بالحناء والكتم، وكان شعره يبلغ كتفيه أو منكبيه [1] .
وقال البيهقي أخبرنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر أنا يعقوب بن سفيان، حدثني ابو جعفر محمد بن عمر بن الوليد الكندي الكوفي، ثنا يحيى بن آدم، ثنا شريك عن عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابن عمر قال: كان شيب رسول الله صلّى الله عليه وسلم نحوا من عشرين شعرة [2] .
صفة وجهه:
وقال الحافظ أبو بكر البيهقي في الدلائل: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد، أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، ثنا أبو يوسف يعقوب بن سفيان، ثنا أبو نعيم وعبيد [3] الله، عن إسرائيل، عن سماك انه سمع جابر بن سمرة قال له رجل: أكان رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجْهَهُ مثل السيف؟ قال: لا، بل مثل الشمس والقمر مستديرا [4] .
وقال يعقوب الفسوي ثنا سعيد ثنا يونس بن أبي يعفور العبديّ عن أبي إسحاق الهمدانيّ عن امرأة من همدان سماها، قالت: حججت مع النبي صلى الله عليه وسلم فرأيته على بعير له يطوف بالكعبة بيده محجن، فقلت لها: شبهيه. قالت: كالقمر ليلة البدر لم أر قبله ولا بعده مثله [5] .
وقال يعقوب بن سفيان حدثنا سعيد ثنا يونس بن أبي يعفور العبديّ، عن أبي إسحاق الهمدانيّ، عن امرأة من همدان سماها. قالت: حججت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيته على بعير له يطوف بالكعبة بيده
__________
[1] ، (2) المصدر السابق 6/ 21.
[3] في الأصل «عبد» وانما هو عبيد الله بن موسى العبسيّ.
[4] ابن كثير: البداية والنهاية 6/ 12.
[5] الذهبي: تاريخ الإسلام 1/ 243- 244.(3/282)
محجن عليه بردان أحمران يكاد يمس منكبه، إذا مر بالحجر استلمه بالمحجن ثم يرفعه اليه فيقبله.
قال أبو إسحاق: فقلت لها: شبهيه. قالت: كالقمر ليلة البدر لم أر قبله ولا بعده مثله [1] .
وقال يعقوب بن سفيان حدثنا إبراهيم بن المنذر ثنا عبد الله بن موسى التيمي ثنا أسامة بن زيد عن أبي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قال:
قلت للربيع بنت معوذ: صفي لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قالت:
يا بني لو رأيته رأيت الشمس طالعة [2] .
وصف علي بن أبي طالب له:
وقال يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مسلمة [3] القعنبي وسعيد بن منصور، ثنا عمر بن يونس، ثنا عمر بن عبد الله مولى غفرة، حدثني إبراهيم بن محمد من ولد علي قال: كان علي إذا نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لم يكن بالطويل الممغط ولا القصير المتردّد، وكان ربعة من القوم، ولم يكن بالجعد القطط، ولا بالسبط، كان جعدا رجلا ولم يكن بالمطهم ولا المكلثم، وكان في الوجه تدوير أبيض مشربا، أدعج العينين، أهدب الأشفار، جليل المشاش والكتد، أجود ذو مسربة، شثن الكفين والقدمين، إذا مشى تقلّع كأنما يمشي في صبب، وإذا التفت التفت معا، بين كتفيه خاتم النبوة، أجود الناس كفا، وأرحب الناس صدرا، وأصدق الناس لهجة، وأوفى الناس ذمة، وألينهم عريكة، وألزمهم عشرة، ومن رآه بديهة هابه، ومن خالطه لعرفة أحبه، يقول ناعته: لم أر قبله ولا بعده مثله [4] .
__________
[1] ، (2) ابن كثير البداية والنهاية 6/ 12، 12- 13.
[3] في الأصل «مسلم» وهو خطأ وهو من رجال التهذيب.
[4] ابن كثير: البداية والنهاية 6/ 28- 29.(3/283)
وصف هند بن أبي هالة له:
قال يعقوب بن سفيان الفسوي الحافظ حدثنا سعيد بن حماد الأنصاري المصري وأبو غسان مالك بن إسماعيل الهندي [1] قالا ثنا جميع بن عمر بن عبد الرحمن العجليّ قال حدثني رجل بمكة عن ابن لأبي هالة التميمي عن الحسن بن علي قال سألت خالي هند بن أبي هالة- وكان وصّافا- عن حلية رسول الله صلى الله عليه وسلم- وأنا أشتهي أن يصف لي منها شيئا أتعلق به- فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فخما مفخما يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر، أطول من المربوع، وأقصر من المشذب، عظيم الهامة، رجل الشعر، إذا تفرقت عقيصته فرق والا فلا يجاوز شعره شحمة أذنيه، ذا وفرة، أزهر اللون، واسع الجبين، أزج الحواجب سوابغ في غير قرن، بينهما عرق يدره الغضب، أقنى العرنين، له نور يعلوه، يحسبه من لم يتأمله أشم، كث اللحية، أدعج، سهل الخدين، ضليع الفم، أشنب، مفلج الأسنان، دقيق المسربة، كأن عنقه جيد دمية في صفاء- يعني الفضة- معتدل الخلق بادن متماسك، سواء البطن والصدر، عريض الصدر، بعيد ما بين المنكبين، ضخم الكراديس أنور المتجرد، موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط، عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك، أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر، طويل الزندين، رحب الراحة، سبط الغضب، شثن الكفين والقدمين، سابل الاطراف، خمصان الأخمصين، مسيح القدمين، ينبو عنهما الماء، إذا زال زال قلعا، قلما يخطو تكفيا، ويمشي هونا، ذريع المشية، إذا مشى كأنما ينحطّ من صبب، وإذا التفت التفت جميعا، خافض الطرف، نظره الى الأرض أطول من نظره الى السماء، جل نظره الملاحظة، يسوق
__________
[1] في الأصل «الهندي» وهو تصحيف.(3/284)
أصحابه، يبدأ من لقيه بالسلام. قلت: صف لي منطقه. قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم متواصل الأحزان دائم الفكرة، ليست له راحة، لا يتكلم في غير حاجة، طويل السكوت، يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه، يتكلم بجوامع الكلم، فصل لا فضول ولا تقصير، دمث ليس بالجافي ولا المهين، يعظم النعمة وان دقّت، لا يذم منها شيئا ولا يمدحه، ولا يقوم لغضبه إذا تعرض للحق شيء حتى ينتصر له- وفي رواية:
لا تغضبه الدنيا وما كان لها، فإذا تعرض للحق لم يعرفه أحد، ولم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له- لا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها، إذا أشار أشار بكفه كلها، وإذا تعجب قلبها، وإذا تحدث يصل بها يضرب براحته اليمنى باطن إبهامه اليسرى، وإذا غضب أعرض وأشاح، وإذا فرح غض طرفه، جلّ ضحكه التبسّم ويفترّ عن مثل حبّ الغمام.
قال الحسن: فكتمتها الحسين [1] بن علي زمانا، ثم حدثته فوجدته قد سبقني اليه فسأله عما سألته عنه ووجدته قد سأل أباه عن مدخله ومخرجه ومجلسه وشكله فلم يدع منه شيئا.
قال الحسن: سألت أبي عن دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كان دخوله لنفسه مأذون له في ذلك، وكان إذا أوى الى منزله جزّأ دخوله ثلاثة أجزاء: جزءا للَّه وجزءا لأهله وجزءا لنفسه. ثم جزأ جزأه بين الناس فرد ذلك على العامة والخاصة، لا يدخر عنهم شيئا، وكان من سيرته في جزء الأمة إيثار أهل الفضل بأدبه، وقسمه على قدر فضلهم في الدين، فمنهم ذو الحاجة، ومنهم ذو الحاجتين، ومنهم ذو الحوائج، فيتشاغل بهم ويشغلهم فيما أصلحهم والأمة من مسألته عنهم واخبارهم بالذي ينبغي ويقول: ليبلغ الشاهد الغائب، وأبلغوني حاجة من لا يستطيع ابلاغي
__________
[1] في الأصل «الحسن» .(3/285)
حاجته، فإنه من بلغ سلطانا حاجة من لا يستطيع إبلاغها إياه ثبّت الله قدميه يوم القيامة، لا يذكر عنده الا ذلك ولا يقبل من أحد غيره، يدخلون عليه زوارا، ولا يفترقون الا عن ذواق- وفي رواية: ولا يتفرقون الا عن ذوق-، ويخرجون أدلّة- يعني فقهاء-.
قال: وسألته عن مخرجه كيف كان يصنع فيه؟ فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخزن لسانه الا بما يعينهم ويؤلفهم ولا ينفرهم، ويكرم كريم كل قوم ويولّيه عليهم، ويحذر الناس ويحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد منهم بشره ولا خاتمه، يتفقد أصحابه ويسأل الناس عما في الناس، ويحسن الحسن ويقوّيه، ويقبّح القبيح ويوهيه، معتدل الأمر غير مختلف لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يميلوا، لكل حال عنده عتاد، لا يقصر عن الحق ولا يجوزه، الذين يلونه من الناس خيارهم، أفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة.
قال: فسألته عن مجلسه كيف كان؟ فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجلس ولا يقوم الا على ذكر، ولا يوطن الأماكن وينهى عن إيطانها، وإذا انتهى الى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس، ويأمر بذلك، يعطي كل جلسائه نصيبه، لا يحسب جليسه أن أحدا أكرم عليه منه، من جالسه أو قاومه في حاجة صابره حتى يكون هو المنصرف، ومن سأله حاجة لم يرده الا بها أو بميسور من القول، وقد وسع الناس منه بسطة وخلقه، فصار لهم أبا وصاروا عنده في الحق سواء، مجلسه مجلس حكم وحياء وصبر وأمانة، لا ترفع فيه الأصوات، ولا تؤبن فيه الحرم، ولا تنشئ فلتاته، متعادلين يتفاضلون فيه بالتقوى، متواضعين يوقرون فيه الكبير ويرحمون الصغير، يؤثرون ذا الحاجة، ويحفظون الغريب.(3/286)
قال: فسألته عن سيرته في جلسائه؟ فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دائم البشر سهل الخلق لين الجانب ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب ولا فحاش ولا عياب ولا مزاح، يتغافل عما لا يشتهي ولا يؤيس منه راجيه، ولا يخيب فيه، قد ترك نفسه من ثلاث: المراء، والإكثار، وما لا يعنيه. وترك الناس من ثلاث: كان لا يذم أحدا ولا يعيره، ولا يطلب عورته، ولا يتكلم الا فيما يرجو ثوابه، وإذا تكلم أطرق جلساؤه كان على رءوسهم الطير، فإذا سكت تكلموا ولا يتنازعون عنده، يضحك مما يضحكون منه، ويتعجب مما يتعجبون منه، ويصبر للغريب على الجفوة في منطقه ومسألته، حتى ان كان أصحابه يستحلونه في المنطق، ويقول:
إذا رأيتم طالب حاجة فارفدوه، ولا يقبل الثناء الا من مكافئ، ولا يقطع على أحد حديثه حتى يجوز فيقطعه بانتهاء أو قيام.
قال: فسألته كيف كان سكوته؟ قال: كان سكوته على أربع: الحلم والحذر والتقدير والتفكر. فأما تقديره ففي تسويته النظر والاستماع بين الناس، وأما تذكره- أو قال: تفكره- ففيما يبقى ويفنى. وجمع له صلى الله عليه وسلم الحلم والصبر، فكان لا يغضبه شيء ولا يستفزه، وجمع له الحذر في أربع: أخذه بالحسنى، والقيام لهم فيما جمع لهم في الدنيا والآخرة، صلى الله عليه وسلم [1] .
... يعقوب حدثنا أبو بشرو ابن قعنب [2] حدثني إسحاق بن صالح
__________
[1] ابن كثير: البداية والنهاية 6/ 31- 33 وانظر مقتطفات من الوصف من طريق يعقوب بن سفيان أيضا في الذهبي: تاريخ الإسلام 1/ 261- 262 وابن كثير: البداية والنهاية 6/ 17.
[2] وقع فيه «أبو بشر بن قعنب» والصواب ما أثبته لان أبا بشر هو بكر بن خلف وعبد الله بن مسلمة بن قعنب يكنى أبا عبد الرحمن، وكلاهما من شيوخ الفسوي.(3/287)
المخزومي عن يعقوب التيمي [1] عن عبد الله بن عباس انه قال لهند بن أبي هالة التميمي- وكان وصافا لرسول الله صلّى الله عليه وسلم- صف لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلعلك أن تكون أنيسا به معرفة؟ قال:
كان بأبي هو وأمي طويل الصمت دائم الفكر متواتر الأحزان، إذا تكلم تكلم بجوامع الكلم، لا فصل ولا تقصير، إذا حدث أعاد، وإذا وعظ جد و ... [2] ، وإذا خولف أعرض وأشاح، يتروح الى حديث أصحابه، يعظم النعمة وان دقّت، ولا بد من ذواق، وتبسم مثل حب الغمام [3] .
وقال يعقوب بن سفيان ثنا إبراهيم بن المنذر ثنا عبد العزيز بن أبي ثابت الزهري، ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة عن كريب عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أفلج الثنيتين، وكان إذا تكلم رئي كالنور بين ثناياه [4] .
وقال يعقوب بن سفيان ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا عباد بن حجاج عن سماك عن جابر بن سمرة قال: كنت إذا نظرت إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قلت: أكحل العينين وليس بأكحل، وكان في ساقي رسول الله حموشة، وكان لا يضحك الا تبسما [5] .
صفاته الخلقية:
قال يعقوب بن سفيان، ثنا سليمان، ثنا عبد الرحمن، ثنا الحسن بن
__________
[1] هو يعقوب بن أبي سلمة الماجشون (تهذيب التهذيب 11/ 388) .
[2] الكلمة رسمها «مال» .
[3] ابن عساكر: تاريخ دمشق 1/ ق 196 ب.
[4] ابن كثير: البداية والنهاية 6/ 17 وأبو بكر بن أبي شيبة هو الحافظ عبد الله بن محمد بن أبي شيبة صاحب المصنف المطبوع.
[5] ابن كثير: البداية والنهاية 6/ 17 وأبو بكر بن أبي شيبة هو الحافظ عبد الله بن محمد بن أبي شيبة صاحب المصنف المطبوع.(3/288)
يحيى، ثنا زيد بن واقد، عن بشر بن عبيد الله، عن أبي إدريس الخولانيّ، عن أبي الدرداء قال: سألت عائشة عن خلق رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقالت: كان خلقه القرآن يرضى لرضاه ويسخط لسخطه [1] .
أخبرنا القطان أخبرنا ابن درستويه حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا آدم وعاصم بن علي قالا حدثنا ابن أبي ذئب حدثنا صالح مولى التوأمة قال: كان أبو هريرة رضي الله عنه ينعت النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
كان يقبل جميعا ويدبر جميعا- بأبي وأمي- ولم يكن فاحشا ولا متفحشا ولا صخّابا بالأسواق.
زاد آدم: ولم أر مثله قبله ولن أرى بعده [2] .
وقال يعقوب بن سفيان ثنا أبو نعيم ثنا عمران بن زيد أبو يحيى الملائي ثنا زيد العمي عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صافحه الرجل لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل ينزع يده، وان استقبله بوجهه لا يصرفه عنه حتى يكون الرجل ينصرف عنه، ولم ير مقدّما ركبته بين يدي جليس له [3] .
تعرضه للسحر:
وقال يعقوب بن سفيان ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ شَيْبَانَ عَنِ الأعمش عن ثمامة بن عقبة عن زيد بن أرقم قال: كان رجل من الأنصار يدخل على النبي صلّى الله عليه وسلم، فأتاه ملكان يعودانه، فأخبراه أن فلانا عقد
__________
[1] ابن كثير: البداية والنهاية 6/ 35.
[2] الخطيب: موضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 171 وابن كثير:
البداية والنهاية 6/ 36.
[3] الذهبي: تاريخ الإسلام 1/ 264- 265 وابن كثير: البداية والنهاية 6/ 39.(3/289)
له عقدا وألقاه في بئر فلان فصرع ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولقد اصفر الماء من شدة عقده، فأرسل النبي صلّى الله عليه وسلم فاستخرج العقد فوجد الماء قد اصفر، فحل العقد ونام النبي صلّى الله عليه وسلم، فلقد رأيت الرجل بعد ذلك يدخل على النبي صلّى الله عليه وسلم، فما رأيته في وجه النبي صلّى الله عليه وسلم حتى مات [1] .
عصر الراشدين
خلافة أبي بكر الصديق
خضابه:
روى سويد بن قيس التجيبي عن قيس بن ثور أنه هاجر على عهد أبي بكر قال: فنزلنا بالحرة، فخرج أبو بكر فتلقانا فرأيناه مخضوب الرأس واللحية. أخرجه يعقوب بن سفيان في «تأريخه» [2] .
قتال المرتدين:
وروى يعقوب بن سفيان في «تأريخه» من طريق الزهري قال:
خرج أبو بكر غازيا ثم أمر خالدا وندب معه الناس وأمره أن يسير في ضاحية مضر فيقاتل من ارتد، ثم يسير الى اليمامة، فسار فقاتل طليحة، فهزمه الله تعالى، فذكر القصة [3] .
فتح الشام:
أخبرنا أبو القاسم أنا أبو بكر بن الطبري، قال: أنا أبو الحسين بن
__________
[1] الذهبي: تاريخ الإسلام 1/ 264- 265 وابن كثير: البداية والنهاية 6/ 38- 39 وقال ابن كثير: «والمشهور أن لبيد بن الأعصم- اليهودي هو الّذي سحر النبي صلّى الله عليه وسلم في مشط ومشاقة في جف طلعة..» . ووقع فيهما «ثمامة بن عتبة» والصواب ما أثبته (انظر تهذيب التهذيب 2/ 29) .
[2] ابن حجر: الاصابة 3/ 258.
[3] المصدر السابق 2/ 226.(3/290)
الفضل، أنا عبد الله بن جعفر، نا يعقوب، نا عمار، نا سلمة، عن محمد بن إسحاق قال: وحدثني العلاء بن عبد الرحمن عن رجل من بني سهم عن ابن ماجدة [1] السهمي أنه قال: حجّ علينا أبو بكر في خلافته سنة ثنتي عشرة.
فلما قفل أبو بكر من الحج جهّز الجيوش الى الشام: عمرو بن العاص ويزيد بن أبي سفيان وأبا عبيدة بن الجراح وشرحبيل بن حسنة [2] .
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أنا عبد الله بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، ثنا عمار بن الحسن، نا سلمة، عن ابن [3] إسحاق:
كان فتح اليمامة واليمن والبحرين وبعث الجنود الى الشام سنة ثنتي عشرة [4] .
أخبرنا أبو القاسم الشحّامي، أنا أبو بكر البيهقي ح.
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر اللالكائي، قالا أنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أنا عبد الله بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا أبو اليمان الحكم بن نافع، نا صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن ابن جبير:
أن أبا بكر الصديق كان جهّز بعد النبي صلّى الله عليه وسلم جيوشا على بعضها شرحبيل بن حسنة وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ.
فساروا حتى نزلوا الشام. فجمعت لهم الروم جموعا عظيمة. فحدث أبو بكر بذلك فأرسل الى خالد بن الوليد وهو بالعراق، وكتب أن انصرف
__________
[1] اسمه علي (تهذيب التهذيب 12/ 309) .
[2] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 449.
[3] في الأصل «أبي» وهو خطأ.
[4] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 441.(3/291)
بثلاثة آلاف فارس، فأمدّ إخوانك بالشام والعجل العجل. فأقبل خالد مغذّا جوادا، فاشتق الأرض بمن معه حتى خرج الى ضمير، فوجد المسلمين معسكرين بالجابية. وتسامع الأعراب الذين كانوا في مملكة الروم بخالد ففزعوا له، ففي ذلك يقول قائلهم:
ألا يا صبيحنا قبل خيل أبي بكر ... لعل المنايا قريب وما ندري
انتهى حديث البيهقي، زاد ابن اللالكائي: فنزل خالد على شرحبيل ويزيد وعمرو. فاجتمع هؤلاء الأربعة أمراء، وسارت الروم من أنطاكية وحلب وقنسرين وحمص وما دون ذلك. وخرج هرقل كراهية لمسيرهم متوجها نحو الروم وسار باهان الرومي ابن الروميّة الى الناس بمن كان معه [1] .
روى يعقوب بن سفيان الفسوي حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بن محمد ثنا راشد بن داود الصنعاني حَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ الصَّنْعَانِيُّ شَرَاحِيلُ بْنُ مَرْثَدٍ قال: بعث أبو بكر خالد بن الوليد الى أهل الْيَمَامَةِ، وَبَعَثَ يَزِيدَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ إِلَى الشام. فذكر الراويّ فقال: خالد لأهل اليمامة الى ان قال:
ومات أبو بكر واستخلف عمر فبعث أبا عبيدة الى الشام فقدم دمشق، فاستمد أبو عبيدة عمر، فكتب عمر الى خالد بن الوليد ان يسير الى أبي عبيدة بالشام، فذكر مسير خالد من العراق الى الشام كما تقدم [2] .
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي، نا أبو بكر الخطيب ح، وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن اللالكائي، قالا:
__________
[1] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 460- 461.
[2] ابن كثير: البداية والنهاية 7/ 23- 24 وقال: «وهذا غريب جدا فان الّذي لا يشك فيه أن الصديق هو الّذي بعث أبا عبيدة وغيره من الأمراء الى الشام، وهو الّذي كتب الى خالد بن الوليد أن يقدم من العراق الى الشام ليكون مددا لمن به وأميرا عليهم، ففتح الله تعالى عليه وعلى يديه جميع الشام على ما سنذكره (البداية والنهاية 7/ 23- 24) .(3/292)
أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد الله بن جعفر، أنا يعقوب، نا عمار، عن سلمة، عن ابن إسحاق قال: سار خالد حتى أغار على غسان بمرج راهط، ثم سار حتى نزل على قناة بصرى وعليها أبو عبيدة بن الجراح وشرحبيل بن حسنة ويزيد بن أبي سفيان، فاجتمعوا فرابطوها حتى صالحت بصرى على الجزية، وفتحها الله على المسلمين، فكانت أول مدينة من مدائن الشام فتحت في خلافة أبي بكر [1] .
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي، نا أبو بكر أحمد بن عن بن ثابت الحافظ ح. وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن اللالكائي قالا أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد الله بن جعفر، نا يعقوب، نا إبراهيم بن المنذر، نا ابن فليح، عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال:
كانت وقعة أجنادين وفحل في سنة ثلاث عشرة. أجنادين في جمادى وفحل في ذي القعدة [2] .
(اقطاعه عيينة والأقرع ورده) :
نا يعقوب قال نا هارون بن إسحاق الهمدانيّ قال نا المحاربي [3] عن الحجاج بن دينار الواسطي عن ابن سيرين عن عبيدة قال:
جاء عيينة بن حصن والأقرع بن حابس الى أبي بكر فقالا يا خليفة رسول الله ان عندنا أرضا سبخة ليس فيها كلأ ولا منفعة، فان رأيت أن تقطعناها لعلنا نحرثها ونزرعها، فلعل الله أن ينفع بها بعد اليوم؟ قال:
فأقطعهما إياها وكتب لهما كتابا وأشهد، وعمر ليس في القوم، فانطلقا الى
__________
[1] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 460.
[2] المصدر السابق 1/ 478.
[3] عبد الرحمن بن محمد بن زياد المحاربي (تهذيب التهذيب 6/ 265) .(3/293)
عمر ليشهداه، فوجداه قائما يهنأ بعيرا له فقالا: ان أبا بكر قد أشهدك على ما في هذا الكتاب، أفنقرأ عليك أو تقرأ؟ قال: أنا على الحال التي ترياني، فان شئتما فاقرءا، وان شئتما فانتظرا حتى أفرغ فأقرأ. قالا:
بل نقرأه. فقرءا، فلما سمع ما في الكتاب تناوله من أيديهما، ثم تفل فيه فمحاه، فتذمرا وقالا مقالة سيئة. فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم كان يتألفكما والإسلام يومئذ ذليل، وان الله عز وجل قد أعزّ الإسلام، فاذهبا فاجهدا جهدكما لا أرعى الله عليكما ان رعيتما. قال:
فأقبلا الى أبي بكر وهما متذمران فقالا: والله ما ندري أنت الخليفة أم عمر؟ فقال: بل هو لو كان شاء. فجاء عمر مغضبا حتى وقف على أبي بكر فقال: أخبرني عن هذه الأرض التي أقطعتها هذين الرجلين أرض لك خاصة أم هي بين المسلمين عامة؟ قال: بل هي بين المسلمين عامّة.
قال: فما حملك على أن تخص هذين بها دون جماعة المسلمين؟ قال:
استشرت هؤلاء الذين حولي فأشاروا عليّ بذلك.
قال: استشرت هؤلاء الذين حولك أكل المسلمين أوسعت مشورة ورضى!؟ قال: فقال أبو بكر: قد كنت قلت لك انك أقوى على هذا الأمر مني ولكنك غلبتني [1] .
ونا يعقوب نا سليمان بن حرب نا جرير بن حازم عن نافع أن أبا بكر أقطع الأقرع بن حابس والزبرقان قطيعة وكتب لهما كتابا فقال لهما عثمان: أشهدا عمر فهو أحرز لأمركما وهو الخليفة بعده. قال: فأتينا عمر، فقال لهما: من كتب لكما هذا الكتاب؟ قالا: أبو بكر. قال:
لا والله ولا كرامة. والله ليعلقن وجوه المسلمين بالسيوف والحجارة ثم
__________
[1] الخطيب: الجامع لأخلاق الراويّ وآداب السامع ق 162 أ (مخطوطة) .(3/294)
يكون لكما هذا. قال: فتفل فيه فمحاه، فأتيا أبا بكر فقالا ما ندري أنت الخليفة أم عمر؟ قال: ثم أخبراه فقال: فإنا لا نجيز الا ما أجازه عمر [1] .
خلافة عمر بن الخطاب
سنة ثلاث عشرة
(وقعتا فحل وأجنادين)
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي، نا أبو بكر الخطيب ح، وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، نا أبو بكر بن الطبري، قالا:
أنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أنا عبد الله بن جعفر، نا يعقوب، نا حامد بن يحيى، نا صدقة- يعني ابن سابق-، عن محمد بن إسحاق قال: استخلف عمر على رأس اثنتي عشرة سنة وثلاثة أشهر واثنتين وعشرين يوما من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أمر الناس بالشام الى خالد بن الوليد، والأمراء على منازلهم. فساروا قبل فحلّ من الأردن، وكانت فحل في ذي القعدة سنة ثلاث عشرة، وعلى رأس ستة أشهر من خلافة عمر.
قال: ونا يعقوب، حدثني سلمة، عن أحمد بن حنبل، عن إسحاق ابن عيسى عن أبي معشر قال: وكانت فحل في ولاية عمر لستة أشهر
__________
[1] المصدر السابق ق 162 أ- ب.
وقال ابن حجر (الاصابة 1/ 73) روى يعقوب بن سفيان باسناد صحيح من طريق محمد بن سيرين عن عبيدة بن عمرو السلماني: أن عيينة والأقرع.. ثم ذكر قول عمر (رضي الله عنه) لهما وتقطيعه الكتاب فقط وذكر:
قال علي بن المديني في «العلل» هذا منقطع لان عبيدة لم يدرك القصة ولا روى عن عمر انه سمعه منه قال: ولا يروى عن عمر بأحسن من هذا الاسناد.(3/295)
مضين منها.
قال: ونا يعقوب، نا إبراهيم، نا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عن ابن شهاب. وقال حسان بن عبد الله، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عروة قالا: كانت وقعة أجنادين وفحل في ذي القعدة سنة ثلاث عشرة، ولما توفي أبو بكر واستخلف عمر نزع خالد بن الوليد وأمّر أبا عبيدة بن الجراح على الأجناد [1] .
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد الله بن جعفر أخبرنا يعقوب قال: كانت أجنادين في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة، وأميرها عمرو بن العاص ومعه خالد بن الوليد ويزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة. وكانت فحل وأجنادين في عام واحد. وذلك سنة ثلاث عشرة، غير أن فحل كانت على رأس خمس عشرة يوما من خلافة عمر، يعني أنّ فحل كانت في رجب [2] .
سنة أربع عشرة
(فتح دمشق) :
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي، أنا أبو بكر أحمد ابن علي بن ثابت ح. أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا أنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأ عبد الله بن جعفر، نا يعقوب، نا حامد بن يحيى، نا صدقة- يعني ابن إسحاق- عن محمد بن إسحاق قال: ثم ساروا الى دمشق وعلى الناس خالد- وقد كان عمر عزله وأمّر أبا عبيدة-، فرابطوها حتى فتح الله عز وجل، فلما قدم الكتاب
__________
[1] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 479- 480.
[2] المصدر السابق 1/ 481.(3/296)
على أبي عبيدة بإمرته وعزل خالد أستحى أن يقرئ خالدا الكتاب حتى فتحت دمشق. وكانت في سنة أربع عشرة في رجب.
قال: وأظهر أبو عبيدة أمرته وعزل خالد. ثم شتا أبو عبيدة شتيته- وفي نسخة: سنته- بدمشق.
قال: وثنا يعقوب، حدثني سلمة، عن أحمد بن حنبل، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عِيسَى، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ قال: وكان فتح دمشق في العام القابل في رجب سنة أربع عشرة. وكانت اليرموك في رجب سنة خمس عشرة [1] .
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السلمي، نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت ح. وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا أنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه، نا يعقوب بن سفيان، [نا] هشام بن عمار، نا عبد الملك بن محمد، نا راشد بن داود الصنعاني، حَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ الصَّنْعَانِيُّ شَرَاحِيلُ بْنُ مَرْثَدٍ قَالَ: بَعَثَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عنه خالد بن الوليد الى أهل الْيَمَامَةِ، فَلَمَّا قَدِمْنَاهَا قَاتَلُونَا قِتَالًا شَدِيدًا فَظَفَرْنَا بِهِمْ. وَهَلَكَ أَبُو بَكْرٍ وَاسْتُخْلِفَ عُمَرُ بْنُ الخطاب، فبعث أبا عبيدة بن الجراح الى الشام ودمشق، واستمد أبو عبيدة عمر. فَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى خَالِدٍ أَنْ سِرْ إِلَى أبي عبيدة بالشام فدعا خالد بن الوليد الدليل فقال: في كم نأتي الحيرة؟ فقال: في كذا وكذا. فعطّش خالد الإبل ثم أسقاها واستقى وسقى الخيل، ثم كمم أفواه الإبل وأدبارها. وقال له الدليل:
ان أصبحت عند الشجرة فقد نجوت ونجا من معك. فسار خالد بمن معه فأصبح عند اضاءة الفجر عند الشجرة. فنحر الإبل ثم سقى ما في بطونها الخيل، وأطعم لحومها الناس، وسقى المسلمين من المزاد التي
__________
[1] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 495.(3/297)
كانت تحمل معه. ثم أتى الحيرة [1] أو الكوفة فصبّحه أسقفها، فصالحه على سبعين ألف درهم. ثم سار حتى أتى عين التمر، وكان عمر يدعوها قرية العرب. فقاتلوه قتالا شديدا فظفر المسلمون بهم.
قال: فبنو عبد ربه بن زيتون الّذي ببيت المقدس من ذلك السبي، ثم سار خالد والمسلمون حتى أتى عانات فسمع به بطريق الروم وهو بقرقيسياء، فسار اليه في نحو من خمسين ألفا أو ثلاثين ألفا، فلما رأى خالد سار بالمسلمين على الريف يبادره الى الشام. فبدره خالد والمسلمون حتى انتهوا الى ثنية العقاب. وانما سميت ثنية العقاب براية خالد.
وكانت رايته يقال لها العقاب، فنزل خالد على باب كيسان، ونزل يزيد بن أبي سفيان على باب الصغير، ونزل أبو عبيدة على باب الجابية، ثم ناهضهم المسلمون، فدخلها يزيد بن أبي سفيان ومن معه من باب الصغير قسرا.
فكان خالد يقاتل هو والمسلمون ويسبون، فلما رأى ذلك الروم دلّوا أسقفهم من باب الشرقي في قفّة الى خالد بن الوليد، فأخذ لهم الأمان من خالد وأعطاهم. وفتحوا له باب الشرقي. فدخل خالد ومن معه حتى انتهوا الى المقسلاط. فلقي أصحاب خالد أصحاب يزيد عند المقسلاط.
فقال أصحاب خالد: مهلا ان خالدا قد أعطاهم الأمان. فقال يزيد: كلا انا دخلناها قسرا. فاختلفوا، فلما رأى ذلك أبو عبيدة أجاز أمان خالد وأمضاه. وكانت للمسلمين مسلحتان: مسلحة ببرزة عليها أبو الدرداء وكنت معه فيها، والأخرى بعين ميسنون. فأغار عليهم سسناق البطريق من عقبة بيروت، فكانت ميسنون تدعى عين الشهداء [2] .
__________
[1] توحى هذه الرواية بأن خالدا قطع المفازة قبل وصوله الحيرة والصواب أن ذلك بعد اجتيازه الحيرة وعين التمر (الطبري 4/ 415- 416) .
[2] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 508- 509.(3/298)
(فتح حمص والفرات) :
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري ح.
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب، قالا: انا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد الله بن جعفر، نا يعقوب، أخبرنا أبو الجماهر محمد بن عثمان الصنعاني قال: لما فتح الله دمشق خرجنا مع أبي الدرداء في مسلحة برزة، ثم تقدمنا مع أبي عبيدة ففتح الله بنا حمص.
قال: ثم تقدمنا مع شرحبيل بن السمط فأوطأ الله بنا ما دون النهر- يعني الفرات- وحاصرنا عانات، فأصابنا عليه لأواء، وقدم علينا سلمان الخير في مدد لنا [1] .
سنة خمس عشرة
(وقعة اليرموك) :
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي، أنا أبو بكر الخطيب ح. وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، انا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين [2] بن الفضل، أنا عبد الله بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا ابن بكير، حدثني الليث بن سعد قال: كانت اليرموك سنة خمس عشرة.
قال: وثنا ابن بكير وأبو الطاهر قالا: أنا ابن وهب قال قال ابن لهيعة: كان عام اليرموك سنة خمس عشرة، والخليفة يومئذ عمر بن الخطاب وهي من أرض الأردن، وهو نهرها.
قال يعقوب: كانت اليرموك في رجب سنة خمس عشرة [3] .
__________
[1] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 500.
[2] في الأصل «الحسن» وهو خطأ.
[3] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 528.(3/299)
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا:
أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد الله بن جعفر، نا يعقوب، حدثني عمار، عن سلمة، عن محمد بن إسحاق قال: مات المثنى بن حارثة فتزوج سعد امرأته سلمى بنت حفص، وذلك في سنة أربع عشرة، وأقام تلك الحجة للناس عمر بن الخطاب، ودخل أبو عبيدة في تلك السنة دمشق فشتا بها. فلما ضاقت الروم سار هرقل في الروم حتى نزل أنطاكية ومعه من المستعربة: لخم وجذام وبلقين وبلي وعاملة وتلك القبائل من قضاعة وغسان بشر كثير. ومعه من أهل أرمينية مثل ذلك بشر كثير.
فلما نزلها أقام بها وبعث الصقلار- خصيا له-، فسار في مائة ألف مقاتل، معه من أهل أرمينية اثنا عشر ألفا، عليهم جرجة، ومعهم من المستعربة من غسان وتلك القبائل اثنا عشر ألفا، وعليهم أبو عبيدة بن الجراح فالتقوا باليرموك في رجب سنة خمس عشرة. فاقتتل الناس قتالا شديدا حتى دخل عسكر المسلمين. وقاتل نساء من قريش بالسيوف حين دخل العسكر، منهن أم حكيم بنت الحارث بن هشام حتى سابقن الرجال [1] .
وروى يعقوب بن سفيان وابن سعد باسناد صحيح عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال: فقدت الأصوات يوم اليرموك الا صوت رجل يقول يا نصر الله اقترب. قال: فنظرت فإذا هو أبو سفيان تحت راية ابنه يزيد، ويقال فقئت عينه يومئذ.
وروى يعقوب أيضا من طريق ابن إسحاق عن وهب بن كيسان عن ابن الزبير قال: كنت مع أبي عام اليرموك، فلما تعبى المسلمون للقتال لبس الزبير لأمته، ثم جلس على فرسه وتركني، فنظرت الى ناس وقوف على تل يقاتلون مع الناس، فأخذت ترسا ثم ذهبت فكنت معهم، فإذا أبو
__________
[1] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 530- 531.(3/300)
سفيان في مشيخة من قريش فجعلوا إذا مال المسلمون يقولون: أيده ببني الأصفر، وإذا مالت الروم قالوا: يا ويح بني الأصفر [1] .
وروى يعقوب بن سفيان عن الأويسي عن إبراهيم بن سعد قصة اليرموك [2] .
سنة ست عشرة
(الهرمزان يقص على عمر سبب هزيمة الفرس امام الروم) :
وأخبرنا أبو القاسم السمرقندي، أنا أبو بكر محمد بن هبة الله الطبري، قال: أنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان، أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، أنا يعقوب بن سفيان قال:
فحدثنا أبو اليمان أخبرني شعيب.
قال [3] : ونّا الحجاج بن أبي منيع، نا جدي، جميعا عن الزهري أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عتبة بن مسعود أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سمع عمر بن الخطاب يسأل الهرمزان عظيم الأهواز، وكان نزل على حكم عمر، فأسلم فعفا عنه، فسأله عمر عن جيوش فارس التي بعث كسرى مع شهربراز، - قال حجاج: مع شهيار- وعن حرب الروم، وما الّذي سبب من كشف فارس عنهم؟ فقال الهرمزان: كان كسرى بعث شهربراز، وبعث معه جنود فارس، فملك الشام ومصر وخرب عامة حصون الروم، وأطال زمانه بالشام ومصر وتلك الأرض، فطفق كسرى يستبطئه.
قال يعقوب: وقال غير الزهري: كان عامل كسرى إذا انتهى الى حصن من حصونهم ابتنى حصنا بجنب حصنهم، فنزل هو وجنده، ثم
__________
[1] ابن حجر: الاصابة 2/ 173 وقال ابن حجر: «وهذا يبعده ما قبله والّذي قبله أصح.
[2] ابن حجر: تهذيب التهذيب 4/ 412.
[3] القائل هو يعقوب بن سفيان.(3/301)
حاصرهم بجنده وعسكره وقاتلهم، فكانوا يخلون له الحصن إذا طال حصارهم، وانضموا الى من وراءهم من الحصون. - عاد الحديث الى حديث الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس-: فطفق كسرى يستبطئه، ويكتب اليه انك لو أردت فتح مدينة الروم فتحتها، ولكنك رضيت بمكانك فأردت طول السلطان، فأكثر اليه كسرى من الكتب في ذلك. وأكثر شهربراز مراجعته والاعتذار اليه، فلما طال ذلك على كسرى كتب الى عظيم من عظماء فارس مع شهربراز يأمره بقتل شهربراز ويلي أمر الجنود. فكتب اليه ذلك العظيم أن شهربراز جاهد ناصح، وهل أمثل بالحرب منه. فكتب اليه كسرى يعزم عليه ليقتلنه. فكتب اليه يراجعه ويقول: انه ليس لك عبد مثل شهربراز، وانك لو تعلم ما يوازي من مكايدة- وقال حجاج: مكيدة- الروم عذرته. فكتب اليه كسرى.
يعزم عليه ليقتلنّه وليلنّ أمر الجيوش، فكتب اليه يراجعه أيضا.
فغضب كسرى فكتب الى شهربراز يعزم عليه ليقتلنّ ذلك العظيم. فأرسل شهربراز الى ذلك العظيم من فارس فأقرأه كتاب كسرى. فقال له: راجع في. فقال: لقد علمت أن كسرى لا يراجع، وقد علمت محبتي إياك، ولكنه قد جاءني ما لا أستطيع تركه. فقال له ذلك الرجل: أفلا تدعني أرجع الى أهلي فآمرهم بأمري، وأعهد اليهم عهدي. فقال: بلى وذلك الّذي أملك لك. فانطلق الى أهله، فأخذ صحائف كسرى الثلاث التي كتب اليه فجعلها في كمه، ثم جاء حتى دخل على شهربراز فدفع اليه الصحيفة الأولى فأقرأها شهربراز، ثم دفع اليه الصحيفة الثانية فاقترأها، فنزل عن سريره، وقال: أجلس عليه. فأبى أن يفعل، فقال: أنت خير مني. ودفع اليه الصحيفة الثالثة فاقترأها، فلما فرغ منها قال: أقسم باللَّه لأسوأنّ كسرى. فأجمع شهربراز المكر بكسرى، وكاتب هرقل،(3/302)
وذكر له أن كسرى قد أفسد فارس وجهز بعوثها وابتليت بملكه، وسأله أن يلقاه بمكان يحكمان فيه الأمر. ويتعاهدان فيه، ثم يكشف عنه شهربراز جنود فارس، ويخلي بينه وبين السير الى كسرى، فلما جاء كتاب شهربراز دعا رهطا من عظماء الروم فقال لهم حين جلسوا: أنا اليوم أحزم الناس أو أعجز الناس، وقد أتاني أمر لا تحسبونه وسأعرضه عليكم، فأشيروا علي فيه، ثم قرأ عليهم كتاب شهربراز. فاختلفوا عليه في الرأي، فقال بعضهم: هذا مكر من كسرى، وقال بعضهم: أراد هذا العبد أن يلقاك خاف كسرى فيستميت بك، ثم لا يبالي ما لقي. فقال هرقل: ان الرأي ليس حيث ذهبتم اليه. انه لعمري ما طابت نفس كسرى بأن يشتم هذا الشتم الّذي أجد في كتاب شهربراز. وما كان شهربراز ليكتب بهذا الكتاب وهو ظاهر على عامة ملكي الا لأمر حدث بينه وبين كسرى واني والله لألقينّه. فكتب اليه هرقل: انه بلغني كتابك وفهمت ما ذكرت فيه، واني لاقيك موعدك مكان كذا وكذا، فأخرج بأربعة آلاف من أصحابك فاني خارج في مثلهم. فإذا بلغت مكان كذا وكذا فضع ممن معك خمسمائة فاني سأضع بمكان كذا وكذا مثلهم، حتى نلتقي أنا وأنت في خمسمائة. وبعث هرقل الرسل من عنده الى شهربراز فأمرهم أن يقوموا على ذلك، فان فعل شهربراز لم يرسلوا اليه وان أبى عجلوا اليه بكتاب فرأى رأيه. ففعل ذلك شهربراز، وسار هرقل في أربعة آلاف التي خرج بها، لم يضع منهم أحدا حتى التقيا للموعد، ومع هرقل أربعة آلاف ومع شهربراز خمسمائة. فلما رآهم شهربراز أرسل الى هرقل:
أغدرت؟ فأرسل اليه هرقل: لم أغدر، ولكني خفت الغدر من قبلك.
وأمر هرقل بقبة ديباج لضربت لهما بين الصفين. فنزل هرقل فدخلها وأدخل ترجمانه. وأقبل شهربراز حتى دخل عليه، فانتجيا بينهما ومعهما(3/303)
ترجمان حتى أحكما أمرهما، واستوثق كل واحد منهما بالعهد والمواثيق، حتى إذا فرغا من أمرهما خرج هرقل فأشار الى شهربراز أن يقتل الترجمان لكي يخفى أمرهما وسرهما فقتله شهربراز، ثم انكشف شهربراز فجيش الجنود، وسار جيش هرقل الى كسرى حتى أغار على كسرى ومن بقي معه، فكان ذلك أول هلكة كسرى. ووفى هرقل لشهربراز فأعطاه من ترك أرض فارس وسبيها. فانكشف حين ولّى- وقال حجاج: وفسدت فارس على كسرى- فقتلت فارس كسرى، ولحق شهربراز بفارس والجنود التي معه [1] .
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي، نا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب ح. وأخبرنا أبو القاسم السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أنا عبد الله بن جعفر، نا يعقوب، حدثني أبو تقي هشام بن عبد الملك بن عمران اليحصبي اليزني، نا الوليد بن مسلم، حدثني محمد بن مهاجر الأنصاري- وذكر له مسير هرقل الى بيت المقدس- فقال: ان كسرى وفارس ظهرت على الروم بالشام وما دون خليج القسطنطينية، وسار بجنوده حتى نزل بخليجها، وأخذ في كبسه بالحجارة والكلس ليتخذوا طريقا يبسا. فبينما هو على ذلك إذ بلغه أن ملك الهند وملك الخزر قد خلفاه في بلاده من العراق.
فانصرف عن القسطنطينية وخلف على ما ظهر عليه من مدائن الشام عاملا في جماعة من أساورته وخيولهم. فنزل ذلك العامل حمص، وضبط له ما خلفه عليه، ومضى كسرى الى عراقه، فإذا الحرب قد نشبت بين ملك الهند وملك خزر، فكتبا اليه كلاهما يسألانه النصرة على كل واحد منهما، على أن يرد من والاه على صاحبه جميع ما أستباح وسبى من بلاده، ويزيده
__________
[1] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 358- 361.(3/304)
كذا وكذا. فرأى كسرى وأساورته أن يظاهر ملك خزر على ملك الهند، لجواره ملك الخزر ومقارعته إياه في كل يوم. ولحزّة ملك الهند عليه وتناوله الفرصة منه إذا أمكنته من بعد. فوالى كسرى ملك خزر على ملك الهند، فقهراه واستنفدا ما كان أصاب من بلاده واستباحا عسكره، فخرج مغلوبا مدحورا. وردّ ملك خزر الى كسرى ما كان أصاب من بلاده من سبي أو غير ذلك وزاده هدية ثلاثين ألف مملوك- الذين خلفهم ملك خزر عنده- رجلا، وسيرهم الى ما خلف القسطنطينية وأسكنهم تلك البلاد، وهي يومئذ خراب.
قال أبو تقي: حدثنا الوليد، قال قال محمد بن مهاجر الأنصاري:
فهم اليوم برجّان [1] .
(فتح الجابية وبيت المقدس) :
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد الله بن جعفر، أخبرنا يعقوب قال: تم فتح الجابية وإيلياء سنة ست عشرة [2] .
(وفاة مارية- رضي الله عنها-) :
قال يعقوب بن سفيان: ماتت- يعني مارية- سنة ست عشرة رحمها الله [3] .
سنة سبع عشرة
قال: ومات عتبة بن غزوان بالبصرة سنة سبع عشرة [4] .
__________
[1] المصدر السابق 1/ 361- 362.
[2] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 553- 554 وابن كثير: البداية والنهاية 7/ 57 ويحذف الاسناد.
[3] ابن كثير: البداية والنهاية 5/ 305.
[4] الخطيب: تاريخ بغداد 1/ 156.(3/305)
سنة ثمان عشرة
(الرمادة وطاعون عمواس) :
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي، نا أبو بكر الخطيب ح. وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، نا أبو بكر بن الطبري. قالا أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد الله بن جعفر، نا يعقوب. نا ابن بكير، حدثني الليث بن سعد قال: ثم كانت الرمادة وطاعون عمواس سنة ثمان عشرة.
قال يعقوب: حدثني سلمة، عن أحمد بن حنبل، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عِيسَى، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ قال: ثم كانت عمواس والجابية في سنة ست عشرة، ثم كانت سرغ سنة سبع عشرة، ثم كانت الرمادة سنة ثمان عشرة، وكان في ذلك العام طاعون عمواس [1] .
(وفاة أبي عبيدة) :
... نا يعقوب بن سفيان نا العباس بن الوليد بن صبح نا أبو مسهر حدثني يحيى بن حمزة حدثني عروة بن رويم أن أبا عبيدة بن الجراح هلك بعجل فقال: ادفنوني خلف النهر، ثم قال: ادفنوني حيث قبضت [2] .
... نا يعقوب قال: وفي سنة ثمان عشرة مات أبو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَاسْمُهُ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ الله بن الجراح [3] .
سنة عشرين
... يعقوب بن سفيان قال حدثني عمار قال حدثني سلمة عن ابن إسحاق قال: ويقال مات بلال مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم بدمشق سنة عشرين.
__________
[1] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 555.
[2] ابن عساكر: تاريخ دمشق مجلدة 5/ ق 215 (مخطوطة) .
[3] المصدر السابق 5/ ق 215 ب (مخطوطة) .(3/306)
وفيها مات عياض بن غنم [1] .
سنة احدى وعشرين
وأخرج يعقوب بن سفيان من طريق ابن إسحاق قال: صالح أبو هاشم بن عتبة أهل أنطاكية في مقبرة مصرين وغيرهما سنة احدى وعشرين [2] .
سنة ثلاث وعشرين
(غزوة عمّورية) :
وقال يعقوب بن سفيان في «تأريخه» : حدثنا ابن بكير حدثني الليث ابن سعد قال: ثم كانت غزوة عمّورية سنة ثلاث وعشرين، وأمير جيش مصر: وهب بن عمير الجمحيّ، وأمير جيش الشام أبو الأعور السلمي [3] .
أخبرنا أبو محمد السلمي حدثنا أبو بكر الخطيب ح، وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو بكر اللالكائي، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل أخبرنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا ابن بكير حدثني الليث بن سعد قال:
وفي سنة ثلاث وعشرين غزوة بسر بن أرطاة لوبية [4] .
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 1/ 184 وابن عساكر: تاريخ دمشق 10/ 352 وذكر اسناده الى يعقوب وهو «أخبرنا أبو محمد السلمي نا أبو بكر الخطيب ح، وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأ محمد بن هبة الله قالا أنبأ أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان قال ... » وكذلك ساق ابن عساكر هذه الرواية عن يعقوب من طريق آخر عن الخطيب (تاريخ مدينة دمشق 10/ 350) .
[2] ابن حجر: الاصابة 4/ 199- 200.
[3] المصدر السابق 2/ 533.
[4] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 10/ 6.(3/307)
صفة عمر:
وذكر يعقوب بن سفيان في «تأريخه» بسند جيد الى زرّ بن حبيش قال: رأيت عمر أعشر أصلع آدم قد فرع الناس كأنّه على دابة. قال:
فذكرت هذه القصة لبعض ولد عمر فقال: سمعنا أشياخنا يذكرون ان عمر كان أبيض فلما كان عام الرمادة وهي سنة المجاعة ترك أكل اللحم والسمن وأدمن أكل الزيت حتى تغير لونه، وكان قد احمر فشحب لونه [1] .
متفرقات:
أخبرنا القطان أخبرنا ابن درستويه حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا أَبُو بَكْرٍ- يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ- الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو أخبرني مسلم بن يسار قال: قلت لابن عمر: أكان عمر يعشر المسلمين؟
قال: لا.
قال سفيان: الّذي يقال له مسلم بن سكرة- يعني مسلم بن يسار-[2] .
... نا يعقوب بن سفيان قال: ويروى عن الشيبانيّ عَنْ أَبِي الْعَجْفَاءِ قَالَ: قِيلَ لِعُمَرَ: لَوْ عَهِدْتَ؟ قَالَ: لَوْ أَدْرَكْتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ ثم وليته [3] .
خلافة عثمان بن عفان
سنة ست وعشرين
أخبرنا أبو محمد السلمي حدثنا أبو بكر الخطيب ح، وأخبرنا أبو
__________
[1] ابن حجر: الاصابة 2/ 511.
[2] الخطيب: موضع أوهام الجمع والتفريق 1/ 176.
[3] ابن عساكر: تاريخ دمشق 5/ ق 211 أ (مخطوطة) وقال ابن عساكر: «وَهَذَا هُوَ الْبَاطِلُ، وَأَبُو الْعَجْفَاءِ مَجْهُولٌ لَا يدرى من هو» . ومن المحتمل أن هذا التعقيب ليعقوب وليس لابن عساكر.(3/308)
القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو بكر اللالكائي، قالا أنا أبو الحسين بن الفضل أخبرنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا ابن بكير حدثني الليث بن سعد قال: ثم كانت سابور وغزوة بسر ودّان لسنة ست وعشرين [1] .
سنة تسع وعشرين
(غزوة حور) :
ذكر يعقوب بن سفيان في «تأريخه» من طريق محمد بن إسحاق قال: ثم كانت غزوة حور وأميرها عبد الله بن عامر، فسار يومئذ الى إصطخر، وعلى مقدمته عبيد الله بن معمر فقتلوه، وقتل عبيد الله ورجع الباقون [2] .
(عزل الوليد بن عقبة) :
يعقوب بن سفيان قال في «تأريخه» : ثنا عمار عن [3] سلمة عن ابن إسحاق حدثني عمر بن عبد الله عن عروة قال: لما ركب أهل العراق- يعني في الوليد بن عقبة- كانوا خمسة منهم الصعب بن جثامة [4] .
وقال يعقوب بن سفيان: أخطأ من قال أن الصعب بن جثامة مات في خلافة أبي بكر خطأ بينا [5] .
سنة اثنتين وثلاثين
فيها مات عبد الله بن مسعود بالمدينة، وهو ابن بضع وستين سنة،
__________
[1] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 10/ 6- 7.
[2] ابن حجر: الاصابة 2/ 433، 3/ 77.
[3] في الأصل «بن» وهو تصحيف.
[4] ابن حجر: تهذيب التهذيب 4/ 422 والاصابة 2/ 178.
[5] ابن حجر: الاصابة 2/ 178.(3/309)
قبل قتل عثمان رضي الله عنهما [1] .
سنة ثلاث وثلاثين
قال الفسوي: ولد- يعني علي بن الحسين بن علي- سنة ثلاث وثلاثين [2] .
سنة أربع وثلاثين
نا يعقوب قال: وفيها- يعني سنة أربع وثلاثين- مات عبادة بن الصامت أبو الوليد بفلسطين وهو ابن اثنتين وسبعين سنة [3] .
سنة خمس وثلاثين
(الفتنة) :
أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا ابن درستويه حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا محمد بن عمر بن عبد الله الرومي قال حدثنا الحسن بن عبد الله الكوفي حدثنا أبو عمرو المديني [4] عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال: أشرف عثمان بن عفان ذات يوم على الناس فقال: أفيكم أبو محمد؟
يقول ذلك ثلاث مرات- يعني طلحة بن عبيد الله-. فقال طلحة: أنا ذا فما تريد؟ فقال عثمان: يا طلحة أنشدك الله هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يقول: ان لكل نبي رفيقا في الجنة، وان رفيقي فيها عثمان؟
قال: اللَّهمّ نعم. قال: فقام طلحة من ذاك المجلس فلم ير فيه [5] .
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 1/ 150.
[2] الذهبي: تاريخ الإسلام 4/ 35 وابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 307.
[3] ابن عساكر: تاريخ دمشق 5/ ق 251 ب (مخطوطة) .
[4] هو السدوسي. وقيل أنه سعيد بن سلمة بن أبي الحسام (تهذيب التهذيب 12/ 181) .
[5] الخطيب: موضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 271.(3/310)
وقال يعقوب بن سفيان حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يونس عن ابن شهاب قال: سنة قتل عثمان حج بالناس عبد الله بن عباس بأمر عثمان.
وعن يحيى بن بكير عن الليث: سنة خمس وثلاثين [1] .
يعقوب بن سفيان قال أنبأ عبيد الله بن موسى قال أنبأ سعيد بن أوس عن بلال بن يحيى قال: عاش حذيفة بعد قتل عثمان أربعين ليلة [2] .
(صفة عثمان) :
... نا يعقوب بن سفيان نا أبو الأسود النضر بن عبد الجبار نا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن أبي عبد الله مولى شداد بن الهاد قال: رأيت عثمان بن عفان يوم الجمعة على المنبر عليه إزار عدني غليظ ثمنه أربعة دراهم أو خمسة وريطة كوفية ممشقة، ضرب اللحم، طويل اللحية، حسن الوجه [3] .
خلافة علي بن أبي طالب
سنة ست وثلاثين
(وقعة الجمل) :
روى يعقوب بن سفيان أن الزبير كان له ألف مملوك يؤدون اليه الخراج، فكان لا يدخل بيته منها شيئا يتصدق به كله [4] .
وروى يعقوب بن سفيان في «تأريخه» من طريق حصين [5] عن
__________
[1] ابن حجر: الاصابة 2/ 325.
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 1/ 163.
[3] ابن عساكر: تاريخ دمشق مجلد 7 قسم 2/ ق 355 أ (مخطوطة) .
[4] ابن حجر: الاصابة 1/ 527.
[5] ابن عبد الرحمن.(3/311)
عمرو بن جاوان قال: لما التقوا قام كعب بن سور ومعه المصحف ينشدهم الله والإسلام، فلم ينشب أن قتل، فلما التقى الفريقان كان طلحة أول قتيل، فانطلق الزبير على فرس له، فبلغ الأحنف فقال: حمل مع المسلمين حتى إذا ضرب بعضهم حواجب بعض بالسيف أراد أن يلحق ببنيه، فسمعها عمرو بن جرموز، فأنطلق فأتاه من خلفه فطعنه، وأعانه فضالة بن حابس ونفيع فقتلوه [1] .
وأخرج يعقوب بن سفيان بسند صحيح عن قيس بن أبي حازم أن مروان بن الحكم رأى طلحة في الخيل فقال: هذا أعان على عثمان فرماه بسهم في ركبته، فما زال الدم يسيح حتى مات [2] .
... يعقوب بن سفيان حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَقَبِيصَةُ قَالا حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عن مخول عن العيزار بن حريث قال قال زيد بن صوحان: لا تغسلوا عني دما ولا تنزعوا عني ثوبا الا الخفين، وارمسوني في الأرض رمسا فاني رجل محاج.
- زاد أبو نعيم: أحاج يوم القيامة-.
قال يعقوب: قتل زيد بن صوحان يوم الجمل فكانت وقعة الجمل في جمادى الأولى سنة ست وثلاثين [3] .
وقال يعقوب بن سفيان: كان زيد بن صوحان من الأمراء يوم الجمل، كان على عبد قيس [4] .
__________
[1] المصدر السابق 1/ 528.
[2] المصدر السابق 2/ 222.
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 8/ 440 وانظر بعضها في الاصابة لابن حجر 1/ 566 وصرح بأنه من «تأريخ» يعقوب.
[4] ابن حجر: الاصابة 1/ 566.(3/312)
وقال يعقوب بن سفيان: وكان- يعني المنذر بن الجارود- شهد الجمل مع علي [1] .
وقال يعقوب بن سفيان: شهد- يعني قبيصة بن جابر بن وهب- مع علي الجمل [2] .
(أمراء علي يوم الجمل) :
معقل بن قيس الرياحي [3] ، وحجر بن يزيد الكندي [4] ، وعدي بن حاتم الطائي [5] .
سنة سبع وثلاثين
(وقعة صفين) :
وقال يعقوب بن سفيان: كانت وقعة صفين في شهر ربيع الأول سنة سبع وثلاثين [6] .
روى البيهقي من طريق يعقوب بن سفيان عن أبي اليمان عن صفوان ابن عمرو: كان أهل الشام ستين ألفا فقتل منهم عشرون ألفا، وكان أهل العراق مائة وعشرين ألفا فقتل منهم أربعون ألفا [7] .
وقال يعقوب بن سفيان ... [8] ، ولكن كان علي وأصحابه أدنى
__________
[1] المصدر السابق 3/ 458.
[2] ابن حجر: تهذيب التهذيب 8/ 345.
[3] ابن حجر: الاصابة 3/ 475.
[4] المصدر السابق 1/ 314.
[5] ابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 167.
[6] المصدر السابق 2/ 127.
[7] ابن كثير: البداية والنهاية 7/ 274.
[8] الفراغ اعادة لما رواه البيهقي عن يعقوب نصا وقد ذكرت بعده الإضافة فقط وهي بنفس الاسناد الّذي أورده البيهقي.(3/313)
الطائفتين الى الحق من أصحاب معاوية، وأصحاب معاوية كانوا باغين عليهم [1] .
وقال البيهقي: أنبأنا أبو الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان حدثني سعيد بن أبي مريم أنبأنا محمد بن مسلم حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ عَنْ عِيَاضِ بْنِ خَلِيفَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ وَهُوَ بِصِفِّينَ: أَنَّ الْعَقْلَ فِي الْقَلْبِ، وَإِنَّ الرَّحْمَةَ فِي الْكَبِدِ، وَإِنَّ الرَّأْفَةَ فِي الطُّحَالِ، وَإِنَّ النَّفَسَ في الرئة [2] .
أخرج يعقوب بن سفيان من طريق الزهري قال: قتل عمار بن ياسر وهاشم بن عتبة يوم صفين [3] .
يعقوب بن سفيان قال نبأنا يونس بن عبد الرحيم قال نبأنا ضمرة عن يحيى بن زيد قال: شهد عمار صفين وهو ابن تسعين سنة، وعلى رمكة حمائل سيفه نسعة [4] .
روى يعقوب بن سفيان باسناد صحيح عن أبي وائل قال: رأى عمرو بن شرحبيل أنه أدخل الجنة، فإذا قباب مضروبة فقلت: لمن هذه؟
قالوا: لذي الكلاع وحوشب. قلت: فأين عمار؟ قال: أمامك. قلت:
وكيف وقد قتل بعضهم بعضا؟ قال: انهم لقوا الله فوجدوه واسع المغفرة [5] .
وروى يعقوب بن سفيان من طريق مضارب العجليّ قال: تفاخر
__________
[1] ابن كثير: البداية والنهاية 6/ 214.
[2] السيوطي: اللآلئ المصنوعة 1/ 97.
[3] ابن حجر: الاصابة 3/ 562.
[4] الخطيب: تاريخ بغداد 1/ 152.
[5] ابن حجر: الاصابة 1/ 382.(3/314)
رجلان من بكر بن وائل فتحاكما الى رجل من همدان فقال: أيكما خالد ابن المعمر الّذي بايعته ربيعة يوم صفين على الموت؟ فذكر القصة [1] .
(تسمية الأمراء من أصحاب علي في صفين) :
نا يعقوب في «تسمية الأمراء من أصحاب علي يوم صفين» قال أبو عبيدة: وعلى قريش وأسد وكنانة عبد الله بن جعفر [2] . حضين بن المنذر [3] ، عدي بن حاتم الطائي [4] .
سنة ثمان وثلاثين
(وقعة النهروان) :
... يعقوب بن سفيان قال حدثني عبيد الله- يعني ابن معاذ العنبري- قال حدثني أبي عن عمران بن حدير عن لاحق- يعني أبا مجلز- قال:
كان الذين خرجوا على علي بالنهروان أربعة آلاف في الحديد، فركبهم المسلمون فقتلوهم ولم يقتل من المسلمين الا تسعة رهط، فان شئت فاذهب الى أبي برزة فأسأله فإنه قد شهد ذلك [5] .
قال يعقوب بن سفيان حدثنا الحميدي ثنا سفيان- هو ابن عيينة- حدثني العلاء بن أبي عياش انه سمع أبا الطفيل يحدث عن بكر بن قرواش عن سعد بن أبي وقاص قال: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذا الثدية فقال: «شيطان الردهة كراعي الخيل يحتذره رجل من بجيلة يقال له
__________
[1] المصدر السابق 1/ 454.
[2] ابن عساكر: تاريخ دمشق 5/ ق 345 أ (مخطوطة) وابن حجر: الاصابة 2/ 282. وابن حجر: تهذيب التهذيب 5/ 171.
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 2/ 395.
[4] المصدر السابق 7/ 167.
[5] الخطيب: تاريخ بغداد 1/ 182 وابن كثير: البداية والنهاية 6/ 218 وقع فيه «جرير» بدل «حدير» وهو تصحيف ويذكر «يشهد» بدل «شهد» .(3/315)
الأشهب أو ابن الأشهب علابة في قوم ظلمة» . قال سفيان: فأخبرني عمار الدهني [1] أنه جاء رجل يقال له الأشهب.
وروى يعقوب بن سفيان عن عبيد الله بن معاذ عن أبيه عن شعبة عن أبي إسحاق عن حامد الهمدانيّ قال: سمعت سعد بن أبي وقاص يقول:
قتل علي شيطان الردهة [2] .
سنة تسع وثلاثين
... نا يعقوب قال: وأقام الحج للناس سنة تسع وثلاثين شيبة بن عثمان بن طلحة الحجبي [3] .
سنة أربعين
(استشهاد علي) :
وقال يعقوب بن سفيان حدثنا محمد بن يحيى ثنا سفيان عن جعفر ابن محمد عن أبيه قال: قتل علي وهو ابن ثمان وخمسين سنة، ومات لها حسن، وقتل لها الحسين، رضي الله عنهم [4] .
العصر الأموي
خلافة معاوية بن أبي سفيان
(حج المغيرة بالناس) :
يعقوب بن سفيان نبأنا ابْنُ بُكَيْرٍ عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: حج سنة أربعين بالناس المغيرة بن شعبة، وذلك أن المغيرة كان معتزلا بالطائف فافتعل كتابا عام الجماعة بامارة الموسم، فقدم الحج يوما خشية أن يجيء
__________
[1] في الأصل «الذهبي» وهو خطأ.
[2] ابن كثير: البداية والنهاية 7/ 297.
[3] ابن عساكر: تاريخ دمشق 5/ ق 7 أوابن حجر: الاصابة 2/ 157.
[4] ابن كثير: البداية والنهاية 8/ 44.(3/316)
أمير، فتخلف عنه ابن عمر، وصار عظم الناس مع ابن عمر. قال نافع:
فلقد رأيتنا ونحن غادون من منى واستقبلونا مفيضين من جمع وأقمنا بعدهم ليلة بمنى [1] .
(بيعة الحسن لمعاوية) :
حدثنا العباس بن عبد العظيم حدثنا أسود بن عامر حدثنا زهير بن معاوية حدثنا أبو روق الهمدانيّ حدثنا أبو الغريف [2] قال: كنا في مقدمة الحسن بن علي اثني عشر ألفا بمسكن مستميتين تقطر أسيافنا من الجد على قتال أهل الشام وعلينا أبو العمرّطة [3] ، فلما جاءنا صلح الحسن بن علي كأنما كسرت ظهورنا من الغيظ، فلما قدم الحسن بن علي على الكوفة قال له رجل منا يقال له أبو عامر سفيان بن ليلى- وقال ابن الفضل:
سفيان بن الليل-: السلام عليك يا مذل المؤمنين. قال: فقال: لا نقل ذاك يا أبا عامر لست بمذل المؤمنين، ولكني كرهت أن أقتلهم على الملك.
واللفظ لحديث الحكيمي [4] .
وقال يعقوب بن سفيان حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ موسى سمعت هلال بن خباب [5] : جمع الحسن رءوس أهل العراق في هذا القصر- قصر المدائن- فقال: انكم قد بايعتموني على أن تسالموا من سالمت، وتحاربوا من حاربت، واني قد بايعت معاوية فاسمعوا له
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 1/ 192.
[2] عبيد الله بن خليفة.
[3] في الأصل «أبو العمرطى» وهو عمير بن يزيد الكندي (تاريخ الطبري 5/ 30، 258) .
[4] الخطيب: تاريخ بغداد 10/ 305- 306.
[5] في الأصل «حبان» وهو تصحيف انظر تهذيب التهذيب 11/ 77.(3/317)
وأطيعوا [1] .
وقال يعقوب بن سفيان: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وسعيد بن منصور قالا: ثنا أبو معاوية ثنا الْأَعْمَشُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ سعيد بن سويد قال: صلى بنا معاوية بالنخيلة- يعني خارج الكوفة- الجمعة في الضحى، ثم خطبنا فقال: ما قاتلتكم لتصوموا ولا لتصلوا ولا لتحجوا ولا لتزكوا، قد عرفت أنكم تفعلون ذلك، ولكن انما قاتلتكم لا تأمر عليكم، فقد أعطاني الله ذلك وأنتم كارهون [2] .
يعقوب بن سفيان قال نبأنا أبو نعيم قال نبأنا محمد بن سليمان الأصبهاني قال نبأنا يونس بن أبي النعمان عن أم حكيم بنت عمرو الجدلية قالت: لما قدم معاوية- يعني الكوفة- فنزل النخيلة دخل من باب الفيل وخالد بن عرفطة يحمل راية معاوية حتى ركزها في المسجد [3] .
يعقوب بن سفيان قال نا ابْنُ بُكَيْرٍ عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: بويع معاوية بايلياء في رمضان بيعة الجماعة، ودخل الكوفة سنة أربعين [4] .
سنة أربع وأربعين
(وفاة أم حبيبة) :
قال الفسوي: توفيت أم حبيبة سنة أربع وأربعين [5] .
سنة ست وأربعين
أخبرنا أبو محمد السلمي حدثنا أبو بكر الخطيب ح. وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر اللالكائي قالا أنا أبو الحسين بن
__________
[1] ابن حجر: الاصابة 1/ 330.
[2] ابن كثير: البداية والنهاية 8/ 131.
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 1/ 200.
[4] الخطيب: تاريخ بغداد 1/ 210.
[5] الذهبي: تاريخ الإسلام 2/ 253.(3/318)
الفضل أخبرنا عبد الله بن جعفر [1] حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا ابن بكير حدثني الليث بن سعد قال: وفي سنة ست وأربعين غزوة بسر وشريك لأذنة [2] .
وقال يعقوب: مات- يعني عبد الرحمن بن خالد بن الوليد- سنة ست وأربعين.
سنة تسع وأربعين
يعقوب بن سفيان قال نا صفوان بن صالح قال حدثنا الوليد قال نا ابن جابر أن أبا أيوب لم يقعد عن الغزو في زمان عمر وعثمان ومعاوية، وأنه توفي في غزاة يزيد بن معاوية بالقسطنطينية [3] .
قال الوليد: فحدثني شيخ من أهل فلسطين أنه رأى بنية بيضاء دون حائط القسطنطينية فقالوا: هذا قبر أبي أيوب الأنصاري صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، فأتيت تلك البنية فرأيت قبره في تلك البنية وعليه قنديل معلّق بسلسلة [4] .
وقال يعقوب بن سفيان: توفيت- يعني ميمونة بنت الحارث الهلالية- سنة تسع وأربعين [5] .
سنة احدى وخمسين
قال ثابت عن أنس: مات أبو طلحة غازيا في البحر، فما وجدوا جزيرة يدفنونه فيها الا بعد سبعة أيام ولم يتغير.
__________
[1] في الأصل «حفص» وهو تصحيف.
[2] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 10/ 6- 7.
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 1/ 154.
[4] المصدر السابق 1/ 154.
[5] ابن حجر: تهذيب التهذيب 12/ 453 والاصابة 4/ 399.(3/319)
أخرجه الفسوي في «تأريخه» واسناده صحيح [1] .
(مقتل حجر بن عدي وأصحابه) :
وروى يعقوب بن سفيان في «تأريخه» عن أبي الأسود قال: دخل معاوية على عائشة، فعاتبته في قتل حجر وأصحابه وقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يقتل بعدي أناس يغضب الله لهم وأهل السماء [2] . قال يعقوب بن سفيان ثنا ابن بكير، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ عن عبد الله بن [أبي] [3] رزين الغافقي قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول: يا أهل العراق سيقتل منكم سبعة نفر بعذراء، مثلهم كمثل أصحاب الأخدود، فقتل حجر بن عدي وأصحابه. وقال يعقوب بن سفيان قال أبو نعيم: ذكر زياد بن سمية علي بن أبي طالب على المنبر، فقبض حجر على الحصباء ثم أرسلها وحصب من حوله زيادا، فكتب الى معاوية يقول: ان حجرا حصبني وأنا على المنبر، فكتب اليه معاوية أن يحمل حجرا، فلما قرب من دمشق بعث من يتلقاهم، فالتقى معهم بعذراء فقتلهم [4] .
وقال يعقوب بن سفيان حدثنا حرملة ثنا ابن وهب أخبرني ابن لهيعة عن أبي الأسود قال: دخل معاوية على عائشة فقالت: ما حملك على قتل أهل عذراء حجرا وأصحابه؟ فقال: يا أم المؤمنين اني رأيت قتلهم
__________
[1] ابن حجر: الاصابة 1/ 549- 550 وتهذيب التهذيب 3/ 414 وانظر تحقيق تأريخ ذلك فيه 3/ 415 وهو زيد بن سهل الأنصاري الصحابي.
[2] ابن حجر: الاصابة 1/ 314 وقال: «في سنده انقطاع» .
[3] الزيادة من ترجمته في ميزان الاعتدال 2/ 422.
[4] ابن كثير: البداية والنهاية 6/ 225- 226.(3/320)
إصلاحا للأمة، وأن بقاءهم فساد، فقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «سيقتل بعذراء ناس يغضب الله لهم وأهل السماء» [1] . وقال يعقوب: حدثني [2] ابْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ عبد الله بن [أبي] رزين الغافقي قال سمعت عليا يقول: يا أهل العراق سيقتل منكم سبعة نفر بعذراء، مثلهم كمثل أصحاب الأخدود. قال: يقتل حجر وأصحابه [3] .
وقال يعقوب بن سفيان: ثنا عمرو بن عاصم، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زيد عن سعيد بن المسيب عن مروان بن الحكم قال: دخلت مع معاوية على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقالت: يا معاوية قتلت حجرا وأصحابه وفعلت الّذي فعلت، أما خشيت أن أخبأ لك رجلا فيقتلك؟ قال: لا. اني في بيت أمان، وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: الايمان قيد الفتك لا يفتك، لا يفتك مؤمن يا أم المؤمنين.
كيف أنا فيما سوى ذلك من حاجاتك؟ قالت: صالح. قال: فدعيني وحجرا حتى نلتقي عند ربنا عز وجل [4] .
__________
[1] ابن كثير: البداية والنهاية 6/ 226، 8/ 55 وقال ابن كثير:
وهذا اسناد ضعيف منقطع، وقد رواه عبد الله بن المبارك عن أبي لهيعة عن أبي الأسود أن عائشة قالت: «بلغني أنه سيقتل بعذراء أناس يغضب الله لهم وأهل السماء» .
[2] في السند انقطاع وأقل ما يكون بين يعقوب وابن لهيعة راو واحسبه هنا يحيى بن عبد الله بن بكير كما تقدم في الصفحة السابقة.
[3] ابن كثير: البداية والنهاية 8/ 55 وقال «وابن لهيعة ضعيف» .
[4] المصدر السابق 6/ 226.(3/321)
سنة اثنتين وخمسين
حج سعيد- يعني ابن العاص- بالناس في سنة تسع وأربعين و [1] سنة اثنتين وخمسين ولبث بعدها. ذكر ذلك يعقوب بن سفيان في «تأريخه» عن يحيى بن أبي كثير عن الليث.
سنة أربع وخمسين
يعقوب بن سفيان قال: قال ابن بكير قال الليث [2] : وفيها- يعني سنة أربع وخمسين- مات أبو قتادة الحارث بن ربعي بن النعمان الأنصاري [3] .
سنة ست وخمسين
وفيها ماتت جُوَيْرِيَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وصلى عليها مروان وأمير المدينة عامئذ مروان بن الحكم [4] .
سنة ثمان وخمسين
وذكر يعقوب بن سفيان عن يحيى بن بكير قال: أظن أنه- يعني كريب بن أبرهة الأصبحي- مات سنة ثمان وخمسين [5] .
قال الفسوي: مات- يعني عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب- زمن معاوية [6] .
__________
[1] في الأصل «أو» وقد أقام سعيد بن العاص الحج في السنتين معا (تاريخ خليفة بن خياط ص 914، 205) .
[2] في الأصل «قال الليث قال ابن بكير» وهو مقلوب.
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 1/ 161.
[4] ابن عساكر: تاريخ دمشق 1/ ق 171 أ (مخطوطة) .
[5] ابن حجر: الاصابة 3/ 296.
[6] الذهبي: تاريخ الإسلام 3/ 282 وابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 20.(3/322)
حدثنا يعقوب قال: وفيها ماتت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم [1] .
سنة تسع وخمسين
(غزوة رودس) :
أخبرنا أبو محمد السلمي نا أبو بكر الخطيب ح.
وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأ محمد بن هبة الله قالا أنبأ محمد بن الحسين أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا زيد وعبد العزيز قالا أنا ابن وهب حدثني الليث بن سعد عن رشيد بن كيسان الفهميّ قال:
كنا بردوس وأميرنا جنادة بن أمية الأزدي، فكتب إلينا معاوية بن أبي سفيان: انه الشتاء ثم الشتاء فتأهبوا له، فقال تبيع بن امرأة كعب الأحبار تقفلون الى كذا وكذا، فقال الناس: وكيف نقفل وهذا كتاب معاوية: انه الشتاء ثم الشتاء. فأتاه بعض أهل خاصته من الجيش فقال:
ما يسميك الناس الا الكذاب لما تذكر لهم من القفل الّذي لا يرجونه.
فقال تبيع: فإنهم يأتيهم إذنهم في يوم كذا وكذا من شهر كذا وكذا، وآية ذلك أن تأتي ريح فتقلع هذه التينة التي في مسجدهم هذا. فانتشر قوله فيهم فأصبحوا ذلك اليوم في مسجدهم ينتظرون ذلك، وكان يوما لا ريح فيه، فانتظروا حتى احتاجوا الى المقيل والغداء وملّوا فانصرفوا الى مساكنهم أو الى مراكبهم حتى إذا انتصف النهار، وقد بقي في المسجد بقايا من الناس، فأقبلت ريح عصار، فأحاطت بالتينة فاقتلعتها، وتصايح الناس في منازلهم: خرت التينة، خرّت التينة. فأقبلوا من كل مكان حتى اجتمعوا على الساحل، فرأوا شيئا لائحا يتجول في الماء حتى تبين لهم
__________
[1] ابن عساكر: تاريخ دمشق 1/ ق 186 أ (مخطوطة) .(3/323)
أنه قارب، فأتاهم بموت معاوية وبيعة يزيد ابنه، وإذنهم بالقفل، فشكروا تبيعا وأثنوا عليه خيرا، ثم قالوا: وأخرى قد بقيت قد دخل الشتاء، ونحن نخاف أن تنكسر مراكبنا، فقال نبيع: لا ينكسر لكم عود يضركم، ولا ينقطع لكم حبل يضركم حتى تردوا بلادكم، فساروا فسلمهم الله عز وجل [1] .
سنة ستين
يعقوب بن سفيان قال نبأنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ بُكَيْرٍ عَنِ الليث قال:
توفي معاوية في رجب لأربع ليال خلت منه سنة ستين، فكانت خلافته عشرين سنة وخمسة أشهر [2] .
خلافة يزيد بن معاوية
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري قال أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان قال: ويقال في سنة ستين مات بلال بن الحارث أبو عبد الرحمن المزني [3] .
سنة احدى وستين
يعقوب بن سفيان قال نبأنا سلمة عن أحمد بن حنبل عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عِيسَى عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ: وقتل الحسين بن علي لعشر ليال خلون من المحرم سنة احدى وستين [4] .
قال يعقوب قال أبو نعيم: مات علقمة- يعني ابن قيس النخعي- سنة احدى وستين [5] .
__________
[1] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 10/ 431- 432.
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 1/ 210.
[3] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 10/ 301.
[4] الخطيب: تاريخ بغداد 1/ 143.
[5] الخطيب: تاريخ بغداد 12/ 299.(3/324)
سنة اثنتين وستين
وقال يعقوب بن سفيان: حدثنا أبو بكر الحميدي ثنا سفيان ثنا شهاب ابن حراش عن رجل من قومه قال: كنت في الجيش الذين بعثهم ابن زياد الى الحسين، وكانوا أربعة يريدون قتال الديلم، فعينهم ابن زياد وصرفهم الى قتال الحسين، فلقيت حسينا فرأيته أسود الرأس واللحية، فقلت له:
السلام عليك يا أبا عبد الله. فقال: وعليك السرم- وكانت فيه غنّة- فقال: لقد باتت فيكم سللة منذ الليلة- يعني سراقا-. قال شهاب: فحدثت به زيد بن علي فأعجبه- وكانت فيه غنة-. قال سفيان بن عيينة: وهي في الحسينيين [1] .
يعقوب بن سفيان قال قال أبو نعيم: ومات مسروق بن الأجدع سنة اثنتين وستين [2] .
سنة ثلاث وستين
(وقعة الحرة) :
ذكر الزبير أن محمدا- يعني بن أبي الجهم بن حذيفة العدوي- هذا شهد الحرة فقتله مسلم بن عقبة بعد ذلك صبرا، وكان قبل ذلك وفد على يزيد فأجاره، فلما خرج أهل المدينة على يزيد شهد محمد عليه أنه يشرب الخمر وغير ذلك، فقال له مسلم بن عقبة: والله لا تشهد شهادة زور بعدها أبدا، وكذا ذكر يعقوب بن سفيان في «تأريخه» عن إبراهيم ابن المنذر عن محمد بن الضحاك عن مالك وزاد: وكانت الحرة سنة ثلاث وستين، وقتل يومئذ من حملة القرآن سبعمائة نفس [3] .
__________
[1] سقط مني اسم المصدر.
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 234- 235.
[3] ابن حجر: الاصابة 3/ 452.(3/325)
وقال يعقوب بن سفيان: سمعت سعيد بن كثير بن عفير الأنصاري يقول: قتل يوم الحرة عبد الله بن يزيد المازني، ومعقل بن سنان [1] الأشجعي، ومعاذ بن الحارث القارئ، وقتل عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي عَامِرٍ.
قال يعقوب: وحدثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ بُكَيْرٍ عَنِ الليث قال: كانت وقعة الحرة يوم الأربعاء لثلاث بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وستين، ثم انبعث مسرف بن عقبة الى مكة قاصدا عبد الله بن الزبير ليقتله بها، لانه فر من بيعة يزيد، فمات يزيد بن معاوية في غضون ذلك، واستفحل أمر عبد الله بن الزبير في الخلافة بالحجاز، ثم أخذ العراق ومصر، وبويع بعد يزيد لابنه معاوية بن يزيد، وكان رجلا صالحا فلم تصل مدته، مكث أربعين يوما، وقيل عشرين يوما، ثم مات رحمه الله. فوثب مروان بن الحكم على الشام فأخذها، فبقي تسعة أشهر ثم مات، وقام بعده ابنه عبد الملك، فنازعه فيها عمرو بن سعيد بن الأشدق وكان نائبا على المدينة من زمن معاوية وأيام يزيد ومروان، فلما هلك مروان زعم أنه أوصى له بالأمر من بعد ابنه عبد الملك، فضاق به ذرعا، ولم يزل به حتى أخذه بعد ما استفحل أمره بدمشق فقتله سنة تسع وستين، ويقال في سنة سبعين.
واستمرت أيام عبد الملك حتى ظفر بابن الزبير سنة ثلاث وسبعين، قتله الحجاج بن يوسف الثقفي عن أمر بمكة بعد محاصرة طويلة اقتضت أن نصب المنجنيق على الكعبة من أجل أن ابن الزبير لجأ الى الحرم، فلم يزل به حتى قتله، ثم عهد في الأمر الى بنيه الأربعة بعده: الوليد ثم سليمان ثم يزيد ثم هشام بن عبد الملك [2] .
__________
[1] في ابن كثير «سليمان» والصواب ما أثبته (انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 10/ 233) .
[2] ابن كثير: البداية والنهاية 6/ 234.(3/326)
قال يعقوب بن سفيان: حدثني إبراهيم بن المنذر، حدثني ابن فليح عن أبيه عن أيوب بن عبد الرحمن عن أيوب بن بشير المعافري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج في سفر من أسفاره، فلما مر بحرة زهرة وقف فاسترجع، فساء ذلك من معه، وظنوا أن ذلك من أمر سفرهم.
فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله ما الّذي رأيت؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم. ما ان ذلك ليس من أمر سفركم. فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله ما الّذي رأيت. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما ان ذلك ليس من أمر سفركم هذا. قالوا: فما هو يا رسول الله؟ قال: يقتل بهذه الحرة خيار أمتي بعد أصحابي [1] . وقد قال يعقوب بن سفيان: قال وهب بن جرير قال جويرية حدثني ثور بن يزيد [2] عن عكرمة عن ابن عباس قال: جاء تأويل هذه الآية على رأس ستين سنة وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ من أَقْطارِها ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْها 33: 14 [3] . قال: لأعطوها. يعني إدخال بني حارثة أهل الشام على أهل المدينة [4] .
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ ح.
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا محمد بن هبة الله بن الحسن قالا أنا محمد بن الحسين القطان أنا عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان نا العباس بن الوليد بن صبح حدثني مروان بن محمد حدثني ابن لهيعة حدثني واهب بن عبد الله المعافري قال: قدمت المدينة فأتيت منزل زينب
__________
[1] المصدر السابق 6/ 233 وقال «هذا مرسل» .
[2] في الأصل «زيد» والصواب ما أثبته وهو الكلاعي الحمصي (تهذيب التهذيب 2/ 33) .
[3] الأحزاب 14.
[4] المصدر السابق 6/ 233.(3/327)
بنت فاطمة بت علي لأسلم عليها، فدخلت عليها الدار فإذا عندها جماعة عظيمة وإذا هي جالسة مسفرة، وإذا امرأة ليست بالحليلة ولم تطعن بالسن، فاحتملتني الحمية والعفة لها، فقلت: سبحانك الله قدرك قدرك وموضعك موضعك وأنت تجلسين للناس كما أرى مسفرة [؟] فقالت: ان لي قصة. قال قلت: وما تلك القصة؟ فقالت: لما كان أيام الحرة ووفد أهل الشام المدينة وفعلوا فيها ما فعلوا، وكان لي يومئذ ابن قد ناهز الاحتلام. قالت: فلم أشعر به يوما وأنا جالسة في منزلي الا وهو يسعى وبسر بن أبي أرطاة خلفه حتى دخل عليّ، فألقى نفسه عليّ وهو يبكي يكاد البكاء أن يفلق كبده، فقال لي بسر: ادفعيه الى فانا خير له. قالت: فقلت له: اذهب مع عمك. قالت: فقال: لا والله لا أذهب معه يا أمه، هو والله قاتلي. قالت: فقلت: أترى عمك يقتلك؟ لا. اذهب معه. قالت قال: لا والله يا أمه لا أذهب معه، هو والله قاتلي. قالت: وهو يبكي يكاد البكاء أن يفلق كبده.
قالت: فلم أزل أترفق به وأسكنه حتى سكن. قالت: ثم قال لي بسر:
ادفعيه لي فأنا خير له. قالت: فقلت: اذهب مع عمك. قالت: فقام فذهب معه. قالت: فلما خرج من باب الدار قال للغلام: امشي بين يدي قالت: فإذا بسر قد اشتمل على السيف فيما بينه وبين ثيابه. قالت: فلما ظهر الى السكة رفع بسر ثيابه عن عاتقه وشهر عليه السيف من خلفه ثم علاه به من خلفه فلم يزل يضربه به حتى برد. قالت: فجاءتني الصيحة أدركي ابنك فقد قطع. قالت: فقمت أتعثر في ثيابي ما معي عقلي. قالت: فإذا جماعة قد أطافوا به فإذا هو قتيل قد قطع. قالت:
فألقيت نفسي عليه وأمرت به فحمل. قالت: فجعل على نفسي من يومئذ للَّه أن لا أستتر من أحد لان بسرا هو أول من هتك ستري وأخرجني للناس، فاللَّه حسيبه [1] .
__________
[1] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 10/ 13- 14.(3/328)
قال يعقوب بن سفيان في «تاريخه» : دخل عليه- أي على محمد بن مسلمة الأنصاري- رجل من أهل الشام من أهل الأردن وهو في داره فقتله [1] .
(بعض قتلى الحرة) :
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ [2] ، والسائب بن يزيد بن أخت النمر [3] .
سنة أربع وستين
وقال يعقوب الفسوي: أراد أهل الشام الوليد بن عقبة على الخلافة، فطعن فمات بعد موت معاوية بن يزيد [4] .
سنة ست وستين
قال يعقوب بن سفيان حدثني يوسف بن موسى عن [5] جرير عن يزيد بن أبي زياد قال: لما جيء برأس ابن مرجانة وأصحابه طرحت بين يدي المختار، فجاءت حية رقيقة، ثم تخللت الرءوس حتى دخلت في فم ابن مرجانة وخرجت من منخره، ودخلت في منخره وخرجت من فمه، وجعلت تدخل وتخرج من رأسه من بين الرءوس [6] .
أرخ يعقوب قتله- يعني رِفَاعَةُ بْنُ رَافِعِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانِ- في
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 9/ 455 والاصابة 3/ 364.
[2] ابن حجر: تهذيب التهذيب 6/ 158 والاصابة 3/ 67.
[3] السخاوي: الإعلان 3/ 131 وقال «ولكنه وهم» .
[4] الذهبي: سير أعلام النبلاء 3/ 350 وتاريخ الإسلام 3/ 90.
[5] في الأصل «بن» والصواب ما أثبته ويوسف بن موسى من رجال التهذيب يروي عن جرير بن عبد الحميد الضبي.
[6] ابن كثير: البداية والنهاية 8/ 286.(3/329)
سنة ست وستين وذكر أن المختار بن [أبي] عبيد هو الّذي قتله [1] .
سنة سبع وستين
قتل- يعني عمر بن سعد بن أبي وقاص- سنة سبع وستين وكذا قال يعقوب بن سفيان [2] .
توفي الأحنف- يعني بن قيس- سنة سبع وستين في قول يعقوب الفسوي [3] .
سنة ثمان وستين
يعقوب بن سفيان قال قال أبو نعيم: مات ابن عباس سنة ثمان وستين [4] .
سنة سبعين
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب نا سعيد بن منصور نا حجر بن الحارث الغساني من أهل الرملة عن عبد الله بن عوف الكناني- وكان عاملا لعمر بن عبد العزيز على الرملة- قال: شهدت عبد الملك بن مروان قال لبشير بن عقربة الجهنيّ يوم قتل عمرو بن سعيد بن العاص:
يا أبا اليمان قد احتجت اليوم الى كلامك فقم فتكلم. فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من قام بخطبة لا يلتمس بها الا رياء وسمعة وقفه الله يوم القيامة موقف رياء وسمعة [5] .
__________
[1] تهذيب التهذيب 3/ 281- 282.
[2] تهذيب التهذيب 7/ 451.
[3] الذهبي: تاريخ الإسلام 3/ 133، 2/ 384 وقال «والأصح وفاته سنة اثنتين وسبعين» .
[4] الخطيب: تاريخ بغداد 1/ 175.
[5] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 10/ 160.(3/330)
سنة اثنتين وسبعين
حدثنا سليمان بن حرب حدثني غسان بن مضر عن سعيد بن زيد قال: وثب عبيد الله بن زياد بن ظبيان [1] على مصعب فقتله عند دير الجاثليق على شاطئ نهر يقال له دجيل من أرض مسكن واحتز رأسه، فذهب التيمي به الى عبد الملك، فسجد عبد الملك لما أتي برأسه [2] .
وكان عبيد الله فاتكا رديئا فكان يتلهف ويقول: كيف لم أقتل عبد الملك يومئذ حين سجد، فأكون قد قتلت ملكي العرب [3] .
وقال الفسوي: قتل مع مصعب ابنه عيسى وجرح مسلم بن عمرو الباهلي فقال: احملوني الى خالد بن يزيد، فحمل اليه فاستأمن له [4] .
قال يعقوب: سنة اثنتين وسبعين فيها قتل مصعب بن الزبير [5] .
سنة ثلاث وسبعين
... نا يعقوب قال: بويع ابن الزبير سنة أربع وستين فأقام تسع سنين، وقتل في جمادى سنة ثلاث وسبعين [6] .
نا يعقوب قال قال ابن بكير قال الليث: وأقام ابن الزبير للناس الحج يعني سنة خمس وستين وسنة سبع وستين وسنة ثمان وستين وسنة تسع
__________
[1] في تاريخ بغداد «ظبيبان» وهو خطأ.
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 307- 308 وابن كثير: البداية والنهاية 8/ 321 والذهبي: تاريخ الإسلام 3/ 110.
[3] الذهبي: تاريخ الإسلام 3/ 110 وابن كثير: البداية والنهاية 8/ 321.
[4] الذهبي: تاريخ الإسلام 3/ 110.
[5] الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 108 وابن كثير: البداية والنهاية 8/ 321.
[6] ابن عساكر: تاريخ دمشق 5/ ق 421 ب (مخطوطة) .(3/331)
وستين وسنة سبعين وسنة احدى وسبعين [1] .
نا يعقوب قال: أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ. حَدَّثَنَا بِذَلِكَ الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي مَنِيعٍ عن جده عن الزهري [2] .
قال يعقوب: قال أبو نعيم: مات ابن عمر في سنة ثلاث وسبعين [3] .
سنة خمس وسبعين
... نا يعقوب قال: حج عامئذ أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان- يعني سنة خمس وسبعين-.
نا إبراهيم بن المنذر حدثني ابْنِ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قال:
وأقام عبد الملك بعد الجماعة بضع عشرة سنة الا أشهرا حج حججا [4] .
وقال يعقوب بن سفيان عن محمد بن حميد: مات- يعني نعيم بن ميسرة النحويّ- سنة خمس أو ست وسبعين [5] .
سنة تسع وسبعين
وقال الفسوي: ولي موسى افريقية سنة تسع وسبعين، فافتتح بلادا كثيرة، وكان ذا حزم وتدبير [6] .
سنة اثنتين وثمانين
أخبرنا أبو القاسم السمرقندي أنا أبو بكر محمد بن هبة الله أنا
__________
[1] ابن عساكر: تاريخ دمشق 5/ ق 413 ب (مخطوطة) .
[2] المصدر السابق 5/ ق 402 أ (مخطوطة) .
[3] المصدر السابق 1/ 172 (مخطوطة) .
[4] المصدر السابق مجلد 7 قسم 1/ ق 198 ب (مخطوطة) .
[5] ابن حجر: تهذيب التهذيب 10/ 467.
[6] الذهبي: تاريخ بغداد 4/ 62.(3/332)
محمد بن الحسين أنا عبد الله نا يعقوب نا ابن بكير قال قال الليث: وفي سنة اثنتين وثمانين قدم ابن شهاب على عبد الملك [1] .
وبالإسناد السابق نا يعقوب قال سمعت ابن بكير يقول: مولد ابن شهاب سنة ست وخمسين. قلت له: فإنهم يرون ان ابن شهاب قال:
وفدت الى مروان وأنا محتلم. قال: باطل انما خرج الى عبد الملك سنة ثنتين وثمانين.
قلت له: يروي عن عنبسة [2] قريب يونس؟ قال: انما روى عن عنبسة مجنون أحمق [3] كان عنبسة ... [4] ويستخرج الخراج وربما استعملوه، وكثيرا ما كان يختبئ في أسفل داري، ولم يكن عرضوا لكتابة الحديث منه وسماع العلم منه [5] .
سنة ثلاث وثمانين
يعقوب بن سفيان قال قال أبو نعيم: سعيد أبو البختري وعبد الرحمن ابن أبي ليلى قتلا في الجماجم سنة ثلاث وثمانين [6] .
سنة ست وثمانين
قال يعقوب بن سفيان عن ابْنُ بُكَيْرٍ عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: كانت
__________
[1] ابن عساكر: تاريخ دمشق 11/ ق 66 أ.
[2] عنبسة بن خالد بن يزيد بن أبي النجاد قريب يونس بن يزيد.
[3] الكلمة رسمها «محبو داعيا» وما أثبته من تهذيب التهذيب 8/ 154.
[4] الكلمات رسمها «فلامر بحلق العال» ولم أتبينها وفي تهذيب التهذيب 8/ 154 بعد «أحمق» ما يلي «كان يجيئني ولم يكن موضعا للكتابة أن يكتب عنه» .
[5] ابن عساكر: تاريخ دمشق 11/ ق 67 ب (مخطوطة) .
[6] الخطيب: تاريخ بغداد 10/ 201- 202.(3/333)
وفاته- يعني عبد العزيز بن مروان- ليلة الاثنين لثلاث عشرة ليلة خلت من جمادى الاولى سنة ست وثمانين [1] .
... نا يعقوب بن سفيان قال قال ابن بكير قال الليث: وفيها- يعني سنة ست وثمانين- توفي أمير المؤمنين عبد الملك يوم الخميس ليلة البدر لأربع عشرة ليلة خلت من شوال [2] .
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين [3] بن الفضل [4] ، أنا عبد الله بن جعفر قال قال أبو يوسف يعقوب بن سفيان: قرأت في صفائح في قبلة مسجد دمشق صفائح مذهبة بلازورد: بسم الله الرحمن الرحيم. الله لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ، لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ، لَهُ ما في السَّماواتِ وَما في الْأَرْضِ، من ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ، يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ 2: 255 [5] الى آخر الآية.
لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ، لَا شَرِيكَ له، ولا نعبد الا إياه. ربنا الله وحده. وديننا الإسلام. ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
أمر ببنيان هذا المسجد وهدم الكنيسة التي كانت فيه عبد الله الوليد أمير المؤمنين في ذي القعدة من سنة ست وثمانين.
في ثلاث صفائح، وفي الرابعة:
__________
[1] ابن كثير: البداية والنهاية 9/ 58 وقال: «قال ابن عساكر:
وهذا وهم من يعقوب بن سفيان والصواب سنة خمس وثمانين، فإنه مات قبل عبد الملك أخيه، ومات عبد الملك بعده بسنة سنة ست وثمانين» .
[2] ابن عساكر: تاريخ دمشق مجلد 7 قسم 1/ ق 205 أ- ب.
[3] في الأصل «الحسن» وهو تصحيف.
[4] في الأصل «الفضيل» وهو تصحيف.
[5] سورة البقرة آية 255 وفي الأصل وقع فيها سقط وأخطاء.(3/334)
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ. الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ [1] . مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ. 1: 2- 4 الى آخر السورة.
ثم «النازعات» الى آخرها. ثم «عبس» الى آخرها. ثم إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ 81: 1.
قال أبو يوسف: وقدمت بعد ذلك فرأيت هذا قد محي، وكان هذا قبل المأمون [2] .
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد الله بن جعفر، أنا يعقوب بن سفيان قال:
سألت هشام بن عمار عن قصة مسجد دمشق وهدم الكنيسة؟ فقال:
كان الوليد قال للنصارى من أهل دمشق: ما شئتم ان أخذتم كنيسة توما عنوة وكنيسة الداخلة صلحا، فانا لنهدم كنيسة توما.
- قال هشام: وتلك أكبر من الداخلة- قال: فرضوا أن أهدم كنيسة الداخلة وأدخلها في المسجد.
قال: وكان بابها قبلة المسجد. اليوم المحراب الّذي يصلّي فيه.
قال: وهدم الكنيسة في أول خلافة الوليد سنة ست وثمانين. وكانوا في بنائه تسع سنين، حتى مات الوليد ولم يتم، فأتمه هشام من بعده.
كذا قال: هشام!. والصواب: سليمان [3] .
سنة ثلاث وتسعين
وقال يعقوب عن إبراهيم بن المنذر عن معن بن عيسى: توفي أنس ابن مالك وعلي بن الحسين وعروة وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ
__________
[1] سقط من الأصل «الرحمن الرحيم» .
[2] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق مجلد 2 قسم 1/ ص 37.
[3] المصدر السابق 2/ 19- 20.(3/335)
سنة ثلاث وتسعين [1] .
سنة أربع وتسعين
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان قال: قال ابن بكير قال الليث: وفي سنة أربع وتسعين قدم بشر بن أمير المؤمنين بأهل الشام الى مصر ليغزو بهم مع أهل مصر البحر، على أهل مصر عبد الله بن مالك بن الأبجر، ودخل بشر مصر يوم الاثنين في رجب فسار حتى بلغوا درنة، ثم لم تطب لهم الريح فرجعوا الى الاسكندرية، فجاءهم إذنهم وهم بها فقفلوا [2] .
سنة خمس وتسعين
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا محمد أبو الحسين [3] أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان قال قال ابن بكير قال الليث بن سعد: وحج عامئذ- يعني سنة خمس وتسعين- بالناس بشر بن الوليد ابن أمير المؤمنين [4] .
.. يعقوب بن سفيان حدثني الفضل- وهو ابن زِيَادٍ- قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: ولد شريك سنة خمس وتسعين [5] .
سنة ثمان وتسعين
قال يعقوب بن سفيان: مات- يعني عبد الرحمن بن كعب الأنصاري-
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 307.
[2] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 10/ 133.
[3] في الأصل «محمد بن الحسين» وهو تصحيف.
[4] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 10/ 132.
[5] الخطيب: تاريخ بغداد 9/ 280.(3/336)
في خلافة سليمان بن عبد الملك [1] .
سنة تسع وتسعين
وروى الخطيب البغدادي من طريق يعقوب بن سفيان الحافظ عن سعيد بن أبي مريم عن رشدين بن سعد [2] قال حدثني عقيل عَنِ [ابْنِ] [3] شِهَابٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ العزيز قال: سنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم وخلفاؤه بعده سننا، الأخذ بها تصديق لكتاب الله، واستعمال لطاعة الله، ليس على أحد تغييرها ولا تبديلها، ولا النظر في رأي من خالفها، فمن اقتدى بما سبق هدى، ومن استبصر بها أبصر، ومن خالفها واتبع غير سبيل المؤمنين ولّاه الله ما تولّى، وأصلاه جهنم وساءت مصيرا.
وأمر عمر بن عبد العزيز مناديه ذات يوم فنادى في الناس: الصلاة جامعة. فاجتمع الناس فخطبهم فقال في خطبته: اني لم أجمعكم الا أن المصدق منكم بما بين يديه من لقاء الله والدار الآخرة ولم يعمل لذلك ويستعد له أحمق، والمكذب له كافر. ثم تلا قوله تعالى أَلا إِنَّهُمْ في مِرْيَةٍ من لِقاءِ رَبِّهِمْ 41: 54 [4] وقوله تعالى وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ 12: 106 [5] .
سنة مائة
وفي تأريخ يعقوب بن سفيان عن يحيى بن بكير عن الليث قال: وفي
__________
[1] ابن حجر: الاصابة 3/ 74.
[2] في الأصل «رشيد بن سعيد» والصواب ما أثبته وهو من رجال التهذيب.
[3] سقطت من الأصل وهو الزهري يروي عنه عقيل بن خالد الأيلي من رجال تهذيب التهذيب.
[4] الشورى 54.
[5] ابن كثير: البداية والنهاية 9/ 217 والآية من سورة يوسف 106.(3/337)
سنة مائة طلع المغيرة بن أبي بردة بالجيش الى إفريقية [1] .
وذكر يعقوب بن سفيان في «التأريخ» فقال:
فيها- يعني سنة مائة- قدم عباس بن أجيل- بالسين المهملة والباء- من الأندلس الى إفريقية. - هكذا رأيته مضبوطا، والله أعلم-[2] .
يعقوب بن سفيان قال قال أبو نعيم: مات ربعي بن حراش في زمن عمر بن عبد العزيز [3] .
(كتاب الحسن البصري الى عمر بن عبد العزيز) :
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا أبو العباس [4] السراج قال ثنا عبيد الله بن حرب بن جبلة قال ثنا حمزة بن رشيد أبو علي قال حدثني عمرو بن عبد الله القرشي عن أبي حميد الشامي قَالَ: كَتَبَ الْحَسَنُ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ العزيز.
وحدثني محمد بن بدر قال ثنا حماد بن مدرك قال ثنا يعقوب بن سفيان قال ثنا محمد بن يزيد الليثي قال: ثنا معن بن عيسى قال ثنا إبراهيم عن عبد الله بن أبي الأسود عن الحسن انه كتب الى عمر بن عبد العزيز- والسياق لابي حميد الشامي-: اعلم ان التفكر يدعو الى الخير والعمل به، والندم على الشر يدعو الى تركه، وليس ما يفنى وان كان كثيرا يعدل ما يبقى وان كان طلبه عزيزا، واحتمال المئونة المنقطعة التي تعقب الراحة
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 10/ 256.
[2] الحميدي: جذوة المقتبس 303، 299.
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 8/ 434.
[4] محمد بن إسحاق صاحب «التأريخ» مفقود ينقل عنه أبو نعيم في الحلية كثيرا وكذلك الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد) راجع كتاب (موارد الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد) للمحقق.(3/338)
الطويلة خير من تعجيل راحة منقطعة تعقب مئونة باقية، فاحذر هذه الدار الصارعة الخادعة الخاتلة التي قد تزينت بخدعها، وغرت بغرورها، وقتلت أهلها بأملها، وتشوفت لخطابها، فأصبحت كالعروس المجلوة، العيون اليها ناظرة، والنفوس لها عاشقة، والقلوب اليها والهة، ولألبابها دامغة، وهي لأزواجها كلهم قاتلة. فلا الباقي بالماضي معتبر، ولا الآخر بما رأى من الأول مزدجر، ولا اللبيب بكثرة التجارب منتفع ولا العارف [باللَّه] والمصدق له حين أخبر عنها مدكر. فأبت القلوب لها الا حبا، وأبت النفوس بها الا ضنا. وما هذا منّا لها الا عشقا، ومن عشق شيئا لم يعقل غيره، ومات في طلبه أو [1] يظفر به، فهما عاشقان طالبان لها، فعاشق قد ظفر بها واغتر وطغى ونسي بها المبدأ والمعاد، فشغل بها لبه، وذهل فيها عقله، حتى زلت عنها قدمه، وجاءته أسر ما كانت له منيته [2] فعظمت ندامته، وكثرت حسرته، واشتدت كربته مع ما عالج من سكرته.
واجتمعت عليه سكرات الموت بألمه [3] ، وحسرات الموت بغصته، غير موصوف ما نزل به. وآخر مات قبل ان يظفر منها بحاجته فذهب بكربه وغمه ولم يدرك منها ما طلب، ولم يرح نفسه من التعب والنصب. خرجا جميعا بغير زاد، وقدما على غير مهاد.
فاحذرها الحذر كله فأنها مثل الحية لين مسها وسمها يقتل، فاعرض عما يعجبك فيها لقلة ما يصحبك منها، وضع عنك همومها لما عاينت من فجائعها، وأيقنت به من فراقها، وشدد ما اشتد منها لرخاء [4] ما يصيبك
__________
[1] في ز: ولم يظفر به. وفيها: ونسي بها المعارف والمبدأ.
[2] في ز: وجاءته اشر ما كانت له حنية أو حنبة والتصحيح من التحصيل.
[3] في ز: بأمله.
[4] وفيها: لرجاء وهو تصحيف.(3/339)
وكن [أسر] ما تكون فيها احذر ما تكون لها، فأن صاحبها كلما اطمأن فيها الى سرور له أشخصته عنها بمكروه، وكلما ظفر بشيء منها وثنى رجلا عليه انقلبت به، فالسار فيها غار، والنافع فيها غدا ضار [1] ، وصل الرخاء فيها بالبلاء، وجعل البقاء فيها الى فناء، سرورها مشوب بالحزن، وآخر الحياة فيها الضعف والوهن، فانظر اليها نظر الزاهد المفارق، ولا تنظر نظر العاشق الوامق واعلم انها تزيل الثاوي الساكن وتفجع المغرور الآمن. لا يرجع ما تولى منها فأدبر، ولا يدرى ما هو آت فيها فينتظر.
فأحذرها فأن أمانيها كاذبة، وأن آمالها باطلة، عيشها نكد، وصفوها كدر، وأنت منها على خطر. اما نعمة زائلة، واما بلية نازلة، واما مصيبة موجعة، واما منية قاضية، فلقد كدت عليه المعيشة ان عقل، وهو من النعماء على خطر، ومن البلوى على حذر، ومن المنايا على يقين، فلو كان الخالق تعالى لم يخبر عنها بخبر، ولم يضرب لها مثلا، ولم يأمر فيها بزهد، لكانت الدار قد أيقظت النائم، ونبهت الغافل، فكيف وقد جاء من الله تعالى عنها زاجر، وفيها واعظ. فما لها عند الله عز وجل قدر، ولا لها عند الله تعالى وزن من الصغر، ولا تزن عند الله تعالى مقدار حصاة من الحصا، ولا مقدار ثراة في جميع الثرى [2] ، ولا خلق خلقا- فيما بلغت- أبغض اليه من الدنيا ولا نظر اليها منذ خلقها مقتا لها، ولقد عرضت على نبينا صلى الله عليه وسلم بمفاتيحها وخزائنها ولم ينقصه ذلك عنده جناح بعوضة فأبى أن يقبلها وما منعه من القبول لها ولا ينقصه عند الله تعالى شيء الا انه علم ان الله تعالى أبغض شيئا فأبغضه، وصغر شيئا فصغره، ووضع شيئا فوضعه ولو قبلها كان الدليل على حبه إياها قبولها، ولكنه كره ان يحب
__________
[1] في ز: فالسار فيها غار والباقي فيها غذاء صار.
[2] من هنا الى قوله «وقد يكفي العاقل» عن الازهرية فقط ولم يثبته في المختصر.(3/340)
ما أبغض خالقه، وأن يرفع ما وضع مليكة.
ولو لم يدله على صغر هذه الدار الا أن الله تعالى حقرها ان يجعل خيرها ثوابا للمطيعين، وأن يجعل عقوبتها عذابا للعاصين. فاخرج ثواب الطاعة منها واخرج عقوبة المعصية عنها. وقد يدلك على شر هذه الدار ان الله تعالى زواها عن أنبيائه وأحبائه اختبارا، وبسطها لغيرهم اعتبارا واغترارا، ويظن المغرور بها والمفتون عليها أنه انما أكرمه بها، ونسي ما صنع بمحمد المصطفى صلى الله عليه وسلم وموسى المختار عليه السلام بالكلام له وبمناجاته. فأما محمد صلى الله عليه وسلم فشد الحجر على بطنه من الجوع، واما موسى عليه السلام فرئي خضرة البقل من صفاق بطنه من هزاله، ما سأل الله تعالى يوم أوى الى الظل الا طعاما يأكله من جوعه. ولقد جاءت الروايات عنه ان الله تعالى اوحى اليه، أن يا موسى إذا رأيت الفقر مقبلا فقل مرحبا بشعار الصالحين، وإذا رأيت الغنى قد اقبل فقل ذنب عجلت عقوبته. وان شئت ثلثته بصاحب الروح والكلمة [1] ففي امره عجيبة، كان يقول أدمي الجوع، وشعاري الخوف ولباسي الصوف، ودابتي رجلي، وسراجي بالليل القمر، وصلايتي في الشتاء الشمس، وفاكهتي وريحاني ما أنبت الأرض للسباع والانعام. أبيت وليس لي شيء واحد اغنى مني. ولو شئت ربعت بسليمان بن داود عليهما السلام، فليس دونهم في العجب. يأكل خبز الشعير في خاصته ويطعم اهله الخشكار والناس الدرمك [2] فإذا جنه الليل لبس المسوح وغل اليد الى العنق وبات باكيا حتى يصبح، يأكل الخشن من الطعام ويلبس الشعر من الثياب. كل هذا يبغضون ما أبغض الله عز وجل، ويصغرون ما صغر الله تعالى، يزهدون فيما فيه زهد. ثم اقتصّ الصالحون بعد منهاجهم
__________
[1] يريد عيسى بن مريم سلام الله عليه.
[2] الخشكار: رديء الدقيق، والدرمك: الدقيق الحواري.(3/341)
وأخذوا بآثارهم والزموا الكد والعير [1] ، والطفوا التفكير وصبروا في مدة الأجل القصير، عن متاع الغرور الّذي الى الفناء يصير، ونظروا الى آخر الدنيا ولم ينظروا الى أولها، ونظروا الى عاقبة مرارتها ولم ينظروا الى عاجلة حلاوتها ثم الزموا أنفسهم الصبر أنزلوها من أنفسهم بمنزلة الميتة التي لا يحل الشبع منها الا في حال الضرورة اليها، فأكلوا منها بقدر ما يرد النفس ويقي الروح. ومكن اليوم [2] ، وجعلوها بمنزلة الجيفة التي قد اشتد نتن ريحها فكل من مر بها أمسك على انفه منها، فهم يصيبون منها لحال الضر ولا ينتهون منها الى الشبع من النتن، فقرنت [3] عنهم وكانت هذه منزلتها من أنفسهم، فهم يعجبون من الآكل منها شبعا، والمتلذذ بها أشرا. ويقولون في أنفسهم أما ترى هؤلاء لا يخافون من الأكل، أما يجدون ريح النتن؟ وهي والله يا أخي في العاقبة والآجلة أنتن من الجيفة المرصوفة، غير أن أقواما استعجلوا الصبر فلا يجدون ريح النتن، والّذي نشأ في ريح الإهاب النتن لا يجد نتنه، ولا يجد من ريحه ما يؤذي المارة والجالس عنده [4] ، وقد يكفي العاقل منها انه من مات عنها وترك مالا كثيرا سره أنه كان فيها فقيرا، أو شريفا أنه كان فيها وضيعا، أو كان فيها معافى سره انه كان فيها مبتلى، أو كان مسلطنا سره انه كان فيها سوقة. وان فارقتها سرك انك كنت أوضع أهلها منعة، وأشدهم فيها فاقة، أليس ذلك الدليل على خزيها لمن يعقل أمرها.
والله لو كانت الدنيا من أراد منها شيئا وجده الى جنبه من غير طلب ولا نصب غير انه إذا أخذ منها شيئا لزمته حقوق الله فيه وسأله عنه ووقفه
__________
[1] كذا في الأصل ولعلها العبر [بالباء الموحدة] .
[2] كذا في الأصل ولعلها: ويسكن القرم.
[3] قوله فقرنت عنهم. لعلها: فغربت عنهم.
[4] هنا آخر النقص في المختصر.(3/342)
على حسابه لكان ينبغي للعاقل أن لا يأخذ منها الا قدر قوته وما يكفي، حذر السؤال وكراهية لشدة الحساب. وانما الدنيا إذا فكرت فيها ثلاثة أيام، يوم [مضى] لا ترجوه، ويوم أنت فيه ينبغي لك ان تغتنمه، ويوم [يأتي] لا تدري أنت من اهله أم لا؟ ولا تدري لعلك تموت قبله. فأما أمس فحكيم مؤدب، وأما اليوم فصديق مودع، غير أن أمس وان كان [قد] فجعك بنفسه فقد ابقى في يديك حكمته، وان كنت قد أضعته فقد جاءك خلف منه وقد كان عنك طويل الغيبة وهو الآن عنك سريع الرحلة، وغدا أيضا في يديك منه أمله. فخذ الثقة بالعمل، واترك الغرور بالأمل قبل حلول الأجل وإياك ان تدخل على اليوم هم غد أو هم بعده- زدت في حزنك وتعبك وأردت ان تجمع في يومك ما يكفيك أيامك، هيهات كثر الشغل وزاد الحزن وعظم التعب وأضاع العبد العمل بالأمل. ولو ان الأمل في غدك خرج من قلبك أحسنت اليوم في عملك، واقتصرت لهم يومك، غير ان الأمل فيك في الغد دعاك الى التفريط، ودعاك الى المزيد في الطلب، ولئن شئت واقتصرت لأصفن لك الدنيا ساعة بين ساعتين، ساعة ماضية، وساعة آتية، وساعة أنت فيها. فأما الماضية والباقية فليس تجد لراحتهما لذة، ولا لبلائها ألما. وانما الدنيا ساعة أنت فيها فخدعتك تلك الساعة عن الجنة وصيرتك الى النار وانما اليوم ان عقلت ضيف نزل بك وهو مرتحل عنك، فأن أحسنت نزله وقراه شهد لك واثنى عليك بذلك وصدق فيك، وان أسأت ضيافته ولم تحسن قراه جال في عينيك.
وهما يومان بمنزلة الأخوين نزل بك أحدهما فأسأت اليه ولم تحسن قراه فيما بينك وبينه، فجاءك الآخر بعده فقال اني قد جئتك بعد أخي فأن إحسانك الى يمحو إساءتك اليه، ويغفر لك ما صنعت فدونك إذ نزلت بك وجئتك بعد أخي المرتحل عنك فلقد ظفرت بخلف منه ان عقلت، فدارك(3/343)
ما قد أضعت. وان ألحقت الآخر بالأول فما أخلقك ان تهلك بشهادتهما عليك. ان الّذي بقي من العمر لا ثمن له ولا عدل، فلو جمعت الدنيا كلها ما عدلت يوما بقي من عمر صاحبه، فلا تبع اليوم ولا تعد له من الدنيا بغير ثمنه، ولا يكونن المقبور أعظم تعظيما لما في يديك منك وهو لك، فلعمري لو أن مدفونا في قبره قيل له هذه الدنيا أولها الى آخرها تجعلها لولدك من بعدك يتنعمون فيها من ورائك فقد كنت وليس لك هم غيرهم أحب إليك أم يوم تترك فيه وتعمل لنفسك لاختار ذلك، وما كان ليجمع مع اليوم شيئا الا اختار اليوم عليه رغبة فيه وتعظيما له، بل لو اقتصر على ساعة خيرها وما بين أضعاف ما وصفت لك وأضعافه [يكون لسواه الا اختار الساعة لنفسه على أضعاف ذلك يكون لغيره بل لو اقتصر على كلمة يقولها تكتب له وبين ما وصفت لك وأضعافه] لاختار الكلمة الواحدة عليه، فانتقد اليوم لنفسك وأبصر الساعة وأعظم الكلمة واحذر الحسرة عند نزول السكرة، ولا تأمن ان تكون لهذا الكلام حجة نفعنا الله وإياك بالموعظة، ورزقنا وإياك خير العواقب والسلام عليك ورحمة الله وبركاته [1] .
أخبرنا إسماعيل بن أحمد السمرقندي قال: أخبرنا محمد بن هبة الله الطبري قال: أنبأنا محمد بن الحسين بن الفضل قال: أنبأنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال: أنبأنا يعقوب بن سفيان قال: أنبأنا عبد الله بن عثمان قال: أنبأنا عون بن مَعْمَرٍ قَالَ: كَتَبَ الْحَسَنُ إِلَى عُمَرَ بْنِ عبد العزيز: «أما بعد فكأنّ آخر من كتب عليه الموت قد مات» . فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: «أَمَّا بَعْدُ فَكَأَنَّكَ بِالدُّنْيَا لَمْ تَكُنْ، وَكَأَنَّكَ بِالْآخِرَةِ لم تزل،
__________
[1] أبو نعيم: حلية الأولياء 2/ 134- 140.(3/344)
والسلام عليك» [1] .
سنة احدى ومائة
أخبرنا ابن الفضل أنبا ابن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان قال سليمان بن حرب: مات عمر بن عبد العزيز سنة احدى ومائة [2] .
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان قال: وفيها- يعني سنة احدى ومائة- نزع أيوب بن شرحبيل وأمّر بشر بن صفوان- يعني على مصر-[3] .
سنة اثنتين ومائة
فيها أمر بشر بن صفوان على إفريقية، واستخلف أخاه حنظلة على مصر [4] .
وفيها مات الضحاك بن مزاحم الهلالي [5] .
سنة ثلاث ومائة
وفيها عزل عروة [6] عن أهل اليمن وأمر مسعود بن غوث [7] .
__________
[1] ابن الجوزي: المصباح المضيء في خلافة المستضيء (مطبوعة بالآلة الكاتبة) 2/ 830.
[2] الخطيب: السابق واللاحق في تباعد ما بين وفاة الراويين عن شيخ واحد ق 118 (مخطوطة) .
[3] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 10/ 93.
[4] المصدر السابق 10/ 93.
[5] ابن حجر: تهذيب التهذيب 4/ 454.
[6] عروة بن محمد بن عطية السعدي (تاريخ خليفة بن خياط 323، 329) .
[7] المصدر السابق 7/ 188 وهو عروة بن محمد بن عطية السعدي الجشمي.(3/345)
سنة خمس ومائة
وفيها نزع بشر- يعني ابن صفوان- عن إفريقية [1] .
سنة ست ومائة
وفيها رجع بشر بن صفوان أميرا على إفريقية [2] .
سنة تسع ومائة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي قال أنبأ أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب قال: وفيها- يعني سنة تسع ومائة- توفي بشر بن صفوان [3] .
سنة عشر ومائة
يعقوب بن سفيان حدثني سعيد بن أسد حدثنا حمزة عن ابن شوذب قال: مات ابن سيرين بعد الحسن بمائة ليلة [4] .
سنة ثلاث عشرة ومائة
وقال يعقوب بن سفيان: مات الضحاك بن مخلد الشيبانيّ سنة ثلاث عشرة ومائة [5] .
سنة أربع عشرة ومائة
وفيها مات محمد بن علي بن الحسين- الباقر-[6] .
__________
[1] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 10/ 93.
[2] المصدر السابق 10/ 93.
[3] المصدر السابق 10/ 94.
[4] الخطيب: تاريخ بغداد 5/ 337 وابن سيرين توفي سنة 110 هـ.
[5] ابن حجر: تهذيب التهذيب 4/ 452.
[6] المصدر السابق 9/ 352.(3/346)
وقال يعقوب بن سفيان عن حيوة بن شريح عن عباس بن الفضل عن حماد بن سلمة: قدمت مكة سنة مات عطاء بن أبي رباح سنة 114 هـ[1] .
سنة سبع عشرة ومائة
أخبرنا محمد بن الحسين القطان انا عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان قال قال أبو نعيم: مات قتادة في سنة سبع عشرة ومائة [2] .
سنة تسع عشرة
أبو القاسم بن أبي الأشعث أنا محمد بن هبة الله أنا محمد أبو الحسين أنا عبد الله أنا يعقوب قال: وفيها- يعني سنة تسع عشرة ومائة- خرج الزهري مع أبي شاكر بن هشام [3] ، ووضع عنه هشام سبعة عشر ألف دينار كان الزهري يبتاع بها من دين السلطان، ونزل الزهري في دار بني الديل بين أخواله لأن أمه بغاثية، وكان يحيى بن سعيد وربيعة والناس يختلفون اليه، ويزعم بعض أهل المدينة أن الزهري أخدم في قدمته هذه في ليلة واحدة خمس عشرة امرأة من بني زهرة خادما خادما [4] .
وبالإسناد السابق نا يعقوب نا زيد بن بشر انا ابن وهب أخبرني الليث عن أكيمة قال: لولا ابن شهاب لذهب كثير من السنن [5] .
قال ونا يعقوب قال حدثني مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ قَالَ عَلِيٌّ: الذين أفتوا الحكم وحماد وقتادة والزهري، والزهري عندي أفقههم [6] .
__________
[1] المصدر السابق 7/ 202.
[2] الخطيب: السابق واللاحق ق 45 (مخطوطة) .
[3] هكذا في الأصل ولعلها «الى هشام» بدل «بن هشام» وأبو شاكر أحسبه تصحيفا ولم أهتد اليه.
[4] ابن عساكر: تاريخ دمشق 11/ ق 80 أ (مخطوطة) .
[5] ، (6) المصدر السابق 11/ ق 76 ب.(3/347)
سنة عشرين ومائة
يعقوب بن سفيان قال حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ صُبْحٍ حَدَّثَنَا عرفه ابن إسماعيل عن ابن إدريس قال سمعت شعبة قال: مات حماد بن أبي سليمان سنة عشرين ومائة. قال ابن إدريس: وفيها مولدي [1] .
سنة اثنتين وعشرين ومائة
قال يعقوب الفسوي: كان- يعني زيد بن علي بن الحسين- قدم الكوفة وخرج بها لكونه كلم هشام بن عبد الملك في دين معاوية، فأبى عليه وأغلظ له [2] .
سنة أربع وعشرين ومائة
أخبرنا أبو القاسم السمرقندي أنا أبو بكر محمد بن هبة الله أنا محمد بن الحسين أنا عبد الله نا يعقوب قال قال أبو نعيم: مات الزهري في سنة أربع وعشرين ومائة [3] .
وبالإسناد السابق نا يعقوب نا حامد بن يحيى ويوسف بن محمد قالا نا معن بن عيسى قال قال لي ابن أخي ابن شهاب: مات ابن شهاب في سنة أربع وعشرين ومائة.
وقال يعقوب: ومات الزهري في أمواله بشعب وقد مررت بقبره هناك، وقد دفن في نشر من الأرض. ويقال مات في ليلة الثلاثاء لسبع عشرة خلت من شهر رمضان [4] .
وبالإسناد السابق نا يعقوب حدثني العباس بن الوليد أخبرني أبي
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 9/ 416.
[2] الذهبي: تاريخ الإسلام 5/ 75.
[3] ابن عساكر: تاريخ دمشق 11/ ق 81 ب (مخطوطة) .
[4] المصدر السابق 11/ ق 69 أ (مخطوطة) .(3/348)
أخبرني سعيد بن بشير عن قتادة قال: كان آخِرَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم موتا بمكة عبد الله بن عمر.
قال ابن بكير: والزهري يومئذ ابن ست عشرة سنة [1] .
وبالإسناد السابق نا يعقوب بن سفيان نا إبراهيم بن المنذر عن معن- يعني ابن عيسى- عَنِ ابْنِ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: جَمَعَ ابن شهاب القرآن في ثمانين يوما [2] .
سنة خمس وعشرين ومائة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب قال ابن بكير قال الليث:
وفيها- يعني سنة خمس وعشرين ومائة- قتل بلج بن بشر حين أجاز ابن قطن الى أهل الأندلس أميرا عليهم، ثم مات بلج بعد شهرين [3] .
سنة ست وعشرين ومائة
قال يعقوب بن سفيان: حدثني محمد بن خالد بن العباس السكسكي، حدثني الوليد بن مسلم حدثني أبو عمرو الأوزاعي عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قال: ولد لأخي أم سلمة غلام فسموه الوليد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد جعلتم تسمون بأسماء فراعنتكم، انه سيكون في هذه الأمة رجل يقال له الوليد هو أضر على أمتي من فرعون على قومه. قال أبو عمرو الأوزاعي: فكان الناس يرون أنه الوليد بن عبد الملك، ثم رأينا أنه الوليد بن يزيد، لفتنة الناس به حتى خرجوا عليه
__________
[1] ابن عساكر: تاريخ دمشق 11/ ق 69 أ (مخطوطة) .
[2] المصدر السابق 11/ ق 69 أ (مخطوطة) .
[3] المصدر السابق 10/ 264- 265.(3/349)
فقتلوه، وانفتحت على الأمة الفتنة والهرج [1] .
سنة ثمان وعشرين ومائة
أخبرنا ابن الفضل أنا عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان قال سمعت بعض علماء مصر يقول: ولد يزيد- يعني ابن [أبي] حبيب المصري- سنة ثلاث وخمسين وتوفي سنة ثمان وعشرين ومائة [2] .
سنة احدى وثلاثين ومائة
أخبرنا القطان أخبرنا ابن درستويه حدثنا يعقوب بن سفيان قال سمعت أبا عمر الضرير قال: إبراهيم الصائغ إبراهيم بن ميمون قتله أبو مسلم في سنة احدى وثلاثين ومائة.
قال غير أبي عمر: قتل في سنة ثلاثين [3] .
سنة اثنتين وثلاثين ومائة
وفيها مات ضرار بن مرة أبو سنان الشيبانيّ [4] .
العصر العباسي
سنة ثلاث وثلاثين ومائة
وفيها توفي داود بن علي وهو وال على المدينة [5] .
__________
[1] ابن كثير: البداية والنهاية 6/ 241- 242.
والسيوطي: اللآلئ المصنوعة 1/ 109.
[2] الخطيب: السابق واللاحق ق 54- 55 (مخطوطة) والزيادة من ترجمته في تهذيب التهذيب 11/ 318.
[3] الخطيب: موضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 375.
[4] ابن حجر: تهذيب التهذيب 4/ 457.
[5] المصدر السابق 3/ 194.(3/350)
سنة أربع وثلاثين ومائة
(موقعة طلخ)
وفيها قال يعقوب الفسوي: كان لصاحب الصين حركة. وكان زياد ابن صالح بسمرقند فبلغه ذلك وأن صاحب الصين قد أقبل في مائة ألف سوى من يتبعه من الترك. فعسكر زياد بن صالح وكتب الى أبي مسلم بالأمر، فعسكر أبو مسلم على مرو وجمع جيوشه وسار اليه خالد بن إبراهيم من طخارستان، وسار جيش خراسان الى سمرقند في شوال سنة أربع وثلاثين، وأنجد- زياد بن صالح بعشرة آلاف، فسار زياد بجيوشه حتى عبر نهر الشاش، وأقبل جيش الصين، فحاصروا سعيد بن حميد، فلما بلغهم دنو زياد ترحلوا، ثم نزل صاحب جبال الصين مدينة طلخ، فقصده زياد، ثم التقوا من الغد، فقدم زياد الرماة صفا أمام الجيش وخلفهم أصحاب الرماح ثم الخيالة ثم الحسر بعد ذلك وأعد خيلا كمينا، فالتقى الجمعان وصبر الفريقان يومهم الى الليل، فلما غربت الشمس ألقى الله في قلوب الصين الرعب، ونزل النصر فانهزم الكفار [1] .
سنة خمسين ومائة
... يعقوب بن سفيان قال سمعت مكي بن إبراهيم قال: مات ابن جريج في سنة خمسين ومائة [2] .
سنة سبع وثمانين ومائة
وفيها مات زكريا بن يحيى الذارع [3] .
__________
[1] الذهبي: تاريخ الإسلام 5/ 210- 211.
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 10/ 407 واحداث هذه السنة موجودة في القسم الّذي وصل إلينا.
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 3/ 337 وأحداث هذه السنة موجودة في القسم الّذي وصل إلينا.(3/351)
سنة سبع ومائتين
وفيها مات روح بن عبادة القيسي [1] .
__________
[1] المصدر السابق 3/ 295 وأحداث هذه السنة موجودة في القسم الّذي وصل إلينا.(3/352)
نصوص في معرفة الرجال مقتبسة من كتاب (المعرفة والتاريخ)(3/353)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد الله بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، حدثني محمد بن مقاتل المروزي، نا أوس- وهو ابن عبد الله بن بريدة-، عن أخيه، أظنه عن أبيه، قال: مات أبي بمرو وقبره بحصين. وقال لي أبي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من مات من أصحابي بأرض فهو قائدهم يوم القيامة. كذا رواه بالشك، ورواه غيره عن أوس فلم يشك فيه [1] .
عن يعقوب الفسوي باسناد لطيف مرفوعا: يؤتى يوم القيامة بشيخ ترعد فرائصه وتصطك ركبتاه [2] . جاء في ترجمة (عمران بن خالد بن طليق الخزاعي) روى عن آبائه حديث: «النظر الى علي عبادة» رواه عنه يعقوب الفسوي [3] . وقال يعقوب بن سفيان أنبأنا أحمد بن محمد الأزرقي ثنا الزنجي عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رأيت في النوم بني أبي الحكم بن أبي العاص ينزون على منبري كما تنزو القردة. قال: فما رئي رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجمعا ضاحكا بعدها حتى توفي [4] . وقال يعقوب بن سفيان ثنا صفوان ثنا الوليد بن مسلم ثنا عبد الله أو عبد الغفار بن إسماعيل بن عبد الله عن أبيه انه حدثه عن شيخ من السلف
__________
[1] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 2/ 190.
[2] الذهبي: ميزان الاعتدال 3/ 129 وقال: «فذكر خبرا باطلا قال ابن عساكر: الحمل فيه على هذا- يريد علي بن زيد بن عيسى- أو على محمد بن الحسين البكري» .
[3] المصدر السابق 3/ 236 وقال «وهذا باطل في نقدي» .
[4] ابن كثير: البداية والنهاية 10/ 49- 50، 6/ 243.(3/354)
قال سمعت أبا الدرداء يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: اني فرطكم على الحوض، أنتظر من يرد عليّ منكم، فلا ألفين أنازع أحدكم، فأقول: انه من أمتي. فيقال: هل تدري ما أحدثوا بعدك؟
قال أبو الدرداء: فتخوفت أن أكون منهم، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فذكرت ذلك له، فقال: انك لست منهم. قال: فتوفي أبو الدرداء قبل أن يقتل عثمان، وقبل أن تقع الفتن [1] .
روى يعقوب بن سفيان عن عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ منصور عن ربعي عن البراء بن ناجية الكاهلي عن عبد الله بن مسعود قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: ان رحى الإسلام ستزول لخمس وثلاثين، أو سبع وثلاثين، فان تهلك فسبيل من هلك، وان يقم لهم دينهم يقم لهم سبعين عاما.
قال: قال عمر: يا رسول الله أبما مضى أو بما بقي؟ قال: بل بما بقي [2] . وقال يعقوب بن سفيان: حدثني محمد بن فضيل، ثنا مؤمل، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زيد، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يقول: خلافة نبوة ثلاثون عاما، ثم يؤتي الله ملكه من يشاء، فقال معاوية: رضينا بالملك [3] . وقال يعقوب بن سفيان: أنا عبد الرحمن بن عمرو الحزامي ثنا محمد بن سليمان عن أبي تميم الْبَعْلَبَكِيِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْغَازِ عَنْ مَكْحُولٍ [4]
__________
[1] ابن كثير: البداية والنهاية 6/ 207- 208.
[2] المصدر السابق 6/ 207.
[3] المصدر السابق 6/ 198.
[4] في الأصل «ابن مكحول» وهو خطأ وهشام بن الغاز يروي عن مكحول وكلاهما من رجال التهذيب.(3/355)
عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخَشَنِيِّ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَزَالُ هَذَا الْأَمْرُ مُعْتَدِلًا قَائِمًا بِالْقِسْطِ حَتَّى يَثْلِمَهُ رَجُلٌ مِنْ بني أمية» [1] . قال يعقوب بن سفيان ثنا عبيد الله بن معاذ، ثنا أبي، ثنا شعبة عن أبي سلمة عن أبي نضرة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعشرة من أصحابه: آخركم موتا في النار. فيهم سمرة بن جندب. قال أبو نضرة: فكان سمرة آخرهم موتا [2] .
قال يعقوب بن سفيان ثنا حجاج بن منهال ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زيد عن أوس بن خالد قال: كنت إذا قدمت على أبي محذورة سألني عن سمرة، وإذا قدمت على سمرة سألني عن أبي محذورة، فقلت لأبي محذورة: مالك إذا قدمت عليك تسألني عن سمرة، وإذا قدمت على سمرة سألني عنك؟ فقال: اني كنت أنا وسمرة وأبو هريرة في بيت فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: آخركم موتا في النار. قال: فمات أبو هريرة، ثم مات أبو محذورة، ثم مات سمرة [3] .
روى الحافظ البيهقي من طريق يعقوب بن سفيان حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن محمد بن زيد عن محمد بن الزبير الحنظليّ قال: قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم الزبرقان بن بدر، وقيس بن عاصم، وعمرو بن الأهتم. فقال لعمرو بن الأهتم: أخبرني عن الزبرقان، فأما هذا فلست أسألك عنه» . وأراه كان قد عرف قيسا. قال فقال:
مطاع في أدنيه شديد العارضة مانع لما وراء ظهره. فقال الزبرقان: قد
__________
[1] المصدر السابق 6/ 229.
[2] المصدر السابق 6/ 226.
[3] ابن كثير: البداية والنهاية 6/ 226.(3/356)
قال ما قال وهو يعلم اني أفضل مما قال. قال: فقال عمرو: والله ما علمتك الا زبر المروءة ضيق العطن، أحمق الأب، لئيم الخال، ثم قال يا رسول الله قد صدقت فيهما جميعا، أرضاني فقلت بأحسن ما فيه، واسخطني فقلت بأسوإ ما اعلم. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «ان من البيان سحرا» [1] . وقال يعقوب بن سفيان ثنا أبو النعمان محمد بن الفضل ثنا أبو عوانة عن قتادة عن سفينة عن أم سلمة قالت: كانت عامة وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته الصلاة وما ملكت ايمانكم حتى جعل يلجلجها في صدره وما يفيض بها لسانه [2] .
وقال البيهقي أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأنا عبد الله بن جعفر أنبأنا يعقوب بن سفيان حدثنا مسلم بن إبراهيم ثنا شُعْبَةُ عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم صلى خلف أبي بكر [3] .
وقال يعقوب بن سفيان حدثنا هشام بن عمار ثنا عمرو بن واقد ثنا يونس بن ميسرة عن أبي إدريس عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي رَأَيْتُ أني وضعت في كفة وأمتي في كفة فعدلتها، ثم وضع أبو بكر في كفة وأمتي في كفة فعدلها، ثم وضع عمر في كفة وأمتي في كفة فعدلها، ثم وضع عثمان في كفة وأمتي في كفة
__________
[1] المصدر السابق 5/ 44- 45 وقال «وهذا مرسل من هذا الوجه» .
[2] المصدر السابق 5/ 238.
[3] ابن كثير: البداية والنهاية 5/ 234 وقال «وهذا اسناد جيد ولم يخرجوه» .(3/357)
فعدلها [1] . أخرج يعقوب بن سفيان من رواية النضر بن عبد الجبار عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حبيب حدثه عن ابن شماسة عن رجل حدثه أنه سمع عبد الرحمن بن عديس يقول سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «يخرج ناس يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرمية يقتلون بجبل لبنان والخليل» [2] . روى يعقوب بن سفيان في «تأريخه» من طريق صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من سيدكم يا بني نضلة» ؟ قالوا: جد بن قيس.
قال: «بم تسودونه؟» فقالوا: انه أكثرنا مالا وانا على ذلك لنزنّه بالبخل.
قال: وأي داء أدوأ من البخل؟ ليس ذا سيدكم» قالوا: فمن سيدنا يا رسول الله؟ قال: «بشر بن البراء بن معرور» [3] . روى يعقوب بن سفيان من طريق يحيى بن راشد عن دهثم بن دلهم عن عابد بن ربيعة القريعي عن قرة بن دعموص عن الحارث بن شريح انه انطلق الى النبي صلى الله عليه وسلم [4] .
قال الامام أحمد حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا الذيال بن عبيد سمعت جدي حنظلة بن حذيم حدثني أبي أن جدي حنيفة قال لخديم اجمع لي بني فأوصاهم فقال: ان ليتيمي الّذي في حجري مائة من الإبل.
__________
[1] المصدر السابق 7/ 204.
[2] ابن حجر: الاصابة 2/ 403 لكنه ذكر السياق من طريق آخر.
[3] المصدر السابق 1/ 154.
[4] ابن حجر: الاصابة.(3/358)
فقال حذيم [1] : يا أبت اني سمعت بنيك يقولون: انما نقر بهذا لتقر عين أبينا فإذا مات رجعنا. فارتفعوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فجاء حنيفة وحذيم ومن معهما ومعهم حنظلة وهو غلام وهو رديف أبيه حذيم، فقص حنيفة على النبي صلى الله عليه وسلم قصته. قال: فغضب النبي صلى الله عليه وسلم فجثى على ركبتيه وقال: لا لا. الصدقة خمس والا فعشر والا فعشرون والا فثلاثون، فان كثرت فأربعون. قال: فودعوه ومع اليتيم هراوة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «عظمت هذه هراة يتيم» فقال حذيم: ان لي بنين ذوي لحي وان هذا أصغرهم- يعني حنظلة- فادع الله له، فمسح رأسه وقال: «بارك الله فيك- أو قال: بورك فيك-» .
قال الذيال: فلقد رأيت حنظلة يؤتى بالإنسان الوارم وجهه، فيتفل على يديه ويقول: بسم الله. ويضع يده على رأسه موضع كف رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمسحه ثم يمسح موضع الورم فيذهب الورم. وكذا رواه يعقوب بن سفيان [2] . روى أبو موسى [3] من «تاريخ» يعقوب بن سفيان من طريق صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي عوف عن عتبة بن عبيد الثمالي رفعه «لا يدخل الجنة قبل سائر أمتي الا إبراهيم وإسماعيل» الحديث [4] .
وروى يعقوب بن سفيان في «تأريخه» عن سهل بن وقاص بن سريع حدثني عمي سريع بن سريع حدثنا عمي كريز بن أبي وقاص أن أباه وقاص بن سريع حدثه أن أباه سريع بن الحكم حدثه قال: خرجت في وفد بني تميم حتى قدمنا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأدينا اليه
__________
[1] حذيم بن حنيفة المالكي من رجال التهذيب.
[2] ابن حجر: الاصابة 1/ 358.
[3] المديني ألف في معرفة الصحابة.
[4] المصدر السابق 3/ 161.(3/359)
صدقات أموالنا، فذكر الحديث بطوله [1] .
أخرج يعقوب بن سفيان عن سليمان بن عبد الرحمن عن مطر بن علاء عن ابن عبد الملك بن يسار الثقفي حدثني أبو أمية الشعبانيّ- وكان جاهليا- حدثني معاذ بن جبل رفعه «ثلاثون خلافة ونبوة، وثلاثون خلافة وَمُلْكٌ، وَثَلَاثُونَ مُلْكٌ وَتَجَبُّرٌ، وَمَا وَرَاءَ ذَلِكَ لا خير فيه» [2] . أورد الخطيب في ترجمة غياث في «المؤتلف» من رواية يعقوب بن سفيان عن صالح بن سليمان عن غياث بن عبد الحميد عن مطر عن الحسن [3] عن أبي وقاص صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «سهام المؤذنين عند الله يوم القيامة كسهام المجاهدين وهم فيما بين الأذان والاقامة كالمتشحط بدمه في سبيل الله عز وجل» [4] . وقع في الرقاق من «صحيح البخاري» عقب رواية عثمان بن الأسود عن ابن أبي مليكة عن عائشة حديث «من نوقش الحساب عذب» .
تابعه ابن جريج ومحمد بن سليم وذكر غيرهما يعني عن ابن أبي مليكة. قال ابن حجر: ورواية ابن جريج ومن ذكر معه أخرجها أبو عوانة في «صحيحه» عن يعقوب بن سفيان وغيره عن أبي عاصم عنهم [5] .
روى يعقوب بن سفيان من حديث حفص بن غياث عن طلحة بن
__________
[1] المصدر السابق 2/ 20.
[2] ابن حجر: الاصابة 4/ 14 ووقع فيه «الشيبانيّ» بدل «الشعبانيّ» وصوبته من تهذيب التصويب 12/ 15 وفي تهذيب التهذيب «سفيان» بدل «يسار» .
[3] البصري.
[4] المصدر السابق 4/ 213- 214 ورد في تهذيب التهذيب أن أبا وقاص روى هذا الحديث عن عمر رضي الله عنه (12/ 273) .
[5] ابن حجر: تهذيب التهذيب 9/ 197.(3/360)
مصرف عن أبيه عن جده قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يمسح رأسه مرة واحدة [1] .
قال ابن سفيان حدثناه الحسن بن بشر ثنا عبد الله بن نمير [ثنا أبي] [2] عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عمر حديث «كلكم راع» الحديث [3] .
أخبرنا القطان أخبرنا عبد الله حدثنا يعقوب قال نا إبراهيم بن المنذر قال نا عَبَّاسُ بْنُ أَبِي شَمْلَةَ عَنْ مُوسَى بْنِ يعقوب عن أسيد بن علي بن عبيد عن أبيه عن أبي أسيد الساعدي قال: كنت أصغر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكثرهم منه سماعا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يبقى للولد من بر الوالد الا أربع: الصلاة عليه، والدعاء له، وإنفاذ عهده من بعده، وصلة رحمه، وإكرام صديقه» [4] . أنا القطان أنا عبد الله نا يعقوب قال نا سليمان بن حرب نا سليمان بن المغيرة وحماد بن زيد عن ثابت عن أنس بن مالك قال: خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أفا قط، ولا قال لشيء فعلته: لم فعلت كذا وكذا، ولا لشيء لم أفعله: ألا كنت فعلت كذا وكذا [5] .
أخبرنا الحسن بن أبي بكر حدثنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار بن سوادة الغامدي الموصلي حدثنا
__________
[1] المصدر السابق 5/ 30.
[2] الزيادة من اسناد مسلم في الصحيح (تهذيب التهذيب 2/ 257) .
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 2/ 257.
[4] الخطيب: الجامع لأخلاق الراويّ وآداب السامع ق 162 أوموضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 74.
[5] المصدر السابق ق 80 ب.(3/361)
يعقوب بن إسحاق الحضرميّ عن سليمان بن معاذ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: «لا يسأل بوجه الله شيء الا الجنة» [1] . أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه حدثنا يعقوب بن سفيان حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا إسماعيل ابن سليمان اليشكري حدثني عبد الله بن أوس الخزاعي أن بريدة الأسلمي حدثهم أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «بشّر المشاءين في الظلم الى المساجد بالنور التام يوم القيامة» [2] . أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا ابن درستويه حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا أبو بكر فهد بن حيان حدثنا حفص بن غياث عن برد بن سنان الشامي عن مكحول عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه يرفعه الى النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك» [3] . أخبرنا القطان أخبرنا ابن درستويه حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا أبو نعيم حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [4] عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ [5] عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ معقل قال: سأل أبي عبد الله بن مسعود: أَسَمِعْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الندم توبة» ؟ فقال: نعم [6] . أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم البزاز- بالبصرة- حدثنا الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا
__________
[1] الخطيب: موضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 352- 353.
[2] المصدر السابق 1/ 401- 411.
[3] المصدر السابق 2/ 8.
[4] الثوري.
[5] عبد الكريم بن مالك الجزري.
[6] المصدر السابق 1/ 248.(3/362)
يحيى بن عبد الحميد الحماني حدثنا عبد الوارث بن سعيد عن حسين المعلم عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سلمة عن عطاء بن يسار عن زيد بن خالد الجهنيّ قال: سألت عثمان بن عفان رضي الله عنه عن الرجل يجامع أهله ثم يكسل فلا ينزل؟ قال: فليس عليه غسل. فأتيت طلحة والزبير وأبي بن كعب رضي الله عنهم فسألتهم. فقالوا مثل ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم [1] .
أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا ابن درستويه حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا أبو بشر سهل بن بكار حدثنا يزيد بن إبراهيم عَنْ أَيُّوبَ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ عَنْ أبي الأحوص عن عبد الله رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: من حلف على يمين صبر متعمدا فيها لاثم ليقتطع بها مالا بغير حق لقي الله يوم القيامة وهو عليه غضبان [2] . أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا ابن درستويه حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا جعفر بن جسر قال حدثنا أبي جسر [3] عن الحسن عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يقول: ان أهل الجنة ليغدون في حلة ويروحون في أخرى كغدو أحدكم ورواحه الى ملك من ملوك الدنيا، وكذلك يغدون ويروحون الى زيارة ربهم تعالى، وذلك لهم بمقادير ومعالم، يعلمون في تلك الساعة التي يأتون فيها ربهم عز وجل [4] . أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا ابن درستويه حدثنا يعقوب بن
__________
[1] الخطيب: موضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 246.
[2] المصدر السابق 2/ 53.
[3] جسر بن الحسن (تهذيب التهذيب 2/ 78) .
[4] المصدر السابق 2/ 21.(3/363)
سفيان حدثنا أبو القاسم عبد الله بن عبد الجبار حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُمَيْدٍ الْمُزَنِيُّ عَنْ أبيه عن معاوية بن حيدة رضي الله عنه قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلت: يا رسول الله ما يكفيني من الدنيا؟ قال: ما يستر عورتك، ويسد جوعتك، فان كان بيت فذاك، وان كان حمار فبخ بخ، فلق من خبز وجر من ماء، وأنت مسئول عما فوق الازار [1] . أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا ابن درستويه حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا أبو علي قرة بن حبيب القشيري صاحب الفنا حدثنا اياس بن أبي تميمة أبو مخلد أخبرنا عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة قال: جاءت الحمى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالت: يا رسول الله ابعثني الى آثر أهلك عندك، فبعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الأنصار فغبت عليهم سبعة أيام ولياليهن حتى اشتد ذلك عليهم فشكوا ذلك اليه، فأتاهم في ديارهم فجعل يدخل دارا دارا وبيتا بيتا يدعو لهم بالعافية، فلما رجع تبعته امرأة منهم فقالت: يا رسول الله والّذي بعثك بالحق ان أبي لمن الأنصار، وان أمي لمن الأنصار، فادع الله لي كما دعوت لأصحابي، فقال: ما شئت، ان شئت دعوت الله لك فعافاك، وان شئت صبرت ثلاثا ولك الجنة.
قالت: يا رسول الله بل أصبر ثلاثا وثلاثا مع ثلاث، ولا أجعل للجنة خطرا. فقال أبو هريرة: ما من مرض يصيبني أحب اليّ من الحمى، انها تدخل في كل عضو مني، وان الله يعطي كل عضو قسطه من الأجر [2] .
وقال يعقوب: سمعت سليمان بن حرب يذكر عن بعض مشيخته قال: رأيت قيس بن سعد قد ترك مجالسة عطاء [3] . قال: فسألته عن
__________
[1] الخطيب: موضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 201.
[2] المصدر السابق 1/ 461.
[3] ابن أبي رباح المكيّ.(3/364)
ذلك؟ قال: انه نسي أو تغير فكدت ان أفسد سماعي منه [1] .
وقال يعقوب: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا حَفْصٌ عَنْ أَشْعَثَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: أَدْرَكْتُ الْكُوفَةَ وَبِهَا أَرْبَعَةٌ مِمَّنْ يُعَدُّ بِالْفِقْهِ، فَمَنْ بَدَأَ بالحارث ثنّى بعيدة، ومن بدا بعيدة ثنّى بالحارث، ثم علقمة الثالث وشريح الرابع. قال: ثُمَّ يَقُولُ ابْنُ سِيرِينَ: وَإِنَّ أَرْبَعَةً أَخَسُّهُمْ شريح لخيار [2] .
قال يعقوب: عبد الملك بن أبي سليمان هو فزاري من أنفسهم ثقة [3] .
قال يعقوب: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ الرَّبِيعِ يَقُولُ: كُنَّا نَسْمَعُ الْحَدِيثَ مِنْ عَبْدِ الْوَارِثِ فَإِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ ذَهَبْنَا فَلَمْ نُصَلِّ خَلْفَهُ.
قَالَ: وَقِيلَ لِابْنِ الْمُبَارَكِ: كَيْفَ رَوَيْتَ عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ وَتَرَكْتَ عمرو ابن عبيد؟ قال: ان عمرا كان داعيا [4] .
قال يعقوب: وعبيد أبو عمرو كان نساجا ثم تحول شرطيا للحجاج، وهو من سبي سجستان [5] .
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي انا أبو بكر بن الطبري انا أبو الحسين بن الفضل انا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا أبو توبة الربيع بن نافع نا إسماعيل بن عياش عن تمام بن نجيح، وهو ثقة [6] .
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي، أنا أبو بكر ابن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، نا عبد الله بن جعفر، نا يعقوب
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 202- 203.
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 11/ 119.
[3] المصدر السابق 10/ 397.
[4] المصدر السابق 12/ 183.
[5] المصدر السابق 12/ 166.
[6] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 10/ 443.(3/365)
ابن سفيان، نا صفوان بن صالح، نا الوليد [1] ، نا خليد [2] :
عن قتادة قال: قال الله عز وجل وَإِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ 37: 173 [3] .
قال قتادة: ولا أعلم أولئك الا أهل الشام [4] .
وقال محمد بن عبد الله بن نمير: أبو أسامة يروي عن عبد الرحمن ابن يزيد بن جابر فنرى أنه ليس به.
قال الفسوي: صدق هو عبد الرحمن بن بلال بن تميم [5] .
قال الفسوي: حدثنا أحمد بن محمد الأزرق المكيّ حدثنا الحباب بن فضالة اليمامي الحنفي قال: أتيت البصرة فلقيت أنس بن مالك، فقلت له:
اني أردت سفرا فأردت أن أستأمرك. قال: وأين تريد؟ قلت: الهند.
قال: فحيّ والداك أو أحدهما. قلت: بل هما حيّان. قال: فراضيان بمخرجك؟ قلت: بل ساخطان، استعدى عليّ أبي، وحبسني السلطان.
قال: فالدنيا تريد أو الآخرة؟ قلت: كليهما. قال: ما أراك الا ستحبطهما كلتيهما، ارجع الى أبويك فبرّهما وأصحبهما، فإنك لن تصيب كسبا خيرا منه [6] .
وقال الفسوي: حدثنا مكي بن إبراهيم قال: جلست الى ابن إِسْحَاقَ- وَكَانَ يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ- فَذَكَرَ أَحَادِيثَ فِي الصّفة. فنفرت منها فلم أعد اليه [7] .
__________
[1] ابن مسلم الدمشقيّ.
[2] ابن دعلج من رجال التهذيب.
[3] الصافات 173.
[4] المصدر السابق 1/ 274- 275.
[5] الذهبي: تاريخ الإسلام 6/ 238. وأبو اسامة هو حماد بن زيد بن اسامة القرشي من رجال التهذيب.
[6] الذهبي: ميزان الاعتدال 1/ 448.
[7] المصدر السابق 3/ 474 والخطيب: تاريخ بغداد 1/ 226.(3/366)
وقال يعقوب بن سفيان عن يحيى بن بكير: انما يحدث عن عنبسة [1] مجنون أحمق كان يجيئني، ولم يكن موضعا للكتابة أن يكتب عنه [2] .
وقال يعقوب بن سفيان: حدثني أحمد بن أبي بكر بن الحارث بن زرارة بن مصعب بن عبد الرحمن عن عوف حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عُبَيْدِ الله عن نافع عن ابن عمر انه قال: قدمنا مكة فنزلنا العصبة، عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وسالم مولى أبي حذيفة، فكان يؤمهم سالم مولى أبي حذيفة لانه كان أكثرهم قرآنا [3] .
وقال يعقوب بن سفيان: كان الأحنف جوادا حليما، وكان رجلا صالحا، أدرك الجاهلية ثم أسلم، وذكر للنّبيّ صلى الله عليه وسلم فاستغفر له وقال: كان ثقة مأمونا قليل الحديث، وكان كثير الصلاة بالليل، وكان يسرج المصباح ويصلي ويبكي حتى الصباح، وكان يضع إصبعه في المصباح ويقول: حس يا أحنف، ما حملك على كذا؟ ما حملك على كذا؟ ويقول لنفسه: إذا لم تصبر على المصباح فكيف تصبر على النار الكبرى؟. وقيل له: كيف سوّدك قومك وأنت أرذلهم خلقة؟ قال: لو عاب قومي الماء ما شربته [4] .
قال يعقوب بن سفيان: حدثنا أبو غسان [5] أن إسحاق بن سعيد حدثه قال أخبرني سعيد بن عمرو بن سعيد وأخواي عن أم خالد بنت خالد
__________
[1] عنبسة بن خالد بن يزيد بن أبي النجاد الأموي مولاهم الأيلي.
[2] الذهبي: ميزان الاعتدال 3/ 298 وابن حجر: تهذيب التهذيب 8/ 154.
[3] ابن كثير: البداية والنهاية 3/ 174.
[4] المصدر السابق 8/ 327.
[5] مالك بن إسماعيل النهدي.(3/367)
وكان أبوها من مهاجر الحبشة وولدت ثم [1] .
أخرج يعقوب بن سفيان من طريقه بسنده الى كريمة زوج المقداد:
كان المقداد عظيم البطن، وكان له غلام رومي، فقال له: أشق بطنك فأخرج من شحمة حتى تلطف، فشق بطنه ثم خاطه، فمات المقداد، وهرب الغلام [2] .
وقال يعقوب بن سفيان: قلت لدحيم: عمير بن هاني؟ قال: مات قديما. قلت: قتل؟ قال: لا انما المقتول ابنه [3] .
قال الفسوي [نا] ابن مصفى، نا بقية، قال لي شعبة: بحّر لنا بحّر لنا [4] .
حدثنا أبو سلمة موسى حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا جرير بن حازم من المدينة فأتيناه فسلمنا عليه فما برحنا حتى تذاكرنا الحديث، فقال في بعض ما يقول: حدثنا قيس بن سعد عن الحجاج بن أرطاة، فلبثنا ما شاء الله فقدم علينا الحجاج ابن ثلاثين- أو احدى وثلاثين- فرأيت عليه من الزحام ما لم أر على حماد بن أبي سليمان، رأيت عنده مطرا الوراق وداود بن أبي هند ويونس بن عبيد جثاة على أرجلهم يقولون له: يا أبا أرطاة ما تقول في كذا؟ يا أبا أرطاة ما تقول في كذا؟ [5] قال الفسوي: كتبت عن ألف شيخ وكسر، ما أحد منهم أتخذه عند الله حجة الا أحمد بن حنبل وأحمد بن صالح [6] .
__________
[1] ابن حجر: الاصابة 1/ 406.
[2] المصدر السابق 3/ 434.
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 8/ 150.
[4] الذهبي: ميزان الاعتدال 1/ 338.
[5] الخطيب: تاريخ بغداد 8/ 231.
[6] الذهبي: ميزان الاعتدال 1/ 104.(3/368)
أخبرنا ابن الفضل أخبرنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب قال قال أحمد بن حنبل حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: قدمت مكة وعطاء بن أبي رباح حي. قال: فقلت: إذا أفطرت دخلت عليه. قال: فمات في رمضان، وكان ابن أبي ليلى يدخل عليه، فقال لي عمارة بن ميمون: الزم قيس بن سعد فإنه أفقه من عطاء [1] .
وقال ابن معين فما سمعه منه يعقوب الفسوي: أصحاب الحديث خمسة: مالك، وابن جريج، وسفيان، وشعبة، وعفان [2] .
وقال يعقوب بن سفيان: الى مالك والثوري وابن عيينة تنتهي الإمامة في العلم والفقه والإتقان [3] .
وقال يعقوب بن سفيان: هو- يعني عطاء بن السائب بن مالك- ثقة حجة، وما روى عنه سفيان وشعبة وحماد بن سلمة سماع هؤلاء سماع قديم، وكان عطاء تغير بأخرة، وفي رواية جرير وابن فضيل وطبقتهم ضعيفة [4] .
أنا محمد بن الحسين القطان أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه نا يعقوب بن سفيان نا أبو بكر بن عبد الملك نا عبد الرزاق عن معمر: كان أيوب يحدثنا عن نافع ونافع حي فاكتفينا به [5] .
أنا القطان انا عبد الله نا يعقوب قال سمعت الحسين بن الحسن يقول قال عبد الرحمن بن مهدي: ولو رأى إنسان سفيان يحدث لقال ليس هذا
__________
[1] الخطيب: الرحلة في طلب الحديث 68- 69.
[2] الذهبي: ميزان الاعتدال 3/ 82.
[3] عياض: ترتيب المدارك 1/ 132.
[4] ابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 207.
[5] الخطيب: الجامع لأخلاق الراويّ وآداب السامع ق 12 ب (مخطوطة) .(3/369)
من أهل العلم يقدّم ويؤخر ويثبّج، ولكن لو جهدت أن تزيله عن المعنى لم يفعل [1] .
أنا القطان [انا] عبد الله [انا] يعقوب قال سمعت الحسين بن الحسن قال قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: كُنْتُ أَسْأَلُ سُفْيَانَ فَيَقُولُ: أَخِّرْ هَذَا أَخِّرْ هَذَا لَمْ أطالع كتبي منذ أربع سنين [2] .
أخبرنا ابن الفضل قال انا عبد الله بن جعفر قال ثنا يعقوب بن سفيان قال ثنا أبو بكر الحميدي قال ثنا سفيان قال ثنا عبد الملك بن أعين، وكان شيعيا، وكان عندنا رافضيا صاحب رأي [3] .
أخبرنا ابن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب حدثني أبو بكر بن عبد الملك حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر قال قَالَ لِي أَيُّوبُ: إِنْ كُنْتَ رَاحِلًا إِلَى أحد [4] فارحل الى طاووس والا فالزم تجارتك [5] .
قال يعقوب بن سفيان: ولد- يعني عبد الله بن صالح أبو صالح المصري- سنة ثلاث وسبعين ومائة ومات سنة اثنتين وعشرين ومائتين.
وقال يعقوب بن سفيان: سمعت أبا الأسود- يعني النضر بن عبد الجبار- وقال له رجل ان ابن [6] بكير يتكلم في أبي صالح فأيش تقول فيه. فقال: إذا قال لكم أبو صالح اكتبوا عن شخص فاكتبوا عنه واتركوا من سواه [7] .
__________
[1] المصدر السابق ق 107 ب.
[2] المصدر السابق ق 101 أ.
[3] الخطيب: الكفاية ص 90.
[4] في الأصل «أحمد» وهو تصحيف.
[5] الخطيب: الرحلة في طلب الحديث ص 48.
[6] في الأصل «أبا» .
[7] ابن حجر: تهذيب التهذيب 5/ 260.(3/370)
.. يعقوب بن سفيان نبأنا سليمان بن حرب قال نبأنا حماد بن زيد عن عبيد الله عن نافع أن ابن عمر عرض على النبي صلى الله عليه وسلم يوم [أحد] فلم يقبله، وعرض عليه يوم الخندق فقبله وهو ابن خمس عشرة سنة.
وروى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابن عمر قَالَ: عَرَضْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم يوم أحد وأنا ابن أربع عشرة فلم يقبلني وأجازني يوم الخندق [1] .
أخبرنا القطان أخبرنا عبد الله حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا محمد بن مصفى حدثنا يحيى بن سعيد عن أبي معتمر عن محمد بن قيس عن ابن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال: ما زال جدي كافا سلاحه حتى قتل عمار بصفين، فسلّ سيفه فقاتل حتى قتل [2] .
أخبرنا القطان أنا عبد الله نا يعقوب بن سفيان نا إبراهيم بن المنذر قال حدثني مطرف ومعن ومحمد بن الضحاك قالوا: كان مالك إذا سئل عن المغازي قال: عليك بمغازي الرجل الصالح موسى بن عقبة فإنه أصح المغازي [3] .
أنا القطان أنا عبد الله نا يعقوب حدثني محمد بن أبي زكير انا ابن وهب حَدَّثَنِي مَالِكٌ أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَهُوَ مَرِيضٌ فَسَأَلَهُ عَنْ حَدِيثٍ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ، فَجَلَسَ فَحَدَّثَهُ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: وددت أنك لم تتعنّ فقال: اني كرهت أَنْ أُحَدِّثَكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم وأنا مضطجع [4] .
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 1/ 171- 172.
[2] الخطيب: موضع أوهام الجمع والتفريق 1/ 277.
[3] الخطيب: الجامع لأخلاق الراويّ وآداب السامع 58 ب.
[4] المصدر السابق ق 96 أ.(3/371)
أخبرنا ابن الفضل أخبرنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان قال حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عمران قالا: أخبرنا ابن وهب قال قال مالك سمعت يحيى بن سعيد يقول: «لئن أكون كتبت ما أسمع أحب اليّ من أن يكون لي مثل مالي» [1] .
... يعقوب بن سفيان قال: بلغني عن يحيى بن مَعِينٍ قَالَ سَمِعْتُ وَكِيعًا يَقُولُ: مَا كَتَبْتُ عن سفيان الثَّوْرِيِّ حَدِيثًا قَطُّ. كُنْتُ أَحْفَظُهُ فَإِذَا رَجَعْتُ الى المنزل كتبته [2] .
... يعقوب بن سفيان حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ الْحدَّادُ حدثنا محمد بن فضيل عن ابن شبرمة قال سمعت الشعبي يقول: ما كتبت سوداء في بيضاء الى يومي هذا، ولا حدثني رجل بحديث قط الا حفظته، ولا أحببت أن يعيده علي [3] .
... يعقوب بن سفيان حدثنا الحميدي قال حدثنا سفيان حدثنا ابن شبرمة قال سمعت الشعبي يقول: ما سمعت منذ عشرين سنة رجلا يحدث بحديث الا أنا أعلم به منه، ولقد نسيت من العلم ما لو حفظه رجل لكان به عالما [4] .
... يعقوب بن سفيان قال حدثني محمد بن أبي زكير قال نبأنا ابن وهب قال حدثني مالك قال: بلغ عبد الله بن عمر من السن سبعا وثمانين [5] .
... يعقوب بن سفيان قال نبأنا مجاهد بن موسى قال نبأنا يحيى بن آدم قال نبأنا أَبُو شِهَابٍ قَالَ قَالَ لِي شُعْبَةُ: عَلَيْكَ بالحجاج بن أرطاة
__________
[1] الخطيب: تقييد العلم ص 111.
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 475.
[3] المصدر السابق 12/ 229.
[4] المصدر السابق 12/ 229.
[5] الخطيب: تاريخ بغداد 1/ 173.(3/372)
ومحمد بن إسحاق [1] .
... يعقوب بن سفيان نبأنا محمد بن يسار نبأنا يحيى بن سعيد نبأنا سفيان عن الأعمش عن عمار بن عمير عن حريث بن ظهير قال: لما جاء نعي عبد الله [2] الى أبي الدرداء قال: ما خلف بعده مثله [3] .
... يعقوب بن سفيان قال حدثني خلاد بن أسلم قال نا النضر بن شميل قال نبأنا الربيع بن مسلم قال نبأنا عمرو بن دينار قال: قدم عبد الله ابن الحارث حاجا فأتى ابن عمر فسلم والقوم جلوس فلم يره بشّ به كما كان يفعل فقال: يا أبا عبد الرحمن أما تعرفني؟ قال: بلى ألست ببه؟
قال: فشق عليه ذلك وتضاحك القوم، ففطن عبد الله بن عمر فقال: ان الّذي قلت لا بأس به، ليس يعيب الرجل، انما كان غلاما نادرا وكانت أمه تنزيه أو تنبزه تقول:
لأنكحن ببه ... جارية خدبه
مكرمة محبّه ... تحب أهل الكعبة
قال يعقوب: وهذا عبد اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بن عبد المطلب الهاشمي، كان بقي أهل البصرة بعد موت يزيد بن معاوية بلا أمير فاصطلح عليه أهل البصرة، وكان ظاهر الصلاح وله رضا في العامة واراده أهل البصرة على التعسف لصلاح البلد فعزل نفسه وقعد في منزله [4] .
جاءت امرأة الى بقي بن مخلد فقالت: ان ابني قد أسره الروم
__________
[1] المصدر السابق 1/ 228.
[2] ابن مسعود.
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 1/ 150.
[4] المصدر السابق 1/ 212.(3/373)
ولا أقدر على مال أكثر من دويرة، ولا أقدر على بيعها. رواها الحميدي في «تاريخ الأندلس» بالإجازة من القشيري، ورواها الخطيب عن الفسوي [1] .
ذكرت في «تعليق التعليق» ان يعقوب بن سفيان روى عن عبد الله ابن صالح كاتب الليث عن الليث عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ سَعِيدَ بْنِ أبي هلال عن هلال عن عطاء عن ابن سلام. وبه الى عطاء قال: وأخبرني أبو واقد الليثي انه سمع كعبا مثله. وقال ابن الزبير: وما كان في سلطاني شيء الا قد حدثني به ولقد حدثني انه يظهر على البيت قوم. أخرجه الفاكهي [2] .
عمرو بن عبد الله بن كعب الأنصاري:
وثقه يعقوب بن سفيان لكنه سماه عمر [3] .
معاوية بن عمار الدهني:
وقال يعقوب: لا بأس به [4] .
مقسم بن بجرة ويقال ابن نجدة:
قال يعقوب بن سفيان: ثقة [5] .
موسى بن أيوب المهري:
قال يعقوب بن سفيان: له أحاديث حسان [6] .
__________
[1] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 10/ 221.
[2] ابن حجر: تهذيب التهذيب 8/ 440.
[3] المصدر السابق 7/ 67.
[4] المصدر السابق 10/ 215.
[5] المصدر السابق 10/ 289.
[6] المصدر السابق 10/ 337.(3/374)
إسماعيل بن كثير الحجازي:
قال الفسوي: مكي ثقة [1] .
محمد بن عبد الرحمن بن عبيد القرشي:
قال يعقوب بن سفيان: ثقة [2] .
القاسم بن عبد الرحمن الشامي الدمشقيّ:
قال يعقوب بن سفيان: ثقة [3] .
قيس بن وهب الهمدانيّ:
قال يعقوب بن سفيان: ثقة [4] .
عنبسة بن سعيد بن العاص الأموي:
وثقة يعقوب بن سفيان [5] .
محارب بن دثار بن كردوس:
قال يعقوب: ثقة [6] .
محمود بن لبيد الاشهلي:
قال يعقوب بن سفيان: ثقة [7] .
عبد الله بن رجاء الغداني:
قال يعقوب بن سفيان: ثقة [8] .
__________
[1] المصدر السابق 1/ 326.
[2] المصدر السابق 9/ 300.
[3] المصدر السابق 8/ 324.
[4] المصدر السابق 8/ 405.
[5] المصدر السابق 8/ 156.
[6] ابن حجر: تهذيب التهذيب 10/ 50، 51.
[7] المصدر السابق 10/ 65.
[8] المصدر السابق 5/ 210.(3/375)
خالد بن يزيد الجمحيّ:
قال يعقوب بن سفيان: مصري ثقة [1] .
خالد بن يزيد الكاهلي الطبيب الكوفي:
قال يعقوب بن سفيان: كان ثقة [2] .
زياد بن ربيعة بن نعيم الحضرميّ:
وثقه يعقوب بن سفيان [3] .
حفص بن ميسرة العقيلي الصنعاني:
قال يعقوب بن سفيان: ثقة لا بأس به [4] .
حطان بن خفاف الجرمي:
قال يعقوب بن سفيان: ثقة لا بأس به [5] .
جبلة بن سحيم التيمي الشيبانيّ الكوفي:
قال يعقوب بن سفيان: كوفي تابعي ثقة [6] .
جامع بن أبي راشد الكاهلي:
قال يعقوب بن سفيان: كوفي ثقة ثقة [7] .
أبو عبيد المذحجي:
قال يعقوب بن سفيان: ثقة [8] .
__________
[1] المصدر السابق 3/ 129.
[2] المصدر السابق 3/ 125.
[3] المصدر السابق 3/ 366.
[4] المصدر السابق 2/ 420.
[5] المصدر السابق 2/ 396.
[6] ابن حجر: تهذيب التهذيب 2/ 92.
[7] المصدر السابق 2/ 56.
[8] المصدر السابق 12/ 158 وقيل اسمه عبد الملك وقيل حي وقيل حيي وقيل حوي بن أبي عمر.(3/376)
أيوب بن محمد بن زياد بن فروخ الوزان.
روى عنه يعقوب وقال: شيخ لا بأس به [1] .
جعفر بن ربيعة بن شرحبيل الكندي:
قال يعقوب بن سفيان: ضعيف متروك مهجور [2] .
حصين بن عمر الأحمسي الكوفي:
قال يعقوب بن سفيان: ضعيف جدا [3] .
زياد بن إسماعيل المخزومي:
قال يعقوب بن سفيان: ليس حديثه بشيء [4] .
رواد بن الجراح العسقلاني:
قال يعقوب بن سفيان: ضعيف الحديث [5] .
خصيف بن عبد الرحمن الجزري:
قال يعقوب بن سفيان: لا بأس به [6] .
عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الله المدني:
قال يعقوب بن سفيان: ليس به بأس [7] .
عبد الجبار بن وائل الحضرميّ الكوفي:
قال ابن سعد: كان ثقة ان شاء الله تعالى، قليل الحديث، ويتكلمون في روايته عن أبيه ويقولون لم يلقه.
__________
[1] المصدر السابق 1/ 411.
[2] المصدر السابق 2/ 91.
[3] المصدر السابق 2/ 385.
[4] المصدر السابق 3/ 354.
[5] المصدر السابق 3/ 289.
[6] المصدر السابق 3/ 144.
[7] ابن حجر: تهذيب التهذيب 6/ 138.(3/377)
وبمعنى هذا قال يعقوب بن سفيان [1] .
خالد بن يزيد بن عبد الرحمن الهمدانيّ الدمشقيّ:
قال يعقوب بن سفيان حدثنا عنه سليمان وهو ضعيف [2] .
هشام بن سعد المدني:
ذكره يعقوب بن سفيان في الضعفاء [3] .
أبو زرعة عمرو بن جابر الحضرميّ المصري:
ذكره يعقوب بن سفيان في جملة الضعفاء [4] .
فرج بن فضالة بن النعمان التنوخي الحمصي ويقال الدمشقيّ:
ذكره يعقوب بن سفيان في «باب من يرغب عن الرواية عنهم» [5] .
كثير بن عبد الله بن عمرو المزني:
ضعفه يعقوب بن سفيان [6] .
أبو عبد الله محمد بن عون الخراساني:
قال يعقوب بن سفيان: منكر الحديث [7] .
عبد الواحد بن سليم المالكي البصري:
قال يعقوب بن سفيان: ضعيف [8] .
__________
[1] المصدر السابق 6/ 105.
[2] المصدر السابق 3/ 128.
[3] المصدر السابق 11/ 41.
[4] المصدر السابق 8/ 11.
[5] المصدر السابق 8/ 262.
[6] المصدر السابق 8/ 423.
[7] المصدر السابق 9/ 385.
[8] المصدر السابق 6/ 436.(3/378)
عمر بن نبهان العبديّ الغبري البصري:
قال يعقوب بن سفيان: ضعيف [1] .
عبد الله بن عمر بن حفص العمري:
قال يعقوب بن سفيان عن أحمد بن يونس لو رأيت هيئته لعرفت انه ثقة [2] .
شهر بن حوشب الأشعري:
قال يعقوب: شهروان [3] .
هلال بن أبي هلال القسملي البصري:
قال يعقوب بن سفيان: لين الحديث [4] .
عمارة بن أكيمة الليثي المدني:
قال يعقوب بن سفيان: هو من مشاهير التابعين بالمدينة [5] .
عثمان بن عبد الأعلى بن سراقة الأزدي:
وثقه يعقوب الفسوي [6] .
أيوب بن محمد العجليّ اليمامي:
وثقه الفسوي [7] .
الزبير بن عبد الله الكلابي:
ذكره يعقوب بن سفيان فيمن لقي النبي صلى الله عليه وسلم [8] .
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 500.
[2] المصدر السابق 5/ 328.
[3] المصدر السابق 4/ 371.
[4] المصدر السابق 11/ 85.
[5] المصدر السابق 7/ 411.
[6] الذهبي: تاريخ الإسلام 5/ 276.
[7] الذهبي: ميزان الاعتدال 1/ 292.
[8] ابن حجر: الاصابة 1/ 525- 526 ونقل عن ابن عبد البر.(3/379)
عامر بن أبي عامر الأشعري:
ذكره يعقوب بن سفيان في الصحابة [1] .
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى الأنصاري الكوفي الفقيه:
وقال يعقوب بن سفيان: ثقة عدل، في حديثه بعض المقال، لين الحديث عندهم [2] .
مصعب بن محمد بن عبد الرحمن العبدري المكيّ:
وقال يعقوب بن سفيان: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ محمد ابن عبد الرحمن. الحديث [3] .
عبد الرحمن بن كعب بن مالك الأنصاري المدني:
توفي في خلافة سليمان وكذا ذكر يعقوب بن سفيان [4] .
عباس بن سهل بن سعد الساعدي:
أخر وفاته في زمن الوليد بن عبد الملك يعقوب بن سفيان [5] .
عامر بن ربيعة بن كعب العنزي العدوي:
قال يعقوب بن سفيان: مات في خلافة عثمان [6] .
أبو حازم سلمة بن دينار الأعرج التمار المدني:
قال يعقوب بن سفيان: مات فيما بين الثلاثين الى الأربعين [7] .
__________
[ () ] قوله «لا أعلم له لقاء الا انه أدرك الجاهلية وعاش الى خلافة عثمان» ، وذكره أبو الحسن بن سميع في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام.
[1] ابن حجر: الاصابة 2/ 243.
[2] ابن حجر: تهذيب التهذيب 9/ 303.
[3] المصدر السابق 10/ 165.
[4] المصدر السابق 6/ 259.
[5] المصدر السابق 5/ 118.
[6] المصدر السابق 5/ 63.
[7] المصدر السابق 4/ 144.(3/380)
صالح بن رستم الهاشمي مولاهم:
ذكره يعقوب بن سفيان [1] .
الضحاك بن شرحبيل الغافقي المصري:
ان يعقوب بن سفيان لم يذكر له رواية عن صحابي [2] .
صهيب بن سنان الرومي:
قال يعقوب بن سفيان: مات وهو ابن 84 سنة، وصلى عليه سعد بن أبي وقاص [3] .
يزيد بن عبد ربه الزبيدي الحمصي الجرجسي:
قال يعقوب بن سفيان: سمعته يقول: أنا رجل من العرب وقد ابتليت بهذه الكنيسة أنسب اليها [4] .
عبد الرحمن بن قيس بن محمد بن الأشعث:
وقع عند يعقوب بن سفيان: عبد الرحمن بن محمد بن قيس بن محمد بن الأشعث [5] .
يزيد بن صالح:
وقيل ابن صليح، وبه جزم يعقوب بن سفيان [6] .
الوليد بن عبد الرحمن الجرشي الحمصي:
قال البخاري: مولى لابي سفيان الأنصاري، تابعه يعقوب بن
__________
[1] المصدر السابق 4/ 390.
[2] المصدر السابق 4/ 445.
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 4/ 439.
[4] المصدر السابق 11/ 345.
[5] المصدر السابق 6/ 256.
[6] المصدر السابق 11/ 338 وذكر أن ممن جزم بذلك البخاري وابن أبي خيثمة وغير واحد.(3/381)
سفيان [1] .
الوليد بن عبادة بن الصامت الأنصاري:
قال يعقوب بن سفيان: سألنا محمد بن الصباح عنه فقال: جاء الى هشيم فأكرمه فكتبنا عنه [2] .
معمر والد أبي خزيمة:
ذكره بعضهم من أجل حديث أرسله، أورده أبو موسى في الذيل ونقله عن تأريخ يعقوب بن سفيان، وانما هو يعمر [3] .
عيسى بن حطان الرقاشيّ يقال العائذي:
فرق بين الرقاشيّ والعائذي يعقوب بن سفيان [4] .
الصلت بن عبد الله بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بن هاشم:
قال ابن حجر: السبب في ظن البخاري انه ابن ببّه أنه ترجم له هكذا: الصلت بن عبد الله بن الحارث وكذا صنع يعقوب بن سفيان، والظاهر ان جده نوفلا سقط عليهم [5] .
بشير بن معبد الأسلمي:
كذا فرق يعقوب بين ابن الخصاصية السدوسي وبين بشير بن معبد الأسلمي [6] .
__________
[1] المصدر السابق 11/ 140 وقد وهم ابن عساكر البخاري ذاكرا أنه عربي، وقال ابن حجر: يجوز أن يكون مولى بالحلف وان كان عربي الأصل.
[2] المصدر السابق 11/ 138.
[3] ابن حجر: الاصابة 3/ 499.
[4] ابن حجر: تهذيب التهذيب 8/ 208 وذكر ابن البخاري فرق بينهما أيضا.
[5] ابن حجر: تهذيب التهذيب 4/ 435.
[6] المصدر السابق 1/ 468.(3/382)
زيد بن خارجة بن أبي زهير الأنصاري الخزرجي:
ذكره في البدريين وانه المتكلم بعد الموت يعقوب بن سفيان [1] .
عبد الله بن مضارب:
ذكره يعقوب بن سفيان فيمن اسمه عبد الله، ولم يذكر له شيخا غير حصين [2] .
عبد الله بن معية السّوائي العامري:
ذكره يعقوب بن سفيان في عبيد الله مصغرا [3] .
طيسلة بن مياس السلمي وطيسلة بن علي النهدي اليمامي:
الصواب انهما واحد جعلهما واحدا يعقوب بن سفيان [4] .
يحيى بن عبد الصمد:
عن مالك بخبر منكر، رواه الفسوي عن أحمد بن سعيد عنه [5] .
__________
[1] المصدر السابق 3/ 410.
[2] المصدر السابق 6/ 34.
[3] المصدر السابق 5/ 41- 42.
[4] المصدر السابق 5/ 36.
[5] الذهبي: ميزان الاعتدال 4/ 394.(3/383)
نصوص مقتبسة أحسبها من (كتاب السنة) للفسوي(3/384)
نصوص أحسبها من «كتاب السنة» ليعقوب بن سفيان
(الحث على الاعتصام بالسنة وذم البدع)
أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن بكران أنبأ الحسن بن عثمان أنبا يعقوب بن سفيان ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ أَنْبَأَ عَبْدُ اللَّهِ بن المبارك أنبا الربيع ابن أنس عن أبي داود عن أبيّ بن كعب قال: عليكم بالسبيل [1] والسنة وذكر الرحمن، ففاضت عيناه من خشية الله عز وجل فيعذبه وما على الأرض عبد على السبيل والسنة وذكر الرحمن في نفسه فاقشعر جلده من خشية الله الا كان مثله كمثل شجرة قد يبس ورقها فهي كذلك إذا أصابتها ريح شديد وفتحت عنها ورقها الا حط عنه خطاياه كما تحات عن تلك الشجرة ورقها، وانّ اقتصادا الى سبيل وسنة خير من اجتهاد في خلاف سبيل وسنة، فانظروا ان يكون عملكم ان كان اجتهادا أو اقتصادا أن يكون ذلك على منهاج الأنبياء وسنتهم [2] .
أخبرنا محمد بن أحمد بن علي بن حامد ثنا أحمد بن السري بن صالح ثنا يعقوب بن سفيان ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا محمد بن جعفر ثنا موسى بن عقبة عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: انما هما اثنان الكلام والهدي، فأحسن الكلام كلام الله وأحسن الهدي هدي محمد، ألا وإياكم ومحدثات الأمور، وأن شر الأمور محدثاتها وأن كل محدثة بدعة، ألا لا يطول عليكم الأمد فتقسو قلوبكم [3] .
__________
[1] في الحاشية «السبل» .
[2] اللالكائي: كتاب شرح السنة (مخطوطة) ق 11 أ- ب.
[3] اللالكائي: كتاب شرح السنة (مخطوطة) ق 17 ب.(3/385)
أخبرنا علي بن محمد بن محمد بن أحمد بن بكران ثنا الحسن بن عثمان ثنا يعقوب بن سفيان ثنا محمد بن عقبة الشيبانيّ ثنا أبو إسحاق عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي عمرو عن عبد الله بن الديلميّ قال: ان أول ذهاب الدين ترك السنة يذهب الدين سنة سنة ويذهب الحبل قوة قوة. قال ابن الديلميّ: سمعت ابن عمرو يقول: ما ابتدعت بدعة الا ازدادت مضيا، ولا تركت سنة الا ازدادت هويا [1] .
وأخبرنا علي- يعني ابن محمد بن محمد بن أحمد بن بكران ثنا الحسن- يعني ابن عثمان- ثنا يعقوب ثنا صفوان بن صالح ثنا عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي عن حسان بن عطية قال: ما ابتدع قوم بدعة في دينهم الا نزع الله من سنتهم مثلها ثم لا يعيدها عليهم الى يوم القيامة [2] .
أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن بكران أنبأ الحسن بن عثمان ثنا يعقوب بن سفيان ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا رشدين بن سعد حدثني عقيل عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ العزيز قال: سن رسول الله صلى الله عليه وسلم وولاة الأمر بعده سننا، الأخذ بها تصديق لكتاب الله عز وجل، واستكمال لطاعته، وقوة على دين الله، ليس لأحد تغييرها ولا تبديلها ولا النظر في رأي من خالفها، فمن اقتدى بما سنّوا اهتدى ومن استبصر بها أبصر، ومن خالفها واتبع غير سبيل المؤمنين ولّاه الله عز وجل ما تولى، وأصلاه جهنم وساءت مصيرا [3] .
أخبرنا علي بن محمد أنبأ الحسن بن عثمان ثنا يعقوب ثنا عبد الله بن صَالِحٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ حَدَّثَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شهاب: بلغنا عن رجال من أهل
__________
[1] اللالكائي: شرح السنة (مخطوطة) ق 21 ب.
[2] اللالكائي: كتاب شرح السنة (مخطوطة) ق 21 ب.
[3] المصدر السابق ق 22 أوالخطيب: الفقيه والمتفقه 1/ 173.(3/386)
العلم انهم كانوا يقولون: الاعتصام بالسنن نجاة، والعلم يقبض قبضا سريعا، فنعش العلم ثبات الدين والدنيا، وذهاب ذلك كله في ذهاب العلم [1] .
وأخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن بكران البصري قال أخبرنا الحسن بن عثمان قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ الرحمن بن زياد عن عبد الله بن يزيد عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «ليأتينّ على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل حتى لو كان فيهم من يأتي أمّه علانية لكان في أمتي من يفعل ذلك» [2] . وأخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن بكران قال أخبرنا الحسن بن عثمان قال حدثنا يعقوب قال حدثنا أبو صالح أن الأوزاعي حدثه أن يزيد الرقاشيّ حدثه أنه سمع أنس بن مالك يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: ان بني إسرائيل افترقت على احدى وسبعين فرقة كلهم في النار الا واحدة، فقيل: يا رسول الله وما هذه الواحدة؟ فقبض يده وقال:
الجماعة. فاعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا [3] . أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن بكران أخبرنا الحسن بن عثمان حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثنا عمرو بن عثمان بن دينار الحمصي.
قال يعقوب: وقرأت على يزيد بن عبد ربه، قالا: حدثنا عمار بن يوسف حدثني صفوان بن عمرو عن راشد بن سعد عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صلّى الله عليه وسلم: افترقت اليهود على احدى وسبعين
__________
[1] المصدر السابق ق 22 أوالخطيب: الفقيه والمتفقه 1/ 102.
[2] اللالكائي: كتاب شرح السنة ق 23 أ.
[3] المصدر السابق ق 23 أ.(3/387)
فرقة، فواحدة في الجنة وسبعون في النار. وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، فواحدة في الجنة واحدى وسبعون في النار، والّذي نفسي بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، فواحدة في الجنة وثنتان وسبعون في النار. قيل: يا رسول الله من هم؟ قال: هم الجماعة [1] .
وأخبرنا علي حدثنا الحسن بن عثمان قال حدثنا يعقوب قال حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ حدثنا صفوان بن عمرو عَنِ الْأَزْهَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي عَامِرٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ لُحَيٍّ قَالَ: حَجَجْنَا مع معاوية، فلما قدمنا مكة صلينا صلاة الظهر بمكة، ثم قام فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: «ان أهل الكتاب افترقوا على اثنتين وَسَبْعِينَ مِلَّةً- يَعْنِي الْأَهْوَاءَ- كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا وَاحِدَةً وَهِيَ الْجَمَاعَةُ» .
وَقَالَ: «إِنَّهُ سَيَخْرُجُ في أمتي قوم يتجار بهم كما يتجار الْكَلْبُ بِصَاحِبِهِ، فَلَا يَبْقَى مِنْهُ عِرْقٌ وَلَا مفصل الا دخله [2] . أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن بكران قال حدثنا الحسن بن محمد بن عثمان قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا الحميدي قال حدثنا فضيل بن عياض عن منصور عن إبراهيم قال: إذا امتنع الإنسان من الشيطان قال: من أين آتيه؟ قال: ثم يقول: بلى آتيه من قبل الأهواء.
أخبرنا علي أخبرنا الحسن قال حدثنا يعقوب قال حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بن مسكين عن يحيى البكاء عن الحسن قال: أهل الهوى بمنزلة اليهود والنصارى [3] .
أخبرنا علي أخبرنا الحسن قال حدثنا يعقوب قال حدثنا سليمان بن
__________
[1] المصدر السابق 23 أ- ب.
[2] اللالكائي: كتاب شرح السنة ق 23 ب.
[3] اللالكائي: كتاب شرح السنة ق 32 ب.(3/388)
حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ يحيى بن عقيل عن محمد قالوا:
كانوا يرون أهل الردة وأهل تقحم الكفر أهل الأهواء [1] .
أخبرنا علي أخبرنا الحسن قال حدثنا يعقوب قال حدثنا صفوان قال حدثنا الوليد قال سمعت الأوزاعي يحدث قال: لقي إبليس جنوده فقال:
من أين تأتون بني آدم؟ فقال: من كلّ. قال: هل تقدرون أن تأتوهم من قبل الاستغفار؟ قالوا: انا نجده مقرونا بالتوحيد. فقال: لآتينّهم من قبل ذنب لا يستغفرون منه. قال: فبث فيهم الأهواء.
أخبرنا علي أخبرنا الحسن قال حدثنا يعقوب قال حدثنا علي بن الحسن عن ابن المبارك عن الأوزاعي: مثله [2] .
أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن بكران قال حدثنا الحسن بن عثمان قال أخبرنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قال: لا تجالسوهم ولا تخالطوهم فاني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتكم ويلبسوا عليكم كثيرا مما تعرفون [3] .
أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن بكران قال حدثنا الحسن بن عثمان قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ قال حدثنا ثابت بن العجلان قال: أدركت أنس بن مالك وابن المسيب والحسن البصري وسعيد بن جبير والشعبي وإبراهيم النخعي وعطاء بن أبي رباح وطاووس ومجاهد وعبد الله بن أبي مليكة والزهري ومكحول والقاسم أبا عبد الرحمن وعطاء الخراساني وثابت البناني والحكم بن عتيبة
__________
[1] المصدر السابق ق 32 ب.
[2] المصدر السابق ق 32 ب.
[3] المصدر السابق ق 33 ب.(3/389)
وأيوب السختياني وحماد ومحمد بن سيرين وأبا عامر- وكان قد أدرك أبا بكر الصديق- ويزيد الرقاشيّ وسليمان بن موسى، كلهم يأمروني بالجماعة وينهوني عن أصحاب الأهواء.
قال بقية: ثم بكى وقال: يا ابن أخي ما من عمل أرجى ولا أوثق من مشي الى هذا المسجد- يعني مسجد الباب-[1] .
أخبرنا علي بن محمد بن أحمد قال أخبرنا الحسن بن عثمان قال حدثنا يعقوب قال حدثنا أبو عاصم عن هشام عن الحسن قالا: لا يقبل الله من صاحب البدعة شيئا [2] .
أخبرنا علي بن محمد بن بكران قال حدثنا الحسن بن عثمان قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا الربيع بن نافع قال حدثنا مخلد بن حسين عن هشام بن حسان عن الحسن قال: صاحب البدعة لا يقبل الله له صلاة ولا صياما ولا حجا ولا عمرة ولا جهادا ولا صرفا ولا عدلا [3] .
أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن بكران أخبرنا الحسن بن محمد بن عثمان قال حدثنا يعقوب قال حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ قَالَ حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صالح أن الحسن بن أبي الحسن قال: أبى الله تبارك وتعالى أن يأذن لصاحب هوى بتوبة [4] .
أخبرنا علي أخبرنا الحسن قال حدثنا يعقوب قال حدثنا محمد بن رافع النيسابورىّ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ حَدَّثَنَا سلام بن أبي مطيع قال قال رجل لأيوب: يا أبا بكر ان عمرو بن عبيد قد رجع عن رأيه.
__________
[1] اللالكائي: كتاب شرح السنة ق 32 ب- 33 أ.
[2] المصدر السابق ق 35 أ.
[3] المصدر السابق ق 35 أ.
[4] المصدر السابق ق 36 أ.(3/390)
قال: انه لم يرجع. قال: بلى يا أبا بكر انه قد رجع. قال أيوب: انه لم يرجع. قال: بلى يا أبا بكر انه قد رجع. قال أيوب: انه لم يرجع.
ثلاث مرات فقال انه لم يرجع، أما سمعت الى قوله: يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرمية ثم لا يعودون حتى يرجع السهم الى [1] فوقه.
أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن بكران قال أخبرنا الحسن بن محمد حدثنا يعقوب قال حدثنا محمد بن بشار قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا عوف بن أبي جميلة عن خالد بن ثابت الربعي قال: بلغني أنه كان في بني إسرائيل شاب قد قرأ الكتاب وعلم علما وكان مغمورا، وأنه طلب بقراءته وعلمه الشرف والمال وأنه ابتدع بدعة فأدرك الشرف والمال في الدنيا، وأنه لبث كهيئته حتى بلغ سنا، وانه بينما هو نائم ذات ليلة على فراشه إذ تفكر في نفسه، فقال: هب هؤلاء الناس لا يعلمون أليس الله عز وجل علم ما ابتدعته فقد اقترب الأجل فلو أني تبت. فبلغ من اجتهاده في التوبة أنه عمد فخرق ترقوته ثم جعل فيها سلسلة ثم أوثقها الى آسية من أواسي المسجد وقال: لا أبرح مكاني حتى ينزل الله في توبة أو أموت موت الدنيا. وكان لا يستنكر الوحي من بني إسرائيل، فأوحى الله عز وجل اليه في شأنه أو الى نبي من الأنبياء: انك لو كنت أصبت ذنبا فيما بيني وبينك لتبت عليك بالغا ما بلغ، ولكن كيف بمن أضللت من عبادي فماتوا فأدخلتهم جهنم! فلا أتوب عليك [2] .
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم البزاز- بالبصرة- حدثنا الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا أصبغ بن الفرج حدثنا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنِ بكير بن
__________
[1] المصدر السابق ق 36 أ- ب.
[2] اللالكائي: كتاب شرح السنة ق 36 ب.(3/391)
الأشج عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بن أبي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: أن الحرورية لما خرجت وهم مع علي بن أبي طالب فقالوا: لا حكم الا للَّه. قال علي: كلمة حق أريد بها باطل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف لي ناسا اني لأعرف صفتهم في هؤلاء يقولون الحق بألسنتهم لا يجاوز هذا منهم- وأشار الى حلقه- من أبغض خلق الله اليه فبهم اسود احدى يديه كأنها طبي شاة أو حلمة ثدي، فلما قتلهم علي قال: انظروا فنظروا فلم يجدوا شيئا. فقال: ارجعوا فو الله ما كذبت ولا كذبت- مرتين أو ثلاثا-. ثم وجدوه في خربة فأتوا به حتى وضعوه بين يديه. قال عبيد الله: وأنا حاضر ذلك من أمرهم وقول علي فيهم [1] .
(ذم الرأي) :
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن بكران الفوي بالبصرة، قال حدثنا أبو علي الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي، قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ الله- يعني أحمد بن حنبل- عن الكرابيسي وما أظهر؟ فكلح وجهه ثم قال:
انما جاء بلاؤهم من هذه الكتب التي وضعوها، تركوا آثَارَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه، وأقبلوا على هذه الكتب [2] .
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن بكران الفوي بالبصرة نا أبو علي الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي نا يعقوب بن سفيان نا إبراهيم بن المنذر نا عمر بن عصام نا مالك بن أنس عن نافع عن عبد الله بن عمر قال: العلم ثلاثة، كتاب ناطق، وسنة ماضية، ولا أدري [3] .
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 10/ 305.
[2] الخطيب: شرف أصحاب الحديث 6.
[3] الخطيب: الفقيه والمتفقه 2/ 172.(3/392)
نا علي بن أحمد بن محمد بن بكران الفوي أنا الحسن بن عثمان الفسوي نا يعقوب بن سفيان أنا أبو بكر الحميدي نا سفيان نا مجالد عن الشعبي عن مسروق عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَالَ: ليس العام أمطر من عام، ولا أمير خير من أمير، ولكن ذهاب فقهائكم وعلمائكم، ثم يحدث قوم يقيسون الأمور برأيهم فيهدم الإسلام ويثلم [1] .
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم البزاز حدثنا أبو علي الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا محمد ابن عوف حدثنا إسماعيل بن عياش الحمصي حدثنا هشام بن عروة عن أبيه قال: كان الأمر في بني إسرائيل مُسْتَقِيمًا حَتَّى نَشَأَ فِيهِمْ أَبْنَاءُ سَبَايَا الْأُمَمِ فقالوا بالرأي فهلكوا وأهلكوا [2] .
(القرآن كلام الله ليس بمخلوق) :
أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن بكران قال أخبرنا الحسن بن محمد بن عثمان قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا الحسن بن الصباح البزاز قال حدثنا معبد أبو عبد الرحمن الكوفي عن معاوية بن عمار قال سألت جعفر بن محمد عن القرآن؟ فقال: ليس بخالق ولا مخلوق ولكنه كلام الله [3] .
أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن بكران قال حدثنا الحسن بن محمد بن عثمان قال حدثنا يعقوب بن سفيان قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْوَلِيدِ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الملك قال قال يحيى بن سعيد: أما تعجب من هذا يقول «قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ» 112: 1 مخلوقة؟ قال أبو الوليد: القرآن كلام الله، والكلام في القرآن
__________
[1] المصدر السابق 1/ 182.
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 394 وقد وردت هذه الرواية في كتاب المعرفة والتاريخ من رواية ابن درستويه عن يعقوب.
[3] اللالكائي: كتاب شرح السنة ق 62 ب.(3/393)
الكلام في الله [1] .
أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن بكران قال أخبرنا الحسن بن محمد بن عثمان قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال سمعت العباس بن عبد العظيم قال حدثني محمد بن يحيى بن سعيد قال سمعت معاذ بن معاذ يقول: من قال «القرآن مخلوق» فهو والله الّذي لا إله الا هو زنديق أو قال زنديق [2] .
أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن بكران أنبأ الحسن بن محمد بن عثمان قال ثنا يعقوب بن سفيان قال سمعت أبا هاشم زياد بن أيوب قال قلت لابي عبد الله أحمد بن حنبل: يا أبا عبد الله رجل قال «القرآن مخلوق فقلت له: يا كافر. ترى علي فيه اثم؟ قال: كان عبد الرحمن بن مهدي يقول لو كان لي منهم قرابة ثم مات ما ورثته. فقال له خراساني- بالفارسية-: الّذي يقول «القرآن مخلوق» أقول أنه كافر؟ قال:
نعم [3] .
أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن بكران قال أخبرنا الحسن بن محمد بن عثمان قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا إبراهيم بن المهاجر بن مسمار عن عمر بن حفص بن ذكوان مولى الحرقة عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: ان الله قرأ «طه» و «يس» قبل أن يخلق آدم بألف عام [4] . أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن بكران قال حدثنا الحسن بن
__________
[1] المصدر السابق ق 66 ب.
[2] المصدر السابق ق 67 أ.
[3] المصدر السابق ق 77 ب.
[4] المصدر السابق ق 58 ب.(3/394)
محمد بن عثمان قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ سَمِعْتُ عليا- يعني ابن المديني- قال: كان بشر بن المفضل يصلي كل يوم أربعمائة ركعة ويصوم يوما ويفطر يوما، وذكر عنده إنسان من الجهمية فقال: لا تذكر ذلك الكافر [1] .
أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن بكران قال ثنا الحسن بن محمد ابن عثمان قال ثنا يعقوب بن سفيان قال سألت أحمد بن إبراهيم الدورقي قال ثنا زهير أبو عبد الرحمن السجستاني [2] أنه سأل سلام بن أبي مطيع عن الجهمية؟ فقال: كفار ولا يصلى خلفهم [3] .
(رؤية الله عز وجل يوم القيامة) :
أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن بكران قال ثنا الحسن بن محمد ابن عثمان قال ثنا يعقوب بن سفيان قال ثنا صفوان بن صالح قال ثنا الوليد ابن مسلم قال ثنا زهير بن محمد قال حدثني من سمع أبا العالية الرياحي يحدث عن أبي بن كعب قَالَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم عن الزيادة في كتاب الله عز وجل لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ 10: 26 قال:
الحسنى: الجنة، والزيادة: النظر الى الله عز وجل [4] . أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن بكران قال أخبرنا الحسن بن عثمان قال ثنا يعقوب بن سفيان قال ثنا محمد بن المصفّى قال ثنا سويد بن عبد العزيز قال نا عمرو بن خالد عن زيد بن علي عن أبيه عن جده عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ قَالَ رسول الله صلّى الله عليه وسلم: يرون [5] أهل
__________
[1] اللالكائي: كتاب شرح السنة ق 66 ب.
[2] هو زهير بن نعيم البابي السلولي ويقال العجليّ السجستاني نزيل البصرة (تهذيب التهذيب 3/ 353) .
[3] المصدر السابق ق 78 أ.
[4] المصدر السابق ق 103 ب.
[5] هكذا في الأصل بفاعلين وهي لغة أكلوني البراغيث.(3/395)
الجنة الرب تبارك وتعالى في كل جمعة وذكر ما تعطون قال: ثم يقول الله تبارك وتعالى: اكشفوا حجابا فيكشف حجاب ثم حجاب ثم يتجلى لهم تبارك وتعالى عن وجهه فكأنهم لم يروا نعمة قبل ذلك، وهو قوله تعالى وَلَدَيْنا مَزِيدٌ 50: 35 [1] .
(الايمان قول وعمل)
أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن مكي قال أخبرنا الحسن بن عثمان قال ثنا يعقوب بن سفيان قال ثنا أبو بكر الحميدي قال ثنا يحيى بن سليم قال سألت عشرة من الفقهاء عن الايمان؟ فقالوا: قول وعمل.
سألت سفيان الثوري فقال: قول وعمل، وسألت ابن جريج فقال: قول وعمل، وسألت مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عثمان فقال قول وعمل، وسألت نافع بن عمر بن جميل فقال قول وعمل، وسألت محمد بن مسلم الطائفي فقال قول وعمل، وسألت مالك بن أنس فقال قول وعمل، وسألت سفيان بن عيينة فقال قول وعمل [2] .
(فضل العلم) :
أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم البزاز- بالبصرة- نا أبو علي الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي نا يعقوب بن سفيان قال حدثنا عبد الرحمن بن حماد الشعيثي قال حدثنا كهمس عن عبد الله بن بريدة قال قال علي بن أبي طالب: تزاوروا وتذاكروا الحديث، فإنكم ان لا تفعلوا يدرس [3] . حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل البزاز
__________
[1] اللالكائي: كتاب شرح السنة ق 112 ب- ق 113 أ.
[2] اللالكائي: كتاب شرح السنة ق 203 أ.
[3] الخطيب: شرف أصحاب الحديث 93- 94.(3/396)
- بالبصرة- قال ثنا أبو علي الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي ثنا يعقوب بن سفيان ثنا خلف بن الوليد أبو الوليد ثنا خالد بن عبد الله عن زياد بن أبي زياد عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود «تعلموا تعلموا فإذا علمتم فاعملوا» [1] .
حدثنا عبد الله بن محمد [ثنا] [2] الحسن بن محمد بن عثمان [ثنا] [3] يعقوب بن سفيان [ثنا] [4] الحجاج [5] [ثنا] [6] جرير بن حازم قال سمعت حميد بن هلال قال سمعت مطرفا يقول: «فضل العلم خير من فضل العمل، وخير دينكم الورع» .
ورواه قتادة وغيلان بن جرير عن مطرف مثله بمعناه [7] .
وأخبرنا عبد الله بن محمد [حدثنا] [8] الحسن بن محمد بن عثمان [ثنا] [9] الحجاج بن نصير [ثنا] [10] هلال بن عبد الرحمن الحنفي عن عطاء بن أبي ميمونة مولى أنس بن مالك رضي الله عنه عن أبي سلمة عن أبي هريرة وأبي ذر قالا: باب من العلم يتعلمه أحب إلينا من ألف ركعة تطوع، وباب من العلم يعلمه عمل به أو لم يعمل به أحب إلينا من مائة ركعة تطوع.
وقالا [11] : سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا جاء
__________
[1] الخطيب: اقتضاء العلم العمل 22- 23.
[2] في الأصل «و» .
[3] في الأصل «و» .
[4] في الأصل «و» .
[5] ابن المنهال (جامع بيان العلم 1/ 44) .
[6] في الأصل «و» .
[7] ابن عبد البر: جامع بيان العلم وفضله 1/ 23، 44.
[8- 9- 10] في الأصل «و» .
[11] في الأصل «وقال» .(3/397)
الموت طالب العلم وهو على تلك الحال مات شهيدا» [1] . حدثنا عبد الله بن محمد [ثنا] [2] الحسن بن محمد بن عثمان [ثنا] [3] يعقوب بن سفيان [ثنا] [4] عبد الله بن عثمان [ثنا] [5] عبد الله بن المبارك عَنْ [6] ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ معدان قال قال أبو الدرداء: الدنيا ملعونة وملعون ما فيها الا ذكر الله وما أدى اليه، والعالم والمتعلم في الخير شريكان وسائر الناس همج لا خير فيهم [7] .
وحدثني عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن بن يحيى وأبو علي الحسن ابن محمد بن عثمان الفسوي- ببغداد-[ثنا] [8] أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ الْفَسَوِيُّ قَالَ حدثنا حجاج بن المنهال وحماد بن سلمة عن حميد عن الحسن أن أبا الدرداء قال: كن عالما أو متعلما أو محبا أو متبعا ولا تكن الخامس فتهلك. قال: قلت للحسن: وما الخامس؟ قال: المبتدع [9] .
وحدثنا عبد الله [ثنا] [10] الحسن [ثنا] [11] يعقوب [ثنا] [12] زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ الْحَضْرَمِيُّ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عمران قالا: انا ابن وهب قال أنا حنظلة أن عون بن عبد الله حدثه قال حدثت عمر بن عبد العزيز انه كان يقول: ان استطعت فكن عالما، فان لم تستطع فكن متعلما، وان لم تستطع فأحبهم، وان لم تستطع فلا تبغضهم. فقال عمر بن عبد العزيز: لقد جعل
__________
[1] ابن عبد البر: جامع بيان العلم وفضله 1/ 25، 44.
[2] سقطت من الأصل.
[3] في الأصل «و» .
[4- 5] في الأصل «و» .
[6] في الأصل «و» وابن المبارك روي عن ثور بن يزيد الكلاعي الحمصي (تهذيب التهذيب 2/ 33) .
[7] ابن عبد البر: جامع بيان العلم وفضله 1/ 27.
[8] في الأصل «و» .
[9] ابن عبد البر: جامع بيان العلم وفضله 1/ 28- 29.
[10- 11- 12] في الأصل «و» .(3/398)
الله عز وجل له مخرجا ان قبل [1] .
حدثنا عبد الله [ثنا] الحسن ثنا يعقوب ثنا أبو الوليد خالد بن الوليد ثنا خالد بن عبد الله عن عطاء بن السائب عن الحسن قال: أغد عالما أو متعلما أو مستمعا، ولا تكن رابعا فتهلك [2] .
وحدثنا عبد الله ثنا الحسن نا يعقوب ثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا عاصم عن زيد قال قال عبد الله: أغد عالما أو متعلما ولا تغد إمعة بين ذلك.
قال أبو يوسف: قال أهل العلم: الإمعة أهل الرأي [3] .
وأخبرنا عبد الله ثنا الحسن نا يعقوب قال حدثنا صفوان بن صالح ثنا عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي قال حدثني هارون بن رئاب [4] قال:
كان ابن مسعود يقول: أغد عالما أو متعلما ولا تغد فيما بين ذلك، فإنما بين ذلك جاهل أو جهل، وان الملائكة تبسط أجنحتها لرجل غدا يطلب العلم من الرضى لما يصنع [5] .
وحدثنا عبد الله [ثنا] [6] الحسن [ثنا] [7] يعقوب [ثنا] [8] ابن نمير [ثنا] [9] وكيع [ثنا] [10] الأعمش عن تميم بن سلمة عن أبي عبيدة [11] قال عبد الله: أغد عالما أو متعلما ولا تغد بين ذلك [12] .
__________
[1] ابن عبد البر: جامع بيان العلم وفضله 1/ 29.
[2] ابن عبد البر: جامع بيان العلم وفضله 1/ 29.
[3] المصدر السابق 1/ 29.
[4] في الأصل «رباب» .
[5] ابن عبد البر: جامع بيان العلم وفضله 1/ 29.
[6، 7، 8، 9، 10] في الأصل «و» وهو من الاخطاء العجيبة إذ جعل الناشر هؤلاء الأعلام وهم من طبقات مختلفة طبقة واحدة.
[11] عامر بن عبد الله بن مسعود الهذلي الكوفي (تهذيب التهذيب 5/ 75) .
[12] ابن عبد البر: جامع بيان العلم وفضله 1/ 29.(3/399)
حدثنا عبد الله بن محمد [ثنا] [1] الحسن بن محمد بن عثمان [ثنا] [2] يعقوب بن سفيان [ثنا] [3] آدم [ثنا] [4] شريك [ثنا] [5] ليث بن أبي سليم عن يحيى بن أبي كثير عن الأزدي قال: سألت ابن عباس عن الجهاد؟ فقال: ألا أدلك على خير من الجهاد؟ فقلت: بلى. قال: تبني مسجدا وتعلم فيه الفرائض والسنة والفقه في الدين.
وبه عن يعقوب [ثنا] [6] أبو اليمان وآدم قالا حدثنا حريز [7] بن عثمان الرحبيّ عن عبد الرحمن بن أبي عوف عن عبد الرحمن بن مسعود الفزاري أن أبا الدرداء قال: ما من أحد يغدو الى المسجد لخير يتعلمه أو يعلّمه الا كتب له أجر مجاهد لا ينقلب الا غانما [8] .
أخبرنا عبد الله بن محمد بن يحيى [ثنا] [9] الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي [ثنا] [10] يعقوب بن سفيان [ثنا] [11] آدم بن أبي اياس قال أخبرنا أبو جعفر الرازيّ [ثنا] [12] عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قال: أتيت صفوان بن عسال المرادي فقال: ما جاء بك؟ قلت:
ابتغاء العلم. قال: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يقول:
«من خرج من بيته ابتغاء العلم وضعت الملائكة أجنحتها رضا بما يصنع» . حدثنا عبد الله بن محمد [ثنا] [13] الحسن بن محمد بن عثمان [ثنا] [14] يعقوب بن سفيان [ثنا] [15] حجاج بن منهال [ثنا] [16] حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ بهدلة عن زر بن حبيش قال: غدوت على صفوان بن عسال المرادي فقال: ما جاء بك فقلت ابتغاء العلم. فقال: ألا أبشرك ورفع الحديث [17] .
__________
[1، 2، 3، 4، 5، 6] في الأصل «و» !!
[7] في الأصل «جرير» .
[8] ابن عبد البر: جامع بيان العلم وفضله 1/ 32.
[9، 10، 11، 12، 13، 14، 15، 16] في الأصل «و» !!
[17] ابن عبد البر: جامع بيان العلم وفضله 1/ 32- 33.(3/400)
حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن نا الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي- ببغداد-[ثنا] [1] يعقوب بن سفيان الفسوي [ثنا] [2] عبد الوهاب بن الضحاك [ثنا] [3] إسماعيل بن عياش عن عاصم بن رجاء ابن حيوة عن داود بن جميل عن كثير بن قيس [4] قال: جاء رجل من المدينة الى أبي الدرداء بدمشق ليسأله عن حديث بلغه أنه يحدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له أبو الدرداء: ما جاء بك تجارة؟
قال: لا. قال: ولا جئت طالب حاجة؟ قال: لا. قال: وما جئت تطلب الا هذا الحديث؟ قال: نعم. قال: فأشهد ان كنت صادقا إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من رجل يخرج من بيته يطلب علما الا وضعت الملائكة أجنحتها» وساق الحديث بنحو ما تقدم [5] .
حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن [ثنا] [6] أبو علي الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي ببغداد [ثنا] [7] أبو يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي [ثنا] [8] أبو نعيم الفضل بن دكين [ثنا] [9] عاصم بن رجاء بن حيوة عمن حدثه عن كثير بن قيس قال: كنت عند أبي الدرداء بدمشق فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يقول: «من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة، وان الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وانه ليستغفر للعالم من في السموات والأرض حتى الحيتان في البحر، وان فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر
__________
[1]- (2) - (3) في الأصل «و» .
[4] في الأصل «داود بن كثير عن جميل بن قيس» والصواب ما أثبته. راجع ترجمة كثير بن قيس وداود بن جميل في تهذيب التهذيب.
[5] ابن عبد البر: جامع بيان العلم وفضله 1/ 35.
[6] ، (7) ، (8) ، (9) في الأصل «و» !!(3/401)
على سائر الكواكب، وان العلماء ورثة الأنبياء، ان الأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا، وانما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بخط وافر [1] . حدثنا عبد الله بن محمد [ثنا] [2] الحسن بن محمد [ثنا] [3] يعقوب بن سفيان [ثنا] [4] الحماني [5] [ثنا] [6] ابن المبارك عن الأوزاعي عن كثير بن قيس عن يزيد بن سمرة عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم بنحو ما تقدم [7] .
وأخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن نا محمد بن عثمان نا يعقوب ابن سفيان نا أبو كلثم سلامة بن بشر بن بديل العدوي الدمشقيّ نا صدقة ابن عبد الله نا طلحة بن زيد عن موسى بن عبيدة عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ أَبِي موسى الأشعري قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «يبعث الله العباد يوم القيامة، ثم يميز العلماء فيقول: يا معشر العلماء اني لم أضع فيكم علمي الا لعلمي بكم، ولم أضع علمي فيكم لأعذبكم، انطلقوا فاني قد غفرت لكم [8] . عبد الله بن محمد بن يحيى قال حدثنا الحسن بن محمد بن عثمان حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا أبو النعمان محمد بن الفضل السدوسي- وكان منقطع القرين- وعبد الرحمن بن المبارك العايشي قالا حدثنا الصعق بن حزن عن عقيل الجعديّ عن أبي إسحاق الهمدانيّ عن سويد بن غفلة عن ابن مسعود قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: «يا
__________
[1] ابن عبد البر: جامع بيان العلم 1/ 37.
[2] ، (3) ، (4) في الأصل «و» !!
[5] في الأصل «الحمالي» .
[6] في الأصل «و» !!
[7] ابن عبد البر: جامع بيان العلم وفضله 1/ 37.
[8] ابن عبد البر: جامع بيان العلم وفضله 1/ 48.(3/402)
عبد الله بن مسعود» . قلت: لبيك يا رسول الله. قال: «أتدري أي الناس أفضل؟» قلت: الله ورسوله أعلم. قال: «فان أفضل الناس أفضلهم عملا إذا فقهوا في دينهم» . قال: «يا عبد الله بن مسعود» . قلت: لبيك يا رسول الله. قال: «أتدري أي الناس أعلم؟ قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: أعلم الناس أبصرهم بالحق إذا اختلف الناس وان كان مقصرا في العمل، وان كان يزحف على استه» .
وأخبرنا عبد الله حدثنا الحسن حدثنا يعقوب حدثنا صفوان بن صالح حدثنا الوليد حدثنا بكير بن معروف عن مقاتل بن حيان عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عن جده عبد الله بن مسعود قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: «يا عبد الله بن مسعود» . قلت: لبيك يا رسول الله.
فذمر مثله أو نحوه. قال أبو يوسف: وهذه صفة الفقهاء [1] .
أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل البزاز- بالبصرة-[نا] [2] أبو علي الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي نا يعقوب بن سفيان نا ابن عثمان- يعني عبدان المروزي- انا عبد الله- وهو ابن المبارك- أنا حبيّب بن حجر القيسي قال: كان يقال ما أحسن الايمان ويزينه العلم، وما أحسن العلم ويزينه العمل، وما أحسن العمل ويزينه الرّفق، وما أضيف شيء الى شيء مثل حلم الى علم [3] .
__________
[1] المصدر السابق 2/ 43.
[2] سقطت من الأصل.
[3] الخطيب: الجامع لأخلاق الراويّ وآداب السامع ق 6 أ (مخطوطة) .(3/403)
نصوص أخرى ليعقوب بن سفيان رواية الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي عنه
أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن بكران أخبرنا الحسن بن محمد بن عثمان قال: ثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثنا أبو بكر الحميدي قال: ثنا سفيان قال: ثنا عمرو بن دينار قال: أخبرني عكرمة قال: سمعت أبا هريرة يقول: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان.
قال: فإذا فزع عن قلوبهم «قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير» [1] . أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل- بالبصرة- حدثنا أبو علي الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا يحيى بن عبد الحميد حدثنا حصين بن عمر الأحمسي عن مخارق [2] عن طارق عن عثمان قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يقول: من أحبّ العرب فبحبي أحبهم ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم [3] . أخبرنا علي بن أحمد بن إبراهيم البصري حدثنا الحسن بن محمد ابن عثمان الفسوي حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا الحميدي حدثنا سفيان
__________
[1] اللالكائي: كتاب شرح السنة ق 81 أوذكر ان البخاري أخرجه عن الحميدي والآية من سورة سبإ 23.
[2] مخارق بن خليفة الاحمسي الكوفي يروي عن طارق بن شهاب وكلاهما من رجال التهذيب.
[3] الخطيب: موضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 316.(3/404)
حدثنا عاصم الأحول عن حفصة بنت سيرين عن الرباب عن عمها سلمان بن عامر الضبي رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يقول: الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرحم المسكين ثنتان:
صدقة وصلة. قال الخطيب: الرباب امرأة من بني ضبة تفرد بالرواية عنها حفصة بنت سيرين وهي أم الرائح بنت ضليع.
أخبرنا علي بن أحمد بن إبراهيم حدثنا الحسن بن محمد الفسوي حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا ابن عثمان- وهو عبدان المروزي- حدثنا عبد الله- يعني ابن المبارك- أخبرنا عبد الله بن عون عن حفصة بنت سيرين عن أم الرائح بنت ضليع عن سلمان بن عامر رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: ان صدقتك على المسكين صدقة وهي على ذي القرابة اثنتان لأنها صدقة وصلة. لفظ حديث ابن المبارك [1] . أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل البزاز بالبصرة حدثنا أبو علي الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي حدثنا يعقوب ابن سفيان حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الله- يعني ابن المبارك- حدثنا عبيد الله بن عمر عن سعيد المقبري عن أبي الحباب [2] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَا مِنْ عَبْدٍ مؤمن تصدق بصدقة من كسب طيب- ولا يقبل الله تعالى الا الطيب- الا كان الله يأخذها بيمينه فيربيها له كما يربي أحدكم فلّوه أو قلوصه أو فصيله حتى تبلغ التمرة مثل أحد [3] .
__________
[1] الخطيب: موضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 102.
[2] سعيد بن يسار.
[3] الخطيب: موضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 234.(3/405)
أخبرنا علي بن أحمد بن إبراهيم البزاز حدثنا الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي حدثنا يعقوب بن سفيان حدثني أبو محمد محرز: قال:
كنت مع أبي العباس البغدادي- بمكة- فنظر الى نواة مطروحة فأخذها، فلما دخلنا المسجد إذا سائل يسأل قال: فناوله النواة وقال: هذا جهد المقل [1] .
أخبرنا علي بن أحمد بن إبراهيم البصري حدثنا الحسن بن محمد ابن عثمان الفسوي حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا روح بن سيابة الحارثي سمعت سعيد بن أبي أيوب يحدث عن دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا ضرر ولا ضرار، ولجارك أن يضع في جدارك خشبة [2] . أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم البصري حدثنا الحسن ابن محمد بن عثمان الفسوي حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا زيد بن بشر وأصبغ بن الفرج قالا: حدثنا ابن وهب حدثني يحيى بن أيوب عن الوليد ابن أبي الوليد عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَبْدِ الله بن عمر رضي الله عنهما: ان رجلا من الاعراب لقيه بطريق مكة فسلم عليه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وحمله على حمار كان يركبه وأعطاه عمامة كانت على رأسه، فقال ابن دينار: فقلنا: أصلحك الله انهم الاعراب ويرضون باليسير، فقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: ان أبا هذا كان ودا لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يقول: ان أبر البر أن يصل الرجل ودّ أبيه [3] .
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 14/ 419.
[2] الخطيب: موضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 96- 97.
[3] الخطيب: موضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 435.(3/406)
أخبرنا علي بن أحمد بن إبراهيم البصري حدثنا الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا هلال بن فياض حدثنا الحارث بن شبل قال: حدثتنا أم النعمان الكندية عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند رقاده: اللَّهمّ رب السموات السبع ورب العرش العظيم ربّنا ورب كل شيء منزل التوراة والإنجيل والقرآن العظيم، نعوذ باللَّه من شر كل دابة ناصيتها بيدك أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عني الدين، واغنني من الفقر [1] .
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم البزاز- بالبصرة- حدثنا الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا محمد بن منصور وأبو بكر بن أبي النضر قالا: حدثنا عبد الرحمن بن غزوان [2] قراد أبو نوح حدثنا ليث بن سعد عن مالك بن أنس باسناده نحوه. [أي نحو حديث ذكره الخطيب من طريق الزهري عن عروة عن عائشة أن رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قال: يا رسول الله ان لي مملوكين يكذبونني ويخونونني- وذكر الحديث-] [3] . أنا علي بن أحمد بن إبراهيم البصري نا الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي نا يعقوب بن سفيان نا يحيى بن صالح الوحاظي نا سعيد بن عبد العزيز عن مكحول عن أم أيمن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
__________
[1] الخطيب: موضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 450.
[2] في الأصل يوجد «حدثنا» بعد «غزوان» وهي زائدة فحذفتها لان عبد الرحمن بن غزوان هو قراد أبو نوح (تهذيب التهذيب 12/ 354) .
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 9/ 430.(3/407)
لبعض أهله: أطع والديك ان أمراك ان تخرج من دينك [فلا] تفعل [1] [2] . أنا علي بن أحمد بن إبراهيم البصري نا الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي نا يعقوب بن سفيان قال حدثني محدث عن المغيرة بن عبد الرحمن عن خالد بن الياس عن مهاجر بن مسمار قال عامر بن سعد عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: ان الله طيب يحب الطيب نظيف يحب النظافة كريم يحب الكرم جواد يحب الجود [3] . أنا علي بن أحمد بن إبراهيم البصري نا الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي نا يعقوب بن سفيان نا يوسف بن محمد الصفار. نا ابن أبي فديك عن هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عن كعب الأحبار قال: ثلاثة نجد في الكتاب وحق علينا أن نكرمهم وأن نشرفهم وأن نوسع عليهم في المجالس:
ذو السن، وذو السلطان لسلطانه، وحامل الكتاب [4] .
أنا الحسن [بن] علي بن أحمد بن إبراهيم البزاز- بالبصرة- نا أبو علي الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي نا يعقوب بن سفيان نا نوح ابن الهيثم العسقلاني وأيوب بن محمد الرقي قالا: نا مروان بن معاوية عن مالك بن أبي الحسن عن عتبة- شيخ من فزارة- عن عكرمة عن ابن عباس قال: دخل عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ أبو بكر وعمر وهم جلوس على الأرض فأمر له بنمرقة
__________
[1] في الأصل «فافعل» وقد أثبتها «فلا تفعل» لان الاولى تتنافى مع تعاليم الإسلام فلا يأمر النبي صلى الله عليه وسلم أحدا بترك دينه لأي سبب.
[2] الخطيب: الجامع لأخلاق الراويّ وآداب السامع 171 ب.
[3] المصدر السابق ق 86 ب.
[4] الخطيب: الجامع لأخلاق الراويّ وآداب السامع ق 30 ب.(3/408)
فأجلسه عليها وقال: إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه [1] .
أنا علي بن أحمد بن إبراهيم البزاز نا الحسن بن محمد الفسوي نا يعقوب نا أبو عمر النمري نا شعبة قال أنبأني أبو إسحاق عن أبي عبد الله الجدلي عن عائشة قالت: لم يكن رسول الله صلّى الله عليه وسلم بفاحش ولا متفحش ولا سخاب في الأسواق ولا يجزي بالسيئة مثلها ولكن يعفو ويصفح [2] .
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم البزاز- بالبصرة- قال ثنا أبو علي الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي قال نا يعقوب بن سفيان قال ثنا الحكم بن موسى قال ثنا يحيى بن حمزة عن سليمان بن داود قال حدثني الزهري عن أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حزم عن أبيه عن جده أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم كتب الى أهل اليمن بكتاب فيه: «ان أكبر الكبائر عند الله يوم القيامة الإشراك باللَّه، وقتل النفس المؤمنة بغير حق، والفرار في سبيل الله يوم الزحف، وعقوق الوالدين» [3] . أخبرنا علي بن أحمد بن إبراهيم نا الحسن بن محمد الفسوي نا يعقوب بن سفيان الفارسيّ قال حدثني يوسف بن عيسى ثنا شريك عن مغيرة عن الشعبي عن عياض قال: شهدت عيدا بالأنبار فقلت: ما أراكم تقلسون؟
كانوا يقلسون فِي زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يفعلونه [4] .
أخبرنا علي بن أحمد بن إبراهيم نا الحسن بن محمد الفسوي
__________
[1] المصدر السابق ق 79 أ- ب.
[2] المصدر السابق ق 80 ب.
[3] الخطيب: الكفاية 104.
[4] الخطيب: الفقيه والمتفقه 1/ 29.(3/409)
نا يعقوب بن سفيان نا عبد الرحمن بن هانئ ثنا فطر والعرزميّ عن حبيب بن أبي ثابت قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس اليه جليس لم يقدم ركبته، ولم يقم حتى يستأذنه.
وقال يعقوب نا أبو نعيم نا ... [1] ابن شهاب قال: دخلت أنا وسعيد ابن جبير المسجد الحرام، فجلسنا جميعا، فعظمت الحلقة فأراد أن يقوم فاستأذنهم وقال: انكم جلستم إلينا، ولو كنت أنا الجالس إليكم لم أستأذنكم [2] .
أخبرنا علي بن أحمد بن إبراهيم نا الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي نا يعقوب بن سفيان نا الحميدي قال نا سفيان نا إسماعيل بن أبي خالد قال سمعت قيسا قال سمعت جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه يقول: ما رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قط الا تبسم في وجهي [3] .
أخبرنا علي بن أحمد بن إبراهيم البزاز البصري نا الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي نا يعقوب بن سفيان نا أبو حذيفة موسى بن مسعود قال نا زهير عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن محمد بن جبير عن أبيه إن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أي البلدان شر؟ قال: لا أدري. فلما أتاه جبريل قال: أي البلدان شر؟ قال:
لا أدري حتى أسأل ربي تبارك وتعالى. فانطلق جبريل فمكث ما شاء الله ثم جاء فقال: يا محمد انك سألتني: أي البلدان شر؟ واني قلت: لا أدري. واني سألت ربي تعالى فقلت: أي البلدان شر؟ فقال: أسواقها [4] .
__________
[1] لم يلحق أبو نعيم ابن شهاب الزهري وقد سقط من الاسناد من بينهما.
[2] الخطيب: الفقيه والمتفقه 2/ 112.
[3] المصدر السابق 2/ 117.
[4] الخطيب: الفقيه والمتفقه 2/ 170- 171.(3/410)
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل البزاز- بالبصرة- أنا أبو علي الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي نا يعقوب بن سفيان نا أبو خالد يزيد بن بيان العقيلي أنا أبو الرحال [1] الأنصاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صلّى الله عليه وسلم: «ما أكرم شاب شيخا لسنه الا قيض الله له من يكرمه عند سنه» [2] . أخبرنا علي بن أحمد بن إبراهيم البصري نا الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي نا يعقوب بن سفيان نا ابن عثمان- يعني عبدان المروزي- نا عبد الله- وهو ابن المبارك- نا أسامة بن زيد عن نافع ان ابن عُمَرَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم يستن فأعطاه أكبر القوم ثم قال:
«ان جبريل أمرني أن أكبر» [3] . أخبرنا علي بن أحمد بن إبراهيم نا الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي نا يعقوب بن سفيان نا أبو صالح وابن بكير قالا نا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ حبيب عن سعد بن سنان عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «التأنّي [4] من الله والعجلة من الشيطان» . وقال يعقوب نا عبد الله بن محمد المصري نا سليمان بن بلال عن سعد بن سعيد عن الزهري عن رجل من بلي قال: أقبلت أنا وأمي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فجاء أبي فناجاه وكلّمه فكان فيما قال له:
«إذا هممت بأمر فعليك بالتؤدة حتى يريك الله منه المخرج» [5] .
__________
[1] اسمه محمد بن خالد وقيل خالد بن محمد (تهذيب التهذيب 12/ 95) .
[2] المصدر السابق 2/ 179.
[3] المصدر السابق 2/ 181- 182.
[4] في الأصل «البيان» .
[5] المصدر السابق 2/ 187- 188.(3/411)
نصوص أخرى ليعقوب بن سفيان رواية أحمد بن السري بن صالح عنه
(دلائل النبوة) :
أخبرنا محمد بن أحمد بن حامد الطبري قال ثنا أحمد بن السري بن صالح قال ثنا يعقوب بن سفيان قال ثنا محمد بن كثير قال ثنا سليمان بن كثير قال سمعت ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن جابر بن عبد الله قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم الى جذع نخلة فيخطب قبل أن يصنع المنبر، فلما وضع المنبر صعده فحنّ الجذع حتى سمعنا حنينه، فأتاه رسول الله صلّى الله عليه وسلم فوضع يده عليه فسكن [1] .
(تفسير) :
أخبرنا محمد بن أحمد بن علي بن حامد الطبري قال ثنا أحمد بن السري بن صالح قال ثنا يعقوب بن سفيان قال ثنا أحمد بن عثمان بن نوح الطيالسي قال ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد قال ثنا أبو جعفر الرازيّ عن الربيع بن أنس عن أبي العالية رفيع عن أبي بن كعب في قوله: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ من بَنِي آدَمَ من ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ؟ قالُوا بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ. أَوْ تَقُولُوا إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا من قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً من بَعْدِهِمْ، أَفَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ 7: 172- 173. قال: فجمعهم له يومئذ جميعا ما هو كائن الى يوم القيامة فجعلهم أزواجا ثم صوّرهم ثم استقبلهم، وأخذ عليهم العهد والميثاق فأشهدهم عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ؟ قالُوا: بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ 7: 172 «الى» بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ 7: 173 [2] . قال: فأنا أشهد عليكم
__________
[1] اللالكائي: كتاب شرح السنة ق 205 أ (مخطوطة) .
[2] الأعراف 172، 173.(3/412)
السموات السبع والأرضين السبع وأشهد عليكم أباكم آدم الا تقولوا يوم القيامة انا لم نعلم بهذا، اعلموا أنه لا إله غيري ولا رب غيري ولا تشركوا بي شيئا، واني سأرسل إليكم رسلا يذكرونكم عهدي وميثاقي، وأنزل عليكم كذا. قالوا: نشهد انك ربنا والهنا لا رب لنا غيرك ولا إله لنا غيرك، فأقروا له يومئذ بالطاعة ورفع عليهم أبوهم آدم فنظر اليهم فرأى فيهم الفقير ورأى فيهم الأنبياء مثل السرج عليهم النور خصّوا بميثاق آخر. فمن الرسالة والنبوة، وهو الّذي يقول وَإِذْ أَخَذْنا من النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ 33: 7 الى قوله وَمِنْكَ وَمن نُوحٍ 33: 7 الى قوله وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً 4: 154 [1] وهو الّذي يقول فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً، فِطْرَتَ الله الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ الله 30: 30 [2] وفي ذلك هذا نَذِيرٌ من النُّذُرِ الْأُولى 53: 56 [3] أخذ عهده من النور الأوّلي. وفي ذلك يقول وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ من عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ 7: 102 [4] . وفي ذلك ثُمَّ بَعَثْنا من بَعْدِهِ رُسُلًا إِلى قَوْمِهِمْ فَجاؤُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا به من قَبْلُ 10: 74 [5] كان في علمه يوم أقرّوا به من يكذب به ومن يصدق به، فكان عيسى (عليه السلام) كان من تلك الأرواح التي أخذ عليها العهد والميثاق في بني آدم فأرسل الله عز وجل ذلك الى مريم حين انْتَبَذَتْ من أَهْلِها مَكاناً شَرْقِيًّا. فَاتَّخَذَتْ من دُونِهِمْ حِجاباً فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا. قالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا. قال إِنَّما [أَنَا] رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيًّا. قالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي 19: 16- 20
__________
[1] الأحزاب 7.
[2] الروم 30.
[3] القمر 56.
[4] الأعراف 102.
[5] يونس 74.(3/413)
بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا 19: 20 الى قوله: فَحَمَلَتْهُ 19: 22 [1] . قال: فحملت الّذي خاطبها وهو روح عيسى بن مريم [2] .
نص يرويه عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزيّ عن يعقوب بن سفيان
حدثنا أبي، حدثنا يعقوب بن سفيان الفسوي، حدثنا عبد الله بن صالح، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عن النواس بن سمعان قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «ضرب الله مثلا: صراطا مستقيما وعلى جنبتي الصراط سور فيه أبواب مفتحة، وعلى تلك الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: أيها الناس ادخلوا الصراط لا تعوجوا، ومن فوق الصراط داع ينادي، فمن أراد ان يفتح شيئا من تلك الأبواب قال: ويحك لا تفتحه فإنك ان تفتحه تلجه. فالصراط الإسلام، والستور حدود الله، والأبواب المفتحة محارم الله، والداعي القرآن، والداعي من فوق واعظ الله» [3] .
نصوص أخرى
قال الفسوي: ومثل تسميتهم إياها- يعني السماء- بالجرباء تسميتهم إياها بالرفيع [4] .
قال يعقوب: جذع ظفار مدينة باليمن، وقد وقع جذع ظفارى وهو أيضا صحيح [5] .
__________
[1] مريم 16- 22.
[2] اللالكائي: كتاب شرح السنة ق 128 أ.
[3] أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزيّ: أمثال الحديث ق 4 أ- ب (مخطوطة) .
[4] ابن سيد الناس: عيون الأثر 2/ 78.
[5] المصدر السابق 2/ 101.(3/414)
نصوص عن يعقوب بن سفيان أوردها الأنصاري في (ذم الكلام وأهله) [1]
وأنباه عبد الرحمن بن محمد بن أبي الحسين أنبأ أبو بكر بن القاسم ببخارى أنبأ أبو عبد الرحمن عبيد الله بن يحيى ثنا يعقوب بن سفيان ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صالح عن صالح بن جبير قال: قدم علينا أبو جمعة الْأَنْصَارِيُّ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ببيت المقدس ليصلي فيه ومعنا رجاء بن حيوة يومئذ، فلما انصرف خرجنا معه نشيعه، فلما أردنا الانصراف قال: ان لكم علي جائزة وحقا أحدثكم بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلنا: هات يرحمك الله. قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم معاذ بن جبل رضي الله عنه معنا عاشر عشرة. فقلنا: يا رسول الله هل من قوم أعظم منا أجرا آمنا بك واتبعناك.
قال: وما يمنعكم من ذلك ورسول الله صلّى الله عليه وسلم بين أظهركم يأتيكم بالوحي من السماء! بل قوم يأتون من بعدكم يأتيهم كتاب بين لوحين فيؤمنون به ويعملون بما فيه. أولئك أعظم منكم أجرا، أولئك أعظم منكم أجرا [2] . وأنباه القاسم أنبأنا إبراهيم بن محمد بن علي الابي [3] انا احمد بن محمد بن عمر نا يعقوب بن سفيان قال: نا سليمان بن حرب قال: سمعت حماد بن زيد يقول في قول الله لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ 49: 2 قال: أرى رفع الصوت عليه بعد موته كرفع الصوت عليه في حياته إذا قرئ حديث رسول الله وجب عليك أن تنصت له كما تنصت للقرآن.
__________
[1] مخطوطة دار الكتب الظاهرية بدمشق.
[2] ذم الكلام ق 148 أ- ب.
[3] رسمها في الأصل «الا أبي» .(3/415)
لفظ أبي زرعة.
وقال يعقوب: قال سليمان: كان حماد إذا حدّث فرآنا نتكلم لم يحدثنا وقال: أخاف أن يكون هذا داخلا في قول الله لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ 49: 2 الآية [1] .
أنبأنا علي بن عبد الله البلخي حدثنا محمد بن عمر بن شبويه الزاهد- بمرو- أنبأ المنكدري حدثنا يعقوب بن سفيان- من الأصل بانتخاب السكري أبي عبد الله ولم يكن في المسند- حدثنا عمرو بن عاصم الكلابي نا همام عن مطر أنبأ الزهري عن سالم عن أبيه قال: سافرت مع رسول الله صلى الله عليه ومع عمر فلم أرهما يزيدان على الركعتين، وكنا ضلالا فهدانا الله، فبه نقتدي [2] .
إنباتا محمد بن عبد الرحمن انبأ علي بن أحمد بن بكران- بالبصرة- أنبأ الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي حدثنا يعقوب بن سفيان نا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الله أنبأ سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي قال: كتب إلينا عمر لا تجالسوا ضبيعا فلو جاء ونحن مائة لتفرقنا عنه.
ولربما قال: لما جالسناه [3] .
__________
[1] ذم الكلام وأهله ق 102 أ.
[2] المصدر السابق ق 49 ب.
[3] المصدر السابق ق 83 ب.(3/416)