النَّاسَ فِي الدّرَاسمَةِ.
قَالَ: وَكَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَجْلِسُ فِي الْخُطْبَةِ الْأُولَى.
حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ الدِّمَشْقِيُّ وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ [1] قَالا: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنِي حِصْنُ بْنُ مَالِكٍ الْفَزَارِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا يُكَنَى أَبَا مُحَمَّدٍ- وَكَانَ قَدِيمًا- يُحَدِّثُ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم انه قال: اقرأوا الْقُرْآنَ بِلُحُونِ الْعَرَبِ وَأَصْوَاتِهَا وَإِيَّاكُمْ وَلَحْنَ أَهْلِ الْفِسْقِ وَأَهْلِ الْمَكَايِسِ فَإِنَّهُ سَيَجِيءُ مِنْ بَعْدِي قَوْمٌ يُرَجِّعُونَ بِالْقُرْآنِ تَرْجِيعَ الْغِنَاءِ وَالرَّهْبَانِيَّةِ وَالنَّوْحِ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ مَفْتُونَةٌ قُلُوبُهُمْ وَقُلُوبُ الَّذِينَ يُعْجِبُهُمْ شَأْنُهُمْ. قَالَ بَقِيَّةُ: لَيْسَ لَهُ إِلَّا حَدِيثٌ وَاحِدٌ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْإِفْرِيقِيَّةِ.
حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ [2] قَالَ: حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ الْوَلِيدِ مَوْلَى بَنِي يَزِيدَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْأَزْهَرُ بْنُ الْوَلِيدِ الْحِمْصِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَهِيَ تُحَدِّثُ: لَيَكْفُرَنَّ أَقْوَامٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ.
وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ الثَّقَفِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ الْحَجَّاجُ عَامِلًا لِعَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى مَكَّةَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ بِوِلَايَتِهِ عَلَى الْعِرَاقِ. قَالَ: فَخَرَجَ وَخَرَجْتُ مَعَهُ فِي نَفَرٍ ثَمَانِيَةٍ أَوْ تسعة على الجانب، فلما كنا على قريب من الكوفة
__________
[1] هو إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الحمصي الزبيدي المعروف بابن زبريق.
[2] ابن مسلم الدمشقيّ.(2/480)
نزل فَاخْتَضَبَ وَتَهَيَّأَ وَذَاكَ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ، ثُمَّ رَاحَ- مُعْتَمًّا قَدْ أَلْقَى عَذَبَةَ الْعِمَامَةِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ مُتَقَلِّدًا سَيْفَهُ حَتَّى نَزَلَ عِنْدَ دَارِ الْإِمَارَةِ عِنْدَ مَسْجِدِ الْكُوفَةِ، وَقَدْ أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ الْأَذَانَ الْأَوَّلَ لِصَلَاةِ الْجُمُعَةِ، وَخَرَجَ عَلَيْهِمُ الْحَجَّاجُ وَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ، فَجَمَعَ بِهِمْ، ثُمَّ صَعَدَ الْمِنْبَرَ فَجَلَسَ عَلَيْهِ فَسَكَتَ وَقَدِ اشْرَأَبُّوا إِلَيهِ وَجَثَوْا عَلَى الرُّكَبِ وَتَنَاوَلُوا الْحَصَاةَ لِيَقْذِفُوهُ بِهَا وَيُخْرِجُوهُ عَنْهُمْ. قَالَ: وَقَدْ كَانُوا أَحْصَبُوا عَامِلًا قَبْلَهُ فَخَرَجَ عَنْهُمْ. قَالَ:
فَسَكَتَ سَكْتَةً أَبْهَتَهُمْ بِهَا وَأَحَبُّوا أَنْ يَسْمَعُوا كَلَامَهُ فَكَانَ أَوَّلُ بَدْءِ كَلَامِهِ أَنْ قَالَ: يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ يا أهل الشقاق ويا أهل (149 أ) النِّفَاقِ أَمَا وَاللَّهِ إِنْ كَانَ أَمْرُكُمْ لَيَهُمُّنِي قَبْلَ أَنْ آتِيَكُمْ وَلَكِنْ كُنْتُ أَدْعُو اللَّهَ أَنْ يَبْتَلِيَكُمْ بِي وَأَنْ يَبْتَلِيَنْيِ بِكُمْ، فَأَجَابَ دَعْوَتِي. أَلَا إِنِّي أَسْرَيْتُ الْبَارِحَةَ فَسَقَطَ مِنِّي سَوْطِي فَاتَّخَذْتُ هَذَا- وَأَشَارَ إِلَيْهِمْ بِسَيْفِهِ- مَكَانَهُ، فو الله لَأَجُرَّنَّهُ فِيكُمْ جَرَّ الْمَرْأَةِ ذَيْلَهَا وَلَأَفْعَلَنَّ وَلَأَفْعَلَنَّ. قَالَ يَزِيدُ: حَتَّى رَأَيْتُ الْحَصَا يَتَسَاقَطُ مِنْ أَيْدِيهِمْ. قَالَ: قُومُوا إِلَى بَيْعَتِكُمْ. فَقَامَتِ الْقَبَائِلُ قَبِيلَةً قَبِيلَةً تُبَايِعُ. فَيَقُولُ:
مَنْ؟ تَقُولُ: بَنُو فُلَانٍ. حَتَّى جَاءَتْهُ قَبِيلَةٌ قَالَ: وَمَنْ؟ قَالُوا: النَّخَعُ.
قَالَ: مِنْكُمْ كُمَيْلُ بْنُ زِيَادٍ. قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: مَا فَعَلْ؟ قَالُوا: أَيُّهَا الْأَمِيرُ شَيْخٌ كَبِيرٌ. قَالَ: لَا بَيْعَةَ لَكُمْ عِنْدِي وَلَا تثه حَتَّى تَأْتُونِي بِهِ. قَالَ:
فَأَتَوْهُ بِهِ مَنْعُوشًا فِي سَرِيرٍ حَتَّى وَضَعُوهُ إِلَى جَانِبِ الْمِنْبَرِ. فَقَالَ: أَلَا إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِمَّنْ دَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ الدَّارَ غَيْرَ هَذَا. فَدَعَا بِنَطْعٍ فَضَرَبَ عُنُقَهُ.
حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ ثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الْحَجَّاجِ فَأَشَارَ بِيَدِهِ فَقُلْتُ: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ الثَّقَفِيُّ. قَالَ:
قَدْ فَرَضْنَا لَكَ فِي كَذَا وَكَذَا. قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَلَمَّا مَاتَ الْحَجَّاجُ فِي بقية(2/481)
خلافة الوليد، تولى [1] يَزِيدُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ عَلَى الْعِرَاقِ أرَبْعَةَ أَشْهُرٍ، فَلَمَّا هَلَكَ الْوَلِيدُ، وَوَلِيَ سُلَيْمَانُ، عَزَلَهُ وَوَلَّى يَزِيدَ بْنَ الْمُهَلَّبِ الْعِرَاقَ، فَأَشْخَصَهُ إِلَى سُلَيْمَانَ فَقَدِمَ عَلَيْهِ وَهُوَ بِالْبَلْقَاءِ، فَأَوْقَفَهُ لِلنَّاسِ فَمَا أَتَى أَحَدٌ يَتَكَلَّمُ فِيهِ بِشَيْءٍ إِلَّا أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَدْلَى بِأَنَّ يزيدا قَدْ نَالَ مِنْهُ بِالْعِرَاقِ لَطْمَةً، فَسَأَلَهُ الْقَوَدَ مِنْهُ، فَأَقَادَهُ، فَلَطَمَهُ لَطْمَةً اخْضَرَّتْ [مِنْهَا] عَيْنُهُ، فَلَمَّا رَأَى سُلَيْمَانُ أَنَّ أَحَدًا لَا يَتْبَعُهُ بمظلمة أدخله عَلَيْهِ وَجَعَلَ يُسَائِلُهُ عَنْ أُمُورِ النَّاسِ وَعَنْ سِيرَةِ الْحَجَّاجِ وَأَعْمَالِهِ، فَكُلَّمَا أَخْبَرَهُ بِبَعْضِ مَا يكره بقول: وَيْحَكَ يَا يَزِيدُ مَا تَرَى اللَّهَ صَانِعًا بِالْحَجَّاجِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قَالَ:
فَسَكَتَ يَزِيدُ، فَلَمَّا أَكْثَرَ عَلَيْهِ قَالَ: أَقُولُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ اللَّهَ سَيَجْعَلُهُ ثَالِثًا لِأَبِيكَ وَأَخِيكَ وَبَيْنَهُمَا فَإِنْ دَخَلَا الْجَنَّةَ فَعَامِلُهُمَا وَالْمُنَفِّذُ لِأَمْرِهِمَا، وَإِنْ دَخَلَا النَّارَ فَمَا سُؤَالُكَ عَنْهُ. قَالَ: قَالَ سليمان: ويحك يا (149 ب) فُلَانُ اكْتُبْ إِلَى الْيَمَامَةِ أَنْ يَكُفُّوا عَنْ لَعْنِ الْحَجَّاجِ فَلَا يَذْكُرُوهُ بِلَعْنَةِ وَلَا بِصَلَاةٍ.
قَالَ: وَقَدْ كَانَ كَتَبَ إِلَى الْيَمَامَةِ أَلَّا يَذْكُرُوهُ إِلَّا بِلَعْنَةٍ، فَكَانُوا يَفْعَلُونَ.
قَالَ: وَأَذِنَ لَهُ بِالِانْصِرَافِ إِلَى أَهْلِهِ فَقَدِمَ دِمَشْقَ، فَتَهَيَّأَ للرواح إِلَى الْمَسْجِدِ [فَتَكَّلَمَ] الَّذِينَ يَلُونَهُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ فَقَالُوا: هَذَا ابْنُ أَبِي مُسْلِمٍ قَدْ صَلَّى وَهُوَ الْآنَ يَأْتِيكُمْ لِلْمُجَالَسَةِ وَالْأُلْفَةِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ فَقُومُوا إِلَيْهِ فَازْجُرُوهُ عَنْكُمْ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمْ فَإِنَّهُ إِنْ أَتَاكُمْ فَزَجَرْتُمُوهُ كَانَتْ عَلَيْكُمْ شُهْرَةً وَأُحْدُوثَةً. قَالَ: فَقَامُوا إِلَيْهِ فَلَمَّا رَآهُمْ ظَنَّ أَنَّهُمْ أَتَوْهُ لِيُسَلِّمُوا وَرَحَّبَ بِهِمْ، فَقَالُوا: يَا هَذَا إِلَيْكَ عَنَّا كُنْتَ تُجَالِسُنَا وَقَدْ فَعَلْتَ بِالْعِرَاقِ وَفَعَلْتَ فَلَا تُجَالِسْنَا وَلَا تَقْرَبْنَا. قَالَ: فَقَالَ بِيَدِهِ فَحَرَّكَهَا وَقَالَ: فعلت وفعلت، أم
__________
[1] في الأصل «بن» بدل «تولى» وهو خطأ.(2/482)
والله ما أجدني آسى على شيء إلا على نفوس كثيرة تركتها في سجون العراق أَنْ لَا أَكُونَ أَتَيْتُ عَلَيْهَا.
حَدَّثَنِي أَبُو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا أبو حَفْصٍ [1] عَنْ سَعِيدٍ [2] عَنْ إِسْمَاعِيلَ [3] قَالَ: مَرِضْتُ فَعَادَنِي أَبُو صَالِحٍ الْأَشْعَرِيُّ [4] فَحَدَّثَنِي عَنْ كَعْبٍ [5] قَالَ: الْحُمَّى كِيرٌ مِنَ النَّارِ يَبْعَثُهُ اللَّهُ عَلَى عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ فِي الدُّنْيَا فَيَكُونُ حَطةً مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ.
[مِصْرُ] [6]
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا أَبُو صَالِحٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا ابْنُ شُرَيْحٍ [7] أَنَّهُ سَمِعَ عُمَيْرَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْمَعَافِرِيَّ يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبِي [8] أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ الْحَمِقِ [9] قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «تكون فتنة أسلم الناس- فيها- أو قال خير الناس- فيها- الجند العربيّ» .
__________
[1] عمر بن عبد الواحد بن قيس السلمي الدمشقيّ (تهذيب التهذيب 7/ 479) .
[2] سعيد بن عبد العزيز.
[3] إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ المخزومي الدمشقيّ.
[4] عرف بكنيته ولا يعرف اسمه (تهذيب التهذيب 12/ 130) .
[5] كعب الأحبار.
[6] هذه الروايات المتعلقة بفضائل مصر وردت في الأصل قبل (الشام) منفصلة عن تراجم المصريين وذلك بسبب الاضطراب في ترتيب مادة الكتاب وقد آثرت وضعها في مكانها المناسب هنا قبل تراجم التابعين أهل مصر.
[7] حيوة بن شريح.
[8] عبد الله بن عامر المعافري.
[9] عمرو بن الحمق الخزاعي (تهذيب التهذيب 7/ 23) .(2/483)
قَالَ ابْنُ الْحَمِقِ: فَلِذَلِكَ قَدِمْتُ عَلَيْكُمْ مِصْرَ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنَا الليث عن يحي بْنِ سَعِيدٍ [1] أَنَّهُ قَالَ: مَا أَعْلَمُ الْوَرَعَ اليوم إِلَّا فِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَأَهْلِ مِصْرَ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَقَبِيصَةُ قَالا: حدثنا سفيان عن زيد ابن أَسْلَمَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَعْلَةَ قَالَ: قلت لابن عباس: انا لنغزو الْمَشْرِقَ فَنُؤْتَي بِالْأَسْقِيَةِ لَا نَدْرِي مَا هِيَ. قَالَ: إِنِّي لَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لَكَ إِلَّا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: «أَيُّمَا إِهَابٍ دُبِغَ فقد طهر. حدثنا ابو يوسف حدثنا يحي بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ [2] عَنْ يحي بن سعيد [3] عن الحارث بْنِ يَزِيدَ الْصَنْعَانِيِّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْإِمَارَةَ. فَقَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّكَ ضَعِيفٌ وَإِنَّهَا أَمَانَةٌ وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ إِلَّا مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ [4] عَنْ عُبَيْدِ بْنِ فَيْرُوزَ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [سُئِلَ] : مَاذَا يُتَّقَى مِنَ الضَّحَايَا؟ فَأَشَارَ بِيَدِهِ فَقَالَ: أَرْبعًا، - وَكَانَ الْبَرَاءُ يُشِيرُ بِيَدِهِ فَيَقُولُ: وَيَدِي أَقْصَرُ مِنْ يَدِ رسول
__________
[1] الأنصاري.
[2] الضرير.
[3] الأنصاري.
[4] الأنصاري المصري.(2/484)
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْعَرَجَاءُ الْبَيِّنُ ظَلْعُهَا [1] وَالْعَوْرَاءُ الْبَيِّنُ عَوَرُهَا، وَالْمَرِيضَةُ الْبَيِّنُ مَرَضُهَا، والعجفاء التي لا تنقي [2] . ابو يوسف (84 ب) حدثنا زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: كَانَ رَبِيعَةُ يَقُولُ:
لا يزال بذاك المغرب فِقْهٌ مَا دَامَ فِيهِ ذَاكَ الْقَصِيرُ- يُرِيدُ عَمْرَو بْنَ الْحَارِثَ.
«سَمِعْتُ ابْنَ بُكَيْرٍ [3] يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ [4] : رَأَيْتُ اللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ عِنْدَ رَبِيعَةَ يُنَاظِرُهُمْ فِي الْمَسَائِلِ وَقَدْ فَاقَ [5] أَهْلَ الْحَلْقَةِ» [6] .
قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: قَالَ اللَّيْثُ: كَانَ أَبُو ذَرٍّ بِمِصْرَ وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، «وَإِنَّ عبد الله بن عمر قَدِمَ مِصْرَ وَاخْتَطَّ دَارَ [7] الْبَرَكَةِ [8] ، فَسَأَلَهُ إِيَّاهَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَرْوَانَ، فَوَهَبَهَا لَهُ، فَلَمْ يثبه [9] منها شيئا» [10] .
__________
[1] الظلع: العرج.
[2] التي ما بقي لها مخ من شدة العجف، والحديث أورده ابن ماجة من طريق عبيد بن فيروز أيضا، لكنه يذكر «الكسيرة» بدل «العجفاء» (السنن 1/ 1050) .
[3] يحيى بن بكير.
[4] الدراوَرْديّ.
[5] في الأصل «فرفر» والتصويب من ابن حجر: الرحمة الغيثية في الترجمة الليثية ص 4.
[6] ابن حجر: الرحمة الغيثية ص 4.
[7] في الأصل «دئير» والتصويب من ابن عبد الحكم: فتوح مصر واخبارها ص 92 (ط ليدن) .
[8] جعلت دار البركة سوقا يباع فيها الرقيق وتقع عند المسجد الجامع بالفسطاط (ابن عبد الحكم: فتوح مصر ص 92) .
[9] في الأصل رسمها «يتبه [؟] » .
[10] ابن عبد الحكم: فتوح مصر واخبارها ص 92 من غير طريق يعقوب، وذكر رواية اخرى تقول انه وهبها لمعاوية بن أبي سفيان.(2/485)
قال: وحدثني يحي بْنُ سُلَيْمَانَ [1] الْجُعْفِيُّ حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ عَنْ عُمَيْرِ بْنِ أَبِي مُدْرِكٍ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ وَهْبٍ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: بَيْنَمَا نَحْنُ نَسِيرُ مَعَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فِي سَفْحِ هَذَا الْجَبَلِ [2] قَالَ: وَمَعَنَا الْمُقَوْقِسُ فَقَالَ لَهُ: يَا مُقَوْقِسُ مَا بَالُ جَبَلِكُمْ هَذَا أَقْرَعَ لَيْسَ عَلَيْهِ نَبَاتٌ وَلَا شَجَرٌ عَلَى نَحْوٍ مِنْ جِبَالِ الشَّامِ؟ قَالَ: مَا أَدْرِي وَلَكِنَّ اللَّهَ أَغْنَى أَهْلَهُ بِهَذَا النِّيلِ عَنْ ذَلِكَ، وَلَكَنَّا نَجِدُ تَحْتَهُ مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: لَيُدْفَنَنَّ تَحْتَهُ- أَوْ لَيُقْبَرَنَّ- قَوْمٌ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ. فَقَالَ عَمْرٌو: اللَّهمّ اجْعَلْنِي مِنْهُمْ.
قَالَ حَرْمَلَةُ: فَرَأَيْتُ أَنَا قَبْرَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فِيهِ وَفِيهِ قَبْرُ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ وَعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ.
وَسَمِعْتُ ابْنَ بُكَيْرٍ قَالَ: وَلِيَ اللَّيْثُ بن سعد لهم ثلاث ولايات لصالح ابن عَلِيٍّ. قَالَ: قَالَ صَالِحٌ لِعَمْرٍو [3] : لَا أَدَعُهُ حَتَّى يَتَوَلَّى لِي. فَقَالَ عَمْرٌو: لَا تَفْعَلْ. قَالَ: لَأَضْرِبَنَّ عُنُقَهُ. قَالَ: فَجَاءَ عَمْرٌو فَحَذَّرَهُ فَوَلِيَ دِيوَانَ الْعَطَاءِ وَوَلِيَ الْجَزِيرَةَ أَيَّامَ أَبِي جَعْفَرٍ وَوَلِيَ أَيَّامَ الْمَهْدِيِّ الدِّيوَانَ [4] .
قَالَ: وَوَلِيَ لَهُمُ ابْنُ لَهِيعَةَ بَيْتَ الْمَالِ، وَوَلِيَ الْقَلْزَمَ، وَوَلِيَ الْقَضَاءَ عَشْرَ سَنَوَاتٍ فِي أَيَّامِ أَبِي جعفر، والقلزم وبيت (85 أ) المال في أيام المهدي.
__________
[1] في الأصل «سليم» والتصويب من تهذيب التهذيب 11/ 227
[2] جبل المقطّم، وكانت مقبرة أهل مصر في صفحه (ابن سعد 7/ 494) .
[3] عمرو بن الحارث الأنصاري المصري.
[4] لعل الفسوي انفرد بهذه الرواية.(2/486)
قَالَ: وَقَالَ اللَّيْثُ: كُنْتُ أَرَى عَمْرَو بْنَ الْحَارِثِ [1] عَلَيْهِ ثَلَاثَةُ أَثْوَابٍ بِدِينَارٍ، قَمِيصُهُ وَرِدَاؤُهُ وَإِزَارُهُ، ثُمَّ لَمْ تَمْضِ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامَ حَتَّى رَأَيْتُهُ يَجُرُّ الْوَشْيَ وَالْخَزَّ، فَإِنَّا للَّه وَإِنَّا اليه راجعون [2] .
(153 أ) أَخْبَرَنَا [3] أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ قَالَ:
وَهَؤُلَاءِ ثِقَاتُ التَّابِعِينَ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ
مِنْهُمْ: سُفْيَانُ بْنُ وَهْبٍ الْخَوْلَانِيُّ
سَمِعَ مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَرَوَى أَحَادِيثَ حِسَانًا.
وَأَبُو تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيُّ [4] وَأَبُو ثَوْرٍ الْفَهِمِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ [5] عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ الْإِفْرِيقِيِّ حَدَّثَنِي مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ عَنْ سُفْيَانِ بْنِ وَهْبٍ الْخَوْلَانِيُّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بِالشَّامِ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
__________
[1] الأنصاري المصري.
[2] هنا نهاية الجزء العشرين من تجزئة الأصل، حيث وقعت هذه الروايات في (فضائل مصر) قبل (الشام) مباشرة، فنقلتها الى مكانها المناسب لأنها مقدمة لتراجم المصريين.
[3] هنا يبدأ الجزء الثالث والعشرون وأوله «أخبرنا ابو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل البغدادي بها قال: أخبرنا ابو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه النحويّ قال: أخبرنا يعقوب بن سفيان ... » .
[4] في تهذيب التهذيب 5/ 380 «ذكره يعقوب بن سفيان في جملة الثقات من أهل مصر» وهو عبد الله بن مالك بن أبي الأسحم الرعينيّ المصري.
[5] عبد الله بن يزيد العدوي المقرئ القصير (تهذيب التهذيب 6/ 83) .(2/487)
يَقُولُ: كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ [1] أَخْبَرَنِي بَكْرُ بْنُ عَمْرٍو [2] أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ هُبَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيَّ أَنَّهُ سَمِعَ من عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ يَقُولُ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لَوْ انكم تتوكلون عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرُزِقْتُمْ كَمَا يُرْزَقُ الطير تغدو أخماصا وتروح بطانا. «حدثنا يحي بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ بُكَيْرٍ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَمْرٍو [3] قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ثَوْرٍ الْفَهْمِيُّ يَقُولُ: قَدِمْتُ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانٍ، فَبَيْنَا [4] أَنَا عِنْدَهُ [5] قَالَ: لَقَدِ اختبأت عند [6] ربي عشرا، اني لرابع
__________
[1] التجيبي المصري.
[2] في الأصل «عمر» وانما هو بكر بن عمرو المعافري المصري (تهذيب التهذيب 1/ 485) .
[3] المعافري.
[4] في صحيفة عثمان بن صالح عن ابن لهيعة «فبينما» .
[5] في الأصل «أغرره» ، وما أثبته من صحيفة عثمان بن صالح عن ابن لهيعة، وفيها زيادة بعد «عنده» ما يلي [إذ خرجت فإذا أنا بوفد أهل مصر فرجعت الى عثمان فقلت له: ان وفد مصر قد رجعوا عليهم ابن عديس البلوي في ستمائة فارس. فقال: كيف رأيتهم؟ قلت: رأيت قوما في وجوههم الشر. قال: فطلع ابن عديس منبر رسول الله صلى الله فخطب الناس وصلى بأهل المدينة الجمعة وقال في خطبته: ألا ان عبد الله ابن مسعود حدثني أنه سمع رسول الله يقول: ان عثمان بن عفان أضل من عيبة بفلاة قال مصاح قفلها (كذا؟) فدخلت على عثمان وهو محصور فحدثته ان ابن عديس صلى بهم، فسألني ماذا قام به فأخبرته فقال:
كذب والله ابن عديس ما سمعها من ابن مسعود ولا سمعها ابن مسعود من رسول الله، ولولا ما ذكر ما ذكرت شيئا] .
[6] في صحيفة عثمان بن صالح عن ابن لهيعة «لي» قبل «عنده» .(2/488)
أَرْبَعَةٍ فِي الْإِسْلَامِ [1] وَلَا تَعَنَّيْتُ وَلَا تَمَنَّيْتُ وَلَا وَضَعْتُ يَمِينِي عَلَى فَرْجِي [2] مُنْذُ بَايَعْتُ بِهَا حِبِّي [3] وَلَا مَرَّتْ بِي جُمُعَةٌ مُنْذُ أَسْلَمْتُ إِلَّا وَأَنَا أُعْتِقُ فِيهَا رَقَبَةً إِلَّا أَنْ [لَا] يَكُونَ [4] فَأُعْتِقُهَا بَعْدَ ذَلِكَ، وَلَا كَذَبْتُ فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلَا إِسْلَامٍ قَطُّ» [5] .
وَمِنْهُمْ: ابو قيس [6] مولى عمرو بن العاص
(153 ب) حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ [7] حَدَّثَنِي اللَّيْثُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أَبِي قَيْسٍ [8] مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانٍ انه قال:
__________
[1] في صحيفة عثمان بن صالح زيادة بعد ذلك [ولقد ائتمني رسول الله على ابنته ثم توفيت فزوجني الأخرى، وو الله ما سرقت ولا زنيت في جاهلية ولا إسلام] .
[2] في صحيفة عثمان بن صالح «ولا مسست فرجي بيميني» .
[3] في صحيفة عثمان بن صالح «النبي» وفيها زيادة بعدها [ولقد جمعت القرآن على عهد رسول الله] .
[4] في صحيفة عثمان بن صالح «فان لم أجد فيها رقبة اعتقت في التي تليها رقبتين» .
[5] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق مجلة 7 قسم 2/ ق 1357 أ
[6] في تهذيب التهذيب 12/ 208 «ذكره يعقوب بن سفيان في ثقات المصريين» .
[7] عبد الله بن صالح المصري كاتب الليث.
[8] السهمي. ذكر ابن حجر أن يزيد بن أبي حبيب روى عنه، ثم نقل عن ابن يونس صاحب «تاريخ مصر» أن يزيد بن أبي حبيب أدرك ابا قيس، وذكر ابن يونس أن ابا قيس توفي سنة اربع وخمسين وهذا عجيب لان يزيد بن أبي حبيب ولد سنة ثلاث وخمسين- كما ذكر ابن يونس عن ابن لهيعة- فكيف أدرك ابا قيس وروى عنه!! (انظر تهذيب التهذيب 12/ 207 و 11/ 318) ولا شك أن رواية يزيد عن أبي قيس في كتاب المعرفة والتاريخ بالعنعنة وهي لا تقتضي اللقيا والسماع.(2/489)
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: الْخُبْثُ سَبْعُونَ [1] جُزْءًا فَجُزْءٌ فِي الْإِنْسِ وَتِسْعَةٌ وَسِتُّونَ جُزْءًا فِي الْبَرِّ.
وَمِنْهُمْ: «عَلِيُّ بْنُ رَبَاحِ بْنِ قصَيرَ [2] اللَّخْمِيُّ
وُلِدَ بِالْمَغْرِبِ» [3] .
حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ النَّضْرُ بْنُ [4] عَبْدِ الْجَبَّارِ ويحي بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ قَالا: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ عَنْ عُتْبَةَ بْنِ الندر [5] السلمي- وكان من أصحاب النبي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الْأَجَلَيْنِ أَوْفَى مُوسَى؟ قَالَ: أَبَرَّهُمَا وَأَوْفَاهُمَا [6] . وَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ مُوسَى لَمَّا أَرَادَ فِرَاقَ شُعَيْبٍ أَمَرَ امْرَأَتَهُ أَنْ تَسْأَلَ أَبَاهَا مِنْ غَنَمِهِ مَا يَتَعَيَّشُونَ بِهِ، فَأَعْطَاهَا [ما]
__________
[1] في الأصل «تسعون» وهو تصحيف كما تدل بقية الرواية.
[2] في الأصل «نصير» وهو تصحيف انظر ترجمته في تهذيب التهذيب (7/ 319) .
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 319، وقول يعقوب انه ولد بالمغرب غريب لانه ولد سنة عشر ولم تكن المغرب ولا مصر قد فتحت ولعله أراد انه مات بالمغرب حيث ذكر ابن يونس أن عبد العزيز بن مروان أغزاه إفريقية فلم يزل بها الى أن مات.
[4] في الأصل «البصري» بدل «النضر بن» وهو تصحيف وانظر عنه تهذيب التهذيب 12/ 11.
[5] في الأصل «الغزر» وهو تصحيف [راجع طبقات خليفة ص 52، 302] .
[6] الحديث في ابن عبد الحكم: فتوح مصر وأخبارها ص 304.(2/490)
تنتج مِنْ قَالَبِ لَوْنٍ، فَلَمَّا وَرَدَتِ الْحَوْضَ وَقَفَ مُوسَى بِإِزَاءِ الْحَوْضِ فَلَمْ تَصْدُرْ مِنْهَا شَاةٌ إِلَّا ضَرَبَ عَلَى جَنْبِهَا بِعَصَاهُ فَتُنْجِبُ قَالِبَ أَلْوَانٍ كُلُّهَا وَتُنْجِبُ اثْنَيْنِ وَثَلَاثَةً لَيْسَ مِنْهُمْ فَشُوشٌ [1] وَلَا ضَبُوبٌ [2] وَلَا كَمْشَةٌ [3] وَلَا ثَعُولٌ [4] فَإِذَا فَتَحْتُمُ الشَّامَ وَجَدْتُمْ بَقَايَا مِنْهَا وَهِيَ السَّامِرِيَّةُ [5] .
وَمِنْهُمْ: أَبُو الْخَيْرِ مَرْثَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَزَنِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ [6] عَنْ عَبْدِ الحميد بن جعفر عن يزيد بن أبي حَبِيبٍ عَنْ أَبِي الْخَيْرِ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ الله اليزني عن أبي بَصْرَةَ [7] الْغِفَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا مَرَرْتُمْ بِالْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فَلَا تُسَلِّمُوا عَلَيْهِمْ، وَإِذَا سَلَّمُوا عَلَيْكُمْ فَقُولُوا وعليكم [8] .
__________
[1] ضعيفة.
[2] الضبوب: الشاة الضيقة الإحليل.
[3] الشاة الكميشة: القصيرة الخلف أو الصغيرة الضرع (الفيروزآبادي: القاموس المحيط 2/ 298) .
[4] التي لها حلمة زائدة.
[5] الحديث في ابن عبد الحكم: فتوح مصر وأخبارها ص 304.
[6] الضحاك بن مخلد النبيل.
[7] هو حميل بن بصرة (طبقات خليفة ص 32 وابن عبد الحكم:
فتوح مصر 94 وتهذيب التهذيب 12/ 22 لكنه يذكر «جميل» بدل «حميل» .
[8] أنظره من هذه الطريق في (ابن عبد الحكم: فتوح مصر 114) .(2/491)
ومنهم: محمد بن عبيد بن جبر [1]
(154 أ) حدثنا ابو صالح ويحي بن بكير قالا: حدثنا الليث حدثني يريد بْنُ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ كُلَيْبِ بْنِ ذُهْلٍ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ جَبْرٍ [2] أَنَّهُ سَافَرَ مع أبي بصرة الغفاريّ في رمضان للاسكندرية فَلَمَّا دَفَعُوا مِنَ الْفِسْطَاطِ [دَعَا بِطَعَامٍ] فَقُلْتُ لَهُ: تَأْكُلُ وَلَنْ نَزِدْ أَنْ نَنْظُرَ إِلَى الْفِسْطَاطِ نَظَرْنَا!! فَقَالَ: أَتَرْغَبُ عَنْ سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ.
فَأَفْطِرْ [3] .
وَأَبُو تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيُّ [4]
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ قَالا: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ خَيْرِ بْنِ نُعَيْمٍ الْحَضْرَمِيُّ عَنِ ابْنِ هُبَيْرَةَ [5] السَّبَائِيِّ عَنْ أَبِي تَمِيمٍ [6] الْجَيْشَانِيِّ أَنَّ أَبَا بَصْرَةَ الْغِفَارِيَّ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْعَصْرِ بِالْمُخُمَّصِ [7] . فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ فُرِضَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَضَيَّعُوهَا فَتَرَكُوهَا، فَمَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا مِنْكُمْ أُتِيَ أجرها مرتين، ولا صلاة بعدها
__________
[1] ، (2) في الأصل «حنين» وهو تصحيف، وعبيد بن جبر هو المصري وعبيد بن حنين آخر مدني (انظر تهذيب التهذيب 7/ 61، 63) ولم أعثر على ترجمة لمحمد بن عبيد.
[3] أنظره من هذه الطريق في ابن عبد الحكم: فتوح مصر 115.
[4] اسمه عبد الله بن مالك.
[5] عبد الله بن هبيرة.
[6] في الأصل «إبراهيم» وهو تصحيف (انظر صحيح مسلم 1/ 568 وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب 5/ 379) .
[7] المخمص: اسم موضع.(2/492)
حَتَّى يَطْلُعَ الشَّاهِدُ [1] . حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ عَنِ الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن خَيْرِ بْنِ نُعَيْمٍ ح.
وَحَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ وَأبو الْأَسْوَدِ [2] وَقُتَيْبَةُ [3] بْنُ سَعِيدٍ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنِ ابْنِ هُبَيْرَةَ أَنَّ أَبَا تَمِيمٍ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا بَصْرَةَ الْغِفَارِيَّ يَقُولُ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْعَصْرِ بِمُخَمَّصٍ- وَادٍ مِنْ بَعْضِ أرديتهم- فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ عُرِضَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَتَوَانَوْا عَنْهَا وَتَرَكُوهَا، أَلَا فَمَنْ صَلَّاهَا ضُوعِفَ لَهُ أَجْرُهَا مَرَّتَيْنِ وَلَا صَلَاةَ بَعْدَهَا حَتَّى يَزُولَ الشَّاهِدُ- وَهُوَ النَّجْمُ-[4] .
وَمِنْهُمْ: أَبُو الْهَيْثَمُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو [5]
مَدِينِيُّ الْأَصْلِ.
حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا بَصْرَةَ الْغِفَارِيَّ عَنْ إِسْلَامِ غِفَارٍ- وَذَكَرَ قِصَّةً- فَقَالَ: يَا أَبَا بصرة (154 ب) إِنَّ الْكَافِرَ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ وَالْمُؤْمِنَ يأكل
__________
[1] أخرجه مسلم في صحيحه من طريق الليث بألفاظ مقاربة (1/ 568) وأنظره في ابن عبد الحكم من هذه الطريق (فتوح مصر 115) .
[2] النضر بن عبد الجبار.
[3] في الأصل «قيس» وهو تصحيف، انظر ترجمة قتيبة بن سعيد الثقفي في (تهذيب التهذيب 8/ 358) .
[4] أورده مسلم في صحيحه من طريق ابن هبيرة (1/ 568) .
[5] في تهذيب التهذيب 4/ 213 «ذكره الفسوي في الثقات» وهو العتواري.(2/493)
فِي مِعَاءٍ وَاحِدٍ [1] .
وَمِنْهُمْ: أَبُو عِمْرَانَ أَسْلَمُ التُّجِيبِيُّ
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ قُرَّةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ أَنَّ أَسْلَمَ أَبَا عِمْرَانَ التُّجِيبِيَّ أَخْبَرَهُ قَالَ: بَعَثَنِي مَسْلَمَةُ بْنُ مَخْلَدٍ إِلَى صَاحِبِ الْحَبَشَةِ، فَلَمَّا قَدِمْتُ حَضَرْتُ بِالْبَابِ فَوَجَدْتُ هُبَيْبَ بْنَ مُغْفِلٍ الْغِفَارِيَّ صاحب النبي عليه السلام، ومحمد ابن عُلْبَةَ [2] الْقُرَشِيَّ، فَأَذِنَ لِمُحَمَّدِ بْنِ عُلْبَةَ [3] فَقَامَ يَجُرُّ إِزَارَهُ فَنَظَرَ إِلَيْهِ هُبَيْبُ بْنُ مُغْفِلٍ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ وَطِئَ وَطْأَةَ خُيَلَاءَ، وَطِئَ وطأة في النار [4] .
ومنهم: موسى بن وردان [5]
حدثنا محمد بن الْمُصَفَّى حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ موسى ابن وَرْدَانَ قَالَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وُضِعَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأُ وَالنِّسْيَانُ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عليه.
__________
[1] أخرجه الدارميّ من طريق آخر (السنن 2/ 99) وأنظره من هذه الطريق في (ابن عبد الحكم: فتوح مصر 115) .
[2] ، (3) في الأصل «عليه» والتصويب من ابن عبد الحكم: فتوح مصر 286، والذهبي: مشتبه النسبة 469.
[4] أنظره من هذه الطريق في ابن عبد الحكم: فتوح مصر 286.
[5] القرشي العامري مولاهم ابو عمر البصري القاص مدني الأصل (ابن حجر: تهذيب التهذيب 10/ 377) وقال ابن حجر: «ذكره يعقوب بن سفيان في ثقات التابعين من أهل مصر» .(2/494)
وَزِيَادُ بْنُ نُعَيْمٍ الْحَضْرَمِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنُ أَنْعَمَ ثَنَا زِيَادُ بْنُ نُعَيْمٍ الْحَضْرَمِيُّ- مِنْ أَهْلِ مِصْرَ- قَالَ: سَمِعْتُ زِيَادَ بْنَ الْحَارِثِ الصُّدَائِيَّ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعْتُهُ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَأَتَاهُ إِنْسَانٌ فَقَالَ: أَعْطِنِي مِنَ الصَّدَقَةِ؟
فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَرْضَ فِيهَا- يَعْنِي الصَّدَقَةَ- بِحُكْمِ نَبِيٍّ أَوْ غَيْرِهِ في الصَّدَقَاتِ حَتَّى حَكَمَ هُوَ فِيهَا فَجَزَّأَهَا ثَمَانِيَةَ أَجْزَاءٍ فَإِنْ كُنْتَ مِنْ تِلْكَ الْأَجْزَاءِ أَعْطَيْتُكَ- أَوْ أَعْطَيْتُكَ حَقَّكَ- قَالَ:
ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعْتَشَى مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ وَذَلِكَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَلَزِمْتُهُ وَكُنْتُ قَوِيًّا (155 أ) وَكَانَ أَصْحَابُهُ يَنْقَطِعُونَ عَنْهُ وَيَسْتَأْخِرُونَ، حَتَّى لَمْ يَبْقَ مَعَهُ أَحَدٌ غَيْرِي، فلما كَانَ أَوَانَ صَلَاةِ الصُّبْحِ أَمَرَنِي فَأَذَّنْتُ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ: أُقِيمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَيَنْظُرُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى نَاحِيَةِ الْمَشْرِقِ إِلَى الْفَجْرِ فَيَقُولُ: لَا. حَتَّى إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَبَرَّزَ ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَيَّ وَقَدْ تَلَاحَقَ أَصْحَابُهُ، فَقَالَ: هَلْ مِنْ مَاءٍ يَا أَخَا صُدَاءٍ؟ فَقُلْتُ: لَا إِلَّا شَيْءٌ قَلِيلٌ لَا يَكْفِيكَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اجْعَلْهُ فِي إِنَاءٍ ثُمَّ ائْتِنِي بِهِ.
فَفَعَلْتُ، فَوَضَعَ كَفَّهُ فِي الْإِنَاءِ. قَالَ الصُّدَائِيُّ: فَرَأَيْتُ بَيْنَ كُلِّ إِصْبَعَيْنِ [1] مِنْ أَصَابِعِهِ عَيْنًا تَفُورُ، فَقَالَ لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يَا أَخَا صُدَاءٍ لَوْلَا أَنِّي أَسْتَحِيِي مِنْ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ لَسَقَيْنَا وَاسْتَقَيْنَا، وَنَادِ بِأَصْحَابِي مَنْ لَهُ حَاجَةٌ بِالْمَاءِ. فَنَادَيْتُ فِيهِمْ، فَأَخَذَ مَنْ أَرَادَ مِنْهُمْ، ثُمَّ قَامَ نَبِيُّ اللَّهِ
__________
[1] في الأصل «اصبع» وما أثبته من فتوح مصر لابن عبد الحكم ص 313.(2/495)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الصَّلَاةِ، فَأَرَادَ بِلَالٌ أَنْ يُقِيمَ، فَقَالَ لَهُ نَبِيُّ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنَّ أَخَا صُدَاءٍ أَذَّنَ، وَمَنْ أَذَّنَ فَهُوَ يُقِيمُ، قَالَ الصُّدَائِيُّ: فَأَقَمْتُ الصَّلَاةَ [1] .
وَمِنْهُمْ: سُلَيْمَانُ بْنُ زِيَادٍ الْحَضْرَمِيُّ [2]
حَدَّثَنِي أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: حَدَّثَنِي غوث بن سليمان ابن زِيَادٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: دخلنا على عبد الله بن الحارث ابن جَزْءٍ الزُّبَيْدِيِّ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ، فَدَعَا بِطَسْتٍ فَقَالَ: اسْتُرْنِي بَيْنِي وَبَيْنَ الْقَوْمِ، فَبَالَ فِيهَا، وَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي لَمْ أَجِدْ مُنْتَحَيًا إِلَّا مُنْتَحَيًا إِلَى الْقِبْلَةِ وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لَا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ وَهُوَ مُسْتَقْبِلٌ الْقِبْلَةَ [3] .
وَمِنْهُمْ: عُقْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ [4]
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ [5] وَابْنُ بُكَيْرٍ [6] قَالا: ثنا الليث بن سعد عن حيوة
__________
[1] أنظره من طريق عبد الرحمن بن زياد بن أنعم أيضا في ابن عبد الحكم: فتوح مصر 313.
[2] في تهذيب التهذيب 4/ 193 «وثقه يعقوب بن سفيان» .
[3] أنظره من طريق عبد الله بن الحارث الزبيدي في ابن عبد الحكم:
فتوح مصر 299، وأخرجه ابن ماجة من طريق عبد الله بن الحارث أيضا (السنن 1/ 115) .
[4] التجيبي المصري القاص، قال ابن حجر: «وثقه يعقوب بن سفيان» (تهذيب التهذيب 7/ 250) .
[5] عبد الله بن صالح.
[6] يحي بن عبد الله بن بكير.(2/496)
ابن شُرَيْحٍ [1] عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ [2] بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيِّ قَالَ (155 ب) : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ وَبُطُونِ الْأَقْدَامِ مِنَ النَّارِ [3] .
وَمِنْهُمْ: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغِيرَةِ [4]
حَدَّثَنِي أَبُو الْأَسْوَدِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالا: ثَنَا ابن لهيعة عن عبيد الله ابن الْمُغِيرَةَ عَنِ ابْنِ جَزْءٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَكْثَرَ تَبَسُّمًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [5] .
وَمِنْهُمْ: أَبُو زُرْعَةَ عَمْرو بْنُ جَابِرٍ الْحَضْرَمِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ [6] الْحَرَّانِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَمْرِو ابن جابر الحضرميّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَخْرُجُ نَاسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ فَيُوَطِّئُونَ للمهدي سلطانه.
__________
[1] التجيبي المصري.
[2] في الأصل «عبد بن الحارث» والصواب ما أثبته (طبقات خليفة 74) .
[3] أنظره من هذه الطريق في فتوح مصر لابن عبد الحكم 299.
[4] ابن معيقيب السبائي المصري ابو المغيرة عده يعقوب بن سفيان في الثقات (تهذيب التهذيب 7/ 50) .
[5] أنظره من هذه الطريق في فتوح مصر لابن عبد الحكم 300.
[6] عبد الغفار بن داود البكري الحراني (تهذيب التهذيب 6/ 365)(2/497)
وَمِنْهُمْ: عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَلِيلٍ السَّلِيحِيُّ
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ وَعَمْرُو بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ طَارِقٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ [1] قَالُوا: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بن مليل: أن أباه أخبره أنه سمع عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي يَذْكُرُ: أَنَّ الْيَهُودَ أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَهُودِيٍّ وَيَهُودِيَّةٍ زَنَيَا وَقَدْ أحصنا، فأمر بهما رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرُجِمَا [2] فَكُنْتُ مِمَّنْ رَجَمَهُمَا. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: هَؤُلَاءِ عِنْدِي أَوْثَقُ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، وَإِنْ لَمْ يَكُونُوا وُثْقٌ فَلَا يَقِلُّونَ عنهم.
ومنهم: مُسْلِمُ بْنُ يَزِيدَ الصَّدَفِيُّ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَ ابْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيُّ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يزيد الصَّدَفِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جزء الزبيدي أن رسول الله (156 أ) صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَلَمَّا صَعِدَ أَوَّلَ دَرَجَةٍ قَالَ آمِينَ، ثم لما صعد الثانية قال آمين، ثم لما صَعِدَ الثَّالِثَةَ قَالَ آمِينَ. فَلَمَّا نَزَلَ قِيلَ لَهُ: قَدْ صَنَعْتَ شَيْئًا مَا كُنْتَ تَصْنَعُهُ. قال: ان جبريل عليه السلام تبدى لِي فِي أَوَّلِ دَرَجَةٍ، فَقَالَ:
يَا مُحَمَّدُ مَنْ أَدْرَكَ أَحَدَ وَالِدَيْهِ فَلَمْ يُدْخِلَاهُ الْجَنَّةَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ ثُمَّ أَبْعَدَ. فَقُلْتُ آمِينَ. ثُمَّ قَالَ فِي الثَّانِيَةِ وَمَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ ثُمَّ أَبْعَدَ فَقُلْتُ آمِينَ، ثُمَّ قَالَ فِي الثَّالِثَةِ مَنْ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ ثم أبعد، فقلت آمين.
__________
[1] يحي بن عبد الله بن بكير.
[2] أنظره في فتوح مصر لابن عبد الحكم 300.(2/498)
وَمِنْهُمْ: عَبَّاسُ بْنُ جُلَيْدٍ [1] الْحَجْرِيُّ [2]
حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ سَلَامَةَ الْحَجْرِيِّ عَنْ عَبَّاسِ [3] بْنِ جُلَيْدٍ الْحَجْرِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيِّ: كَيْفَ تَرَى فِي الطِّلَاءِ؟ فَقَالَ: هَلْ فِي الْبَيْتِ أَحَدٌ؟ «قُلْتُ: لَا إِلَّا أَنَا وَأَنْتَ، فَلَمْ يُصَدِّقْنِي حَتَّى نَادَى امْرَأَتَهُ وَجَارِيَتَهُ فَقَالَ لَهُمَا: هَلْ فِي الْبَيْتِ أَحَدٌ» [4] قَالَتَا: لَا إِلَّا عَبَّاسٌ وَاللَّهُ. فَقَالَ: هُوَ حَرَامٌ إِنَّا لَمْ نَسْتَنْكِرْ وَلَمْ نُظْهِرَ هَذَا الشَّرَابَ حَتَّى كَانَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ فَلَا يُحِلُّهُ وَلَا يُحَرِّمُهُ، فَإِنَّكَ إِنْ أَحْلَلْتَهُ أَحْلَلْتَ الْحَرَامَ وَإِنْ حَرَّمْتَهُ فَسَمِعُوكَ ضَرَبُوا عُنُقَكَ، فَإِنْ كُنْتَ عِنْدَ بَعْضِ أُولَئِكَ فَنَاوَّلُوكَ فَقُلْ لَا أَسْتَطِيعُ شُرْبَهُ إِنِّي أَجِدُ فِي بَطْنِي مغصا.
وَمِنْهُمْ: أَبُو الْخَيْرِ مَرْثَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَزَنِيُّ [5]
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحميد بن جعفر عن يزيد بن أبي حَبِيبٍ عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْيَزَنِيِّ عن عقبة بن عامر الْجُهَنِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: ان
__________
[1] في الأصل «خليد» وما أثبته من المشتبه للذهبي 219 وتهذيب التهذيب لابن حجره 5/ 116 وذكر ابن حجر «وثقه يعقوب بن سفيان» .
[2] نسبة الى حجر بن ذي رعين (الذهبي: المشتبه ص 219) .
[3] في الأصل «عبد الله» وهو خطأ لان صاحب الترجمة هو «العباس» .
[4] في الأصل بالحاشية.
[5] تقدم في ص 491 حيث اخرج له حديثا آخر.(2/499)
أَحَقَّ الشُّرُوطِ أَنْ يُوَفَّى بِهِ مَا اسْتَحْلَلْتُمْ مِنْ فُرُوجِ النِّسَاءِ.
وَمِنْهُمْ: مِشْرَحُ بْنُ هَاعَانَ المعافري
(156 ب) حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ مِشْرَحِ بْنِ هَاعَانَ الْمَعَافِرِيُّ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَوْ كَانَ بَعْدِي نَبِيٌّ لَكَانَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ [1] .
وَمِنْهُمْ: أَبُو عُشَانَةَ [2] الْمَعَافِرِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ [3] حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ التُّجِيبِيُّ عَنْ أَبِي عُشَانَةَ الْمَعَافِرِيُّ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: مَنْ كَانَتْ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ، فَصَبَرَ عَلَيْهِنَّ فَأَطْعَمَهُنَّ وَسَقَاهُنَّ وَكَسَاهُنَّ مِنْ جِدَتِهِ [4] كُنَّ له حجابا من النار [5] .
ومنهم: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شِمَاسَةَ الْمَهْرِيُّ [6]
حَدَّثَنَا أَبُو صالح وابن بكير قالا: ثنا الليث حدثني يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِمَاسَةَ أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ يقول: قال رسول الله
__________
[1] أنظره في فتوح مصر لابن عبد الحكم ص 288 من هذه الطريق.
[2] هو حي بن يؤمن (طبقات خليفة 293) .
[3] عبد الله بن صالح كاتب الليث.
[4] غناه.
[5] أخرجه ابن ماجة من طريق حرملة أيضا (السنن 2/ 1210) .
[6] في تهذيب التهذيب 6/ 195 «ذكره يعقوب بن سفيان في جملة الثقات» .(2/500)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْمُؤْمِنُ أَخُو الْمُؤْمِنِ، وَلَا يَحِلُّ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَبْتَاعَ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ حَتَّى يَذَرَ، وَلَا يَخْطِبَ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ حَتَّى يَذَرَ [1] .
وَمِنْهُمْ: أَبُو عَلِيٍّ الْهَمْدَانِيُّ ثُمَامَةُ بْنُ شُفَيٍّ الْإِسْكَنْدَرَانِيُّ
حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أبي مريم أخبرنا يحي بن أيوب عن عبد الرحمن ابن حَرْمَلَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْهَمْدَانِيُّ- سَكَنَ الْإِسْكَنْدَرِيَّةَ- قَالَ: خَرَجْتُ فِي سَفَرٍ وَمَعَنَا عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ فَقُلْنَا لَهُ: أُمَّنَا. فَقَالَ: لَسْتُ بِفَاعِلٍ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ أَمَّ النَّاسَ فَأَصَابَ الْوَقْتَ وَأَتَمَّ الصَّلَاةَ فَلَهُ وَلَهُمْ، وَمَنْ نَقَصَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَعَلَيْهِ وَلَا عَلَيْهِمْ.
وَخَالِدُ بْنُ زَيْدٍ [2]
«حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ وَسَعِيدُ بن منصور قالا: ثنا عبد الله (157 أ) ابن الْمُبَارَكِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ [3] بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ حَدَّثَنِي أَبُو سَلَّامٍ حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ زَيْدٍ.
وَحَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إبراهيم حدثنا الوليد حدثنا ابن جَابِرٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَّامٍ [4] الْأَسْوَدَ بْنَ كَرْبٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا رَامِيًا فَكَانَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ يَمُرُّ بِي فَيَقُولُ: يَا خَالِدُ اخْرُجْ بِنَا نَرْمِي، فلما كان ذات يَوْمٌ أَبْطَأْتُ عَلَيْهِ، قَالَ: يَا خَالِدُ تَعَالَ أحدثك ما حدثني رسول
__________
[1] أنظره في فتوح مصر لابن عبد الحكم ص 292 من طريق الليث أيضا.
[2] الجهنيّ (تهذيب التهذيب 3/ 91) .
[3] في الأصل «عبد الله» والصواب ما أثبته كما في سنن سعيد بن منصور ج 3 قسم 2/ 182.
[4] الحبشي اسمه ممطور (تهذيب التهذيب 10/ 296) .(2/501)
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَيْتُهُ، فَقَالَ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ بِالسَّهْمِ الْوَاحِدِ ثَلَاثَةَ نَفَرٍ الْجَنَّةَ: صَانِعَهُ يَحْتَسِبُ فِي صَنْعَتِهِ الْخَيْرَ، وَالرَّامِيَ بِهِ، وَمُنَبِّلَهُ، فَارْمُوا وَارْكَبُوا، وَأَنْ تَرْمُوا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تَرْكَبُوا، وَلَيْسَ مِنَ اللَّهْوِ إِلَّا ثَلَاثٌ، تَأْدِيبُ الرَّجُلِ فَرَسَهُ، وَمُلَاعَبَتُهُ امْرَأَتَهُ، وَرَمْيُهُ بِقَوْسِهِ وَنَبْلِهِ، وَمَنْ تَرَكَ الرَّمْيَ بَعْدَ مَا عَلِمَهُ رَغْبَةً عَنْهُ فَإِنَّهَا نِعْمَةٌ كَفَرَهَا- أَوْ تَرَكَهَا-[1] .
حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ [2] حَدَّثَنَا ابو عامر [3] حدثنا هشام [4] عن يحي بْنُ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَّامٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْأَزْرَقِ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل يُدْخِلُ بِالسَّهْمِ الْوَاحِدِ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ.
وَمِنْهُمْ: إِيَّاسُ بْنُ عَامِرٍ الْغَافِقِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ الْغَافِقِيُّ عَنْ عَمِّهِ إِيَّاسِ بْنِ عَامِرٍ الْغَافِقِيِّ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ: أَنَّهُ لَمَّا نَزَلَتْ «فَسَبِّحْ باسم ربك العظيم» قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اجْعَلُوهَا فِي رُكُوعِكُمْ. فَلَمَّا نَزَلَتْ «سَبِّحِ اسم ربك الأعلى» قال لنا: اجعلوها في
__________
[1] الخطيب: موضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 113- 114 وحذف السند الثاني وسياق المتن من طريق آخر، وقد أورد سعيد بن منصور هذا الحديث في سننه ج 3 قسم 2/ 182- 183 ووقع فيه «والرامي به منبله» والصواب ما ورد في يعقوب.
[2] بكر بن خلف.
[3] عبد الملك بن عمرو العقدي.
[4] الدستوائي.(2/502)
سجودكم.
ومنهم: دخين [1] ابو الهيثم الحجري
كاتب عقبة.
(157 ب) حَدَّثَنَا [أَبُو] [2] الْوَلِيدِ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ:
أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَشِيطٍ الْوَعْلَانِيُّ عَنْ كَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ عَنْ دُخَيْنٍ أَبِي الْهَيْثَمِ [3] كَاتِبِ عُقْبَةَ قَالَ: قُلْتُ لِعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ: إِنَّ لَنَا جِيرَانًا يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَأَنَا دَاعٍ لَهُمُ الشُّرُطَ فَيَأْخُذُوهُمْ. قَالَ: لَا تَفْعَلْ وَلَكِنْ وعظهم وَتَهَدَّدْهُمْ. قَالَ: فَفَعَلَ، فَلَمْ يَنْتَهُوا، فَجَاءَ دُخَيْنٌ الى عقبة فقال: اني
__________
[1] دخين بن عامر الحجري (ابن حجر: تهذيب التهذيب 3/ 207) وقال «وثقه يعقوب بن سفيان» لكنه كناه «بابي ليلى» وميز ابن حجر بين دخين وأبي الهيثم المصري مولى عقبة (تهذيب التهذيب 12/ 270) وكلاهما يروي عن عقبة بن عامر، لكن ابا الهيثم روى عن دخين. ويبدو أن يعقوب بن سفيان وهم باعتبارهما واحدا، حيث كرر في سند الحديث ما ذكره في العنوان.
[2] الوليد بن عتبة شيخ يعقوب بن سفيان ولا يمكن ان يروي عن الليث لانه ولد سنة 176 هـ- كما ذكر ذلك الفسوي في حوادث سنة أربعين ومائتين- والليث توفي سنة 175 هـ- كما ذكر خليفة في الطبقات 296- أما ابو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي شيخ الفسوي فقد روى عن الليث (تهذيب التهذيب 11/ 46) .
[3] في سنن أبي داود 4/ 273 «عن كعب بن علقمة انه سمع أبا الهيثم يذكر أنه سمع دخينا كاتب عقبة بن عامر قال: كان لنا جيران ... » وجاء في تهذيب التهذيب 12/ 270 «ابو الهيثم المصري مولى عقبة بن عامر الجهنيّ، اسمه كثير، روى عنه عقبة بن عامر حديث: من رأى عورة فسترها.. الحديث، وقيل بينهما دخين الحجري» .(2/503)
نَهَيْتُهُمْ فَلَمْ يَنْتَهُوا وَأَنَا دَاعٍ لَهُمُ الشُّرُطَ. فقال عقبة: ويحك لَا تَفْعَلْ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ سَتَرَ عَوْرَةً فَكَأَنَّمَا اسْتَحْيَا مَوْءُودَةً مِنْ قَبْرِهَا [1] .
وَمِنْهُمْ: مَالِكُ بْنُ قَيْسٍ
حَدَّثَنَا ابْنُ قَعْنَبٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ غَانِمٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: قَدِمَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ عَلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَهُوَ بِإِيلِيَاءَ فَقَالَ: إِنَّا كُنَّا مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في أَسْفَارِهِ فَقَالَ:
مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ ثُمَّ رَكَعَ للَّه رَكْعَتَيْنِ يُرِيدُ وَجْهَ اللَّهِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا كَانَ قَبْلَهَا مِنْ ذَنْبٍ.
وَأَبُو سَلْمَى الْقِتْبَانِيُّ
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيُّ أَنَّ أَبَا سَلْمَى الْقِتْبَانِيَّ أَخْبَرَهُ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إِنَّ ثَلَاثَةَ نَفَرٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ خَرَجُوا يَرْتَادُونَ فَأَصَابَهُمُ الْمَطَرُ فَآوَوْا تَحْتَ صَخْرَةٍ فَجَرَتِ الصَّخْرَةُ فَأَطْبَقَتْ عَلَيْهِمْ، فَنَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ فَقَالَ: إِنَّهُ لَا يُنْجِّيكُمْ مِنْ هَذَا إِلَّا الصِّدْقُ فَلْيَدْعُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بِأَفْضَلِ عَمَلٍ عَمِلَهُ. فَقَالَ أَحَدُهُمُ: اللَّهمّ إِنَّهُ كَانَ لِي بنت عم حسناء جميلة (158 أ) فَأَرَدْتُهَا عَلَى نَفْسِهَا فَامْتَنَعَتْ عَلَيَّ، ثُمَّ إِنَّهُ أَصَابَتْنَا سَنَةٌ فَعَرَضْتُ عَلَيْهَا بِأَنِّي أُعْطِيهَا مِائَةَ دِينَارٍ وَتُمَكِّنِّي نَفْسَهَا. فَفَعَلَتْ ذَلِكَ، فَلَمَّا كُنْتُ بَيْنَ رِجْلَيْهَا أَخَذَتْهَا رِعْدَةٌ، فَقُلْتُ: مَا شَأْنُكِ؟ قالت: اني أخاف الله.
__________
[1] أخرجه ابو داود من طريق الليث بن سعد بلفظ مقارب (سنن 4/ 273) .(2/504)
فَتَرَكْتُهَا وَتَرَكْتُ لَهَا الْمِائَةَ، اللَّهمّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي إِنَّمَا صَنَعْتُ هَذَا ابْتِغَاءَ رِضَاكَ وَاتِّقَاءَ سَخَطِكَ فَأَفْرِجْ عَنَّا. فَانْفَرَجَتِ الصَّخْرَةُ حَتَّى رَأَوْا مِنْهَا الضَّوْءَ، ثُمَّ قَالَ الْآخَرُ: كَانَ لِي أَبَوَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ، وَكَانَتْ لِي غَنَمٌ أَرْعَاهَا عَلَيْهِمَا، فَكُنْتُ إِذَا رُحْتُ عَلَيْهِمَا بَدَأْتُ بِهِمَا قَبْلَ أَهْلِي، فَنَأَى بِيَ الشَّجَرُ يَوْمًا، فَجِئْتُ وَقَدْ نَامَا فَجَلَسْتُ لَهُمَا، ثُمَّ أَتَيْتُ بِالْإِنَاءِ إلِيَهْمِا، فَوَقَفْتُ عَلَيْهِمَا وَهُمَا نَائِمَانِ فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَهُمَا، وَكَرِهْتُ أَنْ أَبْدَأَ بِصِبْيَتِي قَبْلَهُمَا، فَلَمْ أَزَلْ وَاقِفًا عَلَيْهِمَا حَتَّى انْفَجَرَ الْفَجْرُ، اللَّهمّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ إِنَّمَا صَنَعْتُ هَذَا ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِكَ وَاتِّقَاءَ سَخَطِكَ فَأَفْرِجْ عَنَّا. فَانْصَدَعَتِ الصَّخْرَةُ صَدْعَةً أُخْرَى. ثُمَّ قَالَ الثَّالِثُ: كُنْتُ فِي غَنَمٍ أَرْعَاهَا فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَقُمْتُ أُصَلِّي، فَجَاءَ الذِّئْبُ فَدَخَلَ فِي الْغَنَمِ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَقْطَعَ صَلَاتِي، فَصَبَرْتُ حَتَّى فَرَغْتُ مِنْ صَلَاتِي، اللَّهمّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ إِنَّمَا صَنَعْتُ هَذَا ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِكَ وَاتِّقَاءَ سَخَطِكَ فَأَفْرِجْ عَنَّا. قَالَ: فَانْفَرَجَتِ الصَّخْرَةُ.
قَالَ عُقْبَةُ: فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَحْكِيهَا حِينَ انفرجت قَالَ: طَاقٍ فَخَرَجُوا مِنْهَا [1] .
وَمِنْهُمْ: عَبْدُ اللَّهِ بن مالك
حدثنا الحجاج ثنا حماد عن يحي بْنِ سَعِيدٍ [2] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُكَيْرٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ [3] الْيَحْصُبِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مالك [4] عن عقبة بن عامر
__________
[1] قارن بصحيح البخاري من طريق آخر مع بعض الاختلاف (صحيح البخاري بحاشية السندي 2/ 260) .
[2] الأنصاري.
[3] حعثل بن هاعان.
[4] اليحصبي المقرئ (تهذيب التهذيب 5/ 382) .(2/505)
الْجُهَنِيِّ: أَنَّ امْرَأَةً نَذَرَتْ أَنْ تَحُجَّ سَنَةً غَيْرَ مُخْتَمِرَةٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لِتَرْكَبْ وَلْتَخْتَمِرْ وَلْتَصُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ [1] .
ومنهم: هشام بن أبي رقية اللخمي
(158 ب) حدثنا سعيد بن أبي مريم أخبرنا يحي بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ ثَوْبَانَ وَعَمَرُو بن الحارث [2] عن هشام بن أبي رقية قَالَ:
سَمِعْتُ مَسْلَمَةَ بْنَ مَخْلَدٍ يَقُولُ لِعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ: قُمْ فَأَخْبِرِ النَّاسَ بِمَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فليتبوَّأ مَقْعَدَهُ مِنْ جَهَنَّمَ. وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: الْحَرِيرُ وَالذَّهَبُ حَرَامٌ عَلَى ذُكُورِ أُمَّتِي حَلَالٌ لِإِنَاثِهِمْ. حَدَّثَنِي عَمْرُو بن الربيع بن طارق أنبأ يحي بْنُ أَيُّوبَ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ عَنْ هِشَامِ بْنِ أَبِي رُقَيَّةَ وَحَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ قَالا: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أَنَّ هِشَامَ بْنَ أَبِي رُقَيَّةَ اللَّخْمِيَّ حَدَّثَهُ قَالَ: سَمِعْتُ مَسْلَمَةَ بْنَ مَخْلَدٍ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ- وَعُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ جَالِسٌ- يَقُولُ: يَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ مَا يَحْمِلُكُمْ عَلَى لُبْسِ الْحَرِيرِ وَفِي الْكِتَّانِ وَالْعَصْبِ مَا يُغْنِيكُمْ عَنْهُ؟ وَهَذَا رَجُلٌ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ سَيُخْبِرُكُمْ بِمَا سَمِعَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قُمْ يَا عُقْبَةُ فَأَخْبِرْهُمْ. فَقَامَ، فَقَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ لَبِسَ الْحَرِيرَ في الدنيا
__________
[1] أنظره من طريق عقبة بن عامر بألفاظ مقاربة في فتوح مصر لابن عبد الحكم ص 294.
[2] الأنصاري المصري.(2/506)
حَرَمَهُ اللَّهُ أَنْ يَلْبَسَهُ فِي الْآخِرَةِ [1] . وَسَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ كِذْبَةً مُتَعَمِّدًا فليتبوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ [2] . - كِذْبَةً لِعَمْرِو بْنِ الرَّبِيعِ وَحْدَهُ-.
وَمِنْهُمْ: أَبُو قَبِيلٍ [3] الْمَعَافِرِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ عَنْ أَبِي قَبِيلٍ الْمَعَافِرِيِّ عَنْ عُقْبَةَ ح.
وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي قَبِيلٍ قَالَ:
سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: هَلَاكُ أُمَّتِي فِي الْكِتَابِ وَاللَّبَنِ. فَقِيلَ: يَا رسول الله ما الكتاب (159 أ) وَاللَّبَنُ؟ قَالَ: يَتَعَلَّمُونَ الْقُرْآنَ يَتَأَوَّلُونَهُ عَلَى غَيْرِ مَا أَنْزَلَهُ اللَّهُ وَيُحِبُّونَ اللَّبَنَ وَيَدَعُونَ الْجَمَاعَاتِ وَالْجُمَعَ وَيُبْدُونَ [4] . قَالَ أَبُو قَبِيلٍ: لَمْ أَسْمَعْ مِنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ إِلَّا هَذَا الْحَدِيثَ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَحَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الْخَيْرِ مَرْثَدٍ [5] عَنْ عُقْبَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ- وَلَفْظُ الْحَدِيثِ لِلْمُقْرِئِ-.
وَمِنْهُمْ: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ مَلِيلٍ السُّلَيْحِيُّ [6]
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا «عَبْدُ اللَّهِ أنبأ حرملة بن عمران حدثني
__________
[1] أخرجه مسلم من طريق آخر (الصحيح 3/ 1645، 1646) .
[2] أورد الحديثين ابن عبد الحكم في فتوح مصر 293 من طريق هشام بن أبي رقية أيضا.
[3] حي بن هاني (ابن سعد 7/ 512) .
[4] أخرجه بهذا الإسناد ابن عبد الحكم: فتوح مصر 293.
[5] مرثد بن عبد الله اليزني.
[6] ترجمته في كتاب الجرح والتعديل ج 2 قسم 2/ 388.(2/507)
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَلِيلٍ السُّلَيْحِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: وَكُنْتُ مَعَ عُقْبَةَ ابن عَامِرٍ جَالِسًا قَرِيبًا مِنَ الْمِنْبَرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَخَرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ، فَاسْتَوَى عَلَى الْمِنْبَرِ، فَخَطَبَ النَّاسَ، ثُمَّ قَرَأَ عَلَيْهِمْ سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ- وَكَانَ مِنْ أَقْرَأِ النَّاسِ- قَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ فَإِنِّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: لَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ رِجَالٌ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ. فَسَمِعَنَا ابْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ فَقَالَ وَاللَّهِ لَئِنْ كُنْتَ صَادِقًا- وَأَرَى مَا عَلِمْتُ لَكَذُوبٌ- إِنَّكَ مِنْهُمْ» [1] .
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: حَمْلُ هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّهُمْ يَجْمَعُونَ مَعَهُمْ وَيَقُولُونَ لَهُمْ هَذِهِ الْمَقَالَةَ.
وَمِنْهُمْ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُجَيْرَةَ
حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ [2] حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ قَالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ الْحَضْرَمِيَّ يَذْكُرُ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ حُجَيْرَةَ الْأَكْبَرَ قَائِمًا يَوْمَ الْجُمُعَةِ يَذْكُرُ أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَذْكُرُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: خَمْسٌ مَنْ قُبِضَ فِي شَيْءٍ مِنْهُنَّ فَهُو شَهِيدٌ: الْقَتِيلُ في سبيل الله (159 ب) شَهِيدٌ، وَالْغَرِيقُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ شَهِيدٌ، «وَالْمَطْعُونُ في سبيل [3]
__________
[1] ابن حجر: الإصابة 3/ 354 ووقع فيه «عبد الله» بدل «عبد الملك» وهو تصحيف، ويحذف «جالسا» و «فاستوى على المنبر» و «من القرآن» و «يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرمية» و «ارى ما علمت لكذوب» ويذكر «قارئا» بدل «من أقرأ الناس» .
[2] في الأصل يوجد «ابو» قبل «عبد» وهي زائدة، وهو عبد الله بن المبارك.
[3] في الأصل بالحاشية.(2/508)
اللَّهِ شَهِيدٌ» ، وَالْمَبْطُونُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ شَهِيدٌ، والنفساء في سبيل الله شهيد.
وَمِنْهُمْ: شُعَيْبُ بْنُ زُرْعَةَ.
حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَخْبَرَنَا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنِي شَعَيْبُ بْنُ زُرْعَةَ أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُ: إِنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أَلَا تُخِيفُوا الْأَنْفُسَ بِسَوْطٍ مِنْهَا؟ قَالُوا:
يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: الدِّينُ [1] . حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ [2] وأَخْبَرَنِي بَكْرُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ جَعْفَرِ [3] بْنِ رَبِيعَةَ: أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ: الدَّيْنُ يُرِقُّ الْحُرَّ.
وَمِنْهُمْ: الْمُغِيرَةُ بْنُ نَهِيكٍ
رَوَى عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: من تعلم
__________
[1] أخرجه ابن عبد الحكم في فتوح مصر 292 بهذا الاسناد.
[2] سقط من هذا السند اسم شيخ سعيد بن أبي مريم لان سعيدا ولد سنة 140 هـ وبكر بن عمرو هو المعافري مات بعد الأربعين ومائة- أي ما ينيف عليها بقليل- ولعل الاسم الساقط هو نافع بن يزيد الكلاعي الّذي ورد في السند السابق عليه راجع تهذيب التهذيب 1/ 485، 4/ 18، 10/ 412) .
[3] في الأصل «جعد» وهو تصحيف وجعفر بن ربيعة هو الكندي المصري توفي سنة 136 هـ وقد رأى عبد الله بن جزء بن الحارث الصحابي المتوفى سنة 86 هـ- كما في تهذيب التهذيب 5/ 178- ولو رأى معاوية ابن أبي سفيان لذكر ذلك في ترجمته ومعاوية أقدم ومن ثم ربيعة أرسل عن معاوية.(2/509)
الرَّمْيَ ثُمَّ تَرَكَهُ فَقَدْ عَصَانِي [1] .
وَمِنْهُمْ: أَبُو عَمْرٍو السَّيْبَانِيُّ [2]
«فِي عِدَادِ أَهْلِ فِلَسْطِينَ» [3] .
حَدَّثَنِي حرملة بن محمد عن يحي بْنِ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيِّ [4] عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: صَلُّوا فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ وَلَا تُصَلُّوا فِي أَعْطَانِ الْإِبِلِ.
وَمِنْهُمْ: وَاهِبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَعَافِرِيُّ [5]
حَدَّثَنَا أَبُو صالح [6] ثنا يحي بْنُ أَيُّوبَ عَنْ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ واهب ابن عَبْدِ اللَّهِ الْمَعَافِرِيُّ قَالَ: قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْأَنْصَارِ عَلَى مَسْلَمَةَ بْنِ مَخْلَدٍ فَأَلْفَاهُ نَائِمًا فَقَالَ: أَيْقِظُوهُ. قَالُوا: بَلْ نَتْرُكُهُ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ. قَالَ: لَسْتُ فَاعِلًا. فَأَيْقَظُوا مَسْلَمَةَ، فَرَحَّبَ وَقَالَ:
انْزِلْ. قَالَ: لَا حَتَّى تُرْسِلَ إِلَى عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ لِحَاجَةٍ لِي إِلَيْهِ، فَأَرْسَلَ إِلَى عُقْبَةَ، فَأَتَاهُ، فَقَالَ: هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول
__________
[1] انظر في فتوح مصر 292 من طريق عقبة بن عامر.
[2] في الأصل «الشيبانيّ» وكذا في النسخة التي اقتبس منها في تهذيب التهذيب 12/ 182 والتصويب من ابن أبي حاتم: الجرح والتعديل ج 4 قسم 2/ 177 والذهبي: مشتبه النسبة 382 وابن حجر:
تبصير المنتبه بتحرير المشتبه 2/ 819 وتهذيب التهذيب 12/ 182.
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 12/ 182.
[4] في الأصل «الشيبانيّ» وكذا في النسخة التي اقتبس منها في تهذيب التهذيب 12/ 182 والتصويب من ابن أبي حاتم: الجرح والتعديل ج 4 قسم 2/ 177 والذهبي: مشتبه النسبة 382 وابن حجر:
تبصير المنتبه بتحرير المشتبه 2/ 819 وتهذيب التهذيب 12/ 182.
[5] قال ابن حجر: «ذكره يعقوب في ثقات المصريين» (تهذيب التهذيب 11/ 108) .
[6] عبد الله بن صالح كاتب الليث بن سعد.(2/510)
مَنْ وَجَدَ مُسْلِمًا عَلَى عَوْرَةٍ فَسَتَرَهُ فَكَأَنَّمَا أحيا موءودة [1] من قبرها؟
(160 أ) فَقَالَ عُقْبَةُ: أَنَا أَبُو حَمَّادٍ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ذَلِكَ.
وَمِنْهُمْ: مُعَاذُ بْنُ أَنَسٍ الْجُهَنِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ عَنْ أَبِي مَرْحُومٍ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ تَرَكَ اللِّبَاسَ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ تَوَاضُعًا للَّه دَعَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ يُخَيِّرُهُ مِنْ حُلَلِ الْإِيمَانِ يَلْبَسُ أَيَّهَا شَاءَ.
وَمِنْهُمْ: سَعِيدُ بْنُ أبي شمر السبائي
حدثني محمد بن يحي بْنِ إِسْمَاعِيلَ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيحٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ أَبِي شَمْرٍ السِّبَائِيَّ يَقُولُ:
سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ وَهْبٍ الْخَوْلَانِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لَا تَأْتِي الْمِائَةُ وَعَلَى ظَهْرِهَا أَحَدٌ بَاقٍ. قَالَ: فَحَدَّثْتُ بِهَا ابْنَ حُجَيْرَةَ فَقَامَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُجَيْرَةَ فَدَخَلَ عَلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ، قَالَ: فَعُجِّلَ سُفْيَانُ مَحْمُولًا وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ، فَسَأَلَهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ عَنِ الْحَدِيثِ، فَحَدَّثَهُ، قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: فَلَعَلَّهُ يَعْنِي لَا يَبْقَى أَحَدٌ مِمَّنْ كَانَ مَعَهُ إِلَى رَأْسِ الْمِائَةِ. قَالَ سُفْيَانُ: هَكَذَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم
__________
[1] اخرج قول النبي صلى الله عليه وسلم الى هنا- بلفظ مقارب- ابو داود: السنن 4/ 273.(2/511)
بقول [1] .
وَمِنْهُمْ: زُهَيْرُ بْنُ قَيْسٍ الْبَلَوِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ [قَالا: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ] [2] حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ قَيْسٍ التُّجِيبِيِّ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ قَيْسٍ الْبَلَوِيِّ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ رَمْثَةَ الْبَلَوِيِّ أَنَّهُ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ إِلَى البحرين، ثم خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سرية وَخَرَجْنَا مَعَهُ، فَنَعَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ فَقَالَ: رَحِمَ اللَّهُ عَمْرًا. قَالُوا فَتَذَاكَرْنَا كُلَّ إِنْسَانٍ اسْمُهُ عَمْرٌو، ثُمَّ نَعَسَ ثَانِيَةً [فَاسْتَيْقَظَ] فَقَالَ: رَحِمَ اللَّهُ عَمْرًا، ثُمَّ نَعَسَ الثَّالِثَةَ فَاسْتَيْقَظَ فَقَالَ رَحِمَ الله عمرا. فقلنا: من عمرو (160 ب) يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ:
عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ. قَالُوا: مَا بَالُهُ؟ قَالَ: ذَكَرْتُهُ أَنِّي كُنْتُ إِذَا نَدَبْتُ النَّاسَ لِلصَّدَقَةِ جَاءَ مِنَ الصَّدَقَةِ فَأَجْزَلَ، فَأَقُولُ لَهُ مِنْ أَيْنَ لَكَ يَا عَمْرُو فَيَقُولُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، وَصَدَقَ عَمْرٌو إِنَّ لِعَمْرٍو عِنْدَ اللَّهِ خَيْرًا كَثِيرًا [3] . قَالَ زُهَيْرٌ: فَلَمَّا كَانَتِ الْفِتْنَةُ قُلْتُ اتَّبِعْ هَذَا الَّذِي قَالَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم ما قال، فلم أفارقه.
__________
[1] أخرجه من طريق ابن وهب أيضا ابن عبد الحكم في فتوح مصر ص 307.
[2] وقع سقط هنا وهو اسم الشيخ الّذي توسط بين أبي صالح وابن بكير وبين يزيد بن أبي حبيب لأنهما لم يلحقا بيزيد وقد أضفته من فتوح مصر لابن عبد الحكم 302.
[3] أخرجه بهذا الاسناد ابن عبد الحكم: فتوح مصر 302.(2/512)
وَشُفَيٌّ [1] الْأَصْبَحِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ قَالا: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عنُ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ التُّجِيبِيُّ عَنِ ابْنِ [2] شُفَيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: لِلْغَازِي أَجْرُهُ وَلِلْجَاعِلِ [3] أَجْرُهُ [4] وَأَجْرُ الْغَازِي وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَفْلَةٌ كَغَزْوَةٍ [5] .
وَمِنْهُمْ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْحُبُلِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ حَدَّثَنِي حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي هَانِئٍ حُمَيْدِ بْنِ هَانِئٍ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يَقُولُ.
قَالَ: وَحَدَّثَنِي الْأَصْبَغُ بْنُ فَرَجٍ ويحي بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ وَالْحَجَّاجُ الْأَزْرَقُ- مدني- قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ- مصري- عن أبي
__________
[1] شفي بن ماتع ابو عبد الله الأصبحي وقال ابن حجر: «ذكره يعقوب في ثقات المصريين» (تهذيب التهذيب 4/ 360) .
[2] اسمه حسين.
[3] الجعالة: ما تجعل للغازي إذا غزا عنك بجعل (الفيروزآبادي:
القاموس المحيط 3/ 359) .
[4] أخرجه الى هنا احمد: المسند 2/ 174 من طريق الليث أيضا.
[5] أخرجه ابو داود (السنن 3/ 5) ، واحمد: المسند 2/ 174 كلاهما من طريق الليث بن سعد.(2/513)
هَانِئٍ [1] الْخَوْلَانِيِّ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرحمن الحبلي [2] عن عبد الله ابن عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: قَدَّرَ اللَّهُ الْمَقَادِيرَ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ وَهْبٍ: وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، قَالَ: كَتَبَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ [3] .
وَيَزِيدُ بْنُ رَبَاحٍ [4]
حَدَّثَنِي ابْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ أَنَّ يَزِيدَ بْنَ رَبَاحٍ حَدَّثَهُ عَنْ عبد الله بن عمرو بن العاص عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بن يحي بْنِ إِسْمَاعِيلَ وَأَبُو سَعِيدٍ قَالَ: ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ [5] أَنَّ بَكْرَ بن سوادة (161 أ) حَدَّثَهُ: أَنَّ يَزِيدَ بْنَ رَبَاحٍ حَدَّثَهُ عَنْ عبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إِذَا فُتِحَتْ عَلَيْكُمْ خَزَائِنُ فَارِسٍ وَالرُّومِ أَيُّ قَوْمٍ أَنْتُمْ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: نَقُولُ كَمَا أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
[قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] : أَوَ غَيْرَ ذَلِكَ تَنَافَسُونَ ثُمَّ تحاسدون
__________
[1] حميد بن هانئ.
[2] عبد الله بن يزيد.
[3] أخرجه ابن عبد الحكم من طريق ابن لهيعة وأشار الى رواية عبد الله بن صالح له عن الليث عن أبي هانئ.
[4] قال ابن حجر: «ذكره يعقوب بن سفيان» وهو السهمي المصري ابو فراس (تهذيب التهذيب 11/ 324) .
[5] الأنصاري المصري.(2/514)
ثُمَّ تَدَابَرُونَ أَوْ تَبَاغَضُونَ- أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ- ثُمَّ تَنْطَلِقُونَ إِلَى مَسَاكِينِ الْمُهَاجِرِينَ فَتَحْمِلُونَ بَعْضَهُمْ عَلَى رِقَابِ بَعْضٍ [1] .
وَمِنْهُمْ: أَبُو فِرَاسٍ [2] وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرٍ [3]
مَوْلَى نَافِعِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْقُرَشِيُّ.
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ عَنْ كَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاص: أن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا كَمَا يَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ فَمَنْ صَلَّى عَلَيَّ صلاة، صلى الله عليه به عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا لِيَ الْوَسِيلَةَ فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لَا يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هو، فمن سأله لِيَ الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ عَلَيْهِ الشَّفَاعَةُ.
وَمِنْهُمْ: عِيسَى بْنُ هِلَالٍ الصَّدَفِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ [4] عَنْ سَعِيدِ ابن أَبِي هِلَالٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عِيسَى بْنِ هِلالٍ الصَّدَفِيِّ عَنْ
__________
[1] ورد في صحيفة عثمان بن صالح عن ابن لهيعة وفيها «نحن» بدل «نقول» ويذكر «أمرنا» بدل «أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» ، وأخرجه مسلم من طريق عبد الله بن وهب أيضا بألفاظ مقاربة والزيادة منه (الصحيح 4/ 2274- 2275) .
[2] اسمه يزيد بن رباح وهو مولى عبد الله بن عمرو بن العاص (تهذيب التهذيب 12/ 201) وقد تقدم ذكره اعلاه.
[3] المصري الفقيه المؤذن (تهذيب التهذيب 6/ 154) وذكر توثيق الفسوي له.
[4] الجمحيّ المصري.(2/515)
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ الْعَبْدَ يَلْبَثُ مُؤْمِنًا أَحْقَابًا، ثُمَّ أَحْقَابًا، ثُمَّ يَمُوتُ وَاللَّهُ عَنْهُ سَاخِطٌ، وَإِنَّ الْعَبْدَ يَلْبَثُ كَافِرًا أَحْقَابًا ثُمَّ أَحْقَابًا، وَيَمُوتُ وَاللَّهُ عَنْهُ رَاضٍ وَمَنْ مَاتَ هَمَّازًا لَمَّازًا طَاعِنًا لِلنَّاسِ كَانَ عَلَانِيَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يَسِمَهُ اللَّهُ على (161 ب) الخرطوم من كلي الشَّفَتَيْنِ.
وَمِنْهُمْ: أَبُو الْحُصَيْنُ الْهَيْثَمُ بْنُ شُفَيٍّ [1] وَأَبُو عَامِرٍ الْمَعَافِرِيُّ ثُمَّ الْحَجْرِيُّ
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ وَأَبُو الْأَسْوَدِ [2] وَأَبُو زَيْدٍ [3] وَيَزِيدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ قَالُوا: أَخْبَرَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ حَدَّثَنِي عياش ابن عَبَّاسٍ عَنْ أَبِي الْحُصَيْنِ الْهَيْثَمِ بْنِ شُفَيٍّ سَمِعَهُ يَقُولُ: خَرَجْتُ أَنَا وَأَبُو عَامِرٍ الْمَعَافِرِيُّ لِنُصَلِّيَ بِإِيلِيَاءَ وَكَانَ قَاصُّهُمْ رَجُلًا مِنَ الْأَزْدِ يُقَالُ لَهُ أَبُو رَيْحَانَةَ [4] ، مِنَ الصَّحَابَةِ، قَالَ أَبُو الْحُصَيْنِ: فَسَبَقَنِي صَاحِبِي إِلَى الْمَسْجِدِ، ثُمَّ أَدْرَكْتُهُ فَجَلَسْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَسَأَلَنِي: هَلْ أَدْرَكْتَ قَصَصَ أَبِي رَيْحَانَةَ؟
فَقُلْتُ لَهُ: لَا. فَقَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم
__________
[1] قال ابن حجر: «ذكره يعقوب بن سفيان في ثقات المصريين» (تهذيب التهذيب 11/ 98) .
[2] النضر بن عبد الجبار.
[3] هل هو سعيد بن الربيع الحرشيّ العامري البصري؟
(تهذيب التهذيب 4/ 27) .
[4] هو شمعون بن زيد (تهذيب التهذيب 12/ 97) .(2/516)
عَنْ عَشْرَةٍ [1] : عَنِ الْوَشْرِ [2] وَالْوَشْمِ وَالنَّتْفِ وَعَنْ مكامعة [3] الرجل بغير شعار، ومكامعة المرأة الْمَرْأَةِ بِغَيْرِ شِعَارٍ، وَأَنْ يُجَمِّلَ الرَّجُلُ أَسْفَلَ ثِيَابِهِ حَرِيرًا مِثْلَ الْأَعَاجِمِ، وَعَنِ النُّهْبَى وَرُكُوبِ النَّمِرِ وَلُبُوسِ الْخَاتَمِ إِلَّا لِذِي سُلْطَانٍ [4] .
وَمِنْهُمْ: سُفْيَانُ بْنُ عَوْفٍ الْقَارِّيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ ويحي بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ قَالا: ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ جُنْدَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَدَوِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ سُفْيَانَ بْنَ عَوْفٍ الْقَارِّيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَقُولُ: قَالَ لِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: طُوبَى لِلْغُرَبَاءِ. قِيلَ: وَمَنِ الْغُرَبَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟
قَالَ: نَاسٌ صَالِحُونَ قَلِيلٌ فِي نَاسٍ [سُوءٍ] كَثِيرٍ، مَنْ يَعْصِيهِمْ أَكْثَرُ مِمَّنْ يُطِيعُهُمْ. وَقَالَ: كُنَّا يَوْمًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَطَلَعَتِ الشَّمْسُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَأْتِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي يَوْمِ الْقِيَامَةِ قَوْمٌ نُورُهُمْ كَالشَّمْسِ. فقال ابو بكر: نحن هم يا (162 أ) رَسُولَ اللَّهِ؟
قَالَ: لَا وَلَكُمْ خَيْرٌ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّهُمْ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ. زَادَ ابْنُ بُكَيْرٍ: تُتَّقَى
__________
[1] ذكر تسعا من المنهيات ولم يذكر العاشرة، وفي سنن أبي داود 4/ 48- 49 بعد «الأعاجم» يذكر «أو يجعل على منكبيه حريرا مثل الأعاجم» .
[2] تحديد المرأة أسنانها وترقيقها.
[3] المضاجعة.
[4] أخرجه ابو داود: السنن 4/ 48- 49 بهذا الاسناد.(2/517)
بِهِمُ الْمَكَارِهُ يَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ فِي صَدْرِهِ. قالا جميعا: يحشرون من إفطار الْأَرْضِ [1] .
وَمِنْهُمْ: سُوَيْدُ بْنُ قَيْسٍ [2]
حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ [3] أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ أَنَّ سُوَيْدَ بْنَ قَيْسٍ أَخْبَرَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ.
وَمِنْهُمْ: الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدَةَ [4]
حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عن محمد بن إسحاق عن يزيد ابن أَبِي حَبِيبٍ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدَةَ عَنْ عبد الله بن عمرو بن العاص: أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَالْكُوبَةِ [5] وَالْغُبَيْرَاءِ [6] وَكُلِّ مُسْكِرٍ حرام [7] .
__________
[1] أخرجه من طريق ابن لهيعة أيضا احمد في المسند 2/ 177 والزيادة منه.
[2] التجيبي، قال ابن حجر: «وثقه يعقوب بن سفيان» (تهذيب التهذيب 4/ 279) .
[3] النضر بن عبد الجبار.
[4] في تهذيب التهذيب 11/ 141 «ذكره يعقوب بن سفيان الفسوي في ثقات المصريين» .
[5] الكوبة: قيل هي النرد، وقيل الطبل الصغير، وقيل البربط.
[6] الغبيراء: شراب يعمله الأحباش من الذرة.
[7] أخرجه ابو داود من طريق حماد أيضا (السنن 3/ 328) .(2/518)
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [1] حَدَّثَنَا سَعْدَانُ [2] عن عبد الحميد ابن جَعْفَرٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدَةَ عَنْ عَبْدِ الله ابن عَمْرٍو أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: مَنْ [قَالَ] [3] عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فليتبوَّأ مَقْعَدَهُ مِنْ جَهَنَّمَ. وَإِنِّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ الْخَمْرَ وَالْمَيْسِرَ وَالْكُوبَةَ وَالْغُبَيْرَاءَ وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ [4] .
وَعَمْرِو بْنِ الْوَلِيدِ السَّهْمِيِّ [5]
حَدَّثَنَا هَانِئُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ الْإِسْكَنْدَرَانِيُّ وَابْنُ بُكَيْرٍ قَالا: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْوَلِيدِ السهمي عن عبد الله بن عمرو ابن الْعَاصِ أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: هل تحس بالوحي مني يَغْشَاكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَعَمْ أَسْمَعُ صَلْصَلَةً ثُمَّ أَسْبَتُ عَنْ ذلك فما يوحى (162 ب) إِلَيَّ مَرَّةً إِلَّا ظَنَنْتُ أَنَّ نَفْسِي تُقْبَضُ عِنْدَ ذَلِكَ.
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قَحْذَمٍ
حَدَّثَنَا أبو صالح وابن بكير قالا: ثنا الليث حدثني يزيد بن أبي
__________
[1] التميمي الدمشقيّ (تهذيب التهذيب 4/ 207) .
[2] سعدان بن يحي اللخمي.
[3] سقطت من الأصل وأضفتها من مسند أحمد 2/ 158.
[4] أخرجه أحمد من طريق يزيد بن أبي حبيب أيضا (المسند 2/ 158) ومن طريق جعفر بن عبد الحميد أيضا (المسند 2/ 171) ويحذف مناسبة قوله.
[5] في تهذيب التهذيب 8/ 117 «ذكره يعقوب في ثقات أهل مصر» .(2/519)
حَبِيبٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ سَيْفٍ [1] : أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ قَحْذَمٍ- قَالَ أَبُو صَالِحٍ: عَبْدُ [2] الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَرَّمٍ- أَخْبَرَهُ أَنَّ ابْنًا لِلْعَاصِ بْنِ عُقْبَةَ تُوُفِّيَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَاشْتَدَّ وَجْدُهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ له رجل من الصدف: يا أبا يحي أَلَا أُبَشِّرُكَ بِشَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ فِي لَيْلَةِ الْجُمُعَةِ أو يوم الجمعة الا بريء مِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ [3] .
وَمِنْهُمْ: نَاعِمٌ [4] مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ
حَدَّثَنَا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ [5] عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ أَنَّ نَاعِمَ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ حَدَّثَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو ابن الْعَاصِ قَالَ: أَقْبَلَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أُبَايِعُكَ عَلَى الْهِجْرَةِ وَالْجِهَادِ أَبْتَغِي الْأَجْرَ مِنَ اللَّهِ. قَالَ: هَلْ لَكَ مِنْ وَالِدَيْكَ أَحَدٌ؟ قَالَ: نَعَمْ كِلَاهُمَا. قَالَ: فَتَبْتَغِي الْأَجْرَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ:
نَعَمْ. قَالَ: فَارْجِعْ إِلَى وَالِدَيْكَ فأحسن صحبتهما.
__________
[1] في الأصل «يوسف» وهو خطأ والصواب ما أثبته كما في مسند أحمد 2/ 169 وهو ربيعة بن سيف بن ماتع المعافري التجيبي الاسكندراني (ابن حجر: تهذيب التهذيب 3/ 255) ووقع فيه «الصنمي» بدل «التجيبي» وهو تصحيف.
[2] في الأصل يوجد «بن» قبل «عبد الرحمن» وحسبتها زائدة.
[3] أخرجه احمد من طريق سعيد بن أبي هلال أيضا (المسند 2/ 169) .
[4] هو ناعم بن أجيل الهمدانيّ، قال ابن حجر: «ذكره يعقوب بن سفيان في ثقات المصريين» (تهذيب التهذيب 10/ 404) .
[5] الأنصاري المصري.(2/520)
وَمَالِكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي قَبِيلٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عَنِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّهُ اسْتَعَاذَ مِنْ سَبْعِ مَوْتَاتٍ، مَوْتِ الْفُجَاءَةِ وَمِنْ لَدْغِ الْحَيَّةِ وَمِنَ السَّبُعِ وَمِنَ [الْحَرْقِ وَمِنَ] الْغَرَقِ وَمِنْ أَنْ يَخِرَّ عَلَيْهِ شَيْءٌ وَمِنَ الْقَتْلِ عِنْدَ الْفِرَارِ مِنَ الزَّحْفِ [1] .
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الدَّيْلَمِيِّ [2]
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يزيد عن ابن [163 أ] الدَّيْلَمِيِّ قَالَ: بَلَغَنِي حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ. فَرَكِبْتُ إِلَيْهِ أَسْأَلُهُ عَنْهُ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فِي حَدِيقَةٍ لَهُ مُخْتَصِرًا بِيَدِ رَجُلٍ كُنَّا نُحَدِّثُ عَنْهُ أَنَّ ذَلِكَ الرَّجُلِ مِنْ شَرَبَةِ الْخَمْرِ، فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي شَارِبِ الْخَمْرِ شَيْئًا.
فَأَصْلَحَ الرَّجُلُ يَدَهُ مِنْ يَدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ مِنْهُ صَلَاةً أَرْبَعِينَ يَوْمًا [3] . فَقُلْتُ لَهُ: مَا حَدِيثٌ بَلَغَنَا عَنْكَ أَنَّكَ تَذْكُرُهُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تَقُولُ: صَلَاةٌ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ كَأَلْفِ صَلَاةٍ، وَأَنَّ الْعِلْمَ قَدْ جَفَّ. فَقَالَ: اللَّهمّ إِنِّي لا أحل
__________
[1] ذكر ستا ولم يذكر السابعة فاضفتها من مسند احمد 2/ 171 حيث اخرج الحديث من طريق ابن لهيعة أيضا.
[2] عبد الله بن فيروز الديلميّ (تهذيب التهذيب 5/ 358) .
[3] أخرجه احمد من حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ (المسند 2/ 189) .(2/521)
لهم ان يقولوا عَلَيَّ مَا لَمْ يَسْمَعُوا مِنِّي- يُرَدِّدُهَا ثَلاثًا- قَالَ: لَيْسَ هَكَذَا قُلْتُ وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ سليمان ابن دَاوُدَ سَأَلَ اللَّهَ ثَلَاثًا، سَأَلَهُ مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ، فَأَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ، وسأله حكما لا يُصَادِفُ حِكْمَةً فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَسَأَلَهُ مَنْ أَتَى هَذَا الْبَيْتِ لَا يُرِيدُ بِهِ إِلَّا الصَّلَاةَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ.
وَمِنْهُمْ: أَبُو كَبْشَةَ السَّلُولِيُّ [1]
«حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ حَسَّانِ بْنِ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي كَبْشَةَ السَّلُولِيَّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً مِنَ الْقُرْآنِ، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فليتبوَّأ مَقْعَدَهُ مِنْ جَهَنَّمَ» [2] .
وَحِبَّانُ بْنُ زَيْدٍ الشَّرْعَبِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ حَدَّثَنَا حُرَيْزُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ حِبَّانَ بْنِ زَيْدٍ الشَّرْعَبِيِّ عَنْ عبد الله بن عمرو بن العاص عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ارْحَمُوا ترحموا واغفروا (163 ب) يَغْفِرِ اللَّهُ لَكُمْ، وَيْلٌ لِأَقْمَاعِ الْقَوْلِ، وَيْلٌ لِلْمُصِرِّينَ الَّذِينَ يُصِرُّونَ عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يعلمون [3] .
__________
[1] في تهذيب التهذيب 12/ 210 «وثقه يعقوب بن سفيان» .
[2] الخطيب: شرف أصحاب الحديث 13، 14 لكنه استعمل «حدثنا» و «حدثني» بدل العنعنة في سائر السند، وذكر «الوليد بن مسلم» بدل «ابو عاصم» و «النار» بدل «جهنم» .
[3] أخرجه احمد من طريق حريز أيضا (المسند 2/ 165، 219) ووقع فيه «جرير» وهو تصحيف.(2/522)
وعبد الرحمن بن سلمة الجمحيّ
حدثنا يحي بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَلَمَةَ الْجُمَحِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا فَكَتَبْتُهُ، فَلَمَّا حَفِظْتُهُ مَحَوْتُهُ، قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ وَكَانَ رِزْقُهُ كَفَافًا وَصَبَرَ عَلَى ذَلِكَ.
وَيُونُسُ بْنُ مَيْسَرَةَ بن حلبس
«حدثنا يحي بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنِ ابْنِ حَلْبَسٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رَأَيْتُ أَنَّ عَمُودَ الْكِتَابِ انْتُزِعَ مِنْ تَحْتِ وِسَادَتِي، فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي، فَإِذَا هُوَ نُورٌ سَاطِعٌ فَعُمِدَ بِهِ الى الشام. أن وَإِنَّ الْإِيمَانَ إِذَا وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ بِالشَّامِ» [1] .
وَمِنْهُمْ: مُدْرِكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن يوسف حدثنا محمد بن مهاجر عن العباس بن سالم عن مدرك بن عبد اللَّهِ- أَوْ عَنْ أَبِي مُدْرِكٍ- قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ مُعَاوِيَةَ وَعَمْرٍو مِصْرَ، فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا، فَقَالَ عَمْرُو لِمُعَاوِيَةَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِيِنَ أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَقُومَ فِي النَّاسِ؟ فَأَذِنَ لَهُ، فَقَامَ عَلَى فَرَسِهِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ أَنَّ عَمُودَ الْكِتَابِ حُمِلَ مِنْ تَحْتِ وِسَادَتِي فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي فَإِذَا هُوَ كَالْعَمُودِ مِنَ النُّورِ فَعُمِدَ بِهِ إِلَى الشَّامِ، أَلَا وَإِنَّ الْإِيمَانَ إِذَا وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ بِالشَّامِ- مَرَّاتٍ-.
وَمُغِيثُ بْنُ سُمَيٍّ الْأَوْزَاعِيُّ
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ ثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خالد ثنا زيد بن واقد حدثني
__________
[1] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 94.(2/523)
(164 أ) مُغِيثُ بْنُ سُمَيٍّ الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ خَيْرُ النَّاسِ؟ قَالَ: ذُو الْقَلْبِ الْمَخْمُومِ [1] وَاللِّسَانِ الصَّادِقِ. قُلْنَا: قَدْ عَرَفْنَا اللِّسَانَ الصَّادِقَ فَمَا الْقَلْبُ الْمَخْمُومُ؟ قَالَ: هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ لَا إِثْمَ فِيهِ وَلَا حَسَدٌ [2] . قُلْنَا: فَمَنْ عَلَى أثْرِهِ؟ قَالَ: الَّذِي يَسْتَاءُ الدُّنْيَا وَيُحِبُّ الْآخِرَةَ. قَالُوا: مَا يَعْرِفُ هَذَا فِينَا إِلَّا [أَبُو] [3] رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَنْ عَلَى أثْرِهِ؟ قَالَ: مُؤْمِنٌ فِي خُلُقٍ حَسَنٍ. قَالُوا: أَمَّا هذه فأنها فينا.
منهم: ابو سعد المهري [4]
حدثنا ابو سعيد يحي بْنُ سُلَيْمَانَ الْجُعْفِيُّ حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ [5] حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ [6] أَنَّ أَبَا السُّمَيْطِ سَعِيدَ بْنَ أَبِي سَعِيدٍ الْمَهْرِيَّ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ أَرَادَ سَفَرًا فَقَالَ:
يَا نَبِيَّ اللِّهِ أَوْصِنِي؟ قَالَ اعْبُدِ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا. قَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ زِدْنِي؟
قَالَ: إِذَا أَسَأْتَ فَأَحْسِنْ. قَالَ: يَا نَبِيَّ الله زدني؟ قال: استقم وأحسن حلقك للناس.
__________
[1] من خممت البيت إذ اكنسته.
[2] أخرجه الى هنا ابن ماجة من طريق زيد بن واقد أيضا (السنن 2/ 1409- 1410) .
[3] الزيادة سقطت من الأصل، وهو القبطي، وانظر في تهذيب التهذيب 12/ 92.
[4] في تهذيب التهذيب 12/ 111 «مولى المهدي» .
[5] عبد الله بن وهب.
[6] حرملة بن عمران التجيبي.(2/524)
وَمِنْهُمْ: أَبُو غُطَيْفٍ الْحَضْرَمِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ [1] عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ حَدَّثَنِي عُمَارَةُ بْنُ غُرَابٍ الْيَحْصُبِيُّ عَنْ أَبِي غُطَيْفٍ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، فَبَصَرَنِي فَنَادَانِي ثُمّ قَالَ: هَلُمَّ أُحَدِّثْكَ مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي قَوْمِكَ: إِنَّهُ خَرَجَ إِلَيْنَا وَنَحْنُ جُلُوسٌ، فَلَمَّا رَأَيْنَاهُ أَوْسَعْنَا لَهُ، فَجَلَسَ بَيْنَنَا، ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ أَصْحَابِي الَّذِينَ أَنَا مِنْهُمْ وَهُمْ مِنِّي، وَأَدْخُلُ وَيَدْخُلُونَهَا مَعِي؟ فَسَكَتْنَا، ثُمَّ قَامَ فَدَخَلَ، فَمَكَثَ قَلِيلًا، ثُمَّ خَرَجَ إِلَيْنَا فَجَلَسَ جِلْسَتَهُ الْأُولَى، ثُمَّ قَامَ فَدَخَلَ. فَقُلْنَا:
فَهَلَّا سَأَلْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ هُمْ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَيْنَا فَقَالَ مِثْلَهَا.
فَقُلْنَا: أَخْبِرْنَا يا نبي للَّه؟ قال: نعم أهل اليمن المصرحون في اطراف الأرض المدفوعون (164 ب) عَنْ أَبْوَابِ السُّلْطَانِ، يَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ فِي نَفْسِهِ لَمْ يَقْضِهَا.
وَمِنْهُمْ: عِمْرَانُ بْنُ عَبْدٍ الْمَعَافِرِيُّ [2]
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ حَدَّثَنِي عِمْرَانُ بْنُ عَبْدٍ الْمَعَافِرِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: ثَلَاثَةٌ مَنْ يُدَانُ فِيهِنَّ ثُمَّ مَاتَ وَلَمْ يَقْضِ قَضَى اللَّهُ عَنْهُ، رَجُلٌ يَكُونُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَضْعُفُ قُوَّتُهُ، فَيَتَقَوَّى بِدَيْنٍ، فيموت ولم يقض، «ورجل
__________
[1] عبد الله بن يزيد المقرئ.
[2] في تهذيب التهذيب 8/ 134 «ذكره يعقوب بن سفيان في ثقات المصريين» .(2/525)
خَافَ عَلَى نَفْسِهِ الْفِتْنَةَ فِي الْغُرْبَةِ فَأَسْعَفَ بنكاح امرأة بدين فمات قبل أن يفضي. قَالَ: يَقْضِي اللَّهُ عَنْهُ» [1] ، وَرَجُلٌ مَاتَ عِنْدَهُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ وَلَمْ يَجِدْ مَا يُكَفِّنُهُ وَلَا مَا يُوَارِيهِ إِلَّا بِدَيْنٍ فَيَمُوتُ وَلَمْ يَقْضِ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقْضِي عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [2] ، وَثَلَاثَةٌ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُمْ صَلَاةً، مَنْ تَقَدَّمَ قَوْمًا وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ، وَرَجُلٌ أتى الصلاة دبارا- وقال: والدبار أَنْ يَأْتِيَ بَعْدَ فَوْتِ الْوَقْتِ- وَرَجُلٌ اعْتَبَدَ مُحَرَّرًا [3] .
وَمِنْهُمْ: زَيْدُ بْنُ قَاصِدٍ السَّكْسَكِيُّ [4]
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ ثَنَا زَيْدُ بْنُ قَاصِدٍ السَّكْسَكِيُّ- مِنْ أَهْلِ مِصْرَ مِمَّنْ فَتَحَ الْأَنْدَلُسَ- قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ [5] عَنِ الصِّيَامِ فِي السَّفَرِ، فَقَالَ: نَعَمْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ وَيُفْطِرُ، فَأَنَا أَصُومُ وَأُفْطِرُ.
وَمِنْهُمْ: حُدَيْجُ بْنُ صَوْمِيٍّ الْحِمْيَرِيُّ [6]
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زياد بن أنعم قال:
__________
[1] في الأصل بالحاشية.
[2] أخرجه ابن ماجة من طريق ابن أنعم أيضا (السنن 2/ 814) .
[3] أخرجه ابن ماجة من طريق ابن أنعم الافريقي أيضا (السنن 1/ 311) واعتبد محررا: اتخاذ المعتق عبدا اما بكتمان العتق عنه أو باستعباده قهرا وغلبة بعد العتق.
[4] أشار الحميدي الى ذكر يعقوب لزيد بن قاصد السكسكي وإيراده له حديثا (جذوة المقتبس ص 205) .
[5] عبد الله بن عمرو بن العاص (جذوة المقتبس 205) .
[6] قال ابن حجر: الاصابة 4/ 146 «ابو عمرو الحميري ذكره يعقوب بن سفيان في ثقات التابعين من أهل مصر» .(2/526)
حَدَّثَنِي حُدَيْجُ بْنُ صَوْمِيٍّ الْحِمْيَرِيُّ- مِنْ أَهْلِ مِصْرَ- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الَغَفْلَةُ فِي ثَلَاثَةٍ، الْغَفْلَةُ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ، ومن حين يُصَلَّى الصُّبْحُ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَأَنْ يَغْفُلَ الرَّجُلُ فِي نَفْسِهِ عَنِ الدَّيْنِ حَتَّى يَرْكَبَهُ.
وَمِنْهُمْ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُنَيْنٍ [1]
مِنْ بَنِي عَبْدِ كَلَالٍ.
حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَخْبَرَنَا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ أَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ سعيد العتقيّ (165 أ) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُنَيْنٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ كَلَالٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْرَأَهُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَجْدَةَ فِي الْقُرْآنِ مِنْهَا ثَلَاثٌ في المفصل وسورة الْحَجِّ سَجْدَتَيْنِ [2] .
وَمِنْهُمْ: وَاهِبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَعَافِرِيُّ
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ حَدَّثَنَا إدريس بن يحي أَبُو عُمَرَ- السَّاكِنُ بِخَوْلَانَ- حَدَّثَنَا رَجَاءُ بْنُ أَبِي عَطَاءٍ الْمَعَافِرِيُّ عَنْ وَاهِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكَعْبِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بن العاص قال: قال رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ أَطْعَمَ أَخَاهُ خُبْزًا حَتَّى يُشْبِعَهُ، وَسَقَاهُ مِنَ الْمَاءِ حَتَّى يَرْوِيَهِ بَعَدَّهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ سَبْعَ خَنَادِقَ، كُلُّ خندق مسيرة خمس مائة عام.
__________
[1] في تهذيب التهذيب 6/ 44 «وثقه يعقوب بن سفيان» وهو اليحصبي.
[2] أخرجه ابن عبد الحكم في فتوح مصر ص 97، 249 بهذا الاسناد.(2/527)
وَمِنْهُمْ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ رَافِعٍ
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الْعِلْمُ ثَلَاثَةٌ فَمَا سِوَى ذَلِكَ فَهُوَ فَضْلٌ، آيَةٌ مُحْكَمَةٌ وَسُنَّةٌ قَائِمَةٌ وَفَرِيضَةٌ عَادِلَةٌ.
وَمِنْهُمْ: مُحَمَّدُ بْنُ هَدِيَّةَ [1] وَمُعَاوِيَةُ بْنُ خَدِيجٍ التُّجِيبِيُّ
يَقُولُونَ لَهُ رِوَايَةٌ [2] .
حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ [3] ثَنَا عَبْدُ الله [4] ح.
وحدثني محمد بن يحي أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ [5] جَمِيعًا عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابن شُرَيْحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي شُرَاحِيلُ بْنُ يَزِيدَ الْمَعَافِرِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَدِيَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَكْثَرُ مُنَافِقِي أمتي قراءها. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن وهب حدثني ابو هانئ
__________
[1] الصدفي المصري ابو يحي (تهذيب التهذيب 9/ 495) وقال:
«ذكره يعقوب بن سفيان في الثقات» .
[2] قال ابن حجر (الإصابة 3/ 411) : ذكره يعقوب بن سفيان في التابعين. وفي تهذيب التهذيب 10/ 204 «ذكره يعقوب يعقوب بن سفيان في الثقات من تابعي أهل مصر» .
[3] عبد الله بن عثمان.
[4] ابن المبارك.
[5] عبد الله بن وهب.(2/528)
الْخَوْلَانِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ خَدِيجٍ قَالَ: كُنَّا جَمِيعًا فِي الْمَسْجِدِ وَمَسْلَمَةُ بْنُ مَخْلَدٍ وَذَكَرُوا السَّبْقَ، فَهُمْ على ذلك دخل عبد الله ابن عمرو قبل صلاة الصبح بِغِلْسٍ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لِمَسْلَمَةَ: فَصَلُ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، حَدِّثْنَا مَا سَمِعْتَ من رسول الله [165 ب] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عَنِ الْمُهَاجِرِينَ؟ قَالَ: نَعَمْ سَبَقُوا النَّاسَ بِأَرْبَعِينَ خَرِيفًا يَتَنَعَّمُونَ فيها والناس محبسون بِالْحِسَابِ، ثُمَّ تَكُونُ الزُّمْرَةُ الثَّانِيَةُ مِائَةَ خَرِيفٍ.
ومنهم: ابو عذبة
حمصي.
«حدثنا أَبُو صَالِحٍ [1] حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ أَبِي عَذْبَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فَأَخْبَرَهُ أَنَّ أَهْلَ الْعِرَاقِ قَدْ حصبوا أميرهم، فخرج غضبانا، فَصَلَّى لَنَا صَلَاةً فَسَهَا فِيهَا حَتَّى جَعَلَ النَّاسُ يَقُولُونَ سُبْحَانَ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: مِنْ هَاهُنَا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ؟ فَقَامَ رَجُلٌ ثُمَّ آخَرُ ثُمَّ قُمْتُ أَنَا ثَالِثًا أَوْ رَابِعًا فَقَالَ: يَا أَهْلَ الشَّامِ اسْتَعِدُّوا لِأَهْلِ الْعِرَاقِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ بَاضَ فِيهِمْ وَفَرَّخَ، اللَّهمّ إِنَّهُمْ قَدْ لَبَّسُوا عَلَيَّ فَأَلْبِسْ عَلَيْهِمْ، وَعَجِّلْ عَلَيْهِمْ بِالْغُلَامِ الثَّقَفِيِّ، يَحْكُمُ فِيهَا بِحُكْمِ الْجَاهِلِيَّةِ، لَا يَقْبَلُ مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَلَا يَتَجَاوَزُ عَنْ مُسِيئِهِمْ» [2] .
__________
[1] عبد الله بن صالح كاتب الليث بن سعد.
[2] ابن كثير: البداية والنهاية 9/ 132، لكنه يذكر «عمن حدثه» بدل «عن أبي عذبة» .(2/529)
وَمِنْهُمْ: حَنَشُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
حَدَّثَنِي أَبُو صَدَقَةَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الْمِصْرِيُّ عَنْ نَافِعِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: أَخْبَرَنِي قَيْسُ بْنُ الْحَجَّاجِ عَنْ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ [1] أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: كُنْتُ رَدِيفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَالْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ: يَا غُلَامُ إِنِّي مُحَدِّثُكَ بِكَلَامٍ: احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تِجَاهَكَ، فَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ باللَّه، وَإِذَا سَأَلْتَ فَسَلِ اللَّهَ، رُفِعَتِ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ، وَالَّذِي نفس محمد بيده لو جاءت الأمة لننفعك مَا نَفَعَتْكَ إِلَّا بِشَيْءٍ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ أَرَادَتِ الْأُمَّةُ أَنْ تَضُرَّكَ مَا ضَرَّتْكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ.
وَمِنْهُمْ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ وَعْلَةَ [2]
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ [3] ثنا سفيان عن زيد بن أسلم عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَعْلَةَ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّا نَغْزُو الْمَشْرِقَ فَنُؤْتَي بِالْأَسْقِيَةِ لَا ندري ما هي. (166 أ) قَالَ: إِنِّي لَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لَكَ إِلَّا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: أَيُّمَا إِهَابٍ دُبِغَ فَقَدْ طَهُرَ.
وَمَالِكُ بْنُ سَعِيدٍ التُّجِيبِيُّ
حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ [4] قَالا: أَخْبَرَنَا ابْنُ وهب حدثني
__________
[1] نسبة الى صنعاء دمشق (تهذيب التهذيب 3/ 57) .
[2] في تهذيب التهذيب 6/ 293، ذكره يعقوب بن سفيان في ثقات التابعين من أهل مصر» .
[3] الفضل بن دكين.
[4] احسبه عبد العزيز بن عبد الله الاويسي (تهذيب التهذيب 6/ 345) .(2/530)
مالك بن الخير الزبادي [1] أَنَّ مَالِكَ بْنَ سَعِيدٍ التُّجِيبِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْعَبَّاسِ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَنَ الْخَمْرَ وَعَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ وَشَارِبَهَا وَبَائِعَهَا وَمُبْتَاعَهَا وَسَاقِيَهَا وُمُسْقَاهَا.
وَمِنْهُمْ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هُبَيْرَةَ السِّبَائِيُّ [2]
حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ [3] أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنِ ابْنِ هُبَيْرَةَ عَنِ ابْنِ عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ غَزَا فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ فَأَصَابُوا غَنَمًا فجعل يعصي فُقَرَاءَ الْمُهَاجِرِينَ. فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: مَا كان هؤلاء يستطيعون بيننا نحن أَمَتْنَا وَأَصَبْنَا فَقَالَ هَذَا وَبَعْضَهُ. فَقَالَ لَهُمْ رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل تُنْصَرُونَ إِلَّا بِضُعَفَائِكُمْ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُثَنَّى بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ [4] عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ 3: 92 [5] أَوْ قَالَ: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً 2: 245 [6] قَالَ أَبُو طَلْحَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ حَائِطِي الَّذِي بمَكَانَ كَذَا وَكَذا يُجْزِئُ؟ وَلَوِ اسْتَطَعْتُ أَنْ أُسِرَّهُ لَمْ أُعْلِنْهُ. قَالَ: اجْعَلْهُ فِي فقراء أهل
__________
[1] نسبة الى زياد بن كعب، جاهلي (الذهبي: مشتبه النسبة 339) .
[2] في تهذيب التهذيب 6/ 62 «وثقه يعقوب بن سفيان» .
[3] النضر بن عبد الجبار.
[4] الطويل.
[5] سورة آل عمران آية 92.
[6] سورة البقرة آية 245.(2/531)
بَيْتِكَ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ المثنى حدثنا حميد الطويل عن أنس ابن مَالِكٍ قَالَ: لَطَمَتِ الرُّبَيِّعُ بِنْتُ النَّضْرِ عَمَّةُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ جَارِيَةً فَكَسَرَتْ ثَنِيَّتَهَا، فَطَلَبُوا إِلَيْهِمُ الْعَفْوَ فَأَبَوْا، وَعَرَضُوا عَلَيْهِمُ الْأَرْشَ فَأَبَوْا، فَأَتَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَ بِالْقِصَاصِ، فَجَاءَ أَخُوهَا أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ عَمُّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تُكْسَرُ ثَنِيَّةُ الرُّبَيِّعِ لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لا تكسر ثنيتها (166 ب) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
كتاب اللَّهِ الْقِصَاصُ. فَقَالَ: فَعَفَا الْقَوْمُ وَرَضُوا. فَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن مِنْ عِبَادِ اللَّهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا حُمَيدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أُمِّ سُلَيْمٍ [1] أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا فَقَالَتْ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ خُوَيْدِمُكَ ابْنُ أَنَسٍ تَدْعُو لَهُ. قَالَ: فَدَعَا لِي فِي أَمْرِ آخِرَتِي وَدُنْيَايَ مِمَّا لَمْ يَخْطُرْ لِي عَلَى بَالٍ، قَالَ: اللَّهمّ ارْزُقْهُ الْمَالَ وَبَارِكْ لَهُ فِيهِ أَظُنُّهُ قَالَ: وَأَطِلْ عُمُرَهُ. قَالَ: فَحَدَّثَتْنِي أَمِينَةُ [2] ابْنَتُهُ انه دون [3] في مقدم الحجاج تسعة
__________
[1] أم سليم بنت ملحان والدة أنس بن مالك. (تهذيب التهذيب 12/ 471)
[2] أمينة بنت أنس بن مالك.
[3] كذا في الأصل فان أرادت العمر فان ابن حجر حقق عمره عند وفاته فقال: «غاية ما يكون عمره مائة سنة وثلاث سنين» (تهذيب التهذيب 1/ 378) وقد ورد النص في تهذيب التهذيب 12/ 401 «قال أنس: واخبرتني ابنتي أمينة أنه دفن من صلبي الى مقدم الحجاج البصرة بضع وعشرون ومائة» .(2/532)
وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ وإِنِّي لَأَكْثَرُ قَوْمِي مَالًا.
أَوَّلُ أَخْبَارِ أَهْلِ الْكُوفَةِ
«حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ شَمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ عُمَرَ قَالَ: أَهْلُ الْعِرَاقِ كَنْزُ الْإِيمَانِ، وَجُمْجُمَةُ الْعَرَبِ، وَهُمْ رُمْحُ اللَّهِ، يجزون ثُغُورَهُمْ وَيَمُدُّونَ الْأَنْصَارَ» [2] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: ذَكَرُوا أَهْلَ الْكُوفَةِ عِنْدَ عُمَرَ فَقَالَ: بِالْكُوفَةِ وُجُوهُ الْعَرَبِ [3] .
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ ثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ [4] قَالَ: قَالَ عُمَرُ: أَهْلُ الْكُوفَةِ كَنْزِي. قِيلَ لَهُ: يَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مَا بَالُهُمْ كَنْزُكَ مِنْ بَيْنِ أَهْلِ الْأَمْصَارِ؟ قَالَ: انهم يجزون ثُغُورَهُمْ وَيَمُدُّونَ مَنْ هُوَ أَسْفَلُ مِنْهُمْ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، وَلَا يَمُدُّهُمْ مَنْ فَوْقَهُمْ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ.
مَا جَاءَ فِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ [5] وَقَبِيصَةُ قَالا: ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن حارثة ابن مُضَرِّبٍ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ- فَقَالَ قَبِيصَةُ: جَاءَنَا كِتَابُ عُمَرَ-: إِنِّي قَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ أَمِيرًا وَعَبْدَ الله بن مسعود معلما ووزيرا (167 أ) وَهُمَا مِنَ النُّجَبَاءِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عليه وسلم
__________
[1] ابن عقبة.
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 1/ 25 وذكر «يحرزون» بدل «يجزون» وأوردها ابن سعد من طريق سفيان (الطبقات 6/ 5- 6) .
[3] أوردها ابن سعد (الطبقات 6/ 5) وذكر «الناس» بدل «لعرب» .
[4] السبيعي.
[5] الفضل بن دكين.(2/533)
مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ فَاقْتَدُوا بِهِمَا وَاسْمَعُوا مِنْ قَوْلِهِمَا، وَقَدْ آثَرْتُكُمْ بِعَبْدِ اللَّهِ عَلَى نَفْسِي [1] .
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ [2] وَقَبِيصَةُ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ مَوْلًى لِرِبْعِيٍّ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تَمَسَّكُوا بِعَهْدِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بن موسى وعبد الله بن رجاء عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ [3] عَنِ الْحَارِثِ [4] عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ كُنْتُ أُأَمِّرُ أَحَدًا دُونَ شُورَى الْمُؤْمِنِينَ لَأَمَّرْتُ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ [5] . حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ [6] ثَنَا مَنْصُورُ بْنُ النُّعْمَانِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ كُنْتُ أأمر أَحَدًا مِنْ أُمَّتِي مِنْ غَيْرِ مَشُورَةٍ لَأَمَّرْتُ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حدثنا شعبة عن المغيرة [7] عن إبراهيم بن عَلْقَمَةَ قَالَ: أَتَيْنَا الشَّامَ فَقُلْتُ: اللَّهمّ ارْزُقْنِي جليسا صالحا، فجلست الى أبي الدرداء فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟. فَقُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ. فقال: اليس
__________
[1] أوردها ابن سعد (الطبقات 6/ 8) .
[2] الضحاك بن مخلد.
[3] السبيعي.
[4] الحارث بن عبد الله الأعور الهمدانيّ الخارفي (تهذيب التهذيب 2/ 145) .
[5] أوردها ابن سعد (الطبقات 3/ 154) وذكر «مؤمرا» بدل «أأمر» .
[6] زهير بن معاوية الجعفي.
[7] المغيرة بن مقسم الضبي.(2/534)
كَانَ مِنْكُمْ صَاحِبُ السِّوَاكِ وَالْوِسَادِ؟ - يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ-، أَوَ لَيْسَ كَانَ مِنْكُمُ الَّذِي أَعَاذَهُ اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ؟ - يَعْنِي عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ-، أَوَ لَيْسَ كان منكم صاحب السبق الَّذِي لَا يَعْلَمُهُ غَيْرُهُ حُذَيْفَةُ؟ ثُمَّ قَالَ: كَيْفَ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَقْرَأُ «وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى، وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى» 92: 1- 2 [1] ؟
قُلْتُ:؟ «وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى» 92: 3؟ [2] . قَالَ: كَادَ هَؤُلَاءِ أَنْ يُشْكِلُونِي، وَقَدْ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ثَنَا الْمَسْعُودِيُّ [3] عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ [4] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ كَانَ يُوقِظُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَامَ، وَيَسْتُرُهُ إِذَا اغْتَسَلَ، وَيَمْشِي مَعَهُ فِي الْأَرْضِ وَحِشًا [5] .
أَسْمَاءُ حَوَارِيِّي رسول الله صلى الله عليه وسلم [6]
(167 ب) حَمْزَةُ، جَعْفَرٌ، عَلِيٌّ، أَبُو بَكْرٍ، عُمَرُ، أَبُو عبيدة بن
__________
[1] سورة الليل الآيتان 1 و 2.
[2] هكذا في الأصل بغير «وما خلق» وقد وردت في المصحف سورة الليل آية 30 «وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى» 92: 3 وهو الثابت في مصاحف الأمصار والمتواتر، أما ما ورد في الأصل فهي قراءة شاذة (ابن جني:
المحتسب 2/ 364 وحاشية (1)) .
[3] عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود الكوفي المسعودي (تهذيب التهذيب 6/ 210) .
[4] ابن اسامة الهذلي (تهذيب التهذيب 12/ 246) .
[5] الوحشة: الخلوة. وقد أورد هذه الرواية ابن سعد (الطبقات 3/ 153) .
[6] هذا العنوان مقحم في ترجمة عبد الله بن مسعود خاصة وانه لم يذكر ضمن الحواريين.(2/535)
الجراح، عثمان بن عفان، عثمان بْنُ مَظْعُونٍ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ.
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ [1] أَخْبَرَنَا خَالِدٌ [2] عَنِ ابْنِ عون [3] عن عمرو ابن شُعَيْبٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [4] عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كُنْتُ لَا أُحْجَبُ عَنْ نحري وَلَا عَنْ كَذَا وَلَا عَنْ كَذَا.
حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ [5] وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ [6] .
عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ [7] عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ [8] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ [9] قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذْنُكَ عَلَيَّ أَنْ يُرْفَعَ الْحِجَابُ وَأَنْ تسمع سوادي [10] حتى أنهاك [11] .
__________
[1] الواسطي البزاز الحافظ ابو عثمان (تهذيب التهذيب 8/ 86) .
[2] الطحان الواسطي.
[3] عبد الله بن عون بن أرطبان المزني الخزاز البصري (تهذيب التهذيب 5/ 346) .
[4] الزهري (تهذيب التهذيب 3/ 45) .
[5] محمد بن عبد الله بن نمير.
[6] عبد الله بن إدريس.
[7] النخعي.
[8] ابن قيس النخعي الكوفي (تهذيب التهذيب 6/ 299) .
[9] ابن مسعود.
[10] السواد: السر والمساررة، ووقع في (الحلية 1/ 126) .
«سراري» بدل «سوادي» .
[11] أوردها ابن سعد (الطبقات 3/ 154) ووقع فيه «إبراهيم» بدل «عبد الرحمن» والحديث أخرجه مسلم بهذا الاسناد (الصحيح 4/ 1708) .(2/536)
حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ حَدَّثَنَا شَقِيقُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: خَطَبَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ حِينَ نَهَاهُ عُثْمَانُ فَقَالَ: عَلَيَّ قَرَأَهُ مَنْ يَأْمُرُنِي أَنْ أَقْرَأَ [عَلَيْهِ] [1] وَاللَّهِ لَقَدْ أَخَذْتُ مِنْ فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِضْعًا وَسَبْعِينَ سُورَةً، وَلَقَدْ عَلِمَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِّي مِنْ أَعْلَمِهِمْ بِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَمَا أَنَا بِخَيْرِهِمْ.
قَالَ شَقِيقٌ: فَجَلَسْتُ فِي الْحِلَقِ أَسْمَعُ مَا يَقُولُونَ فَمَا سَمِعْتُ رَدًّا عَلَيْهِ وَلَا أَحَدًا يَقُولُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ.
حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ ثَنَا حَمَّادٌ [2] عَنْ عَاصِمٍ [3] عَنْ زِرٍّ [4] عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: جَاءَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَقَدْ فَرَّا مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَأَنَا أَرْعَى غنما لابن أبي معيط بجياد. قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلَّمْنِي مِنْ هَذَا الْقَوْلِ. فَقَالَ: إِنَّكَ غُلَامٌ مُعَلَّمٌ. قَالَ: فَأَخَذْتُ مِنْ فِيهِ سَبْعِينَ سُورَةً لَا يُنَازِعُنِي فِيهَا أَحَدٌ [5] .
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ النَّمِرِيُّ ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ [6] عَنْ مَسْرُوقٍ [7] قَالَ: ذُكِرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فَقَالَ: ذَاكَ رَجُلٌ لَا أَزَالُ أُحِبُّهُ بَعْدَ إِذْ سمعت رسول الله صلى الله
__________
[1] الزيادة يقتضيها السياق، وهو يريد بذلك زيد بن ثابت.
[2] ابن سلمة.
[3] ابن بهدلة ابن أبي النجود.
[4] ابن حبيش.
[5] أوردها ابن سعد من طريق حماد بأطول (3/ 150- 151) .
[6] ابن يزيد النخعي.
[7] ابن سعيد الثوري.(2/537)
عليه وسلم يقول: استقروا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ، مِنْ عَبْدِ اللَّهِ وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ وَمُعَاذٍ وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ. (168 أ) حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ [1] ثَنَا فُضَيْلٌ [2] عَنْ سُليَمانَ [3] عَنْ خَيْثَمَةَ [4] قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فَذَكَرُوا ابْنَ مَسْعُودٍ فَقَالَ:
إِنَّ ذَاكَ رَجُلٌ أُحِبُّهُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: خُذُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ، مِنِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ- فَبَدَأَ بِهِ- وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ. حَدَّثَنِي أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ فَقَالَ: جِئْتُكَ مِنْ عِنْدِ رَجُلٍ يُمْلِي الْمَصَاحِفَ عَنْ ظَهْرِ قَلْبِهِ. فَفَزِعَ عُمَرُ قَالَ: وَيْحَكَ انْظُرْ مَا تَقُولُ. وَغَضِبَ حَتَّى ارْتَفَعَ- يَعْنِي عَنِ الرَّجُلِ- قَالَ: انْظُرْ مَا تَقُولُ. قَالَ: مَا جِئْتُكَ إِلَّا بِحَقٍ. قَالَ: وَمَنْ هُوَ؟ قَالَ:
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ. قَالَ: مَا أَعْلَمُ أَحَدًا أَحَقَّ بِذَلِكَ مِنْهُ، وَأُحَدِّثُكَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: إِنَّا سَمِرْنَا لَيْلَةً فِي بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ فِي بَعْضِ مَا يَكُونُ مِنْ حَاجَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجْنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي بَيْنَي وَبَيْنَ أَبُي بَكْرٍ، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى الْمَسْجِدِ إِذَا رَجُلٌ يَقْرَأُ، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَمِعُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْتَمْتَ. فَغَمَزَنِي بيده أن سكت. قَالَ: فَقَرَأَ وَرَكَعَ وَسَجَدَ، ثُمَّ جَلَسَ يَدْعُو ويستغفر الله. فقال
__________
[1] الشافعيّ.
[2] فضيل بن عياض الزاهد (تهذيب التهذيب 8/ 294) .
[3] الأعمش.
[4] خَيْثَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَبُرَةَ الجعفي الكوفي (تهذيب التهذيب 3/ 178) .(2/538)
رسول الله صلى الله عليه وسلم: سل تُعْطَهْ. ثُمَّ قَالَ مَرَّةً: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ رَطْبًا كَمَا نَزَلَ فَلْيَقْرَأْهُ كَمَا قَرَأَهُ ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ. قَالَ: فَعَلِمْتُ أَنَا وَصَاحِبِي أَنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ غَدَوْتُ إِلَيْهِ لِأُبَشِّرَهُ، فَقَالَ: قَدْ سَبَقَكَ أَبُو بَكْرٍ. وما سابقته إِلَى خَيْرٍ قَطُّ إِلَّا سَبَقَنِي إِلَيْهِ [1] . قَالَ يحي الْقَطَّانُ لِلْأَعْمَشِ: أَلَيْسَ قَالَ أَبُو خَيْثَمَةَ [2] إِنَّ اسْمَ الرَّجُلِ قَيْسُ بْنُ مَرْوَانَ؟
قَالَ: نَعَمْ.
حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ [3] عَنْ عَاصِمٍ [4] عَنْ زِرٍّ قَالَ:
سَأَلَهُ أَبُو بَكْرٍ مَا سَأَلْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ اللَّهمّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِيمَانًا لَا يَرْتَدُّ، وَنَعِيمًا لَا يَنْفَدْ، وَمُرَافَقَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَعْلَى جَنَّةِ الْخُلْدِ.
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ حَمْزَةَ [5] بْنِ مَالِكٍ قَالَ:
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لَقَدْ قَرَأْتُ مِنْ فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعِينَ سورة (168 ب) وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ لَهُ ذُؤَابَتَانِ يَلْعَبُ مَعَ الصبيان [6] .
__________
[1] أورده ابو نعيم من هذا الطريق (حلية الأولياء 1/ 125) .
[2] زهير بن معاوية الجعفي الكوفي مات سنة احدى وسبعين ومائة (طبقات خليفة 168، وتهذيب التهذيب 12/ 89) .
[3] ابن زيد.
[4] الأحول.
[5] في حلية الأولياء 1/ 125 ورد «أبي خمير» وفي النسخة الخطية من الحلية «خمير» - كما ذكر الناشر في الحاشية- وحمزة بن مالك الساعدي روى عن أبيه أبي أسيد الساعدي (ابن أبي حاتم) : الجرح والتعديل ج 1 قسم 2/ 214) .
[6] أورده بالمعنى ابو نعيم من طريق أبي إسحاق (الحلية 1/ 125) .(2/539)
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ [1] قَالَ: سُئِلَ عَلِيٌّ عَنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: عَنْ أَيِّهِمْ تَسْأَلُونِي؟ قَالُوا: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ. قال:
علم القرآن وَعَلِمَ السُّنَّةَ ثُمَّ انْتَهَى وَكَفَى بِهِ عِلْمًا. فقالوا: أَخْبَرَنَا عَنْ أَبِي مُوسَى؟ قَالَ: صُبِغَ فِي الْعِلْمِ صَبْغًا. قَالُوا: أَخْبَرْنَا عَنْ حُذَيْفَةَ؟ قَالَ: أَعْلَمُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمُنَافِقِينَ. قَالُوا: حَدِّثْنَا عَنْ عَمَّارٍ؟
قَالَ: مُؤْمِنٌ نَسِيٌّ وَإِذَا ذَكَّرْتَهُ ذَكَرَ. قَالُوا: حَدِّثَنَا عَنْ أَبِي ذَرٍّ؟ قَالَ: وَعَى عِلْمًا عَجَزَ عَنْهُ. قَالُوا: حَدِّثْنَا عَنْ سَلْمَانَ؟ قَالَ: عَنْ لُقْمَانَ الْحَكِيمِ تَسْأَلُونِي عَلِمَ عِلْمَ الْأُولَى وَعِلْمَ الْآخِرَةِ، بَحْرًا لَا يُدْرَكُ قَعْرُهُ، وَهُوَ مِنْا أَهْلِ الْبَيْتِ. قَالُوا: حَدَّثَنَا عَنْ نَفْسِكَ؟ قَالَ: كُنْتُ إِذَا سُئِلْتُ أَعْطَيْتُ وَإِذَا سَكَتُّ ابْتَدَيْتُ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَأَبُو عُمَرَ [2] نَحْوَهُ قَالا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ [3] عَنْ عبد الرحمن بن يزيد [4] قال: سألنا حذيفة عَنْ رَجُلٍ قَرِيبِ السَّمْتِ وَالْهَدْيِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى نَأْخُذَ عَنْهُ، فَقَالَ: لَا أَعْلَمُ أَحَدًا أَشْبَهَ سَمْتًا وَهَدْيًا وَلَا دَلًّا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ- وَهَذَا لَفْظُ سُلَيْمَانَ-.
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ قَالَ: سَأَلْنَا حُذَيْفَةَ فَقُلْنَا: أخبرنا برجل قريب السمت
__________
[1] هو سعيد بن فيروز الطائي (طبقات خليفة 154) .
[2] حفص بن عمر النمري.
[3] السبيعي.
[4] النخعي.(2/540)
وَالدَّلِّ وَالْهَدْيِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَأْخُذُ عَنْهُ؟ قَالَ: مَا نَعْلَمُ أَحَدًا أَقْرَبَ سَمْتًا وَدَلًّا وَهَدْيًا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ حَتَّى يَتَوَارَى جِدَارَ بَيْتٍ، وَلَقَدْ عَلِمَ الْمَحْفُوظُونَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ أقَرْبُهُمْ إِلَى اللَّهِ وَسِيلَةً [1] .
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي شيبة حدثنا يحي بْنُ آدَمَ حَدَّثَنَا قُطْبَةُ [2] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ [3] عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ [4] قَالَ: كنا في دار أبي موسى (169 أ) مَعَ بَعْضٍ مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ فِي مُصْحَفٍ، فَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ فَقَالَ: ابْنُ مَسْعُودٍ مَا أَعْلَمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَرَكَ بَعْدَهُ أَعْلَمَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ هَذَا الْقَائِمِ. قَالَ أَبُو مُوسَى: لَئِنْ قُلْتَ ذَلِكَ لَقَدْ كَانَ يَشْهَدُ إِذَا غِبْنَا وَيُؤْذَنُ لَهُ إِذَا حُجِبْنَا.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ شَيْبَانَ [5] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي عَمْرٍو [6] الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا مُوسَى فَذَكَرْتُ لَهُ قَوْلَ ابن مسعود فقال:
__________
[1] 3 أوردها ابن سعد (الطبقات 3/ 154) من طريق شعبة، وفيه «يواريه» بدل «يتوارى» وأضاف «من» قبل «أقربهم» وفي ص 364 من تاريخ الفسوي «حتى توارى عنا في بيته» . وأوردها ابو نعيم (حلية الأولياء 1/ 127) من طريق شعبة أيضا بألفاظ مقاربة، وفيه «حي يوازيه جدا ربيته» بدل «حتى يتوارى جدار بيت» وهو تصحيف.
[2] قطبة بن عبد العزيز بن سياه الاسدي الحماني الكوفي (تهذيب التهذيب 8/ 378) .
[3] الرقي السلمي (تهذيب التهذيب 10/ 12) .
[4] عوف بن مالك بن نضلة الجشمي الكوفي (تهذيب التهذيب 8/ 169) .
[5] شيبان بن عبد الرحمن التميمي النحويّ.
[6] سعد بن اياس.(2/541)
لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ مَا دَامَ هَذَا الخبر بين أظهركم، فو الله لَقَدْ رَأَيْتُهُ وَمَا أَرَاهُ إِلَّا عَبْدًا لِآلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
«حَدَّثَنَا ابْنُ نمير حدثنا يحي بْنُ عِيسَى عَنْ سُفْيَانَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: مَا أُنْزِلَتْ آيَةٌ إِلَّا وَأَنَا أَعْلَمُ فِيمَا أُنْزِلَتْ وَلَوْ أَنِّي أَعْلَمُ أَنَّ أَحَدًا أَعْلَمُ بِكِتَابِ اللَّهِ مِنِّي تَبْلُغُهُ الْإِبِلُ وَالْمَطَايَا لَأَتَيْتُهُ» [1] .
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبِي ثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ مُسْلِمٍ [2] عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: لَقَدْ جَالَسْتُ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدْتُهُمْ كَالْإِخَاذِ، وَالْإِخَاذُ يَرْوِي الرَّجُلَ، وَالْإِخَاذُ يَرْوِي الرَّجُلَيْنِ وَالْإِخَاذُ يَرْوِي الْعَشْرَةَ، وَالْإِخَاذُ يَرْوِي الْمِائَةَ، وَالْإِخَاذُ لَوْ نَزَلَ بِهِ أَهْلُ الْأَرْضِ لَأَصْدَرَهُمْ، فَوَجَدْتُ عَبْدَ اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ الْإِخَاذِ.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بن موسى وعبد الله بن رجاء قَالا: أَنْبَأَ إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ [3] عَنْ حَارِثَةَ [4] قَالَ: قُرِئَ عَلَيْنَا كِتَابُ عُمَرَ: إِنِّي قَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ بِعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ أَمِيرًا، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ مُعَلِّمًا وَوَزِيرًا، وَإِنَّهُمَا مِنَ النُّجَبَاءِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ- زَادَ ابْنُ رَجَاءٍ: وَقَدْ جَعَلْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ عَلَى بَيْتِ مَالِكُمْ فَتَعَلَّمُوا مِنْهُمْا وَاقْتَدُوا بِهِمَا- قَالا جَمِيعًا: وَقَدْ آثَرْتُكُمْ بِعَبْدِ اللَّهِ عَلَى نَفْسِي.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ [5] أخبرنا الثوري
__________
[1] الخطيب: الرحلة في طلب الحديث 49.
[2] مسلم بن صبيح ابو الضحى الهمدانيّ (تهذيب التهذيب 10/ 132) .
[3] السبيعي.
[4] حارثة بن مضرب العبديّ الكوفي (تهذيب التهذيب 2/ 166) .
[5] ابن همام الصنعاني صاحب المصنف.(2/542)
عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: إِنِّي لَجَالِسٌ مَعَ عُمَرَ إِذْ جَاءَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ فَكَادَ الْجُلُوسُ يُوَارُونَهُ مِنْ قِصَرِهِ فَضَحِكَ عمر حين (169 ب) رَآهُ، فَجَعَلَ يُكَلِّمُ عُمَرَ وَيُضَاحِكُهُ وَهُوَ قَائِمٌ عَلَيْهِ، ثُمَّ وَلَّى، فَأَتْبَعَهُ عُمَرُ بَصَرَهُ حَتَّى توارى فقال: كيف مليء علماء [1] .
حدثني يحي بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ حَدَّثَنَا شُرَيْكٌ عَنِ الرُّكَيْنِ [2] عن نعيم ابن حَنْظَلَةَ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: يَا ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ أُتِيتَ مِنَ الْعِلْمِ غَيْرَ قَلِيلٍ.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ مِسْعَرٍ [3] عَنْ عمرو بن مرة عن أبي عبيدة [4] قَالَ: سَافَرَ عَبْدُ اللَّهِ سَفَرًا، فَذَكَرُوا أَنَّ الْعَطَشَ قَتَلَهُ هُوَ وَأَصْحَابَهُ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِعُمَرَ، فَقَالَ عُمَرُ: لَهُوَ أَنْ يُفَجِّرَ اللَّهُ لَهُ عَيْنًا يَسْقِيهِ مِنْهَا هُوَ وَأَصْحَابَهُ أَحَقُّ عِنْدِي مِنْ أَنْ يَقْتُلَهُ عَطَشًا.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ [5] قَالَ: أَتَيْنَا حُذَيْفَةَ فَقُلْنَا له: حدثنا بأقرب النَّاسِ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَدْيًا وَسَمْتًا وَدَلًّا فَنَأْخُذُ عَنْهُ وَنَسْمَعُ مِنْهُ؟ قَالَ: كَانَ أَقْرَبَ النَّاسِ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَدْيًا وَسَمْتًا وَدَلًّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ حَتَّى تَوَارَى عَنَّا فِي بَيْتِهِ، وَلَقَدْ عَلِمَ الْمَحْفُوظُونَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله
__________
[1] أوردها ابن سعد بألفاظ مقاربة من طريق الأعمش أيضا (الطبقات الكبرى 3/ 156) .
[2] ركين بن الربيع بن عميلة الفزاري ابو الربيع الكوفي (تهذيب التهذيب 3/ 287) .
[3] ابن كدام.
[4] عامر بن عبد الله بن مسعود الهذلي.
[5] النخعي(2/543)
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ مِنْ أَقْرَبِهِمْ إِلَى اللَّهِ زُلْفَى.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ أَنْبَأَ مَطَرٌ [1] عَنْ شَقِيقٍ [2] قَالَ: كُنْتُ مَعَ حُذَيْفَةَ فِي الْمَسْجِدِ، فَمَرَّ ابْنُ مَسْعُودٍ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: لَقَدْ عَلِمَ الْمَحْفُوظُونَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ أَنَّهُ أَقْرَبُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَسِيلَةً.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ ثَنَا شَيْبَانُ [3] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ [4] قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ وَأَبَا مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيَّ وَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَى مُصْحَفٍ، فَتَحَدَّثْنَا سَاعَةً، ثُمَّ خَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ فَذَهَبَ، فَقَالَ أَبُو مَسْعُودٍ: وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَرَكَ أَحَدًا أَعْلَمَ بِكِتَابِ اللَّهِ مِنْ هَذَا الْقَائِمِ.
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ ثَنَا شُعْبَةُ أَنْبَأَ أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعَتُ أَبَا الْأَحْوَصِ قَالَ: كُنْتُ قَاعِدًا مَعَ أَبِي مُوسَى [5] وَأَبِي مَسْعُودٍ [6] فذكر عبد الله فقال (170 أ) أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: تُرَاهُ تَرَكَ مِثْلَهُ. قَالَ: لَئِنْ قُلْتَ ذَاكَ لَقَدْ كَانَ يَشْهَدُ إِذَا غِبْنَا وَيَدْخُلُ إِذَا حُجِبْنَا.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ قَالَ: سُئِلَ عَلِيٌّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ فَقَالَ: قَرَأَ الْقُرْآنَ ثم أقام عنده،
__________
[1] الوراق.
[2] ابن سلمة ابو وائل.
[3] شيبان بن عبد الرحمن ابو معاوية التميمي النحويّ البصري (تهذيب التهذيب 4/ 373) .
[4] عوف بن مالك بن نضلة.
[5] الأشعري.
[6] البدري الأنصاري اسمه عقبة بن عمرو بن ثعلبة من رجال التهذيب.(2/544)
وكفى به [1] .
حدثنا ابن نمير حدثنا أبو معاوية [2] عن الْأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: لَقَدْ عَلِمَ الْمَحْفُوظُونَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ مِنْ أَقْرَبِهِمْ وَسِيلَةً عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ [3] عَنْ علقمة قال: كان عبد الله يشبه بالنبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَدْيِهِ وَدَلِّهِ وَسَمْتِهِ.
وَكَانَ عَلْقَمَةُ يُشَبَّهُ بِعَبْدِ اللَّهِ [4] .
وَقَالَ: حدثنا يَعْلَى [5] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ [6] قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى يَقُولُ: مَجْلِسٌ كُنْتُ أُجَالِسُهُ ابْنَ مَسْعُودٍ أَوْثَقُ فِي نَفْسِي مِنْ عَمَلِ سَنَةٍ.
حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ ثَنَا حَمَّادٌ [7] أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كُنْتُ أَجْتَنِي لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه
__________
[1] أوردها ابو نعيم (الحلية/ 129) من طريق مسعر أيضا بألفاظ مقاربة. وفي رواية اخرى من طريق عمرو بن مرة أيضا: «وكفى بذلك علما» .
[2] محمد بن خازم التميمي السعدي مولاهم الضرير الكوفي مر رجال التهذيب.
[3] النخعي.
[4] أوردها ابن سعد من طريق أبي معاوية الضرير أيضا (الطبقات 3/ 154) .
[5] ابن عبيد.
[6] عامر بن عبد الله بن مسعود الهذلي.
[7] ابن سلمة.(2/545)
وَسَلَّمَ سِوَاكًا مِنَ الْأَرَاكِ وَكَانَتِ الرِّيحُ تَكْفُوهُ- وَكَانَ فِي سَاقَيْهِ دِقَّةٌ- فَضَحِكَ الْقَوْمُ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا يُضْحِكُكُمْ؟ فَقَالُوا: مِنْ دِقَّةِ سَاقَيْهِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهُمَا أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ أُحُدٍ [1] . حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بُنْدَارٌ مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: صَعِدَ ابْنُ مَسْعُودٍ شَجَرَةً يَجْتَنِي مِنْهَا، قَالَ: فَرَفَعَتِ الرِّيحُ عَنْ سَاقِهِ، قَالَ: فَضَحِكُوا مِنْ حُمُوشَةِ سَاقَيْهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَتَضْحَكُونَ مِنْ حُمُوشَةِ سَاقَيْهِ لَهُوَ أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ أُحُدٍ. حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ [2] عَنْ مُغِيرَةَ [3] عَنْ أُمِّ مُوسَى [4] قَالَتْ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: أَمَرَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بْنَ مَسْعُودٍ أَنْ يَصْعَدَ شَجَرَةً فَيَأْتِيَهُ بِشَيْءٍ منها، (170 ب) فنظر صحابه إِلَى حُمُوشَةِ سَاقَيْهِ فَضَحِكُوا مِنْهَا. فَقَالَ النَّبِيُّ عليه السلام:
مَا تَضْحَكُونَ لَرِجْلٍ فِي الْمِيزَانِ أَثْقَلُ مِنْ أُحُدٍ. حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ حدثنا ابو عوانة [5] عن المغيرة
__________
[1] أورده ابن سعد من طريق حماد بن سلمة أيضا بألفاظ مقاربة (الطبقات 3/ 155) وأورده ابو نعيم (الحلية 1/ 127) ووقع فيها «ذر» بدل «زر» وهو تصحيف.
[2] محمد بن فضيل بن غزوان من رجال التهذيب.
[3] المغيرة بن مقسم الضبي من رجال التهذيب.
[4] سرية علي بن أبي طالب قيل اسمها فاختة وقيل حبيبة (تهذيب التهذيب 12/ 481) .
[5] الوضاح بن عبد الله الواسطي من رجال التهذيب.(2/546)
عَنْ أُمِّ مُوسَى قَالَتْ: ذُكِرَ ابْنُ مَسْعُودٍ عِنْدَ عَلِيٍّ فَقَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُهُ وَهُوَ يَجْتَنِي مِنْ شَجَرَةٍ، فَضَحِكَ بَعْضُ الْقَوْمِ مِنْ دِقَّةِ ساقيه، فقال النبي عليه السلام: مَا يُضْحِكُكُمْ مِنْهُمْا لَهُمَا أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ أُحُدٍ. حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ ثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ عَنْ وَاصِلٍ الْأَحْدَبِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ [1] عَنْ حُذَيْفَةَ [2] قَالَ: لَقَدْ عَلِمَ الْمَحْفُوظُونَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ مِنْ أَقَرَبِهِمْ إِلَى اللَّهِ وَسِيلَةً.
حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنِ الْعَلَاءِ [3] عَنْ أَشْيَاخٍ لَهُمْ قَالَ: كَانَ عُمَرُ عَلَى دَارٍ لِعَبْدِ اللَّهِ بِالْمَدِينَةِ يَنْظُرُ إِلَى بِنَائِهَا، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّكَ تَكْفِي هَذَا. فَأَخَذَ لَبِنَةً فَرَمَى بِهَا فَقَالَ:
أَتَرْغَبُ بِي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ.
«حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا محمد بن أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ الْعَلَاءِ- يَعْنِي ابْنَ بَدْرٍ- عَنْ تَمِيمِ بْنِ حذلم قال: جالست أصحاب النبي عليه السلام أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَزْهَدَ في الدنيا ولا أرعب فِي الْآخِرَةِ وَلَا أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَكُونَ فِي مِسْلَاخِهِ مِنْكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ» [4] .
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ [5] وَآدَمُ [6] قَالا: ثَنَا المسعودي [7] حدثني مسلم
__________
[1] شقيق بن سلمة.
[2] ابن اليمان الصحابي المعروف.
[3] العلاء بن عبد الله بن بدر الغنوي (تهذيب التهذيب 8/ 185) .
[4] الخطيب: موضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 76.
[5] الفضل بن دكين.
[6] ابن أبي اياس.
[7] عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة.(2/547)
الْبَطِينُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: اخْتَلَفْتُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ- قَالَ آدَمُ: سَنَةً- مَا سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ فِيهَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَّا أَنَّهُ حَدَّثَ بِحَدِيثٍ يَوْمًا فَجَرَى عَلَى لِسَانِهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فعلاه الكرب [1] حتى رأيت العرق يتحدر عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:
إِنْ شَاءَ اللَّهُ إِمَّا فَوْقَ ذَا وَإِمَّا قَرِيبٌ مِنْ ذَا وَإِمَّا دُونَ ذَا [2] . حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ حَدَّثَنِي سُفْيَانُ عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: صَحِبْتُ عَبْدَ اللَّهِ ثَمَانِيَةَ عَشْرَ شَهْرًا فَمَا سَمِعْتُهُ يحدث عن رسول (171 أ) اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا حَدِيثًا وَاحِدًا، فَرَأَيْتُهُ يَعْرَقُ، ثُمَّ غَشِيَهُ بُهْرٌ ثُمَّ قَالَ نَحْوَهُ أَوْ شِبْهَهُ.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ منصور حدثنا أبو معاوية [3] حدثنا الأعمش عن مسلم ابن صُبَيْحٍ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ مَا تَدَعُونَ خَصْلَةً مِمَّا أُمِرْتُمْ بِهِ إِلَّا أَبْدَلَكُمُ اللَّهُ مَا هُوَ أَشَدُّ عَلَيْكُمْ مِنْهَا.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ منصور حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد قال: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لَوَدِدْتُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ غَفَرَ لِي ذَنْبًا مِنْ ذُنُوبِي وَأَنِّي سُمِّيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوْثَةٍ.
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ سَيَّارٍ [4] عَنْ أَبِي وَائِلٍ [5] قال: قال
__________
[1] في الأصل «فحلقه يحدث» وما أثبته من ابن سعد: الطبقات 3/ 157) .
[2] أوردها ابن سعد (الطبقات 3/ 157) .
[3] محمد بن خازم الضرير.
[4] في الأصل «يسار» والصواب ما أثبته (انظر التهذيب 4/ 291) وذكر انه سيار ابو الحكم العنزي الواسطي ويقال البصري.
[5] شقيق بن سلمة الاسدي الكوفي (تهذيب التهذيب 4/ 361) .(2/548)
عَبْدُ اللَّهِ: وَدِدْتُ أَنَّ اللَّهَ غَفَرَ لِي ذُنُوبِي وَأَنْ لَا يُعْرَفَ نَسَبِي.
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [1] عَنْ يُونُسَ بن عبيد عن حميد ابن هِلَالٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: لَوَدِدْتُ أَنِّي نُسِبْتُ إِلَى رَوْثَةٍ وَأَنَّ اللَّهَ تَقَبَّلَ مِنِّي حَسَنَةً وَاحِدَةً مِنْ عَمَلِي.
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ثَنَا خَالِدٌ عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ حُمَيدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ:
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مسعود: لئن أَكُونُ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ تَقَبَّلَ مِنِّي عَمَلًا أحب اليّ من أن يكون لي مليء الأرض ذهبا.
حدثنا سعيد ثنا أَبُو مُعَاوِيَةُ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ: أَكْثَرُوا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمِي لَحَثَيْتُمُ التُّرَابَ عَلَى رَأْسِي.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ثَنَا ابْنُ شُبْرُمَةَ [2] قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُحَدِّثُ وَتَمِيمُ بْنُ حَذْلَمٍ سَاكِتٌ. فَقَالَ عبد الله: يا تميم ان استطعت أَنْ تَكُونَ أَنْتَ الْمُحَدَّثَ فَافْعَلْ.
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ ثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ يَقُولُ:
ذَاكَ رَجُلٌ مَا أَعْدِلُ بِهِ أَحَدًا- يَعْني عَبْدَ اللَّهِ-.
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْسٍ [3] عَنِ الْقَاسِمِ [4] قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَبْدِ اللَّهِ: قُمْ فَتَكَلَّمْ. فَحَمِدَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَشَهِدَ شَهَادَةَ الْحَقِّ وَشَهَادَةَ أَنْ لَا إِلَهَ الا الله وأن (171) محمدا عبده ورسوله
__________
[1] الطحان الواسطي.
[2] عبد الله بن شبرمة.
[3] عتبة بن عبد الله.
[4] القاسم بن عبد الرحمن المسعودي الكوفي القاضي.(2/549)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السلام: اللَّهمّ إِنِّي قَدْ رَضِيتُ لِأُمَّتِي مَا رَضِيَ لَهَا ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ عَنْ عَيَّاشٍ الْعَامِرِيُّ [1] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ صَاحِبَ الْوِسَادِ وَالسِّوَاكِ وَالنَّعْلَيْنِ [2] .
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [3] ثَنَا سَعِيدُ بْنُ الْحَجَّاجِ قَالَ:
قِيلَ لِلْحَسَنِ: أَيُّهُمَا خَيْرٌ أَهْلُ الْكُوفَةِ أَمْ أَهْلُ الْبَصْرَةِ؟ فَقَالَ الْحَسَنُ: كَانَ يَبْدَأُ بِأَهْلِ الْكُوفَةِ.
[مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ]
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ [4] عَنْ أَيُّوبَ [5] عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ رَجُلٍ كَانَ يَخْدِمُ معاذ قَالَ: لَمَّا مَرِضَ مُعَاذٌ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، كَانَ يُغْشَى عَلَيْهِ أَحْيَانًا وَيُفِيقُ أَحْيَانًا، فَغُشِيَ عَلَيْهِ غِشْيَةً ظَنَنَّاهُ لِمَا بِهِ قَالَ: فَأَفَاقَ وَأَنَا قُبَالَتَهُ أَبْكِي، قَالَ لِي: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: قُلْتُ أَمَا وَاللَّهِ مَا أَبْكِي عَلَى دُنْيَا كُنْتُ أَنَالُهَا مِنْكَ وَلَا عَلَى نَسَبٍ بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَلَكِنِّي أَبْكِي عَلَى الْعِلْمِ وَالْحِكَمِ الَّذِي كُنْتُ أَسْمَعُ مِنْكَ تَذْهَبُ. قَالَ: قَالَ: لَا تَبْكِ فَإِنَّ الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ مَكَانَهُمَا مَنِ ابْتَغَاهُمَا وَجَدَهُمَا وَابْتَغِهِ حَيْثُ ابْتَغَاهُ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّهُ سَأَلَ اللَّهُ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ، ثُمَّ تلا «اني ذاهب الى ربي سيهدين» [6] وابتغه بعدي أربعة نفر
__________
[1] عياش بن عمرو العامري التميمي الكوفي (تهذيب التهذيب 8/ 198) .
[2] أوردها ابن سعد (الطبقات 3/ 153) ووقع فيه «ابن عباس» بدل «عياش» وهو خطأ. وأوردها ابو نعيم (الحلية 1/ 126) ووقع فيه «عباس» بدل «عياش» وهو تصحيف.
[3] ابن عيينة.
[4] ابن زيد.
[5] السختياني.
[6] سورة الصافات آية 99.(2/550)
فَإِنْ وَجَدْتَهُ عِنْدَهُمْ وَإِلَّا فَسَائِرُ النَّاسِ أَعْقَابُهُ، عبد الله بن مسعود وعبد الله ابن سَلَامٍ وَسَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ وَعُوَيْمِرٍ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَإِيَّاكَ وَزَيْغَةَ الْحَكِيمِ وَحِكَمَ الْمُنَافِقِ. قُلْتُ لَهُ: وَكَيْفَ أَعْلَمُ زَيْغَةَ الْحَكِيمِ وَحِكَمَ الْمُنَافِقِ؟ قَالَ:
كَلِمَةُ الضلالة يُلْقِيهَا الشَّيْطَانُ عَلَى لِسَانِ الْحَكِيمِ فَلَا يَحْمِلُهَا وَلَا ... [1] مَنْهُ، وَإِنَّ الْمُنَافِقَ قَدْ يَقُولُ الْحِكْمَةَ. وَخُذِ الْعِلْمَ إِذَا جَاءَكَ فَإِنَّ عَلَى الْحَقِّ نُورًا، وَإِيَّاكَ وَمُغَمَّضَاتِ الْأُمُورِ.
قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: فَسَأَلْنَا خَلِيلَ بْنَ أَحْمَدَ عَنْ مُغَمَّضَاتِ الأمور فقال:.... [2] (172 أ) الَّذِي يُنْظَرُ فِيهِ فَلَا يَنْفَرِجُ عَنْكَ بِوَجْهِهِ مِثْلَ الْعَيْنِ الْمُغْمَضَةِ.
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنْبَأَ مَعْمَرٌ [3] قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: مَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ عِنْدَنَا بِأَعْلَمَ مِنْ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ وَلَكِنَّهُ مَاتَ سَرِيعًا.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قال: قَالَ سُفْيَانُ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ:
مَا كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ بِأَقْدَمَ هِجْرَةٍ مِنْ أَخِيهِ عُتْبَةَ وَلَكِنَّ عُتْبَةَ مَاتَ قَبْلَهُ.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ: [4] هَلْ رَأَيْتَ أَبَاكَ؟ قَالَ: لَا.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بشار حدثنا محمد بن جعفر حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ: أَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ مَعَ النبي صلى الله عليه وسلم
__________
[1] الكلمة رسمها «تنسك» ولم أتبينها.
[2] في الأصل يوجد مسح قدر كلمة.
[3] عامر بن عبد الله بن مسعود الهذلي.
[4] عامر بن عبد الله بن مسعود الهذلي.(2/551)
ليلة الجن؟ قال: لا. وسألت إبراهيم قَالَ: لَيْتَ صَاحِبَنَا كَانَ ذَاكَ.
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ثنا يحي بن سليمان عن ابن خثيم [1] عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [2] عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: أَخَّرَ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ الصَّلَاةَ بِالْكُوفَةِ، فَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ فَثَوَّبَ بِالصَّلَاةِ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ، ثُمَّ انْكَفَأَ إِلَى مَجْلِسِهِ وَأَنَا مَعَ أَبِي، فَجَاءَ رَسُولُ الْوَلِيدِ بن عقبة (172 ب) فَقَالَ:
يَقُولُ لَكَ الْوَلِيدُ مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ.
سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ [3]
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّارًا- يَعْنِي الدُّهْنِيَّ- يَقُولُ: كَانَ عَطَاءُ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ أَرْبَعَةَ آلَافٍ وَكَارَةٌ مِنْ ثِيَابٍ، فَيَتَصَدَّقُ بِهَا وَيَعْمَلُ الْخُوصَ.
حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: ثَنَا عَوْفٌ [4] عَنْ أَبِي عُثْمَانَ [5] قَالَ: قَالَ لِي سَلْمَانُ: يَا أَبَا عُثْمَانَ هَلْ رَأَيْتَ رَامَهُرْمُزَ، قَالَ:
فَإِنِّي مِنْ أَهْلِهَا [6] .
مَا جَاءَ فِي عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ النَّخَعِيِّ [7] وأصحابه
حدثنا ابو سعيد يحي بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ
__________
[1] عبد الله بن عثمان بن خثيم (تهذيب التهذيب 12/ 292) .
[2] المسعودي الكوفي القاضي.
[3] وردت ترجمة سلمان الفارسيّ قبل الروايات الأربع التي تقدمتها فآثرت تأخيرها عنها لتكتمل ترجمة عبد الله بن مسعود.
[4] عوف بن أبي جميلة الاعرابي.
[5] عبد الرحمن بن مل النهدي (تهذيب التهذيب 6/ 277) .
[6] أوردها ابن سعد من طريق عوف أيضا (الطبقات الكبرى 4/ 75) .
[7] مات علقمة بالكوفة سنة اثنتين وستين (ابن سعد: الطبقات الكبرى 6/ 92) .(2/552)
مَنْصُورٍ [1] عَنْ إِبْرَاهِيمَ [2] قَالَ: انْتَهَى عِلْمُ أَهْلِ الكوفة الى ستة مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ [3] ، فَهُمُ الَّذِينَ كَانُوا يُفْتُونَ النَّاسَ وَيُعَلِّمُونَهُمْ وَيُفْتُونَهُمْ، عَلْقَمَةُ بْنُ قَيْسٍ النَّخَعِيُّ، وَالْأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ النَّخَعِيَّ وَمَسْرُوقُ بْنُ الْأَجْدَعِ الْهَمْدَانِيُّ، وَعُبَيْدَةُ السَّلْمَانِيُّ، وَالْحَارِثُ بن قيس الجعفي، وعمرو بْنُ شُرَحْبِيلَ الْهَمْدَانِيُّ [4] .
«حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم [5] قال: كَانَ عَلْقَمَةُ يُشَبَّهُ بِعَبْدِ اللَّهِ» [6] .
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ [7] حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ حَدَّثَنَا عُمَارَةُ [8] عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ [9] قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ فَقَالَ:
اذْهَبُوا بِنَا إِلَى أَشْبَهِ النَّاسِ هَدْيًا وسمتا..... [10] بعبد الله. فلم يبد من
__________
[1] ابن المعتمر السلمي.
[2] النخعي.
[3] في الأصل «النبي صلى الله عليه وسلم» بدل «عبد الله بن مسعود» والصواب ما أثبته.
[4] أوردها ابو نعيم من طريق وكيع أيضا مختصرة وسقط منه اسم «الأسود بن يزيد» (حلية الأولياء 4/ 170) .
[5] النخعي.
[6] الخطيب: تاريخ بغداد 12/ 297.
[7] حماد بن اسامة بن زيد القرشي الكوفي.
[8] عمارة بن عمير التيمي من بني تيم الله بن ثعلبة كوفي (تهذيب التهذيب 7/ 421) .
[9] عبد الله بن سخبرة الأزدي الكوفي (تهذيب التهذيب 5/ 230) .
[10] يوجد في الأصل كلمة رسمها «وابطيه» بعد «وسمتا» ولم أتبينها وليست في ابن سعد (الطبقات 6/ 86) .(2/553)
هُوَ حَتَّى انْطَلَقْنَا إِلَى عَلْقَمَةَ [1] .
«حَدَّثَنَا عَمْرُو بن حفص بن غياث حدثنا أبي ثنا الْأَعْمَشُ ثَنَا عُمَارَةُ عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ، قَالَ: انْطَلِقُوا بْنَا إِلَى أَشْبَهِ النَّاسِ هَدْيًا وَدَلًّا وَأَمْرًا بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ. فَقُمْنَا مَعَهُ مَا يُبْدِي أَيْنَ يُرِيدُ حَتَّى دَخَلَ بِنَا عَلَى عَلْقَمَةَ» [2] .
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْخَلِيلِ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ [3] عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ حُذَيْفَةَ وَأَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَجَلَسَ بَيْنَ أَيْدِيهِمَا فَسَأَلَهُمَا عَنْ فَرِيضَةٍ، فَجَعَلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَنْظُرُ إِلَى صَاحِبِهِ، وَلَمْ يَرُدَّا عَلَيْهِ شَيْئًا، فقال لهما الرجل:
أَلَا تُجِيبَانِي عَمَّا سَأَلْتُكُمَا عَنْهُ، فَسَكَتَا عَنْهُ فَلَمْ يَرُدَّا عَلَيْهِ شَيْئًا. فَقُلْتُ لَهُمَا:
إِنْ شِئْتُمَا أَنْبَأْتُكُمَا مَا كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَقُولُ فِيهَا. قَالا: وَإِنَّ فِيكُمْ مَنْ يَحْفَظُ قَوْلَهُ؟ قلت: نعم، (173 أ) كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا. فَقَالَا: لقد روينا انها كذلك ولكنا خشينا ان تكون قَدْ نَسِينَا.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عن إبراهيم قال: قال علقمة [4] :
__________
[1] أوردها ابن سعد من طريق الأعمش (الطبقات 6/ 86) ويحذف «فلم يبد من هو حتى» .
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 12/ 298 ويذكر «ما ندري» بدل «ما يبدي» وأوردها ابو نعيم من طريق الأعمش باختصار (حلية الأولياء 2/ 98) ووقع فيه «عمر» بدل «عمرو» وهو خطأ (انظر ابن أبي حاتم:
الجرح والتعديل ج 3 قسم 1/ 237) وذكر أنه عمرو بن شرحبيل ابو ميسرة الكوفي الهمدانيّ.
[3] النخعي.
[4] في الأصل «عبد الله» والتصويب من (ابن سعد: الطبقات 6/ 87، والحلية لابي نعيم 2/ 101) .(2/554)
مَا حَفِظْتُ وَأَنَا شَابٌّ فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ فِي قِرْطَاسٍ أَوْ وَرَقَةٍ [1] .
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ غَالِبٍ أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ:
قُلْتُ لِإِبْرَاهِيمَ: عَلْقَمَةُ كَانَ أَفْضَلَ أَوِ الْأَسْوَدُ [2] . قَالَ: عَلْقَمَةُ وَقَدْ شَهِدَ صِفِّينَ.
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: قِيلَ لِعَلَقْمَةَ: أَلَا تَخْرُجُ فَتُحَدِّثَ النَّاسَ؟ قَالَ: أَخْرُجُ فَيَتَّبِعُونَ عَقِبِي فَيَقُولُونَ هَذَا عَلْقَمَةُ [3] . قَالُوا: أَفَلَا تَدْخُلُ عَلَى السُّلْطَانِ فَتَنْتَفِعَ؟ قَالَ: إِنِّي لَا أُصِيبُ مِنْ دُنْيَاهُمْ شَيْئًا إِلَّا أَصَابُوا مِنْ دِينِي مِثْلَهُ [4] .
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قَالَ عَلْقَمَةُ لِمَسْرُوقٍ: اكْتُبْ لِيَ النَّظَائِرَ. قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْكِتَابَ يُكْرَهُ؟
قَالَ: إِنَّمَا أَنْظُرُ فِيهِ ثُمَّ أَمْحُوهُ. قَالَ: لَا بَأْسَ [5] .
حَدَّثَنَا ابن نمير حدثنا أبي ثنا الأعمش عن إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ عَلْقَمَةُ إِذَا خَطَبَ فِي نِكَاحٍ قَصَّرَ دُونَ أَهْلِهِ [6] .
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ: أَنَّ أَبَا بردة كتب
__________
[1] أوردها ابو نعيم: الحلية 2/ 100- 101.
[2] الأسود بن يزيد النخعي.
[3] قارن بحلية الأولياء 2/ 100.
[4] قارن بابن سعد 6/ 89.
[5] الخطيب: تقييد العلم 58- 59.
[6] أوردها ابو نعيم من طريق الأعمش أيضا بلفظ «كان علقمة يتزوج الى أهل بيت دون أهل بيته. يريد بذلك التواضع» (حلية الأولياء 2/ 100) .(2/555)
عَلْقَمَةَ فِي الْوَفْدِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَلْقَمَةُ: امْحُنِي امْحُنِي [1] .
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِي الْمُعَلَّى الْعَطَّارِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عُبَيْدَةَ [2] فَسُئِلَ عَنْ قَوْلِ عَبْدِ اللَّهِ فِي الْجَدِّ، فَقَالَ:
كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُوَرِّثُهُ إِلَى السُّدُسِ لَا يَنْقُصُهُ شيئا فاخرني مَا قَدَّمَ وَمَا حَدَّثَ.
فَقُلْتُ: وَاللَّهِ إِنْ كَانَ حَدِيثُ عَلْقَمَةَ كُلُّهُ هَذَا مَا أَدْرِي مَا أَحْسَبُ حَدِيثَ عَلْقَمَةَ، وَمَا عُبَيْدَةُ عِنْدِي بِمُتَّهَمٍ، فَمَرَرْتُ بِعُبَيْدِ بْنِ نَضْلَةَ [3] وَهُوَ عَلَى بابه فقال: يا أعور ما لي أراك مكتئبا؟ قال: قلت لا والله ألا إِنِّي كُنْتُ عِنْدَ عُبَيْدَةَ فَسُئِلَ عَنْ قَوْلِ عَبْدِ اللَّهِ فِي الْجَدِّ فَقَالَ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُوَرِّثُهُ إِلَى السُّدُسِ لَا يَنْقُصُهُ شَيْئًا فاخرني ما قدم وما حدث، (173 ب) فَقُلْتُ وَاللَّهِ إِنْ كَانَ حَدِيثُ عَلْقَمَةَ هَكَذَا كُلُّهُ مَا أَدْرِي مَا أَحْسَبُ حَدِيثَ عَلْقَمَةَ وَمَا عُبَيْدَةُ عِنْدِي بِمُتَّهَمٍ، وَكَانَ قَالَ عَلْقَمَةُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ إِنَّهُ كَانَ يُوَرِّثَهُ إِلَى الثُّلُثِ. قَالَ: فَقَالَ لِي: قَدْ صَدَقَا جَمِيعًا. قُلْتُ: وَكَيْفَ ذَاكَ؟ قَالَ: إِنَّ عُبَيْدَةَ كَانَ نَائِيَ الدَّارِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَقُولُ إِلَى السُّدُسِ، وَكَانَ عَلْقَمَةُ أَلْزَمَهُمَا إِلَيْهِ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بَعْدُ إِلَى الثُّلُثِ، فَأَخْبَرَ عَلْقَمَةَ بِقَوْلِهِ الْآخِرِ وَعُبَيْدَةَ بِقَوْلِهِ الْأَوَّلِ.
حدثنا أبو بكر الحميدي حدثنا سفيان عن أبي إسحاق قال: كان علقمة
__________
[1] أوردها ابن سعد (الطبقات الكبرى 6/ 89) وزاد «الى معاوية» بعد «الوفد» .
[2] السلماني.
[3] في الأصل «نفيل» والتصويب من تهذيب التهذيب 7/ 75 وهو ابو معاوية الخزاعي الكوفي المقرئ.(2/556)
مِنَ الرَّبَّانِيِّينَ [1] .
«حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ [2] عَنْ عَمِّهِ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ:
كَانَ شُرَيْحٌ أَعْلَمَهُمْ بِالْقَضَاءِ، وَكَانَ عُبَيْدَةُ يُوَازِي شُرَيْحًا فِي الْقَضَاءِ» [3] ، وَكَانَ عَلْقَمَةُ انْتَهَى إِلَى قَوْلِ عبد الله، وكان ربيع بن خثيم أَشَدَّ الْقَوْمِ وَرَعًا وَأَقَلَّهُمْ عِلْمًا.
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا حَفْصٌ عَنْ أَشْعَثَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ:
أَدْرَكْتُ الْكُوفَةَ وَبِهَا أَرْبَعَةٌ مِمَّنْ يُعَدُّ بِالْفِقْهِ فَمَنْ بَدَأَ بِالْحَارِثِ ثَنَّى بِعُبَيْدَةَ، وَمَنْ بَدَأَ بِعُبَيْدَةَ ثَنَّى بِالْحَارِثِ وَعَلَقْمَةُ الثَّالِثُ وَشُرَيْحٌ الرَّابِعُ. ثُمَّ يَقُولُ ابْنُ سِيرِينَ: وان أربعة أخسهم شريحا لَخِيَارٌ.
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا حَفْصٌ [4] عَنْ أَشْعَثَ [5] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: أَدْرَكْتُ الْكُوفَةَ وَبِهَا أَرْبَعَ مِائَةٍ مِمَّنْ يَطْلُبُ الْعِلْمَ.
حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْأَشَجُّ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: ذَهَبْتُ أَنَا وَفِطْرٌ [6] إلى عبد الله بن أبي الهذيل نسأله عَنْ حَدِيثٍ، فَقَالَ: يُقْتَلُ عُثْمَانُ وَتَسْأَلُونَ عَنِ الْأَحَادِيثِ!.
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَخْبَرَنِي أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: كان ابو
__________
[1] أوردها ابن سعد من طريق أبي إسحاق عن مرة، فزاد «عن مرة» (الطبقات 6/ 91) .
[2] عبد الله بن إدريس.
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 11/ 119.
[4] حفص بن غياث.
[5] احسبه أشعث بن عبد الملك الحمراني.
[6] فطر بن خليفة القرشي المخزومي الحناط (تهذيب التهذيب 8/ 300) .(2/557)
صَالِحٍ [1] إِذَا ذُكِرَ عُثْمَانُ يَبْكِي حَتَّي يَقُولَ هَاهْ هَاهْ.
حدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ أَخْبَرَنِي ابْنُ إِدْرِيسَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ قال: أبى قلبي الا حب عثمان.
«حدثنا آدَمُ [2] ثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْمُغِيرَةِ [3] عَنْ إِبْرَاهِيمَ [4] قَالَ: كَنَّى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ عَلْقَمَةَ بْنَ قَيْسٍ أَبَا شِبْلٍ، وَكَانَ عَلْقَمَةُ عَقِيمًا لَا يُولَدُ لَهُ» [5] .
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرحيم حدثنا عَلِيٌّ [6] قَالَ: أَعْلَمُ النَّاسِ بِعَبْدِ اللَّهِ عَلَقَمَةُ والأسود [7] ، وعبيدة [8] (174 أ) وَالْحَارِثُ بْنُ قَيْسٍ وَعَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلَ وَآخَرُ ذَكَرَهُ، فَكَانَ عِلْمُ هَؤُلَاءِ وَحَدِيثُهُمُ انْتَهَى إِلَى سفيان بن سعيد، وكان يحي بْنُ سَعِيدٍ [9] بَعْدَ سُفْيَانَ يُعْجِبُهُ هَذَا الطَّرِيقُ وَيَسْلُكُهُ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ [10] قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ [11] قَالَ: سَمِعْتُ زُبَيْرًا [12] يَقُولُ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يَقُولُ:
__________
[1] باذام ويقال باذان.
[2] ابن أبي اياس.
[3] ابن مقسم الضبي.
[4] النخعي.
[5] الخطيب: تاريخ بغداد 12/ 297.
[6] ابن المديني.
[7] الأسود بن يزيد النخعي.
[8] السلماني.
[9] القطان.
[10] هو محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي (طبقات خليفة 172) .
[11] الثوري.
[12] زبير بن موسى بن ميناء المكيّ (تهذيب التهذيب 3/ 320) .(2/558)
كَانَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللَّهِ شُيُوخَ هَذِهِ الْأُمَّةِ.
[الْأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ]
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا حَنَشُ بْنُ الْحَارِثِ [1] قَالَ: رَأَيْتُ الْأَسْوَدَ بْنَ يَزِيدَ [2] وَقَدْ ذَهَبَتْ إِحْدَى عَيْنَيْهِ مِنَ الصَّوْمِ [3] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا حَنَشٌ عَنْ زِيَادٍ النَّخَعِيِّ قَالَ: كَانَ الْأَسْوَدُ يَصُومُ فِي السَّفَرِ حَتَّى يَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ مِنَ الْعَطَشِ فِي الْيَوْمِ الْحَارِّ، وَنَحْنُ يشرب أحدنا مرارا قبل ان يفرغ من راحلته فِي غَيْرِ رَمَضَانَ [4] .
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا حَنَشٌ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُدْرِكٍ [5] أَنَّ عَلْقَمَةَ كَانَ يَقُولُ لِلْأَسْوَدِ: مَا تُعَذِّبُ هَذَا. فَيَقُولُ: إِنَّمَا أُرِيدُ بِهِ الرَّاحَةَ [6] .
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا حَنْشٌ عَنْ زِيَادٍ النَّخَعِيِّ قَالَ: سَافَرْتُ مَعَ الْأَسْوَدِ إِلَى مَكَّةَ، فَكَانَ إِذَا حَضَرَ وَقْتُ الصَّلَاةِ نَزَلَ عَلَى أَيِّ حَالٍ كَانَ عليه، وان
__________
[1] النخعي الكوفي (تهذيب التهذيب 3/ 57) و (طبقات ابن سعد 6/ 71) .
[2] توفي الأسود بن يزيد بالكوفة سنة خمس وسبعين (طبقات ابن سعد 6/ 75) .
[3] أوردها ابن سعد (الطبقات 6/ 71) وابو نعيم (حلية الأولياء 2/ 104) .
[4] أوردها ابن سعد (الطبقات 6/ 71) ووقع فيه «رياح» بدل «زياد» .
[5] في الأصل «مهدي» والتصويب من ابن سعد (الطبقات 6/ 71) وانظر 2/ 583 و 2/ ق 203 أمن تاريخ الفسوي.
[6] أوردها ابن سعد (6/ 71) وذكر «ما تعذب هذا الجسد» وأوردها ابو نعيم في حلية الأولياء 2/ 103 من طريق آخر وأوردها من طريق حنش أيضا في 2/ 104.(2/559)
كَانَ عَلَى حَزُونَةٍ [1] نَزَلَ فَصَلَّى، وَإِنْ كَانَ يَدُ نَاقَتِهِ فِي صُعُودٍ أَوْ هُبُوطٍ أَنَاخَ وَلَمْ يَنْتَظِرْ [2] .
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مِسْعَرٍ قَالَ: كَانَ أَبُو وَائِلٍ [3] يَأْتِي الْأَسْوَدَ بْنَ يَزِيدَ فَيَقُولُ: مَا جِئْتُكَ من مرة الا تمنيت ان الناس ينعوك إِلَيَّ. قَالَ: فَقَالَ الْأَسْوَدُ: آسَى عَلَى شَهْرٍ أعيشه فيكتب الله لِي فِيهِ خَمْسِينَ صَلَاةً. قَالَ مِسْعَرٌ: فَكَانَ قَوْلُ الْأَسْوَدِ أَعْجَبَ إِلَيْهِمْ.
حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْخَلِيلِ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَقِيتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْأَسْوَدِ وَهُوَ يَمْشِي بِجَنْبِ الحائط، قال: فقلت له: مالك؟ قَالَ: أَكْرَهُ أَنْ يَسْتَقْبِلَنِي إِنْسَانٌ فَيَسْأَلَنِي عَنْ شَيْءٍ.
قَالَ: قُلْتُ لَهُ: لَكِنَّ عُمَرَ كَانَ شديد الوطيء عَلَى الْأَرْضِ لَهُ صَوْتٌ جَهُورِيٌّ.
[مَسْرُوقُ بْنُ الْأَجْدَعِ]
حَدَّثَنِي أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالا: ثَنَا سَعِيدٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: حَجَّ مَسْرُوقٌ [4] فَمَا نَامَ إِلَّا سَاجِدًا عَلَى وَجْهِهِ [5] .
حَدَّثَنَا أَبُو النعمان حدثنا حماد بن زيد (174 ب) عن أنس بن سيرين
__________
[1] الحزونة: المكان الخشن (طبقات ابن سعد 6/ 71) .
[2] أوردها ابن سعد (الطبقات 6/ 71) .
[3] شقيق بن سلمة.
[4] مسروق بن الأجدع الهمدانيّ الكوفي الفقيه مات 63 هـ (تهذيب التهذيب 10/ 111) .
[5] أوردها ابو نعيم من طريق أبي إسحاق أيضا، لكنه يذكر «شعبة» بدل «سعيد» (حلية الأولياء 2/ 95) .(2/560)
قَالَ: بَلَغَنَا بِالْكُوفَةِ أَنَّ مَسْرُوقًا كَانَ يَفِرُّ مِنَ الطَّاعُونِ، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ مُحَمَّدٌ.
قَالَ: وَقَالَ: انْطَلِقْ بِنَا إِلَى امْرَأَتِهِ نَسْأَلُهَا. قَالَ: فَدَخَلْنَا عَلَيْهَا فَسَأَلْنَاهَا عَنْ ذَلِكَ فَقَالَتْ: كَلَّا وَاللَّهِ مَا كَانَ يَفِرُّ وَلَكِنَّهُ كَانَ يَقُولُ: أَيَّامُ تَشَاغُلٍ فَأُحِبُّ أَنْ أَخْلُوَ لِلْعِبَادَةِ. وَكَانَ شَيْخاً يَخْلُو لِلْعِبَادَةِ، قَالَتْ: فَرُبَّمَا جَلَسْتُ خَلْفَهُ أَبْكِي مِمَّا أَرَاهُ يَصْنَعُ بِنَفْسِهِ، وَكَانَ يُصَلِّي حَتَّى تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ. قَالَتْ [1] :
وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: الطَّاعُونُ وَالْبَطْنُ وَالنُّفَسَاءُ وَالْغَرَقُ مَنْ مَاتَ فِيهِنَّ مُسْلِمًا فَهِيَ لَهُ شَهَادَةٌ [2] .
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [3] ثَنَا أَيُّوبُ بْنُ عَائِذٍ الطَّائِيُّ قَالَ: قُلْتُ لِلشَّعْبِيِّ: رَجُلٌ نَذَرَ أَنْ يَنْحَرَ ابْنَهُ. قَالَ: لَعَلَّكَ مِنَ النَّخَّاسِينَ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ كَانَ أَطْلَبَ لِعِلْمٍ فِيِ أُفُقٍ مِنَ الْآفَاقِ مِنْ مَسْرُوقٍ [4] ، قَالَ: لَا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةٍ.
حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْخَلِيلِ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ مُسْلِمٍ [5] قَالَ: كَانَ مَسْرُوقُ بْنُ الْأَجْدَعِ رَجُلًا مَأْمُومًا [6] فكان يقول:
ما يسرني ان لي بها كَذَا وَكَذَا مِنَ الدُّنْيَا وَلَوْلَا هِيَ مَا أَمِنْتُ أَنْ يَسْتَخِفَّنِي بَعْضُ هَذِهِ الْفِتَنِ [7] . وَكَانَ عَلَى السِّلْسِلَةِ فَقَدِمَ إِلَى الْكُوفَةِ، وَاشْتَرَى كَبْشًا
__________
[1] في الأصل «قال» والتصويب من طبقات ابن سعد 6/ 81.
[2] أوردها ابن سعد (الطبقات 6/ 81) .
[3] ابن عيينة.
[4] أوردها باختصار ابو نعيم: حلية الأولياء 2/ 95.
[5] مسلم بن صبيح الهمدانيّ ابو الضحى من رجال التهذيب.
[6] في الأصل «مأمونا» وهو تصحيف، والصواب ما أثبته، والمأموم: الّذي أصابته شجة في أم رأسه.
[7] انظر قوله في تهذيب التهذيب 10/ 111 وذكر ان يده كانت قد شلت يوم القادسية.(2/561)
باثنين وعشرين درهما، لم يكن عنده نقد فاستقرضها مِنْ بَعْضِ جِيرَتِهِ، فَدَخَلَ الْقَصْرَ وَأَنَا مَعَهُ، فَلَقِيَهُ قَوْمٌ فَأَثْنَوْا عَلَيْهِ فَقَالُوا: جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا فَقَدْ عَدَلْتَ وَأَحْسَنْتَ، فَلَمْ يَزِدْهُمْ عَلَى أَنْ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ «أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حسنا» [1] حَتَّى بَلَغَ «ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ المحضرين» [2] .
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ ثَنَا زُهَيْرٌ [3] قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ [4] يَقُولُ:
كَانَ أَبُو مَيْسَرَةَ عَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلَ يَقُولُ: لَيْتَ أُمِّي لَمْ تَلِدْنِي. فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: لِمَ يَا أَبَا ميسرة؟ قال لأني أوعدت اني وَارِدٌ [5] وَلَمْ أُوعَدْ أَنِّي صَادِرٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ بَشَّارٍ [6] ثَنَا أَبُو دَاوُدَ [7] وَسَالِمٌ [8] قَالا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: قَلْبُ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ مِنْ ذهب.
(175 أ) .
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: قَالَ شُعْبَةُ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي إِسْحَاقَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: إِنَّ شُعْبَةَ يَقُولُ إِنَّكَ لَمْ تَسْمَعْ مِنْ عَلْقَمَةَ شَيْئًا.
قَالَ: صَدَقَ.
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عن أبي إسحاق قال: كان
__________
[1] ، (2) سورة القصص: آية 61.
[3] ابن معاوية الجعفي.
[4] السبيعي.
[5] يريد قوله تعالى وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها 19: 71 سورة مريم: آية 71.
[6] محمد بن بشار بندار.
[7] سليمان بن داود الطيالسي.
[8] لعله سالم بن نوح بن أبي عطاء البصري الجزري العطار (تهذيب التهذيب 3/ 443) .(2/562)
عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَرُئِيَ ذُكِرَ اللَّهُ [1] .
أَخْبَارُ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ
حَدَّثَنَا أبو نعيم وقبيصة قالا: ثنا سفيان عن مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ:
قَالَ فُلَانٌ: مَا أَرَى الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ تَكَلَّمَ بِكَلَامٍ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً إِلَّا بِكَلِمَةٍ تَصْعَدُ [2] .
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَقَبِيصَةُ قَالا: ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ نُسَيْرِ بن ذعلوق عن إبراهيم التيمي اخبرني مَنْ صَحِبَ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ عِشْرِينَ عَامًا مَا سَمِعَ مِنْهُ كَلِمَةً تُعَابُ [3] .
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [4] عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَيْمِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
جَالَسْتُ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ سَنَتَيْنِ فَمَا سَأَلَنِي عَنْ شَيْءٍ مِمَّا فِيهِ النَّاسُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ لِي مَرَّةً: أُمُّكَ حَيَّةٌ؟ كَمْ لَكُمْ مِنْ مَسْجِدٍ [5] ؟.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قالَ: بَلَغَنِي أَنَّ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ لَمْ يُرَ جَالِسًا فِي مَجْلِسٍ مُنْذُ اتَّزَرَ بِإِزَارِهِ [6] .
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ نُسَيْرِ بْنِ ذُعْلُوقٍ عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ قَالَ: قَالَ لِي الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ حين قتل الحسين: «اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ 39: 46
__________
[1] أوردها ابن سعد (الطبقات 6/ 118) .
[2] أوردها ابن سعد (الطبقات 6/ 185) وابو نعيم (حلية الأولياء: 2/ 109) .
[3] أوردها ابن سعد (الطبقات 6/ 185) .
[4] الثوري.
[5] أوردها ابن سعد (الطبقات 6/ 191) وابو نعيم من طريق سفيان أيضا (الحلية 2/ 110) .
[6] أوردها ابن سعد (الطبقات 6/ 183) وأضاف «ولا على ظهر طريق» بعد «مجلس» .(2/563)
وَالْأَرْضِ عالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبادِكَ في ما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ [1] » 39: 46 [2] .
حَدَّثَنَا [3] سُفْيَانُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ إِذَا قِيلَ لِلرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ كَيْفَ أَصْبَحْتُمْ قَالَ: أصبحنا ضعفاء مذنبين، نأكل أرزاقنا، وننتظر آجالنا [4] .
«حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: قَالَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ: إِنَّ مِنَ الْحَدِيثِ حَدِيثًا لَهُ ضَوْءٌ كَضَوْءِ النَّهَارِ تَعْرِفُهُ، وَإِنَّ مِنَ الْحَدِيثِ حَدِيثًا لَهُ ظُلْمَةٌ كَظُلْمَةِ اللَّيْلِ تُنْكِرُهُ» [5] .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عن سعيد [6] (175 ب) عن مدر الثَّوْرِيِّ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ قَالَ: كَانَ إِذَا جَاءَهُ الرَّجُلُ قَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ اتَّقِ اللَّهَ فِيمَا عَلِمْتَ، وَمَا [7] اسْتُؤْثِرَ عَلَيْكَ فَكِلْهُ إِلَى عَالِمِهِ، لَأَنَا فِي الْعَمْدِ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ مِنِّي فِي الْخَطَأِ، وَمَا أَخْيَارُكُمُ الْيَوْمَ بِخَيْرٍ وَلَكِنْ خَيْرٌ مَنْ آخِرِهِمْ شَرٌّ مِنْهُمْ [8] ، لَا يَتَّبِعُونَ الْحَقَّ حَقَّ اتِّبَاعِهِ، وَلَا يَفِرُّونَ من الشر
__________
[1] سورة الزمر: آية 46.
[2] أوردها ابن سعد (6/ 190) من طريق سفيان بألفاظ مقاربة، وأوردها ابو نعيم من طريق آخرها وأشار الى طريق سفيان أيضا (الحلية 2/ 111) .
[3] الضمير يعود الى أبي نعيم.
[4] أوردها ابن سعد (6/ 185) وابو نعيم (حلية الأولياء 2/ 109) .
[5] الخطيب: الكفاية 431 وأوردها ابن سعد من طريق آخر (الطبقات 6/ 186) .
[6] ابن مسروق.
[7] في الأصل «وفيما» وما أثبته من ابن سعد «الطبقات 6/ 185» .
[8] في الأصل «منه» وما أثبته من ابن سعد 6/ 185.(2/564)
حَقَّ فِرَارِهِ، وَمَا كُلُّ مَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَدْرَكَكَ ثُمَّ [مَا] كُلُّ مَا تَقْرَءُونَ تَدْرُونَ مَا هُوَ. ثُمّ قَالَ: السَّرَائِرَ- ثَلَاثًا- اللَّاتِي تَخْفَى عَلَى النَّاسِ وَهُنَّ للَّه [1] بَوَادٍ، فَالْتَمِسُوا دَوَاءَهُنَّ. ثُمَّ يَقُولُ: وَمَا دَوَاؤُهُنَّ؟ تَتُوبُ ثُمَّ لَا تَعُودُ [2] .
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ الْمُنْذِرِ الثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ يَقُولُ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا. ثُمَّ يَقُولُ: مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ضَاقَ عَلَى النَّاسِ.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ [3] عَنْ يَسَارٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ [4] قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَأَخِي حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ فِي مَسْجِدِهِ فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيْنَا السَّلَامَ، ثُمَّ قَالَ لَنَا: مَا جَاءَ بِكُمْ؟
قُلْنَا لَهُ: تَذْكُرُ اللَّهَ وَنَذْكُرُهُ، وَتَحْمَدُ اللَّهَ وَنَحْمَدُهُ مَعَكَ. قَالَ: فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ: الْحَمْدُ للَّه إِذْ [5] لَمْ تَقُولَا جِئْنَاكَ لِتَشْرَبَ وَنَشْرَبَ مَعَكَ وَلَا لِتَزْنِيَ وَنَزْنِيَ مَعَكَ [6] .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ سَعِيدٍ [7] عن أبي وائل
__________
[1] في الأصل «له» وما أثبته من حلية الأولياء 2/ 108.
[2] أوردها ابن سعد (6/ 185) من طريق سعيد بن مسروق أيضا، والزيادة منه. وأوردها ابو نعيم (الحلية: 2/ 108) من طريق سعيد بن مسروق أيضا بألفاظ مقاربة.
[3] الاشجعي مولاهم (تهذيب التهذيب 3/ 150) .
[4] شقيق بن سلمة.
[5] في الأصل «الّذي» وما أثبته من حلية الأولياء (2/ 111) .
[6] أوردها ابو نعيم من طريق خلف بن خليفة (حلية الأولياء 2/ 111) .
[7] سعيد بن مسروق.(2/565)
قَالَ: أَتَيْنَا رَبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ فِي دَارِهِ. قَالَ رَجُلٌ: إِنَّكُمْ لَتَلْقَوْنَ رَجُلًا إِنْ حَدَّثَكُمْ صَدَقَكُمْ، وَإِنِ ائْتَمَنْتُمُوهُ لَمْ يَخُنْكُمْ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ، فَقَالَ: الْحَمْدُ للَّه الَّذِي لَمْ تَأْتُونِي لِأَزْنِي فتزنون معي، ولا لأسرق فتسرقون، وَلَا لِأَشْرَبَ فَتَشْرَبُونَ مَعِي [1] .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ مُنْذِرٍ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ قَالَ: كَانَ يَقُولُ: قُولُوا خَيْرًا، وَافْعَلُوا خَيْرًا، وَدُومُوا عَلَى صَالِحِ ذَلِكَ، وَاسْتَكْثِرُوا مِنَ الْخَيْرِ، وَاسْتَقِلُّوا مِنَ الشر، لا تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ، وَلَا يَطُولُ عَلَيْكُمُ الْأَمَدُ، وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قالُوا سَمِعْنا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ 8: 21 [2] » [3] . (176 أ) .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عن سعيد عن منذر حدثنا بكر ابن مَاعِزٍ عَنْ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ [4] : أَخْزِنْ عَلَيْكَ لسانك الا ممالك ولا عليك فاني اتهمت الناس على دِينِي [5] .
وَبِهِ عَنْ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ أَنَّهُ كَانَ إِذَا سَجَدَ فِي سُورَةِ الرَّعْدِ قَالَ: بل
__________
[1] أوردها ابن سعد من طريق إسرائيل أيضا (الطبقات 6/ 184) .
[2] سورة الأنفال: آية 21.
[3] أوردها ابن سعد من طريق إسرائيل أيضا (6/ 187) .
[4] في الأصل «عن ربيع بن خثيم حدثنا بكر بن ماعز «وهو مقلوب وانظر ابن سعد (الطبقات 6/ 183) .
[5] أوردها ابن سعد من طريق سعيد بن مسروق قال «قلما كان الربيع بن خثيم يمر على المجلس وفيه بكر بن ماعز الا قال له:
أخزن ... » (الطبقات 6/ 183) وأوردها ابو نعيم (الحلية 2/ 108) من طريق آخر.(2/566)
طوعا يا ربنا.
حدثنا عثمان بن زفر حَدَّثَنَا رَبِيعٌ [1] عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ عَنِ الرَّبِيعِ ابن خُثَيْمٍ قَالَ: كُلُّ مَا لَا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللَّهِ يضمحل [2] .
حدثنا عبيد الله بن موسى قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ مُنْذِرٍ قَالَ: كَانَ الرَّبِيعُ يَكْنِسُ حُشَّهُ [3] . قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: فَقَالَ: إِنِّي لَأُحِبُّ أَنْ آخُذَ مِنْهُ نَصِيبًا [4] .
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ ثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ [5] قَالَ: مَرَتُ امْرَأَةٍ عَلَى الرَّبِيعِ فَقَالَ هَكَذَا وَغَضَ بَصَرَهُ وَلَمْ يُغْمِضْ عَيْنَيْهِ.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله ابنا الْأَعْمَشُ عَنْ مُنْذِرٍ أَنَّ الرَّبِيعَ قَالَ لِأَهْلِهِ: اصنعوا لي خبيصا- قال: وَكَانَ لَا يَكَادُ يَشْتَهِي عَلَيْهِمْ شَيْئًا- قَالَ: فَصَنَعُوهُ، قَالَ:
فَأَرْسَلَ إِلَى جَارٍ لَهُ مُصَابٍ فَجَعَلَ يَأْكُلُ وَلُعَابُهُ يَسِيلُ. قَالَ: فَقَالَ أَهْلُهُ:
مَا يَدْرِي مَا أَكَلَ. قَالَ الرَّبِيعُ: لَكِنَّ اللَّهَ يَدْرِي [6] .
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَرِيَّةِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ قَالَتْ: كَانَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ يُعْجِبُهُ الْحُلْوُ فَيَقُولُ: اصْنَعُوا لي طعاما. وصنع له طعام
__________
[1] ربيع بن منذر الثوري.
[2] أوردها ابن سعد من طريق ربيع أيضا (الطبقات 6/ 186) .
وأوردها ابو نعيم من طريق آخر (الحلية 2/ 107) .
[3] الحش: الكنيف.
[4] أوردها ابن سعد من طريق الأعمش بألفاظ مقاربة (الطبقات 6/ 189) وابو نعيم من طريق الأعمش أيضا (الحلية 2/ 116) .
[5] النخعي.
[6] أوردها ابن سعد (الطبقات 6/ 188) وأضاف «كان به خبل» بعد «مصاب» وقال «يلقمه» بدل «يأكل» ، وأوردها ابو نعيم من طريق الأعمش أيضا (حلية الأولياء 2/ 107) .(2/567)
كَثِيرٌ، فَيَدْعُو فَرُّوخًا وَفُلَانًا فَيُطْعِمُهُمُ الرَّبِيعُ بِيَدِهِ وَيَسْقِيهِمْ، وَيَشْرَبُ مِنْ شَرَابِهِمْ. قَالَ: فَيُقَالُ لَهُ: مَا يَدْرِيَانِ مَا هَذَا وَمَا تُطْعِمُهُمَا. قَالَ: فَيَقُولُ:
لَكِنَّ اللَّهَ يَدْرِي.
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثَنَا قَيْسُ بْنُ مُسْلِمٍ [1] عَنْ حَرَّابِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ السَّائِلُ إِذَا أَتَى الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ قَالَ: أَطْعِمُوهُ سُكَّرًا فَإِنِّي أُحِبُّ السُّكَّرَ [2] .
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ زُفَرَ [3] ثَنَا الرَّبِيعُ [4] عَنْ أَبِيهِ أَوْ عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ قَالَ: جَاءَ سَائِلٌ إِلَى الرَّبِيعِ فَقَالَ: يَا جَارِيَةُ أَطْعِمِيهِ سُكَّرًا. قَالَتْ:
وَمَا يَرْجُو بِالسُّكَّرِ هُوَ إِلَى غَيْرِهِ أَحْوَجُ. قَالَ: الرَّبِيعُ يُعْجِبُهُ فَأَطْعِمِيهِ مِمَّا يُعْجِبُ الرَّبِيعَ [5] .
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ ثنا سفيان عن سعيد (176 ب) بْنِ مَسْرُوقٍ عَنْ أَبِي يَعْلَى قَالَ: رَآنِي رَبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ وَأَنَا يُعْجِبُنِي الصُّحُفُ، فَقَالَ: يَا أَبَا يَعْلَى لَمْ أَطْرُقْكَ بِصَحِيفَةٍ عَلَيْهَا خَاتَمٌ مِنْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَرَأَ تَعالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ 6: 151 ... الْآيَةَ [6] .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ [7] أَنْبَأَ مَالِكُ بْنُ مِغْوَلَ حَدَّثَنَا
__________
[1] الجدلي العدوانيّ الكوفي (تهذيب التهذيب 8/ 403) .
[2] أوردها ابو نعيم في حلية الأولياء 2/ 115 من طريق آخر.
[3] التيمي الكوفي ابو زفر (تهذيب التهذيب 7/ 116) .
[4] ابن المنذر الثوري.
[5] قارن بابن سعد الطبقات 6/ 188.
[6] سورة الأنعام: آية 151، وقارن بابن سعد (الطبقات 6/ 186- 187) .
[7] هو ابن المبارك.(2/568)
شعبي قَالَ: مَا جَلَسَ رَبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ عَلَى مجلس ولا على ظهر طريق كذا كذا قَالَ أَخَافُ أَنْ يُظْلَمَ رَجُلٌ فَلَا أَنْصُرُهُ، وَأَنْ يَفْتَرِيَ رَجُلٌ عَلَى رَجُلٍ فَأُكَلَّفُ عَلَيْهِ الشهادة، أو يسلم عليّ فلم أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ، أَوْ يَقَعَ عَنْ حَامِلَةٍ حِمْلَهَا فَلَا أَحْمِلُ عَلَيْهَا. قَالَ: فَأَنْشَأَ يَذْكُرُ مِنْ هَذَا. قَالَ: وَكَنَّا نَدْخُلُ عَلَيْهِ سَنَةً [1] .
حدثنا ابن عثمان ثنا عبد الله أخبرنا عِيسَى بْنُ عُمَرَ [2] قَالَ: كَأَنَّهُمْ ذَكَرُوا عِنْدَ الرَّبِيعِ شَيْئًا مِنْ أَمْرِ النَّاسِ، فَقَالَ الرَّبِيعُ: ذِكْرُ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ ذِكْرِ الرِّجَالِ.
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَيْضًا عِيسَى بْنُ عُمَرَ ثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ قَالَ: مَا سَمِعْنَا [مِنِ] ابْنِ خُثَيْمٍ كَلِمَةً يُرَى أَنَّهُ عَصَى اللَّهَ فِيهَا مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً.
حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ثَنَا عِيسَى بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ قَالَ: مَرَّ رَبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ فَقَالَ بَعْضُهُمْ [3] لِجَلِيسِ رَبِيعٍ: فِي أَيِّ وَادٍ يَهِيمُ هَذَا. قَالَ: وَاللَّهِ مَا نَدْرِي مَا نَحْنُ حِينَ نَقُومُ مِنْ عِنْدِهِ إِلَّا كَهَيْئَتِنَا حِينَ نَجْلِسُ. قَالَ: أَدْخِلْنِي عَلَيْهِ فَإِنِّي قَلَّمَا كَلَّمْتُ رَجُلًا إِلَّا كِدْتُ أَعْرِفُ بَحْرَهُ الَّذِي يَأْخُذُ مِنْهُ. قَالَ: فَدَخَلَا عَلَيْهِ، فَتَكَلَّمَ مَعَهُمْ، وَكَانَ صَاحِبَ كَلَامٍ، فَذَكَرُوا اخْتِلَافَ النَّاسِ وَذَكَرَ، ثُمَّ اسْتَغْفَرَ وَسَكَتَ، ثُمَّ تَكَلَّمَ رَبِيعٌ فَذَكَرَ الْأَمْرَ الْجَامِعَ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ وَنَحْوَ هَذَا، ثم استغفر فسكت، فلما
__________
[1] قارن بابن سعد (الطبقات 6/ 183) من طريق عبد الله بن نمير عن مالك بن مغول، وبأبي نعيم (الحلية 2/ 116) .
[2] التيمي الحجازي (تهذيب التهذيب 8/ 222) .
[3] في الأصل «منهم» .(2/569)
خَرَجْنَا قَالَ الرَّجُلُ: لُمْتُمْ مَنْ قَالَ مِنْكُمْ مَا أَنَا حِينَ قُمْتُ إِلَّا كَهَيْئَتِي حِينَ جَلَسْتُ.
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَرِيَّةِ الربيع بن خثيم قالت: كان الربيع (177 أ) بْنُ خُثَيْمٍ يَدْخُلُ عَلَيْهِ الدَّاخِلُ وَفِي حِجْرِهِ الْمُصْحَفُ يَقْرَأُ فِيهِ فَيُغَطِّيهِ [1] .
وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْكُوفِيُّ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن الربيع ابن خُثَيْمٍ عَنْ عَمَّتِهِ قَالَتْ: كُنْتُ أَقُولُ لِأَبِي: يَا أَبَتَاهُ أَلَا تَنَامُ؟ فَيَقُولُ: يَا بُنَيَّةُ كَيْفَ يَنَامُ مَنْ يَخَافُ الْبَيَاتَ [2] .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَنْبَأَ يُونُسُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ بَكْرِ بْنِ ماعز ابن الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ أَتَتْهُ ابْنَةٌ لَهُ فَقَالَتْ: يَا أَبَتَاهُ أَأَذْهَبُ أَلْعَبُ؟ فَلَمَّا أَكْثَرَتْ عَلَيْهِ قَالَ لَهُ بَعْضُ جُلَسَائِهِ: لَوْ أَمَرْتَهَا فَذَهَبَتْ. فَقَالَ:
لَا يُكْتَبُ عَنِّي الْيَوْمَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ أَنِّي آمُرُهَا بِلَعِبٍ [3] .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَنْبَأَ ابْنُ عَوْنٍ [4] عَنْ مُسْلِمٍ [5] أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كان ان مَسْعُودٍ إِذَا رَأَى الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ قَالَ «بَشِّرِ 22: 34
__________
[1] أوردها ابو نعيم من طريق آخر وأشار الى روآية سفيان أيضا (حلية الأولياء 2/ 107) .
[2] قارن بحلية الأولياء 2/ 115.
[3] أوردها ابن سعد من طريق يونس أيضا (الطبقات 6/ 188) وقارن بحلية الأولياء 2/ 115.
[4] عبد الله بن عون.
[5] مسلم بن مشكم الخزاعي الدمشقيّ (تهذيب التهذيب 10/ 139) .(2/570)
الْمُخْبِتِينَ» 22: 34 [1] [2] .
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي حَيَّانَ [3] عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ يُقَادُ إِلَى الصَّلَاةِ وَكَانَ بِهِ الْفَالِجُ، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا يَزِيدَ قَدْ رُخِّصَ لَكَ فِي ذَلِكَ. قَالَ إِنِّي أَسْمَعُ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَأْتُوهَا وَلَوْ حَبْوًا [4] .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ بكر ابن مَاعِزٍ قَالَ: كَانَ فِي وَجْهِ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ شَيْءٌ فَكَانَ قَيْحُهُ يَسِيلُ، فَرَأَى مِنْ وجهي المساءة، فقال: يا بكر [5] ما يسرني [6] أَنَّ هَذَا الَّذِي بِي بِأَعْتَى الدَّيْلَمِ عَلَى اللَّهِ [7] .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَنْبَأَ سُفْيَانُ قَالَ: قِيلَ لِلرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ: - وَكَانَ أَصَابَهُ الْفَالِجُ- لَوْ تَدَاوَيْتَ؟ قال: لقد هممت ثم ذكرت «عاداً وَثَمُودَ وَأَصْحابَ الرَّسِّ وَقُرُوناً بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً» 25: 38 [8] كانت فيهم
__________
[1] سورة الحج: آية 34.
[2] أوردها ابن سعد من طريق آخر (الطبقات 6/ 183) .
[3] يحي بن سعيد بن حيان التيمي الكوفي العابد (تهذيب التهذيب 11/ 214) .
[4] أوردها ابن سعد (الطبقات 6/ 189- 190) وابو نعيم:
الحلية 2/ 113 من طريق أبي حيان أيضا بألفاظ مقاربة.
[5] في الأصل «يا أبا بكر» وهو خطأ.
[6] في الأصل «ما يسوءني» وهو تصحيف.
[7] قارن بابن سعد (الطبقات 6/ 190) وأوردها ابو نعيم (الحلية 2/ 115) من طريق آخر وفيه «ما أحب ما غنى الديلم على الله» وهو تصحيف.
[8] سورة الفرقان آية 38.(2/571)
أَوْجَاعٌ وَكَانَتْ لَهُمْ أَطِبَّاءُ فَمَا بَقِيَ الْمُدَاوِي وَلَا الْمُدَاوَى إِلَّا وَقَدْ فَنِيَ [1] .
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ مِغْوَلٍ يُحَدِّثُ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: مَا جَلَسَ رَبِيعٌ فِي مَجْلِسٍ مُنْذُ اتَّزَرَ بِإِزَارٍ يَقُولُ أَخَافُ أَنْ أَرَى حَامِلًا أَخَافُ أَنْ لا أرد السلام أخاف أن لا (177 ب) أَغُضَّ بَصَرِي [2] .
قَالَ: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ وَغَيْرِهِ أَرَاهُ عَنْ مُنْذِرٍ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ إذا رَأَى الرَّبِيعَ بن خثيم قال: «وبشر المخبتين» ، وَلَوْ رَآكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَأَحَبَّكَ [3] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَالِمٍ أَوْ غَيْرِهِ عَمَّنْ حَدَّثَهُ مُنْذِرٌ أَوْ غَيْرُهُ: أَنَّ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ أَصَابَهُ فَالِجٌ، وَكَانَ بَعْضُ وَلَدِهِ أَوْ أَهْلِهِ إِذَا رَآهُ كَأَّنَهُ [4] .
قال: فقال ربيع: ما أُحِبُّ أَنَّهُ بِأَعْتَى الدَّيْلَمِ عَلَى اللَّهِ [5] .
وَحَدَّثَنَا سَعِيدٌ [6] ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ نُسَيْرِ بْنِ ذُعْلُوقٍ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ قَالَ: مَا أَرَى مُتَطَوِّعًا فِي مَسْجِدِ الْحَيِّ قَطُّ غَيْرَ مَرَّةٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ثَنَا مِسْعَرٌ عن عمرو بن مرة قال: سمعت
__________
[1] قارن بابن سعد (الطبقات 6/ 192) وأبي نعيم (حلية الأولياء 2/ 106) .
[2] انظرها بأوضح ص 569 وأوردها ابو نعيم من طريق مالك بن مغول أيضا (الحلية 2/ 116) .
[3] أوردها ابو نعيم من طريق آخر بألفاظ مقاربة (الحلية 2/ 106) .
[4] اي كأنه يستاء.
[5] أوردها ابن سعد على لسان نسير بن ذعلوق (الطبقات 6/ 187) .
[6] سعيد بن منصور.(2/572)
الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: ثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ عِنْدَ هَذِهِ السَّارِيَةِ، وَكَانَ مِنْ مَعَادِنِ الصِّدْقِ.
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحَدُ بَنِي الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ: كَانَ رَبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ إِذَا أَخَذَ عَطَاءَهُ قَسَّمَهُ وترك لنفسه قدر ما يكفيه.
حدثنا يحي بن أبي عمر ثَنَا سُفْيَانُ [1] عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مرة قال: سمعت الشعبي يقول: ثنا الربيع بْنُ خُثَيْمٍ وَكَانَ مِنْ مَعَادِنِ الصِّدْقِ قَالَ: إِنَّ أَهْلَ الدَّيْنِ فِي الْآخِرَةِ هُمْ أَشَدُّ لَهُ تَقَاضِيًا مِنْهُ فِي الدُّنْيَا يُحْبَسُ لَهُمْ فَيَأْخُذُونَهُ فَيَقُولُ يَا رَبِّ أَلَسْتَ تَرَانِي حَافِيًا عَارِيًا؟ فَيَقُولُ خُذُوا مِنْ حَسَنَاتِهِ بِقَدْرِ الَّذِي لَهُمْ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ [لَهُ] حَسَنَاتٌ فَزِيدُوا مِنْ سَيّئِاتِهِمْ عَلَى سَيِّئَاتِهِ.
قَالَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ: وَكَانَ الشَّعْبِيُّ مِنْ مَعَادِنِ الصِّدْقِ. قَالَ مِسْعَرٌ:
وَكَانَ عَمْرُو مِنْ مَعَادِنِ الصِّدْقِ. قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ مِسْعَرٌ مِنْ مَعَادِنِ الصِّدْقِ. قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: وَكَانَ سُفْيَانُ مِنْ مَعَادِنِ الصِّدْقِ.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ يَلْبَسُ الرِّدَاءَ تَبْلُغُ مِنْ خلفه اليته ومن بين يده رُكْبَتَهُ فَقُلْتُ: يَا أَبَهْ لَوِ اتَّخَذْتَ رِدَاءً أوسع من هذا. فقال: لم تقل لي يا بني هذا فو الله ما (178 أ) عَلَى الْأَرْضِ مِنْ لُقْمَةٍ لُقِمْتُهَا طَيِّبَةٍ إِلَّا وَدِدَتُ لَوْ كَانَتْ فِي فَمِ أَبْغَضِ النَّاسِ إِلَيَّ.
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مِهْرَانَ الْكُوفِيُّ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ [2] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ قَالَ: رُبَّمَا مَكَثْتُ شَهْرًا لَا أَذُوقُ شَيْئًا، وَلَوْلَا أَنَّ أَهْلِي أَكْرَهُونِي عَلَى حَبَّةِ عِنَبٍ فَأَكَلْتُهَا فَوَجَدْتُ وَجَعَهَا فِي بَطْنِي وَأَنَا أَشْتَرِي لهم حوائجهم.
__________
[1] ابن عيينة.
[2] ابن عياش.(2/573)
[عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي نُعْمٍ]
حَدَّثَنَا يَزِيدُ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَنْ مُغِيرَةَ [1] قَالَ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي نُعْمٍ [2] يُوَاصِلُ خَمْسَةَ عَشَرَ [يَوْمًا] لَا يَأْكُلُ شَيْئًا [3] . قَالَ: وَكَانَ يُعَادُ كَأَنَّهُ مَرِيضٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ أَبِي حَفْصَةَ قَالَ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي نُعْمٍ يُحْرِمُ مِنَ السَّنَةِ إِلَى السَّنَةِ. قَالَ سَالِمٌ:
وَكَانُوا يَقُولُونَ إِنَّهُ كَانَ يُرَائِي. فَسَمِعْتُهُ يُلَبِّي فِي السُّوقِ وَيَقُولُ لَبَّيْكَ [وَلَو] [4] كَانَ رِيَاءً لَاضْمَحَلَّ.
حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نُعْمٍ أَنَّهُ قَامَ إِلَى الْحَجَّاجِ فَقَالَ: لَا تُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا. فقال الحجاج: أمكني اللَّهُ مِنْ دَمِكَ. فَقَالَ: إِنَّ مَنْ فِي بطنها أكثر ممن على ظهرها.
و [ابو] [5] وَائِلٌ شَقِيقُ بْنُ سَلَمَةَ [6]
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ [7] عَنْ شُعْبَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ قِيلَ لِأَبِي وَائِلٍ: أَنْتَ أَكْبَرُ أَوِ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ؟ قَالَ: انا كنت
__________
[1] المغيرة بن مقسم الضبي.
[2] ابو الحكم البجلي الكوفي العابد (تهذيب التهذيب 6/ 286) .
[3] أوردها ابو نعيم من طريق آخر والزيادة منه (حلية الأولياء 5/ 69) .
[4] الزيادة يقتضيها السياق.
[5] سقطت من الأصل.
[6] مات في زمن الحجاج بعد الجماجم (طبقات ابن سعد 6/ 102)
[7] ابن مهدي.(2/574)
أَكْبَرُ مِنْهُ وَهُوَ أَكْبَرُ مِنِّي عَقْلًا [1] .
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مِهْرَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَنْ عَاصِمٍ: وَكَانَ أَبُو وَائِلٍ يَمُرُّ فِي السُّوقِ فَيَسْمَعُ قِيرَاطَ دَانِقٍ فَلَا يَدْرِي كَمْ هِيَ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: كُنْتُ إِذَا أَبْطَأْتُ عَلَى أَبِي وَائِلٍ قَالَ: أَيْ سُلَيْمَانُ أَيْنَ كُنْتَ أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ بِأَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ أَنْ [لا] تجئني.
حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ الْأَسْوَدِ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنِ الْأَعَمْشِ قَالَ:
قَالَ لِي شَقِيقُ بْنُ سَلَمَةَ: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَأْتِيَنَا أَكْثَرَ مِمَّا تَأْتِينَا. قَالَ: وَكَرِهَ أَنْ يَقُولَ إِنِّي أُحِبُّ أَنْ تَأْتِيَنَا أَكْثَرَ مِمَّا تَأْتِينَا فَيَكْذِبُ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ [2] حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ [3] عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا وَائِلٍ، فقال: ممن أنت؟ فقلت: (178 ب) من بني نور. فقال: رب خليل لِي مِنْ بَنِي ثَوْرٍ. فَقُلْتُ لَهُ: أَنْتَ أَكْبَرُ أَمْ رَبِيعُ بْنُ خثيم؟ قَالَ: أَنَا أَكْبَرُ مِيلَادًا وَهُوَ أَكْبَرُ مِنِّي عَقْلًا.
«حَدَّثَنَا جَامِعُ بْنُ صُبَيْحٍ الرَّمْلِيُّ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ [4] عَنْ عَاصِمٍ [5] قَالَ:
كَانَ زِرٌّ أَكْبَرَ مِنْ أَبِي وَائِلٍ، فَكَانَا إِذَا جَلَسَا جميعا لم يحدث ابو وائل
__________
[1] أوردها ابن سعد من طريق آخر (الطبقات 6/ 187) وأوردها ابو نعيم من طريق آخر أيضا (الحلية 2/ 115) ، وقد وردت هذه الرواية في الأصل قبل عنوان ترجمة أبي وائل فأخرتها بعده.
[2] ابن عيينة.
[3] الثوري.
[4] ابو بكر بن عياش.
[5] ابن بهدلة.(2/575)
مع زرّ» [1] .
«حدثني يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُصَفَّى حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَنْ عَاصِمٍ قَالَ:
كَانَ أَبُو وَائِلٍ إِذَا خَلَا نَشَجَ، وَلَوْ جُعِلَ لَهُ الدُّنْيَا عَلَى أَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ وَأَحَدٌ يَرَاهُ لَمْ يَفْعَلْ» [2] .
حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ [3] عَنِ الْأَعَمْشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ [4] قَالَ: أَصْبَحَ هَمَّامٌ [5] مُتوجِّلًا فَقَالَ لَهُ بَعْضُ الْقَوْمِ إِنَّ لحُمَّةَ هَمَّامٍ لتخبركم أنه لم يتوسدها الليلة.
حدثنا يحي بْنُ سُلَيْمَانَ ثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ قَالَ: كَانَ فِينَا سِتُّونَ شَيْخًا مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ.
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ ثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي يَعْلَى قَالَ: كَانَ فِي بَنِي ثَوْرٍ ثَلَاثُونَ رَجُلًا مَا مِنْهُمْ رَجُلٌ دُونَ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ [6] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ شَيْخٌ لَنَا يُقَالُ لَهُ عَزْرَةَ [7] يَسْتَرْجِعُ، فيقال له: مالك؟ فيقول: لَقَدْ أَدْرَكْتُ مَشْيَخَةً لَنَا كُنَّا فِي جُنُوبِهِمْ لصوصا.
__________
[1] الخطيب: الجامع لأخلاق الراويّ وآداب السامع ق 71 أ- ب.
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 9/ 270.
[3] محمد بن خازم الضرير.
[4] النخعي.
[5] همام بن الحارث النخعي الكوفي العابد (تهذيب التهذيب 11/ 66) .
[6] أوردها ابن سعد (الطبقات 6/ 190) .
[7] لعله عزرة بن قيس من قدماء التابعين بالكوفة، روى عنه أبو وائل وحده (الذهبي: ميزان الاعتدال 3/ 66) .(2/576)
قَالَ: وَبَلَغَنِي أَنَّهُ قَالَ مَرَّةً: لَئِنْ كَانَتْ فِتْنَةٌ لَقَدْ رَأَيْنَا وَجَرَّبْنَا، فَبَلَغَ ذَلِكَ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ فَقَالَ: مَا يَقُولُ ابْنُ أَبِي عَزْرَةَ، لَئِنْ كَانَتْ فِتْنَةٌ لَقَدْ رَأَيْنَا وَجَرَّبْنَا، أَرَأَيْتَ إِنْ جَاءَ اللَّهُ بِهَا صَمَّاءَ خَرْسَاءَ!.
حدثنا أبو بكر الحميدي حدثنا سفيان عن مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو حُصَيْنٍ [1] : لَوْ رَأَيْتَ الَّذِي أَدْرَكْنَا لَاحْتَرَقَتْ كَبِدُكَ.
حدثنا أبو بكر ثنا سفيان قال: سمعت مَالِكًا يَقُولُ: قَالَ الشَّعْبِيُّ:
مَا رَأَيْتُ قَوْمًا قَطُّ أَكْثَرَ عِلْمًا وَلَا أَعْظَمَ حِلْمًا وَلَا أَعَفّ عَنِ الدُّنْيَا مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ لَوْلَا مَا سَبَقَهُمْ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قَدَّمْنَا عَلَيْهِمْ أَحَدًا.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: قَدِمَ أَسِيرُ بن جابر [2] البصرة، فلما سمعوا كلامه (179 أ) قَالُوا: هَذَا هَكَذَا فَكَيْفَ بِالَّذِي اقْتَبَسَ مِنْهُ أَوْ بِالْبَحْرِ الَّذِي اقْتَبَسَ مِنْهُ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَمَّنْ ذَكَرَ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ قَوْمًا سُودَ الرُّءُوسِ أَفْقَهَ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ مِنْ قَوْمٍ فِيهِمْ جُرْأَةٌ [3] .
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ [4] قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: مَا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم أفقه صاحبا
__________
[1] عثمان بن عاصم الاسدي.
[2] هو يسير- وقيل أسير- بن عمرو- وقيل ابن جابر- الكوفي (تهذيب التهذيب 11/ 378) .
[3] أوردها ابن سعد من طريق حماد أيضا بألفاظ مقاربة (الطبقات 6/ 11) ويذكر «عن ابن عون» بدل «عمن ذكر» .
[4] ابن أبي خالد.(2/577)
مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ [1] .
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعَقَاعِ قَالَ: سمعت بن شُبْرُمَةَ [2] يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ حَيًّا بِالْكُوفَةِ أَكْثَرَ شَيْخًا فَقِيهًا مُتَعَبِّدًا مِنْ بَنِي ثَوْرٍ [3] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الزُّبَيْدِيِّ [4] عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ حَيًّا أَكْثَرَ جُلُوسًا فِي الْمَسْجِدِ مِنَ الثَّوْرِيِّينَ وَالْعَرَنِيِّينَ [5] .
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ السَّائِبِ قَالَ: رَأَيْتُ [6] مُصَلَّى مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ مِثْلَ مَبْرَكِ الْبَعِيرِ.
وَقَالَ سُفْيَانُ: وَقَالَ عَطَاءٌ أَوْ غَيْرُهُ: كَانَ يُصَلِّي كُلَّ يَوْمٍ سِتَّمِائَةِ رَكْعَةٍ [7] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً قَالَ: كَانَ زَاذَانُ إِذَا نَشَرَ الثَّوْبَ نَاوَلَ الْمُشْتَرِيَ أَرَدَأَ الشِّقَّيْنِ فَيُسَاوِمُ سَوْمَةً وَاحِدَةً.
قَالَ سُفْيَانُ: وَأَحْسَبُ عَطَاءً قَدْ ذَكَرَهُ عَنْ مَيْسَرَةَ [8] وسالم البراد
__________
[1] أوردها ابن سعد (الطبقات 6/ 10) وفيه «من صاحبنا» بدل «صاحبنا من» .
[2] عبد الله بن شبرمة القاضي.
[3] أوردها ابن سعد (الطبقات 6/ 190) .
[4] ابو بكر بن الوليد بن عامر الزبيدي اسمه صمصوم (تهذيب التهذيب 12/ 43) .
[5] أوردها ابن سعد (الطبقات 6/ 191) .
[6] في الأصل يوجد «ما» قبل «رأيت» وهي زائدة.
[7] قارن بحلية الأولياء 5/ 162.
[8] ميسرة ابو صالح مولى كندة كوفي (تهذيب التهذيب 10/ 387) .(2/578)
أو أحدهما.
«وقال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ أَبِي زِيَادٍ يَقُولُ: الْتَقَى ابْنُ أَبِي لَيْلَى وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، فَتَذَاكَرَا الْحَدِيثَ، فَسَمِعْتُ أَحَدَهُمَا يَقُولُ لِلْآخَرِ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ فَرُبَّ حَدِيثٍ أَحْيَيْتَهُ فِي صَدْرِي كان مات [1] » [2] .
(182 أ) [3] «حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ:
ثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ [4] : اجْمَعْ بَيْنِي وَبَيْنَ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، فَجَمَعْتُ بَيْنَهُمَا، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ: مَا شَعُرْتُ أَنَّ النِّسَاءَ وَلَدَتْ مِثْلَ هَذَا» [5] .
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حدثني يحي الْجَابِرُ [6] أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا مَاجِدٍ. قَالَ سُفْيَانُ: قُلْتُ لِيَحْيَى: مَنْ أَبُو مَاجِدٍ؟ قَالَ: طَارِئٌ طرأ علينا.
__________
[1] الخطيب: الجامع لأخلاق الراويّ وآداب السامع ق 182 أ.
[2] نهاية الجزء الثالث والعشرين.
[3] وهو بداية الجزء الرابع والعشرين واوله: «بسم الله الرحمن الرحيم الحمد للَّه حق حمد وصلى الله على محمد وآله وصحبه.
حدثنا ابو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان الدار الدّارقطنيّ ببغداد جانب الغرب في المحرم من سنة ثمان واربع مائة أخبرنا ابو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه قال: انبأنا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ الْفَسَوِيُّ قَالَ....» .
[4] عبد الله بن الحارث بن نوفل الهاشمي المدني (تهذيب التهذيب 5/ 180) .
[5] الخطيب: تاريخ بغداد 10/ 200.
[6] يحي بن عبد الله بن الحارث الجابر ويقال المجبر التيمي مولاهم (تهذيب التهذيب 11/ 238) .(2/579)
حَدَّثَنِي صَاعِقَةُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ عَنْ علي بن المديني قال: يحي الْجَابِرُ فِيمَا رَوَوْا عَنْ غَيْرِ أَبِي مَاجِدٍ لِأَنَّ أَبَا مَاجِدٍ مَجْهُولٌ لَا يُعْرَفُ، فَأَمَّا حَدِيثُهُ عَنْ غَيْرِهِ فَلَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
حَدَّثَنَا أبو بكر الحميدي قال: ثنا سفيان [1] قال: حَدَّثَنَا ابْنُ سُوقَةَ [2] قَالَ: سَمِعْتُ مُنْذِرًا [3] يَقُولُ: غَلَبَنَا هَذَا النَّبَطِيُّ عَلَى أَبِي. قَالَ سُفْيَانُ: بحر [4] منذرا بِمَا قِيلَ لَهُ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مِسْعَرٍ عَمَّنْ حَدَّثَهُ قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ مَسْرُوقِ ابن مَعْقِلَ فِي اجْتِهَادِهِ فَقَالَ مَسْرُوقٌ: أَيْنَ اجْتِهَادُهُ مِنِ اجْتِهَادِ أَبِيهِ، حَرَّمَ عَلَى نَفْسِهِ الْفِرَاشَ، فَأَتَى عَبْدُ اللَّهِ فَسَأَلَهُ فَقَرَأَ عَلَيْهِ عَبْدُ الله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ مَا أَحَلَّ الله لَكُمْ 5: 87 [5] قَالَ: إِنِّي قَرَأْتُهَا الْبَارِحَةَ فَمِنْ ثَمَّ جِئْتُكَ. قال: أنت موسر فَأَعْتِقْ رَقَبَةً.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا إِدْرِيسُ بْنُ يَزِيدَ الْأَوَدِيُّ قال: أخرج إلينا سعيد بن أبي بُرْدَةَ رِسَالَةَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ إِلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، فَقَالَ: هَذِهِ رِسَالَةُ عُمَرَ إِلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ.
قَالَ: وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ أبي بردة وصيّ أبيه. (182 ب) .
__________
[1] الثوري.
[2] محمد بن سوقة الغنوي الكوفي العابد (تهذيب التهذيب 9/ 209) .
[3] منذر بن يعلى الثوري الكوفي ابو يعلى (تهذيب التهذيب 10/ 340) .
[4] كذا في الأصل ولم أتبينها.
[5] سورة المائدة آية 87.(2/580)
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ حَوْشَبٍ قال: تكارينا مع ميمون ابن مِهْرَانَ دَوَابًّا إِلَى مَكَانِ كَذَا. فَقَالَ مَيْمُونٌ: لَوْلَا أَنَّ الدَّوَابَّ بِكِرًى لَمَرَرْنَا عَلَى آلِ فُلَانٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفٌ قَالَ:
كَانَ جَوَّابٌ [1] يَرْتَعِدُ عِنْدَ الذِّكْرِ إِذَا سَمِعَهُ، فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ: لَئِنْ كُنْتَ تَمْلِكُهُ مَا أُبَالِي أَنْ لَا أَعْتَدَّ بِكَ، وَلَئِنْ كُنْتَ لَا تَمْلِكُهُ لَقَدْ خَالَفْتَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ [2] .
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ثَنَا مُجَالِدٌ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يقول للمغيرة بن سعيد: ايا مُغِيرَةَ عَمَّنْ تَرْوِي هَذِهِ الْأَحَادِيثَ؟ قَالَ: أَرْوِي عَنْ فُلَانٍ. فَقَالَ الشَّعْبِيُّ: كَانَ ذَاكَ كَذَّابًا. قَالَ: وَأَرْوِي عَنْ فُلَانٍ. قَالَ: كَانَ ذَاكَ كَذَّابًا.
قَالَ: أَرْوِي عَنِ الْحَارِثِ. قَالَ: فَقَالَ الشَّعْبِيُّ: ذَاكَ عَلَّمَنِي الْفَرَائِضَ وَالْحِسَابَ. قَالَ: وَأَرْوِي عَنْ صَعْصَعَةَ [3] . فَقَالَ الشَّعْبِيُّ: إِنْ شِئْتَ حَدَّثْتُكَ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُ مِنْ صَعْصَعَةَ، أَرْسَلْ إِلَيْهِ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ فَسَأَلَهُ عَنْ عُثْمَانَ، فَذَكَرَ صَعْصَعَةُُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَزَّرَهُ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ ذَكَرَ أَبَا بَكْرٍ فَقَالَ: هُوَ أَوَّلُ مَنْ جَمَعَ الْمُصْحَفَ وَوَرَّثَ الْكَلَالَةَ. ثُمَّ ذَكِرَ عُمَرَ فَقَالَ: هُوَ أَوَّلُ مَنْ دَوَّنَ الدَّوَاوِينَ وَمَصَّرَ الْأَمْصَارَ وَخَلَطَ الشِّدَّةَ بِاللِّينِ، ثُمَّ ذَكَرَ عُثْمَانَ فقال: كانت إمارته قدرا وكان قتله
__________
[1] جواب بن عبيد الله التيمي الكوفي (تهذيب التهذيب 2/ 121) .
[2] أوردها ابن سعد (الطبقات 6/ 317) من طريق سفيان أيضا.
وابو نعيم من طريق سفيان (حلية الأولياء 4/ 231) .
[3] صعصعة بن صوحان من أصحاب عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ «رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ» توفي بالكوفة في خلافة معاوية بن أبي سفيان (طبقات ابن سعد 6/ 221) .(2/581)
صررا، فَقَالَ لَهُ الْمُغِيرةُ: اسْكُتْ كَانَتْ إِمَارَتُهُ قَدَرًا وَكَانَ قَتْلُهُ قَدَرًا. فَقَالَ لَهُ صَعْصَعَةُ بْنُ صَوْحَانَ: دَعَوْتَنِي فَأَجَبْتُ وَاسْتَنْطَقْتَنِي فَنَطَقْتُ وَأَسْكَتَّنِي فَسَكَتُّ.
حدثنا أبو بكر الحميدي ثنا سفيان قال: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ [1] قَالَ:
أَمَّنَا قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ كَذَا وَكَذَا، فَمَا رَأَيْتُهُ مُتَطَوِّعًا فِي مَسْجِدِنَا الَّذِي كَانَ يَؤُمُّنَا فِيهِ قَطُّ.
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ عُبَيْدَةَ السَّلْمَانِيِّ قَالَ: مَا رَأَيْتُهُ مُتَطَوِّعًا فِي مَسْجِدِ الْحَسَنِ.
«حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثنا سفيان عن النعمان بن قيس (183 أ) قَالَ:
دَعَا عُبَيْدَةُ بِكُتُبِهِ عِنْدَ مَوْتِهِ فَمَحَاهَا، وَقَالَ: أَخْشَى أَنْ يَكْتُبَهَا أَحَدٌ بَعْدِي فَيَضَعَهَا فيِ غَيْرِ مَوْضِعِهَا» [2] .
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ [3] قَالَ: لَقِيَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَعْقِلٍ فَقَالَ: شَغَلَتْكَ التِّجَارَةُ. فَقُلْتُ:
وَأَنْتَ شَغَلَتْكَ الْإِمَارَةُ.
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ: سَمِعْتُ ثُمَامَةَ بْنَ عُقْبَةَ الْمَلْحَمِيُّ. وَذَكَرَ الْأَعَمْشُ انه أعرابي ليس صاحب حديث [4] .
__________
[1] ابن أبي خالد.
[2] الخطيب: تقييد العلم 61 لكنه يذكر «مواضيعها» بدل «موضعها» .
[3] عثمان بن عاصم الاسدي الكوفي (تهذيب التهذيب 7/ 126) .
[4] وثق ثمامة كل من ابن معين والنسائي وابن حبان (تهذيب التهذيب 2/ 29) .(2/582)
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ [1] عَنْ أَشْعَثٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَقُولُ: إِنِّي لَأَعْرِفُ.... [2] النَّخَعَ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ عَنْ عَمِّهِ عَنْ كُرْدُوسٍ أَنَّهُ كَانَ فِي زَمَانِ الْحَجَّاجِ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: سُئِلَ مُرَّةُ الْهَمْدَانِيُّ وَكَانَ قَدْ كَبُرَ: مَا بَقِيَ عَلَيْكَ مِنْ صَلَاتِكَ؟ قَالَ الشِّطْرُ خَمْسُونَ وَمِائَتَيْ رَكْعَةٍ.
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ [3] عَنْ [4] مُغِيرَةَ [5] قَالَ: كَانَ الْحَكَمُ [6] صَاحِبَ مُصْحَفٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ثَنَا مَالِكٌ- يَعْنِي ابْنَ مِغْوَلٍ- قَالَ أَخْبَرَنِي طَلْحَةُ [7] قَالَ: قَالَ لِي خَيْثَمَةُ [8] : اني لا علم رجلا يجب أَنْ يَمُوتَ فِي السَّنَةِ مَرَّتَيْنِ. قَالَ طَلْحَةُ: فظننا انه يعني نفسه. قال طلحة: ولم يَكُنْ بِالْكُوفَةِ رَجُلَانِ أَحَبَّ إِليَّ مِنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَخَيْثَمَةَ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِمَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ: اتَّقِ اللَّهَ.
فَوَضَعَ خده على الأرض.
__________
[1] عبد الله بن إدريس الأودي.
[2] العبارة رسمها «سب معاد في اددوا النخع» ولم أتبينها.
[3] ابو بكر بن عياش بن سالم الاسدي الكوفي الحناط المقرئ تهذيب التهذيب 12/ 34) .
[4] في الأصل «بن» وهو تصحيف.
[5] مغيرة بن مقسم الضبي.
[6] ابن عتيبة.
[7] طلحة بن مصرف.
[8] خَيْثَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَبُرَةَ.(2/583)
قَالَ: وَحَدَّثَنِي صَاعِقَةُ مُحَمَّدٌ [1] قَالَ عَلِيُّ بْنُ المديني: قال يحي [2] :
قَالَ شُعْبَةُ: سَمِعَ الْحَكَمُ [3] مِنْ مِقْسَمٍ [4] أَرْبَعَ أحاديث عزم [5] الطَّلَاقِ وَالْوِتْرِ وَالصَّيْدِ وَحَدِيثَ الْقُنُوتِ قنوت عمر السورتين، وحديث الحائض [6] عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ [7] وَالْبَاقِي كِتَابٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ قَالَ: حَدَّثَنَا جابر بن نوح الحماني عن العلاء ابن عَبْدِ الْكَرِيمِ الْيَامِيِّ. قَالَ: ضَحِكْتُ فَقَالَ لِي طَلْحَةُ: إِنَّكَ لَتَضْحَكُ ضَحِكَ رَجُلٍ لَمْ يَشْهَدِ الْجَمَاجِمَ. قَالَ: فَقِيلَ لَهُ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ وَشَهِدْتَهَا؟
قَالَ: نَعَمْ وَرَمَيْتُ فِيهَا بِأَسْهُمٍ مَا بلغت لوددت أن يدي قطعت من هاهنا- وأشار (183 ب) إِلَى الْمِنْكَبِ- وَلَمْ أَشْهَدْهَا.
[الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ]
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ مُحَارِبٍ [8] قَالَ: صَحِبْنَا الْقَاسِمَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [9] فَغَلَبَنَا بِثَلَاثٍ، كَثْرَةِ الصَّلَاةِ وَطُولِ الصَّمْتِ وَسَخَاءِ النَّفْسِ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: قُلْتُ لِمِسْعَرٍ: أشد من رأيت
__________
[1] محمد بن عبد الرحيم وصاعقة لقبه.
[2] يحي بن سعيد القطان.
[3] ابن عتيبة الكندي مولاهم.
[4] مقسم بن بجرة (تهذيب التهذيب 10/ 288) .
[5] في تهذيب التهذيب 2/ 434 «عزمة» .
[6] اي حديث إتيان الحائض.
[7] عبد الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الخطاب العدوي المدني ابو عمر (تهذيب التهذيب 6/ 119) .
[8] محارب بن دثار السدوسي (تهذيب التهذيب 10/ 49) .
[9] المسعودي الكوفي القاضي.(2/584)
اتِّقَاءً لِلْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ مُزَاحِمٍ [1] قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَسَأَلَنِي: مَنْ عَلَى قَضَائِكُمْ؟ قُلْتُ: الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
قَالَ: كَيْفَ عِلْمُهُ؟ قُلْتُ: فِيمَا فَهِمَ. قَالَ: فَمَنْ أَعْلَمُ أَهْلِ الْكُوفَةِ؟ قُلْتُ:
أَتْقَاهُمْ للَّه عَزَّ وَجَلَّ.
[عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ]
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ [2] قال: أخبرنا عيسى ابن عُمَرَ [3] قَالَ: حَدَّثَنِي حَوْطُ بْنُ رَافِعٍ أَنَّ عَمْرَو بْنَ عُتْبَةَ كَانَ يَشْتَرِطُ عَلَى أَصْحَابِهِ أَنْ يَكُونَ خَادِمَهُمْ. قَالَ: فَخَرَجَ فِي الرَّعْيِ فِي يَوْمٍ حَارٍّ، فَأَتَاهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ فَإِذَا هُوَ بِالْغَمَامَةِ تُظِلُّهُ وَهُوَ قَائِمٌ. فَقَالَ لَهُ: أَبْشِرْ يَا عَمْرُو. فَأَخَذَ عَلَيْهِ عَمْرٌو أَنْ لَا يُخْبِرَ بِهِ [4] .
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ [5] قَالَ: ثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبِيعَةَ- قَالَ: كَانَ جَالِسًا مَعَ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ- فَقَالَ عُتْبَةُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ أَلَا تُعِينَنِي عَلَى ابْنِ أَخِيكَ عَمْرِو بْنِ عُتْبَةَ- يَعْنِي عَلَى مَا أَنَا فِيهِ مِنْ عَمَلِي- فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَبِيعَةَ: أَطِعْ أباك. فنظر عمرو
__________
[1] مزاحم بن زفر.
[2] ابن المبارك.
[3] التيمي الحجازي
[4] أوردها ابو نعيم من طريق عبد الله بن المبارك أيضا (حلية الأولياء 4/ 157) ووقع فيه «خوط» بدل «حوط» وهو تصحيف، انظر ابن أبي حاتم: الجرح والتعديل ج 1 قسم 2/ 288.
[5] محمد بن خازم الضرير.(2/585)
إِلَى مُعَضَّدٍ الْعِجْلِيِّ [1] . قَالَ: مَا تَقُولُ؟ قَالَ: لا نطعهم وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ.
قَالَ عَمْرٌو: يَا أَبَهْ إِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ أَعْمَلُ فِي فِكَاكِ رَقَبَتِي. فَبَكَى عُتْبَةُ فَقَالَ:
يَا بُنَيَّ إِنِّي لَأُحِبُّكَ حُبَّيْنِ، حُبَّ الْوَالِدِ وَلَدَهُ، وَحُبًّا للَّه عَزَّ وَجَلَّ. فَقَالَ:
يَا أَبَهَ إِنَّكَ كُنْتَ أَتَيْتَنِي بِمَالٍ بَلَغَ سَبْعِينَ أَلْفًا فَإِنْ كُنْتَ [2] سَائِلِي عَنْهُ فها هو ذا فخذه لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ. قَالَ: يَا بُنَيَّ أمضه فأمضاه حتى ما بَقِيَ مِنْهُ دِرْهَمٌ [3] .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عُمَرَ قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ يَخْرُجُ عَلَى فَرَسِهِ لَيْلًا فَيَقِفُ عَلَى الْقُبُورِ فَيَقُولُ: يَا أَهْلَ الْقُبُورِ قَدْ طُوِيَتِ الصُّحُفُ، وَقَدْ رُفِعَتِ الْأَعْمَالُ.
ثُمَّ يبكي ثم يصف بين قدميه (184 أ) حَتَّى يُصْبِحَ فَيَرْجِعُ فَيَشْهَدُ صَلَاةَ الصُّبْحِ [4] .
[شُرَيحُ بْنُ الْحَارِثِ الْقَاضِي]
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ [5] قَالَ: حَدَّثَتْنَا أُمُّ دَاوُدَ الْوَابِشِيَّةُ قَالَتْ: مَاتَ زَوْجِي فَخَاصَمْتُهُمْ إِلَى شُرَيحٍ [6] . قَالَتْ: وَكَانَ شُرَيحٌ لَيْسَ له لحية [7] .
__________
[1] معضد بن يزيد العجليّ من المجتهدين العباد استشهد في غزاة أذربيجان في خلافة عثمان بن عفان (طبقات ابن سعد 6/ 160) .
[2] في الأصل «كانت» .
[3] أوردها ابو نعيم: الحلية 4/ 156 من طريق أبي معاوية.
[4] أوردها ابو نعيم: الحلية 4/ 158 من طريق عبد الله بن المبارك أيضا.
[5] الفضل بن دكين.
[6] شريح بن الحارث الكوفي القاضي.
[7] أوردها ابن سعد (الطبقات 6/ 132) .(2/586)
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ [2] عَنْ مُحَمَّدٍ [3] قَالَ: كَانَ شُرَيحٌ كَوْسَجًا [4] .
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ [5] قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ [6] عَنْ [7] عَاصِمٍ [8] عَنْ أَبِي وَائِلٍ [9] قَالَ: مَا رَأَيْتُ شُرَيْحًا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ قَطُّ. قَالَ: وَمَا كَانَ يَمْنَعُهُ أَنْ يَأْتِيَهُ إِلَّا اسْتِغْنَاءٌ عَنْهُ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [10] قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرٌو عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ قَالَ: أَتَانَا زِيَادٌ [11] بِشُرَيْحٍ فَقَضَى فِينَا سَنَةً، فَمَا قَضَى فِينَا قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ [12] .
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ: ثَنَا سفيان عن أبي إسحاق عن هبيرة [13]
__________
[1] محمد بن الفضل عارم السدوسي.
[2] السختياني.
[3] محمد بن سيرين.
[4] الكوسج: الّذي لا شعر على عارضيه (ابن منظور: لسان العرب مادة «كسج» ، وأوردها ابن سعد (الطبقات 6/ 132) .
[5] محمد بن عبد الله بن نمير.
[6] ابن عياش الاسدي.
[7] في الأصل «بن» وهو تصحيف.
[8] عاصم بن بهدلة.
[9] شقيق بن سلمة.
[10] ابن عيينة.
[11] زياد بن أبي سفيان.
[12] يعني مثله.
[13] هبيرة بن يريم الشيبانيّ الكوفي ابو الحارث (تهذيب التهذيب 11/ 23) .(2/587)
قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: اجْمَعُوا لِيَ الْقُرَّاءَ، فَاجْتَمَعُوا فِي رَحْبَةِ الْمَسْجِدِ. قَالَ:
إِنِّي أُوشِكُ أَنْ أُفَارِقَكُمْ، فَجَعَلَ يُسَائِلُهُمْ مَا تَقُولُونَ فِي كَذَا مَا تَقُولُونَ فِي كَذَا حَتَّى نَفِدُوا وَبَقِيَ شريح، فجعل يسائله، فلما فَرَغَ قَالَ: اذْهَبْ فَأَنْتَ مِنْ أَفْضَلِ النَّاسِ أَوْ مِنْ أَفْضَلِ الْعَرَبِ [1] .
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ الثَّقَفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَامِرٌ وَسَأَلْتُهُ عَنِ الولاء قلت: يا أبا عمرو كَيْفَ يَرِثُ فِي الْوَلَاءِ؟ قَالَ: كَانَ شُرَيحٌ يُنْزِلُهُ بِمَنْزِلَةِ الْمَالِ. قُلْتُ: فَإِنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ لَا يَقُولُونَ ذَلِكَ. قَالَ: أَجَلْ إِنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ يُنْزِلُونَهُ بِمَنْزِلَةِ النَّسَبِ. قُلْتُ:
فَعَمَّنْ كَانَ يَرْوِي شُرَيْحٌ؟ قَالَ: كَانَ هُوَ أَعْظَمَ فِي أَنْفُسِنَا مِنْ أَنْ نَسْأَلَهُ عَمَّنْ يَرْوِي.
حَدَّثَنَا قبيصة [2] قال: ثنا سفيان عن عبد الله بْنِ أَعْيَنَ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ:
كَانَ مَسْرُوقٌ أَعْلَمَ بِالْفَتْوَى مِنْ شُرَيْحٍ، وَكَانَ شُرَيْحٌ أَعْلَمَ بِالْقَضَاءِ مِنْ مَسْرُوقٍ، وَكَانَ شُرَيْحٌ يَسْتَشِيرُ مَسْرُوقًا، وَكَانَ مَسْرُوقٌ لَا يَسْتَشِيرُ شُرَيْحًا.
حَدَّثَنَا أَبُو نعيم وقبيصة قالا: ثنا سفيان عن أبي حَيَّانَ [3] عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ شُرَيْحٌ لَا يَتَّخِذُ مَثْعَبًا إِلَّا فِي دَارِهِ، وَلَا يَدْفِنُ سنورا الا في داره- إذا ماتت-[4] .
__________
[1] أوردها ابو نعيم من طريق أبي إسحاق السبيعي أيضا بألفاظ مقاربة لكنه يذكر «أقضى» بدل «أفضل» (حلية الأولياء 4/ 134) .
[2] ابن عقبة السوائي.
[3] يحي بن سعيد بن حيان.
[4] أوردها ابن سعد (الطبقات 6/ 143) .(2/588)
حدثنا سعيد بن منصور قال: حدثنا إسماعيل بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: ثَنَا أَبُو حَيَّانِ التَّيْمِيُّ عن أبيه قال: كان (184 ب) شُرَيحٌ لَيْسَ لَهُ مَثْعَبٌ [1] إِلَّا شَارِعٌ فِي دَارِهِ، وَكَانَ يَمُوتُ السِّنَّوْرُ لِأَهْلِهِ فَيَأْمُرُ بِهِ فَيُدْفَنُ فِي دَارِهِ اتِّقَاءَ أَذَى الْمُسْلِمِ [2] .
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا عطاء بن السائب قال: أتيت شريح فِي زَمَنِ عَبْدِ الْمَلِكِ [3] بْنِ مَرْوَانَ- وَهُوَ يَوْمَئِذٍ قَاضٍ- فَقُلْتُ: يَا أَبَتِي أَفْتِنِي؟ فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي إِنَّمَا أَنَا قَاضٍ وَلَسْتُ بِمُفْتٍ. فَقُلْتُ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا جِئْتُ أُرِيدُ خصومة أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْحَيِّ جَعَلَ دَارَهُ حَبْسًا. قَالَ عَطَاءٌ: فَدَخَلَ مِنَ الْبَابِ الَّذِي فِي الْمَسْجِدِ فِي الْمَقْصُورَةِ سَمِعْتُهُ حِينَ دَخَلَ. وَتَبِعْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ لِحَبِيبٍ- الَّذِي يُقَدِّمُ الْخُصُومَ إِلَيْهِ- أحسن الرجل، أمنزلا يتخذ حبس عن من ارض اللَّهِ [4] .
[أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ]
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً يَقُولُ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ [5]- وَكَانَ عُثْمَانِيًّا-: كَأَنَّكَ أَزْهَدُ فِيمَا سَمِعْتَ مِنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. فَقَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: لَمَا سَمِعْتُ مِنْ عَلِيٍّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ.
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ السَّائِبِ يَقُولُ: رَأَيْتُ أَبَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ وَكَانَ يُقْرِئُ النَّاسَ إِذَا أَقْرَأَهُمْ يبدأ بأهل السوق.
__________
[1] المثعب: المزراب.
[2] أوردها ابو نعيم من طريق أبي حيان التيمي أيضا (الحلية 4/ 135) .
[3] في الأصل «الملك» ممسوحة وانظر تاريخ خليفة بن خياط 298.
[4] هكذا رسم العبارة في الأصل ولم أتبينها.
[5] عبد الله بن حبيب السلمي (طبقات ابن سعد 6/ 172) .(2/589)
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: كُنَّا إِذَا تَعَلَّمْنَا عَشْرَ آيات نجزها الى غيراه حَتَّى نَعْلَمَ مَا أُمِرْنَا بِهِ [1] .
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ قَالَ: ثَنَا حَمَّادٌ [2] عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: ذَهَبْنَا نُرَجِّي أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السلمي عند موته فقال: أنا لأرجو وقد صمت له ثمانين رمضانا [3] .
حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ [4] وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَأَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ [5] وَأَبُو عُمَرَ [6] وَآدَمُ [7] قَالُوا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ قَالَ:
سَمِعْتُ سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السُّلَمِيِّ عَنْ عُثْمَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ خَيْرَكُمْ مَنْ عَلِمَ الْقُرْآنَ أَوْ تَعَلَّمَهُ [8] . قَالَ: وَأَقْرَأَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ فِي إِمْرَةِ عُثْمَانَ حَتَّى كَانَ الْحَجَّاجُ. قَالَ: ذَاكَ أَقْعَدَنِي مَقْعَدِي هَذَا.
[تَمِيمُ بْنُ حَذْلَمٍ]
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ قال: حدثنا ابن شبرمة [9] (185 أ)
__________
[1] قارن بابن سعد (الطبقات 6/ 172) .
[2] ابن زيد.
[3] أوردها ابن سعد (الطبقات 6/ 175) ووقع فيه «لا أرجو» وهو خطأ.
[4] ابن المنهال.
[5] هشام بن عبد الملك.
[6] حفص بن عمر النمري.
[7] ابن أبي اياس.
[8] أوردها ابن سعد من طريق شعبة أيضا (6/ 172) .
[9] عبد الله بن شبرمة القاضي.(2/590)
وَغَيْرُهُ قَالَ: قَرَأَ تَمِيمُ بْنُ حَذْلَمٍ [1] عَلَى عبد الله فلم يأخذ عليه من الْقُرْآنَ إِلَّا حَرْفَيْنِ قَرَأَ «حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا» 12: 110 [2] ، قَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ: كُذِبُوا [3] . وَقَرَأَ عَلَيْهِ «وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ» 27: 87 [4] ، قال عبد الله:
؟ «كل آتوه [5] داخرين» 27: 87؟ [6] .
__________
[1] الضبي الكوفي (تهذيب التهذيب 1/ 512) .
[2] سورة يوسف آية 110 وفيها «كذبوا» بتخفيف الذال.
[3] قرأ عاصم وحمزة والكسائي «كذبوا» خفيفة، وقرأ ابن كثير ونافع وابو عمرو وابن عامر «كذّبوا» مشددة الذال، وكلهم ضم الكاف (ابن مجاهد: كتاب السبعة في القراءات 351- 352) وقد أوضحت رواية يعقوب هذه ان ابن مسعود كان يقرأها بتخفيف الذال أيضا.
[4] النمل: آية 87 وفيها «أتوه» .
[5] في الأصل غير واضحة الشكل وقد شكلتها كما في كتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد 487 ولكنه لم يذكر قراءة ابن مسعود لها، ولم يهتم ناسخ الأصل بشكلها رغم اهمية ذلك.
[6] وردت هذه الرواية عن يعقوب الفسوي أيضا من طريق آخر في موضع أوهام الجمع والتفريق للخطيب 1/ 77 ومعها روايتان تتعلقان بتميم بن حذلم، والروايات الثلاث هي: « ... حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا احمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا ابو إسحاق حدثنا ابو جبر عن أبيه- وهو ابو جبر بن تميم بن حذلم- سمعت عبد الله يقول «وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا» 12: 110 قال زهير: كان يخففها. قال: وسمعته يقرأ: «وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ» 27: 87 قال: جزم» .
«.... حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا مسدد عن أبي الأحوص عن مغيرة عن إبراهيم قال: قال تميم بن حذلم الضبي: قرأت على عبد الله» .
«.... حدثنا يعقوب حدثنا احمد بن يونس حدثنا محمد بن عبد العزيز عن مغيرة عن إبراهيم قال: قرأ تميم بن حذلم على عبد الله» .
وأحسب ان الروايات الثلاث سقطت من الأصل في هذا الموضع.(2/591)
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ جَحْشِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ تَمِيمِ بْنِ حَذْلَمٍ قَالَ: أَخَذَ عَلَيَّ عَبْدُ اللَّهِ حَرْفَيْنِ: «حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا» 12: 110 وأخذ علي «وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ» . 27: 87
[عَامِرٌ الشَّعْبِيُّ]
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ صَالِحٍ [1] قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: لَوَدِدْتُ أَنِّي أَنْجُو مِنْهُ كَفَافًا [2] .
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ ثنا سفيان عن عبد الله بن أبي السَّفَرِ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ:
لَقَدْ أَتَى عَلَيَّ زَمَانٌ وَمَا مِنْ مَجْلِسٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَجْلِسَ فِيهِ مِنْ هَذَا الْمَسْجِدِ، وَلَكُنَاسَةٍ الْيَوْمَ أَجْلِسُ عَلَيْهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَجْلِسَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ. قَالَ: وَكَانَ يَقُولُ إِذَا مَرَّ عَلَيْهِمْ: مَا يَقُولُ هَؤُلَاءِ الْمُعَانِقَةِ أو قال بنوا اسْتِهَا- شَكَّ قَبِيصَةُ-؟ مَا قَالُوا لَكَ بِرَأْيِهِمْ قبل عَلَيْهِ، وَمَا حَدَّثُوكَ عَنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخُذْ بِهِ [3] .
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ قَالَ: قَالَ الشَّعْبِيُّ: مَا أَنَا بِعَالِمٍ وَمَا أَتْرُكُ عَالِمًا وَإِنَّ أَبَا حُصَيْنٍ [4] رجل صالح [5] .
__________
[1] صالح بن صالح بن حي ابو حيان الثوري الهمدانيّ الكوفي (تهذيب التهذيب 4/ 393) .
[2] أوردها ابن سعد من طريق سفيان ولم يسم صالحا وألفاظه مقاربة (الطبقات 6/ 250) وهو يعني الحديث.
[3] أوردها ابن سعد (الطبقات 6/ 251) ووقع فيها «الصعاقفة» بدل «المعانقة» وهو يريد حماد بن أبي سليمان وأصحابه كما يتبين من رواية اخرى في ابن سعد تتقدم هذه الرواية، وقارن بحلية الأولياء 4/ 320.
[4] عثمان بن عاصم الاسدي.
[5] أوردها ابن سعد [الطبقات 6/ 250] وأوردها ابو نعيم من طريق آخر (الحلية 4/ 311) .(2/592)
حدثنا ابو نعيم قال: حدثنا عيسى ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ [1] قَالَ: رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ يُنْشِدُ الشِّعْرَ فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ، وَرَأَيْتُ عَلَيْهِ مِلْحَفَةً حَمْرَاءَ وَإِزَارًا أَصْفَرَ [2] .
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ شُبْرُمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ لِشِبَاكٍ [3] : أَرُدُّ عَلَيْكَ [4] . مَا قُلْتُ لِأَحَدٍ قَطُّ رُدَّ عَلَيَّ [5] .
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ الْحدَّادُ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ [6] عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ قَالَ: وَلَّى ابْنُ هُبَيْرَةَ [7] الشَّعْبِيَّ الْقَضَاءَ وَكَلَّفَهُ أَنْ يَسْمَرَ مَعَهُ بِاللَّيْلِ، فَقَالَ لَهُ الشَّعْبِيُّ: لَا أَسْتَطِيعُ الْقَضَاءَ وَسَمَرَ اللَّيْلِ.
وقال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شُبْرُمَةَ قَالَ: كَانَ الشَّعْبِيُّ إِذَا سُئِلَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فِيهَا ذَمٌّ قَالَ: إِنَّمَا نحن في العبور ولسنا في النوق.
(185 ب) وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ شُبْرُمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ إِذَا سُئِلَ عَنْ مَسْأَلَةٍ شَدِيدَةٍ قَالَ: زِيَادَاتُ وَبَرٍ لَا تَنْقَادُ وَلَا تنساق
__________
[1] السلمي الكوفي (تهذيب التهذيب 8/ 219) .
[2] أورد بعضها ابن سعد من طريق عيسى أيضا [الطبقات 6/ 253] .
[3] الضبي صاحب إبراهيم النخعي (طبقات ابن سعد 6/ 330) .
[4] يعني الحديث.
[5] أوردها الدارميّ من طريق ابن عيينة (السنن 1/ 119) .
[6] محمد بن فضيل بن غزوان.
[7] عمر بن هبيرة الفزاري والي العراق ليزيد بن عبد الملك (تاريخ خليفة بن خياط 344) .(2/593)
لو سُئِلَ عَنْهَا أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَضَلَتْ بِهِمْ [1] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حدثنا ابن شبرمة قال: سمعت الشعبي بقول: اسْقِنِي أَهْوَنَ مَوْجُودٍ وَأَعْظَمَ مَفْقُودٍ- يَعْنِي الْمَاءَ-[2] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ثَنَا ابْنُ شُبْرُمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ:
إِذَا عَظَّمْتَ الْحَلْقَةُ فَإِنَّمَا هُوَ نِجَاءٌ أَوْ نِدَاءٌ [3] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شُبْرُمَةَ قَالَ: سُئِلَ الشَّعْبِيُّ عَنْ شَيْءٍ فَلَمْ يُجِبْ عَنْهُ. فَقَالَ رَجُلٌ عِنْدَهُ: أَبُو عَمْرٍو يَقُولُ عَنْهُ كَذَا وَكَذَا.
فَقَالَ الشَّعْبِيُّ: هَذَا فِي الْمَحْيَا فَأَنْتَ علي في الممات أكذب.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ثَنَا ابْنُ شُبْرُمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ لِأَبِي الزِّنَادِ [4] . يَا ابْنَ ذَكْوَانَ إِنْ جِئْتَ بِهَا وَاللَّهِ زُيُوفًا وَتَذْهَبُ بِهَا جِيَادًا [5] . وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ: وَتَرْجِعُ بِهَا طِيَابًا- يَعْنِي فُتْيَا أَهْلِ الْمَدِينَةِ-.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شُبْرُمَةَ يَقُولُ: مر الشعبي في
__________
[1] أوردها ابو نعيم من طريق سفيان عن الشعبي (حلية الأولياء 4/ 319) وفيه «زياد ذات وقر» .
[2] أوردها ابو نعيم من طريق ابن عيينة أيضا (الحلية 4/ 323- 324) .
[3] أوردها ابن سعد من طريق سفيان (الطبقات 6/ 254) وابو نعيم من طريق سفيان أيضا (الحلية 4/ 423) .
[4] عبد الله بن ذكوان القرشي الفقيه مات سنة 130 هـ (تهذيب التهذيب 5/ 203- 205) .
[5] أوردها الى هنا ابو نعيم من طريق سفيان أيضا (الحلية 4/ 324) .(2/594)
طَرِيقٍ وَأَنَا مَعَهُ بِإِنْسَانٍ وَهُوَ يَقُولُ: فُتى الشعبي لما، فلما رأى الشعبي كأنه [1] . فقال الشَّعْبِيُّ: رَفَعَ الطَّرْفَ إِلَيْهَا.
ثُمّ قَالَ سُفْيَانُ: فَقَضَى جَوْرًا عَلَى الْخَصْمِ وَلَمْ يَقْضِ عَلَيْهَا.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمًا [2] يَقُولُ: كَانَ الشَّعْبِيُّ إِذَا رَآنِي قَالَ:
يَا شُرْطَةَ اللَّهِ قِفِي وَطِيرِي ... كَمَا تَطِيرُ حَبَّةُ الشَّعِيرِ.
قَالَ سَالِمٌ: يَسْخَرُ مِنِّي.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ثَنَا مَالِكٌ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ بِالْكُوفَةِ لَهُ بَقَرَةٌ [3] ، - قَالَ أَبُو يُوسُفَ: ذَكَرَ شَيْئًا سَقَطَ عَلَيَّ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْحَدِيثِ- وَكَانَ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ فِي أَهْلِ زَمَانٍ أَغْلَظَ رِقَابًا وَلَا أَرَقَّ ثِيَابًا مِنْهُمْ [4] وَكَانَ يُجَالِسُ الشَّعْبِيَّ، وَكَانَ الرَّجُلُ [5] يَخْرُجُ إِلَى السُّوقِ فِي الْحَاجَةِ، فَيَمُرُّ بِالْمَسْجِدِ فَيَقُولُ الرَّجُلُ أَدْخُلُ فَأُصَلِّي فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ أَخْرُجُ فَأَقْضِيَ حَاجَتِي، فَيَرَى الشَّعْبِيَّ يُحَدِّثُ فَيَجْلِسُ إِلَيْهِ حتى تفوته (186 أ) حَاجَتُهُ وَيُفَرَّقُ السُّوقُ، وَكَانَ هَذَا الرَّجُلُ يَقُولُ لِلشَّعْبِيِّ: أَيْ مُبْطِلَ الْحَاجَاتِ!. وَكَانَ هَذَا الرَّجُلُ يَقُولُ: نِصْفُ عَقْلِكَ مَعَ أَخِيكَ.
حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ خَالِدِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن موهب الفلسطيني قال:
حدثنا يحي بْنُ زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مجالد [6] عن الشعبي
__________
[1] اي كأنه استحيا فسكت.
[2] سالم بن أبي حفصة الكوفي العجليّ.
[3] هكذا في الأصل.
[4] يريد القراء كما في ص 602 من هذه المجلدة.
[5] سماه في 2/ 602 وهو زيد بن اياس الهمدانيّ.
[6] ابن سعيد.(2/595)
قَالَ: كَتَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ إِلَى الْحَجَّاجِ: ابْعَثْ إِلَيَّ بِرَجُلٍ مِنْ قِبَلِكَ عَلَّامَةٍ. قَالَ: فَدَعَانِي الْحَجَّاجُ فَبَعَثَنِي إِلَيْهِ، فَقَدِمْتُ الشَّامَ زَمَنَ حَجِّ عَبْدِ الْمَلِكِ وَاسْتَخْلَفَ أَخَاهُ عَبْدَ الْعَزِيزِ. قَالَ: فَدَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ. قَالَ:
أَنْتَ الشَّعْبِيُّ؟ قُلْتُ نَعَمْ. قَالَ: قَدْ سَمِعْتُ بِكَ وَأَنَا مِنَ الْغِلْمَانِ وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ ألقاك. قال: فكنت أَدْخُلُ عَلَيْهِ أَنَا وَمُحَرَّرُ بْنُ أَبِي هُرَيْرَةَ، فكان يقول: حدثنا يا شعبي فو الله مَا مِنَ الدُّنْيَا شَيْءٌ إِلَّا قَدْ أَخَذْنَاهُ إِلَّا حَدِيثٌ حَسَنٌ. قَالَ: فَدَخَلَ عَلَيْهِ الْأَخْطَلُ ذَاتَ يَوْمٍ فَأَقْبَلَ يُنْشِدُهُ مَا قَالَ فِيهِمْ من الشعر. قال: فالتفت إِلَى مُحَرَّرِ بْنِ أَبِي هُرَيْرَةَ فَقُلْتُ: قَاتَلَ اللَّهُ النَّابِغَةَ حِينَ يَقُولُ:
هَذَا غُلَامٌ حَسَنٌ وَجْهُهُ ... مُسْتَقْبِلُ الْخَيْرَ سَرِيعُ التِّمَامْ
فَالْحَارِثُ الْأَكْبَرُ والحارث ... الأصغر وَالْحَارِثُ خَيْرُ الْأَنَامْ [1]
ثُمَّ لِهِنْدٍ وَلِهِنْدٍ وَقَدْ ... أَسْرَعَ فِي الْخَيْرَاتِ مِنْهُمْ [2] إِمَامْ
سِتَّةُ آبَاءٍ لَهُمْ [3] مَا هُمُ ... هُمُ خَيْرُ مَنْ يَشْرَبُ سرب [4] الْغَمَامْ
فَالْتَفَتَ إِلَيَّ عَبْدُ الْعَزِيزِ فَقَالَ: كَيْفَ؟ فَأَنْشَدْتُهُ، فَقَالَ: يَا أَخْطَلُ لِمَ لَا تَقُولُ مِثْلَ هَذَا. فَقَالَ الْأَخْطَلُ: أَعُوذُ باللَّه مِنْ شِرْكٍ يَا شَعْبِيُّ، وَاللَّهِ مَا تَعَوَّذْتُ مِنْ شرك اليوم حتى أتيت البيعة أتقرب.
__________
[1] في ديوان النابغة 125.
للحارث الأصغر والحارث ... الأعرج والحارث خير الأنام
[2] في الديوان «منه» .
[3] في الديوان «آبائهم» بدل «آباء لهم» .
[4] في الديوان «صرب» .(2/596)
قال يحي [1] : فَحَدَّثَنِي إِمَّا مُجَالِدٌ وَإِمَّا غَيْرُهُ قَالَ [2] : فَلَمَّا قَامَ عَبْدُ الْمَلِكِ كُنْتُ أُجَالِسُهُ وَأُحَدِّثُهُ، فَرُبَّمَا حَدَّثْتُهُ بِالْحَدِيثِ وَقَدْ رَفَعَ اللُّقْمَةَ إِلَى فِيهِ فمسكه بيده ويقبل علي فيسمع فأقول: أَجِزْهَا أَصْلَحَكَ اللَّهُ فَإِنَّ الْحَدِيثَ مِنْ وَرَائِكَ. فَيَقُولُ وَاللَّهِ لَحَدِيثُكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهَا.
قَالَ يحي فأخبرني (186 ب) عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبْجَرَ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: لَمَّا قَدِمْتُ الشَّامَ نَزَلْتُ بِعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ، فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ ذَاتَ يَوْمٍ دَخَلَ شَيْخٌ قَصِيرٌ أَحْمَرُ أَصْلَعُ أقرع، فاشرأبوا له فقالوا: هذا علام الْعُلَمَاءِ، فَجَعَلَ يَجْلِسُ فِي الْحِلَقِ وَيَنْتَقِلُ فِيهَا، فَقُلْتُ اللَّهمّ جِئْنِي بِهِ. فَجَاءَ فَجَلَسَ فِي الْحَلْقَةِ الَّتِي أَنَا فِيهَا، فَقَالَ: حَدَّثَنَا ذُو الْكِتَابَيْنِ أَنَّ السَّمَاءَ عَلَى مِنْكَبِ مَلَكٍ. قُلْتُ: أكَذَّبَكَ كِتَابُ اللَّهِ. فَكَادُوا أَنْ يَثُورُوا أَوْ ثاروا، ثم قالوا: ما تريد الى ضيف أمير المؤمنين؟ قال فترادوا.
ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنَا ذُو الْكِتَابَيْنِ أَنَّ صُورًا بالمشرق وصورا بالمغرب فينفخ في حدهما فَيَمُوتُ النَّاسُ، وَيُنْفَخُ فِي الْآخَرِ فَيَحْيَوْنَ. فَقُلْتُ: أكَذَّبَكَ كِتَابُ اللَّهِ. فَكَادُوا أَنْ يَثُورُوا أَوْ ثَارُوا، ثُمَّ تَرَادُّوا وَقَالُوا: مَا تُرِيدُونَ إِلَى ضَيْفِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: فَأَقْبَلْتُ عَلَيْهِمْ فَقُلْتُ: ما تعجبون من ان أكذب من أكذبه اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَزَعَمَ هَذَا أَنَّ السَّمَاءَ عَلَى مِنْكَبِ مَلَكٍ وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها 13: 2 [3] ، وزعم هذا أن صورا
__________
[1] يحي بن زكريا بن أبي زائدة.
[2] ينبغي ان تكون الرواية عن عامر الشعبي وقد سقط منها اسمه.
[3] سورة الرعد آية 2 وفي الأصل وردت «السماء» بدل «السموات» فأثبتها كما في المصحف.(2/597)
بِالْمَشْرِقِ وَصُورًا بِالْمَغْرِبِ يُنْفَخُ فِي أَحَدِهِمَا فَيَمُوتُ النَّاسُ، وَيُنْفَخُ فِي الْآخَرِ فَيَحْيَوْنَ، وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ في السَّماواتِ وَمن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ، ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى 39: 68 [1] ، إِنَّمَا هُوَ وَاحِدٌ.
قَالَ: فَقَالَ لِي: مِمَّنْ أَنْتَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ. فَقَالَ: أَمَا إِنَّ ذَا الْكِتَابَيْنِ حدثنا أَنَّ نِسَاءَكُمْ شَرٌّ فَيُؤْتَى بِهِنَّ حَتَّى يُوقَفْنَ عَلَى الدَّرَجِ وَيُكْشَفُ عَنْ سُوقِهِنَّ.
قَالَ: أَمَا إِنِّي أَرْجُو أَنْ تَكُونَ الْأُخْرَى مِثْلَ الْأُولَيَيْنِ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ عَبَّادِ بْنِ مُوسَى عَنِ الشَّعْبِيِّ: أَنَّهُ أَتَى بِهِ الْحَجَّاجُ مُوثَقًا، فلما انتهى به الى باب القصر لقيسي يَزِيدُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ فَقَالَ: إِنّا للَّه يَا شَعْبِيُّ لِمَا بَيْنَ دَفَّتَيْكَ مِنَ الْعِلْمِ، وليس بيوم شفاعة بوء لِلْأَمِيرِ بِالشِّرْكِ وَبِالنِّفَاقِ عَلَى نَفْسِكَ، فَبِالْحَرِيِّ أَنْ تَنْجُوَ. ثُمَّ لَقِيَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَجَّاجِ فَقَالَ لي مثال مقالة يزيد، فلما دخلت (187 أ) عَلَى الْحَجَّاجِ قَالَ: وَأَنْتَ يَا شَعْبِيُّ مِمَّنْ خَرَجَ عَلَيْنَا وَكَثَّرَ! فَقُلْتُ:
أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ أَحْزَنَ بِنَا الْمَنْزِلُ، وَأَجْدَبَ الْجَنَابُ، وَضَاقَ الْمَسْلَكُ، وَاكْتَحَلْنَا السَّهَرَ، وَاسْتَحْلَسْنَا الْخَوْفَ، وَوَقَعْنَا فِي خَرِبَةٍ، لَمْ نَكُنْ فِيهَا بَرَرَةً أَتْقِيَاءَ، وَلَا فَجَرَةً أَقْوِيَاءَ. قَالَ: صَدَقْتَ وَاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا برروا بِخُرُوجِهِمْ عَلَيْنَا، وَلَا قَدَرُوا عَلَيْنَا حَيْثُ فَجَرُوا، أَطْلِقَا عَنْهُ. ثُمَّ احْتَاجَ إِلَيَّ فِي فَرِيضَةٍ، فَأَتَيْتُهُ فَقَالَ: مَا تَقُولُ فِي أُخْتٍ وَأُمٍّ وَجَدٍّ؟ قُلْتُ: قَدِ اخْتَلَفَ فِيهَا خَمْسَةٌ مِنْ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ وَزَيدٌ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ. فَقَالَ: مَا قَالَ فيها ابن عباس ان
__________
[1] سورة الزمر: آية 68 وقد ورد في الأصل «فنفخ» بدل «ونفخ» و «نفخ» بدل «ثم نفخ» فأثبتها كما في المصحف.(2/598)
كَانَ لَمُفْتِيًا؟ قُلْتُ: جَعَلَ الْجَدَّ أَبًا وَلَمْ يُعْطِ الْأُخْتَ شَيْئًا وَأَعْطَى الْأُمَّ الثُّلُثَ.
قَالَ: فَمَا قَالَ فِيهَا زَيْدٌ؟ قُلْتُ: جَعَلَهَا مِنْ تِسْعَةٍ أَعْطَى الْأُمَّ ثَلَاثَةً وَأَعْطَى الْجَدَّ أَرْبَعَةً وَأَعْطَى الْأُخْتَ سَهْمَيْنِ. قَالَ: فَمَا قَالَ فِيهَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ- يَعْنِي عُثْمَانَ-؟ قُلْتُ: جَعَلَهَا ثَلَاثًا. قال: فما قال فيها ابن مسعود؟ قُلْتُ:
جَعَلَهَا مِنْ سِتَّةٍ أَعْطَى الْأُخْتَ ثَلَاثَةً وَالْجَدَّ سَهْمَيْنِ وَالْأُمَّ سَهْمَا. قَالَ: فَمَا قَالَ فِيهَا أَبُو تُرَابٍ [1] ؟ قُلْتُ: جَعَلَهَا مِنْ سِتَّةٍ أَعْطَى الْأُخْتَ ثَلَاثَةً وَأَعْطَى الْأُمَّ سَهْمَيْنِ وَأَعْطَى الجد سهما [2] . إذ جَاءَ الْحَاجِبُ فَقَالَ: إِنَّ بِالْبَابِ رُسُلًا. قَالَ: ائذن لهم. قال: فَدَخَلُوا عَمَائِمُهُمْ عَلَى أَوْسَاطِهِمْ وَسُيُوفُهُمْ عَلَى عَوَاتِقِهِمْ، وَكُتُبُهُمْ بِأَيْمَانِهِمْ، فَدَخَلَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ يُقَالُ لَهُ سَيَّابَةُ بْنُ عَاصِمٍ [3] . فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ؟ قَالَ: مِنَ الشَّامِ. قَالَ: كَيْفَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ؟ كَيْفَ حَشَمُهُ؟ فَأَخْبَرَهُ. فَقَالَ هَلْ كَانَ وَرَاءَكَ مِنْ غَيْثٍ؟ قَالَ:
نَعَمْ أَصَابَتْنِي فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ثَلَاثُ سَحَائِبَ. قَالَ: فَانْعَتْ لِي كَيْفَ كَانَ وَقْعُ الْمَطَرِ، وَكَيْفَ كَانَ أَثَرُهُ وَتَبَاشِيرُهُ؟ قَالَ: أَصَابَتْنِي سَحَابَةٌ بِحَوْرَانَ، فَوَقَعَ قَطْرٌ صِغَارٌ وَقَطْرٌ كِبَارٌ، فَكَانَ الْكِبَارُ لُحْمَةً لِلصِّغَارِ، وَوَقَعَ بَسِيطٌ [4] مُتَدَارِكٌ وَهُوَ السَّحُّ الَّذِي سَمِعْتُ بِهِ، فَوَادٍ سَائِلٌ، وَوَادٍ سَائِحٌ [5] ،
__________
[1] كنية علي رضي الله عنه كناه بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[2] زاد ابو نعيم في الحلية 4/ 326 «قال: مر القاضي فليمضها على ما أمضاها عليه أمير المؤمنين عثمان» .
[3] قال ابن حجر (الاصابة 2/ 101) «وروى يعقوب بن سفيان في (تاريخه) ان سيابة بن عاصم كان في زمن الحجاج وقدم عليه رسولا من عبد الملك» .
[4] في الحلية «سبط» .
[5] في الحلية «نازح» .(2/599)
وَأَرْضٌ مُقْبِلَةٌ، وَأَرْضٌ مُدْبِرَةٌ. وَأَصَابَتْنِي سَحَابَةٌ بِسُوَا أَوِ الْقَرْنَيْنِ [1] مَا أَدْرِي أَيَّ الْمَزَارَيْنِ- شَكَّ عيسى- فلبدت الدماث [2] ، (ق 187 ب) وَأَسَالَتِ الْعِزَازَ [3] وَأَدْحَضَتِ التِّلَاعَ وَصَدَعَتْ عَنِ الْكَمْأَةِ أَمَاكِنَهَا.
وَأَصَابَتْنِي سَحَابَةٌ بِسُوَا أَوِ الْقَرْنَيْنِ- شَكَّ عيسى- فثأت [4] الْأَرْضُ بَعْدَ الرِّيِّ وَامْتَلَأَ الْإِخَاذُ [5] وَأَفْعَمَتِ الْأَوْدِيَةُ، وَجِئْتُكَ فِي مِثْلِ وَجَارٍ [6] أَوْ جُحْرِ الضَّبْعِ. ثُمَّ قَالَ: ائْذَنْ [7] . فَدَخَلَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَامَةِ فَقَالَ: هَلْ كَانَ وَرَاءَكَ مِنْ غَيْثٍ؟ قال: نعم سمعت [8] الرواد تدعوا الى ريادتها، وسمعت قائلا يقول: هلم [9] أضعنكم إِلَى مَحِلَّةٍ تُطْفَأُ فِيهَا النِّيرَانُ، وَتَشْتَكِي فِيهَا النساء، وتنافس فِيهَا الْمِعْزَى. قَالَ الشَّعْبِيُّ: فَلَمْ يَدْرِ الْحَجَّاجُ مَا قَالَ:
فَقَالَ: وَيْحَكَ إِنَّمَا تُحَدِّثُ أَهْلَ الشَّامِ فَأَفْهِمْهُمْ. قَالَ: أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ أَخْصَبَ النَّاسُ فَكَانَ التَّمْرُ وَالسَّمْنُ وَالزُّبْدُ وَاللَّبَنُ فَلَا توقد نار يختبز بها،
__________
[1] في الحلية «القريتين» .
[2] السهول.
[3] الأرض الصلبة.
[4] سكنت.
[5] في الحلية «الأخاديد» .
[6] الوجار هو حجر الضبع.
[7] زاد في الحلية بعدها «فدخل رجل من بني أسد. فقال:
هل كان وراءك من غيث؟ فقال: لا. كثر الاعصار، واغبر البلاد، وأكل ما أشرف من الجنبة، فاستقينا انه عام سنة. فقال: بئس المخبر أنت.
فقال: أخبرك بما كان، ثم قال: ائذن» .
[8] في الحلية: «تقنعت» .
[9] في الأصل «هل» وما أثبته من الرامهرمزيّ: أمثال الحديث ق 33 ب.(2/600)
وأما تشكي النساء فأن المرأة تظل تريق [1] بِهَمِّهَا وَتُمَخِّضُ لَبَنَهَا [فَتَبِيتُ] [2] وَلَهَا أَنِينٌ مِنْ عَضُدَيْهَا كَأَنَّهُمَا لَيْسَتَا مِنْهَا [3] ، وَأَمَّا تَنَافُسُ الْمَعْزَى فَإِنَّهَا تَرَى مِنْ أَنْوَاعِ الشَّجَرِ وَأَلْوَانِ الثَّمَرِ وَنَوْرِ النَّبَاتِ مَا يُشْبِعُ بُطُونَهَا وَلَا يُشْبِعُ عُيُونَهَا [4] ، فَتَبِيتُ وَقَدِ امْتَلَأَتْ أَكْرَاشُهَا [5] ، لَهَا مِنَ الْكِظَّةِ حُرْقَةُ [6] مَاءِ الْحَرَّةِ حَتَّى تَسْتَنْزِلَ بِهَا الدَّرَّةُ. قَالَ: ائْذَنْ. فَدَخَلَ رَجُلٌ مِنَ الْمَوَالِي، كَانَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ، فَقَالَ: هَلْ كَانَ وَرَاءَكَ مِنْ غَيْثٍ؟
قَالَ: نَعَمْ وَلَكِنِّي لَا أُحْسِنُ أَنْ أَقُولَ كَمَا قَالَ هَؤُلَاءِ. قَالَ: قُلْ كَمَا تُحْسِنُ.
قَالَ: أَصَابَتْنِي سَحَابَةٌ بِحُلْوَانَ فَلَمْ أَزَلْ أَطَأُ فِي أَثَرِهَا حَتَّى دَخَلْتُ عَلَى الْأَمِيرِ.
قَالَ: لَئِنْ كُنْتَ أَقْصَرَهُمْ فِي الْمَطَرِ خُطْبَةً إِنَّكَ لَأَطْوَلُهُمْ بالسيف خطوة [7] .
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: أَخْبَرَنِي من سمع الشعبي
__________
[1] في الحلية «تريف» وفي أمثال الحديث للرامهرمزيّ ق 33 ب «ترعى» .
[2] الزيادة من الحلية.
[3] في أمثال الحديث للرامهرمزيّ ق 33 ب «ولساقها وجيف من الأعيان» بدل «ولها أنين.... منها» .
[4] أورد الرامهرمزيّ كلام الرجل من أهل اليمامة الى هنا من طريق عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ عَبَّادِ بْنِ مُوسَى عن الشعبي، لكنه ذكر انه من أهل الشام (أمثال الحديث ق 33 ب) .
[5] في الأصل «اعراسها» والتصويب من الحلية.
[6] في الحلية «جرة فتبقى الجرة حتى تستنزل بها الدرة» وهو تصحيف.
[7] أوردها ابو نعيم من طريق عيسى بن يونس أيضا (حلية الأولياء 4/ 325- 327) .(2/601)
يقَولَ: لَيْتَنِي أَنْفَلِتُ مِنْ عِلْمِي كَفَافًا لَا لِيَ وَلَا عَلَيَّ [1] .
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: أَظُنُّهُ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: كَانَ الشَّعْبِيُّ إِذَا سُئِلَ قَالَ وَقَالَ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: قَالَ الشَّعْبِيُّ: مَا ضَرَبْتُ مَمْلُوكًا لِي قَطُّ وَلَا أَخَذْتُ لَهُ ضَرِيبَةً.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ [2] عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَخْرَجَ ذِرَاعًا له شعرا فقال (188 أ) لَا حَتَّى يَهُزُّهَا بِهِ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمْيَرٍ قَالَ: ثَنَا ابْنُ إدريس [3] عن مالك ابن مِغْوَلٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ إِيَاسٍ الْهَمْدَانِيِّ قَالَ: كَانَ مِنْ كَلَامِهِ: نِصْفُ عَقْلِكَ لِأَخِيكَ، وَكَانَ يَقُولُ: لَمْ أَرَ قُرَّاءً أَعْظَمَ رِقَابًا [4] وَلَا أَرَقَّ ثِيَابًا وَلَا آكَلَ لِمُخِّ طَعَامٍ مِنْ قراء هذا الزمان. وكان إذا مر بالشعبي قَالَ: يَا مُبْطِلَ الْحَاجَاتِ!.
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ [5] عَنْ أَحْمَدَ [6] : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ:
أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ عَبْدِ الرحمن بن يزيد [7] عن مكحول قال:
__________
[1] أوردها الدارميّ من طريق ابن عيينة أيضا (السنن 1/ 130) وأوردها ابو نعيم من طريق سفيان عن ابن ابجر- وهو عبد الملك- عن زبيد- وهو الطائي قال: قال الشعبي (حلية الأولياء 4/ 313) .
[2] مطرف بن طريف الحارثي الكوفي (تهذيب التهذيب 10/ 172)
[3] عبد الله بن إدريس.
[4] في الأصل رقا وما أثبته من ص 595 من هذه المجلدة.
[5] ابن شبيب.
[6] ابن حنبل.
[7] ابن جابر.(2/602)
مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ بِسُنَّةٍ مَاضِيَةٍ مِنَ الشَّعْبِيِّ.
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي تَمِيمٌ [1] قَالَ: سَمِعْتُ مَكْحُولًا يَقُولُ: قَدِمْتُ الْكُوفَةَ، فَاخْتَلَفْتُ إِلَى شريح ستة أشهر مَا أَسْأَلُهُ عَنْ شَيْءٍ أَكْتَفِي بِمَا يَقْضِي بِهِ.
حَدَّثَنَا ابنُ نُمَيْرٍ [2] قَالَ: ثَنَا إِسْحَاقُ الْأَزْرَقُ [3] عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: أَتَى الشَّعْبِيَّ رَجُلٌ فَقَالَ: مَا اسْمُ امْرَأَةِ إِبْلِيسَ؟ فَقَالَ: إِنَّ ذَاكَ لَعُرْسٌ مَا شَهِدْتُهُ.
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قال: ثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: مَرَرْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ وَكَانَ عَرَبِيًّا فَصِيحًا.
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: ثَنَا مُعَاوِيَةُ [4] قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعَمْشَ يَقُولُ: قَالَ الشَّعْبِيُّ: أَلَا تَعْجَبُونَ مِنْ هَذَا الْأَعْوَرِ يَأْتِينِي بِاللَّيْلِ فَيَسْأَلُنِي وَحَتَّى [5] بِالنَّهَارِ- يَعْنِي إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ-.
حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ [6] قَالَ: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: ثنا شعبة عن عبد الله ابن أَبِي السَّفَرِ قَالَ: قَالَ الشَّعْبِيُّ: وَاللَّهِ مَا مِنْ آيَةٍ إِلَّا قَدْ سَأَلْتُ عَنْهَا وَلَكِنَّهَا لَرِوَايَةٌ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ- أَوْ قَالَ على الله عز وجل-.
__________
[1] تميم بن عطية العنسيّ الداريّ الشامي (تهذيب التهذيب 1/ 513) .
[2] محمد بن عبد الله بن نمير.
[3] هو إسحاق بن يوسف بن مرداس المخزومي الواسطي (تهذيب التهذيب 1/ 257) .
[4] معاوية بن هشام الازدي القصار الكوفي (تهذيب التهذيب 7/ 218) .
[5] كذا في الأصل ولعل الصواب «ويحدث» .
[6] بكر بن خلف.(2/603)
«حدثني علي بن عثمان بن نفيل قال: ثنا ابو مسهر [1] قَالَ: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: مَا لَقِيتُ مِثْلَ الشَّعْبِيِّ» [2] .
وَسَمِعْتُ مَنْ يَذْكُرُ عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ قَالَ: حَدِيثُ تَمِيمِ بْنِ عَطِيَّةَ لَيْسَ بِمَحْفُوظٍ لِأَنَّ مَكْحُولًا لو اختلف الى شريح (188 ب) لَمْ يَقُلْ مَا لَقِيتُ مِثْلَ الشَّعْبِيِّ.
«حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ [3] عَنْ [4] سُفْيَانَ عَنْ دَاوُدَ [5] قَالَ:
مَا جَالَسْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنَ الشَّعْبِيِّ» [6] .
[إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ] [7]
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ وابو نعيم قالا: ثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ: مَا خَاصَمْتُ رَجُلًا قَطُّ [8] .
«وَقَالَا: ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُغِيرَةَ [9] : كُنَّا نَهَابُ إِبْرَاهِيمَ كما نهاب الأمير» [10] .
__________
[1] عبد الأعلى بن مسهر.
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 12/ 230.
[3] في الأصل «عمرو» وقد تقدم مرارا بانه محمد بن أبي عمر.
[4] يوجد قبلها «قال: قال إبراهيم» وهي زائدة فحذفتها.
[5] داود بن يزيد الأودي.
[6] الخطيب: تاريخ بغداد 12/ 230.
[7] في الطبقة الثانية من تابعي أهل الكوفة (طبقات ابن سعد 6/ 270) .
[8] أوردها ابن سعد (الطبقات 6/ 273) وابو نعيم من طريق سفيان (حلية الأولياء 4/ 222) .
[9] المغيرة بن مقسم الضبي.
[10] أوردها ابن سعد (الطبقات 6/ 271) واقتبسها من يعقوب الخطيب في الجامع لأخلاق الراويّ وآداب السامع ق 31 أ.(2/604)
وقالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رُبَّمَا سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ يُعْجَبُ بِقَوْلِ احْتِيجَ إِلَيَّ احْتِيجَ إِلَيَّ [1] .
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبْجَرَ عَنْ زُبَيْدٍ قَالَ: مَا سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا عَرَفْتُ فِيهِ الْكَرَاهِيَةَ [2] .
«وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ [3] قَالَ: سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ شَيْءٍ فَقَالَ: أَمَا وَجَدْتَ أَحَدًا تَسْأَلُهُ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ غَيْرِي» [4] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: رُبَّمَا رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ يُصَلِّي ثُمَّ يَأْتِينَا فَيَمْكُثُ سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ كَأَنَّهُ مَرِيضٌ» [5] .
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ: قَالَ: ثَنَا مُحِلُّ بْنُ مُحْرِزِ بْنِ خَلِيفَةَ [6] الضَّبِيُّ الضَّرِيرُ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ- يعني النخعي- انا ومغيرة [7] ومعنا رجل
__________
[1] أوردها ابن سعد (الطبقات 6/ 271) وابو نعيم من طريق سفيان (الحلية 4/ 226) .
[2] أوردها ابن سعد (الطبقات 6/ 271) وابو نعيم: الحلية 4/ 220 ووقع فيها «أعين» بدل «ابجر» .
[3] عثمان بن عاصم الاسدي.
[4] الخطيب: الفقيه والمتفقه 2/ 13، وأوردها ابو نعيم من طريق سفيان أيضا (حلية الأولياء 4/ 226) .
[5] أوردها ابن سعد (الطبقات 6/ 279) .
[6] محل بن محرز الضبي الكوفي الأعور ولم أجد في المصادر الأخرى ذكر اسم جده «خليفة» ويوجد «محرز بن خليفة الطائي الكوفي» وهو آخر فلعله التبس على يعقوب، وثمة احتمال أن الزيادة صحيحة (راجع طبقات خليفة 168 وميزان الاعتدال 3/ 445 وتهذيب التهذيب 10/ 60) .
[7] المغيرة بن مقسم الضبي.(2/605)
مُرْجِئٌ، فَذَكَرْنَا لَهُ مِنْ قَوْلِهِمْ فَقَالَ: لَا تكلموهم ولا تجالسوهم. وقال:
لا عرفن إِذَا قُمْتَ مِنْ عِنْدِي فَلَا تَرْجِعَنَّ إِلَيَّ [1] .
حدثنا أبو بكر الحميدي قال: ثنا سفيان قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ يَقُولُ: جَهِدْنَا بِإِبْرَاهِيمَ أَنْ نُجْلِسَهُ إِلَى سَارِيَةٍ فَأَبَى [2] .
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: قُلْتُ لإبراهيم:
اني اخرج الى ماءة فِي شَرْيٍ مِنْ زَعْفَرَانَ. فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: مَا كَانُوا يَطْلُبُونَ الدُّنْيَا هَكَذَا [3] .
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ إِدْرِيسَ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِإِبْرَاهِيمَ مَرَرْتُ بِفُلَانٍ فَذَكَرَكَ بِكَذَا وَكَذَا. قَالَ الْأَعْمَشُ: قُلْتُ:
لَمْ يَكُنْ إِلَيْهِ مِنْكَ [4] . فَلَمَّا رَأَى إِبْرَاهِيمُ غَضَبِي قَالَ: لَعَلَّ الَّذِي قِيلَ فِيهِ لَوْ سَمِعَهُ لَمْ يَرُدَّ عَنْ نَفْسِهِ.
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ يَقُولُ:
اسْتَأَذْنَ رَجُلٌ على إبراهيم وهو يقرأ في المصحف (189 أ) فَغَطَّاهُ وَقَالَ:
لَا يَرَى هَذَا أَنِّي أَقْرَأُ فِيهِ كُلَّ سَاعَةٍ [5] .
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ: مَا حَدَّثْتُ إِبْرَاهِيمَ
__________
[1] قارن بابن سعد (الطبقات 6/ 273) .
[2] قارن بابن سعد (الطبقات 6/ 273) وأوردها الدارميّ من طريق ابن عيينة أيضا (السنن 1/ 128) .
[3] أوردها ابو نعيم من طريق الأعمش أيضا (حلية الأولياء 4/ 229) .
[4] لعله يعني حاجة.
[5] أوردها ابو نعيم من طريق وكيع أيضا (الحلية 4/ 220) .(2/606)
حَدِيثًا قَطُّ إِلا زَادَنِي فِيهِ [1] .
حَدَّثَنَا ابْنُ نمير قال: حدثنا يحي بْنُ عِيسَى عَنِ الْأَعْمَشِ وَذُكِرَ عِنْدَهُ إِبْرَاهِيمُ فَقَالَ: مَا كَانَ عِنْدَهُ مَا يَقُولُونَ- يَعْنِي الْفِقْهَ-.
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ: وَسَمِعْتُ الْأَعْمَشَ قَالَ: لَوْ كُنْتُ أَرَى رَأْيَ إبراهيم لكنت جئتكم بوقر.
«حدثنا ابْنُ نُمَيْرٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ قَالا: ثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنِ الْأَعَمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: إِنِّي لَأَسْمَعُ الْحَدِيثَ فَآخُذُ مَا يُؤْخَذُ بِهِ وَأَدَعُ سَائِرَهُ» [2] .
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ وَبَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالا: ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ [3] عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ صَيْرَفِيًّا فِي الْحَدِيثِ [4] .
وَبِهِ عَنِ الْأَعَمْشِ قَالَ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَتَوَقَّى الشُّهْرَةَ وَكَانَ لَا يَجْلِسُ إِلَى أسْطُوَانَةٍ [5] ، وكان يجلس مع القوم فيجيء الرَّجُلُ فَيُوسِعُ لَهُ، فَإِذَا اضْطَرَهُ الْمَجْلِسُ إِلَى الْأُسْطُوَانَةِ قَامَ.
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنِ الْأَعَمْشِ قَالَ: قَالَ لِي خيثمة:
__________
[1] أوردها ابن سعد (الطبقات 6/ 271) وقارن بابي نعيم (الحلية 4/ 221) .
[2] الخطيب: الفقيه والمتفقه 1/ 111 وذكر «بما» بدل «ما» وأوردها ابو نعيم من طريق عيسى بن يونس أيضا (حلية الأولياء 4/ 225) .
[3] حماد بن اسامة القرشي الكوفي.
[4] أوردها ابو نعيم من طريق أبي اسامة أيضا (الحلية 4/ 220)
[5] أوردها الى هنا ابو نعيم من طريق أبي أسامة أيضا (الحلية 4/ 220) .(2/607)
لِمَ تَجْلِسُ مَعَ إِبْرَاهِيمَ فِي الْمَجْلِسِ الَّذِي يجلس فِيهِ مَعَ الْعُرَفَاءِ؟ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِإِبْرَاهِيمَ فَقَالَ: تَأْمُرُنِي أَنْ أَعْتَزِلَ النَّاسَ هُمْ يَتَحَدَّثُونَ بِمَا شاءوا ويتحدث بِمَا شِئْنَا [1] .
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ [2] عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: قَالَ لِي الشَّعْبِيُّ: أَشَهِدْتَ مَوْتَ هَذَا الرَّجُلِ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَتْرُكْ مِثْلَهُ.
[قُلْتُ] : بِالْكُوفَةِ؟ قَالَ: [لا] بالكوفة وَلَا بِكَذَا وَلَا بِكَذَا [3] .
قِيلَ لِأَبِي عَاصِمٍ: روى فلان عَنِ ابْنِ عَوْنٍ أَنَّهُ قَالَ: لَا بِالْكُوفَةِ وَلَا بِالْبَصْرَةِ [4] . قَالَ: غَلَطٌ لَمْ يَكُنِ ابْنُ عَوْنٍ يُسَمِّي الْبَصْرَةَ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شُبْرُمَةَ [5] قَالَ: لَمَّا مَاتَ إِبْرَاهِيمُ جَعَلُوا يَقُولُونَ قَالَ إِبْرَاهِيمُ وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ.
فَقَالَ الشَّعْبِيُّ: هُوَ مَيِّتًا أَفْقَهُ مِنْهُ حَيًّا [6] .
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شُبْرُمَةَ يُحَدِّثُ عَنْ شِبَاكٍ [7] قَالَ: قَالَ الشَّعْبِيُّ: أَمَاتَ الرَّجُلُ؟ - يَعْنِي إِبْرَاهِيمَ- قُلْتُ: نَعَمْ.
قَالَ: مَا تَرَكَ مثله. (189 ب) .
«حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: ثَنَا أَبُو بَكْرِ بن عياش عن الحسن بن
__________
[1] قارن بابن سعد (الطبقات 6/ 273) .
[2] الضحاك بن مخلد النبيل.
[3] أوردها ابن سعد من طريق ابن عون بألفاظ مقاربة (الطبقات 6/ 284) والزيادة منه.
[4] قارن بحلية الأولياء 4/ 220.
[5] عبد الله بن شبرمة القاضي.
[6] أوردها ابن سعد من طريق آخر باختصار 6/ 284.
[7] الضبي الكوفي الأعمى (تهذيب التهذيب 4/ 302) .(2/608)
عُبَيْدِ اللَّهِ [1] قَالَ: قُلْتُ لِإِبْرَاهِيمَ: كُلُّ مَا تُفْتِي بِهِ سَمِعْتَهُ؟ قَالَ: لَا وَلَكِنْ سَمِعْتُ فَقِسْتُ مَا لَمْ أَسْمَعْ بِمَا قَدْ سَمِعْتُهُ» [2] .
حدثنا سلمة عن أحمد بن حنبل قال: حَدَّثَنَا حجَّاجٌ [3] قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يُحَدِّثُ عَنْ منصور [4] قال: قال إبراهيم: ما كتبت شَيْئًا قَطُّ. قَالَ مَنْصُورٌ: وَدِدْتُ أَنِّي كَتَبْتُ وَأَنَّ عَلَيَّ كَذَا وَكَذَا، قَدْ ذَهَبَ مِثْلُ عِلْمِي [5] .
حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ شُعْبَةُ: ثَنَا عَنْ سُلَيْمَانَ قَالَ:
قُلْتُ لِإِبْرَاهِيمَ: اسْنِدْ فَهُوَ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ.
حَدَّثَني سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ قَالَ: ثَنَا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عن ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: ذَكَرْتُ لِابْنِ سِيرِينَ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى عَيْنِهِ وَلَمْ يَقُلِ الْأَعْوَرَ. فَقُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: قَدْ كُنْتُ أَرَاهُ يَحْضُرُ تِلْكَ الْمَحَاضِرَ [6] .
حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ [7] قَالَ: ثَنَا شَاذَانُ [8] قَالَ: ثَنَا أَبُو بَكْرِ بن
__________
[1] النخعي.
[2] الخطيب: الفقيه والمتفقه 1/ 203 بألفاظ مقاربة لانه ساقه من طريق آخر، ووقع فيه «عياس» بدل «عياش» وهو تصحيف.
[3] حجاج بن محمد المصيصي.
[4] ابن المعتمر السلمي.
[5] أوردها ابن سعد بألفاظ مقاربة (الطبقات 6/ 270) .
[6] أوردها ابن سعد من طريق اخرى عن ابن عون بالمعنى (الطبقات 6/ 270) .
[7] الدوري البغدادي.
[8] الأسود بن عامر ابو عبد الرحمن الشامي (تهذيب التهذيب 1/ 340) .(2/609)
عَيَّاشٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو الْفَقِيمِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ النخعي أَنَّهُ كَانَ يَشْتَرِي الْوِزَّ وَيُسَمِّنُهُ وَيُهْدِيهِ إِلَى الْأُمَرَاءِ.
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: ثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ: أَنَّهُ كَانَ يَأْتِي صِبْيَانَ الْكُتَّابِ فَيَجْمَعُهُمْ فَيُحَدِّثُهُمْ كَيْ لَا يَنْسَى حَدِيثَهُ.
«حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرِمٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ هُشَيْمٍ عَنِ الْمُغِيرَةِ [1] عَنْ إِبْرَاهِيمَ: أَنَّهُ كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا بِأَكْلِ مَا جَعَلَ لَهُ الْحَظَّارُ مِنَ السَّمَكِ فَمَاتَ فِيهِ.
وَبِهِ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ هُشَيْمٍ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ فِيمَا أَعْلَمُ فِي رَجُلٍ قَالَ لِامْرَأَتِهِ لَسْتِ لِي بِامْرَأَةٍ. قَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. قَالَ: وَقَالَ الشَّعْبِيُّ:
إِنَّ أَهْوَنَ مِنْ هَذَا يُعَدُّ طَلَاقًا.
حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرِمٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ أَخْبَرَنَا شعبة عن هشيم عن مغيرة عن إبراهيم قَالَ: إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِامْرَأَتِهِ اذْهَبِي فَتَزَوَّجِي.
قال: ليس بشيء. وقال الشعبي: ان هون مِنْ هَذَا لَيُعَدُّ طَلَاقًا.
وَبِهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانُوا يَقُولُونَ إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَاسْجُدْ على (30 أ) ظَهْرِ رَجُلٍ- يَعْنِي الْجُمُعَةَ-» [2] .
[ابْنُ شُبْرُمَةَ]
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ كُوفِيًّا أَفْقَهَ مِنِ ابن شبرمة [3] .
__________
[1] المغيرة بن مقسم الضبي.
[2] وردت هذه الروايات في الأصل بعد ترجمة ثابت البناني بقليل وآثرت نقلها الى هذا الموضع لأنها تتعلق بترجمة إبراهيم بن يزيد النخعي.
[3] عبد الله بن شبرمة الضبي القاضي (طبقات ابن سعد 6/ 350) .(2/610)
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قال: ثنا ابن شبرمة قال: رأيت الشعبي وَهُوَ دَاخِلٌ الْمَسْجِدَ يُرِيدُ إِلَى جَرِيرٍ، فَأَعْطَيْتُهُ يَدِي فَقُلْتُ لَهُ: وَاللَّهِ لَوْلَا أَنِّي أُصِيبُ مِنْكَ أَفْضَلَ مِمَّا تُصِيبُ مِنِّي مَا أَعْطَيْتُكَ يدي.
وبه قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شُبْرُمَةَ قَالَ: قَالَ لِي ابن هبيرة [1] : مالك عَمِلْتَ ليُوسُفَ [2] وَلَمْ تَعْمَلْ لِي؟ قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ مَا أَنَا بِالَّذِي أَعْمَلُ لَكَ حَتَّى تُرَدِّدَ ظَهْرِي وَتُطِيلَ حَبْسِي.
وَبِهِ عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ قَالَ: قَالَ عِيسَى بْنُ مُوسَى: لَتَلِيَنَّ لِي شُرْطَةَ الْكُوفَةِ. فَقُلْتُ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ إِنَّ شُرْطَةَ الْكُوَفَةِ كَذَا وَإِنَّ زِيَادًا قال: اني لست أقدر على الغثيثة [3] حتى أبط اللحم الحي.
(190 أ) وَبِهِ قَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ: لَقِيَنِي جَابِرٌ فَقَالَ لِي: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَسْتَشِيرَ؟ فَقُلْتُ: فِيمَا اعلم أو فِيمَا لَا أَعْلَمُ. فَلَوْ قَالَ لِي فِيمَا تَعْلَمُ قُلْتُ:
وَلِمَ أَسْتَشِيرُ فِيمَا أَعْلَمُ، وَلَوْ قَالَ لِي فِيمَا لَا تَعْلَمُ. لَقُلْتُ: وَلِمَ اقضي فِيمَا لَا أَعْلَمُ.
«حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شُبْرُمَةَ: إِنَّ مِنَ الْمَسَائِلِ مَسَائِلَ لَا يجمل بالسائل أن يسأل ولا بالمسئول
__________
[1] يزيد بن عمر بن هبيرة الفزاري والي العراق لمروان بن محمد (تاريخ خليفة بن خياط 429) .
[2] يوسف بن عمر والي العراق لهشام بن عبد الملك (تاريخ خليفة 364) .
[3] فساد في العقل.(2/611)
أَنْ يُجِيبَ» [1] .
«حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ شُبْرُمَةَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَأَفْتَى فِيهَا فَلَمْ يُصِبْ. فَقَالَ لَهُ نُوحُ بْنُ دَرَّاجٍ: انْظُرْ فِيهَا وَتَثَبَّتَ يَا أَبَا شُبْرُمَةَ. فَعَرَفَ أَنَّهُ لَمْ يُصِبْ، فَقَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ: رُدُّوا عَلَيَّ الرَّجُلَ.
ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ:
كَادَتْ تَزِلُّ بِهِ مِنْ حَالِقٍ قَدَمُ ... لَوْلَا تَدَارَكَهَا نُوحُ بْنُ دَرَّاجِ» [2]
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: كَانَ ابْنُ شُبْرُمَةَ إِذَا سُئِلَ عَنِ الدَّمِ حَلَفَ مَا يَعْرِفُهُ.
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: كَانَ ابْنُ شُبْرُمَةَ أُرْسِلَ مَعَ إِنْسَانٍ إِلَى الْيَمَنِ عَامِلًا يَكُونُ مَعَهُ مِثْلَ الْوَزِيرِ، فَدَعَوْا إِنْسَانًا لِلْقَضَاءِ قَدْ كَانَ يُسْتَعْمَلُ. قَالَ: وَكَانَ ابْنُ شُبْرُمَةَ يُعَظِّمُ أَمْرَ الْقَضَاءِ جِدًّا فَقَالَ لِلرَّجُلِ: إِنَّا دَعَوْنَاكَ لِأَمْرٍ عَظِيمٍ.
فَقَالَ: وَمَا هُوَ؟ فَقَالَ: الْقَضَاءُ. فَقَالَ: مَا مِنْهُ شَيْءٌ إِلَّا أَنَا أُحْسِنُهُ. فَقَالَ لَهُ ابْنُ شُبْرُمَةَ: لَوْ سُئِلْتَ عَنْ ثُمُنِ دِرْهَمٍ مَا أُحْسِنُهُ، مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ ضَرَبَ بَطْنَ شَاةٍ فَأَلْقَتْ مَا فِي بَطْنِهَا؟ فَلَمْ يَدْرِ.
«وَبِهِ قَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ:
اقْضِ بِمَا فِي كِتَابِ اللَّهِ مُفْتَرِضًا ... وَبِالنَّظَائِرِ فَاقْضِ وَالْمَقَايِيسِ» [3] .
حَدَّثَنَا ابْنُ شُبْرُمَةَ بِحَدِيثِ صَاحِبِ أَيْلَةَ فَلَمْ يُعْجِبْهُ وَقَالَ: لَوْ كُنْتُ أَنَا لَقُلْتُ للابن: أنت كما قال أبوك. فان قَالَ نَعَمْ حَدَدْتُ الِابْنَ وَإِنْ قَالَ لَا حددت الأب.
__________
[1] الخطيب: الفقيه والمتفقه 2/ 198.
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 316.
[3] الخطيب: الفقيه والمتفقه 1/ 204.(2/612)
قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شُبْرُمَةَ يَقُولُ: وَأَيُّ شَيْءٍ أَحْسَنُ مِنْ رَايَةٍ تَخْفِقُ فَوْقَ رَأْسِكَ.
وَبِهِ قَالَ: لَحِقَنَا ابْنُ شُبْرُمَةَ بِسَرْفٍ وَهُوَ عَلَى ظَهْرِ فَرَسٍ فَذَكَرَ أَنَّهُ يُرِيدُ الْخُرُوجَ إِلَى مكة فقال له أبي: ان معنا اثني عَشَرَ بَعِيرًا. فَقَالَ: إِنِّي لَمْ أَحُجَّ قَطُّ ومعي فضل وسعة وأنا اكره (190 ب) أَنْ آخُذَ وَأَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أُنْفِقَ مِنْ عِنْدِي. فَتَكَارَيْنَا لَهُ مِنْ أَعْرَابِيٍّ.
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ [1] قَالَ: لَمَّا عَزَلُوهُ شَيَّعْتُهُ- يَعْنِي ابْنَ شُبْرُمَةَ- وَكَانَ وَلِيَ الْقَضَاءَ [2] . قَالَ: فَلَمَّا انْصَرَفَ النَّاسُ وَأَفْرَدَنِي وَإِيَّاهُ الْمَسِيرُ وَلَمْ يَكُنْ مَعَنَا أَحَدٌ نَظَرَ إِلَيَّ فَقَالَ: يَا أَبَا عُرْوَةَ أَحْمَدُ اللَّهَ أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَبْدِلْ بِقَمِيصِي هَذَا قَمِيصًا مُنْذُ دَخَلْتُهَا. قَالَ: ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عُرْوَةَ إِنَّمَا أَقُولُ لَكَ الْحَلَالَ فَأَمَّا الْحَرَامُ فَلَا سَبِيلَ إِلَيْهِ [3] .
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ قَالَ:
سُئِلَ الشَّعْبِيُّ عَنْ رَجُلٍ نَذَرَ أَنْ يُطَلِّقَ امْرَأَتَهُ؟ فَقَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. قَالَ:
قَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ: فَأَنَا نَهَيْتُ الشَّعْبِيَّ، فَقَالَ الشَّعْبِيُّ: رُدُّوا عَلَيَّ الرَّجُلَ [فَقَالَ لَهُ] نَذْرُكَ فِي عُنُقِكَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ثَنَا ابْنُ شُبْرُمَةَ قال: رأيت الشعبي وَهُوَ دَاخِلٌ الْمَسْجِدَ يُرِيدُ إِلَى جَرِيرٍ فَأَعْطَيْتُهُ يدي قُلْتُ لَهُ: وَاللَّهِ لَوْلَا أَنِّي أُصِيبُ مِنْكَ أَفْضَلَ مِمَّا تُصِيبُ مِنِّي مَا أَعْطَيْتُكَ يَدِي، ما تقول في قوم محرمين أشار
__________
[1] معمر بن راشد صنف (المسند) في الحديث و (السيرة) .
[2] تولى القضاء باليمن.
[3] أوردها ابن سعد (الطبقات 6/ 350- 351) .(2/613)
بَعْضُهُمْ إِلَى صَيْدٍ وَصَادَ [1] بَعْضُهُمْ؟ فَقَالَ: عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عِدْلُهُ.
قَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ: فَقُلْتُ لَهُ: فَإِنَّ حَمَّادًا يَقُولُ عَلَيْهِمْ جَزَاءٌ وَاحِدٌ. فَقَامَ الشَّعْبِيُّ وَكُنَّا نَمْشِي فَقَالَ: باللَّه يَقُولُهُ!؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: إِنْ كَانَ يَقُولُهُ فَقَدْ جُنَّ. قَالَ: ابْنُ شُبْرُمَةَ: ثُمَّ أَتَيْتُ مَجْلِسًا كُنَّا نَجْلِسُهُ فِيهِ هُبَيْرَةُ [2] وَشِبَاكٌ [3] وَالْحَارِثُ الْعُكْلِيُّ وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِي أَشَدَّ عَلَيَّ خِلَافًا مِنْهُ، وَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَ الشَّعْبِيُّ وَبِمَا قَالَ حَمَّادٌ. فَقَالَ: الْقَوْلُ مَا قَالَ حَمَّادٌ عَلَيْهِمْ جَزَاءٌ وَاحِدٌ، أَلَا تَرَى أَنَّ قَوْمًا لَوْ قَتَلُوا رَجُلًا خَطَأً لَمْ يَكُنْ عليهم الادية وَاحِدَةٌ. فَقُلْتُ أَنَا: بَلِ الْقَوْلُ مَا قَالَ الشَّعْبِيُّ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ جَزَاءٌ، أَلَا تَرَى أَنَّ قَوْمًا لَوْ قَتَلُوا رَجُلًا خَطَأً كَانَ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ كَفَّارَةٌ عِتْقُ رَقَبَةٍ. قَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ: فَقَاسَ الشَّعْبِيُّ عَلَى الْكَفَّارَةِ وَقَاسَ حَمَّادٌ وَالْحَارِثُ عَلَى الدِّيَةِ.
«حَدَّثَنَا ابو العباس (191 أ) الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ [نَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ ابْنُ شُبْرُمَةَ وَالْمُغِيَرةُ [4] وَالْحَارِثُ الْعُكْلِيُّ وَالْقَعْقَاعُ بْنُ يَزِيدَ وَغَيْرُهُمْ يَسْمَرُونَ بِالْفِقْهِ، فَرُبَّمَا لَمْ يَقُومُوا إِلَى النِّدَاءِ بِالْفَجْرِ» [5] .
حَدَّثَنَا الفَضْلُ قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فضيل قال: سمعت
__________
[1] في الأصل «وصلى» .
[2] هبيرة بن يريم الشيبانيّ الكوفي.
[3] الضبي الأعمى الكوفي (تهذيب التهذيب 4/ 302) .
[4] المغيرة بن مقسم الضبي.
[5] الخطيب: الفقيه والمتفقه 2/ 129 والزيادة منه وقد سقطت من الأصل.(2/614)
ابْنَ شُبْرُمَةَ يَقُولُ: كُنْتُ إِذَا اجْتَمَعْنَا أَنَا وَالْحَارِثُ عَلَى مَسْأَلَةٍ لَمْ نُبَالِ مَنْ خَالَفَنَا فِيهَا.
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ قَالَ: مَرَرْتُ عَلَى مَاهَانَ [1] حِينَ صُلِبَ وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ إِلَيهِ، قَالَ: فَقَالَ لِي: يَا عَمَّارُ وَأَنْتَ أَيْضًا مِمَّنْ يَنْظُرُ وَلَا تُغَيِّرُ!.
حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى قَالَ: ثَنَا قُرَادٌ أَبُو نُوحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: مَا رَأَيْتُ بِالْكُوفَةِ شَيْخًا أَفْضَلَ مِنْ زُبَيْدٍ [2] .
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ [3] عَنْ شُعْبَةَ عَنِ الْهَيْثَمِ [4] قَالَ: كَانَ مُرَّةُ [5] يُصَلِّي فِي الْيَوْمِ مِائَتَيْ رَكْعَةٍ.
[عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ]
حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي النَّضْرِ [6] قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَزْوَانَ أَبُو نُوحٍ [7] عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: مَا أَدْرَكْنَا بِالْكُوفَةِ شَيْخًا خَيْرًا مِنْ زُبَيْدٍ اليامي،
__________
[1] ماهان الحنفي الكوفي الأعور العابد ابو سالم صلبه الحجاج بن يوسف الثقفي (تهذيب التهذيب 10/ 25) .
[2] أوردها ابن سعد من طريق أبي نوح أيضا (6/ 309) .
[3] ابن مهدي.
[4] الهيثم بن حبيب الصيرفي الكوفي.
[5] مرة بن شراحيل الهمدانيّ، وقد تقدمت هذه الرواية من طريق شيخ آخر ليعقوب.
[6] ابو بكر بن النضر بن أبي النضر البغدادي اسمه كنيته (تهذيب التهذيب 12/ 42) وهو حفيد أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي قيصر (تهذيب التهذيب 11/ 18) .
[7] المعروف بقراد (تهذيب التهذيب 6/ 247) .(2/615)
وَمَا رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ مُرَّةَ فِي صَلَاةٍ إِلَّا ظَنَنْتُ أَنَّهُ لَا يَنْفَتِلُ حَتَّى يُسْتَجَابَ لَهُ [1] .
حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُجَاهِدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا قراد أبو نوح قال: ثنا شعبة قال: ما رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ مُرَّةَ فِي صَلَاةٍ قَطُّ إِلَّا خِلْتُ لَا يَنْصَرِفُ حَتَّى يُسْتَجَابَ لَهُ [2] .
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي النَّضْرِ قَالَ: ثَنَا أَبُو النَّضْرِ قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ الْأَشْجَعِيُّ عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ عَنْ عَوْنٍ [3] قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ إِذَا رَفَعَ إصبعه لِلدُّعَاءِ رَجَوْنَا الِاسْتِجَابَةَ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ عمرو ابن مُرَّةَ قَالَ: لَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أَقْرَأَ الْقُرْآنَ قلك أَيُّهُمَا أَصْنَعُ أُحَدِّثُ النَّاسَ أَوْ أَقْرَأُ الْقُرْآنَ، فَرَأَيْتُ فِي النَّوْمِ كَأَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى الْمَسْجِدَ وَمَعَهُ حُلَّةٌ، فَبَلَغَ أَصْحَابَ الْحَدِيثِ فَجَاوَزَهُمْ حَتَّى أَتَى أَصْحَابَ الْقُرْآنِ فَأَعْطَاهُمْ إِيَّاهَا، فَأَخَذْتُ أَقْرَأُ الْقُرْآنَ. قَالَ سُفْيَانُ: قُلْتُ لِمِسْعَرٍ: مَنْ أَفْضَلُ مَنْ رَأَيْتَ؟
قَالَ: مَا كَانَ أَفْضَلُ من عمرو (191 ب) بْنِ مُرَّةَ، وَمَا رَأَيْتُهُ يَقُولُ بِإِصْبَعِهِ هَكَذَا يدعو الا ظننت أنه مستجاب له.
__________
[1] أوردها ابو نعيم من طريق أبي نوح أيضا ووقع فيها «قراد ابن نوح» وانما هو قراد أبو نوح (حلية الأولياء 5/ 94) .
[2] أوردها ابن سعد (الطبقات 6/ 315) .
[3] عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي الكوفي (تهذيب التهذيب 8/ 171) .(2/616)
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ [1] قَالَ: ثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ [2] قَالَ: وَعَرَّسْتُ فَدَعَوْتُ أَصْحَابَ عَلِيٍّ وَأَصْحَابَ عَبْدِ اللَّهِ، مِنْ أَصْحَابِ عَلِيٍّ مِنْهُمْ عمارة بن عبد وهبيرة بن يريم والحارث الْأَعْوَرُ، وَمِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ عَلْقَمَةُ بْنُ قَيْسٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ [3] وَعَبْدُ اللَّهِ بن دئب [4] فَنَبَذْتُ لَهُمْ فِي الْخَوَالِي، فَكَانُوا يَشْرَبُونَ مِنْهَا. قُلْتُ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ يَرَوْنَهَا؟ قَالَ: نَعَمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْهَا يُسْتَقَى مِنْهَا بِالدَّوَارِيقِ [5] .
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: سُبْحَانَ اللَّهِ مَا أَعْجَبَ هَذَا الْأَمْرَ لعله كان شيئا حلوا.
بَابُ [عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى]
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ:
رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى قَدْ أَقَامَهُ الْحَجَّاجُ وَضَرَبَهُ وَهُوَ يَقُولُ: سُبَّ الْكَذَّابِينَ. [فَيَقُولُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ] : لَعَنَ اللَّهُ الْكَذَّابِينَ. ثُمَّ يَسْكُتُ، ثُمَّ يَقُولُ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزبير المختار بن أبي عبيد [6] .
__________
[1] محمد بن خازم الضرير.
[2] السبيعي.
[3] النخعي.
[4] كذا، ولم أتبينه.
[5] الدورق: الجرة ذات العروة.
[6] أوردها ابن سعد (الطبقات 6/ 112- 113) من طريق الأعمش أيضا والزيادة منه، وزاد «قال الأعمش: فعلمت انه حين ابتدأ فرفعهم لم يعنهم «وأوردها ابو نعيم من طريق أبي بكر بن عياش أيضا (حلية الأولياء 4/ 351) .(2/617)
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصٌ [2] وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى وَقَدْ ضَرَبَهُ الْحَجَّاجُ وَكَانَ يَحْضُرُهُ شَيْخًا وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى ابْنِهِ وَهُمْ يَقُولُونَ لَهُ الْعَنِ الْكَذَّابِينَ، فَيَقُولُ لَعَنَ اللَّهُ الْكَذَّابِينَ، ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، عبد الله ابن الزُّبَيْرِ، الْمُخْتَارُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ. قَالَ الْأَعْمَشُ: وَأَهْلُ الشَّامِ حَوْلَهُ كَأَنَّهُمْ حَمِيرٌ لَا يَدْرُونَ مَا يَقُولُ وَهُوَ يُخْرِجُهُمْ مِنَ اللَّعْنِ.
حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ [3] قَالَ:
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي فَإِذَا دَخَلَ الدَّاخِلُ أَتَى فِرَاشَهُ فَاتَّكَأَ عَلَيْهِ [4] .
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَأَصْحَابُهُ يُعَظِّمُونَهُ كَأَنَّهُ أَمِيرٌ، فَذَكَرُوا آخِرَ الْأَجَلَيْنِ، فَذَكَرْتُ حَدِيثَ عَبْدِ اللَّهِ بن عتبة في سبيعة بنت الحارث (192 أ) ، قَالَ: فَغَمَزَ إِلَى أَصْحَابِهِ، فَقَطَبْتُ، فَقُلْتُ: إِنِّي لَحَرِيصٌ عَلَى الْكَذِبِ إِنْ كَذَبْتَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ وَهُوَ بِنَاحِيَةِ الْكُوفَةِ.
قَالَ: فَاسْتَحْيَا وَقَالَ: لَكِنَّ عَمَّهُ لَمْ يَكُنْ يَقُولُ ذَاكَ. قَالَ: وَلَمْ أَكُنْ سَمِعْتُ مِنْهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ شَيْئًا. قَالَ: فَقُمْتُ فَلَقِيتُ أَبَا عطية مالك بن الحارث فسألته،
__________
[1] عبد الله بن سعيد.
[2] ابن غياث.
[3] القصار الأزدي الكوفي مولى بني أسد (تهذيب التهذيب 10/ 218) .
[4] أوردها ابو نعيم من طريق معاوية بن هشام أيضا (حلية الأولياء 4/ 351) .(2/618)
فَذَهَبَ يُحَدِّثُنِي حَدِيثَ سُبَيْعَةَ. قُلْتُ: لَيْسَ عَنْ هَذَا أَسْأَلُكَ وَلَكِنْ هَلْ سَمِعْتَ فِيهِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ فَسَأَلْنَاهُ عَنْهَا فَقَالَ:
أَرَأَيْتُمْ إِنْ وَضَعَتْ قَبْلَ الْأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا؟ قُلْنَا: حَتَّى تَمْضِيَ. قَالَ:
أَرَأَيْتُمْ إِنْ نَقَصَتِ الْأَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وعشرا؟ قلنا: حتى تمضي. قال: أرأيتم إن انْقَضَتِ الْأَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا قَبْلَ أَنْ تَضَعَ؟ قَالَ: قُلْنَا: حَتَّى تَضَعَ.
قَالَ: فَقَالَ: تَجْعَلُونَ لَهَا التَّغْلِيظَ وَلَا تَجْعَلُونَ لَهَا الرُّخْصَةَ، فَنَزَلَتْ سورة النساء القصري قبل الطوال «وأولت الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن» [1] الآية.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عِلَاقَةَ قَالَ: سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ، وَحَدِيثَ جَرِيرٍ [2] بَايَعْتُ، وَحَدِيثَ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ، وَحَدِيثَ قُطْبَةَ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ سُفْيَانُ: سَمِعْنَا هَذِهِ الْأَرْبَعَةَ أَحَادِيثَ مِنْ زِيَادٍ فِي مَجْلِسٍ لَمْ نَسْمَعْ مِنْهُ غَيْرَهَا.
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَرِيكٍ [3] وَكَانَ ابْنَ مِائَةِ سَنَةٍ.
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا أَبُو الزَّعْرَاءِ [4] قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْأَحْوَصِ [5] يَقُولُ: كَانَ ثَلَاثَةُ إِخْوَةٍ قُتِلَ أَحَدُهُمْ يَوْمَ الْجَمَلِ وَقُتِلَ آخَرُ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا وَالْآخَرُ لَا يَدْرِي مَا يُفْعَلُ به. فخرج ابو الأحوص الى
__________
[1] سورة الطلاق آية «4» .
[2] جرير بن عبد الله البجلي.
[3] العامري الكوفي (تهذيب التهذيب 5/ 253) .
[4] عمرو بن عمرو ويقال ابن عامر بن مالك بن نضلة الجشمي من رجال التهذيب.
[5] عوف بن مالك بن نضلة الجشمي من رجال التهذيب.(2/619)
الْأَزَارِقَةِ فَقُتِلَ.
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: كَانَ أَبُو الزَّعْرَاءِ يَتَخَيَّرُ الْأَجْنَادَ فِي الْفِتْنَةِ.
قَالَ سُفْيَانُ [1] : كَانَ عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ [2] حَدَّثَنِي عَنْ أَبِي الْجُوَيْرِيَةِ الْجَرْمِيِّ [3] حَدِيثَ اللَّقْطَةِ، فَسَأَلْتُهُ عَنْهُ فَلَمْ يُنْفِذْهُ لِي فَأَنَا أَرْوِيهِ عَنْ عُمَرَ، كُنَّا إِذَا دَخَلْنَا عَلَيْهِ يَسْتَخْبِرُنَا عَنِ الْفِتْنَةِ.
حَدَّثَنَا ابو بكر الحميدي (192 ب) قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبًا- يَعْنِي ابْنَ عُقْبَةَ الْبَكَّائِيَّ-[4] يَقُولُ: وُلِدْتُ لِسَنَتَيْنِ بَقِيَتَا مِنْ إِمَارَةِ عُثْمَانَ.
حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ ظَبْيَانَ الْحَنَفِيُّ- مُنْذُ سِتٍّ وَسِتِّينَ سَنَةً- قَالَ:
وَسَمَاعِيَ اللَّفْظَ مِنْهُ سَنَةَ ثِنْتَيْنِ وَتِسْعِينَ.
قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ وَأَخُوهُ أَكْبَرَ مِنْ عَمِّهِمَا، وَكَانَا يَفْصِلَانِ عَلَى عَمِّهِمَا مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ شَقِيقِ بْنِ جَمْرَةَ [5] وَبَحْرُ بْنُ بَالِهٍ [6] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الملك بن الحسين- شيعيا كان
__________
[1] الثوري.
[2] الثوري.
[3] حطان بن خفاف الجرمي (تهذيب التهذيب 2/ 396) .
[4] العامري (تهذيب التهذيب 11/ 165) .
[5] في الأصل «حمزة» وفي تهذيب التهذيب 5/ 69 «جمزة» وفي مشتبه النسبة للذهبي ص 247 «جمرة» .
[6] هكذا في الأصل ولم أجده.(2/620)
عِنْدَنَا رَافِضِيًّا صَاحِبَ رَأْيٍ- سَمِعَهُ مِنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: أَتَانِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ وَقَدْ أَدْخَلْتُ رِجْلِي فِي الْغَرْزِ فَقَالَ لِي: أَيْنَ تُرِيدُ؟ فَقُلْتُ: الْعِرَاقَ. قَالَ: أَمَا إِنَّكَ إِنْ جِئْتَهَا لَيُصِيبَنَّكَ بِهَا ذُبَابُ [1] السَّيْفِ. ثُمَّ قَالَ: وَايْمِ اللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَهُ يَقُولُ. قَالَ أَبُو حَرْبٍ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: فَتَعَجَّبْتُ مِنْهُ وَقُلْتُ: رَجُلٌ مُحَارِبٌ يُحَدِّثُ بِمِثْلِ هذا عن نفسه.
[ابو إسحاق السبيعي]
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيِّ بْنِ حَسَّانٍ قَالَ: ثنا سفيان بن إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ [2] الْهَمْدَانِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِنِصْفِ النَّهَارِ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ.
قَالَ سُفْيَانُ: أَوْ ذَكَرَ أَحَدَهُمَا.
وَقَالَ ابْنُ بَشَّارٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ لِي أَبِي: أَيْ بُنَيَّ أَتُرِيدُ أَنْ تَرَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: فَقُمْتُ قَائِمًا فَرَأَيْتُ عَلِيًّا يَخْطُبُ النَّاسَ عَلَيْهِ إِزَارٌ وَرِدَاءٌ، أَقْرَعَ [3] ، ضَخْمَ الْبَطْنِ، أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، فَلَمْ يَرْفَعْ يَدَيْهِ كَمَا يَرْفَعُونَ وَلَمْ يَجْلِسْ حَتَّى نَزَلَ.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ الْأَزْرَقُ [4] قَالَ: ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن عمرو بن الْحَارِثِ بْنِ الْمُصْطَلِقِ قَالَ: لَمْ يَتْرُكْ رَسُولُ
__________
[1] حده.
[2] عمرو بن عبد الله السبيعي.
[3] في الأمل «أبزغ» وانظر طبقات ابن سعد 3/ 25.
[4] هو إسحاق بن يوسف المخزومي الواسطي.(2/621)
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا سِلَاحًا، وَأَرْضًا [1] جَعَلَهَا صَدَقَةً، وَبَغْلَةً بَيْضَاءَ [2] .
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفْرِيُّ (193 أ) قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ مَطَرِ بْنِ عُكَامِسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا قَضَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَنِيَّةَ عَبْدٍ بِأَرْضٍ جَعَلَ لَهُ إِلَيْهَا حَاجَةً [3] . حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَقَبِيصَةُ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم يوم الأحزاب: الآن نغروهم [4] وَلَا يَغْزُونَنَا [5] . حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: ثنا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ: إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا رَجُلٌ يُوضَعُ فِي أَخْمَصِ قَدَمَيْهِ جَمْرَتَانِ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ.
وَبِهِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: تُوُفِّيَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمْ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ قَبْلَ أَنْ تُحَرَّمَ، فَلَمَّا حُرِّمَتْ قَالُوا: أَصْحَابُنَا مَاتُوا وَهُمْ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ. فَنَزَلَتْ لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا 5: 93
__________
[1] في الأصل يوجد «بيضاء» بعد «أرضا» وهي زائدة.
[2] أخرجها البخاري من طريق سفيان أيضا (صحيح البخاري بحاشية السندي 2/ 149) وأوردها ابو نعيم من طريق أبي إسحاق بزيادة (حلية الأولياء 4/ 345) .
[3] أورده ابو نعيم من طريق سفيان الثوري أيضا (الحلية 4/ 346) .
[4] في الأصل «لا تغزوهم» والتصويب من الحلية 4/ 345) .
[5] أورده ابو نعيم من طريق أبي إسحاق (الحلية 4/ 345) .(2/622)
وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا 5: 93 [1] ، إِلَى قَوْلِهِ: وَالله يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ 5: 93 [2] . قُلْتُ لِأَبِي إِسْحَاقَ: سَمِعْتُهُ مِنْهُ؟ قَالَ: لَا.
وَبِهِ عَنِ البَرَاءِ- وَلَمْ نَسْمَعْهُ مِنَ الْبَرَاءِ- أَنَّهُمْ أَصَابُوا يَوْمَ حُنَيْنٍ أَوْ خَيْبَرَ حُمُرًا فَنَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَكْفِئُوا الْقُدُورَ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: ثنا زُهَيْرٌ [3] قَالَ: ثنا أَبُو إِسْحَاقَ عمرو ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدٍ [4] الْهَمْدَانِيُّ السَّبِيعِيُّ أَنَّ جَدَّهُ الْخَيَّارَ مَرَّ عَلَى عُثْمَانَ فَقَالَ: كَمْ مَعَكَ مِنْ عِيَالِكَ يَا شَيْخُ؟ قَالَ: إِنَّ مَعِي سِتِّينَ. فَقَالَ: أَمَّا أَنْتَ يَا شَيْخُ فَقَدْ فَرَضْنَا لَكَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَلِعِيَالِكَ مِائَةَ مِائَةٍ [5] .
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ الْحَرَّانِيُّ [6] قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ثنا أَبُو [7] إِسْحَاقَ قَالَ: كُنْتُ كَثِيرَ الْمُجَالَسَةِ لِرَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ.
وَبِهِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ نَعْلَيْنِ فِي كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا شِسْعَانِ.
وَبِهِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: كُنْتُ أُجَالِسُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ.
وَبِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ- بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ- رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ انك الأعز الأكرم.
__________
[1] ، (2) سورة المائدة آية 93.
[3] زهير بن معاوية الجعفي (تهذيب التهذيب 3/ 351) .
[4] في الأصل «حصين» وانظر تهذيب التهذيب 8/ 63.
[5] أوردها ابن سعد من طريق زهير أيضا (الطبقات 6/ 313) .
[6] نزيل مصر (تهذيب التهذيب 8/ 25) .
[7] في الأصل «زهير وابن إسحاق» وهو خطأ، والصواب ما أثبته لان زهيرا يروي عن أبي إسحاق السبيعي.(2/623)
وبه قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ [1] : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: اللَّهمّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي وَجَهْلِي وَإِسْرَافِي- قَالَ زُهَيْرٌ: حَسِبْتُهُ قَالَ فِي أمري- اللَّهمّ اغفر لي هز لي وَجِدِّي وَخَطَئِي وَعَمْدِي وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي. حَدَّثَنَا (193 ب) أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أَبُو أُسَامَةَ [2] عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: ثنا أَبُو إِسْحَاقَ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا مَنْ لَهُ نَعْلَانِ وشرا كان مِنْ نَارٍ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ كَمَا يَغْلِي الْمِرْجَلُ، مَا يَرَى أَنَّ أَحَدًا أَشَدُّ عَذَابًا مِنْهُ، وَإِنَّهُ لَأَهْوَنُهُمْ عَذَابًا. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عن أبي إسحاق قال: عرست فَدَعَوْتُ أَصْحَابَ عَلِيٍّ وَأَصْحَابَ عَبْدِ اللَّهِ، مِنْ أَصْحَابِ عَلِيٍّ: عِمَارَةُ بْنُ عَبْدٍ وَهُبَيْرَةُ بْنُ يَرِيمَ وَالْحَارِثُ الْأَعْوَرُ. وَمِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ: عَلْقَمَةُ بْنُ قَيْسٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ [3] وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذِئْبٍ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ [4] عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ حَبَشِيِّ بْنِ جُنَادَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهمّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلِلْمُقَصِّرِينَ. قَالَ: اللَّهمّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ. قَالُوا: يَا رَسُولَ الله وللمقصرين. قال: وللمقصرين- في الثالثة-.
__________
[1] ابو بردة بن أبي موسى الأشعري الفقيه (تهذيب التهذيب 12/ 18) .
[2] حماد بن اسامة القرشي الكوفي.
[3] النخعي.
[4] إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.(2/624)
حدثني أبو بكر بن أبي شيبة قال: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ حَبَشِيِّ بْنِ جُنَادَةَ أَبِي الْجَنُوبِ- قَالَ شَرِيكٌ: قُلْتُ لِأَبِي إِسْحَاقَ: أَيْنَ رَأَيْتَهُ؟ قَالَ: وَقَفَ عَلَيْنَا فِي مَجْلِسِنَا- فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه سلم يَقُولُ: عَلِيٌّ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ لَا يُؤَدِّي عني الا علي. حدثني احمد بن يحي [1] قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ حُسَيْنٍ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ حَبَشِيَّ بْنَ جُنَادَةَ يَقُولُ: شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَةَ مَشَاهِدَ، وَشَهِدْتُ مَعَ عَلِيٍّ ثَلَاثَةَ مَشَاهِدَ مَا هِيَ عِنْدِي بِدُونِ ذَلِكَ. قَالَ:
فَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: صَدَقَ أَبُو الْجَنُوبِ إِنَّهَا لَمِثْلُهَا.
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْبَاهِلِيُّ وَأَبُو عُمَرَ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ النَّمِرِيُّ قَالا: ثنا شُعْبَةُ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يَقُولُ:
أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُصْعَبُ بن عمير وابن أم مكتوم، فكانا يقرئان الْقُرْآنَ، ثُمَّ جَاءَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ وَبِلَالٌ وَسَعْدٌ ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي عِشْرِينَ، ثُمَّ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه (194 أ) وَسَلَّمَ، فَمَا رَأَيْتُ أَهْلَ الْمَدِينَةِ فَرِحُوا بِشَيْءٍ قَطُّ فَرَحَهُمْ بِهِ، حَتَّى رَأَيْتُ الْوَلَائِدَ وَالصِّبْيَانَ يَسْعَوْنَ فِي الطَّرِيقِ يَقُولُونَ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَمَا قَدِمَ الْمَدِينَةَ حَتَّى قَرَأْتُ «سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى» [2] فِي سُورَةٍ مِثْلِهَا مِنَ الْمُفَصَّلِ.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بن موسى وعبد الله بن رجاء ابو عمرو الغداني عن
__________
[1] احمد بن يحي بن الوزير بن سليمان التجيبي (تهذيب التهذيب 1/ 89) .
[2] سورة الأعلى آية (1) .(2/625)
إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: اشْتَرَى أَبُو بَكْرٍ مِنْ عَازِبٍ رَحْلًا بِثَلَاثَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا، قَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعَازِبٍ: مُرِ الْبَرَاءَ فَلْيَحْمِلْ [1] إِلَيَّ رَحْلِي.
فَقَالَ لَهُ عَازِبٌ: لَا حَتَّى تُحَدِّثَنَا كَيْفَ صَنَعْتَ [2] [أَنْتَ] [3] وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ خَرَجْتُمَا وَالْمُشْرِكُونَ يَطْلُبُونَكُمْ. قَالَ: أَدْلَجْنَا مِنْ مَكَّةَ لَيْلًا فأحيينا لَيْلَتَنَا وَيَوْمَنَا حَتَّى أَظْهَرْنَا وَقَامَ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ، فَرَمَيْتُ بَصَرِي هَلْ أَرَى مِنْ ظِلٍّ نَأْوِي إِلَيْهِ، فَإِذَا بِصَخْرَةٍ، فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهَا، فَإِذَا بَقِيَّةُ ظِلٍّ لَهَا فَنَظَرْتُ بَقِيَّةَ ظَلٍّ لَهَا فَسَوَّيْتُهُ، ثُمَّ فَرَشْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرْوَةً، ثُمَّ قُلْتُ: اضْطَجِعْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَاضْطَجَعَ، ثُمَّ ذَهَبْتُ أَخْفِضُ مَا حَوْلِي هَلْ أَرَى مِنَ الطُّلَبِ أَحَدًا، فَإِذَا بِرَاعِي غَنَمٍ يَسُوقُ غَنَمَهُ إِلَى الصَّخْرَةِ يُرِيدُ مِنْهَا الَّذِي أُرِيدُ- يَعْنِي الظِّلَّ- فَسَأَلْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ: لِمَنْ أَنْتَ يَا غُلَامُ؟
قَالَ: لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ، فَسَمَّاهُ فَعَرَفْتُهُ، فَقُلْتُ لَهُ: هَلْ فِي غَنَمِكَ مِنْ لَبَنٍ؟
قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: هَلْ أَنْتَ حَالِبٌ لِي؟ قَالَ: نَعَمْ. فَأَمَرْتُهُ فَاعْتَقَلَ شَاةً مِنْ غَنَمِهِ وَأَمَرْتُهُ أَنْ يَنْفُضَ ضَرْعَهَا من التراب، ثم أمرته اين يَنْفُضَ كَفَّيْهِ، فَقَالَ هَكَذَا فَضَرَبَ إِحْدَى كَفَّيْهِ عَلَى الْأُخْرَى، فَحَلَبَ كُثْبَةً مِنْ لَبَنٍ وَقَالَ:
رَوَيْتُ مَعِي لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِدَاوَةً عَلَى فَمِهَا خِرْقَةٌ، فَصَبَبْتُ عَلَى اللَّبَنِ حَتَّى بَرَدَ [4] أَسْفَلُهُ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَافَقْتُهُ قَدِ اسْتَيْقَظَ، فَقُلْتُ اشْرَبْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَشَرِبَ رَسُولُ
__________
[1] في الأصل «فليحمله» وما أثبته من صحيح البخاري بشرح السندي 2/ 288.
[2] في الأصل «سمعت» وما أثبته من صحيح البخاري.
[3] الزيادة من صحيح البخاري 5/ 3.
[4] في الأصل «بدا» وما أثبته من صحيح البخاري وصحيح مسلم.(2/626)
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى رَضِيتُ ثُمَّ قُلْتُ قَدْ آنَ الرَّحِيلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ.
قَالَ: فَارْتَحَلْنَا وَالْقَوْمُ يَطْلُبُونَنَا، فَلَمْ يُدْرِكْنَا أَحَدٌ مِنْهُمْ غَيْرُ سُرَاقَةَ بْنِ جُعْشُمٍ [1] عَلَى فَرَسٍ لَهُ. فَقُلْتُ: هَذَا الطَّلَبُ قَدْ لَحِقَنَا يا رسول الله. فقال:
لا تحزن (194 ب) إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا [2] . فَلَمَّا أَنْ دَنَا مِنَّا وَكَانَ بَيْنَنَا قَيْدُ رُمْحَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ. فَقُلْتُ: هَذَا الطَّلَبُ قَدْ لَحِقَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، وبكيت. قال:
ما يبكيك؟ فقلت: أم وَاللَّهِ مَا عَلَى نَفْسِي أَبْكِي وَلَكِنِّي إِنَّمَا أَبْكِي عَلَيْكَ.
قَالَ: فَدَعَا عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: اللَّهمّ اكْفِنَاهُ بِمَا شِئْتَ. قَالَ: فَسَاخَتْ بِهِ فَرَسُهُ فِي الْأَرْضِ إِلَى بَطْنِهَا فَوَثَبَ عَنْهَا، ثُمَّ قَالَ:
يا محمد قد علمت أن هذا عملك، فَادْعُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُنْجِيَنِي مِمَّا أنا فيه فو الله لَأُعَمِّيَنَّ عَلَى مَنْ وَرَائِي الطَّلَبِ، وَهَذِهِ كِنَانَتِي فَخُذْ مِنْهَا سَهْمًا، فَإِنَّكَ سَتَمُرُّ بِإِبِلِي وَغَنَمِي بمكان كذا وكذا فخذ منها حاجتك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا حَاجَةَ لَنَا فِي إِبِلِكَ، وَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَانْطَلَقَ رَاجِعًا إِلَى أَصْحَابِهِ، وَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مَعَهُ حَتَّى قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ لَيْلًا، فَتَنَازَعَهُ الْقَوْمُ أَيُّهُمْ يَنْزِلُ عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّمَا نَنْزِلُ عَلَى بَنِي النَّجَّارِ أَخْوَالِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أُكْرِمُهُمْ بِذَلِكَ، وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ، وَكَانَ النَّاسُ في الطرق وعلى البيوت، والغلمان والخدم
__________
[1] هو سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي (تهذيب التهذيب 3/ 456) .
[2] أخرجه البخاري الى هنا بهذا الاسناد (صحيح البخاري بحاشية السندي 2/ 288) ومسلم من طريق أبي إسحاق السبيعي أيضا (الصحيح 4/ 2309) وذكر مسلم بقية الحديث الى آخره، وكلاهما بألفاظ مقاربة لما أورده يعقوب.(2/627)
[يَصِيحُونَ] جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ، جَاءَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُ أَكْبَرُ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ انْطَلَقَ فَنَزَلَ حَيْثُ أَمَرَ.
زَادَ ابْنُ رَجَاءٍ قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم صلى نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا أَوْ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ أَنْ يُوَجِّهَ إِلَى الْكَعْبَةِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ 2: 144 [1] ، فَوَجَّهَ نَحْوَ الْكَعْبَةِ. وَقَالَ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ وَهُمُ الْيَهُودُ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها 2: 142 [2] فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ 2: 142 [3] . قَالَ: وَصَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم رجل ثم خرج بعد ما صَلَّى فَمَرَّ عَلَى قَوْمٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَهُمْ رُكُوعٌ فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ (195 أ) فَقَالَ هُوَ يَشْهَدُ أَنَّهُ قَدْ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَّهُ وُجِّهَ نَحْوَ الْكَعْبَةِ، فَتَحَرَّفَ الْقَوْمُ حَتَّى تَوَجَّهُوا نَحْوَ الْكَعْبَةِ.
قَالَ الْبَرَاءُ: وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ أَخُو بَنِي عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ. فَقُلْتُ لَهُ: مَا فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: هُوَ مَكَانَهُ وَأَصْحَابُهُ عَلَى أَثَرِي، ثُمَّ أَتَانَا بَعْدَهُ عَمْرُو بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ أَخُو بَنِي مُضَرٍ. فَقُلْنَا: مَا فَعَلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه؟ فَقَالَ: هُمْ عَلَى أَثَرِي. ثُمَّ أَتَانَا بَعْدَهُ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ وَبِلَالٌ، ثُمَّ أَتَانَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي عِشْرِينَ رَاكِبًا، ثُمَّ أَتَانَا بَعْدَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.
__________
[1] سورة البقرة آية 144.
[2] سورة البقرة آية 142.
[3] سورة البقرة آية 142 ووقع في الأصل «و» بدل «قل» وأثبتها كما في المصحف.(2/628)
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ [1] وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قالا: حدثنا سفيان بن سعيد ابن مَسْرُوقِ بْنِ حَمْزَةَ الثَّوْرِيُّ- ثَوْرُ هَمْدَانَ- عَنْ أبي إسحاق [2] عمرو ابن عَبْدِ اللَّهِ السَّبِيعِيِّ قَالَ أَعْطَيْتُ الْجُعْلَ [3] فِي زمن معاوية أربعين درهما.
وبه عن أبي إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ قَالَ: آئبون تَائِبُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَنْبَأَ سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ:
سَمِعْتُ الْبَرَاءَ وَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عُمَارَةَ أَوَلَّيْتُمْ يَوْمَ حُنَيْنٍ؟ قَالَ: أَمَّا أَنَا فَأَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ لَمْ يُوَلِّ وَلَكِنْ عَجَّلَ سَرَعَانُ الْقَوْمِ فَرَشَقَتْهُمْ هَوَازِنُ وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ آخِذٌ بِرَأْسِ بَغْلَتِهِ الْبَيْضَاءِ وَهُوَ يَقُولُ:
أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ ... أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ [4]
حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ:
خَرَجَ النَّاسُ يَسْتَسْقُونَ وَفِيهِمْ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ، مَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ إِلَّا رَجُلٌ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَمْرٍو كَمْ غَزَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: تِسْعَ عَشْرَةَ.
قُلْتُ: كَمْ غَزَوْتُ مَعَهُ.؟ قَالَ سَبْعَ عَشْرَةَ [5] ، وَصَلَّى بِنَا عَبْدُ اللَّهِ بن يزيد [6] ركعتين.
__________
[1] الفضل بن دكين.
[2] في الأصل يوجد «عن» بعد «إسحاق» وهي زائدة فحذفتها لان ابا إسحاق هو عمرو بن عبد الله السبيعي (تهذيب التهذيب 12/ 8) .
[3] العطاء.
[4] أخرجه البخاري من طريق سفيان بألفاظ مقاربة (صحيح البخاري بحاشية السندي 2/ 149) .
[5] أوردها الى هنا ابو نعيم من طريق شعبة أيضا (حلية الأولياء 4/ 343) .
[6] الأنصاري (ابو نعيم: حلية الأولياء 4/ 344) .(2/629)
حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قالا: حدثنا ابو عوانة [1] عن أبي (195 ب) إِسْحَاقَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ بخطب يَوْمَ الْجُمُعَةِ. قَالَ أَبُو عَوَانَةَ: فَسَأَلْتُهُ: أَيُّ سَاعَةٍ كَانَ يُصَلِّي؟
قَالَ: نَحْوٌ مِنْ صَلَاتِنَا، وَكَانَ ذَلكَ فِي عَمَلِ يُوسُفَ بْنِ عُمَرَ [2] ، وَكَانَ لَا يُصَلِّي حَتَّى تَزُولَ الشَّمْسُ.
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ [3] . وَرَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَإِزَارُهُ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ [4] .
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن حارثة بْنِ وَهْبٍ الْخُزَاعِيِّ قَالَ: صَلَّيْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه سلم بِمِنًى أَكْثَرَ مَا كَانَ النَّاسُ وَآمَنُهُ رَكْعَتَيْنِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ [5] .
وَبِهِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ [6] قَالَ:
كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلُّونَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَبَعَثَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْخَطْمِيِّ: أَنِ اسْتَسْقِ بِالنَّاسِ. فَخَرَجَ وَخَرَجَ النَّاسُ مَعَهُ وَفِيهِمْ زَيْدُ بن أرقم والبراء بن عازب.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْرَمِيُّ قَالَ: حدثنا إسحاق بن سليمان [7]
__________
[1] الوضاح بن عبد الله الواسطي من رجال التهذيب.
[2] الفزاري والي العراق.
[3] أوردها ابو نعيم من طريق أبي إسحاق (الحلية 4/ 341) .
[4] أوردها ابو نعيم من طريق سفيان أيضا (الحلية 4/ 341) .
[5] أخرجه مسلم من طريق أبي إسحاق (الصحيح 1/ 483، 484) .
[6] المخزومي.
[7] الرازيّ.(2/630)
قَالَ: ثنا أَبُو سِنَانٍ [1] عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: رَأَيْتُ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَّزِرُونَ عَلَى أَنْصَافِ سُوقِهِمْ مِنْهُمُ الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَزَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ [2] .
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: رَأَيْتُ عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ رَجُلًا جَسِيمًا أَعْوَرَ، فَرَأَيْتُهُ يَسْجُدُ عَلَى جِدَارٍ ارْتِفَاعُهُ عَنِ الْأَرْضِ ذِرَاعٌ أَوْ قَرِيبٌ مِنْ ذِرَاعٍ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: ثنا زُهَيْرٌ [3] قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ:
أَنَّهُ صَلَّى خلف علي الجمعة، فصلاها بالهاجرة بعد ما زَالَتِ الشَّمْسُ، وَأَنَّهُ رَآهُ قَائِمًا أَبْيَضَ اللِّحْيَةِ أَجْلَحَ [4] .
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ وَهْبٍ السُّوَائِيِّ: أَنَّهُ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْأَبْطَحِ الْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ. قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: فَقِيلَ لَهُ: مِثْلُ مَنْ أَنْتَ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: أَنَا يَوْمَئِذٍ أَبْرِي النَّبْلَ وَأَرِيشُهَا.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ: أنه رأى رسول الله (196 أ) صلى الله عليه وسلم وهذه منه
__________
[1] سعيد بن سنان البرجمي الشيبانيّ الأصغر الكوفي (تهذيب التهذيب 4/ 45) .
[2] أوردها ابو نعيم من طريق إسحاق بن سليمان أيضا (الحلية 4/ 341) وسقط منها «وزيد» .
[3] ابن معاوية الجعفي.
[4] أوردها ابن سعد (الطبقات 6/ 314) والجلح: انحسار الشعر عن جانبي الرأس.(2/631)
بَيْضَاءُ- وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى عَنْفَقَتِهِ [1] .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ:
رَأَيْتُ الضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ الْفِهْرِيَّ وَقَرَأَ «صَادْ وَالْقُرْآنِ» عَلَى الْمِنْبَرِ فَنَزَلَ وَسَجَدَ ثُمَّ صَعَدَ.
وَبِهِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ حَبَشِيِّ بْنِ جُنَادَةَ السَّلُولِيِّ- وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ حَجَّةَ الْوَدَاعِ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ سَأَلَ مِنْ غَيْرِ فَقْرٍ فَكَأَنَّمَا يَأْكُلُ الْجَمْرَ. حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ [2] قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ رَجُلًا قَطُّ أَعْظَمَ سَجْدَةً بَيْنَ عَيْنَيْهِ من عبد الله ابن الزُّبَيْرِ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْرَمِيُّ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ يَقُولُ: فَرَضَ لِي مُعَاوِيَةُ في ثلاثمائة، وَسَأَلَنِي مُعَاوِيَةُ: كَمْ كَانَ عَطَاءُ أَبِيكَ؟ قَالَ: قلت ثلاثمائة. قال: ففرض لي معاوية في ثلاثمائة.
قَالَ: وَكَذَلِكَ كَانُوا يَفْرِضُونَ لِلرَّجُلِ فِي مِثْلِ عَطَاءِ أَبِيهِ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَأَدْرَكْتُ أَبَا إِسْحَاقَ وَعَطَاؤُهُ أَلْفُ دِرْهَمٍ مِنَ الزِّيَادَاتِ.
قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ يَقُولُ: غَزَوْتُ فِي زَمَنِ زِيَادٍ [3] سِتًّا أَوْ سَبْعَ غَزَوَاتٍ قَالَ أَبُو بكر: وقد مات زياد قبل معاوية [4] .
__________
[1] أوردها ابو نعيم (حلية الأولياء 4/ 345) والعنفقة: الشعر الّذي في الشفة السفلى، وقيل الشعر الّذي بينها وبين الذقن، وأصل العنفقة خفة الشيء وقلته (صحيح مسلم 4/ 1822 حاشية 1) .
[2] ابن راهويه.
[3] ابن أبيه.
[4] أوردها ابو نعيم من طريق ابن عياش أيضا (الحلية 4/ 339) .(2/632)
حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ أَحْمَدَ [1] قَالَ: كَانَ مُبَارَكٌ [2] يُرْسِلُ إِلَى الْحَسَنِ [3] . قِيلَ: تَدَلَّسَ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: وَحَدَّثَ يَوْمًا عَنِ الْحَسَنِ بِحَدِيثٍ فَوَقَفَ عَلَيْهِ قَالَ حَدَّثَنِيهِ بَعْضُ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ عَنْ أَبِي حَرْبٍ عَنْ يُونُسَ. قُلْتُ لَهُ: فَأَبُو الْأَشْهَبِ [4] . قَالَ: ثَمَّ شَيْءٌ؟ قُلْتُ: أَلَيْسَ قَالَ بَهْزٌ [5] : وَقَفْنَاهُ فَوَقَفَ لَنَا؟ قَالَ: نَعَمْ كَانَ إِذَا وَقَفَ. ثُمَّ قَالَ: قَدْ دَلَّسَ قَوْمٌ. ثُمَّ ذَكَرَ الْأَعْمَشَ. قَالَ: كَانَ هُشَيْمٌ يُكْثِرُ- يَعْنِي التَّدْلِيسَ- وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ أَيْضًا ثُمَّ كَانَ أَبُو حَرَّةَ [6] صَاحِبَ تَدْلِيسٍ، ثُمَّ قَالَ:
كَانَ أَبُو أَشْهَبَ يُدَلِّسُ إِلَّا أَنَّهُ فِي كِتَابِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ يُبِينُ إِذَا كَانَ سَمَاعًا قَالَ: حَدَّثَنِي، وَإِذَا لَمْ يَكُنْ [قَالَ] قَالَ أَبُو الزِّنَادِ، ذَكَرَ أَبُو الزِّنَادِ، قَالَ فُلَانٌ.
«قَالَ أَبُو يُوسُفَ: أَجْمَعَ أَصْحَابُنَا أَنَّ أَبَا نُعَيْمٍ غَايَةٌ فِي الْإِتْقَانِ وَالْحِفْظِ وَأَنَّهُ حُجَّةٌ» [7] ، وَكَذَلِكَ كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ فِي زَمَانِهِ. وَأَبُو إِسْحَاقَ رَجُلٌ مِنَ التَّابِعِينَ وهو ممن يعتمد عليه (ق 196 ب) الناس في الحديث هو والأعمش إِلَّا أَنَّهُمَا وَسُفْيَانُ يُدَلِّسُونَ، وَالتَّدْلِيسُ مِنْ قَدِيمٍ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَبِيرِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْحَنَفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ رَاشِدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بن مالك وذكر قصة. فقال
__________
[1] ابن حنبل.
[2] مبارك بن فضالة بن أبي أمية ابو فضالة البصري (تهذيب التهذيب 10/ 28) .
[3] البصري.
[4] هو جعفر بن حيان العطاردي (طبقات خليفة 222 وتهذيب التهذيب 12/ 12) .
[5] ابن أسد المعلى.
[6] واصل بن عبد الرحمن البصري (تهذيب التهذيب 11/ 104) .
[7] الخطيب: تاريخ بغداد 12/ 353.(2/633)
رَجُلٌ لِقَتَادَةَ سَمِعْتُ هَذَا مِنْ أَنَسٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ رَجُلٌ لِأَنَسٍ أَسَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ وَحَدَّثَنِي مَنْ لَمْ يَكْذِبْ.
وَاللَّهِ مَا كُنَّا نَكْذِبُ وَلَا نَدْرِي مَا الْكَذِبُ.
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَبَلَغَنِي عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ [1] بِحَدِيثٍ، فَقَالَ شُعْبَةُ: مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي مِنَ الدُّنْيَا [2] وَأَنْ أَقُولَ عَنْهُ: قَالَ مَنْصُورٌ، وَلَا أَذْكُرُ سُفْيَانَ. وَقَدْ قَالَ مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ فِي التَّدْلِيسِ: هُوَ حُلْوٌ دَنِيٌّ. وَقَالَ عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ: هُوَ ذُلٌّ.
[سُلَيْمَانُ بْنُ مِهْرَانَ الْأَعْمَشُ] [3]
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ [4] قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ قال: ما كل مَا نُحَدِّثُكُمْ سَمِعْنَاهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَكِنَّا سَمِعْنَا وَحَدَّثَنَا أَصْحَابُنَا، وَلَكِنَّا لَا نَكْذِبُ.
سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْأَسْوَدِ عَنْ عائشة: إن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ أَهْدَى مَرَّةً غَنَمًا.
«حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ قَالَ عَلْقَمَةُ:
حَفِظْتُ وَأَنَا شَابٌّ فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ فِي قِرْطَاسٍ أَوْ وَرَقَةٍ» [5] .
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا الْأَعْمَشُ عَنْ سُفْيَانَ [6] عَنْ سَلَمَةَ [7]
__________
[1] إبراهيم بن يزيد النخعي.
[2] أي كذا وكذا.
[3] توفي سنة ثمان وأربعين ومائة (ابن سعد 7/ 343) .
[4] محمد بن عبد الله بن نمير.
[5] الخطيب: الفقيه والمتفقه 2/ 92.
[6] الثوري.
[7] ابن كهيل.(2/634)
قال: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْنَا: السَّلَامُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَعَلَى عِبَادِهِ، وَعَلَى جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ السَّلَامُ، وَعَلَى فُلَانٍ وَفُلَانٍ، فَالْتَفَتَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ هُوَ السَّلَامُ، وَإِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: التَّحِيَّاتُ للَّه وَالصَّلَوَاتُ والطيبات، السلام عليك أيها النبي وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ الله الصالحين. فإنكم (197 أ) إِذَا قُلْتُمُوهَا أَصَابَتْ كُلَّ عَبْدٍ صَالِحٍ للَّه عَزَّ وَجَلَّ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [1] قَالَ: عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ [2] وَغَيْرُهُ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: أَتَيْتُ الشَّعْبِيَّ فِي شَيْءٍ يَسِيرٍ، فَقَالَ:
مِثْلُكَ يَأْتِي فِي مِثْلِ هَذَا؟ ثم قال لي الشعبي: كيف تقرأ وَالله رَبِّنا 6: 23 [3] وأ «ربّنا» . قَالَ: وَكَيْفَ تَقْرَأُ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي من يُضِلُّ 16: 37 [4] أو «لا يَهْدِي من يُضِلُّ» 16: 37 [5] ؟ فقلت: «ان لا يهدي من يضل» [6]
__________
[1] الثوري.
[2] الثوري أخو سفيان.
[3] الانعام 23 قال ابن مجاهد: اختلفوا في النصب والخفض من قوله «وَالله رَبِّنا» 6: 23 فقرأ ابن كثير ونافع وعاصم وابو عمرو وابن عامر «وَالله رَبِّنا» 6: 23 بالكسر فيهما، وقرأ حمزة والكسائي: «وَالله رَبِّنا» 6: 23 بالنصب (كتاب السبعة في القراءات 255) وقد وردت في المصحف «وَالله رَبِّنا» 6: 23.
[4] النحل 37 وقد وردت في المصحف «فَإِنَّ الله لا يَهْدِي من يُضِلُّ» 16: 37.
[5] ، (6) في الأصل «يضل» بفتح الياء، ولكن قال ابن مجاهد:
«اختلفوا في فتح الياء وضمها من قوله: لا يهدي من يضل) فقرأ ابن كثير وابو عمرو ونافع وابن عامر: (لا يهدى) برفع الياء وفتح الدال. وقرأ عاصم وحمزة والكسائي: (لا يهدي) بفتح الياء وكسر الدال. ولم يختلفوا في: (يضل) أنها مرفوعة الياء مكسورة الضاد (كتاب السبعة في القراءات 372) .(2/635)
فقال الشعبي: سمعت علقمة يقرأها كَذَلِكَ «وَالله رَبِّنا» 6: 23 وَ «لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ» . 16: 37 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ ثنا الْأَعْمَشُ قَالَ:
كُنْتُ إِذَا خَلَوْتُ بِأَبِي إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا بِحَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ [1] غَضًّا [2] .
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ ثنا الْأَعْمَشُ قَالَ: لَوْلَا الْقُرْآنُ لَكُنْتُ بَقَّالًا.
قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ عَاصِمٌ [3] لِلْأَعْمَشِ: أَلَيْسَ قَدْ قَرَأْتَ عَلَيَّ؟ قَالَ:
بَلَى وَلَكِنِّي انْتَجَعْتُ وَتَرَكْتُكَ.
حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ: سُفْيَانُ [4] عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: عَرَفَ أَبِي رَجُلًا بِالشَّبَهِ فَقَالُوا إِنَّهُ أَخُوهُ. فَاخْتَصَمُوا إِلَى مَسْرُوقِ بْنِ الْأَجْدَعِ فَحَدَّثَهُ.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ شَيْبَانَ [5] عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: عَرَفَ أَبِي أخًا لَهُ فَتُوُفِّيَ أَخُوهُ وَتَرَكَ مَالًا فَقَالَ مَوَالِي أَخِي لِأَبِي لَيْسَ لَكَ مِنْ مِيرَاثِهِ شَيْءٌ، فأخبرني اياس بن عَيَّاشٍ الْكَاهِلِيِّ قَالَ: فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأَبُوكَ إِلَى مَسْرُوقٍ وَهُوَ عَلَى الْقَضَاءِ فَقَالَ مَسْرُوقٌ: تَشْهَدُونَ أَنَّهُ قَدْ كَانَ يَحْرُمُ مِنْهُ مَا يَحْرُمُ لِلْأَخِ مِنْ أَخِيهِ وَيَصِلُ مَا يَصِلُ الْأَخُ مِنْ أَخِيهِ؟ قُلْنَا: نَعَمْ. فَأَعْطَاهُ مَالَهُ أَجْمَعَ.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ قَالَ:
ثنا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِيهِ مِهْرَانَ أَنَّ مَسْرُوقًا وَرَّثَهُ مَنْ أَخٍ له وكان
__________
[1] ابن مسعود.
[2] أوردها ابن سعد من طريق وكيع أيضا (الطبقات 6/ 343) .
[3] ابن بهدلة المقرئ.
[4] في الأصل غير واضح.
[5] شيبان بن عبد الرحمن التميمي مولاهم النحويّ البصري المؤدب (تهذيب التهذيب 4/ 373) .(2/636)
حميلا [1] [2] .
وَحَدِيثُ سُفْيَانَ وَأَبِي إِسْحَاقَ وَالْأَعْمَشِ مَا لَمْ يُعْلَمْ أَنَّهُ مُدَلِّسٌ يَقُومُ مَقَامَ الْحُجَّةِ.
وَأَبُو إِسْحَاقَ وَالْأَعْمَشُ مَائِلَانِ إِلَى التَّشَيُّعِ، وَالْأَعْمَشُ وَلَاؤُهُ لِبَنِي كَاهِلٍ، وَكَاهِلٌ فَخِذٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، وَوَلَاؤُهُ وَلَاءُ عَتَاقَةَ.
[مَنصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ]
حَدَّثَنَا قبيصة (197 ب) قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ [3] عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: اخْتُلِفَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ شَهْرًا فِي امْرَأَةٍ تُوُفِّيَ عَنْهَا زَوْجُهَا وَلَمْ يَدْخُلْ بِهَا وَلَمْ يَفْرِضْ لَهَا صَدَاقًا فَقَالَ: لَهَا مِثْلُ صَدَاقِ نِسَائِهَا، وَعَلَيْهَا الْعِدَّةُ وَلَهَا الْمِيرَاثُ.
قَالَ مَعْقِلُ بْنُ سِنَانٍ الْأَشْجَعِيُّ: قَضَى رسول الله صلى الله عليه وسلم في امْرَأَةٍ مِنَّا يُقَالُ لَهَا بَرْوَعُ بِنْتُ وَاشِقٍ مِنْ بَنِي رَوَاسِ بْنِ كَعْبٍ مِثْلَ الَّذِي قَضَيْتُ. فَفَرِحَ عَبْدُ اللَّهِ بَذَلِكَ.
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ أَغْتَسِلُ أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم مِنَ الْإِنَاءِ الْوَاحِدِ كِلَانَا جُنُبٌ، وَيُخْرِجُ رَأْسَهُ مِنَ الْمَسْجِدِ وَهُوَ مُعْتَكِفٌ وَأَنَا حَائِضٌ فَأَغْسِلُهُ، ويأمرني فأتزر ثم يباشرني وأنا حائض.
__________
[1] الحميل هنا المحمول النسب بان يقول الرجل لآخر هو ابني أو أخي ليزوي ميراثه عن مواليه فلا يصدق الا ببينة (سعيد بن منصور:
كتاب السنن مجلد 3 قسم 1/ 69 حاشية (1) .
[2] أوردها ابن سعد من طريق آخر (الطبقات 6/ 342) وهي في كتاب السنن لسعيد بن منصور ج 3 قسم 1/ 69) .
[3] إبراهيم بن يزيد النخعي.(2/637)
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: رَأَيْتُ مَنْصُورًا وَسَمِعَ وَقْعَ الْأَلْوَاحِ قَامَ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: كَانَ مَنْصُورٌ فِي الدِّيوَانِ وَكَانَ إِذَا أَتَتْهُ النَّوْبَةُ لَبِسَ ثِيَابَهُ وَحَرَسَ. قَالَ مَنْصُورُ لِأُمِّهِ: إِنْ أَرَدْتِ الْأَزْوَاجَ وَكَانَ لَكِ حاجة بالأزواج فَلَا يَمْنَعْكِ مَكَانِي. قَالَ سُفْيَانُ: مُرَادُهُ بِرُّهَا.
قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ أَبُو عَتَّابٍ السُّلَمِيُّ مِنَ الْفَرَاقِدِ مِنْ آلِ عُتْبَةَ بْنِ فَيْرُوزَ.
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: ثنا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: قَالَ لِي حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: رَأَيْتُ مَنْصُورًا بِمَكَّةَ، فَكَانَ فِيهِ خَشْيَةٌ، وَمَا أَرَاهُ كَانَ يَكْذِبُ [1] .
قَالَ عَلِيٌّ قَالَ: كَانَ مَنْصُورٌ أَثْبَتَ النَّاسِ فِي مُجَاهِدٍ.
وَقَالَ: هَذَا أَثْبَتُ مِنَ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ فِي كُلِّ شَيْءٍ مُجَاهِدٍ وَغَيْرِهِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: سَلَمَةُ [2] مُتْقِنُ الْحَدِيثِ وَقَيْسُ بْنُ مُسْلِمٍ [3] مُتْقِنٌ لِلْحَدِيثِ أَيْضًا لَا تُبَالِي إِذَا أَخَذْتَ عَنْهُمَا حَدِيثَهُمَا. قُلْتُ: حَدِيثُ سِمَاكٍ [4] مُضْطَرِبٌ؟ قَالَ: نَعَمْ.
«قَالَ أَحْمَدُ ثنا الْمُؤَمِّلُ [5] قَالَ: حدثنا سفيان [6] (198 أ) قَالَ:
ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بَشِيرٍ- قال سفيان: وكان شيخ صدق- وواقد [7]
__________
[1] أوردها ابن سعد (الطبقات 6/ 337) ووقع فيه «الخشبية» بدل «خشية» .
[2] سلمة بن كهيل الحضرميّ الكوفي (تهذيب التهذيب 4/ 155 وانظر قول الامام أحمد فيه ص 156 منه) .
[3] الجدلي العدوانيّ الكوفي ابو عمرو (تهذيب التهذيب 8/ 403) .
[4] سماك بن حرب الذهلي البكري الكوفي (تهذيب التهذيب 4/ 232 ويورد قول الامام أحمد فيه) .
[5] المؤمل بن إسماعيل العدوي مولاهم البصري.
[6] الثوري.
[7] في الأصل «ولواقد» .(2/638)
- قَالَ أَحْمَدُ: يَعْنِي مَوْلَى زَيْدِ بْنِ خُلَيْدَةَ- وَالْحَكِيمَ بْنَ الدَّيْلَمِ [1] كَانَا شَيْخَيْ صِدْقٍ.» [2] حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ [3] الْأَشَجُّ قَالَ حَفْصٌ [4] سَأَلْتُ الْأَعْمَشَ عَنِ اسْمِ أَبِي رَزِينٍ؟ قَالَ: مَسْعُودُ بْنُ مَالِكٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَقَبِيصَةُ قَالا: حَدَّثَنَا سفيان عن سلمة بن كهيل أبي يحي قَالَ سَمِعْتُ جُنْدَبًا [5] يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ يُسَمِّعْ يُسَمِّعِ الله عز وجل به، ومن يرائي يرائي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ. حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَلَمَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: كُنَّا مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في سَفَرٍ، فَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ يَقُولُ: لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الأدلّ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ، فَنَزَلَتْ سُورَةُ الْمُنَافِقِينَ كُلُّهَا، وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عُذْرِي وَتَصْدِيقِي.
حَدَّثَنَا خَلَّادُ بْنُ أَسْلَمَ [6] قَالَ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قَالَ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
__________
[1] في الأصل «الديلميّ» وهو حكيم بن الديلم المدائني ويقال الكوفي (تهذيب التهذيب 2/ 449) .
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 8/ 261- 262 وذكر «خليد» بدل «خليدة» .
[3] عبد الله بن سعيد.
[4] ابن غياث النخعي الكوفي (تهذيب التهذيب 3/ 415) .
[5] جندب بن عبد الله بن سفيان البجلي (تهذيب التهذيب 2/ 117) .
[6] البغدادي الصفار أبو بكر (تهذيب التهذيب 3/ 171) .(2/639)
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ جُنْدَبِ بن أبي ثابت أبي يحي قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ تَأْتُونَا بِالْمُعْضِلَاتِ.
وَسَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ وَسُئِلَ عَنِ اللُّقَطَةِ قَالَ: ادْفَعْهَا إِلَى الْأَمِيرِ.
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ [1] وَحَجَّاجٌ قَالا ثنا شُعْبَةُ عَنْ حَبِيبٍ [2] قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنِّي أَكُونُ بِالسَّوَادِ فَأَتَقَيَّلُ [3] وَلَا أُرِيدُ أن أَنْ أَزْدَادَ إِنَّمَا أُرِيدُ أَنْ أَدْفَعَ عَنْ نَفْسِي؟ فَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ 9: 29 [4] لَا تَنْزِعِ الصَّغَارَ مِنْ أَعْنَاقِهِمْ وَتَجْعَلْهُ فِي عُنُقِكَ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَاصِمٍ يَقُولُ: يَزِيدُ بْنُ أَبِي زياد أكبر من إبراهيم (198 ب) النخعي بنحو من عشرين سنة.
حدثني أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصٌ [5] عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: خَرَجْتُ إِلَى خُرَاسَانَ وَمَا يُذْكَرُ إِبْرَاهِيمُ وَرَجَعْتُ وَقَدْ أَفْتَى وَمَاتَ.
«وَرَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ [أَبِي] [6] خَالِدٍ عَنْ حَبِيبِ بْنِ الْكِنْدِيِّ وَهُوَ حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ أبو يحي» [7] .
__________
[1] هشام بن عبد الملك الطيالسي.
[2] ابن أبي ثابت الاسدي مولاهم الكوفي.
[3] هكذا في الأصل ولعلها «فأتنفل» .
[4] سورة التوبة آية 29.
[5] ابن غياث.
[6] سقطت من الأصل وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب 1/ 291.
[7] الخطيب: موضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 39.(2/640)
- حَدَّثَنِي أَبُو زَيْدٍ سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ وَحَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ قَالا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو إِسْحَاقَ [1] قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أبي بصير عن أبي ابن كَعْبٍ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الصُّبْحِ فَقَالَ:
أَشَاهِدٌ فُلَانٌ؟ قَالُوا: لَا. قَالَ: أَشَاهِدٌ فُلَانٌ؟ قَالَ: إِنَّ هاتين الصلاتين من أثقل الصلوات عَلَى الْمُنَافِقِينَ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا، وَالصَّفُّ الْأَوَّلُ عَلَى مِثْلِ صَفِّ الْمَلَائِكَةِ، وَلَوْ تَعْلَمُونَ فَضِيلَتَهُ لَابْتَدَرْتُمُوهَا.
صَلَاةُ الرَّجُلِ مَعَ الرَّجُلِ أَزْكَى مِنْ صَلَاتِهِ وَحْدَهُ، وَصَلَاةُ الرَّجُلِ مَعَ الرَّجُلَيْنِ أَزْكَى مِنْ صَلَاتِهِ مَعَ الرَّجُلِ، مَا كَانُوا أَكْثَرَ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ:
وَحَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [2] قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ [3] قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ:
وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ: ثنا أَبُو الْأَحْوَصِ [4] عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْعَيْزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ: قَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ.
قَالَ: وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ قال: ثنا إبراهيم قال: حدثنا شعبة
__________
[1] السبيعي.
[2] التميمي الدمشقيّ (تهذيب التهذيب 4/ 207) .
[3] شعيب بن إسحاق الدمشقيّ الأموي (تهذيب التهذيب 4/ 348) .
[4] سلام بن سليم الحنفي مولاهم الكوفي الحافظ (تهذيب التهذيب 4/ 282) .(2/641)
عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِيهِ- قَالَ شُعْبَةُ: قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: قَدْ سَمِعَهُ مِنْهُ وَمِنْ أَبِيهِ- قَالَ سَمِعْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ يَقُولُ: صَلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر نحو حديث سعيد بن الربيع.
(199 أ) حدثنا أبو نعيم [1] وقبيصة [2] قالا: ثنا سفيان عَنْ أَبِي نُهَيْكٍ عَنْ زِيَادِ بْنِ حُدَيْرٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَدْوَمَ سِوَاكًا وَهُوَ صَائِمٌ مِنْ عُمَرَ.
وَأَبُو نُهَيْكٍ اسْمُهُ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ سَمَّاهُ غَيْرُ سُفْيَانَ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ وَهُوَ أَسْلَمِيٌّ أَبُو مُصْعَبٍ رَوَى عَنْهُ مِسْعَرٌ [3] وَحَجَّاجٌ [4] وَهُوَ ثِقَةٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَقَبِيصَةُ قَالا حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الْجَهْمِ قَالَ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ وَسَأَلَهُ مُكَاتِبٌ عَلَى زَكَاةٍ. قَالَ: لَا. قَالَ: إِنَّ أَهْلِي اشْتَرَطُوا عَلَيَّ أَنْ لَا أَخْرُجَ. قَالَ: اخْرُجْ أَوْ أَمَرَهُ بِذَلِكَ. وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ:
أثقلتم ظَهْرَهُ ثُمَّ جَعَلْتُمُ الْأَرْضَ عَلَيْهِ حَيْصَ بَيْصَ لِيَخْرُجْ إِنْ شَاءَ.
وَاسْمُهُ [5] صُبَيْحُ بْنُ الْقَاسِمِ.
وَأَبُو الْجَهْمِ صَاحِبُ مُطَرِّفٍ [6] سُلَيْمَانُ بْنُ الْجَهْمِ الْجَوْزَجَانِيُّ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي فَرْوَةَ مُسْلِمِ بْنِ سَالِمٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: مَاتَتْ أُمُّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى فَتَقَدَّمَ عَلَيْهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُكَيْمٍ فكان
__________
[1] الفضل بن دكين.
[2] ابن عقبة.
[3] ابن كدام.
[4] ابن أرطاة.
[5] أي اسم أبي الجهم (ميزان الاعتدال 2/ 307) .
[6] مطرف بن طريف.(2/642)
إِمَامَهُمْ.
وَأَبُو فَرْوَةَ الْهَمْدَانِيُّ عُرْوَةُ بْنُ الْحَارِثِ.
وَأَبُو الْأَحْوَصِ عَوْفُ بْنُ مَالِكِ بْنِ نَضْلَةَ.
حدثنا الحميدي قال: ثنا سفيان قال حدثنا أَبُو الزَّعْرَاءِ عَمْرُو بْنُ عَمْرٍو [1] عَنْ عَمِّهِ أَبِي الْأَحْوَصِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ نَضْلَةَ الْجَشْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ.
وَأَبُو عَطِيَّةَ الْوَادِعِيُّ مَالِكُ بْنُ عَوْفٍ.
وَأَبُو الشَّعْثَاءِ سَلِيمُ بْنُ أَسْوَدَ الْمُحَارِبِيُّ.
وَأَبُو فَاخِتَةَ سَعِيدُ بْنُ عِلَاقَةَ.
وَأَبُو الْقَعْقَاعِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو نعيم وقبيصة قالا ثنا سفيان عن أبي السَّوْدَاءِ عَمْرِو بْنِ عِمْرَانَ النَّهْدِيِّ وَأَبِي الرَّوَاعِ مجمع الأرحبي ثقتين.
وأبو الْمِقْدَامِ ثَابِتُ بْنُ هُرمُزٍ الْحَدَّادُ
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ ح.
قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ جَمِيعًا عَنْ أَبِي الْمِقْدَامِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: دِيَةُ الْيَهُودِيِّ وَالنَّصْرَانِيِّ أَرْبَعَةُ أَلْفِ أَرْبَعَةِ أَلْفٍ، وَدِيَةُ الْمَجُوسِيِّ ثَمَانِ مِائَةٍ.
قَالَ أَبُو نعيم: عن سعيد (199 ب) . قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا: عَنْ سُفْيَانَ قَالَ عَنْ عُمَرَ [2] . عُمَرُ ثِقَةٌ رَوَى الْأَعْمَشُ وَسُفْيَانُ وَشُعْبَةُ عنه.
__________
[1] في تهذيب التهذيب 12/ 100 «عمر» وهو خطأ.
[2] هل هو عمر بن محمد بن زيد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ؟
(تهذيب التهذيب 7/ 495) .(2/643)
وَابْنُ أَبِي نُعْمٍ
ثِقَةٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قال: ثنا ابن أبي نُعْمٍ الْبُجَلِيُّ- وَهُوَ الْحَكَمُ [1] بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابن أَبِي نُعْمٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ يُكَنَّى أَبَا الْحَكَمِ- قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ الا ابني الخالة عيسى بن مريم ويحي بْنَ زَكَرِيَّا [2] .
أَبُو الْحُوَيْرِثِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاوِيَةَ
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَقَبِيصَةُ قَالا ثنا سفيان عن أبي الحويرث عن علي ابن الحسين [3] قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي لَأَسْمَعُ صَوْتَ الصَّبِيِّ خَلْفِي فَأُخَفِّفُ شَفَقَةَ أَنْ تَفْتَتِنَ بِهِ أُمُّهُ. وَقَدْ قَالَ شُعْبَةُ: أَبُو الْحُوَيْرِثَةَ.
«حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ ثنا الْأَعْمَشُ وَهُوَ سُلَيْمَانُ بْنُ مِهْرَانَ الْأَعْمَشُ مَوْلَى بَنِي كَاهِلِ بْنِ أَسَدٍ- قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: وَمَاتَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ-» [4] عن إبراهيم بن يزيد بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ ذُهْلِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّخْعِ بْنِ عَمْرٍو. وَأُمُّ إِبْرَاهِيمَ مُلَيْكَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ سُلَامَانَ بْنِ كُهَيْلِ بْنِ
__________
[1] في تهذيب التهذيب 12/ 313 (ابن أبي نعم البجلي هو عبد الرحمن) .
[2] أوردها ابو نعيم بهذا الاسناد واسقط منه «قال حدثني أبي» (الحلية 5/ 71) .
[3] ابن علي بن أبي طالب المعروف بزين العابدين.
[4] الخطيب: تاريخ بغداد 9/ 12.(2/644)
بَكْرِ بْنِ الْمُبَشِّرِ بْنِ النَّخْعِ بْنِ عَمْرٍو وَهِيَ أُخْتُ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ وَهِيَ أُمُّ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ- قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: مَاتَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ النَّخَعِيُّ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ- عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ علقمة بن سلامان بن كهيل ابن بَكْرِ بْنِ الْمُبَشِّرِ بْنِ النَّخْعِ بْنِ عَمْرٍو.
سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ [1] يَذْكُرُ أَنَّهُ وَجَدَ هَذِهِ النِّسْبَةَ فِي كِتَابِ طَلْقِ بْنِ غَنَّامٍ.
وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ بْنَ شَرِيكٍ التَّيْمِيُّ
وَقَدْ رَوَى الشَّيْبَانِيُّ [2] عَنْ جَوَّابٍ [3] التَّيْمِيِّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ شَرِيكٍ أَبِي إِبْرَاهِيمَ.
قَالَ علي [4] : قال يحي بن سعيد: شهدت الْأَعْمَشُ سُئِلَ عَنْ حَدِيثِ أَبِي وَائِلٍ [5] الَّذِي يَرْوِيهِ ابْنُ عَوْنٍ [6] عَنْهُ. فَقَالَ: لَا أَعْرِفُهُ.
قال علي قال يحي: حديث إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن عَبْدِ اللَّهِ كُنَّا عِنْدَهُ حَدِيثُ الصَّوْمِ الَّذِي قَدْ رَوَاهُ أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ قَيْسٍ لَمْ يَسْمَعْهُ إِسْمَاعِيلُ مِنْ قَيْسٍ إِنَّمَا سَمِعَهُ مِنْ أبي إسحاق.
حدثنا (200 أ) أَبُو عُمَرَ النَّمِرِيُّ قَالَ ثنا شُعْبَةُ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ لِشَهَادَةٍ فَأَتَيْنَا بِقَدَحٍ مِنْ لَبَنٍ فَقَالَ:
اشْرَبْ. فَقُلْتُ: مَا آكُلُ شَيْئًا. فَقَالَ قَيْسٌ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ: إِذَا دعي
__________
[1] النخعي الكوفي (تهذيب التهذيب 7/ 435) .
[2] ابو إسحاق.
[3] جواب بن عبيد الله التيمي (تهذيب التهذيب 2/ 121) .
[4] ابن المديني.
[5] شقيق بن سلمة.
[6] عبد الله بن عون.(2/645)
أَحَدُكُمْ إِلَى طَعَامٍ وَهُوَ صَائِمٌ فَلْيَقُلْ إِنِّي صائم.
حدثني محمد بن عبد الرحيم قَالَ: سَأَلْتُ عَلِيًّا عَنْ أَبِي عِيَاضٍ [1] الَّذِي يَرْوِي عَنْ مُجَاهِدٍ وَالْهَجَرِيِّ [2] وَعَبْدِ رَبِّهِ [3] عَنْ أَبِي عِيَاضٍ؟ قَالَ: هُوَ وَاحِدٌ. فقلت: ما اسمه؟ قَالَ: لا أدري.
قال علي: قال يحي: مَا حَدَّثَنِي سُفْيَانُ [4] عَنِ الْأَعْمَشِ أَثْبَتُ عِنْدِي مما سمعت أنا عن الأعمش.
«قال علي: وكان يحي [5] يَقُولُ: حَفْصٌ [6] ثَبْتٌ. فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّهُ يَهِمُ؟ فقال: كتابه صحيح.
قال يحي: لَمْ أَرَ بِالْكُوفَةِ مِثْلَ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ حَرَامٌ [7] وحفص وابن أبي زائدة [8] . كان هؤلاء أصحاب حديث.
قال علي [9] : فلما أخرج حفص كتبه كان كما قال يحي إذا فيها
__________
[1] عمرو بن الأسود العنسيّ (تهذيب التهذيب 8/ 4 وانظر أيضا 12/ 194) .
[2] إبراهيم بن مسلم الهجريّ.
[3] عبد ربه بن أبي يزيد ويقال ابن يزيد ويقال عبد رب (تهذيب التهذيب 6/ 130) .
[4] الثوري.
[5] يحي بن سعيد القطان.
[6] حفص بن غياث النخعي قاضي الكوفة (ابن أبي حاتم: كتاب الجرح والتعديل ج 1 قسم 2/ 185) .
[7] لم أجده.
[8] زكريا بن أبي زائدة الهمدانيّ مولاهم الكوفي (تهذيب التهذيب 3/ 329) .
[9] في تاريخ بغداد 8/ 197 «يحي» وهو خطأ.(2/646)
ألفاظ وأخبار كما قال يحي» [1] .
قال علي: كان في كتاب يحي [2] عَنِ الْأَعْمَشِ [3] : ثنا إِبْرَاهِيمُ [4] ، قَالَ إِبْرَاهِيمُ، وَثنا شَقِيقٌ [5] ، وَقَالَ شَقِيقٌ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ [6] : هَذَا الصِّرَاطُ يَحْتَضِرُ. فَسَأَلْتُ عَنْهُ سُفْيَانَ فَقَالَ: هَذَا حَدِيثُ مَنْصُورٍ [7] .
قَالَ: وَسَمِعْتُ عَليًّا قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ [8] عَنِ ابْنِ إِدْرِيسَ [9] قَالَ شُعْبَةُ: جَانَبْتُ قَتَادَةَ فِي أَرْبَعَةِ أَحَادِيثَ عَنْ أَنَسٍ.
قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ لِي أَيُّوبُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ: مَرَّ سُلْطَانٌ فَقَامَ لَهُ قَوْمٌ فِيهِمْ أَبَانُ بن تغلب فلم يقم، فقيل: مالك لَمْ تَقُمْ؟ قَالَ كَرِهْتُ أَنْ أُذِلَّ الْقُرْآنَ.
قال: قَالَ سُفْيَانُ [10] : سَمِعْتُ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ كَلِمَةً لَا أَزَالُ أُحِبُّهُ يَقُولُ: إِنِّي لَأُسَرُّ بِالْغُلَامِ فِي الْكِتَابِ يَقْرَأُ الْآيَةَ فَمَا أُحِبُّ أَنْ أُجِيزَهَا حَتَّى أَعْلَمَ مَا هِيَ.
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 8/ 197.
[2] يحي بن سعيد القطان.
[3] سليمان بن مهران.
[4] إبراهيم بن يزيد النخعي.
[5] هو ابو وائل شقيق بن سلمة.
[6] ابن مسعود.
[7] ابن المعتمر السلمي.
[8] زيد بن الحباب بن الريان التميمي العكلي الكوفي (تهذيب التهذيب 3/ 402) .
[9] عبد الله بن إدريس الأودي.
[10] ابن عيينة.(2/647)
[سلمة بن كهيل]
حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ [1] الْأَشَجُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَجْلَحِ قَالَ:
رَأَيْتُ سَلَمَةَ بْنَ كُهَيْلٍ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ لَا يَخْضِبُ.
سَمِعْتُ (200 ب) إبراهيم بن إسماعيل بن يحي بْنِ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي إسماعيل بن يحي عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ جُنْدَبِ بْنِ سُفْيَانَ [2] قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يقول: من يرائي يرائي الله عز وجل به، ومن يُسَمِّعْ يُسَمِّعِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ، وَمَنْ كان ذا لسانين ودا وَجْهَيْنِ كَانَ فِي النَّارِ ذَا لِسَانَيْنِ وَوَجْهَيْنِ. قَالَ سَلَمَةُ: وَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا يَقُولُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرَ جُنْدَبِ بْنِ سُفْيَانَ.
قَالَ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ كُهَيْلِ بْنِ حُصَيْنِ بْنِ تَمَارِحِ بْنِ هَانِئِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ شِهَابِ بْنِ حَسَنَيْنِ بْنِ نَمِرِ بْنِ كُلَيْبِ بْنِ نَمِرِ بْنِ عُمَرَ بن حولي ابن يَزِيدَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ بْنِ قَحْطَانَ بْنِ عَلَمٍ وَهُوَ هُودٌ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ فَالِجٍ.
قَالَ: وَوَلَدُ سَلَمَةَ ثلاثة، يحي وَمُحَمَّدٌ وَإِبْرَاهِيمُ.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ: أَخْبَرَنِي أَبُو نُعَيْمٍ عن يحي بن سلمة قال: مات سلمة ابن كُهَيْلٍ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَجِيءَ بِهِ فِي مَحْمَلٍ، مَاتَ فِي طَرِيقِ مكة.
قال إبراهيم: وتوفي يحي بْنُ سَلَمَةَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ،
__________
[1] عبد الله بن سعيد.
[2] جندب بن عبد الله بن سفيان البجلي ثم العلقي (تهذيب التهذيب 2/ 117) .(2/648)
وَتُوُفِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وأربعين ومائة. وتوفي أبي إسماعيل بن يحي فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ فِي شَعْبَانَ لِثَمَانِ عَشْرَةَ لَيْلَةً يَوْمَ الْجُمُعَةِ مَعَ الزَّوَالِ. قَالَ: وَقَدْ قَارَبْتُ أَنَا السَّبْعِينَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ أَوْ تِسْعٌ.
قَالَ: وَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْمُرْهِبِيِّ [1] عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ نَجَبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ رَبَاحٍ الْفَزَارِيِّ قَتَلَهُ خَصْفَةُ بْنُ ثَقْفَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ تَيْمِ الله بن ثَعْلَبَةَ.
حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ قَالَ حَدَّثَنَا عبد الله بن الأجلح قال: رأيت أبا إسحاق يخضب بِالْحِنَّاءِ، وَرَأَيْتُ عَمَّارَ [2] بْنَ أَبِي مُعَاوِيَةَ الدُّهْنِيَّ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ، وَرَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَرِيكٍ العامري يخضب بالحناء، ورأيت منصور ابن الْمُعْتَمِرِ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ، وَكَانَ أَحْسَنَ النَّاسِ قِيَامًا فِي صَلَاتِهِ، وَرَأَيْتُ مُغِيرَةَ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ، وَرَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَسَنٍ [3] وَجَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ [4] بخضبان بالحناء خفيفا رقيقا، ورأيت عطاء بن السائب (201 أ) أَبْيَضَ اللِّحْيَةِ، وَرَأَيْتُ يَزِيدَ بْنَ أَبِي زِيَادٍ يخضب بالحناء، ورأيت ابن أَبِي لَيْلَى وَالْحَجَّاجَ بْنَ أَرْطَأَةَ يَخْضِبَانِ بِالْوَسِمَةِ، ورأيت الشيبانيّ يخضب بالحناء،
__________
[1] الهمدانيّ الكوفي اسمه سوار وقيل مساور (تهذيب التهذيب 12/ 6) .
[2] في الأصل «عمارة» (وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب 7/ 406) .
[3] عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنِ بْنِ حَسَنِ بْنِ علي بن أبي طالب (تهذيب التهذيب 5/ 186) .
[4] الصادق.(2/649)
وَرَأَيْتُ خَصِيفًا [1] أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، وَرَأَيْتُ الْمُخْتَارَ بْنَ فُلْفُلٍ [2] يَخْضِبُ بِالْوَرْسِ، وَرَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ قَيْسٍ الْمَاصِرَ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ.
قَالَ أَبُو سَعِيدٍ سَأَلْتُ أَبَا نُعَيْمٍ عَنِ الْعَيْزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ قَالَ: كَانَ عِنْدَنَا، وَكَانَ إِمَامَ مَسْجِدِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ.
قَالَ أَبُو يُوسُفَ قَالَ الْفَضْلُ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ رَوَى عَنْهُ الْحَكَمُ [3] وَالْأَعْمَشُ وَابْنُ أَبِي لَيْلَى [4] وَسَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ وَالْحَجَّاجُ [5] وَفِطْرٌ [6] ، وَكَانَتْ جَدَّتُهُ سَرِيَّةً لِعَلِيٍّ، وَكَانَ قَاضِيًا عَلَى الرَّيِّ.
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ ثنا سُفْيَانُ [6] عَنْ عُبَيْدٍ اللَّحَّامِ [7] بْنِ [أَبِي] أُمَيَّةَ وَهُوَ أَبُو يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ [8] عَنْ رَجُلٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: إِنَّهُمْ يَنْقُصُونَ مِنْ كَثِيرٍ وَأَنْتُمْ تَنْقُصُونَ مِنْ قَلِيلٍ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ ثنا زُهَيْرٌ [9] عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حكيم يقال له
__________
[1] خصيف بن عبد الرحمن الجزري (تهذيب التهذيب 3/ 143) وثمة احتمال أن يكون تصحيفا ل «حصين» وهو ابن عبد الرحمن الكوفي السلمي ابن عم منصور بن المعتمر (تهذيب التهذيب 2/ 381) .
[2] المخزومي (تهذيب التهذيب 10/ 69) .
[3] ابن عتيبة الكندي.
[4] مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى.
[5] ابن أرطاة.
[6] الثوري.
[7] في الأصل «النحام» والتصويب والزيادة من تهذيب التهذيب 7/ 59.
[8] الطنافسي.
[9] ابن معاوية الجعفي.(2/650)
الْأَحْلَافِيُّ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ الْحَدَّادِ.
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: فَسَمِعْتُ أَبَا الْوَلِيدِ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ يَقُولُ: قَدْ كَتَبْنَا عَنْهُ وَنُحَدِّثُ عَنْهُ. فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ: ابْنُ الْمُبَارَكِ تَكَلَّمَ فِيهِ. قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ: كَانَ يَذْهَبُ مَذْهَبَ الزَّيْدِيَّةِ وَلَمْ يَكُنْ بِهِ بَأْسٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَقَبِيصَةُ قَالا ثنا سُفْيَانُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الأقمر قال أخبرني ابو جحيفة [1] قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا آكُلُ مُتَّكِئًا. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ ثنا سُفْيَانُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْأَقْمَرِ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ [2] :
قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى. قَالَ: رَضَخَ.
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ فُضَيْلٍ قَالَ: وَافَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَالْتَقَيَا فِي الْمَسْجِدِ- الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ- فَذَكَرَ أَبُو نُعَيْمٍ هَذَا الْحَدِيثَ، فَأَنْكَرَ عَلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَلَيْسَ يَعْرِفُ واحد منها صَاحِبَهُ. قَالَ: فَقَامَ أَبُو نُعَيْمٍ عَنْهُ شَبَهُ الْغَضْبَانِ، وَلَقِيَهُ بَعْضُ الْكُوفِيِّينَ مِنْ عِلْيَةِ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ فَقَالَ لَهُ:
يَا أَبَا نُعَيْمٍ [مَا] أَرَى فِي وَجْهِكَ؟ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى رَجُلٍ عَلَيْهِ ثِيَابُ النِّسَاءِ، فَذَكَرْتُ لَهُ حَدِيثَ عَلِيِّ بن الأقمر [3] عن أبي الأحوص فأنكر.
(201 ب) قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا نُعَيْمٍ ذَلِكَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمَهْدِيِّ.
وَعَلِيٌّ ثِقَةٌ قَدْ روى عنه مسعر [4] ومنصور [5] ومالك بن مغول
__________
[1] وهب بن عبد الله السوائي.
[2] عوف بن مالك بن نضلة الجشمي.
[3] في الأصل «الأرقم» وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب 7/ 283.
[4] ابن كدام.
[5] ابن المعتمر.(2/651)
وَالْأَعْمَشُ، وَهُوَ ثِقَةٌ، «وَلَا أَعْلَمُ بَيْنَ عَلِيِّ بْنِ الْأَقْمَرِ وَكُلْثُومِ بْنِ الْأَقْمَرِ قَرَابَةً» [1] .
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ ثنا سُفْيَانُ عَنْ أَسْوَدَ بْنِ قَيْسٍ عَنْ كُلْثُومِ بْنِ الْأَقْمَرِ عَنْ شُرَيْحٍ قَالَ: لَا أُجِيزُ شَهَادَةَ مُحْتَبٍ.
أَسْبَاطُ بْنُ محمد [2] أبي عمرو
حدثنا يحي بْنُ خَلَفٍ الْجَوْبَارِيُّ عَنْ مُعْتَمِرٍ عَنْ أَبِي عَمْرٍو الْقَاصِ عَنْ عِكْرِمَةَ وَهُوَ مُحَمَّدُ أَبُو أَسْبَاطٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [3] عَنْ حَمَّادِ بْنِ [أَبِي] [4] سُلَيْمَانَ وَهُوَ مَوْلًى لِآلِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ.
وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إبراهيم [5] عن يحي بْنِ آدَمَ عَنْ شَرِيكٍ قَالَ قِيلَ لِشَرِيكٍ لِمَ تُكْثِرْ عَنْ حَمَّادٍ؟ قَالَ: كُنْتُ أُجَاوِزُهُ إِلَى غَيْرِهِ كَانَ بِهِ لَمَمٌ، وَكُنْتُ أَقُولُ لَا أَكْتُبُ عَنِ الْمَجَانِينَ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سُلَيْمَانَ وَهُوَ فَزَارِيٌّ مِنْ أَنْفَسِهِمْ ثِقَةٌ سَمِعْتُ الْأَنْصَارِيَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ فِي سَنَةِ إِحْدَى عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ يَقُولُ: قَدْ أَشْرَفْتُ عَلَى أَرْبَعَةٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً وَمُنَايَ أَنْ يَكُونَ لِي سُلْطَانٌ سَاعَةً فَأُخْرِجُ هَذَا الْأَعْمَى الْبَصَرِ الْأَعْمَى الْقَلْبِ من مسجدنا وأرده الى الأبلة
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 284.
[2] أسباط بن محمد بن عبد الرحمن بن خالد القرشي مولاهم كنيته ابو محمد، وأبوه محمد كنيته ابو عمرو (تهذيب التهذيب 1/ 211، 9/ 297) .
[3] الثوري.
[4] سقطت من الأصل وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب 2/ 16.
[5] ابن راهويه.(2/652)
لِيُحَدِّثَ هُنَاكَ بَنِي عَمِّهِ. قَالَ لَهُ أَبُو الرَّبِيعِ [1] : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا لَهُ؟ قَالَ:
يَرْوِي أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْتَقَ صَفِيَّةَ وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا.
ثُمَّ يَقُولُ: قَالَ أَبُو عَمْرٍو: وَلَوْ أَمْهَرَهَا شَيْئًَا كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ. فَقَالَ لَهُ أَبُو الرَّبِيعِ: يُحَرِّفُ عَلَيْهِ إِنَّمَا قَالَ: لَوْ أَنَّ الْيَوْمَ أَعْتَقَ إِنْسَانٌ امْرَأَتَهُ لَكَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ يَجْعَلَ لَهَا مَهْرًا. فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: وَهَذَا رَغْبَةٌ عَنْ فِعْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَشْعَثُ [2] عَنِ الْحَسَنِ عَنْ رَجُلٍ أَعْتَقَ جَارِيَتَهُ وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا ثُمَّ طَلَّقَهَا قَبْلَ أَنْ يَمَسَّهَا. قَالَ: يَرْجِعُ عَلَيْهَا بِنِصْفِ قِيمَتِهَا.
قَالَ الْأَنْصَارِيُّ: كَتَبْتُ عَنْ داود بن أبي هند أحاديث كثيرة وسمع مني بعض أصحابنا وأخذ كتابي (ق 202 أ) وَغَابَ عَنِّي غَيْبَةً طَوِيلَةً، فَلَمْ أَرَ أَنْ أُحَدِّثَ مِنْهَا بِشَيْءٍ.
قَالَ: وَمَرِضْتُ مَرَضَةً شَدِيدَةً أُغْمِيَ عَلَيَّ، فَلَمَّا نَقِهْتُ وَأَفَقْتُ أَخْبَرَنِي أَبِي أن يحي بْنَ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيَّ عَادَنِي، وَلَمْ أَعْقِلْ أَنَا ذَاكَ، وَكَانَ دَاوُدُ خَرَجَ إِلَى الْكُوفَةِ فَسَمِعَ مِنْهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ وَحَفْصُ بْنُ إِدْرِيسَ بِالْكُوفَةِ.
وَذَكَرَ ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ دَاوُدُ [3] يُقَالُ لَهُ الْقَارِئُ، وَكَانَ فِي بَعْضِ قُرَى السَّوَادِ يَقْرَأُ عَلَيْهِ، وَرَوَى أَبُو سِنَانٍ عن ثابت بن جابان [4]
__________
[1] سليمان بن داود ابو الربيع العتكيّ الزهراني البصري الحافظ (تهذيب التهذيب 4/ 190) .
[2] الأشعث بن عبد الملك الحمراني البصري ابو هانئ (تهذيب التهذيب 1/ 357) .
[3] ابن أبي هند.
[4] انظر عنه ابن أبي حاتم: كتاب الجرح والتعديل ج 1 قسم 1/ 450) .(2/653)
- هَكَذَا قَالَ جَمَاعَةٌ، كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ يَقُولُ: ابْنُ عَجْلَانَ-.
أَبُو سِنَانٍ هُوَ سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ [1] ، وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ.
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [2] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ ضِرَارِ بْنِ الْأَزْوَرِ قَالَ: حَلَبْتُ أَوْ حَلَبَ رَجُلٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: دَعَا دَاعِيَ اللبن. وحدثنا أَبِي قَالَ ثنا الْأَعْمَشُ قَالَ حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بن يحي [3] عن ضرار ابن الْأَزْوَرِ قَالَ: بَعَثَ مَعِي أَهْلِي نَاقَةً إِلَى رسول الله صلى الله عليه فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَأَمَرَنِي أَنْ أَحْلُبَهَا فَحَلَبْتُهَا. قَالَ: فَلَمَّا فَرَغْتُ وَذَهَبْتُ لِأُجَهِّزَهَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دَعَا دَاعِيَ اللَّبَنِ [4] . وَحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ عَنْ وَكِيعٍ وَعُثْمَانَ [5] عَنْ جَرِيرٍ [6] وَابْنِ عُثْمَانَ [7] عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ وَبُنْدَارِ بْنِ بَشَّارٍ عَنْ دَاوُدَ وَوَكِيعٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عن يعقوب ابن يحي [8] عَنْ ضِرَارٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ ثنا هشام الدستوائي عن يحي بن أبي كثير عن
__________
[1] الأصفر البرجمي الشيبانيّ الكوفي (تهذيب التهذيب 4/ 45) .
[2] الثوري.
[3] في الأصل رسمها «كسر» والتصويب من سنن الدارميّ 2/ 88.
[4] أخرجه الدارميّ مختصرا من طريق الأعمش أيضا (السنن 2/ 88) .
[5] عثمان بن أبي شيبة.
[6] ابن عبد الحميد الضبي.
[7] هو عبد الله بن عثمان المروزي الملقب عبدان (تهذيب التهذيب 5/ 313) .
[8] في الأصل رسمها «كسر» والتصويب من سنن الدارميّ 2/ 88.(2/654)
أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ فَوَجَدَهُ يُصَلِّي قَبْلَ الظُّهْرِ. فَقَالَ: مَا هَذِهِ الصَّلَاةُ أَوْ مَا هَذِهِ؟ قَالَ: إِنَّهَا مِنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ، وَبَلَغَنِي أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ. فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابن عَبْدِ الْقَارِي، فَلَمْ يَنْسِبْهُ بَعْدَ مَا قِيلَ لَهُ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي حَيَّانَ [1] عَنْ أَبِي الزَّنْبَاعِ صَدَقَةَ بْنِ صَالِحٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ ثنا مِسْعَرٌ عَنْ أَبِي الْعَنْبَسِ عَنِ الْقَاسِمِ [2] عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَئَنْ أَتَصَدَّقَ بِخَاتَمِي هَذَا أَحَبُّ الي من أن أهدى ألفا.
(202 ب) حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ النَّخَعِيُّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هَانِئٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَنْبَسِ سَعِيدُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ عُبَيْدٍ.
وَحَدَّثَنِي أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عُمَيْسٍ وَاسْمُهُ عُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَهُوَ أَخُو الْمَسْعُودِيِّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَهُوَ مُضْطَرِبُ الْحَدِيثِ، وَتَغَيَّرَ بِآخِرَةَ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ صُهَيْبٍ عَنْ مُوسَى بْنِ مُخْتَارَ بْنِ بِلَالٍ عَنْ حُذيْفَةَ قَالَ: مَا مِنْ أَخْبِيَةٍ يُدْفَعُ عَنْهَا مِنَ الْبَلَاءِ مَا يُدْفَعُ عَنْ هَذِهِ الْأَخْبِيَةِ- يَعْنِي الْكُوفَةَ-.
حَدَّثَنَا الْفَضْلُ قَالَ ثنا يُوسُفُ عَنْ مُوسَى بْنِ بِلَالٍ عَنْ حُذَيْفَةَ [3] قَالَ:
إِنَّ النَّاسَ تَفَرَّقُوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ وَأَبُو نُعَيْمٍ عَنْ زَكَرِيَّا بن أبي زائدة ناروق.
__________
[1] يحي بن سعيد بن حيان.
[2] القاسم بن محمد بن أبي بكر.
[3] ابن اليمان.(2/655)
ثنا ابْنُ رَجَاءٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، وَزَكَرِيَّا أَكْبَرُ مِنْ عُمَرَ، «وَزَكَرِيَّا [ثِقَةٌ] وَعُمَرُ لَا بَأْسَ بِهِ» [1] .
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَجْلَانَ الْبُرْجُمِيُّ وَهُوَ ثِقَةٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ عَمْرٍو- دُكَيْنٌ اسْمُهُ عَمْرٌو- وَقَبِيصَةُ قَالا حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ وَهُوَ أَبُو الصَّبَّاحِ، رَوَى عَنْهُ مِسْعَرٌ وَهُشَيْمٌ، وَهُوَ مُرْجِئٌ، وَكَانَ أَحَدَ مَنْ وَفَدَ [2] إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ مَعَ ذَرٍّ وَغَيْرِهِ.
حَدَّثَنِي أحمد بن الخليل قال ثنا يحي بْنُ أَيُّوبَ قَالَ ثنا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، فَأَتَاهُ شُعْبَةُ فَقَالَ: يَا أَبَا عُبَيْدٍ حَدِيثُ كَذَا وَكَذَا تَشُكُّ فِيهِ؟ فَقَالَ: إِنَّهُ لَيَعْرِضُ لِيَ الشَّكُّ أَحْيَانًا. قَالَ: فَحَدَّثْتُ كَذَا وَكَذَا- شك فيه-. قَالَ: فَأَخَذَ نَحْوًا مِنْ ذَلِكَ أَنَّ الشَّكَّ لَيَعْرِضُ لِي أَحْيَانًا، فَانْصَرَفَ شُعْبَةُ. فَقَالَ حُمَيْدٌ: مَا أَشُكُّ فِي شَيْءٍ مِنْهَا وَلَكِنَّهُ غُلَامٌ صَلِفٌ أَحْبَبْتُ أَنْ أُفْسِدَهَا عَلَيْهِ.
وَمِمَّنْ سَمِعَ مِنْهُ شُعْبَةُ وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ سُفْيَانُ:
الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ [3] وَهُوَ مَوْلَى كِنْدَةَ ثِقَةٌ فَقِيهٌ.
وَسَمِعْتُ ابْنَ نُمَيْرٍ [4] يَذْكُرُ عَنْ أَبِيهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. قَالَ: فَقِيلَ لِسُفْيَانَ:
لَوْ كُنْتَ لحقت عطاء بن أبي رباح والحكم (203 أ) فقال: أما الحكم
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 448 والزيادة منه وقد سقطت من الأصل.
[2] في الأصل «أل وفد» بدل «وفد الى» وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب 10/ 367.
[3] في الأصل «عتبة» والتصويب من طبقات خليفة ص 162.
[4] محمد بن عبد الله بن نمير.(2/656)
فَأَخْبَرَنِي فِطْرٌ [1] وَهُوَ صَدُوقٌ قَالَ: رَأَيْتُكَ عِنْدَ الْحَكَمِ. قَالَ سُفْيَانُ: وَلَا أَذْكُرُهُ. قَالَ: ظَنَنْتُ أَنَّ أَبِي أَرْسَلَنِي إِلَيْهِ فِي حَاجَةٍ وَأَنَا صَغِيرٌ. وَأَمَّا عَطَاءٌ فَقَدْ كَفَيْتُكُمْ بِابْنِ جُرَيْجٍ.
وَعَلِيُّ بْنُ مُدْرِكٍ. وَطَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ الْيَامِيُّ. وَالْمِنْهَالُ بْنُ عَمْرٍو.
وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ. وعديّ بن ثابت الْأَنْصَارِيِّ شِيعِيٌّ. وَالْحَجَّاجُ بْنُ عَمْرٍو الْمُحَارِبِيُّ. وَالْوَلِيدُ بْنُ الْعَيْزَارِ. وَسَيَّارٌ أَبُو الْحَكَمِ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْمُجَالِدِ. وَمُحِلُّ بْنُ خَلِيفَةَ. وَأَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصٍ [2] . وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الله بن جبير أنصاري. ويحي بن الحصين البجلي الأحمسي. ونعيم ابن أَبِي هِنْدٍ. وَخُبَيْبُ بْنُ الزُّبَيْرِ. وَعَمَّارٌ الْعَبْسِيُّ. وَعَائِذُ بْنُ نُصَيْبٍ.
وَالْعَلَاءُ بْنُ بَدْرٍ [3] . وَأَبُو السَّفَرِ سَعِيدُ بْنُ يَحْمُدَ. وَعُقْبَةُ بْنُ حُرَيْثٍ.
وَحَيَّانُ الْبَارِقِيُّ. وَزَائِدَةُ بْنُ عُمَيْرٍ طَائِيٌّ. وَنَاجِيَةُ [4] . ويحي بْنُ عُبَيْدٍ الْبَهْرَانِيُّ. وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ. وَعَارِمُ بْنُ عَمْرٍو ... [5] الْبَجَلِيُّ.
وَأَبُو زِيَادٍ الطَّحَّانُ. وَأَبُو الْمُخْتَارِ. وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ رَجَاءٍ الزَّبِيدِيُّ. وَالْحُرُّ ابن الصَّبَّاحِ. وَعُبَيْدُ بْنُ جَبْرٍ [6] . وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي يريم. وأبو معشر.
__________
[1] ابن خليفة الحناط الكوفي.
[2] عبد الله بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص الزهري المدني (تهذيب التهذيب 5/ 188) .
[3] في الأصل غير واضح وحسبته الغنوي (تهذيب التهذيب 8/ 185) .
[4] ناجية بن كعب الأسدي العنزي الكوفي ابو خفاف (تهذيب التهذيب 10/ 399) .
[5] الفراغ كلمة رسمها «الله» ولم أجده.
[6] في الأصل «حز» وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب 7/ 61 وقال: «ذكره الفسوي في الثقات» وميزان الاعتدال 3/ 19.(2/657)
وَسِمَاكٌ أَبُو زَمِيلٍ الْحَنَفِيُّ. وَأَبُو بَحْرٍ الْهِلَالِيُّ. وَيَزِيدُ بْنُ زَاذِيٍّ [1] .
وَمَالِكُ بْنُ عُرْفُطَةَ- وَإِنَّمَا هُوَ خَالِدُ بْنُ عُرْفُطَةَ-. وَحَيَّانُ الْأَزْدِيُّ.
وَشُمَيْسَةُ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ حَدَّثَنِي هِشَامٌ [2] قَالَ حَدَّثَنَا «شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ [3] يُحَدِّثُنَا فَيَعْرِفُ وَيُنْكِرُ» [4] .
[مِسْعَرَ بْنَ كِدَامٍ]
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ ثنا مِسْعَرُ بْنُ كِدَامِ بْنِ ظُهَيْرِ بْنِ عُبَيْدَةَ [5] بْنِ الْحَارِثِ الْهِلَالِيُّ قَالَ: رأيت مسلم البطين ونحن في المسجد ها هنا وهو يَهْجُو الْمُرْجِئَةَ فَقُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ ثنا مِسْعَرٌ [6] عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سعيد أبي يخي النَّخَعِيِّ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا فِي مَجْلِسٍ فِيهِ عَمَّارٌ [7] ، فَذَكَرُوا مَسَّ الذَّكَرِ، فَقَالَ:
مَا هُوَ إِلَّا بُضْعَةٌ مِنْكَ وَإِنَّ لِكَفِّهِ مَوْضِعَ غَيْرِهِ. وصليت خلف علي بن أبي صالب عَلَى ابْنِ الْمُكَفِّفِ فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا، ثُمَّ أتى قبره (203 ب) فقال:
__________
[1] في الأصل رسمها «رادات» وانظر عنه ابن أبي حاتم:
الجرح والتعديل ج 4 قسم 2/ 263.
[2] هشام بن عبد الملك ابو الوليد الطيالسي (تهذيب التهذيب 11/ 45) .
[3] المرادي الكوفي.
[4] اقتبس هذه الرواية ابن حجر في تهذيب التهذيب 5/ 242 دون ذكر مصدرها.
[5] في الأصل «عبيد» وما أثبته من تهذيب التهذيب 10/ 113.
[6] ابن كدام.
[7] ابن ياسر.(2/658)
اللَّهمّ عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ نَزَلَ بِكَ وَأَنْتَ خير منزول به، اللَّهمّ وسع له مداخلة، وَاغْفِرْ لَهُ ذَنْبَهُ، فَإِنَّا لَا نَعْلَمُ إِلَّا خَيْرًا وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ. وَصَلَّيْتُ خَلْفَ أَبِي مُوسَى فِي الْجُمُعَةِ فَقَرَأَ بِ «سَبِّحِ اسْمَ ربك الأعلى» [1] فَقَالَ:
سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى وَ «هَلْ أتاك حديث الغاشية» [2] .
وَعَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْسَةَ [3] وَعَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ [4] بْنِ الْقِبْطِيَّةِ وَعَنْ وَبَرَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
قَالَ مِسْعَرٌ: وَسَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْأَسْوَدِ أَوْ بَلَغَنِي عَنْهُ، وَعَنِ الْقَاسِمِ [5] وَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ عُمَيْرٍ وَعَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي مَالِكٍ ح.
وَحَدَّثَنَا مِسْعَرٌ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مَطَرٍ رَأَى عَلِيًّا، وَعَنْ يزيد الفقير سمع بن عُمَرَ وَسَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ الْعُقَيْلِيِّ عَنْ عَمِّهِ قَرَأَ عَلَيْنَا كِتَابَ عَمْرَةَ [6] وَعَنْ أَبِي مَعْشَرٍ.
قَالَ مِسْعَرٌ: وَسَمِعْتُ الْعَلَاءَ الْغَنَوِيَّ [7] ، وَعَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ، وَعَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، وَعَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عمارة [8] ، وعن موسى بن عبد الله ابن يَزِيدَ الْأَنْصَارِيِّ، وَعَنْ كَثِيرِ بْنِ عَبَّاسٍ [9] ، وَعَنِ النضر بن قيس.
__________
[1] سورة الأعلى آية 1.
[2] سورة الغاشية آية 1.
[3] الثقفي (تهذيب التهذيب 10/ 113) شيخ لمسعر.
[4] في الأصل «عبد» وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب 7/ 44.
[5] القاسم بن محمد بن أبي بكر.
[6] عمرة بنت عبد الرحمن الأنصارية.
[7] العلاء بن بدر الغنوي.
[8] ابن رويبة الثقفي.
[9] ابن عبد المطلب (تهذيب التهذيب 8/ 420) .(2/659)
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ ثنا مِسْعَرُ بْنُ كِدَامِ بْنِ ظَهِيرٍ عَنْ سُوَيْدٍ مَوْلَى عَمْرِو ابن حُرَيْثٍ، وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ [1] ، وَعَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَاثِلَةَ، وَعَنِ الْوَلِيدِ بْنِ سَرِيعٍ، وَعَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ [2] ، وَعَنْ جَوَّابٍ التَّيْمِيِّ، وَعَنْ قَتَادَةَ.
قَالَ: وَسَمِعْتُ عَطَاءَ وَسُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ يُصَلِّي لِغَيْرِ الْقِبْلَةِ أَوْ بَعْضَ صَلَاتِهِ؟ قَالَ: يُجْزِئُهُ.
قَالَ: وَحَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ [3] قَالَ حَدَّثَنِي مِسْعَرٌ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ عَنْ جُنْدَبٍ الْعَلَقِيِّ [4] قَالَ سَمِعَ أراه قال بْنِ سُفْيَانَ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ» . وَجُنْدَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَجُنْدَبُ بْنُ سُفْيَانَ واحد. روى عنه عبد الملك ابن عُمَيْرٍ وَالْأَسْوَدُ بْنُ قَيْسٍ وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ.
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: هَؤُلَاءِ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ.
قَالَ أَبُو يُوسُفَ:
وَهَؤُلَاءِ شُيُوخُ الْبَصْرِيِّينَ [5]
سَعِيدُ بْنُ زَرْبِي، ضعيف. (204 أ) .
حَدَّثَنَا الْأَنْصَارِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ سعيد السماك وهو ضعيف.
__________
[1] الشيبانيّ البرجمي.
[2] الأنصاري الكوفي مولى زيد بن ثابت (تهذيب التهذيب 2/ 9) .
[3] الأنصاري الكوفي مولى زيد بن ثابت (تهذيب التهذيب 2/ 9) .
[4] جندب بن عبد الله بن سفيان العلقي.
[5] يلاحظ انه ذكر معهم كوفيين وشاميين وغير ذلك.(2/660)
سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ ثِقَةٌ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَلَا مِنْ هشام ابن عُرْوَةَ وَلَا مِنْ أَبِي التَّيَّاحِ [1] وَلَا مِنْ أَبِي بِشْرٍ [2] .
وَقَتَادَةُ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ مُجَاهِدٍ وَلَا مِنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَلَا مِنْ أَبِي قِلَابَةَ [3] وَلَا مِنَ الشَّعْبِيِّ وَلَا مِنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَلَا مِنْ سُلَيْمَانَ الْيَشْكُرِيِّ إِنَّمَا حَدِيثُ سُلَيْمَانَ [4] الْيَشْكُرِيِّ صَحِيفَةٌ، كَانَ كَتَبَ عَنْ جابر [5] وتوفي قديما وبقيت الصحيفة عند أُمِّهِ فِي أَهْلِ الْبَصْرَةِ.
«أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بن عمرو حدثنا عَنْهُ أَبُو نُعَيْمٍ النَّخَعِيُّ [6] وَهُوَ ضَعِيفٌ» [7] .
«وَأَبُو ظِلَالٍ الْقَسْمَلِيُّ لَيِّنُ الْحَدِيثِ» [8] .
حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ قَالَ ثنا حماد بن سلمة وهو ثقة.
__________
[1] يزيد بن حميد البصري من رجال التهذيب.
[2] الوليد بن مسلم بن شهاب التميمي العنبري البصري (تهذيب التهذيب 11/ 151) .
[3] عبد الله بن زيد الجرمي البصري.
[4] سليمان بن قيس اليشكري البصري (تهذيب التهذيب 4/ 214) .
[5] جابر بن عبد الله الصحابي المعروف.
[6] عبد الرحمن بن هانئ الكوفي ابو نعيم النخعي الصغير (تهذيب التهذيب 6/ 289) .
[7] الخطيب: تاريخ بغداد 3/ 125 لكنه يذكر «الضبي» بدل «النخعي» .
[8] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 85 وذكر أنه هلال بن أبي هلال ويقال ابن أبي مالك. والقسملي نسبة الى القساملة وهي قبيلة من الأزد نزلت البصرة (السمعاني: الأنساب ط. حجر ق 453 أ) .(2/661)
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ عَنِ «الصَّعِقِ بْنِ حَزَنٍ وَهُوَ صَالِحُ الْحَدِيثِ» [1] .
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ حَنْظَلَةَ [2] السَّدُوسِيِّ.
قَالَ: وَحَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ حَنْظَلَةَ تَغَيَّرَ وَعَمِلَ فِيهِ السِّنُّ.
وَمَيْمُونُ بْنُ سِيَاهٍ [3] ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبَانٍ الرَّقَاشِيُّ [4] ، وَزِيَادُ النُّمَيْرِيُّ بَعْضُهُمْ قَرِيبٌ مِنْ بَعْضٍ وَفِيهِمْ ضَعْفٌ.
«وَسَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ قَالَ قَالَ رَجُلٌ لِحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ: تَعْرِفُ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: مَنْ شَهِدَ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ حِينَ يَسْتَفْتِحُ كَانَ كَمَنْ شَهِدَ فَتْحًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَمَنْ شَهِدَهَا حِينَ يَخْتِمُ كَانَ كَمَنْ شَهِدَ الْغَنَائِمَ حِينَ تُقْسَمُ؟ قَالَ: فَأَنْكَرَ حَمَّادٌ إِنْكَارًا شَدِيدًا. قَالَ: ثُمَّ قَالَ لَهُ بَعْدُ: مَنْ حَدَّثَكَ بِهَذَا؟ قَالَ: صَالِحٌ الْمُرِّيُّ. قَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مَا أَخْلَقَهُ أَنْ يَكُونَ حَفَا، فَإِنَّ صَالِحًا كَانَ هَذَا وَنَحْوَهُ مِنْ بَالِهٍ ويَعَنْيِ وَيَطْلُبُ هَذَا النحو، ما أخلقه أن يكون صحيحا» [5] .
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 4/ 424 وهو البكري ثم العيشي البصري ابو عبد الله.
[2] حنظلة بن عبد الله وقيل ابن عبيد وقيل ابن عبد الرحمن وقيل ابن أبي صفية السدوسي البصري ابو عبد الرحيم (تهذيب التهذيب 3/ 62) .
[3] قال ابن حجر في ترجمته في تهذيب التهذيب 10/ 389 «وقال يعقوب: ضعيف» .
[4] اقتبس ابن حجر عبارة يعقوب بن سفيان في جرحه (تهذيب التهذيب 11/ 310) .
[5] الخطيب: تاريخ بغداد 9/ 307- 308.(2/662)
«وَحَدَّثَنِي بَعْضُ الشُّيُوخِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ قَالَ سُفْيَانُ:
أَمَا لَكُمْ مُذَكِّرٌ؟ قَالَ قُلْتُ: بَلَى لَنَا قَاصٌّ. [قَالَ] : فَمُرَّ بنا اليه. قال:
فذهبت مَعَهُ مَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: يَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ تَقُولُ قَاصٌّ! هَذَا نذير قوم- يعني صالح الْمُرِّيَّ [1]-» [2] .
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ محمد بن فضاء (204 ب) وَهُوَ لَيِّنُ الْحَدِيثِ.
حَدَّثَنَا آدَمُ عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ جَمَّازٍ [3] وَهُوَ ضَعِيفٌ.
حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ [4] عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [5] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بن المثنى [6] وهو بصري وروى عنه يحي بْنُ سَعِيدٍ [7] ، وَأَبُو الْوَلِيدِ [8] وَشُعْبَةُ يَرْوِي عَنْ أَبِيهِ مُسْلِمِ بْنِ الْمُثَنَّى، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ يَرْوِي عَنْ أَبِي الْمُثَنَّى وَهُوَ هَذَا.
حَدَّثَنَا هُدْبَةُ [9] عَنْ حَمَّادِ بْنِ الْجَعْدِ عَنْ قتادة، وحماد بصري وهو ضعيف.
__________
[1] في الأصل «المهري» والصواب ما أثبته.
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 9/ 308.
[3] الحنفي البكاء البصري (ميزان الاعتدال 4/ 319) .
[4] بكر بن خلف.
[5] ابن مهدي.
[6] محمد بن إبراهيم بن مسلم بن مهران بن المثنى (تهذيب التهذيب 9/ 16 والذهبي: ميزان الاعتدال 4/ 36) .
[7] القطان.
[8] هشام بن عبد الملك الطيالسي.
[9] هدبة بن خالد بن الأسود القيسي الثوباني البصري الحافظ ابو خالد يقال له هداب (تهذيب التهذيب 11/ 24) .(2/663)
حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ [1] قَالَ ثنا أَبَانٌ [2] قَالَ حَدَّثَنَا قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ.
قَالَ مُسْلِمٌ: وَثَنَا بُكَيْرُ بْنُ أَبِي السَّمِيطِ قَالَ حَدَّثَنَا قَتَادَة عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ مَعْدَانَ بْنِ طَلْحَةَ.
قَالَ مُسْلِمٌ: بُكَيْرٌ يَقُولُ: ابْنُ طَلْحَةَ [3] ، وَهَكَذَا يَقُولُ أَهْلُ الشَّامِ [4] : مَعْدَانُ بْنُ طَلْحَةَ. وَشُعْبَةُ وَسَعْدٌ [5] وَهَمَّامٌ [6] وَالْحَجَّاجُ الْأَسْوَدُ [7] وَهِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ وَشَيْبَانُ [8] وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ يَقُولُونَ: عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ الْغَطَفَانِيِّ عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمُرِيِّ.
وَمُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ الْعَبْدِيُّ الْبَصْرِيُّ سَمِعْتُ أَبَا الْوَلِيدِ [9] يُضَعِّفُهُ.
«وَمُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ الْبُنَانِيُّ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ» [10] .
__________
[1] ابن إبراهيم الأزدي الفراهيدي.
[2] أبان بن يزيد العطار البصري (تهذيب التهذيب 1/ 101) .
[3] في الأصل «ابو» .
[4] قال ابن معين: «أهل الشام أثبت فيه» (تهذيب التهذيب 10/ 228) .
[5] أحسبه سعد بن إبراهيم الزهري.
[6] همام بن يحي بن دينار الأزدي العوذي المحلمي مولاهم البصري (تهذيب التهذيب 11/ 67) .
[7] هو حجاج بن الأسود زق العسل القسملي (تهذيب التهذيب 2/ 200 والذهبي: ميزان الاعتدال 1/ 460) .
[8] شيبان بن عبد الرحمن النحويّ التميمي.
[9] هشام بن عبد الملك الطيالسي.
[10] ابن حجر: تهذيب التهذيب 9/ 83.(2/664)
ومحمد بن ثابت و «عزرة بْنُ ثَابِتٍ أَخَوَانِ وَلَا بَأْسَ بِهِمَا» [1] ، وَكَانَ مُحَمَّدٌ عَلَى قَضَاءِ مَرْوَ.
الْبَرَاءُ بْنُ يَزِيدَ الْغَنَوِيُّ لَيِّنٌ بَصْرِيٌّ.
وَالْبَرَاءُ بْنُ يَزِيدَ الْهَمْدَانِيُّ كُوفِيٌّ لَا بَأْسَ بِهِ.
حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ أَبِي غَالِبٍ.
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي غَالِبٍ صَاحِبِ الْمِحْجَنِ بَلَغَنِي أَنَّ اسْمَهُ حَزُورٌ.
أَبُو جَزْيٍ [2]- حَدَّثَنَا عَنْهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى- نَصْرُ بْنُ طَرِيفٍ مَتْرُوكٌ.
وَسَمِعْتُ إِنْسَانًا يَقُولُ لِسُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ: أَبُو أُمَيَّةَ [3] بْنُ يَعْلَى ضَعِيفٌ [4] ؟
[قَالَ سَمِعْتُ إِنْسَانًا يَقُولُ لِأَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ: عَبْدُ اللَّهِ الْعُمَرِيُّ ضَعِيفٌ؟] قَالَ: إِنَّمَا يُضَعِّفُهُ رَافِضِيٌّ مُبْغِضٌ لآبائه، لو رَأَيْتُ لِحْيَتَهُ وَخِضَابَهُ وَهَيْئَتَهُ لَعَرَفْتُ أَنَّهُ ثِقَةٌ» [5] .
«وَيُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ السَّمْتِيُّ لَا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ، ولا يروي عنه أهل
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 192 ويقتصر على اقتباس توثيق الفسوي لعزرة بن ثابت وهو الأنصاري البصري.
[2] في ميزان الاعتدال 4/ 250 «ابو جزء» .
[3] هو إسماعيل (الذهبي: ميزان الاعتدال 4/ 493 وذكر تضعيف الدار الدّارقطنيّ له) .
[4] سقطت من الأصل اجابة سليمان بن حرب له.
[5] الخطيب: الكفاية 99 والزيادة منه وهي ساقطة من الأصل.(2/665)
الدِّيَانَةِ وَالْعَقْلِ وَالْمَعْرِفَةِ» [1] .
وَسَمِعْتُ عَبَّادَ بْنَ صُهَيْبٍ يَذْكُرُ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خُوطٍ، وَعَبَّادٌ وَابْنُ حوط لا يكتب حديثهما.
(205 أ) وَسَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ مَنْصُورٍ أَوْ حَدَّثَنِي عَنْهُ ابْنُ فُضَيْلٍ [2] قَالَ:
جَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ إِلَى هُشَيْمٍ [3] فَسَأَلَهُ عَنْ أَحَادِيثَ، وَجَعَلَ يَتَحَفَّظُ أَلَّا يُدَلِّسَ وَيَسْمَعُ وَيَتَحَفَّظُ وَلَا يَكْتُبُ، ثُمَّ تَنَحَّى وَجَعَلَ يَكْتُبُ مَا سَأَلَهُ بِاخْتِيَارٍ. وَكَانَ فِيمَا سَأَلَهُ: مَنْصُورُ بْنُ زَاذَانَ عَنِ الْحَسَنِ شَيْءٌ فِي الْقَوَارِيرِ.
قَالَ: فَكَتَبَ بِاخْتِيَارٍ. فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ هَذَا لَمْ تَسْمَعْهُ مِنْ مَنْصُورٍ وَلَيْسَ عَلَيْكَ. قَالَ: فَقَالَ لِيَ الْمَدَائِنِيُّ الْأَحْوَلُ [4] : فَعَلَ اللَّهُ بِكَ وَفَعَلَ أَلَا تَرَكْتَ الْحَصْيَةَ تَتَهَوَّرُ.
سَأَلْتُ سُلَيْمَانَ [5] : أَيْنَ سَمِعَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ مِنْ عِيسَى بْنِ عَاصِمٍ؟
قَالَ: كَانَ أَهْلُ أَرْمِينِيَّةَ أَصَابَتْهُمْ مَجَاعَةٌ. فَجَمَعَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ مِيرَةً وَوَجَّهُوا إِلَيْهِمْ، وَخَرَجَ فِي ذَلِكَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ فَسَمِعَ مِنْ عِيسَى بْنِ عَاصِمٍ فِي هَذَا الْوَجْهِ. وَخَرَجَ الى مصر الى فُلَانُ بْنُ الْمُهَلَّبِ فَسَمِعَ مِنَ الْمِصْرِيِّينَ وَكَتَبُوا عَنْهُ. قُلْتُ لَهُ: أَكَانَ جَرِيرٌ مِنَ الْعَرَبِ؟ فَحَادَ عَنِ الْجَوَابِ ثُمَّ قَالَ: كُنَّا فِي مَجْلِسِ وَهْبِ بْنِ جَرِيرٍ فَجَاءَنَا أَعْرَابِيٌّ وَنَحْنُ نخوض في شيء من
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 412 وسقطت منه «والعقل» .
[2] محمد بن فضيل بن غزوان.
[3] ابن بشير الواسطي.
[4] هو عامر بن عبد الواحد الأحول البصري (تهذيب التهذيب 5/ 77) .
[5] ابن حرب.(2/666)
النَّسَبِ. فَقَالَ: أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانِ بْنِ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ أَنَا وَاللَّهِ الشَّرِيفُ.
فَأَنْكَرَ بَعْضُ مَنْ فِي الْمَجْلِسِ كَلَامَهُ. فَقَالَ: أَزِيدُكَ، أَمَّا أَنْتَ فَلَسْتَ بِعَرَبِيٍّ، وَهَذَا عَرَبِيٌّ، وَهَذَا لَيْسَ بِعَرَبِيٍّ، وَهَذَا لَيْسَ بِعَرَبِيٍّ. قَالَ: فَحَمَلْنَا عَلَيْهِ وَأَسْكَتْنَاهُ.
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ حِبَّانَ عَنِ ابْنِ عباس بن أريد الْجَعْفَرِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ إِذَا أَسْلَمَ الْحَجَرُ قَالَ هَكَذَا بِيَدِهِ- وَوَضَعَ سُفْيَانُ يَدَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ- وَقَالَ حَبَّانُ- بِفَتْحِ الْحَاءِ وَالْبَاءِ-.
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ ثنا مَرْوَانُ [1] قال حدثنا إسماعيل [2] عن قيس [3] قال قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِصَاحِبِهِ أَنْتَ عَدُوِّي فَقَدْ كَفَرَ.
قَالَ قَيْسٌ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو جُحَيْفَةَ [4] مِنْ بَعْدُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ قَالَ: إِلَّا مَنْ تَابَ.
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ ثنا سُفْيَانُ قَالَ ثنا إِسْمَاعِيلُ قَالَ سَمِعْتُ شَيْخًا- قَالُوا لِي: هَذَا زِرُّ بْنُ حُبَيْشٍ- قَالَ سَمِعْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ يقول: ليلة القدر ليلة سبع وعشرين.
(ق 205 ب) حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا بن عدي [5]
__________
[1] مروان بن معاوية الفزاري (تهذيب التهذيب 10/ 96) .
[2] إسماعيل بن أبي خالد.
[3] قيس بن أبي حازم.
[4] وهب بن عبد الله (تهذيب التهذيب 10/ 96) .
[5] التيمي الكوفي نزيل بغداد من رجال التهذيب.(2/667)
عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ قُلْتُ لِإِسْمَاعِيلَ [1] : سَمِعْتَ مِنْ زِرٍّ غَيْرَ هَذَا؟ قَالَ: لَا.
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ ثنا سُفْيَانُ [2] قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنْ حَكِيمِ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: لَمَّا مَاتَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ [3] أَتَاهُمُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ فَأَمَرَهُمْ أن يوضوه بِالْكَافُورِ وُضُوءًا.
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ [4] قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ ثنا إِسْمَاعِيلُ بن بي خَالِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ آخِذًا بِقَائِمِ سَرِيرِ أَبِي مَيْسَرَةَ وَقَالَ: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ يَا أَبَا مَيْسَرَةَ.
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ [5] قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ [6] حَازِمٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ أَنَّ رَجُلًا أَتَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ امْرَأَتَهُ زَنَتْ فَأَقِمْ عَلَيْهَا الْحَدَّ. قَالَ: فَبَعَثَ عُمَرُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ وَاقِدٍ اللَّيْثِيَّ فَقَالَ: ائْتِ امْرَأَةَ هَذَا فَقُلْ لَهَا إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ هَذَا قَدْ رَمَاكِ بِأَمْرٍ عَظِيمٍ فَأَكْذِبِي عَدُوَّ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. فَأَتَاهَا وَقَدْ لَبِسَتْ كَفَنَهَا وَتَحَنَّطَتْ وَحَفَرَتْ حُفْرَتَهَا، وَعِنْدَهَا أَهْلُهَا، فَبَلَّغَهَا الَّذِي قَالَ عُمَرُ. فَقَالَتْ: لَا أَبُوءُ بِالْفَاحِشَةِ وَبِغَضَبِ اللَّهِ، فَمَضَتْ عَلَى قَوْلِهَا ذَلِكَ فَرُجِمَتْ. فَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ لِعَمِّي حِرْزِ بْنِ زَيْدٍ: يَا أَبَا سَلَمَةَ امرأة من قومك من بني سلامان.
__________
[1] ابن أبي خالد.
[2] ابن عيينة.
[3] قال ابن حجر في ترجمته «ذكره الفسوي» (تهذيب التهذيب 1/ 359) .
[4] محمد بن عبد الله بن نمير.
[5] محمد بن الفضل السدوسي عارم.
[6] في الأصل «بن أبي» وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب 11/ 317.(2/668)
وَسَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ وَقَالَ لَهُ بَعْضُ البصريين بمكة: أن عارم ذكر أَنَّكَ سَمِعْتَ مِنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ مَعِي؟ فَاخْتَلَطَ سُلَيْمَانُ فَقَالَ: أَنَا أَسْمَعُ مَعَ أَبِي النُّعْمَانِ ثُمَّ سَكَتَ. ثُمَّ قَالَ: وَأَبُو النُّعْمَانِ أَهْلٌ أَنْ أَسْمَعَ مَعَهُ. وَلَكِنَّ الْحَقَّ أَحَقُّ مَا قِيلَ إِنَّمَا كَانَ كَلَّمَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ أَنْ يُحَدِّثَ وَهْبًا [1] فَاجْتَمَعْنَا وَانْتَخَبْنَا هَذِهِ الْأَحَادِيثَ وَاخْتَلَفْنَا، وَكَانَ الْكِتَابُ بِيَدِي أُغَيِّرُ فِيهِ وَأُصَحِّحُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ مَعِي.
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ [2] قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٍ الزَّعْفَرَانِيُّ وَهُوَ عَمَّارُ بْنُ عِمَارَةَ ثِقَةٌ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ وَبَلَغَنِي عَنِ ابْنِ مَعِينٍ أَنَّهُ قَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ يَصْنَعُ الْأَحَادِيثَ وَيُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ كَمَا قَالَ.
«وَدَاوُدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ ضَعِيفٌ» [3] .
وَمُحَمَّدُ بن الحارث لا يكتب حديثه (ق 206 أ) .
«وَعُلَيْلَةُ الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ لَا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ» [4] .
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ ثنا سُفْيَانُ قَالَ: أَنَا رَأَيْتُ خَاتَمَ جَدِّي مِنْ قِبَلِ أُمِّي أَبِي الْمَسَايِدِ مِنْ حَدِيدٍ مُلَوَّنًا عَلَيْهِ فِضَّةٌ، وَقَدْ كَانَ أَوَّلَ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ.
حَدَّثَنِي الْحُمَيْدِيُّ قَالَ حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي قَالَتْ: لَقَدْ رَأَيْتُ الْوَرْسَ عاد رمادا.
__________
[1] وهب بن جرير بن حازم (تهذيب التهذيب 11/ 161) .
[2] هشام بن عبد الملك الطيالسي.
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 8/ 359 وهو الرقاشيّ، وابن حجر:
تهذيب التهذيب 3/ 186.
[4] الخطيب: تاريخ بغداد 8/ 416.(2/669)
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [1] قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْجَحَّافِ وَكَانَ مِنَ الشِّيعَةِ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَاسْمُهُ دَاوُدُ بْنُ أَبِي عَوْفٍ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنَا عَمَّارٌ الدُّهْنِيُّ قَالَ قَالَ عَلِيٌّ: لَا تَقْتُلُوا صَاحِبَ الْبُرْنُسِ الْأَسْوَدِ- يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ- فَإِنَّهُ أُخْرِجَ كَرْهًا. وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ فِيهِ سَمِعْتُ عَمَّارًا.
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ. جَالَسْتُ عَمَّارًا سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ عِنْدَ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ [2] قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ [3] ، وَرَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ.
قَالَ سُفْيَانُ: وَحَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ- وَحَدَّثَ وَلَا مَعِي وَلَا معه أحد- قَالَ حَدَّثَنِي صِلَةُ بْنُ زُفَرَ مُنْذُ سَبْعِينَ سنة.
حدثنا يحي بْنُ سُلَيْمَانَ الْجُعْفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ سَنَةَ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ مُنْذُ سَبْعِينَ سَنَةً قَالَ حَدَّثَنَا صِلَةُ بْنُ زُفَرَ مُنْذُ سَبْعِينَ سَنَةً قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ.
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ [4] قَالَ ثنا أَبِي عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ:
أَجَازَ شُرَيْحٌ شَهَادَتِي وَحْدِي.
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ ثنا سُفْيَانُ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي إِسْحَاقَ: هل رأيت
__________
[1] ابن عيينة.
[2] تقدمت ترجمته ق 192 ب وقد ذكر يعقوب هنا بعض روايات تتعلق به.
[3] أوردها ابو نعيم من طريق آخر عن أبي إسحاق (الحلية 4/ 341) .
[4] محمد بن عبد الله بن نمير.(2/670)
عَلِيًّا؟ قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ سُفْيَانُ: وَمَاتَ أَبُو إِسْحَاقَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ: أَبُو إِسْحَاقَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَبُو حُصَيْنٍ [1] اسْمُهُ عُثْمَانُ بْنُ عَاصِمٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: قِيلَ لِلشَّعْبِيِّ: مَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ:
مَا أَنَا (206 ب) بِعَالِمٍ، وَمَا أَتْرُكُ عَالِمًا، وَإِنَّ أَبَا حُصَيْنٍ لَرَجُلٌ صَالِحٌ [2] .
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ ثنا سُفْيَانُ قَالَ: كَانَ أَبُو حُصَيْنٍ إِذَا سُئِلَ عَنْ مسألة قال: ليس لي بها علم وو الله أَعْلَمُ.
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ ثنا أَبُو يَعْفُورَ [3] الْعَبْدِيُّ قَالَ سَمِعْتُ شَيْخًا مِنْ خُزَاعَةَ مَصْرِفَ الْحَجَّاجِ مِنْ مَكَّةَ حِينَ قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ كَانَ أَمِيرًا عَلَيْهَا يَقُولُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُمَرَ: يَا أَبَا حَفْصٍ إِنَّكَ رَجُلٌ قَوِيٌّ. قَالَ سُفْيَانُ: فَقُلْتُ لِأَبِي يَعْفُورَ: هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَافِعِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ.
قَالَ: كَانَ الْحَجَّاجُ اسْتَعْمَلَهُ عَلَى مكة منصرفه منها حِينَ قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ.
قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: اسْمُ أَبِي يَعْفُورَ وَقْدَانُ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ: وَأَبُو يَعْفُورَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ نَسْطَاسٍ يَرْوِي عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ ثنا سُفْيَانُ قَالَ قَالَ ابن السماك [4] : أردت الحج
__________
[1] مات سنة ثمان وعشرين ومائة (ابن سعد 6/ 322) .
[2] أوردها ابن سعد (6/ 321) من طريق سفيان.
[3] اسمه واقد ويقال وقدان من رجال التهذيب.
[4] محمد بن صبيح بن السماك (ابو نعيم: حلية الأولياء 8/ 203) .(2/671)
فَقَالَ لِي زُرَارَةُ بْنُ أَعْيَنَ أَخُو عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَعْيَنَ: إِذَا لَقِيتَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ [1] فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ وَقُلْ لَهُ: أَخْبِرْنِي فِي الْجَنَّةِ أَنَا أَمْ فِي النَّارِ؟
قَالَ: فَلَقِيتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ فَقُلْتُ لَهُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَتَعْرِفُ زُرَارَةَ بْنَ أَعْيَنَ؟ قَالَ: نَعَمْ رَافِضِيٌّ خَبِيثٌ. قَالَ: قُلْتُ: إِنَّهُ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَيَقُولُ:
أَخْبِرْنِي فِي الْجَنَّةِ أَنَا أَمْ فِي النَّارِ؟ قَالَ: فَأَخْبِرْهُ أَنَّهُ فِي النَّارِ. ثُمَّ قَالَ:
وَتَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ عَلِمْتَ أَنَّهُ رَافِضِيٌّ إِنَّهُ يَزْعُمُ أَنِّي أَعْلَمُ الْغَيْبَ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ أَحَدًا يَعْلَمُ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَهُوَ كَافِرٌ، وَالْكَافِرُ فِي النَّارِ.
قَالَ: فَلَمَّا قَدِمْتُ الْكُوفَةَ جَاءَنِي مَعَ النَّاسِ يُسَلِّمُونَ عَلَيَّ، فَقَالَ مَا فَعَلْتَ فِي حَاجَتِي؟ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَ. فَقَالَ: فَإِنَّ ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ اتَّقَى [2] . حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ ثنا سُفْيَانُ [3] قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي عَائِشَةَ وَكَانَ «ثِقَةً» [4] .
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [5] قَالَ: أَتَيْتُ مُوسَى بْنَ أَبِي عَائِشَةَ، وَكُنْتُ إِذَا رَأَيْتُهُ قُلْتُ كَمَا قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَلَوْ رَأَيْتَ طاووسا عَلِمْتَ أَنَّهُ لَا يَكْذِبُ.
فَذَهَبْتُ إِلَيْهِ بَيْنَ الظهر والعصر فلم أزل به حتى خرج الي [6] (207 أ) [7] (208 أ) أَخِي [8] . قَالَ سُفْيَانُ [9] : فَقُلْتُ لَهُ ابْنُ كَمْ أنت؟ قال: ابن ست
__________
[1] الصادق.
[2] أوردها الذهبي من طريق آخر عن ابن السماك بأطول (ميزان الاعتدال 2/ 69) .
[3] ابن عيينة.
[4] ابن حجر: تهذيب التهذيب 10/ 353.
[5] ابن عيينة.
[6] بقية الرواية في الورقة 207 من الأصل المخطوط وهي ساقطة من الميكروفيلم ولا أعلم ان كانت ساقطة من أصل المخطوطة أيضا أم لا.
[7] سقطت هذه الورقة من الأصل.
[8] أول الرواية في ورقة 207 الساقطة.
[9] ابن عيينة.(2/672)
عَشْرَةَ وَمِائَةٍ. قَالَ سُفْيَانُ: وَكُنَّا اسْتَوْدَعْنَاهُ طَعَامًا لَنَا وَمَتَاعًا، فَلَمَّا رَجَعْنَا طَلَبْنَاهُ مِنْهُ فَقَالَ: إِنْ كَانَ طَعَامٌ فَلَعَلَّ الْحَيَّ قَدْ أَكَلُوهُ. فقلنا: انا للَّه ذهب طعامنا. فاذ هُوَ يَمْزَحُ مَعِي فَأَخْرَجَ إِلَيْنَا مَتَاعَنَا وَطَعَامَنَا.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنِي لِبْطَةُ بْنُ الْفَرَزْدَقِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجْنَا حُجَّاجًا فَلَمَّا كُنَّا بِالصِّفَاحِ إِذَا عَمَّ الرَّكْبُ عَلَيْهِمُ الْقَلَاصُ وَمَعَهُمُ الدَّرْقُ، فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنْهُمْ إِذَا أَنَا بِالْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ فَقُلْتُ: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ؟
قَالَ: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ. وَيْحَكَ يَا فَرَزْدَقُ مَا وَرَاءَكَ؟ قَالَ فَقُلْتُ: أَنْتَ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى النَّاسِ، وَالْقَضَاءُ فِي السَّمَاءِ، وَالسُّيُوفُ مَعَ بَنِي أُمَيَّةَ. ثُمَّ خَرَجْنَا.
فَلَمَّا قَضَيْنَا حَجَّنَا وَكُنَّا بِمِنًى قُلْنَا: لَوْ أَتَيْنَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو فَسَأَلْنَاهُ عَنْ حسين وعن مخرجه. فأتيا مَنْزِلَهُ فَإِذَا نَحْنُ بِصِبْيَةٍ لَهُ سُودٌ مُوَلَّدِينَ، فَقُلْنَا:
أَيْنَ أَبُوكُمْ؟ فَقَالُوا: فِي الْفُسْطَاطِ يَتَوَضَّأُ. فَلَمْ يَلْبِثْ أَنْ خَرَجَ إِلَيْنَا فَسَأَلْنَاهُ عَنْ حُسَيْنٍ وَعَنْ مَخْرَجِهِ؟ فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَا يَحِيكُ فِيهِ السِّلَاحُ. فَقُلْتُ لَهُ:
تَقُولُ هَذَا فِيهِ وَأَنْتَ بِالْأَمْسِ تُقَاتِلُهُ وَأَبَاهُ. فَسَبَّنِي فَسَبَبْتُهُ، ثم خرجنا من عده فَأَتَيْنَا مَاءً لَنَا يُقَالُ لَهُ تِعْشَارُ، فَجَعَلْنَا لَا يَمُرُّ بِنَا أَحَدٌ إِلَّا سَأَلْنَاهُ عَنْ حُسَيْنٍ حَتَّى مَرَّ بِنَا رَكْبُهُ، فَسَأَلْنَاهُمْ مَا فَعَلَ حُسَيْنٌ؟ قَالُوا: قُتِلَ. فَقُلْتُ: فَعَلَ اللَّهُ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَفَعَلَ اللَّهُ [1] .
قَالَ سُفْيَانُ: أَخْطَأَ الْفَرَزْدَقُ التَّأْوِيلَ، إِنَّمَا أَرَادَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو «لَا يَحِيكُ فِيهِ السِّلَاحُ» أَيْ لَا يَضُرُّهُ السِّلَاحُ مَعَ مَا قَدْ سَبَقَ لَهُ أَنَّهُ لَا يُقْتَلُ. كَقَوْلِكَ: حَاكَ فِي فُلَانٍ مَا قِيلَ عَنْهُ.
قَالَ سُفْيَانُ: وَحَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو فِي حُسَيْنٍ: لَا يَحِيكُ فيه السلاح.
__________
[1] قارن بالطبري: تاريخ 5/ 386- 387 (ط. دار المعارف) .(2/673)
حدثنا ابو بكر قال ثنا (208 ب) سُفْيَانُ قَالَ: رَأَيْتُ حَمَّادَ بْنَ أَبِي سُلَيْمَانَ جَاءَ إِلَى أَبِي طَلْحَةَ الْكَحَّالِ يَسْتَعِينُهُ فِي شَيْءٍ يُعِينُهُ- وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لَهُ- فَرَأَيْتُهُ أَشْهَبَ اللِّحْيَةِ.
[مُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ]
قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: رَأَيْتُ مُحَارِبَ بْنَ دِثَارٍ فِي زَاوِيَةٍ لِمَسْجِدٍ يَقْضِي بَيْنَ النَّاسِ.
حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ [1] ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُصْعَبٍ أَبُو يَزِيدَ الْمَعْنِيُّ [2] قَالَ ثنا سُفْيَانُ [3] عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ قَالَ: اسْتُعْمِلْتُ عَلَى الْقَضَاءِ فَبَكَيْتُ وَبَكَى أَهْلِي، وَنُزِعْتُ عَنِ الْقَضَاءِ فَبَكَيْتُ وَبَكَى أَهْلِي [4] .
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ الْأَخْنَسِيُّ ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ الضَّبِّيُّ عَنْ أَبِي الصَّهْبَاءِ التَّيْمِيِّ قَالَ: جِئْتُ فَإِذَا مُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ قَائِمٌ يُصَلِّي، فَلَمَّا رَآنِي أَخَفَّ الصَّلَاةَ، ثُمَّ جَلَسَ فِي مَجْلِسِ الْقَضَاءِ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَيَّ أَمُخَاصِمٌ أَوْ مُسْلِمٌ أَوْ حَاجَةٌ؟ قُلْتُ: لَا بَلْ مُسْلِمٌ. فَذَهَبَ الرَّسُولُ فَأَخْبَرَهُ ثُمَّ أَتَانِي فَقَالَ لِي قُمْ. قَالَ: فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: اللَّهمّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أَجْلِسْ هَذَا الْمَجْلِسَ الَّذِي ابْتَلَيْتَنِي بِهِ وَقَدَّرْتَهُ عَلَيَّ إِلَّا وَأَنَا أَكْرَهُهُ وَأُبْغِضُهُ فَاكْفِنِي شَرَّ عَوَاقِبِهِ.
قَالَ: ثُمَّ أَخْرَجَ خِرْقَةً نَظِيفَةً فَوَضَعَهَا عَلَى وَجْهِهِ فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى قُمْتُ.
قَالَ: فَبَكَيْتُ مَا شَاءَ اللَّهُ.
ثُمَّ وَلِيَ بَعْدَهُ ابْنُ شُبْرُمَةَ [5] قَالَ: فَجِئْتُ فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي. فَلَمَّا
__________
[1] الدوري البغدادي.
[2] الأزدي الكوفي (تهذيب التهذيب 6/ 270) .
[3] الثوري.
[4] علقمة ابن سعد (6/ 307) الى محارب.
[5] عبد الله بن شبرمة.(2/674)
فَلَمَّا رَآنِي أَخَفَّ الصَّلَاةَ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَيَّ أَمُخَاصِمٌ أَوْ مُسْلِمٌ أَوْ حَاجَةٌ؟ قَالَ:
قُلْتُ: لَا بَلْ مُسْلِمٌ. وَذَهَبَ الرَّسُولُ فَأَخْبَرَهُ، ثُمَّ أَتَانِي فَقَالَ: قُمْ. فَقُمْتُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَجَلَسْتُ إِلَى جَنْبِهِ فَقَالَ: حَدِّثْنِي [عَنْ] [1] أَخِي مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ. فَحَدَّثْتُهُ بِالْحَدِيثِ. فَقَالَ: اللَّهمّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أَجْلِسْ هَذَا الْمَجْلِسَ الَّذِي ابْتَلَيْتَنِي بِهِ إِلَّا وَأَنَا أُحِبُّهُ وَأَشْتَهِيهِ فَاكْفِنِي شَرَّ عَوَاقِبِهِ فِيهِ، ثُمَّ أَخْرَجَ خِرْقَةً فَوَضَعَهَا عَلَى وَجْهِهِ فَمَا زَالَ يَبْكِي حَتَّى قُمْتُ.
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عروة العطار (209 أ) وَكَانَ ثِقَةً.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ: وَحَدَّثَ سفيان يوما حديث أبي عروة فقال [؟] ليل الْمَكِّيّ: حَدَّثَنَا أَبُو عُرْوَةَ الْعَطَّارُ، وَكَانَ مِنْ إِخْوَانِكَ الْمُرْجِئَةِ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنَا قُعْنُبُ التَّمِيمِيُّ وَكَانَ ثِقَةً رِضَا خِيَارٍ.
قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ قُعْنُبُ قَدْ دَعَاهُ وَالٍ فَوَلَّاهُ الْقَضَاءَ فَأَبَى عَلَيْهِ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى قَبِلَ، فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ بِعَهْدِهِ رَمَى بِهِ وَتَوَارَى.
قَالَ: فَأَرْسَلَ الْوَالِي فِي طَلَبِهِ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَطْلُبُونَهُ إِذْ سَقَطَ عَلَيْهِ الْبَيْتُ الَّذِي كَانَ فِيهِ مُتَوَارِيًا، فَلَمْ يشعروا الا وقد خرج عليهم بجنازته [2] .
(212 أ) حَدَّثَنَا [3] أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عُمَيْرُ بن
__________
[1] الزيادة يقتضيها السياق.
[2] وهو نهاية الجزء الرابع والعشرين.
[3] بداية الجزء الخامس والعشرين وأوله «أخبرنا ابو الحسين محمد بن الفضل القطان الدار الدّارقطنيّ ببغداد قال: أنبا ابو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه النحويّ قال: حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ الْفَسَوِيُّ قال ... » .(2/675)
عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُبَرَاءُ أَهْلِ الْكُوفَةِ زِيَادُ بْنُ عِلَاقَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَرِيكٍ وَأَبُو إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ وَيَزِيدُ بْنُ مُسْهِرٍ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا: سُفْيَانُ قَالَ: أَتَانِي رَقَبَةُ بْنُ مَصْقَلَةَ فِي شَيْءٍ، وَكَانَ طَرِيقُهُ إِذَا أَرَادَ مُحَمَّدَ بْنَ سُوقَةَ عَلَيْنَا فَقَالَ لِي: اذْهَبْ بِنَا إِلَى محمد ابن سُوقَةَ فَإِنِّي سَمِعْتُ طَلْحَةَ بْنَ مُصَرِّفٍ يَقُولُ: بِالْكُوفَةِ رَجُلَانِ يُزَارَانِ [1] مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ وَائِلٍ [2] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ أَبِيهِ، وَأَبُوهُ يَوْمَئِذٍ حَيٌّ أَرَاهُ يُقْبِلُ عَلَيْنَا وَيُدْبِرُ، فَكُنْتُ أُرِيدُ أَنْ نَأْتِيَهُ فَكُنْتُ أَسْتَحِي مِنَ ابْنَيْهِ، فَلَمْ أَزَلْ أَتَوَانَى حَتَّى مَاتَ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ [3] وَغَيْرُهُ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: أَتَيْتُ الشَّعْبِيَّ فِي شَيْءٍ يَسِيرٍ فَقَالَ لِي: مِثْلُكَ يَأْتِي فِي مِثْلِ هَذَا؟
ثُمَّ قَالَ لِي الشَّعْبِيُّ: كَيْفَ تَقْرَأُ «وَاللَّهِ رَبِّنَا» أو «ربّنا» فَقُلْتُ: وَاللَّهِ رَبَّنَا» . قَالَ: فَكَيْفَ تَقْرَأُ «فَإِنَّ الله لا يهدي من يضل» أَوْ يُهْدِي مَنْ يُضِلُّ» فَقَالَ: «فَإِنَّ اللَّهَ لا يهدي من يضل» وَذَكَرَ الْحَدِيثَ [4] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: أَتَيْنَا الْأَعْمَشَ يَوْمًا فَقُلْتُ: عَافَى اللَّهُ أَبَا مُحَمَّدٍ، لَقَلَّمَا جِئْتُهُ فِي حَدِيثٍ إِلَّا حَدَّثَنِي بِهِ. فَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَيَّاشٍ أَخُو أَبِي بَكْرِ بن عياش ذكر ما قلت أخبره أنه حدث بعد أمر [5] .
__________
[1] وردت عبارة رقبة في تهذيب التهذيب 6/ 105 ونصها «ما بالكوفة رجلان يزيدان على مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ وَائِلٍ» .
[2] الحضرميّ الكوفي.
[3] الثوري أخو سفيان.
[4] انظر الحواشي ورقة 197 أ.
[5] هكذا في الأصل مضطربة وقارن بابن سعد 6/ 343 وفيه:
فقال: يا حسن بن عياش أخبره أنه قد حدث بعده أمر» .(2/676)
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَرِيكٍ أَنَّهُ سَمِعَ جُنْدَبًا [1] .
يَقُولُ أَشْرَفَ سَلْمَانُ عَلَى الْكُوفَةِ فَقَالَ: قُبَّةُ الْإِسْلَامِ مَرَّتَيْنِ، مَسْجِدُ نوح ومصلّاه، وما أعلم (212 ب) أَهْلَ قَرْيَةٍ يُدْفَعُ عَنْهُمْ مَا يُدْفَعُ عَنْهُمْ إِلَّا أَهْلُ أَبْيَاتٍ أَوْ أَهْلُ أَبْنِيَةٍ أَوْ أَهْلُ أَخْصَاصٍ كَانُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله صلى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيُوشِكُ أَنْ لَا يَبْقَى مُؤْمِنٌ إِلَّا كَانَ هَوَاهُ بِهَا وَحَتَّى يَكْثُرَ أَهْلُهَا فَيَمْلَئُوا مَا بَيْنَ النَّهْرَيْنِ حَتَّى يَغْدُوَ الرَّجُلُ عَلَى الْبَغْلَةِ الشَّهْبَاءِ فَلَا يُدْرِكُ الْجُمُعَةَ.
«حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: رَأَيْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ الْحَمِيدِ يَعُودُ مُغِيرَةَ، فَقُلْتُ لِعَمْرِو بْنِ سَعْدٍ: مَنْ هَذَا الشَّابُّ؟ فَقَالَ لِي عُمَرُ: هَذَا الشَّابّ لَا بَأْسَ بِهِ.
قَالَ سُفْيَانُ: وَسَمِعْتُ ابْنَ شُبْرُمَةَ يَقُولُ: كُنْتُ عَلَى صَدَقَةِ السَّهْمَانِ فَقُلْتُ لِجَرِيرٍ: تَعَالَى حَتَّى أُوَلِّيَكَ رَبْعًا مِنَ الْأَرْبَاعِ وَأَرْزُقُكَ مِائَةَ دِرْهَمٍ.
فقلت له: فتأخذ مِنْهَا مَا تَرَى أَنَّهُ يَجُوزُ لَكَ وَتَصَدَّقْ بِمَا بَقِيَ. فَقَالَ:
إِنِّي أَخَافُ أَنْ لَا تَطِيبَ نَفْسِي إِنْ أَخَذْتُهَا وَأَبَى عَلَيَّ» [2] .
وَقَالَ: حدثنا سفيان حدثنا أَبُو فَرْوَةَ [3] قَالَ: غَسَّلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُكَيْمٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سالم [4] الجهنيّ قال: ماتت أم
__________
[1] جندب بن عبد الله بن سفيان العلقي (تهذيب التهذيب 2/ 117) .
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 7/ 258.
[3] مسلم بن سالم النهدي الأصغر الكوفي ويعرف بالجهني (تهذيب التهذيب 10/ 130) .
[4] هكذا في الأصل فلعله مسلم بن سالم نفسه وليس أباه كما في الحاشية السابقة.(2/677)
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى فَقَدِمَ عَلَيْهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُكَيْمٍ، وَكَانَ إِمَامَهُمْ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: قَيْلَةُ الَّتِي أَدْرَكَتِ النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ هِيَ أُمُّ فَرْوَةَ.
حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ سَمِعْتُ أبا عبد [1] الله يقول: كان طلحة وزبيد [2] [مُصَلَّاهُمَا وَاحِدٌ، وَكَانَ طَلْحَةُ عُثْمَانِيًّا وَزُبَيْدٌ عَلَوِيًّا، وَكَانَ طَلْحَةُ مِنَ الْخِيَارِ، وَلَا يَدْفَعُ زُبَيْدٌ عَنْ حُجَّتِهِ، وَكَانَ طَلْحَةُ يُحَرِّمُ السُّكْرَ، وَزُبَيْدٌ لَا يُحَرِّمُهُ] [3] .
بَلَغَنِي عَنْ جَرِيرٍ [4] أَنَّهُ ذَكَرَ أَحَادِيثَ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ فَقَالَ: اخْتَلَطَتْ عَلَيَّ فَلَمْ أَفْصِلْ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَدِيثِ أَشْعَثَ [5] حَتَّى قَدِمَ عَلَيْنَا بَهْزٌ [6] الْبَصْرِيُّ فَخَلَّصَهَا لِي فَحَدَّثْتُ بِهَا [7] .
«حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْأَزْهَرِ [8] قَالَ: كَانَ جَرِيرٌ [9] إِذَا حَدَّثَ حَدِيثَ الْأَعْمَشِ يَقُولُ: دِيبَاجُ الْأَعْمَشِ إِلَّا أَنَّهَا مُرَقَّعٌ [10] ، ثُمَّ كُنَّا نَتَذَاكَرُ بَيْنَنَا
__________
[1] في الأصل «عبيد» والصواب ما أثبته وهو احمد بن حنبل.
[2] زبيد بن الحارث اليامي (تهذيب التهذيب 3/ 310) .
[3] الزيادة سقطت من الأصل واكملتها من ق 256 أ.
[4] الضبي.
[5] أشعث بن سوار.
[6] بهز بن أسد العمي (تهذيب التهذيب 1/ 497) .
[7] قارن بكتاب العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد 1/ 195.
[8] ورد في الجزء الأول ص 172 «بشر بن أبي الأزهر» .
[9] جرير بن عبد الحميد الضبي.
[10] في الأصل «مرقق» وهو تصحيف.(2/678)
وَيُصَحِّحُ بَعْضُنَا مِنْ بَعْضٍ أَوْ نَحْوُ هَذَا» [1] .
«قَالَ: وَقَالَ جَرِيرٌ: عُرِضَتْ عَلَيَّ بِالْكُوفَةِ أَلْفَا درهم يعطوني مع القراء فأبيت (213 أ) ، ثُمَّ جِئْتُ الْيَوْمَ أَطْلُبُ مَا عِنْدَهُمْ- أَوْ مَا فِي أَيْدِيهِمْ-» [2] .
وَقَالَ جَرِيرٌ: مَا كَتَبْتُ عِنْدَ مَنْصُورٍ شَيْئًا.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ ثنا سُفْيَانُ ثنا مُغِيرَةُ [3] عَنْ إِبْرَاهِيمَ [4] قَالَ: قَالَ رَجُلٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشَدَ، وَمَنْ يَعْصِهِمَا فَقَدْ غَوَى. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَقُلْ كَذَا وَلَكِنْ قل مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشَدَ، وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ غَوَى. قَالَ سُفْيَانُ لِلْمُغِيرَةِ أَسَمِعْتَ ذَا مِنْ إِبْرَاهِيمَ؟ فَقَالَ: مَا تُرِيدُ إِلَى ذَا.
وَحَادَ عَنْهُ وَلَمْ يَقُلْ لِي سَمِعْتُهُ مِنْ إِبْرَاهِيمَ وَلَا لَمْ أَسْمَعْهُ فَلَمْ أُجَالِسْهُ بَعْدُ.
حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ [5] قَالَ قَالَ ابْنُ فُضَيْلٍ [6] قَالَ مُغِيرَةُ [7] : وَكُنْتُ سَمِعْتُ من إبراهيم [8] .
__________
[1] الخطيب: الكفاية 71 وذكر «مرقوع» بدل «مرقع» وقال:
«كُنَّا إِذَا قُمْنَا مِنْ عِنْدِ الْأَعْمَشِ رَقَّعْنَاهُ بعضنا من بعض لنصححها» بدل «ثم كنا نتذاكر ... إلخ» وتأريخ بغداد 7/ 258 وذكر «مرفوعة» بدل «مرقع» والصواب «مرقوعة» .
[2] الخطيب: تأريخ بغداد 7/ 258.
[3] المغيرة بن مقسم الضبي.
[4] إبراهيم النخعي.
[5] محمد بن عبد الله بن نمير.
[6] محمد بن فضيل بن غزوان.
[7] المغيرة بن مقسم الضبي.
[8] النخعي.(2/679)
قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: وَكَانَ ابْنُ فُضَيْلٍ يَرَى إِنَّمَا سَمِعَ مُغِيرَةُ مِنْ إِبْرَاهِيمَ مَا حَمَلَ عَنْهُ ابْنُ فُضَيْلٍ وَهُوَ أَقَلُّ مِنْ مِائَتَيْ حَدِيثٍ أَظُنُّهُ ذَكَرَ نَحْوَ مِائَةٍ وَخَمْسِينَ أَوْ أقل.
حدثني أحمد بن الخليل ثنا يحي بْنُ أَيُّوبَ [1] حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ [2] ثنا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ [3] قَالَ: كَانَ مُغِيرَةُ يَسْأَلُنِي عَنْ قَوْلِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى [4] فَلَا أُخْبِرُهُ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ وَإِسْحَاقُ [5] قَالَ: حَضَرْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَهُوَ يَقْرَأُ عَلَيْنَا كِتَابَ مَنْصُورٍ [6] ، فقال له يحي بْنُ مُعِينٍ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ أَبَانٍ يَزْعُمُ أَنَّكَ إِنَّمَا قَرَأْتَ هَذِهِ عَلَى مَنْصُورٍ قِرَاءَةً؟
قَالَ جَرِيرٌ: إِنْ كَانَ كَاذِبًا فَاسْتَدْرِكْهُ اللَّهَ، وَاللَّهِ مَا كُنْتُ أَحْفَظُهَا عِنْدَهُ إِلَّا خَمْسَةَ أَحَادِيثَ [لَمْ] [7] يُحَدِّثْنِي بِهَا إِلَّا مَرَّةً، وَإِنِّي حَفِظْتُ أَرْبَعِينَ حَدِيثًا فِي مَجْلِسٍ حَدَّثَنِي بِهَا.
[مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ]
«حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ مسعر [8] : ليس أحد أعلم بحديث
__________
[1] ابو العباس الغافقي المصري (تهذيب التهذيب 11/ 186) .
[2] الطويل.
[3] ابن حي الهمدانيّ الكوفي مات سنة 169 هـ من رجال التهذيب.
[4] مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قاضي الكوفة مات سنة 148 هـ.
[5] ابن راهويه.
[6] ابن المعتمر السلمي.
[7] الزيادة يقتضيها السياق.
[8] مسعر بن كدام توفي بالكوفة سنة خمس وخمسين ومائة (ابن سعد 6/ 364) .(2/680)
ابْنِ مَسْعُودٍ مِنَ الْمَسْعُودِيِّ [1] » [2] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عن مسعر أنه كان إِذَا سُئِلَ عَنِ الْحَدِيثِ لَا يَقُولُ ثُمَّ أَسْمَعُهُ وَيَقُولُ لَا أَحْفَظُهُ، وَيَقُولُ: لَعَلَّكَ سَمِعْتَهُ وَلَا تَحْفَظُهُ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ قَالَ مِسْعَرٌ لِابْنِهِ كِدَامٍ:
إِنِّي نَحَلْتُكَ [3] يَا كِدَامُ نَصِيحَةً ... فَاسْمَعْ لِقَوْلِ أَبٍ عَلَيْكَ شَفِيقِ
أَمَّا الْمِزَاحَةُ وَالْمِرَاءُ فَدَعْهُمَا ... خُلُقَانِ لَا أَرْضَاهُمَا لِصَدِيقِ
إِنِّي بَلَوْتُهُمَا فَلَمْ أَحْمَدْهُمَا ... لِمُجَاوِرٍ جَارًا [4] وَلَا لِرَفِيقِ [5]
«حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي عُمَرَ ثنا سُفْيَانُ [6] عَنْ عَاصِمٍ [7] عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [8] قَالَ: لَيْسَ بِالْكُوفَةِ أَحَدٌ أَعْلَمَ بِحَدِيثِ عَبْدِ الله من
__________
[1] عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود (ابن سعد 6/ 366) .
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 10/ 219- 220.
[3] في حلية الأولياء 7/ 221 «منحتك» .
[4] في الأصل «جار» وكذا في الحلية والصواب ما أثبته إذ لا يستقيم الوزن دونه.
[5] أوردها ابو نعيم من طريق ابن عيينة كما أوردها من طريق آخر بزيادة بيت (الحلية 7/ 221) وكذلك أوردها ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله 2/ 121 بزيادة بيت أيضا.
[6] ابن عيينة.
[7] ابن بهدلة.
[8] ابن عبد الله بن مسعود المسعودي (تهذيب التهذيب 8/ 321) .(2/681)
سُلَيْمَانَ» [1] .
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ صَمْغَانَ [2] عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ، وَقَالَ مُرَّةُ الْيَامِيُّ عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا أَخْرَجَ سَيْفًا لَهُ فَقَالَ: مَنْ يَبْتَاعُ مِنِّي سَيْفِي هَذَا، فَلَوْ كَانَ عِنْدِي ثَمَنُ إِزَارٍ مَا بِعْتُهُ. حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ثنا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعَ ابْنُ أَبْجَرَ [3] ابْنًا لَهُ يَقُولُ لِغُلَامِهِ: يَا حَائِكُ. فَقَالَ: يَا بُنَيَّ إِنَّمَا تُعَيِّرُ أَبَاكَ [4] .
قَالَ سُفْيَانُ: يَقُولُ إِنْ كَانَ ذَلِكَ عَيْبًا فَإِنَّمَا دَفَعَهُ [إِلَى] [5] ذَلِكَ أَبُوكَ.
بَلَغَنِي أَنَّ ابْنَ إِدْرِيسَ كَانَ لَهُ غلمة حاكة لا أدري كرى أو أجراء بنسجون لَهُ، وَخَاصَمَ ابْنُ إِدْرِيسَ إِلَى شَرِيكٍ فَقَضَى عَلَى ابْنِ إِدْرِيسَ، فَقَالَ: لَيْسَ الْقَضَاءُ عَلَى مَا قَضَيْتَ. فَقَالَ لَهُ: اذْهَبْ حَتَّى يُفْتِيَ حَاكَةُ الدَّعَافِرَةِ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثنا سُفْيَانُ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى مُوسَى الْجُهَنِيِّ نَعُودُهُ، فَرَأَيْتُ مُصَلَّاهُ مِثْلَ مَبْرَكِ الْبَعِيرِ.
قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ رجلا صالحا خيارا.
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 9/ 10 واللفظ من طريق آخر.
وسليمان هو سليمان بن مهران الأعمش فقد ورد في التهذيب 4/ 224 «أجود الأسانيد الأعمش عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ» .
[2] في «سمعان» وما أثبته من الحلية 5/ 89.
[3] عبد الملك بن أبجر.
[4] أوردها ابو نعيم من طريق سفيان بن عيينة أيضا بألفاظ مقاربة (الحلية 5/ 85) .
[5] الزيادة يقتضيها السياق.(2/682)
وَقَالَ مُوسَى: غَسَّلْتُ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ حِينَ مَاتَ.
«وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ [1] عن مجمع التيمي قال: حرج عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بِسَيْفِهِ إِلَى السُّوقِ فَقَالَ: مَنْ يَشْتَرِي مِنِّي سَيْفِي هَذَا، فَلَوْ كَانَ عِنْدِي أَرْبَعَةُ دَرَاهِمَ أَشْتَرِي بِهَا إِزَارًا مَا بِعْتُهُ» [2] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَلَفَ لي أبو حيان [3]- وما سألته- ان أَوْثَقِ عَمَلٍ [4] عِنْدِي حُبِّي مُجَمِّعًا [5]- عُدْ أُنَاسًا جَالَسَهُمْ-.
قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ مُجَمِّعٌ التَّيْمِيُّ: مَا حَجَجْتُ وَلَا تَمَنَّيْتُ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ.
فَقِيلَ لَهُ: وَلِمَ؟ قَالَ: فَرْضٌ وُضِعَ عَنِّي فَلَا أَدْرِي إِنْ وُجِبَ عَلَيَّ أَقُومُ بِأَدَائِهِ أَمْ لا.
قال سفيان: قال مسعر (214 أ) : جاء مجمع بشاة الى السوق بيعها فَقَالَ: يُخَيَّلُ إِلَيّ أَنَّ فِي لَبَنِهَا مُلُوحَةً.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ عَنِ الْحَسَنِ [6] قَالَ: قَدَّمَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فمن ذا الّذي يؤخرهما [7] .
__________
[1] في الأصل «ابو حسان» وهو أفلت بن خليفة العامري ويقال الذهلي ويقال الهذلي الكوفي، ويقال له فليت يروي عنه الثوري (تهذيب التهذيب 1/ 366) والصواب ما أثبته كما في الرواية التالية.
[2] ابن كثير: البداية والنهاية 8/ 3.
[3] يحي بن سعيد بن حيان التيمي الكوفي العابد من تيم الرباب، كان الثوري يعظمه ويوثقه (تهذيب 11/ 214) .
[4] في الأصل «عملا» .
[5] أوردها ابو نعيم من طريق سفيان أيضا بألفاظ مقاربة (الحلية 5/ 90) .
[6] البصري.
[7] يريد أبا بكر وعمر (رضي الله عنهما) .(2/683)
وَقَالَ سُفْيَانُ عَنْ وَائِلٍ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: ثلاثة لَا يُرَبِّعُهُمْ أَحَدٌ أَبَدًا، النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ: وَهَذَانِ الْحَدِيثَانِ سَمِعْتُهُمَا مِنْ سُفْيَانَ وَوَجَدْتُهُ فِي كِتَابِ سَمَاعِي الْأَوَّلِ الَّذِي كُنَّا نُسَمِّيهِ الرَّاشِدِيَّةَ، كُنَّا نَقُومُ فَيُمْلِي عَلَيْنَا الْمُسْتَمْلِي إِذَا قَامَ سُفْيَانُ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الْقَعْقَاعِ الطَّائِيُّ وَكَانَ شَيْخًا قَدِيمًا، وَكَانَ شَاعِرًا.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ جَدِّي أَوْ جَدَّتِي، أَرْسَلَهَا مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ مُزَاحِمٍ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمِ بِحَجٍ.
قَالَ سُفْيَانُ: قُلْتُ جَدَّتِي: وَكَانَتْ أُمِّي مَوْلَاةً لِزِرٍّ [1] فَكُنْتُ أَرَى زُرَارَةَ [2] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [3] قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ حَرْبٍ الصَّدُوقُ الْأَمِينُ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «كُلَّمَا أَصَابَ فِيهِنَّ الْحَقُّ» قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ لِي قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ: حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ الْمَهْدِيُّ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي خَالِدٍ [4] عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ:
حَدَّثَنِي الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ فَقُلْتُ: مَنْ حَدَّثَكَ يَرْحَمْكَ اللَّهُ؟ قَالَ: عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ الْأَوْدِيُّ. فَأَتَيْتُ عَمْرًا فَقُلْتُ: مَنْ حَدَّثَكَ؟ قَالَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
__________
[1] زر بن حبيش.
[2] زرارة بن أوفى العامري البصري.
[3] ابن عيينة.
[4] إسماعيل بن أبي خالد.(2/684)
أَبِي لَيْلَى. فَأَتَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ فَقُلْتُ: مَنْ حَدَّثَكَ؟ قَالَ أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ إِنَّهُ قَالَ: مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» بَعْدَ الصُّبْحِ عَشْرَ مَرَّاتٍ كُنَّ كَعِتْقِ أَرْبَعِ رِقَابٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ ثنا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: كُنْتُ أَسْأَلُ الشَّعْبِيَّ وَأَسْمَعُ مِنْهُ، فَإِذَا رَأَى حِرْصِي قَالَ: وَيْهًا ابن أبي خالد وأشرب العلم.
وقال: حدثنا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ مَرَّ بِأَبِي صَالِحٍ [1]- أَوْ أَتَى أَبَا صَالِحٍ- فَأَخَذَ أُذُنَهُ فَعَرَكَهَا ثُمّ قَالَ: يَا مَخْبَثَانُ تُفَسِّرُ الْقُرْآنَ وَأَنْتَ لَا تَقْرَأُهُ [2] .
قَالَ سُفْيَانُ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ أَوْ مَالِكَ بْنَ مِغْوَلٍ- شَكَّ أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ- قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ يَقُولُ: مَا بِمَكَّةَ أَحَدٌ إِلَّا وَقَدْ عَلَّمْتُهُ الْقُرْآنَ أَوْ عَلَّمْتُ أَبَاهُ.
قَالَ سُفْيَانُ: فَسَأَلْتُ عَمرَو بْنَ دِينَارٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ؟ فَقَالَ: لَا أَعْرِفُهُ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ ثنا ابْنُ أَبِي خَلَفٍ [3] قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْأَلَ كَمَا سَأَلَ إِبْرَاهِيمُ [4] ؟ فَقَالَ: إِنَّهُ كَانَ يُقَالُ
__________
[1] اسمه باذام تابعي عامة ما يرويه تفسير (ميزان الاعتدال 1/ 296) .
[2] في ميزان الاعتدال 1/ 296 «وأنت لا تحفظ القرآن» وليس فيه «يا مخبثان» .
[3] محمد بن أحمد السلمي مولاهم البغدادي القطيعي (تهذيب 9/ 22) .
[4] النخعي.(2/685)
«جَرِّدُوا الْقُرْآنَ» .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ: مَا سَأَلْتُ أَبَا صَالِحٍ [1] عَنْ شَيْءٍ مِنَ الْقُرْآنِ إِلَّا أَخْبَرَنِي بِهِ.
وَقَالَ: حدثنا سفيان قال: كان يحي [2] بْنُ أَبِي خَلَفٍ يُحَدِّثُ ثُمَّ يَقُولُ: حَدَّثَنِي فلان كما أنك جالس.
وقال: حدثنا سفيان حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ [3] عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: مَا كُنَّا نُسَمِّي أَبَا صَالِحٍ إِلَّا بَأدَرْوَزِذَ [4] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ [5] بْنُ لُوطٍ مِنْ وَلَدِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ- وَكَانَ مِنْ أَسْنَانِي أَوْ فَوْقِي شَيْئًا-.
قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ مُسَاوِرٌ- يَعْنِي الْوَرَّاقَ- رَجُلًا صَالِحًا لَا بَأْسَ بِهِ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ لَهُ رَأْيٌ فِي أَبِي حَنِيفَةَ، وَكَانَ يَقُولُ الشِّعْرَ، فَقَالَ فِيهِ هَذِهِ الْأَبْيَاتَ، وَلَيْتَهُ لَمْ يَقُلْهَا [6]- أَوْ قَالَ سُفْيَانُ: لَوْ لَمْ يَقُلْهَا كَانَ خَيْرًا لَهُ-:
إِذَا مَا النَّاسُ يَوْمًا قَايَسُونَا ... بِمُعْضِلَةٍ مِنَ الْفُتْيَا ظَرِيفَةْ
رَمَيْنَاهُمْ بِمِقْيَاسٍ صَلِيبٍ ... مُصِيبٍ مِنْ طِرَازِ أَبِي حَنِيفَةْ
__________
[1] باذام.
[2] هكذا في الأصل ولم أجده ولعله تصحيف «محمد» وهو محمد بن أحمد بن أبي خلف البغدادي (تهذيب التهذيب 9/ 22) .
[3] المرهبي الهمدانيّ الكوفي.
[4] في ميزان الاعتدال 1/ 296 «دروعزن» .
[5] في الأصل «أبو الربيع» والتصويب من تهذيب التهذيب 3/ 250.
[6] راجع حاشية ورقة 233 ب.(2/686)
قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ مُسَاوِرُ يَتَزَهَّدُ، وَكَانَ فِي لِبَاسِهِ شَيْءٌ، وَدُعِيَ إِلَى دَعْوَةٍ فَرَدَّهُ الَّذِينَ عَلَى الْبَابِ أَنْ زَرَوْهُ، فَخَرَجَ فَأَتَى مَنْزِلَهُ فلبس ثوبين نظفين، ثُمَّ جَاءَ فَلَمْ يُمْنَعْ، وَدَخَلَ فَلَمَّا رَأَوْهُ أَوْسَعُوا لَهُ وَأَكْرَمُوهُ، فَلَمَّا وُضِعَ الطَّعَامُ أَخَذَ بِطَرْفِ ثِيَابِهِ ثُمَّ قَالَ: كُلْ. فَقَالُوا: مَا هَذَا؟! فَأَخْبَرَهُمْ.
وَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ وَتَرَكَ عَلَيْهِمْ.
(215 أ) قَالَ سُفْيَانُ: أَرَاهُ أَرَادَ أَنْ يَعِظَهُمْ بِذَلِكَ أَنْ لَا يُرَدَّ أَحَدٌ يُزْدَرَى.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: أَتَيْتُ مُجَمَّعًا [1] لِأَسْأَلَهُ عَنْ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ وَكُنْتُ أَظُنُّهُ يَمْتَنِعُ فحدثته بحديث الزهري فِي الدَّجَّالِ حَدِيثَ مُجَمِّعٍ. فَقَالَ: هَؤُلَاءِ أَشْيَاخِي. ثُمّ قَالَ: أَخْرِجْ أَلْوَاحَكَ. فَقُلْتُ:
لَيْسَتْ مَعِي أَلْوَاحٌ. فَحَدَّثَنِي بِهَا. ثُمّ قَالَ: مَا هِيَ عند أحد بالكوفة، ولقد جَاءَنِي الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ فَسَأَلَنِي عَنْهَا.
وَقَالَ: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَاصِمٍ الثَّقَفِيُّ [2]- وَكَانَ ثِقَةً- سَمِعَهُ مِنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمِ الْجَدَلِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ طَارِقَ بْنَ شِهَابٍ قَالَ:
لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ.. وَذَكَرَ حَدِيثَهُ.
قَالَ سُفْيَانُ: وَحَدَّثَنَا أُمَيُّ [3]- وَكَانَ ثِقَةً- سَمِعَهُ مِنْ رَجُلٍ من
__________
[1] لعله مجمع بن يحي بن يزيد بن جارية الأنصاري الكوفي (تهذيب التهذيب 10/ 47) أو لعله مجمع التيمي يروى عنه سفيان بن عيينة أيضا.
[2] محمد بن أبي أيوب الثقفي الكوفي (تهذيب التهذيب 9/ 69) .
[3] أمي بن ربيعة المرادي الصيرفي الكوفي ابو عبد الرحمن (تهذيب التهذيب 1/ 369) .(2/687)
بُجَيْلَةَ رَضِيعًا لِلْقَسْرِيِّ سَمِعَهُ مِنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ مِثْلَهُ وَزَادَ فِيهِ: قَالَ عَلِيٌّ: إِنِّي وَاللَّهِ قَدْ ضَرَبْتُ فِي هَذَا الْأَمْرِ رَأْسَهُ وَعَيْنَيْهِ فَلَمْ أَجِدْ إِلَّا الْقِتَالَ أَوِ الْكُفْرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم. وقال: حدثنا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ أُمَيًّا يَقُولُ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ [1] يَأْمُرُ بِمُجَالَسَةِ الْعَلَاءِ بْنِ بَدْرٍ.
حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: ذَكَرْتُ لِإِبْرَاهِيمَ الْعَلَاءَ بْنَ بَدْرٍ فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ مِنْ أَهْلِ زَمَانِهِ أَجْرَأَ عَلَى تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ مِنْهُ، وَلَا أَجْدَرَ أَنْ يُصِيبَ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُونَ مِنْهُ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثنا سُفْيَانُ عَنْ مِسْعَرٍ [2] عَنْ مَعْنٍ [3] مِنْ كِتَابِ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ [4] أَنَّهُ قَالَ: الصَّلَاةُ نُورٌ.
قَالَ مِسْعَرٌ: وَحَلَفَ لِي مَعْنٌ بِأَنَّهُ خَطُّ أَبِيهِ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ثنا مسعر عن عمرو بن مرة قال: جَلَسْنَا إِلَى الزُّهْرِيِّ وَمَعَنَا ذَرٌّ الْهَمْدَانِيُّ، فَجَعَلَ الزُّهْرِيُّ يُحَدِّثُ وَيَقُولُ لَنَا ذَرٌّ:
احْفَظُوا احْفَظُوا.
وقال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: أَتَيْتُ الْأَعْمَشَ يَوْمًا فَقُلْتُ: عَافَى اللَّهُ أَبَا مُحَمَّدٍ لَقَلَّمَا جِئْتُ فِي حَدِيثٍ إِلَّا حَدَّثَنِي بِهِ.
حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: أَمْلَى عَلَيْنَا ابْنُ وَهْبٍ [5] قال:
__________
[1] النخعي.
[2] ابن كدام.
[3] مَعْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود الهذلي المسعودي الكوفي (تهذيب التهذيب 10/ 252) .
[4] ابن مسعود الصحابي المشهور.
[5] عبد الله بن وهب.(2/688)
حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ قَالَ مَعْنٌ [1] : مَا رَأَيْتُ مِسْعَرًا يَوْمًا قَطُّ إِلَّا وَهُوَ خَيْرٌ منه من اليوم الّذي بالأمس.
(215 ب) قَالَ: وَأَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي- يَعْنِي ابن عيينة- عن هشام بن عروة قال: مَا رَأَيْتُ بِالْبَصْرَةِ مِثْلَ أَيُّوبَ [2] ، وَلَا رَأَيْتُ بِالْكُوفَةِ مِثْلَ مِسْعَرٍ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ داود [3] قال:
حدثني الْحَسَنُ بْنُ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ عَنْ نَفْسِي عن الأعمش عن إبراهيم [4] قَالَ: يُغْسَلُ الْمَاءُ بِالْمَاءِ. قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: لَيْسَ أَحْفَظُ هَذَا. فَقَالَ لِي: أَنْتَ حَدَّثْتَنِي بِهِ.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ ثَبْتٌ، وَمِسْعَرٌ أَثْبَتُ مِنْهُ وَهُوَ ثِقَةٌ صَحِيحُ الْحَدِيثِ مُتَثَبِّتٌ.
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ [5] ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ [6] قَالَ: خَرَجَتْ خَوَارِجٌ، فَخَرَجَ أَبُو الْأَحْوَصِ [7] إِلَيْهِمْ فَقَتَلُوهُ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا مسعر قال: سمعت أبا
__________
[1] معن بن عبد الرحمن المسعودي.
[2] السختياني.
[3] الخريبي.
[4] النخعي.
[5] احمد بن أبي الطيب (سليمان) البغدادي المروزي (تهذيب التهذيب 1/ 44) .
[6] السّبيعي.
[7] عوف بن مالك بن نضلة الجشمي.(2/689)
الصَّبَّاحِ [1] يَقُولُ: الْقِدْرُ أَبٌ جَادَ بِالزَّنْدَقَةِ.
قَالَ سُفْيَانُ: كَانَ أَبُو الصَّبَّاحِ أَحَدَ النَّفَرِ الَّذِينَ وَفَدُوا عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَقَالَ: حدثنا سفيان قال: حدثني إبراهيم بن يحي بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ- قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ مِنْ أَسْنَانِي وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا- عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سَأَلْتُ جِبْرِيلَ أَيُّ الْأَجَلَيْنِ قَضَى مُوسَى؟ قَالَ: أَتَمَّهُمَا وَأَكْمَلَهُمَا. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ [2] عَنْ عَمْرٍو عَنْ عِكْرِمَةَ في قوله «صياصيهم» [3] . قَالَ: حُصُونُهُمْ. فَذَكَرْنَاهُ لِسُفْيَانَ فَأَنْكَرَهُ. وَقَالَ: لَا أَحْفَظُ عَنْ عَمْرٍو عَنْ عِكْرِمَةَ لَا أَحْفَظُهُ الا عن الناس «صياصيهم: حُصُونُهُمْ» ، فَلَعَلَّهُ ذَهَبَ إِلَى قَوْلِهِ «وَأَرْضًا لَمْ تطؤوها» [4] حدثنا عمرو عن عكرمة: «وأرضا لم تطؤوها» . قَالَ: هُوَ مَا ظَهَرَ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حدثنا سفيان [5] قال قيل له: ان حميد [6] الرُّؤَاسِيَّ يُحَدِّثُ عَنْكَ عَنْ حُصَيْنٍ [7] عَنْ أَبِي مالك [8] «انفروا
__________
[1] سعدان بن سالم الايلي (تهذيب التهذيب 3/ 487) .
[2] ابن عيينة.
[3] الأحزاب آية 26.
[4] الأحزاب آية 27.
[5] ابن عيينة.
[6] حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي (تهذيب التهذيب 3/ 44) .
[7] حصين بن عبد الرحمن السلمي الكوفي.
[8] غزوان أبو مالك الغفاريّ الكوفي (تهذيب التهذيب 8/ 245) .(2/690)
حفافا وثقالا» [1] فَأَمَّا التَّفْسِيرُ فَظَنَّ ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ مُجَاهِدٍ.
(216 أ) «حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ [2] الضَّرِيرُ حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن أبي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: «يوم تمور السماء مورا» [3] قال: تدور دورا. فسألنا سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ [عَنْهُ] ؟ فَقَالَ:
لَا أَحْفَظُهُ» [4] .
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنَ طَاوُسَ [5] عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَيْسَ فِي الْقَلْسِ [6] وُضُوءٌ.
وَهَذَا مِمَّا أَنْكَرَ سُفْيَانُ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ: أَظُنُّ أَنَّ هَذَا وَهْمًا مِنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ وَهَمَ فِيهِ، وَذَلِكَ أَنِّي حَضَرْتُ بِشْرَ بْنَ السَّرِيِّ كَلَّمَ سُفْيَانَ فِي أَنْ يَعْرِضَ عَلَيْهِ شَيْئًا سَمِعَهُ قَدِيمًا- قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَكَانَ سُفْيَانُ لَا يُمَكَّنُ مِنَ السَّمَاعِ قَدِيمًا- قَالَ: فَمَرَّ فيما عرض عليه ابن طاووس وَآخَرُ- قَدْ سَمَّاهُ الْحُمَيْدِيُّ فَنَسِيَ أَبُو يُوسُفَ اسمه- عن طاووس: لَيْسَ فِي الْقَلْسِ وُضُوءٌ. قَالَ: فَقَالَ سُفْيَانُ: اضرب على ابن طاووس. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَظَنَنْتُ أَنَّمَا كَانَ سُفْيَانُ روى عنه قديما.
__________
[1] التوبة آية 41.
[2] محمد بن خازم.
[3] الطور آية 9.
[4] الخطيب: الكفاية 383 والزيادة منه.
[5] عبد الله بن طاووس بن كيسان.
[6] خروج الطعام أو الشراب من البطن الى الفم سواء ألقاه أو أعاده الى بطنه إذا كان ملء الفم أو دونه.(2/691)
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ [1] ثنا سُفْيَانُ [2] عَنِ ابن طاووس [3] أو هشام ابن حجير عن طاووس قَالَ: لَيْسَ فِي الْقَلْسِ وُضُوءٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثنا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ أَبِي عَائِشَةَ [4]- وَكَانَ مِنَ الثِّقَاتِ- يَقُولُ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ قَتَّهْ [5] رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَسْأَلُ زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ فَقَالَ زَيْدٌ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ عُمَرُ: حُمِلْتُ عَلَى فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فِي حَدِيثِ «تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ فَإِنَّ مُتَابَعَةً بَيْنَهُمَا يَزِيدَانِ فِي الْأَجَلِ» قَالَ قَالَ سُفْيَانُ: كَانَ هَذَا الْحَدِيثُ حَدَّثَنَاهُ عَبْدُ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ أَوَّلًا عَنْ عَبْدَةَ [6] عَنْ عَاصِمٍ [7] ، فَلَمَّا قَدِمَ عَبْدَةُ أَتَيْنَاهُ لِنَسْأَلَهُ، فَقَالَ: إِنَّمَا حَدَّثَنِيهِ عَاصِمٌ وَهَذَا عَاصِمٌ حَاضِرٌ، فَذَهَبْنَا إِلَى عَاصِمٍ فسألناه فحدثنا بِهِ هَكَذَا، ثُمَّ سَمِعَهُ مِنْهُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَمَرَّةً يَقِفُهُ عَلَى عُمَرَ وَلَا يَذْكُرُ فِيهِ عَنْ أَبِيهِ، وَأَكْثَرُ ذَلِكَ كَانَ يُحَدِّثُهُ عَنْ عَبْدِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ عن النبي صلى الله عليه وسلم.
(216 ب) قَالَ سُفْيَانُ: وَرُبَّمَا سَكَتْنَا عَنْ هَذِهِ الْكَلِمَةِ «زيد في الأجل»
__________
[1] محمد بن أبي عمر العدني.
[2] ابن عيينة.
[3] عبد الله بن طاووس.
[4] المخزومي الهمدانيّ الكوفي ابو الحسن (تهذيب التهذيب 10/ 352) .
[5] أنظره في كتاب العلل لابن المديني ص 76.
[6] عبدة بن سليمان.
[7] عاصم بن سليمان الأحول.(2/692)
فَلَمْ نُحَدِّثْ بِهَا مَخَافَةَ أَنْ يَحْتَجَّ بِهَا هَؤُلَاءِ- يَعْنِي الْقَدَرِيَّةَ- وَلَيْسَ لَهُمْ فِيهَا حُجَّةٌ.
قَالَ سُفْيَانُ: وَحَدَّثَنَا عَبْدَةُ- وَحَفِظْنَاهُ مِنْهُ غَيْرَ مَرَّةٍ- قَالَ سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ شَقِيقَ بْنَ سَلَمَةَ يَقُولُ: كَثِيرًا مَا ذَهَبْتُ أَنَا وَمَسْرُوقُ بْنُ الْأَجْدَعِ إِلَى الصَّبِيِّ بْنِ مَعْبَدٍ نَسْتَذْكِرُهُ هَذَا الْحَدِيثَ.
قَالَ سُفْيَانُ: يَعْنِي أَنَّهُ قَدْ جَمَعَ بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ مَعَ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَأَجَازَهُ، وَلَيْسَ أَنَّهُ فَعَلَهُ هُوَ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثنا سُفْيَانُ [1] عَنْ مَعْمَرٍ [2] وَغَيْرِهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ حُوَيْطِبِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّعْدِيِّ: أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ مِنَ الشَّامِ فَقَالَ: أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَلِي أَعْمَالَهَا.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ قَالَ سُفْيَانُ فِي حَدِيثِ أَبِي الْعَجْفَاءِ عَنْ عُمَرَ «قُتِلَ فُلَانٌ شَهِيدًا، وَمَاتَ فُلَانٌ شَهِيدًا، وَلَعَلَّهُ أَوْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدْ أَوْقَرَ دُفَّ رَاحِلَتِهِ وَعَجُزَهَا ذَهَبًا» قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ أَيُّوبُ يَسْأَلُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ كَذَا أَوْ آخَرِ، فَإِنْ كَانَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَ بِهَا هَكَذَا وَإِلَّا فَلَمْ يَحْفَظْهُ.
سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ يَتَعَجَّبُ مِنْ سُفْيَانَ وَيَقُولُ: أَلَا [3] تَعْجَبُونَ مِنْ سُفْيَانَ وَكَلَامِهِ وَهُوَ لَمْ يُقِمِ الْحَدِيثَ، أَرَأَيْتُمْ حِينَ يَقُولُ: قَدْ أَوْقَرَ دُفَّ رَاحِلَتِهِ وَالْعَجُزَ مَا أَدْخَلَهَا بِمَا قَالَ؟ أَوْقَرَ دُفَّيْ رَاحِلَتِهِ.
وَسَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ مَنْصُورٍ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: أَيُّوبُ سمع
__________
[1] ابن عيينة.
[2] ابن راشد.
[3] في الأصل «لا» .(2/693)
مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ سَمِعَ أَبَا الْعَجْفَاءِ [1] سَمِعَ عُمَرَ [2] ثُمَّ ذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ.
سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ يَذْكُرُ هَذَا وَيَقُولُ: أَبُو العجفاء لم يرو عنه غير هَذَا الْحَدِيثُ، فَمَا عَلَيْهِ أَنَّ مُحَمَّدًا سَمِعَ مِنْهُ وَأَنَّهُ سَمِعَ مِنْ عُمَرَ!؟
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ [3] ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ [4] قَالَ: أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ وَأَيُّوبُ [5] وَابْنُ عَوْنٍ [6] وهشام [7] عَنْ محمد بن سيرين. أما سلمة فقال: نبئت عن أبي العجفاء، (217 أ) وَأَمَّا غَيْرُهُ فَقَالَ: عَنْ أَبِي الْعَجْفَاءِ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: أَلَا لَا تَغْلُوا.
حَدَّثَنَا سعيد حدثنا هشيم أَنْبَأَ مَنْصُورٌ [8] عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: ثنا أَبُو الْعَجْفَاءِ السُّلَمِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ وَهُوَ يخطب للناس، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ألا لا تغالوا.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: كَانَ سُفْيَانُ يَقُولُ فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَلِ اللَّهَ الْهُدَى» كَانَ يقول: عن أبي بكر بن
__________
[1] السلمي البصري قيل: اسمه هرم بن نسيب، وقيل: نسيب بن هرم، وقيل: هرم بن نصيب (تهذيب التهذيب 12/ 165) .
[2] ابن الخطاب.
[3] ابن منصور.
[4] ابن علية.
[5] السختياني.
[6] عبد الله بن عون.
[7] هشام بن حسان الأزدي القردوسي البصري ابو عبد الله (تهذيب التهذيب 11/ 34) .
[8] ابن المعتمر.(2/694)
أَبِي مُوسَى [1] . فَقِيلَ لَهُ: إِنَّمَا يُحَدِّثُونَهُ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ [2] ؟ فَقَالَ لِي:
أَمَّا الَّذِي حَفِظْتُ أَنَا فَعَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَإِنْ خَالَفْتُمُونِي فَاجْعَلُوهُ عَنْ أَبِي مُوسَى. وَكَانَ سُفْيَانُ بَعْدَ ذَلِكَ رُبَّمَا قَالَ: عَنِ ابْنِ أَبِي مُوسَى، وَرُبَّمَا نَسِيَ فَحَدَّثَ بِهِ كَمَا سَمِعَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: مَا جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَوَيْهِ لِأَحَدٍ إِلَّا لِسَعْدٍ فَإِنَّهُ قَالَ يَوْمَ أُحُدٍ: «ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي» . ثُمَّ تَرَكَ سُفْيَانُ حَدِيثَ مِسْعَرٍ بَعْدُ، وَصَارَ يُحَدِّثُ بحديث يحي بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن عَلِيٍّ قَالَ: مَا جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَوَيْهِ لِأَحَدٍ إِلَّا لِسَعْدٍ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: تَرَكَ الصَّحِيحَ وَيُحَدِّثُ بِالْغَلَطِ، وقد كان أولا حدثنا عن يحي بْنِ سَعِيدٍ [3] عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدًا يَقُولُ: جَمَعَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَوَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ فَقَالَ: «ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي» . قَالَ أَبُو بَكْرٍ فِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ «دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يوم الفتح وحول البيت ثلاثمائة وستون نَصَبًا» ، وَحَدِيثُ «انْشَقَّ الْقَمَرُ» قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: أَثْبَتَ لَنَا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ هَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ عن أبي معمر [4] ،
__________
[1] الأشعري، يقال لأبي بكر عمرو أو عامر (تهذيب التهذيب 12/ 40) .
[2] ابن أبي موسى الأشعري.
[3] الأنصاري النجاري القاضي المدني (تهذيب التهذيب 11/ 221) .
[4] عبد الله بن سخبرة الأزدي.(2/695)
وَكَانَ فِي حَدِيثِ «اجْتَمَعَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ قُرَشِيَّانِ وَثَقَفِيٌّ» قَالَ: كَانَ سُفْيَانُ أَوَّلًا يَقُولُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ [1] أَوِ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ أَوْ حُمَيْدٌ الْأَعْرَجُ آخِرُهُمْ أَوِ اثْنَانِ منهم، ثم ثبت على منصور في (217 ب) هَذَا الْحَدِيثِ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَلَى غَيْرِ مَا حَدَّثَنَا بِهِ الزُّهْرِيُّ قَالَ سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ أَبِي حَازِمٍ يَقُولُ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ، رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْحِكْمَةَ فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا» . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا الزُّهْرِيُّ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ، رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ» . وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ فِي حَدِيثٍ «قِيلَ لِابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَجُلًا فِي الْمَسْجِدِ يَقُولُ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَصَابَ النَّاسَ دُخَانٌ» . قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ أَوْ أُخْبِرْتُ عَنْهُ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثنا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ عَنْ حَسَّانِ بْنِ بِلَالٍ الْمَدَنِيِّ: أَنَّهُ رأى عمار بن ياسر يتوضأ فخلّل لِحْيَتَهُ، فَقِيلَ لَهُ:
أَتُخَلِّلُ لِحْيَتَكَ؟ قَالَ: وَمَا يمنعني وقد رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخلّل لحيته.
__________
[1] ابن المعتمر السلمي.(2/696)
قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ حَسَّانِ بْنِ بِلَالٍ عَنْ عَمَّارٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مِثْلَهُ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَسَمِعْتُ مِنْ سُفْيَانَ مَرَّةً- يَعْنِي حَدِيثَ سَعِيدٍ-.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثنا سُفْيَانُ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي لُبَيْدٍ، وَكَانَ مِنْ عُبَّادِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَكَانَ يَرَى الْقَدَرَ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ عن أَبِي سَلَمَةَ بن عبد الرحمن (218 أ) عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، فَإِنْ كنت مستيقظة حدثني وإلا اضطجع حتى يقوم إِلَى الصَّلَاةِ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ ثنا زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ الْخُرَاسَانِيُّ عَنِ ابْنِ أَبِي عَتَّابٍ [1] عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي صَلَاتَهُ مِنَ اللَّيْلِ وَأَنَا مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُوتِرَ حَرَّكَنِي بِرِجْلِهِ، وَكَانَ يُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ فَإِنْ كُنْتُ مُسْتَيْقِظَةً حدثني وإلا اضطجع حتى يقوم إلى الصلاة.
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: كَانَ سُفْيَانُ يَشُكُّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَيَضْطَرِبُ فِيهِ وَرُبَّمَا شَكَّ فِي حَدِيثِ زِيَادٍ ثُمَّ يَقُولُ: يَخْتَلِطُ عَلَيَّ، ثُمَّ قَالَ غَيْرَ مَرَّةٍ:
حَدِيثُ أَبِي النَّضْرِ كَذَا وَحَدِيثُ زِيَادٍ كَذَا وَحَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو كذا
__________
[1] زيد بن أبي عتاب، ويقال: زيد أبو عتاب مولى أم حبيبة، ويقال: مولى أخيها معاوية (تهذيب التهذيب 3/ 417) .(2/697)
عَلَى مَا ذَكَرْتُ كُلَّ ذَلِكَ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ فِي حَدِيثِ حَفْصَةَ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: كَانَ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ [1] يُحَدِّثُهُ عَنْ أُمَيَّةَ [2] وَكُنْتُ لَا أَجْتَرِئُ أَنْ أَسْأَلَهُ فِيهِ، وَكَانَ يُجَالِسُ خَالِدَ بْنَ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيَّ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَيْبَةَ، وَكَانُوا مِنْ كِبَارِ قُرَيْشٍ يَوْمَئِذٍ، وَكَانُوا يَتَجَالَسُونَ فِي سُوقِ اللَّيْلِ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ- وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ-، فَاسْتَعَانَنِي أُمَيَّةُ أَنْظُرُ لَهُ خَالِدَ بْنَ مُحَمَّدٍ فَلَا أَدْرِي وَجَدْتُهُ أَمْ لَا، فَلَمَّا اسْتَعَانَنِي اجْتَرَأْتُ عَلَيْهِ فَسَأَلْتُهُ فَحَدَّثَنِي بِهِ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثنا سفيان حدثنا عمرو بن دينار قال: أَخْبَرَنِي أَبُو الشَّعْثَاءِ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: أَخْبَرَتْنِي مَيْمُونَةُ: أَنَّهَا كَانَتْ تَغْتَسِلُ هِيَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ.
قَالَ سُفْيَانُ: هذا الاسناد كان يعجب شعبة (218 ب) أَخْبَرَنِي سَمِعْتُ كَأَنَّهُ اشْتَهَى تَوْصِيلَهُ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَالَ سُفْيَانُ فِي حَدِيثِ رَبِيعٍ فِي الوضوء قال: كان ابن عجلان حدثناه أَوَّلًا عَنْ عُقَيْلٍ [3] عَنِ الرَّبِيعِ فَزَادَ فِي الْمَسْحِ قَالَ: «ثُمَّ مَسَحَ مِنْ قَرْنِهِ عَلَى عَارِضَيْهِ حَتَّى بَلَغَ طَرَفَ لِحْيَتِهِ» ، فَلَمَّا سَأَلْنَا مَنْ عُقَيْلٌ لَمْ يَصِفْ لَنَا فِي مَسْحِ الْعَارِضَيْنِ، وَكَانَ فِي خَطِّهِ شَيْءٌ فَكَرِهْتُ أَنْ أُلْقِنَهُ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثنا سُفْيَانُ قَالَ ثنا مُجَالِدٌ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: قَدِمَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ الْكُوفَةَ عَلَى أَخِيهَا الضَّحَّاكِ بْنِ قيس، وكان عاملا عليها، فأتيناها فسألناها.
__________
[1] هل هو الملائي الكوفي؟ (ترجمته في تهذيب التهذيب 8/ 92) .
[2] في الأصل «أبيه» .
[3] عقيل بن خالد الأيلي الأموي (تهذيب التهذيب 7/ 255) .(2/698)
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: كَانَ سُفْيَانُ يُحَدِّثُنَا بِحَدِيثِ الْخِضْرِ فَنَكْتُبُ بَعْضَهُ وَيَذْهَبُ عَلَيْنَا بَعْضُهُ، ثُمَّ حدثنا فَنَكْتُبُ مِنْهُ مَا سَقَطَ عَلَيْنَا، فَلَمَّا تَمَّ كلمتاه فِيهِ فَحَدَّثَنَا بِهِ وَنَحْنُ نَنْظُرُ فِي الْكِتَابِ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ [1] عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [2] عَنْ مَرْوَانَ [3] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَسْوَدِ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَغَيْرُهُ يَقُولُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ [4] . قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَأَظُنُّ رِوَايَةَ إِبْرَاهِيمَ أَصَحَّ لِأَنَّهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَهُوَ أَعْلَمُ بِهِ مِنْ غَيْرِهِ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثنا سفيان ثنا عمرو بن دينار عن عبد العزيز بن رفيع عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى لَهُمُ الْبُشْرى في الْحَياةِ الدُّنْيا 10: 64 [5] . قَالَ سُفْيَانُ:
ثُمَّ لَقِيتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ فَحَدَّثَنِيهِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ.
قَالَ سفيان: وكان عمرو ويحي بن سعيد [6] يحدثان بحديث خمسة وسق عن عمرو بن يحي [7] ، ثم لقيت عمرو بن يحي فحدثنيه، وكان
__________
[1] إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري مات سنة 183 هـ (تهذيب التهذيب 1/ 122) .
[2] أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بن هشام بن المغيرة القرشي المدني أحد الفقهاء السبعة (تهذيب التهذيب 12/ 30) .
[3] مروان بن الحكم الأموي.
[4] عبد الرحمن بن الأسود الزهري (تهذيب التهذيب 6/ 139) .
[5] يونس آية 64.
[6] الأنصاري النجاري القاضي المدني.
[7] عمرو بن يحي بن عمارة الأنصاري المازني المدني (تهذيب التهذيب 8/ 118) .(2/699)
عَمْرٌو يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رَفِيعٍ حَدِيثَ مُوسَى بْنِ طَرِيفٍ: «أَنَّ عَلِيًّا دَعَا بِرَجُلٍ بِحَسَبٍ مِنَ النَّاسِ» . سَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عبد العزيز بسنده عن موسى بن طريف (219 أ) عَنْ أَبِيهِ، وَكَانَ عَمْرٌو يُحَدِّثُ حَدِيثَ أَبِي أَسْمَاءَ [1] فِي شَكْوَى حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ مُرْسَلًا مختصرا، ثم سمعته أنا من يحي مُسْنَدًا تَامًّا، وَكَانَ عَمْرٌو يُحَدِّثُ حَدِيثَ صَالِحِ بْنِ كِيسَانَ فِي نُزُولِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَبْطَحَ، ثُمَّ قَدِمَ صَالِحٌ، فَقَالَ لَنَا عَمْرٌو: اذْهَبُوا فَسَلُوهُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، فذهبنا اليه فسألناه عن، وَكَانَ عَمْرٌو يُحَدِّثُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ [2] حَدِيثَ السَّنَدِ [3] وَقَالَ لَنَا: اذْهَبُوا إِلَى عُثْمَانَ فَاسْمَعُوهَا مِنْهُ، فَذَهَبْنَا إِلَى عُثْمَانَ فَسَمِعْنَاهَا مِنْهُ.
قَالَ سُفْيَانُ: وَحَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ إِبْرَاهِيمَ أن طاووسا كَانَ يَقُولُ.
مَا مَسَكْتُ [4] الْوَرَقَ. وَكَانَ عَمْرٌو يقول فيه: بلغني عن طاووس.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ فِي حَدِيثِ سُفْيَانَ: عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ.
قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: سَمِعَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ فِي زَمَنِ بَنِي أُمَيَّةَ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا الشَّيْبَانِيُّ [5] قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ الشَّعْبِيِّ الْمَسْجِدَ فَقَالَ: هَلْ تَرَى أَحَدًا مِنْ أصحابنا نجلس اليه؟ هل ترى
__________
[1] عمرو بن مرثد ابو أسماء الرحبيّ (تهذيب التهذيب 8/ 99) .
[2] النوفلي المكيّ (تهذيب التهذيب 7/ 120) .
[3] هكذا في الأصل.
[4] في الأصل «سبكت» .
[5] سليمان بن أبي سليمان الشيبانيّ مولاهم الكوفي (تهذيب التهذيب 6/ 197) .(2/700)
أَبَا حُصَيْنٍ [1] ؟ قُلْتُ: لَا. ثُمَّ نَظَرَ فَرَأَى يَزِيدَ بْنَ الْأَصَمِّ فَقَالَ: هَلْ لَكَ أَنْ نَجْلِسَ إِلَيْهِ فَإِنَّ خَالَتَهُ مَيْمُونَةُ. فَجَلَسْنَا إِلَيْهِ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ فِي حَدِيثِ سُلَيْمَانَ بْنِ سُحَيْمٍ: قَالَ سُفْيَانُ [2] : أَفَادَنِيهِ زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ [3] قَبْلَ أَنْ أَسْمَعَهُ. فَقُلْتُ: أَقْرِئْ سُلَيْمَانَ السَّلَامَ؟ فقال:
نعم. فلما قدمنا المدينة أقرأته السَّلَامَ وَسَأَلْتُهُ عَنْهُ فَحَدَّثَنِي بِهِ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثنا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَمْرٌو [4] عَنْ عَطَاءٍ- قَالَ: وَحَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ. قَالَ: وَكَانَ سُفْيَانُ رُبَّمَا حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ فَأَدْرَجَهُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عَمْرٍو وَابْنِ جُرَيْجٍ مَا لَمْ يَذْكُرْ فِيهِ الْخَبَرَ، فَإِذَا قَالَ فِيهِ:
حَدَّثَنَا أَوْ سَمِعْتُ أَوْ أَخْبَرَنَا بِهَذَا عَلَى هَذَا وَهَذَا عَلَى هَذَا.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ قَالَ سُفْيَانُ [5] : لَمَّا قَدِمَ مُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بن المنكدر قلت: لأنظرن حفظه (219 ب) ، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: كَيْفَ تَحْفَظُ حَدِيثَ أَبِيكَ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَاقِفًا عَلَى قُزَحٍ؟ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَابِرٍ [6] .
فَقُلْتُ: هَذَا كَانَ أَهْوَنَ عَلَيْهِ.
قَالَ سُفْيَانُ فِي حَدِيثِ ابْنِ عباس «هل لهذا حج» ؟: كان ابن
__________
[1] عثمان بن عاصم الأسدي.
[2] ابن عيينة.
[3] الخراساني (تهذيب التهذيب 3/ 369) .
[4] ابن دينار.
[5] ابن عيينة.
[6] جابر بن عبد الله الصحابي المعروف.(2/701)
الْمُنْكَدِرِ حَدَّثَنَاهُ أَوَّلًا مُرْسَلًا. فَقِيلَ لَهُ: إِنَّمَا سَمِعْتَهُ مِنْ إِبْرَاهِيمَ [1] ، فَأَتَيْتُ إِبْرَاهِيمَ فَسَأَلْتُهُ عَنْهُ فَحَدَّثَنِي بِهِ، وَقَالَ: حَدَّثْتُ بِهِ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ فَحَجَّ بِأَهْلِهِ كُلِّهِمْ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثنا سفيان ثنا سُلَيْمَانُ الْأَحْوَلُ، وَكَانَ ثِقَةً.
«قِيلَ لِأَبِي بَكْرٍ [2] فِي حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ سَمِعْتُ كَرْزَ بْنَ عَلْقَمَةَ. أَخْبَرَنِي أَوْ حَدَّثَنِي؟ فَقَالَ: لَا أَعْرِفُ فِي حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ حَدَّثَنِي إِلَّا فِي حَدِيثَيْنِ هَذَا وَحَدِيثِ الْوَسْقِ. قَالَ: ولم يَكُنْ مِنْ سُفْيَانَ هَذَا تَعَمُّدًا، كَانَ يَرَى حَدَّثَنِي وَأَخْبَرَنِي سَوَاءً» [3] .
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثنا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا كَثِيرٌ عَنْ بَعْضِ أَهْلِهِ أَنَّهُ سَمِعَ جَدَّهُ الْمُطَّلِبَ بْنَ أَبِي وَدَاعَةَ يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي مِمَّا يَلِي بَابَ بَنِي سَهْمٍ وَالنَّاسُ يَمُرُّونَ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الطَّوَافِ سترة.
قال سفيان: وكان ابن جريج حدثناه أَوَّلًا عَنْ كَثِيرِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ. فَلَمَّا سَأَلْنَاهُ عنه قال ليس هو عَنْ أَبِي، إِنَّمَا أَخْبَرَنَاهُ بَعْضُ أَهْلِي أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنَ الْمُطَّلِبِ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي الْعَبَّاسِ: مَا اسْمُ جَدِّكَ؟ قَالَ: السَّائِبُ بْنُ فَرُوخٍ، وَهُوَ أَبُو الْعَبَّاسِ الشَّاعِرُ الْأَعْمَى.
حَدَّثَنَا آدَمُ [4] عَنْ شُعْبَةَ حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ قال: سألت أبا
__________
[1] إبراهيم بن أبي بكر بن المنكدر، يروي عن عمه محمد بن المنكدر (ميزان الاعتدال 1/ 24) .
[2] الحميدي.
[3] الخطيب: الكفاية 293.
[4] ابن أبي اياس.(2/702)
الْعَبَّاسِ الْمَكِّيَّ، وَكَانَ شَاعِرًا، وَكَانَ لَا يُتَّهَمُ فِي حَدِيثِهِ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثنا سُفْيَانُ ثنا ابن أبي نجيح أخبرنا عبيد اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ حَقَّ كَبِيرِنَا. قَالَ سُفْيَانُ: كان بنو عامر (220 أ) ثَلَاثَةً بِمَكَّةَ، فَحَدَّثَنَا عَمْرٌو عَنْ عُرْوَةَ بْنِ عَامِرٍ، وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ، وَسَمِعْتُ أَنَا مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَامِرٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنِي عَمْرٌو قَالَ: أَخْبَرَنِي صُهَيْبٌ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَتَلَ عصفورا فما فوقها غير حَقِّهَا سَأَلَهُ اللَّهُ عَنْ قَتْلِهَا. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا حَقُّهَا؟ قَالَ: يَذْبَحُهَا فَيَأْكُلُهَا وَلَا يَقْطَعُ رَأْسَهَا فَيَرْمِي بِهَا» . فَقِيلَ لِسُفْيَانَ: فَإِنَّ حَمَّادًا يَقُولُ فِيهِ: أَخْبَرَنِي صُهَيْبٌ الْحَذَّاءُ. فَقَالَ سُفْيَانُ: مَا سَمِعْتُ عَمْرًا يَقُولُ فِيهِ صُهَيْبٌ الْحَذَّاءُ، مَا قَالَ إِلَّا صُهَيْبٌ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ فِي دَارِهِ بِصَنْعَاءَ، وَأَطْعَمَنِي مِنْ جَوْزَةٍ فِي دَارِهِ.
قَالَ سُفْيَانُ: كَانَ الزُّهْرِيُّ أَبَدًا يَشُكُّ يَقُولُ: زَيْدٌ [1] أَوْ أَبُو لُبَابَةَ [2] .
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قِيلَ لِسُفْيَانَ: إِنَّ شُعْبَةَ استحلف عبد الله بن دينار
__________
[1] لعله ابن ثابت.
[2] ابو لبابة بن عبد المنذر الأنصاري المدني اسمه بشير، وقيل:
رفاعة (تهذيب التهذيب 12/ 214) .(2/703)
عَلَى حَدِيثِ «نُهِيَ عَنْ بَيْعِ الْوَلَاءِ وَعَنْ هبته» . فقال سفيان: لكنا لم يستخلفه، وقد سمعناه منه مِرَارًا. ثُمَّ ضَحِكَ.
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ قَالا: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ- وَكَانَ مِنْ صَالِحِي المسلمين صدقا ودينا- قال: غابت الشمس وَنَحْنُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَسِرْنَا، فلما رأينا أَنَّهُ قَدْ أَمْسَيْنَا قُلْنَا لَهُ: الصَّلَاةَ. فَسَكَتَ. فَسَارَ حَتَّى غَابَ الشَّفَقُ وَتَصَوَّبَتِ النُّجُومُ نَزَلَ وَصَلَّى الصَّلَاتَيْنِ جَمِيعًا، ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا جَدَّ به السير صلى صلاتي هذه- يقول جمع بَيْنَهُمَا بَعْدَ لَيْلٍ-.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ [1] مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ سَنَةً عَنْ نَافِعٍ عن ابن عمر (220 ب) قَالَ: جَاءَ عُمَرُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَصَبْتُ مَالًا لَمْ أُصِبْ مِثْلَهُ قَطُّ. تَخَلَّصْتُ المائة سهم التي بخيبر، واني أَرَدْتُ أَنْ أَتَقَرَّبَ بِهَا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عُمَرَ احْبِسِ الْأَصْلَ وَسَبِّلِ الثَّمَرَ [2] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٌ قَالَ: أَتَيْتُ نَافِعًا فَطَرَحَ لِي حَقِيبَتَهُ، فَجَلَسْتُ عَلَيْهَا، فَأَمْلَى عَلَيَّ فِي أَلْوَاحِي، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بن
__________
[1] عبد اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بن عمر بن الخطاب (تهذيب التهذيب 5/ 326) .
[2] أخرجه ابن ماجة من طريق نافع أيضا وأشار الى هذا الاسناد أيضا (السنن 2/ 801) والنسائي من طريق نافع أيضا (السنن 6/ 191) كلاهما بألفاظ مقاربة.(2/704)
عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا تَبَايَعَ الْمُتَبَايِعَانِ فَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِالْخِيَارِ مِنْ بَيْعِهِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا أَوْ يَكُونُ بَيْعُهُمْ عَنْ خِيَارٍ» . قَالَ: وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا تَبَايَعَ الْبَيْعَ فَأَرَادَ أَنْ يَجِبَ [1] مَشَى [2] قَلِيلًا ثُمَّ رَجَعَ [3] .
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَالَ سُفْيَانُ فِي حَدِيثِ ابْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ [4] «يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ الرَّجُلِ» وَحَدِيثِهِ الْآخَرِ «لَا يَسْمَعُهُ جِنٌّ وَلَا إِنْسٌ» :
كان يحي بْنُ سَعِيدٍ [5] حَدَّثَنِي عَنْهُ، فَلَقِيتُهُ فَحَدَّثَنِي.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثنا سُفْيَانُ فِي حَدِيثِ عِيَاضٍ [6] عَنْ أَبِي سَعِيدٍ [7] عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ مَا يُخْرِجُ اللَّهُ مِنْ نَبَاتِ الْأَرْضِ. قَالَ سُفْيَانُ: كَانَ الْأَعْمَشُ كَثِيرًا مَا يَسْتَعِيدُنِي هَذَا الحديث كلما جئته.
__________
[1] يقطع.
[2] في الأصل رسمها «سسا» .
[3] أخرجه مسلم من طريق نافع (الصحيح 3/ 1163- 1164) وابن ماجة من طريق نافع أيضا (السنن 2/ 735- 736) .
[4] عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة المازني (تهذيب التهذيب 6/ 209) .
[5] القطان.
[6] أحسبه عياض بن هلال الأنصاري (تهذيب التهذيب 8/ 202) ويوجد عياض بن عبد الله بن سعيد بن أبي سرح يروي عن أبي سعيد (تهذيب التهذيب 8/ 200) .
[7] الخدريّ.(2/705)
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ يُقَالُ لَهُ شُعْبَةُ [1]- وَكَانَ ثِقَةً- قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى.
وَقَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: سَمِعْتُ مِنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ أَرْبَعَةَ أَحَادِيثَ عَنْ أَرْبَعَةٍ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ لَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ غَيْرَهَا.
«وَقَالَ سُفْيَانُ [2] فِي حَدِيثِ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (الدِّينُ النَّصِيحَةُ) قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ حَدَّثَنَا أَوَّلًا عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ [3] مُرْسَلًا، فَلَقِيتُ سُهَيْلًا [4] فَقُلْتُ: لَوْ سَأَلْتُهُ عَنْهُ لَعَلَّهُ يُحَدِّثَنِيهِ عَنْ أَبِيهِ فَأَكُونَ أَنَا وَعَمْرٌو فِيهِ سَوَاءً. فَسَأَلْتُهُ (221) ، فَقَالَ سُهَيْلٌ: أَنَا سَمِعْتُهُ مِنَ الَّذِي سَمِعَهُ مِنْهُ أَبِي أَخْبَرَنِيهِ [5] عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ اللَّيْثِيُّ صَدِيقٌ كَانَ لِأَبِي مِنْ أَهْلِ الشَّامِ» [6] .
قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: ثنا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ عَنِ امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا أُنَيْسَةُ عَنْ أُمِّ سَعِيدٍ بِنْتِ مُرَّةَ الْفِهْرِيَّةِ عَنْ أَبِيهَا أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ- وَأَشَارَ بِإِصْبَعَيْهِ-. قِيلَ لِسُفْيَانَ: فَإِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ: ان سفيان أصوب
__________
[1] شعبة بن دينار الكوفي (تهذيب التهذيب 4/ 346) .
[2] ابن عيينة.
[3] ذكوان ابو صالح السمان الزيات المدني (تهذيب التهذيب 3/ 219) .
[4] في الأصل «سهل» وانما هو سهيل بن أبي صالح المدني (تهذيب التهذيب 4/ 263) .
[5] في الأصل «وأخبرنيه» والواو زائدة فحذفتها.
[6] الخطيب: الجامع لأخلاق الراويّ وآداب السامع ق 13 أ.(2/706)
فِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ مَالِكٍ. قَالَ سُفْيَانُ: وَمَا يُدْرِيهِ أَدْرَكَ صَفْوَانَ؟ فَقَالُوا:
لَا. وَلَكِنَّهُ قَالَ: إِنَّ مَالِكًا قَالَهُ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ وَقَالَ سُفْيَانُ:
عَنْ أُنَيْسَةَ عَنْ أُمِّ سَعِيدٍ بِنْتِ مُرَّةَ عَنْ أَبِيهَا فَمِنْ أَيْنَ جَاءَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ؟ قَالَ سُفْيَانُ: مَا أَحْسَنَ مَا قَالَ لَوْ قَالَ لَنَا صفوا إِزَارُ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، وَكَانَ أَهْوَنَ عَلَيْنَا مِنْ أَنْ نَجِيءَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ الشَّدِيدِ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ فِي حَدِيثِ عُرْوَةَ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَاهُ دِينَارًا يَشْتَرِي بِهِ أُضْحِيَةً» قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: كَانَ الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ [1] سَمِعْنَاهُ يُحَدِّثُنَا فَقَالَ فِيهِ: سَمِعْتُ شَبِيبًا [2] يَقُولُ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ.
فلما سَأَلَ شَبِيبًا قَالَ: لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ عُرْوَةَ حَدَّثَنِيهِ الْحَسَنُ عَنْ عُرْوَةَ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَحَدِيثُ السَّائِبِ بْنِ خَلَّادٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَتَانِي جِبْرِيلُ فَقَالَ: مُرْ أَصْحَابَكَ فَلْيَرْفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالْإِهْلَالِ وَالتَّلْبِيَةِ. قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: كَانَ ابْنُ جُرَيْجٍ كَتَمَنِي حَدِيثًا، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ لَمْ أُخْبِرْهُ. فَلَمَّا خَرَجَ إِلَى الْمَدِينَةِ حَدَّثْتُهُ. قَالَ:
يَا عَوْذُ تُخْفِي عَنَّا الْأَحَادِيثَ فَإِذَا ذَهَبَ أَهْلُهَا أَخْبَرْتَنَا بِهَا؟ لَا أَرْوِيهِ عَنْكَ، أَوَ تُرِيدُ أَنْ أَرْوِيهِ عَنْكَ؟ فَكَتَبَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ فِيهِ.
«قَالَ سُفْيَانُ: كَانَ ابْنُ أَبِي خَالِدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ المستورد [3] أخي بني فهر (221 ب) - يَلْحَنُ فِيهِ-. فَقُلْتُ أَنَا: أَخَا بَنِي فِهْرٍ» [4] .
__________
[1] البجلي مولاهم الكوفي كان على قضاء بغداد في خلافة المنصور (تهذيب التهذيب 2/ 304) .
[2] شبيب بن غرقدة.
[3] المستورد بن شداد القرشي الفهري الحجازي (تهذيب التهذيب 10/ 106) .
[4] الخطيب: الكفاية 197.(2/707)
«حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءَ [1] يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ فِيهِ: لَا أدري ذكر فيه عن أبيه أو لا، قَالَ: قِيلَ لِابْنِ عُمَرَ: مَا لَنَا لَا نَرَاكَ تَسْتَلِمُ إِلَّا هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ؟
فَقَالَ: إِنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إِنَّ اسْتِلَامَ الرُّكْنَيْنِ يَحُطُّ الْخَطَايَا كَمَا تَتَحَاتُّ وَرَقُ الشَّجَرِ) . قَالَ سَفِيانٌ. حَدَّثَنِي بِهَذَا عَطَاءٌ وَأَنَا وَهُوَ فِي الطَّوَافِ. قَالَ: فَكَأَنَّهُ لَمْ يرني أعجبت به، فقال: أتزهد في هذا يا ابن عُيَيْنَةَ؟ فَقَالَ: حَدَّثْتُ الشَّعْبِيَّ فَقَالَ: لَوْ رَحَلَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ كَذَا وَكَذَا لَكَانَ أَهْلًا لَهُ» [2] .
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً يُكْثِرُ التَّلْبِيَةَ فِي الطَّوَافِ، وَكَانَ يُحْرِمُ مِنَ الْكُوفَةِ، وَسَمِعْتُ مِنْهُ قَدِيمًا، ثُمَّ قَدِمَ عَلَيْنَا قَدْمَةً فَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ بَعْضَ مَا كُنْتُ سَمِعْتُ مِنْهُ فَيَخْلِطُ فِيهِ، فَاتَّقَيْتُهُ وَاعْتَزَلْتُهُ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عمارة بن القعقاع بن شبرمة وكان أكبر مِنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شُبْرُمَةَ، وَكَانَ عُمَارَةُ أَفْضَلَ مِنْهُ أَيْضًا.
[سَالِمُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ]
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ثنا سَالِمٌ [3] قال: أول ما عرفت سعيد ابن جبير بمكة صلت لَيْلَةً وَرَاءَ الْمَقَامِ، فَكُنْتُ قَرِيبًا مِنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَأَنَا لَا أَعْرِفُهُ، فَقُلْتُ: اللَّهمّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ
__________
[1] ابن السائب.
[2] الخطيب: الرحلة في طلب الحديث 61- 62 وذكر «ورقات» بدل «ورق» وحذف «فقال» الثانية.
[3] سالم بن أبي حفصة العجليّ الكوفي (تهذيب التهذيب 3/ 433) .(2/708)
عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. فَحَصَبَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ فَكَأَنَّهُ أَعْجَبَهُ ذَلِكَ فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ فَسَرَّهُ ذَلِكَ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمًا يَقُولُ: كَانَ [1] الشَّعْبِيُّ إِذَا رَآنِي قَالَ:
يَا شُرْطَةَ اللَّهِ قِفِي وَطِيرِي- كَمَا تَطِيرُ حَبَّةُ الشَّعِيرِ.
قَالَ سَالِمٌ: يَسْخَرُ مِنِّي.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ثنا سَالِمٌ قَالَ: كَلَّمْتُ إبراهيم بن يزيد بن شريك (222 أ) التَّيْمِيَّ بِمِثْلِ مَا كُنْتُ أُكَلِّمُ بِهِ الشَّعْبِيَّ، فَقَصَّ لِي فِي قَصَصِهِ.
قَالَ سُفْيَانُ: وَحَدَّثَنَا سَالِمٌ قَالَ: قَرَأَ إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ فِي قَصَصِهِ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ 22: 19 [2] . فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: سُبْحَانَ مَنْ قَطَّعَ مِنَ النِّيرَانِ ثِيَابًا.
[كَرْزٌ الْحَارِثِيُّ]
حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ [3] الْأَشَجُّ حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ [4] عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ مَسْجِدَ كَرْزٍ الضَّبِّيِّ فِيهَا حُفْرَةٌ وَفِيهَا تِبْنٌ، وَجَعَلَ فَوْقَهُ كِسَاءً يَقُومُ عَلَيْهِ، وَرَأَيْتُ فِي مَسْجِدِ كَرْزٍ وَدًّا يَعْتَمِدُ عَلَيْهِ.
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [5] عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ [6] قال: صحبنا
__________
[1] في الأصل «قال» .
[2] الحج آية 19.
[3] عبد الله بن سعيد.
[4] محمد بن فضيل بن غزوان.
[5] ابن عيينة.
[6] عبد الله بن شبرمة.(2/709)
كَرْزٌ [1] الْحَارِثِيُّ فَكُنَّا إِذَا نَزَلْنَا فَإِنَّمَا هُوَ قَائِلٌ بِبَصَرِهِ هَكَذَا يَنْظُرُ، فَإِذَا رَأَى بُقْعَةً تُعْجِبُهُ ذَهَبَ فَصَلَّى فِيهَا حَتَّى يَرْتَحِلَ [2] .
[مُطَرِّفُ بْنُ طَرِيفٍ]
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: قَالَ مُطَرِّفُ بْنُ طَرِيفٍ- وَأَخْبَرْتُهُ عَنْهُ- قَالَ: مَا أُحِبُّ أَنِّي تَحَدَّثْتُ وَإِنَّ لِيَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا.
قَالَ سُفْيَانُ: يَقُولُ: مَا أُحِبُّ أَنِّي تَعَرَّضْتُ سَخَطَ اللَّهِ تَعَالَى.
[أَبُو سِنَانٍ ضِرَارُ بْنُ مُرَّةَ]
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: كَانَ أَبُو سِنَانٍ يَشْتَرِي الشَّيْءَ مِنَ السُّوقِ فَيَحْمِلُهُ فَيَأْتِيهِ الرَّجُلُ فَيَقُولُ: يَا أَبَا سِنَانٍ أَنَا أَحْمِلُهُ لَكَ فَيَأْبَى ثُمَّ يَقُولُ: (إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ) . 16: 23 قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ شَيْخًا مِنَ الْعَرَبِ لَهُ نَاحِيَةٌ حَسَنَةٌ.
قَالَ سُفْيَانُ: وَسَمِعْتُ أَبَا سِنَانٍ يَقُولُ: حَلَبْتُ الشَّاهَ مُنْذُ الْيَوْمِ وَاسْتَقَيْتُ لِأَهْلِي راوية مِنْ مَاءٍ، وَكَانَ يُقَالُ: خَيْرُكُمْ أَنْفَعُكُمْ لِأَهْلِهِ [3] .
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثنا سُفْيَانُ قَالَ: قَالَ أَبُو سِنَانٍ: إِنَّ مَائِدَةً بِالْكُوفَةِ يُؤْكَلُ عَلَيْهَا دِرْهَمٌ حَلَالٌ لَغَرِيبَةٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ قَالَ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَحْلَجِ قَالَ: كان ضرار ابن مُرَّةَ أَبُو سِنَانٍ يَقُولُ: لَا تَجِيئُونِي جَمَاعَةً، وَلَكِنْ يَجِيءُ رَجُلٌ وَحْدَهُ، فَإِنَّهُ إِذَا اجْتَمَعْتُمْ تَحَدَّثْتُمْ، وَإِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ وَحْدَهُ لَمْ يَخْلُ من أن يدرس
__________
[1] كرز بن وبرة الحارثي.
[2] أوردها ابو نعيم من طريق سفيان أيضا (الحلية 5/ 79) .
[3] أوردها ابو نعيم من طريق ابن عيينة أيضا (الحلية 5/ 92) .(2/710)
جُزْءَهُ أَوْ يَذْكُرَ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ [1] .
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ [2] ثنا الْمُحَارِبِيُّ [3] قَالَ: كَانَ ضِرَارٌ (222 ب) ومحمد ابن سُوقَةَ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ طَلَبَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ، فَإِذَا اجْتَمَعَا جَلَسَا يَبْكِيَانِ [4] .
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثنا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ- بِمَكَّةَ- أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى يُحَدِّثُ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ» ، ثُمَّ قَدِمْتُ الْكُوفَةَ فَلَقِيتُهُ بِهَا فَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُهُ، فَزَادَ فِيهِ: ثُمَّ لَا يَعُودُ. فَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ لَقَّنُوهُ، وَكَانَ بِمَكَّةَ حِينَ لَقِيتُهُ أَحْفَظَ منه حين لقيته بالكوفة إذ حَفِظَهُ قَدْ سَاءَ، أَوْ قَالَ: قَدْ تَغَيَّرَ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: كَانَ الْهَجَرِيُّ رَفَّاعًا، وَكَانَ يَرْفَعُ عَامَّةَ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ، فَلَمَّا حَدَّثَ بِحَدِيثِ «أَنْ يَعْبُدَ الْأَصْنَامَ» ، وَقُلْتُ: أَمَّا هَذَا فَنَعَمْ، وَقُلْتُ لَهُ: لَا تَرْفَعْ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ.
قَالَ سُفْيَانُ: جِئْتُ يَوْمًا أَطْلُبُهُ فَقَالُوا: هُوَ فِي الدَّارِ، فَوَجَدْتُهُ يَلْعَبُ بِالشِّطْرَنْجِ، وَوَجَدْتُهُ قَدْ أَقَامُوهُ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ثنا صَالِحُ بْنُ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ، وَكَانَ خَيْرًا مِنَ ابْنَيْهِ، وَكَانَ عَلِيٌّ خَيْرَهُمَا.
__________
[1] أوردها ابو نعيم من طريق الأشج أيضا (الحلية 5/ 91) ويذكر «يقرأ حزبه» بدل «يدرس جزءه» .
[2] عبد الله بن سعيد الأشج.
[3] عبد الرحمن بن محمد بن زياد المحاربي الكوفي (تهذيب التهذيب 6/ 265) .
[4] أوردها ابو نعيم من طريق الأشج أيضا (الحلية 5/ 91) .(2/711)
[عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبْجَرَ]
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: قَالَ ابْنُ أَبْجَرَ [1] : لَيْسَ لَنَا عَلَى النَّهَارِ سُلْطَانٌ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: قَالَ ابْنُ أَبْجَرَ: ذَهَبَ مِنْ عُمْرِنَا سَاعَةٌ فِي الْحَمَّامِ.
قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعَ ابْنُ أَبْجَرَ ابْنًا لَهُ يَقُولُ لِغُلَامِهِ:
يَا حَائِكُ. قَالَ: يَا بُنَيَّ إِنَّمَا تُعَيِّرُ أَبَاكَ. قَالَ سُفْيَانُ: يَقُولُ هُوَ الَّذِي أَسْلَمَهُ فِي الْحَوْكِ، فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ عَيْبًا فَإِنَّمَا دَفَعَهُ فِي ذَلِكَ أَبُوكَ [2] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبْجَرَ يَقُولُ: نِعْمَ مَالٌ أَوْ مَاشِيَةٌ السَّكِّينَةُ الدَّجَاجُ.
وَسَمِعْتُ ابْنَ أَبْجَرَ إِذَا بَعَثَ إِلَيْهِ الشَّيْءَ يَقُولُ لَهُ: افْعَلْ كَذَا وَكَذَا وَاسْتَشْفِ اللَّهَ.
قَالَ: وَأَتَيْتُ ابْنَ أَبْجَرَ يَوْمًا فَقَالَ: إِنَّ هَذَا لَوَجْهٌ سَقِيمٌ. فَكَرِهْتُ مَا قَالَ، فَقُلْتُ: إِنِّي لَفِي عَافِيَةٍ. فَقَالَ ابْنُ أَبْجَرَ: أَوَلَا أَدْرِي أَوَلَا أَدْرِي.
قَالَ: وَجَاءَ ابْنُ الْخُرَاسَانِيِّ بِغُلَامٍ لَهُ فَمَسَّ عُنُقَهُ، فَبَعَثَ لَهُ دَوَاءً [3] ، فَقَالَ الرَّجُلُ: أتراه خنازير؟ فقال ابن أبجر: (223 أ) نَفْحَةٌ مِنْ نَفَحَاتِ رَبِّكَ. وَأَبَى أَنْ يَقُولَ خَنَازِيرُ.
قَالَ: وَأَتَى بِغُلَامٍ فَمَسَّ بَطْنَهُ فَقَالَ: أجد حذرا. فقال له: أتراه
__________
[1] عبد الملك بن سعيد بن أبجر من رجال التهذيب.
[2] أوردها ابو نعيم من طريق ابن عيينة أيضا بالمعنى (الحلية 5/ 85) .
[3] كان ابن أبجر من أطبّ الناس (تهذيب التهذيب 6/ 395) .(2/712)
فَتْقًا؟ قَالَ: أَجِدُ حَذْرًا. وَلَمْ يَقُلْ فَتْقًا.
وَكَانَ ابْنُ أَبْجَرَ يَبْدَأُ بِالَّذِينَ يَأْتُونَ يَسْتَفْتُونَهُ الْأَوَّلَ فَالْأَوَّلَ ... [1]
[لَيْثُ بْنُ أَبِي سَلِيمٍ]
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْقَدَّاحُ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أَمَةُ اللَّهِ مَوْلَاةُ طَاووُسَ قَالَتْ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا يَكْتُبُ عِنْدَ طَاووُسٍ إِلَّا لَيْثَ بْنَ أَبِي سُلَيْمٍ فِي الْأَلْوَاحِ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الحميدي حدثنا سُفْيَانُ قَالَ: قُلْتُ لِأَيُّوبَ [2] : يَا أَبَا بَكْرٍ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْمَعَ مِنْ طَاووُسٍ- يَعْنِي تكثر عَنْ طَاووُسٍ-؟ قَالَ:
جِئْتُ إِلَيْهِ فَرَأَيْتُهُ بَيْنَ اثْنَيْنِ [3] ، لَيْثِ بْنِ أَبِي سَلِيمٍ وَعَبْدِ الْكَرِيمِ أَبِي أُمَيَّةَ، فَرَجَعْتُ وَتَرَكْتُهُ.
حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْأَشَجُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ قَالَ: كَانَ عُبَّادِ أَهْلِ الْكُوفَةِ أَرْبَعَةً، كَانَ بَعْضُهُمْ صَاحِبَ لَيْلٍ وَنَهَارٍ، وَبَعْضُهُمْ صَاحِبَ نَهَارٍ وَلَيْسَ بِصَاحِبِ لَيْلٍ، وَبَعْضُهُمْ لَيْسَ بِصَاحِبِ لَيْلٍ وَلَا صَاحِبَ نَهَارٍ. فَكَانَ ليث بن أبي سليم صاحب ليل ونهار، وكان خلف ابن حَوْشَبٍ صَاحِبَ لَيْلٍ، وَكَانَ مُغِيرَةُ بْنُ أَيُّوبَ صَاحِبَ نَهَارٍ، وَنَسِيتُ الْآخَرَ.
حدثنا أبو بكر الحميدي حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ سُوقَةَ [4] قَالَ: أوصى
__________
[1] الكلمة رسمها «اساتا» ولم أتبينها.
[2] السختياني.
[3] في الأصل رسمها «توسن» وما أثبته من كتاب العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد 1/ 19 وفيه «كما شاء الله» بعد «اثنين» .
[4] محمد بن سوقة.(2/713)
إِلَيَّ عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سُوقَةَ قَالَ: قَالَ لِي مُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ: جَامِعُ بْنُ أَبِي رَاشِدٍ أَعْجَبُ إِلَيَّ مِنَ الرَّبِيعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ لِمَعُونَةِ إِخْوَانِهِ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن عثمان أخبرنا عبد الله [1] أخبرنا مالك- يعني ابن مُعَوِّلَ- قَالَ: قِيلَ لِرَبِيعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ: أَلَا تَجْلِسْ فَتُحَدِّثْ؟ قَالَ: إِنَّ ذِكْرَ الْمَوْتِ إِذَا فَارَقَ قَلْبِي سَاعَةً فَسَدَ عَلَيَّ قَلْبِي.
قَالَ مَالِكٌ: وَلَمْ أَرَ رَجُلًا أَظْهَرَ حُزْنًا مِنْهُ.
«حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ أَخْبَرَنَا بِهِ سُفْيَانُ عَنْ زُبَيْدٍ [2] قَالَ: يَسُرُّنِي أَنْ يَكُونَ فِي كُلِّ شَيْءٍ نِيَّةٌ حَتَّى الْأَكْلِ وَالنَّوْمِ» [3] .
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْكَرِيمِ أَبَا أمية يقول: (223 ب) لا يجيء شيء مِنَ الْعِلْمِ وَلَا يَخْرُجُ مِنَ الْعِلْمِ حَتَّى أَغْضَبَ ثُمَّ قَالَ لِلرَّجُلِ: سَلْ عَمَّا شِئْتَ وَغَضِبَ فَقَالَ: لَا أَقُولُ لَا أَدْرِي وَلَا أَقُولُ لَمْ أَسْمَعْهُ وَلَا أَقُولُ لَا عِلْمَ لِي بِهِ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبْجَرَ وَهُوَ [4] ابْنُ حَيَّانَ بْنِ أَبْجَرَ.
__________
[1] ابن المبارك.
[2] زبيد بن الحارث اليامي.
[3] الخطيب: الجامع لأخلاق الراويّ وآداب السامع ق 70 أ- ب وأضاف «في» قبل «الأكل» .
[4] أي سعيد (انظر تهذيب التهذيب 12/ 284) .(2/714)
وحدثناه أبو بكر بن عبد الملك حدثنا عبد الرَّزَّاقِ [1] عَنْ مَعْمَرٍ [2] عَنْ أَيُّوبَ [3] قَالَ: ذَكَرَ عَبْدُ الْكَرِيمِ فَقَالَ: رَحِمَهُ اللَّهُ كَانَ غَيْرَ ثِقَةٍ. قُلْتُ: لِمَ أَبَا بَكْرٍ؟ قَالَ: سَأَلَنِي عَنْ حَدِيثٍ لِعِكْرِمَةَ فَحَدَّثْتُهُ، ثُمَّ قَالَ بَعْدُ: حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: قَالَ لِي حَمَّادٌ: أَخْبِرْنِي عَنْ عُلَمَاءِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ؟ قَالَ: فَذَكَرْتُ وَلَمْ أَذْكُرْ عَبْدَ الْكَرِيمِ. قال: فضحك وقال: أمسك عَنْ أَفْقَهِهِمْ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ ثنا سُفْيَانُ [4] قَالَ: كَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبْجَرَ يَشْتَكِي بِالْكُوفَةِ، فَكَانَتْ كَلِمَتُهُ لِمَنْ دَخَلَ عَلَيْهِ: «رَضِيتُ باللَّه» كُلَّمَا دَخَلْنَا عَلَيْهِ.
قَالَ سُفْيَانُ: وَلَوْ طَلَبْتُ بِالْكُوفَةِ رَجُلًا يَتَحَفَّظُ مَا وَجَدْتُهُ.
[جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ]
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ [5] الْجُعْفِيَّ يَقُولُ: عِنْدِي ثَلَاثُونَ أَلْفَ حَدِيثٍ مَا سَأَلَنِي عَنْهَا أَحَدٌ بَعْدُ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا سَأَلَ جَابِرًا عَنْ قَوْلِهِ (فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ: [6] )
__________
[1] ابن همام.
[2] ابن راشد.
[3] السختياني.
[4] ابن عيينة.
[5] في الأصل «خالد» وهو خطأ وانظر ميزان الاعتدال للذهبي 1/ 379.
[6] يوسف آية 80.(2/715)
فقال جابر: لم يجيء تَأْوِيلُ هَذِهِ الْآيَةِ بَعْدُ. قَالَ سُفْيَانُ: فَكَذَبَ. قلنا سفيان: وَمَا أَرَادَ بِهَذَا؟ فَقَالَ: إِنَّ الرَّافِضَةَ تَقُولُ إِنَّ عَلِيًّا فِي السَّحَابِ فَلَا يَخْرُجْ مَعَ مَنْ خَرَجَ مِنْ وَلَدِهِ حَتَّى يُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ- يُرِيدُ عَلِيًّا إِنَّهُ يُنَادِي: اخْرُجُوا مَعَ فُلَانٍ-. يَقُولُ: جَابِرٌ قَرَأَ تَأْوِيلَ الْآيَةِ وَكَذَبَ كَانَتْ فِي إِخْوَةِ يُوسُفَ [1] .
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثنا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا يُحَدِّثُ بِنَحْوٍ مِنْ ثَلَاثِينَ حَدِيثًا مَا أَسْتَحِلُّ أَنْ أَذْكُرَ مِنْهَا شَيْئًا.
وَقَالَ: مَا أُحِبُّ أَنِّي ذكرت منه (224 أ) شَيْئًا وَأَنَّ لِي كَذَا وَكَذَا.
قَالَ أَبُو بكر: وسمعت ابْنَ أَكْثَمَ [2] الْخُرَاسَانِيَّ قَالَ لِسُفْيَانَ: أَرَأَيْتَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ الَّذِينَ عَابُوا عَلَى جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ قوله حدثني وُصِّيَ الْأَوْصِيَاءُ.
قَالَ سُفْيَانُ: هَذَا أَهْوَنُهُ [3] [4] .
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: كَانَ النَّاسُ يَحْمِلُونَ عَلَى جَابِرٍ قَبْلَ أَنْ يُظْهِرَ مَا أَظْهَرَ، فَلَمَّا أَظْهَرَ مَا أَظْهَرَ اتَّهَمَهُ النَّاسُ فِي حَدِيثِهِ، وَتَرَكَهُ بَعْضُ النَّاسِ، فَقِيلَ لَهُ: وما أظهر؟ قال: الايمان بالرجعة.
__________
[1] أوردها الذهبي في ميزان الاعتدال 1/ 381- 382 وابن حجر:
تهذيب التهذيب 2/ 49 كلاهما من طريق الحميدي عن سفيان أيضا.
[2] لعله يحي بن أكثم المروزي قاضي المأمون فقد روى عن سفيان ابن عيينة، وقد اقتبس ابن حجر هذه الرواية في تهذيب التهذيب 2/ 49 وقال «رجلا» بدل «ابن أكثم الخراساني» ولم يسمّ مصدرها.
[3] في الأصل «أهوله» وما أثبته من ميزان الاعتدال 1/ 383 وتهذيب التهذيب 2/ 49.
[4] أوردها الذهبي في ميزان الاعتدال 1/ 383 وابن حجر في تهذيب التهذيب 2/ 49 من طريق الحميدي ولم يذكرا «ابن أكثم الخراساني» بل ذكرا «رجلا» بدله.(2/716)
حدثنا أبو بكر ثنا سفيان قال: سمعت جابر الجعفي عن [1] حديث [و] [2] حدثنيه عنه ابن حي [3] عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى: أَنَّهُ شرب نبيد الْجَرِّ عِنْدَ الْبَدْرِيِّينَ. فَقَالَ لِي جَابِرٌ: وَمَا يَصْنَعُ بِهَا؟ وَمَا تَرَى جَوَابَهُ؟ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرَ [4] يَقُولُ: مَا غَلَا لَنَا نَبِيذٌ قَطُّ. حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ [5] قَالَ:
حَدَّثَنِي مُنَخَّلٌ مِنْ وَلَدِ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَنَّهُ كَانَ يَسْأَلُنِي مَتَى يَخْرُجُ فُلَانٌ؟ وَمَتَى يَخْرُجُ فُلَانٌ. قَالَ: ظَنَنْتُ أَنَّهُ يَعْنِي جَابِرَ الْجُعْفِيَّ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: ثنا عبد الرحمن [6] ويحي عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ، وَابْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ [7] عَنْ عِكْرِمَةَ «ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ» [8] نَفَخَ فِيهِ الرُّوحَ. قَالَ مُحَمَّدٌ: قُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ [9] : وَكِيعٌ يَقُولُ عَنْ لَيْثٍ [10] . فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ أَنَا أَقُولُ لِسُفْيَانَ لَا تُحَدِّثْنِي عن
__________
[1] هكذا رسمها في الأصل.
[2] الزيادة لا بد منها لان سفيان صرح بالسماع من جابر، وابن حي يروي عن جابر. والنص مضطرب بعض الشيء.
[3] الحسن بن صالح بن حي الهمدانيّ.
[4] هو محمد الباقر (الامام) .
[5] الخريبي.
[6] ابن مهدي.
[7] عبد الرحمن بن عبد الله بن الأصبهاني الكوفي الجهنيّ (تهذيب التهذيب 6/ 217) .
[8] سورة المؤمنون: آية 14.
[9] القطان.
[10] ابن أبي سليم.(2/717)
جَابِرٍ وَأَنْتَ تَقُولُ عَنْ لَيْثٍ؟ قَالَ مُحَمَّدٌ: ذَكَرْتُ لِوَكِيعٍ، قَالَ وَكِيعٌ:
مَنْصُورٌ [1] كَانَ أَحَبَّ إِلَيْنَا.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لَا يَصْبُغُونَ فَخَالِفُوهُمْ. قَالَ سُفْيَانُ: فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ الزُّهْرِيِّ جَلَسَ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مسلم (224 ب) وَأَشْعَثُ بْنُ سِوَارٍ الْهُذَلِيُّ فِي غَيْرِهِ مِنَ الْفُقَهَاءِ، فَقَالُوا: تَعَالَوْا نَتَذَاكَرُ مَا سَمِعْنَا مِنَ الزُّهْرِيِّ، فَجَلَسُوا وَجَلَسْتُ مَعَهُمْ. فَقَالَ أَيُّوبُ: بِأَهْلِي أَنْتُمْ مَا سَمِعْتُمُوهُ يَقُولُ أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ يَدُورُ عَلَى وَلَدِ عَبْدِ اللَّهِ كَأَنَّهُ أَعْجَبَهُ ذَلِكَ. ثُمَّ تَذَاكَرُوا مَا سَمِعُوهُ فَذَكَرُوا هَذَا الْحَدِيثَ «إِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لَا يَصْبُغُونَ» فَقَالَ بَعْضُهُمْ هُوَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ هُوَ عَنْ سُلَيْمَانَ ابن يَسَارٍ. فَلَمَّا أَكْثَرُوا قُلْتُ- وَأَنَا صَغِيرٌ-: هُوَ عَنْ كِلَاهُمَا. فَضَجُّوا مِنْ لَحْنِي، ثُمَّ قَالَ إِسْمَاعِيلُ: هُوَ كَمَا قَالَ الصَّغِيرُ أَحْفَظُكُمْ هُوَ عَنْ كِلَاهُمَا [2] . وَقَالَ فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ أَشْعَثُ بْنُ سِوَارٍ: مَا جَاءَ الزُّهْرِيَّ شَيْءٌ إِلَّا قَدْ سَمِعْنَاهُ مِنْ أَصْحَابِنَا بِالْكُوفَةِ. فَمَقَتَهُ الْقَوْمُ حَتَّى اسْتَبَانَ لِي ذَلِكَ، فَمِنْ يَوْمِئِذٍ مَقَتُّهُ فَلَمْ أَرْوِ عَنْهُ شَيْئًا، وَنَظَرْتُ فِي الْعَرَبِيَّةِ بَعْدَ ذَلِكَ.
حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ يَقُولُ: كنا عند النبي
__________
[1] ابن المعتمر.
[2] هكذا في الأصل «كلاهما» والصواب «كليهما» ولم يصحح إسماعيل لحن سفيان رغم تفطنه لذلك لانه أعاد عبارة سفيان.(2/718)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَجْلِسٍ فَقَالَ: بَايِعُونِي. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ سُفْيَانُ: فَلَمَّا حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ الزُّهْرِيُّ قَالَ لِي أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ: احْفَظْ لِي هَذَا، فَلَمَّا قُمْتُ أَمْلَيْتُهُ عَلَيْهِ- أَوْ قَالَ: أَخْبَرْتُهُ بِهِ-.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَلَمْ أَسْمَعْ هَذَا الْحَدِيثَ حَتَّى أَتَيْتُ الشَّامَ. - يَعْنِي أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عَنْ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ-. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: هَذَا الَّذِي حَفِظْنَا مِنَ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ قَالَ: أَدْرَكْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ وَوَعَيْتُ عَنْهُ، وَعُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ وَوَعَيْتُ مِنْهُ، وَشَدَّادَ بْنَ أَوْسٍ وَوَعَيْتُ عَنْهُ، وَفَاتَنِي مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ. فَأَخْبَرَنِي فُلَانٌ- قَالَ سُفْيَانُ-: وَسَمَّاهُ الزهري فنسيته-، - وقال (225 أ) مَعْمَرٌ فِي حَدِيثِهِ: فَأَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ عُمَيْرَةَ-[1] أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ كَانَ لَا يَجْلِسُ مَجْلِسًا إِلَّا قَالَ: اللَّهُ حَكَمٌ قِسْطٌ، تَبَارَكَ اسْمُهُ، هَلَكَ الْمُرْتَابُونَ.
قَالَ سُفْيَانُ: فَطَالَ الْحَدِيثُ فَلَمْ أَحْفَظْ إِلَّا هَذَا.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَالَ سُفْيَانُ: فَطَالَ الْحَدِيثُ فَلَمْ أَحْفَظْ إِلَّا هَذَا.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَالَ سُفْيَانُ: سَمِعْتُهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ يُحَدِّثُهُ فَلَمْ أَحْفَظْهُ- يَعْنِي حَدِيثَ وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ عَنْ أَبِيهِ-. قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ لَفْظُ الزُّهْرِيِّ إِذَا حَدَّثَنَا عَنْ أَنَسٍ «سَمِعْتُ» .
قَالَ أَبُو بَكْرٍ وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ [2] قَالَ: ثنا الزهري لا يحتاج منه الى
__________
[1] في الأصل «عمير» والتصويب من تهذيب التهذيب 11/ 351 وهو الزبيدي ويقال الكلبي ويقال الكندي السكسكي الحمصي.
[2] ابن عيينة.(2/719)
أَحَدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: دَخَلَ أَعْرَابِيٌّ الْمَسْجِدَ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه جَالِسٌ، فَقَامَ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: اللَّهمّ ارْحَمْنِي وَمُحَمَّدًا.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَالَ سُفْيَانُ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ وَحَفِظْتُهُ مِنْهُ عَنْ شُعْبَةَ أَخْبَرَهُ عَنْ أبي هريرة قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ كَانَ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ. فَقِيلَ لِسُفْيَانَ: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ الْأَغَرِّ. فَقَالَ: مَا سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ ذَكَرَ الْأَغَرَّ قَطُّ مَا يَقُولُهُ إِلَّا عَنْ سَعِيدٍ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
قَالَ سُفْيَانُ: وَسَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَسْتَجْلِسُ النَّاسَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ.
أَنَّ عُمَرَ اسْتَتَابَ أَبَا بَكْرَةَ [1] قَالَ: فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ الزُّهْرِيِّ قَالَ لَنَا أَصْحَابُنَا عَمْرٌو وَغَيْرُهُ قَالَهُ عَنْ سَعِيدٍ، وَلَمْ أَكُنْ حَفِظْتُهُ، فَلَمَّا أَخْبَرُونِي أَنَّهُ قَالَهُ عَنْ سَعِيدٍ خُيِّلَ إِلَيَّ أَنِّي ذَكَرْتُ ذَاكَ وَأَنَا أَقُولُ فِيهِ أَبَدًا عَنْ سَعِيدٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدٍ قَالَ:
قَالَ عَلِيٌّ: هُوَ أَحَقُّ بِرَجْعَتِهَا مَا لَمْ تَغْتَسِلْ مِنَ الْحَيْضَةِ الثَّالِثَةِ.
سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ: وَجَدْتُ هَذَا الْحَدِيثَ فِي كِتَابِ أَبِي عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ عَنْكَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ عَلِيٍّ.
فَقَالَ: نَعَمْ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قِيلَ لِسُفْيَانَ: فَإِنَّ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ فِيهِ وللعاهر
__________
[1] في الأصل «بكر» وانظر صحيح البخاري بحاشية السندي 2/ 101 وفيه ان عمر جلد ابا بكرة وشبل بن معبد ونافعا بقذف المغيرة- بن شعبة- ثم استتابهم.(2/720)
الْحِجْرُ- يَعْنِي فِي حَدِيثِ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ. (225 ب) فَقَالَ سُفْيَانُ: لَكِنَّا لَمْ نَحْفَظْ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّهُ قَالَهُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ.
وَقِيلَ لِسُفْيَانَ فِي حَدِيثِ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ: فَإِنَّهَا تَحِدُّ عَلَيْهِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا. فَقَالَ: لَمْ يَقُلْ لَنَا هَذَا الزُّهْرِيُّ فِي حَدِيثِهِ، قَالَ لَنَا أيوب ابن مُوسَى فِي حَدِيثِهِ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: كَانَ سُفْيَانُ رُبَّمَا قَالَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: وَعَلَيْكُمْ فَإِذَا وَقَفَ قَالَ عَلَيْكُمْ- يَعْنِي إِذَا سَلَّمَ الْيَهُودِيُّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ سُفْيَانُ [1] : وَسَمِعْتُ ابْنَ جُرَيْجٍ [2] حَدَّثَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ:
أَلَمْ تَرَوْا إِلَى مُحْرِزٍ الْمُدَّلِجِيِّ. فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْوَلِيدِ إِنَّمَا هُوَ مُجْزِزٌ فَانْكَسَرَ وَرَجَعَ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: كَانَ سُفْيَانُ زَمَانًا لَا يَثْبُتُ فِي حَدِيثِ: سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِرَاءَةَ أَبِي مُوسَى [3] لَا يَثْبُتُ مِنْهُ عَنْ عُرْوَةَ [4] ، وَيَضْطَرِبُ فِيهِ يَقُولُ أَوْ عُمْرَةَ [5] وَلَا يَذْكُرُ الْخَبَرَ، ثُمَّ ذَكَرَ فِيهِ الْخَبَرَ وَأَثْبَتَ فِيهِ عُرْوَةَ وَتَرَكَ الشَّكَّ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قِيلَ لِسُفْيَانَ: فَإِنَّ مَعْمَرًا يَقُولُ فِي حَدِيثِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «مَا نَفَعَنَا مَالُ أَحَدٍ مَا نَفَعَنَا مَالُ أَبِي بَكْرٍ» عَنْ سَعِيدٍ [6] . فَقَالَ:
مَا سَمِعْنَاهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ إِلَّا عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ.
__________
[1] ابن عيينة.
[2] عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج.
[3] الأشعري.
[4] ابن الزبير.
[5] عمرة بنت عبد الرحمن الأنصارية.
[6] ابن المسيب.(2/721)
سَمِعْتُ أَبَا الْوَلِيدِ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ قِيلَ لَهُ: عَنْ عُرْوَةَ؟ قَالَ: أَحْسَبُ. قِيلَ لَهُ: عَنْ عَائِشَةَ؟ قَالَ: أَظُنُّ.
ثُمّ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ: أَنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما نَفَعَنَا مَالٌ مَا نَفَعَنَا مَالُ أَبِي بَكْرٍ. حدثنا أبو بكر الحميدي ثنا سفيان عن الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ طَيَّبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدَيَّ هَاتَيْنِ لِحَرَمِهِ حِينَ أَحْرَمَ وَلِحِلِّهِ قَبْلَ أَنْ يَطُوفَ بِالْبَيْتِ. قِيلَ لِسُفْيَانَ: سَمِعْتُهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ؟ قَالَ:
نَعَمْ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ- لَا يُحْتَاجُ فِيهِ إِلَى أَحَدٍ- قَالَ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ حَبِيبَةَ بِنْتِ أُمِّ حَبِيبَةَ عَنْ أُمِّهَا أَوْ حَبِيبَةَ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ قَالَتْ: اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ مُحْمَرٌّ وَجْهُهُ- وَهُوَ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَيْلٌ للعرب من شرّ قد اقترب، (226 أ) فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ. - وَعَقَدَ سُفْيَانُ عَشْرَةً- فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَهْلَكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ: نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ. قَالَ سُفْيَانُ: أَحْفَظُ فِي هَذَا الحديث أربع نسوة من الزهري وقد رأين النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ ثِنْتَيْنِ مِنْ أَزْوَاجِهِ أُمَّ حَبِيبَةَ وَزَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ وَثِنْتَيْنِ رَبِيبَتَيْهِ زَيْنَبَ بنت أم سلمة وحبيبة بنت أم حبيبة أَبُوهُمَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ مَاتَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثنا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ(2/722)
الزُّبَيْرِ عَنْ مِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ وَمَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ أنهما قَالا: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمَدِينَةِ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ في بضع عشرة مِائَةٍ، فَلَمَّا كَانَ بِذِي حُلَيْفَةَ قَلَّدَ الْهَدْيَ وَأَشْعَرَهُ وَأَحْرَمَ مِنْهَا بِالْعُمْرَةِ. قَالَ سُفْيَانُ: فَهَذَا الَّذِي حَفِظْتُ مِنْهُ وَأَتْقَنْتُهُ وَثَبَّتَنِي مِنْ هَاهُنَا مَعْمَرٌ.
وَقِيلَ لِسُفْيَانَ: فَإِنَّ مَعْمَرًا يَقُولُ عَنْ عُرْوَةَ عَنِ الْمِسْوَرِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْقَارِيِّ [1] فِي حَدِيثِ النَّحْلِ عَنْ عُمَرَ. قَالَ سُفْيَانُ: مَا سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ ذَكَرَ فِيهِ الْمِسْوَرَ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ وَهِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عبد القاري قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يُعَلِّمُ النَّاسَ التَّشَهُّدَ عَلَى الْمِنْبَرِ. قَالَ سُفْيَانُ: وَذَكَرَا فِي حَدِيثِهِمَا تَشَهُّدَ عُمَرَ فَلَمْ أَحْفَظْهُ. قَالَ سُفْيَانُ: لِأَنِّي كُنْتُ أَتَشَهَّدُ تَشَهُّدَ ابْنِ مَسْعُودٍ.
وَقَالَ: حدثنا سفيان قال: حفظناه من الزهري، وحدثناه الزُّهْرِيُّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْقَارِيِّ قَالَ: طَافَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بَعْدَ الصُّبْحِ بِالْبَيْتِ سَبْعًا، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَلَمَّا كَانَ بِذِي طُوَى وَطَلَعَتِ الشَّمْسُ، وَصَلَّى الرَّكْعَتَيْنِ. فَقِيلَ لِسُفْيَانَ: فَإِنَّ مَالِكًا وَمَعْمَرًا وَالْأَوْزَاعِيَّ يَقُولُونَهُ عَنْ حُمَيْدٍ [2] لَيْسَ عَنْ عُرْوَةَ؟ قَالَ سُفْيَانُ: أَمَّا أَنَا فَأَحْفَظُهُ عَنْ عُرْوَةَ.
حدثنا ابو بكر الحميدي (226 ب) قال: ثنا سفيان ثنا الزهري
__________
[1] في الأصل «عمرو» وانظر ترجمته في (تهذيب التهذيب 6/ 223) .
[2] الطويل.(2/723)
وَهِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ أحدهما عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ: أَنّ النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةً. وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: الزُّهْرِيُّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ مَرْوَانَ، وَهِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ لَيْسَ فِيهِ مَرْوَانُ. وَقِيلَ لِسُفْيَانَ: فَإِنَّ مَالِكًا يَقُولُ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْبِتْعِ [1] . فَقَالَ سُفْيَانُ: مَا سَمِعْتُ ذَكَرَ فِيهِ الْبِتْعَ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، وعبد ربه ويحي [2] ابنا سَعِيدٍ وَمُحَمَّدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ يُحَدِّثُونَ أَنَّهُمْ سَمِعُوهُ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ أَبِي قَتَادَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ إِلَّا أَنَّهُمْ لَمْ يَذْكُرُوا فِيهِ أَوَّلَ الْحَدِيثِ:
«كُنْتُ أَرَى الرُّؤْيَا» ، إِنَّمَا حَدِيثُهُمْ مِنْ هَذَا الْمَوْضِعِ: «الرُّؤْيَا مِنَ اللَّهِ» إِلَى آخِرِهِ، قَالَ سُفْيَانُ: وَالزُّهْرِيُّ أَحْفَظُهُمْ وَأَسَدُّهُمُ اقْتِصَاصًا لِلْحَدِيثِ سَمِعْنَاهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ بِحَسَبِهِ.
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا الزُّهْرِيُّ أَتْقَنْتُهُ لَكَ، قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «من صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» قِيلَ لِسُفْيَانَ:
فَإِنَّ مَالِكًا لَا يَقُولُ فِي حَدِيثِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، إِنَّمَا يَقُولُهُ فِي حَدِيثِ حُمَيْدٍ [3] . فَقَالَ سُفْيَانُ: لَكِنْ أَنَا أَقُولُهُ قَدْ أَتْقَنْتُهُ لك عن أبي سلمة
__________
[1] نبيذ العسل (صحيح البخاري بحاشية السندي 3/ 72) وأورده البخاري من طريق مالك (صحيح البخاري بحاشية السندي 3/ 321) .
[2] يحي بن سعيد الأنصاري المدني القاضي.
[3] حميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري (تهذيب التهذيب 3/ 45) .(2/724)
عن أبي هريرة، ما سمعت أنا مِنْهُ حَدِيثَ حُمَيْدٍ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا مَاتَ النَّجَاشِيُّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اسْتَغْفِرْ لَهُ. قَالَ سُفْيَانُ: هَذَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَقَدْ حَفِظْتُهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ، فَأَمَّا حَدِيثُ سَعِيدٍ [1] أَنَّهُ صَلَّى عَلَيْهِ فَلَمْ أَسْمَعْهُ ذَكَرَ فِيهِ أَبَا هُرَيْرَةَ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ هَكَذَا لَمْ يَزِدْنَا عَلَى هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ قَالَ:
أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [2] وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ أَنَّهُمْ سَمِعُوا أَبَا هريرة يقول: سألت (227 أ) عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَحْرَيْنِ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ تَطْلِيقَةً، أَوْ تَطْلِيقَتَيْنِ، ثُمَّ انْقَضَتْ عِدَّتُهَا، فَتَزَوَّجَهَا رَجُلٌ غَيْرُهُ، ثُمَّ طَلَّقَهَا أَوْ مَاتَ عَنْهَا، ثُمَّ تَزَوَّجَهَا الزَّوْجُ الْأَوَّلُ.
قَالَ: هِيَ عِنْدَهُ عَلَى مَا بَقِيَ مِنْ طَلَاقِهَا. وَكَانَ سُفْيَانُ قِيلَ لَهُ: مِنْهُمْ سَعِيدُ ابن الْمُسَيِّبِ؟ فَقَالَ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ هَكَذَا لَمْ يَزِدْنَا على هؤلاء الثلاثة، فلما فرع مِنْهُ قَالَ: لَا أَحْفَظُ فِيهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ سعيدا ولكن يحي بْنُ سَعِيدٍ [3] حَدَّثَنَاهُ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مِثْلَ ذَلِكَ. وَقَالَ: حَسْبُكَ بِهِ.
قِيلَ لِسُفْيَانَ: فَإِنَّ مَالِكًا وَمَعْمَرًا لَا يَقُولُونَ.... [4] . قَالَ: لَكِنِّي أَقُولُهُ قَدْ أَتْقَنْتُهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ فِي الْحَدِيثَيْنِ كِلَيْهِمَا.
قِيلَ لِسُفْيَانَ: إِنَّ مَعْمَرًا يَقُولُ في حديث اجتناب الاسقية عن عطاء
__________
[1] سعيد بن المسيب.
[2] ابن عتبة بن مسعود الهذلي المدني (تهذيب التهذيب 7/ 23) .
[3] الأنصاري.
[4] الفراغ كلمة رسمها «سا» ولم أتبينها.(2/725)
ابن يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ. فَقَالَ: لَمْ يَحْفَظْ. قَالَ: لَمْ يحفظ قال أخبرني عبيد الله ابن عَبْدِ اللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: أَخْطَأَ مَعْمَرٌ.
قَالَ: وَحَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ أَخْبَرَنِي أَبِي عَنِ الأوزاعي عن الزهري عن عبيد الله بن عَبْدِ اللَّهِ وَعَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ [1] عَنْ أَبِي سَعِيدٍ [2] . قَالَ سُفْيَانُ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ وَحَفِظْتُهُ مِنْهُ وَكَانَ طَوِيلًا فَحَفِظْتُ هَذَا قَالَ:
أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ أَخْبِرِينِي عَنْ مَرَضِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي مَاتَ فِيهِ؟ فَقَالَتْ: عَلِقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ يَنْفُثُ كَمَا يَنْفُثُ آكِلُ الزَّبِيبِ- وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ: فَجَعَلْنَا نُشَبِّهُ نَفْثَهُ- فَكَانَ يَدُورُ عَلَى نِسَائِهِ، فَلَمَّا ثَقُلَ وَاشْتَدَّ وَجَعُهُ اسْتَأْذَنَهُنَّ فِي أَنْ يَكُونَ عِنْدِي، فَأُذِنَ لَهُ، فَدَخَلَ عَلَيَّ وَهُوَ مُتَوَكِّئٌ عَلَى رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ- قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ فَحَدَّثْتُ بِهِ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ: لَمْ تُخْبِرْكَ بِالْآخَرِ؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ: فَإِنَّ الْآخَرَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ-. قَالَ سُفْيَانُ:
النَّاسُ يَقُولُونَ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِمِنًى وَالَّذِي حَفِظْتُ أنا نعرفه.
(227 ب) قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَقَدْ أَخْطَأَ فِي حَدِيثِ الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس.
قَالَ سُفْيَانُ: كَانَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ حَدَّثَنَاهُ أَوَّلًا عَنِ الزُّهْرِيِّ قَبْلَ أَنْ يَلْقَاهُ فَقَالَ فِيهِ «هُمْ مِنْ آبَائِهِمْ» ، فَلَمَّا حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ تفقدته فلم يقل
__________
[1] الليثي ثم الجندعي.
[2] الخدريّ.(2/726)
«هُمْ مِنْ آبَائِهِمْ» ، قَالَ: «هُمْ مِنْهُمْ» .
فِي حَدِيثِ الصَّعْبِ بْنِ جُثَّامَةَ، وَكَانَ سُفْيَانُ يَقُولُ فِي الْحَدِيثِ:
«أَهْدَيْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَحْمَ حِمَارٍ وَحْشِيٍّ» [1] ، - وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ يَقْطُرُ دَمًا وَرُبَّمَا لَمْ يَقُلْ- وَكَانَ سُفْيَانُ فِيمَا خَلَا رُبَّمَا قَالَ: حِمَارٌ ثُمَّ صَارَ [2] إِلَى لَحْمٍ حَتَّى مَاتَ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ فِي حَدِيثِ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِشَاةٍ» :
قَالَ سُفْيَانُ: رُبَّمَا قَالَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ مَيْمُونَةَ، فَإِذَا وَقَفَ قَالَ هُوَ عَنْ مَيْمُونَةَ. وَقِيلَ لَهُ: إِنَّ مَعْمَرًا لَا يَقُولُ فِيهِ «فَدَبَغُوهُ» وَيَقُولُ كَانَ الزُّهْرِيُّ يُنْكِرُ الدِّبَاغَ. فَقَالَ سفيان: لكني أنا أَحْفَظُ فِيهِ وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ حَدِيثِ عَمْرٍو [3] عَنْ عَطَاءٍ [4] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَنَحْنُ لَمْ نُرِدْ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ إِلَّا هَذِهِ الْكَلِمَةَ: إِنَّمَا حُرِّمَ أَكْلُهَا.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ:
أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ [5] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يَقُولُ: كُنَّا نَقْرَأُ «لَا تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ فَإِنَّهُ كفر بكم ان ترغبوا عن آبائكم» [6] .
__________
[1] أنظره من طريق سفيان بن عيينة في (صحيح مسلم 2/ 851) .
[2] في الأصل «صالح» .
[3] ابن دينار.
[4] ابن يسار.
[5] عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي.
[6] هذه الآية نسخت تلاوتها دون حكمها (انظر السيوطي:
الإتقان في علوم القرآن 2/ 31 طبعة المطبعة الكستلية مصر 1279 هـ) .(2/727)
قَالَ سُفْيَانُ: وَسَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ وَحَدَّثَنَاهُ عَنْ عُبَيْدِ الله عن ابن عباس قال: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: أَلَا إِنَّ الرَّجْمَ حَقٌّ عَلَى مَنْ زَنَى إِنْ أُحْصِنَ وَقَامَتْ عَلَيْهِ الْبَيِّنَةُ، أَوْ كَانَ الْحَمْلُ أَوِ الاعْتِرَافُ.
وَسَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: فَلَمَّا زَالَتِ الشَّمْسُ خَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَجَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَأَخَذَ الْمُؤَذِّنُ فِي أَذَانِهِ، فَلَمَّا سَكَتَ قَامَ عُمَرُ فَتَكَلَّمَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ. فَكَانَ سُفْيَانُ رُبَّمَا قَالَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: وَثَبَّتَنِي مَعْمَرٌ، فَإِذَا وَقَفَ عَلَيْهِ قَالَ: أَمَّا [1] هَذَا الْكَلَامُ فَأَحْفَظُهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ مِمَّا وَقَعَ فِي أَلْوَاحِي، وَرُبَّمَا كَانَ يَقُولُ:
وَثَبَّتَنِي، إِذَا زَادَ عَلَى هذا الكلام من حديث (228 أ) السَّقِيفَةِ.
قَالَ سُفْيَانُ: وَحَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالْحَقِّ وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ، فَكَانَ فِيمَا أَنْزَلَ عَلَيْهِ آيَةُ الرَّجْمِ، فَرَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَجَمْنَا بَعْدَهُ.
قَالَ سُفْيَانُ [2] : وَقَدْ سَمِعْتُ مِنَ الزُّهْرِيِّ بِطُولِهِ فَحَفِظْتُ مِنْهُ أَشْيَاءَ يَوْمَئِذٍ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: أَتَيْنَا الزُّهْرِيَّ فِي دَارِ ابْنِ الْخَرَّارِ فَقَالَ: إِنْ شِئْتُمْ حَدَّثْتُكُمْ بِعِشْرِينَ حَدِيثًا، وَإِنْ شِئْتُمْ حَدَّثْتُكُمْ بِحَدِيثِ السَّقِيفَةِ [3]- وَكُنْتُ أَصْغَرَ الْقَوْمِ فَاشْتَهَيْتُ أَنْ لَا يحدث به لطوله- فقال
__________
[1] في الأصل «ما» .
[2] ابن عيينة.
[3] حديث السقيفة في (صحيح البخاري بشرح السندي 2/ 290- 291) ولكن من غير طريق الزهري.(2/728)
الْقَوْمُ: حَدِّثْنَا بِحَدِيثِ السَّقِيفَةِ. فَحَدَّثَنَا بِهِ الزُّهْرِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ [1] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ سَمِعْتُ عُمَرَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-. فَحَفِظْتُ مِنْهُ أَشْيَاءَ يَوْمَئِذٍ ثُمّ حَدَّثَنِي بَقِيَّتَهُ بَعْدَ ذَلِكَ مَعْمَرٌ.
قال ابو بكر: وسمعت يحي بْنَ سَعِيدٍ الْقَطَّانَ يَسْأَلُ سُفْيَانَ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ: تَيَمَّمْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَنَاكِبِ، فَقَالَ سُفْيَانُ: حَضَرْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أُمَيَّةَ أَتَى الزُّهْرِيَّ فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ النَّاسَ يُنْكِرُونَ عَلَيْكَ حَدِيثَيْنِ. قَالَ: وَمَا هُمَا؟ قَالَ: تَيَمَّمْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَنَاكِبِ. قَالَ إِسْمَاعِيلَ: وَحَدِيثُ عُبَيْدِ اللَّهِ فِي مَسِّ الْإِبِطِ.
فَكَانَ الزُّهْرِيُّ عَنْهُ كَالْمُنْكِرِ لَهُ وَأَنْكَرَهُ. فَأَتَيْتُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ فَأَخْبَرْتُهُ وَقَدْ كُنْتُ سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، فَقَالَ عَمْرُو: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ أَنَّ عُمَرَ أَمَرَ رَجُلًا أَنْ يَتَوَضَّأَ مِنْ مَسِّ الْإِبِطِ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: ثُمَّ سَمِعْتُ بَعْدَ ذَلِكَ بَعْضَ أَصْحَابِنَا يَقُولُ إِنَّهُ دَخَلَ عَلَى سُفْيَانَ فِي شَفَاعَةٍ فَسَأَلَهُ عَنْ حَدِيثِ التَّيَمُّمِ فَحَدَّثَهُ بِهِ عَنْ عَمْرٍو. فَقُلْتُ لِلَّذِي حَدَّثَنِي: مَا أَرَاهُ ذَهَبَ إِلَّا إِلَى مَسِّ الْإِبِطِ، وَأَخْبَرْتُهُ بَعْضَ هَذِهِ الْقِصَّةِ أَوْ بِنَحْوٍ مِنْهَا. ثُمَّ لَمْ يَزَلْ فِي نَفْسِي حَتَّى سَأَلْتُ سُفْيَانَ عَنْهُ، فَقَالَ: هُوَ عَنِ الزُّهْرِيِّ لَيْسَ عَنْ عَمْرٍو، وَلَكِنَّ الَّذِي حَدَّثَنَا عَمْرٌو حَدِيثُ الْإِبِطِ.
وَأَخْبَرْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ الَّذِي حَكَى عَنْهُ، فَقَالَ سُفْيَانُ: إِمَّا لَمْ يَحْفَظْ عَلَيَّ وَإِمَّا أَنْ أَكُونَ أَنَا وهمت.
حدثنا ابو بكر ثنا (228 ب) سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ غَيْرَ مَرَّةٍ قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عباس يقول: ان امرأة
__________
[1] ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ.(2/729)
مِنْ خَثْعَمٍ سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَاةَ النَّحْرِ وَالْفَضْلُ [1] رِدْفَهُ فَقَالَتْ: إِنَّ فَرِيضَةَ اللَّهِ فِي الْحَجِّ عَلَى عِبَادِهِ أَدْرَكَتْ أَبِي وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْتَمْسِكَ عَلَى الرَّاحِلَةِ فَهَلْ تَرَى أَنْ أَحُجَّ عَنْهُ؟ قَالَ: «نَعَمْ» .
قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ عَمْرٌو حَدَّثَنَاهُ أَوَّلًا عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ سُفْيَانُ: هَكَذَا حِفْظِي: هَلْ تَرَى أَنْ أَحُجَّ عَنْهُ، وَغَيْرِي يَقُولُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: فَهَلْ تَرَى أَنْ أَحُجَّ عَنْهُ؟ فَقَالَ: «نَعَمْ» . فَقَالَتْ:
أَوَ يَنْفَعُهُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ كَمَا لَوْ كَانَ عَلَى أَحَدِكُمْ دَيْنٌ فَقَضَاهُ» . فَلَمَّا جَاءَنَا الزُّهْرِيُّ حَدَّثَنَاهُ فَتَفَقَّدْتُهُ فَلَمْ يَقُلْ هَذَا الْكَلَامَ الَّذِي رَوَاهُ عَمْرٌو.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثنا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ أَوَّلًا قَبْلَ أَنْ نَلْقَى الزُّهْرِيَّ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ [2] عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ قَالَ: أَتَيْتُ بِمِائَةِ دِينَارٍ أَبْتَغِي بِهَا صَرْفًا، فَقَالَ لِي طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ: عِنْدَنَا صَرْفٌ انْتَظِرْنَا مَتَى يَأْتِي خَازِنُنَا مِنَ الْغَابَةِ، وأخذ مِنِّي الْمِائَةَ دِينَارٍ، فَسَأَلْتُ عُمَرَ فَقَالَ لِي عُمَرُ: لَا تُفَارِقْهُ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الذَّهَبُ بِالْوَرَقِ رِبًا إِلَّا هَا وَهَا وَالْبُرُّ بِالْبُرِّ إِلَّا ها وها والشعير بالشعير ربا الا ها وهأ، والنمر بِالتَّمْرِ رِبًا إِلَّا هَا وَهَا، قَالَ سُفْيَانُ: فَلَمَّا جَاءَنَا الزُّهْرِيُّ تَفَقَّدْتُهُ فَلَمْ يَذْكُرْ هَذَا الْكَلَامَ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَوْسِ ابن الْحَدَثَانِ النَّصْرِيُّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الذَّهَبُ بِالْوَرَقِ رِبًا إِلَّا هَا وَهَا» . فَذَكَرَ مِثْلَهُ سَوَاءٌ. قَالَ سُفْيَانُ: هَذَا أَصَحُّ حَدِيثٍ رَوَى فِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله
__________
[1] الفضل بن العباس بن عبد المطلب (تهذيب التهذيب 8/ 280) .
[2] محمد بن مسلم بن شهاب الزهري.(2/730)
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا. - يَعْنِي فِي الصَّرْفِ-، وفَسَّرَ سُفْيَانُ قَوْلَهُ «هَا وَهَا» نَصًّا: إِلَّا مثل بِمِثْلٍ، قَالَ سُفْيَانُ فِيهِ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثَنَا سُفْيَانُ ثنا الزهري غير مرة أشهد (229 أ) لَكَ عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ يَمْشُونَ أَمَامَ الْجِنَازَةِ. فَقِيلَ لِسُفْيَانَ: فِيهِ عُثْمَانُ؟ قَالَ: لَا أَحْفَظُهُ. قِيلَ لَهُ: فَإِنَّ [1] بَعْضَ النَّاسِ لَا يَقُولُونَ إِلَّا عَنْ سَالِمٍ. فَقَالَ حِينَئِذٍ: حَدَّثَنَاهُ الزُّهْرِيُّ غَيْرَ مَرَّةٍ أَشْهَدُ لَكَ عَلَيْهِ. وَقِيلَ لَهُ:
فَإِنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ يَقُولُهُ كَمَا تَقُولُ وَيَزِيدُ فِيهِ عُثْمَانَ. قَالَ سُفْيَانُ: لَمْ أَسْمَعْهُ ذَكَرَ عُثْمَانَ.
قَالَ سُفْيَانُ فِي حَدِيثِ الشُّؤْمِ [2] . قُلْتُ: مَا سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَذْكُرُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ حَمْزَةَ قَطُّ، إِنَّمَا ذَكَرَ حَمْزَةَ [3] فِي حَدِيثٍ آخَرَ فِي حَدِيثِ الْقِيَامِ [4] .
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فِي حَدِيثِ «إِنَّ اللَّهَ يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ» .
قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ وَكَانَ بَصِيرًا بِالْعَرَبِيَّةِ وَلَا أَثَرًا أَثَرَهُ عن غيري أخبر عنه انه حلف بها.
__________
[1] في الأصل «قال» .
[2] احسبه أراد حديث «انما الشؤم في ثلاثة في الفرس والمرأة والدار» (صحيح البخاري بحاشية السندي 2/ 146) .
[3] حمزة بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.
[4] في الأصل مهملة.(2/731)
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: أَوَّلُ مَا رَأَيْتُ الزُّهْرِيَّ انْتَهَيْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ يُحَدِّثُ النَّاسَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سُئِلَ عُمَرُ عَنِ الْحَيَّةِ يَقْتُلُهَا الْمُحْرِمُ؟ قَالَ: هِيَ عَدُوٌّ فَاقْتُلُوهَا حَيْثُ وَجَدْتُمُوهَا.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فِي حَدِيثٍ قِيلَ لِسُفْيَانَ: فَإِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ عَنْ عُرْوَةَ.
فَقَالَ: أَمَّا أَنَا فَحِفْظِي عَنْ سَالِمٍ، وَمَا أَخْلَقَهُ أَنْ يَكُونَ مِنْ حَدِيثِ عُرْوَةَ لِأَنَّ فِي الْحَدِيثِ أَنَّ أَمَةً لِبَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَلَوْ كَانَ عَنْ سَالِمٍ قَالَ أَمَةٌ لَنَا لِأَنَّهُ مِنْ بَنِي عَدِيٍّ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي كَثِيرُ بْنُ عَبَّاسٍ [1] عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَغْلَتِهِ الَّتِي أَهْدَاهَا لَهُ فَرْوَةُ [2] الْجُذَامِيُّ، فَلَمَّا وَلَّى الْمُسْلِمُونَ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
يَا عَبَّاسُ نَادِ يَا أَصْحَابَ الشَّجَرَةِ [3] يَا أَصْحَابَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَكُنْتُ رَجُلًا صَيِّتًا، فَقُلْتُ: يَا أَصْحَابَ الشَّجَرَةِ [4] يَا أَصْحَابَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فَرَجَعُوا عَطَفَةً كَعَطَفَةِ الْبَقَرِ عَلَى أَوْلَادِهَا وَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُ الأنصار وهم يقولون:
يا معشر الأنصار (229 ب) - مَرَّتَيْنِ-، ثُمَّ قَصَرَتِ الدَّعْوَةُ عَلَى بَنِي الْحَارِثِ ابن الْخَزْرَجِ، قَالَ: وَتَطَاوَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم وهو على بغلته
__________
[1] ابن عبد المطلب.
[2] ابن نفاثة وقيل ابن نعامة.
[3] هي الشجرة التي بايعوا تحتها بيعة الرضوان في الحديبيّة.
[4] في الأصل «البقرة» .(2/732)
فَقَالَ: «هَذَا حِينَ حَمِيَ الْوَطِيسُ» [1] وَهُوَ يَقُولُ: قَدَمًا قَدَمًا يَا عَبْسُ وَأَنَا آخُذُ بِلِجَامِهِ، ثُمَّ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَصَيَاتٍ فَرَمَاهُمْ [2] بِهِنَّ ثُمَّ قَالَ: انْهَزَمُوا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ. وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ: وَرَبِّ مُحَمَّدٍ [3] .
قَالَ سُفْيَانُ: حَدَّثَنَاهُ الزُّهْرِيُّ بِطُولِهِ فَهَذَا الَّذِي حَفِظْتُ مِنْهُ.
قَالَ سُفْيَانُ: وَسَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [4] عَنْ أَبِيهِ، وَأَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضُّمَرِيُّ عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ أَحَدُهُمَا: أَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُبْزًا وَلَحْمًا ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ. وَقَالَ الْآخَرُ: احْتَزَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ كَتِفِ شَاةٍ فَأَكَلَ مِنْهَا ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ. وَقَالَ سُفْيَانُ: وَلَا أَشُكُّ أَنَّ الزُّهْرِيَّ حَدَّثَنَا عنهما بهذا الاسناد، انما أَشُكُّ فِي أَيِّهِمَا قَالَ هَذَا، - يَعْنِي احْتَزَّ- وَأَيِّهِمَا قَالَ هَذَا- يَعْنِي أَكَلَ-.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ فِي حَدِيثِ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ: «مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ» قَالَ:
قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ الزُّهْرِيُّ حِينَ حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثَ لِمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ ولمخول [5]- كُوفِيٌّ-: أَتُرَاكُمَا [6] وَافِدِي أَهْلِ الْعِرَاقِ بِهَذَا الْحَدِيثِ.
__________
[1] الوطيس: التنور، شبه شدة الحرب وحرها بحرّه.
[2] في الأصل «فرماها» .
[3] أخرجه مسلم من طريق الزهري أيضا بألفاظ مقاربة (الصحيح 3/ 1398- 1399) وبين رواية ابن عيينة له عن الزهري (الصحيح 3/ 1400) .
[4] ابن عباس.
[5] مخول بن راشد النهدي (تهذيب التهذيب 10/ 79) .
[6] في الأصل رسمها «لنا انما» وقد تصرفت بها.(2/733)
وَضَرَبَ مَنَاكِبَهُمَا، وَكَانَا إِلَى جَنْبِهِ. قَالَ سُفْيَانُ: ولم يقله الزهري لهما وأنا أسمعه قاله لَهُمَا [1] فِي مَجْلِسٍ لَمْ أَحْضُرْهُ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثنا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أبيه ان شاء الله قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ كَانَ الْمُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ حَيًّا ثُمَّ كَلَّمَنِي فِي هَؤُلَاءِ السَّبْيِ أَوْ فِي هَؤُلَاءِ الأسرى لا طلقتهم لَهُ- يَعْنَي أُسَارَى بَدْرٍ-. وَكَانَ سُفْيَانُ إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ وَذَكَرَ فِيهِ الْخَبَرَ قَالَ فِيهِ عَنْ أَبِيهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، - وَرُبَّمَا لَمْ يَقُلْ فِيهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ- وَإِذَا لَمْ يَذْكُرْ فِيهِ الْخَبَرَ فَرُبَّمَا لَمْ يَقُلْ فِيهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَرُبَّمَا قَالَهُ.
قَالَ ابو بكر: قيل (230 أ) لِسُفْيَانَ فِي حَدِيثِ أَبِي أَيُّوبَ «لَا تَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ بِغَائِطٍ» [2] فَإِنَّ نَافِعَ الْجُمَحِيَّ لَا يَسْنِدُهُ. فَقَالَ: لَكِنِّي أَسْنِدُهُ وَأَحْفَظُهُ.
قَالَ سُفْيَانُ: إِنَّمَا كَانَ الْمَكِّيُّونَ وَجَدُوا كِتَابًا كَانَ عِنْدَ حُمَيْدٍ [3] الْأَعْرَجِ عَنِ الزُّهْرِيِّ بِالشَّامِ، فَوَقَعَ إِلَى ابْنِ كَرِيمَةَ [4] ، فَعَرَضُوهُ عَلَى ابْنِ شِهَابٍ، فَإِنَّمَا نَحْنُ [5] كُنَّا نَسْمَعُ مِنْ فِيهِ.
وَقَالَ سُفْيَانُ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عِيسَى بْنَ طَلْحَةَ بْنِ عبيد الله
__________
[1] في الأصل «قالهما له» .
[2] أخرجه الترمذي (سنن 1/ 13) والنسائي (سنن 1/ 24) وابو داود (سنن 1/ 3) والدارميّ (سنن 1/ 170) كلهم من حديث ابن عيينة ولكن ليس من حديث أبي أيوب الأنصاري.
[3] حميد بن قيس المكيّ القارئ ابو صفوان (تهذيب التهذيب 3/ 46) .
[4] كذا في الأصل ولم أجده ويمكن ان تقرأ «جدعه» أيضا.
[5] يوجد بعدها «فأنما» وهي زائدة.(2/734)
يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو [1] بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَبَحْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ؟ فَقَالَ: ارْمِ وَلَا حَرَجَ. قَالَ آخَرُ: حَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَذْبَحَ؟ قَالَ: اذْبَحْ وَلَا حَرَجَ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَسَمِعْتُ سُفْيَانَ يَسْأَلُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ لَهُ بُدَيْلٌ [2] :
هَذَا مَا حَفِظْتُهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ. قَالَ: نَعَمْ كَأَنَّكَ لَمْ تَسْمَعْهُ الا انه كان يطليه، فَهَذَا الَّذِي حَفِظْتُ مِنْهُ هُوَ. سَمِعْتُ بُدَيْلًا يَقُولُ لِسُفْيَانَ: إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ قَالَ إِنَّكَ قُلْتُ لَمْ أَحْفَظْهُ. فَقَالَ سُفْيَانُ: صَدَقَ ابْنُ مَهْدِيٍّ لَمْ أَحْفَظْهُ بِطُولِهِ فَأَمَّا هَذَا فَقَدْ أَتْقَنْتُهُ.
قَالَ سُفْيَانُ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ- أو حُدِّثْتُ عَنْهُ- عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ- وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ أَرَاهُ عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، وربما لم يذكر سفيان عيسى ابن طَلْحَةَ أَصْلًا- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: صَلَاةُ الْقَاعِدِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلَاةِ الْقَائِمِ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ فِي حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ: قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ.
قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: سَمِعْتُ مَعْمَرًا حَدَّثَهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا عُرْوَةَ إِنَّمَا هُوَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ. فَقَالَ مَعْمَرٌ:
إِنَّ هَذَا مِمَّا عَرَضْنَا. ثُمَّ صَارَ سُفْيَانُ بَعْدُ رُبَّمَا قَالَ إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ:
فَقَالَ لِي مَعْمَرٌ إِنَّا عَرَضْنَا.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ فِي حَدِيثِ «يُقْطَعُ السَّارِقُ فِي رُبُعِ دِينَارٍ فَصَاعِدًا» :
__________
[1] في الأصل «عمرو بن عبد الله» وهو مقلوب.
[2] بديل بن ميسرة العقيلي البصري (تهذيب التهذيب 1/ 424) .(2/735)
قِيلَ لِسُفْيَانَ [1] : إِنَّ الزُّهْرِيَّ رَفَعَهُ وَلَمْ يَرْفَعْهُ غيره. قال سفيان: حدثناه يحي [2] وَعَبْدُ رَبِّهِ ابْنَا سَعِيدٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أبي بكر، ورزيق بن حكيم الأيلي (230 ب) عن عمرة [3] عَنْ عُمْرَةَ [3] عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: الْقَطْعُ في ربع دينار فصاعدا. الا أن يحي قَالَ كَلِمَةً تَدُلُّ عَلَى الرُّبُعِ مَا نَسِيتُ وَلَا طَالَ عَلَيَّ «الْقَطْعُ فِي رُبُعِ دِينَارٍ فَصَاعِدًا» ، وَالزُّهْرِيُّ أَحْفَظُهُمْ كُلِّهِمْ.
«قَالَ سُفْيَانُ: وَحَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ عَنْ عُمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ جَحْشٍ اسْتَحْيَضَتْ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
قَالَ سُفْيَانُ: الَّذِي حَفِظْتُ أَنَا حَبِيبَةُ بِنْتُ جَحْشٍ وَالنَّاسُ يَقُولُونَ أُمَّ حَبِيبَةَ» [4] .
قَالَ سُفْيَانُ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ عَنْ عُمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: الْأَقْرَاءُ:
الْأَطْهَارُ [5] .
وَكَانَ سُفْيَانُ رُبَّمَا قَالَ فِيهِ أَرَاهُ عَنْ عُمْرَةَ أَوْ عُرْوَةَ، وَرُبَّمَا قَالَ أَرَاهُ عَنْ عُمْرَةَ وَلَا يَذْكُرُ عُرْوَةَ، ثُمَّ أَثْبَتَ عُمْرَةَ غَيْرَ مَرَّةٍ وَتَرَكَ الشَّكَّ.
قَالَ الزُّهْرِيُّ: أَرَاهُ عَنْ عُمْرَةَ أَنَّ عَائِشَةَ فَصَلَتْ أُخْتَهَا فِي عِدَّتِهَا.
وَحَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ: أَنَّ عَائِشَةَ فَصَلَتْ أُخْتَهَا حِينَ طَعَنَتْ فِي الدَّمِ مِنَ الْحَيْضَةِ الثَّالِثَةِ [6] . وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ فِي هَذَا أَرَاهُ عَنْ عمرة وأكثر ذلك
__________
[1] ابن عيينة.
[2] يحي بن سعيد الأنصاري المدني.
[3] ابنة عبد الرحمن الأنصارية.
[4] الخطيب: الكفاية 225.
[5] ، (6) اخرج مالك في الموطأ ص 205 (رواية الشيبانيّ) وفيه:
عروة بن الزبير عن عائشة أم المؤمنين قالت: انتقلت حفصة بنت عبد الرحمن ابن أبي بكر حين دخلت في الدم من الحيضة الثالثة. فهنا بنت أخيها وليست أختها، ولعلها رواية اخرى.(2/736)
لَا يَقُولُ فِيهِ عُمْرَةَ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ عَنْ أَرْبَعَةٍ، عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ حَدِيثَ الدجال، وعبد اللَّهِ بْنِ عُمَرَ حَدِيثَ زِيرِ النِّسَاءِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ حَدِيثَ «دَخَلْنَا هَذِهِ الدَّارَ» فَإِنْ كَانَ [ابْنُ] أَبِي [1] ذِئْبٍ قَالَ فِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ عُبَيْدِ اللَّهِ بن عبد الله فقد اخطأ، انما هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ ثعلبة، لم يُحَدِّثْنَا الزُّهْرِيُّ عَنْ أَحَدٍ اسْمُهُ عُبَيْدُ اللَّهِ إِلَّا عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ.
قَالَ سُفْيَانُ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حسن وعبد الله ابنا محمد [2] ابن عَلِيٍّ- وَكَانَ حَسَنٌ أَرْضَى مِنْ عَبْدِ اللَّهِ، وكان عبد الله جمع أحاديث السبئية عَنْ أَبِيهِمَا- أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّكَ امْرُؤٌ تَائِهٌ، إِنَّ النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن نِكَاحِ الْمُتْعَةِ وَعَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ- لَفْظٌ [3] حَسَنٌ-.
قَالَ سُفْيَانُ: قُلْتُ لِلزُّهْرِيِّ: يَا أَبَا بَكْرٍ كَيْفَ حَدِيثُكَ «شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الْأَغْنِيَاءِ» ؟ فَضَحِكَ وَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ «شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ» .
قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ أَبِي غَنِيًّا فَأَفْزَعَنِي هذا (231 أ) الْحَدِيثُ حِينَ سَمِعْتُ بِهِ، فَسَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ فَقَالَ: حَدَّثَنِي الْأَعْرَجُ [4] قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَة يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «شر الطعام طعام
__________
[1] في الأصل «أبو» وحسبته محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة ابن الحارث بن أبي ذئب (تهذيب التهذيب 9/ 303) .
[2] المعروف بابن الحنفية.
[3] في الأصل «لفظ» غير واضحة.
[4] عبد الرحمن بن هرمز الأعرج المدني ابو داود (تهذيب التهذيب 6/ 290) .(2/737)
الْوَلِيمَةِ يُدْعَى إِلَيْهَا الْأَغْنِيَاءُ وَيُمْنَعُهَا الْمَسَاكِينُ، وَمَنْ لَمْ يُجِبِ الدَّعْوَةَ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ» ، وَكَانَ سُفْيَانُ رُبَّمَا رَفَعَ هَذَا الْحَدِيثَ وَرُبَّمَا لَمْ يَرْفَعْهُ إِلَّا فِي آخِرِهِ.
قَالَ سُفْيَانُ: وَحَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَدِمْتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه خيبرا بعد ما فَتَحُوهَا، فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أن بسهم لِي مِنَ الْغَنِيمَةِ. فَقَالَ بَعْضُ بَنِي سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ: لَا تُسْهِمْ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا قَاتِلُ ابْنِ قَوْقَلٍ. فَقَالَ ابْنُ سعد: وا عجباه لوبر [1] تدلى علينا من قدوم ضال [2] ، يعبرني بِقَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ أَكْرَمَهُ اللَّهُ عَلَى يَدَيَّ ولم يهني عَلَى يَدَيْهِ [3] .
قَالَ سُفْيَانُ: فَلَا أَحْفَظُ أَنَّهُ قَالَ أَسْهَمَ لَهُ أَوْ لَمْ يُسْهِمْ لَهُ.
قَالَ سُفْيَانُ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أُمَيَّةَ سَأَلَ الزُّهْرِيَّ عَنْهُ وَأَنَا حَاضِرٌ.
حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زيد عن عمار ابن أَبِي عَمَّارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَا شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَغْنَمًا. إِلَّا قَسَمَ لِي، إِلَّا بِخَيْبَرَ فَإِنَّهَا كَانَتْ لِأَهْلِ الْحُدَيْبِيَةِ فَأَتَيْتُهُ- وَكَانَ أَبُو مُوسَى وَأَبُو هُرَيْرَةَ جَاءَا بَيْنَ الْحُدَيْبِيَةِ وَبَيْنَ خيبر-.
__________
[1] وبر: دويبة تشبه السنور أعظم شيء فيه أذناه وصدره، وباقيه دميم (ابن كثير: التفسير 4/ 547) وانظر [الفيروزآبادي: القاموس المحيط 2/ 157] .
[2] العبارة في الأصل غامضة وقوّمتها من سنن أبي داود 3/ 73.
[3] أخرجه ابو داود من طريق ابن عيينة (السنن 3/ 73) .(2/738)
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ حَدَّثَنَا الدراوَرْديّ [1] قال: حدثني خيثم ابن عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَخْلَفَ سِبَاعَ بْنَ عُرْفُطَةَ عَلَى الْمَدِينَةِ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ:
وَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ مُهَاجِرًا، فَصَلَّيْتُ الصُّبْحَ وَرَاءَ سِبَاعٍ، فَقَرَأَ فِي السَّجْدَةِ الْأُولَى سُورَةَ مَرْيَمَ، وَفِي الْآخِرَةِ (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ) 83: 1 [2] ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ:
فَقُلْتُ: وَيْلٌ لِأَبِي فِيلٍ رَجُلٌ كَانَ مَاتَ مِنَ الْأَزْدِ، وَكَانَ لَهُ مِكْيَالَانِ مِكْيَالٌ يُكَالُ بِهِ لِنَفْسِهِ، وَمِكْيَالٌ يَبْخَسُ بِهِ النَّاسَ [3] .
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ [4] ثنا دَاوُدُ بْنُ عبد الله [5] أن حميد [6] الْحِمْيَرِيَّ حَدَّثَهُ قَالَ: لَقِيتُ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَحِبَهُ أَرْبَعَ سِنِينَ كَمَا صَحِبَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ أَرْبَعَ سِنِينَ.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ [7] عَنْ دَاوُدَ الْأَوْدِيِّ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ قَالَ: لَقِيتُ رَجُلًا صَحِبَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا صَحِبَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ أَرْبَعَ سِنِينَ.
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: سَمِعْتُ قَيْسًا
__________
[1] عبد العزيز بن محمد.
[2] سورة المطففين: آية (1) .
[3] أخرجه احمد من طريق خيثم (المسند 2/ 345) وفيه «لفلان» بدل «لأبي فيل» .
[4] ابن معاوية الجعفي.
[5] الأودي الزعافري الكوفي ابو العلاء (تهذيب التهذيب 3/ 191) .
[6] حميد بن عبد الرحمن الحميري.
[7] الوضاح بن عبد الله الواسطي.(2/739)
يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ سِنِينَ لَمْ يَكُنْ مِنْ شَيْءٍ أَحْرَصَ مِنِّي أَنْ أَحْفَظَهُ شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْهُ [1] فِي تِلْكَ السِّنِينِ.
«حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا الْفَزَارِيُّ [2] حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ [3] عَنْ قَيْسٍ [4] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَتَيْنَاهُ حِينَ قَدِمَ الْكُوفَةَ فَقَالَ لَنَا: مَرْحَبًا بِكُمْ وَأَهْلًا» [5] .
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَيْبَرَ، وَرَجُلٌ مِنْ بَنِي غِفَارٍ يَؤُمُّ النَّاسَ.
وَقَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يقول: سمعت الزهري يقول: سمعت هذيل الْأَعْمَى صَاحِبَ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ مَسْعُودٍ عَنْ كَذَا- قَالَ سُفْيَانُ:
نَسِيتُهُ- فَقِيلَ: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ سَأَلَهُ رَجُلٌ: أَسْتَأْذِنُ عَلَى أُمِّي؟ فَقَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ سُفْيَانُ: لَعَلَّنَا لَمْ نُتْقِنْهُ لِأَنَّا سَمِعْنَا هَذَا مِنْ مُخَارِقٍ يُحَدِّثُهُ عَنْ طَارِقٍ [6] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَصْبَحْتُ أنا وحفصة صائمتين، فاهدي لنا طعاما، فَأَكَلْنَا مِنْهُ.
قَالَتْ عَائِشَةُ: فَدَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَابْتَدَرَتْنِي حَفْصَةُ- وَكَانَتْ بِنْتَ أَبِيهَا- فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أصبحت انا وعائشة صائمتين
__________
[1] في الأصل «مني» .
[2] مروان بن معاوية.
[3] ابن أبي خالد.
[4] ابن أبي حازم.
[5] الخطيب: الجامع ق 80 أ.
[6] طارق بن شهاب البجلي الأحمسي (تهذيب التهذيب 5/ 3) .(2/740)
فَأُهْدِيَ لَنَا طَعَامٌ فَأَكَلْنَا مِنْهُ؟ قَالَتْ: فَتَبَسَّمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: صُومَا يَوْمًا مَكَانَهُ. قَالَ سُفْيَانُ: فَقِيلَ لِلزُّهْرِيِّ: هو عن عروة؟ (232 أ) قَالَ: لَا.
وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ قِيَامِهِ مِنَ الْمَجْلِسِ وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ.
قَالَ سُفْيَانُ: وَكُنْتُ سَمِعْتُ صَالِحَ بْنَ أَبِي الْأَخْضَرِ حَدَّثَنَا عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ [فَلَمَّا] قَالَ الزُّهْرِيُّ لَيْسَ هُوَ عن عُرْوَةَ، فَظَنَنْتُ أَنَّ صَالِحًا أُتِيَ مِنْ قِبَلِ الْعَرْضِ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ مَعْمَرٍ أَنَّهُ قَالَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: كَانَ مِنْ حَدِيثِ عُرْوَةَ مَا نَسِيتُهُ.
وَقَالَ: أَخْبَرَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ أَنَّهُ قَالَ: سَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ عَمَّنْ هُوَ فَقَالَ: هُوَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، حَدَّثَنِيهِ عَلَى بَابِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ جُدْعَانَ [1] جَلَسَ عِنْدَ الزُّهْرِيِّ، وَكَانَ ابْنُ جُدْعَانَ يُعْجَبُ بِالطِّيبِ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا بَكْرٍ أَلَا أَمَرْتَ بِثَوْبَيْكَ هَذَيْنِ فَأُجْمِرَا. وَكَانَ ابْنُ شِهَابٍ قَدْ غَسَلَهُمَا، فَوَجَدَ ابْنُ جُدْعَانَ ريح الغسالة.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: قَالَ سُفْيَانُ: رَأَيْتُ سَعْدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ مَعَ الزُّهْرِيِّ عَلَى الْفِرَاشِ، وَرَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ زَيْدٍ عَلَى الْفِرَاشِ، فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ: يَا أَبَا بَكْرٍ أَتَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ فَأَكْرَمَنِي، وَأَتَيْتُ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ فَأَكْرَمَنِي.
«عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جدعان اختلط في كبره» [2] .
__________
[1] علي بن زيد بن جدعان.
[2] الذهبي: ميزان الاعتدال 3/ 128.(2/741)
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: رَأَيْتُ الزُّهْرِيَّ أَتَى عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَاعْتَذَرَ إِلَيْهِ عَمْرٌو بِالْعِلَّةِ الَّتِي كَانَتْ بِهِ. وَقَالَ: لَوْ كُنْتُ أَقْدِرُ لَأَتَيْتُكَ.
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَلَا أَعْلَمُ إِلَّا قَدْ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ يُحَدِّثُ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ وَجَاءَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فَقَالَ لَهُ: يَا مُحَمَّدُ أَيْنَ كُنْتَ لَمْ أَرَكَ. قَالَ: لَا أَقْدِرُ عَلَيْكَ مَعَ بَوَّابِكَ هَذَا. فَدَعَا الزُّهْرِيُّ بَوَّابَهُ فَقَالَ:
إِذَا جَاءَ فَلَا تَمْنَعْهُ.
قَالَ سُفْيَانُ: بَلَغَنِي أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ أَتَى الزُّهْرِيَّ وَلَمْ أَكُنْ حَاضِرًا، فَلَمَّا ذَهَبَ مِنْ عِنْدِهِ قَالَ الزُّهْرِيُّ: لَا يَزَالُ بِالْمَدِينَةِ عِلْمٌ مَا بَقِيَ هَذَا.
«قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ مَوْلًى فَارِسِيٌّ صَاحِبُ السِّيَرِ» [1] .
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ثنا أَبُو الزَّعْرَاءِ عَمْرُو بْنُ عَمْرٍو عَنْ عَمِّهِ أَبِي الْأَحْوَصِ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْجَشْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ: أَتَيْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم (232 ب) .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَنٌ- وَعَبْدُ اللَّهِ ابْنَا مُحَمَّدِ [2] بْنِ عَلِيٍّ، وَكَانَ حَسَنٌ أَرْضَى مِنْ عَبْدِ اللَّهِ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَجْمَعُ أَحَادِيثَ السّبيئَةِ- عَنْ أَبِيهِمَا: أَنَّ عَلِيًّا قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّكَ امْرُؤٌ تَائِهٌ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ نِكَاحِ الْمُتْعَةِ وَعَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ زَمَنَ خَيْبَرَ، لَا تُفْتِ بِنِكَاحِ المتعة [3] .
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 1/ 215.
[2] ابن الحنفية.
[3] أخرجه مالك من طريق الزهري (الموطأ ص 197- رواية الشيبانيّ-) .(2/742)
حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى [1] عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ [2] عَنْ يحي بْنِ سَعِيدٍ [3] عَنْ مَالِكٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ فَقَالَ يَوْمَ حُنَيْنٍ، وَأَصْحَابُ الزُّهْرِيِّ كُلُّهُمْ يَقُولُونَ خَيْبَرَ، وكذلك قَالَ مَالِكٌ فِي الْمُوَطَّأِ، وَهُوَ الصَّحِيحُ يَوْمَ خَيْبَرَ.
سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ وَذَكَرَ حَدِيثَ «مَجَامِرُهُمُ الْأَلُوَّةِ» [4] قَالَ:
قُلْتُ لِسُفْيَانَ: إِنَّ فُلَانًا قَالَ: مَجَامِرُهُمُ الْأَلُوَّةِ. فَقَالَ: إِنَّمَا هَذَا رَجُلٌ قَرَأَ فِي كِتَابٍ، كَأَنَّهُ يَقُولُ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَخِي إِنَّمَا قَرَأَهُ فَلَمْ يَدْرِ مَا هُوَ.
قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّهُ لَيَأَمُّ وَإِنَّهُ.
وَسَمِعْتُ غَيْرَ عَلِيٍّ يَقُولُ: هُوَ يحي بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ.
قَالَ عَلِيٌّ: فَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: وَيْحَكَ سَلِ الْعَطَّارِينَ يُخْبِرُوكَ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَالَ سُفْيَانُ: كَانَ الزُّهْرِيُّ إِذَا حَدَّثَنَا عن أنس وسهل ابن سعد: سمعت سَمِعْتُ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: رَوَى سُفْيَانُ عَنْ مَالِكٍ سَبَعَةَ أَحَادِيثَ أَوْ ثَمَانِيَةً.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَالَ سُفْيَانُ: وَكُلُّ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ عَمْرٍو قَالَ لَنَا فِيهِ سَمِعْتُ جَابِرًا [5] ، إِلَّا هَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ- يَعْنِي لُحُومَ الْخَيْلِ وَالْمُخَابَرَةَ- وَلَا أَدْرِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ جَابِرٍ فِيهِمَا أَحَدٌ أَمْ لَا، وَأَمَّا حَدِيثُ الْأَسْهُمِ فَإِنِّي أَنَا قُلْتُ لو سمعت جابرا على ما حدثكم.
__________
[1] محمد بن المثنى الزمن.
[2] عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي.
[3] القطان.
[4] العود الّذي يتبخر به وانظر الحديث في (صحيح البخاري بحاشية السندي 2/ 217 وصحيح مسلم 4/ 2179) .
[5] ابن عبد الله (الصحابي) .(2/743)
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثُونِي عن ورقاء [1] عن عمرو ابن دِينَارٍ أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ كَانَ يُسَلِّمُ وَاحِدَةً.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَخِي عَمْرٍو عَنْ عَمْرٍو أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ أَقَادَ مِنَ الْمُسْلِمِ [2] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: أَخْبَرُونِي عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَمْرٍو أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الظُّهْرَ بِمَكَّةَ يوم التروية، (233 أ) ثُمَّ رَاحَ.
قَالَ سُفْيَانُ: لَعَلَّهُ مِنْ عِلَّةٍ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَخِي عَمْرٌو عَنْ عَمْرٍو قَالَ:
رَأَيْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ نَحَرَ بَدَنَةً قِيَامًا مُعَلَّقَةً وَهُوَ عَلَى بِرْذَوْنٍ أَبْلَقَ.
وَكَانَ سُفْيَانُ يُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ فَإِذَا ذَكَرَ فِيهِ «بِرْذَوْنٌ أَبْلَقُ» ذَكَرَهُ عَنِ ابْنِ أَخِي عَمْرٍو، وَإِنْ لَمْ يَذْكُرْ «عَلَى بِرْذَوْنٍ» ذَكَرَهُ عَنْ عَمْرٍو، وَلَعَلَّهُ سَمِعَ ذَاكَ عَنْ عمرو ولم يسمع «برذون أبلق» .
حدثنا أبو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ ثنا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَمْرٌو، عَوْدًا وَبَدْءًا قَالَ:
أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ [3] بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: قَدْ ظَلَمَ مَنْ مَنَعَ بَنِي الْأُمِّ نَصِيبَهُمْ مِنَ الدِّيَةِ. قِيلَ لِسُفْيَانَ فَإِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمٍ [4] يَقُولُهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ.
__________
[1] ورقاء بن عمر اليشكري الكوفي (تهذيب التهذيب 11/ 113) .
[2] في الأصل غير واضحة ورسمها «المسمه» .
[3] ابو هاشم بن محمد بن الحنفية.
[4] الطائفي (تهذيب التهذيب 9/ 444) .(2/744)
قَالَ: لَمْ يَحْفَظْ، حَدَّثَنَا عَمْرٌو عَوْدًا وَبَدْءًا وَقَالَ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَمْرٌو عَنْ يحي بْنِ جَعْدَةَ قَالَ:
سَمِعْتُ زَاذَانَ فَرُوخٍ يَقُولُ: مَسْجِدُ الْحَرَامِ سَبْعَةُ أَجْرِبَةٍ وَنِصْفٌ، وَمَسْجِدُ الْكُوفَةِ تِسْعَةُ أَجْرِبَةٍ وَنِصْفٌ. قَالَ سُفْيَانُ: أَظُنُّهُ أَسَاسَ ابْنِ الزُّبَيْرِ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ [1] عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: دَخَلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَى عُمَرَ وَهُوَ مُسَجًّى فَقَالَ: صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ [مَا] [2] مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِمَا فِي صَحِيفَتِهِ مِنْ هَذَا الْمُسَجَّى عَلَيْهِ. قَالَ سُفْيَانُ: فَقَالَ بِشْرُ بن الصيرفي- وكان معنا-: لم فو الله لما في صحيفته- يعني جعفر- أَكْبَرُ مِمَّا فِي صَحِيفَتِهِ. - يَعْنِي عُمَرَ-. قَالَ سُفْيَانُ: فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْفَعَ يَدِي فَأَضْرِبَ أَنْفَهُ، فقال لي الحسن بن عمارة:
لا عرف أَنَّ هَذَا ضَالٌّ.
قَالَ: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَمْرٌو قَالَ مُرَّةُ: سَمِعْتُ عَطَاءً، وَقَالَ مُرَّةُ سَمِعْتُ طَاوُسًا يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: احْتَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ. قَالَ سُفْيَانُ: فَلَا أَدْرِي رَوَاهُ عَمْرٌو عَنْهُمَا أَوْ كَانَتْ وَاحِدَةً مِنَ الْمَرَّتَيْنِ- وهم-.
قال سفيان: وقد ذكر (233 ب) لِي أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْهُمَا.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَرَأَيْتُ فِي كِتَابِ ابْنِ أَخِي عَمْرَو بْنَ دينار وهذا الحديث عنهما.
__________
[1] ابن محمد (الصادق) .
[2] الزيادة يقتضيها السياق.(2/745)
مَا جَاءَ فِي الْكُوفَةِ
وَأَبِي حَنِيفَةَ النُّعْمَانِ بْنِ ثَابِتٍ [1] وَأَصْحَابِهِ وَالْأَعْمَشِ وَغَيْرِهِ
«حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الرَّمْلِيُّ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنِ ابْنِ شَوْذَبَ [2] عَنْ تَوْبَةَ الْعَنْبَرِيِّ عن سالم عن ابن عمر قال: قال رسول الله
__________
[1] أورد الفسوي عدة روايات في ذم الامام أبي حنيفة رحمه الله، ومرد ذلك الى النزاع الّذي استفحل أمره في القرن الثاني بين مدرسة أهل الرأي التي يتزعمها الامام ابو حنيفة، ومدرسة أهل الحديث، ولا شك ان هذه الخصومة بين الطرفين نتيجة اجتهاد منهم، وقد خدم الطرفان الشريعة الإسلامية حيث حفظ المحدثون السنة الشريفة من الضياع والتلاعب، واستنبط الفقهاء منها- ومنهم أهل الرأي- احكام الشريعة، وهكذا تضافرت جهود الطرفين. وينبغي ان ننظر الى ثمرات جهودهم، ونذكرهم جميعا بخير، وندع ما كان بينهم من نزاع بسبب اختلاف اجتهادهم، وعند ما ننظر اليوم بمقياس جديد بعيد عن التأثر باجواء النزاع نجد انهم جميعا كانوا يقدمون الخير للناس، ويحرصون على الدين، وان جهودهم متضافرة في ذلك وان بدت لهم يوم ذاك متعارضة «ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات» ، وابو حنيفة شأنه شأن بقية الأئمة المجتهدين أصحاب المذاهب الفقهية كلهم اجتازوا القنطرة ولا يقدح فيهم جرح. وقد جرّت هذه الروايات التي تقدح بابي حنيفة والتي أورد الخطيب البغدادي بعضها في (تاريخ بغداد) الى مناظرات وجدال طفحت بها كتب قدامى ومحدثين من أنصار الطرفين.
ولا شك ان بعض ما نقل عن المحدثين من أقوال جارحة وعبارات قاسية واتهام بالكفر والفسق والضلال للإمام أبي حنيفة لا يقبل لان بعضه من قبيل جرح المتعاصرين، وبعضه قد يكون الباعث عليه نقل غير صحيح لآراء أبي حنيفة وأحواله أغضب بعض المحدثين فجرت على ألسنتهم ألفاظ ما كان ينبغي ان يقولوها، ولولا أمانة النشر لحذفتها، غفر الله لنا ولهم جميعا.
[2] عبد الله بن شوذب.(2/746)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهمّ بَارِكْ لَنَا فِي مَدِينَتِنَا، وَفِي صَاعِنَا، وَفِي مُدِّنَا وَفِي يَمَنِنَا وَفِي شَامِنَا. فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَفِي عِرَاقِنَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بِهَا الزَّلَازِلُ وَالْفِتَنُ، وَمِنْهَا يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ» [1] . حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ ثنا ابْنُ شَوْذَبَ عَنْ تَوْبَةَ الْعَنْبَرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهمّ بَارِكْ لَنَا فِي مَدِينَتِنَا وَمُدِّنَا وَصَاعِنَا وَيَمَنِنَا وَشَامِنَا. فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وفي عراقنا؟ فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهمّ بَارِكْ لَنَا فِي مَدِينَتِنَا وَمُدِّنَا وَصَاعِنَا وَيَمَنِنَا وَشَامِنَا. فَقَالَ رجل: يا رسول الله وعراقنا؟ فقال النبي عليه السلام: اللَّهمّ بَارِكْ لَنَا فِي مَدِينَتِنَا وَمُدِّنَا وَصَاعِنَا وَيَمَنِنَا وَشَامِنَا. فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وعراقنا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: منها الزَّلَازِلُ وَالْفِتَنُ، وَمِنْهَا يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ. قَالَ ابْنُ شَوْذَبَ: تَرَوْنَ أَنَّ مَكَّةَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ يَمَانِيَّةٌ.
حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ:
وَحَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ [2] أَخْبَرَنِي الْوَلِيدُ بْنُ مَزْيَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا (234 أ) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَوْذَبَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بن القاسم [3] ومطر [4] وكثير [5]
__________
[1] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 119- 120، ويحذف «في» قبل «صاعنا» .
[2] النحاس الرمليّ (تهذيب التهذيب 8/ 228) .
[3] ترجمته في تهذيب التهذيب 5/ 359.
[4] ابن طهمان الوراق الخراساني السلمي مولى علي (تهذيب التهذيب 10/ 167) .
[5] كثير بن زياد لبرساني الأزدي البصري (تهذيب التهذيب 8/ 413) .(2/747)
أَبُو سهل عَنْ تَوْبَةَ الْعَنْبَرِيِّ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا فَقَالَ: اللَّهمّ بَارِكْ لَنَا فِي مَكَّتِنَا وَبَارِكْ لَنَا فِي مَدِينَتِنَا وَبَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا وَبَارِكْ لَنَا فِي يَمَنِنَا، اللَّهمّ بَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا وَبَارِكْ لَنَا فِي مُدِّنَا.
فَقَالَ الرَّجُلُ: وَفِي عِرَاقِنَا. فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَرَدَّدَ هَذَا ثَلَاثًا كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ الرَّجُلُ وَفِي عِرَاقِنَا فَيُعْرِضُ عَنْهُ، فَقَالَ: بِهَا الزَّلَازِلُ وَالْفِتَنُ وَمِنْهَا يَطْلُعُ قرن الشيطان. حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ [1] ح.
أَنْبَأَ حَجَّاجُ بْنُ أَبِي مَنِيعٍ قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي جَمِيعًا عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ:
أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ- وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ-: أَلَا إِنَّ الْفِتْنَةَ هَاهُنَا- يُشِيرُ إِلَى الْمَشْرِقِ- وَحَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشيطان. حدثنا ابو بشر [2] حدثنا يحي بْنُ سَعِيدٍ [3] عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ:
أَخْبَرَنِي نَافِعٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ عِنْدَ بَابِ حَفْصَةَ فَقَالَ: إِنَّ الْفِتْنَةَ هَاهُنَا- أَوْ مِنْ هَاهُنَا- مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ- مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا-. «حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ وهب [4]
__________
[1] شعيب بن أبي حمزة الأموي مولاهم الحمصي ابو بشر (تهذيب التهذيب 4/ 351) .
[2] بكر بن خلف.
[3] القطان.
[4] عبد الله بن وهب.(2/748)
قال: اخبرني يحي بْنُ أَيُّوبَ وَابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ عُقَيْلٍ [1] عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: دَخَلَ إِبْلِيسُ الْعِرَاقَ فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ دَخَلَ الشام فطردوه حتى بلغ بساق، ثُمَّ دَخَلَ مِصْرَ فَبَاضَ بِهَا وَفَرَّخَ وَبَسَطَ عَبْقَرِيَّةً» [2] . حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دينار عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى [234 ب] اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَشَارَ إِلَى الْمَشْرِقِ-: إِنَّ الْفِتْنَةَ مِنْ هَاهُنَا، إِنَّ الْفِتْنَةَ مِنْ هَاهُنَا حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانُ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قُعْنُبٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُشِيرُ إِلَى الْمَشْرِقِ يَقُولُ: هَا إِنَّ الْفِتْنَةَ هَاهُنَا إِنَّ الْفِتْنَةَ هَاهُنَا مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ. وَبِهِ عَنْ مَالِكٍ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ [3] عَنِ الْأَعْرَجِ [4] عَنْ أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: رَأْسُ الْكُفْرِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ.
__________
[1] عقيل بن خالد الأيلي.
[2] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 303 لكنه يضيف «منها» قبل «حاجته» ويذكر «حرملة بن يحي» بدل «حرملة بن عمران» وهما واحد وهو حرملة بن يحي بن عبد الله بن عمران التجيبي المصري، اختصر يعقوب اسمه وذكر ابن عساكر اسم أبيه بدل جد أبيه ليميزه عن حرملة بن عمران بن قراد المصري شيخ ابن وهب.
[3] عبد الله بن ذكوان.
[4] عبد الرحمن بن هرمز.(2/749)
«حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ [1] ثنا سُفْيَانُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ [2] قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ [3] يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهمّ بَارِكْ لَنَا فِي مَدِينَتِنَا، اللَّهمّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا. فَقَالَ رَجُلٌ لِرَسُولِ اللَّهِ: وَالْعِرَاقُ؟ فَإِنَّ مِنْهَا مِيرَتَنَا وَفِيهَا حَاجَتَنَا. قَالَ: فَسَكَتَ ثُمَّ أعاد فقال: هنا يطلع قرن الشيطان وهنالكم الزَّلَازِلُ وَالْفِتَنُ» [4] . «حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ [5] بْنُ عُقْبَةَ ثنا سُفْيَانُ عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ عَنْ ثَابِتِ بْنِ قُطْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: إِنَّكُمْ بِحَيْثُ تَبَلْبَلَتِ الْأَلْسُنُ بَيْنَ بَابِلٍ وَالْحِيرَةِ. وَإِنَّ تِسْعَةَ أَعْشَارِ الْخَيْرِ بِالشَّامِ وَعُشُرًا بِغَيْرِهَا. وَإِنَّ تِسْعَةَ أَعْشَارِ الشَّرِّ بِغَيْرِهَا وَعُشُرَ الشَّرِّ بِهَا، وَسَيَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ يَكُونُ أَحَبُّ مَالِ الرَّجُلِ فِيهِ أَحْمِرَةٌ يَنْتَقِلُ عَلَيْهَا إِلَى الشَّامِ» [6] .
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ ثنا سُفْيَانُ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّخَعِيِّ سَمِعْتُ ابْنَ
__________
[1] في الأصل «سعيد» والتصويب من تاريخ مدينة دمشق، وفي الرواة «سعيد بن عقبة» يروي عن الأعمش مجهول [ميزان الاعتدال 2/ 153] .
[2] الأودي ويقال الأيامي الكوفي (تهذيب التهذيب 9/ 92) ، وذكر ابن حجر «وقال يعقوب بن سفيان: في ثقات أهل الكوفة» (تهذيب التهذيب 9/ 93) .
[3] البصري.
[4] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 128 لكنه يذكر «حاجاتنا» بدل «حاجتنا» ويضيف «عليه فسكت» بعد «أعاد» ويذكر «بها» بدل «هاهنا» و «هنالك» بدل «هنالكم» .
[5] في الأصل «سعيد» والتصويب من تاريخ مدينة دمشق، وفي الرواة «سعيد بن عقبة» يروي عن الأعمش مجهول [ميزان الاعتدال 2/ 153] .
[6] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 144.(2/750)
مِينَاءَ الْيَمَامِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا وَاسْتَبْطَأَهُمْ فِي شَيْءٍ فَقَالَ: أَمَا إِنِّي قَدْ حَذَّرْتُكُمْ وَخَوَّفْتُكُمْ وَقِيلَ لِي تَقَدَّمْ عَلَى تِسْعَةِ أَعْشَارِ الشَّرِّ وَشَيَاطِينِ الْإِنْسِ وَمَرَدَةِ الْجِنِّ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ فُرَاتٍ [1] الْقَزَّازِ عَنْ كَعْبٍ [2] قَالَ: أَرَادَ عُمَرُ أَنْ يَأْتِيَ الْعِرَاقَ فَقَالَ لَهُ كَعْبٌ: إِنَّ بِهَا عُصَاةَ الْحَقِّ وَكُلَّ دَاءٍ عُضَالٍ.
(235 أ) فَقِيلَ لَهُ: مَا الدَّاءُ الْعُضَالُ؟ قَالَ: أَهْوَاءٌ مُخْتَلِفَةٌ لَيْسَ لَهَا شِفَاءٌ.
«حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بن عبد الله الأويسي ثنا إبراهيم بن سَعْدٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي عَوْنٍ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْحَنَفِيِّ [3] قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَخَذَ الْمُصْحَفَ [فَوَضَعَهُ] عَلَى رَأْسِهِ حَتَّى لَأَرَى وَرَقَهُ يَتَقَعْقَعُ ثُمَّ قَالَ: اللَّهمّ إِنَّهُمْ مَنَعُونِي [أَنْ أَقُومَ فِي الْأُمَّةِ] بِمَا فِيهِ فَأَعْطِنِي [ثَوَابَ] مَا فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهمّ إِنِّي قَدْ مَلَلْتُهُمْ وَمَلُّونِي، وَأَبْغَضْتُهُمْ وَأَبْغَضُونِي، وَحَمَلُونِي عَلَى غَيْرِ طَبِيعَتِي وَخُلُقِي وَأَخْلَاقٍ لَمْ تَكُنْ تُعْرَفْ لِي، فَأَبْدِلْنِي بِهِمْ خَيْرًا مِنْهُمْ وَأَبْدِلْهُمْ بِي شَرًّا مِنِّي، اللَّهمّ أَمِتْ قُلُوبَهُمْ مَيْتَ الْمِلْحِ فِي الْمَاءِ- قَالَ إِبْرَاهِيمُ: يَعْنِي أَهْلَ الْكُوفَةِ-» [4] .
__________
[1] فرات بن أبي عبد الرحمن القزاز التميمي (تهذيب التهذيب 8/ 258) .
[2] كعب بن ماتع الحميري المعروف بكعب الأحبار (تهذيب التهذيب 8/ 438) .
[3] عبد الرحمن بن قيس الكوفي (تهذيب التهذيب 12/ 131) .
[4] ابن كثير: البداية والنهاية 8/ 12 والزيادات منه، ويذكر «موت» بدل «ميت» و «سعيد» بدل «سعد» وهو تصحيف، و «محمد بن عبد الله الثقفي» بدل «محمد بن عبيد الله الثقفي» وهو خطأ. انظر (تهذيب التهذيب 9/ 322) .(2/751)
(ق 239 أ) [1] «ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ ثنا زائدة [2] عَنِ الْأَعْمَشِ أَنَّ [أَبَا] [3] سَعِيدٍ التَّيْمِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ وَهُوَ بِمَسْكَنٍ فَقَالَ: «انْفِرُوا إِلَى عَدُوٍّ كَبِيرٍ» ، قَالَ: فَجَعَلُوا يَنْكُلُونَ وَقَالُوا الشِّتَاءَ، قَالَ: فَدَعَا عَلَيْهِمْ فَقَالَ: اللَّهمّ أَدْخِلْ بُيُوتَهُمُ الذُّلَّ وَامْلَأْ صُدُورَهُمْ رُعْبًا وَأَمِتْ قُلُوبَهُمْ كَمَا تُمِيتُ الْمِلْحَ بِالْمَاءِ» [4] . حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ الْقَيْسِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ:
قَالَ عَلِيٌّ: مَنْ يَصُولُ بِهَؤُلَاءِ الْقَوْمِ- يَعْنِي أَهْلَ الكوفة- فقد صَالَ بِالسَّهْمِ الْأَخْيَبِ. قَالَ شِهَابٌ: حَدَّثَنَا هَذَا سَنَةَ قُتِلَ الْحُسَيْنُ بِفَخٍّ [5] ، وَهَذَا إِحْدَى وَخَمْسِينَ [6] .
قَالَ: حَدَّثَنَا شِهَابٌ بِهَذَا فِي سَنَةِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا تَلِيدُ بْنُ الْخَشَّابِ حَدَّثَنِي شَرِيكٌ مَوْلَى
__________
[1] وهو بداية الجزء السادس والعشرين وأوله: «أخبرنا أبو الحسين محمد بن الفضل القطان البغدادي بها حدثنا ابو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه حدثنا ابو يوسف يعقوب بن سفيان ... » .
[2] زائدة بن قدامة الثقفي الكوفي ابو الصلت (تهذيب التهذيب 3/ 306) .
[3] سقطت من الأصل واسمه عقيص (تاريخ بغداد 12/ 305) .
[4] الخطيب: تاريخ بغداد 12/ 305 ويذكر «يتكلمون» بدل «ينكلون» .
[5] قتل الحسين (رضي الله عنه) بفخ سنة 61 هـ.
[6] ومائة.(2/752)
عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ مِنْ دَارِهِ، فَرَأَى عَلِيًّا خَارِجًا مِنَ الْقَصْرِ بِيَدِهِ دُرَّةٌ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ عَمْرٌو، فَقَالَ: يَا عَمْرُو كُنْتُ أَرَى أَنَّ الْوَالِيَ يَظْلِمُ النَّاسَ فَإِذَا النَّاسُ يَظْلِمُونَ الْوَالِيَ، اللَّهمّ فَرِّقْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ وَاجْعَلْ عَلَيْهِمْ شَرًّا مِنِّي. «حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ موسى قال: سمعت هلال ابن خَبَّابٍ يَقُولُ: قَالَ فُلَانٌ: جَمَعَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رُءُوسَ أَهْلِ الْعِرَاقِ فِي هَذَا الْقَصْرِ- وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى قَصْرِ الْمَدَائِنِ- فَقَالَ [1] : يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ لَوْ لَمْ تَذْهَلْ نَفْسِي عَنْكُمْ إِلَّا لِثَلَاثٍ [2] لَذَهَلْتُ: بِقَتْلِكُمْ أَبِي وَمَطْعَنِكُمْ بَطْنِي وَاسْتِلَابِكُمْ نَعْلِي وَرِدَائِي عَنْ عَاتِقِي- شَكَّ عَوْنٌ-» [3] . «حدثنا أبو بكر الحميدي ثنا سفيان حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَرِيكٍ عَنْ بِشْرِ بْنِ غَالِبٍ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بن الزبير (239 ب) لِحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ: أَيْنَ تَذْهَبُ إِلَى قَوْمٍ قَتَلُوا أَبَاكَ وَطَعَنُوا أَخَاكَ! فَقَالَ لَهُ حُسَيْنٌ: لَئِنْ أُقْتَلُ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا أَحَبُّ إِلَيَّ من ان تستحل بي- يعني مكة-» [4] .
__________
[1] في الأصل «فقلت» .
[2] في الأصل «لبلائي» وما أثبته من تاريخ بغداد للخطيب 1/ 139، وأضاف «خصال» بعد «ثلاث» .
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 1/ 139 لكنه ساق المتن باسناد آخر بعد ان ذكر اسناد يعقوب بن سفيان وأول متنه لذلك اختلفت بعض الألفاظ بين الخطيب والفسوي، وفي رواية الخطيب اضافة ما يلي آخر الرواية «وانكم قد بايعتموني على أن تسالموا من سالمت وتحاربوا من حاربت واني قد بايعت معاوية فاسمعوا له وأطيعوا. قال: ثم نزل فدخل القصر» .
[4] ابن كثير: البداية والنهاية 8/ 161.(2/753)
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ: كَانَ بِشْرُ بْنُ غَالِبٍ مَعَ حُسَيْنٍ وَكَانَ فِيمَنْ خَذَلَهُ، فَكَانَ يَأْتِي قَبْرَهُ فَيَتَمَرَّغُ عَلَيْهِ وَيَبْكِي.
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ [1] حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ قَارِظٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: أَعْيَانِي وَأَعْضَلَ بِي أَهْلُ الْكُوفَةِ مَا يُرْضُونَ أَحَدًا وَلَا يُرْضَى بِهِمْ، وَلَا يُصْلِحُونَ وَلَا يَصْلُحُ عَلَيْهِمْ.
حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ سُفْيَانَ [2] عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ [3] عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عُمَرَ فَأَتَاهُ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، فَوَقَعُوا فِي سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِمُ الْوَقْعُ حَتَّى قَالُوا مَا يَحْسُنُ يُصَلِّي بِنَا. فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ عَهْدِي بِهِ وَهُوَ يُحْسِنُ الصَّلَاةَ. وَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَجَاءَ، فَقَالَ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ مَا يَقُولُ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: مَا يَقُولُونَ؟ قَالَ: [4] يَقُولُونَ إِنَّكَ لَا تُحْسِنُ الصَّلَاةَ. قَالَ: أَمَّا أَنَا وَاللَّهِ فَأُصَلِّي بِهِمْ صَلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا أَخْرِمُ مِنْهَا شَيْئًا، أُصَلِّي بِهِمْ صَلَاةَ الْعِشَاءِ فَأَرْكَنُ [5] فِي الْأَوَّلَيْنِ وَأَحْذِفُ فِي الْأُخْرَيَيْنِ. قَالَ: كَذَلِكَ الظَّنُّ بِكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ.
«حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ أَبِي عَذْبَةَ قَالَ: جَاءَ [رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ بْنِ الخطاب- رضي الله عنه- فأخبره
__________
[1] عبد الله بن صالح كاتب الليث.
[2] في الأصل «سنان» وهو تصحيف.
[3] القبطي (تهذيب التهذيب 6/ 411) .
[4] في الأصل «قالوا» .
[5] اسكن.(2/754)
أَنَّ أَهْلَ الْعِرَاقِ قَدْ حَصَبُوا] [1] أَمِيرَهُمْ، فَخَرَجَ غَضْبَانًا، فَصَلَّى بِهِمُ الصَّلَاةَ فَسَهَا فِيهَا حَتَّى جعل الناس يقولون سبحان الله، فلم سَلَّمَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: مِنْ هَاهُنَا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ؟ فَقَامَ رَجُلٌ ثُمَّ قَامَ آخَرُ فَقُمْتُ أَنَا ثَالِثًا أَوْ رَابِعًا. فَقَالَ: يَا أَهْلَ الشَّامِ اسْتَعِدُّوا لِأَهْلِ الْعِرَاقِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ بَاضَ فِيهِمْ وَفَرَّخَ، اللَّهمّ إِنَّهُمْ قَدْ لَبَّسُوا عَلَيَّ فَلَبِّسْ عَلَيْهِمْ، وَعَجِّلْ عَلَيْهِمْ بالغلام (240 أ) الثقفي يحكم فيهم بحكم الجاهلية، لا يقبل مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَلَا يَتَجَاوَزُ عَنْ مُسِيئِهِمْ» [2] .
«حَدَّثَنَا أبو اليمان ثنا حريز بْنُ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ أَبِي عَذْبَةَ الْحِمْصِيِّ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَابِعَ أَرْبَعَةٍ مِنَ الشَّامِ وَنَحْنُ حُجَّاجٌ، فَبَيْنَا نَحْنُ عِنْدَهُ أَتَاهُ آتٍ مِنْ قِبَلِ الْعِرَاقِ، فَأَخْبَرَ أَنَّهُمْ قَدْ حَصَبُوا إِمَامَهُمْ، وَقَدْ كَانَ عُمَرُ عَوَّضَهُمْ مِنْهُ مَكَانَ إِمَامٍ كَانَ قَبْلَهُ، فَحَصَبُوهُ، فَخَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ مُغْضَبًا فَسَهَا فِي صَلَاتِهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الناس فقال: من هاهنا من أهل الشام؟ فَقُمْتُ أَنَا وَأَصْحَابِي فَقَالَ: يَا أَهْلَ الشَّامِ تَجَهَّزُوا لِأَهْلِ الْعِرَاقِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ بَاضَ فِيهِمْ وَفَرَّخَ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهمّ إِنَّهُمْ قَدْ لَبَّسُوا عَلَيَّ فَلَبِّسْ عَلَيْهِمْ، وَعَجِّلْ لَهُمُ الْغُلَامَ الثقفي يحكم فيهم بحكم الجاهلية، لا يقبل مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَلَا يَتَجَاوَزُ عَنْ مُسِيئِهِمْ» [3] .
«حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ ثنا سُفْيَانُ عَنْ عَمَّارٍ الدهني قال: نزل
__________
[1] سقطت من الأصل وزدتها من صفحة 529 وابن كثير: البداية والنهاية 9/ 132.
[2] ابن كثير: البداية والنهاية 9/ 132.
[3] ابن حجر: الاصابة 4/ 145 واختصر المتن.(2/755)
الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَدَائِنَ، وَكَانَ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ [1] عَلَى مُقَدِّمَتِهِ، وَنَزَلَ الْأَنْبَارَ فَطَعَنُوا حَسَنًا وانتهبوا سرادقه» [2] .
حدثنا ابو بكر ثنا سُفْيَانُ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَخِي يَزِيدَ عَنْ يَزِيدَ الْأَصَمِّ قَالَ: أَتَيْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ فَأُتِيَ بِضَارَّةِ [3] كُتُبٍ وَأَنَا عِنْدَهُ، فَمَا فَضَّ مِنْهَا خَاتَمًا وَلَا نَظَرَ فِي عُنْوَانِهِ حَتَّى قَالَ: يَا جَارِيَةُ هَاتِ الْمِخْضَبَ. قَالَ: فجاءت المخضب فِيهِ مَاءٌ، فَأَخَذَ تِلْكَ الْكُتُبَ فَغَسَلَهَا فِي الْمَاءِ. قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ كُتُبُ مَنْ هَذِهِ؟ قَالَ: هَذِهِ كُتُبُ قَوْمٍ لَا يَرْجِعُونَ إِلَى حَقٍّ، وَلَا يَقْصُرُونَ عَنْ بَاطِلٍ، كُتُبُ أَهْلِ الْعِرَاقِ- وَرُبَّمَا قَالَ لَا يَنْزِعُونَ عَنْ بَاطِلٍ-. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ثنا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ [4] عَنْ نُبَيْهِ بْنِ وَهْبٍ [5] قَالَ: خَطَبَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَى أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ وَهُوَ أَمِيرُ الْمَوْسِمِ، فَقَالَ: أَلَا أَرَاهُ عِرَاقِيًا جَافِيًا إِنَّ الْمُحْرِمَ لَا يَنْكِحُ وَلَا يُنْكَحُ، أَخْبَرَنَا بِذَلِكَ عُثْمَانُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. «حدثنا ابو بكر الحميدي حدثنا (240 ب) يحي بْنُ سُلَيْمٍ قَالَ:
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ يُحَدِّثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ:
قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ أَهْلُ الشَّامِ خَيْرٌ مِنْكُمْ، خَرَجَ إِلَيْهِمْ نَفَرٌ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ كَثِيرٌ، فَحَدَّثُونَا بِمَا نَعْرِفُ، وَخَرَجَ إِلَيْكُمْ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قليل فحدثتمونا بما
__________
[1] ابن عبادة الخزرجي (تهذيب التهذيب 8/ 395) .
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 1/ 178.
[3] حزمة كتب.
[4] الفقيه المدني مولى ابن عمر (تهذيب التهذيب 10/ 412) .
[5] العبديّ.(2/756)
نعرف ومالا نَعْرِفُ» [1] .
قَالَ: وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: إِذَا سَمِعْتُ بِالْحَدِيثِ الْعِرَاقِيِّ فَأَرْدُدُ بِهِ ثُمَّ أَرْدُدُ.
حَدَّثَنَا أَبُو بكر الحميدي ثنا يحي بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ: سمعت طاووسا يَقُولُ: إِذَا حَدَّثَكَ [2] الْعِرَاقِيُّ مِائَةَ حَدِيثٍ فَاطْرَحْ منها تسعة وتسعين. قال: ورأيت طاووسا عَقَدَهَا.
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ [3] ثنا زُهَيْرٌ [4] قَالَ:
قَالَ: قَالَ لِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ: يَا زُهَيْرُ إِذَا حَدَّثَكَ الْعِرَاقِيُّ أَلْفَ حَدِيثٍ فَاطْرَحْ تِسْعَ مِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ حَدِيثًا وَكُنْ مِنَ الْبَاقِي فِي شَكٍّ.
«وَقَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: كَانَتِ الْخُلَفَاءُ بِالشَّامِ فَإِذَا كَانَتْ بَلِيَّةٌ سَأَلُوا عَنْهَا عُلَمَاءَ أَهْلِ الشَّامِ وَأَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَكَانَتْ أَحَادِيثُ أَهْلِ الْعِرَاقِ لَا تُجَاوِزُ جُدُرَ بُيُوتِهِمْ، فَمَتَى كَانَ عُلَمَاءُ أَهْلِ الشَّامِ يَحْمِلُونَ عَنْ خَوَارِجِ أَهْلِ الْعِرَاقِ!» . [5] «سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ الرَّبِيعِ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يقول: ما رحلت
__________
[1] ابن عساكر: تاريخ مدينة مشق 1/ 314.
[2] في الأصل «حدثت» .
[3] الحميري البرسمي الصنعاني- من صنعاء دمشق- (تهذيب التهذيب 6/ 421) .
[4] زهير بن محمد التميمي.
[5] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 316 لكنه ذكر «زاد ابن درستويه» قبل «فَمَتَى كَانَ عُلَمَاءُ أَهْلِ الشَّامِ يَحْمِلُونَ عَنْ خوارج أهل العراق» .(2/757)
إِلَى الشَّامِ إِلَّا لِأَسْتَغْنِيَ عَنْ حَدِيثِ أَهْلِ الْكُوفَةِ» [1] .
حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ قَالَ: كُنْتُ بِمَكَّةَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَإِذَا حَلَقَةٌ، فَدَنَوْتُ مِنْهُمْ فَإِذَا ابْنُ عُمَرَ فِيهِمْ، فَقَالَ لِي:
مِمَّنْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ. قَالَ: أَهْلُ الْبَصْرَةِ خَيْرٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ.
حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ [2] ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ أَبُو جعفر حدثنا مالك ابن مِغْوَلٍ عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ عَنْ سَالِمِ بْنِ عبد الله بن عمر (241 أ) قَالَ: سَأَلَنِي:
مِمَّنْ أَنْتَ؟ قَالَ: فَقُلْتُ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ. فَقَالَ: بِئْسَ الْقَوْمُ بَيْنَ سِبَائِي وحروري.
حدثنا ابو بكر الحميدي حدثنا يحي بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَلِيِّ بْنِ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ:
كَتَبَ إِلَيَّ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ، وَكَتَبَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَلَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَكْتُبَ إِلَى مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ إِلَّا مَخَافَةَ تَزَيُّدِ أَهْلِ الْعِرَاقِ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثنا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ رُزَيْقٍ يَقُولُ: قِيلَ لَنَا أَنَّ بِالْكُوفَةِ رَجُلٌ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ. قَالَ: فَذَهَبْنَا إِلَيْهِ فَإِذَا نَحْنُ بِنَسَّاجٍ يَنْسِجُ، فَكَلَّمْنَاهُ، فَقَالَ: إِنِّي نَبِيٌّ. فَقُلْنَا: أَنَبِيٌّ حَائِكٌ؟ قَالَ: أَيُّ شَيْءٍ تُرِيدُونَ صِرَافًا!.
حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يوسف الفاريابي حدثنا
__________
[1] الخطيب: الجامع لأخلاق الراويّ وآداب السامع ق 190 أ، وابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 317.
[2] الأعرج البغدادي الرام (تهذيب التهذيب 8/ 277) .(2/758)
فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ حَدَّثَنِي جَبَلَةُ بْنُ الْمُصَفِّحِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَّهُ قَالَ: يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ سَلُونَا عَمَّا قَالَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ فَإِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ أَعْلَمُ بِمَا قَالَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنْتُمْ يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ أَعْلَمُ بِالْكَذِبِ عَلَيْهِمَا. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قُرَّةَ الْعِجْلِيِّ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ ابْنِ أَخِي الْقَعْقَاعِ [1] أَبِي ثَوْرٍ قَالَ: حَجَجْتُ فَلَقِيتُ عبد الله ابن عُمَرَ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ أَشْيَاءَ، فَزَبَرَنِي [2] وَزَجَرَنِي. فَلَمَّا قَضَيْتُ نُسُكَ حَجَّتِي قُلْتُ: لَآتِيَنَّهُ فَلَأُسَلِّمَنَّ عَلَيْهِ، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ جِئْتُ مِنْ شُقَّةٍ بَعِيدَةٍ وَأُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ أَشْيَاءَ فَزَبَرْتَنِي وَزَجَرْتَنِي، وَلَا أَرَاكَ إِلَّا قَدْ أَنْمَيْتَ [3] فِي جَنْبِي. فَقَالَ: إِنَّكُمْ معشر أهل العراق تروون عنا مالا نَقُولُ.
حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعد عَنْ خَالَتِهِ ابْنَةِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَتْ: سَأَلْتُ سعد بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ شَيْءٍ فَاسْتَعْجَبَ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُحَدِّثَكُمْ حَدِيثًا فَتَجْعَلُونَهُ مِائَةَ حَدِيثٍ.
حَدَّثَنَا (241 ب) قَبِيصَةُ عَنْ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ:
سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: يَا أهل العراق تأتونا بالمعضلات.
حدثني أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ [4] عَنْ سُفْيَانَ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ المسيب عن مشكلة فقال: أعراقي أنت؟
__________
[1] هو عبد الملك بن نافع الشيبانيّ (تهذيب التهذيب 6/ 427) .
[2] نهرني.
[3] من النميمة.
[4] الضبي مولاهم الفريابي (تهذيب التهذيب 9/ 535) .(2/759)
حدثني محمد بن يحي [1] ثنا سُفْيَانُ [2] عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: إِذَا أَوْغَلَ الْحَدِيثُ هُنَاكَ- يَعْنِي الْعِرَاقَ- فَارْدُدْ بِهِ.
حَدَّثَنِي سعيد بن أسد حدثنا ضمرة عن [3] رجاء بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: لَا يَزَالُ يُعْرَفُ الْحَدِيثُ مَا لَمْ يُقَلْ هَاهُنَا- وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى الْعِرَاقِ-.
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ والنعمان ابن رَاشِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يُحَدِّثُ حَدِيثَ الْمَجْذُومِ. فَقُلْتُ: يَا أَبَا بَكْرٍ مَنْ حَدَّثَكَ؟ قَالَ: أَنْتَ حَدَّثْتَنِيهِ مِمَّنْ سَمعْتُهُ؟ قُلْتُ: مِنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ. قَالَ: أَفْسَدْتُهُ إِنَّ فِي حديث أهل الْكُوفَةِ دُعَاءً [4] كَثِيرًا.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ [5] بْنُ دُكَيْنٍ ثنا الْأَعْمَشُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ الْأَسَدِيِّ قَالَ: لَمَّا جَاءَتْ بَيْعَةُ عُثْمَانَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: مَا أَلَوْنَا عَنْ أَعْلَى لِهَذِي فَوْقَ [6] .
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالا: ثنا مِسْعَرٌ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبُرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ حِينَ بَيْعَةِ عُثْمَانَ: أَمْرُنَا خَيْرُ مَنْ بَقِيَ وَلَمْ نأله [7] .
__________
[1] ابن أبي عمر العدني (تهذيب التهذيب 9/ 518) .
[2] ابن عيينة.
[3] في الأصل «بن» .
[4] في احكام الأحكام لابن حزم «دغلا» .
[5] في الأصل «المفضل» .
[6] أوردها ابن سعد من طريق الأعمش وذكر «ذي» بدل «هذي» (الطبقات الكبرى 3/ 62) .
[7] أوردها ابن سعد من طريق عبد الملك أيضا (الطبقات 3/ 63) .
وقول ابن مسعود في الأصل فيه تصحيفات فأثبته كما في ابن سعد، ورسمه في الأصل كما يلي «امه باحيه من بقي ولم نسأل» .(2/760)
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ جَارِيَةٍ [1] .
قَالَ: سَمِعْتُ ابن مسعود يقول حين قدم علينا بيعة عُثْمَانُ: حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: مَا آلَوْنَا عَنْ أَعْلَى هَذِي فَوْقَ إِنْ بَايَعْنَاهُ.
حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ عَنْ أَبِي وَائِلٍ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ سَارَ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى الْكُوفَةِ ثَمَانَ لَيَالٍ حِينَ قُتِلَ عُمَرُ، فَحَمِدَ الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ مَاتَ عُمَرُ بْنُ الخطاب (242 أ) فَلَمْ يُرَ يَوْمًا أَكْثَرَ نَشِيجًا مِنْ يَوْمِئِذٍ، إِنَّا اجْتَمَعْنَا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ فَلَمْ نَأْلُ مِنْ خَيْرِنَا ذِي فَوْقَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَبَايَعُوهُ [2] .
باب
حدثني ابو سعيد يحي بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَشْكِيبَ حَدَّثَنِي ابو يحي التَّيْمِيُّ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ الْمُرَادِيِّ [3] عَنْ عُبَيْدَةَ السَّلْمَانِيِّ: قَالَ: هَجَمْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ذَاتَ يَوْمٍ وَهُوَ فِي دِهْلِيزِهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: الْقَائِمُ بَعْدِي فِي الْجَنَّةِ وَالَّذِي يَقُومُ بَعْدَهُ فِي الْجَنَّةِ وَالثَّالِثُ وَالرَّابِعُ فِي الْجَنَّةِ.
وَقَدْ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ أَيْضًا. حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: سَمِعْتُ الزهري يقول: يخرج الحديث عندنا شبرا فيرجع ذِرَاعًا- يَعْنِي مِنَ الْعِرَاقِ-.
قَالَ: - وَأَشَارَ بِيَدِهِ- إِذَا وَغَّلَ الْحَدِيثُ هُنَالِكَ بَدَا وَبَدَا بِهِ [4] .
__________
[1] جارية بن قدامة بن زهير التيمي السعدي (تهذيب التهذيب 2/ 54) .
[2] أوردها ابن سعد من طريق حماد بن سلمة أيضا (الطبقات الكبرى 3/ 63) .
[3] في الأصل «الأصدائي» وانظر ترجمته في ميزان الاعتدال 2/ 430.
[4] هكذا رسمها في الأصل ولم أتبينها.(2/761)
حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ الْهَاشِمِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: لَوْلَا أَحَادِيثُ تَأْتِينَا مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ نُنْكِرُهَا، مَا كَتَبْتُ حديثا ولا أذنت في كتابته.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ [1] عَنْ حَجَّاجٍ الصَّوَّافِ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ عَنْ يَعْلَى بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ جُنْدَبٍ [2] أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى حُذَيْفَةَ فَقَالَ: قَدْ سَارُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ- يَعْنِي عُثْمَانَ-. قَالَ: يَقْتُلُونَهُ وَاللَّهِ. قَالَ: قُلْتُ: فَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: فِي الْجَنَّةِ. قَالَ: قُلْتُ: فَأَيْنَ هُمْ؟
قَالَ: فِي النَّارِ.
حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ حَدَّثَنِي مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن بي يَعْقُوبَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ [3] أَبِي بِشْرٍ عَنْ جُنْدَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
بَلَغَنِي عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّهُ نَالَ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَلَقِيتُهُ، فَقُلْتُ لَهُ، فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُمْ سَيَقْتُلُونَهُ. قَالَ: قُلْتُ: فَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: فِي الْجَنَّةِ. قُلْتُ: فَأَيْنَ قَاتِلُهُ؟
قَالَ فِي النَّارِ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ [4] عن يزيد بن (242 ب) يَثِيعَ [5] قَالَ: تَجَهَّزَ نَاسٌ مِنْ بَنِي عَبْسٍ إِلَى عُثْمَانَ يُقَاتِلُونَهُ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: مَا سَعَى قَوْمٌ لِيُذِلُّوا سُلْطَانَ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا أَذَلَّهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا قَبْلَ أَنْ يَمُوتُوا.
__________
[1] محمد بن خازم الضرير.
[2] جندب بن عبد الله بن سفيان العلقي.
[3] التميمي العنبري البصري (تهذيب التهذيب 11/ 151) .
[4] السبيعي.
[5] ترجمته في ميزان الاعتدال 4/ 441.(2/762)
حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ [1] حَدَّثَنَا أَبِي ثنا الْأَعْمَشُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ الزَّبِيدِيِّ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ صَخْرٍ الْفَزَارِيِّ عَنْ جَزِيِّ بْنِ بُكَيْرٍ الْعَبْسِيِّ قَالَ:
لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ، أَتَيْنَا حُذَيْفَةَ فَدَخَلْنَا صُفَّةً لَهُ. قَالَ: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا بَالُ عُثْمَانَ، وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا حَالُ مَنْ قَتَلَ عُثْمَانَ إِنْ هُوَ إِلَّا كَافِرٌ قَتَلَ الْآخَرَ، أَوْ مُؤْمِنٌ خَاضَ إِلَيْهِ الْفِتْنَةَ حَتَّى قَتَلَهُ فَهُوَ أَكْمَلُ النَّاسِ إِيمَانًا.
حَدَّثَنِي مَحْفُوظُ بْنُ أَبِي تَوْبَةَ حَدَّثَنِي أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ عَنْ صَخْرِ بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ جَزِيِّ بْنِ بُكَيْرٍ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ، فَزِعْنَا إِلَى حُذَيْفَةَ فِي صُفَّةٍ لَهُ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي كَافِرًا أَوْ مُؤْمِنًا خَاضَ الْفِتْنَةَ إِلَى كَافِرٍ يَقْتُلُهُ [2] .
حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْأَشَجُّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ إِدْرِيسَ يقول: كان الأعمش به ذيلة مِنْ خَشْيَةٍ.
حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مَعْمَرٍ أَبُو صَالِحٍ الْعَنْزِيُّ قَالَ:
صَلَّيْتُ الصُّبْحَ، ثُمَّ نِمْتُ عَلَى شَطِّ الْفُرَاتِ، فَرَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ زَوْرَقًا يَصْعَدُ فِي الْفُرَاتِ وَكَانَ الناس يقولون هذا عيسى بن مَرْيَمَ عَابِرٌ قَادِمٌ [3] عِنْدِي، فَأَخَذْتُ جُبَّةً مِنْ صُوفٍ فَطَرَحْتُهَا عَلَيَّ ثُمّ قُلْتُ: الْآنَ طَابَ الزُّهْدُ، أَنْتَ الْيَسَعُ بْنُ نُونٍ خَلِيفَةُ مُوسَى عَلَى قَوْمِهِ؟ قَالَ: لَا، أَنَا يُونُسُ بْنُ مَتَّي.
قُلْتُ: أَخْبِرْنِي بِمَا يَتَحَدَّثُ بِهِ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَحَقٌّ هُوَ؟ قَالَ: إِنَّهُ يَكْذِبُ عَلَيْهِمْ كَمَا كَذَبَ الْأَعْمَشُ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عفان.
__________
[1] محمد بن عبد الله بن نمير.
[2] صحح الفسوي الآثار التي رواها الأعمش باسناده الى حذيفة في شهادة حذيفة لعثمان بالجنة صفحة 768.
[3] في الأصل «قا» .(2/763)
«حدثنا يحي بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ حَدَّثَنَا [1] عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مُوسَى بْنِ طَرِيفٍ عَنْ عَبَايَةَ [2] عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: أَنَا قَسِيمُ النَّارِ، إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ قُلْتُ هَذَا لَكَ وَهَذَا لِي» [3] . وَرَأَيْتُ فِي كِتَابِ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الْأَعْمَشِ (243 أ) حَدِيثَ عَلِيٍّ: «أَنَا قَسِيمُ النَّارِ» . فَقُلْتُ لِمُوسَى: مَا كَانَ عَبَايَةُ عِنْدَكُمْ؟ فَذَكَرَ مِنْ فَضْلِهِ وَمِنْ صَلَاتِهِ وَمِنْ صِيَامِهِ وَصِدْقِهِ.
سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ الرَّبِيعِ يَقُولُ: قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ [4] : قُلْنَا لِلْأَعْمَشِ:
لَا تُحَدِّثْ بِهَذِهِ الْأَحَادِيثِ. قَالَ: يَسْأَلُونِي فَمَا أَصْنَعُ رُبَّمَا سَهَوْتُ، فَإِذَا سَأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ مِنْ هَذَا فَسَهَوْتُ فَذَكِّرُونِي. قَالَ: فَكُنَّا يَوْمًا عِنْدَهُ فَجَاءَ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنْ حَدِيثِ: «أَنَا قَسِيمُ النَّارِ» . قَالَ: فَتَنَحْنَحْتُ. قَالَ:
فَقَالَ الْأَعْمَشُ هَؤُلَاءِ الْمُرْجِئَةُ لَا يَدَعُونِي أُحَدِّثُ بِفَضَائِلِ عَلِيٍّ أَخْرِجُوهُمْ مِنَ الْمَسْجِدِ حَتَّى أُحَدِّثَكُمْ.
حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن عمار ثنا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ [5] حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ [6] قَالَ: قَالَ الْأَعْمَشُ: مَا كُنْتُ أَرَى أَنْ أَعِيشَ فِي زَمَانٍ أَسْمَعُهُمْ يُفَضِّلُونَ فِيهِ عَلِيًّا عَلَى أبي بكر وعمر.
__________
[1] في الأصل «وحدثنا» والواو زائدة فحذفتها.
[2] عباية بن ربعي الأسدي.
[3] ابن كثير: البداية والنهاية 7/ 355.
[4] محمد بن خازم الضرير.
[5] الكلابي الرقي (تهذيب التهذيب 8/ 76) .
[6] الحناط.(2/764)
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ [1] قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ يَقُولُ حَدَّثْنَاهُمْ بِغَضَبِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاتَّخَذُوهُ دِينًا.
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الأعمش حدثنا زيد ابن وَهْبٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ عُمَرَ فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ وَالنَّاسُ صِيَامٌ، فَتَغَشَّى السَّمَاءَ سَحَابٌ، وَأَتَى بِعَسَاسٍ مِنْ لَبَنٍ مِنْ بَيْتِ حَفْصَةَ، فَشَرِبَ النَّاسُ ثُمَّ لَمْ يَلْبَثُوا أَنْ تَجَلَّى ذَلِكَ السَّحَابُ فَإِذَا هُمْ بِالشَّمْسِ، فَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ صَوْمُهُ مَكَانَ يَوْمٍ. فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّمَا هُوَ يَوْمٌ مَكَانَ يَوْمٍ لَا نَقْضِيهِ وَلَا نَصُومُهُ، مَا تَجَانَفْنَا لِإِثْمٍ أَوْ مِنْ إِثْمٍ، وَاللَّهِ لَا نَقْضِيهِ.
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ [2] نا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: أُخْرِجَتْ عَلَيْنَا عَسَاسٌ مِنْ بَيْتِ حَفْصَةَ قُرْبَ الْمَسَاءِ فِي رَمَضَانَ، وَقَدْ غَشِيَ السَّمَاءَ سَحَابٌ فَظَنُّوا أَنَّ الشَّمْسَ قَدْ غَابَتْ، فَأَفْطَرُوا، ثُمَّ لَمْ يَلْبَثِ السَّحَابُ أَنْ تَجَلَّى فَإِذَا الشَّمْسُ طَالِعَةٌ، فَقَالَ عُمَرُ: لَا نَقْضِيهِ مَا تَجَانَفْنَا لِإِثْمٍ.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عن (243 ب) شَيْبَانَ [3] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنِ الْمُسَيِّبِ بْنِ رَافِعٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ وَالسَّمَاءُ مُتَغَيِّمَةٌ فَرَأَيْنَا أَنَّ الشَّمْسَ قَدْ غَابَتْ وَأَنَّا قَدْ أَمْسَيْنَا، فَأُخْرِجَتْ لَنَا عَسَاسٌ مِنْ لَبَنٍ مِنْ بَيْتِ حَفْصَةَ، فَشَرِبَ عُمَرُ وَشَرِبْنَا، فَلَمْ نَلْبَثْ أَنْ ذهب السحاب وبدت الشمس، فجعل بعضنا يَقُولُ لِبَعْضٍ نَقْضِي يَوْمَنَا هَذَا، فَسَمِعَ ذَلِكَ عُمَرُ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا نَقْضِيهِ وَمَا تَجَانَفْنَا لإثم.
__________
[1] الهمدانيّ الكوفي الخازفي ابو هشام (تهذيب التهذيب 6/ 57) .
[2] محمد بن عبد الله بن نمير.
[3] شيبان بن عبد الرحمن النحويّ التميمي.(2/765)
بَابٌ
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ [1] حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَنْظَلَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ فَأَتَى بِجَفْنَةٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، فَقَالَ الْمُؤَذِّنُ: وَالشَّمْسُ طَالِعَةٌ! فَقَالَ: أَعْذُ عَنَّا شَرَّكَ إِنَّا لَمْ نُرْسِلْكَ نَاعِيًا لِلشَّمْسِ إِنَّمَا أَرْسَلْنَاكَ دَاعِيًا لِلصَّلَاةِ، يَا هَؤُلَاءِ مَنْ كَانَ أَفْطَرَ مِنْكُمْ فَقَضَاءُ يَوْمٍ يَسِيرٍ، وَإِلَّا فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ.
حَدَّثَنَا آدَمُ بن أبي اياس حدثنا شعبة حَدَّثَنَا جَبَلَةُ بْنُ سُحَيْمٍ قَالَ:
سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ حَنْظَلَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ- وَكَانَ أَبُوهُ صَدِيقًا لِعُمَرَ- قَالَ:
كُنْتُ عِنْدَ عُمَرَ فِي رَمَضَانَ، فَأَفْطَرَ وَأَفْطَرَ النَّاسُ، فَصَعَدَ الْمُؤَذِّنُ لِيُؤَذِّنَ فَقَالَ:
أَيُّهَا النَّاسُ هَذِهِ الشَّمْسُ لَمْ تَغْرُبْ. فَقَالَ عُمَرُ: كَفَانَا اللَّهُ شَرَّكَ إِنَّا لَمْ نَبْعَثْكَ دَاعِيًا. قَالَ عُمَرُ: مَنْ كَانَ أَفْطَرَ فَلْيَصُمْ يَوْمًا مَكَانَهُ.
حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ [2] حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عِلَاقَةَ [3] عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ قَالَ: شَهِدْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ، ثُمَّ طَلَعَتِ الشَّمْسُ فَأَمَرَ عُمَرُ مَنْ كَانَ أَفْطَرَ أَنْ يَقْضِيَ يَوْمًا مَكَانَهُ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ زِيَادٍ عَنْ بِشْرِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَهُ عَشِيَّةً فَظَنَّ أَنَّ الشَّمْسَ قَدْ غَابَتْ، فَشَرِبَ عُمَرُ وَسَقَانِي ثم نظروا اليها على سفح (244 أ) الْجَبَلِ فَقَالَ عُمَرُ:
لَا نُبَالِي وَاللَّهِ نَقْضِي يوما مكانه.
__________
[1] الفضل بن دكين.
[2] في الأصل «شعيب» .
[3] الثعلبي الكوفي (تهذيب التهذيب 3/ 380) .(2/766)
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ [1] ثنا الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي ثَوْرٍ [2] الْهَمْدَانِيُّ عَنْ [3] زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ عَنْ بِشْرِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ عَشِيَّةً في شهر رَمَضَانَ، وَكَانَ يَوْمُ غَيْمٍ، فَجَاءَنَا بِسُوَيْقٍ فَشَرِبَ وَقَالَ لِي اشْرَبْ، فَشَرِبْتُ، فَأَبْصَرْنَا بَعْدَ ذَلِكَ الشَّمْسَ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا نُبَالِي نَقْضِي يَوْمًا مَكَانَهُ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَنْظَلَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، فَلَمَّا غَابَتِ الشَّمْسُ فِيمَا يَرَوْنَ، أَفْطَرَ بَعْضُ النَّاسِ فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَذِهِ الشَّمْسُ بَادِيَةٌ. فَقَالَ: أَعَاذَنَا اللَّهُ مِنْ شِرْكٍ مَا بَعَثْنَاكَ دَاعِيًا لِلشَّمْسِ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ أَفْطَرَ فَلْيَصُمْ يَوْمًا مَكَانَهُ.
حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ ثنا حَمَّادٌ عَنِ الْحَجَّاجِ [4] عَنْ زِيَادِ بن علاقة عن قطبة ابن مَالِكٍ قَالَ: كَانُوا مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَأَفْطَرُوا يَوْمَ غَيْمٍ، فَكَشَفَ السَّحَابُ فَإِذَا الشَّمْسُ عَلَى الْجِبَالِ، فَقَالَ عُمَرُ: لَا نُبَالِي نَقْضِي يَوْمًا آخَرَ.
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَهَذَا خَطَأٌ مِنْ حَجَّاجٍ، وَمِمَّا يُسْتَدَلُّ عَلَى ضَعْفِ الْحَجَّاجِ هَذَا وَنَحْوُهُ مِنَ الرِّوَايَةِ لِأَنَّ الْحُفَّاظَ قَالُوا عَنْ بِشْرِ بْنِ قَيْسٍ وَقَدْ رَوَى زِيَادٌ عَنْ قُطْبَةَ شَيْئًا غَيْرَ هَذَا، فَجَعَلَ الْحَجَّاجُ الِاثْنَيْنِ شَيْئًا وَاحِدًا، وَوَجَدَ هَذَا أَخَفَّ عَلَيْهِ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ وَابْنُ بُكَيْرٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ
__________
[1] ابن منصور بن شعبة الخراساني.
[2] هو الوليد بن عبد الله بن أبي ثور الهمدانيّ المرهبي مات سنة 172 هـ (تهذيب التهذيب 11/ 137) .
[3] في الأصل «و» بدل «عن» والصواب ما أثبته، لان الوليد يروي عن زياد بن علاقة (تهذيب التهذيب 11/ 138) .
[4] ابن أرطاة.(2/767)
أَبِيهِ- قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: عَنْ زَيْدٍ عَنْ أَخِيهِ-: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَفْطَرَ ذَاتَ يَوْمٍ فِي رَمَضَانَ فِي يَوْمٍ ذِي غَيْمٍ، وَرَأَى أَنَّهُ قَدْ أَمْسَى وَغَابَتِ الشَّمْسُ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ. فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: يَسِيرٌ وَقَدِ اجْتَهَدْنَا. - قَالَ مَالِكٌ: يُرِيدُ بِذَلِكَ عُمَرُ الْقَضَاءَ ويساره: مؤنته وخفته فيما يَرَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ-.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ثنا سفيان عن زيد بن أسلم عن أَخِيهِ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ (244 ب) أَفْطَرَ، فَقَالُوا إِنَّهُ طَلَعَتِ الشَّمْسُ فَقَالَ: خَطْبٌ يَسِيرٌ وَقَدْ كُنَّا جَاهِلِينَ.
بَابٌ
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ [1] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: مَنْ كَانَ يُحِبُّ [2] مَخْرَجَ الدَّجَّالِ تَبِعَهُ، فَإِنْ مَاتَ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ آمَنَ بِهِ فِي قَبْرِهِ.
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَمِمَّا يُسْتَدَلُّ عَلَى كَذِبِ هَذَا الْحَدِيثِ الرِّوَايَةُ الصَّحِيحَةُ عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ فِي عُثْمَانَ: إِنْ قُتِلَ فَأَيْنَ هُوَ؟ قال: في الجنة. وقوله: ما مشى قول إِلَى سُلْطَانٍ لِيُذِلُّوهُ إِلَّا أَذَلَّهُمُ اللَّهُ حِينَمَا [3] قِيلَ لَهُ سَارُوا إِلَى عُثْمَانَ. وَمِمَّا يُسْتَدَلُّ عَلَى ضَعْفِ حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ هَذَا وَمَا رَوَاهُ عَنْ عُمَرَ فِي الْفِطْرِ قَبْلَ غَيْبُوبَةِ الشَّمْسِ فَقَالَ لَا نَقْضِي وَخَالَفَهُ الْكُوفِيُّونَ والحجازيون، ثم ما رَوَى عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ لِحُذَيْفَةَ: أَنَا من المنافقين.
__________
[1] محمد بن عبد الله بن نمير.
[2] ينبغي ان يكون اسم «عثمان» رضي الله عنه قد سقط من الأصل بعد «يحب» كما يتبين من ص 770، والذهبي: ميزان الاعتدال 2/ 107.
[3] في الأصل «وانما» .(2/768)
حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ [1] حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: مَاتَ رَجُلٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ حُذَيْفَةُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ:
مِنَ الْقَوْمِ هُوَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: باللَّه أَنَا مِنْهُمْ. قَالَ: لَا وَلَنْ أُخْبِرَ أَحَدًا بَعْدَكَ. وَهَذَا الْمَحَّالُ وَأَخَافُ أَنْ يَكُونَ كَذَبَ، وَكَيْفَ يَكُونُ هَذَا وَهُوَ مِمَّنْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، وَهُوَ مِمَّنْ يَقُولُ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ كَانَ بَعْدِي نَبِيٌّ لكان عمر» و «قد كَانَ يَكُونُ فِي الْأُمَمِ مُحَدَّثُونَ وَإِنْ يَكُنْ فِي أُمَّتِي فَهُوَ عُمَرُ» ، مَعَ مَا لَا يُحْصَى مِنْ هَذَا الضَّرْبِ، فَكَيْفَ يَجُوزُ أَنْ يَقُولَ لِحُذَيْفَةَ «وَأَنَا مِنَ الْمُنَافِقِينَ» «وَلَكِنَّ حَدِيثَ زيد فيه خلل كثير» [2] .
__________
[1] محمد بن خازم الضرير.
[2] ابن حجر: تهذيب التهذيب 3/ 427، والذهبي: ميزان الاعتدال 2/ 107 وعقب الذهبي على ذلك بقوله في ترجمة زيد بن وهب «متفق على الاحتجاج به الا ما كان من يعقوب الفسوي فإنه قال في (تاريخه) : في حديثه خلل كثير، ولم يصب الفسوي.
ثم انه ساق من روايته قول عمر: يا حذيفة باللَّه انا من المنافقين؟
قال: وهذا محال، أخاف ان يكون كذب. قال: ومما يستدل به على ضعف حديثه روايته عن حذيفة: ان خرج الدجال تبعه من كان يحب عثمان.
ومن خلل روايته قوله: حَدَّثَنَا- وَاللَّهِ، أَبُو ذَرٍّ بِالرَّبْذَةِ قَالَ: كُنْتُ مع النبي صلى الله عليه فاستقبلنا أحد ... الحديث.
فهذا الّذي استنكره الفسوي من حديثه ما سبق اليه، ولو فتحنا هذه الوساوس علينا لرددنا كثيرا من السنن الثابتة بالوهم الفاسد» .
وقال ابن حجر (الاصابة 1/ 567) : «اتفقوا على توثيقه الا أن يعقوب بن سفيان أشار الى انه كبر وتغير ضبطه، ومات سنة ست وتسعين» .(2/769)
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يحي بن آدم حدثنا عمار بن زريق عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: أَرَأَيْتُمْ يَوْمَ الدَّارِ، كَانَتْ فِتْنَةٌ يَوْمَ عُثْمَانَ فَإِنَّهَا أَوَّلُ الْفِتَنِ وَآخِرُهَا الدَّجَّالُ. وهذا مما يستدل على ضعف (245 أ) حَدِيثِ زَيْدٍ كَيْفَ يَقُولُ فِي الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ: إِنْ أُخْرِجَ الدَّجَّالُ تَبِعَهُ مَنْ كَانَ يُحِبُّ عُثْمَانَ، وَإِنْ كَانَ قَدْ مَاتَ آمَنَ بِهِ فِي قَبْرِهِ، ثُمَّ جَعَلَ قَتْلَهُ أَوَّلَ الْفِتَنِ.
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَمِنْ خَلَلِ رِوَايَةِ زَيْدٍ ما حدثنا به عمر بن حفص ابن غِيَاثٍ حَدَّثَنَا أَبِي ثنا الْأَعْمَشُ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنَا- وَاللَّهِ- أَبُو ذَرٍّ بِالرَّبْذَةِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْشِي فِي حَرَّةِ الْمَدِينَةِ عِشَاءً فَلَمَّا اسْتَقْبَلَنَا أُحُدٌ فَقَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ مَا أحب أن أحدا ذلك لي ذهبا يَأْتِي عَلَيْهِ لَيْلَةٌ وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَارٌ إِلَّا دِينَارًا أَرْصُدُهُ لِدَيْنٍ إِلَّا أَنْ أَقُولَ بِهِ فِي عِبَادِ اللَّهِ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا- وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ-، ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ.
قُلْتُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: إِنَّ الْأَكْثَرِينَ هُمُ الْأَقَلُّونَ إِلَّا مَنْ قَالَ بِالْمَالِ هَكَذَا وَهَكَذَا، ثُمَّ قَالَ: مَكَانَكَ لَا تَبْرَحْ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْكَ.
وَانْطَلَقَ حَتَّى غَابَ عَنِّي فَسَمِعْتُ صَوْتًا فَتَخَوَّفْتُ أَنْ يَكُونَ قَدْ عَرَضَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَذْهَبَ، ثُمَّ تَذَكَّرْتُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لَا تَبْرَحْ» فَمَكَثْتُ، فَأَقْبَلَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ سَمِعْتُ صَوْتًا فَخَشِيتُ أَنْ يَكُونَ عَرَضَ لَكَ، فَأَرَدْتُ أَنْ آتِيَكَ، ذَكَرْتُ قَوْلَكَ «لَا تَبْرَحْ» فَقُمْتُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ذَلِكَ جِبْرِيلُ أَتَانِي فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لَا يُشْرِكْ باللَّه شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ.
فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟ قَالَ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ. قَالَ الْأَعْمَشُ: قُلْتُ لِزَيْدِ بْنِ وَهْبٍ: بَلَغَنِي أَنَّهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ. قَالَ:(2/770)
أَشْهَدُ لَحَدَّثَنِيهِ أَبُو ذَرٍّ بِالرَّبْذَةِ.
«حَدَّثَنَا أَبُو بكر [1] حدثنا يحي بن آدم حدثنا زُهَيْرٌ [2] قَالَ:
سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ [قَالَ] : كُنْتُ إِذَا سَمِعْتُ مِنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ حَدِيثَكَ لَمْ يَضُرُّكَ أَنْ لَا تَسْمَعَهُ مِنْ صَاحِبِهِ» [3] .
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَحَدَّثْتُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ داود الحزيبي عن عباد ابن مُوسَى الْحِمْصِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ أَخْتَلِفُ فِي حَوَائِجِ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ فَكَانَ الْأَعْمَشُ يلزمه.
باب
(245 ب) حدثني ابن نمير حدثني أبي عن الأعمش عن شقيق قَالَ:
كُنَّا مَعَ حُذَيْفَةَ جُلُوسًا، فَدَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ [4] وَأَبُو مُوسَى [5] الْمَسْجِدَ فَقَالَ:
أَحَدُهُمَا مُنَافِقٌ ثُمَّ قَالَ: إِنَّ أَشْبَهَ النَّاسِ هَدْيًا وَدِلًّا وَسَمْتًا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدُ اللَّهِ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصٌ [6] حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ: ذَكَرَ أَبُو وَائِلٍ [7] أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَذَكَرَ فَضْلَهُمَا وَسَابِقَتَهُمَا. فَقُلْتُ: فَعَبْدُ اللَّهِ فَلَا تُنْسِيهِ؟ قَالَ:
ذَلِكَ رَجُلٌ لَا أَعُدُّ مَعَهُ أَحَدًا.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ حَبِيبِ ابن أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: رَأَيْتُ هَدَايَا الْمُخْتَارِ تَدْخُلُ على ابن عباس وابن عمر
__________
[1] هو عبد الله بن أبي شيبة.
[2] زهير بن معاوية الجعفي.
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 8/ 441 والزيادة منه.
[4] ابن مسعود.
[5] الأشعري.
[6] ابن غياث.
[7] شقيق بن سلمة.(2/771)
فَقَبِلَا مِنْهُ.
قَالَ سُلَيْمَانُ: وَمَا يُدْرِيهِ فَلَعَلَّ كَانَ صِفَتَهُ الَّتِي تُقْبَلُ بِغَيْرِ عِلْمٍ مِنَ ابْنِ عُمَرَ أَوْ نَحْوِ هَذَا الْكَلَامِ.
ثُمَّ قَالَ سُلَيْمَانُ: ثنا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ قَالَ: مَا رَادَ [1] ابْنُ عُمَرَ عَلَى أَحَدٍ وَصِيَّةً، وَلَا هَدِيَّةً، إِلَّا عَلَى الْمُخْتَارِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ.
بَابٌ
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ نُفَيْلٍ ثنا [أَبُو] [2] مُسْهِرٍ ثنا سعيد قال:
قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: مَا رَأَيْتُ قَوْمًا أَسْأَلَ عَنْ عِلْمٍ، وَلَا أَتْرَكَ لَهُ مِنْكُمْ يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ.
وَقَالَ أَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ: مَا رَأَيْتُ قَوْمًا أَسْأَلَ عَنْ صَغِيرَةٍ، وَلَا أَرْكَبَ لكبيرة منكم يا أهل العراق.
حدثني أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ [3] حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ أَبُو خُزَيْمٍ قَالَ: شَهِدْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ عَشِيَّةَ النَّحْرِ فَقَالَ:
إِنِّي لَأَظُنُّكُمْ عِرَاقِيِّينَ، وَكَانُوا يَسْأَلُونَهُ عَنْ أَشْيَاءَ، فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ قَوْمًا قَطُّ أَتْرَكَ لِكِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، وَلَا أَشَدَّ مَسْأَلَةً عَنْ سُنَّةٍ أَوْ فَرِيضَةٍ، ولا ترك لِذَلِكَ كُلِّهِ مِنْهُمْ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حدثنا حماد بن زيد عن يحي بْنِ سَعِيدٍ [4] عَنْ بَشِيرِ بْنِ يَسَارٍ مَوْلَى الْأَنْصَارِ عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ وَسَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ أَنَّهُمَا حَدَّثَاهُ أَوْ حَدَّثَا: أَنَّ عبد الله بن سهل ومحيصة بن (246 أ) مسعود
__________
[1] في الأصل «أراد» .
[2] سقطت من الأصل وهو عبد الأعلى بن مسهر الدمشقيّ.
[3] الضبي الواسطي.
[4] الأنصاري المدني القاضي.(2/772)
أتينا خَيْبَرَ، فَتَفَرَّقَا فِي النَّخْلِ، فَقُتِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلٍ فَاتَّهَمُوا فِيهِ الْيَهُودَ، قَالَ: فَجَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَهْلٍ وَحُوَيِّصَةُ وَمُحَيِّصَةُ [1] إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَدَأَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَتَكَلَّمَ، فَكَانَ أَقْرَبَ الْقَوْمِ إِلَيْهِ فَتَكَلَّمَ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الكبر- قل يحي: يَعْنِي أَنْ يَلِيَ الْكَلَامُ الْأَكْبَرُ- قَالَ: فَتَكَلَّمُوا فِي أَمْرِ صَاحِبِهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: تستحقون صاحبكم- أَوْ قَتِيلِكُمْ- بِأَيْمَانٍ خَمْسِينَ. قَالُوا:
يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ نَرَهُ. قَالَ: فَتُبَرِّئُكُمْ يَهُودُ بِأَيْمَانٍ خمسين منهم. قَالُوا:
قَوْمٌ كُفَّارٌ. قَالَ: فَوَدَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ قِبَلِهِ. قَالَ سَهْلٌ: فَأَدْرَكْتُ نَاقَةً مِنْ تِلْكَ الْإِبِلِ دَخَلَتْ مِرْبَدًا لَهُمْ فَرَكَضَتْنِي بِرِجْلِهَا. حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي أويس حدثني أبي عن يحي بن سعيد [2] أن بشير ابن يَسَارٍ مَوْلَى بَنِي حَارِثَةَ الْأَنْصَارِيَّ أَخْبَرَهُ وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا فَقِيهًا، وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ مِنْ أَهْلِ دَارِهِ مِنْ بَنِي حَارِثَةَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رِجَالًا مِنْهُمْ رافع بن خديج وسهل [3] بن أبي حثمة وَسُوَيْدُ بْنُ النُّعْمَانِ حَدَّثُوهُ: أَنَّ الْقَسَامَةَ كَانَتْ فِيهِمْ فِي بَنِي حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ فِي رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ يُدْعَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَهْلٍ قُتِلَ بِخَيْبَرَ، وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُمْ: تَحْلِفُونَ خَمْسِينَ فَتَسْتَحْقُونَ قَتِيلَكُمْ [4]- أَوْ قَالَ صَاحِبَكُمْ-. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا شَهِدْنَا وَلَا حَضَرْنَا. فَزَعَمَ بشير ان
__________
[1] محيصة بن مسعود بن كعب الأنصاري الخزرجي المدني أخو حريصة (تهذيب التهذيب 10/ 67) .
[2] الأنصاري المدني القاضي.
[3] في الأصل «كهل» .
[4] في الأصل «قاتلكم» .(2/773)
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُمْ: فَتُبَرِّئُكُمْ يَهُودُ بِخَمْسِينَ وَنَحْوِهِ. حَدَّثَنَا ابن قعنب [1] وابن بكير عن مالك عن أَبِي لَيْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَهْلٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عَنْ رِجَالٍ مِنْ كِبَارِ قَوْمِهِ: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تَحْلِفُونَ وَتَسْتَحْقُونَ دَمَ صَاحِبِكُمْ. فَقَالُوا: لَا. قَالَ: فَتَحْلِفُ لَكُمْ يَهُودُ. قَالُوا: لَيْسُوا بِمُسْلِمِينَ.
فَوَدَاهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم من عنده. حدثنا عمار [2] النسائي ثنا سلمة [3] (246 ب) عن محمد بن إسحاق حدثني الزهري ابن شِهَابٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِيهِ أَيْضًا بَشِيرٌ مَوْلَى بَنِي حارثة عن سهل ابن أَبِي حَثْمَةَ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: تُسَمُّونَ صَاحِبَكُمْ ثُمَّ تَحْلِفُونَ عَلَيْهِ خَمْسِينَ يَمِينًا [4] فَنُسَلِّمُهُ إِلَيْكُمْ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا كُنَّا لِنَحْلِفَ إِلَّا عَلَى مَا نَعْلَمُ. قَالَ: فَيَحْلِفُونَ باللَّه خَمْسِينَ يَمِينًا ما قتلوه ولا يعلمون له قاتلا ثُمَّ يَبْرَءُونَ مِنْ دَمِهِ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا كُنَّا لِنَقْبَلَ أَيْمَانَ يَهُودَ، مَا فِيهِمْ مِنَ الْكُفْرِ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يَحْلِفُوا عَلَى إِثْمٍ. فَوَدَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عِنْدِهِ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ [5] حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ [6] عَنْ بَشِيرِ بْنِ يَسَارٍ، زَعَمَ أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ سَهْلُ بْنُ أَبِي حَثْمَةَ أَخْبَرَهُ: أَنَّ نفرا مِنْ
__________
[1] عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ.
[2] عمار بن الحسن بن بشير الهمدانيّ الرازيّ نزيل نسا (تهذيب التهذيب 7/ 399) .
[3] سلمة بن الفضل الأبرش راوي المغازي.
[4] في الأصل «يوما» .
[5] الفضل بن دكين.
[6] الطائي ابو الهذيل الكوفي (تهذيب التهذيب 4/ 62) .(2/774)
قَوْمِهِ انْطَلَقُوا إِلَى خَيْبَرَ، فَتَفَرَّقُوا فِيهَا، فَوَجَدُوا أَحَدَهُمْ قَتِيلًا، فَقَالُوا لِلَّذِينَ وَجَدُوهُ عِنْدَهُمْ: قَتَلْتُمْ صَاحِبَنَا. قَالُوا: مَا قَتَلْنَا وَلَا عَلِمْنَا قَاتِلًا. قال:
فانطلقوا الى نبي الله صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ انْطَلَقْنَا إِلَى خَيْبَرَ فَوَجَدْنَا أَحَدَنَا قَتِيلًا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْكِبَرُ الْكِبَرُ، فَقَالَ لَهُمْ: تَأْتُونَ بِالْبَيِّنَةِ عَلَى مَنْ قَتَلَ. قَالُوا: مَا لَنَا بَيِّنَةٌ. قَالَ:
فَيَحْلِفُونَ لَكُمْ. قَالُوا: لَا نَرْضَى بِأَيْمَانِ الْيَهُودِ. فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُطَلَّ دَمُهُ فَوَدَاهُ بِمِائَةٍ مِنَ الْإِبِلِ.
بَابٌ
حَدَّثَنَا آدَمُ [1] حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ [2] قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْجَدْلِيَّ وَكَانَ يَسْتَخْلِفُهُ الْمُخْتَارُ. وَاسْمُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدٍ-.
حَدَّثَنَا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ قَالَ: كُنَّا نَأْتِي أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ [3] وَنَحْنُ غِلْمَةُ أَيْفَاعٌ، فَكَانَ يَقُولُ:
لَا تُجَالِسُوا الْقُصَّاصَ غَيْرَ أَبِي الْأَحْوَصِ، وإياكم وشقيقا [4] وسعد بن (247 أ) عُبَيْدَةَ [5] .
قَالَ حَمَّادٌ: وَلَيْسَ شَقِيقَ أَبِي وَائِلٍ.
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ [6] حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عياش عن مغيرة [7] قال: لم
__________
[1] ابن أبي اياس.
[2] ابن عتيبة الكندي.
[3] السلمي.
[4] هو شقيق الضبي من قدماء الخوارج، كان يقص بالكوفة، قال عنه الحافظ الذهبي: «صدوق في نفسه ... وكان ابو عبد الرحمن السلمي يذمه» (ميزان الاعتدال 2/ 279) .
[5] السلمي الكوفي ابو ضمرة (تهذيب التهذيب 3/ 478) ونقل قول أبي حاتم عنه: «كان يرى رأي الخوارج» .
[6] محمد بن عبد الله بن نمير.
[7] ابن مقسم الضبي.(2/775)
يَكُنْ يُصَدِّقُ عَلَى عَلِيٍّ إِلَّا أَصْحَابَ عَبْدِ الله.
حدثني محمد بن يحي ثنا سُفْيَانُ عَنْ سُلَيْمَانَ [1] قَالَ: قَالَ شُرَيْحٌ:
سَمِعْنَا قَبْلَ أَنْ تُلَطَّخَ الْأَحَادِيثُ.
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ [2] حَدَّثَنَا هَمَّامٌ [3] قَالَ: كُنَّا عِنْدَ قَتَادَةَ فَدَخَلَ نُفَيْعٌ [4] أَبُو دَاوُدَ الْأَعْمَى، فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ قَالَ لَهُ بَعْضُ مَنْ حَضَرَهُ:
إِنَّ هَذَا يَزْعُمُ أَنَّهُ قَدْ لَقِيَ ثَمَانِينَ رَجُلًا مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ، وَكَذَا وَكَذَا بَدْرِيًّا. قَالَ: فَقَالَ قَتَادَةُ: أَنَا أَدْرَكْتُ هذا وهو غلام يسأل عند امرضى فِي الطَّاعُونِ، ثُمَّ قَالَ قَتَادَةُ: مَا حَدَّثَنَا الْحَسَنُ أَنَّهُ لَقِيَ أَحَدًا مِنَ الْبَدْرِيِّينَ مُشَافَهَةً بِالْحَدِيثِ وَلَا سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ إِلَّا سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ.
حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ قَالَ: قَالَ شَرِيكٌ: لَوْ أردت ان تجعل أبا داود يقول عَلِيًّا وَعَبْدَ اللَّهِ.
حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ حدثنا ضمرة [5] عن رجاء بن أبي سلمة عن ابن عون قال: قال لي الشعبي: إِيَّاكَ وَهَؤُلَاءِ الْكَذَّابِينَ- يَعْنِي مُغِيرَةَ بْنَ سَعِيدٍ وبيان-[6] .
__________
[1] لعله سليمان بن مهران الأعمش الكوفي (تهذيب التهذيب 4/ 222) .
[2] الكلابي البصري القيسي ابو عثمان (تهذيب التهذيب 8/ 58) .
[3] ابن يحي الازدي الملحمي البصري.
[4] نفيع بن الحارث الهمدانيّ الدارميّ (تهذيب التهذيب 10/ 470) .
[5] ابن ربيعة.
[6] بيان بن سمعان النهدي ظهر في العراق بعد المائة وقال بإلهية علي فقتله خالد بن عبد الله القسري (ميزان الاعتدال 1/ 357) .(2/776)
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي معشر قال: كان علقمة يصحب عبد الله، وكان الأسود يصحب عمر، ثم يلتقيان فلا يختلفان.
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زَيْدٍ عَنْ عَاصِمٍ [1] قَالَ:
أَدْرَكْتُ أَقْوَامًا كَانُوا يَتَّخِذُونَ هَذَا اللَّيْلَ جَمَلًا يَلْبَسُونَ الْمُعَصْفَرَ، وَيَشْرَبُونَ نَبِيذَ الْجَرِّ لَا يَرَوْنَ بِهِ بَأْسًا مِنْهُمْ: زِرٌّ [2] وَأَبُو وَائِلٍ [3] . قَالَ عَاصِمٌ: كَانَ أَبُو وَائِلٍ يَسْقِينَا نَبِيذَ الْجَرِّ فِي السَّوِيقِ.
حَدَّثَنَا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عَنْ أَبِي مُصْعَبِ بْنِ زُهَيْرٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْأَسْوَدِ قَالَ: كَانَ أَبِي يُرْسِلُنِي فأسأل عائشة (247 ب) ، ثم أجيء فأخبره، فَلَمَّا احْتَلَمْتُ أَتَيْتُهَا فَنَادَيْتُهَا مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ، فَعَرَفَتْ صَوْتِي فَقَالَتْ: يَا لُكَعُ أَفَعَلْتَ. قُلْتُ: مَا يُوجِبُ الْغُسْلَ؟ قَالَتْ: إِذَا الْتَقَى الْمَوَاسِي.
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَلَا أَشُكُّ أَنِّي سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ يَقُولُ: أَيْنَ هَذَا السَّمَاعُ سَمَاعُ صَبِيٍّ أَوْ سَمَاعٌ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ مِنْ سَمَاعِ عُرْوَةَ وَالْقَاسِمِ.
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حنبل حدثنا يحي بْنُ آدَمَ قَالَ: قَالَ لِي «حَمَّادُ بْنُ يُونُسَ: لَوْ شِئْتُ أَنْ يُحَدِّثَنِي عِيسَى الْحَنَّاطُ [4] بِكُلِّ مَا يَصْنَعُ أَهْلُ الْمَدِينَةِ حَدَّثَنِي بِهِ» [5] .
__________
[1] ابن بهدلة المقرئ الكوفي.
[2] زر بن حبيش الكوفي.
[3] شقيق بن سلمة.
[4] عيسى بن أبي عيسى الحناط الغفاريّ المدني، وقيل في وصفه الخياط والحناط والخباط (تهذيب التهذيب 8/ 225) .
[5] أوردها الامام أحمد: كتاب العلل ومعرفة الرجال 1/ 190.(2/777)
وقال احمد: ثنا يحي بْنُ آدَمَ حَدَّثَنَا مَعْلَى بْنُ خَالِدٍ قَالَ: قَالَ شُعْبَةُ:
لَوْ شِئْتُ حَدَّثَنِي أَبُو هَارُونَ الْعَبْدِيُّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ بِكُلِّ شَيْءٍ أرى أهل واسط يصنعونه لفعل- أو لفعلت-.
حدثنا عبد الله بن عثمان عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ شُعْبَةُ: كُنْتُ لَوْ قِيلَ لِي تَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَوْ تَلْقَى أَبَا هَارُونَ ثُمَّ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ، لَقُلْتُ بَلْ أَلْقَى أَبَا هَارُونَ. قَالَ: فَلَقِيتُهُ فَإِذَا هُوَ لَا شَيْءَ.
حَدَّثَنِي سلمة عن أحمد حدثنا يحي بن آدم قال: قَالَ زُهَيْرٌ [1] :
رَأَيْتُ أَشْعَثَ بْنَ سِوَارٍ عِنْدَ أَبِي الزُّبَيْرِ قَائِمًا دُونَهُ النَّاسُ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ يُحَدِّثُ يَقُولُ أَشْعَثُ كَيْفَ قَالَ وَأَيُّ شَيْءٍ قَالَ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ ثنا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شُبْرُمَةَ [2] قَالَ:
كَانَ أَبُو وَائِلٍ يَقُولُ لِشَقِيقٍ الضَّبِّيِّ: أَيَا شَقِيقُ هَلْ وَجَدْتَ دِينَكَ مُنْذُ أَضْلَلْتَهُ- وَكَانَ شَقِيقٌ يَرَى رَأْيَ الْخَوَارِجِ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ثنا ابْنُ شُبْرُمَةَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ الشَّعْبِيِّ فَرَأَى عَجُوزًا فَقَالَ: لَئِنْ أُعْطِي هَذِهِ أَرْبَعَةَ دَرَاهِمَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُضَحِّيَ، سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ. فَقُلْتُ لِسُفْيَانَ: إِنَّمَا هُوَ ابْنُ أُسَيْدٍ. فَقَالَ:
حُذَيْفَةُ وَلَا نَنْسِبُهُ مَا كُنْتُ أَظُنُّهُ إِلَّا حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ.
حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا عَفَّانُ [3] قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ:
عَاصِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ لَوْ قِيلَ لَهُ من بنى مسجد البصرة لقال فلان (248 أ) عَنْ فُلَانٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ فِي سِمَاكٍ شَيْئًا لَا أَحْفَظُهُ.
__________
[1] ابن معاوية الجعفي.
[2] عبد الله بن شبرمة.
[3] ابن مسلم.(2/778)
بَابٌ
ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ ثنا سُفْيَانُ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رُؤْبَةَ [1] ، فَأَبْصَرَ النَّاسَ وَقَدِ انجفلوا فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ؟ فَقَالَ: مِنْ عِنْدِ أَبِي حَنِيفَةَ. قَالَ: هِيهْ يُمْكِنُهُمْ مِنْ رَأْيِ مَا مَضَغُوا وَيَنْقَلِبُوا إِلَى أَهَالِيهِمْ بِغَيْرِ ثِقَةٍ [2] .
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ [3] قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ:
مَرَرْتُ بِجَوَابِ [4] مَا عَرَضْتُ له [5] .
حدثني يوسف بن محمد الصفار ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ [6] قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ [7] نلقى شقيق الضَّبِّيَّ، فَقَالَ:
أَنْتَ يَا عَمُّ تَنْهَى النَّاسَ عَنْ مُجَالَسَتِي. فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قُلْنَا: شَقِيقٌ. قَالَ:
إِنِّي لَمْ أَرَكَ إِلَّا مُضِلًّا دِينَكَ تطلبه تَقُولُ رَأَيْتُكَ رَأَيْتُكَ.
وَقَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَنْ عَاصِمٍ [8] قَالَ: كَانَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِذَا ابْتَدَأَ مَجْلِسَهُ قَالَ: لَا يُجَالِسُنَا رَجُلٌ يجالس شقيق الضَّبِّيَّ لَا يُجَالِسُنَا حَرُورِيٌّ.
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ [9] قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ جَرِيرٍ قَالَ: سمعت
__________
[1] رؤبة بن العجاج الراجز المشهور (تهذيب التهذيب 3/ 290) .
[2] انظر صفحة 746 حاشية (1) .
[3] الفضل بن دكين.
[4] جواب بن عبيد الله التيمي، وفي ميزان الاعتدال 1/ 426 «وقال الثوري: مررت بجرجان، وبها جواب التيمي فلم أعرض له- يعني للارجاء-» وكان جواب مرجئا.
[5] أوردها الامام احمد: كتاب العلل ومعرفة الرجال 1/ 160.
[6] عثمان بن عاصم الاسدي الكوفي.
[7] السلمي.
[8] ابن بهدلة.
[9] الطائي النبهاني البصري ابو طالب (تهذيب التهذيب 3/ 393) .(2/779)
شعبة وقيل له في أبي مريم فقال: إِنَّهُ يَحْفَظُ. قَالَ: وَأَتَيْتُ الْمِنْهَالَ بْنَ عَمْرٍو فَسَمِعْتُ فِي دَارِهِ شَيْئًا، وَأَتَيْتُ الْحَارِثَ الْعُكْلِيَّ، فَقُلْتُ لَهُ: أَرَأَيْتَ قَوْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إِذَا تَبِعَ أَحَدُكُمْ جِنَازَةً فَلَا يَجْلِسْ حَتَّى تُوضَعَ عَنْ مَنَاكِبِ الرِّجَالِ أَوْ تُوضَعَ فِي اللَّحْدِ أَوِ الْقَبْرِ» . قَالَ: فَقَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ جِئْنَا وَلَمْ يُحْفَرْ لَهُ يَنْبَغِي لنا أَنْ نَقُومَ قِيَامًا. قَالَ: فَتَرَكْتُهُ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ [1] عن مزاحم ابن زَيْدٍ قَالَ: سَأَلْتُ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ، فَقَالَ: دَعْنِي لَا أَقِيءُ.
وَقَالَ سُوَيْدٌ [2] : قدمت مكة وابو الزبير [3] حي، فأرددت أَنْ آتِيَهُ فَقَالَ لِي شُعْبَةُ: أَمَا تَرَى إِلَى صَلَاتِهِ.
حَدَّثَنَا أَبُو تَقِيٍّ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ [4] ثنا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَسَأَلَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ فَقَالَ: لِمَ [لَا] تَحْمِلُ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ؟ قَالَ: خَدَعَنِي شُعْبَةُ فَقَالَ لي (248 ب) لَا تَحْمِلْ عَنْهُ فَإِنِّي رَأَيْتُهُ يُسِيءُ صَلَاتَهُ. لَيْتَنِي لَمْ أَكُنْ رَأَيْتُ شُعْبَةَ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْمُعَافَى يَقُولُ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ لَئِنْ أَزْنِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُدَلِّسَ [5] . قُلْتُ لَهُ: يا أبا مسعود
__________
[1] عبد الأعلى بن مسهر.
[2] سويد بن عبد العزيز السلمي الدمشقيّ (تهذيب التهذيب 4/ 276) يروي عنه ابو مسهر.
[3] محمد بن مسلم بن تدرس.
[4] اليزني الحمصي (تهذيب التهذيب 11/ 45) .
[5] أوردها ابن أبي حاتم من طريق آخر (تقدمة المعرفة لكتاب الجرح والتعديل ص 173) .(2/780)
مَا تَقُولُ أَنْتَ فِي التَّدْلِيسِ؟ قَالَ: أَرَى مَا فِيهِ التَّزْيِينُ.
حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى ثنا قُرَادٌ أَبُو نُوحٍ ثنا شُعْبَةُ قَالَ: سَأَلْتُ عَمْرَو بْنَ مُرَّةَ وَأَبَا إِسْحَاقَ [1] عَنْ أُوَيْسٍ [2] فَلَمْ يَعْرِفَاهُ.
قَالَ: حَدَّثَنَا مجاهد حدثنا يحي بْنُ آدَمَ ثنا أَبُو شِهَابٍ [3] قَالَ: قَالَ لِي شُعْبَةُ: عَلَيْكَ بِالْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَاكْتُمْ عَلَيَّ عِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ فِي خَالِدٍ [4] وَهِشَامٍ [5] .
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ [6] عَنْ شُعْبَةَ قال:
سألت ابا اليقظان [7] عَنْ حَدِيثٍ، فَحَدَّثَنِي بِهِ، ثُمَّ سَأَلْتُهُ بَعْدُ عَنْ مَوْلِدِهِ، فَأَخْبَرَنِي، فَإِذَا هُوَ قَدْ سَمِعَ الحديث وهو ابن أقل من سنتين.
__________
[1] السبيعي.
[2] القرني التميمي المرادي العابد، وقد سأل شعبة عمرا عنه لانه مرادي، ومقصوده أن يعرف نسبه في مراد وليس حاله من الجرح والتعديل (ميزان الاعتدال 1/ 278- 279) .
[3] الحناط.
[4] ابن مهران الحذاء وهو ثقة، وقد بين ابن حجر ان كلام البعض فيه اما بسبب تغير حفظه بأخرة، أو من أجل دخوله في عمل السلطان، وكان قد استعمل على العشور بالبصرة (تهذيب التهذيب 3/ 121- 122) .
[5] هشام بن حسان الازدي القردوسي أحد أعلام المحدثين وهو ثقة، لكن شعبة يرى انه كان جهميا ولم يكن يحفظ (تهذيب التهذيب 11/ 360) .
[6] عبد الله بن إدريس.
[7] عثمان بن عمير البجلي الكوفي الأعمى ويقال ابن قيس ويقال ابن أبي حميد (تهذيب التهذيب 7/ 145) .(2/781)
«حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثنا أَبُو مُسْهِرٍ عَنْ مُزَاحِمِ بْنِ زُفَرَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي حَنِيفَةَ: يَا أَبَا حَنِيفَةَ هَذَا الَّذِي [تُفْتِي وَالَّذِي وَضَعْتَ فِي كُتُبِكَ] هُوَ الْحَقُّ الَّذِي لَا شَكَّ فِيهِ؟ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي لَعَلَّهُ الْبَاطِلُ الَّذِي لَا شَكَّ فِيهِ» [1] .
حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ: قَالَ شعبة: كنت آتي ابا سُفْيَانَ فِي الشِّعْرِ.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ مُسْلِمٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي يُوسُفَ: أَكَانَ أَبُو حَنِيفَةَ جَهْمِيًّا؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ:
أَكَانَ مُرْجِئًا؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: وَلَقَدْ قُلْتُ لَهُ أَرَأَيْتَ امْرَأَةً تَزَوَّجَتْ سِنْدِيًّا فَوَلَدَتْ لَهُ أَوْلَادًا مُفَلْفَلِي الرُّءُوسِ ثُمَّ تَزَوَّجَتْ بَعْدَهُ تُرْكِيًّا فَوَلَدَتْ لَهُ أَوْلَادًا صِغَارَ الْأَعْيُنِ، عِرَاضَ الْوُجُوهِ. قَالَ هُمْ لِلزَّوْجِ الْأَوَّلِ. قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ فَعَلَامَ كُنْتُمْ تُجَالِسُونَهُ؟ قَالَ: عَلَى مُدَارَسَةِ الْعِلْمِ [2] .
حدثنا سلمة ثنا أحمد [3] ثنا يحي بْنُ آدَمَ ثنا مُفَضَّلٌ [4] عَنْ مُغِيرَةَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: إِنَّمَا أَبُو صَالِحٍ [5] صَاحِبُ الْكَلْبِيِّ [6] يعلم الصبيان ويضعف
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 401- 402 والزيادة منه وانظر صفحة 746 حاشية (1) .
[2] انظر ص 746 حاشية (1) .
[3] ابن حنبل.
[4] المفضل بن مهلهل السعدي الكوفي (تهذيب التهذيب 10/ 275) .
[5] باذام.
[6] محمد بن السائب الكلبي.(2/782)
[249 أ] تَفْسِيرُهُ. قَالَ كَتَبَ أَحَدٌ لَهَا!! قَالَ: يَعْجَبُ مِمَّنْ يَرْوِي عَنْهُ.
«حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ [1] قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ- وَذَكَرَ أَبَا حَنِيفَةَ- فَقَالَ رَجُلٌ: هَلْ كَانَ فِيهِ مِنَ الْهَوَى شَيْءٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، الْأَرْجَاءُ» [2] .
«حَدَّثَنَا أَبُو جُزْءٍ [3] عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَدِّي قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي يُوسُفَ: أَكَانَ أَبُو حَنِيفَةَ مُرْجِئًا؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: أَكَانَ جَهْمِيًّا؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: قُلْتُ: فأين أنت منه؟ قال: انما كان ابو حَنِيفَةُ مُدَرِّسًا فَمَا كَانَ مِنْ قَوْلِهِ حَسَنًا قَبِلْنَاهُ وَمَا كَانَ قَبِيحًا تَرَكْنَاهُ عَلَيْهِ» [4] .
«حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ [5] : مَا وُلِدَ فِي الْإِسْلَامِ مَوْلُودٌ أَضَرَّ عَلَى أَهْلِ الْإِسْلَامِ مِنْ أَبِي حَنِيفَةَ» [6] .
«حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: سَمِعْتُ نُعَيْمًا [7] يَقُولُ: قَالَ سفيان:
__________
[1] عبدة بن سليمان المروزي (تهذيب التهذيب 6/ 459) .
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 375.
[3] في الأصل «جزي» والتصويب من الذهبي: ميزان الاعتدال 4/ 251 وهو حافظ، جرحه احمد والنسائي والفلاس والفسوي، وقال البخاري: «سكتوا عنه» ، ويروي عنه يعقوب بواسطة، وهذه الرواية أوردها بواسطة احمد بن الخليل الّذي تقدم في الرواية السابقة.
[4] الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 375 ووقع فيه «وقال يعقوب حدثنا ابو جزي عمرو بن سعيد بن سالم» وهو خطأ.
[5] ابن عيينة.
[6] الخطيب: تاريخ بغداد 4/ 209 وانظر تعليقي ص 746 حاشية (1) .
[7] نعيم بن حماد.(2/783)
مَا وُضِعَ فِي الْإِسْلَامِ مِنَ الشَّرِّ مَا وَضَعَ أَبُو حَنِيفَةَ إِلَّا فُلَانٌ- قَالَ: لَرَجُلٌ صُلْبٌ-» [1] .
«حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: بَيْنَ أَبِي حَنِيفَةَ وَبَيْنَ الْحَقِّ حِجَابٌ» [2] .
«حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ نفيل حدثنا ابو مسهر [3] حدثنا يحي بْنُ حَمْزَةَ [4]- وَسَعِيدٌ [5] يسمع-: أَنَّ أَبَا حَنِيفَةَ قَالَ: لَوْ أَنَّ رَجُلًا عَبَدَ هَذِهِ النَّعْلَ يَتَقَرَّبُ بِهَا إِلَى اللَّهِ لَمْ أَرَ بِذَلِكَ بَأْسًا. فَقَالَ سَعِيدٌ: هَذَا الْكُفْرُ صَرَاحًا» [6] .
«حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ قال: قال لي بشر ابن أَبِي الْأَزْهَرِ النَّيْسَابُورِيُّ: رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ جِنَازَةً، عَلَيْهَا ثَوْبٌ أَسْوَدُ، وَحَوْلَهَا قِسِّيسُونَ، فَقُلْتُ: جِنَازَةُ مَنْ هَذِهِ؟ فَقَالُوا جِنَازَةُ أَبِي حَنِيفَةَ فَحَدَّثْتُ بِهَا أَبَا يُوسُفَ فَقَالَ: لَا تُحَدِّثْ بِهِ أحدا» [7] .
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 396- 397.
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 407 وانظر ص 746 حاشية (1) .
[3] عبد الأعلى بن مسهر الغساني الدمشقيّ (تهذيب التهذيب 6/ 98) .
[4] الحضرميّ.
[5] سعيد بن عبد العزيز التنوخي.
[6] الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 372.
[7] الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 423 ولعل نهي أبي يوسف له عن التحديث بها لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن التحديث بالرؤيا إذا لم تكن خيرا. وانظر ص 746 حاشية (1) .(2/784)
«حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ [1] قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ: سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ يَقُولُ: وَذَكَرَ أبا حنيفة- فقال: يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ 9: 32 [2] » [3] .
حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إدريس عن زكريا [4] قال: رأيت الشعبي (249 ب) مَرَّ عَلَى أَبِي صَالِحٍ [5] فَأَخَذَ بِأُذُنِهِ فَقَالَ: تُفَسِّرُ الْقُرْآنَ وَلَا تَقْرَأُهُ.
«حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ثنا بعض أصحابنا عن عمار بن رزيق قَالَ: إِذَا سُئِلْتَ عَنْ شَيْءٍ فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَكَ شَيْءٌ، فَانْظُرْ مَا قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ فَخَالِفْهُ، فَإِنَّكَ تُصِيبُ» [6] .
«حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِيُّ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ إِذْ جَاءَهُ نَعْيُ أَبِي حَنِيفَةَ فَقَالَ: الْحَمْدُ للَّه الَّذِي أَرَاحَ الْمُسْلِمِينَ مِنْهُ، لَقَدْ كَانَ يَنْقُضُ عُرَى الْإِسْلَامِ عُرْوَةً عروة، ما ولد في الإسلام مولود
__________
[1] محمد بن خلاد بن كثير الباهلي البصري ابو بكر (تهذيب التهذيب 9/ 152) .
[2] سورة التوبة آية 32.
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 397.
[4] زكريا بن أبي زائدة الهمدانيّ الوادعي مولاهم الكوفي تهذيب التهذيب 3/ 330) .
[5] باذام.
[6] الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 407.(2/785)
أَشْأَمَ عَلَى الْإِسْلَامِ مِنْهُ» [1] .
«حَدَّثَنَا نُعَيْمٌ قَالَ: سمعت معاذ بن معاذ ويحي بْنَ سَعِيدٍ [2] يَقُولَانِ:
سَمِعْنَا سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: اسْتُتِيبَ أَبُو حَنِيفَةَ مِنَ الْكُفْرِ مَرَّتَيْنِ» [3] .
«حَدَّثَنَا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد قَالَ: قَالَ ابْنُ عَوْنٍ:
نُبِّئْتُ أَنَّ فِيكُمْ صدادين يصدون عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ. قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ:
وَأَبُو حَنِيفَةَ وَأَصْحَابُهُ مِمَّنْ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ» [4] .
«حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ الدِّمَشْقِيُّ- وَكَانَ مِمَّنْ قَهَرَ نَفْسَهُ- حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ ثنا يحي بْنُ حَمْزَةَ- وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ جالس- حَدَّثَنِي شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَاضِي الْكُوفَةَ أن ابا حنيفة استتيب مِنَ الزَّنْدَقَةِ مَرَّتَيْنِ» [5] .
«حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ حَدَّثَنِي أَبُو مُسْهِرٍ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ الْمَدِينِيُّ عَنْ أَخِيهِ سُلَيْمَانَ- وَكَانَ عَلَّامَةً بِالنَّاسِ-: إِنَّ الَّذِي اسْتَتَابَ أَبَا حَنِيفَةَ خَالِدٌ الْقَسْرِيُّ، قَالَ: فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ أَخَذَ فِي الرَّأْيِ لِيَعْصِيَ بِهِ» [6] .
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 398 وأضاف «أهل» قبل «الإسلام» الاخيرة.
[2] القطان.
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 382 وأضاف آخرها «وقال يعقوب: مرارا» .
[4] الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 399.
[5] الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 382، وابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 142 الى «قهر نفسه» فقط.
[6] الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 381 ووقع فيه «ليعمي» بدل «ليعصي» .(2/786)
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ عَنْ بِشْرِ بْنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَنِيفَةَ عَنِ امْرَأَةٍ مِنَ الْحَيِّ لَهَا غُلَامٌ فَجَامَعَهَا دُونَ الْفَرْجِ، فَضَاعَ الْمَاءُ فِي فَرْجِهَا فَحَمَلَتْ مَا حِيلَتُهُ؟ قَالَ: لَهَا عَمَّةٌ؟ قَالُوا نَعَمْ. قَالَ:
فَلْتَهَبْهُ لِعَمَّتِهَا ثُمَّ تُزَوِّجْهَا مِنْهُ، فَإِذًا أُلِمَّ عَنْ مُجَالَسَتِهِ.
قَالَ حَمَّادٌ: فجلست الى أبي حنيفة في مسجد الحرام فقال: قدم أبواب الْمَدِينَةَ، فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ لِعَلِيٍّ أَتُعَلِّقْ عَلَيْهِ سقطة. قال: فجاء (250 أ) حَتَّى قَامَ بَيْنَ الْمِنْبَرِ وَالْقَبْرِ. قَالَ: فَمَا ذَكَرْتُ مَقَامَهُ إِلَّا اقْشَعَرَّ جِلْدِي- قَالَ سُلَيْمَانُ: وَمَا أَرَاهُ إِلَّا كَذَبَ-. ثُمّ قَالَ سُلَيْمَانُ: تَرَوْنَ كَانَ فِي قَلْبِهِ إِيمَانٌ حَيْثُ هَمّ أَنْ يَتَعَلَّقَ لِأَيُّوبَ بِسَقْطَةٍ! هَلْ رَأَيْتُمْ أَسْوَأَ أَدَبًا مِنْهُ حِينَ يَعْلَمُ أَنَّ حَمَّادًا جَلِيسٌ لِأَيُّوبَ ثُمَّ يَقُولُ لَهُ هَذَا الْقَوْلَ!؟
حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ ثنا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ [1] عَنْ أَبِي حنيفة قَالَ: جَاءَ أَيُّوبُ فَدَنَا مِنْ قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَدْبَرَ الْقِبْلَةَ وَاقْتَبَلَ بِوَجْهِهِ الْقَبْرَ فَبَكَى بُكَاءً غَيْرَ مُتَبَاكٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ [2] ثنا حَمْزَةُ بْنُ الْحَارِثِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا يَسْأَلُ أَبَا حَنِيفَةَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ عَنْ رَجُلٍ قَالَ أَشْهَدُ أَنَّ الْكَعْبَةَ حَقٌّ وَلَكِنْ لَا أَدْرِي هِيَ هَذِهِ أَمْ لَا، فَقَالَ: مُؤْمِنٌ حَقًّا. وَسَأَلَهُ عَنْ رَجُلٍ قَالَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا بْنَ عَبْدِ اللَّهِ نَبِيٌّ وَلَكِنْ لَا أَدْرِي
__________
[1] ابن معاوية الجعفي.
[2] في الأصل يوجد قبل «حدثنا ابو بكر الحميدي» هذا الإسناد «حدثنا العباس بن بشر حدثنا ابو يوسف ويحي بن رمضان قالا» ولم أتبين ذلك ولعله خطأ من الناسخ ولم أعثر للاثنين على ترجمة.(2/787)
هُوَ الَّذِي قَبْرُهُ بِالْمَدِينَةِ أَمْ لَا. قَالَ: مُؤْمِنٌ حَقًّا- قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ:
وَمَنْ قَالَ هَذَا فَقَدْ كَفَرَ-.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَكَانَ سُفْيَانُ يُحَدِّثُ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ الْحَارِثِ حدثنا مؤمل ابن إِسْمَاعِيلَ عَنِ الثَّوْرِيِّ بِمِثْلِ مَعْنَى حَدِيثِ حَمْزَةَ.
حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ الدِّمَشْقِيُّ ثنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِيَّ يُحَدِّثُ الْأَوْزَاعِيَّ قَالَ: قُتِلَ أَخِي مَعَ إِبْرَاهِيمَ الْفَاطِمِيِّ بِالْبَصْرَةِ، فَرَكِبْتُ لِأَتَعَدّ فِي تِرْكَتِهِ، فَلَقِيتُ أَبَا حَنِيفَةَ قَالَ لِي: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ؟ وَأَيْنَ أَرَدْتَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ أَنِّي أَقْبَلْتُ مِنَ الْمَصِّيصَةِ وَأَرَدْتُ أَخًا لِي قُتِلَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ: لَوْ أَنَّكَ قُتِلْتَ مَعَ أَخِيكَ كَانَ خَيْرًا لَكَ مِنَ الْمَكَانِ الَّذِي جِئْتَ مِنْهُ. قُلْتُ: فَمَا مَنَعَكَ أَنْتَ مِنْ ذَاكَ؟ قَالَ: لَوْلَا وَدَائِعُ كَانَتْ عِنْدِي وَأَشْيَاءُ للناس ما تلثت [1] فِي ذَلِكَ.
«حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا عُمَرُ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ:
أَتَانِي شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ وَابْنُ أَبِي مَالِكٍ وَابْنُ عَلَّاقٍ وَابْنُ نَاصِحٍ فَقَالُوا: قَدْ أَخَذْنَا عَنْ أَبِي حنيفة شيئا (250 ب) فانظر فيه. فلم يبرح بي وبهم حتى أريتهم فيما جاءوني به عنه أَنَّهُ قَدْ أُحِلَّ لَهُمُ [2] الْخُرُوجُ عَلَى الْأَئِمَّةِ» [3] .
حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْفَرَّاءِ عَنِ الْفَزَارِيِّ قَالَ: قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: إِيمَانُ آدَمَ وَإِيمَانُ إِبْلِيسَ وَاحِدٌ، قَالَ إِبْلِيسُ رَبِّ بما أغويتني،
__________
[1] في الأصل «ما تثبت» .
[2] في الأصل «أحلهم» والتصويب من تاريخ بغداد 13/ 384.
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 384 لكنه ذكر «عمر بن عبد الواحد» .(2/788)
وَقَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ، وَقَالَ آدم ربنا ظلمنا أنفسنا.
«حدثني الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ [1] حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ شَرِيكٍ:
إِنَّمَا كَانَ أَبُو حَنِيفَةَ جَرِبًا» [2] .
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ شَرِيكًا يَقُولُ: لئن يكون في قبيلة خمارا خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَكُونَ فِيهَا رَجُلٌ يَقُولُ بقول أبي حنيفة.
حدثني احمد بن يحي بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ سَمِعْتُهُ يَذْكُرُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ أُجَالِسُ أَبَا حَنِيفَةَ فَسَمِعْتُهُ يَنْتَقِلُ فِي مَسْأَلَةٍ وَاحِدَةٍ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ بِخَمْسَةِ أَقَاوِيلَ فَقُمْتُ فَتَرَكْتُهُ وَطَلَبْتُ الْحَدِيثَ.
«حَدَّثَنِي أَحْمَدُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ بْنَ عُمَرَ الْبُزَيْعِيَّ [3] قَالَ:
كُنْتُ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ. قَالَ: فَأَفْتَاهُ فِيهَا، فَقَالَ: قَدْ سَأَلْتَ أَبَا يُوسُفَ فَخَالَفَكَ. فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ قَدْ صَلَّيْتَ خَلْفَ أَبِي يُوسُفَ صَلَوَاتٍ تَحْفَظُهَا فَأَعِدْهَا» [4] .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ: إِنِّي لَأَكْرَهُ أَنْ أَجْلِسَ فِي مَجْلِسٍ يُذْكَرُ فِيهِ يَعْقُوبُ.
«حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحُنَيْنِيُّ قَالَ:
قَالَ مَالِكٌ مَا وُلِدَ فِي الْإِسْلَامِ مَوْلُودٌ أَضَرَّ عَلَى أهل الإسلام من أبي حنيفة،
__________
[1] الأعرج البغدادي الرام.
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 397.
[3] البيروتي (تهذيب التهذيب 6/ 310) .
[4] الخطيب: تاريخ بغداد 14/ 256- 257.(2/789)
وَكَانَ يَعِيبُ الرَّأْيَ وَيَقُولُ: قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ تَمَّ هَذَا الْأَمْرُ وَاسْتُكْمِلَ، فَإِنَّمَا يَنْبَغِي أَنْ نَتَّبِعَ آثَارَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وَلَا نَتَّبِعَ الرَّأْيَ [وَإِنَّهُ مَنِ اتَّبَعَ الرَّأْيَ] جَاءَ رَجُلٌ أَقْوَى مِنْكَ فِي الرَّأْيِ فَاتَّبَعْتَهُ، فَأَنْتَ كُلَّمَا جَاءَ رَجُلٌ غَلَبَكَ اتَّبَعْتَهُ، أَرَى هَذَا الْأَمْرَ لَا يَتِمُّ» [1] .
«سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ مَنْصُورٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِأَبِي يُوسُفَ: رَجُلٌ صَلَّى مَعَ الْإِمَامِ فِي مَسْجِدِ عَرَفَةَ ثُمَّ وقف حتى (251 أ) دُفِعَ بِدَفْعِ الْإِمَامِ قَالَ:
مَا لَهُ؟ قَالَ: لا بأس به. قال فقال: سبحان اللَّهِ قَدْ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ مَنْ أَفَاضَ مِنْ عَرَنةَ [2] فَلَا حَجَّ لَهُ مَسْجِدُ عَرَفَةَ فِي بَطْنِ عَرْنَةَ [3] . فَقَالَ: أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِالْإِعْلَامِ وَنَحْنُ بِالْفِقْهِ. قَالَ: إِذَا لَمْ تَعْرِفِ الْأَصْلَ فَكَيْفَ تَكُونُ فَقِيهًا» [4] .
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ [5] : قَالَ رَقَبَةُ [6] لِلْقَاسِمِ ابن مَعْنٍ: أَيْنَ تَذْهَبُ؟ قَالَ: إِلَى أَبِي حَنِيفَةَ. قَالَ: يُمَكِّنُكَ مِنْ رَأْيِ مَا مَضَغْتَ وَتَرْجِعُ الى أهلك بغير فقه.
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 396 والزيادة منه.
[2] ، (3) في الأصل «عرفة» والتصويب من تاريخ بغداد 14/ 256.
[4] الخطيب: تاريخ بغداد 14/ 256 ووقع فيه «الأحكام» بدل «الأعلام» وهو تصحيف.
[5] ابن عيينة.
[6] رقبة بن مصقلة العبديّ الكوفي (تهذيب التهذيب 3/ 286) .(2/790)
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ثنا سَعِيدُ بن عامر [1] عن [2] سلام بن أبي مطيع قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَيُّوبَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، قَالَ: فَرَآهُ أَبُو حَنِيفَةَ فَأَقْبَلَ نَحْوَهُ، قَالَ: فَلَمَّا رَآهُ قَدْ أَقْبَلَ نَحْوَهُ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: قُومُوا لَا يُعْدِنَا بِالْجَرْبَةِ، قُومُوا لَا يُعْدِنَا بِالْجَرْبَةِ.
سَمِعْتُ نُعَيْمَ بْنَ حَمَّادٍ يَقُولُ: قَالَ غُلَامٌ بِالْمَدِينَةِ لِمُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ:
مَا تَقُولُ فِي تَمْرَةٍ بِرُطَبَتَيْنِ؟ قَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ. قَالَ: يَا عَمُّ تَجْهَلُ السُّنَنَ وَتَتَكَلَّمُ فِي الْمُعْضِلَاتِ.
حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ [3] بْنُ مُوسَى قَالَ: ذَكَرَ أَبُو يُوسُفَ وَأَبُو حَنِيفَةَ عِنْدَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ فَقَالَ: وَمَنْ هَؤُلَاءِ ثُمَّ وَمَا هَؤُلَاءِ. قَالَ سُفْيَانُ: مَا كُنَّا نَأْتِي حَمَّادًا إِلَّا سِرًّا مِنْ أَصْحَابِنَا كَانُوا يَقُولُونَ لَهُ أَتَأْتِيهِ! أتجالسه! فما كُنَّا نَأْتِيهِ إِلَّا سِرًّا.
سَمِعْتُ أَبَا حُذَيْفَةَ مُوسَى بْنَ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: كُنْتُ ألقى حمادا بعد ما أُحَدِّثُ فَمَا كُنْتُ أُسَلِّمُ عَلَيْهِ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: قَدِمَ حَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ فَلَمْ يَأْتِهِ أَيُّوبُ [4] وَقَلَّمَا كَانَ يَقْدَمُ عَالِمٌ إِلَّا أَتَاهُ أَيُّوبُ. قَالَ: فَلَمْ نَأْتِهِ لِأَنَّ أَيُّوبَ لَمْ يَأْتِهِ. قَالَ: وَأَتَاهُ الصَّلْتُ بْنُ دِينَارٍ فَقَالَ لَهُ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: صَلْتٌ.
فَسَأَلَهُ عَنِ النَّبِيذِ. فَقَالَ لَهُ أَيُّوبُ: أرأيت أتانك حَمَّادًا وَكَلَامَهُ. قَالَ:
وَلَامَهُ أَوْ نَحْوُ هَذَا.
__________
[1] الضبعي.
[2] في الأصل «و» .
[3] في الأصل «عبد» والصواب ما أثبته.
[4] السختياني.(2/791)
حدثنا ابن نمير [1] قال: سمعت أبا بكر بْنَ عَيَّاشٍ يَقُولُ: قُلْتُ لِلْأَعْمَشِ:
سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ لَنَا كُرِهَ أَنْ يُخْلَطَ الْبُسْرُ وَالتَّمْرُ مِنْ أَجْلِ السَّرَفِ كَمَا كُرِهَ أَنْ يُخْلَطَ السَّمْنُ وَاللَّحْمُ؟ قَالَ: لَا. قُلْتُ: فَمِمَّنْ سَمِعْتَهُ؟ قَالَ:
مِنْ حَمَّادٍ وَمَا كُنَّا نُصَدِّقُهُ.
حَدَّثَنَا إسماعيل (251 ب) بْنُ الْخَلِيلِ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ [2] وَالْأَعْمَشُ قَالَ: سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْقَصَّارِ. قَالَ: يُضْمَنُ. فَبَلَغَنِي عَنْ حَمَّادٍ أَنَّهُ يَرْوِي عَنْ أَبِيهِمْ أَنَّهُ قَالَ لَا يُضْمَنُ. قَالَ: فَلَقِينَاهُ فَقُلْتُ: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي أَرَأَيْتُكَ عِنْدَ إِبْرَاهِيمَ قَطُّ أَمْ لَا؟ فَقَالَ: لَا تَفْعَلْ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ [3] فَإِنَّ هَذَا يَشُقُّ عَلَيَّ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ثنا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ [4] قال: كله أشعر أو لم يشعر ان لَمْ تَقِذْ [5] بِهِ- يَعْنِي الْجَنِينَ-.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قال: ذكاته ذكاة أُمِّهِ.
حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْمُغِيرَةِ عن إبراهيم قال: الجنين ذكاته ذكاة أمه.
__________
[1] محمد بن عبد الله بن نمير.
[2] يحي بن زكريا بن أبي زائدة.
[3] في الأصل «يا محمد» والصواب ما أثبته وهي كنية سليمان ابن مهران الأعمش.
[4] النخعي.
[5] الموقوذة: المقتولة بالضرب، بالخشب وبغيره.(2/792)
قال ابو يوسف: وقد رُوِيَ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: لَا تكون ذكاة نفس ذكاة نفسين.
قال: وحدثنا بعض أصحابنا حدثنا عثمان بن عُثْمَانُ [1] أَخْبَرَنَا الْبَتِّيُّ [2] قَالَ: كَانَ حَمَّادُ إِذَا قَالَ [3] بِرَأْيِهِ أَصَابَ، وَإِذَا قَالَ قَالَ إِبْرَاهِيمُ أَخْطَأَ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: شَهِدْتُ أَبَا حَنِيفَةَ وَسُئِلَ عَنِ الْوِتْرِ فَقَالَ: فَرِيضَةٌ. قُلْتُ: كَمِ الصَّلَوَاتُ؟ قَالَ: خَمْسٌ.
قُلْتُ: فَالْوِتْرُ؟ قَالَ: فَرِيضَةٌ [4] .
«وَقَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى أَبِي حَنِيفَةَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَذَكَرَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ فَانْتَحَلَهُ لِلْأَرْجَاءِ. فَقُلْتُ: يَا أَبَا حَنِيفَةَ مَنْ مُحَدِّثُكَ؟ قَالَ: سَالِمٌ الْأَفْطَسُ. فَقُلْتُ: إِنَّ سَالِمًا كَانَ مُرْجِئًا، وَلَكِنْ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ قَالَ: رَآنِي سَعِيدٌ جَلَسْتُ إِلَى طَلْقٍ [5] فَقَالَ: ألَمْ أَرَكَ جَلَسْتَ إِلَى طَلْقٍ! لَا تُجَالِسْهُ. فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا حَنِيفَةَ فَمَا كَانَ رأي طلق؟ قال:
فسكت، ثم سأله فَسَكَتَ، ثُمَّ سَأَلَهُ فَسَكَتَ، فَقَالَ: وَيْحَكَ كَانَ يَرَى الْعَدْلَ» [6] . ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ: يَرْحَمُ اللَّهُ أَيُّوبَ لَقَدْ قَدِمَ الْمَدِينَةَ وَأَنَا بِهَا،
__________
[1] الغطفانيّ ويقال الكلاعي القاضي البصري (تهذيب التهذيب 7/ 137) .
[2] عثمان بن مسلم البتي.
[3] في الأصل «قال» مكررة.
[4] يوجد بعدها «قلت» وهي زائدة فحذفتها.
[5] طلق بن حبيب العنزي البصري (تهذيب التهذيب 5/ 31) .
[6] الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 374 لكنه ساق اللفظ من حديث ابن الغلابي فاختلفت بعض ألفاظه عن رواية يعقوب.(2/793)
فَقُلْتُ لَأَجْلِسَنَّ إِلَيْهِ لَعَلِّي أَتَعَلَّقُ عَلَيْهِ بِسَقْطَةٍ. قَالَ: فَجَاءَ فَقَامَ مِنَ الْقَبْرِ مَقَامًا لَا أَذْكُرُ ذَلِكَ الْمَقَامَ إِلَّا اقْشَعَرَّ جِلْدِي.
قَالَ سليمان بن حرب: كلمت يحي بن أكثم فقال: (252 أ) إِنِّي لَسْتُ بِصَاحِبِ رَأْيٍ. قَالَ: وَذَكَرَ أَبَا حَنِيفَةَ فَقُلْتُ لَهُ دَعِ التَّنَازُعَ وَلَكِنْ قَدْ كَانَ فِي زَمَانِهِ أَئِمَّةٌ بِالْكُوفَةِ وَغَيْرِ الْكُوفَةِ فَأَخْبَرَنِي بِرَجُلٍ وَاحِدٍ حَمِدَ أَمْرَهُ وَرَأْيَهُ؟ قَالَ سُلَيْمَانُ: فَسَكَتَ سَاعَةً ثُمّ قَالَ: قَالَ جَرِيرٌ [1] عَنْ مُغِيرَةَ [2] فِي رَجُلٍ دَفَعَ ثَوْبًا إِلَى خَيَّاطٍ إِنْ فَرَغْتَ مِنْهُ الْيَوْمَ جَعَلْتُ لَكَ دِرْهَمَيْنِ وَإِنْ أَخَّرْتَهُ إِلَى غَدٍ فَدِرْهَمٌ، قَالَ فُلَانٌ كَذَا، وَقَالَ فُلَانٌ كَذَا، وَقَالَ فُلَانٌ كَذَا، وَقَالَ هَؤُلَاءِ لَهُ أُجْرَةُ مِثْلِهِ. قَالَ: فَقُلْتُ: كَفَاهُ بِهَذَا ضَعَةً أَنْ لَا يَقْدِرَ عَلَى أَحَدٍ وَيُضْطَرَّ فِيهِ إِلَى مُغِيرَةَ.
حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ [3] عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: حَجَجْتُ فَلَقِيتُ عَبْدَةَ بْنَ أَبِي لُبَابَةَ بِمِنًى، فَقَالَ لِي: هَلْ لَقِيتَ الْحَكَمَ [4] ؟ قَالَ: قُلْتُ:
لَا. قَالَ: فَاذْهَبْ فَأَلْقِهْ فَمَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا أَفْقَهُ مِنْهُ. قَالَ: فَلَقِيتُهُ فَإِذَا بِرَجُلٍ حَسَنِ السَّمْتِ مُقْنِعٍ.
حَدَّثَنِي سَعِيدٌ ثنا ضَمْرَةُ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: كُنَّا نَعُودُ ابْنَ سِيرِينَ قِيَامًا وَكَانَ بِهِ الْبَطْنُ.
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: كان الأوزاعي من اليمامة.
__________
[1] ابن عبد الحميد الضبي.
[2] مغيرة بن مقسم.
[3] ضمرة بن ربيعة الفلسطيني (تهذيب التهذيب 4/ 460) .
[4] الحكم بن عتيبة الكندي.(2/794)
قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ إِيَاسٍ قَالَ: قُلْتُ لِإِبْرَاهِيمَ [1] : مَنْ نَسْأَلُ بَعْدَكَ؟ قَالَ: حَمَّادٌ. قَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ: وَسَمِعْتُ أَبِي وَعَمِّي يَقُولَانِ: إِنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ إِيَاسٍ مِمَّنْ سَمِعَ وَسَكَتَ.
حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: قُلْتُ لِحَمَّادِ بْنِ أَبِي بُكَيْرٍ [2] : كُنْتَ فِي أَصْحَابِكَ عَلَمًا ثُمَّ صِرْتَ تَابِعًا فِي شَيْءٍ خَالَفَكَ النَّاسُ فِيهِ. قَالَ: إِنِّي أَكُونُ تَابِعًا فِي الْخَيْرِ خَيْرٌ مِنْ أَنْ أَكُونَ رَأْسًا فِي الشَّرِّ.
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ:
سَأَلْتُ الْحَكَمَ [3] عَنْ زَاذَانَ [4] فَقَالَ: أَكْثَرُ.
قَالَ: وَسَأَلْتُ سَلَمَةَ بْنَ كُهَيْلٍ فَقَالَ: أَبُو الْبَخْتَرِيِّ [5] الطَّائِيُّ أَعْجَبُ إِلَيَّ.
حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ [6] حدثنا ابو اسامة [7] عن سفيان عن
__________
[1] النخعي.
[2] هكذا في الأصل واحسبه خطأ، وانما المقصود حماد بن أبي سليمان، والشيء الّذي خالفه الناس فيه هو الارجاء (انظر تهذيب 3/ 16- 18) .
[3] ابن عتيبة الكندي.
[4] ابو عبد الله ويقال ابو عمر الكندي مولاهم الكوفي الضرير (تهذيب التهذيب 3/ 302) وورد فيه «قال شعبة: قلت للحكم: مالك لم تحمل عن زاذان؟ قال: كان كثير الكلام» .
[5] سعيد بن فيروز.
[6] عبد الله بن سعيد.
[7] حماد بن اسامة القرشي الكوفي.(2/795)
الْأَعْمَشِ قَالَ: قَالَ لِي ذَرُّ بْنُ عَبْدِ (252 ب) اللَّهِ: قَدْ أَسْرَعْتَ شَيْئًا أَخْشَى أَنْ يَتَحَدَّدَ بِنَا- قَالَ أَبُو أُسَامَةَ: يَعْنِي رَأْيَ الْمُحَدِّثِ-.
حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ [1] عن مغيرة عن سماك ابن سَلَمَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى كُدَيْرٍ الضَّبِّيِّ أَعُودُهُ، قَالَ: فَقُلْتُ لِامْرَأَتِهِ:
أَيْنَ هُوَ؟ فَقَالَتْ: قَائِمٌ يُصَلِّي. قَالَ: فَانْتَهَتْ إِلَيْهِ فَاعْتَمَدَ عَلَيَّ، قَالَ:
فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: السَّلَامُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْوَصِيِّ. قَالَ: فقلت: لاعدتك بَعْدَ يَوْمِي هَذَا [2] .
قَالَ: وَحَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: كَانَ سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ قَوْلًا فِي نَهْيِ عَلِيٍّ- يَنْهَاهُ عن الخروج-.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ قَالَ: أَبُو الشَّعْثَاءِ: سُلَيْمُ بْنُ أَسْوَدَ الْمُحَارِبِيُّ، وَأَبُو الشَّعْثَاءِ الْكِنْدِيُّ: يَزِيدُ بْنُ الْمُهَاصِرِ، وَعَمْرُو بْنُ مُرَّةَ أَكْبَرُ مِنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ [3] ، وَسَلَمَةُ [4] أَكْبَرُ مِنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، وَأَبُو قَيْسٍ وَائِلٌ وَهُوَ دُونَ هَؤُلَاءِ فِي الْحِفْظِ، وَزُبَيْدٌ [5] قَرِيبٌ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ، وَأَشْعَثُ بْنُ أَبِي الشَّعْثَاءِ حَسَنُ الْحَدِيثِ، وَالْحَكَمُ نَحْوَ سَلَمَةَ، وَالْأَعْمَشُ أَحْفَظُ مِنْ مَنْصُورٍ، وَمَنْصُورٌ أَقْوَمُ حَدِيثًا، وَأَقَلُّ اخْتِلَافًا فِي الرِّوَايَةِ، وَالْحَكَمُ مَوْلًى لِكِنْدَةَ، وَعَمْرُو بْنُ مُرَّةَ مِنْ مُرَادٍ مِنْ أَنْفَسِهِمْ، ومحمد بن
__________
[1] الضبي.
[2] أوردها الذهبي من طريق جرير بألفاظ مقاربة (ميزان الاعتدال 3/ 411) .
[3] الجدلي العدوانيّ الكوفي ابو عمرو (تهذيب التهذيب 8/ 403) .
[4] ابن كهيل.
[5] ابن الحارث اليامي.(2/796)
سَالِمٍ [1] يُرْوَى أَنَّهُ أَخَذَ كِتَابَ الشَّعْبِيِّ مِنَ الدِّيوَانِ.
وَسُئِلَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْهَجَرِيِّ [2] فَقَالَ: تَبَاعَدْ منه.
قال: وابو يحي الْقَتَّاتُ [3] حَسَنُ الْحَدِيثِ. وَمُسْلِمٌ ضَعِيفٌ لَمْ أَسْمَعْ حَدِيثَهُ مِنْ أَبِي بُغْضًا لَهُ.
قَالَ: وَكَانَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةً مُرْجِئًا، وَكَانَ قَيْسٌ مُرْجِئًا وكان يُخَاصِمُ فِيهِ، وَهُبَيْرَةُ بْنُ يَرِيمَ سَعَى فِي الْفِتْنَةِ- أَيْ خَرَجَ-، وَعَبْدُ خَيْرٍ خَيْوَانِيٌّ سُئِلَ عَنْهُ فَقَالَ: بَخٍ.
قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: وَقَالَ زُهَيْرُ بْنُ [مُعَاوِيَةَ] [4] : لَقِيَنِي عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ [5] فَقَالَ: وَجَدْتُ رُقْعَةً فِيهَا أَحَادِيثٌ حِسَانٌ [6] فَخُذْهَا وَحَدِّثِ النَّاسَ إِذَا أَتَوْكَ.
قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: اسم أبي سفيان صاحب الأعمش طَلْحَةُ بْنُ رَافِعٍ وَاسِطِيٌّ، وَأَبُو سُفْيَانَ الْآخَرُ طريف السعدي ضعيف. (253 أ) قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: وَأَبُو الزُّبَيْرِ [7] كَانَ يُفَقِّعُ [8] في المسجد الحرام، وابو
__________
[1] الهمدانيّ الكوفي ابو سهل (تهذيب التهذيب 9/ 176) .
[2] إبراهيم بن مسلم العبديّ الكوفي الهجريّ ابو إسحاق (تهذيب التهذيب 1/ 165) واقتبس قول الفسوي عنه «كان رفاعا لا بأس به» وليست في الأصل.
[3] الكوفي الكناني اختلف في اسمه (تهذيب التهذيب 12/ 277) .
[4] سقطت من الأصل، وهو الجعفي.
[5] الثقفي البصري (تهذيب التهذيب 5/ 10) .
[6] هكذا في الأصل فلعله حسان بن إبراهيم الكرماني (تهذيب التهذيب 2/ 245) أو لعلها «حسانا» صفة للأحاديث.
[7] محمد بن مسلم بن تدرس الاسدي المكيّ (تهذيب التهذيب 9/ 440) .
[8] يغمز مفاصل الأصابع حتى تصوت أثناء الصلاة.(2/797)
رَزِينٍ صَاحِبُ الْأَعْمَشِ اسْمُهُ مَسْعُودٌ.
قَالَ ابْنُ نمير: حدثنا يحي بْنُ آدَمَ عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ مُهَلْهَلٍ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: كَانَ أَبُو رَزِينٍ مِنَ الْقُرَّاءِ الَّذِينَ يُقْرَأُ عَلَيْهِمْ وَتُؤْخَذُ عَنْهُمُ الْقِرَاءَةُ.
قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ الَّذِي يَرْوِي عَنْهُ خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ عَنْ حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنِ ابن مسعود، لم يسمع عبد الله ابن الْحَارِثِ هَذَا مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ شيئا، وهو عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ الْمُكْتَبُ.
قُلْتُ لَهُ: تُنْكِرُ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ شَيْئًا. قَالَ: لَا.
قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: وَحُمَيْدٌ الْأَعْرَجُ هَذَا ضَعِيفٌ قَالَ: كَانَ عِنْدَ أَبِي أَحَادِيثُ فِي رُقْعَةٍ فَلَمْ يُحَدِّثْنِي بِهَا. وَقَالَ: مَا تَصْنَعُ بِهِ إِنَّهُ كَانَ ضَعِيفًا، وَهُوَ حُمَيْدُ بْنُ عَطَاءٍ.
«قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ فَطْرٌ حَافِظٌ كَيِّسٌ» [1] . سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ حَفْصٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ: فِطْرٌ [2] أَوْثَقُ أَهْلِ الْكُوفَةِ.
حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو نعيم قال: قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ:
رَأَيْتُ مَنْصُورًا [3] بِمَكَّةَ. وَكَانَ فِيهِ خَشْيَةٌ، وَمَا أَرَاهُ كَانَ يَكْذِبُ.
قَالَ: وَحَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: أَبُو حِزَامٍ مولى ابن عباس نبتل [4] ، وَأَبُو حَازِمٍ الْمَدَنِيُّ سَلَمَةُ بْنُ دِينَارٍ، وَأَبُو حَازِمٍ مَوْلَى أَشْجَعَ كَيْسَانَ، وَبَلَغَنِي عَنْ عَلِيٍّ قال: اسمه سلمان مولى عزة الأشجعية.
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 8/ 302 نقلا عن كتاب السكنى للنسائي، مما يشير الى اقتباس هذا المصدر المفقود عن الفسوي أيضا.
[2] فطر بن خليفة الحناط الكوفي.
[3] ابن المعتمر.
[4] في الأصل «ثثيل» وما أثبته من الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج 4 قسم 1/ 508.(2/798)
وَأَبُو صَالِحٍ ذَكْوَانُ مَوْلَى غَطَفَانَ وَهُوَ السَّمَّانُ وَهُوَ الزَّيَّاتُ، وَأَبُو صَالِحٍ الْحَنَفِيُّ مَاهَانُ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: اسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قَيْسٍ أَخُو طلق بن قيس.
حدثنا سعيد بن يحي [1] حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ [2] قَالَ: سَأَلْتُ شُعْبَةَ عَنْ مَنْصُورٍ وَعَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: كَانَ عَمْرُو بن مرة أسكت الرجلين.
حدثنا بكر بن خَلَفٍ حَدَّثَنَا الْعَقَدِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ عن يحي بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: أَبُو صَالِحٍ: قَيْلَوَةٌ، وَأَبُو صَالِحٍ الْمَدَنِيُّ يَرْوِي عَنْهُ الْمِصْرِيُّونَ:
سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْغِفَارِيُّ، وَالَّذِي يَرْوِي عَنْهُ أَهْلُ فِلَسْطِينَ يَرْوِي عَنْهُ التَّيْمِيُّ [3] اسْمُهُ دُرَيْحٌ، (253 ب) وابو صالح الّذي يروي عنه يحي بْنُ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ اسْمُهُ قَيْلَوَةٌ.
وَأَبُو صَالِحٍ الْبَصْرِيُّ الَّذِي يَرْوِي عنه التيمي وخالد الحذاء وابو حلدة اسْمُهُ مِيزَارٌ.
وَأَبُو صَالِحٍ الَّذِي يَرْوِي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ اسْمُهُ سَمِيعٌ.
وَأَبُو صَالِحٍ [4] مَوْلَى ضُبَاعَةَ.
وَأَبُو صَالِحٍ مَوْلَى السَّعْدِيِّينَ.
وَأَبُو صَالِحٍ [5] الغفاريّ.
وابو صالح ميسرة.
__________
[1] الأموي البغدادي ابو عثمان (تهذيب التهذيب 4/ 97) .
[2] عبد الله بن إدريس.
[3] سليمان بن طرخان التيمي (تهذيب التهذيب 4/ 201) .
[4] اسمه ميناء (تهذيب التهذيب 12/ 132) .
[5] سعيد بن عبد الرحمن المصري.(2/799)
وَأَبُو صَالِحٍ عُبَيْدٌ مَوْلَى السَّفَّاحِ رَوَى عَنْهُ بُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ.
وَأَبُو صَالِحٍ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ كَانَ يَأْمُرُنَا أَنْ نَسْهَرَ لَهُ ثَلَاثَةً.
وَأَبُو صَالِحٍ الْأَشْعَرِيُّ رَوَى عَنْهُ حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ.
وَأَبُو صَالِحٍ [1] صَاحِبُ الْأَعْمَشِ أَبُو سُهَيْلٍ.
وَأَبُو صَالِحٍ صَاحِبُ الْكَلْبِيِّ بَاذَانَ وَيُقَالُ باذام مولى أُمِّ هَانِئٍ.
وَأَبُو صَالِحٍ مَوْلَى عُثْمَانَ رَوَى عَنْهُ كَامِلٌ [2] لَيْسَ يَرْوِي عَنْهُ غَيْرُهُ.
حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي السَّفَرِ قَالَ: هُبَيْرَةُ بْنُ يَرِيمَ وَسَعِيدُ بْنُ ذِي حَدَّانَ، وسعيد بن ذي لعوة ويزيد بن يريم وعمرو الأصم همذانيون.
ومطر بن عكامس سَمِعْتُ الْقَاسِمَ الْعَقْرِيَّ يَقُولُ: هُوَ سَلَمِيٌّ [3] .
وَعَمْرُو ذُو مَرَ وَسَعِيدُ بْنُ نِمْرَانَ هَمَذَانِيَّانِ.
وَمَسْرُوقُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَشَدَّادُ بْنُ الْأَزْمَعِ وَعَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلَ هُمْ مِنْ وَدَاعَةِ هَمْدَانَ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ذَكَرَ لِسُفْيَانَ [4] ثُوَيْرَ بْنَ أبي فاختة
__________
[1] ذكوان السمان المدني روى عنه أولاده الثلاثة سهيل وصالح وعبد الله وغيرهم (تهذيب التهذيب 3/ 219) .
[2] كامل بن العلاء التميمي السعدي (تهذيب التهذيب 8/ 409) ، وورد في تهذيب التهذيب 12/ 132 أن اسم أبي صالح هذا الحارث ويقال تركان، وان الّذي روى عنه هو زهرة بن معبد والمصريون، اما كامل ابو العلاء فذكر انه يروي عن أبي صالح مولى ضباعة.
[3] في الأصل «سالم» وانظر ترجمته في (تهذيب التهذيب 10/ 169) .
[4] ابن عيينة.(2/800)
فَغَمَزَهُ.
«حَدَّثَنَا عُمَرُ [1] بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ إِذَا سُئِلَ عَنْ أَبِي [2] خَالِدٍ الْأَحْمَرِ قَالَ: نِعْمَ الرَّجُلُ أَبُو هِشَامٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ» [3] .
حَدَّثَنَا عُمَرُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَدِمَ عَلَيْنَا أَبَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ، فَجَاءَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ وَلَهُ جُمَّةٌ، فَجَلَسَ مَعَنَا عِنْدَهُ، فَتَغَامَزَ بِهِ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ، فَقَامَ فَجَزَّ جُمَّتَهُ، ثُمَّ جَعَلَ يَخْتَلِفُ يَطْلُبُ الْحَدِيثَ مَعَنَا، فَلَمَّا خَرَجَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بِالْبَصْرَةِ بَعَثَ اليه (254 أ) الْجُنْدَ، فَكَانَ أَبُو خَالِدٍ فِيهِمْ، ثُمَّ صَارَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ، فَلَمَّا قَدِمُوا جَاءَ حَتَّى دَخَلَ إِلَى مَنْزِلِهِ وَبَعَثَ بِرْذَوْنَهُ فَبَاعَهُ فِي الْكُنَاسَةِ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ حَلَقَ رَأْسَهُ، فَلَمَّا قَدِمَ الْحَجَّاجُ خَرَجَ مَعَهُمْ كَأَنَّهُ كَانَ بِمَكَّةَ.
قَالَ عُمَرُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: كَانَ أَبُو أُسَامَةَ [4] إِذَا رَأَى عَائِشَةَ فِي الْكِتَابِ حَكَّهَا فَلَيْتَهُ لَا يَكُونُ إِفْرَاطٌ فِي الْوَجْهِ الْآخَرِ.
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ يُوهِنُ أَبَا أُسَامَةَ، ثُمَّ قَالَ يُعْجَبُ لِأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَمَعْرِفَتِهِ بِأَبِي أُسَامَةَ ثُمَّ هُوَ يُحَدِّثُ عَنْهُ.
«قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: وَهُوَ الَّذِي يَرْوِي عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بن جابر وَنَرَى أَنَّهُ لَيْسَ بِابْنِ جَابِرٍ الْمَعْرُوفِ، ذُكِرَ [لِي] أَنَّهُ رَجُلٌ يُسَمَّى بِابْنِ جَابِرٍ، فَدَخَلَ فِيهِ، وَإِنَّمَا هُوَ إِنْسَانٌ يُسَمَّى بِابْنِ جَابِرٍ.
__________
[1] في الأصل «عمرو» وهو خطأ.
[2] في الأصل «ابن أبي خالد» و «ابن» زائدة فحذفتها، وهو سليمان بن حيان.
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 9/ 22.
[4] حماد بن اسامة القرشي الكوفي.(2/801)
[قَالَ يَعْقُوبُ: صَدَقَ هُوَ ابْنُ تَمِيمٍ] .
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَكَأَنِّي رَأَيْتُ ابْنَ نُمَيْرٍ يَتَّهِمُ أَبَا أُسَامَةَ أَنَّهُ عَلِمَ ذَلِكَ وَعَرَفَ وَلَكِنْ تَغَافَلَ عَنْ ذَلِكَ. قَالَ لِي ابْنُ نُمَيْرٍ: أَمَا تَرَى رِوَايَتَهُ لَا تُشْبِهُ شَيْئًا مِنْ حَدِيثِهِ الصِّحَاحِ» [1] الَّذِي رَوَى عَنْهُ أَهْلُ الشَّامِ وَأَصْحَابُهُ الثِّقَاتُ.
وَذَكَرَهُ الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ بِشَيْءٍ مِنْ أَمْرِ أَبِي أُسَامَةَ قَالَ: كَانَ سُفْيَانُ كَبِيرَ النَّاسِ وَيُنْظَرُ فِيهِ لِكَيْ يُصَحَّحَ وَيُعْرَفُ حَدِيثُهُ بِذَلِكَ.
حَدَّثَنِي سَلَمَةُ قَالَ: قَالَ أَحْمَدُ قَالَ وَكِيعٌ: يَدِيمُ أَبُو الْعَلَاءِ هُوَ ابْنُ هُبَيْرَةَ، قَالَ وَكِيعٌ: [2] وَكَانَتْ مِنْ هُبَيْرَةَ حِدَّةٌ يَوْمَ الْمُخْتَارِ [3] .
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ المخرمي حدثنا يحي بن آدم عن أبي بكر ابن عَيَّاشٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ يَقُولُ: عَلَيْكُمْ بسماك بن حرب وعبد الملك ابن عُمَيْرٍ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِمُغِيرَةَ فَقَالَ: مَا أَظُنُّ وَاحِدًا مِنْ هَذَيْنِ طَلَبَ شَيْئًا مِنْ هَذَا الْأَمْرِ يَتَفَقَّهُ بِهِ.
حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله المخرمي حدثنا يحي بْنُ آدَمَ حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: إِنَّا كُنَّا نَبْعُدُ بُعْدًا وَأَنْتُمُ الْيَوْمَ تَتَلَطُّونَ تَلَطِّيًا فَأَتْبِعُوا الحجارة الماء.
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 6/ 295- 296 والزيادة منه، ويذكر «سائر أحاديث» بدل «شيئا من حديثه» .
[2] قال عنه ابن خراش مصنف (الجرح والتعديل) : «كان يجهز على قتلى صفين» ، وقال الجوزجاني مصنف «الضعفاء» : «كان مختاريا يجهز على القتلى يوم الجاذر» (ميزان الاعتدال 4/ 293) .
[3] الفرسي أو القرشي ضبطه يعقوب بن سفيان بالفاء والمهملة لنسبته الى فرسه (تهذيب التهذيب 6/ 413) .(2/802)
قَالَ مِسْعَرٌ: لَيْسَ هَذَا مِنْ قَدِيمِ حَدِيثِ عَبْدِ الْمَلِكِ، إِنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ يَرْوِي عَنِ الشباب (254 ب) .
بَابُ
[حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ]
«حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي نَجِيحٍ يَقُولُ: مَا جَاءَنَا مِنْكُمْ مِثْلُهُ- يَعْنِي الْحَجَّاجَ بْنَ أَبِي أَرْطَأَةَ-» [1] .
حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ موسى حدثنا يحي بْنُ آدَمَ حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ [2] قَالَ:
قَالَ لِي شُعْبَةُ: عَلَيْكَ بِحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ.
وَقَالَ: حدثنا يحي بْنُ آدَمَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَجَّاجُ أَسَدُّ حَدِيثًا مِنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ.
قَالَ مُجَاهِدٌ: وَسَمِعْتُ أَبَا مُعَاوِيَةَ [3] وَهُوَ يَقُولُ: قَالَ لَنَا الْحَجَّاجُ:
لَا تَقُولُوا مَنْ حَدَّثَكَ. قَالَ: فَكَانَ يَسْرُدُهَا عَلَيْنَا سَرْدًا.
«حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ قَالَ:
سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: مَا تَأْتُونَ أَحَدًا أَحْفَظَ مِنْ حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ.
قَالَ حَفْصٌ: وَسَمِعْتُ حَجَّاجًا يَقُولُ: مَا خَاصَمْتُ أَحَدًا قَطُّ، وَلَا جَلَسْتُ إِلَى قَوْمٍ يَخْتَصِمُونَ» [4] .
حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار حدثنا ابن إدريس قال: كان حجاج ابن أَرْطَأَةَ عَلَى الْعَسِّ، فَضَرَبَ جَارًا لَنَا حَائِكًا فَاسْتَغَاثَ مِنْهُ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا أَرْطَأَةَ بَعْدَ الْعِلْمِ وَالْقُرْآنِ! فَقَالَ: اسْكُتْ يَا صَبِيُّ ما يدريك أنت. فقلت:
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 8/ 231- 232.
[2] عبد ربه بن نافع الكناني الكوفي الأصغر (تهذيب التهذيب 6/ 128) .
[3] محمد بن خازم الضرير.
[4] الخطيب: تاريخ بغداد 8/ 232.(2/803)
لَكَ عَلَيَّ أَنْ لَا أُكَلِّمَكَ أَبَدًا وَلَا أَرْوِي عَنْكَ. فَلَمْ يَرْوِ عَنْهُ.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ قَالَ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ [1] قَالَ لِي حَجَّاجٌ: حَدَّثَنَا أَبِي وَثنا جَدِّي حَتَّى أحدثك.
حدثنا احمد بن الخليل حدثنا يحي بْنُ أَيُّوبَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْحَوَارِيَّ قَالَ: حَدَّثَ الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ يَوْمًا فَقَالَ: سَأَلْتُ عَمًّا عَنِ الضَّحِيَّةِ. قَالَ: وَكَانَ يُحِبُّ النَّبْلَ وَيُفَخِّمُ كَلَامَهُ، فَنَادَاهُ دَاوُدُ [2] الطَّائِيُّ- قَالَ: وَأَرَادَ دَاوُدُ أَنْ يَقْصُرَ إِلَيْهِ نَفْسَهُ- فَقَالَ: يَا أَبَا أَرْطَأَةَ إِنَّهَا لَيْسَتِ بِالضَّحِيَّةِ إِنَّمَا هِيَ الْأُضْحِيَةُ. فَتَطَاوَلَ لَهُ الْحَجَّاجُ حَتَّى رَأَى وَجْهَهُ، ثُمَّ قَالَ: اللِّسَانُ لِسَانُ عَرَبِيِّ وَالْوَجْهُ وجه نبطي.
وبه قال: حدثني ابو عيس [3] قَالَ: جَاءَ الثَّوْرِيُّ- يَعْنِي سُفْيَانَ- إِلَى الْحَجَّاجِ فَسَأَلَهُ عَنْ حَدِيثٍ أَوْ حَدِيثَيْنِ. فَقَالَ الْحَجَّاجُ: مَا نَظُنُّ أَبَا ثَوْرٍ إِلَّا أَنَّهُ قَدْ أَجَازَنَا بِجَائِزَةٍ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ ثنا يحي بن أيوب قال: سمعت (255 أ) أبا عيس يَقُولُ: جَاءَ الْحَجَّاجُ يَوْمًا فَجَلَسَ فِي جَانِبِ الْحَلْقَةِ، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا أَرْطَأَةَ [4] لَوِ ارْتَفَعْتَ. قَالَ: أَنَا حَيْثُ كُنْتُ صَدْرًا.
وَبِهِ سَمِعْتُ أَبَا عِيسَى يَقُولُ: كَانَ الْحَجَّاجُ كَثِيرًا مَا يَقُولُ: قَتَلَنَا حُبُّ الشَّرَفِ إِنَّا وَإِنْ كُنَّا قَدْ دَخَلْنَا فِيمَا دَخَلْنَا فِيهِ فَإِنَّا لَا نَكْذِبُ.
قَالَ: وَكَانَ يَقُولُ لِأَصْحَابِ الْحَدِيثِ: لا تقولوا من حدثك ولكن
__________
[1] عبد الله بن أبي نجيح.
[2] داود بن المحبر بن قحذم الطائي (تهذيب التهذيب 3/ 199) .
[3] الخراساني التميمي اختلف في اسمه (تهذيب التهذيب 12/ 196) .
[4] في الأصل «يارطأة» .(2/804)
قُولُوا مَنْ ذَكَرَهُ، قَالَ: مَخَافَةَ أَنْ يَسْهُوَ.
[الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ]
حَدَّثَنَا عُمَرُ [1] بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ حَدَّثَنِي طَلْقٌ [2] قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ زَائِدَةَ [3] فَذَكَرَ الْحَسَنَ بْنَ صَالِحٍ فَقَالَ: إِنَّهُ لَيَسْتَصْلِبُ لَوْ وَجَدَ مَنْ يَصْلِبُهُ.
قَالَ: ثُمَّ حَدَّثَهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ بِحَدِيثٍ، فَقَالَ لِي: مَنْ حدثك؟ قال: فقلت:
أما أَكْرَهُ أَنْ أُخْبِرَكَ بِهِ فَأَعْرِضُهُ لَكَ. قَالَ، وَكُنْتُ سَمِعْتُهُ مِنْ حَسَنٍ.
وَحَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ دَاوُدَ يَقُولُ:
تَرَكَ الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ الْجُمُعَةَ، وَجَلَسَ عَنْهَا. قَالَ: فَجَاءَ إِلَيْهِ فُلَانٌ- سَمَّاهُ الْحَسَنُ وَنَسِيتُ اسْمَهُ- قَالَ: فَجَعَلَ يُنَاظِرُهُ لَيْلَةً حَتَّى الصَّبَاحِ، يَذْهَبُ الْحَسَنُ إِلَى تَرْكِ الْجُمُعَةِ مَعَهُمْ، وَالْخُرُوجِ عَلَيْهِمْ بِالسَّيْفِ، وَيَرُدُّ عَلَيْهِ الْآخَرُ، فَأَبَى إِلَّا ذَلِكَ.
وَسَمِعْتُ الْحَسَنَ أَوْ غَيْرَهُ مِنْ ثِقَاتِ أَهْلِ الْكُوفَةِ قَالَ: كَانَ مُصَلَّى الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دَاوُدَ فِي مَسْجِدٍ وَاحِدٍ، فَغَابَ ابْنُ دَاوُدَ، فَانْهَدَمَ شَيْءٌ مِنْ مَنَارَةِ الْمَسْجِدِ، فَهَدَمَهَا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ وَبَنَاهَا، وَقَدِمَ ابْنُ دَاوُدَ فَقَالَ لِلْحَسَنِ: مَا دَعَاكَ إِلَى هَدْمِ الْمَنَارَةِ وَبِنَائِهَا وَأَنَا أَقْعُدُ بِنَاءً لِمَسْجِدٍ مِنْكَ؟ فَقَالَ الْحَسَنُ: وَأَنْتَ هُنَاكَ أَنْ تُكَلِّمَنِي بِهَذَا. إِمَّا أَنْ أَتَحَوَّلَ عَنْكَ أَوْ تَتَحَوَّلَ عَنِّي، وَكَانَ دَارُ ابْنِ دَاوُدَ فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ. قَالَ: فَقَالَ ابْنُ دَاوُدَ: أَتَحَوَّلُ عَنْكَ. فَقَالَ الْحَسَنُ: بَلْ أَتَحَوَّلُ عَنْكَ. فَقَالَ: تُرِيدُ أَنْ تَجْعَلَنِي شُهْرَةً فِي النَّاسِ يَقُولُونَ تَحَوَّلَ الْحَسَنُ لِحَالِ ابْنِ دَاوُدَ، وَلَكِنِّي
__________
[1] في الأصل «عمرو» والصواب ما أثبته.
[2] طلق بن غنام النخعي الكوفي (تهذيب التهذيب 4/ 33) .
[3] زائدة بن قدامة الثقفي الكوفي.(2/805)
أَتَحَوَّلُ عَنْكَ. فَتَحَوَّلَ إِلَى الْبَصْرَةِ، وَنَزَلَ الْحَرْبِينَ [1] وَتَرَكَ دَارَهُ حَتَّى صَارَتْ خَرَابًا إِلَى الْيَوْمِ.
وَسَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ الرَّبِيعِ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ- وَكَانَ عِنْدَنَا أَفْضَلَ مِنْ أَبِيهِ، وَكَانَ رَجُلَ صِدْقٍ- قَالَ: دخلت على وكيع (255 ب) لِيَقْرَأَ عَلَيَّ شَيْئًا مِنْ كُتُبِهِ، فَجَرَى شَيْءٌ من ذكر الحسن ابن صَالِحٍ فَقُلْتُ لَهُ: أَلَا تَدَعُ حَدِيثَهُ؟ قَالَ: وَلِمَ أَدَعُ حَدِيثَهُ هُوَ عِنْدِي إِمَامٌ. قَالَ: فَقُلْتُ: إِنَّهُ كَانَ لَا يَتَرَحَّمُ عَلَى عُثْمَانَ. قال: فقال لي وكيع:
أفترحم أَنْتَ عَلَى الْحَجَّاجِ؟ أَتَتَرَحَّمُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ؟.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: سَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ عَنْ عُثْمَانَ وَعَلِيٍّ أيهما أفضل؟ فقال: الدم الدم عثمان أفضلهما. قَالَ: وَكَانَ يَقُولُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَيَسْكُتُ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ فقلت لعبد الرزاق: ما رأيك أنت. فأبى أَنْ يُخْبِرَنِي.
وَقَالَ: كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ يَقُولُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ ثم يسكت.
قال عبد الرزاق: قَالَ لَنَا سُفْيَانُ: أُحِبُّ أَنْ أَخْلُوَ اللَّيْلَةَ بِأَبِي عُرْوَةَ.
قَالَ: فَقُلْنَا لِمَعْمَرٍ: اشْتَهَى أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَنْ يَخْلُوَ بِكَ لَيْلَةً. قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: فَخَلَا بِهِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قُلْتُ: يَا أَبَا عُرْوَةَ كَيْفَ رَأَيْتَهُ؟ قَالَ: هُوَ رَجُلٌ إِلَّا أَنَّكَ قَلَّمَا تُكَاشِفُ كُوفِيًّا إِلَّا وَجَدْتَ فِيهِ. - كَأَنَّهُ يُرِيدُ التَّشَيُّعَ-.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: وَكَانَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ يَقُولُ: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ ثم يسكت.
__________
[1] كذا في الأصل.(2/806)
قال: وكان هشام بن حسان يَقُولُ: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ ثم يسكت.
قال ابن أبي السري: وكان حفص بن غياث ورجل من أصحاب ابن إدريس يكلمه في ذلك، فقال: كان عثمان ست سنين، ثم قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: فَعُثْمَانُ كَانَ أَفْضَلَ قَبْلَ ان يقتل أم بعد ما قتل؟ قال: فسكت.
حدثنا سعيد بن يحي [1] قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: سَأَلْتُ شُعْبَةَ عَنْ مَنْصُورٍ [2] وَعَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: كَانَ عَمْرُو أَسْكَتَ الرَّجُلَيْنِ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ عَنْ عُتْبَةَ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَ مَنْصُورُ بن لمغيرة يَخْتَلِفُ إِلَى زُبَيْدٍ [3] فَذَكَرَ أَنَّ أَهْلَ الْبَيْتِ يُقْتَلُونَ. يُرِيدُهُ عَلَى الْخُرُوجِ مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ [4] . فَقَالَ زُبَيْدٌ: مَا أَنَا بِخَارِجٍ إِلَّا مَعَ نَبِيٍّ وَمَا أَرَانِي أَجِدُهُ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا ابن إدريس عن القاسم بن معن (256 أ) قَالَ: خَرَجَ أَبُو حُصَيْنٍ [5] وَهُوَ يَقُولُ: الْحَمْدُ للَّه الَّذِي سَارَ بِي تَحْتَ رَايَاتِ الْهُدَى.
حدثني الفضل بن زياد قال: سمعت أبا عبد الله [6] يقول: كان طلحة [7] وزبيد مصلاهما وَاحِدٌ، وَكَانَ طَلْحَةُ عُثْمَانِيًّا وَزُبَيْدٌ عَلَوِيًّا، وَكَانَ طَلْحَةُ مِنَ الْخِيَارِ وَلَا يَدْفَعُ زُبَيْدٌ عَنْ حجته، وكان طلحة يحرم السكر
__________
[1] الأموي البغدادي (تهذيب التهذيب 4/ 97) .
[2] ابن المعتمر.
[3] ابن الحارث اليامي.
[4] ابن الحسين بن عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) .
[5] عثمان بن عاصم الاسدي.
[6] احمد بن حنبل.
[7] طلحة بن مصرف اليامي (تهذيب التهذيب 5/ 25) .(2/807)
وَزُبَيْدٌ لَا يُحَرِّمُهُ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ سَمِعَ إِسْمَاعِيلَ الشَّيْبَانِيَّ يَقُولُ: خلفت على امْرَأَةِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، فَأَخْبَرَتْنِي أَنَّ رَافِعَ بْنَ خَدِيجٍ كَانَ يَعْزِلُ عَنْهَا مِنْ أَجْلِ قُرُوحٍ كَانَتْ بِهَا لِئَلَّا تَغْتَسِلَ.
قِيلَ لِسُفْيَانَ: فَإِنَّ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ يَقُولُ فِيهِ كَانَ لَا يَعْزِلُ عَنْهَا؟ قَالَ سُفْيَانُ: مَا حَفِظْتُهُ إِلَّا يَعْزِلُ. وَلَقَدْ سَمِعْتُ مِنْ جَانِبٍ آخَرَ. ثُمَّ قَالَ:
أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ أَنَّهُ سَمِعَ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ يُحَدِّثُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ الشَّيْبَانِيِّ قَالَ وَيَقُولُ: أَنْتَ أَعْلَمُ.
قَالَ سفيان: انما جالس حماد عمر بعد ما ذهبت قَوْمُهُ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرٌو قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ مَوْلَى أَسْمَاءَ قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصُّبْحَ فِي مَنْزِلِهَا بِمِنًى يَوْمَ النَّحْرِ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: سَأَلْتُ ابْنَ أَبِيهِ [1] فَقَالَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَيْسَانَ.
«قَالَ: «وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ: يُقَالُ لَهُ ابْنُ سَكْرَةَ- يَعْنِي مُسْلِمَ بْنَ يَسَارٍ-» [2] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ثنا عَمْرٌو قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ أَبِي بِزَّةَ:
تَقُولُ ابْنَةُ طَارِقٍ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ فِي أَوْلَادِ الزِّنَا: أَعْتِقُوهُمْ وَأَحْسِنُوا إِلَيْهِمْ.
فَقِيلَ لِسُفْيَانَ: فَإِنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ يَقُولُ عَنْ فلانة- لامرأة سموها
__________
[1] كذا.
[2] الخطيب: موضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 176 لكنه أضاف «الّذي» قبل «يقال» .(2/808)
لسفيان غير أم حكيم بنت طارق-، (256 ب) فَقَالَ سُفْيَانُ: لَمْ يَحْفَظْهُ مَنْ حَمَلَهُ عَلَى غَيْرِ مَا حَدَّثْتُكَ بِهِ، هُوَ كَمَا قُلْتُ لَكَ.
- قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ الزُّبَيْرُ بْنُ مُوسَى مِنْ أَسْنَانِ عَمْرٍو إِلَّا أَنَّهُ مَاتَ قَدِيمًا.
قِيلَ لِسُفْيَانَ فِي حَدِيثِ: «إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَلَا صَلَاةَ إِلَّا الْمَكْتُوبَةُ» إِنَّهُمْ يَرْوُونَهُ مَرْفُوعًا. فَقَالَ: اسْكُتْ قَدْ عَرَفْتُ ذَلِكَ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ يَرَى عَمْرٌو أَنَّهُ مَرْفُوعٌ، وَرُبَّمَا لَمْ يَقُلْهُ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرًا [1] يَقُولُ لِعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ: مَا فَعَلَ مَوْلَاكُمْ ثَابِتٌ الْأَعْرَجُ [2] ، فَجَعَلَ يَنْعَتُهُ، وَكَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ وَمَالِكٌ لَا يَعْرِفَانِهِ حِينَئِذٍ، وَثَابِتٌ حَيٌّ.
قَالَ سُفْيَانُ: فَسَمِعْتُ عَمْرًا يَقُولُ: حَدَّثَنِي ثَابِتٌ الْأَعْرَجُ قَالَ:
تَزَوَّجْتُ أُمَّ وَلَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ، فَدَعَانِي إِلَيْهِ وَدَعَا غُلَامَيْنِ لَهُ فَرَبَطُونِي وَضَرَبُونِي بِالسِّيَاطِ، وَقَالَ: لَتُطَلِّقَنَّهَا أَوْ لَنَفْعَلَنَّ، فَطَلَّقْتُهَا، ثُمَّ سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ وَابْنَ الزُّبَيْرِ فَلَمْ يَرَيَا شَيْئًا.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَكَانَ سُفْيَانُ يَرَى أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ وَمَالِكَ سَمِعَا مِنْهُ مَا رَجَعَا [3] .
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا عَمْرٌو قَالَ: كُنَّا فِي حَلَقَةٍ مَعَنَا نَصْرُ بْنُ عَاصِمٍ فَسَمِعَ الزُّهْرِيُّ كَلَامَهُ فَقَالَ: ان هذا ليقلع العربية
__________
[1] عمرو بن دينار.
[2] ثابت بن عياض الأحنف الأعرج العدوي مولاهم.
[3] كذا.(2/809)
لقليعا.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَمْرٌو عَنْ طَلْقٍ [1] قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ:
أَرَأَيْتَ الْحَرِيرَ حِينَ تُنْهَى عَنْهُ أَشَيْءٌ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: لَا وَلَكِنْ رَأَيْتُ أَهْلَ الْإِسْلَامِ يَكْرَهُونَهُ.
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرٌو قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا فَاخِتَةَ سَعِيدَ بْنَ عِلَاقَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: يَصُومُ الْمُجَاوِرُ الْمُعْتَكِفُ.
فَحَكَى سُفْيَانُ أَنَّ هُشَيْمًا يَقُولُهُ عَنْ عَمْرٍو عَنْ أَبِي فَاخِتَةَ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: لَا اعْتِكَافَ إِلَّا بِصَوْمٍ. فَقَالَ سُفْيَانُ: أَخْطَأَ هُشَيْمٌ هُوَ كَمَا قُلْتُ لَكَ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قال: ثنا سفيان (257 أ) عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَبِي فَاخِتَةَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: يَصُومُ الْمُجَاوِرُ.
حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بْنُ زَيْدٍ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ كَيْفَ قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ عَلَى الْمُجَاوِرِ؟ فَقَالَ عَمْرٌو: لَيْسَ كَذَا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، إِنَّمَا قَالَ الْمُجَاوِرُ يَصُومُ. وَأَبُو فَاخِتَةَ مَوْلَى جَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ الْمَخْزُومِيِّ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَهُوَ عَلَى مِنْبَرٍ مِنْ عَجَلٍ يَجُرُّ بِهِ جَرًّا يُشْرِفُ عَلَى النَّاسِ، يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَهُوَ يَقُولُ لِابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: يَا عَبْدَ اللَّهِ أَقِمِ الصَّفَّ مُقَصَّ [2] الشَّارِبِ فَإِنَّ هؤلاء أحطوا خَطِيئَةً بَلَغَتِ السَّمَاءَ. ثُمَّ قَالَ: عَلَيَّ بِالسِّلَاحِ. فَأُتِيَ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلَ الْحَيَّةِ السَّوْدَاءِ. ثُمَّ قال: خذ يا فلان، خذ
__________
[1] طلق بن حبيب العنزي (تهذيب التهذيب 5/ 31) .
[2] في ابن سعد 4/ 255 «كقص» .(2/810)
يَا فُلَانُ عَلَيْكُمْ بِالدَّجَّالِ هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ [1] .
قَالَ سُفْيَانُ [2] : وَأَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ أَنَّ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ الَّذِي رَأَى عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ عَلَى مِنْبَرٍ مِنْ عَجَلٍ قَمَطَهُ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا عَمِّي قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: اشفعوا الي فلتؤجروا وليقضي للَّه عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ مَا شَاءَ، إِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ لَيَسْأَلُنِي الْأَمْرَ فَأَمْنَعُهُ كَيْ تَشْفَعُوا إِلَيَّ فَتُؤْجَرُوا. قِيلَ لِسُفْيَانَ:
فَإِنَّ عَبْدَ الرَّزَّاقِ يُحَدِّثُ عَنْكَ عَنْ عَمْرٍو [3] وَعَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنْ أَخِيهِ عَنْ مُعَاوِيَةَ [4] . قَالَ: إِنَّمَا ذَاكَ «لَا تُلْحِفُوا فِي الْمَسْأَلَةِ» ، فَأَمَّا هَذَا «إِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ لَيَسْأَلُنِي الْأَمْرَ فَأَمْنَعُهُ» فَإِنَّمَا هُوَ مُرْسَلٌ كَذَلِكَ حَفِظْنَا مِنْ عَمْرٍو.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا عَمْرٌو حَفِظْتُهُ مِنْهُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَوْصَى إِلَى حَسَنٍ فلم يكن فيها الا شاهدين شَهِدَا: أَبُو الْهَيَاجِ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَافِعٍ وَكَتَبَ.
قَالَ سُفْيَانُ: إِنَّمَا هُوَ ابْنُ أَبِي الْهَيَاجِ وَلَكِنْ غَلَطِ عَمْرٌو.
وَقَالَ: حدثنا سفيان حدثنا (257 ب) عَمْرٌو قَالَ: شَهِدَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَابْنُ عُمَرَ الْحُكْمَيْنِ بِدَوْمَةِ الْجَنْدَلِ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو قَالَ: كَانَ قَيْسُ بْنُ سعد [5] رجلا
__________
[1] قارن بابن سعد 4/ 255 وسمى الّذي رآه «عبيد الله بن أبي رافع» .
[2] ابن عيينة.
[3] عمرو بن دينار.
[4] معاوية بن أبي سفيان.
[5] ابن عبادة الخزرجي.(2/811)
ضَخْمًا جَسِيمًا صَغِيرَ الرَّأْسِ، لَهُ لِحْيَةٌ، - وَأَشَارَ سُفْيَانُ إِلَى رَقَبَتِهِ- قَالَ:
وَكَانَ إِذَا رَكِبَ الْحِمَارَ خَطَتْ رِجْلَاهُ فِي الْأَرْضِ [1] .
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: أَتَيْنَا خَالِدَ بْنَ سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيَّ فَقَالَ: يَا غُلَامُ هَاتِ لنا من ذَلِكَ الْمَعْدُودِ، فَجَاءَنَا بِتَمْرٍ كِبَارٍ يُقَالُ لَهُ الْمَعْدُودُ.
فَقَالَ عَمْرٌو: وَأَتَيْنَا عَبْدَ رَبِّهِ [2] بِمِنًى فَأَطْعَمَنَا فَالُوذًا.
قَالَ سُفْيَانُ: وَبَلَغَنِي عَنْ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: الْأَوَّاهُ الْحَفِيظُ الَّذِي لَا يَقْوُمُ مِنْ مَجْلِسٍ إِلَّا اسْتَغْفَرَ الله.
وقال: سئل سفيان عَنْ حَدِيثِ عُثْمَانَ «مَا أُبَالِي عَلَى مَا أَصْبَحْتُ عَلَى مَا أُحِبُّ أَوْ عَلَى مَا أَكْرَهُ» أَسَمِعْتَهُ مِنْ أَبِي السَّوْدَاءِ [3] ؟ فَقَالَ: لَا حَدَّثَنِيهِ حَفْصُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ أَخِي ابْنِ سُوقَةَ [4] قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو السَّوْدَاءِ عَنْ أَبِي مُجَلِّزٍ [5] قَالَ قَالَ عُمَرُ [6] . قَالَ عُثْمَانُ: وَزَادَنِي مِسْعَرٌ عَنْ عَامِرِ ابْنِ شَقِيقٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ [7] قَالَ: هَكَذَا نفعل بِاللُّقَطَةِ.
قَالَ سُفْيَانُ: وَلَا أَدْرِي حَدَّثَنِيهِ عَامِرٌ فأغفلتها أو سكت عنها.
__________
[1] وردت هذه الرواية في تهذيب التهذيب 8/ 396 من هذا الطريق دون ذكر مصدرها.
[2] عبد ربه بن سعيد المدني.
[3] عمرو بن عمران النهدي الكوفي (تهذيب التهذيب 8/ 84) .
[4] محمد بن سوقة الغنوي الكوفي العابد (تهذيب التهذيب 9/ 209) .
[5] لاحق بن حميد البصري.
[6] ابن الخطاب.
[7] في الأصل «أبي عبد الله» وانما هو عبد الله بن مسعود (انظر صحيح البخاري بشرح السندي 3/ 276) .(2/812)
قَالَ سُفْيَانُ: وَحَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيُّ سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُهُ ابْنَ شُبْرُمَةَ فِي الطَّوَافِ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: حُبُّ أبي بكر وعمر [و] معرفة فَضْلِهِمَا مِنَ السُّنَّةِ.
قَالَ سُفْيَانُ: حَدَّثَنِي أَبُو الْوَسْمِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا مِنْ بَنِي فَزَارَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: إِنَّ الْمَسْجِدَ لَيَنْزَوِي مِنَ النُّخَامَةِ كَمَا تَنْزَوِي الْبِضْعَةُ أَوِ الْجِلْدَةُ مِنَ النَّارِ- أَوْ فِي النَّارِ-.
قَالَ سُفْيَانُ: وَحَدَّثَنِيهِ مِسْعَرٌ عَنْ أَبِي الْوَسْمِيِّ قَالَ: اسم الفزاري زباد بْنُ مُلْقِطٍ [1] ، فَأَمَّا أَنَا فَلَمْ أَحْفَظِ اسْمَهُ إِلَّا مِنْ مِسْعَرٍ.
قَالَ سُفْيَانُ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ سَعِيدٍ ثُمّ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ [2] قَالَ:
أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ يَفُتُّ الْخُبْزَ لِلنَّمْلِ.
قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ سَعِيدٌ عالما بالعربية، سمعني (258 أ) وَأَنَا أَقُولُ «نَعَلَّقَ مِنْ ثَمَرِ الْجَنَّةِ» فَقَالَ قُلْ: تَعَلَّقَ. قُلْتُ تَعَلَّقَ.
وَقَالَ سُفْيَانُ عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ: أَوَّلُ رَأْسٍ نُقِلَ فِي الْإِسْلَامِ رَأْسُ عَمْرِو بْنِ الْحُمْقِ الْخُزَاعِيِّ، وَذَلِكَ أَنَّهُ لُدِغَ فَمَاتَ، فَخَشِيَتِ الرُّسُلُ أَنْ تُنْهَمَ فَقَطَعُوا رأسه فحملوه.
قال سُفْيَانُ: أَمَّا حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ [3] عَنِ ابْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ عَنْ عِكْرِمَةَ: أَنَّ رَجُلًا أَتَى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي مَرَرْتُ بِجَنُوبِ بَدْرٍ فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ أَبْيَضَ رَضْرَاضٍ، يَتْبَعُهُ رَجُلٌ أَسْوَدُ، بِيَدِهِ مِرْزَبَّةٌ مِنْ حَدِيدٍ، فَيَضْرِبُهُ بِهَا الضَّرْبَةَ فيغيب في الأرض، ثم يبدو
__________
[1] انظر عنه ابن أبي حاتم: الجرح والتعديل ج 1 قسم 2/ 543.
[2] البرجمي الشيبانيّ.
[3] المرهبي الهمدانيّ الكوفي (تهذيب التهذيب 9/ 413) .(2/813)
رُشْوُهُ، وَيَضْرِبُهُ الضَّرْبَةَ فَيَغِيبُ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يَبْدُو رُشْوُهُ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلرَّجُلِ: وَقَدْ رَأَيْتُهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: ذاك ابو جهل ابن هِشَامٍ يُفْعَلُ بِهِ ذَلِكَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. قَالَ سُفْيَانُ: فَسَأَلْتُ عَنْهُ ابْنَ الْأَصْبَهَانِيِّ فَلَمْ يُنْفِذْهُ، وَلَكِنْ أَنْفَذَ لَنَا حَدِيثَ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ أَنَّ عَلِيًّا صَلَّى عَلَيْهِ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ ثنا إِبْرَاهِيمُ [1] عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ لِمَسْرُوقٍ قَمِيصَانِ، قَمِيصُ قُطْنٍ وَقَمِيصٌ مِنْ كِتَّانٍ، فَكَانَ يَلْبَسُ أَحَدَهُمَا تَحْتَ الْآخَرِ.
قَالَ سُفْيَانُ: زَادَنِي مِسْعَرٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَسْرُوقٍ فَكَانَ الَّذِي عَلَى جِلْدِهِ الْكِتَّانَ.
وَقَالَ سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنِيهِ رَقَبَةُ [2] عَنْ بَيَانٍ [3] عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّهُ كَانَ لَا يُجِيزُ شِهَادَةَ مُحْتَبٍ ثُمَّ سَمِعْتُهُ مِنْ بَيَانٍ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي طُعْمَةَ:
رَأَيْتُ ابْنَ عمر يؤذن على ظهر بعير [4] .
__________
[1] إبراهيم بن محمد بن المنتشر بن الأجدع الهمدانيّ الكوفي (تهذيب التهذيب 1/ 157) .
[2] ابن مصقلة.
[3] بيان بن بشر الاحمسي البجلي الكوفي المعلم (تهذيب التهذيب 1/ 506) .
[4] نهاية الجزء السادس والعشرين. ويوجد بعد هذه الرواية ما يلي: «قال سفيان: قال لي عمر بن سعيد عن أبي الحويرث الجرمي» ويبدو أن الأصل الّذي أعتمده ناسخ المخطوطة التي بين أيدينا ذكر ذلك ليشير الى بدية الجزء السابع والعشرين فلم يفطن الناسخ وادخله ضمن الجزء السادس والعشرين لان ما ذكره هو بداية سند في أول الجزء السابع والعشرين.(2/814)
(261 أ) [1] ثنا أبو بكر الحميدي قال: قال سفيان: حدثني عمرو ابن سَعِيدٍ عَنْ أَبِي الْجُوَيْرِيَةِ [2] الْجَرْمِيِّ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنِ اللُّقَطَةِ فَقَالَ: أَنْشِدْ بِهَا، وَأَكْثِرْ ذِكْرَهَا، وَأَعْلِنْ بِهَا.
قَالَ سُفْيَانُ: فَسَأَلْتُ أَبَا الْجُوَيْرِيَةِ عَنْهُ فَلَمْ يُنْكِرْهُ.
قِيلَ لِسُفْيَانَ: إِنَّ ابْنَ مَهْدِيٍّ رَوَاهُ عَنْكَ عَنْ رَقَبَةَ [3] عَنْ بَيَانٍ [4] عَنِ الشَّعْبِيِّ. قَالَ: صَدَقَ ابْنُ مَهْدِيٍّ حَدَّثَنِيهِ رَقَبَةُ عَنْ بَيَانٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ، ثُمَّ سمعته من بيان فربما حُدِّثْتُ بِهِ كَذَا وَرُبَّمَا حُدِّثْتُ بِهِ كَذَا. - يَعْنِي وَشِهَادَةَ الْمُحْتَبِي-.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنِيهِ عَبْدُ الْكَرِيمِ عَنْ عَاصِمٍ، ثُمَّ سَمِعْتُهُ مِنْ عَاصِمٍ- يَعْنِي ابْنَ كُلَيْبٍ [5]- حَدَّثَنَا عَاصِمٌ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بِلْحَارِثِ قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ يَقُولُ: وَغُلَامٌ يَرْعَى عَلَيْنَا سَنَةً ثُمَّ هُوَ حر.
قال سفيان: أتيت يحي الْجَابِرَ- وَكَانَ يَجْبُرُ بِالْكُوفَةِ- فَقَالَ لِي:
أَخْرِجْ أَلْوَاحَكَ. فَقُلْتُ: لَيْسَ مَعِي أَلْوَاحٌ، فَحَدَّثَنِي هَذَا الْحَدِيثَ، حَدِيثَ ابْنِ مَسْعُودٍ فَأَتَاهُ رَجُلٌ شَارِبٌ، فَلَمْ أَحْفَظْهُ حَتَّى أَتَيْتُهُ مَرَّةً أُخْرَى فَحَدَّثَنِي فَحَفِظْتُهُ. فَقُلْتُ لِيَحْيَى: مَنْ أَبُو مَاجِدٍ؟ قَالَ: طارئ طرأ علينا.
__________
[1] وهو بداية الجزء السابع والعشرين واوله «حدثنا ابو الحسين محمد بن لحسين بن محمد بن الفضل البغدادي بها في المحرم سنة ثمان وأربع ومائة قال: حدثنا عبد الله بن جعفر بن درستويه النحويّ قال: ثنا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ الْفَسَوِيُّ قَالَ ... » .
[2] هو حطان بن خفاف (تهذيب التهذيب 12/ 62) .
[3] ابن مصقلة.
[4] بيان بن بشر الأحمسي.
[5] الجرمي الكوفي (تهذيب التهذيب 5/ 55) .(2/815)
قال علي: يحي الْجَابِرُ ثِقَةٌ فِيمَا رَوَى عَنْ غَيْرِ أَبِي مَاجِدٍ، لِأَنَّ أَبَا مَاجِدٍ مَجْهُولٌ لَا يُعْرَفُ، فَأَمَّا حَدِيثُهُ عَنْ غَيْرِهِ فَلَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
قَالَ سُفْيَانُ: وَحَدَّثَنَا كُلَيْبُ بْنُ وَائِلٍ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: وَقَالَ لِي حِينَ جِئْتُهُ: أَخْرِجْ أَلْوَاحَكَ. فَقُلْتُ: لَيْسَ مَعِي أَلْوَاحٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا خَالِدُ بْنُ أَبِي خُلْدَةَ الْحَنَفِيُّ [1] قَالَ: اخْتَلَفْتُ أَنَا وَذَرٌّ أَيُّهُمَا أَفْضَلُ الْحَجُّ عَلَى الرِّجْلِ أَوِ الْمَحْمَلِ، فَسَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ [2] قَالَ: الرِّجْلُ.
قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ حَدِيثُهُ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ ثُمَّ سَأَلْتُ عَنْهُ.
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ قَالَ: أَخْبَرَتْنِي سُنْبُلَةُ مَوْلَاةُ الوحيديين (261 ب) - قَالَ سُفْيَانُ: وَقَدْ رَأَيْتُ سُنْبُلَةَ كَانَتْ تَأْتِينَا عَنْ مَوْلَاتِنَا الْوَحِيدِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ تَزَوَّجَهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ- قَالَتْ:
اسْتَأْذَنَ ابْنُ جُرْمُوزٍ قَاتِلُ الزُّبَيْرِ [3] عَلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. فَقَالَ عَلِيٌّ:
ائْذَنُوا لَهُ وَبَشِّرُوهُ بِالنَّارِ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْأَعْلَى الْعَنْزِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ أَبِي الْمُغِيرَةِ [4] قَالَ: أَرَدْتُ الْخُرُوجَ فَعَلِمَ بِي أَهْلُ الْكُوفَةِ، فَجَمَعُوا مَسَائِلَ ثُمَّ أَتَوْنِي بِهَا فِي صَحِيفَةٍ، فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ خَرَجَ فقعد للناس، عما زال يَسْأَلُونَهُ حَتَّى مَا بَقِيَ فِي صَحِيفَتِي شَيْءٌ الا سألوه عنه.
__________
[1] لم أجده، وفي تهذيب التهذيب 3/ 88 خالد بن دينار التميمي السعدي ابو خلدة البصري الخياط وأحسبه هو.
[2] النخعي.
[3] ابن العوام.
[4] العنزي الكوفي (تهذيب التهذيب 8/ 117) .(2/816)
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: قُلْتُ: مَنْ حَدَّثَكَهُ؟ قَالَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْهُذَيْلِ وَكُنْيَتُهُ أَبُو الْمُغِيرَةِ.
«حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى قَالَ: لَقَدْ أَدْرَكْتُ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ عِشْرِينَ وَمِائَةً مِنَ الْأَنْصَارِ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ مَا أَحَدٌ مِنْهُمْ يُحَدِّثُ حَدِيثًا إِلَّا وَدَّ أَنَّ أَخَاهُ كَفَاهُ الْحَدِيثَ، وَلَا يَسْأَلُ عَنْ فُتْيَا إِلَّا وَدَّ أَنَّ أَخَاهُ كَفَاهُ الْفُتْيَا» [1] .
«حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: أَدْرَكْتُ عشرين ومائة من الأنصار من أصحاب رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُ أَحَدُهُمُ الْمَسْأَلَةَ فَيَرُدُّهَا [2] هَذَا إِلَى هَذَا، وَهَذَا إِلَى هَذَا، حَتَّى تَرْجِعَ إِلَى الْأَوَّلِ» [3] .
«حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ قَالَ: أَدْرَكْتُ أَقْوَامًا إِنْ كَانَ أَحَدُهُمْ لَيَسْأَلُ عَنِ الشَّيْءِ فَيَتَكَلَّمُ وَإِنَّهُ لَيُرْعَدُ» [4] .
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: أدركت عشرين ومائة من الأنصار
__________
[1] الخطيب: الفقيه والمتفقه 2/ 12- 13 من غير رواية ابن درستويه وسنده هو «أخبرنا علي بن احمد بن إبراهيم البزاز بالبصرة واللفظ له نا أبو علي الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي نا يعقوب بن سفيان ... » .
[2] في الأصل «فيرد» وما أثبته من الفقيه والمتفقه 2/ 12.
[3] الخطيب: الفقيه والمتفقه 2/ 12.
[4] الخطيب: الفقيه والمتفقه 2/ 167.(2/817)
من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كُلُّهُمْ مِنَ الْأَنْصَارِ إِذَا سُئِلَ أَحَدُهُمْ عَنِ الشَّيْءِ أَحَبَّ أَنْ يَكْفِيَهُ صَاحِبُهُ.
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قَالَ: ثنا يحي بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ [1] عَنْ نُعَيْمِ بْنِ مَيْسَرَةَ- قَالَ: كَانَ يَسْكُنُ الرَّيَّ- قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ:
لَوْ خُيِّرْتُ عَبْدًا أَلْقَى اللَّهُ عز وجل في مسلاخه لأخترت زبيد اليامي.
وقال: حدثنا احمد: قال: حدثنا (262 أ) يحي بْنُ (أَبِي) [2] بُكَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: كُنْتُ فِي جِنَازَةِ طَلْحَةَ [3] . قَالَ: فَقَالَ أَبُو مِعْشَرٍ- وَأَثْنَى [4] عَلَيْهِ-: مَا تَرَكَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ: حَدَّثَ سُفْيَانُ [5] بِحَدِيثِ عَبْدِ الْأَعْلَى [6] فَقَالَ: كُنَّا نَرَى أَنَّهَا مِنْ كِتَابٍ. قال احمد:
بعني حَدِيثَ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ عَنْ عَلِيٍّ.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ [7] قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَأَبُو السَّفَرِ [8] عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ فَقَالَ: أَرَاكُمَا شيخين ليس
__________
[1] الاسدي القيسي الكرماني ابو زكريا، كوفي الأصل، سكن بغداد، مات سنة 208 هـ (تهذيب التهذيب 11/ 190) .
[2] سقطت من الأصل.
[3] ابن مصرف اليامي.
[4] في الأصل رسمها «وأثر» .
[5] الثوري.
[6] عبد الأعلى بن عامر الثعلبي الكوفي (تهذيب التهذيب 6/ 94) .
[7] السبيعي.
[8] سعيد بن يحمد- ويقال احمد- ابو السفر الهمدانيّ الثوري الكوفي (تهذيب التهذيب 4/ 97) .(2/818)
بِكُمَا بَأْسٌ. قَالَ فَقُلْتُ: مَا تَقُولُ فِي الرَّجُلِ يُخَيِّرُ امْرَأَتَهُ فَتَخْتَارُ زَوْجَهَا.
فَقَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ، وَإِنِ اخْتَارَتْ نَفْسَهَا فَوَاحِدَةٌ، وَزَوْجُهَا أَحَقُّ بِهَا.
قَالَ: قُلْنَا: إِنَّ النَّاسَ يَرْوُونَ عَنْ عَلِيٍّ غَيْرَ هَذَا؟ قَالَ: ذَلِكَ شَيْءٌ يَجِدُونَهُ فِي الصُّحُفِ.
حَدَّثَنِي مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى قَالَ: ثنا قراد أبو نوح قال: ثنا شعبة قال:
ما رَأَيْتُ بِالْكُوفَةِ شَيْخًا أَفْضَلَ مِنْ زُبَيْدٍ [1] ، وَمَا رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ مُرَّةَ فِي صَلَاتِهِ قَطُّ إِلَّا قُلْتُ لَا يَنْصَرِفُ حَتَّى يُسْتَجَابَ لَهُ.
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ [2] قَالَ: ثنا أَحْمَدُ [3] قَالَ: ثنا يحي بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: لَمْ يَسْمَعْ هِشَامٌ- يَعْنِي ابْنُ عُرْوَةَ- حَدِيثَ أَبِيهِ في مس الذكر.
قال يحي: فَسَأَلْتُ هِشَامًا فَقَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي.
وَبِهِ قَالَ: حدثنا يحي عَنِ ابْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَطَاءً [4] وَحَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عَطَاءٍ عَنْهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الِإيلَاءِ- يَعْنِي أَنَّهَا بَائِنٌ- وَلَا إِذَا حَلَفَ عَلَى أَقَلِّ مِنْ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ.
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرزاق قال: سأل رباح [5] ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ شَيْءٍ مِنَ التَّفْسِيرِ. فَقَالَ: إِنَّ مَعْمَرًا أَخْبَرَنِي كَذَا وَكَذَا. فقال: إن معمرا قد شرب من العلم ما نفع.
__________
[1] ابن الحارث اليامي.
[2] ابن شبيب.
[3] ابن حنبل.
[4] ابن أبي رباح.
[5] رباح بن زيد القرشي مولاهم الصنعاني (تهذيب التهذيب 3/ 233) .(2/819)
قال عبد الرزاق: فكان معمر [يتوضأ] [1] مما غيرت النار. فقال له ابن جريج: أنت شهاب يا أبا عروة.
وقال أحمد: قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَعْمَرُ بْنُ أَبِي عَمْرٍو- يَعْنَي ابْنَ رَاشِدٍ- قَالَ: كَانَ يُقَالُ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَعَلَّمُ الْعِلْمَ لِغَيْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَيَأْبَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ حَتَّى يَكُونَ للَّه عَزَّ وَجَلَّ.
حَدَّثَنِي سَلَمَةُ قال: حدثنا احمد قال (262 ب) حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ مَالِكٌ: نِعْمَ الرَّجُلُ كَانَ مَعْمَرٌ لَوْلَا رِوَايَتُهُ التَّفْسِيرَ عَنْ قَتَادَةَ.
حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ [2] قَالَ: حَدَّثَنِي أَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زُبَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَسَمَ زُبَيْدٌ [3] عَلَيَّ وَعَلَى أَخِي اللَّيْلَةَ أَثْلَاثًا، يَقُومُ فَإِذَا وَجَدَنِي نَائِمًا ضَرَبَنِي بِرِجْلِهِ، فَإِذَا رَأَى مِنِّي كَسَلًا قَالَ: يَا بُنَيَّ أَنَا أَقُومُ عَنْكَ. قَالَ: فَيَقُومُ يُصَلِّي حَتَّى يُصْبِحَ. وَيَقُولُ لِأَخِي إِذَا رَأَى مِنْهُ كَسَلًا يَقُولُ أَنَا أَقُومُ عَنْكَ، فَيَقُومُ يُصَلِّي حَتَّى يُصْبِحَ.
حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ وَأَبُو الطَّاهِرِ [4] وَيُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالُوا: أنبا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ سَمِعْتُ مَالِكًا يُحَدِّثُ عَنِ ابن سعيد عن عبد الرحمن ابن الْقَاسِمِ [5] : أَنَّ ابْنَ الضَّحَّاكِ أَمِيرَ الْمَدِينَةِ بَعَثَ إِلَيْهِمْ فِي الْمَسْجِدِ بِكِتَابٍ يُشْهِدُهُمْ عَلَى مَا فِيهِ، قَضَاءٌ قَضَى بِهِ. فَقَامَ إِلَيْهِ الْقَاسِمُ فدخلت معه المقصورة،
__________
[1] لعل الزيادة التي أضفتها هي التي سقطت من الأصل، ويوجد في الأصل فوق معمر علامة «ص» .
[2] عبد الله بن سعيد.
[3] ابن الحارث اليامي.
[4] احمد بن عمرو بن السرح.
[5] عبد الرحمن بن الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ (تهذيب التهذيب 6/ 254) .(2/820)
فَصَلَّى مَعَهُ الْمَغْرِبَ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: أَنْتَ كَتَبْتَ هَذَا الْكِتَابَ الَّذِي أَرْسَلْتَ بِهِ إِلَيْنَا؟ فَقَالَ لِلْقَاسِمِ: أَلَمْ تَرَ مَا أَحْسَنُهُ؟ قَالَ الْآخِرُ: أَفَهَذَا أَنْتَ كَتَبْتَهُ؟ قَالَ:
فَالْتَفَتَ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقَالَ: أَلَمْ تَرَ مَا أَحْسَنَهُ. قَالَ: قُلْتُ بَلَى. قَالَ:
فَأَنَا كَتَبْتُهُ فَاشْهَدْ عَلَى مَا فِيهِ.
حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ وَأَبُو الطَّاهِرِ وَيُونُسُ قَالُوا: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ:
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ عن سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ [1] عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّهُ كَانَ إِذَا أراد سفر كَتَبَ وَصِيَّتَهُ ثُمَّ طَبَعَ عَلَيْهَا ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَى سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وقال: اشْهَدْ عَلَى مَا فِيهَا إِنْ حَدَثَ عَلَيَّ حدث فإذا قدم قبضها منه.
قال: وقال ابْنُ وَهْبٍ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ فِي رَجُلٍ كَتَبَ وَصِيَّتَهُ فَطَبَعَ عَلَيْهَا، ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَى نَفَرٍ وَأَشْهَدَهُمْ أَنَّ مَا فِيهَا مِنْهُ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ لَا يَفُضُّوا خَاتَمَهُ حَتَّى يَمُوتَ. قَالَ: ذَلِكَ جَائِزٌ [2] إِذَا أَشْهَدَهُمْ أَنَّ مَا فِيهَا مِنْهُ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ: أَنَّ أَبَا قُلَابَةَ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَشْهَدَ عَلَى الصَّحِيفَةِ الْمَخْتُومَةِ. وَقَالَ: لَعَلَّ فِيهَا جَوْرٌ.
حدثنا سعيد بن منصور قال: حدثنا (263 أ) خَالِدٌ [3] عَنْ يُونُسَ [4] عَنِ الْحَسَنِ [5] أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ شَهَادَةَ الرَّجُلِ عَلَى الْوَصِيَّةِ فِي صَحِيفَةٍ مختومة
__________
[1] احسبه ابن درهم أخو حماد بن زيد.
[2] في الأصل رسمها «جاسا» .
[3] خالد بن عبد الله الطحان الواسطي (تهذيب التهذيب 3/ 100)
[4] يونس بن أبي إسحاق السبيعي.
[5] البصري.(2/821)
حَتَّى يَعْلَمَ مَا فِيهَا.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ: ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ هِشَامٍ [1] عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: لَا تَشْهَدْ عَلَى صَحِيفَةٍ حَتَّى تَعْلَمَ مَا فِيهَا، فَإِنْ كَانَ عَدْلًا شَهِدْتَ، وَإِنْ كَانَ جَوْرًا لَمْ تَشْهَدْ.
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ قَالَ: ثنا جَرِيرٌ [2] عَنْ مُغِيرَةَ [3] عَنْ حَمَّادٍ [4] عَنْ إِبْرَاهِيمَ [5] فِي الرَّجُلِ يَخْتِمُ عَلَى وَصِيَّتِهِ وَقَالَ اشْهَدُوا عَلَى مَا فِيهَا. قَالَ:
لَا يَجُوزُ حَتَّى يَقْرَأَهَا أَوْ تُقْرَأَ عَلَيْهِ فَيُقِرُّ بِمَا فِيهَا.
حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ [6] عَنْ رَجُلٍ كَتَبَ وَصِيَّتَهُ فَخَتَمَ عَلَيْهَا فَقَالَ اشْهَدُوا عَلَى مَا فِيهَا. كَانَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى يُبْطِلُهَا.
قَالَ سُفْيَانُ: وَالْقُضَاةُ لَا يُجِيزُونَهَا.
بَابٌ
«حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ المنذر قال: حدثنا يحي بْنُ الزُّبَيْرِ عَنْ عَبَّادِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: طَلَبْتُ مِنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ أَحَادِيثَ أَبِيهِ. قَالَ: فَأَخْرَجَ إِلَيَّ فَقَالَ: فِي هَذَا أَحَادِيثُ أَبِي صَحَّحْتُهُ وَعَرَفْتُ مَا فِيهِ فَخُذْهُ [عَنِّي] وَلَا تَقُلْ كما يقول هؤلاء حتى
__________
[1] ابن حسان القراديسي.
[2] ابن عبد الحميد الضبي.
[3] ابن مقسم الضبي.
[4] حماد بن أبي سليمان الأشعري مولاهم الكوفي الفقيه (تهذيب التهذيب 3/ 16) .
[5] النخعي.
[6] الضبي الفريابي.(2/822)
أَعْرِضَهُ» [1] .
«حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُتْبَةُ- يَعْنِي ابْنَ أَبِي حَكِيمٍ الْهَمْدَانِيَّ- قال: حدثني هبيرة ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: كَانُوا إِذَا أَكْثَرُوا عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَتَاهُمْ بِمَجَالٍ فَقَالَ: هَذِهِ كَتَبْتُهَا ثُمَّ قَرَأْتُهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» [2] .
«حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ حَدَّثَنَا [أَبُو] [3] ضَمْرَةَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ كَانَ يُؤْتَى بِالْكِتَابِ مِنْ كُتُبِهِ، فَيَتَصَفَّحُهُ وَيَنْظُرُ فِيهِ ثُمَّ يَقُولُ: هَذَا حَدِيثِي أَعْرِفُهُ خُذْهُ عَنِّي» [4] .
«قَالَ [5] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ وَمُطَرِّفٌ [6] قَالا: ثنا مَالِكُ بن أنس قال: قال لي يحي بْنُ سَعِيدٍ [7] : اكْتُبْ لِيَ أَحَادِيثَ الْأَقْضِيَةِ مِنْ أَحَادِيثِ ابْنِ شِهَابٍ؟ قَالَ: فَكَتَبْتُ ذَلِكَ لَهُ. قَالَ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ فِي صَحِيفَةٍ صَفْرَاءَ، فَقِيلَ لِمَالِكٍ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَعَرَضَ ذَلِكَ عَلَيْكَ؟ قَالَ: هُوَ أَفْقَهُ مِنْ ذَلِكَ» [8] (263 ب) .
__________
[1] الخطيب: الكفاية 320- 321.
[2] الخطيب: تقييد العلم 95 ويحذف «يعني» .
[3] الزيادة من الكفاية 318، وابو ضمرة هو أنس بن عياض الليثي (تهذيب التهذيب 1/ 375) .
[4] الخطيب: الكفاية 318.
[5] القائل هو إبراهيم بن المنذر.
[6] مطرف بن عبد الله بن مطرف اليساري الهلالي (تهذيب التهذيب 10/ 175) .
[7] الأنصاري المدني القاضي.
[8] الخطيب: الكفاية 347.(2/823)
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ قَالَ: قَالَ لي يحي بْنُ سَعِيدٍ: اكْتُبْ لِي مِائَةَ حَدِيثٍ مِنْ حديث ابن شهاب، انتفاها لَهُ، قَالَ: وَأَعْطَانِي رَقًّا قَدِيمًا قَدِ اصْفَرَّ، قال: أراه كان عنده وهو شباب. قال: فكتبت لَهُ تِلْكَ الْأَحَادِيثَ حَتَّى مَلَأْتُهُ، وَتَثَبَّتُّهُ لَهُ.
قَالَ مَالِكٌ: وَقَلَّ رَجُلٌ كُنْتُ أَتَعَلَّمُ مِنْهُ مَاتَ حَتَّى كَانَ يَجِيئُنِي فَيَسْتَفْتِينِي.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ [1] بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: جَاءَ ابْنُ جُرَيْجٍ بِصَحِيفَةٍ مَكْتُوبَةٍ فَقَالَ لِي: يَا أَبَا الْمُنْذِرِ هَذِهِ أَحَادِيثُ أَرْوِيهَا عَنْكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. فَذَهَبَ، فَمَا سَأَلَنِي عَنْ شَيْءٍ غَيْرَهَا» [2] .
«حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي اللَّيْثُ قَالَ: أَخَذْتُ مِنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ [3] كُتُبًا لَمْ أَعْرِضْهَا عَلَيْهِ، وَأَنَا أُحَدِّثُ بِهَا عَنْهُ.
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: ولقد كان يحي بْنُ سَعِيدٍ [4] يَكْتُبُ إِلَى اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، [فيقول] حدثني يحي بْنُ سَعِيدٍ، وَكَانَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ يَكْتُبُ اليه فيقول
__________
[1] في الأصل «سعيد» والتصويب من الكفاية 320 وطبقات خليفة 316.
[2] الخطيب: الكفاية 320.
[3] الجمحيّ المصري ابو عبد الرحيم (تهذيب التهذيب 3/ 129) .
[4] الأنصاري القاضي المدني.(2/824)
حَدَّثَنِي هِشَامٌ» [1] .
«حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: كَتَبَ ابْنُ جُرَيْجٍ إِلَى [ابْنِ] أَبِي سَبُرَةَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ بِأَحَادِيثَ مِنْ أَحَادِيثِهِ وَخَتَمَ عَلَيْهَا» [2] .
«حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ رأى ابن جريج أبان ابن [3] أَبِي عَيَّاشٍ بِكِتَابٍ فَقَالَ: هَذَا حَدِيثُكَ فَأَجِزْهُ لِي. قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: فَأَخَذَ الْكِتَابَ وَذَهَبَ» [4] .
حدثني علي بن عثمان بن نفيل قال: ثنا أَبُو مِسْهَرٍ [5] قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ [6] قَالَ: رَأَيْتُ يَزِيدَ بْنَ يَزِيدَ بْنَ جَابِرٍ يَعْرِضُ عَلَى الزُّهْرِيِّ.
«حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبٍ الْحَرَّانِيُ قَالَ: ثنا سُكَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَبْدِيِّ [7] قَالَ: ثنا شُعْبَةُ قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ مَنْصُورٌ [8] بحديث، فلقيته،
__________
[1] الخطيب: الكفاية 344 والزيادة منه، ويذكر «فأنا» بدل «وأنا» .
[2] الخطيب: الكفاية 341 والزيادة منه.
[3] في الأصل «المؤمل» بدل «أبان بن» ولم أجده، وما أثبته من الكفاية 320.
[4] الخطيب: الكفاية 320.
[5] عبد الأعلى بن مسهر الدمشقيّ.
[6] سعيد بن عبد العزيز التنوخي الدمشقيّ (تهذيب التهذيب 4/ 59) .
[7] في الأصل «البلدي» وانظر ترجمته في (تهذيب التهذيب 4/ 126) و (ميزان الاعتدال 2/ 174) .
[8] ابن المعتمر.(2/825)
فقلت: أحدث به عنك؟ قال: أو ليس إِذَا كَتَبْتُ إِلَيْكَ فَقَدْ حَدَّثْتُكَ.
[قَالَ] : وَسَأَلْتُ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيَّ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ.
حدثنا محمد بن المصفى (264 أ) قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَيُّوبَ وَغَيْرِهِ قَالَ: إِذَا كَتَبَ الْعَالِمُ إِلَيْكَ فَقَدْ حدثك» [1] .
حدثنا يحي بن يحي [2] حَدَّثَنَا أَبُو مِعْشَرٍ الْعَطَّارُ [3] عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ أَخْبَرَنِي أَبُو مُجَلِّزٍ [4] أَنَّ بَشِيرَ بْنَ نُهَيْكٍ كَانَ يَكْتُبُ حَدِيثَ أَبِي هُرَيْرَةَ مِمَّا يَسْمَعُ مِنْهُ، فَلَمَّا أَرَادَ بَشِيرٌ أَنْ يَرْتَحِلَ مِنْ عِنْدِهِ أَتَاهُ بِمَا كَتَبَ عَنْهُ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: نَعَمْ.
«حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَطَاءٍ مَوْلَى الزُّبَيْرِ [5] قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ [6] عَنْ أَبِيهِ قَالَ: عَرْضُ الْكِتَابِ وَالْحَدِيثِ سَوَاءٌ» [7] .
«حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ قَالَ: عَرَضْنَا عَلَى الشَّعْبِيِّ أَحَادِيثَ الْفِقْهِ فأجازها» [8] .
حدثنا سليمان بن محمد بن يحي بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: ثنا هِشَامُ
__________
[1] الخطيب: الكفاية 343- 344 والزيادة منه.
[2] ابن بكير النيسابورىّ.
[3] في الأصل «القطان» والتصويب من تهذيب التهذيب 11/ 429 واسمه يوسف بن يزيد البراء البصري.
[4] لاحق بن حميد البصري.
[5] ابن العوام.
[6] الصادق.
[7] الخطيب: الكفاية 264.
[8] الخطيب: الكفاية 264 لكنه يذكر «عرضت» بدل «عرضنا» .(2/826)
ابن عُرْوَةَ قَالَ: كَانَ أَبِي يَسْتَعْرِضُنَا الْحَدِيثَ كَمَا يَسْتَعْرِضُ الْكِتَابَ.
«حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَنْصُورٍ، قُلْتُ لَهُ: أَقُولُ حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ؟ قَالَ: نَعَمْ» [1] .
«حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ [2] قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكٌ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ شِهَابٍ يُقْرَأُ عَلَيْهِ الْعِلْمُ» [3] .
«حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: قِرَاءَتُكَ عَلَى الْعَالِمِ وَقِرَاءَتُهُ عَلَيْكَ سَوَاءٌ. قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِشَرِيكٍ [4]- أَوْ سَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ شَرِيكًا- فَقَالَ: وَهَلْ هُوَ إِلَّا سَوَاءٌ» [5] .
«حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ [6] قَالَ: قَالَ مَعْمَرٌ [7] : قَرَأْتُ الْعِلْمَ عَلَى الزُّهْرِيِّ، فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْهُ قُلْتُ: أُحَدِّثُ بِهَذَا عَنْكَ؟ قَالَ: وَمَنْ حَدَّثَكَ بِهَذَا غَيْرِي» [8] .
حَدَّثَنِي سَلَمَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: قَالَ مَعْمَرٌ: رَأَيْتُ أَيُّوبَ يُعْرَضُ عَلَيْهِ العلم فيجيزه. وكان منصور ابن المعتمر لا يرى بالعرض بأسا.
__________
[1] الخطيب: الكفاية 306.
[2] عبد الله بن وهب.
[3] الخطيب: الكفاية 265.
[4] شريك بن عبد الله النخعي.
[5] الخطيب: الكفاية 268.
[6] ابن المبارك.
[7] ابن راشد.
[8] الخطيب: الكفاية 283.(2/827)
وَأَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ الْوَلِيدِ- رَجُلًا مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ- يَسْأَلُ الزُّهْرِيَّ وَعَرَضَ عَلَيْهِ كِتَابًا مِنْ عِلْمٍ فَقَالَ: أُحَدِّثُ بِهَذَا عنك يا ابا بكر؟ فقال: نعم (264 ب) مَنْ حَدَّثَكُمُوهُ غَيْرِي.
«حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: لَمَّا عَرَضْنَا الْمُوَطَّأَ عَلَى مَالِكٍ، قَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَغْرِبِ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أُحَدِّثُ بِهَذَا عَنْكَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ [1] . قَالَ: وَأَقُولُ حَدَّثَنِي مَالِكٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، أَمَا رَأَيْتَنِي فَرَّغْتُ نَفْسِي لَكُمْ وَسَمِعْتُ إِلَى عَرْضِكُمْ وَأَقَمْتُ سَقْطَةُ وَزَلَلَهُ؟ فَمَنْ حَدَّثَكُمْ غَيْرِي؟ نَعَمْ حَدِّثْ بِهَا عَنِّي، وَقُلْ حَدَّثَنِي مَالِكٌ» [2] .
حَدَّثَنِي سَلَمَةُ قال: ثنا أحمد قال: ثنا يحي عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: سَأَلْتُ مَنْصُورًا وَأَيُّوبَ عَنِ الْقِرَاءَةِ فَقَالَا جَيِّدٌ- يَعْنِي قِرَاءَةَ الْحَدِيثِ-.
قَالَ أَحْمَدُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَوْفٌ [3] :
أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ الْحَسَنَ [4] فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ إِنَّ مَنْزِلِي نَاءٍ، وَالِاخْتِلَافُ شَقَّ عَلَيَّ وَمَعِي أَحَادِيثُ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ عُرِضَتَ بِالْقِرَاءَةِ فَإِنَّهَا قُرِأَتْ عَلَيْكَ.
فَقَالَ: مَا أُبَالِي قُرِأَتْ عَلَيَّ فَأَخْبَرْتُكَ أَنَّهُ حَدَّثَنِي أَوْ حَدَّثْتُكَ بِهِ. قَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ فَأَقُولُ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ؟ قَالَ: نَعَمْ فَقُلْ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أنبأ مَعْمَرٌ عَنْ منصور ويوب والزهري أنهم كانوا يرون العرض.
حدثني علي بن عثمان بن نفيل قال: حدثنا أبو مسهر عن سعيد بن
__________
[1] من قوله «من حدثكموه» الى هذا الموضع في الأصل بالحاشية.
[2] الخطيب: الكفاية 309 لكنه يذكر «تسمعت» بدل «سمعت» .
[3] عوف بن أبي جميلة الاعرابي.
[4] البصري.(2/828)
عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ أَبِي السَّائِبِ يَعْرِضُ عَلَى مَكْحُولٍ.
حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أخبرني مالك ابن أَنَسٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: قَالَ أَبِي: يَا بُنَيَّ إِنَّكَ حَدِيثُ السِّنِّ، وَإِنَّكَ تُجَالِسُ النَّاسَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يَسْأَلُ النَّاسُ عَنْهُ وَلَا تَسْأَلْ. فَإِنْ فَاتَكَ شَيْءٌ مِنْ أَوَّلِ الْحَدِيثِ فَإِنَّكَ تَسْتَدِلُّ عَلَى أَوَّلِهِ بِآخِرِهِ.
حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ [1] قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ: كُنَّا نَأْتِي الْأَعْمَشَ فَيُحَدِّثُنَا، فَإِذَا قَامَ الْأَعْمَشُ اجْتَمَعْنَا إِلَى فُلَانٍ- قَالَ: إنسانا مكفوفا أَظُنُّهُ قَدْ سَمَّاهُ ابْنُ نُمَيْرٍ-، قَالَ: فَأَمْلَى عَلَيْنَا عَلَى مَا حَدَّثَنَا بِهِ الْأَعْمَشُ.
«وَسَمِعْتُ بِشرَ بْنَ الْأَزْهَرِ النَّيْسَابُورِيَّ يَقُولُ: كَانَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ إِذَا ذَكَرَ سَمَاعَهُ مِنَ الْأَعْمَشِ قَالَ: دِيبَاجُ الْأَعْمَشِ لَوْلَا أَنَّهُ مَرْقُوعٌ كُنَّا إِذَا قُمْنَا مِنْ عِنْدِ الْأَعْمَشِ رَقَّعْنَاهُ بَعْضُنَا مِنْ بَعْضٍ نُصَحِّحُهَا» [2] .
«وَسَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حرب (265 أ) قال: قدم يحي بْنُ سَعِيدٍ [3] عِنْدَنَا، فَكَانَ يُحَدِّثُهُمْ، وَكَانَ أَصْحَابُنَا لَا يَكْتُبُونَ، فَلَمَّا كَانَ [4] بَعْدُ كَتَبُوا.
قَالَ: قَالَ حَمَّادٌ: قَالَ لِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ وغيره: انا همنا ان نكتب حديث يحي بْنِ سَعِيدٍ فَلَوْ حَضَرْتَنَا. قَالَ حَمَّادٌ: فَحَضَرْتُهُمْ، وتذاكرنا حديثه
__________
[1] محمد بن عبد الله بن نمير.
[2] الخطيب: الكفاية 71 وذكر «لنصححها» بدل «نصححها» .
[3] القطان.
[4] في الأصل «كانوا» وما أثبته من تقييد العلم 111.(2/829)
[بَعْدُ] فَكَتَبُوا» [1] .
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ أَبُو مُعَاوِيَةَ الْعَائِشِيُّ قال: كان يحي بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ لَا يُمْلِي، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْنَا الْبَصْرَةَ أَتَيْنَاهُ، فَكَانَ لَا يُمْلِي عَلَيْنَا، وَكَانَ يُحَدِّثُ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ قَعَدْنَا على باب الدار فتذاكرنا بيننا ذا عَنْ ذَا وَذَا عَنْ ذَا. قَالَ: قُلْتُ: أَرَانِي آخُذُ دِينِي عَنْكُمْ، فَتَرَكْتُهَا فَلَمْ آخُذْ مِنْهَا شَيْئًا، فَرَوَاهُ أَصْحَابُنَا كُلُّهُمْ.
قَالَ يَزِيدُ: قَالَ لِي حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: سَمِعْتُ حَدِيثَ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ بَيْنَنَا مُرَاجَعَةً.
حَدَّثَنِي سَلَمَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قَالَ: ثنا شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: قَالَ مَالِكٌ: كُنَّا نَجْلِسُ إِلَى الزُّهْرِيِّ وَإِلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، فَيَقُولُ الزُّهْرِيُّ قَالَ ابْنُ عُمَرَ كَذَا وَكَذَا. فَإِذَا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ، جَلَسْنَا إِلَيْهِ فَقُلْنَا:
الَّذِي ذَكَرْتَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَنْ أَخْبَرَكَ بِهِ؟ قَالَ: ابْنُهُ سَالِمٌ.
بَابٌ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حنبل قال: حدثنا يحي بْنُ سَعِيدٍ [2] قَالَ: سَأَلْتُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ حَدِيثِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ فِي الْإِنْسَانِ لَا يُجْنِبُ. فلم يعرفه. قال يحي: أردناه- يَعْنِي ابْنَ أَبِي خَالِدٍ- عَنْ أَبِيهِ فَأَبِي. قَالَ: يَعْنِي فِي حَدِيثِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الشهر تسعة وعشرون. قال يحي [3] قَالَ: شُعْبَةُ: لَمْ يَسْمَعِ الْحَكَمُ [4] حَدِيثَ مِقْسَمٍ [5] في
__________
[1] الخطيب: تقييد العلم 111 والزيادة منه.
[2] ، (3) القطان.
[4] ابن عتيبة الكندي.
[5] مقسم بن بجرة.(2/830)
الحجامة والصيام من مقسم.
قال يحي: حدثنا شعبة عن الحكم قال: كان يحي بْنُ الْجَزَّارِ [1] يَغْلُو- يَعْنِي فِي التَّشَيُّعِ.
قَالَ يحي: تَرَكَ شُعْبَةُ [2] حَدِيثَ الْحَكَمِ فِي «الْجُنُبِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْكُلَ تَوَضَّأَ» تَرَكَ مِنَ الْحَدِيثِ «يأكل» .
قال يحي: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بِالْكُوفَةِ فِي حَيَاةِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ [3] عَنْ عُمَرَ فِي بَيْضِ النَّعَامِ.
قَالَ أنس: (265 ب) هَذَا مِنْ حَدِيثِهِ الْعَتِيقِ- يُضَعِّفُهُ-.
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ [4] يَقُولُ: قُلْتُ لِلْأَعْمَشِ:
سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ قَالَ عُمَرُ فِي بَيْضِ النَّعَامِ تُمْنِهِ [5] ؟ قَالَ: لَا. قُلْتُ:
مِمَّنْ سَمِعْتَهُ؟ قَالَ لَا أَدْرِي.
حَدَّثَنِي سَلَمَةُ عَنْ أحمد بن حنبل قال: حدثنا حجاج [6] قال: سَمِعْتُ أَبَا إِسْرَائِيلَ [7] قَالَ: أَوَّلُ يَوْمٍ عَرَفْتُ فِيهِ الْحَكَمَ يَوْمَ مَاتَ الشَّعْبِيُّ. قَالَ:
جَاءَ إِنْسَانٌ يَسْأَلُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالُوا عَلَيْكَ بِالْحَكَمِ بن عتيبة.
__________
[1] العرني الكوفي (تهذيب التهذيب 11/ 191) .
[2] في الأصل «شعيب» .
[3] إبراهيم النخعي، ومن الواضح ان سفيان حدث بحديثه بواسطة الأعمش لانه لم يدرك إبراهيم.
[4] ابن عياش.
[5] هكذا رسمها في الأصل، ولم أتبينها.
[6] ابن أرطاة.
[7] إسماعيل بن خليفة العبسيّ الملائي الكوفي (تهذيب التهذيب 1/ 293) .(2/831)
وَقَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: ثنا حَجَّاجٌ قَالَ: قَالَ شُعْبَةُ: قَدْ أَدْرَكَ رَفِيعٌ- يَعْنِي أَبَا الْعَالِيَةِ- عَلِيًّا وَلَكِنْ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ شَيْئًا.
حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ثنا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ [1] قَالَ: كَانَ فِيمَا جَاءَ بِهِ عُرْوَةُ [2] الْبَارِقِيُّ إِلَى شُرَيْحٍ مِنْ عِنْدِ عُمَرَ [3] أَنَّ الْأَصَابِعَ سَوَاءٌ الْخِنْصَرُ وَالْإِبْهَامُ، وَإِنَّ جُرْحَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ سَوَاءٌ فِي السِّنِّ وَالْمُوضِحَةِ، وَمَا خَلَا ذَلِكَ فَعَلَى النِّصْفِ، وَإِنَّ فِي عَيْنِ الدَّابَّةِ رُبُعَ ثَمَنِهَا، وَإِنَّ أَحَقَّ أَحْوَالِ الرِّجَالِ يَصْدُقُ عَلَيْهَا عِنْدَ مَوْتِهِ فِي وَلَدِهِ إِذَا أَقَرَّ بِهِ. قَالَ مُغِيرَةُ: وَنَسِيتُ الْخَامِسَةَ حَتَّى ذَكَّرَنِي عِنْدَهُ أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا طَلَّقَ امْرَأَتَهُ ثَلَاثًا وَرِثَتْهُ مَا دَامَتْ فِي الْعِدَّةِ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ [4] وَقَبِيصَةُ [5] قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ [6] عَنْ عَطَاءٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَأْخُذَ أَكْثَرَ مِمَّا أَعْطَاهَا.
حَدَّثَنِي سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ قَالَ: قَالَ وَكِيعٌ: سَأَلْتُ ابْنَ جُرَيْجٍ عَنْهُ فَلَمْ يَعْرِفْهُ وَأَنْكَرَهُ.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ يَبْلُغُ [بِهِ] النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَا يَأْخُذُ مِنَ المختلعة أكثر مما
__________
[1] النخعي.
[2] عروة بن الجعد ويقال ابن أبي الجعد البارقي (تهذيب التهذيب 7/ 178) .
[3] في الأصل «عمران» .
[4] الفضل بن دكين.
[5] ابن عقبة.
[6] عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج.(2/832)
أَعْطَاهَا [1] . حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: أَتَتِ امْرَأَةٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ (266 أ) إِنِّي أُبْغِضُ زَوْجِي وَأُحِبُّ فِرَاقَهُ. قَالَ: أَتَرُدِّينَ عَلَيْهِ حَدِيقَتَهُ الَّتِي أَصْدَقَكِ؟ - قَالَ: وَكَانَ أَصْدَقَهَا حَدِيقَةً- قَالَتْ: نَعَمْ وَزِيَادَةٌ. قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمَّا زِيَادَةٌ مِنْ مَالِكِ فَلَا، وَلَكِنِ الْحَدِيقَةُ. قَالَتْ:
نَعَمْ. فَقَضَى بِذَلِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الرَّجُلِ، فَأُخْبِرَ بِقَضَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: قَدْ قَبِلْتُ قَضَاءَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم [2] . حدثني بكر بن خلف أخبرنا ابو عاصم [3] عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ:
قُلْتُ لِعَطَاءٍ: اشْتَرَيْتُ ثَوْبًا مِنْ رَجُلٍ بِدِينَارٍ إِلَّا دِرْهَمًا فَقُلْتُ أَعْطِنِي دِرْهَمًا وَلَكَ عِنْدِي دِينَارٌ؟ قَالَ: لَا يَصْلُحُ.
قَالَ بَكْرٌ: وَحَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: وَأَمَّا سُفْيَانُ فَحَدَّثَنَا عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَشْتَرِيَ الثَّوْبَ بِدِينَارٍ إِلَّا دِرْهَمًا.
حَدَّثَنِي مَهْدِيُّ بْنُ مَهْدِيٍّ [4] قَالَ: حدثنا هشام بن يوسف [5] عن
__________
[1] أورده سعيد بن منصور في كتاب السنن ج 3 قسم 1/ 336 والزيادة منه، وانظر حاشية (3) منه.
[2] اخرج سعيد بن منصور حديثا بمعناه من طريق آخر، وسمى المرأة حبيبة بنت سهل والرجل ثابت بن قيس بن شماس (كتاب السنن ج 3 قسم 1/ 336- 337) .
[3] الضحاك بن مخلد النبيل.
[4] ورد ق 310 أ «مهدي بن أبي مهدي» ولم أجده.
[5] الصنعاني الابناوي قاضي صنعاء (تهذيب التهذيب 11/ 57) .(2/833)
ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: سُئِلَ عَطَاءٌ: رَجُلٌ ابْتَاعَ ثَوْبًا بِدِينَارٍ إِلَّا دِرْهَمًا فَقَالَ أُعْطِيكَ دِرْهَمًا لِيَكُونَ لِي عَلَيْكَ دِينَارٌ حَتَّى أَقْبِضَهُ مِنْكَ بَعْدُ؟ قَالَ: لَا.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ:
قُلْتُ لِعَطَاءٍ: ابْتَعْتُ مِنْ أَمِيرٍ مِنَ الْأُمَرَاءِ صَدَقَةَ بَطْنٍ مِنْ بُطُونِ الْعَرَبِ بَعْدَ مَا قَبَضَ الْمُصَدِّقُ ذَلِكَ الْبَطْنَ وَحَازَهَا إِلَيْهِ، فَجَاءَنِي رَجُلٌ، وَلَمْ أَقْبِضْهَا أَنَا، فَقَالَ وَلِّنِيهَا بِالثَّمَنِ وَلَا تُسْرِفْ عَلَيَّ فِيهَا شَيْئًا؟ قَالَ: لَا حَتَّى تَقْبِضَ ذَلِكَ بَيْعٌ، قَالَ: فَلَا بَيْعَ حَتَّى تَقْبِضَ. قُلْتُ: إِنِّي لَمْ أَرْبَحْ عليه. قال: ولا توليها حَتَّى تَقْبِضَهَا فَإِنَّ ذَلِكَ بَيْعٌ. قُلْتُ لَهُ: أَشْرِكْهُ فِيهَا بِثُلُثِهَا وَلَمْ أَقْبَضْهَا؟
قَالَ: نَعَمْ لَيْسَ بِهَذَا بَأْسٌ. قُلْتُ: فَلِمَ يَخْتَلِفَانِ؟ قَالَ: لأنه إذا أعطاها إياه بالثمن فَقَدْ بَاعَهَا وَذَهَبَتْ مِنْهُ، وَإِذَا أَدْخَلَهُ مَعَهُ بشرك (266 ب) فَإِنَّمَا هُوَ شَرِيكٌ حِينَئِذٍ أَشْرَكَهُ وَأَدْخَلَهُ مَعَهُ، وَلَمْ يَهَبْهُ إِيَّاهَا فَسَمَّاهَا شِرْكًا فَذَلِكَ كَذَلِكَ.(2/834)
[المجلد الثالث]
[تتمة تراجم الرجال]
بَابٌ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ [1] قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ [2] عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ» [3] . حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ [4] قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ حَدَّثَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ الْيَمِينِ» . حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ [5] فِي آخِرِ كِتَابِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ [6] عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَتْهُ عَائِشَةُ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ الْيَمِينِ» . حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ فِي كِتَابِ يُونُسَ فِي الْأَصْلِ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَبَلَغَنِي عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «لَا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةِ الله عز وجل وكفارته كفارة يمين» .
__________
[1] ابن المبارك.
[2] يونس بن يزيد بن أبي النجاد الأيلي (تهذيب التهذيب 11/ 450) .
[3] اخرج مسلم بعضه من طريق آخر (الصحيح 3/ 1265) وأخرجه ابن ماجة من طريق يونس (السنن 1/ 686) .
[4] يحيى بن عبد الله بن بكير.
[5] عبد الله بن صالح.
[6] يونس بن يزيد الأيلي.(3/3)
حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْأُمَوِيُّ عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ خَالِدٍ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَت: لَا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةٍ وَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَأَعْطَانِي ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ [2] كِتَابًا فَكَتَبْتُ مِنْهُ:
حَدَّثَنِي أَخِي عن سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ وَمُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ- الَّذِي يَسْكُنُ الْيَمَامَةَ- حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَمَةَ يُخْبِرُ عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهَا قَالَتْ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَكَفَّارَتُهَا كَفَّارَةُ يَمِينٍ» . فَلَمْ يَقْضِ لِي سَمَاعُهُ مِنَ ابْنِ أَبِي أُوَيْسٍ فَقَالَ لِي: هَذَا سَمَاعِي مِنْ أَخِي أَبِي بَكْرٍ فاحمله عني. فذكرت هذا الحديث (267 أ) لِأَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ وَقُلْتُ لَهُ: بَلَغَنِي أَنَّ ابْنَ سُلَيْمَانَ [3] بْنَ بِلَالٍ رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرِ [4] بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنِ ابْنِ أَبِي عَتِيقٍ وَمُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ. قَالَ أَحْمَدُ: إِنَّمَا قِيلَ لَهُ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ عِنْدَ الزُّهْرِيِّ فَجَعَلَهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَإِلَّا فَلَيْسَ فِي أَصْلِ كِتَابِ أَبِي بَكْرٍ الزُّهْرِيُّ، وَلَكِنَّا نَظُنُّ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَسْقَطَ الزُّهْرِيَّ.
حَدَّثَنِي مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: ثنا أَبَانٌ [5] قَالَ: حَدَّثَنَا يحيى [6] عن
__________
[1] ابن أبي النجاد الأموي مولاهم الأيلي مات سنة 198 هـ (تهذيب التهذيب 8/ 154) .
[2] إسماعيل بن أبي أويس روى عن أخيه عبد الحميد.
[3] اسمه أيوب.
[4] هو عبد الحميد بن عبد الله بن أويس الاصبحي المدني الأعشى، مات ببغداد سنة 202 هـ (تهذيب التهذيب 6/ 118) .
[5] أبان بن يزيد العطار البصري.
[6] يحيى بن سعيد الأنصاري.(3/4)
الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: «مَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِي اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَلَا يَعْصِهِ» . حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ رَوْحٍ قَالَ: حدثنا محمد بن حرب [1] قال:
حدثنا.... [2] عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ الْقَاسِمَ بْنُ مُحَمَّدٍ كَانَ يُحَدِّثُ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» . حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ وَابْنُ بُكَيْرٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْأَيْلِيِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ زوج النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَلْيُطِعْهُ، وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِي اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَلَا يَعْصِهِ» . حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا عُمَرُ [3] عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِي اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَلَا يَعْصِهِ» .
بَابٌ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَجْلَانَ [4] عَنْ رَجُلٍ مِنْ آلِ أَبِي ربيعة [5] عن
__________
[1] الخولانيّ الحمصي الأبرش (تهذيب التهذيب 9/ 109) .
[2] الاسم رسمه «الرسلها» ولم أتبينه.
[3] عمر بن عبد الواحد بن قيس السلمي الدمشقيّ أبو حفص (تهذيب التهذيب 7/ 479) .
[4] محمد بن عجلان.
[5] أبو ربيعة الأيادي قيل اسمه عمرو بن ربيعة (تهذيب التهذيب 12/ 94) .(3/5)
الأعرج [1] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَلَا تَعْجَزْ، فَإِنْ غَلَبَكَ أَمْرٌ فَقَدْ قَدَّرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، وإياك واللو (267 ب) فَإِنَّ اللَّوَّ يَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ. حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ [2] قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ عَنْ رَبِيعَةَ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: - وَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ رَبِيعَةَ فَلَمْ أُتْقِنْهُ- قَالَ: الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَفْضَلُ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَكُلٌّ إِلَى خَيْرٍ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَلَا تَعْجَزْ، فَإِنْ غَلَبَكَ أَمْرٌ فَقُلْ قَدَّرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَا شَاءَ فَعَلَ، وَإِيَّاكَ وَاللَّوَّ فَإِنَّ اللَّوَّ يَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ. حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ عَنْ رَبِيعَةَ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَكُلٌّ فِي خَيْرٍ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَلَا تَعْجَزْ، فَإِنْ غَلَبَكَ أَمْرٌ فَقُلْ قَدَّرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَمَا شَاءَ صَنَعَ، وَإِيَّاكَ وَاللَّوِّ، فَإِنَّ اللَّوَّ يَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ.
ثُمَّ قَالَ: سَمعْتُهُ مِنْ رَبِيعَةَ وَحَفِظْتُهُ عَنْ مُحَمَّدٍ. حَدَّثَنِي محمد بن عبد الله بن نمير قال: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ [3] قَالَ:
أَخْبَرَنَا رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ التَّيْمِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: المؤمن القوي
__________
[1] عبد الرحمن بن هرمز.
[2] محمد بن الفضل عارم السدوسي.
[3] عبد الله بن إدريس الأودي.(3/6)
خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ باللَّه عَزَّ وَجَلَّ وَلَا تَعْجَزْ، وَإِذَا أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا وَلَكِنْ قُلْ قَدَّرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، وَإِيَّاكَ وَاللَّوَّ فَإِنَّ اللَّوَّ يَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ.
بَابٌ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ [1] عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَسْتَبْرِئُ الْإِمَاءَ بِحَيْضَةٍ.
قَالَ حَمَّادٌ: وَكَانَ أَيُّوبُ قَبْلَ ذَلِكَ قَالَ عَنْ نَافِعٍ قَالَ كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ عِدَّةُ أُمِّ الْوَلَدِ حَيْضَةٌ. قَالَ حَمَّادٌ: فَسَأَلْتُ عَنْهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ وَعَبْدَ الرحمن السراج فحدثاني عن نافع (268 أ) أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ:
عِدَّةُ أُمِّ الْوَلَدِ حَيْضَةٌ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن سُلَيْمَانَ بْنِ يَعْقُوبَ الرِّيَاحِيِّ. قَالَ: فَلَقِيتُ سُلَيْمَانَ فَحَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
أَوْصَى إِلَي رَجُلٍ وَأَوْصَى بِبَدَنِهِ. قَالَ: فَأَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ رَجُلًا أَوْصَى إِلَيَّ وَأَوْصَى بِبَدَنِهِ فَهَلْ تَجْزِئُ عَنِّي بَقَرَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، ثُمّ قَالَ: مَنْ صَاحِبُكُمْ؟ قُلْتُ: مِنْ بَنِي رَيَاحٍ. قَالَ: وَمَتَى اقْتَنَى بَنُو رَيَاحٍ الْبَقَرَ إِلَى الْإِبِلِ، وَهُمْ صَاحِبُكُمْ إِنَّمَا الْبَقَرُ لِلْأَزْدِ وَعَبْدِ الْقَيْسِ. قَالَ حَمَّادٌ: وَكَانَ أَيُّوبُ وَأَصْحَابُنَا يُعْجِبُهُمْ هَذَا الْحَدِيثُ.
«سُئِلَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ عَنْ حَدِيثِ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ وَهُوَ صَائِمٌ. قَالَ: لَيْسَ مِنْ ذَاكَ شَيْءٌ إِنَّمَا أراد حديث حبيب عن ميمون
__________
[1] ابن زيد.(3/7)
عَنْ يَزِيدَ [1] بْنِ الْأَصَمِّ: تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَيْمُونَةَ مُحْرِمًا» [2] .
بَابٌ
«حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ [3] قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ قَالَ: قَالَ لِي يَحْيَى [4] : مَا بَقِيَ مِنْ مُعَلِّمِيَّ الَّذِينَ كُنْتُ تَعَلَّمْتُ مِنْهُمْ غَيْرُ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ. فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ سُفْيَانُ إِمَامٌ فِي الْحَدِيثِ. قَالَ: سُفْيَانُ إِمَامُ الْقَوْمِ [5] مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً.
قَالَ عَلِيّ: وَسَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْمُفَضَّلِ يَقُولُ- وَقَالَ [6] بِيَدِهِ إِلَى الْأَرْضِ-: مَا بَقِيَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ أَحَدٌ يُشْبِهُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ.
قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: كُنْتُ أَسْمَعُ الْحَدِيثَ مِنَ ابْنِ عُيَيْنَةَ فَأَقُومُ فَأَسْمَعُ شُعْبَةَ يُحَدِّثُ بِهِ فَلَا أَكْتُبُهُ» [7] .
حَدَّثَنَا رَجُلٌ قَالَ: ثنا شُعْبَةُ: عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَامِعٍ عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ [8] عَنْ أَبِي عَبْدِ الرحمن [9] في المغنيات. فقيل لِي أَنَّ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ سَمِعَهُ مِنْ أَبِي حُصَيْنٍ، فَقَدِمْتُ مَكَّةَ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا محمد شيئا حدثناه شعبة عن
__________
[1] في الأصل «زيد» وهو خطأ.
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 5/ 410، وابن حجر: تهذيب التهذيب 9/ 275- 276.
[3] ابن عبد العظيم العنبري.
[4] القطان.
[5] في الأصل «اليوم» .
[6] أي مال.
[7] الخطيب: تاريخ بغداد 9/ 180 ووقع فيه «قال: سفيان» مكررا.
[8] عثمان بن عاصم الاسدي الكوفي (تهذيب التهذيب 7/ 126) .
[9] السلمي.(3/8)
غَيْلَانَ عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ [1] ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: أَلَا أحدثك. فتركته يومئذ تواضعا.
حدثني الْعَبَّاسُ [2] قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: قَالَ الثِّقَةُ عَنْ مَنْصُورٍ [3] عَنْ إِبْرَاهِيمَ [4] عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: هَذَا سَنَدٌ عَرَبِيٌّ.
قَالَ الْعَبَّاسُ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: قَالَ يَحْيَى [5] : قُلْتُ لِحَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ: هَذَا الَّذِي تَقُولُ فِي نَسَبِ إِبْرَاهِيمَ؟ فَأَنْكَرَهُ قَالَ: هُوَ مِنَّا. وَسَمِعْتُ ابْنَ دَاوُدَ يُنْكِرُ ذَلِكَ إِنْكَارًا شَدِيدًا.
قَالَ الْعَبَّاسُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: أَتَيْتُ ابْنَ دَاوُدَ يَوْمًا وَهُمْ يَذْكُرُونَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ. قَالَ: فَإِذَا ابْنُ دَاوُدَ يَقُولُ هُوَ مِنَّا.
قَالَ: مَحْلُوتٌ [6] وَهُوَ فِي ذَلِكَ. قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ عِنْدَنَا فِي هَذَا علم.
قَالَ: اسْكُتُوا. فَقُلْتُ: إِنَّ أَبَا سَعِيدٍ قَالَ: سَأَلْتُ سُفْيَانَ فَقُلْتُ: مِمَّنْ أَنْتُمْ؟
فَقَالَ: يُخْتَلَفُ فِينَا قَوْمٌ يَقُولُونَ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، وَقَوْمٌ يَقُولُونَ إِخْوَةُ تَمِيمٍ.
حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ قَالَ: حَدَّثَنَا شِهَابٌ [7] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا سِنَانٍ الشَّيْبَانِيَّ فَقَالَ لِي: مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ بَنِي ثَوْرٍ. قَالَ: مِنْ بَنِي ثَوْرِ أَطْحَلَ [8] أو ثور همدان؟ قلت: بل ثور
__________
[1] عثمان بن عاصم الاسدي الكوفي (تهذيب التهذيب 7/ 126) ، وهو في الأصل «حصينة» .
[2] العباس بن عبد العظيم العنبري.
[3] منصور بن المعتمر السلمي.
[4] النخعي.
[5] يحيى بن سعيد القطان.
[6] كذا في الأصل ولم أتبينها.
[7] شهاب بن عباد العبديّ الكوفي (تهذيب التهذيب 4/ 367) .
[8] في الأصل «المحل» وما أثبته من جمهرة أنساب العرب.(3/9)
هَمْدَانَ. قَالَ: إِنَّ طَرِيقَكَ لَشَاسِعٌ فَاقْطَعْ طَرِيقَكَ بِذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
وَحَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَحْبُوبٍ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ [1] يَقُولُ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ فِي الْعَرَبِ والموالي. فقال: ذاكرتك من ذا شيء قَطُّ.
حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ [2] عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ سَلَّامٍ قَالَ: أَخَذَ مِنِّي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ كُتُبَ أَخِي زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ.
حَدَّثَنِي سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ حَرْبِ بْنِ شَدَّادٍ قَالَ لِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ: كُلُّ شَيْءٍ عَنْ أَبِي سَلَّامٍ فَإِنَّمَا هُوَ كِتَابٌ.
وَاسْمُ أبي سلام ممطور الحبشي قيل من اليمن.
قال أحمد: وحدثنا عبد الرحمن بن مهدي عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ:
قَالَ أَيُّوبُ لِمَطَرٍ [3] : عَمَّنْ كَانَ يُحَدِّثُ أَبُو الْخَطَّابِ عَنْ عَلِيٍّ؟ قَالَ: عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ. قَالَ: هَاتِ. قَالَ: فَمَا جَاءَ إِلَّا بِبَابٍ أَوِ اثْنَيْنِ. قَالَ:
فَقَالَ أَيُّوبُ: عَنْ جُلَاسٍ [4] . قَالَ أَيُّوبُ: قَدْ رَأَيْتُ جُلَاسًا فَرَأَيْتُ مَعَهُ صُحُفًا.
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ قَالَ يَحْيَى بْنُ سعيد (269 أ) قَالَ شُعْبَةُ: لَمْ يَسْمَعْ أَبُو بِشْرٍ [5] مِنْ حَبِيبِ بْنِ سَالِمٍ [6] . وَكَانَ شُعْبَةُ يُضَعِّفُ حَدِيثَ أبي
__________
[1] القطان.
[2] التنيسي البكري (تهذيب التهذيب 11/ 197) .
[3] ابن طهمان الوراق.
[4] لعله جلاس بن عمرو (تهذيب التهذيب 2/ 126 وميزان الاعتدال 1/ 420) .
[5] جعفر بن إياس وهو ابن أبي وحشية اليشكري الواسطي (تهذيب التهذيب 2/ 83) .
[6] الأنصاري مولى النعمان بن بشير وكاتبه (تهذيب التهذيب 2/ 184) .(3/10)
بِشْرٍ عَنْ مُجَاهِدٍ.
قَالَ يَحْيَى: مُطَرِّفٌ [1] أَكْبَرُ مِنَ الْحَسَنِ.
قَالَ أَحْمَدُ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: لَمْ يَسْمَعِ الأعمش حديث إبراهيم في الضحك.
قال: قَالَ سُفْيَانُ: قُلْتُ لِلْأَعْمَشِ: حَدِيثُ الْبُنْدُقَةِ لَيْسَ مِنْ حَدِيثِكَ؟
قَالَ: مَا أَصْنَعُ لَمْ يَتْرُكُونِي. قَالُوا إِنَّ شُعْبَةَ حَدَّثَ بِهِ عَنْكَ.
قَالَ يَحْيَى: فِي أَحَادِيثِ سَمُرَةَ [2] الَّتِي يَرْوِيهَا الْحَسَنُ [3] سَمِعْنَا أَنَّهَا مِنْ كِتَابٍ، وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ مُجَاهِدًا يُحَدِّثُ عَنْ صَحِيفَةِ جَابِرٍ [4] .
قَالَ يَحْيَى [5] : وَسَمِعْتُ التَّيْمِيَّ [6] قَالَ: أَخَذَهَا فُلَانٌ وَفُلَانٌ قَالُوا لِي خُذْهَا قُلْتُ لَا.
قَالَ يَحْيَى: قُلْتُ لِمَالِكٍ: مَا تَقُولُ فِي شُعْبَةَ- يَعْنِي مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ- قَالَ: لَمْ يَكُنْ شَبِيهَ الْقُرَّاءِ [7] .
قَالَ يَحْيَى: قَالَ شُعْبَةُ: أَتَانِي سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ وَابْنُ عَوْنٍ [8] يَعُودَانِي وَأُمِّيَ، فَقَالَ التَّيْمِيّ: حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ [9] قَالَ يَقُولُ ابْنُ عَوْنٍ قَدْ رأيت
__________
[1] مطرف بن طريف الحارثي.
[2] سمرة بن جندب بن هلال الفزاري (تهذيب التهذيب 4/ 236) .
[3] البصري.
[4] جابر بن عبد الله الصحابي المشهور.
[5] القطان.
[6] سليمان بن طرخان التيمي.
[7] قارن بتهذيب التهذيب 4/ 347 وهو شعبة بن دينار الهاشمي مولاهم.
[8] عبد الله بن عون بن أرطبان.
[9] في الأصل «نصر» وانما هو المنذر بن مالك بن قطعة أبو نضرة العبديّ البصري (تهذيب التهذيب 10/ 302) .(3/11)
أَبَا نَضْرَةَ. فَقَالَ التَّيْمِيُّ فَمَا رَأَيْتُ.
«حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: كَانَ سُفْيَانُ أَعْلَمَ بِحَدِيثِ الْأَعْمَشِ مِنَ الْأَعْمَشِ» [1] .
قَالَ مُحَمَّدٌ: وَسَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ فِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: وَلَا بَأْسَ أَنْ يَتَزَوَّجَ الْمُحْرِمُ: لَيْسَ يُحَدِّثُ بِهِ عَنْ جَرِيرٍ [2] إِلَّا مَنْ يُرِيدُ شَيْنَ جَرِيرٍ، إِنَّمَا هُوَ قَوْلُ إِبْرَاهِيمَ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ:
كُنْتُ عِنْدَ يَحْيَى بْنِ [أَبِي] [3] كَثِيرٍ لِكَتْبِ الْحَدِيثِ عَنْهُ، فَحَدَّثْتُهُ فَقَالَ لِي:
اكْتُبْ لِي حَدِيثَ كَذَا وَحَدِيثَ كَذَا. قُلْتُ: يَا أَبَا نصر وَمَا تَصْنَعُ بِالْكِتَابِ؟
قَالَ: اكْتُبْ أَيُّهَا الرَّجُلُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ كَتَبْتَ فَقَدْ عَجَزْتَ، أَوْ قَالَ ضَيَّعْتَ.
قَالَ عَلِيٌّ: أَثْبَتُ النَّاسِ فِي إِبْرَاهِيمَ [4] مَنْصُورٌ [5] وَالْحَكَمُ [6] ، كَانَ يَحْيَى الْقَطَّانُ يَقُولُ: هُمَا سَوَاءٌ لَا نُفَضِّلُ بَيْنَهُمَا، ثُمَّ فُضَيْلُ بن عمرو [7] عن [8] سليمان الأعمش.
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 9/ 167.
[2] لعله جرير بن حازم الأزدي، يروي عنه عبد الرحمن بن مهدي.
[3] سقطت من الأصل.
[4] إبراهيم بن يزيد النخعي.
[5] منصور بن المعتمر السلمي (طبقات خليفة 164) .
[6] الحكم بن عتيبة (طبقات خليفة 162) .
[7] الفقيمي التميمي الكوفي أبو النضر (تهذيب التهذيب 8/ 293) .
[8] هكذا في الأصل، وفضيل بن عمرو من كبار أصحاب إبراهيم النخعي، وسليمان الأعمش يروي عن فضيل بن عمرو كما يروي عن إبراهيم النخعي، وأحسب ان الصحيح «عنه» بدل «عن» ، وتكون واو العطف مناسبة أيضا بدل «عن» .(3/12)
وَحَدَّثَنِي الْفَضْلُ [1] قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ [2] وقيل له: إذا اختلف (269 ب) مَنْصُورٌ وَالْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ فَبِقَوْلِ مَنْ تَأْخُذُ؟ قَالَ: بِقَوْلِ مَنْصُورٍ، فَإِنَّهُ أَقَلُّ سَقْطًا.
قَالَ أَحْمَدُ وَعَلِيٌّ: قَالَ يَحْيَى [3] : قَالَ سُفْيَانُ: كُنْتُ إِذَا حَدَّثْتُ الْأَعْمَشَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: فَإِذَا قُلْتُ «مَنْصُورٌ» سَكَتَ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: قَالَ لِي كَهْمَسٌ [4] : أَنْكَرْنَاهُ- يَعْنِي الجريريّ- أيام الطاعون.
قال: وقال هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ: هُوَ كَانَ يَدْخُلُ عَلَى امْرَأَتِي- يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ وَيَعْنِي فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ بْنِ الزُّبَيْرِ امْرَأَةَ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ-.
قَالَ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ [5] قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قَالَ: كَانَ غَيْلَانُ [6] وَالْهَيْثَمُ [7] يَكْتُبَانِ عِنْدَ جَابِرٍ [8] ، فَقَالَ جَابِرٌ: أَتَكْتُبَانِ؟! وَقَامَ فَدَخَلَ.
فَقَالَ الْهَيْثَمُ: مَا نَكْتُبُ. فَقَالَ غَيْلَانُ: لَمْ يَقُلْ مَا كَتَبْتُ، قَالَ مَنْ يَكْتُبُ مَنْ يَكْتُبُ.
حَدَّثَنِي سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْهَيْثَمِ قَالَ: تَزَوَّجَ بَقَّالٌ عندنا امرأة على درهم فاشتروا بدانقين روسا
__________
[1] ابن زياد.
[2] أحمد بن حنبل.
[3] يحيى بن سعيد القطان.
[4] كهمس بن الحسن التميمي البصري (تهذيب التهذيب 8/ 450) .
[5] حجاج بن محمد المصيصي الأعور.
[6] ابن جامع المحاربي قاضي الكوفة (تهذيب التهذيب 8/ 252) .
[7] الهيثم بن حميد الغساني مولاهم الدمشقيّ (تهذيب التهذيب 11/ 92) .
[8] ابن يزيد الجعفي.(3/13)
وَاشْتَرَوْا بَقْلًا وَشَيْئًا.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ:
سَأَلْتُ سُفْيَانَ عَنْ حَدِيثِ أَبِي إِسْحَاقَ [1] فِي الْخَضِرِ لَيْسَ فِيهِ زَكَاةٌ. فَقَالَ:
لَيْسَ هَذَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي إِسْحَاقَ.
سَمِعْتُ أَبَا عَاصِمٍ الضَّحَّاكَ بْنَ مَخْلَدٍ يَذْكُرُ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَاصِمٍ [2] عَنْ أَبِي رَزِينٍ [3] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الْمُرْتَدَّةِ. قَالَ: تُسْتَحْيَا [4] .
قَالَ أَبُو عَاصِمٍ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَنِيفَةَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي رَزِينٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: تُقْتَلُ.
قَالَ أَبُو عَاصِمٍ: بَلَغَنِي أَنَّ سُفْيَانَ سَمِعَهُ مِنْ أَبِي حَنِيفَةَ أَوْ بَلَغَهُ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ.
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَأَلْتُ سُفْيَانَ عَنْ حَدِيثِ عَاصِمٍ فِي الْمُرْتَدَّةِ. قَالَ: أَمَّا مِنْ ثِقَةٍ فَلَا. وَالْحَدِيثُ كَانَ يَرْوِيهِ أَبُو حَنِيفَةَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي رَزِينٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الْمَرْأَةِ إِذَا ارْتَدَّتْ قَالَ:
تُحْبَسُ وَلَا تُقْتَلُ.
قَالَ عَلِيٌّ: لَا أَعْلَمُ أَحَدًا يَرْوِي في المسند (270 أ) عَنْ إِبْرَاهِيمَ [5] مَا رَوَى الْأَعْمَشُ، وَمُغِيرَةُ [6] كَانَ أَعْلَمَ النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ مَا سَمِعَ مِنْهُ وَمَا لَمْ يَسْمَعْ، لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَعْلَمَ بِهِ مِنْهُ حَمَلَ عَنْهُ وَعَنْ أَصْحَابِهِ، ثُمَّ كَانَ أبو
__________
[1] السبيعي.
[2] ابن بهدلة.
[3] مسعود بن مالك الاسدي مولاهم الكوفي (تهذيب التهذيب 10/ 118) .
[4] في الأصل رسمها «تستحي» .
[5] النخعي.
[6] ابن مقسم الضبي.(3/14)
مِعْشَرٍ [1] وَحَمَّادٌ [2] ، وَحَمَّادٌ فَوْقَ أَبِي مِعْشَرٍ، وَلَمْ أر ليحيى [3] في أبي معشر فيه رأي.
قَالَ يَحْيَى: مَنْصُورٌ [4] أَثْبَتُ النَّاسِ عَنْ مُجَاهِدٍ، هُوَ أَثْبَتُ مِنَ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ فِي كُلِّ شَيْءٍ، مُجَاهِدٍ وَغَيْرِهِ.
قَالَ عَلِيٌّ: سَأَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ سُفْيَانَ [5] عَنْ حَدِيثِ عَاصِمٍ [6] عَنْ أَبِي رَزِينٍ فَقَالَ: لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ ثِقَةٍ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ قَالَ: مَا حَدَّثَنِي سُفْيَانُ [7] عَنْ أَحَدٍ بِحَدِيثٍ، فَلَقِيتُهُ، فَسَأَلْتُهُ، إِلَّا كَانَ كَمَا حَدَّثَنِي بِهِ.
وَحَدَّثَنِي سعيد بن أسد [8] قال: حدثنا ضمرة [9] عن ابْنِ شَوْذَبَ [10] قَالَ: سَمِعْتُ صِهْرًا لِأَيُّوبَ يَقُولُ: قَالَ أَيُّوبُ: مَا لَقِيتُ كُوفِيًّا أُفَضِّلُهُ عَلَى سُفْيَانَ.
حَدَّثَنِي سَعِيدٌ قَالَ: ثنا ضَمْرَةُ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: وَدِدْتُ أَنِّي أَنْفَلِتُ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ بِلَا لِي وَلَا عَلَيَّ، أَنَا أَطْلُبُ الْعِلْمَ الْيَوْمَ فَهَذَا لِأَيِّ شَيْءٍ هُوَ.
__________
[1] زياد بن كليب التميمي الحنظليّ (تهذيب التهذيب 3/ 382) .
[2] ابن أبي سليمان الأشعري.
[3] يحيى بن سعيد القطان.
[4] ابن المعتمر.
[5] ابن عيينة.
[6] ابن بهدلة.
[7] الثوري.
[8] في الأصل «راشد» والصواب ما أثبته.
[9] ابن ربيعة.
[10] عبد الله ابن شوذب.(3/15)
سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ الْمُبَارَكِ الصَّنْعَانِيَّ قَالَ: قَدِمَ سُفْيَانُ صَنْعَاءَ فِي تِجَارَةٍ.
فَاشْتَرَى فِضَّةً، فَأَقَامَ بِهَا ثَلَاثًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً.
قَالَ زَيْدٌ: قِيلَ لِابْنِ ثَوْرٍ [1] : إِنَّ عَبْدَ الرَّزَّاقِ يَقُولُ: خَتَمْتُ عَلَى سَمَاعِي مِنْ سُفْيَانَ، سَمِعْتُهُ مَعَ هِشَامِ [بن] [2] يوسف فحتمت عَلَيْهِ حَتَّى نَسَخْتُهُ. فَقَالَ ابْنُ ثَوْرٍ: مَا رَأَيْتُهُ عِنْدَ سُفْيَانَ [3] ، وَلَقَدِ افْتَقَدْتُهُ أَيَّامًا قَدِمَ عَلَيْنَا سُفْيَانُ مَحْلُوقَ الرَّأْسِ ضَعِيفًا، فَقَالَ لِإِنْسَانٍ: مَا لَهُ؟ قَالَ: كَانَ مَرِيضًا.
«حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ [4] يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا خَيْرًا مِنْ سُفْيَانَ [5] وَخَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ» [6] .
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: أَصْحَابُ الشَّعْبِيِّ أَبُو حُصَيْنٍ [7] ثُمَّ إِسْمَاعِيلُ [8] ثُمَّ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ ثُمَّ الشَّيْبَانِيُّ [9] وَمُطَرِّفٌ [10] وَبَيَانٌ [11] ، طَبَقَةُ الشَّيْبَانِيِّ أَعْلَاهُمْ، وَمُغِيرَةُ [12] كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّعْبِيِّ رَوَى عَنْهُ فأجاد،
__________
[1] محمد بن ثور الصنعاني العابد أبو عبد الله (تهذيب التهذيب 9/ 87) .
[2] سقطت من الأصل، وهو هشام بن يوسف الصنعاني (تهذيب التهذيب 11/ 57) .
[3] في الأصل «شقيق» وهو تصحيف.
[4] القطان.
[5] الثوري.
[6] الخطيب: تاريخ بغداد 9/ 156.
[7] عثمان بن عاصم الاسدي.
[8] ابن أبي خالد الأحمسي.
[9] سليمان بن أبي سليمان.
[10] مطرف بن طريف الحارثي.
[11] بيان بن بشر الأحمسي الكوفي.
[12] ابن مقسم الضبي.(3/16)
وزكريا بن أبي زائدة (270 ب) وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي السَّفَرِ طَبَقَةٌ، وَمَالِكُ بْنُ مَغْوَلٍ وَأَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ [1] وَابْنُ أَبْجَرَ [2] طَبَقَةٌ، وَأَشْعَثُ بْنُ سِوَارٍ [3] فَوْقَ جَابِرٍ [4] وَابْنُ سَالِمٍ [5] ، وَمُجَالِدٌ [6] فَوْقَ أَشْعَثَ بْنِ سِوَارٍ وَفَوْقَ أَجْلَحَ الْكِنْدِيِّ.
حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ قال: سمعت علي بن المديني يقول: كان الشعبي وَعُرْوَةُ [7] وعبيد الله بن عبد الله والزهري أمرهم واحد، أمرهم قريب بعضهم من بعض يخوضون في علم الناس قريب بعضهم من بعض، وكان قتادة يخوض في شيء من هذا ولا يبلغ ذاك، وكان الأعمش ان شئت قُلْتَ كَانَ أَقْرَبَ أَمْرًا مِنَ الزُّهْرِيِّ مِنْ قَتَادَةَ.
سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ الْخَطَّابِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَوْلَانَا [8] إِسْحَاقُ بْنُ رَاشِدٍ قال: قَالَ لِي ابْنُ شِهَابٍ: هَلْ بَقِيَ أَحَدٌ عِنْدَهُ عِلْمٌ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ يُقَالُ لَهُ سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ.
قَالَ: هَاتِ حَدِّثْنِي عَنْهُ. قَالَ: قُلْتُ لَا أَحْفَظُ وَلَكِنْ إِنْ شِئْتَ جِئْتُكَ بِكِتَابٍ عِنْدِي.
قَالَ: هَاتِهِ. قَالَ: فَجِئْتُهُ بِكِتَابٍ فَقَرَأَهُ فَقَالَ: وَيْحَكَ مَا كُنْتُ أَرَى بَقِيَ أَحَدٌ يُحْسِنُ هَذَا.
حدثني سعيد بن أسد قال: ثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة قال:
__________
[1] يحيى بن سعيد بن حيان.
[2] عبد الملك بن سعيد بن حيان الكوفي.
[3] الكندي النجار الكوفي (تهذيب التهذيب 1/ 352) .
[4] الجعفي.
[5] محمد بن سالم الهمدانيّ الكوفي (تهذيب التهذيب 9/ 176) .
[6] ابن سعيد.
[7] ابن الزبير.
[8] في الأصل رسمها «مولالنامى» وانظر ترجمة إسحاق بن راشد في تهذيب التهذيب 1/ 230.(3/17)
سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ شُعَيْبٍ يُكْثِرُ يَقُولُ: لَا نَفِدُ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال له سليمان بْنُ مُوسَى: أَشْغَلَكَ أَكْلُ الزَّبِيبِ بِالطَّائِفِ.
حَدَّثَنَا [1] مَكْحُولٌ عَنْ زِيَادِ بْنِ جَارِيَةَ اللَّخْمِيِّ عَنْ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ الْفِهْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفَّلَ فِي الْبَدْأَةِ الرُّبُعَ بَعْدَ الْخُمُسِ، وَفِي الرَّجْعَةِ الثُّلُثَ بَعْدَ الْخُمُسِ [2] .
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ [3] قَالَ: ثنا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنِي وَاصِلٌ الْأَحْدَبُ قَالَ: سَمِعْتُ الْمَعْرُورَ بْنَ سُوَيْدٍ وَكَانَ يَقُولُ لِبَنِي أَخِيهِ: تَعَلَّمُوا مِنِّي شَهِدْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَأُتِيَ بِجَارِيَةٍ.
حدثني أبو بكر بن عبد الملك قال: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ:
سَمِعْتُ أَيُّوبَ يَقُولُ لِلَّيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ: انْظُرْ ما سمعت من هذين الرجلين فاشدد يديك به- يعني طاووس ومجاهد- وإياك وجوالقيك [4] (271 أ) - يَعْنِي عَمْرَو بْنَ شُعَيْبٍ.
حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: كَانَ أَيُّوبُ إِذَا قَعَدَ إِلَى عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ قَنَّعَ رَأْسَهُ.
«قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: كُنَّا عِنْدَ مُقَاتِلِ بْنِ سُلَيْمَانَ فَمَرَّ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، فقام الناس عنه فاستحييت فجلست عنده.
__________
[1] الضمير يعود الى رجاء بن أبي سلمة المذكور في الاسناد السابق.
[2] أخرجه أبو داود من طريق مكحول أيضا (السنن 3/ 80) .
[3] حفص بن عمر النمري.
[4] أوردها الذهبي من طريق عبد الرزاق أيضا (ميزان الاعتدال 3/ 265) وذكر «وجواليقك وهب بن منبه وعمرو بن شعيب فإنهما صاحبا كتب» . والجوالق: الوعاء.(3/18)
وَقَالَ: قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: إِنَّكَ تُحَدِّثُ عَنِ الضَّحَّاكِ [1] وَهُمْ يَقُولُونَ إِنَّكَ لَمْ تَسْمَعْ مِنْهُ؟ فَقَالَ: لَقَدْ كَانَ يُغْلِقُ عَلَيَّ وَعَلَيْهِ بَابًا. قَالَ: فَقُلْتُ فِي نَفْسِي أَجَلْ بَابُ الْمَدِينَةِ» [2] .
«حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ مِسْعَرًا يَقُولُ لِحَمَّادِ بْنِ عَمْرٍو: كَيْفَ رَأَيْتَ الرَّجُلَ؟ - يَعْنِي مُقَاتِلًا- قَالَ: إِنْ كَانَ مَا يَجِيءُ بِهِ عِلْمًا فَمَا أَعْلَمَهُ» [3] .
«قَالَ أَبُو يُوسُفَ: يَقُولُ أَهْلُ الْمَدِينَةِ لَمْ يَسْمَعْ حَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ وَبُسْرُ بْنُ أَرْطَأَةَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا وَلَا صَحْبَةُ لَهُمْ، وَأَهْلُ الشَّامِ يَقُولُونَ قَدْ سَمِعُوا وَلَهُمْ صُحْبَةٌ» [4] ، وَيَشُكُّونَ فِي سَمَاعِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ قَالَتْ: أَدْرَكْتُ سِتًّا مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ حَيَّانَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَعَا الْمُخْتَارُ أَرْبَاعَ الْكُوفَةِ إِلَى صَحِيفَةٍ مَخْتُومَةٍ لِيُقِرُّوا بِمَا فِيهَا وَيُبَايِعُوهُ. قَالَ: فَلَمَّا دَعَا التَّيْمَ قُلْتُ لَأَنْظُرَنَّ إِلَى مَا يَفْعَلُ الْحَارِثُ بْنُ سُوَيْدٍ [5] ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: أَتُقِرُّ بِصَحِيفَةٍ مَخْتُومَةٍ لَا تَدْرِي مَا فِيهَا؟ فَقَالَ: دَعْنِي مِنْكَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ [6] يَقُولُ: مَا كَانَ لِيَرُدَّنِي أَنْ أَتَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ تَرُدُّ عَنِّي سوطين الا تكلمت فيه.
__________
[1] الضحاك بن مزاحم الهلالي (تهذيب التهذيب 4/ 453) .
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 165.
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 161.
[4] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 10/ 5.
[5] التميمي الكوفي أبو عائشة (تهذيب التهذيب 2/ 143) .
[6] ابن مسعود.(3/19)
قَالَ حَمَّادٌ: ثُمَّ سَمِعْتُ مِنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ حَيَّانَ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: ثنا حَمَّادٌ عَنْ يُونُسَ [1] عَنْ مُحَمَّدٍ [2] أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ بَيْعَ الثِّمَارِ قَبْلَ أَنْ تُصْرَمَ.
وَقَالَ سُلَيْمَانُ: هَذَا خَطَأٌ، الْحَدِيثُ حَدِيثُ أَيُّوبَ، قَالَ حَمَّادٌ عَنْ [3] أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ أَنَّهُ كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا بِشَرْيِ التَّمْرَةِ عَلَى رُءُوسِ النَّخِيلِ بَأْسًا. وَقَالَ: لَا أَدْرِي ما بيعه قبل أن يصرم. (271 ب) وَقَالَ سُلَيْمَانُ: كَانَ أَيُّوبُ يَرْغَبُ عَنْ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ: رَبِيعَةَ [4] وَالْبَتِّيِّ [5] وَأَبِي حَنِيفَةَ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ [6] بِالْمَدِينَةِ، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ شَيْءٍ فَلَمْ يُجِبْهُ، فَقَالَ: سَلْ هَذَا- يَعْنِي رَبِيعَةَ-. قَالَ: فَنَهَيْتُهُ وَقُلْتُ له: ترشده الى هذا يفته برأيه.
قال: وَقَالَ يَحْيَى يَوْمًا: لَوْ جَلَسْتَ إِلَيْهِ. قَالَ: فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَسَمِعْتُ كَلَامَهُ فَقُمْتُ وَقُلْتُ: مُعَلِّمٌ هَذَا عِنْدَنَا- يَعْنِي الْبَتِّيَّ-.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ- وَقَدْ ذَكَرَ إِسْنَادًا فَلَمْ أَحْفَظْهُ- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَمْ يَزَلْ أَمْرُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُعْتَدِلًا مُسْتَقِيمًا حَتَّى نشأ فيهم أبناء سبايا الأمم فقالوا
__________
[1] يونس بن عبيد بن دينار العبديّ البصري أبو عبيد (تهذيب التهذيب 11/ 442) .
[2] ابن سيرين.
[3] في الأصل «بن» .
[4] ربيعة الرأي.
[5] عثمان.
[6] الأنصاري المدني القاضي.(3/20)
بِالرَّأْيِ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا [1] . قَالَ سُفْيَانُ: فَنَظَرْنَا فَإِذَا أَوَّلُ مَنْ تَكَلَّمَ بِالرَّأْيِ بِالْمَدِينَةِ رَبِيعَةُ، وَبِالْكُوفَةِ أَبُو حَنِيفَةَ، وَبِالْبَصْرَةِ الْبَتِّيُّ، فَوَجَدْنَاهُمْ مِنْ أَبْنَاءِ سَبَايَا الْأُمَمِ [2] .
قُلْتُ لِسُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ: حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ عَنْ وُهَيْبٍ [3] عَنْ أَيُّوبَ أَعْطَى] عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي صَدَقَةِ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ. قَالَ:
هَذَا خَطَأٌ، وَمِمَّا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى خَطَأِ هَذِهِ الرِّوَايَةِ مَا حَدَّثَنَا بِهِ أَبُو النُّعْمَانِ السَّدُوسِيُّ عَارِمٌ عَنْ أَبِي زَيْدٍ عَنْ عَاصِمٍ [4]- قَالَ سُلَيْمَانُ: وَأَظُنُّهُ عَنْ حَفْصَةَ [5]- قَالَ: كَانَ ابْنُ سِيرِينَ يعطي في صدقة الفطر صاعا مِنْ طَعَامٍ، فَلَمَّا جَاءَ كِتَابُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِنِصْفِ صَاعٍ مِنْ بُرٍّ تَرَكَ وكَانَ يُعْطِي التَّمْرَةَ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ قَالَ: كَانَ أَيُّوبَ لَا يُرَخِّصُ لَنَا أَنْ نَقْسِمَ الزَّكَاةَ دُونَ السُّلْطَانِ.
__________
[1] أخرجه ابن ماجة من حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وقال المحقق في الزوائد: اسناده ضعيف (السنن 1/ 21) وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم البزاز حدثنا أبو علي الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا محمد بن عوف حدثنا إسماعيل بن عياش (في الأصل عباس والصواب ما أثبته) الحمصي حدثنا هشام بن عروة عن أبيه قال: كان الأمر ... » (تاريخ بغداد 13/ 394) ويذكر «فهلكوا وأهلكوا» بدل «فضلّوا وأضلّوا» .
[2] انظر مجلد 2 ص 746 حاشية (1) .
[3] وهيب بن خالد بن عجلان الباهلي مولاهم البصري (تهذيب التهذيب 11/ 169) .
[4] ابن سليمان الأحول.
[5] حفصة بنت سيرين.(3/21)
قَالَ حَمَّادٌ: فَذَكَرْتُ لِلْحَجَّاجِ الصَّوَّافَ فَقَالَ: قَالَ أَيُّوبُ: إِذَا وَضَعَهَا مَوَاضِعَهَا أَجْزَأَهُ.
قَالَ سُلَيْمَانُ فِي حَدِيثِ ثَوْبَانَ [1] : مَخْرَفَةُ الْجَنَّةِ. قَالَ: فَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ: خَرْفَةُ الْجَنَّةِ. قَالَ: وَهُوَ خَطَأٌ. الْمَخْرَفَةُ:
الطَّرِيقُ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا (272 أ) سُلَيْمَانُ بْنُ أَخْضَرَ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدٌ لَا يَرْفَعُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ إِلَّا ثَلَاثَةَ أَحَادِيثَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عليه وسلم صلى أحد صَلَاتي الْعِشَاءِ، وَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُصَلِّي أَحَدُنَا فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ؟ فقال: أو كلكم يجد ثوبين، و «افتخر الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ أَيُّهُمْ أَكْثَرُ فِي الْجَنَّةِ» . قَالَ سُلَيْمَانُ فِي هَذَا:
لَا يَجِيءُ إِلَّا بِالرَّفْعِ.
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ [2] قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ عَنْ خَالِدٍ [3] قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ: كُلُّ شَيْءٍ حَدَّثْتُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فَهُوَ مَرْفُوعٌ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أبي قلابة [4] عن أنس قال: إذا نعس أَحَدُكُمْ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ فَلْيَنَمْ حَتَّى يَعْقِلَ مَا يَقُولُ.
قَالَ سُلَيْمَانُ: وَفِي مَوْضِعٍ: عَنْ أيوب عن أبي قلابة عن أنس.
«قال سُلَيْمَانُ: قَرَأَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَلَى أَيُّوبَ كتابا لأبي قلابة
__________
[1] ابن بجدل مولى النبي صلّى الله عليه وسلم (تهذيب التهذيب 2/ 31) .
[2] الجوباري (تهذيب التهذيب 11/ 204) .
[3] خالد بن مهران الحذاء من رجال التهذيب.
[4] عبد الله بن زيد الجرمي.(3/22)
فَقَالَ: قَدْ سَمِعْتُ هَذَا كُلَّهُ مِنْ أَبِي قلابة وفيه ما أحفظه وفيه ما لا أَحْفَظُهُ.
قَالَ: فَكَانَ حَمَّادٌ رُبَّمَا حَدَّثَنَا بِالشَّيْءِ فَيَقُولُ: هَذَا مِمَّا كَانَ فِي الْكِتَابِ» [1] .
حَدَّثَنَا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد عن أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قُلَابَةَ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ صَلَّى الظُّهْرَ بِالْمَدِينَةِ أَرْبَعًا وَالْعَصْرَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ. قَالَ أَنَسٌ: وَسَمِعْتُهُمْ يُصَرِّحُونَ بِهِمَا جَمِيعًا.
قَالَ سُلَيْمَانُ: سَمِعَ أَبُو قُلَابَةَ هَذَا مِنْ أَنَسٍ وَهُوَ فَقِيهٌ، وَرَوَى حُمَيْدٌ [2] وَيَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُلَبِّي بِعُمْرَةَ. قَالَ: وَلَمْ يَحْفَظْ أَيَّهُمَا الصَّحِيحَ مَا قَالَ أَبُو قُلَابَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْرَدَ الْحَجَّ. وَقَدْ جَمَعَ بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ هَذَا الْكَلَامُ أَوْ نَحْوُهُ.
سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ وَذَكَرَ حَدِيثَ أَبِي الْعَالِيَةِ [3] : أَنَّ رَجُلًا ضَحِكَ فِي الصَّلَاةِ، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يعيد الوضوء والصلاة. فضعّفه. (272 ب) حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ بن أخضر- وكان في ابن عون كحماد بْنِ زَيْدٍ فِي أَيُّوبَ-.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ قَالَ: أَوَّلُ مَا جَرَى بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي الْعَالِيَةِ أَنَّهُ جَاءَ إِلَى السُّوقِ فَطَلَبَ ثَوْبًا- بِضَاعَةً كَانَتْ عِنْدَهُ- فَأَتَانِي فَأَخْرَجْتُ لَهُ ثَوْبًا صَالِحًا وَأَخَذْتُ الدَّرَاهِمَ. قَالَ:
فَذَهَبَ، فَأَرَاهُ فَقَالُوا: هُوَ خَيْرٌ مِنْ دَرَاهِمِكَ. فَجَاءَ فَقَالَ: رُدَّ عَلَيْنَا
__________
[1] الخطيب: الكفاية 257 ويحذف «كان» .
[2] حميد بن أبي حميد الطويل من رجال التهذيب.
[3] رفيع بن مهران الرياحي.(3/23)
دَرَاهِمَنَا بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ. فَرَدَدْتُ عَلَيْهِ الدَّرَاهِمَ، وَأَخَذْتُ الثَّوْبَ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ شُعَيْبٍ قَالَ: كَانَ أَبُو الْعَالِيَةِ يَجِيئُنَا فِي الْبَيْتِ فَيَقُولُ: لَا تَتَكَلَّفُوا لَنَا أَطْعِمُونَا مِنْ طَعَامِ الْبَيْتِ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ صَهْبَانَ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ فِي قَوْلِهِ ثُلَّةٌ من الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ من الْآخِرِينَ 56: 39- 40 [1] قَالَ: كُلٌّ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ. قَالَ: قُلْتُ: عَمَّنْ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي. قُلْتُ: مَا اسْتَطَعْتَ أَنْ تَسْأَلَهُ. فَقَالَ: يَا أَبَا الْحَسَنِ لَوْ علمت انه لا يغضب لسألته.
حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي صَدَقَةَ [2] عَنْ مُحَمَّدٍ [3] عَنْ [4] أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ فَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ يَقْرَأُ فِيهِمَا، ثُمَّ يَقْرَأُ فِي رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَرِيضَةِ أَوْ بَعْدَهَا. قال حماد: وذكرت لأيوب [5] أن هشام يقول: ركعتين خفيفتين. وَأَنْكَرَهُ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا تَكْرَهُونَ مِنْ..... [6] إِلَّا أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ جَعَلَهَا رُخْصَةً لَوْ جَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْبُرَّ فِي شَرْبَةِ مَاءٍ لَكَانَ بِرًّا. قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ سَمِعْتُ هَذَا مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ؟ قَالَ: بَلْ أَنْبَأَنِيهِ أَبُو حَمْزَةَ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ خَطَبَ فَقَالَ: قَالَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ لَبِسَ الحرير في الدنيا لم
__________
[1] سورة الواقعة آية 40.
[2] البصري أبو قرة (تهذيب التهذيب 4/ 48) .
[3] ابن سيرين.
[4] في الأصل «بن» .
[5] في الأصل «لأبي يوسف» وأيوب هو ابن أبي تميمة السختياني البصري (تهذيب التهذيب 1/ 397) .
[6] الكلمة رسمها «الشا» ولم اتبينها.(3/24)
يَمَسَّهُ فِي الْآخِرَةِ. وَبِهِ عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم (273 أ) عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ؟ فَقَالَ: زَعَمُوا ذَلِكَ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَازِمٍ [1] عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ قَالَ:
قَالَ لِعَمِّي جَرِيرِ بْنِ زَيْدٍ: يَا أَبَا سَلَمَةَ امْرَأَةٌ مِنْ قَوْمِكَ مِنْ بَنِي سُلَامَانَ.
وَبِهِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَازِمٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: رَأَيْتُ حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ سَدَلَ نَاصِيَتَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ.
وَبِهِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَازِمٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: قَالَ أَبُو أُسَيْدٍ [2] :
جئت قُتِلَ عُثْمَانُ. وَقَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ [3] .
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ [4] هِشَامٍ [5] عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: غَنِمَ الْحَكَمُ بْنُ عَمْرٍو [6] بِخُرَاسَانَ غَنَائِمَ فِيهَا ذَهَبٌ وَفِضَّةٌ، فَكَتَبَ زِيَادٌ [7] أَوِ ابْنُ زِيَادٍ [8] أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ كَتَبَ أَنِ اسْتَصْفِي كُلَّ صَفْرَاءَ بَيْضَاءَ. قال: فقال الحكم: لو ان السموات وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا عَلَى رَجُلٍ فَاتَّقَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، لَجَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ من ذلك مخرجا.
قال: فدعا القوم فقسم بَيْنَهُمْ غَنَائِمُهُمْ. قَالَ الْحَسَنُ: فَمَاتَ الْحَكَمُ فِي الطريق ولم يلتق معه.
__________
[1] الجهضمي البصري (تهذيب التهذيب 11/ 317) .
[2] الساعدي وهو مالك بن ربيعة بن البدن صحابي بدري مات سنة 60 هـ (تهذيب التهذيب 10/ 15 والإصابة 3/ 324) .
[3] أي بصر أبي أسيد.
[4] في الأصل «بن» وهو خطأ.
[5] هشام بن عروة بن الزبير بن العوام الاسدي.
[6] ابن مجدّع ولاه زياد خراسان (تهذيب التهذيب 2/ 436) .
[7] زياد بن أبيه.
[8] اسمه عبيد الله.(3/25)
«حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو النُّعْمَانِ [1] قَالَ: قَالَ حَمَّادٌ: إِنِّي أَكْرَهُ إِذَا كُنْتُ لَمْ أَسْمَعْ مِنْ أَيُّوبَ حَدِيثًا أَنْ أَقُولَ قَالَ أَيُّوبُ كَذَا وَكَذَا فَيَظُنُّ النَّاسُ أَنِّي قَدْ سَمِعْتُهُ مِنْهُ» [2] .
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى [3] عَنْ مُحَمَّدٍ [4] قَالَ:
رَحِمَ اللَّهُ شُرَيْحًا كَانَ يُدْنِي مَجْلِسِي. قَالَ سُلَيْمَانُ: كَانَ أَصَمَّ- يَعْنِي مُحَمَّدًا-.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ قَالَ: ثنا سَلَمَةُ بْنُ عَبَايَةَ قَالَ: قَالَ شُعْبَةُ: لَقِيتُ السَّرِيَّ بْنَ يَحْيَى؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ: ائْتِهِ فَإِنَّهُ أَصْدَقُ النَّاسِ. قَالَ سَلَمَةُ:
وَأَتَيْتُ السَّرِيَّ فَقَرَّبَ إِلَيْنَا خِوَانَ فَالُوذٍ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ قَالَ: ثنا حَمَّادٌ عَنْ عَاصِمٍ قَالَ: قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: قَرَأْنَا الْقُرْآنَ قَبْلَ أَنْ يَقْتُلُوا صَاحِبَهُمْ وَيَفْعَلُوا مَا فَعَلُوا بِاثْنَيْ عَشْرَةَ سَنَةً. - يَعْنِي قبل أَنْ يَقْتُلُوا عُثْمَانَ-.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يقول:
عدة (273 ب) أُمِّ الْوَلَدِ حَيْضَةٌ.
قَالَ حَمَّادٌ: ثُمَّ إِنَّ أَيُّوبَ قَالَ بَعْدُ: إِنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَسْتَبْرِئُ الْأَمَةَ بِحَيْضَةٍ.
قَالَ حَمَّادٌ: فَسَأَلْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ السَّرَّاجَ فَحَدَّثَانِي عَنْ نَافِعٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: عِدَّةُ أُمِّ الْوَلَدِ حَيْضَةٌ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حرب قال: حدثنا حماد بن زيد عن المثنى بن
__________
[1] محمد بن الفضل السدوسي.
[2] الخطيب: الكفاية 290.
[3] ابن إياس بن حرملة الشيبانيّ البصري (تهذيب التهذيب 3/ 460) .
[4] ابن سيرين.(3/26)
سَعِيدٍ عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنَ الصَّرْفِ.
قَالَ سُلَيْمَانُ: أَبُو الشَّعْثَاءِ هَذَا قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ هُوَ مَوْلَى ابْنِ مَعْمَرٍ لَيْسَ بِجَابِرِ بْنِ زَيْدٍ.
حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَفَّانَ الْمُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مَوْلًى لِابْنِ مَعْمَرٍ يُكْنَى أَبَا الشَّعْثَاءِ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الصَّرْفِ، وَإِنَّمَا ذَلِكَ رَأْيٌ رَأَيْتُهُ، وَهَذَا أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ نَهَى عَنْهُ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ قَالَ: ثنا وُهَيْبٌ [1] عَنْ أَيُّوبَ [2] عَنْ [3] مُحَمَّدٍ قَالَ:
حَدَّثَتْنِي حَفْصٌ أَنَّ سِيرِينَ عَرَّسَ بِالْمَدِينَةِ، فَأَدَمَ، فَدَعَا النَّاسَ سَبْعًا، وَكَانَ فِيمَنْ دَعَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ فَجَاءَ وَهُوَ صَائِمٌ، فَدَعَا لَهُمْ بِخَيْرٍ وَانْصَرَفَ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ قَالَ: ثنا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ أَنَّ أَبَاهُ عَرَّسَ بِالْمَدِينَةِ فَدَعَا النَّاسَ سَبْعًا.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ قَالَ: مَاتَ يَعْلَى بْنُ حَكِيمٍ بِالشَّامِ وَكَانَ مَوْلًى لِثَقِيفٍ، وَكَانَ يَنْزِلُ ها هنا فِي الْجَهَاضِمَةِ فَلَمْ يَدَعْ إِلَّا أُمًّا، فَكَانَ أَيُّوبُ يَخْتَلِفُ إِلَيْهَا فَيَجْلِسُ عَلَى بَابِهَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَيَجْتَمِعُ إِلَيْهِ.
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ عُبَيْدَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُسْلِمُ بْنُ مِشْكَمٍ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، وَهُوَ الَّذِي يروي عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ.
__________
[1] وهيب بن خالد بن عجلان البصري (تهذيب التهذيب 11/ 169) .
[2] السختياني.
[3] في الأصل «بن» وهو خطأ.(3/27)
حدثنا أبو عمير [1] قال: ثنا ضمرة [2] (274 أ) عَنِ ابْنِ شَوْذَبَ [3] عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ قَالَ: جَلَسْنَا إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، فَذَكَرَ الْأَذَانَ وَالْإِقَامَةَ فِي الْعِيدَيْنِ فَعَابَهُ وَقَالَ: هُوَ بِدْعَةٌ. قُلْتُ: هَكَذَا أَدْرَكْنَا النَّاسَ. قَالَ: أَي بُنَيَّ وَمَتَى أَدْرَكَنَا النَّاسُ.
حَدَّثَنَا أبو عمير قال: قال ضمرة: صحب عقيل [4] وهشام [5] ابن شِهَابٍ أَرْبَعَ سِنِينَ.
قَالَ أَبُو [6] عُمَيْرٍ: لَمْ يَكُنْ لِتَمِيمٍ ذِكْرٌ، إِنَّمَا كَانَتْ لَهُ ابْنَةٌ تُسَمَّى رُقَيَّةُ وَبِهَا كَانَ يُكْنَى.
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ بِلَالِ بْنِ كعب العتكيّ قَالَ:
زُرْنَا يَحْيَى بْنَ حَسَّانٍ الْبَكْرِيَّ [7] مِنْ عَسْقَلَانَ إِلَى سَنَاجِيَةَ، قَالَ: أَنَا وَابْنُ قَرِينٍ وابن ادهم [8] وَمُوسَى بْنُ يَسَارٍ، قَالَ: فَأَتَانَا بِطَعَامٍ فَأَمْسَكَ مُوسَى بِيَدِهِ، فَقَالَ لَهُ يَحْيَى: كُلْ فَقَدْ أَمَّنَا رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ عِشْرِينَ سَنَةً يُكْنَى بِأَبِي قُرْصَافَةَ [9] ، وَكَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا، فَوُلِدَ لِي غُلَامٌ، فَأَقْبَلْتُ عَلَيْهِ فَدَعَوْتُهُ فِي الْيَوْمِ الَّذِي كَانَ يَصُومُ فِيهِ فَأَفْطَرَ. قَالَ: فَمَدَّ مُوسَى يَدَهُ فَأَكَلَ، وَقَامَ ابْنُ ادهم الى المسجد يكنسه بردائه.
__________
[1] عيسى بن محمد بن إسحاق الرمليّ.
[2] ابن ربيعة.
[3] عبد الله بن شوذب.
[4] عقيل بن خالد الأيلي.
[5] هل هو هشام بن الغاز الجرشي من رجال التهذيب؟.
[6] في الأصل «ابن» وهو خطأ.
[7] الفلسطيني (تهذيب التهذيب 11/ 198) .
[8] إبراهيم بن أدهم.
[9] جندرة بن خيشنة.(3/28)
وَقَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ أَبِي حَمْلَةَ [1] قَالَ: كُنَّا مُعَسْكِرِينَ بِغُفَيْرَيَاءَ وَمَعَنَا نَافِعٌ [2] ، وَكَانَتْ لَهُ جَارِيَةٌ يُقَالُ لَهَا كَوْكَبُ الصُّبْحِ، وَكَانَتْ جَارِيَتُهُ تَقَرُّ إِلَى جَارِيَتِي مِنْ كَثْرَةِ الْغُسْلِ.
حدثنا سلمة عن أحمد بن حنبل قال: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ: يَقُولُونَ إِنَّ سُلَيْمَانَ كَانَ أَصَحَّهُمَا حَدِيثًا وَأَوْثَقَهُمَا- يَعْنِي ابْنَيْ بُرَيْدَةَ-[3] .
حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: ثنا شَدَّادُ بْنُ سَعِيدٍ الرَّاسِبِيُّ قَالَ:
حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ عَمْرٍو أبو الوازع.
سمعت زيد بْنَ الْمُبَارَكِ يَذْكُرُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثَوْرٍ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: سَقَطَتْ مِنِّي صَحِيفَةُ الْأَعْمَشِ فَإِنَّمَا أَتَذَكَّرُ حَدِيثَهُ وَأُحَدِّثُ مِنْ حِفْظِي.
حَدَّثَنَا سلمة عن أحمد بن حنبل قال: حدثنا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: اسْتَعَارَ مِنِّي حَجَّاجٌ الْأَحْوَلُ كِتَابَ قَيْسٍ فَذَهَبَ إِلَى مكة وقال ضاع. (274 ب) قَالَ: وَقَالَ هِشَامٌ: كَتَبْتُ عَنْ عَطَاءٍ كُرَّاسَةً. قَالَ: وَقَعَتْ مِنِّي.
«حَدَّثَنَا سَلَمَةُ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ [4] قَالَ:
ثنا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ عِمْرَانَ بْنِ عُمَيْرٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ [5] ، وَهُوَ رَدِيفُهُ عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ، مَسِيرَةَ أَرْبَعِ فَرَاسِخَ فَصَلَّى الظهر ركعتين والعصر ركعتين.
__________
[1] علي بن أبي حملة القرشي أبو نصر كان على دار الضرب بدمشق لعمر بن عبد العزيز، وولي كتابة الخراج لهشام بن عبد الملك بفلسطين (تهذيب التهذيب 7/ 314) .
[2] مولى ابن عمر.
[3] الآخر اسمه عبد الله (تهذيب التهذيب 4/ 174) .
[4] غندر.
[5] ابن مسعود.(3/29)
قَالَ شُعْبَةُ: حَدَّثَنِي قَيْسٌ [1] وَأَبُوهُ شَاهِدٌ» [2] .
حَدَّثَنِي سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: قُلْتُ لِمَعْمَرٍ:
مَالَكَ لَمْ يَكْثُرْ عَنِ ابْنِ شَرْوَسٍ. قَالَ: كَانَ يَثْبِجُ [3] الْحَدِيثَ.
إِسْمَاعِيلُ بْنُ شَرْوَسٍ مِنْ أَهْلِ صَنْعَاءَ وَكُنْيَتُهُ أَبُو الْمِقْدَامِ [4] .
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: جَالَسْتُ مَعْمَرًا مَا بَيْنَ الثَّمَانِ إِلَى التِّسْعِ.
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: كَانَ يَنْبَغِي لِلْعَالِمِ أَنْ يَضَعَ التُّرَابَ عَلَى رَأْسِهِ تَوَاضُعًا للَّه عَزَّ وجل.
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ [5] قَالَ: ذَكَرَ رَجُلٌ لِشُعْبَةَ:
الْحَكَمَ [6] عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ بِلَالٍ يَأْمُرُنِي أَنْ أُثَوِّبَ فِي الْفَجْرِ وَنَهَانِي عَنِ الْعِشَاءِ. قَالَ شُعْبَةُ: لَا وَاللَّهِ مَا ذَكَرَ ابْنَ أَبِي لَيْلَى وَلَا ذَكَرَ إِلَّا إِسْنَادًا ضَعِيفًا. قَالَ: أَظُنُّ شُعْبَةَ قَالَ: كُنْتُ أَرَاهُ رَوَاهُ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ قَالَ: قَالَ الْمَسْعُودِيُّ: مَا أَدْرَكْنَا أَحَدًا كَانَ أَقْوَلَ بِقَوْلِ الشِّيعَةِ مِنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: تَحَرَّرْتُ عَنْ قَتَادَةَ بِأَرْبَعَةٍ. فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يَعْنِي فِي الْحَدِيثِ فَقَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ [7] : هذا أحدها- يَعْنِي: «سَوُّوا صُفُوفَكُمْ» -.
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: كان أبي
__________
[1] في الأصل «ميسر» وفي الجامع لأخلاق الراويّ وآداب السامع ق 12 أ «ميسرة» .
[2] الخطيب: الجامع لأخلاق الراويّ وآداب السامع ق 12 أ، ولكنه ذكر «ميسرة» بدل «قيس» .
[3] يضع.
[4] ترجمته في (ميزان الاعتدال 1/ 234) .
[5] عمرو بن الهيثم بن قطن البصري (تهذيب التهذيب 8/ 114) .
[6] الحكم بن عتيبة الكندي.
[7] ابن إدريس الأودي.(3/30)
يَقُولُ لِي: احْفَظْ، وَإِيَّاكَ وَالْكِتَابَ، فَإِذَا جِئْتَ فَاكْتُبْ، فَإِنِ احْتَجْتَ يَوْمًا أَوْ شَغَلَكَ قَلْبُكَ وَجَدْتَ كِتَابَكَ. وَمَا كَتَبْتُ عَنْ لَيْثٍ [1] وَلَا عن أشعث ولا الأعمش حديثا قط. (275 أ) حدثني سلمة قَالَ: ثنا أَحْمَدُ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ إِدْرِيسَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: رَأَيْتُ الْحَكَمَ وَحَمَّادًا، وَمُحَارِبًا بَيْنَهُمَا وَهُوَ عَلَى الْقَضَاءِ وَالْخُصُومُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَيُقْبِلُ إِلَى هَذَا مَرَّةً وَإِلَى هَذَا مَرَّةً.
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: ثنا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: جَاءَ شُعْبَةُ إِلَى حُمَيْدٍ [2] فَسَأَلَهُ عَنْ حَدِيثٍ يُحَدِّثُهُ بِهِ قَالَ:
أَسَمِعْتَهُ؟ قَالَ: أَحْسَبُ. قَالَ: فَقَالَ شُعْبَةُ بِيَدِهِ هَكَذَا- أَيْ لَا أُرِيدُهُ-.
قَالَ: فَلَمَّا قَامَ وَذَهَبَ قَالَ: قَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ أَنَسٍ عَنْ أَبِي جَابِرٍ الْبَيَاضِيِّ، قَالَ: دَعْهُ. وَسَأَلْتُهُ عَنْ شُعْبَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ: لَمْ يَكُنْ مِنَ الْقُرَّاءِ، وَذَهَبْتُ أَسْأَلُهُ، فَلَمَّا رَآنِي أَسْأَلُهُ قَالَ: لَا تَسَلْنِي وَلَكِنِ انْظُرْ فِي كِتَابِي، فَمَا كَانَ فِيهِ فَهُوَ الَّذِي أَرْوِي عَنْهُ، وَمَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ دَعْهُ.
حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ [3] اللَّهِ قِيلَ لَهُ: لِمَ لَمْ يَرْوِ مالك عن سعد بْنِ إِبْرَاهِيمَ؟ قَالَ: كَانَ لَهُ مَعَ سَعْدٍ قصة، ثم قال: لا يبالي سعد إن لَمْ يَرْوِ عَنْهُ مَالِكٌ.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْرَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ قَالَ:
حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَوْقَعَ فِي رِجَالِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، مَا كُنْتُ أَرْفَعُ لَهُ رَجُلًا مِنْهُمْ إِلَّا كَذَّبَهُ. فَقُلْتُ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: إِنَّ أَهْلَ المدينة قتلوا عثمان.
__________
[1] ليث بن أبي سليم.
[2] حميد الطويل.
[3] في الأصل «عبيد الله» والصواب ما أثبته وهو الامام أحمد بن حنبل.(3/31)
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ [1] قَالَ: أَنْبَأَ يَحْيَى [2] قَالَ: قَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ: كنا عِنْدَ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بِالرِّيِّ وَذَكَرَ كُتُبَكَ عِنْدَهُ فَقَالَ: اعْرِضْهَا عَلَيَّ فأني أنا بيطارها. فقال مالك: (275 ب) دَجَّالٌ مِنَ الدَّجَاجِلَةِ تَعْرِضُ كُتُبِي عَلَيْهِ.
قَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ: فَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا يَذْكُرُ [3] جَمْعَ الدَّجَّالِ الدَّجَاجِلَةَ غَيْرَهُ.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيّ: قَالَ لِي الدراوَرْديّ: قُلْ لِيُوسُفَ السَّمْتِيِّ يَتَّقِي اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَيَرُدُّ كِتَابَ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ.
قَالَ عَلِيّ: قَالَ سُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ: أَتَيْتُ مُوسَى بْنَ عُقْبَةَ فَقُلْتُ حَدِّثْنِي.
فَقَالَتِ امْرَأَةٌ عِنْدَهُ: اصْنَعُوا كَمَا صَنَعَ اثْنَانِ مَرَّا بِنَا فَأَخَذَا كِتَابَهُ، فَقَالَا لَا نَرْوِي عَنْكَ وَمَضَيَا. فقلت: من هما؟ قَالَ: فُضَيْلُ بْنُ سليمان ويوسف ابن خَالِدٍ.
قال علي: وَحَدَّثَنِي رَجُلٌ كَانَ يَسْأَلُ مَالِكًا وَيَقْرَأُ عَلَيْهِ قَالَ: جَعَلَ لِي الدراوَرْديّ وَابْنُ أَبِي حَازِمٍ وابن كنانة دينارا على أَنْ أَسْأَلَ مَالِكًا عَنْ ثَلَاثَةٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَمْ يَرْوِ عَنْهُمْ. فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّي قَدْ تَزَوَّجْتُ وَلَيْسَ لِي شَيْءٌ مِنْ دَقِيقٍ وَلَا سَوِيقٍ، وَقَدْ جَعَلَ لِي قَوْمِي دِينَارًا عَلَى أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ شَيْءٍ. فَقَالَ: مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا باللَّه- وَكَانَ يَقُولُ ذَلِكَ كَثِيرًا- فَقَالَ: مَا أَحَبَّ إِلَيَّ مَا سَاقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْكَ مِنْ خَيْرٍ، سَلْ.
فَقُلْتُ: فُلَانٌ وَفُلَانٌ وَفُلَانٌ لَمْ تَرْوِ عَنْهُمْ مَا حَالُهُمْ؟ قَالَ: واستأذنت عليه
__________
[1] ابن راهويه.
[2] يحيى بن سعيد القطان.
[3] في الأصل «يذكر أحدا» .(3/32)
وَعِنْدَهُ الدراوَرْديّ وابن أبي حازم وابن أبي كنانة [1] ، فقال لِي: لَيْسَ هَذَا سَاعَتَكَ. فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّي جِئْتُكَ فِي أَمْرٍ. قَالَ: فَأَطْرَقَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ:
مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا باللَّه، أَدْرَكْتُ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ سَبْعِينَ شَيْخًا كُلُّهُمْ قَدْ سَمِعَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمِنْ دُونِهِمْ، فَمَا أَخَذْنَا هَذَا الْأَمْرَ إِلَّا عَنْ أَهْلِهِ.
قَالَ عَلِيٌّ: وَأَخْبَرَنِي بِشْرُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: سَأَلْتُ مَالِكًا عَنْ شُعْبَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ. فَقَالَ: لَمْ يَكُنْ يُشْبِهُ الْقُرَّاءَ. قَالَ: وَسَأَلْتُهُ عَنْ صَالِحٍ [2] مَوْلَى التَّوْأَمَةِ وَأَبِي الْحَارِثِ [3] وَأَبِي حابر الْبَيَاضِيِّ [4] . فَقَالَ: لَيْسَ هُمْ بِمَوْضِعٍ. قَالَ: وَسَأَلْتُهُ عن ابن أبي يحيى الاسلمي [5] فقال: (276 أ) لَيْسَ بِرِضًى فِي دِينِهِ. قَالَ: وَسَأَلْتُ عَنْ رَجُلٍ فَقَالَ: أَتَرَى فِي كُتُبِي عَنْهُ شَيْئًا، لَوْ كُنْتُ أَرْضَاهُ رَأَيْتُ فِي كُتُبِي عَنْهُ. قُلْتُ لَهُ: فَابْنُ أَبِي نَجِيحٍ مُعْتَزِلِيٌّ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ أَيُّوبُ أَيَّ رَجُلٍ أَفْسَدُوا. قَالَ: وَكَانَ يَقُولُ قَوْلًا خَبِيثًا رَدِيئًا قَالَ حُرَيْثُ بْنُ السَّلْمَانِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قتل مسلما بمعاهد. انما يروى على ابْنِ أَبِي يَحْيَى لَيْسَ بِوَجْهِ حَجَّاجٍ إِنَّمَا أَخَذَهُ عَنْهُ.
قَالَ عَلِيٌّ: كَانَ شُعْبَةُ يَقُولُ: حدثنا داود بن فراهيج وكان ضعيفا.
__________
[1] ورد آنفا «ابن كنانة» .
[2] صالح بن نبهان مولى التوأمة بنت أمية بن خلف المديني (تهذيب التهذيب 4/ 405) .
[3] نصر بن حماد الوراق (ميزان الاعتدال 4/ 250) .
[4] محمد بن عبد الرحمن (ميزان الاعتدال 3/ 617) .
[5] إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى المدني الاسلمي (ميزان الاعتدال 1/ 57) .(3/33)
قَالَ عَلِيٌّ: لَمْ يَحْمِلْ يَحْيَى [1] عَنْ حَجَّاجٍ [2] شَيْئًا رَآهُ بِمَكَّةَ، كَانَ عِنْدَهُ مُضْطَرِبَ الْحَدِيثِ لَمْ يَحْمِلْ عَنْهُ، فُلَانٌ حَمَلَ عَنْهُ.
قَالَ عَلِيّ: قَالَ يَحْيَى [3] فِي شَيْءٍ قَالَ: إِذًا هُوَ مَهْدِيُّ بْنُ هِلَالٍ يَجْتَمِعُ عَلَيْهِ.
قَالَ: وَرُبَّمَا رَأَيْتُ يَحْيَى وَخَدُّهُ عَلَى الْبَابِ مَا مَعَهُ أَحَدٌ.
قَالَ عَلِيٌّ: وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَدْرَكْتُ الْبَصْرَةَ وَمُحَدِّثُوهَا أَرْبَعَةٌ، فَكَانَ أَحْمَلَهُمْ وَأَقَلَّهُمْ جَمَاعَةً هِشَامٌ الدَّسْتَوَائِيُّ، وَالْجَمَاعَةُ عَلَى عُثْمَانَ الْبَرِّيِّ وَالْحَسَنِ بْنِ دِينَارٍ وَأَبِي جَزْءٍ [4] . قَالَ عَلِيٌّ: فَقُلْتُ لَهُ: حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ؟
قَالَ: لَمْ يَكُنْ أَتَاهُ النَّاسُ بَعْدُ. قَالَ: وَلَقَدْ قَدِمَ أَبُو جَزْءٍ [5] مَرَّةً، فَجَلَسَ فِي مَسْجِدِ بَنِي عَدِيٍّ، فَلَمْ يَسَعْهُ الْمَسْجِدُ وَلَمْ يَقْدِرْ يَجْلِسُ.
قَالَ عَلِيٌّ: هِشَامٌ الدَّسْتَوَائِيُّ أَبُو بَكْرٍ، وَاسْمُ أَبِيهِ سَنْبَرٌ.
بَابُ مَنْ يُرْغَبُ عَنِ الرِّوَايَةِ عَنْهُمْ
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَكُنْتُ أَسْمَعُ أَصْحَابَنَا يُضَعِّفُونَهُمْ.
مِنَ الْكُوفِيِّينَ وَمَنْ فِي عِدَادِهِمْ مِنْ سَائِرِ الْآفَاقِ:
مِنْهُمُ:
«الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ» [6] .
وَأَبُو مَرْيَمَ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ الْقَاسِمِ الْأَنْصَارِيُّ.
وَالْحَكَمُ بن ظهير.
__________
[1] يحيى بن سعيد القطان.
[2] ابن أرطاة.
[3] يحيى بن سعيد القطان.
[4] ، (5) في الأصل «جزي» والتصويب من ميزان الاعتدال 4/ 251 وهو نصر بن طريف أبو جزء القصاب.
[6] الخطيب: تاريخ بغداد 7/ 90، 12/ 191، وابن حجر:
تهذيب التهذيب 2/ 308.(3/34)
و «سليمان بْنُ أَرْقَمَ» [1] .
وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ.
وَالْمُعَلَّى بْنُ غَزْوَانَ، كَانَ عَرَّافًا فِي طَرِيقِ مَكَّةَ.
[و] سليمان بْنُ يَسِيرٍ [2] .
وَدَاوُدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ.
وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ [3] .
وَبَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ [4] .
وَجُوَيْبِرٌ [5] . (276 ب) .
وَالْكَلْبِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ.
وَعُبَيْدَةُ الضَّبِّيُّ [6] .
وَمُوسَى بْنُ عُثْمَانَ، الَّذِي يَرْوِي عَنِ الْحَكَمِ [7] .
وَعَمْرُو بْنُ أَبِي الْمِقْدَامِ.
وَحَمَّادُ بْنُ سَعِيدٍ الْحُمَّانِيُّ.
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 9/ 14، وابن حجر: تهذيب التهذيب 4/ 169 وهو أبو معاذ البصري مولى الأنصار.
[2] النخعي الكوفي أبو الصباح (تهذيب التهذيب 4/ 230) .
[3] الجابر ويقال المجبر (تهذيب التهذيب 11/ 238) .
[4] الكوفي [الخطيب: تاريخ بغداد 7/ 90، وابن حجر: تهذيب التهذيب 1/ 482] وأشارا الى ذكر يعقوب بن سفيان له في هذا الباب.
[5] جويبر بن سعيد الأزدي البلخي أبو القاسم (تاريخ بغداد 7/ 251 وتهذيب التهذيب 2/ 123) وأشارا الى ذكر يعقوب له في هذا الباب.
[6] في الأصل «عبيلة» وهو عبيدة بن معتب الضبي (تهذيب التهذيب 7/ 86) .
[7] ابن عتيبة الكندي.(3/35)
«وَتَلِيدُ بْنُ أَفْصَى، خَبِيثٌ، سَمِعْتُ عُبَيْدَ [1] اللَّهِ بْنَ مُوسَى يَقُولُ لِابْنِهِ مُحَمَّدٍ: أَلَيْسَ قَدْ قُلْتُ لَكَ لَا تَكْتُبْ حَدِيثَ تَلِيدٍ هَذَا» [2] .
وَأَبُو مَالِكٍ النَّخَعِيُّ [3] .
وَجَابِرٌ الْجُعْفِيُّ.
وَأَبُو مِخْنَفٍ [4] .
وَالْوَقَّاصِيُّ [5] .
وَمُحَمَّدُ بْنُ الْفُرَاتِ.
وَأَبُو إِسْحَاقَ الْكُوفِيُّ، الَّذِي يَرْوِي عَنْهُ هُشَيْمٌ وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بن ميسرة.
و «قيس بْنُ الرَّبِيعِ» [6] .
وَعُبَيْدُ [7] اللَّهِ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ الهذلي.
و «إسماعيل الْأَزْرَقُ وَهُوَ ابْنُ سَلْمَانَ» [8] .
وَيَحْيَى بْنُ سَلَمَةَ بن كهيل [9] .
وعمرو بن خالد.
__________
[1] في الأصل «عبد» والصواب ما أثبته.
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 7/ 137 وذكر انه تليد بن سليمان المحاربي.
[3] عبيد الله بن الأخنس النخعي الكوفي (تهذيب التهذيب 7/ 2) .
[4] لوط بن يحيى.
[5] عثمان بن عبد الرحمن السعدي (تهذيب التهذيب 12/ 337) .
[6] ابن حجر: تهذيب التهذيب 8/ 395 وذكر انه الاسدي.
[7] في الأصل «عبد» والتصويب من ميزان الاعتدال 3/ 5 وتهذيب التهذيب 7/ 10 ونقل عن الفسوي قوله عنه «ضعيف ضعيف» .
[8] ابن حجر: تهذيب التهذيب 1/ 304.
[9] في تهذيب التهذيب 11/ 255 ان الفسوي أورده في هذا الباب.(3/36)
« [و] حارثة بْنُ أَبِي الرِّجَالِ» [1] .
«وَدَهْثَمُ بْنُ قَرَانٍ» [2] .
«وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُجَاهِدٍ، مَكِّيٌّ» [3] .
«وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ الْكُوفِيُّ» [4] .
«وَأَبُو سُفْيَانَ طَرِيفٌ السَّعْدِيُّ» [5] .
«وَأَبَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ» [6] .
«وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَمْعَانَ الْمَدِينِيُّ» [7] .
«وَيَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ، مَدِينِيٌّ» [8] .
«وَخَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ السَّرَخْسِيُّ» [9] .
«وَالْهَيَّاجُ بْنُ بِسْطَامٍ» [10] .
«وَمُقَاتِلُ بْنُ سليمان» [11] .
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 2/ 166.
[2] ابن حجر: تهذيب التهذيب 3/ 214 وهو العكلي الحنفي اليمامي.
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 6/ 453.
[4] ابن حجر: تهذيب التهذيب 6/ 137.
[5] ابن حجر: تهذيب التهذيب 5/ 12.
[6] ابن حجر: تهذيب التهذيب 1/ 100.
[7] في تهذيب التهذيب 5/ 221 ان الفسوي أورده في هذا الباب وهو عبد الله بن زياد بن سليمان بن سمعان المخزومي أبو عبد الرحمن مولى أم سلمة.
[8] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 353 وهو ابن جعدبة الليثي.
[9] ابن حجر: تهذيب التهذيب 3/ 77.
[10] الخطيب: تاريخ بغداد 14/ 84، وابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 88.
[11] الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 169 وهو البلخي المفسّر، وقد(3/37)
«وعمر [1] بن شبيب الكوفي» [2] . أظنه أحمسي.
وَيَاسِينُ الزَّيَّاتُ.
وَسَعْدٌ الْإِسْكَافُ.
وَأَبُو فَرْوَةَ يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ.
وَسَيْفُ [3] بْنُ هَارُونَ.
وَسِوَارُ بْنُ مُصْعَبٍ.
وَعَمْرُو بْنُ شَيْمٍ [4] .
وَسُلَيْمُ بْنُ مُسْلِمٍ الْمَكِّيُّ الْخَشَّابُ [5] ، مَوْلَى بَنِي عَبْدِ الدَّارِ، وَابْنٌ لَهُ قَدْ رَأَيْتُهُ لَمْ يَكُنْ مَوْضِعًا لِلْحَدِيثِ وَلَا يُكْتَبُ عَنْهُ، مَرِضَ مَرْضَةً فَدَخَلَ عَلَيْهِ الناس وأقرانه، كَانَ يُحَدِّثُ مَا لَمْ يَسْمَعْ، ثُمَّ صَحَّ، فَعَادَ يُحَدِّثُ تِلْكَ الْأَحَادِيثَ الَّتِي قَالَ فِي مَرَضِهِ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُمْ.
وَأَبُو الْجَارُودِ زِيَادُ بن المنذر.
__________
[ () ] ذكر ابن حجر في تهذيب التهذيب 10/ 284 في ترجمة مقاتل بن حيان النبطي: «ذكره يعقوب بن سفيان في باب من يرغب عن الرواية عنهم وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم» وهو وهم لان المذكور في هذا الباب هو مقاتل ابن سليمان.
[1] في الأصل «عمرو» والتصويب من تاريخ بغداد.
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 11/ 195، وأضاف «وقال يعقوب في موضع آخر: عمر بن شبيب كوفي حديثه ليس بشيء.» .
[3] في الأصل «سلف» وانما هو سيف بن هارون، جاء في تهذيب التهذيب 4/ 297 «ذكره يعقوب بن سفيان في باب من يرغب عن الرواية عنهم» .
[4] كذا في الأصل.
[5] ترجمته في ميزان الاعتدال 2/ 232.(3/38)
«وَسَيْفُ بْنُ مُحَمَّدٍ» [1] .
«وَأَبُو سَعْدٍ الصَّنْعَانِيُّ» [2] .
وَسُلَيْمٌ مَوْلَى الشَّعْبِيِّ.
وَمُحَمَّدُ بْنُ سَالِمٍ [3] .
وَالسَّرِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ.
وَسَعْدُ بْنُ طَرِيفٍ.
وَالْأَصْبَغُ بْنُ نُبَاتَةَ.
وَأَبُو الْيَقْظَانِ عُثْمَانُ بْنُ عُمَيْرٍ.
وَسَيْفُ بْنُ عُمَرَ الضَّبِّيُّ.
وَسَيْفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أُخْتِ سُفْيَانَ.
«وَعَمْرُو بْنُ جُمَيْعٍ كَانَ قَاضِي حُلْوَانَ» [4] .
«وَعِيسَى بْنُ أَبِي عِيسَى كُوفِيٌّ» [5] ، سَكَنَ الْمَدِينَةَ يُقَالُ لَهُ الْحَنَّاطُ، وَالْحَنَّاطُ يُعَالِجُ الْحِنْطَةَ وَالْحَنَطَ.
ومحمد بن أبان.
«والمنهال بن خليفة» [6] .
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 9/ 227 وذكر انه ابن أخت سفيان الثوري، وابن حجر: تهذيب التهذيب 4/ 297.
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 3/ 282 وابن حجر: تهذيب التهذيب 9/ 484 واسمه محمد بن ميسر الصاغاني.
[3] الهمدانيّ الكوفي أبو سهل (تهذيب التهذيب 9/ 176) .
[4] الخطيب: تاريخ بغداد 12/ 191.
[5] ابن حجر: تهذيب التهذيب 8/ 225.
[6] ابن حجر: تهذيب التهذيب 10/ 319 وهو العجليّ الكوفي أبو قدامة.(3/39)
وأبو قيس (277 أ) الدِّمَشْقِيُّ.
«وَجَعْفَرُ بْنُ مَيْمُونٍ، بَصْرِيٌّ» [1] .
«وَعَلِيُّ بْنُ نِزَارٍ» [2] .
وَسَلَامُ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ [3] .
وَعِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ [4] ، يَرْوِي عَنِ الْقَاسِمِ.
وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، مَدِينِيٌّ.
وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَكِّيُّ.
وَصَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ.
وَطَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو [5] .
وَأَبُو بَكْرٍ [6] السَّبَرِيُّ، مَدِينِيٌّ.
وَأَبُو بَكْرِ بْنُ نَافِعٍ [7] .
«وإسماعيل بن رافع المكيّ» [8] .
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 2/ 109 وهو أبو العوام الأنماطي.
[2] ابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 390 وهو الاسدي الكوفي.
[3] الخراساني (ميزان الاعتدال 2/ 180) .
[4] الواسطي مولى الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ (تهذيب التهذيب 8/ 236 حاشية (1)) .
[5] الحضرميّ المكيّ (تهذيب التهذيب 5/ 23) وأشار الى ذكر يعقوب الفسوي له في هذا الباب من كتابه.
[6] أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة العامري المدني (تاريخ بغداد 14/ 371 وتهذيب التهذيب 12/ 27) وأشارا الى ذكر يعقوب له في هذا الباب.
[7] العدوي المدني قاضي بغداد (تهذيب التهذيب 12/ 42) وأشار الى ذكر يعقوب له في هذا الباب.
[8] ابن حجر: تهذيب التهذيب 1/ 295- 296.(3/40)
«وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ عُمَرَ شَامِيٌّ» [1] .
«وَابْنُ أَبِي لَبِيبَةَ» [2] يَرْوِي عَنْهُ وَكِيعٌ.
وَابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ [3] .
وَدَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ.
وَبَكْرُ بْنُ الشَّرُودِ، صَنْعَانِيٌّ.
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ [4] .
وَزَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ.
«وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ بن أبان» [5] .
وميناء [6] مولى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٌ، يَرْوِي عَنْهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَيْنَاءٍ.
وَعُمَرُ بْنُ قَيْسٍ، وَهُوَ [7] سِنْدَلٌ أَخُو حُمَيْدِ بْنِ قَيْسٍ. «وحميد ثقة» [8] .
__________
[1] تهذيب التهذيب 6/ 310 وهو الدمشقيّ الكبير.
[2] محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة (الذهبي: ميزان الاعتدال 3/ 618) .
[3] محمد بن إسماعيل بن أبي فديك (تهذيب التهذيب 9/ 61) .
[4] المقبري (تهذيب التهذيب 5/ 237) وذكر تضعيف يعقوب له.
[5] ابن حجر: تهذيب التهذيب 1/ 116.
[6] نقل ابن حجر (تهذيب التهذيب 10/ 397) عبارة الفسوي في تجريحه.
[7] في الأصل «وسندل» انظر ترجمته في (تهذيب التهذيب 7/ 490) .
[8] ابن حجر: تهذيب التهذيب 3/ 47 وهو الأعرج المكيّ الاسدي.(3/41)
«وَعُمَرُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ وَرَازٍ [1] ، يَرْوِي عَنْهُ ابن جريج، ويروي عن عمر [2] بن عطاء بن أبي الخوار وَهَذَا ثِقَةٌ» [3] .
«وَيَعْقُوبُ بْنُ الْوَلِيدِ» [4] .
«وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ يزيد الخوزي» [5] .
وزنفل العرفي [6] .
قال: وَسَمِعْتُ الْحُمَيْدِيَّ قَالَ يُذَكِّرُ أَصْحَابَنَا عَنْهُ فَقَالَ: كَانَ يَلْعَبُ بِالْخَرَزِ لِلصِّبْيَانِ فِي الطَّرِيقِ.
وَزَرْزَرٌ، مَكِّيٌ شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ.
قَالَ: حَدَّثَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ زَرْزَرٍ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ وَزَرْزَرٌ! أَنْكَرُوا رِوَايَتَهُ عَنْهُ، فَقَالَ: رَوَيْنَا عَنْهُ حَرْفَيْنِ فَمَهَّ!! وَصَالِحٌ الطَّلْحِيُّ [7] كُوفِيٌّ.
«وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ» [8] لَا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ إِلَّا لِلْمَعْرِفَةِ، وَلَا يُحْتَجُّ بِرِوَايَتِهِ.
وَمَرْوَانُ بْنُ سَالِمٍ مِنْ أَهْلِ قَرْقَيْسِيَاءَ رَوَى عَنْهُ عَبْدُ الْمَجِيدِ، مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، لَا يُحْتَجُّ بِرِوَايَتِهِ وَلَا يَكْتُبُ أَهْلُ العلم حديثه الا للمعرفة.
__________
[1] في الأصل «رزام» والصواب ما أثبته.
[2] في الأصل «عمرو» وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب 7/ 483.
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 483، 484.
[4] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 398 وهو الأزدي المدني.
[5] ابن حجر: تهذيب التهذيب 1/ 180.
[6] المكيّ (ميزان الاعتدال 2/ 82) .
[7] صالح بن إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله (ميزان الاعتدال 2/ 287) .
[8] ابن حجر: تهذيب التهذيب 1/ 207.(3/42)
وَيَحْيَى بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ [1] مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، وَأَخُوهُ زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ ثِقَةٌ.
حَدَّثَنِي الْفَضْلُ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْكَلْبِيُّ [2] عَنْ أَبِي صَالِحٍ [3] عَنِ ابْنِ عباس أن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ جَعَلَ يَوْمَ حُنَيْنٍ لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ وَلِلرَّجُلِ سَهْمًا.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ حنبل: وثنا هشيم قال: وعبيد اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثل ذلك.
قال أحمد: لولا حديث عبيد الله ما رويت الحديث [4] . (277 ب) وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ هُمْ إِخْوَةٌ. وَأَمَّا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ فَقَدْ تَكَلَّمَ فِيهِ يَحْيَى الْقَطَّانُ وَأَمْسَكَ عَنْ حَدِيثِهِ، وَهُوَ عِنْدَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَأَصْحَابُنَا ثِقَةٌ مَأْمُونٌ.
وَمُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ.
«وَزَكَرِيَّا بْنُ مَنْظُورٍ مَدِينِيٌّ» [5] .
وَالْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ.
وَالْحَسَنُ بْنُ ضُمَيْرَةَ بْنِ أَبِي ضُمَيْرَةَ.
«وَعَبْدُ الحميد بن سليمان [6] أخو فليح بن
__________
[1] ذكر ابن حجر ان الفسوي أورده في هذا الباب (تهذيب التهذيب 11/ 184) .
[2] محمد بن السائب.
[3] باذام.
[4] يعني حديث الكلبي كما في ص 50.
[5] ابن حجر: تهذيب التهذيب 3/ 333.
[6] الخزاعي المدني الضرير (تهذيب التهذيب 6/ 116) .(3/43)
سُلَيْمَانَ [1] » .
وَأَيُّوبُ بْنُ يَسَارٍ.
وَرِشْدَيْنُ بْنُ كُرَيْبٍ.
وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْفَضْلِ.
وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُجَبِّرِ [2] .
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الْأَسْلَمِيُّ.
«وخالد بن الياس [3] » كتبنا حديثه فَلَمْ يَقْرَأْهُ عَلَيْنَا.
[وَ] أَبُو نُعَيْمٍ [4] .
وَأَبُو الْبَخْتَرِيِّ [5] الْقَاضِي.
وَالْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَيْلِيُّ [6] .
وَفَايِدٌ أَبُو الْوَرْقَاءِ.
وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَرَ [7] الأيلي.
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 11/ 62، وابن حجر: تهذيب التهذيب 6/ 116 ويحذف «أخو» وأضاف: «وقال يعقوب بن سفيان:
لم يكن بالقوي في الحديث» .
[2] العمري البصري قيل له المجبر لانه وقع فتكسر فأتي به عمته حفصة فقالت: هو المجبر (ميزان الاعتدال 3/ 621) .
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 3/ 81.
[4] اما عبد الرحمن بن هانئ النخعي أو ضرار بن صرد التيمي، فكلاهما كوفيان ضعيفان يكنيان بأبي نعيم (تهذيب التهذيب 4/ 456 و 5/ 289) .
[5] سعيد بن فيروز الطائي.
[6] الحكم بن عبد الله بن سعد الأيلي (ميزان الاعتدال 1/ 572) .
[7] في الأصل «عمرو» وانما هو عبد الجبار بن عمر أبو عمرو الأيلي (تهذيب التهذيب 6/ 103 وميزان الاعتدال 2/ 534 لكنه كناه أبا عمر) .(3/44)
وَإِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ.
وَمُطَرِّفُ بْنُ مَازِنٍ صَنْعَانِيُّ.
وَعَبْدُ الْكَرِيمِ أَبُو أُمَيَّةَ بَصْرِيٌّ ضَعِيفٌ.
وَغَالِبُ بْنُ عُبَيْدِ [اللَّهِ] [1] الْجَزْرِيُّ.
وَأَبُو الْعَطُوفِ [2] .
وَمَسْلَمَةُ بْنُ عَلِيٍّ [3] .
وَنَاصِحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَجَمِيُّ [4] صَاحِبُ سِمَاكٍ.
وَنَاصِحٌ الْبَصْرِيُّ.
«وَسَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ بَغْدَادِيٌّ» [5] .
«سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ [6] قَالَ: قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: أَعْيَانِي بَقِيَّةُ كَانَ يُحَدِّثُنَا فَيَقُولُ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْوُحَاظِيُّ فَإِذَا هُوَ عَبْدُ الْقُدُّوسِ» [7] .
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ: أَنْبَأَ عَلِيٌّ [8] قال: قال
__________
[1] سقطت من الأصل، وانظر ترجمته في (ميزان الاعتدال 3/ 331) .
[2] الجراح بن منهال الجزري (ميزان الاعتدال 1/ 390) .
[3] الخشنيّ الدمشقيّ البلاطي (تهذيب التهذيب 10/ 146) ونقل جرح يعقوب له.
[4] هكذا في الأصل «العجمي» وفي تهذيب التهذيب 10/ 401 «المحلّمي التميمي» .
[5] الخطيب: تاريخ بغداد 9/ 73 وابن حجر: تهذيب التهذيب 4/ 77.
[6] ابن راهويه (تاريخ بغداد 7/ 124) .
[7] الخطيب: موضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 247، وتاريخ بغداد 7/ 124.
[8] ابن المديني.(3/45)
عَبْدُ الرَّحْمَنِ [1] : أَعْيَانِي هُشَيْمُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْكُوفِيُّ حَتَّى قَالَ فِي شَيْءٍ عَنْ عِكْرِمَةَ. قَالَ عَلِيٌّ: كُنَّا نَظُنُّهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَيْسَرَةَ أَبُو لَيْلَى كَنَّاهُ بِبَعْضِ بَنِيهِ.
حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ [2] قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ:
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا الْمُهَزَّمِ [3] فِي مَجْلِسِ ثَابِتٍ لَوْ أَعْطَاهُ إِنْسَانٌ فِلْسًا حَدَّثَهُ تِسْعِينَ حَدِيثًا.
قَالَ عَلِيٌّ: قَدْ تَرَكْتُ حَدِيثَ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ أَبِي إِبْرَاهِيمَ لَا أُحَدِّثُ عَنْهُ.
«قَالَ عَلِيٌّ: ضَرَبَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَلَى حَدِيثِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ وَعَلَى حديث المبارك بن فضالة» [4] .
«سمعت (278 أ) سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ قَالَ: كُنْتُ أَجْلِسُ إِلَى مُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ يُحَدِّثُنَا وَأَكْتُبُ، وكان الحسن بن أبي جعفر الجعفري يَجْلِسُ إِلَيْهِ، وَكَانَ يَقُولُ لِي: يَا غُلَامُ انْظُرْ مَا تَكْتُبُ مِنْ مُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ فَاجْمَعْهُ وَاكْتُبْهُ لِي. قَالَ: فَكُنْتُ أَجْمَعُ مَا يَحْدُثُ كَآيَةٍ فِي الْجَمْعِ فَأَكْتُبُهُ وَأَحْمِلُهُ إِلَيْهِ» [5] .
حدثنا سليمان بن حرب قال: ثنا حماد بْنُ زَيْدٍ عَنِ الْجَلَدِ بْنِ أَيُّوبَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قَرَّةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قُرْءُ الْمُسْتَحَاضَةِ ثَلَاثًا خَمْسًا سَبْعًا عَشْرًا.
قَالَ سُلَيْمَانُ: كَانَ حَمَّادٌ يُضَعِّفُ الْجَلَدَ وَيَقُولُ: لم يكن يعقل
__________
[1] ابن مهدي.
[2] الدوري البغدادي.
[3] اسمه يزيد بن سفيان (ابن أبي حاتم: تقدمة المعرفة 159) .
[4] الخطيب: تاريخ بغداد 6/ 225 و 13/ 215.
[5] الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 213 لكنه يذكر «به» بدل «كآية» وهو يغير المعنى.(3/46)
الْحَدِيثَ.
حدثنا سَعِيد بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ أيوب عن معاوية بن قرة قال: قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: قُرْءُ الْحَائِضِ خَمْسٌ سِتٌّ سَبْعٌ ثَمَانٍ عَشْرٌ، ثُمَّ تَغْتَسِلُ وَتَصُومُ وَتُصَلِّي.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ قَالَ: ثنا الْجَلْدُ بْنُ أَيُّوبَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قَرَّةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قال: المستحاضة تنتظر ثلاثا خَمْسًا سَبْعًا تِسْعًا عَشْرًا. وَرَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ قَالَ: الْحَيْضُ عَشْرٌ فَمَا زَادَ فَهِيَ مُسْتَحَاضَةٌ.
حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ [1] قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ [2] : أَهْلُ الْبَصْرَةِ يُنْكِرُونَ حَدِيثَ الْجَلْدِ بْنِ أَيُّوبَ وَيَقُولُونَ شَيْخٌ لَيْسَ بِصَاحِبِ حَدِيثٍ.
قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: وَأَهْلُ مِصْرِهِ أَعْلَمُ بِهِ مِنْ غَيْرِهِمْ.
سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ وَصَدَقَةَ بْنَ الْفَضْلِ وَإِسْحَاقَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ [3] ، وَبَلَغَنِي عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ يُضَعِّفُونَ الْجَلْدَ بْنَ أَيُّوبٍ وَلَا يَرَوْنَهُ فِي مَوْضِعِ الْحُجَّةِ.
قَالَ عَلِيٌّ: بَلَغَنِي أَنَّ حماد بن زيد قال: كان ها هنا شَيْخٌ لَا يَدْرِي قُرْءَ الْحَيْضِ أَوِ الْمُسْتَحَاضَةِ. قَالَ: فَمَا زَالُوا بِهِ حَتَّى- يَعْنِي الْجَلْدَ بْنَ أَيُّوبَ-.
قَالَ عَلِيٌّ: مُرْسَلُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَالشَّعْبِيِّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
[عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ الْأَفْطَسُ]
وَسَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ إبراهيم الحنظليّ [4] يقول: دخلت أنا وأحمد
__________
[1] عبد الله بن عثمان.
[2] ابن المبارك.
[3] ، (4) ابن راهويه.(3/47)
الْمَرْوَزِيُّ [1] عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ الْأَفْطَسِ وَفَاتَحْنَاهُ فَقَالَ: يَكُونُ بِخُرَاسَانَ مَنْ يَسْمَعُ هَذَا الشَّأْنَ! وَانْبَسَطَ مَعَنَا فِي الْكَلَامِ فَقَالَ: اكْتُبَا هذه المسألة (278 ب) هَذِهِ الْمَسْأَلَةُ الَّتِي كَذَبَ فِيهَا سُفْيَانُ وَفُلَانٌ لَنَظِيرٌ لِسُفْيَانَ. قَالَ إِسْحَاقُ: مَسْأَلَةٌ لِابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ [2] مُسَلْسَلٍ اخْتَصَرَهُ سُفْيَانُ، وَإِنَّمَا ذَكَرَ إِسْحَاقُ هَذَا لِيُبَيِّنَ بَلَاءَهُ وَقِلَّةَ وَرَعِهِ [3] .
سَمِعْتُ الْحُمَيْدِيَّ يَقُولُ: قَدِمَ عَلَيْنَا غُنْدَرٌ [4] وَالْأَفْطَسُ، وَنَزَلَ أحدهما قَرِيبًا مِنَ الْآخَرِ، فَذَهَبْتُ أَنَا وَالْحُوَيْطِيُّ وَأَصْحَابُنَا وإذا غندر حوله لفيف مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ فِي مَنْزِلِهِ الَّذِي نَزَلَ، وَالْأَفْطَسُ جَالِسٌ عَلَى دُكَّانٍ فِي الطَّرِيقِ مُقَابِلَ مَنْزِلِ غُنْدَرٍ وَاجْتَمَعْنَا إِلَيْهِ، فَجَعَلَ يَتَغَامَزُ، فَبَيْنَمَا نَحْنُ عَلَى ذَلِكَ إِذَا نَحْنُ بِغُنْدَرٍ مَعَهُ كِتَابٌ وَقَدْ وَثَبَ وَحَوْلَهُ أُولَئِكَ اللَّفِيفُ، وَكَانَ قرأ عليهم في كتابه فقال هذا يعطني الْكِتَابَ حَتَّى نَنْسَخَ، وَقَالَ آخَرُ لَا بَلْ يدفع اليّ، فاختلفوا فوثب وَالْكِتَابُ فِي يَدِهِ، وَقَدْ رَفَعَ الْكِتَابَ بِيَدِهِ وَأُولَئِكَ حَوْلَهُ يَصِيحُونَ وَقَدْ رَفَعَ غُنْدَرٌ يَدَهُ وَالْكِتَابُ بِيَدِهِ. قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيْهِ الْأَفْطَسُ فَقَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَوْنٍ يَقُولُ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يَقُولُ: هَذَا الْعِلْمُ دِينٌ فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ- يُعَرِّضُ بِغُنْدَرٍ-.
قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: فَسُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِي رَفَعَ غُنْدَرًا وَذَهَبَ بِذِكْرِ الْأَفْطَسِ.
وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: وَقَالَ فِيمَا يُخَاطِبُ بِهِ الْحُوَيْطِيَّ: يَا عَدُوَّ نَفْسِهِ لَمْ تَجِدْ إِنْسَانًا آخَرَ غَيْرَ [5] أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ تَضْرِبُ به الأمثال وتستخف به من
__________
[1] يريد أحمد بن حنبل.
[2] ابن أبي رباح.
[3] في الأصل «بلاءه وقلة ورعه» غير واضحة فاجتهدت في قراءتها هكذا، وانظر ترجمة الأفطس هذا في ميزان الاعتدال للذهبي 2/ 431.
[4] محمد بن جعفر.
[5] في الأصل «من» .(3/48)
أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: وَانْثَنَى [1] عَلَيْهِ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ، قَالَ: فَجَعَلَ يَقُولُ: إِنَّمَا قُلْتُ أُبَيَّ بن خلف. وجعل الخويطي يَقُولُ: كَذَبْتَ بَلْ قُلْتَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ.
قال الْحُمَيْدِيُّ: فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ لِرُفَقَائِهِ قُومُوا تَهَيَّئُوا لِلْخُرُوجِ فَإِنَّ هَذَا لَيْسَ لَنَا بِدَارٍ.
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ الْعَنْبَرِيَّ قَالَ: قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ: جَاءَنِي الْأَفْطَسُ فَقَالَ: ادْفَعْ إِلَيَّ كِتَابَ فُلَانٍ- بَعْضِ شُيُوخِ يَحْيَى [2]-. قَالَ: فَامْتَنَعْتُ عَلَيْهِ، فَهَدَّدَنِي. فَقُلْتُ- حَتَّى أَتَلَطَّفَ فِي ذَلِكَ-: قَدْ وَعَدْتُ قَوْمًا أَنْ أُحَدِّثَهُمْ وَهُمْ يَنْتَظِرُونِي. فَقَالَ: لَأَفْعَلَنَّ وَلَأَفْعَلَنَّ. فَقُلْتُ: اجْلِسْ، وَجِئْتُ أَبِي فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: ادْفَعْ إِلَيْهِ لَا يَجِيئُنَا مِنْهُ مَكْرُوهٌ، وَأَظُنُّ قَالَ إِلَّا تَفْعَلْ يكون ما كان.
قال مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ: دَعَا يَحْيَى جَمَاعَةً مِنْ إِخْوَانِهِ وَدَعَا الْأَفْطَسَ مَعَهُمْ، فَلَمَّا خَرَجُوا اسْتَقْبَلَهُ إِنْسَانٌ فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ؟ فَقَالَ: دَعَانَا هَذَا الْأَحْوَلُ فَجَاءَ بِكُلَيْبٍ أَوْ هِرَّةٍ قَدْ شَوَاهُ فأطعمنا. (279 أ) وَقَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ: اسْتَقْبَلَنِي الْأَفْطَسُ يَوْمًا فَقَالَ:
مِنْ أَيْنَ؟ قُلْتُ: مِنْ عِنْدِ ابْنِ دَاوُدَ [3] . فَقَالَ لِي: إِذَا ذَهَبْتَ إِلَيْهِ فَاحْمِلْ كِسْرَةَ خُبْزٍ فِي كُمِّكَ فَأَرِهِ، ثُمَّ حَرِّكْهُ وَأَرِهِ فَإِنَّهُ يَتْبَعُكَ إِلَى حَيْثُ ذَهَبْتَ.
«وَعُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ- من ولد سعد بن أبي وقاص- يقال لَهُ الْوَقَّاصِيُّ، لَا يَكْتُبُ أَهْلُ الْعِلْمِ حَدِيثَهُ الا للمعرفة ولا يحتج
__________
[1] في الأصل رسمها «وابتلى» .
[2] القطان.
[3] عبد الله بن داود الخريبي (تهذيب التهذيب 5/ 199) .(3/49)
بِرِوَايَتِهِ» [1] .
وَمَرْوَانُ بْنُ سَالِمٍ مِنْ أَهْلِ قَرْقَيْسِيَاءَ رَوَى عَنْهُ عَبْدُ الْمَجِيدِ [2] ، مُنْكَرُ الْحَدِيثِ لَا يُحْتَجُّ بِرِوَايَتِهِ وَلَا يَكْتُبُ أَهْلُ الْعِلْمِ حَدِيثَهُ إِلَّا لِلْمَعْرِفَةِ.
وَيَحْيَى بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، وَأَخُوهُ زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ ثِقَةٌ.
حَدَّثَنِي الْفَضْلُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْكَلْبِيُّ [3] عَنْ أَبِي صَالِحٍ [4] عن ابن عباس: أن رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعَلَ يَوْمَ حُنَيْنٍ لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ وَلِلرَّاجِلِ سَهْمًا.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أحمد بن حنبل: وحدثنا هشيم قال: وعبيد اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثل ذلك.
قال أحمد: لولا حديث عبيد [5] اللَّهِ مَا رَوَيْتُ حَدِيثَ الْكَلْبِيِّ.
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ [6] قَالَ:
حَدَّثَنَا جَرِيرٌ [7] قَالَ: ثنا الْأَعْمَشُ قَالَ: قُلْتُ لِلْمُغِيرَةِ بْنِ سَعِيدٍ: أَتُحْيِي الْمَوْتَى؟ قَالَ: لَا. فَقُلْتُ: فَعَلِيٌّ؟ قَالَ: وَالَّذِي أَحْلِفُ بِهِ لَوْ شَاءَ أَحْيَى عَادًا وَثَمُودًا وَقُرُونًا بَيْنَ ذلك كثيرا.
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 11/ 280، وابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 134 ويحذف «من ولد سعد بن أبي وقاص» ووقع فيه «يحتج» بدل «ولا يحتج» وهو خطأ.
[2] عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد الأزدي (تهذيب التهذيب 6/ 381) .
[3] محمد بن السائب.
[4] باذام.
[5] في الأصل «عبد» والصواب ما أثبته.
[6] ابن أبي الطيب البغدادي المروزي (تهذيب التهذيب 1/ 44) .
[7] لعله الضبي.(3/50)
وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ أَبِي زَائِدَةَ [1] عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ رَشِيدٍ الْهَجَرِيِّ مَذْهَبَ سُوءٍ.
وَمُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، وَلَقَبُهُ زِنْجِيٌّ، مَكِّيٌّ، «سَمِعْتُ مَشَايِخَ مَكَّةَ يَقُولُونَ كَانَ لَهُ حَلْقَةٌ أَيَّامَ ابْنِ جُرَيْجٍ [2] وَكَانَ يَطْلُبُ وَيَسْمَعُ وَلَا يَكْتُبُ، وَجَعَلَ سَمَاعَهُ سُفْتَجَةُ، فَلَمَّا احْتِيجَ إِلَيْهِ وَحَدَّثَ كَانَ يَأْخُذُ سَمَاعَهُ الَّذِي قَدْ غَابَ عَنْهُ» [3] ، وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ يُضَعِّفُهُ. وَخَرَجَ يَوْمًا مِنْ مَنْزِلِهِ وَصَارَ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ قَوْمٌ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ يَتَذَاكَرُونَ حَدِيثَهُ فَقَالَ: لَا عَلَيْكُمْ أَنْ تَشْتَغِلُوا (279 ب) بِغَيْرِهِ، أَوْ كَلَامٌ نَحْوَ هَذَا.
وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ بَصْرِيٌّ، يَرْوِي عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَهُوَ لَيِّنٌ إِلَّا أَنَّهُ فَوْقَ صَالِحِ بْنِ أَبِي الْأَخْضَرِ.
«وَيَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ سُنِّيٌّ رَجُلٌ صَالِحٌ وَكِتَابُهُ لَا بَأْسَ بِهِ، وَإِذَا حَدَّثَ مِنْ كِتَابِهِ فَحَدِيثُهُ حَسَنٌ، وَإِذَا حَدَّثَ حِفْظًا فَيُعْرَفُ وَيُنْكَرُ» [4] ، وَكَانَ شَهِدَ هُوَ وَالْقَدَّاحُ [5] عَلَى سليم الخشاب [6] مولى الشيبين، ونزل
__________
[1] يحيى بن زكريا بن أبي زائدة.
[2] في الأصل «ابن نجيح» وما أثبته من تهذيب التهذيب 10/ 130، وهو أحوط لان عبد الله بن أبي نجيح مات سنة احدى وثلاثين ومائة ومسلم بن خالد الزنجي مات سنة 180 هـ في حين أن ابن جريج مات سنة 150 هـ، بالإضافة الى أن ذلك يقتضي سقوط «أبي» بعد «ابن» من الأصل. والله اعلم.
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 10/ 130.
[4] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 227.
[5] سعيد بن سالم القداح المكيّ أبو عثمان (السمعاني: الأنساب ق 444 أ، وابن حجر: تهذيب التهذيب 4/ 35) .
[6] سليم بن مسلم المكيّ الخشاب الكاتب (ميزان الاعتدال 2/ 232) .(3/51)
بِسُلَيْمٍ مَكْرُوهٌ وَشِدَّةٌ. فَقَالَ سُلَيْمٌ: أَمَّا يَحْيَى فَرَجُلٌ سَلِيمٌ لَمْ يَدْرِ مَا قُلْتُ وَلَا مَا شَهِدَ بِهِ فَهُوَ فِي حِلٍّ، وَلَكِنَّ الْقَدَّاحَ شَهِدَ عَلَيَّ بِالْبَاطِلِ، عَلَى عِلْمٍ وَمَعْرِفَةٍ فَحَكَمَ اللَّهُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ.
«وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْمَكِّيُّ الْمُزَنِيُّ ثِقَةٌ. سَمِعْتُ صَدَقَةَ يُحْسِنُ الثَّنَاءَ عَلَيْهِ وَيُوَثِّقُهُ» [1] .
وَعَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَ مُبْتَدِعًا عَنِيدًا دَاعِيَةً، سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ حَفْصٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ الْقَطَّانَ يَقُولُ: كَذَّابٌ- يَعْنِي عَبْدَ الْمَجِيدِ-.
«وَمُؤَمِّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ [2] سُنِّيٌّ شَيْخٌ جَلِيلٌ، سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ يُحْسِنُ الثَّنَاءَ عَلَيْهِ يَقُولُ: كَانَ مَشْيَخَتُنَا يَعْرِفُونَ لَهُ وَيُوصُونَ بِهِ، إِلَّا أَنَّ حَدِيثَهُ لَا يُشْبِهُ حَدِيثَ أَصْحَابِهِ، حَتَّى رُبَّمَا قَالَ: كَانَ لَا يَسَعُهُ أَنْ يُحَدِّثَ وَقَدْ يَجِبُ عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يَقِفُوا [عَنْ] حَدِيثِهِ، وَيَتَخَفَّفُوا مِنَ الرِّوَايَةِ عَنْهُ، فَإِنَّهُ مُنْكَرٌ يَرْوِي الْمَنَاكِيرَ عَنْ ثِقَاتِ شُيُوخِنَا، وَهَذَا أَشَدُّ فَلَوْ كَانَتْ هَذِهِ الْمَنَاكِيرُ عَنْ ضِعَافٍ لَكُنَّا نَجْعَلُ لَهُ عُذْرًا» [3] .
وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ مَكِّيٌّ.
«وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ مَدِينِيٌّ» [4] .
«وَصَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ بَصْرِيٌّ.
وَطَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو مَكِّيٌّ.
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 5/ 211.
[2] العدوي مولاهم وقيل مولى بني بكر.
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 10/ 381 وسقط فيه «يقول» بعد «الثناء عليه» ، ويحذف «يعرفون له» و «يتخففوا من الرواية عنه» و «منكر» ، ويذكر «شيوخه» بدل «شيوخنا» .
[4] ابن حجر: تهذيب التهذيب 9/ 133 وهو الأنصاري الزرقيّ.(3/52)
وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ. فِيهِمْ ضَعْفٌ لَيْسُوا بِمَتْرُوكِينَ وَلَا يَقُومُ حَدِيثُهُمْ مَقَامَ الْحُجَّةِ» [1] .
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ [2] عَنْ سُفْيَانَ [3] عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَعِيدٍ مَكِّيٌّ لَا بَأْسَ بِهِ.
سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ: كَانَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ عُمَرَ [4] قَدْ كَتَبَ عَنِ الزُّهْرِيِّ، فَضَاعَ كِتَابُهُ، فَجَمَعَ حديث الزهري من ها هنا وها هنا، وَلَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ، قَالَ فُلَانٌ: قَالَ لِي عَبْدُ الرَّزَّاقِ: قَدْ جَمَعْتُ حَدِيثَ الزُّهْرِيِّ.
قَالَ: وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ تَمِيمٍ مُنْكَرُ الحديث عن الزهري.
قال: وكان (280 أ) عِنْدَ أَبِيهِ كِتَابٌ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ فلم ينظر فيه.
وابن أبي لبيبة [5] ، رَوَى عَنْهُ وَكِيعٌ.
وَابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ [6] ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
«وَدَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَظُنُّهُ كُوفِيًّا مُنْكَرُ الْحَدِيثِ لَا يَنْبَغِي أَنْ يُكْتَبَ حَدِيثُهُ [7] .
وبكر بن الشروس صنعاني ضعيف.
[و] «عبد اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ هُرْمُزٍ مَكِّيٌ ضَعِيفٌ» [8] .
[و] «عبد الله بن سعيد المقبري ضعيف» [9] .
__________
[1] المصدر السابق 1/ 295، 4/ 381.
[2] ابن منصور.
[3] ابن عيينة.
[4] الدمشقيّ الكبير.
[5] محمد بن عبد الرحمن من رجال التهذيب.
[6] محمد بن إسماعيل بن أبي فديك من رجال التهذيب.
[7] الخطيب: تاريخ بغداد 8/ 357.
[8] ابن حجر: تهذيب التهذيب 6/ 30.
[9] المصدر السابق 5/ 238.(3/53)
«وَيَزِيدُ بْنُ عِيَاضِ بْنِ جُعْدُبَةَ وَسَمَهُ مَالِكٌ بِالْكَذِبِ» [1] .
وَكَذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادِ بْنِ سَمْعَانَ.
«وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانٍ لَا يَخْتَلِفُونَ فِي ضَعْفِهِ» [2] .
وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ زِنْجَوَيْهِ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَيْنَا مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ «وَهُوَ غَيْرُ ثِقَةٍ وَلَا مَأْمُونٌ» [3] يَجِبُ أَنْ لَا يُكْتَبَ حَدِيثُهُ.
«وَعُمَرُ بْنُ قَيْسٍ سَنْدَلٌ مَكِّيٌّ لَا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ» [4] ، سَمِعْتُ شَيْخًا مِنْ شُيُوخِ مَكَّةَ ثِقَةً يَقُولُ: كَتَبْتُ عَنْهُ مَسَائِلَ عَنْ عَطَاءٍ، فَذَهَبَ إِنْسَانٌ فَحَمَلَهَا إِلَيْهِ فَقَالَ: هَذِهِ رَوَاهَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ وَقَدْ كَانَ تَبَاعُدٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ ابْنِ جُرَيْجٍ، فَقَرَأَهَا عَلَيْهِ فَقَالَ: هَذَا الْبَاطِلُ لَيْسَ هَذَا بِشَيْءٍ. «وَكَانَ بَطَّالًا يَحْكُونَ عَنْهُ حِكَايَاتٍ قَبِيحَةٍ فَاحِشَةٍ» [5] كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ.
«وَسَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ الْقَدَّاحُ، وَكَانَ لَهُ رَأْيُ سُوءٍ، وَكَانَ دَاعِيَةً مَرْغُوبٌ عَنْ حَدِيثِهِ وَرِوَايَتِهِ» [6] .
وَيَاسِينُ الزَّيَّاتُ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ [7] عَنْهُ وَهُوَ ضَعِيفٌ، لَا يكتب حديثه الا للمعرفة وكان ينزل الْيَمَامَةَ.
ويَاسِينُ الْعَجْلِيُّ حَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو نُعَيْمٍ [8] ولا بأس به.
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 14/ 331 ووقع فيه «جعدية» وهو تصحيف (انظر ميزان الاعتدال للذهبي 4/ 436) .
[2] ابن حجر: تهذيب التهذيب 1/ 116.
[3] ابن حجر: الاصابة 3/ 507 وهو مينا بن أبي مينا الجزار.
[4] ، (5) ابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 492.
[6] ابن حجر: تهذيب التهذيب 4/ 45 ويحدث «وروايته» .
[7] الضحاك بن مخلد الشيبانيّ.
[8] الفضل بن دكين.(3/54)
وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَحْيَى [1] ، وَسَحْبَلٌ، وَأُنَيْسٌ ثِقَاتٌ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيَى أَخُوهُمْ، جَهْمِيٌّ، قَدَرِيٌّ، مُعْتَزِلِيٌّ، رَافِضِيٌّ يُنْسَبُ إِلَى الْكَذِبِ.
«وَآلُ [2] أَبِي فَرْوَةَ كُلٌّ مَنْ حُدِّثَ عَنْهُ ثِقَةٌ إِلَّا إِسْحَاقَ بْنَ أَبِي فَرْوَةَ لَا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ» [3] .
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ عَنْ «أَبِي الْمِقْدَامِ هِشَامِ بْنِ زِيَادٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ لَا يُفْرَحُ بِحَدِيثِهِ» [4] .
وَسَعِيدُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي سَعِيدِ [بْنِ] [5] الْمُعَلَّى الْأَنْصَارِيُّ يَرْوِي عَنْهُ فُلَيْحٌ [6] .
قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْمُعَلَّى اسْمُهُ رَافِعُ بْنُ الْمُعَلَّى وَهُوَ ثِقَةٌ إِلَّا أَنِّي أغفلته وكتبته ها هنا «وهو ثقة» [7] .
عبد الله وعبد الحكم (280 ب) وَعَبْدُ الْأَعْلَى بَنُو أَبِي فَرْوَةَ ثِقَاتٌ.
وَأَبُو عَلْقَمَةَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ ثِقَةٌ.
«النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبَجَلِيُّ ضَعِيفٌ» [8] .
أبو حفص الغنوي ضعيف.
__________
[1] الأسلمي المدني واسم أبي يحيى سمعان (تهذيب التهذيب 9/ 522) .
[2] في الأصل «ابن» وما أثبته من تهذيب التهذيب.
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 1/ 241.
[4] تهذيب التهذيب 11/ 39 وهو القرشي.
[5] الزيادة من تهذيب التهذيب 4/ 15.
[6] فليح بن سليمان بن أبي المغيرة (تهذيب التهذيب 8/ 303) .
[7] تهذيب التهذيب 4/ 15.
[8] الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 434، وابن حجر: تهذيب التهذيب 10/ 435.(3/55)
«الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي ثَوْرٍ وَأَبُو حَمْزَةَ الثَّمَالِيُّ ضَعِيفَانِ» [1] .
«وَنُوحُ بْنُ دَرَّاجٍ وَعَلِيُّ بْنُ ظَبْيَانَ لَا يُكْتَبُ حَدِيثُهُمَا» [2] .
«مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْهَمْدَانِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْأَسَدِيُّ ضَعِيفَانِ» [3] .
عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ ضَعِيفٌ لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ.
«بَلَغَنِي عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: نُوحُ بْنُ دَرَّاجٍ كَذَّابٌ خَبِيثٌ قَضَى سَنَتَيْنِ وَهُوَ أَعْمَى» [4] .
«الْحَسَنُ اللُّؤْلُؤِيُّ كَذَّابٌ» [5] .
«الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ كَذَّابٌ» .
«سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ الرَّبِيعِ قَالَ: قَالَ ابن المبارك: المعلى بن هلال هو [6]
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 440، وابن حجر: تهذيب التهذيب 2/ 7 ويحذف «الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي ثَوْرٍ» وَأَبُو حَمْزَةَ الثَّمَالِيُّ هو ثابت ابن أبي صفية.
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 11/ 445، وابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 342 ولم يذكر «نوح بن دراج» وعلي هو ابن ظبيان بن هلال بن قتادة بن حزن الكوفي.
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 2/ 171، والذهبي: ميزان الاعتدال 3/ 512 ولم يذكر «محمد بن الحسن الهمدانيّ» ، وابن حجر: تهذيب التهذيب 9/ 117.
[4] الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 317 لكنه يذكر «سنين» بدل «سنتين» ، وفي ميزان الاعتدال للذهبي 4/ 276 «انه حكم بين الناس ثلاثة أعوام وهو ضرير» .
[5] الخطيب: تاريخ بغداد 7/ 316، 317 وهو الحسن بن زياد اللؤلؤي.
[6] ولم يذكر ما هو؟ وانظر ترجمة المعلى هذا في تهذيب التهذيب 10/ 240.(3/56)
إِلَّا أَنَّهُ إِذَا جَاءَ الْحَدِيثُ يَكْذِبُ. قَالَ بَعْضُ الصُّوفِيَّةِ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ تَغْتَابُ! قَالَ: أَسْكُتُ إِذَا لَمْ نُبَيِّنْ كَيْفَ يُعْرَفُ الْحَقُّ مِنَ الْبَاطِلِ، أَوْ نَحْوَ هَذَا الْكَلَامِ» [1] .
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ أَبُو مُعَاذٍ، بَلَغَنِي عن يحيى [2] قال: لا يسوي فِلْسًا.
«أَبُو دَاوُدَ النَّخَعِيُّ اسْمُهُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو، قَدَرِيٌّ، رَجُلُ سُوءٍ، كَذَّابٍ كَانَ يُكَذِّبُ مُجَاوِبَهُ [3] . قَالَ إِسْحَاقُ [4] : أَتَيْنَاهُ فَقُلْنَا لَهُ: إِيشْ تَعْرِفُ فِي أَقَلِّ الْحَيْضِ وَأَكْثَرِهِ وَمَا بَيْنَ الْحَيْضَتَيْنِ مِنَ الطُّهْرِ؟ فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ حَدَّثَنِي [5] يحيى بن سعيد [6] عن سعيد بن المسيب عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَدَّثَنَا أَبُو طُوَالَةَ [7] عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَقَلُّ الْحَيْضِ ثَلَاثَةٌ وَأَكْثَرُهُ عَشْرٌ، وَأَقَلُّ مَا بَيْنَ الْحَيْضَتَيْنِ مِنَ الطُّهْرِ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا. وَكَانَ هو وأبو البختري [8] يضعون [9] الحديث [10] » .
__________
[1] الخطيب: الكفاية 45.
[2] القطان.
[3] لعله يريد جرأته على من يدقق معه في الحديث (انظر الذهبي:
ميزان الاعتدال 2/ 216) .
[4] ابن راهويه.
[5] في الأصل يوجد «به قال لكم» قبل «حدثني» وحسبتها زائدة فحذفتها، وليست في تاريخ بغداد.
[6] الأنصاري المدني القاضي.
[7] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ الأنصاري من رجال التهذيب.
[8] سعيد بن فيروز.
[9] في الأصل «يضعفون» وما أثبته من تاريخ بغداد 9/ 20.
[10] الخطيب: تاريخ بغداد 9/ 20.(3/57)
«وَعَطَاءُ بْنُ عَجْلَانَ كُوفِيٌّ [1] ضَعِيفٌ لَا يَسْوِي حَدِيثُهُ شَيْئًا» [2] .
حَدَّثَنِي الْفَيْضُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بُجَيْلَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الْأَوْدِيُّ [3] قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعٌ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ إِذَا بَعَثَنِي فِي حَاجَةٍ أَمَرَنِي أَنْ أَرْبِطَ فِي يَدِي- فِي إِصْبَعِي- تَذْكِرَةَ الْحَاجَةِ.
وَقَدْ رَوَى ابْنُ إِدْرِيسَ [4] عَنْ سَالِمٍ هَذَا (281 أ) وَكَنَّاهُ أَبَا الْفَيْضِ، وَقَدْ رَوَى بَعْضُ النَّاسِ عَنْهُ هَذَا الْحَدِيثَ وَرَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ إِذَا أَشْفَقَ مِنَ الْحَاجَةِ رَبَطَ فِي يَدِهِ خَيْطًا. وَالْفَيْضُ وَسَالِمٌ ضَعِيفَانِ لَا يُفْرَحُ بِحَدِيثِهِمَا.
حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ إِسْحَاقَ [5] قَالَ: ثنا سَيْفُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ سَعْدٍ الْإِسْكَافِ [6] فَجَاءَهُ ابْنُهُ يَبْكِي قَالَ: ضَرَبَنِي الْمُعَلِّمُ. قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَأُخْزِيَنَّهُمْ، حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مُعَلِّمُو [7] صبيانكم شراركم، أقلهم رَحْمَةٌ لِلْيَتِيمِ وَأَغْلَظُهُمْ عَلَى الْمِسْكِينِ. وَسَيْفٌ [8] وَسَعْدٌ الإسكاف حديثهما وروايتهما ليس بشيء.
__________
[1] في ميزان الاعتدال 3/ 75 وتهذيب التهذيب 7/ 208 انه بصري.
[2] ابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 209.
[3] ترجمته في ميزان الاعتدال 2/ 112.
[4] عبد الله بن إدريس.
[5] العطار (ميزان الاعتدال 3/ 18) .
[6] سعد بن طريف الإسكاف الحذاء الحنظليّ الكوفي (تهذيب التهذيب 3/ 473) .
[7] في الأصل «معلم» .
[8] في الأصل «يوسف» ويوسف بن عمر ثقة ومتأخر عن هذا (تهذيب التهذيب 11/ 420) وإنما هو سيف بن عمر التميمي الّذي ورد في الاسناد أعلاه (تهذيب التهذيب 4/ 295) .(3/58)
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْبَقَّالُ سَعِيدُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ [1] عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ لَا يُفْرَحُ بِحَدِيثِهِ.
عَبْدُ الْقَاهِرِ السُّلَمِيُّ [2] مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، حَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو الْوَلِيدِ [3] ، وَبَلَغَنِي أنَّ أَبَا نُعَيْمٍ [4] قَدْ حَدَّثَ عَنْهُ، وَحَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ عَنْهُ.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ [5] عَنْ شَيْبَةَ بْنِ نَعَامَةَ [6] وَهُوَ ضَعِيفٌ.
«وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ ضَعِيفٌ» [7] .
وَالْمَدِينِيُّ [8] لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَحَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ [9] عَنْ حُسَامِ بْنِ مِصَكِّ بْنِ شَيْطَانَ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِنَا: كَيْفَ هُوَ يَا أَبَا عَاصِمٍ؟ قَالَ: اذْهَبْ بِي إِلَى بَنِي شيطان فنسألهم عنه. وهو ضعيف.
__________
[1] في الأصل «المرزقان» والتصويب من (ميزان الاعتدال 2/ 157) .
[2] هو عبد القاهر بن السري السلمي قال ابن حجر: «ذكره يعقوب بن سفيان في باب من يرغب عن الرواية عنهم» (تهذيب التهذيب 6/ 368) .
[3] هشام بن عبد الملك الطيالسي.
[4] الفضل بن دكين.
[5] محمد بن خازم الضرير.
[6] أبو نعامة الضبي (الذهبي: ميزان الاعتدال 2/ 286) .
[7] ابن حجر: تهذيب التهذيب 6/ 136 وهو الواسطي الأنصاري ويقال الكوفي.
[8] عبد الرحمن بن إسحاق المدني (تهذيب التهذيب 6/ 137) ونقل قول يعقوب فيه.
[9] الضحاك بن مخلد النبيل.(3/59)
سَمِعْتُ بَكْرَ بْنَ خَلَفٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ حِينَ طَلَبُوا الْمُسْنَدَ: مَا أَحْسَنَ هَذَا إِلَّا أَنِّي أَخَافُ أَنْ يَحْمِلَهُمْ هَذَا أَنْ يَكْتُبُوا عَنْ غَيْرِ الثِّقَاتِ.
يَمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ بَصْرِيٌّ ضَعِيفٌ.
وَأَبُو عُقَيْلٍ [1] الدَّوْرَقِيُّ ثقة.
وأبو عقيل هاشم بْنُ بِلَالٍ قَاضِي وَاسِطٍ ثِقَةٌ [2] .
«وَالْحَارِثُ بْنُ وَجِيهٍ بَصْرِيٌّ لَيِّنُ الْحَدِيثِ.» [3] .
«وَبَكَّارُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ حَدَّثَنَا عَنْهُ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَهُوَ ضَعِيفٌ» [4] .
«وَيُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ الصَّفَّارُ لَيِّنُ الْحَدِيثِ» [5] .
وَأَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ ضَعِيفٌ.
«وَأَيُّوبُ بْنُ جَابِرٍ ضَعِيفٌ» [6] .
«وَمُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ ضعيف» [7] .
«وروح بن مسافر متروك الحديث ضعيف» [8] .
__________
[1] بشير بن عقبة البصري (تهذيب التهذيب 1/ 465) .
[2] في تهذيب التهذيب 11/ 17 «وقال يعقوب بن سفيان: أبو عقيل الّذي روى عنه شعبة وهشيم ثقة» .
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 2/ 162.
[4] ابن حجر: تهذيب التهذيب 1/ 479 ويحذف «حدثنا عنه موسى بن إسماعيل» .
[5] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 419.
[6] ابن حجر: تهذيب التهذيب 1/ 400.
[7] ابن حجر: تهذيب التهذيب 9/ 90 وهو السحيمي الحنفي اليمامي.
[8] الخطيب: تاريخ بغداد 8/ 400.(3/60)
«وَالرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ ضَعِيفٌ مَتْرُوكٌ» [1] .
وَالضَّحَّاكُ بْنُ نِبْرَاسٍ بَصْرِيٌّ لَيِّنُ الْحَدِيثِ حَدَّثَنَا عَنْهُ مُسْلِمٌ [2] .
وعباد بن منصور (281 ب) لَيِّنُ الْحَدِيثِ.
«وَأَيُّوبُ بْنُ مُدْرِكٍ ضَعِيفٌ» [3] .
«وَعِكْرِمَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ كَانَ قَاضِيًا مُنْكَرَ الْحَدِيثِ» [4] .
وَعَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ وَالْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ ضَعِيفَانِ، وَكَذَلِكَ عُقْبَةُ بْنُ الْأَصَمِّ [5] .
وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ أمسك عبد الرحمن بن مهدي عنه.
حدثني مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ [6] :
أَنْكَرْنَا ابْنَ أَبِي عَرُوبَةَ [7] قَبْلَ هَزِيمَةَ إِبْرَاهِيمَ [8] ، وَكَانَتِ الْهَزِيمَةُ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ يَحْيَى: أَوَّلُ مَا أَنْكَرْنَاهُ قَالَ: قَتَادَةُ [9] عَنْ مُعَاذَةَ [10] أَوْ مُعَاذَةُ
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 8/ 416 وهو السعدي يعرف ب عليلة، وابن حجر: تهذيب التهذيب 3/ 239.
[2] مسلم بن إبراهيم الأزدي.
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 7/ 7.
[4] المصدر السابق 13/ 263.
[5] عقبة بن عبد الله الرفاعيّ الأصم (ميزان الاعتدال 3/ 86) .
[6] القطان.
[7] اسمه سعيد.
[8] إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، ثار مع أخيه محمد على أبي جعفر المنصور سنة 145 هـ بالبصرة، فقتل (تاريخ خليفة بن خياط 2/ 449- 450) .
[9] قتادة بن دعامة السدوسي.
[10] معاذة بنت عبد الله العدوية أم الصهباء البصرية (تهذيب التهذيب 12/ 452) .(3/61)
عَنْ قَتَادَةَ.
قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: أَتَيْتُ سَعِيدًا، فَقُلْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ شَيْءٍ لَا يَخْتَلِطُ فِيهِ فَقُلْتُ لَهُ: وَحَجَجْتُ مَعَ قَتَادَةَ؟ قَالَ: أَنَا حَجَجْتُ مَعَ قَتَادَةَ! فَلَمْ يَدْرِ، وَقَالَ: بَقِيَ بَعْدَ الِاخْتِلَاطِ دَهْرًا إِلَى سَنَةِ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ: لَمَّا مَرِضَ أَبُو جَزْءٍ [1] رَجَعَ عَنْ أَحَادِيثَ قَالَ: حَدِيثُ سِمَاكٍ [2] عَنْ تَمِيمِ بْنِ طُرْفَةَ حَدِيثُ النَّاقَةِ لَمْ أَسْمَعْهُ. قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ:
دَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ لِي هَذَا وَغَيْرَهُ. قَالَ فَحَدَّثْتُ النَّاسَ بِذَلِكَ، فَلَمَّا صَحَّ أَنْكَرَ ذَلِكَ وَشَكَانِي إِلَى أَبِي.
قَالَ علي: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: عُثْمَانُ الْبُرِّيُّ أَثْبَتُ مِنَ الْعُمَرِيِّ [3] .
قُلْتُ لَهُ: فَمَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُحَدِّثَ عَنْهُ؟ قَالَ: ضَعْفُكُمْ.
وَاجْتَمَعَ جَمَاعَةٌ عِنْدَ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ وَزَاحَمَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَمَعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ أَحَادِيثُ مِنْ أَحَادِيثِ أَبَانٍ الْعَطَّارِ [4] ، فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ أَكْثَرُ مَا كُنْتُ أَسْمَعُ مِنْ أَبَانٍ إِذَا طُرِدْنَا، كُنْتُ إِذَا طَرَدَنِي البري قلت اين
__________
[1] في الأصل «جزي» والتصويب من ميزان الاعتدال 4/ 251 وهو نصر بن طريف القصاب.
[2] سماك بن حرب الذهلي البكري الكوفي أبو المغيرة (تهذيب التهذيب 4/ 232) .
[3] المشهور بهذه النسبة عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ عاصم بن عمر بن الخطاب أحد الفقهاء السبعة وقد اتفقوا على توثيقه، فإذا عناه عبد الرحمن بن مهدي فهو أمر غريب لان عثمان البري لا يبلغ مكانته بل أكثرهم على تضعيفه حتى قال الحافظ الذهبي انه تالف (انظر ميزان الاعتدال 3/ 56، 59، وتهذيب التهذيب 7/ 38) .
[4] ابان بن يزيد العطار البصري، قال عنه الذهبي «حافظ صدوق ثقة حجة» (ميزان الاعتدال 1/ 16) .(3/62)
أَذْهَبُ؟ فَمَضَيْتُ إِلَى أَبَانٍ الْعَطَّارِ.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: قَالَ أَبُو أُسَامَةَ [1] : قَالَ لِيَ الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ: سَمِعْتُ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ سِتَّةَ عَشَرَ حَدِيثًا.
قَالَ عَلِيٌّ: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ [2] قَالَ: كَتَبْتُ مِنَ الْحَسَنِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ مُحَمَّدٍ [3] أَلْفًا، فَقُلْتُ لَهُ: لَعَلَّهُ يُرْسِلُهَا. قَالَ: لَا يَقُولُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ.
قَالَ عَلِيٌّ: كَانَ الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ أَثْبَتَ النَّاسِ فِي أَرْبَعَةٍ لَوِ اقْتَصَرَ عَلَيْهِمْ، وَأَعْلَمُهُ بِهِمْ كَانَ أَعْلَمَ النَّاسِ بِمُعَاوِيَةَ بْنِ قَرَّةَ أَسْنَدَ عَنْهُ عَنْ عائذ (282 أ) ابن عَمْرٍو وَعَنْ مَعْقِلِ بْنِ يِسَارٍ عَنْ أَبِيهِ، وَأَعْلَمَ النَّاسِ بحميد بن هلال لقد بلغني أَنَّهُ كَانَ يَأْتِي إِلَى مَسْجِدِ بَنِي عَدِيٍّ فَيَقُولُ: أَيَّ شَيْءٍ تَكَلَّمَ الْيَوْمَ؟ فَيَقُولُونَ: بِكَذَا وَكَذَا. فَيَقُولُ: قَدْ سَمِعْتُهُ يَتَكَلَّمُ بِهِ. وَكَانَ أَعْلَمَ النَّاسِ بِالْجُرَيْرِيِّ [4] وَإِسحَاقَ بْنِ سُوَيْدٍ [5] . وَالْحَسَنِ بْنِ دِينَارٍ لَيْسَ ابْنُ دِينَارٍ [6] هُوَ ابْنُ وَاصِلٍ.
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَاقِدٍ يَرْوِي عَنْ قَتَادَةَ ضَعِيفٌ.
«وَالصَّلْتُ بْنُ دِينَارٍ مُرْجِئٌ ضَعِيفٌ» [7] .
__________
[1] حماد بن اسامة القرشي الكوفي.
[2] عبد الصمد عبد الوارث التميمي مولاهم البصري (تهذيب التهذيب 6/ 327) .
[3] ابن سيرين.
[4] سعيد بن إياس البصري (تهذيب التهذيب 4/ 5) .
[5] العدوي التميمي البصري (تهذيب التهذيب 1/ 236) .
[6] هو ربيب دينار، ودينار زوج أمه (ميزان الاعتدال 1/ 487 وتهذيب التهذيب 2/ 275) .
[7] ابن حجر: تهذيب التهذيب 4/ 434 وهو الأزدي الهنائي البصري المجنون أبو شعيب.(3/63)
وَحَبِيبُ بْنُ حَسَّانٍ كُوفِيٌّ لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ.
وعلي بن الحزور [1] وسعد بن طريف [2] «وَعَبْسُ بْنُ قِرْطَاسٍ» [3] وَنَصْرٌ أَبُو عَمْرٍو الْخَزَّازُ لَا يُذْكَرُ حَدِيثُهُمْ وَلَا يُكْتَبُ إِلَّا لِلْمَعْرِفَةِ.
حَدَّثَنِي سَلَمَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ [4] قَالَ:
قَالَ لِي كَهْمَسٌ [5] : أَنْكَرْنَاهُ- يَعْنِي الْجُرَيْرِيَّ- أَيَّامَ الطَّاعُونِ.
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: كَانَ الْأَعْمَشُ يَقَعُ فِي الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ، فَأُهْدَى اليه، فأصبح يثني عليه، فقال له أبو عَاصِمٌ الثَّقَفِيُّ [6] : كُنْتَ تَقَعُ فِيهِ بِالْأَمْسِ وَتُثْنِي عَلَيْهِ الْيَوْمَ؟ فَقَالَ الْأَعْمَشُ: أَمَا عَلِمْتَ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «جُبِلَتِ القلوب على اثنتين حُبِّ مَنْ أَحْسَنَ إِلَيْهَا وَذَمِّ مَنْ أَسَاءَ إِلَيْهَا. وَسَمِعْتُ أَصْحَابِي يَقُولُونَ: قِيلَ لِلْأَعْمَشِ وَلِيَ الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ الْمَظَالِمَ. فَقَالَ: نَعُوذُ باللَّه مِنْ زَمَانٍ يُسْتَعْمَلُ ظَالِمٌ عَلَى الْمَظَالِمِ. قَالَ: فَبَلَغَ الْحَسَنَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ بِبُرٍّ، فَأَصْبَحَ فَقَالَ: لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا وَلَّوْا أَمْرَهُمْ أَهْلَ الشَّرَفِ وَالْأَقْدَارِ، وَمَنْ يَعْرِفُ أَقْدَارَ النَّاسِ- وَذَكَرَ نَحْوَ كَلَامِ الْأَوَّلِ-.
قَالَ عَلِيٌّ: حَكَى أَبُو دَاوُدَ [7] عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ بن عمارة
__________
[1] في الأصل رسمها «الحسنن» وانظر ابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 296- 297) حيث نقل عبارة يعقوب بن سفيان فيه.
[2] الإسكاف.
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 8/ 228 ونقل قول يعقوب فيه «لا يذكر حديثه ولا يكتب الا للمعرفة» .
[4] القطان.
[5] كهمس بن الحسن البصري.
[6] محمد بن أبي أيوب الكوفي من رجال التهذيب.
[7] سليمان بن داود الطيالسي.(3/64)
عَنِ الْحَكَمِ [1] عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ كَذَا وَكَذَا. فَسَأَلْتُ الْحَكَمَ فَقَالَ:
عَنْ مُجَاهِدٍ ثُمَّ عَدَّدَ أَشْيَاءَ ذَكَرَهَا.
«أَبُو حَمْزَةَ الْأَعْوَرُ لَيْسَ بِمَتْرُوكٍ وَلَا هُوَ حُجَّةٌ» [2] .
وَعُثْمَانُ بْنُ عُمَيْرٍ أَبُو الْيَقْظَانِ كُوفِيٌّ رَوَى عَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
«وَعَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَامِرٍ الثَّعْلَبِيُّ عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ يُضَعَّفُ يَقُولُونَ: إِنَّمَا هُوَ صَحِيفَةٌ» [3] .
«عِسْلُ بْنُ سُفْيَانَ لَيْسَ بِمَتْرُوكٍ وَلَا هو حجة» [4] . (282 ب) «ابْنُ أَبِي طَلْحَةَ أَبُو الْحَسَنِ الْهَاشِمِيُّ شَامِيٌّ لَيْسَ هُوَ بِمَتْرُوكٍ وَلَا هُوَ حُجَّةً» [5] .
عُبَيْدُ [6] اللَّهِ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ أَبُو الْخَطَّابِ الْهُذَلِيُّ ضَعِيفٌ ضَعِيفٌ.
سُلَيْمَانُ بْنُ قُسَيْمٍ [7] أَبُو الصَّبَّاحِ ضَعِيفٌ، وَكَانَ سُفْيَانُ [8] يَكْنِيهِ لِكَيّ يُدَلِّسَهُ قَالَ حدثني أبو الصباح بْنُ قُسَيْمٍ.
«وَمُحَمَّدُ بْنُ سَالِمٍ ضَعِيفٌ لَا يفرح بحديثه» [9] .
__________
[1] ابن عتيبة الكندي.
[2] ابن حجر: تهذيب التهذيب 10/ 396 وهو ميمون القصاب الراعي الكوفي.
[3] تهذيب التهذيب 6/ 95.
[4] ابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 194.
[5] الخطيب: تاريخ بغداد 11/ 429 وابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 340 وهو علي بن أبي طلحة.
[6] في الأصل «عبد» والتصويب من ميزان الاعتدال 3/ 5.
[7] وهو سليمان بن يسير. ويقال: ابن أسير. وقيل: ابن قسيم 9 ويقال: ابن بشر (ميزان الاعتدال 2/ 228) .
[8] الثوري.
[9] تهذيب التهذيب 9/ 177 وهو أبو سهل الهمدانيّ الكوفي.(3/65)
وَرَوَى سُفْيَانُ [1] عَنْ بُكَيْرٍ الضَّبِّيِّ قَالَ: جَرِيرٌ الضَّبِّيُّ رَأَيْتُهُ، وَكَانَ عَرِيفًا مَذْمُومًا لَا يُلْتَفَتُ إِلَى حَدِيثِهِ.
وَعَمْرُو بْنُ وَاقِدٍ شَامِيٌّ لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ.
وَرُشْدَيْنُ بْنُ كُرَيْبٍ وَمُحمَّدُ بْنُ كُرَيْبٍ ضَعِيفَا الْحَدِيثِ.
«وَرُشْدَيْنُ [2] بْنُ سَعْدٍ الْمَصْرِيُّ أَضْعَفُ وَأَضْعَفُ» [3] .
وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مَيْمُونٍ أَبُو حَمْزَةَ يَرْوِي عَنْ عُرْوَةَ يُعْرَفُ حَدِيثُهُ وَيُنْكَرُ.
سَعْدُ بْنُ طَرِيفٍ [4] وَأَصْبَغُ بْنُ نُبَاتَةَ وَسَعْدٌ الإسكاف [5] «وإسماعيل ابن مسلم المكيّ» [6] يعرف حديثهم وينكر.
__________
[1] الثوري.
[2] في الأصل «رشيد» وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب 3/ 277.
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 3/ 279.
[4] ، (5) هكذا في الأصل كأنهما اثنان، وانما هما واحد هو سعد بن طريف الإسكاف الحذاء الحنظليّ الكوفي (ميزان الاعتدال 2/ 122 وتهذيب التهذيب 3/ 473) .
[6] ابن حجر: تهذيب التهذيب 1/ 333.(3/66)
الْكُنَى وَالْأَسَامِي وَمَنْ يُعْرَفُ بِالْكُنَى!
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ صَاعِقَةُ قَالَ:
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: اسْمُ أَبِي الْعَوَّامِ الَّذِي يَرْوِي عَنْهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ:
فَائِدُ بْنُ كَيْسَانَ.
وَأَبُو الْعَوَّامِ السَّدُوسِيُّ اسْمُهُ شَيْبَانُ رَوَى عَنْهُ قَتَادَةُ.
وَأَبُو الْعَوَّامِ الْبَاهِلِيُّ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رَبِيعٍ رَوَى عَنْهُ وَكِيعٌ وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْبَصْرِيِّينَ.
اسْمُ أَبِي شَيْخٍ خَيْوَانُ [1] بْنُ خَالِدٍ الْهَنَائِيُّ.
وَقَالُوا: حَيَّانُ اسْمُ أَبِي مَدِينَةَ الَّذِي رَوَى عَنْهُ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، زَعَمَ عَلِيٌّ أَنَّهُ غَيْرُ الَّذِي رَوَى عَنْهُ قَتَادَةُ.
قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ سُفْيَانُ [2] : قُلْتُ لِأَبِي الزِّنَادِ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
قَالَ عَلِيٌّ: كُنْيَتُهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ كَانَ يَغْضَبُ مِنْ أَبِي الزِّنَادِ.
اسْمُ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِي بَكْرٌ [3] .
وَاسْمُ أَبِي صَادِقٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَاجِدٍ وَهُوَ أَخُو رَبِيعَةَ بْنِ نَاجِدٍ.
أَبُو الْجُوَيْرِيَةَ الْجَرْمِيُّ حَطَّانُ بْنُ خُفَافٍ.
اسْمُ أَبِي مَرْيَمَ صَاحِبِ نُعَيْمِ بْنِ حَكِيمٍ: عُبَيْدَةُ.
اسْمُ أبي مريم الأنصاري (283 أ) عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ الْقَاسِمِ رَوَى عَنْهُ يَحْيَى بن سعيد الْأَنْصَارِيُّ وَشُعْبَةُ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ.
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ نُمَيْرٍ يَقُولُ: لَمَّا تُرِكَ حَدِيثُ أَبِي مَرْيَمَ ذَهَبَ عَلَيْنَا وَكَادَ أَنْ يَكُونَ رَافِضِيًّا.
__________
[1] في تهذيب التهذيب 3/ 69 «حيوان ويقال بالمعجمة» .
[2] ابن عيينة.
[3] بكر بن عمرو، وقيل: ابن قيس (تهذيب التهذيب 1/ 486) .(3/67)
حَدَّثَنِي ابْنُ فُضَيْلٍ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ قَالَ: ثنا شُعْبَةُ قَالَ:
سَمِعْتُ سِمَاكَ [2] الْحَنَفِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: الْخُمُسُ لَنَا وَلَكِنْ ظَلَمَنَا. قَالَ: فَقَالَ أَبُو مَرْيَمَ- وَهُوَ مَعِي-: صَدَقَ. فَقَالَ سِمَاكٌ الْحَنَفِيُّ:
كَذَبْتَ وَكَذَبَ فُلَانٌ مَعَكَ. وَظَنَنْتُ أَنَّ ابْنَ الْمُبَارَكِ قَدْ رَوَى عَنْهُ إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَظْهَرِ اسْمُهُ فَهُوَ شَبِيهٌ بِالْمَتْرُوكِ.
إِيَاسُ بْنُ صُبَيْحٍ أَبُو مَرْيَمَ الْحَنَفِيُّ كَانَ قَاضِيًا عَلَى الْبَصْرَةِ وَاسْتَقْضَاهُ أَبُو مُوسَى [3] .
أَبُو مَرْيَمَ السَّلُولِيُّ اسْمُهُ مَالِكُ بْنُ رَبِيعَةَ، صَحَابِيٌّ.
اسْمُ أَبِي نَعَامَةَ السَّعْدِيِّ عَبْدُ رَبِّهِ.
أَبُو نَعَامَةَ الْعَدَوِيُّ عَمْرُو بْنُ عِيسَى بْنِ سُوَيْدِ بْنِ هُبَيْرَةَ.
اسْمُ أَبِي نَعَامَةَ الْحَنَفِيِّ قَيْسُ بْنُ عَبَايَةَ.
اسْمُ أَبِي نَعَامَةَ الضَّبِّيِّ شَيْبَةُ بْنُ نَعَامَةَ رَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ [4] وَجَرِيرٌ [5] .
اسْمُ أَبِي صَدَقَةَ الْعَجْلِيِّ سُلَيْمَانُ بْنُ كِنْدِيرَ.
وَاسْمُ أَبِي الْمُحَجَّلِ الرُّدَيْنِيُّ: مُرَّةُ [6] .
أَبُو وَائِلٍ سُفْيَانُ بْنُ سَلَمَةَ أَعْتَقَ أَبَا رَزِينٍ.
اسْمُ أَبِي رَزِينٍ مَسْعُودٌ [7] كَانَ أَعْجَمِيًّا.
__________
[1] محمد بن فضيل بن غزوان.
[2] سماك بن الوليد الحنفي اليماني أبو زميل (تهذيب التهذيب 4/ 235) .
[3] الأشعري.
[4] الثوري.
[5] الضبي.
[6] في الأصل «ابن مرة» .
[7] مسعود بن مالك.(3/68)
وأبو رزين لقيط بن عامر بن الْمُنْتَفِقُ.
أَبُو الصِّدِّيقِ النَّاجِي اسْمُهُ بَكْرٌ [1] .
اسْمُ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى عَامِرُ [2] بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ.
أَبُو الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِي اسْمُهُ عَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ.
أَبُو الْأَسْوَدِ الدِّئْلِيُّ ظَالِمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سُفْيَانَ، الْغَالِبُ عَلَيْهِ الْكُنْيَةُ.
أَبُو حَرْبٍ [3] هُوَ اسْمُهُ.
أَبُو نَضْرَةَ مُنْذِرُ بْنُ مَالِكِ بْنِ قُطْعَةَ.
أَبُو الْعُبَيْدَيْنِ اسْمُهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ سَبُرَةَ بْنِ حُصَيْنٍ النُّمَيْرِيُّ.
أَبُو عَيَّاشٍ الزُّرَقِيُّ زَيْدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَقَدْ قِيلَ زَيْدُ بْنُ صَامِتٍ [4] .
أَبُو رِفَاعَةَ تَمِيمُ بْنُ أَسَدٍ [5] .
أَبُو قَتَادَةَ الْعَدَوِيُّ تَمِيمُ بْنُ نذير.
صرمة المازني مالك بن قيس.
فُرَاتُ الْقَزَّازُ فُرَاتُ بْنُ [أَبِي] [6] عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
سُوَيْدُ بْنُ هُبَيْرَةَ لَيْسَتْ لَهُ صُحْبَةٌ.
إِسْحَاقُ بن سويد بن هبيرة [7] .
__________
[1] تقدم ص 67.
[2] في الأصل «موسى بن عامر» ، و «موسى بن» زائدة فحذفتها.
[3] أبو حرب بن أبي الأسود الدئلي البصري (تهذيب التهذيب 12/ 69) .
[4] وسمي بأسماء أخرى انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 12/ 193 وص 311 ب حيث سماه يعقوب زيد بن النعمان.
[5] في الأصل «أسيد» انظر تهذيب التهذيب 1/ 511.
[6] سقطت من الأصل وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب 8/ 258.
[7] لم يذكر ابن حجر له كنية (تهذيب التهذيب 1/ 236) .(3/69)
وَحُمَيْدُ بْنُ هِلَالِ بْنِ هُبَيْرَةَ [1] .
وَسِنَانُ بْنُ سَلَمَةَ أَبُو جُبَيْرٍ [2] .
جَبْلَةُ بْنُ سُحَيْمٍ أَبُو سُرَيْرَةَ.
أَبُو شُرَيْحٍ عَمْرُو بْنُ خُوَيْلِدٍ.
اسْمُ أبي خلدة الحنفي سليط بن عطية. (283 ب) اسْمُ أَبِي السِّوَارِ الْعَدَوِيِّ حَسَّانُ بْنُ حُرَيْثٍ.
أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ هُوَ اسْمُهُ، وَقَدْ قِيلَ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ.
اسْمُ أَبِي الْجُودِيِّ الْحَارِثُ بْنُ عُمَيْرٍ شَامِيٌّ.
إِسْمَاعِيلُ [3] عَنْ [4] قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، وَاسْمُ أَبِي حَازِمٍ عَوْفُ بْنُ عَبْدِ الْحَارِثِ.
حُجْرُ بْنُ قَيْسٍ الْمَدْرِيُّ [5] .
اسْمُ أَبِي الزِّنْبَاعِ صَدَقَةُ بْنُ صَالِحٍ.
أَبُو سَلِيطٍ الْبَدْرِيُّ أَسِيرَةُ بْنُ عَمْرٍو.
أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ.
أَبُو حَيَّانَ الَّذِي رَوَى عَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ اسْمُهُ مُنْذِرٌ الاشجعي.
أبو خالد الوالبي اسمه هرم.
__________
[1] كنيته أبو نصر (تهذيب التهذيب 3/ 51) .
[2] في الأصل «حنين» وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب 4/ 241. حيث أورد أنه يكنى أبا عبد الرحمن، ويقال أبو جبير ويقال أبو بشر.
[3] إسماعيل بن قيس الأنصاري (الذهبي: ميزان الاعتدال 1/ 245) .
[4] في الأصل «بن» وهو خطأ.
[5] لم يذكر له كنية في تهذيب التهذيب 2/ 215.(3/70)
أَبُو الْعَنْبَسِ سَعِيدُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ عُبَيْدٍ، وَعُبَيْدٌ هُوَ أَبُو سَعِيدٍ رَضِيعُ عَائِشَةَ، رَوَى عَنْهُ ابْنُ عَوْنٍ [1] وَشُعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ.
أَبُو الْجَلْدِ جِيلَانُ بْنُ فَرْوَةَ.
أَبُو الْعَجْفَاءِ السُّلَمِيُّ هَرَمُ بْنُ نُسَيْبٍ.
أَبُو مَعْبَدَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسِ نَافِذٌ [2] .
أَبُو الزَّعْرَاءِ يَحْيَى بْنُ الْوَلِيدِ بن مسير الطَّائِيُّ.
أَيُّوبُ بْنُ كَيْسَانَ أَبُو بَكْرٍ السَّخْتِيَانِيُّ، وَكَيْسَانُ أَبُو تَمِيمَةَ مَوْلَى عَنْزَةَ.
دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ.
دِينَارُ بْنُ الْعُذَافِرِ مَوْلَى بَنِي قُشَيْرٍ.
وَدِينَارٌ مَوْلَى لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ.
وَخَالِدٌ الْحَذَّاءُ بْنُ مِهْرَانَ أَبُو مبارك.
«قال علي بن المديني: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمَهْدِيِّ: يَزِيدُ الْفَارِسِيُّ الَّذِي رَوَى عَنْهُ عَوْفُ [3] يَزِيدُ بْنُ هُرْمُزٍ. قَالَ: فَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ [4] سَلْهُ مِمَّنْ سَمِعَهُ؟ قَالَ: فَسَأَلْتُهُ. فَقَالَ: مَا زِلْنَا نَسْمَعُهُ.
حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ [5] قَالَ: ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ الْفَارِسِيِّ وَكَانَ كَاتِبًا لِابْنِ عَبَّاسٍ» [6] . قال أحمد: وهو يزيد بن
__________
[1] عبد الله بن عون بن أرطبان.
[2] ذكر ذلك الامام أحمد في كتاب العلل ومعرفة الرجال 1/ 359.
[3] عوف بن أبي جميلة الأعرابي.
[4] القطان.
[5] ابن حنبل.
[6] الخطيب: موضع أوهام الجمع والتفريق 1/ 339.(3/71)
هُرْمُزٍ [1] .
أَبُو ثَعْلَبَةَ الْخُشْنِيُّ جُرْهُمُ بْنُ نَاشِمٍ.
إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي فَزَارَةَ رَاشِدُ بْنُ كَيْسَانَ.
أَبُو عِمْرَانَ الْجُونِيُّ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حبيب بن خنيس.
أَبُو الْجَوْزَاءِ أَوْسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ.
أَبُو حَبْرَةَ شِيحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ.
أَبُو رَجَاءَ الْعُطَارَدِيُّ عِمْرَانُ بْنُ تَيْمٍ، وَقَدْ قَالُوا: مِلْحَانُ.
أَبُو الْمُلَيْحِ الْهُذَلِيُّ عَامِرُ بْنُ أُسَامَةَ بْنِ عُمَيْرٍ الْهُذَلِيُّ.
نُبَيْحٌ الْعَنْزِيُّ أَبُو عَمْرٍو.
أَبُو العشراء أسامة بن مالك بن قهطم.
وقالوا: عطارد بن برز.
وقالوا: سيار أو ابْنِ سَيَّارِ بْنِ بِلْزٍ.
وَأَبُو تَمِيمَةَ طَرِيفُ بْنُ مُجَالِدٍ.
أَبُو بَكْرَةَ نُفَيْعُ بْنُ الْحَارِثِ. (284 أ) وَنَافِعٌ وَنُفَيْعٌ وَزِيَادٌ هُمْ بَنُو سُمَيَّةَ، وَهُمْ إِخْوَةٌ.
عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ. اسْمُ أَبِي رباح أسلم مولى حبيبة بنت ميسرة بن [أَبِي] [2] خَيْثَمَ.
أَبُو إِسْحَاقَ [3] عَنِ التَّمِيمِيِّ اسْمُهُ أربدة [4] .
__________
[1] قال ابن حجر: يزيد الفارسيّ البصري. قال بعضهم أنه يزيد بن هرمز، والصحيح أنه غيره (تهذيب التهذيب 11/ 374) .
[2] الزيادة من تهذيب التهذيب 7/ 200.
[3] السبيعي.
[4] أربدة هو التميمي راوي التفسير عن ابن عباس، روى عنه أبو إسحاق السبيعي وحده (تهذيب التهذيب 1/ 197) .(3/72)
أَبُو حُرَيْزٍ قَاضِي سَجِسْتَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُسَيْنٍ.
أَبُو بُلْجٍ اسْمُهُ جَارِيَةُ بْنُ بُلْجٍ، رَوَى عَنِ الْحَارِثِ لَنَا.
أَبُو بُلْجٍ الَّذِي رَوَى عَنْهُ هُشَيْمٌ يَحْيَى بْنُ أَبِي سَلِيمٍ.
أَبُو الْمُهَلَّبِ اسْمُهُ عَمْرُو بْنُ مُعَاوِيَةَ.
اسْمُ أَبِي رَمْثَةَ رِفَاعَةُ بْنُ يَثْرِبِيِّ.
وَأَبُو تَمِيمٍ الجيشانيّ عيسى بن هاني.
أَبُو الْهَيْثَمِ الْعَطَّارُ اسْمُهُ عَدِيٌّ.
أَبُو مُرَّةَ مَوْلَى عُقَيْلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يَزِيدُ.
أَبُو هياج الأسدي حيان بن حصين.
أبو العدبس مَنِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ.
أَبُو إِبْرَاهِيمَ عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ.
عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ.
حَبِيبُ بْنُ صُهْبَانَ أَبُو مَالِكٍ.
نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ أَبُو مُحَمَّدٍ.
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ أَبُو حَفْصٍ.
أَبُو عَاصِمٍ رِفَاعَةُ بْنُ شَدَّادٍ.
أَبُو عَاصِمٍ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ قَتَادَةَ اللَّيْثِيُّ.
أَبُو عَاصِمٍ الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي بِزَّةَ [1] .
أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُغَفِّلٍ.
عَائِذُ بْنُ عَمْرٍو أَبُو هُبَيْرَةَ.
عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ أبو داود.
__________
[1] في ترجمته في تهذيب التهذيب 8/ 310 «أبو عبد الله ويقال أبو عاصم القارئ المخزومي مولاهم» .(3/73)
عُمَيْرُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو يَحْيَى.
أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ أَبُو يَحْيَى.
حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، اسْمُ أَبِي ثَابِتٍ هِنْدٌ [1] .
أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ أَخُو الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ.
أَبُو بَحْرٍ مَيْمُونُ بْنُ سِيَاهٍ.
أَبُو بَحْرٍ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ.
أَبُو بَحْرٍ الْفُرَاتُ بْنُ أَحْنَفَ، أَبُو بَحْرٍ الْهِلَالِيُّ.
إِسْمَاعِيلُ بْنُ شَرْوَسَ أَبُو الْمِقْدَامِ الصَّنْعَانِيُّ.
سَدِيرُ بْنُ حُكَيْمٍ الصَّيْرَفِيُّ كُوفِيٌّ.
غَالِبُ بْنُ خُطَّافٍ الْقَطَّانُ.
حَبَّةُ بْنُ جُوَيْنِ [2] الْعَرَبِيُّ.
مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ الْأَسَدِيُّ حَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو نُعَيْمٍ [3] ، وَرَوَى [4] عَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَهُوَ ثِقَةٌ.
«وَمُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ الْمُرْهِبِيُّ وَهُوَ لَيِّنٌ» [5] .
«وَمُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ الْقَاصُ قَاصُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ مَدِينِيٌّ ثِقَةٌ» [6] .
وَمُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ الزَّيَّاتُ مَدِينِيٌّ، يَرْوِي عَنْهُ أَبُو عامر [7] وعثمان بن
__________
[1] في الأصل «هندي» وانظر تهذيب التهذيب 2/ 178.
[2] في الأصل «جوير» وهو تصحيف (تهذيب التهذيب 2/ 176) .
[3] الفضل بن دكين.
[4] في الأصل «ورواه» وانظر تهذيب التهذيب 9/ 412.
[5] ابن حجر: تهذيب التهذيب 9/ 413.
[6] المصدر السابق 9/ 414.
[7] عبد الملك بن عمرو العقدي.(3/74)
عُمَرَ [1] .
وَمُحَمَّدُ بْنُ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ، رَوَى عَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ.
مُسْلِمُ بْنُ مَحْبُوقٍ، رَوَى عَنْهُ الثَّوْرِيُّ، وَكَنَاهُ شُعْبَةُ وَقَالَ: أَبُو مَيْمُونَةَ.
مُسْلِمُ بْنُ كَيْسَانَ الْأَعْوَرُ أَبُو الْهَيْثَمِ.
عَمَّارٌ صَاحِبُ الْقَصَبِ.
أَبُو يَحْيَى زِيَادٌ الَّذِي يَرْوِي عنه عطاء بن السائب وحصين [2] (284 ب) اسْمُهُ زِيَادٌ الْمَكِّيُّ [3] .
أَبُو مَاوِيَةَ عَنْتَرَةُ [4] ، يَرْوِي عَنْهُ الشَّيْبَانِيُّ، وَالَّذِي يَرْوِي عَنْهُ دَاوُدُ ابْنُ أَبِي هِنْدٍ أَبُو مَاوِيَةَ لَيْسَ هُوَ هَذَا هُوَ آخَرُ.
أَبُو الْعُبَيْدَيْنِ مُعَاوِيَةُ بْنُ سَبُرَةَ.
أَبُو إِسْحَاقَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّبِيعِيُّ، بَقِيَ إِلَى وِلَايَةِ يُوسُفَ بْنِ عُمَرَ [5] ، ذَهَبَ بِهِ بَنُوهُ إِلَى الْحِيرَةِ وَقَدْ كَبِرَ فَأَحْدَثَ عَلَى الدَّابَّةِ فِي الطَّرِيقِ.
«وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ فِي مَسْجِدِهِ- لَيْسَ مَعَنَا ثَالِثٌ- فَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ: كَانَ قَدِ اخْتَلَطَ فَإِنَّمَا تَرَكُوهُ مَعَ ابْنِ عُيَيْنَةَ لِاخْتِلَاطِهِ» [6] ، وَيُوسُفُ بْنُ عُمَرَ هُوَ الَّذِي صَلَبَ زيد بن علي، ولم
__________
[1] التيمي المدني (تهذيب التهذيب 7/ 143) .
[2] حصين بن عبد الرحمن.
[3] ترجمته في تهذيب التهذيب 3/ 391، وقد تكررت في الأصل عبارة «الَّذِي يَرْوِي عَنْهُ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ وَحُصَيْنٌ» .
[4] عنترة بن عبد الرحمن الكوفي الشيبانيّ.
[5] في الأصل «عمرو» والصواب ما أثبته وهو الفزاري والي العراق.
[6] الذهبي: ميزان الاعتدال 3/ 270.(3/75)
يَسْمَعْ أَبُو إِسْحَاقَ مِنْ عَلْقَمَةَ شَيْئًا، وَقَدْ رَأَى زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ.
قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: اسْمُ أَبِي الْمِحْجَلِ الرُّدَيْنِيِّ مُرَّةُ، وَاسْمُ أَبِي عروبة أبي [1] سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ مِهْرَانُ.
أَبُو هَانِئٍ الْخَوْلَانِيُّ حُمَيْدُ [2] بْنُ هَانِئٍ.
أُمُّ الدَّرْدَاءِ الْكُبْرَى خَيْرَةُ [3] ، وَأُمُّ الدَّرْدَاءِ الصُّغْرَى هُجَيْمَةُ، وَحَكَى يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ عَنْ أَبِي مِسْهَرٍ [4] خِلَافَ هَذَا.
إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ أَبُو أَسْمَاءَ.
وَأَبُو الْوَازِعِ زُهَيْرُ بْنُ مَالِكٍ رَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ وَإِسْرَائِيلُ.
وَأَبُو الْوَازِعِ الْبَصْرِيُّ الرَّاسِبِيُّ جَابِرُ بْنُ عَمْرٍو.
أَبُو الْكُنُودِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْفٍ.
أَبُو عَطِيَّةَ الْوَادِعِيُّ مَالِكُ بْنُ عَامِرٍ هَمْدَانِيٌّ.
أَبُو إِيَاسٍ عَامِرُ بْنُ عَبْدَةَ بَجَلِيٌّ.
أَبُو ثَابِتٍ أَيْمَنُ بْنُ ثَابِتٍ.
مَرْثَدُ بْنُ غِفَارَةَ أَبُو الْمُثَنَّى كُوفِيٌّ [5] .
رَوَى سُفْيَانُ وَمِسْعَرٌ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ رَيَاحٍ كُوفِيٌّ.
وَعِمْرَانُ بْنُ مُسْلِمٍ الْجُعْفِيُّ كُوفِيّ صَاحِبُ سُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ.
وَعِمْرَانُ بْنُ مُسْلِمٍ الْقَصِيرُ بَصْرِيٌّ رَوَى عَنْهُ مُعَاذُ بن معاذ.
ومحمد بْنُ عَلِيٍّ السُّلَمِيُّ أَخُو مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ لأمه.
__________
[1] في الأصل «ابن أبي» .
[2] في الأصل «حبي» والتصويب من طبقات خليفة 295 وتهذيب التهذيب 12/ 262.
[3] خيرة بنت أبي حدرد (تهذيب التهذيب 12/ 466) .
[4] عبد الأعلى بن مسهر الدمشقيّ.
[5] لم أجده في المصادر الأخرى ومرثد رسمها غير واضح في الأصل.(3/76)
حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ.
أَبُو عَمْرٍو مَنْصُورُ بْنُ زَاذَانَ وَاسِطِيٌّ ثِقَةٌ ثِقَةٌ، رَوَى عَنْهُ هُشَيْمٌ وَشُعْبَةُ وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ الثَّوْرِيُّ.
سمعت (285 أ) أَبَا الصَّلْتِ [1] الْهَرْوِيَّ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ: قُلْتُ لِهُشَيْمٍ: مَنْ مَنْصُورُ بْنُ زَاذَانَ؟ قَالَ: كَانَ يُصَلِّي الْغَدَاةَ لَا يُكَلِّمُ أَحَدًا حَتَّى تَطْلَعَ الشَّمْسُ، فَإِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ قَامَ فَصَلَّى إِلَى نَحْوِ الزَّوَالِ، وَيَدْخُلُ مَنْزِلَهُ، ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى الظُّهْرِ، وَيُصَلِّي مَا بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، ثُمَّ يُصَلِّي الْعَصْرَ وَيُسَلِّمُ عَلَيْنَا، فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ مَرِيضٍ، هَلْ مِنْ جِنَازَةٍ، فَإِنْ كَانَ، قَامَ فَتَبِعَ أَوْ عَادَ، ثُمَّ صَلَّى الْمَغْرِبَ، فَصَلَّى مَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، ثُمَّ صَلَّى الْعِشَاءَ ثُمَّ يَدْخُلُ مَنْزِلَهُ. قُلْتُ: كَمْ كَانَ هَذَا حَالَهُ؟ قَالَ: أَرْبَعِينَ سَنَةً.
قُلْتُ: مِنْ أَيْنَ كَانَ مَعِيشَتُهُ؟ قَالَ: كَانَ لَهُ ... [2] .
حَدَّثَنِي [3] الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ [4] قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ قَالَ:
ثنا شُعْبَةُ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ قَالَ: صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ فِيمَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ فَقَرَأَ الْقُرْآنَ، وَبَلَغَ فِي الثَّانِيَةِ إِلَى النَّحْلِ [5] .
حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ:
أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ: يَا أبا عمرو [6] ما بال
__________
[1] عبد السلام بن صالح الهروي (تهذيب التهذيب 6/ 319) .
[2] وقع هنا سقط في الأصل وهو نهاية الجزء السابع والعشرين.
[3] وهو بداية الجزء الثامن والعشرين وأوله «أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل الدارقطنيّ البغدادي بها قال: ثنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه النحويّ قال: ثنا أبو يوسف يعقوب بن سفيان قال ... » .
[4] الدوري البغدادي.
[5] أوردها أبو نعيم في الحلية 3/ 58.
[6] في الأصل «عمر» وانظر تهذيب التهذيب 3/ 481.(3/77)
ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ [1] لَا يُرَى. وَقَالَ حَمَّادٌ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: أَنَّ رَجُلًا جَاءَ فَنَادَى يَسْتَأْذِنُ أَبَا عِيسَى عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَ عُمَرُ: مَنْ أَبُو عِيسَى؟ قَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ: أَنَا.
فَقَالَ عُمَرُ: وَهَلْ لِعِيسَى مِنْ أَبٍ! فَكَنَاهُ بِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُهْمَانَ عَنْ سَفِينَةَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: أَبُو كُرَيْزٍ الزَّبِيدِيُّ بْنُ الْحَارِثِ بن جمهان.
قِيلَ لِعَلِيٍّ: اسْمُ أَبِي رَافِعٍ الصَّائِغُ؟ قَالَ: لَا أَعْرِفُ لَهُ اسْمًا.
قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بن حفص قال: ثنا أبي قال: حدثنا الْأَعْمَشُ قَالَ:
ثنا أَبُو السَّفَرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: مَرَّ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أُصْلِحُ خُصًّا لَنَا، قَالَ: مَا تَصْنَعُ؟ قُلْتُ: أُصُلِحُ خصا لنا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: الْأَمْرُ أَسْرَعُ مِنْ ذَلِكَ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا السَّفَرِ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الْبَرَاءِ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ. اسْمُ أَبِي السَّفَرِ سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ، وَلُغَةُ أَهْلِ الْيَمَنِ إِذَا قَالُوا أَحْمَدُ إِنَّمَا يَقُولُ يُحْمَدُ يَجْعَلُونَ الْأَلِفْ يَاءً، وَامْرَأَتُهُ أُمُّ حَيَّةَ وَهِيَ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَفَرٍ. رَوَى يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ [2] وَمَالِكُ بْنُ مُغَوِّلٍ عَنْ أَبِي السَّفَرِ، وَرَوَى سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ عَنِ ابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ، وَهُوَ مِنْ هَمْدَانِ ثَوْرٍ وَهُمْ أَهْلُ بَيْتِ عِلْمٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو النعمان [3] قال: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب [4]
__________
[1] ابن شماس الخزرجي (تهذيب التهذيب 2/ 14) .
[2] في الأصل يوجد «إسحاق» قبل «أبي إسحاق» وهي زائدة نسي الناسخ ان يضرب عليها فحذفتها.
[3] محمد بن الفضل السدوسي.
[4] السختياني.(3/78)
وَهِشَامٍ [1] وَيَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ عَنْ مُحَمَّدٍ [2] أَنَّ شُرَيْحًا كَانَ لَا يَبْرَأُ مِنَ الدَّاءِ حَتَّى نُرِيَهُ إِيَّاهُ. قَالَ يَحْيَى: يَقُولُ بَرِئْتُ مِنْ كذا وكذا فادخل ذا بين (288 ب) ظَهْرَانَيْ ذَلِكَ لَمْ يَبْرَأْ حَتَّى نُرِيَهُ ذَلِكَ الْعَيْبَ.
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ أَصَحُّ مَا يَكُونُ وَحُكْمٌ لَا يَجُوزُ خِلَافُهُ، وَهَذَا شُرَيْحٌ الْقَاضِي وَهُوَ ابْنُ شُرَحْبِيلَ وَيَقُولُونَ شَرَاحيِلَ وَهُوَ وَاحِدٌ.
وَشُرَيْحُ بْنُ هَانِئٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا [3] عَنْ عَامِرٍ [4] قَالَ: حَدَّثَنِي شُرَيْحُ بْنُ هَانِئٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي عائشة: إن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَحَبَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كَرِهَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِقَاءَهُ، وَالْمَوْتُ قَبْلَ لِقَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. وَشُرَيْحُ بْنُ أَرْطَأَةَ وَكَانَ ثِقَةً.
وَشُرَيْحُ بْنُ النُّعْمَانِ الصَّائِدِيُّ رَوَى عَنْهُ أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ عَلِيٍّ أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَسْتَشْرِفَ الْعَيْنَ وَالْأُذُنَ. حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ [5] عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ الْجُعْفِيِّ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ قَالَ: لَيْسَ شَيْءٌ أَغْيَظَ إِلَيْهِ مِنَ التَّعَوُّذِ- يَعْنِي إِبْلِيسَ لَعَنَهُ اللَّهُ-.
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله صلى الله
__________
[1] ابن حسان القراديسي.
[2] ابن سيرين.
[3] زكريا بن أبي زائدة.
[4] الشعبي.
[5] الثوري.(3/79)
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَبَّرَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حَتَّى تُرَى إِبْهَامَاهُ قَرِيبًا مِنْ أُذُنَيْهِ. حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يُحَدِّثُ قَوْمًا فِيهِمْ كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ افْتَتَحَ الصَّلَاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ. حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ النَّمِرِيُّ [1] قَالَ: ثنا خَالِدٌ [2] قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْبَرَاءِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ كَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ. حَدَّثَنَا سَعِيدٌ [3] قَالَ: ثنا خَالِدٌ [4] بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ وَقَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ كَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنِ الْبَرَاءِ مِثْلَهُ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ عَنِ ابن فضيل [5] عن يزيد مثله (289 أ) قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى كَانَتَا عِنْدَ مَنْكِبَيْهِ وَحَاذَى بِإِبْهَامَيْهِ أُذُنَيْهِ.
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ افْتَتَحَ الصَّلَاةَ كَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى كَادَتَا أَنْ تُحَاذِيَا أُذُنَيْهِ.
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي شيبة عن هشيم باسناده مثله.
__________
[1] حفص بن عمر الأزدي الحوضيّ.
[2] خالد بن عبد الله الطحان الواسطي.
[3] ابن منصور.
[4] خالد بن عبد الله الطحان الواسطي.
[5] محمد بن فضيل بن غزوان.(3/80)
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ وَابْنُ قُعْنُبٍ [1] وَسَعِيدٌ قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ:
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ- بِمَكَّةَ- عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عن البراء ابن عَازِبٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ. قَالَ سُفْيَانُ: فَلَمَّا قَدِمْتُ الْكُوفَةَ سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ وَزَادَ فِيهِ: «ثُمَّ لَا يَعُودُ» ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ لَقَّنُوهُ، وَكَانَ بِمَكَّةَ يَوْمَئِذٍ أَحْفَظَ مِنْهُ يَوْمَ رَأَيْتُهُ فِي الْكُوفَةِ، وَقَالُوا لِي أَنَّهُ قَدْ تَغَيَّرَ حِفْظُهُ- هَذَا لَفْظُ الْحُمَيْدِيِّ-.
وَرَأَيْتُ فِي كِتَابِ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ قَالَ: حَدِيثُ الْبَرَاءِ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يَرْفَعُ يَدَيْهِ لَيْسَ هُوَ بِصَحِيحِ الْإِسْنَادِ. وَظَنَنْتُ أَنَّ الَّذِي حَكَى لَمْ يَضْبِطْ كَلَامَ يَحْيَى «لِأَنَّ يَزِيدَ بْنَ أَبِي زِيَادٍ وَإِنْ كَانَ قَدْ تَكَلَّمَ النَّاسُ فِيهِ لِتَغَيُّرِهِ فِي آخِرِ عُمْرِهِ، فَهُوَ عَلَى الْعَدَالَةِ وَالثِّقَةِ وَإِنْ لَمْ يكن مثل منصور والحكم [2] » و [3] الأعمش فَهُوَ مَقْبُولُ الْقَوْلِ ثِقَةٌ.
«حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ يَرِيمَ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ أَسْعَدَ الْهَمْدَانِيِّ- قَالَ زُهَيْرُ [4] بْنُ مُعَاوِيَةَ: وَكَانَ إِمَامًا فِي مَسْجِدِهِمْ- قَالَ: رَأَيْتُ قَيْسَ بْنَ سَعْدٍ وَنَحْنُ بِمَسْكَنٍ فَرَأَيْتُهُ بَالَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْنِ لَهُ مِنْ أَزِيدَجَ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَثَرِ أَصَابِعِهِ عَلَى الْخُفَّيْنِ، ثُمَّ تَقَدَّمَ فَأَمَّنَا وَنَحْنُ عَشْرَةُ آلاف» [5] .
__________
[1] عبد الله بن مسلمة بن قعنب.
[2] ابن عتيبة الكندي.
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 331 ويحذف «في آخر عمره» وهو اختصار مخلّ، ويزيد بن أبي زياد هو القرشي الهاشمي.
[4] في الأصل «زهير بن حرب بن معاوية» و «حرب» زائدة فحذفتها، وزهير بن حرب آخر هو الحافظ النسائي، اما هذا فهو الجعفي يروي عن أبي إسحاق السبيعي.
[5] الخطيب: تاريخ بغداد 14/ 356 ووقع فيه «يريم أبي العلاء ابن أسعد الهمدانيّ» .(3/81)
وَزُهَيْرٌ [1] عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ [2]- قَالَ: وَكَانَ إِمَامَ مَسْجِدِهِمْ- قَالَ:
كُنْتُ مَعَ قَيْسِ بْنِ سَعد بْنِ عُبَادَةَ فِي شَرَطِهِ وَهُمْ عَشْرَةُ آلَافٍ بَعَثَهُ عَلِيٌّ، وَكَانَ خَادِمَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: وَعِنْدِي أَبُو مَيْسَرَةَ فَقَالَ أَبُو مَيْسَرَةَ: أَنْتَ رَأَيْتَهُ يَا أَبَا الْعَلَاءِ؟ قَالَ: نَعَمْ.
إِبْرَاهِيمُ مَوْلَى بني هاشم وهو إبراهيم قعيس.
حدثني (289 ب) أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ عَنْ عُبَيْدَةَ [3] عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ عِنْدِي مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
قَالَ أَبُو حَفْصٍ الْأَبَّارُ: أَوَّلُ مَا طَلَبْتُ الْحَدِيثَ رَأَيْتُ أَهْلَ الْعِلْمِ يُنْكِرُونَ حَدِيثَهُ، وَكَذَلِكَ حَمَّادُ بْنُ يَحْيَى الْأَبَحُّ كُنْتُ أَرَى لَهَؤُلَاءِ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ يَتَّقُونَ حَدِيثَهُمَا وَيَسْتَخْفُونَ بِحَدِيثِهِمَا.
وَكَذَلِكَ رَأَيْتُهُمْ يَسْتَثْقِلُونَ أَبَا يَحْيَى [4] الْحُمَّانِيَّ وَيَتَحَفَّظُونَ مِنْ حَدِيثِهِ.
«وَأَمَّا الْحُمَّانِيَّ فأن أحمد بن حنبل سيّئ الرَّأْيِ فِيهِ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُتَحَرٍّ فِي مذهبه، مذهبه أحمد من مذهب غيره» [5] .
__________
[1] زهير بن معاوية الجعفي، وهذه الرواية عنه بواسطة عبيد الله ابن موسى كما في الاسناد السابق.
[2] السبيعي.
[3] عبيدة بن حميد الحذاء الكوفي (تهذيب التهذيب 7/ 81) .
[4] عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني الكوفي (تهذيب التهذيب 12/ 277) .
[5] الخطيب: تاريخ بغداد 14/ 174.(3/82)
وَأَمَّا مُجَالِدٌ وَالْأَجْلَحُ [1] فَقَدْ تَكَلَّمَ النَّاسُ فِيهِمَا، وَمُجَالِدٌ عَلَى حَالٍ أَمْثَلَ مِنَ الْأَجْلَحِ.
بَدْرٌ أَبُو شُجَاعٍ كُنْتُ أَرَى الْكُهُولَ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ يَتَحَفَّظُونَ مِنْ حَدِيثِهِ.
«حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ [2] قَالَ: أَخْبَرَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَهُوَ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ مُسْتَقِيمُ الْحَدِيثِ» [3] ، وَكَانَ قَاضِيًا عَلَى الرِّيِّ، قَدْ رَوَى عَنْهُ حَكَّامُ بْنُ سَالِمٍ [4] الرَّازِيُّ «وَحَكَّامٌ ثِقَةٌ» [5] .
حَدَّثَنَا أبو نعيم وقبيصة قالا: ثنا سفيان عن أَبِي رَبَاحٍ كُوفِيٍّ عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ وَاسْمُهُ سَعْدُ بْنُ إِيَاسٍ.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ أَبِي كِبْرَانَ الْحَسَنِ بْنِ عُقْبَةَ الْمُرَادِيِّ وَهُوَ ثِقَةٌ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: إِذَا سَمِعْتَ مِنِّي شَيْئًا فَاكْتُبْهُ وَلَوْ عَلَى جِدَارٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ كُوفِيٌّ أَسْلَمِيٌّ وَهُوَ ثِقَةٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا أَبُو سِنَانٍ سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ الشَّيْبَانِيُّ قَالَ:
سَمِعْتُ عَنْتَرَةَ [6] قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ لِلنَّاسِ إِيَّايَ وَهَذَا السَّوَادَ. وهذا الصَّغِيرُ «ثِقَةٌ» [7] ، وَالْكَبِيرُ حَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو نُعَيْمٍ عن سفيان عن أبي سنان
__________
[1] يحيى بن عبد الله أبو حجيّة الكندي الكوفي الشيعي (ميزان الاعتدال 4/ 388) .
[2] ابن المبارك.
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 8/ 155 ويحذف «ثقة» ، وعنبسة هو الاسدي الكوفي أبو بكر.
[4] في تهذيب التهذيب 2/ 422 «سلم» .
[5] ابن حجر: تهذيب التهذيب 2/ 422.
[6] عنترة بن عبد الرحمن الكوفي الشيبانيّ (تهذيب التهذيب 8/ 162) .
[7] ابن حجر: تهذيب التهذيب 4/ 46.(3/83)
ضِرَارِ بْنِ مُرَّةَ «وَهُوَ خِيَارٌ ثِقَةٌ» [1] .
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سِيَاهٍ [2] قَالَ: حَدَّثَنِي حبيب بن أبي ثابت عن ابن عمر قال: ما أجدني آسى عَلَى شَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا أَنِّي لَمْ أُقَاتِلِ الْفِئَةَ الْبَاغِيَةَ. وَابْنُهُ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَرْوِي عَنِ الْأَعْمَشِ وَهُوَ «ثِقَةٌ» [3] .
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَطَاءِ بن السائب ح.
وَحَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ وَعَطَاءٌ ثقة، حديثه حجة، ما روى عنه سفيان وشعبة وحماد بن سلمة، وسماع هؤلاء سماع قديم، وكان عطاء تغير بأخرة فرواية جرير [4] وابن فضيل وطبقتهم ضعيفة.
حدثنا أبو نعيم قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْأَقْمَرِ عَنْ «أَبِي حُذَيْفَةَ وَاسْمُهُ يَزِيدُ بْنُ صُهَيْبَةَ» [5] . وَعَلِيٌّ وَأَبُو حُذَيْفَةَ ثِقَتَانِ» [6] .
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ «أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَ أَبُو حُذَيْفَةَ سَلَمَةُ بْنُ صُهَيْبَةَ» [7]- هَكَذَا قَالَ- وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ [8] .
قَالَ: كَانَ مَعَنَا فِي سَفَرٍ، فَلَمْ يَزَلْ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ حَتَّى انصرفنا.
__________
[1] في الأصل بالحاشية.
[2] الاسدي الحماني الكوفي قال ابن حجر: «وثقة يعقوب بن سفيان» (تهذيب التهذيب 6/ 341) .
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 347 وهو الاسدي الحماني.
[4] الضبي.
[5] هو سلمة بن صهيب ويقال ابن صهيبة الهمدانيّ الأرحبي وسماه يعقوب يزيد (تهذيب التهذيب 4/ 148) .
[6] ، (7) ابن حجر: تهذيب التهذيب 4/ 148 ولم يذكر «علي» .
[8] ابن مسعود.(3/84)
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان [1] عن عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رَفِيعٍ، وَرَوَى عَنْهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ وَجَرِيرٌ [2] قَدْ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ.
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الشَّيْبَانِيُّ [3] عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رَفِيعٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا مَحْذُورَةَ جَاءَ وَقَدْ أذَّنَ إنسان قَبْلَهُ، فَأَذَّنَ ثُمَّ أَقَامَ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ فِي عِدَادِ الْمَكِّيِّينَ وَهُوَ ثِقَةٌ يَقُومُ حَدِيثُهُ مَقَامَ الْحُجَّةِ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ ثُمَّ السَّبِيعِيِّ وَهُوَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدٍ [4] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ السُّلَمِيِّ.
وَقَالَ سُفْيَانُ: عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ سُلَيْمَانَ [5] بْنِ مِهْرَانَ الْأَعْمَشِ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ أَبِي يَحْيَى الْحَضْرَمِيِّ.
قَالَ: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ أَبِي يَحْيَى.
وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ حَبِيبِ بْنِ كِنْدِيِّ وَهُوَ حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ جَمَلِيٌّ ثِقَةٌ [6] إِلَّا أَنَّهُ كَانَ مُرْجِئًا. قَالَ أَحْمَدُ: خَبِيثٌ.
وَقَالَ سُفْيَانُ عَنْ «زُبَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ الْيَامِيِّ ثقة ثقة خيار الا أنه كان
__________
[1] الثوري.
[2] الضبي.
[3] أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان.
[4] في الأصل «حنش» والصواب ما أثبته، وعمرو بن عبد الله بن حنش آخر غير أبي إسحاق السبيعي (تهذيب التهذيب 8/ 62، 63) .
[5] في الأصل «سليم» انظر طبقات خليفة 164.
[6] في تهذيب التهذيب 8/ 103 «وثقة يعقوب بن سفيان» .(3/85)
يَمِيلُ إِلَى التَّشَيُّعِ» [1] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي قَيْسٍ وَهُوَ لَا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ: حدثنا سفيان عن (290 ب) وَاصِلٍ الْأَحْدَبِ وَهُوَ ثِقَةٌ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عن عمران بن مسلم الجعفي ثقة كوفي.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ «زِيَادِ بْنِ الْفَيَّاضِ ثِقَةٌ ثِقَةٌ كُوفِيٌّ» [2] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ «قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ [3] ثِقَةٌ ثِقَةٌ وَكَانَ مُرْجِئًا كُوفِيًّا» [4] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْأَقْمَرِ يَرْوِي عَنْهُ مَنْصُورٌ [5] وَشُعْبَةُ وَهُوَ ثِقَةٌ كوفي.
حدثني قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ هِلَالٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ زَهْدَمٍ الْحَنْظَلِيِّ قَالَ: قَدِمْنَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفَرٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ. قَالَ: انْتَهَيْنَا إِلَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ: يَدُ الْمُعْطِي الْعُلْيَا، ابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ أُمَّكَ وَأَبَاكَ وَأُخْتَكَ وَأَخَاكَ ثُمَّ أَدْنَاكَ أَدْنَاكَ. فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَؤُلَاءِ بَنُو ثَعْلَبَةَ بْنِ يَرْبُوعَ الَّذِينَ أَصَابُوا فُلَانًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ. فَهَتَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَا إِنَّهَا لَا تَجْنِي نَفْسٌ عَلَى أخرى [6] . حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن عمران قال: سمعت
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 3/ 311.
[2] الجدلي العدوانيّ الكوفي.
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 3/ 381 وفي الأصل كرر «ثقة» ثلاث مرات فحذفت واحدة لأنها زائدة وقد ذكرها ابن حجر مرتين فقط.
[4] ابن حجر: تهذيب التهذيب 8/ 404.
[5] ابن المعتمر.
[6] قول النبي صلى الله عليه وسلم في سنن ابن ماجة 2/ 890 بإسناد آخر.(3/86)
أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ يَقُولُ: كَانَ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ يَقُولُ: ائْتُوا سِمَاكَ بْنَ حَرْبٍ وَعَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عُمَيْرٍ فَإِنَّهُمَا قَدِيمَانِ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ [1] وَأَبُو عَاصِمٍ [2] وَقَبِيصَةُ قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ لَخْمِيٌّ حَافِظٌ سَرَّادٌ، قَدْ رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ وَمِسْعَرٌ، ثِقَةٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ [3] عَنِ «الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ» [4] .
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ «الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ» [5] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ عن أبي معاوية البجلي بياع السابري [6] كوفي لَا بَأْسَ بِهِ، وَابْنُهُ مُعَاوِيَةُ لَا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ نُسَيْرِ بْنِ ذُعْلُوقٍ أَبِي طُعْمَةَ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ أُسَيْدِ بْنِ إسماعيل عن عبد الرحمن ابن أبي كريمة مولى بني هاشم.
وقال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَقَدْ روى سماك عن حنش الكناني وهو ابن المعتمر.
وقال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِيهِ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقِ بن حمزة الثوري، ومسروق شهد (291 أ) الجمل مع علي رضي الله عنه.
__________
[1] الفضل بن دكين.
[2] الضحاك بن مخلد.
[3] الثوري.
[4] ابن حجر: تهذيب التهذيب 1/ 341 وهو العبديّ.
[5] ابن حجر: تهذيب التهذيب 3/ 317 وذكر «تابعي» بدل «كوفي» .
[6] هل هو القاسم بن كثير الخارفي الهمدانيّ الكوفي أبو هاشم (تهذيب التهذيب 8/ 331) .(3/87)
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النجود، وأبو النجود بَهْدَلَةُ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ أَبِي مَرْيَمَ كُوفِيٌّ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ «أَبِي حُصَيْنٍ [1] عُثْمَانِ بْنِ عَاصِمٍ أَسَدِيٌّ شَرِيفٌ ثِقَةٌ ثِقَةٌ كُوفِيٌّ» [2] .
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حُصَيْنٍ يَذْكُرُ أَنَّ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ فِي السِّنِينَ سَنَةً.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ «أَبِي سِنَانٍ ضِرَارِ بْنِ مُرَّةَ الشَّيْبَانِيِّ- وَهُوَ الْكَبِيرُ- ثِقَةٌ ثِقَةٌ كُوفِيٌّ» [3] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَالِمٍ الْأَفْطَسِ مُرْجِئٌ مَوْلًى لِبَنِي أُمَيَّةَ أَصْلُهُ كُوفِيٌّ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي مِسْكِينٍ [4] وَهُوَ لا بأس به.
وقال: حدثنا سفيان عن إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى لَا بَأْسَ بِهِ.
«وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ حُكَيْمِ بْنِ الدَّيْلَمِ [5] وَهُوَ ثِقَةٌ كُوفِيٌّ لَا بَأْسَ بِهِ» [6] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَلْقَمَةَ الْعَمِيِّ وَهُوَ لَا بأس به.
__________
[1] في الأصل «حسين» والصواب ما أثبته انظر (تهذيب التهذيب 7/ 126) .
[2] ابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 127.
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 4/ 457.
[4] الحر بن مسكين الأودي.
[5] في الأصل «الديلميّ» وما أثبته من (تهذيب التهذيب 2/ 449) .
[6] الخطيب: تاريخ بغداد 8/ 262 وابن حجر: تهذيب التهذيب 2/ 449.(3/88)
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهِبٍ، وَهَكَذَا رَوَاهُ قَبِيصَةُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهِبٍ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ عَلَى جَنَائِزَ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ [1] عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:
وَرَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ صَلَّى عَلَى جَنَائِزَ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مَوْهِبٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ طَلْحَةَ يَذْكُرُ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ: أَنَّ أَعْرَابِيَّا عَرَضَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مِنْبَرٍ لَهُ فَقَالَ: أَخْبِرْنِي مَا يُقَرِّبُنِي مِنَ الْجَنَّةِ وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: تَعْبُدُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ وَتَصِلُ الرَّحِمَ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ [2] قَالَ: سَمِعْتُ حَارِثَةَ بْنَ وَهْبٍ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثِقَةٌ كُوفِيٌّ [3] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ شَبِيبِ بْنِ غَرْقَدَةَ، رَوَى عَنْهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ كُوفِيٌّ «ثِقَةٌ» [4] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عن ثابت أبي المقدام الحداد وقد (291 ب) رَوَى عَنْهُ الْحَكَمُ [5] وَالْأَعْمَشُ وَشُعْبَةُ، «ثِقَةٌ كُوفِيٌّ» [6] .
__________
[1] حفص بن عمر النمري.
[2] الجدلي (تهذيب التهذيب 10/ 221) .
[3] التوثيق لمعبد بن خالد.
[4] ابن حجر: تهذيب التهذيب 4/ 309 وهو شبيب بن غرقدة السلمي، ويقال البارقي الكوفي.
[5] ابن عتيبة الكندي.
[6] ابن حجر: تهذيب التهذيب 2/ 16 وهو ثابت بن هرمز الكوفي الحداد.(3/89)
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، وَكَانَ وَلِيَ قَضَاءَ الْكُوفَةِ، وَهُوَ ثِقَةٌ كُوفِيٌّ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ صِلَةَ عَنْ سُحَيْمٍ تَابِعِيُّ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَيَّاشٍ الْعَامِرِيِّ بْنِ سُلَيْمٍ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ هِشَامٍ أَبِي كُلَيْبٍ كُوفِيٌّ مِنْ صَالِحِيهِمْ وَخِيَارِهِمْ ثِقَةٌ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ «الرَّكِينِ بْنِ الرَّبِيعِ الْفَزَارِيِّ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ» [1] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ «أَسْلَمَ الْمُنَقِّرِيِّ شَرِيفٌ ثِقَةٌ» [2] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ زَيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ [3] كُوفِيٌّ ثِقَةٌ.
«وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ هِلَالِ بْنِ خَبَّابٍ كَانَ يَنْزِلُ الْمَدَائِنَ ثِقَةٌ إِلَّا أَنَّهُ تَغَيَّرَ، عَمِلَ فِيهِ السِّنُّ» [4] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ صَالِحٍ الثَّوْرِيِّ [5] لَا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي عَزَّةَ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ [6] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ أَبْجَرَ [7] وَكَانَ من ثقات أهل الكوفة وخيارهم.
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 3/ 288.
[2] ابن حجر: تهذيب التهذيب 1/ 267 ويحذف «شريف» .
[3] ابن حرمل الطائي الكوفي (تهذيب التهذيب 3/ 400) .
[4] الخطيب: تاريخ بغداد 14/ 73 وذكر انه مولى ابن صوحان العبديّ، وابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 78.
[5] صالح بن صالح بن حي (تهذيب التهذيب 4/ 393، وميزان الاعتدال 2/ 295) .
[6] ورد في تهذيب التهذيب 5/ 5 توثيق الفسوي له.
[7] عبد الملك بن سعيد بن حيان.(3/90)
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ، وَمُوسَى هُوَ ابْنُ [1] عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَكُنْيَتُهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ «مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ كُوفِيٌّ مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الْكُوفَةِ وَثِقَاتِهِمْ» [2] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ «مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ» [3] .
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: أَتَيْتُ مُوسَى وَكُنْتُ إِذَا رَأَيْتُهُ كَمَا قَالَ الزُّهْرِيُّ لَوْ رَأَيْتَ طَاوُسًا لَعَلِمْتَ أَنَّهُ لَا يَكْذِبُ، وَذَكَرَهُ سُفْيَانُ فَأَحْسَنَ الثَّنَاءَ عَلَيْهِ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى بن عبد الرحمن ابن أَبِي لَيْلَى.
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ سُفْيَانُ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُفَضَّلُ عَلَى عَمِّهِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى [4] .
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ، وَأَبُو السَّفَرِ سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ رَوَى عَنْهُ أَبُو إِسْحَاقَ وَالْأَعْمَشُ، «وَهُوَ وَابْنُهُ ثِقَتَانِ» [5] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ زِيَادٍ أَبُو عُثْمَانَ الْمُصَفِّرِ [6] مَوْلَى مصعب [7]
__________
[1] في الأصل «أبو» وهو موسى بن عبد الله ويقال ابن عبد الرحمن الجهنيّ أبو سلمة ويقال أبو عبد الله (تهذيب التهذيب 10/ 354) .
[2] ابن حجر: تهذيب التهذيب 9/ 210.
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 10/ 353.
[4] محمد بن أبي ليلى (تهذيب التهذيب 5/ 352) .
[5] ابن حجر: تهذيب التهذيب 4/ 97.
[6] في الأصل «زياد بن عثمان الأصفر» وقد أثبته كما ورد في ق 331 أو 333 أ.
[7] مصعب بن الزبير بن العوام.(3/91)
وهو كوفي ثقة.
وقال: (292 أ) حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ فِرَاسٍ [1] وَهُوَ ابْنُ ابْنِ يحيى خارفي، وَكَانَ مَكِّيًّا، وَفِي حَدِيثِهِ لِينٌ، وَهُوَ ثِقَةٌ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَهُوَ نَخْعِيٌّ ثِقَةٌ «مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الْكُوفَةِ» [2] .
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ بُنْدَارٌ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ [3] قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الحسن بن عمر عن غالب بن عباد عَنْ قَيْسِ بْنِ حَبْتَرَ النَّهْشَلِيِّ.
وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ [4] عَنْ سُفْيَانَ عَنْ غَالِبٍ [5] عَنْ قَيْسِ بْنِ حَبْتَرَ النَّهْشَلِيِّ [6] وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ دَارِيٌّ مِنْ دَارِ قَيْسِ بْنِ حَبْتَرَ.
حَدَّثَنَا أَبُو نعيم قال: ثنا سفيان عن الحسن بن عَمْرٍو الْفُقَيْمِيِّ [7] عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيِّ- قَالَ وَكِيعٌ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِيهِ، وَأَبُو نُعَيْمٍ أَصْوَبُ فِي هَذَا-.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ غَالِبٍ أَبِي الْهُذَيْلِ ثِقَةٌ، روى عنه مسعر [8] وشعبة.
__________
[1] الهمدانيّ الكوفي المكتب (تهذيب التهذيب 8/ 259) .
[2] ابن حجر: تهذيب التهذيب 2/ 292.
[3] ابن مهدي.
[4] محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري يروي عنه بندار (تهذيب التهذيب 9/ 254) .
[5] غالب بن عباد (تهذيب التهذيب 8/ 389) ترجمة قيس بن حبتر.
[6] التميمي الكوفي (تهذيب التهذيب 8/ 389) .
[7] في الأصل «القصمي» وهو تصحيف انظر (تهذيب التهذيب 2/ 310) .
[8] ابن كدام.(3/92)
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ «عُبَيْدٍ الْمُكْتَبِ بْنِ مِهْرَانَ ثِقَةٌ» [1] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ «إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، لَهُ شَرَفٌ وَنَبَالَةٌ، حَدِيثُهُ لَيِّنٌ، كُوفِيٌّ» [2] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ [3] كُوفِيٌّ ثِقَةٌ فِي عِدَادِ الْفُقَهَاءِ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُتْقِنٌ ثِقَةٌ كُوفِيٌّ، كَانَ يَكُونُ بِوَاسِطٍ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ «الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ثِقَةٌ، كُوفِيٌّ» [4] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَأَبُو سُلَيْمَانَ اسْمُهُ مُسْلِمٌ، وَوَلَاءُهُ لِلْأَشْعَرِيِّينَ، سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ رَاهَوَيْهِ يَقُولُ: قَالَ شَرِيكٌ:
كُنْتُ أَتَخَطَّاهُ إِلَى غَيْرِهِ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ مِقْسَمٍ أَبِي هِشَامٍ [5] ثِقَةٌ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ «بَيَانٍ، ثِقَةٌ» [6] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ سُلَيْمَانَ بْنِ خَاقَانَ الشَّيْبَانِيِّ [7] ثِقَةٌ، ذَكَرَ أَنَّهُ خَرَجَ فِي الْبَعْثِ وَإِبْرَاهِيمُ [8] لَا يُذْكَرُ.
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 74.
[2] ابن حجر: تهذيب التهذيب 1/ 168 ولم يذكر «ونبالة» ولا «كوفي» وإبراهيم بن مهاجر هو البجلي أبو إسحاق.
[3] المرادي الكوفي صاحب القصب، قيل اسمه عمار (تهذيب التهذيب 12/ 269) .
[4] ابن حجر: تهذيب التهذيب 8/ 193.
[5] في الأصل «أبو هاشم» والتصويب من (تهذيب التهذيب 10/ 269) .
[6] ابن حجر: تهذيب التهذيب 1/ 506، وهو بيان بن بشر الأحمسي الكوفي.
[7] ترجمته في تهذيب التهذيب 4/ 197.
[8] ابن طهمان.(3/93)
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ طَرِيفٍ، ثِقَةٌ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ وَكُنْيَتُهُ أَبُو زَيْدٍ.
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: حَدَّثَنِي بِهِ عُثْمَانُ [1] عَنْ جَرِيرٍ [2] ، «وَحَدِيثُهُ إِذَا حَدَّثَ عَنْهُ سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ قَامَ مَقَامَ الْحُجَّةِ» [3] .
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان عن يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ وَشَرِيكٌ، داعية أهل الكوفة (292 ب) ، وَهُوَ ثِقَةٌ إِلَّا أَنَّهُ كَبِرَ وَتَغَيَّرَ حِفْظُهُ.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان عن عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ عَامِرٍ وَهُوَ شَيْخٌ نَبِيلٌ «وَفِي حَدِيثِهِ لِينٌ، وَهُوَ ثِقَةٌ كُوفِيٌّ» [4] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، وَاسْمُ أَبِي خَالِدٍ هُرْمُزٌ، «وَكَانَ أُمِّيًّا حَافِظًا ثِقَةً» [5] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عن أبي حَيَّانَ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ التَّيْمِيِّ، رَوَى عَنْهُ أَئِمَّةُ الْكُوفَةِ «وَهُوَ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ» [6] ، كُوفِيٌّ، رَوَى عَنْ أَيُّوبَ بْنِ كَيْسَانَ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عُمَرَ بْنِ قَيْسٍ الْمَلَائِيِّ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ.
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَاضِي فَقِيهٌ، ثِقَةٌ، عَدْلٌ، وَفِي حَدِيثِهِ بَعْضُ الْمَقَالَةِ، لَيِّنُ الْحَدِيثِ.
«وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ العرزميّ ثقة،
__________
[1] عثمان بن أبي شيبة (تهذيب التهذيب 7/ 149) .
[2] جرير بن عبد الحميد الضبي.
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 207.
[4] ابن حجر: تهذيب التهذيب 6/ 95.
[5] ابن حجر: تهذيب التهذيب 1/ 292.
[6] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 215.(3/94)
مُتْقِنٌ، فَقِيهٌ» [1] .
وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ [2] لَا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عُمَرَ بْنِ قَيْسٍ الْمَاصِرِ ثِقَةٌ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ «مُخَوِّلِ بْنِ رَاشِدٍ ثقة» [3] .
وقال: حدثنا سفيان عن «معاوية بن إسحاق لا بأس به» [4] .
وقال: حدثنا سفيان عن «أَبِي صَخْرَةَ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ ثِقَةٌ مُتْقِنٌ» [5] ، رَوَى عَنْهُ مِسْعَرٌ وَشُعْبَةُ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ صَمْغَانَ [6] التَّيْمِيِّ ثِقَةٌ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ «الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئِ بْنِ يَزِيدَ، رَوَى عَنْهُ مِسْعَرٌ وَشُعْبَةُ، كُوفِيٌّ ثِقَةٌ» [7] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَطَاءٍ اللَّيْثِيِّ، رَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ، «ثِقَةٌ» [8] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبِ الْجَرْمِيِّ، رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ وَزَائِدَةُ [9] وَالْأَئِمَّةُ، كوفي ثقة.
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 10/ 395.
[2] هو عبد الرحمن بن عبد الله بن الأصبهاني الكوفي الجهنيّ.
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 10/ 79.
[4] ابن حجر: تهذيب التهذيب 10/ 202 وهو معاوية بن إسحاق ابن طلحة بن عبيد الله التيمي أبو الأزهر الكوفي.
[5] ابن حجر: تهذيب التهذيب 2/ 56.
[6] في الأصل «صمعان» وانظر (حلية الأولياء 5/ 89) .
[7] ابن حجر: تهذيب التهذيب 1/ 287 ولم يذكر من روى عنه.
[8] ابن حجر: تهذيب التهذيب 1/ 494.
[9] زائدة بن قدامة الثقفي.(3/95)
حدثنا أبو نعيم قال: ثنا سفيان عن سَلْمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّخَعِيِّ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكْرَهُ الشَّكَالَ فِي الْخَيْلِ [1] . وَأَخْطَأَ شُعْبَةُ فِي إِسْنَادِهِ: حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ النَّخَعِيِّ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَالْمَحْفُوظُ مَا قَالَ سُفْيَانُ.
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنِ الْمَعْمَرِ بْنِ قَيْسٍ الْمُرَادِيِّ شَيْخٌ جَلِيلٌ، ثِقَةٌ كُوفِيٌّ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ الله بن (293 أ) السَّائِبِ شَيْخٌ قَدِيمٌ ثِقَةٌ، قَدْ رَوَى عَنْهُ الْأَعْمَشُ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ آدَمَ بْنِ عَلِيٍّ، رَوَى عَنْهُ الْأَئِمَّةُ مِنَ الْكُوفِيِّينَ، وَهُوَ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ.
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ الْأَسَدِيِّ قَاضِي عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَهُوَ ثِقَةٌ مُتْقِنٌ، حَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو نُعَيْمٍ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [2] عَنْ إِسْمَاعِيلَ الْأَسَدِيِّ [3] ، رَوَى عَنْهُ أَئِمَّةُ الْكُوفِيِّينَ، وَهُوَ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ الْمُرْهِبِيِّ، وَهُوَ لَيِّنُ الْحَدِيثِ، رَوَى عَنْهُ شريك وغيره.
__________
[1] أخرجه مسلم من طريق سفيان أيضا (الصحيح 3/ 1494) والشّكال ان يكون الفرس في رجله اليمنى بياض وفي يده اليسرى، أو يده اليمنى ورجله اليسرى (الصحيح 3/ 1495) وقيل غير ذلك.
[2] الثوري.
[3] إسماعيل بن سالم الاسدي الكوفي أبو يحيى (تهذيب التهذيب 1/ 301) .(3/96)
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان عن مَنْصُورَ بْنِ حَيَّانِ [1] ، ثِقَةٌ، رَوَى عَنْهُ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَمَرْوَانُ [2] ، كُوفِيٌّ.
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَيْسَرَةَ النَّهْدِيِّ، كُوفِيٌّ، ثِقَةٌ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ فُرَاتِ بْنِ [أَبِي] [3] عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَزَّازِ.
وَقَالَ سُفْيَانُ عَنْ عَامِرِ بْنِ شَقِيقِ بْنِ جَمْرَةَ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي نَهِيكٍ وَاسْمُهُ الْقَاسِمُ بن محمد، وقد روى عنه أيضا مسعر وجرير [4] ، كوفي.
وقال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَرْزُوقٍ [5] ، وَلَا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ: حَدّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ وَاقِدٍ [6] لَا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، ثِقَةٌ.
حدثنا قبيصة قال: ثنا سفيان عن سرية الرَّبِيعِ، لَا بَأْسَ بِهَا.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عن أبي الجحاف [7] .
__________
[1] الاسدي (ابن حجر: تهذيب التهذيب 10/ 306) ونقل توثيق يعقوب بن سفيان له.
[2] مروان بن معاوية الفزاري.
[3] سقطت من الأصل.
[4] ابن عبد الحميد الضبي.
[5] مرزوق أبو بكير التيمي مؤذن التيم (تهذيب التهذيب 10/ 87) .
[6] واقد أبو عبد الله مولى زيد بن خليدة الكوفي (تهذيب التهذيب 11/ 108) .
[7] دَاوُدُ بْنُ أَبِي عَوْفٍ.(3/97)
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَزْهَرَ [1] عَنِ ابْنِ عَوْنٍ [2] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ يُونُسَ بْنِ خباب، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَمَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ وَعَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ وَمَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ وَشُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، وَسَمِعْتُ شَيْخًا مِنْ أَصْحَابِنَا مِنْ أَهْلِ مَرْوٍ قَالَ: قَالَ عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ: سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ خَبَّابٍ يَقُولُ: قَتَلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ ابْنَتَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. «وَمَشْهُورٌ عَنْهُ مُسْتَفَاضٌ أَنَّهُ كَانَ يَتَنَاوَلُ عُثْمَانَ» [3] ، وَهُوَ رَجُلُ سُوءٍ.
حدثنا أبو نعيم قال: ثنا سفيان عن «إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ- شَرِيفٌ، ثِقَةٌ، كُوفِيٌّ-» [4] .
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ «عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِيكٍ الْعَامِرِيِّ، ثِقَةٌ، هُوَ مِنْ كُبَرَاءِ أَهْلِ الْكُوفَةِ، يَمِيلُ إِلَى التَّشَيُّعِ» [5] .
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ «عِمْرَانَ بْنِ ظَبْيَانَ، ثِقَةٌ، مِنْ كُبَرَاءِ أَهْلِ الكوفة (293 ب) يَمِيلُ إِلَى التَّشَيُّعِ» [6] .
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ [7] وَقَبِيصَةُ [8] عَنْ سُفْيَانَ عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ [عَنْ أَبِيهِ] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ:
__________
[1] أزهر بن سعد السمان الباهلي البصري أبو بكر (تهذيب التهذيب 1/ 202) .
[2] عبد الله بن عون بن أرطبان.
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 438 ويحذف «مستفاض» ، وهو يونس بن خباب الاسيدي مولاهم أبو حمزة، ويقال أبو الجهم الكوفي.
[4] ابن حجر: تهذيب التهذيب 1/ 158.
[5] ابن حجر: تهذيب التهذيب 5/ 253.
[6] ابن حجر: تهذيب التهذيب 8/ 133.
[7] الضحاك بن مخلد.
[8] ابن عقبة.(3/98)
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَأَلَ النَّاسَ وَلَهُ مَا يُغْنِيهِ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِخُدُوشٍ أَوْ خُمُوشٍ أَوْ كُدُوحٍ فِي وَجْهِهِ» . قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا غِنَاؤُهُ؟ قَالَ: «خَمْسُونَ دِرْهَمًا أَوْ وَزْنَهَا مِنَ الذَّهَبِ» [1] أَوْ مُشَابِهًا- وَهَذَا لَفْظُ أَبِي عَاصِمٍ- وَقَدْ رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ فِي بَعْضِ الْأَوْقَاتِ وذمّه، وكان مغال فِي التَّشَيُّعِ، وَلَا أَعْلَمُ أَحَدًا رَوَى عَنْ شُعْبَةَ عَنْهُ إِلَّا إِبْرَاهِيمَ بْنَ طَهْمَانَ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ [2] الْمُغِيرَةِ الثَّقَفِيِّ، ثِقَةٌ، رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ وَمِسْعَرٌ.
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ عبد الرحمن بن عابس بن ربيعة، وقد سمع عابس بْنُ رَبِيعَةَ مِنْ عُثْمَانَ: «إِذَا وَضَعْتُمُ السُّرُوجَ» .
حدثنا أبو نعيم قال: ثنا سفيان [3] عن ابْنِ عُمَرَ [4] عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ [5] . قَالَ مِسْعَرٌ [6] : رَأَيْتُ مُسْلِمَ الْبَطِينَ [7] يَهْجُو الْمُرْجِئَةَ فِي الْمَسْجِدِ.
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنِ الْأَغَرِّ- شيخ له- عن وهب بن
__________
[1] أخرجه أبو داود من طريق سفيان (السنن 2/ 116) والزيادة منه.
[2] في الأصل «ابن أبي» والتصويب من (تهذيب التهذيب 7/ 155) .
[3] الثوري.
[4] هكذا في الأصل «عمر» ، ولعله «عون» وعبد الله بن عون روى عن مسلم البطين.
[5] في الأصل «البطيني» وإنما لقبه «البطين» (تهذيب التهذيب 10/ 134) .
[6] مسعر بن كدام الهلالي العامري الكوفي، روى عنه الثوري وغيره (تهذيب التهذيب 10/ 113) .
[7] في الأصل «البطيني» وإنما لقبه «البطين» (تهذيب التهذيب 10/ 134) .(3/99)
مُنَبِّهٍ، رَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، كُوفِيٌّ لَا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ [1] الزَّبِيدِيِّ، ثِقَةٌ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ [2] الْفَرَّاءِ، ثِقَةٌ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سُلَيْمَانَ وَهُوَ ابْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنَشٍ، ثِقَةٌ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْهُ وَأَثْنَى وَأَطْرَى عَلَيْهِ، وَكَانَ مُؤَدِّبًا وَنِعْمَ الشَّيْخُ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ [3] ، كُوفِيٌّ ثِقَةٌ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، «وَقَدْ تَكَلَّمَ النَّاسُ فِيهِ وَبِخَاصَّةٍ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ [4] ، وَهُوَ ثِقَةٌ» [5] .
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان عن الْجَعْدِ بْنِ ذَكْرَانَ، كُوفِيٌّ.
حَدَّثَنَا عَلِيٌّ الشَّقِيقِيُّ [6] عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي عون الثقفي محمد بن عبيد الله، رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ، كُوفِيٌّ، ثِقَةٌ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ أَبِي وَكِيعٍ، وهو كوفي
__________
[1] أبو بكر بن الوليد بن عامر الزبيدي (تهذيب التهذيب 12/ 43) .
[2] اسمه كيسان أو سلمان.
[3] الأحلافي.
[4] القطان.
[5] ابن حجر: تهذيب التهذيب 10/ 41 ويحذف «وبخاصة يحيى ابن سعيد» .
[6] هو علي بن الحسن بن شقيق.(3/100)
الْأَصْلِ، لَا بَأْسَ بِهِ» [1] وَابْنُهُ عَبْدُ الْمَلِكِ ضعيف ذاهب.
وقال: (214 أ) حدثنا أبو نعيم قال: ثنا سفيان عن «وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُمَيْرٍ [2] وَهُوَ ابْنُ أَخِي الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ» [3] ، لَا بأس به، كوفي.
وقال: حدثنا سفيان عن القعقاع بن يزيد بن سبرة [4] ، والقعقاع ابن شُبْرُمَةَ قد روى سفيان [5] عنهما.
وقال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ، كُوفِيٌّ، ثِقَةٌ ثِقَةٌ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ، ثِقَةٌ، تَحَوَّلَ إِلَى الشَّامِ، رَوَى عَنْهُ حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ وَالْأَعْمَشُ وَالْأَوْزَاعِيُّ وَالنَّاسُ «وَهُوَ مِنْ ثِقَاتِ أَهْلِ الْكُوفَةِ» [6] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ «كُلَيْبِ بْنِ وَائِلٍ، كوفي لا بأس به» [7] .
وقال: حدثنا سفيان عَنْ مَرْزُوقٍ أَبِي بُكَيْرٍ [8] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُزَاحِمِ بْنِ زُفَرَ.
قَالَ: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ النُّعْمَانِ، رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ،
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 10.
[2] ابن نيار، ويقال ابن عمير بن عقبة بن نيار الأنصاري الحارثي (تهذيب التهذيب 4/ 70) .
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 4/ 70.
[4] في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج 3 قسم 2/ 137 «قعقاع ابن يزيد بن شبرمة الضبي» .
[5] الثوري.
[6] ابن حجر: تهذيب التهذيب 6/ 462.
[7] ابن حجر: تهذيب التهذيب 8/ 447.
[8] التيمي الكوفي، مؤذن لتيم، من رجال التهذيب.(3/101)
كُوفِيٌّ، «ثِقَةٌ» [1] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ زُفَرَ الْعَجْلِيِّ عَنْ قَيْسِ بْنِ حَبْتَرٍ، قَالَ:
ذَكَرَ لَهُ الَّذِينَ يُصْعَقُونَ فَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهَا مِنَ الشَّيْطَانِ.
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ جَمِيلِ بْنِ يَزِيدَ [2] ، لَا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ «مُوسَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، كُوفِيٌّ، ثِقَةٌ، مُرْجِئٌ» [3] .
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ «مُوسَى بْنِ الْمُسَيَّبِ لَا بَأْسَ بِهِ» [4] .
قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ جَحْشٍ شَيْخٌ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ «إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيْعٍ لَا بَأْسَ بِهِ» [5] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ [ابْنِ] شُبْرُمَةَ وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ لَا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ شُبْرُمَةَ، وَكَانَ أَكْبَرَ مِنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شُبْرُمَةَ، وَكَانَ عُمَارَةُ أَفْضَلَ مِنْهُ أَيْضًا.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا أبو نعيم قال: ثنا سفيان عن أبي يحيى القتات [6] ، لا بأس به.
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 10/ 271 وهو المغيرة بن النعمان النخعي الكوفي.
[2] لم أجده، وفي تهذيب التهذيب 2/ 114 وميزان الاعتدال 1/ 423 «جميل بن زيد الطائي ... روى عنه الثوري» وهو ضعيف فلعله المقصود وقد صحفه الناسخ. وفي الجرح والتعديل ج 1 قسم 2/ «حميد بن يزيد أبو الخطاب روى عن نافع روى عنه حماد بن سلمة» فلعله هو.
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 10/ 367.
[4] ابن حجر: تهذيب التهذيب 10/ 373.
[5] ابن حجر: تهذيب التهذيب 1/ 305.
[6] الكوفي الكناني اختلف في اسمه (تهذيب التهذيب 12/ 277) .(3/102)
وَقَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، رَوَى عَنْهُ مِسْعَرٌ «وَهُوَ ثِقَةٌ» [1] ، وَابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِيَادٍ حَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو نُعَيْمٍ، ثِقَةٌ، وَكَانَ عَرِيفَ قَوْمِهِ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَعْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، رَوَى عَنْهُ مِسْعَرٌ، وَابْنُ مَعْنٍ الْقَاسِمُ [2] ، «كَانَ قَاضِيًا عَلَى الْكُوفَةِ» [3] .
«وَقَالَ: حدثنا سفيان عن يزيد بن حيان وهو من قدماء (294 ب) أهل الْكُوفَةِ» [4] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَشْوَعَ سَمِعَ شُرَيْحَ بْنَ النُّعْمَانِ الصَّائِدِيَّ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ يَحْيَى بْنِ غَسَّانَ أَبُو غسان قال: سمعت عمرو بْنِ مَيْمُونٍ [5] قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ عُمَرَ الْفَجْرَ، فَلَمْ يَقْنُتْ، وَرَوَى عَنْهُ مِسْعَرٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزِّبْرِقَانِ [6] شَيْخٌ لا بأس به.
«وقال: حدثنا سفيان [7] عن عبد الرحمن [بن] الأصم،
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 1/ 386.
[2] القاسم بن معن وأبوه كلاهما تولى قضاء الكوفة (تهذيب التهذيب 8/ 338) لكن ابن حجر أورد عبارة الفسوي في ترجمة الأب.
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 10/ 252 وأضاف بعدها «ثقة» .
[4] تهذيب التهذيب لابن حجر 11/ 322 وهو يزيد بن حيان أبو حيان التيمي الكوفي.
[5] الأودي.
[6] الزبرقان بن عبد الله العبديّ أبو الورقاء الكوفي (ميزان الاعتدال 2/ 66) .
[7] الثوري.(3/103)
ثِقَةٌ» [1] .
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [2] عَنْ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ [3] .
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [4] عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ [5] ، لَا بَأْسَ بِهِ.
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْعَرَبِ بْنِ كَعْبٍ الْأَزْدِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ وَاقِفًا عَلَى بِرْذَوْنَ أَبْيَضَ وَقَدْ خَضَبَ لِحْيَتَهُ وَرَأْسَهُ بِالْوَسْمَةِ لَا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الْجُوَيْرِيَةِ الْجَرْمِيِّ، «ثِقَةٌ لَا بَأْسَ بِهِ» [6] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَمْرِو بْنِ سَلَمَةَ لَا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ زِيَادِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَخْزُومِيِّ- وَقَالَ غَيْرُهُ:
سَهْمِيٌّ-، وَزِيَادٌ لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ وَهُوَ مَكِّيٌّ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ حُرَيْشٍ [7] الْكَاتِبِ، كُوفِيٌّ، شَيْخٌ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَجْلَحَ، كُوفِيٌّ «ثِقَةٌ، فِي حَدِيثِهِ لَيِّنٌ» [8] .
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 10/ 206 وهو عبد الرحمن بن عبد الله الأصم الثقفي، وابن حجر: تهذيب التهذيب 6/ 141 والزيادة منه.
[2] ابن عيينة.
[3] البجلي الكوفي (تهذيب التهذيب 8/ 60) .
[4] الثوري.
[5] المنقري البصري القصير (تهذيب التهذيب 8/ 137) .
[6] ابن حجر: تهذيب التهذيب 2/ 396، وأبو الجويرية الجرمي هو حطان بن خفاف الجرمي الكبير.
[7] حريش بن سليم ويقال ابن أبي حريش الجعفي، ويقال الثقفي أبو سعيد الكوفي (ميزان الاعتدال 1/ 476 وتهذيب التهذيب 2/ 242) .
[8] ابن حجر: تهذيب التهذيب 1/ 190 وهو أجلح بن عبد الله الكندي.(3/104)
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ أَبُو عَامِرٍ السُّوَائِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدٍ الْعَنْسِيِّ، ثِقَةٌ، مَشْهُورٌ بالكوفة، كوفي، روى الأعمش عنه عن عَبْدُ الرَّحْمَنِ [1] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ [2] : أَنَّ عَلِيًّا قَنَتَ يَلْعَنُ [3] فُلَانًا وَفُلَانًا.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ دِثَارِ بْنِ شَبِيبٍ الْقَطَّانِ، كوفي لا بأس به.
وقال: حدثنا سفيان عَنِ ابْنِ يَسِيرِ [4] بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِيهِ: أنه أتى أويس الْقُرَنِيَّ فَوَجَدَهُ لَا يَتَوَارَى مِنَ الْعُرْيِ، فَكَسَاهُ.
قَالَ وَكِيعٌ: عَنْ قَيْسِ بْنِ بَشِيرٍ.
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ قُلَامَةَ بْنِ حَمَاطَةَ شَيْخٌ لَا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عِيسَى بْنِ وَهْبٍ، كُوفِيٌّ، ثِقَةٌ.
وقال: حدثنا سفيان عن (295 أ) خَالِدِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ [5] ، لَا بَأْسَ بِهِ» [6] .
قَالَ: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ [7] عَنْ يَعْلَى بْنِ نُعْمَانَ الأسدي عن
__________
[1] ابن الأصبهاني.
[2] المزني الكوفي (تهذيب التهذيب 6/ 40) .
[3] في الأصل «ألعن» .
[4] يسير بن عمرو الكوفي يروي عنه ابنه قيس (تهذيب التهذيب 11/ 379) .
[5] في الأصل «خالد بن خالد بن أبي كريمة» وانظر ترجمته في (تاريخ بغداد 8/ 292 وميزان الاعتدال 1/ 638 وتهذيب التهذيب 3/ 114) .
[6] الخطيب: تاريخ بغداد 8/ 292، وابن حجر: تهذيب التهذيب 3/ 114.
[7] الثوري.(3/105)
أبي [1] محمد وهو ابن شفي، قد روى عنه أيضا العلاء بن المسيب [2] .
وقال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي بَلْجٍ [3] كُوفِيٌّ لَا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْحَضْرَمِيِّ، كُوفِيٌّ، لَا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ «الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيِّ، لا بأس به» [4] .
وقال: حدثنا سفيان عن حَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، لَا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي رَوْقٍ [5] ، لَا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الْمِحْجَلِ الرُّدَيْنِيِّ [6] وَاسْمُهُ مُرَّةُ، كُوفِيٌّ، ثِقَةٌ، لَا بَأْسَ بِهِ.
قَالَ: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عُبَيْدٍ اللَّحَّامِ وَهُوَ أَبُو يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ.
وَحَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ أَبُو عَامِرٍ السُّوَائِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ شَيْخٌ لَا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ «نُوحِ بْنِ أَبِي بِلَالٍ، مَدِينِيٌّ، لَا بَأْسَ بِهِ» [7] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عن أبي شهاب [8] ، لا بأس به.
__________
[1] في الأصل «ابن» ولعله الحسين بن شفي بن ماتع الأصبحي المصري (تهذيب التهذيب 2/ 340) .
[2] الاسدي الكاهلي الكوفي (تهذيب التهذيب 8/ 192) .
[3] الفزاري الكبير.
[4] ابن حجر: تهذيب التهذيب 2/ 429.
[5] عطية بن الحارث الهمدانيّ الكوفي (تهذيب التهذيب 7/ 224) .
[6] في الأصل «الرديني» بعد «واسمه» .
[7] ابن حجر: تهذيب التهذيب 10/ 481.
[8] عبد ربه بن نافع الكناني الحناط الأصغر الكوفي (تهذيب التهذيب 6/ 128) .(3/106)
قَالَ: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحَسَنِ لا بأس به.
وقال: حدثنا سفيان عن طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى [1] ، شَرِيفٌ، لَا بَأْسَ بِهِ، فِي حَدِيثِهِ لِينٌ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ غَيْلَانَ [2] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو [3] بْنِ أَخِي [أَبِي] [4] الْأَحْوَصِ:
أَنَّ أَبَا الْأَحْوَصِ [5] اعْتَكَفَ فِي مَسْجِدٍ فَوْقَهُ.
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ [6] قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ [7] قَالَ: خَرَجَ خَوَارِجُ فَخَرَجَ أَبُو الْأَحْوَصِ فِيمَنْ خَرَجَ، فَقَتَلُوهُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ هَارُونَ وَسُئِلَ عَنِ اسْمِ أَخِي [8] رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ فَقَالَ: الرَّبِيعُ بْنُ حِرَاشٍ.
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي مَالِكٍ [9] عَنْ رِبْعِيٍّ عن
__________
[1] التيمي المدني (تهذيب التهذيب 5/ 27) .
[2] ابن جامع المحاربي قاضي الكوفة (تهذيب التهذيب 8/ 252) .
[3] هو عمرو بن عمرو، وقال الثوري، عمرو بن عامر «أبو الزعراء الجشمي» (تهذيب التهذيب 8/ 82) .
[4] سقطت من الأصل.
[5] عوف بن مالك بن نضلة الجشمي الكوفي، قتله الخوارج أيام الحجاج الثقفي (تهذيب التهذيب 8/ 169) .
[6] محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري (تهذيب التهذيب 9/ 254) .
[7] السّبيعي.
[8] في الأصل «أبي» وانظر (تهذيب التهذيب 3/ 237) .
[9] الاشجعي وهو سعد بن طارق الكوفي (تهذيب التهذيب 3/ 472) .(3/107)
حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ عَنْ أَشْيَاخٍ لَهُمْ: أَنَّ عَبْدًا من طيّ (295 ب) اعْتَرَفَ أَوْ أَقَرَّ عَلَى نَفْسِهِ بِالزِّنَى أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، فَأَقَامَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ الْحَدَّ.
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي جُنَابٍ يَحْيَى بن أبي حية الكلبي، وهو «ضعيف كان يدلس» [1] ، كوفي.
وقال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجَرْمِيِّ، كُوفِيٌّ، لَا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي هَمَّامٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ، وَأَبُو هَمَّامٍ لَا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدٍ الطَّائِيِّ، ثِقَةٌ، كُوفِيٌّ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ وَقَّاءٍ أبي يزيد [2] بْنِ إِيَاسٍ، كُوفِيٌّ، لَا بَأْسَ بِهِ، وَقَالَ: هُوَ وَأَبُوهُ مَعَهُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْهَجَرِيِّ [3] أَبِي إِسْحَاقَ، وَكَانَ رَفَّاعًا، لَا بَأْسَ بِهِ، كُوفِيٌّ.
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عُمَارَةَ [4] ، شَيْخٌ لَا بَأْسَ بِهِ.
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [5] عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ يُقَالُ ابْنُ أَبِي الصفيراء [6] .
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 202.
[2] أبو يزيد كنية وقاء (تهذيب التهذيب 11/ 122) ونقل قول الفسوي فيه «لا بأس به» .
[3] إبراهيم بن مسلم العبديّ الكوفي (تهذيب التهذيب 1/ 164) .
[4] لعله عمارة بن القعقاع الضبي (تهذيب التهذيب 7/ 423) .
[5] الثوري.
[6] في تهذيب التهذيب 1/ 316 «الصفير» بدل «الصفيراء» ، وفي ميزان الاعتدال 1/ 237 «الصغير» .(3/108)
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ [1] وَعُبَيْدُ اللَّهِ [2] عَنْ رَقَبَةَ، لَيِّنٌ.
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ عَنْ «زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، ثِقَةٌ، وَحَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو نُعَيْمٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ وَأَخُوهُ عُمَرُ ثِقَاتٌ» [3] .
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْيَامِيِّ، وَهُوَ ثِقَةٌ، وَقَدْ سَمِعَ أَبُو نُعَيْمٍ مِنَ [4] الْعَلَاءِ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ وَسَأَلَهُ مُحَاضِرٌ [5] قَالَ: الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَيَقُولُ إِنِّي أَتَيْتُ فِي جَوْرَبِي أَمْسَحُ عَلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ.
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ نَاجِيَةَ الْمُحَارِبِيِّ، وَهُوَ شَيْخٌ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عُمَرَ بْنِ حَرْبٍ عَنْ سِمَاكِ بْنِ عُبَيْدٍ الْعَبْسِيِّ.
قَالَ: وَحَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثنا سَلَمَةُ بْنُ نُبَيْطِ بْنِ شَرِيطٍ الْأَشْجَعِيُّ، وَرَوَى لَنَا عَنْهُ أَبُو نُعَيْمٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ، ثِقَةٌ، كُوفِيٌّ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ فُضَيْلٍ [6] عَنْ إِبْرَاهِيمَ [7] :
خَالَفَ ابْنُ عَبَّاسٍ جَمِيعَ أَهْلِ الصَّلَاةِ فِي زَوْجٍ وَأَبَوَيْنِ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ شَيْخٌ للحي، قال قبيصة: اسمه صلوات.
__________
[1] الفضل بن دكين.
[2] عبيد الله بن موسى العبسيّ.
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 449، ويحذف أسماء الرواة عنه.
[4] في الأصل «بن» والصواب ما أثبته (تهذيب التهذيب 8/ 188) .
[5] محاضر بن المورع الهمدانيّ (تهذيب التهذيب 10/ 51) .
[6] فضيل بن عمرو الفقيمي (تهذيب التهذيب 8/ 293) .
[7] النخعي.(3/109)
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ «يَحْيَى بْنِ النَّضْرِ، شَيْخٌ لَا بَأْسَ بِهِ» [1] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي عُمَرَ الْهِلَالِيِّ، شَيْخٌ، ثِقَةٌ، قَدِيمٌ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عُلْوَانَ الْكُوفِيِّ [2] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الرَّبِيعِ أَبِي صَالِحٍ الْأَسْلَمِيِّ. حَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو نُعَيْمٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ سَمَعًا (296 أ) مِنْهُ، لَا بَأْسَ بِهِ، كُوفِيٌّ.
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ [3] عَنْ هِشَامِ بْنِ عَائِذِ بْنِ نُصَيْبٍ الْأَسَدِيِّ، وَقَدْ سَمِعَ مِنْهُ أَبُو نُعَيْمٍ، وَرَوَى شُعْبَةُ عَنْ عَائِذٍ [4] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ وَهْبِ بْنِ عُقْبَةَ الْخَارِفِيِّ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَدِيرٍ [5] ، صَيْرَفِيُّ، رَوَى عَنْهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا [سُفْيَانُ] عَنْ رَزِينَ [6] بَيَّاعِ الرُّمَّانِ، حَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو نُعَيْمٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ، «لَا بَأْسَ بِهِ، كُوفِيٌّ» [7] .
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، كُوفِيٌّ.
وَقَالَ: [حَدَّثَنَا] سُفْيَانُ عَنْ «عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ [8] ، كوفي، ثقة» [9] .
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 292 وهو الأنصاري السلمي.
[2] علوان بن داود البجلي (ميزان الاعتدال 3/ 108) .
[3] الثوري.
[4] كذا، ولعل الصواب «ابن عائذ» وسقطت «ابن» من الأصل.
[5] سدير بن حكيم الصيرفي الكوفي (ميزان الاعتدال 2/ 116) .
[6] هو رزين بن حبيب الجهنيّ (تهذيب التهذيب 3/ 275) .
[7] ابن حجر: تهذيب التهذيب 3/ 276.
[8] ابن موهب التيمي مولاهم الكوفي.
[9] ابن حجر: تهذيب التهذيب 8/ 78.(3/110)
وَقَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ أَخِي يَزِيدَ الْأَحْمَرِ، لَا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عُقْبَةَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَعْرِبُوا الْقُرْآنَ. قَالَ قَبِيصَةُ: عُقْبَةُ الْأَسَدِيُّ [1] .
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ [2] عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ [3] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، كُوفِيٌّ، ثِقَةٌ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُغِيثٍ الْبَجَلِيِّ، كُوفِيٌّ.
وَقَالَ: سُفْيَانُ عَنْ عُمَرَ [4] بْنِ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، لَيِّنُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سِنَانٍ [5] : كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَأْخُذُ الْجِزْيَةَ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي فَرْوَةَ [6] : أَوْصَى الضَّحَّاكُ: لَا تَكُبُّونِي عَلَى وَجْهِي.
قَالَ قَبِيصَةُ: عَنْ أَبِي فَرْوَةَ عَنْ يَزِيدَ: أَوْصَى الضَّحَّاكُ.
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ زَيْدٍ- شَيْخُ يَكُونُ فِي مُحَارِبٍ-: سَمِعْتُ إبراهيم [7] يسب الحجاج.
__________
[1] أحسبه عقبة بن يونس الاسدي (ميزان الاعتدال 3/ 88) .
[2] الثوري.
[3] عمرو بن عمرو الجشمي الكوفي (تهذيب التهذيب 8/ 82) .
[4] هو عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرة الثقفي (تهذيب التهذيب 7/ 470) .
[5] أحسبه سنان بن ربيعة الباهلي (تهذيب التهذيب 4/ 240) .
[6] يزيد بن سنان بن يزيد التميمي الجزري الرهاوي (تهذيب التهذيب 11/ 335) .
[7] النخعي.(3/111)
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ «فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، سُنِّيٌ، ثِقَةٌ» [1] ، وَهُوَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلِ بن غزوان، و «محمد ثِقَةٌ شِيعِيٌّ» [2] .
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ وَكَانَ خَزَّازًا كُوفِيًّا، مَوْلًى لِبَنِي جُمَانٍ «لَا بَأْسَ بِهِ» [3] .
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حُمَيْدٍ [4] قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي جَهْضَمٍ، لَا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عن [5] سفيان عن نوير [6] الْهَمْدَانِيِّ، كُوفِيٌّ، «وَثُوَيْرُ [7] بْنُ أَبِي فَاخِتَةَ وَهُوَ شِيعِيٌّ لَيِّنُ الْحَدِيثِ» [8] .
«وَقَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ [9] قَالَ:
أَخْبَرَنِي شَبَابَةُ بْنُ سِوَارٍ قَالَ: قُلْتُ لِيُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ: ثُوَيْرٌ لِأَيِّ شَيْءٍ تَرَكْتَهُ؟ قَالَ: لِأَنَّهُ رَافِضِيٌّ. قُلْتُ: إِنَّ أَبَاكَ رَوَى عَنْهُ. قَالَ:
هُوَ أَعْلَمُ» [10] .
وَقَالَ [أَبُو] يُوسُفَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن بشار قال: حدثنا عبد الرحمن
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 8/ 297، ولم يذكر «سني» .
[2] ابن حجر: تهذيب التهذيب 9/ 406.
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 2/ 188.
[4] لعله أحمد بن حميد الطريثيني الكوفي مات سنة 220 هـ أو 229 هـ (تهذيب التهذيب 1/ 26) .
[5] في الأصل «بن» .
[6] ، (7) في الأصل «ثور» وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب 2/ 36 وميزان الاعتدال 1/ 375.
[8] ابن حجر: تهذيب التهذيب 2/ 37، ويحذف «شيعي» .
[9] ابن راهويه.
[10] الخطيب: الكفاية 123.(3/112)
ابن مهدي عن سفيان عن حكيم بن (296 ب) الدَّيْلَمِ، كُوفِيٌّ، لَا بَأْسَ بِهِ.
وَبِهِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَتِيقٍ، لَا بَأْسَ بِهِ.
وَبِهِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ رَافِعٍ، كُوفِيٌّ، لَا بَأْسَ بِهِ.
وَبِهِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عُمَرَ بْنِ شَيْبَةَ، كُوفِيٌّ، لا بأس به.
وبه عن سفيان عن الْعَلَاءِ بْنِ أَبِي الْعَبَّاسِ، لَا بَأْسَ بِهِ، يَتَشَيَّعُ.
وَبِهِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْحَارِثِ وَهُوَ أَبُو فَرْوَةَ الْهَمْدَانِيُّ.
وَأَبُو فَرْوَةَ الْجُهَنِيُّ: مُسْلِمُ بْنُ سَالِمٍ [1] عَنْ سُفْيَانَ بْنِ خَالِدٍ النَّخَعِيِّ، كُوفِيٌّ.
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ [2] عَنْ سُفْيَانَ عَنْ رَجُلٍ سَمَّاهُ لِي بُنْدَارٌ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ- رَجُلٌ مِنْ بَنِي نَصْرٍ- عَنِ ابْنِ عُمَرَ: مَنْ رَقَّ وَجْهُهُ رَقَّ عِلْمُهُ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ سَدُوسٍ- رَجُلٌ مِنَ الْحَيِّ- عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ كَانَ يَقُولُ لِمُؤَذِّنِهِ: تُؤَذِّنُونَ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ.
عَنْ سُفْيَانَ عَنْ رَكِينٍ [3] ، ثِقَةٌ، وَلَيْسَ هُوَ ابْنُ الرَّبِيعِ، قَالَ تَمِيمُ بْنُ حَذْلَمٍ: - وَكَانَ من أصحاب عبد الله- لمؤذنه: تؤذنون.
وبه عَنْ سُفْيَانَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ الدالاني [4] ، منكر الحديث.
__________
[1] في تهذيب التهذيب 10/ 131 «وقال يعقوب بن سفيان:
لا بأس به» ويبدو أن عبارته سقطت من الأصل.
[2] الضحاك بن مخلد الشيبانيّ.
[3] في ميزان الاعتدال 2/ 54 «ركين بن عبد الأعلى حدث عنه الثوري.. سمع من تميم بن حذلم، لكنه ضعيف، ولعله المذكور أعلاه فيكونون قد اختلفوا في حاله من الجرح والتعديل» .
[4] هو يزيد بن عبد الرحمن (ميزان الاعتدال 4/ 432) .(3/113)
وَبِهِ عَنْ سُفْيَانَ عَنِ ابْنِ أَبِي نُبَاتَةَ.
وَبِهِ عَنْ سُفْيَانَ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ الْمُنْذِرِ.
وَبِهِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ [1] عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ الْحَكَمُ [2] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: لَا نِكَاحَ إِلَّا بِأَرْبَعَةٍ: بِوَلِيٍّ وَشَاهِدَيْنِ وَخَاطِبٍ.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ خَالِدٍ الْأَسَدِيِّ، كُوفِيٌّ، ثقة.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا عُبَادَةُ بْنُ مُسْلِمٍ الْفَزَارِيُّ، كُوفِيٌّ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَأَبُو عُمَرَ [3] النَّمِرِيُّ وَآدَمُ [4] قَالُوا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: ثنا الْحَكَمُ [5] قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى الْجَزَّارَ [6] يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِعُمَرَ ...
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَعْيَنَ قَالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أُذَيْنَةَ بِوَاسِطِ الْقَصَبِ، حِينَ قدم الحجاج واسط وَابْتَنَى الْخَضْرَاءَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ.
وَقَالَ سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ عَنِ الْحَسَنِ الْمَدَنِيِّ عَنِ ابْنِ أذينة العبديّ:
أتيت عمر.
__________
[1] الضبي يلقب سور الأسد (تهذيب التهذيب 9/ 145) .
[2] لعله الحكم بن عبد الله بن إسحاق الأعرج البصري (تهذيب التهذيب 2/ 428) .
[3] حفص بن عمر النمري.
[4] آدم بن أبي إياس.
[5] ابن عتيبة العجليّ قاضي الكوفة (تهذيب التهذيب 2/ 434) .
[6] العرني الكوفي.(3/114)
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَمَا أَظُنُّ لَحِقَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عُمَرَ، وَإِنَّمَا هُوَ عَنْ أَبِيهِ أُذَيْنَةَ، وَهُوَ فِي عِدَادِ الْكُوفِيِّينَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُذَيْنَةَ بَصْرِيٌّ، كَانَ قَاضِيًا عَلَيْهَا.
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ وابن قعنب [1] وسعيد [2] (297 أ) قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [3] عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ أُذَيْنَةَ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ: لَيْسَ الْعَنْبَرُ بِرَيْحَانَ، إِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ دَسَرَهُ [4] الْبَحْرُ.
وَحَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، وَحَدَّثَنَا صَفْوَانُ عَنِ الْوَلِيدِ [5] ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَمْرٍو [6] عَنْ أُذَيْنَةَ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ.
وَحَدَّثَنَا ابْنُ قُعْنُبٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ [7] عَنْ مَالِكٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ أُذَيْنَةَ اللَّيْثِيِّ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ جَدَّةٍ لِي عَلَيْهَا شَيْءٌ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ عَجَزَتْ، فَأَرْسَلَتْ مَوْلًى لَهَا يَسْأَلُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، قَالَ:
فَخَرَجْتُ مَعَهُ، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: مُرُوهَا فَلْتَرْكَبْ، ثُمَّ لْتَمْشِ مِنْ حَيْثُ عَجَزَتْ.
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ [8] قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ [9] عَنْ عَاصِمٍ [10] عَنْ شَقِيقٍ [11] عَنْ عُرْوَةَ بْنِ قَيْسٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ أمير
__________
[1] عبد الله بن مسلمة بن قعنب.
[2] ابن منصور الخراساني.
[3] ابن عيينة.
[4] دفعه.
[5] ابن مسلم الدمشقيّ.
[6] ابن دينار المكيّ.
[7] يحيى بن عبد الله بن بكير.
[8] هشام بن عبد الملك الطيالسي.
[9] الوضاح بن عبد الله اليشكري.
[10] ابن بهدلة المقرئ.
[11] شقيق بن سلمة الاسدي الكوفي أبو وائل.(3/115)
المؤمنين حين ألقى الشام بوابته بثنية [1] وَعَسَلًا: أَنْ سِرْ إِلَى أَرْضِ الْهِنْدِ، وَالْهِنْدُ يَوْمَئِذٍ فِي أَنْفُسِنَا الْبَصْرَةُ، وَأَنَا لِذَلِكَ كَارِهٌ. فَقَالَ رَجُلٌ: اتَّقِ اللَّهَ يَا أَبَا سُلَيْمَانَ فَإِنَّ الْفِتَنَ قَدْ ظَهَرَتْ. فَقَالَ أَمَّا وَابْنُ الْخَطَّابِ حَيٌّ فَلَا، إِنَّهَا إنما تَكُونُ بَعْدَهُ والناس بذي بليان أو في ذي بَلْيَانَ- مَكَانُ كَذَا وَكَذَا- فَلْيَنْظُرِ الرَّجُلُ هَلْ يَجِدُ مَكَانًا لَمْ يَزَلْ بِهِ مَا تَرَكَ بمكانه الَّذِي هُوَ فِيهِ مِنَ الْفِتْنَةِ وَالشَّرِّ فَلَا يَجِدُ أُولَئِكَ الْأَيَّامَ الَّتِي ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ أَيَّامَ الْهَرَجِ، فَنَعُوذُ باللَّه أَنْ تُدْرِكَنِي وَإِيَّاكُمْ أُولَئِكَ الْأَيَّامُ.
وَحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ [2] قَالَ: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ [3] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: خَطَبَنَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بِالشَّامِ فَقَالَ: إِنَّ عُمَرَ بَعَثَنِي إِلَى الشام وهي بهمة، فلما لقي الشام بوابته وكان بثنية وعسلا.
وحدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ [4] قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ [5] قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَبْرٍ عَنْ أَبِيهِ، وَهُوَ أَبُو جَبْرِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ حَذْلَمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ يَقْرَأُ: وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا 12: 110 [6] .
قَالَ زُهَيْرٌ. كَانَ زُهَيْرٌ يُخَفِّفُهَا. وَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ؟ وَكُلٌّ آتُوهُ دَاخِرِينَ 27: 87؟ [7] جَزْمٌ.
«وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ:
__________
[1] حنطة.
[2] محمد بن عبد الله بن نمير.
[3] محمد بن خازم الضرير.
[4] ابن معاوية الجعفي.
[5] السبيعي.
[6] سورة يوسف: آية 110.
[7] سورة النمل: آية 87 وفيها «أتَوهُ» .(3/116)
حَدَّثَنَا جَرِيرٌ [1] عَنْ مُغِيرَةَ [2] عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: حدثني الحارث [3] (297 ب) وَكَانَ كَذَّابًا» [4] .
وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ الْخُزَاعِيُّ [5] قَالَ:
حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ الْمُسَيَّبِ [6] قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ [7] وَسُئِلَ فَقِيلَ لَهُ: أَدْرَكْتَ أَصْحَابَ عَبْدِ اللَّهِ [8] وَأَصْحَابَ عَلِيٍّ فَكَيْفَ أَخَذْتَ عَنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ وَتَرَكْتَ أَصْحَابَ عَلِيٍّ؟ قَالَ: أَتَّهِمُ أَصْحَابَ عَلِيٍّ.
أَبُو عَطِيَّةَ الْوَادِعِيُّ مَالِكُ بْنُ عَامِرٍ، كُوفِيٌّ، هَمْدَانِيٌّ.
أَبُو الْكُنُودِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْفٍ، كُوفِيٌّ.
أَبُو إِيَاسٍ الْبَجَلِيُّ عَامِرُ بْنُ عَبْدَةَ [9] ، رَوَى الْأَعْمَشُ عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ.
أَبُو ثَابِتٍ أَيْمَنُ بْنُ ثابت: من على شِبْرًا مِنَ الْأَرْضِ.
أَبُو الشَّعْثَاءِ سُلَيْمُ بْنُ أَسْوَدَ الْمُحَارِبِيُّ.
أَبُو نُعَامَةَ الْكُوفِيُّ شَيْبَةُ بْنُ نُعَامَةَ، رَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ.
أَبُو يَعْفُورَ الْعَبْدِيُّ وَقْدَانُ.
أَبُو يَعْفُورَ الصَّغِيرُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عبيد بن نسطاس [10] .
__________
[1] ابن عبد الحميد الضبي.
[2] ابن مقسم الضبي.
[3] الحارث بن عبد الله الهمدانيّ الأعور (ميزان الاعتدال 1/ 435) .
[4] الخطيب: الكفاية 89.
[5] المدائني (ميزان الاعتدال 1/ 518) .
[6] البجلي الكوفي (ميزان الاعتدال 3/ 323) .
[7] النخعي.
[8] ابن مسعود.
[9] في الأصل «عبد» وانظر ترجمته في (تهذيب التهذيب 5/ 78) .
[10] في الأصل «قسطاس» وما أثبته من تهذيب التهذيب 12/ 281 و 6/ 226 ويضيف: «قال يعقوب بن سفيان: ثقة» .(3/117)
أَبُو سُلَيْمَانَ زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ الْجُهَنِيُّ.
حَدَّثَنَا الحميدي قال: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ كُوفِيٌّ تَحَوَّلَ إِلَى دِمَشْقَ.
وَأَبُو الْمُثَنَّى مُوثِرُ بْنُ غَفَارَةَ عَبْدِيٌّ كُوفِيٌّ.
وَحَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ سَلْمَانَ النَّهْدِيُّ قَالَ سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ عَبَّادٍ أَبُو هُبَيْرَةَ الْأَنْصَارِيُّ كُوفِيٌّ.
«وَحَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ مُجَالِدٍ [1] عَنْ عُمَيْرِ بْنِ رَوْذِيٍّ أَبِي كبير قَالَ: خَطَبَ عَلِيٌّ فَقَطَعُوا عَلَيْهِ خُطْبَتَهُ فَنَزَلَ فَدَخَلَ، فَقَالَ: إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ عُثْمَانَ مَثَلُ ثلاثة أثوار كنّ في غيضة، أبيض وأحمر وَأَسْوَدَ، مَعَهُمْ فِيهَا كَانَ أَسَدٌ، كُلَّمَا أَرَادَ وَاحِدًا مِنْهَا اجْتَمَعَتْ عَلَيْهِ فَلَمْ يُطِقْهُمْ فَقَالَ لِلْأَسْوَدِ وَلِلْأَحْمَرِ: إِنَّ هَذَا الْأَبْيَضَ يَفْضَحُنَا فِي غَيْضَتِنَا يُرَى بَيَاضُهُ خَلِّيَا عَنْهُ كَيْمَا آكُلُهُ، ثُمَّ أَكُونُ أَنَا وَأَنْتُمَا فَلَوْنِي عَلَى أَلْوَانِكُمَا، وَأَلْوَانُكُمَا عَلَى لَوْنِي. قَالَ: فَخَلَّيَا عَنْهُ فَلَمْ يُلْبِثْهُ أَنْ أَكَلَهُ.
قَالَ: ثُمَّ كَانَ كُلَّمَا أَرَادَ وَاحِدًا مِنْهُمَا اجْتَمَعَا عَلَيْهِ فَلَمْ يُطِقْهُمَا، فَقَالَ لِلْأَحْمَرِ: إِنَّ هَذَا الْأَسْوَدَ يَفْضَحُنَا فِي غَيْضَتِنَا يُرَى سَوَادُهُ، فَخَلِّ عَنِّي كَيْمَا آكُلُهُ، ثُمَّ أَكُونُ أَنَا وَأَنْتَ فَلَوْنِي عَلَى لَوْنِكَ وَلَوْنُكَ عَلَى لَوْنِي.
قَالَ: فَتَرَكَهُ فَلَمْ يُلْبِثْهُ أَنْ أَكَلَهُ. فَقَالَ: فَلَبِثَ ثُمَّ قَالَ: يَا أَحْمَرُ إِنِّي آكُلُكَ. قَالَ: تَأْكُلُنِي؟! قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَخَلِّ عَنِّي أُصَوِّتُ ثَلَاثَةَ أَصْوَاتٍ. قَالَ: ثم قال ألا [298 أ] إِنَّمَا أُكِلْتُ يَوْمَ أُكِلَ الْأَبْيَضُ- ثَلَاثًا-.
قَالَ: وَقَالَ عَلِيٌّ: إِنَّمَا وَهَنْتُ يَوْمَ قُتِلَ عُثْمَانُ- قال ذلك ثلاثا- ألا
__________
[1] مجالد بن سعيد.(3/118)
وَإِنِّي وَهَنْتُ يَوْمَ قُتِلَ عُثْمَانُ، أَلَا وَإِنِّي وَهَنْتُ يَوْمَ قُتِلَ عُثْمَانُ» [1] . حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ ثنا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو زُهَيْرٍ مُعَاوِيَةُ بن حديج [2] قال: رأيت طاووسا يُقْعِي. فَقُلْتُ لَهُ: رَأَيْتُكَ تُقْعِي. فَقَالَ:
مَا رَأَيْتُنِي وَلَكِنَّهَا الصَّلَاةُ، رَأَيْتُ الْعَبَادِلَةَ الثَّلَاثَةَ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ يَفْعَلُونَهُ.
قَالَ أَبُو زُهَيْرٍ: وَقَدْ رَأَيْتُهُ يُقْعِي.
وَحَدَّثَنَا الحميدي قال حدثنا سُفْيَانُ قَالَ سَمِعْتُ عَلِيًّا أَبَا حُسَيْنٍ الْجُعْفِيَّ قَالَ سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقُولُ: إِذَا رَكِبَ إِنْسَانٌ الدَّابَّةَ فَلَمْ يُسَمِّ رَدِفَهُ الشَّيْطَانُ، فَقَالَ لَهُ: تَغَنَّ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ يُحْسِنْ قَالَ لَهُ تَمَنَّ.
قَالَ سُفْيَانُ: وَقَالَ لَنَا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ [3] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ [4] فَأَمَّا مَنْصُورٌ فَقَالَ لَنَا عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، وَاسْمُ أبي معمر عبد الله بن سخبرة.
وحدثنا سعيد بن منصور قال حدثنا خلف بن خليفة [5] عن حفص ابن أَخِي أَنَسٍ، وَقَدْ تَفَرَّدَ خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ بِهَذَا الشَّيْخِ.
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ كَيْسَانَ الْيَشْكَرِيُّ أَبُو منين كوفي ثقة.
__________
[1] ابن كثير: البداية والنهاية 7/ 194 ويحذف «فدخل» و «كن في غيضة» ويذكر «أجمة» بدل «غيضة» مع اختصار يسير آخر، ويذكر «أبو كثير» بدل «أبو كبير» .
[2] الكوفي الجعفي (تهذيب التهذيب 10/ 204) .
[3] ابن جبر.
[4] ابن مسعود.
[5] الأشجعي مولاهم (تهذيب التهذيب 3/ 150) .(3/119)
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ شَيْبَانَ [1] ، وَأَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ عَنْ زُهَيْرٍ [2] وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَجَاءٍ عَنْ زَائِدَةَ [3] ، عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي حَازِمٍ [4] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَا عَابَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَعَامًا قَطُّ إِنِ اشْتَهَاهُ أَكَلَهُ وَإِنْ كَرِهَهُ تَرَكَهُ.
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ عَنْ سُفْيَانَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وَحَدَّثَنَا عُثْمَانُ [5] قَالَ: ثنا جَرِيرٌ [6] مِثْلَهُ.
وَأَبُو حَازِمٍ مَوْلَى جَعْدَةَ [7] بْنِ هُبَيْرَةَ الْمَخْزُومِيِّ، وَرَوَى أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبِي يَحْيَى مَوْلَى جَعْدَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وَحَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ ثنا بَشِيرُ بْنُ سَلْمَانَ النَّهْدِيُّ عَنْ أَبِي حَازِمٍ النَّهْدِيِّ قَالَ: اشْتَرَيْتُ مِنَ ابْنِ عُمَرَ أَنَا وَصَاحِبٌ لِي تِبْنًا فَاسْتَثْنَى بَعْضَهُ، فَجِئْنَا لِقَبْضِهِ فَجَاءَ فَجَلَسَ. قَالَ: فَأَتَاهُ أَحَدُنَا قَالَ: قُمْ مِنْ هَذَا الغبار يا أبا عبد الرحمن (298 ب) . قَالَ: لَا أُبَالِي. فَلَمَّا حَرَّكْنَاهُ كَثِيرًا قَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ: مَا جَلَسَ إِلَّا لِيَحْفَظَنَا أَنْ نُصِيبَ مِنَ الَّذِي لَهُ شَيْئًا. قَالَ: فَأَتَاهُ أَحَدُنَا فَقَالَ: قُمْ مِنْ هَذَا الْغُبَارِ فَإِنَّا نَرْجُو الَّذِي تَرْجُو.
قَالَ: إِنِّي لَمْ أَجْلِسْ لِأَحْفَظَكُمْ إِنَّمَا أَجْلِسُ لِأَحْفَظَ نَفْسِي، وَهَذَا أَشْجَعِيٌّ حَدَّثَنَا بِذَلِكَ عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أبي قال: حدثنا الأعمش قال
__________
[1] شيبان بن عبد الرحمن التميمي النحويّ (تهذيب التهذيب 4/ 373) .
[2] ابن معاوية الجعفي.
[3] زائدة بن قدامة الثقفي الكوفي.
[4] سلمان الأشجعي (تهذيب التهذيب 4/ 140) .
[5] ابن أبي شيبة.
[6] ابن عبد الحميد الضبي.
[7] في تهذيب التهذيب 4/ 140 أن مولاته عزّة الأشجعية.(3/120)
حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ الْأَشْجَعِيُّ قَالَ: اشْتَرَيْتُ مِنَ ابْنِ عُمَرَ تِبْنًا.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ سَلْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُجَالِدٍ زَوْجِ بِنْتِ مُجَاهِدٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا بَشِيرٌ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي الْجَلْدِ جَيْلَانَ بْنِ فَرْوَةَ.
قَالَ ابْنُ سِيرِينَ: نُبِّئْتُ عَنْ أَبِي الْجَلْدِ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا بَشِيرٌ قَالَ: كُنْتُ فِي كُتَّابِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْخٌ فِي الْمَسْجِدِ، فَذَكَرْتُهُ لِبَعْضِ أَصْحَابِنَا فَقَالَ: هُوَ أَبُو لِينَةَ عَنِ الضَّحَّاكِ قَالَ: لَا تُخْرِجْ رِكَابَكَ مِنْ قَرْيَةٍ الى قرية.
قوله «يَتُوبُونَ من قَرِيبٍ» 4: 17 [1] قَالَ: كُلُّ شَيْءٍ دُونَ الْمَوْتِ فَهُوَ قَرِيبٌ.
وَأَبُو لِينَةَ قَدْ رَوَى عَنْهُ وَكِيعٌ وَاسْمُهُ النَّضْرُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَأَبُو مَرْيَمَ اسْمُهُ طَهْمَانُ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ الزَّرَّادِ وَكُنْيَتُهُ أَبُو زَيْدٍ.
قَالَ الْحُمَيْدِيّ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ: مَا الزَّرَّادُ؟ قَالَ: يَعْمَلُ الدُّرُوعَ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَبَّاسٍ الْهَمْدَانِيُّ ثِقَةٌ كُوفِيٌّ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا مُوسَى بْنُ عُمَيْرٍ الْعَنْبَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلْقَمَةُ ابن وَائِلٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا قَامَ فِي الصَّلَاةِ قَبَضَ عَلَى شِمَالِهِ بِيَمِينِهِ، وَرَأَيْتُ عَلْقَمَةَ يَفْعَلُهُ. وَمُوسَى بْنُ عُمَيْرٍ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ، رَوَى إِسْحَاقُ بْنُ كَعْبٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عُمَيْرٍ لَيْسَ هو هذا العنبري، «وهو
__________
[1] سورة النساء آية 17.(3/121)
ضَعِيفٌ» [1] .
حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ- بَصْرِيٌّ عَمِيٌّ- قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ الْعَبْدِيُّ- ثِقَةٌ- عَنْ مَيْمُونٍ أَبِي [2] مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قال: كان خصبهم [3] في بيوتهم وفي الثياب تجوّز [4] . (299 أ) وأبو منصور هذا كوفي جهني.
حدثني أَبُو سَعِيدٍ سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْثَرُ [5] أَبُو زُبَيْدٍ- وَهُوَ شِيعِيٌّ ثِقَةٌ- عَنْ بُرْدِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ [6] عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يَقُولُ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صَلَّى عَلَى جِنَازَةِ مُسْلِمٍ وَشَهِدَهَا حَتَّى تُدْفَنَ كَانَ لَهُ قِيرَاطَانِ، وَالْقِيرَاطُ مِثْلُ أُحُدٍ. وَيُقَالُ لَمْ يَسْمَعِ الْمُسَيَّبُ مِنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا مِنَ الْبَرَاءِ.
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ سعير بن الخمس [7] وهو
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 10/ 365 وهو موسى بن عمير القرشي مولاهم الكوفي الأعمى أبو هارون.
[2] في الأصل «بن أبي» وما أثبته من حلية الأولياء 4/ 230.
[3] الأخصاب ثياب معروفة (الفيروزآبادي: القاموس المحيط مادة «خصب» ) ويمكن أن تقرأ «خضبهم» من الخضاب أي صبغ الشعر بالحناء أو الكتم.
[4] أوردها أبو نعيم من طريق ميمون أيضا (حلية الأولياء 4/ 230) .
[5] عبثر بن القاسم الزبيدي الكوفي أبو زبيد (تهذيب التهذيب 5/ 136) .
[6] في الأصل «يزيد» وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب 1/ 428.
[7] ابن حجر: تهذيب التهذيب 10/ 365 وهو موسى بن عمير القرشي مولاهم الكوفي الأعمى أبو هارون.(3/122)
كُوفِيٌّ ثِقَةٌ، وَلَهُ ابْنٌ يُقَالُ لَهُ قَطَنٌ لَا يَسْوِي حَدِيثُهُ شَيْئًا.
وَرَوَى ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ الْغَنَوِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ. وَقَدْ رَأَى جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، وَيَرْوِي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ أَحَادِيثَ.
وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ [1] الْمَقَرِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمَ وَكُنْيَتُهُ أَبُو أَيُّوبَ، كَنَاهُ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ وَغَيْرُهُ مِنَ الْكُوفِيِّينَ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَوْشَبُ بْنُ عُقَيْلٍ وَكُنْيَتُهُ [أَبُو دحية] [2] ، وقد روى عنه عبد الرحمن بن مَهْدِيٍّ، وَهُوَ ثِقَةٌ.
حَدَّثَنَا ابْنُ قُعْنُبٍ [3] قَالَ: حَدَّثَنَا جُهَيْرُ بْنُ يَزِيدَ بَصْرِيٌّ ثِقَةٌ.
حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ: ثنا شُعْبَةُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ وَكُنْيَتُهُ أَبُو مُعَاذٍ بَصْرِيٌّ ثِقَةٌ [4] .
«وَعَبْدُ الْمُؤْمِنِ أَبُو [5] عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّدُوسِيُّ ثِقَةٌ» [6] .
«وَأَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ عَبْدُ الْوَاحِدِ بن واصل ثقة» [7] .
__________
[1] عبد الله بن يزيد.
[2] سقطت الكنية من الأصل وأضفتها من تهذيب التهذيب 3/ 66 ويذكر أيضا توثيق الفسوي له.
[3] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ.
[4] فِي تهذيب التهذيب 7/ 216 «وثّقه يعقوب بن سفيان» .
[5] في الأصل «ابن أبي» وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب 6/ 433 وينقل توثيق الفسوي له.
[6] ابن حجر: تهذيب التهذيب 6/ 433.
[7] المصدر السابق 6/ 440.(3/123)
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ: ثنا شُعْبَةُ عَنْ جُلَّاسٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ شَمَّاسٍ قَالَ: بَعَثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَكُنْتُ مَعَ مَرْوَانَ، فَمَرَّ أَبُو هُرَيْرَةَ فَقَالَ: بَعْضُ حَدِيثِكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ. فَمَضَى، ثُمَّ أَقْبَلَ فَقُلْنَا:
الْآنَ يَقَعُ بِهِ. فَسَأَلَهُ: كَيْفَ سَمِعْتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عَلَى الْجِنَازَةِ؟ فَقَالَ: أَنْتَ خَلَقْتَهَا أَوْ خَلَقْتَهُ، وَأَنْتَ هَدَيْتَهَا إِلَى الْإِسْلَامِ، وَأَنْتَ قَبَضْتَ رُوحَهَا، تَعْلَمُ سِرَّهَا وَعَلَانِيَتَهَا، جِئْنَا شُفَعَاءَ فَاغْفِرْ لَهَا.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الوارث [2] (299 ب) قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْجُلَّاسِ عُقْبَةُ بْنُ سَيَّارٍ [3] قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ شَمَّاخٍ قَالَ:
سَمِعْتُ مَرْوَانَ [4] سَأَلَ أَبَا هُرَيْرَةَ.
حَدَّثَنَا ابْنُ رَجَاءٍ [5] قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ [6] قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْجُلَّاسَ يُحَدِّثُ قَالَ: سَأَلَ مَرْوَانُ أَبَا هُرَيْرَةَ: كَيْفَ سَمِعْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَلْجٍ الْفَزَارِيُّ [7] قَالَ: حَدَّثَنِي جُلَّاسٌ الشَّامِيُّ قَالَ: مَرَّ مَرْوَانُ بِأَبِي هُرَيْرَةَ وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ مَرْوَانُ: بَعْضُ حَدِيثِكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ. ثُمَّ لَمْ يُجَاوِزْ غَيْرَ بَعِيدٍ حَتَّى رَجَعَ عَوْدُهُ عَلَى بَدْئِهِ فَقَالَ: كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عَلَى الْمَيِّتِ؟ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: هَذَا مَعَ قَوْلِكَ آنفا!!
__________
[1] العيشي الطفاوي البصري (تهذيب التهذيب 6/ 263) .
[2] ابن سعيد.
[3] وقيل له الجلاس (تهذيب التهذيب 7/ 240) .
[4] مروان بن الحكم الأموي.
[5] عبد الله بن رجاء الغداني (تهذيب التهذيب 5/ 209) .
[6] زائدة بن قدامة الثقفي الكوفي.
[7] الكبير.(3/124)
ثُمَّ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: اللَّهمّ أَنْتَ خَلَقْتَهَا.
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ- هُوَ ابْنُ عُلَيَّةَ- قَالَ:
أَخْبَرَنَا زِيَادُ بْنُ مِخْرَاقٍ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ سَيَّارٍ عَنْ رَجُلٍ قَالَ: كُنَّا قُعُودًا مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَامَ عَلَيْهِ مَرْوَانُ فَقَالَ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ مَا تَزَالُ تُحَدِّثُ بِأَحَادِيثَ لَا نَعْرِفُهَا. ثُمَّ انْطَلَقَ، ثم رجع اليهم فَقَالَ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ كَيْفَ الصَّلَاةُ عَلَى الْمَيِّتِ؟ قَالَ: مَعَ قَوْلِكَ آنِفًا؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: كُنَّا نَقُولُ: أَنْتَ رَبُّهَا.
وَحَدَّثَ [1] عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَبْدِ الْوَارِثِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: ذَهَبْتُ بِشُعْبَةَ إِلَى أَبِي الْجُلَّاسِ، وَإِذَا بَيْنَ يَدَيْهِ نَقِيرٌ فِيهِ نَبِيذٌ، وَلَهُ جُمَّةٌ، كَانَ مِنَ الْجُنْدِ شَامِيٌّ، وَجَعَلَ شُعْبَةُ أَبَا الْجُلَّاسِ جُلَّاسًا.
قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: قَالَ أَبِي: أَنَا ذَهَبْتُ بِهِ إِلَيْهِ وَقَلَبَ إِسْنَادَهُ.
حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنِ الرَّبِيعَةِ بْنِ النَّابِغَةِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا فَإِنَّهَا تُذَكِّرُكُمْ مِنَ الْآخِرَةِ [2] . حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ [3] قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ [4] قَالَ: ثنا عَلِيُّ بن زيد
__________
[1] أي سعيد بن منصور. وربما هي «وحدّثت» ولكنها في الأصل كما أثبتّها، ولم يدرك يعقوب السماع من عبد الصمد المتوفى سنة 207 هـ.
[2] أخرجه مسلم من طريق آخر الى «فزوروها» (الصحيح 2/ 672، 3/ 1563) وابن ماجة من طريق آخر أيضا (السنن 1/ 501) .
[3] عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج التميمي المنقري مولاهم المقعد البصري (تهذيب التهذيب 5/ 335) .
[4] عبد الوارث بن سعيد.(3/125)
قَالَ حَدَّثَنِي النَّابِغَةُ بْنُ الْمُخَارِقِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم (300 أ) : كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ.. نَحْوَهُ. وَهَذَا الصَّحِيحُ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ أَوْسٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خَطَبَ فَقَالَ: أَلَا إِنَّ دِيَةَ الْخَطَأِ شِبْهِ الْعَمْدِ مَا كَانَ بِالسَّوْطِ وَالْعَصَا مِائَةٌ مِنَ الْإِبِلِ. حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ [1] قَالَ: ثنا حَمَّادٌ قَالَ الْقَاسِمُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ جَوْشَنَ عَنْ عقبة [2] أو يعقوب السدوسي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو.
حَدَّثَنَا النَّمِرِيُّ قَالَ: ثنا شُعْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو.
وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ جَوْشَنٍ [3] عَنْ عُقْبَةَ بْنِ أَوْسٍ السَّدُوسِيِّ عَنِ ابْنِ عَمْرٍو.
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَلِيٍّ [4] سَمِعَ الْقَاسِمَ بْنَ رَبِيعَةَ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَمْرٍو.
الْمَحْفُوظُ حَدِيثُ سُلَيْمَانَ بْنِ حرب عن عبد الله [5] بن عمرو.
__________
[1] محمد بن الفضل السدوسي.
[2] عقبة بن أوس ويقال يعقوب بن أوس السدوسي البصري (تهذيب التهذيب 7/ 237) .
[3] الغطفانيّ (تهذيب التهذيب 8/ 312) .
[4] علي بن زيد بن جدعان.
[5] في الأصل وقعت «عن» بين «عبد الله» و «ابن عمرو» وهو خطأ من الناسخ.(3/126)
وَحَدَّثَنَا حَجَّاجٌ [1] قَالَ: ثنا أَبُو عَوَانَةَ [2] عَنْ فِرَاسٍ [3] عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذات يوم ثم قال:
ها هنا أَحَدٌ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ؟. حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ قَالَ: ثنا أَبُو الْأَحْوَصِ [4] عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ سَمْعَانَ [5] عَنْ سَمُرَةَ [6] .
حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ الْمُشَنِّجِ [7] بْنِ سَمْعَانَ عَنْ سَمُرَةَ.
حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ سَمْعَانَ بْنِ مُشَنِّجٍ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عن عامر بن مسعود القرشي قال: قال- يعني النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: الصَّوْمُ فِي الشِّتَاءِ الْغَنِيمَةُ الْبَارِدَةُ، أَمَّا نَهَارُهُ فَقَصِيرٌ، وَأَمَّا لَيْلُهُ فطويل. «وليس
__________
[1] ابن المنهال.
[2] الوضاح بن عبد الله الواسطي.
[3] فراس بن يحيى الهمدانيّ الخارفي الكوفي المكتب (تهذيب التهذيب 8/ 259) .
[4] سلام بن سليم الحنفي (تهذيب التهذيب 4/ 282) .
[5] سمعان بن مشنج ويقال ابن مشمرج العمري ويقال العبديّ الكوفي (تهذيب التهذيب 4/ 237) .
[6] سمرة بن جندب.
[7] هكذا في الأصل وهو مقلوب والصحيح سمعان بن مشنج (انظر الذهبي: المشتبه ص 590 وتهذيب التهذيب 4/ 238) ولم أثبته على الوجه الصحيح إذ ربما مراد الفسوي بيان وقوع الوهم فيه في هذا الاسناد.(3/127)
لِعَامِرٍ صُحْبَةٌ» [1] .
وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ ثنا زَائِدَةُ [2] عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رَفِيعٍ عن عامر بن مسعود القرشي قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي الصَّفِّ الْمُقَدَّمِ مَا صَفُّوا فِيهِ إِلَّا بِقَرْعَةٍ. وَكَانَ ابن معاوية يحدث (300 ب) عَنْ جَرِيرٍ [3] عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رَفِيعٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْطَأَ فِيهِ، وَقَدْ قَالَ بَعْضُهُمْ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: زَاحَمَنِي رَجُلٌ بمكة يقال له عامر بن مسعود فقلت لَهُ فَقَالَ لِي، وَقَدْ رَوَى سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَجَرِيرٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَامِرٍ هَذَا.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَقَبِيصَةُ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ قابوس بن أبي طبيان حُصَيْنُ بْنُ جُنْدَبٍ [4] .
وَحَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ: سَمِعْتُ هِلَالَ بْنَ يَسَافٍ يُحَدِّثُ عن الربيع بن خشيم قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ كُنَّ كَعَدْلِ أَرْبَعَةٍ محررين من ولد إسماعيل.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ قَالَ: مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ الا الله فذكر نحوه.
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 5/ 81.
[2] ابن قدامة الثقفي الكوفي.
[3] ابن عبد الحميد الضبي.
[4] الجنبي الكوفي (تهذيب التهذيب 8/ 305) .(3/128)
حَدَّثَنَا آدَمُ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ قَالَ:
سَمِعْتُ هِلَالَ بْنَ يَسَافٍ يُحَدِّثُ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ [2] عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قال: لئن أَقُولَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتِقَ أَرْبَعَ رِقَابٍ.
حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ قَالَ: ثنا حَمَّادٌ عَنْ دَاوُدَ [3] عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ كَانَتْ لَهُ كَعَدْلِ مُحَرَّرٍ أَوْ مُحَرَّرَيْنِ» - شَكَّ دَاوُدُ-. حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ. فَقُلْتُ: مَنْ حَدَّثَكَ يَرْحَمْكَ اللَّهُ؟
قَالَ: عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ الْأَوْدِيُّ. فَأَتَيْتُ عَمْرًا فَقُلْتُ: مَنْ حَدَّثَكَ؟ فَقَالَ:
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى، فَقُلْتُ: مَنْ حَدَّثَكَ؟ قَالَ: أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شريك له، له الملك وله الحمد (301 أ) وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ بَعْدَ الصُّبْحِ عَشْرَ مَرَّاتٍ كُنَّ كَعِتْقِ أَرْبَعِ رِقَابٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ.
حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ [4] قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ [5] عَنْ سُفْيَانَ الْعُصْفُرِيِّ عَنْ أَبِيهِ عن حَبِيبِ بْنِ النُّعْمَانَ الْأَسَدِيِّ عَنْ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ قَالَ: صلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: عدلت شهادة الزور
__________
[1] ابن أبي اياس.
[2] الأودي.
[3] ابن أبي هند.
[4] النحاس الرمليّ.
[5] الطنافسي الكوفي الأحدب (تهذيب التهذيب 9/ 327) .(3/129)
بالاشراك باللَّه عَزَّ وَجَلَّ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ تَلَا فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ 22: 30 [1] . وَقَدْ خَالَفَ مَرْوَانُ مُحَمَّدًا وَالصَّحِيحُ رِوَايَةُ مُحَمَّدٍ.
وَرَوَاهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ [2] عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ رَجُلٍ لَمْ يُسَمِّهِ عَنْ أَبِيهِ فَقَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَلَا أَشُكُّ أَنَا مُؤْمِنٌ.
سَمِعْتُ الْحُمَيْدِيَّ يَقُولُ: وَقَعَ بَيْنَ الْحُوَيْطِيِّ وَمَرْوَانَ الْفَزَارِيِّ [3] كَلَامٌ، فَتَفَاخَرَا فَقَالَ مَرْوَانُ: لَوْ كَانَ الْعِزُّ فِي السَّحَابِ لَنِلْتُهُ بِجَدِّي عُيَيْنَةَ [4] . فَشَنَّعَ عَلَى الْحُوَيْطِيِّ وَآذَاهُ وَجَفَاهُ النَّاسُ.
سَمِعْتُ زُهْدُمَ بْنَ الْحَارِثِ قَالَ: أَتَيْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ: حَدِّثْنِي. فَقَالَ:
لَا أُحَدِّثُكَ حَتَّى تَجْمَعَ جَمَاعَةً يَجْتَمِعُوا إِلَيَّ وَأُحَدِّثُكُمْ. وَأَظُنُّهُ قَدْ قال له سمّى عَدَدًا مَعْلُومًا يَجْتَمِعُوا إِلَيَّ.
«سَمِعْتُ مَهْدِيَّ بْنَ أَبِي مَهْدِيٍّ [5] قَالَ: كَانَ فِي خُلُقِ الْفَزَارِيِّ شَرَاسَةٌ، وَكَانَ لَهُ حُفَّاظٌ، وَكَانَ مُعِيلًا شَدِيدَ الْحَاجَةِ، وَكَانَ النَّاسُ يَبَرُّونَهُ، فَإِذَا بَرَّهُ الْإِنْسَانُ كان ما دام ذَلِكَ الْبِرُّ عِنْدَهُ فِي مَنْزِلِهِ يُعْرَفُ فِيهِ الْبِرُّ وَالِانْبِسَاطُ إِلَى الرَّجُلِ. قَالَ: فَنَظَرْتُ فَلَمْ أَجِدْ شَيْئًا أَبْقَى فِي مَنْزِلِ الرَّجُلِ مِنَ الْخَلِّ وَلَا أَرْخَصَ بِمَكَّةَ مِنْهُ. قَالَ: فَكُنْتُ أَشْتَرِي جَرَّةً مِنْ خَلٍّ فَأُهْدِي لَهُ فَأَرَى مَوْقِعَ ذَلِكَ مِنْهُ، فَإِذَا فَنِيَ أَرَى مِنْهُ، فأسأل
__________
[1] سورة الحج آية 30.
[2] محمد بن خازم الضرير.
[3] مروان بن معاوية بن الحارث بن أسماء بن خارجة بن حصن ابن حذيفة بن بدر الفزاري الكوفي (تهذيب التهذيب 10/ 97) .
[4] عيينة بن حصن الفزاري.
[5] في الأصل «مهذب بن أبي مهذب» والتصويب من تاريخ بغداد للخطيب 13/ 151.(3/130)
جَارِيَتَهُ: أَفَنِيَ خَلُّكُمْ؟ فَتَقُولُ: نَعَمْ. فَأَشْتَرِي جَرَّةً فَيَعُودُ إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ» [1] .
«قَالَ: [كَانَ عِنْدَهُ] [2] عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: فَأَخَذَ إِنْسَانٌ كُتُبًا فَمَزَّقَهَا وَرَمَى بِهَا إِلَى مَرْوَانَ الْفَزَارِيِّ فَقَالَ: هَذَا حَدِيثُكَ. فَقَالَ: هَيْهَاتَ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا فَمَزِّقْ حَدِيثِي، هَذَا لَيْسَ حَدِيثِي، قَنَاتِي أَصْلَبُ مِنْ ذَلِكَ» [3] .
قَالَ عَلِيٌّ: وَكَلَّمْتُهُ أَنَا وَبِلَالٌ فِي وَكِيعٍ، وَكَانَ يَتَكَلَّمُ فِيهِ، فَقُلْتُ لَهُ: انه يقول انك كنت (301 ب) تَطْلُبُ الشُّيُوخَ وَيُحْسَنُ فِيكَ الْقَوْلُ. فَقَالَ:
تَعْرِفُنِي أَنَا أَعْلَمُ بِابْنِ عَمِّي هُوَ صَاحِبُ سَيْفٍ.
بَلَغَنِي عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: رَأَيْتُ عِنْدَ مَرْوَانَ بْنِ مُعَاوِيَةَ لَوْحًا فِيهِ أَحَادِيثُ مَكْتُوبَةٌ وَفِيهِ أَسَامِي الشُّيُوخِ فُلَانٌ رَافِضِيٌّ وَفُلَانٌ كَذَا، فَمَرَّ بِاسْمِ وَكِيعِ فَإِذَا هُوَ يَقُولُ: وَكِيعٌ رَافِضِيٌّ. فَقُلْتُ لِمَرْوَانَ: وَكِيعٌ خَيْرٌ مِنْكَ.
فَقَالَ لِي مَرْوَانُ: خَيْرٌ مِنِّي! قُلْتُ: نَعَمْ. فَقِيلَ لِي: فَمَا قَالَ لَكَ شَيْئًا.
قَالَ: لَوْ قَالَ لِي شَيْئًا وَثَبَ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ فَضَرَبُوهُ.
«حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو وَكِيعٍ الْجَرَّاحُ بْنُ مُلَيْحٍ وَهُوَ ثِقَةٌ» [4] .
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي زائدة أخو زكريا بن أبي
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 151.
[2] في الأصل «قال أبو علي المديني» والتصويب والزيادة من تاريخ بغداد 13/ 152.
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 152.
[4] الخطيب: تاريخ بغداد 7/ 253 ووقع فيه «حدثنا الوليد بن هشام بن عبد الملك» وهو خطأ والصواب انه أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي.(3/131)
زَائِدَةَ وَهُوَ ثِقَةٌ [1] .
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ شَقِيقِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ. وَلَيْسَ هَذَا بِمُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ الْعَبْدِيِّ، وَالْعَبْدِيُّ أَيْضًا كُوفِيٌّ ثِقَةٌ.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنِ الْحَسَنِ [2] وَعَلِيٍّ ابني [3] صالح وهما ثقتان.
حدثنا عبد الله بن رجاء عَنْ كَامِلٍ [4] أَبِي الْعَلَاءِ وَهُوَ ثِقَةٌ.
حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عَامِرٍ الْبَجَلِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ عَنْ «أَبِي كُدَيْنَةَ [5] يَحْيَى بْنِ الْمُهَلَّبِ وَهُوَ ثِقَةٌ» [6] .
حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ [7] عَنْ أُبَيٍّ الْجَوَّابِ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ يَتَشَيَّعُ.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَلَاءُ بْنُ صَالِحٍ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ [8] عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْصَارِيٌّ كُوفِيٌّ شِيعِيٌّ قَالَ: ثنا أَبُو راشد [9] قال: لما
__________
[1] في تهذيب التهذيب 7/ 449 «قال يعقوب بن سفيان: عمر لا بأس به وزكريا ثقة» وانظر 3/ 330 منه.
[2] الحسن بن صالح بن حي أخو علي.
[3] في الأصل «بن» .
[4] هو كامل بن العلاء أبو العلاء التميمي السعدي (تهذيب التهذيب 8/ 410) واقتبس عن يعقوب توثيقه.
[5] في الأصل «كريفة» والتصويب من تهذيب التهذيب 12/ 212.
[6] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 289.
[7] المروزي (تهذيب التهذيب 2/ 334) .
[8] في تهذيب التهذيب 8/ 184 «وثّقه يعقوب بن سفيان» .
[9] ترجمته في تهذيب التهذيب 12/ 92.(3/132)
انْتَهَى إِلَى حُذَيْفَةَ بَيْعَةُ عَلِيٍّ قَالَ: بَايَعَ يديه إحداهما عَلَى الْأُخْرَى ثُمَّ قَالَ:
لَا أُبَايِعُ بَعْدَهُ أَحَدًا مِنْ قُرَيْشٍ مَا بَعْدَهُ إِلَّا أَصْغَرُ أَوْ أَبْتَرُ.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ أَبِي إِسْرَائِيلَ الْمَلَائِيِّ وَهُوَ ثِقَةٌ وَاسْمُهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ.
«وَحَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ قَالَ: ثنا أَبِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ [1] . وَهُمَا ثِقَتَانِ الْأَبُ وَالِابْنُ دَارُهُمْ بِبَغْدَادَ» [2] .
«حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ جَعْفَرٍ الأحمر كوفي ثقة» [3] .
(302 أ) «حدثنا ابن عثمان [4] قال: ثنا عبد الله [5] قَالَ: أَخْبَرَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ قاضي موضع» [6] .
«حدثنا أبو عاصم عن عمر بن ذر كوفي مرجئ ثقة» [7] .
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ.
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ حُصَيْنٍ [8] عَنْ سَعْدِ بْنِ
__________
[1] يحيى بن سعيد بن أبان الأموي الكوفي الحافظ، نزل بغداد، لقبه جمل (تهذيب التهذيب 11/ 213) وفي تهذيب التهذيب 11/ 216 ذكر توثيق يعقوب له.
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 9/ 91 وابن حجر: تهذيب التهذيب 4/ 98 فقط من قوله «هما ثقتان» لكنه يذكر «ثبتان» بدل «ثقتان» ويحذف «دارهم ببغداد» .
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 7/ 151 وهو جعفر بن زياد الأحمر، وابن حجر: تهذيب التهذيب 2/ 93.
[4] عبد الله بن عثمان.
[5] عبد الله بن المبارك.
[6] ابن حجر: تهذيب التهذيب 8/ 155 هو عنبسة بن سعيد بن الضريس الأسدي الكوفي قاضي الري يقال له الرازيّ (تهذيب التهذيب 8/ 155) .
[7] المصدر السابق 7/ 445 ويحذف «عن» .
[8] حصين بن عبد الرحمن السلمي.(3/133)
عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ وَحِبَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ السُّلَمِيِّ أَنَّهُمَا كَانَا يَتَنَازَعَانِ فِي عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ، وَكَانَ حِبَّانُ يُحِبُّ عَلِيًّا وَكَانَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُحِبُّ عُثْمَانَ.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى الْجُهَنِيُّ [1] عَنْ أَبِي الْجَهْمِ [2] قَالَ: صَحِبْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُكَيْمٍ عِشْرِينَ سَنَةً هَذَا عَلَوِيٌّ وَهَذَا عُثْمَانِيٌّ، فَكَانَ هَذَا يَدْخُلُ بَيْتَ هَذَا فِي الْيَوْمِ كَذَا وَكَذَا، وَيَدْخُلُ هَذَا فِي الْيَوْمِ كَذَا وَكَذَا مَرَّةً.
وَمَاتَتْ أُمُّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى فَقَامَ عَلَيْهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُكَيْمٍ، وَكَانَ صَلَّى خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي فَرْوَةَ مُسْلِمٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ:
مَاتَتْ أُمُّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، فَقَامَ عَلَيْهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُكَيْمٍ، وَكَانَ إِمَامَهُمْ.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ الرَّمْلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَارْيَابِيُّ، جَمِيعًا عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ [3] قَالَ: كَانُوا يَتَزَاوَرُونَ وَهُمْ مُخْتَلِفُونَ.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَرِّفٍ قَالَ: ثنا الْأَعْمَشُ قَالَ: أَدْرَكْتُ أَشْيَاخًا زِرًّا [4] وَأَبَا وَائِلٍ [5] مِنْهُمْ من عثمان أحب
__________
[1] موسى بن عبد الله بن عكيم الجهنيّ الكوفي (تهذيب التهذيب 5/ 324) .
[2] أحسبه سليمان بن الجهم بن أبي الجهم الأنصاري الحارثي الجوزجاني (تهذيب التهذيب 4/ 177) .
[3] النخعي.
[4] زرّ بن حبيش.
[5] شقيق بن سلمة.(3/134)
إِلَيْهِمْ مِنْ عَلِيٍّ وَمِنْهُمْ مَنْ عَلِيٌّ أَحَبُّ إِلَيْهِمْ مِنْ عُثْمَانَ، وَكَانُوا أَشَدَّ شَيْءٍ تَحَابًّا وَأَشَدَّ شَيْءٍ تَوَادًّا.
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قُلْتُ لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبْجَرَ:
مَنْ أَفْضَلُ مَنْ رَأَيْتَ بِالْكُوفَةِ؟ فَلَمْ يخبرني وقال: يرحم الله طلحة.
وطلحة هو ابْنُ مُصَرِّفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبٍ.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ صَاعِقَةُ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا قَالَ يَحْيَى [2] :
ذَهَبَ عَوْفٌ [3] إِلَى الصَّلْتِ بْنِ دِينَارٍ يَعُودُهُ وَاكْتَرَى لَهُ حِمَارًا مِنْ بَنِي جَمَّانَ [4] ، وَكَانَ عَوْفٌ شِيعِيًّا وَالصَّلْتُ عُثْمَانِيًّا (302 ب) ، فذكروا شيئا، فقال له عوف: لا رُفِعَ جَنْبُكَ يَا أَبَا شُعَيْبٍ.
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَعَبْدُ اللَّهِ ابْنَا مَعْقِلٍ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ سَمِعَ مِنْ عَلِيٍّ.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: ثنا شُعْبَةُ عَنْ عُبَيْدٍ [5] أَبِي الْحَسَنِ سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَعْقِلٍ يَقُولُ: شَهِدْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ قَنَتَ فِي صَلَاةِ الْعَتْمَةِ بَعْدَ الرُّكُوعِ يَدْعُو فِي قُنُوتِهِ عَلَى خَمْسَةِ رَهْطٍ عَلَى مُعَاوِيَةَ وَأَبِي الْأَعْوَرِ.
وَسَمِعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان عن عبد الكريم [6] عن زياد بن أبي
__________
[1] محمد بن أبي عمر العدني.
[2] القطّان.
[3] ابن أبي جميلة الأعرابي.
[4] جمّان بن هداد في الأزد (الذهبي: مشتبه النسبة 247) .
[5] في الأصل «عبيدة» وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب 7/ 62.
[6] عبد الكريم بن أبي المخارق واسمه قيس ويقال طارق أبو أمية المعلم البصري (تهذيب التهذيب 6/ 376) .(3/135)
مَرْيَمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ [1] قَالَ: سَأَلَ أَبِي عَبْدَ اللَّهِ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «النَّدَمُ تَوْبَةٌ» ؟ قَالَ: نَعَمْ. حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ [2] عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ [3] عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ عَنْ زِيَادٍ [4] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ [5] قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أَبِي عَلَى عَبْدِ اللَّهِ [6] فَقَالَ لَهُ أَبِي.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قُرَّةَ الْعَجْلِيِّ، وَلَا يَعْلَمُ أَحَدًا رَوَى عَنْهُ وَلَا ذَكَرَهُ فِي الْعِلْمِ غَيْرَ إِسْمَاعِيلَ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: ثنا أَبُو نُعَيْمٍ عَنِ ابْنِ أَبِي غَنْيَةَ عَنْ أَبِي الْخَطَّابِ الْهَجَرِيِّ، «وَلَا نَعْلَمُ أَحَدًا رَوَى عَنْ أَبِي الْخَطَّابِ، وَلَا ذَكَرَهُ فِي الْعِلْمِ غَيْرَ [ابْنِ] أَبِي غَنْيَةَ» [7] ، وَلَقَدْ سَمِعْتُ كُرَيْبَ بْنَ أَبِي غَنْيَةَ مِنْ أَبِي نُعَيْمٍ، وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَنَا فِيمَا كَتَبْنَا وَلَا حُدِّثْنَا بِهِ.
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مَنْصُورٍ [8] عَنْ إِبْرَاهِيمَ [9] عَنْ عُبَيْدَةَ [10] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ اليهود أو من أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.
__________
[1] المزني الكوفي.
[2] الضحاك بن مخلد.
[3] عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج.
[4] ابن أبي مريم.
[5] المزني.
[6] ابن مسعود.
[7] ابن حجر: تهذيب التهذيب 12/ 86 والزيادة منه.
[8] ابن المعتمر.
[9] النخعي.
[10] السلماني.(3/136)
حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ [2] عَنْ سُفْيَانَ قَالَ:
حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ وَسُلَيْمَانُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [3] : أَنَّ يَهُودِيًّا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَدِيثُ حَدِيثُ عُبَيْدَةَ وَلَيْسَ حَدِيثَ الْأَعْمَشِ عَنْ عَلْقَمَةَ الْمَحْفُوظُ عِنْدِي.
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَكِّيُّ عَنِ [ابْنِ] [4] الْمُبَارَكِ عَنْ «يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ الْبَجَلِيِّ وَلَيْسَ بِهِ بَأْسٌ» [5] .
حَدَّثَنَا ابْنُ رَجَاءٍ [6] عَنْ جَرِيرٍ عَنْ أيوب (303 أ) وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَنْ أَبِي عَاصِمٍ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ الثَّقَفِيِّ- ثِقَةٌ- قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَعْقِلِ بْنِ مُقْرِنٍ، قَالَ أَبُو عَاصِمٍ: قَالَ فُلَانُ لِعَبْدِ الله ابن مَعْقِلٍ: يَا أَبَا الْوَلِيدِ- وَأَنَا أَسْمَعُ- يُكْرَهُ الالتفات في الصلاة؟ قال:
بلى. قال: فَإِنَّكَ تَلْتَفِتُ. قَالَ: أَجَلْ وَاللَّهِ إِنِّي لَأَفْعَلُ.
سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ الرَّبِيعِ قَالَ: قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: الْمُعَلَّى بْنُ هِلَالٍ لَا بَأْسَ بِهِ ما لم يجيء الْحَدِيثُ، فَإِنَّهُ يَكْذِبُ فِي الْحَدِيثِ. وَعَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ كَذَلِكَ كَانَ لَا بَأْسَ بِهِ مَا لَمْ يُحَدِّثْ، فَإِذَا حَدَّثَ كَانَ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ عَنْ «مَرْحُومِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ العطار وهو ثقة» [7] .
__________
[1] بكر بن خلف.
[2] القطان.
[3] أحسبه ابن عتبة بن مسعود الهذلي.
[4] سقطت من الأصل وانظر تهذيب التهذيب 11/ 186 وينقل عبارة يعقوب بن سفيان في يحيى بن أيوب البجلي.
[5] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 186.
[6] عبد الله بن رجاء الغداني البصري (تهذيب التهذيب 5/ 209) .
[7] ابن حجر: تهذيب التهذيب 10/ 85.(3/137)
حَدَّثَنَا أَصْحَابُنَا عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ بِشْرِ بْنِ رَافِعٍ وَهُوَ لَيِّنُ الْحَدِيثِ.
حَدَّثَنَا ابْنُ ظَهِيرَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي جُبَيْرَةَ مَدِينِيُّ أَنْصَارِيٌّ ضَعِيفٌ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
«وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [1] كَانَ قَاضِيًا عَلَى بَغْدَادَ، وَهُوَ لَيِّنُ الْحَدِيثِ» [2] .
«وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْفَضْلِ مَدِينِيٌّ، يُعْرَفُ حَدِيثُهُ وَيُنْكَرُ» [3] .
«حَدَّثَنَا أَصْحَابُنَا عَنِ الدراوَرْديّ عَنْ حِرَامِ بْنِ عُثْمَانَ مَدِينِيٌّ أَنْصَارِيٌّ مَتْرُوكٌ، سَمِعْتُ حَرْمَلَةَ [4] قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ: الرِّوَايَةُ عَنْ حِرَامٍ حَرَامٌ» [5] .
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ [6] عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ يزيد [7] عن سعيد بن أبي هلال عن عَمْرِو بْنِ صَهْبَانَ وَهُوَ خَالُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ [أَبِي] [8] يَحْيَى، وَهُوَ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ ضَعِيفٌ، وَأَمَّا إِبْرَاهِيمُ فَمَتْرُوكٌ مَهْجُورٌ.
وَعِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ مَدِينِيٌّ منكر الحديث.
__________
[1] الجمحيّ المدني (تهذيب التهذيب 4/ 55) .
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 9/ 69 والذهبي: ميزان الاعتدال 2/ 148 وابن حجر: تهذيب التهذيب 4/ 56 لكنه يقتصر على عبارة «لين الحديث» .
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 10/ 151.
[4] حرملة بن يحيى التجيبي المصري (تهذيب التهذيب 2/ 229) .
[5] الخطيب: تاريخ بغداد 8/ 278، 279 وحذف «أنصاري» .
[6] عبد الله بن صالح.
[7] الجمحيّ المصري.
[8] الزيادة من ميزان الاعتدال 1/ 57 وابن حجر: تهذيب التهذيب 1/ 160 وينقل عبارة الفسوي عنه «متروك الحديث» .(3/138)
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ [1] عَنْ قَيْسِ بْنِ عمارة مولى سودة مديني ليّن الحديث.
«والقاسم بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيُّ مَتْرُوكٌ مَهْجُورٌ» [2] .
وَالْفَضْلُ بْنُ عِيسَى الرَّقَاشِيُّ بَصْرِيٌّ خَالُ الْمُعْتَمِرِ [3] «مُعْتَزِلِيٌّ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ» [4] .
وَعِيسَى بْنُ [أَبِي] [5] عِيسَى حَدَّثَنَا [عَنْهُ] [6] عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، كُوفِيٌّ سَكَنَ الْمَدِينَةَ، رَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ، وَهُوَ ضَعِيفٌ قَدْ رَآهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ فَلَمْ يُحَدِّثْ عَنْهُ وَضَعَّفَهُ. وَهُوَ عِيسَى بْنُ مَيْسَرَةَ الْحَنَّاطُ، كَانَ يُقَالُ لَهُ الْخَبَّاطُ، كَانَ يُعَالِجُ الْحِنْطَةَ وَالْخَبْطَ.
وَجَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ سُلَمِيٌّ سَكَنَ الْبَصْرَةَ، كَانَ مُصَلَّاهُ فِي مَسْجِدِ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ مَتْرُوكٌ مَهْجُورٌ.
«وَبِشْرُ بْنُ نُمَيْرٍ قُشَيْرِيٌّ بَصْرِيٌّ ضَعِيفٌ» [7] ، تَرَكَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ الرواية عنه.
ومحمد بن غنيم رَوَى عَنْهُ مُعْتَمِرٌ، وَهُوَ ضَعِيفٌ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، رَوَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَيْلَمَانِيِّ.
__________
[1] اسمه إسماعيل.
[2] ابن حجر: تهذيب التهذيب 8/ 321.
[3] معتمر بن سليمان بن طرخان التيمي.
[4] ابن حجر: تهذيب التهذيب 8/ 284.
[5] الزيادة من الذهبي: المشتبه 252 وميزان الاعتدال 3/ 320.
[6] الزيادة يقتضيها السياق لان عبيد الله بن موسى يروي عن عيسى بن أبي عيسى.
[7] ابن حجر: تهذيب التهذيب 1/ 461.(3/139)
وَزِيَادُ بْنُ مَيْمُونٍ أَبُو عُمَارَةَ، يَرْوِي عَنْ أَنَسٍ ضَعِيفٌ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَمَطَرُ بْنُ مَيْمُونٍ، يَرْوِي عَنْهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، «وَهُوَ ضَعِيفٌ» [1] جَلْدٌ [2] الْأَوْدِيُّ، «حَدَّثَنَا عَنْهُ عُبَيْدُ اللَّهِ، وَهُوَ شِيعِيٌّ وَإِنْ قَالَ قَائِلٌ رَافِضِيٌّ لَمْ أُنْكِرْ عَلَيْهِ، وَهُوَ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ» [3] .
حَبِيبُ بْنُ حَسَّانٍ كُوفِيٌّ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ ضَعِيفٌ لَا يُفْرَحُ بِحَدِيثِهِ.
وَسُهَيْلُ بْنُ ذَكْوَانَ ضَعِيفٌ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، يُحَدِّثُ عَنْهُ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَأَنْكَرَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ [4] عَلَى يَزِيدَ رِوَايَتَهُ عَنْهُ.
عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ بَصْرِيُّ الْأَصْلِ نَزَلَ مَكَّةَ، «وَيُذْكَرُ بِزُهْدٍ وَتَقَشُّفٍ وَعِبَادَةٍ، وَحَدِيثُهُ لَيْسَ بِشَيْءٍ» [5] . رَوَى عَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْمَكِّيُّ الْمُزَنِيُّ- وَهُوَ ثِقَةٌ- عَنْ أَزْوَرِ بْنِ رَجَاءٍ عَنِ التَّيْمِيِّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْأَحْمُوسِيِّ شَامِيٌّ ضَعِيفٌ ضَعِيفٌ.
عُمَرُ بْنُ مُوسَى بْنِ وجيه [6] يعرف وينكر.
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 10/ 170 وهو المحاربي الإسكاف.
[2] في الأصل «جلو» وأحسبه جلد بن أيوب البصري (الذهبي:
ميزان الاعتدال 2/ 420) .
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 53 وعبيد الله المذكور هو عبيد الله بن موسى العبسيّ الكوفي (الذهبي: ميزان الاعتدال 3/ 16) .
[4] القطان.
[5] ابن حجر: تهذيب التهذيب 5/ 101- 102 ويذكر «بذاك» بدل «بشيء» .
[6] انظر عنه ابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 487، 12/ 4 حيث أحسبه الكلاعي الدمشقيّ الوجيهي.(3/140)
«يَحْيَى بْنُ الْعَلَاءِ الرَّازِيُّ يُعْرَفُ وَيُنْكَرُ» [1] .
فُرَاتُ بْنُ السَّائِبِ جَزْرِيٌّ مَتْرُوكٌ مَهْجُورٌ.
فَائِدٌ أَبُو الْوَرْقَاءِ، يَرْوِي عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، مُنْكَرُ الْحَدِيثِ مَهْجُورٌ.
كُرَيْزُ بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، وَرَوَى عَنْهُ هُشَيْمٌ، مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
«وَاصِلُ بْنُ السَّائِبِ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ ضَعِيفٌ» [2] .
وَازِعُ بْنُ نَافِعٍ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَرِّرٍ الْعَامِرِيُّ جَزْرِيٌّ مَتْرُوكٌ ضَعِيفٌ.
الْحَارِثُ بْنُ شِبْلٍ [3] مَهْجُورٌ لَا يُعْرَفُ.
الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ بَصْرِيٌّ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ، إِنَّمَا هُوَ الْحَسَنُ بْنُ وَاصِلٍ، وَدِينَارٌ زَوْجُ أُمِّهِ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ.
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ [4] قَالَ: ثنا (304 أ) هُشَيْمٌ عَنْ أَبِي سَهْلٍ وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ سَالِمٍ لَا يَسْوِي حَدِيثُهُ شَيْئًا.
«وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ سَالِمٍ ثِقَةٌ لَا بَأْسَ بِهِ كُوفِيٌّ» [5] .
[خَيْثَمَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ]
حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنِ الْأَعْمَشِ
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 262.
[2] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 104.
[3] قال ابن حجر: «فرق جماعة بين الحارث بن شبيل والحارث ابن شبل منهم ... ويعقوب بن سفيان» تهذيب التهذيب 2/ 144.
[4] سعيد بن منصور الخراساني.
[5] ابن حجر: تهذيب التهذيب 1/ 302 وهو الأسدي.(3/141)
عَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ: كَانَ الْحَارِثُ بْنُ قَيْسٍ يَجْلِسُ إِلَيْهِ الرَّجُلُ وَالرَّجُلَانِ فَيُحَدِّثُهُمْ فَإِذَا كَثُرُوا قَامَ وَتَرَكَهُمْ، وَهُوَ مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الْكُوفَةِ.
حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ: ثنا شُعْبَةُ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: سَمِعْتُ خَيْثَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ [أَبِي] [1] سَبُرَةَ.
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: بَعَثَ إِلَيَّ خَيْثَمَةُ وَإِلَى إِبْرَاهِيمَ [2] . قَالَ: فَجِئْتُ أَنَا فَلَا أَدْرِي مَا شَغَلَ إِبْرَاهِيمَ، فَلَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَى الدَّارِ سَمِعْتُ أصواتا ظننت أنهم بنو أَبِي سَبُرَةَ، فَرَجَعْتُ. فَقَالَ لِي:
مَا شَأْنُكَ؟ فَقُلْتُ: قَدْ جِئْتُ فَسَمِعْتُ أَصْوَاتًا ظَنَنْتُ أَنَّهُمْ بنو أَبِي سَبُرَةَ فَرَجَعْتُ. فَقَالَ: أَنَا أَدْعُوهُمْ، لَأَنَا أَهْوَنُ عَلَيْهِمْ مِنَ الْكَلْبِ الْأَبْقَعِ. قُلْتُ:
وَلِمَ ذَلِكَ؟ قَالَ: لَا يُحِبُّ مُؤْمِنٌ مُنَافِقًا [3] .
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْأَعْمَشِ عن خيثمة قال: قال عيسى بن مَرْيَمَ- إِذَا صُنِعَ الطَّعَامُ فَدَعَا الْقُرَّاءَ فَأَجْرِي [4] عَلَيْهِمْ- ثُمّ قَالَ:
هَكَذَا فَافْعَلُوا بِالْقُرَّاءِ.
حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أَبُو خَالِدٍ [5] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ: دَعَانِي فَلَمَّا جِئْتُ إِذَا أَصْحَابُ الْعَمَائِمِ وَالْمَطَارِفِ عَلَى الْخَيْلِ، فَحَقَرْتُ نَفْسِي فَرَجَعْتُ. قَالَ: فَلَقِينَيِ بعد ذلك فقال لي: لم تجيء؟
__________
[1] سقطت من الأصل وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب 3/ 178.
[2] النخعي.
[3] قارن بحلية الأولياء 5/ 116 وأحسب أن الصحيح «لهم أهون علي» .
[4] في الأصل «فأجر» .
[5] الأحمر.(3/142)
قُلْتُ: قَدْ جِئْتُ وَلَكِنْ قَدْ رَأَيْتُ أَصْحَابَ الْعَمَائِمِ وَالْمَطَارِفِ عَلَى الْخَيْلِ فَحَقَرْتُ نَفْسِي. قَالَ: فَأَنْتَ وَاللَّهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُمْ. وَكُنَّا إِذَا دَخَلْنَا عَلَيْهِ قَالَ [1] بِالسَّلَّةِ مِنْ تَحْتِ السَّرِيرِ فقال: كلوا والله ما أشتهيه وَلَا أَصْنَعُهُ إِلَّا لَكُمْ [2] .
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [3] عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ:
دخلت على خيثمة [4] فقرّب إلينا خبيصا فَقَالَ: أَمَا إِنِّي لَمْ أَصْنَعْهُ لِنَفْسِي إِنَّمَا أَصْنَعُهُ لَكُمْ [5] .
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ [6] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ: قَالَ لِامْرَأَتِهِ حِينَ حَضَرَهُ الموت (304 ب) : أُنْشِدُكِ اللَّهَ أَنْ تُدْخِلِي بَيْتِي مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْخَمْرِ بَعْدَ أَنْ كَانَ يُقْرَأُ فِيهِ الْقُرْآنُ فِي ثَلَاثٍ. قَالَ: فَمَا لَبِثَتْ أَنْ تَزَوَّجَتْ بَعْدَ مَوْتِهِ [7] .
حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ [8] قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ خَيْثَمَةَ: أَنَّهُ أَهْدَى إِلَى إِبْرَاهِيمَ [9] خَادِمًا. فَمَا قَالَ إِبْرَاهِيمُ جَاءَتْنِي وَلَا قَالَ خَيْثَمَةُ بَعَثْتُ بها.
__________
[1] أي مال.
[2] أوردها أبو نعيم من طريق أبي خالد (الحلية 5/ 116) .
[3] الثوري.
[4] ابن عبد الرحمن بن أبي سبرة.
[5] قارن بحلية الأولياء 4/ 113.
[6] محمد بن خازم الضرير يحدث عنه سفيان كما في السند السابق.
[7] قارن بحلية الأولياء 4/ 115.
[8] محمد بن عبد الله بن نمير.
[9] النخعي.(3/143)
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ خَيْثَمَةَ: أَنَّهُ كَانَ يَصُرُّ الدَّرَاهِمَ، فَإِذَا رَأَى إِنْسَانًا مِنْ أَصْحَابِهِ قَدْ تَخَرَّقَ إِزَارُهُ دَسَّهَا فَقَالَ: اشْتَرِ بِهَا كَذَا [1] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصٌ [2] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ: كَانَ أَهْلُهُ إِذَا بَعَثُوا بِالدَّلْوِ إِلَى الْخَرَّازِ يَقُولُ: كَمْ تُعْطُونَ عَلَيْهِ؟ فَيَقُولُونَ: دَانِقٌ وَدَانِقٌ ونصف فيقول: أنا أعمله وَابْعَثُوا هَذَا إِلَى فُلَانٍ وَإِلَى فُلَانٍ [3] .
حَدَّثَنَا موسى بن مسعود قال: ثنا سفيان عن الْأَعْمَشِ عَنْ خَيْثَمَةَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ: يَا حَارِثُ لم ترهم يَسْأَلُونَ عَمَّا يَسْأَلُونَ عَنْهُ؟ قَالَ: قُلْتُ: لِتَعْلَمُوهُ ثُمَّ تَتْرُكُوهُ. قَالَ: صَدَقَ وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ [4] عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ [5] وَهُوَ ثِقَةٌ.
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ [6] يَقُولُ: كَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يَقْبَلُ الْقَذْفَ وَلَا يُصَدِّقُ أَحَدًا عَلَى أَحَدٍ. وَمُحَمَّدٌ كُوفِيٌّ مِنْ ثِقَاتِ أَهْلِ الْكُوفَةِ، وَهُوَ أوديّ.
__________
[1] أوردها بالمعنى أبو نعيم الأصبهاني من طريق الأعمش (حلية الأولياء 4/ 113، 114) .
[2] ابن غياث.
[3] أوردها بالمعنى أبو نعيم من طريق حفص (الحلية 4/ 115) .
[4] ابن معاوية الجعفي.
[5] الأحلافي.
[6] البصري.(3/144)
«حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ الْبَغْدَادِيُّ عَنْ أَبِي زُبَيْدٍ عَبْثَرٌ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ» [1] .
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ ثِقَةٌ كُوفِيٌّ، وَإِيَادٌ ثِقَةٌ رَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ وَغَيْرُهُ.
حَدَّثَنَا الْحِمَّانِيُّ [2] قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمُحَيَّاةِ [3] وَهُوَ ثِقَةٌ، رَوَى عَنْهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ وَغَيْرُهُ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عن «قابوس بن أبي ظبيان (305 أ) وَهُوَ ثِقَةٌ» [4] .
وَحَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ [5] عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ وَهُوَ أَبُو يُونُسَ الْقَوِيُّ، وَهُوَ لَا بَأْسَ بِهِ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَابْنُ نُمَيْرٍ [6] قَالا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ:
حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ [7]- قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ:
وَلَيْسَ بِأَبِي مِخْنَفٍ وَهُوَ قُرَشِيٌّ- أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ عُمَرَ فَقَالَ لَهُ: كَمْ عَطَاؤُكَ؟
فَقَالَ: أربعة آلاف. قال: اتخذ ما لا أَعْتَقِدُ سَائِبًا فَتُوشِكُوا أَنْ تُمْنَعُوا الْعَطَاءَ.
وَحَدَّثْتُ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ «عُبَيْدَةَ بْنِ مُعْتِبٍ الضَّبِّيِّ وحديثه لا يسوى
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 12/ 311 وابن حجر: تهذيب التهذيب 5/ 137 لكنه يقتصر على اقتباس عبارة «كوفي ثقة» .
[2] يحيى بن عبد الحميد الحماني الكوفي (تهذيب التهذيب 11/ 243) .
[3] هو يحيى بن يعلى بن حرملة الكوفي (تهذيب التهذيب 12/ 226) .
[4] ابن حجر: تهذيب التهذيب 8/ 306 وهو الجنبي الكوفي.
[5] الضحاك بن مخلد النبيل.
[6] محمد بن عبد الله بن نمير.
[7] الأزدي (ابن سعد: الطبقات 1/ 280) واسمه عبد الله بن الحارث بن كثير (الاصابة 2/ 284) .(3/145)
شَيْئًا، وَكَانَ الثَّوْرِيُّ إِذَا حَدَّثَ عَنْهُ كَنَّاهُ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ الْكَرِيمِ [1] : وَلَا يَكَادُ سُفْيَانُ يُكَنِّي رَجُلًا إِلَّا وَفِيهِ ضَعْفٌ» [2] يَكْرَهُ أَنْ يُظْهِرَ اسْمَهُ فيَنَفِرَ مِنْهُ النَّاسُ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [3] عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مُسْتَغْفِرٍ الْبَجَلِيِّ كُوفِيٌّ لَا بَأْسَ بِهِ.
وَبِهِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ هَارُونَ بْنِ أَبِي وَكِيعٍ، وَأَبُو وَكِيعٍ عَنْتَرَةُ، وَهَارُونُ يُكَنَّى أَبَا عَمْرٍو [4] وَهُوَ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ. وَابْنُ هَارُونَ حَدِيثُهُ لَيْسَ بِشَيْءٍ.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ [5] عَنْ شَيْبَانَ [6] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ التَّيْمِيِّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ التَّيْمِيُّ كُنْيَتُهُ أَبُو أَسْمَاءَ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَقَبِيصَةُ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: عَنْ أَبِي الْحَكَمِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ [7] .
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ سَيَّارٍ أَبِي حَمْزَةَ [8] عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: أَعْرِبُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ عَرَبِيٌّ، وَإِنَّهُ سَيَجِيءُ قَوْمٌ يَتَقَفُّونَهُ لَيْسُوا بِخِيَارِكُمْ.
وَرَوَى ابْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ أَبِي ضَمْرَةَ عَنْ عَلِيٍّ، وأبو ضمرة هو
__________
[1] الكوفي.
[2] ابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 87.
[3] ابن مهدي.
[4] كناه البعض بأبي عبد الرحمن، ورجح ابن حجر أن كنيته «أبو عمرو» (تهذيب التهذيب 11/ 9- 10) .
[5] ابن موسى العبسيّ.
[6] شيبان بن عبد الرحمن النحويّ التميمي من رجال التهذيب.
[7] ابن أبي أوفى (تهذيب التهذيب 1/ 291) .
[8] ترجمته في تهذيب التهذيب 4/ 293.(3/146)
سَعْدُ بْنُ عُبَيْدَةَ طُهْوِيٌّ [1] ، وَكَانَتْ بِنْتُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ عِنْدَهُ.
حَدَّثَنِي أَبُو الْوَلِيدِ [2] وَسُلَيْمَانُ [3] قَالا: ثنا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَارِثِ [4] يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي كَثِيرٍ الزَّبِيدِيِّ وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَالِكٍ، حَدَّثَنَا بِذَلِكَ ابْنُ نُمَيْرٍ عَنْ أَبِي غَسَّانَ [5] .
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ [6] عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: سمعت مجاهدا يقول (305 ب) : اتَّقُوا الله الَّذِي تَسائَلُونَ به وَالْأَرْحامَ 4: 1 [7] وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ يَقْرَأُهَا بِالْيَاءِ.
حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ:
حَدَّثَنِي مُجَاهِدٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: اغْتَسِلْ مِنَ الْجِمَاعِ وَالْجُمُعَةِ وَالْجَنَابَةِ وَالْحِجَامَةِ وَالْمُوسَى.
وَبِهِ قَالَ: يَقُولُ الرَّجُلُ: اللَّهمّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ ثُمَّ يَسْكُتُ، فَإِذَا قَالَ ذَلِكَ فَلْيَقُلْ: إِلَّا بَلَاءً فِيهِ عَافِيَةٌ.
وَبِهِ قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَذْكُرُ عَنْ عَبْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: كُلَّ يَوْمٍ هُوَ في شَأْنٍ 55: 29 [8] قَالَ: مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يَفُكَّ عَانِيًا [9] ، وَيُجِيبَ عبدا، ويشفي
__________
[1] السلمي الكوفي (تهذيب التهذيب 3/ 478) .
[2] هشام بن عبد الملك الطيالسي.
[3] ابن حرب.
[4] الزبيدي النجراني الكوفي المكتب (تهذيب التهذيب 5/ 182) .
[5] مالك بن إسماعيل بن درهم النهدي الكوفي الحافظ (تهذيب التهذيب 10/ 3) .
[6] محمد بن فضيل بن غزوان.
[7] سورة النساء آية 1.
[8] سورة الرحمن آية 29.
[9] العاني: الأسير.(3/147)
مَرِيضًا، أَوْ يُعْطِيَ سَائِلًا.
حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يُحَدِّثُ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ: أَنَّ قَوْمَ نُوحٍ لَمَّا أَصَابَهُمُ الْغَرَقُ وَقَدْ كَانَتْ فِيهِمِ امْرَأَةٌ مَعَهَا صَبِيٌّ فَرَفَعَتْهُ إِلَى حِقْوِهَا [1] ، فَلَمَّا بَلَغَهُ الْمَاءُ رَفَعَتْهُ إِلَى صَدْرِهَا، فَلَمَّا بَلَغَهُ الْمَاءُ رَفَعَتْهُ إِلَى رَأْسِهَا، فَلَمَّا بَلَغَهُ الْمَاءُ رَفَعَتْ يَدَيْهَا، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: لَوْ كُنْتُ رَاحِمًا مِنْهُمْ أَحَدًا رَحِمْتُهَا.
حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ ثنا أَبُو عَوَانَةَ [2] عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُجَاهِدٌ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ أَنَّ الصِّرَاطَ مِثْلُ حَدِّ السَّيْفِ دَحْضٌ [3] مَزَلَّةٌ وَالْمَلَائِكَةُ وَالْأَنْبِيَاءُ قِيَامٌ يَقُولُونَ: رَبِّ سَلِّمْ سَلِّمْ. وَالْمَلَائِكَةُ يَخْطَفُونَ بِكَلَالِيبَ [4] .
حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: ثنا الْأَعْمَشُ قَالَ:
حَدَّثَنِي مُجَاهِدٌ: أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِجَمَلٍ قَدِ اشْتَرَاهُ فَقَالَ:
ادْعُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُبَارِكَ فِيهِ. فَقَالَ: اللَّهمّ بَارِكْ لَهُ فِيهِ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ نَفَقَ، ثُمَّ اشْتَرَى آخَرَ فَأَتَاهُ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ. فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى نَفَقَ، ثُمَّ أَتَاهُ بِآخَرَ ثَالِثَةً فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ قَدْ دَعَوْتَ لِي أَنْ يُبَارِكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي جَمَلِيَّ الَذَيْنِ اشْتَرَيْتُ، فَبَارَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِي فِيهِمَا فَلَمْ يَلْبَثَا إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى نَفَقَا، فَادْعُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَحْمِلَنِي، فَدَعَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ: اللَّهمّ احْمِلْهُ فَلَبِثَ عِنْدَهُ عشرين سنة.
__________
[1] الحقو: الكشح وهو ما بين الخاصرة الى الضلع الخلف (الفيروزآبادي: القاموس المحيط مادة «حقو» و «كشح» ) .
[2] الوضاح بن عبد الله اليشكري.
[3] في الحلية «مدحضة» ومعناها مزلة، ودحضت قدمه: زلت ويبدو أن الصواب «مدحضة» وأن ذكر «مزلة» لبيان معناها، والله أعلم.
[4] قارن بحلية الأولياء 3/ 270- 271.(3/148)
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: حدثنا الأعمش قال: سمعت مجاهدا يقول (306 أ) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أَعْتَى النَّاسِ عَلَى اللَّهِ مَنْ قَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ. حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ:
سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يحدث عن طاووس عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَبْرَيْنِ فَقَالَ: إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَكَانَ لَا يَسْتَبْرِئُ مِنْ بَوْلِهِ، فَدَعَا بِعَسِيبٍ رَطْبٍ فَشَقَّهُ بِاثْنَيْنِ، ثُمَّ غَرَزَ عَلَى هَذَا وَاحِدًا وَعَلَى هَذَا وَاحِدًا وَقَالَ: لَعَلَّهُ أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا [2] . وَبِهِ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: سمعتهم يذكرون عن مجاهد: يَوْمَ يَحْشُرُهُمْ 6: 128 [3] قَالَ: الْحَشْرُ: الْمَوْتُ.
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: ثنا الْأَعْمَشُ قَالَ: كُنْتُ آتِي مُجَاهِدًا فَقَالَ: لَوْ كُنْتُ أُطِيقُ الْمَشْيَ لَجِئْتُ إِلَيْكَ.
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، وَحَدَّثَنِي ابْنُ طَيْرٍ [4] قَالَ:
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ: ثنا الْأَعْمَشُ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنْ أبي عبد الرحمن
__________
[1] محمد بن عبد الله بن نمير.
[2] أورده البخاري بألفاظ مقاربة من طريق مجاهد وذكر وروده بمثله من طريق وكيع (صحيح البخاري بحاشية السندي 1/ 52) .
[3] سورة الانعام آية 128 أو يونس 45.
[4] يوجد إسماعيل بن الطير المقرئ بحلب، قرأ عليه الهذلي (الذهبي: المشتبه ص 418) لكن الهذلي أبا بكر توفي 167 هـ، والّذي في الاسناد أعلاه يروي عن وكيع المتوفى 197 هـ، فإسماعيل أقدم منه، وان كان ثمة احتمال أنه هو وأن روايته عن وكيع هي من رواية الأكابر عن الأصاغر.(3/149)
عن أبي موسى قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا أَحَدٌ أَصْبَرَ عَلَى أَذًى مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، يُشْرِكُ بِهِ وَهُوَ يَرْزُقُهُمْ وَيُعَافِيهِمْ!. وَبِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ قَالَ: صلى بنا ابن عياش عَلَى طَنْفَسَةٍ قَدْ طَبَّقَتِ الْبَيْتَ.
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يَقُولُ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الْوِتْرُ سَبْعٌ أَوْ خَمْسٌ وَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ ثَلَاثًا بَتْرًا.
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ [1] قَالَ ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ [2] عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: ذَكَرْتُ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَوْلَ عَلْقَمَةَ فِي الْمُحْصَنِ. قَالَ: هَكَذَا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ النَّمِرِيُّ [3] قَالَ: ثنا شُعْبَةُ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ عَنِ الصَّلَاةِ عَلَى الطَّنْفَسَةِ. فَقَالَ: كُنَّا عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ فَصَلَّى بِنَا عَلَى طَنْفَسَةٍ مُطَبِّقَةٍ الْبَيْتَ.
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: ثنا الْأَعْمَشُ.
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ: ثنا الْأَعْمَشُ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ: وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ 21: 105 [4] (306 ب) قَالَ: الْقُرْآنُ وَالتَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ. مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ 21: 105 [5] قَالَ: الذِّكْرُ الَّذِي فِي السَّمَاءِ.
أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ 21: 105 [6] . قَالَ: أَرْضُ الْجَنَّةِ.
حَدَّثَنَا عُمَرُ قَالَ. حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: ثنا الْأَعْمَشُ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ وَسَأَلْتُهُ عَنْ أَبِيهِ ذَكَرَ فِيهَا الروية؟ قال: روضة خضراء من الجنة.
__________
[1] محمد بن عبد الله بن نمير.
[2] محمد بن خازم الضرير.
[3] حفص بن عمر.
[4] ، (5) ، (6) سورة الأنبياء آية 105.(3/150)
حدثنا أبو نعيم قال حدثنا سفيان [1] عن «مُهَاجِرِ أَبِي الْحَسَنِ وَهُوَ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ» [2] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي مُعَاذٍ التَّيَّاسِ وَهُوَ ثِقَةٌ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ عُثْمَانَ الثَّقَفِيِّ وَقَدْ رَوَى عَنْهُ أَيْضًا شَرِيكٌ وَهُوَ ثِقَةٌ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي حَازِمٍ وَهُوَ غَيْرُ الْمَدَنِيِّ عَنْ رَابِطَةَ وَهُوَ ثِقَةٌ.
«قَالَ: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ وَهُوَ ثِقَةٌ كُوفِيٌّ» [3] .
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الْجَهْمِ [4] وَهُوَ ثِقَةٌ.
وَسُفْيَانُ عَنْ ثُوَيْرِ بْنِ أَبِي فَاخِتَةَ ضَعِيفٌ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ كَثِيرٍ أَبِي هَاشِمٍ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ «لَا بَأْسَ بِهِ» [5] .
قَالَ: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي هِلَالٍ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ لَا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَلِيٍّ أَبِي الْحَسَنِ عَنْ جَدَّتِهِ سُرَيَّةِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَهُوَ لَا بَأْسَ بِهِ كُوفِيٌّ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَسْعُودِ بن مالك [6] وهو ثقة كوفي.
__________
[1] الثوري.
[2] ابن حجر: تهذيب التهذيب 10/ 324 وهو التيمي.
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 10/ 69 وهو المخزومي.
[4] صبيح بن عبد الله الأيادي وقيل: صبيح بن القاسم (ميزان الاعتدال 2/ 307) .
[5] ابن حجر: تهذيب التهذيب 8/ 331.
[6] أبو رزين الاسدي مولاهم الكوفي (تهذيب التهذيب 10/ 118) .(3/151)
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْمِنْهَالِ وَهُوَ كُوفِيٌّ لَا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي عَاصِمٍ الْغَطَفَانِيِّ وَاسْمُهُ عَلِيُّ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ ابْنُ إِدْرِيسَ [1] وَهُوَ كُوفِيٌّ.
وَأَبُو عَاصِمٍ [2] الْغَنَوِيُّ يَرْوِي عَنْهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ.
وَأَبُو عَاصِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ الثَّقَفِيُّ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ [3] قَالَ ثنا سُفْيَانُ [4] عَنْ مُصْعَبِ بْنِ الْمُثَنَّى وَهُوَ لَا بَأْسَ بِهِ كُوفِيٌّ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ «يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيِّ. وَهُوَ لَا بَأْسَ بِهِ إِذَا رَوَى عَنْ ثِقَةٍ» [5] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي نَصْرٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، وَأَبُو نَصْرٍ كَانَ فِي كِتَابِي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [6] وَقَدْ ضَرَبْتُ عَلَيْهِ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ (307 أ) عن إبراهيم بن عامر وهو قرشي.
و [7] عامر بْنُ مَسْعُودٍ، رَوَى أَبُو إِسْحَاقَ [8] عَنْ نُمَيْرِ بْنِ عَرِيبٍ عَنْ «عَامِرِ بْنِ مَسْعُودٍ هَذَا وليس له صحبة» [9] .
__________
[1] عبد الله بن إدريس الأودي.
[2] لا يعرف اسمه (تهذيب التهذيب 12/ 143) .
[3] الفضل بن دكين.
[4] الثوري.
[5] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 254.
[6] أبو نصر هو عبد الله بن عبد الرحمن الضبي الكوفي (تهذيب التهذيب 5/ 300) .
[7] في الأصل «وأبو عامر» وهو خطأ والصواب ما أثبته.
[8] السبيعي.
[9] تهذيب التهذيب 5/ 81 وهو عامر بن مسعود بن أمية الجمحيّ.(3/152)
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عُرْوَةَ أَبِي مَهَلٍ [1] كُوفِيٌّ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الْمُعْتَمِرِ [2] كوفي لا بأس به.
وقال: حدثنا سفيان عَنْ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ أَبِي عَمْرٍو [3] الشَّيْبَانِيِّ لا بأس به.
وقال: حدثنا سفيان عن صَاعِدٍ [4] كُوفِيٌّ لَا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ «نَهْشَلٍ الضَّبِّيِّ لَا بَأْسَ بِهِ كُوفِيٌّ» [5] .
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ لَيْثٍ الْمَشْرَفِيِّ كوفي.
وقال: حدثنا سفيان عن أبي موسى [6] سمعت الشعبي يقول: كان المهاجرون يكرهونه وأنا لنفعله- يعني بيع الاعراب-.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي مَنْصُورٍ جُهَنِيُّ.
وقال: حدثنا سفيان عن أبي سعاد كوفي لا بأس به.
أَبُو نُعَيْمٍ [7] قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عُمَرَ بن راشد السلمي كوفي.
«وقال قَبِيصَةُ: عَمْرُو بْنُ رَاشِدٍ. وَأَخْطَأَ» [8] وَهُوَ كَمَا قال أبو
__________
[1] عروة بن عبد الله بن قشير الجعفي الكوفي (تهذيب التهذيب 7/ 186) .
[2] حنش بن المعتمر الكناني (تهذيب التهذيب 3/ 58) .
[3] سعد بن اياس.
[4] هل هو صاعد بن مسلم مولى الشعبي (ميزان الاعتدال 2/ 287) .
[5] ابن حجر: تهذيب التهذيب 10/ 480 وهو نهشل بن مجمع الضبي الكوفي.
[6] إسرائيل بن موسى أبو موسى البصري نزيل الهند (تهذيب التهذيب 1/ 261) .
[7] الفضل بن دكين.
[8] ابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 446.(3/153)
نُعَيْمٍ، وَقَدْ رَوَى عَنْ أَخِيهِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَاشِدٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا هَارُونُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الثَّقَفِيُّ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ.
قَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ [1] : هَارُونُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ هَارُونُ بْنُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ الْبَرْبَرِيُّ. وَسَمِعْتُ بَعْضَ وَلَدِهِ يُنْكِرُ مَا قَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ وَقَالَ: مَا كُنَّا مِنَ الْبَرْبَرِ وَإِنَّا لَمِنْ مَوَالِي ثَقِيفٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قُبَيْسٌ- وَهُوَ شَيْخٌ لَا بَأْسَ بِهِ- قَالَ:
رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُصَلِّي الضُّحَى فِي الْمَحْمَلِ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي نَصْرٍ التَّمَّارِ وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [2] عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ سَلْمَانَ: الصَّلَاةُ مِكْيَالٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَقَبِيصَةُ قَالا: ثنا سُفْيَانُ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ عَنْ أَبِي كَرْبَةَ أَوْ كَرْمَةَ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: قَالَ سُفْيَانُ [3] عَنْ زَاذَانَ: وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذاباً دُونَ ذلِكَ 52: 47 [4] قَالَ: عَذَابُ الْقَبْرِ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ [5] أَحَادِيثَ، وَسَمِعَ أَبُو نُعَيْمٍ مِنَ [الْعَلَاءِ بْنِ] عَبْدِ الْكَرِيمِ وَكَذَا عَنْ سُفْيَانَ عَنِ الْعَلَاءِ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حدثنا (307 ب) سُفْيَانُ عَنْ خُصَيْفٍ [6] جَزْرِيٍّ يُكَنَّى أَبَا عَوْنٍ لا بأس به.
__________
[1] عبد الله بن إدريس الأودي.
[2] الضبي الكوفي (تهذيب التهذيب 5/ 300) .
[3] الثوري.
[4] سورة الطور آية 47.
[5] أبو يحيى القتات الكوفي الكناني (تهذيب التهذيب 12/ 277) .
[6] خصيف بن عبد الرحمن الجزري.(3/154)
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ [1] عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ عَنْ حُمَيْدِ [2] بْنِ هِلَالٍ عَنْ هِشَامِ بن عامر [3] قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَتْلَى أُحُدٍ: أَعْمِقُوا وَأَحْسِنُوا وَادْفِنُوا الِاثْنَيْنِ وَالثَّلَاثَةَ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حرب قال: حدثنا حماد بن زيد عن أَيُّوبَ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: اشْتَدَّتِ الْجِرَاحُ يَوْمَ أُحُدٍ فَشُكِيَ ذَلِكَ إِلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: احْفُرُوا وَأَوْسِعُوا وَأَحْسِنُوا وَادْفِنُوا فِي الْقَبْرِ الِاثْنَيْنِ وَالثَّلَاثَةَ. حَدَّثَنَا عَبْدَانُ [4] قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ [5] يَقُولُ: ذَكَرُوا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «احْفُرُوا وَأَوْسِعُوا وَأَعْمِقُوا» . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَيُعْجِبُنِي ذَلِكَ.
وَقَالَ ابْنُ عُثْمَانَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: أَصَابَ الْأَنْصَارَ يَوْمَ أُحُدٍ قَرْحٌ وَجَهْدٌ. فَكَيْفَ [6] تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: احْفُرُوا وَأَوْسِعُوا.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَأَرَاهُ «وَأَعْمِقُوا» . ثُمَّ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: بَلْ هُوَ هَكَذَا.
وَحَضَرْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ وَأَجْرَى فِي ذِكْرِ هَذَا الْحَدِيثِ فقال لي:
__________
[1] الثوري.
[2] في الأصل «عبيد» والصواب ما أثبته وهو العدوي البصري أبو نصر (تهذيب التهذيب 3/ 51) .
[3] الأنصاري.
[4] هو عبد الله بن عثمان بن جبلة بن أبي رواد، عبدان لقبه (تهذيب التهذيب 12/ 352) .
[5] ابن المبارك.
[6] اما وقع سقط قبل «فكيف» أو أن الراويّ تعمد اختصاره ويمكن ملاحظة متنه الكامل في الرواية التالية عليه.(3/155)
كَيْفَ رَوَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ كَتَبْتَهُ مِنْ حَدِيثِ سُلَيْمَانَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ:
حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: أَصَابَ الْأَنْصَارَ فِي أُحُدٍ قَرْحٌ وَجَهْدٌ، فأتت الأنصار رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَصَابَنَا قَرْحٌ وَجَهْدٌ فَكَيْفَ تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: «احْفُرُوا وَأَوْسِعُوا وَاجْعَلُوا الِاثْنَيْنِ وَالثَّلَاثَةَ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ» . وَذَكَرْتُ لَهُ رِوَايَةَ قَبِيصَةَ فَإِذَا هُوَ يُفَخِّمُ أَمْرَ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ.
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُمَيْرٍ عَنْ سُلَيْمَانَ [1] عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قال (308 أ) النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «احْفُرُوا وَأَوْسِعُوا وأحسنوا وادفنوا الاثنين والثلاثة في قبر» . حدثني مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [2] قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا قَالَ بَهْزُ [3] سَأَلْتُ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ عَنْ حَدِيثِ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ أَعْرَابِيًّا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ. فَقَالَ [4] : هَذَا إِنَّمَا هُوَ [عَنْ] ثَابِتٍ مُرْسَلٌ. فَقُلْتُ: إِنَّهُ سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ. فَقَالَ: قَدْ كَانَ يَسْأَلُنِي عَنْ حَدِيثِ ثَابِتٍ.
حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ أَبِي طَالِبٍ [5] عَنْ أبي عبد الله [6] قال:
__________
[1] سليمان بن المغيرة القيسي مولاهم البصري أبو سعيد (تهذيب التهذيب 4/ 220) .
[2] العنبري البصري.
[3] ابن أسد العمي.
[4] في الأصل «فقال مكررة» .
[5] زيد بن أخزم الطائي النبهاني البصري الحافظ (تهذيب التهذيب 3/ 393) .
[6] أحمد بن حنبل.(3/156)
سُئِلَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ. فَقَالَ: أَلَيْسَ كَانَ سُلَيْمَانُ ثَبَتًا. قِيلَ لَهُ:
مَتَى كَتَبَ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ هَذِهِ؟ قَالَ: كَثْرَةُ الذِّهَابِ إِلَيْهِ فِي الرَّوْغَاتِ.
قَالَ أَبُو طَالِبٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: وَسَأَلْتُهُ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ.
قَالَ: حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ مِنْ خِيَارِ عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، وَمَنْ جَمَعَ مِنَ السُّنَّةِ مَا جَمَعَ؟! وَقَالَ أَيُّوبُ: هَاتُوا مِثْلَ فَتَانَا حَمَّادٍ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: قَالَ رَجُلٌ يَوْمًا: الْعِلْمُ عِنْدَ شُعْبَةَ وَسُفْيَانَ وَحَمَّادٍ، فَأَنْكَرْتُ عَلَيْهِ حَمَّادًا أَنْ يَكُونَ مِثْلَ شُعْبَةَ وَسُفْيَانَ، وَلَمْ أَكُنْ بِحَدِيثِهِ عَالِمًا، فَلَمَّا كَتَبْتُ حَدِيثَهُ عَلِمْتُ أَنَّهُ قَدْ صَدَقَ فَإِذَا حَمَّادٌ عَالِمٌ.
حَدَّثَنِي هَدِيَّةُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ [1] عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ:
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ: أَعْيَانِي حَدِيثُ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ.
حَدَّثَنِي الْفَضْلُ قَالَ: سَمِعْتُ أبا عبد الله وقيل له: ما تقول فِي حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ؟ قَالَ: حَبَّذَا [2] .
قَالَ عَلِيٌّ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ: اثْنَانِ إِذَا كَتَبْتُ حَدِيثَهُمَا هَكَذَا رَأَيْتُ فِيهِ، وإذا انتقيتها كانت حسانا: معمر وحماد ابن سَلَمَةَ.
قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ سُفْيَانُ: أَدْرَكْنَا عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ وَقَدْ سَقَطَتْ أَسْنَانُهُ مَا بَقِيَ لَهُ إِلَّا نَابُهُ، فَلَوْلَا أَنَّا أَطَلْنَا مُجَالَسَتَهُ لَمْ نَفْهَمْ كَلَامَهُ.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ يَقُولُ:
قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ [3] قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: لَمَّا قَدِمَ ابْنُ شِهَابٍ أَتَيْتُهُ فَلَمْ يُجِبْنِي فَقُلْتُ: مَا كَانَ آبَائِي يَصْنَعُونَ بك هكذا. فقال: من أنت؟ فانتسبت
__________
[1] أبو صالح المروزي (تهذيب التهذيب 11/ 25) .
[2] هكذا في الأصل ويمكن أن تكون أيضا «خيرا» .
[3] القطان.(3/157)
لَهُ. فَقَالَ: نَعَمْ. فَأَتَيْتُ مَالِكًا فَأَخَذْتُ كِتَابَهُ (308 ب) فَقَالَ: لَا بُدَّ مِنْ سَمْعِهِ فَسَمِعْنَا بَعْضًا وَبَقِيَ بَعْضٌ.
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: رَأَيْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ وَمَالِكَ بْنَ أَنَسٍ أَتَيَا الزُّهْرِيَّ بِمَكَّةَ فَكَلَّمَاهُ. فَقَالَ: إِنِّي أُرِيدُ الْمَدِينَةَ وَطَرِيقِي عَلَيْكُمَا فَأْتِيَانِي بِالْمَدِينَةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ الْمُتَكَلِّمَ وَمَالِكٌ مَعَهُ وَلَمْ يَسْمَعَا مِنْهُ بِمَكَّةَ شَيْئًا.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ: أَنْبَأَ عَلِيٌّ [1] قَالَ: ثنا الْأَصْمَعِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ مَالِكًا يَعْرِضُ عَلَى الزُّهْرِيِّ، فَقَالَ: هَذَا رَجُلٌ بَلِيدٌ هَاتُوا غَيْرَهُ.
حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: قَالَ لِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ:
مَا أَخَذْنَا وَيَحْيَى وَمَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ إِلَّا عِرَاضَةً، وَكَانَ مَالِكٌ يَقْرَأُ لَنَا وَكَانَ حَسَنَ الْقِرَاءَةِ.
قَالَ الْعَبَّاسُ [2] : وَحَدَّثَنِي عَلِيٌّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ قَالَ: قُلْتُ لِمَالِكٍ- أَيْ فِي سَمَاعِهِ مِنَ الزُّهْرِيِّ- قَالَ: أَقَلَّهُ الْعَرْضُ.
قَالَ الْعَبَّاسُ: وَأَخْبَرَنِي عَلِيٌّ عَنْ يَحْيَى قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ الْمُبَارَكِ:
اكْتُبْ لِي حَدِيثَ الْإِفْكِ عَنْ مَعْمَرٍ. قَالَ: فَقَالَ: إِنْ شِئْتَ كَتَبْتُهُ لَكَ عَنْ مَعْمَرٍ [3] قِرَاءَةً، وَإِنْ شِئْتَ كَتَبْتُهُ لَكَ عَنْ يُونُسَ [4] إملاء. قال: قلت:
لا أريده.
__________
[1] ابن المديني.
[2] ابن عبد العظيم العنبري.
[3] ابن راشد الصنعاني.
[4] ابن يزيد الأيلي.(3/158)
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ ذَكْوَانَ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِرَاكُ بْنُ خَالِدِ بْنِ يزيد بْنِ صَالِحِ بْنِ صُبَيْحٍ الْمُرِّيُّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ [1] عَنْ أَبِيهِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا عُزِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِابْنَتِهِ رُقَيَّةَ امْرَأَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ: الْحَمْدُ للَّه دَفْنُ الْبَنَاتِ مِنَ الْمَكْرُمَاتِ. حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي مَنِيعٍ قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ:
تُوُفِّيَتْ رُقَيَّةُ زَمَنَ بَدْرٍ، فَتَخَلَّفَ عُثْمَانُ عَلَى دَفْنِهَا، فَذَلِكَ مَنَعَهُ أَنْ يَشْهَدَ بَدْرًا، وَتُوُفِّيَتْ رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يَوْمَ قَدِمَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَشِيرًا بِفَتْحِ بَدْرٍ.
وَأَمَّا أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ رَسُولِ الله صلّى الله عليه وسلم وزوجها أَيْضًا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ بَعْدَ أُخْتِهَا رُقَيَّةَ بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ تُوُفِّيَتْ عِنْدَهُ فَلَمْ تَلِدْ شَيْئًا.
وَحَدَّثَنِي هاني بن المتوكل الاسكندراني قال: حدثني (309 أ) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ الْحَضْرَمِيُّ عَنْ عَقِيلِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدِ بن المسيب قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عُثْمَانُ هَذَا جِبْرِيلُ يَأْمُرُنِي عَنْ أَمْرِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَنْ أُزَوِّجَكَ أُمَّ كُلْثُومٍ عَلَى مِثْلِ صَدَاقِهَا- يَعْنِي صَدَاقَ رُقَيَّةَ- وَمِثْلِ عِشْرَتِهَا فَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. «حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مَرْحُومٍ الْعَطَّارُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [2] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُرِّ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَا أَبُو أَيِّمٍ أَلَا أَخُو أَيِّمٍ يُزَوِّجُ عثمان فاني زوّجته بنتيّ فماتتا،
__________
[1] الخراساني.
[2] العطار العبديّ (تهذيب التهذيب 3/ 192) .(3/159)
وَلَوْ كَانَتْ عِنْدِي ثَالِثَةٌ لَزَوَّجْتُهُ، وَمَا زَوَّجْتُهُ إِلَّا بِوَحْيٍ مِنَ السَّمَاءِ» [1] . حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ قَالَ: ثنا أَبُو عَوَانَةَ [2] عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهِبٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ أهل مصر الى ابن عمر فقال: تَعْلَمُ أَنَّ عُثْمَانَ تَغَيَّبَ عَنْ بَدْرٍ فَلَمْ يشهدها. قال: نعم كان تحته ابنة رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَرِضَتْ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: لَكَ أجْرُ رَجُلٍ شَهِدَ بَدْرًا وَسَهْمُهُ. حَدَّثَنَا الحسن بن الربيع قال: ثنا ابن إدريس [3] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ الْفَتْحِ إِلَى أَهْلِ الْعَالِيَةِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ بشيرا بالفتح وزيد بن حارثة الى أَهْلِ السَّافِلَةِ. قَالَ أُسَامَةُ: فَأَتَانَا الْخَبَرُ حِينَ سَوَّيْنَا عَلَى بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُقَيَّةَ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلَّفَنِي عَلَيْهَا مَعَ عُثْمَانَ.
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ قَالَ:
أَخْبَرَنِي عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ خَيْبَرَ بعد ما افْتَتَحُوهَا.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: أخبرنا الدراوَرْديّ قال: حدثني خشيم بْنُ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ اسْتَخْلَفَ سِبَاعَ بْنَ عُرْفُطَةَ عَلَى الْمَدِينَةِ. قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ مُهَاجِرًا فَصَلَّيْتُ الصُّبْحَ وَرَاءَ سِبَاعٍ.
حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ قَالَ: ثنا حَمَّادٌ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زيد (309 ب) عن
__________
[1] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق مجلد 7 قسم 2/ ق 360 ب وسقط من اسناده «قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ الرحمن» .
[2] الوضاح بن عبد الله اليشكري.
[3] عبد الله بن إدريس الأودي.(3/160)
عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَا شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَغْنَمًا إِلَّا قَسَمَ لِي إِلَّا خَيْبَرَ فَإِنَّهَا كَانَتْ لِأَهْلِ الْحُدَيْبِيَةِ خَاصَّةً، وَكَانَ أَبُو مُوسَى وَأَبُو هُرَيْرَةَ جَاءَا بَيْنَ الْحُدَيْبِيَةِ وَخَيْبَرَ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: ثنا زُهَيْرٌ [1] ح.
وَحَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ [2] جَمِيعًا عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَوْدِيِّ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ حَدَّثَهُمْ قَالَ:
لَقِيتُ رَجُلًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ صَحِبَهُ أَرْبَعَ سِنِينَ كَمَا صَحِبَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ.
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ [3] قَالَ: سَمِعْتُ قَيْسًا [4] يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم ثلاث سنين.
حدثني ابن نمير [5] قال: حدثنا أبي قال: ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أَبِي حَازِمٍ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَالَ: صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ سِنِينَ، مَا كُنْتُ سَنَوَاتٍ قَطُّ أعقل منهن وَلَا أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَعِيَ مَا يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنِّي فِيهِنَّ، وَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ بِيَدِهِ: قَرِيبًا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نِعَالُهُمُ الشَّعَرُ، تُقَاتِلُونَ قَوْمًا حُمْرَ الْوُجُوهِ صِغَارَ الْأَعْيُنِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ، وَاللَّهِ لَئِنْ يَغْدُوَ أَحَدُكُمْ فَيَحْتَطِبَ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَبِيعَهُ وَيَسْتَعِينَ بِهِ أَوْ يَتَصَدَّقَ خَيْرٌ له من أن يأتي رجلا
__________
[1] ابن معاوية الجعفي.
[2] الوضاح بن عبد الله اليشكري.
[3] ابن أبي خالد.
[4] ابن أبي حازم.
[5] محمد بن عبد الله بن نمير.(3/161)
فَيَسْأَلَهُ فَيَمْنَعَهُ أَوْ يُؤْتِيَهُ، ذَلِكَ أَنَّ الْيَدَ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، وَخُلْفَةُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ [1] . حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: ثنا أَبُو الْأَحْوَصِ [2] عَنْ بَيَانٍ [3] عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ سَنَوَاتٍ أَعْقَلَ مَا كُنْتُ فَذَكَرَ نَحْوَهُ. وَقَالَ: أَطْيَبُ. وَكَذَلِكَ قَالَ فِي حَدِيثِ جَرِيرٍ [4] .
وَكَذَلِكَ حَدَّثَنِي الْخَلِيلُ بْنُ عَمْرٍو الْكَرْخِيُّ [5] قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيُّ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ [6] عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْمُطَّلِبِ [7] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة عثمان (310 أ) وَفِي يَدِهَا مُشْطٌ فَقَالَتْ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عِنْدِي آنِفًا رَجَّلْتُ رَأْسِي [8] . فَقَالَ لِي: كَيْفَ تَرَيْ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ فَقُلْتُ:
كَخَيْرٍ. فَقَالَ: أَكْرِمِيهِ فَإِنَّهُ من أشبه أصحابي بي خلقا.
__________
[1] أخرجه أحمد من طريق إسماعيل بن أبي خالد أيضا (المسند 2/ 475) وأخرجه البخاري الى قوله «المطرقة» فقط من حديث أبي هريرة (صحيح البخاري بحاشية السندي 2/ 277- 278) .
[2] سلام بن سليم الحنفي الكوفي الحافظ (تهذيب التهذيب 4/ 282) .
[3] بيان بن بشر الأحمسي.
[4] الضبي.
[5] أبو عمرو الثقفي البزاز البغوي نزيل بغداد (تهذيب التهذيب 3/ 168) .
[6] خالد بن أبي يزيد الحراني الأموي.
[7] المطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنطب المخزومي (تهذيب التهذيب 10/ 178) .
[8] هكذا في الأصل ولعلها «رأسه» .(3/162)
حَدَّثَنِي مَحْفُوظُ بْنُ أَبِي تَوْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ [2] عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا مَاتَتْ رُقَيَّةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا يَدْخُلَنَّ الْقَبْرَ أَحَدٌ قَارَفَ أَهْلَهُ الْبَارِحَةَ. قَالَ: فَتَنَحَّى عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ [3] .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثنا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ: شَهِدْنَا بِنْتًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ عَلَى الْقَبْرِ، فَرَأَيْتُ عَيْنَيْهِ تَدْمَعَانِ، فَقَالَ: هَلْ فِيكُمْ مِنْ رَجُلٍ [لَمْ] يُقَارِفِ اللَّيْلَةَ. قَالَ أَبُو ذَرٍّ وَأَبُو طَلْحَةَ- قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: حِفْظِي أبو طلحة-: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قَالَ: فَانْزِلْ فِي قَبْرِهَا. قَالَ فُلَيْحٌ: ظَنَنْتُ أَنَّهُ يَعْنِي الذَنْبَ [4] .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ [5] عَنِ الزُّهْرِيِّ ح. وَحَدَّثَنِي مَهْدِيُّ بْنُ أَبِي مَهْدِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ [6] عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ ح.
وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ رَسُولِ الله صلى الله
__________
[1] ابن مسلم.
[2] ابن سلمة.
[3] أخرجه أحمد من طريق حماد بن سلمة أيضا (المسند 3/ 229، 270) .
[4] أخرجه البخاري من طريق فليح أيضا ولم يذكر «أبو ذر» (الصحيح بحاشية السندي 1/ 223، 232) .
[5] ابن راشد.
[6] الصنعاني قاضي صنعاء (تهذيب التهذيب 11/ 57) .(3/163)
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُرْدًا سِيَرَاءَ [1] مِنْ حَرِيرٍ [2] .
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ [3] قَالَ: أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ [4] ح.
وَحَدَّثَنَا حَجَّاجٌ [5] قَالَ: ثنا جَدِّي جَمِيعًا عَنِ الزُّهْرِيِّ ح.
وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: حدثنا يحيى بن حمزة قال: حدثني مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّهُ رَأَى عَلَى أُمِّ كُلْثُومٍ بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثَوْبًا سِيَرَاءَ مِنْ حَرِيرٍ [6] .
أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي مَنِيعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَدِّي عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي قُحَافَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ، وَاسْمُ أَبِي بَكْرٍ عَتِيقٌ، وَاسْمُ أَبِي قُحَافَةَ عُثْمَانُ.
أَبُو حَفْصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلِ بن عبد العزى بن رياح بن عبد اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فهر.
__________
[1] المضلع بالقز.
[2] أخرجه النسائي من طريق معمر أيضا (سنن 8/ 174) .
[3] الحكم بن نافع.
[4] شعيب بن أبي حمزة الأموي مولاهم (تهذيب التهذيب 4/ 351) .
[5] حجاج بن أبي منيع روى عن جده عن الزهري نسخة (تهذيب التهذيب 2/ 207) .
[6] أخرجه البخاري من طريق الزهري (صحيح البخاري بحاشية السندي 4/ 32) والنسائي من طريق الزبيدي (سنن 8/ 174) .(3/164)
«وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
كَانَ يُكَنَّى بِعَبْدِ اللَّهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ حَتَّى كُنِيَ بَعْدَ ذَلِكَ بِعَمْرٍو، وَبِكُلٍّ قَدْ كَانَ يُكَنَّى. وَعَفَّانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر» [1] بن مالك بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ، وَاسْمُ مُدْرِكَةَ عَامِرُ بْنُ إِلْيَاسَ بْنِ مضر بن نزار بن سعد بْنِ عَدْنَانَ بْنِ أَدِدَ بْنِ مُقَوِّمِ بْنِ نَاحُورَ بْنِ يَفْرَحَ بْنِ يَعْرُبَ بْنِ يَشْجُبَ بن ثابت بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ.
وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَبُو الْحَسَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
وَاسْمُ أَبِي طَالِبٍ عَبْدُ مَنَافِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَاسْمُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ شَيْبَةُ بْنُ هَاشِمٍ، وَاسْمُ هَاشِمٍ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ، وَاسْمُ عبد مناف المغيرة بن قصي بن كلاب بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ.
وطلحة بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكٍ، يُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ.
حَدَّثَنِي بِذَلِكَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ حَفْصٍ [2] قَالَ: حدثنا عبد الرحمن بن حماد [3] عن عِمْرَانَ [4] بْنِ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: ثنا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي يَدِهِ سَفَرْجَلَةٌ، فَرَمَى بِهَا إِلَيَّ- أَوْ قَالَ: أَلْقَى إِلَيَّ- وَقَالَ: دُونَكَ يَا أبا محمد فإنها تجمّ الفؤاد.
__________
[1] ابن عساكر: تاريخ دمشق مجلد 7 قسم 2/ 354 أ.
[2] العيشي.
[3] عبد الرحمن بن حماد الطلحي التيمي (ميزان الاعتدال 2/ 557) .
[4] ورد سند هذا الحديث في ميزان الاعتدال 2/ 557 فأسقط منه «عمران بن موسى بن طلحة» ولم يكرر «عن أبيه» .(3/165)
وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ (311 أ) بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ.
وَسَعْدُ بْنُ مَالِكٍ:
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ جَدْعَانَ عَنْ سَعِيدٍ قَالَ: جَاءَ سَعْدٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَنَا؟ قَالَ: أَنْتَ سَعْدُ بْنُ مَالِكِ بْنِ وُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ مَنْ قَالَ غَيْرَ ذَلِكَ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ. قَالَ سُفْيَانُ مُرَّةُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: أَرَاهُ ابْنَ سَعْدٍ [1] . وَزُهْرَةُ بْنُ كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ.
وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك.
وَأَبُو الْأَعْوَرِ سَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكٍ.
«وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَاسْمُهُ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضَبَّةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ» [2] لَا عَقِبَ لَهُ.
وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ يُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ.
وَالْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ يُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ.
وَالْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يُكَنَّى أَبَا الْفَضْلِ.
__________
[1] يريد أن سعيدا هو ابن سعد بن عبادة الخزرجي مختلف في صحبته (تهذيب التهذيب 4/ 37) .
[2] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 5/ ق 207 أ.(3/166)
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ يُكَنَّى أَبَا الْعَبَّاسِ.
وَجَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يُكَنَّى أَبَا [عَبْدِ اللَّهِ] [1] .
وَعُقَيْلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يُكَنَّى أَبَا يَزِيدَ.
أَبُو مَرْثَدٍ كَنَّازُ بْنُ حِصْنٍ الْغَنَوِيُّ حَلِيفُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، بَدْرِيٌّ.
وَاثِلَةُ بْنُ الْأَسْقَعِ الَّذِي يُكَنَّى أَبَا الْأَسْقَعِ.
وَأَبُو سُفْيَانَ صَخْرُ بْنُ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ.
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ [2] قَالَ: حَدَّثَنَا جَدِّي عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَبُو سُفْيَانَ صَخْرُ بْنُ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ.
وَاسْمُ أُمِّ حَبِيبَةَ رَمْلَةُ.
وَحَكِيمُ بْنُ حِزَامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدٍ يُكَنَّى أَبَا خَالِدٍ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ يُكَنَّى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مِنْ هُذَيْلٍ، حَلِيفٌ لِبَنِي زُهْرَةَ وَابْنُ أُخْتِهِمْ.
وَخَبَّابُ بْنُ الْأَرَتِّ بْنِ جندل بن سعد بن خزيمة بن كعب بْنِ سُفْيَانَ، مُهَاجِرِيٌّ بَدْرِيٌّ، مَوْلًى لِبَنِي زُهْرَةَ. (311 ب) وَالْمِقْدَادُ بْنُ عَمْرٍو الْبَهْرَانِيُّ حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ.
وَذُو الشِّمَالَيْنِ بْنُ عَمْرِو بْنِ نَضْلَةَ بْنِ عَبْشَانَ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَفْصَى الْخُزَاعِيُّ، حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ، بَدْرِيٌ.
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وشرحبيل ابنا حسنة، حليف بني زهرة.
__________
[1] الزيادة من طبقات خليفة ص 4 وهي ساقطة من الأصل.
[2] ابن أبي منيع.(3/167)
قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ [1] : هُمْ مِنْ غَوْثٍ.
وَصُهَيْبُ بْنُ سِنَانٍ، يُكَنَّى أَبَا يَحْيَى، مَوْلَى ابْنِ جَدْعَانَ [2] ، وَيُقَالُ لَهُ مِنَ النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ أصابه سببا.
أَبُو سَلَمَةَ وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمرو ابن مخزوم بَدْرِيٌّ مِنْ مُهَاجِرِي الْحَبَشَةِ.
وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْمَخْزُومِيُّ، يُكَنَّى أَبَا سُلَيْمَانَ.
وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، يُكَنَّى أَبَا الْيَقْظَانِ، مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيِّ يُقَالُ أَنَّهُ عَبْسِيٌّ أَصَابَهُ سَبْيٌ.
وَسَفِينَةُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَاسْمُهُ أَحْمَرُ، مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ.
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفِ بن عمرو بن حذافة بن جمح، يكنى أبا وهب.
أبو مَحْذُورَةَ سَمُرَةَ بْنُ مُغِيرَةَ الْحَبْشَمِيُّ.
وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ بْنِ وَائِلِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمٍ، يُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ.
وَعَمْرُو بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ الْأَعْمَى أَحَدُ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ.
وَأَبُو ذَرٍّ جُنْدَبُ بْنُ جُنَادَةَ الْغِفَارِيُّ ثُمَّ الْكِنَانِيُّ.
وَحُذَيْفَةُ بْنُ أُسَيْدٍ، يُكَنَّى أَبَا سَرِيحَةَ، غِفَارِيٌّ.
وَأَبُو قُرْصَافَةَ وَاسْمُهُ جَنْدَرَةُ بْنُ خَيْشَنَةَ بْنِ نَقِيرِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ عَرْيَةَ بْنِ دَايَةَ بْنِ الْفَاكِهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كنانة، صحابي ممن سكن فلسطين.
__________
[1] يحيى بن عبد الله بن بكير.
[2] عبد الله بن جدعان التميمي (تهذيب التهذيب 4/ 438) .(3/168)
وَنُقَادَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ مَالِكٍ الْأَسَدِيُّ.
وَمُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ بْنِ الْأَغَرِّ الْمُزَنِيُّ.
وَأَبُو جُحَيْفَةَ وَهْبٌ السُّوَائِيُّ ثُمَّ الْعَامِرِيُّ.
أَبُو حَاجِزٍ يَزِيدُ بْنُ عَامِرٍ السُّوَائِيُّ.
أَبُو زِرٍّ لَقِيطُ بْنُ عَامِرِ بْنِ الْمُنْتَفِقِ الْعَامِرِيُّ، ثُمَّ أَحَدُ بَنِي عَقِيلٍ.
وَبَهْزُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ الْقُشَيْرِيُّ.
وَأَبُو هُرَيْرَةَ عَبْدُ شَمْسٍ، وَيُقَالُ: بَلْ عَبْدُ فَهْمِ بْنُ عَامِرٍ، وَيُقَالُ:
عَبْدُ غَنَمٍ، وَيُقَالُ: سُكَيْنٌ.
وَأَبُو عَيَّاشٍ الزُّرَقِيُّ، اسْمُهُ زَيْدُ بْنُ النُّعْمَانِ، وَيُقَالُ: ابْنُ الصَّامِتِ.
وَأَبُو الطُّفَيْلِ عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ الْبَكْرِيُّ.
وَأَبُو بَكْرَةَ نفيع بن الحارث.
وأبو برزة (312 أ) نَضْلَةُ بْنُ عُبَيْدٍ [1] .
أَبُو الدَّرْدَاءِ عُوَيْمِرُ بْنُ عَامِرٍ [2] .
أَبُو أُمَامَةَ الصُّدَيُّ بْنُ عَجْلَانَ الْبَاهِلِيُّ مِنْ سَهْمِ بَاهِلَةَ.
أَبُو حُمَيْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْمُنْذِرِ.
أَبُو رُهْمٍ الْغِفَارِيُّ كُلْثُومُ بْنُ الْحُصَيْنِ. حَدَّثَنِي بِذَلِكَ حَامِدٌ [3] عَنْ صَدَقَةَ [4] عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ عَنِ ابْنِ شِهَابِ بْنِ ابْنِ أُكَيْمَةَ عَنِ ابْنِ أَخِي أَبِي
__________
[1] في الأصل «عبد» وما أثبته من تهذيب التهذيب 10/ 446.
[2] اختلف في اسمه فقيل: مالك، وقيل: عامر، وقيل: ثعلبة، وقيل: عبد الله، وقيل: زيد (تهذيب التهذيب 8/ 175) .
[3] حامد بن يحيى بن هانئ البلخي أبو عبد الله نزيل طرسوس (تهذيب التهذيب 2/ 169) .
[4] لعله ابن عبد الله السمين (تهذيب التهذيب 4/ 415) .(3/169)
وهم عَنْ أَبِي رُهْمٍ كُلْثُومِ بْنِ الْحُصَيْنِ.
أَبُو صرمة مالك بن قيس الْمَازِنِيُّ.
يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَأَبُو مَرْيَمَ اسْمُهُ مَالِكُ بْنُ رَبِيعَةَ.
أَبُو ثَعْلَبَةَ الْخَشْنِيُّ جُرْهُمُ بْنُ نَاشِجٍ. وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ [1] : سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ [2] قَالَ: أَبُو ثَعْلَبَةَ اسْمُهُ جُرْثُومٌ [3] .
ابْنُ مِرْبَعٍ [4] اسْمُهُ زَيْدُ بْنُ مِرْبَعٍ.
حَدَّثَنِي أَبُو الْيَمَانِ [5]- أَوْ قُرِئَ عَلَيْهِ- عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: كَانَ اسم عبد الله بن سلام الحصين فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد اللَّهِ. وَكَانَ اسْمُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَبْدَ عَمْرٍو فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ. وَكَانَ اسْمُ عَبْدِ الله بن أبي بن سلول الحباب فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد اللَّهِ.
حَدَّثَنَا أَصْحَابُنَا عَنْ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ [6] قَالَ: ثنا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: لَمَّا كَانَ زَمَنُ الْجَمَاجِمِ أَرَادَ الْقُرَّاءُ يَوْمَ الْجَمَاجِمِ أَنْ يُؤَمِّرُوا عَلَيْهِمْ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ [7] ، فَقَالَ أَبُو الْبَخْتَرِيِّ: أَنَا رَجُلٌ مِنَ الْمَوَالِي فَأَمِّرُوا عَلَيْكُمْ رَجُلًا مِنَ الْعَرَبِ. فأمّروا عليهم رجلا من
__________
[1] عبد الأعلى بن مسهر الدمشقيّ.
[2] التنوخي.
[3] في تهذيب التهذيب 12/ 49 أن سعيدا سماه جرثومة، وتوجد اختلافات كثيرة في اسمه واسم أبيه.
[4] في الأصل «مرتع» والتصويب من تهذيب التهذيب 3/ 425 وهو الأوسي الأنصاري.
[5] الحكم بن نافع.
[6] سليمان بن داود الطيالسي.
[7] سعيد بن فيروز الطائي.(3/170)
الْعَرَبِ [1] .
أَبُو وَهْبٍ الْجَيْشَانِيُّ هُوَ الدَّيْلَمُ بْنُ الهويشع.
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ [2] وَحَمَّادٌ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ لِأَبِي: يَا أَبَا خَالِدٍ.
حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ [3] وَأَبُو الطَّاهِرِ [4] قَالا: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ:
أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ:
يَا أَبَا خَالِدٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ [5] : اسْمُ أَبِي مَرْيَمَ الْحَنَفِيُّ إِيَاسُ بْنُ صُبَيْحٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ [6] قَالَ: سَأَلْتُ شُعْبَةَ: كَمْ سَمِعْتَ مِنْ أَبِي مَعْشَرٍ؟ قَالَ: أَرْبَعَةٌ بُتْرٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: جَاءَنَا يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ [7] بِالْكُوفَةِ وَأَنَا ابْنُ ثَلَاثَ عشرة (312 ب) ، واستعمل يوسف ابن أَبِي لَيْلَى [8] عَلَى الْقَضَاءِ، وَكَانَ وَلَّى ابْنَ شُبْرُمَةَ [9] أَوَّلًا ثُمَّ نَزَعَهُ وَطَرَحَهُ فِي سَجِسْتَانَ على بيت المال.
__________
[1] أوردها خليفة بن خياط من طريق شعبة (تاريخ خليفة ص 282) وسمى الرجل الّذي أمروه وهو جبلة بن زحر بن قيس.
[2] يعقوب بن محمد بن طحلاء المدني (تهذيب التهذيب 11/ 395) .
[3] يحيى بن عبد الله بن بكير.
[4] أحمد بن عمرو بن السرح.
[5] ابن حنبل.
[6] القطان.
[7] الفزاري والي العراق.
[8] مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى.
[9] عبد الله بن شبرمة.(3/171)
حَدَّثَنِي سَلَمَةُ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ [2] قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ:
جَالَسْتُ ابْنَ جُرَيْجٍ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ، وَكَانَ يَقُولُ لِي: اقْرَأْ عَلَيَّ حَتَّى أُفَسِّرَ لَكَ.
حُدِّثْتُ عَنْ عَفَّانَ [3] قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ [4] قَالَ: سَأَلْتُ شُعْبَةَ وَسُفْيَانَ بْنَ سَعِيدٍ وَسُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ وَمَالِكَ بْنَ أَنَسٍ عَنِ الرَّجُلِ لَا يَحْفَظُ أَوْ يُتَّهَمُ فِي الْحَدِيثِ. قَالَ: قَالُوا جَمِيعًا: بَيِّنٌ أَمْرُهُ.
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: ثنا أَبُو عَامِرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: رَأَيْتُ حَبِيبَ بْنَ سَالِمٍ. وَرَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْتَشِرِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ أَخِيهِ، وَقَدْ رَأَيْتُ أَخَاهُ- يَعْنِي عِيسَى بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ-.
أَبُو الْوَدَّاكِ جَبْرُ بْنُ نَوْفٍ. حَدَّثَنَا بِذَلِكَ أَبُو صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ أَنَّ أَبَا الْوَدَّاكِ جَبْرَ بْنَ نَوْفٍ أَخْبَرَهُ.
وَاثِلَةُ بْنُ الْأَسْقَعِ أَبُو الْأَسْقَعِ حَدَّثَنَا بِذَلِكَ أَبُو صَالِحٍ [5] قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَأَبُو الْأَزْهَرِ [6] عَلَى وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْأَسْقَعِ.
__________
[1] ابن شبيب.
[2] ابن حنبل.
[3] ابن مسلم.
[4] القطان.
[5] عبد الله بن صالح كاتب الليث.
[6] المغيرة بن فروة الثقفي الدمشقيّ (تهذيب التهذيب 10/ 267) .(3/172)
أَبُو طَلْحَةَ الْأَنْمَارِيُّ نُعَيْمُ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا بِذَلِكَ أَبُو صَالِحٍ [1] قَالَ:
حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو طَلْحَةَ نُعَيْمُ بْنُ زِيَادٍ رَوَى حَدِيثَ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ فِي قِيَامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَمَضَانَ.
وَسُلَيْمَانُ بْنُ عَامِرٍ، يُكَنَّى أَبَا لَيْلَى كَلَاعِيٌّ.
أَبُو عَامِرٍ الْهَوْزَنِيُّ [رَوَى] [2] الْأَزْهَرُ بْنُ عبد الله [3] عن أبي عامر عبد الله بْنِ لَحْيٍ.
وَعُفَيْرُ بْنُ مَعْدَانَ أَبُو عَائِذٍ الْمُؤَذِّنُ الْيَحْسَبِيُّ، نَسَبَهُ لَنَا أَبُو الْيَمَانِ [4] .
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ [5] أَنَّ عُتْبَةَ بن عبد السلمي [6] كان اسمه (313 أ) نَشْبَةَ، فَغَيَّرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْمَهُ فَسَمَّاهُ عُتْبَةَ.
حَدَّثَنَا [أَبُو] [7] الْيَمَانِ قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ لَحْيٍ الْهَوْزَنِيِّ.
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ [8] يُكَنَّى أَبَا صَفْوَانَ، حَدَّثَنَا بِذَلِكَ أَبُو الْيَمَانِ قَالَ:
حَدَّثَنَا صَفْوَانُ عَنْ سَوَادَةَ وعبد الله بن الحجاج عن عبد الرحمن الجندي قال:
قال لي عبد الله بن بُسْرٍ: يَا ابْنَ الْجِنْدِيِّ. قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا أبا
__________
[1] عبد الله بن صالح.
[2] الزيادة سقطت من الأصل.
[3] ابن جميع الحرازي الحمصي.
[4] الحكم بن نافع.
[5] صفوان عن عمرو بن هرم السكسكي الحمصي (تهذيب التهذيب 4/ 428) .
[6] في الأصل «السلام» والصواب ما أثبته.
[7] سقطت من الأصل.
[8] المازني (تهذيب التهذيب 5/ 158) .(3/173)
صفوان [1] .
(316 أ) وَأَبُو [2] حَبِيبٍ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَاضِي، حَدَّثَنَا بِذَلِكَ أَبُو الْيَمَانِ عَنْ صَفْوَانَ.
وَأَبُو إِدْرِيسَ عائذ الله بن عبد الله الخولاني، حدثنا بِذَلِكَ الرَّبِيعُ بْنُ رَوْحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ: ثنا الزَّبِيدِيُّ [3] عَنْ يُونُسَ بْنِ سَيْفٍ الْكَلَاعِيِّ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ عَائِذِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخَوْلَانِيِّ.
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ الْغَسَّانِيُّ عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ الْكِلَابِيِّ.
وَأَبُو بَحَرِيَّةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ صَاحِبُ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، رَوَى عَنْهُ أَحَادِيثَ حِسَانًا.
الْهَيْثَمُ بْنُ مَالِكٍ طَائِيٌّ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ فَضَالَةَ أَبُو ذَرٍّ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: ثنا حُرَيْزٌ [4] .
حِبَّانُ بْنُ زَيْدٍ، يُكَنَّى أَبَا خِرَاشٍ.
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ميسرة حضرمي.
وسعيد بن مرثد الرحبيّ.
__________
[1] وهو نهاية الجزء الثامن والعشرين.
[2] من هنا يبدأ الجزء الأخير وهو التاسع والعشرون من الأصل وأوله «أخبرنا أبو الحسين محمد بن الفضل القطان في دار القطن ببغداد قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه النحويّ قال: أخبرنا يعقوب بن سفيان قال ... » .
[3] محمد بن الوليد.
[4] حريز بن عثمان الرحبيّ.(3/174)
وَسُلَيْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ أَلْهَانِيٌّ.
وَحَبِيبُ بْنُ عُبَيْدٍ، رحبي.
حدثنا أبو اليمان قال: وثنا حريز قال: رأيت مرثد بن بسر وكان ممن أدرك علي بن أبي طالب.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ [1] قَالَ: ثنا مِسْعَرٌ، وَهُوَ ابْنُ كِدَامِ بْنِ ظَهِيرِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ الحارث.
حدثنا أبو نعيم قال: ثنا مسعر قال: رأيت مسلم [2] البطين يهجو المرجئة، فقلت له: سبحان الله! حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْهِرٌ قَالَ: كَانَ لِخَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَلَّةٌ مِنْ خَبِيصٍ، فَكَانَ إِذَا جَاءَ الْقُرَّاءُ- أَوْ قَالَ: أَصْحَابُهُ- أَخْرَجَهَا إِلَيْهِمْ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا عيسى بن محمد أبو هَمَّامٌ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ:
وَكَانَ سُفْيَانُ يُعَظِّمُ هَذَا الشَّيْخَ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا أَبُو حُرَيْزٍ الْخَبَّازُ- وَأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْرًا-.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: وَلَيْسَ هَذَا أَبُو حُرَيْزٍ ذَاكَ- يَعْنِي شَيْخَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى.
حَدَّثَنَا أبو نعيم قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ الْهَزْهَازِ بْنِ يَزَنَ الرَّوَاسِيُّ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْيَامِيُّ.
وَسَعِيدُ بْنُ صَالِحٍ الْأَسَدِيُّ.
وَقَيْسُ بْنُ سُلَيْمٍ الْعَنْبَرِيُّ.
وَأَبُو رِفَاعَةَ [3] العامري.
وعمرو بن حسان المسلي.
__________
[1] الفضل بن دكين.
[2] مسلم بن عمران البطين الكوفي (تهذيب التهذيب 10/ 134) .
[3] العدوي (تهذيب التهذيب 12/ 96) .(3/175)
وعمران بن أبي مسلم (316 ب) ، شَيْخٌ يَكُونُ فِي جُهَيْنَةَ.
وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ [1] ، شَيْخٌ يَكُونُ فِي بَنِي الْوَصَّافِ.
وَأَبُو سَلَامٍ [2] الْحَنَفِيُّ.
وَحَمَّادُ بْنُ أَبِي الدَّرْدَاءِ الْأَنْصَارِيُّ.
وَسَعْدُ بْنُ سِنَانٍ أَبُو سِنَانٍ الشَّيْبَانِيُّ.
وَمُجَمِّعُ بْنُ يَحْيَى الْأَنْصَارِيُّ.
وَعِيسَى بْنُ الْمُسَيَّبِ قَالَ: دَعَا قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ بِلَبَنِ لَقْحَةٍ. قُلْتُ لِعِيسَى: سَمِعْتَ هَذَا مِنْ قَيْسِ؟ قَالَ: أتراني أكذب عليه.
وسويد بْنُ نَجِيحٍ أَبُو قُطْبَةَ.
وَيُوسُفُ بْنُ مُهَاجِرٍ الْحَدَّادُ.
حَدَّثَنِي حُسَيْنٌ [3] قَالَ: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ [4] عَنْ يُوسُفَ بْنِ مُهَاجِرٍ الْحَدَّادِ. قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ ثقة.
حدثنا عبيد الله بن موسى عن حَشْرَجِ بْنِ نُبَاتَةَ- كُوفِيٌّ ثِقَةٌ- عَنْ «سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ- بَصْرِيٌّ ثِقَةٌ-» [5] .
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا رَزِينُ بَيَّاعُ الرُّمَّانِ عَنِ الشَّعْبِيِّ: أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ كَبَّرَ عَلَى أُمِّهِ أَرْبَعًا. قَالَ: ثُمَّ أُتِيَ بِدَابَّةٍ فَأَخَذَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ بِالرِّكَابِ.
فَقَالَ زَيْدٌ: دَعْهُ- أَوْ ذَرْهُ-. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَا هَكَذَا نَفْعَلُ بِالْعُلَمَاءِ الْكُبَرَاءِ. - وَرَزِينُ هُوَ بَيَّاعُ الْأَنْمَاطِ وَهُوَ ثقة قد روى عنه الثوري-.
__________
[1] وهو محمد بن الجعد نفسه (ميزان الاعتدال 3/ 499، 502) .
[2] عبد الملك بن مسلم بن سلام الكوفي من رجال التهذيب.
[3] الحسين بن الحسن المروزي (تهذيب التهذيب 2/ 334) .
[4] ابن عيينة.
[5] ابن حجر: تهذيب التهذيب 4/ 15.(3/176)
حدثنا أبو نعيم وقبيصة قالا: ثنا سفيان [1] عَنْ زُبَيْدٍ [2] عَنْ إِبْرَاهِيمَ [3] عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَطَمَ الْخُدُودَ وَشَقَّ الْجُيُوبَ وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ. - وَزُبَيْدٌ ثِقَةٌ يَمِيلُ إِلَى التَّشَيُّعِ، وَلَمْ يَسْمَعْ سُفْيَانُ مِنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ-.
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْأَعْمَشِ وَمَنْصُورٌ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصُّفُوفِ الْأُوَلِ.
وَزَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ. حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: ثنا شُعْبَةُ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ عَنِ الْبَرَاءِ [4] عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم قال: من مَنَحَ مَنِيحَةَ وَرِقٍ أَوْ هَدَى طَرِيقًا أَوْ سَقَى لَبَنًا فَهُوَ يَعْدِلُ رَقَبَةً [5] . وَمَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ فَهُوَ لَهُ بِعَدْلِ رَقَبَةٍ.
وَكُنَّا إِذَا قمنا في الصلاة نسوّي عراقفنا وَنَقُولُ: سَوُّوا صُفُوفَكُمْ لَا تَخْتَلِفُ قُلُوبُكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الْأَوَّلِ. حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ [6] قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بن حازم عن زبيد [7] (317 أ) عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عوسجة عن البراء بن
__________
[1] الثوري.
[2] زبيد بن الحارث اليامي.
[3] النخعي.
[4] ابن عازب.
[5] أخرجه الى هنا الترمذي من طريق شعبة أيضا (سنن 4/ 340) .
[6] محمد بن الفضل السدوسي.
[7] ابن الحارث اليامي (تهذيب التهذيب 3/ 310) .(3/177)
عَازِبٍ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ مَنَحَ وَرِقًا.. فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ شُعْبَةَ. حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ عَنْ طَلْحَةَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ، وَزَادَ: وَزَيِّنُوا القرآن بأصواتكم. وقال معاذ بن معاذ وغندر عَنْ شُعْبَةَ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْسَجَةَ:
كُنْتُ نَسِيتُ «زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ» حَتَّى ذَكَّرَنِيهِ الضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ.
وَكَانَ مُصَلَّى طَلْحَةَ وَزُبَيْدٍ [1] في مسجد، وزبيد يميل الى التَّشَيُّعِ وَطَلْحَةُ عُثْمَانِيًّا صُلْبًا، وَكَانَ زُبَيْدٌ يُرَخِّصُ فِي شُرْبِ النَّبِيذِ وَطَلْحَةُ يُحَرِّمُ النَّبِيذَ الشَّدِيدَ ويقول: هو حمر. حَتَّى مَاتَا عَلَى هَذَا، وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمَا وَحْشَةٌ وَلَا تَبَاعُدٌ. مَاتَ طَلْحَةُ قَبْلَ زُبَيْدٍ بِعَشْرِ سِنِينَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ مَاتَ أَبُوهُ وَهُوَ صَغِيرٌ جِدًّا، وَقَدْ تَكَلَّمَ النَّاسُ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ أَبِيهِ إِلَّا أَنَّهُ فِي الْجُمْلَةِ رَجُلٌ صَالِحٌ رَاجِحٌ.
رَوَى سُفْيَانُ عَنِ الرَّكِينِ الضَّبِّيِّ [2] وَهُوَ ثِقَةٌ قَدِيمٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [3] عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ [4] عَنْ عاصم ابن ضَمْرَةَ. عَنْ عَلِيٍّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: فِي خَمْسٍ وَعِشْرِينَ مِنَ الْإِبِلِ خُمُسٌ- يَعْنِي شَاةً-. حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ [5] قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ [6] قال: أخبرنا سفيان عن
__________
[1] ابن الحارث اليامي.
[2] ركين بن الربيع الفزاري (تهذيب التهذيب 3/ 287) .
[3] الثوري.
[4] السبيعي.
[5] عبد الله بن عثمان.
[6] في الأصل «عبيد» والصواب ما أثبته وهو عبد الله بن المبارك المروزي.(3/178)
أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ عَنْ عَلِيٍّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- مِثْلَهُ وَزَادَ: وَإِذَا زَادَتْ عَلَى الْعِشْرِينَ وَمِائَةٍ قَالَ: فَرَدُّوا الْفَرَائِضَ إِلَى أَوَّلِهَا، فَإِذَا كَثُرَتِ الْإِبِلُ فَفِي كُلِّ خَمْسِينَ حُقَّةٌ- وَهَذَا أَحَبُّ إِلَى سُفْيَانَ مِنْ قَوْلِ أَهْلِ الْحِجَازِ-.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ [1] عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ عَنْ عَلِيٍّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فِي الْإِبِلِ إِذَا زَادَتْ عَلَى عِشْرِينَ وَمِائَةٍ فَبِحِسَابِ ذَلِكَ يُسْتَأْنَفُ بِهَا الْفَرَائِضُ.
وَعَنْ سُفْيَانَ عَنْ مَنْصُورٍ [2] عَنْ إِبْرَاهِيمَ [3] مِثْلَ ذَلِكَ. وَبَلَغَنِي عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ قَالَ: كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ [4] يُحَدِّثُ بِحَدِيثِ يَغْلَطُ فِيهِ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ [5] عَنْ عَاصِمٍ عَنْ عَلِيٍّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: إِذَا زَادَتِ الْإِبِلُ عَلَى عِشْرِينَ وَمِائَةٍ تُسْتَأْنَفُ الْفَرِيضَةُ. وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ لَمْ يَغْلَطْ فِي هَذَا وَقَدْ تَابَعَهُ ابن المبارك (317 ب) وَهَذَا مَشْهُورٌ مِنْ رِوَايَةِ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ عَلِيٍّ، وَقَدْ أَنْكَرَ أَهْلُ الْعِلْمِ هَذَا عَلَى عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ لِأَنَّ رِوَايَةَ عَاصِمٍ عَنْ عَلِيٍّ خِلَافُ كِتَابِهِ إِلَى عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ وَخِلَافُ كِتَابِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَقَبِيصَةُ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُمَيْرٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: أيّ
__________
[1] القطان.
[2] ابن المعتمر.
[3] النخعي.
[4] القطان.
[5] السبيعي.(3/179)
الْكَسْبِ أَطْيَبُ؟ قَالَ: عَمَلُ الرَّجُلِ بِيَدِهِ وَكُلُّ بَيْعٍ مَبْرُورٌ. وَسَعِيدُ بْنُ عُمَيْرٍ هُوَ ابْنُ أَخِي الْبَرَاءِ بْنِ عَازبٍ.
قَالَ: وَالْمَسْعُودِيُّ يُخَالِفُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَيَغْلَطُ فِيهِ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا أُمَيُّ الصَّيْرَفِيُّ وَهُوَ ثِقَةٌ، وَرَوَى عَنْهُ شَرِيكٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ سَدُوسِيٌّ، وَهُوَ ثِقَةٌ، وَكَانَ عَرِيفَ قَوْمِهِ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَنْ مِسْعَرٍ وَسُفْيَانُ عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ وَهُوَ ثِقَةٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا الْمُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ- وَهُوَ ثِقَةٌ- ثنا حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ وَهُوَ رَجُلٌ صَالِحٌ ثِقَةٌ.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَأَبُو الْوَلِيدِ [1] عَنْ أَبِي بَكْرٍ النَّهْشَلِيِّ [2] وَهُوَ ثِقَةٌ.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: ثنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ [3] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يَقُولُ: نَهَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَتَخَتَّمَ بِالذَّهَبِ وَأَنْ أَلْبَسَ الْمُعَصْفَرَ، وَلَا أَقُولُ: نَهَاكُمْ. وَقَالَ: أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ [4] عَنْ عَطَاءٍ [5] عَنْ جَابِرٍ [6] : أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَمَى، ثُمَّ جَلَسَ، فجاءه رجل فقال: يا رسول الله
__________
[1] هشام بن عبد الملك الطيالسي.
[2] مختلف في اسمه (تهذيب التهذيب 12/ 44) .
[3] الليثي (تهذيب التهذيب 1/ 208) .
[4] أسامة بن زيد الليثي.
[5] ابن أبي رباح.
[6] جابر بن عبد الله.(3/180)
إِنِّي حَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَنْحَرَ؟ قَالَ: «لَا حَرَجَ» . ثُمَّ جَاءَهُ آخَرٌ فَقَالَ:
حَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ؟ قَالَ: «لَا حَرَجَ» . «قَالَ: فَمَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ إِلَّا قَالَ: لَا حَرَجَ» [1] . ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ عَرَفَةَ مَوْقِفٌ، وَكُلُّ مُزْدَلِفَةَ مَوْقِفٌ، وَمِنًى كُلُّهَا مَنْحَرٌ، وَكُلُّ فِجَاجِ مَكَّةَ طَرِيقٌ وَمَنْحَرٌ» . وَكَانَ يَحْيَى الْقَطَّانُ أَنْكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ، فَتَكَلَّمَ فِي أُسَامَةَ لِهَذَا الْحَدِيثِ. وَأُسَامَةُ عِنْدَ أَهْلِ بَلَدِهِ بِالْمَدِينَةِ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ. وَكَانَ يَجِبُ على يحيى (318 أ) غَيْرُ مَا قَالَ لِأَنَّ قَيْسَ بْنَ سَعْدٍ [2] قَدْ رَوَى بَعْضَ هَذَا عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
حَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ بْنُ السَّرْحِ قَالَ: ثنا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ: لَا رِبًا إِلَّا فِيمَا كِيلَ أَوْ وُزِنَ، فِيمَا أُكِلَ أَوْ شُرِبَ.
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: لَمْ يَسْمَعْ أُسَامَةُ إِلَّا هَذَا الْحَدِيثَ وَحْدَهُ مِنْ سَعِيدِ ابن الْمُسَيِّبِ.
حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: ثنا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ [3] أَنَّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ [4] عَبْدِ اللَّهِ بْنَ حُنَيْنٍ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- سَمِعَهُ يَقُولُ: نَهَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عن لبس المعصفر. قال أسامة: فدخلت على عبد الله بن حنين في بيته وهو يومئذ شيخ كبير وعليه ملحفة كثيرة العصفر، فسألته عن هذا الحديث. فقال عبد الله:
__________
[1] في الأصل بالحاشية.
[2] المكيّ أبو عبد الملك (تهذيب التهذيب 8/ 397) .
[3] الليثي.
[4] في الأصل «عبد» وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب 5/ 193.(3/181)
سمعت عليا يَقُولُ: نَهَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا أَقُولُ نَهَاكُمْ عَنْ لِبْسِ الْمُعَصْفَرِ. حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ: حَدَّثَنِي زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ قَالَ: قَالَ ابْنُ المُبَارَكِ: قُلْتُ لِإِسْمَاعِيلَ بْنِ [أَبِي] [1] خَالِدٍ: سَمِعْتُ مِنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ حَدِيثَ لَيْلَةِ الْقَدْرِ؟ قَالَ: لَا.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ التَّجِيبِيُّ قَالَ: ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج عن أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ سَأَلَهُ جَارُهُ أَنْ يَغْرِزَ خَشَبَةً فِي جِدَارِهِ فَلَا يَمْنَعُهُ» . قَالَ ابن رمح قال: سمعت الليث حين يُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ قَالَ:
هَذَا أَوَّلُ مَا لِمَالِكٍ عِنْدَنَا وَآخِرُهُ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: ثنا يَعْقُوبُ [2] قَالَ: قَالَ شُعْبَةُ:
لَمْ أَسْمَعْ مِنْ عَلِيِّ بْنِ بَذِيمَةَ [3] إِلَّا حَدِيثَيْنِ.
حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ قَالَ: سَأَلْتُ شُعْبَةَ: أَسَمِعْتَ مِنْ أَبِي معشر [4] قال: أربعة بتر [5] .
__________
[1] سقطت من الأصل وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب 1/ 291.
[2] يعقوب بن إبراهيم الزهري (تهذيب التهذيب 11/ 380) .
[3] الجزري (تهذيب التهذيب 7/ 285) .
[4] زياد بن كليب التميمي الحنظليّ الكوفي (تهذيب التهذيب 3/ 382) .
[5] أوردها الامام أحمد: كتاب العلل ومعرفة الرجال 1/ 82 قال آخرها: «يعني مراسيل» .(3/182)
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: سَأَلْتُ مَخْرَمَةَ [1] عَنْ كُتُبِ أَبِيهِ. فَقَالَ لِي: لَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ شَيْئًا.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ الْقَطَّانَ وَذَكَرَ عَلِيُّ بن المبارك (318 ب) فَقَالَ: كَانَ لَهُ كِتَابَانِ أَحَدُهُمَا سَمِعَهُ وَالْآخَرُ لَمْ يَسْمَعْهُ، فَأَمَّا مَا رَوَيْنَا نَحْنُ عَنْهُ فَمِمَّا سَمِعَ، وَأَمَّا مَا رَوَاهُ الْكُوفِيُّونَ عَنْهُ فَالْكِتَابُ الَّذِي لَمْ يَسْمَعْ.
حَدَّثَنِي عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ وَاصِلِ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثنا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: ثَلَاثَةٌ لَمْ يَكُونُوا يُؤَمِّنُونَ عَلَى عَلِيٍّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- شُرَيْحٌ وَمُرَّةُ [2] وَمَسْرُوقٌ، وَمُرَّةُ هَذَا يُقَالُ لَهُ مُرَّةُ الطَّيِّبُ وَهُوَ مُرَّةُ بْنُ شَرَاحِيلَ.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: ثنا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ مُرَّةَ يَنْتَقِصُ عَلِيًّا- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فَقُلْتُ لَهُ: تَقُولُ هَذَا لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ سَبَقَ لَهُ خَيْرٌ. فَقَالَ:
مَا ذَنْبِي إِنْ كَانَ خَيْرُهُ سَبَقَنِي وَأَدْرَكَنِي شَرُّهُ.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: ثنا سُفْيَانُ [3] عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ وَلَدِ الزِّنَا أَيَؤُمُّ النَّاسَ؟ قَالَ: إِنَّ إِمَامَنَا لَيُقَالُ لَهُ ذَلِكَ.
حدثنا سليمان بن حرب قال: ثنا حماد بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْكُوفِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ الشَّعْبِيَّ عَنِ الصَّلَاةِ خَلْفَ وَلَدِ الزِّنَى؟ قال: ذلك
__________
[1] مخرمة بن بكير بن عبد الله بن الأشج (تهذيب التهذيب 10/ 70) .
[2] مرة بن شراحبيل الهمدانيّ السكسكي المعروف بمرة الخير ومرة الطيب (تهذيب التهذيب 10/ 88) .
[3] الثوري.(3/183)
مُؤَذِّنُنَا وَإِمَامُنَا. قَالَ: وَأَقَامَ الصَّلَاةَ فَصَلَّيْنَا خَلْفَهُ.
«حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ عِيسَى الْحُمَيْدِيِّ أَبُو بَكْرٍ- وَمَا لَقِيتُ أَنْصَحَ لِلْإِسْلَامِ وَأَهْلِ الْإِسْلَامِ مِنْهُ» [1]- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ الْهِلَالِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ صَالِحٍ الْهَمْدَانِيُّ وَكَانَ خَيْرًا مِنَ ابْنَيْهِ، وَكَانَ عَلِيٌّ خَيْرَهُمَا- يُرِيدُ مِنَ الْحَسَنِ- قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الشَّعْبِيِّ وَأَنَا عِنْدَهُ فَقَالَ: يَا أَبَا عَمْرٍو.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ عَلِيٍّ وَالْحَسَنِ ابني صالح وهما ثقتان، وكانا يميلان إلى التشيع.
قال: وَسَمِعْتُ عِيسَى بْنَ مُحَمَّدٍ [2]- وَكَانَ شَدِيدَ الْمَيْلِ إِلَى سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَأَهْلٌ لِذَاكَ سُفْيَانُ- قَالَ: أَجْرَيْتُ مَعَ أَبِي نُعَيْمٍ [3] فَذَكَرَ سُفْيَانَ وَالْحَسَنَ بْنَ صَالِحٍ قَالَ: فَجَعَلَ يَمِيلُ إِلَى الْحَسَنِ وَأُمَانِعُهُ. فَقَالَ: وَيْلَكَ اسْكُتْ يَا صَبِيُّ قَدْ جَالَسْتُهُمَا وعرفتهما وما أقدر أقول (319 أ) رَأَيْتُ الْحَسَنَ مُبْتَسِمًا قَطُّ. وَلَقَدْ كُنْتُ رُبَّمَا رَأَيْتُ سُفْيَانَ يَضْحَكُ حَتَّى يَسْتَلْقِي وَيَمُدَّ رِجْلَيْهِ عَلَى الْحَائِطِ ضَحِكًا.
قَالَ: وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ وَرَّاقَ أبي نعيم جاء الى أَبِي نُعَيْمٍ فَقَالَ: يَا أَبَا نُعَيْمٍ مَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ فَلَمْ نَجِدْ عُبَيْدَ اللَّهِ [4] ، وَكَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ يُحَدِّثُهُ.
فَقَالَ: يَا أبا نعيم لَوْ رَأَيْتَهُ قُلْتَ لَيْسَ بِهِ مُصِيبَةٌ. قَالَ: نَفْقِدُ مُجَالَسَةَ الْحَسَنِ.
وَأَخْبَرَنِي بَعْضُ شُيُوخِ الْكُوفَةِ قال: كان لهم خادم تخدمهم فاحتاجوا
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 5/ 215.
[2] النحاس الرمليّ.
[3] الفضل بن دكين.
[4] عبيد الله بن موسى العبسيّ.(3/184)
إِلَى بَيْعِهَا فَبَاعُوهَا. فَلَمَّا كَانَ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ ذَهَبَتْ فَأَلَحَّتْ عَلَى مَوَالِيهَا تُقِيمُهُ وَتَقُولُ: ذَهَبَ اللَّيْلُ، مَرَّهً بَعْدَ مَرَّةٍ حَتَّى أَضْجَرَتْهُ فَصَاحَ بِهَا.
قَالَ: فَلَمَّا أَصْبَحَتْ ذَهَبَتْ إِلَى عِنْدِ الْحَسَنِ فَقَالَتْ: يَا سُبْحَانَ اللَّهِ أَمَا كَانَ يَجِبُ عَلَيْكُمْ فِيمَا خَدَمْتُكُمْ أَنْ تَبِيعُونِي مِنْ مُسْلِمٍ. فَقَالَ لَهَا الْحَسَنُ:
سُبْحَانَ اللَّهِ وما له؟! فقالت: انْتَظَرْتُ أَنْ يَقُومَ لِلتَّهَجُّدِ فَلَمْ يَفْعَلْ وَأَلَحَّيْتُ عَلَيْهِ فَزَبَرَنِي وَشَتَمَنِي. قَالَ: فَصَاحَ بِعَلِيٍّ وَقَالَ: أَمَا تَعْجَبُ مِنْ هَذِهِ! اذْهَبْ فَتَسَلَّفْ ثَمَنَهَا مِنْ بَعْضِ إِخْوَانِنَا وَأَعْتِقْهَا.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ عَنْ سُفْيَانَ [1] عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ [2] عَنْ عَلِيٍّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: لَيْسَ فِي الْخُضَرِ شَيْءٌ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ الْمَوْصِلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ. فَقَالَ لِي سُفْيَانُ: لَيْسَ هَذَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي إِسْحَاقَ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: وَسَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ [3] يَقُولُ: كَانَ سُفْيَانُ أَعْلَمَ بِحَدِيثِ الْأَعْمَشِ مِنَ الْأَعْمَشِ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبٍ [4] قَالَ: ثنا مِسْكِينُ [5] عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عمرو بن مرة عن عبد الله بن سَلَمَةَ [6] كَانَ يُحَدِّثُ حَدِيثًا طَوِيلًا عَنِ ابْنِ مسعود أنه
__________
[1] الثوري.
[2] السبيعي.
[3] القطان.
[4] مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي كريمة الحراني أبو المعافي (تهذيب التهذيب 9/ 506) .
[5] ابن بكير.
[6] المرادي الكوفي (تهذيب التهذيب 5/ 241) .(3/185)
كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ أَتَتْهُ الْجِنُّ. قَالَ: فَكَأَنَّهُ كَانَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ.
قَالَ عَمْرٌو: فَذَكَرْتُ ذلك (319 ب) لِأَبِي عُبَيْدَةَ [1] : أَكَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ لَيْلَةَ الْجِنِّ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: لَا.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَقَبِيصَةُ قَالا: ثنا سُفْيَانُ عَنْ عُرْوَةَ أَبِي مَهَلٍ. قَالَ قَبِيصَةَ: أَبُو مُهَيْلٍ الْجُعْفِيُّ وَهُوَ كُوفِيٌّ. وَنَسَبُهُ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ عَنْ زُهَيْرٍ [2] عَنْ عُرْوَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُشَيْرٍ.
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنِ السُّدِّيِّ عَنْ أَبِي هُبَيْرَةَ عَنْ أَنَسٍ:
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنِ الْخَمْرِ تُجْعَلُ خَلًّا فَكَرِهَهُ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا إِسْرَائِيلُ عَنِ السُّدِّيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ وَهُوَ أَبُو هُبَيْرَةَ، وَاسْمُ السُّدِّيِّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ مَوْلًى لِبَنِي هَاشِمٍ، و «محمد بن مروان السدي مولى للخطابين وَهُوَ يُقَالُ لَهُ السُّدِّيُّ الصَّغِيرُ وَهُوَ ضَعِيفٌ غَيْرُ ثِقَةٍ» [3] ، وَأَمَّا الْكَبِيرُ فَقَدْ قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: كَانَ فَقِيهًا.
وَحَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عُرَيْبِ ابن حُمَيْدٍ قَالَ: وَقَعَ رَجُلٌ فِي عَائِشَةَ يَوْمَ الْجَمَلِ فَأَتَاهُ عَمَّارٌ فَقَالَ: اسْكُتْ مَقْبُوحًا أَتَقَعُ فِي حَبِيبَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! إِنَّهَا لَزَوْجَتُهُ فِي الْجَنَّةِ.
وَعُرَيْبُ بْنُ حُمَيْدٍ هُوَ أَبُو عَمَّارٍ الَّذِي رَوَى عَنْهُ الأعمش سمعت ابن
__________
[1] عامر بن عبد الله بن مسعود.
[2] ابن معاوية الجعفي.
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 3/ 292 واقتصر ابن حجر على اقتباس عبارة «ضعيف» (تهذيب التهذيب 9/ 436) .(3/186)
عَبَّاسٍ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ: أَشَهِدْتَ الْخُرُوجَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْعِيدَيْنِ؟ قَالَ: نَعَمْ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَابِسِ بْنِ رَبِيعَةَ [1] عَنْ عَلِيٍّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: كُلُّ الطَّلَاقِ جَائِزٌ إِلَّا طَلَاقَ الْمَعْتُوهِ. قَالَ: وَقَدْ رَوَى سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَهُوَ ابْنُ عَابِسٍ هَذَا.
قَالَ قَبِيصَةُ: عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسِ بْنِ رَبِيعَةَ.
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنِ الْأَغَرِّ وَهُوَ ابْنُ الصَّبَاحِ وَهُوَ مَوْلَى بَنِي مِنْقَرٍ عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ حُصَيْنٍ عَنْ أَبِيهِ: أن جده قيس بن عاصم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم فَأَمَرَهُ أَنْ يَغْتَسِلَ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا عُبَادَةُ بْنُ مُسْلِمٍ الْفَزَارِيُّ وَهُوَ صَالِحُ الْحَدِيثِ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ الثوري وغيره (320 أ) .
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَقَبِيصَةُ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ نَهْشَلٍ الضَّبِّيِّ وَهُوَ ثِقَةٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ كُلَيْبِ بْنِ وَائِلٍ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ وَهُوَ كُوفِيٌّ.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَمَّا زائدة عن عاصم [2] عن زر [3] عن عبد اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا يَوْمٌ لَبَعَثَ اللَّهُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمَ أبي.
__________
[1] النخعي الكوفي (تهذيب التهذيب 5/ 37) .
[2] ابن بهدلة.
[3] زر بن حبيش.(3/187)
وَزَائِدَةُ [1] ثِقَةٌ كُوفِيٌّ، وَكُنْيَتُهُ أَبُو الصَّلْتِ ثَقَفِيٌّ، وَالرَّافِضَةُ تَدَّعِي أَنَّ زَائِدَةَ دَعِيٌّ وَلَيْسَ كَمَا يَقُولُونَ.
«حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ وَذَكَرَ زَائِدَةَ فَقَالَ: كَانَ لَا يُحَدِّثُ الرَّافِضَةَ.
قَالَ: وَعُبَيْدُ اللَّهِ هَذَا الْأَعْوَرُ الْكِنْدِيُّ احْتَالَ وَجَاءَ وَذَهَبَ حَتَّى يَسْمَعَ مِنْهُ حَدِيثَيْنِ. وَلَقَدْ ذَهَبْتُ مَعَ الْمَشَايِخِ إِلَيْهِ وَأَظُنُّ قَدْ ذَكَرَ أَبَا أُسَامَةَ [2] وَغَيْرَهُ. قَالَ: فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَقُمْتُ لِأَنْصَرِفَ فَأَخَذَ [3] بِأَسْفَلِ قَمِيصِي فَقَالَ:
اجْلِسْ حَتَّى تَسْمَعَ هَذَا الَّذِي أُرِيدُ أَنْ أَقْرَأَهُ عَلَيْهِمْ» [4] .
وَقَدْ قَالَ شُعْبَةُ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ [5] إِلَّا [6] عَمْرَو بْنَ مُرَّةَ. حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ [7] عَنْ أَبِيهِ عَنْ نَهْشَلٍ [8] فَضَعَّفَهُ ابْنُ نُمَيْرٍ.
حَدَّثَنَا قبيصة قال: ثنا سفيان عن عبد الله بْنِ جَابِرٍ وَهُوَ عِنْدِي كُوفِيٌّ ثِقَةٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ عَطِيَّةَ بن عبد الرحمن الثقفي
__________
[1] ابن قدامة.
[2] حماد بن أسامة القرشي الكوفي.
[3] في الأصل يوجد «وقال» قبل «فأخذ» وهي زائدة فحذفتها.
[4] الخطيب: الجامع لأخلاق الراويّ وآذاب السامع ق 72 أ.
[5] المرادي الكوفي.
[6] هكذا في الأصل وهو يريد لم يرو عنه الا عمرو بن مرة (تهذيب التهذيب 5/ 242) .
[7] محمد بن عبد الله بن نمير.
[8] نهشل بن سعيد الورداني النيسابورىّ (تهذيب التهذيب 10/ 479) .(3/188)
- وَهُوَ ثِقَةٌ- قَالَ: أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: أُتِيَ عُمَرُ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- بِسَارِقٍ وَقَدْ سَرَقَ ثَوْبًا. فَقَالَ لِعُثْمَانَ: قَوِّمْهُ. فَقَوَّمَهُ ثَمَانِيَةَ دَرَاهِمَ فَلَمْ يَقْطَعْهُ.
حَدَّثَنَا أَبُو نعيم قال: حدثنا سفيان عن منصور [1] بن حَيَّانَ وَهُوَ ثِقَةٌ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ مَرْوَانُ [2] ويزيد بن هارون.
وقال [3] : حدثنا سفيان عن يزيد بْنِ حَيَّانَ [4] عَنْ عَنْبَسِ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: مَا شَيْءٌ أَحَقُّ بِسَجْنٍ مِنْ طُولِ لِسَانٍ.
وَيَزِيدُ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَنْصُورِ بْنِ حَيَّانَ قَرَابَةٌ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ [5] بْنُ رَجَاءٍ وَأَحْمَدُ بْنُ عبد الله بن يونس عن معروف ابن وَاصِلٍ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا (320 ب) سُفْيَانُ عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ- وَهُوَ بَطْنٌ مِنْ بُجَيْلَةَ-.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا بَدْرُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ يَوْمَ جُمْعَةٍ وَهُوَ يُسَخِّنُ قُمْقُمًا، فَقُلْتُ لَهُ: أَنْتَ شَيْخٌ لَا تَأْتِ الْجُمُعَةَ. قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ فِي الشَّيْءِ يَقُولُ:
أَنَا أَعْجَزُ وَأَحْمَقُ من الّذي لا يغتسل يوم الجمعة.
__________
[1] في الأصل «يزيد» وعليها شطب وفوقها «منصور» وترجمة منصور في تهذيب التهذيب 10/ 306.
[2] مروان بن معاوية الفزاري.
[3] القائل هو أبو نعيم الفضل بن دكين.
[4] التيمي الكوفي أبو حيان (تهذيب التهذيب 11/ 321) .
[5] في الأصل «عبد الرحمن» وانما هو عبد الله بن رجاء الغداني البصري.(3/189)
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا بَدْرُ بْنُ عثمان وهو ثقة، وكذلك بدر ابن الْخَلِيلِ صَالِحُ الْحَدِيثِ.
حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ: ثنا شُعْبَةُ قَالَ: ثنا الْحَكَمُ [1] عَنْ سَيْفٍ بَيَّاعِ السَّابِرِيِّ عَنْ رَشِيدٍ الْهَجَرِيِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو:
حَدِّثْنَا بِشَيْءٍ سَمعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَعْنَا مِمَّا وَجَدْتَ فِي وَسْقَيْكَ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ. فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ» . وَقَدْ رَأَى الشَّعْبِيُّ رُشَيْدًا [2] وَحُبَّةَ الْعَرْنِيَّ وَالْأَصْبَغُ بْنُ نُبَاتَةَ وَلَيْسَ حديثهم بشيء.
وكذلك أبو سعيد عُقَيْصًا [3] هَؤُلَاءِ كَادُوا أَنْ يَكُونُوا رَوَافِضَ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ الْأَسَدِيُّ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَطِيَّةَ- وَهُوَ ثِقَةٌ- عَنْ جَدِّهِ أَبِي أُمِّهِ قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ شُرَيْحٍ.
وَحَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَنْ عِيسَى بْنِ الْمُسَيَّبِ.
وَحَدَّثَنَا ابْنُ مُوسَى [4] عَنْ عِيسَى بْنِ قِرْطَاسٍ وَفِيهِمَا [5] ضَعْفٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَقَبِيصَةُ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ رَيَاحٍ [6] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ قال: قَالَ عَلِيٌّ: الْوَلَاءُ شُعْبَةُ مِنَ الرِّقِّ، أَحْرِزِ الْوَلَاءَ وَأَحْرِزِ الْمِيرَاثَ. وَرَوَى مِسْعَرٌ أَيْضًا عَنْ عِمْرَانَ- وَهُوَ كُوفِيُّ- بْنُ ظَبْيَانَ لَا بَأْسَ به.
__________
[1] ابن عتيبة الكندي.
[2] رشيد الهجريّ (ميزان الاعتدال للذهبي 2/ 51) .
[3] ترجمته في ميزان الاعتدال 3/ 88.
[4] عبيد الله بن موسى العبسيّ.
[5] يريد عيسى بن المسيب وعيسى بن قرطاس.
[6] الثقفي الكوفي (تهذيب التهذيب 8/ 137) .(3/190)
وَصَاحِبُ سُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ إِنَّمَا هُوَ حَيَّانُ وَلَيْسَ هُوَ بِعِمْرَانَ.
حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ قَالَ: ثنا أَبُو عَوَانَةَ [1] عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ حَيَّانَ بَيَّاعِ الْأَنْمَاطِ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ سُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ.
وَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْسٍ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ سُفْيَانَ [2] عَنْ حَيَّانَ الْجُعْفِيِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ سُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ، فَأُتِيَ فِي ابْنَةٍ وَامْرَأَةٍ وَمَوْلًى، فَقَالَ: كَانَ عَلِيٌّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يُعْطِي الِابْنَةَ النِّصْفَ وَالْمَرْأَةَ الثُمُنَ (321 أ) وَيَرُدُّ مَا بَقِيَ عَلَى الِابْنَةِ. حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي الضحى مسلم بن صبيح الْعَطَّارِ مَوْلَى سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ.
«حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الْوَازِعِ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا أَبْقَاكَ اللَّهُ لَهُمْ. فَغَضِبَ وَقَالَ: إِنِّي لَأَحْسَبُكَ عِرَاقِيًّا وَمَا يُدْرِيكَ عَلَامَ يُغْلِقُ عَلَيْهِ ابْنُ أُمِّكَ بَابَهُ» [3] .
وَأَبُو الْوَازِعِ اسْمُهُ زُهَيْرُ بْنُ مَالِكٍ نَهْدِيٌّ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا عُبَادَةُ بْنُ مُسْلِمٍ الْفَزَارِيُّ قَالَ: ثنا يُونُسُ بْنُ خَبَّابٍ- وَكَانَ رَافِضِيًّا إِلَّا أَنَّ أَهْلَ الْكُوفَةِ رَوَوْا عَنْهُ، وَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ وَيَشْتِمُ وَيَنْتَقِصُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ سَعِيدٍ الطَّائِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيُّ [4] سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم يقول: ثلاثة أقسم عليهنّ.
__________
[1] الوضاح بن عبد الله اليشكري.
[2] الثوري.
[3] ابن حجر: الاصابة 2/ 340 ووقع فيه «الدارع» وهو تصحيف.
[4] اختلفوا في اسمه (تهذيب التهذيب 12/ 209) .(3/191)
«قَالَ: وَحَدَّثَنِي الْحُمَّانِيُّ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مُوسَى بْنِ طَرِيفٍ عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ الْأَسَدِيِّ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: أَنَا قَسِيمُ النَّارِ» [2] . قَالَ: وَقَرَأْتُ فِي كِتَابِ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: قُلْتُ لِمُوسَى: مَا كَانَ عَبَايَةُ عِنْدَكُمْ؟ فَذَكَرَ مِنْ فَضْلِهِ وَصَلَاتِهِ وَصِيَامِهِ وَصِدْقِهِ، «وَمُوسَى ضَعِيفٌ يَحْتَاجُ إِلَى مَنْ يُعَدِّلُهُ وَلَيْسَ هُوَ بِثِقَةٍ، وَعَبَايَةُ أَقَلُّ مِنْهُ لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ» [3] .
حَدَّثَنَا آدَمُ [4] قَالَ: ثنا شُعْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنِي إِدْرِيسُ الْأَوْدِيُّ- وَهُوَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ ثِقَةٌ- عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَا يُصَلِّي أَحَدُكُمْ وَهُوَ يَجِدُ الْخَبَثَ.
وَقَدْ رَفَعَهُ غَيْرُ آدَمَ عَنْ شُعْبَةَ، أَظُنُّ مُسْلِمَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا بِهِ عَنْ شُعْبَةَ وَرَفَعَهُ، وَكَانَ إِدْرِيسُ مُؤَذِّنًا لِمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْهَاشِمِيِّ.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ يَزِيدَ الأودي عن عبد الله بن إدريس وليس هو بالقوي.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: ثنا عِيسَى بْنُ عُمَرَ الْأَسَدِيُّ عَنِ السُّدِّيِّ [5] عَنْ رِفَاعَةَ الْفِتْيَانِيِّ [6] قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الْمُخْتَارِ ذَاتَ يوم فقال:
__________
[1] يحيى بن عبد الحميد.
[2] ابن كثير: البداية والنهاية 7/ 355.
[3] ابن كثير: البداية والنهاية 7/ 355 لكنه ذكر «ليس بشيء حديثه» .
[4] ابن أبي اياس.
[5] إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ الكوفي الأعور وهو السدي الكبير كان يقعد في سدة باب الجامع فسمي السدي (تهذيب التهذيب 1/ 313) .
[6] رفاعة بن شداد الفتياني البجلي أبو عاصم، والفتياني نسبة الى فتيان بطن من بجيلة (تهذيب التهذيب 3/ 281 والحاشية (2) منها) .(3/192)
يا جارية (321 ب) هَاتِ لِرِفَاعَةَ نُمْرُقَةً. قَالَ: قُلْتُ: أَلَيْسَ هَذِهِ نَمَارِقَ؟
قَالَ: فَقَالَ: إِنَّمَا قَامَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ هَذِهِ وَمِيكَائِيلُ عَنْ هَذِهِ.
قَالَ: ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَيْهِ الْيَوْمَ الثَّانِي وَهُوَ يَعْمَلُ الْكُوسَ. فَقَالَ: أَلَا تُعِينُنَا نَتَّخِذُهُ ثُمَّ نَحْرِقُهُ ثُمَّ نَنْسِفُهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا. قَالَ: فَأَرَدْتُ قَتْلَهُ فَذَكَرْتُ حَدِيثَ أَخِي عَمْرُو بْنُ الْحَمْقِ: حدثني أَخِي عَمْرِو بْنِ الْحَمْقِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ آمَنَ رَجُلًا عَلَى دَمِهِ فَقَتَلَهُ فَأَنَا مِنْهُ بَرِيءٌ وَإِنْ كَانَ الْمَقْتُولُ كَافِرًا.
قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: وَأَخْبَرَنَا زَائِدَةُ [1] عَنِ السُّدِّيِّ عَنْ رِفَاعَةَ الْفِتْيَانِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَمْقِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ آمَنَ أَوْ أَمَّنَ رَجُلًا عَلَى دَمِهِ فَقَتَلَهُ فَأَنَا مِنْهُ بَرِيءٌ وَإِنْ كَانَ الْمَقْتُولُ كَافِرًا.
وَهَذَا هُوَ الْكُوفِيُّ. وَعِيسَى بْنُ عُمَرَ النَّحْوِيُّ بَصْرِيٌّ.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ هَاشِمِ بْنِ الْبُرَيْدِ كُوفِيٌّ شِيعِيٌّ.
حَدَّثَنَا شَاذُ بْنُ فَيَّاضٍ الْبَصْرِيُّ عَنْ هَاشِمٍ، وَيُقَالُ لَهُ هَاشِمُ الْبُرَيْدُ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
وَأَبُو فَرْوَةَ الْهَمْدَانِيُّ عَوْفُ بْنُ الْحَارِثِ.
وَأَبُو فَرْوَةَ الْجُهَنِيُّ مُسْلِمُ بْنُ سَالِمٍ.
وَأَبُو فَرْوَةَ الرَّهَاوِيُّ يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ [2] وَهُوَ ضَعِيفٌ، وَابْنُهُ ضَعِيفٌ أَضْعَفُ مِنَ الْأَبِ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَقَبِيصَةُ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [3] عَنْ زَيْدِ بْنِ جُبَيْرِ بن
__________
[1] زائدة بن قدامة الثقفي الكوفي.
[2] قال ابن حجر: «ذكره يعقوب بن سفيان في باب من يرغب عن الرواية عنهم» (تهذيب التهذيب 11/ 336) .
[3] الثوري.(3/193)
حَرْمَلَ [1] ثِقَةٌ كُوفِيٌّ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ كُوفِيٌّ كَانَ شُعْبَةُ [2] رَوَى عَنْهُ ثُمَّ أَمْسَكَ عَنْ حَدِيثِهِ، وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ زَيْدٍ قَرَابَةٌ.
«حَدَّثَنَا أبو نعيم وقبيصة قالا: ثنا سفيان عن حَكِيمِ بْنِ الدَّيْلَمِ [3] كُوفِيٌّ ثِقَةٌ» [4] .
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ زُفَرَ الْعَجْلِيِّ عَنْ قَيْسِ بْنِ حَبْتَرَ وَهُوَ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي إِسْمَاعِيلَ عَنْ عَامِرِ بْنِ شَقِيقٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ [5] قال: ماتت أمي (322 أ) نَصْرَانِيَّةً.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: مَاتَتْ أُمُّ ابْنِ أَبِي رَبِيعَةَ وَهِيَ نَصْرَانِيَّةٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: أَنْبَأَ «حَنَشُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ لَقِيطٍ النَّخَعِيُّ- وهو كوفي ثقة-» [6] .
__________
[1] في الأصل «حرملة» وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب 3/ 400.
[2] في الأصل «سعيد» وهو تصحيف (انظر تهذيب التهذيب 2/ 446) .
[3] في الأصل «الديلميّ» وما أثبته من تهذيب التهذيب 2/ 449.
[4] ابن حجر: تهذيب التهذيب 2/ 449 ويحذف «قبيصة» ويضيف آخر النص «لا بأس به» .
[5] شقيق بن سلمة.
[6] ابن حجر: تهذيب التهذيب 3/ 58.(3/194)
قَالَ: رَأَيْتُ سُوَيْدَ بْنَ غَفْلَةَ مَرَّ إِلَى امْرَأَةٍ لَهُ مِنْ بَنِي أَسَدٍ وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ وَمِائَةِ سَنَةً. قَالَ: وَرَأَيْتُ الْأَسْوَدَ بْنَ يَزِيدَ وَقَدْ ذَهَبَتْ إِحْدَى عَيْنَيْهِ مِنَ الصَّوْمِ. قَالَ: وَكَانَ عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ [1] يُسَلِّمُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ صِبْيَانٌ فَيَقُومُ فَيُسَلِّمُ عَلَيْنَا.
الْأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو عَمْرٍو.
عُبَيْدَةُ السَّلْمَانِيُّ أَبُو مُسْلِمٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزَّبِيدِيِّ وَهُوَ كُوفِيٌّ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي صَخْرَةَ- وَهُوَ جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ- عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ الْمَازِنِيِّ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: أَتَى نَفَرٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا بَنِي تَمِيمٍ. قَالُوا: قَدْ بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا. فَرُئِيَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ. قَالَ:
وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ فَقَالَ: اقْبَلُوا الْبُشْرَى إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ.
فَقَالُوا: قَدْ قَبِلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. حَدَّثَنِي عُمَرُ [2] بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: ثنا الْأَعْمَشُ قَالَ: ثنا جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَزَادَ: قَالُوا: جِئْنَاكَ نَسْأَلُكَ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ. فَقَالَ: كَانَ اللَّهُ عزَّ وَجَلَّ وَلَمْ يَكُ شَيْءٌ غَيْرُهُ وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شيء وخلق السموات والأرض.
__________
[1] الأودي.
[2] في الأصل «عمرو» والصواب ما أثبته.(3/195)
وَقَدْ رَوَاهُ بَعْضُ شُيُوخِ أَهْلِ الْكُوفَةِ فَأَخْطَأَ فِيهِ فَقَالَ: وَخَلَقَ الذِّكْرَ.
وَخَالَفَهُ أَصْحَابِ الْأَعْمَشِ كُلُّهُمْ.
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ [1] قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي يَحْيَى مَوْلَى جَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ. قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: أَبُو يحيى ثوير بن أبي فاختة (322 ب) ، وَجَعْدَةُ بْنُ هُبَيْرَةَ الْمَخْزُومِيُّ بْنُ أُمِّ هَانِئِ ابْنِ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ.
أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ هُوَ سُلَيْمَانُ بْنُ خَاقَانَ. لَمْ يَسْمَعْ مِنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ. مَاتَ إِبْرَاهِيمُ وَسُلَيْمَانُ بِخُرَاسَانَ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [2] عَنْ «عِمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ يَزِيدَ وَهُوَ ثِقَةٌ» [3] وَهُوَ يَزِيدُ بْنُ شُبْرُمَةَ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ [4] قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [5] عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ فِي الَّذِي يُلَاعِنُ ثُمَّ يُكَذِّبُ نَفْسَهُ قَالَ: وَرُبَّ أَعْظَمَ مِنْ ذَلِكَ لَا يُضْرَبُ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ عَنِ [6] الْحَارِثِ الْعَكْلِيِّ قَالَ: لَيْسَ عَلَيْهِ حَدٌّ.
قَالَ: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْمَجْنُونِ الْحَنَفِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِرَجُلٍ:
يَا فَاعِلَ بِأُمِّهِ. فَقَدَّمَنِي إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ فَضَرَبَنِي الْحَدَّ. وَسَلَمَةَ يُكَنَّى بِأَبِي عُثَيْمَةَ وهو من بني شيبان.
__________
[1] محمد بن عبد الله بن نمير.
[2] الثوري.
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 424.
[4] الفضل بن دكين.
[5] ابن عيينة.
[6] في الأصل «بن» وهو خطأ. وعبد الله بن شبرمة القاضي يروي عن الحارث بن يزيد العكلي التيمي، وكان الحارث فقيها من أصحاب إبراهيم النخعي قديم الموت (تهذيب التهذيب 2/ 163- 164) .(3/196)
وَقَالَ شُعْبَةُ عَنْ أَبِي مَيْمُونَةَ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ.
وَقَالَ ابْنُ رَجَاءٍ [1] : قَالَ شَرِيكٌ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْمَجْنُونِ قَالَ: فَانْطَلَقُوا بِي إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ وَهُوَ قَاضِي الْمَدِينَةِ فَأَقَامَ عَلَيَّ حَدًّا.
وَقَالَ الْفِرْيَابِيُّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي شَيْبَانَ يُقَالُ لَهُ أَبُو عُثَيْمَةَ.
قال: فرفعني الى أبي هريرة بالبحرين.
حدثني أَبُو سَعِيدٍ الْجُعْفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَشْكِيبَ الْكُوفِيُّ قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى التَّيْمِيُّ قَالَ: ثنا الْأَعْمَشُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ الْهَمْدَانِيِّ عَنْ عُبَيْدَةَ السَّلْمَانِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: الْقَائِمُ بَعْدِي فِي الْجَنَّةِ وَالَّذِي يَقُومُ بَعْدَهُ فِي الْجَنَّةِ وَالثَّالِثُ وَالرَّابِعُ فِي الجنة. واسم أبي يحيى إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ [2] ، وَبَلَغَنِي عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: هُوَ ثِقَةٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ آدَمَ بْنِ عَلِيٍّ وَهُوَ ثِقَةٌ.
قَالَ: وثنا سُفْيَانُ عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ وَهُوَ ثِقَةٌ.
قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ «عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ بَهْدَلَةَ فِي حَدِيثِهِ اضْطِرَابٌ، وَهُوَ ثِقَةٌ» [3] .
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ [4] عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ [5] ، وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، وَعَنْ أَبِي سِنَانٍ ضرار بن مرة الشيبانيّ عن (323 أ)
__________
[1] عبد الله بن رجاء الغدّاني.
[2] الكوفي.
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 5/ 39.
[4] الثوري.
[5] عثمان بن عاصم الأسدي (تهذيب التهذيب 7/ 126) .(3/197)
عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ [1] ، وَعَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، وَعَنْ ثَابِتِ أَبِي الْمِقْدَامِ، وَعَنْ عَيَّاشٍ الْعَامِرِيِّ، وعن عبد الملك بن أبي بشير، و «عن الرَّكِينِ بْنِ الرَّبِيعِ الْفَزَارِيِّ» [2] ، وَعَنْ هِلَالِ بْنِ خَبَّابٍ، وَهَؤُلَاءِ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ.
قَالَ: وَسَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ: أَبُو ثَعْلَبَةَ جُرْثُومٌ، وَاسْمُ أبي غادية المزني يسار بن سبع [3] .
حدثنا مجاهد بن موسى [4] قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ [5] قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ فَيْرُوزٍ أَبِي الضَّحَّاكِ الشَّيْبَانِيِّ.
ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ صُبْحٍ قال: ثنا أبو مسهر [6] قال: سمعت سعيد بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: اسْمُ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخَشْنِيِّ جُرْثُومٌ.
قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ:
اسْمُ أُمِّ الدَّرْدَاءِ هُجَيْمَةُ بِنْتُ حُيَيٍّ الْأَوْصَابِيَّةُ.
حَدَّثَنَا العباس بن الوليد بن صبح قال: سمعت أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: اسْمُ أَبِي أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيِّ يَحْمُدَ [7] .
قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ سَمِعْتُ [8] رَجُلًا مِنْ وَلَدِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ اسْمُهُ
__________
[1] في تهذيب التهذيب 7/ 279 «وثقه يعقوب بن سفيان» .
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 10/ 392 وذكر أول السند.
[3] انظر ترجمته في كتاب الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج 4 قسم 2/ 306.
[4] الخوارزمي الختّليّ (تهذيب التهذيب 10/ 44) .
[5] هل هو ابن هارون أم ابن زريع؟
[6] عبد الأعلى بن مسهر الدمشقيّ.
[7] في الأصل «محمد» وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب 12/ 15 وفي الاصابة 4/ 14 «الشيبانيّ» بدل «الشعبانيّ» .
[8] في الأصل «قال سمعت عبيد الله» وهو خطأ من الناسخ وأحسبه عبيد الله بن موسى العبسيّ.(3/198)
أَرْقَمُ.
«قَالَ: قُلْتُ لِهِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ: مَا اسْمُ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخَشْنِيِّ؟ قَالَ:
جُرْثُومُ بْنُ عمرو» [1] . فقيل له: يقول قوم ها هنا نَحْنُ مِنْ وَلَدِهِ أَنَّهُمْ فُلَانٌ. قَالَ: كَذَبُوا لَيْسَ هَؤُلَاءِ مِنْ وَلَدِهِ. قُلْتُ: فَاسْمُ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَوْبٍ. قَالَ: حَقًّا ابْنُ ثَوْبٍ.
وَأَبُو الْوَلِيدِ عُمَيْرُ بْنُ هَانِئٍ.
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: ثنا صدقة بن خالد القرشي مولى أم البنين أَبُو الْعَبَّاسِ [2] حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ عَنْ عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ أَنَّهُ كَانَ يَضْحَكُ فَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبَا الْوَلِيدِ مَا هَذَا؟ يَقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ كَانَ يَقُولُ: إِنِّي أَسْتَجِمُّ بِبَعْضِ الْبَاطِلِ لِيَكُونَ أَنْشَطَ لِي فِي الْحَقِّ.
حَدِيثُ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ [3] قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ [4] قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْجَوْزَاءِ يُونُسُ بْنُ جَابِرٍ الرَّبْعِيُّ.
حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ [5] قَالا: ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ [6] عَنْ أَبِي رَوْقٍ عَطِيَّةَ بْنِ الْحَارِثِ- وهو ثقة-[7] قال: ثنا أبو الغريف
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 12/ 50 لكنه يذكر «عمر» بدل «عمرو» .
[2] في الأصل فوقها علامة «صر» وليس من إشكال إذ «أبو العباس» كنية صدقة بن خالد.
[3] سعيد بن زيد بن درهم الأزدي (تهذيب التهذيب 4/ 32) .
[4] النكري البصري (تهذيب التهذيب 8/ 96) .
[5] الحماني الكوفي (تهذيب التهذيب 11/ 243) .
[6] عبد الواحد بن زياد العبديّ مولاهم البصري (تهذيب التهذيب 6/ 434) .
[7] في تهذيب التهذيب 7/ 224 «وقال يعقوب بن سفيان: لا بأس به» .(3/199)
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ خَلِيفَةَ وَهُوَ ثِقَةٌ.
حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ قَالَ: ثنا أَبُو مُسْهِرٍ قال: سمعت سعيد بن عبد العزيز (323 ب) يقول: اسم أبي مسلم الخولاني عبد الله بْنُ ثَوْبٍ.
أَبُو رِفَاعَةَ الْعَدَوِيُّ تَمِيمُ بْنُ أَسَدٍ.
وَأَبُو الزَّعْرَاءِ صَاحِبُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَبْدُ اللَّهِ [1] بْنُ هَانِئٍ.
وَأَبُو الزَّعْرَاءِ ابْنُ أَخِي أَبِي الْأَحْوَصِ. حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا أَبُو الزَّعْرَاءِ وَهُوَ عَمْرُو بْنُ عَمْرٍو [2] .
أَبُو لُبَابَةَ صَاحِبُ عَائِشَةَ مَرْوَانَ.
أَبُو قَتَادَةَ الْعَدَوِيُّ تَمِيمُ بْنُ نُذَيْرٍ.
أَبُو حَاجِبٍ سَوَادَةُ بْنُ عَاصِمٍ.
أَبُو الْعُشَرَاءِ أُسَامَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ قُهْطُمٍ الدَّارِمِيُّ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ:
عُطَارِدُ بْنُ بُزرٍ.
وَأَبُو تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيُّ طريف بن مجالد.
أبو الْمِنْهَالِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُطْعِمٍ.
أَبُو الْأَسْوَدَ الدِّئْلِيُّ ظَالِمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سُفْيَانَ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: ثنا غَسَّانُ بْنُ مضر عن أبي سلمة [3] ابن يَزِيدَ قَالَ: كَانَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ عَلَى عَمَّانَ، وَكَانَ الْحَكَمُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ عَلَى الْبَحْرَيْنِ، فَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى عُثْمَانَ أَنْ سر بأهل البحرين
__________
[1] في الأصل «عبيد» والصواب ما أثبته (تهذيب التهذيب 6/ 61) .
[2] الجشمي (تهذيب التهذيب 8/ 82) .
[3] سعيد بن يزيد الأزدي (تهذيب التهذيب 8/ 247) .(3/200)
إِلَى شَهْرَكٍ [1] .
قَالَ: فَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ لِأَهْلِ عَمَّانَ: ابْغُوا لِي رَجُلًا أَسْتَخْلِفُهُ. قَالَ: فَجَاءُوهُ بِأَبِي صُفْرَةَ. فَقَالَ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: ظَالِمُ بْنُ سُرَاقٍ. قَالَ: إِنِّي أَرْسَلْتُ إليك، واني أريد أن أستخلفك فأمّا إذ كَانَ اسْمُكَ هَذَا فَلَا. قَالَ: فَلَا تَمْنَعْنِي الْغَزْوَ. قَالَ: أَمَّا هَذَا فَنَعَمْ. قَالَ:
فَخَرَجَ مَعَهُمْ.
حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ، وَأَبُو السَّفَرِ سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ الثوري- ثور همدان- قال: سمعت صالح بن سهيل مولى فاطمة امرأة ابن أَبِي زَائِدَةَ يَقُولُ: كَانَ يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ يَتَمَثَّلُ بِهَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ:
مَا بَالُ سَلْمَى قَدْ أَصْبَحَتْ ... تَرْمِيكَ مِنْهَا بِطَرْفٍ غَضِيضَا
تَقُولُ مَرِضْتُ فَمَا عُدْتَنِي ... وَكَيْفَ يَعُودُ مَرِيضٌ مَرِيضَا
قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: وَزَعَمَ ابْنُ بِشْرٍ [2] أَنَّهُ سمع سفيان [3] وهو يقول (324 أ) :
أَصْبَحْتُ لَا أَدْعُو طَبِيبًا لِطِبِّهِ ... وَلَكِنَّنِي أَدْعُوكَ يا منزل القطر
__________
[1] شهرك قائد فارسي قتل عند فتح المسلمين توج سنة 19 هـ بقيادة عثمان والحكم (تاريخ خليفة بن خياط 1/ 113) .
[2] محمد بن بشر بن الفرافصة العبديّ الكوفي (تهذيب التهذيب 9/ 73) .
[3] الثوري.(3/201)
«وَزَعَمَ شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ سُفْيَانَ كَانَ يَتَمَثَّلُ بِأَبْيَاتِ الْأَعْشَى:
إِذَا أَنْتَ لَمْ تَرْحَلْ بِزَادٍ مِنَ التُّقَى ... وَلَاقَيْتَ بَعْدَ الْمَوْتِ مَنْ قَدْ تَزَوَّدَا
نَدِمْتَ عَلَى أَنْ لَا تَكُونَ كَمِثْلِهِ ... وَأَنَّكَ لَمْ تَرْصَدْ بِمَا كَانَ أَرْصَدَا» [1]
وَبَلَغَنِي عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ الصَّبَّاحِ الكندي أنه كان يتمثل بأبيات السموأل:
ضَيِّقُ الصَّدْرِ بِالْخِيَانَةِ لَا يُنْقِصُ ... فَقْرِي أَمَانَتِي ما حييت [2]
ربّ شتم سمعته فتصاممت ... وَغَيًّا [3] تَرَكْتُهُ فَكُفِيتُ
لَيْسَ يُعْطَى الْحَرِيصُ [4] فَضْلًا مِنَ ... الرِّزْقِ وَلَا يَنْقُصُ الضَّعِيفُ الشَّخِيتُ [5]
بَلْ لِكُلٍّ مِنْ رِزْقِهِ مَا قَضَى اللَّهُ ... وَإِنْ حكّ [6] أنفه مستميت
__________
[1] الخطيب: اقتضاء العلم العمل 98- 99.
[2] في ديوان السموأل ص 22 كما يلي:
ضيق الصدر بالأمانة لا يفجع ... فقري أمانتي ما بقيت
[3] في ديوان السموأل ص 22 «وغي» .
[4] في الديوان «القوي» .
[5] في الأصل «الخبيث» وما أثبته من الديوان ص 25 والشخيت: الرقيق.
[6] في الديوان ص 26 «وان حز أنفه المستميت» .(3/202)
يَنْفَعُ الطَّيِّبُ الْقَلِيلُ مِنَ الرِّزْ ... قِ وَلَا يَنْفَعُ الْكَثِيرُ الْخَبِيثُ [1]
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ: أَبُو الْأَسْوَدِ النَّهْدِيُّ عَمْرُو بْنُ عِمْرَانَ.
أَبُو الصِّدِّيقِ النَّاجِي بَكْرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ.
أَبُو الزَّاهِرِيَّةِ حُدَيْرُ بْنُ كُرَيْبٍ.
أَبُو إِدْرِيسَ الْأَزْدِيُّ الْمَدَنِيُّ، رَوَى عَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَالِمٍ، اسْمُهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي حَدْيَةَ.
حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ [2] قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهْيَعَةَ قَالَ: ثنا دَرَّاجٌ أَبُو السَّمْحِ [3]- رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ اسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ- عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ وَاسْمُهُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو [4] مَدِينِيٌّ.
حَدَّثَنَا [5] عبد الله بن لهيعة عن أبي قبيل حُيَيِّ بْنِ هَانِئٍ الْمُعَافِرِيِّ عَنْ شُفَيِّ بْنِ مَاتِعٍ.
قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وَمَنْ قَالَ شُفَيُّ بن عبيد أخطأ انما ذهب إِلَى كُنْيَتِهِ.
وَحَدَّثَنِي [6] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو قُبَيْلٍ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ الْأَشْعَرِيَّ قَدِمَ مِصْرَ. قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: قَدِمَ مع مروان [7] سنة خمس وستين [8] .
__________
[1] البيت في ديوان السموأل ص 24 وذكر محققه أن اليهود تنطق الثاء تاء.
[2] يحيى بن عبد الله بن بكير.
[3] ترجمته في تهذيب التهذيب 2/ 24 ولم يسمه.
[4] في الأصل «عمر» وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب 4/ 212.
[5] ، (6) الضمير يرجع الى ابن بكير.
[7] مروان بن الحكم الأموي.
[8] ورد النص في صحيفة عثمان بن صالح عن ابن لهيعة.(3/203)
قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو قُبَيْلٍ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عُشَّانَةَ حَيَّ بْنَ يُؤْمِنَ [1] وَكَانَ مِنْ أَخْيَارِ الْيَمَنِ.
قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وَسَمِعْتُ اللَّيْثَ حَدَّثَنِي أَبُو عُشَّانَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ [2] يَصْبَغُ بالسواد (324 ب) يَقُولُ: نُسَوِّدُ أَعْلَاهَا وَتَأْبَى أُصُولُهَا. قَالَ: وَكَانَ شَاعِرًا.
وَأَبُو وَجْزَةَ يَزِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ السَّعْدِيُّ.
وَأَبُو كَبِيرٍ الْعَنْبَرِيُّ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَأَبُو فَرْوَةَ مُسْلِمُ بْنُ سَالِمٍ الْجُهَنِيُّ.
أَبُو فَرْوَةَ الْهَمْدَانِيُّ عُرْوَةُ بْنُ الْحَارِثِ.
أَبُو حَدْرَدٍ [3] اسْمُهُ عَبْدٌ.
أَبُو هُنَيْدَةَ الْبَرَاءُ بْنُ نَوْفَلٍ. حَدَّثَنَا بِذَلِكَ الْحَسَنُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عِيسَى أَبُو نُعَامَةَ الْعَدَوِيُّ عَنْ أَبِي هُنَيْدَةَ الْبَرَاءِ بْنِ نَوْفَلٍ عَنْ وَالَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَدَوِيِّ عَنْ حُذَيْفَةَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ.
أَبُو الدَّهْمَاءِ قِرْفَةُ بْنُ بُهَيْسٍ [4] .
أَبُو نُعَامَةَ السَّعْدِيُّ عَبْدُ رَبِّهِ.
أَبُو نَعَامَةَ الْحَنَفِيُّ قَيْسُ بْنُ عَبَايَةَ.
أَبُو الزِّنْبَاعِ صَدَقةُ بْنُ صَالِحٍ.
أبو الحويرث عبد الرحمن بن معاوية.
__________
[1] في تهذيب التهذيب 3/ 72 «وثقه يعقوب بن سفيان» .
[2] الجهنيّ (تهذيب التهذيب 7/ 242) .
[3] الاسلمي المدني (تهذيب التهذيب 12/ 68) .
[4] في الأصل «نهيس» والتصويب من الذهبي: المشتبه 95 وتهذيب التهذيب 12/ 89.(3/204)
وأبو نُعَامَةَ الْكُوفِيُّ شَيْبَةُ بْنُ نُعَامَةَ، رَوَى عَنْهُ سفيان وجرير [1] وهشيم.
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ [2] قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ (أَبِي) [3] مَرْيَمَ قَالَ: أَبُو بَحَرِيَّةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ التَّرَاغَمِيُّ.
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قال: حدثنا حريز بن عثمان الرحبي عن حِبَّانَ بْنِ زَيْدٍ. وَيُكَنَّى أَبَا خِدَاشٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: حَدَّثَنَا حُرَيْزٌ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ نِمْرَانَ بْنِ عُتْبَةَ [4] .
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: حَدَّثَنَا حُرَيْزٌ عَنْ غَيْلَانَ بْنِ مَعْشَرٍ الْفَزَارِيِّ أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي قُتَيْلَةَ مَرْثَدِ بْنِ وَدَاعَةَ.
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: ثنا حُرَيْزٌ عَنْ أَبِي حَبِيبٍ الْحَارِثِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاضِي.
ثنا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: ثنا حُرَيْزُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: رَأَيْتُ مَرْثَدَ بْنَ سُمَرٍ وَكَانَ فِيمَنْ أَدْرَكَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
حَدَّثَنَا حُرَيْزٌ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا مَرْيَمَ خَادِمَ مَسْجِدِ حِمْصٍ وَقَدْ أَدْرَكَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَكَانَ مِمَّنْ أَمَرَ بِهِ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ [5] بِمَسْجِدِ حِمْصٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: إِنَّ الْمَلَائِكَةَ يكونون يوم الجمعة على أبواب
__________
[1] الضبي.
[2] الحكم بن نافع.
[3] سقطت من الأصل وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب 12/ 28.
[4] في الأصل رسمها «مخبر» وما أثبته من ميزان الاعتدال 4/ 273 وتهذيب التهذيب 10/ 475.
[5] ابن معاوية بن أبي سفيان.(3/205)
الْمَسَاجِدِ.
أَبُو الْأَحْوَصِ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ، وَأَبُوهُ مَالِكُ بْنُ نَضْلَةَ.
أَبُو عَقِيلٍ زُهْرَةُ بْنُ مَعْبَدٍ الْقُرَشِيُّ. حَدَّثَنَا بِذَلِكَ أَبُو الْأَحْوَصِ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ.
أَبُو عُقَيْلٍ الدَّوْرَقِيُّ بَشِيرُ بْنُ عقبة (325 أ) . حدثنا بذلك مسلم ابن إِبْرَاهِيمَ.
قَالَ: أَبُو عَقِيلٍ صَاحِبُ بُهَيَّةَ يَحْيَى بْنُ الْمُتَوَكِّلِ. حَدَّثَنَا بِذَلِكَ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْكَاهِلِيُّ.
أَبُو عَقِيلٍ الشَّامِيُّ هَاشِمُ بْنُ بِلَالٍ. حَدَّثَنَا بِذَلِكَ سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنْ شُعْبَةَ، وَكَانَ هَاشِمُ عَلَى قَضَاءِ وَاسِطٍ.
أَبُو عَقِيلٍ الْكُوفِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَقِيلٍ الثَّقَفِيُّ.
أَبُو مَعْشَرٍ صَاحِبُ إِبْرَاهِيمَ [1] زِيَادُ بْنُ كُلَيْبٍ.
أَبُو مَعْشَرٍ صَاحِبُ الْمَغَازِي نَجِيحٌ السِّنْدِيُّ الْعَجَمِيُّ. حَدَّثَنَا بِذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ.
أَبُو الْعَبَّاسِ الَّذِي رَوَى عَنْهُ مِسْعَرٌ اسْمُهُ الْحَارِثُ.
«قَالَ أَحْمَدُ [2] : قَالَ حَجَّاجٌ [3] : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: قَدْ كَانَ جُنْدَبُ [4] بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَلَقِيُّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنْ شِئْتَ قلت قد صحبه» [5] .
__________
[1] إبراهيم بن يزيد النخعي.
[2] ابن حنبل.
[3] حجاج بن محمد المصيصي الأعور (تهذيب التهذيب 2/ 205) .
[4] في الأصل «جندي» والتصويب من تهذيب التهذيب 12/ 327.
[5] الخطيب: الكفاية 50.(3/206)
وَقَالَ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ [1] قُلْتُ: أَنْتَ أَكْبَرُ أَمِ الشَّعْبِيُّ؟ فَقَالَ: الشَّعْبِيُّ أَكْبَرُ مِنِّي بِسَنَةٍ أَوْ سَنَتَيْنِ، وَقَدْ رَأَى أَبُو إِسْحَاقَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَانَ يَصِفُهُ لَنَا عَظِيمَ الْبَطْنِ أَجْلَحَ.
وَقَالَ شُعْبَةُ: لَمْ يَسْمَعْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ [2] مِنْ عُثْمَانَ وَلَا مِنْ عَبْدِ اللَّهِ [3] وَلَكِنْ قَدْ سَمِعَ مِنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
وَقَالَ وَكِيعٌ: أَبُو بَحْرٍ الْهِلَالِيُّ اسْمُهُ أَحْنَفُ.
وَأَبُو بَحْرٍ الَّذِي رَوَى عَنْهُ حسن- هو ابْنُ أُخْتٍ لَنَا كَانَ مَعَنَا- وَقَدْ رَأَيْتُهُ يُقَالُ لَهُ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ.
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ عَنْ مُؤَمِّلٍ [4] عَنْ سُفْيَانَ [5] عَنْ أَبِي سِنَانٍ ضِرَارِ بْنِ مُرَّةَ الشَّيْبَانِيِّ.
وَأَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ سَعْدُ بْنُ إِيَاسٍ.
وَأَبُو مَعْمَرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَخْبَرَةَ الْأَزْدِيُّ.
أَبُو عَطِيَّةَ مَالِكُ بْنُ عَامِرٍ.
حَدَّثَنَا أبو نعيم قال: ثنا أبو سِنَانٌ سَعْدُ بْنُ سِنَانٍ الشَّيْبَانِيُّ.
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ [6] قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: حدثنا أبو سنان
__________
[1] السبيعي.
[2] السلمي الكوفي القاري اسمه عبد الله بن حبيب، انظر كلام شعبة هذا في تهذيب التهذيب 5/ 184.
[3] ابن مسعود.
[4] مؤمل بن إسماعيل العدوي مولاهم البصري.
[5] الثوري.
[6] حفص بن عمر النمري.(3/207)
وَاسْمُهُ عِيسَى بْنُ الْمُتَوَكِّلِ.
وَسَعِيدُ بْنُ يَسَارٍ أبو مهدي، شامي، حَدَّثَنَا عَنْهُ رَوْحُ بْنُ الرَّبِيعِ.
حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ هَاشِمٍ الْعَدَوِيُّ أَبُو عُثْمَانَ الْأَعْوَرُ قَالَ: أَخْبَرَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخُو أَبِي حُرَّةَ [2] قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو حُرَيْزٍ [3] قَاضِي سَجِسْتَانَ.
قَالَ أَحْمَدُ (325 ب) حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يُحَدِّثُ يَقُولُ: قَالَ سُلَيْمَانُ [4] : قَدِمَ عُمَارَةُ بْنُ عُمَيْرٍ مِنْ سَفَرٍ فَقَالَ لِجَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ: لَا تُخْبِرْ سُلَيْمَانَ أَنِّي قَدِمْتُ.
وَحَدَّثَنَا حَجَّاجٌ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: وَكَانَ أَبُو إِسْحَاقَ [5] أَكْبَرَ مِنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ [6] ، وَلَمْ يُدْرِكْ أَبُو الْبَخْتَرِيِّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَلَمْ يَرَهُ.
قَالَ: وَسَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: قَالَ مَطَرٌ الْوَرَّاقُ: وَهَؤُلَاءِ يُحْسِنُونَ يُحَدِّثُونَ.
حدثنا أبو التياح [7] عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ [8] .
قَالَ أَحْمَدُ: ثنا حَجَّاجٌ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ لِي أَيُّوبُ: أَنْتَ تحت
__________
[1] بكر بن خلف.
[2] في الأصل «أبي حزة» وقد حسبته واصل بن عبد الرحمن أبا حرة البصري (تهذيب التهذيب 11/ 104) .
[3] عبد الله بن الحسين الأزدي البصري (تهذيب التهذيب 5/ 187) .
[4] سليمان بن مهران الأعمش.
[5] عمرو بن عبد الله السبيعي.
[6] سعيد بن فيروز.
[7] يزيد بن حميد البصري.
[8] جبر بن نوف الهمدانيّ البكالي الكوفي.(3/208)
الْإِسْنَادِ وَهَذَا إِسْنَادٌ. قَالَ قُلْتُ: أَبُو الْمُهَلِّبِ [1] لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أُبَيٍّ؟ قَالَ:
سَمِعَهُ [2] . لَمْ يُدْرِكْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
قَالَ شُعْبَةُ حَدَّثَنِي سِمَاكٌ [3] أَكْثَرَ مِنْ كَذَا وَكَذَا مَرَّةً يَعْنِي حَدِيثَ عِكَرِمَةَ: إِذَا بَنَى أَحَدُكُمْ فَلْيَدْعَمْ عَلَى حَائِطِ جَارِهِ، وَإِذَا اخْتَلَفَ فِي الطَّرِيقِ. وَكَانَ النَّاسُ رُبَّمَا لَقَّنُوهُ، قَالُوا: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. فَيَقُولُ نَعَمْ.
وَأَمَّا أَنَا فَلَمْ أَكُنْ أُلَقِّنُهُ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ قَالَ: أَنْبَأَ شُعْبَةُ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي إِسْحَاقَ:
كَيْفَ كَانَ أَبُو الْأَحْوَصِ [4] يُحَدِّثُ؟ قَالَ: كَانَ يَسْكُبُهَا عَلَيْنَا فِي الْمَسْجِدِ يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ [5] .
قَالَ شُعْبَةُ: كُنْتُ أَعْرِفُ إِذَا جَاءَ مَا سَمِعَ قَتَادَةُ مِمَّا لَمْ يَسْمَعْ، إِذَا جَاءَ مَا سمع يقول «حدثنا أنس بن مالك» و «حدثنا الحسن» و «ثنا سعيد» [6] و «حدثنا مطرف» [7] ، وإذا جاء ما لَمْ يَسْمَعْ يَقُولُ: «قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ» ، «قَالَ أَبُو قُلَابَةَ» .
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ [8] قَالَ: ثنا شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ:
الضَّحَّاكُ لَمْ يَلْقَ ابْنَ عَبَّاسٍ إِنَّمَا لَقِيَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ بِالرَّيِّ فَأَخَذَ عَنْهُ
__________
[1] الجرمي البصري عم أبي قلابة (تهذيب التهذيب 12/ 250) .
[2] في الأصل «سمعته» .
[3] ابن حرب.
[4] عوف بن مالك بن نضلة الجشمي الكوفي (تهذيب التهذيب 8/ 169) .
[5] ابن مسعود.
[6] في الأصل «سعد» وأحسبه سعيد بن المسيب.
[7] مطرف بن عبد الله بن الشخير.
[8] الطيالسي.(3/209)
التَّفْسِيرَ.
قَالَ شُعْبَةُ: قُلْتُ لِلْحَكَمِ [1] : مَا شَهِدَ أَبُو أَيُّوبَ مِنْ حَرْبِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؟ قَالَ: شَهِدَ مَعَهُ حَرَوْرَاءَ.
خَالِدٌ الْحَذَّاءُ ابن مِهْرَانَ.
أَبُو الْمُنَازِلِ غَالِبٌ التَّمَّارُ بْنُ مِهْرَانَ.
سُلَيْمَانُ بْنُ طَرْخَانَ التَّيْمِيُّ.
الْأَعْمَشُ سُلَيْمَانُ بْنُ مِهْرَانَ.
غَالِبٌ الْقَطَّانُ بْنُ خَطَّافٍ [2] .
حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ حَبِيبُ بْنُ قَيْسٍ هُوَ أَبُو ثَابِتِ بْنُ دِينَارٍ.
حَرَامٌ كَأَنَّهُ الَّذِي رَوَى عنه (326 أ) شُعْبَةُ.
أَبُو الْجُوَيْرِيَةِ الْجَرْمِيُّ حَطَّانُ بْنُ خِفَافٍ الْجَرْمِيُّ.
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ وَهُوَ عبد الرحمن بن ملّ.
أبو نضرة الْمُنْذِرِ بْنِ قَطْعَةَ.
أَبُو الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِي عَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ.
أَبُو هَارُونَ عُمَارَةُ بْنُ جُوَيْنٍ.
أَبُو التَّيَّاحِ يَزِيدُ بْنُ حُمَيْدٍ.
أَبُو حَبْرَةَ شِيحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ.
حَدَّثَنَا آدَمُ [3] قَالَ شُعْبَةُ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ عَبْدِ الْمَلِكِ بن
__________
[1] الحكم بن عتيبة الكندي.
[2] في الأصل «حطان» وانظر ترجمته في (تهذيب التهذيب 8/ 242) .
[3] ابن أبي اياس.(3/210)
حَبِيبٍ الْأَزْدِيِّ.
قَالَ عَلِيُّ: بْنُ حَبِيبِ بْنِ حبيش. قيل لعلي: عبد [1] الرحمن بينه وبين أبي عمران قرابة؟ قَالَ: لَا هَذَا تَمِيمِيٌّ.
حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ: ثنا شُعْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْتَشِرِ بْنِ أَخِي مَسْرُوقٍ.
أَبُو الْمُلَيْحِ زَيْدُ بْنُ أُسَامَةَ.
أَبُو مُجَلِّزٍ لَاحِقُ بْنُ حُمَيْدٍ.
أَبُو قِلَابَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ.
أَبُو السَّلِيلِ ضُرَيْبُ بْنُ نُقَيْرٍ.
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ [2] وَعَمْرُو بْنُ عاصم قال: ثنا همام [3] قال: ثنا قَتَادَةُ قَالَ: ثنا أَبُو غَلَّابٍ يُونُسُ بْنُ جبير.
حدثني بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ [4] عن همام عن قتادة عن يحيى بن مالك المراغي وَهُوَ أَبُو أَيُّوبَ الْأَزْدِيُّ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ و [أبو] [5] النعمان قَالا: حَدَّثَنَا غَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ عَنْ أَبِي الْحَلَالِ زُرَارَةَ بْنِ رَبِيعَةَ الْعَتْكِيِّ قَالَ: قَدِمْنَا عَلَى عُثْمَانَ فِي وَفْدٍ مِنَ الْبَصْرَةِ فَرَفَعْنَا إِلَيْهِ حَوَائِجَنَا. فَقَالَ: إِذَا شِئْتُمْ. ثُمَّ قَالَ: الله عز وجل أملك، الله عَزَّ وَجَلَّ أَمْلَكُ.
أَبُو الْمُهَزَّمِ يَزِيدُ بْنُ سفيان.
__________
[1] في الأصل يوجد «بن» قبل «عبد الرحمن» وأحسبه يريد عبد الرحمن بن حبيب مولى بني تميم (تهذيب التهذيب 6/ 160) .
[2] ابن منهال.
[3] همام بن يحيى العوذي الملحمي البصري.
[4] عبد الصمد بن عبد الوارث العنبري.
[5] سقطت من الأصل وهو محمد بن الفضل السدوسي.(3/211)
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَارِثَ بْنَ فُلَانٍ قَالَ: صَحِبْتُ أَبَا هريرة فسمعته يَقُولُ: مَنْ تَبِعَ جِنَازَةً ثُمَّ حَمَلَهَا ثَلَاثَ مِرَارٍ فَقَدْ قَضَى مَا عَلَيْهِ مِنْ حَقِّهَا.
قَالَ: أَبُو رَجَاءٍ عِمْرَانُ بْنُ خُيَثْمٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ بِلَالٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنِ بْنِ حسن بن علي أن ذكوان أَبَا صَالِحٍ السَّمَّانَ مَوْلَى غَطَفَانَ أَخْبَرَهُ.
حَدَّثَنِي العباس بن (326 ب) الْوَلِيدِ بْنِ مِزْيَدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ قَالَ: كَانَ أَبُو عُرْوَةَ القاسم بن مخيمرة يقول إذا أغلقت بابي لَمْ يُجَاوِزْهُ هَمِّي [1] .
قَالَ: وَسَمِعْتُهُ وَأَنَا غُلَامٌ لَمْ أَبْلُغْ وَإِذَا جِنَازَةٌ قَدْ تَبِعَهَا نِسَاءٌ، فَقَالَ:
مَا أُحِبُّ أَنَّ وُجُوهَهُنَّ بِقِبَالِ نَعْلِي.
أَبُو صَالِحٍ الَّذِي رَوَى عَنْهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ اسْمُهُ قَيْلُوِيَّةُ.
أَبُو حُرَيْزٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُسَيْنٍ قَاضِي سَجِسْتَانَ.
أَبُو حَازِمٍ الْأَشْجَعِيُّ سُلَيْمَانُ مَوْلَى عَزَّةَ الْأَشْجَعِيَّةَ.
أَبُو خُلْدَةَ مِيزَانٌ [2] .
قَالَ أَحْمَدُ [3] حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ [4] عَنْ عبد الواحد [5] عن وقاء [6]
__________
[1] أوردها ابو نعيم من طريق الأوزاعي (حلية الأولياء 6/ 80) .
[2] في كتاب الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج 4 قسم 1/ 437 «ميزان أبو صالح بصري ... روى عنه أبو خلدة» .
[3] ابن حنبل.
[4] ابن مهدي.
[5] عبد الواحد بن زياد البصري.
[6] وقاء بن اياس الأسدي الوالبي ويقال الجنبي الكوفي (تهذيب التهذيب 11/ 122) .(3/212)
قَالَ: رَأَيْتُ عَزْرَةَ [1] يَخْتَلِفُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ مَعَهُ التَّفْسِيرُ فِي كِتَابٍ وَمَعَهُ الدَّوَاةُ يُغَيِّرُ.
قَالَ: وَقَالَ أَحْمَدُ حَدَّثَنَا عَفَّانُ [2] قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ وَذَكَرَ يُوسُفَ بْنَ مِهْرَانَ. قَالَ: كَانَ يشبّه حفظه بحفظ عمرو ابن دِينَارٍ.
أَبُو سَعِيدٍ الرَّقَاشِيُّ اسْمُهُ قَيْسٌ مَوْلَى حُضَيْنِ بْنِ الْمُنْذِرِ.
أَبُو الْعَجْفَاءِ السُّلَمِيُّ هَرَمٌ.
أَبُو نَوْفَلِ بْنُ أَبِي عَقْرَبَ اسْمُهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَقْرَبَ.
أَبُو الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيُّ اسْمُهُ سَعِيدٌ.
أَبُو جَعْفَرٍ مَوْلَى ابْنِ عَيَّاشٍ يَزِيدُ بْنُ الْقَعْقَاعِ.
أَبُو دَالَانِ حِبَّانُ بْنُ يَزِيدَ.
قَالَ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ [3] قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ [4] قَالَ: رَأَيْتُ أَنَسًا يَخْضُبُ بِصُفْرَةَ وَالْحَسَنَ [5] وَسَعِيدَ بْنَ أبي الحسن [6] وجابر بن زيد ومطرف [7] وزرارة بن اوفى وأبا السوار [8] وأبا
__________
[1] عزرة بن عبد الرحمن.
[2] ابن مسلم.
[3] عمرو بن الهيثم البصري.
[4] خالد بن دينار.
[5] البصري.
[6] الأنصاري البصري (تهذيب التهذيب 4/ 16) .
[7] مطرف بن عبد الله بن الشخير.
[8] في الأصل «السوارية» وهو أبو السوار العدوي البصري (تهذيب التهذيب 12/ 123) .(3/213)
رَجَاءٍ [1] وَأَبَا الْعَلَاءِ يَزِيدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرَ.
حَدَّثَنِي سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ [2] قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ:
كَانَتْ أُمِّي تُرْسِلُنِي إِلَى حَجَرِ الْمَدَرِيِّ بِطَعَامِهِ وَهُوَ فِي السَّجْنِ فَيَمْسَحُ عَلَى رَأْسِي وَيَدْعُو لِي [3] .
سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ قَالَ: أَبُو الْهَيْثَمِ سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو مَدِينِيٌّ، وَدَرَّاجُ [4] كَانَ قَاصًّا أَظُنُّهُ فِي زَمَنِ هِشَامٍ [5] مَاتَ وَكَانَ قَدِيمًا.
قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: أَبُو سَلَمَةَ [6] وَالشَّعْبِيُّ قَدِمَا عَلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ [7] صَاعِقَةُ قال: سمعت عليا يقول (327 أ) : نِمْرَانُ بْنُ مُوسَى الَّذِي رَوَى عَنْهُ ابْنُ جريج هو أخو أيوب ابن مُوسَى.
وَقَالَ عَلِيٌّ: طَاوُسُ مَوْلًى لِخَوْلَانَ لَيْسَ هُوَ فَارِسِيٌّ.
قَالَ عَلِيٌّ: أَبُو يَحْيَى الْأَسْلَمِيُّ اسْمُهُ سَمْعَانُ.
قَالَ عَلِيٌّ: كَانَ عَبْدُ الرَّحِيمِ [8] يقول: كتب محمد بن مسلم
__________
[1] عمران بن ملحان العطاردي البصري (تهذيب التهذيب 8/ 140) .
[2] ابن همام الصنعاني.
[3] قارن بكتاب العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد 1/ 92.
[4] دراج بن سمعان أبو السمح المصري (تهذيب التهذيب 3/ 208) .
[5] هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم.
[6] ابن عبد الرحمن الزهري.
[7] في الأصل «سمعت» قبل «صاعقة» وهي زائدة فحذفتها.
وانظر ترجمته في (تهذيب التهذيب 9/ 311) .
[8] هكذا في الأصل واحسبه خطأ والصواب عبد الرحمن وهو ابن مهدي الّذي روى عن محمد بن مسلم الطائفي وقال هذه العبارة في حقه (تهذيب التهذيب 9/ 444) .(3/214)
الطائفي صِحَاحًا.
وَأَبُو صَالِحٍ الْحَنَفِيُّ اسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قَيْسٍ.
وَشُعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ أَبُو صَالِحٍ.
وَاسْمُ أَبِي الْخَيْرِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ حُذْلَمٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ.
قَالَ عَلِيٌّ: حَيَّانُ بْنُ مُخَارِقٍ رَوَى عَنْهُ عَوْفٌ [1] ، وَحَيَّانُ الْأَعْرَجُ رَوَى عَنْهُ مَنْصُورُ بْنُ زَاذَانَ، وَأَبُو هِلَالٍ قَدْ أَعْيَانِي أَنْ أَصُيِبَ مَنْ يَنْسُبُهُ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: سَأَلْتُ عَلِيًّا عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُصَيْنٍ الَّذِي رَوَى عَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: عَلِيُّ بْنُ حُصَيْنِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْخَشْخَاشِ الْعَنْبَرِيُّ، وَقَاضِينَا عُبَيْدُ الله بن الحسن بن الحصين.
قال: قَالَ عَلِيٌّ وَقَالَ سُفْيَانُ: رَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُصَيْنِ [2] مَصْلُوبًا، كَانَ يَرَى رَأْيَ الْخَوَارِجِ.
قَالَ عَلِيٌّ: بَلَغَنِي أَنَّهُ خَرَجَ بِمَكَّةَ بِسَيْفِ حَكَمٍ. وَحُصَيْنُ بْنُ أَبِي الْحُرِّ هُوَ مَالِكُ بْنُ الْخَشْخَاشِ.
«وَتَوْبَةُ الْعَنْبَرِيُّ بْنُ كَيْسَانَ أَبُو الْمُوَرِّعِ [3] وَهُوَ ابْنُ أَبِي أَسَدٍ» [4] .
قَالَ عَلِيٌّ: عَوْفُ بْنُ أَبِي حُمَيْلَةَ أَبُو سَهْلٍ، وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ أَبُو النَّضْرِ.
قَالَ عَلِيٌّ: كَانَ شُعْبَةُ يقول: حدثنا داود بن فراهيج وكان ضعيفا.
__________
[1] ابن أبي جميلة الاعرابي.
[2] في الأصل «الحسين» وانظر ترجمته في ميزان الاعتدال 3/ 124.
[3] في الأصل «المواذع» انظر ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 10/ 494 وانظر ميزان الاعتدال 1/ 361 وتهذيب التهذيب 1/ 515.
[4] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 10/ 494.(3/215)
حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ [2] قال: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ [3] عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: كناني عبد الله بأبي شبيل.
سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ طَلْقِ بْنِ غَنَّامٍ هَذِهِ الأنساب:
علقمة بْنِ قَيْسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ سُلَامَانَ بْنِ كُهَيْلِ بْنِ بَكْرِ بْنِ البشر بن النخع بن عمرو.
والأسود بْنُ يَزِيدَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ سُلَامَانَ بْنِ كُهَيْلِ بْنِ بَكْرِ بْنِ الْمُبَشِّرِ بْنِ النَّخْعِ بْنِ عَمْرٍو.
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ أَنَّهُ قَالَ لِلْأَسْوَدِ يَا أَبَا عَمْرٍو.
سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ طَلْقِ بْنِ غَنَّامٍ هَذِهِ الْأَنْسَابَ قَالَ:
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ سُلَامَانَ بْنِ كُهَيْلِ بن بكر بن المبشر (327 ب) بْنِ النَّخْعِ بْنِ عَمْرٍو.
وَأُبَيُّ بْنُ قَيْسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ سُلَامَانَ بْنِ كُهَيْلِ بْنِ بَكْرِ بْنِ مَبَشِّرِ بْنِ النخع بن عمرو.
وإبراهيم بن يزيد بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ ذهل بن ربيعة بن جارية بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّخْعِ بْنِ عَمْرٍو.
وَمُلَيْكَةُ أُمُّ إِبْرَاهِيمَ وَهِيَ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ سُلَامَانَ ابن كُهَيْلِ بْنِ بَكْرِ بْنِ الْمُبَشِّرِ بْنِ النَّخْعِ بن عمرو، وهي أخت علقمة بن
__________
[1] محمد بن عبد الله بن نمير.
[2] محمد بن خازم الضرير.
[3] النخعي.(3/216)
قَيْسٍ، وَهِيَ أُمُّ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ الْأَسْوَدِ، وَأُمُّ الْأَسْوَدِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنَا يَزِيدَ أَسْمَاءُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ عَمَّةُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُوَيْدٍ.
وَقَيْسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ الْمُكَفِّفِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشَّيْطَانِ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هَانِئٍ: هَمَّامُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ربيعة بن ذهل بن ربيعة بن خلدثة بْنِ مِسْوَرٍ.
قَالَ: مُغَلِّسُ بْنُ بُجَيْلَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، وَثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ.
قَالَ: أَصَابَتْ قَيْسٌ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ ثَلَاثِينَ ضَرْبَةً مَا بَيْنَ طَعْنَةٍ وَضَرْبَةٍ، ثُمَّ شَهِدَ مَعَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ صِفِّينَ.
وَيَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَوْفِ بْنِ سُلَامَانَ بْنِ كُهَيْلِ بْنِ بَكْرِ بْنِ الْمُبَشِّرِ بْنِ النَّخْعِ بْنِ عَمْرٍو، وَهُوَ مِنْ رَهْطِ عَلْقَمَةَ. وَالْأَسْوَدُ بْنُ بَنِي بَكْرٍ.
وَإِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ أَبُو عِمْرَانَ.
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ وَهُوَ أَبُو مَيْسَرَةَ.
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا صَالِحُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الشَّعْبِيِّ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَمْرٍو اسْمُهُ عَامِرُ بْنُ شُرَاحِيلَ هَمْدَانِيٌّ.
وَشُرَيْحُ بْنُ الْحَارِثِ الْقَاضِي أَبُو أُمَيَّةَ.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ [1] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِيَاسٍ وَهُوَ أبو عمرو الشيبانيّ.
__________
[1] شيبان بن عبد الرحمن النحويّ التميمي.(3/217)
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [1] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ عِمْرَانَ الْبَطِينِ صَاحِبِ السَّابِرِيِّ.
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُسْهِرٍ عَنْ خَرْشَةَ بْنِ الْحُرِّ وَكَانَ يَتِيمًا فِي حِجْرِ عُمَرَ [2] .
قَالَ: وحدثنا الأعمش حدثني صالح (328 أ) بْنُ حَيَّانَ الْكَيْسَمِيُّ [3] قَالَ: حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ عقبة الفزاري ح.
وَبِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ مَوْلَى جَعْدَةَ- قَالَ:
أَبُو جَعْدَةَ [4]- قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ. وَبِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ الْأَشْجَعِيُّ قَالَ:
اشْتَرَيْتُ مِنَ ابْنِ عُمَرَ تِبْنًا.
وَبِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ: حَدَّثَنِي حُصَيْنُ بْنُ جُنْدَبٍ الْخَنْسِيُّ وَهُوَ أَبُو ظَبْيَانَ.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ [5] شَيْبَانَ عَنِ الْأَعْمَشِ عن تميم بْنِ سَلَمَةَ السُّلَمِيِّ [6] عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هِلَالٍ الْعَبْسِيِّ عَنْ جَرِيرٍ [7] عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه
__________
[1] ابن عيينة.
[2] ابن الخطاب.
[3] هكذا في الأصل ولعله تصحيف ل «التيمي» انظر تهذيب التهذيب 2/ 386 و 4/ 386.
[4] هكذا في الأصل ولعل الصواب «- قال: ابن هبيرة-» وانظر ق 329 أ. وتهذيب التهذيب 2/ 81.
[5] في الأصل «بن» وهو خطأ من الناسخ.
[6] في الأصل «المسلي» وهو تصحيف أو اشتباه والمسلي هو تميم بن طرفة (تهذيب التهذيب 1/ 512، 513) .
[7] جرير بن عبد الله البجلي.(3/218)
وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ يُحْرَمُ الرِّفْقَ يُحْرَمُ الْخَيْرَ. حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ: ثنا شُعْبَةُ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: سَمِعْتُ خَيْثَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ [أبي] [1] سبرة.
حدثنا أبو نعيم قال: ثنا سفيان عن الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي الضُّحَى وَهُوَ مُسْلِمُ بْنُ صُبَيْحٍ.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ شَيْبَانَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ الْهَمْذَانِيِّ.
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَنِ أَبِي صَالِحٍ [2] أَلْفَ حَدِيثٍ.
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ [3] قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عِيسَى [4] عَنْ زَائِدَةَ [5] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مُنْذِرٍ [6] عَنْ عَاصِمٍ [7] عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: يَكُونُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ خَمْسُ فِتَنٍ. حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: ثنا أَبُو نُعَيْمٍ عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ [8] عن الأعمش عن منذر عن ابن الحنيفة عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: يَكُونُ في هذه الأمة خمس فتن.
__________
[1] سقطت من الأصل.
[2] أحسبه ذكوان أبا صالح السمان المدني وربما هو باذام أبو صالح وقد روى الأعمش عن كليهما.
[3] محمد بن عبد الله بن نمير.
[4] الليثي القارئ الكوفي الخياط (تهذيب التهذيب 10/ 365) .
[5] زائدة بن قدامة الثقفي الكوفي.
[6] ابن يعلى الثوري.
[7] عاصم بن ضمرة السلولي الكوفي (تهذيب التهذيب 5/ 45) .
[8] عبد السلام بن حرب النهدي الملائي الكوفي (تهذيب التهذيب 6/ 316) .(3/219)
حدثني أبو بكر بن أبي شيبة قال: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ [1] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مُنْذِرٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عنه قال قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَضَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ خَمْسَ فِتَنٍ، فِتْنَةٌ عَامَّةٌ ثُمَّ فِتْنَةٌ خَاصَّةٌ ثُمَّ فِتْنَةٌ عَامَّةٌ ثُمَّ فِتْنَةٌ خَاصَّةٌ ثُمَّ فِتْنَةٌ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ يُصْبِحُ النَّاسُ فِيهَا كَالْبَهَائِمِ. حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ عَنْ سَعْدِ بْنِ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: جُعِلَ في هذه الأمة خمس (328 ب) فِتَنٍ، فِتْنَةٌ خَاصَّةٌ، وَفِتْنَةٌ عَامَّةٌ، وَفِتْنَةٌ خَاصَّةٌ، وَفِتْنَةٌ عَامَّةٌ، وَالسَّوْدَاءُ الْمُظْلِمَةُ الَّتِي يَكُونُ النَّاسُ فِيهَا كَالْبَهَائِمِ.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ شَيْبَانَ [2] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ الزَّبِيدِيِّ.
«وَعَنْ شَيْبَانَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيِّ وَكَانَ ثِقَةً [لَا بَأْسَ بِهِ] قَاضِي الرَّيَّ» [3] .
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا الْأَعْمَشُ قال: سمعت نمامة ابن عُقْبَةَ الْمُحَلِّمِيَّ وَذَكَرَ الْأَعْمَشَ أَنَّهُ أَعْرَابِيٌّ لَيْسَ صَاحِبَ الْحَدِيثِ.
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ [4] قَالَ:
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: إِنَّكُمْ مَعْشَرَ أَهْلِ الْيَمَنِ أَجْدَرُ قَوْمٍ أَنْ يَمُوتَ أَحَدُكُمْ وَلَا يَدَعُ عَصَبَهُ. فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلشَّعْبِيِّ فَقَالَ: مَتَى سَمِعَهُ إِبْرَاهِيمُ؟ فأتيت إبراهيم
__________
[1] حماد بن أسامة القرشي الكوفي.
[2] شيبان بن عبد الرحمن النحويّ التميمي.
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 10/ 4 وابن حجر: تهذيب التهذيب 5/ 286 والزيادة منهما.
[4] النخعي.(3/220)
فقلت له. فقال: حَدَّثَنِي هَمَّامٌ [1] عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ.
حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ [2] عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: أدركنا أَصْحَابَ عَبْدِ اللَّهِ يَغْزُونَ فِي إِمَارَةِ الْحَجَّاجِ [3] .
وَأَبُو جُحَيْفَةَ وَهْبٌ السُّوَائِيُّ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَشَّارٍ أَسَدِيٌّ.
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ نَخْعِيٌّ.
وَحَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ: حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ الْحُصَيْنِ أَبُو جَهْمَةَ [4] عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ رَفِيعٌ.
حَدَّثَنَا [5] الْأَعْمَشُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَارَةَ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضِرَارٍ الْأَسَدِيِّ.
قَالَ: وَحَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ رَجَاءٍ الْأَنْصَارِيِّ.
وَحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: ثنا وَكِيعٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ ثَابِتِ بْنِ هُرْمُزٍ وَهُوَ أَبُو الْمِقْدَامِ. أَبُو عَمْرِو بن أبي المقدام.
__________
[1] همام بن الحارث النخعي الكوفي العابد (تهذيب التهذيب 11/ 66) .
[2] في الأصل «ابن غياث بن حفص» وهو مقلوب والصواب ما أثبته وهو عمر بن حفص بن غياث (تهذيب التهذيب 7/ 435) .
[3] ابن يوسف الثقفي.
[4] الحنظليّ اليربوعي ويقال الرياحي البصري (تهذيب التهذيب 3/ 363) .
[5] الضمير يعود الى حفص بن غياث.(3/221)
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ شَيْبَانَ [1] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ سَهْلٍ وَيُكَنَّى أَبَا الأَسَدِ عَنْ بُكَيْرٍ [2] الْجَزَرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الْأَئِمَّةُ مِنْ قُرَيْشٍ. «حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ [3] قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ يَقُولُ: جَالَسْتُ إِيَاسَ بْنَ مُعَاوِيَةَ بِحَدِيثٍ، فَقُلْتُ: عَمَّنْ تَذْكُرُ [هَذَا] ؟
فَضَرَبَ لِي مَثَلًا مِنَ الْخَوَارِجِ. فَقُلْتُ: أَنَّى تضرب (329 أ) هَذَا الْمَثَلَ! أَتُرِيدُ أَنْ أَكْنُسَ الطَّرِيقَ بِثَوْبِي فَلَا أَدَعُ بَعْرَةً وَلَا خُنْفَسَاءَ إِلَّا حَمَلْتُهَا!» [4] .
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ:
حَدَّثَنِي زُبَيْدُ بْنُ الْحَارِثِ.
حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ، وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنِ ابْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَهُمْ قَالَ: ثنا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي الْيَقْظَانَ وَاسْمُهُ عُثْمَانُ عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ قَالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ وَلَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ أَحَدًا أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ. حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ «قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: ثنا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي يَحْيَى مَوْلَى جَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ قَالَ ابْنُ هُبَيْرَةَ» [5] .
أَبُو يَحْيَى ثُوَيْرُ بْنُ أَبِي فَاخِتَةَ، وَجَعْدَةُ بن [هبيرة] [6] هو ابن أم
__________
[1] شيبان بن عبد الرحمن النحويّ.
[2] بكير بن وهب (ميزان الاعتدال 1/ 351) .
[3] عبد الله بن إدريس الأودي.
[4] الخطيب: الكفاية 403 والزيادة منه.
[5] في الأصل بالحاشية.
[6] سقطت من الأصل وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب 2/ 81.(3/222)
هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ.
حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ حفص قال: ثنا أبي قال: حدثنا الأعمش عَنْ أَبِي الْحَسَنِ وَاسْمُهُ عُبَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى [1] .
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ «قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: ثنا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي دَاوُدَ وَاسْمُهُ نُفَيْعٌ.
قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ» [2] : ثنا طَلْقٌ [3] : قَالَ شَرِيكٌ: لَوْ أَرَدْتُ أَنْ يُجْعَلَ (أَبُو دَاوُدَ سَمِعْتُ عَلِيًّا وَعَبْدَ اللَّهِ) لقال.
حدثني ابن نمير قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: ثنا الْأَعْمَشُ عَنْ عَاصِمٍ وَهُوَ ابْنُ بَهْدَلَةَ أَبُو النَّجُودِ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا الْأَعْمَشُ عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ وَيُكَنَّي أَبَا صَخْرَةَ.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ شَيْبَانَ [4] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ بَدْرٍ الْغَنَوِيِّ.
حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: ثنا وَكِيعٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ حَمِيلًا فَوَرَّثَنِي مَسْرُوقُ مِنْ أَخِي.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَارٍ الْجُهَنِيِّ، وَالْأَعْمَشُ عَنْ عَامِرٍ الْبَارِقِيِّ عَنِ الْحَسَنِ.
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: ثنا الْأَعْمَشُ قَالَ: ثنا أَبُو
__________
[1] عبد الله بن أبي أوفى.
[2] في الأصل بالحاشية.
[3] طلق بن غنام النخعي الكوفي.
[4] شيبان بن عبد الرحمن النحويّ.(3/223)
سُرَّةَ [1] النَّخَعِيُّ.
حَدَّثَنِي يَحْيَى الْحُمَّانِيُّ [2] عَنْ قَيْسٍ [3] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ الْأَسَدِيِّ.
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْأَعْمَشِ حَدَّثَنِي مُعَلَّى الْكِنْدِيُّ وَأَثْنَى عَلَيْهِ.
حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ عَنْ يَعْلَى [4] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ [5] عَنْ أَبِي الْكُنُودِ [6] قَالَ: مَرَّ عَبْدُ اللَّهِ عَلَى قَاصٍ.
قَالَ: وَقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: أَبُو سَعْدٍ. حَدَّثَنِي [ابْنُ] [7] أَبِي شَيْبَةَ:
وَهُوَ [8] الَّذِي رَوَى عَنْهُ يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ.
حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي صالح [9] الحنفي (329 ب) .
حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنِ وكيع عن الأعمش عن زهير
__________
[1] يقال اسمه عبد الله بن عابس (تهذيب التهذيب 12/ 105) .
[2] يحيى بن عبد الحميد الحماني الكوفي أبو زكريا (تهذيب التهذيب 11/ 243) .
[3] قيس بن الربيع الاسدي الكوفي أبو محمد (تهذيب التهذيب 8/ 391) .
[4] يعلى بن عبيد بن أبي أمية الأيادي الطنافسي الكوفي (تهذيب التهذيب 11/ 402) .
[5] أبو سعد الأزدي الأرحبي الكوفي قارئ الأزد، ويقال أبو سعيد (تهذيب التهذيب 12/ 106) .
[6] الأزدي الكوفي اختلف في اسمه (تهذيب التهذيب 12/ 213) .
[7] سقطت من الأصل.
[8] أي أبو سعد الأزدي.
[9] عبد الرحمن بن قيس الكوفي.(3/224)
الْعَنْسِيِّ [1] .
وَقَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ حَيَّانَ التَّيْمِيِّ.
حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ وَهُوَ جَعْفِيٌّ.
حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَوْنٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيُّ.
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ [2] وَأَبُو نُعَيْمٍ عَنْ سُفْيَانَ [3] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنِ الْحَكَمِ الْأَسَدِيِّ عَنْ نَوْفٍ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: وَلَيْسَ بِابْنِ عُتَيْبَةَ عَنْ نَوْفٍ قَالَ: كَانَ النَّمْلُ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ كَالذُّبَابِ.
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: ثنا وَكِيعٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَكَمِ ابن نَوْفٍ.
حَدَّثَنِي ابْنُ الْحُمَّانِيِّ [4] عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مَنْصُورٍ وَهُوَ ابْنُ الْمُعْتَمِرِ السُّلَمِيُّ.
قال أبو نعيم: وليس الحكم بن عتيبة عَنْ نَوْفٍ: كَانَ النَّمْلُ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ كَالذُّبَابِ.
حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ عَنِ ابْنِ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ حُصَيْنٍ وهو ابن عبد الرحمن السلمي.
__________
[1] زهير بن سالم العنسيّ الشامي أبو المخارق (تهذيب التهذيب 3/ 344) .
[2] الضحاك بن مخلد.
[3] الثوري.
[4] يحيى بن عبد الحميد الحماني.(3/225)
حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ مَنْدَلٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ سَعِيدٍ الطَّائِيِّ.
حَدَّثَنِي عُمَرُ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: حَدَّثَنِي حَمْزَةُ أَبُو عُمَارَةَ عَنْ شَهْرٍ [1] .
وَعَنِ الْأَعْمَشِ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَهُوَ الْحَنْظَلِيُّ.
حدثني أبو بكر بن أبي شيبة قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ [2] عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ [3] وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رَفِيعٍ فِي حَرْفٍ مِنَ الْقِرَاءَاتِ: جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ 38: 50 [4]- بالنصب- فسألاني فقلت: (مفتحة لهم) - بِالنَّصْبِ- فَأَقْبَلَ مَعْبَدُ عَلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ: أَنْتَ حَمَّالٌ [5] .
«حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ عَنْ أَبِي خَالِدٍ [6] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنِ الضَّحَّاكِ الْمَشْرِقِيِّ وَهُوَ ابْنُ مُزَاحِمٍ الْهِلَالِيِّ» [7] .
حَدَّثَنِي عُمَرُ [8] عَنْ أَبِيهِ عن الأعمش قال: حدثني أبو مالك
__________
[1] شهر بن حوشب.
[2] عبد الله بن إدريس الأودي.
[3] الجدلي.
[4] سورة ص آية 50.
[5] هكذا في الأصل.
[6] سليمان بن حيان الأزدي الأحمر الكوفي (تهذيب التهذيب 4/ 181) .
[7] الخطيب: موضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 226 وعقب الخطيب على ذلك بقوله: «وما أشك أن يعقوب قلد يحيى بن معين فيه، وقد أخطأ كل من قال أن الضحاك المشرقي هو ابن مزاحم لأنهما اثنان كل واحد منهما غير صاحبه، فأما الضحاك المشرقي فهو ابن شراحيل ...
ثم فرق الخطيب بينهما وعرف بهما. وكرر الذهبي ما قاله الخطيب في ميزان الاعتدال 2/ 326 وقال: (مشرق: فخذ من همدان) .
[8] ابن حفص.(3/226)
- وَسَمُّوهُ حَبِيبَ بْنَ صُهْبَانَ الْكَاهِلِيَّ-.
عَنِ الْأَعْمَشِ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ وَهْبٍ.
وَعَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ حُبَّةَ بْنِ جُوَيْنٍ.
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ عَنْ سُفْيَانَ [1] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ يَحْيَى- وَهُوَ ابْنُ عُمَارَةَ [2]- عَنْ سَعِيدٍ [3] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: اشْتَكَى أَبُو طَالِبٍ.
حدثني ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: ثنا حَفْصٌ عَنِ الْأَعْمَشِ (330 أ) حَدَّثَنِي مُحَدِّثٌ عَنْ غَيْلَانَ بْنِ بِشْرٍ فَحَدَّثَنِي قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْلَى بْنُ الْوَلِيدِ- وَكَانَ مِنْ قُرَّاءِ أَهْلِ الشَّامِ- قَالَ: مَشَيْتُ إِلَى جَنْبِ أَبِي الدَّرْدَاءِ فَقُلْتُ: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ مَا تُحِبُّ لِمَنْ تُحِبُّ؟ قَالَ: الْمَوْتُ. قُلْتُ: فَإِنْ لم يمت. قال:
يقل ماله وَوَلَدِهِ.
«حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ [4] قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ [5] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنِ الْحَسَنِ [6] قَالَ: إِنَّ لَنَا لَكُتُبًا نَتَعَاهَدُهَا» [7] .
حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: ثنا أَبُو الْجَوَّابِ [8] عَنْ عَمَّارِ بْنِ رُزَيْقٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ الله عنهما فلم يجهروا ببسم الله
__________
[1] الثوري.
[2] الكوفي (تهذيب التهذيب 11/ 259) .
[3] ابن المسيب.
[4] ابن أبي شيبة.
[5] ابن عبد الحميد الضبي.
[6] البصري.
[7] الخطيب: تقييد العلم 100- 101 وفيه (ان لنا كتبا كنا نتعاهدها) .
[8] الأحوص بن جواب من رجال التهذيب.(3/227)
الرحمن الرحيم.
حدثني ابن نمير قال: ثنا وكيع عن الأعمش قال: رأيت أنس بن مالك فما عَرَضْتُ لَهُ اسْتِغْنَاءً بِأَصْحَابِي.
حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عِيسَى عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ يَقُولُ: أَنَا مِنَ الْقَرْنِ الَّذِينَ دَعَا لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم.
حدثني إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ:
كُنَّا عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فَذَكَرْنَا ذَرًّا [1] . فِي حَدِيثِنَا فَنَالَ مِنْهُ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّهُ لَوَادٌّ لَكَ حُسْنَ الثَّنَاءِ. قَالَ: لَا يَزَالُ ضَالًّا كُلَّ يَوْمٍ يَطْلُبُ دِينَهُ.
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: ثنا أَبِي عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ [2] قَالَ: نَعَمِ الْمَرءانِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَإِنِّي لَأَجِدُ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنَ اللَّبْطِ [3] مَا لَا أَجِدُ لَهُمَا. فَعَدَدْنَاهُ مِنْهُ ارْتِفَاعٌ.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ سَيَّارٍ [4] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ سَارِيَةَ بْنِ عَبْدِ الله قال: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: مَنْ غَسَلَ رَأْسَهُ بِخِطْمِيٍّ وَهُوَ جُنُبٌ فَقَدْ أَجْزَأَهُ، وَلْيَغْسِلْ سَائِرَ جَسَدِهِ.
__________
[1] ذر بن عبد الله بن زرارة المرهبي الهمدانيّ الكوفي أبو عمر، كان مرجئا وهجره سعيد بن جبير للارجاء (تهذيب التهذيب 3/ 218) .
[2] سعيد بن فيروز.
[3] السعي والاجتهاد.
[4] لعله سيار بن حاتم العنزي البصري أبو سلمة (تهذيب التهذيب 4/ 290) .(3/228)
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ عَنْ أَبِي عَوَانَةَ [1] عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ الْأَعْمَشِ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ ثَابِتِ بْنِ قُطْبَةَ الثَّقَفِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: إِذَا غَسَلَ الرَّجُلُ رَأْسَهُ وَهُوَ جُنُبٌ بِخِطْمِيٍّ فَحَسْبُهُ بَعْدُ أَنْ يَغْسِلَ سَائِرَ جَسَدِهِ.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ: ثنا أَبُو عَوَانَةَ وَمَنْصُورُ بن أبي الأسود (330 ب) عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ ثَابِتِ بْنِ قُطْبَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: قَالَ لِي مَنْصُورٌ [2] : سَمِعْتُ أَنَا وَأَبُو عَوَانَةَ.
قَالَ عَلِيٌّ: وَالْحَدِيثُ حَدِيثُ سُفْيَانَ [3] .
حَدَّثَنَا عَلِيٌّ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ [4] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ سَارِيَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: إِذَا غَسَلَ الْجُنُبُ رَأْسَهُ بِالْخِطْمِيِّ فَقَدْ أَبْلَغَ- أَوْ قَالَ: فَقَدْ أَجْزَأَ عَنْهُ-.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ [5] قَالَ: كُنَّا نَأْتِي جَابِرًا [6] وَهُوَ مُجَاوِرٌ سِتَّةَ أَشْهُرٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وقَبِيصَةُ قَالا: ثنا سُفْيَانُ عَنْ «وَاصِلِ بْنِ حَيَّانَ الْأَحْدَبِ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ» [7] ، وَعِمْرَانُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ رَيَاحٍ، وَعَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي مُعَاوِيَةَ الْبَجَلِيِّ الدُّهْنِيِّ، ونسير بن ذعلوق ويكنى أبا طعمة.
__________
[1] الوضاح بن عبد الله اليشكري.
[2] ابن أبي الأسود.
[3] الثوري.
[4] الثوري.
[5] طلحة بن نافع القرشي الواسطي (تهذيب التهذيب 5/ 26) .
[6] جابر بن عبد الله الصحابي المعروف.
[7] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 103.(3/229)
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقِ بْنِ حَمْزَةَ الثَّوْرِيُّ- ثَوْرُ تَمِيمٍ- عن أبي سنان سعيد بْنِ سِنَانٍ الشَّيْبَانِيِّ.
وَعَنْ سُفْيَانَ عَنْ يَحْيَى [1] عَنْ هَانِئِ بْنِ عُرْوَةَ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ.
حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ [2] عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي فُزَارَةَ الْعَبْسِيِّ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ عَيَّاشٍ الْعَامِرِيِّ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ نُذَيْرٍ السَّعْدِيِّ.
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَشِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فُضَالَةُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ وَهُوَ أَبُو مُبَارَكِ بْنُ فَضَالَةَ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ هِشَامٍ أبي كليب كوفي، والركين ابن الرَّبِيعِ بْنِ عُسَيْلَةَ كُوفِيٌّ.
«وَتَوْبَةُ الْعَنْبَرِيُّ مَوْلًى لَهُمْ» [3] .
وَأَسْلَمَ الْمُنَقِّرِيُّ.
وَزَيْدُ بْنُ جُبَيْرٍ.
وَأَجْلَحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْكِنْدِيُّ.
وَسَالِمٌ الْأَفْطَسُ مُرْجِئٌ.
وَسَالِمُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ شِيعِيٌّ.
وَحَسَنُ بْنُ عبيد [4] الله نخعي.
__________
[1] لعله يحيى بن سعيد بن حيان الكوفي (تهذيب التهذيب 11/ 214) .
[2] محمد بن المتوكل الهاشمي.
[3] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 10/ 494.
[4] في الأصل «عبد» والتصويب من تهذيب التهذيب 2/ 292.(3/230)
وَحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو فُقَيْمِيٌّ.
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ [1] عَنْ أَبِي هَاشِمٍ [2] مُغِيرَةَ- وَهُوَ ابْنُ مُقْسِمٍ الضَّبِّيُّ-.
وَمُحَلُ بْنُ مُحْرِزٍ الضَّبِّيُّ.
وَالْمُغِيرَةُ بْنُ زِيَادٍ أَبُو هَاشِمٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ تَمَّامٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الشَّقْرِيُّ.
«حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي يَزِيدَ وَقَّاءِ بْنِ إِيَاسٍ الْأَسَدِيِّ [كُوفِيٌّ لَا بَأْسَ بِهِ] [3] (331 أ) ، وَعَنْ سُفْيَانَ عَنْ زِيَادٍ أَبِي [4] عُثْمَانَ الْمُصَفِّرِ كُوفِيٌّ مَوْلَى مُصْعَبٍ.
أَبُو جَمْرَةَ الضَّبْعِيُّ نَصْرُ بن عمران بصري.
أبو حمزة مَيْمُونُ بْنُ كَثِيرٍ مَكِّيٌّ.
أَبُو هَاشِمٍ الرَّمَانِيُّ اسْمُهُ يَحْيَى بْنُ دِينَارٍ.
شَوْذَبُ أَبُو مُعَاذٍ كُوفِيٌّ.
أَبُو هَارُونَ الْغَنَوِيُّ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْعَلَاءِ بَصْرِيٌّ.
غَالِبُ بْنُ الْهُذَيْلِ أَبُو الْهُذَيْلِ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا أَبُو صَخْرَةَ جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ- وَقَدْ رَوَى عنه الأعمش- كوفي ثقة.
__________
[1] الثوري.
[2] في تهذيب التهذيب 10/ 269 «أبو هشام» .
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 484 والزيادة منه واقتبس ابن حجر قول يعقوب فيه: «لا بأس به» تهذيب التهذيب 11/ 122.
[4] ورد في ق 291 ب «ابن عثمان» .(3/231)
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أيُّوبَ أَبُو عَاصِمٍ- وَهُوَ ثِقَةٌ- قَالَ: قَالَ لِي إِبْرَاهِيمُ [1] : تَعْلَمُ الْفَرَائِضَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: تَعْرِفُ دَفْعَ السِّهَامِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: تَعْلَمُ الْوَصَايَا؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: مَا تَرَى فِي رَجُلٍ أَوْصَى بِثُلُثِ مَالِهِ لِرَجُلٍ وَرُبُعِ ماله لرجل ونصف ماله لآخر؟
فَلَمْ أَدْرِ، فَقُلْتُ: إِنَّ ذَلِكَ لَا يَجُوزُ إِنَّمَا يَجُوزُ لَهُ مِنْ مَالِهِ الثُّلُثُ. قَالَ:
فَإِنِ الْوَرَثَةُ أَجَازُوهُ؟ قُلْتُ: لَا أَدْرِي. قَالَ: فَأُعَلِّمُكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ.
قَالَ: انْظُرْ مَالًا لَهُ نِصْفٌ وَثُلُثٌ وَرُبُعٌ. قُلْتُ: فَذَاكَ اثْنَيْ عَشَرَ. قَالَ:
نَعَمْ فَتَأْخُذْ نِصْفَهُ سِتَّةً وَثُلُثَهُ أَرْبَعَةً وَرُبُعَهُ ثَلَاثَةً فَيَكُونُ ثَلَاثَةَ عَشَرَ سَهْمًا.
فَتَقْسِمِ المال على ثلاثة عشر سهما، فتعطي صَاحِبَ النِّصْفِ مَا أَصَابَ سِتَّةً وَصَاحِبَ الثُّلُثِ مَا أَصَابَ أَرْبَعَةً وَصَاحِبَ الرُّبُعِ مَا أَصَابَ ثَلَاثَةً. فَذَاكَ كَذَلِكَ؟ قُلْتُ [2] : نَعَمْ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ [3] قَالَ: ثنا عِيسَى بْنُ الْمُسَيَّبِ وَهُوَ بَجَلِيٌّ كَانَ أَسَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [4] وَلَّاهُ الْقَضَاءَ بِخُرَاسَانَ وَفِيهِ ضَعْفٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أُمَيُّ الصَّيْرَفِيُّ- وَهُوَ ثِقَةٌ- عَنْ إِبْرَاهِيمَ صَاحِبِ الْقَصَبِ قَالَ: أَوْصَى إِبْرَاهِيمُ إِلَيَّ وَإِلَى الْحَكَمِ [5] قَالَ: إِذَا اجْتَمَعَ أَرْبَعَةٌ فَلَا تَنْتَظِرُوا بِي الْخَامِسَ فِي الْجِنَازَةِ.
«حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ طَهْمَانَ كُوفِيٌّ ثقة» [6] قال:
__________
[1] النخعي.
[2] في الأصل «قال» .
[3] الفضل بن دكين.
[4] البجلي (تهذيب التهذيب 1/ 259) .
[5] ابن عتيبة الكندي.
[6] الخطيب: تاريخ بغداد 11/ 143 وابن حجر: تهذيب التهذيب 8/ 216 لكنه نسب التوثيق للفسوي وحذف «أبا نعيم» .(3/232)
سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فليتبوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» و «أطعم رسول الله صلى الله عليه وسلم على زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ خُبْزًا وَلَحْمًا» .
«حَدَّثَنَا أَبُو نعيم (331 ب) قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ صُهَيْبٍ وَهُوَ ثِقَةٌ» [1] حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ يَسَارٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أرقم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ لَمْ يَأْخُذْ شَارِبَهُ فَلَيْسَ مِنَّا. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ الْأَسَدِيُّ- وَهُوَ ثِقَةٌ- عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ أَبِي الضُّحَى قَالَ: سَمِعْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا فِي أَنْ لَا يَنْتَقِصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا. وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعَلَيْهِ بِمِثْلِ وِزْرِ من عمل بها في أن لا ينتقص مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْئًا. وَمُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ الْمُرْهِبِيُّ ضَعِيفٌ هُوَ الَّذِي يَرْوِي حَدِيثَ ابْنِ أَبِي، مليكة [2] عن ابن عباس في الجاريتين تُجَرَّدَانِ.
ثنا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا مَعْمَرُ بن يحيى بن سام وَهُوَ ثِقَةٌ، وَرَوَى الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِيهِ يَحْيَي بن سام.
وَبَنُو أَبِي الْجَعْدِ سَالِمٍ وَعُبَيْدِ اللَّهِ وَزِيَادٍ بنو أبي الجعد، وإبراهيم بن أَبِي الجعد الَّذِي يَرْوِي عَنْهُ حَكَّامٌ الرَّازِيُّ لَيْسَ هُوَ مِنْ هَؤُلَاءِ فِي شَيْءٍ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْغُدَانِيُّ الْبَصْرِيُّ، وَسَمِعْتُ أبا الوليد [3] .
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 415 وهو الكندي الكوفي.
[2] عبد الله بن عبيد الله من رجال التهذيب.
[3] هشام بن عبد الملك.(3/233)
الطَّيَالِسِيَّ يَقُولُ: أَبُو حَمْزَةَ [1] لَيْسَ فِي مَسْجِدِ- يُرِيدُ مَسْجِدَ الْجَامِعِ- ثَلَاثَةٍ يَشْتَهُونَهُ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ قَالَ: ثنا كَامِلُ بْنُ الْعَلَاءِ وَهُوَ ثِقَةٌ.
ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ اللَّيْثِيِّ وَهُوَ ثِقَةٌ مَدِينِيٌّ، وَكَانَ يَحْيَى [2] غَلَطَ عَلَيْهِ فَأَمْسَكَ عَنْ حَدِيثِهِ، وَلَيْسَ هُوَ كَمَا تَوَهَّمَ يَحْيَى.
وَرَوَى مِسْعَرٌ [3] عَنْ ثَوْرٍ الْهَمْدَانِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ وَهُوَ ثِقَةٌ.
وَثَوَيْرُ بْنُ أَبِي فَاخِتَةَ ضَعِيفٌ.
وَرَوَى شُعْبَةُ عَنْ مَنْصُورٍ [4] الْأَشَلِّ وَهُوَ الْغُدَانِيُّ ثِقَةٌ سُنِّيٌّ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا عُبَادَةُ بْنُ مُسْلِمٍ الْفَزَارِيُّ وَهُوَ ثِقَةٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ وَلَيْسَا [5] بِالْقَوِيَّيْنِ وَلَا بِالْمَتْرُوكَيْنِ هُمَا بَيْنَ ذَلِكَ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَنْ إسرائيل عن حكيم بن جبير بن حكيم، وَحُكَيْمٌ مَذْمُومٌ، وَيُقَالُ أَنَّهُ رَافِضِيٌّ مِنَ الْغَالِيَةِ فِي الرَّفْضِ.
وَبَلَغَنِي عَنْ يَحْيَى بْنِ آدَمَ أن سفيان قال: شعبة يروي (332 أ) عَنْ حُكَيْمِ بْنِ جُبَيْرٍ؟ فَقِيلَ لَهُ: أَرَادَ أَنْ يُحَدِّثَ عَنْهُ. فَقَالَ: لَوْ أنَّهُ [6] لَحَدَّثْتُ عنه. قال: فقال سفيان: فقد حدثنا
__________
[1] أحسبه إسحاق بن الربيع البصري أبو حمزة العطاردي وكان شديد القول بالقدر (تهذيب التهذيب 1/ 233) .
[2] يحيى بن سعيد القطان.
[3] ابن كدام.
[4] منصور بن عبد الرحمن النضري (تهذيب التهذيب 10/ 311) .
[5] يعني هو وأبوه.
[6] أي لو أنه حدث عنه لحدثت عنه.(3/234)
زُبَيْدٌ [1] وَهِيَ حِكَايَةٌ بَعِيدَةٌ، لَوْ كَانَ حَدِيثُ حُكَيْمِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ أَبِي خَالِدٍ عَنْ أَبِي عِيسَى وَهُوَ يَحْيَى بْنُ رَافِعٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ مَلَكًا حِينَ اسْتَوَى الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى الْعَرْشِ خَرَّ سَاجِدًا فَهُوَ سَاجِدٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَلَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: سُبْحَانَكَ مَا عَبَدْتُكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ الا أني لَمْ أُشْرِكْ بِكَ شَيْئًا، وَلَمْ أَتَّخِذْ مِنْ دُونِكَ وَلِيًّا.
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ [2] عَنْ أَبِيهِ عَنْ نَهْشَلٍ [3]- وَضَعَّفَهُ جِدًّا-.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قال: ثنا أشرس مولى سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ وَهُوَ ثِقَةٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو رَبِيعٍ [4] عَنْ أَبِي عَوَانَةَ [5] عَنْ هَارُونَ بْنِ سَعْدِ بْنِ الْعَالِيَةِ فِي السَّبْعِ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ [6] عَنْ حُرَيْشٍ الْكَاتِبِ عن أبيه عن
__________
[1] ابن الحارث اليامي، ويبدو أنه يقصد حديث الصدقة الّذي يرويه حكيم بن جبير وهو حديث ابن مسعود (لا تحل الصدقة لمن عنده خمسون درهما) ، وقد ترك شعبة الرواية عنه من أجل هذا الحديث، فبين يحيى بن آدم أن سفيان يرويه عن زبيد. وقد قال في ذلك ابن المديني: ولا أعلم أحدا يرويه غير يحيى بن آدم. وهذا وهم. لو كان كذا لحدث به الناس عن سفيان، ولكنه حديث منكر- يعني وانما المعروف بروايته حكيم (ميزان الاعتدال للذهبي 1/ 584) .
[2] محمد بن عبد الله بن نمير.
[3] نهشل بن سعيد بن وردان الورداني النيسابورىّ (تهذيب التهذيب 10/ 479) .
[4] في الأصل «ربيعة» وهو سليمان بن داود العتكيّ الزهراني أبو الربيع (تهذيب التهذيب 4/ 191) .
[5] الوضاح بن عبد الله اليشكري الواسطي البزاز (تهذيب التهذيب 11/ 116) .
[6] الثوري.(3/235)
عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَرَّثَ فُقَدَاءَ بِصِفِّينَ أَحَدُهُمَا ابْنُ الْآخَرِ.
وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ زِيَادِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ [1] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ الْمَخْزُومِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ مُشْرِكُو قُرَيْشٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخَاصِمُونَهُ فِي الْقَدَرِ. فَنَزَلَتْ: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ 54: 49 [2] .
وَزِيَادٌ مَوْلًى مِنْ مَوَالِي مَكَّةَ ضَعِيفٌ لَا يُفْرَحُ بِحَدِيثِهِ.
وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ مَخْزُومِيٌّ مِنْ أَنْفَسِهِمْ مَكِّيٌّ يُذْكَرُ بِحِفْظٍ وَعَقْلٍ وَتَحْصِيلٍ وَنُبْلٍ.
وَرَوَى مَنْصُورٌ [3] عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي رُقَيَّةَ وَهُوَ شَامِيٌّ كَاتِبٌ كَانَ يَكُونُ مَعَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَأَبُو سُفْيَانَ صَاحِبُ الْأَعْمَشِ طَلْحَةُ بْنُ نَافِعٍ الْمَكِّيُّ.
وَأَبُو سُفْيَانَ طَرِيفٌ السَّعْدِيُّ رَوَى عَنْهُ شَرِيكٌ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ [4] وَمَرْوَانُ [5] .
حدثنا أبو نعيم قال: ثنا سفيان عن أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ، وَأَبُو الْجَهْمِ اسْمُهُ صُخَيْرٌ، وَقَدْ سَمِعَ أَبُو بَكْرٍ مِنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ.
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ ثَوْبَانَ [6] . وَلَمْ يَسْمَعْ سَالِمٌ مِنْ ثَوْبَانَ إِنَّمَا هُوَ تَدْلِيسٌ.
__________
[1] المخزومي.
[2] سورة القمر آية 49.
[3] ابن المعتمر.
[4] محمد بن خازم الضرير.
[5] ابن معاوية الفزاري.
[6] مولى النبي صلى الله عليه وسلم (تهذيب التهذيب 2/ 31) .(3/236)
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ [1] عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْمُونٍ كُوفِيٌّ مَوْلًى لِآلِ سَمُرَةَ ثِقَةٌ.
حدثنا أبو نعيم (332 ب) قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ الْأَحْمَسِيُّ كُوفِيٌّ ثقة.
حدثنا أبو نعيم قال: ثنا قيس [2] كُوفِيّ لَا بَأْسَ بِهِ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا مَسْلَمَةُ بْنُ نَوْفَلِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ حَدَّثَنِي أَبُو الْمُغِيرَةِ الثَّقَفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُ كَانَ مَعَ أَبِيهِ بِمِنًى، فَسَمِعَ مُنَادِيًا يُنَادِي: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَخِّرُوا الْأَحْمَالَ، فَإِنَّ الرِّجْلَ مُوَثَّقَةٌ، وَإِنَّ الْيَدَ مُعَلَّقَةٌ. فَقُلْتُ لِأَبِي: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ عمر. ومسلمة ثِقَةٌ كُوفِيٌّ.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: ثنا أَبُو الْمِنْهَالِ نَصْرُ بْنُ أَوْسٍ الطَّائِيُّ- كُوفِيٌّ ثِقَةٌ- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ سَأَلْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَنْ وَلَدِ الضَّبْعِ. فَقَالَ:
ذَاكَ الْفُرْعُلُ نَعْجَةٌ مِنَ الْغَنَمِ.
«حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ [3] قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كِبْرَانَ الْمُرَادِيُّ- كُوفِيٌّ ثِقَةٌ- قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: إِذَا سَمِعْتُمْ مِنِّي شَيْئًا فَاكْتُبُوهُ وَلَوْ فِي حَائِطٍ» [4] .
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ [5] عَنِ الْمُغِيرَةِ عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ بَدْرٍ عَلَى شُرَطِ الرَّيِّ.
حدثنا أبو نعيم وقبيصة قالا: ثنا سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد عن
__________
[1] ابن عيينة.
[2] في الأصل «قبيس» ولم أجده.
[3] ابن موسى العبسيّ.
[4] الخطيب: تقييد العلم 99- 100.
[5] الثوري.(3/237)
أَبِي الْأَشْهَبِ: أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى عَلَى عُمَرَ ثَوْبًا.
وَقَدْ سَمِعَ ابْنُ إِدْرِيسَ [1] مِنْ أَبِي الْأَشْهَبِ وَهُوَ شَيْخٌ كُوفِيٌّ وَاسْمُهُ جَعْفَرُ بْنُ الْحَارِثِ النَّخَعِيُّ وَفِيهِ ضَعْفٌ.
حَنْظَلَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَاصِي [2] رَوَى عَنْهُ وَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا صَغْدِيُّ [3] بَيَّاعُ الْحُلْقَانِ لَا بَأْسَ بِهِ.
وَصَغْدِيٌّ [4] الْبَصْرِيُّ، رَوَى عَنْهُ الزّمن [5] وغيره، ليّن الحديث.
حدثنا أبو نعيم قال: ثنا سفيان عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ مَوْهِبٍ ثِقَةٌ كُوفِيٌّ وَأَخُوهُ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ ثِقَةٌ.
حَدَّثَنَا «أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مَوْهِبٍ» [6] .
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ الْجَدَلِيِّ [7] ، وَعَنْ يَحْيَى بْنِ هَانِئٍ الْمُرَادِيِّ، وَعَنْ شَبِيبِ بْنِ غَرْقَدَةَ الْعَجْلِيِّ، وَعَنْ عَيَّاشٍ الْعَامِرِيِّ، وَعَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَشِيرٍ، وَعَنْ هِشَامٍ أَبِي كُلَيْبٍ، وَعَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي عَزَّةَ، وَعَنْ طارق بن عبد الرحمن، وعن (333 أ) ابن
__________
[1] عبد الله بن إدريس الأودي.
[2] كذا، ولعلها «القاضي» ولكن لم يشر في ترجمته الى استقضائه (ميزان الاعتدال 1/ 621 وتهذيب التهذيب 3/ 62) .
[3] الكوفي (ميزان الاعتدال 2/ 316) .
[4] صغدي بن سنان أبو معاوية (ميزان الاعتدال 2/ 316) .
[5] محمد بن المثنى.
[6] في الأصل بالحاشية.
[7] في ترجمته في تهذيب التهذيب 10/ 222 «ذكره يعقوب بن سفيان مع جماعة وقال: هؤلاء كوفيون ثقات» .(3/238)
أَبْجَرَ [1] ، وَعَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ [2] ، وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، وَعَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، وَعَنْ عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ، وَعَنْ زِيَادٍ أَبِي عُثْمَانَ الْمُصَفِّرِ مَوْلَى مُصْعَبٍ، وَعَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ [3] اللَّهِ النَّخَعِيِّ، وَعَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو الْفَقِيمِيِّ، وَعَنْ غَالِبٍ أَبِي الْهُذَيْلِ، وَعَنْ عُبَيْدٍ الْمُكْتِبِ، وَعَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ صَاحِبِ الْقَصَبِ وَاسْمُهُ عَمَّارٌ، وَالْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، وَعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَاقَانَ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، وَعَنْ مُطَرِّفِ بْنِ طَرِيفٍ، وَعَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وَعَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَعَنْ أَبِي حَيَّانَ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ التَّيْمِيِّ، «وَعَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ» [4] ، وَعَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابن الأصبهاني، وَعَنْ مُخَوَّلِ بْنِ رَاشِدٍ، وَعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، وَعَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، وَعَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَطَاءٍ اللَّيْثِيِّ، وَعَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شريح ابن هَانِئٍ النَّخَعِيِّ- وَكُلُّ هَؤُلَاءِ كُوفِيُّونَ ثِقَاتٌ-، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ مَوْلًى لِبَلْعَنْبَرَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ مَوْلًى لِبَنِي أَسَدٍ وَسَأَلْتُهُ عَنْهُ فَأَخْبَرَنِي بِذَلِكَ.
«حَدَّثَنِي الفضل [5] قال: سمعت أبا عبد الله [6] يقول: مُرْسَلَاتُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَصَحُّ [7] الْمُرْسَلَاتِ، وَمُرْسَلَاتُ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ لَا بَأْسَ بِهَا، وَلَيْسَ فِي الْمُرْسَلَاتِ شَيْءٌ أَضْعَفَ مِنْ مُرْسَلَاتِ الْحَسَنِ وَعَطَاءِ بن أبي
__________
[1] عبد الملك بن سعيد بن حيان الكوفي من رجال التهذيب.
[2] موسى بن عبد الله الجهنيّ من رجال التهذيب.
[3] في الأصل «عبد» والتصويب من تهذيب التهذيب 2/ 292.
[4] الخطيب: تاريخ بغداد 12/ 164 وذكر توثيق يعقوب له، وهو الملائي.
[5] ابن زياد.
[6] أحمد بن حنبل.
[7] في الأصل «أصح من» و «من» زائدة فحذفتها.(3/239)
رَبَاحٍ فَإِنَّهُمَا يَأْخُذَانِ عَنْ كُلِّ أَحَدٍ» [1] .
قَالَ يَعْقُوبُ: كَانَ عَلِيٌّ خَالَفَ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ فِي هَذَا.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سعيد بن حسان المخزومي وهو مكي ثقة.
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ [2] قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ [3] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ وَهُوَ مَكِّيٌّ ثِقَةٌ كِنَانِيٌّ مِنْ أَشْرَافِهِمْ.
وَرَوَى ابْنُ جُرَيْجٍ عن سليمان مولى أم عَلِيٍّ عَنْ مُجَاهِدٍ، وَهُوَ لَا بَأْسَ بِهِ، قَدْ رَوَى عَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ، وَهُوَ الَّذِي يَرْوِي عَنْهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ بِكُنْيَتِهِ وَلَا يُسَمِّيهِ يُكَنِّيهِ بِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ. وَهُوَ مِنْ شُيُوخِ مَكَّةَ لَا بَأْسَ بِهِ.
«وَيَعْلَى بْنُ حُكَيْمٍ وَيَعْلَى بْنُ مُسْلِمٍ مَكِّيَّانِ مُسْتَقِيمَا الْحَدِيثِ» [4] .
حَدَّثَنَا ابن عثمان [5] قال: ثنا عبد الله [6] قال: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سُفْيَانَ الْجُمَحِيُّ وَهُوَ أخو حنظلة بن أبي سفيان ثقتان (333 ب) .
حدثنا أبو نعيم [7] قال: حدثنا سفيان عن عَمْرِو بْنِ أَبِي سُفْيَانَ الْجُمَحِيِّ قَالَ: أُتِيَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بِسَارِقٍ مَقْطُوعٍ فَقَالَ أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ:
احْسِمْهُ. قَالَ: إِنَّكَ لَرَحِيمٌ. قَالَ: إِنَّهَا السنّة.
__________
[1] الخطيب: الكفاية 386، 404 لكنه ذكر «المراسيل» بدل «المرسلات» الثانية.
[2] ابن منصور.
[3] ابن عيينة.
[4] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 401، 405، ويعلى بن حكيم هو الثقفي مولاهم المكيّ، ويعلى بن مسلم بن هرمز البصري المكيّ.
[5] عبد الله بن عثمان.
[6] ابن المبارك.
[7] الفضل بن دكين.(3/240)
حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ- ثِقَةٌ ثِقَةٌ يَمِيلُ إِلَى التَّشَيُّعِ- قَالَ: حَدَّثَنَا مَسْعُودُ بْنُ سَعْدٍ الْجُعْفِيُّ وَهُوَ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ رَوَى عَنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الجعفي كوفي ثقة عن الربيع بن سعد قَدْ رَوَى عَنْهُ وَكِيعٌ.
وَمَرْوَانُ [1] وَهُوَ ثِقَةٌ كُوفِيٌّ.
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ [2] قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أحمد [3] الزُّبَيْرِيُّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ [4] عَنْ مَنْصُورٍ [5] : مَا كَتَبْتُ حَدِيثًا قَطُّ إِنِّي كُنْتُ أَحْفَظَ.
حَدَّثَنَا أبو بكر الحميدي قال: ثنا سفيان [6] قال: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ [7] وَهُوَ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ نَزَلَ الْبَصْرَةَ.
وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رَفِيعٍ كُوفِيٌّ نَزَلَ مَكَّةَ وَهُوَ ثِقَةٌ.
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثنا سفيان عن الحارث بن حصين الأزدي وَكَانَ شِيعِيًّا فَوْقَ سَالِمٍ الْأَفْطَسِ وَهُوَ سَالِمُ بْنُ عَجْلَانَ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ بْنِ الحكم «مرجئ معاند» [8] .
حدثنا أبو نعيم قال: ثنا سفيان عن سالم بن أبي حفصة وكان شيعيا.
__________
[1] مروان بن معاوية الفزاري.
[2] محمد بن بشار بندار.
[3] محمد بن عبد الله بن الزبير.
[4] الثوري.
[5] ابن المعتمر.
[6] ابن عيينة.
[7] إسماعيل بن خليفة العبسيّ (تهذيب التهذيب 1/ 293) .
[8] الذهبي: ميزان الاعتدال 2/ 112.(3/241)
قال: ويحيى بْنُ عُبَيْدٍ الْبَهْرَانِيُّ ثِقَةٌ كُوفِيٌّ.
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ آدَمَ بْنِ سُلَيْمَانَ وَهُوَ أَبُو يَحْيَى بْنُ آدَمَ وَوَلَّاهُمْ [1] يَعْقُوبُ.
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ وَمُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ عَنْ سُفْيَانَ [2] عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ [3] بْنِ الْحَارِثِ عَنْ طَلِيقِ بْنِ قَيْسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو.
حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ [4] قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ فِي إِمَارَةِ خَالِدٍ الْقَسْرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ الْمُكْتَبِ عَنْ طَلِيقِ بْنِ قَيْسٍ الْحَنَفِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَعَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي دُعَائِهِ.
وَطَلِيقُ بْنُ قَيْسٍ يَقُولُونَ أَنَّهُ أَخُو أَبِي صَالِحٍ الْحَنَفِيِّ [5] عَنْ أَخِيهِ طَلِيقِ بْنِ قَيْسٍ.
وَحَدَّثَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ مَرْوَانَ [6] عَنْ أَبِي صَالِحِ بْنِ مَسْعُودٍ الْجَدَلِيِّ عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ [7] وَهُوَ ثِقَةٌ.
قَالَ: وَرَوَى أَبُو نُعَيْمٍ عَنْ أَبِي الْمُغِيرَةِ وَهُوَ يَزِيدُ بْنُ طَهْمَانَ، حَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو نعيم وهو ثقة. (334 أ) .
__________
[1] هكذا رسمها في الأصل ولم أتبينها.
[2] الثوري.
[3] في الأصل «عبيد» والصواب ما أثبته انظر تهذيب التهذيب 5/ 182.
[4] محمد بن فضيل بن غزوان.
[5] عبد الرحمن بن قيس الكوفي.
[6] مروان بن معاوية الفزاري.
[7] وهب بن عبد الله السوائي.(3/242)
حدثنا أبو نعيم قال: ثنا قطري الْخَشَّابُ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا يَزِيدُ بن مردانبة [1] مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ وَهُوَ ثِقَةٌ، وَهُوَ جَدُّ وَلَدِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيِّ [2] .
وَحَدَّثَنَا يَعْقُوبُ قَالَ: ثنا أَبُو نُعَيْمٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ [3] عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدٍ الطَّائِيِّ [4] وَهُوَ أَحَدُ الثِّقَاتِ كُوفِيٌّ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ صَالِحٍ الْأَسَدِيُّ وَهُوَ ثِقَةٌ.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ سَعِيدِ [5] بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ عافية بن عبيد قال: رأيت أنس.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْجَعْدِ شَيْخٌ يَكُونُ فِي بَنِي الْوَصَّابِ [6] قَالَ: سَأَلْتُ الشَّعْبِيَّ عَنْ تُرَابِ الصَّوَاغِينِ. فَقَالَ: هُوَ غَرَرٌ.
- وَهُوَ ثِقَةٌ-.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا قَيْسُ بْنُ سُلَيْمٍ الْعَنْبَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَيْرُ بْنُ سَعِيدٍ وَقَيْسٌ وَعُمَيْرٌ ثقتان.
وعن [7] يحيى بن [أبي] [8] الهيثم العطار وهو ثقة.
قليوة روى عنه كبار أهل الكوفة الأعمش ونظراؤه وهو ثقة.
__________
[1] ترجمته في تهذيب التهذيب 11/ 359.
[2] أبو نهيك الأسدي الضبي (تهذيب التهذيب 12/ 259) .
[3] ابن موسى العبسيّ.
[4] في تهذيب التهذيب 4/ 62 «وثقه يعقوب» .
[5] في الأصل «سعد» وانما هو سعيد بن عبيد الطائي.
[6] في الأصل «الرصاف» وما أثبته من جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 437.
[7] أي وأبو نعيم عن يحيى.
[8] الزيادة من تهذيب التهذيب 11/ 293 يروي عنه أبو نعيم.(3/243)
حدثنا ابن عثمان [1] قال: ثنا عبد الله [2] قَالَ: ثنا أَبُو عَوَانَةَ [3] عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَسِيرُ بْنُ عُمَيْرٍ [4] وَقَالَ: لَمَّا كَانَ فِي النَّاسِ مِنَ الْقَتْلِ مَا كَانَ سَمِعْتُ بِأَبِي مَسْعُودٍ [5] سَارَ فَلَحِقْتُهُ بِالسَّيْلَحِينَ، فَإِذَا هُوَ فِي بُسْتَانٍ قَدْ تَوَضَّأَ فَاسْتَقْبَلْتُهُ فَأَجْلَسْتُهُ، فحمد اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَأَثْنَيْتُ عَلَيْهِ ثُمَّ قُلْتُ: قَدْ كَانَ لَكَ صَاحِبَانِ مَفْزَعِي إِلَيْهِمَا حُذَيْفَةُ وَأَبُو مُوسَى، وَإِنِّي حُدِّثْتُ بِمَسِيرِكَ فَتَبِعْتُكَ وَإِنِّي لَمَحْمُودٌ، وَإِنِّي أُنْشِدُكَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَأُنْشِدُكَ الْإِسْلَامَ إِنْ كُنْتَ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا فِي هَذِهِ الْفِتَنِ إِلَّا حَدَّثْتَنِي وَإِنْ كُنْتَ لَمْ تَسْمَعْ إِلَّا جَهَدْتَ لِي رَأْيَكَ. فَقَالَ: عَلَيْكَ بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعَلَيْكَ بِعُظْمِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَجْمَعْ أُمَّتَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم على ضلالة. واصبر حتى يستريح بر أَوْ يُسْتَرَاحَ مِنْ فَاجِرٍ.
«حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ [6] قَالَ: ثنا أَبُو إِسْحَاقَ [7] الشَّيْبَانِيُّ عَنْ يُسَيْرِ [8] بْنِ عَمْرٍو عَنْ أبي مسعود الأنصاري قال: قلت لَهُ:
أَوْصِنِي- حِينَ أَرَادَ الْخُرُوجَ إِلَى الْمَدِينَةِ- فَقَالَ: أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلِزُومِ الجماعة، فإن الله عز وجل لم يكن ليجمع أمة محمد
__________
[1] عبد الله بن عثمان.
[2] ابن المبارك.
[3] الوضاح بن عبد الله اليشكري.
[4] انما هو أسير بن عمرو (تهذيب التهذيب 11/ 378) .
[5] الأنصاري.
[6] محمد بن خازم الضرير.
[7] هو سليمان.
[8] في الأصل «نسير» وهو تصحيف والصواب ما أثبته.
ما أثبته.(3/244)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ضَلَالَةٍ، وَاصْبِرْ حتى يستريح (334 ب) بر أو يستراح من فاجر» [1] .
حدثنا سعيد بن منصور قال: حدثنا خلف بن خليفة عَنْ عَرِيفٍ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ يُسَيْرِ [2] بْنِ عَمْرٍو قَالَ: انْطَلَقَ أَبُو مَسْعُودٍ إِلَى هَذَا الْوَجْهِ، وَخَرَجْتُ مَعَهُ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالسَّيْلَحِينَ نَزَلَ وَنَزَلْتُ مَعَهُ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ قَدْ خَلَا قُمْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ: يَا أَبَا مَسْعُودٍ كَانَ فِينَا ثَلَاثَةٌ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَّا حُذَيْفَةُ فَمَاتَ، وَأَمَّا أَبُو مُوسَى فَأَتَى الشَّامَ، وَإِنَّكَ أَخَذْتَ فِي هَذَا الْوَجْهِ. وَوَقَعَ مِنْ أَمْرِ هَذَا الْغَزْوِ مَا تَرَى.
فَقَالَ لِي: يَا يُسَيْرُ [3] إِنِّي لَكَ نَاصِحٌ الْزَمِ الْجَمَاعَةَ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَكُنْ لِيَجْمَعَ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الضَّلَالَةِ حَتَّى يَسْتَرِيحَ بَرٌّ أَوْ يستراح من فاجر.
__________
[1] الخطيب: موضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 45 والفقيه والمتفقه 1/ 167 لكنه يذكر في الفقيه والمتفقه «بشير» بدل «يسير» وهو تصحيف ويحذف «واصبر ... فاجر» .
[2] ، (3) في الأصل «نسير» وهو تصحيف والصواب ما أثبته.(3/245)
تم كتاب المعرفة والتأريخ الحمد للَّه رب العالمين. وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم تسليما. حسبنا الله ونعم الوكيل. نعم المولى ونعم النصير.(3/246)
نصوص مقتبسة من المجلد المفقود من كتاب المعرفة والتاريخ (الحوليات)(3/247)
نصوص اقتبستها المصادر من المجلد الأول من كتاب المعرفة والتاريخ
1- التاريخ على السنين المبتدأ
مساحة الأرض:
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الأشعث الحافظ- بقراءتي عليه ببغداد- قال أنا أبو بكر محمد بن هبة الله بن الحسن بن منصور ابن اللالكائي، أنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل المتوثي القطان، أنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه النحويّ، أنا أبو يوسف يعقوب بن سفيان بن جوان الفسوي قال: حدثت عن الأصمعي عن النمر بن هلال عن قتادة عن أبي الخلد قال:
الأرض أربعة وعشرون ألف فرسخ، منها ألف فرسخ للعرب، ولسائر الناس البقية [1] .
عمر الأرض:
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي، أنا محمد بن هبة الله بن الحسن، أنا محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل، أنا أبو محمد بن جعفر، نا يعقوب، نا قبيصة، نا سفيان، عن الأعمش، عن كعب قال: الدنيا ستة آلاف سنة. كذا قال، وانما يرويها الأعمش عن أبي صالح عن كعب [2] .
__________
[1] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 8.
[2] المصدر السابق 1/ 25 وهو كعب الأحبار.(3/248)
عدة أيام خلقها:
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي، أنا أبو بكر محمد بن هبة الله بن الحسن، أنا محمد بن الحسين بن الفضل، أنا عبد الله بن جعفر، نا يعقوب، نا ابن نمير، نا وكيع، نا الأعمش، عن أبي صالح، عن كعب قال:
بدأ خلق السموات والأرض يوم الأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة، ثم جعل مع كل يوم ألف سنة [1] .
عدة السنين بين الأنبياء:
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا محمد بن هبة الله بن الحسين، أنا محمد بن الحسين، أنا عبد الله بن جعفر، نا يعقوب نا أصحاب عن يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال:
كان من آدم الى نوح ألف ومائتا سنة، ومن نوح الى إبراهيم ألف ومائة واثنتان وأربعون سنة، ومن إبراهيم الى موسى خمس مائة وخمس وستون سنة، ومن موسى الى داود خمس مائة سنة وتسع وستون سنة، ومن داود الى عيسى ألف وثلاثمائة سنة وست وخمسون سنة، ومن عيسى الى محمد صلى الله عليه وسلم ست مائة سنة، فذلك خمسة آلاف وأربع مائة واثنتان وثلاثون سنة.
هذا الأجل صحيح.
فذلك خمسة آلاف وأربع مائة وست وعشرين سنة.
وهذا الاجمال غير صحيح [2] .
__________
[1] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 28.
[2] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 26 ولا أعلم ان كان قوله «هذا الأجل صحيح ... وهذا الاجمال غير صحيح» هو من قول يعقوب أم هو تعقيب لابن عساكر. وتداخل النصوص من المشاكل التي تواجه الباحث في الأصول القديمة.(3/249)
السيرة النبويّة
بدء التاريخ الهجريّ:
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا محمد بن هبة الله، أنا محمد ابن الحسين بن الفضل، أنا عبد الله بن جعفر، نا يعقوب، نا أبو طاهر ويونس قالا: نا ابن وهب، عن ابن جريج، عن ابن شهاب أنه قال:
التاريخ من يوم قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة مهاجرا. قال ابن وهب: وسألت مالكا عن التأريخ متى كان؟ قال: من مقدم النبي صلى الله عليه وسلم [1] .
العهد المكيّ
عام مولد النبي صلى الله عليه وسلم:
... حدثنا يعقوب بن سفيان حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بن أبي ثابت حدثني عبد الله بن عثمان بن أبي سليمان النوفلي عن أبيه عن محمد بن جبير بن مطعم قال:
وَلَدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عام الفيل، وكانت بعده عكاظ بخمس عشرة سنة، وبني البيت على رأس خمس وعشرين سنة من الفيل، وتنبّأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأس أربعين سنة من الفيل [2] .
وحدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال: كان بعث الله محمدا على رأس خمس عشرة سنة من بنيان الكعبة، وكان بين مبعث النبي صلى الله عليه وسلم وبين أصحاب الفيل
__________
[1] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 32.
[2] المصدر السابق 1/ ق 178 أ (مخطوطة) وابن كثير: البداية والنهاية 2/ 262، وقد قومت نص ابن عساكر معتمدا على ابن كثير.(3/250)
سبعون سنة.
قال أبو إسحاق إبراهيم بن المنذر: هذا وهم لا يشك فيه أحد من علمائنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد عام الفيل، وبعث على رأس أربعين سنة من الفيل [1] .
وقال ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران [2] عن حنش [3] عن ابن عباس قال: ولد نبيكم صلّى الله عليه وسلم يوم الاثنين، ونبّئ يوم الاثنين، وخرج من مكة يوم الاثنين، وفتح مكة يوم الاثنين، ونزلت سورة المائدة يوم الاثنين، وتوفي يوم الاثنين. أخرجه الفسوي [4] .
رعاية عبد المطلب للنّبيّ صلّى الله عليه وسلم:
قرأت على أحمد بن محمد المقدسي الزاهد أخبرك أبو إسحاق إبراهيم بن عثمان عن محمد بن عبد الباقي عن أحمد بن الحسين. قال أبو إسحاق: وأنا أحمد بن محمد بن علي بن صالح قال أنا أبو بكر أحمد بن الحسين قالا أنا أبو علي بن شاذان [5] قال أنا ابن درستويه قال أنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو الحسن مهدي بن عيسى قال أنا خالد بن عبد الله الواسطي عن داود بن أبي هند عن العباس بن عبد الرحمن بن كندير بن سعيد عن أبيه قال:
__________
[1] ابن عساكر: تاريخ دمشق 1/ ق 178 أ (مخطوطة) .
[2] التجيبي مولاهم أبو عمر التونسي قاضي افريقية (تهذيب التهذيب 3/ 110) .
[3] حنش بن عبد الله الصنعاني (تهذيب التهذيب 3/ 57) .
[4] الذهبي: تاريخ الإسلام 1/ 23.
[5] أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان البزاز له مشيختان ومجموعات في الحديث توفي 426 هـ (الخطيب: تاريخ بغداد 7/ 279 والذهبي: تذكرة الحفاظ 1075) .(3/251)
حججت في الجاهلية فبينا أنا أطوف بالبيت إذا رجل يقول:
رد الي راكبي محمدا ... أردده ربي واصطنع عندي يدا
قلت: من هذا؟ قال: عبد المطلب بن هاشم بعث ابنه في إبل له ضلت، وما بعثه في شيء الا جاء به.
قال: فما برحت حتى جاء بالإبل معه. قال: فقال: يا بني حزنت عليك حزنا لا تفارقني بعده أبدا.
قالوا: وكانت أم أيمن تحدث تقول: كنت أحضن رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فغفلت عنه يوما فلم أدر الا بعبد المطلب قائما على رأسي يقول: يا بركة. قلت: لبيك. قال: أتدرين أين وجدت ابني؟ قلت:
لا أدري. قال: وجدته مع غلمان قريبا من السدرة. لا تغفلي عن ابني، فإن أهل الكتاب يزعمون أن ابني نبي هذه الأمة. وأنا لا آمن عليه منهم، وكان لا يأكل طعاما الا قال: عليّ بابني فيؤتى به اليه [1] .
بناء الكعبة:
قال يعقوب بن سفيان أخبرني أَصْبَغُ بْنُ فَرَجٍ أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ عَنْ يونس عن ابن شهاب قال:
لما بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحلم جمرت امرأة الكعبة، فطارت شرارة من مجمرها في ثياب الكعبة فاحترقت، فهدموها حتى إذا بنوها فبلغوا موضع الركن اختصمت قريش في الركن أي القبائل تلي رفعه؟ فقالوا: تعالوا نحكم أول من يطلع علينا، فطلع عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو غلام عليه وشاح نمرة، فحكموه، فأمر بالركن فوضعوه في ثوب، ثم أخرج سيد كل قبيلة فأعطاه ناحية من الثوب، ثم ارتقى هو فرفعوا اليه الركن، فكان هو يضعه، فكان لا يزداد على ألسن
__________
[1] ابن سيد الناس: عيون الأثر 1/ 38.(3/252)
الأرض حتى دعوه الأمين، فطفقوا لا ينحرون جزورا الا التمسوه فيدعو لهم فيها [1] .
زواجه بخديجة:
قال البيهقي أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثني إبراهيم بن المنذر حدثني عمر بن أبي بكر المؤملي حدثني عبد الله بن أبي عبيد بن محمد بن عمار بن ياسر عن أبيه عن مقسم بن أبي القاسم مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل أن عبد الله بن الحارث حدثه أن عمار بن ياسر كان إذا سمع ما يتحدث به الناس عن تزويج رسول الله صلّى الله عليه وسلم خديجة وما يكثرون فيه يقول: أنا أعلم الناس بتزويجه إياها، اني كنت له تربا، وكنت له الفا وخدنا. واني خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ذات يوم حتى إذا كنا بالحزورة أجزنا على أخت خديجة، وهي جالسة على أدم تبيعها، فنادتني فانصرفت اليها، ووقف لي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت: أما بصاحبك هذا من حاجة في تزويج خديجة؟ قال عمار: فرجعت اليه فأخبرته، فقال: «بلى لعمري» فذكرت لها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: أغدو علينا إذا أصبحنا، فغدونا عليهم فوجدناهم قد ذبحوا بقرة، وألبسوا أبا خديجة حلة، وصفرت لحيته، وكلمت أخاها فكلم أباه- وقد سقى خمرا- فذكر لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومكانه وسأله أن يزوّجه خديجة، فزوّجه خديجة،
__________
[1] ابن كثير: البداية والنهاية 2/ 300 وقال ابن كثير معقبا:
«وهذا سياق حسن وهو من سير الزهري، وفيه من الغرابة قوله:
«فلما بلغ الحلم» والمشهور أن هذا كان ورسول الله صلّى الله عليه وسلم عمره خمس وثلاثون سنة، وهو الّذي نص عليه محمد بن إسحاق بن يسار رحمه الله.(3/253)
وصنعوا من البقرة طعاما، فأكلنا منه، ونام أبوها ثم استيقظ صاحيا فقال:
ما هذه الحلة وما هذه الصفرة وهذا الطعام؟! فقالت له ابنته التي كانت قد كلمت عمارا: هذه حلة كساكها محمد بن عبد الله ختنك، وبقرة أهداها لك فذبحناها حين زوجته خديجة. فأنكر أن يكون زوّجه، وخرج يصيح حتى جاء الحجر، وخرج بنو هاشم برسول الله صلّى الله عليه وسلم فجاءوه فكلموه، فقال: اين صاحبكم الّذي تزعمون أني زوجته خديجة؟ فبرز لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما نظر اليه قال: ان كنت زوجته فسبيل ذاك، وان لم أكن فعلت فقد زوجته [1] .
إسلام الصديق:
وقال يعقوب بن سفيان في «تأريخه» : حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا هشام عن أبيه: أسلم أبو بكر وله أربعون ألفا، فأنفقها في سبيل الله، وأعتق سبعة كلهم يعذب في الله، أعتق بلالا وعامر بن فهيرة ونذيرة والنهدية وابنتها وجارية بني المؤمل وأم عبيس [2] .
وقال يعقوب بن سفيان حدثنا أبو بكر الحميدي حدثنا سفيان بن عيينة عن مالك بن مغول عن رجل قال: سئل ابن عباس من أول من آمن؟
فقال: أبو بكر، أما سمعت قول حسان:
إذا تذكرت شجوا من أخي ثقة ... فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا
__________
[1] ابن كثير: البداية والنهاية 2/ 295- 296.
وقد أورد محمد بن عمر الواقدي بعض هذه الرواية وعقب عليها بقوله «فهذا كله عندنا غلط ووهل والثبت عندنا المحفوظ عن أهل العلم أن أباها خويلد بن أسد مات قبل الفجار، وأن عمها عمرو بن أسد زوجها رسول الله صلّى الله عليه وسلم» (ابن سعد ج 1 قسم 1/ 85) .
[2] ابن حجر: الاصابة 2/ 334.(3/254)
خير البرية أوفاها وأعدلها ... بعد النبي وأولاها بما حملا
والتالي الثاني المحمود مشهده ... وأول الناس منهم صدّق الرسلا
عاش حميدا لأمر الله متبعا ... بأمر صاحبه الماضي وما انتقلا [1]
هجرة عثمان الى الحبشة:
قال يعقوب الفسوي في «تأريخه» : حدثني العباس بن عبد العظيم العنبري حدثني بشار بن موسى الخفاف ثنا الحسن بن زياد البرجمي- امام مسجد محمد بن واسع- ثنا قتادة قال:
أول من هاجر الى الله تعالى بأهله عثمان بن عفان. سمعت النضر بن أنس يقول سمعت أبا حمزة- يعني أنس بن مالك- يقول: خرج عثمان برقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الحبشة، فأبطأ خبرهم، فقدمت امرأة من قريش فقالت: يا محمد قد رأيت ختنك ومعه امرأته. فقال: «على أي حال رأيتهما» ؟ قالت: رأيته حمل امرأته على حمار من هذه الدبابة وهو يسوقها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صحبهما الله، ان عثمان أول من هاجر بأهله بعد لوط» [2] .
وفاة خديجة:
قال يعقوب بن سفيان حدثنا أبو صالح حدثنا الليث حدثني عقيل عن
__________
[1] ابن كثير: البداية والنهاية 3/ 28.
[2] الذهبي: تاريخ الإسلام 1/ 106 وابن كثير: البداية والنهاية 3/ 66- 67 لكن ابن كثير قال أوله «روى البيهقي من حديث يعقوب بن سفيان» ووقع فيه «بشر» بدل «بشار» وهو تصحيف.(3/255)
ابن شهاب قال قال عروة بن الزبير:
وقد كانت خديجة توفيت قبل أن تفرض الصلاة.
ثم روى من وجه آخر عن الزهري أنه قال:
توفيت خديجة بمكة قبل خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وقبل أن تفرض الصلاة [1] .
تسمية أصحاب العقبة الثانية:
أخبرنا أبو القاسم [2] بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري [3] أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان في «تسمية أصحاب العقبة في المرة الثانية» :
عمرو بن خالد [4] وحسان بن عبد الله [5] وعثمان بن صالح عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود- وهو محمد بن عبد الرحمن- عن عروة قال:
ومن بلحارث بن الخزرج: بشير بن سعد [6] .
العهد المدني
تسمية من شهد بدرا:
قال سمعت سليمان بن حرب يقول: شهد علي بدرا وهو ابن عشرين
__________
[1] ابن كثير: البداية والنهاية 3/ 127.
[2] إسماعيل بن أحمد.
[3] محمد بن هبة الله.
[4] شيخ يعقوب بن سفيان.
[5] حسان بن عبد الله بن سهل الكندي الواسطي يروي عن عبد الله بن لهيعة، ويروي عنه الفسوي (تهذيب التهذيب 2/ 250) .
[6] سقط رقم الصفحة التي ورد فيها هذا النص من تاريخ ابن عساكر.(3/256)
سنة، وشهد الفتح وهو ابن ثمان وعشرين سنة [1] .
... نا يعقوب نا عمرو بن خالد وحسان وعثمان عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنْ عروة قال: وشهد بدرا من بني الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ: أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ [2] .
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب قال في «تسمية من شهد بدرا» : ثابت بن أقرم بن ثعلبة بن عدي بن عجلان [3] .
وقال في «تسمية من شهد بدرا» :
من بني زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الحارث بن الخزرج:
بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلاس [4] .
تحويل القبلة:
وروى يعقوب بن سفيان في «تأريخه» من طريق ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الله بن كعب قال قال كعب: كان البراء بن معرور أول من استقبل الكعبة حيا، وعند ما حضرت وفاته قبل أن يتوجهها رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فأمره ان يستقبل بيت المقدس فأطاع، فلما كان عند موته أمر أهله أن يوجهوه قبل الكعبة [5] .
غزوة أحد:
ولا خلاف أن أحدا في شوال سنة ثلاث الا على قول من ذهب الى
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 1/ 134.
[2] ابن عساكر: تاريخ دمشق 5/ ق 207 ب.
[3] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 505.
[4] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 10/ 147.
[5] ابن حجر: الاصابة 1/ 149.(3/257)
أن أول التاريخ من محرم السنة الثانية لسنة الهجرة، ولم يعدوا الشهور الباقية من سنة الهجرة من ربيع الأول الى آخرها كما حكاه البيهقي، وبه قال يعقوب بن سفيان، وقد صرح بأن بدرا في الأولى، وأحدا في سنة ثنتين، وبدر الموعد في شعبان سنة ثلاث، والخندق في شوال سنة أربع [1] .
قال البيهقي: هذا هو المشهور عند أهل المغازي أنهم بقوا في سبعمائة مقاتل. قال: والمشهور عن الزهري أنهم بقوا في أربعمائة مقاتل. كذلك رواه يعقوب بن سفيان عن أَصْبَغُ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ عَنِ الزهري، وقيل عنه بهذا الاسناد سبعمائة. فاللَّه أعلم [2] .
الحديبيّة:
وقال يعقوب بن سفيان حدثنا إسماعيل بن الخليل عن علي بن مسهر أخبرني هشام بن عروة عَنْ أَبِيه قَالَ:
خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم الى الحديبيّة في رمضان، وكانت الحديبيّة في شوال [3] .
مؤتة:
... نا يعقوب بن سفيان قال:
عبد الله بن رواحة بْنُ مَالِكِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ. ثُمَّ مِنْ بَنِي امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، نَقِيبُ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الخزرج، شهد بدرا،
__________
[1] ابن كثير: البداية والنهاية 4/ 94 وقال: «وهذا مخالف لقول الجمهور» .
[2] ابن كثير: البداية والنهاية 4/ 13 والرواية تتعلق بغزوة أحد.
[3] ابن كثير: البداية والنهاية 4/ 164 وقال: «وهذا غريب جدا عن عروة» .(3/258)
وَقُتِلَ يَوْمَ مُؤْتَةَ مَعَ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طالب [1] .
... نا يعقوب بن سفيان نا أبو صالح وابن بكير قالا نا اللَّيْثُ حَدَّثَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي الهيثم بن أبي سنان أنه سمع أبا هريرة وَهُوَ يَقُولُ فِي قَصَصِهِ، وَهُوَ يَذْكُرُ رَسُولَ الله صلّى الله عليه وسلم: ان أخا لكم لا يقول الرفث- يَعْنِي بِذَلِكَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ- قَالَ:
وَفِينَا رَسُولُ اللَّهِ يَتْلُو كِتَابَهُ ... إِذَا انْشَقَّ معروف من الفجر ساطع
أرانا الْهُدَى بَعْدَ الْعَمَى فَقُلُوبُنَا ... بِهِ مُوقِنَاتٌ أَنَّ ما قال واقع
يبيت يجافي جنبه عن فراشه ... إذا استثقلت بالكافرين المضاجع [2]
فتح مكة:
روى البيهقي عن أبي الحسين بن الفضل عن عبد الله بن جعفر عن يعقوب بن سفيان عن الحسن بن الربيع عن ابن إدريس [3] عن محمد بن إسحاق عن الزهري ومحمد بن علي بن الحسين وعاصم بن عمر بن قتادة وعمرو بن شعيب وعبد الله بن أبي بكر [4] وغيرهم قالوا:
كان فتح مكة في عشر بقيت من شهر رمضان سنة ثمان [5] .
ثم روى البيهقي من طريق يعقوب بن سفيان عن جابر عن
__________
[1] ابن عساكر: تاريخ دمشق 5/ ق 390 ب (مخطوطة) .
[2] المصدر السابق 5/ ق 395 ب.
[3] عبد الله بن إدريس الأودي الكوفي من رجال التهذيب.
[4] ابن محمد بن عمرو بن حزم.
[5] ابن كثير: البداية والنهاية 4/ 286.(3/259)
يحيى [1] عن صدقة [2] عن ابن إسحاق أنه قَالَ:
خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم لعشر مضين من رمضان سنه ثمان [3]- يعني لفتح مكة-.
حدثنا الشيخ الخطيب الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت البغدادي لفظا قال أنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل قراءة عليه قال أنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه قراءة عليه سنة ست وأربعين وثلاثمائة قال نا أبو يوسف يعقوب [4] بن سفيان قال حدثني صفوان بن صالح قال نا الوليد- يعني ابن مسلم- قال حدثني عبد الحميد ابن عدي الجهنيّ عن عبد الله بن حميد الجهنيّ. قال: وقال رجل من جهينة يسمّى بشر بن عرفطة بن الخشخاش في شعر له:
ونحن غداة الفتح عند محمد ... طلعنا أمام الناس ألفا مقدّما
وزدنا فضولا من رجال ولم نجد ... من الناس الفا قبلنا كان أسلما
بنعمة ذي العرش المجيد وربّنا ... هدانا لتقواه ومن فأنعما
نضارب بالبطحاء دون محمد ... كتائب هم كانوا أعقّ وأظلما
__________
[1] لعله يحيى بن حمزة الدمشقيّ من رجال التهذيب.
[2] لعله صدقة بن خالد الأموي الدمشقيّ من رجال التهذيب.
[3] البداية والنهاية 4/ 285.
[4] ذكرت أول السند الى هنا من رواية أسبق، أما في هذه الرواية فقال الخطيب «وبه- يريد الاسناد السابق- نا يعقوب ... » .(3/260)
إذا ما سللناهنّ يوما لوقعة ... فلسن بمغمودات أو ترعف الدما [1]
غزوة حنين:
وقال يعقوب بن سفيان ثنا أبو سفيان ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله الشعيثي [2] عن الحارث بن [سليمان بن] [3] بدل النصري عن رجل من قومه- شهد ذلك يوم حنين- وعمرو بن سفيان الثقفي قالا:
انْهَزَمَ الْمُسْلِمُونَ يَوْمَ حُنَيْنٍ فَلَمْ يَبْقَ مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا عباس وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ. قَالَ: فَقَبَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْضَةً مِنَ الحصباء، فرمى بها في وُجُوهَهُمْ. قَالَ: فَانْهَزَمْنَا فَمَا خُيِّلَ إِلَيْنَا إِلَّا أن كل حجر أو شجر فارس يطلبنا.
قال الثقفي: فاعجرت على فرسي حتى دخلت الطائف [4] .
عدد الغزوات:
وقال يعقوب بن سفيان حدثنا محمد بن عثمان الدمشقيّ التنوخي ثنا الهيثم بن حميد أخبرني النعمان [5] عن مكحول أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا ثمانية عشر غزوة، قاتل في ثمان غزوات، أولهن بدر،
__________
[1] الخطيب: الجامع لأخلاق الراويّ وآداب السامع ق 161 ب- 162 أ (مخطوطة) .
[2] في الأصل «الشعبي» وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب 9/ 280.
[3] الزيادة من تهذيب التهذيب 9/ 280.
[4] ابن كثير: البداية والنهاية 4/ 332.
[5] النعمان بن المنذر الغساني.(3/261)
ثم أحد، ثم الأحزاب، ثم قريظة، ثم بئر معونة [1] ، ثم غزوة بني المصطلق من خزاعة، ثم غزوة خيبر، ثم غزوة مكة، ثم حنين والطائف.
قال يعقوب حدثنا سلمة بن شبيب ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ سمعت سعيد بن المسيب يقول: غزا رسول الله صلّى الله عليه وسلم ثماني عشرة غزوة. وسمعته مرة أخرى يقول: أربعا وعشرين. فلا أدري أكان ذلك وهما أو شيئا سمعه بعد ذلك [2] .
ردة الأسود العنسيّ:
وممن أخرجها يعقوب بن سفيان في «تأريخه» قال حدثنا زيد بن المبارك وغيره حدثنا محمد بن الحسن الصنعاني حدثنا سليمان بن وهب عن النعمان بن بزرج قال:
خرج الأسود العنسيّ فذكر قصة غلبته على صنعاء اليمن وقتل باذام عامل النبي صلّى الله عليه وسلم واستصفى امرأته المرزبانة لنفسه فتزوجها، وكانت تكرهه لما صنع بقومها، قال: فأرسلت الى داذويه- وكان خليفة باذام- والى فيروز والى خرزاذ بن بزرج وجرجست الفارسيين فائتمروا على قتل الأسود، وكان على بابه ألف رجل للحرس، فجعلت المرزبانة تسقيه الخمر فكلما قال لها: شوبيه. سقته صرفا حتى سكر، وقام فدخل الفراش، وهو من ريش، وعمد داذويه وأصحابه الى الجدار فنضحوه بالخل، وحفروا بحديدة حتى فتحوه، ودخل داذويه وجرجست فهابا أن يقتلاه، ودخل فيروز وابن بزرج، فأشارت اليهما المرأة أنه في الفراش، فتناول فيروز رأسه فعصر عنقه فدقها، وطعنه خرزاذ بالخنجر
__________
[1] قال ابن كثير معقبا «قوله: بئر معونة بعد قريظة فيه نظر والصحيح أنها بعد أحد كما سيأتي» .
[2] ابن كثير: البداية والنهاية 3/ 241.(3/262)
فشقه ثم احتزّ رأسه وخرجوا.
وأورده البيهقي في الدلائل من هذا الوجه [1] .
مرض الرسول صلّى الله عليه وسلم ووفاته:
وقال يعقوب بن سفيان حدثنا أحمد بن يونس ثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ يَوْمًا، فَكَانَ إِذَا وَجَدَ خفة صلّى، وإذا ثقل صلّى أبو بكر رضي الله عنه [2] .
وقال يعقوب بن سفيان عن يحيى بن بكير عن الليث أنه قال: توفي رسول الله يوم الاثنين لليلة خلت من ربيع الأول وفيه قدم المدينة على رأس عشر سنين من مقدمه [3] .
وروى يعقوب بن سفيان عن عبد الحميد بن بكار عن محمد بن شعيب وعن صفوان عن عمر بن عبد الواحد جميعا عن الأوزاعي أنه قَالَ:
تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يوم الاثنين قبل أن ينتصف النهار [4] .
... حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير حدثني عبد الله بن لهيعة عن خالد بن حنش عن ابن عباس قال: ولد نبيكم صلّى الله عليه وسلم يوم الاثنين، وخرج من مكة يوم الاثنين، ودخل المدينة يوم الاثنين، ونزلت سورة المائدة يوم الاثنين الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ 5: 3، ورفع الركن يوم الاثنين، وتوفي في يوم الاثنين [5] .
__________
[1] ابن حجر: الاصابة 1/ 467.
[2] ابن كثير: البداية والنهاية 5/ 255.
[3] ابن كثير: البداية والنهاية 5/ 255.
[4] المصدر السابق 5/ 255.
[5] ابن عساكر: تاريخ دمشق ق 177 أ (مخطوطة) .(3/263)
وقال يعقوب حدثنا سفيان ثنا سعيد بن منصور ثنا سفيان عن جعفر بن محمد عن أبيه، وعن ابن جريج عن أبي جعفر:
أن رسول الله توفي يوم الاثنين، فلبث ذلك اليوم وتلك الليلة ويوم الثلاثاء الى آخر النهار.
[فهو قول غريب والمشهور عن الجمهور ما أسلفناه من أنه عليه السلام توفي يوم الاثنين ودفن ليلة الأربعاء، ومن الأقوال الغريبة في هذا أيضا ما رواه] [1] يعقوب بن سفيان عن عبد الحميد بن بكار عن محمد بن شعيب عن النعمان [2] عن مكحول قال:
ولد رسول الله يوم الاثنين، وأوحي اليه يوم الاثنين، وهاجر يوم الاثنين، وتوفي يوم الاثنين لثنتين وستين سنة ونصف، ومكث ثلاثة أيام لا يدفن، يدخل عليه الناس أرسالا أرسالا، يصلون لا يصفون، ولا يؤمهم عليه أحد [3] .
روى البيهقي عن الحاكم عن عبد الله بن جعفر عن يعقوب بن سفيان عن أبي بكر بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إدريس عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ [أَبِي] [4] خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بن أبي حازم عن جرير بن عبد الحميد البجلي قال: كنت باليمن فلقينا رجلين من أهل اليمن: ذا كلاع وذا عمرو، فجعلت أحدثهما عن رسول الله. قال: فقالا لي: ان كان ما تقول حقا
__________
[1] ما بين [] تعليق لابن كثير.
[2] في ابن كثير «أبي النعمان» والصواب ما أثبته وهو النعمان بن المنذر الغساني من رجال التهذيب.
[3] ابن كثير: البداية والنهاية 5/ 271 وعقب عليها بقوله «فقوله أنه مكث ثلاثة أيام لا يدفن غريب، والصحيح أنه مكث بقية يوم الاثنين ويوم الثلاثاء بكماله، ودفن ليلة الأربعاء كما قدمنا» - والله أعلم-.
[4] سقطت من الأصل وهو معروف من رجال التهذيب.(3/264)
فقد مضى صاحبك على أجله منذ ثلاث. قال: فأقبلت وأقبلا حتى إذا كنا في بعض الطريق رفع لنا ركب من المدينة فسألناهم فقالوا: قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واستخلف أبو بكر، والناس صالحون. قال:
فقالا لي: أخبر صاحبك أنا قد جئنا ولعلنا سنعود ان شاء الله عز وجل.
قال: ورجعا الى اليمن. فلما أتيت أخبرت أبا بكر بحديثهم.
قال: أفلا جئت بهم؟. فلما كان بعد قال لي ذو عمرو: يا جرير ان لك عليّ كرامة، واني مخبرك خبرا، انكم معشر العرب لن تزالوا بخير ما كنتم إذا هلك أمير تأمرتم في آخر، وإذا كانت بالسيف كنتم ملوكا تغضبون غضب الملوك وترضون رضى الملوك [1] .
عمره:
روى يعقوب بن سفيان عن محمد بن المثنى عن معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة قَالَ:
تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم وهو ابن اثنتين وستين سنة [2] .
روى يعقوب بن سفيان عن عبد الحميد بن بكار عن محمد بن شعيب عن النعمان بن المنذر عن مكحول قَالَ:
تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم وهو ابن اثنتين وستين سنة ونصف [3] .
روى يعقوب بن سفيان في «تأريخه» عن سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ نَافِعِ بْنِ يزيد عن عمارة بن غزية عن مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عثمان أن أمه فاطمة بنت الحسين حدثته أن عائشة كانت تقول أخبرتني فاطمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرها: أنه لم يكن نبي كان
__________
[1] ابن كثير: البداية والنهاية 5/ 278.
[2] ، (3) المصدر السابق 5/ 259.(3/265)
بعده نبي الا عاش الّذي بعده نصف عمر الّذي كان قبله. وأنه أخبرني أن عيسى بن مريم عاش عشرين ومائة سنة فلا أراني الا ذاهب على رأس ستين [1] .
أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم:
... حدثنا يعقوب بن سفيان حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ حدثنا اللَّيْثُ حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ سَعِيدِ بن أبي هلال عن عقبة بن مسلم عن نافع بن جبير أنه دخل على عبد الملك بن مروان فقال له: أتحصي أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان جبير يعدها؟ قال: نعم هي ستة: محمد وأحمد وخاتم وحاشر وعاقب وماح، فأما حاشر فبعث مع الساعة بين يدي عذاب شديد، والعاقب عاقب الأنبياء، وماح محا الله به سيئات من اتبعه [2] .
أمهاته ومرضعاته وجداته:
حدثنا يعقوب بن سفيان حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي مَنِيعٍ حَدَّثَنَا جَدِّي عن الزبيري قال: أُمَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التي ولدته آمنة بنت وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كلاب، وأمها برّة بنت عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بن قصي بن كلاب بن مرة، وأمها أم سفيان [3] بنت أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة، وأمها برة بنت عوف بن عبيد بن عويج بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غالب بن فهر، وأمها قلابة بنت الحارث بن صعصعة من بني عادية بن لحيان بن هذيل، وأمها بنت [4]
__________
[1] المصدر السابق 2/ 95 وقال «هذا لفظ حديث الفسوي فهو حديث غريب» .
[2] ابن عساكر: تاريخ دمشق 1/ ق 145 ب (مخطوط) .
[3] في ابن سعد 1/ 59 «حبيب» بدل «سفيان» .
[4] اسمها أميمة (ابن سعد 1/ 59 ومحمد بن حبيب: أمهات النبي 10) .(3/266)
مالك بن غنم من بني لحيان.
وأم رسول الله صلّى الله عليه وسلم التي أرضعته حتى شب حليمة بنت الحارث بن شجنة السعدية من بني سعد بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر.
وزوج حليمة الحارث بن عبد العزى.
ففي هؤلاء شب رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقَدْ أرضعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم أيضا ثويبة مولاة أبي لهب، واسم أبي لهب عبد العزى.
وجدة رسول الله صلّى الله عليه وسلم أم أبيه عبد الله بن عبد المطلب:
فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم، وأمها صخرة بنت عبد بن عمران بن مخزوم، وأمها تخمر بنت عبد بن قصي بن كلاب بن مرة، وأمها سلمى بنت عامرة بن عميرة بنت وديعة بن الحارث بن فهر، وأمها أخت [1] بني وائلة بن عدوان بن قيس [2] .
أزواجه:
خديجة:
... حدثنا يعقوب بن سفيان حدثني الحجاج بن أبي منيع حدثني جدي وهو عبد الله بن أبي زياد الرصافيّ عن الزهري قال:
ان أول امرأة تزوجها رسول الله صلّى الله عليه وسلم خديجة بنت خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قصيّ، زوجه إياها أبوها قبل
__________
[1] اسمها عاتكة (ابن سعد 1/ 62) أو هند (ابن حبيب:
أمهات النبي 11) .
[2] ابن عساكر: تاريخ دمشق 1/ ق 151 ب (مخطوطة) .(3/267)
البعثة [1] .
وتزوجت خديجة- زاد يعقوب: بنت خويلد- قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم برجلين، الأول منهما عتيق بن عائذ بن عبد الله بن مخزوم، فولدت له جارية هي أم محمد بن صيفي. ثم خلف على خديجة- زاد يعقوب: بنت خويلد- وقالا بعد «عتيق» : ابن عائذ أبو هالة التميمي، وهو من بني أسد بن عمرو بن تميم، فولدت له هند بنت هند [2] .
عائشة:
وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أري في المنام مرتين. فقال يعقوب وقالا: هي امرأتك، وعائشة يومئذ ابنة ... [3] زاد يعقوب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنى بعائشة بعد ما قدم المدينة، وعائشة يوم بنى بها رسول الله صلّى الله عليه وسلم بنت تسع سنين [4] .
قال يعقوب بن سفيان الحافظ حدثنا الحجاج حدثنا حماد عن هشام ابن عروة عن أبيه عن عائشة قالت:
تزوجني رسول الله صلّى الله عليه وسلم متوفى خديجة قبل مخرجه من مكة وأنا ابنة سبع- أو ست- سنين. فلما قدمنا المدينة جاءني نسوة وأنا ألعب في أرجوحة وأنا مجممة، فهيأنني وصنعنني، ثم أتين بي الى
__________
[1] ابن عساكر: تاريخ دمشق 1/ ق 163 ب وابن كثير: البداية والنهاية 5/ 292- 293. وقد وقع سقط عند ابن عساكر فأكملتها من ابن كثير.
[2] ابن عساكر: تاريخ دمشق 1/ ق 164 ب (مخطوطة) .
[3] ممسوح.
[4] ابن عساكر: تاريخ دمشق 1/ ق 164 ب (مخطوطة) .(3/268)
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابنة تسع سنين [1] .
الكلابية والجونية:
روى يعقوب بن سفيان عن حجاج بْنُ أَبِي مَنِيعٍ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عن عروة عن عائشة: أن الضحاك بن سفيان الكلابي هو الّذي دلّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها- وأنا أسمع من وراء حجاب- قال: يا رسول الله هل لك في أخت أم شبيب، وأم شبيب امرأة الضحاك.
وبه قال الزهري: تزوج رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةِ من بني عمرو بن كلاب، فأنبئ أن بها بياضا، فطلقها ولم يدخل بها.
قال: وتزوج أخت بني الجون الكندي، وهم حلفاء بني فزارة، فاستعاذت منه. فقال: «لقد عدت بعظيم الحقي بأهلك» . فطلقها ولم يدخل بها.
مارية وريحانة:
قال: وكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم سريّة يقال لها مارية، فولدت له غلاما سماه إبراهيم، فتوفي وقد ملأ المهد، وكانت له وليدة يقال لها ريحانة بنت شمعون من أهل الكتاب من خنافة وهم بطن من بني قريظة أعتقها رسول الله صلّى الله عليه وسلم، ويزعمونه أنها قد احتجبت [2] .
أبناؤه وبناته:
حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا الحجاج حدثنا جدي عن الزهري قال: تزوجها- يعني خديجة- في الجاهلية، وانكحه إياها أبوها خويلد ابن أسد، فولدت لرسول الله صلّى الله عليه وسلم القاسم به كان يكنى
__________
[1] ابن كثير: البداية والنهاية 3/ 131.
[2] المصدر السابق 5/ 296.(3/269)
والطاهر وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة رضوان الله عليهم.
فأما زَيْنَبَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فتزوجها أبو العاص بن الربيع بن عبد شمس بن عبد مناف في الجاهلية، فولدت لابي العاص جارية اسمها أمامة وتزوجها علي بن أبي طالب بعد ما توفيت بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقتل علي وعنده أمامة، فخلف على أمامة بعد عليّ الْمُغِيرَةِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ المطلب بن هاشم فتوفيت عنده، وأم أبي العاص بن الربيع هالة بنت خويلد بن أسد، وخديجة خالته أخت أسد.
وأما رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فتزوجها عثمان بن عفان في الجاهلية، فولدت له عبد الله بن عثمان به كان يكنى عثمان أَوَّلَ مَرَّةٍ حَتَّى كُنِيَ بَعْدَ ذَلِكَ بِعَمْرٍو بن عثمان، وبكل قد كان يكنى، ثم تُوُفِّيَتْ رُقَيَّةُ زَمَنَ بَدْرٍ، فَتَخَلَّفَ عُثْمَانُ عَلَى دفنها، فذلك منعه أن يشهد بدرا، وقد كان عثمان هاجر الى أرض الحبشة، وهاجر معه برقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وَتُوُفِّيَتْ رُقَيَّةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ قَدِمَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَشِيرًا بِفَتْحِ بَدْرٍ [1] .
وَأَمَّا أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلم فتزوجها [2]- زاد يعقوب- ثم توفيت عنده، ولم تلد له شيئا..
وأما فاطمة- زاد يعقوب: بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالا: فتزوجها علي بن أبي طالب فولدت له حسنا بن علي الأكبر
__________
[1] ابن عساكر: تاريخ دمشق 1/ ق 158 أ، ق 164 أ (مخطوطة) .
[2] أي عثمان- رضي الله عنه-.(3/270)
وحسين بن علي، وهو المقتول بالعراق بالطف [1] .
حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عثمان حَدَّثَنَا جَرِيرٌ [2] عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عن عبد الله بن الحارث قال:
عاشت فاطمة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ثمانية أشهر.
قال وحدثنا يعقوب حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [3] حَدَّثَنَا عمرو [4] عن ابن شهاب قال: مكثت فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بعد النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أشهر.
قال: وحدثنا عمرو بن دينار عن أبي جعفر قال: مكثت بعده سنة أشهر [5] .
أمكنة نزول النبوة:
أخبرنا القطان أخبرنا ابن درستويه حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد بن مسلم حَدَّثَنَا عُفَيْرُ بْنُ مَعْدَانَ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عامر عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أنزلت النُّبُوَّةُ فِي ثَلَاثَةِ أَمْكِنَةٍ، بِمَكَّةَ وَبِالْمَدِينَةِ وَبِالشَّامِ [6] .
دلائل النبوة:
روى البيهقي من طريق يعقوب بن سفيان عن أبي نعيم- وهو الفضل بن دكين- ثنا مسعر عن عبد الجبار بن وائل بن حجر قال حدثني
__________
[1] المصدر السابق 1/ ق 164 أ (مخطوطة) .
[2] ابن عبد الحميد الضبي.
[3] ابن عيينة.
[4] ابن دينار.
[5] ابن عساكر: تاريخ دمشق 1/ ق 161 أ- ب.
[6] الخطيب: موضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 225.(3/271)
أهلي عن أبي قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بدلو من ماء، فشرب منه ثم مجّ في الدلو، ثم صبّ في البئر، أو شرب من الدلو ثم مجّ في البئر ففاح منها ريح المسك [1] .
روى البيهقي والحاكم من حديث يعقوب بن سفيان عن أحمد بن شبيب بن [2] سعيد الحبطي [3] عن أبيه عن روح بن القاسم عن أبي جعفر المديني عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم وجاءه رجل ضرير فشكا اليه ذهاب بصره فقال: يا رسول الله ليس لي قائد وقد شقّ علي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ائت الميضأة فتوضأ ثم صلّ ركعتين ثم قل: اللَّهمّ اني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبيّ الرحمة، يا محمد اني أتوجه بك الى ربي فينجلي بصري، اللَّهمّ فشفّعه في وشفعني في نفسي. قال عثمان: فو الله ما تفرقنا ولا طال الحديث بنا حتى دخل الرجل كأنّه لم يكن به ضرّ قط [4] .
(خبر سلمان الفارسيّ) :
... ثنا يعقوب بن سفيان الفسوي ثنا زكريا بن الأرسوفي ثنا السري بن يحيى عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي قال:
__________
[1] ابن كثير: البداية والنهاية 6/ 24 وذكر ان السياق من رواية أحمد بن حنبل.
[2] في الأصل «عن» .
[3] في الأصل «الحنطبي» وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب 1/ 36.
[4] ابن كثير: البداية والنهاية 6/ 162 والذهبي: تاريخ الإسلام 1/ 219 ووقع فيه «الحبطي» بدل «الحنطبي» و «بن سعيد» بدل «عن سعيد» .(3/272)
كان سلمان من أهل رامهرمز، فجاء راهب الى جبالها يتعبد فكان يأتيه ابن دهقان القرية. قال: ففطنت له فقلت له: اذهب بي معك.
فقال: لا حتى أستأمره. فاستأمره فقال: جيء به معك. فكنا نختلف اليه حتى فطن لذلك أهل القرية فقالوا: يا راهب انك قد جاورتنا فأحسنا جوارك، وانا نراك تريد أن تفسد علينا غلماننا فأخرج عن أرضنا. قال:
فخرج وخرجت معه، فجعل لا يزداد ارتفاعا في الأرض الا ازداد معرفة وكرامة حتى أتى الموصل، فأتى جبلا من جبالها فإذا رهبان سبعة كل رجل في غار يتعبد فيه يصوم ستة أيام ولياليهن حتى إذا كان يوم السابع اجتمعوا فأكلوا وتحدثوا. فقلت لصاحبي: اتركني عند هؤلاء الناس فأبى علي الا أن ننطلق، فقلت: فاني أخرج معك. قال: فانطلقت معه فلما انتهينا الى باب بيت المقدس فإذا على باب المسجد رجل مقعد. قال: يا عبد الله تصدق عليّ، فلم يكن معه شيء يعطيه إياه، فدخل المسجد فصلى ثلاثة أيام ولياليهن ثم انه انصرف فخط خطا وقال: إذا رأيت الظل بلغ هذا الخط فأيقظني فنام. قال: فرثيت له من طول ما سهر فلم أوقظه حتى جاوز الخط، فاستيقظ فقال: ألم أقل لك! قلت: اني رثيت لك من طول ما سهرت. قال: ويحك اني أستحي من الله ان تمضي ساعة من ليل أو نهار لا أذكره فيها، ثم خرج. فقال المقعد: أنت رجل صالح دخلت وخرجت ولم تصدّق علي. فنظر يمينا وشمالا فلم ير أحدا قال: أرني يدك قم باذن الله، فقام ليس به علة، فشغلني النظر اليه ومضى صاحبي في السكك، فالتفت فلم أره فانطلقت أطلبه. قال: ومرّت رفقة من العراق فاحتملوني فجاءوا بي الى المدينة، فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة قال ذكرت قولهم انه لا يأكل الصدقة ويقبل الهدية. فجئت بطعام اليه فقال: ما هذا؟ قلت: صدقة. فقال لأصحابه: كلوا ولم يذقه. ثم اني(3/273)
رجعت وجمعت طعيما فقال: ما هذا يا سلمان؟ قلت: هدية. فأكل.
قلت: يا رسول الله أخبرني عن النصارى؟ قال: لا خير فيهم ولا فيمن يحبهم. فقمت وأنا مثقل فأنزل الله تعالى لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَداوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى 5: 82 [1] .
فأرسل الي فقال: يا سلمان صاحبك أو أصحابك من هؤلاء الذين ذكر الله تعالى [2] .
حديث أم معبد:
وقد روى حديث أم معبد الحافظ يعقوب بن سفيان الفسوي والحافظ أبو نعيم في كتابه دلائل النبوة [3] .
صفته عند أهل الكتاب:
قال الحافظ أبو بكر البيهقي أخبرناه أبو الحسين بن الفضل القطان حدثنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا أبو صالح حدثنا اللَّيْثُ حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ سَعِيدِ بن أبي هلال عن أسامة عن عطاء بن يسار عن ابن سلام أنه كان يقول:
انا لنجد صفة رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا أرسلناك شاهدا ومبشرا وحرزا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميته المتوكل ليس بفظ ولا غليظ، ولا صخاب في الأسواق، ولا يجزئ السيئة بمثلها، ولكن يعفو ويتجاوز ولن يقبضه حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يشهدوا أن لا إله الا الله يفتح به أعينا عميا، وآذانا صما، وقلوبا غلفا.
__________
[1] سورة المائدة آية 82.
[2] الذهبي: تاريخ الإسلام 2/ 158- 159 وقال «اسناده جيد وزكريا الارسوفي صدوق ان شاء الله.
[3] ابن كثير: البداية والنهاية 6/ 30.(3/274)
وقال عطاء بن يسار: وأخبرني الليثي [1] أنه سمع كعب الأحبار يقول مثل ما قال ابن سلام [2] .
وقال يعقوب بن سفيان حدثنا فيض البجلي حدثنا سلام بن مسكين عن مقاتل بن حيان قال: أوحى الله عز وجل الى عيسى بن مريم: جدّ في أمري واسمع وأطع يا ابن الطاهرة البكر البتول، أنا خلقتك من غير فحل، فجعلتك آية للعالمين. فإياي فاعبد، فبين لأهل سوران بالسريانية، بلّغ من بين يديك أني أنا الحق القائم الّذي لا أزول صدقوا بالنبيّ الأمي العربيّ صاحب الجمل والمدرعة والعمامة والنعلين والهراوة- وهي القضيب- الجعد الرأس الصلت الجبين المقرون الحاجبين الأنجل العينين الأهدب الأشفار الأدعج العينين، الأقنى الأنف، الواضح الخدين، الكث اللحية، عرقه في وجهه كاللؤلؤ، ريح المسك ينضح منه، كأن عنقه إبريق فضة، وكأن الذهب يجري في تراقيه، له شعرات من لبته الى سرته تجري كالقضيب ليس في بطنه شعر غيره، شثن الكف والقدم إذا جاء مع الناس غمرهم، وإذا مشى كأنّما ينقلع من الصخر، ويتحدر من صبب، ذو النسل القليل- وكأنه أراد الذكور من صلبه-. هكذا رواه البيهقي في دلائل النبوة من طريق يعقوب بن سفيان [3] .
أخبرنا أبو محمد بن إسماعيل المكيّ قراءة عليه وأنا أسمع قال أنا أبو عبد الله بن أبي المعاملي بن محمد بن الحسين نزيل الاسكندرية سماعا
__________
[1] نصر بن عاصم الليثي البصري (تهذيب 12/ 427) .
[2] ابن كثير: البداية والنهاية 2/ 326، 6/ 60- 61، والخطيب: موضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 445 ولكن من طريق الحسن بن محمد الفسوي عن يعقوب.
[3] ابن عساكر: تاريخ دمشق 1/ ق 205 ب.
وابن كثير: البداية والنهاية 2/ 327، 6/ 62.(3/275)
قال أنا أحمد بن محمد الشافعيّ قراءة عليه وأنا أسمع قال أنا أحمد بن علي بن الحسين قال أنا الحسن بن أحمد قال أنا عبد الله بن جعفر قال أنا يعقوب بن سفيان ثنا يوسف بن حماد المعنى ثنا عبد الأعلى عن محمد بن إسحاق.
وروينا من طريق البكائي عن ابن إسحاق، ومعناهما واحد، وهذا اللفظ للبكائي عن ابن إسحاق قال وحدثني صالح بن إبراهيم عن محمود ابن لبيد عن سلمة بن سلامة بن وقش، وكان من أصحاب بدر قال:
كان لنا جار من يهود بني عبد الأشهل، فذكر القيامة والبعث والحساب والميزان والجنة والنار فقال: ذلك لقوم أهل شرك أصحاب أوثان لا يرون أن بعثا كائن بعد الموت. فقالوا: ويحك أوترى أن هذا كائنا أن الناس يبعثون بعد موتهم الى دار فيها جنة ونار يجزون فيها بأعمالهم؟ قال:
نعم والّذي يحلف به، ولود أن له بحظه من تلك النار أعظم تنور في داره يحمونه ثم يدخلونه إياه فيطبقونه عليه بأن ينجو من تلك النار غدا.
قالوا له: ويحك يا فلان وما آية ذلك؟ قال: نبي مبعوث من نحو هذه البلاد وأشار بيده الى مكة واليمن. قالوا: ومتى تراه؟ فنظر اليّ وأنا من أحدثهم سنا فقال: ان يستنفد هذا الغلام عمره يدركه.
قال سلمة: فو الله ما ذهب الليل والنهار حتى بعث الله رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم، وهو بين أظهرنا، فآمنا منه وكفر به بغيا وحسدا، فقلنا له: ويحك يا فلان ألست الّذي قلت لنا فيه ما قلت [1] .
صفاته الخلقية:
خاتم النبوة:
روى يعقوب بن سفيان، عن الحميدي، عن يحيى بن
__________
[1] ابن سيد الناس: عيون الأثر 1/ 56- 57.(3/276)
سليم [1] ، عن ابن [2] خيثم عن سعيد بن أبي راشد، عن التنوخي [3] الّذي بعثه هرقل إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو بتبوك.. فذكر الحديث كما قدمناه في غزوة تبوك الى أن قال: فحل حبوته عن ظهره ثم قال: هاهنا أمض لما أمرت به. قال: فجلت في ظهره فإذا أنا بخاتم في موضع غضروف الكتف مثل الحجمة الضخمة [4] .
وقال يعقوب بن سفيان ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا عبد الله بن ميسرة ثنا عتاب [5] سمعت أبا سعيد [6] يقول: الخاتم الّذي بين كتفي النبي صلى الله عليه وسلم لحمة نابتة [7] .
لون بشرته:
ساق البيهقي باسناده عن يعقوب بن سفيان حدثني عمرو بن عون وسعيد بن منصور قالا حدثنا خالد بن عبد الله، عن حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أسمر اللون [8] .
قال يعقوب بن سفيان الفسوي حدثني عمرو بن عون وسعيد بن منصور قالا ثنا خالد بن عبد الله عن الجريريّ عن أبي الطفيل قال: رأيت وجه النبي صلى الله عليه وسلم ولم يبق أحد رآه غيري.
__________
[1] الطائفي القرشي (تهذيب التهذيب 11/ 226) .
[2] في الأصل «أبي» وانما هو عبد الله بن عثمان بن خيثم.
[3] النصراني (تهذيب التهذيب 4/ 26) .
[4] ابن كثير: البداية والنهاية 6/ 27.
[5] عتاب بن حنين ويقال ابن أبي حنين المكيّ (تهذيب التهذيب 7/ 91) .
[6] الخدريّ.
[7] ابن كثير: البداية والنهاية 6/ 28.
[8] ابن كثير: البداية والنهاية 6/ 13.(3/277)
فقلت له: صف لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فقال: كان أبيض مليح الوجه [1] .
وقال يعقوب الفسوي ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَلَاءِ حَدَّثَنِي عَمْرُو ابن الْحَارِثِ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ عَنِ الزبيدي أخبرني محمد بن مسلم عن سعيد بن المسيب أنه سمع أبا هريرة يصف النبي صلى الله عليه وسلم فقال: كان شديد البياض [2] .
وقال يعقوب بن سفيان ثنا ابن الأصبهاني ثنا شريك، عن عبد الملك بن عمير، عن نافع بن جبير قال: وصف لنا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: كان أبيض مشرب الحمرة [3] . وقال يعقوب بن سفيان ثنا سعيد بن منصور ثنا نوح بن قيس الحراني ثنا خالد بن خالد التميمي عن يوسف بن مازن المازني أن رجلا قال لعلي:
يا أمير المؤمنين انعت لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: كان أبيض مشربا حمرة ضخم الهامة أغرّ أبلج أهدب الأشفار [4] . وقال يعقوب بن سفيان حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا خالد بن عبد الله، عن عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده قال: سئل أو قيل لعلي: انعت لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: كان أبيض مشربا بياضه حمرة، وكان أسود الحدقة أهدب الأشفار. قال يعقوب: وحدثنا عبد الله بن مسلمة وسعيد بن منصور قالا ثنا
__________
[1] المصدر السابق 6/ 14.
[2] الذهبي: تاريخ الإسلام 1/ 245.
[3] ابن كثير: البداية والنهاية 6/ 15.
[4] المصدر السابق 6/ 18.(3/278)
عيسى بن يونس، ثنا عمر بن عبد الله مولى غفرة، عن إبراهيم بن محمد [1] ، عن ولد علي قال: كان علي إذا نعت رسول الله قال: كان في الوجه تدوير أبيض أدعج العينين أهدب الأشفار [2] . روى يعقوب بن سفيان عن الحميدي عن سفيان بن عيينة عن إسماعيل ابن أمية عن مولى لهم- مزاحم بن أبي مزاحم- عن عبد العزيز بن عبد الله ابن خالد بن أسيد، عن رجل من خزاعة يقال له محرش أو مخرش- لم يكن سفيان يقف على اسمه، وربما قال محرش ولم أسمعه أنا- أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من الجعرانة ليلا فاعتمر، ثم رجع فأصبح بها كبائت، فنظرت الى ظهره كأنها سبيكة فضة.
وقال يعقوب بن سفيان حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَلَاءِ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سالم عن سعيد بن المسيب انه سمع أبا هريرة يصف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كان شديد البياض [3] .
صفة عينيه:
حدثنا يعقوب حدثنا سعيد بن منصور حدثنا خالد بن عبد الله عن عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده قال: قيل لعلي انعت لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: كان أسود
__________
[1] ابن علي بن أبي طالب.
[2] ابن كثير: البداية والنهاية 6/ 16 وفيه «سلمة» بدل «مسلمة» وهو خطأ.
[3] المصدر السابق 6/ 14 وقال «وهذا اسناد حسن، ولم يخرجوه» .(3/279)
الحدقة [1] . حدثنا الشيخ الخطيب الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت البغدادي لفظا قال أنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل قراءة عليه قال أنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه قراءة عليه سنة ست وأربعين وثلاثمائة قال نا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ الْفَسَوِيُّ قَالَ نا عبيد الله بن معاذ قال نا أبي، وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا نا محمد- يعني ابن جعفر غندر- جميعا عن شعبة عن سماك قال سمعت جابر بن سمرة- وفي حديث عبيد الله سألت جابر بن سمرة- عن صفة عين النبي صلى الله عليه وسلم فقال: كان ضليع الفم أشكل العينين.
قال: طويل شق العين. قال: قلت: ما منهوس العقب؟ قال: قليل لحم العقب [2] .
أشفار عينيه:
وقال يعقوب بن سفيان: ثنا آدم وعاصم بن علي قالا ثنا ابن أبي ذئب، ثنا صالح مولى التوأمة قال: كان أبو هريرة ينعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كان شبح الذراعين بعيد ما بين المنكبين، أهدب أشفار العينين [3] .
وقال يعقوب بن سفيان ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ عَنِ الزُّبَيْدِيِّ حدثني الزهري عن سعيد بن المسيب انه سمع أبا هريرة يصف رسول الله فقال: كان مفاض الجبين أهدب الأشفار.
__________
[1] ابن عساكر: تاريخ دمشق 1/ ق 183 أ.
[2] الخطيب البغدادي: الجامع لأخلاق الراويّ وآداب السامع ق 161 ب.
[3] ابن كثير: البداية والنهاية 6/ 22.(3/280)
شعره:
وقال يعقوب بن سفيان ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ [1] وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ الحميد قالا ثنا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قال قالت أم هانئ: قدم النبي صلى الله عليه وسلم مكة قدمة وله أربع غدائر- تعني ضفائر-[2] .
وقال يعقوب بن سفيان ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ السكري [3] ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهِبٍ القرشي قال: دخلنا على أم سلمة، فأخرجت إلينا من شعر رسول الله فإذا هو أحمر مصبوغ بالحناء والكتم [4] .
وقال يعقوب بن سفيان: ثنا أبو نعيم ثنا عبيد الله بن اياد حدثني أياد عن أبي رمثة قال: انطلقت مع أبي نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأيته قال: هل تدري من هذا؟ قلت: لا. قال: ان هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فاقشعررت حين قال هذا، وكنت أظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء لا يشبه الناس، فإذا هو بشر ذو وفرة بها درع من حناء، وعليه بردان خضران [5] .
روى يعقوب بن سفيان عن محمد بن عبد الله المخرمي عن أبي سفيان الحميري [6] عن الضحاك بن حمرة عن غيلان بن جامع عن اياد بن لقيط عن [7] أبي رمثة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخضب
__________
[1] في الأصل «مسلم» .
[2] المصدر السابق 6/ 20.
[3] محمد بن ميمون المروزي (تهذيب التهذيب 9/ 486) .
[4] المصدر السابق 6/ 20.
[5] ابن كثير: البداية والنهاية 6/ 21.
[6] سعيد بن يحيى الواسطي (تهذيب التهذيب 4/ 99) .
[7] في الأصل «بن» والصواب ما أثبته وانظر ترجمة أبي رمثة في (تهذيب التهذيب 12/ 97) .(3/281)