حَرَسِي» [1] .
حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَخْبَرَهُ أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ أَرْسَلَ إِلَيْهِ بِالظَّهِيرَةِ فِي سَاعَةٍ لَمْ يَكُنْ يُرْسِلُ إِلَيْهِ فِي مِثْلِهَا، فَوَجَدَهُ فِي قَيْطُونٍ [2] صَغِيرٍ لَهُ بَابَانِ، بَابٌ يُدْخَلُ عَلَيْهِ مِنْهُ، وَبَابٌ خَلْفَهُ يَنْحَرِفُ [3] مِنْهُ إِلَى أَهْلِهِ. قَالَ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَإِذَا هو قاطب بن عَيْنَيْهِ، فَأَشَارَ إِلَيَّ أَنْ أَجْلِسَ، فَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ مَجْلِسَ الْخَصْمِ وَلَيْسَ عِنْدَهُ إِلَّا ابْنُ الرَّيَّانِ قَائِمًا بِسَيْفِهِ.
فَقَالَ: مَا تَقُولُ فِيمَنْ يَسُبُّ الْخُلَفَاءَ أَتَرَى أَنْ يُقْتَلَ؟ قَالَ: فَسَكَتَ.
قال: فانتهرني وقال: ما لك لَا تَتَكَلَّمُ؟ فَسَكَتَ. فَعَادَ لِمِثْلِهَا. فَقُلْتُ أَقَتَلَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنَّهُ سَبَّ الْخُلَفَاءَ. قَالَ: فَقُلْتُ فَإِنِّي أَرَى أَنْ يُنَكَّلَ [بِهِ] [4] فِيمَا انْتَهَكَ مِنْ جِهَةِ الْخُلَفَاءِ قَالَ: فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى ابْنِ الرَّيَّانِ قَالَ: وَمَا أَظُنُّ إِلَّا أَنَّهُ يَقُولُ اضْرِبُوا رَقَبَتَهُ. فَقَالَ: انه فيهم لتائه، نم حَوَّلَ وِرْكَهُ فَدَخَلَ إِلَى أَهْلِهِ. فَقَالَ لِي ابْنُ الرَّيَّانِ بِيَدِهِ انْقَلِبْ.
قَالَ: وَكَانَ ابْنُ الرَّيَّانِ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَافِظًا. قَالَ: فَانْقَلَبْتُ وَمَا تَهُبُّ رِيحٌ مِنْ وَرَائِي إِلَّا وأنا أظنه رسولا يردني اليه [5] .
__________
[1] ابن الجوزي سيرة عمر ص 39- 40.
[2] في الأصل «قيطور» والتصحيح من سيرة عمر لابن الجوزي ص 40.
[3] في الأصل «اليه» قبل «منه» وهي زائدة فحذفتها.
[4] الزيادة من ابن كثير: البداية والنهاية 9/ 195.
[5] ابن الجوزي سيرة عمر ص 40- 41، وأوردها ابن عبد الحكم: سيرة عمر بن عبد العزيز ص 29- 30 وانظر ص 135- 136.
وابن كثير: البداية والنهاية 9/ 195 باختصار من طريق ابن وهب أيضا ولم يسم مصدره.(1/603)
حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي الليث: أن خالد ابن الرَّيَّانِ حِينَ اسْتُخْلِفَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَزَلَهُ عَنْ مَوْضِعِهِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ- وَكَانَ سَيَّافًا يَقُومُ عَلَى رُءُوسِ الْخُلَفَاءِ- وَقَالَ عُمَرُ: إِنِّي أَذْكُرُ بَأْوَهُ [1] وَهَيْئَتَهُ، اللَّهمّ إِنِّي أَضَعُهُ لَكَ فَلَا تَرْفَعْهُ أَبَدًا. قَالَ: فحَدَّثَنِي نَوْفَلُ بْنُ الفُّرَاتِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ شَرِيفًا خَمَدَ ذِكْرُهُ حَتَّى لَا يُذْكَرَ مِثْلُهُ، حَتَّى أَنْ كَانَ النَّاسُ يَقُولُونَ: مَا فِعْلُ خَالِدٌ أَحَيٌّ هُوَ أَوْ قَدْ مَاتَ» [2] .
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ هشام بن يحي الْغَسَّانِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي:
أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ إِلَى عَامِلٍ لَهُ يَشْتَرِي لَهُ عَسَلًا وَقَالَ: لَا تَخْسَرْ فِيهِ شَيْئًا، وَأَنَّ الْعَامِلَ حَمَلَهُ عَلَى مَرْكَبِهِ مِنَ البريد، فلما أتى عمر قال: غلام حَمَلَهُ؟ قَالَ: عَلَى الْبَرِيدِ. فَأَمَرَ بِذَلِكَ الْعَسَلِ فَبِيعَ، وَجَعَلَ ثَمَنَهُ فِي بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ، وَقَالَ: أَفْسَدْتَ عَلَيْنَا عَسَلَكَ» [3] .
وَعَنْ جَدِّي قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَيَّ أَنْ قَدْ وَقَعَ الْبَرْدُ فارفع السوط.
وعن جدي قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ جَالِسًا فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ أَقْطَعَ جَدِّي قَطِيعَةً فَأَقَرَّهَا الْوَلِيدُ وَسُلَيْمَانُ حَتَّى إِذَا اسْتُخْلِفَ عُمَرُ- رَحِمَ اللَّهُ عُمَرَ- نَزَعَهَا. قَالَ لَهُ هِشَامٌ: أَعِدْ مَقَالَتَكَ. قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ أَقْطَعَ جَدِّي قَطِيعَةً فَأَقَرَّهَا الْوَلِيدُ وَسُلَيْمَانُ حَتَّى إِذَا اسْتُخْلِفَ عُمَرُ- رَحِمَ اللَّهُ عُمَرَ- نَزَعَهَا. قَالَ: وَاللَّهِ إِنَّ فِيكَ لَعَجَبًا إِنَّكَ تذكر من أقطع جدك ومن أقرها
__________
[1] فخره.
[2] ابن الجوزي: سيرة عمر ص 40.
[3] ابن الجوزي: سيرة عمر ص 159.(1/604)
في يده فلا ترحّم عَلَيْهِ، وَتَذْكُرُ مَنْ نَزَعَهَا فَتَتَرَحَّمُ عَلَيْهِ فَأَنَا قَدْ أَمْضَيْنَا مَا صَنَعَ عُمَرُ- رَحِمَ اللَّهُ عُمَرُ- قُمْ.
«حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز قَالَ: دَعَانِي أَبُو جَعْفَرٍ فَقَالَ: كَمْ كَانَتْ غَلَّةُ عُمَرَ حِينَ أَفْضَتْ إِلَيْهِ الْخِلَافَةُ؟
قُلْتُ: مَا زَالَ يَرُدُّهَا حَتَّى كَانَتْ غَلَّتُهُ مِائَةَ دِينَارٍ» [1] وَلَوْ بَقِيَ لَرَدَّهَا.
«حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ: بَيْنَمَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِعَرَفَاتٍ مَعَ سُلَيْمَانَ أَبْرَقَتِ وَأَرْعَدَتْ رَعْدًا شَدِيدًا أَفْزَعَ سُلَيْمَانَ، فَنَظَرَ إِلَى عُمَرَ وَهُوَ يَضْحَكُ فَقَالَ: يَا عُمَرُ أَتَضْحَكُ وَأَنْتَ تَسْمَعُ مَا تَسْمَعُ؟ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَذِهِ رَحْمَةُ اللَّهِ قَدْ أَفْزَعَتْكَ فَكَيْفَ لَوْ جَاءَ عَذَابُهُ!» [2] حَدَّثَنِي أَبُو عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ أَبِي حَمْلَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ قَالَ: لَقِيَنِي يَهُودِيٌّ فَقَالَ لِي: إِنَّ صَاحِبَكَ سَيَلِي هَذَا الْأَمْرَ وَيَعْدِلُ فِيهِ، فَلَمَّا وَلِيَ لَقِيتُهُ فَقَالَ: أَلَيْسَ أَعْلَمْتُكَ مَرَّةً فَلْيَتَدَارَكْ نَفْسَهُ فَإِنَّهُ قَدْ سُقِيَ. فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ الْيَهُودِيَّ الَّذِي أَخْبَرَنِي أَنَّكَ سَتَلِي وَتَعْدِلُ أَخْبَرَنِي أَنَّكَ قَدْ سُقِيتَ فِيهَا. فَقَالَ قَاتَلَهُ اللَّهُ مَا أَعْلَمَهُ! لَقَدْ عَلِمْتُ السَّاعَةَ الَّتِي سُقِيتُ فِيهَا لَوْ [3] أَنَّ شِفَائِي فِي أَنْ أَمُدَّ يَدِي إِلَى شَحْمَةِ أُذُنِي مَا فَعَلْتُ، أَوْ أُوتَى بِطِيبٍ [4] فأرفعه الى أنفي ما فعلت [5] .
__________
[1] الذهبي: تاريخ الإسلام 4/ 172 لكنه يذكر «مائتي» بدل «مائة» وقارن بابن الجوزي: سيرة عمر ص 272.
[2] ابن عبد الحكم: سيرة عمر بن عبد العزيز 30. وابن الجوزي سيرة عمر ص 41- 42 ووقع فيه «سفيان» بدل «سليمان» وهو تصحيف. وأوردها ابن كثير من طريق آخر (البداية والنهاية 9/ 179، 196) .
[3] في الأصل «لولا» .
[4] في الأصل «بطبيب» والتصويب من ابن كثير البداية والنهاية 9/ 210.
[5] أوردها ابن كثير: البداية والنهاية 9/ 210 وقارن ابن الجوزي. سيرة عمر ص 276- 277.(1/605)
حدثني سعيد بن أسد حدثنا ضمرة عن ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: كَتَبَ صَالِحُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَصَاحِبُهُ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ يُعَرِّضَانِ لَهُ بِدِمَاءِ الْمُسْلِمِينَ، وَكَانَا عَامِلَيْهِ عَلَى شَيْءٍ مِنَ الْعِرَاقِ، فَكَتَبَا: إِنَّ النَّاسَ لَا يُصْلِحُهُمْ إِلَّا السَّيْفُ: فَكَتَبَ إِلَيْهِمَا عُمَرُ: خَبِيثَيْنِ مِنَ الْخَبَثِ رِبْذَتَيْنِ مِنَ الرِّبَذِ يُعَرِّضَانِ لِي بِدِمَاءِ الْمُسْلِمِينَ! مَا أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَّا وَدَمُكُمَا أَهْوَنُ عَلَيَّ مِنْ دَمِهِ [1] .
قَالَ: وَأَرَادَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى أَنْ يَخْلَعَ سُلَيْمَانَ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّمَا بَايَعْنَا لَكُمَا فِي عُقْدَةٍ وَاحِدَةٍ فَكَيْفَ نَخْلَعُهُ وَنَتْرُكُكَ! وَقَالَ: «عَرَضَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ جَوَارٍ، وَعِنْدَهُ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: فَجَعَلَ كُلَّمَا مَرَّتْ بِهِ جَارِيَةٌ تُعْجِبُهُ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اتَّخِذْ هَذِهِ. قَالَ: فَلَمَّا أَكْثَرَ قَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَتَأْمُرُنِي بِالزِّنَا! قَالَ: فَخَرَجَ الْعَبَّاسُ فَمَرَّ بِأُنَاسٍ مِنْ أهل بيته، فقال: مَا يُجْلِسُكُمْ بِبَابِ رَجُلٍ يَزْعُمُ أَنَّ آبَاءَكُمْ كَانُوا زُنَاةً» [2] .
حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ [3] ابن يَزِيدَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ الثَّقَفِيُّ: أَنَّ أَبَاهُ خَرَجَ فِي بَعْثِ الصَّائِفَةِ عَلَى دِيوَانِهِ، قَالَ: وَخَرَجْتُ مَعَهُ. قَالَ: فَلَمَّا كَانَ بِمَرْجِ اللَّاجِ [4] لَقِيَهُ كِتَابُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ انْصَرِفْ مِنْ حَيْثُ يَلْقَاكَ كِتَابُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّ
__________
[1] أوردها ابن الجوزي في سيرة عمر ص 91 من طريق ضمرة ولم يسم مصدره وقال: «رديئين من الرديء» بدل «ربذتين من الربذ» .
[2] ابن الجوزي سيرة عمر ص 119 بالإسناد نفسه.
[3] في سيرة عمر لابن الجوزي ص 88 «عبيد الله» .
[4] لم أجده، وفي ياقوت: مرج الديباج على عشرة أميال من المصيصة ولعله مصحف عنه.(1/606)
اللَّهَ لَا يَنْصُرُ جَيْشًا أَنْتَ فِيهِمْ. قَالَ الْوَلِيدُ: فَذَكَرْتُهُ لِابْنِ الْمُبَارَكِ فَحَدَّثَنِي عَنْ مَعْمَرٍ أَوْ غَيْرِهِ: أَنَّ عُمَرَ كَتَبَ إِلَى صَاحِبِ الصَّائِفَةِ: أَنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ ابْنَ أَبِي مُسْلِمٍ اكْتَتَبَ فِي بَعْضِ الصَّائِفَةِ، فَارْدُدْهُ خَاسِئًا فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَدْعُو لِلْقَوْمِ [1] فِي أَمْرٍ [2] وَفِيهِمُ ابْنُ أَبِي مُسْلِمٍ، قَالَ: فَرَدَّهُ مِنَ الدَّرْبِ [3] .
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [4] عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ [5] قَالَ:
كَانَتِ الْعُلَمَاءُ مَعَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ تَلَامِذَةً [6] .
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الرَّمْلِيُّ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ كُرَيْزِ بْنِ سُلَيْمٍ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ القاري: أَنِ ارْكَبْ إِلَى الْبَيْتِ الَّذِي بِرَفَحَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بَيْتُ الْمُكْسِ [7] فَاهْدِمْهُ، ثُمَّ احْمِلْهُ إِلَى الْبَحْرِ ثُمَّ انْسِفْهُ نَسْفًا [8] .
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَدَّثَنَا النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ الرمليّ قال:
حدثني زكري بْنُ شَدَّادٍ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ العزيز الى عبد الله بن
__________
[1] في الأصل «القوم» .
[2] في الأصل ممسوحة.
[3] وردت في سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي ص 88.
[4] سفيان الثوري.
[5] عمرو بن ميمون بن مهران الجزري (تهذيب التهذيب 8/ 108) .
[6] أوردها ابن الجوزي سيرة عمر بن عبد العزيز ص 27 لكنه يرفع القول الى ميمون بن مهران.
[7] انظر عن وضعه المكس عن المسلمين ابن سعد 5/ 254، وابن عبد الحكم: سيرة عمر بن عبد العزيز ص 99.
[8] أوردها ابن الجوزي من حديث ضمرة (سيرة عمر ص 93) لكنه قال «كدير بن سليمان» بدل «كريز بن سليمان» .(1/607)
عَوْفٍ الْقَارِئِ: إِذَا أَتَاكَ كِتَابِي هَذَا فَارْكَبْ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ إِلَى الْبَيْتِ النَّجِسِ الَّذِي برفح فأقلعه من أساسه، ثم اذره فِي الْبَحْرِ.
«حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قِيلَ لِعُمَرَ ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَوْ أَتَيْتَ الْمَدِينَةَ فَإِنْ قَضَى اللَّهُ مَوْتًا دُفِنْتَ مَوْضِعَ الْقَبْرِ الرَّابِعِ مَعَ َرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ.
قَالَ: وَاللَّهِ لَئَنْ يُعَذِّبَنِي اللَّهُ بِكُلِّ عَذَابٍ إِلَّا النَّارَ- فَإِنَّهُ لَا صَبْرَ عَلَيْهَا- أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَعْلَمَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِي أَنِّي أَرَى أَنِّي لِذَلِكَ الْمَوْضِعِ أَهْلًا» [1] .
حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ [2] حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ مِخْرَاقٍ قَالَ:
سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ يَقُولُ: لَوْلَا سُنَّةٌ أُحْيِيهَا أَوْ بدعة أمتها لَمَا بَالَيْتُ أَنْ أَعِيشَ فَوَاقًا.
حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ ثنا علي بن سعد حدثنا رباح بْنُ عُبَيْدَةَ قَالَ: أُخْرِجَ مِسْكٌ مِنَ الْخَزَائِنِ فَوُضِعَ بَيْنَ يَدَيْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَأَمْسَكَ بِأَنْفِهِ مَخَافَةَ أَنْ يَجِدَ رِيحَهُ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا ضَرَّكَ إِنْ وَجَدْتَ رِيحَهُ؟ قَالَ: وَهَلْ يُنْتَفَعُ مِنْ هَذَا إِلَّا بِرِيحِهِ [3] .
حَدَّثَنِي سعيد بن أسد قال: حدثنا ضمرة عن رَجَاءٍ قَالَ: اسْتَعْمَلَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَجُلًا، فَبَلَغَهُ أَنَّهُ كَانَ عَامِلًا لِلْحَجَّاجِ فَعَزَلَهُ، فَجَاءَهُ يَعْتَذِرُ إِلَيْهِ وَيُعَلِّلُ مَا عَمِلَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: حَسْبُكَ مِنْ صُحْبَةِ هَذَا شَرٌّ [4]
__________
[1] ابن كثير: البداية والنهاية 9/ 210 لكنه يذكر «في» بدل «موضع» وأورد ابن سعد هذه الرواية (5/ 298) ، وابن الجوزي:
سيرة عمر ص 174.
[2] هو جرير بن حازم.
[3] قارن ابن عبد الحكم: سيرة عمر بن عبد العزيز ص 46- 47 وابن الجوزي: سيرة عمر 162- 163.
[4] في الأصل «لعداس» ولم اتبينها وقارن ابن الجوزي: سيرة عمر ص 89.(1/608)
وَشُؤْمٌ يَوْمٌ أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ.
حَدَّثَنِي سَعِيدٌ قَالَ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءٍ قَالَ: سَأَلَ [1] عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ خَلِيفَةِ الْحَجَّاجِ مَا فَعَلَ؟ قِيلَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ غَزَا الصَّائِفَةَ. فَكَتَبَ بِرَدِّهِ، وَقَالَ: لَا أَنْتَصِرُ بِجَيْشٍ هُوَ فِيهِمْ.
قَالَ: فَرَدَّهُ مِنَ الدَّرْبِ.
وَعَنْ رَجَاءٍ قَالَ: اخْتَصَمَ رَجُلَانِ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ جَالِسٌ فَقَالَ لِأَحَدِ الْخَصْمَيْنِ: أَصَدَقَ أَمِيرُ المؤمنين. فغضب عمر ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ وَقَالَ: عِنْدِي يُزَوَّرُ قُمْ لَقَدْ أَنْكَرْتُ هَذَا وَمَا اتَّصَلَتْ هَذِهِ- وَأَشَارَ إِلَى لِحْيَتِهِ-.
وَبِهِ [2] عَنْ رَجَاءٍ قَالَ: قَدِمَ عَبْدُ الله بن الحسن- وهو إذ ذاك فَتًى شَابٌّ- عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَكَانَ يَخْتَلِفُ إِلَى عُمَرَ يَسْتَعِينُ بِهِ عَلَى سُلَيْمَانَ فِي حَوَائِجِهِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: إِنْ رَأَيْتَ أَنْ لَا تَقِفَ بِبَابِي إِلَّا فِي السَّاعَةِ الَّتِي تَرَى أَنَّهُ يُؤْذَنُ لَكَ فِيهَا عَلَيَّ، فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ تَقِفَ بِبَابِي فَلَا يُؤْذَنُ لَكَ عَلَيَّ. قَالَ فَجَاءَهُ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ بَلَغَهُ أَنَّ فِي الْعَسْكَرِ مَطْعُونًا فَالْحَقْ بِأَهْلِكَ فَإِنِّي أَضِنُّ بِكَ [3] .
«حَدَّثَنَا سَعِيدٌ [4] حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ شوذب قال: قال عمر بن عمر بن عبد العزيز: الوليد بن عبد الملك بالشام والحجاج بالعراق ومحمد ابن يُوسُفَ بِالْيَمَنِ وَعُثْمَانُ بْنُ حَيَّانَ بِالْحِجَازِ وَقُرَّةُ بن شريك بمصر،
__________
[1] في الأصل «سألت» .
[2] أي بالإسناد المتقدم.
[3] أوردها ابن الجوزي: سيرة عمر ص 63- 64 من هذا الوجه.
[4] سعيد بن أسد.(1/609)
امْتَلَأَتِ الْأَرْضُ وَاللَّهِ جُورًا» [1] .
حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ رَوْحٍ حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رَبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ الْجُهَنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ- وَقَدْ هَلَكَ ابْنُهُ وَأَخُوهُ وَمَوْلَاهُ مُزَاحِمٌ فِي أَيَّامٍ-[يَا] أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا رَأَيْتُ رَجُلًا أُصِيبَ فِي أَيَّامٍ مُتَوَالِيَةٍ بأعظم من مصيبتك، ما رَأَيْتُ مِثْلَ ابْنِكَ ابْنًا، وَلَا مِثْلَ أَخِيكَ أَخًا، وَلَا مِثْلَ مَوْلَاكَ [مَوْلًى] . قَالَ: فَنَكَسَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ لِي: كَيْفَ قُلْتَ يَا رَبِيعُ؟ فَأَعَدْتُهَا عَلَيْهِ. فَقَالَ: لَا وَالَّذِي قَضَى عَلَيْهِمُ الْمَوْتَ مَا أُحِبُّ أَنَّ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ كَانَ لَمْ يَكُنْ مِنَ الَّذِي أَرْجُو مِنَ اللَّهِ فِيهِمْ.
حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ رَوْحٍ حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رَبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنٍ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ حِينَ اشْتَكَى شَكْوَاهُ الَّذِي هَلَكَ فِيهِ: اشْتَرُوا مِنَ الرَّاهِبِ مَوْضِعَ قَبْرِي، فَاشْتَرَى مِنْهُ مَوْضِعَ قَبْرِهِ بِسِتَّةِ دَنَانِيرَ [2] . فَقَالَ [3] الشَّاعِرُ- وَهُوَ يَذْكُرُ عُمَرَ-:
قَدْ غَادَرَ الْقَوْمُ فِي اللَّحْدِ الَّذِي لُحِدُوا ... بِدَيْرِ سَمْعَانَ جَرْيَانَ الْمَوَازِينِ
__________
[1] ابن الجوزي سيرة عمر بن عبد العزيز ص 37 ولم يذكر أنه من تاريخ يعقوب. وأوردها ابن عبد الحكم في سيرة عمر ص 165- 166 وأضاف بعد «بمصر» «ويزيد بن أبي مسلم بالمغرب» .
[2] قارن ابن سعد 5/ 299 وابن عبد الحكم: سيرة عمر بن عبد العزيز 112.
[3] في الأصل «فقام» .(1/610)
أقول لما نعى لي ناعيا عُمَرَا ... لَا يَبْعُدَنَّ قَضَاءُ الْعَدْلِ وَالدِّينِ [1]
حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ رَوْحٍ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ جَعْدَةَ عَنْ حَمَّادٍ الْعَدَوِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ صَوْتًا عِنْدَ وَفَاةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ يَقُولُ:
الْيَوْمَ حَلَّتْ وَاسْتَقَرَّ قَرَارُهَا ... عَلَى عُمَرَ الْمَهْدِيِّ قَامَ عَمُودُهَا
حَدَّثَنَا الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ:
مَاتَ ابْنٌ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ صَغِيرٌ فَغُشِيَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا أفاق قُلْنَا لَهُ: عَلَى مِثْلِ هَذَا! قَالَ: لَيْسَ ذَاكَ بِي، وَلَكِنَّهُ بِضْعَةٌ مِنِّي فَأُوشِكُ أَنْ أَتْبَعَهُ.
حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن يزيد الدمشقيّ حدثنا معاوية ابن يحي قَالَ: حَدَّثَنَا أَرْطَأَةُ قَالَ: قُلْتُ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: لَوْ جَعَلْتَ عَلَى طَعَامِكَ أَمِينًا لَا تُغْتَالُ، وَحَرَسًا إِذَا صَلَّيْتَ لَا تُغْتَالُ، وَتَنَحَّ عَنِ الطَّاعُونِ. قَالَ: اللَّهمّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أَخَافُ يَوْمًا دُونَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُؤَمِّنْ خَوْفِي.
حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ «ثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَبِي الْأَخْثَمِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: بِتُّ عِنْدَ أُخْتِي فَاطِمَةَ امْرَأَةِ عمر بن عبد العزيز، فلما أَمْسَيْنَا دَخَلَ الْبَيْتَ وَإِنَّ فِي الْبَيْتِ تَابُوتًا، قَالَ: فَفَتَحَهُ فَأَخْرَجَ ثَوْبَيْ شَعْرٍ وَوَضَعَ ثِيَابَهُ، ثُمَّ لَبِسَهُمَا ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي» [2] .
حَدَّثَنِي أَبُو زَيْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْغَمْرِ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَطَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ هَذِهِ الْخُطْبَةَ- وكانت
__________
[1] انظر البيتين في سيرة عمر لابن الجوزي ص 294 وفيه ترد «جربان» أحيانا.
[2] ابن الجوزي: سيرة عمر ص 178.(1/611)
آخِرَ خُطْبَةٍ خَطَبَهَا- فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: إِنَّكُمْ لَمْ تُخْلَقُوا عَبَثًا، وَلَنْ تُتْرَكُوا سُدًى، وَإِنَّ لَكُمْ مَعَادًا يَنْزِلُ اللَّهُ لِيَحْكُمَ فِيكُمْ، وَيَفْصِلَ بَيْنَكُمْ، وَخَابَ وَخَسِرَ مَنْ خَرَجَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ وَحُرِمَ جَنَّةً عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ، أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنْ لَا يُؤَمَّنَ غَدًا إِلَّا مَنْ حَذَرَ اللَّهَ الْيَوْمَ وَخَافَهُ، وَبَاعَ نَافِدًا بِبَاقٍ، وَقَلِيلًا بِكَثِيرٍ، وَخَوْفًا بِأَمَانٍ، أَلَا تَرَوْنَ أَنَّكُمْ فِي أَسْلَابِ [1] الْهَالِكِينَ وَسَتَصِيرُ مِنْ بَعْدِكُمْ لِلْبَاقِينَ، وَكَذَلِكَ حَتَّى تُرَدُّونَ إِلَى خَيْرِ الْوَارِثِينَ، ثُمَّ إِنَّكُمْ تُشَيِّعُونَ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى اللَّهِ غَادِيًا وَرَائِحًا [2] قَدِ انْقَضَى [3] نَحْبُهُ وَانْقَضَى أَجَلُهُ حَتَّى تُغَيِّبُوهُ فِي صَدْعٍ مِنَ الْأَرْضِ فِي شِقِّ صَدْعٍ، ثُمَّ تَتْرُكُوهُ غَيْرَ مُمَهَّدٍ وَلَا مُوَسَّدٍ، قَدْ فَارَقَ الْأَحْبَابَ، وَبَاشَرَ التُّرَابَ وَوُجِّهَ لِلْحِسَابِ، مُرْتَهَنًا بِمَا عَمِلَ [غَنِيًّا] [4] عَمَّا تَرَكَ، فَقِيرًا إِلَى مَا قَدِمَ، فَاتَّقُوا اللَّهَ قَبْلَ مُوَافَاتِهِ وَحُلُولِ الْمَوْتِ بِكُمْ، وَأَيْمُ [5] اللَّهِ إِنِّي لَأَقُولُ هَذَا وَمَا أَعْلَمُ أَنَّ عِنْدَ أَحَدٍ مِنَ الذُّنُوبِ أَكْثَرَ مِمَّا عِنْدِي، فَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ. وَمَا مِنْكُمْ أَحَدٌ يُبَلِّغُنَا حَاجَةً لَا يَسَعُ لَهُ مَا عِنْدَنَا إِلَّا حَرَصْنَا أَنْ نَسُدَّ مِنْ حَاجَتِهِ مَا اسْتَطَعْنَا، وَمَا منكم من أحد يعنّى حَاجَةً لَا يَسَعُ لَهُ مَا عِنْدَنَا إِلَّا تَمَنَّيْتُ أَنْ يَبْدَأَ بِي وَبِخَاصَّتِي [6] حَتَّى يَكُونَ عَيْشُنَا وَعَيْشُهُ عَيْشًا وَاحِدًا وَأَيْمُ [7] اللَّهِ لَوْ أَرَدْتُ غَيْرَ هَذَا مِنْ غَضَارَةِ عَيْشٍ لَكَانَ اللسان به ذلولا
__________
[1] في الأصل «أسباب» وما أثبته من ابن عبد الحكم: سيرة ابن عبد العزيز ص 44 وص 132. وابن كثير: البداية والنهاية 9/ 199.
[2] في الأصل «تشيعون كل يوم الى عاد ورائح الى الله» وما أثبته من ابن عبد الحكم: سيرة عمر بن عبد العزيز ص 44، وانظر ابن كثير: البداية والنهاية 9/ 199.
[3] في الأصل «يقضي» .
[4] الزيادة من ابن كثير: البداية والنهاية 9/ 199.
[5] في الأصل «أم والله» وما أثبته من ابن عبد الحكم:
سيرة عمر بن عبد العزيز ص 44، 45.
[6] في ابن عبد الحكم ص 44 «وبلحمتي» .
[7] في الأصل «أم والله» وما أثبته من ابن عبد الحكم:
سيرة عمر بن عبد العزيز ص 44، 45.(1/612)
وَكُنْتُ بِأَسْبَابِهِ عَالِمًا، وَلَكِنْ سَبَقَ مِنَ اللَّهِ كِتَابٌ نَاطِقٌ وَسُنَّةٌ عَادِلَةٌ، دَلَّ فِيهَا عَلَى طَاعَتِهِ، وَنَهَى فِيهَا عَنْ مَعْصِيَتِهِ. ثُمَّ رَفَعَ طَرَفَ رِدَائِهِ فَبَكَى، وَأَبْكَى مَنْ حَوْلَهُ [1] .
حَدَّثَنَا سليمان بن حرب حدثنا عمر بن علي بْنِ مُقَدَّمٍ عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: كُنْتُ بِاللَّيْلِ فِي سَمَرِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَوَعَظَ، فَفَطِنَ لِرَجُلٍ قَدْ أَحْسَرَ بِدَمْعَتِهِ. قَالَ فَسَكَتَ. فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُدْ لِمَنْطِقِكَ لَعَلَّ اللَّهَ يَنْفَعُ به مَنْ سَمِعَهُ وَمَنْ بَلَغَهُ. فَقَالَ: يَا مَيْمُونُ إِنَّ الْكَلَامَ فِتْنَةٌ وَإِنَّ الْفِعَالَ أَوْلَى بِالْمَرْءِ مِنَ الْقَوْلِ.
حَدَّثَنِي سَلَمَةُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ:
قَالَ وَهْبٌ: إِنْ كَانَ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ مَهْدِيٌّ فَهُوَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ [2] .
حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ:
قَالَ عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ- حِينَ قَطَعَ الرِّزْقَ عَنْ أَصْحَابِهِ-: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي أَرَى أَمْرًا لَا يُصْلِحُهُ إِلَّا النَّظَرُ فِي الضَّيْعَةِ. قَالَ: عَلَى الرَّشَادِ يَا أَبَا خَالِدٍ، وَلَكِنْ أَكْثِرْ مِنْ ذِكْرِ الْمَوْتِ فَإِنَّكَ لَنْ تَجْعَلَهُ فِي كَثِيرٍ إِلَّا قَلَّ، وَلَا فِي قليل الا كثير، عَلَى الرَّشَادِ يَا أَبَا خَالِدٍ.
«حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ جدي أسماء
__________
[1] أوردها ابن عبد الحكم بألفاظ مقاربة «سيرة عمر بن عبد العزيز ص 44- 45» . وابن كثير بألفاظ مقاربة أيضا (البداية والنهاية 9/ 199) . وابن الجوزي: سيرة عمر بن عبد العزيز ص 223- 224.
[2] أوردها ابن كثير: البداية والنهاية 9/ 200 من هذا الوجه أيضا. وابن الجوزي: سيرة عمر ص 59 من طريق عبد الرزاق بن همام بمثل الاسناد أعلاه.(1/613)
ابن عُبَيْدٍ قَالَ: دَخَلَ عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ المؤمنين ان من كان قبلك مِنَ الْخُلَفَاءِ كَانُوا يُعْطُونَا عَطَايَا وَإِنَّكَ قَدْ منعتناها، وان لي عيالا وضيعة وَقَدْ أَحْبَبْتُ أَنْ أَتَعَاهَدَ ضَيْعَتِي وَمَا يُصْلِحُ عِيَالِي. فَقَالَ عُمَرُ: أَحَبُّكُمْ إِلَيْنَا مَنْ فَعَلَ ذَاكَ. قَالَ: فَلَمَّا وُلِّيَ قَالَ عُمَرُ:
أَبَا خَالِدٍ أَبَا خَالِدٍ، فَأَقْبَلَ، فَقَالَ: أَكْثِرْ ذِكْرَ الموت فإنك لا تذكره وأنت في ضيق من العيش الا وسعه عليك، ولا تَذْكُرُهُ فِي سَعَةٍ مِنَ الْعَيْشِ إِلَّا ضَيَّقَهُ عَلَيْكَ [1] .
حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بن عامر قال: حدثني جويرية ابن أَسْمَاءَ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بَلَغَهُ أَنَّ يَزِيدَ بْنَ أَبِي مُسْلِمٍ فِي جَيْشٍ من مِنْ جُيُوشِ الْمُسْلِمِينَ فَكَتَبَ إِلَى عَامِلِ الْجَيْشِ أَنْ يَرُدَّهُ وَقَالَ: لَأَكْرَهُ أَنْ أَسْتَنْصِرَ بِجَيْشٍ هُوَ فِيهِمْ.
وَعَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ قَلَّمَا يَدَعُ يَقْرَأُ فِي الْمُصْحَفِ بِالْغَدَاةِ وَلَا يُطِيلُ [2] .
قَالَ جُوَيْرِيَةُ: وَلَا أَدْرِي مَنْ حَدَّثَ إِسْمَاعِيلَ أَوْ غَيْرَهُ قَالَ: قَالَ لِمُزَاحِمٍ: أَبْغِنِي رَجُلًا لِمُصْحَفِي. قَالَ: فَأَتَاهُ بِرَجُلٍ فَأَعْجَبَهُ. قَالَ: مِنْ أَيْنَ أَصَبْتَ؟ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ دَخَلْتُ بَعْضَ الْخَزَائِنِ فَأَصَبْتُ هَذِهِ الْخَشَبَةَ فَاتَّخَذْتُ مِنْهَا رَجُلًا. قَالَ: وَيَحْكَ انْطَلِقْ فَأَقِمْهُ فِي السُّوقِ.
قَالَ: وَجَاءَ بِهِ قَوْمَهُ فِي السُّوقِ فَقَوِّمْهُ نِصْفَ دِينَارٍ فَرَجَعَ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَوَّمُوهُ نِصْفَ دِينَارٍ. قَالَ: تَرَى أَنْ تَضَعَ فِي بَيْتِ الْمَالِ دِينَارًا أَتَسْلَمُ مِنْهُ. قَالَ مُزَاحِمٌ: إِنَّمَا قَوَّمُوا نِصْفَ دينار. قال: ضع في
__________
[1] ابن الجوزي: سيرة عمر ص 117- 118 بألفاظ مقاربة.
[2] قارن ابن الجوزي: سيرة عمر ص 180.(1/614)
بَيْتِ الْمَالِ دِينَارَيْنِ.
«وَعَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ- فِيمَا أَعْلَمُ- قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِآذِنِهِ: لَا يَدْخُلَنَّ عَلَيَّ الْيَوْمَ إِلَّا مَرْوَانِيٌّ.
قَالَ: فَلَمَّا اجْتَمَعُوا عِنْدَهُ تَكَلَّمَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّكُمْ يَا بَنِي مَرْوَانَ قَدْ أُعْطِيتُمْ فِي الدُّنْيَا حَظًّا وَشَرَفًا وَأَمْوَالًا إِنِّي لَأَحْسَبُ شَطْرَ مَالِ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَوْ ثُلُثَيْهِ فِي أَيْدِيكُمْ، فَرُدُّوا مَا فِي أَيْدِيكُمْ مِنْ هَذَا الْمَالِ. قَالَ: فَسَكَتُوا. قَالَ: أَلَا تُجِيبُونِي؟ فَسَكَتُوا. قَالَ: أَلَا تُجِيبُونِي؟
فَتَكَلَّمَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ قَالَ: لَا وَاللَّهِ لَا يَكُونَنَّ ذَلِكَ أَبَدًا حَتَّى يُحَالَ بَيْنَ رُءُوسِنَا وَأَجْسَادِنَا، وَاللَّهِ لَا نُكَفِّرُ آبَاءَنَا وَنُفْقِرُ أَبْنَاءَنَا. قَالَ عُمَرُ: أَمَا لَوْلَا أَنْ تَسْتَعِينُوا عليّ بمن أطلب هَذَا الْحَقَّ لَهُ لَأَضْرَعْتُ خُدُودَكُمْ قُومُوا عَنِّي» [1] .
حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ [2] عَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَتَّى تَفَرَّقَ النَّاسُ وَدَخَلَ أَهْلُهُ لِلْقَائِلَةِ. قَالَ: فَإِذَا مُنَادٍ يُنَادِي الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ. قَالَ: فَفَزِعْنَا فَزَعًا شَدِيدًا مَخَافَةَ أَنْ يَكُونَ قَدْ جَاءَ فَتْقٌ مِنْ وَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ أَوْ حَدَثَ حَدَثٌ.
قَالَ جُوَيْرِيَةُ: وَإِنَّمَا كَانَ دَعَا مُزَاحِمًا فَقَالَ: يَا مُزَاحِمُ إِنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ قَدْ أَعْطَوْنَا عَطَايَا وَاللَّهِ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نَقْبَلَهَا، وَإِنَّ ذَاكَ قَدْ صَارَ إِلَيَّ فَلَيْسَ عَلَيَّ فِيهِ دُونَ اللَّهِ مُحَاسِبٌ. فَقَالَ لَهُ مُزَاحِمٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَلْ تَدْرِي كَمْ وَلَدُكَ؟ هُمْ كَذَا وَكَذَا. فَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ فَجَعَلَ يَسْتَدْمِعُ وَيَقُولُ: أَكِلُهُمْ إِلَى اللَّهِ. ثُمَّ انْطَلَقَ مزاحم من وجهه ذَلِكَ حَتَّى اسْتَأْذَنَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ.
فَأَذِنَ لَهُ وَقَدِ اضْطَجَعَ لِلْقَائِلَةِ. فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الملك ما جاء بك يا مزاحم
__________
[1] ابن الجوزي: سيرة عمر بن عبد العزيز ص 115.
[2] سعيد بن عامر الضبعي (تهذيب التهذيب 2/ 125) .(1/615)
هَذِهِ السَّاعَةَ هَلْ حَدَثَ مِنْ حَدَثٍ؟ قَالَ: نَعَمْ أَشَدُّ الْحَدَثِ عَلَيْكَ وَعَلَى أَبِيكَ. قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: دَعَانِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فَذَكَرَ لَهُ مَا قَالَ عُمَرُ.
فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: فَمَا قُلْتَ لَهُ؟ قَالَ: قُلْتُ لَهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ تَدْرِي كَمْ وَلَدُكَ؟ هُمْ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: فَمَا قَالَ لَكَ: قَالَ: جَعَلَ يَسْتَدْمِعُ وَيَقُولُ:
أَكِلُهُمْ إِلَى اللَّهِ أَكِلُهُمْ إِلَى اللَّهِ. قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: بِئْسَ وَزِيرُ الدِّينِ أَنْتَ يَا مُزَاحِمُ. ثُمَّ وَثَبَ فَانْطَلَقَ إِلَى بَابِ عُمَرَ، فَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ، فَقَالَ الْآذِنُ:
إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ وَضَعَ رَأْسَهُ لِلْقَائِلَةِ. قَالَ: اسْتَأْذِنْ لِي. قَالَ الْآذِنُ:
أَمَا تَرْحَمُونَهُ لَيْسَ لَهُ مِنَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِلَّا هَذِهِ الْوَقْعَةُ. قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ:
اسْتَأْذِنْ لِي لَا أُمَّ لَكَ. فَسَمِعَ عُمَرُ الْكَلَامَ فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا عَبْدُ الْمَلِكِ. قَالَ: ائْذَنْ لَهُ. فَدَخَلَ عَلَيْهِ وَقَدِ اضْطَجَعَ عُمَرُ لِلْقَائِلَةِ.
فَقَالَ: مَا حَاجَتُكَ تَأْتِي هَذِهِ السَّاعَةَ؟ قَالَ: حَدِيثٌ حَدَّثَنِيهِ مُزَاحِمٌ. قَالَ:
فَأَيْنَ وَقَعَ رَأْيُكَ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: وَقَعَ رَأْيِي عَلَى إِنْفَاذِهِ. قَالَ: فَرَفَعَ عُمَرُ يَدَهُ وَقَالَ: الْحَمْدُ للَّه الَّذِي جَعَلَ لِي مِنْ ذُرِّيَّتِي مَنْ يُعِينُنِي عَلَى أَمْرِ دِينِي. نَعَمْ يَا بُنَيَّ أُصَلِّي الظُّهْرَ ثُمَّ أَصْعَدُ الْمِنْبَرَ فَأَرُدُّهَا عَلَانِيَةً عَلَى رُءُوسِ النَّاسِ. فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَنْ لَكَ بِالظُّهْرِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ لَكَ إِنْ بَقِيتَ إِلَى الظُّهْرِ أَنْ تَسْلَمَ لَكَ نِيَّتُكَ إِلَى الظُّهْرِ؟ قَالَ:
فَقَالَ عُمَرُ: قَدْ تَفَرَّقَ النَّاسُ وَرَجَعُوا لِلْقَائِلَةِ. فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: تَأْمُرُ مُنَادِيَكَ فَيُنَادِي الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ فَتَجَمَّعَ النَّاسُ. قَالَ إِسْمَاعِيلُ: فَخَرَجْتُ فَأَتَيْتُ الْمَسْجِدَ، وَجَاءَ عُمَرُ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمّ قَالَ:
أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ قَدْ كَانُوا أَعْطَوْنَا عَطَايَا، وَاللَّهِ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يُعْطُونَاهَا، وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نقبلها، وأرى الَّذِي قد صار إلي ليس علي فيه دون الله محاسب، ألا وإني قد رددتها وبدأت بنفسي وأهل بيتي،(1/616)
اقرأ يا مزاحم. قال: وفد جِيءَ بِسَفَطٍ قَبْلَ ذَلِكَ- أَوْ قَالَ جَوْنَةٌ- فِيهَا تِلْكَ الْكُتُبُ قَالَ: وَقَرَأَ مُزَاحِمٌ كِتَابًا مِنْهَا فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قِرَاءَتِهِ نَاوَلَهُ عُمَرُ وَهُوَ قَاعِدٌ عَلَى الْمِنْبَرِ وَفِي يَدِهِ جَامٌ، قَالَ: فَجَعَلَ يَقُصُّهُ بِالْجَامِ [1] وَاسْتَأْنَفَ مُزَاحِمٌ كِتَابًا آخر فجعل يقرأه، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهُ دَفَعَهُ إِلَى عُمَرَ فَقَصَّهُ، ثُمَّ اسْتَأْنَفَ كِتَابًا آخَرَ فَمَا زَالَ كَذَلِكَ حَتَّى نُودِيَ بِصَلَاةِ الظُّهْرِ [2] .
حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ أَخْبَرَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَرَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُنْفِذَ رَأْيَكَ فِي هذا الأمر، فو الله مَا كُنْتُ أُبَالِي أَنْ تَغْلِيَ بِي وَبِكَ الْقُدُورُ في نفاذ هذا الأمر.
قَالَ: فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرُوضُ النَّاسَ رِيَاضَةَ الصَّعْبِ، فَإِنِ اللَّهُ أَبْقَانِي مَضَيْتُ لِنِيَّتِي ورأيي، وان عجلت على منيتي فقد عِلْمُ اللَّهِ نِيَّتِي، إِنِّي أَخَافُ إِنْ بَادَهْتُ النَّاسَ بِالَّتِي تَقُولُ أَنْ يُلْجِئُونِي إِلَى السَّيْفِ، وَلَا خَيْرَ فِي خَيْرٍ لَا يَجِيءُ إِلَّا بِالسَّيْفِ، وَلَا خَيْرَ فِي خَيْرٍ لَا يَجِيءُ إِلَّا بِالسَّيْفِ.
وَجَعَلَ يُرَدِّدُهَا مِرَارًا [3] .
حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ أَخْبَرَنَا جُوَيْرِيَةُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ قَالَ: لَمَّا مَاتَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ صَفَّقَ أَهْلُ الشَّامِ. قَالَ: فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَمُزَاحِمٌ إِلَى نَفَقَةٍ كَانَتْ لِعُمَرَ فِي رَحْلِهِ فَحَمَلْتُهَا [4] ، ثُمَّ أَقْبَلْتُ أُرِيدُ الْمَسْجِدَ. قَالَ: فَلَقِيَنِي رَجُلٌ فَقَالَ: هَذَا صَاحِبُكَ يَخْطُبُ النَّاسَ. فَقُلْتُ:
خَلِيفَةٌ؟ قَالَ: خَلِيفَةٌ. فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَكَانَ أَوَّلُ مَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي وَاللَّهِ مَا سَأَلْتُهَا اللَّهَ فِي سِرٍّ وَلَا عَلَانِيَةٍ قَطُّ، فَمَنْ
__________
[1] في سيرة عمر لابن الجوزي 262 «جلم» .
[2] قارن بابن الجوزي: سيرة عمر 262.
[3] قارن بابن الجوزي: سيرة عمر ص 70- 71.
[4] في الأصل «فعسلها» .(1/617)
كَرِهَ مِنْكُمْ فَأَمْرُهُ إِلَيْهِ. قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ذَاكَ وَاللَّهِ أسرع مما نكره ابسط يديك فَلْنُبَايِعْكَ. قَالَ: فَكَانَ أَوَّلُ مَنْ بَايَعَهُ الْأَنْصَارِيُّ هَذَا. وَلَا أَدْرِي عَنْ إِسْمَاعِيلَ هُوَ أَوْ عَنْ غَيْرِهِ. قَالَ: وَأَظُنُّهُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: وَمَشَى عُمَرُ فِي جِنَازَةِ سُلَيْمَانَ. قَالَ: وَدَخَلَ قَبْرَهُ فَلَمَّا أَنْ فَرَغَ مِنْ دَفْنِهِ قَالَ: وَقَدْ جِيءَ بِمَرَاكِبِ الْخُلَفَاءِ فَلَمْ يَرْكَبْ شَيْئًا مِنْهَا، وَقَالَ: بَغْلَتِي. فَرَكَضَ إِنْسَانٌ إِلَى الْعَسْكَرِ وَقَعَدَ حَتَّى جِيءَ بِبَغْلَتِهِ. قَالَ:
وَقَدْ ضُرِبَتْ أَبْنِيَةُ الْخُلَفَاءِ قَالَ: فَأَحْسَبُهُ أَنَّهُ لَمْ يَسْتَظِلَّ فِي شَيْءٍ مِنْهَا حَتَّى جِيءَ بِبَغْلَتِهِ فَرَكِبَهَا ثُمَّ رَجَعَ.
قَالَ: وَقَدْ كَانَ سُلَيْمَانُ أَمَرَ أهل مملكته أن يقودوا الخيل سبق سَهْمٍ فَمَا مِنْ قَدَمَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَّا كَانَ قَدْ أَخَذَهُمْ لِيَعُودُوا إِلَيْهِ بِالْخَيْلِ، فَمَاتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَجْرِيَ الْحَلَبَةُ.
قَالَ: فَلَمَّا وَلِيَ عُمَرُ أَبَى أَنْ يُجْرِيَهَا [1] . فَقِيلَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ:
تُكَلِّفُ النَّاسَ مَئُونَاتٍ عِظَامًا، وَقَادُوهَا مِنْ بِلَادٍ بَعِيدَةٍ وَفِي ذَلِكَ غَيْظٌ للعدو. قال: فلم يزالوا يُكَلِّمُونَهُ حَتَّى أَجْرَى الْحَلَبَةَ، وَأَعْطَى الَّذِينَ سَبَقُوا، وَلَمْ يُخَيِّبِ الَّذِينَ لَمْ يَسْبِقُوا أَعْطَاهُمْ دُونَ ذَلِكَ. قَالَ: وَقَدْ كَانَ النَّاسُ لَقُوا جَهْدًا شَدِيدًا مِنَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ مِنَ الْجُوعِ وَأَقْفَلَ النَّاسُ وَبَعَثَ إِلَيْهِمْ بِالطَّعَامِ.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ الرَّيَّانِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ:
بَعَثَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِآلِ أَبِي عَقِيلٍ- أَهْلِ بَيْتِ الْحُجَّاجِ- إِلَى صَاحِبِ الْيَمَنِ وَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي قَدْ بَعَثْتُ بِآلِ أَبِي عَقِيلٍ وَهُمْ شَرُّ بَيْتٍ في العرب
__________
[1] انظر رأيه أيضا في سيرة عمر بن عبد العزيز لابن عبد الحكم ص 56.(1/618)
ففرقهم في عملك على قدر هوائهم على الله. وعلينا وعليكم السَّلَامُ- وَإِنَّمَا نَفَاهُمْ-» [1] .
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ عن ميمون ابن مِهْرَانَ قَالَ: كُنْتُ فِي سَمَرِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا بَقَاؤُكَ عَلَى مَا أَرَى؟ أَنْتَ بِالنَّهَارِ مَشْغُولٌ فِي حَوَائِجِ النَّاسِ، وَبِاللَّيْلِ أَنْتَ مَعَنَا هَا هُنَا ثُمَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَخْلُو بِهِ. قَالَ: فَعَدَلَ عَنْ جَوَابِي، ثُمّ قَالَ: إِلَيْكَ عَنِّي يَا مَيْمُونُ فَإِنِّي وَجَدْتُ لِقَاءَ الرِّجَالِ تَلْقِيحًا لِأَلْبَابِهِمْ [2] .
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ- يَعْنِي ابْنَ سُوَيْدٍ- عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا كَانَ أَبِي يَعْدِلُ بِعِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ.
حَدَّثَنِي أَبُو هَاشِمٍ زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْأَشْعَثِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ قَالَ: قَالَ لَهُ رَجُلٌ: رَأَيْتُ فُلَانًا لَمْ يُقَبِّلِ الْحَجَرَ. فَقَالَ: قَدْ رَأَيْتُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ يُقَبِّلُهُ. قِيلَ لَهُ: مَنْ يَا أَبَا النَّضْرِ؟ قَتَادَةُ؟ قَالَ: خَيْرٌ مِنْهُ. قِيلَ: الْحَسَنُ؟ قَالَ: خَيْرٌ مِنْهُ.
قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يُقَبِّلُ الْحَجَرَ [3] .
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ «حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ العزيز ابن عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا آخِرُ شَيْءٍ تَكَلَّمَ بِهِ أَبُوكَ عِنْدَ مَوْتِهِ؟ قَالَ:
كَانَ لَهُ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ الْعَزِيزِ وَعَبْدُ اللَّهِ وعاصم وإبراهيم. قال عبد العزيز:
__________
[1] ابن كثير: البداية والنهاية 9/ 136 لكنه يذكر «العمل» بدل «العرب» وهو تصحيف. وأوردها ابن عبد الحكم: سيرة عمر بن عبد العزيز 124، وابن الجوزي: سيرة عمر ص 90.
[2] ابن الجوزي: سيرة عمر ص 64 من هذا الوجه وص 240، وقارن ابن عبد الحكم: سيرة عمر ص 124.
[3] أوردها ابن الجوزي بألفاظ مقاربة من هذا الطريق ولم يذكر مصدره (سيرة عمر بن عبد العزيز ص 29) .(1/619)
وَكُنَّا أُغَيْلِمَةً فَجِئْنَا لَهُ كَالْمُسَلِّمِينَ عَلَيْهِ وَالْمُوَدِّعِينَ لَهُ، وَكَانَ الَّذِي وَلِيَ ذَلِكَ مِنْهُ مَوْلًى لَهُ. فَقِيلَ لَهُ: تَرَكْتَ وَلَدَكَ هَؤُلَاءِ لَيْسَ لَهُمْ مَالٌ، وَلَمْ تُوَلِّهِمْ إِلَى أَحَدٍ. فَقَالَ: مَا كُنْتُ لِأُعْطِيَهُمْ شَيْئًا لَيْسَ لَهُمْ، وَمَا كنت لآخذ منهم حقا لهم، أو لي فِيهِمُ الَّذِي يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ، إِنَّمَا هَؤُلَاءِ أَحَدُ رَجُلَيْنِ، أَطَاعَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَرَجُلٌ تَرَكَ أَمْرَ اللَّهِ وَضَيَّعَهُ» [1] .
آخِرُ أَخْبَارِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ
[أَوَّلُ أَخْبَارِ الزُّهْرِيِّ]
ابْنُ شِهَابٍ وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: رَأَيْتُ الزُّهْرِيَّ أَحْمَرَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ وَفِي حُمْرَتِهَا انْكِفَاءٌ [2] قَلِيلٌ كَأَنَّهُ يَجْعَلُ فِيهِ كَتْمًا [3] . قَالَ سُفْيَانُ: كَانَ الزُّهْرِيُّ أعيمش وَعَلَيْهِ جُمَيْمَةٌ.
قَالَ سُفْيَانُ: رَأَيْتُ ابْنَ جُدْعَانَ جَلَسَ عِنْدَ الزُّهْرِيِّ، وَكَانَ ابْنُ جُدْعَانَ يُعْجِبُهُ الطِّيبُ، فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ أَلَا أَمَرْتَ بِثَوْبَيْكَ هَذَيْنِ فَأُجْمِرَا.
وَكَانَ الزُّهْرِيُّ قَدْ غَسَلَهُمَا فَوَجَدَ ابْنُ جُدْعَانَ رِيحَ الْغُسَالَةِ- وَرُبَّمَا قَالَ رِيحُ الْحَوْضِ- قَالَ سُفْيَانُ: وَسَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ إِذَا حَدَّثَ عَنِ الرَّجُلِ قَالَ: حَدَّثَنِي فُلَانٌ وَكَانَ وَاعِيًا، وَحَدَّثَنِي فُلَانٌ وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ الْعِلْمِ- ولا يقول كان عالما-[4] .
__________
[1] ابن الجوزي: سيرة عمر بن عبد العزيز ص 279 ولم يذكر «عبد الله» .
[2] انكفاء اللون: تغيره.
[3] أوردها الذهبي: تاريخ الإسلام 5/ 136.
[4] أورد بعضها ابن كثير: البداية والنهاية 9/ 345.(1/620)
حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: قَالَ مَالِكٌ مَرَّ بِنَا ابْنُ شِهَابٍ عَلَى بِرْذَوْنٍ. قَالَ: فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَسَأَلْتُهُ عَنْ أَحَادِيثَ فَحَدَّثَنِي بِهَا. قَالَ: فَقَالَ لِي: قَدْ حَدَّثْتُكَ إِنْ حَفِظْتَ. قَالَ: قُلْتُ:
أُعِيدُ عَلَيْكَ؟ قَالَ: هَاتِ. قَالَ: فَأَعَدْتُ عَلَيْهِ. قَالَ: ثُمَّ قُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا بَكْرٍ: طَلَبْتَ الْعِلْمَ حَتَّى إِذَا كُنْتَ وِعَاءً مِنْ أَوْعِيَتِهِ تَرَكْتَ الْمَدِينَةَ وَخَرَجْتَ عَنْهَا. قَالَ: إِنَّمَا كنت أنزل المدينة والناس إذ ذاك نَاسٌ.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: كَانَ هَؤُلَاءِ السِّتَّةُ مِمَّنِ اعْتَمَدَ عَلَيْهِمُ النَّاسُ فِي الْحَدِيثِ: الزُّهْرِيُّ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ لِأَهْلِ مكة وأبو إسحاق والأعمش لأهل الكوفة ويحي بْنُ أَبِي كَثِيرٍ وَقَتَادَةُ لِأَهْلِ الْبَصْرَةِ.
وقَالَ عَلِيٌّ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ قَالَ أَيُّوبُ: ما أجد بعد الزهري ابن شهاب أعلم بحديث المدينة والحجازيين من يحي بن أبي كثير. قال: يحي مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ سَكَنَ الْيَمَامَةَ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْهُذَلِيِّ قَالَ: جَالَسْتُ الْحَسَنَ وَابْنَ سِيرِينَ فَمَا رَأَيْتُ مِثْلَ هَذَا الرَّجُلِ بِقَوْلِ الزُّهْرِيِّ. قَالَ الْهُذَلِيُّ: لَا يَزَالُ بِالْمَدِينَةِ عِلْمٌ [1] مَا بَقِيَ هَذَا الرَّجُلُ- يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ وَهُوَ صَاحِبُ السِّيرَةِ-.
«حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: كان يرون الزهري مات يَوْمَ مَاتَ وَلَيْسَ أَحَدٌ أَعْلَمَ بِالسُّنَّةِ مِنْهُ» [2] .
«حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ حَدَّثَنَا مَالِكٌ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ بِحَدِيثٍ فِيهِ طُولٌ، وَأَنَا آخِذٌ بِلِجَامِ دَابَّتِهِ، فَقُلْتُ له: أعد
__________
[1] في الأصل «علي» .
[2] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 11/ 76 أ.(1/621)
عَلَيَّ. فَقَالَ: لَا قُلْتُ لَهُ: أَرَأَيْتَ أَنْتَ أَمَا كُنْتَ تُحِبُّ أَنْ يُعَادَ عَلَيْكَ؟
قَالَ: لَا. فَقُلْتُ لَهُ: كُنْتَ تَكْتُبَ؟ قَالَ: لَا» [1] .
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ مَالِكٍ قَالَ:
لَقَدْ أَخَذْتُ بِلِجَامِ ابْنِ شِهَابٍ وَهُوَ عَلَى بَغْلَتِهِ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ حَدِيثٍ. فَقَالَ الَّذِي أَعْجَبَنِي مِنْهُ: قَدْ حدثتكه. قُلْتُ: أَجَلْ. قَالَ مَالِكٌ: وَأَعْجَبَنِي مِنْهُ مَا قَالَ [2] . قُلْتُ لَهُ: فَأَعِدْهُ عَلَيَّ. قَالَ: لَا. فَقُلْتُ- وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَخْصِمَهُ-: أَمَا كُنْتَ تَكْتُبُ؟ قَالَ: لَا. فَقُلْتُ: وَلَا تَسْأَلُ أَنْ يُعَادَ عَلَيْكَ الْحَدِيثُ [3] ؟ فَقَالَ: لَا فَأَرْسَلْتُ [4] الْحَدِيدَةَ» [5] .
«حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ أَبُو صَالِحٍ قَالا: أَنَا اللَّيْثُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: قُلْتُ لِعِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ: مَنْ أَفْقَهُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ؟ قَالَ: أَمَّا أَعْلَمُهُمْ بِقَضَايَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَضَايَا أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَأَفْقَهُهُمْ فِقْهًا وَأَعْلَمُهُمْ بِمَا مَضَى مِنْ أَمْرِ النَّاسِ فَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَأَمَّا أَغْزَرُهُمْ حَدِيثًا فَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَلَا تَشَأْ أَنْ تُفَجِّرَ مِنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بَحْرًا إِلَّا فَجَّرْتَهُ، قَالَ: ثُمَّ يَقُولُ لِي عِرَاكُ بْنُ مَالِكٍ: وأعلمهم عندي
__________
[1] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 11/ 71 ب.
وأوردها الذهبي: تاريخ الإسلام 5/ 137.
[2] أي تذكره أنه حدث به.
[3] أوردها الذهبي: تاريخ الإسلام 5/ 143- 144. وسير أعلام النبلاء 5/ ق 96 الثانية و 1.
[4] في الأصل «فقال: ولا أرسلت الحديدة» (انظر ابن عساكر:
تاريخ مدينة دمشق 11/ 72 أ) .
[5] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 11/ 71 ب لكنه يذكر «فأرسلت الحديث» بدل «فأرسلت الحديدة» .(1/622)
جَمِيعًا ابْنُ شِهَابٍ فَإِنَّهُ جَمَعَ عِلْمَهُمْ جَمِيعًا إِلَى عِلْمِهِ» [1] .
«حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: مَا صَبَرَ أَحَدٌ عَلَى الْعِلْمِ صَبْرِي، وَلَا نَشَرَهُ أَحَدٌ نَشْرِي» [2] .
قَالَ أَبُو صَالِحٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ: وسمعت الليث بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ:
مَا رَأَيْتُ عَالِمًا قَطُّ أَجْمَعَ مِنَ ابْنِ شِهَابٍ، وَلَا أَكْثَرَ عِلْمًا مِنْهُ، وَلَوْ سَمِعْتَ مِنَ ابْنِ شِهَابٍ يُحَدِّثُ فِي التَّرْغِيبِ [فَتَقُولَ لَا يُحْسِنُ إِلَّا هَذَا، وان حدث عن العرب] [3] والأنساب قُلْتَ: لَا يُحْسِنُ إِلَّا هَذَا فَإِنْ حَدَّثَ عن الأنبياء وأهل الكتاب قُلْتَ لَا يُحْسِنُ إِلَّا هَذَا. قَالَ: وَإِنْ حدث عن القرآن وَالسُّنَّةِ كَانَ حَدِيثُهُ، ثُمَّ يَتْلُوهُ بِدُعَاءٍ جَامِعٍ [4] يَقُولُ: اللَّهمّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ شَرٍّ أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ في الدنيا والآخرة.
__________
[1] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 11/ 74 أ. وأوردها الذهبي: تاريخ الإسلام 5/ 137 باختصار. وسير أعلام النبلاء 5/ ق 97 الاولى و 2 من هذا الوجه. وبعضها عند ابن حجر: تهذيب التهذيب 9/ 448- 449.
[2] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 11/ 77 ب. وأوردها ابن كثير: البداية والنهاية 9/ 345. والذهبي: تاريخ الإسلام 5/ 137.
[3] الزيادة من الذهبي: تاريخ الإسلام 5/ 137 حيث أوردها بهذا الاسناد أيضا وفي ابن كثير 9/ 342 «في الترغيب والترهيب لقلت: ما يحسن غير هذا، وان حدث عن الأنبياء وأهل الكتاب قلت لا يحسن الا هذا، وان حدث عن الاعراب والأنساب قلت: لا يحسن الا هذا» .
[4] أورد الدعاء الذهبي: تاريخ الإسلام 5/ 148 مثل الأصل.
وفي ابن كثير: البداية والنهاية 9/ 342 «كان حديثه بدعا جامعا وكان يقول» بدل «كان حديثه، ثم يتلوه بدعاء جامع يقول» وقارن بابن حجر:
تهذيب التهذيب 9/ 449.(1/623)
قَالَ اللَّيْثُ: وَكَانَ ابْنُ شِهَابٍ مِنْ أَسْخَى مَنْ رَأَيْتُ، كَانَ يُعْطِي كُلَّ مَنْ جَاءَ وَسَأَلَهُ حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ مَعَهُ شَيْءٌ فَيَسْتَلِفُ مِنْ عَبِيدِهِ، فَيَقُولُ لِأَحَدِهِمْ: يَا فُلَانُ أسلفني كما تعرف، وأضعف لك كما تَعْلَمُ، فَيُسْلِفُونَهُ وَلَا يَرَى بِذَلِكَ بَأْسًا. قَالَ: وَرُبَّمَا جَاءَهُ سَائِلٌ فَلَا يَجِدُ مَا يُعْطِيهِ فَيَتَغَيَّرُ عِنْدَ ذَلِكَ وَجْهُهُ وَيَقُولُ لِلسَّائِلِ أَبْشِرْ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِخَيْرٍ. قَالَ: فَقَضَى اللَّهُ لِابْنِ شِهَابٍ عَلَى قَدْرِ صَبْرِهِ وَاحْتِمَالِهِ رَجُلًا يَهْدِي لَهُ مَا يَسَعُهُمْ وَإِمَّا رَجُلًا يَبِيعُهُ فَيُنْظِرُهُ. قَالَ: وَكَانَ يُطْعِمُ النَّاسَ بِالثَّرِيدِ فِي الْخَصْبِ وَغَيْرِهِ، وَيُسْقِيهِمُ الْعَسَلَ، وَكَانَ ابْنُ شِهَابٍ يَسْهَرُ عَلَى الْعَسَلِ كَمَا يَسْهَرُ أَصْحَابُ الشَّرَابِ عَلَى شَرَابِهِمْ وَيَقُولُ: اسْقُونَا وَحَدِّثُونَا، فَإِذَا رَأَى بَعْضَ أَصْحَابِهِ قَدْ نَعَسَ قَالَ لَهُ: مَا أَنْتَ مِنْ سُمَّارِ قُرَيْشٍ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ سامِراً تَهْجُرُونَ 23: 67 [1] . قَالَ: وَكَانَتْ لَهُ قُبَّةٌ مُعَصْفَرَةٌ وَعَلَيْهِ مِلْحَفَةٌ مُعَصْفَرَةٌ وَتَحْتَهُ مَجْلِسٌ مُعَصْفَرٌ [2] .
قَالَ: سَمِعْتُهُ يَبْكِي عَلَى الْعِلْمِ بِلِسَانِهِ وَيَقُولُ: يَذْهَبُ الْعِلْمُ وَكَثِيرٌ مِمَّنْ كَانَ يَعْمَلُ بِهِ، فَقُلْتُ لَهُ: وَوَضَعْتَ مِنْ عِلْمِكَ عِنْدَ مَنْ تَرْجُو أَنْ يَكُونَ خَلَفًا فِي النَّاسِ بَعْدَكَ؟ قَالَ: وَاللَّهِ مَا نَشَرَ أَحَدٌ الْعِلْمَ نَشْرِي، وَلَا صَبَرَ عَلَيْهِ صَبْرِي، وَلَقَدْ كُنَّا نَجْلِسُ إِلَى ابْنِ الْمُسَيِّبِ فما يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنَّا أَنْ يَسْأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ الا أن يبتدى [3] الْحَدِيثَ أَوْ يَأْتِيَ رَجُلٌ فَيَسْأَلُهُ عَنْ أَمْرٍ قد
__________
[1] المؤمنون آية 67.
[2] أورد هذه الرواية ومن حديث الليث أيضا الذهبي: تاريخ الإسلام 5/ 137 وابن كثير: البداية والنهاية 9/ 343. وابن حجر: تهذيب التهذيب 9/ 448.
[3] في الأصل «يبتدروني» وما أثبته من ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 11/ 74 أ. والذهبي: سير أعلام النبلاء 5/ 97 الاولى و 1 (حسب ترقيم النسخة المصورة في مكتبة الأوقاف) .(1/624)
نَزَلَ بِهِ، قَدْ طَالَتْ مُجَالَسَتُنَا إِيَّاهُ حَتَّى مَا كُنَّا نَسْمَعُ مِنْهُ إِلَّا الْجَوَابَ.
قَالَ اللَّيْثُ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَا اسْتَوْدَعْتُ قَلْبِي شَيْئًا قط فنسيته [1] .
قال: وكره التفاح وسؤر النار، وَقَالَ إِنَّهُ يُنْسِي، وَكَانَ يَشْرَبُ الْعَسَلَ وَيَقُولُ إِنَّهُ يُذَكِّرُ» [2] .
حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ: جِئْتُ ابْنَ شِهَابٍ يَوْمًا بِشَيْءٍ من الرأي، فقبض وجهه [و] قال: الرَّأْيُ! - كَالْكَارِهِ لَهُ- ثُمَّ جِئْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ يَوْمًا آخَرَ بِأَحَادِيثَ مِنَ السُّنَنِ فَتَهَلَّلَ وَجْهُهُ وَقَالَ: إِذَا جِئْتَنِي فَأْتِنِي بِمِثْلِ هَذَا.
«حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: مَا اسْتَوْدَعْتُ قَلْبِي شَيْئًا قَطُّ فَنَسِيتُهُ. قال:
وكان يكره التفاح وسؤر النار وَيَقُولُ إِنَّهُ يُنْسِي. قَالَ: وَقَدْ كَانَ يَشْرَبُ الْعَسَلَ وَيَقُولُ إِنَّهُ يُذَكِّرُ» [3] .
«وَحَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ: جِئْتُ ابْنَ شِهَابٍ يَوْمًا بِشَيْءٍ مِنَ الرَّأْيِ فَقَبَضَ وَجْهَهُ وَقَالَ: الرَّأْيُ! - كَالْكَارِهِ لَهُ-، ثُمَّ جِئْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ يَوْمًا آخَرَ بِأَحَادِيثَ مِنَ السُّنَنِ فَتَهَلَّلَ وَجْهُهُ وَقَالَ: إِذَا جِئْتَنِي فَأْتِنِي بِمِثْلِ هَذَا» [4] .
«حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ حَدَّثَنِي عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ كَانَ يَكُونُ مَعَهُ فِي السَّفَرِ قَالَ: فَكَانَ يُعْطِي مَنْ جَاءَهُ وَسَأَلَهُ حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ مَعَهُ شَيْءٌ [تَسَلَّفَ مِنْ أَصْحَابِهِ فَلَا يَزَالُونَ يُسَلِّفُونَهُ حَتَّى لَا يَبْقَى مَعَهُمْ شَيْءٌ] ، فَيَحْلِفُونَ أَنَّهُ لَمْ يَبْقَ مَعَهُمْ شَيْءٌ فيستسلف من عبيده،
__________
[1] أوردها الذهبي: تاريخ الإسلام 5/ 138.
[2] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 11/ 74 أ- ب.
[3] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 11/ 71 أ. وأوردها الذهبي:
تاريخ الإسلام 5/ 138.
[4] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 11/ 77 أ.(1/625)
فيقول: أي فلان اسلفني فأضعف لك كما تَعْلَمُ، فَيُسْلِفُونَهُ وَلَا يَرَى بِذَلِكَ بَأْسًا، فَرُبَّمَا جَاءَهُ السَّائِلُ فَلَا يَجِدُ لَهُ شَيْئًا يُعْطِيهِ فَيَتَغَيَّرُ وَجْهُهُ عِنْدَ ذَلِكَ وَيَقُولُ لِلسَّائِلِ: أَبْشِرْ فَسَيَأْتِي اللَّهُ بِخَيْرٍ، فَيَقْضِي [1] اللَّهُ لِابْنِ شِهَابٍ أَحَدَ رَجُلَيْنِ، إِمَّا رَجُلٌ يُهْدِي لَهُ مَا يَسَعُهُمْ، وَإِمَّا رَجُلٌ يَبِيعُهُ وَيُنْظِرُهُ.
قَالَ: وَكَانَ يُطْعِمُهُمُ الثَّرِيدَ وَيَسْقِيهِمُ الْعَسَلَ مَعَ ذَلِكَ قَالَ: وَكَانَ ابْنُ شِهَابٍ يَسْهَرُ عَلَى الْعَسَلِ كَمَا يَسْهَرُ أَهْلُ الْخَمْرِ.
قَالَ: فَكَانَ يُحَدِّثُنَا ثُمَّ يَقُولُ اسْقُونَا حَدِّثُونَا.
قَالَ عُقَيْلٌ: وَكَانَ إِذَا رَآنِي قَدْ نَعِسْتُ قَالَ: مَا أَنْتَ مِنْ سُمَّارِ قُرَيْشٍ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ سامِراً تَهْجُرُونَ 23: 67 [2] ، وكانت له قبة معصفرة، وعليه ملحفة معصفرة، وَتَحْتَهُ مَجْلِسٌ مُعَصْفَرٌ» [3] .
حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ الليث: قال ابن شهاب: ذانك العجلين أَفْسَدَا أَهْلَ تِلْكَ النَّجْدَةِ- يَعْنِي أَهْلَ الْمَدِينَةِ- كَأَنَّهُ يَقُولُ مَنْ قَبِلَ الرَّأْيَ.
«حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ عن عبد الأعلى ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ قَالَ: أَصَابَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ حَاجَةٌ زَمَانَ فِتْنَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، فَعَمَّتْ أَهْلَ الْبَلَدِ، فَقَدْ خُيِّلَ إِلَيَّ أَنَّهُ قَدْ أَصَابَنَا مِنْ ذَلِكَ- أَهْلَ الْبَيْتِ- مَا لَمْ يُصِبْ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْبَلَدِ لِخِبْرَتِي بِأَهْلِي، فَتَذَكَّرْتُ هَلْ مِنْ أَحَدٍ أَمُتُّ إِلَيْهِ بِرَحِمٍ أَوْ مَوَدَّةٍ أَرْجُو أَنْ خَرَجْتُ إِلَيْهِ أَنْ أُصِيبَ مِنْهُ شَيْئًا، فَمَا عَلِمْتُ أَحَدًا أَخْرُجُ إِلَيْهِ، ثُمَّ قُلْتُ:
إِنَّمَا الرِّزْقُ بِيَدِ اللَّهِ، ثُمَّ خَرَجْتُ حَتَّى قَدِمْتُ دِمَشْقَ، فَوَضَعْتُ رَحْلِي، ثُمَّ غَدَوْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَاعْتَمَدْتُ إِلَى أَعْظَمِ مجلس رأيته في المسجد وأكثره
__________
[1] في ابن عساكر «فيقيض» .
[2] المؤمنون آية 67.
[3] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 11/ 79 ب والزيادة منه.(1/626)
أهلا، فجلست اليهم فَبَيْنَا نَحْنُ عَلَى ذَلِكَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، كَأَحْشَمِ [1] الرِّجَالِ وَأَجْمَلِهِ وأحسنه هَيْئَةً، فَأَقْبَلَ إِلَى الْمَجْلِسِ الَّذِي أَنَا فِيهِ فَتَحَثْحَثُوا [2] لَهُ حَتَّى أَوْسَعُوا لَهُ، فَجَلَسَ ثُمَّ قَالَ:
لَقَدْ جَاءَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْيَوْمَ كِتَابٌ مَا جَاءَهُ مِثْلُهُ مُنْذُ اسْتَخْلَفَهُ اللَّهُ. قَالُوا:
وَمَا هُوَ؟ قَالَ: كَتَبَ إِلَيْهِ عَامِلُهُ بِالْمَدِينَةِ هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ يَذْكُرُ أَنَّ ابْنًا لِمُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ مِنْ أُمٍّ وُلِدَ مَاتَ، فَأَرَادَتْ أُمُّهُ أَنْ تَأْخُذَ مِيرَاثَهَا مِنْهُ فَمَنَعَهَا عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَزَعَمَ أَنْ لَا مِيرَاثَ لَهَا، فَتَوَهَّمَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ [فِي ذَلِكَ] [3] حَدِيثًا سَمِعَهُ مِنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ يُذْكَرُ [4] عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ، لَا يَحْفَظُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ذَلِكَ الْحَدِيثَ. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فقلت [5] :
أنا احدثكه. فقام إِلَيَّ قَبِيصَةُ [6] حَتَّى أَخَذَ بِيَدِي، ثُمَّ خَرَجَ بِي مَعَهُ حَتَّى دَخَلَ بِي الدَّارَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ، ثُمَّ جَاءَ الْبَيْتَ الَّذِي فِيهِ عَبْدُ الْمَلِكِ فَقَالَ:
السَّلَامُ عَلَيْكَ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ مُجِيبًا: وَعَلَيْكُمُ السَّلَامُ. فَقَالَ: أَدْخُلُ؟
قَالَ ادْخُلْ. فَدَخَلَ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِي. فَقَالَ: [هَذَا] [7] يَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ يُحَدِّثُكَ الْحَدِيثَ الَّذِي سَمِعْتَ مِنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فِي أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ. قَالَ: إِيهٍ. قَالَ: قُلْتُ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بن المسيب يذكر: أن
__________
[1] في ابن كثير: البداية والنهاية 9/ 346 «كأجسم» وفي ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 11/ 65 أ «كأحسن» .
[2] أي أوسعوا.
[3] الزيادة من ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 11/ 65 أ.
[4] في ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 11/ ق 65 أ «يذكره» .
[5] في الأصل «فقال» والتصويب من ابن عساكر 11/ ق 66 ب.
[6] قبيصة بن ذؤيب الخزاعي كان على خاتم عبد الملك وكان آثر الناس عنده وكان البريد اليه (تهذيب التهذيب 8/ 346) .
[7] الزيادة من ابن عساكر 11/ ق 66 ب.(1/627)
عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَمَرَ بِأُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ أَنْ يقوّمن فِي أَمْوَالِ أَبْنَائِهِنَّ بِقِيمَةِ عَدْلٍ ثُمَّ يُعْتَقْنَ، فَمَكَثَ [1] بِذَلِكَ صَدْرًا مِنْ خِلَافَتِهِ، ثُمَّ تُوُفِّيَ رجل من قريش كان له ابن لأم وَلَدٌ، قَدْ كَانَ [عُمَرُ] [2] يُعْجَبُ بِذَلِكَ الْغُلَامِ، فَمَرَّ ذَلِكَ الْغُلَامُ عَلَى عُمَرَ فِي الْمَسْجِدِ بَعْدَ وَفَاةِ أَبِيهِ بِلَيَالٍ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَا فَعَلْتَ يَا ابْنَ أَخِي فِي أُمِّكَ؟ قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ خَيْرًا، خيّرني إخوتي أن يسترقوا أُمِّي أَوْ يُخْرِجُونِي مِنْ مِيرَاثِي مِنْ أَبِي، وَكَانَ مِيرَاثِي مِنْ أَبِي أَهْوَنَ عَلَيَّ مِنْ أن تسترق أمي. قال عمر: أو لست إِنَّمَا أَمَرْتُ فِي ذَلِكَ بِقِيمَةِ عَدْلٍ؟ مَا أَرَى رَأْيًا أَوْ آمُرُ بِشْيءٍ إِلَّا قُلْتُمْ بِهِ، ثُمَّ قَامَ فَجَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ حَتَّى إِذَا رَضِيَ جَمَاعَتَهُمْ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ كُنْتُ أَمَرْتُ فِي أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ بِأَمْرٍ قَدْ عَلِمْتُمُوهُ، ثُمَّ قَدْ حَدَثَ لِي رَأْيٌ غَيْرُ ذَلِكَ، فَأَيُّمَا امْرِئٍ كَانَتْ عِنْدَهُ أُمُّ وَلَدٍ فَمَلَكَهَا بِيَمِينِهِ مَا عَاشَ، فَإِذَا مَاتَ فَهِيَ حُرَّةٌ لَا سَبِيلَ [لَهُ] [3] عَلَيْهَا. ثُمَّ قَالَ [4] : مَنْ أَنْتَ؟ قلت:
أبا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ شِهَابٍ. قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ إِنْ كَانَ لَكَ لَأَبٌ نَعَّارٌ فِي الْفِتْنَةِ مُؤْذٍ لَنَا فِيهَا. قَالَ: قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قُلْ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ. قَالَ: أَجَلْ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ 12: 92 [5] . قَالَ: قُلْتُ:
يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ افْرِضْ لِي فَإِنِّي مُنْقَطِعٌ مِنَ الدِّيوَانِ. قَالَ: إِنَّ بَلَدَكَ لَبَلَدٌ مَا فَرَضْتُ لِأَحَدٍ فِيهَا مُنْذُ كَانَ الْأَمْرُ ثُمَّ نَظَرَ إِلَى قَبِيصَةَ وَأَنَا وَهُوَ قَائِمَانِ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَكَأَنَّهُ أَوْمَأَ إِلَيْهِ أَنِ افْرِضْ لَهُ. قَالَ: قَدْ فَرَضَ لَكَ أَمِيرُ المؤمنين.
__________
[1] في ابن كثير «فكتب» وفي ابن عساكر «فعل» .
[2] الزيادة من ابن عساكر وابن كثير.
[3] الزيادة من ابن كثير.
[4] القائل عبد الملك بن مروان.
[5] يوسف آية 92.(1/628)
قُلْتُ: وَصِلَةٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَصَلَكَ اللَّهُ تَصِلُنَا بِهَا، فَإِنِّي وَاللَّهِ لَقَدْ خَرَجْتُ مِنْ أهلي وأن فِيهِمْ لِحَاجَةٍ مَا يَعْلَمُهَا إِلَّا اللَّهُ، وَلَقَدْ عَمَّتِ [1] الْحَاجَةُ أَهْلَ الْبَلَدِ، قَالَ: وَقَدْ وَصَلَكَ أمير المؤمنين. قلت: وخادم يا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ يَخْدُمُنَا فَإِنِّي وَاللَّهِ لَقَدْ تَرَكْتُ أهلي وما لهم مِنْ خَادِمٍ إِلَّا أُخْتِي إِنَّهَا الَّتِي تَخْبِزُ لَهُمْ وَتَعْجِنُ وَتَطْبُخُ لَهُمْ. قَالَ: وَقَدْ أَخْدَمَكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: ثُمَّ كَتَبَ إِلَى هِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ: أَنِ ابْعَثْ إِلَى ابْنِ الْمُسَيِّبِ فَسَلْهُ عَنِ الْحَدِيثِ الَّذِي سَمِعَهُ يُحَدِّثُ فِي أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ هِشَامٌ مِثْلَ حَدِيثِي مَا زَادَ حَرْفًا وَلَا نَقَصَ حَرْفًا» [2] .
«حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبِ بْنِ سَعِيدٍ مِصْرِيٌّ [3] حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ يُونُسَ قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: قَدِمْتُ دِمَشْقَ زَمَانَ تجري [4] ابْنُ الْأَشْعَثِ. قَالَ:
وَعَبْدُ الْمَلِكِ يومئذ مشغول بشأنه، فجلست في مجلس لَا أَعْرِفُهُمْ، وَذَكَرَ نَحْوًا مِنْ قِصَّةِ أُمِّ الْوَلَدِ. فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: مَا مَاتَ رَجُلٌ تَرَكَ مِثْلَكَ» .
«حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عمران بن الوسام عن السري بن يحي عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: قَدِمْتُ دِمَشْقَ وَأَنَا أريد الغزو، فأتيت
__________
[1] في الأصل «علمت» والتصويب من ابن عساكر 11/ 67 أ.
[2] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 11/ 66 أ- 66 ب، وأوردها ابن كثير: البداية والنهاية 9/ 345- 347 من طريق عطاف بن خالد أيضا الى قوله «وقد أخدمك أمير المؤمنين» . واختصرها الذهبي من هذا الطريق أيضا في تاريخ الإسلام 5/ 137، ومن طريق آخر 5/ 138- 139.
[3] في ابن حجر (تهذيب التهذيب 4/ 306) «البصري» ويذكر رحلته الى مصر في تجارة.
[4] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 11/ 67 ب لكنه يذكر «تحرك» بدل «تجري» .(1/629)
عَبْدَ الْمَلِكِ لِأُسَلِّمَ عَلَيْهِ، فَوَجَدْتُهُ فِي قُبَّةٍ عَلَى فَرْشٍ تَفُوتُ الْقَائِمَ وَالنَّاسَ تَحْتَهُ سِمَاطَانِ فَسَلَّمْتُ وَجَلَسْتُ، فَقَالَ: يَا ابْنَ شِهَابٍ أَتَعْلَمُ مَا كَانَ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ صَبَاحَ قُتِلَ ابْنُ أَبِي طَالِبٍ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: هَلُمَّ. فَقُمْتُ مِنْ وَرَاءِ النَّاسِ حَتَّى أَتَيْتُ خَلْفَ الْقُبَّةِ، وَحَوْلَ وَجْهِهِ فَأَحْنَى عَلَيَّ فَقَالَ:
مَا كان؟ قال فقلت: لم ترفع حجر فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ إِلَّا وُجِدَ تَحْتَهُ دَمٌ.
قَالَ: لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ يَعْلَمُ هَذَا غَيْرِي وَغَيْرُكَ وَلَا يَسْمَعَنَّ مِنْكَ. قَالَ: فَمَا تَحَدَّثْتُ بِهِ حَتَّى تُوُفِّيَ» [1] .
حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عبد الله الأويسي ثنا إبراهيم بن سعد عَنْ أَبِيهِ:
أَنَّ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ قَضَى دَيْنَ ابْنِ شِهَابٍ ثَمَانِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ. وَسَمِعْتُ أَبِي وَهُوَ يُعَاتِبُ ابْنَ شِهَابٍ فِي الدَّيْنِ وَيَقُولُ: قَدْ قَضَى عَنْكَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ ثَمَانِينَ أَلْفًا، وَقَدْ عَرَفْتَ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الدين. فقال ابن شهاب لِأَبِي: إِنِّي أَعْتَمِدُ عَلَى مَالِ اللَّهِ لَوْ بقيت لي هذه المشربة ثم ملئت لي أَسْفَلِهَا ذَهَبًا أَوْ وَرَقًا- قَالَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا أَشُكُّ أَيْ ذَلِكَ قَالَ- مَا رَأَيْتُهُ عِوَضًا من مالي. قال إبراهيم: وهو إذ ذاك فِي مَشْرَبَةٍ.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ الْحَلَبِيُّ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: قَضَى هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَرْبَعَةَ آلَافِ دِينَارٍ ثُمَّ قَالَ:
لعلك عائدا لِلدَّيْنِ يَا ابْنَ شِهَابٍ؟ قَالَ: لَا يَا أمير المؤمنين سمعت سعيد ابن الْمُسَيِّبِ يَقُولُ: لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنِ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ. قَالَ رَجَاءٌ: فَحَدَّثَنِي يُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ: أَنَّهُ عَادَ إِلَى الدَّيْنِ، وَلَكِنْ كَانَتْ لَهُ عقدة وفاء
__________
[1] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 11/ 67 ب وقارن بالذهبي:
تاريخ الإسلام 5/ 147.(1/630)
لِدَيْنِهِ [1] .
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْكِرَامِ الْجَعْفَرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ: كَانَ ابْنُ شِهَابٍ مِنْ أَسْخَى النَّاسِ، فَلَمَّا أَصَابَ تِلْكَ الْأَمْوَالَ قَالَ لَهُ مَوْلًى لَهُ- وَهُوَ يَعِظُهُ-: قَدْ رَأَيْتَ مَا مَرَّ عَلَيْكَ مِنَ الضِّيقِ وَالشِّدَّةِ فَانْظُرْ كَيْفَ تَكُونُ وَأَمْسِكْ عَلَيْكَ مَالَكَ.
فَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَيْحَكَ إِنِّي لَمْ أَرَ الْكَرِيمَ تَحْكُمُهُ التَّجَارِبُ [2] .
«حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ [3] أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أَنَّهُ كَانَ يَشُقُّ الزِّقَّ الَّذِي فِيهِ الْعَسَلُ فَيَلْعَقُ النَّاسُ.
«قَالَ مَالِكٌ: وَلَمْ يَكُنِ ابْنُ الْمُسَيِّبِ وَلَا غَيْرُهُ يَفْعَلُ مِثْلَ هَذَا» [4] .
«حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ حدثنا سعيد بن عامر عن سلام ابن أَبِي مُطِيعٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ يَقُولُ: لَوْ كُنْتُ كَاتِبًا عَنْ أَحَدٍ لَكَتَبْتُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ» [5] .
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: مَسَّتْ رُكْبَتِي رُكْبَةَ ابْنِ الْمُسَيِّبِ ثَمَانِ سِنِينَ.
«حَدَّثَنَا يحي بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قال: قال يحي بْنُ سَعِيدٍ: مَا بَقِيَ عِنْدَ أَحَدٍ مِنَ العلم ما بقي عند ابن شهاب» [6] .
__________
[1] قارن بالذهبي: تاريخ الإسلام 5/ 141.
[2] ابن عساكر 11/ 80 ب، وأوردها الذهبي: سير أعلام النبلاء 5/ ق 97 الاولى و 2، وقارن تاريخ الإسلام 5/ 150.
[3] في الأصل «بكير» وهو تصحيف.
[4] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 11/ 81 أ.
[5] المصدر السابق 11/ 79 أ.
[6] المصدر السابق 11/ 74 ب، وأوردها ابن كثير البداية والنهاية 9/ 343 من طريق الليث أيضا.(1/631)
«حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ:
سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ يُحَدِّثُ أَبِي قَالَ: أَرْسَلَ إِلَيَّ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: أَنْ أَكْتُبَ لِبَنِيَّ بَعْضَ أَحَادِيثِكَ. فَقُلْتُ: لَوْ سَأَلْتَنِي عَنْ حَدِيثَيْنِ مَا تَابَعْتُ بَيْنَهُمَا، وَلَكِنْ إِنْ كُنْتَ تُرِيدُهُ فَادْعُ كَاتِبًا فَإِذَا اجْتَمَعَ إِلَيَّ النَّاسُ يَسْأَلُونِي كَتَبْتُ لَهُمْ مَا تُرِيدُ. قَالَ: فَأَرْسَلَ كَاتِبًا وَمَكَثَ سَنَةً، مَا يَأْتِي يَوْمٌ إِلَّا مَلَأْتُهُ. قَالَ: فَلَقِيَنِي بَعْضُ بَنِي هِشَامٍ فَقَالَ لِي: يَا أَبَا بَكْرٍ مَا أَرَانَا إِلَّا قَدْ أَنْقَصْنَاكَ [1] . قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّمَا كُنْتُ فِي عِزَازِ [2] الْأَرْضِ إِنَّمَا هَبَطْتُ بُطُونَ الْأَوْدِيَةِ الْيَوْمَ» [3] .
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْرٍ [4] ثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ ابن أبي سلمة. قال: قضى هشام ابن عَبْدِ الْمَلِكِ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَرْبَعَةَ آلَافِ دِينَارٍ، ثم قال له: ويحك يا ابْنَ شِهَابٍ أَتَرَاكَ عَائِدًا فِي الدَّيْنِ؟ قَالَ: لَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ «لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنِ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ» .
قَالَ رَجَاءٌ [5] : حَدَّثَنِي يُونُسُ: أَنَّ الزُّهْرِيَّ عَادَ. قَالَ: فَكَانَ فِي ضِيَاعِهِ مَا قَضَى دَيْنَهُ قَالَ ضَمْرَةُ: كَانَ يَشْتَرِي تَمْرَ الصَّدَقَةِ، ثُمَّ يَدْعُوا إِلَيْهِ الْأَعْرَابَ فَيَقْسِمُهُ بَيْنَهُمْ. قَالَ ضمرة: أصحب هشام عقلا ابن شهاب
__________
[1] في تاريخ الإسلام للذهبي 5/ 143 «أنفضنا بك» .
[2] عزاز الأرض: ما اشتد منها وصلب وخشن (لسان العرب مادة عزز) .
[3] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 11/ 72 أ، وأوردها الذهبي: تاريخ الإسلام 5/ 409 وسير اعلام النبلاء 5/ ق 96 الثانية و 1 من طريق إبراهيم بن سعد أيضا.
[4] في الأصل «عمير» وانما هو «عيسى بن محمد النحاس الرمليّ» .
[5] هو رجاء بن أبي سلمة.(1/632)
أَرْبَعَ سِنِينَ.
حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الله الأويسي حدثنا إبراهيم بن سعد عن عِكْرِمَةَ قَالَ: كُنَّا نَأْتِي الْأَعْرَجَ وَيَأْتِيهِ ابْنُ شِهَابٍ، قَالَ: فَنَكْتُبُ وَلَا يَكْتُبُ ابْنُ شِهَابٍ. قَالَ: فَرُبَّمَا كَانَ الْحَدِيثُ فِيهِ طُولٌ. قَالَ: فَيَأْخُذُ ابْنُ شِهَابٍ وَرَقَةً مِنْ وَرَقِ الْأَعْرَجِ- وَكَانَ الْأَعْرَجُ يَكْتُبُ الْمَصَاحِفَ، فَيَكْتُبُ ابْنُ شِهَابٍ ذلك الحديث في تلك القطعة، ثم يقرأه ثُمَّ يَمْحُو [1] مَكَانَهُ، وَرُبَّمَا قَامَ بِهَا مَعَهُ فيقرأها ثُمَّ يَمْحُوهَا» [2] .
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنِي مَعْنٌ عَنِ ابْنِ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ قَالَ:
جَمَعَ ابْنُ شِهَابٍ الْقُرْآنَ فِي ثَمَانِينَ يَوْمًا.
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: كُنَّا لَا نَرَى الْكِتَابَ شَيْئًا فَأَكْرَهَتْنَا عَلَيْهِ الْأُمَرَاءُ فَأَحْبَبْنَا أَنْ نُوَاسِيَ بَيْنَ النَّاسِ.
حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ: أَنَّ أَوَّلَ مَنْ وَضَعَ لِلنَّاسِ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ ابْنُ شِهَابٍ.
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي ثابت عن محمد ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ يَقُولُ: مَا أَكَلْتُ تُفَّاحًا وَلَا أَكَلْتُ الْخَلَّ مُنْذُ عَالَجْتُ الْحِفْظَ.
«حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وهب حدثني يعقوب ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ شِهَابٍ رَجُلًا فَقِرًا قَلِيلَ اللِّحْيَةِ لَهُ شُعَيْرَاتٌ طِوَالٌ خَفِيفُ الْعَارِضَيْنِ [3] .
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ [4]
__________
[1] في الأصل «يمحوه» .
[2] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 11/ 70 أوالخطيب:
تقييد العلم 59.
[3] ابن عساكر: مدينة دمشق 11/ ق 69 أ.
[4] في الأصل «مما» وما أثبته من الفقيه والمتفقه 2/ 8- 9.(1/633)
قَالَ: كُنَّا نَأْتِيهِ فِي بَيْتِهِ مِنْ بَنِي الدَّيْلِ وَكَانَ يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ، قَالَ: وَكَانَ نَاسٌ يَأْتُونَهُ بِأَكْحَالٍ فِي أَصْدَافٍ. قَالَ وَيُحَدِّثُونَهُ عَنْ تِلْكَ الْأَكْحَالِ. قَالَ:
فَكَانَ يَشْتَهِي الْحَدِيثَ وَيَرْبُكُ مِنْهُ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ.
«حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ قَالا: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عَلِيٍّ: أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ شِهَابٍ عَنْ شَيْءٍ؟ فَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ: مَا سَمِعْتُ فِيهِ بِشَيْءٍ وَمَا نَزَلَ بِنَا فَقُلْتُ: إِنَّهُ قَدْ نَزَلَ بِبَعْضِ إِخْوَانِكَ. فَقَالَ:
مَا سَمِعْتُ فِيهِ بِشَيْءٍ وَمَا نَزَلَ بِنَا وَمَا أَنَا بِقَائِلٍ فِيهِ شَيْئًا» [1] .
حَدَّثَنَا محمد بن أبي زكير أخبرنا ابن وهب حَدَّثَنِي مَالِكٌ قَالَ: قَالَ لِي رَبِيعَةُ قُلْتُ لِابْنِ شِهَابٍ: اجْلِسْ لِلنَّاسِ فِي الْمَسْجِدِ- كَأَنَّهُ يَقُولُ:
لِتُفْتِيَهُمْ-. «قَالَ: وَقَالَ رَبِيعَةُ لِابْنِ شِهَابٍ: إِذَا أَخْبَرْتَ النَّاسَ بِشَيْءٍ مِنْ رَأْيِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُ مِنْ رَأْيِكَ» [2] .
«حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ قَالا: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّمَا هَذَا الْعِلْمُ خَزَائِنُ وَتَفْتَحُهَا الْمَسْأَلَةُ» [3] .
«حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَمْرٌو [4] قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَنِسَ [5] لِلْحَدِيثِ مِنَ ابْنِ شِهَابٍ، وَمَا رَأَيْتُ الدِّينَارَ وَالدِّرْهَمَ
__________
[1] الخطيب: الفقيه والمتفقه 2/ 8- 9، وابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 11/ 77 أ.
[2] الخطيب: الفقيه والمتفقه 2/ 148- 149 بنفس الاسناد المذكور أعلاه لكنه يذكر «زكريا» بدل «زكير» وهو تصحيف والصواب ما أثبته.
[3] الخطيب: الفقيه والمتفقه 2/ 32.
[4] هو ابن دينار.
[5] في الأصل «أبصر» وما أثبته من ابن عساكر: مدينة دمشق 11/ ق 73 أوالذهبي: سير أعلام النبلاء 5/ ق 96 ب الثانية وابن كثير:
البداية والنهاية 9/ 342.(1/634)
أَهْوَنَ مِنْهُ عَلَى ابْنِ شِهَابٍ» [1] .
«حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بن يحي عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: قَالَ رَبِيعَةُ لِلزُّهْرِيِّ فِي آخِرِ زَمَانِهِ: لَوْ أَنَّكَ سَكَنْتَ الْمَدِينَةَ وَجَلَسْتَ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَفْتَيْتَ النَّاسَ. فَقَالَ: إِنِّي لَوْ فَعَلْتُ ذلك لَوَطِئَ النَّاسُ عَقِبِي، وَلَا يَنْبَغِي لِي أَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ حَتَّى أَزْهَدَ فِي الدُّنْيَا وَأَرْغَبَ فِي الْآخِرَةِ» .
«قَالَ: وَقَالَ سُفْيَانُ: مَاتَ الزُّهْرِيُّ يَوْمَ مَاتَ وَلَيْسَ أَحَدٌ أَعْلَمَ بِالسُّنَّةِ مِنْهُ» [2] . قَالَ: وَسُئِلَ الزُّهْرِيُّ عَنِ الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا؟ فَقَالَ: هُوَ مَنْ لَمْ يَمْنَعِ الْحَلَالَ شُكْرَهُ، وَلَمْ يَغْلِبِ الْحَرَامُ صَبْرَهُ.
قَالَ: وَقَالَ سُفْيَانُ: قَالُوا لِلزُّهْرِيِّ فِي حَدِيثٍ ذَكَرَهُ: أَعِدْهُ عَلَيْنَا.
قَالَ: إِعَادَةُ الْحَدِيثِ أَشَدُّ مِنْ نَقْلِ الصَّخْرِ.
«حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ اللَّيْثَ يُحَدِّثُ:
أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ كَانَ يَقُولُ: مَا اسْتَوْدَعْتُ قَلْبِي شَيْئًا قَطُّ فَنَسِيتُهُ» [3] .
قَالَ: وَكَانَ يَكْرَهُ أَكْلَ التُّفَّاحِ وَسُؤْرَ الْفَأْرِ وَيَقُولُ: إِنَّهُ يُنْسِي. قَالَ:
وَكَانَ يَشْرَبُ الْعَسَلَ وَيَقُولُ إِنَّهُ يُذَكِّرُ.
وَأَخْبَرَنِي اللَّيْثُ عَنِ الْجُمَحِيِّ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَقْرَبَ شَيْئًا من ابن شهاب من يحي بْنِ سَعِيدٍ وَلَوْلَا ابْنُ شِهَابٍ لَذَهَبَ كَثِيرٌ مِنَ السُّنَنِ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حماد عن رجل عن الزهري قال:
__________
[1] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 11/ 73 أ، وأوردها ابن كثير: البداية والنهاية 9/ 342 وبعضها عند الذهبي: تاريخ الإسلام 5/ 138.
[2] ابن عساكر 11/ 78 أ، وأوردها الذهبي: تاريخ الإسلام 5/ 141 الى قوله «الاخرة» .
[3] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 11/ 71 أ، وأوردها:
ابن كثير من هذا الطريق أيضا (البداية والنهاية 9/ 342) .(1/635)
كَانَ يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ: هَاتُوا مِنْ أَشْعَارِكُمْ هَاتُوا مِنْ حَدِيثِكُمْ فَإِنَّ الْأُذُنَ مَجَّتْ وَالْقَلْبَ حَمَضَ.
«حدثني حيوة بن شريح حدثنا بقية عن شُعَيْبِ [1] بْنِ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ:
قِيلَ لِمَكْحُولٍ: مَنْ أَعْلَمُ مَنْ لَقِيتَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: ابْنُ شِهَابٍ. قِيلَ:
ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ابْنُ شِهَابٍ. قِيلَ: ثُمَّ مَنْ؟ فَقَالَ: ابْنُ شِهَابٍ» [2] .
«حَدَّثَنَا [3] حَيْوَةُ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ شُعَيْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: مَكَثْتُ خَمْسًا وَأَرْبَعِينَ سَنَةً أَخْتَلِفُ مِنَ الْحِجَازِ إِلَى الشَّامِ وَمِنَ الشَّامِ إِلَى الْحِجَازِ فَمَا كُنْتُ أَسْمَعُ حَدِيثًا أَسْتَطْرِفُهُ» [4] .
قَالَ: وَسِمِعْتُ الْحَجَّاجَ بْنَ أَبِي مَنِيعٍ الرُّصَافِيّ يَقُولُ: أَقَامَ الزُّهْرِيُّ بِالرُّصَافَةِ عِشْرِينَ سَنَةً إِلَّا أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ خِلَافَةَ هِشَامٍ كُلَّهَا إِلَّا أَنْ يَكُونَ حَجَّ فَاسْتَمْكَنُوا مِنْهُ.
حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: قُلْتُ لِلزُّهْرِيِّ: إِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ لَمْ تَرْوِ عَنْ أَحَدٍ مِنَ الْمَوَالِي. قَالَ: بَلَى قَدْ رويت عنهم، ثم ذَكَرَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ وأبا عبيدة مولى
__________
[1] في الأصل «سعيد عن ابن أبي حمزة» والتصويب من ابن عساكر: 11/ 75 أوالذهبي: تاريخ الإسلام 5/ 140 وابن حجر:
تهذيب التهذيب 4/ 350.
[2] ابن عساكر: 11/ 75 ب، وأوردها ابن كثير: البداية والنهاية 9/ 342، والذهبي: تاريخ الإسلام 5/ 140.
[3] من هنا يبدأ الجزء السابع عشر من تجزئة الأصل وأوله «أخبرنا الشيخ ابو الحسين محمد بن الحسين بن محمد القطان البغدادي بها قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه النحويّ حدثنا أبو يوسف يعقوب بن سفيان.
[4] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 11/ 74 أ.(1/636)
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَنُدْبَةَ مَوْلَاةً لِمَيْمُونَةَ وَعَطَاءَ مَوْلَى سِبَاعٍ. ثُمَّ قَالَ: لَمْ أَرْوِ عَنْهُمْ وَأَنَا أَجِدُ أَبْنَاءَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارَ أَتَّكِئُ عَلَى أَيِّهِمْ شِئْتُ فَمَا حَاجَتِي إِلَى غَيْرِهِمْ.
حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُنْذِرٍ عَنْ وُهَيْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنَ الزُّهْرِيِّ. قَالَ:
فَقَالَ صَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ: يَا أَبَا بَكْرٍ وَلَا الْحَسَنَ؟ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَعْلَمَ مِنَ الزُّهْرِيِّ [1] .
حَدَّثَنِي سَلَمَةُ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ: اجْتَمَعْتُ أَنَا وَالزُّهْرِيُّ- وَنَحْنُ نَطْلُبُ الْعِلْمَ- فَقُلْنَا: نَكْتُبُ السُّنَنَ، فَكَتَبْتُ مَا جَاءَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثُمَّ قَالَ: نَكْتُبُ مَا جَاءَ عَنْ أَصْحَابِهِ فَإِنَّهُ سُنَّةٌ. قَالَ: قُلْتُ أَنَا: لَيْسَ بِسُنَّةٍ فَلَا نَكْتُبُهُ. قَالَ: فَكَتَبَ وَلَمْ أَكْتُبْ فَأَنْجَحَ وَضَيَّعْتُ [2] .
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: لَمْ أَرَ مِثْلَ الزُّهْرِيِّ فِي الْوَجْهِ الَّذِي كَانَ فِيهِ- يَعْنِي فِي الْحَدِيثِ- وَلَمْ أَرَ مِثْلَ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ فِي وَجْهِهِ- يَعْنِي فِي الْفُتْيَا-.
حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ حَدَّثَنَا أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ الْهَاشِمِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُهُ- يَعْنِي الزُّهْرِيَّ- يَقُولُ: لَوْلَا أَحَادِيثُ تَأْتِينَا مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ نُنْكِرُهَا لَا نَعْرِفُهَا مَا كَتَبْتُ حَرْفًا، وَلَا أَذِنْتُ فِي كِتَابَتِهِ.
حَدَّثَنِي أبو بكر بن عبد الملك حدثنا عبد الرزاق قال: قال معمر: كنا
__________
[1] أوردها ابن كثير: البداية والنهاية 9/ 343.
[2] أوردها ابن كثير: البداية والنهاية 9/ 344، والذهبي:
تاريخ الإسلام 5/ 145، وابن حجر: تهذيب التهذيب 9/ 448.(1/637)
نرى انا قَدْ أُكْثِرَ عَنِ الزُّهْرِيِّ حَتَّى قُتِلَ الْوَلِيدُ، فَأُخْرِجَتْ دَفَاتِرُ الزُّهْرِيِّ قَدْ حُمِلَتْ عَلَى الدَّوَابِّ [1] .
حَدَّثَنِي سَلَمَةُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ [2] قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ لَهُ: نَشَأْتُ فَأَرَدْتُ أَنْ أَطْلُبَ الْعِلْمَ جَعَلْتُ آتِي أَشْيَاخَ آلِ عُمَرَ رَجُلًا رَجُلًا فَأَقُولُ: مَا سَمِعْتُ مِنْ سَالِمٍ، فَكُلَّمَا أَتَيْتُ رَجُلًا مِنْهُمْ قَالَ: عَلَيْكَ بِابْنِ شِهَابٍ فَإِنَّ ابْنَ شِهَابٍ كَانَ يَلْزَمُهُ، وَكَانَ ابْنُ شِهَابٍ بِالشَّامِ حِينَئِذٍ، فَلَزِمْتُ نَافِعًا فَجَعَلَ اللَّهُ فِي ذَلِكَ خَيْرًا كَثِيرًا.
حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: إِنْ كُنْتُ لَآتِي بَابَ عُرْوَةَ فَأَرْجِعُ إِعْظَامًا لَهُ، وَلَوْ شِئْتُ أَنْ أَدْخُلَ عَلَيْهِ لَدَخَلْتُ.
حَدَّثَنِي سَلَمَةُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ [3] قَالَ: وَقَالَ- يَعْنِي أَبَاهُ قَالَ- قَالَ لِي أَبِي: مَا سَبَقَنَا ابْنُ شِهَابٍ مِنَ الْعِلْمِ [إِلَّا] [4] أَنَّا كُنَّا نَأْتِي [الْمَجْلِسَ] [5] فَيَسْتَقْبِلُ وَيَشُدُّ ثَوْبَهُ عِنْدَ صَدْرِهِ ويسأل عما يريد وكنا تمنعنا الحداثة [6] .
__________
[1] أوردها ابن كثير: البداية والنهاية 9/ 344 وأضاف بعد «الدواب» عبارة «من خزانته يقول: من علم الزهري» . والذهبي:
تاريخ الإسلام 5/ 141 وقال الذهبي «قلت: يعني الكتب التي كتبت عنه لآل مروان» .
[2] هو ابن همام (تهذيب التهذيب 7/ 39) .
[3] هو يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري (تهذيب التهذيب 11/ 380) .
[4] ، (5) الزيادة من ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 11/ 69 ب.
[6] قارن بالذهبي: تاريخ الإسلام 5/ 144.(1/638)
«حدثنا العباس بن عبد العظيم حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: قَالَ مَعْمَرٌ:
كَانَ الزُّهْرِيُّ فِي أَصْحَابِهِ مِثْلَ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ فِي أَصْحَابِهِ يَنْقِلُ حَدِيثَ بَعْضِهِمْ إِلَى بَعْضٍ» [1] . وَقَالَ مَعْمَرٌ: أَتَيْتُ الزُّهْرِيَّ بِالرُّصَافَةِ، قَالَ: فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَسْأَلُهُ عَنِ الْحَدِيثِ. قَالَ: فَكَانَ يُلْقِي عَلَيَّ.
«حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ: قَالَ لَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَتَأْتُونَ الزُّهْرِيَّ؟ قُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ:
فَأْتُوهُ فَإِنِّي لَا أَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ بِسُنَّةٍ مَاضِيَةٍ مِنْهُ. قال معمر: والحسن ونظراءه يَوْمَئِذٍ أَحْيَاءٌ» [2] .
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا هَا هُنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: كُنْتُ أَطُوفُ أَنَا وَابْنُ شِهَابٍ وَمَعَ ابْنِ شِهَابٍ الْأَلْوَاحُ وَالصُّحُفُ. قَالَ فَكُنَّا نَضْحَكُ بِهِ.
حَدَّثَنَا أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: ما ادهن ابْنُ شِهَابٍ لِمَلِكٍ قَطُّ دَخَلَ عَلَيْهِ، وَلَا أَدْرَكَ أَحَدٌ خِلَافَةَ هِشَامٍ مِنَ التَّابِعِينَ أَفْقَهُ مِنْهُ.
حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بَشِيرٍ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ بِحَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم «نضّر الله امرأ» فَوَضَعَ عَنِّي بِهِ مِائَةَ أَلْفٍ وَأَيْمُ اللَّهِ مَا هُوَ الْمَعْنِيَّ بِهِ.
«حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ السُّلَامِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ الْوَلِيدَ بْنَ مُسْلِمٍ يُحَدِّثُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: ما ابن شهاب الا بحر.
قَالَ سَعِيدٌ: وَسَمِعْتُ مَكْحُولًا يَقُولُ: ابْنُ شِهَابٍ أعلم الناس بسنة
__________
[1] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 11/ 76 أ.
[2] المصدر السابق 11/ 74 ب.(1/639)
مَاضِيَةٍ» [1] .
حَدَّثَنَا هِشَامٌ قَالَ: وَسَمِعْتُ مَرْوَانَ بْنَ مُحَمَّدٍ يُحَدِّثُ عَنْ سَعِيدٍ: أَنَّ مَكْحُولًا أَفْقَهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ. وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: كَانَ مَكْحُولُ أَفْقَهَ أَهْلِ الشَّامِ.
«حَدَّثَنَا هِشَامٌ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ سَعِيدٍ: أَنَّ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ سَأَلَ الزُّهْرِيّ أَنْ يُمْلِيَ عَلَى بَعْضِ ولده، فدعا بكاتب فأملى عَلَيْهِ أَرْبَعَ مِائَةِ حَدِيثٍ، ثُمَّ خَرَجَ الزُّهْرِيُّ مِنْ عِنْدِ هِشَامٍ قَالَ: أَيْنَ أَنْتُمْ يَا أَصْحَابَ الْحَدِيثِ: فَحَدَّثَهُمْ بِتِلْكَ الْأَرْبَعِ مِائَةِ حَدِيثٍ، ثُمَّ أَقَامَ هِشَامٌ شَهْرًا أَوْ نَحْوَهُ، ثُمَّ قَالَ لِلزُّهْرِيِّ: إِنَّ ذَلِكَ الْكِتَابَ الَّذِي أَمْلَيْتَ عَلَيْنَا قَدْ ضَاعَ. قَالَ: فَلَا عَلَيْكَ ادْعُ بِكَاتِبٍ. فَدَعَا بِكَاتِبٍ فَحَدَّثَهُ بِالْأَرْبَعِ مِائَةِ حَدِيثٍ، ثُمَّ قَابَلَ هِشَامٌ بِالْكِتَابِ الْأَوَّلِ فَإِذَا هُوَ لَا يُغَادِرُ حَرْفًا وَاحِدًا» [2] .
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن إبراهيم حدثنا أبو حفص [3] عن سعيد بْنِ بَشِيرٍ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: مَا بَقِيَ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِالسُّنَّةِ مِنَ الزُّهْرِيِّ وَرَجُلٍ آخَرَ- يَعْنِي نَفْسَهُ-.
«حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حدثنا الوليد حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ هَزَّانَ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: لَا يُوثَقُ لِلنَّاسِ عَمَلُ عَامِلٍ لَا يَعْلَمُ، وَلَا يَرْضَى بِقَوْلِ عَالِمٍ لَا يَعْمَلُ» [4] .
__________
[1] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 11/ 75 ب.
[2] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 11/ 72 ب، وابن كثير:
البداية والنهاية 9/ 342 لكنه يختصر الرواية دون الإخلال بالمعنى.
وأوردها ابن حجر: تهذيب التهذيب 9/ 449.
[3] عمرو بن علي الفلاس.
[4] الخطيب: الفقيه والمتفقه 24- 25، وأوردها ابن كثير (البداية والنهاية 9/ 345) بهذا الاسناد ولم يذكر مصدره: والذهبي:
تاريخ الإسلام 5/ 137.(1/640)
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: كُنَّا نَكْرَهُ الْكِتَابَ حَتَّى أَكْرَهَنَا عَلَيْهِ الْأُمَرَاءُ، فَرَأَيْتُ أَنْ لَا أَمْنَعَهُ مُسْلِمًا [1] .
وَأَخْبَرَنِي [2] صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ قَالَ: كُنْتُ أَطْلُبُ الْعِلْمَ أنا والزهري فقال لي: تعالى حتى نكتب السنن. فكتبنا كلما جَاءَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم قال: تعال حتى نَكْتُبْ كُلَّ مَا جَاءَ عَنِ الصَّحَابَةِ. قَالَ: فَكَتَبَ وَلَمْ أَكْتُبْ. قَالَ: فَأَنْجَحَ وَضَيَّعْتُ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، وَقِيلَ لَهُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ أَنَّكَ لَمْ تُحَدِّثْ عَنِ الْمَوَالِي؟ قَالَ وَمَا أَصْنَعُ بِالْمَوَالِي وَأَنَا أَجِدُ أَبْنَاءَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ أَتَّكِئُ عَلَى أَيِّهِمْ شِئْتُ.
قَالَ مَعْمَرٌ: وَرَوَى عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ وَعَنْ أَبِي عُبَيْدٍ مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ وَعَنْ نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعَنْ عَطَاءٍ مَوْلَى ابْنِ سِبَاعٍ وَعَنِ الْأَعْرَجِ وَعَنْ حَبِيبٍ مَوْلَى عُرْوَةَ وَعَنْ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ وَنَبْهَانَ وَنُدْبَةَ.
حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ الصُّبْحِ حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ السَّمْطِ قَالَ: سَمِعْتُ قُرَّةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَيْوَئِيلَ قَالَ: لَمْ يَكُنْ لِلزُّهْرِيِّ كِتَابٌ إِلَّا كِتَابٌ فِيهِ نَسَبُ قَوْمِهِ.
قَالَ يَزِيدُ بْنُ السَّمْطِ وَكَانَ الْأَوْزَاعِيُّ يَقُولُ: مَا أَحَدٌ أَعْلَمَ بِالزُّهْرِيِّ مِنَ ابْنِ حَيْوَئِيلَ.
«حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ:
سَمِعْتُ مَكْحُولًا يَقُولُ: مَا بَقِيَ أَحَدٌ أَعْلَمُ بسنة ماضية من ابن شهاب
__________
[1] أوردها ابن كثير من طريق عبد الرزاق أيضا لكنه قال «كتاب العلم « (البداية والنهاية 9/ 341 والذهبي: سير أعلام النبلاء ق 96 الثانية و 2) .
[2] الكلام لمعمر.(1/641)
الزُّهْرِيِّ [1] . قَالَ مَرْوَانُ: فَحَدَّثْتُ بِهِ سَعِيدَ بْنَ بَشِيرٍ، فَقَالَ سَعِيدٌ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يَقُولُ: مَا بَقِيَ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِسُنَّةٍ مَاضِيَةٍ مِنَ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ وَرَجُلٍ آخَرَ. قَالَ سَعِيدٌ: كُنَّا نَرَى أَنَّهُ يَعْنِي نَفْسَهُ» [2] .
«حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ حَدَّثَنَا زيد بن يحي حدثنا علي بن حوشب الفزاري قَالَ: سَمِعْتُ مَكْحُولًا وَذَكَرَ الزُّهْرِيَّ فقال: كل كليلة- وكانت به نكتة- فقال يزيد: قُلْ قَلِيلَةً أَيُّ رَجُلٍ هُوَ لَوْلَا أَفْسَدَ نَفْسَهُ بِصُحْبَةِ الْمُلُوكِ» [3] .
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَمِّي يَذْكُرُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ مُؤَدِّبَ ابْنِ شِهَابٍ، فَرُبَّمَا ذَكَرَ صَالِحٌ الشَّيْءَ فَيَرُدُّ عَلَيْهِ ابْنُ شِهَابٍ وَلَا يَقُولُ حَدَّثَنَا فلان وحدثنا فُلَانٌ يُخَالِفُ مَا قَالَ. قَالَ:
فَيَقُولُ لَهُ صَالِحٌ: تُكَلِّمُنِي وَأَنَا أَقَمْتُ أَوَدَ لِسَانِكَ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ مَطَرٍ عَنْ قَتَادَةَ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ أَعْلَمَ مَنْ بَقِيَ بِالْقُرْآنِ مُجَاهِدٌ- يَعْنِي التَّفْسِيرَ-.
«حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: قِيلَ لِلزُّهْرِيِّ: لَوْلَا أَنَّكَ الْآنَ فِي آخِرِ عُمْرِكَ أَقَمْتَ بِالْمَدِينَةِ، وَلَزِمْتَ مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَعَدْتَ إِلَى عَمُودٍ مِنْ عُمُدِهِ، وَعَلَّمْتَ النَّاسَ. فَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ: إِنِّي لَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ حَتَّى أَزْهَدَ فِي الدُّنْيَا وَأَرْغَبَ فِي الْآخِرَةِ إِنِّي ان فعلت ذلك وطئ الناس عقبي» [4] .
__________
[1] أوردها الى هنا ابن كثير: البداية والنهاية 9/ 343.
[2] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 11/ 74 ب- 75 أ.
وأوردها الذهبي: تاريخ الإسلام 5/ 149 من قوله «قال مروان» .
[3] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 11/ ق 79 أ.
[4] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 11/ 78 أ، وأوردها ابن كثير: البداية والنهاية 9/ 348 من حديث سفيان أيضا.(1/642)
حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ يَقُولُ:
[قَالَ] [1] زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ لِلزُّهْرِيِّ: إِنَّ حَدِيثَكَ لَيُعْجِبُنِي وَلَكِنْ لَيْسَتْ مَعِي نفقة فأنبعك. قَالَ: اتْبَعْنِي أُحَدِّثْكَ وَأُنْفِقْ عَلَيْكَ [2] .
حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي ابْنُ سَعْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: عِنْدِي ثَلَاثُونَ حَدِيثًا فِي الْخُلْعِ مَا حَدَّثْتُ بِهِ وَلَا سُئِلْتُ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ.
قَالَ وَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُثْمَانَ يَذْكُرُ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ يُونُسَ قَالَ:
لِلزُّهْرِيِّ: أَخْرِجْ إِلَيَّ كُتُبَكَ. فَقَالَ: يَا جارية هات ذَاكَ السِّفْطَ. قَالَ:
فَجَاءَتْ بِسِفْطٍ فَإِذَا فِيهِ شَيْءٌ مِنْ نَسَبِ قَوْمِهِ وَشِعْرٌ. وَقَالَ: لَيْسَ عِنْدِي مَكْتُوبٌ أَوْ نَحْوُ هَذَا» [3] .
[أَخْبَارُ أَبِي بكر بن [4] محمد بن عمرو بن حزم]
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ [5] أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مَالِكٌ قَالَ:
لَمْ يَكُنْ عِنْدَ أَحَدٍ بِالْمَدِينَةِ مِنْ عِلْمِ الْقَضَاءِ مَا كَانَ عند أبي بكر. ان أبا بكر ابن مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ كَانَ يَتَعَلَّمُ الْقَضَاءَ مِنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ.
قَالَ مَالِكٌ وَكَانَ أَبَانَ بْنَ عُثْمَانَ قَدْ عَلِمَ أَشْيَاءَ مِنَ الْقَضَاءِ مِنْ أَبِيهِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ.
قَالَ: وَكَانَ أَبُو بَكْرِ [بْنُ مُحَمَّدِ] [6] بْنِ عمرو بن حزم قاضيا لعمر ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ إِذْ كَانَ عُمَرُ أَمِيرَ الْمَدِينَةِ في خلافة سليمان بن عبد الملك
__________
[1] الزيادة من ابن عساكر.
[2] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 11/ ق 80 ب.
[3] المصدر السابق 11/ ق 72 أ.
[4] في الأصل «بن» ساقطة.
[5] في الأصل «بكير» وهو تصحيف، وقد تصحفت في مواضع أخرى كثيرة فصوبتها.
[6] في الأصل ساقطة.(1/643)
وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ. قَالَ: وَكَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ اسْتَقْضَى ابْنَ مُجَمِّعٍ الْأَنْصَارِيَّ [1] ، وَكَانَ إِذَا اخْتَصَمَ إِلَيْهِ الرَّجُلَانِ فَقَضَى عَلَى أَحَدِهِمَا بِالْيَمِينِ فَأَبَى أَنْ يَحْلِفَ غَرِمَ ذَلِكَ الْحَقَّ عَنْهُ فَعَزَلَهُ عُمَرُ عَنِ الْقَضَاءِ.
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: قَالُوا لِعُمَرَ:
اسْتَعْمَلْتَ أَبَا بَكْرِ بْنَ حزم عدل بصلاته كامل [2] ، إذا لَمْ يَقْتَدِ بِهِ الْمُصَلُّونَ فَمَنْ يُقْتَدَى؟ قَالَ: وَكَانَتْ سَجْدَتُهُ قَدْ أَخَذَتْ جَبْهَتَهُ وَأَنْفَهُ.
حَدَّثَنِي محمد بن أبي زكير أخبرنا ابن وهب حدثنا مالك: أن محمد ابن هشام استقضى محمد بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ وَكَانَ أَيِّمًا قَاضِيًا زَكِيًّا.
حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى أَخْبَرَنَا شِهَابٌ عَنْ مَالِكٍ أَخْبَرَنِي ابْنُ غَزِيَّةَ [3] قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ شِهَابٍ: مَنْ بِالْمَدِينَةِ؟ فَأَجَابَهُ: حَبِيبٌ [4] .
فَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ ما ثم مِثْلَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، وَلَكِنْ إِنَّمَا يَمْنَعُهُ أَنْ يَرْتَفِعَ ذِكْرُهُ مَكَانَ أَبِيهِ حَيٍّ.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مَالِكٌ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ عمرو بن حزم وكان عمر قد
__________
[1] إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع الأنصاري المدني (تهذيب التهذيب 1/ 105) .
[2] في الأصل «مايل» .
[3] هو عمارة بن غزية بن الحارث الأنصاري المازني المدني (تهذيب التهذيب 7/ 422) .
[4] في الأصل «حبيب يريد فحبيب» وهناك من أقران أبي بكر بن ابن حزم حبيب بن أبي ثابت وهو محدث حافظ وفقيه لكنه كوفي (انظر الذهبي: تذكرة الحفاظ 1/ 116 وابن حجر: تهذيب التهذيب 2/ 178) .
وهناك عدد من المحدثين باسم «حبيب بن أبي حبيب» لكنهم مقلون وبعضهم ضعفاء أو متأخرون ولا يقارنون بمثل أبي بكر بن حزم (انظر عنهم ابن حجر: تهذيب التهذيب 2/ 182- 183) .(1/644)
أَمَّرَهُ عَلَى الْمَدِينَةِ بَعْدَ أَنْ كَانَ قَاضِيًا. قال ما لك: وَقَدْ وَلِيَ أَبُو بَكْرِ بْنُ حَزْمٍ الْمَدِينَةَ مَرَّتَيْنِ أَمِيرًا، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ أَنْ يَكْتُبَ لَهُ الْعِلْمَ مِنْ عِنْدِ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ. فَقُلْتُ لِمَالِكٍ: السُّنَنُ؟ قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: فَكَتَبَهَا لَهُ. قَالَ مَالِكٌ: فسألت [1] ابنه عبد الله بن أبي بكر عَنْ تِلْكَ الْكُتُبِ فَقَالَ: ضَاعَتْ [2] . وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ عُزِلَ عَزْلًا قَبِيحًا.
حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ حَدَّثَهُ أَنَّ عُمَارَةَ بْنَ غَزِيَّةَ حَدَّثَهُ: أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ قَالَ: قَالَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ: إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ حَدِيثَ عَائِشَةَ فَعَلَيْكَ بِعَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرحمن، فإنها من أعلم الناس بحديث عائشة كَانَتْ فِي حِجْرِهَا [3] .
حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ قَالا: أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: لَمْ يَكُنْ على المدينة أنصاري أميرا غير أبي بكر ابن عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ [4] وَكَانَ قَاضِيًا [5] .
[أَخْبَارُ نَافِعٍ مولى ابن عمر]
حدثنا أصبغ بْنُ فَرَجٍ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: قَالَ: نَافِعٌ مَنْ يَعْذُرُنِي مِنْ زُهْرِيِّكُمْ هَذَا- يَعْنِي ابْنَ شِهَابٍ- يَأْتِينِي وَأُحَدِّثُهُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، ثُمَّ يَذْهَبُ إِلَى سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَيَقُولُ هَلْ سَمِعْتَ هَذَا مِنِ ابْنِ عُمَرَ فَيَقُولُ لَهُ نَعَمْ، فَيُحَدِّثُ عَنْ سَالِمٍ وَيَدَعُنِي وَالسِّيَاقُ من عندي [6] .
__________
[1] في الأصل «سألته» .
[2] أوردها باختصار ابن حجر: تهذيب التهذيب 12/ 39.
[3] أوردها الذهبي: تذكرة الحفاظ 1/ 112 من طريق آخر.
[4] أوردها الذهبي: تاريخ الإسلام 5/ 22.
[5] أوردها ابن حجر: تهذيب التهذيب 12/ 39.
[6] أوردها الذهبي: تاريخ الإسلام 5/ 11 ووقع فيه «بربريكم» بدل «زهريكم» وهو تصحيف.(1/645)
حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ أَنَّ أَبَا بكر بن حفص بن سعد بن أبي وَقَّاصٍ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ سَأَلَ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ: مِنْ أَيْنَ كَانَ ابْنُ عُمَرَ يُشْعِرُ الْبُدْنَ؟ قَالَ: مِنَ الشِّقِّ الْأَيْمَنِ.
قَالَ: ثُمَّ سَأَلْتُ نَافِعًا فَقَالَ: مِنَ الشِّقِّ الْأَيْسَرِ. فَقُلْتُ لِنَافِعٍ: إِنَّ سَالِمًا أَخْبَرَنِي أَنَّهُ كَانَ يُشْعِرُ من الشق اليمن. فَقَالَ: وَهَلْ [1] سَالِمٌ إِنَّمَا رَأَى ابْنَ عُمَرَ يَوْمًا وَأُتِيَ بِبَدَنَتَيْنِ [2] مُعَرَّدَتَيْنِ طَعِينَتَيْنِ فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَقُومَ بَيْنَهُمَا، فَأَشْعَرَ هَذِهِ مِنَ الشِّقِّ الْأَيْمَنَ وَهَذِهِ مِنَ الشِّقِّ الْأَيْسَرَ. قَالَ فَرَجَعْتُ إِلَى سَالِمٍ، فَأَخْبَرْتُهُ. فَقَالَ: صَدَقَ نَافِعٌ هُوَ كَمَا قَالَ. قَالَ: وَقَالَ: سَلُوهُ فَإِنَّهُ أَعْلَمُنَا بحديث ابن عمر.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مَالِكٌ قَالَ:
بَلَغَنِي أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ دَخَلَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ وَمَعَ ابْنِ عُمَرَ نَافِعٌ مَوْلَاهُ قال له: يعني هَذَا. قَالَ: فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا جَاءَهُ بَعْدَ ذَلِكَ يَقُولُ لِنَافِعٍ: لَا تَأْتِ مَعِي. قَالَ مَالِكٌ: يَخَافُ أَنْ يَفْتِنَهُ بِمَا يُعْطِيهِ بِهِ فَيَبِيعَهُ مِنْهُ.
قَالَ: وَقَالَ مَالِكٌ: فَكُنْتُ آتِي نَافِعًا مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ حَدِيثُ السِّنِّ وَمَعِي غُلَامٌ لِي فَيَنْزِلُ إِلَيَّ فَيَقْعُدُ مَعِي وَيُحَدِّثُنِي. قَالَ: وَكَانَ يَجْلِسُ بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ فِي الْمَسْجِدِ لَا يَكَادُ يَأْتِيهِ أَحَدٌ. قَالَ: وَكَانَ يَلْبَسُ كِسَاءَهُ، وَكَانَ قَالَ: فَرُبَّمَا يَضَعُهُ عَلَى فَمِهِ لَا يُكَلِّمُ أَحَدًا. قَالَ: وَكَانَ يَجْلِسُ حَتَّى إِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ خَرَجَ قَبْلَ أَنْ يَرْكَعَ [3] .
قَالَ: وَإِنَّمَا يحدث نافع بعد ما مَاتَ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَكَانَ فِي حَيَاةِ سَالِمٍ لَا يُفْتِي أَحَدًا شَيْئًا. قَالَ ابن وهب: وسمعت مالكا يقول: كان
__________
[1] كذا في الأصل ولعلها «وهم» .
[2] في الأصل «ببدرتين» .
[3] أورد بعضها الذهبي: تاريخ الإسلام 5/ 11، وتذكرة الحفاظ 1/ 100.(1/646)
سَعِيدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ وَنَافِعٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ وَمُوسَى بْنُ مَيْسَرَةَ يَجْلِسُونَ بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ حَتَّى يَرْتَفِعَ النَّهَارُ، ثُمَّ يَتَفَرَّقُونَ فَمَا يكلم بعضهم بعضا، فقلنا له: اشتغالا يذكر الله؟ قال: كل ذلك.
قال: وسمعت مالك يَقُولُ: كُنْتُ أَرَى نَافِعًا بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ يَلْتَفُّ بِكِسَاءٍ لَهُ أَسْوَدَ فَيَضَعُهُ عَلَى فِيهِ وَمَا يُكَلِّمُ أَحَدًا، وَكَانَ صَغِيرَ السِّنِّ.
قَالَ: قَالَ ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ عَنْ أَبِيهِ: كُنَّا نَخْتَلِفُ إِلَيْهِ- يَعْنِي نَافِعًا- وَكَانَ سَيِّئَ الْخُلُقِ. فَقُلْتُ: مَا أَصْنَعُ بِهَذَا الْعَبْدِ؟ قَالَ: فَتَرَكْتُهُ وَلَزِمَهُ [غَيْرِي] فَانْتَفَعَ بِهِ [1] .
[أَخْبَارُ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ الْخُرَاسَانِيِّ]
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ لِي زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ:
هَذَا أَحْفَظُ مِنْ نَافِعٍ- يَعْنِي عُمَرَ بْنَ نَافِعٍ-.
قَالَ: وَكَانَ خَرَجَ زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ الْخُرَاسَانِيُّ قَبْلِي إِلَى الْمَدِينَةِ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَى نَافِعٍ أَسْأَلُهُ عَنْ قَوْلِ عَبْدِ اللَّهِ [2] فِي الْجَرَّاحِ؟ فَكَتَبَ إِلَيَّ: إِنِّي لَمْ أَسْمَعْ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ فِيهَا بِشَيْءٍ.
حَدَّثَنَا أَصْحَابُنَا عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ لَمْ يَرْتَضِ بِرِضًا إِلَّا بِحَدِيثٍ قَصِيرٍ يُحْفَظُ أَوْ بِحَدِيثٍ يُمْلَى عَلَيْهِ.
قَالَ: وَقَالَ عَلِيٌّ: قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: شَهِدْتُ زَمْعَةَ يَعْرِضُ كُتُبَ زِيَادٍ عَلَى مَعْمَرٍ بِجُعْلٍ.
قَالَ عَلِيّ سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: حَدَّثَ زياد بن سعد عن هلال بن أبي
__________
[1] أوردها الذهبي: تاريخ الإسلام 5/ 11 والزيادة منه.
[2] يعني ابن عمر.(1/647)
مَيْمُونَةَ، فَقَالَ لَهُ أَيُّوبُ [1] : مَا كُنْتُ أَرَى انك جالست هذا، هذا يروي عنه يحي بْنُ أَبِي كَثِيرٍ. قَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ قد جالسته [2] .
[أخبار يحي بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ]
حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ.
وَقَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ بُكَيْرٍ يُحَدِّثُ عَنِ اللَّيْثِ عَنْ عبيد الله بن عمر قال:
كان يحي بْنُ سَعِيدٍ يُحَدِّثُنَا فَيَسِيحُ عَلَيْنَا مِثْلَ اللُّؤْلُؤِ- وَيُشِيرُ عُبَيْدُ اللَّهِ بِيَدِهِ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى-.
قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَإِذَا طَلَعَ رَبِيعَةُ قَطَعَ يحي حَدِيثَهُ إِجْلَالًا لِرَبِيعَةَ وَإِعْظَامًا لَهُ [3] .
قَالَ عَبْدُ الله: فتلا يحي بْنُ سَعِيدٍ هَذِهِ الْآيَةَ يَوْمًا وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ وَما نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ 15: 21 [4] فَقَالَ جَمِيلُ بْنُ نُبَاتَةَ الْعِرَاقِيُّ: يَا أَبَا سَعِيدٍ أَرَأَيْتَ السِّحْرَ مِنْ خَزَائِنِ اللَّهِ الَّتِي تنزل؟ فقال يحي:
مَهْ مَا هَذَا مِنْ مَسَائِلِ الْمُسْلِمِينَ، وَأَفْحَمَ الْقَوْمَ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي حَبِيبَةَ:
إِنَّ أَبَا سَعِيدٍ لَيْسَ مِنْ أَصْحَابِ الْخُصُومَةِ إِنَّمَا هُوَ إِمَامٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ، وَلَكِنْ عَلَيَّ فَأَقْبِلْ، أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ: إِنَّ السِّحْرَ لَا يَضُرُّ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ، فَتَقُولُ أَنْتَ غَيْرَ ذَلِكَ؟ قَالَ: فَسَكَتَ وَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا. قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَكَأَنَّمَا كَانَ عَلَيْنَا جَبَلٌ فَوُضِعَ عَنَّا. وَزَادَ ابْنُ بُكَيْرٍ فِيهِ كَلَامًا أكثر من هذا لم
__________
[1] هو أيوب بن أبي تميمة السختياني (تهذيب التهذيب 1/ 397) .
[2] في الأصل أول ترجمة يحي بن سعيد الأنصاري وقد أعدتها الى موضعها الصحيح في آخر ترجمة زياد بن سعد الخراساني.
[3] أوردها الذهبي: سير أعلام النبلاء 5/ 139 و 1 من طريق الليث أيضا.
[4] الحجر آية 21.(1/648)
أُتْقِنْ حِفْظَهُ-.
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ قالا: حدثنا الليث بن سعد عن يحي بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: أَدْرَكْتُ النَّاسَ يَعِيبُونَ الْكُتُبَ حَتَّى [لَوْ] كَانَ حَدِيثًا، وَلَوْ كُنَّا نَكْتُبُ يَوْمَئِذٍ لَكَتَبْنَا مِنْ عِلْمِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَرَأْيِهِ شَيْئًا كَثِيرًا.
قَالَ أَبُو صَالِحٍ: حَدَّثَنِي الليث قال: ان أول ما أتي يحي بْنُ سَعِيدٍ بِكُتُبِ عِلْمِهِ يَعْرِضُ عَلَيْهِ، اسْتَكْثَرَ [1] كَثْرَتَهُ لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ كِتَابٌ، وَكَانَ يَجْحَدُهُ، حَتَّى قِيلَ لَهُ: نَعْرِضُهُ عَلَيْكَ فَمَا عَرَفْتَ أَجَزْتَهُ وَمَا لَمْ تَعْرِفْ رَدَدْتَهُ. قَالَ: فعرفه كله.
حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عمران حدثنا ابن وهب قال:
قال مالك: سمعت يحي بن سعيد يقول: لئن أكون كتبت ما كنت اسمع أحبّ اليّ من أن يكون لي مثل مالي.
حَدَّثَنِي ابْنُ بُكَيْرٍ [2] سَمِعْتُ اللَّيْثَ يَقُولُ: كَتَبَ رَبِيعَةُ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عُثْمَانَ إِنَّ رِجَالًا [3] مِنْ أَهْلِ أَفْرِيقِيَّةَ أَمَرُونِي أَنْ أسألك وأسأل يحي بن سعيد وأبا الزناد. قال: إذا يحي بْنُ سَعِيدٍ خَارِجٌ مِنْ خَوْخَةَ عُمَرَ. فَقَالَ: هذا يحي بْنُ سَعِيدٍ فَدُونَكَ فَسَلْهُ عَمَّ شِئْتَ [4] ، وَأَمَّا أَبُو الزِّنَادِ فَهُوَ غَيْرُ رَضِيٍّ وَلَا فَقِيهٍ. قَالَ اللَّيْثُ: فَظَنَنْتُ أَنَّهُ إِنَّمَا عَرَّضَ بِهِ لِكَيْ [5] لَا آتِيهِ. قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: فَلَمْ يُكْثِرْ مِنْهُ.
«حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا أَيُّوبُ
__________
[1] في ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 222 «استنكر» .
[2] هو يحي بن عبد الله بن بكير (تهذيب التهذيب 12/ 287) .
[3] في الأصل «رجل» .
[4] أورد بعضها ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 222.
[5] في الأصل «لكني» .(1/649)
مَرَّةً مِنَ الْمَدِينَةِ فَقُلْنَا: يَا أَبَا بَكْرٍ من تركت بها أفقه؟ قال: ما تركت بها أفقه من يحي بْنِ سَعِيدٍ» [1] .
«وَسَمِعْتُ أَصْحَابَنَا يَقُولُونَ: إِنَّ عَبْدَ الوهاب بن عبد المجيد كتب عن يحي بْنِ سَعِيدٍ، فَذَهَبَتْ كُتُبُهُ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ قَاصِدًا فَكَتَبَ عَنْهُ.
قَالَ: عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: لَيْسَ في الدنيا كتاب عن يحي أَصَحَّ مِنْ كِتَابِ عَبْدِ الْوَهَّابِ، وَكُلُّ كِتَابٍ عن يحي هُوَ عَلَيْهِ كَلٌّ- يَعْنِي كِتَابَ عَبْدِ الْوَهَّابِ-» [2] .
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ حَدَّثَنِي الْعَدْلُ الرَّضِيُّ الأمين على ما نعت عليه يحي بْنُ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي- وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ أَبِي- قَالَ: يُقْطَعُ الَّذِي يَسْرِقُ فِي أَمَانَةٍ.
[عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرَ بْنِ حَفْصٍ]
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنَا أَبُو ضَمْرَةَ [3] قَالَ: أَرْسَلَ زِيَادُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ- مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ وَكَانَ أَبُو الْعَبَّاسِ اسْتَعْمَلَهُ عَلَى الْمَدِينَةِ- فَأَرْسَلَ إِلَى عُبَيْدِ [4] اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ يَسْتَعْمِلُهُ عَلَى بَعْضِ أَعْمَالِهِ فَأَبَى عَلَيْهِ عُبَيْدُ اللَّهِ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى أَكْرَهَهُ. فَقَالَ: إِذْ أَكْرَهْتَنِي عَلَى عَمَلِكَ فَخَيِّرْنِي.
قَالَ: فَاخْتَرْ. قَالَ: فَاخْتَارَ الرَّاغِبَةَ. قَالَ: فَقِيلَ: يَا أَبَا عُثْمَانَ اخْتَرْتَ شَرَّ أَعْمَالِهِ وَأَقَلَّهَا إِصَابَةً. قَالَ: هُوَ أَمِيرٌ وَأَكْرَهَنِي فَاخْتَرْتُ أَخَفَّهَا وأقلها تعبا.
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 14/ 104.
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 11/ 20 لكنه يذكر «كان» بدل «ان» .
[3] هو انس بن عياض الليثي (ت 200 هـ) (انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 1/ 375) .
[4] في الأصل «عبيد» والصواب ما أثبته (انظر تهذيب التهذيب 7/ 38) .(1/650)
قَالَ أَبُو ضَمْرَةَ: قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: وَخَرَجْتُ حَتَّى نَزَلْتُ قَدِيدًا، فَآمُرُ صَائِحًا فَقَالَ: مَنْ كَانَ للَّه عِنْدَهُ حَقٌّ فَلْيَأْتِنَا بِهِ. قَالَ: فَقَالَ شَيْخٌ كَبِيرٌ مِنْ خُزَاعَةَ: مَا يَقُولُ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا رَسُولُ الْعَامِلِ يَقُولُ: مَنْ كَانَ للَّه عِنْدَهُ حَقٌّ فَلْيَأْتِنَا بِهِ. قَالَ: فَقَالَ الشَّيْخُ: مَا سَمِعْتُ هَذَا الْكَلَامَ بَعْدَ رَسُولٍ أَرْسَلَهُ إِلَيْنَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ إِلَى الْيَوْمِ.
[أَخْبَارُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ]
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكًا يُحَدِّثُ: أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَجْلَانَ سَأَلَ عَنْ شَيْءٍ فَلَمْ يُعْجِبْهُ ذَلِكَ، فَلَمْ يَزَلِ ابْنُ هُرْمُزَ يُخْبِرُهُ حَتَّى فَهِمَ. قَالَ: فَقَامَ إِلَيْهِ ابْنُ عَجْلَانَ فَقَبَّلَ رَأْسَهُ [1] .
قَالَ مَالِكٌ: وَبَلَغَنِي أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ قَالَ لِابْنِ هُرْمُزَ وَهُوَ يُكَلِّمُهُ فَقَالَ له ابن شهاب: نشدتك باللَّه ما علمت أَنَّ النَّاسَ كَانُوا يُصَلُّونَ فِيمَا مَضَى وَلَمْ يَكُونُوا يَسْتَنْجُونَ بِالْمَاءِ؟ قَالَ: فَصَمَتَ ابْنُ هُرْمُزَ فَلَمْ يُجِبْهُ بِشَيْءٍ.
فَقُلْتُ لِمَالِكٍ: وَلِمَ صَمَتَ عَنْهُ؟ قَالَ: لَمْ يُحِبَّ أَنْ يَقُولَ لَهُ نَعَمْ وَهُوَ أَمْرٌ قَدْ تُرِكَ فَتَرَكَهُ فَلَمْ يُجِبْهُ [2] .
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ وَيُونُسُ [3] قَالُوا: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ بَكْرُ بْنُ مُضَرَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ: مَا تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ يَوْمَ تَعَلَّمْتُهُ إِلَّا لِنَفْسِي [4] .
حَدَّثَنَا يُونُسُ وَحَرْمَلَةُ قَالا: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بن دينار، أن عبد الله بن يزيد بْنِ هُرْمُزَ كَانَ يَقُولُ: إِنِّي لَأُحِبُّ لِلرَّجُلِ أَنْ لَا يَحُوطَ رَأْيَ نَفْسِهِ كَمَا يَحُوطُ السنة.
__________
[1] أوردها الذهبي: تاريخ الإسلام 5/ 98.
[2] أوردها الذهبي: تاريخ الإسلام 5/ 98.
[3] يونس بن الأعلى المصري (تهذيب التهذيب 11/ 440) .
[4] أوردها الذهبي: تاريخ الإسلام 5/ 98.(1/651)
«حدثنا محمد بن أبي زكير أخبرنا ابن وَهْبٍ قَالَ: قَالَ مَالِكٌ: كَانَ ابْنُ هُرْمُزَ رَجُلًا كُنْتُ أُحِبّ أَنْ أَقْتَدِيَ بِهِ، وَكَانَ قَلِيلَ الْكَلَامِ قَلِيلَ الْفُتْيَا، شَدِيدَ التَّحَفُّظِ وَكَانَ كَثِيرًا مَا يُفْتِي الرَّجُلَ، ثُمَّ يَبْعَثُ فِي أَثَرِهِ مَنْ يَرُدُّهُ إِلَيْهِ حَتَّى يُخْبِرَهُ بِغَيْرِ مَا أَفْتَاهُ [1] . قَالَ: وَكَانَ بَصِيرًا بِالْكَلَامِ، وَكَانَ يَرُدُّ عَلَى أَهْلِ الْأَهْوَاءِ وَكَانَ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ هَذِهِ الْأَهْوَاءِ» [2] .
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: فحَدَّثَنَا مَالِكٌ: أَنَّهُ دَخَلَ يَوْمًا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ، فَوَجَدَهُ جَالِسًا عَلَى سَرِيرٍ لَهُ وَهُوَ مُخَلَّى لَيْسَ عِنْدَهُ أَحَدٌ، فَذَكَرَ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ وما انتقض منه وما يَخَافُ مِنْ ضَيْعَتِهِ وَإِنَّ دُمُوعَهُ لَتَنْسَكِبُ.
وَقَالَ: وَقُتِلَ أَبُوهُ يَوْمَ الْحَرَّةِ [3] وَكَانَ ابْنُ شِهَابٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ.
حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ابن دِينَارٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ كَانَ يَقُولُ: إِنِّي لَأَكْرَهُ لِلرَّجُلِ أَنْ يَحُوطَ رَأْيَ نَفْسِهِ كَمَا تُحَاطُ السُّنَّةُ [4] .
حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ قَالا: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ: أَنَّهُ كَانَ يَسْأَلُ عَنِ الشَّيْءِ فَيَقُولُ:
إِنَّ فِي هَذَا نَظَرًا وَتَفَكُّرًا. فَيُقَالُ: أَجَلْ فَأَفْعَلُ. فَيَقُولُ: إِنَّ لَهُ فِيهِ شُغْلًا وَتَفَكُّرًا- قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَشْغَلَ نَفْسِي فِي ذَلِكَ- قَالا جَمِيعًا:
مَتَى أُصَلِّي؟ مَتَى أَذْكُرُ [5] ؟
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ قَالَ:
إِنِّي لَأُحِبُّ أَنْ يَكُونَ مِنْ بَقَايَا الْعَالِمِ بَعْدَهُ «لَا أَدْرِي» ليأخذ بذلك من بعده [6] .
__________
[1] أوردها الذهبي: تاريخ الإسلام 5/ 98.
[2] الخطيب: الفقيه والمتفقه 2/ 200.
[3] ، (4) أوردها الذهبي: تاريخ الإسلام 5/ 98.
[5] ، (6) أوردها الذهبي: تاريخ الإسلام 5/ 98.(1/652)
«حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنِ ابْنِ هُرْمُزَ: أَنَّهُ كَانَ يَأْتِيهِ الرَّجُلُ فَيَسْأَلُهُ عَنِ الشَّيْءِ، فَيُخْبِرُهُ، ثُمَّ يَبْعَثُ فِي أَثَرِهِ مَنْ يَرُدُّهُ إِلَيْهِ فَيَقُولُ لَهُ: إِنِّي قَدْ عَجِلْتُ فَلَا تَقْبَلْ شَيْئًا مِمَّا قُلْتُ لَكَ حَتَّى تَرْجِعَ إِلَيَّ. قَالَ: وَكَانَ قَلِيلًا مَنْ يُفْتِي مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ. قَالَ مَالِكٌ: وَلَيْسَ مَنْ يَخْشَى اللَّهُ كَمَنْ لَا يَخْشَاهُ» [1] .
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زكير أخبرنا ابن وهب حدثني مالك عن ابْنِ هُرْمُزَ: أَنَّهُ كَانَ إِذَا جَاءَهُ الرَّجُلُ يَسْأَلُهُ أَيَرَى لَهُ أَنْ يَطْلُبَ الْعِلْمَ؟ فَيَقُولُ لَهُ: إِنْ كُنْتَ تَرَى نَفْسَكَ لِذَلِكَ أَهْلًا فَاطْلُبْهُ. قَالَ: وَكَانَ ابْنُ هُرْمُزَ إِذَا جَاءَهُ الرَّجُلُ فَسَأَلَهُ عَنِ الْأَمْرِ يَقُولُ: هَلْ سَأَلْتَ أَحَدًا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ.
فَيَقُولُ مَنْ هُوَ؟ فَإِنْ سَمَّى لَهُ مَنْ لَا يَرْضَاهُ قَالَ قَالَ لَا أَعْرِفُهُ، وَلَا يَسْأَلُهُ أَنْ يُخْبِرَهُ مَا قَالَ، وَإِنْ أَخْبَرَهُ بِرَجُلٍ يَرْضَاهُ سَأَلَهُ مَا قَالَ لَهُ فَيُخْبِرُهُ.
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مَالِكٌ قَالَ: لَمْ يَكُنْ بِالْمَدِينَةِ أَحَدٌ لَهُ شَرَفٌ مِنْ قُرَيْشٍ وَغَيْرِهِمْ إِذَا حَزَبَهُ الْأَمْرُ إِلَّا وَهُوَ يَرْجِعُ إِلَى ابْنِ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ [2] .
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مَالِكٌ قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ إِذَا قَدِمَتِ الْمَدِينَةُ غَنَمُ الصَّدَقَةِ وَإِبِلُهَا تَرَكَ اللَّحْمَ فَلَمْ يَشْتَرِهِ وَلَمْ يَأْكُلْهُ، فَقِيلَ لَهُ: لِمَ؟ قَالَ: لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَقْدَمُونَ بِهَا إِلَى الْأُمَرَاءِ فَلَا يَضَعُونَهَا فِي حَقِّهَا [3] . قَالَ: وَسَمِعْتُ مَالِكًا يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: إِنِّي لَأَعْجَبُ لِلْإِنْسَانِ يُرْزَقُ الرِّزْقَ الْحَلَالَ فَيَرْغَبُ فِي الرِّبْحِ فَيُدْخِلُ فِيهِ الشَّيْءَ الْيَسِيرَ مِنَ الْحَرَامِ فَيَفْسَدُ المال كله» [4] .
__________
[1] الخطيب: الفقيه والمتفقه 2/ 169 ولكن وقع فيه «ركين» بد «زكير» وهو تصحيف والصواب ما أثبته.
[2] ، (3) أوردها الذهبي: تاريخ الإسلام 5/ 99.
[4] المصدر السابق 5/ 99.(1/653)
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ [1] أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنِ ابْنِ هُرْمُزَ قَالَ:
مَا طَلَبْتُ هَذَا الْأَمْرَ حَقَّ طَلَبِهِ- إِذَا اسْتُفْتِيَ- قَالَ مَالِكٌ: وَهَذَا يُفْتِي وَهُوَ لَا يَعْلَمُ وَلَمْ يَطْلُبْهُ حَقَّ طَلَبِهِ وَلَمْ يَطْلُبْ هَذَا الْأَمْرَ مِمَّنْ يَعْرِفُهُ- فَأُنْكِرُ عَلَى مِثْلَ هَؤُلَاءِ أَنْ يُفْتُوا-.
حَدَّثَنَا ابْنُ زَيْدِ بْنِ بِشْرٍ أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنَا زَيْدٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُرْمُزَ أَنَّهُ قَالَ- حِينَ كَفَّ عَنِ الْكَلَامِ-: مَا كُنَّا إِلَّا [2] قُضَاةً، وَلَكِنْ لَمْ نَكُنْ نَعْرِفُ مَا نَحْنُ فِيهِ، فَكَانَتِ الْفُرُوجُ تُسْتَحَلُّ بِكَلَامِنَا وَتُقْطَعُ [3] الْأَمْوَالُ بِكَلَامِنَا، فَمَا كُنَّا إِلَّا قُضَاةً.
وَقَالَ ابْنُ هُرْمُزَ: أَدْرَكْنَا مَنْ كَانَ قَبْلَنَا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ إِذَا سُئِلُوا عَنِ الشَّيْءِ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: انْظُرُوا فِيمَا يَقُولُ صَاحِبُكُمْ. فَيَقُولُونَ: كَأَنَّا نُشَبِّهُ هَذَا الْأَمْرَ بِالْأَمْرِ الَّذِي كَانَ فِي زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَأَنَّهُ الَّذِي كَانَ فِي زَمَانِ أَبِي بَكْرٍ فِي فُلَانٍ، وَفِي زَمَانِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ مِثْلُ ذَلِكَ فَقَالُوا مِثْلَهُ. [و] [4] قالوا: لا ليس عندنا شيء غير هذا. ثم قَالَ: اجْتَمَعْنَا أَنَا وَرَبِيعَةُ وَأَبُو الزِّنَادِ فَقُلْنَا: أَيُّ شَيْءٍ يَلْبِسُ عَلَى النَّاسِ فَكَأَنَّهُ وَشَبَّهَهُ! قَالَ: فَاجْتَرَأْنَا وَأَبَى الْقَوْمُ. فَقُلْنَا نَحْنُ: هُوَ مِثْلُهُ. قَالَ:
سُئِلْنَا عَنْ أَشْيَاءَ فَقُلْنَا نَكْرَهُهَا، فَجَاءَ آخَرُونَ كَانُوا مَعَنَا وَتَحْتَنَا فَقَالُوا: لَا لِأَيِّ شَيْءٍ نَكْرَهُهَا. فَجَاءَ آخَرُونَ كَانُوا مَعَنَا وَتَحْتَنَا فَقَالُوا: لِأَيِّ شَيْءٍ نَكْرَهُهَا مَا هُوَ إِلَّا حَلَالٌ وَحَرَامٌ فَاجْتَرَءُوا عَلَى الَّتِي هِبْنَاهَا أنا وأصحابي كما
__________
[1] هو ابن أبي زكير.
[2] في الأصل «ولا» وما أثبته من الذهبي: تاريخ الإسلام 5/ 99.
[3] عند الذهبي «وتؤخذ» .
[4] الزيادة من الذهبي: تاريخ الإسلام 5/ 99.(1/654)
اجْتَرَأْنَا عَلَى الَّتِي هَابَهَا مَنْ كَانَ قَبْلَنَا [1] .
«حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ يَقُولُ: يَنْبَغِي لِلْعَالِمِ أَنْ يُورِثَ جُلَسَاءَهُ مِنْ بَعْدِهِ «لَا أَدْرِي» ، حَتَّى يَكُونَ ذَلِكَ أَصْلًا فِي أَيْدِيهِمْ يَفْزَعُونَ إِلَيْهِ إِذَا سُئِلَ أَحَدُهُمْ عَمَّا لَا يَدْرِي قَالَ: لَا أَدْرِي» [2] .
حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ مَرْوَانَ [3] عَنْ مَالِكٍ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى ابْنِ هُرْمُزَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً. قَالَ: وَكُنْتُ فِي الشِّتَاءِ قَدِ اتَّخَذْتُ سَرَاوِيلَ مَحْشُوًّا كُنَّا نَجْلِسُ مَعَهُ فِي الصَّحْنِ فِي الشِّتَاءِ.
قَالَ: فَاسْتَحْلَفَنِي أَنْ لَا أَذْكُرَ اسْمَهُ فِي الْحَدِيثِ [4] .
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنِي مُطَرِّفٌ [5] عَنْ مَالِكٍ قَالَ: قال يزيد ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُرْمُزَ: يَا مَالِكُ لَا تُمْسِكْ بِشَيْءٍ مِنْ هَذَا الرَّأْيِ الَّذِي أَخَذْتَ عني فَإِنِّي وَاللَّهِ فَجَّرْتُ ذَلِكَ وَرَبِيعَةَ.
قَالَ ابْنُ أَبِي سَلَمَةَ [6] لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ هرمز: الرجل يستفتيني فأفتيه برأيي وَأَقُولُ هَذَا رَأْيِي يَسَعُنِي ذَلِكَ؟ فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ حَتَّى تَعْلَمَ لَوْ كَانَ جَازَ هَذَا لك لجاز للسقائين الذين على ظهورهم القرب [7] .
__________
[1] أوردها الذهبي في تاريخ الإسلام 5/ 99.
[2] الخطيب: الفقيه والمتفقه 2/ 173، وأوردها الذهبي:
تاريخ الإسلام 5/ 100.
[3] هو مروان بن محمد بن حسان الطاطري الدمشقيّ (تهذيب التهذيب 10/ 95) .
[4] أوردها الذهبي: تاريخ الإسلام 5/ 100.
[5] هو مطرف بن عبد الله بن مطرف اليساري (تهذيب التهذيب 10/ 175) .
[6] هو عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون (تهذيب التهذيب 6/ 343) .
[7] أوردها الذهبي: تاريخ الإسلام 5/ 100.(1/655)
[أَخْبَارُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ]
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ قَالَ: قِيلَ لِابْنِ الْمُنْكَدِرِ [1] : مَا أَفْضَلُ الْأَشْيَاءِ؟ قَالَ: إِدْخَالُ السُّرُورِ عَلَى الْمُؤْمِنِ، قِيلَ:
فَمَا بَقِيَ مِمَّا يُسْتَلَذُّ بِهِ. قَالَ: الْإِفْضَالُ عَلَى الْإِخْوَانِ [2] .
حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي ابْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَتَى صَفْوَانُ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ فَمَا زَالَ يُهَوِّنُ عَلَيْهِ وَيَتَجَلَّى عَنْهُ حَتَّى لَكَأَنَّ فِي وَجْهِهِ الْمَصَابِيحُ. ثُمَّ قَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ: لَوْ تَرَى مَا أَنَا فِيهِ لَقَرَّتْ عَيْنُكَ. ثُمَّ قَضَى.
حَدَّثَنَا زَيْدٌ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنَا ابْنُ زيد- وذكر محمد وَأَبَا بَكْرٍ ابْنَيِ الْمُنْكَدِرِ- قَالَ: لَمَّا حَضَرَ أَحَدَهُمَا الْوَفَاةُ بَكَى، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ إِنَّا كُنَّا لَنَغْبِطُكَ لِهَذَا الْيَوْمِ. قَالَ: أَمَا والله ما يبكيني أَنْ أَكُونَ أَتَيْتُ شَيْئًا تَرَكْتُهُ مِنْ مَعَاصِي اللَّهِ اجْتِرَاءً عَلَى اللَّهً، وَلَكِنِّي أَخَافُ أَنْ أَكُونَ أَتَيْتُ شَيْئًا أَحْسَبُهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ. قَالَ: وَبَكَى الْآخَرُ عِنْدَ الْمَوْتِ، فَقِيلَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ. فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ:
وَبَدا لَهُمْ مِنَ الله ما لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ 39: 47 [3] فَأَنَا أَنْتَظِرُ مَا تَرَوْنَ، وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا يَبْدُو لِي. قَالَ: كَانَ يُقَالُ مُحَمَّدٌ أَخُوهُمْ أَدْنَاهُمْ فِي الْعِبَادَةِ وَأَيُّ شَيْءٍ كَانَ مُحَمَّدٌ فِي زَمَانِهِ!.
«حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي ابْنُ زَيْدٍ قَالَ: خرج
__________
[1] ذكر الذهبي: سير أعلام النبلاء 5/ ق 98 الثانية و 2 في ترجمة محمد بن المنكدر «وقال يعقوب الفسوي هو غاية في الإتقان والحفظ والزهد حجة» .
[2] أوردها الذهبي: تاريخ الإسلام 5/ 157 وذكر «توفي سنة احدى وثلاثين ومائة قاله الفسوي» .
[3] سورة الزمر آية 47 وفي الأصل سقط منها من الله 39: 47.(1/656)
نَاسٌ فِي غَزَاةٍ فِيهِمْ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ فِي الصَّائِفَةِ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَسِيرُونَ فِي السَّاقَةِ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَشْتَهِي جِبْنًا رَطْبًا. فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ:
فَاسْتَطْعِمْهُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُطْعِمَكُمُوهُ. فَدَعَا الْقَوْمُ، فَلَمْ يَسِيرُوا إِلَّا شَيْئًا حَتَّى وَجَدُوا مَكْتَلًا مَخِيطًا كَأَنَّمَا أُتِيَ بِهِ مِنَ السَّيَّالَةِ أَوِ الرَّوْحَاءِ، فَإِذَا هُوَ جُبْنٌ رَطْبٌ. قَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: لَوْ كَانَ لِهَذَا عَسَلٌ. فَقَالَ: الَّذِي أَطْعَمَكُمُوهُ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُطْعِمَكُمُ الْعَسَلَ فَاسْتَطْعِمُوهُ يُطْعِمْكُمُ الْعَسَلَ. فَدَعَوُا اللَّهَ، فَسَارُوا قَلِيلًا فَوَجَدُوا قاقرة [1] عَسَلٍ عَلَى الطَّرِيقِ، فَنَزَلُوا فَأَكَلُوا الْجُبْنَ وَالْعَسَلَ، ثُمَّ رَكِبُوا» [2] .
حَدَّثَنَا ابْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ: اسْتَوْدَعَنِي رَجُلٌ مِائَةَ دِينَارٍ فَقُلْتُ: أَيْ أَخِي إِنِ احْتَجْنَا إِلَيْهَا أَنْفَقْنَاهَا حَتَّى نَقْضِيَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَاحْتَجْنَا إِلَيْهَا فَأَنْفَقْنَاهَا، فَأَتَى رَسُولُهُ: إِنَّا قَدِ احْتَجْنَا إِلَيْهَا. قَالَ: وَلَيْسَ فِي بَيْتِي شَيْءٌ. قَالَ: فَكَانَ ذلك اليوم يدعو: اللَّهمّ لَا تُخْرِبْ أَمَانَتِي وَأَدِّهَا. قَالَ: فَخَرَجْتُ ثُمَّ رَجَعْتُ لِأَدْخُلَ إِذَا رَجُلٌ يَأْخُذُ بِمِنْكَبِي لَا أَعْرِفُهُ، فَدَفَعَ إِلَيَّ صُرَّةً فَإِذَا فِيهَا مِائَةُ دِينَارٍ، فَأَصْبَحَ النَّاسُ لَا يَدْرُونَ مِنْ أَيْنَ ذَلِكَ، فَمَا عَلِمُوا مِنْ أَيْنَ ذَلِكَ حَتَّى مَاتَ عَامِرٌ وَابْنُ الْمُنْكَدِرِ، فَإِذَا رَجُلٌ يُخْبِرُهُ قَالَ: بَعَثَنِي بِهَا عَامِرٌ. ادْفَعْهَا إِلَيْهِ وَلَا تَذْكُرْنِي حَتَّى أَمُوتَ أَنَا أَوْ يَمُوتَ ابن المنكدر.
__________
[1] في تاريخ الإسلام للذهبي 5/ 157 «فرق» بدل «قاقرة» ، وفي سير أعلام النبلاء 5/ ق 99 الثانية و 1 «فاقرة» .
[2] الذهبي: سير أعلام النبلاء 5/ ق 99 الثانية و 1 وتاريخ الإسلام 5/ 157 من هذا الوجه.(1/657)
قَالَ: فَمَا ذَكَرَهَا حَتَّى مَاتَا جَمِيعًا [1] .
حَدَّثَنَا زَيْدٌ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي ابْنُ زَيْدٍ [2] : قِيلَ لِمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ: مَا بَقِيَ مِنْ لَذَّةِ الدُّنْيَا؟ قَالَ: مُوَاسَاةُ الْإِخْوَانِ وَالْإِفْضَالُ عَلَيْهِمْ.
حَدَّثَنَا زَيْدٌ أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي ابْنُ زيد قال: كان الذئب الخبيث يتبدّا لِابْنِ الْمُنْكَدِرِ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمِنْبَرِ فِي الْمَسْجِدِ وَيُرْعِبُهُ. قَالَ:
فَأَصْبَحَ ذَاتَ يَوْمٍ فَأَتَى إِلَى أَبِي فَقَالَ: يَا أَبَا أُسَامَةَ أَلَا أُخْبِرُكَ خَبَرًا، إِنِّي رَأَيْتُ الْخَبِيثَ أَتَانِي فِي النَّوْمِ فَقَاتَلَنِي فَقَاتَلْتُهُ، ثُمَّ إِنِّي أَخَذْتُ [3] فَشَقَّهَا اللَّهُ شِقَّيْنِ فَرَمَيْتُ شِقَّةً هَاهُنَا وَشِقَّةً هَاهُنَا فأرجو أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَعَانَنِي عَلَيْهِ. قَالَ فَمَا رَآهُ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ بَعْدَ ذَلِكَ.
حَدَّثَنَا زَيْدٌ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي ابْنُ زَيْدٍ قَالَ: أُغْمِيَ عَلَى امْرَأَةٍ فَجَعَلَتْ تَتَكَلَّمُ وَهِيَ مُغْمًى عَلَيْهَا، فَقِيلَ لَهَا إِنَّ زَيْدَ بْنَ مُسْلِمٍ وَمُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ وَأَبَا حَازِمٍ وَرَبِيعَةَ [4] بْنَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَهُمْ مُخَلَّدُونَ فِيهَا بِأُلْفَتِهِمْ.
حَدَّثَنَا زَيْدٌ أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي ابْنُ زَيْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: يَا رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ الدُّنْيَا عِنْدَكَ حَتَّى أَعْرِفَهَا؟ قَالَ: فَأُتِيَ فِي مَنَامِهِ، فَقِيلَ لَهُ: ابْنَ الْمُنْكَدِرِ سَأَلْتَ اللَّهَ أَنْ يُرِيَكَ الدُّنْيَا كَيْفَ هِيَ عِنْدَهُ، وَإِنَّ هَذَا شيء لا يكون أبدا.
__________
[1] قارن بالذهبي: تاريخ الإسلام 5/ 158.
[2] هو عمر بن محمد بن زيد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ (تهذيب التهذيب 7/ 495) .
[3] الفراغ كلمة رسمها «ستعفه» ولم اتبينها.
[4] في الأصل «وأبا ربيعة» وهو ربيعة الرأى المشهور.(1/658)
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَمْرٌو عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: مَرَّ عُثْمَانُ [1] بِقَاصٍّ يَقُصُّ بَعْدَ الْعِشَاءِ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ:
وَيْحَكَ لَا تَحْبِسْ هَؤُلَاءِ عَنْ عَشِيِّهِمْ.
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ثَنَا عَمْرٌو قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ الْمُنْكَدِرِ بِالْمَدِينَةِ غُلَامًا عَلَيْهِ أَوْضَاحٌ.
حَدَّثَنِي [2] أَبُو بِشْرٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ:
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنَكَدِرِ: بَاتَ عُمَرُ- أَخُوهُ- يُصَلِّي وَبِتُّ أَغْمِزُ رِجْلِي أُمِّي وَمَا أُحِبّ أَنَّ لَيْلَتِي بِلَيْلَتِهِ.
حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ:
جَمَعَ أَبُو حَازِمٍ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الْمَسْجِدِ، فَانْطَلَقَ بِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ يُكَلِّمُونَهُ فِي أَنْ يُخَفِّفَ عَنْ نَفْسِهِ مِمَّا حَمَلَ عَلَيْهَا مِنَ الْعِبَادَةِ. قَالَ: فَلَمَّا كَلَّمُوهُ قَالَ: إِنِّي لَأَسْتَقْبِلُ [3] اللَّيْلَ فَيَهُولُنِي، فَإِذَا دَخَلْتُ الصَّلَاةَ وَقَرَأْتُ الْقُرْآنَ إِنَّهُ لَيَنْقَضِي وَمَا بَلَغْتُ حَاجَتِي [4] .
حَدَّثَنِي محمد بن يحي وحرملة قالا: أنا ابن وهب حدثنا مالك
__________
[1] عثمان بن عفان (رضي الله عنه) .
[2] وردت هذه الرواية وما بعدها الى نهاية ترجمة محمد بن المنكدر في آخر ترجمة صفوان بن سليم وقد أعدتها الى موضعها الصحيح.
[3] في الأصل «لأستقبله» .
[4] قارن الذهبي: سير أعلام النبلاء 5/ ق 98 الثانية و 2.(1/659)
[عَنِ] [1] ابْنِ حَيَّانَ الْمُرِّيِّ [2] إِذْ كَانَ أَمِيرًا عَلَى الْمَدِينَةِ: وَعَظَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ وَأَصْحَابُهُ نَفَرًا فِي شَيْءٍ بَلَغَهُمْ مِنْ أَمْرِ الْحَمَّامَاتِ، وَكَانَ فِيهِمْ مَوْلًى لِابْنِ حَيَّانَ، فَرَفَعَ ذَلِكَ إِلَى ابْنِ حَيَّانَ، فَبَعَثَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ وَأَصْحَابِهِ فَضَرَبَهُمْ لِمَا كَانَ مِنْ كَلَامِهِمْ بالمعروف ونهيهم عن المنكدر وَقَالَ:
تَتَكَلَّمُونَ فِي مِثْلِ هَذَا! فَقُلْتُ لِمَالِكٍ: وَضُرِبَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ؟ فَقَالَ [3] أَيْ وَاللَّهِ وَرَبِيعَةُ أَيْضًا، وَكَانَ أَحَدَ الْمُقَنِّتِينَ [4] ، ضُرِبَ وَحُلِقَ رَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ وَلَكِنْ فِي شَيْءٍ غَيْرِ هَذَا. قَالَ: وَضُرِبَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ مِائَةً وَأُدْخِلَ فِي تُبَّانٍ.
وَقَالَ مَالِكٌ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا أَغْبِطُ رَجُلًا لَمْ يُصِبْهُ فِي هَذَا الْأَمْرِ أَذًى.
وَسَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ الْمُنْذِرِ يَقُولُ: كَانَ سَبَبُ جَلْدِ رَبِيعَةَ سِعَايَةُ [أَبِي الزِّنَادِ [5]] فَوُلِّيَ بَعْدَ فُلَانٍ التَّيْمِيِّ، فَأَرْسَلَ إِلَى أَبِي الزِّنَادِ فَأَدْخَلَهُ بَيْتًا وَسَدَّ بَابَ الْبَيْتِ لِيَقْتُلَهُ جُوعًا وَعَطَشًا، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَبِيعَةَ فَجَاءَ إِلَى الْوَالِي فَكَلَّمَهُ وَأَنْكَرَ مَا فَعَلَ، فَقَالَ: وَهَلْ فَعَلْتُ بِهِ إِلَّا لِمَا كَانَ مِنْهُ إِلَيْكَ، دَعْهُ يَمُوتُ. فَأَبَى عَلَيْهِ حَتَّى أَخْرَجَهُ وَقَالَ: سَأُحَاكِمُهُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ- هَذَا أو نحوه-.
__________
[1] في الأصل «مالك بن حيان» .
[2] في الأصل «المدني» .
[3] في الأصل «فقيل» .
[4] هكذا في الأصل ومن المحتمل انها «أحد المفتين» حيث كانت له الفتوى في المدينة.
[5] في الأصل ساقطة.(1/660)
[أَخْبَارُ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ]
سَمِعْتُ الْحُمَيْدِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: حَجَّ صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، فذهبت أما فَسَأَلْتُهُ عَنْهُ، فَقِيلَ لِي: إِذَا دَخَلْتَ مَسْجِدَ خيف، فأت المنارة الْمَنَارَةَ فَانْظُرْ أَمَامَهَا قَلِيلًا شَيْخًا إِذَا رَأَيْتَهُ عَلِمْتَ بِأَنَّهُ يَخْشَى اللَّهَ فَهُوَ صَفْوَانُ.
فَمَا سَأَلْتُ عَنْهُ أَحَدًا حَتَّى جِئْتُ كَمَا قِيلَ لِي، فَإِذَا أَنَا بِشَيْخٍ لَمَّا رَأَيْتُهُ عَلِمْتُ أَنَّهُ يَخْشَى اللَّهَ، فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ: أَنْتَ صَفْوَانُ؟ قَالَ: نَعَمْ فَسَأَلْتُهُ [1] .
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَجَّ صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ وَلَيْسَ مَعَهُ إِلَّا سَبْعَةُ دَنَانِيرَ، فَاشْتَرَى بِهَا بَدَنَةً، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ. فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ يَقُولُ وَالْبُدْنَ جَعَلْناها لَكُمْ مِنْ شَعائِرِ الله لَكُمْ فِيها خَيْرٌ 22: 36 [2] .
[مُسْلِمُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ]
سَمِعْتُ ابْنَ قَعْنَبٍ قال: ذكر مالك بن أنس سليم بْنَ أَبِي مَرْيَمَ فَأَحْسَنَ الثَّنَاءَ عَلَيْهِ [3] .
[يَعْقُوبُ بن عبد الله الْأَشَجُّ وَبُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَشَجُّ وَمَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ]
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ ثَنَا شعيب بن يحي قال: قدم يعقوب بن
__________
[1] أوردها باختصار الذهبي: تاريخ الإسلام 5/ 262 وسير اعلام النبلاء 5/ ق 101 و 2.
[2] سورة الحج آية 36 والرواية الذهبي باختصار في تاريخ الإسلام 5/ 262 وأوردها كاملة في سير أعلام النبلاء 5/ ق 101 و 2.
[3] وردت هذه الرواية في الأصل قبل الرواية السابقة عليها فتخللت ترجمة صفوان بن سليم، وقد أخرتها عنها لتكتمل ترجمة صفوان.(1/661)
الْأَشَجِّ [1] فَدَخَلَ عَلَى عِيسَى بْنِ أَبِي عَطَاءٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، - وَكَانَ عَلَى مِصْرَ وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ- فَقَالَ لَهُ عِيسَى بْنُ أَبِي عطاء: هنيئا لم تغزون وترابطون، ولا تقدر نغزو وَلَا نُرَابِطُ. فَقَالَ لَهُ يَعْقُوبُ بْنُ الْأَشَجِّ:
وَأَنْتَ فِي خَيْرٍ. فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ: مَا صَنَعْتُ! لَقَدْ تَكَلَّمْتُ بِكَلِمَةٍ مَا أَرَاهَا يُكَفِّرُهَا إِلَّا الشَّهَادَةُ، فَتَجَهَّزَ وَخَرَجَ إِلَى الْعَدُوِّ، فَقَعَدَ لَهُ رَجُلٌ عَلَى سَرِيَّةٍ فَلَبِسَ سِلَاحَهُ وَرَبَطَ وَسَطَهُ وَجَلَسَ يَنْتَظِرُ خُرُوجَ الْقَوْمِ. فَقَالَ لَهُمْ: مَنْ وُلِّيَ عَلَيْنَا؟ قَالُوا: فُلَانٌ الْبَرِّيُّ. فَقَالَ: الْبَرِّيُّ يَطِيرُ فَلَا يَرْجِعُ، - وَكَأَنَّهُ تَطَيَّرَ بِاسْمِهِ- قَالَ: وَمَا عَلَيَّ مِنْ وُلِّيَ عَلَيْنَا. فَنَامَ- وَهُوَ جَالِسٌ يَنْتَظِرُهُمْ- ثُمَّ انْتَبَهَ فَقَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ: رَأَيْتُ وَاللَّهِ السَّاعَةَ كَأَنِّي أُدْخِلْتُ الْجَنَّةَ وَشَرِبْتُ فِيهَا لَبَنًا، قَالُوا: فَإِنَّا نَعْزِمُ عَلَيْكَ الا استقيت فَاسْتَقَاءَ فَقَاءَ لَبَنًا [2] . ثُمَّ خَرَجَ مَعَ السَّرِيَّةِ، فَأُصِيبَتِ السَّرِيَّةُ بِمَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ بُحَيْرَةُ الطَّيْرِ، فَقَدِمَ بُكَيْرُ بْنُ الْأَشَجِّ بَعْدَهُ فِقِيلَ لَهُ: أَلَا تَدْخُلُ نُسَلِّمُ عَلَى عِيسَى بْنِ أَبِي عَطَاءٍ فَقَالَ: إِنَّهُ لَرَجُلٌ لَا نَظَرْتَ إِلَى وَجْهِهِ أَبَدًا، أَخَافُ أَنْ أَزِلَّ كَمَا زَلَّ أَخِي.
حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ بَعْضُ مَنْ أَدْرَكَ الصَّحَابَةَ وَالتَّابِعِينَ: مَا تَرَكَ بُكَيْرٌ مِنْ سَمْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا. فَقَالَ اللَّيْثُ: وَذَلِكَ لِلَبْثِهِ وَقَصْدِهِ. قَالَ: وَكَانَ بُكَيْرٌ يُشَبَّهُ بِهِمْ مِنْ حُسْنِ سَمْتِهِ وَحَالِهِ.
حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ زَيْدٍ: وَقَالَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ: انْقَلَبَ مَعَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الله ليلة فتخلف عنا لسائل وحده،
__________
[1] هو يعقوب بن عبد الله بن الأشج (تهذيب التهذيب 11/ 390) .
[2] قارن بابن حجر: تهذيب 11/ 390 وأضاف «قال ابن القاسم: وكان في البحر بموضع لا لبن فيه» .(1/662)
فَإِذَا هُوَ قَدْ سُئِلَ إِزَارَهُ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَتَلَفَّفَ بِكِسَائِهِ، وَانْقَلَبَ إِلَى أَهْلِهِ مُتَلَفِّفًا بِكِسَائِهِ.
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ الضَّحَّاكِ الْجُذَامِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مَخْرَمَةَ بْنَ بُكَيْرٍ قَالَ: قُتِلَ عَمِّي يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ فِي غَزْوِ الْبَحْرِ. قَالَ عِيسَى: وَكَانَ لَهُ فَضْلٌ وَعِبَادَةٌ وَهُوَ أَخُو بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَكَانَتْ لَهُ ابْنَةٌ يُقَالُ لَهَا أُمُّ عَمْرٍو وَكَانَتْ تَصْرَعُ، فَلَمَّا قُتِلَ قَالَتْ أُمُّ عَمْرٍو: رَأَيْتُ أَبِي فِيمَا يَرَى النَّائِمُ أَتَانِي فَقَالَ يَا بُنَيَّةُ مَا يُصِيبُكِ فَأَخْبَرْتُهُ.
فَقَالَ: هَلْ تَعْرِفِينَهُ إِذَا أَتَيْتُهُ. قُلْتُ نَعَمْ. فَجَاءَ كَلْبٌ أَسْوَدُ فَقَالَ: هَذَا هُوَ؟
قُلْتُ: نَعَمْ. فَأَخَذَهُ فَذَبَحَهُ.
فَقَالَتْ أُمُّ عَمْرٍو: أَنَا رَأَيْتُ أُمَّ عَمْرٍو بِنْتَ يَعْقُوبَ وَهِيَ عَجُوزٌ بِنْتُ بِضْعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً مِنْ أَعْقَلِ النِّسَاءِ وَأَجْزَلِهِنَّ.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ وَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: قَرَأْتُ فِي كِتَابِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ بِخَطِّ مَالِكٍ قَالَ: وَصَلْتُ الصُّفُوفَ حَتَّى قُمْتُ إِلَى جَنْبِ مَخْرَمَةَ بْنِ بُكَيْرٍ فِي الرَّوْضَةِ فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ إِنَّكَ لَمْ تَسْمَعْ هَذِهِ الأحاديث التي نروي عَنْ أَبِيكَ مِنْ أَبِيكَ. فَقَالَ: وَرَبِّ هَذَا الْمِنْبَرِ وَالْقَبْرِ لَقَدْ سَمِعْتُهَا مِنْ أَبِي وَرَبِّ هَذَا الْمِنْبَرِ وَالْقَبْرِ لَقَدْ سَمِعْتُهَا مِنْ أَبِي- ثَلَاثًا-.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: قَرَأْتُ فِي كِتَابِ [1] مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ: وَدَخَلَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَلَى مَخْرَمَةَ بْنِ بُكَيْرٍ- قَالَ:
وَكَانَ مَخْرَمَةُ تِرْبًا لِجَدِّي وَكَانَ جَارَنَا وَكَانَ صَدِيقَ جَدِّي- فَدَخَلَ عَلَيْهِ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، فَأَرَادَهُ عَلَى الْعَمَلِ، فَلَمَّا خَرَجَ وَقَفَ عَلَى جَدِّي وَأَبِي- وَكَانَ أَبِي صَدِيقًا لِجَعْفَرٍ- فَقَالَ: مَا بُدٌّ لَهِذَا الشيخ أن يلي لنا. ثم
__________
[1] في ابن حجر: تهذيب التهذيب 10/ 71 «وجدت في ظهر كتاب مالك» .(1/663)
مَضَى. قَالَ: فَجَاءَ مَخْرَمَةُ حَتَّى وَقَفَ عَلَى جَدِّي وَأَبِي فَقَالَ: يَا مُنْذِرُ قَدْ عَرَفْتَ مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ هَذَا الرَّجُلِ، وَاللَّهِ إِنْ لم يعفني من عمله وَكَلَّفَنِي أَنْ أَلِيَهُ لَمْ أُكَلِّمْ أَبَاكَ حَتَّى أَخْرُجَ مِنَ الدُّنْيَا. فَقَالَ جَدِّي لِأَبِي: إِنَّ هَذَا مَجْنُونٌ فَخَلِّصْنِي مِنْهُ. وَذَهَبَ أَبِي إِلَى جَعْفَرٍ فَقَالَ: إِنَّ مَخْرَمَةَ لَنَا جَارٌ فَظَنَّ أَنِّي أَنَا الَّذِي كَلَّمْتُكَ فِيهِ، وَقَالَ لِأَبِي كَذَا وَكَذَا فَأُحِبُّ أَنْ تُعْفِيَهُ. قَالَ:
فَضَحِكَ وقال: قد أَعْفَيْنَاهُ.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ: حَدَّثَنَا بِذَلِكَ أَشْيَاخُنَا.
[سَالِمٌ أبو النضر] [1]
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مَالِكٌ قَالَ:
كَانَ النَّاسُ الَّذِينَ مَضَوْا يُحِبُّونَ الْعُزْلَةَ وَالِانْفِرَادَ عَنِ النَّاسِ، وَلَقَدْ كَانَ سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ يَفْعَلُ ذَلِكَ، وَكَانَ يَأْتِي إِلَى مَجْلِسِ رَبِيعَةَ فَيَجْلِسُ فِيهِ، فَكَانُوا يُحِبُّونَ ذَلِكَ مِنْهُ، فَكَانَ أَبُو النَّضْرِ إِذَا كَثُرَ فِيهِ الْكَلَامُ- كَثُرَ فِيهِ النَّاسُ- قَامَ عَنْهُمْ. قَالَ مَالِكٌ: وَكَانَ النَّاسُ أَصْحَابَ عُزْلَةٍ.
قَالَ: وَكَانَ ابْنُ الْأَسْوَدِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَتِيمُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ صَاحِبَ عُزْلَةٍ وغزو وحج.
[عمر بن حسين] [2]
حدثني يحي بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ مالكا يقول: ان عمر ابن حُسَيْنٍ حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ قَالَ: لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ عُمَرَ
__________
[1] هو سالم بن أبي أمية التميمي المدني مولى عمر بن عبد الله التيمي (تهذيب التهذيب 3/ 431) .
[2] هو عمر بن حسين بن عبد الله الجمحيّ مولاهم أبو قدامة المكيّ قاضي المدينة (تهذيب التهذيب 7/ 433) .(1/664)
ابن حُسَيْنٍ أَنَّهُ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْفَضْلِ وَالْعِفَّةِ وَالْمَشُورَةِ فِي الْأُمُورِ وَالْعِبَادَةِ.
قَالَ: كَانَ أَشَدَّ ابْتِذَالًا لِنَفْسِهِ يَخْرُجُ إِلَى السُّوقِ وَمَعَهُ الثَّوْبُ يَحْمِلُهُ يَبِيعُهُ أَوْ يَكُونُ قَدِ اشْتَرَاهُ. قَالَ: وَكَانَتِ الْقُضَاةُ تَسْتَشِيرُهُ. قَالَ مَالِكٌ: وَلَقَدْ أَخْبَرَنَيِ مَنْ حَضَرَهُ عِنْدَ الْمَوْتِ فَسَمِعَهُ يَقُولُ: لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ [1] .
قَالَ: فَقُلْتُ لِمَالِكٍ: أَتَرَى هَذَا الْقَوْلَ لِشَيْءٍ عَايَنَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ فِي رَأْيِي.
قِيلَ لِمَالِكٍ: الرَّجُلُ [2] يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي لَيْلَةٍ؟ قَالَ: مَا أَجْوَدَ ذَلِكَ إِنَّ الْقُرْآنَ إِمَامٌ لِكُلِّ خَيْرٍ.
قَالَ مَالِكٌ: وَلَقَدْ أَخْبَرَنِي مَنْ كَانَ يُصَلِّي إِلَى جَنْبِ عُمَرَ بْنِ حُسَيْنٍ فِي رَمَضَانَ قَالَ: فَكُنْتُ أَسْمَعُهُ يَسْتَفْتِحُ القرآن في كل ليلة. فقلت لمالك:
أفي ليلة؟ قال: بل نسمعه في الليل حتى إذا كان من الليلة الأخرى يستفتح في أول الْقُرْآنَ. قَالَ مَالِكٌ: يَخْتِمُهُ فِي لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ [3] .
قَالَ مَالِكٌ: كَانَ عُمَرُ بْنُ حُسَيْنٍ يُصَلِّي الْعَتْمَةَ ثُمَّ يَنْصَرِفُ إِلَى مَنْزِلِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ، فَإِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ صَلَّى الْعَتْمَةَ فَقَامَ الْقِيَامَ مَعَ النَّاسِ، ثُمَّ قَامَ لَيْلَتَهُ.
[أَخْبَارُ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ]
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مَالِكٌ: عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ: أَنَّهُ دَعَا لِأَبِيهِ سَنَةً.
قَالَ: وَكُنْتُ أَرَاهُ فِي الشِّتَاءِ يَأْتِي الْمَسْجِدَ عَلَيْهِ قَطِيفَةُ رَجُلٍ وَإِزَارٌ، فَكَانَ يَدْعُو حَتَّى تسقط عن ظهره القطيفة.
__________
[1] أوردها ابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 433.
[2] في الأصل كلمة رسمها «المحضر» .
[3] قارن بابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 433- 434.(1/665)
قَالَ: وَكَانَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يُوَاصِلُ لَيْلَهُ سَبْعَ لَيَالٍ مِنْ رَمَضَانَ وَلَيْلَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَلَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ. فَقُلْتُ لِمَالِكٍ: وَكَانَ وِصَالُهُ ذَلِكَ يَوْمَيْنِ وَلَيْلَةً؟ فَقَالَ: نَعَمْ [1] . قَالَ: وَكَانَ رَبِيعَةُ وَغَيْرُهُ إِذَا أَصْبَحَ مِنْ تِلْكَ اللَّيَالِي يَأْتُونَ إِلَيْهِ يَسْأَلُونَهُ عَنْ حَالِهِ وَكَيْفَ أَصْبَحَ. قَالَ: فَيُخْبِرُهُمْ.
قَالَ: كَانَتِ ابْنَتُهُ قَدْ صَنَعَتْ لَهُ سُوَيْقًا مِنْ لَوْزٍ، فَكَانَ يَشْرَبُهُ فَأَعْجَبَهُ، ثُمَّ تَرَكَهُ بَعْدَ ذَلِكَ. فَقَالَ: إِنِّي وَجَدْتُهُ يُحَرِّكُ عَلَيَّ الْبَوْلَ.
قَالَ: فَكَانَ قَدْ ذَهَبَ لَهُ [2] قَالَ: فَلَمْ يَطْلُبْهُ وَلَمْ يُرْسِلْ فِيهِ رَسُولًا حَتَّى جَاءَهُ اللَّهُ بِهِ، وَكَانَ لَا يَنْصَرِفُ مِنْ صَلَاتِهِ لِلنَّافِلَةِ لِأَحَدٍ يَجْلِسُ إِلَيْهِ حَتَّى يَفْرَغَ مِمَّا أَرَادَ مِنْ صَلَاتِهِ. قَالَ: وَلَقَدْ جَاءَ إِنْسَانٌ لِعَامِرِ بْنِ عَبْدِ الله ابن الزبير [يحمل] [3] كتابا ودراهما، فَجَلَسَ إِلَيْهِ لِيَدْفَعَ ذَلِكَ إِلَيْهِ فَطَوَّلَ عَامِرٌ فِي دُعَائِهِ. فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عَامِرٌ أَخَذَهَا مِنَ الرَّجُلِ فَجَعَلَهَا تَحْتَ رِجْلِهِ أَوْ فَخْذِهِ وَأَقْبَلَ كَمَا هُوَ عَلَى صَلَاتِهِ، حَتَّى إِذَا فَرَغَ قَالَ لَهُ الرَّجُلُ: لَوْ كُنْتَ انْصَرَفْتَ إِلَيَّ فَفَرَغْتَ ثُمَّ أَقْبَلْتَ عَلَى دُعَائِكَ. فَقَالَ لَهُ عَامِرٌ: إِنِّي قَدْ جَرَّبْتُ هَذَا، إِنَّ هَذَا آخِرُهُ مِنَ الشَّيْطَانِ أَنْ يَأْتِيَ الرَّجُلُ إِلَى الرَّجُلِ وَهُوَ فِي دُعَائِهِ فَيُكَلِّمُهُ حَتَّى يَقْطَعَ عَلَيْهِ مَا هُوَ فِيهِ. قَالَ: وَلَوْ فَعَلْتُ هَذَا بِكَ لَجَاءَ غَيْرُكَ- أَوْ نَحْوَ هَذَا مِنَ الْكَلَامِ-. فَقِيلَ لَهُ: أَيُسْتَحَبُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يَفْعَلَ هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُ الرَّجُلُ لِلْحَاجَةِ الْخَفِيفَةِ تَكُونُ لَهُ إِلَيْهِ، ثُمَّ يَقُومُ عَنْهُ، أَوِ الرَّجُلُ يَسْأَلُ الرَّجُلَ عن المسألة تنزل به فهذا وما أشبهه أَرَى أَنْ يَنْصَرِفَ بِهِ وَأَمَّا غَيْرُهُ وَلَيْسَ هذا مثل المطول.
__________
[1] قارن بابن حجر: تهذيب التهذيب 5/ 74.
[2] ينبغي وقوع سقط هاهنا.
[3] الزيادة يقتضيها السياق.(1/666)
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ قَالَ: قَالَ سفيان: اشترى عامر بن عبد الله ابن الزُّبَيْرِ نَفْسَهُ مِنَ اللَّهِ سِتَّ مَرَّاتٍ [1] . وَقَالَ: مَا سَأَلْتُ اللَّهَ بَعْدَ وَفَاةِ أَبِي بِسَنَةٍ إِلَّا شَيْئًا وَاحِدًا مَا سَأَلْتُهُ غَيْرَهُ: أَنْ يَغْفِرَ لِأَبِي.
أَخْبَارُ زِيَادٍ مَوْلَى ابْنِ عَيَّاشٍ [2]
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنَا مَالِكٌ قَالَ:
وَكَانَ زِيَادٌ مَوْلَى ابْنِ عَيَّاشٍ يَمُرُّ بِي وَأَنَا جَالِسٌ، فَرُبَّمَا أَفْزَعَنِي حِسُّهُ مِنْ خَلْفِي، فَيَضَعُ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ فَيَقُولُ: إِنَّ عَلَيْكَ بِالْحَذَرِ، فَإِنْ كَانَ مَا يَقُولُ أَصْحَابُكَ هَؤُلَاءِ مِنَ الرُّخَصِ حَقًّا لَمْ يَضُرَّ، وَإِنْ كَانَ الْأَمْرُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ كُنْتَ قَدْ أَخَذْتَ بِالْحَذَرِ [3]- يُرِيدُ مَا يَقُولُ رَبِيعَةُ وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ-.
قال مالك: وكان زياد قد أعانه الناس على فكاك رقبته، وأسرع إليه في ذلك، ففضل بعد الذي قوطع عليه مال كثير، فرده زياد إلى من كان أعانه بالحصص، وكتبهم زياد عنده فلم يزل يدعو لهم حتى مات [4] .
قال: وكان زياد رجلا معتزلا لَا يَكَادُ يَجْلِسُ مَعَهُ أَحَدٌ إِنَّمَا هُوَ أَبَدًا يَخْلُو لِوَحْدِهِ بَعْدَ الْعَصْرِ وَبَعْدَ الصُّبْحِ.
وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ: أن زياد مَوْلَى ابْنِ عَيَّاشٍ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ خَلِيفَةٌ. فَقُلْتُ لِمَالِكٍ: وَزِيَادٌ يَوْمَئِذٍ عَبْدٌ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَعَرَضَ عَلَيْهِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنْ يَشْتَرِيَهُ مِنَ الْفَيْءِ فيعتقه، فأبى ذلك زياد. قال
__________
[1] أوردها الذهبي في تاريخ الإسلام 5/ 91 وأضاف «يعني يتصدق كل مرة بديته» .
[2] هو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ المخزومي (الذهبي:
تاريخ الإسلام 5/ 72، وابن حجر: تهذيب التهذيب 3/ 367) .
[3] ، (4) أوردهما الذهبي: تاريخ الإسلام 5/ 73.(1/667)
مَالِكٌ: فَلَا أَدْرِي لِأَيِّ شَيْءٍ تَرَكَ ذَلِكَ زِيَادٌ مَوْلَى ابْنِ عَيَّاشٍ.
[عِرَاكُ بْنُ مَالِكٍ] [1]
حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَنَسٍ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رجاء بن أَبِي سَلَمَةَ قَالَ:
قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا أَعْلَمُ أَحَدًا أَكْثَرَ صَلَاةً مِنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، وَذَلِكَ أَنَّهُ يَرْكَعُ فِي كُلِّ عَشْرٍ وَيَسْجُدُ.
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَعْنٍ أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ أُمِّهِ عَنْ عَمِّهَا مَعْنِ بْنِ نَضْلَةَ قَالَتْ: قال لي: وا عجبا لِبُنَيِّ مَالِكٍ مَا الْتَفَتَ إِلَى حَلَقَةٍ مِنْ حَلَقَاتِ الْمَسْجِدِ فِيهَا مَشْيَخَةٌ إِلَّا رَأَيْتُهُ مَعَ ذَوِي الْأَسْنَانِ مِنْهُمْ.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ: قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ مَعْنٍ: يَعْنِي عِرَاكَ بْنَ مَالِكٍ.
أَخْبَارُ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ
«حَدَّثَنَا يحي بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ عن يحي بن سعيد قَالَ: قَالَ لِي: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَفْطَنَ مِنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
قَالَ اللَّيْثُ: وَقَالَ لِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ فِي رَبِيعَةَ: هُوَ صَاحِبُ مُعْضِلَاتِنَا وَأَفْضَلُنَا» [2] .
حَدَّثَنِي محمد بن أبي زكير أخبرنا ابن وهب حدثني مالك قال:
كان يحي بْنُ سَعِيدٍ أَعْرَفَ شَيْءٍ بِحَقِّ رَبِيعَةَ. قَالَ: وَكَانَ رَبِيعَةُ يَقُولُ لَهُ وَهُوَ يُمَازِحُهُ فِي الشيء من الفتيا- فسمع ذلك يحي بن سعيد- هذا خير
__________
[1] انظر ترجمته في ابن سعد 5/ 187- 188، وابن حجر تهذيب التهذيب 7/ 172.
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 8/ 423. وأوردها الذهبي: تاريخ الإسلام 5/ 247، وسير أعلام النبلاء 5/ ق 174 و 1، وابن حجر:
تهذيب التهذيب 3/ 258.(1/668)
لَكَ مِمَّا تَحُوزُ مِنَ الدُّنْيَا.
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي ابْنُ زَيْدٍ قَالَ: مَكَثَ رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ دَهْرًا طَوِيلًا عَابِدًا يُصَلِّي اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، صَاحِبَ عِبَادَةٍ، ثُمَّ نَزَعَ ذَلِكَ إِلَى أَنْ جَالَسَ الْقَوْمَ، فَجَالَسَ الْقَاسِمَ فَنَطَقَ بِلُبٍّ وَعَقْلٍ، وكان القاسم إذا سأل عَنْ شَيْءٍ قَالَ: سَلُوا هَذَا- لِرَبِيعَةَ-، قَالَ:
فَإِنْ كَانَ شَيْئًا فِي كِتَابِ اللَّهِ أَخْبَرَهُمْ بِهِ الْقَاسِمُ، أَوْ فِي سُنَّةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِلَّا قَالَ: سَلُوا هَذَا- لِرَبِيعَةَ أَوْ سَالِمٍ-. قَالَ: وَصَارَ رَبِيعَةُ إِلَى فِقْهٍ وَفَضْلٍ وَعَفَافٍ، وَمَا كَانَ بِالْمَدِينَةِ رَجُلٌ وَاحِدٌ كَانَ أَسْخَى نَفْسًا بِمَا فِي يَدِهِ لِصَدِيقٍ أَوْ لِابْنِ صَدِيقٍ [أَوْ] لِبَاغٍ يَبْتَغِيهِ مِنْهُ، كَانَ يَسْتَصْحِبُهُ الْقَوْمُ فَيَأْبَى صُحْبَةَ أَحَدٍ الا أحد لَا يَتَزَوَّدُ مَعَهُ، وَلَمْ يَكُنْ فِي يَدِهِ مَا يَحْمِلُ ذَلِكَ» [1] .
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ رَبِيعَةَ قَالَ: كَانَ يَقُولُ: إِنَّمَا النَّاسُ مَعَ عُلَمَائِهِمْ مِثْلُ الصِّبْيَانِ فِي حُجُورِ مَنْ يُرَبِّيهِمْ. قال: يريد آبائهم [2] .
«قَالَ: قَالَ مَالِكٌ: لَمَّا قَدِمَ رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَبِي الْعَبَّاسِ أَمَرَ لَهُ بِجَائِزَةٍ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا، فَأَعْطَاهُ خَمْسَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ يَشْتَرِي بِهَا جَارِيَةً حِينَ أَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا، فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا [3] .
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 8/ 422- 424 لكنه يذكر «ولا لباغ يبتغيه منه» بدل «لبا» ويذكر «يتردد» بدل «يتزود» . وقارن بالذهبي تاريخ الإسلام 5/ 247 وسير اعلام النبلاء 5/ ق 174 و 1.
[2] قارن بالذهبي: سير أعلام النبلاء 5/ ق 173 و 1، ويضيف «ان أمروهم ائتمروا وان نهوهم انتهوا» .
[3] أوردها الذهبي: تاريخ الإسلام 5/ 249 وباختصار في سير أعلام النبلاء 5/ ق 173 و 2.(1/669)
قال ابن وهب وحدثني مَالِكٌ عَنْ رَبِيعَةَ قَالَ: قَالَ لِي حِينَ أَرَادَ الْخُرُوجَ إِلَى الْعِرَاقِ إِنْ سَمِعْتَ أَنِّي حدثهم شَيْئًا أَوْ أَفْتَيْتُهُمْ فَلَا تَعُدَّنِي شَيْئًا. قَالَ: فَكَانَ كَمَا قَالَ لَمَّا قَدِمَهَا لَزِمَ بَيْتَهُ، فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ وَلَمْ يُحَدِّثْهُمْ بِشَيْءٍ حَتَّى رجع» [1] .
قال ابن وهب وحدثني مَالِكٌ: أَنَّ رَبِيعَةَ قَالَ لِابْنِ شِهَابٍ- وَكَلَّمَهُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْعِلْمِ- فَقَالَ: يَا ابْنَ شِهَابٍ تُحَدِّثُ النَّاسَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم وأنا أخبرهم برأيي فَإِنْ شَاءُوا أَخَذُوهُ وَإِنْ شَاءُوا تَرَكُوهُ، فَانْظُرْ مَا تُحَدِّثُ النَّاسَ بِهِ [2] .
حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ قَالا: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ مُضَرَ قَالَ: قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ لِرَبِيعَةَ: لِمَ تَرَكْتَ الرِّوَايَةَ؟ فَقَالَ:
يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ تَقَادَمَ الزَّمَانُ وَقَلَّ أَهْلُ الْقَنَاعَةِ.
«حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مَالِكٌ أَخْبَرَنِي رَجُلٌ: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى رَبِيعَةَ فَوَجَدَهُ يَبْكِي فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ؟ - وَارْتَاعَ لِبُكَائِهِ- فَقَالَ لَهُ: أَدَخَلَتْ عَلَيْكَ مُصِيبَةٌ؟ قَالَ: لَا وَلَكِنِ أَسْتَفْتِي مَنْ لَا عِلْمَ لَهُ وَظَهَرَ فِي الْإِسْلَامِ أَمْرٌ عَظِيمٌ» [3] .
قَالَ: وَسَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: كُنَّا نَجْلِسُ إِلَى رَبِيعَةَ وَغَيْرِهِ فَإِذَا أَتَى ذُو السِّنِّ وَالْفَضْلِ قَالُوا لَهُ: هَاهُنَا حَتَّى يَجْلِسَ قَرِيبًا مِنْهُمْ. قَالَ: وَكَانَ رَبِيعَةُ رُبَّمَا أَتَاهُ الرَّجُلُ لَيْسَ لَهُ ذَلِكَ السِّنُّ فَنَقُولُ لَهُ: هَاهُنَا. فَلَا يرضى
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 8/ 425، وقارن بالذهبي: تاريخ الإسلام 5/ 248، وسير أعلام النبلاء 5/ ق 174 و 1- 2.
[2] قارن بالذهبي: تاريخ الإسلام 5/ 248، وسير أعلام النبلاء 5/ ق 173 و 2.
[3] الخطيب: الفقيه والمتفقه 2/ 153.(1/670)
ربيعة حتى يجلسه إِلَى جَنْبِهِ كَأَنَّهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ لِفَضْلِهِ عِنْدَهُ.
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ قَالَ: كَانَ ابْنُ خَلْدَةَ [1] الْأَنْصَارِيُّ قَاضِيًا- وَكَانَ يَجْلِسُ مَعَهُ رَبِيعَةُ فِي أُنَاسٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ- يَأْتُونَهُ الْخُصَمَاءُ يَخْتَصِمُونَ إِلَيْهِ، فَيَقُولُونَ [2] لَهُ: قَدْ آذَيْتَنَا بِخُصَمَائِكَ هَؤُلَاءِ فَيَقُولُ لَهُمْ:
دَعُونِي أَتَحَدَّثُ مَعَكُمْ، فَإِذَا جَاءَنِي الْخَصْمُ حَوَّلْتُ وَجْهِي إِلَيْهِ. قَالَ مَالِكٌ:
وَكَانَ إِذَا جَاءَهُ الْخَصْمُ- وَهُوَ مَعَهُمْ في المجلس- حول وجهه عنهم حَتَى يَفْرَغَ. قَالَ مَالِكٌ: وَكَانَ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ أَيْسَرَ شَأْنًا. قَالَ مَالِكٌ: وَمَنْ كَانَ فِي مَجْلِسِ رَبِيعَةَ يَوْمَئِذٍ وَمَنْ حَوْلَهُ!! كَأَنَّهُ يَرْفَعُ بِهِ وَمَنْ يَجْلِسُ فِيهِ.
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ حدثني الليث عن يحي بْنِ سَعِيدٍ أَنَّهُ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَسَدَّ عَقْلًا مِنْ رَبِيعَةَ» [3] . وَقَالَ اللَّيْثُ: وَكَانَ صَاحِبَ مُعْضِلَاتِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَرَئِيسَهُمْ فِي الْفُتْيَا.
أَخْبَرَنِي ابْنُ بُكَيْرٍ عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: كَتَبَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ:
حَضَرْتُهُمْ بِالْمَدِينَةِ وَغَيْرِهَا وَرَأْسُهُمْ فِي الْفُتْيَا يَوْمَئِذٍ ابْنُ شِهَابٍ وَرَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَنَسٍ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءِ بْنِ أبي سلمة عن ابن عون قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَكَانَ مَنْ لَا يَعْرِفُ الْقَاسِمَ يَظُنّ أَنَّ رَبِيعَةَ صَاحِبُ الْمَجْلِسِ يَغْلِبُ عَلَيْهِ الْكَلَامُ، فَجَاءَ ذَاتَ يوم فقال:
__________
[1] عمر بن خلدة الزرقيّ الأنصاري المدني (تهذيب التهذيب 7/ 442) .
[2] في الأصل «فيقول» .
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 8/ 423.(1/671)
لِي وَقُلْتُ لَهُ- يَعْنِي قَتَادَةَ- فَقَالَ الْقَاسِمُ: يَكْفِيكُمْ أَنْ تَنْتَهُوا إِلَى مَا انْتَهَى اللَّهُ إِلَيْهِ.
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنِي مُطَرِّفٌ عَنِ ابْنِ أَخِي يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ابن هُرْمُزَ قَالَ: رَأَيْتُ رَبِيعَةَ جُلِدَ وَحُلِقَ رَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ، فَنَبَتَتْ لِحْيَتُهُ مُخْتَلِفًا بِشِقٍّ أَطْوَلَ مِنَ الْآخَرِ، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا عُثْمَانَ لَوْ سَوَّيْتَهُ. قَالَ:
لَا حَتَّى أَلْتَقِيَ مَعَهُمْ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ [1] .
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ حَدَّثَنِي ابْنُ أَخِي يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ قَالَ:
جَاءَ ابْنَ هُرْمُزَ رَجُلٌ يَسْأَلُهُ عَنْ بَوْلِ الْحِمَارِ؟ فَقَالَ ابْنُ هُرْمُزَ: نَجِسٌ.
قَالَ: فَإِنَّ رَبِيعَةَ [لَا يَرَى بِهِ بَأْسًا] [2]- أَوْ هَذَا مِنْ رَبِيعَةَ-[قَالَ: لَا عَلَيْكَ أَنْ لَا تَذْكُرَ مَسَاوِئَ رَبِيعَةَ] [3] ، فَلَرُبَّمَا تَكَلَّمْنَا فِي الْمَسْأَلَةِ فَخَالَفْنَا فِيهَا رَبِيعَةَ، ثُمَّ لَعَلَّنَا نَرْجِعُ إِلَى قَوْلِهِ بَعْدَ سَنَةٍ.
«حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: لَمَّا جِئْتُ الْعِرَاقَ جَاءَنِي أَهْلُ الْعِرَاقِ فَقَالُوا: حَدِّثْنَا عَنْ رَبِيعَةَ الرَّأْيِ.
قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ تَقُولُونَ رَبِيعَةَ الرَّأْيِ! لَا وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَحْوَطَ لِسُنَّةٍ مِنْهُ» [4] .
قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ: إِذَا بَشِعَ الْقِيَاسُ فدعه- يعني إذا شنع-.
__________
[1] أوردها الذهبي: تاريخ الإسلام 5/ 249.
[2] ، (3) الزيادة من الذهبي: تاريخ الإسلام 5/ 248 وسير أعلام النبلاء 5/ ق 175 ولكنه يذكر «هنات» بدل «مساوئ» .
[4] الخطيب: تاريخ بغداد 8/ 223- 224 وأوردها الذهبي:
تاريخ الإسلام 5/ 248 وسير أعلام النبلاء 5/ ق 174 و 1. وابن حجر:
تهذيب التهذيب 3/ 258 لكنه يذكر «أحفظ» بدل «أحوط» .(1/672)
قَالَ وَكِيعٌ: قَالَ أَصْحَابُنَا: قَرَأْتُ عَلَى سُفْيَانَ: قَالَ رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ: إِذَا بشع القياس فدعه- يعني إذا شنع-.
قال وَكِيعٌ: قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: مِنَ الْقِيَاسِ قِيَاسٌ أَقْبَحُ مِنَ الْبَوْلِ فِي الْمَسْجِدِ.
[ابْنُ أَبِي هَرْدَةَ]
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ أَخْبَرَنَا ابن وهب حدثني مالك: أن ابن أبي هَرْدَةَ [1] حَدَّثَهُ: أَنَّ أَبَاهُ كَانَ رَجُلًا قَدْ سَرَدَ الصِّيَامَ، وَكَانَ يُؤْتَى بَسَحُورٍ فِي سُكُرُّجَةٍ صَغِيرَةٍ، فَكَانَتِ امْرَأَتُهُ رُبَّمَا كَلَّمَتْهُ فِي ذَلِكَ فَيَقُولُ: اللَّهمّ أَرِحْنِي مِنْهَا. - قَالَ: يُرِيدُ أَنْ يَسْتَرِيحَ مِنَ الدُّنْيَا، قَالَ:
وَيُرِيدُ الْمَوْتَ، وكان من العباد-.
أخبار عبد الوهاب بن بخت [2]
حدثنا محمد بن أبي زكير أخبرنا ابن وَهْبٍ حَدَّثَنِي مَالِكٌ: عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ بُخْتٍ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ هُوَ أَحَقَّ بِمَا فِي رَحْلِهِ فِي السَّفَرِ مِنْ رُفَقَائِهِ. قَالَ: وَكَانَ كَثِيرَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ وَالْغَزْوِ حَتَّى اسْتُشْهِدَ [3] .
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مَالِكٌ: عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ بُخْتٍ قَالَ: وَقَدْ كَانَ تَزَوَّجَ عِنْدَنَا بِالْمَدِينَةِ وَأَقَامَ بِهَا. قَالَ:
فَخَرَجَ إِلَى الْعِرَاقِ، فَلَمَّا رَكِبَ رَاحِلَتَهُ مِنَ السِّقَايَةِ وَالْحَرْبِ تَوَجَّهَ قَالَ:
عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ. قَالَ مالك: فلا أَرَاهُ أَخَذَ ذَلِكَ إِلَّا مِنْ مُوسَى حِينَ تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ 28: 22
__________
[1] كذا في الأصل ولعله ابن أبي هنيدة وهو عبد الرحمن (تهذيب التهذيب 6/ 291) .
[2] ترجمته في تهذيب التهذيب 6/ 444 وفيها «قال يعقوب بن سفيان ثقة» .
[3] أورد بعضها ابن حجر: تهذيب التهذيب 6/ 445.(1/673)
السَّبِيلِ 28: 22 [1] . وَقَدْ قَالَ مَالِكٌ: وَأَنَّ عَبْدَ الْوَهَّابِ بْنَ بُخْتٍ مَرَّ بِالسَّعْيَا [2] وَهُوَ يُرِيدُ الْغَزْوَ، فَرَأَى الرِّمَاحَ فِي حَدِيدِهَا. قَالَ: فَرَفَعَ يَدَهُ ثُمَّ قَالَ: الْحَمْدُ للَّه الَّذِي لَمْ يَجْعَلْكَ لِي.
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي أَبُو هَارُونَ الْمِسْكِينُ [3] عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ بُخْتٍ أَنَّهُ كَانَ يَغْلِبُ أَهْلَ الْمَسْجِدِ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
[عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ الْأَنْصَارِيُّ] [4]
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ [حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْهُ قَالَ: وَكَانَ قَاضِيًا] [5] ، وَكَانَ يَسْرُدُ الصَّوْمَ، وَكَانَ يُحَدِّثُ حَدِيثًا حَسَنًا [6] .
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ [7] أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَنْصَارِيِّ وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا يَدْخُلُ عَلَى الْوَالِي فَيُكَلِّمُهُ فِي الْأَمْرِ وَيَنْصَحُهُ فِي الْمَشُورَةِ، وَلَا يَرْفَقُ لَهُ وَلَا يَكُفُّ عَنْهُ شَيْئًا مِنَ الْحَقِّ يُكَلِّمُهُ. قَالَ مَالِكٌ: وَغَيْرُهُ مِنَ الناس يفرق أن يضرب.
__________
[1] سورة القصص آية 22.
[2] السعيا: وهو واد بتهامة قرب مكة، وقيل جبل (ياقوت:
معجم البلدان) .
[3] موسى أبي عيسى الحناط الغفاريّ المدني (تهذيب التهذيب 10/ 365) .
[4] ترجمته عند ابن حجر: تهذيب التهذيب 5/ 297.
[5] في الأصل «ابن وهب وعمر بن عبد العزيز» وهو خطأ من الناسخ وما أكملته من تهذيب التهذيب لابن حجر 5/ 297.
[6] أوردها ابن حجر: تهذيب التهذيب 5/ 297.
[7] هو ابن أبي زكير.(1/674)
[زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ]
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مَالِكٌ قَالَ:
سَمِعْتُهُ وَسُئِلَ هَلْ كُنْتُمْ تُقَايِسُونَ فِي مَجْلِسِ ربيعة ويحي بن سعيد ويكثر بَعْضٌ عَلَى بَعْضٍ؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ. قَالَ مَالِكٌ: وَأَمَّا مَجْلِسُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فَلَمْ يَكُنْ مِنْهُ شَيْءٌ مِنْ هَذَا إِلَّا أَنْ يَكُونَ يَبْتَدِئُ هُوَ شَيْئًا يَذْكُرُهُ.
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مَالِكٌ قَالَ: قَالَ [زَيْدُ بْنُ أسلم] [1] لمحمد ابن عَجْلَانَ: اذْهَبْ فَتَعَلَّمْ كَيْفَ يُسْأَلُ ثُمَّ تَعَالَ. قَالَ: وَكَانَ ابْنُ عَجْلَانَ يَقُولُ: مَا هِبْتُ أَحَدًا هَيْبَتِي زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ [2] .
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ قَالَ: أَدْرَكْتُ بِهَذَا الْبَلَدِ رِجَالًا بَنِي الْمِائَةَ وَنَحْوًا مِنْهَا يُحَدِّثُونَ الْأَحَادِيثَ لَا يُؤْخَذُ مِنْهُمْ لَيْسُوا بِأَئِمَّةٍ. فَقُلْتُ لِمَالِكٍ: وَغَيْرُهُمْ دُونَهُمْ فِي السِّنِّ يُؤْخَذُ ذَلِكَ مِنْهُمْ؟ قَالَ: نَعَمْ [3] .
أَخْبَارُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَارِئِ [4]
حَدَّثَنَا زَيْدٌ أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي ابْنُ زَيْدٍ: أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ الْقَارِئَ كَانَ مَعَ ابْنِ عَيَّاشٍ مَوْلَاهُ فِي الدَّرْبِ [5] ، وَأَنَّهُ إِذَا أَتَى أَبَا جَعْفَرٍ بَعْضُ النَّاسِ، فَأَتَوْا إِلَى مَوْلَاهُ يَعْتَذِرُونَ إِلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: لَا يَرْضَى حتى يرض ذَلِكَ رَبُّنَا وَسَيِّدُنَا.
وَبِهِ قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ: وَكَانَ صَفْوَانُ يَقُولُ: اللَّهمّ رَبِّ إِنِّي أحببت
__________
[1] الزيادة من تهذيب التهذيب 3/ 395 حاشية (1) .
[2] أوردها ابن حجر: تهذيب التهذيب 3/ 395.
[3] لا صلة لها بترجمة زيد بن أسلم ولعلها الصق بترجمة مالك.
[4] هو يزيد بن القعقاع أبو جعفر المدني (انظر ترجمته في تاريخ الإسلام للذهبي 5/ 188 والجزري: غاية النهاية في طبقات القراء 2/ 382. وتهذيب التهذيب لابن حجر 12/ 58) .
[5] الدرب: ما بين طرسوس وبلاد الروم لانه مضيق كالدرب (ياقوت: معجم البلدان) .(1/675)
لقاءك فَأَحِبَّ لِقَائِي [1] .
حَدَّثَنَا زَيْدٌ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ حَدَّثَنِي ابْنُ زَيْدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْعَصْرِيِّ [2] قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا جَعْفَرٍ الْقَارِئَ عَلَى الْكَعْبَةِ فَقُلْتُ لَهُ: أَبُو جَعْفَرٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، أَقْرِئْ إِخْوَانِي مِنِّي السَّلَامَ «وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ جَعَلَنِي مَعَ الشُّهَدَاءِ الْأَحْيَاءِ الْمَرْزُوقِينَ، وَأَقْرِئْ أَبَا حازم السلام [3] ، وقال يَقُولُ لَكَ أَبُو جَعْفَرٍ الْكَيْسَ الْكَيْسَ فَإِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يَتَرَاءَوْنَ مَجْلِسَكَ بِالْعَشِيَّاتِ [4] .
أَبُو حَازِمٍ [5] وَأَخْبَارُهُ
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
سَمِعْتُ عَوْنَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا يُقَرْقِرُ الدُّنْيَا قَرْقَرَةَ هَذَا الْأَعْرَجِ- يَعْنِي أَبَا حَازِمٍ-.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: كُلُّ عَمَلٍ تَكْرَهُ الْمَوْتَ مِنْ أَجْلِهِ فَاتْرُكْهُ، ثُمَّ لَا يَضُرُّكَ مَتَى مِتَّ.
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي ابْنُ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو حَازِمٍ: لقد رأيتنا في مجلس أبيك أربعين حبرا فقيها أَدْنَى خَصْلَةً فِينَا التَّوَاسِي بِمَا فِي أَيْدِينَا، فَمَا رُئِيَ فِيهَا مُتَمَادِيَيْنِ وَلَا مُتَنَازِعَيْنِ فِي حديث
__________
[1] هذه الرواية تتعلق بترجمة صفوان بن سليم ولا يمكن إلحاقها بها لتعلقها باسناد ما قبلها.
[2] في الجزري: غاية النهاية 2/ 384 «سليمان بن أبي سليمان العمري» .
[3] في الأصل «بالحاشية» .
[4] أوردها الجزري: غاية النهاية في طبقات القراء 2/ 384.
[5] سلمة بن دينار أبو حازم الأعرج التمار المدني (تهذيب التهذيب 4/ 143) .(1/676)
لَا يَنْفَعُهُمَا قَطُّ. قَالَ أَبُو حَازِمٍ: كَمْ بَيْنَ قَوْمٍ كَانُوا يَفْتَحُونِي وَأَنَا مُنْغَلِقٌ، وَبَيْنَ قَوْمٍ يُغْلِقُونِي وَأَنَا مُنْفَتِحٌ.
حَدَّثَنَا زَيْدٌ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي ابْنُ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَجْلٌ:
رَأَيْتُ النَّاسَ فِي أَزِقَّةٍ ضَيِّقَةٍ وَغُبَارٍ، ورأيت قصرا مرشوشا حوله، ولا يَقْرَبُهُ مِنَ الْعِبَادِ قَلِيلٌ وَلَا كَثِيرٌ، فَقُلْتُ: مَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يَمُرُّوا فِي تِلْكَ الطَّرِيقِ؟ فَقِيلَ لِي: لَيْسَتْ لَهُمْ. فَقُلْتُ: لِمَنْ هِيَ؟ فَقَالُوا: لِذَلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي يُصَلِّي إِلَى جَانِبِ الْقَصْرِ. قُلْتُ: مَنْ ذَاكَ؟ قَالُوا [1] : زَيْدُ بن أسلم.
قلت: بأي شيء عطي ذَلِكَ؟ قَالَ: لِأَنَّ النَّاسَ سَلِمُوا مِنْهُ وَسَلِمَ مِنْهُمْ.
حَدَّثَنِي زَيْدٌ أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي ابْنُ زَيْدٍ قَالَ: كَانَ أَبُو حَازِمٍ يَقُولُ لَهُمْ: لَا يُرِينِي اللَّهُ يَوْمَ زَيْدٍ [2] وَقَدِّمْنِي بَيْنَ يَدَيْ زَيْدِ [بْنِ] أَسْلَمَ، اللَّهمّ إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ أَرْضَى لِنَفْسِي وَدِينِي غَيْرُ ذلك. قال: فأتاه- يعني زيد- فَعُقِرَ، فَمَا قَامَ وَمَا شَهِدَهُ فِيمَنْ شَهِدَهُ. قَالَ: وَكَانَ أَبُو حَازِمٍ يَقُولُ: اللَّهمّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي أَنْظُرُ إِلَى زَيْدٍ، وَأَذْكُرُ بِالنَّظَرِ إِلَيْهِ الْقُوَّةَ عَلَى عِبَادَتِكَ فَكَيْفَ بِمُلَاقَاتِهِ وَمُحَادَثَتِهِ.
حَدَّثَنَا زَيْدٌ أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي ابْنُ زَيْدٍ [3] قَالَ: كَانَ أَبِي لَهُ جُلَسَاءُ، فَرُبَّمَا أَرْسَلَنِي إِلَى الرَّجُلِ مِنْهُمْ. قَالَ: فَيُقَبِّلُ رَأْسِي وَيَمْسَحُ وَيَقُولُ:
وَاللَّهِ لَأَبُوكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ وَلَدِي وَأَهْلِي، وَاللَّهِ لَوْ خَيَّرَنِي اللَّهُ أَنْ يَذْهَبَ بِهِ أَوْ بِهِمْ لَاخْتَرْتُ أَنْ يَذْهَبَ بِهِمْ وَيَبْقَى لِي زَيْدٌ.
حَدَّثَنَا زَيْدٌ أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي ابْنُ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ أبو حازم:
__________
[1] في الأصل «قال» .
[2] اى يوم وفاته.
[3] اسامة بن زيد بن أسلم العدوي.(1/677)
أَتَانِي رَجُلٌ فَقَالَ لِي: إِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ خَرَجُوا مِنْ هَذَا الْبَابِ. فَقَالُوا إِلَى أَيْنَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: إِلَى أَبِي حَازِمٍ نَذْهَبُ بِهِ مَعَنَا. قَالَ ثُمَّ يَقُولُ أَبُو حَازِمٍ: اللَّهمّ حَقِّقْ وَعَجِّلْ. حَدَّثَنَا زَيْدٌ أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنَا ابْنُ زَيْدٍ أَنَّ أَبَا حَازِمٍ حَدَّثَهُ قَالَ: وَاللَّهِ إِنْ كُنَّا فِي مَجْلِسِ أَبِيكَ لَأَرْبَعِينَ حَبْرًا فَقِيهًا مَا مِنْهُمْ إِلَّا مَعْدُودٌ، وَاللَّهِ إِنَّ أَدْنَى خَصْلَةً فِينَا التَّوَاسِي بِمَا فِي أَيْدِينَا لَئِنْ أَفَادَ الرَّجُلُ فَائِدَةً لَيْلًا لَيَغْدُوَنَّ بِهَا، وَلَئِنْ أَفَادَهَا بِكْرًا لَيُرَوِّحَنَّ بِهَا.
حَدَّثَنَا سعَيِدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ يَقُولُ: يَسِيرُ الدُّنْيَا يَشْغَلُ عَنْ كَثِيرٍ مِنَ الْآخِرَةِ. وَقَالَ: إِنَّكَ لَتَجِدُ الرَّجُلَ يَهْتَمُّ بِهَمِّ غَيْرِهِ حَتَّى أَنَّهُ أَشَدُّ هَمًّا مِنْ صَاحِبِ الْهَمِّ بِهَمِّ نَفْسِهُ.
وَقَالَ: مَا أَحْبَبْتُ أَنْ يَكُونَ مَعَكَ فِي الْآخِرَةِ فَقَدِّمْهُ الْيَوْمَ، وَمَا كَرِهْتَ أَنْ يَكُونَ مَعَكَ فِي الْآخِرَةِ فَاتْرُكْهُ الْيَوْمَ. وَقَالَ: كُلُّ عَمَلٍ تَكْرَهُ الْمَوْتَ من أجله فاتركه ثم لا يضرك متى مِتَّ [1] ، وَذَلِكَ أَنَّكَ لَتَجِدُ الرَّجُلَ يَعْمَلُ بِالْمَعَاصِي، فَإِذَا قِيلَ لَهُ: أَتُحِبُّ أَنْ تَمُوتَ؟ قَالَ يَقُولُ: وَكَيْفَ وَعِنْدِي مَا عِنْدِي؟ فَيُقَالُ لَهُ: أَفَلَا تَتْرُكُ مَا تَعْمَلُ مِنَ الْمَعَاصِي؟ فَيَقُولُ: مَا أُرِيدُ تَرْكَهُ وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَمُوتَ حَتَّى أَتْرُكَهُ [2] . وَقَالَ: شَيْئَانِ إِذَا عَمِلْتَ بِهِمَا أَصَبْتَ بِهِمَا خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَا أُطَوِّلُ عَلَيْكَ. قِيلَ وَمَا هُمَا يَا أَبَا حَازِمٍ؟ قَالَ: تَعْمَلُ مَا تَكْرَهُ إِذَا أَحَبَّهُ اللَّهُ وتترك ما تحب إذا كرهه الله [3] .
__________
[1] أوردها الذهبي: سير أعلام النبلاء 5/ ق 176 و 2.
[2] أوردها الذهبي: سير أعلام النبلاء 5/ ق 177 و 1.
[3] أوردها الذهبي: سير أعلام النبلاء ق/ ق 176 و 2.(1/678)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ أَبُو حَازِمٍ: إِنِّي لَأَعِظُ وَمَا أَرَى مَوْضِعًا وَمَا أُرِيدُ إِلَّا نَفْسِي [1] . وَقَالَ: اكتم حسناتك أفد مِمَّا تَكْتُمُ سَيِّئَاتِكَ. وَقَالَ سُفْيَانُ: قِيلَ لِأَبِي حَازِمٍ: مَا مَالُكَ؟ قَالَ:
خَيْرُ مَالِي ثِقَتِي باللَّه، وَإِيَاسِي مِمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ. قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ أَبُو حَازِمٍ: يَكُونُ لِي عَدُوٌّ صَالِحٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي صَدِيقٌ فَاسِدٌ.
قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ أَبُو حَازِمٍ لِأُنَاسٍ: أَنْ أُمْنَعَ الدُّعَاءَ أَخْوَفُ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُمْنَعَ الْإِجَابَةَ [2] . قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ لِأَبِي حَازِمٍ: يَا أَبَا حَازِمٍ مَا النَّجَاةُ مِنَ هَذَا الْأَمْرِ؟ قَالَ: يَسِيرٌ. قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ:
لَا تَأْخُذَنَّ شَيْئًا إِلَّا مِنْ حِلِّهِ، وَلَا تَضَعَنَّ شَيْئًا إِلَّا فِي حَقِّهِ. قَالَ: وَمَنْ يُطِيقُ ذَلِكَ يَا أَبَا حَازِمٍ؟ قَالَ: مَنْ طَلَبَ الْجَنَّةَ وَهَرَبَ مِنَ النَّارِ.
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ بَعْضُ الْأُمَرَاءِ لِأَبِي حازم:
ارفع اليّ حاجتك. قال: هيهات هيهات رفعتها رَفَعْتُهَا إِلَى مَنْ لَا تُخْتَزَلُ الْحَوَائِجُ دُونَهُ. فَمَا أَعْطَانِي مِنْهَا قَنَعْتُ، وَمَا زَوَى عَنِّي مِنْهَا رَضِيتُ.
قَالَ: فَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ: إِنَّهُ لَجَارِي وَمَا عَلِمْتُ أَنَّ هَذَا عِنْدَهُ [3] . قَالَ أَبُو حَازِمٍ: فَقُلْتُ لَوْ كُنْتُ غَنِيًّا لَعَرَفْتَنِي ثُمَّ قُلْتُ فِي نَفْسِي لَا يَنْجُو مِنِّي. فَقُلْتُ: كَانَ الْعُلَمَاءُ فِيمَا مَضَى يَطْلُبُهُمُ السُّلْطَانُ وهم يفرون منهم، وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ الْيَوْمَ طَلَبُوا الْعِلْمَ حَتَّى إِذَا جَمَعُوهُ بِحَذَافِيرِهِ أَتَوْا بِهِ أَبْوَابَ السَّلَاطِينَ وَالسَّلَاطِينُ يَفِرُّونَ مِنْهُمْ وَهُمْ يَطْلُبُونَهُمْ. قَالَ سُفْيَانُ:
قَالَ أَبُو حَازِمٍ: وَجَدْتُ الدُّنْيَا شَيْئَيْنِ شَيْءٌ هُوَ لي وشيء هو لغيري، فأما الّذي هو لِي فَلَوْ طَلَبْتُهُ قَبْلَ حِلِّهِ بِحِيلَةِ السَّمَوَاتِ والأرض لم أقدر عليه،
__________
[1] أوردها الذهبي: سير أعلام النبلاء 5/ ق 176 و 1.
[2] أوردها الذهبي: سير أعلام النبلاء 5/ ق 177 و 2.
[3] قارن بالذهبي: سير أعلام النبلاء 5/ ق 176 و 1.(1/679)
وأما الّذي هو لغيري فَلَمْ أُصِبْهُ فِيمَا مَضَى وَلَا أَرْجُوهُ فِيمَا بَقِيَ، وَيُمْنَعُ رِزْقِي [1] مِنْ غَيْرِي كَمَا يُمْنَعُ رِزْقُ غَيْرِي مِنِّي، فَفِي أَيِّ هَذَيْنِ أُفْنِي عُمْرِي!!.
[عُمَارَةُ بْنُ أُكَيْمَةَ اللَّيْثِيُّ]
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ عَنْ سُفْيَانَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ ابن أُكَيْمَةَ.
قَالَ: وَسَمِعْتُ الْحُمَيْدِيَّ أَوْ أُخْبِرْتُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَلَيْنَا حَدَّثَنَا عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ ابْنِ أُكَيْمَةَ فَقَالَ عَنِ ابْنِ أُكَيْمَةَ [2] .
وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ حَدَّثَنَا أَبِي ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمر حدثنا عمر ابن مُسْلِمِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ أُكَيْمَةَ اللَّيْثِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ:
سَمِعْتُ أُمَّ سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ كَانَ ذَبَحَ يَذْبَحُهُ فَإِذَا أَهَلَّ هِلَالُ ذِي الْحِجَّةِ فَلَا يَأْخُذَنَّ مِنْ شَعْرِهِ ولا من أظفاره شَيْئًا حَتَّى يُضَحِّيَ. حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُسْلِمٍ الْجَنْدَعِيِّ أَخْبَرَنِي ابْنُ الْمُسَيِّبِ: أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ أَخْبَرَتْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يُضَحِّيَ فَلَا يُقَلِّمْ أَظْفَارَهُ وَلَا يَحْلِقْ شَيْئًا مِنْ شَعْرِهِ فِي الْعَشْرِ الْأُوَلِ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ» .
[أَبُو صَالِحٍ]
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ وَأَحْمَدُ بن إشكاب [3] قالا: حدثنا
__________
[1] في الأصل «رزق غيري من غيري» وقد أوردها الذهبي:
سير أعلام النبلاء 5/ ق 177 و 1.
[2] يذكر ابن حجر (تهذيب التهذيب 7/ 410) (قال يعقوب ابن سفيان هو من مشاهير التابعين بالمدينة) .
[3] في الأصل «إشكيب» وانظر ترجمته في (تهذيب التهذيب 1/ 16) .(1/680)
يحي بْنُ الْيَمَانِ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: مَا كُنْتُ أَتَمَنَّى مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا ثَوْبَيْنِ أَبْيَضَيْنِ أُجَالِسُ فِيهِمَا أَبَا هُرَيْرَةَ.
[سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ] [1]
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْأَحْوَصِ قَالَ سُفْيَانُ: فَقَالَ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: مَنْ أَبُو الْأَحْوَصِ؟
فَقَالَ الزُّهْرِيُّ: أَمَا رَأَيْتَ الشَّيْخَ الَّذِي، فَجَعَلَ الزُّهْرِيُّ يَنْعِتُهُ وَسَعْدٌ لَا يَعْرِفُهُ. وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً أُخْرَى: فَقَالَ سَعْدٌ: مَنْ أَبُو الْأَحْوَصِ؟
- كَالْمُغْضَبِ حِينَ حَدَّثَ الزُّهْرِيُّ عَنْ رَجُلٍ مَجْهُولٍ لَا نَعْرِفُهُ- فَقَالَ الزُّهْرِيُّ: أَمَا رَأَيْتَ الشَّيْخَ الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِي الرَّوْضَةِ مَوْلَى بَنِي غِفَارٍ، فَجَعَلَ الزُّهْرِيُّ يَنْعِتُهُ لَهُ. قَالَ: فَمَا رَأَيْتُ سَعْدًا أَثْبَتَهُ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [2] حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ قَالَ: قَالَ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: لَا يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا الثِّقَاتُ. ثُمَّ قَالَ سُفْيَانُ: كَانَ سَعْدٌ شَدِيدَ الْأَخْذِ وَمَنْ يَأْخُذُ عَنْهُ، وَكُنْتُ عِنْدَ الزُّهْرِيِّ يَوْمًا وَأَتَاهُ ابْنُ جُرَيْجٍ فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا بَكْرٍ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَعْرِضَ عَلَيْكَ كِتَابًا. فَقَالَ الزُّهْرِيُّ: إِنَّ سَعْدًا قَدْ كَلَّمَنِي فِي ابْنَيْهِ وَهُوَ سَعْدٌ- وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ: وَسَعْدُ بن سعد [3]-، فلما خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَمَا رَأَيْتَهُ يَفْرَقُ مِنْ سَعْدٍ.
قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ مَعَ سَعْدٍ يَوْمَئِذٍ ابْنَاهُ. قَالَ سُفْيَانُ: فلما لقيت
__________
[1] هو سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري قاضي المدينة (تاريخ الإسلام 5/ 77) .
[2] هو ابن عيينة.
[3] أوردها ابن حجر (تهذيب التهذيب 3/ 465) .(1/681)
إِبْرَاهِيمَ بْنَ سَعْدٍ قُلْتُ لَهُ: رَأَيْتُكَ وَأَخًا لَكَ عِنْدَ الزُّهْرِيِّ وَأَخْبَرْتُهُ بِكَلَامِ الزُّهْرِيِّ لِابْنِ جُرَيْجٍ. فَقَالَ: مَاتَ أَخِي ذَاكَ الَّذِي كَانَ مَعِي.
قَالَ سُفْيَانُ: وَأَتَيْتُ الزُّهْرِيَّ يَوْمًا وَعِنْدَهُ سَعْدٌ، فَسَأَلْتُهُ فَكَأَنَّهُ.
فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: أَجِبِ الْغُلَامَ وَفَرِقَ سَعْدٌ أَنْ يَكُونَ الزُّهْرِيُّ حَقَرَنِي حِينَ لَمْ يُجِبْنِي. فَقَالَ الزُّهْرِيُّ إِنِّي لَأُعْطِيهِ حَقَّهُ. فَقَالَ: أَجَلْ. فَاشْتَهَى ذَلِكَ الزُّهْرِيُّ.
أَخْبَارُ مَالِكٍ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ حَدَّثَنَا عَلِيٌّ عَنِ الْأَصْمَعِيِّ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ بَعْدَ مَوْتِ نَافِعٍ بِسَنَةٍ وَالْحَلَقَةُ لِمَالِكٍ. قَالَ الْأَصْمَعِيُّ:
فَسَأَلْتُ أَهْلَ الْمَدِينَةِ، فَقَالُوا: كَانَتْ لِنَافِعٍ ثُمَّ بَعْدَهُ لِعُبَيْدِ اللَّهِ ثُمَّ بَعْدَهُ لِمَالِكٍ.
فَقَالَ عَلِيٌّ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا عَنِ الْأَصْمَعِيِّ عَنْ شُعْبَةَ، فَلَمَّا سَأَلْتُ الْأَصْمَعِيَّ عَنْهُ قُلْتُ: سَمِعْتَ مِنْ شُعْبَةَ؟ قَالَ: لَا أدري.
حدثني يحي بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ صَالِحٍ- وَكَانَ ثِقَةً- عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو الْأَسْوَدِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ سَنَةً- قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ أَظُنُّهُ- أَرْبَعَ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ أَوْ نَحْوَ ذلك، فقلنا له: هذا يحي بْنُ سَعِيدٍ بِالْعِرَاقِ فَمَنْ يَعُدُّونَهُ لِلْفُتْيَا بَعْدَ رَبِيعَةَ؟ قَالُوا:
شَابٌّ مِنْ ذِي أَصْبَحَ يُقَالُ لَهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ [1] .
حَدَّثَنِي عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ قَالَ: قِيلَ لِيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ:
أَمَالِكٌ كَانَ أَحْفَظَ أَمْ سُفْيَانُ [2] ؟ قَالَ: مَالِكٌ، مَا سَأَلْتُ مَالِكًا عَنْ حَدِيثٍ فَقَالَ أَنْظُرُ. قَالَ: وَقَدْ كُنْتُ أَسْأَلُ سُفْيَانَ فَيَقُولُ حتى انظر.
__________
[1] قارن بابن حجر: تهذيب التهذيب 10/ 7 وذكر «سنة ست وثلاثين» بدل «سنة اربع وثلاثين» .
[2] يعني الثوري.(1/682)
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ وهب حدثني مالك قال:
قال لي يحي بْنُ سَعِيدٍ: اكْتُبْ لِي مِائَةَ حَدِيثٍ مِنْ حديث ابن شهاب أنقاها له، وَأَعْطَانِي رَقًّا قَدِيمًا قَدِ اصْفَرَّ. قَالَ: أَرَاهُ كان عنده وهو شاب. قال: فكتبت لَهُ تِلْكَ الْأَحَادِيثَ حَتَّى مَلَأْتُهُ وَبَيَّنْتُهُ لَهُ. قَالَ مَالِكٌ [1] :
رَجُلٌ كُنْتُ أَتَعَلَّمُ مِنْهُ مَا مَاتَ حَتَّى كَانَ يَجِيئُنِي فَيَسْتَفْتِينِي.
حَدَّثَنِي ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: قَالَ مَالِكٌ: كَانَ طَلَبَةُ هَذَا الشَّأْنِ بِبَلَدِنَا أَرْبَعَةً، كَثِيرُ بْنُ فَرْقَدٍ عَاجَلَتْهُ الْمَنَايَا، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَطَاءٍ غَرَّرَ بِنَفْسِهِ وآخر وقع فِي الْأَغَالِيطِ- قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ يُرِيدُ الْمَاجِشُونَ- وَسَكَتَ عَنْ نَفْسِهِ [2] .
سَمِعْتُ شَيْخًا مِنْ شُيُوخِنَا مِنْ أَهْلِ الْقَنَاعَةِ وَالرِّضَا وَالْفَضْلِ وَالْمَعْرِفَةِ وَالْغَايَةِ فِي الثِّقَةِ يَذْكُرُ عَنِ ابْنِ الْمَاجِشُونِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ:
كُنَّا نُجَالِسُ رَبِيعَةَ، فَلَمَّا اعْتَزَلَ مَالِكٌ وَلَزِمَ بَيْتَهُ بَلَغَنِي أنه يضع شيئا من الكتب، فكتب إذا لقيته امزح معه فأقول: قد خلال لك الجو. قال:
فو الله مَا زَالَ يَوْمًا بِيَوْمٍ يَعْلُو وَيَعْلُو أَمْرُهُ وذكر حَتَّى سَادَ وَرَأَسَ. ثُمَّ يَقُولُ: وَمَنْ سَادَهُ وَمَنْ رَأَسَهُ! - يُرِيدُ أَنَّهُ سَادَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ أَبْنَاءَ الْمُهَاجِرِينَ مِنْ قُرَيْشٍ وَغَيْرَهُمْ وَالْأَنْصَارَ-.
حَدَّثَنِي ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: سَأَلْتُ الدراوَرْديّ عَنْ فِقْهِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ:
فَقَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سُهَيْلِ بْنُ مَالِكٍ: قَالَ: إِنَّا قَوْمٌ مِنْ ذِي أَصْبَحَ [3] ، قَدِمَ جَدُّنَا الْمَدِينَةَ وَحَالُهُ خَفِيفٌ فَتَزَوَّجَ مَوْلَاةً لِلتَّيْمِيِّينَ، فَكَانَ يَحْفَظُهُ وَيَكُونُ مَعَهُمْ، فَنُسِبْنَا إِلَيْهِمْ وَلَيْسَ لَهُمْ عَلَيْنَا نِعَمٌ وَلَا غَيْرُهَا. [4]
__________
[1] في الأصل بعد مالك «وقال» وهي زائدة فحذفتها.
[2] قارن بترتيب المدارك 1/ 128.
[3] ذو أصبح من حمير من اليمن.
[4] انظر تفصيل نسب الامام مالك وتحقيقه في ترتيب المدارك للقاضي عياض 1/ 102- 107.(1/683)
«حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنِي مَعْنُ بْنُ عِيسَى: كَانَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ يَقُولُ: لَا تَأْخُذِ الْعِلْمَ مِنْ أَرْبَعَةٍ، وَخُذْ مِمَّنْ سِوَى ذَلِكَ، لَا تَأْخُذْ مِنْ سَفِيهٍ مُعْلِنٍ بِالسَّفَهِ وَإِنْ كَانَ أَرْوَى النَّاسِ، وَلَا تَأْخُذْ مِنْ كَذَّابٍ يَكْذِبُ فِي أَحَادِيثِ النَّاسِ إِذَا جُرِّبَ ذَلِكَ عَلَيْهِ وَإِنْ كَانَ لَا يُتَّهَمُ أَنْ يَكْذِبَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، ولا من صاحب هو يَدْعُو النَّاسَ إِلَى هَوَاهُ، وَلَا مِنْ شَيْخٍ لَهُ فَضْلٌ وَعِبَادَةٌ إِذَا كَانَ لَا يَعْرِفُ مَا يُحَدِّثُ.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ لِمُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْيَسَارِيِّ» [1] مَوْلَى زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فَقَالَ: مَا أَدْرِي مَا هَذَا، وَلَكِنِّي أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ: لَقَدْ أَدْرَكْتُ بِهَذَا الْبَلَدِ- يَعْنِي الْمَدِينَةَ- مَشْيَخَةً لَهُمْ فَضْلٌ وَصَلَاحٌ وَعِبَادَةٌ يُحَدِّثُونَ مَا سَمِعْتُ مِنْ وَاحِدٍ مِنْهُمْ حَدِيثًا قَطُّ. قِيلَ: وَلِمَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: لَمْ يَكُونُوا يَعْرِفُونَ مَا يُحَدِّثُونَ [2] .
قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: مَالِكُ بْنُ أَنَسِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ الْأَصْبَحِيُّ.
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قال: قال محمد بن فليح: انْتَقَلَ مَالِكٌ عَنْ حَلَقَةِ رَبِيعَةَ، فَأَمَرَنِي أَبِي فانتقلت معه [3] .
حدثني إبراهيم حدثني يحي بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: قَالَ لِي مَالِكٌ: اعْتَزَلْتَ أَنْتَ [4] وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ. قَالَ:
قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: عَجِلْتُمْ لَيْسَ هَذَا أَوَانَهُ. قَالَ: ثُمَّ لَقِيتُ مَالِكًا بَعْدَ عِشْرِينَ سَنَةً فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ اعْتَزَلْتُمْ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قال: هذا أوانه. قال:
__________
[1] الخطيب: الكفاية 116.
[2] قارن بترتيب المدارك 1/ 123.
[3] أوردها بأطول عياض في ترتيب المدارك 1/ 125.
[4] في الأصل «أنا» والتصويب من ترتيب المدارك 1/ 180.(1/684)
فَلَزِمَ مَالِكٌ بَيْتَهُ وَاعْتَزَلَ [1] .
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ قَالَ كَانَ ابْنُ أَبِي حَازِمٍ مِنْ جُلَسَاءِ ابْنِ أَبِي سَلَمَةَ وَكَانَ مُنْقَطِعًا إِلَيْهِ. قَالَ: فَلَمَّا أَرْسَلَ إِلَى ابْنِ أَبِي سَلَمَةَ فَرَفَعَ إِلَى الْعِرَاقِ. قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ قُلْتُ لِعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ: قَدْ عَلِمْتَ وُدِّي لَكَ وَانْقِطَاعِي إِلَى نَاحِيَتِكَ، وَأَنَا أُحِبّ أَنْ تَأْمُرَنِي بِرَجُلٍ أَتَعَلَّمُ منه وألزمه وأنت شاخص خارج من المدينة. قَالَ لِي: مَا أَعْلَمُ أَحَدًا آمُرُكَ بِهِ تعلم منه الا هذا الاصبحي مالك ابن أَنَسٍ. قُلْتُ: كَيْفَ تَأْمُرُنِي بِهِ وَبَيْنَنَا وَبَيْنَهُ مَا قَدْ عَلِمْتَ مِنَ التَّبَاعُدِ وَإِنَّمَا ذَلِكَ قَبْلُ؟ قَالَ ابْنُ أَبِي سَلَمَةَ: إِنْ كُنْتَ إِنَّمَا تَلْزَمُهُ لِنَفْسِهِ فَلَا وَلَا كَرَامَةَ، وَإِنْ كُنْتَ إِنَّمَا تَلْزَمُهُ لِنَفْسِكَ لِتَنْتَفِعَ بِهِ فِي دِينِكَ وَتَعْلَمُ مِنْهُ فَالْزَمْهُ.
قَالَ ابْنُ أَبِي حَازِمٍ: فَلَمَّا خَرَجَ ابْنُ أَبِي سَلَمَةَ وَدَّعْتُهُ [و] شهدت الصُّبْحَ وَصَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ مَالِكٍ، فَلَمَّا أَنْ أَسْفَرَ- وَأَنَا عَنْ يَمِينِهِ- نَظَرَ فِي وَجْهِي فَرَآنِي فَقَالَ: خَرَجَ صَاحِبُكَ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ: فَسَكَتَ مَا زَادَنِي.
«حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثني معن عن مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا لَقِيتُ أَبَا جَعْفَرٍ قَالَ لِي: يَا مَالِكُ مَنْ بَقِيَ بِالْمَدِينَةِ مِنَ الْمَشْيَخَةِ؟ قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وَابْنُ أَبِي سَلَمَةَ وَابْنُ أَبِي سَبْرَةَ [2] » [3] .
حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثني مطرف عن مَالِكٍ قَالَ: كُنَّا نَأْتِي عَبْدَ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ فَيُلْقِي بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ وَنَتَكَلَّمُ، وَمَعَنَا رَبِيعَةُ وَابْنُ أَبِي سَلَمَةَ، فَجِئْنَا يَوْمًا فَكَثُرَ كَلَامُنَا- وَدَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ الْفَرَّاءُ صَامِتٌ لَا يَتَكَلَّمُ- فَقُلْتُ لِابْنِ هُرْمُزَ: يَا أَبَا بَكْرٍ مَا تَقُولُ؟ قَالَ: مَا أَدْرِي ما يقولون
__________
[1] الرواية في ترتيب المدارك 1/ 180.
[2] هو أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة القرشي (تهذيب التهذيب 12/ 27) .
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 14/ 369.(1/685)
أَمَّا أَنَا فَأُحِبُّ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا- وَأَشَارَ إِلَى دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ كَأَنَّهُ أَعْجَبَهُ صمته-.
«قال: قال ابن المديني: سمعت يحي بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: مُرْسَلُ مَالِكٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مُرْسَلِ سُفْيَانَ» [1] .
«وَسَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيَّ يَقُولُ لِأَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ: قَالَ يحي بْنُ سَعِيدٍ: مُرْسَلُ الزُّهْرِيِّ يُشْبِهُ لَا شَيْءَ. فَغَضِبَ أَحْمَدُ وَقَالَ:
مَا لِيَحْيَى وَمَعْرِفَةِ عِلْمِ الزهري، ليس كما قال يحي» [2] .
حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: بَلَغَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ أَنَّ مَالِكًا لَمْ يَأْخُذْ بِحَدِيثِ «الْبَيْعَيْنِ بِالْخِيَارِ» فَقَالَ: يُسْتَتَابُ وَإِلَّا ضُرِبَتْ عُنُقُهُ- وَمَالِكٌ لَمْ يَرُدَّ الْحَدِيثَ وَلَكِنْ تَأَوَّلَهُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ- فَقَالَ لَهُ...... [3] «مَنْ أَعْلَمُ مَالِكٌ أَوِ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ؟ قَالَ: ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ فِي هَذَا أَكْثَرُ مِنْ مَالِكٍ، وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ أَصْلَحُ فِي بَدَنِهِ وَأَوْرَعُ وَرَعًا وَأَقْوَمُ بِالْحَقِّ مِنْ مَالِكٍ عِنْدَ السَّلَاطِينِ. وَقَدْ دَخَلَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ فَلَمْ يَهُولُهُ أَنْ قَالَ لَهُ الْحَقَّ. قَالَ: الظُّلْمُ فَاشٍ بِبَابِكَ وَأَبُو جَعْفَرٍ أَبُو جَعْفَرٍ!!» [4] .
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ: كَانَ يُشْبِهُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ فِي زَمَانِهِ، وَمَا كَانَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وَمَالِكٌ فِي مَوْضِعٍ عِنْدَ سُلْطَانٍ إِلَّا تَكَلَّمَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ بِالْحَقِّ وَالْأَمْرِ وَالنَّهْيِ وَمَالِكٌ سَاكِتٌ، وَإِنَّمَا كَانَ يُقَالُ ابْنُ
__________
[1] الخطيب: الكفاية 386.
[2] الخطيب: الكفاية 386: وابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 11/ 79 أ.
[3] الفراغ كلمة رسمها «سعامى» ولم أتبينها.
[4] ابن حجر: تهذيب التهذيب 9/ 306 لكنه يحذف «ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ فِي هَذَا أَكْثَرُ مِنْ مالك» ويحذف «ورعا» الاولى(1/686)
أَبِي ذِئْبٍ وَسَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَصْحَابُ أَمْرٍ وَنَهْيٍ «فَقِيلَ لَهُ: مَا تَقُولُ فِي حَدِيثِهِ؟ قَالَ: كَانَ ثِقَةً فِي حَدِيثِهِ صَدُوقًا رَجُلًا صَالِحًا وَرِعًا» [1] .
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ قُرَشِيٌّ، وَمَالِكٌ عُمَانِيٌّ.
رِسَالَةُ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ إِلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ [2] رَحِمَهُمَا اللَّهُ [3]
حدثنا أبو يوسف حدثني يحي بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ:
هَذِهِ رِسَالَةُ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ إِلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ [4] .
«سَلَامٌ عَلَيْكَ، فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، أَمَّا بَعْدُ- عَافَانَا اللَّهُ وَإِيَّاكَ، وَأَحْسَنَ لَنَا الْعَاقِبَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ- فَقَدْ بَلَغَنِي كِتَابُكَ تَذْكُرُ فِيهِ مِنْ صَلَاحِ حَالِكُمُ الَّذِي يَسُرُّنِي، فَأَدَامَ اللَّهُ ذَلِكَ لَكُمْ وَأَتَمَّهُ بِالْعَوْنِ عَلَى شُكْرِهِ وَالزِّيَادَةِ مِنْ إِحْسَانِهِ، وَذَكَرْتَ نَظَرَكَ فِي الْكُتُبِ الَّتِي بَعَثْتُ بِهَا إِلَيْكَ وَإِقَامَتَكَ إِيَّاهَا وَخَتْمَكَ عَلَيْهَا بِخَاتَمِكَ، وَقَدْ أَتَتْنَا فَجَزَاكَ اللَّهُ عَمَّا قَدَّمْتَ مِنْهَا خَيْرًا، فَإِنَّهَا كُتُبٌ انْتَهَتْ إِلَيْنَا عَنْكَ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَبْلُغَ حَقِيقَتَهَا بِنَظَرِكَ فِيهَا، وَذَكَرْتُ أَنَّهُ قَدْ أَنْشَطَكَ مَا كَتَبْتُ إِلَيْكَ فِيهِ مِنْ تَقْوِيمِ مَا أَتَانِي عَنْكَ إِلَى ابْتِدَائِي بِالنَّصِيحَةِ، وَرَجَوْتُ أَنْ يَكُونَ لَهَا مَوْضِعٌ،
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 9/ 306 وينسب سائر الكلام لأحمد بن حنبل مما يوضح أن السؤال «فقيل له ما تقول في حديثه؟» موجه لأحمد وليس لحماد بن خالد الّذي يروي عنه الامام أحمد.
[2] وردت هذه الرسالة في الأصل بعد نهاية تراجم الصحابة وقد أخرتها الى موضعها المناسب هنا.
[3] في الأصل العنوان في الحاشية، ولا شك أن ذكر رسالة الليث الى مالك ثم رسالة مالك الى الليث بعد ذكر تراجم الصحابة- التي من المحتمل أنها لم تكمل- يدل على وجود سقط في نهاية قسم الصحابة من الكتاب، كما قد يدل على وقوع اضطراب في ترتيب مادة الكتاب أو أن المؤلف لم ينظم المادة بصورة جيدة.
[4] أورد هذه الرسالة ابن القيم في كتابه «اعلام الموقعين» .
3/ 94- 100 حيث نقلها ابن القيم من هذا الكتاب نفسه.(1/687)
وَأَنَّهُ لَمْ يَمْنَعْكَ مِنْ ذَلِكَ فِيمَا خَلَا إِلَّا أَنْ [1] يَكُونَ رَأْيُكَ فِينَا جَمِيلًا، إِلَّا لِأَنِّي لَمْ أُذَاكِرْكَ مِثْلَ هَذَا، وَأَنَّهُ بَلَغَكَ أَنِّي أُفْتِي بِأَشْيَاءَ مُخَالِفَةً [2] لِمَا عَلَيْهِ جَمَاعَةُ النَّاسِ عِنْدَكُمْ، وَإِنِّي يَحِقُّ عَلَيَّ الْخَوْفُ عَلَى نَفْسِي لِاعْتِمَادِ مَنْ قِبَلِي عَلَى مَا أَفْتَيْتُهُمْ بِهِ، وَأَنَّ النَّاسَ تَبَعٌ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ [الَّتِي] [3] إِلَيْهَا كَانَتِ الْهِجْرَةُ وَبِهَا نَزَلَ الْقُرْآنُ، وَقَدْ أَصَبْتَ بِالَّذِي كَتَبْتَ بِهِ مِنْ ذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَوَقَعَ مِنِّي بِالْمَوْقِعِ الَّذِي تُحِبُّ، وَمَا أَعُدُّ [4] أَحَدًا [5] قَدْ [6] يُنْسَبُ إِلَيْهِ الْعِلْمُ أَكْرَهَ لِشَوَاذِّ الْفُتْيَا وَلَا أَشَدَّ تَفْضِيلًا [7] لِعُلَمَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ الَّذِينَ مَضَوْا وَلَا آخِذَ لِفُتْيَاهُمْ فِيمَا اتَّفَقُوا عَلَيْهِ مِنِّي وَالْحَمْدُ للَّه رَبِّ الْعَالَمِينَ وَلَا شَرِيكَ لَهُ. وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ مَقَامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ وَنُزُولِ الْقُرْآنِ [بِهَا] [8] عَلَيْهِ بَيْنَ ظَهْرَيْ أَصْحَابِهِ وَمَا عَلَّمَهُمُ اللَّهُ مِنْهُ وَأَنَّ النَّاسَ صَارُوا بِهِ تَبَعًا لَهُمْ فِيهِ فَكَمَا ذَكَرْتَ وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي 9: 100
__________
[1] في الأصل «الا» والتصويب من اعلام الموقعين 3/ 95.
[2] في الأصل «مختلفة» وفي اعلام الموقعين لابن القيم 3/ 95 «مخالفة» .
[3] الزيادة من اعلام الموقعين 3/ 95.
[4] في اعلام الموقعين «أجد» .
[5] في الأصل «أبدا» والتصويب من اعلام الموقعين.
[6] لا توجد في اعلام الموقعين.
[7] في الأصل بالصاد المهملة والتصويب من اعلام الموقعين.
[8] الزيادة من اعلام الموقعين.(1/688)
تَحْتَهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ 9: 100 [1] . فَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ أُولَئِكَ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ خَرَجُوا إِلَى الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ابْتَغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَجَنَّدُوا الْأَجْنَادَ وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِمُ النَّاسُ فَأَظْهَرُوا بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِمْ وَلَمْ يَكْتُمُوهُمْ شَيْئًا عَلِمُوهُ، وَكَانَ فِي كُلِّ جُنْدٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ يُعَلِّمُونَ- للَّه [2]- كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ وَيَجْتَهِدُونَ بِرَأْيِهِمْ فِيمَا لَمْ يُفَسِّرْهُ لَهُمُ القرآن والسنة، ويقوموهم [3] عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ الَّذِينَ اخْتَارَهُمُ الْمُسْلِمُونَ لِأَنْفُسِهِمْ، وَلَمْ يَكُنْ أُولَئِكَ الثَّلَاثَةُ مُضَيِّعِينَ لِأَجْنَادِ الْمُسْلِمِينَ وَلَا غَافِلِينَ عَنْهُمْ، بَلْ كَانُوا يَكْتُبُونَ فِي الْأَمْرِ الْيَسِيرِ لِإِقَامَةِ الدِّينِ وَالْحَذَرِ مِنَ الِاخْتِلَافِ بِكِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يَتْرُكُوا أَمْرًا فَسَّرَهُ الْقُرْآنُ أَوْ عَمِلَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوِ ائْتَمَرُوا فِيهِ بَعْدَهُ إِلَّا أعلموهموه، فإذا جاء أمر عملوا [4] بِهِ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِصْرَ وَالشَّامِ وَالْعِرَاقِ عَلَى عَهْدِ أَبِي بكر وعمر وعثمان [و] لم يَزَالُوا عَلَيْهِ حَتَّى قُبِضُوا لَمْ يَأْمُرُوهُمْ بِغَيْرِهِ، فَلَا نَرَاهُ يَجُوزُ لِلْأَجْنَادِ الْمُسْلِمِينَ أَنْ يُحْدِثُوا الْيَوْمَ أَمْرًا لَمْ يَعْمَلْ بِهِ سَلَفُهُمْ مِنْ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين لَهُمْ حِينَ ذَهَبَ الْعُلَمَاءُ وَبَقِيَ مِنْهُمْ مَنْ لَا يُشْبِهُ مَنْ مَضَى [5] ، مَعَ أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اخْتَلَفُوا بَعْدَهُ فِي الْفُتْيَا فِي أَشْيَاءَ كَثِيرَةٍ، وَلَوْلَا أَنِّي قَدْ عَرَفْتُ أَنْ قَدْ عَلِمْتَهَا لَكَتَبْتُ بِهَا إِلَيْكَ، ثُمَّ اخْتَلَفَ التَّابِعُونَ فِي أَشْيَاءَ بَعْدَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
__________
[1] سورة التوبة آية 102.
[2] لا توجد في أعلام الموقعين.
[3] في أعلام الموقعين «وتقدمهم» بدل «ويقوموهم» وقد جاءت في الأصل على لغة أكلوني البراغيث.
[4] على لغة أكلوني البراغيث.
[5] لا يوجد في أعلام الموقعين «حين ذهب ... مضى» .(1/689)
وَسَلَّمَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَنُظَرَاؤُهُ أَشَدَّ الِاخْتِلَافِ، ثُمَّ اخْتَلَفَ الَّذِينَ كَانُوا بَعْدَهُمْ فَحَضَرْتَهُمْ بِالْمَدِينَةِ وَغَيْرِهَا وَرَايَتُهُمْ [1] يَوْمَئِذٍ فِي الْفُتْيَا ابْنُ شِهَابٍ وَرَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ [2] ، فَكَانَ مِنْ خِلَافِ [3] رَبِيعَةَ لِبَعْضِ مَا مَضَى مَا عَرَفْتَ وَحَضَرْتَ، وَسَمِعْتُ قَوْلَكَ فِيهِ وَقَوْلَ ذَوِي الرَّأْيِ من أهل المدينة يحي بْنِ سَعِيدٍ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَكَثِيرِ بْنِ فَرْقَدٍ وَغَيْرِ كَثِيرٍ مِمَّنْ هُوَ أَسَنُّ مِنْهُ حَتَّى اضْطَرَكَ مَا كَرِهْتَ مِنْ ذَلِكَ إِلَى فِرَاقِ مَجْلِسِهِ. وَذَاكَرْتُكَ أَنْتَ وَعَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بَعْضَ مَا نَعِيبُ عَلَى رَبِيعَةَ مِنْ ذَلِكَ فَكُنْتُمَا لِي مُوَافِقَيْنِ [4] فِيمَا أَنْكَرْتُ، تَكْرَهَانِ مِنْهُ مَا أَكْرَهُ، وَمَعَ ذَلِكَ بِحَمْدِ اللَّهِ عِنْدَ رَبِيعَةَ خَيْرٌ كَثِيرٌ، وَعَقْلٌ أَصِيلٌ، وَلِسَانٌ بَلِيغٌ، وَفَضْلٌ مُسْتَبِينٌ، وَطَرِيقَةٌ حَسَنَةٌ فِي الْإِسْلَامِ، وَمَوَدَّةٌ صَادِقَةٌ لِإِخْوَانِهِ عَامَّةً وَلَنَا خَاصَّةً، رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَغَفَرَ لَهُ وَجَزَاهُ بِأَحْسَنَ مِنْ عَمَلِهِ. وَكَانَ يَكُونُ مِنِ ابْنِ شِهَابٍ اخْتِلَافٌ كَثِيرٌ إِذَا لَقِينَاهُ، وَإِذَا كَاتَبَهُ بَعْضُنَا فَرُبَّمَا كَتَبَ إِلَيْهِ فِي الشَّيْءِ الْوَاحِدِ عَلَى فَضْلِ رَأْيِهِ وَعِلْمِهِ- بِثَلَاثَةِ أَنْوَاعٍ يَنْقُضُ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَلَا يَشْعُرُ بِالَّذِي مَضَى مِنْ رَأْيِهِ فِي ذَلِكَ، فَهَذَا الَّذِي يَدْعُونِي إِلَى ترك ما أنكرت تَرْكِي [5] إِيَّاهُ. وَقَدْ عَرَفْتَ مِمَّا عِبْتَ [6] إِنْكَارِي إِيَّاهُ أَنْ يَجْمَعَ أَحَدٌ مِنْ [7] أَجْنَادِ الْمُسْلِمِينَ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ لَيْلَةَ الْمَطَرِ، وَمَطَرُ الشَّامِ أَكْثَرُ مِنْ مَطَرِ الْمَدِينَةِ بِمَا لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا الله
__________
[1] في أعلام الموقعين 3/ 96 «رأسهم» .
[2] في الأصل يوجد هنا «عليهما» وهي زائدة.
[3] في الأصل «اختلاف» وما أثبته من أعلام الموقعين 3/ 96.
[4] في أعلام الموقعين 3/ 96 «من الموافقين» .
[5] في الأصل «بتركي» والتصويب من أعلام الموقعين 3/ 96.
[6] في أعلام الموقعين 3/ 96 «أيضا عيب» بدل «مما عبت» .
[7] في الأصل «الأرض» بدل «أحد من» والتصويب من أعلام الموقعين 3/ 96.(1/690)
لَمْ يَجْمَعْ [1] مِنْهُمْ إِمَامٌ قَطُّ فِي لَيْلَةِ مَطَرٍ، وَفِيهِمْ أَبُو عُبَيْدَةُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَقَدْ بَلَغَنَا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَعْلَمُهُمْ [2] بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ» . وَقَالَ [3] «يَأْتِي مُعَاذٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَيْنَ يَدَيِ العلماء برتوة» [4] . وشرحبيل بن حسنة وأبو الدرداء وَبِلَالُ بْنُ رَبَاحٍ، وَكَانَ أَبُو ذَرٍّ بِمِصْرَ وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، وَبِحِمْصَ سَبْعُونَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ وَبِأَجْنَادِ الْمُسْلِمِينَ كُلِّهَا وَالْعِرَاقِ ابْنُ مَسْعُودٍ وَحُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ وَعِمْرَانُ بْنُ الْحُصَيْنِ، وَنَزَلَهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ [5] سِنِينَ بِمَنْ كَانَ مَعَهُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَجْمَعُوا بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ قَطُّ.
وَمِنْ ذَلِكَ الْقَضَاءُ بِشَهَادَةِ الشَّاهِدِ وَيَمِينِ صَاحِبِ الْحَقِّ، وَقَدْ عَرَفْتَ أَنَّهُ لَمْ يَزَلْ يُقْضَى بِالْمَدِينَةِ [بِهِ] [6] ، وَلَمْ يَقْضِ بِهِ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالشَّامِ وَبِحِمْصَ وَلَا مِصْرَ ولا العراق، وَلَمْ يَكْتُبْ بِهِ إِلَيْهِمُ الْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ، ثُمَّ [وُلِّيَ] [7] عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَكَانَ كَمَا عَلِمْتَ فِي احياء السنن، وقطع اليد [8] ، والجدّ
__________
[1] في الأصل «يخرج» والتصويب من اعلام الموقعين 3/ 96.
[2] في أعلام الموقعين «أعلمكم» .
[3] في الأصل «ويقال» والتصويب من اعلام الموقعين 3/ 69.
[4] الرتوة: الخطوة.
[5] في اعلام الموقعين 3/ 97 زيادة «أمير المؤمنين» قبل علي و «كرم الله وجهه في الجنة» بعد «طالب» .
[6] الزيادة من اعلام الموقعين 3/ 97.
[7] الزيادة من اعلام الموقعين 3/ 97.
[8] لا يوجد في اعلام الموقعين «وقطع اليد» .(1/691)
فِي إِقَامَةِ الدِّينِ، وَالْإِصَابَةِ فِي الرَّأْيِ، وَالْعِلْمِ بما مضى من أمر الناس، فكتب إِلَيْهِ زُرَيْقُ بْنُ الْحَكَمِ: إِنَّكَ كُنْتَ تَقْضِي بِالْمَدِينَةِ بِشَهَادَةِ الشَّاهِدِ الْوَاحِدِ وَيَمِينِ صَاحِبِ الْحَقِّ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: إِنَّا كُنَّا نَقْضِي بِذَلِكَ بِالْمَدِينَةِ، فَوَجَدْنَا أَهْلَ الشَّامِ على غير ذلك، فلا نقض إِلَّا بِشَهَادَةِ رَجُلَيْنِ عَدْلَيْنِ أَوْ رَجُلٍ وَامْرَأَتَيْنِ، وَلَمْ يَجْمَعْ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ قَطُّ لَيْلَةَ الْمَطَرِ، وَالسَّمَاءُ تَسْكُبُ عَلَيْهِ فِي مَنْزِلِهِ الَّذِي كَانَ فِيهِ بِخُنَاصِرَةَ [1] سَاكِنًا.
وَمِنْ ذَلِكَ أَنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ يَقْضُونَ فِي صَدُقَاتِ النِّسَاءِ أَنَّهَا مَتَى شَاءَتْ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي مُؤَخَّرِ صَدَاقِهَا تَكَلَّمَتْ فَدُفِعَ إِلَيْهَا، وَقَدْ وَافَقَ أَهْلُ الْعِرَاقِ أَهْلَ الْمَدِينَةِ عَلَى ذَلِكَ وَأَهْلَ الشَّامِ وَأَهْلَ مِصْرَ، وَلَمْ يَقْضِ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم ولا من بَعْدَهُمْ لِامْرَأَةٍ بِصَدَاقِهَا إِلَّا أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَهُمَا مَوْتٌ أَوْ طَلَاقٌ فَتَقُومُ عَلَى حَقِّهَا.
وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ فِي الْإِيلَاءِ أَنَّهُ لَا يَكُونُ عَلَيْهِ طَلَاقٌ حَتَّى يُوقَفَ وَإِنْ مَرَّتِ الْأَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ، وَقَدْ حَدَّثَنِي نَافِعٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ- وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الَّذِي كَانَ يُرْوَى عَنْهُ ذَلِكَ التَّوْقِيفُ بَعْدَ الْأَشْهُرِ- أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي الْإِيلَاءِ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ: لَا يَحِلُّ لِلْمُوَلِّي إِذَا بَلَغَ الْأَجَلَ إِلَّا أَنْ يَفِيءَ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ أَوْ يَعْزِمَ الطَّلَاقَ. وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: إِنْ لَبِثَ بَعَدَ الْأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ الَّتِي سُمِّيَ فِي كِتَابِهِ وَلَمْ يُوقِفْ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ طَلَاقٌ، وَقَدْ بَلَغَنَا عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَقَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّهُمْ قَالُوا فِي الْإِيلَاءِ: إِذَا مَضَتِ الْأَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ فَهِيَ تطليقة ثانية [2] ، وقال سعيد بن
__________
[1] في الأصل «تحفاصرة» وما أثبته من اعلام الموقعين، وخناصرة:
بليدة من أعمال حلب تحاذي قنسرين نحو البادية (ياقوت: معجم البلدان) .
[2] في اعلام الموقعين 3/ 98 «بائنة» .(1/692)
الْمُسَيِّبِ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هِشَامٍ وَابْنُ شِهَابٍ: إِذَا مَضَتِ الْأَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ فَهِيَ تَطْلِيقَةٌ وَلَهُ الرَّجْعَةُ فِي الْعِدَّةِ.
وَمِنْ ذلك ان زيد بن ثابت كان كَانَ يَقُولُ: إِذَا مَلَّكَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ أَمَرَهُ فَاخْتَارَتْ زَوْجَهَا فَهِيَ تَطْلِيقَةٌ، وَإِنْ طَلَّقَتْ نَفْسَهَا ثَلَاثًا فَهِيَ تَطْلِيقَةٌ، وَقَضَى بِذَلِكَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ، وَكَانَ رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُولُهُ، وَقَدْ كَادَ النَّاسُ يَجْتَمِعُونَ عَلَى أَنَّهَا اخْتَارَتْ زَوْجَهَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ طَلَاقٌ، وَإِنِ اخْتَارَتْ نَفْسَهَا وَاحِدَةً أَوِ اثْنَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ عَلَيْهَا رَجْعَةٌ، وَإِنْ طَلَّقَتْ نَفْسَهَا ثَلَاثًا بَانَتْ فِيهِ، وَلَمْ تَحِلَّ لَهُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ فَيَدْخُلُ بِهَا ثُمَّ يَمُوتُ أَوْ يُطَلِّقُهَا، إِلَّا أَنْ يَرُدَّ عَلَيْهَا فِي مَجْلِسِهِ فيقول: انما ملكتك واحدة، فيستحلف وَيُخَلَّى بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ.
وَمِنْ ذَلِكَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ كَانَ يَقُولُ: أَيُّمَا رجل تزوج امة ثم اشتراها زَوْجُهَا فَاشْتِرَاؤُهُ إِيَّاهَا ثَلَاثَ تَطْلِيقَاتٍ، وَكَانَ رَبِيعَةُ يَقُولُ ذَلِكَ وَإِنْ تَزَوَّجَتِ الْمَرْأَةُ الْحُرَّةُ عَبْدًا فَاشْتَرَتْهُ فَمِثْلُ ذَلِكَ.
وَقَدْ بَلَغَنَا عَنْكُمْ أَشْيَاءُ مِنَ الْفُتْيَا مُسْتَكْرَهًا [1] ، وَقَدْ كُنْتُ كَتَبْتُ إِلَيْكَ فِي بَعْضِهَا فَلَمْ تُجِبْنِي فِي كِتَابِي، فَتَخَوَّفْتُ أَنْ تَكُونَ اسْتَثْقَلْتَ ذَلِكَ، فَتَرَكْتُ الْكِتَابَ إِلَيْكَ فِي شَيْءٍ مِمَّا أَنْكَرْتُ [2] وَفِيمَا أَوْرَدْتُ [3] فِيهِ عَلَى رَأْيِكَ، وَذَلِكَ أَنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ أَمَرْتَ زُفَرَ بْنَ عَاصِمٍ الْهِلَالِيَّ- حِينَ أَرَادَ أَنْ يستسقي- أن يقدم الصلاة قبل الخطبة، فاعظمت ذلك، لان الخطبة والاستسقاء كهيئة يوم الجمعة الا أن الامام إذا دنا فراغه من الْخُطْبَةِ حَوَّلَ وَجْهَهُ إِلَى الْقِبْلَةِ فَدَعَا، وَحَوَّلَ رداءه ثم نزل فصلى، [و] قد استسقى
__________
[1] في الأصل «نستكرها» والتصويب من اعلام الموقعين 3/ 98.
[2] في اعلام الموقعين 3/ 98 «أنكره» .
[3] في الأصل «أردت» والتصويب من اعلام الموقعين 3/ 98.(1/693)
عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ وَغَيْرُهُمَا، فَكُلُّهُمْ يقدم الخطبة و [1] الدعاء قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَأَشْهَرُ [2] النَّاسِ فَعَلَ زُفَرُ بْنُ عَاصِمٍ مِنْ ذَلِكَ وَاسْتَنْكَرُوهُ.
وَمِنْ ذَلِكَ أَنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ تَقُولُ فِي الْخَلِيطَيْنِ فِي الْمَالِ: أَنَّهُ لَا تَجِبْ عَلَيْهِمَا الصَّدَقَةُ حَتَّى يَكُونَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَا تَجِبُ فِيهِ الصَّدَقَةُ، وَفِي كِتَابِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّهُ يَجِبُ عَلَيْهِمَا الصَّدَقَةُ وَيَتَرَدَّانِ بِالسَّوِيَّةِ، وَقَدْ كَانَ ذَلِكَ يُعْمَلُ بِهِ فِي وِلَايَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَبْلَكُمْ وَغَيْرِهِ، وَالَّذِي حَدَّثَنَا بِهِ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَلَمْ يَكُنْ بِدُونِ أَفَاضِلِ الْعُلَمَاءِ فِي زَمَانِهِ فَرَحِمَهُ اللَّهُ وَغَفَرَ لَهُ وَجَعَلَ الْجَنَّةَ مَصِيرَهُ.
وَمِنْ ذَلِكَ أَنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ تَقُولُ: إِذَا أَفْلَسَ الرَّجُلُ وَقَدْ بَاعَهُ رَجُلٌ سِلْعَةً فَتَقَاضَى طَائِفَةً مِنْ ثَمَنِهَا أَوْ أَنْفَقَ الْمُشْتَرِي طَائِفَةً مِنْهَا أَنَّهُ يَأْخُذُ مَا وَجَدَ مِنْ مَتَاعِهِ، وَكَانَ النَّاسُ عَلَى أَنَّ الْبَائِعَ إِذَا تَقَاضَى مِنْ ثَمَنِهَا شَيْئًا أَوْ أَنْفَقَ الْمُشْتَرِي مِنْهَا شَيْئًا فَلَيْسَتْ بِعَيْنِهَا.
وَمِنْ ذَلِكَ أَنَّكَ تَذْكُرُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم لم يعط الزبير ابن الْعَوَّامِ إِلَّا لِفَرَسٍ وَاحِدٍ، وَالنَّاسُ كُلُّهُمْ يُحَدِّثُونَ أَنَّهُ أَعْطَاهُ أَرْبَعَةَ أَسْهُمٍ بِفَرَسَيْنِ [3] وَمَنَعَهُ الْفَرَسَ الثَّالِثَ، وَالْأُمَّةُ كُلُّهُمْ «عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ أَهْلُ الشَّامِ وَأَهْلُ مِصْرَ وَأَهْلُ الْعِرَاقِ وَأَهْلُ إِفْرِيقِيَّةَ، لَا يَخْتَلِفُ فِيهِ اثْنَانِ، فَلَمْ يَكْنُ يَنْبَغِي لَكَ- وَإِنْ كُنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَجُلٍ مَرْضِيٍّ- أَنْ تُخَالِفَ الْأُمَّةَ أَجْمَعِينَ. وَقَدْ تَرَكْتُ أَشْيَاءَ كَثِيرَةً مِنْ أَشْبَاهِ هَذَا، وَأَنَا أُحِبُّ تَوْفِيقَ اللَّهِ إِيَّاكَ وَطُولَ بَقَائِكَ، لِمَا أَرْجُو لِلنَّاسِ في ذلك من المنفعة، وما
__________
[1] في الأصل «في» .
[2] في اعلام الموقعين «فاستهتر» .
[3] في اعلام الموقعين 3/ 99 «لفرسين» .(1/694)
أخاف من الضيعة إذا ذهب ملك مَعَ اسْتِئْنَاسٍ بِمَكَانِكَ، وَإِنْ نَأَتِ الدَّارُ، فَهَذِهِ منزلتك عندي ورأيي فيه فَاسْتَيْقِنْهُ، وَلَا تَتْرُكِ الْكِتَابَ إِلَيَّ بِخَبَرِكَ وَحَالِكَ وحال ولدك وأهلك وحاجة أن كانت له أَوْ لِأَحَدٍ يُوصَلُ بِكَ، فَإِنِّي أُسَرُّ بِذَلِكَ، كَتَبْتُ إِلَيْكَ وَنَحْنُ صَالِحُونَ مُعَافَوْنَ وَالْحَمْدُ للَّه، نَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنَا وَإِيَّاكُمْ شُكْرَ مَا أَوْلَانَا وَتَمَامَ مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْنَا، وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ.
رِسَالَةُ مَالِكٍ [1]
بِسْمِ اللَّهِ الرحمن الرحيم حدثنا أبو يوسف حدثنا يحي بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ قَالَ: هَذِهِ رِسَالَةُ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ إِلَى اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ: سَلَامٌ عَلَيْكَ، فَإِنِّي أَحْمَدُ اللَّهَ إِلَيْكَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، أَمَّا بَعْدُ، عَصَمَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكَ بِطَاعَتِهِ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ، وَعَافَانَا وَإِيَّاكَ [2] مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ:
كَتَبْتُ إِلَيْكَ وأنا من قِبَلِي مِنَ الْوِلْدَانِ وَالْأَهْلِ عَلَى مَا تُحِبُّ وَاللَّهُ مَحْمُودٌ.
جَاءَنِي كِتَابُكَ تَذْكُرُ مِنْ حَالِكَ وَنِعَمِ اللَّهِ عَلَيْكَ الَّذِي أَنَا بِهِ مَسْرُورٌ، وَأَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَسْتَمِرَّ عَلَيْنَا وَعَلَيْكَ صَالِحُ مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْنَا وَعَلَيْكَ وَأَنْ يَجْعَلَنَا لَهُ شَاكِرِينَ. وَفَهِمْتُ مَا ذَكَرْتَ فِي كُتُبٍ بَعَثْتَ بِهَا لِأَعْرِضَهَا لَكَ وَأَبْعَثَ بِهَا إِلَيْكَ، فَقَدْ فَعَلْتُ ذَلِكَ وَغَيَّرْتُ مِنْهَا حَتَّى صَحَّ أَمْرُهَا عَلَى مَا تُحِبُّ، وَخَتَمْتُ عَلَى كُلِّ فُنْدَاقٍ مِنْهَا بِخَاتَمِي وَنَقْشُهُ: حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ.
وَكَانَ حَبِيبٌ إِلَيَّ حِفْظَكَ وَقَضَاءَ حَاجَتِكَ وَأَنْتَ لِذَلِكَ أَهْلٌ، وَصَبَرْتُ لَكَ نَفْسِي فِي سَاعَاتٍ لَمْ أَكُنْ أَعْرِضُ فِيهَا لِأَنَّ الْحَجَّ فيها فتأتيك مع الّذي جاءني
__________
[1] نقل القاضي عياض بعض هذه الرسالة في المدارك ص 34 وحذف منها من قوله «كتبت إليك» الى قوله «ولا تكتب فيه اليّ» .
[2] في المدارك «وإياكم» .(1/695)
بِهَا حَيْثُ [1] دَفَعْتُهَا إِلَيْهِ وَبَلَغْتُ مِنْ ذَلِكَ الَّذِي رَأَيْتُ أَنَّهُ يَلْزَمُنِي فِي حَقِّكَ وَحُرْمَتِكَ وَقَدْ نَشَطَنِي مَا اسْتَطْلَعْتُ مِمَّا قِبَلِي مِنْ ذلك في ابتدائك بالنصيحة لك، ورجوت لك أن يَكُونَ لَهَا عِنْدَكَ مَوْضِعٌ، وَلَمْ يَكُنْ يَمْنَعُنِي مِنْ ذَلِكَ قَبْلَ الْيَوْمِ أَنْ لَا يَكُونَ رأيي لَمْ يَزَلْ فِيكَ جَمِيلًا إِلَّا أَنَّكَ لَمْ تَكُنْ تُذَاكِرُنِي شَيْئًا مِنْ هَذَا الْأَمْرِ وَلَا تَكْتُبُ فِيهِ إِلَيَّ.
وَاعْلَمْ- رَحِمَكَ اللَّهُ- أَنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُفْتِي بِأَشْيَاءَ مُخَالِفَةٍ لِمَا عَلَيْهِ جماعة الناس عندنا، وببلدنا الَّذِي نَحْنُ فِيهِ، وَأَنْتَ فِي أَمَانَتِكَ وَفَضْلِكَ، وَمَنْزِلَتِكَ مِنْ أَهْلِ بَلَدِكَ، وَحَاجَةِ مَنْ قِبَلِكَ إِلَيْكَ، وَاعْتِمَادِهِمْ عَلَى مَا جَاءَهُمْ مِنْكَ حَقِيقٌ بِأَنْ تَخَافَ عَلَى نَفْسِكَ، وَتَتَّبِعَ مَا تَرْجُو [2] النَّجَاةَ بِاتِّبَاعِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ 9: 100 [3] .
وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللَّهُ وَأُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ 39: 18 [4] .
وَإِنَّمَا النَّاسُ تَبَعٌ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ: إِلَيْهَا كَانَتِ الْهِجْرَةُ، وَبِهَا تَنَزَّلَ الْقُرْآنُ، وَأُحِلَّ الْحَلَالُ وَحُرِّمَ الْحَرَامُ، إِذْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ، يَحْضُرُونَ الْوَحْيَ وَالتَّنْزِيلَ، وَيَأْمُرُهُمْ فَيُطِيعُونَهُ، وَيُبَيِّنُ لَهُمْ فَيَتَّبِعُونَهُ، حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، واختار له ما عنده، صلوات الله وسلامه
__________
[1] في الأصل «حتى» والتصويب من المدارك ص 34.
[2] في المدارك ص 34 «نرجو» .
[3] التوبة آية 101.
[4] الزمر آية 18.(1/696)
عَلَيْهِ وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكَاتُهُ، ثُمَّ قَامَ مَنْ بَعْدَهُ أَتْبَعُ النَّاسِ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ، فَمَا [1] نَزَلَ بِهِمْ مِمَّا عَلِمُوا أَنْفَذُوهُ وَمَا [2] لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُمْ فِيهِ عِلْمٌ سَأَلُوا عَنْهُ، ثُمَّ أَخَذُوا بِأَقْوَى مَا وَجَدُوا فِي ذَلِكَ، فِي [3] اجْتِهَادِهِمْ، وَحَدَاثَةِ عَهْدِهِمْ، فَإِنْ خَالَفَهُمْ مُخَالِفٌ، أَوْ قَالَ امْرُؤٌ غَيْرَهُ مَا [هُوَ] [4] أَقْوَى مِنْهُ وَأَوْلَى، تُرِكَ قَوْلُهُ، وَعُمِلَ بِغَيْرِهِ.
ثُمَّ كَانَ التَّابِعُونَ مِنْ بَعْدِهِمْ يَسْلُكُونَ ذَلِكَ السَّبِيلَ وَيَتَّبِعُونَ تِلْكَ [5] السُّنَنِ، فَإِذَا كَانَ الْأَمْرُ بِالْمَدِينَةِ ظَاهِرًا مَعْمُولًا بِهِ، لَمْ أَرَ لِأَحَدٍ خِلَافَهُ، لِلَّذِي فِي أَيْدِيهِمْ مِنْ تِلْكَ [6] الْوِرَاثَةِ الَّتِي لَا يَجُوزُ انْتِحَالُهَا وَلَا ادِّعَاؤُهَا، وَلَوْ ذَهَبَ كُلُّ أَهْلِ الْأَمْصَارِ يَقُولُونَ: هَذَا الْعَمَلُ بِبَلَدِنَا، وَهُوَ الَّذِي مَضَى [عَلَيْهِ] [7] مَنْ مَضَى مِنَّا لَمْ يَكُونُوا فِيهِ مِنْ ذَلِكَ عَلَى ثِقَةٍ، وَلَمْ يَجُزْ لَهُمْ مِنْ ذَلِكَ مِثْلُ الَّذِي جَازَ لَهُمْ.
فَانْظُرْ- رَحِمَكَ اللَّهُ- فِيمَا كَتَبْتُ إِلَيْكَ فِيهِ لِنَفْسِكَ، وَاعْلَمْ أَنِّي أَرْجُو أَنْ لَا يَكُونَ دَعَانِي إِلَى مَا كَتَبْتُ بِهِ إِلَيْكَ إِلَّا النَّصِيحَةُ للَّه وَحْدَهُ وَالنَّظَرُ لَكَ وَالضَّنُّ بِكَ، فَأَنْزِلْ كِتَابِي مِنْكَ مَنْزِلَهُ، فَإِنَّكَ إِنْ تَفْعَلْ تَعْلَمْ [8] أَنِّي لَمْ آلُكَ نُصْحًا، وَفَّقَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكَ لِطَاعَتِهِ وَطَاعَةِ رَسُولِهِ فِي كُلِّ أَمْرٍ، وَعَلَى كُلِّ حَالٍ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ.
وَكُتِبَ يَوْمَ الْأَحَدِ لِسَبْعٍ مَضَيْنَ مِنْ صَفَرٍ.
__________
[1] في المدارك ص 34 بعد «أمته» قوله «ممن ولي الأمر من بعده بما نزل بهم فما علموا أنفذوه» .
[2] في الأصل «ومما» والتصويب من المدارك.
[3] في الأصل «و» والتصويب من المدارك.
[4] الزيادة من المدارك.
[5] ، (6) في الأصل «ذلك» وما أثبته من المدارك.
[7] الزيادة من المدارك.
[8] في الأصل «بعلمه» وفي المدارك «فأنك ان تعلمت تعلم أني» .(1/697)
[عبيد الله بن عمر]
حدثنا يحي بن عبد الله بن بكير قال: قال الليث بن سعد: لما أخرج يحي بْنُ سَعِيدٍ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى أَبِي الْعَبَّاسِ، كتبت الى عبد اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَسْأَلُهُ.
قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيَّ عُبَيْدُ اللَّهِ: إِنَّكَ كَتَبْتَ إِلَيَّ تَسْأَلُنِي فِيمَا لَا يَبْلُغُهُ رَأْيِي وَلَا يَسَعُهُ عَقْلِي. قَالَ: فَكَفَفْتُ عَنْهُ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: رَأَيْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ وَمَالِكَ بْنَ أَنَسٍ أَتَيَا الزُّهْرِيَّ بِمَكَّةَ وَكَلَّمَاهُ. فَقَالَ: إِنِّي أُرِيدُ الْمَدِينَةَ وَطَرِيقِي عَلَيْكُمَا، فَأْتِيَانِي بِالْمَدِينَةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. قَالَ سُفْيَانُ: فَكَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ هُوَ الْمُتَكَلِّمُ وَمَالِكٌ مَعَهُ لَمْ يَسْمَعَا بِمَكَّةَ مِنْهُ شَيْئًا.
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: قَالَ لنا عبيد الله ابن عُمَرَ وَجِئْنَاهُ نَطْلُبُ الْحَدِيثَ مِنْهُ-: قَدْ أَشْنَنْتُمُ الْحَدِيثَ وَأَذْهَبْتُمْ نُورَهُ، لَوْ رَآنِي عُمَرُ وَإِيَّاكُمْ لأوجعنا بالدرة [1] .
حدثنا محمد بن يحي حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ ثِقَةً مَأْمُونًا عَالِمًا بِالْحَدِيثِ.
حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ابْنِ أَخِي رُزَيْقِ بْنِ حَكِيمٍ الْأَيْلِيُّ قَالَ: مَرَّ بِنَا رَبِيعَةُ وَأَبُو الزِّنَادِ وَصَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُنَكَدِرِ فِي أَشْيَاخٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَأَرْسَلَ إِلَيْهِمُ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ يَسْأَلُهُمْ عَنْ يَمِينٍ حَلَفَ بِهَا.
حَدَّثَنِي سَعِيدٌ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ كَثِيرٍ الْأَيْلِيُّ قَالَ: أَوَّلُ مَا عرفت أبا حازم، رأيت رجاء بن بْنَ حَيْوَةَ قَامَ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ مَنْ هَذَا الّذي قام
__________
[1] وقعت هذه الرواية وغيرها في أخبار مالك ولا صلة لها به، ولم أتصرف بترتيب مادة الكتاب الا بقدر محدود مع الإشارة الى ذلك في الحواشي.(1/698)
إِلَيْهِ رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ حَتَّى جَلَسَ إِلَيْهِ؟ قَالُوا: هَذَا أَبُو حَازِمٍ.
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ثَنَا ضَمْرَةُ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَيْلِيُّ قَالَ: سمعت حسين ابن رُسْتُمَ قَالَ: إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ حِيسَ [1] أَوَّلُهَا عَلَى آخِرِهَا وَنُودِيَ فِيهَا بِالرَّحِيلِ.
خَبَرُ ابْنِ سَمْعَانَ وَيَزِيدَ بْنِ عِيَاضٍ وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْكَذَّابِينَ
«حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ حَدَّثَنَا أَبُو زيد عبد الحميد بن الوليد ابن الْمُغِيرَةِ حَدَّثَنِي ابْنُ [2] الْقَاسِمِ: قَالَ سَأَلْتُ مَالِكًا عَنِ ابْنِ سَمْعَانَ [3] .
قَالَ: كَذَّابٌ [4] . قُلْتُ: فَيَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ؟ قَالَ أَكْذَبُ وَأَكْذَبُ [5] .
«حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مَالِكٌ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ فَسَأَلْتُهَا عَنْ بَعْضِ الْحَدِيثِ فَلَمْ أَرْضَ أَنْ آخُذَ عَنْهَا شَيْئًا لِضَعْفِهَا.
قَالَ مَالِكٌ: وَقَدْ أَدْرَكْتُ رِجَالًا كَثِيرًا مِنْهُمْ مَنْ قَدْ أَدْرَكَ الصَّحَابَةَ فَلَمْ أَسْأَلْهُمْ عَنْ شَيْءٍ. - كَأَنَّهُ يُضَعِّفُ أَمْرَهُمْ-» [6] .
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَمِعْتُ الْمُؤَمَّلَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ قَالَ:
سَمِعْتُ يحي بْنَ سَعِيدٍ الْقَطَّانَ يَقُولُ: أَشْهَدُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ بن أبي يحي أنه
__________
[1] دنا.
[2] في الأصل «أبو» والصواب ما أثبته، وهو عبد الرحمن بن القاسم (انظر ابن أبي حاتم: تقدمه الجرح والتعديل ص 21 وتهذيب التهذيب 6/ 252) .
[3] عبد الله بن زياد بن سليمان بن سمعان المخزومي (تهذيب التهذيب 5/ 219) .
[4] أوردها ابن أبي حاتم: تقدمه الجرح والتعديل ص 21.
[5] الخطيب: تاريخ بغداد 14/ 329 لكنه يذكر «سمعان» بدل «ابن سمعان» .
[6] الخطيب: الكفاية 133.(1/699)
يَكْذِبُ.
قَالَ: وَسَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ حَفْصٍ قَالَ: شَهِدْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ وَجَاءَ إِلَيْهِ شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَتَذَاكَرَا الْحَدِيثَ فَقَالَ الشَّيْخُ لِيَحْيَى: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي رَوَّادٍ بِكَذَا وَكَذَا. فقال يحي: عرف [1] عليه كذاب. فقال:
فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ سَاعَةٍ قَالَ: الْأَبُ حَدَّثَكَ أَوِ الِابْنُ؟ فَقَالَ: لَا بَلِ الْأَبُ.
فَقَالَ: الْأَبُ لَا بَأْسَ بِهِ، إِنَّمَا ظَنَنْتُ أَنَّكَ تَعْنِي الِابْنَ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْأَزْرَقُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ إِنِّي لَأَسْمَعُ الْكَلِمَةَ الْحَسَنَةَ فَلَا أَرَى بَأْسًا أَنْ أَجْعَلَ لَهَا إِسْنَادًا.
حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار الْمَوْصِلِيَّ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ [2] عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ مَوْلَى عُقَيْلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ فَسَأَلْتُ عَنْهُ وَكِيعًا فَقَالَ: كَانَ كَذَّابًا فَلَمَّا عَرَفْنَاهُ بِالْكَذِبِ تَحَوَّلَ إِلَى مَكَانٍ آخَرَ، حَدَّثَ يَعْنِي عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ صَلَّى بِهِمْ وَهُوَ عَلَى غَيْرِ طَهَارَةٍ، فَأَعَادَ وَأَمَرَهُمْ بِالْإِعَادَةِ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان الثَّوْرِيِّ قَالَ:
سَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّ حَبِيبَ بْنَ أَبِي ثَابِتٍ لَمْ يَرْوِ عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ شَيْئًا قَطُّ.
«حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بن صبح حدثنا يحي بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا عُفَيْرُ بْنُ مَعْدَانَ الْكَلَاعِيُّ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا عُمَرُ بْنُ مُوسَى حِمْصَ، فَاجْتَمَعْنَا إِلَيْهِ فِي الْمَسْجِدِ فَجَعَلَ يَقُولُ: حَدَّثَنَا شَيْخُكُمُ الصَّالِحُ حَدَّثَنَا شَيْخُكُمُ الصَّالِحُ.
فَلَمَّا أَكْثَرَ قُلْتُ: مَنْ شَيْخُنَا هَذَا الصَّالِحُ؟ سَمِّهِ لَنَا حَتَّى نَعْرِفَهُ. قَالَ:
فَقَالَ: خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ. قُلْتُ لَهُ: فِي أَيِّ سَنَةٍ لَقِيتَهُ؟ قَالَ: لَقِيتُهُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَةٍ. قَالَ: قُلْتُ: وَأَيْنَ لَقِيتَهُ؟ قَالَ: لَقِيتُهُ فِي غَزَاةِ أَرْمِينِيَّةَ. قَالَ: قلت له:
__________
[1] أم ضرّب؟
[2] هو القاسم بن مالك المزني (تهذيب التهذيب 7/ 332) .(1/700)
اتَّقِ اللَّهَ يَا شَيْخُ وَلَا تَكْذِبْ، مَاتَ خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ، وَأَنْتَ تزعم أنه لَقِيتَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ بِأَرْبَعِ سِنِينَ. وَأَزِيدُكَ أُخْرَى لَمْ يَغْزُ أَرْمِينِيَّةَ قَطُّ. كَانَ يَغْزُو الرُّومَ» [1] .
حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ حَدَّثَنَا ابْنُ مُسْهِرٍ حَدَّثَنَا عُمَرُ بن عبد الواحد قال: قلت لمالك ابن أَنَسٍ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ سَمْعَانُ تَعْرِفُهُ؟ قَالَ: نَعَمْ أَعْرِفُهُ كَانَ كَذَّابًا.
[الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ]
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ وَكَانَ مُثْبِتًا فِي الْحَدِيثِ.
[عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ]
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَطَاءً وَكَانَ أَشَلَّ أَفْزَرَ [2] .
حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: الْعِلْمُ خَزَائِنُ يَقْسِمُ اللَّهُ لِمَنْ أَحَبَّ، لَوْ كَانَ يَخُصُّ بِالْعِلْمِ أَحَدًا كَانَ أَهْلُ بَيْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْلَى، كَانَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ- وَاسْمُ أَبِي رَبَاحٍ أَسْلَمُ- حَبَشِيًّا، وكان يزيد بن أبي حبيب نوبيا أسودا، وَكَانَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ مَوْلَى لِلْأَنْصَارِ، وَكَانَ ابْنُ سِيرِينَ مَوْلًى لِلْأَنْصَارِ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا سَلَّامٌ [3] قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يَقُولُ: أَعْلَمُ النَّاسِ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ الْحَسَنُ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْمَنَاسِكِ عطاء بن
__________
[1] الخطيب: الكفاية 119.
[2] الافزر: من برزت عجرة عظيمة في صدره أو ظهره.
[3] سلام بن مسكين.(1/701)
أَبِي رَبَاحٍ [1] ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالتَّفْسِيرِ عِكْرِمَةُ.
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ بْنِ كَيْسَانَ أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: أَذْكُرُهُمْ فِي زَمَانِ بَنِي أُمَيَّةَ يَأْمُرُونَ فِي الْحَاجِّ صَائِحًا يَصِيحُ: لَا يُفْتِ النَّاسَ إِلَّا عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ [2] ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ عطاء فعبد الله ابن أَبِي نَجِيحٍ.
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنِي عَمِّي وَهْبُ بْنُ عُمَرَ قَالَ:
أَذْكُرُ وِسَادَةً تُثْنَى لِابْنِ أَبِي نَجِيحٍ فِي مَسْجِدِ الْحَرَامِ يُفْتِي النَّاسَ، كَانَ ذَلِكَ أَمْرًا مِنَ الْوَالِي.
حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَكِّيُ حَدَّثَنَا أَصْحَابُنَا: أَنَّ مُفْتِيَ مَكَّةَ بَعْدَ عَطَاءٍ كَانَ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ. قَالَ يُوسُفُ: وَكَانَ أَفْقَهَ أَصْحَابِنَا فِي زَمَانِهِ، وَكَانَ ابْنُ جُرَيْجٍ لَمْ يَكُنْ فِقْهُ بَدَنِهِ عَلَى قَدْرِ كُتُبِهِ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: مَا أَدْرَكْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ بِالْحَجِّ مِنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ.
حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَبُو مَسْعُودٍ قَالَ:
قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: مَاتَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ يَوْمَ مَاتَ وَهُوَ أَرْضَى أَهْلِ الْأَرْضِ عِنْدَ النَّاسِ [3] ، وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مَنْ يَتَهَدَّى إِلَيْهِ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [4] عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا يُرِيدُ بِهَذَا الْعِلْمِ وَجْهَ اللَّهِ الا هؤلاء الثلاث عطاء وطاووس ومجاهد.
__________
[1] أوردها ابن سعد 5/ 346 ولم يذكر ما يتعلق بالحسن وعكرمة.
[2] ، (3) أوردها دون اسناد ابن كثير: البداية والنهاية 9/ 306.
[4] هو الثوري.(1/702)
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَسْلَمَ الْمِنْقَرِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: مَا بَقِيَ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِالْحَجِّ مِنْ عَطَاءٍ [1] .
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أُمِّهِ قَالَ: قَدِمَ ابْنُ عُمَرَ مَكَّةَ فَسَأَلُوهُ فَقَالَ: أَتَجْمَعُونَ لِي يَا أَهْلَ مَكَّةَ الْمَسَائِلَ وَفِيكُمُ ابْنُ أَبِي رَبَاحٍ.
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَسْلَمَ الْمِنْقَرِيِّ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَسَأَلَ، فَأَشَارُوا إِلَى سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فَجَعَلَ الْأَعْرَابِيُّ يَقُولُ: أَيْنَ أَبُو مُحَمَّدٍ؟ فَقَالَ لَهُ سَعِيدٌ: مَا لَنَا هَاهُنَا مَعَ عَطَاءٍ شَيْءٌ [2] .
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: كَانَ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ يُفْتِي النَّاسَ [3] .
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: اجْتَمَعَ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ وَابْنُ شُبْرُمَةَ [4] عِنْدَ بَعْضِ الْأُمَرَاءِ، فَسَأَلَهُمَا عَنْ مَسْأَلَةٍ، فَقَالَ فِيهَا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ بِقَوْلِهِ، وَقَالَ فِيهَا ابْنُ شُبْرُمَةَ بِقَوْلِهِ، فَقَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ لِابْنِ أَبِي نَجِيحٍ:
قُدْ قَوْلَكَ يَا أَبَا بَشَّارٍ. فَقَالَ لَهُ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ: أَنَا لَا أَقُودُ وَلَا أَسُوقُ.
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ حَدَّثَنَا عبد الرزاق عن ابن جريح قَالَ: كَانَ عَطَاءٌ بَعْدَ مَا كَبُرَ وَضَعُفَ يَقُومُ إِلَى الصَّلَاةِ فَيَقْرَأُ مِائَتَيْ آيَةٍ مِنَ الْبَقَرَةِ وَهُوَ قَائِمٌ مَا يَزُولُ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَا يَتَحَرَّكُ.
[عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ] [5]
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ:
سَمِعْتُ جَدَّتِي أُمَّ أَبِي أُمَّ يَعْلَى بِنْتِ مُطَهَّرِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَاذَانَ تقول:
__________
[1] أوردها ابن سعد 5/ 345 من طريق آخر.
[2] أوردها ابن سعد 5/ 345.
[3] وتتمة العبارة في الأصل «بعد عطاء» وقد ضرب عليها بخط.
[4] عبد الله بن شبرمة القاضي الفقيه (تهذيب التهذيب 5/ 250) .
[5] انظر ترجمته في ابن سعد 5/ 355 وليست فيه هذه الروايات.(1/703)
سَمِعْتُ أَبِي مُطَهَّرَ بْنَ عَلِيٍّ وَهُوَ يَقُولُ لِأُمِّي قَسْمَةَ بِنْتِ يَعْلَى بْنِ مُوسَى بْنِ بَاذَانَ- وَهِيَ بِنْتُ عَمِّ عُثْمَانَ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ مُوسَى بْنِ بَاذَانَ- قَالَ: رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَجِيحٍ فَلَقِيتُهُ فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا عَمْرٍو جَمَعْتَ الْقُرْآنَ مَعَ..... [1] . فَقَالَ لِي: لَا وَاللَّهِ. قُلْتُ لَهُ: أَلَمْ أَرَكَ مَعَ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ؟ قَالَ: بَلَى كُنْتُ أَنَا وَهُوَ نَتَطَارَحُ شَيْئًا وَلَسْتُ أُجَالِسُهُ بَعْدُ. ثُمَّ قَالَ: قَالَ أَبِي: كَانَ وَاللَّهِ بَعِيدًا مِنَ الْقَدَرِيَّةِ- يَعْنِي عَمْرًو- لِأَنَّهُ قَدْ كَانَ صَدِيقًا لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ.
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنِي أَبِي: أَنَّ أَبَا بَرْزَةَ وَاسْمُهُ ابْنُ بِشَّارٍ قَالَ أَبِي وَقَدْ قَالَ بَعْضُ أَهْلِنَا: هُوَ بَشَّارٌ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ [2] بْنِ السَّائِبِ بْنِ صَيْفِيِّ بْنِ [أَبِي] [3] رِفَاعَةَ الْمَخْزُومِيُّ وَابْنُهُ نَافِعُ بْنُ أَبِي بَرْزَةَ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمِ بْنِ مَرَاحِ بْنِ مرة بن عبد مناف ابن كِنَانَةَ اشْتَرَاهُ مِنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ وَأَعْتَقَهُ فِي الْحَجَّةِ، وَخَرَجَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ إِلَى مِصْرَ وَكَانَتْ مَسَاكِنُ بَنِي مُدْلِجٍ. قال أحمد: وكان عَبْدَ اللَّهِ بْنَ السَّائِبِ قَدْ أَعْتَقَ أَبَا برزة قبل أن يبيع نافع. قال أحمد:
وولاء باذان فِي بَنِي جُمَحَ قَالَ: وَأُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي نَجِيحٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بن القاسم: وهو مولى الثقيف، وَكَانَ مَسْكَنُهُ عَلَى الصَّفَا، وَوَرَّثَ جَدِّي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْقَاسِمِ أُمَّهُ حِصَّتَهَا مِنْ أَبِيهَا أَبِي نَجِيحٍ، وَوَهَبَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ حِصَّتَهُ الْبَاقِيَةَ فَتُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ وَلَمْ يَتْرُكْ إِلَّا صِبْيَةً هَلَكَتْ فَصَارَتْ مَسْكَنُهُ لِعَبْدِ اللَّهِ وَنَافِعٍ ابْنَيِ
__________
[1] في الأصل كلمة رسمها «الشيع» هل هي «التشيع» ؟
[2] في الأصل «عبيد» والتصويب من جمهرة أنساب العرب 143 وتهذيب التهذيب 5/ 229.
[3] الزيادة من ابن حزم: جمهرة أنساب العرب 142.(1/704)
القاسم بن نافع من أخته، وكانا في حجر عثمان بن الأسود تيتما فِي حِجْرِ الْقَاسِمِ.
أَخْبَارُ طَاوُسٍ
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ [1] حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [2] عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا الشَّرِيفُ عِنْدَهُ والوضيع بمنزلة واحدة الا طاوس [3] .
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمَكِيِّ [4] أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ عَنْ مَعْمَرٍ أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ حَدَّثَنَا طَاوُسٌ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يُفْتِي الْمَرْأَةَ إِذَا حَاضَتْ وَقَدْ زَارَتْ أَنْ لَا تَنْفِرَ حَتَّى يَكُونَ آخِرُ عَهْدِهَا بِالْبَيْتِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: - قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِعَامٍ أَوِ اثْنَيْنِ وَسُئِلَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ- أَمَّا النِّسَاءُ فَقَدْ رُخِّصَ لَهُنَّ.
قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَحَدَّثْتُ بِهِ سَالِمًا. فَقَالَ: مَا عَلِمْنَا ذَلِكَ.
وَقَالَ الزُّهْرِيّ: لَوْ رَأَيْتُ طَاوُسًا لَعَلِمْتُ أنه لم يكذب. [5] حدثنا محمد ابن أَبِي زُكَيْرٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ مَالِكٌ: بَلَغَنِي عَنْ طَاوُسٍ أَنَّهُ بَعَثَ مُصَدِّقًا وَأَنَّهُ أُعْطِيَ دَنَانِيرَ نَفَقَةٍ لَيَتَجَهَّزَ بِهَا لِخُرُوجِهِ- وكان ذلك مما يفعل أن يعط مَنْ خَرَجَ عَلَى الصَّدَقَاتِ مَا يَتَجَهَّزُونَ بِهِ- فَأَخَذَهَا طَاوُسٌ فَوَضَعَهَا فِي كُوَّةٍ لَهُ، ثُمَّ خَرَجَ فَقَسَمَ كُلَّ شَيْءٍ أَخَذَهُ هُنَاكَ، وَلَمْ يَرْجِعْ مِنْهُ بِشَيْءٍ، فَلَمَّا رَجَعَ سَأَلُوهُ عَمَّا جَاءَ بِهِ فَقَالَ لَهُمْ: إِنِّي قَسَمْتُهَا عَلَيْهِمْ. فَكَأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا صَنَعَ، فَقَالُوا لَهُ: أُرْدُدْ علينا الدنانير التي أعطينا.
__________
[1] هو سعيد بن منصور بن شعبة الخراساني المروزي (تهذيب التهذيب 4/ 89) .
[2] ابن عيينة.
[3] أوردها ابن كثير (البداية والنهاية 9/ 238) .
[4] في الأصل «الأيكي» .
[5] أوردها ابن كثير: البداية والنهاية 9/ 240.(1/705)
قَالَ: هِيَ فِي الْكُوَّةِ وَلَمْ آخُذْ مِنْهَا شَيْئًا. قَالَ: فَوَجَدُوهَا فَأَخَذُوهَا.
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ لَيْثٍ عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: مَا تَعَلَّمْتَ فَتَعَلَّمْ لِنَفْسِكَ فَإِنَّ النَّاسَ قَدْ ذَهَبَتْ مِنْهُمُ الْأَمَانَةَ. قَالَ: وَكَمْ كَانَ يَعُدُّ الْحَدِيثَ حَرْفًا حَرْفًا [1] .
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْرٍ عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّمْلِيُّ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ [2] عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: شَهِدْتُ جِنَازَةَ طَاوُسٍ بِمَكَّةَ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَةٍ فَسَمِعْتُهُمْ يَقُولُونَ:
رَحِمَكَ اللَّهُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَجَّ أَرْبَعِينَ حَجَّةً.
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: قَالَ لِي طَاوُسٌ: إِذَا حَدَّثْتُكَ حَدِيثًا قَدْ أَثْبَتُّهُ لَكَ فَلَا تَسْأَلْ عَنْهُ أَحَدًا [3] .
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: قِيلَ لِسُفْيَانَ: إِنَّ عَبْدَ الرَّزَّاقِ يُحَدِّثُ عَنْكَ عَنْ عَمْرٍو عَنْ طَاوُسٍ أَنَّهُ قَالَ: إِذَا حَدَّثْتُكَ شَيْئًا فَاخْتِمْ عَلَيْهِ. قَالَ:
فَقَالَ سُفْيَانُ: لَا يُشْبِهُ هَذَا كَلَامَ طَاوُسٍ.
حَدَّثَنَا عَمْرٌو قَالَ: قَالَ لِي طَاوُسٌ: إِذَا حَدَّثْتُكَ شَيْئًا فَشُدَّ بِهِ يَدَيْكَ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَمْرٌو قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشَدَّ تَنَزُّهًا عَمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ مِنْ طَاوُسٍ.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بن يحي حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: قَالَ طَاوُسٌ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَابِ الْكَعْبَةِ وَكُنْتُ فِي الْكَعْبَةِ. فَقَالَ:
اكْشِفْ قِنَاعَكَ وَبَيِّنْ قِرَاءَتَكَ. قال: فقال طاوس: دع هذا هذا
__________
[1] أوردها ابن سعد بهذا الاسناد 5/ 394.
[2] هو ابن ربيعة راوية عبد الله بن شوذب (تهذيب التهذيب 5/ 255) .
[3] أوردها ابن سعد بهذا الاسناد (الطبقات الكبرى 5/ 393) وابن كثير: البداية والنهاية 9/ 238.(1/706)
حُلْمٌ. قَالَ: فَخُيِّلَ إِلَيْنَا أَنَّهُ انْبَسَطَ فِي حَدِيثِهِ وَكَانَ كَثِيرًا مَا يَتَقَنَّعُ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ أَوْ سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدٍ- قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ كَذَا قَالَ- قَالَ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ طَاوُسٍ: اللَّهمّ امْنَعْنِي الْمَالَ وَالْوَلَدَ، وَارْزُقْنِي الْإِيمَانَ وَالْعَمَلَ [1] .
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ سَابُورَ قَالَ: قِيلَ لِطَاوُسٍ: ادْعُ لَنَا بِدَعَوَاتٍ. قَالَ: مَا أَجِدُ بِقَلْبِي خَشْيَةً [2] الْآنَ [3] .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا وُهَيْبُ بْنُ الْوَرْدِ حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ سَابُورَ قَالَ: قُلْنَا لِطَاوُسٍ: - أَوْ قِيلَ لِطَاوُسٍ-: ادْعُ لَنَا بِدَعَوَاتٍ. قال: لا أجد لِذَلِكَ حِسْبَةً [4] .
حَدَّثَنِي سَلَمَةُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ قَالَ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ يَقُولُ لِلَّيْثِ: انْظُرْ مَا سَمِعْتُ مِنْ هَذَيْنِ الرجلين فاشدد يديك- يريد به طاوس وَمُجَاهِدًا-.
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ وَهْبٌ [5] : لَا يزال في صنعاء حلم مَا دَامَ سِمَاكُ بْنُ الْفَضْلِ [6] .
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قال: سمعت النعمان بن
__________
[1] الخطيب: موضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 14.
وأوردها ابن سعد (5/ 393) من طريق آخر وقال «محمد بن سعيد» وابن كثير: البداية والنهاية 9/ 240 وقال «سعيد بن محمد» .
[2] في ابن سعد «حسبة» .
[3] أوردها ابن سعد (5/ 394) بهذا الاسناد.
[4] أوردها ابن كثير: البداية والنهاية 9/ 241.
[5] هو وهب بن منبه (تهذيب التهذيب 4/ 235) ووقعت فيه عبارة وهب المذكور مقتبسة من تاريخ ابن أبي خيثمة لكنه يذكر «حكم» بدل «حلم» واحسبه تصحيف.
[6] لا صلة لهذه الرواية بترجمة طاوس.(1/707)
الزُّبَيْرِ يُحَدِّثُ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ يُوسُفَ [1]- أَوْ أيوب بن يحي [2]- بعث الى طاوس بخمسمائة [3] دِينَارٍ وَقَالَ لِلرَّسُولِ: إِنْ أَخَذَهَا مِنْكَ فَإِنَّ الْأَمِيرَ سَيَكْسُوكَ وَيُحْسِنُ إِلَيْكَ. فَخَرَجَ بِهَا حَتَّى قَدِمَ عَلَى طَاوُسٍ الْجُنْدُ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ نَفَقَةٌ بَعَثَ بِهَا إِلَيْكَ الْأَمِيرُ. قَالَ: مَا لِي بِهَا حَاجَةٌ. قَالَ: فَأَرَادَهُ [4] عَلَى قَبْضِهَا فَأَبَى، فَغَفَلَ طَاوُسٌ فَرَمَى بِهَا فِي كُوَّةِ الْبَيْتِ ثُمَّ ذَهَبَ، فَقَالَ لَهُمْ: أَخَذَهَا، فَلَبِثُوا حِينًا، ثُمَّ بَلَغَهُمْ عَنْ طَاوُسٍ شَيْءٌ كَرِهُوهُ. قَالَ [5] : ابْعَثُوا إِلَيْهِ فَلْيَبْعَثْ إِلَيْنَا بمالنا. فجاءه الرَّسُولُ فَقَالَ: الْمَالُ الَّذِي بَعَثَ بِهِ إِلَيْكَ الْأَمِيرُ. قَالَ مَا قَبَضْتُ مِنْهُ شَيْئًا.
فَرَجَعَ الرَّسُولُ فَأَخْبَرَهُمْ، فَعَرَفُوا أَنَّهُ صَادِقٌ. فَقِيلَ: [انْظُرُوا] [6] الرَّجُلَ الَّذِي ذَهَبَ بِهَا فَابْعَثُوهُ إِلَيْهِ. [فَجَاءَهُ] [7] فَقَالَ: الْمَالُ الَّذِي جِئْتُكَ بِهِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: هَلْ قَبَضْتُ مِنْكَ شَيْئًا؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فَهَلْ تَدْرِي أَيْنَ وَضَعْتَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ فِي تِلْكَ الْكُوَّةِ. قَالَ: فَأَبْصِرْهُ حَيْثُ وَضَعْتَهُ. قَالَ: فَمَدَّ يَدَهُ فَإِذَا هُوَ بالبصرة قَدْ نَبَتَ عَلَيْهَا الْعَنْكَبُوتِ. قَالَ:
فَأَخَذَهَا فَذَهَبَ بها اليهم [8] .
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: كَانَ سُفْيَانُ لَا يعدل من أصحاب ابن عباس
__________
[1] هو أخو الحجاج.
[2] هو عامل لمحمد بن يوسف.
[3] في ابن كثير «سبعمائة» .
[4] في الأصل «فأداره» وما أثبته من ابن كثير.
[5] في ابن كثير «فقالوا» .
[6] ، (7) الزيادة من ابن كثير.
[8] أوردها ابن كثير نقلا عن الطبراني بهذا الاسناد (البداية والنهاية 9/ 237) .
وقد وردت هذه الرواية وبقية الروايات الى نهاية ترجمة طاووس في ترجمة عبد الله بن طاوس وقد وضعتها في موضعها المناسب.(1/708)
بِطَاوُسٍ أَحَدًا.
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: كَانَ طَاوُسٌ يُصَلِّي فِي غَدَاةٍ بَارِدَةٍ مُعْتِمَةٍ، فَمَرَّ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ أَخُو الْحَجَّاجِ أَوْ أَيُّوبُ بْنُ يحي- وَهُوَ سَاجِدٌ- فِي مَوْكِبِهِ، فَأَمَرَ بِسَاجٍ أَوْ طيلسان فطرح عليه، فلم يَرْفَعْ رَأْسَهُ حَتَّى فَرَغَ مِنْ حَاجَتِهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ نَظَرَ فَإِذَا السَّاجُ عَلَيْهِ فَانْتَفَضَ [وَأَلْقَاهُ عَنْهُ] وَلَمْ يَنْظُرْ إِلَيْهِ وَمَضَى إِلَى مَنْزِلِهِ [1] .
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ أخبرنا معمر: أن طاوس أَقَامَ عَلَى رَفِيقٍ لَهُ مَرِيضٍ حَتَّى فَاتَهُ الْحَجُّ- وَقَالَ مَرَّةً عَلَى رَجُلٍ-.
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عن أحمد حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا حماد ابن زَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي صَدَقَةَ قَالَ: سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: كَانَ طَاوُسٌ فينا مثل ابن سيرين فيكم [2] .
حدثنا أَبُو بِشْرٍ حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ عَنْ هِشَامٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ مَا أُفَضِّلُ عَلَيْهِ أحدا من أصحابي- يعني طاوس-.
أَخْبَارُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاوُسٍ
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنْبَأَ عَبْدُ الله بن عيسى بن جبير رَيْسَانُ قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاوُسٍ: مِمَّنْ أَنْتُمْ؟ فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكُمْ إِلَى هَمْدَانَ. فَقَالَ: لَا وَلَكِنْ إِلَى خَوْلَانَ.
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: قِيلَ لِابْنِ طَاوُسٍ فِي دَيْنِ أَبِيهِ: لَوِ اسْتَظْهَرْتَ الْغُرَمَاءَ. قَالَ: فَقَالَ أَسْتَظْهِرُهُمْ وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ مَنْزِلِهِ
__________
[1] أوردها ابن كثير بهذا الاسناد (البداية والنهاية 9/ 243) والزيادة منه.
[2] أوردها ابن سعد من هذا الوجه (5/ 394) .(1/709)
محبوس. قال: فباع مالا ثمن ألف وخمسمائة.
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامِ بْنِ نَافِعٍ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: قَالَ أَيُّوبُ: إِنْ كُنْتَ رَاحِلًا إِلَى أَحَدٍ فَعَلَيْكَ بِابْنِ طَاوُسٍ.
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ نُعْمَانَ [1] قَالَ: مَا رَأَيْتُ ابْنَ فَقِيهٍ قَطُّ مِثْلَ ابْنِ طَاوُسٍ. قلت: هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ؟ قَالَ:
مَا كَانَ أَفْضَلَهُ، وَلَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ.
حَدَّثَنِي سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذِّمَّارِيُّ قَالَ: كَانَ طَاوُسٌ يَنْزِلُ الْجُنْدَ وَطَاوُسُ بْنُ كَيْسَانَ. قَالَ: فَأَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنِي ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاوُسٍ أَنَّهُ قَالَ: نَحْنُ قَوْمٌ مِنْ فَارِسَ، وَلَيْسَ لِأَحَدٍ عَلَيْنَا عَقْدُ ولاء إِلَّا أَنَّ كَيْسَانَ وَلَاؤُهُ لِآلِ هود [2] الحميري فَهِيَ لِأُمِّ طَاوُسٍ.
حَدَّثَنَا [3] عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: سمعت معمر يَقُولُ: مَا ذَكَرْتُ ابْنَ فَقِيهٍ مِثْلَ ابْنِ طَاوُسٍ. قُلْتُ: وَلَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ؟ قَالَ: حَسْبُكَ بِهِ.
حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ قَالَ لِي أَيُّوبُ: إِنْ كُنْتَ رَاحِلًا إِلَى أَحَدٍ فَارْحَلْ إِلَى ابْنِ طَاوُسٍ، وَإِلَّا فَالْزَمْ تِجَارَتَكَ.
__________
[1] هو النعمان بن أبي شيبة الصنعاني (تهذيب التهذيب 10/ 453) .
[2] في ابن سعد 5/ 392 «هودة» .
[3] ينبغي ان يعود الضمير هنا للإمام أحمد فهو الّذي يروي عن عبد الرزاق بن همام الصنعاني وليس يعقوب.(1/710)
حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ [1] حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ عَنْ هِشَامٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ:
مَا أُفَضِّلُ عليه أحدا من أصحابي- يعني طاووس.
قَالَ: وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَيْسَ فِي الْأَبْنَاءِ مثل ابن طاووس.
قَالَ لَنَا سُفْيَانُ [2] : كَانَ ابْنُ جُرَيْجٍ يُفَرِّقُنَا يقول: ان قدم عليكم تجدونه شيخنا خَشِنًا. قَالَ: فَقَدِمَ عَلَيْنَا فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ جَالِسٌ مع إبراهيم ابن مَيْسَرَةَ، فَجَعَلْتُ أَسْأَلُهُ. فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ:
هَذَا أَشَدُّ عَلَيْكَ مِنْ يُوسُفَ بْنِ عِمْرَانَ هَذَا يَلْزَمُكَ. قَالَ: فَاتَّبَعْتُهُ إِلَى مِنًى فَنَزَلَ قَرْنَ الثَّعَالِبِ، وَضَرَبَ حِبَالَهُ، فَعَلِمْتُ مَوْضِعَهُ بِصَخْرَةٍ فِي الْجَبَلِ، فَغَدَوْتُ عليه وعنده سفيان بن سعيد وَقَدْ سَأَلَهُ عَنْ حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ وَعُثْمَانَ قصة طويلة حدثت رد في فَلَمْ يَضْبِطْهُ. فَقَالَ سُفْيَانُ: رُدَّهُ عَلَيَّ، فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ لَا رَدَدْتُهُ أَبَدًا.
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ أُمَيَّةَ بن شبل قال: قدم علينا ابن طاووس فَجَلَسَ فَقَالَ لَهُ إِنْسَانٌ: أَلَا تُحَدِّثُنَا؟ فَقَالَ:
إِنْ سَأَلْتُمُونِي عَنْ شَيْءٍ ذَكَرْتُهُ، وَإِلَّا فَأُهْدِي عَلَيْكُمْ.
أَخْبَارُ مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: شَهِدَ مُجَاهِدٌ الْجَمَاجِمَ فَقَالُوا لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ:..... [3] مِنَ الْخَيْرِ تَخَلَّفْتُ عَنْهَا.
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ: كُنْتُ إِذَا رَأَيْتُ مُجَاهِدًا ظَنَنْتُ أَنَّهُ خَرْبَنْدَجٌ ضَلَّ حماره فهو مهتم [4] .
__________
[1] وردت هذه الرواية وبقية الروايات في خلال ترجمة مجاهد بن جبر وقد أعدتها الى موضعها المناسب.
[2] ابن عيينة.
[3] الفراغ كلمة رسمها «عده مانا» ولم اتبينها ولعلها «أعده أنا» .
[4] أوردها ابن سعد 5/ 344 وليس فيه بقية الروايات.(1/711)
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أَبُو أُسَامَةَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ:
كُنْتُ إِذَا رأيت مجاهدا ازدريته متبذل وَذَكَرَ كَأَنَّهُ خَرْبَنْدَجٌ، فَإِذَا تَكَلَّمَ رَجُلٌ عَرَبِيٌّ.
حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْأَشَجُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَجْلَحِ الْكِنْدِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: طَلَبْنَا هَذَا العلم وما لنا فِيهِ نِيَّةٌ، ثُمَّ رَزَقَ اللَّهُ بَعْدُ النِّيَّةَ.
قَالَ: وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ: مُجَاهِدُ بْنُ جَبْرٍ مَوْلَى قَيْسِ بْنِ السَّائِبِ الْمَخْزُومِيِّ.
حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ حَدَّثَنَا رَجَاءُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: قُلْتُ لِمُجَاهِدٍ: يَا أَبَا الْحَجَّاجِ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ صَالِحٍ قَالَ:
سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقُولُ: اسْتَفْرَغَ عِلْمِي الْقُرْآنَ.
خَبَرُ سَعِيدٍ وَالْحَجَّاجِ
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ قَالَ: قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: إِنَّكَ قَادِمٌ عَلَى الْحَجَّاجِ فَانْظُرْ مَا تَقُولُ لَهُ، لَا تَقُلْ مَا يَسْتَحِلُّ بِهِ دَمَكَ. قَالَ: ان سألني أكافر أنا أو مؤمن فو الله مَا أَشْهَدُ عَلَى نَفْسِي بِالْكُفْرِ وَأَنَا لَا أَدْرِي أَنْجُو مِنْهُ أَمْ لَا.
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ ثَنَا سُفْيَانُ [1] عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: مَا يَأْتِينِي أَحَدٌ يَسْأَلُنِي [2] .
حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَقَدْ مَاتَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَمَا عَلَى الْأَرْضِ أَحَدٌ إِلَّا
__________
[1] الثوري.
[2] أوردها ابن سعد 5/ 180.(1/712)
وَهُوَ مُحْتَاجٌ إِلَى عِلْمِهِ [1] . قَالَ: أَرَى فِي التَّفْسِيرِ.
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ [2] قَالَ:
كَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ إِذَا قَامَ فِي الصَّلَاةِ كَأَنَّهُ وَتَدٌ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ سُوَيْدٍ الضَّبِّيُّ قَالَ: مَاتَ أَبِي فَأَوْصَى إِلَى الْحَجَّاجِ، وَكُنْتُ فِي حِجْرِهِ، فَإِذَا قَدْ جِيءَ بِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ- وَأَنَا شَاهِدٌ- فَأَقْبَلَ الْحَجَّاجُ يُعَاتِبُهُ كَمَا يُعَاتِبُ الرَّجُلُ وَلَدَهُ، قَالَ: أَلَمْ أُشْرِكْكَ فِي أَمَانَتِي؟ أَلَمْ أَفْعَلْ بِكَ؟ أَلَمْ أَفْعَلْ بِكَ؟ قَالَ: فَانْفَلَتَتْ مِنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ كَلِمَةٌ. فَقَالَ: إِنَّهُ عَزَمَ عَلَيَّ فَغَضِبَ وَقَالَ: رَأَيْتَ بِعَزْمَةِ عَدُوِّ اللَّهِ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلَمْ تَرَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَلَا لِي عَلَيْكَ حَقًّا، اضربا عُنُقَهُ [3] .
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حدثنا يحي بْنُ آدَمَ حَدَّثَنَا مُفَضَّلٌ عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: مَا كَانَ مُفْتِي النَّاسِ بِالْكُوفَةِ قَبْلَ الْجَمَاجِمِ إِلَّا سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ كَانَ قَبْلَ إِبْرَاهِيمَ.
حَدَّثَنَا زَيْدٌ وَابْنُ حِسَابٍ [4] قَالا: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ أَيُّوبَ وَكَثِيرِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: سَلُونِي يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ فَإِنِّي قَدْ أَوْشَكْتُ أَنْ أَذْهَبَ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِكُمْ.
[سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ]
قَالَ: وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: كَانَ أَصْحَابُ ابْنِ عَبَّاسٍ سِتَّةً: عطاء
__________
[1] أوردها ابن سعد 6/ 186، وابن كثير: البداية والنهاية 9/ 98.
[2] عبد الله بن مسلم بن هرمز، وقارن ابن سعد 6/ 186.
[3] أوردها ابن سعد بألفاظ مقاربة (6/ 185) .
[4] محمد بن عبيد بن حساب الغبري البصري (تهذيب التهذيب 9/ 329) .(1/713)
وَطَاوُسٌ وَمُجَاهِدٌ وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَجَابِرُ بْنُ زَيْدٍ وَعِكْرِمَةُ، فَكَانَ أَعْلَمُ النَّاسِ بِهَؤُلَاءِ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ وَلَقِيَهُمْ كُلَّهُمْ، وَأَعْلَمُ النَّاسِ بِعَمْرٍو وَهَؤُلَاءِ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَابْنُ جُرَيْجٍ [1] . وَلَمْ يَكُنْ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدٌ لَهُ أَصْحَابٌ حَفِظُوا مِنْهُ وَقَامُوا بِقَوْلِهِ فِي الْفِقْهِ إِلَّا ثَلَاثَةٌ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ وَابْنُ عَبَّاسٍ [2] ، واعلم الناس يزيد بن ثابت وقوله العشرة سعيد بن المسيب، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزبير، وأبو بكر بن عبد الرحمن.
وقال علي: قال معن بن عيسى عن عبد الملك بن سمي قال: اسم أبي بكر ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو بَكْرٍ وَكُنْيَتُهُ أَبُو عَبْدِ الرحمن. قال علي: وخارجة ابن زَيْدٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ وَأَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ، وَقَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ- وَذَكَرَ مَرْوَانُ آخَرَ-، فَكَانَ أعلم الناس بقولهم وحديثهم ابن شهاب ثم بَعْدَهُ مَالِكٌ، ثُمَّ بَعْدَ مَالِكٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ. قَالَ: وَأَعْلَمُ النَّاسِ بِعَبْدِ اللَّهِ علقمة [3] والأسود [4] وعبيدة [5] والحارث بن قيس وعمرو بْنُ شُرَحْبِيلَ وَآخَرُ ذَكَرَهُ [6] ، فَكَانَ عِلْمُ هَؤُلَاءِ وَحَدِيثُهُمُ انْتَهَى إِلَى سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ، وَكَانَ يحي بْنُ سَعِيدِ بْنِ سُفْيَانَ يُعْجِبُهُ هَذَا الطَّرِيقُ وَيَسْلُكُهُ [7] .
قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَيُّ شيء تحفظ في الشرب في
__________
[1] أوردها ابن المديني في العلل ص 47.
[2] أوردها ابن المديني: العلل ص 49.
[3] علقمة بن قيس.
[4] ابن يزيد.
[5] السلماني.
[6] هو مسروق بن الأجدع (ابن المديني: العلل ص 49) .
[7] أوردها ابن المديني: العلل ص 47.(1/714)
الطَّوَافِ؟ فَقُلْتُ لَهُ: عَبْدُ الْمُؤْمِنِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. قَالَ: لَيْسَ مِنْ ذَا شَيْءٌ. فَقُلْتُ لَهُ: بَلْ حَدَّثَنِي بِهِ ثِقَةٌ. قَالَ: مَنْ هُوَ؟ فَكَرِهْتُ أَنْ أُخْبِرَهُ، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى الْبَيْتِ نَظَرْتُ فَإِذَا قَبْلَهُ حَدِيثٌ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ وَبَعْدَهُ عَبْدُ الْمُؤْمِنِ رَأَيْتُ سَعِيدًا يَتَكَلَّمُ فِي الطَّوَافِ.
قَالَ عَلِيٌّ: وَحَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ يَوْمًا عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ حَدِيثَيْنِ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ شُرَيْحٍ فِي الْمُوَضَّحَةِ وَشَيْءٍ آخَرَ، فَأَنْكَرْنَاهُمَا عَلَى رَوْحٍ وَقُلْتُ فِيهَا، فَانْصَرَفْتُ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَذَكَرْتُهَا لَهُ فَقَالَ لأنسان: مسه المحموم هُوَ؟ فَقَالَ: لَيْسَ مِنْ ذَا شَيْءٌ. قَالَ: فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى رَوْحٍ قَالَ: اضْرِبْ عَلَى الْحَدِيثَيْنِ اللَّذَيْنِ حَدَّثْتُكَ فَإِنَّهُمَا خَطَأٌ، إِنَّمَا هُمَا عَنِ الْحَسَنِ وَمُحَمَّدٍ. وَقُلْتُ لَهُ حِينَ رَجَعْنَا مِنْ عِنْدِ جَرِيرٍ: لَيْسَ أَحَدٌ يَفِيدُنَا عَنِ الْأَعْمَشِ؟ فَقَالَ: لَا تَقُلْ ذَا. قَالَ: فَاتَّكَأَ فَحَدَّثَنِي بِثَلَاثِينَ حَدِيثًا مَا عَرَفْتُ مِنْهَا شَيْئًا على الناس تتبعها.
قال علي: وحدث عَبْدَ الرَّحْمَنِ يَوْمًا وَأَنَا عِنْدَهُ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي الضُّحَى إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ 13: 7 [1] فَقُلْتُ لِلَّذِي حَدَّثَهُ:
إِنَّمَا هُوَ عَنْ أُمَيَّةَ. فسمع عبد الرحمن فقال: أي شيء يقوله؟ فأخبرته.
فقال: من حدثك؟ فقلت يحي [2] حَدَّثَنَا بِهِ عَنْ سُفْيَانَ [3] عَنْ أُمَيَّةَ [4] عَنْ أَبِي الضُّحَى. فَقَالَ: اللَّهُ الْمُسْتَعَانُ. فَقُلْتُ: وَوَكِيعٌ. فَقَالَ: لَيْسَ مِنْ هَذَا شَيْءٌ. قَالَ عَلِيٌّ: فرجعت الى البيت فأخرجت حديث يحي فَكَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي الضُّحَى، وَأَخْرَجْتُ حَدِيثَ وَكِيعٍ فَكَانَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي
__________
[1] الرعد آية 7.
[2] يحي بن سعيد القطان.
[3] ابن عيينة.
[4] هو أمية بن عبد الله بن صفوان (تهذيب التهذيب 1/ 371) .(1/715)
الضُّحَى، وَكَأَنَّهُ بِأَسْفَلَ مِنْهُ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي الضُّحَى.
مُهْطِعِينَ [1] إِلَى الدَّاعِ 54: 8 [2] فذهب وهمي اليه، فأتيت يحيى فذكرت ذلك له فقال: لولا أَنَّهُ مَسَاءٌ أَخْرَجْتُ الْكِتَابَ وَلَكِنْ غُدْوَةً، فَغَدَوْتُ عَلَيْهِ فَأَخْرَجَ الْأَصْلَ. فَقَالَ: ظَفِرَ بِنَا الرَّجُلُ. وَهُوَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي الضُّحَى.
وَسَمِعْتُ حُسَيْنَ بْنَ حَسَنٍ الْمَرْوَزِيَّ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: خَرَجْتُ فِي جِنَازَةٍ وَفِيهَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ- وَهُوَ قَاضٍ يَوْمَئِذٍ- فَسَأَلْتُهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَأَخْطَأَ فِيهَا، فَقُلْتُ: هَذَا خَطَأٌ وَلَمْ أَرِدْ لِهَذَا إِنَّمَا أَرَدْتُ أَرْفَعَكَ إِلَى مَا بَعْدُ. قَالَ: فَأَطْرَقَ سَاعَةً فَقَالَ: كَيْفَ هُوَ؟ فَقُلْتُ: كَذَا وَكَذَا. فَأَطْرَقَ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: صَدَقْتَ أَخْطَأْتُ وَالصَّوَابُ مَا قُلْتَ.
قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: لَوْ أَرَادَ أَنْ يَتَمَادَى فِي الْخَطَأِ وَيُخَطِّئُنِي لَأَمْكَنَهُ وَأَعَانَهُ مَنْ حَوْلَهُ فَصَوَّبُوهُ وَخَطَّئُونِي.
قَالَ عَلِيٌّ: أَصْحَابُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ يَحْيَى [3] وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ [4] وَوَكِيعٌ [5] وَأَبُو نُعَيْمٍ [6] وَالْأَشْجَعِيُّ [7] وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ.
قَالَ: بَلَغَنِي عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: سَمِعْتُ وَكِيعًا يقول: ما كتبت عن
__________
[1] في الأصل «مضطعين» .
[2] القمر آية 8.
[3] يعني ابن سعيد القطان.
[4] يعني ابن مهدي.
[5] يعني ابن الجراح.
[6] يعني الفضل بن دكين.
[7] هو عبيد الله بن عبد الرحمن الحافظ الثبت الامام ابو عبد الرحمن الأشجعي الكوفي نزيل بغداد (الذهبي: سير أعلام النبلاء/ ق 285 و 2) .(1/716)
الثَّوْرِيِّ حَدِيثًا قَطُّ. كُنْتُ أَحْفَظُهُ فَإِذَا رَجَعْتُ إِلَى الْمَنْزِلِ كَتَبْتُهُ.
قَالَ: وَبَلَغَنِي عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: لَيْسَ أَحَدٌ فِي حَدِيثِ سُفْيَانَ الثوري يشبه هو الا ابن المبارك ويحي بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَوَكِيعٌ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَأَبُو نُعَيْمٍ. فَقِيلَ لَهُ: الْأَشْجَعِيُّ؟ قَالَ: الْأَشْجَعِيُّ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ وَلَكِنْ هَاتُوا مَنْ يَرْوِي عنه.
قال يحي [1] وبعد هؤلاء في سفيان يحي بْنُ آدَمَ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ وَأَبُو حُذَيْفَةَ [2] وَقَبِيصَةُ وَمُعَاوِيَةُ الْقَصَّارُ وَالْفِرْيَابِيُّ.
قِيلَ لِيَحْيَى: فَأَبُو دَاوُدَ الْحَفْرِيُّ؟ قَالَ: أبو داود الحفري رجل صالح.
«وقال يَحْيَى: قَبِيصَةُ أَكْبَرُ مِنْ يَحْيَى بْنِ آدَمَ بِشَهْرَيْنِ.
قَالَ: وَسَمِعْتُ قَبِيصَةَ يَقُولُ: شَهِدْتُ عِنْدَ شَرِيكٍ، فَامْتَحَنَنِي فِي شَهَادَتِي، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِسُفْيَانَ، فَأَنْكَرَ عَلَى شَرِيكٍ مَا فَعَلَ وَقَالَ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَنْ يَمْتَحِنَهُ. قَالَ: وَصَلَّيْتُ بِسُفْيَانَ الْفَرِيضَةَ- ذَكَرَ أَيَّ صَلَاةٍ كَانَتْ فَذَهَبَ عَلِيٌّ-» [3] .
«قَالَ: وَسَمِعْتُ ابْنَ عَبْدِ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيَّ صَاحِبَ الرَّأْيِ قَالَ: كَانَ أَبُو حَنِيفَةَ تَابِعًا لِأَبِي، وَسَمِعَ مِنْ سُفْيَانَ مَعَ أَبِي، وَأَخَذَ سَمَاعَهُ مني بعد
__________
[1] يعني ابن معين.
[2] موسى بن مسعود ابو حذيفة النهدي البصري (تهذيب التهذيب 10/ 370) .
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 12/ 475، وابن حجر: تهذيب التهذيب 8/ 348، ووقع فيه أن يحي هو ابن يعمر، وهو وهم أحسب أن المحقق هو الّذي وقع فيه لانه لا يفوت على مثل العلامة ابن حجر، ويحى بن يعمر تابعي (انظر تهذيب التهذيب 11/ 305) . ويحذف «مَا فَعَلَ وَقَالَ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَنْ يمتحنه» ويحذف «ذكر أي صلاة كانت فذهب علي» .(1/717)
موت أبي» [1] قال: وبلغني عن يحي بْنِ مَعِينٍ قَالَ: كَانَ سُفْيَانُ لَا يُمْلِي الْحَدِيثَ إِنَّمَا أَمْلَى عَلَيْهِمْ حَدِيثَيْنِ حَدِيثَ الدَّجَّالِ وَحَدِيثَ خُطْبَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ. قِيلَ لَهُ فَأَهْلُ الْيَمَنِ؟ قَالَ: قَدْ أَمْلَى عَلَى أَهْلِ الْيَمَنِ كَانُوا عِنْدَهُ ضِعَافًا- أَوْ قَالَ ضَعْفَى- فَأَمْلَى عَلَيْهِمْ.
قَالَ: وَسَمِعْتُ بَكْرَ بْنَ خَلَفٍ قَالَ: لَمْ يَكْتُبْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْعَدَنِيُّ بِذَلِكَ وَلَكِنَّهُ كَتَبَ عَنْ سُفْيَانَ أَمْلَى عَلَيْهِ إِمْلَاءً. فَلَا أَدْرِي حَكَى أَبُو بِشْرٍ عَنِ الْعَدَنِيِّ أَوْ مِنْ كَلَامِهِ.
قَالَ: كَانَ سُفْيَانُ أَقَامَ بِمَكَّةَ هَارِبًا شَيَّبَهُ التَّوَارِي، فَأَنْزَلَهُ الْمَخْزُومِيُّ دَارًا لَهُ كَثِيرَ الْغَلَّةِ أَنْزَلَهُ بِلَا كِرَاءٍ، فَكَلَّمَ سُفْيَانَ أَنْ يُحَدِّثَهُ وَأَنَّهُ لَا يَقْوَى عَلَى الْحِفْظِ وَالضَّبْطِ إِلَّا أَنْ يَكْتُبَ إِمْلَاءً، فَقَالَ لَهُ: الْتَمِسْ رَجُلًا خَفِيفَ الْيَدِ أُمْلِي عليه ثم أقرأه عَلَيْكَ. قَالَ: وَكَانَ الْعَدَنِيُّ مُعَلِّمًا يُعَلِّمُ بِمَكَّةَ جَيِّدَ الْخَطِّ خَفِيفَ الْيَدِ، فَاسْتَعَانَ بِهِ الْمَخْزُومِيُّ وَذَهَبَ بِهِ إِلَى سُفْيَانَ، فَأَمْلَى عَلَيْهِ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ الَّتِي يُسَمُّونَهَا الْجَامِعَ، ثُمَّ قَرَأَهُ سُفْيَانُ عَلَى الْمَخْزُومِيِّ وَجَمَاعَةٍ حَضَرُوا قِرَاءَتَهُ وَسَمِعُوهُ، مِنْهُمْ عُثْمَانَ بْنُ الْيَمَانِ بَصْرِيُّ الْأَصْلِ تَحَوَّلَ هُوَ وَأَهْلُ بَيْتِهِ إِلَى مَكَّةَ، يَرَوْنَ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ كَثِيرٍ الْعَبْدِيَّ الْبَصْرِيَّ قَدْ حَضَرَ قِرَاءَةَ بَعْضِ ذَلِكَ وَسَمِعَ بِمَكَّةَ مِنْ سُفْيَانَ، وَكَذَلِكَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ الْعَدَنِيُّ.
حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ عَنْ بِشْرِ بْنِ السَّرِيِّ قَالَ: قَدِمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ مَكَّةَ فَسَأَلَنِي سَمَاعِي مِنْ سُفْيَانَ، فَكَانَ هُوَ مِمَّنْ حَضَرَ قِرَاءَةَ سُفْيَانَ عَلَى الْمَخْزُومِيِّ. قَالَ: فَكَرِهْتُ أَنْ يَطَّلِعَ على كتبي فاستعرت كتب عبيد الله ابن الْوَلِيدِ وَدَفَعْتُ إِلَيْهِ. قَالَ: فَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ قال: فنظرت فيه
__________
[1] الخطيب: الكفاية 236- 237.(1/718)
فَمَا رَأَيْتُ سَمَاعًا سُمِعَ مِنْ سُفْيَانَ أَقَلَّ خَطَأً وَسَقْطًا مِنْهُ.
قَالَ: وَسَمِعْتُ عِيسَى بْنَ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ الْفِرْيَابِيُّ: كُنْتُ بِمَكَّةَ فَجِئْتُ إِلَى سُفْيَانَ أَسْتَشِيرُهُ فِي أَمْرِي- وَكَانَ يُعْنَى بأمري للولاء- فَقَدْ ضَاقَتْ بِي مَكَّةُ وَعَزَمْتُ أَنْ أَرْجِعَ إِلَى فِرْيَابَ. قَالَ: وَيْحَكَ لَا تَفْعَلْ وَتَعَالَ نَشْتَرِي لَكَ سَفَطًا وَفَارِزَيْنِ وَنَتَوَجَّهُ إِلَى الشَّامَاتِ. فقلت: يا أبا عبد الله لَوْ رَأَيْتَ أَنْ أَخْرُجَ مَعَكَ إِلَى الْكُوفَةِ عَلَى أَنَّكَ تُحَدِّثُنِي كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ. قَالَ لِي فَاخْرُجْ. قَالَ: فَخَرَجْتُ مَعَهُ وَنَزَلْتُ مَعَهُ أَوْ بِقُرْبِهِ، فَكَانَ يُمْلِي عَلَيَّ، وَرُبَّمَا قَالَ: أُرِيدُ أَنْ أَذْهَبَ إِلَى شَيْخٍ فَتَعَالَ مَعِي. فَأَقُولُ لَهُ: اذْهَبْ فَاسْمَعْ وَإِذَا رَجَعْتَ فَحَدِّثْنِي أَنْتَ عَنْهُ. قَالَ: فَكَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ.
قَالَ: وقال لي عيسى: فكان الفريابي يرى أن سماعه أصح من سماع أصحاب سفيان.
قال: وقال عِيسَى: وَكَانَ قُدُومِي عَلَيْهِ أَيَّامَ الْفِتَنِ قَبْلَ خروج عبد الله ابن طاهر الى الشام ومصر، فلما قَدِمْتُ عَلَيْهِ جَعَلَ يَتَعَجَّبُ وَيَقُولُ:
غَرَّرْتَ بِنَفْسِكَ. قال ورأيت هيأته لَا تُشْبِهُ هَيْئَةَ الْمُحَدِّثِينَ فَنَدِمْتُ عَلَى خُرُوجِي إِلَيْهِ، فَلَمَّا خَبَرْتُهُ [1] وَخُضْتُ مَعَهُ وَفَاتَحْتُهُ وَجَدْتُ الخبر غير النظر.
حدثني محمد بن بن عبد الرحيم صاعقة قال: سمعت علي: قال لي يحي: كَتَبَ لِي شُعْبَةُ إِلَى سُفْيَانَ حِينَ خَرَجْتُ إِلَى الْكُوفَةِ. قَالَ:
فَاحْتَبَسْتُ نَحْوًا مِنْ شَهْرٍ وَأَكْثَرَ لَمْ أَذْهَبْ إِلَيْهِ حِينَ قَدِمْتُ إِلَّا بَعْدُ، فَلَمَّا قَرَأَهُ قَالَ: أَنْتَ هَاهُنَا مُنْذُ كَذَا وَكَذَا، وَكَتَبَ إِلَيْهِ: اكْتُبْ إِلَيَّ بِحَدِيثِ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ فِي الدُّعَاءِ، فَأَمْلَاهُ عَلَيَّ. فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْنَا الْبَصْرَةَ سَكَتَ فِي حَرْفٍ منه فسألت عَنْهُ فَقَالَ: أَلَيْسَ قَدْ أَمْلَيْتُهُ عَلَيْكَ. قَالَ يحي: لَمَّا قَدِمَ نَزَلَ بِجَنْبِي وَبَعَثَ إِلَيَّ فَلَمَّا رَآنِي قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيَّ قَالَ: كُنْتَ
__________
[1] في الأصل «قدرته» .(1/719)
تَطْمَعُ أَنْ تَرَانِي هَاهُنَا. قَالَ: فَسَأَلَنِي عَنِ الشيوخ ابن الأشهب وسليمان ابن الْمُغِيرَةِ وَغَيْرِهِمَا. قَالَ: ثُمَّ تَحَوَّلَ فَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَدْخُلُ عَلَيْهِ.
قَالَ: فَمَا شَاهَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَحْيَى عِنْدَهُ قَطُّ إِلَّا مَجْلِسًا، ثُمَّ حُجِبَ بَعْدَ يَحْيَى فَلَمْ يَدْخُلْ عَلَيْهِ حَتَّى مَاتَ.
قَالَ: وَأَدْخَلَ عَلَيْهِ يَحْيَى مُعَاذَ بْنَ مُعَاذَ وَخَالِدَ بْنَ الْحَارِثِ.
قَالَ وَقَالَ عَلِيٌّ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: لَقِيتُ سُفْيَانَ عَشْرَ مَرَّاتٍ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ الْبَصْرَةَ.
حَدَّثَنِي أَبُو سُفْيَانَ محمد من أَصْحَابِنَا عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ: تَحَوَّلَ فَنَزَلَ بِالْقُرْبِ مِنَّا عَلَى عَجُوزٍ، فَكُنْتُ أَدْخُلُ عَلَيْهِ- وَهُوَ مُضْطَجِعٌ- فَأُذَاكِرُهُ وَيُحَدِّثُنِي، فَكُنْتُ أَقُولُ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ تُخَالِفُنَا فِي هَذَا الْحَدِيثِ. فَيَجْلِسُ فَزِعًا فَيَقُولُ: مَنْ يخالفني؟ فأقول فلان. فيقول يحي حَتَّى قُلْتُ لَهُ مِرَارًا فَقَالَ لِي يَوْمًا: انظر ما خالفني فِيهِ مِسْعَرٌ أَوْ شُعْبَةُ فَأَخْبِرْنِي وَأَمَّا سِوَاهُمَا فَلَا تُخْبِرْنِي. قَالَ: وَكَانَ كَثِيرًا مَا يَقُولُ:
أَشْتَهِي أَنْ أُطَالِعَ كَثِيرًا.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى سُفْيَانَ فَقُلْتُ لَهُ: أَمَا تَخَافُ أَنْ تَمُوتَ وَلَيْسَ عَلَيْكَ إِمَامٌ؟ أَمَا تَخَافُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْكَ الْجَاهِلُ فَيَقْتَدِيَ بِكَ. فَقَالَ لَمْ يكن لي ناصح جهزوني حتى أخرج.
حدثنا أبو نعيم وقبيصة قالا: ثنا سفيان عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الْحَجَّاجِ فَمَا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ.
حَدَّثَنِي عِيسَى عَنِ الْفِرْيَابِيِّ عَنْ سُفْيَانَ بِهَذَا الْحَدِيثِ وَزَادَ قَالَ:
وَدَخَلْتُ عَلَى المهدي- أو سماه- فلم أُسَلِّمْ عَلَيْهِ.
قَالَ الْفِرْيَابِيُّ قَالَ سُفْيَانُ: وَجَاءَتْ جَارِيَةٌ فَوَقَفَتْ عَلَى رَأْسِي فَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ أَرَادُوا أَنْ نَنْغَوِيَ بِهَا يَا مُحَمَّدُ فَلَوْ رَأَيْتَهَا! فلو رأيتها!.(1/720)
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ:
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: وَحَجَجْتُ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ وَسَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ وَسَنَةَ ثَلَاثٍ، وَتَزَوَّجْتُ سَنَةَ أَرْبَعٍ، وَحَجَجْتُ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتٍّ وَسَبْعٍ وَثَمَانٍ وَتِسْعٍ، كُلُّهَا أَلْقَى سُفْيَانَ.
قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: كَانَ سُفْيَانُ يُحَدِّثُ بِالْكُوفَةِ ثلاثمائة حَدِيثٍ فِي الْيَوْمِ مِنْ حِفْظِهِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كِتَابٌ، فَكَانَ الْحُفَّاظُ يَحْفَظُونَ ثُمَّ يَقُومُونَ فَيَكْتُبُونَ، وَكَانَ يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ يَأْخُذُ حِفْظًا، فإذا حدث بحديث عَقَدَ فِي الْخَيْطِ عُقْدَةً، فَإِذَا قَامَ مِنْ عِنْدِ سُفْيَانَ حَلَّ عُقَّدَةً وَكَتَبَ حَدِيثًا، وَحَلَّ عُقْدَةً وَكَتَبَ حَدِيثًا. وَكَانَ أَبُو نُعَيْمٍ يَكْتُبُ فِي الْأَلْوَاحِ، فَكَانَ يَحْمِلُ عَنْهُ مَا وَقَعَ فِي أَلْوَاحِهِ. وَكَانَ الْأَشْجَعِيُّ لَا يَحْمِلُ عَنْهُ إِلَّا أَنْ يَكْتُبَ كِتَابًا فَهُوَ أَصَحُّ مَا يَكُونُ.
«حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: وَسَمِعْتُ أبا عبد الله يقول: قال عبد الرزاق: لَمَّا قَدِمَ عَلَيْنَا سُفْيَانُ قَالَ لَنَا: ائْتُونِي بِرَجُلٍ يَكْتُبُ خَفِيفَ الْكِتَابِ.
فَأَتَيْنَاهُ بِهِشَامِ بْنِ يُوسُفَ فَكَانَ هُوَ يَكْتُبُ وَنَحْنُ نَنْظُرُ فِي الْكِتَابِ، فَإِذَا فَرَغَ خَتَمْنَا الْكِتَابِ حَتَّى نَنْسَخَهُ» [1] .
حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: قِيلَ [2] لِأَبِي ثَوْرٍ [3] : ابْنُ هَمَّامٍ [4] يَقُولُ:
كُنَّا نَخْتِمُ عَلَى إِمْلَاءِ سُفْيَانَ حَتَّى كَتَبْنَاهُ. قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ: ما رأيته عند سفيان ولقد رأيته بعد ما خَرَجَ سُفْيَانُ وَرَأَيْتُهُ مَحْلُوقًا. فَقُلْتُ: مَا لِابْنِ همام
__________
[1] الخطيب: الكفاية 238- 239.
[2] في الأصل «قال» .
[3] إبراهيم بن خالد صاحب الشافعيّ (تهذيب التهذيب 12/ 52) .
[4] عبد الرزاق بن همام أبو بكر الصنعاني (تهذيب التهذيب 6/ 310) .(1/721)
مَحْلُوقٍ؟ فَقَالُوا: كَانَ مَرِيضًا فَنَقِهَ مِنْ مَرَضِهِ فَلِذَلِكَ حَلَقَ رَأْسَهُ. وَهَكَذَا يَفْعَلُ أَهْلُ تِلْكَ الناحية إذا مرض الرجل فيرى حَلَقَ رَأْسَهُ ثُمَّ يَخْرُجُ.
«وَسَأَلْتُ ابْنَ نُمَيْرٍ أن يخرج اليّ حديث يحي بْنِ الْيَمَانِ فَأَخْرَجَ إِلَيَّ أَجْزَاءَ ثُمَّ رَأَيْتُهُ يَتَثَاقَلُ فَقُلْتُ لَهُ مَا هَذَا؟ قَالَ: تَخَفَّفْ، فَإِنَّ حَدِيثَهُ لَا يُشْبِهُ حَدِيثَ أَصْحَابِنَا يَتَوَهَّمُ الشَّيْءَ فَيُحَدِّثُ بِهِ وَخَاصَّةً لَمَّا أَفْلَجَ، فَامْتَنَعَ عَلَى أَنْ يُخْرِجَ إِلَيَّ بَقِيَّةَ سَمَاعِهِ مِنْهُ.
قال: وبلغني عن يحي بْنِ مَعِينٍ قَالَ: قَالَ لِي وَكِيعٌ: إِنْ كان سفيان الّذي يُحَدِّثُ عَنْهُ يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ الَّذِي لَقِينَاهُ نَحْنُ فَلَيْسَ هُوَ ذَاكَ» [1] .
قَالَ: وَسَمِعْتُ قَبِيصَةَ يَقُولُ: قَالَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ لِمَالِكٍ وَسُفْيَانَ: مَا يَقْدَمُ عَلَيْنَا أَحَدٌ مِنَ الْمَشْرِقِ وَنُشَبِّهُهُ لِمَالِكٍ وَسُفْيَانَ.
حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قِيلَ لِمَالِكٍ: إِنَّ سُفْيَانَ يُفْتِي. قال: أو يفعل! فبلغ قول مالك ابن أبي ذِئْبٍ فَقَالَ: مَا لَهُ وَلَهُ وَاللَّهِ مَا قدم علينا مشرقي قط خيرا مِنْهُ [2] .
قَالَ: وَكَانَ سُفْيَانُ صَدِيقًا لَهُ. قَالَ: ودخل سُفْيَانُ وَالْأَوْزَاعِيُّ عَلَى مَالِكٍ، فَلَمَّا خَرَجَا قَالَ: أَحَدُهُمَا أَكْثَرُ عِلْمًا مِنْ صَاحِبِهِ وَلَا يَصْلُحُ لِلْإِمَامَةِ، وَالْآخَرُ يَصْلُحُ لِلْإِمَامَةِ- يَعْنِي الْأَوْزَاعِيَّ لِلْإِمَامَةِ وَلَا يَصْلُحُ سُفْيَانُ-.
قَالَ: وَلَمْ يَكُنْ لِمَالِكٍ فِي سُفْيَانَ رَأْيٌ.
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: قَالَ مَالِكٌ: وَدَّعْتُ سُفْيَانَ فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ قَدْ فَارَقَنِي عَلَى أَنْ لَا يشرب
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 14/ 122- 123 لكنه يذكر «فلج» بدل «أفلج» .
[2] أوردها ابن أبي حاتم: تقدمه الجرح والتعديل ص 101.(1/722)
النَّبِيذَ.
فَسَمِعْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ الْحَسَنِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ: النَّاسُ يَقُولُونَ: كَانَ سُفْيَانُ يُرَخِّصُ فِي شُرْبِ النَّبِيذِ وَأَشْهَدُ لَهُ لَقَدْ رَأَيْتُهُ [لَا] يَأْخُذُهُ [1] وَوُصِفَ لَهُ دَوَاءٌ فَقِيلَ لَهُ: نَعْمَلُ لَكَ نَبِيذًا قَالَ:
لَا ائْتُونِي بِعَسَلٍ.
وَمَا [2] قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: كُنْتُ أَسْأَلُ سُفْيَانَ فَيَقُولُ: أَخِّرْ هَذَا أَخِّرْ هَذَا لَمْ أُطَالِعْ كُتُبِي مُنْذُ أَرْبَعَ سِنِينَ جَهِّزْنِي فَجَهَّزْتُهُ وَطَمِعْتُ أَنْ يُمَكِّنِّي مِنْ كُتُبِهِ فَمَاتَ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: لَوْ رَأَى إِنْسَانٌ سُفْيَانَ يُحَدِّثُ فَقَالَ: لَيْسَ هَذَا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يُقَدِّمُ وَيُؤَخِّرُ وَيُصِحُّ لَوْ جَهَدْتَ جَهْدَكَ أَنْ تُزِيلَهُ عَنِ الْمَعْنَى لَمْ يَفْعَلْ.
قَالَ: وَذَهَبْتُ مَعَ سُفْيَانَ إِلَى عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ فَإِذَا هُوَ ثَقِيلُ الْكِتَابِ رَدِيءٌ، فَقَالَ: أَكْتُبُهُ لَكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: لَا، أُحِبّ أَنْ يَكُونَ بِخَطِّي.
وَسَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ: يَقُولُ النَّاسُ كَانَ سُفْيَانُ يُحِبُّ تَأْخِيرَ الْعَصْرِ، وَأَشْهَدُ لَقَدْ رَأَيْتُ تَأَخُّرَهُ عِنْدَنَا تَتْبَعُ الْمَسْجِدَ [3] الَّذِي تُعَجَّلُ فِيهِ الْعَصْرُ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: وَكَانَ يَتَمَنَّى الْمَوْتَ فَقُلْتُ لَهُ فِي ذَلِكَ. قَالَ: أُحِبُّ أَنْ أَمُوتَ عَلَى السَّلَامَةِ مِنْ هَؤُلَاءِ. قَالَ: فَلَمَّا مَرِضَ إِذَا هُوَ قَدْ كَرِهَ مَا كَانَ يَتَمَنَّى. قَالَ: فَكَانَ يَقُولُ لِي: كَيْفَ تَرَانِي الْيَوْمَ؟ فَأَقُولُ: صَالِحًا.
فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، ذَهَبْتُ لِأَخْرُجَ لِصَلَاةِ الْعَصْرِ. فَقَالَ: تَدَعُنِي عَلَى هَذِهِ الْحَالِ وَتَخْرُجُ. قَالَ: فَصَلَّيْتُ عِنْدَ رَأْسِهِ، فقال لي: اقرأ عليّ
__________
[1] في الأصل «يأخذه» والا وفق ما أثبته.
[2] هكذا في الأصل وفوقها ص. ولم أجد الرواية في المصادر الأخرى.
[3] في الأصل «المساجد» .(1/723)
يس فَإِنَّهُ يُقَالُ تُخَفِّفُ عَنِ الْمَرِيضِ. قَالَ: فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ فَمَا فَرَغْتُ حَتَّى طُفِئَ [1] .
حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ: سَمِعْتُ الْهَيْثَمَ بْنَ جَمِيلٍ قَالَ سَمِعْتُ مُهَلْهَلًا يَقُولُ: خَرَجْتُ مَعَ سُفْيَانَ إِلَى مَكَّةَ. قَالَ: وَحَجَّ الْأَوْزَاعِيُّ، فترافقنا في بيت، فبينما نحن ذات يوم جلوس دخل خصي فقال: الأمير جاء [2] إليكم، وعلى الناس عبد الصمد بن علي. قَالَ: فَأَمَّا أَنَا وَالْأَوْزَاعِيُّ فَثَبَتْنَا، وَأَمَّا سُفْيَانُ فَدَخَلَ.... [3] ، فَمَا كَانَ بِأَسْرَعَ مِنْ أَنْ جَاءَ عَبْدُ الصَّمَدِ فَدَخَلَ، فَأَمَّا الْأَوْزَاعِيُّ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَقَالَ: أَيْنَ عَبْدُ اللَّهِ؟ قَالَ مُهَلْهَلٌ:
فَقُلْنَا: دَخَلَ لِحَاجَتِهِ. فقمت اليه فقلت: ان الرجل ليس يبارح أَنْ تَخْرُجَ. قَالَ: فَأَلْقَى رِدَاءَهُ وَخَرَجَ فِي إِزَارٍ وَلَيْسَ عَلَيْهِ رِدَاءٌ وَلَا قَمِيصٌ.
وَكَانَ عَظِيمَ الْبَطْنِ فَسَلَّمَ وَرَمَى بِنَفْسِهِ وَسْطَ الْبَيْتِ. فَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ:
يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ انك رجل أهل المشرق وعالمهم بَلَغَنِي قُدُومُكَ فَأَحْبَبْتُ الِاقْتِدَاءَ بِكَ. قَالَ: فَأَطْرَقَ سُفْيَانُ ثُمَّ قَالَ: أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى خَيْرٍ مِمَّا جِئْتَ لَهُ. قَالَ:
وَمَا هُوَ؟ قَالَ: تعتزل ما أنت فيه. قال: فقلت إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ 2: 156 تَسْتَقْبِلُ عَبْدَ الصَّمَدِ بِهَذَا؟ قَالَ: فَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ وَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّ أَبَا جَعْفَرٍ لَا يَرْضَى حَتَّى بِهَذَا. وَقَامَ فَخَرَجَ مُغْضَبًا. قَالَ: فَقُلْنَا: الْآنَ يُرْسِلُ إِلَيْنَا مَنْ يُقْرِنُنَا فِي الْقِرَانِ. قَالَ: فَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ [4] .
حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ قَالَ: سَمِعْتُ مُؤَمَّلَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ سُفْيَانَ فَأَقْبَلَ بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ فَقَالَ سُفْيَانُ: إِنْ جَلَسَ إِلَيْنَا قُمْتُ، فَقَامَ إِلَيْهِ بَعْضُ
__________
[1] أوردها الذهبي: سير اعلام النبلاء 6/ ق 92 و 1- 2.
[2] في الأصل «جائي» .
[3] الفراغ كلمة رسمها «حبدا» ولم أتبينها.
[4] أوردها من هذا الوجه الذهبي: سير أعلام النبلاء 6/ ق 86 و 2 بألفاظ مقاربة.(1/724)
مَنْ كَانَ مَعَنَا، فَأَخْبَرَهُ، فَجَلَسَ فِي نَاحِيَةٍ، فَقَالَ مُؤَمَّلٌ: وَقَدْ كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ يُكْرِمُهُ وَيُدْنِيهِ. قَالَ: فَلَمَّا قَامَ سُفْيَانُ قُمْتُ إِلَيْهِ، فسألني فقلت: نعم.
قال: ان جَلَسَ إِلَيْنَا قُمْتُ. قَالَ: إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَمْضِيَ مَعِي إِلَيْهِ فَعَلْتُ.
قَالَ: فَذَهَبْتُ إِلَيْهِ فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ. قَالَ: فَأَقْبَلَ عَلَيَّ وَأَعْرَضَ عَنْهُ وَجَعَلَ يُكَلِّمُنِي وَهُوَ مُعْرِضٌ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَيُّ شَيْءٍ رَأَيْتَ مني؟
ما بلغني عني؟. قال: فقال ولم يكلمه، قل لَهُ: أَلَيْسَ مَرَرْتُ بِكَ أَمْسَ وَأَنْتَ قَاعِدٌ مَعَ الْقَدَّاحِ؟ فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَاللَّهِ مَا جَلَسْتُ إِلَيْهِ لِأَسْأَلَهُ وَلَا لِأَتَعَلَّمَ مِنْهُ وَلَا لِأَسْمَعَ مِنْهُ شَيْئًا إِنَّمَا كَلَّمَنِي رَجُلٌ فِي حَاجَةٍ فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ لِأُكَلِّمَهُ فِي حَاجَةِ الرَّجُلِ. قَالَ الْمُؤَمَّلُ: أَرَأَيْتَ رَجُلًا قَالَ أَشْهَدُ أَنَّ للَّه بَيْتًا قَدْ أَمَرَ النَّاسَ بِالصَّلَاةِ إِلَيْهِ فَلَا أَدْرِي هَذَا بِمَكَّةَ أَوْ غَيْرَهَ؟ قَالَ: هُوَ مُؤْمِنٌ.
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: أَتَرَوْنَ أَيُّ النَّاسِ أَحْرَصُ عَلَى الْعِلْمِ؟ فَسَكَتُوا. فَقَالَ: أَعْلَمُهُمْ. ثُمّ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَحْرَصَ عَلَى الْعِلْمِ مِنْ سُفْيَانَ، لَوْ سُئِلَ أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ؟ لَقَالُوا: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ.
قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: وَقَعَ عِنْدَنَا مِنْ هَذَا الْأَمْرِ شَيْءٌ- يَعْنِي الْعِلْمَ- وَدَدْنَا أَنَّا وَجَدْنَا مَنْ يَدْخُلُ فَنَرْمِيَ بِهِ إِلَيْهِ.
حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: قَدِمَ الثَّوْرِيُّ مَكَّةَ، فَلَقِيتُهُ فَقَالَ لِي: يَا ابْنَ عُيَيْنَةَ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ يُفْتِي!.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: أَقَامَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ فِي اخْتِفَائِهِ بِالْبَصْرَةِ سَنَةً أَوْ نَحْوًا مِنْ سنة. قال يحي: أَوْصَلْتُ إِلَيْهِ مُعْتَمِرًا، فَقَالَ لِي سُفْيَانُ: يَا يحي صَاحِبُكَ مُسْلِمٌ أَيْ بِذَا السَّبَبِ. قَالَ: وَبَلَغَنِي عن غير علي قال قال يحي:
كَلَّمَنِي الْمُعْتَمِرُ أَنْ أُكَلِّمَ لَهُ سُفْيَانَ يُحَدِّثُهُ فَفَعَلَ وَإِذَا هُوَ قَدْ أَخْرَجَ أَحَادِيثَ اللَّيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ يَسْأَلُهُ عَنْهَا. قَالَ: فَقَدَهُ [1] سفيان عن سماعة فإذا
__________
[1] أي قطعه.(1/725)
الْمُعْتَمِرُ أَرْوَى عَنِ اللَّيْثِ مِنْ سُفْيَانَ، فَإِنَّمَا قَالَ لِيَحْيَى صَاحِبُكَ مُسْلِمٌ- أَيْ بِهَذَا السَّبَبِ-.
قَالَ عَلِيٌّ: وَسَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ قَالَ: مَكَثَ سفيان يمي عَلَيْنَا ثَمَانِيَةً وَأَرْبَعِينَ يَوْمًا.
حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ جَمِيلٍ عَنِ ابْنِ أَخِي سُفْيَانَ قَالَ: لَمَّا تَعَبَّدَ سُفْيَانُ سَقِمَ، فَكُنَّا نَعْرِضُ نَفْسَهُ عَلَى الْمُتَطَبِّبِينَ فَلَا يَعْرِفُونَ مَا بِهِ، حَتَّى جِئْنَا إِلَى رَاهِبٍ مِنْ نَاحِيَةِ الْحِيرَةِ. قَالَ: فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى تَعَسُّرَتِهِ [1] قَالَ: لَيْسَ بِصَاحِبِكُمْ مَرَضٌ إِنَّمَا الَّذِي بِهِ لِمَا دَاخَلَهُ مِنَ الْخَوْفِ أَوْ نَحْوِ هَذَا [2] .
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْرَمِيُّ حَدَّثَنِي أَبُو السَّرِيِّ قَالَ: حَدَّثْتُ عَنْ عَامِرِ بْنِ صالح ابن رُسْتُمَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ فَأَتَاهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ فَسَأَلَهُ عَنْ أَحَادِيثَ. قَالَ: ثُمَّ قَامَ، فَقَالَ يُونُسُ: مَا رَأَيْتُ كُوفِيًّا أَفْضَلَ مِنْهُ.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ عَنْ زَكَرِيَّا عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ قَالَ:
قُلْتُ لِسُفْيَانَ: مَا تَقُولُ فِي الْمَهْدِيِّ فَقَدْ أَكْثَرَ النَّاسُ؟ قَالَ: إِنْ مَرَّ عَلَى بَابِكَ فَلَا تَكُنْ مِنْهُ شَيْئًا حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ عَلَيْهِ.
وَقِيلَ لِعَلِيٍّ تُقَدِّمُ عَلَى سُفْيَانَ أَحَدًا وَمَنْصُورٍ وَالْأَعْمَشِ؟ قَالَ: لَا.
قَالَ: قَالَ أَحْمَدُ: دَخَلَ سُفْيَانُ وَالْأَوْزَاعِيُّ عَلَى مَالِكٍ، فَلَمَّا خَرَجَا قَالَ مَالِكٌ:
أَحَدُهُمَا أَكْثَرُ عِلْمًا مِنْ صَاحِبِهِ وَلَا يَصْلُحُ لِلْإِمَامَةِ- يَعْنِي الْأَوْزَاعِيَّ وَلَا يَصْلُحُ سُفْيَانُ، لَمْ يَكُنْ لِمَالِكٍ فِي سُفْيَانَ رَأْيٌ.
__________
[1] التواؤه من الألم.
[2] قارن رواية مشابهة في ابن أبي حاتم: تقدمه الجرح والتعديل ص 92.(1/726)
حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ صَاحِبُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ أَبِي طَالِبٍ قَالَ أَحْمَدُ: وَلَقِيَ سُفْيَانُ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ بِالْمَوْسِمِ فَقَالَ: يَا أَبَا سَلَمَةَ كَتَبْتَ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ شَيْخٌ كَيِّسٌ. قُلْتُ: حَمَّادٌ قَالَ شَيْخٌ كَيِّسٌ؟ قَالَ: لَا، لَيْسَ هذا من كلام حماد كان حَمَّادٌ أَوْقَرُ مِنْ ذَلِكَ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِمِثْلِ هَذَا، وَلَكِنْ سُفْيَانُ قَالَ لِحَمَّادٍ هُوَ شَيْخٌ كَيِّسٌ.
«حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ حَدَّثَنَا ابْنُ يمان قال: سمعت سفيان يَقُولُ:
فِتْنَةُ الْحَدِيثِ أَشَدُّ مِنْ فِتْنَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ» [1] .
«حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ قَالَ: أَكَلَ سُفْيَانُ لَيْلَةً، فَشَبِعَ، فَقَالَ: إِنَّ الْحِمَارَ إِذَا زِيدَ فِي عَلَفِهِ زِيدَ فِي عَمَلِهِ فَقَامَ حَتَّى أَصْبَحَ» [2] .
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ قَالَ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ غَيْرَ مَرَّةٍ يَقُولُ: لَوَدِدْتُ أَنْجُو مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ كَفَافًا لَا أَجْرَ وَلَا وِزْرَ.
حدثني أحمد بن الخليل حَدَّثَنِي مَسْعُودُ بْنُ خَلَفٍ حَدَّثَنِي حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنِي فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ يَقُولُ لِلشَّعْبِيِّ:
وَدِدْتُ أَنِّي أَنْجُو مِنْ عَمَلِي كَفَافًا.
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ حَدَّثَنِي مَسْعُودُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ قَالَ لِي شُعْبَةُ: مَا جَاءَ بِكَ؟ قُلْتُ: جِئْتُ أَطْلُبُ الْعِلْمَ. قَالَ:
اجْلِسْ حَتَّى أُخْبِرَكَ بِمَا هُوَ خَيْرٌ لك. فحلف باللَّه ايمانا يجتهد فيها أن الّذي تطلب شرب، وَأَنَّهُ يَشْغَلُ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ.
__________
[1] الخطيب: شرف أصحاب الحديث 120.
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 9/ 158. وقارن ابن أبي حاتم: تقدمه الجرح والتعديل ص 96.(1/727)
بَلَغَنِي عَنِ ابْنِ مَعِينٍ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ يَوْمًا [1] : يُقَدِّمُونَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ عَلَى وَكِيعٍ. فَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: مَنْ قَدَّمَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ عَلَى وَكِيعٍ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ.
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَكَانَ غَيْرُ هَذَا أَشْبَهَ بِكَلَامِ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَمَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ وَعَلِمَ أَنَّ كَلَامَهُ مِنْ عمَلِهِ لَمْ يَقُلْ مِثْلَ هَذَا، وَكِيعٌ خَيْرُ فَاضِلٍ حَافِظٍ.
«وَقَدْ سُئِلَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: إِذَا اخْتَلَفَ وَكِيعٌ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ بِقَوْلِ مَنْ تَأْخُذُ؟ فَقَالَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ يُوَافِقُ أَكْثَرَ وَخَاصَّةً سُفْيَانَ، كَانَ مَعْنِيًّا بِحَدِيثِ سُفْيَانَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ السَّلَفُ وَيَجْتَنِبُ شُرْبَ الْمُسْكِرِ» [2] وَكَانَ لَا يَرَى أَنْ يُزْرَعَ فِي أَرْضِ الْفُرَاتِ.
«حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ قَالَ: قَالَ لِي شُعْبَةُ: يَا أَبَا قَطَنٍ إِنَّ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ سَادَ النَّاسَ فِي الْوَرَعِ وَالْعِلْمِ» [3] .
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: جَالَسْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، جَالَسْتُهُ ثَمَانِيَ سِنِينَ حَتَّى خَرَجَ مِنَ الْكُوفَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ فَلَا وَاللَّهِ مَا عَادَ إِلَى الْكُوفَةِ حَتَّى مَاتَ، مَا سَمِعْتُهُ قَائِلًا فِي عُثْمَانَ حَسَنَةً وَلَا سَيِّئَةً.
«حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ: سَمِعْتُ أبا نوح قرادا يقول: قال شعبة: نعم الرجل سفيان لولا أنه يقمش- يعني يأخذ من الناس
__________
[1] في الأصل «يوم» وفي الحاشية «كذا في الأصل» .
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 10/ 244.
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 9/ 162.(1/728)
كلهم» [1] [2] .
__________
[1] الخطيب: شرف أصحاب الحديث 121.
[2] يوجد بعدها خمس روايات تتعلق بترجمة (عكرمة مولى ابن عباس) وقد جعلتها في بداية المجلد الثاني (وهو المجلد الثالث من الأصل) لان معظم ترجمة عكرمة فيه. وبها ينتهي المجلد الأول (وهو المجلد الثاني من الأصل) .(1/729)
[المجلد الثاني]
[تتمة تراجم الرجال]
[تتمة أهل المدينة]
[تتمة الطبقة الثالثة]
[عِكْرِمَةُ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ]
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ [1] عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْخِرِّيتِ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَضَعُ الْكَبْلَ فِي رِجْلِي عَلَى تَعْلِيمِ الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ [2] .
حدثنا سعيد بن أسد حدثنا ضمرة [3] عن رَجَاءٍ [4] قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَوْنٍ يَقُولُ: مَا تَرَكُوا أَيُّوبَ حَتَّى اسْتَخْرَجُوا مِنْهُ مَا لَمْ يَكُنْ يُرِيدُ- يَعْنِي الْحَدِيثَ عَنْ عِكْرِمَةَ-.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ لِبُرْدٍ مَوْلَاهُ: يَا بُرْدُ لَا تَكْذِبْ عَلَيَّ كَمَا كَذَبَ عِكْرِمَةُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ [5] .
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يحي حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [6] عَنْ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ قَالَ:
قَالَ لَنَا عِكْرِمَةُ أَوَّلَ مَا جَالَسْنَاهُ: أَيُحْسِنُ حَسَنُكُمْ [7] مِثْلَ هَذَا [8] .
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ [9] حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حدثنا عمرو [10] قال: كنت إذا سمعت
__________
[1] ابن زيد.
[2] أورد متنها ابن كثير: البداية والنهاية 9/ 245، وأوردها ابن سعد من طريق حماد بن زيد (الطبقات الكبرى 5/ 287) وأوردها أبو نعيم: حلية الأولياء 4/ 326 من طريق حماد أيضا.
[3] ابن ربيعة الفلسطيني.
[4] هو رجاء بن أبي سلمة الفلسطيني مات سنة 161 هـ (تهذيب التهذيب 3/ 267) .
[5] وردت في تهذيب التهذيب 7/ 268 من طريق إبراهيم بن سعد.
[6] ابن عيينة.
[7] يريد الحسن البصري.
[8] أوردها ابن سعد من طريق ابن عيينة (الطبقات الكبرى 5/ 289) .
[9] الحميدي عبد الله بن الزبير.
[10] ابن دينار.(2/5)
عِكْرِمَةَ يُحَدِّثُ عَنْهُمْ كَأَنَّهُ مُشْرِفٌ عَلَيْهِمْ يَنَظُرُ إِلَيْهِمْ [1] .
حَدَّثَني سَلَمَةُ [2] حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ شِبْلٍ حَدَّثَنِي «رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ [3] قَالَ: مَاتَ عِكْرِمَةُ وَكُثَيِّرُ عَزَّةَ فِي يَوْمٍ، فَأُخْرِجَتْ جِنَازَتَهُمَا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، فَقَالَ النَّاسُ- أَهْلُ الْمَدِينَةِ- مَاتَ أَفْقَهُ النَّاسِ وأشعر الناس» [4] .
(ق 2 أ) «قَالَ [5] عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: مَاتَ عِكْرِمَةُ سَنَةَ اربع ومائة فما حمله أحد أكثروا له أربعة- فيما بلغني-، مات بالمدينة» [6] .
__________
[1] أوردها ابن كثير: البداية والنهاية 9/ 245 وفيها «عن المغازي» بدل «عنهم» وأضاف آخرها «كيف يصنعون ويقتتلون» .
وقارن بتهذيب التهذيب 7/ 266.
[2] سلمة بن شبيب النيسابورىّ الحجري المسمعي نزيل مكة (تهذيب التهذيب 4/ 146) .
[3] أوردها ابن سعد من طريق الواقدي وسمى الواقدي هذا الرجل وهو خالد بن القاسم البياضي (الطبقات 5/ 292) .
[4] انظر بعض هذه الرواية في تهذيب التهذيب 7/ 270- 271.
وأوردها ابو نعيم: الحلية 3/ 327 من طريق إبراهيم عن أبيه. وهو نهاية المجلد الثاني وفي آخره «يتلوه في الجزء الثالث وهو الجزء الثامن عشر من تجزئة الأصل وفي آخره «الحمد للَّه رب العالمين وصلى الله على سيد خلقه محمد وآله وأزواجه عليهم السلام أجمعين.» وقد ذكر في آخر المجلد الثاني رواية من المجلد الثالث فحذفتها، ووضعها الناسخ ليبين عدم وقوع سقط بين المجلدين.
[5] بداية المجلد الثالث من الأصل وأوله «بسم الله الرحمن الرحيم أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان البغدادي بها أخبرنا ابو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه النحويّ حدثنا أبو يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي قال: ... » .
[6] ابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 270- 271 ويحذف «مات بالمدينة» .(2/6)
«وَسَمِعْتُ ابْنَ بُكَيْرٍ يَقُولُ: قَدِمَ عِكْرِمَةُ مِصْرَ وَهُوَ يُرِيدُ الْمَغْرِبَ وَتَرَكَ هَذِهِ الدَّارَ- وَأَوْمَأَ إِلَى دَارٍ إِلَى جَانِبِ دَارِ ابْنِ بُكَيْرٍ-، وَخَرَجَ إِلَى الْمَغْرِبِ، فَالْخَوَارِجُ الَّذِينَ هُمْ بِالْمَغْرِبِ عَنْهُ أَخَذُوا» [1] .
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيُّ: كَانَ عِكْرِمَةُ يَرَى رَأْيَ نَجْدَةَ الْحَرُورِيِّ.
حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ وَرْدَانَ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ [2] قَالَ:
اجْتَمَعَ حُفَّاظُ ابْنِ عَبَّاسٍ فِيهِمْ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَطَاوُسٌ وَعَطَاءٌ عَلَى عِكْرِمَةَ فَأَقْعَدُوهُ، فَجَعَلُوا يَسْأَلُونَهُ عَنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: فَكُلَّمَا حَدَّثَهُمْ حَدِيثًا قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ بِيَدِهِ هَكَذَا- فَعَقَدَ ثَلَاثِينَ-، حَتَّى سُئِلَ عَنِ الْحُوتِ [3] فَقَالَ عِكْرِمَةُ: كَانَ يُسَايِرُهُمَا فِي ضَحْضَاحٍ [4] مِنَ الْمَاءِ. قَالَ فَقَالَ سَعِيدٌ: أَشْهَدُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: كَانَا يَحْمِلَانِهِ فِي مِكْتَلٍ [5] .
فَقَالَ أَيُّوبُ: كَانَ يَقُولُ الْقَوْلَيْنِ جَمِيعًا.
حَدَّثَنِي سَلَمَةُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ الصَّنْعَانِيُّ الْمُؤَذِّنُ عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ شِبْلٍ عَنْ مَعْمَرٍ [6] عَنْ أَيُّوبَ قال: قدم علينا عكرمة فاجتمع
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 267.
[2] هو أيوب بن أبي تميمة السختياني.
[3] وذلك في قوله تعالى في سورة الكهف الآيات 61، 62، 63 «فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربا ... » وانظر تفسير النسفي 3/ 18.
[4] ضحضاح الماء: الماء القليل يكون في الغدير (لسان العرب 3/ 356) والمقصود هنا سيف البحر.
[5] أوردها ابن سعد من طريق آخر يرقى الى أيوب (الطبقات 5/ 290) .
[6] ابن راشد الصنعاني.(2/7)
النَّاسُ عَلَيْهِ حَتَّى أُصْعِدَ فَوْقَ ظَهْرِ الْبَيْتِ [1] .
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ شِبْلٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: قَدِمَ عِكْرِمَةُ على طاوس، فحمله على نجيب ثمن سِتِّينَ دِينَارًا فَقَالَ: أَلَا أَشْتَرِي عِلْمَ هَذَا العبد ستين دِينَارًا [2] .
حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو مسهر [3] حدثنا سعيد بن عبد العزيز (2 ب) قَالَ: قَالَ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ فِي عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ: نِعْمَ صَاحِبُ رَجُلٍ عَالِمٌ، وَبِئْسَ صَاحِبُ رَجُلٍ جَاهِلٌ، أَمَّا الْعَالِمُ فَيَأْخُذُ مَا يَعْرِفُ، وَأَمَّا الْجَاهِلُ فَيَأْخُذُ كُلَّ مَا سَمِعَ. قَالَ سَعِيدٌ: وَكَانَ عِكْرِمَةُ يُحَدِّثُ بِالْحَدِيثِ، ثُمَّ قَالَ فِي نَفْسِهِ: إِنْ كَانَ كَذَاكَ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: قِيلَ لِأَيُّوبَ:
أَكُنْتُمْ أَوْ كَانُوا يَتَّهِمُونَ عِكْرِمَةَ؟ قَالَ: أَمَّا أَنَا فَلَمْ أَكُنْ أَتَّهِمُهُ [4] .
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْرٍ [5] ثَنَا ضَمْرَةُ [6] قَالَ: قِيلَ لِدَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ:
تَرْوِي عَنْ عِكْرِمَةَ؟ قَالَ: هَذَا عَمَلُ أَيُّوبَ قال عكرمة فقلنا عكرمة.
__________
[1] أوردها ابن سعد من طريق إبراهيم بن خالد أيضا لكنه يذكر «بيت» بدل «البيت» (الطبقات 5/ 289) وأوردها ابو نعيم من طريق احمد بن حنبل (حلية الأولياء 3/ 327) وفيه «بيت» بدل «البيت» .
[2] أوردها ابن سعد من طريق إبراهيم بن خالد أيضا (الطبقات 5/ 289) وأوردها ابو نعيم (حلية الأولياء 3/ 327) من طريق أحمد بن حنبل أيضا وذكر انه قدم الحيرة.
[3] عبد الأعلى بن مسهر الدمشقيّ.
[4] وردت من نفس طريق يعقوب الفسوي في ابن سعد: الطبقات 5/ 289 (ط. بيروت) .
[5] عيسى بن محمد النحاس الرمليّ.
[6] ابن ربيعة الفلسطيني.(2/8)
حدثنا أبو بكر الحميدي حدثنا سفيان [1] ثنا عَمْرٌو [2] قَالَ: دَفَعَ إِلَيَّ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ صَحِيفَةً فِيهَا مَسَائِلُ أَسْأَلُ عَنْهَا عِكْرِمَةَ، فَكَأَنِّي توقفت، فأخذها مني فقال عمرو و [قال] جَابِرٌ: وَهَذَا عِكْرِمَةُ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ هَذَا علم النَّاسِ [3] .
حَدَّثَنِي سَلَمَةُ [4] عَنْ أَحْمَدَ [5] ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ [6] قَالَ: سَمِعْتُ مَعْمَرًا يَقُولُ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ يَقُولُ: كُنْتُ أُرِيدُ أَنْ أَرْحَلَ إِلَى عِكْرِمَةَ إِلَى أُفُقٍ مِنَ الْآفَاقِ، قَالَ: فَإِنِّي لَفِي السُّوقِ فِي الْبَصْرَةِ فَإِذَا رَجُلٌ عَلَى حِمَارٍ. قَالَ:
فَقَالُوا عِكْرِمَةُ. وَاجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ، قَالَ: فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَمَا قَدَرْتُ عَلَى شَيْءٍ أَسْأَلُهُ، ذَهَبَتِ الْمَسَائِلُ مِنِّي، فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِ حِمَارِهِ. قَالَ: فَجَعَلَ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ وَأَنَا أَحْفَظُ [7] .
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ ثَنَا أَحْمَدُ ثَنَا حَجَّاجٌ [8] قَالَ: سَمِعْتُ شعبة يحدث عن
__________
[1] ابن عيينة.
[2] عمرو بن دينار.
[3] أوردها ابن سعد باسناد آخر الى عمرو بن دينار بألفاظ مقاربة (الطبقات 5/ 288) ووردت في تهذيب التهذيب 7/ 265- 266 ولكن فيه «هذا البحر فسلوه» بدل «هذا أعلم الناس» .
[4] سلمة بن شبيب النيسابورىّ الحجري المسمعي من رجال التهذيب.
[5] الامام أحمد بن حنبل صاحب «المسند» و «كتاب العلل ومعرفة الرجال» وغيرهما.
[6] عبد الرزاق بن همام الصنعاني صاحب «المصنف» .
[7] أوردها ابن سعد لكنه قال «أخبرت عن عبد الرزاق بن همام» (الطبقات 5/ 289) وأوردها ابو نعيم من طريق أحمد بن حنبل أيضا (حلية الأولياء 3/ 328) ووردت مختصرة في تهذيب التهذيب 7/ 266.
[8] حجاج بن محمد المصيصي الأعور ابو محمد (تهذيب التهذيب 2/ 205) .(2/9)
خَالِدٍ الْحَذَّاءِ قَالَ: قَالَ عِكْرِمَةُ لِرَجُلٍ وَهُوَ يسأله: مالك أَجَبُلْتَ [1] ؟
قَالَ شُعْبَةُ: ثُمَّ حَدَّثَنِي أَيُّوبُ قَالَ: كَانَ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ يَسْأَلُ عِكْرِمَةَ، فَسَكَتَ خَالِدٌ. فَقَالَ عِكْرِمَةُ: مَالَكَ أَجَبُلْتَ أَيْ أَكْدَيْتَ [2] .
حَدَّثَنَا أبو بكر الحميدي ثنا سفيان حدثنا عمرو عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ [3] أَخْبَرَنِي عَيْنٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِذَا ذَبَحَ الْمُسْلِمُ، وَنَسِيَ أَنْ يَذْكُرَ اسْمَ اللَّهِ فَلْيَأْكُلْ فَإِنَّ الْمُسْلِمَ فِيهِ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ. - يَعْنِي بِعَيْنِ عِكْرِمَةَ [4]-. (3 أ) حدثنا أبو بكر ثنا سفيان ثنا عمرو قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا الشَّعْثَاءِ يَسْأَلُ عِكْرِمَةَ وَهُوَ يَقُولُ: هَذَا مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، هَذَا أَعْلَمُ النَّاسِ [5] ، قَالَ عَمْرٌو: وَدَفَعَ إِلَيَّ صَحِيفَةً فَجَعَلْتُ أَسْأَلُهُ، فَكَأَنِّي تَلَكَّأَتُ [6] ، فَجَبَذَ الصَّحِيفَةَ مِنْ يَدِي وَجَعَلَ يَسْأَلُهُ.
حَدَّثَني سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حماد [7] عن أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ عِكْرِمَةُ:
مَا قُلْتُ بِرَأْيِي الا في ثنتين: سُئِلْتُ عَنْ دَجَاجَةٍ وَقَعَتْ فِي قِدْرٍ فَمَاتَتْ؟ فقلت:
بهرقون الْمَرَقَ وَيَأْكُلُونَ اللَّحْمَ. وَقُلْتُ فِي رَجُلٍ قَضَى المناسك الا الطَّوَافِ فَوَقَعَ عَلَى أَهْلِهِ، قَالَ فَقُلْتُ: لَمْ يَبْقَ إِلَّا أَنْ يَطُوفَ بِالْبَيْتِ يَخْرُجُ إِلَى
__________
[1] اجبلت: انقطعت (لسان العرب: مادة «جبل» 13/ 102) .
[2] في الأصل رسمها «تقيت» والتصحيح من ابن سعد (الطبقات 5/ 291) وذكر ان معناها اى نفد ما عندك، وأوردها ابو نعيم (الحلية 3/ 328) وذكر «قال: اني تعبت» بدل «أي أكديت» .
[3] جابر بن زيد الازدي اليحمدي الجوفي البصري (تهذيب التهذيب 2/ 38) .
[4] وهذا تدليس طريف نادر وقد دلس اسمه بذكر الحرف الأول منه فقط.
[5] أوردها الى هنا ابو نعيم من طريق سفيان بن عيينة أيضا (حلية الأولياء 3/ 326) .
[6] في الأصل «تلعكوت» ولم أجدها.
[7] حماد بن زيد.(2/10)
الْحَرَمِ فَيُهِلُّ بِعُمْرَةٍ فَيَجِيءُ فَيَكُونُ طَوَافٌ مَكَانَ طَوَافٍ وَإِحْرَامٌ مَكَانَ إِحْرَامٍ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مَنْ مَشَى بَيْنَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعِكْرِمَةَ فِي رَجُلٍ نَذَرَ نَذْرًا فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ. فَقَالَ سَعِيدٌ:
يُوَفِّي بِهِ. وَقَالَ عِكْرِمَةُ: لَا يُوَفِّي بِهِ. قَالَ: فَجَاءَ الرَّجُلُ إِلَى سَعِيدٍ فَأَخْبَرَهُ بِقَوْلِ عِكْرِمَةَ. فَقَالَ سَعِيدٌ: لَا يَنْتَهِي عَبْدُ ابْنِ عَبَّاسٍ حَتَّى يُلْقَى فِي عُنُقِهِ حَبْلٌ وَيُطَافُ بِهِ. قَالَ: فَجَاءَ الرَّجُلُ إِلَى عِكْرِمَةَ فَأَخْبَرَهُ بِقَوْلِ سَعِيدٍ، قَالَ فَقَالَ عِكْرِمَةُ: أَنْتَ رَجُلُ شَرٍّ كَمَا أَبْلَغْتَنِي عَنْهُ فَأَبْلِغْهُ عَنِّي قُلْ لَهُ هَذَا النَّذْرُ للَّه أَمْ لِلشَّيْطَانِ؟ وَاللَّهِ لَئِنْ قَالَ للَّه لَيَكْذِبَنَّ، وَإِنْ قَالَ لِلشَّيْطَانِ لَيَكْفُرَنَّ [1] .
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يذكر قال:
لما قدم عكرمة الجد حَمَلَهُ طَاوُسٌ عَلَى نَجِيبٍ. فَقِيلَ لَهُ: أَعْطَيْتَهُ جملا وانما كان يكفيه الشيء الْيَسِيرَ. فَقَالَ: إِنِّي ابْتَعْتُ عِلْمَ هَذَا الْعَبْدِ بِهَذَا الْجَمَلِ [2] .
وَقَالَ مُحَمَّدٌ [3] : سَمِعْتُ عَلِيًّا [4] وَحَكَى عن يعقوب الحضرميّ [5] عن
__________
[1] أوردها ابن سعد من هذا الطريق قال «أخبرنا سليمان» (الطبقات 5/ 290) ويلاحظ ان يعقوب يلتقي مع ابن سعد في كثير من شيوخه رغم تقدم ابن سعد حيث انه توفي سنة 230 هـ ويعقوب سنة 277 هـ.
[2] أوردها ابن سعد من طريق عبد الرزاق أيضا (الطبقات 5/ 289) .
[3] محمد بن عبد الرحيم
[4] علي بن المديني.
[5] يعقوب بن إسحاق بن زيد بن عبد الله بن أبي إسحاق الحضرميّ مولاهم ابو محمد المقرئ النحويّ البصري مات سنة 205 هـ (تهذيب التهذيب 11/ 382) .(2/11)
جَدِّهِ قَالَ: وَقَفَ عِكْرِمَةُ [1] عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ فَقَالَ: مَا فِيهِ إِلَّا كَافِرٌ. قَالَ:
وَكَانَ عِكْرِمَةُ يَرَى رَأْيَ الْإِبَاضِيَّةِ [2] .
قَالَ: وَقَالَ قَتَادَةُ: لا تسألوا العبد الا عن القرآن. (3 ب)
[جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ] [3]
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: ذُكِرَ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ فَجَعَلَ يَتَعَجَّبُ مِنْ فِقْهِهِ [4] .
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: قِيلَ لِأَيُّوبَ: رَأَيْتُ جَابِرَ بْنَ زَيْدٍ؟ قَالَ: نَعَمْ وَاللَّهِ كَانَ لَبِيبًا لَبِيبًا [5] .
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ ثَنَا عَمْرٌو [6] قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: لَوْ تُرِكَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ عَلَى قَوْلِ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ لَأَوْسَعْهُمْ عَمَّا فِي كِتَابِ اللَّهِ عِلْمًا [7] .
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عمرو: أن أيوب السختياني
__________
[1] علقمة بن قيس النخعي الكوفي (تهذيب التهذيب 7/ 276) .
[2] فرقة من الخوارج تنسب الى عبد الله بن أباض.
[3] هو جابر بن زيد الازدي يكنى ابا الشعثاء وهو من أهل الطبقة الثانية من البصريين (ابن سعد: الطبقات 7/ 179) وهو من الطبقة الثالثة عند خليفة بن خياط (الطبقات 210) .
[4] أوردها ابن سعد من هذا الطريق أيضا (الطبقات 7/ 180) ، والامام احمد: كتاب العلل ومعرفة الرجال 1/ 387.
[5] أوردها ابن سعد من هذا الطريق أيضا (الطبقات 7/ 180) ، والامام أحمد: كتاب العلل 1/ 387، 242.
[6] ابن دينار، والسند فيه انقطاع وفي ابن سعد (الطبقات 7/ 179) «عن عمرو عن عطاء قال سمعت ابن عباس» وفي حلية الأولياء 3/ 85 «قال سمعت عطاء» .
[7] أوردها ابن سعد من طريق سفيان أيضا (7/ 179) وابو نعيم:
حلية الأولياء 3/ 85 من طريق سفيان أيضا.(2/12)
أَخْبَرَهُ قَالَ: ذُكِرَ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ عِنْدَ ابْنِ سِيرِينَ، فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ:
كَانَ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ مُسْلِمًا عِنْدَ الدِّرْهَمِ [1] .
حَدَّثَنَا أبو بكر الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو قَالَ: مَا عَلِمْتُ مِنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ رَأْيَ الْإِبَاضِيَّةِ قَطُّ وَلَا سَمِعْتُهُ مِنْهُ، لَقَدْ قَرَأْتُ عَلَيْهِ رِسَالَةَ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ [2] فَقَالَ: مَا أَحْبَبْتُ شَيْئًا كَرِهَهُ، وَلَا كَرِهْتُ شَيْئًا أَحَبَّهُ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَمْرٌو قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي الشَّعْثَاءِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَدَعَا لَهُ، فَلَمَّا وَلَّى قُلْتُ: أَتَعْرِفُ هَذَا يَا أَبَا الشَّعْثَاءِ [3] ؟ قَالَ: لَا إِلَّا أَنِّي أَظُنُّهُ مِنْ صِفْرِيَّتِكُمْ هَذِهِ.
وَبِهِ: حَدَّثَنَا عَمْرٌو قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ بِالْفُتْيَا مِنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ.
__________
[1] أوردها ابو نعيم من طريق سفيان بن عيينة أيضا وأضاف آخرها «يعني كان ورعا عندهم» (حلية الأولياء 3/ 89) .
[2] الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب ابو محمد الهاشمي المدني، قال ابن حجر: «وقفت على كتاب الحسن بن محمد أخرجه ابن أبي عمر العدني في «كتاب الايمان» له في آخره قال: حدثنا إبراهيم بن عيينة عن عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ بن محمد يأمرني أن أقرأ هذا الكتاب على الناس: أما بعد فأنا نوصيكم بتقوى الله فذكر كلاما كثيرا في الموعظة والوصية لكتاب الله واتباع ما فيه، وذكر اعتقاده ثم قال في آخره:
ونوالي ابا بكر وعمر رضي الله عنهما، ونجاهد فيهما لأنهما لم تقتتل عليهما الأمة ولم تشك في أمرهما، ونرجئ من بعدهما ممن دخل في الفتنة فنكل أمرهم الى الله الى آخر الكلام. قال ابن حجر: فمعنى الّذي تكلم فيه الحسن انه كان يرى عدم القطع على احدى الطائفتين المقتتلتين في الفتنة بكونه مخطئا أو مصيبا، وكان يرى ان يرجئ الأمر فيهما، وأما الارجاء الّذي يتعلق بالايمان فلم يعرج عليه فلا يلحقه بذلك عاب. والله اعلم (تهذيب التهذيب 2/ 321) .
[3] ابو الشعثاء كنية جابر بن زيد صاحب الترجمة.(2/13)
قَالَ عَمْرٌو: وَكُنْتُ إِذَا رَأَيْتُهُ قُلْتُ لَا يُحْسِنُ شَيْئًا، لَمْ تَكُنْ لَهُ تِلْكَ الْهَيْئَةُ.
وَبِهِ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ قَالَ: قَالَ لِي جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ: أَيْ عَمْرٌو كَتَبَ الْحَكَمُ بْنُ أَيُّوبَ نَفَرًا لِلْقَضَاءِ وَكُنْتُ فِيهِمْ، أَيْ عَمْرٌو فَلَوْ كَانَ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ لَرَكِبْتُ رَاحِلَتِي ثُمَّ هَرَبْتُ فِي الْأَرْضِ [1] .
حَدَّثَنَا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن يحي بْنِ عَتِيقٍ قَالَ:
ذُكِرَ جَابِرٌ عِنْدَ مُحَمَّدٍ [2] فَقَالَ: رَحِمَ اللَّهُ جَابِرًا كَانَ مُسْلِمًا عِنْدَ الدِّرْهَمِ [3] .
قَالَ: وَحَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ هِشَامٍ [4] عَنْ محمد قال: كان يقال المسلم الْمُسْلِمُ عِنْدَ الدِّرْهَمِ.
حَدَّثَنَا أَبُو النَّعْمَانِ [5] حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ فَذَكَرَهُ- يَعْنِي جَابِرَ بْنَ زيد- قال: كان والله لبيبا لبيبا لَبِيبًا مِنْ رَجُلٍ فِيهِ حَدٌّ [6] إِلَى اللَّهِ [7] . (4 أ) حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ وَسُلَيْمَانُ نَحْوَهُ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: قِيلَ لِجَابِرِ بْنِ زَيْدٍ: يَا أَبَا الشَّعْثَاءِ إِنَّهُمْ يَكْتُبُونَ عَنْكَ؟ قَالَ: إِنَّا للَّه يَكْتُبُونَ عَنِّي رأيي أرجع عنه غدا [8] .
__________
[1] أوردها ابو نعيم من طريق سفيان بن عيينة أيضا بألفاظ مقاربة (حلية الأولياء: 3/ 86) .
[2] محمد بن سيرين.
[3] أوردها ابن سعد من طريق حماد بن زيد (الطبقات 7/ 181) .
[4] هشام بن حسان.
[5] محمد بن الفضل عارم السدوسي.
[6] حدّ: مضاء وصلابة ومقصد الى الخير (اللسان: مادة «حدد» 4/ 117) .
[7] أوردها ابن سعد من هذا الطريق الى «حد» (الطبقات 7/ 180) .
[8] أوردها ابن سعد (الطبقات 7/ 181) .(2/14)
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد [1] عن حَبِيبٍ [2] عَنْ [3] ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِجَابِرِ بْنِ زَيْدٍ: مَا تَشْتَهِي؟ قَالَ: نَظْرَةٌ مِنَ الْحَسَنِ.
قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَجَاءَهُ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ [4] .
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْنَا عَمْرًا يُحَدِّثُ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو الشَّعْثَاءِ: أَيْ عَمْرٌو لِي نَاقَةٌ أَقِفُ عَلَيْهَا بِعَرَفَةَ اسْمُهَا جَزَّةُ مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهَا بَعِيرًا أَقِفُ عَلَيْهِ بِعَرَفَةَ أُعْطِيتُ بِهَا مِائَتَيْ دِينَارٍ [5] . قَالَ عَمْرٌو:
فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا الشَّعْثَاءِ لَوْ كُنْتُ عِنْدَكَ لَبِعْتُهَا عَلَيْكَ.
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ الرَّبِيعِ الْيَحْمَدِيُّ حَدَّثَنَا صَالِحٌ- يَعْنِي الدَّهَّانُ- قَالَ: مَا سَمِعْتُ جَابِرًا- يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ- قَطُّ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وصبيان هاهنا يَقُولُونَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السَّاعَةِ عِشْرِينَ مَرَّةٍ، وَمَا عَلِمْتُ جَابِرًا رَوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْثَرَ مِنْ خَمْسَةَ عَشْرَ أَوْ سِتَّةَ عَشْرَ حَدِيثًا أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ [6] .
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ أَخْبَرَنِي أَبُو مَعْبَدٍ وَكَانَ مِنْ اصدق موالي ابن عباس.
__________
[1] حماد بن زيد.
[2] حبيب بن الشهيد.
[3] في الأصل «و» والتصويب من ابن سعد (الطبقات 7/ 182) .
[4] أوردها ابن سعد من طريق حماد بن زيد بتفصيل أكثر، وذكر ان الحسن البصري كان متواريا. (الطبقات 7/ 182) وأوردها أبو نعيم من هذه الطريق بأطول (الحلية 3/ 89) .
[5] أوردها ابو نعيم من طريق سفيان بن عيينة أيضا (الحلية 3/ 86) .
[6] وردت هذه الرواية في الأصل بعد الروايات المتعلقة بأبي معبد وأبي يحي فقدمتها لتعلقها بترجمة زيد بن جابر.(2/15)
«وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَمَّارٌ الدُّهْنِيُّ عَنْ مسلم البطين قال:
رأيت ابا يحي الْأَعْرَجَ- وَكَانَ عَالِمًا بِحَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ- اجْتَمَعَ [1] هُوَ وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ فِي مَسْجِدٍ بِالْكُوفَةِ فَتَذَاكَرَا حَدِيثَ ابْنِ عَبَّاسٍ» [2] .
وَقَالَ سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ السَّائِبِ يَذْكُرُ أَنَّهُ شَهِدَ مَشْهَدًا- ثُمَّ تَنَفَّسَ عَطَاءٌ يَبْكِي- فِيهِ فُلَانٌ وفلان ومقسم [3] [و] ذكر نَاسًا فَقَالَ فِيهِمْ [4] سَعيدُ بْنُ جُبَيْرٍ.
قَالَ علي [5] : أبو معبد اسمه نافذ، وأبو يحي اسْمُهُ مِصْدَعٌ مَوْلَى مُعَاذِ بْنِ عَفْرَاءَ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا حدثنا سعيد بن أبي عروبة (4 ب) .
حدثني قَتَادَةُ قَالَ: كَانَ أَعْلَمَ التَّابِعِينَ أَرْبَعَةٌ قَالَ: عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ أَعْلَمُهُمْ بِالْمَنَاسِكِ، وَكَانَ عِكْرِمَةُ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَعْلَمَهُمْ بِسِيرَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ جبير أعلمهم بتفسير القرآن، وكان الحسن ابن أَبِي الْحَسَنِ أَعْلَمَهُمْ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ حَدَّثَنَا مَسْعُودُ بْنُ خَلَفٍ حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ [6] قَالَ: سَأَلْتُ شُعْبَةَ عَنِ الْحَكَمِ وَحَمَّادٍ فقال: كان أكثرهما حديثا الحكم،
__________
[1] في الأصل «انه» قبل «اجتمع» وهي زائدة فحذفتها.
[2] الخطيب: الجامع لأخلاق الراويّ وآداب السامع ق 182 أ.
[3] مقسم مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل، يكنى ابا القاسم، مات سنة احدى ومائة وهو في الطبقة الثانية من أهل مكة عند خليفة بن خياط (الطبقات 281) .
[4] في الأصل «لهم» .
[5] علي بن المديني.
[6] الحجاج بن محمد المصيصي.(2/16)
وَكَانَ حَمَّادٌ أَجْوَدَهُمَا رَأْيًا.
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَبِقَوْلِ أَبِي بُسْطَامٍ [1] الْحَكَمِ [2] أَعْلَى مِنْ حَمَّادٍ [3] فِي جَمِيعِ أَحْوَالِهِ.
قَالَ: وَقَالَ حَجَّاجٌ: وَرَآنِي شعبة عند الحسن بن نيار [4] ، فَجَعَلْتُ أَتَوَارَى مِنْهُ، فَلَمَّا أَتَيْتُهُ قَالَ لِي: أَمَا إِنِّي قَدْ رَأَيْتُكَ. قَالَ: ثُمَّ قَالَ لي:
اما على ذلك فقد جالس الأشياخ.
قال: قال حجاج: وحثني شُعْبَةُ عَلَى الْمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ وَعَلَى أَبِي عَوَانَةَ [5] وَقَالَ لِيَ: الْزَمْ أَبَا عَوَانَةَ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ ثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ ثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ قَالَ: كَانَ مَكْحُولٌ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَقُولَ قُلْ كَانَ يَقُولُ كُلْ.
قَالَ: وَمَا قَالَ مَكْحُولٌ بِالشَّامِ قُبِلَ مِنْهُ. وَكَانَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ أَسْوَدَ شَدِيدَ السَّوَادِ لَيْسَ فِي رَأْسِهِ شَعْرٌ إِلَّا شُعَيْرَاتٍ فِي مُقَدِّمِ رأسه فيصيح
__________
[1] هو شعبة بن الحجاج يكنى ابا بسطام.
[2] الحكم بن عتيبة الكندي مولاهم الكوفي مات سنة 113 هـ (تهذيب التهذيب 2/ 432) .
[3] حماد بن أبي سليمان الفقيه الكوفي مات سنة 120 هـ (تهذيب التهذيب 2/ 16- 18) .
[4] الحسن بن دينار ابو سعيد البصري، وهو الحسن بن واصل التميمي ودينار زوج أمه، وقال ابن حجر: ذكره في الضعفاء كل من صنف فيهم ولا اعرف لأحد فيه توثيقا وجاء عن شعبة ما يدل على ابن الحسن كان لا يتعمد الكذب (تهذيب التهذيب 2/ 275- 276) .
[5] الوضاح بن عبد الله اليشكري مولاهم الواسطي البزاز مات سنة 176 هـ (تهذيب 11/ 116- 120) .(2/17)
إِذَا تَكَلَّمَ فَمَا قَالَ شَيْئًا بِالْحِجَازِ [إِلَّا] [1] قُبِلَ مِنْهُ.
قَالَ ضَمْرَةُ: سَمِعْتُ إِنْسَانًا يَقُولُ: أُمُّ عَطَاءٍ بَرَكَةُ [2] وَأَبُوهُ أَبُو رَبَاحٍ أَسْوَدَانِ.
قال ضمرة: يزيد أَبِي حَبِيبٍ أَسْوَدُ.
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ حدثنا إِسْحَاقُ [3] ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ [4] أَخْبَرَنَا هَمَّامُ ابن يحي [5] قَالَ: جَاءَ شُعْبَةُ إِلَى قَتَادَةَ فَحَدَّثَ قَتَادَةُ بِحَدِيثٍ فَقَالَ شُعْبَةُ: مِمَّنْ سَمِعْتَ هَذَا؟ قَالَ قَتَادَةُ: وَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَنَهَابُهُمْ أَنْ نَسْأَلَهُمْ مِمَّنْ سَمِعْتَ، فَذَكَرَ الْحَسَنَ وَسَعِيدًا، فَلَمْ يَبْرَحْ حَتَّى حَدَّثَ شُعْبَةُ بِحَدِيثٍ فَقَالَ لَهُ قَتَادَةُ:
مِمَّنْ سَمِعْتَ هَذَا؟ فَقَالَ شُعْبَةُ: أَسْأَلُكَ فَلَا تجيبني وتسألني! (5 أ) حَدَّثَني أَحْمَدُ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى [6] قَالَ:
سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ [7] قَالَ: سُئِلَ إِبْرَاهِيمُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ. قَالَ: ذَاكَ رَجُلٌ ارتفع ببيعته. وَسُئِلَ عَنْ شُرَيْحٍ فَقَالَ: ذَاكَ رَجُلٌ يُحِبُّ الْأُمَرَاءَ، أَمَا إِنِّي رَأَيْتُ مِنْهُ شَيْئًا أَعْجَبَنِي قَالَ لِابْنٍ لَهُ: يَا غُلَامُ قُمْ فَأَذِّنْ، فَأَذَّنَ لَهُ.
[عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ]
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ قَالَ سَمِعْتُ عَمْرًا يقول: لما مات
__________
[1] الزيادة يقتضيها السياق.
[2] وردت الى هنا من طريق ضمرة بن ربيعة في (تهذيب التهذيب 7/ 200) .
[3] إسحاق بن إبراهيم المعروف بابن راهويه المروزي (تهذيب التهذيب 1/ 216) .
[4] الضبعي البصري (تهذيب 4/ 50) .
[5] همام بن يحي بن دينار العوذي.
[6] السيناني.
[7] سليمان بن مهران.(2/18)
عَطَاءٌ قَالَ لِي ابْنُ هِشَامٍ [1] : لَوْ جَلَسْتَ لِلنَّاسِ فَأَفْتَيْتَهُمْ وَجَعَلْتَ لَكَ رِزْقًا؟
فَقُلْتُ: لَيْسَ هَذَا مِنْ حَاجَتِي وَأَبَيْتُ عَلَيْهِ [2] .
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرًا وَالزُّهْرِيَّ يَتَمَثَّلَانِ بِالشِّعْرِ فِي مَجَالِسِهِمَا فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَرَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ يَسْمُرُ إِلَى قَرِيبٍ مِنْ رُبُعِ اللَّيْلِ، وَرَأَيْتُ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيَّ يَسْمُرُ مَعَهُ إِلَى قَرِيبٍ مِنْ رُبُعِ اللَّيْلِ، فَإِذَا ذَهَبُوا دَخَلَ أَيُّوبُ الطَّوَافَ فَرُبَّمَا دَخَلْتُ مَعَهُ فَيَقُولُ: لَوْلَا أَنَا أَكُنْتَ تَطُوفُ؟ فَأَقُولُ: لَا تَجِدْنِي. ثُمَّ يَقُولُ لِيَ: اذْهَبْ.
«قَالَ: وَكَانَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ يُحَدِّثُ بِالْحَدِيثِ عَلَى المعنى، وكان إبراهيم بن ميسرة لا يحدثه إِلَّا عَلَى مَا سَمِعَ» [3] ، وَرَأَيْتُ عَمْرًا يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ.
قَالَ: وَسَمِعْتُ عَمْرًا قَالَ لَهُ رَجُلٌ من أهل مكة: ان سفيان بن عُيَيْنَةَ إِذَا ذَهَبَ الْبَيْتَ يَكْتُبُ عَنْكَ. فَاسْتَلْقَى عَمْرٌو عَلَى فِرَاشِهِ فِي الْمَسْجِدِ فَبَكَى فَقَالَ: أُحَرِّجُ باللَّه عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ يَكْتُبُ عَنِّي شَيْئًا. وَقَالَ لِي عَمْرٌو: يَا غُلَامُ أَنَا حِينَ كُنْتُ مِثْلَكَ لَا أَنْسَى شَيْئًا أَسْمَعُهُ [4] .
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ذُكِرَ لِي أَنَّ عَمْرًا قَالَ [5] يَكْتُبُونَ عَنِّي خَطَايَا.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَمْرٌو قال: جئت الى محمد بن
__________
[1] أحسبه سليمان بن هشام بن عبد الملك وكان كثيرا ما يتولى امارة موسم الحج في خلافة أبيه.
[2] أوردها ابو نعيم من طريق سفيان بن عيينة بألفاظ مقاربة (الحلية 3/ 348) ووقع فيه «هشام» بدل «ابن هشام» .
[3] الخطيب: الكفاية 206.
[4] أوردها بالمعنى ابن سعد (الطبقات 5/ 480) من طريق ابن عيينة أيضا وأضاف: «قال سفيان: فما كتبت عنه شيئا كنا نحفظ» .
[5] في الأصل يوجد «أنه قال» بعد «قال» وهي زائدة فحذفتها.(2/19)
عَلِيٍّ أَبِي جَعْفَرٍ [1] فَقَالَ لِأَخَوَيْهِ زَيْدٍ وَعُمَرَ: قُومَا إِلَى عَمِّكُمَا فَأَنْزِلَاهُ.
قَالَ سُفْيَانُ: وَرَأَيْتُ عَمْرًا يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ.
قَالَ عَمْرٌو: جَمَعْتُ بَيْنَ الْجَعْدِ وَبَيْنَ الْهَيْصَمِ ابْنَيْ بِشْرٍ فَتَكَلَّمَا عِنْدِي في شيء.
(5 ب) حَدَّثَني مُحَمَّدٌ [2] قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ لِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ:
مَا كُنْتُ أَجْلِسُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ، مَا كُنْتُ عِنْدَهُ إِلَّا قَائِمًا.
قَالَ: وَقَالَ عَلِيٌّ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ [3] قَالَ شُعْبَةُ: مَا رَأَيْتَ أَثْبَتَ مِنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ فَظَنَّ أَنِّي أَعْنِي الْمَشْيَخَةَ فَقَالَ: وَلَا الْحَكَمَ وَلَا قَتَادَةَ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: خَرَجَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلَمْ يَسْمَعْ بِهَا شَيْئًا.
وَقَالَ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ: يَا سُفْيَانُ مَا صَنَعَ عَمْرٌو بِالْمَدِينَةِ أَلْهَاهُ قَضْمُ الْعَجْوَةِ.
قَالَ سُفْيَانُ: قُلْتُ لِعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ: رَأَيْتَ الْأَسْوَدَ بْنَ يَزِيدَ؟ قَالَ:
نَعَمْ.
قُلْتُ: حَفِظْتَ مِنْهُ؟ قَالَ: لَا.
حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: قال سفيان: قال ابن أبي نَجِيحٍ [4] : لَمْ يَكُنْ عِنْدَنَا أَحَدٌ أَعْلَمَ مِنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ.
قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ عَنْ بِشْرِ بْنِ السَّرِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَافِعٍ قَالَ: مَاتَ حَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ قَبْلَ طَاوُسٍ.
__________
[1] الباقر أحد الائمة الاثني عشرية عند الشيعة الإمامية.
[2] محمد بن أبي عمر.
[3] ابن مهدي.
[4] عبد الله بن أبي نجيح.(2/20)
قَالَ وَقَالَ عَلِيٌّ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ مُجَاهِدٍ سَمِعَهُ يَقْرَأُ «وَالْمُخْلَصِينَ» [1] .
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَالْحُمَيْدِيُّ قَالا: ثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا ابْنُ جريج قال: سمعت مجاهد يَقْرَأُ «فَطَلِّقُوهُنَّ لِقُبْلِ عِدَّتِهِنَّ» [2] .
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: مَا سَمِعْتُ ابْنَ جُرَيْجٍ فِي شَيْءٍ قَالَ سَمِعْتُ مُجَاهِدًا إِلَّا فِي هَذَا.
حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ قال: سمعت أبا عبد الله [3] وقيل له: مَنْ أَثْبَتُ النَّاسِ فِي عَطَاءٍ؟ قَالَ: عَمْرُو وَابْنُ جُرَيْجٍ. قِيلَ لَهُ: فَمَنْ تَقَدَّمَ مِنْهُمَا؟ قَالَ: عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، قَالَ شُعْبَةُ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَلَا الْحَكَمَ [4] وَلَا قَتَادَةَ [5] . وَقِيلَ لَهُ: مَنْ أَثْبَتُ النَّاسِ في عمرو بن دينار؟
__________
[1] بفتح اللام كما ورد في كتاب العلل ومعرفة الرجال للإمام احمد 1/ 256 حيث أورد هذه الرواية من طريق يحي بن آدم أيضا. و «المخلصين» وردت في قوله تعالى «انه من عبادنا المخلصين» سورة يوسف آية 24 وقد قرأها سائر القراء بالفتح الا ابن كثير وابو عمرو وابن عامر فقرءوها بكسر اللام (ابن مجاهد: كتاب السبعة في القراءات 348) .
[2] سورة الطلاق آية (1) . جاء في كتاب القراءات الشاذة لابن خالويه ص 158 أن مجاهد قرأها «فطلقوهن في قبل عدتهن» وقد وردت في القرآن الكريم يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ 65: 1، وورد في كتاب المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها لابن جني 2/ 323 «فطلقوهن في قبل عدتهن» وهي قراءة النبي (صلى الله عليه وسلم) وعثمان وابن عباس وأبيّ بن كعب وجابر بن عبد الله ومجاهد وعلي بن الحسين وجعفر بن محمد «رضي الله عنهم» وقال ابن جني: هذه القراءة تصديق لمعنى الجماعة: «فطلقوهن لعدتهن» اى عند عدتهن.
[3] هو الامام احمد بن حنبل.
[4] الحكم بن عتيبة.
[5] قتادة بن دعامة السدوسي البصري.(2/21)
قَالَ: لَيْسَ أَحَدٌ أَثْبَتَ مِنْ سُفْيَانَ بْنِ عيينة. قيل له: فحماد بن يزيد؟ قَالَ:
لَا وَكَمْ رَوَى حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ لَعَلَّهَا أَنْ تَبْلُغَ خَمْسِينَ وَمِائَةً.
[أَبُو الزُّبَيْرِ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ تَدْرُسَ وَآخَرُونَ]
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ثَنَا هُشَيْمٌ أَنْبَأَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى [1] وَالْحَجَّاجُ [2] عَنْ عَطَاءٍ [3] قَالَ: كُنَّا إِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ تَذَاكَرْنَا حَدِيثَهُ، فَكَانَ أَبُو الزُّبَيْرِ مِنْ أَحْفَظِنَا لِلْحَدِيثِ [4] .
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا (6 أ) سُفْيَانُ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ الْأَحْوَلُ خَالُ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ وَكَانَ ثِقَةً.
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ ثَنَا عَمْرٌو وَأَخْبَرَنَا مُسْلِمٌ الْمُصَبِّحُ، قَالَ عَمْرٌو: وَكَانَ مُسْلِمٌ رَجُلًا صَالِحًا يُصَبِّحُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَذَكَرَ عَنْهُ خَيْرًا.
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ عَنِ ابْنِ تَدْرُسَ مَوْلَى حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ: تَدْرُسُ [5] بْنُ مُوسَى، وَأَبُو الزُّبَيْرِ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ تدرس.
حدثني محمد بن يحي حدثنا سفيان [6] عن داود بن
__________
[1] عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري الكوفي فقد في الجماجم سنة 82 هـ (تهذيب التهذيب 6/ 216) .
[2] الحجاج بن ارطأة القاضي الكوفي.
[3] ابن أبي رباح.
[4] أوردها ابن سعد من هذا الطريق بألفاظ مقاربة (الطبقات 5/ 481) .
[5] في الأصل فوقها علامة «مد» وهي تدل على الشك في وقوع خطأ في هذا الموضوع ولم أتبينه.
[6] ابن عيينة.(2/22)
شَابُورٍ [1] عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: نَفْخَرُ عَلَى النَّاسِ بِأَرْبَعَةٍ: بِفَقِيهِنَا ابْنِ عَبَّاسٍ وَمُؤَذِّنِنَا أَبِي مَحْذُورَةَ وَقَارِئِنَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ وَقَاصِّنَا [2] عُبَيْدِ [3] بن عمير [4] .
حدثني محمد بن يحي حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ إِذَا ذَكَرَ أبا الزبير يقول: ابو الزبير ابو الزبير ابو الزبير وقال يكفه فقيهنا.
قال محمد: أبي يوثقه.
حدثني محمد بن يحي حدثنا سفيان قال: سمعت أَبَا الزُّبَيْرِ يَقُولُ:
كَانَ عَطَاءٌ يُقَدِّمُنِي إِلَى جَابِرٍ أَحْفَظُ لَهُمُ الْحَدِيثَ [5] .
حَدَّثَني مُحَمَّدٌ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: مَا نَازَعَ أَبُو الزُّبَيْرِ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ فِي حَدِيثِ جَابِرٍ إِلَّا زَادَ عَلَيْهِ.
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ثَنَا حَجَّاجٌ [6] وَابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: كُنَّا نَكُونُ عِنْدَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَيُحَدِّثُنَا، فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ تَذَاكَرْنَا حَدِيثَهُ، قَالَ: وَكَانَ أَبُو الزُّبَيْرِ أَحْفَظَنَا لِلْحَدِيثِ [7] .
__________
[1] في الأصل «سابور» وما أثبته من ابن سعد (الطبقات 5/ 445) و (تهذيب التهذيب 3/ 187) .
[2] في الأصل «وقاضينا» وما أثبته من ابن سعد (الطبقات 5/ 445) .
[3] عبيد بن عمير بن قتادة الليثي (ابن سعد: الطبقات 5/ 463) .
[4] أوردها ابن سعد من طريق ابن عيينة أيضا (الطبقات 5/ 445) وأوردها ابو نعيم: الحلية 3/ 267 وحذف ما يتعلق بأبي محذورة.
[5] أوردها ابن سعد من طريق ابن عيينة بألفاظ مقاربة (الطبقات 5/ 481) وقال «عند» بدل «الى» . وأوردها الامام أحمد من طريق ابن عيينة وذكر «لهم عند» بدل «الى» (العلل 1/ 7) .
[6] حجاج بن ارطأة النخعي الكوفي.
[7] وردت في كتاب العلل ومعرفة الرجال للإمام احمد بن حنبل 1/ 7. وأوردها ابن سعد من طريق هشيم أيضا (الطبقات 5/ 481) .(2/23)
[عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ]
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ أَنْبَأَ عَمْرٌو قَالَ: رَأَيْتُ عُبَيْدَ ابن عُمَيْرٍ يَقُصُّ فِي الْمَسْجِدِ.
قَالَ سُفْيَانُ: وَأَنْبَأَ عَمْرٌو قَالَ: حَمَلَنَا حُبُّ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ وَالْإِعْجَابُ بِهِ أَنْ تَبِعْنَاهُ حَتَّى فَاتَتْنَا رَكْعَةٌ مِنَ الْمَغْرِبِ.
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي رَاشِدٍ قَالَ: جَاءَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ إِلَى عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، فَقَالَ: مَا جاء بكم؟ قالوا: بعثنا إخوانك نسألك عن (6 ب) علي وعثمان.
قال ابن نمير: ابو [1] راشد اسمه سعد وهو مولى عبيد بن عمير.
[هشام بن حجير]
حدثني محمد بن يحي ثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شُبْرُمَةَ يَقُولُ:
مَا بِمَكَّةَ أَفْضَلُ مِنْ هِشَامِ بْنِ حُجَيْرٍ [2] .
[طَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ] [3]
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ طَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ يَلْقَانَا فَقَلَّمَا نَفْتَرِقُ حَتَّى نَقُولَ اللَّهمّ اسْمُ لِلْمُسْلِمِينَ أَمْرًا رَشَدًا يُعَزُّ فِيهِ وَلِيُّكَ، وَيُذَلُّ فِيهِ عَدُوُّكَ، وَيُعْمَلُ فِيهِ لِطَاعَتِكَ، وَيُتَنَاهَى عَنْ سَخَطِكَ [4] .
__________
[1] في الأصل يوجد «المن» قبل «ابو» واحسبها زائدة فحذفتها.
[2] أوردها ابن سعد من طريق ابن عيينة أيضا (الطبقات 5/ 484) .
[3] العنزي، وهو في الطبقة الثانية من أهل البصرة عند ابن سعد (الطبقات 7/ 227) وفي الثالثة عند خليفة بن خياط (الطبقات 210) .
[4] أوردها ابو نعيم (الحلية 3/ 65) من طريق سفيان أيضا لكنه يذكر «أبرم» بدل «اسم» و «رشيدا» بدل «رشدا» .(2/24)
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ ثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ سَعْدٍ قَالَ: كَانَ طَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ إِذَا لَقِيَنَا يَقُولُ: إِنَّ نِعَمَ اللَّهِ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ تُحْصَى، وَإِنَّ حُقُوقَهُ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يَقُومَ بِهَا الْعِبَادُ لَكِنْ أَمْسُوا تَائِبِينَ وَأَصْبِحُوا تَائِبِينَ [1] .
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [2] عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ:
مَا رَأَيْنَا بِبَلَدِنَا أَشَدَّ مُدَارَاةً عَلَى صَلَاتِهِ مِنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ.
[ابْنُ جُرَيْجٍ] [3]
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ ثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ جُرَيْجٍ يَقُولُ:
مَا دَوَّنَ الْعِلْمَ تَدْوِينِي أَحَدٌ» [4] .
«وَقَالَ: جَالَسْتُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ بَعْدَ مَا فَرَغْتُ مِنْ عَطَاءٍ سَبْعَ سِنِينَ» [5] .
سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: كَانَ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ [6] أَفْقَهَ مِنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَلَمْ يَكُنْ فِقْهُهُ عَلَى قَدْرِ تَصْنِيفِهِ، وكَانَ [7] مُفْتِيَ مَكَّةَ بعد عطاء وابن أبي نجيح.
«قال: وسمعت يوسف أو غيره من المكيين قال: خرج ابن جريج
__________
[1] أوردها ابو نعيم (الحلية 3/ 65) من طريق سفيان أيضا بتقديم وتأخير.
[2] ابن عيينة.
[3] عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج توفي سنة 150 هـ وهو في الطبقة الرابعة من المكيين عند خليفة وابن سعد (طبقات خليفة 283 وطبقات ابن سعد 5/ 491) .
[4] الخطيب: الجامع لأخلاق الراويّ وآداب السامع ق 187 ب.
[5] الخطيب: تاريخ بغداد 10/ 402- 403.
[6] عبد الله بن أبي نجيح يسار الثقفي المكيّ (تهذيب التهذيب 6/ 54) .
[7] يعني ابن جريج.(2/25)
إِلَى بَادِيَتِهِمْ طَرَفَ مَكَّةَ [1] ، فَصَنَّفَ كُتُبَهُ عَلَى وَرَقِ الْعُشَرِ ثُمَّ حَوَّلَهَا فِي الْبَيَاضِ، فَكَانَ إِذَا قَدِمَ مُحَدِّثٌ حَمَلَ إِلَيْهِ كِتَابَهُ فَيَقُولُ اقدني مَا كَانَ فِي هَذِهِ الْأَبْوَابِ» [2] .
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: قَالَ أَبِي: أَلِمَّ ... [3] بِابْنِ إِسْحَاقَ فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُهُ عِنْدَ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ بِمَكَانٍ. قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَإِذَا هُوَ قَدْ نَسِيَ، وَقَالَ ائْتِنِي بِالْبَادِيَةِ، فَبَلَغَنِي أَنَّ الْمُبَارَكَ [4] أَتَاهُ فَأَخْرَجَ إِلَيْهِ كِتَابَهُ.
وقال (7 أ) حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: إِذَا قُلْتُ لَكُمْ «قُلْتُ» فَإِنَّمَا أَعْنِي عَطَاءً.
قَالَ سَنْدَلٌ: لَوْ كَانَ عَطَاءُ ابْنُ جَارِيَةَ ابْنَ جُرَيْجٍ مَا حُمِلَ لَهُ.
وَسَنْدَلٌ عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ أَخُو حُمَيْدِ بْنِ قَيْسٍ.
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: كُنْتُ إِذَا رَدَدْتُ [5] عَلَى عَطَاءٍ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ ثُمّ قَالَ: نَعَمْ- مَدَّ بِهَا صَوْتَهُ-.
قَالَ: وَسَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: قَدِمَ ابْنُ جُرَيْجٍ ضَيْفًا تَعَرَّضَ لِمَعْنِ بْنِ زَائِدَةَ الشَّيْبَانِيِّ- وَكَانَ وَعَدَهُ حِينَ مَرَّ بِهِ أَنْ يَقْضِيَ دَيْنَهُ- فلم بصل إِلَى شَيْءٍ حَتَّى جَمَعُوا لَهُ مِنَ النَّاسِ الدينار والدينارين فرحل به.
__________
[1] في الأصل يوجد «في» قبل «مكة» وهي زائدة.
[2] الخطيب: الجامع ق 187 ب- 188 أ.
[3] في الأصل «نتركه» ولم أجد الرواية في بقية المصادر ولم اجتهد فيها لأنها قد تتعلق بالجرح والتعديل فتحرجت من تثبيتها دون بيان.
[4] المبارك بن فضالة بن أبي أمية البصري (تهذيب التهذيب 1/ 28) .
[5] أي الحديث.(2/26)
[عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَابَاهْ]
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ حَدَّثَنَا عُمَرُ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَابَاهْ مَوْلَى آلِ حُجَيْرِ بْنِ أَبِي إِهَابٍ.
[مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ]
[1] حَدَّثَنِي سَلَمَةُ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ سَمِعْتُ سُفْيَانَ [2] يَقُولُ: رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ [3] وَابْنَ إِسْحَاقٍ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ- قَبْلَ أَنْ يَقْدُمَ عَلَيْنَا ابْنُ شِهَابٍ بِسَنَةٍ- فَجَلَسْتُ إِلَيْهِمَا، فَجَلَسَا يَتَذَاكَرَانِ، فَلَمَّا قَامَ ابْنُ إِسْحَاقَ تَبِعَهُ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ:
سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ يَقُولُ: لَا يَزَالُ بِالْمَدِينَةِ عِلْمٌ مَا كَانَ بِهَا مَوْلَى مَخْرَمَةَ [4] .
قَالَ سُفْيَانُ: لَمْ يَحْمِلْ عَلَيْهِ أَحَدٌ فِي الْحَدِيثِ إِنَّمَا كَانَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ حَمَلُوا عَلَيْهِ مِنْ أَجْلِ الْقَدَرِ.
قَالَ: وَسَمِعْتُ بَعْضَ وَلَدِ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ وَكَانَ ملازما لعلي [5] قال: سمعت عَلِيًّا يَقُولُ: دُفِعَ إِلَيَّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ إسحاق ستين فَمَا أَنْكَرْتُ مِنْهُ إِلَّا أَرْبَعةَ أَحَادِيثَ ظَنَنْتُ أَنَّ بَعْضَهُ مِنْهُ وَبَعْضَهُ لَيْسَ مِنْهُ.
«قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: لَمْ أَجِدْ لِابْنِ إِسْحَاقَ إِلَّا حديثين منكرين: نافع
__________
[1] صاحب السيرة في الطبقة السادسة من أهل المدينة عند خليفة (الطبقات 271) وقد سقطت ترجمته في طبقات ابن سعد (ط. ليدن، وط. دار صادر) حيث سقطت الطبقتان الرابعة والخامسة من أهل المدينة وهما في الجزء التاسع من طبقات ابن سعد منه نسخة (ميكروفيلم) في معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية.
[2] ابن عيينة.
[3] سلمى بن عبد الله الهذلي (تاريخ بغداد 9/ 224) .
[4] أوردها ابن أبي حاتم من طريق علي بن المديني أيضا بألفاظ مقاربة (كتاب الجرح والتعديل ج 2 قسم 3/ 191) .
[5] ابن المديني.(2/27)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَالزُّهْرِيُّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ: إِذَا مَسَّ أَحَدُكُمْ فَرْجَهُ، هَذَيْنِ لَمْ يَرْوِهِمَا عَنْ أَحَدٍ وَالْبَاقِينَ [1] يَقُولُ: ذَكَرَ فُلَانٌ وَلَكِنَّ هَذَا فِيهِ حَدَّثَنَا» [2] .
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [3] قَالَ: قَالَ الْهُذَلِيُّ [4] :
لَا يَزَالُ بِالْمَدِينَةِ عِلْمٌ مَا بَقِيَ هَذَا الرَّجُلُ- يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ-.
[خَلَّادُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ]
حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ثَنَا عبد الرزاق قال (7 ب) طَلَبَ دَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ خَلَّادًا- يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُنْدَةَ. قَالَ أَحْمَدُ: وَكَانَ مِنَ الْأَبْنَاءِ- أَنْ يَسْتَعْمِلَهُ عَلَى الْيَمَنِ فَذَهَبَ عَقْلُهُ أَيَّامًا.
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: وَكَانَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ وَالْمُغِيرَةُ بْنُ حَكِيمٍ وَخَلَّادُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مِنَ الْأَبْنَاءِ.
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ مَعْمَرٌ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا بِصَنْعَاءَ إِلا وَهُوَ يثج [5] الحديث الا خلاد بن عبد الرحمن [6] .
__________
[1] يعني المناكير في حديثه- كما يقول ابن حجر- (تهذيب التهذيب 9/ 43) .
[2] ابن حجر: تهذيب التهذيب 9/ 43 لكنه يحذف «هذين لم يروهما عن أحد» .
[3] ابن عيينة.
[4] ابو بكر الهذلي سلمى بن عبد الله البصري (تاريخ بغداد 9/ 224 وتهذيب التهذيب 12/ 45) .
[5] لا يبينه، أو لا يأتي به على وجهه (اللسان: مادة: ثبج 3/ 43) .
[6] قارن بابن أبي حاتم: الجرح والتعديل ج 1 قسم 2/ 365.(2/28)
[الْمُغِيرَةُ بْنُ حَكِيمِ]
[1] حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ [2] حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ الْبَيْتَ بِغَيْرِ طَائِفِينَ إِلَّا يَوْمَ مَاتَ الْمُغِيرَةُ بْنُ حَكِيمِ فَإِنِّي رَأَيْتُهُ بَقِيَ بِغَيْرِ طَائِفِينَ.
[وَهْبُ بنُ مُنَبِّهٍ]
[3] حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ:
حَجَّ عَامَهُ عَامَ الْمِائَةِ وَحَجَّ وَهْبٌ، فَلَمَّا صَلَّوُا الْعِشَاءَ، أَتَاهُمْ نَفَرٌ فِيهِمْ عَطَاءٌ [4] وَالْحَسَنُ [5] وَهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُذَاكِرُوهُ [6] الْقَدَرَ، قَالَ: فَافْتَنَّ فِي بَابٍ مِنَ الْجِدِّ فَلَمْ يَزَلْ فِيهِ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ فَانْصَرَفُوا وَلَمْ يَسْأَلُوهُ عَنْ شَيْءٍ.
قَالَ: قَالَ أَحْمَدُ حَدَّثَنَا يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ مَعْقِلٍ قَالَ: سَمِعْتُ أُمِّي تَقُولُ: سَمِعْتُ النِّسَاءَ يَقُلْنَهُ أَنَّ أُمَّ وَهْبٍ قَالَتْ رَأَيْتُ [فِي] الْحُلْمِ:
وَلَدُكِ ابْنٌ مِنْ طِيبٍ، وَالطِّيبُ: الذَّهَبُ بِالْحِمْيَرِيَّةِ.
قَالَ أَحْمَدُ: قَالَتْ: رَأَيْتُ كَأَنِّي وَلَدْتُ ابْنًا مِنْ ذَهَبٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ قَالَ أَحْمَدُ ثَنَا غَوْثُ بْنُ جَابِرِ بْنِ غَيْلَانَ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: كَانُوا إِخْوَةً أَرْبَعَةً أَكْبَرُهُمْ وَهْبٌ وَمَعْقِلٌ أَبُو عَقِيلٌ وَهَمَّامٌ وَغَيْلَانٌ وَكَانَ أَصْغَرَهُمْ وَهُوَ جَدُّ غَوْثٍ. وَهُوَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهِ بْنِ كَامِلِ بن سيج وهو الأسوار.
__________
[1] في الطبقة الثانية من أهل اليمن عند ابن سعد (الطبقات 5/ 544) .
[2] بكر بن خلف.
[3] من الأبناء يكنى ابا عبد الله، صنف كتاب المبتدإ، وهو في الطبقة الثانية من أهل اليمن عند ابن سعد (الطبقات 5/ 543) وخليفة (طبقات 287) .
[4] ابن أبي رباح.
[5] البصري.
[6] في الأصل «يذاكراه» .(2/29)
قَالَ غَوثٌ: وَمَاتَ وَهْبٌ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ [1] .
قَالَ غَوثٌ: وَمَاتَ هَمَّامٌ آخِرَهُمْ قَبْلَ مَوْتِ أَبِي جَعْفَرٍ [2] بِقَلِيلٍ [3] .
مَاتَ وَهْبٌ ثُمَّ مَعْقِلٌ ثُمَّ غَيْلَانُ ثُمَّ هَمَّامٌ.
[عُرْوَةُ بنُ مُحَمَّدٍ السَّعْدِيُّ]
قَالَ عَلِيٌّ: وَلِيَ عُرْوَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ [4] الْيَمَنَ عِشْرِينَ سَنَةً وَخَرَجَ حِينَ خَرَجَ وَمَعَهُ سَيْفٌ وَمُصْحَفٌ.
[الْبَصْرَةُ]
حَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الْأُمَوِيُّ حَدَّثَنَا عَمِّي مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا الْمُجَالِدُ [5] عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: كُنْتُ أُجَالِسُ الْأَحْنَفَ [6] فَأُفَاخِرُ جُلَسَاءَهُ مِنْ أَهْلِ البصرة بأهل الكوفة (8 أ) فَقَالَ لَنَا: أَنْتُمْ خَوَلٌ لَنَا اسْتَنْقَذْنَاكُمْ مِنْ عبيدكم فذكرته كلمة قالها أعشى همدان:
__________
[1] أوردها الامام احمد: كتاب العلل ومعرفة الرجال 1/ 400.
[2] في ابن سعد (الطبقات 5/ 544) انه مات قبل وهب سنة احدى أو اثنتين ومائة. وفي طبقات خليفة 287 «مات سنة احدى أو اثنتين وثلاثين ومائة» .
[3] كانت وفاة أبي جعفر المنصور سنة 158 هـ.
[4] ابن عطية السعدي الجشمي وقد ذكر يعقوب الفسوي انه عزل عن اليمن سنة ثلاث ومائة (تهذيب التهذيب 7/ 188) وكان عمر بن عبد العزيز قد ولاه اليمن (طبقات ابن سعد 5/ 341) .
[5] مجالد بن سعيد.
[6] الأحنف بن قيس واسم الأحنف صخر وهو في الطبقة الاولى من التابعين من أهل البصرة. وقال ابن سعد اسمه الضحاك (طبقات خليفة 191 وطبقات ابن سعد 7/ 93) .(2/30)
أَفَخَرْتُمْ أَنْ قَتَلْتُمْ أَعْبُدًا ... أَوْ هَزَمْتُمْ مَرَّةً آلَ رِغَلْ
ثُمَّ قُدْنَاكُمْ إِلَيْهِمْ عَنْوَةً ... وَجَمَعْنَا أَمْرَكُمْ بَعْدَ الْفَشَلْ
فَإِذَا فَاخَرْتُمُونَا فَاذْكُرُوا ... مَا فَعَلْنَا بِكُمُ يَوْمَ الْجَمَلْ
بَيْنَ شَيْخٍ خَاضِبٍ عُثْنُونَهُ ... أَوْ فَتًى وَضَّاحٍ رَفَلْ
جَاءَنَا يَهْدِرُ فِي سَابِغِهِ ... فَذَبَحْنَاهُ كَمَا ذَبْحِ الْحَمَلْ
وَعَفَوْنَا فَنَسِيتُمْ عَفْوَنَا ... وَكَفَرْتُمْ نِعْمَةَ اللَّهِ الْأَجَلْ
وَقَالَ الأحنف: يا جارية هات تِلْكَ الصَّحِيفَةَ الصَّفْرَاءَ.
حَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ حَدَّثَنَا أبي حدثنا مُجَالِدٌ عَنْ عَامِرٍ [1] قَالَ: كُنْتُ أُجَالِسُ الْأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ فَأُفَاخِرُ أَهْلَ الْبَصْرَةِ بِأَهْلِ الْكُوفَةِ، فَبَلَغَ مِنْهُ كَلَامِي ذَاتَ يَوْمٍ وَأَنَا لَا أَدْرِي، فَقَالَ: يَا جَارِيَةُ هَاتِ ذَلِكَ الْكِتَابَ.
فجاءت به، فقال: اقرأوا- وَمَا يَدْرِي أَحَدٌ مِنَ الْقَوْمِ مَا فِيهِ-، قَالَ:
فَقَرَأَتْهُ فَإِذَا فِيهِ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنَ الْمُخْتَارِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ إِلَى الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ وَمَنْ قِبَلِهِ مِنْ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ أَسِلْمٌ أَنْتُمْ؟ فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكُمُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، أَمَّا بَعْدُ: فَوَيْلٌ لِأُمِّ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ، وَإِنَّ الْأَحْنَفَ مُورِدُ قَوْمِهِ سَقَرَ حَيْثُ لَا يَسْتَطِيعُ بِهِمُ الْصَدْرَ، وَإِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مَا خُطَّ فِي الْقَدَرِ، وَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونِي وَتُؤْذُونَ رُسُلِي، وَقَدْ كُذِّبَتِ الْأَنْبِيَاءُ وَأُوذُوا مِنْ قَبْلِي وَلَسْتُ بِخَيْرٍ مِنْ كَثِيرٍ مِنْهُمْ وَالسَّلَامُ.
فَلَمَّا قَرَأَتْهُ، قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ هَذَا مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ أَوْ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ؟ قُلْتُ: يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ أَبَا بَحْرٍ إِنَّمَا كُنَّا نَمْزَحُ وَنَضْحَكُ. قَالَ:
لَتُخْبِرَنِّي مِمَّنْ هُوَ قُلْتَ: يَغْفِرُ اللَّهُ لك. قال: لتخبرني. قلت: من أهل (8 ب) الكوفة.
__________
[1] الشعبي.(2/31)
قَالَ: فَكَيْفَ تُفَاخِرُ أَهْلَ الْبَصْرَةِ وَهَذَا مِنْكُمْ.
«حدثنا أبو بكر الحميدي حدثنا سفيان عن مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ:
فَاخَرْتُ أَهْلَ الْبَصْرَةِ فَغَلَبْتُهُمْ بِأَهْلِ الْكُوفَةِ وَالْأَحْنَفُ سَاكِتٌ لَا يَتَكَلَّمُ، فَلَمَّا رَآنِي غَلَبْتُهُمْ أَرْسَلَ غُلَامًا لَهُ فَجَاءَ بِكِتَابٍ، فَقَالَ: هَاكِ اقْرَأْ. فَقَرَأْتُهُ فَإِذَا فِيهِ مِنَ الْمُخْتَارِ إِلَيْهِ يَذْكُرُ أَنَّهُ نَبِيٌّ. قَالَ فَيَقُولُ الْأَحْنَفُ: أَنَّى فِينَا مِثْلُ هَذَا [1] .
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ قَالَ: قِيلَ لِلْحَسَنِ: أَيُّهُمَا خَيْرٌ أَهْلُ الْكُوفَةِ أَمْ أَهْلُ الْبَصْرَةِ؟ فَقَالَ الْحَسَنُ: كَانَ يَبْدَأُ بِأَهْلِ الْكُوفَةِ.
حَدَّثَنِي الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ رَاشِدٍ قَالَ: كُنْتُ بِمَكَّةَ فِي الْمَسْجِدِ فَإِذَا حَلْقَةٌ، فَدَنَوْتُ مِنْهُمْ فَإِذَا ابْنُ عُمَرَ فِيهِمْ فَقَالَ لِي: مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ. قَالَ: أَهْلُ الْبَصَرَةِ خَيْرٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ.
حَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٍ زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عامر قال: قال يونس ابن عُبَيْدٍ: إِنِّي لَأَعُدُّهَا مِنْ نِعَمِ اللَّهِ عَلَيَّ أَنِّي لَمْ أَنْشَأْ بِالْكُوفَةِ. قِيلَ لِسَعِيدٍ:
سَمِعْتُ مِنْ يُونُسَ؟ قَالَ: لَا وَلَكِنْ أَخْبَرَنِي عَنْهُ رَجُلٌ.
[الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ]
حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ قَالَ:
أَدْرَكْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ ويحي بْنَ جَعْدَةَ وَالْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ وَسَالِمَ [2] فِي آخَرِينَ فَلَمْ أَرَ مِثْلَ الْحَسَنِ. وَلَوْ أَنَّ الحسن أدرك
__________
[1] الذهبي: تاريخ الإسلام 4/ 134 ويضيف «قد» قبل «غلبتهم» .
[2] سالم بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ (تهذيب التهذيب 3/ 436) .(2/32)
أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ رَجُلٌ لَاحْتَاجُوا إِلَى رَأْيِهِ [1] .
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ ثَابِتٍ قَالَ:
قَالَ مُطَرِّفٌ: مَا أُحِبّ [2] أَنْ أُؤَمِّنَ عَلَى دُعَاءِ أَحَدٍ حَتَّى أَسْمَعَ مَا يَقُولُ غَيْرَ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ [3] .
حَدَّثَنَا عَمْرٌو ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ قال: قال ابن الحسن ابن أَبِي الْحَسَنِ لِأَبِيهِ الْحَسَنِ: يَا أَبَهْ بَيْتُنَا يَكِفُ فَلَوْ طَيَّنَّاهُ. قَالَ: اطْرَحْ ثَمَّ شَيْئًا مِنْ رَمَادٍ، ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهُ.
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ [4] عَنْ مَنْصُورٍ [5] قَالَ: كان ابن سيرين يضحك (9 أ) حَتَّى تَدْمَعُ عَيْنَاهُ، وَكَانَ الْحَسَنُ يُحدِّثُنَا وَيَبْكِي.
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ طَارِقٍ أَخْبَرَنَا السَّرِيُّ أَنَّ الْعَلَاءَ بْنَ أَبِي هِلَالٍ الْبَاهِلِيَّ قَالَ لِلْحَسَنِ يَوْمًا: يَا أَبَا سَعِيدٍ إِنَّكَ حدثتني بحديث فَنَسِيتُهُ فَأَعِدْ عَلَيَّ فَقَالَ الْحَسَنُ: لَوْلَا [6] النِّسْيَانُ لَكَانَ الْفُقَهَاءُ كَثِيرًا.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الرَّمْلِيُّ وَسَعِيدٌ [7] قَالا: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ سِيرِينَ لِأَصْحَابِهِ مرحبا بالمدرفشين [8] .
__________
[1] أوردها ابن سعد من طريق حماد بن زيد أيضا (الطبقات 7/ 161) .
[2] في الأصل «ما [؟] » و « [؟] » زائدة فحذفتها.
[3] أوردها ابن سعد: الطبقات 7/ 166.
[4] هشيم بن بشير الواسطي.
[5] منصور بن زاذان.
[6] في الأصل «لولا أن» و «أن» زائدة فحذفتها.
[7] سعيد بن أسد.
[8] في الأصل «المررقشين» وقد أوردها ابو نعيم في الحلية 2/ 274 من طريق ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ سيرين يمازح أصحابه(2/33)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَسَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ قَالا: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ [1] عَنْ جَابِرِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: وَصَفَ يُونُسُ بْنَ عُبَيْدٍ الْحَسَنَ وَابْنَ سِيرِينَ قَالَ:
أَمَّا الْحَسَنُ فَلَمْ أَرَ رَجُلًا أَقْرَبَ قَوْلًا مِنْ فِعْلٍ مِنْهُ، وَأَمَّا ابْنُ سِيرِينَ فَإِنَّهُ لَمْ يُعْرَضْ لَهُ أَمْرَانِ فِي دِينِهِ إِلَّا أَخَذَ بِأَوْثَقِهِمَا.
حَدَّثَنَا أبو النعمان [2] حدثنا حماد بن زيد عن أَيُّوبَ [3] قَالَ: كَذَبَ عَلَى الْحَسَنِ ضَرْبَانِ مِنَ النَّاسِ، قَوْمٌ الْقَدَرُ رَأْيُهُمْ فَيَنْحِلُونَهُ الْحَسَنَ لَيُنَفِّقُوهُ في الناس، وقوم في صدورهم شنئان مِنْ بُغْضِ الْحَسَنِ فَيَقُولُونَ أَلَيْسَ يَقُولُ كَذَا أَلَيْسَ يَقُولُ كَذَا.
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قِيلَ لِابْنِ الْأَشْعَثِ: إِنْ سَرَّكَ أَنْ يُقْتَلُوا حَوْلَكَ كَمَا قُتِلُوا حَوْلَ جَمَلِ عَائِشَةَ فَأَخْرِجِ الْحَسَنَ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَأَكْرَهَهُ [4] .
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: أَنَا نَازَلْتُ الْحَسَنَ فِي الْقَدَرِ غَيْرَ مَرَّةٍ حَتَّى خَوَّفْتُهُ بِالسُّلْطَانِ. فَقَالَ: لَا أَعُودُ فِيهِ بَعْدَ اليوم [5] .
قال أيوب: ولا أَعْلَمُ أَحَدًا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعِيبَ الْحَسَنَ إِلَّا به، وأدركت
__________
[ () ] ويقول: مرحبا بالمدرفشين- يعني انكم تشهدون الجنائز وتحملون الموتى- ولولا سياق أبي نعيم لرجحت انها «بالمرقشين» والترقيش:
الكتابة والتنقيط في الصحف (اللسان: مادة «رقش» 8/ 195) .
[1] ابن ربيعة الفلسطيني.
[2] محمد بن الفضل السدوسي عارم.
[3] في الأصل «جابر بن زيد وأيوب» والصواب ما أثبته كما هو في الروايات التالية. وأيوب هو السختياني.
[4] أوردها ابن سعد الطبقات (7/ 162) .
[5] أوردها ابن سعد: الطبقات (7/ 167) .(2/34)
الْحَسَنَ وَاللَّهِ مَا يَقُولُهُ [1] .
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن الْحَسَنِ قَالَ:
إِنَّ اللَّهَ لَوْ شَاءَ وَكَّلَ هَذَا الْأَمْرَ إِلَى الْعِبَادِ أَوْ إِلَى النَّاسِ فقال من اجتهد لِي جَزَيْتُهُ، وَلَكِنْ أَمْرٌ بِأَمْرٍ وَنَهْيٌ عَنْ أَمْرٍ ثُمّ قَالَ اجْتَهِدُوا لِي فِيمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ.
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: أَلَا تَعْجَبُ مِنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّهُ دخل عليّ (9 ب) الْبَيْضَاءَ فِي الطَّاعُونِ [وَهُوَ يُشَاوِرُنِي فِي قِتَالِ هَؤُلَاءِ] [2] .
ثُمَّ [3] قَالَ قَتَادَةَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ أَنَّهُ [مَا] [4] لَقِيَ أَحَدًا مِنَ الْبَدْرِيِّينَ [5] شَافَهَهُ بِالْحَدِيثِ وَلَا سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ وَلَا [6] سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ.
«حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ [7] عَنْ [8] شُعْبَةَ عَنْ عَبْدِ الله بن صبيح عن محمد بن سيرين قَالَ: ثَلَاثَةٌ كَانُوا يَصَدُقُونَ مَنْ حَدَّثَهُمْ أَنَسٌ وابو العالية [9] والحسن البصري» [10] .
__________
[1] أوردها ابن سعد: الطبقات (7/ 167) .
[2] ساقط من الأصل وأكملته من صفحة 48.
[3] سقط أول الرواية.
[4] سقطت من الأصل وانظر تهذيب التهذيب 2/ 266.
[5] في الأصل المدنيين وهو تصحيف (انظر قول قتادة في تهذيب التهذيب 2/ 266 دون استاد) .
[6] في الأصل «الا» .
[7] عبد الله بن إدريس الأودي الكوفي (تهذيب التهذيب 5/ 144) .
[8] في الأصل «وشعبة» وهو خطأ (انظر الخطيب: الكفاية 373) .
[9] رفيع بن مهران الرياحي مولاهم البصري (تهذيب التهذيب 3/ 284) .
[10] الخطيب: الكفاية 373 وعلق الخطيب على ذلك بقوله «أراد(2/35)
«حَدَّثَنَا عُثْمَانُ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ رَجُلٍ عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: لَا تُحَدِّثْنِي عَنِ الْحَسَنِ وَلَا عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ بِشَيْءٍ فَإِنَّهُمَا لَا يُبَالِيَانِ عَمَّنْ أَخَذَا الْحَدِيثَ» [1] .
حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ [2] حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ قَالَ حَدَّثْتُ الْحَسَنَ بِحَدِيثٍ وَهُوَ عِنْدِي مُتَوَارٍ فِي مَنْزِلِي فَاسْتَعَادَهُ سِتَّ مَرَّاتٍ فَلَمَّا أَنْ ظَهَرَ جَعَلَ يُحَدِّثُ بِذَاكَ الْحَدِيثِ. فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ مَنْ حَدَّثَكَ بِهَذَا؟ قَالَ: دَعْنَا مِنْكَ. فَلَمَّا أَكْثَرْتُ عَلَيْهِ قَالَ: أَنْتَ حَدَّثْتَنِيهِ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بن حرب حدثنا أَبُو هِلَالٍ [3] قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَنَصْرٌ أَبُو خزيمة على الحسن وذلك يوم جمعة ولم يكن جمع. فقلت يَا أَبَا سَعِيدٍ أَمَا جَمَعْتَ؟ فَقَالَ: أَرَدْتُ ذَلِكَ وَلَكِنْ مَنَعَنِي قَضَاءُ اللَّهِ.
حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنِي حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنِ «الْحَسَنِ: أَنَّ عُمَرَ لَقِيَ عَلْقَمَةَ بْنَ عَلَاثَةَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ وَكَانَ عُمَرُ يُشْبِهُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ. قَالَ فَقَالَ لَهُ عَلْقَمَةُ: يَا خَالِدُ أُعِزَّ لَكَ هَذَا الرَّجُلُ أَبَى هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ إِلَّا شُحًّا، قَدْ جئت وأنا أريد ان أسأله حاجتين هاهنا لنا [4] هلكت فأردت أن
__________
[ () ] ابن سيرين انهم كانوا يأخذون الحديث عن كل أحد ولا يبحثون عن حاله لحسن ظنهم به، وهذا الكلام قاله ابن سيرين على سبيل التعجب منهم في فعلهم وكراهته لهم ذلك، والله اعلم» .
[1] الخطيب: الكفاية 392.
[2] الازدي الفراهيدي مولاهم ابو عمرو البصري الحافظ (تهذيب التهذيب 10/ 121) .
[3] محمد بن سليم الراسبي.
[4] هكذا في الأصل ولم اتبينها(2/36)
أسأله، وابن عَمٍّ لِي أَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ أَنْ يَفْرِضَ له، فأما إِذَا فَعَلَ بِكَ هَذَا فَلَنْ أَسْأَلَهُ شَيْئًا. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: قَلِيلًا قَلِيلًا هِيهِ فَمَا عِنْدَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ قَوْمٌ لَهُمْ عَلَيْنَا حَقٌ فَنُؤَدِّي حَقَّهُمْ وَأَجْرُنَا عَلَى اللَّهِ. قَالَ: فَلَمَّا أَصْبَحُوا دَخَلَ النَّاسُ عَلَى عُمَرَ وَدَخَلَ عَلَيْهِ عَلْقَمَةُ وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ. قَالَ: فَأَقْبَلَ عُمَرُ عَلَى خَالِدٍ فَقَالَ: هِيهِ مَا يَقُولُ لَكَ عَلْقَمَةُ مُنْذُ اللَّيْلَةِ؟ قَالَ مَا قَالَ لِي شيئا.
قال: (10 أ) هِيهِ مَا يَقُولُ لَكَ عَلْقَمَةُ مُنْذُ اللَّيْلَةِ؟ قَالَ: وَاللَّهِ مَا قَالَ لِي شَيْئًا. قَالَ: وَتَحْلِفُ أَيْضًا!» [1] قَالَ: قِيلَ لِلْحَسَنِ: فَمَا كَانَ يَقُولُ عَلْقَمَةُ؟ قَالَ: كَانَ وَاللَّهِ يَفْرَقُ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ [2] بِمِثْلِهِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ. قَالَ: جَعَلَ عَلْقَمَةُ يَقُولُ لِخَالِدٍ: خَلِّ يَا خَالِدُ خَلِّ يَا خَالِدُ.
قَالَ قَالَ عُمَرُ: أما انه قد قال كلمة لئن تَكُونَ فِي كُلِّ مُسْلِمٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حمر النعم.
قال: قَالَ: هُمْ قَوْمٌ لَهُمْ عَلَيْنَا حَقٌّ فَنُؤَدِّي حَقَّهُمْ وَأَجْرُنَا عَلَى اللَّهِ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ: ذَهَبْتُ مَعَ الْحَسَنِ إِلَى أَبِي نَضْرَةَ فَحَدَّثَنَا هَذَا الْحَدِيثَ. قَالَ: وَمَا سَمِعْتُ الْحَسَنَ قَبْلَ ذَلِكَ.
قَالَ: ثُمَّ سَمِعْتُ الْحَسَنَ بَعْدَ ذَلِكَ يُحَدِّثُهُ. قال: فكان الحسن أحسن سياقا له من أبي نضرة.
__________
[1] ابن حجر: الاصابة 2/ 498 ويذكر «شيئا» بدل «حاجتين» ويحذف «هؤلاء القوم» و «دخل الناس على عمر» ولا يكرر سؤال عمر لخالد واجابة خالد بل يقتصر على التي فيها الحلف، وقال ابن حجر أول الرواية «وروى يعقوب بن سفيان باسناد صحيح الى الحسن» .
[2] المنذر بن مالك بن قطعة.(2/37)
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن ابْنِ عَوْنٍ [1] قَالَ: ذَكَرْتُ رِجَالًا لِابْنِ سِيرِينَ فَقَالَ لِي ذَاتَ يَوْمٍ: يَا أَبَا عَوْنٍ أَشَعُرْتَ أَنَّ فُلَانًا أَتَانَا؟
قَالَ: قُلْتُ يَا أَبَا بَكْرٍ كَيْفَ رَأَيْتَهُ؟ قَالَ: رَأَيْتُ رَجُلًا يرى أنه يعلم مالا نَعْلَمُ.
قَالَ سُلَيْمَانُ: قَالَ الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ: النَّاسُ ثَلَاثَةٌ، فَاثْنَانِ يَعْلَمَانِ وَوَاحِدٌ لَا يَعْلَمُ، رَجُلٌ عَالِمٌ يَعْلَمُ أَنَّهُ عَالِمٌ هَذَا يَعْلَمُ، وَرَجُلٌ عَالِمٌ لَا يَعْلَمُ أَنَّهُ عَالِمٌ فهَذَا يَعْلَمُ، وَرَجُلٌ لَا يَعْلَمُ وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ يَعْلَمُ فَهَذَا لَا يَعْلَمُ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حرب حدثنا حماد عن ابن عون قال: لو علمنا أنهم ينتحلوا بِهَا الْحَسَنَ لَقُلْنَا فِيهِمْ قَوْلًا قَلَّدَهُمْ بِقِلَادَةٍ وَلَا يَفُكُّونَهَا.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ كَانَ يَقْدُمُ الْبَصْرَةَ، فَكَانَ لَا يَأْتِي الْحَسَنَ مِنْ أَجْلِ الْقَدَرِ، فَلَقِيَهُ يَوْمًا فِي الطَّرِيقِ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ «وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ. إِلا مَنْ رحم ربك» [2] . قَالَ: نَعَمْ أَهْلُ رَحْمَتِهِ لَا يَخْتَلِفُونَ.
قَالَ فقوله: «ولذلك خلقهم» [3] ؟ قَالَ: خُلِقَ هَؤُلَاءِ لِلْجَنَّةِ وَهَؤُلَاءِ لِلنَّارِ.
قَالَ: فَقَالَ الرَّجُلُ: لَا أَسْأَلُ عَنِ الْحَسَنِ بَعْدَ اليوم. (10 ب) حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن خَالِدٍ الْحَذَّاءِ قَالَ: غِبْتُ غَيْبَةً لِي فَقَدِمْتُ فَأَخْبَرُونِيَ أَنَّ الْحَسَنَ تَكَلَّمَ فِي الْقَدَرِ. فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ آدَمُ خُلِقَ لِلْجَنَّةِ أَمْ لِلْأَرْضِ؟ قَالَ: فَقَالَ يَا أَبَا مُنَازِلٍ مَا كَانَ هَذَا مِنْ مَسَائِلِكَ.
قَالَ قُلْتُ: إِنِّي أَحْبَبْتُ أَنْ أَعْلَمَ. قَالَ: لَا بَلْ لِلْأَرْضِ. قُلْتُ: أَرَأَيْتَ لَوِ اعْتَصَمَ فَلَمْ يَأْكُلْ مِنَ الشَّجَرَةِ؟ قَالَ: لَمْ يَكُنْ لِيَعْتَصِمَ فَلَا يأكل من الشجرة
__________
[1] عبد الله بن عون بن ارطبان المزني البصري (تهذيب التهذيب 5/ 346) .
[2] ، (3) سورة هود الآيتان 118 و 119.(2/38)
إِنَّمَا خُلِقَ لِلْأَرْضِ. أَرَأَيْتَ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ «مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ. إِلا مَنْ هو صال الجحيم» [1] . قَالَ: الشَّيَاطِينُ لَمْ يَكُونُوا يَفْتِنُونَ بِضَلَالَتِهِمْ إِلَّا مَنْ أَوْجَبَ اللَّهُ لَهُ [أَنْ] [2] يَصْلَى الْجَحِيمَ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَالْحَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ قَالا: [ثَنَا] [3] أَبُو الْأَشْهَبِ عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ «وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ» 34: 54 [4] .
قَالَ: الْإِيمَانُ [5] .
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حماد عن حبيب بن الشهيد ومنصور ابن زَاذَانَ قَالَ: سَأَلْنَا الْحَسَنَ عَمَّا بَيْنَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ 1: 2 [6] الى قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ 114: 1 [7] ففسره على الإثبات [8] .
(20 ب) [9] ... [10] .. الفسطاط ومعه فلان يذاكر أمر القتال
__________
[1] سورة الصافات الآيتان 162 و 163.
[2] الزيادة يقتضيها السياق.
[3] سقطت من الأصل
[4] سورة سبإ آية 54.
[5] كرر الرواية ص 40 والزيادة منها.
[6] سورة الفاتحة آية 1.
[7] سورة الناس آية 1.
[8] يعني سألوه عن تفسير القرآن كله (انظر ص 40) ومعنى «ففسره على الإثبات» يعني على إثبات القدر كما ورد في تهذيب التهذيب 2/ 270 في رواية اخرى بهذا المعنى أيضا.
[9] قدمت الورقة 20 ب الى هذا الموضع لأنها حوت روايات تتعلق بترجمة الحسن البصري.
[10] سقط أول الرواية من الأصل ويبدو انها تتعلق بالحسن البصري كما في الرواية التي تليها.(2/39)
وَمَعَهُ فُلَانٌ.
قَالَ أَبُو النُّعْمَانِ: هَذَا حِينَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ ابْنُ الْأَشْعَثِ فَأَكْرَهَهُ.
حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ ثَنَا حَمَّادٌ [1] عَنْ حُمَيْدٍ [2] قَالَ: قَدِمَ الْحَسَنُ مَكَّةَ فَكَلَّمَنِي فُقَهَاءُ أَهْلِ مَكَّةَ أَنْ أُكَلِّمَهُ، فَجَلَسَ لَهُمْ يَوْمًا فَكَلَّمْتُهُ. فَقَالَ: نَعَمْ.
فَاجْتَمَعُوا وهو على سرير فخطب يومئذ. فو الله مَا رَأَيْتُهُ قَبْلَ ذَلِكَ الْيَوْمَ وَلَا بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ مَا بَلَغَ مِنْهُ يَوْمَئِذٍ، فَسَأَلُوهُ عَنْ صَحِيفَةٍ طَوِيلَةٍ مِنْ هُنَا إِلَى ثَمَّ. قَالَ: فَمَا أَخْطَأَ يَوْمَئِذٍ إِلَّا فِي شَيْءٍ واحد أربعين مشاه [3] بين رجلين فقال فيها مشاه [4] . قَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا سَعِيدٍ مَنْ خَلَقَ الشَّيْطَانَ؟ قَالَ:
سُبْحَانَ اللَّهِ وَهَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ خَلَقَ الشَّيْطَانَ وَخَلَقَ الْخَيْرَ وَخَلَقَ الشَّرَّ.
قَالَ الرَّجُلُ: مَا لَهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ كَيْفَ يَكْذِبُونَ عَلَى هَذَا الشَّيْخِ.
حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالا: ثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ عَنِ الْحَسَنِ فِي هَذِهِ الآية وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ 34: 54 [5] . قَالَ: حِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْإِيمَانِ.
حدثنا الحجاج ثَنَا حَمَّادٌ عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ: قَرَأْتُ الْقُرْآنَ كُلَّهُ عَلَى الْحَسَنِ فِي بَيْتِ أَبِي خَلِيفَةَ، فَفَسَّرَهُ لِي أَجْمَعَ عَلَى الْإِثْبَاتِ. فَسَأَلْتُهُ عَنْ قوله كَذلِكَ سَلَكْناهُ في قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ 26: 200 [6] . قال: الشرك سلكه الله في
__________
[1] ابن سلمة.
[2] الطويل.
[3] كذا في الأصل ولم اتبينها.
[4] كذا في الأصل ولم أتبينها.
[5] سورة سبإ آية 54.
[6] سورة الشعراء آية 200.(2/40)
قُلُوبِهِمْ. وَسَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِهِ وَلَهُمْ أَعْمالٌ مِنْ دُونِ ذلِكَ هُمْ لَها عامِلُونَ 23: 63 [1] .
قَالَ: أَعْمَالٌ سَيَعْمَلُونَهَا لَمْ يَعْمَلُوهَا. قَالَ: فَسَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ. إِلَّا من هُوَ صالِ الْجَحِيمِ 37: 162- 163 [2] ... [3] .
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ الْحَسَنَ فَقَالَ وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ. إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ 11: 118- 119 [4] . قَالَ:
أَهْلُ رَحْمَتِهِ [لَا] يَخْتَلِفُونَ. وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ 11: 119 [5] . قَالَ: خَلَقَ هَؤُلَاءِ لِجَنَّتِهِ وَخَلَقَ هَؤُلَاءِ لِنَارِهِ.
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ خَالِدٍ قال: قلت لِلْحَسَنِ: يَا أَبَا سَعِيدٍ أَخْبَرْنِي عَنْ آدَمَ خُلِقَ لِلسَّمَاءِ أَمْ لِلْأَرْضِ؟ قَالَ: لِلْأَرْضِ خُلِقَ.
(21 أ) قَالَ قُلْتُ: أَرَأَيْتَ لَوِ اعْتَصَمَ فَلَمْ يَأْكُلَ مِنَ الشَّجَرَةِ. قَالَ: لَمْ يَكُنْ بُدٌّ مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا لِأَنَّهُ لِلْأَرْضِ خُلِقَ. قَالَ: وَسَأَلْتُ الْحَسَنَ قُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ. إِلَّا مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ 37: 162- 163 [6] . قَالَ: نَعَمِ الشَّيَاطِينُ لَا يُضِلُّونَ بِضَلَالِهِمْ إِلَّا مَنْ أَوْجَبَ اللَّهُ لَهُ أَنْ يَصْلَى الْجَحِيمَ.
حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ قَالَ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ: يَا أَبَا سَعِيدٍ آدَمُ خلق للأرض أم لِلسَّمَاءِ؟ قَالَ: لِلْأَرْضِ. قَالَ قُلْتُ لَهُ: أَكَانَ لَهُ أَنْ يَسْتَعْصِمَ؟ قَالَ: لَا.
حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ خَالِدٍ قال: قلت
__________
[1] سورة المؤمنون آية 63.
[2] سورة الصافات الآيتان 162 و 163.
[3] انظر التتمة ص 39.
[4] ، (5) سورة هود الآيتان 118 و 119.
[6] سورة الصافات الآيتان 162 و 163.(2/41)
لِلْحَسَنِ: يَا أَبَا سَعِيدٍ آدَمُ خُلِقَ لِلْأَرْضِ أَمْ لِلسَّمَاءِ؟ قَالَ: مَا هَذَا يَا أَبَا مُنَازِلٍ؟ قَالَ فَقَالَ: خُلِقَ لِلْأَرْضِ. قَالَ فَقُلْتُ: أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّهُ اسْتَعْصَمَ فَلَمْ يَأْكُلْ مِنَ الشَّجَرَةِ؟ قَالَ: لَمْ يَكُنْ بُدٌّ مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا لِأَنَّهُ خُلِقَ لِلْأَرْضِ.
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ مُحَمَّدِ بن الزبير قال:
قيل للحسن: لو صليت ان أَهْلَ السُّوقِ قَدْ صَلُّوا؟ قَالَ: إِنَّ أَهْلَ السُّوقِ لَا خَيْرَ فِيهِمْ، بَلَغَنِي أَنَّ أَحَدَهُمْ يَرُدُّ أَخَاهُ مِنْ أَجْلِ الدِّرْهَمِ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ [1] أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ذَكَرُوا عِنْدَ الْحَسَنِ زِيَادَةَ دَانِقٍ أَوْ نُقْصَانَ دَانِقٍ. فَقَالَ الْحَسَنُ: لَا دِينَ إِلَّا بِالْمُرُوَّةِ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ سَعِيدٍ [2] عَنْ صَالِحِ بْنِ حي ابن مُسْلِمٍ [3] عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى وَكَانَ سِمْسَارًا قَالَ: قَالَ لِيَ الْحَسَنُ: أَيُولِي أَحَدُكُمْ أَخَاهُ الثَّوْبَ فِيهِ رِخَصُ دِرْهَمَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا وَاللَّهِ وَلَا دَانِقٍ. قَالَ فَقَالَ الْحَسَنُ: أُفٍّ أُفٍّ فَمَاذَا بَقِيَ مِنَ الْمُرُوَّةِ إِذًا [4] !! حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ الْحَلَبِيُّ حَدَّثَنَا ضمرة عن السري بن يحي قَالَ: مَا رَأَيْتُ الْحَسَنَ مُبْتَسِمًا قَطُّ إِلَّا مرة، فأنه شكى إِلَيْنَا طَعَامًا أَكَلَهُ. فَقَالَ رَجُلٌ فِي الْمَجْلِسِ: مَا آذَانِي طَعَامٌ قَطُّ. فَقَالَ لَهُ الْآخَرُ: أَنْتَ لَوْ كَانَتْ فِي مَعِدَتِكَ الْحِجَارَةُ لَطَحَنْتَهَا. فَتَبَسَّمَ الْحَسَنُ.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءٍ عَنْ عُثْمَانَ الْبَتِّيِّ قَالَ:
__________
[1] ابن المبارك.
[2] الثوري الكوفي (تهذيب التهذيب 10/ 28) .
[3] غير واضح في الأصل وراجع (تهذيب التهذيب 4/ 393) .
[4] من بداية ق (21 أ) من الأصل الى هنا وردت متأخرة بعد ورقة (20 ب) فقدمتها الى هنا لتعلقها بترجمة الحسن البصري.(2/42)
قُلْتُ لِلْحَسَنِ: إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً. قَالَ: وَمَا هِيَ؟ قَالَ: لَا ... [1] .
وَبِهِ عَنْ رَجَاءٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ رَجُلًا لَيْسَ مِنَ الْعَرَبِ أَشْبَهَ بِالْعَرَبِ مِنَ الْحَسَنِ.
حدثني سعيد بن أسد حدثنا ضمرة عن ابْنِ شَوْذَبٍ عَنْ مَطَرٍ قَالَ:
كَانَ الْحَسَنُ صَاحِبَ لَيْلٍ.
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ رَجَاءٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الحسن جالسا (11 أ) إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ عَمَّنْ تُحَدِّثُ؟ قَالَ: عِنْكَ وَعَنْ هَذَا وَعَنْ هَذَا [2] .
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةَ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ [3] قَالَ:
ذَهَبْتُ مَعَ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ إِلَى حَاجَةٍ فَأَتَيْنَا عَلَى السُّوقِ. قَالَ فَقَالَ:
مَا مِنْ بُقْعَةٍ أَبْغَضَ إِلَى اللَّهِ مِنْهَا. قَالَ: ثُمَّ ذَهَبْنَا حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى قَصْرِ أَوْسٍ.
فَقَالَ الْحَسَنُ: قَصْرُ أَوْسٍ قَصْرُ أَوْسٍ قَصْرُ أَوْسٍ مَنْ يُعْطِي رَجُلًا مِسْكِينًا كَفًّا مِنْ تَمْرٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَدَعَ مِثْلَ هَذَا.
«حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنِ ابْنِ عون عن محمد قال:
كان ها هنا ثَلَاثَةٌ يُصَدِّقُونَ كُلَّ مَنْ حَدَّثَهُمْ. قَالَ سُلَيْمَانُ: كَأَنَّهُ كَرِهَ ذَلِكَ لَهُمْ» [4] .
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الطُّوسِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ حدثنا
__________
[1] الكلمة رسمها «تقيب» ولم أتبينها، ولعلها تقنت.
[2] وردت في تهذيب التهذيب عن ابن عون باختصار دون اسناد (2/ 270) .
[3] البناني.
[4] الخطيب: الكفاية 373.(2/43)
حماد بن سلمة عن علي بن زيد قَالَ: كَانَ ثَلَاثَةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا إِذَا سَمِعُوا الْحَدِيثَ رَفَعُوهُ: الْحَسَنُ وَأَبُو الْعَالِيَةِ وَآخَرُ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ [1] عَنْ خَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَرْتَبِيلٍ [2] قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ أَنَّ مُحَمَّدَ بن سيرين كره أن يعلم القدر وكنا فِي بَيْتِ أَبِي مَخْلَدٍ، فَدَخَلَ عَلَيْنَا مُحَمَّدٌ فسألوه فقال: ما قلت وكذب من قَالَ ذَاكَ. قَالَ: فَجِئْنَا إِلَى سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ فَقُلْتُ لَهُ. فَقَالَ: حَدَّثَنِي مُؤَذِّنُنَا هَذَا وَلَمْ أَرَ أَنَّهُ يَكْذِبُ.
حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ [3]- صَاحِبُ لَيْلٍ[ص:4] عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ خَرَجَ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ بِشَيْءٍ. قَالَ: فَغَضِبَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ فَقَالَ: يَا أَعْمَشُ لَقَدْ أَدْرَكْنَا أَقْوَامًا مَا مُجَالَسَتُكَ مَعَهُمْ إِلَّا ذَا الْقَدْرَ لَيْتَنَا نَنْتَظِرُ الْحَسَنَ يَخْرُجُ إِلَيْنَا، فَيَخْرُجُ إِلَيْنَا كَأَنَّمَا عَايَنَ الْآخِرَةَ ثُمَّ جَاءَنَا يُخْبِرُنَا عَنْهَا.
وَبِهِ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ مُطَرِّفُ بْنُ الشِّخِّيرِ لَا أُؤَمِّنُ عَلَى دُعَاءٍ لَا أَعْرِفُهُ إِلَّا دُعَاءَ الْحَسَنِ فَإِنِّي أَثِقُ بِهِ.
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ:
مَنْ كَذَّبَ بِالْقَدَرِ فَقَدْ كَفَرَ.
حَدَّثَنِي سَعِيدُ ثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: رَأَى رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ ابْنَ سِيرِينَ فِي الْجَنَّةِ فِي منامه فقال له: ما فعل الحسن؟ (11 ب)
__________
[1] علي بن المديني.
[2] هكذا في الأصل ولم أجده.
[3] ضمرة بن ربيعة الفلسطيني دمشقي الأصل (تهذيب التهذيب 4/ 460) .
[4] غير واضحة الأصل.(2/44)
قَالَ: هُوَ فِيهَا. قَالَ: فَبِأَيِّ شَيْءٍ؟ قَالَ: بِتَوَسُّعِهِ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ثنا الأعمش قال: ما زال الحسن يعي ِالْحِكْمَةِ حَتَّى نَطَقَ بِهَا.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا قَالَ: ذَكَرْتُ لِطَاوُسٍ الْحَسَنَ أَوْ ذَكَرَهُ فَقَالَ: ذَاكَ رَجُلٌ جَرِيءٌ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: لَمَّا وَلِيَ الْحَسَنُ القضاء كلمني رجل أَنْ أُكَلِّمَهُ فِي مَالِ يَتِيمٍ يُدْفَعُ إِلَيْهِ وَيَضْمَنُهُ. قَالَ: فَكَلَّمْتُهُ فَقَالَ: أَتَعْرِفُهُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَدَفَعَهُ إِلَيْهِ. فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ فَقَالَ: وَكَذَا أَنْتَ جَرِيءٌ عَلَى رَأْيِكَ.
حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ثَنَا مُسَاوِرٌ- يَعْنِي الْوَرَّاقَ- عَنْ أَخِيهِ سَيَّارٍ [1] قَالَ: قِيلَ لِلْحَسَنِ: يَا أَبَا سَعِيدٍ عَمَّنْ هَذِهِ الْأَحَادِيثُ الَّتِي تُحَدِّثُنَا؟ قَالَ: صَحِيفَةٌ وَجَدْنَاهَا [2] .
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثَنَا سُفْيَانُ [3] عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ [4] عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ قَالَ:
دخلت عليّ فَاغْتَمَمْتُ فَخَرَجْتُ فَلَمْ أَزْدَدْ إِلَا غَمًّا، اللَّهمّ فَإِلَيْكَ هَذَا الْفَتَى الَّذِي كُنَّا نُحَدِّثُ عَنْهُ مَا لِي أَسْمَعُ صَوْتًا وَلَا أَرَى أَنِيسًا أُغَيْلِمَةٌ حَيَارَى مَا لَهُمْ تَفَاقَدُوا إِنْ أَنْبَأْنَاهُمْ لَمْ يَفْقَهُوا، وَإِنْ سَكَتْنَا عَنْهُمْ وَكَلْنَاهُمْ إِلَى غَيٍّ شَدِيدٍ، وَاللَّهِ لَوْلَا مَا أَخَذَ اللَّهُ عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ فِي عِلْمِهِمْ مَا أَنْبَأْنَاهُمْ بشيء [5] .
__________
[1] في الأصل «كاسيار» وهو خطأ.
[2] الخطيب: الكفاية 354.
[3] ابن عيينة.
[4] عبد الله بن شبرمة القاضي.
[5] قوله «والله لولا ما أخذ....» أورده ابن سعد من طريق آخر (الطبقات 7/ 158) .(2/45)
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ حَفْصٍ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ سِيرِينَ فَقَالَ: رَأَيْتُ كَأَنَّ الْجَوْزَاءَ تَقَدَّمَتِ الثُّرَيَّا فَقَالَ: هَذَا الْحَسَنُ يَمُوتُ قَبْلِي، ثُمَّ أَتْبَعُهُ وَهُوَ أَرْفَعُ مِنِّي.
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ:
أَبُو الشَّعْثَاءِ أَعْلَمُ عِنْدَكُمْ أَوِ الْحَسَنُ؟ قَالَ قُلْتُ: مَا تَقُولُ إِنَّ بَعْضَ مَنْ عِنْدَنَا لَيَزْعُمُ أَنَّ الْحَسَنَ أَعْلَمُ مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ! فَقَالَ لِي: وَهَلْ كَانَ الْحَسَنُ إِلَّا مِنْ صِبْيَانِ ابْنِ عَبَّاسٍ؟ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ: وَهَلْ كَانَ أَبُو الشَّعْثَاءِ إِلَّا مِنْ صِبْيَانِ الْحَسَنِ؟ قَالَ: مَا هُوَ عِنْدَنَا بِأَعْلَمَ مِنْهُ. فَقُلْتُ لِمَعْمَرٍ: يَا أَبَا عُرْوَةَ أَفْرَطْتَ.
قَالَ: إِنَّهُ أَفْرَطَ.
حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عامر (12 أ) قَالَ: سَمِعْتُ جَدِّي أَسْمَاءَ يُحَدِّثُ قَالَ: قَالَ الحسن: ان المؤمن يموت بكل ميتة. فليس ثِيَابَهُ وَتَعَلَّقَ سَوْطَهُ وَوَضَعَ رِجْلَهُ فِي ركَابِهِ وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى قَرْبُوسِ سَرْجِهِ فَمَاتَ.
حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ عُبَيْدٍ وَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ بن أبي جعفر وذكر عنده الْحَسَنُ وَمُحَمَّدٌ فَقَالَ: إِنَّ الْحَسَنَ كَانَ مَا جَرَى بَيْنَهُ [1] وَبَيْنَ أَبِي الْعَالِيَةِ [2] أَنَّهُ جَاءَ الى السوق يطلب ثوبا [3] ، فَأَتَانِي فَأَخْرَجْتُ لَهُ ثَوْبًا صَالِحًا وَأَخَذْتُ الدَّرَاهِمَ، فَذَهَبَ فَأَرَاهُ فَقَالُوا: هَذَا خَيْرٌ مِنْ دَرَاهِمِكَ. قال: فَجَاءَ فَقَالَ: رُدَّ عَلَيْنَا دَرَاهِمَنَا بَارَكَ اللَّهُ فيك فرددت عليه الدراهم وأخذت الثوب.
__________
[1] في الأصل «بيني» .
[2] رفيع بن رياح.
[3] في الأصل يوجد بعدها «فباعه كان عنده» وهي زائدة.(2/46)
حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ أَسْمَاءَ بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ: جَالَسْتُ الْحَسَنَ فِي مَجْلِسِهِ، وَجَالَسْتُهُ خَالِيًا، وَجَالَسْتُهُ فِي الْجَمَاعَةِ، فَمَا رَأَيْتُهُ يَرْغَبُ فِي الدُّنْيَا قَطُّ، وَمَا رَأَيْتُهُ ضَاحِكًا قَطُّ إِلَّا مُتَبَسِّمًا غَيْرَ يَوْمٍ وَاحِدٍ فَإِنَّهُ جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ إِنَّ امْرَأَتِي طَلَبَتْ أَنْ أَكْسُوَهَا خِمَارًا مِنْ قَزٍّ، وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ أَكْسُوَهَا الْقَزَّ، فَأَعْطَيْتُهَا ثَمَنَهُ. فَقَالَ الْحَسَنُ: تَكْرَهُ أَنْ تَكْسُوَهَا وَتُعْطِيهَا ثَمَنَهُ! وَضَحِكَ.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ ثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجُلٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ قِيلَ لَهُ فِي الْحَسَنِ وَمَا كَانَ يَنْحَلُ إِلَيْهِ أَهْلُ الْقَدَرِ؟ فَقَالَ: كَانُوا يَأْتُونَ الشَّيْخَ بِكَلَامٍ مُجْمَلٍ لَوْ فَسَّرُوهُ لَهُ [1] لَسَاءَهُمْ.
حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ [2] حَدَّثَنَا الْخَزَّازُ أَبُو عَامِرٍ [3] عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: مَنْ كَفَرَ بِالْقَدَرِ فَقَدْ كَفَرَ بِالْإِسْلَامِ، إِنَّ اللَّهَ قَدَّرَ قَدَرًا، إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ بِقَدَرٍ، وَقَسَّمَ الْآجَالَ بِقَدَرٍ، وَقَسَّمَ الْأَرْزَاقَ بِقَدَرٍ، وَقَسَّمَ الْعَافِيَةَ بِقَدَرٍ، وَأَمَرَ وَنَهَى.
حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ عَوْفٍ [4] عَنِ الْحَسَنِ مِثْلَ هَذَا سَوَاءً إِلَّا أنه قال: وأمر الله ونهى.
حدثني أَبُو بِشْرٍ ثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ثَنَا أبي قال: سمعت حميد بن
__________
[1] في الأصل «لهم» .
[2] الضبعي البصري.
[3] صالح بن رستم ابو عامر الخزاز البصري (تهذيب التهذيب 4/ 391) .
[4] عوف بن أبي جميلة العبديّ الهجريّ البصري المعروف بالأعرابي (تهذيب التهذيب 8/ 166) .(2/47)
هلال (12 ب) قَالَ قَالَ لَنَا أَبُو قَتَادَةَ: عَلَيْكُمْ بِهَذَا الشَّيْخِ- يَعْنِي الْحَسَنَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ- فَإِنِّي وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ رَجُلًا قَطُّ أَشْبَهَ رَأْيًا بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ مِنْهُ [1] .
حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ ثَنَا سَعِيدٌ قَالَ: كلمت مطر الْوَرَّاقَ فِي بَيْعِ الْمَصَاحِفِ فَقَالَ: أَتَنْهَوْنِي عَنْ بَيْعِ الْمَصَاحِفِ وَقَدْ كَانَ حَبْرَا هَذِهِ الْأُمَّةِ- أَوْ قَالَ فَقِيهَا هَذِهِ الْأُمَّةِ- لَا يَرَيَانِ بِهِ بَأْسًا: الْحَسَنُ وَالشَّعْبِيُّ.
حَدَّثَني أَبُو بِشْرٍ حدثنا سعيد قال: سمعت هما ما يُحَدِّثُ عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ قَالَ: كَانَ رَجُلُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ، فَلَمَّا ظَهَرَ الْحَسَنُ جَاءَ رَجُلٌ [2] كَأَنَّمَا كَانَ فِي الْآخِرَةِ فَهُوَ يُخْبِرُ عَمَّا رَأَى أَوْ عَايَنَ [3] .
حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ ثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ عَنْ مَطَرٍ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى الْحَسَنِ نَعُودُهُ فَمَا كَانَ فِي الْبَيْتِ شَيْءٌ لَا فراش وَلَا بِسَاطٌ وَلَا وِسَادَةٌ وَلَا حَصِيرَ إِلَّا سرير مرمول [4] هو عليه.
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ لِيَ الْحَسَنُ:
أَلَا تَعْجَبُ مِنْ رَأْيِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ دَخَلَ عَلَيَّ فُسْطَاطِي مَعَ فُلَانٍ وَهُوَ يُشَاوِرُنِي فِي قِتَالِ هَؤُلَاءِ! حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنِ ابْنِ عون قال: سألت محمدا: عن
__________
[1] أوردها ابن سعد من طريق آخر (الطبقات 7/ 161) .
[2] في الأصل «جادل» بدل «جاء رجل» والتصويب من تهذيب التهذيب 2/ 264.
[3] وردت في تهذيب التهذيب 2/ 264 عن مطر الوراق دون اسناد.
[4] قد نسج وجهه بالسعف وليس عليه فراش سوى الحصير (اللسان: مادة «رمل» 13/ 314) .(2/48)
شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الطَّعَامِ فِي الْغَزْوِ. فَقَالَ: سَلِ الْحَسَنَ فَإِنَّهُ كَانَ يَغْزُو.
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قَالَ أَظُنُّهُ عَنْ عبد الرحمن بن مهدي حدثنا حماد بن زيد قال سمعت يحي بْنَ عَتِيقٍ يَقُولُ لِأَيُّوبَ وَذَكَرَ الْحَسَنَ قَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ هَلْ تَجِدُ شَيْئًا كُنَّا نَجِدُهُ إِنِ ازْدَرَانَا عُلَمَاءُ النَّاسِ ازْدَرَيْنَاهُمْ [1] بِالْحَسَنِ [2] .
حدثني أبو بكر بن عبد الملك حدثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: قُلْتُ لِمَعْمَرٍ:
إِنَّ أَبِي أَخْبَرَنِي أَنَّ وَهْبًا وَلِيَ الْقَضَاءَ في زمن عمر بن عبد العزيز قال فلم بحمد فهمه. فتبسم، ثم قال لي قولا كَأَنَّهُ لا يَرْفَعُ صَوْتَهُ: فَإِنَّ الْحَسَنَ وَلِيَ الْقَضَاءَ فِي زَمَنِ عُمَرَ فَلَمْ يَحْمَدْ فَهْمَهُ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ إِذَا حَضَرَ النَّاسُ، وَكَانَ أَجْمَلَ النَّاسِ وَأَرْوَى النَّاسِ وَأَسْخَى النَّاسِ وَأَفْصَحَ النَّاسِ. (13 أ) قَالَ: وَكَانَ الْمُهَلِّبُ إِذَا قَاتَلَ الْمُشْرِكِينَ فَكَانَ الْحَسَنُ مِنَ الْفُرْسَانِ الَّذِينَ يُقَدَّمُونَ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلْحَسَنِ:
يَا أَبَا سَعِيدٍ مَا تَلْحَنُ؟ قَالَ: سَبَقْتُ اللَّحْنَ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ منصور الطوسي حدثنا يحي بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ عَنِ الشَّيْءِ فيقول برأسه
__________
[1] في الأصل «بالحسن ازدريناهم» وما أثبته من كتاب العلل ومعرفة الرجال 1/ 356.
[2] أوردها الامام احمد في كتاب العلل 1/ 356 ووقع فيه «حدثنا عفان» بدل «قَالَ أَظُنُّهُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ» وسقط منه «ان» وذكر «فقهاء» بدل «علماء» ووقع فيه «ان رأيناهم» بدل «ازدريناهم» .(2/49)
كَأَنَّهُ نَعَمْ وَلَيْسَ يَقُولُهُ.
حَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٍ زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ [1] عَنْ عَوْفٍ [2] قَالَ: كَانَ مُحَمَّدٌ [3] حَسَنَ الْعِلْمِ حَسَنَ الْقَضَاءِ حَسَنَ الْعِلْمِ بِالْفَرَائِضِ حَسَنَ الْعِلْمِ بِالتِّجَارَةِ غَيْرَ أَنِّي وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ رَجُلًا كَانَ أَدَلَّ بِطَرِيقِ الْجَنَّةِ مِنَ الْحَسَنِ.
حَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٍ زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ثَنَا حُمَيْدُ بْنُ الْأَسْوَدِ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَوْنٍ يَقُولُ: إِنَّمَا بَزَّ النَّاسَ الْحَسَنُ بِالزَّهَادَةِ فِي الدُّنْيَا، فَأَمَّا الْعِلْمُ فَقَدْ شَارَكَهُ فِيهِ النَّاسُ.
حَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٍ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ مُعْتَمِرِ بن سليمان عن يُونُسَ [4] قَالَ: أَمَرَنِي الْحَسَنُ أَنَّ أَشْتَرِيَ لَهُ إِزَارًا فَدَخَلْتُ السُّوقَ فَرَأَيْتُ إِزَارًا مَعَ رَجُلٍ فَقُلْتُ: بِكَمْ؟ قَالَ: بِثَمَانِيَةِ دَرَاهِمَ. قُلْتُ: لَا سَبْعَةُ دَرَاهِمَ. قَالَ: ثَمَانِيَةٌ. قُلْتُ: لَا سَبْعَةٌ [قَالَ: سَبْعَةٌ] [5] وَنِصْفٌ. قُلْتُ:
لَا سَبْعَةٌ. فَأَبَى أَنْ يَبِيعَنِي، فَدَخَلْتُ السُّوقَ فَلَمْ أَرَ شَيْئًا كَانَ أَمْثَلَ مِنْهُ عِنْدِي فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ وَقُلْتُ: هَاتِ مِيزَانَكَ. قَالَ: فَوَضَعْتُ لَهُ ثَمَانِيَةً.
فَقَالَ: سَبْعَةٌ وَنِصْفٌ. فَقُلْتُ: إِنَّ الَّذِي أَمَرَنَا أَنْ نَشْتَرِي لَهُ هَذَا الْإِزَارِ قَالَ: إِنِ اشْتَرَيْتُمْ لِي شَيْئًا مِنَ السُّوقِ فَكَانَ فِيهِ كَسْرٌ فَاجْبُرُوهُ لِصَاحِبِهِ.
قَالَ الرَّجُلُ: هُوَ الْحَسَنُ إِذًا.
__________
[1] الضبعي.
[2] ابن أبي جميلة الاعرابي.
[3] ابن سيرين.
[4] ابن عبيد بن دينار البصري (تهذيب التهذيب 11/ 442) .
[5] الزيادة يقتضيها السياق.(2/50)
حَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٍ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ صَاحِبٍ لَهُ قَالَ: حُبِسَ عَطَاءُ الْحَسَنِ فَجَاءَهُ رَجُلٌ بِأَرْبَعِمِائَةِ دِرْهَمٍ فَرَدَّهَا عَلَيْهِ وَقَالَ: لَيْسَ عِنْدِي مُكَافَأَتُهَا. قَالَ: ثُمَّ قَالَ: مَنْ قَعَدَ مَقْعَدِي هَذَا ثُمَّ أَصَابَ مِنَ النَّاسِ مَا يَعْلَمُونَ لَمْ يرجو من الله وقارا.
(13 ب) ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: مَا سَمِعَ كَلَامَ الْحَسَنِ أَحَدٌ إِلَّا ثَقُلَ عَلَيْهِ كَلَامُ الرِّجَالِ بَعْدَهُ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ حَدَّثَنَا عَلِيٌّ حَدَّثَنَا الْأَصْمَعِيُّ عن سليم ابن أَخْضَرَ عَنِ [1] ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: كُنْتُ أُشَبِّهُ لُغَةَ الْحَسَنِ أَوْ كَلَامَ الْحَسَنِ لُغَةَ أَوْ كَلَامَ رُؤْبَةَ بْنِ الْعَجَّاجِ- يَعْنِي فِي الْفَصَاحَةِ [2]-.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ ثَنَا شُرَيْحُ بْنُ النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ عَنْ مُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو قَتَادَةَ: الْزَمْ هَذَا الشَّيْخَ وَخُذْ عَنْهُ وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَشْبَهَ رَأْيًا بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ مِنْهُ- يَعْنِي الْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ-.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُكَيْرٍ السَّهْمِيُّ حدثني محمد بن ذكوان عن خالد ابن صَفْوَانَ قَالَ: لَقِيتُ مَسْلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ بِالْحِيرَةِ بَعْدَ هَلَاكِ ابْنِ الْمُهَلَّبِ، فَقَالَ: يَا خَالِدُ أَخْبِرْنِي عَنْ حَسَنِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ؟ قَالَ: قُلْتُ: أَنَا جَارُهُ إِلَى جَنْبِهِ، وَجَلِيسُهُ فِي حَلْقَتِهِ وَحَدِيثِهِ، وَأَعْلَمُ مَنْ قِبَلِي بِهِ [3] ، كَانَ أشبه
__________
[1] في الأصل «و» بدل «عن» .
[2] أوردها ابن سعد من طريق سليم بن أخضر بألفاظ مقاربة (الطبقات 7/ 166) .
[3] في الأصل «وأعلم أن من قبل به» وما أثبته من حلية الأولياء (2/ 147) .(2/51)
النَّاسِ سَرِيرَةً بِعَلَانِيَةٍ، وَأَشْبَهَ قَوْلًا بِفِعْلٍ، إِنْ قَعَدَ عَلَى أَمْرٍ قَامَ بِهِ، وَإِنْ قَامَ بِأَمْرٍ قَعَدَ عَلَيْهِ، وَإِنْ أَمَرَ بِأَمْرٍ كَانَ أَعْمَلَ النَّاسِ بِهِ، وَإِنْ نَهَى عَنْ شَيْءٍ كَانَ أَتْرَكَ النَّاسِ لَهُ، وَجَدْتُهُ مُسْتَغْنِيًا عَنِ النَّاسِ، وَوَجَدَتُ النَّاسَ محتاجين إليه. قَالَ حَسْبُكَ حَسْبُكَ كَيْفَ ضَلَّ قَوْمٌ كَانَ هَذَا فِيهِمْ [1]- يَعْنِي اتِّبَاعَهَمُ ابْنَ الْمُهَلَّبِ-.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ [2] قَالَ: ذُكِرَ لِأَبِي الْعَالِيَةِ [3] الْحَسَنُ، فَقَالَ: رَجُلٌ مُسْلِمٌ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عن المنكر، وأدركنا الخير ونعلمنا قبل أَنْ يُولَدَ الْحَسَنُ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا أَبُو خُلْدَةَ [4] قَالَ: أَهْدَى أَنَسٌ لِأَبِي الْعَالِيَةِ مُسْحَتَجًا فَكَانَ يُقَطِّعُهُ بِالسِّكِّينِ يَأْكُلُهُ بِالْخُبْزِ.
قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَمْ يَسْمَعِ الْحَسَنُ مِنْ مُجَاشِعِ بْنِ مَسْعُودٍ السُّلَمِيِّ وَلَيْسَ عَنِ الْحَسَنِ مَرْوِيَّةٌ صَحِيحَةٌ [5] عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ مِنْ وَجْهٍ صَحِيحٍ أَمَّا أَحَادِيثُ سَمُرَةَ فَهِيَ صَحِاحٌ، وَقَدْ سَمِعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغَفَّلِ وَلَمْ (14 أ) يَسْمَعْ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ.
قَالَ [6] علي [7] : ولا من أحد في المدينة الا من عثمان بن عفان،
__________
[1] أوردها ابو نعيم من طريق محمد بن ذكوان أيضا (الحلية 2/ 147- 148) .
[2] اسمها مهاجر (الدولابي: الكنى والأسماء 1/ 162) .
[3] رفيع بن مهران الرياحي.
[4] خالد بن دينار «الدولابي: الكنى والأسماء 1/ 165» .
[5] في الأصل «صحيح» .
[6] في الأصل «كان» .
[7] ابن المديني.(2/52)
ولم يسمع من جابر.
قال علي: كان يحدثني عَنِ الشَّيْخِ فَيَقُولُ: قَالَ حَدَّثَنِي قَالَ أَخْبَرَنِي فَأَفْرَحُ بِهِ فَيَقُولُ: تَفْرَحُ بِهَذَا لَمْ يَكُنْ مِمَّنْ يَعْتَمِدُ عَلَيْهِ فِي هَذَا قُرَّةُ [1] .
سَمِعْتُ الْحَسَنَ قَالَ: سَمِعْتُ صَعْصَعَةَ يَقُولُ هَكَذَا هُوَ.
قَالَ عَلِيٌّ: أَصْحَابُ الْحَسَنِ حَفْصٌ الْمَنْقَرِيُّ ثُمَّ قَتَادَةُ، وَحَفْصٌ فَوْقَهُ ثُمَّ قَتَادَةُ بَعْدَهُ، وَيُونُسُ [2] وَزِيَادٌ الْأَعْلَمُ.
قَالَ عَلِيٌّ: وَكَانَ حَفْصٌ فِي الْحَسَنِ مِثْلَ ابْنِ جُرَيجٍ فِي عَطَاءٍ [3] ، وَكَانَ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ فِي عَطَاءٍ مِثْلَ زِيَادٍ الْأَعْلَمِ فِي الْحَسَنِ، وَبَعْدَ هَؤُلَاءِ أَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَيَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَقُرَّةُ طَبَقَةٌ مَا أَقْرَبَهُمَا، وَأَبُو الْأَشْهَبِ وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ طَبَقَةٌ. وَأَبُو حُرَّةَ [4] وَهِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ فِي الْحَسَنِ طَبَقَةٌ، وَسَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ وَالسَّرِيُّ بْنُ يحي طبقة، ابو هِلَالٍ فَوْقَ مُبَارَكٍ وَمُبَارَكٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الرَّبِيعِ [5] .
قَالَ عَلِيٌّ: ضَرَبَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَلَى حَدِيثِ مُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ.
قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ بَعْضُهُمْ: كُتُبُ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ أَخَذَهَا مِنْ حَوْشَبٍ، وَأَحَادِيثُ عَطَاءٍ فِي الْمَنَاسِكِ عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ.
قَالَ عَلِيٌّ: وَهُوَ عِنْدِي فِي ابْنِ سِيرِينَ ثَبْتٌ كَانَ أَصْحَابُنَا لَا يَخْتَلِفُونَ فِيهِ فِي ابْنِ سِيرِينَ. وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ يروي عنه- يعني عن هشام-
__________
[1] قرة بن خالد السدوسي.
[2] ابن عبيد.
[3] ابن أبي رباح.
[4] واصل بن عبد الرحمن البصري (تهذيب التهذيب 11/ 104) .
[5] الربيع بن أنس البكري.(2/53)
عَنِ الْحَسَنِ حَدِيثَيْنِ. وَعَوْفٌ [1] سَمِعَ مِنَ الْحَسَنِ مِنْ قَبْلِ فِتْنَةِ ابْنِ الْأَشْعَثِ [2] .
قَالَ: وَبَلَغَنِي أَنَّ الْحَسَنَ كَانَ فِيهَا.
قَالَ عَلِيٌّ: الْأَسْوَدُ بْنُ سَرِيعٍ قَبْلَ أَيَّامِ الْجَمَلِ، وَإِنَّمَا قَدِمَ الْحَسَنُ الْبَصْرَةَ بَعْدَ ذَلِكَ. وَمَاتَ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ قَبْلَ الْحَسَنِ بِنَحْوٍ مِنْ عِشْرِينَ سَنَةً.
حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عامر الضبعي عن يونس ابن عُبَيْدٍ قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَهُ الْحَسَنُ وَابْنَ سِيرِينَ فَقَالَ رَجُلٌ عِنْدَ يُونُسَ:
كَانَ ابْنُ سِيرِينَ كَانَ ابْنُ سِيرِينَ. فَقَالَ يُونُسَ: كَانَ وَاللَّهِ الْحَسَنُ أَفْضَلَهُمَا فِي كُلِّ شَيْءٍ.
[مُحَمَّدُ بْنُ سيرين]
[3] قال علي بن المديني: (14 ب) أَتَانِي رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ بِكِتَابِ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فكانت هذه الأحاديث بحدث بِهَا هِشَامٌ مَرْفُوعَةً كَانَتْ عِنْدَهُ مَرْفُوعَةً كَانَ أَوَّلُهَا: هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ كَذَا، وَقَالَ أَبُو الْقَاسِمِ كَذَا، وَكَانَ فِيهِ. قَالَ:
كَانَ كِتَابٌ فِي رَقٍّ عتيق، وكان عند يحي بْنِ سِيرِينَ، كَانَ مُحَمَّدٌ لَا يَرَى أَنْ يَكُونَ عِنْدَهُ كِتَابٌ، وَكَانَ فِي أَسْفَلِ حَدِيثِ النبي صلى الله عليه وسلم
__________
[1] عوف بن أبي جميلة الاعرابي.
[2] عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث ثار ضد الحجاج سنة 81 هـ- 82 هـ (تاريخ خليفة (1/ 279- 288) .
[3] وهو في الطبقة الثانية من التابعين في البصرة عند ابن سعد (الطبقات 7/ 193) .(2/54)
حِينَ فَرَغَ مِنْهُ: هَذَا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ، بَيْنَهُمَا فَصْلٌ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ كَذَا، وَقَالَ: فِي فَصْلِ كُلِّ حَدِيثٍ عَاشِرَةٍ [1] حَوْلَهُ نَقْطٌ كَمَا تَدُورُ، وَكَانَ مُحَمَّدٌ لَا يُدَلِّسُ.
قَالَ سُفْيَانُ عَنْ عَاصِمٍ قَالَ: أَتَيْتُ ابْنَ سِيرِينَ بِكِتَابٍ فَقُلْتُ: انْظُرْ فِيهِ، فَقُلْتُ: يَبِيتُ عِنْدَكَ؟ فَأَبَى، كَأَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَكُونَ عِنْدَهُ كِتَابٌ.
قَالَ عَلِيٌّ: وَأَخْبَرَنَا أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: قَالَ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ:
هَذِهِ الْأَحَادِيثُ الَّتِي يَرْوِيهَا مُحَمَّدٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إنَّمَا لَقِيَ عِكْرِمَةَ بِالْكُوفَةِ أَيَّامَ الْمُخْتَارِ [2] .
حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ أَسْمَاءَ [3] عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: لَمَّا وُلِدْتُ انْطُلِقَ بِي إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فسماني باسمه وكناني بكنيته [4] .
__________
[1] وضع الدائرة للفصل بين حديث وحديث، وكلام وكلام تقليد عمل به غالب المحدثين، وهذا النص يدل على قدم مراعاة المحدثين لاستخدام الدائرة (انظر بدر الدين الغزي: نص في ضبط الكتب وتصحيحها وذكر الرموز والاصطلاحات الواردة فيها، تحقيق محمد مرسي الخولي، فصله من مجلة معهد المخطوطات، ما يس 1964 م) .
[2] وردت في كتاب العلل لابن المديني ص 65 دون ذكر الاسناد ولا خالد الحذاء بل «قال: قال شعبة» ، وفي ابن سعد (الطبقات 7/ 194) من طريق أمية بن خالد أيضا «قَالَ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ: كُلُّ شَيْءٍ قَالَ مُحَمَّدٌ نُبِّئْتُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، إِنَّمَا سَمِعَهُ مِنْ عكرمة لقيه أيام المختار بالكوفة ووردت في تهذيب التهذيب 9/ 215، 216.
[3] أسماء بن عبيد.
[4] أوردها ابن سعد قال: أخبرنا سعيد بن عامر (الطبقات 7/ 207) .(2/55)
وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: مَكَثَتْ حَفْصَةُ ثَلَاثِينَ سَنَةٍ لَا تَخْرُجُ مِنْ مُصَلَّاهَا إِلَّا الْقَائِلَةَ أَوْ قَضَاءَ الْحَاجَةِ.
حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ثَنَا حَمَّادٌ عَنْ شَعَيْبٍ قَالَ لِيَ الشَّعْبِيُّ:
عَلَيْكَ بِذَاكَ الْأَصَمِّ [1] .
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ ابن زَيْدٍ عَنْ يُونُسَ [2] قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ احْتِسَابًا، وَسَكَتَ مُحَمَّدٌ احْتِسَابًا [3] .
وَبِهِ عَنْ عَفَّانَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْولُ قَالَ: سَمِعْتُ مُوَرِّقًا الْعِجْلِيَّ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَفْقَهَ فِي وَرَعِهِ، وَلَا أَوْرَعَ فِي فِقْهِهِ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ [4] .
قَالَ: وَقَالَ أَبُو قلابة: اصرفوه حيث شئتم فلتجدنه أشدكم (15 أ) ورعا وأملككم لنفسه [5] .
__________
[1] أوردها ابن سعد من طريق حماد بن زيد أيضا (الطبقات 7/ 195) ، وذكر آخرها «يعني محمد بن سيرين» وكان به صمم (تهذيب التهذيب 9/ 215) .
[2] ابن عبيد
[3] أوردها ابن سعد من طريق حماد بن زيد أيضا (الطبقات 7/ 195) .
[4] أوردها ابن سعد بهذا الاسناد (الطبقات 7/ 196) ، وأوردها ابو نعيم من طريق عفان أيضا (الحلية 2/ 266) ، ووردت في تهذيب التهذيب 9/ 215.
[5] أوردها ابن سعد (الطبقات 7/ 196) ووردت في تهذيب التهذيب 9/ 216.(2/56)
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ثَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ:
قَالَ لِي عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ- وَجَعَلَ يَتَعَجَّبَ مِنْ فِقْهِ ابْنِ سِيرِينَ- قَالَ: الْيَوْمَ الشُّفْعَةُ لَا تُوَرَّثُ.
حدثنا سلمة عن أحمد حدثنا عفان حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ هِشَامٍ [1] قَالَ. سَمِعْتُ مُحَمَّدًا يَقُولُ: مَا حَسَدْتُ أَحَدًا شَيْئًا قَطُّ بَرًّا وَلَا فَاجِرًا [2] .
«حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ [3] حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ أَبُو قِلَابَةَ:
وَأَيُّنَا يُطِيقُ مَا يُطِيقُ مُحَمَّدٌ يَرْكَبُ مِثْلَ حَدِّ السِّنَانِ» [4] .
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حدثنا حماد عن ابن عَوْنٍ حَدَّثَني أَبِي عَنْ جَدِّي أَرْطِبَانَ قَالَ: اعتقت [و] اكتسبت مَالًا فَأَتَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ بِزَكَاتِهِ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قُلْتُ: زَكَاةُ مَالِي. فَقَالَ: أَوَ لَكَ مَالٌ! قُلْتُ: نَعَمْ.
قَالَ: بَارَكَ اللَّهُ لك مَالِكَ. قَالَ قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَوَلَدِي. قَالَ: وَلَكَ وَلَدٌ؟ قُلْتُ: يَكُونُ. قَالَ: بَارَكَ الله لك فِي مَالِكَ وَوَلَدِكَ.
«حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حدثنا حماد بْنُ زَيْدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: هَذِهِ مُكَاتَبَةُ سِيرِينَ عِنْدَنَا: هَذَا مَا كَاتَبَ عَلَيْهِ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ فَتَاهُ سِيرِينَ عَلَى كَذَا وكذا ألفا وعلى غلامين يعملان عمله» [5] .
__________
[1] ابن حسان.
[2] أوردها ابن سعد (7/ 196) .
[3] محمد بن الفضل عارم السدوسي.
[4] الخطيب: تاريخ بغداد 5/ 337، وأوردها ابو نعيم من طريق عفان أيضا (الحلية 2/ 267) ، وأوردها ابن سعد (الطبقات 7/ 198) .
[5] الخطيب: تاريخ بغداد 5/ 332- 333.(2/57)
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ ثَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ. - قَالَ سُلَيْمَانُ:
كَانَ فِي ابْنِ عَوْنٍ كَحَمَّادٍ فِي أَيُّوبَ- قَالَ: وَسَمِعْتُ ابْنَ عَوْنٍ يَقُولُ: لَمْ يَكُنْ بِالْبَصْرَةِ وَاحِدٌ مِنَ الْمَوَالِي لَهُ حَظٌّ إِلَّا أَرْطَاةُ وَسِيرِينَ. قَالَ سُلَيْمَانُ:
فَذَهَبْتُ أَسْتَفْهِمُهُ. فَقَالَ: يَا سُلَيْمَانُ تَتَعَصَّبُ لِلْمَوَالِي! حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ثَنَا عُمَارَةُ بْنُ مِهْرَانَ [1] قَالَ: قَالَ إِسْمَاعِيلُ الْمِعْوَلِيُّ لِمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ وَأَنَا شَاهِدٌ يَأْمُرُنَا بِالصَّلَاةِ فِي جَمَاعَةٍ وَلَا يُصَلِّي فِي جَمَاعَةٍ. قَالَ فَقَالَ: مَا كل امرئ [2] أَحْمَدُهُ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ: كُنَّا فِي جِنَازَةِ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ فَوُضِعَتِ الْجِنَازَةُ وَدَخَلَ مُحَمَّدٌ صِهْرِيجَ ابْنِ بُرْثُمٍ يَتَوَضَّأُ [3] . فَقَالَ الْحَسَنُ: أَيْنَ هُوَ؟ قالوا: يتوضأ (15 ب) قَالَ: صَبًّا صَبًّا دَلْكًا دَلْكًا عَذَابٌ عَلَى نَفْسِهِ وَعَلَى أَهْلِهِ.
«حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: حَجَّ بِنَا أَبُو الْوَلِيدِ وَنَحْنُ سَبْعَةٌ وَلَدُ سِيرِينَ، فَمَرَّ بِنَا عَلَى الْمَدِينَةِ، فَأَدْخَلَنَا عَلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ فَقَالَ لَهُ: هَؤُلَاءِ بَنُو سِيرِينَ.
قَالَ: فَقَالَ زَيْدٌ: هَذَانِ لام، وهذان لِأُمٍّ، وَهَذَانِ لِأُمٍّ، وَهَذَانِ لِأُمٍّ.
قَالَ: فَمَا أخطأ [4] . وكان يحي بن سيرين أخا محمد لامه» [5] .
__________
[1] ابو سعيد المعولي البصري العابد (تهذيب التهذيب 7/ 424) .
[2] في الأصل رسمها «امرئ» .
[3] في الأصل يوجد «ثم» قبل «يتوضأ» وهي زائدة فحذفتها.
[4] أوردها ابن سعد من طريق آخر عن أنس بن سيرين (الطبقات 7/ 193) لكنه ذكر انهم «ستة» بدل «سبعة» ويحذف «وهذا لأم» .
[5] الخطيب: تاريخ بغداد 5/ 332- 333 ووقع فيه «معبد» بدل «يحي» وهو خطأ والصواب ان يحي ومحمدا ابنا أم واحدة هي صفية (طبقات ابن سعد 7/ 206) ، وابن حجر: الاصابة 1/ 543 باختصار.(2/58)
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ وَابْنِ عَوْنٍ قَالَ: أَوْصَى يَعلَى بْنُ خَالِدِ بْنِ سِيرِينَ إِلَى مُحَمَّدٍ وَتَرَكَ أُمَّ وَلَدٍ حَامِلًا، فَأَرْسَلَ مُحَمَّدٌ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ يَعْلَى يَسْأَلُهُ عَنْ نَفَقَتِهَا. فَقَالَ: مِنْ نَصِيبِ وَلَدِهَا. وَكَانَ رَأْيُ مُحَمَّدٍ مِنْ جَمِيعِ الْمَالِ.
«حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ عَاصِمًا يَقُولُ:
أَرَدْتُ أَنْ أَضَعَ عِنْدَ ابْنِ سِيرِينَ كِتَابًا مِنْ كُتُبِ الْعِلْمِ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهُ وَقَالَ لَا يَبِيتُ عِنْدِي كِتَابٌ» [1] .
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: قَالَ أَيُّوبُ كَانَ ابْنُ سِيرِينَ إِذَا أُخْبِرَ بِمَوْتِ أَحَدٍ مِنْ إِخْوَانِهِ كَأَنَّهُ سَقَطَ مِنْهُ عُضْوٌ مِنْ أَعْضَائِهِ وَرُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِهِ أَوْ نَحْوُ ذَا.
قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ زُهَيْرٌ: كَانَ ابْنُ سِيرِينَ إِذَا ذُكِرَ عِنْدَهُ الْمَوْتُ مَاتَ كُلُّ عُضْوٍ مِنْهُ عَلَى حِيَالِهِ أَوْ عَلَى حِدَتِهِ [2] .
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَاصِمٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ سِيرِينَ إِذَا اتَّبَعَهُ الرَّجُلُ قَامَ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ ثُمَّ يَمْشِي.
«حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثَنَا عَوْنُ بْنُ عُمَارَةَ ثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ حَدَّثَنِي أَصْدَقُ مَنْ أَدْرَكْتُ مِنَ الْبَشَرِ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ» [3] .
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَأَلْتُ عَلِيًّا: مَنْ أَثْبَتُ النَّاسِ فِي مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ؟ فَقَالَ: أَيُّوبُ ثُمَّ ابْنُ عَوْنٍ ثُمَّ سَلَمَةُ بْنُ علقمة ثم
__________
[1] الخطيب: الكفاية 353.
[2] أوردها ابو نعيم من طريق سفيان بن عيينة أيضا (الحلية 2/ 272) وذكر «زهير الأقطع» .
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 5/ 334.(2/59)
حبيب بن الشهيد ثم يحي بْنُ عَتِيقٍ ثُمَّ هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، وَمَا قَالَ يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التُّسْتَرِيُّ «سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بن سيرين» أثبت عندي من خالد (16 أ) الْحَذَّاءِ، أَلْفَاظُ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ وَخَالِدٍ الْحَذَّاءِ فِي محمد واحدة لا تشبه ألفاظهما ألفاظ أصحابهم.
قَالَ: وَسَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ يُقَوِّي يَزِيدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ [1] وَيُثَبِّتُ حَدِيثَهُ وَيُقِرِّبَهُ بِأَيُّوبَ.
قَالَ عَلِيّ: سَمِعَ ابْنَ سِيرِينَ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عُمَرَ وَجُنْدُبٍ [2] وَأَنَسٍ. فَقُلْتُ لَهُ: رَافِعٌ؟ فَقَالَ: لَا وَلَا مِنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ سماع شيء- إِلَّا أَنَّهُ قَدْ رَآهُ حِينَ دَخَلُوا عَلَيْهِ، فَقَالَ هَذَا وَهَذَا لِأُمٍّ [3]- قَطُّ وَلَمْ يَحْفَظْ عنه شيئا.
«حدثني الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ ثَنَا أَبُو سُفْيَانَ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ إِذَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ مِنَ الْفِقْهِ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ تَغَيَّرَ لَوْنُهُ وَتَبَدَّلَ كَأَنَّهُ لَيْسَ بِالَّذِي كَانَ» [4] .
قَالَ أَحْمَدُ ثَنَا مُوسَى بْنُ هِلَالٍ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: كَانَ يَقُولُ: لَوْ كُنْتُ مُتَمَنِّيًا لَتَمَنَّيْتُ فِقْهَ الْحَسَنِ وورع ابن
__________
[1] يزيد بن إبراهيم التستري البصري (تهذيب التهذيب 11/ 311) .
[2] جندب بن عبد الله البجلي ثم العلقي (تهذيب التهذيب 2/ 117) .
[3] انظر الرواية ص 58.
[4] الخطيب: الفقيه والمتفقه 2/ 167 وذكر «الأشعث» بدل «ابو سفيان» وأوردها ابن سعد من طريق الأنصاري قال: حدثنا الأشعث عن محمد بن سيرين. بزيادة (الطبقات 7/ 195) . وأوردها ابو نعيم من طريق احمد بن حنبل أيضا (الحلية 2/ 264) .(2/60)
سِيرِينَ وَصَوَابَ مُطَرِّفٍ وَصَلَاةَ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ.
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ الْأَسْوَدُ قَالَ: تَمَنَّى رَجُلٌ فَقَالَ: لَيْتَنِي بِزُهْدِ الْحَسَنِ وَوَرَعِ ابْنِ سِيرِينَ وَعِبَادَةِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ وَفِقْهِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَذَكَرَ مُطَرِّفًا بِشَيْءٍ- قَالَ رَوْحٌ: لَا أَدْرِي مَا هُوَ- قَالَ: فَنَظَرُوا فِي ذَلِكَ وَوَجَدُوهُ كَامِلًا كُلَّهُ فِي الْحَسَنِ [1] .
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْفُسَايِيقِيُّ [2] قَالَ: سَمِعْتُ إسماعيل بن عُلَيَّةَ يَقُولُ: كُنَّا نَرَى أَنَّ يُونُسَ [3] سَمِعَهَا مِنْ أَشْعَثَ [4] وَأَشْعَثَ مِنْ حَفْصٍ [5] .
حَدَّثَني أَحْمَدُ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ [6] قَالَ: قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ: إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَمْنَعُنِي مِنْ مُجَالَسَتِكُمْ إِلَّا مَخَافَةُ الشُّهْرَةِ فَلَمْ يَزَلْ بِيَ الْبَلَاءُ حَتَّى أُخِذَ بِلِحْيَتِي فَأُقِمْتُ عَلَى الْمَصْطَبَةِ فَقِيلَ هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ أَكَلَ أَمْوَالَ النَّاسِ، وَكَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ كَثِيرٌ [7] .
حَدَّثَنَا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد حدثنا طوق [8] بن
__________
[1] أوردها ابن سعد من طريق روح (الطبقات 7/ 165) .
[2] هكذا في الأصل ولم أجده.
[3] هو يونس بن عبيد.
[4] لعله أشعث بن عبد الملك الحمراني.
[5] احسبه حفص بن غياث القاضي.
[6] البناني.
[7] أوردها ابن سعد (الطبقات 7/ 217) من طريق ثابت أيضا.
[8] في الأصل فوقها علامة (ص) تدل على الشك في وقوع خطأ(2/61)
وَهْبٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ وَقَدِ اشْتَكَيْتُ فَقَالَ: كَأَنِّي أَرَاكَ شَاكِيًا؟ قَالَ قلت: أجل. قال اذهب الى (16 ب) فُلَانٍ الطَّبِيبِ فَاسْتَوْصِفْهُ.
ثُمَّ قَالَ لِيَ: اذْهَبْ إِلَى فُلَانٍ فَإِنَّهُ أَطَبَّ مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ: استغفر الله أراني قد اغتته [1] .
حدثني سعيد بن أسد حدثنا ضمرة عن رَجَاءٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ:
شَهِدْتُ ابْنَ سِيرِينَ يَطْلُبُ ثَوبًا فَسَافَرْتُ سَفَرًا ثُمَّ رَجَعْتُ وما اشتراه كان ينظر في العقدة والشيء، وَلَمْ يَكُنِ الْحَسَنُ هَكَذَا كَانَ يَضَعُ يَدَيْهِ عَلَى الثَّوْبِ ثُمَّ يَقُولُ: مَا أَحْسَنَ هَذَا.
حَدَّثَنِي سَعِيدٌ ثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: أَرْسَلَ ابْنُ هُبَيْرَةَ [2] إِلَى ابْنِ سِيرِينَ، فَأَتَاهُ، فَقَالَ لَهُ: كَيْفَ تَرَكْتَ أَهْلَ مَصْرِكَ؟
قَالَ: تَرَكْتُهُمْ وَالظُّلْمُ فِيهِمْ فَاشٍ. قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: كَأَنَّ مُحَمَّدًا رَأَى أَنَّهَا شَهَادَةٌ يُسْأَلُ عَنْهَا فَكَرِهَ أَنْ يَكْتُمْهَا [3] .
حَدَّثَنِي سَعِيدٌ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ سِيرِينَ فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ إِنِّي اغْتَبْتُكَ فَاجْعَلْنِي فِي حِلٍّ؟ قَالَ: إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُحِلَّ ما حرم [4] .
__________
[1] في هذا الاسم، وفي ابن سعد (الطبقات 7/ 196) «طلق بن وهب الطاحي» .
أوردها ابن سعد (7/ 196) بألفاظ مقاربة.
[2] هو يزيد بن عمر بن هبيرة والي العراق.
[3] أوردها ابو نعيم من طريق ضمرة أيضا (الحلية 2/ 264) .
[4] قارن بابن سعد (الطبقات 7/ 200) من طريق آخر، وبأبي نعيم (الحلية 2/ 263) من طريق «ضمرة قال قال السري بن يحي- أو غيره- لابن سيرين: اني قد اغتبتك ... » .(2/62)
«حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ مَرَّ فِي السُّوقِ عِنْدَ أَصْحَابِ السُّكَّرِ، فَجَعَلَ لَا يَمُرُّ بِقَوْمٍ إِلَّا سَبَّحُوا اللَّهَ وَذَكَرُوا اللَّهَ» [1] .
حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ قَالَ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ خَرَجَ يَوْمَ عَرَفَةَ مِنَ الْمَقْصُورَةِ بَعْدَ الْعَصْرِ فَقَعَدَ فَعُرِفَ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدٌ: أَرَى أَقْوَامًا يَجْتَرِئُونَ عَلَى أَنْ يُفْتُوا بِرَأْيِهِمْ إِنِّي لَأَحْسَبُ الْقُرْآنَ لَوْ كَانَ يَنْزِلُ نَزَلَ بِخِلَافِ مَا يُفْتُونَ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ الْحَلَبِيُّ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ السَّرِيِّ بن يحي قال: كان ابن سيرين يضحك حتى يستلقي [2] .
حدثنا سعيد بن أسد حدثنا ضمرة عن ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: تَزَوَّجَ ابْنُ سِيرِينَ عَرَبِيَّةً وَكَرِهَ الْمَوَالِيَ لِمَا يَدْخُلُهُمْ مِنَ السَّبْيِ. قَالَ: فَذَهَبَ ابْنُ عَوْنٍ يَتَشَبَّهُ بِهِ فَلَمْ يَحْمِلْ لَهُ الْعَرَبُ ذَلِكَ، فَرَفَعُوهُ إِلَى بِلَالِ بْنِ أبي بردة ابن أبي موسى الأشعري فضربه وفرق (17 أ) بَيْنَهُمَا، قَالَ لَهُ: طَلِّقْهَا.
قَالَ: هِيَ طَالِقٌ. قَالَ: ثَلَاثًا قَالَ: وَاحِدَةٌ تَبُتُّهَا. قَالَ: أَقُولُ لَهُ ثَلَاثًا وَهُوَ يَبُتُّهَا. وَقَالَ لَهُ: طَلِّقْهَا. قَالَ: هِيَ طَالِقٌ ثَلَاثًا. قَالَ: وَاحِدَةٌ.
قَالَ: أقول له ثلاثا وهو يفتيني بطلاقها.
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 5/ 337 وطمست فيه كلمة (السكر) .
وأوردها أبو نعيم من طريق أبي عوانة ولم يذكر «عند أصحاب السكر» (الحلية 2/ 272) .
[2] أوردها ابو نعيم من طريق ضمرة أيضا لكنه قال «ربما ضحك» (الحلية 2/ 274) .(2/63)
حدثنا سعيد حدثنا ضمرة عن ابن شوذب قال: كان ابن سيرين يضحك حتى يستلقي [1] .
حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الدِّيلِيُّ ثَنَا ضَمْرَةُ حَدَّثَنَا السَّرِيُّ [2] قَالَ: تَرَكَ ابْنُ سِيرِينَ أَرْبَعِينَ أَلْفَ دِرْهَمِ رِبْحٍ شَكَّ فِيهَا فَتَرَكَهَا.
قَالَ: فَسَمِعْتُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيَّ يَقُولُ: مَا سَمِعْتُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ شَكَّ فِيهَا [3] .
حَدَّثَنَا سلمة حدثنا أحمد حدثنا عبد الرزاق عن مَعْمَرٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: كُنْتُ أَسْمَعُ الْحَدِيثَ مِنْ عَشْرَةٍ الْمَعْنَى وَاحِدٌ وَاللَّفْظُ مُخْتَلِفٌ [4] .
حَدَّثَني أَبُو بِشْرٍ حَدَّثَنَا مُعَاذٌ أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: كَانَتْ لِمُحَمَّدٍ سَوْمَةٌ وَاحِدَةٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَسَّانٍ يَقُولُ: تَرَكَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ أَرْبَعِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ فِي شَيْءٍ مَا يَرَوْنَ بِهِ الْيَوْمَ بَأْسًا [5] .
حَدَّثَنَا سعيد بن أسد حدثنا ضمرة عن رجاء قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ يَجِيءُ إِلَى السُّلْطَانِ وَيَعِيبُهُمْ، وَكَانَ ابْنُ سِيرِينَ لا يَجِيءُ إِلَى السُّلْطَانِ ولا يعيبهم.
__________
[1] أوردها ابو نعيم من طريق ضمرة أيضا (الحلية 3/ 274) .
[2] ابن يحي.
[3] أوردها ابو نعيم من طريق ضمرة أيضا (حلية الأولياء 2/ 266) بألفاظ مقاربة.
[4] أوردها ابن سعد من طريق عبد الرزاق (الطبقات 7/ 194) .
[5] قارن بالحلة 2/ 266 من طريق هشام بن حسان أيضا.(2/64)
[أَبُو قِلَابَةَ الْجَرْمِيُّ]
[1] .
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ [2] عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: لَوْ كَانَ أَبُو قِلَابَةَ مِنَ الْعَجَمِ لَكَانَ مُوبِذَ مُوبِذَانِ [3] .
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي رَجَاءٍ مَوْلَى أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: كَانَ أَبُو قِلَابَةَ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَسَأَلَهُمْ عَنِ الْقِسَامَةِ، فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا. قَالَ فَقَالَ عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ: سُبْحَانَ اللَّهِ. قَالَ فَقَالَ أَبُو قِلَابَةَ: أَتَتَّهِمُنِي يَا عَنْبَسَةُ؟ قَالَ: لَا وَلَكِنَّ هَذَا الْجُنْدَ لَا يَزَالُ بِخَيْرٍ مَا أَبْقَاكَ اللَّهُ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ [4] .
حَدَّثَني سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ ثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْلَةَ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ دِمَشْقَ فَقَالُوا لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لَوْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّ بِالْعِرَاقِ مَنْ هُوَ أَفْضَلُ مِنْكَ لَأَتَانَا بِهِ، فَجَعَلَ يَقُولُ: كَيْفَ لَوْ رَأَيْتُمْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ زَيْدٍ الْجَرْمِيَّ أبا قلابة، فما ذهبت (17 ب) الْأَيَّامُ وَاللَّيَالِي حَتَّى أَتَانَا اللَّهُ بِأَبِي قِلَابَةَ.
حدثنا إبراهيم بن محمد حدثنا الْحَارِثُ بْنُ عُمَيْرٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: مَثَلُ الْقَاضِي كَمَثَلِ رَجُلٍ يَسْبَحُ في البحر فكم عسى يسبح حتى
__________
[1] عبد الله بن زيد في الطبقة الثانية من تابعي البصريين عند ابن سعد (الطبقات 7/ 183) .
[2] ابن زيد.
[3] أوردها ابن سعد (الطبقات 7/ 183) وزاد آخرها «يعني قاضي القضاة» وأوردها ابو نعيم (الحلية 2/ 284) من طريق حماد بن زيد أيضا ونقل عن عارم محمد بن الفضل السدوسي أن معنى موبذ موبذان قاضي القضاة.
[4] أوردها ابو نعيم من طريق أبي رجاء أيضا (الحلية 2/ 284) .(2/65)
يَغْرَقَ. وَقَالَ: فَطُلِبَ أَبُو قِلَابَةَ لِلْقَضَاءِ فَهَرَبَ [1] .
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: أَقَمْتُ بِالْمَدِينَةِ ثَلَاثَةً وَمَا لِي بِهَا حَاجَةٌ إِلَّا رَجُلٌ كَانَ فِي ضَيْعَةٍ لَهُ وَبَلَغَنِي عَنْهُ حَدِيثٌ انْتَظَرْتُهُ أَنْ يَقْدُمَ فَأَسْأَلُهُ عَنْهُ.
حدثنا سليمان ثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ: بَعُدَ مِنَّا شَبَابٌ قَبْلَ الطَّاعُونِ فَقَالَ لِي أَهَالِيهُمْ: لَوْ كَلَّمْتَهُمْ. قَالَ: فَقُلْتُ: دَعْهُمْ عَسَى أَنْ يَمُوتُوا بِخَلَاتِهِمْ [2] ، فَجَاءَ الطَّاعُونُ فَمَاتُوا جَمِيعًا.
قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: اسْمُ أَبِي الْمُهَلَّبِ عَمْرُو بْنُ مُعَاوِيَةَ.
«حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ [3] حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ قَالَ: قَالَ أَبُو قِلَابَةَ لِأَيُّوبَ إذَا أَحْدَثَ اللَّهُ لَكَ عِلْمًا فَأَحْدِثْ للَّه عِبَادَةً، وَلَا تَكُونَنَّ إِنَّمَا هَمُّكَ أَنْ تُحَدِّثَ بِهِ النَّاسَ» [4] .
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ثَنَا حَمَّادٌ [5] عَنْ أَيُّوبَ [6] عَنْ أَبِي قِلَابَةَ حَدَّثَتْنِي أُمُّ الدرداء أن أبا الدرداء كان يجيء بعد ما يُصْبِحُ فَيَقُولُ أَعِنْدَكُمْ غَدَاءٌ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ قَالَ فَأَنَا إِذًا صَائِمٌ.
وَبِهِ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: كَانَ أَبُو قِلَابَةَ يَعْتَكِفُ فِي مَسْجِدِ قومه، وكان
__________
[1] قاربن بابن سعد (الطبقات 7/ 183) وابو نعيم (الحلية 2/ 285) .
[2] الخلة: الصداقة والمودة. ويمكن ان تقرأ الكلمة «بخلافهم» ولم أجدها في مصدر آخر.
[3] بكر بن خلف.
[4] الخطيب: اقتضاء العلم العمل 35.
[5] ابن زيد.
[6] السختياني.(2/66)
لَا يُلْقَى لَهُ فِيهِ حَصِيرٌ وَلَا شَيْءٌ، وَكَانَ يَجْلِسُ نَاحِيَةٍ، وَكَانَ يَبِيتُ لَيْلَةَ الْفِطْرِ حَتَّى يَغْدُوَ إِلَى مُصَلَّاهُ مِنْ مَوْضِعِ اعْتِكَافِهِ.
قَالَ أَيُّوبُ: وَغَدَوْتُ عَلَيْهِ يَوْمَ أَفْطَرَ وَفِي حِجْرِهِ جُوَيْرِيَةٌ مُزَيَّنَةٌ ظَنَنْتُ أَنَّهَا ابْنَتُهُ فَاعْتَنَقَهَا ثُمَّ مَضَى إِلَى الْمُصَلَّى.
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ النَّمِرِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ قَالَ أَيُّوبُ: وَجَدْتُ أَعْلَمَ النَّاسِ بِالْقَضَاءِ أَشَدَّ النَّاسِ مِنْهُ فِرَارًا وَأَشَدَّهُمْ مِنْهُ فَرَقًا، ثُمّ قَالَ: وَمَا أَدْرَكْتُ أَحَدًا كَانَ أَعْلَمَ بِالْقَضَاءِ مِنْ أَبِي قِلَابَةَ لَا أَدْرِي مَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ [1] . فَكَانَ يُرَادُ عَلَى الْقَضَاءِ فَيَفِرُّ إِلَى الشَّامِ مَرَّةً وَيَفِرُّ إِلَى الْيَمَامَةِ مَرَّةً، وَكَانَ إذَا قَدِمَ الْبَصْرَةَ كَانَ كَالْمُسْتَخْفِي حَتَّى يَخْرُجَ [2] .
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ قَالَ: زَعَمَ أَيُّوبُ قَالَ: مَرِضَ ابو قلابة بالشام فأتاه (18 ب) عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَعُودُهُ فَقَالَ: يَا أَبَا قِلَابَةَ تَشَدَّدْ لَا تُشْمِتْ بِنَا الْمُنَافِقِينَ [3] .
[حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيُّ]
[4] حَدَّثَنَا عُمَرُو بْنُ مَرْزُوقٍ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: كَانَ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عِنْدَ الْحَسَنِ، فَسُئِلَ الْحَسَنُ عَنْ قَوْلِهِ «قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تحتك
__________
[1] أوردها ابن سعد من طريق حماد بن زيد أيضا بألفاظ مقاربة (الطبقات 7/ 183) وأوردها باختصار ابو نعيم من طريق حماد أيضا (الحلية 2/ 285) .
[2] وردت هذه الرواية والتي تليها عقب ترجمة حسان بن أبي سنان ص 69، فقدمتهما لتعلقهما بترجمة أبي قلابة.
[3] أوردها ابن سعد من هذا الطريق (الطبقات 7/ 185) .
[4] في الطبقة الثانية من التابعين من أهل البصرة عند خليفة (الطبقات 204) وعند ابن سعد (الطبقات 7/ 147) .(2/67)
سريا» [1] قَالَ: فَقَالَ الْحَسَنُ: سَرِيًّا نَبِيًّا. فَقَالَ حُمَيْدٌ: يَا أَبَا سَعِيدٍ إِنَّمَا هُوَ الْجَدْوَلُ. فَقَالَ الحسن: تغلبنا عليك الأمراء.
حدثنا (18 أ) سَعِيدٌ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ قَرَأَ «قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سريا» قَالَ قَدْ كَانَ سَرِيًّا وَكَانَ وَكَانَ. فَقَالَ لَهُ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ: يَا أَبَا سَعِيدٍ إِنَّمَا هُوَ جَدْوَلٌ. قَالَ غَلَبَنَا عَلَيْكَ الْأُمَرَاءُ.
حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا أَزْهَرُ [2] عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ [3] قَالَ: قَالَ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: ارْدُدْهُ بِعِيِّهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَكَلَّفَ لَهُ مَا لَا أَعْلَمُ.
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ [4] حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ [5] زَاذَانَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: كَانَ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ أَفْقَهَ أَهْلِ الْبَصْرَةِ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِعَشْرِ سِنِينَ [6] .
[حَسَّانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ]
حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ:
قُلْتُ لِحَسَّانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ: أَمَا تُحَدِّثُ نَفْسَكَ بِالْفَاقَةِ؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ:
فَأَقُولُ لَهَا يَا نَفْسُ إِذَا كَانَ ذَلِكَ أَخَذْتِ الْمِسْحَاةَ فَجَلَسْتِ مع الفعلة فأصبت
__________
[1] سورة مريم: 24.
[2] أزهر بن سعد السمان الباهلي البصري (تهذيب التهذيب 1/ 202) .
[3] محمد بن سيرين.
[4] حجاج بن محمد المصيصي الأعور (تهذيب التهذيب 2/ 205) .
[5] في الأصل «عن» والصواب ما أثبته تهذيب التهذيب 10/ 306.
396.
[6] أوردها ابن سعد من طريق حجاج أيضا (7/ 147) .(2/68)
دَانِقًا أَوْ دَانِقَيْنِ فَتَعِيشِينَ بِهِ فَتَسْكُنُ.
قَالَ ابن شَوْذَبٍ: كَانَ حَسَّانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ رَجُلًا مِنْ تُجَّارِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ لَهُ شَرِيكٌ بِالْبَصْرَةِ وَهُوَ مُقِيمٌ بِالْأَهْوَازِ يُجَهِّزُ عَلَى شَرِيكِهِ بِالْبَصْرَةِ، ثُمَّ يَجْتَمِعَانِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ سَنَةٍ يَتَحَاسَبَانِ، ثُمَّ يَقْتَسِمَانِ الرِّبْحَ فَكَانَ يَأْخُذُ قُوتَهُ مِنْ رِبْحِهِ وَيَتَصَدَّقُ بِمَا بَقِيَ، وَكَانَ صَاحِبُهُ يَبْنِي الدَّارَ وَيَتَّخِذُ الْأَرَضِينَ. قَالَ: فَقَدِمَ حَسَّانٌ قَدْمَةً الْبَصْرَةَ فَفَرَّقَ مَا أَرَادَ أَنْ يُفَرِّقَ، فَذُكِرَ لَهُ أَهْلُ بَيْتٍ لَمْ تَكُنْ حَاجَتُهُمْ ظَهَرَتْ. فَقَالَ: أَمَا كُنْتُمْ تُخْبِرُونَا. قَالَ:
فَاسْتَقْرَضَ لَهُمْ ثَلَاثَمِائَةِ دِرْهَمٍ فَبَعَثَ بِهَا إِلَيْهِمْ [1] .
[عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ الْعَنْبَرِيُّ]
[2] .
«حَدَّثَنَا سعيد ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عن ابْنِ عَوْنٍ وَابْنِ سِيرِينَ قَالَ: حَمَلَ حُمْرَانُ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ بِعَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ ابْنُ عَبْدِ قَيْسٍ إِلَى زِيَادٍ فَقَالَ: إِنَّهُ لَا يَأْكُلُ اللَّحْمَ وَلَا يَنْكِحُ النِّسَاءَ، وَقِيلَ لَهُ يَا شَبِيهَ إِبْرَاهِيمَ فَسَكَتَ، فَنَازَعَهُ حُمْرَانُ بَيْنَ يَدَيْ زِيَادٍ، فَقَالَ لَهُ حُمْرَانُ: لَا أَكْثَرَ اللَّهُ فِينَا ضَرْبَكَ. فَقَالَ لَهُ عَامِرٌ: بَلْ أَكْثَرَ اللَّهُ فينا ضربك حتى تكونوا خياطين ودباغين واساكفين. قَالَ ابْنُ سِيرِينَ: وَذَاكَ ضَرْبٌ إِذَا تَكَلَّمُوا جاء منهم هذا- يعني إذا غضبوا-» [3] .
__________
[1] أوردها ابو نعيم من طريق ضمرة أيضا (الحلية 3/ 116) .
[2] في الطبقة الثانية من تابعي أهل البصرة عند خليفة (الطبقات 194) وابن سعد (الطبقات 7/ 103) .
[3] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 5/ 217 ألكنه يذكر «سعيد بن أسيد» والزيادة فيما يبدو لي من ابن عساكر، والصواب «سعيد بن أسد» .(2/69)
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ [1] حَدَّثَنَا هَمَّامٌ [2] عَنْ قتادة قال: سأل عامر ابن عَبْدِ اللَّهِ رَبَّهُ أَنْ يُهَوِّنَ عَلَيْهِ الطَّهُورَ فِي الشِّتَاءِ، فَكَانَ يُؤْتَى بِالْمَاءِ لَهُ بُخَارٌ [3] ، وَسَأَلَ رَبَّهُ أَنْ يَنْزِعَ شَهْوَةَ النِّسَاءِ مِنْ قَلْبِهِ، فَكَانَ لَا يُبَالِي رَجُلًا لَقِيَ أَمْ أُنْثَى، وَسَأَلَ رَبَّهُ أَنْ يَحُولَ بَيْنَ الشَّيْطَانِ وَبَيْنَ قَلْبِهِ فِي الصَّلَاةِ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى ذَلِكَ، وَكَانَ إِذَا غَزَا فَيُقَالُ لَهُ: إِنَّ هَذِهِ الْأَجَمَةُ يُخَافُ عَلَيْكَ فِيهَا الْأَسَدُ. قَالَ: إِنِّي لَأَسْتَحِي مِنْ رَبِّي أَنْ أَخْشَى غَيْرَهُ [4] .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ أَنْبَأَ عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ حَيَّانَ عَنْ طَرِيفِ ابن شهاب قال: ذكرت للحسن قول عامر: لئن تَخْتَلِفَ فِيَّ الْأَسِنَّةُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ [أَنْ] [5] أَجِدَ مَا تَذْكُرُونَ- أَيْ فِي الصَّلَاةِ-[6] . فَقَالَ الْحَسَنُ:
مَا اصْطَنَعَ اللَّهُ ذَلِكَ عِنْدَنَا.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ [7] عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: كَانَ أَوَّلَ مَا عَرَفْتُ بِهِ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْعَنْبَرِيَّ أَنِّي
__________
[1] الكلابي القيسي البصري ابو عثمان (تهذيب التهذيب 8/ 58) .
[2] بن يحي.
[3] أوردها الى هنا ابو نعيم في (الحلية 2/ 92) .
[4] أوردها ابن سعد (7/ 105- 106) وقارن بحلية الأولياء (2/ 89) .
[5] الزيادة يقتضيها السياق.
[6] أوردها الى هنا ابو نعيم (الحلية 2/ 92) من طريق آخر الى الحسن، وبين انهم ذكروا أمر الضيعة في الصلاة.
[7] ابن سيرين(2/70)
رأيته- فوصف قَرِيبًا مِنْ رَحْبَةِ سُلَيْمٍ- وَهُوَ عَلَى دَابَّةٍ وَرَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ يُظْلَمُ، فَنَهَى [1] عَنْهُ فَلَمَّا أَبَوْا قَالَ: كَذَبْتُمْ وَاللَّهِ لَا تُكْلَمُ ذمة الله اليوم وأنا شاهد فنزل (19 أ) فَخَلَّصَهُ. قَالَ: فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ أَتَيْتُهُ فِي مَنْزِلِهِ وَكَانَ النَّاسُ يَقُولُونَ إِنَّ عَامِرًا لَا يَأْكُلُ اللَّحْمَ وَلَا يَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ وَلَا يَمَسُّ بَشَرَةَ أَحَدٍ وَيَقُولُ إِنِّي مِثْلُ إِبْرَاهِيمَ، فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَيْهِ أَخْرَجَ يَدَهُ مِنْ تَحْتِ الْبُرْنُسِ حَتَّى أَخَذَ بِيَدِي، فَقُلْتُ: هَذِهِ وَاحِدَةٌ. فَلَمَّا تَحَدَّثْنَا قُلْتُ: إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ إِنَّكَ لَا تَأْكُلُ اللَّحْمَ وَلَا تَأْكُلُ السَّمْنَ، وَلَا تَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، وَتَقُولُ إِنِّي مِثْلُ إِبْرَاهِيمَ؟ قَالَ: أَمَّا قَوْلُهُمْ إِنِّي لَا آكُلُ اللَّحْمَ فَإِنَّ هَؤُلَاءِ قَدْ صَنَعُوا فِي الذَّبَائِحِ شَيْئًا لَا أَدْرِي مَا هُوَ، فَإِذَا اشْتَهَيْتُ اللَّحْمَ أَخَذْنَا شَاةً فَاشْتُرِيَتْ لَنَا فَذَبَحْنَاهَا فَأَكَلْنَا مِنْ لَحْمِهَا. وَأَمَّا قَوْلُهُمْ إِنِّي لَا آكُلُ السَّمْنَ فَإِنِّي لا آكل ما يجيء من هاهنا [2] وآكل ما يجيء من هاهنا [3] . وَأَمَّا قَوْلُهُمْ إِنِّي لَا أَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَإِنَّمَا هِيَ نَفْسٌ وَاحِدَةٌ فَقَدْ كَادَتْ تَغْلِبُنِي. وَأَمَّا قَوْلُهُمْ أَنِّي قُلْتُ إِنِّي مِثْلُ إِبْرَاهِيمَ، فَإِنِّي قَدْ قُلْتُ: إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَنِي اللَّهُ مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين [4] .
__________
[1] في الأصل رسمها قريب مما أثبته وفي ابن سعد (7/ 104) «فكلمهم فيه» .
[2] في ابن سعد: «يعني الجبل» .
[3] في ابن سعد «وضرب ابن عون يده نحو البادية» وورد في حلية الأولياء (2/ 90) انه سئل: ومالك لا تأكل الجبن- واحسبها تصحيف للسمن- قال: أنا بأرض فيها مجوس، فما شهد شاهدان من المسلمين ان ليس فيه ميتة أكلته.
[4] أوردها ابن سعد (7/ 104- 105) من طريق ابن عون أيضا بألفاظ مقاربة، وأورد أولها الى «فخلصه» أبو نعيم في الحلية 2/ 91 من طريق آخر بالمعنى.(2/71)
حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا أَزْهَرُ [1] عَنِ ابن عون عن محمد عن معقل بن يَسَارٍ قَالَ: أَوَّلُ مَا عُرِفَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ لَقِيتُهُ عِنْدَ نَصَارَى الذِّمَّةِ، وَقَدْ جَلَسَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ يُكَلِّمُهُمْ فِيهِ أَنْ يُخَلُّوا عَنْهُ فَمَالَ بِرَحْلِهِ فَنَزَلَ فَقَالَ: كَذَبْتُمْ وَاللَّهِ لَا تُظْلَمُ ذِمَّةُ اللَّهِ الْيَوْمَ وَأَنَا شَاهِدٌ.
قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ بِهِمْ حَتَّى أَفْلَتَهُ. وَرَمَاهُ النَّاسُ بِتِلْكَ الْخِصَالِ فَقَالُوا إِنَّهُ لَا يَأْكُلُ السَّمْنَ وَلَا يَأْكُلُ اللَّحْمَ وَلَا يَمَسُّ بَشَرَتَهُ أَحَدٌ، وَلَا يُصَلِّي فِي الْمَسَاجِدِ وَلَا يَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ وَيَقُولُ إِنِّي مِثْلُ إِبْرَاهِيمَ. فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ قَاعِدٌ فِي الْمَسْجِدِ فَأَخَذَ بِيَدِي وَصَافَحَنِي، فَذَكَرَ نَحْوَهُ. وَزَادَ: وَأَمَّا قَوْلُهُمْ إِنِّي لَا أُصَلِّي فِي الْمَسَاجِدِ فَإِنِّي إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ انْطَلَقْتُ وَصَلَّيْتُ مَعَ النَّاسِ الْجُمُعَةَ، ثُمَّ أُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ بَعْدُ هاهنا.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الله بن المبارك أخبرنا عبد الرحمن ابن يَزِيدَ [2] حَدَّثَنِي بِلَالُ بْنُ سَعْدٍ أَنَّ عَامِرَ (19 ب) بن عبد قيس وشيء بِهِ إِلَى زِيَادٍ- وَقَالَ غَيْرُهُ: ابْنُ عَامِرٍ- فقالوا: ان هاهنا رَجُلًا يُقَالُ لَهُ:
مَا إِبْرَاهِيمُ خَيْرٌ مِنْكَ فَيَسْكُتُ، وَقَدْ تَرَكَ النِّسَاءَ، فَكَتَبَ فِيهِ إِلَى عُثْمَانَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَنِ انْفِهِ إِلَى الشَّامِ على قتب، فلما جاءه الكتاب أرسل إِلَى عَامِرٍ فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ الَّذِي قِيلَ لَكَ: مَا إِبْرَاهِيمُ خَيْرٌ مِنْكَ فَسَكَتَّ؟ قَالَ: وَاللَّهِ مَا سُكُوتِي إِلَّا تَعَجُّبًا [3] لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ غُبَارًا عَلَى قَدَمَيْهِ يَدْخُلُ بِيَ الْجَنَّةَ.
قَالَ: وَلِمَ تَرَكْتَ النِّسَاءَ؟ قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ مَا تَرَكْتُهُنَّ إِلَّا أَنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ
__________
[1] أزهر بن سعد السمان الباهلي البصري.
[2] ابن جابر.
[3] في الأصل «بوصا» وما أثبته من ابن سعد 7/ 108.(2/72)
مَتَى تَكُنِ امْرَأَةٌ فَعَسَى أَنْ يَكُونَ وَلَدٌ، وَمَتَى يَكُونُ وَلَدٌ تُشَعِّبُ الدُّنْيَا قَلْبِي، فَأَحْبَبْتُ التَّخَلِّيَ مِنْ ذَلِكَ. فَأَجْلَاهُ عَلَى قَتَبٍ إِلَى الشَّامِ، فَلَمَّا قَدِمَ أَنْزَلَهُ مُعَاوِيَةُ مَعَهُ الْخَضْرَاءَ، وَبَعَثَ إِلَيْهِ جَارِيَةً فَأَمَرَهَا أَنْ تُعْلِمَهُ مَا حَالَهُ، فَكَانَ يَخْرُجُ فِي السَّحَرِ فَلَا تَرَاهُ إِلَّا بَعْدَ الْعَتَمَةِ، وَيَبْعَثُ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ [بِطَعَامِهِ] فَلَا يَعْرِضُ لِشَيْءٍ مِنْهُ وَيَجِيءُ مَعَهُ بِكِسَرٍ فَيَجْعَلُهَا فِي مَاءٍ، ثُمَّ يَأْكُلُ مِنْهَا وَيَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ، ثُمَّ يَقُومُ فَلَا يَزَالُ ذَلِكَ مَقَامُهُ حَتَّى يَسْمَعَ النِّدَاءَ، فَيَخْرُجُ فَلَا تَرَاهُ إِلَى مِثْلِهَا. فَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى عُثْمَانَ يَذْكُرُ لَهُ حَالَهُ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَنِ اجْعَلْهُ أَوَّلَ داخل وآخر خارج، ومر لَهُ بِعَشْرَةٍ مِنَ الرَّقِيقِ وَعَشْرَةٍ مِنَ الظَّهْرِ. فَلَمَّا أُتِيَ مُعَاوِيَةُ بِالْكِتَابِ أَرْسَلَ إِلَيْهِ فَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ كَتَبَ إِليَّ آمُرُ لَكَ بِعَشْرَةٍ مِنَ الرَّقِيقِ. فَقَالَ: إِنَّ عَلَيَّ شَيْطَانًا فَقَدْ غَلَبَنِي فَكَيْفَ أَجْمَعُ عَلَيَّ عَشْرَةً! قَالَ: وَأَمَرَ لَكَ بِعَشْرَةٍ مِنَ الظَّهْرِ. قَالَ: إِنَّ مَعِي لَبَغْلَةً وَاحِدَةً وَإِنِّي لَمُشْفِقٌ أَنْ يَسْأَلَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَضْلَ ظَهْرِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
[قَالَ] : وَأَمَرَنِي أَنْ أَجْعَلَكَ أَوَّلَ دَاخِلٍ وَآخِرَ خَارِجٍ قَالَ: لَا أَرَبَ لِي فِي ذَلِكَ.
قَالَ: فَحَدَّثَنَا بِلَالُ بْنُ سَعْدٍ عَمَّنْ رَأَى عَامِرًا بِأَرْضِ الرُّومِ عَلَى بَغْلَتِهِ تِلْكَ يَرْكَبُهَا عُقْبَةُ وَيَحْمِلُ الْمُهَاجِرِينَ عُقْبَةُ.
قَالَ: وَحَدَّثَنَا بِلَالُ بْنُ سَعْدٍ أَنَّهُ كَانَ إِذَا قَفَلَ غَازِيًا يَتَوَسَّمُ الرِّفَاقَ فَإِذَا رَأَى رِفْقَةً تُوَافِقُهُ قَالَ: يَا هَؤُلَاءِ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَصْحَبَكُمْ عَلَى أَنْ تُعْطُونِي مِنْ أَنْفُسِكُمْ ثَلَاثَ خِلَالٍ. فَيَقُولُونَ: ما هن؟ قال: أكون لكم خادما (20 أ) لَا يُنَازِعُنِي أَحَدٌ مِنْكُمُ الْخِدْمَةَ، وَأَكُونُ مُؤَذِّنًا لَا يُنَازِعُنِي أَحَدٌ مِنْكُمُ الْأَذَانَ، وَأُنْفِقُ عَلَيْكُمْ بِقَدْرِ طَاقَتِي. فَإِذَا قَالُوا نَعَمَ انْضَمَّ إِلَيْهِمْ، فَإِنْ نَازَعَهُ أَحَدٌ(2/73)
مِنْهُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ رَحَلَ عَنْهُمْ إِلَى غَيْرِهِمْ [1] .
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ يُقالُ لَهُ إِسْحَاقُ عَنْ عَنْبَسَةَ الْخَوَّاصِ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ عَلَى الْبَصْرَةِ أَمِيرًا قَالَ: يَا أَهْلَ الْبَصْرَةِ اكْتُبُوا لِي فِي كُلِّ خَمْسَةٍ رَجُلًا مِنَ الْقُرَّاءِ أُشَاوِرُهُمْ فِي أَمْرِي، وَأَسْتَعِينُ بِهِمْ عَلَى مَا وَلَّانِي اللَّهُ، وَأُطْلِعُهُمْ عَلَى سِرِّي. فَكُتِبَ لَهُ أَبَانُ بْنُ مَطَرٍ الْعَدَوِيُّ وَكَانَ قَدْ بَكَى حَتَّى ذَهَبَ بَصَرُهُ، وَكُتِبَ لَهُ غَزْوَانُ- رَجُلٌ مِنْ بَنِي رَقَاشٍ- وَكَانَ قَدْ حَلَفَ أَنْ لَا يَضْحَكَ [حَتَّى يَعْلَمَ] [2] حَيْثُ يُصَيِّرَهُ اللَّهُ، وَكُتِبَ لَهُ جَابِرُ بْنُ أُسَيْدٍ مِنْ غَطَفَانَ، وَكُتِبَ لَهُ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ الْعَنْبَرِيُّ، وَكُتِبَ لَهُ النُّعْمَانُ بْنُ شَوَّالٍ الْعَبْدِيُّ.
فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالَ لَهُمْ: أَنْتُمُ الْقُرَّاءُ قَدْ أَمَرْتُ لَكُمْ بِأَلْفَيْنِ أَلْفَيْنِ وَكَذَا وَكَذَا مِنْ جَرِيبٍ. فَأَجَابَهُ النُّعْمَانُ بْنُ شَوَّالٍ- وَخَلَّوْهُ وَالْجَوَابَ وَكَانَ مِنْ أَسَنِّ الْقَوْمِ- فَقَالَ: يَا أَيُّهَا الْأَمِيرُ أَلَنَا خَاصَّةً أَمْ لِأَهْلِ الْبَصْرَةِ عَامَّةً؟ قَالَ: بَلْ لَكُمْ خَاصَّةً لَا يَسَعُ هَذَا الْمَالُ أَهْلَ الْبَصْرَةِ. قَالَ: فَتَقُولُ صَدَقَةٌ فَإِنْ كانت صدقة لا تدخل لنا بطوننا ولا تعلو لنا جُلُودَنَا، وَإِنَّمَا يَأْخُذُ الْعَامِلُ ثَمَنَ عَمَلِهِ، وَلَا حَاجَةَ لَنَا فِيهَا. قَالَ: أَلَا أُرَانِي طَعَّانًا أُخْرِجُ مَنْ عِنْدِي. فَقَالَ لَهُ: إِنَّكَ مَا عَهِدْتَنِي لِلْأُمَرَاءِ زَوَّارًا، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى عَامِرٍ فَقَالَ: قَدْ أَمَرْتُ لَكَ بِأَلْفَيْنِ وَكَذَا وَكَذَا مِنْ جَرِيبٍ. فَقَالَ: انْظُرْ إِلَى الْكَاتِبِينَ الَّذِينَ على باب المسجد فهم أفقر مني. قَالَ: فَإِنِّي قَدْ أَخَذْتُ أَلَّا يُحْجَبَ لِي عَنْ بَابٍ قَالَ: عَلَيْكَ بِسَعْدِ بْنِ قَرْحَاءَ فَإِنَّهُ أَغْشَى لِلْأُمَرَاءِ بِهِ مِنِّي. قَالَ: انْظُرْ أي
__________
[1] أوردها ابن سعد من طريق عبد الله بن المبارك أيضا (7/ 108- 109) والزيادة منه.
[2] في الأصل بالحاشية.(2/74)
امرأة شيئت حَتَّى أُزَوِّجَكَهَا. قَالَ: أيُّها الأَمِيرُ الرَّجُلُ إِذَا كَانَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ وَوَلَدَ شَغَلَ ذَلِكَ قَلْبَهُ. قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَلا حَاجَةَ لِي فِيهَا أَجْعَلُ الْهَمَّ هَمًا وَاحِدًا حَتَّى أَلْقَى رَبِّي.
(27 ب) [1] [حَدَّثَنَا] [2] سَعِيدٌ [3] حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ [4] ثَنَا أَبُو هَاشِمٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ قَالَ: وَجَدْتُ أَمْرَ الدُّنْيَا يَصِيرُ إِلَى أَرْبَعٍ، إِلَى الْمَالِ وَالنِّسَاءِ وَلَا حَاجَةَ بِالْمَالِ وَالنِّسَاءِ، وَالنَّوْمِ وَالْأَكْلِ وَايْمُ اللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْتُ لَأَضُرَّنَّ بِهِمَا [5] .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا عبد الله أنبا السري بن يحي عَنِ الْحَسَنِ [6] قَالَ: قَالَ عَامِرٌ لِقَوْمٍ ذَكَرُوا الدُّنْيَا قَالَ: وَإِنَّكُمْ لَتَهْتَمُّونَ أَمَا وَاللَّهِ لَئِنِ اسْتَطَعْتُ لَأَجْعَلَنَّهَا هَمًّا وَاحِدًا. قَالَ: فَفَعَلَ ذَلِكَ وَاللَّهِ حَتَّى لَحِقَ باللَّه [7] .
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَنْبَأَ مَعْمَرٌ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ أَخْبَرَنِي ابْنُ [8] عَامِرِ بْنِ عَبْدِ قيس أن عامرا
__________
[1] من هنا الى نهاية ترجمة عامر بن عبد قيس وردت في 27 ب وحسب تسلسلها فقدمتها لتعلقها بترجمة عامر.
[2] سقطت من الأصل.
[3] سعيد بن منصور.
[4] خلف بن خليفة بن صاعد الاشجعي ابو أحمد (تهذيب التهذيب 3/ 150) .
[5] أوردها ابو نعيم في الحلية 2/ 90- 91 من طريق خلف بن خليفة أيضا.
[6] البصري.
[7] قارن بالحلية 2/ 90
[8] في الأصل ابن أبي عامر.(2/75)
كَانَ يَأْخُذُ الْعَطَاءَ فَيَجْعَلُهُ فِي طَرَفِ ثَوْبِهِ وَلَا يَلْقَاهُ أَحَدٌ مِنَ الْمَسَاكِينِ إِلَّا أَعْطَاهُ، فَإِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ رَمَى بِهِ إِلَيْهِمْ فَيَعُدُّونَهَا فَيَجِدُونَهَا سَوَاءً كَمَا أُعْطَاهَا [1] .
حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا أَزْهَرُ [2] عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ [3] قَالَ: كَتَبَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ إِلَى عامر بن عبد قَيْسٍ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الَّذِي يُدْعَى عَبْدَ قَيْسٍ. أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي عَهِدْتُكَ عَلَى أَمْرٍ فَإِنْ كُنْتَ عَلَى الَّذِي عَهْدِتُ فَاتَّقِ اللَّهَ وَدُمْ، وَإِنْ كُنْتَ تَغَيَّرْتَ فَاتَّقِ اللَّهَ وَعُدْ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنِ الْجُرَيْرِيِّ [4] قَالَ: أَتَى رَجُلٌ إِلَى عَامِرِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ فَقَالَ: ادْعُ اللَّهَ لِي؟
فَقَالَ: أَتَيْتَ رَجُلًا قَدْ عَجَزَ عَنْ نَفْسِهِ، ولكن أطع الله يا ابن أَخِي يَغْفِرِ اللَّهُ لَكَ [5] .
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ثَنَا حَمَّادٌ عَنْ هِشَامٍ [6] عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: وَجَدْتُ الدُّنْيَا أَرْبَعَ خِصَالٍ، النِّسَاءَ وَاللِّبَاسَ وَالطَّعَامَ وَالنَّوْمَ، فأما النساء فو الله مَا أُبَالِي امْرَأَةً رَأَيْتُ أَوْ جِدَارًا، وَأَمَّا اللباس فو الله مَا أُبَالِي مَا وَارَيْتُ بِهِ عَوْرَتِي، وَأَمَّا الطَّعَامُ وَالنَّوْمُ فَقَدْ غَلَبَانِي إِلَّا أَنْ أُصِيبَ مِنْهُمَا وَاللَّهِ لَأَضُرَّنَّ بِهِمَا مَا اسْتَطَعْتُ. قَالَ: قال الحسن: ففعل
__________
[1] قارن بابن سعد 7/ 103.
[2] أزهر بن سعد السمان الباهلي البصري.
[3] محمد بن سيرين.
[4] سعيد بن اياس البصري ابو مسعود (تهذيب التهذيب 4/ 5) .
[5] قارن بالحلية 2/ 93 ويذكر «الجريريّ عن أبي العلاء» .
[6] ابن حسان الفردوسي البصري.(2/76)
والله [1] .
[ابو داود الْأَعْمَى]
حَدَّثَنَا عُمَرُو بْنُ عَاصِمٍ ثَنَا هَمَّامٌ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ قَتَادَةَ، فَدَخَلَ نُفَيْعٌ أَبُو دَاوُدَ الْأَعْمَى، فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ قَالَ لَهُ بَعْضُ مَنْ حَضَرَهُ: إِنَّ هَذَا يَزْعُمُ أَنَّهُ لَقِيَ ثَمَانِينَ رَجُلًا مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ، وَكَذَا وَكَذَا بَدْرِيًا. قَالَ:
فَقَالَ قَتَادَةُ: أدركت هذا وهو لغلام يسأل عبد (21 ب) بْنَ عَامِرٍ، وَكَانَ يُجَالِسُهُ أَلْقَى بِيَدِهِ إِلَى التَّهْلُكَةِ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: كَلَّا لَكِنَّهُ الْتَمَسَ هَذِهِ الْآيَةَ وَمن النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ الله وَالله رَؤُفٌ بِالْعِبادِ 2: 207 [2] .
[صِلَةُ بْنُ أَشْيَمَ]
[3] .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن يزيد ابن جَابِرٍ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: يَكُونُ فِي أُمَّتِي رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ صِلَةُ بْنُ أَشْيَمَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِهِ كَذَا وَكَذَا [4] . حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ ثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ثَنَا حُمَيدُ بْنُ هِلَالِ عن صِلَةَ بْنِ أَشْيَمَ الْعَدَوِيُّ قَالَ: خَرَجْتُ فِي بَعْضِ قُرَى نَهْرِ تِيرِي أَسِيرُ عَلَى دَابَّتِي فِي زَمَانِ فُيُوضِ الْمَاءِ، فَأَنَا أَسِيرُ عَلَى مُسَنَّاةِ الْمَاءِ عَلَى حَيٍّ [5] ، فَسِرْتُ يَوْمًا لَا أَجِدُ شَيْئًا آكُلُهُ فَاشْتَدَّ جُوعِي. قَالَ: فَلَقِيَنِي
__________
[1] أوردها ابن سعد من طريق آخر بألفاظ مقاربة 7/ 112
[2] البقرة: 207.
[3] في الطبقة الاولى من تابعي أهل البصرة عند ابن سعد (7/ 134) .
[4] أورده ابن سعد من طريق ابن المبارك أيضا (7/ 134) وابو نعيم من طريق ابن المبارك أيضا (الحلية 2/ 241) .
[5] هكذا في الأصل ولم أتبينها.(2/77)
علج يحمل على عنقه شَيْئًا. فَقُلْتُ: ضَعْهُ. فَوَضَعَهُ فَإِذَا خُبْزٌ، فَقُلْتُ:
أَطْعِمْنِي مِنْهُ. قَالَ: نَعَمْ إِنْ شِئْتَ وَلَكِنَّهُ شَحْمُ [1] خِنْزِيرٍ. قَالَ: فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ تَرَكْتُهُ وَمَضَيْتُ، ثُمَّ لَقِيتُ آخَرَ يَحْمِلُ عَلَى عُنُقِهِ طَعَامًا فَقُلْتُ: أَطْعِمْنِي؟
قَالَ: تَزَوَّدْتُ هَذَا لِكَذَا وَكَذَا مِنْ يَوْمٍ فَإِنْ أَخَذْتَ مِنْهُ شَيْئًا أضررت بي وأجعتني. فتركته، ثم مضيت فو الله إِنِّي لَأَسِيرُ إِذْ سَمِعْتُ خَلْفِي وَجْبَةً كَخَوَاتَةِ الطَّيْرِ- يَعْنِي صَوْتَ طَيَرَانِهِ [2]- فَالْتَفَتُّ فَإِذَا شَيْءٌ مَلْفُوفٌ فِي سِبٍّ أَبْيَضَ- أَيْ خِمَارٍ- فَنَزَلْتُ إِلَيْهِ فَإِذَا دَوْخَلَةٌ [3] مِنْ رُطَبٍ فِي زَمَانٍ لَيْسَ فِي الْأَرْضِ رُطَبَةٍ. فَأَكَلْتُ مِنْهُ فَلَمْ آكُلُ رُطَبًا أَطْيَبَ مِنْهُ، وَشَرِبْتُ مِنَ الْمَاءِ ثُمَّ لَفَفْتُ مَا بَقِيَ مِنْهُ وَرَكِبْتُ الْفَرَسَ وَحَمَلْتُ نَوَاهُنَّ مَعِيَ [4] .
قَالَ: حَدَّثَنِي أَوْفَى بْنُ دُلْهَمٍ قَالَ: رَأَيْتُ ذَلِكَ السِّبَّ مَعَ امْرَأَتِهِ مَلْفُوفًا فِيهِ مُصْحَفُهَا. ثُمَّ فُقِدَ بَعْدَ ذَلِكَ فَلَا يُدْرَى أَسُرِقَ أَوْ ذَهَبَ [أَوْ] مَا صُنِعَ [بِهِ] [5] .
فَحَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: كَانَ صِلَةُ ابن أَشْيَمَ يَخْرُجُ بِالنَّهَارِ إِلَى الْجَبَّانَةِ يُصَلِّي فِيهَا، وَكَانَ يَمُرُّ بِأَهْلِ مَجْلِسٍ يَنْتَقِلُونَ مِنْ فَيْءٍ إِلَى فَيْءٍ، فَلَمَّا طَالَ ذَلِكَ بِهِ وَبِهِمْ (22 أ) وَقَفَ عَلَيْهِمْ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ قَالَ: مَا تَقُولُونَ رَحِمَكُمُ اللَّهُ فِي قَوْمٍ سَفَرٍ جَازُوا بالنهار وناموا
__________
[1] في الحلية (2/ 239) «فيه شحم خنزير» .
[2] وهكذا معناها في لسان العرب مادت «خوت» 2/ 336.
[3] الدوخلّة: سفينة من خوص يوضع فيها الرطب (لسان العرب: مادة «دخل» 13/ 259) .
[4] قارن مع ابن سعد 7/ 135- 136.
[5] أوردها ابو نعيم: الحلية 2/ 239 من طريق عبد الله بن المبارك أيضا بألفاظ مقاربة.(2/78)
بالليل متى يبلغ هؤلاء؟ قالوا: لَا، مَتَى! ثُمَّ مَضَى، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ:
وَيْحَكُمْ مَا عَنَى بِهَذَا أَحَدًا غَيْرَنَا لَا يرانا الله في هذا المجلس ابدا [1] .
حدثني سعيد بن أسد حدثنا ضمرة عن ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: قَالَتْ مُعَاذَةُ الْعَدَوِيَّةُ: مَا كَانَ صِلَةُ يَجِيءُ مِنْ مَسْجِدِ بَيْتِهِ [2] إِلَى فِرَاشِهِ إِلَّا حَبْوًا يَقُومُ حَتَّى [مَا] [3] يَقِرَّ في الصلاة.
(28 أ) [4] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَنْبَأَ الْمُسْتَلِمُ بْنُ سَعِيدٍ الْوَاسِطِيُّ أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ زَيْدٍ الْعَبْدِيُّ: أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ قَالَ:
خَرَجْنَا فِي غَزْوَةٍ إِلَى كَابُلَ وَفِي الْجَيْشِ صِلَةُ بْنُ أَشْيَمَ، قَالَ: فَتَرَكَ النَّاسُ عِنْدَ الْعَتَمَةِ، فَقُلْتُ: لَأَرْمُقَنَّ عَمَلَهُ فَأَنْظُرَ مَا يَذْكُرُ النَّاسُ مِنْ عِبَادَتِهِ، فَصَلَّى الْعَتَمَةَ ثُمَّ اضْطَجَعَ فَالْتَمَسَ غَفْلَةَ النَّاسِ حَتَّى إِذَا قَلَّتْ- هَدَأَتِ- الْعُيُونُ وَثَبَ فَدَخَلَ غَيْضَةً قَرِيبًا مِنْهُ، وَدَخَلْتُ فِي أَثَرِهِ، فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي فَافْتَتَحَ [الصَّلَاةَ] [5] . قَالَ: وَجَاءَ أَسَدٌ حَتَّى دَنَا مِنْهُ فَصَعِدْتُ إِلَى شَجَرَةٍ قَالَ:
فَتَرَاهُ الْتَفَتَ [إِلَيْهِ] [6] أَوْ عَدَلَ بِهِ جُرْذًا [7] حَتَّى سَجَدَ، فَقُلْتُ: الْآنَ يَفْتَرِسُهُ. فَلَا شَيْءَ. فَجَلَسَ، ثُمَّ سَلَّمَ، فَقَالَ: أَيُّهَا السَّبُعُ اطْلُبِ الرزق
__________
[1] قارن بحلية الأولياء 3/ 238.
[2] غير واضحة في الأصل ولم أجده.
[3] الزيادة يقتضيها السياق.
[4] من هنا الى نهاية ترجمة صلة بن أشيم وردت في الأصل في 28 أفقدمتها الى هنا.
[5] زدتها من الحلية 2/ 240.
[6] الزيادة يقتضيها السياق.
[7] في الحلية 2/ 240 «أو عذبه» بدل «أو عدل به جرذا» .
وعذبه: طرده.(2/79)
مِنْ مَكَانٍ آخَرَ. فَوَلَّى وَإِنَّ لَهُ زَئِيرًا أَقُولُ تَصَدَّعُ الْجِبَالُ مِنْهُ. فَمَا زَالَ كَذَلِكَ يُصَلِّي حَتَّى إِذَا كَانَ الصُّبْحُ جَلَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ بِمَحَامِدَ لَمْ أَسْمَعْ مِثْلَهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ. قَالَ: ثُمّ قَالَ: اللَّهمّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تُجِيرَنِي مِنَ النَّارِ أَوَ مِثْلِي يَجْتَرِئُ أَنْ يَسْأَلَكَ الْجَنَّةَ. ثُمَّ رَجَعَ، فَأَصْبَحَ كَأَنَّهُ بَاتَ عَلَى الْحَشَايَا، وَأَصْبَحَتْ فِيَّ مِنَ الْفَتْرَةِ شَيْءٌ اللَّهُ بِهِ عَلِيمٌ [1] . قَالَ: فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنْ أَرْضِ الْعَدُوِّ قَالَ الْأَمِيرُ [2] : لَا يَشِذَّنَّ أَحَدٌ مِنَ الْعَسْكَرِ. قَالَ: فَذَهَبَتْ بَغْلَتُهُ بِثُقْلِهَا، فَأَخَذَ يُصَلِّي، فَقَالُوا لَهُ: إِنَّ النِّاسَ قَدْ ذَهَبُوا، فَمَضَى ثُمَّ قَالَ:
دَعُونِي أُصَلِّي ركعتين. قالوا: إِنَّ النِّاسَ قَدْ ذَهَبُوا، فَمَضَى ثُمَّ قَالَ: دَعُونِي أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ. قَالُوا: إِنَّ النَّاسَ قَدْ ذَهَبُوا. قَالَ: إِنَّمَا هِيَ خَفِيفَتَانِ.
قَالَ: فَدَعَا ثُمَّ قَالَ: اللَّهمّ إِنِّي أُقْسِمُ عَلَيْكَ أَنْ تَرُدَّ عَلَيَّ بَغْلَتِي وَثِقَلَهَا.
قَالَ: فَجَاءَتْ حَتَّى قَامَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ. قَالَ: فَلَمَّا لَقِينَا الْعَدُوَّ حمل هو وهشام ابن عَامِرٍ فَشَقَّا بِهِمْ طَعْنًا وَضَرْبًا وَقَتْلًا. قَالَ: فَكُسِرَ ذَلِكَ الْعَدُوُّ وَقَالُوا:
إِنَّ رَجُلَيْنِ مِنَ الْعَرَبِ صَنَعَا بِنَا هَذَا فَكَيْفَ لَوْ قَاتَلُونَا! فَأَعْطَوُا الْمُسْلِمِينَ حَاجَتَهُمْ. فَقِيلَ لِأَبِي هُرَيْرَةَ: إِنَّ هِشَامَ ... [3] .
مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ
[4] حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: ثنا مهدي بن ميمون حدثنا غيلان قال: سَمِعْتُ مُطَرِّفًا يَقُولُ: كَأَنَّ الْقُلُوبَ لَيْسَتْ مَعَنَا وكأن الحديث
__________
[1] أوردها ابو نعيم من طريق عبد الله بن المبارك أيضا (الحلية 2/ 240) .
[2] في الأصل رسمها (الأمس) .
[3] وقع هنا سقط لا يمكن تحديده.
[4] في الطبقة الاولى من تابعي أهل البصرة (طبقات خليفة 197) .(2/80)
يُعْنَى بِهِ غَيْرُنَا [1] .
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانُ ثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيمُونٍ حَدَّثَنَا غَيْلَانُ قَالَ: كَانَ مُطَرِّفُ يَلْبَسُ الْبَرَانِسَ [2] وَيَلْبَسُ الْمَطَارِفَ وَيَرْكَبُ الْخَيْلَ وَيَغْشَى السُّلْطَانَ، غَيْرَ أَنَّكَ كُنْتَ إِذَا أَفْضَيْتَ إِلَيْهِ أَفْضَيْتَ إِلَى قُرَّةِ الْعَيْنِ [3] .
حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ حَدَّثَنَا غَيْلَانُ قَالَ مُطَرِّفٌ: لَقَدْ كَادَ خَوْفُ النَّارِ يَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ أَنْ أَسْأَلَ اللَّهَ الْجَنَّةَ [4] .
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ وَسَعِيدٌ [5] قَالا: حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ [6] حَدَّثَنَا غَيْلَانُ [7] قَالَ: كَانَ مُطَرِّفٌ يَقُولُ: صَلَاحُ قَلْبٍ وَصَلَاحُ عمل وصلاح نية [8] .
حدثنا ابو النعمان ثَنَا مَهْدِيٌّ حَدَّثَنَا غَيْلَانُ قَالَ: سَمِعْتُ مُطَرِّفًا يَقُولُ:
إِنِّي إِنَّمَا وَجَدْتُ ابْنَ آدَمَ كَالشَّيْءِ الْمُلْقَى بَيْنَ اللَّهِ وَبَيْنَ الشَّيْطَانِ فَإِنْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُنْعِشَهُ احْتَزَّهُ [9] إِلَيْهِ وَإِنْ أَرَادَ بِهِ غَيْرَ ذَلِكَ خَلَّى بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَدُوِّهِ [10] .
__________
[1] أوردها ابن سعد من طريق مهدي بن ميمون أيضا (7/ 143) وابو نعيم من طريق مهدي أيضا (الحلية 2/ 202) .
[2] في الأصل يوجد «والبرنس» بعد «البرانس» وهي زائدة.
[3] أوردها ابن سعد من طريق مهدي أيضا (7/ 144) .
[4] قارن بحلية الأولياء 2/ 202.
[5] سعيد بن منصور بن شعبة ابو عثمان المروزي (تهذيب التهذيب 4/ 89) .
[6] مهدي بن ميمون الازدي المعولي (تهذيب التهذيب 10/ 326) .
[7] غيلان بن جرير.
[8] أوردها ابو نعيم من طريق مهدي أيضا بلفظ «صلاح القلب بصلاح العمل بصلاح النية» (الحلية 2/ 199) .
[9] هكذا في الأصل ولم اتبينها.
[10] قارن بحلية الأولياء 2/ 201 وفيها «فأن استشلاه- أي استنقذه- ربه نجاه» بدل «أن ينعشه احتزه» .(2/81)
وَبِهِ عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: لَوْ أَتَانِي آتٍ من ربي فخيرني بين أن يخبرني في الْجَنَّةِ أَنَا أَمْ فِي النَّارِ وَبَيْنَ أَنْ أَصِيرَ تُرَابًا لَاخْتَرْتُ أَنْ أَصِيرَ تُرَابًا [1] .
حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ ثَنَا مَهْدِيٌّ ثَنَا غَيْلَانُ عَنْ مُطَرِّفٍ قال: سمعته يقول:
لئن أُعَافَى فَأَشْكُرَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُبْتَلَى فَأَصْبِرَ [2] . قَالَ: نَظَرْتُ فِي الْعَافِيَةِ فَوَجَدْتُ فِيهَا خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا حميد بن هلال قال: قال مطرف: ما خير (22 ب) لَا شَرَّ فِيهِ وَلَا آفَةَ، وَلِكُلِّ شَيْءٍ آفَةٌ، فَإِذَا هُوَ أَنْ يُعَافَى عَبْدٌ فَيَشْكُرَ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: قَالَ مُطَرِّفٌ: أَتَى عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ وَأَفْضَلُهُمُ الْمُسَارِعُ وَإِنَّ أفضل أهل زمانكم هذا المتئدين [3] .
وَحَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ وَحَدَّثَنِي صَاحِبٌ لِي قَالَ: قَالَ مُطَرِّفٌ: النَّاسُ كُلُّهُمْ أَحْمَقٌ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ اللَّهِ وَلَكِنْ بَعْضُ الْحُمْقِ أَهْوَنُ مِنْ بَعْضٍ.
قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ: وَحَدَّثَنَا صَاحِبٌ لَنَا قَالَ: قَالَ مُطَرِّفٌ: لَوْ أَنَّ لِي نَفْسَيْنِ فَأَعْتَبِرَ بِإِحْدَاهُمَا وَلَكِنَّهَا [4] نَفْسٌ وَاحِدَةٌ [5] .
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ مطرف بن
__________
[1] أوردها ابو نعيم من طريق مهدي بن ميمون أيضا (الحلية 2/ 199) .
[2] أوردها ابن سعد من طريق آخر (7/ 144) .
[3] في الأصل رسمها «المتدئين» .
[4] في الأصل يوجد «هي» قبل «نفس» وقد حذفتها.
[5] قارن بأبي نعيم (الحلية 2/ 199) .(2/82)
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ قَالَ: فَضْلُ الْعِلْمِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ فَضْلِ الْعِبَادَةِ، وَخَيْرُ دِينِكُمُ الْوَرَعُ [1] .
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ الْعَقِيلِيُّ قَالَ:
كَانَ أَبُو الْعَلَاءِ [2] يَقْرَأُ فِي الْمُصْحَفِ حَتَّى يُغْشَى عَلَيْهِ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ [3] عَنْ سَعِيدٍ الْجَرِيرِيِّ قَالَ: كَانَ أَبُو الْعَلَاءِ يَقْرَأُ فِي الْمُصْحَفِ، قَالَ: فَكَانَ مُطَرِّفٌ يَقُولُ أَحْيَانًا: أَغْنِ [4] غَنَاءَ مُصْحَفِكَ هَذَا سَائِرَ الْيَوْمِ.
قَالَ: وَسَمِعْتُ ابا النعمان يقول: كان مطرف يقول لئن أعافى فأشكر أحبّ الي أَنْ أُبْتَلَى فَأَصْبِرَ [5] .
قَالَ: وَكَانَ أَبُو الْعَلَاءِ يَقُولُ: اللَّهمّ إِنْ كَانَ شَيْءٌ فَعَجِّلْ.
قَالَ أَبُو النُّعْمَانِ: وَحَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ قَالَ: خَرَجْتُ مُعْتَمِرًا حتى إذا كنت بالدثنومة [6] ، وقعت عن راحلتي
__________
[1] أوردها ابن سعد من طريق قتادة (7/ 142) .
[2] هو يزيد بن عبد الله بن الشخير أخو مطرف (تهذيب التهذيب 11/ 341) .
[3] ابن زيد.
[4] هكذا في الأصل ولم أتبينها.
[5] أوردها ابن سعد (7/ 144) وابو نعيم من طريق آخر (الحلية 2/ 200) .
[6] هكذا في الأصل ولم أجدها وأحسبها «الدثينة» وهي منزل لبني سليم بعد فلجة من البصرة الى مكة، وترد أيضا باسم «الدفينة» (ابن خرداذبه: كتاب المسالك والممالك 146- ط ليدن- والبكري.
المسالك والممالك 2/ 543- تحقيق مصطفى السقا، القاهرة 1947 وياقوت: معجم البلدان: مادة «الدثينة» .(2/83)
فكسرت فبعثت لي ابْنِ عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ فَسَئَلَا فَقَالَا: لَيْسَ لَهُ وَقْتٌ كَوَقْتِ الْحَجِّ، يَكُونُ عَلَى إِحْرَامِهِ حَتَّى يَصِلَ إِلَى الْبَيْتِ. قَالَ: فَبَقِيتُ بِتِلْكَ الهيئة [1] سِتَّةَ أَشْهُرٍ أَوْ سَبْعَةَ أَشْهُرٍ حَتَّى وَصَلْتُ إِلَى الْبَيْتِ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيدٍ عَنْ سَعِيدٍ الْجَرِيرِيِّ عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ قَالَ: لَمَّا كُسِرْتُ بَعَثْتُ مُطَرِّفًا إِلَى ابْنِ عُمَرَ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: مَا تَقُولُ فِي أَخِي؟ قَالَ: مَا أَقُولُ إِنَّهُ إِنْ مَاتَ مِنْ وَجْههِ هَذَا دَخَلَ الْجَنَّةَ.
[صَفْوانُ بْنُ مُحْرِزٍ]
[2] حَدَّثَنَا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا هشام [3] عن الحسن [4] قال: قال (23 أ) . صَفْوَانُ بْنُ مُحْرِزٍ: إِذَا رَجَعْتُ إِلَى أَهْلِي فَأُتِيتُ بِرَغِيفٍ فَأَكَلْتُهُ فَقَارَبَ شِبَعِي ثُمَّ شَرِبْتُ عَلَيْهِ مِنَ الْمَاءِ حَتَّى أَرْوَى فَجَزَى اللَّهُ الدُّنْيَا عَنْ أَهْلِهَا شَرًّا [5] .
حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ ثَنَا جَعْفَرٌ [6] ثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ صَفْوَانَ قَالَ: إِذَا أَكَلْتُ رَغِيفًا أَشُدُّ بِهِ صُلْبِي وَشَرِبْتُ كُوزَ مَاءٍ فعلى الدنيا
__________
[1] في الأصل رسمها «فتعلت تلك المياه» ولم أجد الرواية في المصادر الأخرى ولم أتبينها جيدا.
[2] المازني في الطبقة الثانية من تابعي أهل البصرة عند ابن سعد (7/ 147) .
[3] هشام بن حسان.
[4] البصري.
[5] أوردها ابو نعيم من طريق هشام أيضا (الحلية 2/ 214) بألفاظ مقاربة.
[6] جعفر بن سليمان الضبعي (تهذيب التهذيب 9/ 277) .(2/84)
وَأَهْلِهَا الْعَفَاءُ [1] .
حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى ابن زِيَادٍ الْفِرْدَوْسِيُّ قَالَ: كَانَ لِصَفْوَانَ سِرْبٌ يَبْكِي فِيهِ، وَكَانَ صَفْوَانُ يَقُولُ: قَدْ أَرَى مَكَانَ الشَّهَادَةِ لَوْ تُشَايِعُنِي نَفْسِي [2] .
[مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ]
حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا أَزْهَرُ عَنِ ابن عون قال: كان مسلم ابن يَسَارٍ لَا يُفَضَّلُ عَلَيْهِ أَحَدٌ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ [3] حَتَّى فَعَلَ تِلْكَ الْفَعْلَةِ، فَلَقِيَهُ أَبُو قِلَابَةَ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أَعُودُ أَبَدًا. فَقَالَ ابو قلابة: ان شاء الله.
قتلا أَبُو قِلَابَةَ إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِها من تَشاءُ 7: 155 [4] . فَأَرْسَلَ مُسْلِمٌ عَيْنَيْهِ.
حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا أَزْهَرُ [5] عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّ أَبَاهُ كان إذا صلى كأنه ود لَا يَقُولُ هَكَذَا أَوْ هَكَذَا [6] .
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةَ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ: كَانَ مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ إِذَا قَامَ يُصَلِّي كَأَنَّهُ ثَوْبٌ مُلْقًى [7] .
__________
[1] أوردها ابن سعد من طريق جعفر بن سليمان أيضا (7/ 147) .
[2] أوردها ابن سعد من طريق جعفر بن سليمان أيضا (7/ 147) وابو نعيم (الحلية 2/ 214) من طريق جعفر أيضا.
[3] أوردها الى هنا ابن سعد من طريق أزهر السمان أيضا (7/ 186) .
[4] الأعراف: 155.
[5] أزهر بن سعد السمان الباهلي البصري.
[6] قارن بحلية الأولياء 2/ 291.
[7] أوردها ابو نعيم من طريق سليمان بن المغيرة أيضا (الحلية 2/ 291) .(2/85)
حدثنا سعيد بن أسد وَأَبُو عُمَيْرٍ [1] وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الرَّمْلِيُّ قَالُوا: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ [2] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْلَةَ قَالَ: سَمِعْتُ مُسْلِمَ بْنَ يَسَارٍ وَسَمِعَ رَجُلًا يَدْعُو عَلَى رَجُلٍ ظَلَمَهُ، فَقَالَ لَهُ مُسْلِمٌ: خَلِّ الظَّالِمَ إِلَى ظُلْمِهِ فَإِنَّهُ أَسْرَعُ إِلَيْهِ مِنْ دُعَائِكَ عَلَيْهِ، إِلَّا أَنْ يَتَدَارَكَهُ بعمل وقمين الا بفعل.
حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ حُمَيدٌ أَبُو الْأَسْوَدِ حَدَّثَنَا عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: أَدْرَكْتُ هَذَا الْمَسْجِدَ وَمَا فِيهِ حَلْقَةٌ يُذْكَرُ فِيهَا الْفِقْهُ إِلَّا حَلْقَةُ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ. قَالَ: إِنَّ فِي الْحَلْقَةِ مَنْ هُوَ أَسَنُّ مِنْهُ غَيْرَ أَنَّهَا كَانَتْ تُنْسَبُ إِلَيْهِ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ [3] عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قِيلَ لِابْنِ الْأَشْعَثِ [4] : إِنْ سَرَّكَ أَنْ يُقْتَلُوا حَوْلَكَ كَمَا قُتِلُوا حَوْلَ جمل عائشة (23 ب) فَأَخْرِجْ مُسْلِمَ بْنَ يَسَارٍ مَعَكَ. قَالَ: فَأَخْرَجَهُ مُكْرَهًا:
قَالَ: حَدَّثَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: ذكر أيوب الفقراء الَّذِينَ خَرَجُوا مَعَ ابْنِ الْأَشْعَثِ فَقَالَ: لَا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنْهُمْ قُتِلَ إِلَّا قَدْ- رَغِبَ له عن مصرعه، ولا أحد مِنْهُمْ نَجَا إِلَّا قَدْ نَدِمَ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ. قَالَ: فَصَحِبَ [5] أَبُو قِلَابَةَ مُسْلِمَ بْنَ يَسَارٍ قَالَ: فَقَالَ: يَا أَبَا قِلَابَةَ إِنِّي أَحْمَدُ اللَّهَ إِلَيْكَ أَنِّي لَمْ أَطْعَنْ
__________
[1] عيسى بن محمد الرمليّ ابن النحاس (تهذيب التهذيب 8/ 288) .
[2] ابن ربيعة الفلسطيني.
[3] ابن زيد.
[4] عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث قاد ثورة ضد الحجاج خلال سنتي 81- 82 هـ (انظر تاريخ خليفة بن خياط 279- 288) .
[5] في ابن سعد «صحبه الى مكة» .(2/86)
فِيهَا بِرُمْحٍ، وَلَمْ أَضْرِبْ فِيهَا بِسَيْفٍ وَلَمْ أرم فيهم بِسَهْمٍ. فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ كَيْفَ بِمَنْ رَآكَ وَاقِفًا [1] فَقَالَ هَذَا أَبُو عبد الله والله مَا وَقَفَ هَذَا الْمَوْقِفَ إِلَّا وَهُوَ عَلَى الحق، فتقدم فقاتل حتى قتل؟ قال: فَبَكَى حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي لَمْ أَقُلْ شَيْئًا [2] .
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْرٍ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْلَةَ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عَلَيْنَا مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ قُلْنَا لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لَوْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّ بِالْعِرَاقِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ جَاءَنَا بِهِ. قَالَ: فكيف لو رأيتم عبد الله بن زيد أَبَا قِلَابَةَ الْجَرْمِيَّ؟
قَالَ: فَمَا ذَهَبَتِ الْأَيَّامُ وَاللَّيَالِيَ حَتَّى قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو قِلَابَةَ.
قَالَ عَلِيٌّ [3] قَالَ ابْنُ [أَبِي] [4] إِدْرِيسَ لِأَبِيهِ: يَا أَبَهْ مَا يُعْجِبُكَ طُولُ صَمْتِ أَبِي [5] عَبْدِ اللَّهِ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ؟ قَالَ: أَيْ بُنَيَّ تَكَلُّمٌ بِالْحَقِّ خَيْرٌ مِنْ سُكُوتٍ عَنْهُ. قَالَ: فَذَهَبَ إِلَى مُسْلِمٍ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ سُكُوتٌ عَنِ الْبَاطِلِ خَيْرٌ مِنَ الْتَّكَلُّمِ بِهِ [6] .
__________
[1] في ابن سعد «واقفا في الصف» .
[2] أوردها ابن سعد بألفاظ مقاربة (7/ 188) .
[3] ابن أبي حملة المذكور في السند السابق.
[4] سقطت من الأصل وأضفتها من حلية الأولياء 2/ 293 وهو عائذ الله ابو إدريس الخولانيّ.
[5] في الأصل «عبيد» والصواب ما أثبته، انظر ابن سعد:
الطبقات 7/ 186.
[6] أوردها ابو نعيم من طريق ضمرة عن علي بن أبي حملة، وقد وردت في الأصلين الخطيين المعتمدين في طبع الحلية هكذا كما ذكر الناشر، لكنه حسب أن الصواب «علي بن جبلة» فأثبته، وهو خطأ والصواب «علي بن أبي حملة» (انظر ابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 314) .(2/87)
حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ حَدَّثَنِي أَبِي [1] عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: كَانَ مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ يُعَدُّ خَامِسَ خَمْسَةٍ مِنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ.
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ [2] أَخْبَرَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ قَالَ:
ذَكَرَ أَبُو قِلَابَةَ [3] عَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَقِيقٍ قَالَ: أَيُّ رَجُلٍ هُوَ إِلَّا أَنَّهُ تَعَرَّبَ.
«حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ [4] قَالَ: قُلْتُ لِعُبَيْدَةَ [5] : أَكْتُبُ مِنْكَ مَا أَسْمَعُ؟ قَالَ: لَا. قُلْتُ:
وَجَدْتُ كِتَابًا أَنْظُرُ فِيهِ؟ قَالَ: لَا» [6] .
قَالَ: وَحَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أبي قلابة عن أنس قال: إذا نعس أَحَدُكُمْ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ فَلْيَنَمْ حَتَّى يَعْقِلَ مَا يَقُولُ.
قَالَ سُلَيْمَانُ: وَفِي مَوْضِعٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: قَالَ حَمَّادٌ [7] :
قَرَأَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَلَى أَيُّوبَ كِتَابًا لأبي قلابة. فقال: قد سمعت هذا كله من أبي قلابة وفيه ما أحفظه وفيه مَا لَا أَحْفَظُهُ. قَالَ فَكَانَ حَمَّادٌ رُبَّمَا حَدَّثَنَا بِالشَّيْءِ فَيَقُولُ: هَذَا مَا كَانَ فِي الْكِتَابِ.
«حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ قَالَ: مَاتَ أَبُو قِلَابَةَ بِالشَّامِ فَأَوْصَى بِكُتُبِهِ لِأَيُّوبَ، فَأَرْسَلَ أَيُّوبُ فَجِيءَ بِهِ عَدْلَ رَاحِلَةٍ. قال أيوب:
__________
[1] هشام بن أبي عبد الله الدستوائي.
[2] إسماعيل بن إبراهيم بن علية.
[3] عبد الله بن زيد الجرمي.
[4] ابن سيرين.
[5] عبيدة بن عمرو ويقال ابن قيس بن عمرو السلماني المرادي الكوفي ابو عمرو (تهذيب التهذيب 7/ 84) .
[6] الخطيب: تقييد العلم 45.
[7] ابن زيد.(2/88)
فلما جاءني قلت لمحمد [1] : جاءني كتاب أَبِي قِلَابَةَ فَأُحَدِثُ مِنْهَا؟ قَالَ:
نَعَمْ. ثُمَّ قَالَ: لَا آمُرُكَ وَلَا أَنْهَاكَ» [2] .
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ [3] ثَنَا أَيُّوبُ قَالَ: أَوْصَى أَبُو قِلَابَةَ إِلَيَّ بِكُتُبِهِ فَأَتَيْتُ بِهَا مِنَ الشَّامِ فَأُعْطِيتُ كَرَاهَا بِضْعَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا [4] .
«حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أوصى ابو قِلَابَةُ قَالَ: ادْفَعُوا كُتُبِي إِلَى أَيُّوبَ إِنْ كَانَ حَيًّا وَإِلَّا فَأَحْرِقُوهَا» [5] .
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ منصور حدثنا يحي بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ حُمَيْدٍ [6] أَنَّهُ أَخَذَ كُتُبَ الْحَسَنِ فَنَسَخَهَا ثُمَّ رَدَّهَا عَلَيْهِ.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيُّ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كتب الي يعلى ابن حُكَيْمٍ أَنْ سَلْ قَتَادَةَ عَنْ حَدِيثٍ ثُمَّ اكتب الي، فأتيته، فقال: ائت سعيد ابن أَبِي عَرُوبَةَ فَقَدْ أَخَذَ حَدِيثِي يُمْلِي عَلَيْكَ، ثُمَّ ائْتِنِي بِهَا، فَأَتَيْتُ سَعِيدًا فَأَمْلَاهَا عَليَّ، ثُمَّ جِئْتُ بِهِ قَتَادَةَ فَمَا غَيَّرَ مِنْهَا إِلَّا حَرْفَيْنِ.
قَالَ عَلِيٌّ: كَانَ يَجِيءُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ لَهُ رُسُلٌ عِنْدَ قَتَادَةَ، فَكَانَ رسل سعيد مطر [7] ورسل هشام الدستوائي أبي عمرو بن عامر.
__________
[1] ابن سيرين.
[2] الخطيب: الكفاية 352.
[3] ابن علية.
[4] أوردها الامام أحمد (كتاب العلل ومعرفة الرجال 1/ 394) .
[5] الخطيب: تقييد العلم 62، وأوردها ابن سعد: الطبقات 7/ 185.
[6] الطويل.
[7] الوراق.(2/89)
قال علي: قال يحي [1] : أَوَّلُ مَنْ أَتَانِي فِي هَذَا الشَّأْنِ أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ [2] وَقَبْلَهُ حَسَنُ الْجُفْرِيُّ [3] فِي حَيَاةِ ابن أَبِي جُرَيْجٍ.
قَالَ: وَسَمِعْتُ بَكْرَ بْنَ خَلَفٍ يَذْكُرُ عَنْ بَعْضِ شُيُوخِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَأَظُنُّهُ بِهَذَا قَالَ: قَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: كُنْتُ أَسْمَعُ أَنَّ الْقُصَّاصُ لَا يَحْفَظُونَ حَدِيثَهُمْ، فَأَتَيْتُ ثابت (24 ب) الْبُنَانِيَّ فَقَلَبْتُ عَلَيْهِ حَدِيثَهُ، فَكُنْتُ أَقُولُ لَهُ: كَيْفَ حَدِيثُ أَنَسٍ فِي كَذَا وَكَذَا لِحَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى؟
فَيَقُولُ لَا هَذَا حَدِيثُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ. فَأَقُولُ لِحَدِيثِ أَنَسٍ كَيْفَ حَدِيثُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى فِي كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ هَذَا حَدِيثُ أَنَسٍ.
قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا مُوسَى [4] قَالَ: يُقَالُ حُمَيْدُ بْنُ تِيرَوَيْهِ [5] وَهُمْ يَغْضَبُونَ مِنْهُ.
[مَذْعُورٌ وَمُطَرِّفٌ]
حَدَّثَنَا عَمْرُو بن عاصم حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا غيلان بن جرير [6] قال: قَالَ مُطَرِّفٌ [7] : مَا كَانَ اثْنَانِ فِي اللَّهِ إِلَّا كَانَ أَشَدُّهُمَا حُبًّا لِصَاحِبِهِ أَفْضَلَهُمَا، قَالَ: فذكرت ذلك للحسن فقال: صدق مطرف.
__________
[1] يحي بن سعيد القطان.
[2] في الأصل «الحرار» واحسبه ابا عبيدة عبد الواحد بن واصل السدوسي الحداد البصري (تهذيب التهذيب 6/ 440) .
[3] الحسن بن أبي جعفر الجفري (المشتبه للذهبي: 166 وابن حجر: تهذيب التهذيب 2/ 260) .
[4] محمد بن المثنى العنزي.
[5] هو الطويل (تهذيب التهذيب 3/ 38) .
[6] في الأصل «حديه» والتصويب من (تهذيب التهذيب 8/ 253) .
[7] مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ.(2/90)
قال: وقال غيلان [1] : قال مطرف: أنا لمذعور أَشَدُّ حُبًّا وَهُوَ أَفْضَلُ مِنِّي فَكَيْفَ هَذَا؟ فَلَمَّا أُمِرَ بِالرَّهْطِ أَنْ يَخْرُجُوا إِلَى الشَّامِ أُمِرَ بِمَذْعُورٍ فِيهِمْ. قَالَ: فَلَقِيَنِي فَأَخَذَ بِلِجَامِ دَابَّتِي. قَالَ: فَجَعَلْتُ كُلَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَرِفَ حَبَسَنِي. قَالَ: قُلْتُ: إِنَّ الْمَكَانَ بَعِيدٌ. قَالَ فَجَعَلَ يَحْبِسَنِي.
قَالَ فَقُلْتُ: أُنْشِدُكَ اللَّهَ أَلَا تَرَكْتَنِي فَلَمْ تَحْبِسَنِي. قَالَ: فَلَمَّا نَاشَدْتُهُ قَالَ كَلِمَةً يُخْفِيهَا جُهْدَهُ مِنِّي: اللَّهمّ فِيكَ. قَالَ: فَلَمَّا أَصْبَحْتُ قِيلَ لَهُ هَلْ شَعُرْتَ كَأَنَّهُ خُرِجَ بِأَخِيكَ؟ قَالَ: فَعَرَفْتُ أَنَّهُ أَشَدُّ حُبًّا لِي مِنِّي لَهُ.
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ مَذْعُورٌ يَأْتِينَا فَيَقُولُ: هَلُمَّ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ. قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْحَيِّ: أَكُلَّ يَوْمٍ لَنَا مِنْ مَذْعُورٍ جُمُعَةٌ. قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِثَابِتٍ [2] . قَالَ: فَأَعْجَبَهُ.
حَدَّثَنَا عَمْرٌو ثَنَا سُلَيْمَانُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتْ أُخْتَانِ لِلْمَذْعُورِ أُمُّ صَفِيَّةَ وَهُنَيْدَةُ، فأما أُمُّ صَفِيَّةَ فَكَانَتْ تُقِيمُ الْأَيْتَامَ وَالْمَسَاكِينَ وَأَمَّا هُنَيْدَةُ فَكَانَتِ امْرَأَةٌ عَابِدَةٌ. قَالَ: فَقَالَتْ لَهُ..... [3] حِينَ يُخْرَجُ بِهِ أَوْصِنَا؟ قَالَ: فَقَالَ اعْمَلَا فَكَأَنَّكُمَا قَدْ..... [4] .
حَدَّثَنَا عَمْرٌو [5] حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ [6] حَدَّثَنَا قَتَادَةُ قَالَ: قَالَ مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ: إِنْ كَانَ مَذْعُورٌ ليزورنا فيفرح به أهلنا.
__________
[1] غيلان بن جرير المعولي الازدي البصري (تهذيب التهذيب 8/ 253) .
[2] البناني.
[3] الكلمة مطموسة.
[4] الكلمة رسمها « [؟] عسما» ولم أتبينها.
[5] ابن عاصم.
[6] ابن المغيرة.(2/91)
حدثنا عمرو ثنا سليمان (25 أ) حَدَّثَنَا ثَابِتٌ قَالَ: قَالَ مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: إِنْ كَانَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَحَدٌ مُمْتَحَنَ الْقَلْبِ فَإِنَّ مَذْعُورًا مُمْتَحَنُ الْقَلْبِ.
حَدَّثَنَا عَمْرٌو ثَنَا سُلَيْمَانُ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ قَالَ: لَمَّا سُيِّرَ أُولَئِكَ الرَّهْطُ إِلَى الشَّامِ كَانَ فِيهِمْ مَذْعُورٌ وَعَامِرُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ وَصَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ. فَلَمَّا عَرَفُوا بَرَاءَتَهُمْ أُمِرُوا بِالِانْصِرَافِ فانصرف بعضهم [و] كان فِيمَنْ أَقَامَ مَذْعُورٌ وَعَامِرٌ، وَكَانَ فِيمَنِ انْحَدَرَ [1] صَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ [2] .
حَدَّثَنَا عُمَرٌو ثَنَا سُلَيْمَانُ قَالَ: قَالَ لِي ثَابِتٌ: إِنِّي لَأُحِبُّكَ لِحُبِّ مَذْعُورٍ أَوْ لَقَدْ آتِيكَ مِنْ مَذْعُورٍ.
حَدَّثَنَا عَمْرٌو ثَنَا سُلَيْمَانُ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ قَالَ: قَالَ مُطَرِّفٌ: بَيْنَا أَنَا مَعَ مَذْعُورٍ يَوْمًا إِذَا رَجُلٌ يَقُولُ: هَذَانِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ. قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيْهِ مَذْعُورٌ فَعَرَفْتُ الْكَرَاهِيَةَ فِي وَجْهِهِ، ثُمَّ رَفَعَ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: اللَّهمّ يعلمنا وَلَا يَعْلَمُنَا اللَّهمّ تَعْلَمُنَا وَلَا يَعْلَمُنَا- ثَلَاثًا-.
حدثني سعيد بن أسد حدثنا ضمرة عن رَجَاءِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ قَالَ: لَمَّا دُخِلَ عَلَى الْبَصْرَةِ يَوْمَ الجمل جلست الى عمار ابن يَاسِرٍ فَجَعَلَ يَقْطَعُ فِي عُثْمَانَ فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّكُمْ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ سَبَقْتُمُونَا صُحْبَهً [3] ثُمَّ أَدْرَكْنَاكُمْ فَأَعْلَمْتُمُونَا أَلَّا ذَنْبَ فِي الْإِسْلَامِ أَعْظَمُ مِنَ الذَّمِّ، ثُمَّ أَنْتُمُ الْيَوْمَ تُحِلُّونَهُ. قَالَ: فَجَاءَهُ رَسُولُ عَلِيٍّ فَقَالَ: أَجِبْ يَا أَبَا الْيَقْظَانِ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَهُوَ يَقُولُ إِنَّهُ بَدَّلَ- يَعْنِي عثمان-.
__________
[1] في ابن سعد «انحاز» .
[2] أوردها ابن سعد (الطبقات 7/ 110) .
[3] في الأصل كلمة رسمها «سحسه» .(2/92)
[الْعَلَاءُ بْنُ زِيَادٍ وَبُشِيرُ بْنُ كَعْبٍ]
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ [ابْنِ] أَبِي حَمْلَةَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ عِرَاقِيًّا أَفْضَلَ مِنَ الْعَلَاءِ بْنِ زِيَادِ بْنِ مَطَرٍ الْعَدَوِيِّ.
«حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ثَنَا عَمْرٌو [1] قَالَ: قَالَ لِي طَاوُسٌ: اذْهَبْ [بِنَا] نُجَالِسِ النَّاسَ. قَالَ: فَجَلَسْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ يُقَالُ لَهُ بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ الْعَدَوِيُّ، فَقَالَ طَاوُسٌ: رَأَيْتُ هَذَا أَتَى ابْنَ عَبَّاسٍ فَجَعَلَ يُحَدِّثُهُ. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كَأَنِّي أَسْمَعُ بِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ» [2] حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ حَدَّثَنَا وَهْبٌ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ حميد ابن هلال [يحدث] عن العلاء بن زياد (25 ب) قَالَ: رَأَيْتُ النَّاسَ فِي النَّوْمِ يَتَّبِعُونَ شَيْئًا فَتَبِعْتُهُ فَإِذَا عَجُوزٌ عَوْرَاءٌ هَتْمَاءٌ عَلَيْهَا مِنْ كُلِّ زِينَةٍ وَحِلْيَةٍ فَقُلْتُ: مَنْ أَنْتِ؟ قَالَتْ: أَنَا الدُّنْيَا. فَقُلْتُ: أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُبَغِّضَكَ إِلَيَّ.
قَالَتْ: نَعَمْ إِنْ أَبْغَضْتَ الدَّرَاهِمَ [3] .
[إِيَّاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ]
[4] حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ شُوذَبٍ قَالَ: كَانَ يُقَالُ:
يُولَدُ فِي كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ رَجُلٌ تَامُّ العقل، وكانوا يرون [5] أن اياس بن
__________
[1] ابن دينار.
[2] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 10/ 189.
[3] أوردها ابو نعيم من طريق وهب بن جرير بن حازم أيضا (الحلية 2/ 243- 244) .
[4] ابن قرة المزني في الطبقة الثالثة من تابعي أهل البصرة عند ابن سعد (الطبقات 7/ 234) .
[5] في الأصل «يريدون» وما أثبته من ابن كثير: البداية والنهاية 9/ 325.(2/93)
مُعَاوِيَةَ مِنْهُمْ» [1] .
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ وَمُحَمَّدُ بن يحي قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ:
سَمِعْتُ ابْنَ شُبْرُمَةَ قَالَ: قَالُوا لِإِيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ: إِنَّكَ مُعْجَبٌ بِرَأْيِكَ.
قَالَ: لَوْ لَمْ أُعْجَبْ بِرَأْيِي لَمْ أقض به.
حدثني سعيد بن أسد ثنا ضمرة عن رَجَاءِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: قَالَ ابْنُ الْأَهْتَمِ لِإِيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ: لَوْلَا خِصَالٌ فِيكَ كُنْتَ أَنْتَ الرَّجُلَ. قَالَ: وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: تَقْضِي قَبْلَ أَنْ تَفْهَمْ، وَلَا تُبَالِي مَنْ جَالَسْتَ، وَلَا تُبَالِي مَا لَبِسْتَ.
قَالَ: أَمَّا قولك أقصي قَبْلَ أَنْ أَفْهَمَ، فَأَيُّهُمْ أَكْثَرُ ثَلَاثَةٌ أَوِ اثنين؟ قَالَ:
لَا بَلْ ثَلَاثَةٌ. قَالَ: مَا أَسْرَعَ مَا فَهِمْتَ! قَالَ: وَمَنْ لَا يَفْهَمُ هَذَا. قَالَ:
كَذَلِكَ أَنَا لَا أَقْضِي حَتَّى أَفْهَمَ، وَأَمَّا قَوْلُكَ إِنِّي لَا أُبَالِي مَعَ مَنْ جَلَسْتُ فَإِنِّي أَجْلِسُ مَعَ مَنْ يَرَى لِي أَحَبُّ مِنْ أَنْ أَجْلِسَ مَعَ مَنْ أَرَى لَهُ، وَأَمَّا قَوْلُكَ إِنِّي لَا أُبَالِي مَا لَبِسْتُ فَإِنِّي أَلْبَسُ ثَوْبًا يَقِي نَفْسِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلْبَسَ ثَوْبًا أَقِيهِ بِنَفْسِي.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: كَانَ إِيَّاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَالصَّلْتُ بْنُ دِينَارٍ فِي مَجْلِسِ أَيُّوبَ فَكُلَّمَا حَدَّثَ بِشَيْءٍ لَمْ يَدَعْهُ حَتَّى قَطَعَ عَلَيْهِ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْهُ ذَهَبَ الصَّلْتُ يُحَدِّثُ فَيَقُولُ لَهُ إِيَاسٌ: اسْكُتْ.
وَحَدَّثَ. قَالَ: فَقَالَ الصَّلْتُ: مَا تَدَعُنِي أَبْلَعُ رِيقِيَ أَتَنَفَّسُ. قَالَ فَقَالَ إِيَّاسٌ: إِنَّ هَذَا لَهُ امْرَأَةٌ تُسِيئُهُ الْخُلُقَ. قَالَ: فَقَالَ: صَدَقْتَ. فَقَالَ إِيَّاسٌ:
إِنَّمَا سُوءُ خُلُقِكَ مِنْ ذَاكَ لِأَنَّكَ خَرَجْتَ ضَجِرًا مُغْتَمًّا فَسُوءُ خلقك من ذلك.
__________
[1] ابن كثير: البداية والنهاية 9/ 325.(2/94)
حدثنا سليمان مرة أخرى (26 أ) بِالْبَصْرَةِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ:
كُنَّا فِي مَكَانِ أَيُّوبَ وَثَمَّ إِيَّاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَالصَّلْتُ بْنُ دِينَارٍ. قَالَ: فَجَعَلَ إِيَاسٌ يُحَدِّثُ وجعل الصلت يتعذر له إذ افرغ يُحَدِّثُ. قَالَ: فَضَرَبَ إِيَّاسٌ فَخِذَهُ بِيَدِهِ وَقَالَ: اسْكُتْ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ الصَّلْتُ: ابْلَعْ [1] رِيقَكَ دَعْنِي أَتَنَفَّسْ. قَالَ: فَقَالَ إِيَّاسٌ: أَتَرَوْنَ هَذَا فَإِنَّ امْرَأَةَ هَذَا سَيِّئَةُ الْخُلُقِ.
قَالَ: فَقَالَ الصَّلْتُ: صَدَقْتَ وَاللَّهِ إِنَّهَا سَيِّئَةُ الْخُلُقِ فَمِنْ أَيْنَ عَلِمْتَ؟ قَالَ:
إِنَّكَ خَرَجْتَ مِنْ عِنْدِهَا وَقَدْ سَاءَ خُلُقُهَا عَلَيْكَ فَسُوءُ خُلُقِكَ هَذَا مِنْ ذَلِكَ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ علي بن مقدم عن سفيان بن حسين قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ إِيَّاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ تَخَوَّفْتُ إِنْ قُمْتُ مِنْ عِنْدِهِ أَنْ يَقَعَ فِيَّ: قَالَ: فَجَلَسْتُ حَتَّى قَامَ، فَلَمَّا قام ذكرته لا ياس. قَالَ: فَجَعَلَ يَنْظُرُ فِي وَجْهِي فَلَا يَقُولُ لِي شَيْئًا حَتَّى فَرَغْتُ. فَقَالَ لِي: أَغَزَوْتَ الدَّيْلَمَ؟
قُلْتُ: لَا. قَالَ غَزَوْتَ السِّنْدَ؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ: غَزَوْتَ الرُّومَ؟ قُلْتُ: لَا.
قَالَ: فَسَلِمَ مِنْكَ الدَّيْلَمُ وَالسِّنْدُ وَالْهِنْدُ وَالرُّومُ وَلَيْسَ يَسْلَمُ عَلَيْكَ أَخُوكَ هَذَا؟ فَلَمْ يَعُدْ سُفْيَانُ إِلَى ذَلِكَ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ علي بن مقدم عن سفيان بن حسين قَالَ:
قِيلَ لِإِيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ: الْعَالِمُ أَفْضَلُ أَمِ الْعَابِدُ؟ قَالُوا فَقُلْ لَنَا حَتَّى نَعْرِفَهُ.
قَالَ: فَقَالَ: أَمَا تَرَوْنَ كَذَا، وَذَكَرَ سُلَيْمَانُ شَيْئًا لَمْ أَفْهَمُ يَجِيءُ هَذَا يَتَعَلَّمُ الْجَصَّ وَهَذَا يَنْقِلُ الْآجُرَّ وَهَذَا مَهِينٌ فَإِذَا كَانَ نصف النهار أتي بشرب مِنْ سَوِيقٍ فَشُرِبَ، فَإِذَا كَانَ اللَّيْلُ أُعْطِيَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ دِرْهَمًا فَأُعْطِيَ هَذَا أَرْبَعَةُ دراهم خمسة دراهم.
__________
[1] في الأصل «ابلعي» .(2/95)
حدثني سعيد بن أسد حدثنا ضمرة عن ابْنِ شُوذَبٍ قَالَ: سَمِعْتُ إِيَّاسَ بْنَ مُعَاوِيَةَ يَقُولُ: النَّاسُ لَا يَعْرِفُونَ عُيُوبَ أَنْفُسِهِمْ وَأَنَا أَعْرِفُ عَيْبَ نَفْسِي أَنَا رَجُلٌ مِكْثَارٌ [1] ، وَكَانَ كذلك لا يجلس مجلسا الأغلب عَلَيْهِ.
قَالَ ضَمْرَةُ: وَسَمِعْتُ مَنْ يَقُولُ: كَانَ ابو اياس يقول: ان الناس ولدوا ابنا وولدت أبا.
(29 أ) حدثنا [2] سليمان بن حرب حدثنا حماد [3] عن ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: ذَكَرَ مُحَمَّدٌ [4] إِيَاسَ بْنَ مُعَاوِيَةَ فَقَالَ: إِنَّهُ لَفَهِمٌ إِنَّهُ لَفَهِمٌ [5] .
[عُقْبَةُ بن عبد الغافر]
[6] (26 ب) حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ قَالَ: مَا كَانَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ فِي مِسْلَاخِهِ [7] إِلَّا عُقْبَةَ بْنَ عَبْدِ الْغَافَّرِ. فَلَمَّا وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ أَتَيْنَاهُ فَقَالَ: مَا أَعْرِفُكُمْ [8] .
[مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ]
حَدَّثَنَا فَهْدُ بْنُ حَيَّانَ [9] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: سَمِعْتُ
__________
[1] قارن بحلية الأولياء 3/ 124.
[2] بداية الجزء التاسع عشر من الأصل.
[3] ابن زيد.
[4] ابن سيرين.
[5] أوردها ابن سعد (7/ 234) وهذه الرواية وردت أول ق 29 أفقدمتها الى هنا.
[6] في الطبقة الثانية من تابعي أهل البصرة عند ابن سعد (7/ 225) .
[7] في الأصل «المسلاحة» والتصويب من ابن سعد 7/ 225.
[8] أوردها ابن سعد (7/ 225) .
[9] في الأصل «حال» والتصويب من مشيخة يعقوب 2/ ق 21 أ.
والخطيب: موضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 8.(2/96)
التَّيْمِيَّ [1] يَقُولُ: مَا أَدْرَكْتُ أَحَدًا كَانَ أَزْهَدَ فِي الدُّنْيَا مِنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشِيُّ حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ [2] عَنْ مَالِكٍ [3] قَالَ:
مَرِضْتُ حَتَّى بَرْسَمْتُ [4] ، قَالَ: وَكُنْتُ فِي ذَلِكَ عَاقِلًا. قَالَ فَدَخَلَ عَلَيَّ الْحَسَنُ يَعُودُنِي وَفُلَانٌ وَفُلَانٌ، قَالَ: فَقُلْتُ يَا أَبَا سَعِيدٍ لَوْلَا أَخْشَى أَنْ يَكُونَ بِدْعَةٌ لَأَمَرْتُ أَهْلِي إِذَا أَنَا مِتُّ أَنْ يُوَارُونِي بِشَرِيطٍ كَمَا يُصْنَعُ بِالْعَبْدِ الْآبِقِ. قَالَ: فَقَالَ الْحَسَنُ: صَاحِبُكُمْ يَهْجُرُ. قَالَ قَالَ مَالِكٌ: فَعَافَى اللَّهُ.
قَالَ: فَكُنْتُ مَعَ الْحَسَنِ فِي أَهْلِهِ جَالِسًا قَالَ فَقَالَ لِي: يَا صَاحِبَ الشَّرِيطِ فِي ظُلَّةٍ مِنْ ظُلَّةِ الْأَرْضِ. قَالَ: أَقْبَلَ عَلَيَّ يَعِظُنِي وَكَانَ مُعَلِّمًا [5] .
[شَهْرُ بْنُ حَوْشَبَ]
[6] حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ مَرْوَانُ بْنُ هِبَةَ [7] قَالَ سَمِعَتُ النَّضْرَ بْنَ شُمَيْلٍ يَقُولُ:
كَانَ ابْنُ عَوْنٍ لَا يَذْكُرُ أَحَدًا إِلَّا شَهْرَ بْنَ حوشب فأنه كان يقول: ان شهرا
__________
[1] سليمان بن طرخان التيمي.
[2] جعفر بن سليمان الضبعي.
[3] مالك بن دينار.
[4] البرسام: علة يهذى فيها (الفيروزآبادي: القاموس المحيط 4/ 80) .
[5] وهو نهاية الجزء الثامن عشر وآخره «يتلوه ان شاء الله سليمان بن حرب ثنا حماد عن ابن عون» ونجد ذلك مطابقا لما في بداية الجزء التاسع عشر مما يدل على عدم وجود نقص بين الجزئين ولكن هناك صفحتين مع السماعات في آخر الجزء الثامن عشر من أصل الكتاب، وفيهما روايات تتعلق بترجمة عامر بن عبد قيس وترجمة صلة بن أشيم وقد نقلتهما الى ترجمتيهما.
[6] في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام عند خليفة (الطبقات 310) وابن سعد (الطبقات 449) .
[7] هكذا في الأصل ولم أجده.(2/97)
قد تركوه تركوه [1] .
حدثني العباس بن محمد [2] حدثنا يحي بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ [3] عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ شَهْرٌ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ فَأَخَذْتُ خَرِيطَةً فِيهَا دَرَاهِمُ. قَالَ فَقَالَ الْقَائِلُ:
لَقَدْ بَاعَ شَهْرٌ دِينَهُ بِخَرِيطَةٍ ... فَمَنْ يَأْمَنُ الْقُرَّاءُ بَعْدَكَ يَا شَهْرُ [4]
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا: حَدَّثَ ابْنُ عَوْنٍ حَدِيثَ هِلَالِ بْنِ أَبِي زَيْنَبَ عَنْ شَهْرٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: ذُكِرَ الشُّهَدَاءُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَسَارَّهُ شُعْبَةُ فَلَمْ يَذْكُرْهُ ابْنُ عَوْنٍ [5] .
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ [6] حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بُهْرَامٍ [7] قَالَ: سَمِعْتُ مِنْ شَهْرِ بْنِ حَوشَبٍ بِخَوْلَانَ فِي سَنَةِ مِائَةٍ.
[ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ]
[8] حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: اسْتَعَانَ نَاسٌ بِثَابِتٍ عَلَى سَعِيدِ بْنِ رَاشِدٍ. قَالَ: فَخَرَجَ مَعَهُمْ إِلَى الأبلة. قال: فلما جاء
__________
[1] في تهذيب التهذيب 4/ 371 «وقال يعقوب بن سفيان:
وشهر، وان قال ابن عون تركوه، فهو ثقة» .
[2] الدوري البغدادي أبو الفضل (تهذيب التهذيب 5/ 129) .
[3] الكرماني.
[4] وردت في تهذيب التهذيب من طريق يحي بن أبي بكير الكرماني أيضا (4/ 370) .
[5] كان شعبة يضعف شهرا وقارن بتهذيب التهذيب 4/ 370.
[6] هاشم بن القاسم الليثي البغدادي يلقب ب «قيصر» (تهذيب التهذيب 11/ 18) .
[7] الفزاري المدائني (تهذيب التهذيب 6/ 109) .
[8] ثابت بن أسلم البناني ابو محمد البصري مات سنة 123 هـ أو 127 هـ (تهذيب التهذيب 2/ 2- 4) .(2/98)
قَالُوا لَهُ: مَا رَأَيْتَ مِنَ الْبَسَاتِينِ؟ قَالَ: مَا رَأَيْتُ شَيْئًا يُعْجِبُنِي إِلَّا أَنِّي قَدْ رَأَيْتُ امْرَأَةً تُصَلِّي.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ حدثنا ضمرة عن ابن شوذب قال: سمعت ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ يَقُولُ: اللَّهمّ إِنْ كُنْتَ أَعْطَيْتَ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ يُصَلِّي لَكَ فِي قَبْرِهِ فَأَعْطِنِيهِ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: كُنْتُ أَقْلِبُ عَلَى ثَابِتٍ الْإِسْنَادَ، فَيَقُولُ: لَا هَذَا عَنْ فُلَانٍ هَذَا عَنْ فُلَانٍ [1] .
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ ثَنَا أَحْمَدُ عَنْ بَعْضِ مَنْ ذَكَرَهُ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ:
سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ زَيْدٍ ذَكَرَ يُوسُفَ بْنَ مِهْرَانَ فَقَالَ: كَانَ يُشَبَّهُ بحفظ عمرو ابن دينار.
(29 ب) حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ ثَنَا قَتَادَةُ قَالَ: مَا كَانُوا يُفَضِّلُونَ أَحَدًا عَلَى حُمَيدِ بْنِ هِلَالٍ [2] فِي الْعِلْمِ مِنْ أَهْلِ البصرة [3] .
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنِي عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ قَالَ بَلَغَنَا أَنَّ شُعْبَةَ تَكَلَّمَ فِي أَيُّوبَ وَخَالِدٍ [4] . قال: فأتيته أنا وحماد ابن زَيْدٍ، فَقُلْنَا لَهُ مَا شَيْءٌ بَلَغَنَا عَنْكَ إياك أن تتكلم فيهما بشيء فتهلك
__________
[1] وردت هذه الرواية بعد التي تليها فقدمتها عليها لأنها تتعلق بثابت البناني.
[2] العدوي وهو في الطبقة الثالثة من تابعي أهل البصرة عند ابن سعد (7/ 231) .
[3] أوردها بالمعنى ابن سعد من طريق ابن هلال أيضا (7/ 231) .
[4] خالد بن مهران الحذاء البصري (تهذيب التهذيب 3/ 120) وهو في الطبقة الرابعة من تابعي أهل البصرة عند ابن سعد (7/ 259) .(2/99)
نفسك؟ قال: فكف.
قال يحي بْنُ أَيُّوبَ: وَسَمِعَ هَذَا الْكَلَامَ مِنْ عَبَّادٍ إِنْسَانٌ مِنْ كِبَارِ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ أَكْرَهُ أَنْ أُسَمِّيَهُ وَذَاكَرَنِي هَكَذَا، ثُمَّ إِنَّهُ بَلَغَنِي عَنْهُ بأخرة أنه زاد فيه. قال: ثم إن شُعْبَةَ عَادَ فِي الْكَلَامِ فِيهِمَا، فَقُمْنَا إِلَيْهِ فَكَلَّمْنَاهُ فِي ذَلِكَ. فَقَالَ: إِنَّهُ لَا يَحِلُّ لي الا ذلك. قال يحي بْنُ أَيُّوبَ: وَلَمْ يَكُنْ هَذَا الْكَلَامُ فِيهِ، وَإِنَّمَا كَانَ هَذَا فِي قِصَّةِ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ [1] ، فَنَسِيَ فَجَعَلَهُ فِي قِصَّةِ هَذَيْنِ وَهُوَ رَجُلٌ مَقْبُولُ الْقَوْلِ فَكَرِهْتُ أَنْ أَرُدَّ عليه، ورأيت يحي بْنَ أَيُّوبَ كَأَنَّهُ يُعَرِّضُ بِابْنِ مَعِينٍ.
[إِبْرَاهِيمُ النخعي]
[2] حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرِمٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أبي عدي أخبرنا شعبة عن هشيم عن الْمُغِيرَةِ [3] عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّهُ كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا بِأَكْلِ مَا جَعَلَ لَهُ الْحَظَّارُ مِنَ السَّمَكِ فَمَاتَ فِيهِ.
وَبِهِ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ هُشَيْمٍ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ فِيمَا أَعْلَمُ فِي الرَّجُلِ قَالَ لِامْرَأَتِهِ: لَسْتِ لِي بِامْرَأَةٍ. قَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. قَالَ: وَقَالَ الشَّعْبِيُّ:
إِنَّ أَهْوَنَ مِنْ هَذَا يُعَدُّ طَلَاقًا.
حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرِمٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ هُشَيْمٍ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِامْرَأَتِهِ اذْهَبِي فتزوجي.
__________
[1] أوردها الذهبي في ميزان الاعتدال (1/ 10) باختصار من طريق «احمد بن حنبل قال عباد بن عباد» ومن طريق آخر عن حماد بن زيد (الميزان 1/ 11، 12) وكلتاهما في أبان بن أبي عياش.
[2] إبراهيم بن يزيد النخعي (تهذيب التهذيب 1/ 177) وهو في الطبقة الثانية من تابعي أهل الكوفة عند ابن سعد (الطبقات 6/ 270) .
[3] المغيرة بن مقسم الضبي.(2/100)
قَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ الشَّعْبِيُّ: إِنَّ أَهْوَنَ مِنْ هَذَا لَيُعَدُّ طَلَاقًا.
وَبِهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانُوا يَقُولُونَ إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَاسْجُدْ على (30 أ) ظهر رجل- يعني الجمعة-.
حدثنا يحي [1] عَنْ حَمَّادٍ [2] حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عُقْبَةَ- وَهُوَ ابن أبي ثبيت الرَّاسِبِيُّ وَهُوَ ثِقَةٌ- عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ [3] : أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ نَهَى النِّسَاءَ أَنْ يَبِتْنَ عَنِ الْعِشَاءِ مَخَافَةَ أَنْ يَحِضْنَ- يُرِيدُ صَلَاةَ الْعِشَاءِ-.
حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ قَالَ قَالَ أَبُو دَاوُدَ [4] : الْحَسَنُ بْنُ عِمْرَانَ وَهُوَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْعَسْقَلَانِيُّ.
حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي الْفَيْضِ قَالَ:
لَقِيتُ أَبَا قِرْصَافَةَ [5]- رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَأَلْتُهُ يَعْنِي عَنِ الصَّوْمِ فِي السَّفَرِ، وَكَانَ مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قال: من صام رَمَضَانَ فِي السَّفَرِ فَلْيَقْضِ فِي الْحَضَرِ. فَقَالَ أَبُو قِرْصَافَةَ: صُمْتُ فِي السَّفَرِ ثُمَّ صُمْتُ فَمَا قَضَيْتُ.
حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ ثَنَا أَبُو دَاوُدَ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنَ حُمَيْدٍ قَالَ: سمعت
__________
[1] يحي بن أيوب المقابري البغدادي (تهذيب التهذيب 11/ 188) .
[2] ابن زيد.
[3] أوس بن عبد الله في الطبقة الثانية من تابعي أهل البصرة (طبقات خليفة 205 وابن سعد 7/ 223) .
[4] سليمان بن داود بن الجارود الطيالسي البصري (تهذيب التهذيب 4/ 182) وكلما أورد ابا داود قبل شعبة فأنه يريد به الطيالسي هذا.
[5] جندرة بن خيشة الكناني (الاصابة 1/ 263) ط. مطبعة السعادة، مصر 133 هـ.(2/101)
سَالِمَ بْنَ أَبِي الْجَعْدِ [1] يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ.
حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى جُهَيْنَةَ وَهُوَ مُوسَى الْجُهَنِيُّ [2] .
حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ ثنا محمد حدثنا شُعْبَةَ عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أبا الحلال العتكي [3] قال: بعثني ابن عامر إِلَى عُثْمَانَ فِي حَاجَةٍ، فَلَمَّا فَرَغْتُ قَالَ: أَلَكَ حَاجَةٌ [4] ؟
حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سُلَْيمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ رَاشِدِ بْنِ يَسَارٍ وَكَانَ مَمْلُوكًا لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ فَاشْتَرَاهُ الْبَرَاءُ بْنُ عازب فأعتقه.
حدثني بندار [5] حدثنا يحي [6] وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ.
سَمِعْتُ طَلْحَةَ [7] [قَالَ] : قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عوسجة [8] : كنت نسيت
__________
[1] في الطبقة الثانية من الكوفيين عند خليفة (الطبقات 156) وابن سعد (الطبقات 6/ 291) .
[2] موسى بن عبد الله ويقال ابن عبد الرحمن الجهنيّ أبو سلمة ويقال أبو عبد الله الكوفي (تهذيب التهذيب 10/ 354) .
[3] في الأصل «العتبي» وهو تحريف. واسمه زرارة بن ربيعة (الحلية 3/ 105) .
[4] أوردها ابو نعيم من طريق شعبة بأطول (الحلية 3/ 106) .
[5] هو ابو بكر محمد بن بشار العبديّ البصري، بندار لقبه، والبندار في الأصل من في يده القانون وهو أصل ديوان الخراج، وانما قيل له بندارا لانه كان بندارا في الحديث جمع حديث بلدة (تهذيب التهذيب 9/ 70) .
[6] يحي بن سعيد القطان.
[7] طلحة بن مصرف اليامي الكوفي (تهذيب التهذيب 5/ 25) .
[8] في الطبقة الاولى من تابعي الكوفة (طبقات خليفة 150) .(2/102)
«زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ» حَتَّى ذَكَّرَنِيهِ الضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ.
«حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ عَنْ أَبِي دَاوُدَ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي بَلَجٍ [1] عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: ليأتين على جهنم زمان تخفق أَبْوَابُهَا لَيْسَ فِيهَا أَحَدٌ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: سألت الحسن (30 ب) عَنْ هَذَا الْحَدِيثَ فَأَنْكَرَهُ» [2] .
وَعَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَامِرِ بْنِ شَقِيقِ بْنِ جَمْرَةَ. قَالَ شُعْبَةُ:
فَأَخْبَرَنِي سُفْيَانُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: هَكَذَا فَافْعَلُوا بِاللُّقَطَةِ.
حَدَّثَنَا الْأُشْنَانِيُّ الرَّبِيعُ الْمَرْئِيُّ [3] حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ مُسْلِمٍ أَبِي الْحَسَنِ [4] عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ الْأَذَانُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتَيْنِ وَالْإِقَامَةُ مَرَّةً مَرَّةً، غَيْرَ أَنَّهُ يَقُولُ قَدْ قَامَتِ الصّلَاةُ قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ.
حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ شُعْبَةُ: لَمْ أَسْمَعْ مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ غير هذا الحديث.
__________
[1] الفزاري الواسطي ويقال الكوفي الكبير وهو يحي بن سليم ابن بلج ويقال ابن أبي سليم ويقال يحي بن أبي الأسود (تهذيب التهذيب 12/ 47) .
[2] الذهبي: ميزان الاعتدال 4/ 385 وابن حجر: تهذيب التهذيب التهذيب 12/ 47.
[3] في الأصل «الحرفي» والتصويب من تهذيب التهذيب 3/ 252 وهو الربيع بن يحي الاشناني المرئي، والمرئي نسبة الى امرئ القيس والاشناني الى بيع الأشنان والى قنطرة الأشنان.
[4] مسلم بن يناق الخزاعي المكيّ (تهذيب التهذيب 10/ 142) .(2/103)
حدثنا ابو موسى ثنا يحي بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: كُنَّا في حنازة طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، فَأَثْنَى عَلَيْهِ أَبُو مِعْشَرٍ وَقَالَ: مَا تَرَكَ مِثْلَهُ.
«حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ غُنْدَرٌ وَابْنُ مُعَاذٍ [1] عَنْ أَبِيهِ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ سَمِعْتُ الْأَشْعَثَ الْأَثْرَمَ [2] قَبْلَ أَنْ يَخْلِطَ» [3] .
حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: سَمِعَتُ عُثْمَانَ مَوْلَى ابْنِ عُقَيْلٍ الثَّقَفِيُّ وَهُوَ عُثْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ وَهُوَ عُثْمَانُ الْأَعْمَشُ.
حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْأَحْوَصِ يُحَدِّثُ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَكَرَ رَجُلًا عِنْدَهُ فَقَالَ: بِئْسَ عَبْدُ اللَّهِ أَخُو العشيرة. ثم دخل عليه فأقبل عليه بوجهه حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّ لَهُ عِنْدَهُ مَنْزِلَةً. قَالَ شُعْبَةُ: أَوْ حَتَّى كَأَنَّ لَهُ عِنْدَهُ مَنْزِلَةً.
حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى عَنْ عَبْدِ الْوهَّابِ [4] وَعَبْدِ الْأَعْلَى [5] ، عَنْ دَاوُدَ [6] قَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ عَنْ قشير بن عمر وَقَالَ عَبْدُ الْأَعْلَى عَنْ قُشَيْرِ بْنِ عَامِرٍ، وَعَبْدِ الْوَهَّابِ وَعَبْدِ الْأَعْلَى عَنْ دَاوُدَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُمَرَ قَالَ، وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سلمة عن
__________
[1] عبيد الله بن معاذ بن معاذ العنبري البصري الحافظ.
[2] أشعث بن سوار الكندي النجار الكوفي (تهذيب التهذيب 1/ 352) .
[3] الخطيب: الكفاية 135 وأضاف «قال محمد: قبل ان يختلط» .
[4] عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي البصري (تهذيب التهذيب 6/ 449) .
[5] عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي.
[6] داود بن أبي هند.(2/104)
دَاوُدَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ فُلَانٍ قَالَ، وَقَالَ عَبْدُ الْأَعْلَى: عَنْ دَاوُدَ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ حُجَيْرٍ قَالَ، وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: عَنْ دَاوُدَ عَنْ أَبِي قَزْعَةَ حُجَيْرِ [1] بْنِ بَيَانٍ، وَقَالَ دَاوُدُ:
عَنْ أَبِي هُنَيْدَةَ حُرَيْثِ بْنِ مَالِكٍ.
حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ ثَنَا حَمَّادٌ [2] عَنْ دَاوُدَ عَنْ عمار رجل من أهل الشام (31 أ) قَالَ: أَدْرَبْنَا وَفِينَا شَيْخٌ. قَالَ أَبُو مُوسَى [3] : هُوَ عمَّارُ بْنُ عُبَيْدٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ حُمَيْدٍ [4] عَنْ أَبِي عُثْمَانَ [5] النَّهْدِيِّ قَالَ: كُنْتُ بِالْمَدِينَةِ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: فَارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ فَقُلْتُ:
مَا شَأْنُهُمْ؟ قَالُوا: لَسْتَ مِنْ أَهْلِ الْبَلَدِ؟ قَالَ قُلْتُ: لَا. قَالُوا: صَدَقْتَ لَوْ كُنْتَ مِنْ أَهْلِ الْبَلَدِ لَعَلِمْتَ مَاتَ أَبُو سَعِيدٍ [6] .
حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ عَنْ شُعْبَةَ حَدَّثَنِي حَمْزَةُ الْأَعْوَرَ أَبُو عُمَارَةَ بْنُ حَمْزَةَ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السائب عن أبي البختري عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ قَالَ فِي الْحَرَامِ [7] وَالْبَتَّةِ [8] والبائنة [9] والخلية [10]
__________
[1] هكذا في الأصل وانما ابو قزعة سويد بن حجير بن بيان الباهلي وليس أبوه حجيرا (تهذيب التهذيب 4/ 271) .
[2] ابن زيد.
[3] محمد بن المثنى.
[4] الطويل.
[5] عبد الرحمن بن مل.
[6] الخدريّ.
[7] ان يقول الرجل لامرأته: أنت عليّ حرام.
[8] ان يقول الرجل لامرأته: أنت بتة اى مقطوعة النكاح لانه طلقها.
[9] ان يقول لامرأته أنت بائن.
[10] ان يقول الرجل لامرأته: أنت خلية- اى من الزوج- كناية عن الطلاق.(2/105)
وَالْبَرِيَّةِ [1] ثَلَاثًا ثَلَاثًا [2] . قَالَ شُعْبَةُ: قَالَ لِي وَرْقَاءُ [3] أَنَّهُ يُحَدِّثُهُ عَنْ زَاذَانَ [4] . فَلَقِيتُ عَطَاءً فَقُلْتُ: مَنْ حَدَّثَكَ عَنْ عَلِيٍّ؟ قَالَ: أَبُو الْبَخْتَرِيِّ.
حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى وبُنْدَارٌ قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ [5] عَنْ شُعْبَةَ عَنِ الْهَيْثَمِ [6] كَانَ مُرَّةُ [7] يُصَلِّي كُلَّ يَوْمٍ مِائَتَيْ رَكْعَةٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ حَبِيبٍ [8] قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ [9] فَلَقِيتُهُ سَنَةَ تِسْعِينَ فَسَأَلْتُهُ.
فَقَالَ: أَقَمْنَا مَعَ سَعْدٍ بِقَرْيَةٍ مِنْ قُرَى الشَّامِ يُقَالُ لَهَا نُعْمَانُ، أُصَلِّي أَرْبَعًا
__________
[1] ان يقول لامرأته أنت برية- اى من الزوج- كناية عن الطلاق (انظر حاشية البيجوري على شرح الغزي 2/ 146) .
[2] أورده سعيد بن منصور من طريق آخر عن الامام علي (كتاب السنن المجلد الثالث القسم الأول ص 391) .
[3] ورقاء بن عمر بن كليب اليشكري الكوفي (تهذيب التهذيب 11/ 113) .
[4] زاذان الكندي مولاهم الكوفي الضرير (تهذيب التهذيب 3/ 302) .
[5] ابن مهدي.
[6] الهيثم بن حبيب الكوفي (تهذيب التهذيب 11/ 91) .
[7] مرة بن شراحبيل الهمدانيّ السكسكي الكوفي ابو إسماعيل المعروف بمرة الطيب ومرة الخير، لقب بذلك لعبادته (تهذيب التهذيب 10/ 88) .
[8] حبيب بن أبي ثابت ابو يحي الاسدي الكوفي (تهذيب التهذيب 2/ 178) .
[9] في الأصل «المسور بن عبد الرحمن» وهو مقلوب لان المسور ابن مخرمة ابا عبد الرحمن توفي سنة 64 هـ فكيف يلقاه حبيب سنة 90 هـ أما ابنه عبد الرحمن فقد توفى سنة 90 هـ وقد روى عن سعد بن أبي وقاص وروى عنه حبيب بن أبي ثابت (انظر تهذيب التهذيب 6/ 269 وكتاب المعرفة والتاريخ 1/ 369) .(2/106)
وَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: نَحْنُ أَعْلَمُ.
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ [1] قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الجماجم أرادوا أن يؤمزوا عَلَيْهِمْ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ. فَقَالَ أَبُو الْبَخْتَرِيُّ: إِنِّي رَجُلٌ مَوْلًى فَأَمِّرُوا رَجُلًا مِنَ الْعَرَبِ. فَفَعَلُوا.
حَدَّثَنِي بُنْدَارٌ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَأَلْتُ عَمْرَو بْنَ مُرَّةَ قُلْتُ: أَخْبَرَنِي أُوَيْسٌ الْقَرْنِيُّ تَعْرِفُونَهُ فِيكُمْ؟ قَالَ: لَا.
حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ فُرَاتٍ [2] عَنْ مَوْلًى لِأُمِّ سَلَمَةَ [3] قَالَ: قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: لَمَّا مَاتَ سَعْدٌ وَجِيءَ بِسَرِيرِهِ فَأُدْخِلَ عَلَيْهَا، جَعَلَتْ تَبْكِي وَتَقُولُ: رَمِيَّةُ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(31 ب) وَعَنْ شُعْبَةَ عَنْ فُرَاتٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ قَالَ: قَاعَدْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ خَمْسَ سِنِينَ.
وَعَنْ شُعْبَةَ عَنْ زَيدِ بْنِ [4] الْحَوَارِيِّ الْعَمِيِّ.
حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عِمْرَانَ شَيْخًا كَخَيْرِ الشُّيُوخِ عَنْ أَبِي الْعَشِيرِ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ قَالَ: قَدِمْتُ بَرِيدًا مِنْ سِجِسْتَانَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعَلَيَّ مُسْتَقَةُ [5] فِرَاءٍ فَإِمَّا ضَرَبَهُ واما نهاه.
__________
[1] المرادي الكوفي.
[2] فرات بن أبي عبد الرحمن القزاز التميمي (تهذيب التهذيب 8/ 258) .
[3] اسمه مخوص (تهذيب التهذيب 8/ 259) .
[4] في الأصل، «بن أبي» والتصويب من تهذيب التهذيب 3/ 407.
[5] المستقة: فروة طويلة الكم- معربة- (الفيروزآبادي:
القاموس المحيط 3/ 252) .(2/107)
حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [1] وَمُحَمَّدٍ عَنْ شعبة عن محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بْنِ زُرَارَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ وَمَا رأَيَتُ رَجُلًا مِنَّا يُشْبِهَهُ.
حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ عَنْ عَبْدِ الرحمن [2] عن شعبة عن محمد عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: قَالَ: لِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: اكْتُبْ لِي حَدِيثَ عَمْرَةَ، وَكَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَسْأَلُهَا.
حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ عَنْ مُحَمَّدٍ [3] عَنْ شُعْبَةَ عَنْ حُذَيْفَةَ- وَهُوَ أَبُو الْيَمَانِ- قَالَ: رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ رَفَعَ السَّوْطَ عَلَى غُلَامِهِ وَقَالَ: هَذَا أَشَدُّ ضَرْبٍ ضَرَبْتُهُ غُلَامًا لِي.
وَعَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنِ ابْنِ أَخِي مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَانِئٍ [4] عَنْ مُطَرِّفٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ عَنْ أَبِي دَاوُدَ [5] عَنْ شُعْبَةَ عَنْ مُشَاشٍ [6] قَالَ: لَمْ يَسْمَعِ الضَّحَّاكُ [7] مِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ شَيْئًا.
وعن أبي داود عن شعبة عن عبد الملك (32 أ) بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ: إِنَّمَا لَقِيَ الضَّحَّاكُ سَعِيدَ بن جبير بالري فسمع منه التفسير.
__________
[1] ، (2) ابن مهدي.
[3] محمد بن جعفر غندر.
[4] العامري البصري (تهذيب التهذيب 6/ 61) .
[5] الطيالسي.
[6] مشاش ابو ساسان ويقال ابو الأزهر السلمي البصري ويقال المروزي ويقال انهما اثنان (تهذيب التهذيب 10/ 154) .
[7] الضحاك بن مزاحم الهلالي (تهذيب التهذيب 4/ 453) .(2/108)
حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ ثَنَا مُسْلِمُ بْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ:
لَمْ يَسْمَعِ الْحَسَنُ [1] مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ شَيْئًا.
حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ ثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ شُعْبَةَ يَقُولُ إِنَّكَ لَمْ تَسْمَعْ مِنْ عَلْقَمَةَ شَيْئًا. قَالَ:
صَدَقَ.
حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ ثنا يحي بْنُ سَعِيدٍ ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَوْضِعُوا [2] فَإِنَّا وَجَدْنَا الْإِقَامَةَ الْإِيضَاعَ.
قَالَ بُنْدَارٌ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ وَسَأَلَهُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ قَالَ: قَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ شُعْبَةَ وَهُوَ حَدِيثٌ مُنْكَرٌ.
حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ ثَنَا مُحَمَّدٌ [3] عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَيُّوبَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ صَنَعَ طَعَامًا فَدَعَا نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم فيهم أبيّ ابن كَعْبٍ فَجَاءَ وَهُوَ صَائِمٌ.
حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ سَيِّدُ الْفُقَهَاءِ.
حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ [4] عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ زَيْدٍ وَكَانَ رفاعا.
حدثنا بندار عَبْدُ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ يَقُولُ: كُلَّمَا نَعِقَ نَاعِقٌ اتبعوه.
__________
[1] البصري.
[2] أسرعوا.
[3] محمد بن جعفر غندر.
[4] ابن مهدي.(2/109)
حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ شُعْبَةَ: رَأَيْتُ عَلَى الْحَسَنِ عِمَامَةً سَوْدَاءَ.
وَعَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ زِيَادِ بْنِ مِخْرَاقٍ [1] قَالَ: سَمِعْتُ قَيْسَ [2] بْنَ عَبَايَةٍ أَبَا نَعَامَةَ [3] الْقَيْسِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ مَوْلًى لِسَعْدٍ عَنِ ابْنٍ لسعد حديث الدعاء.
حدثنا بندار يحي [4] وَسَأَلْتُهُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ مِخْرَاقٍ عَنْ أَبِي نَعَامَةَ قَيْسِ بْنِ عَبَايَةٍ [5] عَنِ ابْنٍ لِسَعْدٍ [6] عَنْ سَعْدٍ. فَقُلْتُ لِيَحْيَى: يَا أَبَا سَعِيدٍ قَدْ خَالَفُوكَ في اسناد هذا الحديث. قال يحي: لَيْسَ هَذَا الْحَدِيثُ عِنْدِي فِي كِتَابٍ.
حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ وَسَالِمٌ قَالا: ثَنَا (32 ب) شعبة عن أبي إسحاق قال: قال حذيفة: قَلْبُ صِلَةَ مِنْ ذَهَبٍ.
حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ هُشَيْمٍ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعِكْرِمَةَ فِي قَوْلِهِ «سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بأس شديد» [7] قال: هوازن وبني حنيفة.
__________
[1] في الأصل «مهران» وهو تصحيف (انظر ابن أبي حاتم:
الجرح والتعديل ج اقسم 2/ 545 وتهذيب التهذيب 3/ 383) .
[2] في الأصل «زيد» وهو خطأ ولم أجده، وزياد بن مخراق يروي عن قيس بن عباية أبي نعامة.
[3] في الأصل (عباية) وهو خطأ.
[4] ابن سعيد القطان.
[5] الحنفي الرماني وقيل الضبي البصري (تهذيب التهذيب 8/ 400) .
[6] سعد بن أبي وقاص.
[7] الفتح: آية 16.(2/110)
حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ [1] حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ [2] عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعْدٍ [3] عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ: أَنَّهُ كَرِهَ نَهَّابَ السُّكَّرِ.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ حَدَّثَنَي أَبِي [4] ثَنَا قُرَّةُ قَالَ: عُرِجَ بِرُوحِ امْرَأَةٍ مِنْ أَهْلِنَا أَيَّامًا لَا يَمْنَعُهُمْ مِنْ دَفْنِهَا إِلَّا عِرْقٌ يَتَحَرَّكُ، ثُمَّ إِنَّهَا تَكَلَّمَتْ فَقَالَتْ:
مَا فَعَلَ جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ؟ وَكَانَ جَعْفَرٌ قَدْ مَاتَ فِي تِلْكَ الْأَيَّامِ الَّتِي لَا تَعْقِلُ فِيهَا. فَقُلْنَا: مَاتَ. قَالَتْ: وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُهُ كُنْتُ فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَإِذَا هُمْ يَقُولُونَ جَاءَ الْمُجَشَّرُ [5] جَاءَ الْمُجَشَّرُ، فَإِذَا جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرٍ فِي أَكْفَانِهِ.
«حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ ثَنَا مُحَمَّدٌ [6] وَأَبُو عَامِرٍ [7] عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي صَدَقَةَ وَهُوَ سُلَيْمَانُ بْنُ كِنْدِيرٍ» [8] .
قَالَ بُنْدَارٌ قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَسُلَيْمَانُ بْنُ كِنْدِيرٍ أَبُو صَدَقَةَ الْعِجْلِيُّ؟
قَالَ: نعم.
__________
[1] محمد بن بشار بن عثمان العبديّ البصري (تهذيب التهذيب 9/ 70) .
[2] عثمان بن عاصم بن حصين الاسدي الكوفي (تهذيب التهذيب) 7/ 126) .
[3] الكوفي مولى أبي مسعود الأنصاري (تهذيب التهذيب 3/ 94) .
السكر.
[4] معاذ بن معاذ العنبري.
[5] هكذا من الأصل والثانية «المحشر» بالمهملة. والمجشر:
المعزب (الفيروزآبادي: القاموس المحيط 2/ 405) .
[6] محمد بن جعفر.
[7] عبد الملك بن عمرو القيسي العقدي البصري ابو عامر (تهذيب التهذيب 6/ 409) .
[8] الخطيب: موضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 120.(2/111)
حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ ثَنَا مُحَمَّدٌ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ الزَّرَّادِ [1] عَنْ كُرْدُوسٍ [2] وَكَانَ يَقُصُّ.
حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ ثَنَا أَزْهَرُ [3] عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: رَأَيْتُ كُرْدُوسًا وَكَانَ قَاصَّ أَهْلِ الْكُوفَةِ.
حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أبي الأزهر صالح بن درهم.
حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ [4] عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ قَالَ: أَوْصَى عُبَيْدَةُ السَّلْمَانِيُّ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ الْأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ وَكَانَ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ فَخَشِيَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ الْمُخْتَارُ فَبَادَرَ فَصَلَّى عَلَيْهِ.
«حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بشَّارٍ ثَنَا مُحَمَّدٌ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مِعْشَرٍ الَّذِي يَرْوِي عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخْعِيِّ قَالَ: مَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَفِيهَا مَنْ يُدْفَعُ عَنْ أَهْلِهَا بِهِ وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ أَبُو وَائِلٍ [5] مِنْهُمْ» [6] .
حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ [7] حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُغِيرَةَ [8] قِيلَ لإبراهيم:
ان أبا وائل (33 أ) يُصَلِّي عَلَى طَنْفَسَةٍ. قَالَ: أَبُو وَائِلٍ خَيْرٌ مِنْ ذَاكَ.
حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ حَدَّثَنِي وَهْبٌ [9] حَدَّثَنَا شعبة عن زياد بن علاقة عن
__________
[1] عبد الملك بن ميسرة الهلالي (تهذيب التهذيب 6/ 426) .
[2] ترجمته في تهذيب التهذيب 8/ 431.
[3] أزهر بن سعد السمان الباهلي البصري.
[4] عبد الرحمن بن مهدي.
[5] شقيق بن سلمة.
[6] الخطيب: تاريخ بغداد 9/ 270.
[7] ابن مهدي.
[8] المغيرة بن مقسم الضبي (تهذيب التهذيب 10/ 269) .
[9] وهب بن جرير.(2/112)
أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ أَخِي بَنِي ثَعْلَبَةَ بْنِ سَعْدٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى [1] ثَنَا أَبُو عَامِرٍ علي بن المبارك عن يحي بْنِ أَبِي كَثِيرٍ حَدَّثَنِي قَيْلُوَيْهِ [2] يُكَنَى أَبَا صَالِحٍ قَالَ: كَانَتْ لِي عَلَى رَجُلٍ مِنَ الصَّيَّادِينَ عِشْرُونَ دِرْهَمًا، فَجَعَلَ يُهْدِي إِلَيَّ فَجَعَلْتُ إِذَا أَهْدَى إِلَيَّ ... [3] حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ هَدِيَّتُهُ ثَلَاثَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا فَأَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ:
احْسِبْ لَهُ ثَلَاثَةَ عَشَرَ وَخُذْ سَبْعَةً.
حُمَيدٌ الطَّوِيلُ هُوَ ابْنُ تِيرَوَيْهِ كُنْيَتُهُ أَبُو عُبَيْدَةَ، وأبو عبيدة النَّاجِيُّ صَاحِبُ الْمَوَاعِظِ بَكْرُ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ.
حَدَّثَني سِوَارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَوَّارٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ بَصْرِيٍّ ثِقَةٍ.
حَدَّثَنَا ابْنُ رَجَاءٍ حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ الْكَلْبِيُّ وَهُوَ شَيْخٌ ثِقَةٌ.
وَأَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْبَصْرِيُّ ثِقَةٌ.
وَأَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ ضَعِيفٌ.
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ عَنْ سُفْيَانَ [4] أَنَّهُ تَكَلَّمَ فِيهِ وَضَعَّفَهُ وَرَغِبَ عَنِ الرِّوَايَةِ عَنْهُ.
حَدَّثَنَا آدَمُ عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سَعِيدٍ أَبِي الربيع السمان وحديثه ليس
__________
[1] محمد بن المثنى الزمن العنزي.
[2] بصري (انظر ترجمته في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم قسم 2 ج 3/ 147.
[3] الكلمة رسمها «أتى» .
[4] هو ابن عيينة.(2/113)
شيء [1] .
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَوْشَبُ بْنُ عقيل- وكنيته أبو دحية، وقد روى عنه عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ- سَمِعْتُ صَدَقَةَ بْنَ الْفَضْلِ وَذَكَرَ لَهُ حَدِيثَ حَوْشَبِ بْنِ عَقِيلٍ أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ بِعَرَفَةَ. فَأَثْنَى عَلَى حوشب وقال: هذا حديث مَنْ حَدَّثَكُمْ؟
قَالُوا: سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ. قَالَ: عَمَّنْ حَدَّثَكُمْ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْهُ؟
قَالُوا: لَا. سَمِعَهُ سُلَيْمَانُ مِنْ حَوْشَبٍ. فَقَالَ: هَذَا شَيْخٌ قَدِيمٌ.
حَدَّثَنَا ابْنُ قَعْنَبٍ حَدَّثَنَا جَهِيرُ بْنُ زَيْدٍ وَأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْرًا هُوَ وَسُلَيْمَانُ ابن حَرْبٍ وَهُوَ ثِقَةٌ رَاجِحٌ.
حَدَّثَنَا آدَمُ وَسُلَيْمَانُ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ وَكُنْيَتُهُ أَبُو مُعَاذٍ ثِقَةٌ.
«حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَدَّادِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بن واصل وهو ثقة» [2] .
(33 ب) وَعَبْدُ الْمُؤْمِنِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عُبَيْدٍ اللَّهِ السَّدُوسِيُّ ثِقَةٌ.
حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ حَدَّثَنَا إسماعيل بْنُ مُسْلِمٍ الْعَبْدِيُّ حَدِيثَ الصَّرْفِ. وَإِسْمَاعِيلُ ثِقَةٌ، وَالْحَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ [3] فِيهِ لِينٌ كَانَ شَيْخًا مُغَفَّلًا سَلِيمًا. وَكَانَ ابْنُ ابْنَةِ الْأَزْهَرُ أَدْخَلَ عَلَيْهِ أَحَادِيثَ.
وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْمَكِّيُّ ضَعِيفٌ، وإسماعيل أصله بصري الا انه كان
__________
[1] في تهذيب التهذيب 1/ 352 «قال الفسوي: لم أزل أسمع أنه ضعيف لا يسوي حديثه شيئا» .
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 11/ 5.
[3] الفساطيطي البصري (تهذيب التهذيب 2/ 208) .(2/114)
يَسْكُنُ مَكَّةَ، وَكَانَ يَخْرُجُ إِلَى الْبَصْرَةِ وَيُوَافِي الْحَجَّ.
حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْجَرِيرِيِّ وَهُوَ ثِقَةٌ أَخَذُوا عَنْهُ، مَنْ سَمِعَ عَنْهُ فِي الصِّحَّةِ لِأَنَّهُ كَانَ عَمِلَ فِيهِ السِّنُّ فَتَغَيَّرَ، وَكَانَ أَهْلُ الْعِلْمِ يَسْمَعُونَ، وَسَمَاعُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ بِأَخَرَةٍ فِيهِ وَفِيهِ.
وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي عروبة حدثني عنه يحي بن حماد [1] ، قال يحي:
وَكَانَ النَّاسُ يَقُولُونَ هُوَ مُتَغَيِّرٌ فَأَنْتَ أَعْلَمُ، وَمَنْ سَمِعَ مِنْهُ قَبْلَ التَّغَيُّرِ فَحَدِيثُهُ حُجَّةٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ أَبُو عَامِرٍ الْخَزَّازُ وَهُوَ مُزَنِيٌّ حَدَّثَنِي أَبُو حَمْزَةَ [2] قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، وَعَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ صَحِبْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا صَالِحٌ حَدَّثَني حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ حَدَّثَنِي الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَدَخَلْتُ مَسْجِدَهَا فَبَيْنَمَا أَنَا أُصَلِّي إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ آدَمُ طِوَالٌ أَبْيَضُ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ مَحْلُوقٌ يُشْبِهُ بَعْضُهُ بَعْضًا. قَالَ: فَخَرَجَ فَاتَّبَعْتُهُ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا؟ قَالَ: أَبُو ذَرٍّ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ السَّدُوسِيُّ وَهُوَ مِنْ ثِقَاتِ الْبَصْرِيِّينَ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا حُرَيْثُ بْنُ السَّائِبِ مُؤَذِّنُ بَنِي أَسَدٍ قَالَ: كُنَّا فِي جِنَازَةِ حَفْصَةُ بِنْتُ سِيرِينَ فَقَالَ الحسن: اين صاحبهم- يعني محمد بن
__________
[1] الشيبانيّ مولاهم البصري ختن أبي عوانة (تهذيب التهذيب 11/ 199) .
[2] عمران بن أبي عطاء البصري الواسطي القصاب بياع القصب (تهذيب التهذيب 8/ 135) .(2/115)
سِيرِينَ- فَقَالُوا: يَتَوَضَّأُ. فَقَالَ: الْحَرُّ [1] مِنْ مَاءٍ.
قَالَ: وَقَالَ حُرَيْثٌ فَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ طَافَ حَوْلَ هَذَا الْبَيْتِ أُسْبُوعًا لَا يَلْغُو فِيهِ كَانَ كَعَدْلِ رَقَبَةٍ يَعْتِقُهَا. وَحُرَيْثٌ شَيْخٌ ثَبْتٌ لَا بَأْسَ به.
(34 أ) حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ الْوَلِيدِ الشَّنِّيُّ [2] وَهُوَ لَا بَأْسَ بِهِ.
حَدَّثَنِي شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ الْعَصْرِيُّ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَقَفَ عَلَيْهِمْ بِعَرَفَاتٍ فَقَالَ: لِمَنْ هَذِهِ الْأَخْبِيَةُ؟ فَقَالُوا: لِعَبْدِ الْقَيْسِ، فَدَعَاهُمْ وَاسْتَغَفَرَ لَهُمْ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ هَذَا يَوْمُ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ فَلَا يَصُومَنَّهُ مِنْكُمْ أَحَدٌ، فَحَجَجْتُ بَعْدَ أَبِي فَأَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَسَأَلْتُ عَنْ أَفْضَلِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، فَقَالُوا: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ.
قَالَ: فَرَأَيْتُ شَيْخًا جَِلًيلاً مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ وَدَخَلَ الى أبي نعيم يوم مَجْلِسَهُ وَقَدِ اجْتَمَعَ إِلَيْهِ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ لِيُحَدِّثَهُمْ وَهُوَ عَلَى دَرَجَةٍ لَهُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ. وَسَأَلَهُ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّكَ حَدَّثْتَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُدْخِلَ قَبْرَهُ قَطِيفَةٌ؟ وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: نَعَمْ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ وَكَانَ شَيْخًا كَتَبْنَا عَنْ أَبِي حَمْزَةَ [3] قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: أُدْخِلَ قَبْرَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطِيفَةٌ حَمْرَاءُ.
«حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حدثنا هشام الدستوائي- وهو ابن سنبر-» [4] .
__________
[1] هكذا في الأصل ولم أتبينها.
[2] ترجمته في ميزان الاعتدال (3/ 230) .
[3] عمران بن أبي عطاء البصري القصاب.
[4] الخطيب: موضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 455.(2/116)
حدثنا ابو نعيم حدثنا هشام عن يحي بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ [1] عَنْ [2] عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ فَوَجَدَهُ يُصَلِّي الظُّهْرَ، فَقَالَ: مَا هَذِهِ الصَّلَاةُ أَوْ مَا هَذِهِ؟ قَالَ: إِنَّهَا مِنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ.
قَالَ: وَبَلَغَنِي أَنَّ أَبَا نُعَيْمٍ كَانَ يَقُولُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّمَا هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِّيِّ. فَاقْتَصَرَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَلَمْ يَنْسِبَهُ.
حَدَّثَنَا أَبُو نعيم حدثنا هشام [3] عن يحي [4] عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: يُجْزِئُ طَعَامُ الْمَسَاكِينِ فِي كَفَّارَةِ الْيَمِينِ مُدَّ حِنْطَةٍ لِكُلِّ مِسْكِينٍ، وَمَعْمَرُ يُخَالِفُ هِشَامًا فِي إِسْنَادِ هَذَا الْحَدِيثِ، وَأَخْطَأَ فِيهِ، وَالْمَحْفُوظُ حَدِيثُ هِشَامٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حدثنا هشام [5] عن يحي بن أبي كثير عن المهاجر ابن عِكْرِمَةَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ حَدَّثَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَا يَحِلُّ لِرَجُلٍ يُؤْمِنُ باللَّه وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يَجْلِدَ فَوْقَ عَشْرَةِ أَسْوَاطٍ إِلَّا في حد. ورواه (34 ب) بَعْضُ مَنْ لَا يُوثَقُ بِرِوَايَتِهِ فَقَالَ: إِنَّ عبد الله ابن أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ حَدَّثَهُ، وَإِنَّمَا هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حزم.
__________
[1] ابو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري لم يسمع عمرا (رضي الله عنه) «تهذيب التهذيب 12/ 115» .
[2] في الأصل فوقها (ص) فلعله في كونها «بن» وما في الأصل صحيح.
[3] هشام الدستوائي.
[4] ابن أبي كثير.
[5] الدستوائي.(2/117)
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَكُونُ عِنْدَهُ مَالُ الْيَتِيمِ فَيُزَكِّيهِ وَيُعْطِيهِ مُضَارِبَةً وَيَسْتَقْرِضُ مِنْهُ.
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ [1] وَسُلَيْمَانُ [2] وَأَبُو النَّعْمَانِ [3] وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَابْنُ عُثْمَانَ قَالُوا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْأَزْرَقُ عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ عَنْ أَبِي الْحَلَّالِ رَبِيعَةَ بْنِ زُرَارَةَ [4] الْعَتَكِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُثْمَانَ فِي وَفْدٍ مِنَ الْبَصْرَةِ فَرَفَعْنَا إِلَيْهِ حَوَائِجَنَا، فَقَالَ: إِذَا شِئْتُمْ. ثُمَّ قَالَ: أَجَلَّكَ اللَّهُ أَجَلَّكَ اللَّهُ. قُلْتُ: رَجُلٌ مِنَّا جَعَلَ أَمْرَ امْرَأَتِهِ بِيَدِهَا.
قَالَ فَأَمْرُهَا فِي يَدِهَا [5] . وَهَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ. غَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ مِعْوَلِيٌّ رَوَى عَنْهُ أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ وَقَتَادَةُ وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ وَمَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ.
وَأَبُو الْحَلَّالِ شَرِيفٌ مِنْ أَشْرَافِ الْأَزْدِ يَجْمَعُ شَرَفًا وَسِتْرًا وَصَلَاحًا.
زَادَ ابْنُ عُثْمَانَ [6] : قَالَ حَمَّادٌ: وَكَانَ هِشَامٌ [7] يَقُولُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ:
وَالْقَضَاءُ مَا قَضَيْتُ. قَالَ حَمَّادٌ: فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ لِأَيُّوبَ فَقَالَ: هَكَذَا ذَكَرَ غَيْلَانُ كَمَا حَفِظْتَهُ أَنْتَ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ الصَّيْدَلَانِيُّ عَنْ مكحول الأزدي
__________
[1] إبراهيم بن محمد الشافعيّ.
[2] ابن حرب.
[3] محمد بن الفضل السدوسي.
[4] في الأصل «زرارة بن ربيعة» وهو مقلوب وما أثبته من كتاب السنن لسعيد بن منصور ج 3 قسم 1/ 376 وانظر حاشية رقم (5) منه.
[5] أخرجه سعيد بن منصور في كتاب السنن ج 3 قسم 1/ 376- 377.
[6] عبد الله بن عثمان الازدي عبدان.
[7] هشام بن حسان.(2/118)
«وعمارة ثقة» [1] ، ومكحول بصري ليس هو مكحول الشَّامِيَّ، وَحَدِيثُهُ مُسْتَقِيمٌ قَدْ سَمِعَ مِنَ ابْنِ عُمَرَ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا أَبُو قُدَامَةَ الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ الْإِيَادِيُّ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ [2] وَهُوَ ثِقَةٌ، وَقَدْ رَوَى عَنِ النَّضْرِ بْنِ شَيْبَانَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ. وَهَذَا خَطَأٌ لَمْ يَسْمَعْ أَبُو سَلَمَةَ مِنْ أَبِيهِ شَيْئًا.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا رَاشِدُ بْنُ مَعْبَدٍ الْوَاسِطِيُّ مَوْلَى الْحَجَّاجِ قَالَ:
رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ. وَرَاشِدٌ شيخ مستور.
حدثنا موسى بن (35 أ) إِسْمَاعِيلَ عَنْ مُبَارَكِ بْنِ حَسَّانٍ وَهُوَ ثِقَةٌ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حمَّادٍ الشَّعِيثِيُّ حَدَّثَنَا كَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ وَهُوَ ثِقَةٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ ثَنَا مُلَازِمُ بْنُ عَمْرٍو وَهُوَ ثِقَةٌ.
حدثنا ابو بشر بكر بْنِ خَلَفٍ وَابْنُ الْمُثَنَّى قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الأعلى ابن عَبْدِ الْأَعْلَى السَّامِيُّ [3] أَبُو هَمَّامٍ وَهُوَ ثِقَةٌ.
وَحَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ [4] الدروقي ثِقَةٌ.
وَأَبُو عَقِيلٍ الَّذِي يَرْوِي عَنْهُ شُعْبَةُ وَهُشَيْمٌ ثِقَةٌ، وَاسْمُهُ هَاشِمُ بْنُ بِلَالٍ.
حَدَّثَنَا خالد بن يزيد [5] حدثنا ابو عقيل يحي بن المتوكل عن أبيه
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 417.
[2] الكبير (تهذيب التهذيب 10/ 429) .
[3] من بني سامة بن لؤيّ (تهذيب التهذيب 6/ 96) .
[4] هو بشير بن عقبة.
[5] الاسدي الكاهلي شيخ الفسوي (تهذيب التهذيب 3/ 125) .(2/119)
وَهُوَ ضَعِيفٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ النِّمْرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُهَزّمٍ الرَّمَّامُ [1] الشَّعَّابُ وَهُوَ ثِقَةٌ.
حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ ثَنَا حَاتِمُ بْنُ وَرْدَانَ وَهُوَ ثِقَةٌ.
وَحَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ [2] حَدَّثَنَا الْبَرَاءُ [3] الْغَنَوِيُّ وَهُوَ ثِقَةٌ.
وَحَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ ثَنَا مُرْجِئُ بْنُ رَجَاءٍ وَهُوَ لَا بأس به.
وحدثنا ابو عمر [4] النمري حدثنا الْحَارِثُ بْنُ وَجِيهٍ [5] وَهُوَ ضَعِيفٌ.
حَدَّثَنِي عُقْبَةُ بْنُ مُكْرِمٍ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عن الثلب- وانما هو بالتاء التلب [6] . قَالَ شُعْبَةُ:
بِالثَّاءِ-.
وَحَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ التَّبُوذَكِيُّ حَدَّثَنَا بَكَّارُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أبي بكرة وهو ضعيف.
__________
[1] يرم القصاع كما في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج 4 قسم 1/ 102) .
[2] الازدي الفراهيدي البصري (تهذيب التهذيب 10/ 121) .
[3] في الأصل رسمها «البنا» والتصويب من كتاب الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج 1 قسم 1/ 401 وهو البراء بن عبد الله بن يزيد الغنوي والله اعلم.
[4] في الأصل «عمرو» .
[5] في الأصل «رحبة» والتصويب من ابن أبي حاتم: الجرح والتعديل ج 1 قسم 2/ 93.
[6] التلب بن ثعلب (طبقات خليفة ص 42) وفي جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 213 «الثلب» .(2/120)
وَحَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ الصَّفَّارُ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
«وَحَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدُ ثنا محمد بن جابر ثنا أيوب بن عتبة ضَعِيفَانِ لَا يُفْرَحُ بِحَدِيثِهِمَا» [1] .
وَكَذَلِكَ أَيُّوبُ بْنُ جَابِرٍ [2] وَأَيُّوبُ أَمْثَلُ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرٍ.
قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ: أَفَادَنِي ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرٍ أَرْبَعَةَ أَحَادِيثَ فَأَتَيْتُهُ فَسَأَلْتُهُ فَحَدَّثَنِي بِهَا عَنْ غَيْرِ الَّذِي أَفَادَنِي عَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ فَرَجَعْتُ إِلَى ابْنِ الْمُبَارَكِ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ غَلِطَ فِيهَا. قَالَ:
فَمَحَوْتُهُ.
حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ.
حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ [3] حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ نِبْرَاسٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ لَيْسَ حَدِيثُهُ بشيء.
(35 ب) أَخْبَرَنَا مُسْلِمٌ ثَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
«حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ وهو ضعيف، ليس حديثه بشيء» [4] .
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 7/ 6 وفيه «وحدثنا أيوب بن عتبة» وهو خطأ والواو زائدة لان أيوب بن عتبة ليس من شيوخ أبي الوليد- وهو هشام بن عبد الملك الطيالسي- بل من طبقة أعلى (راجع ميزان الاعتدال للذهبي 1/ 290) وابن حجر: تهذيب التهذيب 1/ 409 لكنه يحذف «وحدثنا ابو الوليد ثنا» .
[2] ابن سيار السحيمي (تهذيب التهذيب 1/ 400) .
[3] مسلم بن إبراهيم.
[4] الخطيب: تاريخ بغداد 9/ 224، وابن حجر: تهذيب التهذيب 12/ 46 وهو سلمى بن عبد الله بن سلمى، وقيل اسمه روح.(2/121)
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ طَارِقٍ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشِيُّ حَدَّثَنَا عَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ [1] وَهُوَ ضَعِيفٌ مَتْرُوكٌ.
حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ [2] ضَعِيفٌ لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ.
وَعُقْبَةُ الْأَصَمُّ ضَعِيفٌ.
وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ [3] حَدَّثَنَا عَنْهُ [4] ابْنُ حَسَّابٍ [5] وَهُوَ ضَعِيفٌ أَمْسَكَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ حَدِيثِهِ.
حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ نَدَى وَلَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ.
حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ يَعْلَى وَحَدِيثُهُ لَيْسَ بِشَيْءٍ.
حَدَّثَنَا آدَمُ عَنْ عِيسَى بْنِ مَيْمُونٍ [6] عن القاسم [7] وحديثه ليس بشيء [8] .
__________
[1] التيمي البصري (تهذيب التهذيب 7/ 169) .
[2] الجرمي البصري (تهذيب التهذيب 2/ 158) ونقل قول يعقوب بن سفيان فيه «بصري منكر الحديث» .
[3] البصري أبو عبيدة (ابن أبي حاتم: الجرح والتعديل ج 3/ 20) والذهبي: ميزان الاعتدال 2/ 672.
[4] فوقها علامة (ص) .
[5] محمد بن عبيد بن حساب الغبري البصري (تهذيب التهذيب 9/ 329) .
[6] الواسطي.
[7] الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ.
[8] أي حديث عيسى بن ميمون وهو المدني الواسطي (تهذيب التهذيب 8/ 236) .(2/122)
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ عَنْ سَعِيدٍ السَّمَّاكِ أَنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أَذَّنَ فَهُوَ يُقِيمُ. وَهُوَ ضَعِيفٌ لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ.
حَدَّثَنِي أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ أَخْبَرَنَا نَصْرُ بْنُ طَرِيفٍ.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا أَبُو جَزِيٍّ [1] وَهُوَ نَصْرُ بْنُ طَرِيفٍ ضعيف ضَعِيفٌ مَتْرُوكٌ.
وَعُثْمَانُ الْبُرِّيُّ [2] ضَعِيفٌ مَتْرُوكٌ، تَرَكَهُ ابن المبارك ويحي بْنُ سَعِيدٍ وَالنَّاسُ وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ يَقُولُ فِيهِ غَيْرَ مَا قَالَ غَيْرُهُ، زَعَمَ أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِهِ.
حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ [3] عَنِ «الصَّلْتِ بْنِ دِينَارٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ حَدِيثُهُ لَيْسَ بِشَيْءٍ» [4] .
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ عَنْ حَمَّادٍ [5] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فَضَاءٍ [6] وَهُوَ ضَعِيفٌ.
وَقَدْ رَوَى سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ عُبَيْدِ الله بن عمر وعن هشام ابن عُرْوَةَ وَعَنْ أَبِي بِشْرٍ وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُمْ، إِنَّمَا دَلَّسَ عَنْهُمْ، وَلَعَمْرِي إِنَّمَا رَوَى عَنْهُمْ مَنَاكِيرُ.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا سعيد بن بشير عن قتادة
__________
[1] في ميزان الاعتدال 4/ 251 «جزء» .
[2] عثمان بن مقسم البري (ميزان الاعتدال 3/ 56) .
[3] مسلم بن إبراهيم.
[4] ابن حجر: تهذيب التهذيب 4/ 434 ويضيف «مرجئ» وانظر ق 282 أ.
[5] ابن زيد.
[6] الازدي البصري العابد (ميزان الاعتدال 4/ 5) .(2/123)
عَنِ الْحَسَنِ [1] عَنْ سَمُرَةَ [2] : أَمَرَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَرِدَ عَلَى الْإِمَامِ وَأَنْ نَتَحَابَّ وَأَنْ يُسَلِّمَ بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ. «قال: وسألت أبا مسهر (36 أ) عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ؟ قَالَ: لَمْ يَكُنْ فِي جُنْدِنَا أَحْفَظُ مِنْهُ، وَهُوَ ضَعِيفٌ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ» [3] .
حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ وجد رائحة طيبة. فقال: ما هذه الريح الطَّيِّبَةُ؟ فَقَالَ: هَذَا رِيحُ قَبْرِ الْمَاشِطَةِ وَابْنِهَا وَزَوْجِهَا. وَلَمْ يَسْمَعْ قَتَادَةُ مِنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَلَا مِنَ الشَّعْبِيِّ وَلَا مِنَ النَّخْعِيِّ وَلَا مِنْ مُجَاهِدٍ شَيْئًا، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي قِلَابَةَ شَيْئًا، إِنَّمَا أَرْسَلَ عَنْهُمْ.
حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا مُبَشِّرُ بْنُ مُكَسِّرٍ [4] وَهُوَ لَا بَأْسَ بِهِ.
حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ حَدَّثَنَا زِيَادٌ النُّمَيْرِيُّ [5] وَهُوَ لَا بَأْسَ بِهِ. وَأَمَّا زِيَادٌ أَبُو عَمَّارٍ فَلَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ.
وَسَعِيدٌ [6] أَبُو مَسْعُودٍ الْجَرِيرِيُّ رَوَى عَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ.
__________
[1] البصري.
[2] ابن جندب.
[3] الذهبي: ميزان الاعتدال 2/ 129، وابن حجر: تهذيب التهذيب 4/ 9.
[4] في الأصل «مسكر» والتصويب من كتاب الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج 4 قسم 1/ 343 وهو القيسي.
[5] زياد بن عبد الله النميري البصري (تهذيب التهذيب 3/ 378) .
[6] سعيد بن اياس الجريريّ (تهذيب التهذيب 12/ 234) .(2/124)
وَعَبَّاسٌ الْجَرِيرِيُّ [1] رَوَى عَنْهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَسَعِيدٌ كَانَ عَمِلَ فِيهِ السِّنُّ وَتَغَيَّرَ وَكِلَاهُمَا ثِقَةٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ [2] النَّخْعِيُّ ثَنَا «أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيٌ وَهُوَ ضَعِيفٌ» [3] .
وَرَوَى شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي حَكِيمٍ أَبِي سَعِيدٍ الْوَاسِطِيِّ ثِقَةٌ.
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ [4] وَهُوَ شِامِيٌّ نَزَلَ الْبَصْرَةَ.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ حَدَّثَنَا أَبِي ثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَعَنْ مِسْكَينٍ الْكُوفِيِّ وَعَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُبَيْدٍ، وَلَمْ يُحَدِّثْ أَحَدٌ [فِيمَا] عَلِمْنَا عَنْ وَاحِدٍ مِنْهُمْ إِلَّا ابْنُ عَوْنٍ.
حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ ثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَلَاءِ الْقَسْمَلِيُّ وَهُوَ لَيِّنُ الْحَدِيثِ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْعَلَاءِ أَخُو أَبِي عَمْرِو بْنِ الَعَلَاءِ قَالَ:
رَأَيْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ [5] عَلَى رَاحِلَةٍ عَلَيْهَا قَطِيفَةٌ مِنْ حَرَائِرَ، وَرَأَيْتُ عَلَيْهِ جُبَّةً مِنْ خَزٍّ خَضْرَاءَ وَرَأَيْتُ عَلَيْهِ رِدَاءً مُمَصَّرًا، وَلَهُمَا [6] أخ
__________
[1] هو عباس بن فروخ الجريريّ المصري ابو محمد (تهذيب التهذيب 5/ 125) .
[2] عبد الرحمن بن هانئ الكوفي ابو نعيم النخعي الصغير ابن بنت إبراهيم النخعي (تهذيب التهذيب 6/ 289) .
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 9/ 379.
[4] المكحولي الخزاعي (تهذيب التهذيب 9/ 159) .
[5] الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ.
[6] اي لمعاذ وأبي عمرو ابني العلاء.(2/125)
(36 ب) يُكْنَى أَبَا سُفْيَانَ.
حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ العظيم حدثنا يحي بْنُ سَعِيدٍ [1] وَأَخْضَرُ بْنُ عَجْلَانَ [2] وهو ثقة.
وأما عطاء بن عجلان فضعيف ليس حديثه بشيء.
وروى ابن عون عَنْ عُبَيْدِ بْنِ باب وليس هو بأبي عمرو بن عبيد القدري هو آخر.
وعبيد ابو عمرو كان نساجا، ثم تحول فكان شرطيا للحجاج» [3] ، وهو من سبي سجستان [4] .
حدثنا الحجاج حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عمرو الفزاري ولا نعلم أَحَدًا رَوَى عَنْهُ غيَرَ حَمَّادٍ وَهُوَ ثِقَةٌ.
عَيَّاضُ بْنُ مَيْسَرَةَ وَهُوَ مِصْرِيٌّ.
وَعَبَّادُ بْنُ رَاشِدٍ وَعَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ وَعَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ فِي حَدِيثِهِمْ ضَعْفٌ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَنْظَلَةَ السَّدُوسِيِّ عَمِلَ فِيهِ السِّنُّ وَتَغَيَّرَ.
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَالِمٍ الصَّائِغُ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ حُصَيْنِ بْنِ زَيْدٍ التَّمِيمِيُّ وَهُوَ بَصْرِيٌّ.
قال: وحدثونا عن يحي بْنِ سَعِيدٍ وَعِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ الْقَصِيرِ وهو ثقة.
__________
[1] القطان.
[2] الشيبانيّ (ابن أبي حاتم: الجرح والتعديل ج 1 قسم 1/ 340) .
[3] الذهبي: تاريخ الإسلام 6/ 109 وقال الذهبي: «يعني في صباه» ، وميزان الاعتدال 3/ 279 ولم يذكر فيه «ثم تحول.. إلخ» .
[4] في الأصل «سبرجستان» وهو تصحيف.(2/126)
وحدثنا عبيد الله بن معاذ قَالَ: رَأَيْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّهِ: حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ أَبُو صَغِيرَةَ أَبُو أُمِّهِ وَهُوَ حَاتِمُ بْنُ مُسْلِمٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ حَجَّاجِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ الصَّوَّافِ وَهُوَ ثِقَةٌ.
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ عَنْ حَجَّاجٍ الْأَسْوَدِ الْبَاهِلِيِّ وَهُوَ ثِقَةٌ حَسَنُ الْحَدِيثِ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ عَنْ حُمَيْدٍ [1] عَنْ مَيْمُونِ بْنِ سِيَاهَ وَهُوَ لَيِّنُ الْحَدِيثِ، وَكَذَلِكَ يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ وَزِيَادٌ النُّمَيْرِيُّ.
وَصَالِحٌ الْمُرِّيُّ ثِقَةٌ قَدْ ذَكَرْتُهُ قَبْلَ هَذَا.
حَدَثَّنَا أَبُو النُّعْمَانِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ عَنْ أَبِي رَجَاءٍ وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ ابن سَيْفٍ وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ شُعْبَةُ.
ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ بْنُ أَسْلَمَ.
وَزَيْدُ بْنُ الْحَوَارِيِّ وَهُوَ الْعَمِيُّ روى عنه الأعمش.
«حدثنا محمد بن (37 أ) عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ، والحسن هو ابن واصل، وَدِينَارٌ زَوْجُ أمه، وهو ضعيف» [2] .
حدثنا أبو الوليد عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ الْعَبْدِيِّ. قَالَ يَعْقُوبُ: وَرَأَيْتُ أَبَا الْوَلِيدِ كَأَنَّهُ يُضَعِّفُهُ.
وَمُحَمَّدُ بْنُ أَسْلَمَ الْبُنَانِيُّ ضَعِيفٌ.
وَمُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ أخو عزرة بن ثابت وهو عزرة [3] .
__________
[1] الطويل.
[2] الخطيب: موضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 28.
[3] وقع سقط بعد «وهو عزرة» وهو عزرة بن ثابت بن أبي زيد الأنصاري البصري (تهذيب التهذيب 7/ 192) .(2/127)
حدثنا الحجاج حدثنا همام بن يحي وَقَدْ رَوَى [عَنْهُ] [1] ابْنُ عُلَيَّةَ [2] .
حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ ثَنَا حَمَّادٌ [3]- عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ وَهُوَ ثِقَةٌ، وَكَذَلِكَ حَشْرَجُ بْنُ نُبَاتَةَ ثِقَةٌ.
عُقْبَةُ بن أوس وعقبة بن عبد الغافر عقبة بْنُ وَسَّاجٍ [4] يُعْتَبَرُونَ ثِقَاتٍ.
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ [5] عَنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ عن عبد الله ابن الْمُغَفَّلِ، وَقَدْ سَمِعَ حُمَيْدٌ مِنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَحُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ أَحَدُ الثِّقَاتِ عَدَوِيٌّ، وَفِي [6] بَنِي عَدِيٍّ رِجَالٌ ثِقَاتٌ مِنْهُمْ: يَزِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ رَوَى عَنْهُ ابْنُ عَوْنٍ.
حَدَّثَنَا عبد الله [7] ثنا أبي ثَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ [8] أَبُو عُبَيْدَةَ عَنْ أبي مجلز، وعمران أحد الثقات.
وقال يحي بن سعيد: أول ما طلبت الحديث نظرت في كتاب عمران فلم أر فيه إلا آراء الرجال فلم أكتب. أو كلام نحو هذا.
حدثني محمد بن عبد الرحيم قَالَ: سَأَلْتُ عَلِيًّا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شقيق
__________
[1] سقطت من الأصل وانظر تهذيب التهذيب 11/ 68.
[2] إسماعيل بن إبراهيم يعرف بابن علية، وعلية أمه.
[3] ابن زيد.
[4] الأزدي البرساني البصري (تهذيب لتهذيب 7/ 251) .
[5] عمرو بن عاصم بن عبيد الله بن الوازع الكلابي القيسي البصري (تهذيب التهذيب 8/ 58) .
[6] في الأصل «وهو في» و «هو» زائدة.
[7] عبد الله بن مسلمة بن قعنب القعنبي الضبي (تهذيب التهذيب 6/ 31) .
[8] السدوسي البصري (تهذيب التهذيب 8/ 125) .(2/128)
رأى ابن عمر؟ قال: لا، ولكنه قَدْ رَأَى أَبَا ذَرٍّ وَأَبَا هُرَيْرَةَ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: سَمِعْتُ عَلِيًّا وَقِيلَ لَهُ: رَوَى يُونُسُ [1] عَنْ نَافِعٍ [2] ؟ قَالَ:
قَدْ رَوَى عَنْهُ لَا أَدْرِي سَمِعَ مِنْهَ أَوْ لَا، وَلَا أَحْسَبُهُ سَمِعَ مِنْهُ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: سَمِعْتُ عَلِيًّا قَالَ: لَمْ يَلْقَ أَبُو مَخْلَدٍ [3] سَمُرَةَ وَلَا عِمْرَانَ.
قِيلَ لِعَلِيٍّ: إِنَّ وُهَيْبًا [4] رَوَى عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ [5] عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ لَقِيَ أَبَا مُوسَى فَذَكَرَ لَهُ الْفِتْنَةَ. فَقَالَ: لَيْسَ مِنْ ذَا شَيْءٍ لَمْ يَلْقَ أَبَا مُوسَى وَلَا سَمِعَ مِنْ عَائِشَةَ.
قَالَ عَلِيٌّ: أَبُو يَزِيدَ الْمَدَنِيُّ [6] لَمْ يَسْمَعْ مِنْ جَابِرٍ وَلَكِنَّهُ رَأَى ابْنَ عُمَرَ، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
قَالَ علي: قال (37 ب) عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ [7] : أَدْرَكْتُ الْبَصْرَةَ وَإِذَا اكْتَحَلَ الرَّجُلُ بِالنَّهَارِ وَحَلَقَ قَفَاهُ عَابُوهُ.
قَالَ: وَقَالَ يحي بْنُ سَعِيدٍ: مَا اكْتَحَلْتُ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا.
__________
[1] يونس بن عبيد.
[2] نافع مولى ابن عمر.
[3] لعله عبد الملك بن الشعشاع يروي عن التابعين (ابن حجر لسان الميزان 4/ 65- ط. الهند)
[4] وهيب بن خالد بن عجلان الباهلي البصري (تهذيب التهذيب 11/ 169) .
[5] عبد الله بن طاووس.
[6] لا يعرف له اسم ترجمته في تهذيب التهذيب 12/ 280.
[7] العبديّ البصري (تهذيب التهذيب 7/ 142) .(2/129)
قَالَ عَلِيٌّ: اسْمُ أَبِي الْمُهَلَّبِ عَمْرُو بْنُ معاوية، أبي قِلَابَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَالْأَوْزَاعِيُّ أَخْطَأَ فِي اسْمِ أَبِي الْمُهَلَّبِ.
قَالَ عَلِيٌّ: سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ مُرِّيٌّ لَيْسَ هُوَ تَيْمِيًّا كَانَ نَازِلًا فِي تَيْمٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ الْقَسْمَلِيُّ أَبُو زَيْدٍ قَالَ: وَأَيُّ شَيْخٍ كَانَ وَأَيُّ خُشُوعٍ! «حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ: سَمِعْتُ عليا قال: سمعت حاتم ابن وردان قال: كان يحي [1] وَإِسْمَاعِيلُ وَوُهَيْبٌ وَعَبْدُ الوَهَّابِ [2] يَجْلِسُونَ إِلَى أَيُّوبَ [3] ، وَإِذَا قَامُوا جَلَسُوا كُلُّهُمْ حَوْلَ إِسْمَاعِيلَ يَسْأَلُونَهُ كيف قال؟
قال: و [ابن] عُلَيَّةَ يَرُدُّ [4] » [5] .
قَالَ عَلِيٌّ: وَلَمْ يَكُنْ فِي الْقَوْمِ أَعْلَمَ مِنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ بِأَيُّوبَ، وَلَمْ يَكُنْ فِي الْقَوْمِ أَثْبَتُ فِيمَا رَوَى مِنْ إِسْمَاعِيلَ [6] وَوُهَيْبٍ وَعَبْدِ الْوَارِثِ [7] .
قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ [8] : إِنِّي لَمْ أَكْتُبْ عَنْ أَيُّوبَ بِمِدَادٍ- يَعْنِي بِالْحِبْرِ- حَتَّى مَاتَ إِنَّهُ كَانَ يَلْفَظُ بِأَلْفَاظٍ فَلَمَّا مَاتَ كَتَبْتُهَا بِمِدَادٍ- يعني حبر-.
__________
[1] القطان.
[2] عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي.
[3] السختياني.
[4] في الأصل «وعليه بدر» بدل «وابن علية يرد» وما أثبته من تاريخ بغداد 6/ 232.
[5] الخطيب: تاريخ بغداد 6/ 232.
[6] إسماعيل بن إبراهيم بن علية.
[7] عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان التميمي العنبري مولاهم التنوري ابو عبيدة البصري (تهذيب التهذيب 6/ 441) .
[8] عبد الصمد بن عبد الوارث العنبري (تهذيب التهذيب 6/ 327) .(2/130)
حَدَّثَني مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ فِيمَا أَعْلَمُ قَالَ: مَا أَتَيْنَا أَيُّوبَ إِلَّا وَقَدْ فَرَغَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ.
«قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْوَلِيدِ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الملك قال: قال حماد بن زيد: إِذَا خَالَفْنَا شُعْبَةَ- كَأَنَّهُ قَالَ: الصَّوَابُ مَا قَالَ- فَإِنَّا كُنَّا نَسْمَعُ وَنَذْهَبُ وَكَانَ شُعْبَةُ يَرْجِعُ وَيَسْمَعُ وَيُسَمِّعُ.
قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ: ذَكَرْتُ لَهُ شَيْئًا خَالَفَهُ فِيهِ شُعْبَةُ فِي حَيَاةِ شُعْبَةَ.
قَالَ: وَقُلْتُ لَهُ فِي شَيْءٍ بَعْدَ مَوْتِ شُعْبَةَ فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهِ» [1] .
قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ: وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ يُنْكِرُ هَذَا.
«وَسَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ يَقُولُ: حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ فِي أَيُّوبَ أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ مَنْ رَوَى عَنْ أَيُّوبَ. قَالَ: أَمَّا عَبْدُ الْوَارِثِ فَقَدْ قَالَ: كَتَبْتُ حَدِيثَ أَيُّوبَ بَعْدَ مَوْتِهِ بِحِفْظِي ومثل هذا يجيء فيه [2] ما يجيء. (38 أ) وَكَانَ يُثْنِي عَلَى وُهَيْبِ بْنِ خَالِدٍ إِلَّا أَنَّهُ يُعَرِّضُ بِهِ أَنَّهُ كَانَ تَاجِرًا قَدْ شَغَلَهُ سُوقُهُ.
وَأَمَّا إِسْمَاعِيلُ فَكَانَ يُعَرِّضُ بِهِ فِيمَا دَخَلَ فِيهِ، فَحَضَرْتُهُ يَوْمًا وَكَهْلٌ مِنْ أَهْلِ بَغْدَادَ يُكَلِّمُهُ وَيُفَخِّمُ أَمْرَ إِسْمَاعِيلَ وَيُعَظِّمُهُ وَسُلَيْمَانُ يَأْبَى عَلَيْهِ حَتَّى قَالَ: صَارَ إِلَيْكُمْ فَرَخَّصَ لَكُمْ فِي شُرْبِ الْمُسْكِرِ وَعَنْ منْ أَخَذَ أَلَا كأنَّهُ أَرَادَ الْمُدَاهَنَةَ [3] فَقَالَ الْبَغْدَادِيُّ: يَا أَبَا أَيُّوبَ كُنْتُ إِذَا نَظَرْتُ فِي وَجْهِهِ رَأَيْتُ ذَاكَ الْوَقَارَ وَإِذَا نَظَرْتُ فِي قفاه رأيت الخشوع. فقال سليمان:
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 9/ 265.
[2] في الأصل «و» بدل «فيه» .
[3] وقعت العبارة في تاريخ بغداد مصحفة «وعن من أخذ الأمانة؟
أراد المذاهب» .(2/131)
وَكَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَنْسَلِخَ مِنْ مُجَالَسَةِ أَيُّوبَ وَيُونُسَ [1] وَابْنِ عَوْنٍ» [2] .
«حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَنْ وُهَيْبٍ وَإِسْمَاعِيلَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ عُلَيَّةَ [3] قُلْتُ: أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ إِذَا اخْتَلَفَا؟ فَقَالَ: وُهَيْبٌ. كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ يَخْتَارُ وُهَيْبًا عَلَى إِسْمَاعِيلَ. قُلْتُ فِي حِفْظِهِ؟ قَالَ: فِي كُلِّ شَيْءٍ مَا زَالَ إِسْمَاعِيلُ وَضِيعًا مِنَ الْكَلَامِ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ إلَى أَنْ مَاتَ. قُلْتُ: أَلَيْسَ قَدْ رَجَعَ وَتَابَ عَلَى رُءُوسِ النَّاسِ؟ فَقَالَ: بَلَى وَلَكِنْ مَا زَالَ مُتَعَرِّضًا [4] لِأَهْلِ الْحَدِيثِ بَعْدَ كَلَامِهِ ذَاكَ إِلَى أَنْ مَاتَ. وَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّهُ أُدْخِلَ عَلَى مُحَمَّدِ [5] بْنِ هَارُونَ- ثُمَّ قَالَ لِيَ: ابْنُ هَارُونَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ أَعْرِفُهُ- فَلَمَّا رَآهُ زَحَفَ إِلَيْهِ، وَجَعَلَ مُحَمَّدٌ يَقُولُ لَهُ: يَا ابْنَ ... يَا ابْنَ تَتَكَلَّمُ فِي الْقُرْآنِ! قَالَ: وَجَعَلَ إِسْمَاعِيلُ يَقُولُ: جَعَلَهُ اللَّهُ فِدَاءَهُ زَلَّةٌ مِنْ عَالِمٍ [6] جَعَلَهُ اللَّهُ فِدَاءَهُ زَلَّةٌ مِنْ عَالِمٍ.
رَدَّدَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ غَيْرَ مَرَّةٍ وَفَخَّمَ كَلَامَهُ- كَأَنَّهُ يَحْكِي إِسْمَاعِيلَ- ثُمَّ قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: لَعَلَّ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ لِإِنْكَارِهِ عَلَى إِسْمَاعِيلَ. ثُمَّ قَالَ بَعْدُ: هُوَ ثَبْتٌ- يَعْنِي إِسْمَاعِيلَ-. قُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّ عَبْدَ الْوَهَّابِ [7] قَالَ: لَا يُحِبُّ قَلْبِيَ إِسْمَاعِيلَ أَبَدًا لَقَدْ رَأَيْتُهُ فِي المنام كأن وجهه أسود. (38 ب) فقال ابو
__________
[1] ابن عبيد.
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 6/ 239.
[3] في الأصل «إسماعيل بن علية بن إبراهيم» وما أثبته من تاريخ بغداد للخطيب (6/ 238) .
[4] في تاريخ بغداد 6/ 238 «مبغضا» .
[5] محمد الأمين الخليفة العباسي وانظر تهذيب التهذيب 1/ 278 حيث يذكر انه دخل على الأمين.
[6] انظر خبر دخوله على محمد بن هارون في كتاب العلل ومعرفة الرجال 1/ 119 بالمعنى.
[7] عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي.(2/132)
عَبْدِ اللَّهِ: عَافَى اللَّهُ عَبْدَ الْوَهَّابِ، ثُمَّ قَالَ: كَانَ مَعَنَا رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يَخْتَلِفُ فَأَدْخَلَنِي عَلَى إِسْمَاعِيلَ فَلَمَّا رَآنِي غَضِبَ وَقَالَ: مَنْ أَدْخَلَ هَذَا عَلَيَّ، فَلَمْ يَزَلْ مُبْغِضًا لِأَهْلِ الْحَدِيثِ بَعْدَ ذَاكَ الْكَلَامِ لَقَدْ لَزِمْتُهُ عَشْرَ سِنِينَ إِلَّا أَنْ أَغِيبَ، ثُمَّ جَعَلَ يحرك رأسه كأن يَتَلَهَّفُ، ثُمَّ قَالَ: وَكَانَ لَا يُنْصِفُ فِي الْحَدِيثِ. قُلْتُ: كَيْفَ كَانَ لَا يُنْصِفُ؟ قَالَ: كَانَ يُحَدِّثُ بِالشَّفَاعَاتِ مَا أَحْسَنَ الْإِنْصَافَ فِي كُلِّ شَيْءٍ» [1] .
وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَقِيلَ لَهُ: حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ إِذَا اجْتَمَعَا فِي حَدِيثٍ أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ فَقَالَ: مَا فِيهِمَا إِلَّا ثِقَةٌ إِلَّا أَنَّ حماد ابن سَلَمةَ أَقْدَمُ سَمَاعًا كَتَبَ عَنْ أَيُّوبَ فِي أَوَّلِ مَرَّةٍ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ أَشَدُّ لَهُ مَعْرِفَةً لِأَنَّهُ كَانَ يُكْثِرُ مُجَالَسَتَهُ، وَمَاتَ أَيُّوبُ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ [2] ، وَكَانَ حَمَّادٌ كَثِيرُ الْمُجَالَسَةِ لِأَيُّوبَ وَكَانَ أَلْزَمَ النَّاسِ لَهُ وَأَطْوَلَهُمْ مُجَالَسَةً.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ [3] قَالَ: سَمِعْتُ عليا قيل له: تكلم يحي فِي حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ؟ قَالَ: لَا، قَالَ يحي: كُنْتُ أَخَذْتُ لَهُ أَطْرَافًا مِنْ فُلَانٍ- سَمَّاهُ عَلِيٌّ- ثُمَّ أَجِيءُ إِلَى حَمَّادٍ فَيُمْلِي عَلَيَّ.
قَالَ عَلِيٌّ: قُلْتُ لِحَاتِمِ بْنِ وَرْدَانَ: كُنْتَ ترى حماد بن زيد؟ قال:
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 6/ 238- 239- وانظر مقتطفات من هذه الرواية في تهذيب التهذيب 1/ 278 دون ذكر المصدر.
[2] ولد حماد بن زيد سنة 98 هـ وتوفي سنة 179 هـ وقيل ان أيوب توفي سنة 125 هـ وقيل قبلها بسنة وقال ابن المديني سنة 131 هـ (انظر تهذيب التهذيب 1/ 398 و 3/ 11، وابن المديني: العلل ص 79) .
ويدل قول يعقوب على متابعته قول ابن المديني.
[3] محمد بن عبد الرحيم.(2/133)
كَانَ قَدِ اكْتَفَى- يَعْنِي عِنْدَ أَيُّوبَ-.
«سَمِعْتُ [1] عَلِيًّا- وَذَكَرَ مَنْ طَلَبَ الْحَدِيثَ- فَقَالَ: لَمْ يَكُنْ مِنْ أَصْحَابِنَا مِمَّنْ طَلَبَهُ وَعُنِيَ بِهِ وَحَفِظَهُ وَأَقَامَ عَلَيْهِ حَتَّى حَدَّثَ وَلَمْ يَزَلْ فيه الا ثلاثة: يحي بْنُ سَعِيدٍ وَسُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، هَؤُلَاءِ لَمْ يَدَعُوهُ مُنْذُ طَلَبُوهُ لَمْ يَشْتَغِلُوا وَلَمْ يَزَالُوا فِيهِ إِلَى أَنْ حَدَّثُوا» [2] ، وَكَانَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَفِظَهُ ثُمَّ نَسِيَ. قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَعْطَانِي إِسْمَاعِيلُ أَطْرَافًا لِابْنِ أَبِي نَجِيحٍ فَلَقِيتُهُ وَهُوَ جَاءٍ مِنْ عِنْدِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ فَسَأَلْتُهُ فَمَا حَفِظَ مِنْهَا إِلَّا حَدِيثًا أَوْ حَدِيثَيْنِ، ثم حفظها بعد.
(39 أ) «قَالَ عَلِيٌّ: مَا أَقُولُ إِنَّ أَحَدًا أَثْبَتُ فِي الْحَدِيثِ مِنْ إِسْمَاعِيلَ.
قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ يحي [3] : أَنَا لَمْ أَرَ إِسْمَاعِيلَ يَطْلُبُ الْحَدِيثَ، وَكُنَّا نَعْلَمُ أَنَّهُ قَدْ سَمِعَ وَتَرَكَ. قَالَ عَلِيٌّ: مَا رَأَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ لِإِسْمَاعِيلَ كِتَابًا قَطُّ» [4] .
حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ قَالَ: جَاءَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ فَقَالَ إِسْمَاعِيلُ: جِئْنَاكَ يَا أَبَا مُعَاوِيَةَ [نُسَلِّمُ عَلَيْكَ. فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: مَا] [5] جئنا لذلك ولكن بلغنا عنك حديث فجئناك
__________
[1] القائل هو محمد بن عبد الرحيم.
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 14/ 137.
[3] القطان.
[4] الخطيب: تاريخ بغداد 6/ 231- 232 ووقع فيه «به» بدل «أنه» .
[5] سقطت من الأصل وزدتها من ق 83 ب.(2/134)
نَسْمَعُ مِنْكَ.
«قَالَ عَلِيٌّ: ضَرَبَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَلَى حَدِيثِ الْمُبَارَكِ [1] .
حَدَّثَنِي الْفَضْلُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ [2] وَسَأَلَهُ أَبُو جَعْفَرٍ: مُبَارَكٌ حب إِلَيْكَ أَمِ الرَّبِيعُ؟ قَالَ: رَبِيعٌ [3] . وَأَمَا عَفَّانُ وهؤلاء فيقدمون مباركا عليه، ولكن الرَّبِيعَ صَاحِبُ غَزْوٍ وَفَضْلٍ» [4] .
فَقِيلَ لَهُ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يُحَدِّثُ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ صُبَيْحٍ؟ قَالَ:
نَعَمْ.
قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يقول: كنت اترك حديث وكيع حديث الرَّبِيعِ [5] فَنَدِمْتُ. قِيلَ لَهُ: فَكُنْتَ تَكْتُبُ حَدِيثَ مُبَارَكٍ؟ فَقَالَ: نَعَمْ.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيُّ: اسْمُ أَبِي الْعَلَانِيَةِ مُسْلِمٌ.
«قَالَ عَلِيٌّ: لَمَّا وَدَّعْتُ سُفْيَانَ [6] قَالَ: أَمَا إِنَّكَ سَتُبْتَلَى بِهَذَا الْأَمْرِ وَإِنَّ النَّاسَ سَيَحْتَاجُونَ إِلَيْكَ فَاتَّقِ اللَّهَ وَلْتُحْسِنْ نِيَّتَكَ فِيهِ» [7] .
قَالَ: وَسَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَعْقُوبَ بْنِ أَبِي عَبَّادٍ الْقَلْزَمِيَّ- وَكَانَ
__________
[1] ابن فضالة.
[2] احمد بن حنبل.
[3] جاء في كتاب العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد 1/ 222 قال عبد الله بن احمد بن حنبل «سئل أبي عن مبارك والربيع بن صبيح فقال:
ما أقربهما، مبارك وهشام جالسا الحسن جميعا عشر سنين وكان المبارك يدلس» .
[4] الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 214.
[5] وكيع بن الجراح يروي حديث الربيع بن صبيح السعدي البصري (تهذيب التهذيب 3/ 274) .
[6] هو ابن عيينة.
[7] الخطيب: الجامع لأخلاق الراويّ وآداب السامع ق 179 أ.(2/135)
مِنْ أَصْحَابِ عَلِيٍّ- قَالَ: جَاءَنَا عَلُيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ يَوْمًا فَقَالَ: رَأَيْتُ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ كَأَنِّي مَدَدْتُ يَدِي فَتَنَاوَلْتُ نَجْمًا مِنْ نُجُومِ الثُّرَيَّا. قَالَ: فَمَضَيْنَا مَعَهُ إِلَى بَعْضِ الْمُعَبِّرِينَ يَقُصُّ عَلَيْهِ فَقَالَ: يَا هَذَا سَتَنَالُ عِلْمًا فَانْظُرْ كَيْفَ تَكُونُ.
فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِنَا: لَوْ نَظَرْتَ فِي شَيْءٍ مِنَ الْفِقْهِ- كَأَنَّهُ يريد الرأي- فقال: ان اشتغلت بذاك انْسَلَخْتُ مِمَّا أَنَا فِيهِ.
«حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرِ [1] بن خلف قال: قدمت مكة وبه شَابٌّ حَافِظٌ وَاسِعُ الْحِفْظِ فَكَانَ يُذَاكِرُ فِي المسند وطرقها فقلت له: (39 ب) مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا؟ قَالَ: أُخْبِرُكَ. قَالَ: طَلَبْتُ عَلَى أَيَّامِ سُفْيَانَ [2] أَنْ يُحَدِّثَنِي بِالْمُسْنَدِ. فقال: قد عرفت [انك] انما تُرِيدُ بِمَا تَطْلُبُ الْمُذَاكَرَةَ فَإِنْ ضَمِنْتَ لِي أَنَّكَ تُذَاكِرُ وَلَا تُسَمِّينِي فَعَلْتُ. قَالَ: فَضَمِنْتُ له واختلف اليه، فجعل يحدثني بهذا الّذي إذا كرك بِهِ حِفْظًا.
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: فَذَكَرْتُ هَذَا لِبَعْضِ وَلَدِ جُوَيْرِيَةَ [3] مِمَّنْ كَانَ يَلْزَمُ عَلِيًّا فقال: سمعت عليا يقول غبت عَنِ الْبَصْرَةِ [فِي] مَخْرَجِي إِلَى الْيَمَنِ- أَظُنُّهُ ذَكَرَ ثَلَاثَ سِنِينَ- وَأُمِّي حَيَّةٌ. قَالَ: فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَيْهَا جَعَلَتْ تَقُولُ: يَا بُنَيَّ فُلَانٌ لَكَ صَدِيقٌ وَفُلَانٌ لَكَ عَدُوٌ. وَقَالَ: فَقُلْتُ لَهَا:
مِنْ أَيْنَ عَلِمْتِ يَا أُمَّهْ؟ [قَالَتْ] : كان فلان وفلان- فذكرت فيهم يحي ابن سعيد- يجيئون مسلمين فيزوني يَقُولُونَ اصْبِرِي، فَلَوْ قَدِمَ عَلَيْكِ سَرَّكِ اللَّهُ بِمَا تَرَيْنَ، فَعَلِمْتُ أَنَّ هَؤُلَاءِ مُحِبُّوكَ وَأَصْدِقَاؤُكَ، وَفُلَانٌ وَفُلَانٌ إِذَا جَاءُوا يَقُولُونَ اكْتُبِي إِلَيْهِ وَضَيِّقِي عَلَيْهِ وَحَرِّجِي عَلَيْهِ لِيَقْدُمَ عَلَيْكِ. هَذَا ونحوه.
__________
[1] اسمه بكر.
[2] ابن عيينة.
[3] ابن أسماء.(2/136)
فَأَخْبَرَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ- أَوْ هَذَا الَّذِي مِنْ وَلَدِ جُوَيْرِيَةَ- قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: كُنْتُ صَنَعْتُ الْمُسْنَدَ عَلَى الطُّرُقِ مُسْتَقْصٍ وَكَتَبْتُهُ فِي قَرَاطِيسَ وَصَيَّرْتُهُ فِي قِمَطْرٍ كَبِيرَةٍ وَخَلَّفْتُهُ فِي الْمَنْزِلِ، وَغِبْتُ هَذِهِ الْغَيْبَةَ، فَلَمَّا قَدِمْتُ ذهبت يَوْمًا لِأُطَالِعَ مَا كُنْتُ كَتَبْتُ. قَالَ: فَحَرَّكْتُ الْقِمَطْرَ فَإِذَا هِيَ ثَقِيلَةٌ رَزِينَةٌ [1] بِخِلَافِ مَا كانت، ففتحتها فإذا الأرضة قد خَالَطَتِ الْكُتُبَ فَصَارَتْ طِينًا، فَلَمْ أَنْشَطْ بَعْدُ لجمعه» [2] .
«وسمعت عليا وقوم يَخْتَلِفُونَ إِلَيْهِ فِي أَبْوَابٍ قَدْ كَانَ صَنَّفَ، فَرَأَيْتُهُ يَقْرَأُ عَلَيْهِمْ حِفْظًا أَبْوَابَ السَّجْدَةِ، فَكَانَ قد كتب طرف حديث فيمر على الصفح وَالْوَرَقَةِ فَإِذَا تَعَايَا فِي شَيْءٍ لَقَّنُوهُ الْحَرْفَ وَالشَيْءَ مِنْهُ ثُمَّ يَمُرُّ عَلَى الْوَرَقَةِ وَالصُّفَحِ فَإِذَا تَعَايَا وَاحْتَاجَ أَنْ يُلَقَّنَ الْحَرْفَ وَالشَيْءَ يَقُولُ: اللَّهُ الْمُسْتَعَانُ هَذِهِ الْأَبْوَابُ كُنَّا أَيَّامَ نَطْلُبُ نَتَلَاقَى بِهِ الْمَشَايِخَ وَنُذَاكِرُهُمْ بِهَا وَنَسْتَفِيدُ مَا يَذْهَبُ عَلَيْنَا مِنْهُ وَكُنَّا نَحْفَظُهَا وَقَدِ [40 أ] احْتَجْنَا الْيَوْمَ أَنْ نُلَقَّنَ فِي بَعْضِهَا» [3] .
قَالَ وَسَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ يُقَدِّمُ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيَّ عَلَى جَمِيعِ مَنْ رَوَى عَنْ نَافِعٍ. فَقَيلَ لَهُ: إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ يُقَدِّمُ مَالِكًا. فَقَالَ: إِنَّمَا يَقُولُ ذَلِكَ لِأَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ فَيُرِيدُ أَنْ يَسْتَوِيَ مَعَ حَمَّادٍ وَإِنَّ مَالِكًا لَأَهْلٌ
__________
[1] في الأصل «هو ثقيل رزين» وما أثبته من تاريخ بغداد 11/ 462.
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 11/ 462 ويحذف «واسع الحفظ» ويذكر «بطرقه» بدل «وطرقها» واقتبس ابن حجر الى «أذاكرك به حفظا» (تهذيب التهذيب 7/ 351- 352) .
[3] الخطيب: الجامع لأخلاق الراويّ وآداب السامع ق 189 ب.(2/137)
لِذَلِكَ، وَلَكِنَّ أَيُّوبَ يُؤَدِّي الْحَدِيثَ بِطُولِهِ كَمَا يَسْمَعُ وَمَالِكٌ يَخْتَصِرُ وَيَتْرُكُ مِنَ الْحَدِيثِ مَا لَا يَقُولُ بِهِ فَأَيُّوبُ أَرْجَحُ مِنْ غَيْرِهِ. قالوا لسليمان:
ويحي بْنُ سَعِيدٍ [1] كَانَ يَقُولُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ. فَقَالَ سُلَيْمَانُ: إِنَّهُ قَدْ كَتَبَ وَسَمِعَ مِنْ عُبَيْدِ اللَّهِ فَإِنَّمَا حَاوَلَ أَنْ يَسْتَوِيَ مَعَ حَمَّادٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ ثِقَةٌ مُتْقِنٌ وَكَذَلِكَ مَالِكٌ وَلَكِنَّ أَيُّوبَ يَتَقَدَّمُهُمْ.
«حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ صَاعِقَةُ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا قَالَ: أَثْبَتُ النَّاسِ فِي الزُّهْرِيِّ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَزِيَادُ بْنُ سَعْدٍ ثُمَّ مَالِكٌ وَمَعْمَرٌ [2] وَيُونُسُ [3] مِنْ كِتَابِهِ» [4] . وَقَالَ: الْأَوْزَاعِيُّ مُقَارِبُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ:
لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ إِنَّمَا أَخَذَ كِتَابَهُ. وَقَالَ علي: أصحاب الزهري صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ وَعَامَّتُهُمْ إِنَّمَا عَرَضُوا عَلَيْهِ.
قال علي: كان يحي [5] يَقُولُ: أَصْحَابُ الزُّهْرِي مَالِكٌ وَسُفْيَانُ وَمَعْمَرٌ، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ لَا يُقَدِّمُ عَلَى مَالِكٍ أَحَدًا.
قال علي: واخبرني يحي بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ ابْنُ الْمُبارَكِ مِنْ عِنْدِ مَعْمَرٍ قُلْتُ لَهُ: اكْتُبْ لِي حَدِيثَ الْإِفْكِ. قَالَ: فَقَالَ لِي: مَا تَصْنَعُ بِهِ إِنَّمَا عَرَضَ مَعْمَرٌ عَلَى الزُّهْرِيِّ أَكْتُبْهُ لَكَ حَدِيثَ يُونُسَ. قَالَ: لَا أُرِيدُهُ.
قَالَ علي وحدثني يحي بْنُ سَعِيدٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي ذِئْبٍ يَقُولُ: عَرَضْتُ عَلَى الزهري.
__________
[1] القطان.
[2] ابن راشد.
[3] يونس بن يزيد بن أبي النجاد الأيلي (تهذيب التهذيب 11/ 450) .
[4] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 451.
[5] القطان.(2/138)
قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ [1] الْعُمَرِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ مَالِكًا يَعْرِضُ عَلَى الزُّهْرِيِّ.
قَالَ: وقف عبد الرحمن مالكا فقال: أقله الْعَرْضَ.
«قَالَ عَلِيٌّ: ابْنُ جُرَيْجٍ لَمْ يَسْمَعْ مِنِ ابْنِ شِهَابٍ شَيْئًا إِنَّمَا عُرِضَ لَهُ عليه» [2] . وقال يحي قَالَ لِي سُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ: بَلَى قَدْ سَمِعَ مِنْهُ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَسَأَلْتُهُ عَنْهُ. فَقَالَ: مَا أَدْرِي سَمِعْتُهُ أَوْ قَرَأْتُهُ.
قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَسَأَلْتُهُ عَنْهُ. فَقَالَ: مَا أَدْرِي سمعته أو قرأته.
(40 ب) «قَالَ الْفَضْلُ قَالَ أَحْمَدُ: لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ كَثِيرُ الْعِلْمِ صَحِيحُ الْحَدِيثِ» [3] . وَقَالَ: يُونُسَ [4] أَكْثَرُ حَدِيثًا عَنِ الزُّهْرِيِّ مِنْ عَقِيلٍ [5] وَهُمَا مُتَقَارِبَانِ.
«وَقَالَ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ: أَيْنَ كَتَبَ هُشَيْمٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ؟ قَالَ: بِمَكَّةَ.
ثُمَّ رَجَعَ الزُّهْرِيُّ فَمَاتَ بَعْدَ قَلِيلٍ» [6] .
قَالَ أَحْمَدُ: يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ مَا أَتْقَنَهُ وَأَحْفَظَهُ، يَا لَكَ مِنْ صِحَةِ الْحَدِيثِ، صَدُوقٌ مُتْقِنٌ [7] ، كَانَ يَعْمَلُ الْخُوصَ وَيَأْكُلُ، وكان أبوه
__________
[1] عبد الله بن عمر بن حفص «تهذيب التهذيب 5/ 326» .
[2] الخطيب: الكفاية 266.
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 12.
[4] الأيلي.
[5] عقيل بن خالد الايلي الأموي مولى عثمان (تهذيب التهذيب 7/ 255) .
[6] الخطيب: تاريخ بغداد 14/ 87.
[7] أوردها الى هنا ابن أبي حاتم: الجرح والتعديل ج 4 قسم 2/ 264.(2/139)
زُرَيْعٌ وَالِيَ الْبَصْرَةِ، فَلَمْ يَكُنْ يَأْكُلُ مِنْ مَالِهِ شَيْئًا، وَكَانَ يُحَدِّثُ بِعَدَدِهِ لِلْحِفْظِ، وَلَكِنْ كَانَ فِيهِ عَجَلَةٌ وَكَثْرَةُ كَلَامٍ، شَكَّ يَوْمًا فِي حَدِيثِهِ فَقِيلَ لَهُ: أَشَكَكْتَ؟ قَالَ: أَنَا أَشُكُّ فَلَا أَخْتَلِفُ إِلَى صَاحِبِهِ كَذَا وَكَذَا حَتَّى أُتْقِنَهُ! وَكُلُّ شَيْءٍ رَوَى عَنْ سَعِيدٍ [1] فَلَا تُبَالِي سَمِعْتَهُ مِنْ أَحَدٍ سَمَاعُهُ مِنْ سَعِيدٍ قَدِيمٌ، وَكَانَ يَأْخُذُ الْحَدِيثَ بِتَثَبُّتٍ.
«قَالَ الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وذكر يحي بْنَ سَعِيدٍ الْقَطَّانَ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَدْرَكْنَا مِثْلَهُ [2] . ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مهدي وذكر يحي بْنَ سَعِيدٍ الْقَطَّانَ فَقَالَ: لَمْ تَرَ عَيْنَاكَ مِثْلَهُ» [3] .
قَالَ الْفَضْلُ: وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدَ اللَّهِ يقول: كان يحي بْنُ سَعِيدٍ يُشَكِّلُ الْحَرْفَ إِذَا كَانَ شَدِيدًا وَغَيْرَ ذَلِكَ فَلَا.
قَالَ: وَقَالَ لِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ- شَكَّ فِيهِ-: سَلْ بَهْزًا [4] .
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَكَانَ بَهْزٌ صَحِيحَ الْكِتَابَةِ.
«حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا قَالَ: أصحاب قتادة ثلاثة
__________
[1] سعيد بن عروبة.
[2] أوردها ابن أبي حاتم: الجرح والتعديل ج 4 قسم 2/ 150 بلفظ مقارب عن الامام أحمد.
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 14/ 139.
[4] بهز بن أسد العمي البصري أبو الأسود (ابن أبي حاتم:
الجرح والتعديل ج 1 قسم 1/ 431 وابن حجر: تهذيب التهذيب 1/ 497) وجاء في ترجمته في تهذيب التهذيب «وقال عبد الرحمن بن بشر: سألت يحي بن سعيد يوما عن حديث فحدثني به، ثم قال: أراك تسألني عن شعبة كثيرا، فعليك ببهز بن أسد فإنه صدوق ثقة فاسمع منه كتاب شعبة» فلعل هذه الرواية توضح غموض رواية يعقوب بن سفيان.(2/140)
سَعِيدٌ [1] وَهِشَامٌ [2] وَشُعْبَةُ، فَأَمَّا سَعِيدٌ فَأَتْقَنُهُمْ، وَأَمَّا هِشَامٌ فَأَكْثَرُهُمْ، وَأَمَّا شُعْبَةُ فَأَعْلَمُهُمْ بِمَا سَمِعَ» [3] . وَقَالَ: لَيْسَ بَعْدَ هَؤُلَاءِ أَحَدٌ مِثْلُ هَمَّامٍ [4] مِنْ كِتَابِهِ.
حَدَّثَنَا الْفَضْلُ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مَا أَصَحَّ حَدِيثَ هَمَّامٍ عِنْدِي.
قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: كَانَ الْغُرَبَاءُ إِذَا قَدِمُوا أَتَيْنَاهُمْ فَيَقُولُ هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ: هَاتُوا مَا دَامَتْ حَارَّةً. قَالَ:
وَكَانَ أَحْفَظَنَا (41 أ) جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ.
قَالَ: وَلَمْ يَسْمَعْ قَتَادَةُ من يحي بْنِ يَعْمُرَ شَيْئًا وَلَا مِنْ أَبِي قِلَابَةَ شَيْئًا، بَلَغَهُ أَنَّهُ يُنْبَذُ لَهُ فِي جَرَّةٍ لَهُ فَقَالَ: ذَلِكَ أَعْرَابِيٌّ مِنْ جَرْمٍ. وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي قِلَابَةَ إِنَّمَا بَلَغَتْهُ أَشْيَاءُ بَعْدُ وَكَانَ يَشْتَهِي الْحَدِيثَ فَرَوَاهَا، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي رَافِعٍ، وَسَمِعَ مِنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَسَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ أَشْيَاءَ أَسْنَدَهَا حَسَّانٌ. «وَقَالَ إِذَا رَفَعْتَ أَبَا نُعَيْمٍ مِنَ الْحَدِيثِ فَلَيْسَ ثَمَّ شَيْءٌ» [5] .
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الصَّنْعَانِيُّ [6] قَالَ:
سَمِعْتُ مَعْمَرًا يَقُولُ: جَالَسْتُ قَتَادَةَ وَأَنَا ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً فَمَا مِنْ شَيْءٍ
__________
[1] سعيد بن أبي عروبة.
[2] هشام الدستوائي.
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 9/ 265 وزاد في الآخر «وما لم يسمع» .
[4] همام بن يحي بن دينار الازدي العوذي المحلمي (تهذيب التهذيب 11/ 67) .
[5] الخطيب: تاريخ بغداد 12/ 353 وفيه «فليس بشيء» .
[6] من صنعاء دمشق ترجمته في (تهذيب التهذيب 9/ 415) .(2/141)
سَمِعْتُهُ مِنْ تِلْكَ السِّنِينَ إِلَّا كَأَنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي صَدْرِي.
حَدَّثَني مُحَمَّدٌ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: أَثْبَتُ النَّاسِ فِي نَافِعٍ [1] أَيُّوبُ ثُمَّ عُبَيْدُ اللَّهِ. فَقُلْتُ لَهُ: صَخْرٌ [2] ؟ قَالَ: قَالَ يحي بْنُ سَعِيدٍ [3] :
ذَهَبَ كِتَابُهُ، فَبَعَثَ بِهِ إِلَيْهِ مِنَ الْمَدِينَةِ وَلَيْسَ بِهِ بَأْسٌ هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ غَيْرِهِ.
قَالَ عَلِيٌّ: إِنَّمَا قَرَأَهُ عَلَى نَافِعٍ لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ.
قَالَ: وَسَمِعْتُ ابْنَ بُكَيْرٍ قَالَ: حَجَّ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ سنة ثلاث عشرة فسمع من ابن شهاب بِمَكَّةَ [4] وَسَمِعَ مِنْ أَبِي مُلَيْكَةَ وَعَطَاءٍ [5] وَأَبِي الزبير ونافع وعمران بن أبي أنس [6] وعدة مَشَايِخَ.
«قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ وَأَخْبَرَنِي حُبَيْشُ بْنُ سَعِيدٍ عَنِ اللَّيْثِ قَالَ: جِئْتُ أَبَا الزُّبَيْرِ فَأَخْرَجَ إِلَيَّ كُتُبًا فَقُلْتُ: سَمَاعُكَ مِنْ جَابِرٍ؟ [قَالَ: وَمِنْ غَيْرِهِ.
قُلْتُ سَمَاعُكَ مِنْ جَابِرٍ] . فاخرج الي هذه الصحيفة» [7] . فقال الليث:
__________
[1] مولى ابن عمر.
[2] صخر بن جويرية أبو نافع (تهذيب التهذيب 4/ 410) ونقل كلام يحي بن سعيد فيه من تاريخ ابن أبي خيثمة.
[3] القطان.
[4] ورد الى هنا من هذه الرواية في الرحمة الغيثية ص 3 من طريق البخاري عن ابن بكير أيضا.
[5] عطاء بن أبي رباح.
[6] القرشي العامري المصري مدني نزل الاسكندرية (تهذيب التهذيب 8/ 123) .
[7] الخطيب: الجامع لأخلاق الراويّ وآداب السامع ق 162 أوالزيادة منه.(2/142)
وَقَدْ دَخَلْتُ عَلَى نَافِعٍ [1] فَسَأَلَنِي فَقُلْتُ: أَنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ. قَالَ:
مِمَّنْ؟ قُلْتُ: مِنْ قْيَسٍ. قَالَ: ابْنِ رِفَاعَةَ؟ قُلْتُ: أَوْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ.
قَالَ اللَّيْثُ: وَقَرَأَ عَلَيَّ نَافِعٌ فَقَالَ: مِثْلَ الَّذِي نَشَرْتُ فِي أَبِيهِ قِصَّةً. يُرِيدُ مِثْلَ الَّذِي يَشْرَبُ فِي آنِيَةِ الْفِضَّةِ.
قَالَ عَلِيّ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ دَاوُدَ [2] يَقُولُ: كُنَّا فِي مَجْلِسِ الْأَعْمَشِ فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: جَلَسَ الْيَوْمَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، فَقُلْتُ: أَيَّ شَيْءٍ يُحَدِّثُ؟
قَالَ: عَنْ عَمْرِو بن دينار (41 ب) عَنِ ابْنِ عُمَيْرٍ «السَّائِحُونَ: الصَّائِمُونَ» .
قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: دَخَلْتُ عَدَنَ فَلَمْ يَسْأَلْنِي أَحَدٌ عَنْ شَيْءٍ. فَقُلْتُ:
إِنَّ هَؤُلَاءِ جُهَّالٌ وَلَيْسَ يَحْتَاجُونَ يَسْأَلُونَ عَنْ شَيْءٍ.
«قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ سُفْيَانُ: وَائِلُ بْنُ دَاوُدَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِيهِ شَيْئًا إِنَّمَا نَظَرَ فِي كِتَابِهِ حَدِيثَ الْوَلِيمَةِ» [3] .
قَالَ عَلِيّ: قَالَ شُعْبَةُ: قُلْتُ لِمُشَاشٍ [4] : سَمِعَ الضحاك عن ابى عَبَّاسٍ؟ قَالَ: لَا، وَلَا رَآهُ قَطُّ.
قَالَ عَلِيٌّ: الصَّقْعَبُ بْنُ زُهَيْرٍ وَالْعَلَاءُ بْنُ زُهَيْرٍ أَخَوَانِ. وَأَبُو الْمُعَلَّى يَحْيَى بْنُ مَيْمُونٍ، وَأَبُو قَتَادَةَ الْعَدَوِيُّ مُسْلِمُ بْنُ يَزِيدَ.
قَالَ عَلِيٌّ: أعياني أَنْ أَجِدَ مَنْ يُسَمَّي أَبَا الْأَشْعَثِ وَأَبَا أسماء الرحبيّ.
__________
[1] مولى ابن عمر.
[2] الخريبي (تهذيب التهذيب 5/ 199) .
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 110 وعلي هو ابن المديني، وسفيان هو ابن عيينة.
[4] مشاش ابو ساسان خراساني مروزي (ابن أبي حاتم:
الجرح والتعديل ج 4 قسم 1/ 424) .(2/143)
قَالَ: وَسَمِعْتُ عَلِيًّا قَالَ: اسْمُ أَبِي سَوَّارٍ الْعَدَوِيِّ حَسَّانُ بْنُ حُرَيْثٍ.
وَسَمِعْتُ عَلِيًّا قَالَ يحي [1] : قَدِمْتُ الْكُوفَةَ مَرَّةً وَقَدْ حَلَفَ الْأَعَمْشُ لَا يُحَدِّثُ فَقُلْتُ لَوْ مَرَرْتَ بِهِ، فَمَرَرْتُ وَهُوَ قَاعِدٌ عَلَى بَابِ الزُّقَاقِ، فَقُلْتُ:
مَنْ يَجْتَرِئُ أَنْ يُكَلِّمَ هَذَا فَجِئْتُ فَجَاءَ أَبُو مُعَاوِيَةَ فَجَلَسَ وَلَمْ أَرَ أَحَدًا يَسْأَلُهُ غَيْرَ أَبِي مُعَاوِيَةَ فَجَلَسَ إِلَيْهِ فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟ قَالَ: جِئْتُ مِنْ عِنْدِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ. قَالَ: أَيَّ شَيْءٍ حَدَّثَكُمْ؟ قَالَ: فَجَعَلَ يُحَدِّثُهُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ [2] فِي التَّفْسِيرِ. فَقَالَ لَهُ: أَيَّ شَيْءٍ حَدَّثَكُمْ أَيْضًا؟ فَقَالَ:
فَجَعَلَ يُحَدِّثُهُ. فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ كَانَ يَطْلُبُ الْمَشْيَخَةَ. قَالَ الْأَعْمَشُ: إِنَّهَا تَنْفُذُ فِي صَدْرِي. ثُمّ قال يحي لِابْنِهِ: أَمَا كُنْتُ أسْتَثْبِتُكَ؟ قَالَ: بَلَى.
حَدَّثَنَا شَقِيقٌ [3] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ [4] . فَحَدَّثَ يَوْمَئِذٍ بِحَدِيثَيْنِ فَكَتَبْتُهُمَا.
«وَاسْمُ أَبِي قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عوف بن عبد الحارث» . [5] .
قال يحي: كَانَ الْأَعْمَشُ يُشْبِهُ النُّسَّاكِ. قَالَ: كَانَ لَهُ فضل وصاحب قرآن.
قال علي سمعت يحي يَقُولُ: لَمْ أَحْمِلْ عَنْ سَعِيدٍ [6] مِنْ رَأْيِ قتادة شيئا قط.
__________
[1] القطان.
[2] باذام ويقال باذان ابو صالح مولى أم هانئ بنت أبي طالب (تهذيب التهذيب 1/ 416) .
[3] شقيق العقيلي (تهذيب التهذيب 4/ 364) .
[4] عبد الله بن أبي الحمساء (تهذيب التهذيب 5/ 192) .
[5] الخطيب: تاريخ بغداد 12/ 453 ووقع فيه «اسم أبي حازم عبد عوف بن الحارث» وهو مقلوب والصواب ما أثبته (انظر طبقات خليفة ص 151) .
[6] سعيد بن أبي عروبة.(2/144)
وقال يحي: رَأَيْتُ عِمْرَانَ بْنَ حُدَيْرٍ أَوَّلَ مَا طَلَبْتُ الْحَدِيثَ فَكَانَتْ كُلُّهَا رَأْيَ أَبِي مِجْلَزٍ وَلَمْ اكتب منها شيئا.
وسئل علي عن سيار [1] الّذي يروي أحاديث (42 أ) جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ فِي الزُّهْدِ. فَقَالَ: لَيْسَ كُلُّ أَحَدٍ يُؤْخَذُ عَنْهُ مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَحَدًا يُحَدِّثُ عَنْ ذَا.
وَقَالَ رَجُلٌ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ: يَا أَبَا سَعِيدٍ لَيْسَ يَسْقُطُ أَحَدٌ. قال:
صدقت. وقال يحي: لَيْسَ يَضُرُّ أَحَدًا شَيْءٌ لِأَنَّ كُلَّ قَوْمٍ يَجِدُونَ مَنْ يَحْمِلُ عَنْهُمْ.
قَالَ عَلِيّ: سَمِعْتُ ابْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ [2] غَيْرَ مَرَّةٍ إِذَا حَدَّثَ يَقُولُ: كَمْ رَجُلٌ قَدْ حَدَّثَ هَذَا الْحَدِيثَ أَكَلَ التُّرَابُ لِسَانَهُ.
قَالَ عَلِيٌّ: بَلَغَنِي أَنَّهُ كَانَ لَا يَنَامُ أَبَدًا إِلَّا وَعِنْدَهُ سِرَاجٌ، فَقِيلَ له فقال:
إذا ذكر ظُلْمَةَ الْقَبْرِ فَلَا يَجِيئُنِي النَّوْمُ. قَالَ عَلِيٌّ: أَخْرَجَ لَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ كِتَابَ هِشَامٍ الدَّسْتُوائِيُّ. فَقَالَ: أَخْرَجَ لَنَا كِتَابَ شُعْبَةَ قَالَ:
كَأَنَّكُمْ فَجَعَلَ يَذْكُرُ مِنْ فَضْلِهِ. قَالَ: كَانَتْ كنية هِشَامٌ الدَّسْتَوَائِيُّ أَبُو بَكْرٍ وَاسْمُ أَبِيهِ سَنْبَرٌ.
قَالَ عَلِيٌّ: قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ: إِنَّ أَبَا عَامِرٍ [3] حَدَّثَنَا عَنْ هِشَامٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَعِيدٍ «إِذَا قَبَّلَ الْمُحْرِمُ فَعَلَيْهِ دَمٌ» فَأَنْكَرَهُ ودفعه. قال: ليس
__________
[1] هو سيار بن حاتم أبو سلمة العنزي البصري (تهذيب التهذيب 4/ 290) .
[2] الدستوائي البصري.
[3] عبد الملك بن عمرو العقدي.(2/145)
مِنْ ذَا شَيْءٌ فَإِذَا مُسْلُمٌ وَالْحَوْضِيُّ وَهَؤُلَاءِ الصِّغَارُ جَاءُوا بِهِ كَمَا قَالَ أَبُو عَامِرٍ.
قَالَ عَلِيٌّ: قُلْتُ لِمُعَاذِ بْنِ هِشَامٍ فِي حَدِيثِ رِفَاعَةَ الْجُهَنِيُّ أَنَّهُ عُرَابَةٌ.
قَالَ: لَا، هُوَ فِي كِتَابِ أَبِي: عُرَادَةَ. فَأَخْرَجَ الْكِتَابَ فَرَأَيْتُهُ وَالنَّاسُ يَقُولُونَ عُرَابَةَ [1] الْجُهَنِيُّ.
قَالَ عَلِيٌّ: ثَنَا الْحُسَيْنُ الْجُعْفِيُّ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ قَالَ: سَأَلْتُ سُفْيَانَ [2] عَنْ أَبِي مَالِكٍ [3] ؟ قَالَ: كان من الفقهاء.
قال علي: كنية سليمان بن دينار ابو أيوب.
قال علي: قال يحي بْنُ سَعِيدٍ [4] : شَكَّ عَوْفٌ [5] فِي حَدِيثِ أَبِي الْعَالِيَةِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَا أَدْرِي عُبَيْدَ اللَّهِ أَوِ الْفَضْلَ أَوْ عَبْدَ اللَّهِ [6] .
قَالَ عَلِيٌّ: حُجْرُ بْنُ قَيْسٍ الْمَدَرِيُّ [7] ، وَأَبُو مَوْدُودٍ الَّذِي رَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنِ الْحَسَنِ [8] فِي التَّفْسِيرِ بَحْرُ بْنُ مُوسَى.
وَقَالَ: خالد الحذاء عن أبي يحي هو عمير (42 ب) بن سعيد
__________
[1] رجح العسقلاني انه ابن عرابة (تهذيب التهذيب 3/ 282) .
[2] الثوري.
[3] سعد بن طارق بن أشيم الاشجعي الكوفي (تهذيب التهذيب 3/ 472) .
[4] القطان.
[5] عوف بن أبي جميلة الاعرابي.
[6] الثلاثة أبناء العباس بن عبد المطلب.
[7] لم يذكر عنه شيئا وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب 2/ 215.
[8] البصري.(2/146)
النخعي. فقلت له: لقيه؟ قَالَ: نَعَمْ، رَوَى عَنْهُ غَيْرَ شَيْءٍ.
قَالَ عَلِيٌّ: لَيْسَ فِي أَصْحَابِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِثْلُ سعيد بن جبير. قيل له: ولا طاووس؟ قال: ولا طاووس وَلَا أَحَدٌ.
قَالَ عَلِيٌّ: اسْمُ أَبِي الزِّنْبَاعِ الَّذِي رَوَى عَنْهُ أَبُو حَيَّانَ [1] التَّيْمِيُّ صَدَقَةُ بْنُ صَالِحٍ، وَأَبُو سَلِيطٍ الْبَدْرِيُّ أَسِيرَةُ بْنُ عمرو. ابو حيان الَّذِي رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ اسْمُهُ مُنْذِرٌ الْأَشْجَعِيُّ، وَاسْمُ أَبِي خَالِدٍ الْوَالِبِيُّ هُرْمُزُ، أَبُو الْعَنْبَسِ سَعِيدُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ عُبَيْدٍ [2] ، وَعُبَيْدٌ أبو سعيد رضيع عائشة روي عنه [3] ابن عَوْنٍ [4] وَشُعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ [5] .
قَالَ عَلِيٌّ: اسْمُ أَبِي الْجَلْدِ جَيْلَانُ بْنُ فَرْوَةَ وَاسْمُ أَبِي الْعَجْفَاءِ السُّلَمِيِّ هَرَمُ بْنُ نَسِيبٍ. قَالَ عَلِيٌّ: عَبْدُ الرَّحْمَنُ بْنُ مَهْدِيٍّ سَمَّاهُ هَرَمًا وَنَسَبَهُ الى رجل من قومه، يحي بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُسَيَّرِ الطَّائِيُّ يُكَنَّى بِأَبِي الزَّعْرَاءِ.
وَاسْمُ أَبِي مِسْكِينٍ الَّذِي رَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ [6] الْحُرُّ [7] . وَاسْمُ أَبِي بُكَيْرٍ مَرْزُوقٌ التَّيْمِيُّ. وابو جعفر الّذي يروي عنه يحي بْنُ أَبِي كَثِيرٍ هُوَ الَّذِي رَوَى عَنْهُ عُثْمَانُ الْبِرِّيُّ لَيْسَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ [8] هُوَ أنصاري، والّذي
__________
[1] يحي بن سعيد بن حيان (تهذيب التهذيب 12/ 81) .
[2] التيمي الملائي (تهذيب التهذيب 4/ 73) .
[3] في الأصل «عمر» وهي واضحة لكن لا يوجد في الرواة من اسمه «عمر بن عون» فهو خطأ وابو سعيد رضيع عائشة اختلفوا في اسمه ويروي عنه ابن عون (تهذيب التهذيب 12/ 110) .
[4] عبد الله بن عون بن ارطبان.
[5] الازدي المعولي (تهذيب التهذيب 4/ 350) .
[6] هو الثوري.
[7] هو الحر بن مسكين الأودي (تهذيب التهذيب 2/ 222) .
[8] الباقر.(2/147)
رَوَى عَنْهُ ثَابِتُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ لَيْسَ هُوَ صَاحِبَ يحي بْنِ أَبِي كَثِيرٍ هُوَ غَيْرُ ذَاكَ هَذَا رَأَى أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ. وَاسْمُ أَبِي قَيْسِ بن أبي حازم عوف بن عبد الحارث.
حدثنا [1] يحي بْنُ سَعِيدٍ [2] عَنْ سُفْيَانَ [3] عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ قَيْسَ بْنَ أَبِي حَازِمٍ يَسْتَسْقِي فِي دُبُرِ الصَّلَاةِ.
قَالَ عَلِيٌّ: قال يحي بْنُ سَعِيدٍ قَالَ شُعْبَةُ: لَمْ يَسْمَعْ قَتَادَةُ مِنْ أَبِي الْعَالِيَةِ إِلَّا ثَلَاثَةَ أَحَادِيَثَ فَذَكَرَ حَدِيثَ الْعَضَاةِ، وَحَدِيثَ ابْنِ عَبَّاسٍ شَهِدَ عِنْدِي رِجَالٌ مَرْضِيُّونَ، وَحَدِيثَ ابْنِ عَبَّاسٍ لَا يَقُولُ أَحَدٌ أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ.
قَالَ عَلِيٌّ: اسْمُ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيُّ جُرْهَمُ بْنُ نَاشِمٍ.
قَالَ عَلِيٌّ: الَّذِينَ أَفْتَوْا الْحَكَمُ [4] وَحَمَّادٌ [5] ، وَقَتَادَةُ فِي الزُّهْرِيِّ أَفْقَهُهُمْ عِنْدِي.
قَالَ عَلِيٌّ: عَنْ أبي قتيبة [6] عن شعبة (43 أ) قَالَ: قُلْتُ لِمُشَاشٍ:
سَمِعَ الضَّحَّاكُ مِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؟ قَالَ: لَا، وَلَا رَآهُ.
قَالَ أَبُو قُتَيْبَةُ: قُلْتُ لِشُعْبَةَ: إِنَّ الْبُرِّيَّ [7] يَقُولُ حَدَّثَنَا ابو إسحاق قال
__________
[1] الضمير يتعلق بعلي بن المديني فكلامه مستمر.
[2] القطان.
[3] لعله الثوري.
[4] الحكم بن عتيبة الكندي مولاهم الكوفي (تهذيب التهذيب 2/ 432) .
[5] ابن أبي سليمان الكوفي الفقيه (تهذيب التهذيب 2/ 16) .
[6] مسلم بن قتيبة الشعيري الخراساني (ابن أبي حاتم: الجرح والتعديل 3/ 168 وتهذيب التهذيب 4/ 133) .
[7] هو عثمان بن مقسم البري.(2/148)
سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ [1] سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ. قَالَ: أَوَّهْ كَانَ ابْنَ سِتِّ سِنِينَ [2] ! قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ شُعْبَةُ: لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَحَدٍ سَمِعَ مِنْ عَلْقَمَةَ إِلَّا أَبُو قَيْسٍ.
قَالَ عَلِيٌّ: وَأَبُو إِسْحَاقَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عَلْقَمَةَ إِنَّمَا رَآهُ يُصَلِّي وَعَلَيْهِ مُسْتُقَةٌ [3] .
«قَالَ عَلِيٌّ: كَانَ يحي يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ» [4] .
قَالَ عَلِيٌّ: اسْمُ أَبِي الْأَسْوَدِ ظَالِمُ بْنُ عَمْرٍو وَأَبُو حَرْبٍ هُوَ ابْنُهُ.
«قَالَ عَلِيٌّ: قُلْتُ لِيَحْيَى [5] : سُفْيَانُ [6] فِي عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ أَثْبَتُ مِنِ ابْنِ جُرَيْجٍ [7] ؟ فَقَالَ: بَلِ ابْنُ جُرَيْجٍ أَثْبَتُ.
قَالَ عَلِيٌّ: فَذَاكَرْتُ سُفْيَانَ أَمْرَ ابْنِ جُرَيْجٍ فِي عَمْرٍو [8] فَقَالَ: كَانَ يَمُرُّ بِي فَيَقُولُ: لَقَدْ غَلَبْتَنَا عَلَى وسادة عمرو.
__________
[1] عامر بن عبد الله بن مسعود الهذلي.
[2] يعني أبا عبيدة وقد أورد ابن أبي حاتم هذه الرواية في كتاب الجرح والتعديل ج 3/ 168 من طريق علي بن المديني ووقع فيه «لسبع» بدل «ابن ست» .
[3] المستقة: فروة طويلة الكم- معربة-.
[4] الخطيب: تاريخ بغداد 14/ 141.
[5] القطان.
[6] ابن عيينة.
[7] عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الأموي المكيّ (تهذيب التهذيب 6/ 402) .
[8] في الأصل «عمر» والصواب ما أثبته.(2/149)
قَالَ: وَلَمْ أَرَهُ سَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ قَطُّ، قَدْ كَانَ فَرَغَ قَبْلِي» [1] .
قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ يحي: كَانَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ لَا يُمْلِي، وَلَمْ يَتْرُكْنِي أَكْتُبُ عِنْدَهُ إِلَّا حَدِيثَيْنِ، حَدِيثَ الْحَجِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، وَحَدِيثَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ «إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْزِعُ الْعِلْمَ» .
قال يحي: جَرَى بَيْنِي وَبَيْنَ مَالِكٍ فِي حَدِيثِ نَافِعٍ [2] شَيْءٌ، فَبَلَغَ ذَلِكَ هِشَامَ بْنَ عُرْوَةَ فَلَمَّا جِئْتُ، قَالَ: هِيهِ يَا عِرَاقِيُّ بِأَيِّ شَيْءٍ وَقَعَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ مَالِكٍ؟ وَكَانَ [مَا] بَيْنَهُمَا لَيْسَ بِذَاكَ، فَقُلْتُ: مَا وَقَعَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ شَيْءٌ.
قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ لِي تُرِيدُ بِهِ [3] قَالَ: شَبِعَ الْكِلَابُ مِنَ الْحَلَالِ وَمَا شَبِعْنَا مِنْهُ الْعَامَ.
قَالَ عَلِيٌّ: وَغَسَلَ ثِيَابَهُ فَلَبِسَ مِسْحَ [4] الْبَابِ وَجَلَسَ خَلْفَ الْبَابِ.
قَالَ عَلِيٌّ: اسْمُ أَبِي الْجَوْزَاءِ أَوْسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَبُو حَبْرَةَ شَيْحهُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ.
قَالَ علي: قال يحي: كَانَ مَعِي فِي الْأَطْرَافِ عَنْ سَعِيدٍ [5] عَنْ قَتَادَةَ [6] عَنْ نَصْرِ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ هِلَالِ بن حصن حديث أبي سعيد [7] .
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 10/ 402- 403.
[2] مولى ابن عمر.
[3] هكذا في الأصل ولم أتبينها.
[4] المسح: كساء من شعر.
[5] سعيد بن أبي عروبة.
[6] قتادة بن دعامة السدوسي.
[7] الخدريّ.(2/150)
(43 ب) فَقُلْتُ لَهُ: قَتَادَةُ لَمْ يَسْمَعْهُ مِنْ هِلَالِ بْنِ حِصْنٍ؟ قَالَ: لَا، وَقَدْ سَمِعَهُ شُعْبَةُ عَنْ أَبِي جَمْرَةَ [1] .
قَالَ عَلِيٌّ: أَيُّوبُ عَنِ الْقَاسِمِ التَّيْمِيِّ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ زَهْدَمِ بْنِ مُضَرِّبٍ الْجَرْمِيِّ.
قَالَ عَلِيٌّ: اسْمُ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيُّ عِمْرَانُ بْنُ تَيْمٍ، وَقَالُوا:
مِلْحَانُ [2] .
قَالَ علي: قال يحي: كَانَ مَعِي فِي الْأَطْرَافِ حَدِيثُ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عُمَرَ مَوْقُوفًا عَلَى نَافِعٍ حَدِيثُ ذِي الْيَدَيْنِ.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ: وَسَأَلْتُ عَلِيًّا: سَمِعَ نَافِعٌ مِنْ عَائِشَةَ؟ فَقَالَ: مِنْ وَجْهٍ صَحِيحٍ فَلَا.
قَالَ: وَسَأَلْتُ عَلِيًّا عَنِ اسْمِ أَبِي الْمَلِيحِ؟ فَقَالَ: عَامِرُ بْنُ أُسَامَةَ بْنِ عُمَيْرٍ الْهُذَلِيُّ.
قَالَ عَلِيٌّ: طَلْحَةُ بن يحي [3] سِنُّهُ وَسِنُّ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَاحِدٌ، وُلِدَ أَيَّامَ قُتِلَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَيَّامَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ.
وَالْأَعْمَشُ وَهِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ وُلِدَا فِي سَنَةِ إِحْدَى أَوِ اثْنَتَيَنِ وَسِتِّينَ.
قَالَ: وَسَأَلْتُ عَلِيًّا عَنِ اسْمِ أَبِي تَمِيمَةَ؟ فَقَالَ: طَرِيفُ بْنُ مُجَالِدٍ، وَاسْمُ أَبِي بَكْرَةَ نُفَيْعُ بْنُ الْحَارِثِ.
قَالَ علي: نافع ونفيع وزياد هم بنو سمية هم اخوة.
__________
[1] نصر بن عمران ابو جمرة الضبعي البصري (تهذيب التهذيب 10/ 431) .
[2] اى ابن ملحان بدل «تيم» .
[3] التيمي وهو يريد أنهما ولدا في سنة واحدة وهي سنة 61 هـ (تهذيب التهذيب 5/ 28) .(2/151)
قَالَ عَلِيٌّ: اسْمُ أَبِي الْعُشَرَاءِ أُسَامَةُ بْنُ مالك بن قهطم، وقالوا: عطارد ابن برز [1] . وقالوا: سيار [2] أو أَبُو سَيَّارِ بْنِ بِلِزٍ.
وَغَالِبٌ أَبُو الْهُذَيْلُ هُوَ ابْنُ هُذَيْلٍ [3] .
قَالَ عَلِيّ: قَالَ سُفْيَانُ: مَا حَدَّثَنَا ابْنُ طَاوُسٍ [4] إِلَّا عَنْ أَبِيهِ فَكَتَبْتُ فِي أَوَّلِ الْكِتَابِ عَنْ أَبِيهِ وَكَتَبْتُ بَعْدَهُ وَقَالَ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْخَالُ وَارِثُ مَنْ لَا وَارِثَ لَهُ» فَقَالَ مَعْمَرٌ: هَذَا ابْنُ طَاوُسٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ.
قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ يحي [5] : قَالَ لِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ فِي قِصَّةِ أَيْمَنَ بْنِ مُحَيْرِيضٍ أَنَّ أَبِي وَعَمِّي شَهِدَا بَدْرًا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَلَمْ أَسْمَعْ مِنَ الشَّعْبِيُّ مِنْ عَامِرٍ.
قَالَ عَلِيٌّ: مِسْعَرٌ أَكْبَرُ مِنْ شُعْبَةَ، وَلَمْ يَسْمَعِ الشَّعْبِيُّ مِنْ عَائِشَةَ.
قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ شعبة: عن عمرو بن مرة عن عبد اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ [6] .
قَالَ عَمْرٌو: وَكُنْتُ إِذَا رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَمَةَ تَعْرِفُ وَتُنْكِرُ [7] . ويقول شعبة لألقينه (44 أ) مِنْ عُنُقِي وَأُلْقِيهِ فِي أَعْنَاقِكُمْ.
قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ سُفْيَانُ [8] : لَمْ يَسْمَعِ الْأَعْمَشُ مِنْ إِبْرَاهِيمَ [9] حديث
__________
[1] ترجمته في ابن أبي حاتم: الجرح والتعديل ج 3 قسم 2/ 33.
[2] في تهذيب التهذيب 12/ 168 «سنان» .
[3] غالب بن الهذيل الأودي الكوفي ابو الهذيل (تهذيب التهذيب 8/ 244) .
[4] عبد الله بن طاووس.
[5] يحي بن سعيد القطان.
[6] المرادي الكوفي (تهذيب التهذيب 5/ 241) .
[7] قارن بابن أبي حاتم: الجرح والتعديل ج 2 قسم 2/ 73.
[8] ابن عيينة.
[9] إبراهيم بن يزيد النخعي.(2/152)
الْأَعْمَى الَّذِي وَقَعَ فِي الْبِئْرِ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ ضَحِكَ أَنْ يَتَوَضَّأَ. قَالَ: فَقُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ: رَوَاهُ هِشَامٌ عَنِ الْحَسَنِ. فَقَالَ:
حَدَّثَنَا بِهِ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ هِشَامٍ، قَالَ حَمَّادٌ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِحَفْصٍ فَقَالَ: أَنَا حَدَّثْتُ بِهِ الْحَسَنَ عَنْ حَفْصَةَ. فَقُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ: فَإِنَّ الزُّهْرِيّ رَوَاهُ. فَقَالَ: رَأَيْتُهُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ عَنِ الْحَسَنِ [1] فَلَيْسَ يَدْرُونَ هَذَا الْحَدِيثَ إِلَّا عَلَى أَبِي الْعَالِيَةِ.
قَالَ عَلِيّ: قال شريك: قال أبو هاشم: أَنَا حَدَّثْتُ بِهِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ.
قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ سُفْيَانُ: مَا تَرَكَ ابْنُ جُرَيْجٍ أَحَدًا رَوَى عَنْ عَطَاءٍ [2] إِلَّا عَمْرَةَ.
قَالَ عَلِيٌّ: كَانَ عَطَاءٌ اخْتَلَطَ بِأَخَرَةٍ فَتَرَكَهُ ابْنُ جُرَيْجٍ.
وَقَيْسُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ عَلِيٌّ: كَانَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ضَاعَ كِتَابُهُ عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ وَكَتَبَهَا بحفظه.
قال علي: لم أسمع يحي [3] يَبُوحُ لِأَحَدٍ بِحِفْظٍ إِلَّا لِثَلَاثَةٍ أَشْعَثَ [4] وَمِسْعَرٍ وَآخَرَ ذَكَرَهُ. قَالَ مُحَمَّدٌ [5] صَاعِقَةُ: نَسِيتُهُ أَنَا.
قَالَ عَلِيٌّ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ عَنْ أَبِي حُرَّةَ قَالَ: كُنَّا نَأْتِي الْحَسَنَ، وَكَانَ يَجِيءُ أَشْعَثُ [6] فَيَجْلِسُ قَرِيبًا مِنْهُ فَيَقُولُ الْحَسَنُ: هات زكاتك
__________
[1] البصري.
[2] ابن أبي رباح.
[3] يحي بن سعيد القطان.
[4] أشعث بن عبد الملك الحمراني البصري ابو هانئ (ابن أبي حاتم: كتاب الجرح والتعديل ج 1 قسم 1/ 275) .
[5] هو محمد بن عبد الرحيم لقبه صاعقة.
[6] أشعث بن عبد الملك الحمراني البصري ابو هاني (ابن أبي حاتم: كتاب الجرح والتعديل ج 1 قسم 1/ 275) .(2/153)
وَبَزَّكَ [1] وَمِيرَاثَكَ فَيَسْأَلُهُ عَنْ مَسَائِلَ لَا يَعْقِلُهَا [2] .
قَالَ عَلِيٌّ: فُرَاتُ بْنُ الْأَحْنَفِ الْهِلَالِيُّ، أَحْنَفُ يُكْنَى بِأَبِي بَحْرٍ [3] .
قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ جَرْمِيٌّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ السَّائِبِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ: قَالَ شُعْبَةُ: هُوَ أَبُو عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ.
وَسُئِلَ عَلِيٌّ: سَمِعَ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ التَّفْسِيرَ مِنْ مُجَاهِدٍ؟ قَالَ: لَا، قَالَ سُفْيَانُ [4] : لَمْ يَسْمَعْهُ أَحَدٌ مِنْ مُجَاهِدٍ إِلَّا الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي بَزَّةَ [5] أَمْلَاهُ عَلَيْهِ، وَأَخَذَ كِتَابَهُ الْحَكَمُ وَلَيْثٌ وَابْنُ أَبِي نَجِيحٍ.
قَالَ عَلِيّ: قَالَ سُفْيَانُ [6] قَالَ لِي فُلَانُ بْنُ مُسْلِمٍ- سَمَّاهُ-: قُلْ لِلَّيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ يَتَّقِ اللَّهَ وَيَرُدَّ كِتَابَ الْقَاسِمِ بْنِ أبي بَزَّةَ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي التَّفْسِيرِ فَإِنَّهُ لَا يَنَامُ [7] فَقُلْتُ لَهُ: ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ لَمْ يَسْمَعِ التَّفْسِيرَ؟ فَقَالَ:
نَعَمْ إِنَّمَا يَدُورُ تَفْسِيرُ (44 ب) مُجَاهِدٍ عَلَى الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ.
قَالَ عَلِيٌّ: ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ مُعْتَزِلِيٌّ، قَالَ لِي أَيُّوبُ: أَيُّ رَجُلٍ أَفْسَدُوا. قَالَ: كَانَ يَقُولُ قولا خبيثا رديئا.
__________
[1] اى حديثك.
[2] انظر بعض هذه الرواية في تهذيب التهذيب 1/ 358.
[3] انظر عن أحنف كتاب الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج 1 قسم 1/ 323.
[4] هو ابن عيينة.
[5] في الأصل «بردة» وانظر ابن أبي حاتم: الجرح والتعديل ج 3 قسم 2/ 122. وتهذيب التهذيب 7/ 310 وهو يقتبس معنى هذا النص من كتاب الثقات لابن حبان.
[6] هو ابن عيينة.
[7] هكذا في الأصل.(2/154)
«قَالَ عَلِيٌّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هَمَّامٍ- أَخُو عَبْدِ الرَّزَّاقِ- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَتْيَتُ عَطَاءً وَأَنَا أُرِيدُ هَذَا الشَّأْنَ وَعِنْدَهُ عبد الله بن عبيد ابن عُمَيْرٍ [1] ، فَقَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدٍ: قَرَأْتَ الْقُرْآنَ؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ:
فَاذْهَبْ فَاقْرَأِ الْقُرْآنَ ثُمَّ اطْلُبِ الْعِلْمَ. قَالَ [2] : فَذَهَبْتُ فَغَبَرْتُ [3] زَمَانًا حَتَّى قَرَأْتُ الْقُرْآنَ ثُمَّ جِئْتُ إِلَى عَطَاءٍ وَعِنْدَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدٍ فَقَالَ: تَعَلَّمْتَ الْقُرْآنَ-؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: تَعَلَّمْتَ الْفَرِيضَةَ؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ: فَتَعَلَّمِ الْفَرِيضَةَ ثُمَّ اطْلُبِ الْعِلْمَ. قَالَ: فَطَلَبْتُ الْفَرِيضَةَ ثُمَّ جِئْتُ. فَقَالَ: تَعَلَّمْتَ الْفَرِيضَةَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: الْآنَ فَاطْلُبِ الْعِلْمَ. قَالَ: فَلَزِمْتُ عَطَاءً سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً» [4] .
قَالَ عَلِيٌّ [5] : وَحَكَى ابْنُ جُرَيْجٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُبَيْدٍ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِيهِ شَيْئًا وَلَا يَذْكُرُهُ. قَالَ: وَمَاتَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ [6] قَبْلَ ابْنِ عُمَرٍ.
قَالَ بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ: قَالَ أَبُو الْمُعَلَّى الْعَطَّارُ [7] : سِنِّي وَسِنُّ الْحَسَنِ الْعَرَنِيِّ [8] وَاحِدٌ.
قَالَ عَلِيٌّ: لَمْ يَسْمَعْ زكريا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ مِنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هند
__________
[1] الليثي الجندعي المكيّ (تهذيب التهذيب 5/ 308) .
[2] في الأصل «قال» مكررة.
[3] مكثت (الفيروزآبادي: القاموس المحيط 2/ 102) .
[4] الخطيب: تاريخ بغداد 10/ 401- 402 والزيادة منه وذكر أول السند وهو «حدثني مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ» .
[5] ابن المديني.
[6] الليثي (تهذيب التهذيب 6/ 71) .
[7] يحي بن ميمون الضبي (تهذيب التهذيب 11/ 292) .
[8] في الأصل «الضبي» .(2/155)
إِنَّمَا سَمِعَ مِنْ أَبِيهِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ حَدِيثَ «مَا كَانَ مِنْ مِيرَاثٍ حَتَّى يَكُونَ قَبْلَهُ صَدَاقٌ» .
قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ يحي [1] : أخرج الي زكريا ثَلَاثَ صَحَائِفَ صَحِيفَةً عَنْ مَشْيَخَتِهِ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَصَحِيفَةً عَنْ جَابِرٍ، وَصَحِيفَةً عَنْ عَامِرٍ [2] ، فَرَدَدْتُهَا عَلَيْهِ وَقُلْتُ: حَدِّثْنِي بِمَا تَحْفَظُ. فَقَالَ: فِي حَدِيِثِ «الرَّهْنُ مَرْكُوبٌ» [3] حَدَّثَنَا عَامِرٌ [4] .
قَالَ عَلِيّ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: كُنْتُ عِنْدَ شُعْبَةَ فِي أَوَّلِ مَا أَتَيْتُهُ فَحَدَّثَ بِحَدِيثٍ فَتَطَاوَلَ غُنْدَرٌ [5] فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ: فَقَدْتُكَ قَدْ سَمِعَ حَدِيثِي كُلَّهُ وَهُوَ يَتَطَاوَلُ لهذا.
قال: وسمعت بعض أصحاب الحديث يقول لِسُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ:
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ فِي حَدِيثٍ لِشُعْبَةَ اخْتَلَفُوا فِيهِ: كَيْفَ قال غندر؟
(45 أ) قَالَ سُلَيْمَانُ: يَا مُغَفَّلُ كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَنْكَدَ مِنْ أَنْ يَقُولُ هَذَا إِنَّمَا قَالَ كيف في كتاب غندر. قال سليمان: ان غندرا كان يقول: سمعت
__________
[1] يحي بن سعيد القطان.
[2] عامر بن شراحيل الشعبي.
[3] أخرج ابن ماجة في سننه 2/ 816 من طريق أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم «الظهر يركب إذا كان مرهونا..» .
[4] قال الامام احمد: يقال أن المسائل التي يرويها زكريا لم يسمعها من عامر انما أخذها من أبي حريز (الجرح والتعديل ج 1 قسم 2/ 594) .
[5] هو محمد بن جعفر الهذلي مولاهم البصري، قيل ان ابن جريج سماه غندرا لانه كان يكثر الشغب عليه، وأهل الحجاز يسمون المشغب غندرا (تهذيب التهذيب 9/ 97) .(2/156)
حديث شعبة وقرأت عليه. قَالَ سُلَيْمَانُ: كَانَ حَدِيثُ كِتَابِهِ صَحِيحًا فَأَمَّا هُوَ فَكَانَ كَأَنَّهُ أَوْمَأَ بِهِ [1] كَانَ لَا يَعْقِلُ هَذَا الْأَمْرَ.
قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى: كَيْفَ لَمْ تَكْتُبْ كُتُبَ غُنْدَرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَلَى الْوَجْهِ؟ فَقَالَ: يَا أَبَا يُوسُفَ كَانَ غُنْدَرٌ مُغفَّلًا فَكُنْتُ أَطْلُبُ مِنْهُ الْكِتَابَ فَيَقُولُ لِي إِنَّكَ قَدْ سَمِعْتَ هَذَا الْكِتَابَ وَلَكِنَّكَ لَيْسَ تَدْرِي. قَالَ: فَكُنْتُ أَكْرَهُ أَنْ أُمَارِيَهُ لِحَالِ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ خَوْفًا مِنْ أَنْ يُقَالَ [2] لِي بَعْدُ قَدْ قَالَ غُنْدَرٌ إِنَّكَ لَا تَعْقِلُ. قَالَ: فَفَاتَنِي لِهَذَا الْمَعْنَى.
قَالَ عَلِيٌّ: هُمْ ثَلَاثَةُ إِخْوَةٍ عُبَيْدُ اللَّهِ وَعَوْنٌ وَنَاجِيَةُ بني عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ: سَأَلْتُ عَلِيًّا عَنْ سعيد بن جبير؟ قال:
قيل وَهُوَ ابْنُ ثِنْتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً.
قَالَ عَلِيٌّ: اجتمع سفيان الثوري وابن جريج فتذاكرا مَسَّ الذَّكَرِ، فَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: يُتَوَضَّأُ مِنْهُ. وَقَالَ سُفْيَانُ: لَا يُتَوَضَّأُ مِنْهُ. فَقَالَ سُفْيَانُ لَهُ: أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا أَمْسَكَ بِيَدِهِ مَنِيًا مَا كَانَ عَلَيْهِ؟ فَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ:
يَغْسِلُ يَدَهُ. قَالَ: فَأَيُّهُمَا أَكْبَرُ الْمَنِيُّ أَوْ مَسُّ الذَّكَرِ؟ فَقَالَ: مَا أَلْقَاهَا عَلَى لِسَانِكَ إِلَّا الشَّيْطَانُ.
قُلْتُ لِعَلِيٍّ: الْمُسَيِّبُ بْنُ دَارِمٍ سَمِعَ مِنْ عُمَرَ؟ قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ عَلِيٌّ: أول من عرض عليه نافع [3] والزهري.
__________
[1] كذا في الأصل ولم اتبينه، ولعل سليمان أشار اشارة برأسه تدل على المعنى الى جانب عبارته في غندر.
[2] في الأصل «يقول» .
[3] مولى ابن عمر.(2/157)
قَالَ عَلِيٌّ: كَانَ سُفْيَانُ [1] إِذَا عَرَضَ عَلَيْهِ لم يغير شيئا لانه كان لا يعده شَيْئًا.
قَالَ عَلِيٌّ: كَانَ سُفْيَانُ إِذَا سُئِلَ عَنِ الشَيْءِ يَقُولُ: لَا أُحْسِنُ.
فَيُقَالُ: مَنْ نَسْأَلُ؟ فَيَقُولُ: سَلِ الْعُلَمَاءَ وَسَلِ اللَّهَ التَّوْفِيقَ.
قَالَ عَلِيٌّ: الصَّبَّاحُ بْنُ مُجَاهِدٍ ثِقَةٌ أَخُو عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مُجَاهِدٍ.
قَالَ عَلِيٌّ: وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ اسْمُ أَبِي رَبَاحٍ أَسْلَمُ مَوْلَى حَبِيبَةَ بِنْتِ مَيْسَرَةَ بْنِ خَيْثَمٍ.
قَالَ عَلِيٌّ: عَنْ سُفْيَانَ عَنِ الْهَجَرِيِّ قَالَ: كُنْتُ أَرَى مُجَاهِدًا يَخْتَلِفُ إِلَى أَبِي عِيَاضٍ وَهُوَ فتى يتعلم منه (45 ب) ثُمَّ بَلَغَنِي بَعْدُ أَنَّهُ- يَعْنِي أَبَا عِيَاضٍ- صَاحِبَ عُمَرَ.
قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُيَيْنَةَ: كُنَّا أَعَزَّ شَيْءٍ، كَانَتْ لَنَا إِبِلٌ نسقي عليها حتى قيل هَذَا- يَعْنِي سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ-.
سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ حَفْصٍ يَقُولُ: كَانَ عِمْرَانُ صَيْرَفِيًّا يُقَالُ لَهُ عِمْرَانُ الْخَاقَانِيُّ كَانَ يُعْرَفُ بِالدَّنَانِيرِ الْخَاقَانِيُّ فِي الزَّمَنِ الْأَوَّلِ.
«حَدَّثَنِي الْفَضْلُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَذَكَرَ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ فَقَالَ: أَخْرَجَهُ أَبُوهُ إِلَى مَكَّةَ وَهُوَ صَغِيرٌ فَسَمِعَ مِنَ النَّاسِ:
عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ وَابْنُ أَبِي نَجِيحٍ فِي الْفِقْهِ، لَيْسَ تَضُمُّهُ إِلَى أَحَدٍ- يَعْنِي أَقْرَانَهُ- إِلَّا وَجَدْتَهُ مُقَدَّمًا» [2] .
«حَدَّثَنَا الْفَضْلُ: وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَقِيلَ لَهُ: يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ لَهُ
__________
[1] ابن عيينة.
[2] الخطيب: الكفاية 60.(2/158)
فِقْهٌ؟ قَالَ: نَعَمْ مَا كَانَ أَفْطَنَهُ وَأَذْكَاهُ وأفهمه! قيل له: فأبن عُلَيَّةُ؟ فَقَالَ:
كَانَ لَهُ فِقْهٌ إِلَّا أَنِّي لَمْ أُخْبِرْهُ خَبَرِي يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ مَا كَانَ أَجْمَعَ أَمْرَ يَزِيدَ! صَاحِبُ صَلَاةٍ، حَافِظٌ، مُتْقِنٌ لِلْحَدِيثِ صَرَامَةً وَحُسْنَ مَذْهَبٍ» [1] .
قِيلَ لَهُ: لَوْ صَبَرَ مَكَانَهُ. قَالَ: لَيْسَ كُلُّ النَّاسِ يجمع له الشيء لا بد مِنْ شَيْءٍ وَصَحَّفَ فِي حَرْفَيْنِ فِي حَدِيثِ هَمَّامٍ [2] عَنْ مَطَرٍ عَنْ دُخَيْلٍ قَالَ:
هُوَ دُفَيْلٌ وَقَالَ فِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ حَنْطًا وَإِنَّمَا هُوَ حَبْطًا.
أَبُو يَعْفُورٍ الْكَبِيرُ وَقْدَانُ الْكُوفِيُّ وَابْنُهُ يُونُسُ بْنُ أَبِي يَعْفُورٍ سَمِعَ مِنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى.
وَمُصْعَبُ بْنُ سَعْدٍ سَمِعَ مِنْهُ الثَّوْرِيُّ وَشُعْبَةُ وَابنُ عُيَيْنَةَ.
وَأَبُو يَعْفُورٍ الصَّغِيرُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ نِسْطَاسٍ عَامِرِيٌّ كُوفِيٌّ.
سَعِيدُ بْنُ أَبِي صَدَقَةَ أَبُو قُرَّةَ.
«حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَآدَمُ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عاصم ابن بَهْدَلَةَ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي جُبَيْرَةَ عَنْ يَعْلَى بْنِ سَيَّابَةَ، وَهُوَ يَعْلَى بْنُ أُمَيَّةَ الثقفي ابو المرازم، ويقولون سيابة أمه» [3] .
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 14/ 340.
[2] همام بن يحي العوذي.
[3] الخطيب: موضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 281- 282 وقال الخطيب معقبا «قد اخطأ يعقوب في قوله أن يعلى بن سيابة هو يعلى ابن أمية لأنهما أثنان كل واحد منهما غير صاحبه، فيعلى بن سيابة ثقفي كما قال يعقوب، ويعلى بن أمية تميمي وهما جميعا صحابيان، ولهما رواية عن النبي صلى الله عليه، ويقال أن سيابة أم يعلى واسم أبيه مرة» ، والّذي ذكره خليفة بن خياط (الطبقات 54) أن يعلى بن سيابة آخر، وذكر ابن حجر (تهذيب التهذيب 11/ 404) أن ابن سيابة هو يعلى بن مرة الثقفي وهو ابو المرازم.(2/159)
«قال: وَسَمِعْتُ ابْنَ قَعْنَبٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ:
يَعْلَى بْنُ أُمَيَّةَ [1] هُوَ يَعْلَى بْنُ مُنَيَّةَ، أُمَيَّةُ أَبُوهُ، وَمُنَيَّةُ أُمُّهُ» [2] .
حَدَّثَنَا أبو نعيم وقبيصة قالا: ثنا سفيان [3] عن منصور (46 أ) عن الشعبي عن المقداد [4]- قال ابو نعيم: أبي كَرِيمَةَ الشَّامِيُّ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَيْلَةُ الضَّيْفِ حَقٌّ وَاجِبَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، وَإِنْ أَصْبَحَ بِفِنَائِهِ فَهُوَ دين عليه ان شاء أقضاه وَإِنْ شَاءَ تَرَكَهُ. ثَنَا آدَمُ [5] حَدَّثَنَا شَيْبَانُ [6] عَنْ مَنْصُورٍ [7] عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ الْمِقْدَادِ أَبِي كَرِيمَةَ الشَّامِيِّ.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ مُعَاذٍ حَدَّثَنَا أَبِي ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مَنْصُورٍ وَسَمِعَ الشعبي عن المقدام أَبِي كَرِيمَةَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثَنَا مَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ حَدَّثَنَا يَزِيدُ- يَعْنِي ابن سنان ابو فروة الجزري- حدثني ابو يحي سليم [8] الكلاعي حدثني المقدام بن معديكرب قَالَ وَقُلْنَا لَهُ: يَا أَبَا كَرِيمَةَ إِنَّ الناس يزعمون
__________
[1] هو التميمي (تهذيب التهذيب 11/ 399) .
[2] الخطيب: موضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 287.
[3] هو الثوري.
[4] الصواب انه المقدام كما سيوضح يعقوب فيما بعد. وانظر (تهذيب التهذيب 10/ 287) .
[5] هو آدم بن أبي اياس (تهذيب التهذيب 1/ 196) .
[6] هو شيبان بن عبد الرحمن النحويّ البصري (تهذيب التهذيب 4/ 373) .
[7] هو ابن المعتمر.
[8] سليم بن عامر الكلاعي الخبائري الحمصي.(2/160)
أَنَّكَ لَمْ تَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: بَلَى وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُهُ وَلَقَدْ أَخَذَ بِشَحْمَةِ أُذُنِي وَإِنِّي لَأَمْشِي مَعَ عَمِّي. قَالَ: ثُمَّ قَالَ لِعَمِّي:
«تَرَى أَنَّهُ يَذْكُرُهُ» . قَالَ: فَقُلْنَا: فَحَدِّثْنَا شَيْئًا سَمِعْتَهُ مِنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: يُحْشَرُ مَاءُ السَّقْطِ إِلَى الشَّيْخِ الْفَانِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَبْنَاءَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً، الْمُؤْمِنُونَ مِنْهُمْ فِي خَلْقِ آدَمَ [1] وَحُسْنِ يُوسُفَ وقلب أيوب، مردا مكحّلين أولي أفافي. قَالَ: فَقُلْنَا: فَكَيْفَ بِالْكَافِرِ يَا نَبِيَّ اللَّهِ؟ قَالَ: يُعَظَّمُ لِلنَّارِ حَتَّى يَصِيرَ جِلْدُهُ أَرْبَعِينَ بَاعًا وَحَتَّى يَصِيرَ نَابٌ مِنْ أَنْيَابِهِ مِثْلَ أُحُدٍ. قَالَ: وَالصَّحِيحُ: هُوَ الْمِقْدَامُ فَأَمَّا فِي حَدِيثِ سُفْيَانَ فَقَدْ قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ وَقَبِيصَةُ: الْمِقْدَادُ.
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَرَوَى خَلَّادُ بْنُ يحي عن سفيان [2] عن المقدام ابن معديكرب الْكِنْدِيِّ. وَأَمَّا الْمِقْدَادُ فَهُو ابْنُ عَمْرٍو فَارِسُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو [مِنْ] [3] بَهْرَاءَ حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ [4] ، وَكَانَ فِي حِجْرِ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ فَبِهَذَا قَالَ مَنْ قَالَ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ كَامِلٍ عَنِ المهلب بن حجر البهراني (46 ب) عَنْ ضُبَاعَةَ بِنْتِ الْمِقْدَادِ عَنْ أَبِيهَا قَالَ: رأيت رسول
__________
[1] الى هنا أخرجه ابن حجر في الاصابة 3/ 434 ويذكر «ما بين» بدل «ماء» ويحذف «ثلاث» .
[2] هو الثوري، والسند منقطع لانه لم يدرك المقدام.
[3] الإضافة يقتضيها السياق وانظر نسب المقداد في طبقات خليفة ص 16- 17.
[4] في الأصل «زهر» .(2/161)
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى إِلَى سُتْرَةٍ جَعَلَهَا عَلَى جَانِبِهِ الْأَيْمَنِ أَوْ جَانِبِهِ الْأَيْسَرِ لَمْ يَتَوَسَّطْهَا. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ أَخْبَرَنِي الْوَلِيدُ بْنُ كَامِلٍ عَنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ حُجْرٍ عَنْ ضُبَاعَةَ بِنْتِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ الْبَهْرَانِيِّ عَنْ أَبِيهَا سَمِعَتْهُ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَكَرَ نَحْوَهُ.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى ثَنَا بَقِيَّةُ ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ كَامِلٍ عَنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ حُجْرٍ عَنْ ضُبَاعَةَ بِنْتِ الْمِقْدَادِ عَنْ أَبِيهَا نَحْوَهُ.
«وَأَبُو نُعَيْمٍ الدَّارِيُّ وَأَبُو هِنْدٍ الدَّارِيُّ يُقَالُ هُمَا أَخَوَانِ. وَتَمِيمٌ [1] يُكَنَى أَبَا رُقَيَّةَ.
أَخْبَرَنِي أَبُو عُمَيْرٍ [2] الرَّمْلِيُّ قَالَ: لَمْ يَكُنْ لِتَمِيمٍ ذِكْرٌ إِنَّمَا كَانَتْ لَهُ ابْنَةٌ تُسَمَّى رُقَيَّةَ يُكَنَّى بِهَا» [3] .
حَدَّثَنِي خَلَّادُ بْنُ أَسْلمَ أَخْبَرَنَا النَّضْرُ [4] حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ [5] قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ يُحَدِّثُ عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رَجُلًا ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أن يبدلها.
__________
[1] تميم بن أوس ابو رقية الداريّ (تهذيب التهذيب 1/ 511) .
[2] في الأصل «ابو عمرو» وانما هو ابو عمير عيسى بن محمد النحاس الرمليّ.
[3] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 10/ 461، ووقع فيه «ابو محمد» بدل «ابو عمير» وهو تصحيف. وابن حجر: تهذيب التهذيب 1/ 511 ويحذف السند.
[4] النضر بن شميل.
[5] سلمة بن كهيل بن حصين الحضرميّ التنعي الكوفي (تهذيب التهذيب 4/ 155) .(2/162)
«حَدَّثَنِي الْفَضْلُ قَالَ: سُئِلَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: شُعْبَةُ أَحَبُّ إِلَيْكَ حَدِيثًا أَوْ سُفْيَانُ؟ فَقَالَ: شُعْبَةُ أَنْبَلُ رِجَالًا وَأَنْسَقُ حَدِيثًا» [1] .
«وَسُئِلَ عَنِ: الْمَسْعُودِيِّ [2] أَحَبُّ إِلَيْكَ أَوْ أَبُو عُمَيْسٍ [3] فَقَالَ: مَا فِيهِمَا إِلَّا ثِقَةٌ. فَقَالَ لَهُ الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ: أَيُّهُمَا أَكْثَرُ عِنْدَكَ؟ فَقَالَ: كَانَ الْمَسْعُودِيُّ أَكْثَرَهُمَا حَدِيثًا» [4] .
«وَقِيلَ لَهُ: ابْنُ عَجْلَانَ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَوِ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ؟ فَقَالَ: كِلَا الرَّجُلَيْنِ ثِقَةٌ، مَا فِيهِمَا إِلَّا ثِقَةٌ» [5] .
وَسَأَلَهُ [6] الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ فَقَالَ: أَبُو دَاوُدَ أحبّ إليك أم أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ؟ قَالَ: أَبُو دَاوُدَ أَحْفَظُهُمَا، وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ قَلِيلَ الْغَلَطِ كَثِيرَ الْكِتَابِ» [7] . «وَقِيلَ لَهُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ كَانَ أَحْفَظَ أَوِ ابْنُ عُيَيْنَةَ؟ فَقَالَ:
كَانَ الثَّوْرِيُّ أَحْفَظَ وَأَقَلَّ النَّاسِ غَلَطًا، وَأَمَّا ابْنُ عُيَيْنَةَ فَكَانَ حَافِظًا إِلَّا أَنَّهُ كَانَ إِذَا صَارَ فِي حَدِيثِ (74 أ) الْكُوفِيِّينَ كَانَ لَهُ غَلَطٌ كَثِيرٌ، وَقَدْ غَلِطَ فِي حَدِيثِ الْحِجَازِيِّينَ فِي أَشْيَاءَ. قِيلَ لَهُ: فَإِنَّ فُلَانًا يَزْعُمُ أَنَّ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 9/ 264.
[2] عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة المسعودي (تهذيب التهذيب 6/ 210) .
[3] ابو العميس عتبة بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود (أحمد: العلل ومعرفة الرجال 1/ 5) وهو أخو المسعودي.
[4] الخطيب: تاريخ بغداد 10/ 222.
[5] الخطيب: تاريخ بغداد 2/ 304) .
[6] في الأصل «وسألني» وهو خطأ.
[7] الخطيب: تاريخ بغداد 9/ 28 وابو داود هو سليمان الطيالسي.(2/163)
كَانَ أَحْفَظَهُمَا. فَضَحِكَ ثُمَّ قَالَ: فُلَانٌ حَسَنُ الرَّأْيِ فِي ابْنِ عُيَيْنَةَ فَمَنْ ثَمَّ!» [1] .
وَسُئِلَ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ وَلَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ [2] فَقَالَ: جَابِرٌ أَقْوَاهُمَا حَدِيثًا وَلَيْثٌ أَحْسَنُهُمَا رَأْيًا، وَإِنَّمَا تَرَكَ النَّاسُ حَدِيثَ جَابِرٍ لِسُوءِ رَأْيِهِ كَانَ لَهُ رَأْيُ سُوءٍ، وَأَمَّا لَيْثٌ فَحَدِيثُهُ مُضْطَرِبٌ وَهُوَ حَسَنُ الرَّأْيِ.
قِيلَ: الْحَجَّاجُ؟ قَالَ: حَجَّاجٌ أَقْوَاهُمْ حَدِيثًا وَهُوَ عِنْدِي صَالِحُ الْحَدِيثِ. قيل له: فهل روى عنه يحي بْنُ سَعِيدٍ [3] ؟ فَقَالَ: مَا رَوَى عَنْ وَاحِدٍ مِنْهُمْ، وَقَدْ رَأَى الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ. قِيلَ لَهُ: رَأَى اللَّيْثَ؟
قَالَ: لَا، وَلَكِنْ لَمْ يَرْوِ عَنْ سُفْيَانَ [4] وَغَيْرِهِ عَنْهُ.
وَسُئِلَ عَنْ جَابِرٍ وَحَجَّاجٍ أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ؟، فَأَطْرَقَ ثُمَّ قَالَ: لَا أَدْرِي [مَا] [5] أُخْبِرُكَ. فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ: فَلَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ؟
قَالَ: هُوَ دُونَهُمْ إِلَّا أَنَّهُ مُضْطَرِبٌ. ثُمَّ قَالَ: قَدْ رَوَى شُعْبَةُ عَنْ جَابِرٍ نَحْوَ سَبْعِينَ حَدِيثًا وَحَدِيثُ جَابِرٍ لَيْسَ فِيهَا الْمَرْفُوعَةُ الْكَثِيرَةُ وَكَانَ لَهُ رَأْيُ سُوءٍ. فَقِيلَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهديٍّ أَلَيْسَ قَدْ تَرَكَ حَدِيثَ جَابِرٍ مِنْ كِتَابِهِ. قَالَ: بَلْ أَخِيرًا حَدَّثَنَا عَنْهُ أَوَّلًا وَقَعَ إِلَيْنَا نَحْوًا مِنْ خَمْسِينَ ثُمَّ تركه.
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 9/ 170.
[2] ليث بن أبي سليم بن زنيم الكوفي (تهذيب التهذيب 8/ 465) .
[3] القطان.
[4] هو الثوري.
[5] الزيادة يقتضيها السياق.(2/164)
وَقِيلَ لَهُ: إِذَا اجْتَمَعَ رَأْيُ الزُّهْرِيِّ وَقَتَادَةَ أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ:
رَأْيُ الزُّهْرِيِّ أَعْجَبُ إِلَيَّ.
وَذَكَرَ الْمُثَنَّى بْنَ الصَّبَاحِ فَقَالَ: سَمِعَ من عطاء [1] وطاووس الا أنه ليس مِثْلَ ابْنِ جُرَيْجٍ.
وَسُئِلَ عَنِ ابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ [2] ؟ فَقَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ، فَقِيلَ لَهُ: فَهُوَ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَوْ أَبُو ضَمْرَةَ [3] ؟ قَالَ لَا أَدْرِي.
وَقَالَ: أَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَثْبَتُ مِنْ أَشْعثَ بْنِ سَوَّارٍ [4] ، وَكَانَ صَاحِبُ سُنَّةٍ- يَعْنِي أَشْعَثَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ-.
وَقَالَ: مَا أَحَدٌ فِي أَصْحَابِ الْحَسَنِ أَثْبَتُ مِنْ يُونُسَ [5] وَلَا أَحَدٌ أَسْنَدُ عَنِ الْحَسَنِ [6] مِنْ قتادة. [47 ب] قَالَ: وَكَانَ عَوْفٌ [7] أَقْدَمَ مُجَالَسَةً لِلْحَسَنِ مِنْ يُونُسَ.
«وَقَالَ: لَيْسَ أَحَدٌ أَرْوَى لِحَدِيثِ الشَّامِيِّينَ مِنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ وَالْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ» [8] .
فَقِيلَ لَهُ: مَنْ يُقَدَّمُ مِنْ أَصْحَابِ الشَّعْبِيِّ؟ فَقَالَ: لَيْسَ فِي الْقَوْمِ مِثْلُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ثُمَّ مُطَرِّفٍ إِلَّا مَا كَانَ من مجالد فإنه كان يكثر
__________
[1] ابن أبي رباح.
[2] محمد بن إسماعيل.
[3] أنس بن عياض الليثي.
[4] قارن بكتاب العلل ومعرفة الرجال لأحمد بن حنبل 1/ 172.
[5] ابن عبيد.
[6] البصري.
[7] عوف ابن أبي جميلة الاعرابي
[8] الخطيب: تاريخ بغداد 6/ 222- 223.(2/165)
وَيَضْطَرِبُ.
وَسُئِلَ: مَنْ أَرْوَى عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ التَّيْمِيُّ [1] أَوْ عَاصِمٌ [2] ؟
فَقَالَ: كَانَ عِنْدَ مُعْتَمِرٍ [3] عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ مِائَةٌ، وكتبت انا عن يحي بْنِ سَعِيدٍ مِنْهَا خَمْسِينَ.
وَسُئِلَ: أَيُّهُمَا أَصَحُّ حَدِيثًا حَمَّادٌ أَوْ أَبُو مَعْشَرٍ [4] ؟ قَالَ: حَمَّادٌ أَصَحُّ حَدِيثًا مِنْ أَبِي مَعْشَرٍ.
وَسَمِعْتُ أَبَا عبد الله يقول: حكى فلان عن يحي [5] أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَمْرٍو [6] أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ سُهَيْلٍ [7] . قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَلَيْسَ هُوَ عِنْدِي هَكَذَا.
وَسُئِلَ عَمَّا رَوَى مَعْمَرٌ [8] عَنْ ثابت [9] ؟ فقال: ما أحسن حديثه.
ثم قال: حماد بن سلمة أحب إلي ليس أحد فِي ثَابِتٍ مِثْلَ [10] حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ. قَالَ: كُنْتُ آتِيهِ فَأَقُولُ هَذَا قَاصٌّ فَأَقْلِبُ عَلَيْهِ الحديث فأقول كيف
__________
[1] سليمان بن طرخان التيمي.
[2] عاصم بن سليمان الأحول البصري.
[3] معتمر بن سليمان.
[4] السندي.
[5] القطان.
[6] هو الأنصاري الواقفي البصري أبو سهل (تهذيب التهذيب 9/ 378) .
[7] سهيل بن أبي صالح ذكوان السمان المدني ابو يزيد (تهذيب التهذيب 4/ 263) واخرج ابن حجر هذه الرواية.
[8] ابن راشد.
[9] البناني.
[10] في الأصل «من» .(2/166)
هَذَا؟ فَيَقُولُ: لَا هُوَ عَنْ فُلَانٍ.
وَسُئِلَ عَنْ هَمَّامٍ وَحَمَّادٍ فَقَالَ: كِلَاهُمَا ثِقَةٌ. قِيلَ لَهُ: فَأَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: جَمِيعًا. ثُمَّ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: هَمَّامٌ فِي الصِّدْقِ مِثْلُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ.
وَسُئِلَ عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ وَأَبِي هِلَالٍ [1] . فَقَالَ: لَا جَرِيرٌ صَاحِبُ سُنَّةٍ وَأَكْثَرُ حَدِيثًا وَأَمَّا أَبُو هِلَالٍ فَإِنَّهُ لَا يَحْفَظُهَا. وَقَالَ: إِنَّ جَرِيرَ وَهِمَ فِي أَحَادِيثَ قَتَادَةَ.
«وَسُئِلَ عَنْ جَرِيرٍ الرَّازِيِّ وَأَبِي عَوَانَةَ [2] أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ:
أَبُو عَوَانَةَ مِنْ كِتَابِهِ» [3] .
وَسُئِلَ عَنْ عَبْدَةَ [4] وَحَفْصٍ [5] ؟ فَقَالَ: عَبْدَةُ أَثْبَتُ، وَأَمَّا حَفْصٌ فَكَانَ يَخْلِطُ فِي حَدِيثِهِ. قَالَ: وَكَانَ عَبْدَةُ رَجُلًا صَالِحًا ثِقَةً كَانَ يُقْرِئُ الْقُرْآنَ وَيُحَدِّثُ، فَجِئْنَا إِلَيْهِ وَبَيْنَ يَدَيْهِ غُلَامٌ يُمْلِي عَلَيْهِ ثُمَّ يَقُولُ لَهُ:
اقْرَأْ. فَلَا يُحْسِنُ الْغُلَامُ يَقْرَأُ، فَيَقُولُ: امْحُهْ. فَيَمْحُوهُ، وَيُمْلِي عَلَيْهِ فَلَيْسَ هذا إلا ممن أَرَادَهُ اللَّهُ. وَكَانَ فَقِيرًا صَبُورًا وَكَانَ عَلَيْهِ فَرْوَةٌ خَلِقَةٌ لَا تَسْوَى كَبِيرَ شَيْءٍ.
وَسُئِلَ عن زهير [6] وعن زائدة [7] ؟ فقال: [48 أ] هؤلاء ثقات
__________
[1] محمد بن سليم الراسبي البصري (تهذيب التهذيب 9/ 195) .
[2] الوضاح بن عبد الله الواسطي البزاز.
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 463.
[4] عبدة بن سليمان الكلابي الكوفي ابو محمد (تهذيب التهذيب 2/ 458) .
[5] حفص بن غياث ابو عمر الكوفي القاضي (تهذيب التهذيب 2/ 415) .
[6] زهير بن معاوية الجعفي الكوفي (تهذيب التهذيب 3/ 351) .
[7] زائدة بن قدامة الثقفي الكوفي ابو الصلت (تهذيب التهذيب 3/ 306) .(2/167)
شعبة وَزَائِدَةُ وَسُفْيَانُ [1] وَزُهَيْرٌ. قَالَ: وَسَمِعْتُ صَدَقَةَ بن الفضل يقول:
كان يحي بْنُ سَعِيدٍ [2] يُسِيءُ الرَّأْيَ فِي زُهَيْرٍ وَكَانَ يَقُولُ: ذَاكَ الْمُرَائِي.
قَالَ الْفَضْلُ: وَسُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَنْ بِشْرِ بْنِ الْمُفَضَّلِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ.
قِيلَ لَهُ: خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ؟ قَالَ: خَالِدٌ فَوْقُ.
قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يقول: يحي قَبْلَ إِسْمَاعِيلَ [3] دَرَجَاتٍ فِي كُلِّ شَيْءٍ.
«وَسُئِلَ عَنْ شَرِيكٍ وَإِسْرَائِيلَ [4] عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ؟
فَقَالَ: شَرِيكٌ أَحَبُّ إِلَيَّ [لِأَنَّ شَرِيكًا أَقْدَمُ سَمَاعًا مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ] ، وَأَمَّا الْمَشَايِخُ فَإِسْرَائِيلُ» [5] . «وَسُئِلَ أَبُو عَوَانَةَ [6] أَثْبَتُ أَوْ شَرِيكٌ؟ فَقَالَ:
إِذَا حَدَّثَ أَبُو عَوَانَةَ مِنْ كِتَابِهِ فَهُوَ أَثْبَتُ، وَإِذَا حَدَّثَ مِنْ غَيْرِ كِتَابِهِ رُبَّمَا وَهِمَ. قَالَ عَفَّانُ: كَانَ أَبُو عَوَانَةَ صَحِيحَ الْكِتَابِ كَثِيرَ الْعَجْمِ وَالنَّقْطِ كَانَ لبتا» [7] . «قيل فَشَرِيكٌ أَوْ [8] إِسْرَائِيلُ؟ قَالَ: إِسْرَائِيلُ كَانَ يُؤَدِّي عَلَى مَا سَمِعَ كَانَ أَثْبَتَ مِنْ شَرِيكٍ، لَيْسَ عَلَى شَرِيكٍ قِيَاسٌ كَانَ يُحَدِّثُ الْحَدِيثَ بالتوهم» [9] . «قال: وشريك أكبر من سفيان [10] » [11] .
__________
[1] الثوري.
[2] القطان.
[3] إسماعيل بن إبراهيم ابن علية.
[4] إسرائيل بن يونس السبيعي الهمدانيّ، وشريك بن عبد الله النخعي الكوفي القاضي.
[5] الخطيب: تاريخ بغداد 9/ 283 والزيادة منه.
[6] الوضاح بن عبد الله الواسطي.
[7] الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 463.
[8] في الأصل «و» بدل «أو» وما أثبته من تاريخ بغداد 7/ 23.
[9] الخطيب: تاريخ بغداد 7/ 23.
[10] الثوري ولد سنة 97 هـ وشريك ولد سنة 90 هـ.
[11] الخطيب: تاريخ بغداد 9/ 283.(2/168)
قَالَ: وَأَبُو عَوَانَةَ أَكْثَرُ رِوَايَةً عَنْ أَبِي بِشْرٍ مِنْ شُعْبَةَ وَهُشَيْمٍ فِي جَمِيعِ الْحَدِيثِ. أَبُو عَوَانَةَ كِتَابُهُ صَحِيحٌ وَأَخْبَارُ يَحْيَى بِهَا وطول الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، وَهُشَيْمٌ أَحْفَظُ وَإِنَّمَا يَخْتَصِرُ الْحَدِيثَ، وَأَبُو عَوَانَةَ يُطَوِّلُهُ فَفِي جَمِيعِ حَالِهِ أَصَحُّ حَدِيثًا عِنْدَنَا مِنْ هُشَيْمٍ إِلَّا أَنَّهُ بِأَخَرَةٍ كَانَ يَقْرَأُ مِنْ كُتُبِ النَّاسِ فَيَقْرَأُ الْخَطَأَ، فَأَمَّا إِذَا كَانَ مِنْ كِتَابِهِ فَهُوَ ثَبْتٌ» [1] .
وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَسَأَلَهُ أَبُو جَعْفَرٍ: أيما أَحَبُّ إِلَيْكَ مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ أَوْ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ؟ قَالَ: لَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ. قُلْتُ لَهُ: رَوَى شُعْبَةُ عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ [2] ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: يَقُولُ شُعْبَةُ عَنْ أَبِي عَبْدِ الْعَزِيزِ الرَّبَذيّ. قَالَ: نَعَمْ لَمْ يَرْوِ عَنْهُ [3] شُعْبَةُ حَدِيثًا مُنْكَرًا [4] . فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: رَوَى عَنْهُ الثَّوْرِيُّ أَيْضًا؟ قَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ: الْفَارِيَابِيُّ [5] كَثِيرُ الْخَطَأِ وَمَا أَصَحَّ حَدِيثَ مُحَمَّدِ بْنِ كثير [6] وكان الفاريابي رجلا صالحا. قال ومحمد بن كثير سمع منه بمكة. (48 ب)
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 463 ووقع فيه «ابو مبشر» بدل «ابو بشر» وهو خطأ، و «هشام» بدل «هشيم» في سائر المواضع وهو خطأ.
[2] الرَّبَذيّ المدني ابو عبد العزيز (تهذيب التهذيب 10/ 357) .
[3] في الأصل «عن» .
[4] في تهذيب التهذيب 10/ 357 «فقال- يعني احمد بن حنبل- لو بان لشعبة ما بان لغيره ما روى عنه» .
[5] محمد بن يوسف الفريابي [أو الفاريابي] أحد شيوخ الامام البخاري في الصحيح (تهذيب التهذيب 9/ 535) .
[6] احسبه العبديّ البصري ابو عبد الله (تهذيب التهذيب 6/ 417) .(2/169)
«قال: وَسَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي شِهَابٍ [1] وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ زَكَرِيَّا [2] ؟ فَقَالَ: كِلَاهُمَا ثِقَةٌ. وَكَانَ إِسْمَاعِيلُ أَقْدَمَ رِوَايَةً مِنْ مُغِيرَةَ [3] وَأَبِي فَرْوَةَ إِلَّا أَنَّ أَبَا شِهَابٍ كَأَنَّهُ» [4] .
وَسَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ قُلْتُ: إِذَا اخْتَلَفَ وَكِيعٌ [5] وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ [6] بِقَولٍ مَنْ تَأْخُذُ؟ قَالَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ يُوَافِقُ أَكْثَرَ وَبِخَاصَّةٍ فِي سُفْيَانَ، كَانَ مَعْنِيًّا بِحَدِيثِ سُفْيَانَ» [7] .
قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَذَكَرَ حَدِيثَ مَنْصُورٍ [8] عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّ عُمَرَ قَالَ لِحَادِيهِ: لَا تُعَرِّضَنَّ بِذِكْرِ النِّسَاءِ. فَقَالَ اخْتَلَفُوا فِيهِ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَغَيْرُهُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَقَالَ وَكِيعٌ إِنَّ عُمَرَ قَالَ لِحَادِيهِ.
وَبَلَغَنِي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دَاوُدَ [9] أَنَّهُ وَافَقَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [10] عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كان
__________
[1] عبد ربه بن نافع الكناني ابو شهاب الحناط الكوفي الأصغر (تهذيب التهذيب 6/ 128) .
[2] الخولقاني.
[3] مغيرة بن مقسم الضبي.
[4] الخطيب: تاريخ بغداد 6/ 217 ووقع فيه «دانه» بدل «كأنه» وهو تصحيف.
[5] ابن الجراح الرؤاسي.
[6] ابن مهدي.
[7] هو الثوري.
[8] ابن المعتمر السلمي الكوفي.
[9] الخريبي.
[10] هو الثوري.(2/170)
عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِذَا سَمِعَ الْحَادِيَ. قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَنْهَى أَنْ يُعَرِّضَ الْحَادِي بِذِكْرِ النِّسَاءِ وَهُوَ مُحْرِمٌ.
حَدَّثَنَا ابْنُ بشار [1] ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [2] عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مجاهد قال: كان ابن عمر يَنْهَى أَنْ يُعَرِّضَ الْحَادِي بِذِكْرِ النِّسَاءِ وَهُوَ محرم.
حدثنا بندار ثنا يحي بن سعيد [3] عن سُفْيَانُ [4] عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مِثْلَهُ.
«حَدَّثَنِي الْفَضْلُ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ: كَيْفَ كَانَ عَبْيدَةُ [5] ؟
قَالَ: مَا أَحْسَنَ حَدِيثَهُ هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ زِيَادِ بْنِ عَبدِ اللَّهِ البَكَّائِيِّ» [6] .
«وَبَلَغَنِي عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: زِيَادٌ الْبَكَّائِيُّ لَيْسَ بِشَيْءٍ، وَقَدْ كَتَبْتُ عَنْهُ الْمَغَازِيَ [7] [8] .
حَدَّثَنِي الْفَضْلُ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدَ اللَّهِ قُلْتُ: هَلْ كَانَ بِالْيَمَامَةِ أَحَدٌ يُقَدَّمُ عَلَى عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ مِثْلَ أَيُّوبَ بْنِ عُتْبَةَ وَمُلَازِمِ بْنِ عَمْرٍو وَهَؤُلَاءِ؟
فَقَالَ: عِكْرِمَةُ فَوْقَ هَؤُلَاءِ- أَوْ نَحْوَ هَذَا- ثم قال: روى عنه شعبة
__________
[1] محمد بن بشار بندار.
[2] الثوري.
[3] القطان.
[4] الثوري.
[5] عبيدة بن حميد بن صهيب الحذاء (تهذيب التهذيب 7/ 81) .
[6] الخطيب: تاريخ بغداد 11/ 121 ووقع فيه «المفضل» بدل «الفضل» وهو تصحيف. وقارن بالعلل ومعرفة الرجال للإمام احمد 1/ 57.
[7] يعني كتاب المغازي لمحمد بن إسحاق الّذي رواه البكائي.
[8] الخطيب: تاريخ بغداد 8/ 477- 478.(2/171)
أَحَادِيثَ» [1] .
حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ [2] عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ:
ذَهَبْتُ مَعَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ إِلَى عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ فَإِذَا هُوَ ثَقِيلُ الْكِتَابِ رَدِيءٌ، فَقُلْتُ: أَكْتُبُهُ لَكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. فَقَالَ: لَا، أُحِبُّ أَنْ يكون بخطّي.
«حدثني الفضل [49 أ] قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ قُلْتُ: الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ هِشَامٍ [3] عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَمْ تُحْبَسْ- أَوْ تُرَدَّ- الشَّمْسُ عَلَى أَحَدٍ إِلَّا يُوشَعَ بْنَ نُونٍ. قَالَ: نَعَمْ هَكَذَا أَوْ نَحْوَ هَذَا. قُلْتُ: رَوَاهُ غَيْرُ الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ [4] ؟ قَالَ: لَمْ أَسْمَعْهُ إِلَّا مِنَ الْأَسْوَدِ [5] .
«ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: أَبُو بَكْرٍ يَضْطَرِبُ فِي حَدِيثِ هَؤُلَاءِ الصِّغَارِ، فأما حديثه عن أولئك الكبار وما أقربه عن أبي حصين [6] وعاصم [7] وأنه ليضطرب عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ أَوْ نَحْوَ ذَا. ثُمَّ قَالَ: لَيْسَ هُوَ مِثْلَ زَائِدَةَ [8] وَزُهَيْرٍ [9] وَسُفْيَانَ، وكان سفيان فوق هؤلاء وأحفظ» [10] .
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 12/ 259.
[2] المروزي السلمي (تهذيب التهذيب 2/ 334) .
[3] ابن حسان القراديسي.
[4] ابو بكر بن عياش من رجال التهذيب.
[5] الخطيب: تاريخ بغداد 7/ 35 وذكر «ليوشع» بدل «يوشع» .
[6] عثمان بن عاصم من رجال التهذيب.
[7] عاصم بن بهدلة من رجال التهذيب.
[8] زائدة بن قدامة الثقفي الكوفي من رجال التهذيب.
[9] زهير بن معاوية الجعفي من رجال التهذيب.
[10] الخطيب: تاريخ بغداد 14/ 379.(2/172)
قَالَ: وَسَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ قُلْتُ: يَجْرِي عِنْدَكَ ابْنُ فُضَيْلٍ [1] مَجْرَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى؟ قَالَ: لَا، كَانَ ابْنُ فُضَيْلٍ أَسْتَرَ، وَكَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ صَاحِبَ تَخْلِيطٍ وَرَوَى أَحَادِيثَ سُوءٍ. قُلْتُ: فَأَبُو نُعَيْمٍ [2] يَجْرِي مَجْرَاهُمَا؟ قَالَ:
لَا، كَانَ أَبُو نُعَيْمٍ يَقْظَانَ فِي الْحَدِيثِ، وَقَامَ فِي الْأَمْرِ- يَعْنِي الِامْتِحَانَ» [3] .
وَدَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ مِثْلُ ابْنِ عَجْلَانَ [4] فِي الثِّقَةِ، وَأَبُو الْخَيْرِ هُوَ أَكْثَرُ مِنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ [5] .
قَالَ: وَسَأَلْتُهُ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى؟ قَالَ: أَيُّوبُ مَكِّيٌّ قُرَشِيٌّ ابْنُ عَمِّ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، وَمَالِكٌ روى عَنْ أَيُّوبَ وَلَمْ يَرْوِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ شَيْئًا.
وَإِسْمَاعِيلُ أَكْبَرُ مِنْهُ وَأَحَبُّ إِلَيَّ.
وَقَالَ: يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ حَدِيثُهُ فِيهِ زِيَادَةٌ عَلَى النَّاسِ. قُلْتُ لَهُ: يَقُولُونَ إِنَّمَا سَمِعُوا مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ حِفْظًا وَيُونُسُ ابْنُهُ سَمِعَ فِي الْكُتُبِ فَهِيَ أَتَمُّ. قَالَ: مِنْ أَيْنَ قَدْ سَمِعَ إِسْرَائِيلُ [6] ابْنُهُ مِنْ أبي إسحاق وكتب
__________
[1] محمد بن فضيل بن غزوان الضبي مولاهم الكوفي (تهذيب التهذيب 9/ 405) .
[2] الفضل بن دكين.
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 12/ 353.
[4] محمد بن عجلان المدني القرشي (تهذيب التهذيب 9/ 341) .
[5] في تهذيب التهذيب (12/ 89) أن ابا الخير كنية زهير بن حرب النسائي، وفي ترجمة زهير (3/ 342) كنيته ابو خيثمة، وإذا قبلنا أنه يكنى أيضا بأبي الخير فأنه ولد سنة 160 هـ وهي سنة وفاة هشام بن سعد المدني (تهذيب التهذيب 11/ 40) فلم يلحقه زهير بن حرب، وينبغي ان يكون هشام بن سعيد الطالقانيّ وليس هشام بن سعد المدني (تهذيب التهذيب 11/ 41) والله أعلم.
[6] إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي روى عن جده، مات في سنة 160 هـ.(2/173)
وَهُوَ وَحْدَهُ فَلَمْ تَكُنْ فِيهِ زِيَادَةٌ مِثْلُ يُونُسَ. «قُلْتُ: مَنْ أَحَبُّ إِلَيْكَ يُونُسُ أَوْ إِسْرَائِيلُ فِي أَبِي إِسْحَاقَ؟ قَالَ: إِسْرَائِيلُ. قُلْتُ: إِسَرْائِيلُ أَحَبُّ إِلَيْكَ مِنْ يُونُسَ؟ قَالَ: نَعَمْ إِسْرَائِيلُ صَاحِبُ كِتَابٍ» [1] .
قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله يقول: الأعمش ويحي بن وثاب موالي، وابو حصين [2] رجل من العرب (49 ب) لولا ذلك لم يصنع بالأعمش ما صنع، وكان قليل الحديث وكان صحيح الحديث. قيل له: أيهما أصح حديثا هو أو أبو إسحاق؟ قَالَ: أَبُو حُصَيْنٍ أَصَحُّ حَدِيثًا لِقِلَّةِ حَدِيثِهِ، وَكَذا مَنْصُورٌ أَصَحُّ حَدِيثًا مِنَ الْأَعْمَشِ لِقِلَّةِ حَدِيثِهِ. وَقَالَ: نَافِعُ [3] ابْنُ عُمَرَ أَعْجَبُ إِلَيَّ مِنِ ابْنِ خُثَيْمٍ [4] وَابْنُ خُثَيْمٍ يُحْتَمَلُ. وَقَالَ عَنِ ابْنِ الْقَطَّانِ وَأَبي هِلَالٍ [5] مَا أَقْرَبَهُمَا. قُلْتُ: مَنْ أَحَبُّ إِلَيْكَ جُوَيْبِرُ [6] أَوْ كَثِيرٌ [7] ؟ قَالَ جُوَيْبِرٌ أَكْثَرُ قَدْ رَوَى عَنِ الضَّحَّاكِ فِي التَّفْسِيرِ أَحَادِيثَ حِسَانًا، مَا لَمْ يُسْنَدْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَا بَأْسَ بِحَدِيثِهِ. وَسَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ: مَنْ أَحَبُّ إِلَيْكَ بِشْرُ بْنُ حَرْبٍ أَوْ أَبُو هَارُونَ الْعَبْدِيُّ [8] ؟ قَالَ: بِشْرُ بْنُ حَرْبٍ.
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 7/ 23.
[2] عثمان بن عاصم الأسدي الكوفي.
[3] يريد «نافع مولى ابن عمر» وابن خثيم يروي عنه.
[4] عبد الله بن عثمان بن خثيم.
[5] محمد بن سليم الراسبي البصري.
[6] جويبر بن سعيد الازدي البلخي ابو القاسم (تهذيب التهذيب 2/ 123) .
[7] كثير بن سليم الضبي المدائني أبو سلمة (تهذيب التهذيب 8/ 416) .
[8] عمارة بن جوين.(2/174)
حَدَّثَنِي الْفَضْلُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ قال: سمعت أحمد ابن حَنْبَلٍ يَقُولُ: عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ [1] أَصَحُّ حَدِيثًا مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ [2] .
قَالَ أَبُو طَالِبٍ: قِيلَ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: حَدِيثُ خُصَيْفٍ [3] . قَالَ: عِنْدَ أْصَحَابِ الْحَدِيثِ عَبْدُ الْكَرِيمِ [4] أَحْمَدُ مِنْهُ عندهم، وهو اثبت من حصيف فِي الْحَدِيثِ، وَسَالِمٌ الْأَفْطَسُ أَقْوَى فِي الْحَدِيثِ من خصيف، وعبد الكريم صاحب سنة، وليس هو فوق سالم. قال: خصيف أضعفهم- وشنج [5] بين عيينة- يضعفه [6] . وسئل عن فطر [7] ومحل [8] ؟ قل: فِطْرٌ كَانَ يُغْلِي فِي التَّشَيُّعِ، وَمُحِلٌّ قَلِيلُ الْحَدِيثِ، فِطْرٌ أَكْثَرُ حَدِيثًا، وَمُحِلٌّ كَانَ مَكْفُوفًا ثِقَةً.
وَقَالَ: سُلَيْمَانُ بْنُ بُرَيْدَةَ أَوْثَقُ مِنْ عبد الله بن بريدة.
__________
[1] عنبسة بن سعيد بن الضريس الاسدي الكوفي قاضي الري.
[2] عيسى بن عبد الله بن ماهان التميمي. وقد أوردها الامام احمد في كتاب العلل ومعرفة الرجال 1/ 203.
[3] خصيف بن عبد الرحمن ابو عون الجزري الحضرميّ (تهذيب التهذيب 3/ 143) .
[4] عبد الكريم بن مالك الجزري الحراني ابو سعيد (تهذيب التهذيب 6/ 373) .
[5] تقبض.
[6] قارن بابن أبي حاتم: الجرح والتعديل ج 1 قسم 2/ 403.
[7] فطر بن خليفة القرشي المخزومي مولاهم ابو بكر الحناط (تهذيب التهذيب 8/ 300) . وورد في كتاب العلل ومعرفة الرجال للإمام احمد 1/ 147 «سألت أبي عن فطر بن خليفة، فقال: ثقة صالح الحديث، حديثه حديث رجل كيس، الا انه يتشيع» .
[8] محل بن محرز الضبي الضرير.(2/175)
قَالَ: وَقَالَ وَكِيعٌ: كَانَ سُلَيْمَانُ عِنْدَهُمْ أَصَحَّ حَدِيثًا [1] .
قَالَ: وَكَتَبْتُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَسْأَلُهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَالشَّعْبِيِّ أَيُّهُمَا أَعْجَبُ إِلَيْكَ إِذَا اخْتَلَفَا وَأَيُّهُمَا أَعْلَمُ؟ فَأَتَانِي الْجَوَابُ: كِلَاهُمَا عَالِمٌ فَيَكُونُ الزُّهْرِيُّ قَدْ سَمِعَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَدِيثَ فَيُذْهَبُ إِلَيْهِ فَهُوَ أَعْجَبُ إِلَيْنَا، وَيَكُونُ الشَّعْبِيُّ قَدْ سَمِعَ الْحَدِيثَ وَلَمْ يَسْمَعْهُ الزُّهْرِيُّ فَهُوَ أَعْجَبُ إِلَيْنَا.
قَالَ أَبُو طَالِبٍ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: الْحَكَمُ [2] عَنْ إِبْرَاهِيمَ [3] أَحَبُّ إِليَّ مِنَ الْأَعْمَشِ [4] عن إبراهيم «وقال: شريك [50 أ] أَقْدَمُ مِنْ إِسْرَائِيلَ [5] وَزُهَيْرٍ وَذَلِكَ أَنَّهُ أَسَنُّهُمْ» [6] .
«وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَدْ كَانَ عَفَّانُ [7] يَسْمَعُ بِالْغَدَاءِ وَيَعْرِضُ بِالْعَشِيِّ» [8] .
وَسَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُطَرِّفٍ [9] فَقَالَ: كَانُوا يُقَدِّمُونَهُ على أصحاب مالك.
__________
[1] انظر احمد بن حنبل: العلل ومعرفة الرجال 1/ 134.
[2] ابن عتيبة.
[3] إبراهيم بن يزيد النخعي.
[4] سليمان بن مهران الأعمش.
[5] إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.
[6] الخطيب: تاريخ بغداد 9/ 283، وهو شريك بن عبد الله النخعي القاضي.
[7] ابن مسلم.
[8] الخطيب: تاريخ بغداد 12/ 273- 274.
[9] مطرف بن عبد الله اليسارى الهلالي (تهذيب التهذيب 10/ 175) .(2/176)
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَقَدْ كَانَ قَدِمَ مُطَرِّفٌ مَكَّةَ مُعْتَمِرًا، وَكَانَ مَنْزِلُهُ قَرِيبًا مِنْ مَنْزِلِ الْحُمَيْدِيِّ فَمَضَيْتُ إِلَيْهِ وَاسْتَقْبَلَنِي الْحُمَيْدِيُّ فَقَالَ لِيَ: إِلَى أَيْنَ؟
قُلْتُ: إِلَى مُطَرِّفٍ أَقْرَأُ كِتَابَ الْمُوَطَّأِ. فَقَالَ: وَلَمْ تَسْمَعِ الْمُوَطَّأَ مِنْ عَبْدِ الله ابن مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ؟ قُلْتُ: بَلَى قَدْ سَمِعْتُهُ. فَقَالَ: انْصَرِفْ إِلَى الطَّوَافِ وَلَا تَشْتَغِلْ بِهِ، فَمَشَيْتُ مَعَهُ مُنْصَرِفًا إِلَى الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: ابْنُ قَعْنَبٍ كَانَ يَخْتَارُ السَّمَاعَ عَلَى الْقِرَاءَةَ فَلَمَّا لَمْ يُمْكِنْهُ وَلَمْ يَتَهَيَّأْ لَهُ فَأَقَلُّ أَحْوَالِهِ أن يثبت فِي الْعَرْضِ عَلَى مَالِكٍ. وَقُلْتُ أَوْ قَالَ لِي: وَهُوَ الَّذِي قَرَأَ عَلَى مَالِكٍ، وَأَهْلِ الْمَدِينَةِ يَرَوْنَ الْعَرْضَ مِثْلَ السَّمَاعِ وَيَتَهَاوَنُونَ بِالْعَرْضِ أَيْضًا. قُلْتُ لَهُ:
قَدْ سَمِعْتُ مِنْ وَقَفِ ابْنِ أَبِي أُوَيْسٍ [1] . فَقَالَ لَهُ [2] : أَرَأَيْتَ مَا تقول فيه «حَدَّثَنِي مَالِكٌ» سَمِعْتُهُ مِنْهُ؟ قَالَ: لَا وَلَكِنْ كَانَ يَقْرَأُ عَلَيْهِ، لَقَدْ كُنْتُ أَحْيَانًا أَكُونُ دَاخِلَ الْحُجْرَةِ وَيَقْرَأُ عَلَى مَالِكٍ خَارِجًا مِنَ الْحُجْرَةِ فَكَانَ ذَلِكَ يُجْزِئُ. فَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: هَذَا بِذَلِكَ عَلَى مَا قُلْتُ لَكَ، فَمَنَعَنِي سَمَاعُ الْمُوَطَّأِ مِنْ مُطَرِّفٍ لِهَذَا الَّذِي ذَكَرْتُ.
حَدَّثَنِي الْفَضْلُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَقِيلَ لَهُ: مَنْ بِالْمَدِينَةِ الْيَوْمَ؟
قَالَ: ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ [3] هُوَ عَالِمٌ كَثِيرُ الْعِلْمِ أَوْ نَحْوَ هَذَا.
قَالَ: وَسَمِعْتُ سَلَمَةَ [4] قَالَ: حَضَرْتُ ابْنَ أَبِي أُوَيْسٍ تُعْرَضُ عَلَيْهِ مَسَائِلُ مَالِكٍ فَقُرِئَ عَلَيْهِ شَكَّ ابْنُ وَهْبٍ أَوْ كَلَامٌ نَحْوُهُ فذكرت ذلك لأحمد ابن حَنْبَلٍ فَقَالَ: لَا يُحْتَاجُ إِلَى هَذَا، ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ثِقَةٌ وَقَدْ قَامَ فِي أَمْرِ
__________
[1] إسماعيل بن عبد الله بن أويس الاصبحي ابن أخت الامام مالك ونسيبه (تهذيب التهذيب 1/ 310) .
[2] في الأصل «لي» .
[3] في الأصل «إدريس» وهو تصحيف.
[4] سلمة بن شبيب الحجري المسمعي (تهذيب التهذيب 4/ 146) .(2/177)
الْمِحْنَةِ مَقَامًا مَحْمُودًا مِنْهُ.
قَالَ سَلَمَةُ: وَقُلْتُ لأحمد: طلبت عفان في منزلك فقالوا خَرَجَ، فَخَرَجْتُ أَسْأَلُ عَنْهُ الْجِيرَانَ فَقَالُوا تَوَجَّهَ فِي هَذَا الْوَجْهِ. فَقُلْتُ أَمْضِي وَأَسْأَلُ عَنْهُ فَأُدَلُّ عَلَيْهِ، حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى مَقْبَرَةٍ وَإِذَا هو جالس يقرأ على قبر (50 ب) ابْنَةِ أَخِي ذِي الرِّئَاسَتَيْنِ. فَنَزَلْتُ عَلَيْهِ وَقُلْتُ: سَوْءَةٌ لَكَ.
فَقَالَ: يَا هَذَا الْخُبْزَ الْخُبْزَ. فَقُلْتُ: لَا أَشْبَعَ اللَّهُ بَطْنَكَ. قَالَ: فَقَالَ لِي أَحْمَدُ:
لَا يُحْتَاجُ إِلَى هَذَا لَا تَذْكُرَنَّ هَذَا فَإِنَّهُ قَدْ قَامَ فِي الْمِحْنَةِ [1] مَقَامًا مَحْمُودًا عَلَيْهِ، أَوْ نَحْوَ هَذَا مِنَ الْكَلَامِ.
«قَالَ سَلَمةُ: وَسَأَلْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُورِيِّ. فَقَالَ لِي: نعم الرجل يحي بن يحي النَّيْسَابُورِيُّ» [2] .
قَالَ: وَذَكَرْتُ لَهُ سَعِيدَ بْنَ مَنْصُورٍ فَأَحْسَنَ الثَّنَاءَ عَلَيْهِ وَفَخَّمَ أَمْرَهُ، وَقَدْ كُنْتُ أَسْمَعُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ- وَهُوَ بِمَكَّةَ- يُنْكِرُ عَلَيْهِ الشَيْءَ بَعْدَ الشَيْءِ، وَكَذَلِكَ كَانَ الْحُمَيْدِيُّ [لَمْ] [3] يَكُنِ الَّذِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْحُمَيْدِيِّ حَسَنًا فَكَانَ الْحُمَيْدِيُّ يُخَطِّئُهُ فِي الشَيْءِ بَعْدَ الشَيْءِ مِنْ رِوَايَةِ مَا يَرْوِي عَنْ سُفْيَانَ.
«فَسَمِعْتُ سَعِيدًا يَقُولُ: لَا تَسْأَلُونِي عَنْ حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ فَإِنَّ أَبَا أَيُّوبَ [4] يَجْعَلُنَا عَلَى طَبَقٍ، وَلَا تَسْأَلُونًي عَنْ حَدِيثِ سُفْيَانَ [5] فَإِنَّ هذا
__________
[1] امتحان العلماء في القول بخلق القرآن زمن الخليفة العباسي المأمون.
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 3/ 273 وحذف «النيسابورىّ» الاخيرة.
[3] الزيادة يقتضيها السياق.
[4] كنية سليمان بن حرب الأزدي الواشحي البصري.
[5] ابن عيينة.(2/178)
الْحُمَيْدِيَّ يَجْعَلُنَا عَلَى طَبَقٍ» [1] .
قَالَ: وَسَمِعْتُ سَعِيدًا يَقُولُ: كَانَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: عَلَيْكُمْ بِسَمَاعِ الْمُتَقَدِّمِ الَّذِي سَمِعْتُمْ مِنِّي.
قَالَ: وَسَمِعْتُ الْحُمَيْدِيَّ يَقُولُ: كُنْتُ بِمِصْرَ وَكَانَ لِسَعِيدِ بْنِ منصور حلفة فِي مَسْجِدِ مِصْرَ، وَيَجْتَمِعُ إِلَيْهِ أَهْلُ خُرَاسَانَ وَأَهْلُ الْعِرَاقِ، فَجَلَسْتُ إِلَيْهِمْ، فَذَكَرُوا شَيْخًا لِسُفْيَانَ فَقَالُوا: كَمْ يَكُونُ حَدِيثُهُ؟ فَقُلْتُ: كَذَا وَكَذَا. قَالَ: فَشَنَّجَ [2] سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَأَنْكَرَ ذَلِكَ، وَأَنْكَرَ ابْنُ دَيْسَمٍ أَشَدَّ عَلَيَّ. فَأَقْبَلْتُ عَلَى سَعِيدٍ فَقُلْتُ: كَمْ تَحْفَظُ عَنْ سُفْيَانَ عَنْهُ؟ فَذَكَرَ النِّصْفَ مِمَّا قُلْتُ، وَأَقْبَلْتُ عَلَى ابْنِ دَيْسَمٍ فَقُلْتُ: كَمْ تَحْفَظُ عَنْ سُفْيَانَ عَنْهُ؟ فَذَكَرَ زِيَادَةً عَلَى مَا قَالَ سَعِيدٌ نَحْوَ الثُّلُثَيْنِ مِمَّا قُلْتُ أَنَا. فَقُلْتُ لِسَعِيدٍ:
تَحْفَظُ مَا كَتَبْتَ عَنْ سُفْيَانَ عَنْهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَقُلْتُ: قَدْ قَالَ فَعَدَّهُ. ثُمَّ قُلْتُ لِابْنِ دَيْسَمٍ: عُدَّ مَا كَتَبْتَ عَنْ سُفْيَانَ عَنْهُ. فَإِذَا سَعِيدٌ يُغْرِبُ عَلَى ابْنِ دَيْسَمٍ بِأَحَادِيثَ وَابْنُ دَيْسَمٍ يُغْرِبُ عَلَى سَعِيدٍ بِأَحَادِيثَ كَثِيرَةٍ. فَإِذَا قَدْ ذَهَبَ عَلَيْهِمَا أَحَادِيثُ نَسِيَاهَا [3] . قَالَ: فَذَكَرْتُ مَا قَدْ ذَهَبَ عَلَيْهِمْ. قَالَ فَرَأَيْتُ الْحَيَاءَ وَالْخَجَلَ فِي وَجْهَيْهِمَا.
حَدَّثَنِي الْفَضْلُ قَالَ: سمعت ابا عبد الله (51 أ) فَقِيلَ لَهُ: مَنْ بِمَكَّةَ؟
قَالَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ.
قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَقِيلَ له: من بالكوفة ممن يكتب عنه؟
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 4/ 90.
[2] تقبض وانكمش.
[3] في الأصل «نسيه» .(2/179)
فَقَالَ: شَيْخُهُمُ الْيَوْمَ ابْنُ يُونُسَ- يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ يُونُسَ [1]-.
«قَالَ: وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ وَقَالَ لَهُ رجل: عمن ترى نكتب الْحَدِيثَ؟
فَقَالَ لَهُ: اخْرُجْ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ فَإِنَّهُ شَيْخُ الْإِسْلَامِ» [2] ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَبُو الْوَلِيدِ [3] وَمُسَدَّدٌ [4] يُقْرِئَانِكَ السَّلَامَ. فَقَالَ أَبُو عَبْدُ اللَّهِ: عَافَى اللَّهُ مُسَدَّدًا عَافَى اللَّهُ مُسَدَّدًا. فَقَالَ الرَّجُلُ أُقْرِئُهُمَا مِنْكَ السَّلَامَ. فَقَالَ ابو عبد الله: أقر مُسدَّدًا السَّلَامَ. فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَبُو الْوَلِيدِ أَبُو الْوَلِيدِ! فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: أَيْ لَعَمْرِي إِنَّهُ لَشَيْخُ الْإِسْلَامِ وَلَكِنْ أُحِبُّ أَنْ يَبْلُغَهُ، وَكَانَ بَلَغَهُ أَنَّهُ حَدَّثَ ابْنَ رِيَاحٍ وَكَتَبَ فِيهِ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ.
قَالَ: سَلَمَةُ بْنُ نُبَيْطٍ ثِقَةٌ، وَابْنُ شَوْذَبٍ [5] مِنْ أَهْلِ بَلْخٍ نَزَلَ الْبَصَرَةَ يَسْمَعُ بِهَا وَيَكْتُبُ، ثُمَّ انْتَقَلَ إِلَى الشَّامِ، وَكَانَ مِنَ الثِّقَاتِ.
«قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: لَمْ يَكُنْ [بِبَغْدَادَ] مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ- وَلَا يَحْمِلُونَ عَنْ كُلِّ إِنَسْانٍ، وَلَهُمْ بَصَرٌ بِالْحَدِيثِ وَالرِّجَالِ، وَلَمْ يَكُونُوا يَكْتُبُونَ إِلَّا عَنِ الثِّقَاتِ، وَلَا يَكْتُبُونَ عَمَّنْ لَا يَرْضَوْنَهُ- إِلَّا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ [6] وَالْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ وَأَبُو كامل [7] . وكان ابو كامل بصيرا
__________
[1] احمد بن عبد الله بن يونس التميمي الكوفي وقد ينسب الى جده (تهذيب التهذيب 1/ 50) .
[2] الخطيب: الرحلة في طلب الحديث 48، وانظر (تهذيب التهذيب 1/ 50) .
[3] هشام بن عبد الملك الطيالسي صاحب المسند- مطبوع-.
[4] مسدد بن مسرهد البصري الاسدي ابو الحسن الحافظ (تهذيب التهذيب 10/ 107) .
[5] عبد الله بن شوذب (تهذيب التهذيب 5/ 255) .
[6] منصور بن سلمة الخزاعي.
[7] مظفر بن مدرك البغدادي.(2/180)
بِالْحَدِيثِ مُتَّقِيًا لِشُبَهِ النَّاسِ لَا يَتَكَلَّمُ إِلَّا أَنْ يُسْأَلَ فَيُجِيبَ وَيَسْكُتَ، لَهُ عَقْلٌ سَدِيدٌ. وَالْهَيْثَمُ كَانَ أَحْفَظَهُمْ، وَأَبُو سَلَمَةَ كَانَ مِنْ أَبْصَرِ النَّاسِ بِأَيَّامِ النَّاسِ لَا تَسْأَلُهُ عَنْ أَحَدٍ إِلَّا جَاءَكَ بِمَعْرِفَتِهِ وَكَانَ يَتَفَقَّهُ» [1] .
«سَمِعْتُ علي بن المديني يقول: قال محمد بن خازم [2] : كُنْتُ أَقْرَأُ حَدِيثَ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ [3] عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونَ فَكُلَّمَا قُلْتُ قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال صلى الله عَلَى سَيِّدِي وَمَوْلَايَ. حَتَّى ذَكَرْتُ «التَقَى آدَمُ وَمُوسَى» قَالَ: وَقَالَ عَمُّهُ- سَمَاهُ عَلِيٌّ فَذَهَبَ عَلِيٌّ- فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَيْنَ التَقَيَا؟ قَالَ: فَغَضِبَ هَارُونُ وَقَالَ: مَنْ طَرَحَ إِلَيْكَ هَذَا، وأمر به. قال: فحبس، وَوَكَّلَ بِي مِنْ حَشَمِهِ مَنْ أَدْخَلَنِي عَلَيْهِ فِي مَحْبِسِهِ. فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ وَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا شَيْءٌ خَطَرَ بِبَالِي، وَحَلَفَ لِي بالعتق وصدقة المال وغير ذلك (51 ب) مِنْ مُغَلَّظَاتِ الْأَيْمَانِ، مَا سَمِعْتُ مِنْ أَحَدٍ وَلَا جَرَى بَيْنِي وَبَيْنَ أَحَدٍ فِي هَذَا كَلَامٌ، وَمَا هُوَ إِلَّا شَيْءٌ خَطَرَ عَلَى بَالِي. قَالَ: فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ كَلَّمْتُهُ، قَالَ: لِيَدُلَّنِي عَلَى مَنْ طَرَحَ إِلَيْهِ هَذَا الْكَلَامَ. فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ حلف بالعتق وبمغلظات الْأَيْمَانِ إِنَّهُ إِنَّمَا شَيْءٌ خَطَرَ عَلَى بَالِي لَمْ يَجْرِ بَيْنِي وَبَيْنَ أَحَدٍ فِيهِ كَلَامٌ. قَالَ: فَأَمَرَ بِهِ فَأُطْلِقَ مِنَ الْحَبْسِ. وَقَالَ لي: يا محمد ويحك
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 70 والزيادة منه، ووقع فيه «متقنا يشبه» بدل «متقيا لشبه» وانظر بعضها في كتاب العلل ومعرفة الرجال للإمام احمد 1/ 172.
[2] ابو معاوية الضرير.
[3] باذام ويقال باذان مولى أم هانئ بنت أبي طالب (تهذيب التهذيب 1/ 416) .(2/181)
إِنَّمَا تَوَهَّمْتُ أَنَّهُ طَرَحَ إِلَيْهِ بَعْضُ الْمُلْحِدِينَ هَذَا الْكَلَامَ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ فَيَدُلَّنِي عَلَيْهِمْ فَأَسْتَبِيحُهُمْ وَإِلَّا فَأَنَا عَلَى يَقِينٍ أَنَّ الْقُرَشِيَّ لَا يَتَزَنْدَقُ. قَالَ هَذَا أَوْ نَحْوَهُ مِنَ الْكَلَامِ» [1] .
وَسَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: كُنْتُ وَأَنَا بِمَكَّةَ أَيَّامَ سُفْيَانَ إِذَا وَرَدَ عَلَيَّ شَيْءٌ خَفِيَ عَلَيَّ لَمْ يَكُنْ لِي مَفْزَعٌ إِلَّا إِلَى أَبِي سَعِيدٍ [2] مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، وَكُنْتُ إِذَا فزعت اليه في الشيء وجدت عنه عِلْمًا وَبَيَانًا.
حَدَّثَنِي الْفَضْلُ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَوُهَيْبٌ [3] كَانَ صَاحِبَ حَدِيثٍ حَافِظًا وَهُوَ قَدِيمُ الْمَوْتِ.
«قَالَ: وَلَيْثُ بْنُ سَعْدٍ كَثِيرُ الْعِلْمِ صَحِيحُ الْحَدِيثِ» [4] .
«قَالَ: وَسَمِعْتُ ابْنَ بُكَيْرٍ يَقُولُ: قَالَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ: كُنْتُ بِالْمَدِينَةِ مَعَ مُوَافَاةِ الْحَاجِّ، وَهِيَ كَثِيرَةُ الرَّوْثِ وَالسَّرْجِينِ [5] فَكُنْتُ أَلْبَسُ خُفَّيْنِ، فَإِذَا بَلَغْتُ بَابَ الْمَسْجِدِ نزعت إحداهما وَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ. فَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ: لا تفعل فإنك امام منظور إليك» [6] .
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 5/ 243- 244.
[2] عبد الرحمن بن عبد الله البصري نزيل مكة يلقب جردقة (تهذيب التهذيب 6/ 209) .
[3] وهيب بن خالد بن عجلان الباهلي مولاهم البصري صاحب الكرابيس مات سنة 165 هـ أو 169 هـ) تهذيب التهذيب 11/ 169- 170) .
[4] الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 12، وابن حجر: الرحمة الغيثية ص 6.
[5] السرجين: ذرق الطيور.
[6] ابن حجر: الرحمة الغيثية ص 5 واختصرها فقال «رآني يحي بن سعيد الأنصاري وقد فعلت شيئا من المباحات فقال: لا تفعل..» و (تهذيب التهذيب 8/ 463) بتصرف أيضا.(2/182)
[عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ]
حَدَّثَنِي الْفَضْلُ قَالَ: قَالَ أَحْمَدُ قَالَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ صَحِيحُ الْكُتُبِ عَنْ مَشَايِخِهِ الَّذِينَ رَوَى عَنْهُمْ، يُفَصِّلُ السَّمَاعَ مِنَ الْعَرْضِ، مَا أَصَحَّ حَدِيثَهُ وَأَثْبَتَهُ! قِيلَ لَهُ: أَلَيْسَ كَانَ يُسِيءُ الْأَخْذَ. قَالَ: كَانَ سَيِّئَ الْأَخْذِ الْحَقِّ، وَلَكِنْ إِذَا نَظَرْتَ فِي حَدِيثِهِ وَمَا رَوَى عَنْ مَشَايِخِهِ وَجَدْتَهُ صَحِيحًا.
«سَمِعْتُ الْحُمَيْدِيَّ يَقُولُ: كُنْتُ أَرَى ابْنَ وَهْبٍ يَجِيءُ إِلَى سُفْيَانَ، وَكَانَ يَسْكُنُ سُفْيَانُ فِي دَارٍ كِرَاءً وَلَهُ دَرَجَةٌ طَوِيلَةٌ، فَكُنْتُ أَرَى ابْنَ وَهْبٍ يَقِفُ عِنْدَ الدَّرَجَةِ فَيَقُولُ لِسُفْيَانَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ هَذَا مَا سَمِعَ ابْنُ أَخِي مِنْكَ فَأَجِزْهُ لِي؟ فَيَقُولُ سُفْيَانُ: نَعَمْ» [1] .
قَالَ: وَرَأَيْتُ ابْنَ وَهْبٍ عِنْدَ جَرِيرٍ الرَّازِيِّ وَجَرِيرٌ يَحْتَبِي نَائِمٌ مُثْقَلٌ، وَابْنُ وَهْبٍ نَائِمٌ مُثْقِلٌ، وَكَاتِبُهُ الْأَصْبَغُ بْنُ فَرَجٍ يَقْرَأُ عَلَى جَرِيرٍ وَيَمُرُّ مَرَّ السَّهْمِ فِي الْقِرَاءَةِ وَجَرِيرٌ نَائِمٌ وَابْنُ وَهْبٍ نَائِمٌ. قَالَ: وَكَانَ ابْنُ وَهْبٍ يُوَافِي كُلَّ سَنَةٍ. فَقَالَ لَهُ الْحُوَيْطِيُّ: تَحْمِلُ مَعَكَ كِتَابَ يُونُسَ [2] وَعَمْرِو ابن الْحَارِثِ [3] لِنَنْظُرَ فِيهِمَا. قَالَ: فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ لِلْحُوَيْطِيِّ: يَا قُرَشِيُّ قَدْ حَمَلْتُ كِتَابَ يُونُسَ وَكِتَابَ عَمْرٍو. قَالَ فَأَقَامَ إِلَى الْعُمْرَةِ، فَكُنْتُ أَقُولُ لِلْحُوَيْطِيِّ: مُرَّ بِنَا إِلَيْهِ. فَيَقُولُ: دَعْنِي مِنْ هَذَا الْحَرَجِ، وَلَمْ يَنْظُرْ فِيهِ.
ثُمَّ قَدِمَ مِنْ قَابِلٍ فَقَالَ: قَدْ حَمَلْتُ الْكِتَابَيْنِ. قال: فلم ينظر فيه حتى كمل
__________
[1] الخطيب: الكفاية 323.
[2] يونس بن يزيد بن أبي النجاد الأيلي (تهذيب التهذيب 11/ 450) .
[3] عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ الله الأنصاري المصري أصله مدني (تهذيب التهذيب 8/ 14) .(2/183)
ثَلَاثُ سِنِينَ. فَقَالَ: يَا قُرَشِيُّ قَدْ غَرَّرْتَ بِهَذَيْنِ الْكِتَابَيْنِ ثَلَاثَ سِنِينَ فَإِنْ أَنْتَ لَمْ تَنْظُرْ فِيهِ وَتَكْتُبْ لَمْ أُغَرِّرْ بِهِ أَكْثَرَ مِمَّا غَرَّرْتَ. قَالَ: فَنَظَرْنَا فِيهِمَا وَكَتَبْنَا الشَيْءَ مِنْهُ بَعْدَ الشَيْءِ.
[عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ]
«قَالَ: وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ صَالِحٍ يَقُولُ: كَتَبْتُ حديث ابن لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ [1] فِي الرَّقِّ قَالَ: كُنْتُ أَكْتُبُ عَنْ أَصْحَابِنَا فِي الْقَرَاطِيسِ وَأَسْتَخِيرُ اللَّهَ فِيهِ، فَكَتَبْتُ حَدِيثَ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنِ النَّضْرِ فِي الرَّقِّ، فَذَكَرْتُ لَهُ سَمَاعَ الْحَدِيثِ. فَقَالَ: كَانَ ابْنُ لَهِيعَةَ طَلَّابًا لِلْعِلْمِ صَحِيحَ الْكِتَابِ وَكَانَ أَمْلَى عَلَيْهِمْ حَدِيثَهُ مِنْ كِتَابِهِ قديما فكتب عنه قوم يعقلون الحديث وآخرون لا يضبطون، وقوم حَضَرُوا فَلَمْ يَكْتُبُوا وَكَتَبُوا بَعْدَ سَمَاعَهِمْ فَوَقَعَ عِلْمُهُ عَلَى هَذَا إِلَى النَّاسِ، ثُمَّ لَمْ تَخْرُجْ كُتُبُهُ وَكَانَ يَقْرَأُ مِنْ كُتُبِ النَّاسِ فَوَقَعَ فِي حَدِيثِهِ إِلَى النَّاسِ عَلَى هَذَا، فَمَنْ كَتَبَ بِأَخَرَهٍ مِنْ كِتَابٍ صَحِيحٍ قَرَأَ عَلَيْهِ عَلَى الصِّحَّةِ وَمَنْ كَتَبَ مِنْ كِتَابِ مَنْ كَانَ لَا يَضْبِطُ وَلَا يُصَحِّحُ كِتَابَهُ وَقَعَ عِنْدَهُ عَلَى فَسَادِ الْأَصْلِ. قَالَ: وَكَانَ قد (52 ب) سَمِعَ مِنْ عَطَاءٍ [2] مِنْ رَجُلٍ عَنْهُ وَمِنْ رَجُلَيْنِ عَنْهُ، فَكَانُوا يَدَعُونَ الرَّجُلَ وَالرَّجُلَيْنِ وَيَجْعَلُونَهُ عَنْ عَطَاءٍ نَفْسِهِ فَيَقْرَأُ [3] عَلَيْهِمْ عَلَى مَا يَأْتُونَ [4] . قَالَ: وَظَنَنْتُ أَنَّ أَبَا الْأَسْوَدِ [5] كَتَبَ مِنْ كِتَابٍ صَحِيحٍ فَحَدِيثُهُ صَحِيحٌ يُشْبِهُ حَدِيثَ أهل
__________
[1] النضر بن عبد الجبار بن نصير المرادي المصري (تهذيب التهذيب 10/ 440) .
[2] ابن أبي رباح.
[3] في الأصل «متقيا» .
[4] وهكذا دفع عن ابن لهيعة أقوى ما اتهم به.
[5] النضر بن عبد الجبار.(2/184)
الْعِلْمِ» [1] .
وَسَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مَرْيَمَ [2] يَقُولُ: كَانَتْ كُتُبُ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ [3] عِنْدَ وَصِيٍّ لَهُ قَدْ كَانَ أَوْصَى إِلَيْهِ وَكَانَتْ كُتُبُهُ عِنْدَهُ، فَكَانَ قَوْمٌ يَذْهَبُونَ فَيَنْسَخُونَ تِلْكَ الْكُتُبَ فَيَأْتُونَ بِهِ ابْنَ لَهِيعَةَ فَيَقْرَأُ [4] عَلَيْهِمْ.
«قَالَ: وَحَضَرْتُ ابْنَ لَهِيعَةَ وَقَدْ جَاءَهُ قَوْمٌ مِنْ أَصْحَابِنَا كَانُوا حَجُّوا وَقَدِمُوا، فَأَتَوُا ابْنَ لَهِيعَةَ مُسَلِّمِينَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: هَلْ كَتَبْتُمْ حَدِيثًا طَرِيفًا؟
قَالَ: فَجَعَلُوا يُذَاكِرُونَهُ مَا كَتَبُوا حَتَّى قَالَ بَعْضُهُمْ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ الْعُمَرِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا رَأَيْتُمُ الْحَرِيقَ فَكَبِّرُوا. قَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: هَذَا حَدِيثٌ طَرِيفٌ كيف حدثكم؟ قال: فحدثه. قال: فوضعوا في حديث عمرو بن شعيب فكان كلما مروا به قالوا حدثنا بِهِ صَاحِبُنَا فُلَانٌ. قَالَ: فَلَمَّا طَالَ ذَلِكَ نَسِيَ الشَّيْخُ فَكَانَ يُقْرَأُ عَلَيْهِ فَيُجِيزُهُ وَيُحَدِّثُ بِهِ فِي جُمْلَةِ حَدِيثِهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ» [5] .
حَدَّثَنِي الْفَضْلُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَسُئِلَ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ فَقَالَ:
مَنْ كَتَبَ عَنْهُ قَدِيمًا فَسَمَاعُهُ صَحِيحٌ.
قَالَ: وَبَلَغَنِي عن ابن المبارك انه قال هاهنا بِبَغْدَادَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ [6] : مَنْ كَتَبَ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةٍ لَيْسَ بشيء.
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 5/ 376- 477 بتصرف.
[2] سعيد بن أبي مريم.
[3] التجيبي المصري.
[4] في الأصل «فيقنا» .
[5] ابن حجر: تهذيب التهذيب 5/ 375 بتصرف قليل.
[6] يعني ومائة.(2/185)
[رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ]
قَالَ: وَسَمِعْتُ مَشَايِخَ مِصْرَ يَقُولُونَ: كَانَ رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ الْمَهْرِيُّ عِنْدَنَا مِنَ الْأَبْدَالِ.
قَالَ: وَسَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ مَنْصُورٍ قَالَ: كُنْتُ أَخَذْتُ مِنْهُ بَعْضَ كُتُبِهِ لِأَكْتُبَهُ وَأَسْمَعَ مِنْهُ ثُمَّ كَسِلْتُ عَنْ ذَلِكَ. قَالَ: فكان يجيء الى القيسارية فيقول لِأَصْحَابِنَا: إِنْسَانٌ مِنْكُمْ أَخَذَ لَنَا كِتَابًا وَلَيْسَ يرده علينا وذكر عنه سلامة وعقل.
وَذَاكَرْتُ سَعِيدَ بْنَ أَبِي مَرْيَمَ فَقَالَ: كَانَ عِنْدَ رِشْدِينَ بْنِ سَعْدٍ فَضْلٌ وَاجْتِهَادٌ- فَأُحْسِنَ عَلَيْهِ الثَّنَاءُ- إِلَّا أَنَّهُ كَانَ يَتَسَاهَلُ فِي الْمَشَايِخِ فَقُلْتُ لَهُ- أَوْ قَالَ لَهُ غَيْرِي-: أنتم تفعلون (53 أ) ذَلِكَ. فَقَالَ: وَلَا كُلَّ مَا يَأْتِي فَإِنِّي رَأَيْتُهُ وَقَدْ جَاءَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يحي وَقَدْ حَمَلَ فِي رِدَائِهِ فُنَادِيقَ [1]- ذُكِرَ مِنْ كَثْرَتِهِ- فَقَالَ: يَا هَذَا أَجِزْ لِي هَذَا فَإِنَّ هَذَا مِنْ حَدِيثِكَ. قَالَ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ: فَقَالَ لَهُ: يَا شَيْخُ وَمَا يُدْرِينِي مَا فِي هَذِهِ الْفُنَادِيقِ. قَالَ سَعِيدٌ: فَتَعَجَّبْتُ- يريد من ابن أبي يحي وَرَدَاءَتِهِ وَخُبْثِهِ وَاسْتِخْفَافِهِ حِينَ امْتَنَعَ عَلَى رِشْدِينَ- فَقُلْتُ: وَمَا ظَهَرَ لَكَ مِنْ رَدَاءَةِ إِبْرَاهِيمَ وَاسْتِخْفَافِهِ؟ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ الْهَاشِمِيُّ- وَكَانَ لَنَا صَاحِبًا وَكَانَ مِنَ الْعِلْمِ بِمَكَانٍ- قَالَ: كلمت ابن أبي يحي فِي تَفْضِيلِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ.
فَقَالَ: دَعْنِي مِنْ هَذَا فَأَنْتَ وَاللَّهِ يَا غُلَامُ أَفْضَلَ من أبي بكر وعمر.
__________
[1] فناديق: صحف (الفيروزآبادي: القاموس المحيط 3/ 287) .(2/186)
وَرَوَى ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ [1] عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عمرو وهو ابن عَيَّاشُ [2] بْنُ أَبِي لَهَبٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمَيِّتُ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ» [3] . حَدَّثَنَا ابْنُ قَعْنَبٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ عَنِ اللَّيْثِ قَالَ.
وَحَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ عَنِ الدراوَرْديّ عَنْ «يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَامَةَ [بْنِ] الْهَادِ وَهُوَ مَدَنِيٌّ ثِقَةٌ حَسَنُ الْحَدِيثِ يَرْوِي عَنِ الصِّغَارِ وَالْكِبَارِ» [4] ، يَرْوِي عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَعَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ تِسْعَةَ أَحَادِيثَ، وَلِسَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ مِثْلُهُ.
[إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ]
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنِ النُّعْمَانِ [5] قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ إِذَا دُعِيَ إِلَى جنازة فَقَالَ: إِنَّا لَقَائِمُونَ وَمَا يُصَلِّي عَلَى الْمَرْءِ إِلا عَمَلُهُ.
وَقَالَ [6] : حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ [7] عَنْ إسماعيل عن أشعث [8] عن أبي
__________
[1] محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب القرشي العامري المدني ابو الحارث (تهذيب التهذيب 9/ 303) .
[2] في الأصل «عباس» وهو المدني (ابن أبي حاتم: كتاب الجرح والتعديل ج 3 قسم 1/ 372) .
[3] أخرجه مسلم من طرق اخرى (الصحيح 2/ 639) .
[4] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 340 والزيادة منه.
[5] النعمان بن أبي خالد أخو إسماعيل بن أبي خالد الاحمسي المذكور قبله.
[6] القائل هو محمد بن عبد الله بن نمير ابن نمير.
[7] سليمان بن حيان الأزدي الأحمر (تهذيب التهذيب 4/ 181) .
[8] أشعث بن أبي خالد الاحمسي (تهذيب التهذيب 1/ 291) .(2/187)
عُبَيْدَةَ [1] قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ اين يجعل كنزه في السماء حيث لا يناله اللصوص وَلَا يَأْكُلُهُ السُّوسُ وَإِنْ قُلِبَ كُلُّ أَمْرِهِ.
حدثني ابن نمير وَقَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ زَائِدَةَ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ حَدَّثَنَا أَخِي نُعْمَانُ قَالَ: كَانَ يَمُرُّ بِنَا حَمْزَةُ بْنُ الْمُغِيرَةِ وَنَحْنُ فِي الصُّفُوفِ فَيَقُولُ لِيَكُنْ شِعَارُكُمْ «لَا يُنْصَرُونَ» دَعْوَى نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ ثنا سفيان [2] عن إسماعيل بن أبي خالد عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
رَأَيْتُ الْحَسَنَ أَوِ الْحُسَيْنَ خَرَجَ مِنَ الْحَمَّامِ وَدَخَلَ يَأْخُذُ مِنْ أَظْفَارِهِ أثر الحناء.
(53 ب) حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ حَدَّثَنِي أَخِي نُعْمَانُ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ أَنَّهَا قَالَتْ لِأَبِيهَا:
يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا عَلَيْكَ لَوْ لَبِسْتَ أَلْيَنَ مِنْ ثَوْبِكَ هَذَا، أَوْ أَكَلْتَ أَطْيَبَ مِنْ طَعَامِكَ هَذَا، لَقَدْ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْأَرْضَ وَأَوْسَعَ الرِّزْقَ؟ قَالَ: سَأُخَاصِمُكِ إِلَى نَفْسِكِ، أَمَا تَعْلَمِينَ مَا كَانَ يَلْقَى رسول الله صلى الله عليه وسلم من شِدَّةِ الْعَيْشِ، وَجَعَلَ يُذَكِّرُهَا مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْقَى حَتَّى أَبْكَاهَا. قَالَ: إِنِّي قَدْ قُلْتُ لَكِ كَانَ لِي صَاحِبَانِ سَلَكَا طَرِيقًا، وَإِنِّي إِنْ سَلَكْتُ غَيْرَ طَرِيقِهِمَا سُلِكَ بِي عَنْ طَرِيقِهِمَا، وَإِنِّي وَاللَّهِ لَأُشَارِكَنَّهُمَا فِي مِثْلِ عَيْشِهِمَا الشَّدِيدِ لَعَلِّي أُدْرِكُ معهما عيشهما الرخي.
__________
[1] عامر بن عبد الله بن مسعود الهذلي الكوفي (تهذيب التهذيب 5/ 75) .
[2] الثوري.(2/188)
قَالَ إِسْمَاعِيلُ: يَعْنِي بِصَاحِبَيْهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ.
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنْ أَخِيهِ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ [1] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَالَ: مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَضَعَ كَنْزَهُ حَيْثُ لَا يَنَالُهُ السَّرَقُ وَلَا يَأْكُلُهُ السُّوسُ فَلْيَفْعَلْ.
قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: وَسَمَّى لَنَا الْفَزَارِيُّ [2] أَخَاهُ الْأَشْعَثَ [3] .
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: كُنْتُ أَسْأَلُ الشَّعْبِيَّ وَأَسْمَعُ مِنْهُ، فَإِذَا رَأَى حِرْصِي قَالَ: وَيُهِيلُ [4] ابْنُ أَبِي خَالِدٍ وَأُشْرِبَ الْعِلْمَ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَنَزَلْتُ عَلَى أبي هريرة، وكان بينه وبين موالي قَرَابَةٌ، فَكَانَ يَؤُمُّ النَّاسَ فَيُخَفِّفُ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ هَكَذَا كَانَتْ صَلَاةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟
قَالَ: نَعَمْ وَأَوْجَزَ.
وَعَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا كَفَى أَحَدُكُمْ خَادِمَهُ. وَعَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ فَوَجَدْتُهُ قَدْ خَرَجَ مِنَ الْحَمَّامِ وَجَارِيَةٌ لَهُ تَحِلُّ أَثَرَ الْحِنَّاءِ وَأَظْفَارَهُ بِقَارُورَةٍ، وَأَتَيْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ أَتَقَاضَاهُ. قَالَ: فَقَالَ: يَا جَارِيَةُ هَلُمِّ. فاتته بدراهم في قعب، فقال:
__________
[1] عامر بن عبد الله بن مسعود الهذلي.
[2] مروان بن معاوية الكوفي الحافظ (تهذيب التهذيب 10/ 96) .
[3] الأشعث بن أبي خالد الاحمسي أخو إسماعيل.
[4] كذا في الأصل ولم أجدها وقارن بابن أبي حاتم: الجرح والتعديل ج 1 قسم 1/ 174، 175 ولعلها «ويها لابن أبي خالد» .(2/189)
أعددها. فاعتددت حتى أخذت حقي. (54 أ) قَالَ: فَبَقِيَتْ فِي يَدِي ثَمَانُونَ دِرْهَمًا فَقَالَ: هِيَ لَكَ. قُلْتُ ادْعُ لِي بِالْبَرَكَةِ. فَدَعَا لِي بِالْبَرَكَةِ فِي مَالِي وَوَلَدِي وَأَهْلِي.
قَالَ ابْنُ أَبِي خَالِدٍ: فَإِنَّا لَنَعْرِفُ تِلْكَ الدَّعْوَةَ بَعْدُ.
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنْ أُمِّهِ وَأُخْتِهِ قَالَتَا: كُنَّا عِنْدَ عَائِشَةَ فِي نِسْوَةٍ كُوفِيَّاتٍ وَعِنْدَهَا امْرَأَةٌ تَخِيطُ فِرَاشًا، فقالت: أَذَكَرْتِ اللَّهَ تَعَالَى عَلَيْهِ؟ فَقَالَتْ: لَا. فَقَالَتْ عائشة: انقضيه حتى تذكرين عَلَيْهِ اسْمَ اللَّهِ.
وَبِهِ عَنْ أُمِّهِ وَأُخْتِهِ قَالَتَا: دَخَلْنَا عَلَى عَائِشَةَ فَسَأَلَتْهَا امْرَأَةٌ: الْخِمَارُ لِلْمُحْرِمَةِ وَجْهَهَا، فَأَخَذَتْ بِحَاشِيَةِ ثَوْبِهَا مِنْ أَعْلَى صَدْرِهَا فَخَمَّرَتْ بِهِ وَجْهَهَا، - وَأَشَارَ سُفْيَانُ فَخَمَّرَ وَجْهَهُ إِلَى أَطْرَافِ شَعْرِهِ-.
وَبِهِ عَنْ أُمِّهِ وَأُخْتِهِ قَالَتَا: دَخَلْنَا عَلَى عَائِشَةَ فَرَأَيْنَا عَلَيْهَا دِرْعًا مُوَرَّدًا وَخِمَارًا خَيْشَانًا [1] .
حَدَّثَنِي الْفَضْلُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ: لَا أَعْلَمُ أَحَدًا أَثْبَتَ مِنَ الْحَكَمِ [2] إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَنْصُورَ بْنَ الْمُعْتَمِرِ.
قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ: يُحَدِّثُ عَنْ دَاوُدَ بْنِ يَزِيدَ الْأَوْدِيِّ؟ فَقَالَ: قَدْ رَوَى عنه شعبة. فقال ابو جعفر: فالهجري [3] .
__________
[1] الخيش: ثياب رقاق النسج غلاظ الخيوط تتخذ من مشاقة الكتان ومن أردئه (لسان العرب: مادة «خوش» ) .
[2] ابن عتيبة.
[3] ابو إسحاق إبراهيم بن مسلم العبديّ الكوفي (السمعاني، أنساب (ط. حجر) ق 588 أوابن حجر: تهذيب التهذيب 1/ 164) .(2/190)
يُحَدِّثُ عَنْهُ؟ قَالَ: قَدْ رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ.
«قَالَ: وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ صَالِحٍ وَذَكَرَ مَسْلَمَةَ بْنَ عَلِيٍّ. قَالَ: لَا يُتْرَكُ حَدِيثُ رَجُلٍ حَتَّى يَجْتَمِعَ الْجَمِيعُ عَلَى تَرْكِ حَدِيثِهِ. قَدْ يُقَالُ «فُلَانٌ ضَعِيفٌ» . قَالَ «قَالَ: [فَأَمَّا أَنْ] [1] نَقُولُ «فُلَانٌ مَتْرُوكٌ» فَلَا [إِلَّا] [2] أَنْ يَجْتَمِعَ الْجَمِيعُ عَلَى تَرْكِ حَدِيثِهِ» [3] .
وَسُئِلَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ [4] ؟ فَقَالَ: مِنَ الثِّقَاتِ وَلَيْسَ أَحَدٌ أَرْوَى عَنْهُ مِنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ وَلَا أَحْسَنَ حَدِيثًا، وَرَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ.
قَالَ أَحْمَدُ: وَحَدَّثَنِي عَفَّانُ حدثنا شعبة وحدثنا بحديث عن محمد ابن زِيَادٍ.
فَقَالَ ابْنُ أُخْتِ حُمَيْدٍ: جُزِيَ خَيْرًا كَانَ يُفِيدُنِي عَنْهُ. قَالَ أَحْمَدُ:
يَعْنِي حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ.
قَالَ أَبُو طَالِبٍ: قَالَ أَحْمَدُ: مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ ثِقَةٌ ثَبْتُ الْحَدِيثِ.
قَالَ: وَهَاشِمُ بْنُ الْبَرِيدِ لَا بَأْسَ بِهِ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: مِسْعَرٌ [5] أشرف في كل شيء الا في
__________
[1] في الأصل «ما» وما أثبته من الكفاية 110.
[2] الزيادة من الكفاية 110.
[3] الخطيب: الكفاية 110، وابن الصلاح: علوم الحديث 113 لكنهما يذكران «يقال» بدل «نقول» .
[4] محمد بن زياد القرشي الجمحيّ مولاهم المدني ابو الحارث (تهذيب التهذيب 9/ 169) وذكر قول الامام احمد فيه.
[5] مسعر بن كدام الهلالي (ابن أبي حاتم: الجرح والتعديل ج 4 قسم 1/ 368) .(2/191)
ايماني [1] وكان مسعر [2] ثقة خيارا. (54 ب) .
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: شَرُّ ذَا خَالَطَ قَلْبَهُ [3] الْهَوَى.
قَالَ الْفَضْلُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ: كَانَ حَدِيثُ الْمُقْرِئِ [4] حَسَنًا عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ وَعَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ [5] وَلَكِنْ كَانَ يُحَدِّثُ مِنْ كُتُبِ النَّاسِ، وَكَانَ يَحْفَظُ حَدِيثَ مُوسَى بْنِ أَيُّوبَ الْغَافِقِيِّ وحرملة بن عمران وحبان [6] ، وَمَا أَصَحَّ حَدِيثَهُ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ.
وَسَمِعْتُ صدقة [7] ذكر عن المقرئ عن أبي لَهِيعَةَ حَدِيثَ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ رَجُلًا دَخَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَنْ يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ. قَالَ صَدَقَةُ: كَتَبْنَا حَدِيثَ ابْنَ لَهِيعَةَ عَنِ الْمُقْرِئِ مِنْ كتابه، ورايته يحمد حديثه وكتابه.
__________
[1] كذا في الأصل ولم أجدها ولعله يشير الى قول مسعر بالارجاء (انظر تهذيب التهذيب 10/ 115.
[2] في الأصل «مسعود» وهو خطأ، وقد ورد قول الامام احمد فيه من طريق أبي طالب أيضا في تهذيب التهذيب 10/ 114.
[3] في الأصل «قلبا» واحسبه يشير الى قول مسعر بالارجاء ولم أجد العبارة في المصادر الأخرى لأضبطها.
[4] عبد الله بن يزيد ابو عبد الرحمن المقرئ القصير مولى آل عمر (تهذيب التهذيب 6/ 83) .
[5] التجيبي المصري.
[6] لعله حبان بن علي العنزي (تهذيب التهذيب 2/ 173) .
[7] صدقة بن الفضل الحافظ المروزي ابو الفضل (تهذيب التهذيب 4/ 417) .(2/192)
حَدَّثَنَا الْفَضْلُ ثَنَا أَحْمَدُ ثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ ابْنِ جُرَيْجٍ فَأَبْصَرَهُ وَهُوَ يَطُوفُ فَقَالَ: إِنَّ هَذَا الشَّيْخَ كَانَ يَجِيءُ إِلَى عَطَاءٍ [1] فَيُحَدِّثُهُ فَاذْهَبْ فَسَلْهُ. قَالَ سُفْيَانُ: وَجَاءَ فِي عُمْرَةٍ فَذَهَبْتُ إِلَى الطَّوَافِ فَسَأَلْتُ فَقَالَ: هَذَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ [2] .
قَالَ أَحْمَدُ: ثَنَا سُفْيَانُ [3] حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي الْمُغِيرَةِ ثقة خيار.
وعن عمرو بن يحي بْنِ قَمْطَةَ وَكَانَ مِنْ خِيَارِ أَهْلِ مَكَّةَ [4] .
قال ابو يوسف: كان ابو رُومِيًّا وَكَانَتْ أُمُّهُ قُرَشِيَّةً.
[حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ]
«حَدَّثَنَا أَبُو رَبِيعَةَ فَهْدُ بْنُ عَوْفٍ قَالَ: جِئْنَا إِلَى حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ فِي يَوْمٍ حَارٍّ شَدِيدِ الْحَرِّ، وَصَلَّيْنَا مَعَهُ الظُّهْرَ، وَكَانَ حَمَّادٌ صَاحِبَ لَيْلٍ، وَظَنَنَّا أَنَّهُ صَائِمٌ قَالَ: فَرَحِمْنَاهُ مِمَّا بِهِ مِنَ الْجُهْدِ وَأَجْمَعْنَا عَلَى أَنْ نَنْصَرِفَ عَنْهُ لَا نَسْأَلُهُ عَنْ شَيْءٍ فَتَفَرَّقْنَا وَبَقِيَ مَنْ بَقِيَ. قَالَ: فَرَكَعَ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ، وَخَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ وَصَارَ فِي الطَّرِيقِ فِي الشَّمْسِ، فَانْبَرَى لَهُ غُلَامٌ حَدَثٌ فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ مَعَهُ، فَوَقَفَ فِي الشَّمْسِ مَعَهُ يُسَائِلُهُ وَيُحَدِّثُهُ. قَالَ:
فَقَالَ لَهُ بَعْضُ مَشْيَخَةِ الْمَسْجِدِ: يَا أَبَا سَلَمَةَ انْصَرَفَ أَصْحَابُنَا عَنْكَ لَمَّا رَأَوْا بِكَ مِنَ الضَّعْفِ، وَوَقَفْتَ مَعَ هذا الغلام في الشمس تحدثه. قال:
__________
[1] ابن أبي رباح.
[2] أوردها الامام احمد في كتاب العلل ومعرفة الرجال 1/ 34 وذكر «فسألته فقالوا» بدل «فسألت فقال» .
[3] ابن عيينة.
[4] أوردها الامام أحمد في كتاب العلل ومعرفة الرجال 1/ 67، 345.(2/193)
رَأَيْتُ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ كَأَنِّي أَسْقِي فَسِيلَةً أَصُبُّ الْمَاءَ فِي أَصْلِهَا فَتَأَوَّلْتُ رُؤْيَايَ عَلَى هذا الغلام حين سألني» [1] .
(55 أ) قَالَ: وَكَانَ وَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخْوَالِ وَلَدِهِ نِزَاعٌ فَتَحَوَّلَ عَنْهُمْ، وَمَشَى إِلَيْهِ قَوْمٌ كُنْتُ فِيهِمْ، فَكَلَّمُوهُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَيْهِمْ فَلَا يَكُونُ مَسَبَّةً عَلَيْنَا وَعَلَيْهِمْ فَقَالَ فِيمَا قَالَ، وَقَالُوا إِنَّكَ بَخِيلٌ، وَمَا عَسَى أَنْ يَكُونَ شَيْخٌ بَخِيلٌ رَأْسُ مَالِهِ ثَلَاثُمِائَةِ دِرْهَمٍ.
قَالَ: وَسَمِعْتُ هَدِيَّةَ بْنَ عَبْدِ الْوَهَّابِ [2] يَذْكُرُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ:
قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: أَعْيَانِي حَدِيثُ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ. قُلْتُ لِأَبِي عُمَرَ [3] الضَّرِيرِ:
حَفِظْتَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: انْتَهَيْنَا مَعَ أَنَسٍ فَمَرَّ بِحَوْضٍ فَنَامَ عَلَى بَطْنِهِ فَكَرَعَ فِيهِ؟ فَقَالَ لِي: هَذَا بَاطِلٌ، لَيْسَ مِنْ ذَا شَيْءٍ. فَقُلْتُ: بَلَى حَدِّثُونَا عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ حَمَّادٍ. فَقَالَ: لَا أَدْرِي مَا هَذَا. ثُمَّ قَالَ: لَقَدْ أَتْعَبَكُمُ ابْنُ الْمُبَارَكِ.
قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا شَرِيكِ بْنِ خَلَفٍ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قَدْمَةً فَقَالَ: مُرَّ بِنَا إِلَى أَبِي عُمَرَ، فَأَنْكَرْتُ ذَلِكَ وَقُلْتُ: مَا تَصْنَعُ بابي عمر؟
قال: هو راوي عَنْهُ وَيَذْكُرُ عَلَيْنَا مِنْ حَدِيثِ حَمَّادٍ الشَيْءَ الْكَثِيرَ مِمَّا لَا نَعْرِفُهُ وَلَمْ نَكْتُبْهُ عَنْ أَصْحَابِ حَمَّادٍ، فَمُرَّ بِنَا إِلَيْهِ نَطْرَحُ عَلَيْهِ لعلنا نجده عنده [4] (ق 57 أ) .
__________
[1] الخطيب: الجامع لأخلاق الراويّ وآداب السامع ق 69 ب.
[2] المروزي ابو صالح (تهذيب التهذيب 1/ 25) .
[3] في الأصل «عمرو» والصواب ما أثبته وهو حفص بن عمر.
[4] هنا نهاية الجزء التاسع عشر وبداية الجزء العشرين وأول سند الجزء وهو «أخبرنا ابو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان قال أخبرنا ابو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه قال: حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ الْفَسَوِيُّ حدثني الفضل ... » .(2/194)
حدثني الفضل قال: سمعت أبا عبد الله وقيل له: ما تقول في حماد ابن سلمة؟ قال: خيارا [1] .
قَالَ الْفَضْلُ: وَحَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ [2] عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ. فَقَالَ: حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ مِنْ خِيَارِ عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، وَمَنْ جَمَعَ مِنَ السُّنَّةِ مَا جَمَعَ! وَقَالَ أَيُّوبُ: هَاتُوا مِثْلَ فَتَانَا حَمَّادٍ.
وَقَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: قَالَ رَجُلٌ يَوْمًا: الْعِلْمُ عِنْدَ شُعْبَةَ وَسُفْيَانَ وحماد، فأنكرت عليه حماد أَنْ يَكُونَ مِثْلَ شُعْبَةَ وَسُفْيَانَ وَلَمْ أَكُنْ بِحَدِيثِهِ عَالِمًا، فَلَمَّا كَتَبْتُ حَدِيثَهُ عَلِمْتُ أَنَّهُ قَدْ صَدَقَ، فَإِنَّ حَمَّادًا عَالِمٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي الْفَضْلُ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ:
زُرْزُرٌ [3] رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ صَالِحٌ. قَالَ سُفْيَانُ [4] : دَلَّنِي عَلَى زُرْزُرٍ سَنْدَلٌ [5] .
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْمَخْزُومِيُّ حَدَّثَنَا سفيان عن زرزر. فقال شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ سبحان الله تحدث عن زرزر! قال: زُرْزُرٍ! قَالَ فَقَالَ سُفْيَانُ: حَدَّثْنَا عَنْهُ حَدِيثَيْنِ فَمَهْ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ المنذر حدثنا عبد الله بن ميمون [6]
__________
[1] في الأصل رسمها «حبدا» .
[2] زيد بن اخزم الطائي.
[3] هو ابن صهيب.
[4] قول سفيان بن عيينة هذا ذكره الامام احمد في كتاب العلل ومعرفة الرجال 1/ 205.
[5] هو عمر بن قيس المكيّ (تهذيب التهذيب 7/ 490) .
[6] القداح المخزومي مولاهم المكيّ (تهذيب التهذيب 6/ 49) .(2/195)
فَقَالَ لَهُ النَّاسُ [1] : يَا أَبَا إِسْحَاقَ [2] سُبْحَانَ الله! حدث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَيْمُونٍ نَعُوذُ باللَّه مِنْ غَرَضٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا سُفْيَانُ [3] عَنْ أَبِي حَيَّانَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ [4] يَقُولُ: مَا مِنْ كَلَامٍ أَتَكَلَّمُ بِهِ عِنْدَ ذِي سُلْطَانٍ يَدْرَأُ عَنِّي سَوْطَيْنِ إِلَّا تَكَلَّمْتُ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي حيان عن أبي الزنباع [5] عن أبي الدِّهْقَانِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ «لا يَأْكُلُهُ إِلا الخاطئون.» [6] .
حدثنا ابو يوسف حدثني الْفَضْلُ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: أَبُو حَيَّانَ يحي بْنُ سَعِيدِ بْنِ حَيَّانَ التَّيْمِيُّ مِنْ خِيَارِ عِبَادِ اللَّهِ، وَزِنْبَاعٌ لَمْ يَكُنْ فِي زَمَانِهِ مثله، وابو يونس الّذي روى عنه يحي بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ يُقَالُ لَهُ أَبُو يُونُسَ الطَّوَّافُ [7] مِنْ كَثْرَةِ طَوَافِهِ كَانَ يُسَمَّى [8] الطَّوَّافَ مِنْ خِيَارِ عِبَادِ اللَّهِ. وَالْحَارِثُ بْنُ عُمَيْرٍ [9] ثقة من أصحاب أيوب، «لم يكن في
__________
[1] في الأصل رسمها «مشاش» وهما مشاشان لم يدركهما إبراهيم بن المنذر.
[2] كنية إبراهيم بن المنذر.
[3] هو الثوري.
[4] ابن مسعود.
[5] صدقة بن صالح (احمد: العلل 165) .
[6] الحاقة: 37.
[7] الحسن بن يزيد القوي (احمد: العلل 165 وابن أبي حاتم:
الجرح والتعديل ج 1 قسم 2/ 42) .
[8] قبلها يوجد «سلم» ولم اتبينها، واحسبها زائدة ولم يضرب عليها الناسخ.
[9] الحارث بن عمير ابو عمير البصري (تهذيب التهذيب 2/ 153) .(2/196)
زَمَانِ ابْنِ الْمُبَارَكِ أَطْلَبُ لِلْعِلْمِ مِنْهُ، رَحَلَ إِلَى الْيَمَنِ وَإِلَى مِصْرَ وَإِلَى الشَّامِ وَالْبَصْرَةِ وَالْكُوفَةِ، وَكَانَ مِنْ رُوَاةِ الْعِلْمِ وَأَهْلِ ذَلِكَ، كَتَبَ عَنِ الصِّغَارِ وَالْكِبَارِ، كتب عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ وَعَنِ الْفَزَارِيِّ [1] ، وَجَمَعَ أَمْرًا عَظِيمًا» [2] ، «مَا كَانَ أَقَلَّ سَقْطًا مِنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، كَانَ رَجُلًا يُحَدِّثُ مِنْ كِتَابِهِ، وَمَنْ حَدَّثَ مِنْ كِتَابٍ لَا يَكَادُ يَكُونُ لَهُ سَقْطٌ كَثِيرَ شَيْءٍ وَكَانَ وَكِيعٌ يُحَدِّثُ مِنْ حِفْظِهِ، وَلَمْ يَكُنْ يَنْظُرُ فِي كِتَابٍ، وَكَانَ لَهُ سَقْطٌ، كَمْ يَكُونُ حِفْظُ الرَّجُلِ» ! [3] قَالَ: وَكَذَلِكَ ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ مَعْمَرٍ [4] يَقُولُ هُوَ غَيْرُ حَدِيِثِ النَّاسِ كَانَ رَجُلًا صَاحِبَ حَدِيثٍ وكان حافظا، فكان يذاكر الإنسان فَيُحَدِّثُهُمْ.
وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: قَدِمَ عَلَيْنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ فَأَتَيْتُهُ وَلَمْ أَسْمَعَ مِنْهُ.
قَالَ: وَطَلَبْتُ الْحَدِيثَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ.
قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ: وُلِدْتُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ فِي أَوَّلِهَا فِي رَبِيعٍ. وَتُوُفِّيَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ضَحْوَةً لِثِنْتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ رَبِيعٍ الْآخِرِ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعيِنَ وَمِائَتَيْنِ، وَقَدْ أَتَى لَهُ سَبْعٌ وَسِتُّونَ سَنَةً.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ حَدَّثَنِي يحي بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنِي عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ شُعْبَةَ تَكَلَّمَ فِي [5] أَيُّوبَ وخالد [6] فأتيته
__________
[1] لعل المقصود إبراهيم بن محمد ابو إسحاق الفزاري (تهذيب التهذيب 1/ 151) .
[2] الخطيب: الرحلة في طلب الحديث 48.
[3] الخطيب: الجامع لأخلاق الراويّ ق 100 أ.
[4] ابن راشد.
[5] في الأصل «و» بدل «في» .
[6] الحذاء.(2/197)
أَنَا وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ فَقُلْنَا لَهُ: مَا شيء بلغنا؟ إِيَّاكَ أَنْ تَكَلَّمَ فَيِهِمَا [1] بِشَيْءٍ فَتُهْلِكَ نَفْسَكَ. قال: فكف. - قال يحي بْنُ أَيُّوبَ: وَسَمِعَ هَذَا الْكَلَامَ مِنْ عَبَّادٍ إِنْسَانٌ مِنْ كِبَارِ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ أَكْرَهُ أَنْ اسميه، وذاكرني به هَكَذَا- ثُمَّ إِنَّهُ بَلَغَنِي عَنْهُ بِأَخَرَةٍ أَنَّهُ زَادَ فِيهِ. قَالَ: ثُمَّ إِنَّ شُعْبَةَ عَادَ فِي الْكَلَامِ فِيهِمَا، فَقُمْنَا إِلَيْهِ فَكَلَّمْنَاهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: إِنَّهُ لَا يَحِلُّ لِي إِلَّا ذلك.
قال يحي بْنُ أَيُّوبَ: وَلَمْ يَكُنْ هَذَا الْكَلَامُ فِيهِ، وَإِنَّمَا كَانَ هَذَا فِي قِصَّةِ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، فَنَسِيَ فَجَعَلَهُ فِي قِصَّةِ هَذَيْنِ. وَهُوَ رَجُلٌ مَقْبُولُ الْقَوْلِ فَكَرِهْتُ أَنْ أَرُدَّ عليه. ورأيت يحي بْنَ أَيُّوبَ كَأَنَّهُ يُعَرِّضُ بِابْنِ مَعِينٍ [2] .
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ [3] حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ [4] عَنِ الْمُعَلَّى [5] عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ: قُلْتُ لِلضَّحَّاكِ [6] : سَمِعْتَ مِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ شَيْئًا؟ قَالَ: لَا. قُلْتُ: فَهَذَا الَّذِي تَرْوِيهِ عَمَّنْ أُحَدِّثُهُ؟
قَالَ: عنك وعن ذا وعن ذا.
حدثنا ابو يوسف حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَمُرَةَ ثَنَا إسماعيل
__________
[1] في الأصل «فينا» .
[2] انظر الرواية ق 29 ب.
[3] عبد الله بن سعيد الكندي الأشج الكوفي (تهذيب التهذيب 5/ 236) .
[4] حماد بن اسامة بن زيد القرشي الكوفي (تهذيب التهذيب 3/ 2) .
[5] لعله معلى بن عبد الرحمن الواسطي.
[6] الضحاك بن مزاحم واخرج ابن حجر هذه الرواية في تهذيب التهذيب 4/ 454 ولم يذكر «عنك» .(2/198)
ابن مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ [1] حَدَّثَنَا ابْنُ [أَبِي] [2] الْحُرِّ عَنْ يُونُسَ الْأَزْدِيِّ [3] أَبِي الْجَهْمِ عَنِ ابْنِ عِمْرَانَ «أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً» .
وَحَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: هُوَ أُمَيُّ بْنُ رَبِيعَةَ الصَّيْرَفِيُّ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أَبُو سَاسَانَ عَنْ سُدَيْرِ بْنِ حَكَيمِ بْنِ صُهَيْبٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي الْفَضْلُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَقِيلَ لَهُ:
عَبْدُ اللَّهِ [4] سَمِعَ مِنْ مَعْمَرٍ؟ قَالَ: سَمِعَ مِنْهُ بِمَكَّةَ. قِيلَ لَهُ. فَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ بِالْبَصْرَةِ شيئًا؟ قَالَ: لَا، لَمْ يَكْتُبْ عَنْ مَعْمَرٍ بِالْبَصْرَةِ إِلَّا الْغُرَبَاءُ مِثْلُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُليَّةَ وَيَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ.
سَمِعْتُ [أَبَا] [5] عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: وَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ ابن الْمُبَارَكِ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَرْوَى عَنِ الزُّهْرِيِّ مِنْ عُقَيْلٍ [6] إِلَّا مَا كَانَ مِنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ فَإِنَّهُ كَتَبَ كُلَّ [شَيْءٍ] [7] .
قَالَ: وَسَمِعْتُ عُثْمَانَ [8] يَقُولُ: سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ يزيد يقول: ما
__________
[1] اليامي الكوفي العطار المكفوف (تهذيب التهذيب 1/ 328) .
[2] سقطت من الأصل، وهو المغيرة بن أبي الحر الكندي الكوفي (تهذيب التهذيب 10/ 357 والزيادة منه) .
[3] أحسبه يونس بن خباب الاسيدي مولاهم ابو حمزة ويقال ابو الجهم الكوفي (تهذيب التهذيب 11/ 437) .
[4] في الأصل رسمها «عبد السري» وحسبته ابن المبارك.
[5] سقطت من الأصل.
[6] عقيل بن خالد الأيلي.
[7] أوردها احمد (العلل ومعرفة الرجال 1/ 23) وذكر «معمر» بدل «عقيل» والزيادة منه وهي ساقطة من الأصل، ووردت في تهذيب التهذيب 11/ 450 وفيه «معمر» بدل «عقيل» أيضا.
[8] عثمان بن عمر.(2/199)
أَحَدٌ أَرْوَى عَنِ الزُّهْرِيِّ مِنْ عُقَيْلٍ [1] .
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ أَخْبَرَنِي عَلِيٌّ [2] عَنْ سُفْيَانَ [3] قَالَ: قُلْتُ لِزِيَادِ بن سعد: أخبرني عن عقيل فاني أراده.
قَالَ: كَانَ حَافِظًا.
وَسَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ [4] يَقُولُ: يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ [5] مَنْ [6] كَتَبَ مِنْ كُتُبِهِ [7] .
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي الْفَضْلُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَقِيلَ لَهُ:
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ في حديث الزهري؟ فقال: (58 ب) مَا أَدْرِي.
فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ: فَأَيُّهُمْ أحبّ إليك في حديث الزهري؟ فقال:
مَالِكٌ فِي قِلَّةِ رِوَايَتِهِ [8] ، ثُمَّ مَعْمَرٌ «وَلَسْتَ تَضُمُّ إِلَى مَعْمَرٍ أَحَدًا إِلَّا وَجَدْتَهُ فَوْقَهُ، رحل فِي الْحَدِيثِ إِلَى الْيَمَنِ وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ رَحَلَ. فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ: وَالشَّامِ؟ فَقَالَ: لَا الْجَزِيرَةِ» [9] .
قَالَ: وَيُونُسُ [10] وَهَؤُلَاءِ يَجِيئُونَ بِأَلْفَاظِ الاخبار أصحاب كتب [11] ،
__________
[1] أوردها احمد (العلل 1/ 23، 345) .
[2] ابن المديني.
[3] ابن عيينة.
[4] ابن مهدي.
[5] ابن أبي النجاد الأيلي (تهذيب التهذيب 11/ 450) .
[6] في الأصل يوجد قبلها «من كتبه» واحسبها زائدة.
[7] يعني فهو صحيح (انظر ابن أبي حاتم الجرح والتعديل ج 4 قسم 2/ 248) .
[8] قارن بتقدمة الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ص 15.
[9] الخطيب: الرحلة في طلب الحديث 49.
[10] يونس بن يزيد بن أبي النجاد.
[11] قارن بكتاب العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد 1/ 370.(2/200)
وَكَانَ مَعْمَرٌ يُحَدِّثُ حِفْظًا فَيُحَرِّفُ، وَكَانَ أَطْلَبَهُمْ لِلْعِلْمِ. قِيلَ لَهُ: فَمَا رَوَى عَنْ ثَابِتٍ [1] ؟ فقال: ما أحسن حديثه! ثم قال: حماد بْنُ سَلَمَةَ أَحَبُّ إِليَّ، لَيْسَ أَحَدٌ أَثْبَتَ فِي ثَابِتٍ مِنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: كُنْتُ آتِيهِ فَأَقُولُ هَذَا قَاصٌّ فَأَقْلِبُ عَلَيْهِ الْحَدِيثَ، فَأَقُولُ: كَيْفَ هُوَ هَذَا. فَيَقُولُ:
لَا هو عَنْ فُلَانٍ.
قَالَ أَبُو طَالِبٍ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَمَالِكٌ أثبت في حديث الزهري من جميع من روى عنه في قلة ما روى سفيان [2] فخطئ في خمسة عشر حديثا من حديث الزهري، ومعمر أثبت من سفيان. وَقَالَ: ما صَحَّ مِنْ سَمَاعِ هُشَيْمٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَرْبَعَةُ أَحَادِيثَ يَقُولُ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، وَالْحَدِيثُ الطَّوِيلُ حديث الرحم وحديث صفية وحديث المجادلة [3] وحديث ابن عمر «مَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ» وَمَا كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ يَقُولُ لَا أَدْرِي مِنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ سَمِعْتُهُ أَوِ الزُّهْرِيِّ. قُلْتُ: يَقُولُونَ إِنَّ شُعْبَةَ رَضِيَ بِكِتَابِهِ؟ قَالَ:
لَا، لَيْسَ هَذَا بِشَيْءٍ إِنَّمَا سَمِعَ بِالْمَوْسِمِ فَنَسِيَ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي الْفَضْلُ قال: سمعت ابا عبد الله يقول:
يَقُولُ: سَمِعْتُ غُنْدَرٍ يَقُولُ: لَزِمْتُ شُعْبَةَ عِشْرِينَ سنة لم اكتب فيها عن حد غيره.
__________
[1] البناني.
[2] ابن عيينة.
[3] في الأصل «المجاملة» واحسبه حديث المجادلة، وقد أورده ابن ماجة من طريق عروة بن الزبير شيخ الزهري عن عائشة في سبب نزول قوله تعالى قَدْ سَمِعَ الله قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ في زَوْجِها 58: 1- سورة المجادلة آية 1- (ابن ماجة: السنن 1/ 67) .(2/201)
قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: كُنْتُ أَسْمَعُ مِنْهُ الْحَدِيثَ فَأَكْتُبُهُ ثُمَّ آتِيهِ بِهِ فَأَعْرِضُهُ عَلَيْهِ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَلَا أَظُنُّ هَذَا كَانَ مِنْهُ إِلَّا مِنْ بَلَادَتِهِ.
قَالَ: وَسَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ: مَنْ تُقَدِّمَ مِنْ أَصْحَابِ شُعْبَةَ؟ فَقَالَ: أَمَّا فِي الْعَدَدِ وَالْكَثْرَةِ فَغُنْدَرٌ قَالَ صحبته عشرين سنة، ولكن كان يحي بْنُ سَعِيدٍ أَثْبَتَ، وَكَانَ غُنْدَرٌ صَحِيحَ الْكِتَابِ ولم يكن في كتبه (59 أ) تلك الاخبار الا أن بهزا [1] ويحي وَعَفَّانَ هَؤُلَاءِ كَانُوا يَكْتُبُونَ الْأَلْفَاظَ وَالْأَخْبَارَ. قَالَ عفان: كنت انظر في حديث أبي إسحاق فِي كِتَابٍ كَانَ مَعِي. قِيلَ لَهُ: شُعْبَةُ كَانَ يَدْعُهُمْ يَكْتُبُونَ عِنْدَهُ؟ فَقَالَ: كَانُوا يَكْتُبُونَ الشيء. ثم قال: كان يحي وَخَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ وَمُعَاذٌ [2] يَجْتَمِعُونَ ثَلَاثَتُهُمْ عِنْدَهُ، فَإِذَا قَامَ شُعْبَةُ تَنَحَّى خَالِدٌ فِي رِوَايَةٍ وَمُعَاذٌ فِي رِوَايَةٍ يَكْتُبَانِ مَا سَمِعَا وَيَخْرُجُ يحي فَيَذْهَبُ. قُلْتُ: إِنَّ أَبَا الْوَلِيدِ قَالَ: قُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ:
كَمِ اخْتَلَفْتَ إِلَى شُعْبَةَ؟ قَالَ: عِشْرِينَ سَنَةً وَمَا حَمَلْتُ عَنْ شُعْبَةَ فِي مَجْلِسٍ قَطُّ أَكْثَرَ مِنْ عَشْرَةِ أَحَادِيثَ. فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: نَعَمْ كَانَ يَحْفَظُ.
وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَذَكَرَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ حَدِيثَ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، فَقَالَ ابو عبد الله: الحديث حديث اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، أَنَسُ بْنُ أَبِي أَنَسٍ مَنْ هَذَا؟ مَعْرُوفٌ عِمْرَانُ بْنُ أَبِي أَنَسٍ.
قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَذَكَرَ خَطَأَ شعبة فقال: انما وهم شعبة في
__________
[1] بهز بن أسد ابو الأسود العمي البصري (تهذيب التهذيب 1/ 497) .
[2] معاذ بن معاذ العنبري التميمي الحافظ البصري قاضيها (تهذيب التهذيب 10/ 194) .(2/202)
الْأَسْمَاءِ جَعَلَ حَدِيثَ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ [1] . فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ: حَدِيثُ الشِّكَالِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ.
وَسَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ: مَنْ أَثْبَتُ النَّاسِ عِنْدَكَ فِي أَبِي إِسْحَاقَ [2] ؟ قَالَ:
سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ. قُلْتُ: فَالأَعْمَشُ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَوْ سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ؟
فَقَالَ: سُفْيَانُ أَكْثَرُ، وَسُفْيَانُ وَشُعْبَةُ هُمَا أَثْبَتُ عِنْدَنَا مِنَ الْأَعْمَشِ عَنْ كُلِّ مَنْ رَوَى عَنْهُ مِمَّنْ رَوَى عَنْهُمُ الْأَعْمَشُ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ: سمعت عليا قال لي يحي [3] : قِيلَ لِمُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ: فَضَحْتَ شُعْبَةَ فِي هذه الأحاديث لرديئة.
قال علي قال يحي: كَلَّمَنِي أَبُو أُسَامَةَ [4] فِي صَاحِبٍ لَهُ أَنِ اذْهَبْ مَعَهُ إِلَى شُعْبَةَ حَتَّى يُحَدِّثَهُ، فَذَهَبْتُ مَعَهُ فَحَدَّثَهُ بِنَحْوٍ مِنْ سِتِّينَ حَدِيثًا أَحَادِيثَ سُوءٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَائِذٍ الْأَسَدِيُّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ أشربة (59 ب) مُخْتَلِفَةٍ فَقَالَ:
الْخَمْرُ لَا تَشْرَبْهَا وَلَا تَسْقِهَا وَلَا تَشْتَرِهَا وَلَا تَبِعْهَا. وَقَدْ رَوَى شُعْبَةُ عَنْ أَبِي هِشَامٍ عَائِذِ بْنِ نَصِيبٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ حَدَّثَنَا أزهر [5] حدثني المثنى
__________
[1] في تهذيب التهذيب 4/ 340 «عبيد الله بن أبي يزيد» .
[2] السبيعي.
[3] القطان.
[4] حماد بن اسامة بن زيد القرشي الكوفي.
[5] أزهر بن سعد السمان البصري.(2/203)
ابن سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ياس الْمَكِّيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ يُبَاهِي مَلَائِكَتَهُ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ بِأَهْلِ عَرَفَةَ يَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي شُعْثًا غُبْرًا. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ ثَنَا سُفْيَانُ [1] عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَابَاهْ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: خَالِطُوا النَّاسَ وَزَايِلُوهُمْ وَصَافِحُوهُمْ بِمَا يشتهون ودينكم لا تكلمونه.
وحبيب [2] ابو يحي هُوَ أَحَدُ الثِّقَاتِ، سَمِعَ مِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ عُمَرَ، ورَوَى ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي حَبِيبُ بن أبي ثابت عن عبد الحميد بن عبد الله بن أبي عمرو والقاسم بن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ أَخْبَرَاهُ أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ يُخْبِرُ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا قَالَتْ: لَمَّا قَدِمَتِ الْمَدِينَةَ أَخْبَرَتْهُمْ أَنَّهَا ابْنَةُ أَبِي أُمَيَّةَ [3] بْنِ الْمُغِيرَةِ، فَلَمْ يُصَدِّقُوهَا وَيَقُولُونَ مَا أَكْذَبَ الْغَرَائِبَ حَتَّى أَتَانَا نَاسٌ مِنْهُمْ بِالْحَجِّ، فَقَالُوا: تَكْتُبِينَ إِلَى أَهْلِكِ.
فَكَتَبْتُ مَعَهُمْ، وَرَجَعُوا وَهُمْ يُصَدِّقُونَهَا فَازْدَادَتْ عَلَيْهِمْ كَرَامَةً. وَذَكَرَ الْقِصَّةَ أَبُو يُوسُفَ، حَدَّثَنِي بِذَلِكَ عُتْبَةُ بْنُ مُكْرِمٍ عَنْ أَبِي عَاصِمٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ. وَرَوَى ابْنُ جُرَيْجٍ حَدَّثَنِي عَطَاءٌ [4] عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرَّقَبَةِ. قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: فَلَقِيتُ حَبِيبًا فَحَدَّثَنِي، وَأَنْكَرَ حَبِيبٌ أَنْ يَكُونَ مَرْفُوعًا.
__________
[1] هو الثوري.
[2] ابن أبي ثابت.
[3] اسمه حذيفة ويقال سهيل بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بن مخزوم (تهذيب التهذيب 12/ 455) .
[4] ابن أبي رباح.(2/204)
[حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَابَاهْ]
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا [أَبُو] [1] عَاصِمٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَتِيقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَابَاهْ [2] عَنْ بَعْضِ وَلَدِ يَعْلَى عَنْ يَعْلَى قَالَ: طُفْتُ مَعَ عُمَرَ، فَلَمَّا بَلَغْنَا الركنين الغربيين قلت: الا نسلم. وضرب بينه وبين الحائط (60 أ) فَقَالَ: أَلَمْ تَطُفْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قُلْتُ:
بَلَى. قَالَ أَفَرَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُهُ؟ قُلْتُ: لَا.
قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُسْوَةً حَسَنَةً.
«حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عن عبد الرحمن ابن أَبِي عَمَّارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَابَاهْ [3] عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ [4] قَالَ: قُلْتُ لِعُمَرَ ابن الْخَطَّابِ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: «أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا» 4: 101 [5] قَدْ أَمِنَ النَّاسُ [فَمَا بَالُ الْقَصْرِ] ؟ قَالَ: عَجِبْتُ مِمَّا عَجِبْتَ مِنْهُ فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: صَدَقَةُ اللَّهِ عليكم فاقبلوها» [6] .
__________
[1] سقطت من الأصل وهو الضحاك بن مخلد البصري الشيبانيّ (تهذيب التهذيب 4/ 450) .
[2] ، (3) في الأصل «نائلة» والتصويب من الخطيب: موضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 314 وابن حجر: تهذيب التهذيب 5/ 152.
[4] التميمي.
[5] النساء. آية 101.
[6] الخطيب: موضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 314 لكنه حذف «عبد الرحمن» و «بن أمية» . وقال «صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته» ، والزيادة منه.(2/205)
«حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ وَابْنُ قَعْنَبٍ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بَابَاهْ يُحَدِّثُ عَنْ جبير بن مطعم أن رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَوْ يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ إِنْ وُلِّيتُمْ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ شَيْئًا فَلَا تَمْنَعُوا أَحَدًا طَافَ بِهَذَا الْبَيْتِ وَصَلَّى أَيَةَ سَاعَةٍ شَاءَ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ» [1] . «حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ ثَنَا زُهَيْرٌ عن محمد بن سحق عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَابَاهْ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ أَنّ الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ لَا أَعْرِفَنَّ [2] مَا مَنَعْتُمْ طَائِفًا يَطُوفُ بِهَذَا الْبَيْتِ سَاعَةً مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ» [3] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ وَسَعِيدٌ [4] قَالا: ثَنَا سُفْيَانُ قَالَ:
سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَابَاهْ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَأَنِّي أَرَاكُمْ بِالْقَوْمِ جَاثِينَ دُونَ جَهَنَّمَ.
__________
[1] الخطيب: الفقيه والمتفقه 1/ 109 بهذا الاسناد «أنا علي بن أحمد بن إبراهيم البصري نا الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي نا يعقوب ابن سفيان» وأضاف الى أول السند «والحماني» شيخ يعقوب وأحسب ان الخطيب نقل الحديث من كتاب آخر ليعقوب الفسوي فإلى جانب اختلاف سند الخطيب الى يعقوب هنا عن سنده اليه عند ما ينقل من كتاب المعرفة والتاريخ فهناك زيادة آخر الحديث هي «قيل للحميدي: ان شاء؟ قال:
لا أعرف ان شاء» والحديث أخرجه الدارميّ من طريق ابن عيينة أيضا (السنن 2/ 70) والترمذي: السنن 3/ 211 من طريق ابن عيينة أيضا.
[2] في الأصل «لأعرفن» والتصويب من الخطيب: موضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 310.
[3] الخطيب: موضح أوهام والتفريق 1/ 310.
[4] سعيد بن منصور.(2/206)
«وَابْنُ بَابَيْهَ وَابْنُ بَابَاهْ وَابْنُ بَابِيٍّ وَاحِدٌ، وَهُوَ مَكِّيٌّ» [1] .
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ وَسَيفُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَزَكَرِيَّا ابن إِسْحَاقَ مُتَّهَمُونَ بِالْقَدَرِ.
[حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ]
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ أَخْبَرُونِي عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَمْرٍو أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ صَلَّى الظُّهْرَ بِمَكَّةَ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ، ثُمَّ رَاحَ.
قَالَ سُفْيَانُ: وَلَعَلَّهُ مِنْ عِلَّةٍ.
حدثنا ابو يوسف حدثنا (60 ب) الْحُمَيْدِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنِي ابْنُ أَخِي عَمْرٌو [2] عَنْ عَمْرٍو قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَنْحَرُ بَدَنَةً قِيَامًا مُعَلَّقَةً وَهُوَ عَلَى بِرْذَوْنٍ أَبْلَقَ، وَكَانَ سُفْيَانُ يُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ فَإِذَا ذَكَرَ فِيهِ بِرْذَوْنًا أَبْلَقَ ذَكَرَهُ عَنِ ابْنِ أَخِي عَمْرٍو، وَإِنْ لَمْ يَذْكُرْ عَلَى بِرْذَوْنٍ ذَكَرَهُ عَنْ عَمْرٍو، فَلَعَلَّهُ سَمِعَ ذَاكَ مِنْ عَمْرٍو وَلَمْ يَسْمَعْ «بِرْذَوْنٍ أَبْلَقَ» .
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَمْرُو [3] أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ [4] أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَبْصَرَ قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الْبَحْرَيْنِ بِعَرَفَةَ عَلَيْهِمُ الْقُمُصُ وَالْعَمَائِمُ فَأَمَرَ أَنْ تُقَادَ عَلَيْهِمُ الْجِزْيَةُ. قِيلَ لِسُفْيَانَ:
إِنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ رَوَاهُ فَقَالَ فيه: قِيلَ لِعَمْرٍو: مَنْ هُمْ؟ وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي. فَقَالَ سُفْيَانُ: لَكِنَّ عَمْرًا أَخْبَرَنَا أَنَّهُمْ مِنْ أَهْلِ الْبَحْرَيْنِ وَإِنَّ عُمَرَ رَآهُمْ بعرفة، ولكن أظن عمر [5] ...
__________
[1] الخطيب: موضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 309.
[2] عمرو بن دينار.
[3] عمرو بن دينار.
[4] الحسن بن محمد بن الحنفية.
[5] الفراغ كلمة رسمها «وافق جده أو صخرا» ولم أتبينها.(2/207)
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ثَنَا عَمْرٌو عَوْدًا أَوْ بَدْءًا قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ [1] بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: قَدْ ظَلَمَ من منع بني الامام نَصِيبَهُمْ مِنَ الدِّيَةِ. قِيلَ لِسُفْيَانَ: فَإِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمٍ [2] يَقُولُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ [3] . فَقَالَ: لَمْ يَحْفَظْهُ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: مَنْ قَتَلَ عُصْفُورًا بِغَيْرِ حَقِّهِ سَأَلَهُ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قِيلَ وَمَا حَقُّهُ؟ قَالَ يَذْبَحُهُ وَلَا يَقْطَعُ رَأْسَهُ.
قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: وَحَدَّثَنِي حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ صُهَيْبٍ الْحَذَّاءِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ قَتَلَ عُصْفُورًا بِغَيْرِ حَقِّهِ سَأَلَهُ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قِيلَ:
وَمَا حَقُّهُ؟ قَالَ: أَنْ يَذْبَحَهُ وَلَا يَأْخُذَ بِعُنُقِهِ فَيَقْطَعَ رَأْسَهُ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ أَخْبَرَنِي صُهَيْبٌ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ. قِيلَ لِسُفْيَانَ: فَإِنَّ حَمَّادًا يَقُولُ فِيهِ أَخْبَرَنِي صُهَيْبٌ الْحَذَّاءُ. فَقَالَ سُفْيَانُ: مَا سَمِعْتُ عَمْرًا يَقُولُ فيه مَا قَالَ إِلَّا صُهَيْبٌ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ [4] (61 أ) حدثنا حماد بن زيد عن عمرو ابن دِينَارٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَنْحَرُ بَدَنَةً وَهِيَ قَائِمَةٌ وَهُوَ عَلَى بِرْذَوْنٍ لَهُ أَبْيَضَ فِي يَدِهِ حَرْبَةٌ.
وَعَنْ عَمْرِو أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ صَلَّى يَوْمَ التَّرْوِيَةِ الظُّهْرَ بِمَكَّةَ، ثُمَّ قال:
__________
[1] ابو هاشم بن محمد بن الحنفية (تهذيب التهذيب 6/ 16) .
[2] ابن شهاب الزهري.
[3] الحسن بن محمد بن الحنفية.
[4] سليمان بن حرب.(2/208)
أَيُّهَا النَّاسُ أَهِلُّوا وَكَبِّرُوا.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ [1] حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَطَاءٍ [2] أَنَّهُ قَالَ: في عدة الأمة التي تحيض شهرين. فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ يَقُولُ عَنْ عطاء: خمس وأربعين، فقال: اشهد على عطاء انه قال شهرين.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ ثَنَا حَمَّادُ بن زيد عن عمرو بن دينار عن يَزِيدَ الْفَقِيرِ [3] قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: إِذَا كُنْتَ فِي قَرْيَةٍ يُؤَذَّنُ فِيهِمْ وَيُقَامُ أَجْزَأَكَ ذَاكَ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرًا يُحَدِّثُ عَنْ عِكْرِمَةَ بن خالد انه سمع يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَاقِدٍ [4] أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ لَا يُقِيمُ الصَّلَاةَ بِأَرْضٍ تُقَامُ بِهَا الصَّلَاةُ. وَكَانَ لَا يُصَلِّي رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ فِي السَّفَرِ، وَكَانَ لَا يَدَعُهُمَا فِي الْحَضَرِ.
قِيلَ لِسُفْيَانَ: قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: يَقُولُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَوْ فِي بَعْضِهِ: عَنْ يَزِيدَ الْفَقِيرِ [5] . فَقَالَ سُفْيَانُ: مَا سَمِعْتُ عَمْرًا ذَاكِرًا يَزِيدَ الْفَقِيرَ قَطُّ، مَا قَالَ لَنَا إِلَّا أَنَّهُ سَمِعَ عِكْرِمَةَ يُحَدِّثُ عَنْ عبد الله بن واقد.
__________
[1] سليمان بن حرب.
[2] عطاء بن أبي رباح.
[3] يزيد بن صهيب ابو عثمان الكوفي (تهذيب التهذيب 11/ 338) .
[4] عبد الله بن واقد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ (تهذيب التهذيب 6/ 65) .
[5] يزيد بن صهيب ابو عثمان الكوفي (تهذيب التهذيب 11/ 338) .(2/209)
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ثَنا عَمْرُو بْنُ دينار أخبرني يحي بْنُ جَعْدَةَ: أَنَّ رَجُلًا اسْتَأْذَنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ.
وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ابن عيينة باسناد عجب، وَالصَّحِيحُ مَا ذَكَرْنَا عَنِ الْحُمَيْدِيِّ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ عِنْدَ أَصْحَابِنَا قَدْ غَلِطَ فِيمَا ذَكَرَ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [1] حَدَّثَنَا عَمْرٌو مَا لَا أُحْصِي أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بن شيبان الازدي رَجُلٌ مِنْ أَخْوَالِهِ قَالَ: كُنَّا وُقُوفًا بِعَرَفَةَ خلف الموقف، فكان (61 ب) يُبَاعِدُهُ عَمْرٌو مِنْ مَوْقِفِ الْإِمَامِ، فَأَتَانَا ابْنُ مُرْبِعٍ الْأَنْصَارِيُّ فَقَالَ:
أَمَرَ [2] رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْكُمْ يَقُولُ: كُونُوا عَلَى مشاعركم هذه على إرث من أثر إِبْرَاهِيمَ قَدِيمًا [3] . وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ: «اثْبُتُوا» مَكَانَ «كُونُوا» ، وَرُبَّمَا قَالَ: إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ. «وَرَوَى ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: كُنَّا وُقُوفًا.
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِصَدَقَةَ بْنِ الْفَضْلِ فَقَالَ: هَذَا مِنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ غَلِطَ فِيهِ. فَقُلْتُ لَهُ: فَإِنَّ عَلِيَّ بن الحسن بن شقيق قال:
__________
[1] هو ابن عيينة.
[2] في الأصل رسمها «لقي» .
[3] أخرجه ابن ماجة: السنن حديث رقم 3001 من طريق سفيان ابن عيينة أيضا لكنه يذكر «عمرو بن عبد الله بن صفوان» بدل «عبد الله ابن صفوان» ويذكر «أرث» بدل «أثر» .(2/210)
سَمِعْتُهُ مِنْ سُفْيَانَ مِثْلَهُ. فَقَالَ صَدَقَةُ: اتَّكِلْ عَلَى سَمَاعِ غَيْرِهِ» [1] .
«حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَمْرٌو قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَأَبُو جَعْفَرٍ، فَمَرَرْنَا بِإِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، فَقَالَ لِي:
أَنْظِرْنِي حَتَّى أَسْأَلَهُ عَنْ حَدِيثٍ يُحَدِّثُهُ. قَالَ: قَالَ عَمْرٌو: فذهب إِلَيْهِ ثُمَّ جَاءَنِي فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ عَليًّا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعِنْدَهُ نَاسٌ فَدَخَلَ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلِيٌّ خَرَجُوا، ثُمَّ إِنَّهُمْ قَالُوا وَاللَّهِ مَا أَخْرَجَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمّ خَرَجْنَا؟ فَرَجَعُوا فَدَخَلُوا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا أَخْرَجْتُكُمْ وَأَدْخَلْتُهُ، وَلَكِنَّ اللَّهَ هُوَ أَدْخَلَهُ وَأَخْرَجَكُمْ» [2] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَمْرٌو حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ بَنِي جُمَحَ يُكَنَّى أَبَا الثَّوْرَيْنِ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ عَنْ صِيَامِ يَوْمِ عَرَفَةَ فَنَهَانِي.
«حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنا الْحَجَّاجُ [3] حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيِّ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ لَهُ: لَا تَصُمْ يَوْمَ عَرَفَةَ. وَهُوَ أَبُو الثَّوْرَيْنِ «فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَقَبٌ فَقَدْ اخطأ شعبة [4] الا أن
__________
[1] ابن حجر: الاصابة 3/ 144 وعقب على ذلك ابن حجر بقوله:
«قلت: الحديث مخرج في السنن من طريق اتفقت على قوله يزيد بن شيبان» .
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 5/ 294.
[3] ابن المنهال.
[4] اى اخطأ في كنية محمد بن عبد الرحمن حيث كناه ب «أبي السوار» كما في رواية ليعقوب اقتبسها الخطيب في الموضح لاوهام الجمع والتفريق 2/ 339 اما في أصل تأريخ يعقوب فيلاحظ ان شعبة لم يذكر كنية محمد بن عبد الرحمن القرشي.(2/211)
يَكُونَ كَانَ يُكَّنَى بِكُنْيَتَيْنِ» [1] .
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَمْرٌو قَالَ قَالَ لِي أَبُو الشَّعْثَاءِ [2] قَالَ: كَانَ زِيَادٌ اقتل لأهل بلده [3] ممن يخالفه هواه من الحجاج، وكان أعم بالقتل هاهنا وهاهنا.
(62 أ) «أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ ثَنَا عَمْرٌو عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ [4] قَالَ: الرَّجُلُ أَحَقُّ أَنْ يَغْسِلَ الْمَرْأَةَ مِنْ أَخِيهَا.
قَالَ سُفْيَانُ: كُنْتُ قَدْ نَسِيتُ هَذَا حَتَّى وَجَدْتُهُ مَكْتُوبًا عِنْدِي بِخَطِّي» [5] .
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو بكر ثنا سفيان حدثنا عمرو بن دينار قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ- يُشِيرُ الى أذانه- يَقُولُ: أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَاتَيْنِ يَقُولُ: إِنَّ أُنَاسًا يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ [6] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عن عمرو بن
__________
[1] الخطيب: موضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 339 وانظر 2/ 338 حيث أورد الأثر فقط وذكر «حماد» بدل «شعبة» مما يدل على سقوطها من هذا الطريق من أصل تاريخ الفسوي.
[2] جابر بن زيد الازدي اليحمدي الجوفي البصري ابو الشعثاء (تهذيب التهذيب 2/ 38) .
[3] في الأصل رسمها «بده» .
[4] سليم بن اسود المحاربي.
[5] الخطيب: الكفاية 231.
[6] أخرجه مسلم من طريق أبي بكر بن أبي شيبة حدثنا ابن عيينة أيضا (الصحيح 1/ 178) .(2/212)
دِينَارٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ قَوْمٌ بِالشَّفَاعَةِ فَيَنْبُتُونَ كَأَنَّهُمُ الشعارير [1] . قيل ما الشعارير؟ قال: الصغابيس [2] . قَالَ: وَكَانَ فَمُهُ قَدْ سَقَطَ. فَقُلْتُ:
نَعَمْ. وَسَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إِنَّ اللَّهَ يُخْرِجُ قَوْمًا بِالشَّفَاعَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ [3] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُف حَدَّثَنَا ابْنُ قَعْنَبٍ وَأَبُو صَالِحٍ [4] قَالا: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكِ بْنِ بُحَيْنَةَ عَنْ أَبِيهِ: أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بِرَجُلٍ وَقَدْ أُقِيمَتْ صَلَاةُ الصُّبْحِ فَكَلَّمَهُ بِشَيْءٍ لَا يَدْرِي مَا هُوَ. قَالَ: فَلَمَّا انْصَرَفْنَا أَحَطْنَا بِهِ: مَاذَا قَالَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: قَالَ: يُوشِكُ أَحَدُكُمْ أَنْ يُصَلِّي الصُّبْحَ أَرْبعًا. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ [5] أَنْبَأَ شُعْبَةُ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ عَنِ ابْنِ بُحَيْنَةَ قَالَ: أَبْصَرَ رَسُولُ الله صلى
__________
[1] في الأصل «الشغارير» وفي الهامش «صوابه الشعارير وهي صغار القثاء «وانظر الفيروزآبادي: القاموس المحيط 2/ 62.
[2] يريد «الضغابيس» وهي صغار القثاء (الفيروزآبادي: القاموس المحيط 2/ 233) .
[3] أنظره في صحيح مسلم من طريق حماد بن زيد من قوله «وسمعت» لكنه فيه «أسمعت» (الصحيح 1/ 178) .
[4] عبد الله بن صالح الجهنيّ المصري كاتب الليث (تهذيب التهذيب 5/ 256) .
[5] الباهلي ويقال مولاهم ابو عثمان البصري (تهذيب التهذيب 8/ 99) .(2/213)
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ وَقَدْ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الصُّبْحُ أَرْبَعًا! الصُّبْحُ أَرْبعًا!!. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَالصَّحِيحُ هَذَا وَإِبْرَاهِيمُ أَخْطَأَ، وَرَوَاهُ حماد بن ابن سلمة (62 ب) عَنْ سَعْدٍ كَمَا رَوَاهُ شُعْبَةُ، وَرَوَاهُ الْأَوْزَاعِيُّ وشيبان [1] عن يحي بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوبْانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكِ بْنِ بُحَيْنَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَيْهِ.
أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابن قعنب وابر [2] نَصْرٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي الْبَدَّاحِ بْنِ عَاصِمٍ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْخَصَ لِرُعَاةِ الْإِبِلِ فِي الْبَيْتُوتَةِ يَرْمُونَ يَوْمَ النَّحْرِ، ثُمَّ يَرْمُونَ الْغَدَ وَمِنْ بَعْدِ الْغَدِ لِيَوْمَيْنِ ثُمَّ يَرْمُونَ يَوْمَ النَّحْرِ [3] .
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ثنا سفيان عن عبد الله بن أبي بَكْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْبَدَّاحِ عَنْ أَبِيهِ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرخص للرعاة أن يرموا ويدعوا يوما [4] .
__________
[1] شيبان بن عبد الرحمن التميمي النحويّ (تهذيب التهذيب 4/ 373) .
[2] تتمة الاسم ممسوحة.
[3] أخرجه النسائي من طريق مالك بن انس أيضا بالمعنى (سنن النسائي (المجتبى 5/ 221) والترمذي: السنن 3/ 280 وابن ماجة:
السنن 2/ 1010.
[4] أخرجه الترمذي (السنن 3/ 280) والنسائي (السنن 5/ 221) وابن ماجة (السنن 2/ 1010) كلهم من طريق ابن عيينة أيضا.(2/214)
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْخَلِيلِ [1] أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ [2] أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي الْبَدَّاحِ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْخَصَ لِلرُّعَاةِ أَنْ يَتَعَاقَبُوا فَيَرْمُوا يَوْمَ النَّحْرِ ثُمَّ يَدَعُوا يَوْمًا وَلَيْلَةً، ثُمَّ يَرْمُوا الْغَدَ. وَلَمْ يُذْكَرْ عَنْ أَحَدٍ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ أَنَّهُ قَالَ رَخَّصَ لِلرُّعَاةِ أَنْ يَرْمُوا الْجِمَارَ لَيْلًا.
حدثنا أبو يوسف حدثني عبد الله بن سَعِيدٍ [3] ثَنَا عَمِّي أَنْبَأَ ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ عَنْ عَمِّهِ أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هُرْمُزٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُحَيْنَةَ- وَكَانَ مِنْ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: هَلْ قَرَأَ أَحَدٌ مِنْكُمْ آنِفًا فِي الصَّلَاةِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ:
إِنِّي أَقُولُ مَا لِي أُنَازَعُ [4] الْقُرْآنَ. فَانْتَهَى النَّاسُ عَنِ الْقِرَاءَةِ حين قال ذلك [5] . وهذا حطأ لَا شَكَّ فِيهِ وَلَا ارْتِيَابَ رَوَاهُ مَالِكٌ وَمَعْمَرٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ والليث بن سعد ويونس بن يزيد وزبير [6] كلهم عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ ابن
__________
[1] الخزاز الكوفي (تهذيب التهذيب 1/ 294) .
[2] يحي بن زكريا بن أبي زائدة الهمدانيّ الوادعي الكوفي (تهذيب التهذيب 11/ 208) .
[3] أبو سعيد الأشج.
[4] أجاذب في قراءته.
[5] قوله «فانتهى الناس ... » من كلام الزهري أدرج في الحديث (سنن الترمذي 2/ 120 حاشية 2) . والحديث أخرجه الترمذي: السنن 2/ 118- 119، والنسائي: سنن 2/ 108 وابن ماجة:
السنن 1/ 276 كلهم من حديث الزهري عن ابن اكيمة عن أبي هريرة.
[6] الجمحيّ ابو عبد الرحيم المصري (تهذيب التهذيب 3/ 129) .(2/215)
[63 أ] أُكَيْمَةَ [1] ثُمَّ رَجَعَ عَنْهُ.
«وَلَا أَعْلَمُ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ كِتَابًا أَصَحَّ مِنْ كِتَابِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ وَقَالَ: كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالتَّابِعُونَ يَرْجِعُونَ إِلَيْهِ» [2] وَيَدَعُونَ آرَاءَهُمْ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ [3] حدثني الليث حدثني خالد ابن يزيد [4] عن سعيد بن أبي هلال عن أَبِي أُمَيَّةَ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلْتُ يَوْمًا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ قدر تفور بلحم فاعجبتني لحمة فازدرتها فَاشْتَكَيْتُ عَلَيْهَا سَنَةً، ثُمَّ إِنِّي ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّهُ كَانَ فِيهَا أَنْفُسُ سَبْعةِ أَنَاسِيَّ، ثُمَّ مسح بطني فألقيتها غضراء، فو الّذي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ مَا اشْتَكَيْتُ بَطْنِي حَتَّى السَّاعَةِ. حَضَرْتُ ابْنَ بُكَيْرٍ [5] وَقَرَأَ هَذَا الْحَدِيثَ وَجَعْفَرُ بن عبد الواحد [6]
__________
[1] عمارة بن اكيمة وقيل اسمه عمار وقيل عامر تابعي مدني (سنن الترمذي 2/ 120 حاشية- 1-، وابن حجر: الاصابة 1/ 411) .
[2] الذهبي: تاريخ الإسلام 5/ 259 وميزان الاعتدال 2/ 202 ويحذف «وقال: كان أصحاب.... إلخ» ، وابن حجر: تهذيب التهذيب 4/ 189 ويحذف «وقال: كان أصحاب....» .
[3] عبد الله بن صالح كاتب الليث.
[4] الجمحيّ.
[5] يحي بن عبد الله بن بكير القرشي المخزومي مولاهم ابو زكريا المصري الحافظ وقد ينسب الى جده (تهذيب التهذيب 11/ 237) .
[6] الهاشمي القاضي مات سنة سبع وخمسين ومائتين وهو مجروح (ميزان الاعتدال 1/ 412) .(2/216)
حَاضِرٌ، وَلَا أَدْرِي كَانَ يَقْرَأُ لَهُ كِتَابَ اللَّيْثِ عَنْ خَالِدٍ [1] أَوْ غَيْرِهِ وَانْتَهَى إِلَى هَذَا الْحَدِيثِ وَإِذَا عِنْدَهُ: عَنْ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَرَوَاهُ أَبُو صَالِحٍ [2] : عَنْ أَبِيهِ. وَهُوَ بَاطِلٌ.
وَقَدْ قَالَ وَكَذَبَ فَآذَيْتُهُ وَآذَانِي، وَقَالَ لِجَعْفَرٍ: مَوْعِدُكَ غَدًا بِالْغَدَاةِ حَتَّى أُحْضِرَ أَصْلَ اللَّيْثِ فَإِنَّهُ لَيْسَ فِي أَصْلِ كِتَابِ اللَّيْثِ إِلَّا كَمَا أَقُولُ: عن عبيد ابن رِفَاعَةَ. وَعَادَ فَآذَانِي وَآذَيْتُهُ حَتَّى قَالَ لَهُ [3] بَعْضُ مَنْ حَضَرَ: يَا أَبَا زَكَرِيَّا إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ قَدْ كَتَبُوا عَنْ أَبِي صَالِحٍ، فَإِذَا عَرَّضْتَ عَلَى أَبِي صَالِحٍ آذَوْكَ. فَقَالَ: الْمَوْعِدُ غَدًا وَانْصَرَفْتُ وَلَقِيتُ حَرْمَلَةَ [4] فَإِذَا هُوَ قَدْ بَلَغَهُ الَّذِي كَانَ، فَقَالَ لِي: قَدْ كان في هذا الكلام أَيَّامِ أَبِي صَالِحٍ لِأَنَّهُ [5] فِي كِتَابِ اللَّيْثِ فِي الرَّقِّ وَلَيْسَ فِي الْأَصْلِ، إِنَّمَا الْأَصْلُ فِي قَرَاطِيسَ وَكَانَ اللَّيْثُ حَوَّلَ كُتُبَهُ فِي الرَّقِّ وَجَعَلَهُ حَبْسًا أَوْ وَقْفًا وَصِيَّةً ذَلِكَ إِلَى وَلَدِهِ وَبَقِيَ الْأَصْلُ سَمَاعُهُ فِي الْقَرَاطِيسِ وَجَعَلَهُ لِابْنِهِ الْكَبِيرِ، وَكَانَ الْكَبِيرُ يَكُونُ مَعَ أَبِي صَالِحٍ فَبَقِيَ الْأَصْلُ عِنْدَ أَبِي صَالِحٍ وَإِنَّمَا الرَّقُّ نُسْخَةٌ فَغَدَوْتُ إِلَى ابْنِ بُكَيْرٍ وَأَظُنُّ حَضَرَ جَعْفَرٌ وَقَدْ أَرْسَلَ إِلَى كِتَابِ الرَّقِّ وَأَحْضَرَهُ وَأَخْرَجَ مَوْضِعَ الْحَدِيثِ فَقَالَ: هَذَا هو أصل الليث وليس فِيهِ عَنْ أَبِيهِ. فَقُلْتُ لَهُ:
أَرْسِلْ إِلَى أَصْلِ كِتَابِ الْقَرَاطِيسِ الَّذِي فِي مَنْزِلِ أَبِي صالح وما أظنهم
__________
[1] ابن يزيد الجمحيّ.
[2] عبد الله بن صالح كاتب الليث.
[3] في الأصل «لي» .
[4] حرملة بن عمران بن قراد التجيبي المصري ابو حفص (تهذيب التهذيب 2/ 229) .
[5] في الأصل «لأن» .(2/217)
يُرْسِلُونَ وَلَا يُقِرَّانِكَ. فَقَالَ: هَذَا حَرْمَلَةُ [1] أَخْبَرَكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ هُوَ أَخْبَرَنِي وَكِتَابُ الْأَصْلِ عِنْدَ أَبِي صَالِحٍ فِي قِرْطَاسٍ: عَنْ أَبِيهِ، وَعُبَيْدٌ لَيْسَتْ لَهُ صُحْبَةٌ وَلَا رِوَايَةٌ، وَلَا مَعْنًى يَغْلَطُ فِيهِ إِنْسَانٌ، وَأَظُنُّ أَنَّ الْمَدَائِنِيَّ كَانَ صَيَّرَهُ عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ وَكَانَ كَمَا شَاءَ اللَّهُ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي أَبُو كريب [2] حدثنا يحي بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [3] عَنْ عُبَيْدَةَ بْنِ الْأَسْوَدِ عَنْ مُجَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنِ الْمُسْتَورِدِ [4] قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: بُعِثْتُ فِي نَفَسِ السَّاعَةِ سَبَقْتُهَا كَمَا سَبَقَتْ هَذِهِ هَذِهِ- وَأَشَارَ بِأُصْبُعَيْهِ [5]- وَهَذَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ عِنْدِي خَطَأٌ. أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ.
وحدثنا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: أَنْبَأَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ شُبَيْلِ بْنِ عَوْفٍ [6] أَخْبَرَنِي أَبُو جُبَيْرَةَ [7] عَنْ أَشْيَاخٍ [مِنَ] الْأَنْصَارِ [8]
__________
[1] ابن عمران التجيبي
[2] محمد بن العلاء بن كريب الكوفي الحافظ من رجال التهذيب.
[3] الأرحبي الكوفي (تهذيب التهذيب 11/ 250) .
[4] المستورد بن شداد القرشي (تهذيب التهذيب 10/ 106) .
[5] أخرجه الترمذي من طريق يحي بن عبد الرحمن أيضا وقال:
هذا حديث غريب من حديث المستورد بن شداد لا نعرفه الا من هذا الوجه (السنن 4/ 496) .
[6] الأحمسي ابو الطفيل الكوفي (تهذيب التهذيب 4/ 311) .
[7] ابو جبيرة بن الضحاك الأنصاري المدني مختلف في صحبته (تهذيب التهذيب 12/ 52- 53) .
[8] في الأصل «الأنصاري» وانظر الحلية 4/ 161.(2/218)
قَالُوا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةِ هَكَذَا [1]- وَأَلْزَقَ بَيْنَ أُصْبُعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى- فِي نَفَسِ السَّاعَةِ أَوْ نسم الساعة [2] قال ابن نمير: عن أبي جبيرة بن الضحاك عن أشياخ الْأَنْصَارِيِّ قَالُوا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم (64 أ) : بُعِثْتُ وَالسَّاعَةِ هَكَذَا- وَقَالَ بِإِصْبَعَيْهِ- سَبَقْتُهَا كَمَا سَبَقَتْ هَذِهِ هَذِهِ ... [3] فِي نَفَسِ السَّاعَةِ أَوْ فِي نَفَسٍ مِنَ السَّاعَةِ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ [4] عُثْمَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا إسماعيل ابن أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنِ الصُّنَابِحِيّ [5] قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: أَنَا فَرَطُكُمْ [6] عَلَى الحوض، واني مكاثر بكم الأمم فلا تفتن بَعْدِي. هَكَذَا رَوَى عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ: الصُّنَابِحِيُّ.
__________
[1] أورده مسلم من طرق اخرى (الصحيح 4/ 2268) .
[2] أورده ابو نعيم من طريق إسماعيل بن أبي خالد أيضا (الحلية 4/ 161) .
[3] في الأصل كلمة رسمها «لحرابي» ولم اتبينها.
[4] في الأصل «ابو» وانما هو عبد الله بن عثمان تلميذ عبد الله بن المبارك.
[5] هو صنابح بن الأعسر الاحمسي البجلي سماه وكيع وابن المبارك «الصنابحي» ومعظم أئمة الحديث الآخرين يسمونه «الصنابح» (تهذيب التهذيب 4/ 438) .
[6] أي سابقكم اليه، وقد أورد مسلم حديث «أنا فرطكم على الحوض» - دون بقيته- في الصحيح 4/ 1792، 1796 من طرق أخرى.(2/219)
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ [1] عَنْ مَرْوَانَ [2] .
وَحَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ عَنْ سُفْيَانَ [3] .
وَثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ [4] عَنْ قَيْسٍ [5] عَنِ الصُّنَابِحِيِّ [6] . قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: وَهُوَ ابْنُ أَعْسَرَ الْأَحْمَسِيُّ. وَأَحْمَسُ مِنْ بَجِيلَةَ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَلَاءِ الزُّبَيْدِيُّ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْعَلَاءِ الزُّبَيْدِيُّ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ [7] عَنِ الزُّبَيْدِيِّ وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا أَبُو عَوْنِ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ [8] أَنَّ قَيْسَ بْنَ الْحَارِثِ الْغَامِدِيَّ [9] حَدَّثَنَا ابْنُ الصُّنَابِحِيِّ [10] قال: ان رجلا
__________
[1] في الأصل «ابن سلمة» وانما هو سلمة بن شبيب النيسابورىّ الحجري نزيل مكة (تهذيب التهذيب 4/ 146) .
[2] مروان بن محمد الطاطري.
[3] ابن عيينة.
[4] ابن أبي خالد.
[5] ابن أبي حازم البجلي الكوفي (تهذيب التهذيب 8/ 386) .
[6] ذكر ابن حجر أن ابن نمير ممن سموه «الصنابح» خلاف ما ورد اعلاه (تهذيب التهذيب 4/ 438) .
[7] الأشعري الوحاظي اليحصبي الحمصي (تهذيب التهذيب 5/ 227) .
[8] هو الأنصاري الشامي الأعور اسمه عبد الله بن أبي عبد الله (تهذيب التهذيب 12/ 191) .
[9] في الأصل «العامري» والتصويب من (تهذيب التهذيب 8/ 386) .
[10] هكذا في الأصل «ابن الصنابحي» وانما هو الصنابحي واسمه عبد الرحمن بن عسيلة المرادي ويكنى ابا عبد الله (تهذيب التهذيب 6/ 229 و 8/ 386) .(2/220)
أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ الْعَنْ حِمْيَرًا. فَقَالَ:
يَرْحَمُ اللَّهُ حِمْيَرًا. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ الْعَنْ حِمْيَرًا. قَالَ: يَرْحَمُ اللَّهُ حِمْيَرًا. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا قُلْتُ الْعَنْ حِمْيَرًا. فَقَالَ: نِعْمَ الْقَوْمُ حِمْيَرٌ بِأَفْوَاهِهِمُ السَّلَامُ وَبِأَيْدِيهِمُ الطَّعَامُ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ قَعْنَبٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ [1] الصُّنَابِحِيِّ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ رَفَعَهَا قَرْنُ الشيطان فإذا ارتفعت فارقها، ثم إذا اسْتَوَتْ قَارَنَهَا، ثُمَّ إِذَا زَالَتْ فَارَقَهَا، فَإِذَا دَنَتْ لِلْغُرُوبِ قَارَنَهَا فَإِذَا غَرَبَتْ فَارَقَهَا. وَنَهَى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الَصَّلَاةِ فِي تِلْكَ السَّاعَاتِ [2] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حدثنا ابن قعنب وابن بكير عن مالك عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ [3] مَوْلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ نَسِيٍّ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سمع
__________
[1] هكذا في الأصل وانما هو ابو عبد الله الصنابحي واسمه عبد الرحمن بن عسيلة، وقد ذكر ابن حجر أن «من قال: عن عبد الرحمن الصنابحي فقد أصاب اسمه، ومن قال عن أبي عبد الله فقد أصاب كنيته، ومن قال عن أبي عبد الرحمن فقد اخطأ قلب اسمه فجعله كنيته، ومن قال عن عبد الله الصنابحي فقد اخطأ قلب كنيته فجعلها اسمه، هذا قول علي بن المديني ومن تابعه وهو الصواب عندي» تهذيب التهذيب 6/ 229- 230) وممن اخطأ في ذلك ابن سعد (الطبقات 7/ 426) .
[2] أورده ابن سعد من طريق زيد بن أسلم أيضا بألفاظ مقاربة (7/ 426) .
[3] في الأصل «عبيدة» وهو ابو عبيد المذحجي صاحب سليمان ابن عبد الملك (تهذيب التهذيب 12/ 158) .(2/221)
قَيْسَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصُّنَابِحِيُّ أَنَّهُ قَدْ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ فَصَلَّى وَرَاءَ أَبِي بَكْرٍ الْمَغْرِبَ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أَبِي الْخَيْرِ [1] عَنِ الصُّنَابِحِيِّ عَنْ بِلَالٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حبيب عن مرثد ابن عَبْدِ اللَّهِ الْيَزَنِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصُّنَابِحِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ يَمْسَحُ عَلَى الْخِمَارِ.
قال: ابن عثيلة قَالَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ هَكَذَا. قَالَ أَبُو يُوسُفَ:
وَغَيْرُهُ يَقُولُ ابْنُ عُسَيْلَةَ [2] وَهُوَ الصَّحِيحُ. «وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ إِذَا رَأَى فِي كِتَابِهِ خَطَأً لَمْ يَرْجِعْ عَنْهُ» [3] .
حَدَّثَنَا أَبُو يوسف حدثنا الربيع بن يحي [4] حدثنا سعيد [5] ثنا محمد ابن الْمُنْكَدِرِ قَالَ: سَمِعْتُ مَسْعُودَ بْنَ الْحَكَمِ يُحَدِّثُ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْجِنَازَةِ وَقُمْنَا مَعَهُ.
__________
[1] هو مرثد بن عبد الله اليزني.
[2] في الأصل «عشلة» وانظر ترجمة عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي في تهذيب التهذيب 6/ 229.
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 4/ 90 وجاء في حاشيته «كان لا يرجع عما في كتابه لشدة وثوقه- كما قال صاحب التقريب» .
[4] المرئي البصري الاشناني ابو الفضل (تهذيب التهذيب 4/ 94) .
[5] سعيد بن أبي هلال الليثي (تهذيب التهذيب 4/ 94) .(2/222)
«حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا [1] عبد الله حدثنا موسى بن عقبة أخبرني إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ شَهِدَ جِنَازَةً بِالْكُوفَةِ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَرَأَى النَّاسَ قِيَامًا يَنْتَظِرُونَ أَنْ تُوضَعَ الْجِنَازَةَ فَيَجْلِسُوا، قَالَ: فَرَأَيْتُ عَلِيًّا وَهُوَ يُشِيرُ بِدِرَّةٍ مَعَهُ- أَوْ بِسَوْطٍ- إِلَى النَّاسِ [أَنِ] اقْعُدُوا أَيُّهَا النَّاسُ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَجْلِسُ بَعْدَ أن كان يقوم» [2] . [65 أ] حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ الزُّرَقِيُّ، وَالَّذِي رَوَى عَنْهُ وهب ابن مُنَبِّهٍ إِنَّمَا هُوَ الْحَكَمُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ مُحَمَّدُ بن الفضل حدثنا عبد الله ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ مَعْمَرٍ [3] عَنْ سِمَاكِ بْنِ الْفَضْلِ- خَوْلَانِيٌّ- عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيِّ قَالَ: شَهِدْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَشْرَكَ بَيْنَ الْإِخْوَةِ مِنَ الْأَبِ وَالْأُمِّ مَعَ الْإِخْوَةِ مِنَ الْأُمِّ فِي الثُّلُثِ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: قَضَيْتَ فِي هَذَا عَامَ أَوَّلٍ بِغَيْرِ هَذَا. قَالَ: كَيْفَ قَضَيْتُ؟ قَالَ: جعلته للاخوة من الأم ولم نجعل لِلْإِخْوَةِ مِنَ الْأَبِ وَالْأُمِّ شَيْئًا. قَالَ: تِلْكَ على مَا قَضَيْنَا وَهَذِهِ عَلَى مَا قَضَيْنَا.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ [4] عَنِ ابن ثور [5] عن
__________
[1] في موضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 403 حدثنا.
[2] الخطيب: موضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 403 والزيادة منه.
[3] ابن راشد.
[4] الصنعاني (تهذيب التهذيب 3/ 424) .
[5] محمد بن ثور.(2/223)
مَعْمَرٍ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ وَهْبٍ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيِّ عَنْ عُمَرَ بِنَحْوِهِ.
أَبُو يوسف حدثني يحي بْنُ عِيسَى عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ سِمَاكِ بْنِ الْفَضْلِ الْخَوْلَانِيِّ عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيِّ بِنَحْوِهِ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ سِمَاكِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الْحَكَمِ: أَنْ أتي في فريضة.
قال أَبُو يُوسُفَ: وَهَذَا خَطَأٌ إِنَّمَا هُوَ الْحَكَمُ بْنُ مَسْعُودٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حدَّثَنِي الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ فَائِدٍ [1] أَبِي الْوَرْقَاءِ عَنْ عبد الله بن [أبي] [2] اوفى قال: اعتمرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَفَائِدٌ ضَعِيفٌ. وَفَائِدٌ مَوْلَى عبادل [3] مَدِينِيٌّ ثِقَةٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ [4] حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ بِيَدِ عَبْدِ الله بن أبي أَوْفَى ضَرْبَةً، قَالَ ضُرِبْتُهَا يَوْمَ حُنَيْنٍ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقُلْتُ: شَهِدْتَ حنين؟ فَقَالَ:
وَقَبْلَ ذَلِكَ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ [5] حَدَّثَنَا إسماعيل
__________
[1] فائد بن عبد الرحمن الكوفي العطار (تهذيب التهذيب 8/ 255) .
[2] الزيادة ساقطة من الأصل وانظر ترجمته في (تهذيب التهذيب 5/ 151) .
[3] اسم عبادل عبيد الله بن علي بن أبي رافع المدني مولى النبي صلى الله عليه وسلم (تهذيب التهذيب 8/ 256) .
[4] محمد بن عبد الله بن نمير.
[5] السكونيّ الكوفي المجدر (تهذيب التهذيب 7/ 239) .(2/224)
قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى لَهُ ضَفِيرَتَانِ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ موسى أخبرنا ابن أبي ليلي وأتاه ذو ضفرتين فَقَالَ: يَا أَبَا عِيسَى حَدِّثْنِي مَا سَمِعْتَ من أمك في الفراء حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أُصَلِّي فِي الْفِرَاءِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَأَيْنَ الذَّبَائِحُ؟
قَالَ ثَابِتٌ: فَلَمَّا وَلَّي قُلْتُ مَنْ هَذَا؟ قَالَ سُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَنَسًا يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا ابن نمير حدثنا يحي بن اليمان حدثنا إسماعيل ابن أَبِي خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ يَقُولُ: ذَهَبْتُ وَأَخِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَسَحَ عَلَى رَأْسِي وَدَعَا لِي بِالرِّزْقِ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا كَاهِلٍ- وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ- قَالَ: فَحَدَّثَنِي أَخِي عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ عَلَى نَاقَةٍ وَحَبَشِيٌّ آخِذٌ بِخُطَامِهَا.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ [1] حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنْ قَيْسِ بْنِ عَائِذٍ [2] قَالَ: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم على ناقة وحبشي آخذ بخطامها [3] .
__________
[1] الطنافسي.
[2] في الأصل «عامر» وهو تصحيف وانظر (تهذيب التهذيب 12/ 209) .
[3] اى أن ابن أبي خالد رواه عن أخيه عن أبي كاهل، وروي من طريق آخر وليس بين ابن أبي خالد وأبي كاهل أحد، واسم أبي كاهل قيس بن عائذ وقيل عبد الله بن مالك (تهذيب التهذيب 12/ 208- 209) .(2/225)
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَقَيْسُ بْنُ عَائِذٍ أَبُو كَاهِلٍ وَهُوَ بَجَلِيٌّ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [1] حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَجَّ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ فَطَافَ فِي الْبَيْتِ وَمَعَهُ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَأَرَادَ أَنْ يَدْخُلَ الْحِجْرَ فَزَحَمَهُ سَالِمٌ هَكَذَا- وَأَشَارَ سُفْيَانُ بِمَنْكِبِهِ- فَطَافَ مِنْ وَرَاءِ الْحِجْرِ.
قَالَ سُفْيَانُ: شَهِدَهُ أَبِي.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ثَنَا أَبِي قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ [2] عِمَامَةً سوداء. (66 أ) حَدَّثَنَا ابْنُ يُونُسَ [3] حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ:
سَمِعَتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ يَقُولُ: كِتَابُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَنْهَى عَنْ كَذَا أَوْ عَنِ الظُّرُوفِ الْمُزَفَّتَةِ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا أبي قال:
سمعت مَسْلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ يَقُولُ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي أَنَا وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ نَنْتَهِي إِلَى الزَّرْعِ فَيُقْحِمُ عُمَرُ فَرَسَهُ وَأَكُفُّ فَرَسِي.
قَالَ: وَسَمِعْتُ مَسْلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ يَقُولُ: إِنَّ أَقَلَّ النَّاسِ فِي الدُّنْيَا هَمًّا أَقَلُّهُمْ فِي الآخرة هما.
__________
[1] ابن عيينة.
[2] البصري.
[3] هكذا في الأصل فأن لم تكن تصحيفا ل «أبي يوسف» فلعله أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي ينسب الى جده، وهو شيخ يعقوب الفسوي لكنه يروي عن ابن عيينة مباشرة. وهناك عبد الرحمن بن يونس مستملي ابن عيينة (راجع تهذيب التهذيب 1/ 50، 6/ 302)(2/226)
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [1] أَخْبَرَنِي مُزَاحِمٌ [2] قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ هُبَيْرَةَ: مَا تَرَكْتُ لِأَحَدٍ مِنْ رَأْيِي مَا تَرَكْتُ لَكَ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا مِنْ بَنِي عَامِرٍ يَقُولُ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي شَيْءٍ فُلَانٌ: إِنَّمَا هُمْ مِنْ مُحَمَّدٍ.... [3] .
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ:
أَوَّلُ مَنْ سَمِعَ وَرَاءَى شِيعَةُ الْحَارِثِ بن أبي ربيعة [4] .
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: شَيَّعْتُ أُمِّي إِلَى الْقَادِسِيَّةِ فَلَمْ أَرَ مُحَامَلًا إِلَّا حَمَّلْتُهُ الْجَمَلَ.
قَالَ سُفْيَانُ: لَمْ يَكُونُوا يَحُجُّونَ إِلَّا عَلَى الرَّوَاحِلِ.
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَلَا نَعْلَمُ أَحَدًا حَدَّثَ عَنْ عُيَيْنَةَ إِلَّا سُفْيَانُ، وَكَانَ عُيَيْنَةُ صَيْرَفِيًّا بِالْكُوفَةِ، وَبَلَغَنِي [5] أَنَّهُ كَانَ فَرَّ مِنْ طارق [6] ولحق بمكة [7] .
__________
[1] الثوري.
[2] مزاحم بن زفر بن الحارث الكوفي (تهذيب التهذيب 10/ 100) .
[3] الفراغ كلمة رسمها «حوراري» ولم أتبينها.
[4] الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة ويقال ابن عياش المخزومي.
تولى امارة البصرة لابن الزبير قبل مصعب (طبقات خليفة 234، 279 وتهذيب التهذيب 2/ 144) وميز ابن أبي حاتم بين الحارث بن أبي ربيعة والحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة (الجرح والتعديل ج 1 قسم 2/ 74، 77)
[5] في الأصل بالحاشية.
[6] طارق بن عمرو المكيّ الأموي مولى عثمان ولاه عبد الملك بن مروان المدينة سنة 72 هـ وعزله سنة 73 هـ (تهذيب التهذيب 5/ 5- 7) .
[7] هذه العبارات بالضبط وردت في كتاب الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج 3 قسم 2/ 31 مسندة الى ابن معين، وأحسب أن اسناد أبي يوسف ساقط من الأصل، والله اعلم.(2/227)
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ [1] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ [2] عَنْ إِسْمَاعِيلَ [3] عَنْ مَحْمُودِ بْنِ عُمَارَةَ.
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَهُوَ خَطَأٌ لِأَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ مُوسَى حَدَّثَنَا عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ عُمَارَةَ. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَأَخْطَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ أَيْضًا فَقَالَ عن إسماعيل عن حخبار [4] وانما هو عَنْ حَجَّاجٍ، وَأَخْطَأَ أَيْضًا فَقَالَ إِسْمَاعِيلُ عَنِ الشعبي عن شمر وانما هو عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ.
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: أَبُو إِسْمَاعِيلَ اسْمُهُ هَرَمٌ مَوْلَى بَجِيلَةَ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا يَعْلَى [5] وَأَبِي عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ وَاسْمُهُ نَبْتَلٌ وَهُوَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ [6] .
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ عَنْ يَعْلَى وَأَبِي عَنْ إِسْمَاعِيلَ [7] عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: إِنَّ النَّاسَ قَدْ أَحْسَنُوا الْقَوْلَ فِيمَنْ وَافَقَ قَوْلَهُ فِعْلُهُ فَذَاكَ الَّذِي أَصَابَ حَظَّهُ، وَمَنْ خَالَفَ قَوْلَهُ فِعْلُهُ فَذَاكَ يُوَبِّخُ نَفْسَهُ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، وَالصَّحِيحُ مَا قال ابن نمير.
__________
[1] محمد بن عبد الله بن نمير.
[2] الطنافسي.
[3] ابن أبي خالد.
[4] هكذا في الأصل ولم أجده.
[5] يعلى بن عبيد بن أبي أمية الأيادي الحنفي الطنافسي الكوفي (تهذيب التهذيب 11/ 402) .
[6] ترجمته في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج 4 قسم 1/ 508.
[7] ابن أبي خالد.(2/228)
وَإِسْمَاعِيلُ عَنْ أَبِي ضَمْرَةَ عَنْ عَلِيٍّ فِي الْفَجْرِ هُوَ سَعْدُ [1] بْنُ عُبَيْدَةَ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا يَعْلَى وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ سُكَيْنَةَ أُخْتِهِ قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ وَعَلَيْهَا خِمَارٌ أَسْوَدُ وَدِرْعٌ مُوَرَّدٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ ثَنَا ابْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ:
سَمِعْتُ أُمَّ خُنَيْسٍ [2] تَقُولُ: ذَهَبْتُ مَعَ مَوْلَاتِي عَمْرَةَ بِنْتِ رَوَّاحَةَ أُخْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَّاحَةَ أَمِّ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ إِلَى عُمَرَ نُسَلِّمُ عَلَيْهِ حِينَ طُعِنَ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنِّي قَدْ أَقَمْتُ لَكُمُ الطُّرُقَ فَلَا تُعَوِّجُوهَا بَعْدِي.
قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: قَالَ الْفَزَارِيُّ [3] : قَالَ قالت: ذَهَبْتُ بِاللَّيْلِ.
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَأُمُّ خُنَيْسٍ عَمَّةُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي، وَكَانَ يَعْقُوبُ وَلَاؤُهُ فِي الْأَنْصَارِ، فَلَمَّا رَكِبَ الْبَغْلَ تَوَلَّى عَنْ مَوَالِيهِ وَادَّعَى أَنَّ وَلَاءَهُ فِي قُرَيْشٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ شِبْلِ [4] بْنِ عَوفٍ- كَذَا قَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ [5] : شِبْلٌ- قَالَ: مَا اغْبَرَّتْ
__________
[1] في الأصل «سعيد» وانظر ترجمته في (تهذيب التهذيب 3/ 478) .
[2] اسمها خولة (ابن أبي حاتم: الجرح والتعديل ج 4 قسم 2/ 462) .
[3] هو مروان بن معاوية بن الحارث ابو عبد الله الفزاري روى عن إسماعيل بن أبي خالد وروى عنه الحميدي (تهذيب التهذيب 10/ 96- 97) .
[4] شبيل بن عوف بن أبي حية الأحمسي الكوفي ويقال فيه شبل (تهذيب التهذيب 4/ 311) .
[5] هو عبد الله بن إدريس ولم يرد ذكره في اسناد الرواية ووروده(2/229)
قَدَمِي فِي مَطْلَبِ الدُّنْيَا قَطُّ، وَلَا جَلَسْتُ فِي مَجْلِسٍ إِلَّا انْتِظَارَ جِنَازَةٍ أَوْ حَاجَةٍ [1] ، وَلَا فَتَحْتُ رَحْلًا إِلَّا مِثْلَ كَسْبِ رَبِّ بَيْتٍ [2] .
أَبُو يُوسُفَ قَالَ: مُجَاهِدُ بْنُ جَبْرٍ المكيّ، ومجاهد بن رومي وأظنه مكي رَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ، وَمُجَاهِدٌ [3] الَّذِي رَوَى عَنْهُ ابْنُ الْأَصْبَهَانِيُّ [4] هُوَ ثَالِثٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا (67 أ) إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أَبِي حَازِمٍ عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ:
لَمَّا أُخْبِرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِقَتْلِ النُّعْمَانِ بْنِ مُقَرِّنٍ وَقِيلَ أُصِيبَ فُلَانٌ وَفُلَانٌ وَآخَرُونَ لَا نَعْرِفُهُمْ. قَالَ: وَلَكِنَّ اللَّهَ يَعْرِفُهُمْ. قَالَ: وَرَجُلٌ شَرَى نَفْسَهُ. فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَحْمَسَ يقال له مالك بن عوف: ذَاكَ خَالِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، زَعَمَ أُنَاسٌ أَنَّهُ أَلْقَى بِيَدِهِ إِلَى التَّهْلُكَةِ. فَقَالَ عُمَرُ: كَذَبَ أُولَئِكَ بَلْ هُوَ مِنَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْآخِرَةَ بِالدُّنْيَا.
قَالَ قَيْسٌ: وَالْمَنْقُولُ هُوَ عَوْفُ بن أبي حية [5] وهو ابو شبل.
__________
[ () ] هنا وبيان اختلاف روايته عن متن الأصل يشير الى أن يعقوب أورد الرواية من طريقه أيضا وسقطت من الأصل وقد ساق هذا الخبر من طريق ابن إدريس عن إسماعيل بن أبي خالد في الحلية 4/ 160.
[1] أوردها الى هنا ابو نعيم من طريق ابن إدريس عن إسماعيل ابن أبي خالد (الحلية 4/ 160) وفيه «شبيل» وليس «شبل» ولعل الناشر غيّرها معتقدا انها تصحيف.
[2] هكذا رسم هذه العبارة في الأصل ولم أتبينها.
[3] مجاهد بن وردان المدني (تهذيب التهذيب 10/ 45) .
[4] عبد الرحمن بن الأصبهاني.
[5] في الأصل «أخي جبر» والتصويب من (ابن أبي حاتم: الجرح والتعديل ج 2 قسم 1/ 381) .(2/230)
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ قَيْسٍ قَالَ:
كَانَ مُدْرَكُ بْنُ عَوْفٍ الْأَحْمَسِيُّ، وَمَالِكٌ أَشْبَهَ.
«قَالَ أَبُو يُوسُفَ: يُوسُفُ بْنُ مَاهِكَ وَيُوسُفُ بْنُ مِهْرَانَ وَاحِدٌ.
شُعْبَةُ يَقُولُ: ابْنُ مَاهِكَ [1] ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ يَقُولُ ابْنُ مِهْرَانَ، يَرْوِيَانِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْهُ، وَهُوَ مَكِّيٌّ» [2] .
[أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ]
[3] حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ محمد بن الفضل حدثنا حماد ابن زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ- وَذَكَرَهَا هَارُونُ بْنُ رِئَابٍ الْأَسَدِيُّ- قَالَ: كَانَ مِنَ الَّذِينَ يُسِرُّونَ الزُّهْدَ. وقال أيوب: لئن يُسِرَّ الرَّجُلُ زُهْدَهُ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يُظْهِرَهُ [4] .
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ الحميدي حدثنا سليمان ثنا هارون ابن رِئَابٍ وَكَانَ مَا عَلِمْتُ يُخْفِي الزُّهْدَ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنَا مَيْمُونٌ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ [5] قَالَ: شَهِدْتُ الْحَسَنَ وَأَتَاهُ أَيُّوبُ فَكَلَّمَهُ بشيء فيما
__________
[1] قال الامام أحمد: «اخطأ شعبة في حديث علي بن زيد عن يوسف بن مهران فقال يوسف بن ماهك، وهو خطأ، انما هو ابن مهران (كتاب العلل ومعرفة الرجال 1/ 275) .
[2] الخطيب: موضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 345.
[3] أيوب بن أبي تميمة السختياني في الطبقة الرابعة من تابعي أهل البصرة توفي سنة احدى وثلاثين ومائة (طبقات ابن سعد 7/ 246) .
[4] أوردها ابن سعد 7/ 249 ووقع فيه «يستر» بدل «يسر» ويحذف «وذكر هارون.... الزهد» .
[5] الغزال بصري (تهذيب التهذيب 10/ 394) .(2/231)
بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ، فَلَمَّا قَامَ أَيُّوبُ فَذَهَبَ قَالَ الْحَسَنُ: هَذَا سَيِّدُ الْفِتْيَانِ [1] .
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِي خُشَيْنَةَ [قَالَ] : حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَوْمًا فِي شَأْنِ كَذَا. فَقَالُوا: عَمَّنْ ذَا يَا أَبَا بَكْرٍ؟ قَالَ:
حَدَّثَنِيهِ أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ [2] .
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ:
لَمْ أَكْتُبْ عَنْ مُحَمَّدٍ إِلَّا حَدِيثَ الْبِرْذَوْنِ [3] فَلَمَّا حَفِظْتُهُ مَحَوْتُهُ.
(67 ب) حدثنا أبو يوسف حدثنا سليمان حدثنا حماد قَالَ: اخْتَلَفُوا فِي مَجْلِسِ أَيُّوبَ فِي حَدِيثٍ فصاروا الي إِلَى حِفْظِ أَيُّوبَ. فَقَالَ أَيُّوبُ:
الْمَجْلِسُ يَحْفَظُونَ.
قَالَ: وَقَالَ حَمَّادٌ: مَا يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَنْ يُعْجَبَ بِكَلَامِ غَيْرِهِ.
قَالَ سُلَيْمَانُ: قَالَ حَمَّادٌ: قِيلَ لِأَيُّوبَ: الْعِلْمُ الْيَوْمَ أَكْثَرُ أَمْ قَلَّ الْيَوْمَ؟ قَالَ: الْكَلَامُ الْيَوْمَ أَكْثَرُ وَالْعِلْمُ كَانَ قَبْلَ الْيَومِ أَكْثَرَ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد قَالَ:
كَانَ أَيُّوبُ مِنْ أَدَلِّ النَّاسِ بِالْمَصْرِ. وَقَالَ: وَكَانَ يَتَوَخَّى الطُّرُقَ الَّتِي [4] لَيْسَ فِيهَا المجالس يخشى ذكر [5] الناس عليه [6] .
__________
[1] أوردها ابن سعد بألفاظ مقاربة من طريق حماد بن زيد أيضا (الطبقات 7/ 247) وابو نعيم: حلية الأولياء 3/ 3 من طريق حماد أيضا.
[2] أوردها ابن سعد وزاد آخرها «فعليك به» وذكر «حديثا» بدل «في شأن كذا» (الطبقات 7/ 247) .
[3] في الأصل «البرذونة» .
[4] في الأصل «الّذي» .
[5] أوردها ابن سعد من طريق حماد (7/ 248) .
[6] أوردها ابن سعد من طريق حماد بن زيد أيضا بالمعنى، ومتنها «حماد بن زيد قال: كنت أمشي مع أيوب فيأخذ بي في طرق اني لا عجب له كيف اهتدى لها فرارا من الناس أن يقال هذا أيوب» (7/ 249) .(2/232)
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ: قُلْتُ مَرَّةً لِأَيُّوبَ أَشْرَبُ نبيذ السقاية؟ قال: ما اضطررت إِلَيْهِ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ قَالَ أَيُّوبُ: إِذَا لَمْ يَكُنْ مَا تُرِيدُ فَأَرِدْ مَا يَكُونُ. قَالَ سُلَيْمَانُ: هَذَا فِي كُلِّ شَيْءٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا سُلَيْمَانُ ثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: لَوْ أَعْلَمُ أَنَّ أَهْلِي يَحْتَاجُونَ إِلَى دَسْتَجَةِ بَقْلٍ مَا قَعَدْتُ مُعَلِّمًا [1] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: الْغِنَى مِنَ الْعَافِيَةِ [2] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ قَالَ: خَرَجْتُ إِلَى السُّوقِ فَاسْتَقْبَلَنِي أَيُّوبُ فَقُلْتُ:
يَا أَبَا بَكْرٍ أَيْنَ؟ فَقَالَ: جِنَازَةٌ. فَأَرَدْتُ أَنْ أَتْبَعَهُ فَقَالَ: سُوقَكَ سُوقَكَ [3] .
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ:
سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ ذَكَرَ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيَّ وَذَكَرَ مِنْهُ فَضْلًا وَقَالَ: كَانَ أَشَدَّ النَّاسِ تثبتا.
حدثنا أبو يوسف حدثنا يونس حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي يَعْنِي ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ بِالْبَصْرَةِ مِثْلَ أَيُّوبَ [4] .
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا ابو النعمان حدثنا (68 أ) حماد بن زيد قال:
__________
[1] أوردها ابو نعيم بالمعنى من طريق حماد بن زيد (الحلية 3/ 10) .
[2] أوردها ابو نعيم وحذف «قال: قال ابو قلابة» (الحلية 3/ 10) .
[3] أوردها ابن سعد من طريق حماد (الطبقات 7/ 248) .
[4] أوردها ابو نعيم من طريق آخر (الحلية 3/ 4) .(2/233)
سُئِلَ أَيُّوبُ عَنْ شَيْءٍ فَقَالَ: لَمْ يَبْلُغْنِي فِيهِ شَيْءٌ. قَالَ: قُلْ فِيهِ بِرَأْيِكَ.
قَالَ: لَا يَبْلُغُهُ رَأْيِي [1] .
قَالَ أَبُو النُّعْمَانِ: وَهَؤُلَاءِ يَشْتَرُونَ كُتُبًا مِنَ الْقَنْطَرَةِ، وَيَقُولُونَ مَنْ قَالَ خِلَافَ هَذَا فَهُوَ خَطَأٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا سُلَيْمَانُ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ قَالَ: كَانَ إِذَا سَأَلَ السَّائِلُ أَيُّوبَ عَنْ شَيْءٍ قَالَ لَهُ أَعِدْهُ [2] فَإِنْ أَجَابَهُ [3] كَمَا سَأَلَ أَجَابَهُ وَإِلَّا لم يُجِبْهُ [4] .
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أسد حدثنا ضمرة عن ابن شوذب قال: كَانَ أَيُّوبُ إِذَا سُئِلَ عَنِ الشَيْءٍ لَيْسَ عِنْدَهُ فِيهِ شَيْءٌ قَالَ: سَلْ أَهْلَ الْعِلْمِ [5] .
قَالَ: وَحَدَّثَنَا ضَمْرَةُ [6] عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ [7] قَالَ: كَانَ أَيُّوبُ يَعْتَمِرُ فِي رَجَبٍ ثُمَّ يَرْجِعُ يَحُجُّ مِنْ عَامِهِ. قَالَ: وَكَانَ يَعْتَمِرُ مِنَ الْجِعِرِّانَةَ.
قَالَ: وَكَانَ لَا يَصُومُ مِنْ أَيَّامِ الْعَشْرِ شَيْئًا فِي السَّفَرِ، وَكَانَ يَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَيَتَقَدَّمُ لَهُ فِي السُّحُورِ، وَكَانَ لَا يعجبه هذه الأحاديث التي في السحور.
__________
[1] أوردها ابن سعد (7/ 247) .
[2] في الأصل «أعد» .
[3] في الأصل «فأجابه» بدل «فأن أجاب» .
[4] أوردها ابن سعد وهي عنده أوضح ونصها «كان الرجل إذا سأل أيوب عن شيء استعاده فأن أعاد عليه مثل ما قال له أولا أجابه، وان خلط عليه لم يجبه» .
[5] أوردها ابن سعد من طريق ضمرة أيضا (7/ 247) .
[6] ابن ربيعة.
[7] عبد الله بن شوذب.(2/234)
وَقَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: كَانَ أَيُّوبُ لَا يَنْصَرِفُ عَنِ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ إِلَى الْمَنْزِلِ حَتَّى تُصَوَّبَ النُّجُومُ مِنْ طُولِ الْقِيَامِ وَالدُّعَاءِ.
قَالَ: وَكُنْتُ إِذَا رَأَيْتُهُ فِي الْحَجِّ عَلِمْتُ أَنَّهُ إِنَّمَا جَاءَ لَهُ، وَكَانَ لَا يَشْتَرِي وَلَا يَبِيعُ فِي الْحَجِّ، وَكَانَ رُبَّمَا نَزَلَ فَسَاقَ بِنَا وَاحِدًا. قَالَ:
وَكَانَ إِذَا قَدِمَ أُهْدِيَ لَهُ مِنَ الْمَسَالِيخِ [1] شَيْءٌ كَثِيرٌ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: كَانَ أَيُّوبُ يَلْبَسُ الطَّيْلَسَانِ وَكُمُّهُ بِيَدِهِ إذا رأيته لم تحلئة الْقِرَاءَة حَتَّى يَتَكَلَّمَ أَوْ يُسْأَلَ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ [2] حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: كَانَ أَيُّوبُ يَؤُمُّ أَهْلَ مَسْجِدِهِ فِي رَمَضَانَ. قَالَ: وَكَانَ يُصلِّي بِهِمْ قَدْرَ ثَلَاثِينَ آيَةً فِي الرَّكْعَةِ، وَكَانَ يُصَلِّي لِنَفْسِهِ فِيمَا بَيْنَ السَّرُوطَتَيْنِ بِقَدْرِ ثَلَاثِينَ آيَةٍ، وَكَانَ يَقُولُ هُوَ لِلنَّاسِ بِنَفْسِهِ: الصَّلَاةَ. قَالَ: وَكَانَ يُؤْثِرُهُمْ فَيَدْعُو بِدُعَاءِ الْقُرْآنِ وَيُؤَمِّنُ مَنْ خَلْفَهُ، وَكَانَ آخِرُ مَا يَقُولُ يُصلِّي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهمّ اسْتَعْمِلْنَا لِسُنَّتِهِ وَأَوْزِعْنَا هَدْيَهُ، اللَّهمّ اجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا. ثُمَّ يُكَبِّرُ وَيَسْجُدُ. وَكَانَ يَدْعُو بَعْدَ الرُّكُوعِ.
قَالَ: وَكَانَ يَدْعُو إِذَا فَرَغَ مِنَ الصَّلَوَاتِ بِدَعَوَاتٍ.
قَالَ: فَاجْتَمَعَ هُوَ وَيُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ وَحُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، فَقَالَ حُمَيْدٌ لِيُونُسَ: عَلِمْتُ أَنَّ أَيُّوبَ قَدْ صَارَ يُقْصِرُ.
وَقَالَ ابْنُ شوذب: وما أدركت أولئك الذين مِنَ الْبَصْرَةِ الَّذِي بَيْنَهُمَا حَسَنٌ إِلَّا أَيُّوبَ ويونس.
__________
[1] الشياه المسلوخ جلدها.
[2] ابن أسد.(2/235)
وَقَالَ أَيُّوبُ: لَوْلَا أَنْ تَسُبَّنِي الْقُصَّاصُ فِي قَصَصِهِمْ لَحَدَّثْتُ فِيهِمْ بِحَدِيثٍ يَسُوءُهُمْ.
قَالَ: وَكَنَا فِي مَجْلِسِ أَيُّوبَ فَذَكَرَ أَهْلَ الْأَهْوَاءِ فَنَالَ مِنْهُمْ. فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْمَجْلِسِ، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ هَذَا عَلَى هَوَاهُ. قَالَ: إِنَّا للَّه يَظُنُّ أَنَّمَا عَرَضْنَا لَهُ. قَالَ: فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: قَالَ أَيُّوبُ: لَوْ أَعْلَمُ أَنَّ أَهْلِي يَحْتَاجُونَ إِلَى حِزْمَةٍ أَوْ دَسْتَجَةٍ مِنْ بَقْلٍ مَا جَلَسْتُ مَعَكُمْ [1] .
قَالَ: وَقَالَ أَبُو قِلَابَةَ: الْزَمْ سُوقَكَ فَإِنَّ الْغِنَى مِنَ الْعَافِيَةِ [2] .
قَالَ: وَقَالَ أَيُّوبُ: لَا تَعْرِفُ خَطَأَ مُعَلِّمَكَ حَتَّى تُجَالِسَ غَيْرَهُ [3] .
قَالَ: وَسُئِلَ أَيُّوبُ عَنِ الْمَمْلُوكِ يَتَصَدَّقُ؟ فَقَالَ: لَا أَدْرِي. ثُمَّ قَالَ: مَا لَكُمْ رَجُلٌ يَسْأَلُ عَنِ الْخَوْفِ فَلَمْ يَدْرِ مَا يَقُولُ.
«حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ قَالَ: سُئِلَ أَيُّوبُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَسَكَتَ. فَقَالَ. الرَّجُلُ: يَا أَبَا بَكْرٍ لَمْ تَفْهَمْ أُعِيدُ عَلَيْكَ [4] ؟ قَالَ: فَقَالَ أَيُّوبُ: قَدْ فَهِمْتُ وَلَكِنِّي أُفَكِّرُ كَيْفَ أُجِيبُكَ» [5] .
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا سُلَيْمَانُ ثَنَا حَمَّادٌ قَالَ: دعا بعض الأمراء (69 أ) أَيُّوبَ فَشَاوَرَهُ فِي شَيْءٍ فَقَالَ: مَا سَمِعْتُ فيه شيئا أحدثك به. فقال:
__________
[1] أوردهما ابو نعيم من طريق آخر (الحلية 3/ 10) .
[2] أوردهما ابو نعيم من طريق آخر (الحلية 3/ 10) .
[3] أوردهما ابو نعيم من طريق آخر (الحلية 3/ 9) .
[4] في الأصل «علمك» .
[5] الخطيب: الفقيه والمتفقه 2/ 188- 189.(2/236)
فَرَأْيُكَ؟ قَالَ: لَيْسَ لِي فِيهِ رَأْيٌ. قَالَ: فَاذْهَبْ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي سَلَمَةُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: كَانَ أَيُّوبُ يَقُولُ: إِنَّهُ لَيَعِزُّ عَلَيَّ أَنْ أَسْمَعَ لِمُحَمَّدٍ حَدِيثًا لَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ.
قَالَ مَعْمَرٌ: وَإِنَّهُ لَيَعِزُّ عَلَيَّ أَنْ أَسْمَعَ لِأَيُّوبَ حَدِيثًا لَمْ أَسْمَعْ مِنْ أَيُّوبَ.
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ [1] قَالَ: قال شعبة: قال يونس ابن عُبَيْدٍ: مَا كَتَبْتُ شَيْئًا قَطُّ.
قَالَ شُعْبَةُ: قَالَ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ: مَا كَتَبْتُ شَيْئًا قَطُّ إِلَّا حَدِيثًا طَوِيلًا كُلَّمَا حَفِظْتُهُ مَحَوْتُهُ.
قَالَ شُعْبَةُ: قَالَ أَيُّوبُ: ذَكَرْتُ وَمَا أُحِبّ أَنْ أَذْكُرَ.
قَالَ حَجَّاجٌ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: رُبَّمَا ذَهَبَ أَيُّوبُ فِي الْحَاجَةِ فَأُرِيدُ أَنْ أَمْشِيَ معه فلا يدعني ويخرج فيأخذ [2] هاهنا وهاهنا لِكَيْ لَا يُفْطَنَ لَهُ [3] .
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: قَالَ حَمَّادُ بْنُ زِيَدٍ:
مَا أَخَافُ عَلَى أَيُّوبَ وَابْنِ عَوْنٍ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا الْحَدِيثَ، ثُمَّ ذَكَرَ سُلَيْمَانُ حَدِيثَ عَطِيَّةَ السَّرَّاجِ وَلَا أَشُكُّ أَنَّهُ سَاقَ الْحَدِيثَ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ وَقَدْ حَدَّثَنَا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن أيوب
__________
[1] ابن المنهال.
[2] في الأصل «فيأخذها» وما أثبته من (حلية الأولياء 3/ 6) .
[3] أوردها ابن سعد 7/ 250 وابو نعيم من طريق احمد بن حنبل (الحلية 3/ 6) .(2/237)
عَنْ عَطِيَّةَ السَّرَّاجِ قَالَ: مَرَرْتُ مَعَ الشَّعْبِيُّ عَلَى مَسْجِدٍ مِنْ مَسَاجِدِ جُهَيْنَةَ فَقَالَ: أَشْهَدُ عَلَى كَذَا وَكَذَا مِنْ أَهْلِ هَذَا الْمَسْجِدِ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أَرَاهُ قَالَ ثَلَاثُمِائَةٍ يَشْرَبُونَ نَبِيذَ الدِّنَانِ فِي الْعَرَاصِينِ.
قَالَ سُلَيْمَانُ: وَأَيُّوبُ فِي فَضْلِهِ وَمَذْهَبِهِ فِي الْمُسْكِرِ مَا كَانَ يَصْنَعُ بِهَذَا لَوْلَا أن شهوة الحديث حمله على ذكر ذلك. (69 ب) .
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ ثَنَا أَبُو قُطْنٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَوْنٍ يَقُولُ: وَدِدْتُ أَنِّي خَرَجْتُ مِنْهُ كَفَافًا- يَعْنِي من العلم [1]-.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ ثَنَا عَفَّانُ ثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: لَمَّا مَاتَ مُحَمَّدٌ [2] قُلْنَا [3] : مَنْ؟ قَالَ: فَقُلْنَا أَيُّوبُ [4] .
«حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا أَبُو بِشْرٍ [5] ثَنَا مُعَاذٌ [6] حدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَيُّوبَ يُقَوِّمُ لَهُمْ كتبهم بيده» [7] .
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حدثنا حماد عن هشام قال:
__________
[1] أوردها ابن سعد (الطبقات 7/ 262) من طريق أبي قطن أيضا، وأوردها ابو نعيم من طريق آخر (الحلية 3/ 6) .
[2] ابن سيرين.
[3] في الأصل «قال» وانظر ابن سعد 7/ 250.
[4] أوردها ابن سعد (7/ 249- 250) وما أثبته منه ووقع فيه «عوف» بدل «عون» وهو تصحيف، وقال «قلنا: من لنا؟ فقلنا: لنا أيوب» .
[5] في الأصل «ابو يونس» والتصويب من الكفاية 240 وهو بكر ابن خلف.
[6] ابن معاذ العنبري.
[7] الخطيب: الكفاية 240.(2/238)
ثم أَكْتُبْ عَنْ مُحَمَّدٍ إِلَّا حَدِيثَ الْأَعْنَاقِ، فَلَمَّا حَفِظْتُهُ مَحَوْتُهُ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ قَالَ: كَانَ مُوسَى الْأَسْوَارِيُّ يَجِيءُ فِي رَمَضَانَ فَيُصَلِّي خَلْفَ أَيُّوبَ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ قَالَ: شَهِدَ أَيُّوبُ هِشَامَ بْنَ عُرْوَةَ يُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ- يَعْنِي حَدِيثَ عَائِشَةَ فِي شَأْنِ فَاطِمَةَ بِنْتِ أَبِي حبيش- فقال لي:
ويحدثني حفظا هَذَا الْحَدِيثَ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ قَالَ أَيُّوبُ: إذا رأيت الرجل يصنع شيئا فلا تحكي عَنْهُ حَتَّى تَسْأَلَهُ لِأَيِّ شَيْءٍ صَنَعَ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلَ حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ [1] قَالَ: كَانَ أَيُّوبُ إِذَا قَدِمَ عَلَيْنَا مِنْ مَكَّةَ قَالَ يَقُولُ لَنَا:
احْفَظُوا الْإِسْنَادَ فَإِنِّي أَنْسَاهُ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: كَانَ أَيُّوبُ إذا قَدِمَ- يَعْنِي مِنْ مَكَّةَ- يَقُولُ: قَدْ أَتَيْتُكُمْ بِأَرْبَعَةِ أَحَادِيثَ خَمْسَةِ أَحَادِيثَ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا أَبُو هَاشِمٍ زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ حَدَّثَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا قَالَ: مَرَّ أَيُّوبُ بِمَسْجِدِ بَنِي ضُبَيْعَةَ فَرَدُّوا عَلَيْهِ، فَعَلِمَ أَنَّهُمْ قَدْ زَادُوهُ فَجَعَلَ يَقُولُ- فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ نَفْسِهِ-: يَعْلَمُ اللَّهُ أَنِّي لهذا كاره.
(70 أ) حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ وُهَيْبِ بْنِ خَالِدٍ أَبِي بَكْرٍ صَاحِبِ الْكَرَابِيسِ قَالَ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ يَقُولُ: إِذَا ذكر
__________
[1] عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي.(2/239)
الصَّالِحُونَ كُنْتُ عَنْهُمْ بِمَعْزِلٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: قُلْتُ لِأَيُّوبَ: إِنَّ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا عَنْ مُحَمَّدٍ يَحْفَظُهُ قَالَ: إِنَّهُ لَيَعِزُّ عَلَيَّ أَنْ أَسْمَعَ عَنْ مُحَمَّدٍ حَدِيثًا لَا أَحْفَظُهُ.
قَالَ سُفْيَانُ: وَحَدَّثَنَا أَيُّوبُ- وَكَانَ أَوْثَقَ مَنْ رَأَيْتُ فِي زَمَانِهِ- عَنْ أَبِي بِشْرٍ.
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: كَانَ سُلَيْمَانُ يُنْكِرُ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ وَيَقُولُ: هذه بركت وكان أيوب لَا يَفْعَلُ مِثْلَ هَذَا.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْأَعْلَى [1] قَالَ: رَأَيْتُ أَيُّوبَ يُبْلِغُ مَعْمَرًا إِلَى الْعِرَاقِ. فَقُلْتُ لِعَبْدِ الْأَعْلَى: فَمَا مَنَعَكَ مِنْ أَيُّوبَ؟ قَالَ: كُنَّا نَسْمَعُ مِنْ حَوْشَبٍ [2] وَكَانَ يَتَصَوَّفُ، وَكَانُوا يَقُولُونَ: فِي مَنْزِلِ أَيُّوبَ الضَّبْعِ، فَتَرَكْنَاهُ، ثُمَّ نَدِمْنَا بَعْدُ.
قَالَ عَلِيٌّ: بَلَغَنَا عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ قال: قدم أيوب من مَكَّةَ فَرَأَيْتُ عَلَى فِرَاشِهِ مَجْلِسًا مُعَصْفَرًا فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ فَرَفَعْتُ الْمَجْلِسَ فَإِذَا تَحْتَهُ خَيْشٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: لَا أَعْلَمُ الْقَدَرَ مِنَ الدِّينِ [3] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا قَطُّ أَشَدَّ تَبَسُّمًا فِي وُجُوهِ الرِّجَالِ مِنْ أَيُّوبَ إِذَا لقيهم، وهارون بن رئاب كان شيئا
__________
[1] عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي.
[2] حوشب بن مسلم الثقفي مولاهم (تهذيب التهذيب 3/ 66) .
[3] أوردها ابن سعد (7/ 249) .(2/240)
عَجَبًا [1] .
قَالَ عَلِيٌّ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ [2] يَقُولُ: كُلِّمَ أَيُّوبُ فِي إِحْسَانٍ يُعْطِيهِ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي الْكِيسِ فَأَعْطَاهُ حِفْنَةً بِلَا عَدَدٍ وَلَا وَزْنٍ.
قَالَ عَلِيٌّ: بَلَغَنِي أَنَّ أَيُّوبَ كَانَ يُصَلِّي بِاللَّيْلِ فَإِذَا أَصْبَحَ تَنَحْنَحَ وَتَكَلَّمَ- يَرَى أَنَّهُ قَامَ تِلْكَ [السَّاعَةَ] [3] .
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ قَالَ: نَعَمْ، أَلْفٌ وَأَلْفٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا سليمان بن أخضر وكان في ابن عون كَحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ فِي أَيُّوبَ.
قَالَ عَلِيُّ بن المديني: كان يحي [4] يُقَدِّمُ أَزْهَرَ [5] عَلَى سُلَيْمَانَ، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ [6] يَقُولُ مِثْلُهُمْ، فَكُنْتُ أَقُولُ لِيَحْيَى فَقَالَ: اسْكُتْ أَزْهَرُ لَمْ يَكُنْ مِنْهُمْ أَحَدٌ أَلْزَمَ مِنْهُ وَلَا أَصَحَّ.
«قَالَ عَلِيّ: وَسَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ- وذكر من طلب الحديث-
__________
[1] أوردها ابن سعد (7/ 249) وابو نعيم: الحلية 3/ 8 الى «أيوب» .
[2] ابن عيينة.
[3] أوردها ابو نعيم من طريق آخر والزيادة منه (الحلية 3/ 8) .
[4] ابن سعيد القطان.
[5] أزهر بن سعد السمان.
[6] ابن مهدي.(2/241)
[فَقَالَ: لَمْ يَكُنْ مِنْ أَصْحَابِنَا مِمَّنْ طَلَبَهُ] [1] وَعُنِيَ بِهِ وَحَفِظَ وَأَقَامَ عَلَيْهِ حَتَّى لَمْ يزل فيه الا ثلاثة: يحي بْنُ سَعِيدٍ وَسُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، لَمْ يَدَعُوهُ مُنْذُ طَلَبُوهُ وَلَمْ يَشْتَغِلُوا عَنْهُ لَمْ يَزَالُوا فِيهِ [إِلَى أَنْ] حَدَّثُوا» [2] . وَكَانَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ [3] حَفِظَ ثُمَّ نَسِيَ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَعْطَانِي ابْنُ إِسْمَاعِيلَ أَطْرَافًا لِابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، فَلَقِيتُهُ وَهُوَ جَاءٍ مِنْ عِنْدِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ فَسَأَلْتُهُ فَمَا حَفِظَ مِنْهَا إِلَّا حَدِيثًا أَوْ حَدِيثَيْنِ، ثُمَّ حَفِظَهَا بَعْدُ.
قَالَ عَلِيٌّ: وَمَا رَأَى عَبْدُ الرحمن لإسماعيل كتابا قط.
[قال] [4] علي: ما اقدر أَنْ أَقُولَ إِنَّ أَحَدًا أَثْبَتُ فِي الْحَدِيثِ من إسماعيل.
قال علي: قال يحي [5] : أَنَا لَمْ أَرَ إِسْمَاعِيلَ يَطْلُبُ الْحَدِيثَ وَكُنَّا نَعْلَمُ أَنَّهُ قَدْ سَمِعَ وَتَرَكَ.
أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا عَلِيٌّ قَالَ: قُدِّمَ عَلَيْنَا إِسْمَاعِيلُ عَلَى الصَّدَقَةِ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ وَجُعِلَ لَهُ الثمن، قدم بالأمانة فَكَانَ لَا يُفَتِّشُ أَحَدًا فَجَاءَ يُسَلِّمُ عَلَى عَبْدِ الْوَارِثِ [6] . فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا بِشْرٍ ما هذا الّذي يعد أيوب
__________
[1] الزيادة من ق 38 ب ومن تاريخ بغداد 14/ 137 وان كانت الرواية هناك تنسب القول الى علي بن المديني وليس الى شيخه عبد الرحمن ابن مهدي.
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 14/ 137 ويحذف «وسمعت عبد الرحمن» والزيادة منه.
[3] ابن علية (ابن سعد 7/ 325) .
[4] سقطت من الأصل وانظر (تهذيب التهذيب 1/ 277) .
[5] القطان.
[6] عبد الوارث بن سعيد ابو عبيدة البصري.(2/242)
وَيُونُسُ؟ فَقُلْنَا: يَا أَبَا عُبَيْدَةَ الدَّيْنُ وَالْعِيَالُ. فَقَالَ: أَتَرَى الَّذِي يَرْزُقُ الذَّرَّ فِي الصَّفَا كَانَ يَغْفَلُكَ!؟ ثُمَّ قَالَ عَبْدُ الْوَارِثِ: كِسْرَةً وملح وَمُتْ كَرِيمًا.
قَالَ عَلِيٌّ: كَأَنَّ عَبْدَ الْوَارِثِ خشي منه هو شَابٌّ.
قَالَ عَلِيٌّ: فَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ [1] قَالَ: دَخَلَ عَلَى أُمِّي فَقَالَ: أَنَا مَيِّتٌ فَقَالَتْ: سُبْحَانَ اللَّهِ يَقِيكَ اللَّهُ. فَقَالَ: أَنَا مَيِّتٌ قد انقطع رزقي (71 أ) سمعت [2] الرزق قد انْقَطَعَ.
قَالَ عَلِيٌّ: وَكَانَ لَهُ سَبْعَةُ غِلْمَانٍ فَجَعَلُوا يَمُوتُونَ حَتَّى بَقِيَ آخِرُهُمْ وَاحِدٌ يَعْمَلُ فَلَمَّا مَاتَ قَبْلَهُ بِسَبْعَةِ أَيَّامٍ دَخَلَ عَلَى امْرَأَتِهِ فَقَالَ لَهَا هَذِهِ الْمَقَالَةَ:
قَدْ مَاتَ هَذَا الْغُلَامُ وَأَنَا لَا أَقْبَلُ مِنْ أَحَدٍ شَيْئًا فَقَدِ انْقَطَعَ رِزْقِي فَمَرِضَ فَمَاتَ بَعْدَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ.
قَالَ عَلِيٌّ: لَمْ أَسْمَعْهُ يَتَكَلَّمُ بِشَيْءٍ مِمَّا يَرْمُونَهُ بِهِ قَطُّ، وَلَا سَمِعْتُهُ يَذْكُرُ أَحَدًا يَذْكُرُ شَيْئًا مِنْ ذَا. عَبْدُ الْوَارِثِ مَوْلَى بَلْعَنْبَرِ بْنِ تَمِيمٍ، وَابْنُ عُلَيَّةَ مَوْلًى لِبَنِي أَسَدٍ.
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَسَأَلْتُ ابْنَهُ فَذَكَرَ أَنَّ وَلَاءَهُمْ لِبَنِي أَسَدٍ.
[مَعْرِفَةُ الْقُضَاةِ]
أَوَّلُ قَاضٍ قَضَى عَلَى الْبَصْرَةِ أَبُو مَرْيَمَ الْحَنَفِيُّ [3] أَمَّرَهُ أَبُو مُوسَى [4] أَنْ يَقْضِيَ.
__________
[1] عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد البصري.
[2] في الأصل رسمها (شنت) .
[3] اختلف في اسمه وترجمته في (تهذيب التهذيب 12/ 232) .
[4] الأشعري.(2/243)
وَسَمِعْتُ ابْنَ الرَّهَطِيِّ يَقُولُ: هُوَ الَّذِي شَهِدَ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ لِزِيَادِ بْنِ سُمَيَّةَ، ثُمَّ كَعْبِ بْنِ سَعْدٍ، ثُمَّ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، ثُمَّ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ.
وَمِنْ بَعْدِهِ [1] زُرَارَةُ قَضَى عَلَى الْبَصْرَةِ قَبْلَ عِمْرَانَ وَبَعْدَ عِمْرَانَ مَرَّتَيْنِ.
ثُمَّ عُمَيْرَةُ بْنُ يَثْرِبِيٍّ بَعْدَهُ وَسَيِّدٌ الْجَمَلُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ يَعْلَى وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ فَضَالَةَ، وَهِشَامُ بْنُ هُبَيْرَةَ مَوْلَى اللَّيْثِيِّينَ.
وَمِنَ الْأَنْصَارِ
ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ وَالْحَسَنُ [2] مَوْلَى الْأَنْصَارِ. لَمْ يَقْضِ عَلَيْهِمْ مَوْلًى إِلَّا الْحَسَنُ، وَكَانَ يَقْضِي عَلَيْهِمُ الْعَرَبُ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ قَالَ: وَكَانَ الْحَجَّاجُ بن أرطأة يَقُولُ لِلرَّجُلِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَحْكُمَ عَلَيْهِ: هَلْ عِنْدَكَ حُجَّةٌ؟ هَلْ لَكَ قَوْلٌ؟ هَلْ ... هَلْ ... كَأَنَّهُ كَانَ قَاضِيًا عَلَى الْبَصْرَةِ.
وَسِوَارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. وَعُبَيْدُ [3] اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الْعَنْبَرِيُّ وَخَالِدُ بْنُ طُلَيْقٍ الأنصاري وابن أبي حنيفة [4] (71 ب) وَابْنُ أَكْثَمَ [5] .
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَوَّارٍ [6] قَالَ: تُوُفِّيَ سَوَّارٌ فِي ذِي الْحِجَّةِ مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وخمسين قاضيا على البصرة.
__________
[1] في الأصل «بعد» .
[2] البصري المشهور.
[3] في الأصل «عبد» والتصويب من تاريخ خليفة 473.
[4] إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة (ميزان الاعتدال 1/ 226) .
[5] يحي بن أكثم التميمي القاضي الفقيه (تهذيب التهذيب 11/ 179) .
[6] هو سوار بن عبد الله بن قدامة (تهذيب التهذيب 4/ 269) .(2/244)
«وَبِشْرُ بْنُ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ مَاتَ أَمِيرًا بِالْبَصْرَةِ» [1] وَالثَّالِثُ [2] مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ [3] .
وَاسْتُقْضِيَ بَعْدَ سَوَّارٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ [4] عَزَلَهُ الْمَهْدِيُّ وَاسْتَقْضَى حَمَّادَ بْنَ طَلِيقٍ فَعُزِلَ وَلَقِيَ شِدَّةً، وَاسْتَقْضَى بَعْدَهُ عُمَرَ بْنَ عُثْمَانَ التَّيْمِيَّ [5] وَاسْتُعْفِيَ وَاسْتَقْضَى [6] مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ [7] مُعَاذَ بْنَ مُعَاذِ بْنِ نَضْرِ [8] بْنِ حَسَّانِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْخَشْخَاشِ. قَالَ: وَالْمَخْزُومِيُّ [9] أَرَاهُ قَبْلَ مُعَاذٍ. ثُمَّ عزلهم هارون ولى عمر بن حبيب. وبعد عمر معاذ، وَبَعْدَ مُعَاذٍ الْأَنْصَارِيَّ [10] .
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: فَسَأَلْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ مُعَاذٍ فِي خَلْوَةٍ فَقُلْتُ: يا أبا
__________
[1] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 10/ 127.
[2] كذا.
[3] محمد بن سليمان بن علي العباسي أمير البصرة في خلافة الهادي والرشيد (تاريخ خليفة ص 473) .
[4] العنبري (تاريخ خليفة ص 473) .
[5] وكذلك قال ابن أبي خيثمة وعمر بن شبة: ولاه المهدي، وقال الزبير بن بكار: ولاه الرشيد القضاة بالبصرة، وزاد ابن شبة ان ذلك سنة ست وستين بعد عزل عبيد الله بن الحسن العنبري.
[6] في الأصل «وقالا» ولا معنى لها.
[7] في الأصل يوجد «هذه» بعد «سليمان» وهي زائدة فحذفتها.
[8] في الأصل «نصير» وما أثبته من طبقات خليفة ص 226، والأنساب: للسمعاني ق 400 أوورد في تهذيب التهذيب 10/ 194 «نصر» .
[9] عبد الرحمن بن محمد المخزومي (تاريخ خليفة ص 501) .
[10] هو محمد بن عبد الله بن المثنى ابو عبد الله الأنصاري البصري.
(تاريخ خليفة ص 501 وتهذيب التهذيب 9/ 224) .(2/245)
عَمْرٍو مَا الَّذِي وَقَعَ بَيْنَ أَبِيكَ وَالْأَنْصَارِيِّ؟ فَفَزِعَ وَقَالَ: مَالَكَ وَلِهَذَا، فغضب ثم نظر في وجهي فقال: الفارسي؟ فقلت: نعم. فقال: دع هذا عنا. فقلت: يا أبا عمرو الناس يحدثون بأراجيف ولعله كذب.
فقال: أجمل لك. فقال: أخاف والله أبي وأمي وإخوتي وصبيانك الصغار والكبير بعدنا، وكلما قُلْتُ: يَا أَبَا عَمْرٍو وَمَا كَانَ سَبَبُ مَا تَقُولُ؟
قَالَ: كَانَ ذَاكَ الْكَسَّاءُ الَّذِي عِنَدَكُمْ وَقَّفَ هاهنا وَقْفًا وَسَبَّلَهُ عَلَى قَوْمٍ فَإِنِ انْقَرَضُوا رَجَعَ الْوَقْفُ إِلَى الْأَنْصَارِيِّ وَغَيْرِهِ مِنْ بَنِي أَبِيهِ، وَاحْتَاجَ الْوَقْفُ أَيَّامَ كَانَ أَبِي عَلَى الْقَضَاءِ أَنْ يُثْبِتَ ذَلِكَ عِنْدَ أَبِي فَأَحْضَرَ الْأَنْصَارِيَّ وَآخَرَ فَشَهِدَا عِنْدَ أَبِي فَلَمْ يَقْبَلْ أَبِي شَهَادَتَهُ لِرُجُوعِهِ إِلَيْهِ، فَوَقَعَ فِي الْمَسْجِدِ أَنَّ مُعَاذَ بْنَ مُعَاذٍ رَدَّ شَهَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ. فَقَصَدَنَا بِكُلِّ مَكْرُوهٍ وَآذَانَا أَشَدَّ الْأَذَى حَتَّى خِفْنَا فِي مَنَازِلِنَا أَبِي وَأُمِّي وَالصَّغِيرُ مِنَّا وَالْكَبِيرُ.
قَالَ سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: وَوَلِيَ بَعْدَ الأنصاري أبي رضي الله عنه، والأنصاري (72 أ) وَلَّاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوِلَايَةَ الثَّانِيَةَ أَيَّامَ الْفِتْنَةِ بَعْدَ أَمْرِكُمْ [1] .
قَالَ سَوَّارٌ وَحَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بن الخليل قال: شهدت سوار وعمر ابن عَامِرٍ: وَمَا يُرْجَى مِنْ ذَاكَ، ذَاكَ [2] أَلْطَفُ وَخَيْرٌ، وَمَا أَرَى هَذَا عَيْبًا. قَالَ: فَقَالَ: كُلُّ مَا يُخَالِفُ أَمْرَ الْعَامَّةِ فَإِنِّي أَرَاهُ عَيْبًا أُرَدُّ بِهِ.
فَرَجَعَ إِلَى قَوْلِ سَوَّارٍ.
__________
[1] كذا!
[2] في الأصل: «ذاك ذاك» مرتين.(2/246)
قَالَ سَوَّارٌ: حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: حَكَمَ فِينَا سَوَّارٌ بِعِلْمِهِ.
قَالَ مُعَاذٌ: وَأَقَادَ سليمان بن علي رجلا بكتاب يحي بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ بِقَسَامَةٍ ثَبَتَتْ عِنْدَهُ. فَأَقْبَلَ الرَّجُلُ بِالْقَسَامَةِ بِكِتَابِ قَاضٍ إِلَى قَاضٍ.
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيَّ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ قَالَ: قَدْ أَشْرَفْتُ عَلَى أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةٍ وَمُنَايَ أَنْ يَكُونَ لِي سُلْطَانٌ سَاعَةً بِالْبَصْرَةِ فَأُخْرِجَ هَذَا الْأَعْمَى الْبَصَرُ الْأَعْمَى الْقَلْبُ مِنَ الْمَسْجِدِ وَأَرُدَّهُ إِلَى الْأُبَلَّةِ لِيُحَدِّثَ بَنِي عَمِّهِ هُنَاكَ- يَعْنِي أَبَا عُمَرَ الضَّرِيرَ-. فقال له أبو الربيع الزهراني: ماله يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: يُحَدِّثُ وَيُمْلِي الْأَحَادِيثَ ثم يَقُولُ قَالَ أَبُو عُمَرَ كَذَا خلاف ما يحدث عن السلف. وبلغني انه حدث أن النبي عليه السلام أَعْتَقَ صَفِيَّةَ وَتَزَوَّجَهَا وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا.
قَالَ أَبُو عَمْرٍو: وَلَوْ سَمَّى لَهَا صَدَاقًا كَانَ أَحَبَّ إِلَى أَبِي عُمَرَ. وَقَالَ أَبُو الرَّبِيعِ: يُحَرِّفُونَ عَلَيْهِ لَمْ يَقُلْ هَكَذَا إِنَّمَا قَالَ لَوْ أَنَّ إِنْسَانًا فَعَلَ هَذَا الْيَوْمَ كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ يُسَمِّيَ لَهُ صَدَاقًا. فَقَالَ: هَذَا شَرٌّ وَأَشَرُّ رَغْبَةً عَمَّا فَعَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسُنَّتِهِ. هَلْ رَأَى أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِنَا فِعْلَ فِعْلَهُ وَقَالَ قوله (72 ب) يُحَدِثُ بِالْحَدِيثِ وَيَقُولُ قَالَ أَبُو عُمَرَ بِخِلَافِهِ!! «قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَسَمِعْتُ الْأَنْصَارِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ من داود ابن أَبِي هِنْدٍ أَحَادِيثَ- ذَكَرَ كَثْرَةً- وَسَمِعَ مَعِيَ إِنْسَانٌ فَأَخَذَ لِيَنْسَخَ فَطَالَتْ غَيْبَتُهُ عَنِّي فَتَرَكْتُهُ ولم أروه» [1] .
__________
[1] الخطيب: الكفاية 235.(2/247)
وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَرِضْتُ مَرْضَةً فَقَدْتُ فَهْمِي وَعَقْلِي، فَلَمَّا فَقِهْتُ قَالَ لِي أَبِي: يَا بُنَيَّ قد جاءك يحي بْنُ سَعِيدٍ [1] عَائِدًا فِي مَرَضِكَ.
فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: وَلَمْ أَفْهَمْهُ مِنْ غَلَبَةِ الْمَرَضِ.
[عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ] .
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بن حرب حدثنا حماد [عن] [2] ابن عون قَالَ: قُلْتُ [3] عِنْدَ الْحَسَنِ وَمُحَمَّدٍ فَكِلَاهُمَا لَمْ يَزَالَا قَائِمَيْنِ حَتَّى فَرَشَا [4] .
قَالَ: وَرَأَيْتُ الْحَسَنَ نَفَضَ لِيَ الْفِرَاشَ بِيَدِهِ.
وَسَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ يَقُولُ: قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: لَمَّا وُلِدَ لِي إِسْمَاعِيلُ وَتَحَرَّكَ ذَهَبْتُ بِهِ إِلَى حَلْقَةِ ابْنِ عَوْنٍ قُلْتُ لَعَلَّ ابْنَ عَوْنٍ يَدْعُو لَهُ. قَالَ: فَلَمَّا قُمْنَا قَالَ لَنَا الصبي: يا ابنه مَنْ ذَاكَ الرَّجُلُ- يُرِيدُ ابْنَ عَوْنٍ [5]-؟ ذَاكَ كأنه من الملائكة أو كلام نَحْوَ هَذَا.
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: ثَنَا سُلَيْمَانُ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ ابْنَ عَوْنٍ عَنِ الْوِتْرِ أَيْ مَتَى يُوتِرُ؟ قَالَ: فَحَدَّثَهُ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ.
قَالَ فَقَالَ: حَدِّثْنِي كَيْفَ تَفْعَلُ أَنْتَ؟ قَالَ: فَلَمَّا قَالَ فَقُلْنَا يَا أَبَا عَوْنٍ أَخْبِرْهُ. قَالَ فَقَالَ: كَفَى بِالرَّجُلِ مَا يُخْطِئُ فِي نَفْسِهِ.
__________
[1] القطان.
[2] سقطت من الأصل.
[3] من القيلولة.
[4] في تهذيب التهذيب 5/ 347 «فرش لي» بدل «فرشا» .
[5] في الأصل «قال لنا الصبي ... عون» مكررة وفيها زيادة «بن محمد عن آله» بعد «عون» وهي زائدة فحذفتها.(2/248)
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: انْطَلَقْتُ إِلَى عِكْرِمَةَ وَمَعِيَ رَجُلَانِ. قَالَ: فَلَقِينَاهُ فسألناه عنها يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ 5: 101 [1] . قَالَ: ذَاكَ يَوْمٌ قَامَ فِيهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا حَدَّثْتُكُمْ.
قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ فَكِرَهَ الْمُسْلِمُونَ يَوْمَئِذٍ مَقَامَتَهُ. قَالَ: فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَبِي؟ قَالَ: أَبُوكَ حُذَافَةُ. قَالَ ابن عون: فلم أسأل (73 أ) عِكْرِمَةَ عَنْ شَيْءٍ قَبْلَ هَذِهِ الْآيَةِ وَلَا بَعْدَهَا. قَالَ: وَسَأَلْتُ نَافِعًا [2] عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ وقد كنت خبأتها لغير واحد يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ 5: 101 [3] قَالَ نَافِعٌ: مَا زَالَ كَثْرَةُ السُّؤَالِ مُنْذُ قَطٍّ يُكْرَهُ. قَالَ: فَكَانَ فِيمَا يَقُولُ إِذَا سُئِلَ لَا أَدْرِي.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ حَدَّثَنَا مُعَاذٌ [4] حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: كَانَ حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ وَغَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ يَأْتِيَانِ أَبَا بُرْدَةَ [5] ، فَتَوَجَّهْتُ إِلَى أَبِي بردة فلقيتهما جائيين مِنْ عِنْدِهِ فَذَكَرَا أَنَّ أَبَا بُرْدَةَ حَدَّثَهُمَا عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ قَالَ: قَالَ لِي مُعَاذٌ وَحَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ قَالَ: جِئْتُ يَوْمًا إِلَى أَهْلِي فَإِذَا أَبِي يَقُولُ: جَاءَنَا ابن
__________
[1] سورة المائدة آية 101.
[2] مولى ابن عمر.
[3] سورة المائدة آية 101.
[4] معاذ بن معاذ العنبري.
[5] ابن أبي موسى الأشعري.(2/249)
عَوْنٍ يَسْأَلُنِي عَنْكَ، فَأْتِهِ. قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: بَلَغَنِي أَنَّكَ جِئْتَ تَسْأَلُنِي.
قَالَ: نَعَمِ الْحَدِيثُ الَّذِي حَدَّثْتُكَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا كَيْفَ هُوَ؟ قُلْتُ: كَذَا وَكَذَا. قَالَ: نَعَمْ إِنِّي خَشِيتُ أَنْ لَا أَكُونَ حَدَّثْتُكَ كَمَا هُوَ عِنْدِي.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ ثَنَا يَعْقُوبُ الْحَضْرَمِيُّ [1] قَالَ شُعْبَةُ يَقُولُ: سَمِعْتُهُ يُرِيدُ أَنْ يَأْتِي سَيِّدَنَا عَلِيَّ بْنَ عَلِيٍّ [2] .
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ ثَنَا عَلِيٌّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: لَا أَعْلَمُ أَحَدًا تَرَكَ مِنَ التَّابِعِينَ مَا تَرَكَ ابْنُ عَوْنٍ تَرَكَهُمْ لِلرَّأْيِ.
قَالَ عَلِيٌّ: عَطَاءٌ [3] وَطَاوُسٌ لِلصَّرْفِ، وَرَوَى مُجَاهِدٌ أَنَّهُ كَرِهَ الصَّرْفَ وَأَخَذَ هَذَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، أَنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ. وَكَانَ بِالْمَدِينَةِ مِمَّنْ يَنْظُرُ فِي هَذَا مَالِكٌ وَأَخَذَ هَذَا عَنِ ابْنِ شِهَابٍ وَأَخَذَهُ ابْنُ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: قَالَ حَمَّادٌ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَفْقَهَ فِقْهًا مِنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ وَعِنْدَهُ أَيُّوبُ وَيُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، فَلَمَّا قام
__________
[1] في الأصل «الحصري» والتصويب من تهذيب التهذيب 11/ 382، وهو يعقوب بن إسحاق الحضرميّ مولاهم المقرئ النحويّ البصري.
[2] هكذا في الأصل وفي تهذيب التهذيب التهذيب 7/ 366 «قال يعقوب الحضرميّ قدم علينا شعبة فقال: اذهبوا بنا الى سيدنا وابن سيدنا علي بن علي الرفاعيّ» .
[3] ابن أبي رباح.(2/250)
(73 ب) حُمَيْدٌ مُتَوَجِّهًا إِلَى أَهْلِهِ تَبِعَهُ أَيُّوبُ وَيُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ:
فَعَرَفْتُ الْمَسَاءَةَ فِي وَجْهِ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ. قَالَ: فَأَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ: قَدْ كُنْتُ أَرَى أَنَّ هَذَيْنِ الشَّيْخَيْنِ إِنْ حدث منهما حدث أن هذين يستخلفانهما- يَعْنِي الْحَسَنَ وَابْنَ سِيرِينَ وَيَعْنِي أَيُّوبَ وَيُونُسَ- قَالَ: قُلْتُ: إِنَّا لَنُؤَمِّلُ ذَلِكَ فِيهِمَا. قَالَ: فَقَالَ: أَفَمَا رَأَيْتَهُمَا اتَّبَعَانِي وَكَرِهَ ذَلِكَ شَدِيدًا [1] .
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: اجْتَمَعَ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ فَتَذَاكَرَا الْحَلَالَ وَكِلَاهُمَا يَقُولُ: مَا أَرَى فِي بَيْتِيَ دِرْهَمًا حَلَالًا.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا رَبِيعٌ الْخَزَّازُ قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةُ شَوْذَبٍ بِثَوْبٍ أَغَرَّ فَأَلْقَتْهُ عَلَى يُونُسَ فَقَالَتْ: اشْتَرِ هَذَا يَا هَذَا. قَالَ: بِكَمْ:
قَالَتْ: بِمِائَةٍ. قَالَ: ثَوْبُكِ خَيْرٌ مِنْ ذَاكَ. قَالَتْ: بِمِائَتَيْنِ. قَالَ: ثَوْبُكِ خَيْرٌ مِنْ ذَاكَ قَالَتْ: بِثَلَاثِمِائَةٍ. قَالَ: ثوبك خير من ذلك. قالت:
بأربعمائة. قَالَ أَبُو بِشْرٍ: فَأَنَا أَسْأَلُ حَتَّى بَلَغَ أَرْبَعَ أَوْ خَمْسَ مِائَةٍ.
قَالَ: هَذَا عِنْدَنَا إِنِ اشْتَرَاهُ رَجُلٌ فَوَضَعَهُ عِنْدَهُ حَتَّى جَاءَهُ طَالِبٌ يَرْبَحُ فِيهِ مِائَةً فَآخُذُهُ؟ قَالَتْ: خُذْهُ. قَالَ: فَلَمَّا ذَهَبَتْ أَقْبَلَ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ قَالُوا:
يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا كَانَ عَلَيْكَ لَوْ أَخَذْتَهُ بِمِائَةٍ. قَالَ: لَا شَيْءٌ إِلَّا أَنِّي ظَنَنْتُ أَنَّهَا امْرَأَةٌ مَغْرُوقَةٌ [2] فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَنْصَحَهَا.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ثَنَا عُمَارَةُ الصَّيْدَلَانِيُّ [3] .
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَأَخْبَرَنِي عَنْهُ أَبُو النُّعْمَانِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أيوب
__________
[1] أوردها ابن سعد (الطبقات 7/ 249) .
[2] كذا.
[3] هو عمارة بن زاذان الصيدلاني (تهذيب التهذيب 7/ 417) .(2/251)
فجاء يحي بن عيتق. فَلَمَّا قَامَ قَالَ أَيُّوبُ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ ينظر الى سيرتي خالص فلينظر الى يحي.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يَزِيدَ الشَّنِّيِّ [1] عَنْ مُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ [2] قَالَ: إِنِّي لَقَلِيلُ الْغَضَبِ، وربما لم اغضب في سنة مرة (74 أ) وَرُبَّمَا تَكَلَّمْتُ بِكَلِمَةٍ فِي غَضَبٍ أَنْدَمُ عَلَيْهَا إِذَا رَضِيتُ [3] .
[مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ]
[4] حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٍ زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: جَاءَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ إِلَى مالك بن دينار فقال: يا ابا يحي إِنْ كُنْتَ مِنْ سُكَّانِ الْجَنَّةِ فَطُوبَى لَكَ. قَالَ: فَقَالَ مَالِكٌ: يَنْبَغِي لَنَا إِذَا ذَكَرْنَا الْجَنَّةَ أَنْ.... [5] .
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بن أسد حدثنا ضمرة عن ابن شوذب قَالَ: كَانَ إِذَا قِيلَ بِالْبَصْرَةِ: مَنْ أَفْضَلُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ؟ قَالُوا:
مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ، وَلَمْ يَكُنْ يُرَى كَثِيرَ عِبَادَةٍ [6] ، وَكَانَ يَلْبَسُ قَمِيصًا
__________
[1] في الأصل «البثني» وانظر ترجمته في ابن أبي حاتم: الجرح والتعديل ج 4 قسم 2/ 301.
[2] مورق بن مشمرج العجليّ (تهذيب التهذيب 10/ 331) .
[3] أوردها ابو نعيم من طريق حماد بن زيد بألفاظ مقاربة لكنه ذكر «ولقلما» بدل «وربما» وهي تغير المعنى، ويحذف «وربما لم أغضب في سنة مرة» .
[4] محمد بن واسع بن جابر الازدي (طبقات ابن سعد 7/ 241) .
[5] الكلمة رسمها «بحرا» ولم أتبينها.
[6] وردت في تهذيب التهذيب 9/ 500 من طريق ضمرة أيضا.(2/252)
بَصْرِيًا وَسَاجًا [1] .
وَبِهِ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: حَضَرَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ مَجْلِسًا فِيهِ ذِكْرٌ، فَلَمَّا فَرَغُوا أَمَرُوا بِطَعَامٍ، فَتَنَحَّى مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ نَاحِيَةً. فَقَالُوا: يَا أَبَا بَكْرٍ أَلَا تَدْنُو إِلَى هَذَا الطَّعَامِ؟ قَالَ: إِنَّمَا يَأْكُلُ مَنْ بَكَى [2] .
وَبِهِ قَالَ: اجْتَمَعَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ وَمَالِكُ بْنُ دِينَارٍ فَتَذَاكَرُوا الْعَيْشَ. فَقَالَ مَالَكٌ: مَا مِنْ شَيْءٍ أَفْضَلَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِلرَّجُلِ غَلَّةٌ يَعِيشُ مِنْهَا. فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ: طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ غَدَاءً وَلَمْ يَجِدْ عَشَاءً، وَوَجَدَ عَشَاءً وَلَمْ يَجِدْ غَدَاءً وَاللَّهُ عَنْهُ رَاضٍ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ: يَكْفِي مِنَ الدُّعَاءِ مَعَ الْوَرَعِ الْيَسِيرُ [3] ، كَمَا يَكْفِي الْقِدْرَ مِنَ الْمِلْحِ. وَكَانَ لِمُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ عِلِّيَّةٌ فَإِذَا كَانَ اللَّيْلُ دَخَلَ ثُمَّ أَغْلَقَهَا عَلَيْهِ.
وَبِهِ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ: يَا أَبَا بَكْرٍ.
[مَنْصُورُ بْنُ زَاذَانَ]
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ يَزِيدُ- يَعْنِي ابْنَ هَارُونَ-: زَعَمُوا أَنَّ مَنْصُورًا كَانَ- يَعْنِي ابْنَ زَاذَانَ- كَانَ يَخْتِمُ فِي الضُّحَى. وَإِنَّمَا كَانَ يُعْرَفُ ذَلِكَ مِنْهُ فِي سُجُودِ الْقُرْآنِ، وَكَانَ سَرِيعَ الْقِرَاءَةِ فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يترسل فكان لا يستطيع فأرسل
__________
[1] الساج: الطيلسان الأخضر أو الأسود (الفيروزآبادي:
القاموس المحيط 1/ 202) .
[2] أوردها ابو نعيم من طريق ضمرة أيضا (الحلية 2/ 347) .
وقال: «كأنه يعيب عليهم الطعام بعد البكاء أو مع البكاء» .
[3] أوردها ابو نعيم من طريق ضمرة أيضا الى هنا (حلية الأولياء 2/ 353) .(2/253)
الْمُصْحَفَ إِلَى فُلَانٍ فَقَطَّهُ، وَذَكَرَ يَزِيدُ [1] الْعَوَّامُ قَالَ: كَانَ صَاحِبَ أَمْرِ مَعْرُوفٍ وَنَهْيٍ عَنْ مُنْكَرٍ. وَكَانَ الْفَضْلُ بن دلهم [2] عندنا قصابا، ورأيت لينا أبا المشرفي [3] ، (74 ب) وكان حسن الهيئة، وكان أبو عقيل قاضيا علينا، ورأيت أبا بلج [4] وكان جارا لنا ولم يكن له حاجة في النساء فكان يتخذ الحمام. قَالَ أَبُو بَلْجٍ- وَنَحْنُ عِنْدَهُ فَجَعَلَ يَذْكُرُ اللَّهَ- قَالَ: لَوْ قَامَتِ الْقِيَامَةُ وَدَخَلْنَا الْجَنَّةَ. يَقُولُ: لَذَكَرْنَا اللَّهَ [5] .
[الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ]
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ وَثَنَا عَفَّانُ [6] قَالَ: وَاتَّبَعْتُهُ مَرَّةً فَقُلْتُ لَهُ- يَعْنِي الْأَسْوَدَ بْنَ شَيْبَانَ-: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَذْهَبَ إِلَى السُّوقِ وَقَدْ حَبَسْتَنِي عَنْ صَنْعَتِي. قَالَ: وَأَنَا لِي حَاجَةٌ أَوْ صَنعَةٌ. فَقُلْتُ لَهُ: مَا حَاجَتُكَ أَنْتَ؟
فَقَالَ: أُصَلِّي. ثُمَّ أَتَيْتُهُ مَرَّةً أُخْرَى فَقَالَ: رَأَيْتُنِي أَمْسِ بِالْعَشِيِّ وَاحْتَوَشَنِي كَأَنِّي أَمِيرٌ. وَبَلَغَنِي أَنَّ أَهْلَهُ أَرَادُوا أَنْ يُزَوِّجُوهُ فَجَعَلَ يَأْبَى، فَقَالَ لَهُمْ: وَتَنَامُ مَعِي عَلَى الْفِرَاشِ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فَلَا حَاجَةَ لِي بها.
__________
[1] يزيد بن هارون.
[2] الواسطي البصري القصاب (تهذيب التهذيب 8/ 276) .
[3] واسطي ترجمته في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج 3 قسم 2/ 180.
[4] يحي بن أبي سليم الفزاري الواسطي (طبقات ابن سعد 7/ 311 وتهذيب التهذيب 12/ 47) .
[5] أورد ابن سعد كلام يزيد بن هارون في أبي بلج (7/ 311) كما ورد في تهذيب التهذيب 12/ 47.
[6] ابن مسلم.(2/254)
حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا يَزِيدُ [1] قَالَ: حَجَّ الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ وَلَيْسَ مَعَهُ زَادٌ لِنَفْسِهِ وَلَا عَلَفٌ لِنَاقَتِهِ. قَالَ فَجَعَلَتْ نَاقَتُهُ تَهُشُّ الْأَرْضَ وَهُوَ يَشْرَبُ مِنْ لَبَنِهَا حَتَّى حَجَّ وَرَجَعَ. قَالَ: وَكَانَ كُلُّ يَوْمٍ إِلَّا ذَهَبَ إِلَى الْجَبَّانَةِ يُصَلِّي عَلَى الْجَنَائِزِ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا يزيد ابن زُرَيْعٍ قَالَ: كَانَ الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ إِذَا حج يشتري ناقة حلوب فَيَحُجُّ عَلَيْهَا وَلَا يَتَزَوَّدُ وَيَشْرَبُ مِنْ لَبَنِهَا حَتَّى يَرْجِعَ.
«أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [2] عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: فَاخَرْتُ أَهْلَ الْبَصْرَةِ فَغَلَبْتُهُمْ بِأَهْلِ الْكُوفَةِ وَالْأَحْنَفُ سَاكِتٌ لَا يَتَكَلَّمُ، فَلَمَّا رَآنِي قَدْ غَلَبْتُهُمْ أَرْسَلَ غُلَامًا لَهُ فَجَاءَهُ بِكِتَابٍ.
فَقَالَ لِي: هَاكَ اقْرَأْ. فَقَرَأْتُهُ فَإِذَا فِيهِ: مِنَ الْمُخْتَارِ إِلَيْهِ يَذْكُرُ أَنَّهُ نَبِيٌّ.
قَالَ: يَقُولُ الْأَحْنَفُ أَنَّى فِينَا مِثْلُ هَذَا» [3] .
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سمعت عمار ابن رُزَيْقٍ يَقُولُ: قِيلَ لَنَا أَنَّ بِالْكُوفَةِ رَجُلٌ يزعم انه نبي. قال: فذهبت اليه (75 أ) فَإِذَا نَحْنُ بِنَسَّاجٍ يَنْسِجُ، فَكَلَّمْنَاهُ فَقَالَ: إِنِّي نَبِيٌّ. فَقُلْنَا لَهُ: نَبِيٌّ حَائِكٌ؟ فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ تُرِيدُونَهُ صَرَّافٌ؟.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ قَالَ: قِيلَ لِلْحَسَنِ:
أَيُّهُمَا خَيْرٌ أَهْلُ الْكُوفَةِ أَمْ أَهْلُ الْبَصْرَةِ؟ فَقَالَ الحسن: كان يبدأ بأهل
__________
[1] ابن زريع.
[2] ابن عيينة.
[3] الذهبي: تاريخ الإسلام 4/ 134، وابن كثير: البداية والنهاية 6/ 237.(2/255)
الْكُوفَةِ.
«حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَنِ الْحُوَيْطِيِّ وَآخَرَ، أحدهما عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ وَالْآخَرُ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ قَالَ أَحَدُهُمَا: قِرَاءَةُ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ [1] بِدْعَةٌ، وَقَالَ الْآخَرُ: لَوْ صَلَّى بِي رَجُلٌ فَقَرَأَ بِقِرَاءَةِ حَمْزَةَ لَأَعَدْتُ صَلَاتِي» [2] .
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سلمة عن أحمد بن حنبل حدثنا عفان بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا مُعَاذٌ [3] قَالَ: قَالَ الْأَشْعَثُ [4] : ما رأيت هشاما [5] عند الحسن قط. قال فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ عَمْرًا [6] يَقُولُ هَذَا فَأَنْتَ إِنْ قُلْتَهُ قَوَّيْتَهُ عَلَيْهِ أَوْ صُدِّقَ أَوْ نَحْوَ هَذَا. قَالَ: لَا أَقُولُ هَذَا وَلَا أعود لهذا.
وقال: حدثنا عفان ثنا وهب قَالَ: رَأَيْتُ مُبَارَكَ بْنَ فَضَالَةَ يُحَدِّثُ عَنْ يُونُسَ فِي حَلْقَةِ يُونُسَ [7] وَيُونُسُ شَيْئًا هَذَا [8] . قال حماد [9] :
__________
[1] حمزة بن حبيب الزيات الكوفي ابو عمارة (تهذيب التهذيب 3/ 27) .
[2] الذهبي: ميزان الاعتدال 1/ 606.
[3] معاذ بن معاذ.
[4] أشعث بن عبد الله الحداني (تهذيب التهذيب 1/ 355) .
[5] هشام بن حسان الأزدي القردوسي البصري أحد الأعلام (تهذيب التهذيب 11/ 34) .
[6] عمرو بن دينار، ويشاركه في هذه الشهادة عباد بن منصور وجرير بن حازم (تهذيب التهذيب 11/ 35) وكان هشام بن حسان يرسل.
[7] ابن عبيد، وقد وردت هذه الرواية في تهذيب التهذيب 10/ 29.
[8] كذا.
[9] حماد بن سلمة (تهذيب التهذيب 10/ 29) حيث نقل كلامه عن مبارك بن فضالة.(2/256)
كَانَ مُبَارَكٌ يُجَالِسُنَا عِنْدَ الْأَعْلَمِ [1] فَإِذَا جَاءَتِ الْمُسْنَدَةُ الْمَرْفُوعَةُ قَالَ مُبَارَكٌ، فَإِذَا جَاءَتِ الْفُتْيَا فَإِلَى الْأَعْلَمِ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ هَارُونَ يَقُولُ: سَمِعْتُ مِنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ بِالْكُوفَةِ ثُمَّ قَدِمْتُ وَاسِطَ فَحَدَّثَنِي شُعْبَةُ عَنْ عَاصِمٍ- يَعْنِي وَهُوَ حَيٌّ-.
وَسَمِعْتُ يَزِيدَ يَقُولُ: بَقِيَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ بَعْدَ قَتَادَةَ زَمَانًا، وَرَوَى عَنْ قَتَادَةَ قِصَّةَ الْحُلَّةِ «اشْتَرَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُلَّةً» .
وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: أَوْصَى قَتَادَةُ إِلَى مَطَرٍ [2] وَأَوْصَى مَطَرٌ إِلَى فَرْقَدٍ [3] ، وَرُبَّمَا سَمِعْتُ مَطَرًا وَهُوَ يَقُولُ لِسَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ: أَيُّ شَيْءٍ تَلْقَى أَنْتَ مِنَ النَّاسِ بَعْدِي يَعْنِي الفتيا-. (75 ب) .
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ وَهِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ من قال لا إله إلا الله وكان فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ شَعِيرَةً، وَيَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إلا الله وكان في قلبه من الخير مَا يَزِنُ بُرَّةً، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ من قال لا إله إلا الله وكان فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ ذَرَّةً. قَالَ يَزِيدُ: فَلَقِيتُ شُعْبَةَ فَحَدَّثْتُهُ بِالْحَدِيثِ، فَقَالَ شعبة حدثنا
__________
[1] زياد بن حسان الأعلم البصري من قدامى أصحاب الحسن البصري (تهذيب لتهذيب 3/ 362) .
[2] الوراق.
[3] فرقد بن يعقوب السبخي البصري (تهذيب التهذيب 8/ 262) .(2/257)
بِهِ قَتَادَةُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ إِلَّا أَنَّ شُعْبَةَ جَعَلَ مَوْضِعَ الذَّرَّةِ دَرَّةً. قَالَ يَزِيدُ: صَحَّفَ فِيهَا أَبُو بِسْطَامٍ.
قَالَ يَزِيدُ: فَلَقِيتُ عِمْرَانَ [1] أَبَا الْعَوَّامِ الْقَطَّانَ فَحَدَّثْتُهُ بِالْحَدِيثِ فَقَالَ حَدَّثَنَا بِهِ قَتَادَةُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَدِيثِ.
قَالَ يَزِيدُ: أَخْطَأَ عِمْرَانُ وَهِمَ فِيهِ. قَالَ وَكَانَ عِمْرَانُ حَرُورِيًّا، وَكَانَ يَرَى السَّيْفَ عَلَى أَهْلِ الْقِبْلَةِ [2] . قَالَ: وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ [3] وَلَّاهُ حِينَ خَرَجَ بِالْبَصْرَةِ الْغَزَاةَ [4] .
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ أَبُو دَاوُدَ قَالَ: قَالَ شُعْبَةُ: أَيْنَ كُنْتُمْ عَنِّي وَأَنَا خَالٍ زَمَنَ كَانَ يَأْتِينِي يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ ثَنَا يَزِيدُ قَالَ: كُنْتُ آتِي شُعْبَةَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَخْرُجَ إِبْرَاهِيمُ فَأَجِيءُ وَهُوَ نَائِمٌ وَالذُّبَابُ عَلَى وَجْهِهِ فَأُقِيمُهُ فَحَدَّثَنِي مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ عِنْدِي أَطْرَافٌ يُحَدِّثُنِي [5] مِنْ عِنْدِهِ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ صِرْنَا اثْنَيْنِ أَنَا وَابْنُ عُلَيَّةَ [6] ، ثُمَّ صِرْنَا ثَلَاثَةً أَنَا وابن علية وابو عوانة [7] ،
__________
[1] هو عمران بن داور- بفتح الواو بعدها راء- العمي (تهذيب التهذيب 8/ 130) .
[2] قال ابن حجر: «قلت: في قوله حروريا نظر ولعله شبه بهم» تهذيب التهذيب 8/ 131) .
[3] هو إبراهيم بن عبد الله بن الحسن أخو محمد النفس الزكية.
[4] هكذا في الأصل ولعل الصواب «الصلاة» .
[5] في الأصل رسمها «بعدي» .
[6] إسماعيل بن إبراهيم بن علية.
[7] الوضاح بن عبد الله الواسطي.(2/258)
ثُمَّ صِرْنَا أَرَبْعَةً بَعْدَ ذَلِكَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ، فَكُنَّا أَرْبَعَةً حَتَّى أَخَذْنَا مَا عِنْدَهُ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ثَنَا يزيد قال: كان شعبة (76 أ) وَمَا قَالَ لِي شَيْئًا يَسُوءُنِي قَطُّ إِلَّا مَرَّةً حَدَّثَنِي حَدِيثًا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَدِيثٍ «أَمَا يَخْشَى أَحَدُكُمْ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ «فَقُلْتُ لَهُ: مَنْ دُونَ مُحَمَّدٍ؟ قَالَ: أَنَا أَنَا. وَضَرَبَ صَدْرِي وَصَاحَ فِي وَجْهِي. فَتَرَكْتُهُ سَاعَةً لَا أُكَلِّمُهُ. فَقَالَ لِي: مَالَكَ أَلَا تَسْأَلُ؟ قُلْتُ: مَا فِي نَفْسِي أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ حَدِيثِ الْعَشِيَّةِ الْبَتَّةَ. فَلَمَّا كَانَ [1] مِنْ قَبْلِ الْغَدَاةِ جَاءَ إِلَى الْبَيْتِ فَدَقَّ عَلَى الْبَابِ فَقَالَ: لَا يَسُوءُكَ، كَفّ عَلَيَّ عَنْ [2] . فَقُلْتُ: عَلَيَّ يَا أَبَا بِسْطَامٍ لَا يَسُوءُكَ اللَّهُ لَمْ يَكُنْ مِنْكَ إِلَّا خَيْرٌ [3] .
[عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ]
[4] حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ لِي عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ: أَمَا نَهَاكَ أَبُوكَ عَنْ مُجَالَسَتِي. قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: كُنْتَ غُلَامًا حَدَثًا فَآنَ أَنْ تَسْمَعَ. وَقَالَ عَمْرٌو: عَرَضْنَا قَوْلَنَا عَلَى فُلَانٍ فَقَبِلَهُ [5] . قَالَ:
وَكَذَبَ.
قَالَ سُفْيَانُ: وَحَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى [6] حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ قَبْلَ أَنْ يُحَدِّثَ.
__________
[1] في الأصل يوجد بعدها «الما» ولم اتبينها ولم زائدة.
[2] اى عن «فعلتي» .
[3] في الأصل «الا منك» .
[4] المعتزلي في الطبقة الرابعة من البصريين عند ابن سعد، توفي سنة اربع وأربعين ومائة (الطبقات 7/ 273) .
[5] في الأصل «فقبلى» .
[6] محمد بن المثنى الزمن العنزي.(2/259)
«وَقَالَ سُفْيَانُ: رَأَى الْحَسَنُ أَيُّوبَ فَقَالَ: هَذَا سَيِّدُ شَبَابِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ. قَالَ: وَرَأَى عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ يَوْمًا فَقَالَ: هَذَا مِنْ سَيِّدِي شَبَابِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ إِنْ لَمْ يُحَدِّثْ» [1] .
«حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: قِيلَ لِأيُّوبَ: إِنَّ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ رَوَى عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ قَالَ لَا يُجْلَدُ السَّكْرَانُ مِنَ النَّبِيذِ؟ قَالَ: كَذَبَ عَمْرٌو، سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: السَّكْرَانُ مِنَ النَّبِيذِ يُجْلَدُ» [2] .
«حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ عَنْ سَلَّامِ بْنِ أَبِي مُطِيعٍ قَالَ: قَالَ لِي أَيُّوبُ: كَيْفَ تَثِقُ بِحَدِيثِ رجل لا تثق بدينه- يعني عمرو ابن عُبَيْدٍ-[3] .
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: يَا عَجَبًا لِصَبِيٍّ مِنَ الصِّبْيَانِ يَغْتَرُّ غَارًا [4] مَا مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ جَهَارًا جَهَارًا يَدْعُو النَّاسَ إِلَيْهِ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ قال: أرسل (76 ب) عَمْرٌو إِلَى أَيُّوبَ أُحِبُّ لِقَاءَكَ فَإِنَّ النَّاسَ يَكْذِبُونَ عَلَيَّ. قَالَ: فَاجْتَمَعْنَا فِي مَسْجِدِ كَذَا- سَمَّاهُ سُلَيْمَانُ- قَالَ: فَلَمَّا سَلَّمَ أَيُّوبُ أَقْبَلَ على عمرو ليسائله. قال: وجاء إنسان
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 12/ 170 لكنه يذكر «هذا سيد» بدل «هذا من سيدي» ووردت في تهذيب التهذيب 8/ 71.
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 12/ 180- 181 ووردت في تهذيب التهذيب 8/ 74 من طريق سليمان بن حرب أيضا.
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 12/ 174.
[4] كذا في الأصل ولم أتبينه.(2/260)
يُكَلِّمُ أَيُّوبَ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ أَيُّوبُ وَتَرَكَ عَمْرًا. قَالَ فَقَامَ عَمْرٌو وَذَهَبَ.
«حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْرَمِيُّ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ ثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: مَا عَدَدْتُ عَمْرًا عَاقِلًا قَطُّ» [1] .
«حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا سُلَيْمَانُ حَدَّثَنَا بَكْرٌ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ فِي أَصْحَابِ الْبَصْرِيِّ فَقَالَ: لَا يُعْفَى عَنِ السَّارِقِ. قَالَ: فَقُلْتُ: أَيْنَ حَدِيثُ صَفْوَانَ [2] ؟ فَقَالَ لِي: تَحْلِفُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ هَذَا؟ قَالَ فَقُلْتُ: أَتَحْلِفُ باللَّه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَقُلْ هَذَا؟
[فَحَلَفَ باللَّه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَقُلْ] . قَالَ: فَحَدَّثْتُ ذَلِكَ لِابْنِ عَوْنٍ. قَالَ: فَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ يَقُولُ: يَا بُنَيَّ حَدِّثِ الْقَوْمَ» [3] .
«قَالَ سُلَيْمَانُ: قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: جَلَسَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ وَشَبِيبُ بْنُ شَيْبَةَ لَيْلَةً يَتَخَاصَمُونَ إِلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ، قَالَ: فَمَا صَلَّوْا لَيْلَتَئِذٍ رَكْعَتَيْنِ.
قَالَ: وَجَعَلَ عَمْرٌو يَقُولُ: هِيهِ أَبَا مَعْمَرٍ، هِيهِ أَبَا مَعْمَرٍ» [4] .
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: قُلْتُ لِمَعْمَرٍ:
إِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ التي عن الحسن كلها عن عمرو؟
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 12/ 179، وقد وردت هذه الرواية في الأصل بالحاشية وأشار اليها الناسخ بعلامة تدل على وقوعها خلال الرواية السابقة عليها بعد عبارة «يدعو الناس اليه» ولما كانت لا صلة لها بالرواية السابقة أثبتها بعدها.
[2] لعله صفوان بن أمية الجمحيّ.
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 12/ 178 لكنه ذكر «فتحلف أنت» بدل «أتحلف باللَّه» .
[4] الخطيب: تاريخ بغداد 9/ 277، 12/ 174.(2/261)
قَالَ: لَا: إِنَّمَا طَلَبْتُ الْعِلْمَ حِينَ مَاتَ الْحَسَنُ [1] ، قَالَ: فَكُنْتُ.... [2] وَحَدَّثَ شَيْئًا يُحَدَّثُ عَنْهُ.
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: كُنْتُ أُلِحُّ عَلَيْهِ بِالْإِسْنَادِ فَيَقُولُ: قَالَ بَعْضٌ.
«حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ [3] حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ:
كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ فَأَتَاهُ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ عُثْمَانُ أَخُو السَّمُرِيِّ فَقَالَ: يَا أَبَا عُثْمَانَ سَمِعْتُ وَاللَّهِ الْيَوْمَ بِالْكُفْرِ. فَقَالَ: لَا تَعْجَلْ وَمَا سَمِعْتَ؟
قَالَ: سَمِعْتُ هَاشِمًا الْأَوْقَصَ يَقُولُ: إِنَّ تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ 111: 1 [4] وقوله [5] ذَرْنِي وَمن خَلَقْتُ وَحِيداً 74: 11 [6] وسَأُصْلِيهِ سَقَرَ 74: 26 [7] ان هذا ليس في أم الكتاب. (77 أ) وَاللَّهُ يَقُولُ: حم وَالْكِتابِ الْمُبِينِ. إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ. وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ 43: 1- 4 [8] فَمَا الْكُفْرُ إِلَّا هَذَا يَا أَبَا عُثْمَانَ؟ فَسَكَتَ عَمْرٌو هُنَيَّةً ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَوْ كَانَ الْقَوْلُ كَمَا يَقُولُ مَا كَانَ عَلَى أَبِي لَهَبٍ مِنْ لَوْمٍ وَلَا عَلَى الْوَلِيدِ [9] مِنْ لَوْمٍ. قَالَ: يَقُولُ عُثْمَانُ ذَلِكَ؟ هَذَا وَاللَّهِ الدِّينُ يَا أَبَا عُثْمَانَ. قال معاذ:
__________
[1] وردت الى هنا في تهذيب التهذيب 10/ 244 من طريق عبد الرزاق.
[2] الفراغ كلمتان رسمها «أتى شيت» ولم أتبينها.
[3] بكر بن خلف.
[4] سورة المسد آية «1» .
[5] في الأصل «وفصلت» والتصويب من تاريخ بغداد 12/ 171.
[6] سورة المدثر آية «11» .
[7] المدثر: 26.
[8] سورة الزخرف الآيات 1- 4.
[9] الوليد بن المغيرة.(2/262)
فَدَخَلَ [1] بِالْإِسْلَامِ وَخَرَجَ بِالْكُفْرِ [أَوْ] كَمَا قَالَ» [2] .
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ حَدَّثَنَا عَفَّانٌ حَدَّثَنِي هَمَّامٌ [3] ثَنَا مَطَرٌ [4] قَالَ: لَقِيَنِي عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ فَقَالَ: وَاللَّهِ إِنِّي وَإِيَّاكَ لَعَلَى أَمْرٍ وَاحِدٍ. قَالَ: وَكَذَبَ وَاللَّهِ إِنَّمَا عَنَى عَلَى الْأَرْضِ. قَالَ:
وَقَالَ مَطَرٌ: وَاللَّهِ مَا أُصَدِّقُهُ فِي شَيْءٍ.
سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ الرَّبِيعِ يَقُولُ: كُنَّا نَسْمَعُ الْحَدِيثَ مِنْ عَبْدِ الْوَارِثِ [5] فَإِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ ذَهَبْنَا فَلَمْ نُصَلِّ خَلْفَهُ.
قَالَ: وَقِيلَ لِابْنِ الْمُبَارَكِ: كَيْفَ رَوَيْتَ عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ وَتَرَكْتَ عمرو ابن عُبَيْدٍ؟ قَالَ: إِنَّ عَمْرًا كَانَ دَاعِيًا.
«حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ ثَنَا أَحْمَدُ ثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: كَانَ حميد [6] من أكفهم عنه. قال: فجاء ذَاتَ يَوْمٍ إِلَى حُمَيْدٍ قَالَ فَحَدَّثَنَا حُمْيدٌ بِحَدِيثٍ. قَالَ: فَقَالَ عَمرٌو: كَانَ الْحَسَنُ [7] يَقُولُهُ. فَقَالَ لِي حُمَيْدٌ: لَا تَأْخُذْ عَنْ هَذَا شَيْئًا فَإِنَّ هَذَا يَكْذِبُ عَلَى الْحَسَنِ، كَانَ يَأْتِي الْحَسَنَ مِنْ بَعْدِ مَا أَسَنَّ فَيَقُولُ يَا أَبَا سَعِيدٍ أَلَيْسَ تَقُولُ كَذَا وَكَذَا للشيء
__________
[1] في الأصل مكتوب «الله» قبل «فدخل» وهي زائدة.
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 12/ 171 والزيادة منه، ووقع فيه «الوحيد» بدل «الوليد» و «الاوقصي» بدل «الأوقص» وهو خطأ انظر ميزان الاعتدال للذهبي 4/ 288، 290 وقارن بتهذيب التهذيب 8/ 71.
[3] همام بن يحي العوذي.
[4] الوراق.
[5] عبد الوارث بن سعيد ابو عبيدة البصري.
[6] الطويل خال حماد بن سلمة (تهذيب التهذيب 3/ 38) .
[7] البصري.(2/263)
الَّذِي لَيْسَ مِنْ قَوْلِهِ قَالَ فَيَقُولُ الشَّيْخُ بِرَأْسِهِ هَكَذَا» [1] .
«حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ حَدَّثَنَا هَارُونُ الْأَعْوَرُ [2] وَكَانَ شَدِيدَ الْقَوْلِ فِي الْقَدَرِ» [3] .
سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ الضَّبْعِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي عُقْبَةُ [4] حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: كنا (77 ب) عِنْدَ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ فَحَضَرَتِ الْعَصْرُ فَقَامَ يَتَوَضَّأُ.
فَقَالَ ابْنُ وَاسِعٍ [5] : نِعْمَ الرَّجُلُ مَالِكٌ نِعْمَ الرَّجُلُ مَالِكٌ، خُذُوا عَنْ مَالِكٍ خُذُوا عَنْ مَالِكٍ وَثَابِتٍ وَإِنَّ أَبَا عِمْرَانَ الْجَوْنِيَّ لَحَسَنُ الْحَدِيثِ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرِمٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ [6] عَنْ أَسْمَاءَ بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ: قُلْتُ لِيُونُسَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. فَقَالَ: يَا أَبَا الْمُفَضَّلِ.
وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: أَرَدْتُ أَنْ أَخْرُجَ إِلَى الْهِنْدِ قال قلت للحسن: أوصني. قال: اغز نصر الله أينما كنت بعمل الله.
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 12/ 180 وسقط منه أول السند [حدثنا سلمة] وانظر بعض الرواية في تهذيب التهذيب 8/ 70 من طريق عفان.
[2] هارون بن موسى الأزدي العتكيّ مولاهم النحويّ البصري الأعور صاحب القراءات (تهذيب التهذيب 11/ 14) ونقل قول سليمان ابن حرب فيه.
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 14/ 4.
[4] عقبة بن مكرم.
[5] محمد بن واسع بن جابر الأزدي البصري (تهذيب التهذيب 9/ 499) .
[6] في الأصل «عاصم» .(2/264)
وَعَنْ سَعِيدٍ عَنْ أَسْمَاءَ قَالَ: أَتَيْتُ يُونُسَ بْنَ عُبَيْدٍ فَخَرَجَ إِلَيَّ فَقَعَدَ عَلَى بَابِ الدَّارِ فَإِذَا هُوَ كَئِيبٌ حَزِينٌ قَالَ قُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا الَّذِي أَرَى بِكَ؟ قَالَ: فَسَكَتَ مَلِيًا ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: ذَاكَ وَاللَّهِ مَا أَرَى فِي الْعَامَّةِ.
وَعَنْ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ صُبَيْحٍ قَالَ: لَمَّا هُزِمَ يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ مِنَ الْبَصْرَةِ وَحَضَرَتِ الْجُمُعَةُ قَالَ أَبُو نَضْرَةَ: مِصْرٌ مِثْلُ هَذَا لَا يُجْمَعُ فِيهِ.
قَالَ: فَأَرْسَلُوا إِلَى الحسن فلم يجيء، فَذَهَبَ إِلَيْهِ أَبُو نَضْرَةَ حَتَّى جَاءَ بِهِ قَالَ: وَكَانَتْ مَقْصُورَتَانِ وَكَانَ الْمِنْبَرُ في الخارجة منهما، فصعد المنبر فخطبنا وجمع بنا، وكان يتم التكبير وكان بنو مروان لَا يُتِمُّونَ التَّكْبِيرَ.
فَلَمَّا كَانَتِ الْجُمُعَةُ الثَّانِيَةُ قَدِمَ أَهْلُ الشَّامِ وَلَمْ يَقْدِمْ أَمِيرُهُمُ ابْنُ سُلَيْمٍ [1] .
قَالُوا: مَنْ جَمَعَ بِكُمْ تِلْكَ الْجُمُعَةِ فَلْيَجْمَعْ بِكُمُ الْيَوْمَ. قَالَ: فَبَعَثُوا إِلَى الْحَسَنِ فَجَاءَ فَصَنَعَ كَمَا صَنَعَ تِلْكَ الْجُمُعَةَ.
وَعَنْ سَعِيدٍ عَنْ بِشْرٍ عَنِ ابْنِ مَالِكٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: أَتَيْتُ سَالِمًا الْعَدَوِيَّ فَقُلْتُ [2] : أُنْبِئْتُ أَنَّكَ رَأَيْتَ الْهِلَالَ الْبَارِحَةَ. قَالَ: نَعَمْ.
قُلْتُ [3] : فَأَمْضِي مِنْ وَجْهِي إِلَى ابْنِ سِيرِينَ. قُلْتُ: هَذَا سَالِمٌ زَعَمَ أَنَّهُ رَأَى الْهِلَالَ الْبَارِحَةَ. قَالَ: لَا أَدْرِي مَا سَالِمٌ.
وَعَنْ سَعِيدٍ [4] عَنْ حُمَيْدِ بْنِ الْأَسْوَدِ قَالَ: قال مالك بن أنس: كان
__________
[1] عبد الرحمن بن سليم الكلبي أرسله مسلمة بن عبد الملك بن مروان- والي العراق- الى البصرة بعد مقتل يزيد بن المهلب بن أبي صفرة سنة اثنتين ومائة (تاريخ خليفة بن خياط 341) .
[2] في الأصل «فقال» .
[3] في الأصل «قال» .
[4] ابن عامر الضبعي.(2/265)
إِمَامُ النَّاسِ عِنْدَنَا بَعْدَ عُمَرَ زَيْدَ بْنَ ثابت، وكان إمام الناس عندنا بعد زيد ابن ثابت ابن عمر.
(178 أ) وعن سعيد عن حميد بن الأسود عن ابْنِ عَوْنٍ قَالَ:
أَدْرَكْتُ أَحَادِيثَ لَيْسَتْ بِمَعْرُوفَةٍ هِيَ الْمَعْرُوفَةُ الْيَوْمَ.
وَبِهِ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: أَدْرَكْتُ هَذَا الْمَسْجِدَ وَمَا حَلْقَةٌ يُذْكَرُ فِيهَا الْفِقْهُ غَيْرَ حَلْقَةِ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ وَسَائِرُ الْحِلَقِ قَصَصٌ.
وَعَنْ سَعِيدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ رُسْتُمَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَمْلَكَ لنفسه عند سمع مِنْ أَيُّوبَ.
وَعَنْ سَعِيدٍ عَنْ حُمَيدِ بْنِ الْأَسْوَدِ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ [1] عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ يَخْطُبُ فَذَكَرَهُ.
وَعَنْ سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ أَيُّوبُ إِذَا مَاتَ الْمَيِّتُ مِنْ إِخْوَانِهِ غَدَا عَلَى أَهْلهِ فَقَعَدَ عِنْدَهُمْ، وَذَكَرَ يَعْلَى بْنَ حكيم قال: لم يكن له هاهنا أَهْلٌ إِلَّا أُمُّهُ فَجَاءَ مِنَ الْغَدِ فَقَعَدَ عَلَى الْبَابِ [2] . قَالَ: وَكَانَ أَيُّوبُ إِذَا ثَقُلَ الرَّجُلُ مِنْ إِخْوَانِهِ قَضَى حَوَائِجَهُ فِي أَهْلِهِ، ثُمَّ جَاءَ فَبَاتَ عِنْدَ الْمَرِيضِ يُسَاهِرُهُ. وَإِنَّ أَيُّوبَ اعْتُقِلَ لِسَانُهُ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ، فَدَخَلَ أَبُو حَمْزَةَ [3] فَجَعَلَ يُشِيرُ بِإِصْبُعِهِ إِلَى ظَهْرِهِ، وَكَانَ أَبُو حَمْزَةَ يُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ. قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ:
لَوْ بَلَغَنِي أَنَّ أَحَدَهُمْ لَمْ يَكُنْ يَزِيدُ عَلَى أَنْ يَغْسِلَ ظَهْرَهُ مَا غسلت كفي التمس الفضل.
__________
[1] في الأصل «زيد» وانظر تهذيب التهذيب 2/ 33.
[2] قارن بابن سعد 7/ 251.
[3] في الأصل «ابن ضمرة» واحسبه تصحيف، ولعل أبا حمزة هذا هو عبد الله بن جابر (تهذيب التهذيب 5/ 167) .(2/266)
وعن سعيد عن سعيد بن سليمان قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَأَخِي عَلَى أَيُّوبَ نَعُودُهُ وَقَدْ طُعِنَ، وَكَانَ أَخِي أَسَنَّ مِنِّي وَقَدِ اعْتُقِلَ لِسَانُهُ فَقَالَ لَهُ أَخِي:
بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي أَبْشِرْ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي بِإِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ إِمَّا حَيَاةُ الطَّاعَةِ وَإِمَّا وَفَاةٌ فَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ. قَالَ: فَكَأَنَّهُ سَرَّهُ ذَلِكَ. قَالَ: ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِ فَكَأَنَّهُ سَرَّهُ ذَلِكَ.
قَالَ: وَسَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُ: رَأَيْتُ يزيد الرشك قال: وكانت أُمُّهُ مَوْلَاةٌ لِبَنِي ضُبَيْعَةَ وَأَبُوهُ مِمَّنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِالْإِسْلَامِ.
وَعَنْ سَعِيدٍ قَالَ: وُلِدَ عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ الْأَعْرَابِيُّ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ أَوْ ثَمَانٍ فِي زَمَنِ مُعَاوِيَةَ.
وَعَنْ سعيد عن هشام قال: كان يحي بن سيرين يقدم على محمد بن سيرين.
وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا (78 ب) مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ [1] سَنَةَ سَبْعٍ أَوْ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ مَعَ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ.
وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: مَاتَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ، وَمَاتَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
وَعَنْ سَعِيدٍ: أَنَّ الْحَجَّاجَ أَمَرَ يَزِيدَ الرِّشْكَ [2] فَمَسَحَ الْبَصْرَةَ فَوَجَدَهَا فَرْسَخَيْنِ طُولًا فِي عَرْضِ خَمْسَةِ دَوَانِيقَ. وَوَجَدَ وَسَطَهَا مَقْبَرَةَ بَنِي يَشْكُرَ [3] أَوْ بَنِي ضُبَيْعَةَ- شك سعيد-.
__________
[1] احسبه محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب الهاشمي «تهذيب التهذيب 9/ 361) .
[2] يزيد بن أبي يزيد الضبعي مولاهم ابو الأزهر البصري الدراع (تهذيب التهذيب 11/ 371) .
[3] في الأصل «شكر» .(2/267)
وَعَنْ سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ يُسَبِّحُ فِي كُلِّ سَجْدَةٍ وَرَكْعَةٍ سَبْعِينَ تَسْبِيحَةً.
قَالَ: وَسَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُ: لَمْ تَرَ بِعَيْنَيْكَ كُوفِيًّا وَلَا بَصْرِيًّا مِثْلَ ابْنِ عون.
وعن سعيد عن سَلَّامٍ [1] عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: أَمَّا أَنْ آخُذَ سودح [2] فَمَا أَيْسَرَهُ- يَعْنِي نَاقِصًا- وَلَكِنْ أَعْيَانِي أَنْ أُعْطِيَ رَاجِحًا.
وَعَنْ سَعِيدٍ [3] قَالَ صَاحِبٌ لَنَا: دَخَلَ قَوْمٌ عَلَى أَبِي رَجَاءٍ [4] . قَالَ:
فَنَظَرُوا فَلَمْ يَرَوْا شَيْئًا، فَقَالَتْ لَهُمُ امْرَأَتُهُ: هُوَ تَحْتَ الْكِسَاءِ وَالْقَطِيفَةِ.
قَالَ: فَرَفَعُوا طَرَفَهَا فَإِذَا عَيْنَاهُ تَبُصَّانِ فَكَلَّمَهُ بِكَلَامٍ اسْتَهْوَى لَهُ الْمَوْتَ قَالُوا:
لَا أَبَا لَكَ مَا تَنَفَّسَ [عَلِيٌّ] بِحُبِّ الْحَيَاةِ؟ أَنْ أُصَلِّي وَأَنْ أَذْكُرَ رَبِّي وَلَوْ مِتُّ انْقَطَعَ ذَلِكَ عَنِّي.
وَعَنْ سَعِيدٍ حَدَّثَنِي سَلَّامُ [5] بْنُ أَبِي مُطِيعٍ قَالَ: كان أيوب يقوم الليل يخفي ذَاكَ فَإِذَا كَانَ قَبْلَ الصُّبْحِ رَفَعَ صَوْتَهُ كَأَنَّهُ إِنَّمَا قَامَ تِلْكَ السَّاعَةَ.
وَعَنْ سَعِيدٍ قَالَ: مَاتَ الْحَسَنُ وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ، وولد
__________
[1] سلام بن أبي مطيع.
[2] كذا.
[3] سعيد بن عامر الضبعي البصري (تهذيب التهذيب 4/ 50) .
[4] لعله الهروي الخراساني اسمه عبد الله بن واقد (تهذيب التهذيب 6/ 64) أو العطاردي وهو عمران بن ملحان البصري (تهذيب التهذيب 8/ 140) وكلاهما من العباد.
[5] في الأصل «سالم» والتصويب من طبقات خليفة ص 223.(2/268)
لسنتين [1] بقينا مِنْ خِلَافَةِ عُمَرَ.
قَالَ عُقْبَةُ بْنُ مُكْرِمٍ [2] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى [3] قَالَ: قُلْتُ لِيُونُسَ [4] : ابْنُ كَمْ كَانَ الْحَسَنُ يَوْمَ قُتِلَ عُثْمَانُ؟ قَالَ: ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً وُلِدَ فِي سَنَةٍ بَقِيَتْ مِنْ خِلَافَةِ عُمَرَ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ قَالَ: زَعَمَ ابْنُ أَبِي رَوَّادٍ [5] أَنَّهُ رَأَى الْحَسَنَ يُصلِّي قَبْلَهَا- يعني قبل العيد-.
(79 أ) حدثنا أبو يوسف حدثني إسحاق بن إبراهيم بِمَكَّةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ [6] عَنْ جعفر بن محمد عَنْ أَبِي [7] لَيْلَى [بْنِ] [8] عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عبد الرحمن عن محمود بن أسد أَخْبَرَنِي رِجَالٌ مِنْ قَوْمِي مِنَ الْأَنْصَارِ قَالُوا: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فينا فلان- سماه- فأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فُلَانٍ فَقَالَ: إِنَّ هَذَا لَيَطْلُبُ الْإِمَارَةَ يَوْمًا، فإذا فعل فافعلوا به كذا.
__________
[1] في الأصل «في سنتين» .
[2] العمي.
[3] الخزاز البصري صاحب الحرير (تهذيب التهذيب 5/ 353) .
[4] ابن عبيد.
[5] عبد العزيز بن أبي رواد المكيّ (تهذيب التهذيب 6/ 338) .
[6] عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي المديني (تهذيب التهذيب 5/ 174) .
[7] في الأصل عليها علامة ص تدل على وجود إشكال، وقد وقع اختلاف في اسمه (انظر تهذيب التهذيب 12/ 215) .
[8] الزيادة من تهذيب التهذيب 12/ 215 وهو الأنصاري الحارثي المدني.(2/269)
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ [1] حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ حَدَّثَنَا أَبُو حُصَيْنٍ [2] قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَعَمِّي عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَسَأَلَهُ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي إِسْحَاق أَنْبَأَ مَرْوَانُ [3] حدثنا يحي بْنُ مَيْسَرَةَ شَيْخٌ يُكَنَى أَبَا يَزِيدَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عُبَيْدَةَ [4] بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَهُوَ يومئذ قاضي مطر بن ناحية [5] .
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا مَرْوَانُ حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ حَدَّثَنَا نُبَيْطُ بْنُ شَرِيطِ بْنِ أَنَسٍ الْأَشْجَعِيُّ أَبُو سَلَمَةَ.
أَخْبَرَنَا [6] مَرْوَانُ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَمِيعٍ [7] عَنْ مَالِكِ بْنِ عُمَيْرٍ الْحَنَفِيِّ [8] قَالَ: كَانَ عَمٌّ يُسَمَّى عَبَّارُ بْنُ سَلَمَةَ عَبَّارٌ الشَّيْخُ الصَّدُوقُ، وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ عَلَى قُدَامَةَ بْنِ مَظْعُونٍ.
أَخْبَرَنَا [9] مَرْوَانُ حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَانَ طَرِيفٌ الْعُطَارِدِيُّ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا مَرْوَانُ أَنْبَأَ عمران بن حريث
__________
[1] إسحاق بن إبراهيم بن راهويه.
[2] عثمان بن عاصم الأسدي الكوفي.
[3] هو مروان بن معاوية بن الحارث الكوفي (تهذيب التهذيب 10/ 96) .
[4] اسمه عامر (تهذيب التهذيب 5/ 75) .
[5] الرياحي غلب على الكوفة في فتنة عبد الرحمن بن الأشعث سنة 82 هـ وبايع لابن الأشعث (تاريخ خليفة بن خياط 281، 296) .
[6] الضمير يعود الى إسحاق.
[7] الحنفي.
[8] مخضرم أدرك الجاهلية (تهذيب التهذيب 10/ 20) .
[9] الضمير يعود الى إسحاق.(2/270)
قَالَ: رَأَيْتُ عَزَّةَ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ الشِّخِّيرِ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا مَرْوَانُ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ أَخِيهِ النُّعْمَانِ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عن العلاء ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ أَبِي.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُف حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنِي هُشَيْمٌ أَنْبَأَ يَعْلَى ابن عَطَاءٍ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُرَشِيِّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ لِأَبِي هُرَيْرَةَ: يا ابا هرّ (79 ب) كُنْتَ أَلْزَمَنَا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَعْلَمَنَا بِحَدِيثِهِ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ أَخْبَرَنَا أَبُو بَلَجٍ [1] حَدَّثَنَا ثُوَيْرٌ [2] مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ أَنْبَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ بْنِ نَجِيحٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ شَيْخٍ مِنْ أْهَلِ الْمَدِينَةِ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الجهني حَدِيثَ اللُّقَطَةِ.
قَالَ رَبِيعَةُ: أَخْبَرَنِي زِيَادُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ أَنَّ ذَلِكَ الشَّيْخَ الَّذِي حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ الْمُنْبَعِثِ [3] .
أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَني إِسْحَاقُ أَخْبَرَنِي عَبَّادُ [4] أَخْبَرَنَا سعيد [5] عن أبي
__________
[1] الفزاري الكبير.
[2] ثوير بن أبي فاختة الهاشمي الكوفي (تهذيب التهذيب 2/ 36) .
[3] المعروف انه يزيد مولى المنبعث (تهذيب التهذيب 11/ 375) .
[4] لعله عباد بن العوام الكلابي الواسطي ابو سهل (تهذيب التهذيب 5/ 99) .
[5] سعيد بن أبي عروبة.(2/271)
مَعْشَرٍ [1] عَنْ إِبْرَاهِيمَ [2] أَنَّهُ كَانَ يُسَافِرُ مَعَ عَلْقَمَةَ وَالْأَسْوَدِ [3] ، فَكَانَ يَدْخُلُ عَلَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ فَيَرَاهِنُ فِي اللُّحُفِ الْحُمْرِ [4] .
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حدثني إسحاق حدثنا أبو بكر بن عياش قَالَ:
سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ [5] [وَهُوَ] يَقُولُ: لَمْ يَكُنْ يَصْدُقُ عَلَى عَلِيٍّ فِي الْحَدِيثِ عَنْهُ إِلَّا مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ ثَنَا سَعِيدٌ [6] قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ سِيرِينَ فِي مَسْجِدِ الْجَامِعِ وَأَنَا إِلَى جَنْبِهِ فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ تَرَبَّعَ فِي آخِرِ صَلَاتِهِ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا بَكْرٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ [7] عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: أَتَى عَلِيُّ بْنُ نَافِعٍ فَقَالَ: قَدِمَ صَدِيقُكَ عِكْرِمَةُ. قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أُحَدِّثُكَ. فَقُلْتُ: فَأَمْشِي مَعَكَ. قَالَ: نَعَمْ. فَلَقَدْ حَدَّثَنِي بِأَحَادِيثَ كَانَتْ أَحْسَنَ فِي عَيْنَيَّ مِنَ الدُّرِّ. قَالَ: فَجَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: الرَّجُلُ مَنْ يُزَوِّجُ ابْنَتَهُ لِمَهْرِ الْمَهْرِ. فَقَالَ: الَّذِي يَفْعَلُ بها ولم يكن.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرِمٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ طَاوُسٍ عَنِ ابْنِ الْعَدْلِيِّ أَوْ قَالَ الْعَنْدَلِيِّ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثابت
__________
[1] زياد بن كليب التميمي الحنظليّ الكوفي (تهذيب التهذيب 3/ 382) .
[2] هو إبراهيم بن يزيد النخعي.
[3] الأسود بن يزيد النخعي.
[4] أوردها ابن سعد من طريق سعيد بن أبي عروبة بأطول (الطبقات 6/ 271) .
[5] المغيرة بن مقسم الضبي.
[6] سعيد بن أبي عروبة.
[7] عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي.(2/272)
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: العمرى [1] ؟ قال: قَالَ: هِيَ لِلْوَارِثِ [2] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي عقبة بن مكرم حدثنا (80 أ) محمد ابن جعفر حدثنا شعبة عن عَمْرِو بْن دِينَارٍ سَمِعْتُ طَاوُسًا يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ فِي مَنْ غَشِيَ قَبْلَ أَنْ يَطُوفَ بِالْبَيْتِ يَوْمَ النَّحْرِ: عَلَيْهِ بَدَنَةٌ.
قَالَ شُعْبَةُ: فَحَدَثْتُ بِهِ أَيُّوبَ فَقَالَ لعمرو بن دينار: عمن هو؟ قال:
سَمِعْتُ طَاوُسًا يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ أَيُّوبُ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؟ قَالَ عَمْرٌو: سَمِعْتُ طَاوُسًا. وَتَرَكَ ابْنَ عَبَّاسٍ.
أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي عُقْبَةُ [3] حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: قَالَ لِي شُعْبَةُ: قَالَ لِي أَيُّوبُ: لَا تَرَوِ عَنْ خِلَاسٍ [4] فَإِنَّهُ صُحُفِيٌّ [5] . قَالَ: ثُمَّ قَالَ بَعْدُ: فَإِنِّي أَرَاهُ صُحُفِيًّا.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي عُقْبَةُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ فُرَاتٍ [6] عَنْ مَوْلًى لِأُمِّ سَلَمَةَ قَالَ: لَمَّا مات سعد جيء به على سرير فادخل على أم
__________
[1] العمرى: قول الرجل للآخر اعمرتك هذه الدار. اى جعلتها لك طيلة عمرك.
[2] انظر الحديث من طرق اخرى في صحيح مسلم 3/ 1248 وسنن النسائي: 6/ 228 من طريق شعبة قال: اخبرني عمرو بن دينار قال: سمعت طاوسا يحدث عن حجر المدري عن زيد بن ثابت، وابن ماجة: السنن 2/ 796 من طريق عمرو بن دينار عن طاوس عن حجر المدري عن زيد بن ثابت أيضا.
[3] عقبة بن مكرم بن أفلح العمي البصري الحافظ (تهذيب التهذيب 7/ 250) .
[4] خلاس بن عمرو الهجريّ البصري (تهذيب التهذيب 3/ 176) .
[5] اى انه يروي من صحف عنده وليس من سماعه.
[6] فرات بن أبي عبد الرحمن القزاز التميمي.(2/273)
سَلَمَةَ فَجَعَلَتْ تَبْكِي وَتَقُولُ: بَقِيَّةُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي عُقْبَةُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ثَنَا شعبة عن فرات قال: سمعت أبا حازم [1] قَالَ: قَاعَدْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ خَمْسَ سِنِينَ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا عُقْبَةُ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عامر عن شعبة عن إسماعيل ابن أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ أَنَّ عَمَّارًا قَالَ: ادْفِنُونِي فِي ثِيَابِي فَإِنِّي مُخَاصِمٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي عُقْبَةُ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي وَائِلٍ: أَنْتَ أَكْبَرُ أَوْ مَسْرُوقٌ؟
قَالَ: أَنَا أَكْبَرُ مِنْ مَسَرُوقٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ [2] :
لَمْ يَسْمَعْ سُفْيَانُ مِنْ أَبِي عَوْنٍ [3] غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ: قَالَ مَرْوَانُ كَيْفَ نَسْأَلُ أَحَدًا وَفِينَا أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ غَيْلَانَ بن جرير [4] قال: سمعت أبا الحلال العتكي قَالَ: بَعَثَنِي ابْنُ عَامِرٍ [5] إِلَى عُثْمَانَ فِي حَاجَةٍ، فَمَا فَرَغْتُ قَالَ: أَلَكَ حَاجَةٌ؟ قُلْتُ: لا الا
__________
[1] سلمان ابو حازم الاشجعي الكوفي (تهذيب التهذيب 4/ 140) .
[2] ابن مهدي.
[3] محمد بن عبيد الله بن سعيد ابو عون الثقفي الكوفي (تهذيب التهذيب 9/ 322) .
[4] المعولي الازدي البصري (تهذيب التهذيب 8/ 253) .
[5] عبد الله بن عامر بن كريز.(2/274)
أَنَّ رَجُلًا أَمَرَنِي أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ رَجُلٍ (80 ب) جَعَلَ أَمْرَ امْرَأَتِهِ بِيَدِهَا؟
قَالَ: فَأَمْرُهَا بِيَدِهَا [1] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله الشقري سلمة [2] بن نمام.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا بُنْدَارٌ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنِي عُبَيْدَةُ بْنُ مُعْتَبٍ وَكَانَ مِنْ قَدِيمِ حَدِيثِهِ حَدِيثُ أَبِي أَيُّوبَ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ [3] وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالا: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ مُبَشِّرَ بْنَ عِمْرَانَ بْنِ عُمَيْرٍ يُحَدِّثُ عَنْ أُمَيَّةَ [4] عَنْ جَدِّهِ: أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ رَدِيفُهُ عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ مَسِيرَةَ أَرْبَعَةِ فَرَاسِخَ فَصَلَّى الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ وَالْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ. قَالَ شُعْبَةُ: حَدَّثَنِي هَذَا مُبَشِّرُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ وَأَبُوهُ شَاهِدٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي عَدِيٍّ [5] وَقَالَ: قَرَأْتُ الْقُرْآنَ عَلَى أَبِي رَجَاءٍ [6] ولم أسمع منه شيئا.
__________
[1] أوردها ابو نعيم: حلية الأولياء 3/ 106 من طريق شعبة أيضا بألفاظ مقاربة.
[2] في الأصل «سلمان» والتصويب من طبقات خليفة ص 217، وتهذيب التهذيب 4/ 142.
[3] بكر بن خلف.
[4] أمية بن عبد الله بن صفوان الجمحيّ المكيّ الأصغر (تهذيب التهذيب 1/ 371) .
[5] محمد بن إبراهيم بن أبي عدي ابو عمرو البصري (تهذيب التهذيب 9/ 12) .
[6] أحسبه عبد الله بن واقد الهروي الخراساني (تهذيب التهذيب 6/ 64) .(2/275)
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَاصِمٍ [1] قَالَ: عَرَضْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ كِتَابًا فِيهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تُزَوَّجُ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا وَلَا عَلَى خَالَتِهَا.
وَعَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ [2] عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فِي رَجُلٍ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ. قَالَ: يَصُومُ شَهْرًا.
وَعَنْ شُعْبَةَ عنِ عَاصِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يُعْدِي الْمَمْلُوكَ عَلَى سَيِّدِهِ إِذَا اسْتَعْدَى عَلَيْهِ، وَاسْتَعْدَى أَبِي عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ.
«أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ ثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي حَاجِبٍ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عَمْرٍو [3] وَهُوَ الْأَقْرَعُ: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أَنْ يَتَوَضَّأَ الرَّجُلُ بِفَضْلِ وَضُوءِ الْمَرْأَةِ» [4] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي عُقْبَةُ بْنُ مُكْرِمٍ عَنْ أَبِي عَاصِمٍ [5] عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بَابَيْهِ مَوْلَى بَنِي نَوْفَلٍ، وَعَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ:
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ يَقُولُ: أَمَرَنِي مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ مَوْلَى نافع بن عبد الحارث (81 أ) أَنْ أَسْأَلَ ابْنَ عُمَرَ- وَأَنَا جَالِسٌ بَيْنَهُمَا-:
أَسَمِعْتَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الّذي يجر إزاره من الخيلاء؟
__________
[1] الأحول.
[2] عبد الله بن زيد البصري أحد الأعلام.
[3] الغفاريّ.
[4] ابن حجر: الاصابة 1/ 74.
[5] الضحاك بن مخلد النبيل الشيبانيّ البصري.(2/276)
قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ يَذْكُرُ عَنْ عَمَّارِ بْنِ رُزَيْقٍ وَكَانَ مِنْ عُلَمَاءِ أَهْلِ الْكُوفَةِ قَالَ: إِذَا سُئِلْتَ عَنْ شَيْءٍ فَلَمْ يَبِنْ عِنْدَكَ فَانْظُرْ مَا قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ فَخَالِفْهُ فَإِنَّكَ تُصِيبُ [1] .
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي عُقْبَةُ [2] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ [3] حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ الْأَحْوَلُ أَنَّ ثَابِتًا مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَهُ وَهُوَ ثَابِتٌ الْأَحْنَفُ [4] .
[قَتَادَةُ]
أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ حَدَّثَنَا عَلِيٌّ ثَنَا أَبُو الْخَيْرِ عَنِ ابْنِ إِدْرِيسَ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: وَافَقْتُ قَتَادَةَ [5] عَلَى الْحَدِيثِ إِلَّا أَرْبَعَةَ أَحَادِيثَ.
أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ [6] عَنْ مُغِيرَةَ [7] قَالَ: قِيلَ لِلشَّعْبِيِّ: رَأَيْتَ قَتَادَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ رَأَيْتُهُ حَاطِبَ لَيْلٍ [8] .
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: خَرَجَ قَتَادَةُ إِلَى وَاسِطَ يؤذي الناس ويسعى بهم
__________
[1] انظر حواشي ق 233 ب.
[2] ابن مكرم العمي.
[3] محمد بن بكر بن عثمان البرساني البصري (تهذيب التهذيب 9/ 77) .
[4] ثابت بن عياض الأحنف الأعرج العدوي مولاهم وهو مولى عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب (تهذيب التهذيب 2/ 11) .
[5] قتادة بن دعامة السدوسي في الطبقة الثالثة من تابعي أهل البصرة عند ابن سعد توفي سنة ثماني عشرة ومائة (الطبقات 7/ 229) .
[6] جرير بن عبد الحميد الضبي الرازيّ.
[7] مغيرة بن مقسم الضبي.
[8] وردت في تهذيب التهذيب 8/ 353 من طريق جرير أيضا.(2/277)
فقالوا: سيّر.
حدثنا ابو يوسف حدثني ابو بشر ثنا معاذ بن معاذ عن أشعث قال:
لما سير قتادة للحسن فقال: ان الموفين تبتلى.
حدثنا ابو يوسف ثنا سلمة قال احمد: حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر قال: قيل للزهري: قتادة اعلم عندكم أو مكحول؟ فقال: لا بل قتادة، ما كان عند [1] مكحول الا شيء يسير [2] . قال: لم يدرى كان مكحول اعلم منه أو نحوه.
حدثنا سلمة أخبرنا أَحْمَدُ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ قَالَ: كنا نجالس قتادة ونحن احداث فنسأله عن السند فيقول مشيخة حوله: مه ان أبا الخطاب سند [3] فيكسرونا عن ذلك [4] .
حدثنا ابو يوسف حدثنا ابو بشر [5] ثنا عبد الرزاق عن معمر قال:
قيل للزهري: أيهما أعلم مكحول أم قتادة؟ قال: قتادة. قال: وأي شيء كان عند [6] مكحول الا شيء يسير. (81 ب) .
حدثنا ابو يوسف ثنا سلمة أخبرنا أَحْمَدُ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: قال قتادة لسعيد [7] : يا ابا النضر خذ المصحف. قال: فعرضت عليه
__________
[1] في الأصل «عنده» وما أثبته من ابن سعد 7/ 230.
[2] أوردها ابن سعد (الطبقات 7/ 229- 230) والامام أحمد:
كتاب العلل ومعرفة الرجال 1/ 29 وبعضها في تهذيب التهذيب 8/ 354.
[3] في الأصل «سنة» والتصويب من ابن سعد 7/ 230.
[4] أوردها ابن سعد (الطبقات 7/ 230) .
[5] بكر بن خلف.
[6] في الأصل «عنده» وما أثبته من (ابن سعد 7/ 230) .
[7] سعيد بن أبي عروبة وكنيته ابو النضر.(2/278)
سُورَةَ الْبَقَرَةِ فَلَمْ يُخْطِئْ [1] فِيهَا حَرْفًا وَاحِدًا. قَالَ: يَا أَبَا النَّضْرِ أَحْكَمْتَ. قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: لَأَنَا لِصَحِيفَةِ [2] جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَحْفَظُ مِنِّي لِسُورَةِ الْبَقَرَةِ. قَالَ: وَكَانَتْ قُرِئَتْ عَلَيْهِ [3] .
سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ قَالَ: كَانَ سُلَيْمَانُ [4] الْيَشْكَرِيُّ جَاوَرَ بِمَكَّةَ سَنَةً، جَاوَرَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَكَتَبَ عَنْهُ صَحِيفَةً، وَمَاتَ قَدِيمًا، وَبَقِيَتِ الصَّحِيفَةُ عِنْدَ أُمِّهِ، فَطَلَبَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ إِلَيْهَا أَنْ تُعِيرَهُمْ فَلَمْ تَفْعَلْ. فَقَالُوا:
فَأَمْكِنِينَا مِنْهَا حَتَّى نَقْرَأَهُ. فَقَالَتْ: أَمَّا هَذَا فَنَعَمْ. قَالَ: فَحَضَرَ قَتَادَةُ وَغَيْرُهُ فَقَرَءُوهُ فَهُوَ هَذَا الَّذِي يَقُولُ أَصْحَابُنَا حَدَّثَ سُلَيْمَانُ الْيَشْكَرِيُّ أَوْ نَحْوَ هَذَا مِنَ الْكَلَامِ.
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ ثَنَا أَحْمَدُ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ قال قَالَ قَتَادَةُ: جَالَسْتُ الْحَسَنَ [5] اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً أُصَلِّي مَعَهُ الصُّبْحَ ثَلَاثَ سِنِينَ. قَالَ: وَمِثْلِي أَخَذَ عَنْ مِثْلِهِ [6] .
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عُمَيْرٌ [7]
__________
[1] في الأصل «يخط» وما أثبته من (ابن سعد 7/ 229) .
[2] في الأصل «لا بالصحيفة» وكذا في ابن سعد 7/ 229 وأحسبها مصحفة وما أثبته هو الصحيح.
[3] أوردها ابن سعد (7/ 229) في تهذيب التهذيب 8/ 353 من طريق معمر أيضا.
[4] هو سليمان بن قيس اليشكري (تهذيب التهذيب 4/ 214) .
[5] البصري.
[6] أوردها ابن سعد (7/ 229) .
[7] احسبه عمير بن عبد الله بن بشر الخثعميّ الكوفي (تهذيب التهذيب 8/ 148) .(2/279)
قال: سمعت طاوسا يقول: أخروا [1] معبد الْجُهَنِيَّ وَكَانَ قَدَرِيًّا [2] .
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ ثَنَا أَحْمَدُ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ: قَالَ شُعْبَةُ: كَانَ قَتَادَةُ يَغْضَبُ إِذَا وَقَفْتُهُ عَلَى الْإِسْنَادِ. قَالَ: فَحَدَّثْتُهُ يوما بحديث فَأَعْجَبَهُ فَقَالَ: مَنْ حَدَّثَكَ؟ فَقُلْتُ: فُلَانٌ عَنْ فُلَانٍ. قَالَ: فَكَانَ بَعْدُ [3] .
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ ثَنَا أَحْمَدُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ [4] ثَنَا أَبُو هِلَالٍ [5] قَالَ: سَأَلْتُ قَتَادَةَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ: لَا أَدْرِي. فَقُلْتُ: بِرَأْيِكَ. قَالَ: مَا قُلْتُ بِرَأْيِي مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً. قَالَ: ابْنُ كَمْ هُوَ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: كَانَ ابْنَ نَحْوٍ مِنْ خَمْسِينَ [6] .
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ [7] قَالَ: مَا كَانَ قَتَادَةُ يَرْضَى حَتَّى يَصِيحَ بِهِ صِيَاحًا- يَعْنِي الْقَدَرَ-.
وَسَمِعْتُ أَبَا عُمَرَ حَفْصَ [8] بْنَ عمر الضرير يذكر (82 أ) عن أبي
__________
[1] في تهذيب التهذيب 10/ 226 «احذروا» .
[2] وقعت في ترجمة قتادة روايات لا تتعلق به بل بآخرين مثل معبد الجهنيّ لمشاركته قتادة في القدر، وهمام بن يحي تلميذ قتادة، وليس في ترجمته في تهذيب التهذيب وميزان الاعتدال ما يشير الى قوله بالقدر، لكن ما حكاه ابو عوانة قد يفيد هذا المعنى، ووهب بن منبه.
[3] يعني يسند، وقد وردت في تهذيب التهذيب 8/ 354 من طريق وكيع أيضا.
[4] عبد الصمد بن عبد الوارث العنبري البصري.
[5] محمد بن سليم الراسبي البصري (تهذيب التهذيب 9/ 195) .
[6] أوردها ابن سعد (الطبقات 7/ 229) ويحذف «نحو من» .
[7] عبد الله بن شوذب..
[8] في الأصل «جعفر» وهو تصحيف وانظر ترجمته في (تهذيب التهذيب 2/ 411) .(2/280)
عوانة [1] قال: دخلت على همام بن يحي وَهُوَ مَرِيضٌ أَعُودُهُ، فَقَالَ لِي:
يَا أَبَا عَوَانَةَ ادْعُ اللَّهَ أَنْ لَا يُمِيتَنِي حَتَّى تبلغ ولدي الصغار. قال: قفلت:
إِنَّ الْأَجَلَ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ. قَالَ: فَقَالَ لِي: أَنْتَ بَعْدُ فِي ضَلَالِكَ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ صَدَقَةَ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: كَانَ الْحَجَّاجُ يعذب معبد الْجُهَنِيَّ بِأَصْنَافِ الْعَذَابِ فَلَا يَجْزَعُ وَلَا يَسْتَغِيثُ. قَالَ: فَكَانَ إِذَا تُرِكَ مِنَ الْعَذَابِ يَرَى الذُّبَابَ مُقْبِلَةً تَقَعُ عَلَيْهِ.
قَالَ: فَيَصِيحُ وَيَضِجُّ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ، قَالَ: أَمَا إِنَّ هَذَا مِنْ عَذَابِ بَنِي آدَمَ فَأَنَا أَصْبِرُ عَلَيْهِ، وَإِنَّ الذُّبَابَ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ فَلَسْتُ أَصْبِرَ عَلَيْهِ فَقَتَلَهُ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو بكر الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو ابن دِينَارٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ دَارَهُ بِصَنْعَاءَ فَأَطْعَمَنِي جَوْزًا مِنْ جَوْزَةٍ فِي دَارِهِ. فَقُلْتُ لَهُ: وَدِدْتُ أَنَّكَ لَمْ تَكُنْ كتبت في القدر كتابا.
فقال: أَنَا وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ ذَلِكَ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْرٍ [2] قَالَ سَمِعْتُ ضَمْرَةَ يَقُولُ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يَصِيحُ بِالْقَدَرِ فِي مَسْجِدِ الْبَصْرَةِ صِيَاحًا.
[حَدَّثَنَا] [3] أَبُو يوسف حدثني محمد بن أحمد بن أبي السري حدثنا عبد الرزاق قال سمعت مالك يَقُولُ- وَسَأَلْتُهُ [4] عَنْ مَعْمَرٍ فَقَالَ-:
إِنَّهُ لَوْلَا. قَالَ: قُلْتُ: لَوْلَا مَاذَا؟ قَالَ: لَوْلَا رِوَايَتُهُ عَنْ قَتَادَةَ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا سَلَمَةُ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ حَدَّثَنَا عَفَّانُ ثَنَا
__________
[1] الوضاح بن عبد الله اليشكري.
[2] هو عيسى بن محمد النحاس الرمليّ.
[3] سقطت من الأصل.
[4] في الأصل «وسألني» .(2/281)
إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ رَوْحِ بْنِ القَاسِمِ عَنْ مَطَرٍ [1] قَالَ: كَانَ قَتَادَةُ إِذَا سَمِعَ الحديث يحتطفه اخْتِطَافًا. قَالَ: وَكَانَ إِذَا سَمِعَ الْحَدِيثَ لَمْ يَحْفَظْهُ أَخَذَهُ الْعَوِيلُ وَالزَّوِيلُ [2] حَتَّى يَحْفَظَهُ [3] .
قَالَ أَحْمَدُ حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قال: كان قتادة يحدثنا فيقول (82 ب) بَلَغَنَا [4] أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا، وَبَلَغَنَا أَنَّ عُمَرَ، لَا يُسْنِدَهُ. حَتَّى عَلَيْنَا حَمَّادَ بْنَ أَبِي سُلَيْمَانَ. قَالَ: فَأَتَيْنَاهُ. قَالَ فَقُلْنَا: حُدِّثْنَا عَنْ إِبْرَاهِيمَ [5] بِكَذَا وَكَذَا. فَقَالَ:
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ [6] وَثَنَا أَنَسٌ [7] وَحَدَّثَنَا زُرَارَةُ [8] ، وَسَأَلْتُ سَعِيدًا. قَالَ:
فَصَبَّ عَلَيْنَا الْإِسْنَادَ [9] . قَالَ: فَكُنَّا لَا نَسْتَطِيعُ أن نحفظها. قال: فكنت أحفظ سبعة عن ثَمَانِيةَ عَشَرَ [10] . قَالَ: فَكُنْتُ أَجِيءُ فَأَكْتُبُ الْحَدِيثَ على
__________
[1] هو الوراق.
[2] القلق والانزعاج.
[3] انظر بعض هذه الرواية في تهذيب التهذيب 8/ 353.
[4] يوجد في الأصل «ان» قبل «بلغنا» وهي زائدة فحذفتها.
[5] هو إبراهيم بن يزيد النخعي.
[6] هو البصري المشهور.
[7] أنس بن مالك.
[8] زرارة بن أوفى العامري الحرشيّ البصري القاضي (تهذيب التهذيب 3/ 322) .
[9] أوردها ابن سعد بألفاظ مقاربة (7/ 231) وهي عنده أوضح، وفيه «فلما قدم حماد بن أبي سليمان البصرة جعل يقول: حدثنا إبراهيم وفلان وفلان، فبلغ قتادة ذلك فجعل يقول سألت مطرفا وسألت..
فأخبر بالإسناد» .
[10] هكذا في الأصل ولم أتبينها.(2/282)
الْبَابِ فَإِذَا جِئْتُ حَفِظْتُهُ مِنَ الْبَابِ، فَإِذَا حَفِظْتُهُ مَحَوْتُهُ.
[شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ]
«سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ قَالَ: لَوْ نَظَرْتَ إِلَى ثِيَابِ شُعْبَةَ لَمْ تَكُنْ تَسْوَى عَشْرَةَ دَرَاهِمَ، إِزَارُهُ وَقَمِيصُهُ وَرِدَاؤُهُ وَكَانَ شَيْخًا كَثِيرَ الصَّدَقَةِ» [1] .
قَالَ سُلَيْمَانُ: حَضَرْتُ شُعْبَةَ وَسُئِلَ عَشْرَةَ صَحْنَاتٍ [2] وَقَعَتْ فِيهِ فَأْرَةٌ فَمَاتَتْ؟ فَلَمْ يُجِبْهُ، وَلَمْ يُحْسِنْ يُجِيبُهُ.
قَالَ سُلَيْمَانُ: وَبَلَغَنِي أَنَّ مَسَائِلَ الْحَكَمِ [3] وَحَمَّادٍ [4] كُتِبَتْ لَهُ فَسَأَلَهُمَا عَنْهَا وَهِيَ مَكْتُوبَةٌ مَعَهُ.
قَالَ سُلَيْمَانُ: وَحَدَّثَنَا يَوْمًا بِحَدِيثِ الْأَعْمَشِ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ وَأَحَادِيثَ نَحْوَهُ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الْقَدَرِيَّةِ: يَا أَبَا بِسْطَامٍ لَا تُحَدِّثْنَا نَحْنُ أَيْضًا نَنْسَى. قَالَ: فَذَكَرَ حَدِيثَ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ [5] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ» . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا سَلَمَةُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ثنا حجاج [6] قال قال شعبة:
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 9/ 261- 262.
[2] هكذا في الأصل.
[3] ابن عتيبة.
[4] ابن أبي سليمان.
[5] اسمه باذام.
[6] ابن المنهال.(2/283)
سَأَلْتُ عَاصِمًا الْأَحْوَلَ عَنِ الْمَرْأَةِ تَحِدُّ؟ قَالَ: فَقَالَتْ حَفْصَةُ بِنْتُ سِيرِينَ:
كَتَبَ حُمَيْدُ بْنُ نافع يقال له حميد صغير [1] إِلَى حُمَيْدٍ الْحِمْيَرِيِّ [2] ، فَذَكَرَ حَدِيثَ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ. قَالَ شُعْبَةُ: فَقُلْتُ لِعَاصِمٍ: قَدْ سَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ حُمَيْدِ بْنِ نَافِعٍ. قَالَ: أَنْتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. وَهُوَ ذَاكَ حَيٌّ. قَالَ شُعْبَةُ:
وَكَانَ عَاصِمٌ يَرَى أَنَّهُ قَدْ مَاتَ مُنْذُ مِائَةِ سَنَةٍ.
سَمِعْتُ أَبَا الْوَلِيدِ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: إِنَّ هَذَا الْحَدِيثَ يَصُدُّ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ.
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ ثنا (83 أ) أَحْمَدُ ثَنَا أَبُو قَطَنٍ [3] قَالَ قَالَ شُعْبَةُ: مَا أَنَا بِمُقِيمٍ عَلَى شَيْءٍ أَخَافُ أَنْ يُدْخِلَنِي النَّارَ غَيْرَهُ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ سَمِعْتُ حَمَّادًا يَقُولُ:
مَا أَخَافُ عَلَى أَيُّوبَ وَابْنِ عَوْنٍ فِي الْآخِرَةِ شَيْئًا إِلَّا الْحَدِيثَ.
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ هَارُونَ قَالَ: شُعْبَةُ مَوْلَى الْأَزْدِ عَامَّةً.
«حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى ثَنَا أَبُو كَامِلٍ مُظَفَّرُ بْنُ مُدْرِكٍ قَالَ: ذَكَرُوا لِشْعُبَةَ حديثا لم يسمعه، فجعل يقول: وا حزناه» [4] .
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ شُعْبَةَ فَجَعَلُوا يَقُولُونَ: يَا أَبَا بِسْطَامٍ يَا أَبَا بِسْطَامٍ. فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أحدث من قال: يا أبا
__________
[1] الأنصاري المدني (تهذيب التهذيب 3/ 50) .
[2] هو حميد بن عبد الرحمن الحميري البصري (تهذيب التهذيب 3/ 46) .
[3] هو عمرو بن الهيثم.
[4] الخطيب: شرف أصحاب الحديث 115- 116.(2/284)
بِسْطَامٍ يَا أَبَا بِسْطَامٍ ثُمَّ ذَكَرَ حَدِيثَ عَوْفٍ عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: الْمُنَافِقُ يُحِبُّ الْحَمْدَ وَيَكْرَهُ الذَّمَّ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ ثَنَا قُرَيْشُ بْنُ أَنَسٍ قَالَ:
حَلَفَ لِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ أَنَّهُ مَا كَتَبَ عَنْ قَتَادَةَ شَيْئًا قَطُّ إِلَّا أَنَّ أَبَا مَعْشَرٍ [1] كَتَبَ إِلَيَّ أن أَكْتُبُ لَهُ تَفْسِيرَ قَتَادَةَ. قَالَ: يُرِيدُ يَكْتُبُ عَلَيَّ التَّفْسِيرَ فَلَمْ أَزَلْ.
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ حَدَّثَنَا قُرَيْشٌ قَالَ قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: مَا يُرْوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَمْرٍو فِي الْكِتَابِ؟ فَقَالَ وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ: حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ. قَالَ: رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ شُعَيْبٍ. قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: لَمْ يَكْتُبْ أَبُو بَكْرٍ وَلَا عُمَرُ.
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ [2] : إِنَّ الْقَوْمَ لَمْ يُذْكَرْ عَنْهُمْ ... [3] وَقَالَ غَيْرُهُ:
خَيْرٌ لَكُمْ.
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ قَالَ ابْنُ عْوَنٍ:
قَدْ رَأَيْتُ عطاء وطاوس.
حدثنا أحمد ثنا قُرَيْشٌ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ [4] قَالَ: جَعَلَ حَمَّادٌ يَسْأَلُ إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: أَصْلَحَكَ الله انما هي أطراف [5] .
__________
[1] زياد بن كليب التميمي الكوفي (ميزان الاعتدال 2/ 92) .
[2] أراه إبراهيم بن يزيد النخعي.
[3] الفراغ كلمات رسمها في الأصل «نسأ لفضل عهدكم» ولم أتبينها.
[4] عبد الله بن عون.
[5] أوردها ابن سعد من طريق ابن عون (6/ 272) وفيها زيادة آخرها هي «قال: ألم أنهك عن هذا؟» .(2/285)
قَالَ أَحْمَدُ حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ قَالَ حَمَّادُ بن زيد: كان الغرباء إذا قدموا (83 ب) أَتَيْنَاهُمْ فَيَقُولُ هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ: هَاتُوا مَا دَامَتْ حَارَّةً. قَالَ:
فَكَانَ أَحْفَظَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ عَنْ هَمَّامٍ [1] قَالَ قَالَ قَتَادَةُ: أَرْوَاهُمْ عَنِّي حَدِيثًا مَطَرٌ [2] وَأَرْوَاهُمْ لِلْحَدِيثِ عَلَى وَجْهِهِ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ.
حَدَّثَنَا ابو يوسف حدثنا محمد بن مصفى حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ [3] قَالَ: مَا رَأَيْتُ بِالْعِرَاقِ مِثْلَ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ.
بَلَغَنِي عَنِ ابْنِ الْمَدِينِيِّ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ:
مَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَعْلَمَ بِالسُّنَّةِ مِنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ وَلَا أَعْلَمَ بِحَدِيثٍ يَدْخُلُ فِيهَا.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ:
حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ [4] عَنِ الأوزاعي قال: كان نصر بن يحي [5] بْنِ أَبِي كَثِيرٍ يَتَصَدَّقُ بِالْعِلْمِ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: كُنْتُ عند يحي بْنِ أَبِي كَثِيرٍ فَقُلْتُ: يَا أَبَا نَصْرٍ.
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ مَعْمَرٌ: أُرِيدَ يحي بْنَ أَبِي كَثِيرٍ عَلَى الْبَيْعَةِ لِبَعْضِ بَنِي أمية فأبى، حتى
__________
[1] همام بن يحي العوذي.
[2] الوراق.
[3] ابن الوليد الكلاعي الحمصي.
[4] الوليد بن مسلم.
[5] في الأصل «أبي يحي» وانظر ترجمة يحي في (تهذيب التهذيب 11/ 268) .(2/286)
ضُرِبَ وَفُعِلَ بِهِ كَمَا فُعِلَ بِابْنِ الْمُسَيِّبِ.
وَأَبُو يُوسُفَ حَدَّثَني أَبُو بِشْرٍ [1] حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا حَبِيبٌ الْمُعَلِّمُ [2] عَنْ عَطَاءٍ [3] قَالَ: الْوَالِدُ يَأْكُلُ مِنْ مَالِ وَلَدِهِ وَيَكْتَسِي وَيُنْفِقُ بِالْمَعْرُوفِ وَلَا يُسْرِفُ فِي مَالِهِ وَلَا يَعْتِقُ، وَالْوَلَدُ كَذَلِكَ.
قَالَ يَزِيدُ: جَاءَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ وَابْنُ عُلَيَّةَ [4] فَأَمَّا ابْنُ عُلَيَّةَ فَقَالَ: يَا أَبَا مُعَاوِيَةَ جِئْنَا نُسَلِّمُ عَلَيْكَ. فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: مَا جِئْنَا لِذَلِكَ إِنَّا جِئْنَا لِنَسْأَلَكَ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ:
سَأَلَ رَبَاحًا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ شَيْءٍ مِنَ التَّفْسِيرِ فَقَالَ: إِنَّ مَعْمَرًا أَخْبَرَنِي بِكَذَا وَكَذَا. فَقَالَ: إِنَّ مَعْمرًا شَرِبَ مِنَ الْعِلْمِ مَا نَفَعَ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حدثني أبو بكر بن عبد الملك حدثنا عبد الرزاق.
(84 أ) أَخْبَرَنَا رَبَاحٌ قَالَ: سَأَلَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ شَيْءٍ مِنَ التَّفْسِيرِ فَقُلْتُ:
إِنَّ مَعْمَرًا قَالَ كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ: إِنَّ مَعْمَرًا شَرِبَ مِنَ العلم ما نفع [5] .
[الشام]
(87 أ) [6] «حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ الْفَسَوِيُّ قال:
__________
[1] بكر بن خلف.
[2] أبو محمد البصري مولى معقل بن يسار (تهذيب التهذيب 2/ 194) .
[3] عطاء بن أبي رباح.
[4] إسماعيل بن إبراهيم.
[5] في الأصل وردت بعد هذه الرواية اخبار في فضائل مصر فنقلتها الى موضعها المناسب قبل تراجم المصريين، ويلاحظ أن يعقوب قدم للشاميين بمقدمة في فضائل الشام.
[6] بداية الجزء الحادي والعشرين وأوله «بسم الله الرحمن الرحيم(2/287)
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِيهِ [1] عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ خِرْ لِي؟ فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ نَحْوَ الشَّامِ» [2] . «حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حدثني معاوية بن صالح عن أبي بحي أَنَّ جُبَيْرَ بْنَ نُفَيْرٍ حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوَالَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّكُمْ سَتَكُونُونَ أَجْنَادًا مُجَنَّدَةً، جُنْدًا بِالشَّامِ وَجُنْدًا بِالْيَمَنِ وَجُنْدًا بِالْعِرَاقِ. فَعَلَيْكَ بِالشَّامِ فَإِنَّهَا صَفْوَةُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ بِلَادِهِ، وَفِيهَا خِيرَةُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ عِبَادِهِ وَفِيهَا مَرْبَطُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ نُورُهُ، فَمَنْ أَبِي فَلْيَلْحَقْ بِيَمَنِهِ وَلْيُسْقَ مِنْ غُدُرِهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ تَوَكَّلَ لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ» [3] . «حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن يوسف قال: حدثنا يحي بْنُ حَمْزَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَلْقَمَةَ نَصْرُ بْنُ عَلْقَمَةَ يَرُدُّ الْحَدِيثَ إِلَى جُبَيْرِ بْنِ نفير قال: قال عبد الله ابن حَوَالَةَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَكَوْنَا إِلَيْهِ الْعِرْيَ وَالْفَقْرَ وَقِلَّةَ الشَيْءِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: أبشروا فو الله لَأَنَا مِنْ كَثْرَةِ الشَيْءِ أَخْوَفُ [4] عَلَيْكُمْ مِنْ قلته، والله لا يزال هذا الأمر
__________
[ () ] أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل المعدل الدار الدّارقطنيّ ببغداد قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه النحويّ قال: حدثنا أبو يوسف ... » .
[1] حكيم بن معاوية بن حيدة القشيري (تهذيب التهذيب 1/ 498) .
[2] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 84.
[3] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 65 ويحذف «وفيها مربط الله عز وجل» ويذكر «فعليكم» بدل «فعليك» و «وليستق» بدل «وليسق» .
[4] في الأصل «اخوفني» وما أثبته من حلية الأولياء 2/ 3.(2/288)
فِيكُمْ حَتَّى يَفْتَحِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَرْضَ فَارِسٍ وَأَرْضَ الرُّومِ وَأَرْضَ حِمْيَرَ وَحَتَّى تَكُونُوا أَجْنَادًا ثَلَاثَةً، جُنْدًا بِالشَّامِ وَجُنْدًا بِالْعِرَاقِ وَجُنْدًا بِالْيَمَنِ وَحَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ الْمِائَةَ فَيَسْخَطَهَا [1] . قَالَ ابْنُ حَوَالَةَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ يَسْتَطِيعُ الشَّامَ وَبِهِ الرُّومُ ذَوَاتُ الْقُرُونِ؟ قَالَ: والله ليفتحنها الله عز وجل عليكم وليستخلفنكم فيها حتى تظل العصابة البيض (87 ب) مِنْهُمْ [2] قُمُصُهُمُ الْمُلَحَّمَةُ أَقْفَاؤُهُمْ قِيَامًا عَلَى الرُّوَيْجِلِ الْأُسَيْوِدِ مِنْكُمُ الْمَحْلُوقِ مَا أَمَرَهُمْ مِنْ شَيْءٍ فَعَلُوهُ وَإِنَّ بِهَا الْيَوْمَ رِجَالًا لَأَنْتُمْ أَحْقَرُ فِي أَعْيُنِهِمْ مِنَ الْقُرْدَانِ فِي أَعْجَازِ الْإِبِلِ. قَالَ [3] ابْنُ حَوَالَةَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اخْتَرْ لِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ: إِنِّي أَخْتَارُ لَكَ الشَّامَ، فَإِنَّهُ صَفْوَةُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ بِلَادِهِ وَإِلَيْهِ يُحْشَرُ صَفْوَتُهُ مِنْ عِبَادِهِ. يَا أَهْلَ الْيَمَنِ عَلَيْكُمْ بِالشَّامِ فَإِنَّ صَفْوَةَ اللَّهِ مِنْ أَرْضِهِ الشَّامُ أَلَا فَمَنْ أَبَى فَلْيُسْقَ مِنْ غُدُرِ الْيَمَنِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ تَكَفَّلَ بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ. قَالَ أَبُو عَلْقَمَةَ: فَسَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ جُبَيْرٍ يَقُولُ: يَعْرِفُ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعْتَ هَذَا الْحَدِيثِ فِي جُزْءِ بْنِ سُهَيْلٍ السُّلَمِيِّ وَكَانَ عَلَى الْأَعَاجِمِ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ، فَكَانَ إِذَا رَاحُوا إِلَى مَسْجِدٍ نظروا اليه واليهم قياما حوله فَعَجِبُوا لِنَعْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ وَفِيهِمْ.
قَالَ أَبُو عَلْقَمَةَ: أَقْسَمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ثلاث
__________
[1] أورده الى هنا ابو نعيم (الحلية 2/ 3- 4) من طريق يحي ابن حمزة أيضا. وذكر «فيتسخها» بدل فيسخطها.
[2] في الأصل «منكم» .
[3] في الأصل «ابو» وهو خطأ.(2/289)
مَرَّاتٍ لَا نَعْلَمُ أَنَّهُ أَقْسَمَ فِي حَدِيثٍ مثله» [1] .
«حدثنا [2] يحي بْنُ حَمْزَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي بُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ [3] قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِدْرِيسَ عَائِذُ اللَّهِ الْخَوْلَانِيُّ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ عَمُودَ الْكِتَابِ احْتُمِلَ مِنْ تَحْتِ رَأْسِي، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ مَذْهُوبٌ بِهِ، فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي، فَعُمِدَ بِهِ إِلَى الشَّامِ، وَإِنَّ الْإِيمَانَ حِينَ تَقَعُ الْفِتْنَةُ بِالشَّامِ» [4] . حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنَا يحي بْنُ حَمْزَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَرْطَأَةَ قَالَ: سَمِعْتُ جُبَيْرَ بْنَ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فُسْطَاطُ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ الْمَلْحَمَةِ بِالْغَوْطَةِ إِلَى جَانِبِ مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا دِمَشْقَ من خير مدائن الشام. (88 أ) «حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن مهاجر
__________
[1] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 67 ويذكر «فيتسخطها» بدل «فيسخطها» و «ذات» بدل «ذوات» و «المحلقة» بدل «الملحمة» و «يجتبي» بدل «يحشر» و «فعرف» بدل «يعرف» و «فيهم» بدل «فيه وفيهم» و «جبر» بدل «جزء» ، وابن كثير: البداية والنهاية 6/ 195 ويحذف «وان بها اليوم ... بالشام واهله» ويذكر «حتى تطل العصابة البيض منهم، قمصهم الملحمية، اقباؤهم قياما على الرويجل» وهي تصحيفات.
[2] الضمير يعود الى عبد الله بن يوسف الّذي يروي الفسوي بواسطته عن يحي بن حمزة.
[3] في الأصل «عبيد» وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب 1/ 438.
[4] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 97.(2/290)
عن العباس بن سالم عن مدرك بن عَبْدِ اللَّهِ- أَوِ ابْنِ مُدْرِكٍ- قَالَ: غَزَوْنَا مع معاوية مصر فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ لِمُعَاوِيَةَ:
يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَقُومَ فِي النَّاسِ؟ فَأَذِنَ لَهُ، فقام على قوسه فَحَمِدَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ أَنَّ عَمُودَ الْكِتَابِ حُمِلَ مِنْ تَحْتِ وِسَادَتِي فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي، فَإِذَا هُوَ كَالْعَمُودِ مِنَ النُّورِ فَعُمِدَ بِهِ إِلَى الشَّامِ. أَلَا وَإِنَّ الْإِيمَانَ إِذَا وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ بِالشَّامِ- ثَلَاثَ مَرَّاتٍ يَقُولُهَا ثَلَاثًا-» [1] . «حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاتِكَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَبِيبٍ الْمُحَارِبِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إِذَا وَقَعَتِ الْمَلَاحِمُ خَرَجَ بَعْثٌ مِنْ دِمَشْقَ مِنَ الْوَالِي هُمْ أَكْرَمُ الْعَرَبِ فَرَسًا وَأَجْوَدُهُ سِلَاحًا يُؤَيِّدُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِمُ الدِّينَ» [2] . «حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ [3] قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صالح [4] عن ربيعة بن يريد عَنِ ابْنِ الدَّيْلَمِيِّ [5] قَالَ: بَلَغَنِي حَدِيثٌ عَنْ عبد الله بن عمرو بن
__________
[1] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 95 وقال: «الصواب:
على فرسه» اى بدل «على قوسه» وانظر ق 163 ب.
[2] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 258- 259 ووقع فيه «الموالي» بدل «الوالي» وهو تصحيف و «أجود» بدل «أجوده» .
[3] عبد الله بن صالح كاتب الليث.
[4] الحضرميّ.
[5] عبد الله بن فيروز الديلميّ تابعي شامي ثقة (تهذيب التهذيب 5/ 358) .(2/291)
الْعَاصِ فَرَكِبْتُ إِلَيْهِ [1] أَسْأَلُهُ عَنْهُ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فِي حَدِيقَةٍ لَهُ [2] فَقُلْتُ:
مَا حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكَ أَنَّكَ تَذْكُرُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟
قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تَقُولُ أَنَّ صَلَاةً فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ كَأَلْفِ صَلَاةٍ. فَقَالَ: اللَّهمّ إِنِّي لَا أُحِلُّ لَهُمْ أَنْ يَقُولُوا عَلَيَّ إِلَّا مَا سَمِعُوا مِنِّي- يُرَدِّدُهَا ثَلَاثًا- قَالَ: لَيْسَ هَكَذَا قلت، ولكني سمعت رسول الله صلى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ سَأَلَ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ ثَلَاثًا سأله ملكا (88 ب) لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ فَأَعْطَاهُ، وَسَأَلَهُ حُكْمًا يُصَادِقُ حِكْمَةً فَأَعْطَاهُ، وَسَأَلَهُ مَنْ أَتَى هَذَا الْبَيْتَ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ فِيهِ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ» [3] . «حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ عَنِ ابْنِ الدَّيْلَمِيِّ- الَّذِي يَسْكُنُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ- أَنَّهُ رَكِبَ فِي طَلَبِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَسَأَلَ عَنْهُ فَقَالُوا قَدْ سَارَ إِلَى مَكَّةَ فَاتَّبَعَهُ فَوَجَدَهُ فِي زَرْعِهِ الَّذِي يُسَمَّى الوهط. قال ابن الديلميّ: فدخلت
__________
[1] في الرحلة في طلب الحديث «فركبت الى الطائف أسأله عنه وكان ابن الديلميّ بفلسطين» .
[2] في الرحلة في طلب الحديث اضافة بعد «حديقة» ما يلي:
«فوجدته مختصرا بيد رجل كما (هكذا في الأصل وأحسب ان الصواب:
كان) يتحدث بالشام أن ذلك الرجل من شربة الخمر، قال: فقلت: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي شَارِبِ الخمر شيئا؟ قال: فاختلج الرَّجُلُ يَدَهُ مِنْ يَدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمرو. فقال: نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا» .
[3] الخطيب: الرحلة في طلب الحديث 59- 60.(2/292)
عَلَيْهِ فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا هَذَا الْحَدِيثُ الَّذِي بَلَغَنَا عَنْكَ؟ قَالَ: مَا هُوَ؟
قُلْتُ: إِنَّكَ تَقُولُ صَلَاةٌ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ خَيْرٌ مِنْ أْلَفِ صَلَاةٍ فِي غَيْرِهِ إِلَّا الْكَعْبَةَ. قَالَ: اللَّهمّ إِنِّي لَا أُحِلُّ لَهُمْ أَنْ يَتَقَوَّلُوا عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ. إِنَّ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلَامَ حِينَ فَرَغَ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ قَرَّبَ قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْهُ، فَدَعَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بِدَعَوَاتٍ مِنْهَا: اللَّهمّ أَيُّمَا عَبْدٍ مُؤْمِنٍ زَارَكَ فِي هَذَا الْبَيْتِ تَائِبًا إِلَيْكَ إِنَّمَا جَاءَ يَتَنَصَّلُ عَنْ خَطَايَاهُ وَذُنُوبِهِ أَنْ تَتَقَبَّلَ مِنْهُ وَتَنْزِعَهُ مِنْ خَطَايَاهُ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» [1] .
حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مزيد العذري قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ:
حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ: حدثني ربيعة بن يزيد ويحي بن [أبي] [2] عمرو السيباني قالا: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ فَيْرُوزَ الدَّيْلَمِيُّ قَالَ: دَخَلَتْ على عبد الله ابن عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَهُوَ فِي حَائِطٍ لَهُ بِالطَّائِفِ يُقَالُ لَهُ الْوَهْطُ. فَقَالَ:
سَمِعْتُهُ- يُرِيدُ رسول الله صلى الله عليه وسلم- يقول: إِنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ سَأَلَ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ثَلَاثًا فَأَعْطَاهُ اثْنَتَيْنِ وَنَحْنُ نَرْجُو أَنْ يَكُونَ أَعْطَاهُ الثَّالِثَةَ، سَأَلَهُ حُكْمًا يُصَادِفُ حِكْمَةً فَأَعْطَاهُ، وَسَأَلَهُ مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَسَأَلَهُ أَيُّمَا رَجُلٍ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ أَنْ يَخْرُجَ مِنْ خَطِيئَتِهِ مِثْلَ ما ولدته امه. (89 أ) ونحن يرجو أَنْ يَكُونَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَعْطَاهُ إِيَّاهَا. قَالَ أَبُو عَمْرٍو: حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يزيد بهذا الحديث فيما بين
__________
[1] الخطيب: الرحلة في طلب الحديث 60- 61 ويذكر «غيرها» بدل «غيره» و «تتركه» بدل «تنزعه» .
[2] سقطت من الأصل وانظر ترجمته في (تهذيب التهذيب 11/ 260) .(2/293)
الْمِقْسِلَاطِ- يُرِيدُ بَابُ الصَّغِيرِ-.
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ الْهَادِ [1] .
وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنِ ابْنِ الْهَادِ.
وَحَدَّثَنِي أَبُو الْأَسْوَدِ قَالَ: أَخْبَرَنَا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ الْهَادِ وعمارة ابن غَزِيَّةَ.
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابن أبي حازم عن ابن الهادح جَمِيعًا قَالُوا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ بَصْرَةَ بْنِ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لَا تُعْمَلُ الْمَطِيُّ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدٍ، إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِلَى مَسْجِدِي هَذَا وَإِلَى مَسْجِدِ إِيلِيَاءَ- أَوْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ شَكَّ أَيُّهُمَا قَالَ- وَهَذَا سِيَاقُ حَدِيثِ مَالِكٍ وَالْآخَرُونَ لَا يَشُكُّونَ وَقَالُوا بَيْتَ الْمَقْدِسِ.
حَدَّثَنِي أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عبد الملك وسليمان بن حرب والحجاج ابن الْمِنْهَالِ قَالُوا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ قَزْعَةَ [2] عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدٍ، الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِي هَذَا وَمَسْجِدِ إِيلِيَاءَ. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قال: اخبرني زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَتَيْتُ الطُّورَ فَلَقِيَنِي حُمَيْلُ بْنُ بَصْرَةَ الْغِفَارِيُّ صَاحِبُ النبي صلى الله
__________
[1] عبد الله بن شداد بن الهاد.
[2] قزعة بن يحي ابو الغادية البصري (تهذيب التهذيب 8/ 377) .(2/294)
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لَا تُضْرَبُ أَكْبَادُ الْمَطَايَا إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدٍ، الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِي هَذَا وَمَسْجِدِ إِيلِيَاءَ. حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: ثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ قَزْعَةَ عَنْ عبد الله بن عمرو عن رسول (89 ب) اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدٍ، إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى وَإِلَى مَسْجِدِي هَذَا. «حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حدثنا الأعمش عن عبد الله ابن ضِرَارٍ الْأَسَدِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَسَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْخَيْرَ فَجَعَلَهُ عَشْرَةَ أَعْشَارٍ، فَجَعَلَ تِسْعَةَ أَعْشَارِهِ بِالشَّامِ وَبَقِيَّتَهُ في سائر الأرضين وقسم الشر فجعله عَشْرَةَ أَعْشَارٍ، فَجَعَلَ جُزْءًا مِنْهُ بِالشَّامِ وَبَقِيَّتَهُ فِي سَائِرِ الْأَرَضِينَ» [1] .
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ [2] قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ عَنْ أَبِيهِ- وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ- قَالَ:
قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا فَسَدَ أَهْلُ الشَّامِ فَلَا خَيْرَ فِي النَّاسِ. «حدثنا الربيع بن يحي قَالَ: ثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ قُرَّةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ- وَقَدْ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَسَحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَأْسِهِ- فَقَالَ: إِذَا فَسَدَ أهل الشام فلا خير فيكم» [3] .
__________
[1] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 144 لكنه يذكر «أعشر» بدل «أعشار» في الموضعين.
[2] ابن أبي إسحاق السبيعي (تهذيب التهذيب 8/ 237) .
[3] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 293- 294 وذكر «قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» بدل «فقال» فرفع بذلك الحديث كما في روايات يعقوب التالية الأخرى عليه.(2/295)
حدثنا ابو بشر قال: حدثنا غندر قال: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِيَّاسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا فَسَدَ أَهْلُ الشَّامِ فَلَا خَيْرَ فِيكُمْ. حدثنا ابو عمير [1] حدثنا ضمرة عن أبي شعبة [2] عن معاوية بن قرة عن أبيه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا فَسَدَ أَهْلُ الشَّامِ فَلَا خَيْرَ فِيكُمْ» [3] . «حدثنا مكي بن إبراهيم قال بهز [4] أخبرنا عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رسول الله اين تأمرني؟ خر لي. قال: هاهنا- وَنَحَا بِيَدِهِ نَحْوَ الشَّامِ [5]- إِنَّكُمْ تُحْشَرُونَ رِجَالًا وَرُكْبَانًا وَتُجَرُّونَ عَلَى وُجُوهِكُمْ» [6] . «حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن يوسف قال: حدثنا يحي بْنُ حَمْزَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَلْقَمَةَ نَصْرُ بْنُ عَلْقَمَةَ الْحَضْرَمِيُّ مِنْ أَهْلِ حِمْصَ أَنَّ عمير [7] بن
__________
[1] عيسى بن محمد بن النحاس.
[2] هكذا في الأصل، وهناك ابو شعبة المدني مولى سويد بن مقرن المزني كوفي وهو تابعي متقدم روى عنه مولاه، وشعبة متأخر عنه، وأحسب انه تصحيف وصوابه «ابن سعيد» وهو يحي بن سعيد القطان حيث روى هذا الحديث عن شعبة كما أخرجه الامام أحمد في المسند 3/ 436.
[3] أخرجه الترمذي من طريق شعبة عن معاوية بن قرة أيضا (السنن 4/ 485) .
[4] بهز بن حكيم القشيري.
[5] أخرجه الترمذي من طريق بهز الى هنا ويحذف «خر لي» (السنن 4/ 485) .
[6] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 84- 85 لكنه يذكر «محشورون» بدل «تحشرون» .
[7] والأشهر أنه عمرو بن الأسود العنسيّ (تهذيب التهذيب 8/ 4) .(2/296)
الْأَسْوَدِ وَكَثِيرَ بْنَ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيَّ قَالا: إِنَّ أبا (90 أ) هُرَيْرَةَ وَابْنَ السِّمْطِ [1] كَانَا يَقُولَانِ: لَا يَزَالُ الْمُسْلِمُونَ فِي الْأَرْضِ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، وَذَلِكَ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: لَا تَزَالُ مِنْ أُمَّتِي عِصَابَةٌ قَوَّامَةٌ عَلَى أَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَضُرُّهَا مَنْ خَالَفَهَا تُقَاتِلُ أَعْدَاءَهَا، كُلَّمَا ذَهَبَ حَرْبٌ نَشَبَ حَرْبُ قَوْمٍ [آخَرِينَ] ، يُزِيغُ اللَّهُ قُلُوبَ قَوْمٍ لِيَرْزُقَهُمْ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ كَأَنَّهَا قِطَعُ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ فَيَفْزَعُونَ لِذَلِكَ حَتَّى يَلْبَسُوا لَهُ أَبْدَانَ الدُّرُوعِ. وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هُمْ أَهْلُ الشَّامِ- وَنَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأُصْبُعِهِ يُومِئُ بِهَا إِلَى الشَّامِ حَتَّى أَوْجَعَهَا» [2] . «حَدَّثَنَا عبد الله بن يوسف قال: حدثنا يحي بْنُ حَمْزَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ أَنَّ عُمَيْرَ بْنَ هَانِئٍ حَدَّثَ قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يَقُولُ: لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَائِمَةٌ بِأَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ» [3] . فَقَامَ مَالِكُ بْنُ يُخَامِرَ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ سَمِعْتُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ يَقُولُ: وَهُمْ أَهْلُ الشَّامِ. فَرَفَعَ مُعَاوِيَةُ صَوْتَهُ فَقَالَ: هَذَا مَالِكُ بْنُ يُخَامِرَ وَبِهِ الْقَسَمَةُ يَزْعُمُ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ جَبَلٍ يَقُولُ: وَهُمْ أَهْلُ الشَّامِ.
__________
[1] شرحبيل بن السمط الكندي الشامي (تهذيب التهذيب 4/ 322) .
[2] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 244 والزيادة منه ويذكر «أعداء الله» بدل «أعداءها» .
[3] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 251.(2/297)
حدثنا أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُفَيْرُ بْنُ مَعْدَانَ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ [1] عَنْ أَبِي أُمَامَةَ [2] أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أُنْزِلَتْ عَلَيَّ النُّبُوَّةُ فِي ثَلَاثَةِ أَمْكِنَةٍ:
بِمَكَّةَ وَبِالْمَدِينَةِ وَبِالشَّامِ» [3] . حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ الْأَنْصَارِيُّ أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُرَشِيَّ حَدَّثَهُ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُفَيْلٍ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: عقر دار (90 ب) الإسلام بالشام. «حدثنا ابو يحي زَكَرِيَّا بْنُ نَافِعٍ الْأُرْسُوفِيُّ [4] وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الرَّمْلِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ أَبُو عُتْبَةَ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنِ ابْنِ وَعْلَةَ- شَيْخٌ مِنْ عَكَّ- قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا كُرَيْبٌ [5] مِنْ مِصْرَ يُرِيدُ مُعَاوِيَةَ، فَزُرْنَاهُ، فَقَالَ: مَا أَدْرِي عَدَدَ مَا حَدَّثَنِي مُرَّةُ الْبَهْزِيُّ [6] فِي خَلَاءٍ وَفِي جَمَاعَةٍ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ، وَهُمْ كَالْإِنَاءِ بَيْنَ الْأَكَلَةِ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَهُمْ كَذَلِكَ. قَالَ: فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هم؟
واين هم؟ قال: بأكتاف بيت المقدس.
__________
[1] الخبائري الكلاعي الحمصي.
[2] اياس بن ثعلبة البلوي الأنصاري.
[3] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 154.
[4] نسبة الى أرسوف بلدة بفلسطين تقع على ساحل البحر المتوسط (انظر أنساب السمعاني ق 26 أ) .
[5] كريب بن ابرهة.
[6] مرة بن كعب البهزي والأشهر كعب بن مرة البهزي (تهذيب التهذيب 8/ 441) .(2/298)
قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَنَّ الرَّمْلَةَ هِيَ الرَّبْوَةُ، وَذَلِكَ أَنَّهَا تَسِيلُ مُغَرِّبَةً وَمُشَرِّقَةً» [1] .
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: ثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ [2] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ الْقَارِّيِّ [3] عَنْ مُطَاعِ بْنِ الْأَجْثَمِ الْعَنَزِيِّ عَنْ كَعْبٍ [4] قَالَ: إِنَّ الرَّمْلَةَ لَتُجَادِلُ عَنْ أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَقُولُ: أَيْ رَبِّ لعذبهم وَقَدْ دَفَنْتَهُمْ فِيَّ.
«حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَّاسٍ قَالَ: ثَنَا أَبُو عُمَرَ الصَّنْعَانِيُّ [5] عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْمَدِينِيِّ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي أُرِيدُ الْغَزْوَ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَلَيْكَ بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ، ثُمَّ الْزَمْ مِنَ الشَّامِ عَسْقَلَانَ فَإِنَّهُ إِذَا دَارَتِ الرَّحَا فِي أُمَّتِي كَانَ أَهْلُ عَسْقَلَانَ فِي رَاحَةٍ وَعَافِيَةٍ» [6] .
__________
[1] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 199 ووقع فيه «أبي وعلة» بدل «ابن وعلة» وهو تصحيف، وانما هو عبد الرحمن بن وعلة المصري السبائي (تهذيب التهذيب 6/ 293) .
[2] كذا في الأصل ولم أجده واحسبه خطأ وانما هو عبد الحميد بن عبد الله العنزي يليه في اسناد لاحق وانظر كتاب الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج 3 قسم 1/ 15.
[3] كان عامل عمر بن عبد لعزيز على ديوان فلسطين (ابن أبي حاتم: كتاب الجرح والتعديل ج 2 قسم 2/ 125) .
[4] هو كعب الأحبار.
[5] حفص بن ميسرة العقيلي (تهذيب التهذيب 2/ 419) .
[6] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 86.(2/299)
حدثني سعيد بن أسد قال: حدثنا ضمرة عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْعَنَزِيِّ [1] أَبُو الْأَخْثَمِ عَنِ الْمُطَاعِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَنَزِيِّ [2] قَالَ: سَمِعْتُ كَعبًا يَقُولُ: إِنَّ الرَّمْلَةَ لَتُجَادِلُ عَنْ أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَقُولُ: يَا رَبِّ دَفَنْتَهُمْ فِيَّ وَتُعَذِّبُهُمْ.
حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَّافُ بْنُ خالد المخزومي عن أخيه المسور ابن خالد (91 أ) عَنْ مَكِّيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكِ بْنِ بُحَيْنَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صَلَّى اللَّهُ عليه أَهْلِ تِلْكَ الْمَقْبَرَةِ- ثَلَاثَ مَرَّاتٍ-، فَانْطَلَقَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ إِلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهَا: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ أَهْلَ مَقْبَرَةٍ فَصَلَّى عَلَيْهِمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَلَمْ يُسَمِّ لَنَا أَيَّ مَقْبَرَةٍ هِيَ فَسَلِيهِ إِذَا دخل عليك. فلما دخل عليها قالت له: يَا رَسُولَ اللَّهِ الْمَقْبَرَةُ الَّتِي صَلَّيْتَ عَلَيْهَا أَيُّ مَقْبَرَةٍ هِيَ؟ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
هِيَ أَهْلُ مَقْبَرَةٍ بِعَسْقَلَانَ. «حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَصَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ قَالا:
حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي رَأَيْتُ عَمُودَ الْكِتَابِ انْتُزِعَ مِنْ تَحْتِ وِسَادَتِي فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي فَإِذَا هُوَ نُورٌ سَاطِعٌ عُمِدَ بِهِ إِلَى الشَّامِ. أَلَا وَإِنَّ الْإِيمَانَ إِذَا وَقَعَتِ الْفِتَنُ بِالشَّامِ» [3] . حَدَّثَنَا صَفْوَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي رَأَيْتُ عمود الكتاب انتزع من تحت
__________
[1] ترجمته في كتاب الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج 3 قسم 1/ 15.
[2] تقدم قبل الرواية السابقة على هذه انه «مطاع بن الاجثم العنزي» ولم أجده لا ضبط هذين السندين.
[3] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 93.(2/300)
وِسَادَتِي، فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي فَإِذَا هُوَ نُورٌ سَاطِعٌ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ مَذْهُوبٌ بِهِ فَعُمِدَ بِهِ إِلَى الشَّامِ، وَإِنِّي أَوَّلْتُ أَنَّ الْفِتَنَ إِذَا وَقَعَتْ أَنَّ الْإِيمَانَ بِالشَّامِ.
«قَالَ: وَحَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ: حَدَّثَنِي عُفَيْرُ بْنُ مَعْدَانَ أَنَّهُ سَمِعَ سليم ابن عَامِرٍ [1] يُحَدِّثُ عَنْ [أَبِي] [2] أُمَامَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ» [3] . حدثني أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو وَمُحَمَّدُ بْنُ [أَبِي] [4] زُكَيِّرٍ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ [5] عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبَ عَنِ ابْنِ شِمَاسَةَ [6] حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم (91 ب) يَوْمًا وَنَحْنُ عِنْدَهُ قَالَ: طُوبَى لِلشَّامِ. فَقُلْنَا:
ما باله يا رسول الله؟ قَالَ: إِنَّ مَلَائِكَةَ الرَّحْمَنِ لَبَاسِطَةٌ أَجْنِحَتَهَا عَلَيْهِ. إِلَّا أَنَّ ابْنَ لَهِيعَةَ قَالَ: سَمِعَ زَيْدًا أَوْ حَدَّثَهُ مَنْ سَمِعَهُ.
«حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عمرو [7] عن يحي بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَرْوِيهِ قال: لَا تَزَالُ عِصَابَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ عَلَى النَّاسِ، لَا يُبَالُونَ مَنْ خَالَفَهُمْ حتى ينزل عيسى
__________
[1] الخبائري الكلاعي المصري.
[2] الزيادة ساقطة من الأصل وانظر تهذيب التهذيب 4/ 166.
[3] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 100.
[4] الزيادة سقطت من الأصل وانظر ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 100.
[5] الأنصاري المصري.
[6] عبد الرحمن بن شماسة بن ذئب المهري المصري (تهذيب التهذيب 6/ 195) .
[7] أبو عمرو هو الامام الأوزاعي.(2/301)
ابن مَرْيَمَ.
قَالَ أَبُو عَمْرٍو: فَحَدَّثْتُ هَذَا الْحَدِيثَ قَتَادَةَ فَقَالَ: لَا أَعْلَمُ أُولَئِكَ إِلَّا أَهْلَ الشَّامِ» [1] .
« «حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: ثَنَا محمد بن أيوب وهو ابن ميسرة ابن حَلْبَسٍ عَنْ أَبِيهِ حَدَّثَهُ عَنْ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ الْأَسَدِيِّ قَالَ: أَهْلُ الشَّامِ سَوْطُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي أَرْضِهِ فَيَنْتَقِمُ بِهِمْ مِنْ سائر عباده، وحرام عَلَى مُنَافِقِيهِمْ أَنْ يَظْهَرُوا عَلَى مُؤْمِنِيهِمْ، وَلَنْ يُمِيتَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ إِلَّا هَمًّا وَغَمًّا.
حَدَّثَنِي صَفْوانُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ عَنْ أَبِيهِ أَيُّوبَ بْنِ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ عَنْ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ الْأَسَدِيِّ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَهُ يَقُولُ ذَلِكَ» [2] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ مكحول وربيعة ابن يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوَالَةَ الْحَوَالِيِّ وَهُوَ مِنَ الْأَزْدِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: سَتُجَنَّدُونَ أَجْنَادًا [مُجَنَّدَةً جُنْدًا] [3] بِالشَّامِ وَجُنْدًا بِالْعِرَاقِ وَجُنْدًا بِالْيَمَنِ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَقُلْتُ: اخْتَرْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: عَلَيْكَ بِالشَّامِ فَمَنْ أَبَى فَلْيَلْحَقْ بِيَمَنِهِ وَلْيُسْقَ مِنْ غُدُرِهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ تَكَفَّلَ لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ. قَالَ سَعِيدٌ: قَالَ رَبِيعَةُ: فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَوَالَةَ مِمَّنْ يَنْزِلُ الْأُرْدُنَّ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بن يوسف قال: حدثنا يحي بن حمزة عن الأوزاعي
__________
[1] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 245 وانظر قول قتادة في سياق يختلف في 1/ 274- 275.
[2] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 273.
[3] الزيادة من ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 65.(2/302)
عن يحي بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ [1] الْجَرْمِيِّ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: سَتَخْرُجُ نَارٌ بِحَضْرَمَوْتَ أَوْ مِنْ بَحْرِ حَضْرَمَوْتَ. فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: عَلَيْكُمْ بِالشَّامِ. حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ قال:
حدثنا يحي بْنُ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو قِلَابَةَ [2] الْجِرْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَتَخْرُجُ نَارٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ مِنْ حَضْرَمَوْتَ أَوْ بَحْرِ حَضْرَمَوْتَ تَحْشُرُ النَّاسَ. فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: عَلَيْكُمْ بِالشَّامِ. حَدَّثَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ الرَّحَبِيُّ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَسْتَفْتِيهِ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ فَقَالَ: فَمَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ حِمْصَ. قَالَ: تَرَكْتَ الْجُنْدَ الْمُقَدَّمَ نَاصِيهِ! أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَارُوا يَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى حَلُّوا بِهَا ما أنا بمفتيكم.
حدثني ابْنُ بُكَيْرٍ عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: كَانَ بِالشَّامِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ وَقَدْ بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَعْلَمُهُمْ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَيُقَالُ يَأْتِي مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَيْنَ يَدَيِ الْعُلَمَاءِ بِرَتْوَةٍ، وَشُرَحْبِيلُ بْنُ حَسْنَةَ وَأَبُو الدَّرْدَاءِ وَبِلَالُ بْنُ رَبَاحٍ. وَبِحِمْصَ سبعون من أهل بدر. وذكر ابن
__________
[1] عبد الله بن زيد البصري.
[2] عبد الله بن زيد البصري.(2/303)
بُكَيْرٍ: هَذَا فِي كِتَابِ اللَّيْثِ إِلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ [1] .
«حَدَّثَنِي أَبُو عُتْبَةَ عَلِيُّ بْنُ الحسن بْنُ مُسْلِمٍ السَّكُونِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي بَقِيَّةُ بْنُ الوليد عن يزيد (92 ب) بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخَوْلَانِيِّ عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ أَنَّهُ قَالَ: خَمْسُ مَدَائِنَ مِنْ مَدَائِنِ الْجَنَّةِ: بَيْتُ الْمَقْدِسِ وَحِمْصُ وَدِمَشْقُ وَبَيْتُ جَبْرِينَ وَظِفَارُ الْيَمَنِ، وَخَمْسُ مَدَائِنَ مِنْ مَدَائِنِ النَّارِ: الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ وَالطُّوَانَةُ وَأَنْطَاكِيَّةُ وَتَدْمُرُ وَصَنْعَاءُ- صَنْعَاءَ الْيَمَنِ-» [2] .
«حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ وهشام بن عمار الدمشقيان قالا: حدثنا يحي بْنُ حَمْزَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ نَافِعٍ قَالَ: - قَالَ أَبُو النَّضْرِ: عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ نَافِعٍ- عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: سَيُهَاجِرُ أَهْلُ الْأَرْضِ هِجْرَةً بَعْدَ هِجْرَةٍ إِلَى مُهَاجَرِ إِبْرَاهِيمَ حَتَّى لا يبقى الأشرار أَهْلِهَا، تَلْفِظُهُمُ الْأَرَضُونَ، وَتَقْذَرُهُمْ رُوحُ الرَّحْمَنِ، وَتَحْشُرُهُمُ النَّارُ مَعَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ، تَبِيتُ مَعَهُمْ حَيْثُ بَاتُوا، وَتَقِيلُ [3] حَيْثُ قَالُوا، وَلَهَا مَا سَقَطَ مِنْهُمْ» [4] . «حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ وَمُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ خَيْثَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ لَا يَبْقَى مُؤْمِنٌ إِلَّا لَحِقَ بِالشَّامِ [5] .
__________
[1] انظر هذه الرسالة في المجلد الأول من كتاب المعرفة والتاريخ ص 687.
[2] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 211 ويحذف «بيت» قبل «جبرين» .
[3] في الأصل «فقيل» .
[4] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 151- 152.
[5] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 301 ووقع فيه «قبيصة ابن عيينة» وانما هو «قبيصة بن عقبة» .(2/304)
«حدثني يحي بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ [1] عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي زُرْعَةَ [2] عَنْ أَبِي صَادِقٍ قَالَ: سَمِعَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَجُلًا وهو بلعن [أَهْلَ] الشَّامِ، فَقَالَ عَلِيٌّ: لَا تَعُمَّ فَإِنَّ فِيهِمُ الْأَبْدَالَ» [3] . «حَدَّثَنَا قَبِيصَةَ قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [4] عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ [5] قَالَ: شَكَوْا إِلَيْهِ الْفُرَاتَ وَقِلَّةَ الْمَاءِ فَقَالَ: يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ لَا تَجِدُونَ مِنْهُ طَسْتًا مِنْ مَاءٍ، وَيَرْجِعُ كُلُّ مَاءٍ إِلَى عُنْصُرِهِ، وَيَبْقَى الْمَاءُ وَالْمُؤْمِنُونَ بِالشَّامِ» [6] .
حَدَّثَنِي سَعِيدٌ [7] قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [8] عَنْ زِيَادٍ [9] عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ بْنِ سَنَّةَ [10] قَالَ: سَبَّ رَجُلٌ أَهْلَ الشَّامِ عِنْدَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَا تَسُبُّوا أَهْلَ الشَّامِ جما غفيرا فأن فيهم (93 أ) - أو منهم- أبدال» [11] .
__________
[1] شريك بن عبد الله النخعي الكوفي.
[2] هو عثمان بن المغيرة الثقفي مولاهم الكوفي (تهذيب التهذيب 7/ 155) .
[3] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 327.
[4] المسعودي الكوفي القاضي (تهذيب التهذيب 8/ 321) .
[5] ابن مسعود.
[6] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 300 لكنه ذكر «شكونا» بدل «شكوا» ويضيف «ملء» قبل «طست» .
[7] سعيد بن منصور.
[8] ابن عيينة.
[9] زياد بن سعد بن عبد الرحمن الخراساني (تهذيب التهذيب 3/ 369) .
[10] الخزاعي الكعبي الدمشقيّ (تهذيب التهذيب 12/ 162) .
[11] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 324.(2/305)
«حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبَّاسُ بن أبي شملة عن موسى ابن يَعْقُوبَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي عَتَّابٍ عَنْ أُسَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: نَزَلَ الشَّيْطَانُ بِالْمَشْرِقِ فَقَضَى قَضَاءَهُ، ثُمَّ خَرَجَ يُرِيدُ الْأَرْضَ المقدسة الشام فمنع، فخرج على بساق حَتَّى جَاءَ الْمَغْرِبَ فَبَاضَ بَيْضَهُ وَبَسَطَ بِهَا عَبْقَرِيَّهُ» [1] .
وَهَؤُلَاءِ الطَّبَقَةُ الْعُلْيَا مِنْ تَابِعِي أَهْلِ الشَّامِ
وَمِنْهُمْ: الصُّنَابِحِيُّ
«حَدَّثَنِي فَرْوَةُ بْنُ أَبِي الْمِغْرَاءِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانٍ عَنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ غَانِمٍ [2] الرَّبَضِيِّ- وَهُوَ حَيٌّ مِنْ مِذْحَجٍ- قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدَ اللَّهِ الصُّنَابِحِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أبا بكر الصديق بقول: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْمَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ دَعْوَتَهُ وَيُفَرِّجَ كُرْبَتَهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيُنْظِرْ مُعْسِرًا [3] وَلْيَدْعُ لَهُ. وَمَنْ سَرَّهُ أَنْ يُظِلَّهُ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ مِنْ فَوْرِ جَهَنَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَجْعَلَهُ فِي ظِلِّهِ فَلَا يَكُونَنَّ عَلَى المؤمنين غليظا وليكن بهم رحيما» [4] .
__________
[1] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 304.
[2] في الأصل «غنائم» والتصويب من موضح أوهام الجمع والتفريق للخطيب 1/ 287- 289 وميزان الاعتدال للذهبي 4/ 194.
[3] في موضح أوهام الجمع والتفريق «أو» .
[4] الخطيب: موضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 287 وصرح بأنه من كتاب التأريخ ليعقوب بن سفيان وقال بأن يعقوب ذكر الصنابحي «في أول الطبقة العليا من تابعي أهل الشام» مما يدل على عدم اختلال ترتيب بعض أقسام الكتاب.(2/306)
وَمِنْهُمْ: سُلَيْمٌ أَبُو عَامِرٍ
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ [1] قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتُ بْنُ عَجْلَانَ عَنْ سُلَيْمٍ أَبِي عَامِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الصديق يقول: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: أخرج فناد في الناس (93 ب) مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَقَدْ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ. فَقَالَ عُمَرُ: ارْجِعْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَتَّكِلُوا عَلَيْهَا. فَجِئْتُ إِلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: مَا رَدَّكَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ بِقَوْلِ عُمَرَ. فَقَالَ عُمَرُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ اتْرُكِ النَّاسَ فَلْيَعْمَلُوا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صدق عُمَرُ.
وَمِنْهُمْ جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ
[2] حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْمُحَرَّمِيِّ [3] عَنْ ثَابِتِ بْنِ سَعْدٍ [4] عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ قَالَ: قَامَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ بِالْمَدِينَةِ إِلَى جَانِبِ مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَكَى ثُمَّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
__________
[1] السلمي الدمشقيّ (تهذيب التهذيب 4/ 276) .
[2] الحضرميّ، كان جاهليا أسلم في خلافة الصدّيق ومات سنة ثمانين (طبقات ابن سعد 7/ 440) .
[3] محمد بن عمرو الطائي (تهذيب التهذيب 9/ 369) وفيه «الحربي» بدل «المحرمي» وفي حاشيته انه في الخلاصة «المحرمي» وقد ضبطته كما في الخلاصة لان رسمه في الأصل قريب منها.
[4] ابو عمرو الطائي الحمصي (تهذيب التهذيب 2/ 5) .(2/307)
قَامَ فِي مَقَامِي هَذَا عَامَ أَوَّلٍ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ سَلُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ الْعَافِيَةَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَإِنَّهُ لَمْ يُؤْتَ أَحَدٌ مِثْلَ الْعَافِيَةِ بَعْدَ الْيَقِينِ.
وَمِنْهُمْ: حَابِسٌ الطَّائِيُّ الْيَمَانِيُّ
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن خالد الوهبي عن عبد الواحد بْنِ أَبِي عَوْنٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ حَابِسٍ الْيَمَانِيِّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَلَا تُخْفِرُوا اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ فِي عَهْدِهِ فَمَنْ قَتَلَهُ طَلَبَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى يُكِبَّهُ فِي النَّارِ على وجهه.
ومنهم: ابو مسلم [1] الخولانيّ
(94 أ) حدثني كثير بن عبيد بن نمير الْحَذَّاءُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرَ [2] عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ [3] عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلِحْيَتِي- وَأَنَا أَعْرِفُ الْحُزْنَ فِي وَجْهِهِ- فَقَالَ: إِنَّا للَّه وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أَتَانِي جِبْرِيلُ آنِفًا فَقَالَ: إِنَّا للَّه وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.
فَقُلْتُ: أَجَلْ إِنَّا للَّه وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ مِمَّ ذَاكَ يَا جِبْرِيلُ؟ فَقَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ مُفْتَتَنَةٌ بَعْدَكَ بِقَلِيلٍ مِنَ الدَّهْرِ غَيْرِ كَثِيرٍ. فَقُلْتُ: فِتْنَةُ كُفْرٍ أَوْ فتنة ضلالة؟
__________
[1] عبد الله بن ثوب (ابن سعد 7/ 448) .
[2] محمد بن حمير بن أنيس القضاعي ثم السليحي الحمصي (تهذيب التهذيب 9/ 134) .
[3] عبد الله بن زيد الجرمي مات بالشام سنة 104 هـ (تهذيب التهذيب 5/ 266) .(2/308)
قَالَ: كُلٌّ سَيَكُونُ. فَقُلْتُ: مِنْ أَيْنَ ذَاكَ وَأَنَا تَارِكٌ فِيهِمْ كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟
قَالَ: بِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يُضِلُّونَ فَأَوَّلُ ذَلِكَ مِنْ أُمَرَائِهِمْ وَقُرَّائِهِمْ، تَمْنَعُ الْأُمَرَاءُ الْحُقُوقَ وَيَسْأَلُ النَّاسُ حُقُوقَهُمْ فَلَا يُعْطَوْهَا فَيُغْشَوْا وَيَقْتَتِلُوا، وَيَتَّبِعُ الْقُرَّاءُ أَهْوَاءَ الْأُمَرَاءِ فَيَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ. فَقُلْتُ يَا جِبْرِيلُ فَبِمَ يَسْأَلُ مَنْ سَلِمَ مِنْهُمْ؟ قَالَ: بِالْكَفِّ وَالصَّبْرِ إِنْ أُعْطَوُا الَّذِي لَهُمْ أَخَذُوهُ وَإِنْ مُنِعُوا تَرَكُوهُ. وَمُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرَ هَذَا حِمْصِيٌّ «لَيْسَ بِالْقَوِيِّ» [1] ، «وَمَسْلَمَةُ بْنُ عَلِيٍّ دِمَشْقِيٌّ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ» [2] ، وعمر بن ذر هذا أَظُنُّ غَيْرَ الْهَمَذَانِيُّ وَهُوَ عِنْدِي شَيْخٌ مَجْهُولٌ وَلَا يَصِحُّ هَذَا الْحَدِيثُ.
وَمِنْهُمْ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ
[3] حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ [4] عَنْ شهر (94 ب) بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ- وَهُوَ الَّذِي بَعَثَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى الشَّامِ يُفَقِّهُ النَّاسَ- أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ حدثه.
__________
[1] تهذيب التهذيب 9/ 135 وذكر نقل ابن الجوزي لهذه العبارة عن يعقوب بن سفيان في (الموضوعات) .
[2] ابن حجر: تهذيب التهذيب 10/ 165 وهو الخشنيّ الدمشقيّ البلاطي.
[3] ابن سعد الأشعري (ابن سعد 7/ 441) .
[4] في الأصل رسمها «رحبر» وانما هو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حسين المكيّ النوفلي (تهذيب التهذيب 5/ 293) .(2/309)
وَحَدَّثَنِي أَبُو الْأَسْوَدِ النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنِ ابْنِ هُبَيْرَةَ [1] عَنْ أَبِي قَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَكَمِ عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري قَالَ: قَدِمَ عَلَيْهِمْ مِصْرَ مَعَ مَرْوَانَ [2] فَكَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَتَبَ إِلَى أُمَرَاءِ الْأَجْنَادِ يَبْعَثُوا إِلَيْهِ بِقُرَّائِهِمْ وَأَمَرَهُمْ إِذَا بَلَغُوا الْمَرْوَةَ أَنْ يَحْبِسُوا أَوَّلَهُمْ عَلَى آخِرِهِمْ حَتَّى يَدْخُلُوا جَمِيعًا. قَالَ: فَلَمَّا بَلَغْنَا ذَا المروة مكئنا حَتَّى اجْتَمَعْنَا، فَلَمَّا دَخَلْنَا أُخْبِرَ بِنَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَتَلَقَّانَا فَقَالَ: أَنِيخُوا. فَأَنَخْنَا. قَالَ: اكْشِفُوا عَنْ وُجُوهِكُمْ وَرُءُوسِكُمْ. فَكَشَفْنَا فَوَجَدَ مِنَّا ذَا الضَّفِيرَتَيْنِ وَالْغَدِيرَتَيْنِ وَمَادًّا الْجُمَّةَ وَالْمُوَفِّرَ وَالْمَحْلُوقَ. قَالَ:
أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ وَجَدْتُكُمْ مُحَلِّقِينَ لَفَعَلْتُ بِكُمْ فِعْلَةً تَسْمَعُ بِهَا الْأَخْبَارُ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: سَيَخْرُجُ أُنَاسٌ مِنْ أُمَّتِي يقرءون القرآن بألسنتهم لا يجاوز تراقيهم بمرقون مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ وَأَمَارَةُ ذَلِكَ أَنَّهُمْ مُحَلِّقُونَ. ثُمَّ أَمَرَنَا فَتَفَرَّقْنَا وَنَزَلْنَا بِالْمَدِينَةِ.
وَمِنْهُمْ: عُرْوَةُ بْنُ مُعْتِبٍ الْأَنْصَارِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عياش عن أبي سبإ عتبة ابن تَمِيمٍ- قَالَ أَبُو الْيَمَانِ: مَا كَانَ أَفْضَلَ هَذَا يَعْنِي عُتْبَةَ- عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَامِرٍ الْيَزَنِيِّ «عَنْ عُرْوَةَ بْنِ مُعْتِبٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن صاحب الدابة أحق بصدرها» [3] .
__________
[1] عبد الله بن هبيرة السبائي الحضرميّ المصري (تهذيب التهذيب 6/ 61) .
[2] ابن الحكم.
[3] ابن حجر: الاصابة 2/ 471.(2/310)
ومنهم: السائب بن مهجان
(95 أ) حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وهب أخبرني سعيد ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الْعَمْيَاءِ عَنِ السَّائِبِ بْنِ مِهْجَانٍ- مِنْ أَهْلِ الشَّامِ وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ان عمر بن الخطاب حطب بِالشَّامِ خُطْبَةً يَأْثُرُهَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
وَأَجْمِلُوا فِي طَلَبِ الدُّنْيَا فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ تَكَفَّلَ بأرزاقكم، وكل ميسر به عمله الّذي كان عاملا. استعينوا الله عَزَّ وَجَلَّ عَلَى أَعْمَالِكُمْ فَإِنَّهُ يَمْحُو مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ.
وَمِنْهُمْ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي قَيْسٍ
«حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحِمْصِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا [أَبِي] أَبُو ضَمْرَةَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ السُّلَمِيُّ قَالَ: حدثني عبد الله بن أبي قيس [1] قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رَأَيْتُ عَمُودًا مِنْ نُورٍ خَرَجَ مِنْ تَحْتِ رَأْسِي سَاطِعًا حَتَّى اسْتَقَرَّ بِالشَّامِ» [2] .
وَمِنْهُمْ: ابْنُ السِّمْطِ
حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ [3] قَالَ: حدثنا عبد الرحمن [4] قال: حدثنا شعبة
__________
[1] النصري الحمصي (تهذيب التهذيب 5/ 365) .
[2] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 98، وابن كثير: البداية والنهاية 6/ 221 والزيادة منه و 8/ 20 وسقط منه «أبي» قبل «قيس» .
[3] بكر بن خلف.
[4] ابن مهدي.(2/311)
عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنِ ابْنِ السِّمْطِ [1] قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يُصَلِّي بِذِي الْحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ، فَقُلْتُ لَهُ، فَقَالَ: إِنَّمَا أَفْعَلُ كَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم يفعل.
ومالك بن يخامر
[2] (95 ب) حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ [3] عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ سليمان بن موسى أن مالك ابن يُخَامِرَ أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ حَدَّثَهُ عَنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مَا مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَوَاقَ [4] نَاقَةٍ إِلَّا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ [5] .
وَمِنْهُمْ: كَثِيرُ بْنُ مُرَّةَ
[6] حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي عَرِيبٍ عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ.
وَمِنْهُمْ: جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيُّ
[7] رَوَى عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
__________
[1] شر حبيل بن السمط الكندي (ابن سعد 7/ 445) .
[2] الالهاني، ويقال سكسكي (طبقات ابن سعد 7/ 441) .
[3] الضحاك بن مخلد النبيل.
[4] الفواق: ما بين الحلبتين من وقت.
[5] أخرجه الترمذي من حديث أبي هريرة (السنن 4/ 181) وأخرجه النسائي من طريق ابن جريج أيضا (السنن 6/ 22) .
[6] الحضرميّ يكنى ابا شجرة (ابن سعد 7/ 448) .
[7] تقدم ص 307.(2/312)
لَيْسَ يَحْسَرُ أَهْلُ الْجَنَّةِ إِلَّا عَلَى سَاعَةٍ مَرَّتْ بِهِمْ لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا.
حَدَّثَنِي بِذَلِكَ مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ:
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ يَحْيَى أَبُو خَالِدٍ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ.
وَمِنْهُمْ: عَاصِمُ بْنُ عُبَيْدٍ السَّكُونِيُّ
حدثنا أبو اليمان قال: حدثنا حريز بن عُثْمَانَ الرَّحَبِيُّ عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدٍ السَّكُونِيِّ صَاحِبِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: بَغَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِصَلَاةِ الْعَتَمَةِ لَيْلَةً فَتَأَخَّرَ بِهَا حَتَّى ظَنَّ الظَّانُّ أَنْ قَدْ صَلَّى أَوْ لَيْسَ بِخَارِجٍ، ثُمَّ إِنَّهُ خَرَجَ بعد (96 أ) فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ لَقَدْ ظَنَنَّا أَنَّكَ قَدْ صَلَّيْتَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَوْ لَسْتَ بِخَارِجٍ.
فَقَالَ لَنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَعْتِمُوا بِهَذِهِ الصَّلَاةِ فَإِنَّكُمْ قَدْ فُضِّلْتُمْ بِهَا عَلَى سَائِرِ الْأُمَمِ وَلَمْ تُصَلِّهَا أُمَّةٌ قَبْلَكُمْ.
وَمِنْهُمْ: أَبُو بَحْرِيَّةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ السَّكُونِيُّ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يوسف وسليمان بن عبد الرحمن وعبد الرحمن بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالُوا: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ [1] قَالَ: ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ [2] عَنِ الْوَلِيدِ ابن سُفْيَانَ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ الْغَسَّانِيِّ عَنْ يَزِيدَ بن قطب السكونيّ عن أبي
__________
[1] ابن مسلم الدمشقيّ.
[2] أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مريم الغساني مات سنة 256 (تهذيب التهذيب 12/ 28) .(2/313)
بحرية صَاحِبِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الْمَلْحَمَةُ الْكُبْرَى وَفَتْحُ قُسْطَنْطِينِيَّةَ وَخُرُوجُ الدَّجَّالُ فِي سَبْعَةِ أَشْهُرٍ.
وَمِنْهُمْ: عَمْرُو بْنُ الْأَسْوَدِ الْعَنْسِيُّ
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ [2] قَالَ:
حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ [3] عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْأَسْوَدِ الْعَنْسِيِّ قَالَ: مَرَرْتُ عَلَى عُمَرَ سَائِرًا إِلَى الشَّامِ فدخلت على عمر، فلما خرج مِنْ عِنْدِ عُمَرَ قَالَ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى هَدْيِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلْيَنْظُرَ إِلَى هَدْيِ عَمْرِو بْنِ الأسود.
ومنهم: عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي
[4] «حدثنا ابن قَعْنَبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أَبِي الْخَيْرِ [5] عَنِ الصُّنَابِحِيِّ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: مَتَى هَاجَرْتَ؟ فَقَالَ: متوفى النبي صلى الله عليه وسلم لقيني رجل عند الجحفة فقلت: الخبر يا عبد الله.
قال: أي (96 ب) وَاللَّهِ الْخَبَرُ طَوِيلٌ- أَوْ [6] جَلِيلٌ- دَفَنَّا رَسُولَ الله
__________
[1] السلمي العرضي الحمصي (تهذيب التهذيب 6/ 446) .
[2] إسماعيل بن عياش بن سلم العنسيّ الحمصي ابو عتبة (تهذيب التهذيب 1/ 321) .
[3] هو ابو بكر.
[4] قال الخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 289 «وهم يعقوب في تفريقه بين أبي عبد الله الصنابحي وبين عبد الرحمن بن عسيلة بافراده لكل منهما ترجمة، لانه رجل واحد، وذكر الخطيب نسب البخاري ومسلم وابن معين له. وانظر صفحة 306.
[5] مرثد بن عبد الله اليزني المصري الفقيه (تهذيب التهذيب 10/ 82) .
[6] في موضح أوهام الجمع والتفريق للخطيب 1/ 288 «و» .(2/314)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَّلَ مِنْ أَمْسِ» [1] .
وَمِنْهُمْ: - الْحَارِثُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْكِنْدِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ حَدَّثَنَا حَرِيزٌ [2] عَنْ «سُلَيْمٍ» [3] عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مُعَاوِيَةَ أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ لَهُ: كَيْفَ تَرَكْتَ أَهْلَ الشَّامِ» [4] ؟ فَأَخْبَرَهُ عَنْ حَالِهِمْ، فَحَمِدَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ قَالَ: لَعَلَّكُمْ تُجَالِسُونَ أَهْلَ الشِّرْكِ؟ فَقَالَ: لَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: إِنَّكُمْ إِنْ جَالَسْتُمُوهُمْ أَكَلْتُمْ وَشَرِبْتُمْ مَعَهُمْ، وَلَنْ تَزَالُوا بِخَيْرٍ مَا لَمْ تَفْعَلُوا ذَلِكَ.
وَمِنْهُمْ: أَبُو عُثْمَانَ شَرَاحِيلُ بْنُ مَرْثَدٍ الصَّنْعَانِيُّ
حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الملك [5] قال: حدثنا راشد ابن دَاوُدَ الصَّنْعَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ الصَّنْعَانِيُّ شَرَاحِيلُ بْنُ مَرْثَدٍ قَالَ: بَعَثَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى الْيَمَامَةِ، وَبَعَثَ يَزِيدَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ إِلَى الشَّامِ، فَكُنْتُ مِمَّنْ سَارَ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إِلَى الْيَمَامَةِ، فَلَمَّا قَدِمْنَاهَا قَاتَلُونَا قِتَالًا شَدِيدًا فَظَفَرْنَا بِهِمْ. وَهَلَكَ أَبُو بَكْرٍ وَاسْتُخْلِفَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى خالد: أن سر الى أبي عبيدة
__________
[1] الخطيب: الرحلة في طلب الحديث 68 وسقطت منه «له» بعد «قيل» ، وموضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 288.
[2] حريز بن عثمان الرحبيّ المشرقي (تهذيب التهذيب 2/ 237) .
[3] في الأصل «سليمان» وانما هو سليم بن عامر الخبائري (ابن حجر: الاصابة 1/ 290 وتهذيب التهذيب 4/ 166) .
[4] ابن حجر: الاصابة 1/ 290.
[5] عبد الملك بن محمد البرسمي الحميري.(2/315)
بِالشَّامِ، فَدعَا خَالِدٌ، وَقَدْ ذَكَرْتُ حَدِيثَهُ فِي الْجُزْءِ الثَّانِي مِنْ هَذَا الْكِتَابِ [1] .
وَمِنْهُمْ: جُنَادَةُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ الْأَزْدِيُّ [2] وَيَزِيدُ بْنُ الْأَسْوَدِ الْجُرَشِيُّ وَسُلَيْمٌ أَبُو عَامِرٍ [3]
حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ [4] قَالَ: حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ [5] قَالَ: حَدَّثَنَا ثابت (97 أ) بْنُ الْعَجْلَانِ عَنْ سُلَيْمٍ أَبِي عَامِرٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ وَصَلَّيْتُ خَلْفَهُ سَبْعَةَ أَشْهُرٍ وَرَأَيْتُ مَنْ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وَمَا عَلَيْهِمْ إِلَّا شَمْلَةٌ وَاحِدَةٌ.
وَأَبُو سَعْدٍ الْحَبْرَانِيُّ
حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ رَوْحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ عَنْ صَفْوانَ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي الْيَمَانِ الْهَوْزَنِيِّ [6] عَنْ أَبِي سَعِيدٍ [7] الخير الحبراني قال:
__________
[1] لا بد انه في المجلد الأول المفقود، وهذا يدل على ان نسخة المؤلف تختلف في ترتيب اجزائها عن النسخة التي بين أيدينا.
[2] قال ابن حجر (الاصابة 1/ 247) : «ذكره يعقوب بن سفيان في كبار التابعين» .
[3] هو سليم بن عامر الشامي (تهذيب التهذيب 4/ 167) تقدم ص 307.
[4] ابن إبراهيم.
[5] سويد بن عبد العزيز السلمي الدمشقيّ (تهذيب التهذيب 4/ 276) .
[6] عامر بن عبد الله بن لحي من رجال التهذيب.
[7] ويقال ابو سعد الخير الأنماري ويقال انهما اثنان، وقال ابن(2/316)
كُنْتُ فِي النَّفَرِ الَّذِينَ قَامَ فِيهِمْ كَعْبٌ [1] حِينَ قَحَطَ النَّاسُ فِي زَمَانِ عُثْمَانَ فَقَالَ: يَا أَهْلَ الْيَمَنِ دَعُوا النَّاسَ مَا وَدَعُوكُمْ، فِي الْقَلْبِ مِنْكُمْ زَحْمَةٌ، وَفِي اللِّسَانِ مِنْكُمْ عِيٌّ، وَفِي الْبَطْشِ مِنْكُمْ ضَعْفٌ. يَا مَعْشَرَ أَهْلِ الْيَمَنِ لَا تُعِينُوا عَلَى عُثْمَانَ فَإِنَّمَا أَرَادَ عُثْمَانُ أَنْ لَا تُقَطَّعَ بُرُدُكُمْ أَنْ تَمُرُّوا إِلَى غَيْرِ شَيْءٍ.
تَزْعُمُونَ أَنَّ عُثْمَانَ يريد أن يمنع الهجرة فو الّذي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ [2] أَنَّ عُثْمَانَ بَنَى قَصْرًا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ حَتَّى بَلَغَ بُرُوجَ السَّمَاءِ لَتَسَوَّرَ أَهْلُ الْيَمَنِ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَامَ عَلَى جَبَلِ طُورِ سَيْنَاءَ فَنَادَى يَا يَمَنُ أَقْبِلْ إِلَيَّ فَأَنَا بَغَيْتُهُمْ قَبْلَ أَنْ يَبْغُونِي وَأَعْطَيْتُهُمْ قَبْلَ أَنْ يَسْأَلُونِي وَصُفْرَةٌ صُفْرَةٌ دَخَلَتْ قَلْبَ كُلِّ يَمَانِيٍّ وَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ «وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ من نذير من قبلك لعلهم يتذكرون» [3] .
وَكُرَيْبُ بْنُ أَبْرَهَةَ
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ [4] وَعَلِيُّ بن عياش الحمصيان قالا: حدثنا حريز ابن عُثْمَانَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَرْثَدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عبد الرحمن بن حوشب يحدث
__________
[ () ] حجر: «الصواب التفريق بينهما فقد نص على كون أبي سعد الخير صحابيا البخاري وابو حاتم وابن حبان والبغوي وابن قانع وجماعة، وأما ابو سعيد الحبراني فتابعي قطعا، وانما وهم بعض الرواة فقال في حديثه عن أبي سعيد الخير ولعله تصحيف وحذف والله اعلم» (تهذيب التهذيب 12/ 109) .
[1] كعب الأحبار.
[2] في الأصل «و» بدل «لو» وما أثبته يقتضيه السياق.
[3] سورة القصص آية 46.
[4] الحكم بن نافع الحمصي من رجال التهذيب.(2/317)
97 ب) عَنْ ثَوْبَانَ بْنِ شَهْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ كُرَيْبَ بْنَ أَبْرَهَةَ وَهُوَ جَالِسٌ مَعَ عَبْدِ الْمَلِكِ بِدَيْرِ الْمُرَّانِ فِي سَطْحٍ وَذَكَرُوا الْكِبْرَ. فَقَالَ كُرَيْبٌ: سَمِعْتُ أَبَا رَيْحَانَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا يَدْخُلُ شَيْءٌ مِنَ الْكِبْرِ الْجَنَّةَ» . فَقَالَ قَائِلٌ: يا رسول الله اني أَنْ أَتَجَمَّلَ بِعِلَاقِ [1] سَوْطِي وَشِسْعِ [2] نَعْلِي. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ ذَلِكَ لَيْسَ بِالْكِبْرِ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ جَمِيلٌ يحب الجمال «إنما الكبر من سفه الحق وَغَمَصَ [3] النَّاسَ بِعَيْنَيْهِ» [4] وَاللَّفْظُ لِأَبِي الْيَمَانِ [5] .
وَمِنْهُمْ: أَبُو رَاشِدٍ الْحَبْرَانِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ أَبِي رَاشِدٍ الْحَبْرَانِيِّ عَنْ عَبْدِ الرحمن بن شبل: «أن النبي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ أَكْلِ الضَّبِّ» .
وَمِنْهُمْ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَائِذٍ الْأَزْدِيُّ وَرَبِيعَةُ بْنُ عمرو الجرشي ومسلم بن قرة الاشجعي
__________
[1] العلاق: مكان تعليق السوط.
[2] الشسع: سير النعل (ابن سيده: المخصص 4/ 112) .
[3] استصغرهم.
[4] ابن حجر: الاصابة 3/ 295 وساق اسناده أيضا، ووقع فيه «مرة» بدل «مرثد» .
[5] أوردها ابن سعد (الطبقات 7/ 425) ووقع فيه «جرير» بدل «حريز» و «مرشد» بدل «مرثد» وهو تصحيف. وأخرجه الترمذي بالمعنى من طريق آخر (السنن 4/ 361) .(2/318)
يروي عن عوف بن مالك [1] «خياركم وَخِيَارُ أَئِمَّتِكُمْ» وَرَوَاهُ مُعَاوِيَةُ [2] عَنْ رَبِيعَةَ.
وَمِنْهُمْ: أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ وَسَمِعْتُهُ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ» . قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَلَمْ أَسْمَعْ هَذَا الْحَدِيثَ حَتَّى أَتَيْتُ الشَّامَ.
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ [3] قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: لَمْ أَسْمَعْ ذَلِكَ مِنْ أَحَدٍ من علمائنا بالمدينة.
حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قال: أخبرنا (98 أ) يُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ وَهُوَ عَائِذُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ انه سمع ابا ثعلبة الخشنيّ يَقُولُ: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السباع» . قال محمد [4] : ولم اسمع ذلك مِنْ عُلَمَائِنَا بِالْحِجَازِ حَتَّى حَدَّثَنِي أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ وَكَانَ رَجُلًا مِنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ الشَّامِ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَمِرٍ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ شِهَابٍ عن الِاسْتِنْشَاقِ، فَقَالَ: اخبرني
__________
[1] الاشجعي الغطفانيّ صحابي نزل دمشق (تهذيب التهذيب 8/ 168) .
[2] معاوية بن صالح.
[3] عبد الله بن صالح المصري.
[4] محمد بن شهاب الزهري.(2/319)
أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ عَائِذُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ- وَكَانَ قَاصَّ أَهْلِ الشَّامِ وَقَاضِيَهُمْ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ- أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ تَوَضَّأَ فَلْيَسْتَنْثِرْ وَمَنِ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ» .
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ [1]- نَيْسَابُورِيٌّ يَسْكُنُ مَكَّةَ- قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكَرْمَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ وَأَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ يَقُولَانِ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ذَلِكَ تَكَلَّمَ بِهِ. حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ قَالا: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ [2] عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ- وَهُوَ يَقُصُّ- فَقَالَ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ مَنْ كَانَ أَطْيَبَ النَّاسِ طَعَامًا؟ فَلَمَّا رَأَى النَّاسَ قَدْ نظروا اليه قال: يحي بْنُ زَكَرِيَّا كَانَ أَطْيَبَ النَّاسِ طَعَامًا. إِنَّمَا كَانَ يَأْكُلُ مَعَ الْوَحْشِ كَرَاهِيَةَ أَنْ يُخَالِطَ النَّاسَ فِي مَعَايِشِهِمْ.
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: هَذَا الَّذِي حَفِظْنَا عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ قَالَ: أَدْرَكْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ وَوَعَيْتُ مِنْهُ وَعُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ وَوَعَيْتُ مِنْهُ وَشَدَّادَ بْنَ أَوْسٍ وَوَعَيْتُ منه (98 ب) وَفَاتَنِي مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ فَأَخْبَرَنِي فُلَانٌ عَنْهُ- قَالَ سُفْيَانُ: وَسَمَّاهُ الزُّهْرِيُّ فَنَسِيتُهُ- أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ كَانَ لَا يَجْلِسُ مَجْلِسًا إِلَّا قَالَ: اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ حَكَمٌ قِسْطٌ تَبَارَكَ اسمه هلك المرتابون.
قال سفيان: وطال لحديث فلم احفظ الا هذا.
__________
[1] صاحب كتاب السنن.
[2] ابن خالد الايلي:(2/320)
وَسَمِعَ أَبُو إِدْرِيسَ مِنْ حُذَيْفَةَ.
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: أَخْبَرَنِي شَعَيْبٌ [1] عَنِ الزُّهْرِيِّ ح.
وَحَدَّثَنَا حَجَّاجٌ [2] قَالَ جَدِّي: عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِدْرِيسَ عَائِذُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخَوْلَانِيُّ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ يَزِيدُ بْنُ عُمَيْرَةَ صَاحِبُ مُعَاذٍ أَنَّ مُعَاذًا كَانَ يَقُولُ كُلَّمَا جلس الله ذكر اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ حَكَمٌ عَدْلٌ.
قَالَ أَبُو الْيَمَانِ: قِسْطٌ تَبَارَكَ اسْمُهُ هَلَكَ الْمُرْتَابُونَ. فَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ يَوْمًا فِي مَجْلِسٍ جَلَسَهُ: إِنَّ وَرَاءَكُمْ فِتَنًا يَكْثُرُ فِيهَا الْمَالُ وَيُفْتَحُ فِيهَا الْقُرْآنُ حَتَّى يَأْخُذَهُ الْمُؤْمِنُ وَالْمُنَافِقُ وَالْحُرُّ وَالْعَبْدُ وَالرَّجُلُ وَالْمَرْأَةُ وَالْكَبِيرُ وَالصَّغِيرُ، يُوشِكُ قَائِلٌ يَقُولُ فَمَا لِلنَّاسِ لَا يَتَّبِعُونِي وَقَدْ قَرَأْتُ القرآن! والله ما هو بِمُتَّبِعِيَّ حَتَّى أَبْتَدِعَ لَهُمْ غَيْرَهُ فَإِيَّاكُمْ وَمَا ابْتُدِعَ فَإِنَّ مَا ابْتُدِعَ ضَلَالَةٌ، وَاحْذَرُوا أَرْبَعَةً، الحكيم فإن الشيطان قد يقول كلمة الضلالة عَلَى فَمِ الْحَكِيمِ، وَقَدْ يَقُولُ الْمُنَافِقُ كَلِمَةَ الْحَقِّ. قَالَ: قُلْتُ لَهُ: وَمَا يُدْرِينِي يَرْحَمُكَ اللَّهُ أَنَّ الْحَكِيمَ يَقُولُ كَلِمَةَ الضَّلَالَةِ وَأَنَّ الْمُنَافِقَ يَقُولُ كَلِمَةَ الْحَقِّ؟
قَالَ: اجْتَنِبْ مِنْ كَلَامِ الْحَكِيمِ الشُّبُهَاتِ الَّتِي تَقُولُ مَا هَذِهِ، وَلَا يُرِيبَنَّكَ [3] ذَلِكَ مِنْهُ [4] فَإِنَّهُ لَعَلَّهُ أَنْ يُرَاجَعَ وَيَلْقَى الْحَقَّ إِذَا سَمِعْتَهُ فَإِنَّ عَلَى الحق نورا.
__________
[1] شعيب بن أبي حمزة الأموي كاتب الزهري (تهذيب التهذيب 4/ 351) .
[2] ابن أبي منيع، روى عن جده عن الزهري نسخة (تهذيب التهذيب 2/ 207) .
[3] في الأصل «يرانك» .
[4] في الأصل «منه» مكررة.(2/321)
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ [2] قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ صَالِحٍ [3] عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ فَذَكَرَ مِثْلَهُ.
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ قَالا: ثَنَا اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنَا عُقَيْلُ [4] عَنِ ابْنِ شهاب أن ابا إدريس الخولانيّ (99 أ) أَخْبَرَهُ أَنَّ يَزِيدَ بْنَ عُمَيْرَةَ- كَانَ مِنْ أَصْحَابِ مُعَاذٍ- أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ كَانَ لَا يَجْلِسُ مَجْلِسًا لِلذِّكْرِ إِلَّا قَالَ حِينَ يَجْلِسُ فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَزَادَ.
قَالَ يَزِيدُ: فَلَبِثْتُ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ قَدِمْتُ الْكُوفَةَ وَطَفِقَ قُرَّاءٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ يَقُولُونَ: يَا أَخَا أَهْلِ الشَّامِ أَتَشْهَدُ أَنَّكَ مُؤْمِنٌ؟ فَأَقُولُ: نَعَمْ.
فَيَقُولُونَ: أَتَشْهَدُ أَنَّكَ فِي الْجَنَّةِ؟ فَأَقُولُ: إِنِّي أَخْشَى الذُّنُوبَ.
فَيَقُولُونَ: فَنَحْنُ نَشْهَدُ أَنَّ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْجَنَّةِ. فَبَلَغَ الْأَمْرُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ، فَمَرَرْتُ بِهِ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالُوا: هَذَا الشَّامِيُّ الَّذِي ذَكَرْنَا لَكَ.
فَأَرْسَلَ إِلَيَّ ابْنُ مَسْعُودٍ فَقَالَ: أَتَشْهَدُ أَنَّكَ مُؤْمِنٌ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَتَشْهَدُ أَنَّكَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ فَقُلْتُ: إِنِّي أَخَافُ الذُّنُوبَ. فَتَبَسَّمَ عَبْدُ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ:
لَو شَهِدْتُ أَنِّي مُؤْمِنٌ مَا بَالَيْتُ ان أشهد أني في الجنة. قال: قُلْتُ: يَغْفِرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَكَ هَذَا مَا كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ يُحَذِّرُنَا مِنْ أَمْثَالِكَ. قَالَ: وَمَا حَذَّرَكُمُوهُ؟ قَالَ: حَذَّرَنَا زَيْغَةَ الحكيم فإن الشيطان قد يقول كلمة الضلالة عَلَى فَمِ الْحَكِيمِ، وَيَقُولُ الْمُنَافِقُ كَلِمَةَ الْحَقِّ، ثم قال له: اذمم نفسك فو الله مَا أَنْتَ إِلَّا أَحَدُ الثَّلَاثَةِ، مُؤْمِنٌ أَوْ كافر أو منافق. قال:
__________
[1] ابو جعفر العابد الطوسي (تهذيب التهذيب 9/ 472) .
[2] يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري.
[3] صالح بن كيسان.
[4] عقيل بن خالد الأيلي.(2/322)
يَرْحَمُ اللَّهُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ مَا زَالَ يُعَدُّ لَيِّنًا مُقَرَّبًا فِي الْمَجْلِسِ.
وَرَوَى مَالِكٌ عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ [1] عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ:
دَخَلْتُ مَسْجِدَ دِمَشْقَ فَإِذَا أَنَا بِفَتًى بَرَّاقِ الثَّنَايَا طَوِيلِ الصَّمْتِ وَإِذَا النَّاسُ مَعَهُ فَإِذَا اخْتَلَفُوا فِي الشَيْءِ أَسْنَدُوهُ إِلَيْهِ وَصَدَرُوا عَنْ رَأْيِهِ، فَسَأَلْتُ عَنْهُ فَقِيلَ هَذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ.
وَرَوَى شَهْرٌ [2] حَدَّثَنِي عَائِذُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [3] أَنَّهُ دَخَلَ الْمَسْجِدَ يَوْمًا وَأَصْحَابُ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْفَرُ مَا كَانُوا أَوَّلَ عِمَارَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: فَجَلَسْتُ مَجْلِسًا فِيهِ بِضْعَةٌ وثلاثون، وفي الحلقة شاب آدم شديد (99 ب) الْأُدْمَةِ حُلْوُ الْمَنْظَرِ وَضِيءٌ وَهُوَ أَشَبُّ الْقَوْمِ سِنًّا وَذَكَرَ الْحَدِيثَ. قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: مَنْ أنت يا ابا عَبْدَ اللَّهِ؟ قَالَ: أَنَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ.
وَالْحَدِيثُ الَّذِي قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ الْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ الْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ» . حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي مَرْزُوقٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ الْخَوْلَانِيِّ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قال: «حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ» .
__________
[1] في الأصل «أبي بن زناد» وحسبته عبد الرحمن بن أبي الزناد (طبقات خليفة ص 275 وطبقات ابن سعد 5/ 415) .
[2] في الأصل «شهريار» وانما هو شهر بن حوشب.
[3] هو ابو إدريس الخولانيّ العوذي (تهذيب التهذيب 5/ 85) .(2/323)
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: ثَنَا أَبِي قَالَ: ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [1] عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْعَيْذِيِّ أَوِ الْخَوْلَانِيِّ.
وَحَدَّثَنَا ابْنُ شَمْرٍ [2] قَالَ: أَخْبَرَنِي [3] عَنْ شُعْبَةَ عَنْ يَعْلَى بن عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْعَيْذِيِّ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى مَجْلِسٍ فِيهِ عِشْرُونَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِيهِمْ رَجُلٌ شَابٌّ حَسَنُ الْوَجْهِ أَدْعَجُ الْعَيْنَيْنِ أَغَرُّ الثَّنَايَا فَإِذَا امْتَرَوْا فِي شَيْءٍ فَقَالَ قَوْلًا انْتَهَوْا إِلَى قَوْلِهِ وَإِذَا هُوَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ. فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ جِئْتُ فَإِذَا هُوَ يُصَلِّي فَلَمَّا رَآنِي حَذَفَ مِنْ صَلَاتِهِ ثُمَّ جَلَسَ فَسَكَتَ فَقُلْتُ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ فِي جَلَالِ اللَّهِ عز وجل. قال: اللَّهُ قُلْتَ؟ وَاللَّهِ فَإِنَّ الْمُتَحَابِّينَ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ- أَحْسَبُهُ قَالَ- فِي ظِلِّ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ- وهذا لأشك فِيهِ- وَإِنَّهُ لَيُوضَعُ لَهُمْ كَرَاسِيُّ فِي نُورِ يَغْبِطُهُمْ بِمَقْعَدِهِمْ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ النَّبِيُّونَ وَالصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ [4] .
قَالَ أَبُو إِدْرِيسَ: فَحَدَّثْتُ بِهِ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ فَقَالَ: سَمِعْتُ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ يَقُولُ: حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَوَاصِلِينَ أَوْ لِلْمُتَصَافِينَ فِيَّ. (100 أ) .
__________
[1] الجرشي الحمصي (تهذيب التهذيب 11/ 140) .
[2] كذا في الأصل ولم أجده، ولعله تصحيف «أبي بشر» وهو بكر بن خلف شيخ الفسوي.
[3] كذا في الأصل ولعلها (أخبرت) .
[4] أخرجه الترمذي بألفاظ مقاربة عن معاذ بن جبل من طريق آخر (السنن 4/ 598) .(2/324)
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ [1] قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ [2] عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَائِذُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ قَدِمَ عَلَيْهِمُ الْيَمَنَ.
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ [3] قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ [4] قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ [5] قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيَّ يَقُولُ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ دِمَشْقَ فَجَلَسْنَا فِي حَلْقَةٍ كُلُّهُمْ يُحَدِّثُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وَفِيهِمْ شَابٌّ إِذَا تَكَلَّمَ أَنْصَتَ الْقَوْمُ لَهُ، وَإِذَا حَدَّثَ رَجُلٌ مِنْهُمْ أَنْصَتَ، فَتَفَرَّقُوا وَلَمْ أَعْلَمْ مَنْ ذَلِكَ الْفَتَى، فَانْصَرَفْتُ إِلَى مَنْزِلِي فَمَا أَقَرَّتْنِي نَفْسِي حَتَّى رَجَعْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ فإذا أنابه فَقُمْتُ فَمَشَيْتُ مَعَهُ حَتَّى أَتَى عَمُودًا فَرَكَعَ ركعات حسانا ثم جلس واستقبله فَطَالَ سُكُوتُهُ لَا يَتَكَلَّمُ.
فَقُلْتُ: حَدِّثْنِي رَحِمَكَ الله فو الله اني لأحبك وأحبّ حديثك. فقال: الله؟
فقلت: الله. فجبذ بحبوي حَتَّى أُلْصِقَتْ رُكْبَتُهُ بِرُكْبَتِي، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الْمُتَحَابُّونَ بِجَلَالِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي ظِلِّ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ. فَقَالَ لِي عُبَادَةُ: تَعَالَ أُحَدِّثُكَ بِمَا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ:
__________
[1] المصري.
[2] عبد الحميد بن بهرام الفزاري المدائني (تهذيب التهذيب 6/ 109) .
[3] صدقة بن خالد الأموي الدمشقيّ (تهذيب التهذيب 4/ 414) .
[4] عبد الرحمن بن يزيد بن جابر.
[5] عطاء بن أبي مسلم الخراساني مولى المهلب بن أبي صفرة (تهذيب التهذيب 7/ 212) .(2/325)
فَأَتَيْتُهُ. فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم يقول قال الله عز وجل: حَقَّتْ مَحَبَّتِي عَلَى الْمُتَحَابِّينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي عَلَى الْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي عَلَى الْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حدثنا أبو مسهر [1] قال:
حدثنا سعيد [2] عن رَبِيعَةَ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ عَنْ أَبِي ذر عن النبي صلى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّهُ قَالَ: «يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا. يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا الَّذِي أَغْفِرُ الذُّنُوبَ وَلَا أُبَالِي فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ.
يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلَّا مَنْ أَطْعَمْتُهُ فاستطعموني (100 ب) أُطْعِمْكُمْ.
يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ إِلَّا مَنْ لبسته فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ. يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ مِنْكُمْ لَمْ يَزِدْ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا. يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ منكم لم ينقص [3] ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا. يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمُ اجْتَمَعُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ مَا سَأَلَ لَمْ يَنْقُصْ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْبَحْرُ إِنْ يُغْمَسْ فِيهِ [4] الْمِخْيَطُ غَمْسَةً وَاحِدَةً. يَا عِبَادِي إِنَّمَا هي أعمالكم
__________
[1] عبد الأعلى بن مسهر الدمشقيّ من رجال التهذيب.
[2] ابن عبد العزيز.
[3] في الأصل «يزد» والتصويب من صحيح مسلم 4/ 1995.
[4] في الأصل «في» ووقع في صحيح مسلم «الا كما ينقص المخيط إذا ادخل البحر» .(2/326)
أَحْفَظُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ. قَالَ: وَكَانَ أَبُو إِدْرِيسَ إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ [1] .
وَمِنْهُمْ: أُمُّ الدَّرْدَاءِ
حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بن صبح قال: سمعت أبا مسهر [2] يقول:
سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: اسْمُ أُمُّ الدَّرْدَاءِ جُهَيْمَةُ بِنْتُ لُحَيٍّ الْوَصَّابِيَّةُ.
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ [3] وَحَجَّاجٌ [4] وَأَبُو عُمَرَ [5] قَالُوا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ:
أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي بَزَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً الْكَيْخَارَانِي [6] عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قال: ليس بشيء في الميزان انقل من خلق حسن [7] .
__________
[1] رواه مسلم من طريق سعيد بن عبد العزيز بألفاظ مقاربة مع تقديم وتأخير (الصحيح 4/ 1994- 1995) .
[2] عبد الأعلى بن مسهر الدمشقيّ.
[3] هشام بن عبد الملك الطيالسي من رجال التهذيب.
[4] اما انه حجاج بن المنهال الانماطي، أو حجاج بن نصير الفساطيطي، وكلاهما من شيوخ يعقوب ويرويان عن شعبة بن الحجاج.
[5] حفص بن عمر الازدي النمري من رجال التهذيب.
[6] هو عطاء بن نافع الكيخاراني (تهذيب التهذيب 7/ 216) .
[7] أخرجه الترمذي من طريق عطاء أيضا بألفاظ مقاربة مع زيادة وقال «هذا حديث غريب من هذا الوجه وأخرجه من طريق آخر عن أم الدرداء أيضا وقال: هذا حديث حسن صحيح (السنن 4/ 362- 363) .(2/327)
وَمِنْهُمْ: بِلَالُ بْنُ أَبِي الدَّرْدَاءِ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ [1] قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيِّ عَنْ بِلَالِ بْنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قال: «حُبُّكَ الشَيْءَ يُعْمِي وَيُصِمُّ» . حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ عَنْ بِلَالِ بْنِ أَبِي الدرداء (101 أ) عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ وَلَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ مِنْ ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ.
وَمِنْهُمْ: مَعْدَانُ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: ثَنَا زَائِدَةُ [2] قَالَ: حَدَّثَنَا السَّائِبُ بْنُ حُبَيْشٍ عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو الدَّرْدَاءِ: أَيْنَ مَسْكَنُكَ؟
قَالَ: قُلْتُ بِقَرْيَةٍ دُونَ حِمْصَ. قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: إِنِّي سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَا مِنْ ثَلَاثَةٍ فِي قَرْيَةٍ وَلَا بَدْوٍ ولا يؤذن فيه بِالصَّلَاةِ إِلَّا قَدِ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَعَلَيْكَ بِالْجَمَاعَةِ فَإِنَّمَا يَأْكُلُ الذِّئْبُ الْقَاصِيَةَ [3] . قَالَ زَائِدَةُ: قَالَ السَّائِبُ: يَعْنِي بِالْجَمَاعَةِ: الصَّلَاةَ فِي الْجَمَاعَةِ.
__________
[1] ابن المبارك.
[2] زائدة بن قدامة الثقفي الكوفي ابو الصلت (تهذيب التهذيب 3/ 306) .
[3] أي الغنم القاصية.(2/328)
وَمِنْهُمْ: أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ [1] مُسْلِمُ بْنُ مِشْكَمٍ [2]
حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا يحي بن حمزة قال: حدثني يزيد ابن أَبِي مَرْيَمَ أَنَّ أَبَا عُبَيْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ فَأَلْفَيَنَّ مَا نُوزِعْتُ أَحَدَكُمْ فَأَقُولُ هَذَا [مِنْ] أُمَّتِي. فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ [3] .
فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ لَا يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. قَالَ: لَسْتَ مِنْهُمْ [4] .
وَمِنْهُمْ: رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ الْكِنْدِيُّ
سَيِّدُ أَهْلِ فِلَسْطِينَ.
وَعَدِيُّ بْنُ عَدِيٍّ الْكِنْدِيُّ سَيِّدُ أَهْلِ الْجَزِيرَةِ.
وَعُبَادَةُ بْنُ نَسِيٍّ الكندي سيد أهل الأردن.
ويحي بن يحي الْغَسَّانِيُّ مِنْ سَادَاتِ أَهْلِ دِمَشْقَ.
وَعَمْرُو بْنُ قيس من سادات أهل الجزيرة.
__________
[1] ومثله في كتاب الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج 4 قسم 1/ 194 وفي تهذيب التهذيب 10/ 138 «ابو عبد الله» .
[2] كان كاتب أبي الدرداء (ابن سعد 7/ 450) .
[3] أخرجه البخاري الى هنا من طرق اخرى بألفاظ مقاربة (صحيح البخاري بحاشية السندي 4/ 221) . ومسلم من طرق أخرى أيضا بمعناه (الصحيح 4/ 1793) .
[4] أخرجه ابن كثير من طريق يعقوب بن سفيان باسناد آخر من حديث أبي هريرة (البداية والنهاية 6/ 207- 208) .(2/329)
«وَبِلَالُ بْنُ سَعْدِ بْنِ تَمِيمٍ السَّكُونِيُّ كَانَ امام الناس في خلافة (101 ب) هِشَامٍ» [1] .
وَكَثِيرُ بْنُ قَيْسٍ وَسُلَيْمَانُ بْنُ مَرْثَدٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ [أَبِي] [2] زَكَرِيَّا الْخُزَاعِيُّ وَالْقَاسِمُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى آلِ مُعَاوِيَةَ وَيَزِيدُ بْنُ خُمَيْرٍ الرَّحَبِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ [3] قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ الرَّحَبِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ الْمَازِنِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ أُمَّتِي مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَأَنَا أَعْرِفُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. فَقَالُوا: وَكَيْفَ تَعْرِفُهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي كَثْرَةِ الْخَلَائِقِ؟ فَقَالَ: أَرَأَيْتَ لَوْ دَخَلْتَ صَبْرَةً فِيهَا خَيْلٌ دُهْمٌ بُهْمٌ وَفِيهَا فَرَسٌ أَغَرُّ مُحَجَّلٌ مَا كُنْتَ تَعْرِفُهُ مِنْهَا؟ قَالُوا: بَلَى. قَالَ: فَإِنَّ أُمَّتِي يَوْمَئِذٍ غُرٌّ مِنَ السُّجُودِ مُحَجَّلُونَ مِنَ الْوُضُوءِ [4] .
وَمِنْهُمْ: شُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدٍ
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوانُ عَنْ شُرَيحِ بْنِ عُبَيْدٍ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ لَا تَعْجَزَنَّ مِنْ أَرْبَعِ رَكْعَاتٍ أَوَّلَ النَّهَارِ أَكْفِكَ آخِرَهُ» . وَعَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ أَبِي ذر عن النبي صلى الله عليه
__________
[1] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 10/ 356.
[2] الزيادة من ترجمته في تهذيب التهذيب 5/ 218.
[3] الحكم بن نافع.
[4] انظر حديثا بمعناه في ابن ماجة (السنن 2/ 1439- 1440) .(2/330)
وَسَلَّمَ قَالَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ إِذَا صَلَّيْتَ مَعَ إِمَامِكَ وَانْصَرَفْتَ كُتِبَ لَكَ قُنُوتُ لَيْلَتِكَ» .
وَمِنْهُمْ: سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ الْكَلَاعِيُّ
[1] حَدَّثَنَا أَبُو اليمان قال: حدثنا صفوان [2] عن سليم بن عَامِرٍ الْكَلَاعِيِّ عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمَرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ لَا يَتْرُكُ بَيْتَ صَدْرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا دَخَلَهُ هَذَا الدِّينُ بِعِزِّ عَزِيزٍ يُعَزُّ بِهِ الْإِسْلَامُ وَذُلِّ ذَلِيلٍ يُذِلُّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ الْكُفْرَ» .
وَمِنْهُمْ: أَبُو عَامِرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لُحَيٍّ
(102 أ) حدثنا أبو اليمان قال: حدثنا صفوان عن الأزهر بن عبد الله عن أبي عامر عَبْدِ اللَّهِ بْنِ لُحَيٍّ قَالَ: حَجَجْنَا مَعَ مُعَاوِيَةَ فَلَمَّا قَدِمْنَا أَخْبَرَنَا بِقَاصٍّ يَقُصُّ عَلَى أَهْلِ مَكَّةَ مَوْلًى لِبَنِي مَخْزُومٍ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ معاوية، فقال معاوية: لو كنت تقدمت إليك قبل مَرَّتِي هَذِهِ لَقَطَعْتُ مِنْكَ طَابِقًا. ثُمَّ قَامَ حَتَّى صَلَّى صَلَاةَ الظُّهْرِ بِمَكَّةَ فَقَالَ: إِنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
إِنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ افْتَرَقُوا فِي دِينِهِمْ عَلَى اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً، وَإِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً- يَعْنِي الْأَهْوَاءَ- كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا وَاحِدَةً وَهِيَ الْجَمَاعَةُ. وَقَالَ: «إِنَّهُ سَيَخْرُجُ فِي أُمَّتِي أَقْوَامٌ تَتَجَارَى بِهِمْ تِلْكَ الْأَهْوَاءُ كَمَا يَتَجَارَى الْكَلْبُ بِصَاحِبِهِ، فَلَا يبقى منه عرق ولا مفصل
__________
[1] الخبائري الحمصي ابو يحي (تهذيب التهذيب 4/ 167) .
[2] صفوان بن عمرو السكسكي الحمصي (تهذيب التهذيب 4/ 428) .(2/331)
إِلَّا دَخَلَهُ» . وَاللَّهِ يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ لَئِنْ لَمْ تَقُومُوا بِمَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ، لَغَيْرُكُمْ مِنَ النَّاسِ أَحْرَى أَنْ لَا يَقُومَ بِهِ.
وَمِنْهُمْ: عُثْمَانُ بْنُ جَابِرٍ
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ جَابِرٍ عن أنس ابن مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: الحرب خُدْعَةٌ. حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: ثَنَا صَفْوانُ عَنْ مَاعِزٍ التَّمِيمِيِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ يَئِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ.
وَمِنْهُمْ: عَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ الْكَلَاعِيُّ وَمَكْحُولٌ وَخَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ وراشد بن سعد المقرئي [1] ثم الحميري وعطاء بن يزيد الليثي ثم الجندعي ويحي بْنُ جَابِرٍ الطَّائِيُّ وَعَمْرُو بْنُ رُؤْبَةَ
يَرْوِى عَنْ وَاثِلَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: المرأة تحرز ثلاثة، مواريث (102 ب) لقيطها وعتيقها وولدها الّذي [2] تلاعن عليه.
__________
[1] نسبة الى مقرا قرية بدمشق (السمعاني: الأنساب) .
[2] في الأصل «التي» .(2/332)
وَمِنْهُمْ: يَعْلَى بْنُ شَدَّادِ بْنُ أَوْسٍ
يَرْوِي عن أبيه أنه كان يجهر بسم الله الرحمن الرحيم.
وَعُبَيْدَةُ بْنُ أَبِي الْمُهَاجِرِ
يُحَدِّثُ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أَنَّ رَجُلًا مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا» .
وَأَبُو عَبْدِ رَبٍّ
[1] سَمِعَ مُعَاوِيَةَ [2] يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا بَلَاءٌ وَفِتْنَةٌ» . الْوَلِيدُ [3] عَنِ ابْنِ جَابِرٍ عَنْهُ.
وَمُسْلِمُ بْنُ قَرَظَةَ [4]
سَمِعْتُ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ [5] قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «خَيْرُ [6] أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ» .
__________
[1] الدمشقيّ الزاهد (تهذيب التهذيب 12/ 152) .
[2] معاوية بن أبي سفيان.
[3] لعله الوليد بن مسلم ابو العباس الدمشقيّ أو الوليد بن مزيد البيروتي فكلاهما يَرْوِي عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جابر.
[4] في تهذيب التهذيب 10/ 135 «ذكره يعقوب بن سفيان في الطبقة العليا من أهل الشام.
[5] الاشجعي الغطفانيّ.
[6] في صحيح مسلم «خيار» .(2/333)
ابْنُ جَابِرٍ [1] يُحَدِّثُ [2] عَنْ زُرَيْقٍ [3] عَنْ مُسْلِمٍ [4] ، وَبُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ [5] قَالَ: سَمِعَتُ وَاثِلَةَ [6] .
وَأَبُو سَلَّامٍ الْأَسْوَدُ
سَمِعَ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا عَلَيْهِ ثَوْبٌ مُعَصْفَرٌ.
وَمُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الْأَلْهَانِيُّ
سَمِعَ أَبَا أُمَامَةَ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَمْ يَزَلْ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ يُوَرِّثُهُ.
وَالْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُرَشِيُّ
يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ فِي صَلَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رمضان.
ويزيد بن [أبي] [7] مالك الهمذاني
__________
[1] يزيد بن يزيد بن جابر، وقد ذكر صاحب الكمال انه يروي عن مسلم ابن قرظة، واستدرك الحافظ المزي عليه فذكر أن يزيدا يروي عن زريق عن مسلم ثم اعترض الحافظ ابن حجر على المزي بان البخاري ويعقوب بن سفيان وابن حبان ذكروا رواية يزيد عن زريق عن مسلم.
[2] اى بالحديث المذكور اعلاه عن عوف بن مالك، ومسلم بن قرظة رواه عن عوف بن مالك.
[3] سعيد بن حيان وزريق لقبه وقيل أيضا «رزيق» (تهذيب التهذيب 3/ 273) .
[4] مسلم بن قرظة الاشجعي (تهذيب التهذيب 10/ 134) .
[5] الحضرميّ الشامي (تهذيب التهذيب 1/ 438) .
[6] واثلة بن الأسقع الليثي (تهذيب التهذيب 11/ 101) .
[7] سقطت عن الأصل وهو «يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك الهمذاني (تهذيب التهذيب 11/ 345) .(2/334)
وَنُمَيْرُ بْنُ أَوْسٍ الْأَشْعَرِيُّ الْقَاضِي
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ الْيَحْصِبِيُّ
يَرْوِي عَنْ أَبِي أُمَامَةَ [1] : حَبِّبُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى النَّاسِ.
وَعَبْدُ الله بن محيريز
(103 أ) حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ الْأَزْرَقُ قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ الطَّاطَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا رَبَاحُ بْنُ الْوَلِيدِ الذِّمَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ قَالَ: قَالَ رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ: إِنْ يَفْخَرْ عَلَيْنَا أَهْلُ الْمَدِينَةِ [2] بِعَابِدِهِمْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَإِنَّا نَفْخَرُ عَلَيْهِمْ بِعَابِدِنَا عَبْدِ اللَّهِ بن محيريز.
حدثني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: ثَنَا أَبُو مسهر [3] قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: خَرَجَتْ أم الدرداء تخطب عن ابنة أبي محجز اللَّيْثِيُّ فَلَقِيَتْ عَطَاءَ بْنَ يَزِيدَ فَقَالَ: أَنَا عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ- يُرِيدُ الْفَأْلَ-.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا أبو مسهر قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ [4] قَالَ: كُنَّا نَجْلِسُ الْغَدَوَاتِ مَعَ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ وَسُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، وَبَعْدَ الظُّهْرِ مَعَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَرَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ [5] ، وَبَعْدَ الْعَصْرِ مَعَ مكحول.
__________
[1] اياس بن ثعلبة البلوي الأنصاري.
[2] في الأصل «المدن» .
[3] عبد الأعلى بن مسهر الدمشقيّ.
[4] سعيد بن عبد العزيز.
[5] ربيعة بن يزيد الأيادي الدمشقيّ القصير ابو شعيب (تهذيب التهذيب 3/ 264) .(2/335)
حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو [1] قَالَ: حَدَّثَنَا أبو مسهر قال: حدثنا سعيد بن عبد الْعَزِيزِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَضَى عَنِّي سَبْعِينَ دِينَارًا، وَحَمَلَنِي عَلَى بَغْلَةٍ، وَفَرَضَ لِي خَمْسِينَ. قَالَ قُلْتُ: أَغْنَيْتَنِي عَنِ التِّجَارَةِ [2] .
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مسهر قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: قَفَلْنَا مِنَ الْغَزْوِ وَأَتَيْنَا عَلَى طَرِيقٍ تَأْخُذُ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَنَحْنُ مَعَ ابْنِ أَبِي زَكَرِيَّا، فَقَالَ ابْنُ أَبِي زَكَرِيَّا: لَئِنْ لَمْ آتِ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ مِنْ هَذَا الطَّرِيقِ لَا آتِيهِ، وَكَانَتْ فِيهِ لَجَاجَةٌ. فَأَتَيْنَا عُمَرَ فَاسْتَأْذَنَّا، فَأَذِنَ لَنَا، فَأَجْلَسَ ابْنَ أَبِي زَكَرِيَّا مَعَهُ. قَالَ رَبِيعَةُ: فَجَعَلْتُ أَمِيلُ بَيْنَهُمَا أيهما أقصد. قال: ومعنا [ابن] ابْنُ أَبِي زَكَرِيَّا عَلَيْهِ عِمَامَةٌ قَدْ صَفَّفَهَا. قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: مَنْ هَذَا؟
فَقَالَ لَهُ ابْنُ أَبِي زَكَرِيَّا: هَذَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ هَذَا ابْنِي. فَقَالَ عُمَرُ: كَيْفَ تَجِدُهُ؟ فَقَالَ: إِنِّي لَأُنْفِسُ أَنْ يَكُونَ خَيْرًا مما هو. قال:
فقال عمر: الشباب، وإنما يصلح الله عز وجل. قال: (103 ب) فَأَجَازَنَا بِعِشْرِينَ دِينَارًا غَيْرَ دِينَارٍ مَا [3] فَضَلَ ابْنُ أَبِي زَكَرِيَّا عَلَيْنَا.
«حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ قَالَ: لَقِيَ بَشِيرُ بْنُ عُقْبَةَ عَبْدَ الواحد النصري [4] في خلافة الوليد،
__________
[1] ابو زرعة صاحب «التاريخ» .
[2] أوردها ابو نعيم من طريق أبي زرعة أيضا (الحلية 8/ 82- 83)
[3] في الأصل «أما»
[4] عبد الواحد بن عبد الله النصري الدمشقيّ (تهذيب التهذيب 6/ 436) .(2/336)
وَكَانَ بَشِيرٌ عَلَى شُرُطَةِ الْوَلِيدِ، فَاسْتَعْدَى عَلَيْهِ زُرْعَةَ بْنَ ثُوَبٍ الْمُقْرِي وَكَانَ قَاضِيًا فَجُلِدَ الْحَدَّ» [1] وَكَانَ زُرْعَةُ بْنُ ثُوَبٍ لَا يَأْخُذُ عَلَى الْقَضَاءِ أَجْرًا، وَكَانَ فِي خَاتَمِ زُرْعَةَ بْنِ ثُوَبٍ «لِكُلِّ عَمَلٍ ثَوَابٌ» .
وَهَؤُلَاءِ رُوَاةُ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ
[2] أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ مُسْلِمُ بْنُ مِشْكَمٍ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الرُّؤْيَا ثَلَاثَةٌ» . وَيَزِيدُ بْنُ الْأَصَمِّ عَنْ عَوْفٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ان شئتم انبأتكم عن الإمارة. ومعديكرب بْنُ عَبْدِ كُلَالٍ.
حَدَّثَنَا الْوُحَاظِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ غَانِمٍ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ [3] عن معديكرب بْنِ عَبْدِ كَلَالٍ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَإِنَّ رَبِّي خَيَّرَنِي بَيْنَ خَصْلَتَيْنِ أَنْ يُدْخِلَ نِصْفَ أُمَّتِيَ الْجَنَّةَ وبين الشفاعة لأمتي فاخترت الشفاعة [4] .
__________
[1] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 10/ 158- 159 لكنه ذكر «المقرئي» بدل «المقري» والمقرئي نسبة الى مقرى من مخاليف اليمن، و «المقري» نسبة الى محلة بدمشق سكنها «المقرئيون» فلا اشتباه بين ما ورد في النصين.
[2] الاشجعي الغطفانيّ.
[3] الكلاعي الخبائري الحمصي (تهذيب التهذيب 4/ 166) .
[4] أخرجه ابن ماجة من طريق سليم بن عامر أيضا لكنه يحذف «عن معديكرب بن عبد كلال، ويذكر سماع سليم من عوف بن مالك (السنن 2/ 1444) وسليم سمع عوفا كما في (تهذيب التهذيب 4/ 166) .(2/337)
وَمَالِكُ بْنُ هَدْمٍ
حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ [1] قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ [2] قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أبي أَيُّوبَ قَالَ:
«وَحَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الرَّبِيعِ [3] قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ لَقِيطٍ أَخْبَرَهُ عَنْ مَالِكِ بْنِ هَدْمٍ قَالَ: غَزَوْنَا وَعَلَيْنَا عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ وَفِينَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، فَأَصَابَتْنَا مَخْمَصَةٌ شَدِيدَةٌ، فَانْطَلَقْتُ أَلْتَمِسُ الْمَعِيشَةَ فَأَلْفَيْتُ قَوْمًا يُرِيدُونَ يَنْحَرُونَ جَزُورًا لَهُمْ» [4] ، فَقُلْتُ: إِنْ شِئْتُمْ كَفَيْتُكُمْ نَحْرَهَا وَعَمَلَهَا وأعطوني منها، فقفلت فأعطوني منها شيئا (104 أ) فَصَنَعْتُهُ، ثُمَّ أَتَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَسَأَلَنِي مِنْ أَيْنَ هُوَ؟ فَأَخْبِرْتُهُ فَقَالَ: أَسْمَعُكَ قَدْ تَعَجَّلْتَ أَجْرَكَ وَأَبَى أَنْ يَأْكُلَهُ، ثُمَّ أَتَيْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ فَأَخْبَرْتُه فَقَالَ لِي مِثْلَهَا وَأَبَى أَنْ يَأْكُلَهُ، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ تَرَكْتُهَا. قَالَ: ثُمَّ أَبْرَدُونِي [5] فِي فَتْحٍ لَنَا فَقَدِمْتُ عَلَى رسول
__________
[1] عبد الله بن عثمان.
[2] ابن المبارك.
[3] الهلالي الكوفي ثم المصري شيخ يعقوب بن سفيان مات سنة 219 هـ. ويلاحظ علو أسانيد يعقوب وقدم سماعه فان عمرو بن الربيع لم يرو عنه من أصحاب الكتب الستة الا البخاري وأما مسلم وابو داود فاخرجا له بواسطة يحي بن معين (تهذيب التهذيب 8/ 33) .
[4] ابن حجر: الاصابة 3/ 337 لكنه يذكر «ان ينحروا» بدل «ينحرون» واسقط أول السند فقال «اخرج يعقوب بن سفيان في تاريخه حديثا يقتضي ان له صحبة- يريد مالك بن هدم-، فإنه اخرج من طريق ربيعة بن لقيط عن مالك ... » . وقال ابن حجر «وهذا في غزوة ذات السلاسل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم» .
[5] أي أرسلوه بريدا.(2/338)
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: صَاحِبُ الْجَزُورِ. وَلَمْ يَزِدْ عَلَيَّ شَيْئًا. وَفِي حَدِيثِ سَعِيدٍ: لَمْ يَزِدْنِي عَلَى ذَلِكَ.
وَمِنْهُمْ: قَيْسُ بْنُ مَرْثَدٍ الْجُذَامِيُّ
[1] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ:
حَدَّثَنِي بُرْدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بن موسى عن مكحول عن كثير ابن مُرَّةَ عَنْ قَيْسٍ وَهُوَ ابْنُ مَرْثَدٍ الْجُذَامِيُّ عن نعيم بن هبار الْغَطَفَانِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قال: يَا ابْنَ آدَمَ صَلِّ أَرْبَعَ رَكْعَاتٍ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ أكفك آخره.
ومنهم: يحي بْنُ جَابِرٍ الطَّائِيُّ قَاضِي حِمْصَ
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ يحي بْنِ جَابِرٍ عَنْ نَوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا الْبِرُّ؟
قَالَ: حُسْنُ الْخُلُقِ. قَالَ: فَمَا الْإِثْمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: مَا حَاكَ فِي نَفْسِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَعْلَمَهُ النَّاسُ.
وَمِنْهُمْ: حَبِيبُ بْنُ عُبَيْدٍ
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ [2] قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ الْغَسَّانِيُّ عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْسَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مثنى وجوف الليل الآخر أجوبه دعوة.
__________
[1] أورده ابن سعد في الصحابة (الطبقات 7/ 426) .
[2] الحكم بن نافع.(2/339)
فَقُلْتُ: أَوْجَبُهُ. فَقَالَ: لَا بَلْ أَجْوَبُهُ. يَعْنِي بذلك الاجابة. (104 ب)
وَمِنْهُمْ: عُبَادَةُ بْنُ أَوْفَى النُّمَيْرِيُّ
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سَلَمَةَ الْخَبَائِرِيُّ الْحِمْصِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي يزيد بن أبي مريم [1] عن الوليد ابن هِشَامٍ الْمُعَيْطِيِّ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ أَوْفَى النُّمَيْرِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْسَةَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَبْرِدُوا بِصَلَاةِ الظُّهْرِ فِي الْيَوْمِ الْحَارِّ فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ.
وَمِنْهُمْ: عُبَادَةُ بْنُ أَوْفَى
عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْسَةَ [2] : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: أَيُّمَا رَجُلٍ مُسْلِمٍ أَوِ امْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُسْلِمَةً فَإِنَّهُ يَقِي كُلَّ عُضْوٍ مِنْ صَاحِبِهِ الَّذِي أَعْتَقَهُ مِنَ النَّارِ، وَمَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ. ذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو تَوْبَةَ [3] عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ سَلَّامٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي زَيْدُ بْنُ سَلَّامٍ [4] أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَّامٍ أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ اوفى أخبره.
__________
[1] في الأصل «مرة» وانظر ترجمته في (تهذيب التهذيب 11/ 359) .
[2] السلمي صحابي أسلم قديما بمكة، وكان أخا أبي ذر لأمه (تهذيب التهذيب 8/ 69) وعبادة روى عنه هذا الحديث.
[3] الربيع بن نافع الحلبي شيخ يعقوب بن سفيان مات سنة 241 هـ (تهذيب التهذيب 3/ 251- 252) .
[4] ابن أبي سلام ممطور الحبشي الدمشقيّ ومعاوية بن سلام اخوه (تهذيب التهذيب 3/ 415) وهنا يروي زيد عن جده.(2/340)
ومنهم: عامر بن زيد البكائي
حَدَّثَنِي أَبُو تَوْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَّامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ زَيْدٍ الْبِكَالِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ عُتْبَةَ عَبْدِ السَّلَمِيِّ [1] يَقُولُ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ: مَا حَوْضُكَ الَّذِي تُحَدِّثُ عَنْهُ؟ قَالَ: هُوَ كَمَا بَيْنَ الْبَيْضَاءِ إِلَى بُصْرَى، ثُمَّ يُمِدُّني اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ بِكُرَاعٍ فَلَا يَدْرِي بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ أَيْنَ طَرَفَاهُ.
قَالَ: فَكَبَّرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ. فَقَالَ: أَمَّا الْحَوْضُ فَيَزْدَحِمُ عَلَيْهِ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ الذين يقتلون في سبيل الله، ويموتون فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَرْجُو أَنْ يُورِدَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْكُرَاعَ فَأَشْرَبَ مِنْهُ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِنَّ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ وَعَدَنِي أَنْ يُدْخِلَ الجنة (105 أ) أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ، ثُمَّ يَشْفَعُ كل ألف بسبعين ألف، ثُمَّ يُحْثِي لِي بِكَفَّيْهِ ثَلَاثَ حَثْيَاتٍ، وَكَبَّرَ عُمَرُ فَقَالَ: إِنَّ السَّبْعِينَ الْأَلْفَ الْأَوَّلِينَ يُشَفِعُهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي آبَائِهِمْ وَأَبْنَائِهِمْ وَعَشَائِرِهِمْ، وَأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي أَحَدِ الْحَثْيَاتِ الْأَوَاخِرِ. وَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفِيهَا فَاكِهَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ إِنَّ فِيهَا شجرة تدعى طوبا هِي تُطَابِقُ الْفِرْدَوْسَ.
قَالَ: أَيُّ شَجَرِ أَرْضِنَا تُشْبِهُ؟ قَالَ: لَيْسَ شِبْهَ شَيْءٍ مِنْ شَجَرِ أَرْضِكُمْ، وَلَكِنْ أَتَيْتَ الشَّامَ؟ فقَالَ: لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: فَإِنَّهَا تُشْبِهُ شَجَرَةً بِالشَّامِ تُدْعَى جَوْزَ تَنْبُتُ عَلَى سَاقٍ وَاحِدٍ وَيَنْتَشِرُ أَعْلَاهَا. قَالَ: مَا عِظَمُ أَصْلِهَا؟ قَالَ: لَوِ ارْتَحَلْتَ جَدَعَةً مِنْ إِبِلِ أَهْلِكَ مَا أَحَطْتَ بأصلها حتى
__________
[1] في الأصل «السلام» والصواب ما أثبته انظر (تهذيب التهذيب 7/ 98) .(2/341)
يَنْكَسِرَ تِرْقُوَاهَا هَرَمًا. قَالَ: فِيهَا عِنَبٌ؟ قَالَ: نعم. قال: وما عظم العنقود فيها؟ قل: مَسِيرَةَ شَهْرٍ لِلْغُرَابِ لَا يَقَعُ وَلَا يَنِي ولا يقر. قال: ما عظم الجنة مِنْهَا؟ قَالَ: هَلْ ذَبَحَ أَبُوكُمْ تَيْسًا مِنْ غَنَمِهِ قَطُّ عَظِيمًا؟ قَالَ: نَعَمْ، فَسَلَخَ إِهَابَهَا فَأَعْطَاهَا أُمَّكَ فَقَالَ ادْبَغِي لَنَا هَذِهِ، ثُمَّ أَخِّرِّي لَنَا مِنْهُ، وَلَوِ انْزَوَى [1] مِنْهَا شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنَّ تِلْكَ تَسَعُنِي وَأَهْلَ بَيْتِيَ؟ قَالَ:
نَعَمْ وَعَامَّةُ عَشِيرَتِكَ.
وَمِنْهُمْ: أَبُو الْمُثَنَّى الْمُلَيْكِيُّ [2]
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالُوا: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي صفوان بن عمرو.
[و] حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ [3] قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو أَنَّ أَبَا الْمُثَنَّى الْمُلَيْكِيِّ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عُتْبَةَ بْنَ عَبْدٍ السُّلَمِيَّ [4]- وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُحَدِّثُ بِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الْقَتْلَى ثَلَاثَةُ رجال، رجل مؤمن جاهد بنفسه وماله (105 ب) فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى لَقِيَ الْعَدُوَّ وَقَاتَلَهُمْ حَتَّى يُقْتَلَ ذَلِكَ الشَّهِيدُ الْمُمْتَحَنُ فِي خَيْمَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ تَحْتَ عَرْشِهِ لَا يَفْضُلُهُ النَّبِيُّونَ إِلَّا بِدَرَجَةٍ النُّبُوَّةِ، وَرَجُلٌ مؤمن قذف على نفسه من الذنوب والخطايا [5] جاهد
__________
[1] هكذا رسمها في الأصل.
[2] في ابن سعد (7/ 458) وتهذيب التهذيب (12/ 221) «الا ملوكي» وذكر ان اسمه ضمضم.
[3] ابن المبارك.
[4] في الأصل «السلام» وهو خطأ.
[5] في سنن الدارميّ 2/ 206 «خلط عملا صالحا وآخر سيئا» بدل «قذف ... الخطايا» .(2/342)
بنفسه وماله في سبيل الله حَتَّى إِذَا لَقِيَ الْعَدُوُّ وَقَاتَلَ حَتَّى يُقْتَلَ ذلك الْمُمْتَحَنُ فِي خَيْمَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ تَحْتَ عَرْشِهِ لَا يَفْضُلُهُ النَّبِيُّونَ إِلَّا بِدَرَجَةٍ النُّبُوَّةِ، وَرَجُلٌ [فِيهِ] مَصْمَصَةٌ تَحْتَ ذُنُوبِهِ وَخَطَايَاهُ إِنَّ السَّيْفَ مَحَا الْخَطَايَا وَأُدْخِلَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شَاءَ فَإِنَّ لَهَا ثَمَانِيَةَ أَبْوَابٍ، وَلِجَهَنَّمَ سَبْعَةُ أَبْوَابٍ وَبَعْضُهَا أَبْغَضُ مِنْ بَعْضٍ، وَرَجُلٌ مُنَافِقٌ جَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ حَتَّى إِذَا لَقِيَ الْعَدُوُّ وَقَاتَلَ حَتَّى يُقْتَلَ إِنَّ السَّيْفَ لَا يَمْحَقُ النِّفَاقَ [1] .
وَمِنْهُمْ: شُرَحْبِيلُ بْنُ شُفْعَةَ
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَصَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرِيزُ بن عثمان عن شُرَحْبِيلَ بْنِ شُفْعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عُتْبَةَ بْنَ عَبْدٍ السُّلَمِيَّ [2] قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَا مِنْ عَبْدٍ يَمُوتُ لَهُ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِدثَ إِلَّا تَلَقَّوْهُ مِنْ أَبْوابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ دَخَلَ.
وَمِنْهُمْ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَوْفٍ الْجُرَشِيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ
حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ [3] قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي وعبد [4] الله بن
__________
[1] أخرجه الدارميّ من طريق صفوان بن عمرو أيضا باختصار (السنن 2/ 206- 207) .
[2] في الأصل «السلام» والصواب ما أثبته.
[3] الحضرميّ الحمصي.
[4] في الأصل «عبيد» وأنظره في (تهذيب التهذيب 5/ 158) وذكر انه صحابي مات بالشام سنة 88 هـ.(2/343)
بُسْرٍ عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الثُّمَالِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم «لو أقسمت لبررت لا يدخل (106 أ) الْجَنَّةَ قَبْلَ سَابِقِ أُمَّتِي إِلَّا بِضْعَ عَشْرَةَ رَجُلًا مِنْهُمْ إِبْرَاهِيمُ وَإِسْمَاعِيلُ وَإِسْحَاقُ وَيَعْقُوبُ وَالْأَسْبَاطِ اثني عشر وموسى وعيسى بن مَرْيَمَ بِنْتِ [1] عِمْرَانَ.
وَمِنْهُمْ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عمرو السُّلَمِيَّ
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ عَبْدِ الرحمن ابن عَمْرٍو السُّلَمِيِّ عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ: صلى بنا رسول الله صلى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ لَهَا الْقُلُوبُ- أَوْ كَمَا قَالَ- فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّهَا مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَأَوْصِنَا. قَالَ: أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ سَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ.
وَحُجْرُ بْنُ حُجْرٍ الْكَلَاعِيُّ
رَوَى الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ ثَوْرٍ [2] عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ وَحُجْرِ بْنِ حُجْرٍ الكلاعي قالا: حدثنا [3] عرباض فذكر الحديث.
__________
[1] في الأصل «بن» .
[2] ثور بن يزيد الكلاعي الرحبيّ الحمصي (تهذيب التهذيب 2/ 33) .
[3] في الأصل يوجد «على» بعد «حدثنا» وهي زائدة فحذفتها.(2/344)
ومنهم: يحيى بن أبي المطاع
سمع عرباض يَذْكُرُ هَذَا الْحَدِيثَ.
وَمِنْهُمْ: أَبُو رُهْمٍ السَّمَعِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ [1] قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صالح [2] عن الحارث ابن زِيَادٍ عَنْ أَبِي رُهْمٍ أَنَّهُ سَمِعَ الْعِرْبَاضَ بن سارية صاحب النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ يَقُولُ: دَعَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى السَّحُورِ فِي رَمَضَانَ فَقَالَ: هَلُمُّوا إِلَى الْغَدَاءِ الْمُبَارَكِ. فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: اللَّهمّ عَلِّمْ مُعَاوِيَةَ الْكِتَابَ وَالْحِسَابَ وَقِهِ الْعَذَابَ.
وَمِنْهُمْ: عبد الأعلى بن هلال السلمي
(106 ب) «حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ هِلَالٍ السُّلَمِيِّ عَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سارية صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ، وَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ، وَإِنَّ آدَمَ لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَةٍ، وَسَأُخْبِرُكُمْ عَنْ ذَلِكَ: دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ، وَبِشَارَةُ عِيسَى بِي، وَرُؤْيَا أُمِّي الَّتِي رَأَتْ، وَكَذَلِكَ أُمَّهَاتُ النَّبِيِّينَ يَرَيْنَ، وَإِنَّ أُمَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم رأت حين وضعته نورا أضاءت منه قصور الشام» [3] .
__________
[1] عبد الله بن صالح كاتب الليث.
[2] الحضرميّ.
[3] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 157- 158 وذكر «طينته» بدل «طينة» .(2/345)
وَمِنْهُمْ: سَعِيدُ بْنُ هَانِئٍ
حَدَّثَنِي [1] مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ هَانِئٍ عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ السُّلَمِيِّ: بِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُكْرًا فَجِئْتُ أَتَقَاضَاهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اقْضِنِي ثَمَنَ بُكْرِي. فَقَضَانِي فَأَحْسَنَ قَضَائِي. ثُمَّ جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اقْضِنِي ثَمَنَ بُكْرِي. فَقَضَاهُ بعيرا مسببا [2] . فقال: يا رسول الله هذا أَفْضَلُ مِنْ بُكْرِي. فَقَالَ: هُوَ لَكَ إِنَّ خَيْرَ الْقَوْمِ خَيْرُهُمْ قَضَاءً. حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ [3] وَأَبُو الطَّاهِرِ [4] عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ قَالَ: قُلْتُ: اقْضِنِي ثَمَنَ بَكْرِي. قَالَ: نَعَمْ. لا أقضيكما إِلَّا بِحَسَنَةٍ فَقَضَانِي فَأَحْسَنَ قَضَائِي.
وَمِنْهُمْ: ابْنُ أَبِي بِلَالٍ
حَدَّثَنِي حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَأَبُو عتبة الحسن بن علي السكونيّ والوليد ابن عُتْبَةَ قَالُوا: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ [5] عَنْ بُحَيْرِ بْنِ سعيد [6] عن خالد بن معدان
__________
[1] الكلام لابي صالح كاتب الليث الّذي ورد في السند السابق.
[2] جيدا.
[3] عبد العزيز بن عمران.
[4] احمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن السرح الأموي مولاهم المصري (تهذيب التهذيب 1/ 64) .
[5] بقية بن الوليد الكلاعي الحمصي.
[6] بحير بن سعيد السحولي الحمصي ابو خالد (تهذيب التهذيب 1/ 431) .(2/346)
عَنِ ابْنِ أَبِي بِلَالٍ عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سارية أن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ قَالَ: يَخْتَصِمُ الشُّهَدَاءُ وَالْمُتَوَفَّوْنَ عَلَى فُرُشِهِمْ إِلَى رَبِّنَا عَزَّ وَجَلَّ وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنَ الطَّاعُونِ. فَيَقُولُ الشُّهَدَاءُ: إِخْوَانُنَا قُتِلُوا كَمَا قُتِلْنَا. وَيَقُولُ الْمُتَوَفَّوْنَ عَلَى فُرُشِهِمْ: مَاتُوا كَمَا مِتْنَا. فيقول ربنا: انظروا الى (107 أ) جِرَاحِهِمْ فَإِنْ أَشْبَهَتْ جِرَاحَ الْمَقْتُولِينَ فَإِنَّهُمْ مِنْهُمْ وَمَعَهُمْ، وَإِذَا جِرَاحُهُمْ قَدْ أَشْبَهَتْ جِرَاحَهُمْ. زَادَ الْحَسَنُ قَالَ: فَيُلْحَقُونَ بِهِمْ.
حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْعَلَاءِ وَعَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ [1] وَابْنُ الْمُصَفَّى [2] قَالُوا: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنِي بُحَيْرُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ خَالِدِ بن معدان عن ابن أبي بلال [3] عن عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ «الْمُسَبِّحَاتِ» قَبْلَ ان يرقد ويقول: ان فيه أية أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ آيَةٍ [4] .
وَمِنْهُمْ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن ميسرة
روى العرباض سمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المتحابين
__________
[1] عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير القرشي الحمصي (تهذيب التهذيب 8/ 76) .
[2] محمد بن مصفى بن بهلول القرشي الحمصي الحافظ (تهذيب التهذيب 9/ 460) .
[3] في الأصل «ليلى» وهو خطأ والتصويب من سنن أبي داود (4/ 313) وانظر تهذيب التهذيب (5/ 165) وهو عبد الله بن أبي بلال الخزاعي الشامي.
[4] أخرجه ابو داود: السنن 4/ 313 من طريق بقية بن الوليد أيضا.(2/347)
بِجَلَالِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي ظِلِّي يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلِّي.
وَمِنْهُمْ: كَثِيرُ بْنُ مُرَّةَ وَعَمْرُو بْنُ الْأَسْوَدِ
حَدَّثَنَا أَبُو عُتْبَةَ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْحِمْصِيُّ فِي سُوقِ الْبَزِّ- وَكَانَ كَخَيْرِ الرِّجَالِ- قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مُطِيعٍ معاوية بن يحي الْأَطْرَابُلُسِيُّ عَنْ بُحَيرِ بْنِ سَعِيدٍ [1] عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ وَكَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ وَعَمْرِو بْنِ الأَسْوَدِ عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كُلُّ عَمَلٍ يَنْقَطِعُ عَنْ صَاحِبِهِ إِذَا مَاتَ إِلَّا الْمُرَابِطَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَإِنَّهُ يُنَمَّى عَمَلُهُ وَيَجْرِي عَلَيْهِ رِزْقُهُ إِلَى يَوْمِ الْحِسَابِ.
وَمِنْهُمْ: حَبِيبُ بْنُ عُبَيْدٍ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ زَمْلٍ السَّكْسَكِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي بَقِيَّةُ بن الوليد قال: حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ السُّلَمِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِذَا قَبَضْتُ من عبدي كريمته (107 ب) وَهُوَ بِهَا ضَنِينٌ لَمْ أَرْضَ لَهُ ثَوَابًا دُونَ الْجَنَّةِ إِذَا حَمَدَنِي عَلَيْهَا.
وَمِنْهُمْ: سُوَيْدُ بْنُ جَبَلَةَ
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ العلاء بن رزيق قال: حدثني عمرو ابن الْحَارِثِ بْنِ الضَّحَّاكِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بن سالم [2] عن
__________
[1] في الأصل «سعد» والتصويب من تهذيب التهذيب 1/ 431.
[2] الأشعري الحمصي.(2/348)
الزُّبَيْدِيِّ [1] قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَوْفٍ أَنَّ سُوَيْدَ بْنَ جَبَلَةَ حَدَّثَهُمْ أَنَّ عِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ حَدَّثَهُمْ يَرُدُّهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: إِذَا سَأَلْتُمُ فَسَلُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهَا سُرُّ الْجَنَّةِ، يَقُولُ الرَّجُلُ مِنْكُمْ لِرَاعِيهِ: عَلَيْكَ بِسُرِّ الْوَادِي فَإِنَّهُ أَعْشَبُهُ وَأَمْرَعُهُ.
وَمِنْهُمْ: يحي بن عتبة بن عبد
عَبْدٍ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَسُلَيْمَانُ [2] قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شَعَيْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ القاسم الطائي قال: سمعت يحي بْنَ عُتْبَةَ بْنَ عَبْدٍ السُّلَمِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِنِّي فِي أُنَاسٍ يُرِيدُونَ أَنْ يُغِيرُوا. قَالَ:
فَلَمَّا رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَانِي وَأَنَا غُلَامٌ حَدَثٌ فَقَالَ: مَا اسْمُكَ؟ قُلْتُ: عَتَلَةُ بْنُ عَبْدٍ. قَالَ: بَلْ إِنَّهُ عُتْبَةُ بْنُ عَبْدٍ. قَالَ: أَرِنِي سَيْفَكَ. فَسَلَّهُ فَنَظَرَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا رَأَى فِيهِ رِقَّةً وَضَعْفًا قَالَ: لَا تَضْرِبَنَّ بِهَذَا وَلَكِنِ اطْعَنْ بِهِ طَعْنًا.
وَمِنْهُمْ: عَبْدُ اللَّهِ بن ناسح الْحَضْرَمِيُّ
[3] حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَسُلَيْمَانُ قَالا: ثَنَا ابْنُ شُعَيْبٍ [4] قَالَ:
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَيُّوبَ الْحَضْرَمِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ناسح عن عتبة بن عبد
__________
[1] محمد بن الوليد بن عامر الزبيدي الحمصي القاضي ابو الهذيل (تهذيب التهذيب 9/ 502) .
[2] سليمان بن عبد الرحمن الدمشقيّ.
[3] ترجمته في كتاب الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج 2 قسم 2/ 184. وانظر الحاشية رقم (7) منه حول ضبط اسم «ناسح» .
[4] محمد بن شعيب بن شابور الأموي الدمشقيّ (تهذيب التهذيب 9/ 222) .(2/349)
السُّلَمِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ: قُومُوا فَقَاتِلُوا.
فَرَمَى رَجُلٌ بِسَهْمٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: أوجب هذا [1] .
(108 أ) قَالَ: نَعَمْ وَلَا نَقُولُ كَمَا قَالَ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فقاتلا انا هاهنا قَاعِدُونَ، وَلَكِنِ اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا مَعَكُمَا مُقَاتِلُونَ.
وَمِنْهُمْ: لُقْمَانُ بْنُ عَامِرٍ
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَآدَمُ [2] وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْعَلَاءِ قَالُوا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَقِيلِ بْنِ مُدْرِكٍ [3] عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ [4] السُّلَمِيِّ قَالَ: اسْتَكْسَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَسَانِي خَيْشَتَيْنِ [5] فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي أَلْبَسُهَا وَأَنَا أَكْسَى أَصْحَابِي.
وَمِنْهُمْ: عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ الْكِنْدِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ [6] قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ عَمْرِو بن قيس
__________
[1] يوجد بعد «هذا» عبارة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم لأصحابه: «قوموا فقاتلوا» وهي مكررة فحذفتها.
[2] آدم بن أبي اياس العسقلاني ابو الحسن من رجال التهذيب.
[3] السلمي الشامي (تهذيب التهذيب 7/ 255) .
[4] في الأصل «عمرو» والصواب ما أثبته.
[5] الخيش: ثياب في نسجها رقة وخيوطها غلاظ من مشاقة الكتان أو من أغلظ العصب (الفيروزآبادي: القاموس المحيط 2/ 284) .
[6] كاتب الليث بن سعد.(2/350)
الْكِنْدِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيَّانِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلَانِهِ فَقَالَ أَحَدُهُمَا: يَا رَسُولَ الله ان شرائع الإسلام قد كثرت عني فَأَخْبِرْنِي بِأَمْرٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ. قَالَ: لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا بِذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
وَمِنْهُمْ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِرْقٍ الْيَحْصُبِيُّ
[1] .
حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ: ثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْيَحْصُبِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ يَقُولُ: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إِذَا أَتَى بَابَ قَوْمٍ مَشَى مَعَ الْجِدَارِ وَلَمْ يَسْتَقْبِلَ الْبَابَ، وَلَكِنْ يَقُومُ يَمِينًا وَشِمَالًا فَيَسْتَأْذِنُ، فَإِنْ أُذِنَ لَهُ وَإِلَّا رَجَعَ، وَذَلِكَ أَنَّ الْقَوْمَ لَمْ يَكُنْ لِأَبْوَابِهِمْ سُتُورٌ.
وَسَمِعْتُ عبد الله بن بسر يقول: (108 ب) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَدِّدُوا وَأَبْشِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيْسَ إِلَى عَذَابِكُمْ بِسَرِيعٍ وَسَيَأْتِي قَوْمٌ لَا حُجَّةَ لَهُمْ. وَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ يَقُولُ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: طُوبَى لِمَنْ رَآنِي، وَطُوبَى لِمَنْ آمَنَ بِي وَلَمْ يَرَنِي، وَطُوبَى لَهُ وَحُسْنُ مَآبٍ. حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ قَالَ: أَهْدَيْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاةً. فَقَالَ لِأَهْلِهِ: اطْبُخُوا هَذِهِ الشاة وانظروا الى
__________
[1] ترجمته في تهذيب التهذيب 9/ 300.(2/351)
هَذَا الدَّقِيقِ فَاخْبِزُوهُ وَاطْبُخُوهُ وَاثْرِدُوا عَلَيْهِ، وَكَانَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ.
وَسَلَّمَ قَصْعَةٌ يُقَالُ لها الفراء، والفراء يَحْمِلُهَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ، فَلَمَّا أَصْبَحَ وَسَجَدَ الضُّحَى أَتَى بِتِلْكَ الْقَصْعَةَ، وَالْتَقَوْا عَلَيْهَا، فَلَمَا كَثُرَ النَّاسُ جَثَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ: مَا هَذِهِ الْجِلْسَةُ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَنِي عَبْدًا كَرِيمًا وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا عَنِيدًا، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كُلُوا مِنْ جَوَانِبِهِ، وَذَرُوا ذروتها يبارك فيها [1] . ثم قال: كلوا فو الّذي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتُفْتَحَنَّ عَلَيْكُمْ أَرْضُ فَارِسٍ وَالرُّومِ حَتَّى يَكْثُرَ الطَّعَامُ فَلَا يُذْكَرُ عَلَيْهِ اسْمُ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ.
وَمِنْهُمُ: الْأَزْهَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَرَازِيُّ [2]
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ [3] عَنْ صَفْوانَ [4] قَالَ:
حَدَّثَنِي الْأَزْهَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَرَازِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ الْمَازِنِيُّ قَالَ: قَالَتْ أُمِّي لِأَبِي: لَو صَنَعْنَا طَعَامًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَعَوْتُهُ. قَالَ:
فَفَعَلْنَا ثَرِيدَةً بِسَمْنٍ، ثُمَّ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ الْبَيْتَ، فَوَضَعَتْ لَهُ أُمِّي قَطِيفَةً لَنَا وَجَمَعَتْهَا لَهُ لِيَكُونَ أَوْثَرَ لَهَا، فَقَعَدَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (109 أ) قَالَ: فَوَضَعْنَاهَا لَهُ فَقَالَ: كُلُوا بِسْمِ اللَّهِ
__________
[1] انظر قوله «كلوا ... فيها» فقط في سنن ابن ماجة 2/ 1090 من طريق آخر.
[2] في الأصل «الحرارني» والتصويب من كتاب الجرح والتعديل ج 1 قسم 1/ 312 وتهذيب التهذيب 1/ 204.
[3] ابن الوليد.
[4] ابن عمرو.(2/352)
وَأَشَارَ إِلَى ذِرْوَتِهَا بِأَصَابِعِهِ الثَّلَاثِ. فَلَمَّا فَرَغَ قُلْنَا: ادْعُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ: اللَّهمّ ارْحَمْهُمْ وَاغْفِرْ لَهُمْ وبارك لهم فِي رِزْقِهِمْ.
وَمِنْهُمْ: مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الْأَلْهَانِيُّ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ وَاسْمُهُ صَدِيُّ بْنُ عَجْلَانَ أَنَّهُ قَالَ:
وَرَأَى [2] سِكَّةً وَشَيْئًا مِنْ آلَةِ الْحَارِثِ- سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لَا تَدْخُلْ هَذِهِ بَيْتَ قَوْمٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ الذُّلَّ [3] . حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى بْنِ بُهْلُولٍ قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ [4] قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ أَنَّهُ أَدْرَكَ رِجَالًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرِجَالًا مِنْ أَصْحَابِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ مِمَّنْ أَسْلَمَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيٌّ. وَأَكَلَ الدَّمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. فَمِمَّنْ أَدْرَكَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِقْدَامَ بن معديكرب وَأَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ الْمَازِنِيَّ. وَأَمَّا أَصْحَابُ مُعَاذٍ فَأَبُو عِنَبَةَ [5] الْخَوْلَانِيُّ وابو صالح [6] الأنصاري.
__________
[1] الأشعري الحمصي.
[2] في الأصل رسمها «خط بي» وما أثبته من صحيح البخاري.
[3] أخرجه البخاري بهذا الاسناد (صحيح البخاري بحاشية السندي 2/ 45) .
[4] ابن الوليد.
[5] في الأصل «عبيد» والتصويب من ابن أبي حاتم: كتاب الجرح والتعديل ج 4 قسم 2/ 418، وتهذيب التهذيب 12/ 189.
[6] في الأصل «وابا فألح الأنصاري» وحسبته ابا صالح الأشعري ويقال الأنصاري روى عن أبي امامة الباهلي (تهذيب التهذيب 12/ 131) .(2/353)
حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: أَدْرَكْتُ السَّلَفَ وَإِنَّ الْقَوْمَ ليكونون في المنزل الواحد بأهليهم. قَالَ: فَرُبَّمَا نَزَلَ عَلَى بَعْضِهِمُ الضَّيْفُ وَقِدْرُ بَعْضِهِمْ عَلَى النَّارِ فَيَأُخُذُهَا صَاحِبُ الضَّيْفِ لِضَيْفِهِ، فَتُفْتَقَدُ الْقِدْرُ فَيَقُولُ صَاحِبُهَا: مَنْ أَخَذَ الْقِدْرَ؟ فَيَقُولُ صَاحِبُ الضَّيْفِ: نَحْنُ أَخَذْنَاهَا لِضَيْفِنَا. قَالَ: فَيَقُولُ صَاحِبُ الْقِدْرِ: بَارَكَ اللَّهُ لَكُمْ فِيهَا، أَوْ كَلِمَةً نَحْوَ هَذَا. قَالَ: وَالْخُبْزَ إِذَا خَبَزُوا مِثْلَ ذَلِكَ وَيَسْتَحْسِنُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ. وَلَيْسَ بَيْنَهُمُ إلا جِدَارُ الْقَصَبِ.
قَالَ بَقِيَّةُ: لَقَدْ أَدْرَكْتُ أَنَا ذَلِكَ لِمُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ وَأَصْحَابِهِ.
وَحَدَّثَنَا بَقِيَّةُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: قَعَدَ وَقَّاصُ بْنُ ربيعة ورجل من أصحاب (109 ب) النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ سَمَّاهُ- قَالَ بَقِيَّةُ: فَتَرَكْتُ أَنْ أُسَمِّيَهُ لِأَنَّهُ غِيبَةٌ- قَالَ: فَذَكَرْنَا النِّسَاءَ قَالَ وَقَّاصُ بْنُ رَبِيعَةَ: إِنَّ امْرَأَتِي لَمِنْ أَجْمَلِ النِّسَاءِ وَإِنِّي لَأَمْكُثُ الشهر والشهرين والثلاث لا أقربها ولئن أَكُونَ فِي بَيْتٍ مَعَ أَحَدٍ يُهَارِنِي [1] وَأُهَارِهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ مَكَانَهُ امْرَأَةٌ شَابَّةٌ لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهَا مَحْرَمٌ. قَالَ صَاحِبُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَكِنِّي لَا أقول ذلك. قال: فَابْتُلِيَ بِيَتِيمَةٍ كَانَتْ فِي حِجْرِهِ ثُمَّ تَزَوَّجَهَا بعد ذلك.
ومنهم: ابو حيّ [2] المؤذن
[3]
__________
[1] الضمير يعود الى محمد بن مصفى المذكور في الاسناد السابق.
[2] هره: كرهه.
[3] شداد بن حي (تهذيب التهذيب 4/ 315) .(2/354)
«حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفًّى قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ صَالِحٍ- وَهُوَ حَسَنُ الْحَدِيثِ- عَنْ يَزِيدَ بْنِ شُرَيْحٍ- وَهُوَ مِنْ صَالِحِي أَهْلِ الشَّامِ» [2] حَضْرَمِيٌّ- عَنْ أَبِي حَيٍّ الْمُؤَذِّنِ عَنْ ثَوْبَانَ [3] عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: لَا يَحِلُّ لِامْرِئٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَنْظُرَ فِي جَوْفِ بَيْتِ امْرِئٍ حَتَّى يَسْتَأْذِنَهُ، فَإِنْ يَنْظُرْ فَقَدْ دَخَلَ، وَلَا يَؤُمُّ قَوْمًا فَيَخُصَّ نَفْسَهُ بِدَعْوَةٍ دُونَهُمْ فَإِنْ فَعَلَ فَقَدْ خَانَهُمْ، وَلَا يَقُومُ الى الصلاة وهو حقن [4] حتى يتخفف [5] .
ومنهم: عَيَّاشُ بْنُ مُؤْنِسٍ
حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى قَالا حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ قَالَ: ثَنَا حَبِيبُ بْنُ صَالِحٍ [6] قَالَ: حَدَّثَنِي عَيَّاشُ بْنُ مُؤْنِسٍ عَنْ شَدَّادِ بْنِ شُرَحْبِيلَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: مَهْمَا نَسِيتُ مِنْ شَيْءٍ فَلَمْ أَنْسَ أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمًا يُصَلِّي وَيَدُهُ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى قابضا عليها.
ومنهم: وقاص بن ربيعة
__________
[1] ابن الوليد.
[2] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 337 ووقع فيه «صالح» بدل «من صالحي» وهو خطأ.
[3] ثوبان بن بجدد مولى النبي صلى الله عليه وسلم (تهذيب التهذيب 2/ 31) .
[4] حابس للبول أو الغائط.
[5] اخرج ابن ماجة بهذا الاسناد قوله «ولا يقوم ... يتخفف» فقط (السنن 1/ 202) .
[6] الطائي الحمصي ابو موسى (تهذيب التهذيب 2/ 186) .(2/355)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفًّى قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْبَانَ [1] عَنْ أَبِيهِ] عَنْ (110 أ) مَكْحُولٍ عَنْ وَقَّاصِ بْنِ رَبِيعَةَ أَنَّ الْمُسْتَوْرِدَ [2] حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ أَكَلَ بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ أَكْلَةً فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُطْعِمُهُ مِثْلَهَا مِنْ جَهَنَّمَ، وَمَنْ كُسِيَ بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ ثَوْبًا فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَكْسُوهُ مِثْلَهُ مِنْ جَهَنَّمَ، وَمَنْ قَامَ بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ مَقَامَ سُمْعَةٍ أَوْ رِيَاءٍ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُومُ بِهِ مَقَامَ سُمْعَةٍ وَرِيَاءٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [3] .
وَمِنْهُمْ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قَتَادَةَ الْنَصْرِيِّ
حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَابْنُ الْمُصَفَّى قَالا: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ [4] قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّبَيْدِيُّ [5] قَالَ: حَدَّثَنِي رَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ قَتَادَةَ النَّصْرِيِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَكِيمٍ أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله أنبذ الْأَعْمَالَ أَنَّهُ قَدْ قُضِيَ الْقَضَاءُ؟ فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:
إن الله عَزَّ وَجَلَّ أَخَذَ ذُرِّيَّةَ آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ثُمَّ أَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ ثُمَّ أَفَاضَ بِهِمْ مِنْ كَفِّهِ فَقَالَ هَؤُلَاءِ فِي الْجَنَّةِ وَهَؤُلَاءِ فِي النَّارِ فَأَهْلُ الْجَنَّةِ مُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَهْلُ النَّارِ مُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ.
__________
[1] عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان العنسيّ الدمشقيّ الزاهد (تهذيب التهذيب 6/ 150) .
[2] المستورد بن شداد القرشي.
[3] أخرجه ابو داود من طريق بقية (السنن 4/ 270) والزيادة منه.
[4] ابن الوليد الحمصي.
[5] محمد بن الوليد بن عامر الزبيدي الحمصي (تهذيب التهذيب 9/ 502) .(2/356)
ومنهم: يحي بْنُ الْمِقْدَامِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى قَالَ: ثَنَا بَقِيَّةُ قَالَ: حَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ عن صالح بن يحي بْنِ الْمِقْدَامِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ لُحُومِ الْخَيْلِ والبغال والحمير وكل دي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ.
وَمِنْهُمْ: حَبِيبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيِّ
حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى قَالُوا: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سُفْيَانَ الْأَنْمَارِيُّ عَنْ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ الله ابن أَبِي كَبْشَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْجِبُهُ النَّظَرُ إِلَى الْأُتْرُجِّ وَيُعْجِبُهُ النَّظَرَ إِلَى الْحَمَامِ الأحمر [1] .
ومنهم: يزيد بن مرثد
(110 ب) حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا يحي بْنُ حَمْزَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَضِينُ بْنُ عَطَاءِ عَنْ يَزِيدِ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ أَحَسَنَ فِيمَا بَقِيَ غُفِرَ لَهُ مَا مَضَى، وَمَنْ أَسَاءَ فِيمَا بَقِيَ أُخِذَ بِمَا بَقِيَ وَمَا مَضَى.
وَمِنْهُمْ: أُسَامَةُ بن سلمان العنسيّ
__________
[1] في تهذيب التهذيب 2/ 187 «كان يعجبه النظر الى الأترج الاجمر» .(2/357)
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَكَّارٍ السُّلَمِيُّ الْبَيْرُوتِيُّ [1] وَصَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ قَالا: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ ثَوْبَانَ [2] عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ سَلْمَانَ الْعَنْسِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو ذَرٍّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَغْفِرُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَقَعِ الْحِجَابُ. قَالُوا:
يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا وُقُوعُ الْحِجَابِ؟ قال: ان تموت وهي مشركة.
ومنهم: معديكرب
حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي اسامة الحلبي وابو عمير [3] ابن النَّحَّاسِ قَالُوا: ثَنَا ضَمْرَةُ [4] عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ [5] عن مطر [6] عن شهر ابن حوشب عن معديكرب عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ ثَلَاثًا، رَجُلٌ قَرَأَ الْقُرْآنَ حَتَّى رُئِيَتْ عَلَيْهِ بَهْجَتُهُ وَكَانَ رِدْءًا لِلْإِيمَانِ، أَعَارَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِيَّاهُ مَا شَاءَ اللَّهُ، اخْتَرَطَ سَيْفَهُ، وَرَمَى جَارَهُ بِالشِّرْكِ فَضَرَبَهُ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَيُّهُمَا أَوْلَى بِالشِّرْكِ الرَّامِي أَوِ الْمَرْمِيُّ؟ قَالَ: الرَّامِي. وَخَلِيفَةٌ مِثْلُكُمْ آتَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ سُلْطَانًا فَقَالَ: مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَكَذَبَ ليس لمخلوق ان يكون حقه
__________
[1] قال ابن حجر: «روى النسائي في مسند مالك عن يعقوب بن سفيان عنه (تهذيب التهذيب 6/ 109) .
[2] عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان.
[3] عيسى بن محمد الرمليّ.
[4] ابن ربيعة الفلسطيني.
[5] عبد الله.
[6] الوراق.(2/358)
[إِلَّا] [1] دُونَ الْخَالِقِ، وَرَجُلٌ اسْتَخَفَّتْهُ الْأَحَادِيثُ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ أُحْدُوثَةٍ وَصَلَهَا بِأَطْوَلَ مِنْهَا، أَنْ يُدْرِكَ الدَّجَّالَ يَتْبَعُهُ.
وَمِنْهُمْ: قَيْسُ بْنُ الْحَارِثِ المذحجي
(111 أ) حدثنا صفوان [2] قال: حدثني الْوَلِيدُ [3] قَالَ: أَخْبَرَنِي عِيسَى بْنُ مُوسَى [4] وَغَيْرُهُ قَالُوا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ أَنَّ قَيْسَ بْنَ الْحَارِثِ الْمَذْحِجِيَّ حَدَّثهُ أَنَّهُ دَخَلَ هُوَ وَالصُّنَابِحِيُّ فَقَالَ حِينَ نْظَرَ إِلَى الصُّنَابِحِيِّ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ كَأَنَّمَا صَعَدَ إِلَى السَّمَاءِ فَهُوَ يَعْمَلُ مَا يَرَى فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا.
وَمِنْهُمْ: الْحَارِثُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْكِنْدِيُّ
حَدَّثَني [5] مَنْصُورٌ [6] عَنْ أَبِي [7] يَزِيدَ غَيْلَانُ [8] مَوْلَى كِنَانَةَ عَنْ أَبِي سَلَّامٍ [9] الْحَبَشِيِّ عَنِ المقدام بن معديكرب عن الحارث بن معاوية
__________
[1] الزيادة يقتضيها السياق.
[2] صفوان بن صالح ابو عبد الملك الدمشقيّ الثقفي مولاهم ت 237 (تهذيب التهذيب 4/ 426) .
[3] ابن مسلم الدمشقيّ.
[4] القرشي (تهذيب التهذيب 8/ 234) .
[5] فوقها علامة «ص» وأحسب ان الاشتباه هو في سقوط أول الاسناد لان منصور الخولانيّ من طبقة الامام الأوزاعي فلا يدركه يعقوب.
[6] الخولانيّ (تهذيب التهذيب 8/ 252) .
[7] في الأصل «ابن» وفوق عن علامة «ص» .
[8] غيلان بن انس الكلبي مولاهم الدمشقيّ (تهذيب 8/ 252) .
[9] اسمه ممطور (تهذيب التهذيب 10/ 296) وفي الأصل فوقه علامة «ص» .(2/359)
قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ وَعِنْدَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى إِلَى بَعِيرٍ مِنَ الْمَقَاسِمِ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ أَخَذَ مِنْهُ قَرَدَةً بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ- وَهِيَ وَبَرَةٌ- فَقَالَ: أَلَا إِنَّ هَذَا مِنْ غَنَائِمِكُمْ وَلَيْسَ لِي مِنْهُ إِلَّا الْخُمُسُ، «وَالْخُمُسُ» [1] مَرْدُودٌ عَلَيْكُمْ، فَأَدُّوا الْخَيْطَ [2] وَالْمِخْيَطَ، وَأَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَأَكْبَرَ، فَإِنَّ الْغُلُولَ عَارٌ عَلَى أَهْلِهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ [3] ، وَجَاهِدُوا النَّاسَ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الْقَرِيبَ مِنْهُمْ وَالْبَعِيدَ، وَلَا تَأْخُذْكُمْ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَوْمَةُ لَائِمٍ، وَأَقِيمُوا حُدُودَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي السَّفَرِ وَالْحَضَرِ، وَعَلَيْكُمْ بِالْجِهَادِ فَإِنَّهُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ عَظِيمٌ، يُنَجِّي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ مِنَ الْهَمِّ وَالْغَمِّ. حَدَّثَنِي صَفْوَانُ [4] قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ [5] قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عِيسَى بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ قَيْسِ بْنِ الْحَارِثِ الْمَذْحِجِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: إِنِّي أُحَدِّثُكُمْ بِحَدِيثٍ فَلْيُحَدِّثِ الْحَاضِرُ مِنْكُمُ الْغَائِبَ.
وَمِنْهُمْ: يَعْلَى بُنُ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ
حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ مُخَلَّدٍ الصَّفَّارُ الْكُوفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ [6]
__________
[1] في الأصل بالحاشية.
[2] في سنن الدارميّ 2/ 230 «الخياط» .
[3] أخرجه الى هنا ابن ماجة بألفاظ مقاربة من طريق عبادة بن الصامت أيضا (السنن 2/ 950- 951) .
[4] ابن صالح.
[5] ابن مسلم.
[6] حماد بن اسامة القرشي الكوفي.(2/360)
عن أبي سنان (111 ب) عِيسَى بْنِ سِنَانٍ عَنْ يَعْلَى بْنِ شَدَّادٍ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: صَلَّى بِنَا النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين إِلَى جَنْبِ بَعِيرٍ مِنَ الْمَقَاسِمِ، ثُمَّ تَنَاوَلَ سَنَامَ الْبَعِيرِ فَأَخَذَ مِنْهُ قَرَدَةً فَجَعَلَهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ فَقَالَ:
أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ هَذَا مِنْ غَنَائِمِكُمْ أَدُّوا الْخَيْطَ وَالْمِخْيَطَ وَمَا دُونَ ذَلِكَ وَمَا فَوْقَ ذَلِكَ، فَإِنَّ الْغُلُولَ عَارٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَنَارٌ وَشَنَارٌ [1] .
وَمِنْهُمْ: أَبُو أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيُّ [2]
وَكَانَ جَاهِلِيًّا.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيِّ قَالَ: ثَنَا مَطَرُ بْنُ الْعَلَاءِ الْفَزَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ يَسَارٍ الثَّقَفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيُّ- وَكَانَ جَاهِلِيًّا- قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ثَلَاثُونَ خِلَافَةُ نُبُوَّةٍ، وَثَلَاثُونَ نُبُوَّةٌ وَمُلْكٌ، وَثَلَاثُونَ مُلْكٌ وَتَجَبُّرٌ، وَمَا وَرَاءَ ذَلِكَ فَلَا خَيْرَ فِيهِ.
[الصُّنَابِحِيُّ]
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ [3] قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ [4] عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الربيع قال: كنا عند عبادة بن
__________
[1] أخرجه ابن ماجة من حديث أبي اسامة أيضا (السنن 2/ 950- 951) وأخرجه الدارميّ من طريق عبادة بن الصامت باختصار (السنن 2/ 230) وذكر «الخياط» بدل «الخيط» .
[2] اسمه يحمد وقيل اسمه عبد الله بن أخامر (تهذيب التهذيب 12/ 15) .
[3] ابن المبارك.
[4] عبد الله بن عون.(2/361)
الصَّامِتِ وَاشْتَكَى فَأَقْبَلَ الصُّنَابِحِيُّ فَقَالَ عُبَادَةُ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ كَأَنَّمَا رُقِيَ بِهِ فَوْقَ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ فَعَمِلَ بِمَا عَمِلَ عَلَى مَا رَأَى فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا. فَلَمَّا انْتَهَى الصُّنَابِحِيُّ قَالَ عُبَادَةُ: لَئِنِ اسْتُشْهِدْتُ لَأَشْهَدَنَّ لَكَ، وَلَئِنْ شُفِّعْتُ لَأَشْفَعَنَّ لَكَ، وَلَئِنِ اسْتَطَعْتُ لَأَنْفَعَنَّكَ.
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ عَنْ أَبِي مُحَيْرِيزٍ [2] عَنِ الصُّنَابِحِيِّ أَنَّهُ قَالَ:
دَخَلْتُ عَلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ فَبَكَيْتُ، فَقَالَ: مهلا لم تبكي فو الله لئن استشهدت لأشهدن لك، ولئن شفعت لا شفعن لَكَ، وَلَئِنِ اسْتَطَعْتُ لَأَنْفَعَنَّكَ.
«حَدَّثَنَي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ حَدَّثَنَا أبي [3] عبد الله ابن الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: الْعُلَمَاءُ أربعة، (112 أ) سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ بِالْمَدِينَةِ، وَعَامِرٌ الشَّعْبِيُّ بِالْكُوفَةِ، وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ بِالْبَصْرَةِ، وَمَكْحُولٌ بِالشَّامِ» [4] .
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ قَالَ: ثَنَا ضَمْرَةُ [5] عن برا [6] قال: قال
__________
[1] عبد الله بن صالح.
[2] عبد الله بن محيريز المكيّ (تهذيب التهذيب 6/ 32) .
[3] في الأصل «جد لأبي» بدل «حدثنا أبي» والتصويب من الخطيب: تاريخ بغداد 12/ 228، ومن المعروف أن إبراهيم يروي عن أبيه (انظر ابن أبى حاتم: الجرح والتعديل ج 1 قسم 1/ 109) .
[4] الخطيب: تاريخ بغداد 12/ 228 وأوردها ابو نعيم: الحلية 5/ 178- 179.
[5] ابن ربيعة.
[6] هكذا في الأصل «برا» ولم أجده، ولعله برد بن سنان الشامي (تهذيب التهذيب 1/ 428) . أو أنه رجاء بن أبي سلمة كما في الاسناد التالي.(2/362)
مَكْحُولٌ: مَا عَلِمْتُ بَعْدَ أَنْ سُئِلْتُ أَكْثَرَ مِمَّا عَلِمْتُ قَبْلَ أَنْ أُسْأَلَ.
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ [1] حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ عَنْ يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عَبْدِ اللَّهِ الْيَزَنِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُسَيْلَةَ الصُّنَابِحِيِّ قَالَ: مَا فَاتَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا بِخَمْسِ لَيَالٍ، تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا بِالْجُحْفَةِ، فقدمت على أصحابه وهم متوافرون، فسألت بلال عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ فَقَالَ: لَيْلَةُ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ لم يقم.
حدثني سعيد بن أسد حدثنا ضمرة عن رَجَاءٍ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ الدِّمَشْقِيِّ قَالَ: كَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصُّنَابِحِيُّ [2] يُحَدِّثُ الْوَاحِدَ وَالِاثْنَيْنِ فإذا نظر إلى الثالث قَالَ: لَا سَبِيلَ إِلَى الْحَدِيثِ سَائِرَ الْيَوْمِ.
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ [3] قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: كَانَتِ الْخُلَفَاءُ بِالشَّامِ فَإِذَا كَانَتْ بَلِيَّةٌ سَأَلُوا عَنْهَا عُلَمَاءَ أَهْلِ الشَّامِ وَأَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَكَانَتْ أَحَادِيثُ أَهْلِ الْعِرَاقِ لَا تُجَاوِزُ جِدَارَ بُيُوتِهِمْ، فَمِنِّي كَانَ عُلَمَاءُ أَهْلِ الشَّامِ يَحْمِلُونَ عَنْ خَوَارِجِ أَهْلِ الْعِرَاقِ [4] ! «حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أَبِي الْخَيْرِ عَنِ الصُّنَابِحِيِّ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: مَتَى هَاجَرْتَ؟ قَالَ:
مُتَوَّفَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَقِيَنِي رَجُلٌ عِنْدَ الْجُحْفَةِ، فَقُلْتُ: الخبر
__________
[1] محمد بن عبد الله بن نمير.
[2] عبد الرحمن بن عسيلة.
[3] الحميري البرسمي (تهذيب التهذيب 6/ 421) .
[4] أورد ابن عساكر قول الامام الأوزاعي (انظر تهذيب تاريخ ابن عساكر 1/ 70) .(2/363)
يَا عَبْدَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: إِي وَاللَّهِ لَخَبَرٌ طَوِيلٌ أَوْ جَلِيلٌ دَفَنَّا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَّلَ مِنْ أَمْسِ» [1] .
[عَبْدُ الله بْنُ مُحَيْرِيزٍ]
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ الحلبي قال: حدثنا ضمرة [2] عن بشير ابن صَالِحٍ قَالَ: دَخَلَ ابْنُ مُحَيْرِيزٍ [3] حَانُوتًا بِدَابِقٍ وهو يريد أن يشتري نوبا. فَقَالَ رَجُلٌ لِصَاحِبِ الْحَانُوتِ: هَذَا ابْنُ مُحَيْرِيزٍ فَأَحْسِنْ بَيْعَهُ.
فَغَضِبَ ابْنُ مُحَيْرِيزٍ وَخَرَجَ وَقَالَ: انما نشتري (112 ب) بِأَمْوَالِنَا لَسْنَا نَشْتَرِي بِدِينِنَا [4] .
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُبَشِّرٌ [5] عَنْ سَلْمِ بْنِ الْعَلَاءِ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ مُحَيْرِيزٍ وَاقِفًا بِدَابِقٍ، قَالَ: فَسَمِعَ رَجُلًا يُسَاوِمُ رَجُلًا وَهُوَ يقول لا والله وبلى والله. فقال: يا هذا لَا يَكُونَنَّ اللَّهُ أَهْوَنُ بِضَاعَتَكَ عَلَيْكَ.
حَدَّثَنِي سعيد بن أسد قال: حدثنا ضمرة عن رَجَاءِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ مُقْبِلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكِنَانِيِّ [6] قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ أَحْرَى مِنْ أَنْ يَشِينَ مِنْ نَفْسِهِ خَيْرًا مِنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ، وَلَا أَقْوَلَ بحق إذا رآه من
__________
[1] الخطيب: الرحلة في طلب الحديث 68 وقد تقدمت هذه الرواية في ترجمة عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي.
[2] ابن ربيعة الفلسطيني.
[3] عبد الله بن محيريز الجمحيّ المكيّ (تهذيب التهذيب 6/ 32) .
[4] أوردها ابو نعيم باسنادين آخرين (الحلية 5/ 138) .
[5] مبشر بن إسماعيل الحلبي الكلبي (تهذيب التهذيب 10/ 31) .
[6] في الأصل رسمها «الكاف» والتصويب من ص 376.(2/364)
[ابْنِ] [1] مُحَيْرِيزٍ، وَلَقَدْ رَأَى عَلَى خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ جُبَّةَ خَزٍّ وَهُوَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَقَالَ لَهُ: أَتَلْبَسُ الْخَزَّ؟ فَقَالَ: إِنَّمَا لَبِسْتُهَا لِهَؤُلَاءِ.
وَأَشَارَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ. فَغَضِبَ ابْنُ مُحَيْرِيزٍ وَقَالَ: مَا يَنْبَغِي أَنْ يَعْدِلَ خَوْفُكَ مِنَ اللَّهِ خَوْفَكَ مِنْ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ.
حَدَّثَنِي سَعِيدٌ حَدَّثَنِي ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءٍ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامٍ قَالَ:
وَلَّانِي الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الصَّائِفَةَ. فَقُلْتُ لِابْنِ مُحَيْرِيزٍ: قَدْ تَرَى الَّذِي ابْتُلِيتُ بِهِ وَلَا غِنَى بِي عَنْ رَأْيِكَ، فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ قَلِيلًا [2] .
حَدَّثَنِي سَعِيدٌ ثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءٍ [3] وَالسَّيْبَانِيِّ قَالا: لَبِسَ ابْنُ مُحَيْرِيزٍ ثَوْبَيْنِ مِنْ نَسْجِ أْهَلِهِ. قَالَ: فَلَقِيَهُ خَالِدُ بْنُ دُرَيْكٍ [4] عِنْدَ الْمِيضَأَةِ، فَقَالَ لَهُ خَالِدٌ: إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يُزَهِّدُكَ النَّاسُ أَوْ يُبَخِّلُوكَ. قَالَ: أَعُوذُ باللَّه أَنْ أُزَكِّيَ نَفْسِي أَوْ أُزَكِّيَ أَحَدًا اخْرُجْ إِلَى السُّوقِ فَاشْتَرِ لِي ثَوْبَيْنِ أَبْيَضَيْنِ.
قَالَ: فَخَرَجْتُ فَاشْتَرَيْتُ لَهُ ثَوْبَيْنِ أَبْيَضَيْنِ مِصْرِيَّيْنِ. قال: فاتخذ أحدهما قميصا والآخر رداء [5] .
__________
[1] سقطت من الأصل.
[2] أوردها ابو نعيم من طريق ضمرة أيضا (حلية الأولياء 5/ 141) .
[3] ابن أبي سلمة.
[4] في الأصل «دريد» والتصويب من تهذيب التهذيب 3/ 86 وانظر الحلية 5/ 138، 139.
[5] أوردها ابو نعيم من طريق ضمرة أيضا (الحلية 5/ 139) ووقع فيه «الشيبانيّ» بدل «السيباني» وهو خطأ، وهو يحي بن أبي عمرو السيباني (تهذيب التهذيب 11/ 260) .(2/365)
«حَدَّثَنِي سَعِيدٌ [1] حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءِ بْنِ أبي سلمة عن رجاء ابن حَيْوَةَ: أَتَانَا نَعْيُ ابْنِ عُمَرَ وَنَحْنُ فِي مجلس ابن محيريز فقال ابن محيريز: وَاللَّهِ إِنْ كُنْتُ لَأَعُدُّ بَقَاءَ ابْنِ عُمَرَ أَمَانًا لِأَهْلِ الْأَرْضِ» [2] «فَقَالَ رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ بَعْدَ نَعْتِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ: وَأَنَا وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ أَعُدُّ بَقَاءَ ابْنِ مُحَيْرِيزَ أَمَانًا لِأَهْلِ الْأَرْضِ» [3] .
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ مُحَيْرِيزٍ يَجِيءُ بِالْكِتَابِ إِلَى عبد الملك (113 أ) فِيهِ النَّصِيحَةُ، فَيُقَرِّبَهُ إِيَّاهُ ثُمَّ لَا يُقِرُّهُ فِي يَدِهِ [4] .
حَدَّثَنِي سَعِيدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ لِابْنِ مُحَيْرِيزٍ: مَا بَالُ الْحَجَّاجِ كَتَبَ يَشْكُوكَ؟ قَالَ: لَقَدْ ذَكَرْتُ فِيهِ قَوْلًا مَا أُحِبُّ أَنِّي لَمْ أَقُلْهُ.
قَالَ رَجَاءٌ: وَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ يَوْمًا وَابْنُ مُحَيْرِيزٍ جَالِسٌ يَسْأَلُهُ أَهْلُ الْعِرَاقِ عَزْلَ الْحَجَّاجِ. فَقَالَ ابْنُ مُحَيْرِيزٍ: مَا سَأَلُوهُ إِلَّا يَسِيرًا.
حَدَّثَنِي سَعِيدٌ قَالَ: ثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ القارئ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُنَا بِرُودِسَ مَا فِي الْجَيْشِ أَحَدٌ أَكْثَرَ صَلَاةً مِنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ- يَعْنِي [فِي] الْعَلَانِيَةِ- وَرَجُلٌ مَقْطُوعٌ من أهل مكة.
__________
[1] ابن أسد بن موسى.
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 1/ 172.
[3] في الأصل بالحاشية، وقد أوردها ابو نعيم من طريق ضمرة أيضا وسقط من اسناده «رجاء بن أبي سلمة» (الحلية 5/ 142) .
[4] أوردها ابو نعيم من طريق ضمرة بالمعنى (الحلية 5/ 144) .(2/366)
قَالَ: ثُمَّ رَأَيْتُ ابْنَ مُحَيْرِيزٍ قَدْ قَصَّرَ عَنْ ذَلِكَ حِينَ شُهِرَ وَعُرِفَ [1] .
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءٍ قَالَ: كَانَتْ لِابْنِ مُحَيْرِيزٍ حَاجَةٌ إِلَى يَزِيدَ بْنِ أَبِي يَزِيدَ الْأَنْصَارِيِّ، فَقِيلَ لَهُ: تَلْقَاهُ بَعْدَ الْعِشَاءِ فِي الْمَسْجِدِ. قَالَ: إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يُرَى أَنِّي مِمَّنْ أَشْهَدُ الْعِشَاءَ فِي الْمَسْجِدِ.
حَدَّثَني سَعِيدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْلَةَ قَالَ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ بِالشَّامِ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعِيبَ الْحَجَّاجَ [2] بِمَلَامَةٍ إِلَّا ابْنُ مُحَيْرِيزٍ وَأَبُو الْأَبْيَضِ الْعَنْسِيِّ. فَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ لِأَبِي الْأَبْيَضِ: مَا لِلْحَجَّاجِ كَتَبَ يَشْكُوكَ لَتَنْتَهِيَنَّ أَوْ لَأَبْعَثَنَّكَ إِلَيْهِ [3] .
حَدَّثَنِي سَعِيدٌ عَنْ ضَمْرَةَ عَنِ السَّيْبَانِيِّ [4] قَالَ: كَانَ ابْنُ الدَّيْلَمِيِّ أَنْصَرَ النَّاسِ لِإِخْوَانِهِ. قَالَ: فَذُكِرَ ابْنُ مُحَيْرِيزٍ فِي مَجْلِسِهِ [5] ، فَقَالَ رَجُلٌ: كَانَ بَخِيلًا. قَالَ: فَغَضِبَ ابْنُ الدَّيْلَمِيِّ. قَالَ: كَانَ جَوَادًا حيث يحب الله بخيلا حيث تحبون [6] . [7]
__________
[1] أوردها أبو نعيم من طريق ضمرة أيضا (الحيلة 5/ 141) ولكنه يحذف «ورجل مقطوع من أهل مكة» .
[2] الحجاج بن يوسف الثقفي.
[3] أوردها ابو نعيم من طريق آخر (الحلية 5/ 141- 142) .
[4] يحي بن أبي عمرو ابو زرعة.
[5] اي في مجلس ابن الديلميّ.
[6] أوردها ابو نعيم من طريق ضمرة أيضا (الحلية 5/ 145) ووقع فيه «ضمرة الشيبانيّ» والصواب «ضمرة عن السيباني» .
[7] أوردها ابو نعيم من طريق ضمرة بألفاظ مقاربة (الحلية 5/ 143) .(2/367)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْكُوفِيُّ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا ضمرة حدثنا عباد بن عباد [2] (113 ب) عن يحي بْنِ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيِّ قَالَ: قَالَ ابْنُ مُحَيْرِيزٍ:
إِنِّي أُحَدِّثُكُمْ فَلَا تَقُولُوا حَدَّثَنَا ابْنُ مُحَيْرِيزٍ فَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَصْرَعَنِي ذَلِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَصْرَعًا يَسُوءُنِي [3] .
[رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ]
حَدَّثَنِي سعيد بن أسد حدثنا ضمرة عن رجاء عَنِ ابْنِ عَوْنٍ [4] قَالَ:
مَا لَقِيتُ أَكَفَّ من ثلاثة، رجاء بن حيوة بالشام، والقاسم بن محمد بالحجاز وابن سيرين بالعراق. يقول: لم يجاوزا مَا عَلِمُوا أَوْ لَمْ يَتَكَلَّفُوا أَنْ يَقُولُوا بِرَأْيِهِمْ.
«حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَصْمَعِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَوْنٍ يَقُولُ: أَدْرَكْتُ سِتَّةً، مِنْهُمْ ثَلَاثَةٌ يُشَدِّدُونَ فِي الْحُرُوفِ، وَثَلَاثَةٌ يُرَخِّصُونَ فِي الْمَعَانِي، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْحُرُوفِ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَرَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْمَعَانِيَ الْحَسَنُ وَالشَّعْبِيُّ وَالنَّخْعِيُّ» [5] .
حَدَّثَنَا سعيد بن أسد حدثنا ضمرة عن رجاء قَالَ: قَالَ مَكْحُولٌ:
مَا زِلْتُ مُشْتَغِلًا عَنْ مَعَانِي حَتَّى أَعَانَهُمْ عَلَيَّ رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ، وَذَلِكَ أَنَّهُ دَخَلَ الشَّامَ فِي أَنْفُسِهِمْ، وَكَانَ رَجَاءٌ قَدِمَ الْكُوفَةَ مَعَ بِشْرِ بْنِ مَرْوَانَ فسمع
__________
[1] الحزامي البزاز (تهذيب التهذيب 9/ 528) .
[2] الرمليّ الارسوفي الخواص ابو عتبة (تهذيب التهذيب 5/ 97) .
[3] أوردها ابو نعيم من طريق ضمرة بن ربيعة أيضا بألفاظ مقاربة (الحلية 5/ 140) .
[4] عبد الله بن عون بن ارطبان المزني (تهذيب التهذيب 5/ 346) .
[5] الخطيب: الكفاية 186.(2/368)
مِنْهُ أَبُو إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ وَقَتَادَةُ فِي هَذِهِ القدمة.
حَدَّثَنِي سَعِيدٌ ثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءٍ، وَحَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ رَجَاءِ، بْنِ حَيْوَةَ قَالَ: جَاءَ مَكْحُولٌ إِلَى أَبِي يَشْتَكِي فَقَالَ: يَا أَبَا الْمِقْدَامِ إِنَّهُمْ يُرِيدُونَ دَمِي.
قَالَ: وَقَدْ حَذَّرْتُكَ القرشيين ومجالستهم ولكنهم آذوك وخانوك وَحَدَّثْتَهُمْ بِأَحَادِيثَ، فَلَمَّا أَفْشَوْهَا عَلَيْكَ كَرِهْتَهَا، قَالَ: زَادَ عَلِيٌّ إِذْ رَاحَ فَجَاءَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَانُوا يَعِيبُونَ مَكْحُولًا فَذَكَرُوهُ فَقَالَ أَبِي: دَعُوا عَلَيْكُمْ مَكْحُولًا فَقَدْ كُنْتُمْ حَدِيثًا وَأَنْتُمْ تُحْسِنُونَ ذِكْرَهُ. قَالَ: فَكَفُّوا.
حَدَّثَنِي سَعِيدٌ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ [1] عن رجاء [2] قال: حدثني المعلى [3] ابن رُؤْبَةَ التَّمِيمِيُّ قَالَ: كَانَتْ لِي حَاجَةٌ إِلَى رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، وَكَانَ عِنْدَ سُلَيْمَانَ [4] ، فَلَقِيتُهُ [5] فِي الطَّرِيقِ فَقَالَ: وَلَّى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْيَوْمَ [6] عبد الله ابن موهب [7] القضاء، ولو (114 أ) خُيِّرْتُ بَيْنَ أَنْ أُحْمَلَ إِلَى حُفْرَتِي وَبَيْنَ مَا وُلِّيَ ابْنُ مُوهَبٍ لَاخْتَرْتُ أَنْ أُحْمَلَ إِلَى حُفْرَتِي. قَالَ: قُلْتُ لَهُ: إِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ الَّذِي أَشَرْتَ بِهِ. قَالَ: صَدَقُوا اني انما نظرت للعامة
__________
[1] ابن ربيعة.
[2] ابن أبي سلمة.
[3] في الحلية «العلاء» ولم أجده.
[4] سليمان بن عبد الملك الخليفة الأموي.
[5] في الأصل توجد كلمة قبل «فلقيته» رسمها «سعاني» ولم أتبينها وليست في الحلية.
[6] في الأصل «لا والى العصر اليوم» ولم أتبينها، ولقد أثبتها كما في حلية الأولياء 5/ 170- 171.
[7] الهمدانيّ ويقال الخولانيّ ابو خالد الشامي ولاه عمر بن عبد العزيز قضاء فلسطين (تهذيب التهذيب 6/ 47) .(2/369)
وَلَمْ أَنْظُرْ لَهُ [1] .
حَدَّثَنِي سَعِيدٌ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ النَّصْرِيِّ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بحلل بعث بها صاحب اليمن عروة ابن مُحَمَّدٍ [2] ، فَعَزَلَ مِنْهَا حُلَّةً وَقَالَ: هَذِهِ لِخَلِيلِيِ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ.
وَبِهِ عَنْ رَجَاءٍ قَالَ: قَدِمَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَأَرَادَ [3] رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ عَلَى أَنْ يَصْحَبَهُ فَأَبَى وَاسْتَعْفَى. فَقَالَ لَهُ عُقْبَةُ بْنُ وساج [4] :
انّ الله ينفع بِمَكَانِكَ. قَالَ: إِنَّ أُولَئِكَ الَّذِينَ تُرِيدُونَ قَدْ ذهبوا [5] . فقال له عقبة: ان هؤلاء قوما قَلَّمَا بَاعَدَهُمْ رَجُلٌ بَعْدَ مُقَارَبَةٍ إِلَّا رَكِبُوهُ. قَالَ:
إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَكْفِنِيهِمُ الَّذِي أَدْعُهُمْ لَهُ [6] .
حَدَّثَني سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة قال: كَانَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ يُجْرِي عَلَى رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ ثَلَاثِينَ دِينَارًا فِي كُلِّ شَهْرٍ، فَلَمَّا وَلِيَ هِشَامٌ قَالَ: مَا كَانَ هَذَا بِرَأْيٍ، فَقَطَعَهَا عَنْهُ، فَرَأَى هِشَامٌ أَبَاهُ فِي الْمَنَامِ يُعَاتِبُهُ فِي ذَلِكَ فَأَجْرَى عَلَيْهِ مَا كَانَ قَطَعَ.
وَبِهِ عَنْ رَجَاءٍ قَالَ: قَالَ عُقْبَةُ بْنُ وَسَّاجٍ لِرَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ: لولا خصال
__________
[1] أوردها ابو نعيم من طريق ضمرة أيضا بألفاظ مقاربة (حلية الأولياء 5/ 170) .
[2] ابن عطية السعدي الجشمي (تهذيب التهذيب 7/ 188) .
[3] في الأصل «فإذا» وفي الحلية «فسأل» .
[4] في الأصل «وشاح» والتصويب من حلية الأولياء 5/ 171 وتهذيب التهذيب 7/ 251 وذكر انه الازدي البرساني البصري نزيل الشام.
[5] عبارة عقبة بن وساج مكررة في الأصل مرتين فحذفت المكرر.
[6] أوردها ابو نعيم من طريق ضمرة أيضا لكنه يذكر «تريد» بدل «تريدون» و «ادعوهم» بدل «أدعهم» (حلية الأولياء 5/ 171) .(2/370)
فِيكَ كُنْتَ أَنْتَ الرَّجُلَ. قَالَ: وَمَا هِيَ؟ قَالَ: إِخْوَانُكَ يَمْشُونَ إِلَيْكَ وَأَنْتَ لَا تَمْشِي إِلَيْهِمْ، وَوَسِمْتَ فِي أَفْخَاذِ دَوَابِّكَ لِرَجَاءٍ وَكَانَتْ سمة القبيل نكفيك. قَالَ: أَمَّا قَوْلُكَ أَنَّ إِخْوَانِي يَمْشُونَ إِلَيَّ وَأَنَا لَا أَمْشِي إِلَيْهِمْ فَرُبَّمَا عَجَّلُونِي عَنْ صَلَاتِي، وَأَمَّا قَوْلُكَ وَسَمْتُ اسْمِي فِي أَعْجَازِ دوابي وَأَنَّ سِمَةَ الْقَبِيلِ تَكْفِينِي فَإِنِّي لَمْ أَكُنْ أَرَى بَأْسًا أَنْ يَكْتُبَ الرَّجُلُ اسْمَهُ عَلَى فَخِذِ دَابَّتِهِ [1] .
وَبِهِ عَنْ رَجَاءٍ قَالَ: نَظَرَ رجاء بن حيوة إِلَى رَجُلٍ يَنْعَسُ بَعْدَ الصُّبْحِ فَقَالَ: انْتَبِهْ لَا يَظُنَّ ظَانٌّ أَنَّ ذَا عَنْ سَهَرٍ.
حدثني سعيد (114 ب) بن أسد حدثنا ضمرة عن ابن شوذب [2] عَنْ مَطَرٍ [3] قَالَ: مَا لَقِيتُ شَامِيًّا أَفْقَهَ مِنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ [4] إِلَّا أَنَّهُ إِذَا حَرَّكْتَهُ وَجَدْتَهُ شَامِيًّا، وَرُبَّمَا جَرَى الشَيْءُ فَيَقُولُ: فَعَلَ عَبْدُ الْملِكِ بْنُ مَرْوَانَ.
قَالَ مَطَرٌ: ما نعلم أحدا جازت شَهَادَتُهُ وَحْدَهُ إِلَّا رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ- يَعْنِي أَنَّهُ صُدِّقَ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَحْدَهُ-.
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ سلامة
__________
[1] أوردها ابو نعيم عن ضمرة أيضا بألفاظ مقاربة وذكر «القبيلة» بدل «القبيل» (الحلية 5/ 172- 173) .
[2] عبد الله بن شوذب.
[3] الوراق.
[4] أوردها ابو نعيم من طريق ضمرة أيضا لكنه يذكر «أفضل» بدل «أفقه» (حلية الأولياء 5/ 170) وقد وردت اللفظتان كما في تهذيب التهذيب 3/ 266.(2/371)
قَالَ: مَا مِنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَقْتَدِيَ بِهِ مِنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ.
وَبِهِ عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيِّ قَالَ:
كَلَّمْتُ رَجَاءَ بْنَ حَيْوَةَ وَعَدِيَّ بْنَ عَدِيَّ فِي شَيْءٍ، فَكَأَنَّهُمَا وَجَدَا فِي أَنْفُسِهِمَا.
فَقُلْتُ لَهُمَا: إِنَّهُ لَيْسَ يَحْسُنُ مِنْ رَأْيِكُمَا ان تنزلا رأيكما بِمَنْزِلَةِ مَنْ لَا يَنْبَغِي أَنْ يُرَدَّ عَلَيْهِ فِي شَيْءٍ. فَقَالَ رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ: يَا أَبَا عَبْدِ [1] الْحَمِيدِ مَنْ عَدِمْنَا ذَاكَ مِنْهُ فَلَا نَعْدِمُ مِنْكَ يَا أَبَا عَبْدِ الْحَمِيدِ.
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ كَثِيرَ بْنَ الْوَلِيدِ يَقُولُ: كُنْتُ إِذَا رَأَيْتُ ابْنَ شَوْذَبٍ ذَكَرْتُ الْمَلَائِكَةَ.
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: أَخْبَرْتُ ابْنَ وَهْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ اللَّيْثَ بْنَ سعد يقول: حدثني يحي بْنُ سَعِيدٍ [2] أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ قَالَ لَهُ: لَوْ أُنْزِلَ أَخَوَانِ مِنْ حِصْنٍ فَسَكَنَ أَحَدُهُمَا الشَّامَ وَسَكَنَ الْآخَرُ الْعِرَاقَ، ثُمَّ لَقِيتَ الشَّامِيَّ لَوَجَدْتَهُ يَذْكُرُ الطَّاعَةَ وَأَمْرَ الطَّاعَةِ وَالْجِهَادَ، وَلَوْ لَقِيتَ الْآخَرَ لَوَجَدْتَهُ يَسْأَلُ عَنِ الشُّبَهِ يَقُولُ كَيْفَ شَيْءٌ كَذَا وَكَذَا، وَكَيْفَ الْأَمْرُ فِي كَذَا وَكَذَا.
حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ قال حدثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة:
__________
[1] في الأصل «عبد» ساقطة، وهو مؤدب ولد عبد الملك بن مروان (تهذيب التهذيب 1/ 317) .
[2] الأنصاري.(2/372)
بَلَغَنِي أَنَّ جَزْءَ [1] بْنَ جَابِرٍ كَانَ قَاضِيًا على فلسطين لم يترك إلا نصف درهم، وكان من البكاءين، وَكَانَ ابْنُ مُحَيْرِيزٍ يَقُولُ: عَلَيْكُمْ بِجَزْءِ بْنِ جَابِرٍ. يَقُولُ: لِصَلَاحِهِ وَفَضْلِهِ.
سَمِعْتُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَزَامٍ كَانَ يَسِيرُ بِالْمَقَابِرِ فَيَقُولُ: يَا أَهْلَ الْقُبُورِ ارْفَعُوا رُءُوسَكُمْ فَانْظُرُوا مَنْ ولي (115 أ) لِلْقَضَاءِ بَعْدَكُمْ.
وَبِهِ عَنْ رَجَاءٍ قَالَ: مَرَّ بِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْفٍ الْقَارِئُ فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟ قَالَ جِئْتُ مِنْ عِنْدِ ابْنِ موَهْبٍ بَلَغَهُ عَنِّي شَيْءٌ جِئْتُ أَعْتَذِرُ إِلَيْهِ وَأَنَا أُحِبُّ الْعُذْرَ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ صَالِحِ إِخْوَانِي.
وَبِهِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ رِشْدِينَ بْنِ خَبَّابٍ قَالَ: مرض خارجة بن الوليد ابن بُجَيْرٍ الْأَزْدِيُّ، فَدَعَوْتُ لَهُ طَبِيبًا، فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَلَمَّا خَرَجَ مِنْهُ [2] قَالَ:
مَا بِصَاحِبِكَ هَذَا إِلَّا الْحُزْنُ. فَلَمَّا عُدْتُ، أَخْبَرْتُهُ أَنَّ الطَّبِيبَ قَالَ لِي مَا بِصَاحِبِكَ إِلَّا الْحُزْنُ. قَالَ: صَدَقَ إِنِّي ذَكَرْتُ مَوَاقِفَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَفَزِعَ لِذَلِكَ قَلْبِي.
حَدَّثَنِي سَعِيدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءٍ قَالَ: كَانَ مَكْحُولٌ يَقُولُ:
رُبَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَدْعُو عَلَى رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ- وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ عَلَيْهِ- فَأَذْكُرُ تَهْجِيرَهُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَأَكُفُّ عَنْهُ.
حَدَّثَنِي سَعِيدٌ قَالَ: ثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً الْخُرَاسَانِيَّ يَقُولُ: مَا أَدْرَكْتُ بِفِلَسْطِينَ رَجُلًا أَكْمَلَ مِنْ نعيم بن سلامة.
__________
[1] جزء بن جابر الخثعميّ (ابن أبي حاتم: الجرح والتعديل ج 1 قسم 1/ 546) .
[2] في الأصل «معه» .(2/373)
وَبِهِ عَنْ رَجَاءٍ قَالَ: قُلْتُ لِعُثْمَانَ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ [1] : أَتُرَاكَ غَازِيًا الْعَامَ؟ قَالَ: مَا أُحِبُّ أَنْ لَا أَغْزُوَ الْعَامَ وَإِنَّ لِي مِائَةَ أَلْفِ دِينَارٍ.
حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ حَدَّثَنِي سَعِيدٌ قَالَ: لَمْ يَكُنْ عِنْدَنَا أَحْسَنُ سَمْتًا فِي الْعِبَادَةِ مِنْ مَكْحُولٍ وَرَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ.
حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: سَمِعْتُ رَبِيعَةَ بْنَ يَزِيدَ يَقُولُ: مَا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ لِصَلَاةِ الظُّهْرِ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةٍ إِلَّا وَأَنَا فِي الْمَسْجِدِ إِلَّا أَنْ أَكُونَ مَرِيضًا أَوْ مُسَافِرًا.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى قَالَ: حدثنا يحي بْنُ سَعِيدٍ الْعَطَّارُ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءِ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ [2] عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ فَقُلْتُ: يَا أُمَّتَاهُ إِنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: الْمَاءُ مِنَ الْمَاءِ [3] . فَقَالَتْ: أَخْطَأَ، جَابِرٌ أَعْلَمَ بِرَسُولِ اللَّهِ مِنِّي، سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا جاوز الختان فقد وجب الغسل [4] ، (115 ب) أَيُوجِبُ الرَّجْمَ وَلَا يُوجِبُ الْغُسْلَ! حَدَّثَنِي سَعِيدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءٍ قَالَ: سَمِعْتُ معن التنوخي بقول: مَا رَأَيْتُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةَ زَاهِدًا غَيْرَ اثنين عمر بن عبد العزيز وإسماعيل
__________
[1] المقدسي (تهذيب التهذيب 7/ 120- وميزان الاعتدال 3/ 35) .
[2] في الأصل رسمها «محار» والتصويب من ميزان الاعتدال 3/ 48 وتهذيب التهذيب 7/ 138 وهو الخراساني.
[3] ، (4) انظر الحديثين من طرق أخرى في صحيح مسلم 1/ 296، 272 وقد أوضح الامام مسلم ان الحديث الثاني نسخ الأول.(2/374)
ابن عُبَيْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيُّ وَكَانَ خَالًا لِهِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. فَقَالَ رَجَاءٌ: كَانَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ إِذَا قَفَلَ مِنَ الصَّائِفَةِ افْتَرَشَ بَرَاذِعَهُ، وَكَانَ هُوَ وَأُمُّ وَلَدِهِ وَدَوَابُّهُ فِي بَيْتٍ فِي نَاحِيَةٍ وَهُوَ وَأُمُّ وَلَدِهِ فِي نَاحِيَةٍ [1] . قَالَ: وَكَانَ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ هَذِهِ الْجِرَارَ تَعْجَزُ عَنْ مَدِّ يَوْمٍ أَرْغَبُ بِهِ يَعْنِي الْقِرْبَةَ الطَّبِيخَ [2] .
قَالَ ضَمْرَةُ: وَسَمِعْتُ مَنْ يَذْكُرُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ أَنَّهُ قَدَّمَ إِلَى رَجُلٍ زَبِيبًا فَجَعَلَ يَأْكُلُ وَيَطْرَحُ حَبَّهُ. فَقَالَ لَهُ: إِنْ كُنْتَ شَبِعْتَ فَاتْرُكْهُ.
وَحَدَّثَنِي سَعِيدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءٍ قَالَ: مَرِضَ مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ خَالُ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بِدَابِقٍ فَعَادَهُ عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ قَالَ: مَا بَقِيَ أَحَدٌ مِنْ إِخْوَانِي إِلَّا وَقَدْ عَادَنِي إِلَّا مَا كَانَ مِنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ [3] وَكَانَ رَفِيقًا لِعَطَاءٍ، فَلَمَّا انْصَرَفَ عَطَاءٌ إِلَى الرَّجُلِ قَالَ لِعُثْمَانَ:
إِنَّ مُحَمَّدًا قَالَ مَا بَقِيَ أَحَدٌ مِنْ إِخْوَانِي إِلَّا وَقَدْ عَادَنِي إِلَّا مَا كان من عثمان ابن أبي سودة. قال عثمان: ان ذلك لممش لَا يَرَانِي اللَّهُ فِيهِ أَبَدًا.
حَدَّثَنِي سَعِيدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ قَالَ: كَانَ بَيْنَ رَجُلٍ وَبَيْنَ عُبَادَةَ بْنِ نَسِيٍّ [4] مُنَازَعَةٌ فَأَسْرَعَ إِلَيْهِ الرَّجُلُ، فَلَقِيَ رَجَاءُ بن
__________
[1] العبارة في الأصل هكذا ولم أجدها في المصادر الأخرى لاقومها ولعل الصواب أن تكون «وكان هو وأم ولده في بيت في ناحية ودوابه في ناحية» .
[2] هكذا في الأصل.
[3] المقدسي (تهذيب التهذيب 7/ 120) .
[4] في الأصل «بشر» وانظر ترجمته في (تهذيب التهذيب 5/ 113) وهو الكندي الشامي الأردني قاضي طبرية.(2/375)
حَيْوَةَ عُبَادَةَ بْنَ نَسِيٍّ فَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ فُلَانًا كَانَ مِنْهُ إِلَيْكَ فَأَخْبِرْنِي. قَالَ:
لَوْلَا أَنْ تَكُونَ غِيبَةٌ مِنِّي لَأَخْبَرْتُكَ بِمَا كَانَ مِنْهُ.
حَدَّثَنِي سَعِيدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءٍ عَنْ مُقْبِلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكِنَانِيِّ قَالَ: لَسْتُ أَخَافُ عَلَى نَفْسِي أَنْ أَتَعَمَّدَ الْكَذِبَ إِنَّمَا أَخَافُ عَلَى نَفْسِي فِي تَرْدَادِي الْحَدِيثَ.
[عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيّ]
وَحَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبُي عَبْلَةَ قَالَ: كُنَّا نَجْلِسُ إِلَى عَطَاءٍ [1] الْخُرَاسَانِيِّ. قَالَ فَكَانَ يَدْعُو بَعْدَ الصُّبْحِ بدعوات. قال: فغاب (116 أ) فَتَكَلَّمَ رَجُلٌ مِنَ الْمُؤَذِّنِينَ، فَأَنْكَرَ رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ صَوْتَهُ، فَقَالَ لَهُ رَجَاءٌ:
مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: أَنَا يَا أَبَا الْمِقْدَامِ فَقَالَ: اسْكُتْ فإنا نكره أن نسمع الخير إلا من أَهْلِهِ [2] .
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْرٍ عِيسَى بْنُ النَّحَّاسِ الرَّمْلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ أَبِي عَبْلَةَ قَالَ: كُنْتُ أَجْلِسُ لِعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ بَعْدَ الصُّبْحِ فَيَدْعُو بِدَعَوَاتٍ، فَغَابَ، فَتَكَلَّمَ رَجُلٌ مِنَ الْمُؤَذِّنِينَ، فَأَنْكَرَ رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ صَوْتَهُ فَقَالَ لَهُ:
مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: أَنَا يَا أَبَا المقدام. فقال: اسكت فإنا نكره أن نسمع الْخَيْرَ إِلَّا مِنْ أَهْلِهِ [3] .
وَحَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ حدثنا
__________
[1] عطاء بن ميسرة ابو عثمان الخراساني (الحلية 5/ 193) .
[2] أوردها ابو نعيم من طريق ضمرة (الحلية 5/ 172) .
[3] أوردها ابو نعيم (الحلية 5/ 198) .(2/376)
ابْنُ جَابِرٍ [1] قَالَ: كُنَّا نُغَازِي [2] مَعَ [3] عَطَاءٍ- الخراساني، فكان يحي اللَّيْلَ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى نَوْمَةِ السَّحَرِ، فَكَانَ كَثِيرًا مَا إِذَا ذَهَبَ مِنَ اللَّيْلِ أَكْثَرُهُ- أَوْ قَالَ نِصْفُهُ- أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَآذَنَنَا وَنَحْنُ فِي فُسْطَاطِنَا: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ [4] وَيَا يَزِيدُ بْنَ يَزِيدَ [5] وَيَا هِشَامُ بْنَ الْغَازِ وَيَا فُلَانُ وَيَا فُلَانُ قُومُوا فَتَوَضَّئُوا وَصَلُّوا قُومُوا وَصُومُوا وَصَلُّوا، فَقِيَامُ هَذَا اللَّيْلِ وَصِيَامُ هَذَا النَّهَارِ أَيْسَرُ مِنْ شَرَابِ الصَّدِيدِ وَمُقَطَّعَاتِ الْحَدِيدِ ثُمَّ يُقْبِلُ عَلَى صَلَاتِهِ [6] .
حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو قُدَامَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ:
حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: كنا نغازي عطاء الخراساني وكان يحي اللَّيْلَ، فَإِذَا مَضَى مِنَ اللَّيْلِ نِصْفُهُ أَوْ ثُلُثُهُ أَقْبَلَ عَلَيْنَا وَنَحْنُ فِي فُسْطَاطِنَا، فَنَادَانَا يَا يَزِيدُ وَيَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ وَيَا هِشَامُ بْنَ الْغَازِ [7] قُومُوا فَتَوَضَّئُوا فَصَلُّوا، صَلَاةُ هَذَا اللَّيْلِ وَصِيَامُ هَذَا النَّهَارِ أَهْوَنُ مِنْ مُقَطَّعَاتِ الْحَدِيدِ وَشَرَابِ الصَّدِيدِ، الرَّجَا الرَّجَا ثُمَّ النَّجَا النَّجَا، ثُمَّ يُقْبِلُ عَلَى صَلَاتِهِ [8] .
__________
[1] عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الازدي ابو عتبة الشامي الدارانيّ (تهذيب التهذيب 6/ 297) .
[2] في الأصل غير واضحة وقد أثبتها كما في الحلية 5/ 193.
[3] في الأصل غير واضحة وقد أثبتها كما في الحلية 5/ 193.
[4] ابن جابر.
[5] ابن جابر.
[6] أوردها ابو نعيم من طريق الوليد بن مسلم الدمشقيّ أيضا بألفاظ مقاربة (الحلية 5/ 193) .
[7] الجرشي الشامي (تاريخ بغداد 14/ 43) .
[8] أوردها ابو نعيم من طريق الوليد أيضا (الحلية 5/ 193) وفيه «الوحا الوحا» .(2/377)
[يَزِيدُ بْنُ مَرْثَدٍ]
حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ: قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ لِيَزِيدَ بْنِ مَرْثَدٍ: مَا لِي أَرَى عينيك لا تجف؟ قال: (116 ب) وَمَا سُؤَالُكَ عَنْ هَذَا؟ قُلْتُ: عَسَى اللَّهُ أَنْ يَنْفَعَ بِهِ. قَالَ: يَا أَخِي لَوْ لَمْ يَتَوَعَّدَنِي اللَّهُ إِنْ أَنَا عَصَيْتُهُ إِلَّا أَنْ يُجْلِسَنِي فِي حَمَّامٍ لَكَانَ حَرِيًّا أَلَّا تَجِفَّ لِي عَيْنٌ، فَكَيْفَ وَقَدْ تَوَعَّدَنِي بِنَارِ جَهَنَّمَ! قَالَ قُلْتُ: عَلَى كُلِّ حَالٍ تَكُونُ هَكَذَا؟ قَالَ: وَمَا سُؤَالُكَ عَنْ هَذَا؟ قُلْتُ:
عَسَى اللَّهُ أَنْ يَنْفَعَ بِهِ. قَالَ: إِنِّي رُبَّمَا دَنَوْتُ مِنْ أَهْلِي كَمَا يَأْتِي الرَّجُلُ أَهْلَهُ فَيَخْطُرُ عَلَى قَلْبِي فَيَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ مَا أُرِيدُ. وَرُبَّمَا وُضِعَ الطَّعَامُ فَيَخْطُرُ عَلَى قَلْبِي فَأَبْكِي فَيَبْكِي أَهْلِي لِبُكَائِي وَصِبْيَانٌ لِبُكَائِنَا لَا يَدْرُونَ مَا الَّذِي أَبْكَانِي، وَحَتَّى رُبَّمَا أَضْجَرْتُ امْرَأَتِي تَقُولُ: يَا وَيْحَهَا مَاذَا خُصَّتْ بِهِ مِنْ بَيْنِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ بِطُولُ الْحُزْنِ مَعَكَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا [1] .
[عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أبي زكريا]
وَقَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْلَةَ قَالَ:
كُنْتُ فِي مَجْلِسِ ابْنِ أَبِي زَكَرِيَّا الدِّمَشْقِيِّ فَذُكِرَ مِشْكَانُ الدِّمَشْقِيُّ وَكَانَ جَلِيسًا لِأَبِي الدَّرْدَاءِ فقَالُوا: إِنَّهُ لَرَجُلٌ صَالِحٌ مِنْ رَجُلٍ يُحِبُّ السُّلْطَانَ.
فَقَالَ: اللَّهمّ عُذْرًا! لَقَدْ رَأَيْتُنَا مَعَهُ فِي الْقَوَارِسِ في البحر واشتد [2] علينا، فنقلد مُصْحَفَهُ، ثُمَّ جَاءَنِي فَضَرَبَ فَخِذِي فَقَالَ: يَا ابن أبي زكريا اي شيء
__________
[1] أوردها ابو نعيم من طريق الوليد بن مسلم أيضا بألفاظ مقاربة (الحلية 5/ 164) .
[2] في الأصل «أفسد» والتصويب من (حلية الأولياء 5/ 151) .(2/378)
تَخَافُ وَدِدْتُ أَنَّهَا تُجَلْجِلُ بِي وَبِكَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ [1] وَقَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ وَأَبُو عُمَيْرٍ [2] قَالا: ثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ أَبِي حَمْلَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي زَكَرِيَّا قَالَ: عَالَجْتُ الصَّمْتَ عِشْرِينَ سَنَةٌ قَبْلَ أَنْ أَقْدِرَ مِنْهُ عَلَى مَا أُرِيدُ. قَالَ: وَكَانَ لَا يُغْتَابَ فِي مَجْلِسِهِ أَحَدٌ وَيَقُولُ: إِنْ ذَكَرْتُمُ اللَّهَ أَعَنَّاكُمْ، وَإِنْ ذَكَرْتُمُ النَّاسَ تَرَكْنَاكُمْ [3] .
وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ نُفَيْلٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ [4] حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ ابْنِ أَبِي زَكَرِيَّا عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَأَجْلَسَ ابْنَ أَبِي زَكَرِيَّا مَعَهُ عَلَى السرير قال: (117 ب) فَجَعَلْتُ أَمِيلُ بَيْنَهُمَا أَيُّهُمَا أَفْضَلُ؟ قَالَ:
وَأَمَرَ لنا بعشرين دينارا عشرين دِينَارًا مَا فَضَلَ ابْنُ أَبِي زَكَرِيَّا عَلَيْنَا.
وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ- قَالَ يَعْقُوبُ: لَا أَشُكُّ- عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ [5] حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ رَبِيعَةَ قَالَ: لَمَّا قَفَلْنَا مِنَ الْغَزْوِ وَأَتَيْنَا عَلَى طَرِيقٍ تَأْخُذُ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَنَحْنُ مَعَ ابْنِ أَبِي زَكَرِيَّا. فَقَالَ ابْنُ أَبِي زَكَرِيَّا: إِنِّي إِنْ لَمْ آتِ عُمَرَ فِي هَذَا الطَّرِيقِ لَا آتِيهِ. وكانت فيه لجاجة،
__________
[1] أوردها ابو نعيم من طريق ضمرة أيضا (الحلية 5/ 151) ووقع فيه (ابن أبي جميلة) وهو تصحيف.
[2] عيسى بن محمد الرمليّ.
[3] أوردها ابو نعيم من طريق أبي عمير وفيه «لم أقدر» بدل «قبل أن أقدر» ويذكر «أبي جميلة» بدل «ابن أبي حملة» وهو خطأ (الحلية 5/ 149) .
[4] عبد الأعلى بن مسهر الدمشقيّ.
[5] عبد الأعلى بن مسهر الدمشقيّ.(2/379)
فَأَتَيْنَا عُمَرَ فَاسْتَأْذَنَّا عَلَيْهِ، فَأَذِنَ لَنَا، فَأَجْلَسَ ابْنَ أَبِي زَكَرِيَّا مَعَهُ. قَالَ رَبِيعَةُ: فَجَعَلْتُ أَمِيلُ بَيْنَهُمَا أَيُّهُمَا أَفْضَلُ. قَالَ: وَكَانَ مَعَنَا [ابْنُ] [1] ابْنِ أَبِي زَكَرِيَّا عَلَيْهِ عِمَامَةٌ صَفَّفَهَا. قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ لَهُ ابْنُ أَبِي زَكَرِيَّا: هَذَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِي. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: كَيْفَ تَجِدُهُ؟
قَالَ: إِنِّي لَأُنْفِسُهُ أَنْ يَكُونَ خَيْرًا مما هو. قال: فقال عمر: الشباب، وإنما يُصْلِحُ اللَّهُ. قَالَ: فَأَجَازَنَا بِعِشْرِينَ دِينَارًا عِشْرِينَ دِينَارًا مَا فَضَلَ عَلَيْنَا ابْنُ أَبِي زَكَرِيَّا [2] .
[مَالِكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخَثْعَمِيُّ]
وَحَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْلَةَ قَالَ: مَا ضُرِبَ النَّاقُوسُ قط ببلد- قال: وكانوا يَضْرِبُونَ بِنِصْفِ اللَّيْلِ- إِلَّا وَقَدْ جَمَعَ مَالِكٌ- يعني بن عَبْدِ اللَّهِ الْخَثْعَمِيِّ- ثِيَابَهُ عَلَيْهِ وَدَخَلَ مَسْجِدَ بْيَتِهِ يُصَلِّي [3] .
[يَزِيدُ بْنُ الْأَسْوَدِ الْجُرَشِيُّ]
حَدَّثَنَا ابو اليمان قال: حدثنا (117 أ) صَفْوانُ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ الْخَبَائِرِيِّ: أَنَّ السَّمَاءَ قَحَطَتْ، فَخَرَجَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ وأهل دمشق يستسقون، فَلَمَّا قَعَدَ مُعَاوِيَةُ عَلَى الْمِنْبَرِ قَالَ: أَيْنَ يزيد بن الأسود
__________
[1] سقطت من الأصل.
[2] هذه الرواية والتي قبلها وردتا في الأصل متأخرتين عن ترجمة ابن أبي زكريا وذلك بعد ترجمة «علي بن عبد الله بن عباس» مباشرة فقدمتهما هنا.
[3] أوردها ابو نعيم من طريق ضمرة أيضا (الحلية 6/ 92) .(2/380)
الْجُرَشِيِّ [1] ؟ فَنَادَاهُ النَّاسُ، فَأَقْبَلَ يَتَخَطَّى النَّاسَ فَأَمَرَ مُعَاوِيَةُ فَصَعَدَ الْمِنْبَرَ فَقَعَدَ عِنْدَ رِجْلَيْهِ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: اللَّهمّ إِنَّا نَسْتَشْفِعُ إِلَيْكَ الْيَوْمَ بِخَيْرِنَا وَأَفْضَلِنَا، اللَّهمّ إِنَّا نَسْتَشْفِعُ إِلَيْكَ بِيَزِيدَ بْنِ الْأَسْوَدِ الْجُرَشِيِّ. يَا يَزِيدُ ارْفَعْ يَدَيْكَ إِلَى اللَّهِ، فَرَفَعَ يَزِيدُ يَدَيْهِ وَرَفَعَ النَّاسُ أَيْدِيَهُمْ، فما كان أو شك أَنْ فَارَتْ سَحَابَةٌ فِي الْغَرْبِ كَأَنَّهَا تِرْسٌ وَهَبَّتْ لَهَا رِيحٌ فَسُقِينَا حَتَّى كَادَ النَّاسُ أَنْ لَا يَبْلُغُوا مَنَازِلَهُمْ [2] .
وَحَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْلَةَ قَالَ:
أَصَابَ النَّاسَ قَحْطٌ بِدِمَشْقَ وَعَلَى النَّاسِ الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ الْفِهْرِيِّ فَخَرَجَ بِالنَّاسِ يسَتَسَقَّى فَقَالَ: أَيْنَ يَزِيدُ بْنُ الْأَسْوَدِ الْجُرَشِيُّ؟ فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ.
ثُمّ قَالَ: أَيْنَ يَزِيدُ بْنُ الْأَسْوَدِ الْجُرَشِيُّ؟ عَزَمْتُ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ يَسْمَعُ كَلَامِي إِلَّا قَامَ. فَقَامَ عَلَيْهِ بُرْنُسٌ وَاسْتَقْبَلَ النَّاسَ بِوَجْهِهِ وَرَفَعَ جَانِبَيْ بُرْنُسِهِ عَلَى عَاتِقَيْهِ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَيْ رَبِّ إِنَّ عِبَادَكَ قَدْ تَقَرَّبُوا بِي إِلَيْكَ فأسقهم.
قال: فانصرف الناس وَهُمْ يَخُوضُونَ الْمَاءَ. فَقَالَ: اللَّهمّ إِنَّهُ قَدْ شهرني فأرحني منه. قَالَ: فَمَا أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جُمُعَةٌ حَتَّى قَتَلَهُ الضَّحَّاكُ.
[عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ]
وَحَدَّثَنِي سَعِيدٌ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْلَةَ وَالْأَوْزَاعِيِّ قَالا:
كَانَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ [يُصَلِّي فِي] كل يوم ألف سجدة [3] .
__________
[1] نسبة الى جرش بطن من حمير، وقيل: الى جرش موضع باليمن.
[2] قال ابن حجر (الاصابة 3/ 634) : «اخرج يعقوب بن سفيان في تاريخه بسند صحيح عن سليم بن عامر ان الناس قحطوا بدمشق فخرج معاوية يستسقي بيزيد بن الأسود فسقوا» .
[3] أوردها أبو نعيم من طريق ضمرة أيضا ويحذف «والأوزاعي» (الحلية 6/ 91) والزيادة منه.(2/381)
[أَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ]
وَحَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ [1] حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ [2] قَالَ: قِيلَ لِأَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ حِينَ كَبِرَ: إِنَّكَ قَدْ كَبِرْتَ وَرَقَقْتَ فَلَوْ رَفَقْتَ بِنَفْسِكَ.
قَالَ: إِذَا أُرْسِلَتِ الْحَلْبَةُ [3] قِيلَ لِفُرْسَانِهَا ارْفَعُوا بِهَا وَسَدِّدُوا بِهَا، فَإِذَا دَنَوْتُمْ مِنَ الْغَايَةِ فَلَا تَسْتَبْقُوا مِنْهَا شَيْئًا، فَقَدْ رَأَيْتُ الْغَايَةَ فَدَعُونِي.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ قَالَ: قَالَ أَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ: مَا عَمِلْتُ عَمَلًا أُبَالِي مَنْ رَآهُ إِلَّا أَنْ يَخْلُوَ الرَّجُلُ بِأَهْلِهِ أَوْ يَقْضِيَ حَاجَةَ غَائِطٍ.
حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أبو مسهر قال: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: اسم أبي مسلم الخولاني عبد اللَّهِ بْنُ ثُوَبٍ.
قُلْتُ لِهِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ: اسْمُ أَبِي مُسْلِمٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثُوَبٍ؟ قَالَ: حَقًا ابْنُ ثُوَبٍ. قُلْتُ: كَانَ يَقُولُ دَارِيَا. قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ هِشَامٌ: قَالَ أَبُو مُسْلِمٍ: وَسَمِعَ النَّاسَ يَقُولُونَ سَبَقَ فُلَانٌ سَبَقَ فُلَانٌ. قَالَ فَقَالَ: بَلْ سَبَقَ أَبُو مُسْلِمٍ (118 أ) غَدَوْتُ مِنْ دَارِيَا بِكُتُبِ مَنْ فَتَحَ لَهُ بَابَ الْمَسْجِدِ. قَالَ: وَبَيْنَ دَارِيَا وَالْمَسْجِدِ أَرْبَعَةُ لَيَالٍ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ سَمِعْتُهُ عَنْ سَعِيدٍ قَالَ:
اسْمُهُ عبد الله بن ثوب، وقومه يقولون: ابن أَيُّوبَ.
[عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَائِذٍ الْأَزْدِيُّ]
حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ حدثني سعيد بن عبد الله
__________
[1] سليمان بن المغيرة ابو سعيد القيسي البصري (تهذيب التهذيب 4/ 220) .
[2] حميد بن هلال.
[3] الخيل تجتمع للسباق.(2/382)
الْأَغْطَشُ- قَدْ رَوَى عَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَهُوَ مِنْ رِجَالِ الشَّامِيِّينَ لَا بَأْسَ بِهِ- عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِذٍ الْأَزْدِيِّ [1] عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمَّا يَحِلُّ لِلرَّجُلِ من امرأته وهو حَائِضٌ، وَعَنِ الصَّلَاةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ وَمَا يُوجِبُ الْغُسْلَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَحِلُّ لَكَ مِنَ الْحَائِضِ مَا فَوْقَ الْإِزَارِ وَالتَّعَفُّفُ عَنْ ذَلِكَ أَفْضَلُ وَالصَّلَاةُ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ تَوَشَّحْ بِهِ، وَإِذَا جَاوَزَ الْخِتَانُ الْخِتَانَ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ. قَالَ وَقَالَ الْوَلِيدُ: وَحَدَّثَنَا بَقِيَّةُ قَالَ: حَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: كَانَ أَهْلُ حِمْصَ يَأْخُذُونَ كُتُبَ ابْنِ عَائِذٍ فَمَا وَجَدُوهُ فِيهَا مِنَ الْأَحْكَامِ عَمَدُوا بِهَا عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ قَنَاعَةً بِهَا وَرِضًى بِحَدِيثِهِ [2] .
قَالَ وَحَدَّثَنِي أَرْطَاةُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: اقْتَسَمَ رِجَالٌ مِنَ الْجُنْدِ كُتُبَ ابْنِ عَائِذٍ..... [3] بَيْنَهُمْ بِالْمِيزَانِ لِقَنَاعَتِهِ فِيهِمْ.
وَحَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ السَّيْبَانِيِّ [4] قَالَ: لَمَّا وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ قَالَ النَّاسُ: نَنْظُرُ إِلَى هَؤُلَاءِ النَّفَرِ فَمَا صَنَعُوا اقْتَدَيْنَا، يَزِيدَ بْنِ الأسود
__________
[1] في الأصل عليها علامة «ص» وهو ابن قرط أمير حمص (تهذيب التهذيب 6/ 203) حاشية (1) .
[2] وردت في تهذيب التهذيب 6/ 204 مختصرة من طريق بقية أيضا.
[3] الكلمة ممسوحة.
[4] يحي بن أبي عمرو السيباني.(2/383)
الْجُرَشِيِّ وَرَبِيعَةَ بْنِ عَمْرٍو الْجُرَشِيِّ وَابْنِ نِمْرَانَ [1] . قَالَ: فَاخْتَلَفَ رَأْيُ هَؤُلَاءِ النَّفَرِ، فَأَمَّا يَزِيدُ بْنُ الْأَسْوَدِ فَلَحِقَ بِالسَّاحِلِ، وَأَمَّا رَبِيعَةُ بْنُ عَمْرٍو فَكَانَ مَعَ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ الْفِهْرِيِّ فقتل، وأما ابن نمران فكان مع مروان [2] فسلم [3] .
حدثني سَلَمَةُ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَكَأَنَّهُ تَنَاوَلَ مِنْ عَائِشَةَ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَلَا أُحَدِّثُكَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ كَانَ قَدْ أُرِيَ حِكْمَةً. قَالَ: من هو؟
(118 ب) قُلْتُ أَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ.
حَدَّثَنِي سَعِيدٌ ثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ السَّيْبَانِيِّ قَالَ: قَالَ رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ لِابْنِ نِمْرَانَ [4] : أَوْصِنِي. قَالَ: وَفَاعِلٌ أَنْتَ. قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا.... [5] فِيمَا يُعْطُوكَ فَافْعَلْ. وَذَلِكَ فِي زَمَنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ.
قُلْتُ لِيَزِيدَ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ الزُّبَيْدِيِّ حَدَّثَكُمْ بَقِيَّةُ عَنِ ابْنِ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ:
كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى وَالِي حِمْصَ: أَنِ انْظُرْ إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ نَصَّبُوا أَنْفُسَهُمْ لِلْفِقْهِ وَحَبَسُوهَا فِي الْمَسْجِدِ عَنْ طَلَبِ الدُّنْيَا فَأَعْطِ كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ مِائَةَ دِينَارٍ، فَيَسْتَعِينُونَ عَلَى مَا هُمْ عَلَيْهِ من بيت مال المسلمين حين يأتيك كتابي هَذَا، فَإِنَّ خَيْرَ الْخَيْرِ أَعْجَلُهُ، وَالسَّلَامُ. وَكَانَ عمرو بن قيس
__________
[1] يزيد بن نمران العابد.
[2] ابن الحكم.
[3] وردت في تهذيب التهذيب 11/ 365 من طريق ضمرة أيضا.
[4] يزيد بن نمران المذحجي الذماري العابد ويقال يزيد بن غزوان (تهذيب التهذيب 11/ 365) .
[5] الكلمة رسمها « [؟] » ولم أتبينها.(2/384)
وَأَسَدُ بْنُ وَدَاعَةٍ مِمَّنْ أَخَذَهَا.
حَدَّثَنِي الرَّبِيعُ بْنُ رَوْحٍ الْحِمْصِيُّ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ ثَنَا عُثْمَانُ- يَعْنِي ابْنَ مِقْسَمٍ- قَالَ: كَانَ خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ إِذَا قَعَدَ لَمْ يَقْدِرْ أَحَدٌ مِنْهُمْ أن يذكر الدنيا عده هَيْبَةً.
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ عَنْ سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ خُلَيْدٌ السُّلَامِيُّ: مَا بَقِيَ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةُ فَلَا أُبَالِي الْفِتْنَةَ: - قَالَ: يَعْنِي يَقْتَدِي بِهِمْ- رَبِيعَةُ بْنُ عَمْرٍو الْجُرَشِيُّ [2] وَيَزِيدُ بْنُ الْأَسْوَدِ الْجُرَشِيُّ وَعُشُورٌ السَّكْسَكِيُّ [3] ، فَلَمْا كَانَ يَوْمُ رَاهِطٍ اخْتَلَفَ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةُ فَكَانَ رَبِيعَةُ زُبَيْرِيًّا، وَكَانَ عُشُورٌ مَرْوَانِيًّا وَأَمْسَكَ يَزِيدُ وَكَانَ أَفْضَلَهُمْ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ [4] : وَكَانَ أَسَدُ بْنُ وَدَاعَةَ قَاضِيَ الْجُنْدِ بِحِمْصَ.
حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بن عياش قال:
خلد بْنُ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي كَرْبٍ يُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ [5] قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ أُمِّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتِ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ وَأُمِّ الضَّحَّاكِ مَوْلَاتِهِ قَالَتَا: أَدْرَكَ خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ سَبْعِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ قَالَ سَمِعْتُ صَفْوَانَ قَالَ: ذَهَبَتْ عين راشد بن سعد يوم صفين.
__________
[1] عبد الرحمن بن إبراهيم ابو سعيد.
[2] ترجمته في تهذيب التهذيب 3/ 261.
[3] نسبة الى السكاسك بطن من كندة.
[4] عبد الرحمن بن إبراهيم أبو سعيد.
[5] عبد الرحمن بن إبراهيم أبو سعيد.(2/385)
«حَدَّثَنِي حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مسلم (119 أ) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ: إِنْ كُنْتُ لأركب إِلَى الْمِصْرَ مِنَ الْأَمْصَارِ فِي الْحَدِيثِ لِأَسْمَعَهُ» [1] .
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ [2] ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ الْحِمْصِيُّ عَنْ أَسَدِ بْنِ وَدَاعَةَ وَكَانَ أَسَدٌ قَدِيمًا مَرْضِيًّا.
«سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ صَالِحٍ- وَذَكَرَ رِجَالَ الشَّامِ- فَقَالَ: الْأَوْزَاعِيُّ، وَذَكَرَ ابْنَ جَابِرٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ بْنَ جَابِرٍ، وَثَوْرَ بْنَ يَزِيدَ ثِقَةً إِلَّا أَنَّهُ كَانَ يَرَى الْقَدَرَ» [3] ، وَصَفْوَانَ بْنَ عَمْرٍو السَّكْسَكِيُّ، وَحَرِيزَ بْنَ عثمان الرحبيّ، وأبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الْغَسَّانِيَّ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْعَلَاءِ بْنِ زُبرٍ، وَسَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيَّ.
سَأَلْتُ أَبَا سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم قلت له: صَفْوَانُ فِي أَصْحَابِهِ يُقَرِّبَهُ عَلَيْهِ؟ قَالَ: هُوَ ثِقَةٌ. قُلْتُ: فَثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ؟ قَالَ: ثَوْرٌ وَحَرِيزٌ كُلُّ هَؤُلَاءِ ثِقَةٌ، وَكَانَ ثَوْرٌ عِنْدَ الناس أكبرهم» [4] . قلت: كان أبو بكر
__________
[1] الخطيب: الرحلة في طلب الحديث 63 لكنه يذكر «بشر» بدل «بسر» وهو تصحيف.
وابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 10/ 21 ووقع فيه «حيويه» بدل «حيوة» وهو تصحيف، وسقط منه «حدثنا الوليد بن مسلم» بعد «حيوة بن شريح» .
[2] كاتب الليث بن سعد.
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 2/ 33- 34 ويحذف عبارة «الْأَوْزَاعِيُّ وَذَكَرَ ابْنَ جَابِرٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يزيد بن جابر» .
[4] ابن حجر: تهذيب التهذيب 2/ 33- 34 ويحذف «عند الناس» .(2/386)
ابن أَبِي مَرْيَمَ تَخَلَّفَ عَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: نَعَمْ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى قَالَ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ قَالَ: أَخَذْتُ بِيَدِ ابْنِ الْمُبَارَكِ فَأَدْخَلْتُهُ عَلَى صَفْوانَ وَأَبِي بَكْرٍ، فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِمَا قَالَ لِي: يَا بَقِيَّةُ عَلَيْكَ بِشَيْخَيْكَ هَذَيْنِ. قَالَ: وَإِنَّمَا تَغَيَّرَ أَبُو بَكْرٍ بِأَخَرَةٍ.
حَدَّثَنَا أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّ أَبَا إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيَّ عَائِذُ اللَّهِ وُلِدَ فِي أَيَّامِ غَزْوَةِ حُنَيْنٍ وَهَزِيمَةِ اللَّهِ هوازن [1] .
(122 أ) حَدَّثَنَا [2] أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ الْفَسَوِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْوَلِيدِ بْنُ أَبِي السَّائِبِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ مَكْحُولًا يَقُولُ: مَا أَدْرَكْتُ مِثْلَ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيَّ.
حَدَّثَنِي علي بن عثمان بن نفيل قال حدثنا أَبُو مُسْهِرٍ عَنْ سَعِيدٍ قَالَ:
وُلِدَ أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ عَامَ حُنَيْنٍ وَيُنْكِرُ أَنْ يَكُونَ سَمِعَ مِنْ مُعَاذٍ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفًّى قَالَ عَنْ بَقِيَّةَ قَالَ: أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُهُ حَدِيثَ بَحِيرٍ [3] عَنِ ابْنِ مَعْدَانَ [4] .
«حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [5] قَالَ سَمِعْتُ بَعْضَ أَصْحَابِنَا يذكر عن
__________
[1] الى هنا ينتهي الجزء الحادي والعشرون من تجزئة الأصل.
[2] هنا يبدأ الجزء الثاني والعشرون من تجزئة الأصل وأوله «بسم الله الرحمن الرحيم أخبرنا ابو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان الدار الدّارقطنيّ بمدينة السلام قال أخبرنا ابو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه قال حدثنا أبو يوسف ... » .
[3] بحير بن سعيد.
[4] خالد بن معدان الكلاعي الشامي (تهذيب التهذيب 3/ 118) .
[5] لعله ابن نمير.(2/387)
يريد بْنِ هَارُونَ قَالَ قَالَ حُرَيْزُ بْنُ عُثْمَانَ: أَنَا لَا أُحِبُّ مَنْ قَتَلَ لِي جَدَّيْنِ» [1] .
«حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ حَدَّثَنَا حُرَيْزُ بْنُ عُثْمَانَ الرَّحَبِيُّ الشَّامِيُّ- قَالَ مُعَاذٌ: وَلَا أَعْلَمُنِي رَأَيْتُ شَامِيًّا أَفْضَلَ مِنْهُ- وَبَلَغَنِي عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَيَّاشٍ قَالَ حَدَّثَنِي حُرَيْزُ بْنُ عُثْمَانَ [وَسَمِعْتُهُ] يَقُولُ لِرَجُلٍ: وَيْحَكَ تَزْعُمُ أَنِّي أَشْتُمُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، وَاللَّهِ مَا شَتَمْتُ عَلِيًّا قَطُّ» [2] .
حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَخْبَرَنَا أَزْهَرُ [3] عَنِ [ابْنِ] [4] عَوْنٍ عَنْ نافع عن ابن عمر عن النبي صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «اللَّهمّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا اللَّهمّ بَارِكْ لَنَا فِي يَمَنِنَا» . قَالُوا: وَفِي نَجْدِنَا. قَالَ: اللَّهمّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا اللَّهمّ بَارِكْ لَنَا فِي يَمَنِنَا. فَقَالُوا: وَفِي نَجْدِنَا. قَالَ: فَأَظُنُّهُ قَالَ فِي الثَّالِثَةِ: هُنَالِكَ الزَّلَازِلُ وَالْفِتَنُ وَبِهَا يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانُ. حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْرٍ [5] قَالَ: سَمِعْتُ ضَمْرَةَ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمْتُ فِلَسْطِينَ لَقِيَنِي رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ عَيْشُكَ؟
قَالَ: قُلْتُ غِلْمَانٌ لِي فِي هَذَا السُّوقِ. قَالَ: فَأَيْنَ أَنْتَ عَنْ مِفْتَاحٍ مِنْ مَفَاتِيحِ بَيْتِ الْمَالِ؟ (122 ب) قال قلت: وكيف لي بذلك؟ قال: ولو قُلْتُ لَهُ إِنَّ ذَلِكَ مَكْرُوهٌ قَالَ يَا حروري يا خارجي.
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 8/ 267.
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 8/ 268 والزيادة منه.
[3] أزهر بن سعد السمان.
[4] سقطت من الأصل وهو عبد الله عن عون.
[5] عيسى بن محمد الرمليّ.(2/388)
قَالَ ابْنُ [1] شَوْذَبٍ: لَمَّا قَدِمْتُ فِلَسْطِينَ فَرَأَيْتُ السَّيْبَانِيَّ [2] وَابْنَ أَبِي عَبْلَةَ [3] وَابْنَ أَبِي حَمْلَةَ [4] حَدَّثَتْنِي نَفْسِي بِطُولِ الْبَقَاءِ.
قَالَ ضَمْرَةُ: وَكَانَ هَؤُلَاءِ أُمَّةٌ عَلَى حِدَةٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ كَثِيرَ بْنَ الْوَلِيدِ يَقُولُ: سَمِعَ ابْنُ أَبِي عَبْلَةَ يَقُولُ لِلسَّيْبَانِيِّ وَابْنِ أَبِي حملة: أنا أكبر منكما.
حدثني أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ السَّيْبَانِيَّ قَالَ: كُنْتُ أُغَازِي الْحَسَنَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ إِلَى خُرَاسَانَ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ: حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بن مهران أن عمر بن عبد العزيز سأله:
من مواليك؟ فقال: كانت أُمِّي مَوْلَاةٌ لِلْأَزْدِ وَكَانَ أَبِي مُكَاتِبًا لِبَنِي نَصْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، فَوُلِدْتُ وَأَبِي مُكَاتِبٌ. فَقَالَ عُمَرُ: مَوَالِيكَ مَوَالِي أُمِّكَ.
قَالَ كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ: وَكَانَتِ ابْنَةُ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرِ امْرَأَةُ مَيْمُونٍ.
حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ قَالَ حَدَّثَنَا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة قال سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ سُفْيَانَ يَقُولُ: مَا بَقِيَ مِنَ الْقَدَرِيَّةِ إِلَّا اثْنَانِ أَحَدُهُمَا حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ.
[مَكْحُولٌ] [5]
حَدَّثَنِي سَعِيدٌ قَالَ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ مَوْلَى سُلَيْمَانَ قَالَ: مَا سَمِعْتُ رَجَاءَ بن حيوة يلعن أحدا الا رجلين
__________
[1] في الأصل «ابو» وانما هو عبد الله بن شوذب.
[2] يحي بن أبي عمرو.
[3] اسمه إبراهيم.
[4] اسمه علي.
[5] انظر عنه ص 399 وص 410.(2/389)
يُرِيدُ بْنَ الْمُهَلَّبِ وَمَكْحُولًا [1] .
حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْلَةَ قَالَ: كُنَّا عَلَى سَاقِيَةٍ بِأَرْضِ الرُّومِ وَالنَّاسُ يَمُرُّونَ وَذَلِكَ فِي الْغَلَسِ، وَفِينَا رَجُلٌ يَقُصُّ يُكْنَى أَبَا شَيْبَةَ، فَدَعَا فَقَالَ فِيمَا يَقُولُ: اللَّهمّ ارْزُقْنَا طَيِّبًا وَاسْتَطْعِمْنَا صَالِحًا. فَقَالَ مَكْحُولٌ- وَهُوَ فِي الْقَوْمِ-: إِنَّ اللَّهَ لا يَرْزُقُ إِلا طَيِّبًا. وَرَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ وَعَدِيُّ بْنُ عَدِيٍّ نَاحِيَةً لا يَعْلَمُ بِهِمَا مَكْحُولٌ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: أَسَمِعْتَ الْكَلِمَةَ؟
قَالَ: نَعَمْ. فَقِيلَ لِمَكْحُولٍ: إِنَّ رَجَاءَ (123 أ) وَعَدِيِّ بْنَ عَدِيٍّ قَدْ سَمِعَا قَوْلَكَ.
فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيُّ: أَنَا أَكْفِيكَ رَجَاءً.
فَلَمَّا نَزَلَ الْعَسْكَرَ جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ حَتَّى دَنَا مِنْ مَنْزِلِ رَجَاءٍ كَأَنَّهُ يَطْلُبُ أَصْحَابَهُ. فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَجَاءٌ وَكَانَ يَعْرِفُهُ، فَعَدَلَ إِلَيْنَا فَقَالَ: أَيْنَ أَطْلُبُ أَصْحَابِي؟ قَالَ: نَحْنُ أَصْحَابُكَ. فَجَاءَ حَتَّى نَزَلَ فَأَجْرَى ذِكْرَ مَكْحُولٍ.
فَقَالَ لَهُ رَجَاءٌ: دَعْ عَنْكَ مَكْحُولًا أَلَيْسَ هُوَ صَاحِبُ الْكَلِمَةِ. فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زيد: مَا تَقُولُ رَحِمَكَ اللَّهُ فِي رَجُلٍ قَتَلَ يَهُودِيًّا وَأَخَذَ مِنْهُ أَلْفَ دِينَارٍ فَكَانَ يَأْكُلُ مِنْهُ حَتَّى مَاتَ أَرِزْقٌ رَزَقَهُ اللَّهُ إِيَّاهُ؟ قَالَ رَجَاءٌ: كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ.
قَالَ علي: وأنا شهدتهما حين تكلما.
[الأوزاعي] [2]
«حَدَّثَنِي سَعِيدٌ ثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ السَّيْبَانِيِّ قَالَ قال لي الأوزاعي:
__________
[1] أوردها ابو نعيم من طريق ضمرة أيضا ويحذف «مكحولا» (الحلية 5/ 171) .
[2] انظر عنه ص 408 أيضا وهو عبد الرحمن بن عمرو أبو عمرو الأوزاعي امام أهل الشام.(2/390)
يَا أَبَا زُرْعَةَ هَلَكَ عُبَّادُنَا وَخِيَارُنَا فِي هَذَا الرَّأْيِ- يَعْنِي الْقَدَرَ-» [1] .
حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبِي عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ:
أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ [2] : أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ كُنْتُ بِحَالِ أَبِيكَ لِي وَخَاصَّةِ سَرِيرَتِهِ، فَرَأَيْتُ أَنَّ صلتي إياه تعاهدي إِيَّاكَ بِالنَّصِيحَةِ فِي أَوَّلِ مَا بَلَغَنِي عَنْكَ من تخلفك عن الجمعة والصلوات فجددت وَلَجَجْتَ.
ثُمَّ بَرَرْتُكَ فَوَعَظْتُكَ وَأَجَبْتَنِي بِمَا لَيْسَ لك فيه حجة ولا عذر، وقد أحببت أَنْ أَقْرِنَ بِنَصِيحَتِي إِيَّاكَ عَهْدًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يُحْدِثَ خَيْرًا، وَقَدْ بَلَغَنَا أَنَّ خَمْسًا كَانَ عَلَيْهَا أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالتَّابِعُونَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ: اتِّبَاعُ السُّنَّةِ وَتِلَاوَةُ الْقُرْآنِ وَلُزُومُ الْجَمَاعَةِ وَعِمَارَةُ الْمَسَاجِدِ وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ.
وَحَدَّثَنِي سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ أَنَّ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ كَانَ يَقُولُ: مَنْ أَحَبَّ أن يعلم أصابته الفتنة أولا فَلْيَنْظُرْ، فَإِنْ رَأَى حَلَالًا كَانَ يَرَاهُ حَرَامًا، أَوْ يَرَى حَرَامًا كَانَ يَرَاهُ حَلَالًا، فَلْيَعْلَمْ أَنْ قَدْ أَصَابَتْهُ. وَقَدْ كُنْتَ قَبْلَ وَفَاةِ أَبِيكَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَرَى تَرْكَ الْجُمُعَةِ وَالصَّلَوَاتِ في الجماعة حراما فأصبحت نراه حَلَالًا، وَكُنْتَ تَرَى عِمَارَةَ الْمَسَاجِدِ مِنْ شَرَفِ (123 ب) الْأَعْمَالِ فَأَصْبَحْتَ لَهَا هَاجِرًا، وَكُنْتَ تَرَى أَنَّ تَرْكَ عِصَابَتِكَ مِنَ الْحَرَسِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حرجا فأصبحت تراه جميلا.
__________
[1] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 337، 346 ووقع فيه «الشيبانيّ» وهو خطأ، والسيباني هو يحي بن أبي عمرو ابو زرعة الحمصي ابن عم الأوزاعي، أما الشيبانيّ فهو السري بن يحي الشيبانيّ، وقد روى ضمرة عن السيباني والشيبانيّ معا مما سبب هذا الوهم.
[2] العنسيّ الدمشقيّ الزاهد (تهذيب التهذيب 6/ 150) .(2/391)
وَحَدَّثَنِي سُفْيَانُ مُنْقَطِعًا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: مَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ أَرْبَعًا مُتَوَالِيَاتٍ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ فَقَدْ نَبَذَ الْإِسْلَامَ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ.
وَحَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّهُ مَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ ثَلَاثًا مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ طُبِعَ عَلَى قَلْبِهِ.
وَقَدْ خَاطَرْتَ بِنَفْسِكَ مِنْ هذين الحديثين عظيما فإنهم رأيك فإنه سر مَا أَخَذْتَ بِهِ وَارْضَ بِأَسْلَافِكَ. وَقَدْ كُنْتَ فِي ثَلَاثِ سَنَوَاتٍ مَرَرْنَ- وَالْمَسَاجِدُ وَالدِّيَارُ تُحَرَّقُ وَالدِّمَاءُ تُسْفَكُ وَالْأَمْوَالُ تُنْتَهَبُ- مَعَ أَبِيكَ لَا تُخَالِفُهُ فِي تَرْكِ جُمُعَةٍ وَلَا حُضُورِ صَلَاةِ مَسْجِدٍ، وَلَا تَرْغَبُ عَنْهُ حَتَّى مَضَى لِسَبِيلِهِ، وَأَنْتَ تَرَى أَنَّكَ بِوَجْهِ هَذَا الْحَدِيثِ: «كُنْ جَلِيسَ بَيْتِكَ» وَمِثْلِهِ مِنَ الْأَحَادِيثَ أَعْلَمُ بِهَا مِنْ أَبِيكَ وَمِمَّنْ أَدْرَكَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، فَأُعِيذُكَ باللَّه وَأُنْشِدُكَ بِهِ أَنْ تَعْتَصِمَ بِرَأْيِكَ شَاذًّا بِهِ دُونَ أَبِيكَ وَأَهْلِ الْعِلْمِ قَبْلَهُ، وَأَنْ تَكُونَ لِأَصْحَابِ الْأَهْوَاءِ قُوَّةً وَلِلسُّفَهَاءِ فِي تَرْكِهِمُ الْجُمُعَةَ فِتْنَةً يَحْتَجُّونَ بِكَ إِذَا عُويِرُوا عَلَى تَرْكِهَا. أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ لَا يَجْعَلَ مُصِيبَتَكَ فِي دِينِكَ، وَلَا يُغَلِّبَ عَلْيَكَ شَقَاءً وَلَا اتِّبَاعَ هَوًى بِغَيْرِ هُدًى مِنْهُ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ.
حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ [1] عَنْ أَبِيهِ قال: لما كانت السنة التي تئاثرت فِيهَا الْكَوَاكِبُ خَرَجَنْا لَيْلًا إِلَى الصَّحْرَاءِ مَعَ الْأَوْزَاعِيِّ وَأَصْحَابِنَا وَمَعَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ. قَالَ: فَسَلَّ سَيْفَهُ فَقَالَ: إِنَّ الله قد جد فجدوا. قال: فَجَعَلُوا يَسُبُّونَهُ وَيُؤْذُونَهُ وَيَنْسِبُونَهُ إِلَى الضَّعْفِ. قَالَ:
فَقَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: إِنِّي أَقُولُ أَحْسَنَ مِنْ قَوْلِكُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَدْ رُفِعَ عَنْهُ الْقَلَمُ- أَيْ أنه مجنون-.
__________
[1] ابن مزيد العذري.(2/392)
حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ صُبْحٍ السُّلَمِيُّ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ [1] [حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ] [2] : [وَأَبُو بَكْرٍ] [3] حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ فَكَانَ يَقُولُ: هُوَ قَدَرِيٌّ. قَالَ مَرْوَانُ: فَبَلَغَ الْأَوْزَاعِيَّ كَلَامُ سَعِيدٍ فِي حَسَّانِ بْنِ عَطِيَّةَ، فَقَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: مَا غَرَّ سَعِيدَ بْنَ عبد العزيز باللَّه ما أدركت أحدا (124 أ) أَشَدَّ اجْتِهَادًا وَلَا أَعْمَلَ مِنْهُ. قَالَ مَرْوَانُ: مولد حسان بن عطية بالبصرة ومنشأه هاهنا.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا مُسْهِرٌ قَالَ: لَمَّا مَاتَ مَكْحُولٌ أَحْدَقُوا بَيْنَ يَدَيْ يَزِيدَ [4] . قَالَ: وَكَانَ رَجُلًا سَكِينًا. قَالَ: فَتَحَوَّلُوا إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى [5] فَأَوْسَعَهُمْ، فَلَمَّا مَاتَ سُلَيْمَانُ أَحْدَقُوا بِالْعَلَاءِ بْنِ الْحَارِثِ [6] ، فَلَمَّا مات العلاء كان على دمشق ابن سُرَاقَةَ [7] قَالَ: مَنْ فَقِيهُ هَذَا الْجُنْدِ الْيَوْمَ؟ قَالُوا: قَيْسٌ الْأَعْمَرُ. قَالَ: فَقَالَ: الْيَوْمَ هَلَكَ هَذَا الْجُنْدُ.
قَالَ: فَبَعَثَ إِلَى الْأَوْزَاعِيِّ فَجَاءَ بِهِ مِنَ السَّاحِلِ.
قَالَ: وَكَتَبَ نُمَيْرُ بْنُ أَوْسٍ إِلَى هِشَامٍ يَسْتَعْفِيهِ مِنَ الْقَضَاءِ، وَكَانَ قد
__________
[1] الطاطري. وقد سقط اسم شيخه في هذا الاسناد وهو سعيد ابن عبد العزيز، وجاء في هدي الساري لابن حجر ص 394 «تكلم فيه سعيد بن عبد العزيز من أجل القول بالقدر، وأنكر الأوزاعي ذلك» .
[2] سقط من الأصل وهو ظاهر من السياق.
[3] في الأصل «وأبا» وقد سقطت «بكر» وانظر حلية الأولياء 6/ 70.
[4] يزيد بن يزيد بن جابر الازدي الدمشقيّ (تهذيب التهذيب 11/ 370) .
[5] ابن الأشدق أبو أيوب الدمشقيّ (ابن أبي حاتم: الجرح والتعديل ج 2 قسم 1/ 141) .
[6] الحضرميّ الدمشقيّ (تهذيب التهذيب 8/ 177) .
[7] مات العلاء سنة 136 هـ.(2/393)
كَبِرَ وَضَعُفَ بَصَرُهُ. قَالَ: فَقَالَ هِشَامٌ: ابْغُونِي قَاضِيًا لِأَهْلِ دِمَشْقَ.
قَالُوا: يَزِيدَ بْنَ يَزِيدَ [1] . قَالَ: ذَلِكَ مَشْغُولٌ، وَكَانَ هِشَامٌ قَدْ جَعَلَهُ مع معاوية ابنه. قالوا: يحي بن يحي الْغَسَّانِيَّ. قَالَ: ذَلِكَ صَاحِبُ مِنْبَرٍ.
قَالُوا: يَزِيدَ بْنَ أَبِي مَالِكٍ. فَوَلَّاهُ الْقَضَاءَ.
فَقُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ: مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ؟ قَالَ: ثِقَةٌ. «قُلْتُ: هشام ابن الْغَازِ؟ قَالَ: مَا أَحْسَنَ اسْتِقَامَتَهُ فِي الْحَدِيثِ، قَالَ: وَكَانَ الْوَلِيدُ [2] يُثْنِي عَلَيْهِ» [3] وَعَلَى ابْنِ جَابِرٍ [4] . قَالَ: وَذَكَرَ ابْنُ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «احْضُرُوا مَوْتَاكُمْ بِخَيْرٍ» . وَقَالَ هِشَامٌ عَنْ مَكْحُولٍ أَنَّ عُمَرَ قَالَ، فَقُلْتُ: ابْنُ جَابِرٍ ثِقَةٌ وَهِشَامٌ ثِقَةٌ فَكَيْفَ اخْتَلَفُوا؟ قَالَ: فَحَدَّثَنِي الْغَضُورُ [5] قَالَ سَمِعْتُ مَكْحُولًا يُحَدِّثُ عَنْ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَعَرَفْتُ أَنَّهُمْ لَمْ يغلطوا. «فسألت أبا سعيد عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ: أَيُّ أَصْحَابِ مَكْحُولٍ أَعْلَى» [6] ؟ قَالَ: سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى وَيَزِيدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ وَالْعَلَاءُ بْنُ الْحَارِثِ.
قُلْتُ لَهُ: الْأَوْزَاعِيُّ كَانَ قَلِيلَ الْمُجَالَسَةِ لِمَكْحُولٍ؟ قَالَ: أَجَلْ.
قُلْتُ: فَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؟ قَالَ: نعم.
__________
[1] في الأصل «مزيد» وهو خطأ.
[2] الوليد بن مسلم الدمشقيّ.
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 14/ 43 وابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 55.
[4] عبد الرحمن بن يزيد بن جابر.
[5] غضور بن عتيق الكلبي (ميزان الاعتدال 3/ 336) .
[6] ابن حجر: تهذيب التهذيب 3/ 426، 1/ 429.(2/394)
قُلْتُ لَهُ: أَبُو مَعْبَدٍ؟ قَالَ: هُوَ دُونَ هَؤُلَاءِ، «وَلَكِنْ زَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ وَبُرْدُ بْنُ سِنَانٍ مِنْ كِبَارِهِمْ» [1] .
قُلْتُ لَهُ: الْهَيْثَمُ بْنُ حُمْيَدٍ- وَكَانَ أَعْلَمَ النَّاسِ بِمَكْحُولٍ-؟ قَالَ:
أَعْلَمُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ بِمَكْحُولٍ.
قُلْتُ: فَعَلِيُّ بْنُ حَوْشَبٍ؟ «قَالَ: شَيْخٌ كَانَ يُجَالِسُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَزَارِيٌّ» [2] ، وَكَانَ حَدَّادًا.
قُلْتُ لَهُ: الضَّحَّاكُ (124 ب) بن عبد الرحمن بْنِ أَبِي حَوْشَبٍ النَّصْرِيُّ؟ قَالَ: هُمْ أَهْلُ بَيْتٍ شَرِيفٍ وَلَهُمْ حَالٌ.
قُلْتُ لَهُ: فَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ تَمِيمٍ أَيْنَ هُوَ مِنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ؟
قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُتَّهَمُ بِالْقَدَرِ وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عِنْدَهُ كتاب كتبه للزهري، وَكَانَ عِنْدَ ابْنِهِ، لَمْ يُقْضَ لَنَا أَنْ نَكْتُبَ عَنْهُ ذَلِكَ الْكِتَابَ.
قُلْتُ لَهُ: فَالْوَضِينُ بْنُ عَطَاءٍ؟ قَالَ: كَانَ قَلِيلَ الرِّوَايَةِ عَنْ مَكْحُولٍ إِنَّمَا كَانَ يُجَالِسُ قَوْمًا آخَرِينَ.
قُلْتُ لَهُ: عِيسَى بْنُ أَيُّوبَ الْقَيْنِيُّ؟ قَالَ: كَانَ لَهُ فَضْلٌ وَوَرَعٌ وَإِسْلَامٌ أَبُو هَاشِمٍ [3] الْقَيْنِيُّ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: بَلَغَ مِنْ وَرَعِ أَبِي هَاشِمٍ أَنَّهُ فَعَلَ كَذَا وَكَذَا، فَذَكَرَ شَيْئًا لَمْ أَفْهَمْهُ.
«قُلْتُ لَهُ: مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ؟ قَالَ: كَانَ يُذْكَرُ بِالْقَدَرِ الا أنه مستقيم
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 3/ 426، 1/ 429.
[2] ابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 315 ويقدم «فزاري» بعد «شيخ» .
[3] هي كنية عيسى بن أيوب وانظر قول أبي مسهر هذا في تهذيب التهذيب 8/ 206.(2/395)
الْحَدِيثِ» [1] .
قُلْتُ لَهُ: عُمَرُ بْنُ يَزِيدَ الْبَصْرِيُّ؟ قَالَ: كَانَ كَاتِبَهُمْ، وَكَانَ ثِقَةً فَقِيهًا، وَكَانَ ابْنُ شُعَيْبٍ يُجَالِسُهُ.
«قُلْتُ لَهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَفْطَسُ؟ قَالَ: بَخٍ بَخٍ ثِقَةٌ» [2] .
سَأَلْتُ هِشَامَ بْنَ عَمَّارٍ قُلْتُ لَهُ أَيُّ أَصْحَابِ مَكْحُولٍ أَرْفَعُ؟ قَالَ:
سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى. قُلْتُ فَمَنْ يَلِيهِ؟ قَالَ: الْعَلَاءُ بْنُ الْحَارِثِ» [3] .
قُلْتُ لَهُ: فَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةُ أَعْلَى أَصْحَابِ مَكْحُولٍ.
«قُلْتُ لَهُ: فَيَزِيدُ بْنُ يَزِيدَ أَيْنَ هُوَ مِنْ هَؤُلَاءِ؟ قال: ذاك أَفْسَدَ نَفْسَهُ خَرَجَ مَعَ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ فَأَعَانَ عَلَى قَتْلِ الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ، وَأَخَذَ مِائَةَ أَلْفِ دِينَارٍ» [4] .
قُلْتُ: فَالنُّعْمَانُ [5] ؟ قَالَ: ذَاكَ يَرَى الْقَدَرَ.
قُلْتُ: فَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ [6] ؟ قَالَ: بَخٍ ثِقَةٌ قَدْ سَمِعَ مِنَ الْقَاسِمِ أبي
__________
[1] الخطيب: تاريخ 5/ 272 وابن حجر: تهذيب التهذيب 9/ 159.
[2] ابن حجر: تهذيب التهذيب 1/ 126.
[3] المصدر السابق 8/ 178.
[4] الذهبي: تاريخ الإسلام 5/ 316 وابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 371 ويذكران «سألت هشام بن عمار عنه» بدل «قلت ... هؤلاء» ويحذفان «مع مروان بن محمد» .
[5] النعمان بن المنذر الغساني الدمشقيّ ابو الوزير (تهذيب التهذيب 10/ 457) .
[6] ابن زبر الدمشقيّ (تهذيب التهذيب 5/ 350) .(2/396)
عَبْدِ الرَّحْمَنِ [1] وَمِنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، هُوَ قَدِيمٌ.
قُلْتُ: فَأَيْنَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ؟ قَالَ: هُوَ حَسَنٌ [2] .
قَالَ: وَحَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: كُنْتُ أَدْخُلُ أَنَا وَمَكْحُولٌ الْمَسْجِدَ وَقَدْ صَلَّى النَّاسُ فَيُؤَذِّنُ مَكْحُولٌ وَيُقيِمُ وَيتَقَدَّمُ فَيُصَلِّي، وَكُنْتُ أَجِيءُ مَعَ سليمان بن موسى وقد صلوا فيؤذن ويقيم وَأُقَدَّمُ فَأُصَلِّي بِهِ. قَالَ: وَكَانَ أَسَنَّ مِنْهُ.
«سَأَلْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبْدِ الله (125 أ) بْنِ الْعَلَاءِ فَوَثَّقَهُ» [3] . قُلْتُ لَهُ: إِنَّ ابْنَ الْمُبَارَكِ لَمْ يَرْوِ عَنْهُ. قَالَ: ابْنُ الْمُبَارَكِ إِنَّمَا حَمَلَ عَنِ الْأَعْلَامِ الْمُتَنَاهِيَةِ.
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ السَّلَامِيُّ [4] قَالَ: رَأَيْتُ زَيْدَ بْنَ وَاقِدٍ وَبُرْدَ بْنَ سِنَانٍ يَحْمِلَانِ رَأْسَ الْوَلِيدَ بْنَ يَزِيدَ عَلَى تُرْسٍ.
[عَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ الْكِلَابِيُّ]
«سَأَلْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَطِيَّةَ بن قيس [5] ؟ قال: كان
__________
[1] القاسم بن عبد الرحمن ابو عبد الرحمن الدمشقيّ (تهذيب التهذيب 8/ 322) .
[2] لم تتضح لي جيدا ورسمها قريب مما أثبت.
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 5/ 350 وأضاف «وكان من أشراف البلد» .
[4] هل هو السلمي (تهذيب التهذيب 6/ 158) .
[5] الكلابي ويقال الكلاعي الحمصي ويقال الدمشقيّ ابو يحي ت 121 هـ (تهذيب التهذيب 7/ 228) .(2/397)
أَسَنَّهُمْ [1] وَكَانَ غَزَا مَعَ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ وَكَانَ هُوَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ قَارِئَيِ الْجُنْدِ» [2] .
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْوَاحِدِ بْنَ قَيْسٍ السُّلَمِيَّ يَقُولُ: كَانَ النَّاسُ يُصْلِحُونَ مَصَاحِفَهُمْ عَلَى قِرَاءَةِ عَطِيَّةَ [3] وَهُمْ جُلُوسٌ عَلَى دَرَجِ الْكَنِيسَةِ مِنْ مَسْجِدِ دِمَشْقَ قَبْلَ أَنْ بهدم.
وقال: حدثنا الهيثم بن عمران قال: وحدثني ابْنُ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِيهِ:
أَنَّهُ كَانَ يَدْخُلُ مَعَ مَشْيَخَةِ الْمَسْجِدِ عَلَى مُعَاوِيَةَ.
حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: رَأَيْتُ عَطِيَّةَ بْنَ قَيْسٍ عَلَى شَذَرِ دَيْبَاجٍ مَحْشُوٍّ بِرِيشٍ جَالِسًا عَلَيْهِ فِي الْمَسْجِدِ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو وَعَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ نُفَيْلٍ قَالا: حَدَّثَنَا ابْنُ مُسْهِرٍ [4] قَالَ: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ الْكِلَابِيِّ [5] قَالَ: غَزَوْتُ الرُّومَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ فَارِسًا وَعَلَيْنَا عبيدة بن قيس العقيلي ففتحنا شماسة فَبَلَغَ نَفْلِي مِائَتَيْ دِينَارٍ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن إبراهيم قال: حدثنا أبو مسهر [6] قال:
__________
[1] في تهذيب التهذيب 7/ 228 «يعني أسن اقرانه» .
[2] ابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 228.
[3] الى هنا وردت في تهذيب التهذيب 7/ 228 من طريق عبد الواحد ابن قيس أيضا.
[4] عبد الأعلى بن مسهر ابو مسهر الغساني الدمشقيّ (تهذيب التهذيب 6/ 98) .
[5] ترجمته في تهذيب التهذيب 7/ 228.
[6] عبد الأعلى بن مسهر الدمشقيّ.(2/398)
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ عَطِيَّةَ قَالَ: غَزَوْتُ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بِأَرْضِ الرُّومِ، قَالَ:
فَخَرَجْتُ فِي سَرِيَّةٍ وَنَحْنُ بِضْعَةٌ وَأَرْبَعُونَ رَجُلًا عَلَيْنَا عُبَيْدَةُ بْنُ قَيْسٍ الْعُقَيْلِيُّ فَأَغَرْنَا عَلَى فُلَانَةٍ، - حِصْنًا سَمَّاهُ سَعِيدٌ فَأُنْسِيتُهَا- قَالَ: وَكُنْتَ فَارِسًا فَبَلَغَ نَفْلِي مِائَتَيْ دِينَارٍ.
سَأَلْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مَوْتِ مُحَمَّدِ بْنِ مُهَاجِرٍ؟ قَالَ:
بَقِيَ حَتَّى سَمِعَ مِنْهُ أَبُو مُسْهِرٍ وَذَكَرَ عِدَّةً. قُلْتُ لَهُ: فَعُمَرُ بْنُ مُهَاجِرٍ؟
قَالَ: سُوَيْدٌ [1] قَبْلَهُ وَرَوَى عَنْهُ.
[مَكْحُول]
حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الدِّمَشْقِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ بن نفيل (125 ب) قال: حدثنا أبو مسهر قال: حدثنا سعيد عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ:
رُبَّ عِلْمٍ قَدْ أَفَادَ اللَّهُ هَذَا الْجُنْدَ لَا يَدْرُونَ أَنَّى أَتَاهُمْ.
حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ ثَنَا سَعِيدٌ عَنْ مَكْحُولٍ:
أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ هَانِئٍ وَهُوَ عَلَى بَعْلَبَكَّ: مِنْ مَكْحُولِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ هَانِئٍ. ثُمَّ قَالَ: الْحَمْدُ للَّه الَّذِي رَفَعَ مَكْحُولًا.
حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ مَكْحُولٍ: أَنَّهُ كَانَ إِذَا سُئِلَ لَا يُجِيبُ حَتَّى يَقُولَ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا باللَّه، هَذَا رَأْيٌ فَالرَّأْيُ يُخْطِئُ وَيُصِيبُ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ العزيز قال:
حضرت مكحولا وخالدا [2] يسألان وهما يَتَذَاكَرَانِ، فَخَالَفَهُ خَالِدٌ، فَرَأَيْتُ مَكْحُولًا تَرْتَعِدُ شَفَتَاهُ.
__________
[1] سويد بن عبد العزيز السلمي الدمشقيّ.
[2] خالد بن معدان الكلاعي الشامي (تهذيب التهذيب 3/ 118) .(2/399)
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ قال عبد الرزاق: وكان مكحول يَقُولُهُ وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ [1] وَبَكَّارٌ الْيَمَامِيُّ- يَعْنِي الْقَدَرَ-.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ النُّفَيْلِيُّ قَالَ حدثنا أبو مسهر قال حدثنا سعيد قال: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ فِي زَمَنِ مَكْحُولٍ أَبْصَرَ بِالْفُتْيَا مِنْهُ. قَالَ: وَكَانَ لَا يُفْتِي حَتَّى يَقُولَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا باللَّه، ويقول: هذا رأي والرأي يخطئ ويصيب.
وقال: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: مَا أَدْرَكْنَا أَحَدًا أَحْسَنَ سَمْتًا فِي الْعِبَادَةِ مِنْ مَكْحُولٍ وَرَبِيعَةَ وَيَزِيدَ.
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ [2] قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجَرَّارِ قَالَ حَدَّثَنِي ثَابِتُ بْنُ ثَوْبَانَ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَأَتَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ وَقَدْ سَأَلُوهُ حَتَّى أَغْضَبُوهُ، فَسَأَلْتُهُ فَأَجَابَنِي، ثُمّ قَالَ: هَكَذَا فَلْتَكُنِ الْمَسَائِلُ. ثُمَّ قَالَ سَعِيدٌ: تَجِدُ الْمُؤْمِنَ بَيْنَ خُلَّتَيْنِ مِثْلَ الْحَمَامَةِ لَيِّنٌ مَسُّهَا لَا يُنْسَى صَوْتُهَا، وَمِثْلَ النَّحْلَةِ الشَّدِيدَةِ لَدْغَتُهَا الطَّيِّبِ مَذَاقُهَا.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: كَانُوا يُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ فِي أَيَّامِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَيَسْتَحْلِفُونَ النَّاسَ أَنَّهُمْ مَا صَلُّوا، فَأَتَي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زكريا فاستحلف (126 أ) أَنَّهُ مَا صَلَّى وَقَدْ صَلَّى، وَأَتَي مَكْحُولٌ فَقَالَ: لِمَ جِئْنَا إِذًا! فَتُرِكَ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ [3] قَالَ وَثَنَا [أَبُو] [4] مُسْهِرٍ قَالَ حَدَّثَنِي إبراهيم ابن أَبِي شَيْبَانَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْلَةَ- وكان جليسا لابن أبي زكريا-
__________
[1] محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن أبي ذئب المخزومي (ابن أبي حاتم: الجرح والتعديل ج 3 قسم 2/ 313) .
[2] الأموي الدمشقيّ (تهذيب التهذيب 9/ 222) .
[3] عبد الرحمن بن إبراهيم ابو سعيد الدمشقيّ القاضي المعروف بدحيم (تهذيب التهذيب 6/ 131) .
[4] سقطت من الأصل وهو عبد الأعلى بن مسهر ابو مسهر الغساني (تهذيب التهذيب 6/ 98) .(2/400)
قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زَكَرِيَّا: أَيْنَ تَكُونُ؟ قُلْتُ: مَعَ هَذَا الرَّجُلِ وَلِيِّ حِمْصَ- وَكَانَ يَصْحَبُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الملك- فقال: هيهات كنت حرا قصرت عَبْدًا.
قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ:
حَمَلْتُ أُمِّي وَعِيَالِي، فَمَاتَتْ أُمِّي بِمَكَّةَ، وَأَرَدْتُ الْمُقَامَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَإِنَّمَا أَخْرَجَنِي شَيْءٌ سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي نُعَيْمٍ يَقُولُ: قَالَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى مَنْ عَرَفَهُ السُّلْطَانُ بِبَلَدٍ فَهُوَ عَبْدٌ.
حَدَّثَنِي عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الْوَلِيدُ ثَنَا ... [1] عَنِ الزُّبَيْرِ الشَّجَعِيِّ [2] قَالَ سَمِعْتُ مَكْحُولًا يَقُولُ: كُنْتُ جَالِسًا فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ إِذَ دَخَلَ عَلَيْنَا الْمِقْدَادُ فَرَكَعَ ثُمَّ خَرَجَ، فَاتَّبَعْتُهُ فَمَشَيْتُ مَعَهُ حَتَّى خَرَجَ مِنْ بَابِ الْجَابِيَةِ.
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافَعٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: قُمْتُ إِلَى أَنَسٍ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ، فَسَأَلْتُهُ عَنِ الْوُضُوءِ مِنَ الْجِنَازَةِ؟ فَقَالَ: إِنَّمَا كُنَّا فِي صَلَاةٍ، وَرَجَعْنَا إِلَى صَلَاةٍ، فَلَا وُضُوءَ [3] .
حَدَّثَنَي أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ حَدَّثَنَا مَسْعُودٌ [4] قَالَ حَدَّثَنِي الْحَجَّاجُ [5] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الشّعيِثيِّ قَالَ: رَأَيْتُ مَكْحُولًا يَشْتَدُّ خلف مولاه بالصفة.
__________
[1] الفراغ كلمة رسمها «سرف» ولم أتبينها.
[2] هكذا في الأصل ولم أجده.
[3] أوردها ابن سعد من طريق سعيد بن عبد العزيز أيضا بألفاظ مقاربة (7/ 453) .
[4] لعله ابن جويرية الموصلي (تهذيب التهذيب 10/ 116) .
[5] حجاج بن محمد المصيصي الأعور.(2/401)
حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَنْسِبُ ابْنَ أَبِي زَكَرِيَّا فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِيَاسِ بْنِ يَزِيدَ: فِي العرب من خزاعة وهو يكنى أبا يحي.
حدثني علي بن عثمان بن نفيل قال: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ ثَنَا سَعِيدٌ قَالَ:
قُلْتُ لِأَبِي أُسَيْدٍ الْفَزَارِيِّ: مِنْ أْيَنَ تَعِيشُ؟ قَالَ: وَكَبَّرَ اللَّهَ وَحَمِدَ اللَّهَ ثم قَالَ: اللَّهُ يَرْزُقُ الْكَلْبَ وَالْخِنْزِيرَ وَلَا يَرْزُقُ أَبَا أُسَيْدٍ.
وَبِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ قَالَ: مَرَّ أَبُو أُسَيْدٍ الْفَزَارِيِّ بِسُوقِ الرُّءُوسِ فَذَكَرَ هَذِهِ الْآيَةَ «وهم فيها كالحون» [1] ، فَخَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ.
حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ (126 ب) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانٍ الْكِنَانِيِّ: أَنَّ أَبَا عُبَيْدٍ كَانَ يَحْجُبُ سُلَيْمَانَ، فَلَمَّا وَلِيَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: أَيْنَ أَبُو عُبَيْدٍ؟ فَدَنَا مِنْهُ، فَقَالَ: هَذِهِ الطَّرِيقُ إِلَى فِلَسْطِينَ وَأَنْتَ مِنْ أَهْلِهَا فَالْحَقْ بِهَا. قَالَ: فَقَالُوا بَعْدُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَوْ رَأَيْتَ أَبَا عُبَيْدٍ وَتَشْمِيرَهُ لِلْخَيْرِ وَالْعِبَادَةِ. قَالَ:
ذَاكَ أَحْرَى أَنْ لَا يَفْتِنَهُ كَانَتْ فِيهِ أُبَّهَةُ الْعَامَّةِ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرٍ الْيَحْصُبِيِّ ضَرَبَ خَالِدَ بْنَ اللَّجْلَاجِ وَالْعَلَاءَ بْنَ أَبِي الزُّبْيَرِ حِينَ ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا فِي الْعِلْمِ فِي الْمَسْجِدِ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الْيَحْصُبِيُّ:
قَالَ لِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ: عَلَى أخيك قرأت القرآن. فقال لي إسماعيل
__________
[1] المؤمنون: 104.(2/402)
أخوك أَكْبَرُ مِنِّي بِخَمْسِ سِنِينَ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عامر ضرب عطية ابن قَيْسٍ حِينَ رَفَعَ يَدَيْهِ فِي الصَّلَاةِ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بن عبد العزيز قال:
قَالَ عَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ: قَصَعَنِي بِعَصَاةٍ.
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: «حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ عَنْ عِمْرَانَ قَالَ: كَانَ رَأْسُ الْمَسْجِدِ بِدِمَشْقَ فِي زَمَانِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَبَعْدَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الْيَحْصُبِيُّ، وَكَانَ يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنْ حِمْيَرَ، وَكَانَ يُغْمَزُ فِي نَسَبِهِ» [1] ، فَحَضَرَ فِي رَمَضَانَ، قَالُوا: مَنْ يَؤُمُّنَا؟ فَذَكَرُوا رَجُلًا وَذَكَرُوا الْمُهَاجِرَ بْنَ أَبِي الْمُهَاجِرِ. فَقَالَ: ذَاكَ مَولًى وَلَسْنَا نُرِيدُ أَنْ يَؤُمُّنَا مَوْلًى. فَبَلَغَتْ سُلَيْمَانَ، فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ بَعَثَ إِلَى الْمُهَاجِرِ فَقَالَ: إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فَقِفْ خَلْفَ الْإِمَامِ، فَإِذَا تَقَدَّمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ قَبْلَ أَنْ يُكَبِّرَ فَخُذْ بِثِيَابِهِ مِنْ خَلْفِهِ ثُمَّ اجْذِبْهُ وَقُلْ تَأَخَّرْ فَلَنْ يَتَقَدَّمَنَا دَعِيٌّ، وَصَلِّ أَنْتَ بِالنَّاسِ. فَفَعَلَ.
حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ نُفَيْلٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ بْنُ زَبْرٍ (127 أ) قال: حدثنا عمرو بن بْنُ مُهَاجِرٍ قَالَ: جَاءَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ يَسْأَلُنِي أَنْ أَسْتَأْذِنَ لَهُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَاسْتَأْذَنْتُ لَهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ عُمَرُ: الَّذِي جَلَدَ أَخَاهُ أَنْ رَفَعَ يَدَيْهِ! إِنْ كُنَّا لَنُؤَدَّبُ عَلَيْهَا وَنَحْنُ بِالْمَدِينَةِ، فَلَمْ يَأْذَنْ لَهُ.
حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ وَعَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ نُفَيْلٍ قَالا: ثَنَا أَبُو مسهر
__________
[1] اقتبس ذلك ابن حجر في تهذيب التهذيب 5/ 274 وحذف «وبعده» .(2/403)
قال: سمعت عبد الحليم بن محمد بن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَخِي إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ [1] يُحَدِّثُ عَنْ عَمِّهِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَتْ أُمُّ الدَّرْدَاءِ: يَا إِسْمَاعِيلَ كَيْفَ نَامَ رَجُلٌ تَحْتَ وِسَادَتِهِ عَشْرَةُ أَلْفٍ؟ قَالَ قُلْتُ لَهَا: بَلْ كَيْفَ يَنَامُ إِنْ لَمْ يَكُنْ تَحْتَ رَأْسِهِ عَشْرَةُ أَلْفٍ؟ فَقَالَتْ: سُبْحَانَ اللَّهِ مَا أَرَاكَ إِلَّا سَتُبْلَى بِالدُّنْيَا.
قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: فَابْتُلِيَ بِالدُّنْيَا.
حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ وَعَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ نُفَيْلٍ قَالا: ثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ كَامِلَ بْنَ سَلَمَةَ قَالَ: قَالَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: مَنْ سَيِّدُ أَهْلِ فِلَسْطِينَ؟ قَالُوا: رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ. قَالَ: مَنْ سَيِّدُ أَهْلِ الْأُرْدُنِّ؟ قَالُوا:
عُبَادَةُ بْنُ نَسِيٍّ. قَالَ: مَنْ سَيِّدُ أهل دمشق؟ قالوا: يحي بن يحي الْغَسَّانِيُّ قَالَ: مَنْ سَيِّدُ أَهْلِ حِمْصَ؟ قَالُوا: عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ السَّكُونِيُّ. قَالَ: مَنْ سَيِّدُ أَهْلِ الْجَزِيرَةِ؟ قَالُوا: عَدِيُّ بْنُ عَدِيٍّ. قَالَ: فَقَالَ هِشَامٌ: يَا آلَ كِنْدَةَ!.
حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ [2] قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: كَانَ عُلَمَاءُ الْأُمَّةِ فِي زَمَانِ هِشَامٍ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةَ. فَقَالَ سُلَيْمَانُ ابن موسى [3] : ابن جاءنا الْعِلْمُ مِنْ أَهْلِ الْحِجَازِ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَبِلْنَاهُ، وَإِنْ جَاءَنَا مِنَ الشَّامِ عَنْ مَكْحُولٍ قَبِلْنَاهُ، وَإِنْ جَاءَنَا الْعِلْمُ مِنَ الْجَزِيرَةِ عَنْ مَيْمُونِ ابن مِهْرَانَ قَبِلْنَاهُ، وَإِنْ جَاءَنَا الْعِلْمُ مِنَ الْعِرَاقِ عن الحسن [4] قبلناه.
__________
[1] ابن أبي المهاجر المخزومي مولاهم الدمشقيّ.
[2] الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ صُبْحٍ السُّلَمِيُّ الدِّمَشْقِيُّ.
[3] الأموي مولاهم الدمشقيّ الأشدق (تهذيب التهذيب 4/ 226) .
[4] البصري.(2/404)
حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ ثَنَا مَرْوَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: كَانَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ إِذَا جَاءَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى يَقُولُ: كُفُّوا عَنِ الْمَسْأَلَةِ فَقَدْ جَاءَكُمْ مَنْ يَكْفِيكُمُ الْمَسْأَلَةَ.
وَقَالَ [1] : حَدَّثَنَا مَرْوَانُ قَالَ: دَخَلْتُ المسجد أول ما جالست سعيد (127 ب) بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ. قَالَ: وَذِكْرُ صَدَقَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [2] مُنْتَشِرٌ فِي الْمَسْجِدِ. وَقَدْ كَانَ مَاتَ فِي حَيَاةِ سَعِيدٍ. قَالَ مَرْوَانُ: وَلَمْ أُدْرِكْهُ كَانَ عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنْ عِلْمِ الشَّامِ، وَلَوْ كُنْتُ أَدْرَكْتُهُ لَفَتَّشْتُ عَنْهُ.
«سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ: صَدَقَةُ مِنْ شُيُوخِنَا لَا بَأْسَ بِهِ. قُلْتُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ رَوَى مَنَاكِيرَ!. قَالَ: أُفٍّ نحن لم يحمل عَنْهُ وَعَنْ أَمْثَالِهِ عَنْ صَدَقَةَ- وَعَرَّضَ بِغَيْرِهِ- إِنَّمَا حَمَلْنَا عَنْ أَبِي حَفْصٍ التِّنِّيسِيِّ وَأَصْحَابِنَا عَنْهُ» [3] .
حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ حدثنا ابو مسهر قال حدثنا سعيد ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قال: إِذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ يُكْرِمُكَ فَأَكْرِمْهُ.
[بِلَالُ بْنُ سَعْدٍ]
«سَأَلْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ عَنْ بلال بن سعد فقال: هو بلال ابن سَعْدِ بْنِ تَمِيمٍ كَانَ يَؤُمُّ النَّاسَ فِي خِلَافَةِ هِشَامٍ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ كَانَتْ لَهُ ابْنَةٌ» [4] .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ أخبرنا عبد الله [5] قال أنبا الأوزاعي
__________
[1] القائل هو العباس كما في الاسناد السابق.
[2] ابن حجر: تهذيب التهذيب 4/ 416 ووقع فيه «ان يحي لم يحمل» بدل «أف نحن لم نحمل» وهو تصحيف، وأضاف «ضعيف» بعد «أبي حفص» وحذف «عرض بغيره» و «التنيسي وأصحابنا عنه» .
[3] السمين الدمشقيّ ابو معاوية (ميزان الاعتدال 2/ 310) .
[4] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 10/ 355.
[5] ابن المبارك.(2/405)
قَالَ سَمِعْتُ بِلَالَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: لَا تَنْظُرْ إِلَى صِغَرِ الْخَطِيئَةِ وَلَكِنِ انْظُرْ مَنْ عَصَيْتَ [1] . قَالَ: وَكَفَى بِهِ ذَنْبًا أَنَّ اللَّهَ يُزَهِّدُ فِي الدُّنْيَا وَنَحْنُ نَرْغَبُ فِيهَا [2] .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ أَخْبَرَنَا الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ سَمِعْتُ بِلَالَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: زَاهِدُكُمْ رَاغِبٌ، وَمُجْتَهِدُكُمْ مُقَصِّرٌ، عالمكم جَاهِلٌ، وَجَاهِلُكُمْ مُغْتَرٌّ [3] .
سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ سَمِعْتُ حَدِيثَ بِلَالِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا لِلْخَلِيفَةِ مِنْ بَعْدِكَ؟» مِنَ الْوَلِيدِ في ربعه، ولكني لَا أُحَدِّثُ بِهِ.
«قَالَ: وَكَانَ سُلَيْمَانُ- يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنَ [بِنْتِ] [4] شُرَحْبِيلَ- صَحِيحَ الْكِتَابِ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ يُحَوِّلُ، فَإِنْ وَقَعَ فِيهِ شَيْءٌ فَمِنَ النَّقْلِ» [5] .
«حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ صُبْحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ أَبِي السَّائِبِ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: قَالَ لِي رجاء بن حيوة: إذ أتيت بلال بن سعد فقل له
__________
[1] أوردها أبو نعيم من طريق عبد الله بن المبارك أيضا (الحلية 5/ 223) .
[2] أوردها أبو نعيم من طريق عبد الله بن المبارك أيضا (الحلية 5/ 225) .
[3] أوردها ابو نعيم من طريق الأوزاعي (الحلية 5/ 225) .
[4] سقطت من الأصل وانظر تهذيب التهذيب 4/ 207.
[5] ابن حجر: تهذيب التهذيب 4/ 208 وأضاف آخره «وسليمان ثقة» .(2/406)
إِنَّ رَجَاءَ بَعَثَنِي إِلَيْكَ وَقَدْ كَرِهَ أَنْ يقرأ عليك السلام ويقول لك انه (128 أ) بَلَغَنِي أَنَّكَ تَكَلَّمْتَ بِكَلَامٍ مِنْ كَلَامِ الْمُكَذِّبِينَ بِمَقَادِيرِ اللَّهِ، فإِنْ كَانَ وَقَعَ ذَلِكَ فِي نَفْسِكَ فَقَدْ وَقَعَ فِي نَفْسِكَ شَرٌّ، وَإِنْ يَكُ ذَلِكَ زَيْغًا [1] أَوْ خَطَأً فَرَاجِعْ مِنْ قَرِيبٍ حَتَّى يَعْلَمَ الْمُكَذِّبُونَ بِمَقَادِيرِ اللَّهِ أَنْ قَدْ فَارَقْتَهُمْ وَتَرَكْتَ مَا هُمْ عَلَيْهِ» [2] .
«حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: ثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: رُمِيَ بِلَالُ بْنُ سَعْدٍ بِالْقَدَرِ فَأَصْبَحَ فَتَكَلَّمَ فِي قَصَصِهِ فَقَالَ: رُبَّ مَسْرُورٍ مَغْبُونٌ، وَالْوَيْلُ لِمَنْ لَهُ الْوَيْلُ وَلَا يَشْعُرُ، يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ وَقَدْ حَقَّ عَلَيْهِ فِي عِلْمِ اللَّهِ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ- أَوْ نَحْوَهُ-[3] .
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: الْقَاسِمُ بْنُ مُخَيْمِرَةَ كُوفِيٌّ سَكَنَ الشام وكذلك عبدة ابن أَبِي لُبَابَةَ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ نَزَلَ الشَّامَ. سَمِعْتُ الْحُمَيْدِيَّ أَظُنُّهُ ذَكَرَهُ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: كَانَ لِعَبْدَةَ شَرِيكٌ يُجَهِّزُ عَلَيْهِ، وَكَانَ يُحَاسِبُهُ كُلَّ سنة ويتصدق بربح ما يزيد. فحاسبه سنة وَقَدْ حَجَّ فَقَالَ لِبَعْضِ أَهْلِ مَكَّةَ:
اكْتُبْ لِي أَسْامي قَوْمٍ. قَالَ: فَكَتَبَ لَهُ، وَتَسَامَعَ النَّاسُ وَكَثُرُوا عَلَيْهِ وَانْقَطَعَ بِهِمْ. فَرَمَوُا الدَّارَ الَّتِي كَانَ يَسْكُنُهَا وَرَجَمُوهُ بِالْحِجَارَةِ وَقَالُوا دُفِعَ إِلَيْهِ مَالٌ لِيَتَصَدَّقَ بِهِ فَخَانَ وَسَرَقَ- هَذَا أو نحوه-.
__________
[1] في الأصل «واديك ذلك رتقا» والتصويب من ابن عساكر:
تاريخ مدينة دمشق 10/ 375.
[2] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 10/ 375 ووقع فيه «فأسر» بدل «شر» وأراه تصحيف.
[3] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 10/ 375 وأوردها ابو نعيم من طريق آخر بأطول (حلية الأولياء 5/ 223) .(2/407)
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ أُسَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ مُقْبِلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ قَالَ: أَكْثَرَ النَّاسُ عَلَيْهِ ذَاتَ يَوْمٍ يَسْأَلُونَهُ فَقَالَ: إِنَّكُمْ قَدْ أَكْثَرْتُمْ عَلَيَّ فِي أَرَأَيْتَ أرأيت. لا تعملوا لغير الله ترجوا الثَّوَابَ مِنَ اللَّهِ، وَلَا يُعْجِبَنَّ أَحَدُكُمْ عَمَلُهُ وَإِنْ كَثُرَ، فَإِنَّهُ لَا يَبْلُغُ عَبْدٌ مِنْ عَظَمَةِ اللَّهِ كَقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ ذُبَابَةٍ.
[الْأَوْزَاعِيُّ]
حدثنا العباس بن الوليد بن صبح قال: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ قَالَ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عَيَّاشٍ يَقُولُ: انْقَلَبَ النَّاسُ مِنْ غَزَاةِ النَّدْوَةِ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ فَسَمِعْتُهُمْ وَهُمْ يَقُولُونَ: الْأَوْزَاعِيُّ الْيَوْمَ عَالِمُ الْأُمَّةِ.
حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ قَالَ: ثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: يَا بُنَيَّ لَوْ كُنَّا نقبل من الناس (128 ب) كُلَّ مَا يَعْرِضُونَ عَلَيْنَا لَأَوْشَكَ بِنَا أَنْ نَهُونَ عَلَيْهِمْ.
حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي السَّائِبِ قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ قَالَ: أَنَا الْمُمْتَحِنُ النَّاسَ بِالْأَوْزَاعِيِّ فَمَنْ ذَكَرَهُ بِخَيْرٍ عَرَفْنَا أَنَّهُ صَاحِبُ سُنَّةٍ، وَمَنْ طَعَنَ عَلَيْهِ عَرَفْنَا أَنَّهُ صَاحِبُ بِدْعَةٍ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قال: حدثنا أبو مسهر حدثنا هقل [1] ابن زياد قال: أجاب الأوزاعي في سبعين ألف مَسْأَلَةٍ أَوْ نَحْوِهَا.
حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ قال: حدثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة
__________
[1] في الأصل «مقبل» والتصويب من ترجمته في تهذيب التهذيب 11/ 64.(2/408)
عَنْ أَبِي رَزِينٍ قَالَ: أَوَّلَ مَا سُئِلَ الْأَوْزَاعِيُّ عَنِ الْفِقْهِ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ.
«حدثني سعيد قال: حدثنا ضمرة عن رجاء بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ قَالَ: مَا رَأَيْتُ فَقِيهًا أَفْقَهَ- إِذَا وَجَدْتُهُ- مِنْ شَامِيٍّ» [1] .
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ ضَمْرَةَ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَسَدَّ أَمْرًا مِنْهُ يَعْنِي فُلَانًا وَالْأَوْزَاعِيَّ.
سَمِعْتُ عَبَّاسَ بْنَ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ يَذْكُرُ عَنْ شُيُوخِهِمْ قَالُوا: قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: مَاتَ أَبِي وَأَنَا صَغِيرٌ فَذَهَبْتُ أَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ، فَمَرَّ بِنَا فُلَانٌ- وَذَكَرَ شَيْخًا من العرب جليلا-، قال: ففر الصبيان حين رأوه ووثبت أَنَا، فَقَالَ: ابْنُ مَنْ أَنْتَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ. فَقَالَ: ابْنُ أَخِي يَرْحَمُ [اللَّهُ] أَبَاكَ، فَذَهَبَ بِي إِلَى بَيْتِهِ فَكُنْتُ مَعَهُ حَتَّى بَلَغْتُ فَأَلْحَقَنِي فِي الدِّيوَانِ، وَضَرَبَ عَلَيْنَا بَعْثًا إِلَى الْيَمَامَةِ، فَلَمَّا قَدِمْتُ الْيَمَامَةَ دَخَلْنَا مَسْجِدَ الْجَامِعِ، فَلَمَّا خَرَجْنَا قَالَ لِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا: رَأَيْتُ يحي بْنَ أَبِي كَثِيرٍ مُعْجَبًا بِكَ يَقُولُ:
مَا رَأَيْتُ فِي هَذَا الْبَعْثِ أَهْيَأَ مِنْ هَذَا الشَّابِّ. قَالَ: فَجَالَسْتُهُ وَكَتَبْتُ عَنْهُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ كتابا أو ثلاثة عَشَرَ فَاحْتَرَقَ كُلُّهُ.
حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: ثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: مَا كَتَبْتُ قَطُّ.
حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ مَخْرَمَةَ بن عبد الرحمن انه كان
__________
[1] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 318.(2/409)
يَمْكُثُ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ لَا يَتَكَلَّمُ فَإِذَا أَرَادَ حَاجَةً كَتَبَهَا.
[مَكْحُولٌ]
حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ قَالَ: ثنا (129 أ) أَبُو مُسْهِرٍ ثَنَا سَعِيدٌ [1] قَالَ:
كُنَّا نَجْلِسُ بِالْغَدَوَاتِ مَعَ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ وَسُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، وَبَعْدَ الظُّهْرِ مَعَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَرَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، وَبَعْدَ الْعَصْرِ مَعَ مَكْحُولٍ فِيهِ.
قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ قَالَ: كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى يَقُولُ: إِذَا جَاءَنَا الْعِلْمُ مِنَ الْحِجَازِ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَبِلْنَاهُ، وَإِذَا جَاءَنَا مِنَ الْعِرَاقِ عَنِ الْحَسَنِ قَبِلْنَاهُ، وَإِذَا جَاءَنَا مِنَ الْجَزِيرَةِ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَبِلْنَاهُ، وَإِذَا جَاءَنَا مِنَ الشَّامِ عَنْ مَكْحُولٍ قَبِلْنَاهُ.
قَالَ سَعِيدٌ: فَكَانَ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةُ عُلَمَاءَ النَّاسِ فِي خِلَافَةِ هِشَامٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ قال: ثنا أبو مسهر قال: ثنا سعيد قَالَ: سَأَلَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ [2] مَكْحُولًا عَنِ الدِّيَةِ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ، فَقَالَ: دِيَةٌ وَثُلُثٌ. فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ: هَلْ يُؤْخَذُ بِهَذَا؟ قَالَ: لَا. فَتَنَاوَلَهُ بِلِسَانِهِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَالِكٍ فَقَالَ: هَذَا لَكُمْ عَلَيْنَا إِذَا سَأَلْتُمُونَا عَنِ الشَّيْءِ فَأَخْبَرْنَاكُمْ بِهِ. فَأَرْسَلَ إِلَى مَكْحُولٍ فَأَرْضَاهُ.
وَبِهُ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ أَنَّ مُعَاوِيَةَ قَضَى عَنْ عَائِشَةَ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ أَلْفَ دِينَارٍ.
«حَدَّثَنَي أَبُو سَعِيدٍ [3] قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قال: حدثنا سعيد عن
__________
[1] ابن عبد العزيز.
[2] ابن عبد الملك بن مروان.
[3] هو عبد الرحمن بن إبراهيم- دحيم.(2/410)
سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى قَالَ: إذا وَجَدْتُ الرَّجُلَ علمه علم حجازي، وسخاءه سخاء عِرَاقِيٌّ، وَاسْتِقَامَتُهُ استقامة شَامِيَّةٌ فَهُوَ رَجُلٌ» [1] .
«حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا رِشْدِينُ [2] عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ [3] عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ قَالَ: سُئِلَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ عَنْ أَهْلِ الشَّامِ؟
فَقَالَ: هُمْ أَطَوَعُ النَّاسِ لِمَخْلُوقٍ وَأَعْصَاهُمْ لِخَالِقٍ. قَالُوا: فَأَهْلُ الْمَدِينَةِ؟
قَالَ: أَطْلَبُ النَّاسِ لِفِتْنَةٍ وَأَعْجَزُهُمْ عَنْهَا. قَالُوا: فَأَهْلُ العراق؟ قال:
أخصب الناس ألسنة وأجدب قُلُوبًا. قَالُوا: فَأَهْلُ مِصْرَ؟ قَالَ أَكْيَسُ النَّاسِ صِغَارًا وَأَحْمَقُهُمْ كِبَارًا» [4] . فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ لِشَيْخٍ مِنْ وَلَدِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَزَادَنِي، قَالَ: وسأل عَنْ أَهْلِ مَكَّةَ؟ فَقَالَ: أَعْظَمُ النَّاسِ فِي أَنْفُسِهِمْ وَأَحْقُرُهُمْ عِنْدَ النَّاسِ.
حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ [5] قال حدثنا الوليد قال حدثني سعيد عن سليمان قال: طلب الناس الاسناد بعد ما مَاتَ أَصْحَابُنَا، وَلَوْ طَلَبُوهُ مِنَّا وَهُمْ أَحْيَاءٌ ثم التمسناه منهم لوجدناه عندهم قائما.
(129 ب) حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ [6] قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى [7] قال حدثنا
__________
[1] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 308 لكنه يذكر «شامي» بدل «شامية» ، وأوردها ابو نعيم بهذا الاسناد (حلية الأولياء 6/ 88) .
[2] رشدين بن سعد المصري (تهذيب التهذيب 3/ 277) .
[3] الأنصاري المصري.
[4] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 343.
[5] عبد الرحمن بن إبراهيم.
[6] عبد الرحمن بن إبراهيم.
[7] ابن مسهر أبو مسهر الدمشقيّ.(2/411)
سَعِيدٌ عَنْ أَبِي عَبْدِ رَبٍّ [1] قَالَ: لَقِيَنِي رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ لَا تَذْهَبْ بِشَرٍّ وَتَتْرُكَ أَهْلَكَ بِخَيْرٍ.
قَالَ سَعِيدٌ: فَأُرَاهُ قَدْ خَرَجَ مِنْ مِائَةِ أَلْفٍ وَعِشْرِينَ ألف [2] حتى ربما قال لنا: انا لثمانية ما لنا شَيْءٌ إِلَّا عَشْرَةً [3]- يَعْنِي عِيَلا-.
«حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ [4] حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ [5] وَسُوَيْدٌ [6] عَنْ سَعِيدٍ عَنْ سليمان قال: لا تقرءوا القرآن على المصحفين، وَلَا تَأْخُذُوا الْعِلْمَ عَنِ الصُّحُفِيِّينَ» [7] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ ثَنَا سَعِيدٌ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ الزُّبَيْرُ لَقِيَ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ فَقَالَ: كَمْ تَرَكَ أَخِي مِنَ الدَّيْنِ؟ قَالَ: أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ. قَالَ: عَلَيَّ خَمْسُ مِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ.
قَرَأْتُ فِي كِتَابِ أخي محمد [8] عن عبد الله بن
__________
[1] الدمشقيّ الزاهد مات سنة 112 هـ (تهذيب التهذيب 12/ 152) .
[2] قارن بتهذيب التهذيب 12/ 153.
[3] كذا في الأصل وانظرها ص 417 من طريق شيخ آخر ليعقوب.
[4] عبد الرحمن بن إبراهيم المعروف بدحيم.
[5] الوليد بن مسلم الدمشقيّ.
[6] سويد بن عبد العزيز السلمي الدمشقيّ.
[7] الخطيب: الفقيه والمتفقه 2/ 97 ووقع فيه «سعيد بن سليمان» والصواب «سعيد عن سليمان» وسعيد هو ابن عبد العزيز التنوخي.
[8] هل هو اخوه لحا لم تذكر ذلك المصادر، ولم أجد ترجمة لمحمد ابن سفيان الفسوي وهناك عدد من المحمدين رووا عن عبد الله بن عثمان وهو عبدان.(2/412)
عُثْمَانَ [1] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ: بَلَغَ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ أَرْبَعِينَ وَمِائَةَ سَنَةٍ وَهُوَ فِي ذَاكَ يَحُجُّ، وَلَكِنْ يُنْعَشُ عَلَى سَرِيرٍ وَتَحْمِلُهُ الرِّجَالُ.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَتَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ يَسْتَعِينُهُ عَلَى قَضَاءِ دَيْنِ الزُّبَيْرِ. قَالَ: فَقَالَ حَكِيمٌ: إِنَّ الزُّبَيْرَ كَانَ يُبَارِي الرِّيحَ وَإِنَّهُ لَا طَاقَةَ لِي بِذَاكَ. قَالَ: لَكَ مِائَةُ ألف. قال: لا تقع مني موقعا. قال: لَكَ ثَلَاثُمِائَةِ أَلْفٍ. قَالَ: لَا تَقَعُ مِنِّي مَوْقِعًا. قَالَ: إِنِّي لَا أُطِيقُ لَكَ أَرْبَعَمِائَةِ أَلْفٍ. قَالَ: إِنِّي لَمْ أُرِدْ مِنْكَ هَذَا، ولكن تنطلق معي الى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ [2] فَتُكَلِّمُهُ. قَالَ: نَعَمْ. فَانْطَلَقَ مَعَهُ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَغَيْرِ وَاحِدٍ يَسْتَشْفِعُ بِهِ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ. قَالَ: فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ: لِمَ جِئْتَ بِهَؤُلَاءِ تَسْتَشْفِعْ بِهِمْ عَلَيَّ هِيَ لَكَ. قَالَ: لَا أُرِيدُ ذَاكَ.
قَالَ: فَأَعْطِنِي بِهَا نَعْلَيْكَ هَاتَيْنِ أَوْ نَحْوَ هَذَا. قَالَ: لَا أُرِيدُ ذَلِكَ. قَالَ:
فَهِيَ عَلَيْكَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. قَالَ: لَا أُرِيدُ ذَلِكَ. قَالَ: فَحُكْمُكَ. قَالَ:
أُعْطِيكَ بِهَا أَرْضًا. «قَالَ: نَعَمْ. فَخَرَجَ بَعْدَ ذَلِكَ فَجَعَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ.... يَقُولُ هَذِهِ» [3] كَذَا وَيُكَاسِبُهُ [4] . فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ: اصْنَعْ مَا شِئْتَ. قَالَ: فَأَعْطَاهُ أَرْضًا بِذَلِكَ الْمَالِ. قَالَ: فَرَغِبَ مُعَاوِيَةُ بَعْدُ فَاشْتَرَاهَا مِنْهُ بِأَكْثَرَ من ذلك. قال عبد الله: وكان مال عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ أَرْبَعُ مِائَةِ أَلْفٍ.
__________
[1] في الأصل زيادة بعد عثمان «بن نفيل» وانما هو عبد الله بن عثمان عبدان الازدي روى عن ابن المبارك ولا يذكر في ترجمته انه ابن نفيل (تهذيب التهذيب 5/ 313) وابن نفيل هو علي بن عثمان بن نفيل النفيلي (تهذيب التهذيب 7/ 364) .
[2] عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي
[3] في الأصل بالحاشية والفراغ ممسوح.
[4] هكذا في الأصل ولم أتبينها.(2/413)
حدثنا ابو النعمان وسليمان (130 أ) بْنُ حَرْبٍ- وهذا لفظ أبي النعمان- قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ:
حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنيِ قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: كَانَ دَمٌ أَوْ دِمَاءٌ فِي مِصْرَ فَتَوَاعَدَ الْقَوْمُ يَجْتَمِعُونَ فِيهِ فَأَمَرَهُمْ فِيهِ، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يُحْشَرُوا فِيهِ.
قَالَ: فَبَعَثَنِي أَبِي إِلَى ضِرَارِ بْنِ الْقَعْقَاعِ فَقَالَ: قُلْ إِنَّ قَوْمَكَ قَدِ اجْتَمَعُوا فِي دَمِ فُلَانٍ فِي مَسْجِدِ الْجَامِعِ. فَقَالَ: نَعَمْ، انْتَظِرْ حَتَّى يَتَغَدَّى. قَالَ: فَدَعَا بِغَدَائِهِ، فَجِيءَ بِسُفْرَةٍ فَبَسَطَهَا وَجِيءَ بِأَرْبَعَةِ أَرْغِفَةٍ وَقَصْعَةٍ فِيهَا مَرِيسٌ، ثُمَّ دَعَا بِزَيْتٍ فَصُبَّ عَلَيْهِ. فَقَالَ: ادْنُهْ فَقُلْتُ: مَا تَرْجُو مِنْ هَذَا؟ قَالَ: آكُلُ ذَاكَ حَتَّى آتَيَ عَلَيْهِ فَبَقِيَ عَنْهُ شَيْءٌ فَرَفَعَ الْقَصْعَةَ فَحَسَاهَا، فَقَالَ: الْحَمْدُ للَّه لُبَابَ الْبُرِّ وَجَنَاءَ النَّحْلِ وَزَيْتَ الشَّامِ وَمَاءَ الْفُرَاتِ. الْحَمْدُ للَّه هَذَا وَاللَّهِ مِنَ الطَّيِّبَاتِ. ثُمَّ مَسَحَ يَدَهُ، وَجَاءَ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ وذاك في الشتاة وَالنَّاسُ فِي الصِّفَافِ، فَنَظَرَ إِلَى الشَّمْسِ وَسْطَ المسجد فجلس، فو الله مَا زَالُوا يَقُومُونَ إِلَيْهِ حَتَّى اجْتَمَعُوا عَلَيْهِ فَمَا زَالُوا يَتَهَاتَرُونَ حَتَّى كَانَ قَرِيبًا مِنَ الظُّهْرِ وَهُوَ سَاكِتٌ فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا الْقَعْقَاعِ أَلَا تَرَى إِلَى قَوْمِكَ. قَالَ: وَقَدِ احْتَجْتُمْ إِلَيَّ فِي ذَلِكَ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: أَمَّا أَنْتُمْ أَيُّهَا الْمَطْلُوبُونَ فَقَدْ بَرِئْتُمْ، وَأَمَّا أَنْتُمْ أَيُّهَا الطَّالِبُونَ فَحَقُّكُمْ عَلَيَّ. فَحَدَرَ إِبِلًا له فَأَدَّاهَا مَا سَأَلَ فِيهَا أَحَدًا.
حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ [2] حَدَّثَنَا سَعِيدٌ- يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ- قَالَ: كَانَ لِلزُّبَيْرِ أَلْفُ غُلَامٍ يُؤَدُّونَ إِلَيْهِ الْخَرَاجَ، وَكَانَ لَا يُدْخِلُ بيته منه شيئا يتصدق به كله.
__________
[1] عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم.
[2] ابن مسلم الدمشقيّ.(2/414)
حدثني سعيد بن أسد قال: حدثنا ضمرة [1] عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ [2] عَنِ الْحَسَنِ [3] قَالَ: بَاعَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ أَرْضًا لَهُ بِمِائَةِ أَلْفٍ فَتَصَدَّقَ بِهَا.
حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ [4] قَالَ: حَدَّثَنَا عُثَّامُ بْنُ عَلِيٍّ الْكِلَابِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: قَالَ لِي أَبِي يَوْمَ الْجَمَلِ:
يَا بُنَيَّ انْظُرْ دَيْنِي وَهُوَ أَلْفُ أَلْفٍ وَمِائَتَا أَلْفٍ.
حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ جُوَيْرِيَةَ قَالَ: أَحْسَبُهُ عَنْ نَافِعٍ [5] قَالَ: قُطِعَ بِرَجُلٍ من المدينة (130 ب) فقيل له: عليك بحكيم ابن حِزَامٍ. قَالَ: فَأَتَاهُ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ فَذَكَرَ لَهُ حَاجَتَهُ، فَقَامَ مَعَهُ فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى أَهْلِهِ، فَمَرَّ بِكُنَاسَةٍ فِيهَا قِطْعَةُ كَنِيفٍ أَوْ قَالَ خِرْقَةٌ فَأَخَذَهَا فَنَفَضَهَا ثُمَّ تَعَلَّقَهَا بِيَدِهِ. فَقَالَ الرَّجُلُ فِي نَفْسِهِ: مَا أَرَى عِنْدَ هَذَا خَيْرًا، فَلَمَّا دَخَلَ دَارَهُ إِذَا غِلْمَانٌ لَهُ يُعَالِجُونَ أَدَوَاتِ الْإِبِلِ، فَرَمَى بِهَا إِلَيْهِ قال: انتفعوا بهذه فيما يعالجون. ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِرَاحِلَةٍ مُقَتَّبَةٍ مُحَضِّنَةِ [6] أَجِنَّةٍ [7] .
قَالَ: وَزَادَ أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ وَهُوَ ابْنُ عَامِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ قَالَ: بَاعَ الزُّبَيْرُ دَارًا بِسِتِّمِائَةِ أَلْفٍ. قَالَ: فَقَالُوا: غُبِنْتَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ: فَقَالَ: وَاللَّهِ كلا، والله
__________
[1] ابن ربيعة.
[2] عبد الله بن شوذب.
[3] البصري.
[4] بكر بن خلف.
[5] مولى ابن عمر.
[6] أحد خلفيها وثدييها أكبر من الآخر.
[7] مستورة بالبرذع.(2/415)
تَعْلَمُونَ أَنِّي لَمْ أُغْبَنْ هُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ.
حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفِ سعيد بن عامر قال: حدثنا جويرية ابن أَسْمَاءَ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ رَجُلٍ قَالَ: كُنْتُ مَمْلُوكًا لِعُثْمَانَ، قَالَ: بعَثنِي عُثْمَانُ فِي تِجَارَةٍ، فَقَدِمْتُ عَلَيْهِ فَأَحْمَدَ وِلَايَتِي. قَالَ: فَقُمْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ ذَاتَ يَوْمٍ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَسْأَلُكَ الْكِتَابَةَ. قَالَ: فَقَطَّبَ وَقَالَ:
نَعَمْ، وَلَوْلَا أَنَّهُ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَا فَعَلْتُ أُكَاتِبُكَ عَلَى مِائَةِ أَلْفٍ عَلَى أَنْ تَعُدَّهَا فِي عَدَّتَيْنِ وَاللَّهِ لَا أَنْقُصُكَ مِنْهَا دِرْهَمًا. قَالَ: فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ فَلَقِيَنِي الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ فَقَالَ: مَا الَّذِي أَرَى بِكَ؟ قُلْتُ: كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بَعَثَنِي فِي تِجَارَةٍ فَقَدِمْتُ فَأَحْمَدَ وِلَايَتِي. فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَسْأَلُكَ الْكِتَابَةَ. قَالَ: فَقَطَّبَ. قَالَ: فَقَالَ نَعَمْ لَوْلَا أَنَّهُ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَا فَعَلْتُ أُكَاتِبُكَ عَلَى مِائَةِ أَلْفٍ على أن تعدها لي في عدتين، والله لا نقصتك مِنْهَا دِرْهَمًا.
قَالَ: فَقَالَ: فَانْطَلَقَ فَرَدَّنِي إِلَيْهِ، فَقَالَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فُلَانٌ كَاتَبْتَهُ؟ قَالَ: فَقَطَّبَ فَقَالَ: نَعَمْ وَلَوْلَا أَنَّهُ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَا فَعَلْتُ، أُكَاتِبُهُ عَلَى مِائَةِ أَلْفٍ عَلَى أَنْ يَعُدَّهَا فِي عَدَّتَيْنِ، وَاللَّهِ لَا أَعْصِبُهُ مِنْهَا دِرْهَمًا. قَالَ: فَغَضِبَ الزُّبَيْرُ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا مَثُلْتُ بَيْنَ يَدَيْكَ، فَإِنَّمَا أَطْلُبُ إِلَيْكَ حَاجَةً تَحُولُ دُونَهُا بيمين. قال: فضرب (131 أ) مَا أَدْرِي قَالَ كَتِفِي أَمْ قَالَ عَضُدِي. قَالَ ثُمَّ قَالَ: كَاتِبْهُ. قَالَ: فَكَاتَبْتُهُ فَانْطَلَقَ بِيَ الزُّبَيْرُ إِلَى أَهْلِهِ فَأَعْطَانِي مِائَةَ أَلْفٍ، ثُمَّ قَالَ: انْطَلِقْ فَاطْلُبْ فِيهَا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ، فَإِنْ غَلَبَكَ أَمْرٌ فَأَدِّ إِلَى عُثْمَانَ ماله منها. قال: فانطلقت فَطَلَبْتُ فِيهَا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ، فَأَدَّيْتُ إِلَى عُثْمَانَ مَالَهُ وَإِلَى الزُّبَيْرِ مَالَهُ وَفَضُلَ فِي يدي ثمانون ألفا.(2/416)
[ابو عبد رب]
حدثني علي بن عثمان بن نفيل قال حدثنا أبو مسهر قال حدثنا سعيد [1] عن أَبِي عَبْدِ رَبٍّ [2] قَالَ: لَقِيَنِي رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ لَا تَذْهَبْ بِشَرٍّ وَتَتْرُكَ أَهْلَكَ بِخَيْرٍ. قَالَ سَعِيدٌ: فَأُرَاهُ قَدْ خَرَجَ مِنْ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ عَشْرَةِ آلَافٍ. قَالَ: فُرَبَّمَا قَالَ لَنَا: إِنَّا ثَمَانِيَةٌ مِنَ الْعِيَالِ مَا لَنَا إِلَّا مَا يَخْرُجُ مِنْ بيت المال.
حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بْنِ دِينَارٍ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ أَنَّ أَبَا عَبْدِ رَبٍّ كَانَ مِنْ أَكْثَرِ أَهْلِ دِمَشْقَ مَالًا. قَالَ: فَخَرَجَ إِلَى أَذْرَبَيْجَانَ فِي تِجَارَةٍ فَأَمْسَى إِلَى جَانِبِ نَهْرٍ وَمَرْعًى فَنَزَلَ بِهِ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ رَبٍّ: فَسَمِعْتُ صَوْتَ تَكْبِيرٍ حَمِدَ اللَّهَ فِي نَاحِيَةٍ مِنَ المرج فأتبعته فوافيت رجلا في نجم من الْأَرْضِ مَلْفُوفًا فِي حَصِيرٍ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَقُلْتُ:
مَا أَنْتَ يَا عَبْدَ اللَّهِ؟ قَالَ: رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ. قُلْتُ: فَمَا حَالُكَ هَذِهِ؟ قَالَ:
حَالُ نِعْمَةٍ يَجِبُ عَلَيَّ حَمْدُ اللَّهِ عَلَيْهَا. قَالَ: قُلْتُ: وَكَيْفَ وَإِنَّمَا أَنْتَ فِي حَصِيرٍ؟! قال: وما لي لا أحمد الله أن خلقني فأحسن خلقني، وَجَعَلَ مَوْلِدِي وَمَنْشَئِي فِي الْإِسْلَامِ، وَأَلَبْسَنِيَ الْعَافِيَةَ فِي أَرْكَانِي، وَسَتَرَ عَنِّي مَا أَكْرَهُ ذِكْرَهُ أَوْ نَشْرَهُ. فَمَنْ أَعْظَمُ نِعْمَةً مِمَّنْ أَمْسَى فِي مِثْلِ مَا أَنَا فِيهِ؟ قَالَ: قُلْتُ: إِنْ رَأَيْتَ- رَحِمَكَ اللَّهُ- أَنْ تَقُومَ مَعِي الى المنزل فأنا نازل على النهر هاهنا.
قَالَ: وَلِمَ؟ قَالَ: قُلْتُ: لِتُصِيبَ مِنَ الطَّعَامِ وَنُعْطِيَكَ مَا يُغْنِيكَ عَنْ لُبْسِ الْحَصِيرِ. قَالَ: مَا لِي فِيهِ حَاجَةٌ. - قَالَ الْوَلِيدُ: حَسِبْتُ أنه قال لي: ان
__________
[1] سعيد بن عبد العزيز التنوخي.
[2] الدمشقيّ الزاهد.(2/417)
لي في الشعب كِفَايَةً وَغِنًى-. قَالَ أَبُو عَبْدِ رَبٍّ: فَأَرَدْتُهُ أن يتبعني فأبى.
قال: فانصرفت (131 ب) وَقَدْ تَقَاصَرْتُ إِلَى نَفْسِي وَمَقَتُّهَا أَنِّي لَمْ أُخَلِّفْ بِدِمَشْقَ رَجُلًا فِي الْغِنَاءِ يُكَاثِرُنِي، وَأَنَا أَلْتَمِسُ الزِّيَادَةَ فِي ذَلِكَ، اللَّهمّ إِنِّي أَتُوبُ إِلَيْكَ مِنْ سُوءِ مَا أَنَا فِيهِ. قَالَ أَبُو عَبْدِ رَبٍّ: فَتُبْتُ وَلَا يَعْلَمُ إِخْوَانِي مَا الَّذِي قَدْ أَجْمَعْتُ بِهِ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْفَجْرِ رَحَلُوا كَنَحْوِ رِحْلَتِهِمْ فِيمَا مَضَى، وقدموا دابتي فصرفتها الى دمشق وقلت: ما لنا ... [1] النوبة إِنْ أَنَا مَضَيْتُ إِلَى شَيْءٍ، فَسَأَلَنِي الْقَوْمُ فَأَخْبَرْتُهُمْ، وَعَاتَبُونِي عَلَى الْمُضِيِّ فَأَبَيْتُ.
قَالَ ابْنُ جَابِرٍ: فَلَمَّا قَدِمَ تَصَدَّقَ بِصَامِتِ مَالِهِ [2] وَجَهَّزَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ.
قَالَ ابْنُ جَابِرٍ: فَحَدَّثَنِي بعض إخواني قال: ما كست صَاحِبَ عَبَاءٍ بِدَابِقٍ فِي شِرَاءِ عَبَاءَةٍ قَالَ: أَعْطَيْتُهُ سِتَّةً وَهُوَ يَسْأَلُ سَبْعَةً، فَلَمَّا أَكْثَرْتُ، قَالَ لِي: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ. قَالَ: مَا تُشْبِهُ شَيْخًا وَقَفَ عَلَيَّ أَمْسِ يُقَالُ لَهُ أَبُو عَبْدِ رَبٍّ اشْتَرَى مِنِّي سَبْعَ مِائَةِ كِسَاءٍ بِسَبْعَةِ سَبْعَةٍ، مَا سَأَلَنِي أَنْ أَضَعَ لَهُ دِرْهَمًا، وَسَأَلَنِي أَنْ أَحْمِلَهَا فَبَعَثْتُ أَعْوَانِي فَمَا زَالَ يُفَرِّقُهَا بَيْنَ فُقَرَاءِ الْجَيْشِ فَمَا وَصَلَ إِلَى مَنْزِلِهِ إِلَّا بكساء.
قال ابن جَابِرٍ: كَانَ أَبُو عَبْدِ رَبٍّ قَدْ تَصَدَّقَ بِصَامِتِ مَالِهِ وَبَاعَ عَقَارَهُ فَتَصَدَّقَ بِهِ إِلَّا دَارًا لَهُ بِدِمَشْقَ، وَكَانَ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ نَهْرَكُمْ هَذَا سَالَ [3] ذَهَبًا وَفِضَّةً مَنْ شَاءَ خَرَجَ إِلَيْهِ فَأَخَذَ مِنْهُ مَا خَرَجْتُ إِلَيْهِ، وَلَوْ قِيلَ: مَنْ مَسَّ هَذَا الْعَمُودَ مَاتَ لَسَرَّنِي أَنْ أُقَرَّبَ إِلَيْهِ وَأَمُوتَ شَوْقًا إِلَى الله ورسوله [4] .
__________
[1] الفراغ كلمة رسمها «يوماقد» ولم أتبينها.
[2] الصامت من المال هو الذهب والفضة (الفيروزآبادي: القاموس المحيط 1/ 157) .
[3] في الأصل يوجد «يعني به» قبل «سال» وأحسبها زائدة:
[4] قارن بتهذيب التهذيب 12/ 153.(2/418)
قَالَ ابْنُ جَابِرٍ: فَوَافَيْتُهُ ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى مَطْهَرَةِ دِمَشْقَ يَتَوَضَّأُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ: يَا طَوِيلُ لَا تَعْجَلْ. فَانْتَظَرْتُهُ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ وُضُوئِهِ قَالَ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْتَشِيرُكَ. قُلْتُ: اذْكُرْ. قَالَ: حُرِمْتُ مِنْ صَامِتِ مَالِي وَعَقَارِي فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا دَارِي هَذِهِ وَقَدْ أُعْطِيتُ بِهَا كَذَا وَكَذَا أَلْفًا فَمَا تَرَى؟ قُلْتُ: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِكَ وَأَخَافُ أَنْ تَحْتَاجَ إِلَى النَّاسِ، وَفِي غَلَّتِهَا قوام لمعيشتك، وتسكن (132 أ) فِي طَائِفَةٍ مِنَهْا فَيَسْتُرُكَ وَيُغْنِيكَ عَنْ مَنَازِلِ النَّاسِ.
قَالَ: وَإِنَّ هَذَا لَرَأْيُكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قال: أصابك والله المثل. قلت: وما داك؟ قَالَ: لَا يُحْظِيكَ مِنْ طَوِيلٍ أَحْمَقَ وَقِرْطُهُ فِي رَحْلِهِ. أَو َبِالْفَقْرِ تُخَوِّفُنِي!.
قَالَ ابْنُ جابر: فباعها بِمَالٍ عَظِيمٍ وَفَرَّقَهُ، فَكَانَ ذَلِكَ مَعَ مَوْتِهِ، فَمَا وَجَدْنَا مِنْ ثَمَنِهَا إِلَّا قَدْرَ ثَمَنِ الْكَفَنِ.
قَالَ ابْنُ جَابِرٍ: وَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ يَأْلَفُهُ. قَالَ: فُلَانٌ. قَالَ:
نَعَمْ أَصْلَحَكَ اللَّهُ وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: بَلَغَنِي أَنْكَ تَمْلِكُ أَرْبَعَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ.
قَالَ: نَعَمْ وَأَرْبَعِينَ أَلْفًا. قَالَ: حُمْقٌ لَا عَقْلٌ وَلَا مَالٌ.
«حدثني سعيد بن أسد قال حدثنا ضمرة عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ يَزِيدَ الْجُزَامِيِّ قَالَ قَالَ لِي رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ: يَا أَبَا عمرو هاهنا قبر أخيك عبادة ابن الصَّامِتِ إِلَى جَانِبِ الْحَائِطِ الشَّرْقِيِّ.
قَالَ عَبْدُ الْحَمِيدِ: وَشَهِدْتُ جَنَازَةً بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ مَعَ رَجَاءِ بن حيوة فقال: يا أبا عمرو هاهنا قبر أخيك عبادة بن الصامت» [1] .
__________
[1] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 5/ ق 251 ب ووقع فيه «حيويه» بدل «حيوة» الاولى وهو خطأ.(2/419)
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو [1] قَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: لَمْ يَكُنْ عِنْدَنَا أَحَدٌ أَزْهَدَ مِنْ أَبِي عَبْدِ رَبِّ بْنِ عَبَّادٍ مَوْلًى لِبَنِي عُذْرَةَ.
[صَالِحُ بْنُ مِسْمَارٍ]
حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ قَالَ صَالِحُ بْنُ مِسْمَارٍ: مَا بَارَكَ اللَّهُ فِي رَجُلٍ فِي دُنْيَا صَارَ بَعْدَهَا إِلَى النَّارِ. قُلْتُ: صَدَقَتَ. قَالَ: وَلَقَدْ بَارَكَ اللَّهُ لِرَجُلٍ فِي دُنْيَا صَارَ بَعْدَهَا إِلَى الْجَنَّةِ. قُلْتُ: صَدَقْتَ.
وَسَمِعْتُ صَالِحَ بْنَ مِسْمَارٍ يَقُولُ: عَجِبْتُ لِلنَّاسِ. قُلْتُ: وَمَا لَهُمْ؟
قَالَ: خَرَجُوا مِنَ الدُّنْيَا مَفَالِيسَ وَتَرَكُوا خَزَائِنَهُمْ.
وَسَمِعْتُ صَالِحَ بْنَ مِسْمَارٍ [يَقُولُ] نِعْمَةُ اللَّهِ عَلَيْنَا فِيمَا زَوَى مِنَ الدُّنْيَا أَعْظَمَ مِنْ نِعْمَتِهِ عَلَيْنَا فِيمَا بَسَطَ مِنْهَا.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ قَالَ: مَاتَ صَالِحٌ فَتَرَكَ دِرْهَمًا وَأَرْبَعَةَ دَوَانِقَ. وَقِيلَ لَهُ عِنْدَ مَوْتِهِ:
أَوْصِ بِأُمِّكَ (132 ب) وأختك الى من شئت. قال: اني لأستحيي مِنَ اللَّهِ أَنْ أُوصِيَ بِهِمَا إِلَى غَيْرِهِ.
[الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ]
سَمِعْتُ أَبَا الْفَضْلِ صَدَقَةُ بن الفضل المروزي- وكان كخير الرجال
__________
[1] عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ صاحب التأريخ وهو يروي عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي بواسطة شيخ غالبا ما يكون أبا مسهر، وقد سقط اسم شيخ أبي زرعة في هذا السند ولعله ابو مسهر حيث نقل بواسطته عن سعيد كثيرا، ويمكن أن لا يكون ثمة سقط لان «قال» لا تقتضي السماع الا نادرا كما هي عند ابن سعد صاحب الطبقات مثلا.(2/420)
قَالَ أَبُو يُوسُفَ وَسَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيِّ قَالَ: كُنَّا نَقُولُ:
أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِالْعِرَاقِ، وَصَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ بِخُرَاسَانَ، وَزَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ بِالْيَمَنِ- قَالَ: حَجَّ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ [1]- وَأَنَا بِمَكَّةَ-، فَمَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَحْفَظَ لِلْحَدِيثِ الطَّوِيلِ وَأَحَادِيثِ الْمَلَاحِمِ مِنْهُ، وَكَانَ أَصْحَابُنَا فِي هَذَا الْوَقْتِ يَكْتُبُونَ وَيَطْلُبُونَ الْآرَاءَ، فَجَعَلُوا يَسْأَلُونَ الْوَلِيدَ عَنِ الرَّأْيِ وَلَمْ يَكُنْ يَحْفَظُ.
قَالَ: ثُمَّ حَجَّ عَلَيْنَا- وَأَنَا بِمَكَّةَ- وَإِذَا هُوَ قَدْ حَفِظَ الْأَبْوَابَ، وَإِذَا الرَّجُلُ حَافِظٌ مُتْقِنٌ قَدْ حَفِظَ. قَالَ: وَكَانَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ أَنْكَرَ طَلَبَ الْآرَاءِ وَتَرْكَهُمُ الْإِسْنَادَ وَالْأَحَادِيثَ الْعَالِيَةَ. قَالَ: فَجَعَلَ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ يَسْأَلُونَهُ [2] عَنِ الْإِسْنَادِ وَالْأَحَادِيثِ الْعَالِيَةِ، فقال: ما أعجب أمركم كلما سألتمونا عَنْ نَوْعٍ مِنَ الْعِلْمِ وَنَظَرْنَا فِيهِ نَقَلْتُمُونَا إِلَى نَوْعٍ غَيْرِهِ! إِنْ بَقِينَا وَحَجَجْنَا أَتَيْتُكُمْ مِنْ هَذَا بِمَا تَبْغُونَ- مِثْلَ هَذَا أَوْ نَحْوَهُ-.
قَالَ: فَصَدَرَ وَمَاتَ رَحِمَهُ اللَّهُ قَبْلَ أَنْ يَصِيرَ إِلَى دِمَشْقَ.
حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ قَالَ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ لَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: إِنْ تَرَكْتُمُونِي حَدَّثْتُكُمْ عَنْ ثِقَاتِ شُيُوخِنَا، وَإِنْ أَبَيْتُمْ فَسَلُوا نُحَدِّثْكُمْ بِمَا تَسْأَلُونَ [3] .
وَسَمِعْتُ الْحُمَيْدِيَّ يَقُولُ: جِئْتُ فِي يَوْمِ الصُّدُورِ وَالْوَلِيدُ فِي مَسْجِدِ
__________
[1] الدمشقيّ عالم الشام مات سنة 194 هـ (ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 151- 155) .
[2] أي يسألون الوليد.
[3] وردت في تهذيب التهذيب 11/ 153- 154 من طريق الحميدي أيضا.(2/421)
مِنًى وَعَلَيَهِ زِحَامٌ كَثِيرٌ، وَجِئْتُ فِي آخِرِ النَّاسِ، وَدَفَعْتُ بِالْبَعِيرِ وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ يُجِيبُهُ، فَجَعَلُوا يَسْأَلُونَ وَيُحَدِّثُهُمْ وَلَا أَفْهَمُ. قَالَ: فَجَمَعْتُ جَمَاعَةً مِنَ الْكَثِيرِ وَقُلْتُ لَهُمْ جَلِّبُوا [1] وَأَفْسِدُوا عَلَى مَنْ بِالْقُرْبِ مِنْهُ. قَالَ: فَجَعَلُوا يَصِيحُونُ وَيُجَلِّبُونَ وَيَقُولُونَ: أَلَا نَسْمَعُ؟. وَجَعَلَ عَلِيٌّ يَقُولُ: اسْكُتُوا نُسْمِعْكُمْ. قَالَ: فَاعْتَرَضْتُ وَصِحْتُ، وَلَمْ أَكُنْ حلقت بعد من الشعر (133 أ) . قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيَّ عَلِيٌّ وَلَمْ يُثْبِتْنِي قَالَ [2] : لَوْ كَانَ فِيكَ خَيْرٌ لَمْ يَكُنْ شَعْرُكَ عَلَى مَا أَرَى. قَالَ: فَتَفَرَّقُوا وَلَمْ يُحَدِّثْهُمْ بِشَيْءٍ.
وَسَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ الْمُنْذِرِ قَالَ: قَدِمْتُ الْبَصْرَةَ فَجَاءَنِي عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ فَقَالَ: أَوَّلَ شَيْءٍ أَطْلُبُ أَخْرُجُ إِلَى حَدِيثِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ فَقُلْتُ: يَا ابْنَ أُمٍّ سُبْحَانَ اللَّهِ وَأَيْنَ سَمَاعِي مِنْ سَمَاعِكَ؟ فَجَعَلْتُ آبَى وَيُلِحُّ، فَقُلْتُ:
أَخْبِرْنِي إِلْحَاحَكَ هَذَا مَا هُوَ؟ قَالَ: أُخْبِرُكَ الْوَلِيدُ رَجُلُ الشَّامِ، وَعِنْدَهُ عِلْمٌ كَثِيرٌ، وَلَمْ أَسْتَمْكِنْ مِنْهُ، وَقَدْ حَدَّثَكُمْ بِالْمَدِينَةِ فِي الْمَوَاسِمِ، وَتَقَعُ عِنْدَكُمُ الْفَوَائِدُ لِأَنَّ الْحُجَّاجَ يَجْتَمِعُونَ بِالْمَدِينَةِ مِنْ آفَاقٍ شَتَّى، فَيَكُونُ مَعَ هَذَا بَعْضُ فَوَائِدِهِ وَمَعَ هَذَا بَعْضٌ. قَالَ: فَأَخْرَجْتُ إِلَيْهِ فَتَعَجَّبَ مِنْ كِتَابَتِهِ، كَادَ أَنْ يَكْتُبَ عَلَى الْوَجْهِ [3] .
«وَسَأَلْتُ هِشَامَ بْنَ عَمَّارٍ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ؟ فَقَالَ: رَحِمَ اللَّهُ أَبَا الْعَبَّاسِ كَانَ وَكَانَ، وَجَعَلَ يَذْكُرُ فَضْلَهُ وَعِلْمَهُ وورعه وتواضعه» [4] .
__________
[1] صيحوا وضجوا.
[2] في الأصل «قالوا» .
[3] وردت في تهذيب التهذيب 11/ 152- 153 وفيه «كان» بدل «كاد أن» .
[4] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 155 والذهبي: ميزان الاعتدال 4/ 347.(2/422)
قَالَ: وَكَانَ مُسْلِمٌ أَبُوهُ مِنْ رَقِيقِ الْإِمَارَةِ، وَتَفَرَّقُوا عَلَى أَنَّهُمْ أَحْرَارٌ، وَكَانَ لِلْوَلِيدِ أَخٌ صَلِفٌ، يَرْكَبُ [1] الْخَيْلَ وَيَرْكَبُ مَعَهُ غِلْمَانٌ لَهُ كَثِيرٌ، وَكَانَ صَاحِبَ صَيْدٍ وَتَنَزُّهٍ، وَكَانَ يَخْرُجُ إِلَى الصَّيْدِ فِي فَوَارِسَ وَمَطَابِخَ، وَحَمَلَ الْوَلِيدُ دِيَةً فَأَدَّاهُ فِي بَيْتِ الْمَالِ أَخْرَجَ عَنْ نَفْسِهِ إِذِ اشْتَبَهَ عَلَيْهِ أَمْرُ أَبِيهِ. قَالَ:
فَوَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ فِي ذَلِكَ شَغَبٌ وَجَفَاءٌ وَقَطِيعَةٌ، وَقَالَ: فَضَحْتَنَا وَمَا كَانَ حَاجَتُكَ إِلَى مَا فَعَلْتَ.
[إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ]
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَكُنْتُ أَسْمَعُ أَصْحَابَنَا يَقُولُونَ: عِلْمُ الشَّامِ عِنْدَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ وَالْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ.
سَمِعْتُ أَبَا الْيَمَانِ يَقُولُ: كَتَبْتُ كُتُبَ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عَيَّاشٍ، وَلَمْ أَدَعْ شَيْئًا مِنْهَا [2] فِي الْقَرَاطِيسِ، وَقَدِمَ خُرَاسَانِيٌّ وَكَلَّمَ إِسْمَاعِيلَ أَنْ يَحْتَالَ لَهُ فِي نُسْخَةٍ تُشْتَرَى وَيَقْرَأُ عَلَيْهِ. قَالَ: فَدَعَانِي إِسْمَاعِيلُ فَقَالَ: يَا حَكَمُ إِنَّكَ لَمْ تَحُجَّ فَهَلْ لَكَ أَنْ تَبِيعَ الْكُتُبَ من هذا الخراساني وتحج وترجع فتكتب (133 ب) وَأَقْرَأُ عَلَيْكَ؟ فَقُلْتُ: فَلَعَلَّكَ تَمُوتُ. فَقَالَ: اسْتَخِرِ اللَّهَ، وَإِنْ قَبِلْتَ مِنِّي فَعَلْتَ مَا أَقُولُ لك. قال: فبعت الكتب منه- وكانت فِي قَرَاطِيسَ- بِثَلَاثِينَ دِينَارًا، وَحَجَجْنَا وَرَجَعْتُ وَكَتَبْتُ الْكُتُبَ بِدُرَيْهِمَاتٍ وَقَرَأَهَا عَلَيَّ.
قَالَ: وَكَانَ أَصْحَابُنَا لَهُمْ رَغْبَةٌ فِي الْعِلْمِ وَطَلَبٌ شَدِيدٌ بِالشَّامِ وَالْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ، وَكَانُوا يَقُولُونَ: نَجْهَدُ فِي الطَّلَبِ ونستعب أَبْدَانَنَا وَنَغِيبُ، فَإِذَا جِئْنَا وَجَدْنَا كُلَّ مَا كتبنا عند إسماعيل» [3] .
__________
[1] في الأصل يوجد «منكم» قبل «يركب» وأحسبها زائدة.
[2] في الأصل «منه» .
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 6/ 224 والذهبي: ميزان الاعتدال(2/423)
«فَأَمَّا الْوَلِيدُ فَمَضَى عَلَى سُنَّتِهِ مَحْمُودًا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ مُتْقِنًا صَحِيحًا صَحِيحَ الْعِلْمِ» [1] ، وَتَكَلَّمِ قَوْمٌ فِي إِسْمَاعِيلَ، وَإِسْمَاعِيلُ ثِقَةٌ عَدْلٌ أَعْلَمُ النَّاسِ بِحَدِيثِ الشَّامِ، وَلَا يَدْفَعُهُ دَافِعٌ، وَأَكْثَرُ مَا تَكَلَّمُوا قَالُوا: يُغْرِبُ عَنْ ثِقَاتِ الْمَدَنِيِّينَ وَالْمَكِّيِّينَ» [2] .
[بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ]
وَبَقِيَّةُ يُقَارِبُ إِسْمَاعِيلَ وَالْوَلِيدَ، فَإِنْ كَانَ مِنَ الْوَلِيدِ فِي حَدِيثِ الشَّامِيِّينَ، وَهُوَ ثِقَةٌ، إِذَا حَدَّثَ عَنْ ثِقَةٍ فحديثه يقوم مَقَامَ الْحُجَّةِ، «يُذْكَرُ بِحِفْظٍ إِلَّا أَنَّهُ يَشْتَهِيَ الْمُلَحَ وَالطَّرَائِفَ مِنَ الْحَدِيثِ، وَيَرْوِي عَنْ شُيُوخٍ فِيهِمْ ضَعْفٌ، وَكَانَ يَشْتَهِي الْحَدِيثَ، فَيُكَنِّي الضَّعِيفَ الْمَعْرُوفَ بِالِاسْمِ، وَيُسَمِّي الْمَعْرُوفَ بِالْكُنْيَةِ بِاسْمِهِ.
وَسَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ رَاهَوَيْهِ قَالَ قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: أَعْيَانِي بَقِيَّةُ كَانَ يُكَنِّي الْأَسَامِيَ وَيُسَمِّي الْكُنَى [قَالَ] : حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْوُحَاظِيُّ.
إِنّمَا [3] هُوَ عَبْدُ الْقُدُّوسِ.
وَقَدْ قَالَ أَهْلُ الْعِلْمِ: بَقِيَّةُ إِذَا لَمْ يُسَمِّ الَّذِي يَرْوِي عنه وكناه فلا
__________
[1] / 241 وليس فيه «سمعت أبا اليمان ... وقرأها علي» وابن حجر:
تهذيب التهذيب 11/ 153 ويقتصر فقط على النص الأول.
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 153.
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 6/ 224 والذهبي: ميزان الاعتدال 1/ 241 وابن حجر: تهذيب التهذيب 1/ 323 ويحذف «ولا يدفعه دافع» .
[3] في الأصل «فما» .(2/424)
بسوى حَدِيثُهُ شَيْئًا» [1] .
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو السَّكْسَكِيُّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ حُمَيْرٍ الرَّحَبِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ الْمَازِنِيِّ.
وَحَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ [2] وَسُلَيْمَانُ [3] وَأَبُو عُمَرَ [4] قَالُوا ثَنَا شُعْبَةُ قَالَ أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ خُمَيْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ قَالَ: جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم الى أَبِي فَنَزَلَ عَلَيْهِ.
وَيَزِيدُ شَامِيٌّ قَدِمَ وَاسِطَ، وَسَمِعَ مِنْهُ شُعْبَةُ بِوَاسِطَ، وَهُوَ مُسَتْقَيِمُ الْحَدِيثِ.
(134 أ) حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ وَأَبُو عُمَرَ قَالا ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي الْفَيْضِ قَالَ سَمِعْتُ سُلَيْمَ بْنَ عَامِرٍ رَجُلًا مِنْ حِمْيَرَ.
أَبُو الْفَيْضِ شَامِيٌّ لَهُ أَحَادِيثُ حِسَانٌ، «وَسُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ ثِقَةٌ مَشْهُورٌ» [5] كَلَاعِيٌّ خَبَائِرِيٌّ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ [6] قَالَ ثَنَا شعبة قال سمعت
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 7/ 124 والزيادة منه- وهو بقية بن الوليد الكلاعي- وابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 10/ 212- 213، 208- 209 والذهبي: ميزان الاعتدال 1/ 338 لكنه يحذف «وكان يشتهي الحديث ... إلخ» ويذكر «الضعفاء» بدل «شيوخ فيهم ضعف» .
[2] هشام بن عبد الملك الطيالسي.
[3] ابن حرب الواشحي.
[4] حفص بن عمر النميري.
[5] ابن حجر: تهذيب التهذيب 4/ 167.
[6] هو الطيالسي.(2/425)
أَبَا إِسْحَاقَ [1] يَقُولُ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَطَاءٍ [2] عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَدِيثٍ، فَلَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَطَاءٍ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ مِخْرَاقٍ، فَقَدِمْتُ الْبَصْرَةَ فَسَأَلْتُ زِيَادًا فَقُلْتُ: مَنْ حَدَّثَكَ بِهَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي لَيْثٍ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، وشهر ابن حَوْشَبٍ وَإِنْ قَالَ ابْنُ عَوْنٍ أَنَّ شَهْرًا قَدْ تَرَكُوهُ فَهُوَ ثِقَةٌ، وَالْحَدِيثُ حَدِيثٌ شَامِيٌّ- وَقَدْ رَوَى أَبُو قِلَابَةَ وَشَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ وَمَطَرٌ الْوَرَّاقُ عَنْ أَهْلِ الشَّامِ أَحَادِيثَ كِثَارًا- رواه الثِّقَاتُ مِنَ الشَّامِيِّينَ بِسَنَدِهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ طُرُقٍ صَالِحَةٍ [3] ، وَأَرْسَلَهُ أَبُو قِلَابَةَ وَشَهْرٌ وَمَطَرٌ، قَدْ كَانَ يَجِبُ عَلَى أَصْحَابِنَا أَنْ يَقْبَلُوهُ بِشُكْرٍ. فَأَمَّا حَدِيثُ شَهْرٍ فَإِنَّ أَبَا صَالِحٍ الرَّجُلُ الصَّالِحُ أَخْبَرَنَا [4] قَالَ حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ الْحِمْصِيُّ- قَاضٍ أَنْدَلُسِيٌّ- عَنْ أَبِي عُثْمَانَ [5] عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ وَرَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيَّ، وَعَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ بُخْتٍ عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سُلَيْمٍ الْجُهَنِيِّ كُلُّهُمْ يُحَدِّثُ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ. قَالَ عُقْبَةُ: كُنَّا خُدَّامَ أَنْفُسِنَا، وَكُنَّا نَتَدَاوَلُ رَعْيَةَ الْإِبِلِ بَيْنَنَا، وَأَصَابَنِي رَعْيَةُ الْإِبِلِ، فَرُحْتُ بِهَا بِعَشِيٍّ، فَأَدْرَكْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ قَائِمٌ يُحَدِّثُ النَّاسَ، فَأَدْرَكْتُ مِنْ حَدِيثِهِ وَهُوَ يَقُولُ:
«مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلِغُ الْوُضُوءَ، ثُمَّ يقوم فيركع ركعتين، يقبل
__________
[1] هو السبيعي.
[2] الطائفي المكيّ روى عن عقبة بن عامر مرسلا (تهذيب التهذيب (5/ 322) .
[3] في الأصل «صلح» .
[4] في الأصل «أخبر» .
[5] ترجمته في تهذيب التهذيب 12/ 164.(2/426)
عليهما بقلبه ووجهه (134 ب) إِلَّا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ وَغُفِرَ لَهُ» . قَالَ:
فقلت: ما أجود هذا. قَالَ: فَقَالَ قَائِلٌ: مِنْ بَيْنِ يَدَيِ الَّتِي قَبِلَهَا يَا عُقْبَةُ أَجْوَدُ. قَالَ: فَنَظَرْتُ فَإِذَا هُوَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ. قَالَ: فَقُلْتُ: وَمَا هِيَ يَا أَبَا حَفْصٍ؟ قَالَ: إِنَّهُ قَالَ قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَ: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلِغُ الْوُضُوءَ فَيَقُولُ أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ» .
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ ثَنَا حُرَيْزُ بْنُ عُثْمَانَ [1] عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْفٍ [2] عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ حَيٍّ قَالَ: حَضَرْتُ مَعَ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ جِنَازَةَ شُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمْطِ، فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا حَبِيبٌ بِوَجْهِهِ كَالْمُشْرِفِ عَلَيْنَا- يَقُولُ لِطُولِهِ-.
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ [3] قَالَ حَدَّثَنَا حُرَيْزٌ عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ الرَّحَبِيِّ قَالَ: كَانَ أَبُو قَبِيلَةَ مَرْثَدُ بْنُ وَدَاعَةَ الْعَمِيُّ قَائِمًا يَقُصُّ.
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ حَدَّثَنَا حُرَيْزٌ عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ يَرُدُّهُ إِلَى أَبِي بِشْرٍ، وَأَبُو بِشْرٍ يَرُدُّهُ إِلَى عَثَّامَةَ بْنِ قَيْسٍ، وَعَثَّامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُفْيَانِ الْأَزْدِيُّ، وَكِلَاهُمَا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
«حدثنا أَبُو الْيَمَانِ عَنْ حُرَيْزٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عِمْرَانَ بْنِ نِمْرَانَ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ كَانَ يَسِيرُ فِي الْعَسْكَرِ فَيَقُولُ: أَلَا رُبَّ مُبَيِّضٍ لِثِيَابِهِ مُدَنِّسٍ لِدِينِهِ، أَلَا رُبَّ مُكْرِمٍ لِنَفْسِهِ وَهُوَ لَهَا غَدًا مُهِينٌ، فَادْرَءُوا السيئات
__________
[1] في الأصل «حل» وانما هو حريز بن عثمان الرحبيّ المشرقي روى عن ابن أبي عوف، وروى عنه ابو اليمان (تهذيب التهذيب 2/ 237) .
[2] عبد الرحمن بن أبي عوف.
[3] الحكم بن نافع.(2/427)
الْقَدِيمَاتِ بِالْحَسَنَاتِ الْحَدِيثَاتِ» [1] ، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ عَمِلَ مِنَ السَّيِّئَاتِ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّمَاءِ، ثُمَّ عَمِلَ حَسَنَةً لَعَلَتْ فَوْقَ سَيِّئَاتِهِ حَتَّى تَقْهَرَهُنَّ.
ثَورُ بْنُ يَزِيدَ رَحَبِيٌّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ عَنْ حُرَيْزٍ بِذَلِكَ.
أَبُو حَبِيبٍ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَاضِي.
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ حَدَّثَنَا سعيد عن مكحول قال: قمت الى أنس ابن مَالِكٍ مِنْ هَذَا الْمَسْجِدِ فَسَأَلْتُهُ.
وَعَنْ سَعِيدِ بن عبد العزيز (135 أ) قال: كان اسم عبد الله بن سلام الْحُصَيْنُ، فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ اللَّهِ. وَكَانَ اسْمُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَبْدَ عَمْرٍو فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ. وَكَانَ اسْمُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ سَلُولٍ الْحُبَابَ فَسَمَّاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ اللَّهِ.
مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ الْأَلْهَانِيُّ كُنْيَتُهُ أَبُو سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي بِذَلِكَ أَبُو الْيَمَانِ عَنْ صَفْوَانَ.
وَخَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ كَلَاعِيٌّ.
أَبُو الْيَمَانِ عَامِرُ بْنُ لُحَيٍّ الْهَوْزَنِيُّ.
أَبُو الصَّلْتِ [2] شُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدٍ.
أَبُو حَسَنَةٍ مُسْلِمُ بْنُ أَكْيَسَ مَوْلَى عَبْدِ الدَّارِ.
عَامِرُ بْنُ كُرَيْزٍ عَمَّنْ ذَكَرَهُ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَبِي عُبَيْدَةَ.
__________
[1] ابن حجر: الاصابة 2/ 245 وذكر أنها بسند مرسل وقال «مهين، غدا» بدل «غدا مهين» وهو خطأ.
[2] في تهذيب التهذيب 4/ 328 كنيته ابو الطيب وأبو الصواب.(2/428)
وَأُمِّ صَفْوَانَ أُمُّ الْهَجْرَسِ.
أَزْهَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَمِيعٍ الْحَرَازِيُّ.
حِبَّانُ بْنُ زَيْدٍ أَبُو خِدَاشٍ الشَّرْعَبِيُّ، حَدَّثَنَا بِذَلِكَ أَبُو الْيَمَانِ عَنْ حُرَيزٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ حَدَّثَنَا حُرَيْزٌ عَنْ مُعَاوِيَةَ الْهُذَلِيِّ صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وعَنْ حُرَيْزٍ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ الْخَبَائِرِيِّ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْكِنْدِيِّ سَمِعَهُ يَقُولُ: رَكِبْتُ إِلَى عُمَرَ.
وَعَنْ سُلَيْمٍ قَالَ: قَدِمَ عِيَاضٌ [1] أَوْ غَطِيفُ بْنُ عِيَاضٍ الْكِنْدِيُّ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ مَعَ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ.
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَيْسَرَةَ حَضْرَمِيٌّ سَمِعَ مِنْ أَبِي أُمَامَةَ [2] .
وَعَاصِمُ بْنُ حُمَيْدٍ سَكُونِيٌّ صَاحِبُ مُعَاذٍ، رَوَى عَنْهُ رَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ مُعَاذٍ، وَقَدْ ذَكَرَ بَقِيَّةُ أَنَّ رَاشِدَ بْنَ سَعْدٍ أُصِيبَتْ عَيْنُهُ يَوْمَ صِفِّينَ. وَفُقِئَتْ يَوْمَ صِفِّينَ عَيْنُ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ الطَّائِيُّ، حَدَّثَنَا بِذَلِكَ أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ حدثنا سعيد ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ قال: لما قتل عثمان قال عدي ابن حَاتِمٍ لَا يَنْتَطِحُ فِي قَتْلِهِ عَنْزَانِ [3] . فَلَمَّا كان يوم صفين فقئت عينه،
__________
[1] عياض بن غطيف، ويقال غطيف بن الحارث وترجم له ابن حجر فقال: غضيف ويقال غطيف بن الحارث بن زنيم السكونيّ الكندي ابو أسماء الثمالي (تهذيب التهذيب 8/ 202، 248) .
[2] اياس بن ثعلبة الأنصاري البلوي.
[3] أي لا يكون له تغيير ولا نكير (الميداني: مجمع الأمثال 2/ 117) ويضرب مثلا للامر يبطل ويذهب ولا يكون له طالب (الطرابلسي:
فوائد الآل في مجمع الأمثال 2/ 190) .(2/429)
فَقِيلَ لَهُ: لَا يَنْتَطِحُ فِي قَتْلِ عُثْمَانَ؟ قَالَ: بَلَى وَتُفْقَأُ عُيُونٌ كَثِيرَةٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ حَدَّثَنَا حُرَيْزٌ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن ميسرة عن جبير ابن نفير (135 ب) عَنْ بِشْرِ بْنِ جِحَاشٍ الْقُرَشِيِّ. قُلْتُ لِأَبِي اليمان: بشر ابن جِحَاشٍ؟ قَالَ: نَعَمْ بِشْرُ بْنُ جِحَاشٍ، أَشْكَلَهُ.
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ وَعَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ قَالا حَدَّثَنَا حُرَيْزٌ عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَرْثَدٍ- وَكَانَ قَدْ شَهِدَ صِفِّينَ- قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ حَوْشَبٍ يُحَدِّثُ عَنْ ثَوْبَانَ بْنِ شَهْرٍ قَالَ سَمِعْتُ كُرَيْبَ بْنَ أَبْرَهَةَ وَهُوَ جَالِسٌ مَعَ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي سَطْحِ بَيْتِ الْمَالِ وَذَكَرُوا الْكِبْرَ فَقَالَ كُرَيْبٌ: سَمِعْتُ أَبَا رَيْحَانَةَ يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا يَدْخُلُ شَيْءٌ مِنَ الْكِبْرِ الْجَنَّةَ» .
فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أُحِبُّ أَنْ أَتَجَمَّلَ بِعِلَاقِ سَوْطِي وَشِسْعِ نَعْلِي.
فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ ذَاكَ لَيْسَ بِالْكِبْرِ، إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجمال، انما الكبر من سفه الحق وغمض النَّاسَ بِعَيْنَيْهِ» [1]- وَهَذَا لَفْظُ أَبِي الْيَمَانِ-[2] .
وَسَلْمَانُ هُوَ ابْنُ سُمَيَّةَ الْأَلْهَانِيُّ يَرْوِي عَنِ ابْنِ حَوَالَةَ [3] وَابْنِ أَبِي عَوْفٍ [4] الْجُرَشِيُّ عَنِ الْمِقْدَامِ بن معديكرب وشرحبيل بن شفعة الرحبيّ
__________
[1] ابن حجر: الاصابة 3/ 295 واقتصر على ذكر الاسناد وعبارة «اغا الكبر من سفه ... إلخ» .
[2] أورده ابن سعد 7/ 425.
[3] هو عبد الله بن حوالة.
[4] عبد الرحمن بن أبي عوف الحمصي القاضي (تهذيب التهذيب 6/ 246) .(2/430)
عَنِ ابْنِ نَاسِحٍ [1] الْحَضْرَمِيِّ، وَعَنْ أَبِي الْوَلِيدِ أَزْهَرَ الْهَوْزِيِّ عَنْ عُقْبَةَ صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَتَعَوَّذُ فِي صَلَاتِهِ مِنْ فِتْنَةِ الْمَغْرِبِ.
ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ أبو بحرية عبد الله بن قيس التراغمي.
الْهَيْثَمُ بْنُ مَالِكٍ الطَّائِيُّ.
وَضَمْرَةُ بْنُ حَبِيبِ بْنِ صُهَيْبٍ الْحِمْصِيُّ.
الْعَلَاءُ بْنُ سُفْيَانَ غَسَّانِيُّ.
وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ سُلَيْمَانَ بْنِ سُلَيْمٍ [2] .
أَبُو ذَرٍّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ فَضَالَةَ.
الْعَلَاءُ بْنُ سُفْيَانَ الْغَسَّانِيُّ.
قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: لَمْ يَسْمَعْ يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ مِنِ ابْنِ شِهَابٍ وَلَا مِنْ نَافِعٍ، وَلَمْ يَسْمَعِ الْأَوْزَاعِيُّ مِنْ نَافِعٍ.
حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ سَلَمَةَ الْحِمْصِيُّ حَدَّثَنَا بقية قال أخبرني يوسف ابن السَّفْرِ [3] عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُلِّحِينَ في الدعاء. ويوسف بيروتى (136 أ) لَا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ إِلَّا لِلْمَعْرِفَةِ.
عُبَادَةُ بْنُ أَوْفَى نُمَيْرِيٌّ شَامِيٌّ.
حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ سَلَمَةَ الحمصي قال ثنا بقية قال حدثنا سلامة بن
__________
[1] عبد الله بن ناسح الحضرميّ (ابن أبي حاتم: الجرح والتعديل ج 2 قسم 2/ 184) .
[2] الكناني الكلبي الحمصي (تهذيب التهذيب 4/ 195) .
[3] أبو الفيض الشامي كاتب الأوزاعي (ابن أبي حاتم: الجرح والتعديل ج 4 قسم 2/ 223) .(2/431)
عُمَيْرَةَ الْمُنَابِجِيُّ- حَيٌّ مِنَ الْيَمَنِ- عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الْوَصَابِيُّ- حَيٌّ مِنَ الْيَمَنِ- عَنْ [أَبِي] [1] أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كُلُّ سَارِحَةٍ وَرَائِحَةٍ عَلَى قوم حرام على غيرهم. وقال حدثنا بَقِيَّةُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو خَالِدٍ السَّكُونِيُّ [2] بُحَيْرُ بْنُ سَعِيدٍ [3] وَهُوَ مِنْ ثِقَاتِ رِجَالِ حِمْصٍ.
وَقَالَ حَدَّثَنَا مَنِيعُ بْنُ السَّرِيِّ الْحَرَازِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُمَيْدٍ الْمُزَنِيُّ عَنْ شُرَيْحِ بْنِ مَسْرُوقٍ الْهَوْزِيِّ عَنْ أَبِي زَكَرِيَّا [4] عَنْ أَبِي أُمَامَةَ [5] قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ الْمَعْرُوفَ لَا يصلح الا لذي دين أبو لِذِي حَسَبٍ أَوْ لِذِي حِلْمٍ. وَقَالَ حَدَّثَنَا المؤمل بن عمر أو قَعْنَبٌ الْعَتَبِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ أَبُو عَنْبَسَةَ خَادِمُ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ [6] يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ لَمْ يَقْرَأْ خَلْفَ الْإِمَامِ فَصَلَاتُهُ خِدَاجٌ» [7] .
__________
[1] سقطت من الأصل.
[2] في تهذيب التهذيب 1/ 431 «السحولي» نسبة الى قرية باليمن ولا مانع أن يكون سحوليا وسكونيا.
[3] في الأصل «سعد» والتصويب من تهذيب التهذيب 1/ 431.
[4] هكذا في الأصل وأحسبه ابن أبي زكريا وهو عبد الله الخزاعي الشامي الفقيه التابعي مات سنة 117 هـ (تهذيب التهذيب 5/ 218) .
[5] ، (6) اياس بن ثعلبة البلوي الأنصاري.
[7] انظر الحديث في صحيح مسلم 1/ 297 ويضيف «بفاتحة الكتاب» .(2/432)
وَقَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ نَاشِرَةَ الْأَلْهَانِيُّ [1] قَالَ: سَمِعْتُ عُمَيْرَ بْنَ زِيَادٍ الْأَلْهَانِيَّ يَقُولُ: كَانَ ثَوْبَانُ جَارًا لَنَا وَكَانَ يَدْخُلُ الْحَمَّامَ، فَقُلْتُ لَهُ.
فَقَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْخُلُ الْحَمَّامَ. فَقَالَ: وَيَتَنَوَّرَ.
قَالَ: وَكَانَ ثَوْبَانُ يُسَمَّى ابْنَ بَجْدَدٍ [2] .
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ صَدَقَةَ بْنِ خَالِدٍ الْقُرَشِيِّ مَوْلَى أُمِّ الْبَنِينِ- دِمَشْقِيٌّ ثِقَةٌ- عَنْ أَبِي حَفْصٍ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاتِكَةِ وَكَانَ قَاصَّ دِمَشْقَ، «وَهُوَ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ» [3] .
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ وَهُوَ فِي عِدَادِ الْمِصْرِيِّينَ «لَا بَأْسَ بِهِ» [4] ، وَفِي حَدِيثِهِ ضَعْفٌ.
وَقَالَ [5] : حَدَّثَنَا سعيد بن أبي أَيُّوبَ، وَأَبُو أَيُّوبَ مِقْلَاصٌ، وَكَانَ الْمُقْرِئُ يَقُولُ: مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَنْكَرَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ- وَهُوَ ابْنُ بِنْتِ سَعِيدٍ- وَقَالَ: نَحْنُ موالي خزاعة وأراني أسر به [6] لِأَجْدَادِهِ وَكُتُبًا لَهُمْ، يُنْسَبُونَ إِلَى خُزَاعَةَ. وَهُوَ مصري ثقة.
(136 ب) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بكر بن عياش عن
__________
[1] ترجمته في كتاب الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج 2 قسم 1/ 147.
[2] هو مولى النبي صلى الله عليه وسلم (كتاب الجرح والتعديل ج 2 قسم 1/ 147) .
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 6/ 125.
[4] المصدر السابق 6/ 174.
[5] القائل هو ابو عبد الرحمن المقرئ.
[6] هكذا رسم الكلمة في الأصل ولم أتبينها.(2/433)
مُطَرَّحِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ الْمُهَلَّبِ- وَهُوَ ضَعِيفٌ- عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ [1] وَهُوَ ضَعِيفٌ.
[عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ]
حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْمُرَادِيُّ كَاتِبُ ابْنُ لَهِيعَةَ- وَكَانَ ثِقَةً- «وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ صَالِحٍ أَبَا جَعْفَرٍ- وَكَانَ مِنْ خِيَارِ الْمُتْقِنِينَ- يُثْنِي عَلَيْهِ، وَقَالَ لِي: كَتَبْتُ حَدِيثَ أَبِي الْأَسْوَدِ فِي الرَّقِّ فَاسْتَفْهَمْتُهُ فَقَالَ لِي: كُنْتُ أَكْتُبُ عَنِ الْمِصْرِيِّينَ وَغَيْرِهِمْ مِمَّنْ يُخَالِجُنِي أَمْرُهُ، فَإِذَا ثبت لي حولته في الرق. وكتبت حَدِيثًا لِأَبِي الْأَسْوَدِ فِي الرَّقِّ، وَمَا أَحْسَنَ حَدِيثَهُ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، فَقُلْتُ لَهُ: يَقُولُونَ سَمَاعٌ قَدِيمٌ وَسَمَاعٌ حَدِيثٌ؟ فَقَالَ لِي: لَيْسَ مِنْ هَذَا شَيْءٌ، ابْنُ لَهِيعَةَ صَحِيحُ الْكِتَابَةِ، كَانَ أَخْرَجَ كُتُبَهُ فَأَمْلَى عَلَى النَّاسِ حَتَّى كَتَبُوا حَدِيثَهُ إِمْلَاءً، فَمَنْ ضَبَطَ كَانَ حَدِيثُهُ حَسَنًا صَحِيحًا، إِلَّا أَنَّهُ [كَانَ] يَحْضُرُ مَنْ يَضْبِطُ وَيُحْسِنُ، وَيَحْضُرُ قَوْمٌ يَكْتُبُونَ وَلَا يَضْبِطُونَ وَلَا يُصَحِّحُونَ، وَآخَرُونَ نَظَّارَةٌ، وَآخَرُونَ سَمِعُوا مَعَ آخَرِينَ، ثُمَّ لَمْ يُخْرِجَ ابْنُ لَهِيعَةَ بَعْدَ ذَلِكَ كِتَابًا وَلَمْ يُرَ لَهُ كِتَابٌ، وَكَانَ مَنْ أَرَادَ السَّمَاعَ مِنْهُ ذَهَبَ فَانْتَسَخَ مِمَّنْ كَتَبَ عَنْهُ وَجَاءَ بِهِ فَقَرَأَهُ عَلَيْهِ، فَمَنْ وَقَعَ عَلَى نُسْخَةٍ صَحِيحَةٍ فَحَدِيثُهُ صَحِيحٌ، وَمَنْ كَتَبَ مِنْ نُسْخَةٍ مَا لَمْ تُضْبَطْ جَاءَ فِيهِ خَلَلٌ كَثِيرٌ. ثُمَّ ذَهَبَ قَوْمٌ، فَكُلُّ مَنْ رَوَى عَنْهُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ فَإِنَّهُ سَمِعَ مِنْ عَطَاءٍ، وَرَوَى عَنْ رَجُلٍ وَعَنْ رَجُلَيْنِ وَعَنْ ثَلَاثَةٍ [عَنْ عَطَاءٍ] فَتَرَكُوا مَنْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَطَاءٍ وَجَعَلُوهُ [2] عَنْ عطاء» [3] .
__________
[1] الضمريّ مولاهم الافريقي (تهذيب التهذيب 7/ 12) .
[2] في الأصل «وحملوا» وما أثبته من تهذيب التهذيب 5/ 377.
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 5/ 376- 377 ويحذف(2/434)
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَكُنْتُ كَتَبْتُ عَنِ ابْنِ رُمْحٍ [1] كِتَابًا عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، وَكَانَ فِيهِ نَحْوَ مَا وَصَفَ أَحْمَدُ [2] ، فَقَالَ: هَذَا وَقَعَ عَلَى رَجُلٍ ضَبَطَ إِمْلَاءَ ابْنَ لَهِيعَةَ. فَقُلْتُ لَهُ فِي حَدِيثِ ابْنِ لَهِيعَةَ. قَالَ: لَمْ يَعْرِفْ «مَذْهَبِي فِي الرِّجَالِ، إِنِّي أَذْهَبُ إِلَى أَنَّهُ لَا يُتْرَكُ حَدِيثُ مُحَدِّثٍ حَتَّى يُجْمِعَ أهل مصره على ترك (137 أ) حَدِيثِهِ» [3] .
«سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مَرْيَمَ يَقُولُ: كَانَ ابْنُ لَهِيعَةَ يَقْرَأُ مِنْ كُتُبِ النَّاسِ، وَلَقَدْ حَجَّ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ فَقَدِمُوا وَصَارُوا إِلَى ابْنِ لَهِيعَةَ وَذَاكَرَهُمْ فَقَالَ:
هَلْ كَتَبْتُمْ حَدِيثًا طَرِيفًا؟ فَقَالَ لَهُ بَعْضُهُمْ: حَدِيثُ الْقَاسِمِ العمري عن عمرو بن شعيب عن أبيه عَنْ جَدِّهِ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِذَا رَأَيْتُمُ الْحَرِيقَ فَكَبِّرُوا) فَقَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: هَذَا حَدِيثٌ طَرِيفٌ. قَالَ فَرَأَيْتُ بَعْدُ يَجِيءُ الرَّجُلُ فَيَسْأَلُهُ حَدَّثَكَ عَمْرُو بْنُ شعيب؟ فيقول: لا انما حدثنا بَعْضُ أَصْحَابِنَا- يُسَمِّيهِ-. قَالَ: ثُمَّ وَضَعُوا فِي حَدِيثَهُ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ فَكَانَ يَقُولُ كَمْ شَاءَ اللَّهُ إِذَا مَرُّوا بِهَذَا الْحَدِيثِ: هَذَا حَدِيثُ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ عَمْرٍو. قَالَ: ثُمَّ سَكَتَ، فَكَانُوا يَضَعُونَ عَلَيْهِ فِي جُمْلَةِ حديث عمرو بن شعيب فغيروها.
__________
[ () ] «فاستفهمته ... لابي الأسود في الرق» و «صحيحا» وبقية النص بتصرف يسير.
[1] محمد بن رمح التجيبي مولاهم المصري الحافظ (تهذيب التهذيب 9/ 164) .
[2] أي أحمد بن صالح ابو جعفر المتقدم ذكره.
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 5/ 377 بتصرف يسير.(2/435)
قَالَ سَعِيدٌ [1] : وَشَيْءٌ آخَرُ، كَانَ حَيْوَةُ [2] أَوْصَى إِلَى وَصِيٍّ، وَكَانَتْ كُتُبُهُ عِنْدَ الْوَصِيِّ، فَكَانَ مَنْ لَا يَتَّقِي اللَّهَ يَذْهَبُ فَيَكْتُبُ مِنْ كُتُبِ حَيْوَةَ [حَدِيثَ] [3] الشُّيُوخِ الَّذِينَ قَدْ شَارَكَهُ ابْنُ لَهِيعَةَ فِيهِمْ، ثُمَّ يَحْمِلُ إِلَيْهِ فَيَقْرَأُ عَلَيْهِمْ» [4] .
فَحَدَّثَنِي أَبُو الْأَسْوَدِ قَالَ أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ دَرَاجِ بْنِ السَّمْحِ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ [5] عَنْ أَبِي سَعِيدٍ [6] .
وَسَمِعْتُ ابْنَ بُكَيْرٍ: كَانَ أَبُو الْهَيْثَمِ قَاصَّ الْجَمَاعَةِ بِمِصْرَ أَيَّامَ بني أمية، فلما جاء عمال بني العباس عزلوه عَنِ الْقَصَصِ، فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ وَقَالَ: مَا لَكُمْ تَعْزِلُونِي إِنَّمَا أَنَا قَاصٌّ، فَإِنْ قُلْتُمْ لِي زِدْ فِي قَصَصِكَ زِدْتُ، وَإِنْ قُلْتُمْ قَصِّرْ قَصَّرْتُ. فَمَا لَكُمْ تَعْزِلُونَنِي!.
قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وَأَبُو الْهَيْثَمِ مَدَنِيٌّ وَاسْمُهُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو ثِقَةٌ، قَدِمَ مِصْرَ فَأَقَامَ بِهَا يَلْتَمِسُ الرِّزْقَ وَالْمَعَاشَ.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ قَادِمٍ الْكُوفِيُّ وَقَصَّرْتُ فِي الْكِتَابَةِ عَنْهُ لِلتَّشَيُّعِ، فَإِنَّهُ كَانَ يَمِيلُ إِلَى التَّشَيُّعِ، ثُمَّ وَجَدْتُ عَامَّةَ كُهُولِنَا قد كتبوا عنه وقالوا: هو ثقة.
__________
[1] هو سعيد بن أبي مريم.
[2] حيوة بن شريح التجيبي المصري.
[3] الزيادة توضح السياق.
[4] ابن حجر: تهذيب التهذيب 5/ 375.
[5] سليمان بن عمرو بن عبدة ويقال عبيد الليثي العتواري المصري (تهذيب التهذيب 4/ 212) .
[6] هو الخدريّ الصحابي المعروف.(2/436)
حَدَّثَنَا غَالِبُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْجَزَرِيُّ الْعُقَيْلِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ لَا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ (137 ب) وَلَا يَرْوِي عَنْهُ أَهْلُ الْعِلْمِ، إِنَّمَا يَرْوِي عَنْهُ أَهْلُ الْغَفْلَةِ، فَأَمَّا عُقَلَاءُ أَهْلِ الْعِلْمِ فلا يعبأون بِحَدِيثِهِ. «وَقَدْ رَوَى شَيْخٌ كُوفِيٌّ مُغَفَّلٌ أَنْبَارِيٌّ يُقَالُ لَهُ وَضَّاحُ بْنُ حَسَّانٍ [1] قَالَ حَدَّثَنَا وَزِيرُ [2] بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ غَالِبِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْجَزَرِيِّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رباح عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَى مُعَاوِيَةَ سَهْمًا وَقَالَ: هَاكَ هذا يا معاوية حتى توافني به الْجَنَّةِ» [3] . حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الرَّمْلِيُّ- «وَكَانَ حَافِظًا» [4]- قَالَ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ أَبُو عُتْبَةَ الْخَوَّاصُ الْفِلَسْطِينِيُّ- «وَكَانَ مِنَ الزُّهَّادِ والعباد ثقة» [5] عن «السيباني يحي بن أبي عمرو شامي ثقة» [6] ، ويروي يحي عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيِّ- شَامِيٌّ ثقة- عن أبي أمامة [7] ، ويروي
__________
[1] في ميزان الاعتدال للذهبي 4/ 333 «ذكره الفسوي فقال:
كان مغفلا» .
[2] في الأصل «رزين» والتصويب من تاريخ بغداد للخطيب 13/ 466 وميزان الاعتدال للذهبي 4/ 333.
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 466 لكنه ذكر «تلقاني» بدل «توافني» وقال الخطيب: تفرد بروايته عن عطاء غالب بن عبيد الله وكان ضعيفا.
[4] الذهبي: ميزان الاعتدال 3/ 628 وابن حجر: تهذيب التهذيب 9/ 314.
[5] ابن حجر: تهذيب التهذيب 5/ 97 ويحذف «والعباد» .
[6] المصدر السابق 11/ 261.
[7] اياس بن ثعلبة البلوي الأنصاري.(2/437)
السيباني عَنْ أَبِي الْعَجْفَاءِ [1] قَالَ قِيلَ لِعُمَرَ: لَوْ عهدت؟ قال: لو أدركت خالد ابن الْوَلِيدِ ثُمَّ وَلَّيْتُهُ.
وَهَذَا هُوَ الْبَاطِلُ، وَأَبُو الْعَجْفَاءِ مَجْهُولٌ لَا يُدْرَى مَنْ هُوَ.
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خالد القرشي وهو دمشقي ثقة.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الرَّمْلِيُّ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ عَنْ «صَدَقَةَ بْنِ يَزِيدَ دِمَشْقِيٌّ حَسَنُ الْحَدِيثِ» [2] .
حَدَّثَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا قَالَ حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ السَّمِينُ وَسَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يُحَسِّنُ أَمْرَهُ وَيَمِيلُ إِلَى عَدَالَتِهِ، وَلِذَلِكَ ذَكَرَ لِي عَنْ مَرْوَانَ الطَّاطَرِيِّ- وَهُوَ عِنْدِي ضَعِيفُ الْحَدِيثِ-: َكَانَ شَيْخًا يُقَالُ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ [3] يُجَالِسُ هِشَامًا، وَكَانَ عِنْدَهُ كُتُبُ صَدَقَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَحَدِيثُهُ، فَلَمْ يَخْفَ عَلَيَّ إِذَا نَظَرَ فِيهَا وَلَا أَكْتُبُ عَنْهُ.
«حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ [4] قَالَ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي نَهِيكُ بْنُ يَرِيمَ الْأَوْزَاعِيُّ- لَا بَأْسَ بِهِ- عَنْ مُغِيثِ بْنِ سُمَيٍّ الْأَوْزَاعِيِّ- وَهَؤُلَاءِ رِجَالُ الشَّامِ لَيْسَ فِيهِمْ إِلَّا ثِقَةٌ- قَالَ: صَلَّى بِنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْغَدَاةَ بِغِلْسٍ» [5] ، فَالْتَفَتُّ إِلَى ابْنِ عُمَرَ فَقُلْتُ: ما هذه
__________
[1] ترجمته في تهذيب التهذيب 12/ 165.
[2] الذهبي: تاريخ الإسلام 6/ 203.
[3] ابن راشد المقرئ.
[4] ابن مسلم الدمشقيّ
[5] ابن حجر: تهذيب التهذيب 10/ 255 لكنه يذكر «رجال كلهم شامي» بدل «رجال الشام» .(2/438)
الصَّلَاةُ؟ قَالَ: هَذِهِ صَلَاتُنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فلما قتل عمر أسفر (138 أ) بِهَا عُثْمَانُ.
«حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ- وَهُوَ ثِقَةٌ- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهِبٍ- وَهُوَ هَمَذَانِيٌّ ثِقَةٌ- قَالَ سَمِعْتُ تَمِيمًا الدَّارِيَّ [1] . وَهَذَا خَطَأٌ، ابْنُ مَوْهِبٍ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ تَمِيمٍ ولا لحقه» [2] .
وحدثنا ابن ابنه يَزِيدُ بْنُ خَالِدِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الله بن موهب ثقة.
وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الدِّمَشْقِيَّ وَيَزِيدُ بن خالد بن عبد الله بن موهب قالا: حدثنا يحي بْنُ حَمْزَةَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهِبٍ عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ: سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا السُّنَّةُ فِي الرَّجُلِ يُسْلِمُ مِنْ أَهْلِ الْكُفْرِ عَلَى يَدَيِ الرَّجُلِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هُوَ أَوْلَى النَّاسِ بِمَحْيَاهُ وَمَمَاتِهِ.
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى [3] حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ [4] قَالَ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ [5] عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهِبٍ عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ قَالَ: سألت
__________
[1] قال ابن حجر: «يعني حديث الكافر يسلم علي يدي المسلم لمن ولاؤه» وعقب على قول الفسوي بقوله: «وهكذا رواه غير واحد عن عبد العزيز، ورواه يحي بن حمزة عن عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهِبٍ عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ. (تهذيب التهذيب 6/ 47) .
[2] ابن حجر: تهذيب التهذيب 6/ 47 وانظر أول السند فقط في 6/ 350.
[3] ابو موسى محمد بن المثنى الزمن.
[4] عبد الكبير بن عبد المجيد الحنفي البصري ابو يحي (تهذيب التهذيب 6/ 370) .
[5] السبيعي.(2/439)
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَدِيثُ حديث يحي بْنِ حَمْزَةَ. حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْرٍ عِيسَى [1] بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النَّحَّاسِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ رَوْحٍ الدَّارِيُّ- رَجُلٌ مِنْ آلِ تَمِيمٍ- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ الْقَاضِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: أَتَيْنَا تَمِيمَ الدَّارِيَّ وَهُوَ يُعَالِجُ شَعِيرًا لِفَرَسِهِ. فَقُلْنَا لَهُ:
يَا أَبَا رُقَيَّةَ أَمَا لَكَ مَنْ يَكْفِيكَ؟ قَالَ: بَلَى. وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنِ ارْتَبَطَ فَرَسًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَالَجَ عَلْفَهُ بِيَدِهِ كَانَ لَهُ بِكُلِّ حَبَّةٍ حَسَنَةٌ.
قَالَ أَبُو عُمَيْرٍ: لَمْ يَكُنْ لِتَمِيمٍ ذِكْرٌ إِنَّمَا كَانَ لَهُ بِنْتٌ يُقَالُ لَهَا رُقَيَّةُ، فَتَكَنَّى بِهَا.
حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْمُرَادِيُّ الرَّجُلُ الصَّالِحُ أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي صَخْرٍ عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هِنْدٍ الدَّارِيَّ يَقُولُ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ قَامَ مَقَامَ رِيَاءٍ وَسُمْعَةٍ رَاءَى اللَّهُ بِهِ وَسَمَّعَ» . يَقُولُونَ: تَمِيمٌ وَأَبُو هِنْدٍ أَخَوَانِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ سَلَمَةَ أَبُو أَيُّوبَ الْحِمْصِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْعَلَاءِ الْغَسَّانِيُّ مِنْ آلِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أبي مَرْيَمَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّهُ وُلِدَ لِي اللَّيْلَةَ جَارِيَةٌ. فَقَالَ: اللَّيْلَةَ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ سُورَةٌ مَرْيَمَ فَسَمِّهَا مَرْيَمَ. فَكَانَ يُكَنَّى بِأَبِي مَرْيَمَ.
حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ قَالَ حَدَّثَنِي بُكَيْرٌ [2] عن
__________
[1] في الأصل «عثمان» وهو تصحيف.
[2] بكير بن عبد الله بن الأشج القرشي الأموي (تهذيب التهذيب 1/ 491) .(2/440)
بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ [1] عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ الْخَوْلَانِيِّ- وَكَانَ يَتِيمًا فِي حِجْرِ مَيْمُونَةَ [2] قَالَ: رَأَيْتُ مَيْمُونَةَ تُصَلِّي فِي دِرْعٍ وَسَابِغٍ وَخِمَارٍ لَيْسَ عَلَيْهَا إِزَارَةٌ. وبُكَيْرٌ وَبُسْرٌ ثِقَتَانِ تَقُومُ رِوَايَتُهُمَا مَقَامَ الْحُجَّةِ.
قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: هُوَ عُبَيْدُ الله بن الأسد [3] ، ولكن مرقوم بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ صَغِيرٌ فَخَلَّفُوهُ عِنْدَ مَيْمُونَةَ فَرَبَّتْهُ.
[اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ]
قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وُلِدَ شُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ. قُلْتُ لِابْنِ بُكَيْرٍ: كَانَ يَسْمَعُ مَعَكُمْ؟ قَالَ: لَا.
قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنِي شُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ قَالَ قَالَ أَبِي: وَدَّعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ قَالَ: أَعْجَبَنِي مَا رَأَيْتُ مِنْ عَقْلِكَ وَلَقَدْ فَرِحْتُ إِذْ بَقَّى اللَّهُ في الرعية مثلك. قال شعيب: وقال لِي أَبِي: لَا تُحَدِّثْ بِهَذَا عَنِّي مَا دُمْتُ حَيًا. قَالَ وَقَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ: أَلَا تَنْظُرُ لِي رَجُلًا أَسْتَعْمِلُهُ عَلَى مِصْرَ؟
فَقُلْتُ لَهُ: فُلَانٌ وَالِيكَ كَانَ عَلَيْهَا. قَالَ: لَا ذَاكَ ضَعِيفٌ. قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هُوَ قَوِيٌّ. قَالَ: لَا ذَاكَ ضَعِيفٌ. قُلْتُ: أمير المؤمنين أبصر لرعيته. فَقَالَ لِي: انْظُرْ لِي رَجُلًا أَسْتَعْمِلُهُ عَلَيْهَا. فقلت: أفعل قال: فما
__________
[1] المدني العابد (تهذيب التهذيب 1/ 437) .
[2] ميمونة بنت الحارث العامري الهلالية أم المؤمنين (تهذيب التهذيب 12/ 453) .
[3] عبيد الله بن الأسود ويقال ابن الأسد الخولانيّ (تهذيب التهذيب 7/ 3) .(2/441)
بمنعك أَنْتَ؟ قَالَ قُلْتُ: أَنَا لَا أَقْوَى وَأَنَا ضَعِيفٌ. قَالَ فَقَالَ لِي: أَنْتَ قَوِيٌّ إِلَّا أَنْ تَضْعُفَ نِيَّتُكَ فِينَا.
وَاللَّيْثُ يُكَنَى أَبَا الْحَارِثِ.
قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وَكَانَ يَقُولُ أَصْلُنَا مِنْ أَصْبَهَانَ. قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وَهُمْ مِنَ الطبنة [1] .
حدثني ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ قُلْتُ لِابْنِ لَهِيعَةَ:
كَيْفَ سَمِعْتَ مِنَ الْأَعْرَجِ وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ اللَّيْثُ؟ قَالَ: قَدِمَ الْأَعْرَجُ فَنَزَلَ عَلَى جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ. قَالَ: وَكُنْتُ أَكِفُ لَهُ حَتَّى أَشْتَرِيَ لَهُ الشَّعِيرَ لِفَرَسِهِ بِالدَّرَاهِمِ. قَالَ وَكَانَ يُشَنِّفُ [2] اللَّيْثَ وَعَمْرَو بْنَ الْحَارِثِ [3] فَقَالَ لِي:
إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْمَعَ شَيْئًا. وَقَالَ: حَتَّى تَسْمَعَهُ وَلَا تُخْبِرَ به أحدا. قال:
فسمعنا من الأعرج [4] (139 أ) وخرج الى الاسكندرية، وَتَحَدَّثَ النَّاسُ بِذَلِكَ فَقَالُوا الْأَعْرَجُ بْنُ هُرْمُزَ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ. قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: فَسَمِعْتُ اللَّيْثَ يَقُولُ: رَأَيْتُهُ بِمِصْرَ عِنْدَ الْمِنْبَرِ سُئِلَ عَنْ حُرُوفِ الْقُرْآنِ وَلَا أَعْرِفُهُ وَلَا أَدْرِي مَنْ هُوَ.
قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وَسَمِعْتُ اللَّيْثَ يَقُولُ: رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ شُعَيْبٍ بِمَكَّةَ وَلَمْ أَسْأَلْهُ عَنْ شَيْءٍ.
قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وَأَخَبْرَنِي مَنْ أَثِقُ بِهِ عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: رَأَيْتُ
__________
[1] هكذا في الأصل ولم أتبينها.
[2] يشنف: يبغض.
[3] الأنصاري المصري.
[4] عبد الرحمن بن هرمز ابو داود المدني (تهذيب التهذيب 6/ 290) .(2/442)
أَبَا الْخَيْرِ [1] مَرْثَدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقْضِي لِأَهْلِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةَ [2] .
قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وَحَجَّ اللَّيْثُ بن سعد سنة ثلاث عشرة، فسمع من ابْنِ شِهَابٍ بِمَكَّةَ، وَمِنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ [3] وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَأَبِي الزُّبَيْرِ وَنَافِعٍ [4] وَعِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ وَعِدَّةِ مَشَايِخَ.
قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وَأَخْبَرَنِي مُبَشِّرُ [5] بْنُ سَعِيدٍ عَنِ اللَّيْثِ قَالَ: جِئْتُ أَبَا الزُّبَيْرِ فَأَخْرَجَ إِلَيَّ كُتُبًا، فَقُلْتُ: سَمَاعُكَ مِنْ جَابِرٍ؟ قَالَ: وَمِنْ غَيْرِهِ.
قُلْتُ: سَمَاعُكَ مِنْ جَابِرٍ؟ قَالَ: فَأَخْرَجَ إِلَيَّ هَذِهِ الصَّحِيفَةَ. قُلْتُ لِابْنِ بُكَيْرٍ: وَاللَّيْثُ يَوْمَئِذٍ ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً؟ قَالَ: ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً، «قَالَ اللَّيْثُ: وَدَخَلْتُ عَلَى نَافِعٍ فَسَأَلَنِي، فَقُلْتُ: أَنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ. قَالَ:
مِمَّنْ؟ قَالَ قُلْتُ: مِنْ قَيْسٍ. قَالَ: ابْنُ رفاعة؟ فقلت: أنا ابن رجل من فومه. وَقَالَ لِي: ابْنُ كَمْ؟ قُلْتُ: ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً. قَالَ: أَمَّا لِحْيَتُكَ فَلِحْيَةُ ابْنِ أَرْبَعِينَ» [6] قال الليث: وقرأ رجل على نافع (مثل الّذي نشرت
__________
[1] في الأصل «الجهر» والتصويب من بقية المواضع التي ورد فيها وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب 10/ 82.
[2] هذه الرواية لا تصح ولعل الحمل فيها على من دلس ابن بكير اسمه، لان مرثدا توفي سنة 90 هـ والليث ولد سنة 94 هـ فلا يمكن أن يكون رأى مرثدا.
[3] عبيد الله بن أبي ملكية.
[4] مولى ابن عمر.
[5] هكذا في الأصل ولم أجده.
[6] ابن حجر: الرحمة الغيثية ص 4 ولم يسم مصدره وحذف «قال: ابن رفاعة؟ ... قومه» .(2/443)
فِي أَبِيهِ قِصَّةٌ) [1] يُرِيدُ (الَّذِي يَشْرَبُ فِي آنِيَةِ فِضَّةٍ) .
«قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وَأَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ اللَّيْثَ يَقُولُ: كَتَبْتُ مِنْ عِلْمِ ابْنِ شِهَابٍ عِلْمًا كَثِيرًا، وَطَلَبْتُ رُكُوبَ الْبَرِيدِ إِلَيْهِ إِلَى الرُّصَافَةِ، فَخِفْتُ أَلَّا يَكُونَ ذَلِكَ للَّه فَتَرَكْتُ ذَلِكَ» [2] .
«قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ أَخْبَرَنِي شُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ عَنْ أَبِيهِ اللَّيْثِ قَالَ: كَانَ يَقُولُ: إِنَّمَا قَالَ لِي بَعْضُ أَهْلِي وُلِدْتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ، وَلَكِنَّ الَّذِي أُوقِنُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ» [3] .
قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وُلِدَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ، وَتُوُفِّيَ يَوْمَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ سَنَةَ خمس وسبعين ومائة، (139 ب) وصلى عليه موسى بن عيسى الهاشمي، ودفن بَعْدَ الْجُمُعَةِ، يُكَنَى أَبَا الْحَارِثِ.
حَدَّثَنِي ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ ثَنَا اللَّيْثُ قَالَ: حَجَجْتُ فَلَمَّا كُنْتُ بِالْمَدِينَةِ كَانَ قَدْ وَافَى الْحُجَّاجُ مِنَ النَّوَاحِي، وَكَانَتِ الطُّرُقُ كَثِيرَةُ الرَّوْثِ، فَكُنْتُ إِذَا غَدَوْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ لَبِسْتُ زَوْجَيْ خِفَافٍ، فَإِذَا دخلت المسجد نزعت إحداهما وصليت في الأخرى. فقال لي يحي بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ: إِنَّكَ مَنْظُورٌ إِلَيْكَ. وَأَظُنُّهُ قَدْ قَالَ: إِنَّكَ إِمَامٌ مَنْظُورٌ إِلَيْكَ فَلَا تفعل هذا، وأمسح خفك وصل فيه.
__________
[1] في الأصل «مثل الّذي يشرب في آنية فضة» دون تصحيف ويبدو أن الناسخ صوبها وقد ذكرتها مصحفة لان القصد إظهار التصحيف.
[2] ابن حجر: الرحمة الغيثية ص 4 وعقب ابن حجر على ذلك بقوله «يعني فصار يروي عنه بالواسطة لذلك» .
[3] ابن حجر: الرحمة الغيثية ص 3.(2/444)
«حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الرَّجُلُ الصَّالِحُ» [1] قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو شُرَيْحٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ مِنْ سُكَّانِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ، «وَكَانَ كَخَيْرِ الرِّجَالِ» [2] .
مَالِكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخَثْعَمِيِّ صاحب الصوائف.
حدثني عبد الرحمن بن يحي بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيُّ حَدَّثَنَا الْجَرَّاحُ بْنُ مَلِيحٍ الْحِمْصِيُّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ زُرْعَةَ الْخَوْلَانِيُّ عَنْ أبي عنبة الْخَوْلَانِيِّ- وَكَانَ مِمَّنْ أَكَلَ الدَّمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَصَلَّى الْقِبْلَتَيْنِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَا يَزَالُ اللَّهُ يَغْرِسُ فِي هَذَا الدِّينِ غَرْسًا يَسْتَعْمِلْهُمْ فِيهِ لِطَاعَتِهِ- أَوْ يَسْتَعْمِلْهُمْ بِطَاعَتِهِ-) . حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أبي مريم ابو محمد القرشي- مولى لبني أمية- أخبرنا يحي بْنُ أَيُّوبَ- وَهُوَ ثِقَةٌ- أَبُو الْعَبَّاسِ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ [3]- وَهُوَ مِنَ الْمِصْرِيِّينَ ثِقَةٌ- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْرُوحٍ عَنْ رَبِيعَةَ بن نُورَا [4] عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أَرَادَ كَنْزَ الْحَدِيثِ فَعَلَيْهِ بِلَا حَوْلَ وَلَا قوة الا باللَّه» . وحدثني بعض آل أبي مريم عن يحي [5] قَالَ: كُنْتُ بِمَكَّةَ فَخَرَجْتُ مَعَ ابْنِ جُرَيْجٍ فِي جِنَازَةٍ فِي يَوْمٍ حَرُورٍ، فَقَالَ لِي: يَا أَبَا الْعَبَّاسِ قَدِ اسْتَعْبَدَكَ الْحَدِيثُ. وَكَانَ لَهُ حَلْقَةٌ فِي مَسْجِدِ مِصْرَ، فَمَرَّ بِهِ الليث بن سعد يوما
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 6/ 194، 5/ 259.
[2] ابن حجر: تهذيب التهذيب 6/ 194، 5/ 259.
[3] الجمحيّ المصري أبو عبد الرحيم.
[4] هكذا في الأصل ولم أجده.
[5] يحي بن أيوب ابو العباس.(2/445)
فوقف عليه، فقام اليه يحي وَمَضَى مَعَهُ إِلَى حَلْقَةِ اللَّيْثِ، فَكَانَ اللَّيْثُ يسأله عن النوازل وكان حافظا للحديث (140 أ) فَيُحَدِّثُهُ بِمَا عِنْدَهُ. قَالَ: وَبَعَثَ إِلَيْهِ اللَّيْثُ بِدَنَانِيرَ فَكَانَ يَلْزَمُ اللَّيْثَ حَتَّى مَاتَ.
حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ أَبُو مُعَاوِيَةَ الْحِمْيَرِيُّ ثُمَّ الْقَتَبَانِيُّ وَهُوَ ثِقَةٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ [1] عَنْ بَكْرِ بن مضر بن محمد بن حكيم بن سَلْمَانَ أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ ثِقَةٌ.
قَالَ ابْنُ رُمْحٍ [2] : رَأَيْتُ اللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ جَالِسًا عَلَى قبر يدفن ودموعه يسيل عَلَى لِحْيَتِهِ.
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ [3] ثَنَا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ الْقَيْسِيَّ مَوْلَى أُمِّ الْمَضَاءِ حَدَّثَنِي أَبُو الْوَلِيدِ ثَنَا عَوْفُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ زِيَادٍ مِصْرِيٌّ أَظُنُّ سَمِعَ مِنْهُ بِمَكَّةَ وَلَا بَأْسَ بِهِ.
«حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ [4] حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ أَبِي رَوَاحَةَ يَزِيدَ ابن أيهم عن الهيثم بن مالك الطائي قَالَ سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ لِلشَّيْطَانِ مَصَالِيَ [5] وَفُخُوخًا، وَإِنَّ مِنْ مَصَالِيهِ وَفُخُوخِهِ الْبَطَرَ بِنِعَمِ اللَّهِ، وَالْفَخْرَ بِعَطَاءِ اللَّهِ، وَالْبَطَرَ عَلَى عِبَادِ اللَّهِ، واتباع الهوى في غير ذات الله» [6] .
__________
[1] النضر بن عبد الجبار المرادي المصري.
[2] محمد بن رمح بن المهاجر التجيبي مولاهم المصري.
[3] سعيد بن أبي مريم.
[4] الحكم بن نافع.
[5] المصالي: آنية يصفي فيها.
[6] ابن كثير: البداية والنهاية 8/ 245.(2/446)
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ [1] عَنْ أَبِي سَبَأٍ عُتْبَةَ بْنِ تَمِيمٍ [2] قَالَ: مَا كَانَ أَفْضَلَ هَذَا عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَامِرٍ الْيَزَنِيِّ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ مُغِيثٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ صَاحِبَ الدَّابَّةِ أَحَقُّ بِصَدْرِهَا.
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عياش عن ضمضم بن زرعة عن شريح [3] عَنْ أَبِي رَاشِدٍ الْحَبْرَانِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن شبل: أن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ أَكْلِ الضَّبِّ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ أَبِي غَنِيَّةَ- وَهُوَ ثِقَةٌ- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُهَاجِرٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِيهِ [4] عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزيِدَ الْأَنْصَارِيَّةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ سِرًا، فَإِنَّ قَتْلَ الْغَيْلَ يُدْرِكُ الْفَارِسَ فَيُدَعْنهُ عن ظهر فرسه) [5] .
__________
[1] ابن عياش.
[2] التنوخي (ابن أبي حاتم: الجرح والتعديل ج 3 قسم 1/ 370) .
[3] شريح بن عبيد الحضرميّ (تهذيب التهذيب 4/ 328) .
[4] المهاجر بن أبي مسلم مولى أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية، روى عنه ابناه عمرو ومحمد.
[5] أورده ابن ماجة من طريق المهاجر أيضا لكنه ذكر «حتى يصرعه» بدل «فيدعنه (السنن 2/ 648) والغيل: وطء المرأة الحامل، وقيل أن ترضع المرأة وهي حامل، ومعناه أن ذلك مضر بالولد وان لم يظهر في الحال فإنه يظهر بعد أن يصير الرضيع فارسا فيسقط عن فرسه فيموت. لكن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر في حديث آخر أن ذلك لم يضر فارس والروم- وهي تفعله- فلم ينه عنه (راجع صحيح مسلم 2/ 1066 وسنن ابن ماجة 1/ 648) .(2/447)
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ حَدَّثَتْنِي أَسْمَاءُ بنت يزيد (140 ب) قَالَتْ: دُعِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جِنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَلَمَّا وضع السرير تقدم نبي الله صلى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُصَلِّيَ فَقَالَ: عَلَى صَاحِبِكُمْ دَيْنٌ؟ فَقَالُوا: نَعَمْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ دِينَارَانِ. قَالَ:
قَالَ: صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ. قَالَ أَبُو قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيُّ: هُمَا إِلَيَّ يَا نَبِيَّ اللَّهِ.
قَالَ: فَصَلَّى عَلَيْهِ. «قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَهَذَا أَخُو عمرو بن مهاجر صاحب حرس عمر ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَهُمَا فِي رِجَالِ الشَّامِ ثِقَتَانِ، وَلَهُمَا أَحَادِيثُ كِبَارٌ حِسَانٌ» [1] .
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ حدثنا صفوان عن أبي الزاهرية حُدَيْرِ بْنِ كُرَيْبٍ ثِقَةٌ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ الْمِصْرِيُّونَ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ [2] عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ الْجَزَرِيِّ مِنْ نَصِيبِينَ ضَعِيفٌ لَا يُفْرَحُ بِحَدِيثِهِ.
عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَرْوِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَاذَانَ حَدِيثَ عُثْمَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَالْفُرَاتِ بْنِ السَّائِبِ.
وَأَبُو الْعَطُوفِ الْجَزَرِيِّ، يُحَدِّثُ عَنْهُ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، اسْمُهُ الجراح ابن المنهال.
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 9/ 478 ويحذف «في رجال الشام» وهو اختصار مخل وانظر 8/ 107 منه أيضا.
[2] عبد ربه بن نافع الكناني الحناط الكوفي ابو شهاب (تهذيب التهذيب 6/ 128) .(2/448)
وَمُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ.
وَرِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ.
وَالْمُوَقَّرِيُّ [1] .
وَوَزِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ.
وَغَالِبُ بْنُ عُبَيْدِ الله الجزري العقيلي.
ويحي بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ [2] .
وَمَسْلَمَةُ بْنُ عَلِيٍّ [3] ، حَدَّثَنَا ابْنُ رُمْحٍ [4] عَنْهُ.
وَرُكْنٌ الشَّامِيُّ.
هَؤُلَاءِ لَا يَنْبَغِي لِأَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يَشْغَلُوا أَنْفُسَهُمْ بِحَدِيثِ هَؤُلَاءِ.
«سَمِعْتُ أَبَا بِشْرٍ بَكْرَ بْنَ خَلَفٍ قَالَ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ:
لَا يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَنْ يَشْغَلَ نَفْسَهُ بِكِتَابَةِ أَحَادِيثِ الضِّعَافِ، فَإِنَّ أَقَلَّ مَا فِيهِ أَنْ يَفُوتَهُ بِقَدْرِ مَا يَكْتُبُ مِنْ حَدِيثِ أَهْلِ الضَّعْفِ أَنْ يَفُوتُهُ مِنْ حَدِيثِ الثِّقَاتِ» [5] .
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بن سنان ابو المهدي ضعيف الحديث.
__________
[1] الوليد بن محمد الموقري (تهذيب التهذيب 11/ 148، 149) .
واقتبس كلام يعقوب فيه وفي الفرات وأبي العطوف فقط.
[2] ذكر ابن حجر أن الفسوي أورده في هذا الموضع (تهذيب التهذيب 11/ 148) .
[3] مسلمة بن علي الخشنيّ الدمشقيّ البلاطي (تهذيب التهذيب 10/ 146) ونقل عبارة يعقوب بن سفيان في جرحه «لا ينبغي لأهل لأهل العلم ... » .
[4] محمد بن رمح المهاجر المصري.
[5] الخطيب: الكفاية 133 ويحذف «أن يفوته» الثانية.(2/449)
وَغُضَيْرُ بْنُ مَعْلَانَ [1] ضَعِيفُ الْحَدِيثِ، وَقَدْ كَانَ أَبُو الْيَمَانِ يَقْرَأُ حَدِيثَهُ فَكُنْتُ لَا أَسْمَعُ وَأَنَا فَارِغٌ جَالِسٌ إِلَّا أَنِّي كَتَبْتُ أَسَانِيدَ حَدِيثِهِ فَقَطْ [2] .
وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْوَجِيهِيِّ يَرْوِي عَنْهُ بَقِيَّةُ وَلَيْسَ هُوَ بشَيْءٍ.
وَخَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ حَدَّثَنَا عَنْهُ سُلَيْمَانُ بن عبد الرحمن (141 أ) وهو ضعيف الحديث [3] .
ابو عصام العسقلاني ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.
«كَثِيرُ بْنُ مَرْوَانَ شَامِيٌّ لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ» [4] .
الْحَكَمُ بْنُ عَمْرٍو الرُّعَيْنِيُّ شَامِيٌّ ضَعِيفٌ.
وَالْوَلِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَاجٍ ضَعِيفٌ لَا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ صُهَيْبٍ، وَحُمَيْدُ بْنُ مَالِكٍ اللَّخْمِيُّ حَدَّثَنَا آدَمُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْهُمَا وَهُمَا ضَعِيفَانِ.
عَطَاءُ بْنُ عَجْلَانَ [5] يُحَدِّثُ عَنْهُ مُبَارَكٌ [6] وَغَيْرُهُ، لَا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
عِيسَى بْنُ سنان لين الحديث.
__________
[1] لم أجده وفي الرواة غضير بن سنان الضبي (ابن أبي حاتم:
الجرح والتعديل ج 3 قسم 2/ 59) .
[2] في الأصل «قط» .
[3] يوجد في الأصل «وروى» بعد «الحديث» وهي زائدة فحذفتها.
[4] الخطيب: تاريخ بغداد 12/ 482.
[5] الحنفي البصري العطار ابو محمد (تهذيب التهذيب 7/ 208) .
ونقل عن يعقوب بن سفيان قوله فيه «لا يسوى حديثه شيئا» .
[6] مبارك بن فضالة البصري.(2/450)
«مُعَانُ بْنُ رِفَاعَةَ لَيِّنُ الْحَدِيثِ» [1] .
وَعِمْرَانُ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ، يُحَدِّثُ عَنْهُ إِسْمَاعِيلُ [2] ، لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ.
«إِسْحَاقُ بْنُ نَجِيحٍ الْمَلْطِيُّ [3] لَا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ» [4] .
يَزِيدُ بْنُ بَزِيعٍ الرَّمْلِيُّ ضَعِيفٌ.
سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَ قَاضِيًا عَلَى دِمَشْقَ «ضَعِيفُ الْحَدِيثِ» [5] .
أَبُو فَرْوَةَ يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ الْجَزَرِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو الْمُعَافَى مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ [6] َمَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ بِكَفْرِ جَدَا [7] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْقَيْسِيُّ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ خَالِدِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ حَدَّثَنَا أَبُو الْمُعَافَى- وَهُوَ ابْنُ عَمِّ جَدِّي عُمَرَ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ وَهُوَ ابْنُ خَالَةِ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ- حدثني زيد بن أبي أنيسة الجزري.
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 10/ 202 وهو السلامي.
[2] ابن عياش (الذهبي: ميزان الاعتدال 3/ 241) .
[3] في الأصل «أنماطي» وهو خطأ وانظر الخطيب: تاريخ بغداد 6/ 324 والذهبي: ميزان الاعتدال 1/ 200.
[4] الخطيب: تاريخ بغداد 6/ 324 والذهبي: ميزان الاعتدال 1/ 200 وابن حجر: تهذيب التهذيب 1/ 253.
[5] ابن حجر: تهذيب التهذيب 4/ 276.
[6] الحراني مات بقرية بحران سنة 243 (تهذيب التهذيب 9/ 507) .
[7] كفر جديا: بفتح الجيم وسكون الدال وياء مثناة من تحت، وبعض يقول: كفر جدا، وهي قرية من قرى الرها، وقيل هي من قرى حران (ياقوت معجم البلدان مادة «كفر جديا» ) .(2/451)
وَخَالِدُ بْنُ أَبِي يَزِيدَ لَا بَأْسَ بِهِ، «وَزَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ ثِقَةٌ» [1] حَسَنُ الْحَدِيثِ. «ويحي بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ أَخُو زَيْدٍ ضَعِيفٌ لَا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ إِلَّا لِلْمَعْرِفَةِ» [2] .
«وَمَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ جَزَرِيٌّ حَدَّثَنِي عَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ الْبَغْدَادِيُّ وَهُوَ ثِقَةٌ» [3] .
«وَعَفِيفُ بْنُ سَالِمٍ الْمَوْصِلِيُّ ثِقَةٌ» [4] ، حدثني عنه محمد بن عبد الله ابن عَمَّارٍ الْمَوْصِلِيُّ.
«وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ ثِقَةٌ» [5] ، حَدَّثَنِي عَنْهُ أَيُّوبُ [6] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْوَزَّانُ الْبَرْقِيِّ وَهُوَ شَيْخٌ لَا بَأْسَ بِهِ.
«وَالْمُغِيرَةُ بن زياد الموصلي ثقة» [7] حدثني عند ابو عاصم الضحاك ابن مَخْلَدٍ.
«وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ أَبُو زَبْرٍ ثِقَةٌ دِمَشْقِيٌّ أَثْنَى عَلَيْهِ عَبْدُ الرحمن ابن إبراهيم وذكر أنه ثقة» [8] .
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 3/ 398.
[2] المصدر السابق 11/ 184.
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 148 وابن حجر: تهذيب التهذيب 10/ 94 لكنه اقتصر اقتباس التوثيق.
[4] الخطيب: تاريخ بغداد 12/ 313.
[5] المصدر السابق 5/ 418.
[6] أيوب بن سليمان بن داود الأودي شيخ يعقوب بن سفيان (مشيخة يعقوب 3/ ق 14 أ) .
[7] ابن حجر: تهذيب التهذيب 10/ 260.
[8] ابن حجر: تهذيب التهذيب 5/ 350 وأضاف آخرها «اثنى عليه غير واحد» .(2/452)
وَالنَّضْرُ بْنُ عَدِيٍّ ثِقَةٌ حَدَّثَنِي عَنْهُ أَبُو صالح [1] الحراني ويحي بن صالح.
وعمران بن (141 ب) أَبِي قَيْسٍ ثِقَةٌ.
وَالنُّعْمَانُ بْنُ رَاشِدٍ لَا بَأْسَ بِهِ.
«سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ مَسْتُورٌ، وَفِي حَدِيثِهِ لِينٌ» [2] ، حَدَّثَنَا عَنْهُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ، وَسُلَيْمَانُ ثِقَةٌ.
وَعُمَرُ بْنُ رَاشِدٍ حَدَّثَنَا عَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ وَفِي حديثه لين.
«ويحي بن يحي الْغَسَّانِيُّ ثِقَةٌ» [3] حَدَّثَنَا عَنْهُ إِبْرَاهِيمُ [4] ثَبْتٌ. أَمَّا عن [5] يحي وَهِشَامٍ [6] سَمِعَ مِنْهُمَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَسَمِعَ سُفْيَانُ أَيْضًا عَنْ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، «وَيَزِيدُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ ثقتان أزديون كانوا نزلوا البصرة، ثم تحولوا إلى دمشق» [7] ، وقد روى عن عبد الرحمن ابن يزيد بن جابر عن يزيد بن يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ مَكْحُولٍ [8] عَنْ أَبِي
__________
[1] عبد الغفار بن داود (تهذيب التهذيب 12/ 131) .
[2] ابن حجر: تهذيب التهذيب 4/ 276.
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 300 وذكر انه قاضي عمر ابن عبد العزيز على الموصل مات سنة 135 هـ.
[4] إبراهيم بن هشام بن يحي الغساني.
[5] في الأصل غير واضحة وقد بدت هكذا.
[6] هو هشام بن يحي الغساني يروي عن أبيه (تهذيب التهذيب 11/ 299) .
[7] ابن حجر: تهذيب التهذيب 6/ 298.
[8] في الأصل «عن مكحول عن يزيد بن يزيد بن جابر» وهو مقلوب لان يزيد بن يزيد تلميذ مكحول وهو لا يروي عن أبي هريرة لكن مكحولا روى عن أبي هريرة مرسلا.(2/453)
هُرَيْرَةَ فِي سُتْرَةِ الْمُصَلِّي. حَدَّثَنِي بِذَلِكَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ صَدَقَةَ بْنِ خَالِدٍ.
وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ أَكْبَرُ مِنْ يَزِيدَ، وَيَزِيدُ بْنُ جَابِرٍ بَقِيَ بَعْدَهُ وَهُوَ أَكْبَرُهُمَا.
«وَمُحَمَّدُ بْنُ [1] مُسْلِمِ بْنِ أَبِي الْوَضَّاحِ كَانَ مُؤَدِّبَ مُوسَى قَبْلَ أَنْ يُسْتَخْلَفَ وَهُوَ ثِقَةٌ» [2] .
وَالْوَلِيدُ بْنُ أَبِي مَالِكٍ [3] قَدْ رَوَى عَنْ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ [4] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
ستر المصلي مثل مؤخرة الرَّحْلِ [5] فِي مِثْلِ جِلْدِ السَّوْطِ. حَدَّثَنَا بِذَلِكَ أَبُو نُعَيْمٍ [6] عَنْ مِسْعَرٍ عَنِ الْوَلِيدِ، وَالْوَلِيدُ شامي ثقة.
و «يزيد بن أبي مالك شامي كان قاضيا وابنه خالد بن يزيد بن أبي مالك في حديثهما لين» [7] .
__________
[1] في الأصل «محمد بن أبي مسلم» والتصويب من تاريخ بغداد 3/ 255 وتهذيب التهذيب 9/ 453.
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 3/ 255 وابن حجر: تهذيب التهذيب 9/ 454.
[3] الوليد بن عبد الرحمن بن أبي مالك الهمدانيّ الدمشقيّ ابو العباس نزل الكوفة (تهذيب التهذيب 11/ 139) .
[4] مسلم بن مشكم.
[5] انظر الحديث الى هنا من طريق آخر في سنن ابن ماجة 1/ 303 ومسند أحمد 1/ 162.
[6] الفضل بن دكين.
[7] الذهبي: ميزان الاعتدال 4/ 439 ويحذف «وكان قاضيا وابنه خالد بن يزيد بن أبي مالك» وابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 346.(2/454)
«وابو عبيد الله [1] بن مشكم صَاحِبُ مُعَاذٍ [2] ثِقَةٌ» [3] .
وَخَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ صَالِحِ بْنِ صُبَيْحٍ مَدَنِيٌّ دِمَشْقِيٌّ يروي عنه الوليد بن مسلم.
إبراهيم بْنُ أَدْهَمَ عَرَبِيٌّ كَانَ يَنْزِلُ بِخُرَاسَانَ فَتَحَوَّلَ إِلَى اللَّيْثِ.
وَقَالَ أَبُو يُوسُفَ: ذَكَرَ لِي أَبُو عَدِيٍّ الْعَسْقَلَانِيُّ أَنَّهُ غَزَا مَعَ إِبْرَاهِيمَ «وَهُوَ مِنَ الْخِيَارِ الْأَفَاضِلِ» [4] .
«حَدَّثَنَا [الْمُقْرِئُ] [5] ثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَهُوَ كِنْدِيٌّ شَرِيفٌ ثِقَةٌ عَدْلٌ رَضِيٌّ، يُكَنَى أَبَا زُرْعَةَ، تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ» [6] .
قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو هَانِئٍ حُمَيْدُ بْنُ هَانِئٍ خَوْلَانِيٌّ أَنَّهُ سَمِعَ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ وَهَذَا مِصْرِيٌّ لَيْسَ لَهُ سَمَاعٌ وَلَا رِوَايَةٌ وَلَا صُحْبَةٌ، وَهُوَ لَيْسَ بِعَمْرِو بن حريث المخزومي كوفي له رواية. (142 أ) .
«حَدَّثَنَا أَبُو نُعْيَمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ برقان وهو جزري ثقة، وبلعني أَنَّهُ كَانَ أُمِّيًّا لَا يَقْرَأُ وَلَا يَكْتُبُ، وكان من الخيار» [7] .
__________
[1] هو مسلم بن مشكم الخزاعي الدمشقيّ كاتب أبي الدرداء (تهذيب التهذيب 10/ 138) وذكر انه «ابو عبد الله» ، ثم ذكره في الكنى «ابو عبيد الله» .
[2] معاذ بن جبل.
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 10/ 139 ويقتصر على اقتباس عبارة التوثيق.
[4] ابن حجر: تهذيب التهذيب 1/ 102 وهو إبراهيم بن ادهم ابن منصور العجليّ.
[5] سقط من الأصل والتكملة من تهذيب التهذيب 3/ 70.
[6] ابن حجر: تهذيب التهذيب 3/ 70.
[7] ابن حجر: تهذيب التهذيب 2/ 85.(2/455)
وَأَبُو مَرْحُومٍ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مَيْمُونٍ مَصْريٌّ يروي عن سهل بن معاذ ابن أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ عَنْ أَبِيهِ: أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ تَرَكَ اللِّبَاسَ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ تَوَاضُعًا للَّه دَعَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ مِنْ حُلَلِ الْإِيمَانِ يَلْبَسُ أَثْيَابًا» . حَدَّثَنَا بِذَلِكَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَهُوَ ابْنُ نَوْفَلِ بْنِ فُرَاتٍ. وَأَبُو سَلَمَةَ سُلَيْمَانُ بْنُ سُلَيْمٍ حِمْصِيٌّ «ثِقَةٌ» [1] حَسَنُ الْحَدِيثِ.
أَبُو مَعْبَدٍ حَفْصُ بْنُ غَيْلَانَ الرُّعَيْنِيُّ يُحَدِّثُ عَنْ مَكْحُولٍ.
وَالْقَاسِمُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى آلِ مُعَاوِيَةَ ثِقَةٌ.
حَدَّثَنَا آدَمُ [2] قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ: حدثني شرحبيل ابن مُسْلِمٍ وَهُوَ مِنْ ثِقَاتِ أَهْلِ الشَّامِ حَسَنُ الْحَدِيثِ.
حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ [3] عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ ثِقَةٌ.
حَدَّثَنَا هِشَامٌ [4] ثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ وَهُوَ ثِقَةٌ.
حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ [5] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زياد الألهاني وهو ثقة.
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 4/ 195.
[2] ابن أبي اياس.
[3] ابن ربيعة الفلسطيني.
[4] ابن عمار.
[5] ابن الوليد.(2/456)
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ [1] الْمُقْرِئُ قَالَ: حَدَّثَنَا موسى بن أيوب الغافقي ثِقَةٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبَرْقِيُّ وَهُوَ ثِقَةٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرٍ كُوفِيٌّ تَحَوَّلَ إِلَى الْجَزِيرَةِ.
وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ مَرْزُوقٌ [2] شَامِيٌّ نَزَلَ الْبَصْرَةَ رَوَى عَنْهُ شُيُوخُ الْبَصْرَةِ وَهُوَ ثِقَةٌ.
وَرَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ دِرْهَمٍ شَامِيٌّ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
«حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ [3] قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طلحة شامي، وروى شعبة وحماد بن زيد عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ [4] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أبي طلحة شامي [5] وهو (142 ب) يُكْنَى أَبَا طَلْحَةَ وَهُوَ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ مُنْكَرٌ لَيْسَ بِمَحْمُودِ الْمَذْهَبِ» [6] .
«خُلَيْدُ بْنُ دَعْلَجٍ بَصْرِيُّ الْأَصْلِ تَحَوَّلَ إِلَى الشَّامِ وَهُوَ أَمْثَلُ مِنْ سعيد [7] بن بشير» [8] .
__________
[1] عبد الله بن يزيد.
[2] الحمصي (تهذيب التهذيب 10/ 87) .
[3] كاتب الليث بن سعد.
[4] العقيلي البصري (تهذيب التهذيب 1/ 424) .
[5] في الأصل مكرر من «وروى شعبة ... شامي» .
[6] الخطيب: تاريخ بغداد 11/ 429 وابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 340 لكن ابن حجر يقتصر على اقتباس عبارة الجرح.
[7] الأزدي مولاهم الشامي (تهذيب التهذيب 4/ 9) .
[8] ابن حجر: تهذيب التهذيب 3/ 158 ويحذف «بصري ...
الشام» .(2/457)
حَدَّثَنَا ابْنُ [1] عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَهُوَ ابْنُ مَرْوَانَ وَهُوَ الَّذِي قُتِلَ بِنَهْرِ أَبِي فُطْرُسٍ.
« [قَالَ] : أَبُو الْعَبَّاسِ هِشَامُ بْنُ الْغَازِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ أَبُو عَبْدِ الرَّحِيمِ [2] وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّعِيثِيُّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ.
مِنْهُمْ مَنْ حَمَلَ وَمِنْهُمْ مَنْ قَدِمَ إِلَى بَغْدَادَ وَكَتَبَ أَصْحَابُنَا عَنْهُ بِبَغْدَادَ» [3] .
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ يحي بْنِ أَيُّوبَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أُبَيٍّ الْوَلِيدُ مِصْرِيٌّ ثِقَةٌ.
«حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ [4] عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَارِثِ وَهُوَ ثِقَةٌ» [5] .
حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ حَكِيمٍ وَهُوَ شَامِيٌّ.
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ مَدَنِيٌّ أَنْصَارِيٌّ ثِقَةٌ وَإِنْ تَكَلَّمَ فِيهِ سُفْيَانُ فَهُوَ ثِقَةٌ حَسَنُ الْحَدِيثِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ أَبِي رَجَاءٍ عَنْ أَبِي الْخَيْرِ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْيَزَنِيِّ فَاضِلٌ خَيِّرٌ لَهُ حال في جنده زاهد
__________
[1] في الأصل «ابو» وانما هو عبد الله بن عثمان الازدي العتكيّ المروزي ابو عبد الرحمن (تهذيب التهذيب 5/ 313) .
[2] في تهذيب التهذيب 5/ 350، «عبد الرحمن» .
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 5/ 388، 10/ 16، 223 ولكن وقع في أول الرواية «حدثنا يعقوب بن سفيان: قال هشام بن الغاز» وهو خطأ لأن هشام بن الغاز ليس من شيوخ يعقوب بل من طبقة المذكورين معه، والقائل هو يعقوب والصواب «حدثنا يعقوب بن سفيان قال:
هشام ... » .
[4] كاتب الليث بن سعد.
[5] ابن حجر: تهذيب التهذيب 8/ 177.(2/458)
عَابِدٌ ثِقَةٌ [1] .
وَمُوسَى بْنُ وَرْدَانَ. «حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ [2]- مِصْرِيٌّ- عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ وَكَانَ فَاضِلًا لَا بَأْسَ بِهِ» [3] .
حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْودِ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي عُقَيْلٍ زَهْرَةَ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِشَامٍ الْقُرَشِيِّ ثُمَّ التَّيْمِيِّ عَنْ جده قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَهُوَ ثِقَةٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ عَمْرُو بْنُ هِشَامٍ الْحَرَّانِيُّ ثِقَةٌ عَنْ «مَخْلَدِ بْنِ يَزِيدَ الْحَرَّانِيُّ وَهُوَ ثِقَةٌ» [4] .
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ [5] قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِي شُجَاعٍ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ ثِقَةٌ.
«حَدَّثَنَا هِشَامٌ [6] قَالَ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ هِشَامُ بْنُ الْغَازِ الْجُرَشِيُّ وهو ثقة» [7] .
حدثنا هشام قال: حدثني يحي بن حمزة وكان قاضيا على دمشق
__________
[1] ذكر ابن حجر في ترجمته توثيق يعقوب بن سفيان له (تهذيب التهذيب 10/ 82) .
[2] النضر بن عبد الجبار.
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 10/ 377 لكنه يذكر «قاصا» بدل «فاضلا» .
[4] ابن حجر: تهذيب التهذيب 10/ 77.
[5] هشام بن عبد الملك الطيالسي.
[6] ابن عمار.
[7] الخطيب: تاريخ بغداد 14/ 43، وابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 55.(2/459)
ثِقَةٌ.
وَرَوَى خَصِيفٌ [1] عَنْ أَبِي هِشَامٍ سَعْدٍ السنجاري. (143 أ) .
«حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ [2] قَالَ: حَدَّثَنِي الْهِقْلُ بْنُ زِيَادٍ الْبَيْرُوتِيُّ وَهُوَ ثِقَةٌ مِنَ الثِّقَاتِ وَهُوَ أَعْلَى أَصْحَابِ الْأَوْزَاعِيِّ» [3] .
حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ عُلَاثَةَ وَهُمْ إِخْوَةٌ ثَلَاثَةٌ رَوَى مَعْمَرٌ عَنْ أَكْبَرِهِمْ، وَرَوَى حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنِ الْقَاضِي مِنْهُمْ بِبَغْدَادَ.
حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ: ثَنَا بَقِيَّةُ عَنْ بَشِيرِ بْنِ طَلْحَةَ.
قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ طَلْحَةَ وَكَانَ يَسْكُنُ الْحَلْبَةَ مِنْ كَوْرَةِ عَسْقَلَانَ.
وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ بُخْتٍ شَامِيٌّ نَزَلَ الْمَدِينَةَ «ثِقَةٌ» [4] .
وَقُرَّةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ حَيْوِيلَ فِي عِدَادِ الْمِصْرِيِّينَ مَعَافِرِيٌّ ثِقَةٌ.
«سَمِعْتُ شُيُوخَ مِصْرَ قَالُوا: لَمَّا عَمِلَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ صَاعَهُ وَمُدَّهُ أَرْسَلَ بِهِمَا [5] إِلَى مِصْرَ، فَأُدْخِلَ الصَّاعُ الْمَسْجِدَ وداروا به على حلق
__________
[1] خصيف بن عبد الرحمن الجزري الحراني (تهذيب التهذيب 3/ 143) .
[2] كاتب الليث بن سعد.
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 65 ويذكر «اثبت» بدل «أعلى» ويحذف «وهو ثقة من الثقات» .
[4] ابن حجر: تهذيب التهذيب 6/ 445.
[5] في الأصل «به» .(2/460)
الْمَسْجِدِ، فَلَمَّا انْتَهَوْا بِهِ إِلَى حَلْقَةِ حَيْوِيلَ [1] أَخَذَهُ فَضَرَبَ بِهِ الْأَرْضَ فَكَسَرَهُ، وَرُفِعَ الْخَبَرُ الى هشام. فقال: اسكتوا ولا تَتَكَلَّمُوا فِيهِ. قَالُوا:
فَلَمَّا كَانَ فِي خِلَافَةِ بَنِي هَاشِمٍ خَرَجَ وَفْدٌ مِنْ مِصْرَ كَانَ فيهم قرة. فقالوا:
هذا فُلَانٌ وَهَذَا ابْنُ حَيْوِيلَ كَاسِرُ الصَّاعِ. قَالُوا: فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ: هَلْ لَكَ أَنْ تَكْسِرَ لَنَا مُدًّا؟ قَالَ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنْ بُعِثَ مَوْتَانَا كَسَرْتُ الْمَخْتُومَ وَالصَّاعَ» [2] .
أَبُو الْمُؤَمِّلِ الَّذِي رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ شَامِيٌّ.
حدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ الْمَوْصِليُّ ثِقَةٌ.
الأَحْوَصُ بْنُ حَكِيمٍ يَرْوِي عَنْهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ وَغَيْرُهُ وَكَانَ زَعَمُوا رَجُلًا «عَابِدًا مُجْتَهِدًا وَحَدِيثُهُ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ» [3] .
ويحي بْنُ الْحَارِثِ الذِّمَارِيُّ يَرْوِي عَنْهُ أَهْلُ الشَّامِ وهو شامي «ليس به بأس» [4] .
__________
[1] ذكر الكندي في كتاب الولاة والقضاة ص 78 (ط بيروت 1908 م) أن الّذي كسر الصاع عبد الرحمن بن حيويل بن ناشرة المعافري وهو الصحيح لان كسر الصاع حدث في خلافة هشام (105- 125 هـ) وحيويل بن ناشرة من رجال الفتح، وكان أحد الأربعة الذين عينهم عمرو بن العاص لتخطيط الفسطاط سنة 21 هـ (انظر ابن دقماق: الانتصار 4/ 3- ط بولاق، والمقريزي: الخطط 1/ 297 ط. بولاق) .
[2] الذهبي: تاريخ الإسلام 6/ 115 ويحذف «ولا تتكلموا فيه» ويذكر «دولة بني عباس» بدل «خلافة بني هاشم» .
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 1/ 192 وهو أحوص بن حكيم ابن عمير العنسيّ.
[4] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 194.(2/461)
«وَحَكِيمُ بْنُ نَافِعٍ رَقِّيٌّ لَا بَأْسَ بِهِ» [1] .
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا مِسْكِينُ بْنُ مَيْمُونٍ مُؤَذِّنُ مَسْجِدِ الرَّمْلَةِ وَهُوَ لَا بَأْسَ بِهِ، وَقَدْ سَمِعْنَا نَحْنُ مِنِ ابْنِهِ وَكَانَ لَا بَأْسَ بِهِ.
«حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ [2] وَعَمْرُو بْنُ طَارِقٍ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ يزيد ابن أبي (143 ب) حَبِيبٍ عَنْ يَحْنَسَ بْنِ ظَبْيَانَ أَخْبَرَ أَنَّهُ سمع عبد الرحمن ابن حَسَّانٍ [3] يَقُولُ: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ جُذَامَ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَتَاهِيَةَ وَاسْمُهُ مَالِكٌ يَقُولُ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم [إذا رَأَيْتُمْ عَاشِرًا فَاقْتُلُوهُ] » [4] . حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ [5] قَالَ: قَالَ مَالِكُ بْنُ عَتَاهِيَةَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُونَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَلَّقَ حَلْقَةً بِالسَّبَّابَةِ وَالْإِبْهَامِ وَنَفَخَ. فَقَالَ [ابْنُ] [6] رُمْحٍ: لَمْ يَسْمَعْ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عن سالم الأفطس وهو ابن عجلان وهو بغيض.
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 8/ 263.
[2] سعيد بن أبي مريم.
[3] عبد الرحمن بن حسان بن ثابت الأنصاري (تهذيب التهذيب 6/ 162) .
[4] ابن حجر: الاصابة 3/ 328 والزيادة منه، ويحذف «وعمرو ابن طارق» ووقع فيه «محسن» بدل «يحنس» وهو تصحيف.
[5] يحي بن عبد الله بن بكير.
[6] سقطت من الأصل وهو محمد بن رمح بن المهاجر التجيبي المصري الحافظ (تهذيب التهذيب 9/ 164) .(2/462)
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ هِشَامٍ ثَقَفِيٌّ مِنْ آلِ أَبِي عُقَيْلٍ شَامِيٌّ.
حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ مُسْلِمُ بْنُ بَشَّارٍ، هَذَا مِصْرِيٌّ، وَمُسْلِمُ بْنُ بَشَّارٍ الْبَصْرِيُّ.
جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ رِفَاعَةَ مَوْصِلِيٌّ حَدَّثَنَا أَصْحَابُنَا عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [1] عَنْهُ.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَعْبَدِ بْنِ شَدَّادٍ كَانَ يَسْكُنُ مِصْرَ مِنَ الْأَبْنَاءِ الْقُدَمَاءِ.
أَبُو ظَبْيَةَ [2] كَلَاعِيٌّ شَامِيّ يُحَدِّثُ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ.
أَبُو سَالِمٍ الْجَيْشَانِيُّ مِصْرِيٌّ.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ [3] عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ سالم ابن أبي سالم الجيشانيّ عن أبيه عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أَبَا ذَرٍّ إِنِّي أَرَاكَ ضَعِيفًا، وَإِنِّي أُحِبُّ لَكَ مَا أُحِبُّ لَا تَأَمَّرَنَّ عَلَى اثْنَيْنِ لَا تَوَلَّيَنَّ مال يتيم [4] .
__________
[1] ابن مهدي.
[2] ترجمته في كتاب الجرح والتعديل ج 4 قسم 2/ 399 ولا يعرف له اسم.
[3] الخزاعي مولاهم المصري مات سنة 161 هـ (تهذيب التهذيب 4/ 7) ولم يدركه الفسوي وقد سقط من الأصل اسم شيخ يعقوب والراجح انه عبد الله بن يزيد المقرئ الّذي ورد في اسناد مسلم (في صحيحه) وهو شيخ الفسوي أيضا.
[4] رواه مسلم من هذا الطريق بواسطة اثنين من شيوخه كلاهما عن عبد الله بن يزيد المقرئ حدثنا سعيد بن أبي أيوب (الصحيح 3/ 1458) .(2/463)
وَأَبُو سَالِمٍ سُفْيَانُ بْنُ هَانِئٍ.
سَمِعْتُ ابْنَ وَهْبٍ [1] يَقُولُ: كَانَ حَيْوَةُ [2] عِنْدَنَا بِمَنْزِلَةِ ابْنِ عَوْنٍ [3] عِنْدَكُمْ، وَكَانَ بَارًّا بِوَالِدَيْهِ. قَالَ: جَالَسَ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ وَطَبَقَتَهُ، وَكَانَ لَا يَنْبَسِطُ فِي الْعِلْمِ حَتَّى مَاتَ أَبَوَاهُ فَانْبَسَطَ.
«سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ دُحَيْمًا حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ [4] قَالَ: كَانَ الْأَوْزَاعِيُّ إِذَا حَدَّثَنَا يَقُولُ: حدثنا يحي [5] قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَانٌ ثَنَا فُلَانٌ حَتَّى يَنْتَهِيَ. قَالَ الْوَلِيدُ فَرُبَّمَا حَدَّثْتُ [6] كَمَا حَدَّثَنِي وَرُبَّمَا قلت عن عن عن نخففنا من الأخبار» [7] .
«حدثنا دحيم (144 أ) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ- دِمَشْقِيٌّ قَاضِيهُمْ- حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ ثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ المعيطي- وهو ثقة عدل-» [8] .
__________
[1] عبد الله بن وهب.
[2] حيوة بن شريح أبو زرعة التجيبي المصري.
[3] عبد الله بن عون.
[4] الوليد بن مسلم الدمشقيّ.
[5] يحي بن سعيد الأنصاري القاضي المدني (تهذيب التهذيب 11/ 221) .
[6] في الأصل «حدثنا» وما أثبته من الكفاية 390.
[7] في الأصل «وتحققنا من الأصل» بدل «تخففنا من الاخبار» وما أثبته من الكفاية 390 حيث نقل الخطيب هذه الرواية من يعقوب بن سفيان.
[8] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 156 وأضاف «وقال يعقوب:
لا بأس بحديثه» .(2/464)
حَدَّثَنِي مَعْدَانُ بْنُ طَلْحَةَ الْيَعْمُرِيُّ قَالَ: لَقِيتُ ثَوْبَانَ- وَأَهْلَ الْبَصْرَةِ مُخْتَلِفُونَ بَعْضُهُمْ يَقُولُ مَعْدَانُ بْنُ طَلْحَةَ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ ابْنُ أَبِي طَلْحَةَ.
وَهَذَا إِسْنَادٌ جَيِّدٌ- قَالَ مَعْدَانُ: فَلَقِيتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ فَسَأَلَتْهُ فَقَالَ لِي مِثْلَهُ- يَعْنِي حَدِيثَ ثوبان-.
وقال: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَائِشَةَ [1] قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ. وَهَذَا إِسْنَادٌ جَيِّدٌ وَرِجَالٌ ثِقَاتٌ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ: ثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ حَدَّثَنِي «عُمَيْرُ بْنُ هَانِئٍ أَبُو الْوَلِيدُ، وَعُمَيْرٌ لَا بَأْسَ بِهِ» [2] .
حَدَّثَنِي جُنَادَةُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَطَرِيقُ حَدِيثِ مَعْدَانَ أَرْجَحُ مِنْ هَذَا الطَّرِيقِ وَهَذَا أَيْضًا لَا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ جُمَحِيٌّ ثِقَةٌ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الْأَوْدِيِّ قَالَ:
قَدِمَ عَلَيْنَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ بِالْيَمَنِ رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْنَا.
قَالَ: فَسَمِعْتُ تَكْبِيرَةً مَعَ الْفَجْرِ لِرَجُلٍ أَجَشِّ الصَّوْتِ فَأَلْقَيْتُ عَلَيْهِ تَحِيَّتِي فَمَا فَارَقْتُهُ حَتَّى دَفَنْتُهُ بِالشَّامِ مَيْتًا. ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَى أَفْقَهِ النَّاسِ بَعْدُ فَأَتَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ فَلَزِمْتُهُ حَتَّى مَاتَ.
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَهَذَا أَجْوَدُ مَا يَكُونُ مِنَ الاسناد وأوضحه.
__________
[1] المدني مولى بني أمية (تهذيب التهذيب 9/ 242) .
[2] الذهبي: تاريخ الإسلام 5/ 120 وميزان الاعتدال 3/ 297 وذكر انه العنسيّ الدارانيّ.(2/465)
قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: وَحَدَّثَنِي أَبُو النَّجَاشِيِّ [1] وَهُوَ مَولَى نَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ ثِقَةٌ.
وَالْأَوْزَاعِيُّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ وَهُوَ ثِقَةٌ سَمِعَ مِنْهُ الْأَوْزَاعِيُّ بِالْيَمَامَةِ كَانَ وَالِيًا على الصوافي والضياع.
والأوزاعي عن يحي بن أبي كثير، ويحي ثِقَةٌ جَمَعَ أَحَادِيثَهُ بَصْرِيُّ الْأَصْلِ تَحَوَّلَ مِنْهَا لِمَكَانِ قَتَادَةَ كَانَ يُؤْذِيهِ فَتَحَوَّلَ، وَكَانَ عَطَّارًا بِالْيَمَامَةِ بِهَجَرَ، جَمِيلُ الْأَمْرِ ثِقَةٌ، يَرْوِي عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَائِشَةَ (144 ب) وأبي هريرة، ويروي يحي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ مَدِينِيٌّ ثِقَةٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ وَهُوَ ثِقَةٌ يَقُومُ حَدِيثُهُ وَحَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَقَامَ الْحُجَّةِ، وَقَدْ سَمِعَ أَبُو سَلَمَةُ مِنْ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ الْأَسْلَمِيِّ صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، وسمع يَحْيَى [2] مِنْ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيَّ صَاحِبَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَمِعَ أَبُو سَلَمَةَ مِنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، وَقَدْ رَوَى مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ هِلَالٍ، وَكَذَلِكَ فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَهِلَالٌ ثِقَةٌ حَسَنُ الْحَدِيثِ يَرْوِي عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ أَحَادِيثَ حِسَانًا، وحديثه يقام مقام الحجة، ويروي يحي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ أَحَادِيثَ حِسَانًا أُصُولًا وَحَدِيثُهُ يَقُومُ مَقَامَ الْحُجَّةِ، وَقَدْ روى يحي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنِي شَقِيقُ بن سلمة قال: حدثني
__________
[1] اسمه عطاء بن صهيب الأنصاري (تهذيب التهذيب 12/ 254) .
[2] ابن أبي كثير.(2/466)
حُمْرَانُ. هَكَذَا رَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَقَالَ الْهِقْلُ [1] وَابْنُ أَبِي الْعِشْرِينَ [2] كاتب الأوزاعي والوليد بن مزيد: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ [3] قَالَ: حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ طَلْحَةَ [4] قَالَ: حَدَّثَنِي حُمْرَانُ مَوْلَى عُثْمَانَ.
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: فَقُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ: يُخَالِفُ الْوَلِيدُ فِي شَقِيقٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: فَأَيُّهُمْ تُرَاهُ أَصْوَبَ؟ قَالَ: الَّذِينَ قَالُوا عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، وَيَرْوِي ابْنُ سَلَمَةَ: حَدَّثَنِي مُعَيْقِيبٌ [5] وَلَهُ صُحْبَهٌ، وَقَالَ يحي: وَحَدَّثَنِي قُرَّةُ بْنُ أَبِي قُرَّةَ أَنَّ أَبَا أُسَيْدٍ [6] حَدَّثَهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لَا صَلَاةَ بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، وَقُرَّةُ مَدِينِيٌّ ثِقَةٌ.
وَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو قِلَابَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْمُهَاجِرِ وَهُوَ عَمُّهُ. وَهَذَا خَطَأٌ يُرْوَى أَنَّهُ مِنَ الْأَوْزَاعِيُّ إِنَّمَا هُوَ عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ. هَكَذَا رواه أهل العراق وهو الصواب.
__________
[1] الهقل بن زياد بن عبيد الله السكسكي وهقل لقب واسمه محمد وقيل عبد الله (تهذيب التهذيب 11/ 64) .
[2] عبد الحميد بن حبيب الدمشقيّ البيروتي ابو سعيد (تهذيب التهذيب 6/ 122) .
[3] ابن الحارث التيمي روى عنه الأوزاعي وغيره (تهذيب التهذيب 9/ 5) .
[4] ابن عبيد الله التيمي (تهذيب التهذيب 8/ 215) .
[5] معيقيب بن أبي فاطمة الدوسيّ (تهذيب التهذيب 10/ 254) .
[6] مالك بن ربيعة أبو أسيد الساعدي (تهذيب التهذيب 10/ 15) .(2/467)
ويروي يحي قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو قِلَابَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو أُمَيَّةَ [1] أَوْ رَجُلٌ عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ- وَقَدِ اضْطَرَبَتِ الرِّوَايَةُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ- قَالَ: قَدِمْتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم (145 أ) مِنْ سَفَرٍ، فَقَالَ: أَلَا تَنْتَظِرِ الْغَدَاءَ يَا أَبَا أُمَيَّةَ؟ فَقُلْتُ: إِنِّي صَائِمٌ. فَقَالَ: هَلُمَّ أخبرك عن المسافر إن الله وضع عنه الصِّيَامَ وَنِصْفَ الصَّلَاةِ [2] . حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ [3] قال: حدثنا أبان [4] قال: حدثنا يحي [5] عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ.
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ [6] قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ أن عصام بن يحي حدثه عن أبي قلابة [7] عن عبيد اللَّهِ بْنِ زِيَادَةَ عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ أَخِي بَنِي جَعْدَةَ أَنَّهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَغَدَّى فِي سَفَرٍ وأنا قريب جالس، فقال هلم الى الغداء. فقلت: اني صائم. فَقَالَ: هَلُمَّ أُحَدِّثُكَ مَا لِلْمُسَافِرِ إِنَّ اللَّهَ وَضَعَ عَنْ أُمَّتِي نِصْفَ الصَّلَاةِ وَالصِّيَامَ فِي السَّفَرِ. حَدَّثَنَا آدَمُ [8] حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عليه وسلم وهو يأكل
__________
[1] عمرو بن أمية الضمريّ (النسائي: سنن- المجتبى- 4/ 149)
[2] أخرجه النسائي عن عمرو بن أمية الضمريّ (سنن 4/ 149) وفيه «انتظر» بدل «ألا تنتظر» .
[3] التبوذكي البصري من رجال التهذيب.
[4] أبان بن يزيد العطار البصري (تهذيب التهذيب 1/ 101) .
[5] يحي بن أبي كثير.
[6] كاتب الليث بن سعد.
[7] عبد الله بن زيد الجرمي.
[8] ابن أبي اياس.(2/468)
- أو قال يتغدى- فقال: ادْنُ أَوِ انْزِلْ فَاطْعَمْ. فَقُلْتُ: إِنِّي صَائِمٌ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وَشَطْرَ الصَّلَاةِ عَنِ الْحُبْلَى. حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَتَغَدَّى فَقَالَ: تَعَالَ أُحَدِّثُكَ إِنَّ اللَّهَ وَضَعَ عَنِ الْمُسَافِرِ وَالْحَامِلِ وَالْمُرْضِعِ الصَّوْمَ وَشَطْرَ الصَّلَاةِ [1] . حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ: ثَنَا وُهَيْبٌ [2] عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ. قَالَ أُيُّوبُ: فَلَقِيتُهُ فَسَأَلْتُهُ فَحَدَّثَنِيهِ عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنَّهُ أَتَى الْمَدِينَةَ فِي طَلَبِ إِبِلٍ لَهُ فَدَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَافَقَهُ وَهُوَ يَتَغَدَّى فَقَالَ لَهُ: هَلُمَّ إِلَى الْغَدَاءِ. قَالَ: إِنِّي صَائِمٌ. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ الصِّيَامَ قَدْ وُضِعَ عن المسافر وشطر الصلاة. وعن الحبلى أو الْمُرْضِعِ. حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنِ الْجَرِيرِيِّ [3] عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ [4] عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَطْعَمُ فَقَالَ لَهُ: هَلُمَّ فَكُلْ. قَالَ: اني (145 ب) صَائِمٌ. فَقَالَ: ادْنُ حَتَّى أُخْبِرَكَ عَنِ الصَّوْمِ إِنَّ اللَّهَ وَضَعَ شَطْرَ الصَّلَاةِ عَنِ الْمُسَافِرِ وَالصَّوْمَ عَنِ الْحُبْلَى وَالْمُرْضِعِ.
حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ ثَنَا حماد عن أيوب عن أبي قلابة عن ذلك الرجل
__________
[1] انظر الحديث من طريق سفيان الثوري في (سنن النسائي 4/ 151) .
[2] ابن خالد بن عجلان الباهلي مولاهم البصري.
[3] سعيد بن اياس الجريريّ البصري ابو مسعود (تهذيب التهذيب 4/ 5) .
[4] يزيد بن عبد الله بن الشخير.(2/469)
مِنْ بَنِي عَامِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدٌ [1] عَنْ أَبِي قِلَابَةَ وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشخير عن رجل من بَنِي عَامِرٍ أَنًّ رجلًا مِنْهُمْ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ عَلَى بَكْرٍ لَهُ- فَدَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَافَقَهُ يَتَغَدَّى، فَقَالَ: هَلُمَّ. فَقَالَ: إِنِّي صَائِمٌ.
فَقَالَ: هَلُمَّ أُحَدِّثُكَ عَنِ الصَّوْمِ. قَالَ أَبُو قِلَابَةَ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: إن الله وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة وعن الْحُبْلَى وَالْمُرْضِعِ. وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فِي حَدِيثِهِ: إِنَّهُ وُضِعَ عَنِ الْمُسَافِرِ الصَّوْمُ وَشَطْرُ الصَّلَاةِ وَعَنِ الْحُبْلَى وَالْمُرْضِعِ. حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي قال: حدثنا الأوزاعي] [2] قال: حدثني يحي بْنُ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو قِلَابَةَ الْجَرْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو أُمَيَّةَ أَوْ أَبُو الْمُهَاجِرِ عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ [3] قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أَلَا تَنْتَظِرُ الْغَدَاءَ. قَالَ: إِنِّي صَائِمٌ. قَالَ: تعالى أخبرك عن المسافر إن الله وضع عنه الصيام ونصف
__________
[1] خالد الحذاء.
[2] سقط اسم الأوزاعي هنا وأنظره في سنن النسائي 4/ 149 وقد أكثر الوليد بن مزيد البيروتي الرواية عنه ولا يمكن ان تكون «حدثنا» زائدة لان الوليد ولد في حدود سنة 126 هـ- وهو مبني على كلام ابنه- ويحيى بن أبي كثير مات سنة 129 هـ أو 132 هـ فلم يدرك السماع منه (راجع ترجمتهما في تهذيب التهذيب 11/ 151، 269) .
[3] في الأصل «اميمة» والتصويب من سنن النسائي 4/ 150.(2/470)
الصَّلَاةِ [1] . حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَأَبُو عُمَرَ النَّمِرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَوَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ [2]- رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ- قَالَ: أَغَارَتْ عَلَيْنَا خَيْلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْطَلَقْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَأْكُلُ فَقَالَ: ادْنُ فَأَصِبْ مِنْ هَذَا الطَّعَامِ. وَقَالَ: اجْلِسْ أُحَدِّثْكَ عَنِ الصَّلَاةِ أَوِ الصَّوْمِ، إِنَّ اللَّهَ وَضَعَ عَنِ الْمُسَافِرِ نصف الصلاة (146 أ) وَوَضَعَ عَنِ الْمُسَافِرِ الصَّوْمَ أَوِ الصِّيَامَ وَعَنِ الحبلى والمرضع. قال: فو الله لَقَدْ قَالَهُمَا جَمِيعًا أَوْ أَحَدَهُمَا فَيَا لَهْفَ نَفْسِي أَلَّا أَكُونَ أَكَلْتُ مِنْ طَعَامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَالْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالا: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَوَادَةَ الْقُشَيْرِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- لِرَجُلٍ مِنْهُمْ- أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَغَدَّى فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلُمَّ الْغَدَاءَ. قَالَ: فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنِّي صَائِمٌ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ وَضَعَ عَنِ الْمُسَافِرِ الصَّوْمَ وَشَطْرَ الصَّلَاةِ وَعَنِ الْحُبْلَى أَوِ الْمُرْضِعِ [3] . هَذَا لَفْظُ مُسْلِمٍ، وَلَفْظُ الْمُعَلَّى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَجُلٌ مِنْهُمْ قَالَ: أُصِيبَ إِبِلٌ لَهُ فَأَتَى الْمَدِينَةَ فِي طَلَبِ إِبِلِهِ، فَدَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَافَقَهُ وَهُوَ يتغدى، فقال له:
__________
[1] أخرجه النسائي من طريق الوليد (السنن 4/ 150) .
[2] ترجمته في تهذيب التهذيب 1/ 379 وذكر أنه قشيري من بني قشير بن كعب، ومثله في طبقات خليفة ص 58، 184.
[3] أخرجه النسائي من طريق مسلم بن إبراهيم (سنن النسائي- المجتبى- 4/ 160) .(2/471)
هَلُمَّ إِلَى الْغَدَاءِ. فَقَالَ: إِنِّي صَائِمٌ. فَقَالَ: إِنَّ الصِّيَامَ وُضِعَ عَنِ الْمُسَافِرِ وَشَطْرَ الصَّلَاةِ وعن الحبلى أو المرضع. والأوزاعي عن يحي عَنْ «عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِقْسَمٍ مَدِينِيٌّ ثِقَةٌ» [1] .
وَيَرْوِي الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ هِنْدٍ [2] عَنْ بَرِيمَ شَامِيٌّ.
وَالْأَوْزَاعِيُّ عَنْ «مُغِيثِ بْنِ سُمَيٍّ الْأَوْزَاعِيُّ شَامِيٌّ ثِقَةٌ» [3] .
وَيَرْوِي الْأَوْزَاعِيُّ عَنِ «الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ الله بن حنطب المخزومي ثقة» [4] .
[و] يحي [5] عَنْ عِيَاضِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ [6] مَدِينِيٌّ ثِقَةٌ.
وَرَوَى الْأَوَزَاعِيُّ عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ الْحَاجِبِ رَوَى عَنْهُ مَالِكٌ- وَهُوَ ثِقَةٌ- عَنْ «عُقْبَةَ بْنِ وَسَّاجٍ وَهُوَ ثِقَةٌ» [7] .
وَرَوَى الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ «عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ ثِقَةٌ» [8] .
وَرَوَى عَنْ «شَدَّادٍ أَبِي عَمَّارٍ ثِقَةٌ» [9] ، قَدْ رَوَى عَنْهُ النَّهَّاسُ بن
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 50.
[2] غير واضح في الأصل ولم أجده.
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 10/ 255.
[4] ابن حجر: تهذيب التهذيب 10/ 179.
[5] يحيى بن أبي كثير، روى عن الأوزاعي، وقد سقطت وأو العطف من الأصل.
[6] عياض بن هلال وقيل ابن عبد الله وقيل ابن أبي زهير وقيل هلال بن عياض الأنصاري (تهذيب التهذيب 8/ 202) ورجح ابن حجر قول ابن المديني ان عياض بن أبي زهير غير عياض بن هلال.
[7] ابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 252.
[8] ابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 121 وهو المقدسي.
[9] ابن حجر: تهذيب التهذيب 4/ 317 وهو شداد بن عبد الله القرشي الدمشقيّ.(2/472)
فهم.
وروى يحي عَنْ «رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ شَامِيٌّ ثِقَةٌ» [1] .
وَرَوَى الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ [2] اللَّهِ بْنِ أبي المهاجر (146 ب) مَخْزُومِيٌّ شَامِيٌّ ثِقَةٌ.
وَرَوَى الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ شَيْخٍ لَهُ يُقَالُ لَهُ حِصْنٌ [3] «لَا أَعْلَمُ أَحَدًا رَوَى عَنْهُ إِلَّا الْأَوْزَاعِيَّ» [4] .
وَرَوَى الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ فَاطِمَةَ [5] حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ.
وَرَوَى الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ «هَارُونَ بْنِ رياب الْأَسَدِيِّ الْبَصْرِيِّ ثِقَةٌ» [6] .
وَرَوَى عَنْ شَيْخٍ يُقَالُ لَهُ «أُسَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ شَامِيٌّ ثِقَةٌ» [7] .
وَقَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْوَلِيدِ ثِقَةٌ.
وَرَوَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ قَارِظٍ [8] عَنِ السَّائِبِ بْنِ يزيد ثقة.
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 3/ 264.
[2] في الأصل «عبد» والتصويب من تهذيب التهذيب 1/ 317.
[3] حصن بن عبد الرحمن ويقال ابن محصن التراغمي الدمشقيّ ابو حذيفة (تهذيب التهذيب 2/ 378) .
[4] تهذيب التهذيب 2/ 378.
[5] الباقر.
[6] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 5.
[7] ابن حجر: تهذيب التهذيب 1/ 346 وفي تاريخ الإسلام للذهبي 6/ 39 «أسيد بن عبد الرحمن الخثعميّ الفلسطيني الرمليّ وثقة يعقوب الفسوي» .
[8] هو إبراهيم بن عبد الله بن قارظ (تهذيب التهذيب 1/ 134) .(2/473)
قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: قَالَ حَدَّثَنِي قَتَادَةُ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ وَهُوَ لَيِّنُ الْحَدِيثِ.
الْأَوْزَاعِيُّ عَنِ ابْنِ سُرَاقَةَ شَامِيٌّ ثِقَةٌ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ: حَدَّثَنَا الأوزاعي عن الزهري عن عبيد الله بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَرْقَمِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي بِالْهَاجِرَةِ، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَخَذَ بِيَدِي فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ جَاءَ يَرْفَأُ حَاجِبُ عُمَرَ فَتَقَدَّمَ عُمَرُ وَصَفَفْنَا خَلْفَهُ.
هَكَذَا الرِّوَايَةُ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ.
هِقْلُ وَالْوَلِيدُ بْنُ مَزْيَدٍ وَابْنُ الْمُبَارَكِ قَالُوا: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَرْقَمِ.
حَدَّثَنَا ابْنُ قعنب وابن بكير عن مالك عن ابن شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بِالْهَاجِرَةِ، فَوَجَدْتُهُ يُسَبِّحُ [1] ، فَقُمْتُ وَرَاءَهُ فَقَرَّبَنِي حَتَّى جَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ، فَلَمَّا جَاءَ يَرْفَأُ تَأَخَّرْتُ، فَصَفَفْنَا وَرَاءَهُ. وَتَابَعَ ابْنُ عيينة وشعيب [2] ومعمر ومحمد ابن أَبِي حَفْصَةَ وَيُونُسُ [3] وَعُقَيْلٌ [4] مَالِكًا قَالُوا: عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ. وَهَذَا هُوَ الْمَحْفُوظُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
حَدَّثَنِي العباس بن الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ حَدَّثَني مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي كَثِيرٍ [5] حَدَّثَنِي أَبُو سلمة بن عبد الرحمن حدثنا
__________
[1] اي يصلّي.
[2] شعيب بن أبي حمزة.
[3] يونس بن يزيد بن أبي النجاد.
[4] عقيل بن خالد الأيلي.
[5] محمد بن جعفر بن أبي كثير (تهذيب التهذيب 9/ 94) .(2/474)
عبد الرحمن بن عبد القاري قال: (147 أ) دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَهُوَ يُصَلِّي بِالْهَاجِرَةِ، فَصَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ ثُمَّ انْصَرَفَ فَقَالَ: إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ أَوْ مِثْلَ صَلَاةِ اللَّيْلِ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حدثنا هشام عن يحي بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ. وَقَالُوا: إِنَّ أَبَا نُعَيْمٍ كَانَ يَقُولُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ، فقيل له: إنما هو عبد الرحمن بن عبد القارئ. فَقَالَ: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَلَمْ يَنْسِبْهُ بَعْدُ.
حدثنا ابن قعنب وابن بكير عن مالك عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِّيِّ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: مَنْ فَاتَهُ حِزْبُهُ مِنَ اللَّيْلِ فَقَرَأَ بِهِ حِينَ تَزُولُ الشَّمْسُ إِلَى صَلَاةِ الظُّهْرِ فَكَأَنَّهُ لَمْ يَفُتْهُ أَوْ كَأَنَّهُ أَدْرَكَهُ.
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ [1] قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يقول: من نام حِزْبِهِ أَوْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ فَقَرَأَهُ فِيمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَصَلَاةِ الظُّهْرِ كُتِبَ لَهُ كَأَنَّمَا قَرَأَهُ مِنَ اللَّيْلِ. حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ وَعَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي سَلَمَةَ بن عبد الرحمن
__________
[1] عبد الله بن صالح.(2/475)
فَأَتَانَا ابْنٌ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَهْفَةَ [1] الْغِفَارِيِّ، فَقَالَ لَهُ أَبُو سَلَمَةَ: حَدَّثَنَا عَنْ أَبِيكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: كَانَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اجْتَمَعَ عِنْدَهُ الضِّيفَانُ قَالَ: لِيَنْقَلِبْ كُلُّ رَجُلٍ بِجَلِيسِهِ، فكنت أنا ممن انْقَلَبَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فلما دخل قال: أيا عائشة هل من شيء؟ فقالت: نعم خويسة كُنْتُ أَعْدَدْتُهَا لِإِفْطَارِكَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ائْتِنِي بِهَا. فَجَاءَتْ بِهَا، وَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (147 ب) كُلُوا بِسْمِ اللَّهِ. فَأَكَلْنَا مِنْهُا وَاللَّهِ حَتَّى مَا يُنْظَرُ إِلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ: عِنْدَكِ شَرَابٌ؟ فَقَالَتْ: نَعَمْ لُبَيْنَةٌ أَعْدَدْتُهَا لِإِفْطَارِكَ. فَقَالَ: ائْتِنِي بِهَا. فَجَاءَتْ بِهَا. فَقَالَ: اشْرَبُوا بِسْمِ اللَّهِ. فَشَرِبْنَا وَاللَّهِ حَتَّى مَا يُنْظَرُ إِلَيْهَا.
ثُمَّ خَرَجْتُ فَاضْطَجَعْتُ فِي الْمَسْجِدِ عَلَى وَجْهِي، فَخَرَجَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صَلَاةِ الْفَجْرِ فَأَيْقَظَ أَهْلَهُ لِصَلَاةِ الْفَجْرِ، وَكَانَ إِذَا خَرَجَ يُوقِظُ أَهْلَهُ يَقُولُ الصَّلَاةَ. فَرَآنِي مُنْكَبًّا عَلَى وَجْهِي فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ فَقُلْتُ:
أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَهْفَةَ فَقَالَ: إِنَّ هذه ضجعة يكرهها الله [2] . واللفظ لآدم.
حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَصَفْوَانُ [3] قَالا: حَدَّثَنَا الوليد قال:
ثنا الأوزاعي قال: حدثني يحي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنِ ابْنِ قَيْسِ بن
__________
[1] طخفة بن قيس الغفاريّ صحابي اختلف في اسمه فقيل قيس ابن طخفة وقيل طغفة بن قيس وقيل طهفة (ابن حجر: تهذيب التهذيب 5/ 10) .
[2] انظر قول النبي صلى الله عليه وسلم في سنن الترمذي 5/ 97 من طريق آخر وأشار الى هذه الطريق، وفي مسند احمد عن أبي هريرة (2/ 287، 304) وفي سنن ابن ماجة من طريق قيس بن طخفة عن أبيه (سنن 2/ 1227) .
[3] صفوان بن صالح الدمشقيّ (تهذيب التهذيب 4/ 426) .(2/476)
طَهْفَةَ الْغِفَارِيِّ عَنْ أَبِيهِ.
قَالَ: وَحَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي حدثنا الأوزاعي قال: حدثنا يحي بْنُ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التيمي قال:
حدثني ابن لقيس بن طخفة الْغِفَارِيُّ عَنْ أَبِيهِ- وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الصُّفَّةِ- قَالَ: فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْتِينَا بَعْدَ الْمَغْرِبِ فَيَقُولُ: يَا فُلَانُ انْطَلِقْ مَعَ فُلَانٍ. حَدَّثَنَا [ابْنُ] [1] عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ عن يحي بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ [2] عَنْ يَعِيشَ بْنِ طَغفَةَ [3] الْغِفَارِيِّ [4] قَالَ: كَانَ أَبِي مِنْ أَصْحَابِ الصُّفَّةِ، فَأَمَرَ بِهِمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَنْطَلِقُ بِالرَّجُلَيْنِ.
حدثني سعيد بن يحي الأموي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا محمد ابن إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ [بْنِ] [5] عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ عَنْ طَهْفَةَ الْغِفَارِيِّ وَعَنْ نُعَيْمٍ الْمُجَمِّرِ [6] قَالَ: حدثاني جميعا عن طغفة قَالَ: ضِفْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَنْ يَضِيفُهُ مِنَ الْمَسَاكِينَ فَلَمَّا كَانَ من جوف الليل.
__________
[1] سقطت من الأصل.
[2] ابن عبد الرحمن.
[3] ذكر ابن أبي حاتم ان يعيش من أصحاب الصفة له صحبة (الجرح والتعديل ج 4 قسم 2/ 309) ولم يذكر ذلك في ترجمة طهفة (الجرح والتعديل ج 2 قسم 1/ 500) .
[4] طغفة أو طهفة أو طخفة (تهذيب التهذيب 5/ 10) .
[5] الزيادة من الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج 4 قسم 2/ 309
[6] في الأصل رسمها «بن محمد» لكنها غير واضحة (انظر تهذيب التهذيب 5/ 10) .(2/477)
قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ [2] عَنْ عَبْدِ السلام بن حفص (148 أ) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ الدِّئَلِيِّ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُجَمِّرِ عَنْ أَبِي [3] طَخْفَةَ الدِّئَلِيِّ عَنْ أَبِيه قَالَ: خَرَجَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مُنْبَطِحٌ عَلَى بَطْنِي فَقَالَ: هَذِهِ ضِجْعَةُ أَهْلِ النَّارِ [4] . وَرَوَى الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ غَيْلَانَ بْنِ أَنَسٍ شَامِيٌّ كَلْبِيٌّ قَدْ رَأَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: تُوُفِّيَ أَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ [5] بِأَرْضِ الرُّومِ فِي حَمْلَةِ بُسْرٍ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ. فَقَالَ لِبُسْرِ بْنِ أَرْطَأَةَ- وَكَانَ رَجُلُ سُوءٍ وَيَزْعُمُ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ لَهُ صُحْبَةٌ وَهُوَ بَاطِلٌ-: أَمِّرْنِي عَلَى مَنْ مَعَكَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَاجْعَلْ قَبْرِي أَقْصَى الْقُبُورِ فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ أَجِيءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِوَائِهِمْ.
وَحَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ: حَدَّثَنِي «سالم
__________
[1] عبد الله بن الحكم بن أبي زياد القطواني الكوفي (تهذيب التهذيب 5/ 190) .
[2] القطواني الكوفي شيخ البخاري (ابن حجر: هدي الساري ص 398) .
[3] في الأصل «أبي» والتصويب من سنن ابن ماجة 2/ 1227.
[4] أخرجه ابن ماجة من طريق نعيم المجمر أيضا لكنه يذكر «أبي ذر» بدل «أبيه» (السنن 2/ 1227) .
[5] عبد الله بن ثوب (ابو نعيم: حلية الأولياء 5/ 120) .(2/478)
ابن عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَارِبِيُّ شَامِيٌّ ثِقَةٌ» [1] .
قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: كان أبو عروة القاسم بن مخيمرة يقول: إِذَا أُغْلَقْتُ بَابِي لَمْ يُجَاوِزْهُ هَمِّي [2] .
قَالَ: وَسَمِعْتُهُ وَأَنَا غُلَامٌ لَمْ أَبْلُغْ وَإِذَا جِنَازَةٌ قد تبعتها نساء، فقال:
ما أحبّ أَنَّ لِي أُجُورَهُنَّ بِقِبَالِ نَعْلِي.
حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنَّهُ سَمِع الْحَسَنَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ يَقُولُ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ النَّاسَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أقبل شاوش [3] من سمن، فجعل الناس يقومون اليها حَتَّى لَمْ يَبْقَ إِلَّا قَلِيلٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ تَتَابَعْتُمْ لَتَأَجَّجَ الْوَادِي عَلَيْكُمْ نَارًا. حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ قَالَ: كَانَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ أَوَّلَ مَا اعْتَذَرَ إِلَى النَّاسِ فِي الْجُلُوسِ فِي الْخُطْبَةِ الْأُولَى فِي الجمعة، وَلَمْ يَصْنَعْ ذَلِكَ إِلَّا لِكِبَرِ سِنِّهِ وَضَعْفِهِ.
قَالَ: فَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ أَوَّلَ مَنْ رَفَعَ يَدَيْهِ فِي الْجُمُعَةِ وَقَنَتَ فِيهَا.
قَالَ: وَكَانَ الْمُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَوَّلُ مَنْ أَحْدَثَ التَّكْبِيرَ الثَّلَاثَ بَعْدَ الْمَغْرِبِ والصبح، وكان هشام بن (148 ب) إسماعيل أول من جمع
__________
[1] الذهبي: تاريخ الإسلام 5/ 255.
[2] أوردها ابو نعيم من طريق الأوزاعي (الحلية 6/ 80) .
[3] هكذا في الأصل ولم أجدها، والشوشاة هي الناقة الخفيفة (لسان العرب مادة «شوش» 8/ 200) .(2/479)