةً وَاحِدَةً ذَكَرَهُ اللَّهُ مِائَةَ مَرَّةٍ (أَبُو سعيد النقاش) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه عمر بن رَاشد.(2/322)
الْفَصْل الثَّانِي
(12) [حَدِيثٌ] مَنْ شَغَلَهُ ذِكْرِي عَن مسئلتي أَعْطَيْتُهُ أَفْضَلَ مَا أُعْطِي السَّائِلِينَ (رَوَاهُ صَفْوَان بن أبي الصَّهْبَاء) من حَدِيث عمر وَصَفوَان قَالَ ابْن حبَان لَا يحْتَج بِهِ (تعقب) فَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي أَمَالِيهِ هَذَا حَدِيث حسن أخرجه البُخَارِيّ فِي خلق أَفعَال الْعباد، وَلم يصب ابْن الْجَوْزِيّ فِي إِيرَاده فِي الموضوعات وَإِنَّمَا اسْتندَ إِلَى ابْن حبَان فِي ذكره لِصَفْوَان فِي الضُّعَفَاء وَلم يسْتَمر ابْن حبَان على ذَلِك بل رَجَعَ فَذكره فِي الثِّقَات وَكَذَا ذكره فِي الثِّقَات ابْن شاهين وَابْن خلفون وَقَالَ ابْن خلفون إِن ابْن معِين وَثَّقَهُ، وَذكره البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ فَلم يحك فِيهِ جرحا وَقد ورد الحَدِيث أَيْضا من حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ أخرجه التِّرْمِذِيّ وَحسنه، وَمن حَدِيث جَابر أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب انْتهى قَالَ السُّيُوطِيّ وَجَاء أَيْضا من حَدِيث حُذَيْفَة أخرجه أَبُو نعيم فِي الْحِلْية من طَرِيق أبي مُسلم عبد الرَّحْمَن بن وَاقد عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن مَنْصُور عَن حُذَيْفَة وَقَالَ غَرِيب تفرد بِهِ أَبُو مُسلم عَن ابْن عُيَيْنَة (قلت) أَبُو مُسلم عبد الرَّحْمَن بن وَاقد يسرق الحَدِيث كَمَا قَالَه ابْن عدي فَإِذن لَا يستشهد بحَديثه وَالله تَعَالَى أعلم.
(13) [حَدِيثٌ] مَنْ آوَى إِلَى فِرَاشِهِ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَلا فقهر وبطن فجبر وَمَلَكَ فَقَدَرَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي يُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ (حا) من حَدِيث أبي الدَّرْدَاء وَفِيه مَجَاهِيل، وَفِيه سهل بن الْعَبَّاس التِّرْمِذِيّ مَتْرُوك وَأَبُو جناب الْكَلْبِيّ كَذَلِك (تعقب) بِأَنَّهُ جَاءَ من حَدِيث ابْن عَبَّاس أخرجه أَبُو أَحْمد الْحَاكِم فِي الكنى بِلَفْظ من قَالَ عِنْد مضجعه بِاللَّيْلِ الْحَمد لله الَّذِي علا فَقدر وَالْحَمْد لله الَّذِي بطن فجبر، وَالْحَمْد لِلَّهِ الَّذِي يُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ على كل شَيْء قدير مَاتَ؛ قَالَ: وَسقط آخر الحَدِيث عَليّ، قَالَ الْحَاكِم هَذَا حَدِيث مُنكر وَرُوَاته مَجْهُولُونَ (قلت) مثل هَذَا يتساهل بِهِ فِي الْفَضَائِل وَأَبُو جناب الْكَلْبِيّ من رجال أبي دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي التَّقْرِيبِ ضَعَّفُوهُ لتدليسه، وَسَهل لم يذكرهُ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان وَلَا ابْن حجر فِي اللِّسَان نعم ذكره الذَّهَبِيّ فِي الْمُغنِي فَقَالَ سهل بن الْعَبَّاس التِّرْمِذِيّ عَن ابْن عُيَيْنَة تَركه الدَّارَقُطْنِيّ وَقَضِيَّة هَذَا أَنه لَيْسَ مجمعا على تَركه وَالله أعلم.(2/323)
(14) [حَدِيثٌ] مَنْ قَالَ حِينَ يُمْسِي صَلَّى اللَّهُ عَلَى نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلامُ لَمْ تَلْدَغْهُ عَقْرَبٌ تِلْكَ اللَّيْلَةَ (عد) من حَدِيث أبي أُمَامَة وَلَا يَصح فِيهِ بشر بن نمير عَن الْقَاسِم وهما مَتْرُوكَانِ (تعقب) بِأَن بشرا لم يُتَّهَمْ بِكَذِبٍ وَهُوَ مِنْ رِجَالِ ابْن مَاجَه وَالقَاسِم روى لَهُ الْأَرْبَعَة وَوَثَّقَهُ ابْن معِين وَالتِّرْمِذِيّ والجوزجاني وَلِلْحَدِيثِ شَاهد مَوْقُوف أخرجه ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخه عَن خَالِد قَالَ لما حمل نوح فِي السَّفِينَة مَا حمل جَاءَت الْعَقْرَب فَقَالَت يَا نَبِي الله أدخلني مَعَك، قَالَ لَا أَنْت تلدغي النَّاس فَقَالَت احملني فلك عَليّ أَن لَا ألدغ من يُصَلِّي عَلَيْك اللَّيْلَة.
(15) [حَدِيثُ] مُوسَى الأَنْصَارِيِّ شَكَى أَبُو دُجَانَةَ الأَنْصَارِيُّ إِلَى رَسُول الله فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ بَيْنَا أَنَا الْبَارِحَةَ نَائِمٌ إِذَا فَتَّحْتُ عَيْنِي فَإِذَا عِنْدَ رَأْسِي شَيْطَانٌ فَجَعَل يَعْلُو وَيَطُولُ فَضَرَبْتُ بِيَدِي إِلَيْهِ فَإِذا جلده كلجد الْقُنْفُذ، فَقَالَ رَسُول الله لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ اكْتُبْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا كِتَابٌ مِنْ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الْعَرَبِيِّ التِّهَامِيِّ الأَبْطَحِيِّ الْمَكِّيِّ الْمَدَنِيِّ الْقُرَشِيِّ الْهَاشِمِيِّ صَاحِبِ التَّاجِ وَالْهِرَاوَةِ وَالْقَضِيبِ وَالنَّاقَةِ وَالْقُرْآنِ وَالْقِبْلَةِ صَاحِبِ قَوْلِ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ إِلَى مَنْ طَرَقَ الدَّارَ مِنَ الزُّوَّارِ وَالْعُمَّارِ إِلا طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ، أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ لَنَا وَلَكُمْ فِي الْحَقِّ سَعَةً فَإِنْ يَكُ عَاشِقًا مُولَعًا أَوْ مُؤْذِيًا مُقْتَحِمًا أَوْ فَاجِرًا مُجْتَرِئًا أَوْ مُدَّعِيَ حَقٍّ مُبْطِلا فَهَذَا كِتَابُ اللَهِ يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ وَعَلَيْنَا بِالْحَقِّ وَرُسُلُهُ لَدَيْنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ اتْرُكُوا حَمَلَةَ الْقُرْآنِ وَانْطَلِقُوا إِلَى عَبَدَةِ الأَوْثَانِ إِلَى مَنِ اتَّخَذَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ( {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تنتصران} فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كالدهان) {فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إنس وَلَا جَان} .
ثُمَّ طَوَى الْكِتَابَ فَقَالَ ضَعْهُ عِنْدَ رَأْسِكَ فَوَضَعَهُ فَإِذَا هُمْ يُنَادُونَ النَّارَ أَحْرَقْتَنَا بِالنَّارِ وَاللَّهِ مَا أَرَدْنَاكَ وَلا طَلَبْنَا أَذَاكَ وَلَكِنْ زَائِرٌ زَارَنَا فَطَرَقَ فَارْفَعْ عَنَّا كِتَابَ اللَّهِ، فَقَالَ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا أَرْفَعُهُ عَنْكُمْ حَتَّى أَسْتَأْذِنَ رَسُولَ اللَّهِ فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ ارْفَعْ عَنْهُمْ فَإِنْ عَادُوا بِالسَّيِّئَةِ فَعُدْ عَلَيْهِمْ بِالْعَذَابِ (ابْن الْجَوْزِيّ) وَفِي سَنَده انْقِطَاع إِذْ لَيْسَ فِي الصَّحَابَة من اسْمه مُوسَى أصلا وَأكْثر رِجَاله مَجْهُولُونَ (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجه فِي الدَّلَائِل (قلت) يَعْنِي من طَرِيق آخر بمخالفة لهَذَا بِالزِّيَادَةِ وَالنَّقْص ثمَّ قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَقد روى فِي حرز أبي دُجَانَة حَدِيث طَوِيل وَهُوَ مَوْضُوع لَا تحل رِوَايَته انْتهى، وَنقل(2/324)
الْقُرْطُبِيّ فِي الْمُفْهم عَن ابْن عبد الْبر أَنه قَالَ حَدِيث أبي دُجَانَة فِي الْحِرْز الْمَنْسُوب إِلَيْهِ فِيهِ ضعف وَكَأَنَّهُ يَعْنِي رِوَايَة الْبَيْهَقِيّ وَالله تَعَالَى أعلم.
(16) [حَدِيثٌ] مَنْ أَنْعَمَ عَلَى أَخِيهِ نِعْمَةً فَلَمْ يَشْكُرْهَا فَدَعَا اللَّهَ عَلَيْهِ اسْتُجِيبَ لَهُ (خطّ عق) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَلَا يَصح، فِي الأول جَعْفَر بن عبد الْوَاحِد، وَفِي الثَّانِي نصر بن قديد عَن أبي عَمْرو بن حميد الشغافي عَن عبد الحميد بن أنس وهَذَانِ مَجْهُولَانِ عَن نصر بن سيار وَكَانَ أَمِيرا على خُرَاسَان (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجه من الطَّرِيق الثَّانِي فِي الشّعب وَفِي آخِره: وَقَالَ نصر بن سيار اللَّهُمَّ إِنِّي قد أَنْعَمت على آل بسام فَلم يشكروا، اللَّهُمَّ فأذقهم حر السِّلَاح فَمَا مَاتَ وَاحِد مِنْهُم إِلَّا بِالسَّيْفِ.
ثمَّ قَالَ وروى ذَلِك عَن عبد الله بن الْمُبَارك عَن نصر بن سيار، ثمَّ قَالَ وَمن شواهده حَدِيث معَاذ بن أنس فِي أنَاس لَا يكلمهم الله يَوْم الْقِيَامَة وَلَا ينظر إِلَيْهِم: وَرجل أنعم عَلَيْهِ قوم فَكفر نعمتهم وتبرأ مِنْهُم انْتهى؛ قَالَ السُّيُوطِيّ وَرِوَايَة ابْن الْمُبَارك أخرجهَا الْحَاكِم فِي تَارِيخ نيسابور ولجعفر بن عبد الْوَاحِد متابع أخرجه الْحسن بن بدر فِي جُزْء مَا رَوَاهُ الْخُلَفَاء فَزَالَتْ تهمته بل وتهمة نصر بن قديد وَشَيْخه وَشَيخ شَيْخه.
الْفَصْل الثَّالِث
(17) [حَدِيثٌ] لَوْ يَعْلَمُ الأَمِيرُ مَا لَهُ فِي ذِكْرِ اللَّهِ لَتَرَكَ إِمَارَتَهُ، وَلَوْ يَعْلَمُ التَّاجِرُ مَا لَهُ فِي ذِكْرِ اللَّهِ لَتَرَكَ تِجَارَتَهُ، وَلَوْ أَنَّ ثَوَابَ تَسْبِيحَةٍ قُسِّمَ عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ أَصَابَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَشَرَةُ أَضْعَافِ الدُّنْيَا (مي) من حَدِيث سهل بن سعد وَفِيه أَبُو دَاوُد النَّخعِيّ.
(18) [حَدِيثٌ] لَيْسَ مِنَ الْكَلامِ شَيْءٌ إِلا وَالشَّفَتَانِ تَلْتَقِيَانِ بِهِ إِلا مَا كَانَ مِنْ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَإِنَّ الشَّفَتَانِ لَا يَلْتَقِيَانِ بِهَا مِنْ حَلاوَتِهَا وَعِظَمِهَا فَاسْتَكْثِرُوا مِنَ التَّوْحِيدِ فِي ابْتِدَاءِ كَلامِكُمْ وَآخِرِهِ (مي) من حَدِيث أنس وَإِسْنَاده ظلمات فِيهِ أَرْبَعَة كذابون.
(19) [حَدِيثٌ] مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَمَدَّ بِهَا صَوْتَهُ أَسْكَنَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ دَارًا سَمَّى بِهَا نَفْسَهُ فَقَالَ ذُو الْجَلالِ (مي) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه عباد بن كثير.
(20) [حَدِيثٌ] مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَمَدَّهَا هُدِمَتْ لَهُ أَرْبَعَة آلَاف ذَنْب من(2/325)
الْكَبَائِرِ (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه نعيم بن سَالم (قلت) قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان أخرجه ابْن النجار فِي الذيل إِلَّا أَنه قَالَ نعيم بنُون فعين مُهْملَة ابْن تَمام، وَأَظنهُ يغنم بن سَالم تصحف اسْمه وَاسم أَبِيه والْحَدِيث بَاطِل انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم.
(21) [حَدِيثُ] إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى بَحْرًا مُنْ نُورٍ حَوْلَهُ مَلائِكَةٌ مِنْ نُورٍ عَلَى خَيْلٍ مِنْ نُورٍ بِأَيْدِيهِمْ حِرَابٌ مِنْ نُورٍ يُسَبِّحُونَ حَوْلَ ذَلِكَ الْبَحْرِ سُبْحَانَ ذِي الْمُلْكِ والملكوت سُبْحَانَ ذِي الْعِزَّةِ وَالْجَبَرُوتِ سُبْحَانَ الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ، فَمَنْ قَالَهَا فِي يَوْمٍ أَوْ شَهْرٍ أَوْ سَنَةٍ أَوْ فِي عُمْرِهِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ وَلَوْ كَانَتْ ذُنُوبُهُ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ أَوْ مِثْلَ رَمْلِ عَالِجٍ أَوْ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ (مي) من حَدِيث أنس (قلت) لم يبين علته وَفِيه مُوسَى بن الْحجَّاج السَّمرقَنْدِي وَعنهُ نصر بن إِسْمَاعِيل بن النُّعْمَان وَعَن هَذَا عَليّ بن عَامر النهاوندي وَلم أعرفهم وَالله تَعَالَى أعلم.
(22) [حَدِيثٌ] التَّسْبِيحَةُ مِنَ الْغَازِي سَبْعُونَ أَلْفَ حَسَنَةٍ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا (مي) من حَدِيث معَاذ (قلت) لم يبين علته وَفِيه إِسْمَاعِيل بن أبي زِيَاد وَإِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْأَصْبَهَانِيّ وَالله تَعَالَى أعلم.
(23) [حَدِيثُ] فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَ لِي رَسُول الله يَا فَاطِمَةُ إِذَا أَخَذْتِ مَضْجَعَكِ فَقُولِي الْحَمْدُ لِلَّهِ الْكَافِي سُبْحَانَ اللَّهِ الأَعْلَى حَسْبِيَ اللَّهُ وَمَا شَاءَ اللَّهُ قَضَى سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ دَعَا لَيْسَ مِنَ اللَّهِ مَلْجَأٌ وَلا وَرَاءَ اللَّهِ مَنْجَا تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ {مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاط مُسْتَقِيم، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ ولدا} ، إِلَى آخِرِ السُّورَةِ قَالَتْ: ثُمَّ قَالَ مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَقُولُهُ عِنْدَ مَنَامِهِ ثُمَّ يَنَامُ وَسْطَ الشَّيَاطِينِ وَالْهَوَامِّ فَتَضُرُّهُ (ابْن السّني) من طَرِيق مجاشع بن عَمْرو.
(24) [حَدِيث] أنس: أَن النَّبِي قَالَ: يُعَظَّمُ الرَّبَّ وَيُثْنَى عَلَيْهِ، الْعِزَّةُ لِلَّهِ وَالْجَبَرُوتُ لِلَّهِ وَالْعَظَمَةُ لِلَّهِ وَالرَّحْمَةُ لِلَّهِ وَالْكِبْرِيَاءُ لِلَّهِ وَالسُّلْطَانُ لِلَّهِ وَالْمُلْكُ لِلَّهِ وَالْحُكْمُ لِلَّهِ وَالنُّورُ لِلَّهِ وَالْقُدْرَةُ لِلَّهِ وَالْقُوَّةُ لِلَّهِ وَالتَّسْبِيحُ لِلَّهِ وَالتَّقْدِيسُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ مَا أَعْظَمَ شَأْنَكَ وَأَفْخَرَ مُلْكَكَ وَأَعْلَى مَكَانك وأقربك من خَلفك وَأَلْطَفَكَ بِعِبَادِكَ وَأَرْفَعَكَ لِسِرِّكَ وَأَمْنَعَك لِعِزِّكَ أَنْتَ أَعْظَمُ وَأَسْمَعُ وَأَجَلُّ وَأَبْصَرُ وَأَعْلَى وَأَكْثَرُ وَأَظْهَرُ وَأَشْكَرُ وَأَغْنَى وَأَقْدَرُ وَأَعْلَى وَأَجْبَرُ وَأَعَزُّ وَأَكْرَمُ وَأَبَرُّ وَأَرْحَمُ وَأَبْهَى وَأَحْمَدُ وأمجد(2/326)
وَأَجْوَدُ وَأَنْوَرُ وَأَسْرَعُ وَأَلْطَفُ وَأَقْدَرُ وَأَوْسَعُ وَأَعْطَى وَأَقْهَرُ وَأَحْكَمُ وَأَفْضَلُ وَأَحْسَنُ وَأَكْمَلُ مِنْ أَنْ يُدْرِكَ عِبَادُكَ عَظَمَتَكَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (يخ قلت) لم يبين علته وَفِيه شيخ أبي الشَّيْخ عبد الله بن مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا وَشَيخ هَذَا إِسْحَاق بن الْفَيْض لم أَعْرفهُمَا وَفِيه المضاء بن الْجَارُود عَن عبد الْعَزِيز بن زِيَاد عَن أنس فَأَما المضاء فَفِي الْمِيزَان قَالَ أَبُو حَاتِم مَحَله الصدْق وَقَالَ فِي اللِّسَان لَهُ خبر مُنكر فِي تَارِيخ قزوين للرافعي فَذكره إِلَّا أَنه قَالَ عَن عبد الله بن زِيَاد عَن أنس وَالْخَبَر سَيَأْتِي؛ وَأما عبد الْعَزِيز بن زِيَاد، فَقَالَ الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ فِي تَخْرِيج الْإِحْيَاء فِي الْكَلَام على حَدِيث من رِوَايَة عبد الْعَزِيز هَذَا عَن أنس مَا لَفظه عبد الْعَزِيز بن زِيَاد مَجْهُول وَهُوَ مُنْقَطع بَينه وَبَين أنس انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم.
(25) [حَدِيثُ] سُبْحَانَكَ مَا أَكْثَرَ مَا تُطْعِمُنَا سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ مَا أَحْسَنَ مَا تَبْتَلِينَا اللَّهُمَّ فَأَتِمَّ عَلَيْنَا نِعْمَتَكَ وَوَسِّعْ عَلَيْنَا وَعَلَى فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ (مي) من حَدِيث أنس، وَفِيه بشر بن الْحُسَيْن.
(26) [حَدِيثٌ] مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِائَةَ أَلْفِ حَسَنَةٍ وَأَرْبَعًا وَعِشْرِينَ أَلْفَ حَسَنَةٍ وَمَحَا عَنْهُ مِائَةَ أَلْفِ خَطِيئَةٍ وَأَرْبَعًا وَعِشْرِينَ أَلْفَ خَطِيئَةٍ وَرَفَعَ لَهُ مِائَةَ أَلْفِ دَرَجَةٍ وَأَرْبَعًا وَعِشْرِينَ أَلْفِ دَرَجَةٍ (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه زِيَاد بن أبي عمار (قلت) صدر الحَدِيث إِلَى وأربعا وَعشْرين ألف حَسَنَة، أوردهُ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان فِي تَرْجَمَة عَامر بن كيسَان من حَدِيث ابْن عمر على أَنه من مَنَاكِير عَامر ثمَّ قَالَ: قَالَ ابْن عدي وَمَعَ ضعفه يَعْنِي عَامِرًا يكْتب حَدِيثه وَالله تَعَالَى أعلم.
(27) [حَدِيثٌ] مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ، وَمَحَا عَنْهُ أَلْفَ أَلْفِ سَيِّئَةٍ، وَرَفَعَ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ دَرَجَةٍ، وَمَنْ زَادَ زَادَهُ اللَّهُ وَمَنِ اسْتَغْفَرَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه خرَاش مولى أنس وَعنهُ أَبُو سعيد الْعَدوي.
(28) [حَدِيثٌ] لذكر الله بِالْغَدَاةِ والْعشي خَيْرٌ مِنْ حَطْمِ السُّيُوفِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ (مي) من حَدِيث أنس من الطَّرِيق الْمَذْكُور.
(29) [حَدِيثٌ] إِذَا كَبَّرَ الْعَبْدُ سَتَرَتْ تَكْبِيرَتُهُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ (كرّ) من حَدِيث أبي الدَّرْدَاء وَفِيه إِسْحَاق بن نجيح الْمَلْطِي.(2/327)
(30) [حَدِيثٌ] مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ كُتِبَ لَهُ مِائَةُ أَلْفِ وَثَمَانِيَةٌ وَأَرْبَعُونَ أَلْفَ حَسَنَةٍ وَمَنْ قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ كُتِبَ لَهُ خَمْسمِائَة أَلْفِ حَسَنَةٍ (مي) من حَدِيث أم سَلمَة وَفِيه مُخَارق بن ميسرَة مَجْهُول.
(31) [حَدِيثٌ] مَنْ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي تَعَزَّزَ بِالْقُدْرَةِ، نَظَرَ اللَّهُ إِلَيْهِ وَمَنْ نَظَرَ إِلَيْهِ لَمْ يُعَذِّبْهِ وَاسْتَغْفَرَ لَهُ كُلُّ مَلَكٍ فِي السَّمَاءِ وَكُلُّ مَلَكٍ فِي الأَرْضِ (حا) من حَدِيث أنس وَفِيه سُلَيْمَان بن عَمْرو النَّخعِيّ.
(32) [حَدِيثٌ] مَنْ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ أَرْبَع مَرَّاتٍ، قَالَ اللَّهُ سَلْ تُعْطَهُ (يخ) من حَدِيث وَاثِلَة وَأبي أُمَامَة وَفِيه بشر بن عون.
(33) [حَدِيثُ] أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ: كُنْتُ عِنْد النَّبِي فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَسَلَّمَ فَرَدَّ النَّبِيُّ وَأَطْلَقَ وَجْهَهُ وَأَجْلَسَهُ إِلَى جَنْبِهِ فَلَمَّا قَضَى الرَّجُلُ حَاجَتَهُ نَهَضَ فَقَالَ النَّبِي: يَا أَبَا بَكْرٍ هَذَا رَجُلٌ يُرْفَعُ لَهُ كُلَّ يَوْمٍ كَعَمَلِ أَهْلِ الأَرْضِ، قُلْتُ وَلِمَ ذَلِكَ؟ قَالَ: لأَنَّهُ كُلَّمَا أَصْبَحَ صَلَّى عَلَيَّ عَشْرَ مَرَّاتٍ كَصَلاةِ الْخَلْقِ أَجْمَعَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ كَمَا أَمَرْتَنَا أَنْ نُصَلِّيَ عَلَيْهِ عَدَدَ مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ مِنْ خَلْقِكَ، وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ كَمَا يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى عَلَيْهِ، وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ كَمَا أمترنا أَنْ نُصَلِّيَ عَلَيْهِ (قطّ) فِي الْأَفْرَاد من طَرِيق كَادِح بن رَحْمَة.
(34) [حَدِيثُ] ابْنِ عُمَرَ: عَلَّمَنَا رَسُول الله دُعَاءً نَدْعُو بِهِ وَأَمَرَنَا أَنْ لَا نَدْعُوَ بِهِ فِي شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا: اللَّهُمَّ رَبَّ الأَرْوَاحِ الْفَانِيَةِ وَالأَجْسَادِ الْبَالِيَةِ، أَسْأَلُكَ بِطَاعَةِ الأَرْوَاحِ الرَّاجِعَةِ إِلَى الأَجْسَادِ الْبَالِيَةِ بِالطَّاعَةِ، وَبِطَاعَةِ الأَجْسَادِ الْمُمْتَلِئَةِ بِعُرُوقِهَا بِالْكَلِمَةِ التَّامَّةِ، وَأَخْذِكَ بِالْحَقِّ مِنْهُمْ وَالْخَلائِقُ بَيْنَ يَدَيْكَ يَنْتَظِرُونَ فَصْلَ قَضَائِكَ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَكَ وَيَخَافُونَ عِقَابَكَ، أَنْ تَجْعَلَ النُّورَ فِي بَصَرِي وَالْيَقِينَ فِي قَلْبِي وَذِكْرَكَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ عَلَى لِسَانِي وَعَمَلا صَالِحًا فَارْزُقْنِي (مي قلت) لم يبين علته وَهُوَ فِي الْأَفْرَاد للدارقطني وَمن طَرِيقه أخرجه الديلمي؛ وَفِيه الْفضل بن يحيى عَن أَبِيه، وَلم أَعْرفهُمَا، وَالله تَعَالَى أعلم.
(35) [حَدِيثٌ] يَحْمَدُ الرَّبُّ نَفْسُهُ كُلَّ يَوْمٍ ثَلاثَ مَرَّاتٍ فِي ثُلُثِ اللَّيْلِ الْبَاقِي إِلَى طُلُوعِ الْفجْر(2/328)
وَالثَّانِي بَعْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلَى أَن تصيركهيئتها مِنَ الْعَصْرِ وَالثَّالِثُ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ إِلَى صَلاةِ الظُّهْرِ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: إِنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا أَنَا الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، إِنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا أَنَا الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ، إِنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا أَنَا الْعَفُوُّ الْغَفُورُ، إِنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا أَنَا أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، إِنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا أَنَا مَالِكُ يَوْمِ الدِّينِ، إِنِّي أَنَا الله لَا إِلَه إِلَّا أَبَا مُبْدِئُ كُلِّ شَيْءٍ ثُمَّ مُعِيدُهُ، إِنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا أَنَا لَمْ أَزَلْ إِنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا أَنَا الْوَاحِدُ الأَحَدُ الصَّمَدُ إِنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا أَنَا خَالِقُ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ إِنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا أَنَا خَالِقُ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ إِنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا أَنَا عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ إِنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا أَنَا الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ إِنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا أَنَا السَّلامُ الْمُؤْمِنُ إِنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا أَنَا الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ إِنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا أَنَا الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ فَمَنْ حَمِدَ اللَّهَ بِهَذِهِ الْمَحَامِدِ فَيَقُولُ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا أَنْتَ حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى هَذِهِ الأَسْمَاءِ كَتَبَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْفَائِزِينَ الْمُخْلِصِينَ التَّائِبِينَ الْحَامِدِينَ السَّائِحِينَ الرَّاكِعِينَ السَّاجِدِينَ الْمُخْبِتِينَ (مي) من حَدِيث عَليّ وَفِيه ميسرَة بن عبد ربه (قلت) وَعنهُ عبد الْعَزِيز بن زِيَاد وَعَن عبد الْعَزِيز المضاء ابْن الْجَارُود وَهَذَا يُؤَيّد مَا مر عَن الْعِرَاقِيّ من أَن حَدِيث عبد الْعَزِيز عَن أنس مُنْقَطع بَينه وَبَين أنس وَالله أعلم.
(36) [حَدِيثٌ] مَنْ قَالَ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَرَبِّ الأَرَضِينَ} إِلَى آخِرِ السُّورَةِ وَمِثْلِهِ؛ وَلَكِنْ وَلَهُ الْعَظَمَةُ وَمِثْلُهُ وَلَكِنْ وَلَهُ النُّورُ، ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ اجْعَلْ ثَوَابَهَا لِوَالِدَيَّ لَمْ يَبْقَ عَلَيْهِ حَقٌّ إِلا أَدَّاهُ إِلَيْهِمَا، وَفِي رِوَايَة اجْعَل ثَوَابهَا للْمُؤْمِنين وَالْمُؤْمِنَات الْأَحْيَاء مِنْهُم والأموات لم يبْق أحد من أهل الْقُبُور إِلَّا أَدخل الله عَلَيْهِ فِي قَبره الضياء والفسحة والنور (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه بشر بن الْحُسَيْن.
(37) [حَدِيثٌ] مَنْ أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ ثُمَّ قَرَأَ {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ رَبَّ الْحِلِّ وَالْحَرَامِ وَالرُّكْنِ وَالْمَقَامِ وَالْمَشْعَرِ الْحَرَامِ بَلِّغْ رُوحَ مُحَمَّدٍ تَحِيَّةً وَسَلامًا أَرْبَعَ مَرَّاتٍ وَكَّلَ اللَّهُ بِهِ مَلَكَيْنِ حَتَّى يَأْتِيَا مُحَمَّدًا فَيَقُولانِ لَهُ إِنَّ فُلانَ بْنَ فُلانٍ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ فَأَقُولُ وَعَلَى فُلانِ بْنِ فُلانٍ السَّلَام وَرَحْمَة وَالله وَبَرَكَاتُهُ (يخ) من حَدِيث أبي قرصافة (قلت) لم يذكر عِلّة وَفِي إِدْخَاله فِي الموضوعات نظر فَإِن الضياء أخرجه فِي المختارة وَقَالَ لَا أعرفهُ إِلَّا بِهَذَا الطَّرِيق وَهُوَ غَرِيب جدا وَفِي رُوَاته من فِيهِ بعض المقالات انْتهى(2/329)
وَذكر ابْن الْقيم أَنه مَعْرُوف من قَول أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن عَليّ وَأَنه أشبه وَالله تَعَالَى أعلم.
(38) [حَدِيثٌ] مَنْ آوَى إِلَى فِرَاشِهِ فَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى تَحْتَ خَدِّهِ الأَيْمَنِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ أَحَدٌ صَمَدٌ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ إِلا عُوفِيَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَوُكِّلَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَلَكٌ يَأْخُذُ بِيَدِهِ حَتَّى يُزَحْزِحَهُ عَنْ جَهَنَّمَ (يخ) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ وَفِيهِ مُحَمَّدُ بن رزام.
(39) [حَدِيثٌ] مَنْ دَعَا لأَرْبَعِينَ رَجُلا مِنْ إِخْوَانِهِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُسَمِّيهِمْ بِأَسْمَائِهِمْ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ (مي) من حَدِيث أنس وَرِجَاله كلهم ضعفاء.
(40) [حَدِيثُ] أَبِي بَكْرٍ لما خرج النَّبِي مِنْ مَكَّةَ يُرِيدُ حِرَاءً هَبَطَ إِلَيْهِ جِبْرِيلُ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُقْرِئُكَ السَّلامَ وَقَدْ عَلَّمَنِي دُعَاءً تَدْعُو بِهِ فَيَجْعَلُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ أَهْلِ مَكَّةَ سِتْرًا فَعلمه النَّبِي وَقَالَ جِبْرِيلُ مَنْ كَتَبَ هَذَا الدُّعَاءَ وَعَلَّقَهُ فِي مَنْزِلِهِ أَوْ دَعَا بِهِ فِي سَفَرٍ لَمْ يَخَفْ سُلْطَانًا جَائِرًا وَلا شَيْطَانًا مُرِيدًا وَيَدْفَعُ اللَّهُ عَنْهُ آفَاتِ اللَّيْلِ وَيَزِيدُ فِي رِزْقِهِ وَيَذْهَبُ السُّوءُ مِنْ مَنْزِلِهِ، اللَّهُمَّ يَا كَبِيرُ يَا قَدِيرُ يَا سَمِيعُ يَا بَصِيرُ يَا مَنْ لَا شَرِيكَ لَهُ وَلا وَزِيرَ يَا خَالِقَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ الْمُنِيرِ يَا عِصْمَةَ الْبَائِسِ الْخَائِفِ الْمُسْتَجِيرِ يَا رَزَّاقَ الطِّفْلِ الصَّغِيرِ يَا جَابِرَ الْعَظِيم الْكَسِيرِ يَا قَاسِمَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ أَسْأَلُكَ وَأَدْعُوكَ دُعَاءَ الْبَائِسِ الْفَقِيرِ كَدُعَاءِ الْمُضْطَرِّ الضَّرِيرِ أَسْأُلَك بِمَعَاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِكَ وَبِمَفَاتِيحِ الرَّحْمَةِ مِنْ كِتَابِكَ وَبِأَسْمَائِكَ الثَّمَانِيَةِ الْمَكْتُوبَةِ عَلَى قَرْنِ الشَّمْسِ أَنْ تَجْعَلَ كَذَا وَكَذَا (يخ) من حَدِيث أنس وَفِيه عبد الله بن قيس.
(41) [حَدِيثٌ] إِنَّ لِلَّهِ مَلَكًا لَهُ أَلْفُ رَأْسٍ فِي كُلِّ رَأْسٍ أَلْفُ وَجْهٍ فِي كُلِّ وَجْهٍ أَلْفُ فَمٍ فِي كُلِّ فَمٍ أَلْفُ لِسَانٍ يُسَبِّحُ اللَّهَ تَعَالَى بِكُلِّ لِسَانٍ بِأَلْفِ لُغَةٍ، فَقَالَ يَا رَبِّ هَلْ خَلَقْتَ خَلْقًا أَعْبَدَ مِنِّي، قَالَ نَعَمْ رَجُلٌ مِنْ بَنِي آدَمَ قَالَ يَا رب فائذن لِي أَنْ أَزُورَهُ فَأَذِنَ لَهُ فَأَتَى رَجُلا يَسْقِي حَدِيقَةً فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَلْ عِنْدَكَ مَبِيتُ لَيْلَةٍ قَالَ نَعَمْ وَلَيَالٍ فَأَتَى مَنْزِلَهُ فَأَحْضَرَ الطَّعَامَ فَقَالَ كُلْ فَقَالَ وَالَّذِي خَلَقَكَ بَشَرًا مَا أَشْتَهِيهِ فَأَكَلَ ثُمَّ وَضَعَ رَأْسَهُ فَنَامَ فَبَقِيَ عِنْدَهُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، فَقَالَ يَا رَجُلُ هَلْ مِنْ عَمَلٍ غَيْرَ مَا أَرَى قَالَ لَا إِلا جلْسَة أجسلها فَأَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ أَضْعَافَ جَمِيعِ مَحَامِدِهِ وَخَلْقِهِ كَمَا يَنْبَغِي لِوَجْهِهِ وَعَزَّ جَلالُ رَبِّنَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ أَضْعَافَ مَا سَبَّحَ لَهُ الْمُسَبِّحُونَ وَكَمَا يَنْبَغِي لِكَرَمِ رَبِّنَا وَاللَّهُ أَكْبَرُ مِثْلَهَا، فَقَالَ الْمَلَكُ فِي(2/330)
كُلِّ يَوْمٍ كَمْ؟ قَالَ عَشْرُ مَرَّاتٍ قَالَ الْمَلَكُ بِهَذَا فُضِّلْتَ عَلَيَّ (مي) من حَدِيث أيس وَفِيه أبان بن أبي عَيَّاش ومطهر بن الْهَيْثَم مَتْرُوكَانِ وزَكَرِيا بن حَكِيم هَالك.
(42) [حَدِيثٌ] مَنْ دَعَا لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ فِي صَلاتِهِ رَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنْ آدَمَ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ مِنْ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ حَسَنَةً (يخ) من حَدِيث أنس قلت.
(43) [حَدِيثٌ] مَنْ رَأَى جِنَازَةً فَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ هَذَا مَا وَعَدَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ اللَّهُمَّ زِدْنَا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا كُتِبَ لَهُ عشْرين حَسَنَةً فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ يَوْمِ يَقُولُهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه سُلَيْمَان بن عَمْرو أَبُو دَاوُد النَّخعِيّ.
(44) [حَدِيثٌ] مَنْ سَرَّهُ أَنْ ينسأ لَهُ فِي عمره وينصره عَلَى عَدُوِّهِ وَيُوَسَّعُ عَلَيْهِ رِزْقُهُ وَيُوقَى مِيتَةَ السُّوءِ فَلْيَقُلْ حِينَ يُمْسِيَ وَحِينَ يُصْبِحُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ سُبْحَانَ اللَّهِ مِلْءَ الْمِيزَانِ وَمُنْتَهَى الْعلم ومبلغ الرضى وَزِنَةَ الْعَرْشِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ كَذَلِكَ وَاللَّهُ أَكْبَرُ كَذَلِكَ (مي) من حَدِيث عَليّ وَفِيه عَمْرو بن الْحصين.
(45) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى عَلَيَّ فِي كُلِّ يَوْمِ جُمُعَةٍ أَرْبَعِينَ مَرَّةً مَحَا اللَّهُ عَنْهُ ذُنُوبَ أَرْبَعِينَ سَنَةً وَمَنْ صَلَّى عَلَيَّ مَرَّةً وَاحِدَةً فَتُقُبِّلَتْ مِنْهُ مَحَا اللَّهُ عَنْهُ ذُنُوبَ ثَمَانِينَ سَنَةً (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه مُحَمَّد بن رزام (قلت) اقْتصر الْعَلامَة الشَّمْس السخاوي فِي القَوْل البديع على تَضْعِيف الحَدِيث ولأوله شَاهد من حَدِيث أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا من صلى عَليّ يَوْم الْجُمُعَة ثَمَانِينَ مرّة غفر الله لَهُ ذنُوب ثَمَانِينَ سنة قيل يَا رَسُول الله كَيفَ الصَّلَاة عَلَيْك قَالَ تَقول اللَّهُمَّ صل على مُحَمَّد عَبدك وَنَبِيك وَرَسُولك النَّبِي الْأُمِّي وتعقد وَاحِدَة رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَنقل عَن أبي هُرَيْرَة فِي شرح التَّنْبِيه عَن الإِمَام أبي عبد الله بن النُّعْمَان أَنه قَالَ: فِيهِ حَدِيث حسن والله تَعَالَى أعلم.
(46) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً تَعْظِيمًا لِحَقِّي جَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ تِلْكَ الْكَلِمَةِ مَلَكًا، جَنَاحٌ لَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَجَنَاحٌ لَهُ فِي الْمَغْرِبِ وَرِجْلاهُ فِي تُخُومِ الأَرْضِ وَعُنُقُهُ مَلْوِيٌّ تَحْتَ الْعَرْشِ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ صَلِّ عَلَى عَبدِي كَمَا صلى على نَبِي فَيُصَلِّي عَلَيْهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (شا) من حَدِيث أنس وَفِيه الْعَلَاء بن الحكم الْبَصْرِيّ (قلت) أوردهُ السخاوي فِي القَوْل البديع، قَالَ وَرَوَاهُ ابْن شاهين فِي التَّرْغِيب وَغَيره والديلمي فِي مُسْند الفردوس وَابْن بشكوال وَهُوَ حَدِيث مُنكر وَالله أعلم.(2/331)
(47) [حَدِيثُ] عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: عد رَسُول الله فِي يَدِي وَقَالَ عَدَّ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي يَدِي وَقَالَ جِبْرِيلُ: هَكَذَا أُنْزِلْتُ بِهِنَّ مِنْ عِنْدِ رَبِّ الْعِزَّةِ جَلَّ وَعَزَّ، اللَّهُمَّ صل على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد، كَمَا صليت على إِبْرَاهِيم وعَلى آل إِبْرَاهِيم إِنَّك حَمِيدٌ مَجِيدٌ اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ اللَّهُمَّ وَتَحَنَّنْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا تَحَنَّنْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (حا) فِي عُلُوم الحَدِيث مسلسلا بالعد.
قَالَ الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ فِي شرح التِّرْمِذِيّ إِسْنَاده ضَعِيف جدا، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي أَمَالِيهِ على الْأَذْكَار: اعتقادي أَن هَذَا الحَدِيث مَوْضُوع، وَفِي سَنَده عَمْرو بن خَالِد وَضاع وَيحيى بن الْمسَاوِر كذبه الْأَزْدِيّ وَحرب الطَّحَّان مَتْرُوك.
(48) [حَدِيثُ] أَنَسٍ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ، هَلْ يَثْقُلُ الْعَرْشُ عَلَى حَمَلَتِهِ قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ إِنَّهُ لَيَثْقُلُ عَلَى حَمَلَتِهِ، قَالُوا وَفِي أَيِّ وَقْتٍ ذَاكَ قَالَ إِذَا قَامَ الْمُشْرِكُونَ إِلَى شِرْكِهِمْ غَضِبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَيَثْقُلُ الْعَرْشُ عَلَى حَمَلَتِهِ حَتَّى يَنْتَبِهَ الْمُنْتَبِهُ مِنْ أُمَّتِي فَيَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، فَيَسْكُنُ غَضَبُ اللَّهِ وَيَخِفُّ الْعَرْشُ عَلَى حَمَلَتِهِ وَيَقُولُ الْعَرْشُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَائِلِهَا (تَمام) فِي فَوَائده (وَابْن جَمِيع) فِي مُعْجَمه وَفِيه يَاسر مولى أنس قَالَ فِي الْمِيزَان هَذَا حَدِيث بَاطِل وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر وياسر أَظُنهُ يسرا مولى أنس.
(49) [حَدِيثُ] ابْنِ عُمَرَ: جَاءُوا بِرَجُل إِلَى رَسُول الله فَشَهِدُوا عَلَيْهِ بِأَنَّهُ سَرَقَ نَاقَةً لَهُم، فَأمر النَّبِي أَنْ يُقْطَعَ، فَقَالَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْ صَلاتِكَ شَيْءٌ، وَسَلِّمْ عَلَى مُحَمَّدٍ حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْ سَلامِكَ شَيْءٌ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْ بَرَكَاتِكَ شَيْءٌ، فَتَكَلَّمَ الْجَمَلُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّهُ بَرِيءٌ مِنْ سَرِقَتِي، فَقَالَ النَّبِي: مَنْ يَأْتِينِي بِالرَّجُلِ، فَابْتَدَرَهُ سَبْعُونَ مِنْ أَهْلِ الْمَسْجِدِ فَجَاءُوا بِهِ فَقَالَ يَا هَذَا مَا قُلْتَ آنِفًا وَأَنْتَ مُدْبِرٌ، فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ النَّبِي: لِذَلِكَ رَأَيْتُ الْمَلائِكَةَ يَتَحَدَّرُونَ فِي سِكَكِ الْمَدِينَةِ حَتَّى كَادُوا يَحُولُوا بَيْنِي وَبَيْنَكَ، ثُمَّ قَالَ لَتَرِدَنَّ عَلَى الصِّرَاطِ وَوَجْهُكَ أَضْوَأُ مِنَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ (مي) من طَرِيق سعيد بن مُوسَى الْأَزْدِيّ (قلت) جَاءَ من حَدِيث زيد بن ثَابت أخرجه الطَّبَرَانِيّ وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَرْجَمَة(2/332)
هَارُون بن يحيى الْحَاطِبِيُّ أحد رُوَاته هُوَ مُنكر ظَاهر النكارة وَقَالَ السخاوي فِي القَوْل البديع فِي حَدِيث ابْن عمر لَا يَصح وَالله أعلم.
(50) [حَدِيثُ] الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ: قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ قَوْلَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا مِنَ الْعِلْمِ الْمكنون أَنَّكُمْ سَأَلْتُمُونِّي عَنْهُ مَا أَخْبَرْتُكُمْ إِنَّ اللَّهَ وَكَّلَ بِي مَلَكَيْنِ، لَا أُذْكَرُ عِنْدَ عَبْدٍ مُسْلِمٍ فَيُصَلِّي عَلَيَّ إِلا قَالَ ذَانِكَ الْمَلَكَانِ: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ وَقَالَ اللَّهُ وَمَلائِكَتُهُ جَوَابًا لِذَيْنِكَ الْمَلَكَيْنِ آمِينَ، وَلا أُذْكَرُ عِنْدَ عَبْدٍ مُسْلِمٍ فَلا يُصَلِّي عَلَيَّ إِلا قَالَ ذَانِكَ الْمَلَكَانِ لَا غَفَرَ اللَّهُ لَكَ، وَقَالَ اللَّهُ وَمَلائِكَتُهُ جَوَابا لذَلِك الْمَلَكَيْنِ آمِينَ (طب) وَفِيه الحكم بن عبد الله بن خطَّاف.
(51) [حَدِيثٌ] أَكْثِرُوا مِنَ الاسْتِغْفَارِ فِي شَهْرِ رَجَبٍ فَإِنَّ لِلَّهِ فِي كُلِّ سَاعَةٍ مِنْهُ عُتَقَاءَ مِنَ النَّارِ، وَإِنَّ لِلَّهِ مَدَائِنَ لَا يدخلهَا إِلَّا من صَامَ رَجَب (مي) من حَدِيث عَليّ من طَرِيق الْأَصْبَغ بن نباتة.
(52) [حَدِيثٌ] مَعَاشِرَ أَصْحَابِي مَا يَمْنَعُكُمْ أَنْ تُكَفِّرُوا ذُنُوبَكُمْ بِكَلِمَاتٍ يَسِيرَةٍ تَقُولُونَ مَا قَالَ أَخِي الْخَضِرُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تُبْتُ مِنْهُ ثُمَّ عُدْتُ فِيهِ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا أَعْطَيْتُكَ مِنْ نَفْسِي ثُمَّ لَمْ أَفِ لَكَ بِهِ وَأَسْتَغْفِرُكَ بِكُلِّ خَيْرٍ أَرَدْتُ بِهِ وَجْهَكَ فَخَالَطَنِي فِيهِ مَا لَيْسَ لَكَ، اللَّهُمَّ لَا تُخْزِنِي فَإِنَّكَ بِي عَالِمٌ، وَلا تُعَذِّبْنِي فَإِنَّكَ عَلَيَّ قَادِرٌ (مي) من حَدِيث ابْن عمر (قُلْتُ) لَمْ يُبَيِّنْ عِلَّتَهُ وَفِي سَنَده من لم أعرفهم وَالله تَعَالَى أعلم.
(53) [حَدِيثٌ] أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِفَضَائِلِ الْقُرْآنِ وَفَوَائِدِهِ وَتَوْحِيدِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِ اللَّهِ فِي سِتَّةٍ وَثَلاثِينَ مَوْضِعًا لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مَنْ قَالَهَا مَرَّةً وَاحِدَةً فِي دَهْرِهِ مُخْلِصًا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ وَمَا أَسَرَّ وَمَا أَعْلَنَ وَمَا أَخْفَى وَمَا أَبْدَى (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس (قلت) لم يبين علته وَفِيه جُوَيْبِر هَالك وَالضَّحَّاك لم يلق ابْن عَبَّاس وَفِيه إِبْرَاهِيم الْبَلَدِي وَفِيه من لم أعرفهم.
وَالله تَعَالَى أعلم.
(54) [حَدِيثٌ] مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ إِلا خَلَقَ اللَّهُ مِنْهَا طَائِرًا يَتَعَلَّقُ بِأَرْكَانِ الْعَرْشِ فَيَقُولُهَا حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ وَيُكْتَبُ لَهُ أَجْرُهَا (مي) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه من لَا يعرف.(2/333)
(55) [حَدِيثٌ] مَا مِنْ عَبْدٍ يَبْسُطُ كَفَّيْهِ دُبُرَ صَلاتِهِ ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِلَهِي وَإِلَهَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَإِلَهَ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ أَسْأَلُكَ أَنْ تَسْتَجِيبَ دَعْوَتِي فَإِنِّي مُضْطَرٌّ وَتَعْصِمَنِي فِي دِينِي فَإِنِّي مُبْتَلًى وَتَنَالَنِي بِرَحْمَتِكَ فَإِنِّي مُذْنِبٌ وَتَنْفِيَ عَنِّي الْفَقْرَ فَإِنِّي مُتَمَسْكِنٌ، إِلا كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يَرُدَّ يَدَيْهِ خَائِبَتَيْنِ (يخ كرّ) من حَدِيث أنس وَفِيه عبد العزبز ابْن عبد الرَّحْمَن البالسي.
(56) [حَدِيثٌ] مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ عِنْدَ مَنَامِهِ الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا عَلَى كُلِّ حَالٍ بِكُلِّ أَسْمَائِكَ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، وَكُلُّ شَيْءٍ رَبَّنَا لَكَ عَبْدٌ، وَفِي كُلِّ شَيْءٍ رَبَّنَا لَكَ حَمْدٌ، مَنْ قَالَهَا خَتَمَ عَلَى حَمْدِ كُلِّ مُؤْمِنٍ (مي) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ وَفِيهِ يُونُس بن خباب.
(57) [حَدِيثٌ] عَلَّمَنِي جِبْرِيلُ دُعَاءً فِي الدَّيْنِ فَقَالَ مَنْ أَصَابَهُ دَيْنٌ فَلْيَتَوَضَّأْ وَلْيُصَلِّ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ وَلْيَقْرَأْ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ ( {الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ} قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) وَآيَةَ الْكُرْسِيِّ فَإِذَا سَلَّمَ قَالَ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ إِلَى قَوْله بِغَيْر حِسَاب ثُمَّ يَقُولُ يَا فَارِجَ الْهَمِّ يَا كَاشِفَ الْغَمِّ يَا مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ، يَا رَحْمَنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَرَحِيمَهُمَا، ارْحَمْنِي رَحْمَةً تُغْنِينِي بِهَا عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِوَاكَ وَاقْضِ دَيْنِي، فَإِنَّ اللَّهَ يَقْضِي عَنْهُ دَيْنَهُ وَفِيهَا اسْمُ اللَّهِ الأَعْظَمُ (نع) من حَدِيث نبيط بن شريط من طَرِيق أَحْمد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن نبيط بن شريط.
(58) [حَدِيثٌ] مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَعْطِسُ عَطْسَةً فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ إِلا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ عَطْسَتِهِ مَلَكًا يَحْمَدُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَيَكُونُ ثَوَابُ الْحَمْدِ لِصَاحِبِ الْعَطْسَةِ (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه عَليّ بن إِبْرَاهِيم الْبَلَدِي.
(59) [حَدِيثٌ] مَنْ عَطَسَ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ على كل حَال مَا كَانَ مِنْ حَالٍ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ أَخْرَجَ اللَّهُ مِنْ مِنْخَرِهِ الأَيْسَرِ طَائِرًا يَقُولُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَائِلِهَا (مي) من حَدِيث أبي سعيد وَفِيه عَطِيَّة الْعَوْفِيّ (قلت) أوردهُ السخاوي فِي القَوْل البديع وَقَالَ سَنَده ضَعِيف وَعند ابْن بشكوال من حَدِيث ابْن عَبَّاس مثله إِلَى قَوْله الْأَيْسَر وَقَالَ بعده طيرا أكبر من الذُّبَاب وأصغر من الْجَرَاد يرفرف تَحت الْعَرْش يَقُول: اللَّهُمَّ اغْفِر لقائلها وَسَنَده كَمَا قَالَ الْمجد الفيروزياذي اللّغَوِيّ: لَا بَأْس بِهِ إِلَّا أَن فِيهِ يزِيد بن أبي زِيَاد ضعفه كَثِيرُونَ وَأخرج لَهُ مُسلم مُتَابعَة انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم.(2/334)
(60) [حَدِيثٌ] أَكْثِرُوا مِنَ الْحَمْدِ لِلَّهِ فَإِنَّ لَهَا عَيْنَيْنِ وَجَنَاحَيْنِ تَطِيرُ فِي الْجَنَّةِ تَسْتَغْفِرُ لِقَائِلِهَا إِلَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ (مي) من حَدِيث عمر بن الْخطاب وَفِيه عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله الْمروزِي.
(61) [حَدِيثٌ] اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا اللَّهُ يَا رَحْمَنُ يَا رَحِيمُ يَا جَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ يَا مَأْمَنَ الْخَائِفِينَ يَا عِمَادَ مَنْ لَا عِمَادَ لَهُ يَا سَنَدَ مَنْ لَا سَنَدَ لَهُ يَا ذُخْرَ مَنْ لَا ذُخْرَ لَهُ يَا حِرْزَ الضُّعَفَاءِ يَا كَنْزَ الْفُقَرَاءِ يَا عَظِيمَ الرَّجَاءِ يَا مُنْقِذَ الْهَلْكَى يَا مُنْجِيَ الْغَرْقَى يَا مُحْسِنُ يَا مُجْمِلُ يَا مُنْعِمُ يَا مُفْضِلُ يَا عَزِيزُ يَا جَبَّارُ يَا مُتَكَبِّرُ أَنْتَ الَّذِي سَجَدَ لَكَ سَوَادُ اللَّيْلِ وَضِيَاءُ النَّهَارِ وَشُعَاعُ الشَّمْسِ وَحَفِيفُ الشَّجَرِ وَدَوِيُّ الْمَاءِ وَنُورُ الْقَمَرِ يَا اللَّهُ أَنْتَ اللَّهُ لَا شَرِيكَ لَكَ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس (قلت) لم يذكر علته وَفِيه من لم أعرفهم وَقد أوردهُ السخاوي فِي القَوْل البديع وَقَالَ ضَعِيف، قَالَ الديلمي وَفِي الْبَاب عَن أبي هُرَيْرَة وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.
(62) [حَدِيثٌ] إِنَّ يُوشَعَ بْنَ نُونٍ دَعَا رَبَّهُ بِهَذَا الدُّعَاءِ فَحُبِسَتْ لَهُ الشَّمْسُ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأُلَك بِاسْمِكَ الطَّهِرِ الطَّاهِرِ الْمُقَدَّسِ الْمُبَارَكِ الْمَخْزُونِ الْمَكْنُونِ الْمَكْتُوبِ عَلَى سُرَادِقِ الْحَمْدِ وَسُرَادِقِ الْمَجْدِ وَسُرَادِقِ الْقُدْرَةِ وَسُرَادِقِ السُّلْطَانِ وَسُرَادِقِ السَّرَائِرِ أَدْعُوكَ يَا رَبِّ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ لَا إِلَهَ إِلا أَنْتَ النُّورُ الْبَارُّ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ الصَّادِقُ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَنُورُهُنَّ وَقِيَامُهُنَّ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ حَنَّانٌ نُورٌ دَائِمٌ قُدُّوسٌ حَيٌّ لَا يَمُوتُ (يخ) من طَرِيق المضاء بن الْجَارُود عَن عبد الْعَزِيز بن زِيَاد عَن أنس قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر هَذَا حَدِيث مُنكر (قلت) هَذَا هُوَ الحَدِيث الَّذِي قدمنَا فِي هَذَا الْفَصْل أَن الرَّافِعِيّ أوردهُ فِي تَارِيخ قزوين ووعدنا بمجيئه وعرفناك فِيمَا مضى أَيْضا أَن بَين عبد الْعَزِيز وَأنس انْقِطَاعًا وَالله تَعَالَى أعلم.
(63) [حَدِيثٌ] مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَصُومُ فَيَقُولُ عِنْدَ إِفْطَارِهِ يَا عَظِيمُ يَا عَظِيمُ أَنْتَ إِلَهِي لَا إِلَهَ غَيْرُكَ اغْفِرْ لِي الذَّنْبَ الْعَظِيمَ فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذَّنْبَ الْعَظِيمَ إِلا الْعَظِيمُ إِلا خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِه كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ عَلِّمُوهَا عَقِبَكُمْ فَإِنَّهَا كَلِمَةٌ يُحِبُّهَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَيَصْلُحُ بِهَا أَمْرُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ (كرّ) من حَدِيث أنس وَفِيه عَمْرو بن جَمِيع ومجاهيل.
(64) [حَدِيثٌ] مَنْ غَرَسَ غَرْسًا يَوْمَ الأَرْبَعَاءِ فَقَالَ سُبْحَانَ الْبَاعِثِ الْوَارِثِ أَتَتْهُ(2/335)
بِأَكْلِهَا (مي) من حَدِيث جَابر وَفِيه الْعَبَّاس بن يكار.
(65) [حَدِيثٌ] أَفْضَلُ الدُّعَاءِ أَنْ يَقُولَ الْعَبْدُ اللَّهُمَّ ارْحَمْ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ رَحْمَةً عَامَّةً (حا) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه عمر بن الأعسم.
(66) [حَدِيثٌ] السَّلامُ عَلَى أَهْلِ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مِنْ أَهْلِ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَا أَهْلَ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ كَيْفَ وَجَدْتُمْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِمَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مَنْ قَالَهَا إِذَا مَرَّ بِالْمَقَابِرِ غُفِرَ لَهُ ذُنُوبُ خَمْسِينَ سَنَةً (مي نجا) من حَدِيث عَليّ وَإِسْنَاده ظلمات وَفِيه أَرْبَعَة منسوبون إِلَى الْكَذِب.
(67) [حَدِيثٌ] مَنْ قَالَ فِي كُلِّ يَوْمٍ ثَلاثَ مَرَّاتٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَى آدَمَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَإِنْ كَانَتْ ذُنُوبُهُ أَكْثَرَ مِنْ زَبَدِ الْبَحْرِ وَكَانَ فِي الْجَنَّةِ رَفِيقَ آدَمَ (مي) من حَدِيث عَليّ من طَرِيق جَعْفَر الْحُسَيْنِي صَاحب كتاب الْعَرُوس.
(68) [حَدِيثُ] أَبِي هُرَيْرَةَ كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ إِذْ دَخَلَ غُلامٌ فَدَعَا بِهَذِهِ الدَّعَوَاتِ: اللَّهُمَّ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَسْأَلُكَ التَّوْبَةَ مِنْ مَظَالِمَ كَثِيرَةٍ لِعِبَادِكَ قَبْلِي، اللَّهُمَّ فَأَيُّمَا خَلْقٌ مِنْ خَلْقِكَ كَانَت لَهُ قبلي مظلة ظَلَمْتُهَا إِيَّاهُ فِي مَالِهِ أَوْ بَدَنِهِ أَوْ عِرْضِهِ أَوْ دَمِهِ، قَدْ غَابَ أَوْ مَاتَ نَسِيتُهُ أَوْ حَفِظْتُهُ عَمْدًا أَوْ خَطَأً قَدِيمًا أَوْ حَدِيثًا لَا أَسْتَطِيعُ أَدَاءَهَا إِلَيْهِ وَأَتَحَلَّلُهُ مِنْهَا أَوْ أَرُدُّهَا عَلَيْهِ فَإِنِّي أَسْأَلُكَ يَا رَبَّاهُ يَا رَبَّاهُ يَا رَبَّاهُ يَا سَيِّدَاهُ يَا سَيِّدَاهُ يَا سَيِّدَاهُ أَنْ تُرْضِيَهُمْ عَنِّي بِمَا شِئْتَ وَكَيْف شِئْتَ ثُمَّ تَهَبَهَا لِي مِنْ لَدُنْكَ إِنَّكَ وَاسِعٌ لِذَلِكَ كُلِّهِ وَاجِدٌ لَهُ قَادِرٌ عَلَيْهِ يَا رَبِّ وَمَا تَصْنَعُ بِعَذَابِي وَسِعَتْ رَحْمَتُكَ كُلَّ شَيْءٍ، يَا رَبِّ وَمَا يَنْقُصُكَ أَنْ تُعْطِيَنِي جَمِيعَ مَا سَأَلْتُكَ وَأَنْتَ وَاحِدٌ وَاجِدٌ لِكُلِّ خَيْرٍ وَإِنَّمَا أَمْرُكَ لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْتَهُ أَنْ تَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونَ، يَا رَبِّ وَمَا عَلَيْكَ أَنْ تُكْرِمَنِي بِجَنَّتِكَ وَلا تُهِينُنِي بِعَذَابِكَ، وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ يَا رَبِّ أَعْطِنِي سُؤْلِي، وَأَنْجِزْ لِي مَوْعِدَكَ إِنَّكَ قُلْتَ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ فَهَذَا الدُّعَاءُ وَمِنْكَ الإِجَابَةُ غَيْرُ مُسْتَكْبِرٍ وَلا مُسْتَنْكِفٍ بَلْ رَاغِبٌ رَاهِبٌ خَاضِعٌ خَاشِعٌ مِسْكِينٌ، مُسْتَكِينٌ، رَاجٍ لِثَوَابِكَ، خَائِفٌ مِنْ عِقَابِكَ، فَاغْفِرْ لِي إِلَهَ الْعَالَمِينَ فَقَالَ لَهُ النَّبِي: لَقَدْ دَعَوْتَ بِدَعَوَاتٍ مَا دَعَا بِهِنَّ أَحَدٌ إِلا اسْتُجِيبَ لَهُ (خطّ) فِي رُوَاة مَالك من طَرِيق إِبْرَاهِيم بن زيد الْأَسْلَمِيّ التفليسي قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هَذَا خبر بَاطِل آفته إِبْرَاهِيم بن زيد.(2/336)
(69) [حَدِيثُ] عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمِسْوَرِ مُرْسلا: أَتَت فَاطِمَة أَبَاهَا وَرَضِيَ عَنْهَا تَسْأَلُهُ شَيْئًا فَقَالَ أَلا أَدُلُّكِ عَلَى مَا هُوَ خير لَك مَا سَأَلْتِ تَقُولِينَ حِينَ تَأْوِينَ إِلَى فِرَاشِكَ اللَّهُمَّ أَنْتَ الدَّائِمُ خَلَقْتَ كُلَّ شَيْءٍ وَلا يَخْلُقُهُ مَعَكَ خَالِقٌ وَقَدَرْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَعَلِمْتَ كُلَّ شَيْءٍ بِغَيْرِ تَعْلِيمٍ لَا إِلَهَ إِلا أَنْتَ ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ (خطّ) وَعبد الله بن الْمسور تقدم فِي الْمُقدمَة أَنه وَضاع.
(70) [حَدِيثُ] عَلِيٍّ قُلْتُ اللَّهُمَّ لَا تُحَوِّجْنِي إِلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ فَسَمِعَنِي النَّبِيُّ فَقَالَ لَا تَقُلْ هَكَذَا فَإِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ إِلا وَهُوَ مُحْتَاجٌ إِلَى النَّاسِ وَلَكِنْ قُلِ اللَّهُمَّ لَا تُحَوِّجْنِي إِلَى شِرَارِ خَلْقِكَ الَّذِينَ إِذَا أَعْطَوْا مَنُّوا وَإِذَا مَنَعُوا عَابُوا (أَحْمد بن سعيد بن فرضخ الأخيمي) فِي كتاب الاحتراف، قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر وَلَا أصل لَهُ وَلابْن فرضخ فِي هَذَا الْكتاب أَحَادِيث وآثار فِي فضل التِّجَارَة لَا أصل لَهَا قَالَ السُّيُوطِيّ لَكِن هَذَا الحَدِيث أخرجه الديلمي من طَرِيق أبي نعيم بِسَنَد لَيْسَ فِيهِ ابْن فرضخ قلت: المتابع لِابْنِ فرضخ عبد الله بن عبد السَّلَام بن بنْدَار لَمْ أَقِفْ لَهُ عَلَى تَرْجَمَةٍ وَالله تَعَالَى أعلم.
(71) [حَدِيثٌ] اغْتَنِمُوا دُعَاءَ ضُعَفَاءِ أُمَّتِي فَإِنَّهُ يُسْتَجَابُ لَهُمْ فِيكُمْ وَلا يُسْتَجَابُ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ (كرّ) من حَدِيث عَليّ وَفِيه هِشَام بن مُحَمَّد الْكُوفِي وَالْحكم بن ظهير.
(72) [حَدِيثٌ] سَلُوا اللَّهَ وَلَوِ الْمِلْحَ الأَبْيَضَ وَاعْلَمُوا أَنَّ الزُّبْدَ مِنْ سِلاحِ اللَّهِ وَلَوْ شَاءَ لَقُتِلَ بِهِ (مي) من حَدِيث صَحَابِيّ مُبْهَم (قُلْتُ) لَمْ يُبَيِّنْ عِلَّتَهُ وَفِي سَنَده من لم أعرفهُ وَالله أعلم.
(73) [حَدِيثٌ] مَا سَعِدَ مَنْ سَعِدَ وَلا شَقِيَ مَنْ شَقِيَ إِلا بِالدُّعَاءِ (قَالَ ابْن تيمة) مَوْضُوع(2/337)
كتاب المواعظ والوصايا
الْفَصْل الأول
(1) [حَدِيثٌ] يَا أَهْلَ الْخُلُودِ يَا أَهْلَ الْبَقَاءِ إِنَّكُمْ لَمْ تُخْلَقُوا لِلْفَنَاءِ وَإِنَّمَا تُنْقَلُونَ مِنْ دَارٍ إِلَى دَارٍ كَمَا نُقِلْتُمْ مِنَ الأَصْلابِ إِلَى الأَرْحَامِ وَمِنَ الأَرْحَامِ إِلَى الدُّنْيَا وَمِنَ الدُّنْيَا إِلَى الْقُبُورِ وَمِنَ الْقُبُورِ إِلَى الْمَوْقِفِ وَمِنَ الْمَوْقِفِ إِلَى الْخُلُودِ فِي الْجَنَّةِ أَوِ النَّارِ (حا) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَلا يَصح فِيهِ مُحَمَّد بن الْقَاسِم الطايكاني وَهُوَ الْمُتَّهم بِرَفْعِهِ وَإِنَّمَا هُوَ من كَلَام بعض السّلف (قلت) فِي تَلْخِيص الموضوعات للذهبي أَنه يرْوى من قَول عمر بن عبد الْعَزِيز وَالله أعلم.
(2) [حَدِيثُ] أَبِي هُرَيْرَةَ كَانَ رَسُولُ الله يَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ فِي الأَيَّامِ وَكَانَ آخِرُ خُطْبَتِهِ بِالْمَدِينَةِ قَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَتَقَلْقَلَتْ مِنْهَا الأَعْضَاءُ ثُمَّ قَالَ يَا بِلالُ نَادِ الصَّلاةُ جَامِعَةٌ فَاجْتَمَعَ النَّاسُ وَهُوَ قَاعِدٌ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ ادْنُوا وَأَوْسِعُوا لِمَنْ خَلْفَكُمْ ثَلاثًا فَقَامَ وَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنُؤْمِنُ بِهِ فَذَكَرَ كَلامًا طَوِيلا إِلَى أَنْ قَالَ وَمَنْ تَوَلَّى خُصُومَةً لِظَالِمٍ أَوْ أَعَانَهُ عَلَيْهَا نَزَلَ مَلَكُ الْمَوْتُ فَبَشَّرَهُ بِاللَّعْنَةِ وَمَنْ عَظَّمَ صَاحِبَ دُنْيَا فَمَدَحَهُ لِطَمَعِ الدُّنْيَا سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَكَانَ فِي الدَّرْكِ مَعَ قَارُونَ وَمَنْ بَنَى بِنَاءً رِيَاءً وَسُمْعَةً حَمَلَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ وَمَنْ ظَلَمَ أَجِيرًا أَحْبَطَ اللَّهُ عَمَلَهُ وَمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ ثُمَّ نَسِيَهُ لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَجْذُومًا مَلْعُونًا وَيُسَلِّطُ عَلَيْهِ بِكُلِّ آيَةٍ حَيَّةً وَعَقْرَبًا وَمَنْ نَكَحَ امْرَأَةً فِي دُبُرِهَا حَشَرَهُ اللَّهُ أَنْتَنَ مِنَ الْجِيفَةِ وَمَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ حَشَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالنَّاسُ يَتَأَذَّوْنَ مِنْ نَتَنِ رِيحِهِ وَيَدْخُلُ فِي تَابُوتٍ مِنْ نَارٍ مُسَمَّرٍ بِمَسَامِيرَ مِنْ حَدِيدٍ وَتُضْرَبُ عَلَيْهِ صَفَائِحُ مِنْ نَارٍ وَمَنْ زَنَى بِيَهُودِيَّةٍ أَوْ نَصْرَانِيَّةٍ أَوْ مَجُوسِيَّةٍ أَوْ مُسْلِمَةٍ حُرَّةً كَانَتْ أَوْ أَمَةً فَتَحَ اللَّهُ عَلَى قَبْرِهِ ثلثمِائة أَلْفِ بَابٍ مِنْ جَهَنَّمَ وَمَنْ صَافَحَ امْرَأَةً حَرَامًا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَغْلُولا ثُمَّ أُمِرَ بِهِ إِلَى النَّارِ وَمَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ سَقَاهُ اللَّهُ شَرْبَةً مِنْ سُمٍّ يَتَسَاقَطُ وَجْهُهُ وَمَنْ فَجَرَ بِامْرَأَةٍ ذَا بَعْلٍ انفْجَرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ فَرْجِهِ وَادٍ مِنْ صَدِيدٍ يَتَأَذَّى النَّاسُ مِنْ نَتَنِ رِيحِهِ (ابْن الْجَوْزِيّ) وَقَالَ: وَذكر حَدِيثا(2/338)
طَويلا، فِيهِ مُحَمَّد بن خرَاش مَجْهُول وَمُحَمّد بن الْحسن النقاش وَالْحسن بن عُثْمَان وَالْحمل فِيهِ على الْحسن بن عُثْمَان قَالَ السُّيُوطِيّ وَأخرجه بِطُولِهِ الْحَارِث بن أبي أُسَامَة فِي مُسْنده من طَرِيق ميسرَة بن عبد ربه وَعنهُ دَاوُد بن المحبر فَذكره ثمَّ قَالَ قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي المطالب الْعَالِيَة هَذَا الحَدِيث بِطُولِهِ مَوْضُوع على رَسُول الله وَالْمُتَّهَم بِهِ ميسرَة بن عبد ربه لَا بورك فِيهِ.
(3) [حَدِيثُ] عَليّ أَن رَسُول الله قَالَ لَهُ أُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ فَاحْفَظْهَا فَإنَّك لم تَزَالَ بِخَيْرٍ مَا حَفِظْتَ وَصِيَّتِي يَا عَلِيُّ إِنَّ لِلْمُؤْمِنِ ثَلاثَ عَلامَاتٍ الصَّلاةَ وَالزَّكَاةَ وَالصِّيَامَ يَا عَليّ وللمتكلف من الرِّجَال ثَلَاثَة عَلامَاتٍ يَتَمَلَّقُ مَنْ شَهِدَهُ وَيَغْتَابُ مَنْ غَابَ عَنْهُ وَيَشْمَتُ بِالْمُصِيبَةِ يَا عَلِيُّ وَلِلْمُرَائِي ثَلاثُ عَلامَاتٍ يَكْسَلُ عَنِ الصَّلاةِ إِذَا كَانَ وَحْدَهُ وَيَنْشَطُ لَهَا إِذَا كَانَ النَّاسُ عِنْدَهُ وَيُحِبُّ أَنْ يُحْمَدَ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِ وَلِلظَّالِمِ ثَلاثُ عَلامَاتٍ يَقْهَرُ مَنْ دُونَهُ بِالْغَلَبَةِ وَمَنْ فَوْقَهُ بِالْمَعْصِيَةِ وَيُظَاهِرُ الظَّلَمَةَ يَا عَلِيُّ وَلِلْمُنَافِقِ ثَلاثُ عَلامَاتٍ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ وَلِلْكَسْلانِ ثَلاثُ عَلامَاتٍ يَتَوَانَى حَتَّى يُفَرِّطَ، وَيُفَرِّطُ حَتَّى يُضَيِّعَ، وَيُضَيِّعُ حَتَّى يَأْثَمَ يَا عَلِيُّ وَلَيْسَ يَنْبَغِي لِلْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ شَاخِصًا إِلا فِي ثَلاثِ خِصَالٍ مَرَمَّةٍ لِمَعَاشٍ أَوْ تَزَوُّدٍ لِمَعَادٍ أَوْ لَذَّةٍ فِي غَيْرِ مَحْرَمٍ (أَبُو الْحُسَيْن ابْن الْمُهْتَدي بِاللَّه) فِي فَوَائده وَذكر بَقِيَّة الْوَصِيَّة وَفِيه حَمَّاد بن عَمْرو النصيبي (قلت) وَفِيه مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم السَّمرقَنْدِي اتهمه الذَّهَبِيّ بِوَضْع هَذِه الْوَصِيَّة وَالله تَعَالَى أعلم قَالَ السُّيُوطِيّ وَأخرج الْبَيْهَقِيّ فِي الدَّلَائِل أَوله ثمَّ قَالَ وَهُوَ حَدِيث طَوِيل فِي الرغائب والآداب وَهُوَ حَدِيث مَوْضُوع وَالله تَعَالَى أعلم.
(4) [حَدِيثُ] عَلِيٍّ قَالَ لي رَسُول الله يَا عَلِيُّ لَا تَرْجُ إِلا رَبَّكَ وَلا تَخَفْ إِلا مِنْ ذَنْبِكَ يَا عَلِيُّ لَا تَسْتَحْيِ أَنْ تَتَعَلَّمَ مَا لَمْ تَعْلَمْ وَلا تَسْتَحْيِ إِذَا سُئِلْتَ عَنْ شَيْءٍ لَا تَعْلَمُ أَنْ تَقُولَ اللَّهُ أَعْلَمُ يَا عَلِيُّ إِنَّ بِمَنْزِلَة الصَّبْر من الْإِيمَان يمنزلة الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ يَا عَلِيُّ إِنَّ الصَّبْرَ ثَلاثَةُ خِصَالٍ مَنْ جَاءَ بِوَاحِدَةٍ لَمْ تُقْبَلْ مِنْهُ وَمَنْ جَاءَ بِاثْنَتَيْنِ لَمْ تُقْبَلا مِنْهُ يَا عَلِيُّ الصَّبْرُ عَلَى الْمُصِيبَةِ وَالصَّبْرُ عَلَى مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَالصَّبْرُ عَمَّا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ يَا عَلِيُّ مَنْ صَبَرَ عَلَى مُصِيبَةٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ مِائَةَ دَرَجَةٍ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَةٍ إِلَى صَاحِبَتِهَا كَمَا بَيْنَ الْعَرْشِ إِلَى الأَرْضِ، يَا عَلِيُّ مَنْ صَبَرَ عَلَى مَا أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ أَعْطَاهُ الله خَمْسمِائَة دَرَجَة مَا بَين كل(2/339)
دَرَجَةٍ إِلَى صَاحِبَتِهَا كَمَا بَيْنَ الْعَرْشِ إِلَى الأَرْضِ، يَا عَلِيُّ مَنْ صَبَرَ عَمَّا نَهَى اللَّهُ عَنهُ، أعطَاهُ الله سَبْعمِائة دَرَجَةٍ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَةٍ إِلَى صَاحِبَتِهَا كَمَا بَيْنَ الْعَرْشِ إِلَى الأَرْضِ (ابْن الْجَوْزِيّ) من طَرِيق عبد الله بن زِيَاد بن سمْعَان، قَالَ السُّيُوطِيّ ولجملة الصَّبْر مِنْهُ طَرِيقَانِ آخرَانِ، أَحدهمَا عِنْد أبي الشَّيْخ وَالْآخر عِنْد الديلمي (قلت) فِي الأول مَجْهُول وَفِي الثَّانِي الْحَارِث الْأَعْوَر وَفِيه من لم أعرفهم وَالله تَعَالَى أعلم.
(5) [حَدِيثُ] أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِي قَالَ لَهُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِذَا تَوَضَّأْتَ فَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ فَإِنَّ حَفَظَتَكَ لَا تَسْتَرِيحُ تَكْتُبُ لَكَ الْحَسَنَاتِ حَتَّى تَنْبِذَهُ عَنْكَ، يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِذَا غَشِيتَ أَهْلَكَ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينَكَ فَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، فَإِنَّ حَفَظَتَكَ لَا تَسْتَرِيحُ حَتَّى تَغْتَسِلَ مِنَ الْجَنَابَةِ فَإِذَا اغْتَسَلْتَ مِنَ الْجَنَابَةِ غُفِرَ لَكَ ذُنُوبُكَ فَإِنْ كَانَ لَكَ مِنْ تِلْكَ الْوَاقِعَةِ وَلَدٌ كُتِبَ لَكَ حَسَنَاتٍ بِعَدَدِ نَفْسِ ذَلِكَ الْوَلَدِ وَعَقِبِهِ حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْهُ شَيْءٍ، يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِذَا رَكِبْتَ دَابَّةً فَقُلْ بِاسْمِ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، تَكُنْ مِنَ الْعَابِدِينَ حَتَّى تَنْزِلَ مِنْ ظَهْرِهَا، يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِذَا رَكِبْتَ السَّفِينَةَ فَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، تَكُنْ مِنَ الْعَابِدِينَ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْهَا يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِذَا لَبِسْتَ ثَوْبًا فَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تُكْتَبُ لَكَ عَشْرُ حَسَنَاتٍ بِعَدَدِ كُلِّ سِلْكٍ فِيهِ (أَبُو الْحُسَيْن بن الْمُهْتَدي بِاللَّه) فِي فَوَائده وَذكر تَمام الْوَصِيَّة، وَفِيه حَمَّاد بن عَمْرو ومجاهيل.
الْفَصْل الثَّانِي
(6) [حَدِيثُ] جَابِرٍ: خَطَبَنَا رَسُولُ الله عَلَى الْعَضْبَاءِ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ كَأَنَّ الْمَوْتَ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا عَلَى غَيْرِنَا وَجَبَ؛ وَكَأَنَّ الْحَقَّ فِيهَا عَلَى غَيْرِنَا كَتَبَ وَكَأَنَّ مَا نُشَيِّعُ مِنَ الْمَوْتَى عَنْ قَرِيبٍ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ، نُبَوِّئُهُمْ أَجْدَاثَهُمْ.
وَنَأْكُلُ تُرَاثَهُمْ كَأَنَّا مُخَلَّدُونَ بَعْدَهُمْ.
قَدْ أَمِنَّا كُلَّ جَائِحَةٍ، فَطُوبَى لِمَنْ وَسِعَتْهُ السُّنَّةُ وَلَمْ يُخَالِفْهَا إِلَى بِدْعَةٍ، وَرَضِيَ مِنَ الْعَيْشِ بِالْكَفَافِ وَقَنَعَ بِذَلِكَ (فت) من حَدِيث جَابر وَفِيه ضعفاء ومجاهيل (عد) من حَدِيث أنس وَفِيه أبان وَتَابعه النَّضر بن مُحرز وَلَا يحْتَج بِهِ عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن أنس فَالْحَدِيث لَا يَصح وَجَاء من حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ مِنْ طَرِيقِ عصمَة بن مُحَمَّد وَهُوَ كَذَّاب عَن يحيى بن سعيد عَن سُلَيْمَان بن يسَار عَن أبي هُرَيْرَة (تعقب) بِأَن لَهُ طَرِيقا آخر عَن أنس(2/340)
أخرجه الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ (قلت) فِيهِ زَكَرِيَّا بن حَازِم الشَّيْبَانِيّ لم أعرفهُ وَالله تَعَالَى أعلم، وَجَاء من حَدِيث الْحسن بن عَليّ أخرجه أَبُو نعيم فِي الْحِلْية، وَقَالَ غَرِيب وَمن حَدِيث أبي أُمَامَة أخرجه الْقَاسِم بن الْفضل الثَّقَفِيّ فِي الْأَرْبَعين لَهُ (قلت) فِيهِ فضَالة بن جُبَير، وَالله أعلم.
(7) [حَدِيثٌ] مَنِ اشْتَاقَ إِلَى الْجَنَّةِ سَارَعَ إِلَى الْخَيْرَاتِ؛ وَمَنْ أَشْفَقَ مِنَ النَّارِ لَهَا عَنِ الشَّهَوَاتِ، وَمَنْ تَرَقَّبَ الْمَوْتَ لَهَا عَلَى اللَّذَّاتِ، وَمَنْ زَهَدَ فِي الدُّنْيَا هَانَتْ عَلَيْهِ الْمُصِيبَاتُ (خطّ) من حَدِيث عَليّ وَلَا يَصح فِيهِ الْحَارِث الْأَعْوَر وَفِيه عبد الله بن الْوَلِيد الوصابي مَتْرُوك (تعقب) بِأَنَّهُ جَاءَ من طَرِيق آخر لَيْسَ فِيهِ وَاحِد مِنْهُمَا، أخرجه تَمام فِي فَوَائده (قلت) بِسَنَد ضَعِيف وَالله أعلم وَمن طَرِيق آخر لَيْسَ فِيهِ عبد الله بن الْوَلِيد أخرجه ابْن عَسَاكِر (قلت) فِيهِ السّري بن سهل وَهُوَ السّري بن عَاصِم بن سهل وَالله أعلم والْحَارث مُخْتَلف فِيهِ وَحَدِيثه فِي السّنَن الْأَرْبَعَة وَقد أورد الحَدِيث من الطَّرِيق الأول أَبُو الْقَاسِم بن صصري فِي أَمَالِيهِ وَقَالَ حَدِيث حسن غَرِيب.
(8) [حَدِيثٌ] الْمَوْتُ غَنِيمَةٌ وَالْمَعْصِيَةُ مُصِيبَةٌ وَالْفَقْرُ رَاحَةٌ وَالْغِنَى عُقُوبَةٌ وَالْعَقْلُ هَدِيَّةٌ مِنَ اللَّهِ وَالْجَهْلُ ضَلالَةٌ وَالظُّلْمُ نَدَامَةٌ وَالطَّاعَةُ قُرَّةُ الْعَيْنِ وَالْبُكَاءُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ النَّجَاةُ مِنَ النَّارِ وَالضَّحِكُ هَلاكُ الْبَدَنِ وَالتَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه الْفضل بن عبد الله الْهَرَوِيّ جرحه ابْن حبَان (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجه فِي الشّعب وَقَالَ تفرد بِهِ هَذَا النهرواني يَعْنِي أَحْمد بن عبد الله شيخ الْفضل وَهُوَ مَجْهُول (قلت) واتهمه ابين مَاكُولَا بِحَدِيث غير هَذَا كَمَا مر فِي الْمُقدمَة وَالله تَعَالَى أعلم.
(9) [حَدِيثُ] مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: أَن النَّبِي لَمَّا بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ مَشَى مَعَهُ أَكْثَرَ مِنْ مِيلٍ يُوصِيهِ فَقَالَ يَا مُعَاذُ أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ الْعَظِيمِ وَصِدْقِ الْحَدِيثِ، وَأَدَاءِ الأَمَانَةِ وَتَرْكِ الْخِيَانَةِ وَخَفْضِ الْجَنَاحِ وَلِينِ الْكَلامِ وَرَحْمَةِ الْيَتِيمِ وَالتَّفَقُّهِ فِي الدِّينِ وَالْجَزَعِ مِنَ الْحِسَابِ وَحُبِّ الآخِرَةِ، يَا مُعَاذُ فَلا تُفْسِدَنَّ أَرْضًا وَلا تَشْتُمْ مُسْلِمًا وَلا تُصَدِّقْ كَاذِبًا وَلا تُكَذِّبْ صَادِقًا وَلا تَعْصِ إِمَامًا عَادِلا، يَا مُعَاذُ وَأُوصِيكَ بِذِكْرِ اللَّهِ عِنْدَ كُلِّ حَجَرٍ وَشَجَرٍ وَأَنْ تُحْدِثَ لِكُلِّ ذَنْبٍ تَوْبَةً، السِّرُّ بِالسِّرِّ وَالْعَلانِيَةُ بِالْعَلانِيَةِ يَا مُعَاذُ إِنِّي(2/341)
أُحِبُّ لَكَ مَا أُحِبُّ لِنَفْسِي وَأَكْرَهُ لَكَ مَا أَكْرَهُ لِنَفْسِي يَا مُعَاذُ إِنِّي لَوْ أَعْلَمُ أَنَّا نَلْتَقِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَقْصَرْتُ لَكَ مِنَ الْوَصِيَّةِ يَا مُعَاذُ إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ مَنْ لَقِيَنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى مِثْلِ الْحَالِ الَّتِي فَارَقَنِي عَلَيْهَا (خطّ) من طَرِيق ركن بن عبد الله الدِّمَشْقِي وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ (تُعُقِّبَ) بِأَنَّ لَهُ طَرِيقًا آخَرَ أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الزّهْد بِنَحْوِهِ (قلت) وَقَالَ بعض أشياخي سَنَده جيد لَيْسَ فِيهِ مَتْرُوك وَالله أعلم وَأَشَارَ الْبَيْهَقِيّ إِلَى طَرِيق آخر أخرجه العسكري فِي المواعظ.
(10) [حَدِيث] أنس: أَن النَّبِي قَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ احْفَظْ سِرِّي تَكُنْ مُؤْمِنًا يَا بُنَيَّ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ أَبَدًا عَلَى وُضُوءٍ فَكُنْ فَإِنَّ مَلَكَ الْمَوْتِ إِذَا قَبَضَ رُوحَ الْعَبْدِ وَهُوَ عَلَى وُضُوءٍ كَتَبَ لَهُ شَهَادَةً يَا بُنَيَّ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ أَبَدًا تُصَلِّي فَصَلِّ فَإِنَّ الْمَلائِكَةَ يُصَلُّونَ عَلَيْكَ مَا دُمْتَ تُصَلِّي يَا بُنَيَّ إِذَا خَرَجْتَ مِنْ رَحْلِكَ فَلا يَقَعَنَّ بَصَرُكَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ قِبْلَتِكَ إِلا سَلَّمْتَ عَلَيْهِمْ فَإِنَّكَ تَرْجِعُ إِلَى مَنْزِلِكَ قَدِ ازْدَدْتَ مِنْ حَسَنَاتِكَ، يَا بُنَيَّ إِذَا دَخَلْتَ رَحْلَكَ فَسَلِّمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ تَكُونُ بَرَكَةٌ عَلَيْكَ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ؛ يَا بُنَيَّ إِنْ أَطَعْتَنِي فَلا يَكُونُ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنَ الْمَوْتِ يَا بُنَيَّ إِذَا خَرَجْتَ إِلَى الصَّلاةِ فَاسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ وَارْفَعْ يَدَيْكَ وَكَبِّرْ، وَأَقِمْ صُلْبَكَ حَتَّى يَرْجِعَ كُلُّ عَظْمٍ مَكَانَهُ وَإِذَا سَجَدْتَ فَضَعْ عَقِبَيْكَ مَعًا تَحْتَ إِلْيَتِكَ وَاذْكُرْ مَا بَدَا لَكَ وَأَقِمْ صُلْبَكَ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى مَنْ لَا يُقِيمُ صُلْبَهُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ (حب) وَفِيه كثير بن عبد الله أَبُو هَاشم الْأَيْلِي (ابْن الْجَوْزِيّ) بِنَحْوِهِ وَزِيَادَة أَلْفَاظ وَفِيه بشر بن إِبْرَاهِيم وَعباد بن كثير (تعقب) بِأَن الْأَئِمَّة رووا أَبْعَاضه مفرقة من طرق عَن أنس فَعِنْدَ الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب من طَرِيق كثير بن عبد الله أبي هَاشم النَّاجِي جملَة الْوضُوء الْمَذْكُور إِلَى قَوْله شَهَادَة وَلم نر من اتهمَ كثيرا هَذَا بِوَضْع إِلَّا مَا اقْتَضَاهُ كَلَام ابْن حبَان وَقد نسبه الذَّهَبِيّ فِيهِ إِلَى الْوَهم، وَقَالَ مَا أرى رواياته بالمنكرة جدا وعِنْد التِّرْمِذِيّ يَا بني إِذا دخلت على أهلك فَسلم تكون بركَة عَلَيْك وعَلى أهل بَيْتك وَقَالَ حسن صَحِيح، وَعند الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب من لقِيت من أمتِي فَسلم عَلَيْهِم يطلّ عمرك، وَإِذا دخلت بَيْتك فَسلم عَلَيْهِم يكثر خير بَيْتك، وصل صَلَاة الضُّحَى فَإِنَّهَا صَلَاة الْأَبْرَار، وَعِنْده أَيْضا أَكثر الصَّلَاة فِي بَيْتك يكثر خير بَيْتك وَسلم على من لقِيت من أمتِي تكْثر حَسَنَاتك، وَعِنْده أَيْضا هَذَا(2/342)
الْقدر بِزِيَادَة من طرق أُخْرَى، وَأخرجه أَبُو يعلى بِطُولِهِ من طَرِيق عباد الْمنْقري عَن عَليّ بن زيد عَن سعيد بن الْمسيب عَن أنس، وَأخرجه الْخَطِيب فِي أَمَالِيهِ بِطُولِهِ من طَرِيق أَحْمد بن بكر البالسي ثَنَا الْهَيْثَم بن جميل عَن هشيم عَن يُونُس بن عبيد عَن الْحسن عَن أنس.
الْفَصْل الثَّالِث
(اعْلَم) أَن السُّيُوطِيّ لم يفرد فِي الزِّيَادَات كتابا فِي المواعظ لكنه ذكر فِي الْكتاب الْجَامِع مَا يدْخل فِي هَذِه التَّرْجَمَة فأوردناه فِي هَذَا الْفَصْل.
(11) [حَدِيث] أنس وعظ النَّبِي يَوْمًا فَصَعِقَ صَاعِقٌ مِنْ جَانِبِ الْمَسْجِد فَقَالَ النَّبِي مَنْ ذَا الْمُلْبِسُ عَلَيْنَا دِينَنَا إِنْ كَانَ صَادِقًا فَقَدْ شَهَرَ نَفْسَهُ وَإِنْ كَانَ كَاذِبًا مَحَقَهُ اللَّهُ (ابْن لال) وَفِيه أَحْمد بن مُحَمَّد الْجعْفِيّ قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هَذَا حَدِيث بَاطِل.
(12) [حَدِيثُ] عَلِيٍّ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُول الله، فَقَالَ: أوصني وأوجز قَالَ: هيء جَهَازَكَ وَأَصْلِحْ زَادَكَ وَكُنْ وَصِيَّ نَفْسِكَ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنَ اللَّهِ عِوَضٌ وَلا لِقَوْلِ اللَّهِ خَلَفٌ (ابْن الْأَشْعَث) فِي سنَنه الَّتِي وَضعهَا على آل الْبَيْت.
(13) [حَدِيثُ] عَليّ أَن النَّبِي قَالَ لَهُ يَا عَلِيُّ أُوصِيكَ مِنْ نَفْسِكَ بِخِصَالٍ احْفَظْهَا.
أَمَّا الأُولَى فَالصِّدْقُ لَا تَخْرُجَنَّ مِنْ عِنْدِكَ كَذِبَةٌ أَبَدًا، وَأَمَّا الثَّانِيَةُ فَالْخَوْفُ مِنَ اللَّهِ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، وَأما الثَّالِثَة كَذَا فَلَا تجتري عَلَى خِيَانَةٍ أَبَدًا، وَالرَّابِعَةُ كَثْرَةُ الْبُكَاءِ يَبْنِي اللَّهُ لَكَ بِكُلِّ دَمْعَةٍ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ، وَالْخَامِسَةُ أَنْ تَأْخُذَ بِسُنَّتِي فِي صَلاتِي وَصَوْمِي وَصَدَقَتِي.
فَأَمَّا الصَّلاةُ فَخَمْسُونَ رَكْعَةً فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَمَّا الصَّوْمُ فَثَلاثَةُ أَيَّامٍ مِنَ الشَّهْرِ الْخَمِيسُ فِي الْعَشْرِ الأَوَّلِ وَالأَرْبَعَاءُ فِي وَسْطِ الشَّهْرِ وَالْخَمِيسُ فِي آخِرِ الشَّهْرِ وَأَمَّا الصَّدَقَةُ فَجَهْدُكَ حَتَّى تَقُولَ قَدْ أَسْرَفْتُ وَلَمْ تُسْرِفْ وَعَلَيْكَ بِصَلاةِ اللَّيْلِ يَقُولُهَا ثَلاثًا وَعَلَيْكَ بِصَلاةِ الزَّوَالِ وَعَلَيْكَ بِرَفْعِ يَدَيْكَ فِي دُعَائِكَ وَعَلَيْكَ بِتِلاوَةِ الْقُرْآنِ عَلَى كُلِّ حَالٍ وَعَلَيْكَ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ وُضُوءٍ وَعَلَيْكَ بِمَحَاسِنِ الأَخْلاقِ فَاطْلُبْهَا وَعَلَيْكَ بِمَسَاوِئِهَا فَاجْتَنِبْهَا فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ(2/343)
فَلا تَلُمْ إِلا نَفْسَكَ (نع) من حَدِيث نبيط بن شريط من طَرِيق أَحْمد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم ابْن نبيط بن شريط.
(14) [حَدِيثٌ] مَا مِنْ لَيْلَةٍ إِلا وَمُنَادٍ يُنَادِي مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ يَا بَنِي آدَمَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقْرَأُ عَلَيْكُمُ السَّلامَ وَيَقُولُ شَوَّقْنَاكُمْ فَلَمْ تَشْتَاقُوا وَخَوَّفْنَاكُمْ فَلَمْ تَخَافُوا وَنُحْنَا لَكُمْ فَلَمْ تَبْكُوا، بِاللَّيْلِ تَنَامُونَ وَبِالنَّهَارِ تَلْعَبُونَ الْمَنْزِلَ الطَّوِيلَ مَتَى تَقْطَعُونَ يَا أَبْنَاءَ الْعِشْرِينَ جِدُّوا وَاجْتَهِدُوا يَا أَبْنَاءَ الثَّلاثِينَ لَا عُذْرَ لَكُمْ يَا أَبْنَاءَ الأَرْبَعِينَ وَالْخَمْسِينَ زَرْعٌ قَدَدْنَا حَصَادَهُ أَبْنَاءَ السِّتِّينَ وَالسَّبْعِينَ مَهْلا عَنِ اللَّهِ مَهْلا (مي) من حَدِيث أنس من طَرِيق إِبْرَاهِيم ابْن هدبة.
(15) [حَدِيث] قَالَ الله يَا ابْن آدَمَ لَا يَغُرَّنَّكَ ذَنْبُ النَّاسِ عَنْ ذَنْبِكَ وَلا تُبْعِدِ النَّاسَ عَنْ نِعْمَةِ اللَّهِ وَلا تُقَنِّطِ النَّاسَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ وَأَنْتَ تَرْجُوهَا (ابْن لال) من حَدِيث عَليّ وَفِيه دَاوُد بن سُلَيْمَان الْغَازِي.(2/344)
كتاب الْفِتَن
الْفَصْل الأول
(1) [حَدِيثٌ] مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْكَبَ الْمَنْظُورُ وَيُلْبَسَ الْمَشْهُورُ وتبنى المدور وَيَصِيرَ النَّاسُ إِخْوَانَ الْعَلانِيَةِ أَعْدَاءَ السَّرِيرَةِ (عق) من حَدِيث ابْن عمر وَلَا يَصح، فِيهِ أَبُو مهْدي سعيد بن سِنَان تفرد بِهِ.
(2) [حَدِيثٌ] إِذَا كَانَ سَنَةُ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ كَانَ الْغُرَبَاءُ فِي الدُّنْيَا أَرْبَعَةً قُرْآنٌ فِي جَوْفِ ظَالِمٍ وَمُصْحَفٌ فِي بَيْتِ قَوْمٍ لَا يُقْرَأُ فِيهِ وَمَسْجِدٌ فِي نَادِي قَوْمٍ لَا يُصَلُّونَ فِيهِ وَرَجُلٌ صَالِحٌ بَيْنَ قَوْمِ سُوءٍ (حب) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَفِيه يحيى بن عبد الله الْبَابلُتِّي يَأْتِي عَن الثِّقَات بالمعضلات، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: البلية فِي هَذَا الحَدِيث من مُحَمَّد بن عَليّ الصُّورِي رَاوِيه عَن الْبَابلُتِّي.
(3) [حَدِيثٌ] لَا يُولد بعد الْمِائَة مولو لِلَّهِ فِيهِ حَاجَةٌ (رَوَاهُ مهنا) عَن خَالِد بن خِدَاش عَن حَمَّاد بن زيد عَن أَيُّوب عَن الْحسن عَن صَخْر بن قدامَة الْعقيلِيّ قَالَ: قَالَ رَسُول الله فَذكره، قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل لَيْسَ بِصَحِيح؛ قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ فَإِن قيل إِسْنَاده صَحِيح قلت فِيهِ العنعنة فَيحْتَمل أَن يكون أحد مِنْهُم سَمعه من ضَعِيف أَو كَذَّاب فأسقط اسْمه (قلت) قَالَ الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه مَا فيهم مُدَلّس سوى الْحسن وَالله أعلم، وَكَيف يكون صَحِيحا وَكثير من الْأَئِمَّة السَّادة ولدُوا بعد الْمِائَة انْتهى قَالَ السُّيُوطِيّ وأيده الْحَافِظ ابْن حجر فِي الْإِصَابَة بِأَن زَكَرِيَّا السَّاجِي حكى عَن عَليّ بن الْمَدِينِيّ أَنه كَانَ يضعف خَالِد بن خِدَاش، وَعَن يحيى بن معِين أَن خَالِدا انْفَرد عَن حَمَّاد بِأَحَادِيث وَبِأَن ابْن مَنْدَه، قَالَ صَخْر بن قدامه مُخْتَلف فِي صحبته وَلم يُصَرح بِسَمَاعِهِ من النَّبِي وَلم يُصَرح الْحسن بِسَمَاعِهِ مِنْهُ وَقَالَ السُّيُوطِيّ وَقَالَ ابْن قَانِع هَذَا الحَدِيث مِمَّا ضعف بِهِ خَالِد وَأنكر عَلَيْهِ (قلت) وَيُقَوِّي مَا توهمه ابْن الْجَوْزِيّ فِي الحَدِيث من التَّدْلِيس أَن ابْن قُتَيْبَة رُوَاة فِي كِتَابه تَأْوِيل مُخْتَلف الحَدِيث عَن مُحَمَّد بن خَالِد بن خِدَاش عَن أَبِيه بِسَنَدِهِ قَالَ أَيُّوب: فَلَقِيت صَخْر بن قدامَة فَسَأَلته عَن الحَدِيث فَقَالَ لَا أعرفهُ انْتهى، وَأَيوب الظَّاهِر(2/345)
أَنه السّخْتِيَانِيّ وَهُوَ قَضِيَّة كَلَام ابْن الْجَوْزِيّ لكني رَأَيْت بِخَط الْحَافِظ ابْن حجر على هَامِش مُخْتَصر الموضوعات لِابْنِ درباس مَا نَصه أَيُّوب عَن الْحسن مَجْهُول وَالله تَعَالَى أعلم.
(4) [حَدِيثٌ] سَنَةُ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ خَيْرُ أَوْلادِكُمُ الْبَنَاتُ (عد) من حَدِيث حُذَيْفَة وَفِيه مُحَمَّد بن إِسْحَاق الْأَسدي (خطّ) من حَدِيثه أَيْضا بِزِيَادَة فَإِذا كَانَ سنة سِتِّينَ وَمِائَة فأمثل النَّاس يَوْمئِذٍ كل ذِي حاذ قُلْنَا وَمَا ذُو الحاذ قَالَ الَّذِي لَيْسَ لَهُ ولد خَفِيف الْمُؤْنَة وَفِي سنة كَذَا وَكَذَا خُرُوج أهل الْمغرب ونزولهم مصر وَذَلِكَ حِين قتل أهل الْمغرب أَمِيرهمْ فويل لمصر مَاذَا يلقى أَهلهَا من الذل الذَّلِيل وَالْقَتْل الذريع والجوع الشَّديد وَذكر حَدِيث طَويلا فِي الْمَلَاحِم وَفِيه سيف بن مُحَمَّد (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيثه أَيْضا بِلَفْظ آخر وَفِيه عبد القدوس بن الْحجَّاج وَفِيه زَكَرِيَّا الصَّيْرَفِي مَجْرُوح وَابْن حُذَيْفَة مَجْهُول.
(5) [حَدِيثٌ] إِذَا كَانَ سَنَةُ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ فَاحْذَرُوا التَّزْوِيجَ فَإِنَّهُ مَنْ تَزَوَّجَ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ سَلَبَ اللَّهُ عَقْلَهُ وَهَدَمَ دِينَهُ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ دُنْيَا وَلا آخِرَةٌ، قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ (روى بِإِسْنَاد مظلم) كلهم مَجَاهِيل إِلَى مقَاتل عَن عَطاء عَن أبي هُرَيْرَة رَفعه وَهَذَا من أفحش الْكَذِب.
(6) [حَدِيثٌ] إِذَا كَانَتْ عَلَى أمتِي ثلثمِائة وَثَمَانُونَ سَنَةً فَقَدْ حَلَّتْ لَهُمُ الْعزبَة وَالتَّرَهُّب على رُؤُوس الْجِبَالِ (حا) من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَفِيه سُلَيْمَان بن عِيسَى قَالَ السُّيُوطِيّ وَجَاء من مُرْسل الْحسن إِذا أَتَت على أمتِي ثَمَانُون وَمِائَة سنة فقد حلت فِيهَا الْعزبَة وَالْعُزْلَة وَالتَّرَهُّب فِي رُؤُوس الْجبَال أخرجه الغسولي فِي جزئه (قلت) وعَلى إرْسَاله فِي سَنَده ضعفاء وَالله أعلم.
(7) [حَدِيثُ] أَنَسٍ مَرْفُوعًا لَا تَذْهَبُ الأَيَّامُ وَاللَّيَالِي حَتَّى يَقُومَ الْقَائِمُ فَيَقُولَ مَنْ يَبِيعُنَا دِينَهُ بِكَفِّ دَرَاهِمَ (قلت) هَذَا الحَدِيث لم يذكرهُ السُّيُوطِيّ وَهُوَ فِي تَلْخِيص الموضوعات لِابْنِ درباس وَقَالَ عقبه قَالَ أَبُو الْفرج لَا يَصح وَالْمُتَّهَم بِهِ زِيَاد بن الْمُنْذر وَالله تَعَالَى أعلم.(2/346)
الْفَصْل الثَّانِي
(8) [حَدِيثٌ] سَيَجِيءُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ أَقْوَامٌ أَكْثَرُ وُجُوهِهِمْ وُجُوهُ الآدَمِيِّينَ وَقُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الذِّئَابِ الضَّوَارِي لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ شَيْءٌ مِنَ الرَّحْمَةِ سَفَّاكُونَ لِلدِّمَاءِ لَا يَرْعَوُونَ عَنْ قَبِيحٍ إِنْ تَابَعْتَهُمْ ضَارُّوكَ وَإِنِ ائْتَمَنْتَهُمْ خَانُوكَ صَبِيُّهُمْ عَارِمٌ وَشَيْخُهُمْ لَا يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَلا يَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ الاعْتِزَازُ بِهِمْ ذُلٌّ وَطَلَبُ مَا فِي أَيْدِيهِمْ فَقْرٌ وَالْمُؤْمِنُ فِيهِمْ مُسْتَضْعَفٌ السُّنَّةُ فِيهِمْ بِدْعَةٌ وَالْبِدْعَةُ فِيهِمْ سُنَّةٌ لِذَلِكَ يُسَلِّطُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ شِرَارَهُمْ وَيَدْعُو خِيَارَهُمْ فَلا يُسْتَجَابُ لَهُمْ (فِي الْمِائَة الشريحية) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه مُحَمَّد بن مُعَاوِيَة النَّيْسَابُورِي (تعقب) بِأَن الْحَافِظ أَبَا مُوسَى الْمَدِينِيّ رَوَاهُ فِي كتاب دولة الأشرار من طَرِيق أبي قَتَادَة الْحَرَّانِي عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن عبد الله بن عُمَيْر عَن أبي الْمليح عَن عمر بن الْخطاب بِنَحْوِهِ وَزِيَادَة أَلْفَاظ ثمَّ قَالَ هَذَا حَدِيث غَرِيب من هَذَا الْوَجْه قَالَ ويروى من حَدِيث مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر.
(9) [حَدِيثُ] أَبِي هُرَيْرَةَ وَفَيْرُوزَ الدَّيْلَمِيِّ قَالَ رَسُول الله يَكُونُ فِي رَمَضَانَ هَدَّةٌ تُوقِظُ النَّائِمَ وَتُقْعِدُ الْقَائِمَ وَتُخْرِجُ الْعَوَاتِقَ مِنْ خُدُورِهَا وَفِي شَوَّالٍ هَمْهَمَةٌ وَفِي ذِي الْقَعْدَةِ تَمَيُّزُ الْقَبَائِلِ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ وَفِي ذِي الْحِجَّةِ تُرَاقُ الدِّمَاءُ وَفِي الْمُحَرَّمُ أَمْرٌ عَظِيمٌ وَهُوَ عِنْدَ انْقِطَاعِ مُلْكِ هَؤُلاءِ قِيلَ مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الَّذِينَ يَكُونُونَ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ (عق) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَفِيهِ عبد الْوَاحِد بن قيس شبه لَا شَيْء (طب) من حَدِيث فَيْرُوز بِزِيَادَة وَفِيه ضعف وَانْقِطَاع وإرسال فَإِن فيروزا لم ير النَّبِي وَرَوَاهُ أَيْضا مسلمة بن عَليّ عَن قَتَادَة عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة ومسلمة مَتْرُوك وَرَوَاهُ إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش عَن لَيْث عَن شهر بن حَوْشَب عَن أبي هُرَيْرَة وَإِسْمَاعِيل وَلَيْث وَشهر مضعفون (تعقب) بِأَن طَرِيق مسلمة أخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَقَالَ غَرِيب الْمَتْن ومسلمة لَا تقوم بِهِ حجَّة وَتعقبه الذَّهَبِيّ فَقَالَ بل هُوَ سَاقِط مَتْرُوك والْحَدِيث مَوْضُوع انْتهى لَكِن للْحَدِيث طرق أُخْرَى فَعِنْدَ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَعند أبي الشَّيْخ فِي الْفِتَن من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَعند نعيم بن حَمَّاد فِي الْفِتَن من حَدِيث ابْن مَسْعُود أَيْضا وَعِنْده أَيْضا من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث عبد الله(2/347)
ابْن عَمْرو وَمن مُرْسل مَكْحُول وَمن مُرْسل شهر بن حَوْشَب وَعَن كَعْب وَغَيره قَوْلهم.
(10) [حَدِيثٌ] عِنْدَ رَأْسِ الْمِائَةِ سَنَةٍ يَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا بَارِدَةً طَيِّبَةً يُقْبَضُ فِيهَا رُوحُ كُلِّ مُؤْمِنٍ (فت) من حَدِيث بُرَيْدَة وَفِيه بشر بن المُهَاجر مُنكر الحَدِيث (تعقب) بِأَن الحَدِيث صَحِيح أخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك والضياء فِي المختارة وَهَذِه الْمِائَة قرب السَّاعَة، وَابْن الْجَوْزِيّ ظن أَنَّهَا الْمِائَة الأولى من الْهِجْرَة وَلَيْسَ كَذَلِك وَقد ورد ذكر هَذِه الرّيح من حَدِيث عبد الله بن عَمْرو وَعَائِشَة والنواس بن سمْعَان وَالثَّلَاثَة عِنْد مُسلم فِي صَحِيحه وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة أخرجه الْحَاكِم وَمن حَدِيث عَيَّاش بن أبي ربيعَة أخرجه الطَّبَرَانِيّ الْحَاكِم وَمن حَدِيث حُذَيْفَة بن أسيد أخرجه الطَّبَرَانِيّ وَعَن ابْن مَسْعُود مَوْقُوفا أخرجه الْحَاكِم وَكلهَا صِحَاح.
(11) [حَدِيثٌ] تُرْفَعُ زِينَةُ الدُّنْيَا سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ (عد) من حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَفِيه بركَة بن مُحَمَّد الْحلَبِي، وَرَوَاهُ حبيب بن أبي حبيب عَن مَالك عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه وحبِيب كَذَّاب (تعقب) بِأَن لَهُ طَرِيقا آخر أخرجه المخلص فِي فَوَائده من طَرِيق مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن أبي فديك عَن عبد الْملك ابْن زيد عَن مُصعب بن مُصعب وَهُوَ ابْن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن ابْن شهَاب عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه وَأخرجه ابْن عَسَاكِر من طرق عَن ابْن أبي فديك وَقَالَ فِي بَعْضهَا قَالَ إِسْحَاق بن البهلول قلت لِابْنِ أبي فديك مَا مَعْنَاهُ قَالَ زينتها نور الْإِسْلَام وبهجته (قلت) وَأخرجه الدَّارَقُطْنِيّ فِي الروَاة عَن مَالك من طَرِيق سعيد بن هَاشم المَخْزُومِي عَن مَالك بِسَنَدِهِ الْمَذْكُور وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي لِسَان الْمِيزَان حَدِيث مُنكر انْتهى قَالَ جَامعه: وَفِي الحَدِيث عِلّة أُخْرَى وَهِي أَن أَبَا سَلمَة لم يسمع من أَبِيه قَالَه أَحْمد وَابْن معِين وَغَيرهمَا من الْحفاظ وَالله تَعَالَى أعلم.
(12) [حَدِيثٌ] طَبَقَاتُ أُمَّتِي خَمْسُ طَبَقَاتٍ كُلُّ طَبَقَةٍ مِنْهَا أَرْبَعُونَ سَنَةً فَطَبَقَتِي وَطَبَقَةُ أَصْحَابِي أَهْلُ الْعِلْمِ وَالإِيمَانِ وَالَّذِينَ يَلُونَهُمْ إِلَى الثَّمَانِينَ أَهْلُ الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَالَّذِينَ يَلُونَهُمْ إِلَى الْعِشْرِينَ وَمِائَةٍ أَهْلُ التَّرَاحُمِ وَالتَّوَاصُلِ وَالَّذِينَ يَلُونَهُمْ إِلَى السِّتِّينَ وَمِائَةٍ أَهْلُ التَّقَاطُعِ وَالتَّدَابُرِ وَالَّذِينَ يَلُونَهُمْ إِلَى الْمِائَتَيْنِ أَهْلُ الْهَرْجِ وَالْحُرُوبِ (عبد الله ابْن مُحَمَّد الْبَغَوِيّ) من حَدِيث أنس وَفِيه عباد بن عبد الصَّمد (عق) من حَدِيث أبي مُوسَى بِنَحْوِهِ(2/348)
وَفِيه عَرَفَة مَجْهُول وَرَوَاهُ يحيى بن عَنْبَسَة من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَيحيى كَذَّاب (تعقب) بِأَن حَدِيث أنس أخرجه ابْن مَاجَه من طَرِيقين آخَرين فبرئ عباد مِنْهُ قلت فِيهِ حَازِم أَبُو مُحَمَّد قَالَ الذَّهَبِيّ لَا أعرفهُ وَقَالَ أَبُو حَاتِم حَدِيثه بَاطِل، وَجَاء من حَدِيث دارم التَّمِيمِي أخرجه الْحسن بن سُفْيَان وَقَالَ الْحَافِظ ابْن عبد الْبر فِي إِسْنَاده نظر (قلت) وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي إِسْنَاده ضعف وَالله أعلم.
(13) [حَدِيثٌ] الآيَاتُ بَعْدَ الْمِائَتَيْنِ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث أبي قَتَادَة وَفِيه الْكُدَيْمِي (تعقب) بِأَن الْكُدَيْمِي برِئ مِنْهُ فقد تَابعه الْحسن بن عَليّ الْخلال وَمن طَرِيقه أخرجه ابْن مَاجَه وَأخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَصَححهُ لَكِن تعقبه الذَّهَبِيّ فَقَالَ فِيهِ عون بن عمَارَة ضَعَّفُوهُ.
(14) [حَدِيثٌ] يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ خَلِيفَةٌ لَا يَفْضُلُ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ وَلا عُمَرُ (عد) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه زَكَرِيَّا الْوَقار وَشَيْخه مُؤَمل بن عبد الرَّحْمَن ضَعِيف (تعقب) بِأَنَّهُمَا بريئان مِنْهُ فقد ورد بِسَنَد صَحِيح أخرجه ابْن أبي شيبَة فِي المُصَنّف عَن ابْن سِيرِين قَوْله وَله طَرِيق آخر أخرجه نعيم بن حَمَّاد فِي كتاب الْفِتَن قَالَ السُّيُوطِيّ وَقد تَكَلَّمت عَلَيْهِ وعَلى تأوليه فِي كتاب المهتدى.
الْفَصْل الثَّالِث
(15) [حَدِيثُ] حُذَيْفَةَ سَأَلْتُ رَسُولَ الله عَنِ الْعُزْبَةِ فَقَالَ يَا حُذَيْفَةُ خَيْرُ أُمَّتِي أَوَّلُهَا الْمُتَزَوِّجُونَ وَآخِرُهَا الْعُزَّابُ وَإِنِّي أَحْلَلْتُ لأُمَّتِي التَّرَهُّبَ إِذَا مَضَتْ إِحْدَى وَثَمَانُونَ وَمِائَةِ سَنَةٍ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَعَنِ الْجَمَاعَةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَدْ جَعَلَهَا اللَّهُ عَلَيْنَا فَرِيضَةً وَاجِبَةً قَالَ يَا حُذَيْفَةُ يُوشِكُ أَنْ يَجْتَمِعُوا فِي مَسَاجِدِهِمْ وَالْمُؤْمِنُ يَوْمَئِذٍ فِيهِمْ قَلِيلٌ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ يَكُونُ فِيهِمْ مُنَافِقُونَ قَالَ نَعَمْ أَظْهَرُ فِيهِمْ مِنْهُمُ الْيَوْمَ فِيكُمْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَبِمَ يُعْرَفُ الْمُنَافِقُ فِي ذَلِكَ الزَّمَان قَالَ إِذا رَأَيْته نعاضا قاقد احتشى واكتسى من الْحَرَام يترأس فِي النَّاسِ بِالْحِلْمِ وَالْعِلْمِ إِنْ أَمَرَ الْمُؤْمِنَ الضَّعِيفَ فِيهِمْ بِأَمْرٍ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجمال أَو لَيْسَ قَدْ كَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ فِي جُبَّةِ صُوفٍ وَقَلَنْسُوَةٍ مِنْ لَبُودٍ وَنَعْلَيْنِ مِنْ جِلْدِ حمَار ميت أَو لَيْسَ قَدْ رَفَعَ اللَّهُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام وَعَلِيهِ شقة قد(2/349)
تَخَلَّلَ بِهَا أَلا وَإِنَّ هَذِهِ الْجُبَّةِ مِنْ صُوفٍ وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ طَلَبَ مِنِّي نَفْسًا صَادِقًا وَعَمَلا صَالِحًا وَالنَّصِيحَةَ لَهُ فِي خَلْقِهِ وَلَيْسَ الْجَمِيلُ مَنْ يَتَجَمَّلُ بِالثِّيَابِ وَيَخْلُقُ دِينُهُ (كرّ) من طَرِيق مُحَمَّد بن عبد الله البلوي.
(16) [حَدِيثٌ] إِذَا عَبَرَ السُّفْيَانِيُّ الْفُرَاتَ وَبَلَغَ مَوْضِعًا يُقَالُ لَهُ عَاقِر قوفا مَحَا اللَّهُ الإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِ فَيَقْتُلُ بِهَا إِلَى نَهْرٍ يُقَالُ لَهُ الدُّجَيْلُ سَبْعِينَ أَلْفًا مُتَقَلِّدِينَ سُيُوفًا مُحَلاةً وَمَا سِوَاهُمْ أَكْثَرُ مِنْهُمْ فَيَنْظُرُونَ عَلَى بَيْتِ الذَّهَبِ فَيَقْتُلُونَ الْمُقَاتِلَةَ الأَبْطَالَ وَيَبْقَرُونَ بُطُونَ النِّسَاءِ يَقُولُونَ لَعَلَّهَا حُبْلَى بِغُلامٍ وَتَسْتَغِيثُ نِسْوَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَى شَاطِئِ دِجْلَةَ إِلَى الْمَارَّةِ مِنْ أَهْلِ السُّفَنِ يَطْلُبْنَ إِلَيْهِمْ أَنْ يَحْمِلُوهُنَّ حَتَّى يُلْقُوهُنَّ إِلَى النَّاسِ فَلا يَحْمِلُوهُنَّ بُغْضًا لِبَنِي هَاشِمٍ فَلا تُبْغِضُوا بَنِي هَاشِمٍ فَإِنَّ مِنْهُمْ نَبِيَّ الرَّحْمَةِ وَمِنْهُمُ الطَّيَّارُ فِي الْجَنَّةِ فَأَمَّا النِّسَاءِ فَإِذَا جَنَّهُنَّ اللَّيْلُ أَوَيْنَ إِلَى أَغْوَرِهَا مَكَانًا مَخَافَةَ الْفُسَّاقِ ثُمَّ يَأْتِيهُمُ الْمَدَدُ مِنَ الْبَصْرَةِ حَتَّى يَسْتَنْقِذُوا مَا مَعَ السُّفْيَانِيِّ مِنَ الذَّرَارِيِّ وَالنِّسَاءِ مِنْ بَغْدَادَ وَالْكُوفَةِ (نعيم بن حَمَّاد) فِي الْفِتَن وَفِيه مَجْهُولُونَ وضعفاء (قلت) هَذَا لَا يَقْتَضِي الحكم عَلَيْهِ بِالْوَضْعِ لكنه فِيهِ ركة ظَاهِرَة وَالله تَعَالَى أعلم.
(17) [حَدِيثُ] حُذَيْفَةَ أَنَّهُ سُئِلَ عَن {حم عسق} ، وَعُمَرُ وَعَلِيٌّ وَابْنُ مَسْعُودٍ وَأُبَيُّ ابْن كَعْبٍ وَابْنُ عَبَّاسٍ وَعِدَّةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ حُضُورٌ فَقَالَ حُذَيْفَةُ الْعَيْنُ عَذَابٌ وَالسِّينُ سَنَةٌ وَالْقَافُ قَوْمٌ يُقْذَفُونَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ مِمَّنْ هُمْ قَالَ مِنْ وَلَدِ الْعَبَّاسِ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا الزَّوْرَاءُ وَيُقْتَلُ فِيهَا مَقْتَلَةً عَظِيمَةً وَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَيْسَ ذَلِكَ فِينَا وَلَكِنَّ الْقَافَ قَذْفٌ وَخَسْفٌ يَكُونُ فَقَالَ عُمَرُ لِحُذَيْفَةَ أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ أَصَبْتَ التَّفْسِيرَ وَأَصَابَ ابْنُ عَبَّاسٍ الْمَعْنَى، فَأَصَابَ ابْنَ عَبَّاسٍ الْحُمَّى حَتَّى عَادَهُ عُمَرُ وَعِدَّةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ مِمَّا سَمِعَ مِنْ حُذَيْفَةَ (نعيم) أَيْضا وَفِيه مقَاتل بن سُلَيْمَان وَعنهُ نوح بن أبي مَرْيَم.
(18) [أَثَرُ] ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ جَاءَهُ رَجُلٌ وَعِنْدَهُ حُذَيْفَة فَقَالَ يَا ابْن عَبَّاسٍ قَوْلُهُ تَعَالَى {حم عسق} فَأَطْرَقَ سَاعَةً ثُمَّ كَرَّرَهَا فَلَمْ يُجِبْهُ بِشَيْءٍ فَقَالَ حُذَيْفَةُ أَلا أُنْبِيكَ قَدْ عَرَفْتُ لِمَ كَرِهَهَا إِنَّمَا أُنْزِلَتْ فِي رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ الإِلَهِ يَنْزِلُ عَلَى نَهْرٍ مِنْ أَنْهَارِ الْمَشْرِقِ تُبْنَى عَلَيْهِ مَدِينَتَانِ يَشُقُّ النَّهْرَ بَيْنَهُمَا شَقًّا يَجْتَمِعُ فِيهَا كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (نعيم) أَيْضا(2/350)
من طَرِيق عبد القدوس وَأخرج الْخَطِيب هَذِه الْأَحَادِيث الثَّلَاثَة من طَرِيق نعيم وَقَالَ واهية الْأَسَانِيد ومتونها غير مَحْفُوظَة إِلَّا من هَذِه الطّرق الْفَاسِدَة.
(19) [حَدِيثٌ] خَرَابُ الرَّيِّ مِنْ قِبَلِ الدَّيْلَمِ وَخَرَابُ الدَّيْلَمِ مِنْ قِبَلِ الأَرْمَنِ (مي) من حَدِيث حُذَيْفَة (قلت) لم يبين علته.
(20) [أثر] حُذَيْفَة بَدْء الْمَلاحِمَ خَلِيفَتَانِ مِنْ جَانِبٍ وَاحِدٍ بِذَهِيبَةِ الزَّوْرَاءِ ابْنَا عَمِّ أَحَدِهِمَا أَسَنُّ مِنْ صَاحِبِه وَهُوَ الْمُتَأَخِّرُ فِي الْبَيْعَةِ افْتِتَاحُ أَمْرِهِ قَتْلُ جَبَّارٍ عَنِيدٍ غِيلَةً عَلَى ظَهْرِ دَابَّتِهِ فَإِذَا قُتِلَ ذَلِكَ الْجَبَّارِ اجْتَمَعَ خَلْقٌ كَثِيرٌ مِنْ ذَوِي الرَّأْيِ وَالنُّهَى عَنْ بَيْعَةِ هَذَا الْخَلِيفَةِ الْعَبَّاسِيِّ فَلا يَزَالُ أَمْرُهُ فِي إِقْبَالٍ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ وَلَيْلَتِهِ الْمُسْتَقْبَلَةِ هُوَ وَابْنُ عَمِّهِ فِي جَانِبٍ وَاحِدٍ وَلَيْسَ بِابْنِ عَمِّهِ الْمُخْلِصِ فَإِذَا تَعَالَى النَّهَارُ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ بَرَقَتَ بَرْقَةٌ لِلْفَتَى الْمُتَقَدِّمِ فِي الْبَيْعَةِ عَلَى الْكَهْلِ فَصَيَّرَتْهُ هُوَ وَأَصْحَابَهُ حَصِيدًا لَا يَفْلِتُ مِنْهُمْ إِلا الشَّدِيدُ يَمْضُونَ كَمَا يَمْضِي أَمْسُ الدَّابِرِ وَلا يُحَسُّ لَهُمْ حَسِيسٌ أَبَدًا فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ تَتَابَعَتِ الْمَلاحِمُ كَالْخَرَزِ تسْقط إحديهن مِنَ النِّظَامِ إِذَا انْقَطَعَ ثُمَّ تَتَابَعُ أَخَوَاتُهَا حَتَّى يَظْهَرَ الدَّجَّالُ (نجا) قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان هَذَا خبر مختلق فِي سَنَده من لَا يعرف وَالقَاسِم الْعمريّ ضَعِيف.
(21) [حَدِيثُ] ابْنِ مَسْعُود أَن النَّبِي قَالَ لِلْعَبَّاسِ يَا عَبَّاسُ لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَمْلِكَ مِنْ وَلَدِكَ يَا عَمِّ فِي آخِرِ الزَّمَانِ عِنْدَ دَوْلَتِهِمْ وَهُوَ الثَّامِنَ عَشَرَ تَكُونُ مَعَهُ فِتْنَةٌ عَمْيَاءُ صَمَّاءُ يُقْتَلُ مِنْ كُلِّ عَشَرَةِ آلَاف تِسْعَة آلَاف وَتِسْعمِائَة لَا يَنْجُو مِنْهَا إِلا الْيَسِيرُ وَيَكُونُ قِتَالُهُمْ بِمَوْضِعٍ مِنَ الْعِرَاقِ (نع) من طَرِيق مينا بن أبي مينا وَأحمد بن مُحَمَّد بن عمر اليمامي.
(22) [حَدِيثٌ] لَا تَكْرَهُوا الْفِتَنَ فَإِنَّ فِيهَا حَصَادَ الْمُنَافِقِينَ.
(23) [وَحَدِيثٌ] إِذَا كَثَرَتِ الْفِتَنُ فَعَلَيْكُمْ بِأَطْرَافِ الْيَمَنِ (قَالَ ابْن تَيْمِية) موضوعان (قلت) الحَدِيث الأول أخرجه الديلمي من حَدِيث عَليّ بِلَفْظ فَإِن فِيهَا تبين الْمُنَافِقين وَأنْكرهُ الْحَافِظ ابْن حجر فِي فتح الْبَارِي وَنقل عَن ابْن وهب أَنه سُئِلَ عَنهُ فَقَالَ بَاطِل وَالله تَعَالَى أعلم.(2/351)
كتتب الْمَرَض والطب
الْفَصْل الأول
(1) [حَدِيثٌ] مَرَضُ يَوْمٍ يُكَفِّرُ ذُنُوبَ ثَلاثِينَ سَنَةً (خطّ) فِي الْمُتَّفق والمفترق من حَدِيث عَائِشَة وَفِيهِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الذارع (حب) من حَدِيثهَا أَيْضا بِزِيَادَة وَإِن الْمَرَض يتبع الذُّنُوب فِي المفاصل حَتَّى يسلها عَنهُ سلا فَيقوم من مَرضه قد خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أمه وَفِيه أَبُو حُذَيْفَة إِسْحَاق بن بشر.
(2) [حَدِيثٌ] مَثَلُ الْمَرِيضِ إِذَا بَرَأَ وَصَحَّ كَمَثَلِ الْبَرَدَةِ تَقَعُ مِنَ السَّمَاءِ بِصَفَائِهَا وَلَوْنِهَا (المخلص) من حَدِيث أنس قَالَ ابْن حبَان بَاطِل إِنَّمَا هُوَ قَول الزُّهْرِيّ لم يرفعهُ إِلَّا الْوَلِيد الموقري وَلَا يحْتَج بِهِ بِحَال وَرَوَاهُ سعيد بن هَاشم بن صَالح المَخْزُومِي عَن ابْن أخي الزُّهْرِيّ عَن الزُّهْرِيّ وَسَعِيد لَيْسَ بِمُسْتَقِيم الحَدِيث وَرَوَاهُ سُفْيَان بن مُحَمَّد الْفَزارِيّ عَن ابْن وهب عَن الزُّهْرِيّ وسُفْيَان يسرق الحَدِيث.
(3) [حَدِيثٌ] مَنْ أَذْهَبَ اللَّهُ بَصَرَهُ فِي الدُّنْيَا كَانَ حَقًّا عَلَى اللَهِ وَاجِبًا أَنْ لَا تَرَى عَيْنَاهُ نَارَ جَهَنَّمَ (قطّ) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ وَفِيهِ حَفْص بن وهب تفرد بِهِ.
(4) [حَدِيثٌ] ذَهَابُ الْبَصَرِ مَغْفِرَةٌ لِلذُّنُوبِ وَذَهَابُ السَّمْعُ مَغْفِرَةٌ لِلذُّنُوبِ وَمَا نَقَصَ مِنَ الْجَسَدِ فَعَلَى قَدْرِ ذَلِكَ (خطّ) من حَدِيث عبد الله بن مَسْعُود وَفِيه هَارُون ابْن عنترة لَا يحْتَج بِهِ وَدَاوُد بن الزبْرِقَان لَيْسَ بِشَيْء (قلت) هَارُون من رجال أبي دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَوَثَّقَهُ أَحْمد وَابْن معِين وَدَاوُد من رجال التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه، وَقَالَ البُخَارِيّ مقارب الحَدِيث وَقد أورد الْحَافِظ الذَّهَبِيّ فِي طَبَقَات الْحفاظ هَذَا الحَدِيث من جِهَة الْخَطِيب، وَقَالَ غَرِيب جدا وَالله أعلم.
(5) [حَدِيثُ] أَنَسِ بْنِ مَالك أَن رَسُول الله كَانَ إِذَا فَقَدَ الرَّجُلَ انْتَظَرُه ثَلاثَةَ أَيَّامٍ فَإِذَا كَانَ ثَلاثَةُ أَيَّامٍ سَأَلَ عَنْهُ فَإِنْ كَانَ مَرِيضًا عَادَهُ وَإِنْ كَانَ غَائِبًا دَعَا لَهُ وَإِنْ كَانَ صَحِيحًا زَارَهُ ففقد رَسُول الله رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ فَسَأَلَ عَنْهُ(2/352)
يَوْمَ الثَّالِثِ فَقِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ مَرِيضٌ كَأَنَّهُ الفرخ، فَقَالَ رَسُول الله لأَصْحَابِهِ بَعْدَ مَا صَلَّى وَسَأَلَ عَنْهُ انْطَلِقُوا إِلَى أَخِيكُمْ نَعُودُهُ، فَخرج رَسُول الله وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِنْهُمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قعد رَسُول الله فَسَأَلَهُ فَإِذَا هُوَ مِثْلُ الْفَرْخِ لَا يَأْكُلُ شَيْئًا إِلا خَرَجَ مِنْ دُبُرِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ مَا شَأْنُكَ؛ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ بَيْنَا أَنْتَ تُصَلِّي قَرَأْتَ فِي صَلاةِ الْمَغْرِبِ الْقَارِعَةُ، ثُمَّ مَرَرْتَ عَلَى هَذِهِ الآيَةِ {يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ وَتَكُونُ الْجبَال كالعهن المنفوش} ، فَقُلْتُ أَيْ رَبِّ مَهْمَا كَانَ لِي مِنْ ذَنْبٍ أَنْتَ مُعَذِّبِي عَلَيْهِ فِي الآخِرَةِ فَعَجِّلْ لِي عُقُوبَتِي فِي الدُّنْيَا فَرَجَعْتُ إِلَى أَهْلِي فَأَصَابَنِي مَا تَرَى، فَقَالَ رَسُول الله بِئْسَ مَا صَنَعْتَ جَنَيْتَ لِنَفْسِكَ الْبَلاءَ، وَسَأَلْتَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ الْبَلاءَ، أَلا سَأَلْتَ اللَّهَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، قَالَ فَمَا أَقُولُ، قَالَ تَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَة وقنا عَذَاب النَّار، ثُمَّ دَعَا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ خَيْرًا وَقَامَ كَأَنَّمَا نَشَطَ مِنْ عِقَالٍ، ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُول الله يَا عُمَرُ إِنَّ الْمَرْءَ الْمُسْلِمَ إِذَا تَوَجَّهَ إِلَى أَخِيهِ الْمَرِيضِ يَعُودُهُ خَاضَ فِي الرَّحْمَةِ إِلَى حقوبه وَيَرْفَعُ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ قَدَمٍ دَرَجَةً وَكُتِبَ لَهُ بِكُلِّ قَدَمٍ حَسَنَةٌ وَحُطَّ عَنْهُ بِهِ خَطِيئَةٌ، فَإِذَا قَعَدَ عِنْدَ الْمَرِيضِ غَمَرَتْهُ الرَّحْمَةُ وَكَانَ الْمَرِيضُ فِي ظِلِّ عَرْشِ الرَّحْمَنِ وَكَانَ الْعَائِدُ فِي ظِلِّ عَرْشِهِ ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ لِمَلائِكَتِهِ كَمِ احْتُبِسَ عِنْدَ عَبْدِي الْمَرِيضِ يَقُولُ الْمَلَكُ إِذَا كَانَ يُظَلَّ احْتُبِسَ عِنْدَهُ فُوَاقًا قَالَ اكْتُبُوا لَهُ عِبَادَةَ أَلْفِ سَنَةٍ إِنْ عَاشَ لَمْ يُكْتَبْ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ، وَاسْتَأْنَفَ الْعَمَلَ وَإِنْ مَاتَ قَبْلَ أَلْفِ سَنَةٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ، ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَكِ كَمِ احْتُبِسَ، فَإِنْ كَانَ أَطَالَ الْحَبْسَ قَالَ سَاعَةً يَقُولُ اكْتُبُوا لَهُ دَهْرًا وَالدَّهْرُ عَشَرَةُ آلافِ سَنَةٍ إِنْ عَاشَ لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ وَاحِدَةٌ ثُمَّ يُقَالُ لَهُ بَعْدَ عَشَرَةِ آلافِ سَنَةٍ اسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ فَإِنْ مَاتَ قَبْلَ عَشَرَةِ آلافِ سَنَةٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَإِنْ كَانَ صَبَاحًا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ إِلَى أَنْ يُمْسِيَ، وَإِنْ كَانَ مَسَاءً صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ إِلَى أَنْ يُصْبِحَ، (شا) من طَرِيق عباد بن كثير، قَالَ السُّيُوطِيّ وَأخرجه أَبُو يعلى فِي مُسْنده، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي المطالب الْعَالِيَة تفرد بِهِ عباد بن كثير وَهُوَ واه وآثار الْوَضع لائحة عَلَيْهِ.
(6) [حَدِيثٌ] عِيَادَةُ الْمَرِيضِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ عِبَادَةِ أَرْبَعِينَ أَوْ خَمْسِينَ سَنَةً (فت) من حَدِيث أنس وَفِيه إِبْرَاهِيم بن عبد الله الْكُوفِي وَعبد الله بن قيس.(2/353)
(7) [حَدِيثُ] ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ مَرَّ بِوَادِي الْمُجَذَّمِينَ فَقَالَ أَسْرِعُوا السَّيْرَ فَإِنْ كَانَ شَيْءٌ يُعْدِي فَهُوَ هَذَا (ابْن الْجَوْزِيّ) وَلَا يَصح تفرد بِهِ الْخَلِيل ابْن زَكَرِيَّا (قلت) لم يتعقبه السُّيُوطِيّ وَهُوَ عجب فالخليل من رجال ابْن مَاجَه، وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان: وثق وَمن أنكر مَاله حَدِيث مر نَبِي الله بوادي عسفان فَرَأى مجذمين فأسرع وَقَالَ إِن كَانَ شَيْء يعدي فَهَذَا وَحَدِيث إِن جِبْرِيل قَالَ نعم الْقَوْم أمتك لَوْلَا أَن فيهم بقايا من قوم لوط انْتهى فَظهر أَن الحَدِيث مُنكر لَا مَوْضُوع وَأَن الْخَلِيل مُخْتَلف فِيهِ فَيحسن حَدِيثه بالمتابعات والشواهد ولحديثه هَذَا شَوَاهِد مِنْهَا حَدِيث فر من المجذوم فرارك من الْأسد، وَمِنْهَا حَدِيث أَن رَسُول الله أَتَاهُ مجذوم ليبايعه بيعَة الْإِسْلَام فَأرْسل إِلَيْهِ بالبيعة وَأمره بالانصراف وَالله أعلم.
(8) [حَدِيثٌ] الْمَرَضُ يَنْزِلُ جُمْلَةً وَالْبُرْءُ يَنْزِلُ قَلِيلا قَلِيلا (خطّ) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ لَا يثبت مَرْفُوعا وَلَا مَوْقُوفا على صَحَابِيّ وَإِنَّمَا هُوَ قَول عُرْوَة بن الزبير وَالْمُتَّهَم يرفعهُ عبد الله بن الْحَارِث الصَّنْعَانِيّ وَالله أعلم.
(9) [حَدِيثَ] عَائِشَةَ كَانَ رَسُول الله يَكْتَحِلُ كُلَّ لَيْلَةٍ وَيَحْتَجِمُ كُلَّ شَهْرٍ وَيَشْرَبُ الدَّوَاءَ كُلَّ سَنَةٍ (عد) وَلَا يَصح فِيهِ سيف ابْن أُخْت سُفْيَان الثَّوْريّ.
الْفَصْل الثَّانِي
(10) [حَدِيثٌ] ثَلاثٌ مِنْ كُنُوزِ الْبِرِّ إِخْفَاءُ الصَّدَقَةِ وَكِتْمَانُ الْمُصِيبَةِ وَكِتْمَانُ الشَّكْوَى يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي فَصَبَرَ وَلَمْ يَشْكُنِي إِلَى عُوَّادِهِ أَبْدَلْتُهُ لَحْمًا خَيْرًا مِنْ لَحْمِهِ وَدَمًا خَيْرًا مِنْ دَمِهِ، فَإِنْ أَبْرَأْتُهُ أَبْرَأْتُهُ وَلا ذَنْبَ لَهُ، وَإِنْ تَوَفَّيْتُهُ فَإِلَى رَحْمَتِي (طب) وَلَا يَصح فِيهِ الْجَارُود بن يزِيد (تعقب) بِأَن الْجَارُود لم يتهم بِوَضْع (قلت) هَذَا مَمْنُوع كَمَا يعرف بمراجعة الْمُقدمَة الله تَعَالَى أعلم، ولأول الحَدِيث شَوَاهِد من حَدِيث ابْن عَبَّاس أخرجه الطَّبَرَانِيّ بِسَنَد جيد وَمن حَدِيث ابْن عمر أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب من ثَلَاثَة طرق وَمن حَدِيث ابْن مَسْعُود أخرجه تَمام فِي فَوَائده وَمن حَدِيث عَليّ أخرجه الْخَطِيب من طَرِيق الْحَارِث الْأَعْوَر ولبقيته شَوَاهِد ستأتي فِي الَّذِي بعده.(2/354)
(11) [حَدِيثٌ] قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَبْتَلِي عَبْدِي الْمُؤْمِنَ بِالْبَلاءِ فَإِنْ لَمْ يَشْكُنِي إِلَى عُوَّادِهِ أَبْدَلْتُهُ لَحْمًا خَيْرًا مِنْ لَحْمِهِ وَدَمًا خَيْرًا وَأَطْيَبَ مِنْ دَمِهِ فَإِنْ أَطْلَقْتُهُ مِنْ أَسْرِي أَمَرْتُهُ فَاسْتَأْنَفَ الْعَمَلَ (يخ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَلَا يَصح فِيهِ عبد الله بن أبي سعيد المَقْبُري مَتْرُوك (تعقب) بِأَن لَهُ طَرِيقين آخَرين عَن أبي هُرَيْرَة أَحدهمَا أخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَصَححهُ على شَرط الشَّيْخَيْنِ، وَأقرهُ الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَصَححهُ أَيْضا وَقَالَ: زعم بعض الْحفاظ أَن مُسلما أخرجه فِي صَحِيحه، وَقد نظرت فِي كتاب مُسلم فَلم أَجِدهُ وَلَا ذكره أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي فِي أَطْرَافه انْتهى، وَقد أَشَارَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي إتحاف المهرة إِلَى أَنه فِي صَحِيح مُسلم وَأَنه مِمَّا استدرك عَلَيْهِ أَي لِأَنَّهُ فِي رِوَايَته من طَرِيق أبي بكر الحنقي عَن عَاصِم بن مُحَمَّد بن زيد عَن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري وَقد رَوَاهُ معَاذ بن معَاذ عَن عَاصِم عَن عبد الله بن أبي سعيد عَن أَبِيه فَكَأَنَّهُ فِي صَحِيح مُسلم فِي غير الرِّوَايَة الْمَشْهُورَة وَالثَّانِي أخرجه القَاضِي أَبُو الْحسن بن صَخْر فِي عوالي مَالك فَحَدِيث يُصَحِّحهُ الْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ وينسبه بعض الْحفاظ إِلَى صَحِيح مُسلم لَا يَلِيق أَن يذكر فِي الموضوعات وَلَا يتتبع كَلَام النقاد فِيهِ، ثمَّ للْحَدِيث شَوَاهِد من حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ، أخرجه ابْن عبد الْبر فِي التَّمْهِيد من طَرِيق عباد بن كثير الثَّقَفِيّ وَقَالَ كَانَ فَاضلا عابدا وَلَيْسَ بِالْقَوِيّ وَمن مُرْسل عَطاء أخرجه مَالك فِي الْمُوَطَّإِ.
(12) [حَدِيثُ] الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ: قَالَ لِي جدي رَسُول الله: يَا بُنَيَّ عَلَيْكَ بِالْقَنَاعَةِ تَكُنْ مِنْ أَغْنَى النَّاسِ، وَأَدِّ الْفَرَائِضَ تَكُنْ مِنْ أَعْبَدِ النَّاسِ، يَا بُنَيَّ إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يُقَالُ لَهَا شَجْرَةُ الْبَلْوَى يُؤْتَى بِأَهْلِ الْبَلاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَلا يُنْصَبُ لَهُمْ مِيزَانٌ وَلا يُنْشَرُ لَهُمْ دِيوَانٌ، يُصَبُّ لَهُمُ الأَجْرُ صبا، وَقَرَأَ رَسُول الله {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَاب} (خطّ) وَفِيه الْأَصْبَغ بن نباتة، وَسعد بن طريف والكديمي (تعقب) بِأَن لَهُ شَوَاهِد من حَدِيث أنس أخرجه ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره والأصبهاني فِي ترغيبه وَمن حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِير وَمن حَدِيث عمر أَخْرَجَهُ ابْنُ النَّجَّارِ فِي تَارِيخِهِ.
(13) [حَدِيثٌ] يَوَدُّ أَهْلُ الْعَافِيَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَّ جُلُودَهُمْ قُرِضَتْ بِالْمَقَارِضِ مِمَّا يَرَوْنَ مِنْ ثَوَابِ أَهْلِ الْبَلاءِ (طب) من حَدِيث جَابر بن عبد الله وَلَا يَصح فِيهِ عبد الرَّحْمَن(2/355)
ابْن مغرا لَيْسَ بِشَيْء (تعقب) بِأَن التِّرْمِذِيّ أخرجه من طَرِيقه وَكَذَا الْبَيْهَقِيّ فِي السّنَن والشعب وَصَححهُ الضياء الْمَقْدِسِي فَأخْرجهُ فِي المختارة، وَعبد الرَّحْمَن قَالَ ابْن عدي: ضَعِيف يكْتب حَدِيثه وَقَالَ الذَّهَبِيّ مَا بِهِ بَأْس إِن شَاءَ الله وَقَالَ الخليلي فِي الْإِرْشَاد ثِقَة وَجَاء عَن ابْن مَسْعُود مَوْقُوفا أخرجه الطَّبَرَانِيّ بِسَنَد جيد وَمثله لَهُ حكم الرّفْع.
(14) [حَدِيثٌ] مَنْ مَرِضَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ (قلت) هَذَا الحَدِيث لم يذكرهُ السُّيُوطِيّ وَذكره ابْن درباس فِي تلخيصه من حَدِيث أنس وَقَالَ: قَالَ أَبُو الْفرج لَيْسَ بِصَحِيح فِيهِ إِبْرَاهِيم بن الحكم لَيْسَ بِشَيْء وَقَالَ النَّسَائِيّ مَتْرُوك (وَتعقبه) الْحَافِظ ابْن حجر بِخَطِّهِ على الْهَامِش فَكتب مَا نَصه إِبْرَاهِيم لَمْ يُتَّهَمْ بِكَذِبٍ وَلا وَضْعٍ، وَمَعَ ذَلِك فقد قَالَ البُخَارِيّ سكتوا عَنهُ؛ انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم.
(15) [حَدِيثٌ] مَنْ مَرِضَ لَيْلَةً فَقَبِلَهَا بِقَبُولِهَا وَأَدَّى الْحَقَّ الَّذِي يَلْزَمُهُ فِيهَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ عِبَادَةَ أَرْبَعِينَ سَنَةً وَمَا زَادَ فَعَلَى قَدْرِ ذَلِكَ (رَوَاهُ عِيسَى بن مَيْمُون) أَبُو سَلمَة الْخَواص عَن السّديّ عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة وَلَا يَصح عِيسَى بن مَيْمُون مَتْرُوك (تعقب) بِأَنَّهُ لَمْ يَنْفَرِدْ بِهِ بَلْ تَابَعَهُ عَن السّديّ الحكم بن ظهير أخرجه أَبُو الشَّيْخ فِي الثَّوَاب (قلت) الحكم ابْن ظهير رمي بِالْكَذِبِ والوضع فَلَا يصلح تَابعا على أَن الحَدِيث عِنْد ابْن النجار فِي تَارِيخه عَن عِيسَى بن مَيْمُون عَن الحكم عَن السّديّ وَالله تَعَالَى أعلم.
(16) [حَدِيثٌ] لَا تَكْرَهُوا أَرْبَعَةً فَإِنَّهَا لأَرْبَعَةٍ.
لَا تَكْرَهُوا الرَّمَدَ فَإِنَّهُ يَقْطَعُ عُرُوقَ الْعَمَى، وَلا تَكْرَهُوا الزُّكَامَ فَإِنَّهُ يَقْطَعُ عُرُوقَ الْجُذَامِ؛ وَلا تَكْرَهُوا السُّعَالَ فَإِنَّهُ يَقْطَعُ عُرُوقَ الْفَالِجِ، وَلا تَكْرَهُوا الدَّمَامِيلَ فَإِنَّهَا تَقْطَعُ عُرُوقَ الْبَرَصِ (عد) من حَدِيث أنس وَفِيه يحيى بن زَهْدَم (تعقب) بِأَن ابْن عدي قَالَ فِي يحيى أرَجْو أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِهِ، والْحَدِيث أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَقَالَ فِي إِسْنَاده ضعف (قلت) وَفِي اللِّسَان فِي تَرْجَمَة يحيى بن زَهْدَم قَالَ ابْن أبي حَاتِم كتب عَنهُ أبي وَسُئِلَ عَنهُ فَقَالَ: شيخ أَرْجُو أَن يكون صَدُوقًا قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر وَكَانَ الآفة يَعْنِي فِي الحَدِيث من شَيْخه يَعْنِي أَبَاهُ زهد مَا قَالَ جَامعه: وَتقدم فِي الْمُقدمَة أَن زهد مَا مُتَّهم وَلم أر من وَثَّقَهُ وَالله تَعَالَى أعلم.
(17) [حَدِيثٌ] مَا مِنْ أَحَدٍ إِلا وَفِي رَأْسِهِ عِرْقٌ مِنَ الْجُذَامِ يَسْعَرُ فَإِذَا هاج سلط(2/356)
عَلَيْهِ الزُّكَامُ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيثِ عَائِشَةَ وَلا يَصِحُّ فِيهِ الْكُدَيْمِي (أَبُو سعيد النقاش) من حَدِيث جرير بِنَحْوِهِ وَفِيه يحيى بن مُحَمَّد بن خشيش وَمُحَمّد بن بشر وَأَحَدهمَا وَضعه (تعقب) بِأَن حَدِيث عَائِشَة أخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك لَكِن تعقبه الذَّهَبِيّ فَقَالَ كَأَنَّهُ مَوْضُوع والكديمي مُتَّهم.
(18) [حَدِيثٌ] لَا يُعَادُ الْمَرِيضُ إِلا بَعْدَ ثَلاثٍ (عد) من حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ، وَلا يَصِحُّ فِيهِ روح بن غطيف، وَنصر بن حَمَّاد مَتْرُوكَانِ (تعقب) بِأَن لَهُ شَوَاهِد أخرج ابْن مَاجَه وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب عَن أنس كَانَ النَّبِي لَا يعود مَرِيضا إِلَّا بعد ثَلَاث وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط عَن ابْن عَبَّاس العيادة بعد ثَلَاث سنة وَأخرج الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب عَن النُّعْمَان بن أبي عَيَّاش الزرقي قَالَ عِيَادَة الْمَرِيض بعد ثَلَاث.
(19) [حَدِيثٌ] مِنْ تَمَامِ الْعِيَادَةِ أَنْ تَضَعَ يَدَكَ عَلَى الْمَرِيضِ وَتَقُولَ كَيْفَ أَصْبَحْتَ وَكَيْفَ أَمْسَيْتَ (عق) من حَدِيث أبي أُمَامَة وَفِيه عبد الْأَعْلَى بن مُحَمَّد التَّاجِر وَرَوَاهُ أَيْضا عبيد الله بن زحر عَن عَليّ بن يزِيد عَن الْقَاسِم عَن أبي أُمَامَة وَابْن زحر وَشَيْخه ليسَا بِشَيْء (تعقب) بِأَنَّهُ من طَرِيق ابْن زحر أخرجه الإِمَام أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ وَالتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ إِسْنَاده لَيْسَ بِذَاكَ وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَله شَوَاهِد فقد ورد بِهَذَا اللَّفْظ من حَدِيث أبي رهم المسمعي أخرجه الطَّبَرَانِيّ وبنحوه من حَدِيث أبي هُرَيْرَة أخرجه ابْن مَاجَه (قلت) أوردهُ الْحَافِظ ابْن حجر فِي أمالي الْأَذْكَار وَقَالَ حَدِيث غَرِيب أخرج ابْن مَاجَه بعضه وَأخرجه ابْن السّني بِتَمَامِهِ وَرِجَاله ثِقَات إِلَّا عبد الرَّحْمَن بن يزِيد بن تَمِيم فَإِنَّهُ ضَعِيف وَالله أعلم وَمن حَدِيث عَائِشَة أخرجه أَبُو يعلى بِسَنَد رِجَاله موثوقون وَمن حَدِيث جَابر بن عبد الله أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب (قلت) قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي أمالي الْأَذْكَار فِي سَنَده عمر بن مُوسَى الوجيهي وَضاع وَفِيه أَيْضا ضَعِيف مَتْرُوك وَالله تَعَالَى أعلم.
(20) [حَدِيثٌ] ثَلاثَةٌ لَا يُعَادُونَ صَاحِبُ الرَّمَدِ وَصَاحِبُ الضِّرْسِ وَصَاحِبُ الدُّمَّلِ (عق) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه مسلمة بن عَليّ الْخُشَنِي مَتْرُوك وَإِنَّمَا يروي من كَلَام يحيى بن أبي كثير (تعقب) بِأَن مسلمة لم يتهم بكذب والْحَدِيث أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَضَعفه.(2/357)
(21) [حَدِيثٌ] النِّيرَانُ ثَلاثَةٌ فَنَارٌ تَأْكُلُ وَتَشْرَبُ وَنَارٌ تَأْكُلُ وَلا تَشْرَبُ وَنَارٌ تَشْرَبُ وَلا تَأْكُلُ فَأَمَّا الَّتِي تَأْكُلُ وَتَشْرَبُ فَجَهَنَّمُ وَأَمَّا الَّتِي تَأْكُلُ وَلا تَشْرَبُ فَنَارُ الدُّنْيَا وَأَمَّا الَّتِي تَشْرَبُ وَلا تَأْكُلُ فَالْحُمَّى فَإِذَا وَجَدَهَا أَحَدُكُمْ فَليقمْ إِلَى بِئْر فليستقي مِنْهَا دَلْوًا وَلْيَصُبَّهُ عَلَيْهِ وَلْيَقُلِ اللَّهُمَّ اشْفِ عَبْدَكَ وَصَدَقَ رَسُولُكَ يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلاثَ غَدَوَاتٍ فَإِنْ ذَهَبَتْ وَإِلا يَفْعَلُ سَبْعَ غَدَوَاتٍ فَإِنَّهَا سَتَذْهَبُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث ثَوْبَان وَلَا يَصح فِيهِ مَجْهُولُونَ وضعفاء مِنْهُم سَلمَة بن رَجَاء (تعقب) بِأَن آخِره عِنْد التِّرْمِذِيّ من حَدِيث ثَوْبَان بِلَفْظ إِذا أصَاب أحدكُم الْحمى فَإِن الْحمى قِطْعَة من النَّار فليطفئها عَنهُ بِالْمَاءِ فليستنقع فِي نهر جَار وليستقبل جريته فَيَقُول بِسم الله اللَّهُمَّ اشْفِ عَبْدَكَ وَصَدَقَ رَسُولُكَ بعد صَلَاة الصُّبْح قبل طُلُوع الشَّمْس وليغتمس فِيهِ ثَلَاث غمسات ثَلَاثَة أَيَّام فَإِن لم يبرأ فسبع فَإِنَّهَا لَا تكَاد تجَاوز سبعا بِإِذن الله تَعَالَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن غَرِيب وَله شَاهد من مُرْسل مَنْصُور بن وهب الْمعَافِرِي أخرجه سعيد بن مَنْصُور فِي سنَنه وَمن مُرْسل مَكْحُول أخرجه ابْن أبي شيبَة فِي المُصَنّف.
(22) [حَدِيثٌ] مَنِ احْتَجَمَ يَوْمَ الأَرْبَعَاءِ وَيَوْمَ السَّبْتِ فَأَصَابَهُ مَرَضٌ فَلا يَلُومَنَّ إِلا نَفْسَهُ (عد) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَمن حَدِيث أنس (حب) من حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ وَلا يَصِحُّ فِي الأول سُلَيْمَان بن أَرقم وَابْن سمْعَان وعنهما إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش ضَعِيف وَفِي الثَّانِي حسان بن سياه حدث بِمَا لَا يُتَابع عَلَيْهِ وَفِي الثَّالِث عبد الله بن زِيَاد الفلسطيني تجب مجانبة حَدِيثه (تعقب) بِأَن حَدِيث أبي هُرَيْرَة أخرجه الْبَزَّار وَالْحَاكِم مِنْ طَرِيقِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَن سُلَيْمَان بن أَرقم وَهَذِه مُتَابعَة قَوِيَّة لإسماعيل وَأخرجه الديلمي من طَرِيق بكر بن سُهَيْل الدمياطي عَن مُحَمَّد بن أبي السّري الْعَسْقَلَانِي عَن شُعَيْب بن إِسْحَاق عَن الْحسن بن الصَّلْت عَن سعيد بن الْمسيب فَزَالَتْ تُهْمَة سُلَيْمَان وَابْن سمْعَان (قلت) وَرَأَيْت بِخَط الْحَافِظ ابْن حجر على هَامِش تَلْخِيص الموضوعات لِابْنِ درباس مَا نَصه حسان بن سياه لم أر من وَثَّقَهُ لَكِن مَا اتهمَ بكذب وَلَا وضع فَحَدِيثه مُنكر وَالله تَعَالَى أعلم وَقد جَاءَ من مُرْسل الزُّهْرِيّ أخرجه أَبُو مُسلم الْكَجِّي فِي سنَنه قَالَ الْحَاكِم وَهُوَ الْمَحْفُوظ وَقد كره أَحْمد الْحجامَة فِي يومي السبت وَالْأَرْبِعَاء لهَذَا الْمُرْسل وَمن طرق حَدِيث ابْن عمر مَا أخرجه ابْن مَاجَه وَالْحَاكِم وَالدَّارَقُطْنِيّ فِي الْأَفْرَاد: الْحجامَة على الرِّيق أمثل وفيهَا شِفَاء وبركة وَهِي تزيد فِي الْعقل وتزيد(2/358)
فِي الْحِفْظ فَمن كَانَ محتجما فَيوم الْخَمِيس على اسْم الله وَاجْتَنبُوا الْحجامَة يَوْم الْجُمُعَة وَيَوْم السبت وَيَوْم الْأَحَد واحتجموا يَوْم الِاثْنَيْنِ وَيَوْم الثُّلَاثَاء وَاجْتَنبُوا الْحجامَة يَوْم الْأَرْبَعَاء فَإِنَّهُ الْيَوْم الَّذِي أُصِيب فِيهِ أَيُّوب بالبلاء وَلَا يَبْدُو جُذَامٌ وَلا بَرَصٌ إِلا فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء وَلَيْلَة الْأَرْبَعَاء (قلت) وَعَن عَليّ مَوْقُوفا من احْتجم يَوْم الْأَرْبَعَاء وأطلى يَوْم السبت فَلَا يَلُومن إِلَّا نَفسه رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق بِسَنَد ضَعِيف وَالله تَعَالَى أعلم.
(23) [حَدِيثٌ] فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ يَحْتَجِمُ فِيهَا إِلا مَاتَ (رَوَاهُ يحيى بن الْعَلَاء) من حَدِيث الْحسن بن عَليّ وَيحيى مَتْرُوك (تعقب) بِأَن يحيى من رجال أبي دَاوُد وَابْن مَاجَه وَله شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ إِن فِي الْجُمُعَة سَاعَة لَا يحتجم فِيهَا محتجم إِلَّا عرض لَهُ دَاء لَا يشفى مِنْهُ أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه وَفِيه عطاف بن خَالِد ضَعِيف.
(24) [حَدِيثُ] كَبْشَةَ أَنَّ أَبَا بَكْرَةَ كَانَ يَنْهَى عَنِ الْحِجَامَةِ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ وَيَزْعُم عَن رَسُول الله أَنَّهُ يَوْمُ الدَّمِ وَفِيهِ سَاعَةٌ لَا يَرْقَأُ فِيهَا الدَّمُ، وَفِيه بكار ابْن عبد الْعَزِيز لَيْسَ بِشَيْء.
(25) [وَحَدِيثٌ] لَا تَحْتَجِمُوا يَوْمَ الثُّلاثَاءِ فَإِنَّ سُورَةَ الْحَدِيدِ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ (عد) من حَدِيث جَابر وَفِيه عمر بن مُوسَى وَهُوَ الوجيهي (تعقب) بِأَن حَدِيث أبي بكرَة أخرجه أَبُو دَاوُد فِي سنَنه وَسكت عَلَيْهِ فَهُوَ عِنْده صَالح وبكار اسْتشْهد بِهِ البُخَارِيّ فِي الصَّحِيح وروى لَهُ فِي الْأَدَب وَقَالَ ابْن معِين صَالح ثمَّ إِنَّه لم يتفرد بِهِ بل تَابعه عبد الله ابْن الْقَاسِم عَن ابْنة أبي بكرَة رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي تَارِيخه وَابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره (قلت) فَهَذَا الحَدِيث شَاهد لبَعض حَدِيث جَابر وَالله أعلم وَيشْهد لكله حَدِيث ابْن عمر نزلت سُورَة الْحَدِيد يَوْم الثُّلَاثَاء وَخلق الله الْحَدِيد يَوْم الثُّلَاثَاء وَقتل ابْن آدم أَخَاهُ يَوْم الثُّلَاثَاء وَنهى رَسُول الله عَن الْحجامَة يَوْم الثُّلَاثَاء أخرجه الطَّبَرَانِيّ (قلت) بِسَنَد ضَعِيف وَالله تَعَالَى أعلم.
(26) [حَدِيثٌ] الْحِجَامَةُ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنَ الشَّهْرِ دَوَاءٌ لِدَاءِ سَنَةٍ (عد) من حَدِيث معقل بن يسَار (حب) من حَدِيث أنس وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس بِلَفْظ دخلت على رَسُول الله وَهُوَ يحتجم يَوْم الثُّلَاثَاء فَقلت هَذَا الْيَوْم تحتجم قَالَ نعم، قَالَ من وَافق مِنْكُم يَوْم الثُّلاثَاءِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنَ الشَّهْر فَلَا يجاوزها(2/359)
حَتَّى يحتجم وَلَا يَصح مِنْهَا شَيْء فِي الأول زيد الْعمي، وَعنهُ سَلام الطَّوِيل مَتْرُوكَانِ، وَفِي الثَّانِي مُحَمَّد بن الْفضل، وَفِي الثَّالِث أَبُو هُرْمُز (تعقب) بِأَن حَدِيث معقل أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب: وَقَالَ ضَعِيف وَمُحَمّد بن الْفضل تَابعه هشيم أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه وَورد من حَدِيث أبي هُرَيْرَة بِلَفْظ من احْتجم لسبع عشرَة فِي الشَّهْر كَانَ لَهُ شِفَاء من كل دَاء أخرجه الْحَاكِم وَقَالَ صَحِيح على شَرط مُسلم.
(27) [حَدِيثٌ] مَنْ لَعِقَ الْعَسَلَ ثَلاثَ غَدَوَاتٍ كُلَّ شَهْرٍ لَمْ يُصِبْهُ عَظِيمٌ مِنَ الْبَلاءِ (عق) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَلَا يَصح، فِيهِ الزبير بن سعيد، لَيْسَ بِثِقَة (تعقب) بِأَن أَبَا زرْعَة وَأحمد وثقاه (قلت) وَرَأَيْت بِخَط الْحَافِظ ابْن حجر على هَامِش تَلْخِيص الموضوعات لِابْنِ درباس مَا نَصه الزبير بن سعيد لم يتهم فَكيف يحكم على حَدِيثه بِالْوَضْعِ وَالله أعلم.
والْحَدِيث من طَرِيقه أخرجه ابْن مَاجَهْ فِي سُنَنِهِ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشّعب وَله طَرِيق آخر عَن أبي هُرَيْرَة أخرجه أَبُو الشَّيْخ فِي الثَّوَاب.
الْفَصْل الثَّالِث
وَهُوَ من الْكتاب الْجَامِع فَإِن السُّيُوطِيّ لم يفرد فِي الزِّيَادَات للطب وَالْمَرَض تَرْجَمَة.
(28) [حَدِيثٌ] مَنْ بَاتَ فِي شَكْوَى لَيْلَةٍ لَمْ يَدْعُ فِيهَا بِالْوَيْلِ، وَإِذَا أَصْبَحَ حَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى تَنَاثَرَتْ مِنْهُ الذُّنُوبُ كَمَا يَتَنَاثَرُ وَرَقُ الشَّجَرِ مِنَ الشَّجَرِ (مي) من حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ طَرِيقِ أَبِي هدبة.
(29) [حَدِيثٌ] مَرَّ ذِئْبٌ بِيَعْقُوبَ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلامُ فَقَالَ أَنْتَ أَكَلْتَ يُوسُفَ وَلَدِي فَقَالَ وَكَيْفَ آكُلُ وَلَدَكَ وَقَدْ حُرِّمَتْ لُحُومُ الأَنْبِيَاءِ عَلَى جَمِيعِ الْوُحُوشِ وَالسِّبَاعِ، فَقَالَ فَأَيْنَ تُرِيدُ قَالَ أَرْضُ أَذْرَبِيجَانَ قَالَ وَمَا تَصْنَعُ بِهَا قَالَ أَعُودُ أَخًا لِي مَرِيضًا قَالَ وَمَالك فِي عِيَادَةِ الْمَرِيضِ قَالَ سَمِعْتُ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ مِنَ الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ مَنْ عَادَ مَرِيضًا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِائَةَ أَلْفِ حَسَنَةٍ وَمَحَا عَنْهُ مِائَةَ أَلْفِ سَيِّئَةٍ وَرَفَعَ لَهُ مِائَةَ أَلْفِ دَرَجَةٍ قَالَ اصْبِرْ حَتَّى يَأْتِيَ أَوْلادِي لِيَسْمَعُوا هَذَا مِنْكَ قَالَ مَا كُنْتُ بِالَّذِي أَفْعَلُ وَقَدْ كَذَبُوا عَلَيَّ (نع) من حَدِيث نبيط بن شريط من طَرِيق أَحْمد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن نبيط بن شريط.(2/360)
(30) [حَدِيثٌ] مَنْ خَلَطَ دَوَاءً فَنَفَعَ بِهِ النَّاسَ أَعْطَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَا أَنْفَقَ فِي الدُّنْيَا وَأَعْطَاهُ نَعِيمَ الْجَنَّةِ (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه يحى الْبكاء مجمع على ضعفه وَعنهُ عبد الْوَاحِد بن زيد.
(31) [حَدِيثٌ] الأَمْرَاضُ هَدَايَا مِنَ اللَّهِ لِلْعَبْدِ فَأَحَبُّ الْعِبَادِ إِلَى اللَّهِ أَكْثَرُهُمْ إِلَيْهِ هَدِيَّةً (مي) من حَدِيث أبي أُمَامَة وَفِيه الخصيب بن جحدر وَعنهُ الْحسن بن دِينَار.
(32) [حَدِيثٌ] أَطْعِمُوا حُبَالاكُمُ اللُّبَانَ فَإِنْ يَكُنْ مَا فِي بَطْنِ الْمَرْأَةِ غُلامًا خَرَجَ عَالِمًا شُجَاعًا ذَكِيَّ الْقَلْبِ سَخِيًّا، وَإِنْ يَكُنْ مَا فِي بَطْنِهَا جَارِيَةً حَسُنَ خُلُقُهَا وَعَظُمَ عَجِيزَتُهَا وَحَظِيَتْ عِنْدَ زَوْجِهَا (كرّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه مُحَمَّد بن عكاشة الْكرْمَانِي.
(33) [حَدِيثٌ] عَلَيْكُمْ بِالشَّمْسِ فَإِنَّهَا بِكُمْ بَرَّةٌ تَنْزِعُ الْوَجَعَ وَالصُّدَاعَ مِنَ الرَّأْسِ (أَبُو يعلى) فِي مُعْجَمه من حَدِيث صَحَابِيّ مُبْهَم وَفِيه يُونُس بن عبد ربه مُنكر الحَدِيث وَفِيه عمار الْمُسْتَمْلِي.(2/361)
كتاب الْمَوْت والقبور
الْفَصْل الأول
(1) [حَدِيثٌ] وُلِدَ لِسُلَيْمَانَ وَلَدٌ فَقَالَ لِلشَّيَاطِينِ أَيْنَ أُوَارِيهِ مِنَ الْمَوْتِ قَالُوا نَذْهَبُ بِهِ إِلَى تُخُومِ الأَرْضِ، قَالَ يَصِلُ إِلَيْهِ الْمَوْتِ، قَالُوا نَذْهَبُ بِهِ إِلَى الْمَغْرِبِ قَالَ يَصِلُ إِلَيْهِ الْمَوْتُ، قَالُوا فَإِلَى الْمَشْرِقِ قَالَ يَصِلُ إِلَيْهِ الْمَوْتُ قَالُوا فَنَصْعَدُ بِهِ قَالَ نعم فصعدا بِهِ وَنَزَلَ مَلَكُ الْمَوْتِ فَقَالَ يَا ابْن دَاوُدَ إِنِّي أُمِرْتُ بِقَبْضِ النَّسَمَةِ فَطَلَبْتُهَا فِي الْبَحْرِ فَلَمْ أُصِبْهَا، وَطَلَبْتُهَا فِي الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ فَلَمْ أُصِبْهَا فَبَيْنَا أَنَا أَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ أَصَبْتُهَا فَقَبَضْتُهَا وَجَاءَهُ جَسَدُهُ حَتَّى وَقَعَ عَلَى كُرْسِيِّهِ وَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثمَّ أناب} (عق) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه يحى بن كثير صَاحب الْبَصْرِيّ، وَلَا يجوز أَن ينْسب إِلَى نَبِي الله سُلَيْمَان ذَلِك.
(2) [حَدِيثٌ] لَمَّا لَقِيَ إِبْرَاهِيمُ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ لَهُ يَا إِبْرَاهِيمُ كَيْفَ وَجَدْتَ الْمَوْتَ قَالَ وَجَدْتُ جَسَدِي يُنْزَعُ بِالسُّلِّيِّ، قَالَ هَذَا وَقَدْ يَسَّرْنَا عَلَيْكَ الْمَوْتَ (حب) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه جَعْفَر بن نصير.
(3) [حَدِيثٌ] إِذَا سَمِعْتُمْ بِمَوْتِ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ فَبَادِرُوا إِلَى الْجِنَازَةِ فَإِنَّهُ إِذَا مَاتَ مُؤْمِنٌ أَمَرَ اللَّهُ جِبْرِيلَ أَنْ يُنَادِيَ فِي الأَرْضِ رَحِمَ اللَّهُ مَنْ شَهِدَ جِنَازَةَ هَذَا الْعَبْدِ فَمَنْ شَهِدَهَا فَلا يَرْجِعُ إِلا مَغْفُورًا لَهُ وَكَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ قَدَمٍ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ حَجَّةً وَعُمْرَةً وَكَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ تَكْبِيرَةٍ كَبَّرَ عَلَيْهَا ثَوَابَ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ شَهِيدٍ وَكَأَنَّمَا أَعْتَقَ بِكُلِّ شَعْرَةٍ عَلَى بَدَنِهِ رَقَبَةً وَأَعْطَاهُ بِكُلِّ حَرْفٍ مِنَ الدُّعَاءِ الَّذِي دَعَا بِهِ ثَوَابَ نَبِيٍّ وَأَعْطَاهُ قِنْطَارًا وَكَتَبَ لَهُ عِبَادَةَ سَنَةٍ وَأَعْطَاهُ اللَّهُ بِكُلِّ مَرَّةٍ يَأْخُذُ السَّرِيرَ مَدِينَةً فِي الْجَنَّةِ وَاسْتَغْفَرَ لَهُ مَلائِكَةُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَيَّامَ حَيَاتِهِ، وَإِذَا رَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ نَادَى مَلَكٌ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ يَا عَبْدَ اللَّهِ اسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ فَقَدْ غُفِرَ لَكَ ذَنْبُ السِّرِّ وَالْعَلانِيَةِ فَإِنْ مَاتَ إِلَى مِائَةِ يَوْمٍ مَاتَ شَهِيدًا وَإِذَا حَضَرْتُمُ(2/362)
الْجِنَازَةَ فَامْشُوا خَلْفَهَا وَلا تَمْشُوا أَمَامَهَا فَإِنَّكُمْ تُشَيِّعُونَهَا وَإِنَّ فَضْلَ الْمَاشِي خَلْفَهَا كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ (عد) من حَدِيث عَليّ وَفِيه الْأَصْبَغ بن نباتة وَسعد بن طريف، وَالْمُتَّهَم بِهِ سعد (قلت) واتهم بِهِ الذَّهَبِيّ: مُحَمَّد بن عَليّ بن سهل الْأنْصَارِيّ الْمروزِي شيخ ابْن عدي فَقَالَ أَخَاف أَن يكون من وضع شيخ ابْن عدي أَو أَدخل عَلَيْهِ وَالله تَعَالَى أعلم.
(4) [حَدِيثٌ] الصَّلاةُ عَلَى الْجِنَازَةِ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سَوَاءٌ تُكَبِّرُ أَرْبَعًا وَتُسَلِّمُ تَسْلِيمَتَيْنِ (خطّ) من حَدِيث عُثْمَان بن عَفَّان وَفِيه ركن الشَّامي وَأَبُو عصمَة وَإِبْرَاهِيم بن رستم.
(5) [حَدِيثُ] أَنَسٍ أَن رَسُول الله شَيَّعَ جِنَازَةً فَلَمَّا صَلَّى عَلَيْهَا دَعَا بِثَوْبٍ فَبَسَطَ عَلَى الْقَبْرِ وَهُوَ يَقُولُ: لَا تَطْلُعُوا فِي الْقَبْرِ فَإِنَّهَا أَمَانَةٌ فَلَعَسَى تُحَلُّ الْعُقَدُ فَيَنْجَلِي لَهُ وَجْهٌ أَسْوَدُ وَلَعَلَّهُ تُحَلُّ الْعُقَدُ فَيَرَى فِي قَبْرِهِ حَيَّةً سَوْدَاءَ مُطَوَّقَةً فِي عُنُقِهِ فَإِنَّهَا أَمَانَةٌ وَعَسَى أَنْ يُقَلِّبَهُ فَيَفُورَ عَلَيْهِ دُخَانٌ تَحْتَهُ فَإِنَّهَا أَمَانَةٌ (ابْن الْجَوْزِيّ) وَفِيه إِبْرَاهِيم ابْن هدبة ومجاهيل.
(6) [حَدِيثٌ] لَا يَزَالُ الْمَيِّتُ يَسْمَعُ الأَذَانَ مَا لَمْ يُطَيَّنْ قَبْرُهُ (حا) من حَدِيث ابْن مَسْعُود من رِوَايَة الْحسن عَنهُ وَلم يسمع مِنْهُ وَفِيه مُحَمَّد بن الْقَاسِم الطايكاني، وَغَيره من المتروكين لَكِن الْمُتَّهم بِهِ الطايكاني (قلت) وَقد ورد مَا يُخَالِفهُ فروى أَبُو بكر النجاد عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه أَن النَّبِي رفع قَبره من الأَرْض شبْرًا وطين بطين أَحْمَر من الْعَرَصَة، وَالله تَعَالَى أعلم.
(7) [حَدِيثٌ] مَنْ زَارَ قَبْرَ أَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ أَوْ عَمَّتِهِ أَوْ خَالَتِهِ أَوْ أَحَدٍ مِنْ قَرَابَتِهِ كُتِبَ لَهُ حَجَّةٌ مَبْرُورَةٌ وَمَنْ كَانَ زَائِرًا لَهُمْ حَتَّى يَمُوتَ زَارَتِ الْمَلائِكَةُ قَبْرَهُ (عد) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه أَبُو مقَاتل حَفْص السَّمرقَنْدِي.
الْفَصْل الثَّانِي
(8) [حَدِيثٌ] مَنْ مَاتَ مَرِيضًا مَاتَ شَهِيدًا وَوُقِيَ فَتَّانُ الْقَبْرِ وَغُدِيَ عَلَيْهِ وَرِيحَ بِرِزْقِهِ مِنَ الْجَنَّةِ (عبد الرَّزَّاق) من حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ وَفِيهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أبي يحيى الْأَسْلَمِيّ(2/363)
وَهُوَ مَتْرُوك (تعقب) بِأَن إِبْرَاهِيم وَثَّقَهُ الشَّافِعِي والْحَدِيث أخرجه ابْن مَاجَه من هَذَا الطَّرِيق وَله طَرِيق آخر أخرجه الْحَارِث فِي مُسْنده، وَمن طَرِيقه أخرجه أَبُو نعيم فِي الْحِلْية وَالْحق أَنه لَيْسَ بموضوع وَإِنَّمَا وهم رَاوِيه فِي لَفْظَة مِنْهُ فقد روى الدَّارَقُطْنِيّ عَن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد أَنه قَالَ حدثت ابْن جريج بِهَذَا الحَدِيث: من مَاتَ مرابطا فروى عني من مَاتَ مَرِيضا وَمَا هَكَذَا حدثته وَقَالَ الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل إِن الحَدِيث من مَاتَ مرابطا فَالْحَدِيث إِذا من نوع الْمُعَلل أَو الْمُصحف.
(9) [حَدِيثٌ] مَنْ عَشِقَ فَكَتَمَ فَعَفَّ فَمَاتَ مَاتَ شَهِيدًا (عد) من حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ طَرِيقِ سُوَيْد بن سعيد وَهُوَ مِمَّا أنكر عَلَيْهِ (قلت) ذكر غير وَاحِد من المصنفين أَن هَذَا الحَدِيث أوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات وَأعله بِسُوَيْدِ بن سعيد وتعقبوه بِأَن سويدا من رجال مُسلم وَبِأَنَّهُ تَابعه المنجنيقي وَمن طَرِيقه أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ وَلم يذكر السُّيُوطِيّ الحَدِيث فِي كتبه فَلَعَلَّ نسخ الموضوعات تخْتَلف وَالله تَعَالَى أعلم.
(10) [حَدِيثٌ] الْمَوْتُ كَفَّارَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ (نع خطّ عق) من حَدِيث أنس وَلَا يَصح فِي الأول أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن السَّقطِي وَعنهُ أَبُو بكر بن مُحَمَّد الْمُفِيد وَفِي الثَّانِي مفرح بن شُجَاع الْموصِلِي، وَفِي الثَّالِث دَاوُد بن المحبر وَفِيه نصر بن جميل وَحَفْص بن عبد الرَّحْمَن مَجْهُولَانِ وروى من طرق أُخْرَى لَا تقوم بهَا حجَّة (تعقب) بِأَن الْإِسْمَاعِيلِيّ أخرجه فِي مُعْجَمه وَمن طَرِيقه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان، رُوَاته إِثْبَات إِلَّا مُحَمَّد بن صَالح شيخ الْإِسْمَاعِيلِيّ فَمَا علمت حَاله انْتهى وَصَححهُ القَاضِي أَبُو بكر ابْن الْعَرَبِيّ فِي كِتَابه سراج المريدين وَجمع الْحَافِظ زين الدَّين الْعِرَاقِيّ طرقه فِي جُزْء وَقَالَ إِنَّه يبلغ رُتْبَة الْحسن وَفِي بعض طرق الحَدِيث مَا يفهم مِنْهُ أَن المُرَاد بِالْمَوْتِ الطَّاعُون وَأَنَّهُمْ كَانُوا فِي الصَّدْر الأول يطلقون الْمَوْت ويريدون بِهِ الطَّاعُون، وَقَالَ ابْن حجر فِي اللِّسَان: سبق ابْن الْجَوْزِيّ إِلَى إِنْكَار هَذَا الحَدِيث الْحَافِظ ابْن طَاهِر وَالَّذِي يَصح فِي ذَلِك حَدِيث حَفْصَة بنت سِيرِين عَن أنس: الطَّاعُون كَفَّارَة لكل مُسلم أخرجه البُخَارِيّ.
(11) [حَدِيثٌ] افْتَحُوا عَلَى صِبْيَانِكُمْ أَوَّلَ كلمة بِلَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَلَقِّنُوهُمْ عِنْدَ الْمَوْتِ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَإِنَّهُ مَنْ كَانَ أَوَّلُ كَلامِهِ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَآخِرُ كَلامِهِ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ثمَّ عَاشَ(2/364)
ألف سنة لَا يسئل عَنْ ذَنْبٍ وَاحِدٍ (حا) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه مُحَمَّد بن محمويه بن مُسلم عَن أَبِيه وهما مَجْهُولَانِ وَإِبْرَاهِيم بن المُهَاجر ضعفه البُخَارِيّ (تعقب) بِأَن الحَدِيث فِي الْمُسْتَدْرك، وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب من طَرِيق الْحَاكِم وَقَالَ متن غَرِيب لم نَكْتُبهُ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد وَأوردهُ الْحَافِظ ابْن حجر فِي أَمَالِيهِ وَلم يقْدَح فِي سَنَده بِشَيْء إِلَّا أَنه قَالَ إِبْرَاهِيم فِيهِ لين وَقد أخرج لَهُ مُسلم فِي المتابعات (قلت) قَالَ الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الموضوعات آفته محمويه أَو ابْنه وَالله تَعَالَى أعلم.
(12) [حَدِيثُ] لَمُعَالَجَةُ مَلَكِ الْمَوْتِ أَشَدُّ مِنْ أَلْفِ ضَرْبَةٍ بِالسَّيْفِ (خطّ) من حَدِيثِ أَنَسٍ، وَلا يَصِحُّ فِيهِ مُحَمَّد بن قَاسم الْبَلْخِي (تعقب) بِأَنَّهُ ورد بِهَذَا اللَّفْظ من مُرْسل عَطاء ابْن يسَار أخرجه الْحَارِث بن أبي أُسَامَة فِي مُسْنده بِسَنَد جيد وَله شَوَاهِد من مُرْسل الْحسن وَالضَّحَّاك بن حَمْزَة وَعَن عَليّ بن أبي طَالب مَوْقُوفا، أخرجهَا ابْن أبي الدُّنْيَا فِي كتاب ذكر الْمَوْت.
(13) [حَدِيثٌ] مَنْ حَضَرَهُ الْمَوْتُ فَوَضَعَ وَصِيَّتَهُ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ كَانَ ذَلِكَ كَفَّارَةً لِمَا ضَيَّعَ مِنْ زَكَاتِهِ (خطّ) من حَدِيث قُرَّة بن إِيَاس الْمُزنِيّ وَلَا يَصح فِيهِ يَعْقُوب بن مُحَمَّد الزهير لَا يُسَاوِي شَيْئا (تعقب) بِأَن يَعْقُوب قد وثق فَقَالَ حجاج بن الشَّاعِر ثِقَة وَقَالَ ابْن معِين مَا حدث عَن الثِّقَات فاكتبوه وَقَالَ أَبُو حَاتِم عدل وَقَالَ الذَّهَبِيّ مَشْهُور مكثر ثمَّ إِنَّه لم ينْفَرد بل تَابعه إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وناهيك بِهِ إِمَامًا جَلِيلًا أخرجه الطَّبَرَانِيّ وَله طَرِيق أخرجه ابْن مَاجَه وَله شَاهد من حَدِيث ابْن مَسْعُود بِلَفْظ إِن الرجل الْمُسلم ليصنع فِي تركته عِنْد مَوته خيرا يُوفي الله بذلك زَكَاته أخرجه الطَّبَرَانِيّ (قلت) هُوَ من طَرِيق عَمْرو بن شمر الْجعْفِيّ فَلَا يصلح شَاهدا وَالله تَعَالَى أعلم.
(14) [حَدِيثِ] جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: خرجنَا مَعَ رَسُول الله فِي مَسِيرٍ فَإِذَا أَعْرَابِيٌّ عَلَى قُعُودٍ لَهُ فَقُلْنَا مِنْ أَيْنَ أَقْبَلَ الرَّجُلُ قَالَ أَقْبَلْتُ مِنْ أَهْلِي وَمَالِي أُرِيدُ مُحَمَّدًا فَقُلْنَا هَذَا رَسُول الله، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ اعْرِضْ عَلَيَّ الإِسْلامَ فَقَالَ تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، فَقَالَ أَقْرَرْتُ، وَقَالَ: تؤمن بِالْجنَّةِ(2/365)
وَالنَّارِ وَالْبَعْثِ وَالْحِسَابِ، قَالَ أَقْرَرْتُ، فَجَعَلَ لَا يَعْرِضُ عَلَيْهِ شَيْئًا مِنْ شَرَائِعِ الإِسْلامِ إِلا قَالَ: أَقْرَرْتُ، فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ وَقَعَتْ يَدُ الْبَعِيرِ مِنْ شَبَكَةٍ فَإِذَا الْبَعِيرُ لِجَنْبِهِ، وَإِذَا الرَّجُلُ لرأسه، فَقَالَ رَسُول الله: أَدْرِكُوا صَاحِبَكُمْ، فَابْتَدَرْنَاهُ، فَسَبَقَ إِلَيْهِ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، وَحُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ، فَإِذَا الرَّجُلُ قَدْ مَاتَ؛ فَقَالَ رَسُول الله اغْسِلُوا صَاحِبَكُمْ فَغَسَّلْنَاهُ وَرَسُولُ اللَّهِ يَعْرِضُ عَنْهُ وَكَفَّنَّاهُ وَصَلَّى عَلَيْهِ النَّبِي فَلَمَّا فَرغْنَا قَالَ النَّبِي هَذَا الَّذِي تَعِبَ قَلِيلا وَنَعِمَ طَوِيلا هَذَا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلم يلبسوا إِيمَانهم بظُلْم قُلْنَا رَأَيْنَاكَ أَعْرَضْتَ وَنَحْنُ نُغَسِّلُهُ قَالَ إِنِّي أَحْسَبُ أَنَّ صَاحِبَكُمْ مَاتَ جَائِعًا إِنِّي رَأَيْتُ زَوْجَتَيْهِ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ وَهُمَا تَدُسَّانِ فِي فِيهِ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ (خطّ) وَلَا يَصح فِيهِ مُحَمَّد بن عبد الْملك الْأنْصَارِيّ الضَّرِير (تعقب) بِأَن الحَدِيث ورد من حَدِيث جرير بن عبد الله أخرجه أَحْمد فِي مُسْنده وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس أخرجه ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره وَمن حَدِيث ابْن مَسْعُود أخرجه ابْن عَسَاكِر وَمن مُرْسل بكر بن سوَادَة أخرجه ابْن أبي حَاتِم مُخْتَصرا وَمن مُرْسل إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ أخرجه عبد بن حميد فِي تَفْسِيره مُخْتَصرا.
(15) [حَدِيثٌ] آجَالُ الْبَهَائِمِ كُلُّهَا مِنَ الْقَمْلِ وَالْبَرَاغِيثِ وَالْجَرَادِ وَالْخَيْلِ وَالْبِغَالِ وَالدَّوَابِّ كُلِّهَا وَالْبَقَرِ وَغَيْرِ ذَلِكَ آجَالُهَا فِي التَّسْبِيحِ فَإِذَا انْقَضَى تَسْبِيحُهَا قَبَضَ اللَّهُ أَرْوَاحَهَا وَلَيْسَ إِلَى مَلَكِ الْمَوْتِ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ (عق) من حَدِيث أنس وَفِيه الْوَلِيد بن مُوسَى الدِّمَشْقِي (تعقب) بِأَن الْوَلِيد قواه أَبُو حَاتِم فَقَالَ صَدُوق الحَدِيث لين حَدِيثه صَحِيح وَقد ورد من حَدِيث ابْن عمر أخرجه الْخَطِيب فِي رُوَاة مَالك (قلت) وَقع فِي النكت البديعات أَن الْوَلِيد الَّذِي فِي سَنَد هَذَا الحَدِيث هُوَ الْوَلِيد بن مُسلم وَتعقبه بِأَن الْوَلِيد بن مُسلم من رجال الصَّحِيحَيْنِ وَهُوَ وهم فَإِنَّمَا رَاوِي هَذَا الحَدِيث الْوَلِيد بن مُوسَى وَلَيْسَ من رجال الصَّحِيحَيْنِ وَفِي تَرْجَمته فِي اللِّسَان أورد الْحَافِظ ابْن حجر الحَدِيث وَقَالَ مُنكر جدا وَالله تَعَالَى أعلم.
(16) [حَدِيثٌ] مَنْ شَيَّعَ جِنَازَةً فَرَبَّعَ حَطَّ اللَّهُ عَنْهُ أَرْبَعِينَ كَبِيرَةً (فت) من حَدِيث أبي الدَّرْدَاء وَفِيه كذابان إِبْرَاهِيم بن عبد الله الْكُوفِي وَشَيْخه عبد الله بن قيس (تعقب)(2/366)
بِأَن لَهُ شَاهدا عِنْد الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط من حَدِيث أنس من حمل جَوَانِب السرير الْأَرْبَع كفر الله عَنهُ أَرْبَعِينَ كَبِيرَة، وَفِي سَنَده عَليّ بن سارة ضَعِيف (قلت) وَفِي الواهيات من حَدِيث ثَوْبَان من أَخذ بجوانب السرير غفر لَهُ أَرْبَعُونَ كَبِيرَة، لَكِن فِي سَنَده سوار بن مُصعب وَالله تَعَالَى أعلم.
(17) [حَدِيثٌ] مَنْ عَزَّى مُصَابًا فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ (نع) من حَدِيث ابْن مَسْعُود من طَرِيقين (خطّ) من حَدِيثه أَيْضا (عد) من حَدِيث جَابر وَلَا يَصح فِي الأول حَمَّاد بن الْوَلِيد وَفِي الثَّانِي نصر بن حَمَّاد وَفِي الثَّالِث عَليّ بن عَاصِم وَفِي الرَّابِع مُحَمَّد بن عبيد الله الْعَرْزَمِي (تُعُقِّبَ) بِأَنَّ الْحَدِيثَ مِنْ طَرِيقِ عَليّ بن عَاصِم أخرجه التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَقَالَ التِّرْمِذِيّ غَرِيب وَيُقَال أَكثر مَا ابْتُلِيَ بِهِ عَليّ بن عَاصِم هَذَا الحَدِيث نقموه عَلَيْهِ وَقَالَ الذَّهَبِيّ أبلغ مَا شنع بِهِ عَلَيْهِ هَذَا الحَدِيث وَهُوَ مَعَ ضعفه صَدُوق فِي نَفسه لَهُ صُورَة كَبِيرَة فِي زَمَانه وَقد وَثَّقَهُ جمَاعَة فَقَالَ يَعْقُوب بن شيبَة كَانَ من أهل الصّلاح وَالدّين وَالْخَيْر البارع وَكَانَ شَدِيد التوقي أنكر عَلَيْهِ كَثْرَة الْغَلَط مَعَ تماديه على ذَلِك وَقَالَ وَكِيع مَا زلنا نعرفه بِالْخَيرِ فَخُذُوا الصِّحَاح من حَدِيثه ودعوا الْغَلَط وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل أما أَنا فأحدث عَنهُ كَانَ فِيهِ لجاج وَلم يكن مُتَّهمًا وَقَالَ الفلاس صَدُوق وَقد تَابعه على هَذَا الحَدِيث ضعفاء بل قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَخْرِيج الرَّافِعِيّ كلهم أَضْعَف من عَليّ بن عَاصِم بِكَثِير وَلَيْسَ فِيهَا مَا يُمكن التَّعَلُّق بِهِ إِلَّا طَرِيق إِسْرَائِيل فقد ذكرهَا صَاحب الْكَمَال من طَرِيق وَكِيع عَنهُ وَلم أَقف على إسنادها بعد انْتهى (قلت) وَقَالَ الْحَافِظ العلائي فِي النَّقْد الصَّحِيح ذكر الْخَطِيب أَن هَذَا الحَدِيث رَوَاهُ إِبْرَاهِيم بن مُسلم الْخَوَارِزْمِيّ عَن وَكِيع بن الْجراح عَن قيس بن الرّبيع عَن مُحَمَّد بن سوقة وَإِبْرَاهِيم بن مُسلم هَذَا ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَلم يتَكَلَّم فِيهِ أحد وَقيس بن الرّبيع صَدُوق تكلمُوا فِيهِ وَحَدِيثه يصلح مُتَابعًا لرِوَايَة عَليّ بن عَاصِم وَالَّذِي يظْهر أَن الحَدِيث يُقَارب دَرَجَة الْحسن وَلَا يَنْتَهِي إِلَيْهِ بل فِيهِ ضعف مُحْتَمل وَالله تَعَالَى أعلم وَمن شواهده حَدِيث أبي بَرزَة: من عزى ثَكْلَى كسي بردا فِي الْجنَّة رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ غَرِيب وَلَيْسَ إِسْنَاده بِالْقَوِيّ وَحَدِيث ابْن عَمْرو بن حزم مَا من مُؤمن يعزي أَخَاهُ بمصيبة إِلَّا كَسَاه الله من حلل الْكَرَامَة يَوْم الْقِيَامَة أخرجه ابْن مَاجَه وَحسنه(2/367)
النَّوَوِيّ وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب هُوَ أصح شَيْء فِي الْبَاب.
(18) [حَدِيثُ] عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ أُصِيبَ مُعَاذٌ بِوَلَدِهِ وَاشْتَدَّ جَزَعُهُ عَلَيْهِ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ فَكَتَبَ إِلَيْهِ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ سَلامٌ عَلَيْكَ فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلا هُوَ أَمَّا بَعْدُ فَأَعْظَمَ اللَّهُ لَكَ الأَجْرَ وَأَلْهَمَكَ الصَّبْرَ وَرَزَقَنَا وَإِيَّاكَ الشُّكْرَ ثُمَّ إِنَّ أَنْفُسَنَا وَأَهْلَنَا وَأَمْوَالَنَا وَأَوْلادَنَا مِنْ مَوَاهِبِ اللَّهِ الْهَنِيَّةِ وَعَوَارِيهِ الْمُسْتَوْدَعَةِ يُمَتِّعُ بِهَا إِلَى أَجَلٍ مَعْدُودٍ وَيَقْبِضُهَا إِلَى وَقْتٍ مَعْلُومٍ ثُمَّ افْتَرَضَ عَلَيْنَا الشُّكْرَ إِذَا أَعْطَى وَالصَّبْرَ إِذَا ابْتَلَى وَكَانَ ابْنُكَ مِنْ مَوَاهِبِ اللَّهِ الْهَنِيَّةِ وَعَوَارِيهِ الْمُسْتَوْدَعَةِ مَتَّعَكَ بِهِ فِي غِبْطَةٍ وَسُرُورٍ وَقَبَضَهُ مِنْكَ بِأَجْرٍ كَثِيرٍ: الصَّلاةُ وَالرَّحْمَةُ وَالْهُدَى إِنْ صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ فَلا تَجْمَعَنَّ يَا مُعَاذُ خَصْلَتَيْنِ أَنْ يُحْبِطَ جَزَعُكَ أَجْرَكَ فَتَنْدَمَ عَلَى مَا فَاتَكَ فَلَوْ قَدْ قَدِمْتَ عَلَى ثَوَابِ مُصِيبَتِكَ وَتَنَجَّزْتَ مَوْعِدَهُ عَرَفْتَ أَنَّ الْمُصِيبَةَ قَد قَصَرَتْ عَنْهُ وَاعْلَمَنَّ يَا مُعَاذُ أَنَّ الْجَزَعَ لَا يَرُدُّ مَيِّتًا وَلا يَدْفَعُ حُزْنًا فَأَحْسِنِ الْعَزَاءَ وَتَنَجَّزِ الْمَوْعِدَةَ وَلْيَذْهَبْ أَسَفُكَ بِمَا هُوَ نَازِلٌ بِكَ فَكَأَنْ قَدْ وَالسَّلامُ (ابْن الْجَوْزِيّ) من طَرِيق مُحَمَّد بن سعيد المصلوب (خطّ) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ طَرِيق إِسْحَاق بن نجيح (طب) فِي الدُّعَاء من حَدِيث مَحْمُود بن لبيد عَن معَاذ مثله وَفِيه مجاشع (تعقب) بِأَن الحَدِيث من طَرِيق مجاشع أخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَقَالَ غَرِيب حسن لكنه تعقبه الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه فَقَالَ ذَا من وضع مجاشع وَأخرج أَبُو نعيم فِي الْحِلْية حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ ثمَّ قَالَ وروى من حَدِيث ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر نَحوه ثمَّ قَالَ وكل هَذِه الرِّوَايَات ضَعِيفَة لَا تثبت فَإِن وَفَاة ابْن معَاذ كَانَت بعد وَفَاة رَسُول الله لِسنتَيْنِ وَإِنَّمَا كتب إِلَيْهِ بعض الصَّحَابَة فَوَهم الرَّاوِي فنسبها إِلَى النَّبِي وَلَا يعلم لِمعَاذ غيبَة فِي حَيَاة النَّبِي إِلَّا إِلَى الْيمن، وَلَيْسَ مُحَمَّد بن سعيد ومجاشع مِمَّن تعتمد رواياتهما وتفاريدهما انْتهى.
(19) [حَدِيثُ] سَلْمَى أُمِّ وَلَدِ أَبِي رَافِعٍ اشْتَكَتْ فَاطِمَةُ فَمَرَّضْتُهَا فَقَالَتْ لِي يَوْمًا وَخَرَجَ عَلِيٌّ يَا أُمَّاهُ اسْكُبِي لِي غُسْلا فَسَكَبْتُ ثُمَ قَامَتْ فَاغْتَسَلَتْ كَأَحْسَنِ مَا كُنْتُ أَرَاهَا تَغْتَسِلُ ثُمَّ قَالَتْ لِي هَاتِي ثِيَابِي الْجُدُدَ فَأَتَيْتُهَا بِهَا فَلَبِسَتْهَا ثُمَّ جَاءَتْ إِلَى الْبَيِت الَّذِي كَانَت فِيهِ فَقَالَت(2/368)
قَدِّمِي لِي الْفِرَاشَ إِلَى وَسَطِ الْبَيْتِ ثُمَّ اضْطَجَعَتْ وَوَضَعَتْ يَدَهَا تَحْتَ خَدِّهَا وَاسْتَقْبَلَتِ الْقِبْلَةَ ثُمَّ قَالَتْ يَا أُمَّاهُ إِنِّي مَقْبُوضَةٌ الْيَوْمَ وَإِنِّي قَدِ اغْتَسَلْتُ فَلا يَكْشِفْنِي أَحَدٌ فَقُبِضَتْ مَكَانَهَا فَجَاءَ عَلِيٌّ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ لَا وَاللَّهِ لَا يَكْشِفُهَا أَحَدٌ فَدَفَنَهَا بِغُسْلِهَا ذَلِكَ (ابْن الْجَوْزِيّ) وَلَا يَصح فِيهِ مُحَمَّد بن إِسْحَاق مَجْرُوح وَرُوِيَ من طرق أُخْرَى وَلَا يَصح مِنْهَا شَيْء وَكَيف يَصح الْغسْل للْمَوْت قبل الْمَوْت، هَذَا لَا تصلح إِضَافَته إِلَى فَاطِمَة وَعلي بل ينزهان عَنهُ (تعقب) بِأَن الحَدِيث من طَرِيق ابْن إِسْحَاق أخرجه الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي القَوْل المسدد حمل ابْن الْجَوْزِيّ على ابْن إِسْحَاق لَا طائل تَحْتَهُ فَإِن الْأَئِمَّة قد قبلوا حَدِيثه وَأكْثر مَا عيب عَلَيْهِ التَّدْلِيس وَالرِّوَايَة عَن المجهولين وَأما هُوَ بِنَفسِهِ فصدوق وَهُوَ حجَّة فِي الْمَغَازِي عِنْد الْجُمْهُور والْحَدِيث رَوَاهُ أَيْضا عبد الرَّزَّاق وَالطَّبَرَانِيّ من طَرِيقه عَن عبد الله ابْن مُحَمَّد بن عقيل مُرْسلا وَهُوَ يعضد مُسْند ابْن إِسْحَاق نعم هُوَ مُخَالف لما رَوَاهُ غَيرهمَا من أَن عليا وَأَسْمَاء بنت عُمَيْس غسلا فَاطِمَة وَقد تعقب هَذَا أَيْضا وَشرح ذَلِك يطول إِلَّا أَن الحكم يكون هَذَا الْخَبَر مَوْضُوعا غير مُسلم انْتهى وَأما إِنْكَار ابْن الْجَوْزِيّ الْغسْل للْمَوْت قبل الْمَوْت فَجَوَابه احْتِمَال أَن ذَلِك خصيصة لفاطمة خصها بهَا أَبوهَا ورضى عَنْهَا كَمَا خص أخاها إِبْرَاهِيم بترك الصَّلَاة عَلَيْهِ (قلت) وَقد اسْتدلَّ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق فِي الْمُهَذّب بالْخبر الْمَذْكُور على اسْتِحْبَاب إضجاع المحتضر على جنبه الْأَيْمن مُسْتَقْبل الْقبْلَة وَقَالَ النَّوَوِيّ فِي شَرحه إِنَّه خبر غَرِيب لَا ذكر لَهُ فِي الْكتب الْمَشْهُورَة وَفَاته أَنه فِي مُسْند أَحْمد وَاسْتدلَّ بِهِ الزَّرْكَشِيّ فِي الْكَلَام على اسْتِحْبَاب الِاغْتِسَال للمحتضر وَالله تَعَالَى أعلم.
(20) [حَدِيثٌ] لَا تُظْهِرِ الشَّمَاتَةَ لأَخِيكَ فَيَرْحَمَهُ اللَّهُ وَيَبْتَلِيَكَ (خطّ) من حَدِيث وَاثِلَة ابْن الْأَسْقَع وَلَا يَصح فِيهِ عمر بن إِسْمَاعِيل بن مجَالد وَتَابعه الْقَاسِم بن أُميَّة الْحذاء أخرجه ابْن حبَان فِي الضُّعَفَاء وَقَالَ الْقَاسِم لَا يحْتَج بِهِ وَهَذَا لَا أصل لَهُ (تعقب) بِأَن التِّرْمِذِيّ أخرجه من الطَّرِيقَيْنِ وَقَالَ حَدِيث حسن غَرِيب (قلت) انْقَلب اسْم الْقَاسِم فِي سَنَد التِّرْمِذِيّ فَقَالَ أُميَّة بن الْقَاسِم وَالصَّوَاب الْقَاسِم بن أُميَّة كَمَا نبه عَلَيْهِ الْحَافِظ الْمزي وَنَقله عَنهُ تِلْمِيذه العلائي ثمَّ قَالَ وَالقَاسِم هَذَا مَعْرُوف قَالَ فِيهِ أَبُو زرْعَة وَأَبُو حَاتِم الرازيان صَدُوق فبرئ عمر ابْن إِسْمَاعِيل من عُهْدَة الحَدِيث وَهُوَ حسن كَمَا قَالَ التِّرْمِذِيّ لكنه غَرِيب كَمَا قَالَ لِتَفَرُّد الْقَاسِم انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم وَله طَرِيقَانِ آخرَانِ (قلت) فِي أَحدهمَا مُتَّهم وَفِي الآخر(2/369)
ضَعِيف وَالله أعلم وَله شَاهد من حَدِيث ابْن عَبَّاس أخرجه الْخَطِيب فِي الْمُتَّفق والمفترق وَفِيه إِبْرَاهِيم بن الحكم بن أبان الْعَدنِي ضَعِيف.
(21) [حَدِيثُ] ابْنِ عُمَرَ نهى رَسُول الله أَنْ تُتَّبَعَ جِنَازَةٌ بِهَا صَارِخَةٌ (حب) وَقَالَ لَا أصل لَهُ فِيهِ حَمَّاد بن قِيرَاط يَجِيء عَن الْأَثْبَات بالطامات (تعقب) بِأَن لَهُ طَرِيقا آخر أخرجه ابْن مَاجَه وثان أخرجه ابْن أبي شيبَة فِي المُصَنّف وثالث أخرجه الطَّبَرَانِيّ (قلت) وناقض ابْن حبَان فَذكر حمادا فِي الثِّقَات وَقَالَ يُخطئ وَقَالَ أَبُو حَاتِم مُضْطَرب الحَدِيث يكْتب حَدِيثه وَالله تَعَالَى أعلم.
(22) [حَدِيثٌ] أَوَّلُ مَا يُجَازَى بِهِ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ أَنْ يُغْفَرَ لجيمع مَنْ تَبِعَ جِنَازَتَهُ (عبد ابْن حميد) من حَدِيث ابْن عَبَّاس (خطّ) من حَدِيث جَابر بِلَفْظ أول تحفة الْمُؤمن أَن يغْفر لجَمِيع من خرج فِي جنَازَته (عد) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ بِلَفْظ إِن أول كَرَامَة الْمُؤمن على الله أَن يغْفر لمشيعيه وَلَا يَصح فِي الأول مَرْوَان بن سَالم وَعبد الْمجِيد بن عبد الْعَزِيز ابْن أبي رواد مَتْرُوكَانِ وَفِي الثَّانِي مُحَمَّد بن رَاشد مَجْهُول وَفِي الثَّالِث عبد الرَّحْمَن بن قيس وَعنهُ إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن مَيْمُون مَتْرُوك (تعقب) بِأَن حَدِيث ابْن عَبَّاس أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب من هَذَا الطَّرِيق وَمن طَرِيق آخر وَأخرج أَيْضا حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَقَالَ فِي الْأَسَانِيد الثَّلَاثَة ضَعِيفَة وَلِحَدِيث جَابر طَرِيق ثَانِيَة أخرجهَا ابْن أبي الدُّنْيَا فِي ذكر الْمَوْت وَابْن مرْدَوَيْه والديلمي فِي مُسْند الفردوس وَأَبُو الشَّيْخ وَلِلْحَدِيثِ شَوَاهِد من حَدِيث أنس أخرجه الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ فِي نوادره وَمن حَدِيث سلمَان أخرجه أَبُو الشَّيْخ فِي الثَّوَاب (قلت) هُوَ من طَرِيق عَمْرو بن شمر الْجعْفِيّ فَلَا يصلح شَاهدا وَالله أعلم وَمن مُرْسل الزُّهْرِيّ أخرجه سعيد بن مَنْصُور فِي سُنَنِهِ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ وَمن مُرْسل أبي عَاصِم الحبطي أخرجه ابْن أبي الدُّنْيَا.
(23) [حَدِيثٌ] إِذَا قُبِضَ الْعَبْدُ صَعِدَ مَلَكَاهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ اللَّهُ لَهُمَا وَهُوَ أَعْلَمُ مَا جَاءَ بِكُمَا فَيَقُولانِ رَبِّ قَبَضْتَ عَبْدَكَ فَيَقُولُ لَهُمَا ارْجِعَا إِلَى قَبْرِهِ وَاحْمَدَانِي وَهَلِّلانِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَإِنِّي قَدْ جَعَلْتُ لَهُ مِثْلَ أَجْرِ تَسْبِيحِكُمَا وَتَحْمِيدِكُمَا وَتَهْلِيلِكُمَا ثَوَابًا مِنِّي لَهُ فَإِذَا كَانَ الْعَبْدُ كَافِرًا فَمَاتَ صَعِدَ مَلَكَاهُ إِلَى السَّمَاءِ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُمَا مَا جَاءَ بِكُمَا فَيَقُولانِ رَبِّ قَبَضْتَ عَبْدَكَ وَجِئْنَاكَ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُمَا ارْجِعَا إِلَى قَبْرِهِ وَالْعَنَاهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَإِنَّهُ كَذَّبَنِي وَجَحَدَنِي وَإِنِّي جعلت(2/370)
لَعْنَتَكُمَا عَذَابًا أُعَذِّبُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث أبي بكر وَمن حَدِيث أنس (قطّ) من حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ وَلَا يَصح فِي حَدِيث أبي بكر وَأبي سعيد إِسْمَاعِيل ابْن يحيى التَّيْمِيّ ومدارهما عَلَيْهِ وَفِي حَدِيث أنس عُثْمَان بن مطر (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرج فِي الشّعب حَدِيث أنس وَقَالَ: عُثْمَان بن مطر لَيْسَ بِالْقَوِيّ ثمَّ إِنَّه لم ينْفَرد بِهِ فقد تَابعه الْهَيْثَم بن جماز أخرجه أَبُو بكر المرزوي فِي الْجَنَائِز وَأَبُو بكر الشَّافِعِي فِي الغيلانيات قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَله شَوَاهِد أخر عَن أنس ثمَّ روى بِإِسْنَادَيْنِ عَنهُ مَرْفُوعا نَحوه وَالله تَعَالَى أعلم.
(24) [حَدِيثُ] حُذَيْفَةَ كُنَّا مَعَ النَّبِي فِي جِنَازَةٍ فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْر قعد على شفته فَجَعَلَ يُرَدِّدُ بَصَرَهُ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: يُضْغَطُ الْمُؤْمِنُ فِيهِ ضَغْطَةً تَزُولُ مِنْهَا حَمَائِلُهُ وَيُمْلأُ عَلَى الْكَافِرِ نَارًا (الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده) وَلَا يَصح فِيهِ مُحَمَّد بن جَابر لَيْسَ بِشَيْء (تعقبه) الحافط ابْن حجر فِي القَوْل المسدد، فَقَالَ مُجَرّد هَذَا لَا يدل على أَن الْمَتْن مَوْضُوع فَإِن لَهُ شَوَاهِد كَثِيرَة لَا يَتَّسِع الْحَال لاستيفائها.
(25) [حَدِيثُ] أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ تُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ ابْنَةُ رَسُولِ الله وَكَانَتِ امْرَأَةً مِسْقَامَةً فَتَبَعِهَا رَسُولُ الله فَسَاءَنَا حَالُهُ فَلَمَّا دَخَلَ الْقَبْرَ الْتَمَعَ وَجْهُهُ صُفْرَةً، ثُمَّ أَسْفَرَ وَجْهُهُ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْنَا مِنْكَ أَمْرًا سَاءَنَا، فَلَمَّا دَخَلْتَ الْقَبْرَ الْتَمَعَ وَجْهُكَ صُفْرَةً ثُمَّ أَسْفَرَ وَجْهُكَ فَمِمَّ ذَلِكَ قَالَ تَذَكَّرْتُ ضَعْفَ ابْنَتِي وَشِدَّةَ عَذَابِ الْقَبْرِ فَأُتِيتُ فَأُخْبِرْتُ أَنَّهُ قَدْ خُفِّفَ عَنْهَا، وَلَقَدْ ضُغِطَتْ ضَغْطَةٌ سَمِعَ صَوْتَهَا مَا بَيْنَ الْخَافِقَيْنِ (أبي أبي دَاوُد شا) وَلَا يَصح، قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ هُوَ مُضْطَرب (تعقب) بِأَن الحَدِيث أخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَأَبُو عوَانَة فِي صَحِيحه، ثمَّ إِن سلم الِاضْطِرَاب فِيهِ فَذَلِك لَا يَقْتَضِي الحكم على الْمَتْن بِالْوَضْعِ (قلت) أورد ابْن الْجَوْزِيّ الحَدِيث فِي الواهيات من حَدِيث أنس، ثمَّ من حَدِيث عمر من سنَن سعيد بن مَنْصُور، وَقَالَ لَا يَصح من جَمِيع طرقه وَتعقبه الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه، فَقَالَ هَذَا دفع بِغَيْر حجَّة وَالله أعلم.
(26) [حَدِيثٌ] اهْتَزَّ عَرْشُ اللَّهِ لِوَفَاةِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ وَنَزَلَ الأَرْضَ لِشُهُودِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ مَا نَزَلُوهَا قَبْلَهَا وَاسْتُبْشِرَ بِهِ أَهْلُ السَّمَاءِ، وَلَقَدْ ضُمَّ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ ضَمَّةً فِي قَبْرِهِ وَلَوْ كَانَ أَحَدٌ مِنْهَا مُعَافًى عُوفِيَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ (قطّ) من حَدِيث عَامر (شا)(2/371)
من حَدِيث ابْن عَبَّاس بِلَفْظ مَا من أحد من النَّاس إِلَّا وَله ضغطة فِي الْقَبْر وَلَو كَانَ منفلتا مِنْهَا أحد لانفلت مِنْهَا سعد بن معَاذ وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لقد سَمِعت أنينه وَرَأَيْت اخْتِلَاف أضلاعه فِي قَبره (هناد بن السّري) فِي الزّهْد من مُرْسل الْحسن بِمَعْنَاهُ وَلَا يَصح فِي الأول مُحَمَّد بن صَالح لَا يحْتَج بِهِ وَفِي الثَّانِي الْقَاسِم بن عبد الرَّحْمَن مُنكر الحَدِيث وَالثَّالِث مُرْسل وَفِيه طريف بن شهَاب مَتْرُوك (تعقب) بِأَن أصل الحَدِيث فِي ضغطة سعد صَحِيح فِي عدَّة أَحَادِيث فأخرجها النَّسَائِيّ وَالْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ فِي عَذَاب الْقَبْر من حَدِيث ابْن عمر وَالْبَيْهَقِيّ من حَدِيث جَابر بن عبد الله وَعَائِشَة بِسَنَد صَحِيح، وَسَعِيد بن مَنْصُور وَالْبَيْهَقِيّ وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط من حَدِيث ابْن عَبَّاس بِسَنَد رِجَاله موثقون.
(27) [حَدِيثٌ] فَتَّانُو الْقَبْرِ أَرْبَعَةٌ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ وَنَاكُورٌ وَسَيِّدُهُمْ رُومَانُ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث ضَمرَة بن حبيب (نع) عَن ضَمرَة مَوْقُوفا بِلَفْظ فتان الْقَبْر ثَلَاثَة أنكر وناكير وسيدهم رُومَان وَلَا أصل لَهُ وَالْأول مُرْسل لِأَن ضَمرَة تَابِعِيّ (تعقب) بِأَن الْحَافِظ ابْن حجر سُئِلَ هَل يَأْتِي الْمَيِّت ملك اسْمه رُومَان فَأجَاب بِأَنَّهُ ورد بِسَنَد فِيهِ لين، وَذكره الرَّافِعِيّ فِي تَارِيخ قزوين عَن الطوالات لأبي الْحسن الْقطَّان بِسَنَدِهِ بِرِجَال مُوثقِينَ إِلَى ضَمرَة بن حبيب قَالَ فتان الْقَبْر أَرْبَعَةٌ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ وَنَاكُورٌ وَسَيِّدُهُمْ رُومَان، وَهَذَا الْوَقْف لَهُ حكم الرّفْع إِذْ لَا يُقَال مثله من قبل الرَّأْي فَهُوَ مُرْسل.
(28) [حَدِيثٌ] دَفْنُ الْبَنَاتِ مِنَ الْمَكْرُمَاتِ (خطّ) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ (طب) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَلَا يَصح فِي الأول حميد بن حَمَّاد يحدث عَن الثِّقَات بِالْمَنَاكِيرِ وَفِي الثَّانِي عرَاك بن خَالِد مُضْطَرب الحَدِيث لَيْسَ بِالْقَوِيّ عَن عُثْمَان بن عَطاء عَن أَبِيه وهما ضعيفان وتابع عراكا مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن طَلْحَة الْقرشِي أخرجه ابْن عدي وَهُوَ ضَعِيف (تعقب) بِأَنَّهُ لَيْسَ فِيمَا ذكر مَا يَقْتَضِي الْوَضع وعراك وَأَن ضعفه أَبُو حَاتِم بِمَا ذكر، فقد قَالَ فِيهِ صَاحب الْمِيزَان إِنَّه مَعْرُوف حسن الحَدِيث وَعُثْمَان بن عَطاء أخرج لَهُ ابْن مَاجَه ووثق فَقَالَ أَبُو حَاتِم يكْتب حَدِيثه وَقَالَ دُحَيْم لَا بَأْس بِهِ وَمن ضعفه لم يجرحه بكذب وَأَبوهُ الْجُمْهُور على توثيقه وَأخرج لَهُ البُخَارِيّ.
(29) [حَدِيثٌ] لِلْمَرْأَةِ سِتْرَانِ الْقَبْرُ وَالزَّوْجُ، وَأَفْضَلُهُمَا الْقَبْرُ (عد) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه خَالِد بن يزِيد وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ (تعقب) بِأَن لَهُ شَاهدا من حَدِيث الْحسن(2/372)
ابْن عَليّ للنِّسَاء عورات فَإِذا زوجت الْمَرْأَة ستر الزَّوْج عَورَة وَإِذا مَاتَت ستر الْقَبْر عشر عورات، أَخْرَجَهُ الدَّيْلَمِيُّ فِي مُسْنَدِ الْفِرْدَوْسِ.
(30) [حَدِيثٌ] ادْفِنُوا مَوْتَاكُمْ فِي وَسْطِ قَوْمٍ صَالِحِينَ فَإِنَّ الْمَيِّتَ يَتَأَذَّى بِجِوَارِ السُّوءِ كَمَا يَتَأَذَّى الْحَيُّ بِجِوَارِ السُّوءِ (نع) من حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ، وَلا يَصِحُّ فِيهِ سُلَيْمَان بن عِيسَى وَرَوَاهُ أَيْضا دَاوُد بن الْحصين، وَهُوَ الْمُتَّهم بِالْوَضْعِ (تعقب) بِأَن لَهُ شَوَاهِد من حَدِيث عَليّ وَابْن عَبَّاس أخرجهُمَا الْمَالِينِي فِي الْمُخْتَلف والمؤتلف، وَمن حَدِيث أم سَلمَة أخرجه أَبُو الْقَاسِم بن مَنْدَه فِي كتاب الْأَهْوَال وَالْإِيمَان بالسؤال، وَمن حَدِيث ابْن مَسْعُود أخرجه ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخه (قلت) وَقواهُ الْعَلامَة السخاوي فِي الْمَقَاصِد الْحَسَنَة بِأَن عمل السّلف وَالْخلف لم يزل على ذَلِك وَرَأَيْت بِخَط الْحَافِظ ابْن حجر على هَامِش تَلْخِيص الموضوعات لِابْنِ درباس مَا نَصه دَاوُد بن الْحصين، أخرج لَهُ أَصْحَاب الْكتب السِّتَّة وَقَالَ النَّسَائِيّ وَغَيره لَيْسَ بِهِ بَأْس، وَقَالَ عَبَّاس الدوري كَانَ دَاوُد بن الْحصين عِنْدِي ضَعِيفا فَقَالَ لي يحيى ثِقَة انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم.
(31) [حَدِيثٌ] مَنْ زَارَ قَبْرَ وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدِهِمَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَرَأَ يس غُفِرَ لَهُ (عد) من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه عَمْرو بن زِيَاد (تعقب) بِأَن لَهُ شَاهدا من حَدِيث أبي هُرَيْرَة بِلَفْظ من زار قبر أَبَوَيْهِ أَو أَحدهمَا كل جُمُعَة غفر لَهُ وَكتب بارا أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَالصَّغِير وَفِيه عبد الْكَرِيم بن أُميَّة وَهُوَ ضَعِيف، وَمن مُرْسل مُحَمَّد بن النُّعْمَان أخرجه ابْن أبي الدُّنْيَا فِي كتاب الْقُبُور، وَمن طَرِيقه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب (قلت) وَجَاء من حَدِيث أبي بكر أخرجه ابْن النجار فِي تَارِيخه وَذكره السُّيُوطِيّ فِي الدّرّ المنثور وَلم يحكم عَلَيْهِ بِشَيْء وَالله تَعَالَى أعلم.
(32) [حَدِيثٌ] حَسِّنُوا أَكْفَانَ مَوْتَاكُمْ فَإِنَّهُمْ يَتَزَاوَرُونَ فِي قُبُورِهِمْ (عد) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة (عق) من حَدِيث أنس بِلَفْظ إِذا ولى أحدكُم أَخَاهُ فليحسن كَفنه فَإِنَّهُم يبعثون فِي أكفانهم ويتزاورون فِي أكفانهم، وَلَا يَصح فِي الأول سُلَيْمَان بن أَرقم وَفِي الثَّانِي سعيد بن سَلام (تعقب) بِأَن الحَدِيث حسن صَحِيح لَهُ طرق كَثِيرَة وشواهد.
جَاءَ من حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أخرجه الْحَارِث فِي مُسْنده (قلت) وأوله فَقَط فِي صَحِيح مُسلم بِلَفْظ إِذا كفن أحدكُم أَخَاهُ فليحسن كَفنه وَالله تَعَالَى أعلم، وَمن حَدِيث أبي قَتَادَة أخرجه التِّرْمِذِيّ وَحسنه وَفِي كتاب الْقُبُور لِابْنِ أبي الدُّنْيَا عَن ابْن عَبَّاس مَوْقُوفا: تحْشر(2/373)
الْمَوْتَى فِي أكفانهم، وَفِي مُصَنف ابْن أبي شيبَة عَن ابْن سِيرِين قَالَ: كَانَ يحب حسن الْكَفَن وَيُقَال إِنَّهُم يتزاورون فِي أكفانهم (قلت) وَفِي سنَن سعيد بن مَنْصُور عَن عمر مَوْقُوفا: أَحْسنُوا أكفان مَوْتَاكُم فَإِنَّهُم يبعثون فِيهَا يَوْم الْقِيَامَة وَلَا يُنَافِي ذَلِك مَا ثَبت من أَنهم يحشرون عُرَاة إِذْ يُمكن الْجمع بِأَنَّهُم يبعثون من الْقُبُور بثيابهم ثمَّ يحشرون عُرَاة، وَالله تَعَالَى أعلم.
الْفَصْل الثَّالِث
(33) [حَدِيثٌ] النَّائِحَةُ إِذَا قَالَتْ وَاجَبَلاهُ يَقْعُدُ مَيِّتُهَا فَيُقَالُ لَهُ أَكَذَلِكَ كُنْتَ فَيَقُولُ يَا رَبِّ بَلْ كُنْتُ ضَعِيفًا فِي قَبْضَتِكَ فَيُضْرَبُ ضَرْبَةً فَلا يَبْقَى مِنْهُ عُضْوٌ يَلْزَمُ الآخَرَ إِلا تَطَايَرَ عَلَى حِدَتِهِ وَيُقَالُ لَهُ ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (مي) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَفِيهِ أَرْبَعَة مجروحون: الْقَاسِم صَاحب أبي أُمَامَة، وَعلي بن يزِيد، وَعبيد الله بن زحر، ومطرح بن يزِيد.
(34) [حَدِيثٌ] يُتْرَكُ الْغَرِيقُ يَوْمًا وَلَيْلَةً وَيُدْفَنُ (مي) من حَدِيث جَابر، وَفِيه سلم ابْن سَالم.
(35) [حَدِيثٌ] تَعْسِيرُ نَزْعِ الصَّبِيِّ تَمْحِيصٌ لِلْوَالِدَيْنِ (حا) من حَدِيث أنس، وَفِيه أَبُو مقَاتل.
(36) [حَدِيثٌ] يَكْفِيكَ مِنَ الْكَفَنِ مِلْحَفَتَانِ وَإِزَارٌ، وَمَا وَرَاءَ ذَلِكَ فَعُقُوبَةٌ وَنَدَامَةٌ (مي) من حَدِيث جَابر من طَرِيق جَعْفَر بن مُحَمَّد الْحُسَيْنِي صَاحب كتاب الْعَرُوس.
(37) [حَدِيثٌ] إِذَا مَاتَ وَقَدْ أَوْصَى، شَيَّعَهُ مَلَكَاهُ إِلَى الْقَبْرِ وَهُمَا يَقُولانِ: يَا رَبِّ عَبْدُكَ حَجَّ وَاعْتَمَرَ وَوَصَلَ رَحِمَهُ وَالْجِيرَانَ وَالْقَرَابَةَ وَالْمَسَاكِينَ وَالْيَتَامَى وَأَنْتَ أَرْحَمُ مِنَّا بِهِ، فَارْحَمْ مَقَامَهُ فَإِنَّهُ كَانَ رَحِيمًا (مي) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ طَرِيقِ أبي هدبة.
(38) [حَدِيثٌ] رَأَيْتُ امْرَأَتَيْنِ فِي الْمَنَامِ وَاحِدَةً تَتَكَلَّمُ وَالأُخْرَى لَا تَتَكَلَّمُ كِلْتَاهُمَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَقُلْتُ لَهَا أَنْتِ تَتَكَلَّمِينَ وَهَذِهِ لَا تَتَكَلَّمُ، قَالَتْ أَنَا أَوْصَيْتُ وَهَذِهِ مَاتَتْ بِلا وَصِيَّةٍ لَا تَتَكَلَّمُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (مي) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ طَرِيق أبي هدبة.
(39) [حَدِيثٌ] إِنَّ مُشَيِّعِي الْجِنَازَةِ قَدْ وُكِّلَ بِهِمْ مَلَكٌ وَهُمْ مَحْزُونُونَ مَهْمُومُونَ، حَتَّى(2/374)
يُسَلَّمَ فِي ذَلِكَ الْقَبْرِ فَإِذَا رَجَعُوا؛ أَخَذَ كَفًّا مِنْ تُرَابٍ وَرَمَاهُ خَلْفَهُمْ وَيَقُولُ: أَنْسَاكُمُ اللَّهُ مَيِّتَكُمْ (مي) من حَدِيث أنس مِنْ طَرِيقِ أَبِي هُدْبَةَ.
(40) [حَدِيثٌ] إِنَّ الْعَبْدَ لَيُعَالِجُ كُرَبَ الْمَوْتِ وَسَكَرَاتِ الْمَوْتِ وَإِنَّ مَفَاصِلَهُ لَيُسَلِّمُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ تَقُولُ عَلَيْكَ السَّلامُ تُفَارِقُنِي وَأُفَارِقُكَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (مي) من حَدِيث أنس مِنْ طَرِيقِ أَبِي هُدْبَةَ.
(41) [حَدِيثٌ] إِنَّ مَلَكَ الْمَوْتِ لَيَنْظُرُ فِي وُجُوهِ الْعِبَادِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعِينَ نَظْرَةً، فَإِذَا ضَحِكَ الْعَبْدُ بَعَثَ إِلَيْهِ يَقُولُ: يَا عَجَبَاهُ بُعِثْتُ إِلَيْهِ لأَقْبِضَ رُوحَهُ وَهُوَ يَضْحَكُ (نجا) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ طَرِيق أبي هدبة.
(42) [حَدِيثٌ] بَيْنَ الْعَبْدِ وَالْجَنَّةِ سَبْعُ عَقَبَاتٍ أَهْوَنُهَا الْمَوْتُ وَأَصْعَبُهَا الْوُقُوفُ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ تَعَالَى إِذَا تَعَلَّقَ الْمَظْلُومُونَ بِالظَّالِمِينَ (أَبُو سعيد النقاش) فِي مُعْجَمِهِ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ طَرِيق أبي هدبة.
(43) [حَدِيثٌ] مَنْ سَقِمَ عِنْدَ الْمَوْتِ بَدَنُهُ فَنَزَلَ بِهِ مَلَكُ الْمَوْتَ أَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: أَنْ تَرَفَّقْ بِهِ فَقَدْ ضَنَى بَدَنُهُ (مي) من حَدِيث جَابر بن عبد الله (قلت) لم يبين علته، وَفِيه أَبُو زيد صَاحب الْهَرَوِيّ مَا عَرفته، وَالله تَعَالَى أعلم.(2/375)
كتاب الْمَوَارِيث
الْفَصْل الأول
(1) [حَدِيثٌ] الْخُنْثَى يَرِثُ مِنْ قِبَلِ مَبَالِهِ (عد) من حَدِيث ابْن عَبَّاس، وَلَا يَصح فِيهِ أَبُو صَالح، وَعنهُ الْكَلْبِيّ وَعَن الْكَلْبِيّ سُلَيْمَان النَّخعِيّ (قلت) قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَخْرِيج الرَّافِعِيّ يُغني عَن هَذَا الحَدِيث الِاحْتِجَاج فِي هَذِه الْمَسْأَلَة بِالْإِجْمَاع فقد نَقله ابْن الْمُنْذر وَغَيره وروى ابْن أبي شيبَة وَعبد الرَّزَّاق بِسَنَد صَحِيح عَن عَليّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أَنه ورث خُنْثَى من حَيْثُ يَبُول وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
الْفَصْلُ الثَّانِي
(2) [حَدِيثٌ] أَنَّ فَاطِمَةَ خَرَجَتْ فِي ثَلاثَةٍ مِنْ نِسَائِهَا فَتُوطَأُ ذُيُولُهَا حَتَّى دَخَلَتْ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَكَلَّمَتْهُ يَعْنِي فِي الْمِيرَاثِ قَالَ ابْن قُتَيْبَة كنت أرى لَهُ أصلا حَتَّى قَالَ لي بعض نقلة الْأَخْبَار: أَنا أعرف من عمله (تعقب) بِأَن فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا من طرق عَن عَائِشَة أَن فَاطِمَة أَتَت أَبَا بكر تلتمس مِيرَاثهَا من رَسُول الله فَقَالَ لَهَا أَبُو بكر: إِن رَسُول الله قَالَ: لَا نورث مَا تركنَا صَدَقَة.
(3) [حَدِيثُ] يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّهُ كَانَ يُوَرِّثُ الْمُسْلِمَ مِنَ الْكَافِرِ، وَلا يُوَرِّثُ الْكَافِرَ مِنَ الْمُسْلِمِ؛ وَيَقُول سَمِعت رَسُول الله يَقُولُ: الإِسْلامُ يَزِيدُ وَلا يَنْقُصُ (قا) وَفِيه مُحَمَّد بن المُهَاجر وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ (تعقب) بِأَنَّهُ بَرِيء مِنْهُ فقد رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ من غير طَرِيقه، وَكَذَلِكَ أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مُسْنده إِلَّا أَنه أَدخل بَين يحيى ومعاذ أَبَا الْأسود الدئلي وَكَذَلِكَ أخرجه الإِمَام أَحْمد فِي الْمسند وَالْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَلم يتعقبه الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه.
(4) [حَدِيثٌ] مَنْ أَسْلَمَ عَلَى يَدِهِ رَجُلٌ فَلَهُ وَلاؤُهُ (عد) مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ وَلَا يَصح فِيهِ الْقَاسِم صَاحب أبي أُمَامَة واه وَعنهُ جَعْفَر بن الزبير وتابع جعفرا مُعَاوِيَة ابْن يحيى الصَّدَفِي وَلَيْسَ بِشَيْء (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجه فِي سنَنه من طَرِيقين وَقَالَ ضَعِيف وَشَاهده حَدِيثُ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ قُلْتُ يَا رَسُول الله مَا السّنة فِي الرجل يسلم على يَد الرجل، قَالَ هُوَ أولى النَّاس بمحياه ومماته.
أخرجه أَصْحَاب السّنَن الْأَرْبَعَة وَغَيرهم وَصَححهُ الْحَاكِم.
الْفَصْل الثَّالِث
خَال(2/376)
كتاب الْبَعْث
الْفَصْل الأول
(1) [حَدِيثٌ] إِنَّ حَظَّ أُمَّتِي مِنَ النَّارِ طُولُ بَلائِهَا تَحْتَ الأَرْضِ وَإِنَّ الْجَنَّةَ مُحَرَّمَةٌ عَلَى جَمِيعِ الأُمَمِ حَتَّى أَدْخُلَهَا أَنَا وَأُمَّتِي الأَوَّلُ فَالأَوَّلُ (قطّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه خَارِجَة بن مُصعب وَعنهُ عمرَان مَجْهُول.
(2) [حَدِيثٌ] إِنَّ فِي الْقِيَامَةِ لَخَمْسِينَ مَوْقِفًا كُلُّ مَوْقِفٍ مِنْهَا أَلْفُ سَنَةٍ فَأَوَّلُ مَوْقِفٍ إِذَا خَرَجَ النَّاسُ مِنْ قُبُورِهِمْ يَقُومُونَ عَلَى أَبْوَابِ قُبُورِهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ عُرَاةً حُفَاةً جِيَاعًا عِطَاشًا فَمَنْ خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ مُؤْمِنًا بِرَبِّهِ مُؤْمِنًا بِنَبِيِّهِ مُؤْمِنًا بِجَنَّتِهِ وَنَارِهِ مُؤْمِنًا بِالْبَعْثِ وَالْقِيَامَةِ وَالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مُصَدِّقًا بِمَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ نَجَا وَفَازَ وَغَنِمَ وَسَعِدَ وَمَنْ شَكَّ فِي شَيْءٍ مِنْ هَذَا بَقِيَ فِي جُوعِهِ وَعَطَشِهِ وَغَمِّهِ وَكَرْبِهِ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ فِيهِ بِمَا يَشَاءُ ثُمَّ يُسَاقُونَ مِنْ ذَلِكَ الْمَقَامِ إِلَى الْمَحْشَرِ فَيَقُومُونَ عَلَى أَرْجُلِهِمْ أَلْفَ عَامٍ فِي سُرَادِقَاتِ النِّيرَانِ فِي حَرِّ الشَّمْسِ وَالنَّارُ عَنْ أَيْمَانِهِمْ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث عَليّ وَقَالَ وَهُوَ طَوِيل مِقْدَار جُزْء عَلَيْهِ آثَار الْوَضع وَفِي إِسْنَاده مُحَمَّد بن حميد وَسَلام الطَّوِيل وَفِيه أَيْضا سَلمَة بن صَالح لَيْسَ بِشَيْء.
(3) [حَدِيثُ] مُعَاذٍ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَثَمَّ مَوَازِينُ وَكِفَّتَانِ فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ إِنَّمَا ثَمَّ حَسَنَاتٌ وَسَيِّئَاتٌ تُوزَنُ حَسَنَاتُهُ بِسَيِّئَاتِهِ فَإِنْ فَضَلَتْ حَسَنَاتُهُ عَلَى سَيِّئَاتِهِ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِنْ فَضَلَتْ سَيِّئَاتُهُ عَلَى حَسَنَاتِهِ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ وَمَنِ اسْتَوَتْ حَسَنَاتُهُ وَسَيِّئَاتُهُ جَازَ الصِّرَاطَ وَكَانَ عَلَى السُّورِ وَهُوَ الأَعْرَافُ حَتَّى أَشْفَعَ لَهُ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِي وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرٍ وَالسَّيِّئَةُ بِوَاحِدَةٍ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ مَنْ غَلَبَتْ وَاحِدَتُهُ عَشْرًا (رَوَاهُ إِبْرَاهِيم الطيان) عَن الْحُسَيْن ابْن الْقَاسِم الزَّاهِد عَن إِسْمَاعِيل بن أبي زِيَاد عَن ثَوْر عَن خَالِد بن معدان عَن معَاذ وَلَا يَصح إِسْمَاعِيل وَالْحُسَيْن والطيان متهمون.
(4) [حَدِيثٌ] أَوَّلُ مَنْ أَشْفَعُ لَهُ مِنْ أُمَّتِي أَهْلُ بَيْتِي ثُمَّ الأَقْرَبُ فَالأَقْرَبُ ثُمَّ الأَنْصَارُ(2/377)
ثُمَّ مَنْ آمَنَ بِي وَاتَّبَعَنِي مِنَ الْيَمَنِ ثُمَّ سَائِرِ الْعَرَبِ ثُمَّ الأَعَاجِمِ وَمَنْ أَشْفَعُ لَهُ أَوَّلا أَفْضَلُ (قطّ) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه حَفْص بن أبي دَاوُد تفرد بِهِ واتهم بِهِ.
(5) [حَدِيثٌ] إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَدْخُلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ بَعَثَ اللَّهُ مَلَكًا فَيَقُولُ الْمَلَكُ كَمَا أَنْتُمْ وَمَعَهُ عَشْرُ خَوَاتِيمَ مِنْ خَوَاتِيمِ الْجَنَّةِ هَدِيَّةٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ فَيَضَعُهُ فِي أَصَابِعِهِمْ مَكْتُوبٌ فِي أَوَّلِ خَاتَمٍ طِبْتُمْ فادخلوها خَالِدين وَفِي الثَّانِي مَكْتُوبٌ ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِك يَوْم الخلود وَفِي الثَّالِثِ مَكْتُوبٌ ذَهَبَ عَنْكُمُ الأَحْزَانُ وَالْغُمُومُ وَفِي الرَّابِعِ مَكْتُوبٌ لِبَاسُهُمُ الْحُلِيُّ وَالْحُلَلُ وَفِي الْخَامِسِ مَكْتُوبٌ زَوَّجْنَاكُمُ الْحُورَ الْعِينَ وَفِي السَّادِسِ مَكْتُوبٌ إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ وَفِي السَّابِعِ مَكْتُوبٌ صِرْتُمْ شَبَابًا لَا تَهْرَمُونَ أَبَدًا وَفِي الثَّامِنِ مَكْتُوبٌ صِرْتُمْ آمِنِينَ لَا تَخَافُونَ أَبَدًا وَفِي التَّاسِعِ مَكْتُوبٌ رَافَقْتُمُ النَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءَ وَفِي الْعَاشِرِ مَكْتُوبٌ أَنْتُمْ فِي جِوَارِ مَنْ لَا يُؤْذِي الْجِيرَانَ فَلَمَّا دَخَلُوا بُيُوتَهُمْ قَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحزن (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث عبد الله بن مَسْعُود وَفِيه الشاه بن الْفَرْع وَغَيره مَا بَين ضَعِيف ومجهول.
(6) [حَدِيثٌ] إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَخْرُجُ مِنْ أَعْلاهَا الْحُلَلُ وَمِنْ أَسْفَلِهَا خَيْلٌ بُلْقٌ مِنْ ذَهَبٍ مُسَرَّجَةٌ مُلَجِمَةٌ بِالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ لَا تَرُوثُ وَلا تَبُولُ ذَوَاتُ أَجْنِحَةٍ فَيَجْلِسُ عَلَيْهَا أَوْلِيَاءُ اللَّهِ فَتَطِيرُ بِهِمْ حَيْثُ شَاءُوا فَيَقُولُ الَّذِينَ أَسْفَلَ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ نَاصِفُونَا يَا رَبِّ مَا بَلَغَ هَؤُلاءِ هَذِهِ الْكَرَامَةَ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى إِنَّهُمْ كَانُوا يَصُومُونَ وَكُنْتُمْ تُفْطِرُونَ وَكَانُوا يَقُومُونَ اللَّيْلَ وَكُنْتُمْ تَنَامُونَ وَكَانُوا يُنْفِقُونَ وَكُنْتُمْ تَبْخَلُونَ وَكَانُوا يُجَاهِدُونَ الْعَدُوَّ وَكُنْتُمْ تَجْبُنُونَ (خطّ) من حَدِيث عَليّ وَفِيه سعد بن طريف وَالسُّديّ الصَّغِير وَالْمُتَّهَم بِهِ سعد وَمن حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ بأطول من هَذَا وَفِيه ابْن لَهِيعَة ذَاهِب الحَدِيث وَأَبُو حَنش أَحْمد بن مُحَمَّد السَّقطِي مَجْهُول (قلت) مر فِي الْمُقدمَة عَن الذَّهَبِيّ أَنه قَالَ فِي أبي حَنش نكرَة لَا يعرف وأتى بِخَبَر مَوْضُوع يَعْنِي هَذَا الحَدِيث وَالله أعلم.
(7) [حَدِيثٌ] إِذَا أَسْكَنَ اللَّهُ أَهْلَ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَأَهْلَ النَّارِ النَّارَ يَهْبِطُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى الْجَنَّةِ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ سَبْعَةَ آلافِ مَرَّةٍ قَالَ وَفِي وَحْيِهِ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كألف سنة مِمَّا تَعدونَ فَيَهْبِطُ إِلَى مَرْجِ الْجَنَّةِ فَيَمُدُّ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ حِجَابًا مِنْ نُورٍ فَيَبْعَثُ جِبْرِيلَ إِلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَأْمُرُهُ لِيَزُورَهُمْ فَيَخْرُجُ رَجُلٌ فِي مَوْكِبٍ عَظِيمٍ حَوْلَهُ صَفْوَةُ أهل الْجنَّة ودوي(2/378)
تسبيحهم والنور ين أَيْدِيهِمْ أَمْثَالُ الْجِبَالِ فَيَمُدُّ أَهْلُ الْجَنَّةِ أَعْنَاقَهُمْ فَيَقُولُونَ مَنْ هَذَا الَّذِي قَدْ أُذِنَ لَهُ عَلَى اللَّهِ فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ هَذَا الْمَجْبُولُ بِيَدِهِ الْمَنْفُوخُ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَالْمُعَلَّمُ الأَسْمَاءَ وَالْمَسْجُودُ لَهُ الْمَلائِكَةَ الَّذِي أُبِيحَ لَهُ الْجَنَّةُ هَذَا آدَمُ وَذَكَرَ نَحْوَ هَذَا فِي إِبْرَاهِيم وَمُحَمّد وَقَالَ ثُمَّ يَخْرُجُ كُلُّ نَبِيٍّ وَأُمَّتِهِ فَيَخْرُجُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عَلَى قَدْرِ مَنَازِلِهِمْ حَتَّى يَحُفُّوا حَوْلَ الْعَرْشِ فَيَقُولُ لَهُمْ عَزَّ وَجَلَّ بِلَذَاذَةِ صَوْتِهِ وَحَلاوَةِ نَغَمَتِهِ مَرْحَبًا بِعِبَادِي (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث أنس وَقَالَ: وَهُوَ حَدِيث طَوِيل لَا فَائِدَة فِي ذكره وَالله منزه عَن أَن يُوصف بلذاذة الصَّوْت وحلاوة النغمة فكافأ الله من وَضعه وَفِيه يزِيد الرقاشِي وَضِرَار بن عَمْرو وَيحيى بن عبد الله الْجَوْهَرِي متروكون.
(8) [حَدِيثٌ] إِنَّ فِي جَهَنَّمَ بَحْرًا مُظْلِمًا مُنْتَنَ الرِّيحِ يُغْرِقُ اللَّهُ فِيهِ مَنْ أَكَلَ رِزْقَهُ وَعَبَدَ غَيْرَهُ (عد خطّ) من حَدِيث أنس وَلَا يَصح فِيهِ أَبُو هدبة إِبْرَاهِيم بن هدبة.
(9) [حَدِيثُ] أَنَسٍ أَن النَّبِي قَالَ فِي هَذِهِ الآيَةِ {لِكُلِّ بَاب مِنْهُم جُزْء مقسوم} جُزْءٌ أَشْرَكُوا بِاللَّهِ وَجُزْءٌ غَفَلُوا عَنِ اللَّهِ (خطّ) وَفِيه سَلام الطَّوِيل (قلت) قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان مُنكر جدا وَالله تَعَالَى أعلم.
(10) [حَدِيثٌ] يَأْتِي عَلَى جَهَنَّمَ يَوْمٌ مَا فِيهَا مِنْ بَنِي آدَمَ أَحَدٌ تَخْفِقُ أَبْوَابُهَا كَأَنَّهَا أَبْوَابُ الْمُوَحِّدِينَ (خطّ) من حَدِيث أبي أُمَامَة وَفِيه جَعْفَر بن الزبير (قلت) رَوَاهُ الْبَزَّار عَن عَمْرو بن الْعَاصِ مَوْقُوفا عَلَيْهِ وَالله تَعَالَى أعلم.
(11) [حَدِيثٌ] كَمْ مِنْ حَوْرَاءَ عَيْنَاءَ مَا كَانَ مَهْرُهَا إِلا قَبْضَةً مِنْ حِنْطَةٍ أَوْ مِثْلَهَا مِنْ تَمْرٍ (عق) من حَدِيث ابْن عمر (عد) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة بِمَعْنَاهُ (قطّ) من حَدِيث أبي أُمَامَة بِمَعْنَاهُ أَيْضا وَلَا يَصح، فِي الأول أبان بن المحبر وَفِي الثَّانِي عمر بن صبح وَفِي الثَّالِث طَلْحَة بن زيد.
الْفَصْل الثَّانِي
(12) [حَدِيثُ] عُمَرَ الدُّنْيَا سَبْعَةُ أَيَّامٍ مِنْ أَيَّامِ الآخِرَةِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} (عد) من حَدِيث أنس وَفِيه الْعَلَاء بن زيدل (تعقب) بِأَن(2/379)
لَهُ شَاهدا من حَدِيث الضَّحَّاك بن زمل الْجُهَنِيّ أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير وَالْبَيْهَقِيّ فِي الدَّلَائِل وَأوردهُ السُّهيْلي فِي الرَّوْض الْأنف وَقَالَ فِي الحَدِيث وَإِن كَانَ ضَعِيفا فقد روى عَن ابْن عَبَّاس مَوْقُوفا من طرق صِحَاح قَالَ وَصحح أَبُو جَعْفَر الطَّبَرِيّ هَذَا الأَصْل وعضده بآثار.
(13) [حَدِيثُ] سُوَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ رَسُولُ الله حَوْضِي أَشْرَبُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنِ اتَّبَعَنِي مِنَ الأَنْبِيَاءِ، وَيَبْعَثُ اللَّهُ نَاقَةَ ثَمُودَ لِصَالِحٍ فَيَحْتَلِبُهَا وَيَشْرَبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ حَتَّى يُوَافِيَ الْمَوْقِفَ وَلَهَا رُغَاءٌ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَنْتَ يَوْمَئِذٍ عَلَى الْعَضْبَاءِ، قَالَ لَا، ابْنَتِي فَاطِمَةُ عَلَى الْعَضْبَاءِ وَأُحْشَرُ أَنَا عَلَى الْبُرَاقِ وَاخْتُصَّ بِهِ دُونَ الأَنْبِيَاءِ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَى بِلالٍ فَقَالَ يُحْشَرُ هَذَا عَلَى نَاقَةٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ فَيَتَقَدَّمُنَا بِالأَذَانِ مَحْضًا فَإِذَا قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ قَالَ الأَنْبِيَاءُ مِثْلَهَا وَنَحْنُ نشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا اللَّهُ، فَإِذَا قَالَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ قَالَتِ الْخَلائِقُ نَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ فَمِنْ مَقْبُولٍ مِنْهُ وَمَرْدُودٍ عَلَيْهِ فَيَتَلَقَّى بِحُلَّةٍ مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ، وَأَوَّلُ مَنْ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ بَعْدَ الأَنْبِيَاءِ الشُّهَدَاءِ وَصَالِحِ الْمُؤَذِّنِينَ (عق) من طَرِيق عبد الْكَرِيم بن كيسَان (تُعُقِّبَ) بِأَنَّ لَهُ طَرِيقًا آخَرَ رَوَاهُ ابْن عَسَاكِر من حَدِيث كثير بن مرّة (قلت) زَاد الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الموضوعات فِي إعلال الحَدِيث فَقَالَ وَهَذَا مُنْقَطع وسُويد بن عُمَيْر لَا يدرى من هُوَ انْتهى (وَأَقُول) سُوَيْد بن عُمَيْر ذكره الْحَافِظ ابْن حجر فِي الْإِصَابَة إِلَّا أَنه سمى أَبَاهُ عَامِرًا، فَقَالَ استدركه ابْن فتحون وَأخرج من طَرِيق البارودي، ثمَّ من رِوَايَة عبد الْعَزِيز بن كيسَان عَن سُوَيْد بن عَامر.
قَالَ رَسُول الله حَوْضِي أَشْرَبُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، الحَدِيث وَقد ذكر ابْن عبد الْبر سُوَيْد بن عَامر فِي الصَّحَابَة فَإِن يكن هُوَ هَذَا فقد بَينا فِي الْقسم الْأَخير أَنه لَا صُحْبَة لَهُ وَأَن حَدِيثه مُرْسل وَذكر ابْن أبي خَيْثَمَة سُوَيْد بن عَامر الْأنْصَارِيّ وَقَالَ لَا أَدْرِي هُوَ وَالِد عقبَة بن عَامر أم لَا انْتهى كَلَام الْإِصَابَة، وَكثير بن مرّة ذكره الْحَافِظ ابْن حجر فِي الْإِصَابَة، فَقَالَ لَهُ أَدْرَاك وَذكره بَعضهم فِي الصَّحَابَة وَذكره الْأَكْثَرُونَ فِي التَّابِعين انْتهى وَالله أعلم.
(14) [حَدِيثٌ] يَبْعَثُ اللَّهُ الأَنْبِيَاءَ عَلَى الدَّوَابِّ، وَيَبْعَثُ صَالِحًا عَلَى نَاقَتِهِ كَيْمَا يُوَافِي بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَصْحَابِهِ الْمَحْشَرَ، وَيَبْعَثُ ابْنَيْ فَاطِمَةَ الْحَسَن وَالْحُسَيْنَ عَلَى نَاقَتَيْنِ وَعَلِيَّ بن(2/380)
أَبِي طَالِبٍ عَلَى نَاقَتِي وَأَنَا عَلَى الْبُرَاقِ وَيَبْعَثُ بِلالا عَلَى نَاقَةٍ فَيُنَادِي بِالأَذَانِ، وَشَاهِدُهُ حَقًّا حَقًّا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ شَهِدَ بِهَا جَمِيعُ الْخَلائِقِ مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، فَقُبِلَتْ مِمَّنْ قُبِلَتْ مِنْهُ (خطّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه عبد الله بن صَالح كَاتب اللَّيْث مُنكر الحَدِيث (تعقب) بِأَن لَهُ طَرِيقا آخر أخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَصَححهُ على شَرط مُسلم وَتعقبه الذَّهَبِيّ بِأَن فِيهِ أَبَا مُسلم قَائِد الْأَعْمَش قَالَ البُخَارِيّ فِيهِ نظر، وَقَالَ غَيره مَتْرُوك، وَجَاء من حَدِيث بُرَيْدَة وَعلي أخرجهُمَا ابْن عَسَاكِر (قلت) وإسنادهما ضَعِيف وَعبد الله بن صَالح وَثَّقَهُ جمَاعَة وَهُوَ من رجال البُخَارِيّ وَلِهَذَا لم يرض الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه فِي إعلال الحَدِيث بِهِ بل قَالَ إِسْنَاده مظلم وَمَا أَدْرِي من وَضعه تعلق فِيهِ ابْن الْجَوْزِيّ على كَاتب اللَّيْث، وَهَذِه الْأَحَادِيث شاهدة لحديثي سُوَيْد وَكثير السَّابِقين قَرِيبا وَالله تَعَالَى أعلم.
(15) [حَدِيثٌ] إِنَّ اللَّهَ لَيَبْعَثُ الْمُتَكَبِّرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صُوَرِ الذَّرِّ لِهَوَانِهِمْ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى فَتَطَؤُهُمُ الْجِنُّ وَالإِنْسُ وَالدَّوَابُّ بِأَرْجُلِهَا حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ بَيْنَ عِبَادِهِ فَيُدْخِلُ أَهْلَ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَأَهْلَ النَّارِ النَّارَ وَيُقْذَفُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ (عد) من حَدِيث عَوْف بن مَالك الْأَشْجَعِيّ وَفِيه الخصيب بن جحدر وَالْحسن بن دِينَار (تعقب) بِأَن لَهُ شَوَاهِد، من حَدِيث جَابر أخرجه الْبَزَّار، وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة أخرجه الْبَزَّار مُخْتَصرا وَابْن صصري فِي أَمَالِيهِ مطولا وَمن حَدِيث عبد الله بن عَمْرو بِمَعْنَاهُ أخرجه أَحْمد وَالتِّرْمِذِيّ وَحسنه وَالنَّسَائِيّ وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره.
(16) [حَدِيثٌ] يَدْعُو اللَّهُ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأُمَّهَاتِهِمْ سَتْرًا مِنَ اللَّهِ عَلَيْهِمْ (عد) من حَدِيث أنس وَلَا يَصح فِيهِ إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الطَّبَرِيّ (تعقب) بِأَن ابْن عدي اقْتصر على وصف الحَدِيث بالنكارة وَله طَرِيق آخر من حَدِيث ابْن عَبَّاس أخرجه الطَّبَرَانِيّ (قلت) هُوَ من طَرِيق أبي حُذَيْفَة إِسْحَاق بن بشر وَهُوَ كَذَّاب وَضاع فَلَا يصلح شَاهدا وَقد ثَبت مَا يُخَالِفهُ فَفِي سنَن أبي دَاوُد بِإِسْنَاد جيد كَمَا قَالَه النَّوَوِيّ فِي الْأَذْكَار من حَدِيث أبي الدَّرْدَاء مَرْفُوعا إِنَّكُم تدعون يَوْم الْقِيَامَة بأسمائكم وَأَسْمَاء آبائكم فحسنوا أسماءكم، وَفِي الصَّحِيح من حَدِيث ابْن عمر مَرْفُوعا إِذا جمع الله الْأَوَّلين والآخرين يَوْم الْقِيَامَة يرفع لكل غادر لِوَاء فَيُقَال هَذِه غدرة فلَان بن فلَان وَالله تَعَالَى أعلم.(2/381)
(17) [حَدِيثٌ] تَخْتَصِمُ الرُّوحُ وَالْجَسَدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ الْجَسَدُ أَنَا كُنْتُ بِمَنْزِلَةِ الْجِذْعِ مُلْقًى لَا أُحَرِّكُ يَدًا وَلا رِجْلا لَوْلا الرُّوحُ.
وَتَقُولُ الرُّوحُ أَنَا كُنْتُ رِيحًا لَوْلا الْجَسَدُ لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أَعْمَلَ شَيْئًا، وَضَرَبَ لَهُمَا مَثَلَ أَعْمَى وَمُقْعَدٍ، حَمَلَ الأَعْمَى الْمُقْعَدَ فَدَلَّهُ بِبَصَرِهِ الْمُقْعَدُ وَحَمَلَهُ الأَعْمَى بِرِجْلِهِ (قطّ) من حَدِيث أنس، وَفِيه سعيد بن الْمَرْزُبَان وَالْمُسَيب بن شريك مَتْرُوكَانِ (تعقب) بِأَن حَدِيثهمَا لَا يبلغ أَن يحكم عَلَيْهِ بِالْوَضْعِ فَإِن ابْن الْمَرْزُبَان مِنْ رِجَالِ التِّرْمِذِيِّ وَابْنِ مَاجَهْ وَثَّقَهُ بَعضهم قَالَ أَبُو زرْعَة كَانَ لَا يكذب وَقَالَ ابْن عدي ضَعِيف يكْتب حَدِيثه وَلَا يتْرك، وَقَالَ السَّاجِي صَدُوق فِيهِ ضعف، وَالْمُسَيب بن شريك برأه أَحْمد وَابْن الْمَدِينِيّ من الْكَذِب ثمَّ للْحَدِيث شَاهد عَن ابْن عَبَّاس أخرجه ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره وَابْن مَنْدَه.
وَعَن سلمَان أخرجه عبد الله بن أَحْمد فِي زَوَائِد الزّهْد.
(18) [حَدِيثٌ] الطَّيْرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرْفَعُ مَنَاقِيرَهَا وَتَرْفَعُ أَذْنَابَهَا وَتَطْرَحُ مَا فِي بُطُونِهَا وَلَيْسَ عِنْدَهَا طَلَبَةٌ وَلا بَائِقَةٌ (عد) من حَدِيث ابْن عمر وَلَا يَصح، فِيهِ مُحَمَّد بن الْفُرَات (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ رَوَاهُ فِي سنَنه وَضَعفه بِابْن الْفُرَات.
(19) [حَدِيثٌ] إِذَا كَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَعَثَ اللَّهُ قَوْمًا عَلَيْهِمْ ثِيَابٌ خُضْرٌ بِأَجْنِحَةٍ خُضْرٍ فَيَسْقُطُونَ عَلَى حِيطَانِ الْجَنَّةِ فَتُشْرِفُ عَلَيْهِمْ خَزَنَةُ الْجَنَّةِ فَيَقُولُونَ لَهُمْ: مَا أَنْتُمْ أَمَا شَهِدْتُمُ الْحِسَابَ وَالْوُقُوفَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ فَقَالُوا لَا نَحْنُ قَوْمٌ عَبَدْنَا اللَّهَ سِرًّا فَأَحَبَّ أَنْ يُدْخِلَنَا الْجَنَّةَ سِرًّا (أَبُو عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ) فِي الْأَرْبَعين من حَدِيث أنس وَفِيه حميد بن عَليّ بن هَارُون الْقَيْسِي (تعقب) بِأَنَّهُ تَابعه أَبُو بكر مُحَمَّد بن شُعَيْب أخرجه ابْن النجار فِي تَارِيخه فانتفت تُهْمَة حميد (قلت) مُحَمَّد بن شُعَيْب لَا يعرف وَالله أعلم.
(20) [حَدِيثُ] عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ وَأَبِي هُرَيْرَة، سُئِلَ رَسُول الله عَنْ هَذِهِ الآيَةِ: {وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جنَّات عدن} ، قَالَ قَصْرٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ فِي ذَلِكَ الْقَصْرِ سَبْعُونَ دَارًا مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ فِي كُلِّ دَارٍ سَبْعُونَ بَيْتًا مِنْ زَبَرْجَدَةٍ خَضْرَاءَ فِي كُلِّ بَيْتٍ سَبْعُونَ سَرِيرًا عَلَى كُلِّ سَرِيرٍ سَبْعُونَ فِرَاشًا مِنْ كُلِّ لَوْنٍ عَلَى كُلِّ فِرَاشٍ زَوْجَةٌ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ فِي كُلِّ بَيْتٍ سَبْعُونَ مَائِدَةً عَلَى كُلِّ مَائِدَةٍ سَبْعُونَ لَوْنًا مِنَ الطَّعَامِ فِي كُلِّ بَيْتٍ سَبْعُونَ وَصِيفَةً وَيُعْطَى الْمُؤْمِنُ الْقُوَّةَ فِي غَدَاةٍ وَاحِدَةٍ مَا يَأْتِي عَلَى ذَلِكَ كُلِّهِ (ابْن حيويه) فِي جزئه(2/382)
وَفِيه جسر بن فرقد لَيْسَ بِشَيْء (تعقب) بِأَنَّهُ من هَذَا الطَّرِيق أخرجه ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وجسر لم يتهم بكذب وَالله تَعَالَى أعلم.
(21) [حَدِيثٌ] كَنْسُ الْمَسَاجِدِ مُهُورُ الْحُورِ الْعِينِ (ابْن الْجَوْزِيّ) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ وَلا يَصِحُّ فِيهِ مَجَاهِيل وَعبد الْوَاحِد بن زيد مَتْرُوك (تعقب) بِأَن لَهُ شَاهدا من حَدِيث أبي قرصافة: ابْنُوا الْمَسَاجِد وأخرجوا القمامة مِنْهَا فَمن بنى لله بَيْتا بنى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ قيل يَا رَسُول الله وَهَذِه الْمَسَاجِد الَّتِي تبنى فِي الطّرق فَقَالَ نعم وَإِخْرَاج القمامة مِنْهَا مُهُور الْحور الْعين أخرجه الطَّبَرَانِيّ وَصَححهُ الضياء الْمَقْدِسِي فِي المختارة.
(22) [حَدِيثُ] أَبِي هُرَيْرَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله يَقُولُ فِي هَذِهِ الآيَةِ {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَة} ، قَالَ: غِلَظُ كُلِّ فِرَاشٍ مِنْهَا مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ (خطّ) وَلَا يَصح فِيهِ جسر بن فرقد وَعنهُ ابْنه جَعْفَر وهما مَتْرُوكَانِ، وَعَن جَعْفَر عبد الله بن مُحَمَّد بن سِنَان وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ (تعقب) بِأَنَّهُ صَحَّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أخرجه أَحْمد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن حبَان فِي صَحِيحه والضياء فِي المختارة.
(23) [حَدِيثٌ] إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَسُوقًا مَا فِيهَا بَيْعٌ وَلا شِرَاءٌ إِلا الصُّوَرَ مِنَ النِّسَاءِ وَالرِّجَالِ إِنِ اشْتَهَى الرَّجُلُ صُورَةً دَخَلَ فِيهَا وَإِنَّ فِيهَا لَمَجْمَعًا لِلْحُورِ الْعِينِ يَرْفَعْنَ أَصْوَاتًا لَمْ يَرَ الْخَلائِقُ مِثْلَهَا يَقُلْنَ نَحْنُ الْخَالِدَاتُ فَلا نَبِيدُ وَنَحْنُ الرَّاضِيَاتُ فَلا نَسْخَطُ وَنَحْنُ النَّاعِمَاتُ فَلا نَبْأَسُ، طُوبَى لِمَنْ كَانَ لَنَا وَكُنَّا لَهُ (عبد الله بن أَحْمد) فِي زَوَائِد الْمسند من حَدِيث عَليّ وَلَا يَصح فِيهِ عبد الرَّحْمَن بن إِسْحَاق أَبُو شيبَة الوَاسِطِيّ مَتْرُوك (تعقبه) الْحَافِظ ابْن حجر فِي القَوْل المسدد فَقَالَ أخرج التِّرْمِذِيّ الحَدِيث من طَرِيق ابْن إِسْحَاق الْمَذْكُور.
وَقَالَ غَرِيب وَحسن لَهُ غير هَذَا الحَدِيث وَصحح الْحَاكِم من طَرِيقه حَدِيثا آخر وَأخرج لَهُ ابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه لَكِن قَالَ فِي الْقلب من عبد الرَّحْمَن، وَله شَاهد من حَدِيث جَابر أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَأَبُو نعيم فِي صفة الْجنَّة وَفِيه جَابر بن يزِيد الْجعْفِيّ ضَعِيف والمستغرب مِنْهُ قَوْله دخل فِيهَا وَالَّذِي يظْهر لي أَن المُرَاد أَن صورته تَتَغَيَّر فَتَصِير شَبيهَة بِتِلْكَ الصُّورَة لَا أَنه دخل فِيهَا حَقِيقَة وأصل ذكر سوق الْجنَّة من غير تعرض لذكر الصُّور فِي صَحِيح مُسلم من حَدِيث أنس وَفِي التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه من حَدِيث أبي هُرَيْرَة انْتهى.(2/383)
(24) [حَدِيثٌ] لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلا يُدْعَى بِاسْمِهِ إِلا آدَمَ فَإِنَّهُ يُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلا وَهُمْ جُرْدٌ مُرْدٌ إِلا مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ فَإِنَّ لِحْيَتَهُ تَبْلُغُ سُرَّتَهُ (خطّ) من حَدِيث جَابر (عد) بِنَحْوِهِ من حَدِيثه أَيْضا (ابْن الْأَشْعَث) صَدره فَقَط من حَدِيث عَليّ وَلَا يَصح فِي الأول وهب بن حَفْص وَفِي الثَّانِي شيخ ابْن أبي خَالِد وَالثَّالِث الْمُتَّهم بِهِ ابْن الْأَشْعَث (تعقب) بِأَن حَدِيث عَليّ أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الدَّلَائِل من طَرِيق ابْن الْأَشْعَث وَله شَوَاهِد مَوْقُوفَة عَن كَعْب وغالب بن عبد الله الْعقيلِيّ أخرجهُمَا ابْن عَسَاكِر وَعَن بكر بن عبد الله الْمُزنِيّ أخرجه أَبُو الشَّيْخ فِي العظمة، وَلآخر الحَدِيث شَاهد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَوْقُوفًا، أَخْرَجَهُ ابْن أبي الدُّنْيَا فِي صفة الْجنَّة (قلت) وَفِي الطَّبَرَانِيّ بِسَنَد ضَعِيف كَمَا قَالَه الْحَافِظ ابْن حجر من حَدِيث ابْن مَسْعُود: أهل الْجنَّة جرد مرد، إِلَّا مُوسَى فَإِن لَهُ لحية تضرب إِلَى سرته وَالله تَعَالَى أعلم.
(25) [حَدِيثٌ] بَيْنَا أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي نَعِيمِهِمْ إِذْ سَطَعَ لَهُمْ نُورٌ فَيَنْظُرُونَ فَإِذَا الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدْ نَظَرَ إِلَيْهِمْ مِنْ فَوْقِهِمْ فَقَالَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {سَلامٌ قولا من رب رَحِيم} ، فَيَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، فَلا يَزَالُونَ كَذَلِكَ حَتَّى يَحْتَجِبَ فَيَبْقَى نُورُهُ وَبَرَكَتُهُ عَلَيْهِمْ وَفِي دَارِهِمْ (عد) من حَدِيث جَابر بن عبد الله وَفِيه الْفضل الرقاشِي (تعقب) بِأَن الحَدِيث من هَذَا الطَّرِيق أخرجه ابْن مَاجَه وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب (قلت) وَأوردهُ الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين ابْن تَيْمِية فِي رسَالَته فِي أَن النِّسَاء يرين الله تَعَالَى فِي الدَّار الْآخِرَة وَأعله بِالْفَضْلِ الرقاشِي ثمَّ قَالَ وَقد روينَاهُ من طَرِيق أُخْرَى فَذكرهَا ثمَّ قَالَ وَهَذِه الطَّرِيق تَنْفِي أَن يكون الْفضل قد تفرد بِهِ وَالله تَعَالَى أعلم.
(26) [حَدِيثُ] أَنَسٍ أَنَّ النَّبِي قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضرة إِلَى رَبهَا ناظرة} قَالَ وَاللَّهِ مَا نَسَخَهَا مُنْذُ أَنْزَلَهَا يَزُورُونَ رَبَّهُمْ فَيُطْعَمُونَ وَيُسْقَوْنَ وَيُطَيَّبُونَ وَيُحَلَّوْنَ وَتُرْفَعُ الْحُجُبُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ وَيَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَذَلِكَ قَوْلُهُ {وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بكرَة وعشيا} (قطّ) من حَدِيث أنس وَلَا يَصح فِيهِ مَيْمُون بن سياه قَالَ ابْن حبَان لَا يحْتَج بِهِ إِذا انْفَرد وَصَالح المري مَتْرُوك (قلت) لم يتعقبه السُّيُوطِيّ وَقد تعقبه ابْن تَيْمِية فِي رسَالَته الْمَذْكُورَة فِي الحَدِيث قبله فَقَالَ مَيْمُون بن سياه أخرج لَهُ البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَقَالَ فِيهِ أَبُو حَاتِم ثِقَة وحسبك بهؤلاء الثَّلَاثَة وَقَالَ ابْن معِين ضَعِيف وَلَكِن ابْن معِين(2/384)
يَقُول هَذَا فِي غير وَاحِد من الثِّقَات وَأما ابْن حبَان فَفِيهِ ابتداع فِي الْجرْح مَعْرُوف انْتهى وَالله أعلم.
(27) [حَدِيثٌ] إِنَّ اللَّهَ يَتَجَلَّى لأَهْلِ الْجَنَّةِ كُلَّ يَوْمٍ عَلَى كَثِيبِ كَافُورٍ أَبْيَضَ (خطّ) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ وَفِيهِ جَعْفَر بن مُحَمَّد الْعَطَّار عَن جده عبد الله بن الحكم عَن عَاصِم أبي عَليّ وَالثَّلَاثَة مَجْهُولُونَ (قلت) لم يتعقبه السُّيُوطِيّ وَقد اسْتشْهد بِهِ ابْن تَيْمِية فِي رسَالَته الْمَذْكُورَة وَقَالَ قيل إِن جعفرا وجده مَجْهُولَانِ وَهَذَا لَا يمْنَع المعاضد انْتهى والنكارة فِيهِ إِنَّمَا هِيَ فِي قَوْله كل يَوْم وَلَعَلَّه سقط مِنْهُ لَفْظَة جُمُعَة وبتقديرها يُوَافق الرِّوَايَات الصَّحِيحَة فِي ذَلِك وَالله تَعَالَى أعلم.
(28) [حَدِيثٌ] تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ جُبِّ الْحَزَنِ أَوْ وَادِي الْحَزَنِ وَادٍ فِي جَهَنَّمَ تَتَعَوَّذُ مِنْهُ جَهَنَّمُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً أَعَدَّهُ اللَّهُ لِلْقُرَّاءِ الْمُرَائِينَ وَإِنَّ مِنْ شَرِّ الْقُرَّاءِ مَنْ يَزُورُ الأُمَرَاءَ (عق) من حَدِيث عَليّ (عد) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ بِنَحْوِهِ وَلَا يَصح، فِي الأول أَبُو بكر الداهري وَفِي الثَّانِي عمار بن سيف وَمَعَان بن رِفَاعَة مَتْرُوكَانِ (تعقب) بِأَن الحَدِيث من الطَّرِيق الثَّانِي أخرجه التِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَدِيث غَرِيب وَله شَاهد من حَدِيث ابْن عَبَّاس أخرجه الطَّبَرَانِيّ (قلت) وَقد توبع عمار وَمَعَان قَرَأت بِخَط الْحَافِظ ابْن حجر على هَامِش تَلْخِيص الموضوعات لِابْنِ درباس مَا نَصه حَدِيث أبي هُرَيْرَة رَوَاهُ رواد بن الْجراح عَن بكير بن مَعْرُوف عَن مُحَمَّد عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا بِلَفْظ إِن فِي جَهَنَّم وَاديا تستعيذ مِنْهُ جَهَنَّم كل يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً أَعَدَّهُ اللَّهُ للقراء المرائين وَبُكَيْر أخرج لَهُ مُسلم وَوَثَّقَهُ بَعضهم وَقَالَ ابْن عَدِيٍّ أرَجْو أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِهِ لَيْسَ حَدِيثه بالمنكر جدا وَقَالَ ابْن الْمُبَارك ارْمِ بِهِ انْتهى وَالله أعلم.
(29) [حَدِيثٌ] إِنَّ فِي النَّارِ جُبًّا يُقَالُ لَهُ هَبْهَبُ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُسْكِنَهُ كُلَّ جَبَّارٍ (عد) من حَدِيث أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ وَلَيْسَ بِصَحِيح،.
فِيهِ الْأَزْهَر بن سِنَان لَيْسَ بِشَيْء (تعقب) بِأَن الحَدِيث أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الْبَعْث وَالْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَلم يتعقبه الذَّهَبِيّ وأزهر من رجال التِّرْمِذِيّ وَثَّقَهُ ابْن عدي فَقَالَ: لَيست أَحَادِيثه بالمنكرة جدا أَرْجُو أَنه لَا بَأْس بِهِ (قلت) وَرَأَيْت بِخَط الْحَافِظ ابْن حجر مَا نَصه أخرجه الطَّبَرَانِيّ بِإِسْنَاد حسن وَأخرجه(2/385)
التِّرْمِذِيّ من حَدِيث مُحَمَّد بن وَاسع قَالَ دخلت على بِلَال بن أبي بردة فَقلت إِن أَبَاك حَدثنِي عَن أَبِيه فَذكره انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم.
(30) [حَدِيثُ] الذُّبَابُ كُلُّهُ فِي النَّارِ إِلا النَّحْلَ (عد) من حَدِيث ابْن عمر (طب) من حَدِيثه أَيْضا من طَرِيقين (أَبُو يعلى) من حَدِيث أنس بِلَفْظ عمر الذُّبَاب أَرْبَعُونَ يَوْمًا والذباب كُله فِي النَّار إِلَّا النَّحْل وَلَا يَصح، فِي الأول أَيُّوب بن خوط مَتْرُوك وَفِي الثَّانِي الْقَاسِم بن يزِيد مَجْهُول وَفِي الثَّالِث إِسْمَاعِيل بن مُسلم الْمَكِّيّ لَيْسَ بِشَيْء وَفِي الرَّابِع مِسْكين ابْن عبد الْعَزِيز لَيْسَ بِالْقَوِيّ (تعقب) بِأَنَّ الْحَافِظَ ابْنَ حَجَرٍ قَالَ فِي فتح الْبَارِي حَدِيث أنس إِسْنَاده لَا بَأْس بِهِ وَحَدِيث ابْن عمر إِسْنَاده ضَعِيف انْتهى (قلت) سبق إِلَى تعقبه الذَّهَبِيّ فَقَالَ فِي تلخيصه مَا بَال هَذَا هُنَا وَقد روى الْقَاسِم بن يزِيد الْجرْمِي صَدُوق عَن سُفْيَان عَن مُجَاهِد عَن عبيد بن عُمَيْر عَن ابْن عمر أَن النَّبِي قَالَ الذُّبَاب كُله فِي النَّار وَهَذَا إِسْنَاد جيد انْتهى وَالله أعلم وَقد ورد أَيْضا من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَابْن مَسْعُود أخرجهُمَا الطَّبَرَانِيّ بِسَنَدَيْنِ جَيِّدين فَالْحَدِيث حسن أَو صَحِيح (قلت) قَالَ بعض الْعلمَاء وَكَونه فِي النَّار لَيْسَ لعذاب لَهُ وَإِنَّمَا هُوَ ليعذب أهل النَّار بِوُقُوعِهِ عَلَيْهِم أعاذنا الله تَعَالَى من عَذَابه وَهُوَ حَسبنَا وَنعم الْوَكِيل وَالله تَعَالَى أَعْلَمُ.
(31) [حَدِيثٌ] إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْرِجُ مَنْ دَخَلَ النَّارَ حَتَّى يَمْكُثُوا فِيهَا أَحْقَابًا وَالْحُقْبُ بِضْعٌ وَثَمَانُونَ سَنَةً كُلُّ سَنَةٍ ثلثمِائة وَسِتُّونَ يَوْمًا كُلُّ يَوْمٍ أَلْفُ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (عد) من حَدِيث ابْن عمر من طَرِيق سُلَيْمَان بن مُسلم وَقَالَ مُنكر جدا وَسليمَان شبه الْمَجْهُول (تعقب) بِأَن الحَدِيث أخرجه الْبَزَّار فِي مُسْنده من هَذَا الطَّرِيق وَقَالَ الحافظان الهيثمي وَابْن حجر سُلَيْمَان بن مُسلم ضَعِيف جدا وَله شَوَاهِد قَالَ السُّيُوطِيّ وَقد أوردت شواهده فِي التَّفْسِير الْمَأْثُور فَمن أرادها فليراجعه.
(32) [حَدِيثٌ] إِنَّ عَبْدًا فِي جَهَنَّمَ لِيُنَادِي أَلْفَ سَنَةٍ يَا حَنَّانُ يَا مَنَّانُ فَيَقُولُ الله لجبريل اذْهَبْ فائتني بِعَبْدِي هَذَا فَيَنْطَلِقُ جِبْرِيلُ فَيَجِدُ أَهْلَ النَّارِ مُنْكَبِّينَ يَبْكُونَ فَيَرْجِعُ إِلَى رَبِّهِ فَيُخْبِرُهُ فَيَقُولُ اذْهَبْ فائتني بِهِ فَإِنَّهُ فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا فَيَجِيءُ بِهِ ثُمَّ يَقِفُهُ عَلَى قَدَمَيْهِ فَيَقُولُ يَا عَبْدِي كَيْفَ وَجَدْتَ مَكَانَكَ وَمَقِيلَكَ فَيَقُولُ يَا رَبِّ شَرَّ مَكَانٍ وَشَرَّ مَقِيلٍ فَيَقُولُ رُدُّوا عَبْدِي فَيَقُولُ يَا رَبِّ مَا كُنْتُ أَرْجُو إِذْ أَخْرَجْتَنِي مِنْهَا أَنْ تَرُدَّنِي(2/386)
فِيهَا فَيَقُولُ دَعُوا عَبْدِي (الإِمَام أَحْمد) فِي الْمسند من حَدِيث أنس وَلَا يَصح، فِيهِ أَبُو ظلال لَيْسَ بِشَيْء (تعقبه) الْحَافِظ ابْن حجر فِي القَوْل المسدد بِأَن أَبَا ظلال أخرج لَهُ التِّرْمِذِيّ وَحسن بعض حَدِيثه وعلق لَهُ البُخَارِيّ حَدِيثا وَقَالَ فِيهِ هُوَ مقارب الحَدِيث وَأخرج هَذَا الحَدِيث الْبَيْهَقِيّ فِي الْأَسْمَاء وَالصِّفَات وَأخرجه ابْن خُزَيْمَة فِي كتاب التَّوْحِيد من صَحِيحه إِلَّا أَنه سَاقه بطريقة لَهُ تدل على أَنه لَيْسَ على شَرطه فِي الصِّحَّة وَبِالْجُمْلَةِ فَلَيْسَ مَوْضُوعا ولبعضه شَاهد من مُرْسل الْحسن، أخرجه الْآجُرِيّ فِي جُزْء الأفك.
الْفَصْل الثَّالِث
(33) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ: سَأَلْتُ النَّبِي مَتَى يُنْفَخُ فِي الصُّورِ، فَقَالَ سَأَلْتُ جِبْرِيلَ مَتَى يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَقَالَ سَأَلْتُ مِيكَائِيلَ مَتَى يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَقَالَ سَأَلْتُ إِسْرَافِيلَ مَتَى يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَقَالَ سَأَلْتُ الرّفيعَ مَتَى يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَقَالَ سَأَلْتُ اللَّوْحَ مَتَى يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَقَالَ سَأَلْتُ الْقَلَمَ مَتَى يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ مَلَكًا يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فَأَمَرَهُ أَنْ يَقُولَ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَهُوَ يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مَادًّا بِهَا صَوْتَهُ لَا يَقْطَعُهَا وَلا يَتَنَفَّسُ فِيهَا وَلا يُتِمُّهَا فَإِذَا أَتَمَّهَا أُمِرَ إِسْرَافِيلُ أَنْ يَنْفُخَ فِي الصُّورِ وَقَامَتِ الْقِيَامَةُ (مي قُلْتُ) لَمْ يُبَيِّنْ عِلَّتَهُ وَفِي سَنَده من لم أعرفهم وَالله أعلم.
(34) [حَدِيثٌ] تُحْشَرُ ابْنَتِي فَاطِمَةُ وَعَلَيْهَا حُلَّةٌ قَدْ عُجِنَتْ بِمَاءِ الْحَيَوَانِ فَيَنْظُرُ الْخَلائِقُ إِلَيْهَا فَيَتَعَجَّبُونَ مِنْهَا وَتُكْسَى أَيْضًا أَلْفَ حُلَّةٍ مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ مَكْتُوبٌ عَلَى كُلِّ حُلَّةٍ بِخَطٍّ أَخْضَرَ أَدْخِلُوا ابْنَةَ نَبِيِّ الْجَنَّةِ عَلَى أَحْسَنِ صُورَةٍ وَأَحْسَنِ كَرَامَةٍ وَأَحْسَنِ مَنْظَرٍ فَتُزَفُّ كَمَا تُزَفُّ الْعَرُوسُ وَتُتَوَّجُ بِتَاجِ الْعِزِّ وَيَكُونُ مَعَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ جَارِيَةٍ حُورِيَّةٍ عَيْنِيَّةٍ فِي يَدِ كُلِّ جَارِيَةٍ مِنْدِيلٌ مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَقَدْ زُيِّنَّ لَهَا تِلْكَ الْجَوَارِي مُنْذُ خَلَقَهُنَّ اللَّهُ (كرّ) من حَدِيث عَليّ من طَرِيق دَاوُد بن سُلَيْمَان الْغَازِي وَهُوَ من نسخته الَّتِي وَضعهَا على عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَى عَنْ آبَائِهِ.
(35) [حَدِيثُ] ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُول الله قَالَ: مَا اصطحب اثْنَان(2/387)
عَلَى خَيْرٍ وَلا شَرٍّ إِلا حُشِرَا عَلَيْهِ، وَتَلا {وَإِذَا النُّفُوسُ زوجت} (عد) من طَرِيق جَعْفَر ابْن عبد الْوَاحِد الْهَاشِمِي وَقَالَ هَذَا بَاطِل.
(26) [حَدِيثٌ] يَحْشُرُ اللَّهُ الْخَيَّاطَ الْخَائِنَ وَعَلَيْهِ قَمِيصُ رِدَاءٍ مِمَّا خَاطَ وَخَانَ فِيهِ (مي) من حَدِيث عَليّ وَإِسْنَاده ظلمات فِيهِ الْأَصْبَغ بن نباتة وَعنهُ سعد بن طريف وَفِيه إِسْمَاعِيل بن عباد الأرسوفي مُنكر الحَدِيث.
(37) [حَدِيثٌ] شَفَاعَتِي لِلْجَبَابِرَةِ مِنْ أُمَّتِي (مي) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَفِيهِ الْمَأْمُون السّلمِيّ.
(38) [حَدِيثٌ] الشُّعَرَاءُ الَّذِينَ يَمُوتُونَ فِي الإِسْلامِ يَأْمُرُهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَقُولُوا شِعْرًا يَتَغَنَّى بِهِ الْحُورُ الْعِينُ لأَزْوَاجِهِنَّ فِي الْجَنَّةِ وَالَّذِينَ مَاتُوا فِي الشِّرْكِ يَدْعُونَ بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ فِي النَّارِ (مي) من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَفِيه لَاحق بن الْحصين.
(39) [حَدِيثٌ] يَدْخُلُ سُلَيْمَانُ الْجَنَّةَ بَعْدَ دُخُولِ الأَنْبِيَاءِ بِخَمْسِينَ عَامًا بِسَبِبِ الَّذِي أَعْطَاهُ اللَّهُ (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه دِينَار مولى أنس وَغُلَام خَلِيل.
(40) [حَدِيثٌ] إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ تَشَقَّقَتِ الْقُبُورُ عَلَى قَوْمٍ وَخُلِعَ عَلَيْهِمُ الْخُلَعُ، وَقُدِّمَ لَهُمُ النَّجَائِبُ عَلَى ظَهْرِهَا قِبَابُ الدُّرِّ مَفْرُوشَةٌ بِالْعَبْقَرِيِّ فَيَقْعُدُونَ بِالْقِبَابِ قَصْدًا إِلَى الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ، وَهُمُ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا،
أَيْ رُكْبَانًا، فَيُحَاسِبُهُمْ حِسَابًا يَسِيرًا وَيُؤْمَرُ بِهِمْ إِلَى الْجَنَّةِ فَيُسَلَّمُ لَهُمْ قُصُورُهُمْ، وَجَوَارِيهِمْ، وَغِلْمَانُهُمْ وَوَصَائِفُهُمْ وَبَسَاتِينُهُمْ وَأَنْهَارُهُمْ فَلا إِلَى جَوَارِيهِمْ يَنْظُرُونَ، وَلا طَعَامَهُمْ يَشْتَهُونَ، فَتَقُولُ لَهُمُ الْحُورُ الْعِينُ أَيْشِ خَبَرُكُمْ فَيَقُولُونَ إِلَيْكُمْ عَنَّا فَمَا عَبَدْنَا اللَّهَ لِلدُّنْيَا وَلا لِهَذِهِ الدَّارِ فَيَبْعَثُ اللَّهُ الْمَلَكَ فَيَقُولُ الرَّحْمَنُ يَقْرَأُ عَلَيْكُمُ السَّلامَ وَيَقُولُ لَكُمْ: زَوِّرُونِي فَيَرْكَبُونَ النَّجَائِبَ وَلُجُمُ النُّوقِ عقيان الذَّهَب فَإِن هموا بهَا طارت وَإِن هموا بهَا صَارَت، فَتُكْشَفُ لَهُمُ الْحُجُبُ وَالسُّرَادِقَاتُ فَيَقُولُ مَرْحَبًا بِعِبَادِي لأُقِرَّنَّ عُيُونًا كَانَتْ بِاللَّيْلِ تَتَبَاكَى، لأُقِيلَنَّ جَنُوبًا كَانَتْ بِاللَّيْلِ تَتَجَافَى، لأُجِيبَنَّ أَصْوَاتًا كَانَتْ لَدَى الْعَرْشِ، هَاكُمْ أَطْعِمُوا عِبَادِي فَيُقَدَّمُ إِلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مَائِدَةَ ذَهَبٍ عَلَى الْمَائِدَةِ مِائَةُ أَلْفِ صَحْفَةِ ذَهَبٍ، عَلَى الصَّحْفَةِ مِائَةُ أَلْفِ لَوْنٍ لَيْسَ مِنْ لَوْنَيْنِ تَجْتَمِعُ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَيَأْكُلُ وَاحِدٌ مِنْهُمْ مِثْلَ مَا يَأْكُل فِي الدُّنْيَا(2/388)
سَبْعِينَ ضِعْفًا فَيَقُولُ اللَّهُ: يَا عِبَادِي أَكَلْتُمْ؟ اسْقُوا عِبَادِي فَتَدُورُ عَلَيْهِمُ الْكَاسَاتِ شَرَابًا لَمْ يَذُوقُوا فِي الْجَنَّةِ مِثْلَهُ فَيَقُولُ أَكَلْتُمْ وَشَرِبْتُمْ وَتَفَكَّهْتُمْ اخْلَعُوا عَلَى عِبَادِي فَيُخْلَعُ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ سَبْعِينَ حُلَّةً مَا مِنْ حُلَّةٍ إِلا تُسَبِّحُ بِأَنْوَاعِ التَّسْبِيحِ، فَيَقُولُ الرَّحْمَنُ أَكَلْتُمْ وَشَرِبْتُمْ وَتَفَكَّهْتُمْ وَكُسِيتُمْ عَطِّرُوا عِبَادِي فَيَنْشُرُ اللَّهُ سَحَابًا تُمْطِرُ عَلَيْهِمُ الْمِسْكَ وَرِيحًا تُسَمَّى الْمُثِيرَةَ تُثِيرُ عَلَيْهِمُ الْعَنْبَرَ فَيَقُولُ الرَّحْمَنُ يَا عِبَادِي أَكَلْتُمْ وَشَرِبْتُمْ وَتَفَكَّهْتُمْ وَكُسِيتُمْ وَعُطِّرْتُمْ سَلُونِي فَيَقُولُونَ يَا مَوْلانَا سَمِعْنَا الْكَلامَ نُرِيدُ أَنْ نَرَى الْوَجْهَ فَيَقُولُ نَعَمْ يَا عِبَادِي فَتَصِيحُ الْمَلائِكَةُ بِالتَّسْبِيحِ وَالتَّهْلِيلِ وَالتَّقْدِيسِ فَيَقُولُونَ نَحْنُ مَلائِكَتُكَ عَبَدْنَاكَ فِي سَمَائِكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ، لَا نَسْتَطِيعُ النَّظَرَ إِلَيْكَ فَيَقُولُ يَا مَلائِكَتِي اسْكُتُوا طَالَ مَا رَأَيْتُ كِرَامَ وُجُوهِهِمْ مُعَفَّرَةً لِي فِي التُّرَابِ، وَطَالَ مَا رَأَيْتُ عُيُونَهُمْ تَتَبَاكَى فِي الظَّلامِ، وَطَالَ مَا رَأَيْتُهُمْ يَسْعَوْنَ عَلَى أَقْدَامِهِمْ إِلَى الْمَسَاجِدِ فَحَقِيقٌ عَلَيَّ أَنْ أَزْيَدَ أَبْصَارَهُمْ قُوَّةً عَلَى قُوَّةٍ، حَتَّى يَسْتَطِيعُوا النَّظَرَ إِلَيَّ فَيَتَجَلَّى لَهُمْ جَلَّ ثَنَاؤُهُ وَيَقُولُ أَبْشِرُوا عِبَادِي فَيَخِرُّونَ سُجَّدًا، وَيَقُولُونَ فِي سُجُودِهِمْ مَا نُرِيدُ الْيَوْمَ الْجَنَّةَ وَلا الْحُورَ فَيَقُولُ الرَّحْمَنُ: ارْفَعُوا رءوسكم فانظرا إِلَى وَجْهِي، وَتَلَذَّذُوا بِكَلامِي فَمَا مِنْ شَيْءٍ أُعْطَوْهُ هُوَ أَحَبُّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِ اللَّهِ تَعَالَى (الصَّابُونِي) فِي الْمِائَتَيْنِ من حَدِيث أنس وَفِيه إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْخَواص الْآمِدِيّ.
(41) [حَدِيثُ] مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: كُنْتُ مَعَ رَسُول الله فِي مَنْزِلِ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ فَتلا رَسُول الله هَذِهِ الآيَةَ {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّور فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا} ، فَرَأَيْت رَسُول الله قَدْ تَغَرْغَرَتْ عَيْنَاهُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا تَفْسِيرُهَا {فَتَلاهَا} حَتَّى غُشِيَ عَلَيْهِ ثُمَّ أَفَاقَ فَإِذَا هُوَ يَنْتَفِضُ وَيَفِيضُ عَرَقًا، ثُمَّ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا قَوْله {فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا} ، قَالَ: يَا مُعَاذُ لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ أَمْرٍ عَظِيمٍ، وَبَكَى حَتَّى ظَنَنْتُ أَنِّي قَدْ أَسَأْتُ إِلَى النَّبِي، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ: يَا مُعَاذُ هَلْ تَدْرِي عَمَّ سَأَلْتَ قُلْتُ أَخْبِرْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ عَن قَوْله {فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا} قَالَ: إِنَّكَ أَوَّلُ مَنْ سَأَلَنِي عَنْهَا، إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةُ تُجَزَّأُ أُمَّتِي عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ يُحْشَرُونَ عَلَى عَشَرَةِ أَفْوَاجٍ صِنْفٌ عَلَى صُورَةِ الْقِرَدَةِ، وَصِنْفٌ عَلَى صُورَةِ الْخَنَازِير، وصفن عَلَى صُورَةِ الْكِلابِ، وَصِنْفٌ عَلَى صُورَةِ الْحُمُرِ، وَصِنْفٌ عَلَى صُورَةِ الذَّرِّ، وَصِنْفٌ عَلَى صُورَةِ الْبَهَائِمِ، وَصِنْفٌ عَلَى صُورَةِ السِّبَاعِ، وَصِنْفٌ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ، وَصِنْفٌ رُكْبَانٌ، وصنف مشَاة،(2/389)
فَأَمَّا الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى صُورَةِ الْقُدْرَة فَهُمْ قَوْمٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يُسَمَّوْنَ الْقَدَرِيَّةَ يَزْعُمُونَ أَنَّ اللَهَ تَعَالَى قَدَّرَ بَعْضَ الأَشْيَاءِ وَلَمْ يُقَدِّرْ بَعْضَهَا وَأَنَّ الْمَعَاصِيَ لَيْسَتْ مَخْلُوقَةً لَهُ أُولَئِكَ مُشْرِكُو هَذِهِ الأُمَّةِ يُعَذِّبُهُمُ اللَّهُ فِي النَّارِ عَلَى صُورَةِ الْقِرَدَةِ، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَنِ الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى صُورَةِ الْخَنَازِيرِ، قَالَ أُولَئِكَ آفَةُ أَهْلِ الإِسْلامِ وَهَلاكِ الدِّينِ الْمُكَذِّبُونَ بِمَا جِئْتُ بِهِ قَوْمٌ يُسَمَّوْنَ الْمُرْجِئَةُ يَزْعُمُونَ أَنَّ الإِيمَانَ قَوْلٌ لَا يَضُرُّهُمْ مَعَ الْقَوْلِ كَثْرَةُ الْمَعَاصِي كَمَا لَا يَنْفَعُ أَهْلَ الشِّرْكِ كَثْرَةُ صَالِحِ الأَعْمَالِ أُولَئِكَ يُعَذِّبُهُمُ اللَّهُ فِي النَّارِ عَلَى صُورَةِ الْخَنَازِيرِ، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَنِ الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى صُورَةِ الْكِلابِ قَالَ أُولَئِكَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الدَّعْوَةِ مَرَقُوا مِنَ الدِّينِ وَاسْتَحَلُّوا دِمَاءَ أُمَّتِي وَاسْتَبَاحُوا حَرِيمَهُمْ وَتَبَرَّءُوا مِنْ أَصْحَابِي يسمون بالحرورية أُولَئِكَ كِلابُ النَّارِ ثَلاثًا لَوْ قُسِّمَ عَذَابُهُمْ عَلَى الثَّقَلَيْنِ لَوِسَعَهُمْ لَهُمْ فِي النَّارِ نِبَاحٌ كَنِبَاحِ الْكِلابِ، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَنِ الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى صُورَةِ الْحَمِيرِ قَالَ صِنْفٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يُسَمَّوْنَ الرَّافِضَةَ إِنَّهُمْ مُشْرِكُونَ يَنْتَحِلُونَ حُبَّنَا وَيَتَبَرَّءُونَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَيَشْتِمُونَهُمَا لَهُمْ نَبْذٌ لَا يَرَوْنَ جُمُعَةً وَلا جَمَاعَةً أُولَئِكَ شَرُّ مَكَانًا، قُلْنَا يَا رَسُول الله أَو لَيْسَ هَؤُلاءِ الأَصْنَافُ مُؤْمِنِينَ؟ قَالَ يَا مُعَاذُ وَمَا يَمْنَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ شَيْئًا إِذَا تَرَكُوا الإِيمَانَ وَخَالَفُوا مَا جِئْتُ بِهِ أُولَئِكَ لَا تَنَالُهُمْ شَفَاعَتِي، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَنِ الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى صُورَةِ السِّبَاعِ، قَالَ يَا مُعَاذُ زَنَادِقَةُ أُمَّتِي يُنْكِرُونَ حَوْضِي وَشَفَاعَتِي وَيَكْفُرُونَ بِفَضَائِلِي أَلا إِنَّ اللَهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَ مِنْهُمْ قَوْمًا يُحْشَرُونَ عِطَاشًا إِلَى النَّارِ عَلَى صُورَةِ السِّبَاعِ، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتْنَفَعُهُمْ شَفَاعَتُكَ قَالَ يَا مُعَاذُ: وَكَيْفَ تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَتِي وَلَمْ يُقِرُّوا بِشَفَاعَتِي، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَنِ الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى صُورَةِ الذَّرِّ قَالَ الْمُتَكَبِّرُونَ الْمُتَعَاظِمُونَ مِنْ أُمَّتِي وَأَصْحَابُ الْبَغْيِ عَلَى أُمَّتِي وَأَصْحَابُ التَّطَاوُلِ يُحْشَرُونَ عَلَى صُورَةِ الذَّرِّ إِلَى النَّارِ، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَنِ الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى صُورَةِ الْبَهَائِمِ، قَالَ أُولَئِكَ أَكَلَةُ الرِّبَا، لَا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ من الْمس، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَنِ الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ قَالَ أُولَئِكَ الْمُصَوِّرُونَ وَالْهَمَّازُونَ وَاللَّمَّازُونَ بِتُقَاةِ هَذِهِ الأُمَّةِ، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَنِ الَّذِينَ يُحْشَرُونَ مُشَاةً، قَالَ أُولَئِكَ أَهْلُ الْيَمِينِ، قُلْتُ فَمَنِ الَّذِينَ يُحْشَرُونَ رُكُوبًا، قَالَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ يُحْشَرُونَ إِلَى جَنَّاتِ عَدْنٍ (كرّ) وَقَالَ مُنكر وَفِي إِسْنَاده غير وَاحِد من المجهولين، قلت هَذَا لَا يَقْتَضِي أَن يكون مَوْضُوعا، وَقد ذكر السُّيُوطِيّ فِي الدّرّ المنثور أَن ابْن مرْدَوَيْه أخرج عَن الْبَراء بن عَازِب أَن معَاذ بن جبل قَالَ يَا رَسُول الله مَا قَول(2/390)
الله {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا} ، فَقَالَ يَا معَاذ سَأَلت عَن عَظِيم من الْأَمر، ثمَّ أرسل عَيْنَيْهِ، ثمَّ قَالَ عشرَة أَصْنَاف قد ميزهم الله من جمَاعَة الْمُسلمين وَبدل صورهم فَذكر الْأَصْنَاف الْعشْرَة، لَكِن على غير الْوَجْه الْمَذْكُور فِي هَذَا الحَدِيث وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ شَاهد لَهُ إِن كَانَ رجال إِسْنَاده صالحين للاستشهاد بهم فَإِن السُّيُوطِيّ لم يحكم عَلَيْهِ بِشَيْء وَلَيْسَ عِنْدِي الْآن تَفْسِير ابْن مرْدَوَيْه لأراجعه وأتعرف رِجَاله فليحرره من أَرَادَهُ وَالله تَعَالَى أعلم.
(43) [حَدِيثٌ] إِنَّ لِلَّهِ عَبْدًا يُوقَفُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَيَأْمُرُ بِهِ إِلَى الْجَنَّةِ فَيُرَدُّ فَيَقُولُ اللَّهُ عَبْدِي أَلَمْ يَكُنْ لَكَ أَخٌ وَأَخَاكَ فِيَّ فَيَقُولُ إِلَهِي وَسَيِّدِي فُلانٌ الْيَهُودِيُّ آوَانِي وَنَصَرَنِي فَيَقُولُ اللَّهِ عَبْدِي أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّهُ لَا يَدْخُلُ جَنَّتِي مَنْ أَشْرَكَ بِي، وَلَكِنِ ابْنُوا لَهُ فِي النَّارِ بَيْتًا لَا يُصِيبُهُ مِنْ حَرِّهَا وَلا مِنْ بَرْدِهَا شَيْءٌ (أَبُو الْقَاسِم بن مَنْدَه) من حَدِيث جَابر وَفِيه طَلْحَة ابْن زيد والْعَلَاء بن هِلَال الرقي.
(43) [حَدِيثٌ] إِنَّ آخِرَ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: مُرَّ عَلَى الصِّرَاطِ فَيَتَعَلَّقُ بِهِ (نجا) من حَدِيث أنس مسلسلا بالتبسم (قلت) لم يبين علته وَفِيه رجال لم أعرفهم وَالله تَعَالَى أعلم.
(44) [حَدِيثٌ] إِنَّ آخِرَ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ مِنْ جُهَيْنَةَ يُقَالُ لَهُ جُهَيْنَةُ فَيَسْأَلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ هَلْ بَقِيَ أَحَدٌ يُعَذَّبُ، فَيَقُولُ لَا فَيَقُولُونَ عِنْدَ جُهَيْنَةَ الْخَبَرُ الْيَقِينُ (قطّ) فِي غرائب مَالك من حَدِيث ابْن عمر وَقَالَ بَاطِل وَفِيه عبد الْملك بن الحكم وجامع بن سوَادَة ضعيفان وَالله أعلم.
(45) [حَدِيثٌ] خَلَقَ اللَّهُ أَحْجَارًا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِأَلْفَيْ سَنَةٍ، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا أَنْ يُوقَدَ عَلَيْهَا أَعَدَّهَا اللَّهُ تَعَالَى لإِبْلِيسَ وَلِفِرْعَوْنَ، وَلِمَنْ حَلَفَ بِاسْمِهِ كَاذِبًا (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه غَسَّان بن أبان قَالَ ابْن حبَان يروي عجائب، وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هَذَا مَوْضُوع.
(46) [حَدِيثٌ] النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ اللَّهِ وَاجِبٌ لِكُلِّ نَبِيٍّ وَصِدِّيقٍ وَشَهِيدٍ (مي) من حَدِيث عَليّ وَفِيه عَمْرو بن خَالِد الْأَعْشَى.
(47) [حَدِيثٌ] يُؤْتَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِالْمُتَقَاعِسِينَ وَالْمُبْتَذِلِينَ، أَمَّا الْمُبْتَذِلُونَ فَهُمُ الَّذِينَ بَذَلُوا مُهَجَ دِمَائِهِمْ لِلَّهِ فَهَرَقُوهَا شَاهِرِينَ سُيُوفَهُمْ يَتَمَنَّوْنَ عَلَى اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا تُرَدُّ لَهُمْ حَاجَةٌ، وَأَمَّا الْمُتَقَاعِسُونَ فَهُمْ أَطْفَالُ الْمُسْلِمِينَ اشْتَدَّ عَلَيْهِمُ الْموقف فيتصايحون فَيَقُول(2/391)
يَا جِبْرِيلُ مَا هَذَا الصَّوْتُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِذَلِكَ، فَيَقُولُ جِبْرِيلُ يَا رَبِّ أَطْفَالُ الْمُؤْمِنِينَ اشْتَدَّ عَلَيْهِمُ الْمَوْقِفُ، فَيَقُولُ أَظِلَّهُمْ تَحْتَ ظِلِّ عَرْشِي فَيُظِلُّهُمْ، ثُمَّ يَقُولُ أَدْخِلْهُمُ الْجَنَّةَ يَرْتَعُونَ فِيهَا فَيَسُوقُهُمْ جِبْرِيلُ فَيَتَصَايَحُونَ كَمَا تَصِيحُ الْخِرْفَانُ إِذَا عُزِلَتْ عَنْ أُمَّهَاتِهَا فَيَقُولُ يَا جِبْرِيلُ مَا شَأْنُهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِذَلِكَ مِنْهُ، فَيَقُولُ أَيْ رَبِّ يُرِيدُونَ الآبَاءَ وَالأُمَّهَاتِ، فَيَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ أَدْخِلِ الآبَاءَ وَالأُمَّهَاتِ مَعَ أَطْفَالِهِمْ جَنَّتِي بِرَحْمَتِي (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه أَرْبَعَة كذابون الطيان عَن الزَّاهِد عَن أبي زِيَاد عَن أبان (قلت) نَاقض السُّيُوطِيّ فاستشهد بِهِ فِي كِتَابه تمهيد الْفرش لحَدِيث أخرجه أَبُو نعيم فِي الْحِلْية وَأَبُو بكر الشَّافِعِي فِي الغيلانيات من طَرِيق ركن الشَّامي عَن مَكْحُول عَن أبي أُمَامَة مَرْفُوعا: ذَرَارِي الْمُسلمين يَوْم الْقِيَامَة تَحت الْعَرْش فشافع وَمُشَفَّع، وَهَذَا عجب من السُّيُوطِيّ وَالْحق أَن الحَدِيث لَا يصلح شَاهدا وَالله تَعَالَى أعلم.
(48) [حَدِيثٌ] لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي سَأَلْتُ اللَّهَ تَعَالَى فَقُلْتُ إِلَهِي وَسَيِّدِي اجْعَلْ حِسَابَ أُمَّتِي عَلَى يَدِي لِئَلا يَطَّلِعَ عَلَى عُيُوبِهِمْ أَحَدٌ غَيْرِي فَإِذَا النِّدَاءُ مِنَ الْعَلِيِّ يَا أَحْمَدُ إِنَّهُمْ عِبَادِي لَا أُحِبُّ أَنْ أُطْلِعَكَ عَلَى عُيُوبِهِمْ فَقُلْتُ حَسْبِي حَسْبِي (نجا) من حَدِيث أنس وَفِيه مُحَمَّد ابْن أَيُّوب الرَّازِيّ.(2/392)
الْكتاب الْجَامِع
وَهُوَ من ذيل السُّيُوطِيّ فَقَط
(1) [حَدِيثٌ] الْهَوَى وَالْبَلاءُ وَالشَّهْوَةُ مَعْجُونَةٌ بِطِينَةِ آدَمَ (رَوَاهُ أَحْمد بن الْحسن) ابْن أبان عَن عَاصِم عَن سُفْيَان وَشعْبَة عَن سَلمَة بن كهيل عَن أبي هُرَيْرَة رَفعه، قَالَ الذَّهَبِيّ هَذَا من بلايا أَحْمد بن الْحسن.
(2) [حَدِيثٌ] أَرْبَعٌ تُمِيتُ الْقَلْبَ الذَّنْبُ عَلَى الذَّنْبِ وَكَثْرَةُ مُنَاقَشَةِ النِّسَاءِ وَحَدِيثِهِنَّ وَمُلاحَاةُ الأَحْمَقِ تَقُولُ لَهُ وَيَقُولُ لَكَ وَمُجَالَسَةُ الْمَوْتَى كُلُّ غَنِيٍّ مُتْرَفٍ وَسُلْطَانٍ جَائِرٍ (مي) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه دَاوُد بن المحبر.
(3) [حَدِيثٌ] الظَّرِيفُ لَا يَأْخُذُ شَعْرَهُ مِنْ دُكَّانِ حَجَّامٍ وَلا يَدْخُلُ بِغَيْرِ مِئْزَرٍ الْحَمَّامَ (مي) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة (قلت) لم يبين علته وَفِيه سعيد بن لُقْمَان قَالَ الْأَزْدِيّ لَا يحْتَج بِهِ وَعنهُ مُحَمَّد بن الْفُرَات وَالله أعلم.
(4) [حَدِيثُ] عَلِيٍّ أَنَّ النَّبِي قَالَ لَهُ يَا عَلِيُّ غَمُّ الْعِيَالِ سَتْرٌ مِنَ النَّارِ وَطَاعَةُ الْخَالِقِ أَمَانٌ مِنَ الْعَذَابِ وَالصَّبْرُ عَلَى الْفَاقَةِ جِهَادٌ وَأَفْضَلُ مِنْ عِبَادَةِ سِتِّينَ سَنَةً وَغَمُّ الْمَوْتِ كَفَّارَةُ الذُّنُوبِ وَاعْلَمْ يَا عَلِيُّ أَنَّ أَرْزَاقَ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ وَغَمُّكَ لِهَمٍّ لَا يَنْفَعُ فِي الرِّزْقِ وَلا يَضُرُّ غَيْرَ أَنَّكَ تُؤْجَرُ عَلَيْهِ وَإِنَّ أَغَمَّ الْغَمِّ غَمُّ الْعِيَالِ (خطّ) فِي تَلْخِيص الْمُتَشَابه وَقَالَ هَذَا مُنكر جدا وَلَا يثبت (قلت) هَذَا لَا يَقْتَضِي الحكم عَلَيْهِ بِالْوَضْعِ وَالله تَعَالَى أعلم.
(5) [حَدِيثٌ] مَنْ أُلْهِمَ الصِّدْقُ فِي كَلامِهِ وَالإِنْصَافُ مِنْ نَفْسِهِ وَبَرَّ وَالِدَيْهِ وَوَصَلَ رَحِمَهُ أنسىء لَهُ فِي الأَجَلِ وَوُسِّعَ عَلَيْهِ فِي رِزْقِهِ وَمُتِّعَ بِعَقْلِهِ وَأَمِنَ الْهَرَمَ فَلَمْ يَهْرَمْ وَسَهُلَ عَلَيْهِ فِي سِيَاقِهِ وَلُقِّنَ حُجَّتُهُ فِي قَبْرِهِ وَقْتَ الْمُسَاءَلَةِ (مي) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه إِسْحَاق ابْن كَاهِل قَالَ الْمزي لَا يعرف وَقَالَ ابْن يُونُس لَا يُتَابع، فِي حَدِيثه مَنَاكِير (قلت) هَذَا لَا يَقْتَضِي الحكم على حَدِيثه بِالْوَضْعِ وَقد صحّح لَهُ الْحَاكِم حَدِيثا لَكِن تعقبه الذَّهَبِيّ وَالله تَعَالَى أعلم.(2/393)
(6) [حَدِيثٌ] مَا مِنْ مَلِكٍ طَالَ عُمْرُهُ إِلا اسْتَخَفَّ بِهِ أَهْلُهُ (مي) من حَدِيث أنس (قلت) لم يبين علته وَفِيه جمَاعَة لَمْ أَعْرِفْهُمْ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.
(7) [حَدِيثٌ] الْمَوْتُ لِلْمُؤْمِنِ خَيْرٌ مِنَ الْحَيَاةِ وَالْفَقْرُ لِلْمُؤْمِنِ خَيْرٌ مِنَ الْغِنَى وَالذُّلُّ خَيْرٌ مِنَ الْعِزِّ وَالرِّفْعَةِ وَاللَّهُ لَا يَنْظُرُ إِلَى هَذِهِ الأُمَّةِ إِلا بِالضُّعَفَاءِ (مي) من حَدِيث ابْن عمر (قلت) لم يبين علته وَفِيه مُحَمَّد بن الْأَزْهَر الْجوزجَاني نهى أَحْمد عَن الْكِتَابَة عَنهُ لكَونه يروي عَن الْكَذَّابين وَقَالَ ابْن عدي لَيْسَ بِالْمَعْرُوفِ وَعنهُ مُحَمَّد بن عبيد بن خَالِد لم أعرفهُ وَالله أعلم.
(8) [حَدِيثٌ] الْمُرُوءَاتُ سِتٌّ ثَلاثٌ فِي السَّفَرِ وَثَلاثٌ فِي الْحَضَرِ فَأَمَّا اللَّوَاتِي فِي السَّفَرِ فَبَذْلُ الزَّادِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ وَالْمُزَاحُ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةِ اللَّهِ وَأَمَّا اللَّوَاتِي فِي الْحَضَرِ فَتِلاوَةُ كِتَابِ اللَّهِ وَعِمَارَةُ مَسَاجِدِ اللَّهِ وَاتِّخَاذُ الإِخْوَانِ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ (مي) من حَدِيث عَليّ وَفِيه أَحْمد ابْن عَليّ بن مهْدي بن صَدَقَة الرَّمْلِيّ.
(9) [حَدِيثٌ] لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا يَقِينَ لَهُ وَلا يَقِينَ لِمَنْ لَا دِينَ لَهُ وَلا صَلاةَ لِمَنْ لَا إِخْلاصَ لَهُ وَلا زَكَاةَ لِمَنْ لَا نِيَّةَ لَهُ وَلا صَوْمَ لِمَنْ لَا وَرَعَ لَهُ وَلا حَجَّ لِعَاقِّ الْوَالِدَيْنِ وَلا جِهَادَ لِمَنْ كَانَ عَلَيْهِ حُقُوقُ الْمُسْلِمِينَ وَلا تَوْبَةَ لِمُدْمِنِ الْخَمْرِ وَلا دِينَ لِمَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ زَيْغٌ وَبِدْعَةٌ وَضَلالَةٌ وَلا وَفَاءَ لِلْفَاسِقِ.
وَلا نُورَ لِلْكَذُوبِ وَلا رَاحَةَ لِلْحَقُودِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلا سَلامَةَ لِلْحَسُودِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ (كرّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَقَالَ إسنادنه مظلم.
(10) [حَدِيثٌ] مَا مِنْ عَبْدٍ مِنْ عِبَادِي تَوَاضَعَ لِي عِنْدَ حَقِّي إِلا وَأَنَا أُدْخِلُهُ جَنَّتِي وَمَا مِنْ عَبْدٍ مِنْ عِبَادِي تَكَبَّرَ عَنْ حَقِّي إِلا وَأَنَا أُدْخِلُهُ نَارِي (كرّ) من حَدِيث أنس وَفِي إِسْنَاده غير وَاحِد من المعروفين بِوَضْع الحَدِيث.
(11) [حَدِيثُ] عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو لَعَنَ رَسُول الله أَرْبَعَةً الْكهنهلَ وَالْمهنهلَ وَالْجعدنَ وَذَا الْحِلْيَةِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَهِ وَمَا هُنَّ قَالَ الْكهنهلُ النَّبَّاشُ وَالْمهنهلُ النَّمَّامُ وَالْجعدنُ الَّذِي لَا يَشْبَعُ وَذُو الْحِلْيَةِ الْمُخَنَّثُ (كرّ) (قلت) لم يذكر علته وَفِيه الْحُسَيْن ابْن سرع لم أعرفهُ وَالله تَعَالَى أعلم.(2/394)
(12) [حَدِيثٌ] مَنْ لَقِيَ اللَّهَ بِخَمْسٍ فَلَهُ الْجَنَّةُ أَوْ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِخَمْسٍ لَمْ يَحْجُبْهُ عَنِ الْجَنَّةِ وَالْجُمُعَةُ وَاجِبَةٌ إِلا عَلَى خَمْسٍ وَالأَشْرِبَةُ مِنْ خَمْسٍ وَحَقُّ الرِّجَالِ عَلَى النِّسَاءِ خَمْسٌ وَنَهَى النِّسَاءَ عَنْ خَمْسٍ فَأَمَّا مَنْ لَقِيَ اللَّهَ بِخَمْسٍ لَمْ يَحْجُبْهُ عَنِ الْجَنَّةِ فَالنُّصْحُ لِلَّهِ وَالنُّصْحُ لِكِتَابِ اللَّهِ وَالنُّصْحُ لِرَسُولِ اللَّهِ وَالنُّصْحُ لِوُلاةِ الأَمْرِ وَالنُّصْحُ لِعَامَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَأَمَّا الْجُمُعَةُ وَاجِبَةٌ إِلا عَلَى خَمْسٍ الْمَرْأَةُ وَالْمَرِيضُ وَالْمَمْلُوكُ وَالْمُسَافِرُ وَالصَّغِيرُ وَأَمَّا الأَشْرِبَةُ مِنْ خَمْسٍ مِنَ الْعَسَلِ وَالزَّبِيبِ وَالتَّمْرِ وَالْبُسْرِ وَالشَّعِيرِ وَأَمَّا حَقُّ الرِّجَالِ عَلَى النِّسَاءِ خَمْسٌ لَا تُحْنِثْ لَهَا قَسَمًا وَلا تُعَطَّرُ إِلا لَهُ وَلا تَخْرُجُ إِلا بِإِذْنِهِ وَلا تُدْخِلُ عَلَيْهِ مَنْ يَكْرَهُهُ وَأَمَّا نَهَى النِّسَاءَ عَنْ خَمْسٍ عَنِ اتِّخَاذِ الْكُمَامِ وَلُبْسِ النِّعَالِ وَجُلُوسٍ فِي الْمَسْجِدِ وَخَصْرٍ بِالْقَضِيبِ وَلُبْسِ الأُزُرِ وَالأَرْدِيَةِ بِغَيْرِ دِرْعٍ (كرّ) من حَدِيث تَمِيم الدَّارِيّ وَفِيه حنتم بن ثَابت قَالَ الذَّهَبِيّ لَا يعرف وَالْخَبَر مُنكر.
(13) [حَدِيثٌ] لَا تَزَالُ أُمَّتِي مَضْرُوبًا عَلَيْهَا حِصْنٌ مِنَ الْعَافِيَةِ وَيُدْرَأُ عَنْهَا الآفَاتُ مَا وَقَّرَتْ كُبَرَاءَهَا وَعَظَّمَتْ عُلَمَاءَهَا وَأَدَّتْ أَمَانَاتِهَا وَنَصَرَتْ ضُعَفَاءهَا فَإِذَا سَفَّهَتْ عُظَمَاءَهَا وَنَقَّصَتْ عُلَمَاءَهَا ونقصت وَخَرَّبَتْ أَمَانَاتِهَا وَأَذَلَّتْ ضُعَفَاءهَا رَمَاهُمُ اللَّهُ بِالْمُعْضِلاتِ مِنَ الدَّاءِ؛ وَفُتِحَتْ لَهُمْ خَمْسَةُ أَبْوَابٍ بَابٌ مِنَ الذُّلِّ لِلْعَدُوِّ فَلا يُنْصَرُونَ، وَبَابٌ مِنَ الْفَقْرِ فَلا يَسْتَغْنَوْنَ، وَبَابٌ مِنَ الْحِرْصِ فَلا يَقْنَعُونَ، وَبَابٌ مِنَ الْبَغْضَاءِ فَلا يَتَحَابُّونَ، وَبَابٌ مِنَ الْكِبْرِ فَلا يَرْحَمُونَ (مي) مِنْ حَدِيثِ عَلِيٍّ (قُلْتُ) لَمْ يذكر علته، وَفِيه مُسلم بن بكار وَآخَرُونَ لم أعرفهم وَالله تَعَالَى أعلم.
(14) [حَدِيثٌ] إِنَّ لِمَلَكِ الْمَوْتِ حَرْبَةً مَسْمُومَةً طَرَفٌ لَهَا بِالَمْشِرِق وَطَرَفٌ بِالْمَغْرِبِ يَقْطَعُ بِهَا عِرْقَ الْحَيَاةِ وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيًّا إِنَّ مُعَالَجَتَهُ أَشَدُّ مِنْ أَلْفِ ضَرْبَةٍ بِالسَّيْفِ، وَأَلْفِ نَشْرَةٍ بِالْمَنَاشِيرِ، وَأَلْفِ طَبْخَةٍ فِي الْقُدُورِ، وَإِنَّ الصِّرَاطَ مَسِيرَةُ ثَلاثَةِ آلافِ عَامٍ أَلْفٌ طَالِعٌ، وَأَلْفٌ نَازِلٌ، وَأَلْفٌ اسْتِوَاءٌ أَدَقُّ مِنَ الشَّعْرِ وَأَحَدُّ مِنَ السَّيْفِ، وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيًّا مَنْ أَكْرَمَ عَالِمًا مَاتَ وَلَمْ يَعْلَمْ وَجَازَ عَلَى الصِّرَاطِ وَلَمْ يَعْلَمْ (كرّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس من طَرِيق جُوَيْبِر عَن الضَّحَّاك وَقَالَ مُنكر (قلت) هَذَا لَا يَقْتَضِي أَن يكون مَوْضُوعا غير أَن لوائح الْوَضع ظَاهِرَة(2/395)
عَلَيْهِ وَالله تَعَالَى أعلم.
(15) [حَدِيثٌ] لَا يَفْقَهُ الرَّجُلُ كُلَّ الْفِقْهِ حَتَّى يَتْرُكَ مَجْلِسَ قَوْمِهِ عَشِيَّةَ الْجُمُعَةِ (مي) من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه الحكم بن عبد الله بن خطَّاف.
(16) [حَدِيثٌ] مَنْ كَذَبَ فِي حَدِيثِ قَوْمٍ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه مُوسَى الطَّوِيل.
(17) [حَدِيثٌ] طِينَةُ الْمُعْتَقِ مِنْ طِينَةِ الْمُعْتِقِ (شا) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه أَحْمد ابْن إِبْرَاهِيم الدوري الْبزورِي لَا يعرف وَفِيه انْقِطَاع وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هَذَا بَاطِل.
(18) [حَدِيثٌ] ثَلاثُ خِصَالٍ لَا يَفْعَلُهُنَّ إِلا أَهْلُ الْجَنَّةِ طَلَبُ الْعِلْمِ وَالتَّرَحُّمُ عَلَى أَهْلِ الْقُبُورِ وَحُبُّ الْفُقَرَاءِ (مي قلت) لم يبين علته، وَفِيه أَحْمد بن عبد الله يحْتَمل أَن يكون هُوَ أحد الْكَذَّابين الْمَار ذكره فِي الْمُقدمَة وَإِلَّا فَلَا أعرفهُ وَالله تَعَالَى أعلم.
(19) [حَدِيثٌ] ذِكْرُ الأَنْبِيَاءِ مِنَ الْعِبَادَةِ وَذِكْرُ الصَّالِحِينَ كَفَّارَةُ الذُّنُوبِ، وَذِكْرُ الْمَوْتِ صَدَقَةٌ وَذِكْرُ النَّارِ مِنَ الْجِهَادِ وَذِكْرُ الْقَبْرِ يُقَرِّبُكَ مِنَ الْجَنَّةِ وَذِكْرُ النَّارِ يُبْعِدُكَ مِنَ النَّارِ، وَأَفْضَلُ الْعِبَادَةِ تَرْكُ الْجَهْلِ وَرَأْسُ مَالِ الْعَالِمِ تَرْكُ الْكِبْرِ وَثَمَنُ الْجَنَّةِ تَرْكُ الْحَسَدِ وَالْبَرَاءَةُ مِنَ الذُّنُوبِ التَّوْبَةُ الصَّادِقَةُ (مي) من حَدِيث معَاذ من طَرِيق جَعْفَر الْحُسَيْنِي صَاحب كتاب الْعَرُوس.
(20) [حَدِيثٌ] الأَرْمَلَةُ الصَّالِحَةُ سُمِّيَتْ فِي السَّمَوَاتِ شَهِيدَةً وَتَشُمُّ رِيحَ الْجَنَّةِ مِنْ مَسِيرَةِ أَلْفِ عَامٍ وَجَعَلَ اللَّهُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ النَّارِ سِتْرًا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَتُجَاوِرُ فِي الْجَنَّةِ مَرْيَمَ أُمَّ عِيسَى (مي) من حَدِيث جَابر من طَرِيق جَعْفَر الْمَذْكُور.
(21) [حَدِيثٌ] يَكْفِيكُمْ مِنَ الْعِظَةِ ذِكْرُ الْمَوْتُ، وَيَكْفِيكُمْ مِنَ التَّنَفُّلِ ذِكْرُ الآخِرَةِ، وَيَكْفِيكُمْ مِنَ الْعِبَادَةِ الْوَرَعُ، وَيَكْفِيكُمْ مِنَ الاسْتِغْفَارِ تَرْكُ الذُّنُوبِ، وَيَكْفِيكُمْ مِنَ الدُّعَاءِ النَّصِيحَةُ وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ من هَذِه الخطال وَاحِدَةٌ دَخَلَ الْجَنَّةَ مَعَ أَوَّلِ زُمْرَةِ الأَنْبِيَاءِ (مي) من حَدِيث أَسمَاء بنت أبي بكر من طَرِيق جَعْفَر الْمَذْكُور.
(22) [حَدِيثٌ] الْمَشْيُ مَعَ الْعَصَا مِنَ التَّوَاضُعِ وَيُكْتَبُ لَهُ بِكُلِّ خَطْوَةٍ أَلْفُ حَسَنَةٍ(2/396)
وَيُرْفَعُ لَهُ أَلْفُ دَرَجَةٍ (مي) من حَدِيث أم سَلمَة من طَرِيق جَعْفَر الْمَذْكُور.
(23) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى وَهُوَ مُنْتَعِلٌ نَادَاهُ مَلَكٌ يَا عَبْدَ اللَّهِ اسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ فَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ (مي) من حَدِيث ابْن عمر من طَرِيق جَعْفَر الْمَذْكُور.
(24) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {إِذَا لَقُوا الَّذين آمنُوا قَالُوا آمنا} قَالَ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ وَأَصْحَابِهِ وَذَلِكَ أَنَّهُمْ خَرَجُوا ذَاتَ يَوْمٍ فَاسْتَقَبَلَهُمْ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله، فَقَالَ عَبْدُ اللَهِ بْنُ أُبَيٍّ انْظُرُوا كَيْفَ أَرُدَّ هَؤُلاءِ السُّفَهَاءَ عَنْكُمْ، فَأَخَذَ بِيَدِ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ مَرْحَبًا بِسَيِّدِ بَنِي تَيْمٍ وَشَيْخِ الإِسْلامِ وَثَانِي رَسُولِ اللَّهِ فِي الْغَارِ الْبَاذِلِ نَفْسَهُ وَمَالَهُ لرَسُول الله، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ عُمَرَ فَقَالَ مَرْحَبًا بِسَيِّدِ بَنِي عَدِيٍّ الْفَارُوقِ الْقَوِيِّ فِي دِينِ اللَّهِ الْبَاذِلِ نَفسه وَمَاله لرَسُول الله، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ فَقَالَ مَرْحَبًا بِابْنِ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ وَخَتَنِهِ وَسَيِّدِ بَنِي هَاشِمٍ مَا خلا رَسُول الله ثُمَّ افْتَرَقُوا، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ لأَصْحَابِهِ انْظُرُوا كَيْفَ رَأَيْتُمُونِّي فَعَلْتُ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمْ فَافْعَلُوا كَمَا فَعَلْتُ فَأَثْنُوا عَلَيْهِ خَيْرًا فَرَجَعَ الْمُسْلِمُونَ إِلَى رَسُول الله فَأَثْنَوْا عَلَيْهِ وَأَخْبَرُوهَ بِذَلِكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الآيَةَ (الواحدي) فِي أَسبَاب النُّزُول من طَرِيق أبي صَالح، وَعنهُ الْكَلْبِيّ وَعنهُ مُحَمَّد بن مَرْوَان السّديّ، قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي أَسبَاب النُّزُول لَهُ: هَذِه سلسلة الْكَذِب لَا سلسلة الذَّهَب، وآثار الْوَضع لائحة عَلَيْهِ وَسورَة الْبَقَرَة أنزلت فِي أَوَائِل مَا قدم النَّبِي الْمَدِينَة كَمَا ذكره ابْن إِسْحَاق وَغَيره وَعلي إِنَّمَا تزوج فَاطِمَة فِي السّنة الثَّانِيَة من الْهِجْرَة.
(25) [حَدِيثُ] أَبِي هُرَيْرَةَ وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَعَبْدِ اللَّهِ بِن عَمْرٍو وَعِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ وَمَعْقِلِ ابْن يَسَارٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ يَزِيدُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ أَنَّهُ نَهَى أَنْ يَحْتَبِيَ الرَّجُلُ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ وَنَهَى أَنْ يَشْتَمِلَ الصَّمَّاءَ وَنَهَى أَنْ يَنْتَعِلَ الرَّجُلُ وَهُوَ قَائِمٌ، وَنَهَى أَنْ يُبَالَ فِي الْمُغْتَسَلِ وَنَهَى عَنِ الْبَوْلِ فِي الْمَاءِ الرَّاكِدِ وَنَهَى أَنْ يَبُولَ فِي الشَّارِعِ وَنَهَى أَنْ يَبُولَ الرَّجُلُ وَفَرْجُهُ بَادٍ إِلَى الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَنَهَى أَنْ يَكُونَ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ.
وَنَهَى أَنْ يَبُولَ الرَّجُلُ وَهُوَ قَائِمٌ وَنَهَى أَنْ يَسْتَنِجَي بِرَوْثَةٍ أَوْ عَظْمٍ وَنَهَى أَنْ يَسْتَنْجِيَ بِتُرَابٍ قَدِ اسْتَنْجَى بِهِ مَرَّةً وَنَهَى أَنْ يُبَاشِرَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ وَالْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ لَا ثَوْبَ بَيْنَهُمَا وَنَهَى أَنْ يَتَحَدَّثَ الرَّجُلُ بِمَا يَخْلُو بِهِ مَعَ أَهْلِهِ، وَأَنْ تُحَدِّثَ الْمَرْأَةُ بِمَا تَخْلُوُ بِهِ مَعَ زَوْجِهَا(2/397)
وَنَهَى أَنْ يَقْضِيَ الرَّجُلُ حَاجَتَهُ تَحْتَ شَجَرَةٍ مُثْمِرَةٍ أَوْ عَلَى ضِفَّةِ نَهْرٍ أَوْ عَلَى طَرِيقٍ عَامِرٍ وَنَهَى أَنْ يَسْتَنْجِيَ الرَّجُلُ بِيَمِينِهِ وَنَهَى أَنْ تُقْطَعَ النَّخْلَةُ الْحَامِلَةُ وَنَهَى عَنِ اللَّعِبِ بِالْحَمَامِ، وَعَنْ إِسْبَالِ الإِزَارِ وَنَهَى عَنِ الْجَمْعِ عَلَى الشَّرَابِ وَنَهَى أَنْ تُنْكَحَ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا أَوْ عَلَى خَالَتِهَا وَنَهَى عَنْ نِكَاحِ ابْنَتَيِ الْعَمِّ مِنْ أَجْلِ الْقَطِيعَةِ وَنَهَى عَنْ نِكَاحِ الشِّغَارِ وَنَهَى أَنْ يُتَزَوَّجَ وَلائِدُ أَهْلِ الْكِتَابِ، وَنَهَى أَنْ يَتَوَارَثَ أَهْلُ مِلَّتَيْنِ وَنَهَى عَنِ الرُّقْيَةِ وَنَهَى عَنِ الْعلقَةِ وَنَهَى أَنْ يُؤَمَّ الْعَرَّافُ لِعَرَافَتِهِ أَوْ يُصَدَّقَ الْعَرَّافُ، وَقَالَ مَنْ صَدَّقَهُ فَقَدْ بَرِئَ مِمَّا نَزَلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَنَهَى عَنِ الرَّنَّةِ وَنَهَى عَنِ النِّيَاحَةِ وَالاسْتِمَاعِ إِلَى النِّيَاحَةِ وَنَهَى عَنِ الْجَمْعِ عِنْدَ صَاحِبِ الْمَيِّتِ وَنَهَى عَنْ طَعَامِ أَهْلِ الْمَيِّتِ وَعَنِ الإِجَابَةِ إِلَى طَعَامِ الْمَيِّتِ وَعَنْ إِرْسَالِ الطَّعَامِ إِلَى أَهْلِ الْمَيِّتِ وَنَهَى عَنِ اتِّبَاعِ النِّسَاءِ الْمَيِّتَ وَنَهَى أَنْ يَقْعُدَ الرَّجُلُ فِي بَيْتِهِ لِلْمُصِيبَةِ ثُمَّ يُؤْتَى فَيُعَزَّى وَنَهَى عَنِ الْمِزْمَارِ عِنْدَ النِّعْمَةِ، وَنَهَى عَنِ الدُّفِّ وَالْكُوبَةِ وَنَهَى عَنِ الرَّقْصِ، وَنَهَى عَنْ كُلِّ ذِي وَتَرٍ، وَنَهَى عَنِ اللَّعِبِ كُلِّهِ وَنَهَى عَنِ الْكَذِبِ، وَنَهَى عَنِ الْغِيبَةِ وَعَنِ الاسْتِمَاعِ إِلَى الْغِيبَةِ، وَنَهَى عَنِ النَّمِيمَةِ وَالاسْتِمَاعِ إِلَيْهَا، وَنَهَى عَنِ النَّظْرَةِ الثَّانِيَةِ، وَنَهَى عَنِ الْيَمِينِ الْكَاذِبَةِ، وَقَالَ مَنْ حَلَفَ يَمِينَ صَبْرٍ كَاذِبَةً لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ وَنَهَى عَنِ السِّحْرِ، وَنَهَى عَنِ الطِّيَرَةِ، وَنهى عَن الكهانة وتصديقهم، وَنَهَى عَنْ حُضُورِ اللَّعِبِ وَحُضُورِ الْبَاطِلِ، وَنَهَى عَنْ إِجَابَةِ الْفَاسِقِينَ وَمُجَالَسَتِهِمْ وَمُحَادَثَتِهِمْ، وَنَهَى عَنْ مُجَالَسَةِ الدَّعِيِّ وَمُوَاكَلَتِهِ وَمُشَارَبَتِهِ وَمُحَادَثَتِهِ، وَنَهَى عَنِ الْغِنَاءِ وَالاسْتِمَاعِ إِلَى الْغِنَاءِ، وَنَهَى عَنْ تَعْلِيمِ الصِّبْيَانِ الْغِنَاءَ وَعَنْ تَعْلِيمِ الْمُغَنِّيَاتِ وَعَنْ ثَمَنِ الْمُغَنِّيَةِ وَعَنْ أَجْرِ الْمُغَنِّيَةِ، وَنَهَى عَنْ بَيْعِ الْكَلْبِ الْمُعَلَّمِ وَثَمَنِهِ، وَنَهَى عَنِ الشِّعْرِ وَعَنْ مُجَالَسَةِ الشَّاعِرِ.
وَنَهَى عَنْ لُبْسِ الذَّهَبِ لِلرِّجَالِ، وَنَهَى عَنْ لُبْسِ الْقِسِّيِّ، وَنَهَى عَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ وَالْقَزِّ وَعَنْ لُبْسِ الدِّيبَاجِ، وَعَنْ لُبْسِ الْخَزِّ وَعَنِ الرُّكُوبِ عَلَى النُّمُورِ، وَعَنِ الْجُلُوسِ عَلَى النُّمُورِ؛ وَنَهَى عَنْ تَفْلِيجِ الأَسْنَانِ وَعَنِ التَّنْمِيصِ وَعَنِ الْخِصَاءِ، وَنَهَى عَنِ الْوَشْمِ، وَنَهَى أَنْ تَخْرُجَ الْمَرْأَةُ مِنْ بَيْتِ زَوْجِهَا إِلا بِإِذْنِهِ فَإِنْ خَرَجَتْ بِغَيْرِ إِذْنِهِ لَعَنَهَا كُلُّ ملك فِي السَّمَاء وكل شء تَمُرُّ عَلَيْهِ إِلا الإِنْسَ وَالْجِنَّ، وَنَهَى أَنْ تُطَيَّبَ الْمَرْأَةُ لِلْمَسْجِدِ فَإِنْ فَعَلَتْ لَمْ تُقْبَلْ صَلاتُهَا حَتَّى تَغْتَسِلَ اغْتِسَالَ الْجَنَابَةِ، وَنَهَى أَنْ تَتَزَيَّنَ الْمَرْأَةُ لِغَيْرِ زَوْجِهَا فَإِنْ فَعَلَتْ كَانَ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُحْرِقَهَا بِالنَّارِ، وَنَهَى أَنْ تَتَكَلَّمَ الْمَرْأَةُ مَعَ غَيْرِ زَوْجِهَا أَو(2/398)
ذِي رَحِمٍ مَحْرَمٍ إِلا خَمْسَ كَلِمَاتٍ فِيمَا لَا بُدَّ مِنْهُ وَنَهَى أَنْ تَمْنَعَ الْمَرْأَةُ زَوْجَهَا وَلَوْ كَانَتْ عَلَى قَتَبٍ إِذَا كَانَتْ طَاهِرَةً، وَنَهَى عَنْ بَيْعِ النَّخْلِ حَتَّى يَزْهُوَ وَيَحْمَارَّ أَوْ يَصْفَارَّ، وَعَنْ بَيْعِ الْعِنَبِ حَتَّى يَسْوَدَّ، وَعَنِ الْحَبِّ حَتَّى يُفْرَكَ؛ وَنَهَى عَنْ بَيْعِ الثَّمَرَةِ حَتَّى تُطْعَمَ فِي أَكْمَامِهَا وَنَهَى عَنْ بَيْعِ السَّبْيِ، وَنَهَى عَنِ الْمُزَابَنَةِ وَالْمُحَاقَلَةِ، وَنَهَى عَنْ بَيْعِ الْقِدْرَةِ وَعَن جُلُود الْقُدْرَة وَالْخَنَازِيرِ، وَنَهَى عَنْ بَيْعِ الشَّطْرَنْجِ وَعَنِ اللَّعِبِ بِهِ، وَقَالَ هُوَ كَأَكْلِ لَحْمِ الْخِنْزِيرِ وَنَهَى عَنِ النَّرْدِ وَاللَّعِبِ بِهِ، وَعَنْ نِحَالَةَ اللاعِبِ بِالنَّرْدِ، وَنَهَى عَنِ الْقِمَارِ كُلِّهِ وَعَنِ اللَّعِبِ بِالْجَوْزِ لِلصِّبْيَانِ، وَنَهَى عَنْ شُرْبِ الْخَمْرِ وَعَنْ بَيْعِ الْخَمْرِ وَعَنْ أَنْ يُعْصَرَ الْخَمْرُ وَعَنْ أَنْ تُشْتَرَى الْخَمْرُ وَعَنْ حُمُولَةِ الْخَمْرِ، وَنَهَى أَنْ تُسْقَى الْخَيْلُ الْخَمْرَ، فَإِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْخَمْرَ وَعَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَشَارِبَهَا وَسَاقِيَهَا وَبَائِعَهَا وَآكِلَ ثَمَنِهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ وَقَالَ مَنْ شَرِبَهَا فَهُوَ كَعَابِدِ الْوَثَنِ وَكَعَابِدِ اللاتِ وَالْعُزَّى وَلا تُقْبَلُ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، فَإِنْ مَاتَ وَفِي بَطْنِهِ شَيْءٍ مِنْهَا كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ، قِيلَ وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ قَالَ: صَدِيدُ أَهْلِ النَّارِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْ فُرُوجِ الزُّنَاةِ، فَيَجْتَمِعُ ذَلِكَ فِي قُدُورِ جَهَنَّمَ فَيَصِيرُ حَمِيمًا فَتَشْرَبُهُ أَهْلُ النَّارِ وَيُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهُمْ وَالْجُلُودُ، وَنَهَى عَنْ أَكْلِ الرِّبَا وَعَنِ الشَّهَادَةِ عَلَى الرِّبَا، وَنَهَى عَنْ كِتَابَةِ الرِّبَا وَعَنْ طَعَامِ الرِّبَا، وَلَعَنَ آكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ وَكَاتِبَهُ وَشَاهِدَيْهِ وَنَهَى عَنِ الْمُطَلَّقَةِ أَنْ تَتَزَوَّجَ زَوْجًا آخَرَ يُحِلُّهَا لِلأَوَّلِ، وَنَهَى الَّذِي يَتَزَوَّجُهَا لِيُحِلَّهَا لِلزَّوْجِ الأَوَّلِ، وَنَهَى زَوْجَهَا الأَوَّلَ إِذَا عَلِمَ ذَلِكَ.
فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَعَنَ الَّذِي يَفْعَلُ ذَلِكَ الْمُسْتَحِلُّ وَالْمُسْتَحَلُّ لَهُ وَنَهَى عَنْ بَيْعٍ وَسَلَفٍ، وَنَهَى عَنْ بَيْعِ مَا لَيْسَ عِنْدَهُ، وَنَهَى عَنْ رِبْحِ مَا لَمْ يُضْمَنْ.
وَنَهَى عَنِ الْجَلالَةِ وَرُكُوبِهَا وَأَلْبَانِهَا مِنَ الإِبِلِ وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَقَالَ يُحْبَسُ الإِبِلُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَالْبَقَرُ كَذَلِكَ وَالْغَنَمُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، وَنَهَى أَنْ يَضْرِبَ الرَّجُلُ خَدَّهُ أَوْ خَدَّ غَيْرِهِ وَنَهَى أَنْ يُبَالَ فِي الإِنَاءِ الَّذِي يُنْقَعُ بِهِ، وَنَهَى أَنْ يُجَامِعَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ، وَنَهَى أَنْ يُجَامِعَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ وَقَدْ خَرَجَ مِنَ الْخَلاءِ حَتَّى يَتَوَضَّأَ، وَنَهَى أَنْ يَبِيتَ الرَّجُلُ وَهُوَ جُنُبٌ حَتَّى يَتَوَضَّأَ، وَنَهَى أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ مُسَيْجِدٌ وَمُصَيْحِفٌ، وَنَهَى أَنْ يَسْتَقْبِلَ الرَّجُلُ الرِّفَاقَ مَعَهُمُ الْبُيُوعُ حَتَّى يَقْدَمُوا السُّوقَ، وَنَهَى عَنْ بَيْعِ الْمَاءِ وَنَهَى عَنْ بَيْعِ الْكَلإِ، وَنَهَى أَنْ يُشَابَ لَبَنٌ لِبَيْعٍ؛ وَنَهَى أَنْ يُتَعَاطَى السُّيُوفُ مَسْلُولا، وَنَهَى أَنْ يُسَلَّ السَّيْفُ فِي الْمَسْجِدِ وَنَهَى أَنْ يُمَرَّ بِالنَّبْلِ فِي الْمَسْجِد وَنهى عَن رفع(2/399)
الأَصْوَاتِ فِي الْمَسَاجِدِ وَأَنْ يُنْشَدَ الضَّالَّةُ وَأَنْ يُنْشَدَ الشِّعْرُ وَأَنْ يُقَامَ فِيهِ الْحُدُودُ وَأَنْ تُقَاصَّ فِيهِ الْجِرَاحَاتُ وَعَنِ الْبَيْعِ فِيهِ وَنَهَى أَنْ يُدْخَلَ الْحَمَّامُ إِلا بِمِئْزَرٍ وَنَهَى أَنْ تَدْخُلَهُ الْمَرْأَةُ وَنَهَى أَنْ يَنْظُرَ الرَّجُلُ إِلَى عَوْرَةِ الرَّجُلِ وَالْمَرْأَةُ إِلَى عَوْرَةِ الْمَرْأَةِ، وَنَهَى أَنْ يَخْلُوَ الرَّجُلُ بِامْرَأَةٍ غَيْرَ مَحْرَمٍ وَنَهَى أَنْ يَأْكُلَ الرَّجُلُ عَلَى مَائِدَةٍ يُشْرَبُ عَلَيْهَا الْخَمْرُ وَنَهَى أَنْ يَأْكُلَ الرَّجُلُ بِشِمَالِهِ وَنَهَى عَنِ النَّفْخِ فِي الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَنَهَى أَنْ يُنْفَخَ فِي الصَّلاةِ وَنَهَى عَنِ الصَّلاةِ إِلَى مَوْضِعِ حَشٍّ أَوْ حَمَّامٍ أَوْ مَقْبُرَةٍ وَنَهَى عَنْ أَربع مِنَ الأَسْمَاءِ: يَسَارٍ وَنَافِعٍ وَبَرَكَةَ وَرَافِعٍ، وَنَهَى عَنْ أَرْبَعٍ مِنَ الْكُنَى عَنْ أَبِي مَالِكٍ وَأَبِي الْحَكَمِ وَأَبِي الْقَاسِمِ وَأَبِي عِيسَى، وَنَهَى عَنْ قَتْلِ النَّمْلَةِ وَالْهُدْهُدِ وَالصُّرَدَ وَالنَّحْلِ، وَنَهَى أَنْ يُحَرَّشَ بَيْنَ الْبَهَائِمِ، وَنَهَى عَنِ التَّخْنِيثِ وَعَنْ حَدِيثِ الْمُخَنَّثِ وَمُحَادَثَةِ الْمُخَنَّثِ وَعَنْ مُجَالَسَةِ الْمُخَنَّثِ وَعَنْ صُحْبَةِ الْمُخَنَّثِ وَعَنْ إِجَابَةِ دَعْوَةِ الْمُخَنَّثِ وَقَالَ لَعَنَهُ اللَّهُ وَنَهَى عَنِ الاخْتِصَارِ، وَنَهَى عَنِ التَّثَاؤُبِ فِي الصَّلاةِ وَقَالَ لِيُمْسِكْ بِيَدِهِ عَلَى فِيهِ فَإِنَّهُ الشَّيْطَانُ يَفُكُّ بَيْنَ لَحْيَيْهِ يَضْحَكُ مِنْ جَوْفِهِ، وَنَهَى أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ لَا وَأَبِيكَ، أَوْ يَقُولَ لَا وَالْكَعْبَةِ أَوْ يَقُولَ لَا وَحَيَاتِكَ وَحَيَاةِ فُلانٍ، وَنَهَى أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ لَا نَزَالِ بِخَيْرٍ مَا بَقِيتَ، وَنَهَى أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ وَنَهَى أَنْ يَحْلِفَ الرَّجُلُ بِغَيْرِ اللَّهِ، وَنَهَى أَنْ يَحْلِفَ بِسُورَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَقَالَ مَنْ حَلَفَ بِشَيْءٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَعَلَيْهِ بِكُلِّ آيَةٍ يَمِينٌ فَمَنْ شَاءَ بَرَّ وَمَنْ شَاءَ فَجَرَ، وَنَهَى أَنْ يُسَوِّمَ الرَّجُلُ عَلَى سَوْمِ أَخِيهِ وَأَنْ يَخْطُبَ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ وَنَهَى أَنْ يُجَامِعَ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ وَعِنْدَهُ أَحَدٌ حَتَّى الصَّبِيُّ فِي الْمَهْدِ، وَنَهَى أَنْ تُحَدَّ الشَّفْرَةُ، وَالشَّاةُ تَنْظُرُ؛ وَنَهَى أَنْ يُمْحَى اسْمُ اللَّهِ تَعَالَى بِالْبُزَاقِ، وَنَهَى أَنْ يَقْعُدَ الرَّجُلُ فِي الْمَسْجِدِ وَهُوَ جُنُبٌ؛ وَنَهَى أَنْ يَمُرَّ فِي الْمَسْجِدِ يَتَّخِذُهُ طَرِيقًا، وَنَهَى أَنْ يُنْدَبَ الْمَيِّتُ وَنَهَى أَنْ يُقَالَ مَاتَ فُلانٌ فَاشْهَدُوا، وَأَنْ يُنْعَى فِي الْقَبَائِلِ، وَنَهَى عَنِ التَّعَرِّي بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَنَهَى أَنْ يُبَاشِرَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ إِلا وَبَيْنَهُمَا ثَوْبٌ وَنَهَى أَنْ يَبِيتَ الرَّجُلُ عَلَى سَطْحٍ وَلَيْسَ يَحْبِسُ قَدَمَيْهِ شَيْءٌ دُونَهُ وَنَهَى عَنِ الْحِجَامَةِ يَوْمَ الأَرْبَعَاءِ وَيَوْمَ السَّبْتِ وَقَالَ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَأَصَابَهُ وَضَحٌ فَلا يَلُومَنَّ إِلا نَفْسَهُ وَنَهَى عَنِ الْكَلامِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالإِمَامُ يَخْطُبُ وَنَهَى عَنِ اللَّعِبِ بِالْحَصَى وَالإِمَامُ يَخْطُبُ وَقَالَ مَنْ تَكَلَّمَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالإِمَامُ يَخْطُبُ وَأَشَارَ بِيَدِهِ أَوْ رَأْسِهِ فَقَدْ لَغَا من لَهَا فَلا جُمُعَةَ لَهُ وَنَهَى عَنِ(2/400)
الْخِضَابِ بِالسَّوَادِ وَنَهَى عَنِ الْجَرَسِ وَالضَّرْبِ بِهِ وَنَهَى أَنْ يُقَالُ لِلذِّمِّيِّ يَا أَبَا فُلانٍ وَنَهَى أَنْ يَتَخَتَّمَ الرَّجُلُ وَالْمَرْأَةُ بِخَاتَمٍ مِنْ حَدِيدٍ وَعَنْ خَاتَمِ الصُّفْرِ وَخَاتَمِ الذَّهَبِ وَنَهَى أَنْ يُنْقَشَ الْحَيَوَانُ فِي الْخَوَاتِيمِ وَنَهَى أَنْ يُنْقَشَ اسْمُ اللَّهِ عَلَى الْخَاتَمِ وَنَهَى عَنِ الصَّلاةِ فِي سَاعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ وَبَعْدَ الْفَجْرِ وَنَهَى عَنْ صِيَامِ سِتَّةِ أَيَّامٍ يَوْمِ الْفِطْرِ وَيَوْمِ النَّحْرِ وَيَوْمٍ يُشَكُّ فِيهِ مِنْ رَمَضَانَ وَثَلاثَةِ أَيَّامٍ بَعْدَ النَّحْرِ وَنَهَى أَنْ تُسَافِرَ الْمَرْأَةُ سَفَرًا إِلا مَعَ زَوْجٍ أَوْ ذِي مَحْرَمٍ وَنَهَى أَنْ يُحْرَقَ شَيْءٌ مِنَ الْحَيَوَانِ بِالنَّارِ وَنَهَى عَنْ قَتْلِ الْحَيَّاتِ وَنَهَى أَنْ يُقَبِّلَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ وَأَنْ يَلْتَزِمَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ وَنَهَى أَنْ يَنْحَنِيَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ أَوْ يَسْجُدَ لأَحَدٍ غَيْرَ اللَّهِ وَنَهَى عَنْ شُرْبِ الْخَلِيطَيْنِ الْبُسْرِ وَالتَّمْرِ وَنَهَى أَنْ يُذْبَحَ بِالسِّنِّ وَالظُّفْرِ وَنَهَى عَنِ الْمُثْلَةِ وَعَنِ الدُّبَّاءِ وَالْحَنْتَمِ وَالنَّقِيرِ وَالْمُزَفَّتِ وَنَهَى عَنِ التَّنَخُّمِ فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ وَنَهَى عَنِ الْبُزَاقِ فِي الْبِئْرِ يُشْرَبُ مِنْهُ وَنَهَى أَنْ يُحَوَّلَ شَيْءٌ مِنْ تُخُومِ الأَرْضِ وَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَنَهَى عَنِ الْوِصَالِ فِي الصَّوْمِ وَنَهَى عَنِ التَّبَتُّلِ وَقَالَ مَنْ لَمْ يَنْكِحْ فَلَيْسَ مِنَّا وَنَهَى عَنِ الْقَزَعِ وَنَهَى عَنْ بَيْعِ السَّمَكِ فِي الْمَاءِ وَنَهَى عَنْ بَيْعِ الْمَضَامِينِ وَالْمَلاقِيحِ وَنَهَى عَنْ بَيْعِ الْمَصَاحِفِ وَنَهَى أَنْ يَسْتَأْجِرَ أَجِيرًا حَتَّى يُعْلِمَهُ أَجْرَهُ وَنَهَى أَنْ يَمْنَعَ جَارَهُ أَنْ يَغْرِزَ خَشَبَتَهُ فِي حَائِطِهِ وَنَهَى عَنْ بَيْعِ الْحَيَوَانِ بِالْحَيَوَانِ نَسِيئَةً وَنَهَى عَنْ قَتْلِ الْمَوَاشِي فِي دَارِ الْحَرْبِ وَنَهَى عَنِ الْمُبَارَزَةِ بِغَيْرِ إِذْنِ الإِمَامِ وَنَهَى عَنِ الإِمَامَةِ بِالأُجْرَةِ وَنَهَى عَنْ تَعْلِيمِ الْقُرْآنِ بِالأُجْرَةِ وَنَهَى عَنِ الأَذَانِ بِالأُجْرَةِ وَنَهَى عَنْ بَيْعِ الْوَلاءِ وَعَنْ هِبَتِهِ وَنَهَى أَنْ تُنْزَى الْحُمُرُ عَلَى الْخَيْلِ وَنَهَى عَنِ الْعِرَافَةِ وَنَهَى عَنْ قَتْلِ الصِّبْيَانِ وَنَهَى أَنْ تُعْقَرَ الْخَيْلُ فِي الْقِتَالِ وَنَهَى عَنْ بَيْعِ الذَّهَبِ بِالْفِضَّةِ نَسِيئَةً وَنَهَى عَنْ بَيْعِ الذَّهَبِ بِالذَّهَبِ إِلا وَزْنًا بِوَزْنٍ سَوَاءً بِسَوَاءٍ (التِّرْمِذِيّ الْحَكِيم) فِي كتاب المناهي وَفِيه عباد بن كثير قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَخْرِيج الرَّافِعِيّ حَدِيث بَاطِل لَا أصل لَهُ بل هُوَ من اخْتِلَاق عباد (قلت) وَذكر النَّوَوِيّ فِي شَرحه على الْمُهَذّب من هَذَا الحَدِيث النَّهْي عَن اسْتِقْبَال الشَّمْس وَالْقَمَر وَقَالَ حَدِيث بَاطِل لَا يعرف وَالله أعلم.
(26) [حَدِيثٌ] الْعَبْدُ الْمُطِيعُ لِوَالِدَيْهِ وَالْمُطِيعُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ فِي أَعَلى عِلِيِّينَ (مي) من حَدِيث أَنَسٍ مِنْ طَرِيقِ أَبِي هُدْبَةَ.(2/401)
(27) [حَدِيثٌ] طَلَبُ الْجَنَّةِ بِلا عَمَلٍ ذَنْبٌ مِنَ الذُّنُوبِ وَانْتِظَارُ شَفَاعَتِي مِنْ بَعْدِي بِلا اتِّبَاعِ سُنَّتِي نَوْعٌ مِنَ الْغُرُورِ وَارْتِجَاءُ الرَّحْمَةِ مِمَّنْ لَا يُطِيعُ اللَّهَ حُمْقٌ وَجَهَالَةٌ (نع) فِي مُعْجَمه من حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ طَرِيقِ أَبِي هدبة وَقَالَ أَبُو نعيم أَنا أَبْرَأ من عُهْدَة هَذَا الحَدِيث.
(28) [حَدِيثٌ] ثَلاثَةٌ ذَهَبَتْ مِنْهُمُ الرَّحْمَةُ الصَّيَّادُ وَالْقَصَّابُ وَبَائِعُ الْحَيَوَانِ.
(29) [وَحَدِيثٌ] لَا خيل ألْقى مِنَ الدُّهْمِ وَلا امْرَأَةَ كَابْنَةِ الْعم.
(30) [وَحَدِيث] أَربع يستأنفون الْعلم الْمَرِيضُ إِذَا بَرِئَ وَالْمُشْرِكُ إِذَا أَسْلَمَ وَالْمُنْصَرِفُ مِنَ الْجُمُعَةِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا وَالْحَاجُّ أخرجهَا (ابْن الْأَشْعَث) فِي سنَنه الَّتِي وَضعهَا على آل الْبَيْت من حَدِيث عَليّ رَضِي الله عَنهُ.
(31) [حَدِيثٌ] فَضْلُ أَهْلِ الْمَدَائِنِ عَلَى أَهْلِ الْقُرَى كَفَضْلِ السَّمَاءِ عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ مِنْ أَجْلِ الْجُمُعَةِ وَالْجَمَاعَاتِ.
(32) [وَحَدِيثٌ] الذِّكْرُ نِعْمَةٌ مِنَ اللَّهِ فَأَدُّوا شُكْرَهَا (نع) كِلَاهُمَا من حَدِيث نبيط بن شريط من طَرِيق أَحْمد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن نبيط بن شريط.
(33) [وَحَدِيثٌ] الدُّنْيَا خُطْوَةُ الْمُؤْمِنِ.
(34) [وَحَدِيثٌ] لَوْ وُزِنَ خَوْفُ الْمُؤْمِنِ وَرَجَاؤُهُ لاعْتَدَلا.
(35) [وَحَدِيثٌ] مَنْ أَحْسَنَ ظَنَّهُ بِحَجَرٍ نَفَعَهُ اللَّهُ بِهِ.
(36) [وَحَدِيثٌ] مَنْ عَرَفَ نَفْسَهُ عَرَفَ رَبَّهُ.
(37) [وَحَدِيثٌ] مَنْ بَاتَ فِي حِرَاسَةِ كَلْبٍ بَاتَ فِي غَضَبِ اللَّهِ.
(38) [وَحَدِيثٌ] مَنْ كَسَرَ قَلْبًا فَعَلَيْهِ جَبْرُهُ.
(39) [وَحَدِيثٌ] أَنَا مِنَ اللَّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ مِنِّي (قَالَ ابْن تَيْمِية) فِي السَّبْعَة إِنَّهَا مَوْضُوعَة (قَالَ) جَامعه الْفَقِيرُ إِلَى عَفْوِ الْخَلاقِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عراق قد انْتهى بعون الله وتوفيقه مَا أردْت جمعه من الموضوعات الَّتِي جمعهَا الحافظان ابْن الْجَوْزِيّ والسيوطي وَلم أخل بِحَدِيث مِمَّا ذكرَاهُ إِلَّا مَا زاغ عَنهُ النّظر أَو أوجبه النسْيَان الَّذِي لَا يسلم مِنْهُ الْبشر(2/402)
وَقد فَاتَ الشَّيْخَيْنِ من الموضوعات جَانب كَبِير وَقد شرعت فِي جمعهَا فِي تأليف يكون كالذيل على هَذَا التَّأْلِيف إِن ساعد التَّيْسِير من اللَّطِيف الْخَبِير وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين (وَقد) نسخت هَذِه النُّسْخَة من نُسْخَة منقولة عَن خطّ مُؤَلفه وَوَافَقَ الْفَرَاغ من كتَابَتهَا فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ أَوَاخِر شهر شَوَّال الْمُعظم سنة ألف وَمِائَتَيْنِ وَسَبْعَة وَثَمَانِينَ على يَد أفقر الْعباد إِلَى الله تَعَالَى المنان غَرِيب الدَّار والديار المشتت عَن الْأَهْل والأوطان عبد الرَّحْمَن ابْن عبد الله الْبَغْدَادِيّ غفر الله لَهُ ولوالديه وَعم بِلُطْفِهِ وَحفظه ووقايته من كَانَ سَببا فِي استنساخها جناب مُحَمَّد بك نجل جناب الْمُحْتَرَم وَهِي باشا حفظه الله ووالده آمين.
(وَإِن تَجِد عَيْبا فسد الخللا ... فجل من لَا عيب فِيهِ وَعلا)
وَسَلام على الْمُرْسلين وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين.
انْتَهَت مُرَاجعَة هَذِه النُّسْخَة لَيْلَة غرَّة شعْبَان من سنة 1375 بَين الْفَقِير عبد الْوَهَّاب عبد اللَّطِيف، وَالشَّيْخ الْمُحدث السَّيِّد عبد الله بن مُحَمَّد بن الصّديق الغماري، هُوَ يقْرَأ وَالْفَقِير يسمع بمنزلنا 13 حارة عبد الْبَاقِي شَارِع درب الجماميز بالسيدة زَيْنَب بِالْقَاهِرَةِ بِمصْر وَالْحَمْد لله.(2/403)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
تقريظ
الْحَمد لله الَّذِي قيض لحفظ السّنة من بَحر حفظه بعلومها ملي، وأيدها بِهِ فِي آخر الزَّمَان كأوله، فَكَانَ لَهَا فِي كل زمن سَنَد عَليّ، كَيفَ لَا وَهُوَ بَاب مَدِينَة الْعلم المتوصل مِنْهُ إِلَى خَفِي المعارف والجلي (اللَّهُمَّ) فاحفظه على السّنة كَمَا حَفظتهَا بِهِ، وَعَاد من عَادَاهُ ووال من كَانَ لَهُ ولي، فَإِنَّهُ نور الدَّين وضياء الشَّرِيعَة، الَّذِي أظهر سناه غوامض الْعُلُوم البديعة، حَتَّى نَشأ عَنْهَا تَنْزِيه الشَّرِيعَة المرفوعة، عَن الْأَحَادِيث الشنيعة الْمَوْضُوعَة (أَحْمَده) سُبْحَانَهُ أَن حرس سماءها من شياطين أهل الْبدع، وصانها من تخليطهم حَتَّى انْقَطع مِنْهُم فِي الإيضاع إِلَى الْوَضع الطمع، وَلم يسمع مِنْهُم متمن يَقُول يَا لَيْتَني فِيهَا جذع، أخب فِيهَا وأضع (وَأَشْهَدُ) أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ الْكَرِيم الْجواد، الَّذِي انْفَرد بِحسن نظام الْإِنْشَاء والإيجاد، وفاوت بَين خلقه بعدأن عمهم بنعمتي الإيجاد والإمداد، فَوضع من وضع من الْمُلْحِدِينَ، وَرفع من رفع من عُلَمَاء السّنة والإسناد (وَأَشْهَدُ) أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوله صَاحب الْأَخْلَاق المرضية، وَالْأَحَادِيث الْحَسَنَة القوية، وَالسّنة السمحاء الْبَيْضَاء النقية، المصونة عَن أباطيل الأكاذيب بنقادها وأسانيدها الْعلية، الْقَائِل فِيمَا يرْوى من الْأَخْبَار، عَن الروَاة الثِّقَات الْأَئِمَّة الأخيار، زجرا للملحدين المفترين الأشرار: من كذب عَليّ مُتَعَمدا فَليَتَبَوَّأ مَقْعَده من النَّار، صلى الله عَلَيْهِ وعَلى آله وَأَصْحَابه الْكِرَام، الَّذين نقلوا سنته إِلَى أمته وحفظوا عَلَيْهِم أَحَادِيث الْأَحْكَام، وَنَفَوْا عَنْهَا خبث الأكاذيب فأشرق صدق كلهَا الطّيب فِي أقطار الْإِسْلَام، صَلَاة وَسلَامًا دائمين مَا دَامَت طَائِفَة من أمته قَائِمَة بِأَمْر الله لَا يضرهم من خالفهم إِلَى يَوْم الْقيام (وَبعد) فقد وقفت على هَذَا التَّأْلِيف الَّذِي انْفَرد بِالْجمعِ، وتأملت هَذَا التصنيف الَّذِي حسن عِنْد كل من تَأمله الوقع، فَوَجَدته كَافِيا شافيا فِيمَا هُوَ بصدده حسنا فِيمَا اشْتَمَل عَلَيْهِ من أساليب الْوَضع، شَاهدا لمؤلفه بسعة الِاطِّلَاع، وَقُوَّة الْعَارِضَة وسلامة الطَّبْع، مُبينًا أَنه ثَالِث الرجلَيْن الَّذين أمنا أَن يعززا بثالث، وحائز مِيرَاث علمهما لم يُشَارِكهُ فِيمَا تركا سواهُ وَارِث،(2/404)
ومتمم مَا أغفلاه بِمَا زَاد عَلَيْهِمَا من التعقبات بالأنقال والمباحث، فَهُوَ خَاتِمَة الْمُحَقِّقين وَمن حلف لَا يَأْتِي بِمثلِهِ كَانَ غير حانث، وَإِن من أَنْجَب بِهِ ابْن عراق غريق فِي الْعُلُوم فَلَا بدع أَن يسمو بِهن ويعتلى، ولعمر الله لَا يُنكر هَذَا الْفَيْض لمن مدده من وسمى ذَلِك الْوَلِيّ، ونوره مقتبس من تِلْكَ الشَّمْس الَّتِي عَم الْآفَاق والأقطار ضوؤها الْجَلِيّ، وَهل يرتاب أحد فِي عُلُوم مُحَمَّد، إِذا انْتَقَلت إِلَى وَصِيّه عَليّ، أما صناعَة المنثور والمنظوم، فَهِيَ عِنْده من فضلات الْعُلُوم، وفكره لم يزل يطلع من بدائعها مَا يغار مِنْهُ دراري النُّجُوم، لقد أثنت عَلَيْهِ الْأَلْسِنَة وَلَو سكتوا أثنت عَلَيْهِ الحقائب، ونوره بفضله اتَّضَح لأولي الْأَبْصَار بشريف صِفَاته والمناقب، وَشهِدت دروسه وفتاويه بِأَن رتبته فِي الْعلم تطامنت لأخمصها الشهب الثواقب، وَقَالَ الْعباب مَا أَنا إِلَّا قَطْرَة فِي بَحر هَذَا الْبَحْر الَّذِي أبرز من عويص مخبآت الْعَجَائِب، فَهُوَ مرجع الْأَئِمَّة الْإِثْبَات، فَالله تَعَالَى يجمل بِهِ الْإِسْلَام ويزيده إجلالا وإخبات، وَلما اتّفقت الْكَلِمَة على مدحه أَحْبَبْت أَن أمدحه بِأَبْيَات، وَهَذِه هِيَ الأبيات:
(الله آتاك فضل الْعلم وَالْعَمَل ... وَإِن ذَلِك أقْصَى غَايَة الأمل)
(يَا وَارِث الْعلم عَن خير الْأَنَام لقد ... أَحييت سنته بعد انتها الْأَجَل)
(وصنت أَقْوَاله وَهِي الجديرة أَن ... تصان عَن مين أهل الزيغ والزلل)
(أدْركْت فِي صونها مَا فَاتَ طَائِفَة ... مِمَّن تقدم من أعلامنا الأول)
(تقدموك على تَفْضِيلهمْ وَلَقَد ... أَتَى فدا لَك لما جِئْت بالجمل)
(لله فِي الْخلق آثَار تدق وَلَا ... نَكِير إِذْ جمع الْأَسْرَار فِي رجل)
(مواهب لَك وَقت النَّاس قد خبئت ... فِي لوحك الْمُودع الْمَحْفُوظ بالأزل)
(فَمن يساميك لَا يَنْفَكّ مستفلا ... وآنت أَنْت على رغم الحسود عَليّ)
(وانت فِي الْعلم بَحر لَا انْتِهَاء لَهُ ... وَأَنت أشبه وَقت الْحلم بِالْجَبَلِ)
(والخلق مِنْك حكته رَوْضَة أنف ... يفتر أكمامها عَن زهرها الخضل)
(وَلم تكن عنْدك الدُّنْيَا لَهَا خطر ... فَلَيْسَ إهمالك الدُّنْيَا من الخطل)
(لَو أَن زهرتها فِي الْكَفّ مِنْك وَقد ... سئلتها كنت تعطيها وَلم تسل)
(عَطاء من لم يضق صَدرا بقلتها ... وَلَا بكثرتها تلفيه ذَا جذل)
(وَقد صفا الْقلب مِنْهُ عَن تكدرها ... لما تولاه قطب الْوَقْت خير ولى)(2/405)
(مُحَمَّد بن عراق وَهُوَ وَالِده ... فَهُوَ الغريق إِذن فِي الْعلم وَالْعَمَل)
(قد كَانَ يخبر عَنهُ أَن بَاطِنه ... حشى بفيض عُلُوم جمة وملى)
(كم كَانَ لِابْنِ عراق من مكاشفة ... جلية ظَهرت كَالشَّمْسِ فِي الْحمل)
(وَكم لَهُ من كرامات قد اشتهرت ... فِي الشرق والغرب أَيْضا شهرة الْمثل)
(أطَاع خالقه فالخلق أجمعها ... فِي طوعه لم تحل عَنهُ وَلم تزل)
(أحييى الظلام إِلَى حِين الْمَمَات وَعَن ... أوراده وَصِيَام الدَّهْر لم يمل)
(وَكَانَ من كل أَنْوَاع الْعِبَادَة لَا ... يمل حاشاه من عجز وَمن كسل)
(رَبِّي وسلك أَقْوَامًا وقومهم ... فَصَارَ عودهم مَا فِيهِ من ميل)
(وَأَصْبحُوا كلهم أَعْيَان وقتهم ... وَأَنت إِنْسَان تِلْكَ الْأَعْين النجل)
(وَلم تكن بالمنى أدْركْت ذَاك بلَى ... قطعت فِيهِ اللَّيَالِي ساهر الْمقل)
(ودمت بِالْعلمِ مَشْغُولًا وملتهيا ... عَمَّا يعانيه أهل اللَّهْو من شغل)
(وصنعة الشّعْر والإنشاء قد حضرت ... لديك وَهِي من المستعظم الجلل)
(أوضحت فِي كل نوع من فنونهما ... طرائقا لم تكن مسلوكة السبل)
(وَكم فَضَائِل أشتات قد اجْتمعت ... لديك مِنْهَا الْحلِيّ عَن عطل)
(أَجدت وَالله فِي هَذَا الْكتاب وَلم ... تورد بِهِ غامضا إِلَّا استبان جلى)
(لله دَرك تصنيفا عرائسه ... تجلى عرائسه فِي أَفْخَر الْحلَل)
(يَقُول فحواه كم فَاتَ الْأَوَائِل من ... علم وَصَارَ لمن يقفوهم وبلى)
(بقيت بَحر عُلُوم من جواهره ... تبدي تصانيف قد أضحى بِهن ملى)
(ودمت تحفظه علما حفظت بِهِ ... حُدُود سنة طه خَاتم الرُّسُل)
(أزكى الصَّلَاة عَلَيْهِ وَالسَّلَام مَعًا ... والآل مَا عز ذُو علم وَكَانَ على)
(قَالَ) ذَلِك وَكتبه الْفَقِير عبد الْعَزِيز الزمزمي الشَّافِعِي غفر الله ذنُوبه وَستر عيوبه بِمُحَمد وَآله أَجْمَعِينَ وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين.(2/406)