[المجلد الأول]
[مقدمة التحقيق]
حياة المؤلّف
هو الحافظ الامام الحجة أبو يوسف يعقوب بن سفيان بن جوّان الفارسيّ الفسوي [1] ، ولد في العقد الأخير من القرن الثاني الهجريّ [2] في مدينة فسا، وهي حاضرة مقاطعة درابجرد في إقليم فارس ومن أكثر مدن فارس عمارة وأوسعها أبنية [3] .
وتوفي في مدينة البصرة في 13 رجب سنة 277 هـ[4] . وعمره بضع وثمانون سنة [5] ، وأرّخ ابن حبان- في كتاب الثقات- وفاته سنة ثمانين أو احدى وثمانين ومائتين [6] ، وتابعه حاجي خليفة [7] .
رحلته في طلب العلم
لم تكن مدينة فسا من المراكز العلمية المهمة في دراسة الحديث النبوي وعلومه خلال القرون الثلاثة الاولى، لذلك أهملها كل من محمد بن سعد
__________
[1] الذهبي: تذكرة الحفاظ 1/ 582، وابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 385.
[2] ذكرت المصادر انه توفي سنة 277 هـ، وله بضع وثمانون سنة ولم تحدد تاريخ مولده.
[3] ياقوت: معجم البلدان 3/ 892 (ط: ليدن) .
[4] ابن أبي حاتم: الجرح والتعديل مجلدة 4 قسم 2/ 208، والسمعاني: الأنساب ق 428 و 2 (ط. حجر) وابن الأثير: الكامل في التأريخ 7/ 440، واللباب في تهذيب الإنسان 2/ 216، وابن كثير: البداية والنهاية 11/ 60، والذهبي: تذكرة الحفاظ 2/ 583، وابن العماد:
شذرات الذهب 2/ 171.
[5] ابن العماد: شذرات الذهب 2/ 171.
[6] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 388.
[7] حاجي خليفة: كشف الظنون 1/ 299.(1/7)
(ت 230 هـ) . وخليفة بن خياط (ت 240 هـ) في كتابيهما (الطبقات) وهما يمثلان دراسة شاملة لمراكز علوم الحديث في القرنين الأولين ومطلع القرن الثالث الهجريّ. بل أهملها أيضا كل من ابن حبان البستي (ت 354 هـ) في كتابه (مشاهير علماء الأمصار) وابن خلّاد الرامهرمزيّ (ت 360 هـ) في كتابه (المحدث الفاصل) عند ذكره للمدن والأقطار التي يكثر فيها العلماء ويقصدها الطلاب [1] . لا غرابة إذا في أن يرحل يعقوب بن سفيان منذ شبابه الى مراكز العلم المشهورة في عصره، وكانت الرحلة في طلب العلم شائعة في زمنه رغبة في سماع الحديث على أعلام المحدثين في المراكز المختلفة، وسعيا في تكثير طرقه، وطلبا للاسناد العالي، ورغبة في التحقق من صحة بعض الأحاديث، وحبا في التعرف على الشيوخ الكثيرين ومذاكرتهم [2] . وقد تغرب يعقوب بن سفيان عن بلدته «فسا» ثلاثين عاما [3] أمضاها في الرحلة الى المشرق والمغرب [4] زار خلالها عدة من وأقطار ذكرت المصادر بعضها وسجل هو في تأريخه معلومات أوسع عن رحلته اليها.
مكّة
وقد استأثرت مكة باكبر عدد من زياراته وبأطول وقت من إقامته، حيث ذكر يعقوب انه قدمها في أول شهر رمضان سنة 216 هـ ولعل هذه هي زيارته الاولى لها، وقد مكث فيها أربعة أشهر ثم غادرها بعد هلال المحرم
__________
[1] الرامهرمزيّ: المحدث الفاصل 229- 233.
[2] أكرم العمري: بحوث في تأريخ السنة المشرفة 220- 221.
[3] الذهبي: تذكرة الحفاظ 2/ 583، وابن كثير: البداية والنهاية 11/ 59.
[4] الفسوي: كتاب المعرفة والتأريخ ق 32 أ.(1/8)
الى مصر [1] . وسجل يعقوب في كتابه انه حج ست عشرة حجة وذلك خلال سني 216- 241 هـ، ولم يحج في سني 226 و 237 و 238 و 239 و 240 هـ[2] . وقد تعرّف في مكة على عدد من العلماء الذين أفاد منهم كثيرا في تحمل الحديث، وروى عنهم في كتاب المعرفة والتأريخ.
مصر
وقد ذكر يعقوب بن سفيان انه زار مصر في أول سنة سبع عشرة ومائتين بعد حجه [3] ، وأنه كان فيها سنة 226 هـ[4] ، وانه وافى موسم الحج سنة 230 هـ من مصر [5] ، ولكن يبدو أنه لم يمكث في مصر طيلة الفترة بين سنتي 226- 230 هـ، لان ابن يونس [6] ذكر ان يعقوب بن سفيان «قدم مصر مرتين، الثانية سنة تسع وعشرين ومائتين وكتب عنه بها» [7] . فلا بد انه غادرها قبل سنة 229 هـ، وبذلك يكون قد دخل مصر ثلاث مرات وليس مرتين كما يذكر ابن يونس. وثمة احتمال ان «تسع» في عبارة ابن يونس تصحيف «ست» فيكون قد دخلها مرتين، ويكون قد مكث فيها ما بين سنتي 226- 230 هـ.
__________
[1] المصدر السابق ق 32 أ- ق 35 ب.
[2] الفسوي: كتاب المعرفة والتأريخ، أحداث السنين من 216- 241 هـ.
[3] المصدر السابق ق 32 أ.
[4] المصدر السابق ق 34 أ.
[5] المصدر السابق ق 34 ب.
[6] هو أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس الصدفي المصري (ت 347 هـ) صاحب (تأريخ مصر) و (تأريخ الغرباء الواردين عليها) وكلاهما مفقود.
[7] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 386.(1/9)
الشّام
وذكر يعقوب انه دخل دمشق في آخر سنة 217 هـ، لكنه لم يمكث فيها طويلا حيث غادرها الى الحج [1] . وزار الشام ثانية سنة 219 هـ، حيث التقى ببعض الشيوخ في فلسطين ودمشق وحمص [2] . كما زارها أيضا سنة 241 هـ، حيث قدم فلسطين وعسقلان [3] . ودخل أيلة في احدى هذه القدمات [4] . وقد ذكر أبو زرعة الدمشقيّ- صاحب التأريخ- قدوم يعقوب الى دمشق فقال: «قدم علينا من نبلاء الرجال يعقوب بن سفيان، يعجز أهل العراق أن يروا مثله» [5] .
العراق والمشرق
وقد ذكر يعقوب زيارته للبصرة سنة 236 هـ، وثانية سنة 237 هـ[6] ، كما ذكر وجوده بالسيرجان [7] سنة 239 هـ[8] ، وببلخ سنة 240 هـ[9] ، وهذا يعني أنه زار المقاطعات الشرقية والشمالية الشرقية من إيران، وان لم يسجل ذلك في تاريخه حيث لم يستوعب أخبار رحلاته كلها فيه، فقد ذكر
__________
[1] الفسوي: كتاب المعرفة والتأريخ ق 32 ب.
[2] المصدر السابق ق 33 أ، وابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 386 ينقل ذلك عن ابن درستويه عن يعقوب أيضا.
[3] المصدر السابق ق 35 ب.
[4] الذهبي: ميزان الاعتدال 3/ 648، وابن حجر: تهذيب التهذيب 9/ 344.
[5] الذهبي: تذكرة الحفاظ 2/ 583، وابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 387.
[6] الفسوي: كتاب المعرفة والتأريخ ق 35 أ، ب.
[7] هي قصبة مقاطعة كرمان، جنوب شرقي إيران.
[8] الفسوي: كتاب المعرفة والتأريخ ق 35 ب.
[9] المصدر السابق.(1/10)
ابو عبد الله الحاكم النيسابورىّ [1] قدوم يعقوب بن سفيان الى نيسابور وسماع شيوخ الحاكم منه [2] .
إقامته بفارس
وهكذا طوّف يعقوب بن سفيان بمعظم مراكز الحديث المهمة في شرق العالم الإسلامي وغربة، لكنه كان يرجع الى موطنه ويقيم بين أهله حيث سجل وجوده في فارس خلال سنتي 237 و 238 هـ[3] . وكان في فارس في فترة استيلاء يعقوب بن الليث الصفار عليها [4] ، - وكان استيلاء الصفار عليها منذ سنة 262 هـ[5]- حيث جرت له حكاية معه [6] . ولكنه لم يستقر في موطنه حتى أواخر حياته حيث توفي في مدينة البصرة [7] .
وثمة مراكز مهمة لا توجد اشارة الى أن يعقوب دخلها مثل بغداد والكوفة رغم ازدهار دراسات الحديث فيهما في القرن الثالث.
ولا شك أن يعقوب بن سفيان كابد صعوبات وشدائد في رحلاته الكثيرة حيث سجل أن قطاع الطرق تعرضوا للقافلة التي كان يصحبها
__________
[1] صاحب تأريخ نيسابور المتوفى سنة 404 هـ، وتأريخ نيسابور معظمه مفقود وقد نشر فراي ما بقي منه، كما يوجد مختصر له بالفارسية وهو مطبوع.
[2] ابن كثير: البداية والنهاية 11/ 60، وابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 386.
[3] الفسوي: كتاب المعرفة والتأريخ ق 35 ب.
[4] ياقوت: معجم البلدان 3/ 892 (ط. ليدن) ، وابن كثير:
البداية والنهاية 11/ 60.
[5] الطبري: تأريخ 9/ 527.
[6] انظرها في مادة «عقيدته» .
[7] ابن كثير: البداية والنهاية 11/ 60.(1/11)
بالسويداء [1] . وقد حكى لأحد تلاميذه بعض ما كان يلقاه من عناء فقال:
«كنت في رحلتي فقلّت نفقتي، فكنت أدمن الكتابة ليلا وأقرأ نهارا، فلما كان ذات ليلة كنت جالسا أنسخ في السراج، وكان شتاء، فنزل الماء في عيني فلم أبصر شيئا، فبكيت على نفسي لانقطاعي عن بلدي وعلى ما فاتني من العلم، فغلبتني عيناي فنمت، فرأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في النوم فناداني: يا يعقوب لم أنت بكيت؟ فقلت: يا رسول الله ذهب بصري فتحسرت على ما فاتني. فقال لي: أدن مني، فدنوت منه فأمرّ يده على عيني كأنه يقرأ عليهما، ثم استيقظت فأبصرت فأخذت نسخي وقعدت أكتب» [2] .
شيوخه والرّواة عنه
قال يعقوب «رويت عن ألف شيخ كلهم ثقات» [3] ونقل كل من ابن حجر- عن يعقوب أيضا- وابن كثير أنهم أكثر من ألف شيخ كلهم ثقات [4] . وقد جمعت أسماء 402 شيخ منهم [5] ، وكثير منهم من الأعلام المشهورين بالعناية بالحديث وروايته مثل أبي بكر الحميدي صاحب المسند،
__________
[1] الفسوي: كتاب المعرفة والتأريخ ق 32 أ.
[2] ابن كثير: البداية والنهاية 11/ 60، نقلا عن ابن عساكر، وابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 386- 387.
[3] ياقوت: معجم البلدان 892 (ط. ليدن) .
[4] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 387، وابن كثير: البداية والنهاية 11/ 60، وقارن بالذهبي: ميزان الاعتدال 1/ 104، حيث يضيف يعقوب: ما أحد منهم أتخذه عند الله حجة الا أحمد بن حنبل وأحمد بن صالح» .
[5] انظر أسماءهم والمصادر التي أوردتهم في الملحق.(1/12)
وأبي زرعة الدمشقيّ صاحب التأريخ، وعلي بن المديني صاحب كتاب العلل وغيره، وسعيد بن كثير بن عفير صاحب التأريخ، ونعيم بن حماد الخزاعي صاحب كتاب الفتن، وهشام بن عبد الملك أبي الوليد الطيالسي صاحب المسند، والأصمعي اللغوي المشهور. وقد خصصت المؤلفين منهم بالذكر لان أغلب شيوخه من الأعلام ومعظمهم يستحق الذكر.
اما الرواة عنه فقد ذكرت مصادر ترجمته عددا منهم هم الحافظ الترمذي صاحب الجامع، والحافظ النسائي صاحب السنن، وابن أبي حاتم صاحب كتاب الجرح والتعديل، وابن خزيمة صاحب السنن، ومحمد بن إسحاق السراج صاحب التأريخ، وعبد الله بن جعفر بن درستويه صاحب المؤلفات الكثيرة في النحو واللغة، والحسن بن محمد بن عثمان الفسوي، واحمد بن إبراهيم بن شاذان. والثلاثة الأخيرون هم رواة مؤلفاته.
ومنهم أيضا محمد بن إسحاق الصاغاني وهو من شيوخه، وإبراهيم ابن أبي طالب، وحسين بن محمد القباني، وإسحاق بن إبراهيم المنجنيقي، وابو عوانة الأسفراييني، وعبد الله بن أبي داود السجستاني، ومحمد بن يعقوب الصفار، ومحمد بن حمزة بن عمارة، وابو محمد أحمد بن السري ابن صالح بن أبان الشيرازي.
توثيقه
حظي يعقوب بن سفيان بتقدير العلماء وكبار النقاد من أعصر مختلفة وبيئات عديدة، فقال عنه ابو زرعة الدمشقيّ [1] : «كان نبيلا جليل
__________
[1] هو أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو النصري الدمشقيّ صاحب كتاب التأريخ المتوفى 282 هـ، وقد أعده للنشر شكر الله نعمة الله وهو أطروحته لنيل الماجستير من جامعة بغداد. وانظر عنه: أكرم العمري:
بحوث في تأريخ السنة المشرفة ص 118.(1/13)
القدر» [1] ، ووصفه ابن حبان البستي [2] بالورع والنسك والصلابة في السنة [3] . وقال عنه ابو عبد الله الحاكم النيسابورىّ «هو امام أهل الحديث بفارس» [4] . وأطلق عليه الحافظ الذهبي «الحافظ الامام الحجة» [5] ، وقال عنه ابن العماد الحنبلي «أحد أركان الحديث ... وكان ثقة بارعا عارفا ماهرا» [6] .
ومن ذلك يتضح اجماع القدامى والمتأخرين على توثيقه، ومما يبين مكانته في نفوس أصحابه ما حدّث به عبدان بن محمد المروزي من رؤيته إياه في المنام بعد وفاته وانه سأله ما فعل بك الله؟ قال: غفر لي وأمرني أن أحدث في السماء كما كنت أحدث في الأرض» [7] .
عقيدته
وصفه ابن حبان بالصلابة في السنة [8] ، وقال ابن الأثير «وكان
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 387.
[2] هو محمد بن أحمد بن حبان البستي (ت 354 هـ) صاحب كتاب الثقات وكتاب المجروحين وكتاب مشاهير علماء الأمصار.
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 386، ويبدو أن المصنفين المتأخرين اقتبسوا عبارة ابن حبان دون نسبتها اليه (انظر السمعاني:
الأنساب) ق 428 ب (ط. حجر) ، وابن الأثير: اللباب في تهذيب الأنساب 2/ 215- 216، وياقوت: معجم البلدان 3/ 892 (ط. ليدن) .
[4] ابن كثير: البداية والنهاية 11/ 60.
[5] الذهبي: تذكرة الحفاظ 2/ 582.
[6] ابن العماد: شذرات الذهب 2/ 171.
[7] ابن كثير: البداية والنهاية 11/ 60، بتفصيل أكثر، وابن حجر:
تهذيب التهذيب 11/ 388.
[8] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 386، والسمعاني: أنساب ق 28 4 ب (ط. حجر) .(1/14)
يتشيع» [1] وقال ابن كثير «وقد نسبه بعضهم الى التشيع» ونقل ابن كثير عن ابن عساكر «أن يعقوب بن الليث صاحب فارس بلغه أن يعقوب بن سفيان يتكلم في عثمان بن عفان، فأمر بإحضاره، فقال له وزيره: أيها الأمير انه لا يتكلم في شيخنا عثمان بن عفان السجزيّ، انما يتكلم في عثمان ابن عفان الصحابي، فقال: دعوه ما لي وللصحابي!! اني انما حسبته يتكلم في شيخنا عثمان بن عفان السجزيّ!» وعقب ابن كثير على ذلك بقوله:
«وما أظن هذا صحيحا عن يعقوب بن سفيان فإنه امام محدث كبير القدر» [2] .
وقال الحافظ الذهبي: «وقيل كان يتكلم في عثمان رضي الله عنه ولا يصح» [3] . ويدل استقراء القسم المتبقي من كتابه وما اقتبس عنه في بقية الكتب على أنه لا يتحامل على أحد من الخلفاء الراشدين، بل انه عقد فصلا في فضائل أبي بكر وفصلا في فضائل عمر رضي الله عنهما، كذلك فان مشيخة يعقوب حوت- فيما حوت- فضائل أبي بكر وعمر فقد ذكر الذهبي في ترجمة أحمد بن محمد الغزال الشيعي: «قال شجاع الذهلي:
كتبت عنه مشيخة يعقوب الفسوي، فكان إذا مر به فضيلة لأبي بكر وعمر تركها» [4] .
اما ما ذكره عن عثمان (رضي الله عنه) فكله في الثناء عليه مثل تخريجه حديث «اسْكُنْ حِرَاءُ فَإِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ أو صديق أو شهيد» وذكره ان
__________
[1] ابن الأثير: الكامل في التأريخ 7/ 440.
[2] ابن كثير: البداية والنهاية 11/ 60، وياقوت: معجم البلدان 3/ 892 (ط. ليدن) ، ويذكر فيها ان الفسوي «كان يتشيع» .
[3] الذهبي: تذكرة الحفاظ 2/ 583.
[4] الذهبي: ميزان الاعتدال 1/ 130.(1/15)
عثمان (رضي الله عنه) كان على حراء مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ [1] . وتخريجه حديث «لَا يَضُرُّ ابْنَ عَفَّانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ اليوم» وان النبي صلى الله عليه وسلم قاله في حقه عند تجهيزه جيش العسرة بألف دينار» [2] .
وحديث «أصدقهم حياء عثمان» [3] وتخريجه قول ابن عياش عن عثمان: «كان والله صواما قواما من رجل يحب قومه» [4] .
وقول عبد الله بن عكيم: «لَا أُعِينُ عَلَى وَاحِدٍ بَعْدَ عُثْمَانَ، فَقِيلَ له:
يا أبا معبد وأعنت على دمه؟ قال: اني أعد ذكر مساوئه عونا على دمه» [5] .
وقول الشعبي عن القرآن الكريم «لم يجمعه أحد من الخلفاء من أصحاب النبي صلى الله عليه غير عثمان» [6] .
وقد ذكر الفسوي عثمان ضمن الصحابة فترضى عنه وخرج له حديثا.
وكل ذلك يشير الى عدم تحامله على عثمان رضي الله عنه، ولو بقي القسم الأول من تأريخه- وفيه حوادث خلافة عثمان- لامكنني التحقق بشكل أوفى عن تقويمه لشخصية الخليفة الثالث.
وتشير بعض رواياته الى عدم تأييده التشيع كقوله في ترجمة زبيد بن الحارث «ثِقَةٌ ثِقَةٌ خِيَارٌ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ يَمِيلُ الى التشيع» [7] . كما تدل مروياته
__________
[1] الفسوي: كتاب المعرفة والتأريخ ق 49 ب.
[2] المصدر السابق ق 62 أ، 64 ب.
[3] المصدر السابق ق 146 ب.
[4] المصدر السابق ق 147 أ.
[5] المصدر السابق ق 42 أ.
[6] المصدر السابق ق 149 أ.
[7] ابن حجر: تهذيب التهذيب 3/ 311.(1/16)
التي اقتبسها اللالكائي- واحسبها من كتاب السنة ليعقوب- على أنه يتابع في عقيدته السلف وأهل الحديث حيث خرّج أحاديث في ان القرآن كلام الله ليس بمخلوق، وإثبات رؤية الله يوم القيامة، وذم أهل البدع والأهواء، والقول بأن الايمان قول وعمل وانه يزيد وينقص [1] .
ثقافته وسماعاته الكتب ومصنّفاته
اهتم يعقوب بن سفيان بالحديث النبوي اهتماما كبيرا، وكرس جهده لتحمله عن الشيوخ العديدين الموزعين بين مدن العالم الإسلامي شرقا وغربا فرحل اليهم وسمع منهم. واهتم بسماع الكتب المشهورة كالموطأ الّذي سمعه مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ تلميذ الامام مالك، وهمّ بسماعه من شيخ آخر لولا أن الحميدي أشار عليه أن لا يفعل لدقة رواية ابن قعنب وإمكان الاعتماد عليها [2] . كما سمع على الحميدي مسندة [3] ، ورحل الى أيلة وجهد كل الجهد- كما ذكر هو- ليسمع من محمد بن عزيز الأيلي كتب سلامة بن روح وحديثه، لكن محمد بن عزيز زعم انه لم يسمع من سلامة شيئا، ثم حدث عنه بعد بما ظهر من حديثه [4] .
وقد أفاد يعقوب بن سفيان من المؤلفات والنسخ التي سمعها أو اطلع عليها دون أن يمتلك حق روايتها سماعا [5] في تصنيف مؤلفاته وهي:
__________
[1] اللالكائي: كتاب شرح السنة ق 62 ب، 67 أ، 77 ب، 103 ب، 112 ب، 203 أ.
[2] الخطيب: الكفاية 272- 273.
[3] الفسوي: كتاب المعرفة والتأريخ ق 32 أ.
[4] الذهبي: ميزان الاعتدال 3/ 648، وابن حجر: تهذيب التهذيب 9/ 344.
[5] انظر عن هذه المصنفات مادة (موارده) .(1/17)
1- كتاب المعرفة والتأريخ [1] .
2- مشيخته [2] .
3- كتاب السنة [3] .
4- كتاب البر والصلة [4] .
5- كتاب الزوال [5] .
وقد وصل إلينا من مؤلفاته المجلدان الثاني والثالث من كتاب المعرفة والتأريخ وفقد المجلد الأول منه [6] ، كما وصل إلينا الجزءان الثاني والثالث من مشيخته [7] أما بقية أجزاء المشيخة فمفقودة. ويذكر كل من الردّاني
__________
[1] ذكره الخطيب البغدادي: تأريخ بغداد 9/ 429، والمالكي:
تسمية ما ورد به الخطيب دمشق رقم 369، والسمعاني: الأنساب 5/ 103، والذهبي: تاريخ الإسلام 1/ 14، وتذكرة الحفاظ 582، والسخاوي:
الإعلان بالتوبيخ لمن ذم أهل التأريخ 685، وحاجي خليفة: الرسالة المستطرفة 140- 141، والرداني: صلة الخلف بموصول السلف ق 50 ب.
[2] ذكره المالكي: تسمية ما ورد به الخطيب دمشق رقم 425، والذهبي: تذكرة الحفاظ 582، وميزان الاعتدال 1/ 130، والكتاني:
الرسالة المستطرفة 140- 141، والرداني: صلة الخلف بموصول السلف ق 126 ب، وابن العماد: شذرات الذهب 2/ 171.
[3] المالكي: تسمية ما ورد به الخطيب دمشق رقم 79.
[4] المصدر السابق رقم 174.
[5] الخطيب: تاريخ بغداد 9/ 393 سطر 4.
[6] انظر وصف النسخة ومن ذكرها ص 58.
[7] يقع الجزء الثاني منها في 29 ورقة، اما الجزء الثالث فيقع في 22 ورقة، وهما مخطوطان في دار الكتب الظاهرية.(1/18)
والكتاني أن المشيخة تقع في ستة أجزاء وأنها مرتبة على البلدان [1] .
ولكن القسم الّذي وصل إلينا من المشيخة غير مرتب على أساس معين، وقد خرّج يعقوب فيها عن كل شيخ من شيوخه حديثا أو حديثين ولم يترجم لهم.
اما الكتب الثلاثة الأخيرة فيبدو من عناوينها أن كتاب السنة يعالج موضوعات تتصل بالعقائد، ولعله كان يحتوي على أحاديث وآثار في موضوعات العقائد حيث عني المحدثون بتأليف كتب بهذا العنوان توضح عن طريق سرد الأحاديث والآثار والعقائد كما كانت عند السلف. وأما «كتاب البر والصلة» فلعل مادته تتعلق بالرقائق، ولعله ضم أحاديث وآثارا في البر والصلة.
ولعل كتاب الزوال له علاقة بمواقيت الصلاة.
وتدل مؤلفات يعقوب على انه كان معنيا بالحديث وعلم الرجال والتأريخ والعقائد والرقائق. وكان متفننا في علمه واسع الاطلاع حتى ذكر ابو زرعة الدمشقيّ أن يحيى بن معين كان ينتخب منه في التأريخ، وقال أبو زرعة أيضا: «بينا أنا قاعد في المسجد إذ جاءني رجل من أهل خراسان فقال لي:
أنت أبو زرعة؟ قلت: نعم. فجعل يسألني عن هذه الرقائق. فقلت:
من أين جمعت هذه؟ قال: هذه كتبناها عن يعقوب بن سفيان عنك» [2] .
__________
[1] الرداني: صلة الخلف بموصول السلف ق 50 ب، حيث حصل الرداني على إجازة برواية مشيخة يعقوب، وسند أجازته يرقى الى الحسن ابن أحمد بن شاذان عن عبد الله بن جعفر بن درستويه عن يعقوب بن سفيان وهو سند النسخة الخطية التي وصلت إلينا من المشيخة.
والكتاني: الرسالة المستطرفة 140- 141.
[2] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 387.(1/19)
رواة مؤلّفاته عنه
وصل إلينا كتاب المعرفة والتأريخ من رواية عبد الله بن جعفر بن درستويه الفسوي (ت 346 هـ) الّذي سمعه من يعقوب بن سفيان، ومن طريق ابن درستويه اقتبس معظم المؤلفين من كتاب المعرفة والتأريخ.
كذلك روى ابن درستويه مشيخة يعقوب عنه، ومن طريقه وصل إلينا الجزءان الثاني والثالث منها.
وابن درستويه من اعلام النحويين والأدباء صنف عدة مؤلفات منها كتاب الإرشاد في النحو وتفسير كتاب الجرمي وكتاب الهجاء وكتاب شرح الفصيح [1] وكتاب الكتّاب [2] وغيرها [3] .
وقد وثّقه ابو سعد الحسين بن عثمان الشيرازي والحافظ ابو عبد الله ابن مندة وضعّفه هبة الله بن الحسن الطبري وقال: «بلغني أنه قيل له حدث عن عباس الدوري حديثا ونحن نعطيك درهما ففعل، ولم يكن سمع من عباس» . وقد رد الخطيب البغدادي ذلك فقال: «وهذه الحكاية باطلة لان أبا محمد بن درستويه كان أرفع من أن يكذب لأجل العوض الكثير فكيف لأجل التافه الحقير، وقد حدثنا عنه ابن رزقويه بأمالي أملاها في جامع المدينة [4] ، وفيها عن عباس الدوري أحاديث عدة» [5] .
وقال الخطيب: «سألت البرقاني عن ابن درستويه فقال: ضعفوه لانه
__________
[1] حققه عبد الله الجبوري ونال به رتبة الماجستير من جامعة بغداد.
[2] طبع الطبعة الثانية في بيروت، المطبعة الكاثوليكية سنة 1927 هـ بعناية الأب لويس شيخو.
[3] انظر ابن درستويه: كتاب الكتّاب، مقدمة ص 5.
[4] المقصود جامع مدينة المنصور المدورة.
[5] الخطيب: تأريخ بغداد 9/ 429.(1/20)
لما روى كتاب التأريخ عن يعقوب بن سفيان أنكروا عليه ذلك، وقالوا له انما حدث يعقوب بهذا الكتاب قديما فمتى سمعه منه؟!» [1] .
ورد الخطيب ذلك فقال: «وفي هذا القول نظر لأن جعفر بن درستويه من كبار المحدثين وفهمائهم، وعنده عن علي بن المديني وطبقته، فلا يستنكر أن يكون بكّر بابنه في السماع من يعقوب بن سفيان وغيره، مع أن أبا القاسم الأزهري قد حدثني قال: رأيت أصل كتاب ابن درستويه بتأريخ يعقوب بن سفيان لما بيع في ميراث ابن الابنوسي، فرأيته أصلا حسنا، ووجدت سماعه فيه صحيحا» [2] .
وأحسب أن توثيق الخطيب والشيرازي وابن مندة له وشهادة أبي القاسم الأزهري له يقطع بصحة سماعه ويدفع ما قيل في تضعيفه لأن التضعيف ذكر مفسرا بقدم تحديث يعقوب بتأريخه وابن درستويه ولد سنة 258 هـ[3] فلا يلحق بالتحديث القديم. وأقول أن ابن درستويه ثقة بشهادة العلماء من معاصريه فلا يضعف بمجرد شبهة، ويعقوب توفي سنة 277 هـ، فلا تتعذر اللقيا بين ابن درستويه وبينه وهما ابنا بلدة واحدة، وليس من دليل على ان يعقوب لم يحدث بتأريخه في سني حياته الأخيرة بل الأولى أن يكثر الإقبال على سماع تأريخه منه بعد أن نال شهرة واسعة وأصبح من أعلام المحدثين الذين يقصدهم طلاب العلم لسماع مؤلفاتهم ومروياتهم. وما دام الأمر كذلك فان قول الثقة معتمد ما لم تقم الحجة على دحضه، ولا حجة في دحض سماع ابن درستويه كتاب المعرفة والتأريخ
__________
[1] المصدر السابق والذهبي: ميزان الاعتدال 2/ 401.
[2] الخطيب: تأريخ بغداد 9/ 429، والذهبي: ميزان الاعتدال 2/ 401.
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 9/ 429.(1/21)
بل ان الازهري رأى سماعه على أصله وشهد بصحة السماع وحسن الأصل.
وكفى بشهادة مثل الازهري.
أما الراويّ الآخر لمصنفات يعقوب فهو الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي «كان عنده أكثر مصنفات يعقوب بن سفيان وهو ثقة نبيل» [1] ، ويغلب على ظني ان النصوص التي اقتبسها عن يعقوب بن سفيان- بواسطة الحسن بن محمد بن عثمان- ابن عبد البر في كتابه (جامع بيان العلم وفضله) واللالكائي في مؤلفه (كتاب شرح السنة) والخطيب البغدادي في مؤلفه (كتاب الفقيه والمتفقه) وابن عساكر في (تأريخ مدينة دمشق) هي من كتاب السنة ليعقوب بن سفيان- وهو مفقود- لأنها تدور حول الاعتصام بالسنن.
أما الراويّ الآخر لمصنفات يعقوب فهو أحمد بن إبراهيم بن شاذان حيث روى عن يعقوب بن سفيان كتاب الزوال [2] .
كتاب المعرفة والتّأريخ
تقريض العلماء له واهتمامهم بسماعه
قال عنه ابن قيم الجوزية «هو كتاب جليل غزير العلم جم الفوائد» [3] وقال ابن كثير انه من الكتب المفيدة [4] . وقد اهتم العلماء بسماعه وممن سمعه من كبار المصنفين الخطيب البغدادي وعبد الرحمن بن الجوزي وابن عساكر، وكلهم من رواية ابن درستويه، ويدل على سماعهم للكتاب ألفاظ تحملهم للروايات التي اقتبسوها منه في مؤلفاتهم وهي «حدثنا» و «أخبرنا» .
__________
[1] السمعاني: أنساب ق 428 ب.
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 9/ 393.
[3] ابن القيم: اعلام الموقعين 3/ 94.
[4] ابن كثير: البداية والنهاية 11/ 60.(1/22)
كذلك قرأ السمعاني أكثره على أبي الفتوح عبد الله بن علي بن سهل بن العباس الخركوشي (ت 544 هـ) [1] . وقد استمر اهتمام العلماء بتأريخ يعقوب حتى الاعصر المتأخرة فحصل بعضهم على حق روايته بالإجازة وقد ذكر محمد بن سليمان المغربي الردّاني (ت 1094 هـ) أجازته بروايته ويرقى سنده الى الخطيب البغدادي عن محمد بن الحسين القطان عن عبد الله ابن جعفر بن درستويه عن يعقوب الفسوي [2] . مما يدل على اشتهار رواية ابن درستويه لكتاب المعرفة والتأريخ واعتماد العلماء عليها.
نطاق مادّته
نطاق مادّة القسم المفقود من كتابه
فقد المجلد الأول من كتاب المعرفة والتأريخ، وهو يتناول التأريخ على السنين ويشتمل على السيرة النبويّة وعصر الراشدين والعصر الأموي وخلافة السفاح. وفيما يلي عرض لمادة المقتطفات التي اقتبستها الكتب الأخرى من هذا القسم المفقود مرتبة على أساس الزمن مما يوضح اطار القسم المفقود وبين أهميته.
المبتدأ:
فقد ذكر عمر الأرض [3] ، ومساحتها [4] ، وعدد الأيام التي خلقها الله تعالى فيها [5] ، وعدد السنين بين بعث الأنبياء [6] .
__________
[1] السمعاني: الأنساب 5/ 103.
[2] الرداني: صلة الخلف بموصول السلف ق 50 ب.
[3] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 25.
[4] المصدر السابق 1/ 8.
[5] المصدر السابق 1/ 28.
[6] المصدر السابق 1/ 26.(1/23)
السّيرة النّبويّة
العهد المكّي
حيث ذكر تاريخ مولد النبي صلى الله عليه وسلم [1] ، وأنساب أمهاته ومرضعاته [2] ، وأسماءه [3] ورعاية جده عبد المطلب له ووصيته أم أيمن حاضنته أن لا تغفل عنه ويحذرها من أهل الكتاب عليه [4] . وتحكيمه بين القبائل عند اختلافها حول رفع الحجر الأسود قبل البعثة [5] . وقصة زواجه من خديجة (رضي الله عنها) [6] ، واسبقية أبي بكر في الإسلام وشعر حسان في ذلك (4 أبيات) [7] ، وهجرة عثمان بن عفان الى الحبشة [8] . كما ذكر «تسمية أصحاب العقبة الثانية» [9] .
العهد المدني
اتخاذ الهجرة بداية للتأريخ الإسلامي [10] ، وتأريخ زواجه صلى الله عليه وسلم من عائشة (رضي الله عنها) [11] ، وزواج علي (رضي الله عنه) من فاطمة (رضي الله عنها)
__________
[1] المصدر السابق 1/ ق 177 أ، ق 178 أ، وابن كثير: البداية والنهاية 2/ 262.
[2] ابن عساكر: تأريخ مدينة دمشق 1/ ق 151 ب.
[3] المصدر السابق 1/ 145 ب.
[4] ابن سيد الناس: عيون الأثر 1/ 38.
[5] ابن كثير: البداية والنهاية 2/ 300.
[6] المصدر السابق 2/ 295- 296.
[7] المصدر السابق 3/ 28.
[8] المصدر السابق 3/ 66- 67، والذهبي: تأريخ الإسلام 1/ 106.
[9] ابن عساكر: تأريخ مدينة دمشق 10/ 147.
[10] ابن عساكر: تأريخ مدينة دمشق 1/ 32.
[11] ابن كثير: البداية والنهاية 3/ 131.(1/24)
وابناؤها منه [1] ، وعدد غزواته (ص) وأسماء بعضها [2] ، وذكر قائمة بأسماء من شهد بدرا [3] . وتواريخ بدر وأحد وبدر الموعد والخندق [4] . وتاريخ خروجه الى الحديبيّة [5] ، وإرساله حملة بقيادة عمرو بن العاص [6] ، وتأريخ فتح مكة [7] . وهزيمة المسلمين في بداية غزوة حنين [8] ، وقدوم وفد تميم الى المدينة [9] ، وقد اهتم الى جانب المغازي بموضوعات السيرة الأخرى فذكر أحاديث في بيان صفة النبي صلى الله عليه وسلم [10] ودلائل نبوته كخاتم النبوة [11] وصفته عند اليهود [12] وتنبؤ أحدهم بظهوره [13] وتبشير عيسى به [14] . وقصة إسلام سلمان الفارسيّ [15] ، وبعض معجزاته [16] وتبشيره
__________
[1] ابن عساكر: مجلدة 12 قسم 2/ 443 أ.
[2] ابن كثير: البداية والنهاية 3/ 131.
[3] ابن عساكر: تأريخ مدينة دمشق 1/ 505، 10/ 147، 5/ ق 207 ب.
[4] ابن كثير: البداية والنهاية 4/ 94.
[5] المصدر السابق 4/ 164.
[6] ابن حجر: الاصابة 3/ 337.
[7] ابن كثير: البداية والنهاية 4/ 285، 286.
[8] المصدر السابق 4/ 332.
[9] المصدر السابق 5/ 44- 45، وابن حجر: الاصابة 2/ 20.
[10] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ ق 183 أ، ق 196 ب، والذهبي: تاريخ الإسلام 1/ 243- 244، 245، 261- 262، وابن كثير: البداية والنهاية 6/ 12، 14، 15، 16، 17، 18، 20، 21، 28- 36.
[11] ابن كثير: البداية والنهاية 6/ 28.
[12] المصدر السابق 2/ 326، 6/ 60- 61.
[13] ابن سيد الناس: عيون الأثر 1/ 56- 57.
[14] ابن عساكر: تأريخ مدينة دمشق 1/ ق 205 ب، وابن كثير:
البداية والنهاية 2/ 327، 6/ 62.
[15] الذهبي: تاريخ الإسلام 2/ 158- 159.
[16] المصدر السابق 1/ 219، 6/ 24، 162.(1/25)
الصحابة بالفتوح [1] . وسحر اليهود له [2] ، كما اهتم بذكر معلومات عن أزواجه [3] وبناته وأزواجهن [4] ، وسني وفيات عائشة ومارية وأم حبيبة وجويرية وميمونة [5] ، وتقديره صلى الله عليه لعمره حين يتوفى [6] ، ومرضه [7] ، ووصيته حين وفاته بالاهتمام بالصلاة [8] ، وصلاته خلف الصديق في مرضه [9] ووفاته واستخلاف الصديق [10] ، ثم إجمال تواريخ مولده ونبوته وعمره ووفاته [11] .
عصر الرّاشدين
أبو بكر الصديق:
أسماؤه ونسبه [12] ، وأنه أول من آمن وشعر حسان في ذلك
__________
[1] ابن كثير: البداية والنهاية 6/ 195، 221، 8/ 20.
[2] الذهبي: تأريخ الإسلام 1/ 264- 265، وابن كثير: البداية والنهاية 6/ 38- 39.
[3] ابن عساكر: تأريخ مدينة دمشق 1/ ق 163 ب، ق 164 أ- ب.
وابن كثير: البداية والنهاية 5/ 292- 293، 296.
[4] ابن عساكر: تأريخ مدينة دمشق 1/ 164 أ، 158 أ.
[5] ابن عساكر 1/ ق 171 أ، 186 أ، والذهبي: تاريخ الإسلام 2/ 253، وابن كثير: البداية والنهاية 5/ 205.
[6] ابن كثير: البداية والنهاية 2/ 95.
[7] المصدر السابق 5/ 255.
[8] المصدر السابق 5/ 238.
[9] المصدر السابق 5/ 234.
[10] المصدر السابق 5/ 278.
[11] الذهبي: تأريخ الإسلام 1/ 23، وابن كثير: البداية والنهاية 5/ 255، 259، 271.
[12] ابن عساكر: تأريخ مدينة دمشق 6/ ق 18 ب، ق 19 أ.(1/26)
(4 أبيات) [1] ، وإنفاقه وعتقه المستضعفين [2] ، وشهوده غزوة ذات السلاسل وصفته وقتها [3] ، وقول لابي قحافة حين وفاة الرسول (ص) وولاية أبي بكر [4] ، وتاريخ وفاة فاطمة [5] ، وقتاله المرتدين [6] ، وموقعة بزاخة [7] ، وتفاصيل عن ردة الأسود العنسيّ ومقتله [8] ، وقضاؤه على ردات اليمامة واليمن والبحرين وتوجيه الحملة على الشام سنة اثنتي عشرة [9] ، وتاريخ توجيه الحملة على الشام وأسماء قادتها [10] ، وتوجيهه خالدا الى العراق وتهيؤ المسلمين والروم لليرموك [11] ، وتوجيهه خالدا من العراق الى الشام وفتحه بصرى ولقاؤه بالمسلمين [12] ، وخبر قدوم خالد الى الشام مفصلا وفتحه عين التمر وعانات وفتح دمشق مفصلا ومواضع مسالح المسلمين [13] ، وتاريخ موقعة اليرموك [14] ، وقصة اليرموك [15] ،
__________
[1] المصدر السابق 6/ 24 ب.
[2] ابن حجر: الاصابة 2/ 334.
[3] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 6/ ق 22 أ.
[4] المصدر السابق 1/ ق 161 أ- ب.
[5] المصدر السابق 6/ ق 107 ب.
[6] ابن حجر: الاصابة 2/ 226.
[7] الخطيب: تأريخ بغداد 9/ 269.
[8] ابن حجر: الاصابة 1/ 467.
[9] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 441.
[10] المصدر السابق 1/ 449.
[11] المصدر السابق 1/ 460- 461.
[12] المصدر السابق 1/ 460.
[13] المصدر السابق 1/ 508- 509 ويجدر الانتباه الى أن الرواية تتناول احداثا في خلافة عمر (رضى) مثل فتح دمشق واتخاذ المسالح.
[14] المصدر السابق 1/ 528.
[15] ابن حجر: تهذيب التهذيب 4/ 412.(1/27)
وتفاصيل عنها [1] ، ثم ذكر حجه بالناس سنة ثنتي عشرة وقول البعض انه أحج [2] عمر بن الخطاب أو عبد الرحمن بن عوف بدله، ثم ذكر عمره حين وفاته [3] .
وأهتم أيضا بذكر فضائله ولعله عقد فصلا في ذلك حيث ذكر حديث «ابو بكر عتيق الله من النار» [4] ونزول آية وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى 92: 17 في حقه [5] . وعرض أقوالا لصحابة وتابعين في الثناء عليه وبيان فضله [6] .
عمر بن الخطاب:
صفته [7] ، وتشبيه النبي (ص) إياه بجبريل وبنوح [8] ، وفتوح أبي عبيدة وخالد بالشام [9] ، وتأثر أحد الصحابة لعزل خالد [10] ، وذكر في حوادث سنة 14 هـ إقامته الحج، ووفاة المثنى، وفتح دمشق، ونزول هرقل أنطاكية ومعه بعض القبائل العربية والأرمن، وتوجيهه جرجه الى اليرموك وقيادة أبي عبيدة للمعركة [11] . وخبر فتح دمشق وتأريخه [12] . وتواريخ
__________
[1] ابن حجر: الاصابة 2/ 173.
[2] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 6/ ق 58 ب.
[3] المصدر السابق 6/ ق 106 أ، ب.
[4] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 6/ ق 20 ب.
[5] المصدر السابق 6/ ق 31 أ.
[6] المصدر السابق 6/ ق 61 أ، ق 81 ب، ق 91 أ، ق 93 ب، ق 94 أ.
[7] المصدر السابق مجلد 8 قسم 2/ ق 355 أ.
[8] المصدر السابق ق 364 أ، من طريق الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي عن يعقوب فلعله ليس من التأريخ.
[9] ابن كثير: البداية والنهاية 7/ 23- 24.
[10] ابن حجر: الاصابة 2/ 498.
[11] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 530- 531.
[12] المصدر السابق 1/ 495.(1/28)
ولاية عمر ومواقع اجنادين وفحل، واستبداله خالدا بابي عبيدة [1] .
واستشهاد عكرمة بن أبي جهل بأجنادين [2] ، وأسماء قادة فحل وتاريخها [3] .
وخبر فتح حمص وعانات [4] .
وذكر في حوادث سنة 16 هـ تاريخ فتح الجابية المقدس (إيلياء) [5] .
وذكر في حوادث سنة 17 هـ تاريخ وفاة عتبة بن غزوان [6] .
وذكر في حوادث سنة 18 هـ الاختلاف في تأريخ الرمادة وطاعون عمواس [7] ، وصفة عمر وتأثير عام الرمادة على صحته [8] .
وذكر في حوادث سنة 20 هـ أن عمر سأل الهرمزان عن سبب هزيمة الفرس أمام هرقل فحكى له الهرمزان خبر ذلك مفصلا وذكر له أيضا خبر ظهور الفرس على الروم وخبر الحرب بين الخزر والهند وموقف الفرس منها [9] . كما ذكر في هذه السنة وفيات عياض بن غنم وبلال الحبشي [10] .
__________
[1] المصدر السابق 1/ 478، 480.
[2] المصدر السابق مجلد 8 قسم 1/ ق 118 ب.
[3] المصدر السابق 1/ 481.
[4] المصدر السابق 1/ 481.
[5] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 553- 554، وابن كثير:
البداية والنهاية 7/ 57.
[6] الخطيب: تاريخ بغداد 1/ 156.
[7] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 555.
[8] ابن حجر: الاصابة 2/ 511.
[9] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 358- 361، 361- 362.
[10] الخطيب: تاريخ بغداد 1/ 184، وابن عساكر: تأريخ مدينة دمشق 10/ 350، 352.(1/29)
وذكر في حوادث سنة 21 هـ صلح أنطاكية [1] .
وذكر في حوادث سنة 23 هـ غزوة عمّورية [2] وغزوة بسر بن أبي أرطاة لوبيه [3] . وجمعت احدى الروايات تواريخ استخلافه وفتح دمشق واليرموك والجابية وإيلياء وسرغ وقيسارية وموت هرقل ونهاوند والاسكندرية وفرض العطاء وإصطخر وطرابلس وعمّورية ولوبيه ومقتل عمر [4] . ورواية في دعائه على العراقيين لحصبهم أميرهم، وأخرى في مدحهم [5] ، كما اهتم الفسوي بذكر روايات في فضائله وأقوال الصحابة ومن بعدهم في الثناء عليه [6] كما ذكر تاريخ مقتله وعمره وكثرة شيبة [7] .
عثمان بن عفان:
نسبه وكنيته [8] ، وصفته وخشونة ملبسه وسابقته وتعففه [9] ، وتزويج النبي (ص) ابنته بوحي من السماء [10] ، وحديث يبشر بأنه في الجنة [11] .
__________
[1] ابن حجر: الاصابة 4/ 199- 200.
[2] المصدر السابق 2/ 533.
[3] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 10/ 6- 7.
[4] المصدر السابق مجلدة 9 قسم 1/ ق 29 ب- 30 أ.
[5] الخطيب: تأريخ بغداد 1/ 25، وابن كثير: والبداية والنهاية 9/ 132.
[6] ابن عساكر: تاريخ دمشق مجلدة 8 قسم 2/ 369 أ، 372 ب، 373 ب، مجلدة 9 قسم 1/ 9 أ، 25 أ، 41 ب.
[7] المصدر السابق مجلدة 9 قسم 1/ ق 44 أ، ب، 45 أ.
[8] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق مجلد 7 قسم 2/ ق 354 أ.
[9] المصدر السابق ق 355 أ.
[10] المصدر السابق ق 360 ب.
[11] المصدر السابق ق 373 ب.(1/30)
وتاريخ استخلافه وسني إقامته الحج [1] ، وانه لم يجمع القرآن من الخلفاء سواه [2] ، وحجه بالناس طيلة خلافته سوى سنتين [3] . وتوسط العباس للمصالحة بين عثمان وعلي [4] ، وتقديم ابن مسعود عثمان على بقية الصحابة بعد مقتل عمر [5] وتقديم الزهري عثمان على علي [6] . وغزوة بسر بن أبي أرطاة ودّان سنة 26 هـ[7] ، وحادث الشغب على الوليد بن عقبة في الكوفة [8] ، وغزوة إصطخر بقيادة ابن عامر [9] ، ووفاة عبد الله بن مسعود سنة 32 هـ[10] . وتاريخ مقتل عثمان [11] .
علي بن أبي طالب:
عمره حين شهد بدرا [12] ودعوته الناس لبيعته بعد قتل عثمان ودعوة أبي الجهم بن حذيفة للقصاص من قتله عثمان [13] .
__________
[1] المصدر السابق ق 393 أ.
[2] المصدر السابق ق 387 أ.
[3] المصدر السابق ق 392 ب.
[4] المصدر السابق ق 403 ب.
[5] المصدر السابق ق 394 أ.
[6] المصدر السابق 455 ب.
[7] المصدر السابق 10/ 6- 7.
[8] ابن حجر: تهذيب التهذيب 4/ 422، والاصابة 2/ 178.
[9] ابن حجر: تهذيب التهذيب 3/ 77، والاصابة 2/ 433.
[10] الخطيب: تاريخ بغداد 1/ 150.
[11] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق مجلد 7 قسم 2/ 458 ب، 459 أ.
[12] الخطيب: تاريخ بغداد 1/ 134.
[13] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق مجلد 8 قسم 2/ ق 225 أ.(1/31)
وتحذير عبد الله بن سلام عليا من قدوم العراق [1] . وحديث نبوي في تحذير الصحابة من الفتن [2] ، وقتل مروان لطلحة يوم الجمل [3] ، وكثرة تصدق الزبير ومقتله يوم الجمل [4] ، و «تسمية أمراء علي يوم الجمل» [5] ، وتأريخ موقعة صفين [6] ، وأخبارها [7] ، وبعض قتلاها [8] ، وعدد الجيشين فيها [9] ، و «تسمية الأمراء من أصحاب علي يوم صفين» [10] ، وشهود عمار صفين وعمره [11] . ومقاطعة الخوارج عليا وهو يخطب وقول علي انه وهن منذ قتل عثمان [12] . وخبر النهروان ومقتل المخدج [13] ، وعدد الخوارج في النهروان ومقتلهم وعدد من قتل من
__________
[1] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق مجلدة 8 قسم 2/ ق 244 ب- 245 أ.
[2] ابن كثير: البداية والنهاية 6/ 207- 208.
[3] ابن حجر: الاصابة 2/ 222.
[4] ابن حجر: الاصابة 1/ 527- 528.
[5] ابن حجر: الاصابة 1/ 566، 3/ 475، وتهذيب التهذيب 7/ 167.
[6] ابن حجر: تهذيب التهذيب 2/ 127.
[7] ابن حجر: الاصابة 1/ 454.
[8] المصدر السابق 13/ 562.
[9] ابن كثير: البداية والنهاية 6/ 214.
[10] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 5/ ق 345 أ، وابن حجر:
تهذيب التهذيب 2/ 395، 5/ 171، 7/ 167، والاصابة 1/ 314، 2/ 281.
[11] الخطيب: تاريخ بغداد 1/ 152.
[12] ابن كثير: البداية والنهاية 7/ 194.
[13] الخطيب: تاريخ بغداد 10/ 305، وابن كثير: البداية والنهاية 6/ 217، 218، 7/ 297.(1/32)
جيش علي [1] ، ودعاء علي على الكوفيين وملله منهم [2] ، ومن أقام الحج سنة 39 هـ[3] وسنة 40 هـ[4] . وتحذيره الناس من المبالغة في جبة وبغضه [5] .
وأحاديث نبوية وأقوال الصحابة في فضائله [6] ، وزهده حتى باع سيفه [7] ، وتوقعه ان يستشهد [8] ، وتاريخ مقتله وعمره وشهوده بدرا وعمره، وفتح مكة وعمره [9] ، وعمره حين مقتله [10] ، وصلاة الحسن عليه [11] ، وذكر الحسن فضائل ليلة مقتله ففيها انزل القرآن واسري بعيسى [12] .. ومحاورة بين الزهري وعبد الملك عن وجود الدم تحت كل
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 1/ 182.
[2] ابن كثير: البداية والنهاية 8/ 12.
[3] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 5/ ق 7 أ.
[4] الخطيب: تاريخ بغداد 1/ 192.
[5] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق مجلدة 8 قسم 2/ 201 أ، من طريق الحسن بن محمد بن عثمان عن يعقوب.
[6] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق مجلدة 8 قسم 2/ ق 201 ب، ق 204 أ، ق 219 أ، 220 أ.
[7] المصدر السابق مجلدة 8 قسم 2/ ق 233 ب، وابن كثير:
البداية والنهاية 8/ 3.
[8] المصدر السابق ق 247 ب.
[9] المصدر السابق ق 250 أ.
[10] المصدر السابق ق 250 ب، وابن كثير: البداية والنهاية 8/ 44.
[11] المصدر السابق ق 249 أ.
[12] المصدر السابق ق 254 ب.(1/33)
حجر رفع بيت المقدس صباح مقتله [1] ، وذكر تواريخ قتل عثمان وبيعة علي وبيعة معاوية [2] .
العصر الأمويّ
معاوية بن أبي سفيان:
نسبه [3] ، وحديث في فضائله [4] ، وتأميره على قيسارية سنة 19 هـ[5] وجمع الشام له في خلافة عثمان [6] ، وخبر منازعته مع علي وبيعة الشاميين له وموقعة صفين [7] . واخبار النبي صلى الله عليه بتحول الخلافة ملكا [8] .
وخطبة للحسن بن علي [9] ، وأمر الحسن أصحابه ببيعة معاوية [10] .
وقدوم معاوية الى الكوفة [11] . وخطبته بعد تسليم الحسن له [12] ، وطعن الحسن من قبل أصحابه ونهب سرادقه [13] أو خبر قحط دمشق واستسقاء معاوية [14] ، وغزوة بسر بن أبي أرطاة أدنه سنة 46 هـ[15] . وغزوة
__________
[1] المصدر السابق ق 250 أ، وعقب البيهقي عليها بأنها وردت باسناد أصح عن قتل الحسين بن علي.
[2] المصدر السابق 251 ب.
[3] المصدر السابق مجلدة 11 قسم 2/ ق 296 ب.
[4] المصدر السابق ق 302 ب.
[5] المصدر السابق ق 306 ب.
[6] المصدر السابق ق 306 ب.
[7] المصدر السابق ق 308 ب.
[8] ابن كثير: البداية والنهاية 6/ 198.
[9] الخطيب: تاريخ بغداد 1/ 139.
[10] ابن حجر: الاصابة 1/ 330.
[11] الخطيب: تاريخ بغداد 1/ 200.
[12] ابن كثير: البداية والنهاية 8/ 131.
[13] الخطيب: تاريخ بغداد 1/ 178.
[14] ابن حجر: الاصابة 3/ 634.
[15] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 10/ 6- 7.(1/34)
يزيد بن معاوية القسطنطينية [1] . وخبر مقتل حجر بن عدي [2] ، ومعاتبة عائشة لمعاوية فيه [3] ، وقضاؤه دينا لعائشة [4] ، ووفاة أبي قتادة الأنصاري سنة 54 هـ[5] ، وخبر قفول المسلمين من رودس في الشتاء مفصلا [6] .
ومدة خلافته وحججه [7] .
يزيد بن معاوية [8] :
سبب خروج الحسين الى العراق [9] ، وتوجيه ابن زياد جيشا لقتاله وعدده [10] ، وتأريخ مقتل الحسين [11] . تنبؤ النبي صلى الله عليه وسلم بوقعة الحرة [12] ، و «تسمية قتلى الحرة» [13] ، وتاريخها وعدد من قتل فيها من القراء [14] ، وخبر قتل بسر بن أبي أرطاة ابنا لزينب بنت فاطمة
__________
[1] ابن كثير: البداية والنهاية 8/ 229.
[2] المصدر السابق 6/ 226.
[3] المصدر السابق 8/ 55، وابن حجر: الاصابة 1/ 314.
[4] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق مجلدة 11 قسم 2/ 321 أ.
[5] الخطيب: تاريخ بغداد 1/ 161.
[6] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 10/ 431.
[7] المصدر السابق مجلد 11 قسم 2/ ق 415 أ.
[8] سقطت ترجمته في النسخة التي استعملتها من تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر.
[9] ابن كثير: البداية والنهاية 8/ 161.
[10] المصدر السابق 8/ 169.
[11] الخطيب: تاريخ بغداد 1/ 143.
[12] ابن كثير: البداية والنهاية 6/ 233.
[13] ابن كثير: البداية والنهاية 6/ 234، وابن حجر: تهذيب التهذيب 6/ 158.
[14] ابن حجر: الاصابة 3/ 452.(1/35)
بنت الرسول (ص) ومبلغ تأثرها [1] .
معاوية بن يزيد:
تاريخ وفاته بالطاعون ومدة خلافته [2] .
مروان بن الحكم:
تطور الأوضاع في دمشق بعد وفاة يزيد [3] ، موقعة مرج راهط [4] ، رغبة أهل الشام في الوليد بن عقبة للخلافة ومقتله بعد موت معاوية بن يزيد [5] . وتاريخا بيعته واستخلافه عبد الملك [6] .
عبد الملك بن مروان:
حج عبد الملك سنة 75 هـ ثم حجه بعد الجماعة حججا [7] ، رفض بشير بن عقبة ان يخطب بمناسبة قتل عبد الملك لعمرو بن سعيد [8] .
وادعاء المختار النبوة [9] ، ومقتل ابن زياد وجلب رأسه الى المختار [10] ،
__________
[1] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 10/ 13- 14.
[2] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق مجلدة 11 قسم 2/ ق 336 أ، ب.
[3] ابن كثير: البداية والنهاية 6/ 234.
[4] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق مجلدة 11 قسم 1/ ق 170 أ- ب.
[5] الذهبي: سير اعلام النبلاء 3/ 350، وتاريخ الإسلام 3/ 90.
[6] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق مجلدة 11 قسم 1/ ق 174 أ.
[7] المصدر السابق: تاريخ مدينة دمشق مجلدة 7 قسم 1/ ق 198 ب.
[8] المصدر السابق 10/ 160.
[9] الذهبي: تاريخ الإسلام 4/ 134، وابن كثير: البداية والنهاية 6/ 237.
[10] ابن كثير: البداية والنهاية 8/ 286.(1/36)
ومقتل مصعب بن الزبير [1] ، وامارة بشر بن مروان على البصرة [2] .
ونسب عبد الله بن الزبير وإقامته الحج بين سنتي 65- 71 هـ، وتاريخا بيعته ومقتله [3] . وتاريخ وفاة عبد العزيز بن مروان وعبد الملك بن مروان [4] .
الوليد بن عبد الملك:
تاريخ بيعته [5] ، وغزوة بلاد الروم وحجه سنة 78 هـ[6] ، وتاريخ ولاية موسى افريقية وفتوحاته [7] ، واقامة الحد من قبل القاضي على صاحب شرطة الوليد [8] . وهدم الوليد كنيسة الداخلة بعد مساومة النصارى عليها وتوسيعه بها مسجد دمشق [9] ، وقد سجل يعقوب بن سفيان ما قرأه على صفائح مذهبة بلازورد في قبلة مسجد دمشق وهو آيات قرآنية وتاريخ بناء المسجد وهدم الكنيسة التي كانت فيه زمن الوليد، ويذكر يعقوب بن سفيان انه قدم بعد ذلك فرأى الكتابات قد محيت وذلك قبل خلافة المأمون [10] .
ويذكر أيضا قيام بشر بغزوة بحرية من مصر سنة 94 هـ[11] ، ويسمي
__________
[1] المصدر السابق 8/ 321، والذهبي: تاريخ الإسلام 3/ 110.
[2] ابن عساكر: تأريخ مدينة دمشق 10/ 127.
[3] المصدر السابق 5/ ق 402 أ، ق 413 ب، ق 421 ب.
[4] ابن كثير: البداية والنهاية 9/ 58، وابن عساكر مجلد 7 قسم 1/ ق 205 أ- ب.
[5] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق مجلدة 12 قسم 1/ 128 ب.
[6] المصدر السابق مجلدة 12 قسم 1/ 125 ب.
[7] الذهبي: تاريخ الإسلام 4/ 62.
[8] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 10/ 158- 159.
[9] المصدر السابق 2/ 19- 20.
[10] المصدر السابق مجلدة 2 قسم 1/ 37.
[11] المصدر السابق 10/ 133.(1/37)
أمير موسم الحج سنة 95 هـ[1] ، ويذكر مدة خلافة وتأريخ وفاة الوليد [2] .
سليمان بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ:
عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ [3] :
طلوع المغيرة بن أبي بردة بالجيش الى إفريقية سنة 100 هـ[4] ، وقدوم عباس بن أجيل من الأندلس الى افريقية سنة 100 هـ[5] وسنة وفاة عمر بن عبد العزيز [6] .
يزيد بن عبد الملك:
عزل عروة عن أهل اليمن وأمر مسعود بن غوث سنة 103 هـ[7] ، وأسماء أمراء إفريقية في الفترة 101- 106 هـ[8] .
هشام بن عبد الملك:
غلظته مع زيد بن علي [9] ، ووفاة بشر بن صفوان سنة 109 هـ[10] .
ومقتل بلج بن بشر [11] . حج الوليد بن يزيد بالناس سنة 116 هـ وهو ولي
__________
[1] المصدر السابق 10/ 132.
[2] المصدر السابق مجلدة 12 قسم 1/ 128 ب، 129 أ.
[3] توجد نصوص أخرى مقتبسة من ترجمته التي وصلت إلينا ضمن المجلد الثاني. وقد ثبت الاقتباسات في حواشيها.
[4] ابن حجر: تهذيب التهذيب 10/ 256.
[5] الحميدي: جذوة المقتبس ص 303.
[6] الخطيب: السابق واللاحق في تباعد ما بين وفاة الراويين عن شيخ واحد ص 118.
[7] ابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 188.
[8] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 10/ 93.
[9] الذهبي: تاريخ الإسلام 5/ 75.
[10] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 10/ 94.
[11] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 10/ 264- 265.(1/38)
عهد [1] . تاريخ وفاة هشام واستخلافه [2] .
الوليد بن يزيد:
حديث في ذمه [3] ، تحريض الزهري هشاما على خلعه وهو سبب الخلاف بين الزهري والوليد [4] .
إبراهيم بن الوليد:
مروان بن محمد:
تاريخا خلع إبراهيم بن الوليد وبيعة مروان [5] ، وهروب مروان الى مصر، وتاريخ مقتله في بوصير وإرسال رأسه الى السفاح بالحيرة [6] .
وقد ذكر بعض الأحاديث في ذم الأمويين [7] .
العصر العباسي:
عبد الله بن عباس يتنبأ بملك بني العباس [8] .
السفاح:
تفصيل موقعة طلخ بين المسلمين والصينيين سنة 134 هـ[9] .
__________
[1] المصدر السابق مجلدة 12 قسم 1/ ق 155 ب.
[2] المصدر السابق ق 156 أ.
[3] المصدر السابق 154 ب.
[4] المصدر السابق 155 ب، لكنه يذكر عمر بن عبد العزيز بدل هشام وهو خطأ والصواب ما ذكرته.
[5] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق مجلدة 11 قسم 1/ ق 182 ب.
[6] المصدر السابق ق 185 ب.
[7] ابن كثير: البداية والنهاية 6/ 229، 241- 242، 10/ 49- 50، وابن عساكر مجلدة 11 قسم 1/ 172 أ.
[8] ابن كثير: البداية والنهاية 6/ 245.
[9] الذهبي: تاريخ الإسلام 5/ 210- 211، وانظر دنلوب:
فتح العرب للصين.(1/39)
المنصور [1] :
حيوئيل يكسر صاع هشام في المسجد والمنصور يسأل قرة حفيد حيوئيل ان كان يستطيع ان يكسر للعباسيين صاعا [2] .
الرشيد:
غضبه على عمه وسجنه له لانه اعترض على حديث نبوي، فحسب انه متأثر بالزندقة [3] .
__________
[1] خلافة المنصور ضمن القسم الحولي من كتاب المعرفة والتاريخ الّذي وصل إلينا. لكن هذا الخبر ليس فيه، وكذلك بالنسبة لهارون الرشيد.
[2] الذهبي: تاريخ الإسلام 6/ 115.
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 5/ 243- 244.(1/40)
محتوى المجلدين اللذين وصلا إلينا
وهما المجلدان الثاني والثالث ويتناول المجلد الثاني أواخر الحوليات التي تناولها سائر المجلد الأول المفقود، ويبدأ من خلال سنة 136 هـ وينتهي في حوادث سنة 242 هـ. ثم يبدأ القسم المتعلق بمعرفة الرجال ويتناول تراجم الصحابة والتابعين ويخص بعضهم بتراجم مسهبة.
اما (المجلد الثالث) فقد ترجم فيه لمن بعد التابعين من رواة الحديث وبيّن أحوال الكثيرين من الرجال من رواة الحديث من حيث الجرح والتعديل، كما عقد عنوانا في «معرفة القضاة» [1] وسرد فيه أسماء قضاة البصرة، ثم رجع الى التعريف بالرجال وذكر أحوالهم، ثم ذكر فضائل مصر وبعض الصحابة ومن بعدهم من أهلها [2] ، ثم ذكر فضائل الشام [3] ، ثم ذكر التابعين من أهل الشام، وقد استغرق ذكرهم 73 ورقة، ثم ذكر (أول اخبار أهل الكوفة) [4] فذكر فضائلها، ثم ترجم لعبد الله بن مسعود وسلمان الفارسيّ، ثم التابعين ومن بعدهم من أهل الكوفة، وعقد فصلا خاصا في «مَا جَاءَ فِي الْكُوفَةِ وَأَبِي حَنِيفَةَ النُّعْمَانِ بن ثابت وأصحابه والأعمش وغيره» [5] . وذكر روايات في ذم الكوفة.
ثم عقد فضلا عنوانه «باب من يرغب عن الرواية عنهم وَكُنْتُ أَسْمَعُ أَصْحَابَنَا يُضَعِّفُونَهُمْ مِنَ الْكُوفِيِّينَ وَمَنْ في عدادهم من سائر الآفاق» [6] ،
__________
[1] كتاب المعرفة والتأريخ 3/ ق 71.
[2] المصدر السابق 3/ ق 84 أ.
[3] المصدر السابق 3/ ق 87 أ- 93 أ.
[4] المصدر السابق 3/ ق 166 ب.
[5] المصدر السابق 3/ ق 233 ب.
[6] المصدر السابق 3/ ق 276 أ- ق 282 ب.(1/41)
وأخيرا عقد فصلا في «الكنى والأسامي ومن يعرف بالكنية» [1] . وبه انتهى (كتاب المعرفة والتأريخ) .
موارده
[2] روى يعقوب بن سفيان في هذا القسم من كتابه عن 232 شيخا، فيهم عدد من المصنفين في الحديث وعلم الرجال، كما استفاد من مرويات مؤلفين من طبقة أعلى من طبقة شيوخه بأسانيده اليهم وبينه وبينهم راو أو أكثر.
وقد عاش يعقوب في القرن الثالث الهجريّ، وألّف كتابه في النصف الأول من هذا القرن، وكانت المصنفات من علم الرجال التي سبقت كتابه في الظهور محدودة- نسبيا- وقد أفاد من عدد منها، ورغم انه لا يصرح بأسماء المصنفات التي يقتبس منها بل يكتفي بذكر أسماء مؤلفيها في أسانيده فيمكن الوصول الى معرفة عدد منها. لان يعقوب أسند معظم مروياته، وقلما أهمل ذلك، كقوله أحيانا «سمعت الثقة من أصحابنا» ، «وقد حدثني بعض المدنيين» ، «عَلَى مَا ذَكَرَ لِي بَعْضُ شُيُوخِ مَكَّةَ» ، «وقد قال قوم» ، «أخبرني شيخ» .
وهو يوضح اعتماده على النسخ المكتوبة كما يدل قوله «قرأت» أو «حدثني أبو الطاهر من كتاب خالد» .
__________
[1] المصدر السابق 3/ ق 282 ب.
[2] لا تشتمل هذه الدراسة عن الموارد على موارد المجلد الأول المفقود الّذي ذكرت نطاقه من خلال المقتطفات ولا المجلد الثالث الّذي اطلعت عليه بعد كتابة هذه المقدمة. وقد دفعت الكتاب الى المطبعة فلم استدرك الا ما يتعلق بوصف محتوى المجلد الثالث.(1/42)
وفيما يلي تعريف وجيز بأهمّ موارد كتابه، وقد رتبت المؤلفين تبعا لسني وفياتهم.
عروة بن الزبير (ت 91 هـ) :
محدث وفقيه وصاحب أقدم مؤلف في السيرة النبويّة، وقد أورد له يعقوب حوالي 40 نصا بعضها في السيرة وبعضها أحاديث، وقد وردت من طرق مختلفة مما يدل على أن الفسوي لم يستخدم كتابا من مؤلفات عروة.
محمد بن مسلم بن شهاب الزهري (ت 124 هـ) :
علم كبير من اعلام المحدثين تنسب له أقدم محاولة شاملة لجمع الحديث النبوي الشريف، وقد روى عنه يعقوب حوالي 50 نصا- عدا ما أورد من روايات تتصل بحياته- وقد وردت معظم مرويات الزهري من ثلاثة طرق هي:
1- ابو اليمان الحكم بن نافع- شعيب بن أبي حمزة- الزهري (34 نصا) .
2- الحجاج بن أبي منيع- جده- الزهري (23 نصا) .
3- رواة عديدون- يونس بن يزيد الأيلي- الزهري (36 نصا) .
وكثيرا ما يجمع يعقوب بين الاسنادين الأولين وسائر النقول بواسطتهما تتناول أحاديث نبوية، وتكرر السندين يدل على استعمال يعقوب لنسخة فيها حديث الزهري، ومن المعروف أن أبا اليمان أخذ الكتب عن شعيب بن أبي حمزة، وقد سأله الامام أحمد: كيف سمعت الكتب من شعيب؟
فأجابه: «قرأت عليه بعضه، وبعضه قرأ عليّ، وبعضه أجاز لي، وبعضه مناولة. فقال: قل في كله أخبرنا شعيب» [1] . وقد ذكرت عدة روايات
__________
[1] ابن حجر تهذيب التهذيب 2/ 442.(1/43)
أن بين تلك الكتب كتاب فيه حديث الزهري [1] ، وشعيب كان كاتبا للزهري وقد ذكر يحيى بن معين أنه من أثبت الناس في الزهري، كما ذكر الامام أحمد بن حنبل أنه رأى كتب شعيب فرآها مضبوطة مقيدة [2] . وقد ذكر الخليلي (صاحب الإرشاد الى علماء البلاد) أن «نسخة شعيب رواها الأئمة عن الحكم» [3] .
أما حجاج بن أبي منيع فقد ذكر ابن حجر العسقلاني انه «روى عن جده عن الزهري نسخة» [4] وقال عنه الذهلي: «أخرج اليّ جزءا من أحاديث الزهري فنظرت فيها فوجدتها صحاحا فلم اكتب منها الا يسيرا» [5] .
وأما يونس بن يزيد الأيلي فهو من أشهر الرواة عن الزهري [6] ، ولكن يبدو أن نسخته لم تقع ليعقوب فأخذ مروياته عن شيوخ عديدين.
وقد لجأ يعقوب الى الجمع بين هذه الطرق المختلفة في كثير من المواضع.
وأخلص الى القول بأن يعقوب سمع نسخا فيها حديث الزهري، وانه حسن الانتقاء للنسخ الجيدة.
يحيى بن سعيد الأنصاري (ت 143 هـ) :
أحد أئمة المحدثين في المدينة يعدل عندهم الزهري، ورغم كثرة حديثه فإنه لم يكن له كتاب [7] . وقد أورد له يعقوب حوالي 30 نصا من طرق مختلفة.
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 2/ 442.
[2] المصدر السابق 4/ 351.
[3] المصدر السابق 2/ 443.
[4] المصدر السابق 2/ 207.
[5] المصدر السابق 2/ 208.
[6] المصدر السابق 11/ 451.
[7] المصدر السابق 11/ 222.(1/44)
عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج (ت 150 هـ) :
أحد أوائل المصنفين في الحديث بمكة [1] ، أورد له يعقوب 24 نصا من طرق مختلفة.
محمد بن إسحاق (ت 151 هـ) :
صاحب السيرة النبويّة، وله مصنفات في الحديث أيضا [2] . وقد أورد له يعقوب حوالي 20 نصا من طرق مختلفة، بعضها يتعلق بالسيرة ومنها نص أورده ابن هشام في السيرة [3] .
معمر بن راشد (ت 153 هـ) :
محدث له كتاب في السيرة النبويّة وكتاب المسند [4]- في الحديث-.
وقد أورد له يعقوب حوالي 33 نصا من طرق مختلفة.
سفيان بن سعيد الثوري (ت 161 هـ) :
أحد أئمة الفقهاء والمحدثين، ومن أوائل المصنفين في الحديث، وقد ذكره يعقوب بن سفيان في 64 موضعا بعضها في اخباره وبعضها من مروياته التي وردت من طرق مختلفة.
الليث بن سعد (ت 175 هـ) :
أحد أئمة الفقهاء والمحدثين، صنف في الحديث، وله كتاب التأريخ [5]- وهو مفقود- وقد أورد له يعقوب حوالي 50 نصا معظمها بواسطة أبي صَالِحٍ وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، ولابن بكير كتاب التأريخ أيضا- وهو
__________
[1] أكرم العمري: بحوث في تاريخ السنة المشرفة 235.
[2] أكرم العمري: بحوث في تأريخ السنة المشرفة ص 235.
[3] قارن كتاب المعرفة والتاريخ ق 46 أبسيرة ابن هشام 2/ 652.
[4] يقع مسندة في عشرة أجزاء وصلت إلينا منها الخمسة أجزاء الاخيرة (مخطوطة) .
[5] ابن النديم: الفهرست 199.(1/45)
مفقود- لذلك فثمة احتمال أن النصوص المنقولة عن الليث بواسطة ابن بكير وردت في تاريخ ابن بكير واقتبسها يعقوب بن سفيان منه.
حماد بن زيد (ت 179 هـ) :
أحد أئمة الفقهاء والمحدثين، ذكره يعقوب في 49 موضعا، بعضها تتناول أخباره وبعضها تتناول مروياته، وينقل عنه يعقوب بواسطة عدد من الشيوخ أبرزهم سليمان بن حرب.
مالك بن أنس (ت 179 هـ) :
امام أهل المدينة وصاحب الموطأ، وقد ذكره يعقوب في 116 موضعا بعضها تناولت اخباره وبعضها مروياته وقد وردت من طرق مختلفة.
عبد الله بن المبارك (ت 181 هـ) :
له كتاب التأريخ [1] وصنف في الحديث، وقد وصل إلينا قسم من مسندة- وهو مخطوط في الظاهرية- كما طبع من مصنفاته كتاب الزهد والرقائق وكتاب الجهاد. وقد أورد عنه يعقوب حوالي 40 نصا ومعظم النصوص أوردها بواسطة شيخه عبد الله بن عثمان الأزدي (عبدان) .
الوليد بن مسلم (ت 195 هـ) :
عالم الشام، صنف سبعين كتابا في الحديث والفقه والملاحم والسيرة [2] ، وهو أشهر الرواة عن الامام الأوزاعي، وقد أورد له يعقوب 18 نصا باسناده اليه، بعضها أحاديث وبعضها يتعلق بالسيرة.
عبد الله بن وهب بن مسلم (ت 197 هـ) :
صاحب الجامع [3]- في الحديث- وهو من شيوخ يعقوب بن سفيان
__________
[1] ابن النديم: الفهرست 228.
[2] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 153.
[3] منه نسخة قديمة في مكتبة تشستر بتي بدبلن ذكرها آربري تحت رقم 3497.(1/46)
روى عنه 120 نصا.
سفيان بن عيينة (ت 198 هـ) :
أحد أئمة المحدثين، اشتهر بالتصنيف في الحديث، وقد وصلت إلينا أوراق من حديثه [1] ، ذكره يعقوب في 90 موضعا بعضها يتناول أخباره وبعضها من مروياته، وأورد يعقوب معظمها بواسطة أبي بكر الحميدي تلميذ ابن عيينة وشيخ يعقوب.
أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي (ت 204 هـ) :
صاحب المسند- وهو مطبوع- ومن شيوخ يعقوب المباشرين روى عنه 20 نصا معظمها أحاديث نبوية.
عبد الرزاق بن همام الصنعاني (ت 211 هـ) :
صاحب المصنف- في الحديث وهو مطبوع- ومن شيوخ يعقوب المباشرين وقد روى عنه 66 نصا.
عبيد الله بن موسى العبسيّ (ت 213 هـ) :
صنف مسندا في الحديث [2] ، وهو من شيوخ يعقوب المباشرين وقد أورد عنه 40 نصا.
أبو نعيم الفضل بن دكين (ت 219 هـ) :
صنف كتاب التاريخ [3] أو تاريخ الكوفة [4]- وهو مفقود- وهو من شيوخ يعقوب بن سفيان المباشرين أورد عنه 46 نصا معظمها بلفظ «قال» مما يدل على نقله من كتاب. لكنه صرح في بعضها بالسماع بلفظ (حدثنا
__________
[1] سزكين: تاريخ التراث العربيّ 1/ 273.
[2] أكرم العمري: بحوث في تاريخ السنة 237.
[3] السخاوي: الإعلان بالتوبيخ 508.
[4] الرداني: صلة الخلف بموصول السلف.(1/47)
ابو نعيم) [1] ليبين سماعه من أبي نعيم.
أبو بكر عبد الله بن الزبير الحميدي (ت 219 هـ) :
صاحب المسند- مطبوع- من شيوخ يعقوب المباشرين، روى عنه في 66 موضعا.
محمد بن الفضل عارم السدوسي (ت 223 هـ) :
من شيوخ يعقوب المباشرين، روى عنه 14 نصا.
سليمان بن حرب الواشحي (ت 224 هـ) :
من شيوخ يعقوب المباشرين، روى عنه 50 نصا.
سعيد بن منصور (ت 229 هـ) :
صاحب كتاب السنن- وهو مطبوع- ومن شيوخ يعقوب المباشرين روى عنه في 17 موضعا بعضها أحاديث مرفوعة وبعضها موقوفة على صحابة أو تابعين.
يحيى بن عبد الله بن بكير (ت 231 هـ) :
محدث مصر امام حافظ له كتاب التأريخ [2]- وهو مفقود- وهو من شيوخ يعقوب المباشرين روى عنه 98 نصا.
علي بن عبد الله بن المديني (ت 233 هـ) :
محدث حافظ من أئمة علماء الجرح والتعديل صنف 29 مؤلفا في الحديث ورجاله فقد معظمها منذ فترة مبكرة كما يوضح الخطيب البغدادي [3] ، ووصل إلينا منها كتاب العلل- وهو مطبوع- و «تسمية أولاد العشرة وغيرهم من الصحابة» [4] . وهو من شيوخ يعقوب المباشرين
__________
[1] الفسوي: كتاب المعرفة والتأريخ ق 45 ب، ق 50 أ.
[2] الذهبي: تذكرة الحفاظ 420.
[3] انظر مقدمة محمد مصطفى الأعظمي لكتاب العلل لابن المديني ص 9.
[4] انظر أكرم العمري: بحوث في تاريخ المسنة المشرفة ص 64.(1/48)
وقد اقتبس منه 35 نصا أحدها- على الأقل- من كتاب العلل [1] ، وعبر يعقوب في معظم النقول بلفظ «قال» مما يدل على نقله من كتب ابن المديني دون سماع.
أبو بكر عبد الله بن أبي شيبة (ت 235 هـ) :
صاحب المصنّف- وهو مطبوع- ومن شيوخ يعقوب المباشرين روى عنه 13 نصا.
إبراهيم بن المنذر (ت 236 هـ) :
صاحب كتاب الطبقات [2]- وهو مفقود- ومن شيوخ يعقوب المباشرين روى عنه 33 نصا بألفاظ تدل على السماع، وأحيانا بلفظ «قال» مما يشير الى استخدامه نسخة مكتوبة أيضا.
أحمد بن محمد بن حنبل (ت 241 هـ) :
أحد أئمة المحدثين والفقهاء، وصاحب المسند- في الحديث وهو مطبوع-، وله في علم الرجال «كتاب العلل ومعرفة الرجال» - طبع المجلد الأول منه- وكتاب الأسماء والكنى [3]- وهو مفقود- وقد روى عنه يعقوب 52 نصا معظمها بواسطة سلمة بن شبيب الحجري النيسابورىّ والفضل بن زياد وأحد هذه النصوص من كتاب العلل ومعرفة الرجال [4] .
أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقيّ دحيم (ت 245 هـ) :
قال عنه ابن حبان «كان من المتقنين الّذي يحفظون علم بلدهم وشيوخهم وأنسابهم» [5] . وقال الخليلي في الإرشاد «كان أحد حفاظ
__________
[1] قارن كتاب المعرفة والتأريخ العلل.
[2] ابن حجر: الاصابة 2/ 525.
[3] أكرم العمري: بحوث في تاريخ السنة المشرفة 130.
[4] قارن كتاب المعرفة والتاريخ ق 4 ب كتاب العلل ومعرفة الرجال 1/ 388.
[5] ابن حجر: تهذيب التهذيب 6/ 132.(1/49)
الائمة متفق عليه ويعتمد عليه في تعديل شيوخ الشام وجرحهم» [1] . له كتاب الطبقات [2]- وهو مفقود- وهو من شيوخ يعقوب المباشرين روى عنه 43 نصا.
أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقيّ (ت 282 هـ) :
صاحب كتاب التاريخ وكتاب الطبقات، وقد وصل إلينا تاريخه [3] .
وأما كتاب الطبقات فمفقود. وهو من شيوخ يعقوب المباشرين روى عنه 24 نصا وتدل المقارنة على أنها من كتاب التأريخ [4] .
ومن هذا العرض السريع لأهم موارد يعقوب بن سفيان يتبين انه انتقى مادته من كبار العلماء الذين صنفوا في الحديث وعلم الرجال والسيرة، كما يلاحظ انه استفاد من أهم مراكز الحركة الفكرية في عصره، حيث أخذ عن علماء كوفيين وبصريين وبغداديين وحجازيين وشاميين ومصريين ولا شك ان لرواياته عن الشاميين والمصريين أهمية خاصة لفقدان معظم مؤلفاتهم وقلة اقتباس المصادر عنها ولأنها تمثل وجهه نظر مغايرة أحيانا
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 6/ 132.
[2] استفاد منه القاضي عبد الجبار الخولانيّ في (تاريخ داريا) - وهو مطبوع-.
[3] مخطوط في مكتبة أحمد الثالث بتركيا تحت رقم 4210.
[4] مثلا قارن:
تاريخ أبي زرعة/ كتاب المعرفة والتأريخ ق 24 ب/ ق 8 ب ق 24 ب/ ق 9 ب ق 25 أ/ ق 10 ب ق 25 ب/ ق 7 ب ق 27 أ/ ق 13 أ(1/50)
للوجهة العامة للروايات العراقية وأحسب انه نجح الى حد كبير في اختيار مصادره وانتقاء مادته مما يعبر عن مستواه العلمي الرفيع.
أهمّيته ومنهجه ومقارنته بطبقات ابن سعد
ان اهمية كتاب المعرفة والتاريخ كبيرة، لانه من أقدم المصادر التي تناولت تاريخ القرون الثلاثة الاولى الهجرية، حيث لم يصل إلينا من كتب التأريخ المتقدمة الا عدد محدود جدا، لذلك فاضافة هذا المصدر اليها مهم في تكثير مصادر تلك الفترة.
وكذلك فأن اهميته تتصل بمكانة مؤلفه العلمية وتضلعه في الحديث والرجال والتاريخ.
وقد فقد المجلد الأول من الكتاب وهو يحتوي على مادة تأريخية مرتبة على السنين. ولا يمكن الحكم على قيمة القسم المفقود بصورة دقيقة، لكن المقتطفات المقتبسة منه تدل على اهميته حيث ينفرد أحيانا بمعلومات غنية كرواياته عن موقعة طلخ التي اعتمدتها المصادر العربية الأخرى ونقلتها عنه. وما بقي من القسم المرتب على الحوليات يتعلق بالعصر العباسي الأول وينتهي الى سنة 242 هـ، ويلاحظ فيه الاقتضاب الشديد، وهي ظاهرة بارزة عند اسلافه ومعاصريه من المؤرخين مثل خليفة بن خياط (ت 240 هـ) وابن سعد (ت 230 هـ) حيث أسهبا عند تناول الفترة المتقدمة واقتضبا عند تناول الفترة التي عاصراها.
ومع الاقتضاب الّذي يطبع هذا القسم من كتاب المعرفة والتاريخ فأن فيه إضافات على المصادر الأخرى وخاصة فيما يتعلق باحداث مكة مثل انفراده بذكر النزاع بين أهل مكة والجلودي، والاضطرابات التي وقعت بمكة اثر اعلان المأمون البيعة لعلي الرضا، وتمرد الاعراب على عامل(1/51)
صدقات محمد بن داود بن عيسى والي مكة. وقد اهتم كثيرا بذكر أمراء مواسم الحج بانتظام وتتابع، كذلك يلاحظ انه لم يسند معظم الروايات في هذا القسم من كتابه سوى ما يتعلق بالعلماء والمحدثين، ويختفي الاسناد في السنوات الاخيرة التي تناولها.
ويلاحظ أنه اهتم في السنوات الاخيرة التي عاصرها بتسجيل بعض مشاهداته الخاصة مثل زيارته قبر ابن شهاب الزهري وتحديده موقعه، ومثل ذكر اخبار رحلاته الى الأقطار المختلفة. وقد سجل في نص أورده ابن عساكر ما قرأه على صفائح في قبلة مسجد دمشق من كتابات فيها تاريخ بناء المسجد في خلافة الوليد بن عبد الملك وبعض الآيات القرآنية الكريمة [1] .
اما التراجم التي أوردها بعد الحوليات فهي تمثل كتابا مستقلا عن الحوليات ولكن المؤلف أراد الجمع بين الحوليات والتراجم وسمى كتابه (كتاب المعرفة والتاريخ) أي معرفة الرجال، والتاريخ على السنين.
وفي قسم التراجم راعى في الترتيب العام لكتابه نظام الطبقات فقدم تراجم الصحابة ثم التابعين، وقسّم التابعين من أهل المدينة الى طبقات لكنه قدم فقهاء التابعين من أهل المدينة على سواهم من الحفاظ وصرح بأنه قدمهم لفقههم. ولكن التزامه بالترتيب على الطبقات لا يستمر بعد طبقات التابعين من أهل المدينة لأنه بدأ بتقديم تراجم مفصلة لمشاهير العلماء فقط. كذلك راعى الفسوي ترتيب التراجم على أساس الأسماء ضمن الطبقة فذكر من يسمى «عبد الله» في مكان واحد، ثم من يسمى «سلمان» ، ثم من يسمى «كعب» وهكذا، ولم يرتب الأسماء على حروف المعجم.
وعند المقارنة بين «كتاب المعرفة والتاريخ» و «طبقات ابن سعد» يتبين:
__________
[1] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق مجلد 2 قسم 1/ 37.(1/52)
ان بعض التراجم عند ابن سعد أطول: مثل ترجمة أبي بكر وعمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز. لكن هناك تراجم اخرى عند الفسوي أطول مثل تراجم قبيصة بْنُ ذُؤَيْبٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن عتبة بن مسعود.
ويلاحظ من مقارنة تراجم التابعين من أهل المدينة ان معظم الروايات التي أوردها الفسوي لم يذكرها ابن سعد بل ذكر روايات اخرى أهملها الفسوي [1] . وهكذا فأن الكتابين يتكاملان ولا يسد أحدهما مكان الآخر.
ويهتم ابن سعد كثيرا بملابس أصحاب التراجم واستعمالهم الخضاب الى جانب مكانتهم العلمية في حين لا يهتم الفسوي بذلك بل يركز على مكانتهم في العلم واخبارهم وأحيانا علاقتهم بالسلطة.
ويختلف الفسوي عن ابن سعد من حيث اهتمامه بإيراد متون الحديث كاملة، وذكره أحيانا تعدد طرق الحديث. في حين يركز ابن سعد على الأخبار. كما أن كثيرا من الأحاديث التي أوردها الفسوي خلال التراجم ترقى الى درجة الحديث الصحيح والحسن، وقد خرجت الكتب الستة أو أحدها معظمها، مما يدل على انتقاء الفسوي لهذه الأحاديث، وأعانه على ذلك قدم سماعه وسعة مروياته عن شيوخه الكثيرين وتمكنه من الحديث رواية ودراية، وقد تعقب أسانيد بعض الأحاديث وحكم لها بالصحة، ومع ذلك فلا يخلو كتابه من أحاديث ضعيفة وبعض الأحاديث الموضوعة، لكن ذلك قليل إذا قورن بما في «تاريخ بغداد» للخطيب أو بما في «حلية الأولياء» لابي نعيم.
__________
[1] قارن مثلا تراجم القاسم بن محمد وسليمان بن يسار وعطاء بن يسار وعروة بن الزبير وسالم بن عبد الله بن عمر وقبيصة بن ذؤيب.(1/53)
ومما يزيد من أهمية كتاب الفسوي إيراده لتراجم بعض التابعين من أهل المدينة ممن سقطت تراجمهم في النسخة المطبوعة من طبقات ابن سعد مثل ترجمة ابن شهاب الزهري [1] .
اقتباس المؤلفين منه:
أكثر الخطيب البغدادي (ت 463 هـ) الاقتباس من كتاب «المعرفة والتاريخ» في عدد من مؤلفاته وهي: تاريخ بغداد، والكفاية، والفقيه والمتفقه، واقتضاء العلم العمل، والرحلة في طلب العلم، والسابق واللاحق في تباعد ما بين وفاة الراويين عن شيخ واحد. لكن أوسع المقتطفات عنه وردت في تاريخ بغداد، وسند الخطيب هو (أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان أنبأنا عبد الله بن جعفر بن درستويه النحويّ حدثنا يعقوب بن سفيان) ، ويستخدم الخطيب اسنادا آخر في بعض اقتباساته عن يعقوب بن سفيان في كتابه الفقيه والمتفقه وهو (أخبرنا علي بن أحمد بن إبراهيم البزاز أخبرنا الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي أخبرنا يعقوب بن سفيان) ويرجح عندي ان هذه الاقتباسات من كتب الفسوي الأخرى وليست من كتابه «المعرفة والتأريخ» حيث لم أجد أيا منها في القسم الّذي وصل إلينا من كتاب المعرفة والتاريخ.
كذلك اقتبس من كتاب «المعرفة والتاريخ» ابن الجوزي في كتابه (سيرة عمر بن عبد العزيز) بهذا الإسناد (قال ابن مخلد وحدثنا علي بن داود القنطري وحدثنا إسماعيل بن احمد، قال حدثنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال حدثنا يعقوب بن سفيان) [2] . ولكن ابن الجوزي عمد الى
__________
[1] وهي وغيرها من التراجم الساقطة موجودة في النسخ الخطية من طبقات ابن سعد التي وصلت إلينا ومن المهم أن يلتفت المحققون الى أهمية نشرها لتكميل النسخة المطبوعة.
[2] انظر ابن الجوزي: سيرة عمر بن عبد العزيز ص 43.(1/54)
حذف بداية السند في كثير من الاقتباسات وبدأه باسم الشيخ الّذي يروي عنه الفسوي الى منتهاه كما هو في كتاب المعرفة والتاريخ [1] .
كذلك اقتبس منه كثيرا ابن عساكر (ت 571 هـ) في تاريخ مدينة دمشق بهذه الطرق:
1- (أخبرنا ابو القاسم [إسماعيل بن احمد] بن السمرقندي انا الخطيب ابو بكر احمد بن علي بن ثابت انا ابو الحسن علي بن احمد بن إبراهيم بن إسماعيل البزاز البصرة نا ابو علي الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي نا يعقوب بن سفيان) [2] .
2- (أخبرنا ابو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي نا ابو بكر احمد بن علي بن ثابت الخطيب أنا ابو الحسين بن الفضل انا عبد الله بن جعفر نا يعقوب) [3] .
3- (أخبرنا) ابو السعادات احمد بن احمد المتوكلي أنبأنا ابو بكر الخطيب أنبأنا ابو الحسين بن الفضل أخبرنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان) [4] .
4- (أخبرنا ابو القاسم إسماعيل بن احمد السمرقندي بقراءتي عليه ببغداد قال انا ابو بكر محمد بن هبة الله اللالكائي انا محمد بن الحسين القطان انا عبد الله بن جعفر ابن درستويه انا يعقوب بن سفيان) [5] .
__________
[1] انظر ابن الجوزي: سيرة عمر بن عبد العزيز ص 38، 43، 57، 63، 90، 158، 307.
[2] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 128.
[3] المصدر السابق 1/ 478.
[4] المصدر السابق 10/ 21.
[5] المصدر السابق 1/ 8.(1/55)
5- (أخبرنا) أبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسيّ انا ابو بكر البيهقي انا ابو الحسين ابن الفضل نا عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان) [1] .
6- (أخبرنا أبو القاسم الشحامي انا ابو بكر البيهقي انا ابو الحسين بن الفضل القطان انا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان) [2] .
7- (أخبرنا ابو القاسم زاهر بن طاهر انبأنا ابو بكر البيهقي أنبأ أبو الحسين ابن الفضل انا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان) [3] .
ويبدو من ذلك أن ابن عساكر اعتمد على رواية ابن درستويه أيضا ويغلب على ظني أن النقول التي أوردها من طريق الحسن بن محمد بن عثمان هي من كتاب آخر للفسوي غير كتاب المعرفة والتاريخ.
أما المؤلف الآخر الّذي أكثر الاقتباس منه فهو الحافظ الذهبي في كتبه تاريخ الإسلام، وسير أعلام النبلاء، وميزان الاعتدال، وهو ينقل عن نسخة من كتاب المعرفة والتاريخ دون سماع ولا إجازة لذلك لا يذكر سنده الى يعقوب الفسوي.
كذلك أكثر الاقتباس منه الحافظ ابن كثير في كتابه (البداية والنهاية في التاريخ) وهو ينقل من نسخة لا يمتلك اجازة بها ولا سماعا فلا يذكر سنده الى يعقوب.
واقتبس ابن سيد الناس أربعة نصوص من كتاب المعرفة والتاريخ أحدها بهذا الاسناد:
1- (أخبرنا ابو محمد بن إسماعيل المكيّ قراءة عليه وأنا اسمع قال أنا ابو عبد الله بن أبي المعاملي بن محمد بن الحسين نزيل الاسكندرية
__________
[1] المصدر السابق 1/ 317.
[2] المصدر السابق 1/ 460- 461.
[3] المصدر السابق 10/ 461.(1/56)
سماعا قال أنا احمد بن محمد الشافعيّ قراءة عليه وأنا اسمع قال انا احمد بن علي بن الحسين قال انا الحسن بن احمد قال انا عبد الله بن جعفر بن درستويه أنا يعقوب بن سفيان) [1] .
2- (قرأت على أحمد بن محمد المقدسي الزاهد أخبرك ابو إسحاق إبراهيم بن عثمان عن محمد بن عبد الباقي عن أحمد بن الحسن.
قال أبو إسحاق: وانا احمد بن محمد بن علي بن صالح قال أنا ابو بكر أحمد بن الحسين قالا انا ابو علي بن شاذان قال انا ابن درستويه قال انا يعقوب بن سفيان) [2] .
ونصان بلفظ (قال الفسوي) [3] .
كذلك أكثر ابن حجر العسقلاني الاقتباس من كتاب المعرفة والتاريخ في مؤلفيه (تهذيب التهذيب) و (الإصابة) ولم يسند مروياته مما يدل على نقله عن نسخة لم يسمعها ولم يحصل على اجازة بروايتها.
ومعظم اقتباسات ابن حجر عنه تتعلق بأقوال يعقوب في الجرح والتعديل مما يدل على أهمية نقده للرجال وأنه أحد أئمة هذا الشأن.
كذلك اقتبس مؤلفون آخرون نصوصا قليلة من كتاب المعرفة والتأريخ كالسخاوي الّذي اقتبس نصا- على الأقل- في كتابه (فتح المغيث) [4] والقاضي عياض الّذي اقتبس نصا- على الأقل- في كتابه (ترتيب المدارك وتقريب المسالك) [5] ، والحميدي الّذي اقتبس ثلاثة نصوص في كتابه (جذوة
__________
[1] ابن سيد الناس: عيون الأثر 1/ 56.
[2] المصدر السابق 1/ 38.
[3] المصدر السابق 2/ 78، 101.
[4] فتح المغيث 3/ 131.
[5] عياض: ترتيب المدارك وتقريب المسالك 1/ 132.(1/57)
المقتبس) [1] والرامهرمزيّ الّذي اقتبس بضعة نصوص في كتابه (المحدث الفاصل) [2] .
وذكر العسقلاني اقتباس كل من أبي موسى المديني عنه في (الذيل) [3] وأبي عوانة في (المسند) [4] ، وابن الجوزي في (الموضوعات) [5] والثعلبي في (التفسير) [6] ، والفاكهي [7] كما ذكر ابن حجر انه اقتبس منه في كتابه (تعليق التعليق) [8] .
وصف النّسخة الخطّيّة
اعتمدت في التحقيق على نسخة مصورة عن الأصل [9] المحفوظ في مكتبة ريفان كشك بتركيا تحت رقم 1445، ومن المحتمل أن ناسخها اعتمد على أكثر من نسخة حيث ثبت الاختلاف بين النسختين في موضع واحد فقط [10] .
اما لأن التطابق تام بين النسختين أو لانه لم يقابلهما مقابلة كاملة أو لأن الاختلافات يسيرة ليست لها اهمية في نظر الناسخ. وعلى أية حال فان
__________
[1] الحميدي: جذوة المقتبس 205، 299، 303.
[2] الرامهرمزيّ: المحدث الفاصل.
[3] ابن حجر: الاصابة 3/ 144، 499، 546.
[4] ابن حجر: تهذيب التهذيب.
[5] المصدر السابق 9/ 135.
[6] المصدر السابق 11/ 388.
[7] المصدر السابق 8/ 440.
[8] المصدر السابق 8/ 440.
[9] ذكرتها المصادر التالية:
Talogu ,C 111 /373.3.arapcayazmalarka 2.Sezgin:Geschichte ,Bandl ,P.SyrieL eetlaMesopotamie.1.ClaudeCahen:abesConcernantLa
[10] الفسوي: كتاب المعرفة والتأريخ ص 40 ب.(1/58)
النسخة التي اعتمدها تتميز بوجود سماعات كثيرة عليها، وقد نقل الناسخ هذه السماعات أيضا الى نسخته. ويبدو وقوع اضطراب في ترتيب بعض مادة الكتاب أشرت اليه في منهج التحقيق كما وقع سقط لا يمكن تحديد مقداره في نهاية قسم الصحابة.
ويختلف عدد أجزاء الرقيقة التي وصلت إلينا عن تجزئة الأصل الّذي نقلت منه، وقد أثبت الناسخ اختلاف الاجزاء بين النسختين في بعض المواضع [1] .
اما عن تملك النسخة فقد ورد في ورقة أن ما نصه «ملكه العبد الفقير الى الله تعالى سيف الدين بكتاش [2] .... [3] قتل في الغزاة في وقعة قارا [4] في شهر رمضان رضي الله عنا وعنه، وملكها ولداه من بعده» .
فتكون النسخة ملكا لأحد الأمراء أو القادة في مصر في العصر المملوكي، وعن تاريخ النسخة فإنها قديمة، ويرى فؤاد السيد انها مكتوبة في القرن السادس الهجريّ [5] .
__________
[1] كتاب المعرفة والتأريخ ق 1 ب، ق 123 ب.
[2] لم أقف على اسمه في مصادر عصر المماليك مثل النجوم الزاهرة لابن تغري بردي والخطط للمقريزي وصبح الاعش للقلقشندي والضوء اللامع للسخاوي والدرر الكامنة لابن حجر وغيرها، ورسم الاسم في الأصل غير واضح ويمكن أن يقرأ «باكتاش» و «بكباك» و «بلبان» ، ولا يوجد أحد بهذا الاسم وقتل في غزوة قارا.
[3] الكلمة غير واضحة ورسمها يشبه ان يكون (الاسادى) .
[4] في الأصل «قازا» ولا يوجد في المصادر علم بهذا الاسم وأحسبها «قارا» وهي قرية في منتصف الطريق بين دمشق وحمص. (ياقوت: معجم البلدان مادة «قارا» والقلقشندي: صبح الاعش 4/ 113، وابن تغري بردي: النجوم الازهرة 9/ 58) .
[5] فؤاد السيد: فهرس المخطوطات المصورة (التاريخ) الجزء الثاني- القسم الثاني- ص 151.(1/59)
وقد حولت بعض السماعات التي على النسخة من نسخة أقدم عليها أيضا سماعات محولة وهذا يفيد في تأريخ النسخ المتتالية. فقد حولت سماعات سنة 517 هـ وسنة 526 هـ وسنة 527 هـ ثم نقلت سائر السماعات من قبل أحمد بن إسماعيل بن هبة الله بن يوسف بعد ذلك، ويبدو ان ذلك كان في العقد الثاني من القرن السابع فان السماع المسجل في سنة 614 هـ غير محول أما السماع المسجل سنة 609 هـ فهو محول.
ونستدل من تحويل السماعات على ان النسخة التي وصلت إلينا منقولة عن نسخة أخرى كتبت خلال سنتي 526- 527 هـ، وهذه بدورها منقولة عن نسخة أقدم كتبت في سنة 517 هـ، وهذه أيضا منقولة عن نسخة أقدم عليها سماعات سنة 484 هـ وسنة 551 هـ وسنة 552 هـ.
وهكذا فقد وجدت نسخ عديدة منقولة عن أصل واحد في فترات مختلفة وكانت النسخة متداولة في المشرق وعليها سماعات علماء في همذان وأصبهان، ثم انتقلت الى مصر في عصر المماليك وبقيت بمصر حتى وقعت لمحمود الأستادار (ت 799 هـ) حيث وقفها في خزانة بمدرسة المحمودية في القاهرة كما يدل على ذلك نص الوقف الّذي ورد في الورقة 1 ب وهو:
«الحمد للَّه حق حمده، وقف وحبس وسد المقر الأشرف العالي الحماني محمود الاستادار [1] العالي الملكي الطاهري- أعز الله تعالى مقامه- جميع هذا المجلد وما قبله وما بعده من المجلدات من كتاب المعرفة والتأريخ لابي يوسف الفسوي، وعدة ذلك ثلاث مجلدات وقفا شرعيا على طلبة
__________
[1] هو محمود بن علي الاستادار بنى بالقاهرة مدرسة خارج باب زويلة ووقف عليها كتب ابن جماعة التي اشتراها بعد وفاته وهي كثيرة جدا، توفى سنة 799 هـ (ابن حجر: الدرر الكامنة 5/ 97) .(1/60)
العلم الذين ينتفعون به على.... [1] وجعل مقر ذلك في الخزانة العدة [2] المرصدة لذلك بمدرسته.... [3] بخط الموّازيين بالشارع الأعظم [4] بالقاهرة المحروسة. وشرط الواقف.... [5] أن لا يخرج ذلك ولا شيء منه من المدرسة المذكورة.... [6] ولا يغيره. فمن بدله بعد ما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه ان الله سميع عليم.
.... [7] في خامس عشر من شعبان سنة سبع و....» [8] .
لكن شرط الواقف لم يحافظ عليه بل أخرجت النسخة من الخزانة، وانتقلت أخيرا لتصبح في خزائن المكتبة السليمانية في إستانبول. أما عن سند النسخة التي بين أيدينا فهو:
__________
[1] الكلمة رسمها (الوصاساعر) ولم أتبينها.
[2] هكذا في الأصل ولم أتبينها رغم مراجعتي أسماء خزانات الكتب بمصر في مصادر العصر المملوكي وما بعده.
[3] الاسم ممسوح والراجح انه «المحمودية» وهي المدرسة التي أسسها الأمير جمال الدين محمود بن علي الاستادار خارج باب زويلة بخط الموازيين وهي تعرف اليوم بجامع الكردي بشارع الخيامية بجوار قصبة رضوان (المقريزي: خطط 2/ 67، وابن تغري بردي: النجوم الزاهرة 9/ 297، حاشية (3)) .
[4] الشارع الأعظم: هو الّذي كان يعرف بقصبة القاهرة، أو شارع القاهرة الأعظم، وكان يمتد من باب الفتوح الى باب زويلة ويسمى حاليا بشارع المعز لدين الله الفاطمي (ابن تغري بردي: النجوم الزاهرة 14/ 22 هامش (6)) .
[5] الكلمة رسمها في الأصل «المسار اليه» ولعلها (المشار اليه) .
[6] الكلمة رسمها «رهز» ولم أتبينها.
[7] الكلمة ممسوحة ولعلها (كتب) .
[8] الكلمة ممسوحة.(1/61)
يعقوب بن سفيان الفسوي عبد الله بن جعفر بن درستويه محمد بن الحسين بن الفضل القطان البغدادي القاسم بن الفضل بن أحمد بن محمود الثقفي
السّماعات [1]
1- سماع على الشيخ القاسم بن الفضل بن أحمد الثقفي سنة 484 هـ «سمع الجزء كله من أوله الى آخره من الشيخ الرئيس أبي عبد الله القاسم ابن الفضل بن احمد بن محمود الثقفي بروايته عن أبي الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان بقراءة أبي نعيم بن أبي علي الحداد صاحبه [2] :
الشيخ المقرئ ابو الفتح عبد الرزاق بن محمد بن سهل الشرابي- نفع به- والسادة علي بن الحسن الأفطس وأخوه ناصر، وحيدرة بن حمزة الهروي العلويّ، والحسين بن المطهر السجزيّ، والامام أبو الحسن السمان وابنه محمد واخوه عمر، والفقيه ابو سعد محمد بن عبد الله المطرز، وابو العباس ابن بسروسه [3] الحافظ، وابو مسعود سليمان بن إبراهيم الحافظ، وأسباطه إسماعيل وعبد الجبار ومحمد حضر وابو علي الحداد [4] وابو علي الدقاق
__________
[1] اقتصرت على تسجيل السماع عند وروده الأول فإذا تكرر ذكرت مواضع تكرره وسجلت الأسماء التي أضيفت أو حذفت عند تكرره. وقد رتبت السماعات حسب القدم.
[2] لعل المقصود انه صاحب الجزء، وقد وردت في ق 92 أ، انه صاحب أبي الفتح. وأبو نعيم هو عبيد الله بن الحسن الحداد، توفي سنة 517 هـ (ابن الجوزي: المنتظم 9/ 247) .
[3] رسمته كما في الأصل ولم اتبينه.
[4] هو الحسن بن أحمد بن الحسن بن علي الحداد الأصفهانيّ توفي سنة 515 هـ، (ابن الجوزي: المنتظم 9/ 228) .(1/62)
وابو سعد محمد بن أبي سعد البغدادي، وإسماعيل بن محمد بن المفضل، وابو نصر أحمد بن عمر العبادي، والحسن بن محمد بن إبراهيم- والسماع بخطه- والجماعة المسمون في أصله، وصح ذلك في سنة اربع وثمانين وأربعمائة في محرمها» .
ورد هذا السماع ق 60 أفي نهاية الجزء الحادي عشر، وتكرر ق 92 ألكنه يذكر «صاحب» بدل «صاحبه» ويضيف بعد «البغدادي» ما يلي «وأخوه ابو الرجاء وبنو خالهما طلحة ويضيف [1] ومحمد بنو علي ويضيف بعد «حضر» ما يلي «وعبد الخالق بن عزيز بن أحمد المصري وابنه محمد وابن أخيه حامد و.... [2] محمد بن محمد بن الحسن بن محمد بن إبراهيم والجماعة المذكورون في الأصل» . ويحذف «محمد بن أبي عبد الله المطرز واحمد بن عمر العبادي والحسن بن محمد» . ويؤرخ السماع «في محرم سنة أربع وثمانين واربعمائة، ونقله في سنة سبع عشرة وخمس مائة في جمادى الاولى، نقله كما وجده احمد بن إسماعيل» .
وتكرر أيضا ق 123 أوهو نهاية الجزء الثالث عشر ويضيف «وعبد الخالق بن عزيز المصري وابنه أبو الغرر وابن ابنه أبي الفخر وابن أخته أبو مسعود ومحمد بن الحسن بن إبراهيم- والسماع بخطه- والجماعة المسمون. وصح في جمادى الآخرة سنة اربع وثمانين وأربعمائة والتحويل في جمادى الأولى سنة ست وعشرين وخمسمائة. نقله كما وجده أحمد بن إسماعيل- عفا الله عنه» . ويحذف «علي بن الحسن الأفطس والحسين بن المطهر السجزيّ وابو الحسن السمان وابنه محمد وأخوه عمر ومحمد بن أبي عبد الله الفقيه المطرز وابو العباس الحافظ وابو مسعود
__________
[1] رسمتها كما في الأصل ولم أتبينها.
[2] الفراغ ممسوح.(1/63)
سليمان بن إبراهيم الحافظ وأسباطه وابو علي الحداد وابو علي الدقاق وابو نصر احمد بن عمر العبادي» .
وتكرر ورقة 151 ب وهو نهاية الجزء الرابع عشر لكنه يذكر «ابو علي بن نعيم بن علي الحداد» بدل «أبي نعيم بن أبي علي الحداد» ويحذف «علي بن الحسن الأفطس» ويضيف «وأبو الفتوح اللبان وابناه عبد السلام ومحمد، وابو الفضائل يونس وسبطه ذاكر بن فارس ومحمد بن الحسين بن.... [1] ومحمد بن إسماعيل بن محمد بن الفضل والحركاني والجصاص وعبد الخالق بن عزيز المصري وابنه محمد وابن أخيه حامد، واحمد بن مسعود بن الحسن بن محمد بن إبراهيم- كاتب السماع بخطه- والجماعة المذكورون في نسخته وصح ذلك في جمادى الاولى سنة أربع وثمانين وأربعمائة، والتحويل في جمادى الاولى سنة سبع وعشرين وخمسمائة» .
وتكرر أيضا ورقة 182 ب لكنه يحذف «علي بن الحسن الأفطس وأخوه ناصر، وابو العباس بن بسرويه الحافظ، وابو مسعود سليمان بن إبراهيم الحافظ وأسباطه إسماعيل وعبد الجبار ومحمد، والحسين بن المطهر السجزيّ والامام ابو الحسن السمان وابنه محمد وأخوه عمر والفقير له» ويضيف «واحمد بن راعى [2] بن الحسن المديني، وابو القاسم بن خلف المحرز، وابو مصر الفارقيّ، وابو الحسن علي، وعبد الواحد القطان، والمرجاني [3] ، والصاحب [4] ، وعبد الخالق بن عزيز المصري وابنه محمد وابن أخيه حامد، وابن أخيه ابو مسعود» .
__________
[1] الفراغ ممسوح.
[2] رسمتها كما في الأصل ولم اتبينها.
[3] ، (4) رسمتها كما في الأصل ولم اتبينها.(1/64)
ويؤرخ السماع في «جمادى الاولى سنة اربع وثمانين واربعمائة، والتحويل في جمادى الأولى سنة سبع وعشرين وخمسمائة» وتكرر ق 210 ب ويضيف «وابو العلاء بن سد [1] ، وابنه احمد، وابو الفضائل بن يونس وسبطه ذاكر بن فارس، واحمد بن سهل المصري [2] ، وابو مضر الفارقيّ، وابن أخيه محمد بن علي» .
وتاريخ السماع في «جمادى الأولى سنة اربع وثمانين [3] واربعمائة، ونقل في جمادى الاولى سنة سبع وعشرين وخمسمائة» .
ويحذف «علي بن الحسن الأفطس، وأخوه ناصر، والحسين بن المطهر السجزيّ، وابو الحسن السمان، وابنه محمد، واخوه عمر، وابو العباس الحافظ، وابو مسعود سليمان بن إبراهيم الحافظ، وأسباطه إسماعيل وعبد الجبار ومحمد وابو علي الحداد وابو علي الدقاق وابو نصر أحمد بن عمر العبادي» .
كذلك تكرر ورقة 246 أ، وقال في أوله «سمع الجزء كله على الوجه» ، ويضيف «واحمد بن داعي بن الحسين العلويّ إلهي [4] ، وابناه ابو الفضائل وأبو الرجاء، وابو الفضائل بن يونس، وسبطه ذاكر بن فارس، وعبد الخالق بن عزيز المصري، وابنه محمود، وابن أخيه حامد، وابن أخته محمد الخليل.
ويحذف «الحسين بن المطهر السجزيّ، وابو الحسن السمان، وابنه محمد، وأخوه عمر، وابو العباس الحافظ» .
__________
[1] رسمتها كما في الأصل ولم أتبينها.
[2] رسمتها كما في الأصل ولم أتبينها.
[3] في الأصل «وخمسين» والصواب ما أثبته كما في سائر المواضع الأخرى.
[4] رسمتها كما في الأصل ولم أتبينها.(1/65)
ويؤرخ السماع في جمادى الاولى سنة أربع وثمانين وأربعمائة، ويؤرخ النقل في جمادى الاولى سنة سبع وعشرين وخمسمائة.
2- سماع على الشيخ محمد بن أبي طاهر المستوفي سنة 551 هـ «سمع جميع هذا الجزء سوى ما على ظهره من الشيخ الجليل أمين الدين أبي شكر محمد بن أبي طاهر بن أبي نصر المستوفي- حرسه الله- بقراءة الشيخ الامام الحافظ أثير الدين أبي الخير عبد الرحيم بن محمد بن أحمد بن موسى: ابنه ابو الفضل محمد، والامام الأجل ركن الدين شمس الإسلام ابو عبد الله أحمد وابو محمد بن عبد البر ابنا الشيخ الامام الأجل الأوحد المقرئ الحافظ البارع قطب الدين شيخ الإسلام قدوة الأئمة أبي العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن سهل العطار، وفتاه بلال بن عبد الله الحبشي، والامام الأجل أصيل الدين ابو إسحاق إبراهيم بن عيسى بن مندة، وابنه ابو محمد سفيان، وشهاب الدين ابو الفتوح أحمد بن محمد بن عبد الوهاب يعرف بدولويه، ونجم الدين ابو عطاء هبة الله بن عبد الصمد بن حمدون الكرخيان، وشجاع الدين أبو محمد عبد الله بن عمر بن احمد الوراق، ونجم الدين ابو القاسم عبد الكريم بن شعيب بن طاهر الوطيسي، وسراج الدين ابو الفخر سعيد بن عباد القلانسي، وابو جعفر محمد بن أبي الفتح الحمامي، ومشرف بن أمير كان بندر التجار الهمذانيون، وابو الحسن علي بن أحمد بن خليفة الحراني، وابو الخير رمضان بن أبي الفتح بن بركة النهرواني، وابو بكر عبد الله بن أحمد بن محمد بن سلمان القصار، وابو الحسن علي بن أبي سعيد بن حمه، وابو الحسن أحمد بن عبد الوهاب الكاتب الكرخيون، ومحمد بن إسماعيل بن أبي نصر يعرف بدانكفاد، وابنه أبو عبد الله محمد حضر، وأمه جوهر بنت محمد بن إسماعيل البناء الأصفهانيون، وحمد بن بندار(1/66)
ابن منصور بن روزبه الروذراوريّ، ووشى أسماءهم أبو الرشيد راشد بن عبد الوهاب بن إسماعيل بن أبي بدر البقال.
وصح ذلك في دار الشيخ بأصبهان- حماها الله- في ذي الحجة سنة احدى وخمسين وخمسمائة، وسمع معهم في الغائب برهان الدين ابو الفضل عبد الكريم هبة الله بن محمد الروذراوريّ بقراءة أبي الخير بن موسى.
نقله كما وجده احمد بن إسماعيل بن هبة الله بن يوسف- عفا الله عنه- ورد هذا السماع ورقة 1 ب وتكرر ورقة 27 ب وهو نهاية الجزء العاشر من تجزئة الأصل وبدايته «سمع هذا الجزء كله» وأدخل «برهان الدين» مع السامعين. وفي الهامش مكتوب «وهو الجزء الثالث عشر» مما يدل على اختلاف الاجزاء بين النسخة الأصلية والنسخة التي استعملها احمد بن إسماعيل بن هبة الله ناسخ هذه النسخة التي استعملتها في تحقيق الكتاب.
كذلك تكرر هذا السماع ورقة 60 ب، وهو نهاية الجزء الحادي عشر. كما تكرر ورقة 92 ب، وهو بداية الجزء الثالث عشر، وفي أوله «سمع الجزء وما قبله» .
وتكرر أيضا ورقة 123 ب وهو نهاية الجزء الثالث عشر (وفي الهامش انه الجزء الرابع عشر) .
كما تكرر ورقة 152 أ، وهو نهاية الجزء الرابع عشر، ويضيف قبل «حمد بن بندار» ما يلي «والامام شهاب الدين أبو الحسن علي بن أحمد ابن محمد بن الخياط، وأحمد بن عمر بن أحمد بن عمر المقرئ الباسعى [1] الأصفهانيّ» بنفس التاريخ.
كما تكرر ورقة 182 أ، وهو نهاية الجزء الخامس عشر مع الإضافات المذكورة في ورقة 152 أ، ويضيف «وابو بكر محمد بن أبي الفرج بن
__________
[1] رسمتها كما وجدتها ولم أتبينها.(1/67)
حمدان» لكنه قال «ابو بكر محمد بن أحمد بن سلمان القصار» بدل «ابو بكر عبد الله بن أحمد بن سلمان القصار» .
كما تكرر ق 211 ب مع الإضافات المذكورة في ورقة 152 أ.
3- سماع على الحافظ أبي مسعود عبد الجليل بن محمد بن عبد الواحد الشافعيّ [1] سنة 552 هـ.
«سمع جميع هذا الجزء من الشيخ الامام الحافظ أبي مسعود عبد الجليل بن محمد بن عبد الواحد بن محمد كوباه بقراءة الشيخ أبي الكرم سعيد بن الحسين بن شرف الدين: الشيخ ابو سعد عبد الرحيم بن أحمد بن سعد المؤدب، وابو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي بن أبي سعيد الخرقي المعروف بالخياط، وابو محمد حمد بن عثمان بن سالار بن أبي الفوارس الصباغ، وأحمد بن عمر بن أحمد بن عثمان المقدمي النامي، وابو الحسن سعد بن أبي بدر بن رجاء بن أبي الفرج الثقفي.
وصح لهم ذلك في الرابع والعشرين من جمادى الاولى سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة في منزل الشيخ- نفعهم الله تعالى به وكل مسلم- بروايته عن القاسم بن الفضل.
نقله كما وجده أحمد بن إسماعيل بن هبة الله بن يوسف- عفا الله عنه-» .
ورد هذا السماع ورقة 27 ب، وتكرر ق 27 أ، وهو نهاية الجزء العاشر من تجزئة الأصل.
وتكرر أيضا ق 91 ب، وهو نهاية الجزء الثاني عشر لكنه أضاف بعد «كوباه» عبارة «وفيه سماعه» وذكر أنه «بقراءة الشيخ أبي الحسن
__________
[1] انظر ترجمته في ابن الجوزي: المنتظم 10/ 182، وهو أصبهانيّ توفي سنة 553 هـ.(1/68)
علي بن أحمد بن أبي سعيد الحناط الخرقي» ويحذف «ابو الكرم سعيد ابن الحسين بن شرف الدين» ، ويحذف أيضا «ابو سعيد عبد الرحيم بن أبي سعد المؤدب» ، ويضيف آخره «وسمع من البلاغ الى آخره الشيخ الأديب أبو ثابت محمد بن عبيد الله بن أحمد المستملي. وصح لهم ذلك في ذي القعدة سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة» .
وتكرر السماع أيضا ورقة 91 ب، لكنه يحذف «أحمد بن عمر بن أحمد بن عمر المقرئ» ويضيف «وابو بكر سعيد بن أحمد بن يحيى السهاري» [1] وسجل تاريخ السماع «في سلخ جمادى الاولى سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة» .
كما تكرر هذا السماع ورقة 123 أ، ويضيف بعد «كوباه» وفيه سماعه عن الشيخ الرئيس أبي عبد الله الثقفي رحمه الله» وقال بعد «المؤدب» ، «وهذا خطه» .
كذلك تكرر ورقة 210 ب، وهو نهاية الجزء السادس عشر، وأرخه «في جمادى الآخرة سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة» .
وتكرر أيضا ورقة 245 ب، وهو نهاية الجزء السابع عشر، ويضيف «وبو بكر سعيد بن أحمد بن يحيى الساري» [2] ويؤرخ السماع «في الخامس من رجب سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة» .
4- سماع على الشيخ عبد السلام بن شعيب الوطيسي سنة 606 هـ.
«سمع الجزء كله على الشيخ الامام العابد الزاهد نجم الدين شهاب الإسلام بقية المشايخ أبي القاسم عبد السلام بن شعيب بن طاهر الوطيسي بقراءة الامام العالم مجد الدين أحمد بن علي بن عبد الرحمن الاندلسي.
__________
[1] رسمتها كما وجدتها ولم أتبينها.
[2] رسمتها كما في الأصل ولم أتبينها.(1/69)
كاتب السماع: أبو المظفر عبيد الله بن محمد بن هارون بن عبد السلام بن إسماعيل القومساني في شهر الله المبارك رمضان- أعظم الله حرمته- سنة ست وستمائة في خانقاه الشيخ أبي الفتح المقرئ بروذبه.
نقله كما وجده احمد بن إسماعيل بن هبة الله بن يوسف- عفا الله عنه-» .
ورد هذا هذا السماع ورقة 28 ب، وتكرر ورقة 61 ب، وهو بداية الجزء الثاني عشر. وتكرر أيضا ورقة 92 أ. وتكرر ورقة 124 ب، وهو بداية الجزء الرابع عشر. وتكرر ورقة 152 ب، هو بداية الجزء الخامس عشر. وتكرر ورقة 183 ب، وهو بداية الجزء السادس عشر.
كما تكرر ورقة 211 أ، وهو نهاية الجزء السادس عشر وأرخه في شوال سنة ست وستمائة.
5- سماع على الشيخ أبي محمد عبد الله بن الحسن بن أحمد العطار سنة 609 هـ.
«سمع جميع هذا الجزء على الشيخ الامام العالم الأصيل الكامل شرف الدين شيخ الإسلام قدوة الأئمة بقية السلف أبي محمد عبد الله بن الامام العلامة سيد الحفاظ قطب الدين أبي العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن بن العطار بسماعه منه بقراءة عبد الرحيم بن النفيس بن هبة الله بن وهبان السلمي (عفا الله عنه) - وهذا خطه-: الفقيهان الأجلان العالمان رفيع الدين أبو محمد إسحاق بن محمد بن العيد المصري ثم الهمذاني، وبرهان الدين ابو الحسن علي بن علي بن زائد العزي الطائفي، وذلك يوم الثلاثاء سابع صفر من سنة تسع وستمائة بهمذان- حماها الله تعالى- الحمد للَّه وسلام على عباده الذين اصطفى» .
ويوجد في هامش ورقة هذا السماع «نقل هاتين الطبقتين كما وجدهما(1/70)
الفقير الى الله تعالى أحمد بن إسماعيل بن هبة الله بن يوسف بن عبد العزيز- عفا الله عنه-.
وقد ورد هذا السماع ورقة 27 أ، وتكرر ورقة 60 أ، وهو نهاية الجزء الحادي عشر لكنه أضاف بعد «الطائفي» ما يلي «وسمع من ترجمة العبادلة الى آخر الجزء نجيب الدين أبو المجد محمد بن أبي بكر الكرابيسي» . وسجل تاريخ السماع في «يوم الثلاثاء تاسع صفر سنة تسع وستمائة بهمذان» .
وتكرر هذا السماع ورقة 91 ب، وهو نهاية الجزء الثاني عشر، لكنه يضيف «وعبد الله ابو المجد محمد بن محمد بن أبي بكر الكرابيسي» قبل «برهان الدين» ويسجل تاريخ السماع في «شهر صفر سنة تسع وستمائة بهمذان» .
وتكرر أيضا ق 123 أ، وهو نهاية الجزء الثالث عشر بنفس التأريخ وتكرر ق 151 ب، وهو نهاية الجزء الرابع عشر، لكنه يحذف «برهان الدين الطائفي» . ويسجل تاريخ السماع في «شهر صفر سنة تسع وستمائة بهمذان» .
وتكرر في ورقة 246 أ، ويحذف أيضا «برهان الدين.. الطائفي» ويؤرخ السماع في «صفر سنة تسع وستمائة بهمذان» .
6- سماع آخر على الشيخ عبد الله بن الحسن بن أحمد العطار سنة 614 هـ.
«سمع جميع هذا الجزء على الشيخ الامام العالم الأصيل شرف الدين أبي محمد عبد الله بن الامام العلامة الأوحد سيد الحفاظ قطب الدين أبي العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن العطار الهمذاني بحق سماعه منه:
الولد الفاضل النجيب الموفق السعيد رفيع الدين ابو زرعة عبد الله بن الشيخ(1/71)
الامام العالم الحافظ قدوة المشايخ بقية السلف ناصر السنة وقامع البدعة تقي الدين أبي عبد الله محمد بن محمود بن إبراهيم بن الفرج بن الحماني، وذلك بقراءة يحيى بن علي بن أحمد بن محمد بن غالب الحضرميّ- وهذا خطه- وذلك في ذي القعدة سنة أربع عشرة وستمائة بهمذان.
والحمد للَّه حق حمده وصلى الله على محمد وآله» .
وقد ورد هذا السماع ورقة 27 أ، وتكرر في ورقة 60 ب، وهو نهاية الجزء الحادي عشر لكنه يضيف بعد «الحضرميّ» «الاندلسي المالقي» .
كما تكرر ورقة 92، وهو نهاية الجزء الثاني عشر بنفس التأريخ.
وتكرر ق 122 ب، وهو نهاية الجزء الثالث عشر بنفس التأريخ.
وتكرر ق 151 ب، وهو نهاية الجزء الرابع عشر بنفس التأريخ.
وتكرر ق 181 ب، وهو نهاية الجزء الخامس عشر بنفس التأريخ.
وتكرر ق 182 ب، ويضيف «ابو بكر سعيد بن أحمد بن يحي السماري ومحمد بن إسماعيل بن محمد الخياط» ، ويؤرخ السماع في «جمادى الآخرة من سنة اربع عشرة وستمائة» .
وتكرر ورقة 211 أ، وهو نهاية الجزء السادس عشر بنفس التأريخ.
وتكرر ورقة 246 أ، وهو نهاية الجزء السابع عشر بنفس التأريخ.
منهج التّحقيق
1- قارنت الكتاب بما ورد من نقول عنه في الكتب الأخرى، وقد ذكرت مواضع هذه النقول وثبت الاختلافات في الحواشي. كما قارنته بالكتب التي نقل عنها وثبت ذلك في الحواشي. وحصرت الروايات المقتبسة عنه بين علامات الاقتباس «» .(1/72)
2- قارنت القسم المرتب على السنين مع التواريخ الأخرى المرتبة على السنين كتواريخ خليفة بن خياط والطبري واليعقوبي وخاصة عند غموض رواية يعقوب بن سفيان، وقد وضحت الغموض- باقتضاب- من خلال التواريخ الأخرى في الحواشي.
3- قارنت معظم تراجم الصحابة فيه بتراجمهم في كتب معرفة الصحابة وخاصة كتاب الاستيعاب في معرفة الاصحاب لابن عبد البر وكتاب الاصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني وكتاب الطبقات الكبرى لابن سعد.
كذلك قارنت تراجم التابعين بطبقات ابن سعد وغيره من كتب التراجم التي تناولتهم، وهي تورد روايات أوردها يعقوب بن سفيان في تاريخه، وتلتقي أسانيد الكتب الأخرى مع اسناد يعقوب في شيخه فقارنت بينها وبين الأصل واثبت الاختلافات في الحاشية أيضا، وهذا بمثابة التخريج للروايات أيضا. اما عند ما يكون متن الرواية فيها مختلفا بعض الشيء عن رواية يعقوب فأشير الى ذلك في الحواشي بعبارة «قارن» .
4- عرفت بالمواضع الجغرافية الغريبة وبأسماء الأعلام المذكورين بكناهم أو بألقابهم أو باسمهم الأول دون أسماء آبائهم تعريفا يميزهم عن غيرهم دون اطالة لئلا يتضاعف حجم الكتاب مع سهولة الحصول على المعلومات الأخرى عنهم من كتب التراجم المرتبة على حروف المعجم. فالمهم هو تمييزهم بما يزيل الاتفاق والتشابه واللبس وكثيرا ما اقتصر يعقوب على ذكر الاسم الأول للراوي أو ذكر كنيته أو نسبته أو لقبه مما يولد صعوبات كثيرة عند التعريف بهم لأن بعضهم مثل «سفيان» لا يسهل تعيينه لان هناك سفيان بن عيينة وسفيان الثوري وهما متعاصران ويشتركان في كثير من الشيوخ والتلاميذ. ونظرا لوجود(1/73)
فهرس اعلام السند والمتن فاني لم الجأ الى تكرار التعريف بالمبهمات من الأسماء والكنى والألقاب دائما لان الفهرس يعين في تمييزهم.
5- شرحت المفردات اللغوية الصعبة.
6- خرجت عددا كبيرا من الأحاديث النبويّة- وخاصة في تراجم الصحابة- على الصحاح الستة وموطأ مالك ومسند أحمد، ولم أثبت- في الأغلب- سائر التخريجات بل اقتصرت على بعضها، إذ لم أقصد تخريجها على سبيل الحصر بل قصدت ضبط سند الحديث ومتنه من ناحية ومعرفة درجة قوته من ناحية اخرى وذلك للكشف عن منهج يعقوب في انتقاء الأحاديث. وقد ثبت الاختلافات المهمة في الحواشي.
7- خرجت الآيات القرآنية الكريمة والأبيات الشعرية.
8- ملأت مواضع السقط في الأصل إذا وقفت عليه في الكتب الأخرى كما أضفت ما يقتضيه السياق وبعض العناوين، وسائر الزيادات محصورة بين قوسين هكذا [] .
9- وقع اضطراب في ترتيب مادة الكتاب حيث وردت الرسالتان المتبادلتان بين الليث بن سعد ومالك بن انس في آخر قسم الصحابة فأعدتهما الى موضعهما الصحيح من ترجمة مالك ليسهل على الراغب الوقوف عليهما، كذلك وردت روايات بعد الرسالتين يتعلق معظمها برواة بصريين وليس من المناسب ورودها في ذلك الموضع وقد أبقيتها إذ لم أجد في الكتاب موضعا آخر يناسبها. ولعلها من المجلد الثالث.
وقد وردت روايات في بعض التراجم لا صلة لها بصاحب الترجمة وقد أعدت بعضها الى موضعها الصحيح خاصة عند ما يتم ذلك بتقديم(1/74)
رواية على أخرى في نفس الصفحة، لكن هذا نادر ولم أحاول التدخل في ترتيب مادة الكتاب الا نادرا وعند ما فعلت أشرت الى ذلك في الحاشية.
شكر وفي الختام أتوجه بالشكر الجزيل الى استاذي الدكتور صالح أحمد العلي- وهو الخبير الّذي قوّم الكتاب- لما أبداه من توجيهات قيمة وآراء سديدة، وللصديق الفاضل صبحي البدري السامرائي الّذي أطلعني على النسخة الخطية من المجلد الثاني المصورة عن الأصل المحفوظ في ريفان كشك، ويرجع الفضل اليه في تعريفي بالكتاب للمرة الاولى. كما أعارني بعض المخطوطات المصورة التي أعانت على تحقيق النص.
والله أسأل أن يسدد خطاي ويتقبل عملي، انه نعم المولى ونعم النصير.
المحقق أكرم ضياء العمري(1/75)
ملحق بالمقدّمة أسماء شيوخ يعقوب بن سفيان [1]
1- إبراهيم بن إسماعيل بن يحي أبو إسحاق الحضرميّ الكوفي [2] .
2- إبراهيم بن أيوب [3] .
3- إبراهيم بن زكريا العجليّ (ابو إسحاق) [4] .
4- إبراهيم بن سليمان الخلال [5] .
5- إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي البصري [6] .
6- إبراهيم بن أبي عبلة الرمليّ وقيل الدمشقيّ [7] .
7- إبراهيم بن العلاء بن الضحاك الزبيدي الحمصي [8] .
8- إبراهيم بن محمد الشافعيّ [9] .
9- إبراهيم بن المنذر بن عبد الله الحزامي [10] .
__________
[1] جمعت أسماء شيوخه من كتب التراجم سواء ورد ذكر روايته عنهم في ترجمته أو في تراجمهم، كما استخلصت أسماء من خرّجهم في «مشيخته» ومن روى عنهم في المجلد الثاني من (كتاب المعرفة والتأريخ) - وهو المجلد الأول في طبعتي- بألفاظ التحمل الدالة على السماع وهي «حدثنا» و «أخبرنا» ، وقد رتبتهم على حروف المعجم ولم أذكر مواضع ورودهم في كتاب المعرفة والتأريخ لوجود الفهرس الشامل للاعلام.
[2] ابن حجر: تهذيب التهذيب 1/ 106.
[3] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[4] المشيخة 2/ ق 10 ب.
[5] المشيخة 2/ ق 5 أ.
[6] ابن حجر: تهذيب التهذيب 1/ 140.
[7] المصدر السابق 1/ 142.
[8] المصدر السابق 1/ 148، وقد روى في كتاب المعرفة والتأريخ.
[9] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[10] ابن حجر: تهذيب التهذيب 1/ 166، 11/ 385، وقد روى عنهم في كتاب المعرفة والتأريخ.(1/76)
10- إبراهيم بن موسى المؤدب المكتب [1] .
11- إبراهيم الهادي [2] .
12- إبراهيم بن هشام بن يحي الغساني (ابو إسحاق) [3] .
13- أحمد بن أسد البجلي [4] .
14- أحمد بن الحارث (أبو عبد الله) [5] .
15- أحمد بن أبي الحجاج الدارميّ [6] .
16- أحمد بن حفص [7] .
17- أحمد بن أبي الحواري (ابو الحسن) [8] .
18- أحمد بن الخليل أبو علي التاجر [9] .
19- أحمد بن داود الحداد (أبو سعيد) [10] 20- أحمد بن سعيد [11] .
__________
[1] المصدر السابق 1/ 171.
[2] المشيخة 2/ ق 10 أ.
[3] الذهبي: ميزان الاعتدال 1/ 72، وقد روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[4] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[5] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[6] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[7] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[8] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ. وهو احمد بن عبد الله بن ميمون (انظر ابن حجر: تهذيب التهذيب 1/ 49) .
[9] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ. وابن حجر: تهذيب التهذيب 1/ 28.
[10] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[11] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.(1/77)
21- أحمد بن شبيب بن سعيد المصري [1] .
22- أحمد بن صالح [2] .
23- أحمد بن عبد الله بن يونس [3] .
24- أحمد بن عبدة [4] .
25- أحمد بن عمر (أبو جعفر) [5] .
26- أحمد بن عمرو بن عبد الله الأموي (ابو الطاهر) [6] .
27- أحمد بن محمد الزرقيّ [7] .
28- أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ القاسم بن أبي بردة [8] .
29- أحمد بن منيع [9] .
30- أحمد بن يحي الأودي [10] .
31- أحمد بن يحي التجيبي [11] المصري [11] .
32- أحمد بن يونس [12] .
__________
[1] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[2] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[3] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[4] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[5] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[6] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[7] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[8] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[9] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[10] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[11] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[12] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.(1/78)
33- آدم بن أبي إياس [1] .
34- إسحاق بن إبراهيم (أبو محمد) [2] .
35- إسحاق بن إبراهيم بن العلاء [3] .
36- إسحاق بن إبراهيم بن يزيد القرشي الدمشقيّ [4] .
37- إسحاق بن حاتم [5] .
38- إسحاق بن سالم أبو روح الصائغ [6] .
39- إسحاق بن سليمان [7] .
40- إسحاق بن أبي عبدة العنبري [8] .
41- إسحاق بن عمر القصير الغنوي [9] .
42- إسحاق بن قراب الأنماطي (ابو يعقوب) [10] .
43- إسماعيل بن إبراهيم ابن علية [11] .
44- إسماعيل بن أبي أويس [12] .
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 385، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[2] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[3] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[4] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[5] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[6] المشيخة 2/ ق 13 ب.
[7] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[8] المشيخة 2/ ق 7 أ.
[9] المشيخة 3/ ق 20 ب.
[10] المشيخة 3/ ق 15 أ.
[11] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[12] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 385، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.(1/79)
45- إسماعيل بن الخزاز [1] .
46- إسماعيل بن الخليل [2] .
47- إسماعيل بن عبد الملك [3] .
48- إسماعيل بن عياش [4] .
49- إسماعيل بن مسلمة بن قعنب [5] .
50- إسماعيل بن موسى الفزاري [6] .
51- إسماعيل بن يونس [7] .
52- أسيد بن زيد الحمال [8] .
53- أصبغ بن الفرج [9] .
54- أبو أمية الفارض [10] .
55- أيوب بن سليمان بن داود الأودي (أبو يزيد) [11] .
56- بحر بن منهال [12] .
__________
[1] المشيخة 3/ ق 21 أ.
[2] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[3] المشيخة 2/ ق 7 أ.
[4] ياقوت: معجم البلدان 2/ 241.
[5] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 385.
[6] المشيخة 3/ ق 19 ب.
[7] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[8] المشيخة 3/ ق 21 ب.
[9] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 386. وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[10] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[11] المشيخة 3/ ق 14 أ.
[12] المشيخة 3/ ق 6 أ.(1/80)
57- بشر بن عبيد الدارسي [1] .
58- بكار بن خصيف [2] .
59- بكار بن محمد بن عبد الله بن محمد [3] .
60- بكر بن الأسود (أبو عمرو) [4] .
61- ابو بكر بن خلاد الباهلي [5] .
62- بكر بن خلف (أبو بشر) [6] .
63- بكر بن عبد الرحمن القاضي [7] .
64- ابو بكر بن عبد الملك [8] .
65- ثابت بن محمد (ابو إسماعيل) [9] .
66- أبو ثمامة [10] .
67- جعفر بن حية [11] .
68- جعفر بن سعيد القرشي [12] .
__________
[1] المشيخة 2/ ق 2 أ.
[2] المشيخة 2/ ق 14 ب.
[3] المشيخة 2/ ق 16 ب.
[4] المشيخة 3/ ق 18 أ.
[5] المشيخة 3/ ق 3 أ.
[6] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[7] المشيخة 3/ ق 19 أ.
[8] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[9] المشيخة 3/ ق 10 ب.
[10] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[11] المشيخة 3/ ق 6 أ، وقد رسمت اسم أبيه كما في الأصل ولم أتبينه.
[12] المشيخة 2/ ق 19 أ.(1/81)
69- جنادة بن محمد المزني الدمشقيّ [1] .
70- حاتم بن عبيد الله النميري [2] .
71- حازم بن محمد بن يونس [3] .
72- حامد بن يحي [4] .
73- حبان بن هلال [5] .
74- الحجاج بن محمد الخولانيّ [6] .
75- حجاج بن المنهال الأنماطي [7] .
76- حجاج بن أبي منيع [8] .
77- الحجاج بن نصير الفساطيطي [9] .
78- حرملة بن يحي بن عبد الله التجيبي [10] .
79- حسان بن عبد الله بن سهل الكندي [11] .
__________
[1] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[2] المشيخة 2/ ق 6 أ.
[3] المشيخة 3/ ق 19 أ.
[4] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[5] الذهبي: تذكرة الحفاظ 2/ 583، وابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 385.
[6] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[7] ابن حجر: تهذيب التهذيب 2/ 207، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[8] المصدر السابق 2/ 208، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[9] المصدر السابق 2/ 208 و 11/ 385، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[10] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[11] ابن حجر: تهذيب التهذيب 2/ 250.(1/82)
80- حسن الحلواني [1] .
81- الحسن بن الربيع [2] .
82- الحسن بن ربيعة [3] .
83- الحسن بن زياد المحاربي [4] .
84- الحسن بن عطية بن نجيح القرشي الكوفي [5] .
85- الحسن بن علي بن مسلم السكوني الحمصي ابو عتبة [6] .
86- الحسين بن الحسن المروزي [7] .
87- الحسين بن قزعة (أبو محمد) [8] .
88- حفص بن عمر بن الحارث الأزدي النمري [9] (ابو عمر) .
89- الحكم بن موسى [10] .
90- الحكم بن نافع الحمصي (أبو اليمان) [11] .
__________
[1] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[2] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[3] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[4] المشيخة 3/ ق 15 أ.
[5] ابن حجر تهذيب التهذيب 2/ 294. وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[6] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[7] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[8] المشيخة 2/ ق 24 ب.
[9] ابن حجر: تهذيب التهذيب 2/ 406، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ، والمشيخة 2/ ق 5 أ.
[10] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[11] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 385، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.(1/83)
91- حماد بن إسماعيل بن علية البصري [1] .
92- حماد بن حفص [2] .
93- حماد بن حماد بن جوان (أبو نصر) [3] .
94- ابن الحماني [4] .
95- حمدة بنت محمد بن أعين المزنية [5] .
96- حميد بن مسعدة [6] .
97- حيوة بن شريح بن يزيد الحضرميّ [7] .
98- خالد بن يزيد بن زياد (ابو الهيثم الكاهلي) [8] .
99- خالد بن يزيد (أبو الهيثم الحبطي) [9] .
100- الخليل بن عمر بن إبراهيم العبديّ [10] .
101- داود بن المفضل الخياط [11] .
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 3/ 4، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[2] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[3] المشيخة 3 ق/ 14 ب.
[4] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[5] المشيخة 3/ ق 5 ب.
[6] المشيخة 3/ ق 3 أ.
[7] ابن حجر: تهذيب التهذيب 3/ 71، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[8] المشيخة 3/ ق 11 ب.
[9] المشيخة 2/ ق 17 أ.
[10] المشيخة 2/ ق 10 أ.
[11] المشيخة 2/ ق 13 أ.(1/84)
102- الربيع بن روح الحمصي [1] .
103- الربيع بن نافع (ابو توبة الحلبي) [2] .
104- الربيع بن يحي الأشناني المرئي [3] .
105- زكريا بن زياد (ابو يحي صاحب الأمشاط) [4] .
106- زهير بن معاوية الجعفي الكوفي [5] .
107- زياد بن أيوب (أبو هاشم) [6] .
108- زيد بن بشر الحضرميّ [7] .
109- زيد بن حريش [8] .
110- زيد بن المبارك [9] .
111- ابو زيد النحويّ [10] .
112- زيد بن نمير الصنعاني [11] .
__________
[1] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[2] ابن حجر: تهذيب التهذيب 3/ 251، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[3] المشيخة 2/ ق 9 ب، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[4] المشيخة 2/ ق 13 ب.
[5] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[6] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[7] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[8] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[9] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[10] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 385.
[11] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.(1/85)
113- سالم بن شبيب [1] .
114- سعد بن شعبة [2] .
115- سعد أبو مجاهد الطائي الكوفي [3] .
116- سعيد بن أسد [4] .
117- سعيد بن الربيع الحرشيّ العامري [5] .
118- سعيد بن سفيان [6] .
119- سعيد بن عبد الجبار القرشي أبو عثمان الكرابيسي [7] .
120- سعيد بن عقبة [8] .
121- سعيد بن كثير بن عفير بن مسلم بن يزيد بن الأسود الأنصاري [9] .
122- سعيد بن أبي مريم [10]
__________
[1] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[2] المشيخة 2/ ق 10 ب.
[3] ابن كثير: البداية والنهاية 11/ 60، لكنه يكنيه «أبو مهاجر» وأحسبه تصحيف (انظر ابن حجر: تهذيب التهذيب 3/ 485) .
[4] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[5] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[6] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[7] ابن حجر: تهذيب التهذيب 4/ 52.
[8] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[9] ابن حجر: تهذيب التهذيب 4/ 74، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[10] الذهبي: تذكرة الحفاظ 11/ 60، وابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 385، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.(1/86)
123- سعيد بن منصور [1] .
124- سعيد بن يحي بن سعيد الأموي [2] .
125- سعيد بن يعقوب أبو بكر الطالقانيّ [3] .
126- سفيان بن أويس [4] .
127- سفيان بن وكيع بن الجراح [5] .
128- سلمة بن شبيب النيسابورىّ الحجري المسمعي [6] .
129- سليمان بن حرب الواشحي الأزدي [7] .
130- سليمان بن داود ابو الربيع العتكيّ الزهراني [8] .
131- سليمان بن سلمة الخبائريّ الحمصي (ابو أيوب) [9] .
132- سليمان بن عبد الرحمن الدمشقيّ [10] .
133- سليمان بن عثمان بن الوليد [11] .
__________
[1] ابن كثير: البداية والنهاية 11/ 60، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[2] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 4/ 103.
[4] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[5] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[6] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[7] ابن أبي حاتم: الجرح والتعديل مجلد 4 قسم 2 ص 208، وابن كثير: البداية والنهاية 11/ 60، وابن حجر: تهذيب التهذيب 4/ 179 و 11/ 385.
[8] ابن حجر: تهذيب التهذيب 4/ 191.
[9] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[10] ابن كثير: البداية والنهاية 11/ 60، وابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 386، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[11] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.(1/87)
134- سوار بن عبد الله بن سوار [1] .
135- سهل بن وقاص بن سريع بن وقاص [2] .
136- شباب العصفري [3] .
137- شعيب بن إبراهيم [4] .
138- شهاب بن عباد ابو عمر العبديّ الكوفي القيسي [5] .
139- أبو صالح الحراني [6] .
140- صالح بن سليمان (ابو سليمان القراطيسي) [7] .
141- صالح بن عبد الله بن ذكوان الباهلي [8] .
142- صدقة بن الفضل (ابو الفضل الحافظ المروزي) [9] .
143- صفوان بن صالح بن صفوان بن دينار الثقفي مولاهم [10] .
144- الضحال بن مخلد (أبو عاصم النبيل) [11] .
__________
[1] المشيخة 2/ ق 12 ب.
[2] المشيخة 4/ ق 4 أ.
[3] المشيخة 2/ ق 23 ب.
[4] المشيخة 3/ ق 20 أ.
[5] ابن حجر: تهذيب التهذيب 4/ 368، والمشيخة 3/ ق 17 أ، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[6] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[7] المشيخة 2/ ق 20 أ.
[8] ابن حجر: تهذيب التهذيب 4/ 395.
[9] ابن حجر: تهذيب التهذيب 4/ 417.
[10] ابن حجر: تهذيب التهذيب 4/ 426، و 11/ 386، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[11] ابن أبي حاتم: الجرح والتعديل مجلد 4 قسم 2/ 208، والذهبي: تذكرة الحفاظ 2/ 538، وابن كثير: البداية والنهاية 11/ 60، وابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 385، وابن العماد: شذرات الذهب 2/ 171، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.(1/88)
145- أبو طالب زيد بن أخزم [1] .
146- طلحة [2] .
147- عاصم بن النضر بن المنتشر الأحول التميمي [3] .
148- عاصم بن يوسف اليربوعي التميمي (أبو عمرو الخياط) [4] .
149- عامر بن أبي أمية [5] .
150- ابو العباس الأعرج [6] .
151- العباس بن عبد العظيم [7] .
152- العباس بن الفضل الأزرق العبديّ [8] .
153- العباس بن محمد بن حاتم الدوري [9] .
154- العباس بن الوليد بن صبح الخلال السلمي [10] .
155- العباس بن الوليد بن مزيد العذري [11] .
__________
[1] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[2] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 5/ 58، والمشيخة 3/ ق 3 ب.
[4] ابن حجر: تهذيب التهذيب 5/ 59، والمشيخة 3/ ق 15 ب.
[5] ابن حجر: تهذيب التهذيب 5/ 26.
[6] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[7] المشيخة 3/ ق 3 ب وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[8] المشيخة 2/ ق 4 ب.
[9] ابن حجر: تهذيب التهذيب 5/ 129، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[10] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[11] ابن حجر: تهذيب التهذيب 5/ 131، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.(1/89)
156- العباس بن الوليد بن نصر النرسي [1] .
157- عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادِ بْنِ نَصْرٍ النُّرْسِيُّ (أبو يحي) [2] .
158- عبد الأعلى بن القاسم الهمدانيّ اللؤلؤي [3] .
159- عبد الأعلى بن مسهر الغساني الدمشقيّ ابو مسهر [4] .
160- عبد الأعلى بن واصل الاسدي الكوفي [5] .
161- عبد الله بن أحمد بن بشير البهراني [6] .
162- عبد الله بن أحمد بن ذكوان [7] .
163- أبو عبد الله التجيبي [8] .
164- عبد الله بن جعفر بن أبي جعفر الأرزكاني [9] .
165- عبد الله بن رجاء بن عمر الغداني البصري [10] .
166- عبد الله بن الزبير بن عيسى (ابو بكر الحميدي) [11] .
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 5/ 133.
[2] المشيخة: 2/ ق 11 أ، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[3] المشيخة: 2/ ق 3 ب، وابن حجر: تهذيب التهذيب 6/ 97.
[4] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ، والذهبي تذكرة الحفاظ 2/ 583، وابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 385.
[5] ابن حجر: تهذيب التهذيب 6/ 101.
[6] ابن حجر: تهذيب التهذيب 5/ 140.
[7] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[8] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[9] ياقوت: معجم البلدان 1/ 204.
[10] ابن حجر: تهذيب التهذيب 5/ 210 و 11/ 386، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[11] ابن حجر: تهذيب التهذيب 5/ 215، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.(1/90)
167- عبد الله بن سعيد الأشج (أبو سعيد) [1] .
168- عبد الله بن أبي شيبة (ابو بكر) [2] .
169- عبد الله بن صالح بن محمد بن مسلم الجهنيّ مولاهم (أبو صالح المصري) [3] .
170- عبد الله بن عبد الجبار الخبائري [4] .
171- عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي [5] .
172- عبد الله بن عثمان الأزدي العتكيّ مولاهم (ابو عبد الرحمن المروزي) عبدان [6] .
173- أبو عبد الله الغنوي [7] .
174- عبد الله بن محمد بن أسماء الضبعي ابو عبد الرحمن البصري [8] .
175- عبد الله بن محمد بن أبي الأسود البصري (ابو بكر) [9] .
176- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَخِي جُوَيْرِيَةَ [10] .
177- عبد الله بن محمد المصري (أبو محمد) [11] .
__________
[1] المشيخة 3/ ق 13 ب، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[2] المشيخة 3/ ق 13 أ، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[3] ابن أبي حاتم: الجرح والتعديل مجلد 4 قسم 2/ 208، وابن حجر: تهذيب التهذيب 5/ 256.
[4] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 385.
[5] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[6] ابن حجر: تهذيب التهذيب 5/ 314، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[7] المشيخة 3/ ق 4 ب.
[8] ابن حجر: تهذيب التهذيب 6/ 5.
[9] ابن حجر: تهذيب التهذيب 6/ 6، والمشيخة 2/ ق 10 ب، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[10] المشيخة 2/ ق 23 ب، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[11] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.(1/91)
178- عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي [1] .
179- عبد الله بن معاذ [2] .
180- عبد الله بن الوضاح بن سعيد (سعد) الأودي اللؤلؤي الوضاحي [3] .
181- عبد الله بن يحي ابو محمد بن الثقفي [4] .
182- عبد الله بن يزيد العدوي (أبو عبد الرحمن المقرئ) [5] .
183- عبد الله بن يوسف التنيسي (أبو محمد الكلاعي المصري) [6] .
184- عبد الله بن يونس [7] .
185- عبد الحميد بن بكار البيروتي [8] .
186- عبد الحميد بن صالح بن عجلان البرجمي (أبو صالح الكوفي) [9] .
187- عبد ربه بن خالد بن عبد الملك بن قدامة (أبو المغلس النميري البصري) [10] .
__________
[1] ابن كثير: البداية والنهاية 11/ 60، وابن حجر: تهذيب التهذيب 6/ 31 و 11/ 385، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[2] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 6/ 69، والمشيخة 3/ ق 16 ب.
[4] ابن حجر: تهذيب التهذيب 6/ 77، والمشيخة 2/ ق 4 ب.
[5] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 385، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[6] ابن حجر: تهذيب التهذيب 6/ 87 و 11/ 386، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[7] المشيخة 2/ ق 16 ب.
[8] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 385.
[9] ابن حجر: تهذيب التهذيب 6/ 117، والمشيخة 3/ ق 17 ب.
[10] ابن حجر: تهذيب التهذيب 6/ 126، والمشيخة 2/ ق 25 أ.(1/92)
188- عبد الرحمن بن إبراهيم بن عمرو القرشي الملقب دحيم (أبو سعيد) [1] .
189- عبد الرحمن بن بحر الخلال [2] .
190- عبد الرحمن بن حماد بن شعيب الشعيثي (أبو سلمة العنبري البصري) [3] .
191- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو (أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ الحراني) [4] .
192- عبد الرحمن بن أبي الغمر [5] .
193- عبد الرحمن بن المبارك العايشي [6] .
194- عبد الرحمن بن المتوكل (أبو سعيد) [7] .
195- عبد الرحمن بن مقاتل (أبو سهل) [8] .
196- عبد الرحمن بن هانئ بن سعيد (أبو نعيم النخعي الكوفي) [9] .
197- عبد الرحمن بن يحي بن إسماعيل المخزومي الدمشقيّ [10] .
198- عبد الرزاق [11] .
__________
[1] ابن كثير: البداية والنهاية 11/ 60، وابن حجر: تهذيب التهذيب 6/ 131، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[2] المشيخة 2/ ق 21 ب.
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 6/ 164، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[4] ياقوت: معجم البلدان 2/ 598، وابن حجر: تهذيب التهذيب 6/ 236، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[5] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[6] المشيخة 2/ ق 3 ب، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[7] المشيخة 2/ ق 12 ب.
[8] المشيخة 2/ ق 8 ب.
[9] ابن حجر: تهذيب التهذيب 6/ 289، والمشيخة 3/ ق 10 ب، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[10] ابن حجر: تهذيب التهذيب 6/ 294، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[11] روى عنه في كتاب المعرفة.(1/93)
199- عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْحَضْرَمِيُّ الحمصي [1] .
200- عبد السلام بن مطهر بن حسام الأزدي البصري (أبو ظفر) [2] .
201- عبد العزيز بن عبد الله الأويسي [3] .
202- عبد العزيز بن عمران [4] .
203- عبد العزيز بن عمر الخطابي [5] .
204- عبد القدوس بن محمد بن عبد الكبير [6] .
205- عبد المجيد بن أيوب الواشحي (أبو قرة) [7] .
206- عبد الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ [8] .
207- عبد الملك بن قريب الأصمعي [9] .
208- عبد المنعم بن بشير (ابو الخير الأنصاري المصري) [10] .
209- عبد الواحد بن حمل [11] .
__________
[1] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[2] ابن حجر: تهذيب التهذيب 6/ 325، والمشيخة 2/ ق 21 أ.
[3] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[4] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[5] المشيخة 2/ ق 14 ب.
[6] المشيخة 3/ ق 8 أ.
[7] المشيخة 2/ ق 15 أ.
[8] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[9] ابن حجر: تهذيب التهذيب 6/ 415 و 11/ 385.
[10] الذهبي: ميزان الاعتدال 2/ 669.
[11] المشيخة 3/ ق 5 أ، وقد رسمت اسم أبيه كما وجدته في الأصل ولم أتبينه.(1/94)
210- عبد الوهاب بن سعيد بن عطية السلمي المعروف ب «وهب» [1] .
211- عبد الوهاب بن الضحاك [2] .
212- عبيد الله بن إسحاق العطار [3] .
213- عبيد الله بن سعد [4] .
214- عبيد الله بن محمد بن حفص التميمي (ابو عبد الرحمن البصري) [5] .
215- عبيد الله بن معاذ بن معاذ [6] .
216- عبيد الله بن موسى العبسيّ مولاهم الكوفي (بو محمد) [7] .
217- عبيد بن عبيش [8] .
218- عثمان بن زفر بن مزاحم التميمي الكوفي [9] .
219- عثمان بن أبي شيبة [10] .
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 6/ 446.
[2] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[3] المشيخة 3/ ق 10 ب.
[4] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[5] ابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 45.
[6] المشيخة 2/ ق 20 أ، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[7] ياقوت: معجم البلدان والذهبي، تذكرة الحفاظ 2/ 583، وابن كثير: البداية والنهاية 11/ 60، وابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 52، وابن العماد: شذرات الذهب 2/ 171، والمشيخة 3/ ق 8 ب، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[8] المشيخة 3/ ق 19 ب.
[9] ابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 116.
[10] المشيخة 3/ 3 أ، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.(1/95)
220- عثمان بن نهيك (ابو ابو نهيك الأزدي الفراهيدي) [1] .
221- عثمان بن الهيثم المؤذن [2] .
222- أبو عقبة الأزرق [3] .
223- عقبة بن مكرم [4] .
224- ابو العلاء [5] .
225- علي بن الحسن بن شقيق العسقلاني [6] .
226- علي بن حكيم بن ذبيان ابو الحسن الأودي الكوفي [7] .
227- علي بن سعيد بن مسروق الكندي [8] .
228- ابو علي الشافعيّ [9] .
229- علي بن أبي طالب [10] .
230- علي بن عبد الله بن جعفر [11] .
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 157.
[2] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 386، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[3] المشيخة 3/ ق 5 ب.
[4] المشيخة 3/ ق 5 أ، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ وتهذيب التهذيب 7/ 250.
[5] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[6] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[7] ابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 312.
[8] المصدر السابق 7/ 326.
[9] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[10] المشيخة 3/ ق 6 أ.
[11] المشيخة 2/ ق 20 ب.(1/96)
231- علي بن عبد الحميد بن مصعب الأزدي [1] .
علي بن عبيد الله [2] .
232- علي بن عثمان بن محمد بن سعيد الحراني النفيلي [3] .
233- علي بن عياش [4] .
234- علي بن قادم أبو الحسن الخزاعي الكوفي [5] .
235- علي بن معبد بن شداد ابو الحسن العبديّ [6] .
236- علي بن المنذر [7] .
237- عمار بن الحسن بن بشير ابو الحسن الهمدانيّ الرازيّ [8] .
238- عمر بن حفص بن غياث ابو حفص النخعي الكوفي [9] .
239- عمر بن راشد الجاري [10] .
240- عمر بن محمد بن الحسن بن الزبير الأسدي الكوفي ابن التل [11] .
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 360 و 11/ 386، والمشيخة 3/ ق 14 ب.
[2] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 364، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[4] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[5] المشيخة 3/ ق 10 ب، والذهبي: ميزان الاعتدال 3/ 150، وابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 374.
[6] ابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 384.
[7] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[8] ابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 399.
[9] المصدر السابق 7/ 435، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[10] ياقوت: معجم البلدان 2/ 6، وابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 446.
[11] ابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 495.(1/97)
241- عمرو بن الحباب ابو عثمان العلاف البصري [1] .
242- عمرو بن حماد بن طلحة أبو محمد القناد الكوفي [2] .
243- عمرو بن خالد الحراني الأسدي [3] .
244- عمرو بن الربيع بن طارق أبو حفص الهلالي الكوفي [4] .
245- عمرو بن سهل [5] .
246- عمرو بن شعيب (ابو شعيب) [6] .
247- عمرو بن عاصم بن عبيد الله الكلابي القيسي [7] .
248- عمرو بن عبد الرحمن الدمشقيّ [8] .
249- عمرو بن علي بن بحر [9] .
250- عمرو بن عون [10] .
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 8/ 16، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[2] ابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 22، والمشيخة 3/ ق 16 أ.
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 386، والمشيخة 3/ ق 18 أ، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[4] ابن حجر: تهذيب التهذيب 8/ 33 وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[5] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[6] المشيخة 3/ ق 19 أ.
[7] ابن حجر: تهذيب التهذيب 8/ 58 و 11/ 386، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[8] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[9] المشيخة 3/ ق 4 أ.
[10] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.(1/98)
251- عمرو بن مرزوق ابو عثمان الباهلي البصري [1] 252- عمرو بن منصور القيسي البصري القداح [2] .
253- عمرو بن يزيد ابو حفص الشيبانيّ [3] .
254- عمير [4] .
255- عياش بن الوليد أبو الوليد الرقام القطان البصري [5] .
256- عيسى بن أبي عيسى هلال السليحي الطائي [6] .
257- عيسى بن محمد بن إسحاق النحاس الرمليّ [7] .
258- فروة بن أبي المغراء أبو القاسم الكندي [8] .
259- فضالة بن المفضل أبو ثوابة [9] .
260- الفضل بن دكين أبو نعيم [10] .
__________
[1] ابن أبي حاتم: الجرح والتعديل مجلد 4 قسم 2 ص 208، وابن حجر: تهذيب التهذيب 8/ 99، والمشيخة 2/ ق 18 أ، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[2] ابن حجر: تهذيب التهذيب 8/ 107.
[3] المشيخة 2/ ق 7 ب.
[4] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[5] ابن حجر: تهذيب التهذيب 8/ 199، والمشيخة 2/ ق 23 أ، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[6] ابن حجر: تهذيب التهذيب 8/ 226، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[7] المصدر السابق 8/ 228، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[8] ابن حجر: تهذيب التهذيب 8/ 265.
[9] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[10] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 385، والمشيخة 3/ ق 8 ب، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.(1/99)
261- الفضل بن زياد [1] .
262- الفضيل بن عبد الوهاب أبو محمد [2] .
263- فهد بن حيان ابو بكر [3] .
264- فهد بن عوف [4] .
265- الفيض بن الفضل [5] .
266- القاسم بن سلام بن مسكين الأزدي [6] .
267- قبيصة بن ذؤيب [7] .
268- قبيصة بن عقبة السوائي العامري [8] .
269- قرة بن حبيب أبو علي القنوي الرماح البصري التستري [9] .
270- قطبة بن العلاء بن المنهال الغنوي ابو سفيان [10] .
271- قطن بن نسير أبو عباد الغبري الذارع البصري [11] .
272- قيس بن حفص أبو محمد التميمي الدارميّ البصري [12] .
__________
[1] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[2] المشيخة 2/ ق 8 أ.
[3] المشيخة 2/ ق 21 أ.
[4] المشيخة 2/ ق 8 ب.
[5] المشيخة 3/ ق 18 ب.
[6] ابن حجر: تهذيب التهذيب 8/ 318، والمشيخة 2/ ق 4 أ.
[7] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[8] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 386، والمشيخة 3/ ق 9 أ.
[9] ابن حجر: تهذيب التهذيب 8/ 371، والمشيخة 2/ ق 9 أ.
[10] المشيخة 3/ ق 13 ب، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[11] ابن حجر: تهذيب التهذيب 8/ 382، والمشيخة 2/ ق 12 ب.
[12] ابن حجر: تهذيب التهذيب 8/ 390، والمشيخة 2/ ق 15 أ.(1/100)
273- أبو كامل [1] .
274- كامل بن طلحة ابو يحي الجحدري البصري [2] .
275- مالك بن إسماعيل ابو غسان النهدي [3] .
276- مالك بن يحي بن عمرو بن مالك النكري أبو غسان [4] .
277- محبوب بن محمد ابو بشر العبيدي [5] .
278- محمد بن أبي اسامة الحلبي [6] .
279- محمد بن إسماعيل بن سمرة [7] .
280- محمد بن إسماعيل بن أبي فديك [8] .
281- محمد بن بشار ابو بكر [9] .
282- محمد بن جعفر القطان ابو عبد الرحمن [10] .
283- محمد بن جهضم [11] .
__________
[1] المشيخة 2/ ق 24 أ.
[2] ابن حجر: تهذيب التهذيب 8/ 408.
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 386، والمشيخة 3/ ق 10 أ، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ بكنيته.
[4] المشيخة 2/ ق 15 ب.
[5] المشيخة 2/ ق 5 ب.
[6] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[7] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[8] ياقوت: معجم البلدان 3/ 644.
[9] المشيخة 2/ ق 23 ب، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[10] المشيخة 3/ ق 2 أ.
[11] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.(1/101)
284- محمد بن الحارث بن راشد الأموي القرشي [1] .
285- محمد بن الحسن بن تسنيم ابو الطاهر الوراق الكوفي [2] .
286- محمد بن حفص ابو عبد الرحمن القطان البصري [3] .
287- محمد بن حميد [4] .
288- محمد بن خالد بن العباس [5] .
289- محمد بن خلّاد [6] .
290- محمد بن رمح التجيبي [7] .
291- محمد بن أبي زكير [8] .
292- محمد بن أبي السري [9] .
293- محمد بن سعيد ابو حفص المقرئ [10] .
294- محمد بن سعيد بن زياد الكريزي الأثرم (جار عثمان المؤذن) [11] .
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 9/ 104، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[2] ابن حجر: تهذيب التهذيب 9/ 115.
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 9/ 123.
[4] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[5] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[6] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[7] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[8] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[9] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[10] المشيخة 2/ ق 6 ب.
[11] الذهبي: ميزان الاعتدال 3/ 564، والمشيخة 2/ ق 5 ب.(1/102)
295- محمد بن سعيد بن سليمان الكوفي ابن الأصفهاني (ابو جعفر) [1] .
296- محمد بن سعيد بن الوليد ابو عمرو الخزاعي [2] .
297- محمد بن سلمة المدني [العدني] [3] .
298- محمد بن سليمان [4] .
299- محمد بن سنان [5] .
300- محمد بن شجاع ابو عبد الله المروزي الباكندي [6] .
301- محمد بن الصلت بن الحجاج ابو جعفر الأسدي مولاهم الكوفي [7] .
302- محمد بن عائذ الدمشقيّ [8] .
303- محمد بن عباد بن الزبرقان المكيّ [9] .
304- محمد بن عبد الله الأنصاري [10] .
305- محمد بن عبد الله الخزاعي [11] .
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 9/ 188، والمشيخة 3/ ق 12 ب، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[2] ابن حجر: تهذيب التهذيب 9/ 190، والمشيخة 2/ ق 5 أ.
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 9/ 195.
[4] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[5] المشيخة 2/ ق 9 أ.
[6] ابن حجر: تهذيب التهذيب 9/ 218.
[7] ابن حجر: تهذيب التهذيب 9/ 232.
[8] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 386.
[9] ابن حجر: تهذيب التهذيب 9/ 244.
[10] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 385، والمشيخة 3/ ق 4 ب، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[11] المشيخة 2/ ق 19 ب.(1/103)
306- محمد بن عبد الله بن عمار ابو جعفر الأزدي البغدادي المخرمي الموصلي [1] .
307- محمد بن عبد الله بن المبارك ابو جعفر المخرمي البغدادي [2] .
308- محمد بن عبد الله ابو نصر المعنوي [3] .
309- محمد بن عبد الله بن نمير الهمدانيّ الخارفي الكوفي [4] .
310- محمد بن عبد الرحمن بن عبد الصمد أبو عبد الله العنبري البصري [5] .
311- محمد بن عبد الرحيم [6] .
312- محمد بن عبد العزيز الذهلي [7] .
313- محمد بن عبد العزيز الرمليّ [8] .
314- محمد بن عبيد بن حساب [9] .
315- محمد بن عبيد بن محمد بن واقد المحاربي الكندي [10] 316- محمد بن عثمان التنوخي الدمشقيّ [11] .
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 9/ 265، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[2] ابن حجر: تهذيب التهذيب 9/ 272، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[3] المشيخة 2/ ق 17 ب.
[4] ابن حجر: تهذيب التهذيب 9/ 282، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[5] ابن حجر: تهذيب التهذيب 9/ 299.
[6] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[7] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[8] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[9] المشيخة 2/ ق 12 أ.
[10] ابن حجر: تهذيب التهذيب 9/ 332.
[11] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.(1/104)
317- محمد بن عثمان بن عبد الله الرومي [1] .
318- محمد بن بن عزيز ابو عبد الله الأيلي العقيلي [2] .
319- محمد بن عقبة الشيبانيّ الطحان الكوفي [3] .
320- محمد بن عقيل [4] .
321- محمد بن العلاء ابو كريب [5] .
322- محمد بن علي [6] .
323- محمد بن عمار الشاماتي [7] .
324- محمد بن أبي عمر [8] .
325- محمد بن عمران بن أبي ليلى [9] .
326- محمد بن عمر ابو عبد الله الباهلي البصري [10] .
327- محمد بن الفضل السدوسي البصري المعروف ب «عارم» [11] .
__________
[1] المشيخة 2/ ق 8 أ.
[2] ابن حجر: تهذيب التهذيب 9/ 344.
[3] المصدر السابق 9/ 346.
[4] المشيخة 3/ ق 11 أ.
[5] المشيخة 3/ ق 18 أ.
[6] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[7] ياقوت: معجم البلدان 3/ 238.
[8] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[9] «المشيخة 3/ ق 15 أ» .
[10] ابن حجر: تهذيب التهذيب 9/ 360.
[11] المصدر السابق 9/ 402 و 11/ 386، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.(1/105)
328- محمد بن فضيل بن غزوان [1] .
329- محمد بن كثير [2] .
330- محمد بن المتوكل الهاشمي مولاهم الحافظ العسقلاني [3] .
331- محمد بن المثنى أبو موسى [4] .
332- محمد بن محبوب [5] .
333- محمد بن مسلمة المكيّ [6] .
334- محمد بن المصفى [7] .
335- محمد بن معاوية [8] .
336- محمد بن منصور ابو جعفر [9] .
337- محمد بن المنهال التميمي المجاشعي الضرير [10] .
338- محمد بن موسى الشيبانيّ [11] .
339- محمد بن وهب بن أبي كريمة [12] .
__________
[1] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[2] ابن أبي حاتم: الجرح والتعديل مجلد 4 قسم 2/ 208، وابن كثير: البداية والنهاية 11/ 60.
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 9/ 424.
[4] المشيخة 2/ ق 24 أ، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[5] المشيخة 2/ ق 21 ب.
[6] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[7] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[8] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[9] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[10] ابن حجر: تهذيب التهذيب 9/ 475، والمشيخة 2/ ق 22 أ، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[11] المشيخة 2/ ق 17 ب.
[12] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.(1/106)
340- محمد بن يحي بن قيس الحجري [1] .
341- محمد بن يزيد الحزامي [2] .
342- محمد بن يعقوب بن أبي عبدة ابو عبد الرحمن الغبري [3] .
343- مخلد بن مالك ابو محمد القرشي وقيل السكسكي الحراني [4] .
344- مخلد بن يزيد القرشي الحراني [5] .
345- مسدد بن مسرهد البصري الأسدي [6] .
346- مسلم بن إبراهيم [7] .
347- مصعب بن عبد الله بن مصعب الزبيري [8] .
348- مطرف بن عبد الله اليساري الهلالي [9] .
349- معاذ بن عوذ الله البصري (ابو عبد الرحمن) [10] .
350- معاذ بن فضالة الزمراني الأنصاري [11] .
351- معاوية بن عمرو الأزدي [12] .
__________
[1] المشيخة 3/ ق 21 أ.
[2] المشيخة 3/ 17 أ.
[3] المشيخة 2/ ق 18 أ.
[4] ابن حجر: تهذيب التهذيب 10/ 76.
[5] المصدر السابق 10/ 77.
[6] المصدر السابق 10/ 108، والمشيخة 3/ ق 6 ب.
[7] المصدر السابق 11/ 386، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[8] المصدر السابق 10/ 163.
[9] المصدر السابق 10/ 175.
[10] المشيخة 2/ ق 2 ب، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[11] ابن حجر: تهذيب التهذيب 10/ 193.
[12] المصدر السابق 11/ 386.(1/107)
352- معاوية بن يحيى [1] .
353- المعلّى بن أسد العمي [2] .
354- المغيرة بن عبد الرحمن بن عوف الأسدي [3] .
355- مكي بن إبراهيم بن بشير التميمي الحنظليّ [4] .
356- موسى بن إسماعيل ابو سلمة [5] .
357- موسى بن أيوب أبو سلمة الليثي [6] .
358- موسى بن عبد الرحمن بن زياد الحلبي الأنطاكي القلّا [7] .
359- مُوسَى بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَسْرُوقٍ الْكِنْدِيَّ [8] .
360- موسى بن مسعود أبو حذيفة النهدي البصري [9] .
361- مهدي بن جعفر الرمليّ [10] .
__________
[1] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[2] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 386، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[3] المصدر السابق 10/ 267.
[4] ابن أبي حاتم الجرح والتعديل مجلد 4 قسم 2/ 208، والذهبي:
تذكرة الحفاظ 2/ 583، وابن كثير: البداية والنهاية 11/ 60، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[5] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 386، والمشيخة 2/ ق 7 ب، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[6] المشيخة 2/ ق 17 أ.
[7] ابن حجر: تهذيب التهذيب 10/ 355.
[8] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[9] ابن حجر: تهذيب التهذيب 10/ 370 و 11/ 386.
[10] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.(1/108)
362- نصر بن عبد الرحمن الكوفي [1] .
363- نصر بن علي الجهضمي [2] .
364- نصر بن محمد بن سليمان السلمي الحمصي [3] .
365- النضر بن عبد الجبار بن نصير ابو الأسود المرادي المصري [4] .
366- نعيم بن حماد بن معاوية الخزاعي [5] .
367- نوح بن الهيثم العسقلاني [6] .
368- هارون بن عبد الله [7] .
369- هدبة بن عبد الوهاب المروزي الكتاني [8] .
370- هشام بن خالد السلامي [9] .
371- هشام بن عبد الملك الطيالسي ابو الوليد [10] .
372- هشام بن عبد الملك بن عمران أبو تقي اليزني الحمصي [11] .
__________
[1] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[2] المشيخة 2/ ق 24 أ، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 10/ 432.
[4] المصدر السابق 10/ 440، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[5] المصدر السابق 10/ 459 و 11/ 386، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[6] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[7] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[8] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[9] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[10] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 45، 386، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[11] المصدر السابق 11/ 45.(1/109)
373- هشام بن عمار بن نصير السلمي [1] .
374- الوضاح بن يحي النهشلي [2] .
375- الوليد بن عتبة [3] .
376- يحي بن إسماعيل الخواص [4] .
377- يحي بن أيوب [5] .
378- يحي بن حبيب بن عدي الحارثي ابو زكريا [6] .
379- يحي بن خلف ابو سلمة [7] .
380- يحي بن سليمان ابو سعيد [8] .
381- يحي بن صالح الوحاظي الشامي [9] .
382- يحي بن عبد الله بن بكير [10] .
__________
[1] ابن كثير: البداية والنهاية 11/ 60، وابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 51، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[2] المشيخة 3/ ق 17 ب.
[3] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[4] المشيخة 3/ ق 16 أ.
[5] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[6] المشيخة 3/ ق 2 ب.
[7] المشيخة 3/ ق 3 ب.
[8] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[9] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 386، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[10] ابن أبي حاتم: الجرح والتعديل مجلد 4 قسم 2/ 208، وابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 386، روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.(1/110)
383- يحي بن عبد الحميد الحماني [1] .
384- يحي بن كثير [2] .
385- يحي بن مصعب أبو زكريا الكلبي [3] .
386- يحي بن يحي بن بكير ابو زكريا التميمي الحنظليّ [4] .
387- يحي بن يحي بن قيس ابو عثمان الغساني الشامي [5] .
388- يحي بن يعلى أبو زكريا المحاربي الكوفي [6] .
389- يزيد بن بيان ابو خالد العقيلي البصري المعلم [7] .
390- يزيد بن عبد الله اليمامي [8] .
391- يزيد بن عبد ربه [9] .
392- يزيد بن قرة الذراع [10] .
393- يزيد بن مهران [11] .
__________
[1] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[2] المشيخة 2/ ق 17 ب.
[3] المشيخة 3/ ق 11 أ.
[4] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 297، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[5] المصدر السابق 11/ 300.
[6] المصدر السابق 11/ 303، 386، والمشيخة 3/ ق 12 أ.
[7] المصدر السابق 11/ 316، 386.
[8] المصدر السابق 11/ 343.
[9] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[10] المشيخة 2/ ق 13 أ.
[11] المشيخة 3/ ق 17 أ.(1/111)
394- اليمان بن نصر الكعبي [1] .
395- يعقوب بن ماهان ابو يوسف البناء البغدادي [2] .
396- يوسف بن حماد المعنى [3] .
397- يوسف بن عدي [4] .
398- يوسف بن كامل [5] .
399- يوسف بن محمد الصفار [6] .
400- يوسف بن يعقوب ابو يعقوب الصفار الكوفي [7] .
401- يونس بن عبد الأعلى [8] .
402- يونس بن عبيد الله العمري ابو عبد الرحمن [9] .
__________
[1] المشيخة 2/ ق 3 أ.
[2] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 394.
[3] المشيخة 3/ ق 7 أ.
[4] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 386، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[5] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[6] المشيخة 3/ ق 17 أ، وروى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[7] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 432.
[8] روى عنه في كتاب المعرفة والتأريخ.
[9] المشيخة 2/ ق 21 أ.
الورقة الاولى من كتاب المعرفة والتأريخ وعليها سماعات الورقة الثانية من كتاب المعرفة والتأريخ وفيها بداية المجلد الثاني وهو الجزء الأول من طبعتنا الورقة قبل الاخيرة من كتاب المعرفة والتأريخ والاخيرة وفيها سماع(1/112)
رموز التّحقيق
ق ورقة أالوجه الأول من ورقة المخطوطة.
ب الوجه الثاني من ورقة المخطوطة.
ق الثانية تتكرر رقم الصفحة في الصفحة التي تليها وذلك في صورة مخطوطة سير اعلام النبلاء للذهبي المحفوظة في مكتبة الأوقاف العامة ببغداد.
__________
[ () ] كل ما أضفته من عناوين أو زيادات أخرى.
«» حصرت بهما ما اقتبسته الكتب الأخرى من كتاب المعرفة والتأريخ.(1/113)
كتاب المعرفة والتّاريخ تأليف أبي يوسف يعقوب بن سفيان البسوي توفي سنة 277 هـ المجلّد الأول(1/114)
بسم الله الرحمن الرحيم [1] أخبرنا ابو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان ببغداد قال:
قرئ على أبي محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه وأنا حاضر أسمع قال:
حدثنا يعقوب بن سفيان قال:
[سَنَةُ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ] [2]
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ [3] قَفَلَ أَبُو مُسْلِمٍ مِنْ سَمَرْقَنْدَ وَقَدِمَ مَرْوَ فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ.
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ وَجَّهَ الْوُفُودَ إِلَى أَبِي الْعَبَّاسِ، فَلَمَّا كَانَ فِي شَوَّالٍ عَسْكَرَ بِبَابِ كُشْمَيْهَنَ [4] ، وَأَعْطَى الْجُنْدَ أَرْزَاقَهُمْ على ان يغزو الطِّرَازَ وَمَا وَالَاهَا، فَخَلَعَهُ زِيَادُ بْنُ صَالِحٍ الْخُزَاعِيُّ، وَكَتَبَ إِلَى سِبَاعِ بْنِ النُّعْمَانِ وَمُحَمَّدِ بْنِ زُرْعَةَ يَدْعُوهُمَا إِلَى أَنْ يَخْلَعَاهُ، فَأَبَيَا وَأَطْلَعَا أَبَا مُسْلِمٍ عَلَى ذَلِكَ، فَتَوَجَّهَ أَبُو مُسْلِمٍ مِنْ مُعَسْكَرِهِ مُتَوَجِّهًا إِلَى زِيَادٍ، فَقَتَلَ زيادا في هذه السنة.
ومات يحي بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ أخو أبي العباس عبد الله
__________
[1] ذكر في الورقة 1 و 2 «الجزء الثاني من كتاب المعرفة والتأريخ وهو الجزء العاشر من تجزئة الأصل، تأليف أبي يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي رحمه الله رواية عبد الله بن جعفر بن درستويه النحويّ عنه سماعا من أبي الحسن محمد بن الحسين بن الفضل القطان ببغداد» ويقصد الناسخ بالجزء الثاني المجلد الثاني، وهو يشتمل على ثمانية أجزاء من تجزئة الأصل.
[2] الزيادة من عندي.
[3] لا اعلم مقدار السقط في بداية سرده لإحداث هذه السنة حيث انها ضمن القسم المفقود من تأريخ يعقوب بن سفيان وهو حوالي ثلث الكتاب.
[4] كشميهن بلدة قريبة من مرو على طريق بخارى ولعل المقصود باب درمسكان بمرو الّذي يفضي الى كشميهن (بلدان الخلافة الشرقية 442، والطبري: تاريخ 7/ 503) .(1/115)
ابن مُحَمَّدٍ بِفَارِسَ وَهُوَ أَمِيرٌ عَلَيْهَا.
وَغَزَا الصَّائِفَةَ الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَرَشِيُّ.
وَأَقَامَ الْحَجَّ لِلنَّاسِ سُلَيْمَانُ بْنُ [عَلِيِّ بْنِ] [1] عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ.
وَفِيهَا عُزِلَ زِيَادُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَارِثِيُّ عَنْ مَكَّةَ وَحْدَهَا، وَوَلِيَ الْعَبَّاسُ ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ الْعَبَّاسِ.
[سَنَةُ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ] [2]
وَفِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ حَجَّ بِالنَّاسِ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ، وَعَلَى مَكَّةَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ.
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ [3] قَالَ أَحْمَدُ [4] عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عِيسَى عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ [5] :
تُوُفِّيَ أَبُو الْعَبَّاسِ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، وَكَانَتْ خِلَافَتُهُ أَرْبَعَ سِنِينَ وَعَشَرَةِ أَشْهُرٍ، وَاسْتُخْلِفَ أَبُو جَعْفَرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ.
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ أَنَّ جَدَّهُ زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ تُوُفِّيَ سَنَةَ اسْتُخْلِفَ ابو جعفر في ذي الحجة العشر الْأَوَّلَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ، وَكَانَتْ خِلَافَةُ أَبِي الْعَبَّاسِ خَمْسَ سِنِينَ.
«وَسَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ المنذر وابن بكير [6] يقولان: مات ربيعة [7]
__________
[1] الزيادة ساقطة في الأصل واكملتها من تأريخ خليفة 2/ 440 ومنه يتبين ان هذه هي حوادث سنة 135 هـ.
[2] في الأصل ساقطة.
[3] هو سلمة بن شبيب النيسابورىّ ابو عبد الرحمن الحجري المسمعي (تهذيب التهذيب 4/ 146) .
[4] يعني: «ابن حنبل» .
[5] يعني: «السندي» صاحب المغازي المعروف.
[6] هو «يحي بن بكير» .
[7] هو «ربيعة بن أبي عبد الرحمن المعروف بربيعة الرأي» (تهذيب التهذيب 3/ 258) .(1/116)
سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ» [1] .
وَبُويِعَ لِأَبِي جَعْفَرٍ عبد الله بن [محمد بن] [2] علي بن عَبَّاسٍ بِمَكَّةَ فِي الْمُحَرَّمِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ مِنْ سَنَةِ سِتٍّ [3] وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ، وَمِنْ بَعْدِهِ لِعِيسَى بن موسى بن محمد بن علي بن الْعَبَّاسِ، وَوَلِيَ الْبَيْعَةَ وَالْإِرْسَالَ إِلَى الْوُجُوهِ كُلِّهَا لِأَبِي جَعْفَرٍ عِيسَى بْنِ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ.
وَغَزَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ الصَّائِفَةَ.
وَعَلَى مَكَّةَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ.
حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ [4] : أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ مُسْلِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَدِّي مُجَاهِدَ بْنَ سُلَيْمَانَ: أَنَّ أَسَدَ بْنَ وَدَاعَةَ قُتِلَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ:
وَسَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ: كَانَ أَسَدُ بْنُ وَدَاعَةَ قَاضِي الْجُنْدِ بِحِمْصَ.
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ الْحَضْرَمِيُّ الْحِمْصِيُّ عَنْ أَسَدِ بْنِ وَدَاعَةَ وَكَانَ أَسَدٌ قَدِيمًا مَرْضِيًّا. قَالَ: وَسَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ سلمة الخبائريّ الْحِمْصِيَّ يَقُولُ: أَسَدُ بْنُ وَدَاعَةَ طَائِيٌّ نَبْهَانِيٌّ [5] .
«ابو العلاء قَالَ: وَقُلْتُ لِيَزِيدَ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ [6] حَدَّثَكُمْ بقية [7] عن
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 8/ 426.
[2] في الأصل ساقطة.
[3] في الأصل «تسع» وهو خطأ.
[4] في الأصل «قالا» .
[5] بطن من طيِّئ (جمهرة أنساب العرب 400) .
[6] في الأصل «زيد» والتصويب من ابن حجر: تهذيب التهذيب 3/ 417. وانظر ترجمته في 11/ 344 منه.
[7] بقية بن الوليد.(1/117)
ابْنِ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى وَالِي حِمْصَ: انْظُرْ إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ نَصَّبُوا أَنْفُسَهُمْ لِلْفِقْهِ، وَحَبَسُوهَا فِي الْمَسْجِدِ عَنْ طَلَبِ [1] الدُّنْيَا فَأَعْطِ كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ مِائَةَ دِينَارٍ يَسْتَعِينُونَ بِهَا عَلَى مَا هُمْ عَلَيْهِ مِنْ بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ حِينَ يأتيك كتابي هذا فإن خير الخير أعجله، وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ» [2] .
سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ قال: قتل يونس بن ميسرة [3] ها هنا.
قَالَ: وَقُتِلَ عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ مُسْهِرٍ يَوْمَ دَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ.
وَفِي سَنَةِ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ قَالَ: وَقَالَ أحمد بن حنبل عن سحق عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ:
فَحَجَّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ: وَقَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: تُوُفِّيَ أَبُو الشَّحْمَاءِ سَهْلُ بْنُ حَسَّانٍ الْكَلْبِيُّ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَدْ قَالَ قَوْمٌ: كَانَ وَلِيَ الْعَهْدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ بَعْدَ أَبِي جَعْفَرٍ، فَقَدِمَ أَبُو جَعْفَرٍ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْحِيرَةَ، وَقَدِمَ أَبُو مُسْلِمٍ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ بِالْحِيرَةِ، وَدَخَلَ أَبُو جَعْفَرٍ الْكُوفَةَ فَصَلَّى بِالنَّاسِ وَخَطَبَهُمْ وَأَعْلَمَهُمْ أَنَّهُ سَائِرٌ، ثُمَّ شَخَصَ حَتَّى نَزَلَ الْأَنْبَارَ، فَأَقَامَ بِهَا، وَضَمَّ إِلَيْهِ أَطْرَافَهُ، وقد
__________
[1] في الأصل «على» والتصويب من الخطيب: الفقيه والمتفقه 2/ 164- 165.
[2] الخطيب: الفقيه والمتفقه 2/ 164- 165، وابن الجوزي:
سيرة عمر بن عبد العزيز ص 95، ويضيفان «قال: فكان عمرو بن قيس وأسد بن وداعة فيمن أخذها؟ فقال يزيد: نعم» .
[3] نقل ابن حجر عن دحيم وهو عبد الرحمن بن إبراهيم ان يونس ابن ميسرة قتل سنة اثنتين وثلاثين ومائة (تهذيب التهذيب 11/ 449) .(1/118)
كَانَ عِيسَى كَتَبَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ بِالْبَيْعَةِ لِأَبِي جَعْفَرٍ، فَوَرَدَ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَهُوَ بِرَأْسِ الدُّرُوبِ [1] مُتَوَجِّهًا إِلَى الرُّومِ فِي أَهْلِ خُرَاسَانَ وَأَهْلِ الْجِزِيرَةِ وَالشَّامِ، فَرَجَعَ بِالنَّاسِ مُنْصَرِفًا حَتَّى نَزَلَ مَدِينَةَ حَرَّانَ، فَدَعَا جُنْدَ خُرَاسَانَ فَأَلْحَقَهُمْ فِي الثَّمَانِينَ، وَجَعَلَ لَهُمُ الْخَوَاصَّ، وَبَايَعَ لِنَفْسِهِ، وَشَخَصَ عَنْ حَرَّانَ يُرِيدُ الْعِرَاقَ، ثُمَّ وَثَبَ عَلَى أَهْلِ خُرَاسَانَ فَقَتَلَهُمْ. وَسَارَ أَبُو مُسْلِمٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ بِبَابِ الْغَادِرِ [2] مِنْ أَرْضِ نَصِيبِينَ، فَاقْتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا، فَانْهَزَمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ وَمَعَهُ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ فَلَحِقَا بِرَصَافَةِ هِشَامٍ، وَأَخَذَ عَبْدَ الصَّمَدِ بْنَ عَلِيٍّ فَوَجَّهَ بِهِ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ فَأَمَّنَهُ وَعَفَا عَنْهُ، وَقَدِمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ الْبَصْرَةَ عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ فَأَكْرَمَهُ وَتَوَارَى عِنْدَهُ. وَبَعَثَ أَبُو جَعْفَرٍ بِيَقْطِينَ بْنِ مُوسَى إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ يَأْمُرُهُ بِإِحْصَاءِ مَا فِي عَسْكَرِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ، فَغَضِبَ أَبُو مُسْلِمٍ مِنْ ذَلِكَ وَأَجْمَعَ على الخلاف والكر، وَشَخَصَ أَبُو جَعْفَرٍ [إِلَى] الْمَدَائِنِ، وَشَخَصَ أَبُو مُسْلِمٍ فَأَخَذَ [عَلَى] طَرِيقِ خُرَاسَانَ يُرِيدُهَا مُخَالِفًا لِأَبِي جَعْفَرٍ.
«وَقُتِلَ أَبُو مُسْلِمٍ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ لِسَبْعِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ شَعْبَانَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ» [3] .
وَعَلَى مَكَّةَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ فَمَاتَ عِنْدَ انْقِضَاءِ الْحَجِّ، فَضَمَّ إِسْمَاعِيلُ عَمَلَهُ إِلَى زِيَادِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ فَأَقَرَّهُ أَبُو جَعْفَرٍ.
وَخَرَجَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ خَارِجِيٌّ بِنَيْسَابُورَ، وَسَارَ إِلَى الرَّيِّ فَغَلَبَ عَلَيْهَا وَعَلَى قُومَسَ، فَوَجَّهَ أَبُو جَعْفَرٍ جُمْهُورَ بْنَ مرار العجليّ فقتله، وقتل زهاء خمسين ألف وسبى ذراريهم.
__________
[1] هو المضيق ما بين طرسوس وبلاد الروم (انظر: ياقوت:
معجم البلدان 2/ 447) وفي تأريخ الطبري 7/ 474 «أفواه الدروب» .
[2] باب الغادر لم أجده في المصادر الأخرى.
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 10/ 210- 211.(1/119)
وَفِيهَا خَرَجَ حَرْمَلَةُ الشَّيْبَانِيُّ بِنَاحِيَةِ الْجَزِيرَةِ.
[سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ]
وَفِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ حَجَّ بِالنَّاسِ الْفَضْلُ بْنُ صَالِحِ بْنِ عَلِيٍّ.
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ قَالَ: وَقَالَ أَحْمَدُ قَالَ يحي بْنُ سَعِيدٍ: مَاتَ يُونُسُ [1] فِي ثَمَانٍ أَوْ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ.
وَفِيهَا خُلِعَ جُمْهُورُ بْنُ مِرَارٍ الْعِجْلِيُّ، فَتَوَجَّهَ إِلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْأَشْعَثِ فَقَتَلَهُ.
وَفِيهَا أَغَارَ طَاغِيَةُ الرُّومِ عَلَى مَلْطِيَّةَ فَهَدَمَهَا وَعَفَا عَمَّنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُقَاتِلَةِ وَالذُّرِّيَّةِ.
وَسَارَ خُزَيْمَةُ بْنُ خَازِمٍ إِلَى [2] حَرْمَلَةَ الشَّيْبَانِيِّ فَقَتَلَهُ.
وَعَلَى مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ زِيَادُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَارِثِيُّ.
وَهَدَمَ أَبُو جَعْفَرٍ فِي هذه السنة بعض مسجد الْحَرَامِ وَزَادَ فِيهِ.
[سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ]
وَفِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ حَجَّ الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ بِالنَّاسِ.
حَدَّثَنَا حَيْوَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: «مَاتَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ» [3] قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ مَكَّةَ بِيَوْمٍ.
قَالَ: وَقَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: مَاتَ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْجُمَحِيُّ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ، وَكُنْيَتُهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحِيمِ، وَكَانَ قد اقام عند عطاء سنة، فلزم الاسكندرية حتى مات.
__________
[1] هو يونس بن عبيد بن دينار العبديّ البصري (تهذيب التهذيب 11/ 442) .
[2] في الأصل «ابن» قبل «حرملة» وهي زائدة.
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 1/ 284.(1/120)
قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وَكَانَ اللَّيْثُ يَقُولُ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ رَضِيٌّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ فَطَالَ عَلَيْهِ فَضَجِرَ، فَقَالَ شُعْبَةُ: كُلُّهُ مِنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ فَشَكَكْتُ فِي شَيْءٍ مِنْهَا ثَلَاثَةً أَوْ أَرْبَعَةً فَجِئْتُ إِلَى خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ فَسَمِعْتُهَا كُلَّهَا مِنْهُ.
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ «قال أحمد: قال يحي [1] : قدمت مكة سنة اربع وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ وَقَدْ مَاتَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، وَقَدِمَ عَلَيْنَا حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ فِي تِلْكَ السَّنَةِ، وَرَأَيْتُ الْأَوْزَاعِيَّ وثورا [2] سنة خمسين ومائة» [3] .
قال يحي: وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ- يَعْنِي مَاتَ-.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: مات داود بن أبي هِنْدٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ، مَرَّ بِنَا هُوَ وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ قَبْلَ ذَلِكَ فَسَمِعْتُ مِنْهُمَا.
حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ- وَسَأَلْتُهُ عَنْ تَارِيخِ مَوْتِ عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ- فَقَالَ:
حَدَّثَنِي عَمِّي مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ: أَنَّ عَمْرَو بْنَ مُهَاجِرٍ مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ.
أَبُو يُوسُفَ قَالَ: وَسَأَلْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مهاجر قال: سويد رآه وروى عنه.
__________
[1] هو يحي بن سعيد القطان الأحول البصري (كتاب العلل ومعرفة الرجال 1/ 388) .
[2] هو ثور بن يزيد الكلاعي الحمصي (تهذيب التهذيب 2/ 33) .
[3] انظر النص في كتاب العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد بن حنبل مجلد 1 ص 388.(1/121)
حَدَّثَنِي أَبُو هَاشِمٍ زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَامِرٍ [1] يَقُولُ: تُوُفِّيَ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ: ثَنَا مُوسَى بْنُ هِلَالٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ: مَاتَ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ.
[سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ]
وَفِي سَنَةِ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ حَجَّ بِالنَّاسِ أَبُو جعفر عبد الله بن محمد بن علي بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ.
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ: قَالَ أَحْمَدُ: قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: مَاتَ أَبُو الْعَلَاءِ الْقَصَّابُ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ: وَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ ذَكْوَانَ يَذْكُرُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ. قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ: قَالَ لِي الْحَجَّاجُ: مَتَّى مَوْلِدُكَ يَا أَبَا ثَوْرٍ؟ قُلْتُ: عَامَ الْجَمَاعَةِ سَنَةَ أَرْبَعِينَ. قَالَ: وَهُوَ مَوْلِدِي.
قَالَ: فَتُوُفِّيَ الْحَجَّاجُ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ، وَتُوُفِّيَ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ: وَسَمِعْتُ ابا أيوب سليمان بن سلمة الخبائريّ الْحِمْصِيَّ يَقُولُ:
تُوُفِّيَ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ السَّكُونِيُّ أَبُو ثَوْرٍ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَصَلَّى عَلَيْهِ جبريل بن يحي الْبَجَلِيُّ.
حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ صُبْحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: مَاتَ عُرْوَةُ بْنُ رُوَيْمٍ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَمَاتَ بِذِي خَشَبٍ [2] ، وحمل الى المدينة فدفن بها.
__________
[1] هو الضبعي.
[2] ذو خشب: واد قريب من المدينة المنورة يقع على طريق وادي القرى (لغدة الأصبهاني: بلاد العرب ص 406، وانظر حاشية رقم (1) منها، 414) .(1/122)
قَالَ: وَقَالَ عَلِيٌّ: مَاتَ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ.
وَخَرَجَ أَبُو جَعْفَرٍ حَاجًّا، فَأَحْرَمَ مِنَ الْحِيرَةِ، وَأَقَامَ لِلنَّاسِ الْحَجَّ، وَعَلَى الْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ زِيَادُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَارِثِيُّ، وَصَدَرَ أَبُو جَعْفَرٍ مَصْدَرَهُ عَنِ الْحَجِّ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَتَوَجَّهَ مِنْهَا إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَوَفَدَ إِلَيْهِ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ.
«وَسَمِعْتُ ابْنَ بُكَيْرٍ قَالَ يَقُولُ: قَالَ اللَّيْثُ قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ: تَلِي لِي مِصْرَ؟ قُلْتُ: لَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي أَضْعُفُ عَنْ ذَلِكَ، إِنِّي رَجُلٌ مِنَ الْمَوَالِي.
فَقَالَ: مَا بِكَ ضَعْفٌ مَعِي، وَلَكِنْ ضَعْفُ نِيَّتِكَ عَنِ الْعَمَلِ فِي ذَلِكَ لِي» [1] ، أَتُرِيدُ قوة أقوى مني ومن عملي!! فاما إذ أَبَيْتَ فَدُلَّنِي عَلَى رَجُلٍ أُقَلِّدُهُ أَمْرَ مِصْرَ؟ قُلْتُ: عُثْمَانُ بْنُ الْحَكَمِ الْجُذَامِيُّ، رَجُلُ صَلَاحٍ وله عشيرة. قال: فبلغه ذلك، فعاهد اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ لَا يُكَلِّمَ اللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ.
وَكَانَ [2] أَبُو مُسْلِمٍ اسْتَخْلَفَهُ حِينَ شَخَصَ إِلَى الْعِرَاقِ، فَقُتِلَ بِمَرْوَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
وَوَلِيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ [3] بَعْدَ مَقْتَلِ أبي داود.
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 5، لكنه يذكر «ضعفت» بدل «ضعف» الثانية.
[2] يبدو وقوع سقط قبل «وكان» . وكان ابو مسلم قد استخلف- حين شخص الى العراق- على خراسان أبا داود خالد بن إبراهيم الذهلي (خليفة: التأريخ 463، والطبري: تأريخ 7/ 485) .
[3] المعروف أن الّذي تولّى خراسان بعد أبي داود الذهلي هو عبد الجبار بن عبد الرحمن الأزدي (خليفة: التأريخ 463، والطبري:
تأريخ 7/ 503) .(1/123)
حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ [1] عَنْ يَزِيدَ [2] قَالَ: سَمِعْتُ مِنْ سُفْيَانَ [3] سَنَةَ أَرْبَعِينَ.
وَفِي سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ
«حَجَّ بِالنَّاسِ صَالِحُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ» [4] .
قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: تُوُفِّيَ عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ بِمِصْرَ سَنَةَ إِحْدَى أَوِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ثنا يحي بْنُ سَعِيدٍ: وَعَاصِمٌ الْأَحْوَلُ في إحدى أو اثنتين وأربعين ومائة، وخالد في إحدى وأربعين ومائة.
حدثني محمد بن فضيل عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، وَخَالِدٌ حَيٌّ. قَالَ يَزِيدُ: وَسَمِعْتُ مِنْ سُفْيَانَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
حَدَّثَنِي أَبُو هَاشِمٍ زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَامِرٍ قَالَ:
تُوُفِّيَ أَسْمَاءُ بْنُ عُبَيْدٍ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ عُزِلَ زِيَادُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنِ الْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ، وَاسْتُعْمِلَ عَلَى الْمَدِينَةِ مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيُّ، فَقَدِمَهَا فِي رَجَبٍ، وَوَلِيَ مَكَةَ وَالطَّائِفَ الْهَيْثَمُ بْنُ مُعَاوِيَةَ.
[سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ]
وَفِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ حَجَّ بِالنَّاسِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الله ابن عباس، وعلى مكة الهيثم بن معاوية.
__________
[1] هو محمد بن فضيل بن غزوان بن جرير الضبي (ابن حجر:
تهذيب التهذيب 9/ 405) .
[2] هو يزيد بن هارون..
[3] هو الثوري.
[4] ابن عساكر: تأريخ مدينة دمشق مجلدة 5/ ق 24 أ.(1/124)
حدثنا سلمة قال احمد ثنا يحي بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: مَاتَ حُمَيْدٌ [1] فِي سَنَةِ اثنين وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ أَوْ فِي ثَلَاثٍ فِي آخِرِهَا قَبْلَ التَّيْمِيِّ [2] بِقَلِيلٍ.
وَمَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي إسماعيل سنة اثنين وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
وَاسْتُعْمِلَ عَلَى خُرَاسَانَ أَسَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو مَالِكٍ الْخُزَاعِيُّ، وَعُمَّالُ خُرَاسَانَ يَوْمَئِذٍ مِنْ قِبَلِ الْمَهْدِيِّ، وَالْمَهْدِيُّ وَلِيُّ الْعَهْدِ، وَهُوَ مُقِيمٌ بِالرَّيِّ.
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ نَقَضَ أَهْلُ طَبَرِسْتَانَ، وَقَتَلُوا مَنْ فِيهَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَتَوَجَّهَ إِلَيْهِمْ خَازِمُ بْنُ خُزَيْمَةَ وَرَوْحُ بْنُ حَاتِمٍ، وَمَعَهُمْ أَبُو الْخَصِيبِ [3] ، فَحَاصَرُوا طَبَرِسْتَانَ وَطَالَ مُقَامُهُمْ، فَقَالَ أَبُو الْخَصِيبِ اجْلِدُوا ظَهْرِي وَاحْلِقُوا رَأْسِي وَلِحْيَتِي، فَفَعَلُوا بِهِ، وَلَحِقَ بِأَصْبَهَبْذَ، فَأَمَّنَهُ وَأَكْرَمَهُ وَوَكَّلَهُ بِحِفْظِ الْبَابِ، فَفَتَحَ لِلْمُسْلِمِينَ الْبَابَ فِي بَعْضِ اللَّيَالِي، فَدَخَلُوا الْمَدِينَةَ فَقَتَلُوا مَنْ بِهَا وَسَبَوُا الذُّرِّيَّةَ، وَمَصَّ الْإِصْبَهَبْذُ خَاتَمًا لَهُ فيه سم، فَمَاتَ إِلَى النَّارِ.
«وَفِيهَا تُوُفِّيَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيٍّ» [4] بِالْبَصْرَةِ لَيْلَةَ السَّبْتِ لِسَبْعٍ بَقِينَ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ، وَقَدْ شَارَفَ السِّتِّينَ، وَصَلَّى عَلَيْهِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ.
وَفِيهَا صَامَ أَبُو جَعْفَرٍ بِالْبَصْرَةِ، وَصَلَّى بِهِمُ الْعِيدَ.
وَخَرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ بِالْمَدِينَةِ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ لِثَلَاثِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، فَأَقَامَ بِهَا حَتَّى قَدِمَ عَلَيْهِ عِيسَى بْنُ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بن علي بن عبد الله بن عباس في جيش
__________
[1] هو حميد بن أبي حميد الطويل البصري (تهذيب التهذيب 3/ 38) .
[2] هو سليمان بن طرخان (تهذيب التهذيب 4/ 201) .
[3] هو مرزوق مولى أبي جعفر المنصور (تأريخ الطبري 7/ 479) .
[4] ابن حجر: تهذيب التهذيب 4/ 212.(1/125)
بَعَثَهُ أَبُو جَعْفَرٍ مِنَ الْكُوفَةِ، فَقُتِلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ للنصف مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وكان رياح بن عثمان ابن حَيَّانَ عَلَى الْمَدِينَةِ فَحَبَسَهُ، فَلَمَّا قُتِلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ دَخَلَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ عَلَى رِيَاحٍ السِّجْنَ فَقَتَلُوهُ.
وَخَرَجَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ بِالْبَصْرَةِ لَيْلَةَ هِلَالِ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَقُتِلَ لِخَمْسِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
وَعَلَى مَكَّةَ عَامَئِذٍ السَّرِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ.
وَفِيهَا كَانَتْ وَقْعَةٌ بَيْنَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَأَهْلِ خُرَاسَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِسَبْعِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، فَانْهَزَمَ أَهْلُ خُرَاسَانَ، وَغَلَبَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ عَلَى الْبَصْرَةِ، وَغَلَبَ عَلَى بَيْتِ مَالِهَا وَجَمِيعِ مَا فِيهَا، فَقَسَمَهُ بَيْنَ أَصْحَابِهِ لِكُلِّ رَجُلٍ مِائَتَا دِرْهَمٍ، ثُمَّ فَرَضَ لِلنَّاسِ [1] . فَغَلَبَ عَلَى وَاسِطَ وَعَلَى الْأَهْوَازِ وَكُوَرِهَا.
وَفِيهَا خَرَجَ يَعْقُوبُ بْنُ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيُّ فَغَلَبَ عَلَى فَارِسَ كُلِّهَا، وَدَعَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ، وَتَحَصَّنَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ، وَكَانَ وَالِيًا فِي مَدِينَةِ دَارَا بِجْرَدَ [2] .
وَخَرَجَ بَنُو لَبِيدٍ الْيَشْكُرِيُّ، فَغَلَبُوا عَلَى كَسْكَرَ [3] ، وَدَعَوْا لِإِبْرَاهِيمَ.
ثُمَّ تَوَجَّهَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى الْكُوفَةِ، وَأَخَذَ عَلَى كَسْكَرَ وَاسْتُخْلِفَ عَلَى
__________
[1] في الأصل «الناس» .
[2] دارا بجرد: هي قصبة الكورة الشرقية من الكور الخمس التي تكون إقليم فارس جنوب بلاد إيران (انظر لسترنج: بلدان الخلافة الشرقية 335- 336) .
[3] كسكر: كورة واسط وتضم عدة مدن أهمها واسط (انظر عنها ياقوت: معجم البلدان 4/ 461، ولسترنج: بلدان الخلافة الشرقية 63) .(1/126)
الْبَصْرَةِ نُمَيْلَةُ بْنُ مُرَّةَ السَّعْدِيُّ، وَقَدِمَ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ جُنُودُهُ الَّذِينَ كَانَ وَجَّهَهُمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، فَوَجَّهَهُمْ إِلَى إِبْرَاهِيمَ، فَالْتَقَوْا بِقَرْيَةٍ مِنْ قُرَى السَّوَادِ يُقَالَ لَهَا بَاخِمْرَا [1] ، فَاقْتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا، وَانْهَزَمَ عِيسَى بْنُ مُوسَى، ثُمَّ انْهَزَمَ بَعْدَ ذَلِكَ أَصْحَابُ إِبْرَاهِيمَ، وَثَبَتَ إِبْرَاهِيمُ فِي نَحْوٍ مِنْ أَرْبَعِ مِائَةٍ، فَقُتِلُوا جَمِيعًا، وَقُتِلَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ بَشَرٌ كَثِيرٌ.
وَفِيهَا خَرَجَتِ التُّرْكُ بِالْأَبْوَابِ [2] ، فَأَصَابُوا مِنَ الْمُسْلِمِينَ.
وَفِيهَا تَحَوَّلَ أَبُو جَعْفَرٍ إِلَى بَغْدَادَ، فَلَمَّا بَلَغَهُ خُرُوجُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَجَعَ إِلَى الْكُوفَةِ.
وَفِيهَا وَلِيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الرَّبِيعِ الْحَارِثِيُّ الْمَدِينَةَ.
وَفِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ
حَجَّ بِالنَّاسِ عِيسَى بْنُ مُوسَى بْنِ محمد بن علي بن عبد الله بن عَبَّاسٍ.
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ قَالَ أَحْمَدُ قَالَ: حَدَّثَنَا: يحي بْنُ سَعِيدٍ [3] سَنَةَ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ- يَعْنِي مَاتَ-، وَالتَّيْمِيُّ فِي ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هِلَالٍ قَالَ:
مَاتَ كَهْمَسُ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
وَوُجِّهَ أَبُو جَعْفَرٍ فِي هَذِهِ السَّنَةِ إِلَى الْبَصْرَةِ فَجَعَلَ عَلَى مَنْ كَانَ يَمْلِكُ عَشَرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ فَصَاعِدًا أَنْ يُوَجِّهَ رَجُلًا إِلَى قِتَالِ الدَّيْلَمِ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ نالوا من المسلمين.
__________
[1] باخمرا: موضع بين الكوفة وواسط وهو الى الكوفة أقرب (ياقوت: معجم البلدان 1/ 316) .
[2] هكذا في الأصل والمقصود باب الأبواب وهي دربند آهل موانئ بحر قزوين (لسترنج: بلدان الخلافة الشرقية ص 214) .
[3] ابن قيس الأنصاري المدني (تهذيب التهذيب 11/ 221) .(1/127)
وَعُزِلَ الْهَيْثَمُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ مَكَّةَ وَالطَّائِفِ، وَوَلِيَ مَكَانَهُ السَّرِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ.
وَفِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ
حَجَّ بِالنَّاسِ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ.
«قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُبْرُمَةَ وَعَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هِلَالٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ:
مَاتَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ» [1] .
وَفِيهَا عُزِلَ مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيُّ عَنِ الْمَدِينَةِ، وَوَلِيَ مَكَانَهُ رِيَاحُ بْنُ عُثْمَانَ الْمُرِّيُّ [فَأَمَرَ بِأَخْذِ] [2] مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ وَكَاتِبِهِ وَعُمَّالِهِ وَاسْتِخْرَاجِ مَا قِبَلَهُمْ مِنَ الْأَمْوَالِ.
وَحَجَّ بِالنَّاسِ أَبُو جَعْفَرٍ، وَأَخَذَ فِي طَرِيقِهِ عَبْدَ [اللَّهِ] [3] بْنَ الْحَسَنِ وَأَصْحَابَهُ فِيمَا كَانَ اتَّهَمَهُمْ بِهِ مِنْ أَمْرِ إِبْرَاهِيمَ وَمُحَمَّدٍ ابْنَيْ عَبْدِ اللَّهِ، أَخَذَهُمْ مِنَ الرَّبَذَة [4] .
وَفِي سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ
حَجَّ بِالنَّاسِ السَّرِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ.
«قَالَ أَبُو [5] نُعَيْمٍ: مَاتَ هِشَامُ بْنُ عروة وعبد الملك بن أبي سليمان
__________
[1] الخطيب: تأريخ بغداد 12/ 186، ويحذف «مات عبد الله بن شبرمة» .
[2] في الأصل «وأبو» وما أثبته يقتضيه السياق (انظر التفاصيل في تأريخ الطبري 7/ 144) .
[3] الإضافة يقتضيها السياق.
[4] الرّبذة: من قرى المدينة على طريق مكة (ياقوت: معجم البلدان 3/ 24) .
[5] في الأصل «ابن» والصواب ما أثبته.(1/128)
فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ» [1] .
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ وقال أحمد حدثنا يحي بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: مَاتَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ بَعْدَ الْهَزِيمَةِ، هَزِيمَةِ إِبْرَاهِيمَ- كَأَنَّهُ فِي السَّنَةِ الَّتِي بَعْدَهَا- وَكَانَتِ الْهَزِيمَةُ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
وَمَاتَ إِسْمَاعِيلُ [2] سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَأَرَى عَبْدَ الْمَلِكِ فِيهَا مَاتَ.
وَفِيهَا قُتِلَ مُحَمَّدٌ وَإِبْرَاهِيمُ ابْنَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ.
وسمعت ابا أيوب سليمان بن سلمة الخبائريّ الْحِمْصِيَّ يَقُولُ: قُتِلَ أَسَدُ بْنُ وَدَاعَةَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، طَائِيٌّ نَبْهَانِيٌّ.
أَبُو الْعَلَاءِ [قَالَ] [3] وَسَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كان أسد بن وداعة قاضي الجند بحمص.
قال: وقتل يونس- يعني ابن ميسرة- ها هنا، وَقُتِلَ عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ مُسْهِرٍ يَوْمَ دَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ [4] .
وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ مُسْلِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَدِّي مُجَاهِدَ بْنَ سُلَيْمَانَ: أَنَّ أَسَدَ بْنَ وَدَاعَةَ قُتِلَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ.
وَسَأَلْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ قَالَ: سُوَيْدٌ قَدْ رَآهُ وروى عنه.
__________
[1] الخطيب: تأريخ بغداد 10/ 397، 14/ 41- 42.
[2] هو إسماعيل بن أبي خالد الاحمسي مولاهم (تهذيب التهذيب 1/ 291) .
[3] في الأصل ساقطة.
[4] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن العباس بن عبد المطلب عم الخليفة المنصور العباسي.(1/129)
حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ وَسَأَلْتُهُ عَنْ تَارِيخِ مَوْتِ عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُهَاجِرٍ قَالَ: مَاتَ عَمْرُو بْنُ مُهَاجِرٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ.
حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ مَوْتِ أَبِيهِ فَقَالَ: بَعْدَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
وَفِي سَنَةِ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ
حَجَّ بِالنَّاسِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ.
قَالَ: وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: مَاتَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَهِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ وَعَوْفٌ [1] سَنَةَ سِتٍّ وأربعين ومائة.
قال أحمد قال يحي بْنُ سَعِيدٍ: عَوْفٌ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَأَشْعَثُ [2] قَبْلَهُ بِقَلِيلٍ فِي سَنَةِ سِتٍّ [3] .
«وَفِيهَا فَرَغَ أَبُو جَعْفَرٍ مِنْ بِنَاءِ مَدِينَةِ السَّلَامِ، وَنُزُولِهِ إِيَّاهَا، وَنَقَلَ الْخَزَائِنَ وَبُيُوتَ الْأَمْوَالِ وَالدَّوَاوِينَ إِلَيْهَا» [4] .
وَغَزَا الصَّائِفَةَ جَعْفَرُ بْنُ حَنْظَلَةَ الْبَهْرَانِيُّ.
وَفِيهَا وَلِيَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبَصْرَةَ، فَطَلبَ كل من كان مع
__________
[1] عوف بن أبي جميلة العبديّ الهجريّ (تهذيب التهذيب 8/ 166) .
[2] هو أشعث بن عبد الملك الحمراني البصري (تهذيب التهذيب 1/ 357) .
[3] كرر بعد «ست» النص التالي «عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ:
سَأَلْتُ ابْنَ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ مَوْتِ أَبِيهِ فقال: بعد خمس وأربعين ومائة» . وقد تقدم قبل اسطر، وتكرره وهم من الناسخ، فحذفته.
[4] الخطيب: تأريخ بغداد 1/ 67، وابن كثير: البداية والنهاية 10/ 99، لكنه يقتصر على ذكر الفراغ منها.(1/130)
إِبْرَاهِيمَ [1] فَقَتَلَهُمْ، وَهَدَمَ مَنَازِلَهُمْ، وَعَقَرَ نَخْلَهُمْ.
وَفِيهَا عُزِلَ السَّرِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مَكَّةَ، وَاسْتُعْمِلَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ.
وَفِيهَا عُزِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الرَّبِيعِ الْحَارِثِيُّ عَنِ الْمَدِينَةِ، وَوَلِيَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَحَجَّ بِالنَّاسِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ.
وَتُوُفِّيَ السَّرِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بِمَكَّةَ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
«وَسَمِعْتُ ابْنَ بُكَيْرٍ يَقُولُ: مات يحي بْنُ سَعِيدٍ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ» [2] .
وَفِي سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ
حَجَّ بِالنَّاسِ ابو جعفر.
قال أحمد: قال يحي بْنُ سَعِيدٍ: مَاتَ هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
وَسَمِعْتُ مَكِّيَّ بْنَ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: ضُرِبَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، ضَرَبَهُ سُلَيْمَانُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: ضُرِبَ سَبْعِينَ سَوْطًا.
قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا أَيُّوبَ سُلَيْمَانَ بْنَ سلمة الخبائريّ الْحِمْصِيَّ قَالَ:
مَاتَ الزُّبَيْدِيُّ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
«قَالَ: وَسَأَلْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مَوْتِ الْوَضِينِ بْنِ عَطَاءٍ قَالَ: سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ أَوْ نَحْوِهِ» [3] . قَالَ: وَسَأَلْتُهُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي عَاتِكَةَ قَالَ: كَانَ مُعَلِّمَ أَهْلِ دِمَشْقَ وَقَاضِيَ الْجُنْدِ، وَمَاتَ سَنَةَ نيّف
__________
[1] إبراهيم بن عبد الله بن الحسن الحسني أخو محمد ذي النفس الزكية.
[2] الخطيب: تأريخ بغداد 14/ 106.
[3] الخطيب: تأريخ بغداد 13/ 483، وابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 121.(1/131)
وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ قَالَ: مَاتَ الزُّبَيْدِيُّ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ- شَيْخٌ مِنَ أَهْلِ الْمَسْجِدِ- قَالَ: رَأَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاتِكَةِ يَقُصُّ عَلَى النَّاسِ، مَاتَ وَعَلَيْنَا الْفَضْلُ بْنُ صَالِحٍ، وَلِيَنَا سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، تِسْعَ سِنِينَ [1] .
وَفِيهَا خَرَجَ التُّرْكُ وَسَبَوْا سَبَايَا كَثِيرَةً مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَأَهْلِ الذِّمَّةِ، وَدَخَلُوا تَفْلِيسَ [2] ، وَهَزَمُوا جِبْرِيلَ بن يحي الْبَجَلِيَّ، وَقَتَلُوا حَرْبَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ.
«وَفِيهَا مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ بِمَدِينَةِ السَّلَامِ، وَقَدْ نَيَّفَ عَلَى الْخَمْسِينَ» [3] .
وَفِيهَا عُزِلَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنِ الْبَصْرَةِ، وَوُلِّيَ عَلَيْهَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ.
وَفِيهَا تُوُفِّيَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْمَكِّيُّ، وَصَلَّى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ.
وَحَجَّ بِالنَّاسِ أَبُو جَعْفَرٍ [4] ، وَعَلَى مَكَّةَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ، وَعَلَى الْمَدِينَةِ جَعْفَرُ بن سليمان.
__________
[1] اقتبسه يعقوب من تأريخ أبي زرعة ق 25 ب.
[2] تفليس: مدينة كبيرة في كرجستان (جورجيا- حاليا-) (انظر لسترنج: بلدان الخلافة الشرقية 216) .
[3] الخطيب تاريخ بغداد 10/ 9.
[4] هو المنصور الخليفة العباسي.(1/132)
وَبَايَعَ النَّاسُ الْمَهْدِيَّ، مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ (أَبِي) [1] جَعْفَرٍ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَوُلِّيَ عَهْدَهُمْ مِنْ بَعْدِ أَبِيهِ أَبِي جَعْفَرٍ بِمَكَّةَ يَوْمَ الْخَمِيسِ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ مِنْ سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
وَفِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ
حَجَّ بِالنَّاسِ أَبُو جَعْفَرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ.
«حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: مات الأعمش ومحمد بن عبد الرحمن ابن أَبِي لَيْلَى وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَزَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ» [2] .
حَدَّثَنِي حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ [3] قَالَ: قَالَ ضَمْرَةُ: مَاتَ السيباني سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ: وَقَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وُلِدَ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ- وَيُكَنَّى أَبَا أُمَيَّةَ- سَنَةَ اثْنَتَيْنِ أَوْ إِحْدَى وَتِسْعِينَ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثمان وأربعين ومائة.
قال أحمد: قال يحي: مَاتَ الْأَعْمَشُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ أَحْمَدُ: قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: زَعَمُوا أَنَّ الْعَوَّامَ [4] مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
وَيُقَالَ: وُلِدَ الْأَعْمَشُ مَقْتَلَ الْحُسْيَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ.
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يحي قال: سمعت الأعمش يقول: ولدت
__________
[1] في الأصل ساقطة.
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 9/ 12.
[3] هو الحضرميّ الحمصي توفي 224 هـ (تهذيب التهذيب 3/ 70) .
[4] هو العوام بن حوشب بن يزيد بن الحارث الشيبانيّ (انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 8/ 163) .(1/133)
قَبْلَ مَقْتَلِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ بِيَسِيرٍ.
سَمِعْتُ الْمَكِّيَّ [1] بْنَ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: مَاتَ هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ أَوَّلَ يَوْمٍ مِنْ صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ: وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ حَيًّا، ثُمَّ قَدِمْتُ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ وَقَدْ مَاتَ.
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَبَلَغَنِي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دَاوُدَ قَالَ: مَوْلِدُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَالْأَعْمَشِ وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ فِي سَنَةٍ.
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ وَكِيعًا يَقُولُ: مَاتَ الْأَعْمَشُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ: وَكَتَبْنَا عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ قَبْلَ وَفَاةِ الْأَعْمَشِ بِسَنَةٍ، وَكَانَ يَوْمَ كَتَبْنَا عَنْهُ ابْنَ أَرْبَعِينَ.
وَفِي سَنَةِ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ
حَجَّ بِالنَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ.
«قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ أَبُو الْجَمَاهِرِ قَالَ: رَأَيْتُ الْوَضِينَ بْنَ عَطَاءٍ، وَكُنْتُ أَمُرُّ عَلَيْهِ، مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ» [2] .
وَفِيهَا غَزَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّومَ.
وَفِيهَا تَوَجَّهَ الْمَنْصُورُ إِلَى الْحَدِيثَةِ مِنْ أَرْضِ الْمَوْصِلِ.
«وَفِيهَا اسْتَتَمَّ بِنَاءَ سور خندق مدينة السلام وجميع أمورها» [3] .
__________
[1] مكي بن إبراهيم بن بشير التميمي ابو السكن البلخي، توفي سنة 215 هـ (انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 10/ 293- 294) .
[2] اقتبس يعقوب هذا النص من تاريخ أبي زرعة ق 24 ب واقتبسه منه.
الخطيب: تأريخ بغداد 13/ 483 لكنه يذكر «عمر» بدل «عمرو» وهو خطأ. ويذكر «سبع» بدل «تسع» وهو تصحيف. وقد ورد اسم أبي زرعة في الأصل «عمرو بن عبد الرحمن» وهو مقلوب فصححته.
[3] الخطيب: تأريخ بغداد 1/ 67.(1/134)
وَعُزِلَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيّ عَنْ مَكَّةَ، وَاسْتُعْمِلَ عَلَيْهَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، فَدَخَلَهَا فِي شَوَّالٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَعَلَى شُرْطَتِهِ أَبُو عَبْدِ الصَّمَدِ.
وَأَقَامَ لِلنَّاسِ الْحَجَّ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ.
وَعَلَى الْمَدِينَةِ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ.
وَفِي سَنَةِ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ
حَجَّ بِالنَّاسِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ.
«قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: مَاتَ أَبُو حَنِيفَةَ فِي سَنَةِ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ، وَوُلِدَ سَنَةَ ثَمَانِينَ، وَكَانَ لَهُ يَوْمَ مَاتَ سَبْعُونَ سنة» [1] .
قال أحمد سمعت يحي قَالَ: ابْنُ جُرَيْجٍ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ [2] ، وَعُثْمَانُ بْنُ الْأَسْوَدِ قَبْلَ ذَلِكَ، وَحَنْظَلَةُ كَانَ حَيًّا فِي سَنَةِ إِحْدَى وَخَمْسِينَ، وَكَانَ سَيْفُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ الْمَكِّيُّ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ [3] ، وَابْنُ أَبِي نَجِيحٍ قَبْلَ الطَّاعُونِ.
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ قَالَ أَحْمَدُ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: مَاتَ عَلِيُّ بْنُ جُرَيْجٍ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَلَمْ يَقْرَأِ ابْنُ جُرَيْجٍ عَلَى النَّاسِ.
قَالَ: وقدمت انا في سنة سبع وأربعين وَمِائَةٍ وَسَمِعْتُ لِلنَّاسِ مِنْهُ وَكَانَ يُحَدِّثُ بِعِشْرِينَ حَدِيثًا بِالْعَشِيِّ بِالشَّفَاعَةِ، وَسَمِعْتُ أَنَا [4] مِنْهُ أَيْضًا المناسك سنة تسع وأربعين ومائة.
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 421.
[2] يعني مات.
[3] يعني حيا (انظر تهذيب التهذيب 4/ 294 نقلا عن يحي بن سعيد أيضا) .
[4] في الأصل «انه» .(1/135)
قَالَ: وَمَاتَ ابْنُ جُرَيْجٍ وَابْنُ عَوْنٍ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ.
وَخَرَجَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ أَهْلُ هَرَاةَ وَأَهْلُ بَاذْغِيسَ وَغَيْرُهُمْ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ، وكانوا في نحو من ثلاثمائة أَلْفِ مُقَاتِلٍ، فَغَلَبُوا عَلَى عَامَّةِ خُرَاسَانَ، وَغَلَبُوا على مروالروذ، وَقَتَلُوا فِيهَا قَتْلًا ذَرِيعًا، وَقَاتَلَهُمْ عِدَّةٌ مِنَ القواد منهم: جبريل بن يحي ومعاذ بن مسلم وحماد بن يحي وَأَبُو النَّجْمِ السِّجِسْتَانِيُّ، فَهُزِمُوا جَمِيعًا، فَوَجَّهَ إِلَيْهِمْ أَبُو جَعْفَرٍ خَازِمَ بْنَ خُزَيْمَةَ، فَقَتَلَهُمْ فَأَكْثَرَ فِيهِمُ الْقَتْلَ، وَبَلَغَ عِدَّةُ مَنْ قُتِلَ مِنْهُمْ نَحْوَ سَبْعِينَ أَلْفًا، وَلَجَأَ الْعِلْجُ إِلَى جَبَلٍ فِيمَنْ بَقِيَ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَقَدَّمَ خَازِمُ بْنُ خُزَيْمَةَ الْأَسْرَى فَقَتَلَهُمْ، وَحَاصَرَ الْعِلْجَ، وَقَدَّمَ أَبُو عَوْنٍ مَدَدًا لِخَازِمٍ مِنْ قِبَلِ أَبِي جَعْفَرٍ، فَقَالَ لَهُ خَازِمٌ: مَكَانَكَ حَتَّى نَحْتَاجَ إِلَيْكَ، وَنَزَلَ الْعِلْجُ عَلَى حُكْمِ أَبِي عَوْنٍ، فَحَكَمَ بِإِطْلَاقِ جَمِيعِ مَنْ مَعَهُ، وَأَنْ يُوثَقَ الْعِلْجُ وَأَهْلُ بَيْتِهِ بِالْحَدِيدِ، وَكَانُوا ثَلَاثِينَ أَلْفًا.
«وَفِيهَا تُوُفِّيَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ بِمَدِينَةِ السَّلَامِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ أَبُو جَعْفَرٍ وَدُفِنَ فِي مَقَابِرِ قُرَيْشٍ» [1] .
وَفِيهَا عُزِلَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنِ المدينة، وولى عليها الحسن بن زيد ابن الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ.
وَحَجَّ بِالنَّاسِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ.
وَعَلَى مَكَّةَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَبُو عَبْدِ الصَّمَدِ عَلَى شُرْطَتِهِ.
وَفِيهَا اسْتُعْمِلَ عَبْدَةُ بْنُ فَرْقَدٍ السَّعْدِيُّ ثُمَّ التَّيْمِيُّ عَلَى مَرْوَ.
وَفِي سَنَةِ إِحْدَى وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ
حَجَّ بالناس محمد بن إبراهيم.
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 7/ 149- 150، وفي الأصل «بعد» قبل «بمدينة» وهي زائدة.(1/136)
«حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ ومائة» [1] .
قال أحمد حدثنا يحي قَالَ: مَاتَ ابْنُ عَوْنٍ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ ومائة أولها، وهو أكبر من التميمي.
قَالَ: وَسَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ يَقُولُ: مَاتَ ابْنُ عَوْنٍ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ: وَسَمِعْتُ مَكِّيَّ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ: جَلَسْتُ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَكَانَ يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ، فَذَكَرَ أَحَادِيثَ فِي الصِّفَةِ، فَنَفَرْتُ مِنْهَا، فَلَمْ أَعُدْ إِلَيْهِ.
«حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ خَالِدٍ الْوَهْبِيَّ يَقُولُ: مَاتَ ابْنُ إِسْحَاقَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ» [2] .
«قَالَ: وَسَمِعْتُ سُلَيْمَانَ يَقُولُ: أَعْقِلُ مَوْتَ ابْنِ عَوْنٍ، وَكُنْتُ لَا أَكْتُبُ عَنْ حَمَّادٍ [3] حَدِيثَ ابْنِ عَوْنٍ [4] ، كُنْتُ أَقُولُ رَجُلٌ قَدْ أَدْرَكْتُ مَوْتَهُ قَالَ: ثُمَّ كَتَبْتُ بَعْدُ» [5] .
وَفِيهَا قَدِمَ الْمَهْدِيُّ من الري وذلك في شوال.
__________
[1] الخطيب: السابق واللاحق ق 55 ولم يذكر «قال ابو نعيم» .
[2] اقتبس يعقوب هذا النص من تأريخ أبي زرعة ق 24 ب، واقتبسه من يعقوب الخطيب: تاريخ بغداد 1/ 232- 233، لكنه يذكر «نبأنا» بدل «حدثنا» .
[3] هو حماد بن زيد.
[4] هو عبد الله بن عون بن أرطبان المزني (تهذيب التهذيب 5/ 346) .
[5] الخطيب: تاريخ بغداد 9/ 34. وابن حجر: تهذيب التهذيب 4/ 179.
ويقتصر على «اعقل موت ابن عون» .(1/137)
وَفِيهَا غَزَا الصَّائِفَةَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ.
وَفِيهَا جَدَّدَ أَبُو جَعْفَرٍ الْبَيْعَةَ لِنَفْسِهِ وَابْنِهِ الْمَهْدِيِّ وَلِعِيسَى بْنِ مُوسَى بَعْدَ الْمَهْدِيِّ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ بِمَحْضِرٍ مِنْهُ فِي مَجْلِسِهِ، وَذَلِكَ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ عَمَّهُمْ بِالْإِذْنِ.
«وَفِيهَا تُوُفِّيَ جَعْفَرٌ الصَّغِيرُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ فِي صَفَرٍ بِمَدِينَةِ السَّلَامِ» [1] .
وَفِيهَا وُلِّيَ حُمَيْدُ بن قحطبة على خراسان، وقدم الى عَمَلِهِ يَوْمَ السَّبْتِ لِلَيْلَتَيْنِ خَلَتَا مِنْ شَعْبَانَ، وَأَقَامَ بِهَا حَتَّى مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ.
وَحَجَّ بِالنَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ.
وَعَلَى مَكَّةَ وَعَلَى الْمَدِينَةِ الْحَسَنُ بْنُ زَيْدٍ.
وَفِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ
حَجَّ بِالنَّاسِ أَبُو جَعْفَرٍ.
وَحَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَسَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ قَالا: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ قَالَ:
مَاتَ إِبْرَاهِيمُ بن أبي عبلة سنة اثنين أَوْ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ. وَقَالَ سَعِيدٌ:
سَنَةَ اثنين وَلَمْ يَشُكَّ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ قَالَ: مَاتَ هِشَامُ بْنُ (أَبِي) عَبْدِ اللَّهِ سنة اثنين وخمسين ومائة.
وقال يحي: نَيِّفٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ: دَخَلْتُ عَلَى هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ، وَمَاتَ بَعْدَ ذَلِكَ بِأَيَّامٍ.
حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ قَالَ: مَاتَ إبراهيم بن [أبي] [2] عبلة القرشي سنة اثنين وخمسين ومائة.
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 7/ 150.
[2] ساقطة من الأصل، وانظر تهذيب التهذيب 1/ 142.(1/138)
وَسَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: مَاتَ مَعْمَرٌ سنة اثنين وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ.
وَفِيهَا تُوُفِّيَ صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ وَهُوَ وَالِي حِمْصَ وَقِنَّسْرِينَ، وَوَلِيَ ابْنُهُ الْفَضْلُ بْنُ صَالِحٍ مَكَانَهُ.
«وَفِيهَا قُتِلَ مَعْنُ بْنُ زَائِدَةَ الشَّيْبَانِيُّ بِأَرْضِ خُرَاسَانَ» [1] .
وَفِيهَا غَزَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الصَّائِفَةَ وَلَمْ يَدْرَبْ.
وَفِيهَا تَوَجَّهَ أَبُو جَعْفَرٍ حَاجًّا بَغْتَةً فقدم الكوفة، ولم يعلم به محمد ابن سُلَيْمَانَ- وَهُوَ وَالِي الْكُوفَةِ- وَذَلِكَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، فَلَمْ يَعْلَمْ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَلَا عِيسَى بْنُ مُوسَى وَلَا مَنْ كَانَ بِهَا.
وَحَجَّ أَبُو جَعْفَرٍ بِالنَّاسِ، وَعَلَى مَكَّةَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى الْمَدِينَةِ الْحَسَنُ بْنُ زيد. [و] قسم أَبُو جَعْفَرٍ مَالًا أَصَابَ كُلُّ إِنْسَانٍ دِرْهَمًا دِرْهَمًا.
وَفِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ
حَجَّ بِالنَّاسِ الْمَهْدِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب.
قال: وَقَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: تُوُفِّيَ يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ الْأَيْلِيُّ فِي بِضْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ.
وَصَدَرَ أَبُو جَعْفَرٍ مِنَ الْحَجِّ إِلَى الْبَصْرَةِ فَبَنَى بِهَا قَصْرًا، وَنَزَلَ الْجِسْرَ الْأَكْبَرَ، وَجَهَّزَ جَيْشًا فِي الْبَحْرِ لِقِتَالِ السِّنْدِ.
وَفِيهَا جَمَعَ أَبُو جَعْفَرٍ الْقُضَاةَ مِنَ الْكُوفَةِ وَالْبَصْرَةِ وَمَدِينَةِ السَّلَامِ فِيمَا تَظَلَّمَ مِنْهُ عِيسَى بْنُ مُوسَى بِكَسْكَرَ.
وَفِيهَا غزا معيوف بن يحي الجحدري [2] الصائفة ولم يدرب.
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 241.
[2] نسبة الى جحدر واسمه ربيعة بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن(1/139)
«وَفِيهَا تُوُفِّيَ مُوسَى بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ بِمَدِينَةِ السَّلَامِ» [1] .
وَفِيهَا تُوُفِّيَ خَازِمُ [2] بْنُ خُزَيْمَةَ وَصَلَّى عَلَيْهِ أَبُو جَعْفَرٍ.
وَوَلِيَ مَكَّةَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى الْمَدِينَةِ الْحَسَنُ بْنُ زَيْدٍ.
وَحَجَّ الْمَهْدِيُّ فِي هَذِهِ السَّنَةِ إِلَى بِئْرِ ابن الْمُرْتَفِعِ، وَصَاحَ فِي أَهْلِ مَكَّةَ أَنْ يَأْتُوهُ، وَأَقَامَ بِهَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَأَتَاهُ أَهْلُ مَكَّةَ فَأَعْطَاهُمْ عَطَاءً شَيْئًا.
وَزُلْزِلَتْ صَخْرَةٌ فِي آخِرِ ذِي الْحِجَّةِ فِي هَذِهِ السَّنَةِ.
وَفِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ
حَجَّ بِالنَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَهُوَ وَالِي الْكُوفَةِ.
وَعَلَى الْمَدِينَةِ الْحَسَنُ بْنُ زَيْدٍ.
«حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْوَلِيدَ [3] وَغَيْرَ وَاحِدٍ مِنْ أصحابنا يقولون: مَاتَ ابْنُ جَابِرٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ» [4] .
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: مَاتَ عَلِيُّ بْنُ صَالِحِ بن حي سنة أربع وخمسين ومائة، [و] [5] معمر [6] سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ.
«وَسَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ: مات ابن جابر سنة اربع
__________
[ () ] عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، ينسب اليهم كثير من العلماء والاشراف (انظر السمعاني: أنساب حاشية (5) نقلا عن اللباب) ووقع في تاريخ الطبري 8/ 43 «الجحوري» وهو تصحيف.
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 20.
[2] في الأصل «حازم» .
[3] هو الوليد بن مسلم الدمشقيّ (تهذيب التهذيب 4/ 426) .
[4] الخطيب: تأريخ بغداد 10/ 213، وابن جابر هو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الازدي الشامي.
[5] الزيادة يقتضيها السياق.
[6] معمر بن راشد الازدي البصري (تهذيب التهذيب 10/ 343) .(1/140)
وخمسين ومائة.
وسألت هشام بن عمار عَنْ سِنِّ ابْنِ جَابِرٍ؟ فَقَالَ: هُوَ مُسِنٌّ» [1] .
حَدَّثَنَا هِشَامٌ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: كُنْتُ أَدْخُلُ أَنَا وَمَكْحُولٌ الْمَسْجِدَ وَقَدْ صلى الناس فيؤذن مكحول ويقيم ويتقدم فيصلي بِهِمْ، وَكُنْتُ أَجِيءُ مَعَ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى وَقَدْ صَلَّوْا فَيُؤَذِّنُ وَيُقِيمُ فَأَتَقَدَّمُ فَأُصَلِّي بِعِقَالٍ وَكَانَ أَسَنَّ مِنْهُ.
«حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إبراهيم قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ ابْنِ جابر قال: كنت ارتدف خَلْفَ أَبِي أَيَّامَ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَقَدِمَ عَلَيْنَا سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ فَدَعَا أَبِي إِلَى الْحَمَّامِ وَصَنَعَ لَهُ طَعَامًا.
قَالَ ابْنُ جَابِرٍ: وَكُنْتُ أَلِي الْمَقَاسِمَ فِي أَيَّامِ هِشَامٍ.
قَالَ ابْنُ جَابِرٍ: وَصَلَّيْتُ بِسُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى وَكُنْتُ أَسَنَّ مِنْهُ» [2] .
وَيُقَالُ: مَاتَ جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ.
وَفِيهَا خَرَجَ أَبُو جعفر الى بيت المقدس.
وانهدمت بيت زياد بِعَرَفَةَ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ بِنَاسٍ مِنَ الْحَاجِّ وَذَلِكَ حِينَ صَلَّى الْإِمَامُ.
وَفِي سَنَةِ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ
حَجَّ بِالنَّاسِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ.
حَدَّثَنِي حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ قَالَ: مَاتَ عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: مَاتَ مِسْعَرُ بْنُ كِدَامِ بْنِ ظَهِيرٍ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ.
قَالَ: وَسَأَلْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ عن موت محمد بن عبد الله
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 10/ 213.
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 10/ 211، لكنه يذكر «فدعاه» ولعله أنسب لان سليمان هو الضيف.(1/141)
الشُّعَيْثِيِّ؟ قَالَ: كَانَ قَدِيمًا وَبَقِيَ وَرَوَى عَنْهُ الْأَوْزَاعِيُّ.
حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا سُفْيَانَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ سِنَانٍ النَّصْرِيَّ عَنْ مَوْتِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الشَّعْثِيِّ قَالَ: قَدْ رَأَيْتُهُ وَجَالَسْتُهُ مَاتَ بَعْدَ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ بِيَسِيرٍ [1] .
وَفِيهَا خَرَجَ يَزِيدُ بْنُ حَاتِمٍ إِلَى إِفْرِيقِيَّةَ فَفَتَحَهَا.
وَفِيهَا وَجَّهَ أَبُو جَعْفَرٍ ابْنَهُ الْمَهْدِيَّ لِبِنَاءِ الرَّافِقَةِ.
وَغَزَا الصَّائِفَةَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ يَزِيدُ بْنُ أَسَدٍ السُّلَمِيُّ.
وَفِيهَا عُزِلَ الْحَسَنُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ الْمَدِينَةِ، وَاسْتُعْمِلَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ.
وَعَلَى مَكَّةَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَّمَدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ.
وَزُلْزِلَتْ مَكَّةُ فِي هَذِهِ السَّنَةِ لَيْلًا فِي آخِرِ ذِي الْقِعْدَةِ.
وَفِي سَنَةِ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ
حَجَّ بِالنَّاسِ الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ.
حَدَّثَنِي حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ قَالَ: مَاتَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي حَمْلَةَ [2] سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: مَاتَ عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ أحمد حدثنا عبد الصمد قال: مات ابن أبي عَرُوبَةَ [3] سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ: وَسَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ مُعَاذٍ قَالَ: مَاتَ سِوَارٌ سنة ست وخمسين ومائة.
__________
[1] اقتبسه الفسوي من تأريخ أبي زرعة ق 25 أ.
[2] علي بن أبي حملة القرشي ابو نصر الفلسطيني (تهذيب التهذيب 7/ 314) .
[3] سعيد بن أبي عروبة (تهذيب التهذيب 4/ 63) .(1/142)
وَفِيهَا زَوَّجَ أَبُو جَعْفَرٍ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ قُثَمَ بْنِ الْعَبَّاسِ لُبَابَةَ بِنْتَ عَلِيٍّ.
وَأَمِيرُ مَكَّةَ عَامَئِذٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ بِمَدِينَةِ السَّلَامِ، وَابْنُهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ خَلِيفَتُهُ.
وَعَلَى الْمَدِينَةِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ.
وَفِي سَنَةِ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ
حَجَّ بِالنَّاسِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ.
حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ الْعَدَوِيُّ مِنْ أَهْلِ بَيْرُوتَ قَالَ: مَوْلِدُ الْأَوْزَاعِيِّ فِي سَنَةِ فَتْحِ الطُّوَانَةِ [1] ، وَمَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ: وَقَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: تُوُفِّيَ قَبَاثُ بْنُ رَزِينٍ اللَّخْمِيُّ سَنَةَ سَبْعٍ أَوْ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ، ثُمَّ بَلَغَنِي أَنَّهُ عُرِضَ كِتَابِي عَلَى ابْنِ بُكَيْرٍ فَقَالَ: سَنَةَ سِتٍّ أَوْ سَبْعٍ.
حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: كُنْتُ مُحْتَلِمًا أَوْ شَبِيهًا بِالْمُحْتَلِمِ فِي وِلَايَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَمَاتَ الْأَوْزَاعِيُّ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ: وَوُلِدَ الْأَوْزَاعِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ.
حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: كَانَتْ وَفَاةُ الْأَوْزَاعِيِّ يوم الأحد لليلتين بقيتا من صفر سنة سبع وخمسين ومائة.
وسمعت عبد الرحمن بن إبراهيم يَقُولُ: مَاتَ الْأَوْزَاعِيُّ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ.
حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حدثنا ابو مسهر قال: حدثنا
__________
[1] من ثغور المصّيصة على الحدود الشامية البيزنطية (ياقوت:
معجم البلدان 4/ 45، 5/ 144) .(1/143)
هِقْلُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: أَجَابَ الْأَوْزَاعِيُّ فِي سَبْعِينَ أَلْفِ مَسْأَلَةٍ أَوْ نَحْوِهَا.
«وَفِيهَا نَقَلَ أَبُو جَعْفَرٍ الْأَسْوَاقَ مِنَ الْمَدِينَةِ وَمَدِينَةِ الشَّرْقِيَّةِ إِلَى بَابِ الْكَرْخِ وَبَابِ الشَّعِيرِ وَالْمِحْوَلِ وَهِيَ السُّوقُ الَّتِي تُعْرَفُ بِالْكَرْخِ وَأَمَرَ بِبِنَائِهَا مِنْ مَالِهِ عَلَى يَدَيِ الرَّبِيعِ مَوْلَاهُ.
وَفِيهَا وَسَّعَ طُرُقَ الْمَدِينَةِ وَأَرْبَاضَهَا وَوَضَعَهَا عَلَى مِقْدَارِ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا وَأَمَرَ بِهَدْمِ مَا شَخَصَ مِنَ الدُّورِ عَنْ ذَلِكَ الْقَدْرِ» [1] .
«وَفِيهَا ابْتَنَى أَبُو جَعْفَرٍ قَصْرَهُ الَّتِي تُعْرَفُ بِالْخُلْدِ.
وَفِيهَا عَقَدَ الْجِسْرَ عِنْدَ بَابِ الشَّعِيرِ» [2] .
وَأَمِيرُ مَكَّةَ عَامَئِذٍ مُحَمَّدُ بن إبراهيم.
وعلى شرطه خَلَفُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ.
وَعَلَى الْمَدِينَةِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ.
وَفِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ ومائة
حج بالناس إبراهيم بن يحي بْنِ مُحَمَّدٍ.
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ قَالَ أَحْمَدُ عَنْ إسحاق عن عِيسَى عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ قَالَ: حَجَّ أَبُو جَعْفَرٍ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ، وَتُوُفِّيَ قَبْلَ التَّرْوِيَةِ بِيَوْمٍ وَكَانَتْ خِلَافَتُهُ ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِينَ سَنَةً غَيْرَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، وَبَايَعَ النَّاسُ مُحَمَّدَ بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس.
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 1/ 79، وابن كثير: البداية والنهاية 10/ 99، لكنه يذكر «وباب المحول» ويحذف «وهي السوق التي تعرف ... مولاه» ويذكر «وامر بتوسعة الأسواق أربعين ألفا» بدل «وفيها وسع طرق ... القدر» و «ألفا» هي تصحيف «ذراعا» .
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 1/ 115، وابن كثير: البداية والنهاية 10/ 99. لكنه يذكر «وبعد شهرين من ذلك- أي من توسيع الأسواق- شرع في بناء قصره المسمى بالخلد» ولم يذكر عقد الجسر.(1/144)
قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: «تُوُفِّيَ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ الْكِنْدِيُّ يُكَنَّى أَبَا زُرْعَةَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ» [1] .
وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ التُّجِيبِيَّ قَالَ: كَانَ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ يَمُرُّ بِنَا رَاكِبًا عَلَى فَرَسٍ عَرَى يَقُودُ فَرَسًا آخَرَ يَذْهَبُ لسقيهما.
قال: وكانت لَهُ جُمَّةٌ، وَافِرَ الشَّعْرِ، خَفِيفَ اللِّحْيَةِ. قَالَ: رَأَيْتُهُ وَأَثْبَتُّهُ، مات سنة ثمان وخمسين ومائة وأنا ابن عشر سنين.
قال ابن بكير: رأيت حيوة بن شريح على فرس أبيض اللحية أصهبا [2] ، ولم أسمع منه شيئا.
«سمعت سليمان بن حرب يَقُولُ: طَلَبْتُ الْحَدِيثَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ، فَاخْتَلَفْتُ إِلَى شُعْبَةَ، فَلَمَّا مَاتَ شُعْبَةُ جَالَسْتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ وَلَزِمْتُهُ حَتَّى مَاتَ.
قَالَ: جَالَسْتُهُ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً» [3] ، جَالَسْتُهُ سَنَةَ سِتِّينَ، وَمَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
وَسَمِعْتُ أَبَا أَيُّوبَ سُلَيْمَانَ بْنَ سَلَمَةَ الخبائريّ الحمصي قال: صفوان ابن عَمْرٍو، مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ.
«حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي فديك قال: مات
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 3/ 70، ويذكر بعد «شريح» «وهو كندي شريف عدل رضى ثقة.» ويحذف «ويكنى ابا زرعة» ، ولعل الاقتباس من غير هذا الموضع.
[2] الأصهب: الّذي يخالط بياضه حمرة.
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 4/ 179، ويحذف «فَاخْتَلَفْتُ إِلَى شُعْبَةَ فَلَمَّا مَاتَ شُعْبَةُ جَالَسْتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ وَلَزِمْتُهُ حَتَّى مَاتَ قَالَ» ويقول «لزمت» بدل «جالسته» .(1/145)
ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ» [1] .
«وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: وُلِدَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ سَنَةَ ثَمَانِينَ سَنَةَ الْجُحَافِ» [2] .
قَالَ إِبْرَاهِيمُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ: وَوُلِدَ أَبِي سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ، وَمَالِكٌ أَكْبَرُ مِنْ أَبِي بِثَلَاثِ سِنِينَ، كَانَ مَوْلِدُ مَالِكٍ سَنَةَ تِسْعِينَ فَعَلَى هَذَا ابْنَ أبي ذئب أكبر من مَالِكٍ بِعَشْرِ سِنِينَ.
وَفِيهَا نَزَلَ أَبُو جَعْفَرٍ قَصْرَهُ الَّذِي لَمْ يَخْلُدْ فِيهِ، وَحَجَّ مِنْ سَنَتِهِ، وَتُوُفِّيَ بِبِئْرِ مَيْمُونٍ مَعَ طُلُوعِ الْفَجْرِ يَوْمَ السَّبْتِ لِسِتٍّ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ.
وَيُقَالُ: تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ.
وَأَمِيرُ مَكَّةَ عَامَئِذٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بن علي بن عبد الله بن عباس.
وعلى شرطه عامئذ يحي بْنُ مَيْمُونٍ الْحَذَّاءُ.
وَعَلَى الْمَدِينَةِ عَامَئِذٍ عَبْدُ الصَّمَدِ [3] .
وَفِي سَنَةِ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ
حَجَّ بالناس يزيد بن منصور خال المهدي.
قال أَبُو نُعَيْمٍ: مَاتَ مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ، «وَمَاتَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ سنة تسع وخمسين ومائة» [4] .
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 2/ 304، وذكر الخطيب ان قول ابن أبي فديك هذا وهم وان الصواب ما ذكره ابو نعيم- يعني الفضل بن دكين- وأثبته يعقوب الفسوي في حوادث سنة 159 هـ.
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 2/ 297، والجحاف: سيل أغرق بيوت مكة، وجحف كل شيء مرّ به، فسمي ذلك العام عام الجحاف.
(انظر تأريخ الطبري 6/ 325) .
[3] هو عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب (تاريخ خليفة بن خياط ص 460) .
[4] الخطيب: تاريخ بغداد 2/ 304، وابن أبي ذئب هو محمد بن عبد الرحمن.(1/146)
«وَفِيهَا بَنَى الْمَهْدِيُّ الْمَسْجِدَ الَّذِي بِالرُّصَافَةِ» [1] .
وَفِيهَا عُزِلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْكَثِيرِيُّ عَنِ الْمَدِينَةِ، وَاسْتُعْمِلَ عَلَيْهَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَفْوَانَ الْجُمَحَيُّ.
وَفِيهَا عَزَمَ الْمَهْدِيُّ بِالْبَيْعَةِ لِابْنِهِ مُوسَى وَخَلْعِ عِيسَى بْنِ مُوسَى.
وَأَمِيرُ مَكَّةَ عَامَئِذٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ.
وَصَدَرَ النَّاسُ عَنِ الْحَجِّ تِلْكَ السَّنَةَ.
وَعُزِلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَاسْتُعْمِلَ عَلَيْهَا الْكَثِيرِيُّ.
وَفِي سَنَةِ سِتِّينَ وَمِائَةٍ
حَجَّ بِالنَّاسِ المهدي محمد بن بْنُ عَبْدِ اللَّهِ.
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: مَاتَ شُعْبَةُ سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ فِي أَوَّلِ السَّنَةِ» [2] .
قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ: وَسَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: إِنَّ هَذَا الْحَدِيثَ يَصُدُّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ.
«قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: مَاتَ إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ» [3] .
قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وُلِدَ حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ مُرَّانَ [4] التُّجِيبِيُّ سَنَةَ ثَمَانِينَ، وَتُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ، يُكَنَّى أَبَا حَفْصٍ.
قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: مَاتَ الْحَسَنُ بن أبي جعفر سنة ستين ومائة
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 1/ 109.
[2] الخطيب: السابق واللاحق ق 21- 22. وشعبة هو ابن الحجاج أحد أئمة المحدثين.
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 7/ 24، والسابق واللاحق في تباعد ما بين وفاة الراويين عن شيخ واحد ق 27.
[4] في تهذيب التهذيب 2/ 229 «قراد» .(1/147)
يَوْمَ الرُّوسِ.
«وَمَاتَ الْمَسْعُودِيُّ سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ» [1] .
قال أحمد: قال يحي: مَاتَ شُعْبَةُ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً.
قال يحي: وَشُعْبَةُ أَكْبَرُ مِنْ سُفْيَانَ بِعَشْرِ سِنِينَ، وَسُفْيَانُ وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ مُقَارِبَانِ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ أَصْغَرُ مِنَ الثَّوْرِيِّ بِعَشْرِ سِنِينَ.
وَسَمِعْتُ ابْنَ بُكَيْرٍ يَقُولُ: مَاتَ حَرْمَلَةُ فِي سَنَةِ سِتِّينَ وَمِائَةٍ فِي صَفَرٍ وَقَدْ رَأَيْتُهُ وَجَلَسْتُ فِي حِجْرِهِ ما لا أُحْصِي. قُلْتُ: كَانَ يَخْضِبُ؟ قَالَ:
نَعَمْ. قُلْتُ [2] : مِمَّنْ هُوَ؟ قَالَ [3] : مَوْلَى لِتُجِيبَ يُكَنَّى أَبَا حَفْصٍ.
قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وَمَاتَ ابْنُ شِمَاسَةَ [4] بَعْدَ الْمِائَةِ، وَحَرْمَلَةُ [5] وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانِينَ.
قُلْتُ لِابْنِ بُكَيْرٍ: سَمِعَ مِنَ ابْنِ شِمَاسَةَ؟ قَالَ: لا أشك. قلت لابن بكير: تثبت خِضَابُ حَرْمَلَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ: مَاتَ شُعْبَةُ سَنَةَ ثِنْتَيْنِ [وَسِتِّينَ] [6] وَمِائَةٍ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ وَسَمِعْتُ وَلَدَ حَرْمَلَةَ يَقُولُونَ: حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ قُرَّانَ، قَالُوا:
وَاسْتُشْهِدَ قُرَّانُ فِي فَتْحِ الْمَغْرِبِ سَنَةَ سِتِّينَ من الهجرة.
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 10/ 222، ويذكر أنه قول سليمان ابن حرب أيضا.
[2] في الأصل «قال» .
[3] في الأصل «قلت» .
[4] هو عبد الرحمن بن شماسة (تهذيب التهذيب 2/ 195) .
[5] حرملة بن عمران التجيبي (تهذيب التهذيب 2/ 195) .
[6] في الأصل ساقطة، أو محذوفة للاختصار.(1/148)
وَفِي سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ
حَجَّ بِالنَّاسِ مُوسَى بْنُ الْمَهْدِيِّ وَهِوَ وَلِيُّ الْعَهْدِ.
«قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: مَاتَ الثَّوْرِيُّ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ» [1] .
حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ قَالَ: مَاتَ رَجَاءُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ سنة احدى أو اثنين وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. وَسَمِعَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ مِنْ رجاء ابن أَبِي سَلَمَةَ فَقَالَ: رَجَاءٌ أَبُو الْمِقْدَامِ، وَرَوَى عَنْهُ ابْنُ عَوْنٍ.
قَالَ أَحْمَدُ: مَاتَ أَبُو الْمُهَاجِرِ الرَّقِّيُّ [2] سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ أحمد بن الخليل قال: حدثني يحي بْنُ أَيُّوبَ قَالَ: سَمِعْتُ وَكِيعًا يَقُولُ: وُلِدَ سُفْيَانُ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ كَأَنَّهُ عَاشَ أَرْبَعًا وَسِتِّينَ سَنَةً.
وَفِيهَا فَرَغَ الْمَهْدِيُّ مِنْ مَقْصُورَةِ مَدِينَةِ الرَّسُولِ.
وَفِيهَا خَرَجَ الْمُقَنَّعُ بِخُرَاسَانَ.
وَفِيهَا أَمَرَ الْمَهْدِيُّ بِالزِّيَادَةِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الرسول صلى الله عليه وسلم، وَمَسْجِدِ الْجَمَاعَةِ بِالْبَصْرَةِ فَزِيدَ فِيهَا وَعَلَيْهَا.
وَعَلَى مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ [3] .
وَفِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ
حَجَّ بِالنَّاسِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ عَبْدُ اللَّهِ الْمَنْصُورُ.
قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وُلِدَ سَعِيدُ بْنُ مِقْلَاصٍ- وَمِقْلَاصٌ يُكَنَّى أَبَا أَيُّوبَ- الْخُزَاعِيُّ سَنَةَ مِائَةٍ، وَتُوُفِّيَ سَنَةِ إِحْدَى أَوِ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ يكنى أبا يحي.
وَمَاتَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَشِيطٍ [4] سَنَةَ إِحْدَى أَوِ اثنين وستين ومائة.
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 9/ 172، وهو سفيان بن سعيد الثوري.
[2] هو سالم بن عبد الله الجزري (تهذيب التهذيب 3/ 440) .
[3] جعفر بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عباس (تأريخ خليفة ابن خياط ص 471) .
[4] في الأصل «نشطة» والتصويب من (ابن حجر: تهذيب التهذيب 1/ 175) .(1/149)
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: مَاتَ هَمَّامُ بْنُ يحي العوذي [1] سنة اثنين وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التُّسْتَرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو الضَّرِيرُ عَنْ أَبِي عَوَانَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى هَمَّامٍ وَذَكَرَ قِصَّةً.
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَكَانَ الْمُقْرِئُ [2] يَقُولُ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، فَسَمِعْتُ عبد العزيز بن عمران وهو ابن بنت سَعِيدِ بْنِ أَبي أَيُّوبَ يُنْكِرُ ذَلِكَ وَيَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ مَوْلَى خُزَاعَةَ، وَأَخْرَجَ إِلَيَّ كُتُبًا وَوَثَائِقَ لِأَسْلَافِهِمْ قَدِ انْتَسَبُوا فِي جَمِيعِ ذَلِكَ إِلَى خُزَاعَةَ.
وَفِيهَا وَلِيَ ثُمَامَةُ بْنُ الْوَلِيدِ الْعَبْسِيُّ الصَّائِفَةَ ثُمَّ عُزِلَ وَوَلِيَ الْحَسَنُ بْنُ قحطبة مكانه فساح في بلاد الروم وحرق وَخَرَّبَ وَفَتَحَ حِصْنًا.
وَعَلَى مَكَّةَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، جَعْفَرٌ بِالْمَدِينَةِ وَعَامِلُهُ عَلَى مَكَّةَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ.
حَدَّثَنِي الْفَضْلُ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ [3] يَقُولُ: وُلِدَ شَرِيكٌ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ، «وَوُلِدَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عياش سنة ست وتسعين» [4] ، وَسُفْيَانُ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ.
وَفِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ
أَقَامَ الْحَجَّ لِلنَّاسِ عَلِيُّ بْنُ الْمَهْدِيِّ.
وَأَتَى الْمَهْدِيُّ بَيْتَ الْمَقْدِسِ فَصَلَّى فِيهِ.
__________
[1] في الأصل «العودي» والتصويب من ابن حجر: تبصير المنتبه 3/ 1033.
[2] هو عبد الله بن يزيد ابو عبد الرحمن المقرئ القصير (تهذيب التهذيب 6/ 83) .
[3] يعني احمد بن حنبل.
[4] الخطيب: تاريخ بغداد 14/ 384 بنفس الاسناد.(1/150)
قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وُلِدَ مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحِ بْنِ قُصَيْرٍ اللَّخْمِيُّ بِالْمَغْرِبِ، سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ بالإسكندرية، وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وُلِدَ عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ سَعِيدٍ الْجَيْشَانِيُّ سَنَةَ مِائَةٍ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ ابن بكير: رأيت حميد صَاحِبَ ابْنِ لَهِيعَةَ، وَقُتِلَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ ومائة.
«حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: حدثني سليمان البهراني قال: سمعت يحي بْنَ صَالِحٍ قَالَ: مَاتَ شُعَيْبٌ [1] وَحَرِيزٌ [2] وَأَبُو مهدي [3] سنة ثلاث وستين ومائة» [4] . ومات يحي بْنُ أَيُّوبَ الْمِصْرِيُّ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، كُنْيَتُهُ أَبُو الْعَبَّاسِ.
حَدَّثَنِي بَعْضُ آلِ أَبِي مريم قال: قال يحي بْنُ أَيُّوبَ: خَرَجْتُ فِي جِنَازَةٍ بِمَكَّةَ مَعَ ابْنِ جُرَيْجٍ [فِي] يَوْمٍ شَدِيدِ الْحَرِّ فَقَالَ: ابْنُ جُرَيْجٍ:
اسْتَعْبَدَكَ الْحَدِيثُ يَا أَبَا الْعَبَّاسِ.
وَعَلَى مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ.
وَعُزِلَ مُعَاذُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ خُرَاسَانَ وَوَلِيَ الْمُسَيَّبُ بن زهير، فقدم
__________
[1] هو شعيب بن أبي حمزة (دينار) الأموي (تهذيب التهذيب 4/ 351) .
[2] هو حريز بن عثمان الرحبيّ (تهذيب التهذيب 2/ 237) ووقع في طبقات خليفة (جرير) وهو تصحيف.
[3] هو سعيد بن سنان الحنفي (تهذيب التهذيب 4/ 46) .
[4] اقتبس يعقوب هذا النص من تأريخ أبي زرعة ق 127، واقتبسه من يعقوب.
الخطيب: تاريخ بغداد 8/ 270.(1/151)
المسيب عمله في جمادى الأولى سنة ثلاث وستين ومائة.
وفي سنة أربع وستين ومائة
حج بالناس صالح الفقير بن عبد الله بن محمد المنصور.
حدثني أبو عتبة الحسن بن علي بن مسلم السكوني الحمصي في سوق البز قَالَ: غَزَوْتُ جَبَلَةَ [1] سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، «وَمَاتَ أَرْطَأَةُ- يَعْنِي ابْنَ الْمُنْذِرِ- قَبْلَ ذَلِكَ بِسَنَةٍ» [2] .
وَمَاتَ الْأَحْمُوسِيُّ عُمَرُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ صُبْحٍ قَالَ: حدثنا «يحي بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُفَيْرُ بْنُ مَعْدَانَ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا عُمَرُ بْنُ مُوسَى حِمْصَ، فَاجْتَمَعْنَا إِلَيْهِ فِي الْمَسْجِدِ، فَجَعَلَ يَقُولُ: حَدَّثَنَا شَيْخُكُمُ الصَّالِحُ، حَدَّثَنَا شَيْخُكُمُ الصَّالِحُ، فَلَمَّا كَثُرَ قُلْتُ لَهُ: وَمَنْ شَيْخُنَا الصَّالِحُ؟ سَمِّهِ لَنَا حَتَّى نَعْرِفَهُ. فَقَالَ: خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ. قُلْتُ: فِي أَيِّ سَنَةٍ لَقِيتَهُ؟ قَالَ: لَقِيتُهُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَةٍ. قَالَ: قُلْتُ: وَأَيْنَ لَقِيتَهُ؟ قَالَ: لَقِيتُهُ فِي غَزَاةِ أَرْمِينِيَّةَ.
قَالَ: قُلْتُ لَهُ: اتَّقِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَا شَيْخُ لَا تَكْذِبْ، مَاتَ خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ فَأَنْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ لَقِيتَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ بِأَرْبَعِ سِنِينَ، وَأَزِيدُكَ آخَرَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَغْزُو أَرْمِينِيَّةَ» [3] كَانَ يَغْزُو الرُّومَ!! وَعَلَى مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَكَانَ عَامِلُهُ عَلَى مَكَّةَ هَذِهِ السَّنَةَ عُثْمَانَ بْنَ خَالِدٍ التَّيْمِيَّ.
وعزل جعفر بن سليمان.
__________
[1] قلعة بساحل الشام قرب اللاذقية (ياقوت: معجم البلدان 2/ 105) ، وهي في الأصل «حبلة» .
[2] ابن حجر: تهذيب التهذيب 1/ 198.
[3] الذهبي: ميزان الاعتدال 3/ 225، ولم يذكر المصدر الّذي اقتبس منه.(1/152)
وَفِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ
حَجَّ بِالنَّاسِ صالح الفقير بن عبد الله بن محمد.
«حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ قَالَ: وُلِدَ أَبِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَمَاتَ [سَنَةَ] خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ» [1] ، وَصَلَّى عَلَيْهِ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
«سَأَلْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ فَقَالَ: كَانَ ثِقَةً» [2] ، رَوَى عَنْهُ أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَامِرٍ [3] يَقُولُ: [ابْنُ] [4] ثَوْبَانَ مِنْ صِنْفِ أَشْرَافٍ. قُلْتُ لَهُ: لَمْ يَرْوِ عَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ. فَقَالَ: إِنَّمَا رَوَى ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ أَعْلَامٍ مِنْ شُيُوخِنَا وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ مِنْ أَشْرَافِ الْبَلَدِ.
حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَابْنِ زَبْرٍ فَنُعِيَ إِلَيْنَا ابْنُ ثَوْبَانَ [5] فَاسْتَرْجَعَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ [6] .
وَكَانَ أَمِيرًا عَلَى مَكَّةَ عَامَئِذٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ قُثَمَ.
[وَفِيهَا] بَنَى هَارُونُ بأم جعفر زبيدة.
__________
[1] اقتبس يعقوب هذا النص من تاريخ أبي زرعة ق 27 ب، واقتبسه من يعقوب الخطيب في تاريخ بغداد 10/ 18 والزيادة منهما.
[2] تاريخ بغداد 10/ 17.
[3] لعله عبد الله بن عامر بن زرارة الحضرميّ الكوفي (تهذيب التهذيب 5/ 270) .
[4] ساقطة في الأصل.
[5] هو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان العنسيّ الدمشقيّ الزاهد (تهذيب التهذيب 6/ 150) .
[6] اقتبس يعقوب هذا النص من تاريخ أبي زرعة ق 27 ب.(1/153)
وَفِيهَا وَجَّهَ هَارُونُ ابْنَهُ غَازِيًا إِلَى بِلَادِ الرُّومِ، وَهَارُونُ وَلِيُّ عَهْدٍ، فَوَغَلَ فِي بِلَادِ الرُّومِ حَتَّى بَلَغَ الْخَلِيجَ الَّذِي عَلَيْهِ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ، وَصَاحَبَ مَلِكَ [1] الرُّومِ يَوْمَئِذٍ امْرَأَةُ أَلْيُونَ [2] ، وَهَادَنَهَا هارون بعد جهد جَهْدِ الْمُسْلِمِينَ مَعَ خَوْفٍ شَدِيدٍ.
وَفِي سَنَةِ سِتٍّ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ
حَجَّ بِالنَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إبراهيم بن محمد بن علي.
وسمعت يحي بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ يَقُولُ: تُوُفِّيَ ابو شريح عبد الرحمن ابن شُرَيْحٍ الْمَعَافِرِيُّ سَنَةَ سِتٍّ أَوْ سَبْعٍ وَسِتِّينَ ومائة.
وفيها عقد المهدي البيعة لهارون ولاية العهد بعد موسى.
وفيها خلّى المهدي عن عَبْدَ الصَّمَدِ بْنَ عَلِيٍّ.
وَفِيهَا تَحَوَّلَ الْمَهْدِيُّ إِلَى عِيسَابَاذَ فَنَزَلَهَا.
وَفِيهَا اعْتَمَرَ الْمَهْدِيُّ عُمْرَةَ شَهْرِ رَمَضَانَ.
وَكَانَ أَمِيرُ مَكَّةَ أَحْمَدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ.
وَفِيهَا وُلِّيَ الْفَضْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَلَى خراسان، وقدم على عمله لِخَمْسٍ بَقِينَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، وَعُزِلَ الْمُسَيَّبُ بْنُ زُهَيْرٍ، وَأَقَامَ الْفَضْلُ إِلَى سَنَةِ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
وَفِي سَنَةِ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ
حج بالناس إبراهيم بن يحي بْنِ مُحَمَّدٍ صَاحِبُ الْمَوْصِلِ، كَانَ وَالِيًا عَلَى الْمَدِينَةِ.
وَسَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ يَقُولُ: مَاتَ ابو هلال الراسبي [3] سنة سبع
__________
[1] في الأصل «ملكة» .
[2] في الأصل «النور» والتصويب من تاريخ الطبري 8/ 152.
[3] محمد بن سليم البصري (تهذيب التهذيب 9/ 195) .(1/154)
وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَحَضَرَ ابْنُ الْمُبَارَكِ مَوْتَهُ فِي قدمته الثانية البصرة.
وحدثني صفوان بن صالح قال: سمعت الوليد وَغَيْرَهُ يَقُولُونَ: مَاتَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيُّ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
«قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: وَمَاتَ قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ وَحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ وَجَعْفَرٌ الْأَحْمَرُ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ» [1] .
سَمِعْتُ أَبَا أُمَيَّةَ الْفَارِضَ فِي مَجْلِسِ سُلَيْمَانَ بن حرب- بمكة- يَقُولُ: مَاتَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيِّ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، وَمَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
سَمِعْتُ أَبَا النُّعْمَانِ يَقُولُ: أَبُو هِلَالٍ مُحَمَّدُ بْنُ سليم [2] مولى لبني سلمة وَلَكِنَّهُ كَانَ يَنْزِلُ فِي بَنِي رَاسِبٍ.
وَفِيهَا تُوُفِّيَ عِيسَى بْنُ مُوسَى بِالْكُوفَةِ فَأَشْهَدَ النَّاسَ عَلَى وَفَاتِهِ رَوْحُ بْنُ حَاتِمٍ وَهُوَ وَالِيهَا، وَصَلَّى عَلَيْهِ رَوْحٌ، وَكَانَ يَوْمَ مَاتَ ابْنَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ سَنَةً.
سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الشَّافِعِيَّ قَالَ لَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عِيسَى: فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ بَلَغْتُ سَبْعِينَ سَنَةً وَلَمْ يَبْلُغْهَا أَحَدٌ مِنْ آبَائِي.
وَفِيهَا تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ بن يحي بِالْمَدِينَةِ- وَهُوَ وَالٍ عَلَيْهَا- صَلَّى عَلَيْهِ ابْنٌ لِعَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَلِيٍّ كَانَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ مجتازا فوافق ذلك، فصلى عليه،
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 12/ 462، ويحذف «وحسن بن صالح وجعفر الأحمر» .
[2] في الأصل «سليمان» والتصويب من (تهذيب التهذيب 9/ 195) .(1/155)
وَكَانَتْ وَفَاتُهُ وَقْتَ انْصِرَافِهِ مِنَ الْمَوْسِمِ.
وَفِيهَا تَوَجَّهَ الْمَهْدِيُّ إِلَى طَبَرِسْتَانَ.
فِي هَذِهِ السَّنَةِ هُدِمَ الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ مِمَّا يَلِي الْوَادِي وَأَمَرَ الْمَهْدِيُّ بِشِرَاءِ الدُّورِ الَّتِي مِنْ وَرَاءِ الْوَادِي، فَصَيَّرَ طَرِيقًا لِلنَّاسِ، وَأَدْخَلَ الطَّرِيقَ وَالْوَادِيَ الَّذِي كَانَ طَرِيقًا وَمَسِيلًا لِلسَّيْلِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَوَلِيَ هَدْمَهُ وَبِنَاءَهُ يَقْطِينُ بْنُ مُوسَى وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ صَالِحٍ بِأَمْرِ الْمَهْدِيِّ. فَسَمِعْتُ أَرْبَابَ تِلْكَ الدُّورِ قَالُوا: عُوِّضْنَا لِكُلِّ ذِرَاعٍ ذِرَاعًا مِنْ مَكَانٍ آخَرَ وَدُفِعَ إِلَيْنَا لِكُلِّ ذِرَاعٍ مِائَةُ دِينَارٍ.
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ أَمَرَ الْمَهْدِيُّ بِالزِّيَادَةِ فِي مَسْجِدِ الرَّسُولِ مِمَّا يَلِي الْوَادِيَ وَوَلِيَ مَكَّةَ أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ.
وَمَاتَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يحي بَعْدَ انْصِرَافِهِ مِنْ مَكَّةَ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: قال سعيد ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ: صَلَّى بِنَا الزُّهْرِيُّ وَهُوَ نَازِلٌ بِالرَّاهِبِ [1] عَلَى بِسَاطٍ حِيرِيٍّ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ قَالَ:
دُهِشْنَا عَنِ الْهَرْوَلَةِ فَسَأَلْنَا عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ، فَقَالَ: لَا شَيْءَ عَلَيْكُمْ.
قَالَ لَنَا أَبُو مُسْهِرٍ: لَمْ يَسْمَعْ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ مِنْ عَطَاءٍ غَيْرَ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ.
وَفِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ
حَجَّ بِالنَّاسِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمَهْدِيِّ.
سَمِعْتُ يحي بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ الْمَخْزُومِيَّ يَقُولُ. تُوُفِّيَ غَوْثُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ زِيَادٍ الْحَضْرَمِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وَتُوُفِّيَ نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ الْقَيْسِيُّ مَوْلَى أُمِّ العيناء وهو مولى
__________
[1] موضع بدمشق أو قربها (تاريخ الطبري 7/ 242) .(1/156)
لِقَيْسٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
«وَسَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بن سلمة الحمصي الخبائريّ قَالَ: مَاتَ حَرِيزٌ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ» [1] .
وَفِيهَا مَاتَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَسَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: مَاتَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى سعيد بن عبد العزيز بن أبي يحي التَّنُوخِيِّ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، وَمَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
وَفِيهَا ارْتَدْتُ أَعْرَابَ بَادِيَةِ الْبَصْرَةِ فَتَرَكْتُ الصَّلَاةَ، وَقَطَعْتُ الطُّرُقَ، وَانْتَهَكْتُ الْمَحَارِمَ.
وَفِيهَا انْتَقَضْتُ مِصْرَ لِتَعَسُّفِ مُوسَى بْنِ مُصْعَبٍ إِيَّاهُمْ، وَضَعَ الْخَرَاجَ عَلَى الدَّوَابِّ وَالْمَوَاشِي.
وَفِيهَا خَرَجَ الْمَهْدِيُّ إِلَى مَاسَبَذَانَ [2] .
وَأَمِيرُ مَكَّةَ أَحْمَدُ بْنُ إسماعيل بن علي.
وعلى شرطه مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ وَهْبٍ الْجُمَحِيُّ.
وَعَلَى الْمَدِينَةِ إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى.
وَفِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ
حَجَّ بِالنَّاسِ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الله أبي [3] جعفر بن محمد.
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 8/ 270.
[2] ماسبذان: كورة تقع في القسم الجنوبي الغربي من إقليم الجبال بإيران قرب الحدود العراقية وأهم مدنها السيروان (انظر لسترانج:
بلدان الخلافة الشرقية خارطة رقم 5 وص 237) .
[3] في الأصل «ابو» وهو المنصور العباسي (انظر تاريخ خليفة 2/ 478) .(1/157)
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ قَالَ أَحْمَدُ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عِيسَى عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ قَالَ: تُوُفِّيَ الْمَهْدِيُّ محمد بن عبد الله بن محمد بن عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ بِمَاسَبَذَانَ، لَيْلَةَ الْخَمِيسِ لِثَمَانٍ بَقِينَ مِنَ الْمُحَرَّمِ، فَكَانَتْ خِلَافَتُهُ عَشْرَ سِنِينَ وَخَمْسَةً وَأَرْبَعِينَ يَوْمًا وَلْيَلَةً. وَمَعَهُ ابْنُهُ هَارُونُ فَوَلِيَ الصَّلَاةَ عَلَيْهِ، وَأَخَذَ الْبَيْعَةَ عَلَى مَنْ كَانَ حَاضِرًا لِمُوسَى أَخِيهِ وَلِنَفْسِهِ بِعْدَهُ، وَانْصَرَفَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ [1] ، ثُمَّ اسْتُخْلِفَ مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
وَفِيهَا قُتِلَ حَسَنٌ [2] وَحُسَيْنٌ [3] بِفَخَّ.
سَأَلْتُ هِشَامَ بْنَ عَمَّارٍ عَنْ مَوْتِ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
حَدَّثَنَا هِشَامٌ: وَسَمِعْتُ مِنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ مَجْلِسًا مَعَ أَصْحَابِنَا فَلَمْ أَكْتُبْهُ. قَالَ هِشَامٌ: وَرَأَيْتُ بُكَيْرَ بْنَ مَعْرُوفٍ وَسَمِعْتُ مِنْهُ الْكَثِيرَ وَلَمْ أَكْتُبْ مِنْهُ شَيْئًا، وَكَانَ يَخْضِبُ بِالصُّفْرَةِ. قَالَ: وَكَتَبَ إِلَى ابْنِ لَهِيعَةَ وَإِلَى ابْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى- يَعْنِي أَبَا مُسْهِرٍ- وَثَالِثٌ ذَكَرَهُ مِائَةَ حَدِيثٍ وَحَدِيثَيْنِ. قَالَ:
وَقَدِمْتُ بَعْدَ ذَلِكَ قَدْمَتَيْنِ.
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: أَرَادَ هِشَامٌ أَنْ يدلس عليّ. قلت لهشام: وقد مَاتَ اللَّيْثُ وَابْنُ لَهِيعَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ.
وَأَتَى- يَعْنِي الْمَهْدِيَّ- أَهْلَ مَكَّةَ يَوْمَ السَّبْتِ لِسَبْعِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ صَفَرٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ ومائة.
__________
[1] وقع في الأصل تقديم وتأخير اضطرب معه المعنى وقد اصطلحت ذلك وانظر بعض رواية أبي معشر في تأريخ الطبري 8/ 171.
[2] هو الحسن بن محمد بن عبد الله بن الحسن العلويّ. (تاريخ الطبري 8/ 193) .
[3] هو الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي ابن أبي طالب (تاريخ الطبري 8/ 192) .(1/158)
وَبَايَعَ أَهْلُ مَكَّةَ لِمُوسَى وَهَارُونَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى.
وَأَمِيرُ مَكَّةَ عَامَئِذٍ [أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَلِيٍّ.
ثُمَّ عُزِلَ أَحْمَدُ وَاسْتُعْمِلَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ قُثَمَ، فَدَخَلَ مَكَّةَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ تِسْعٍ.
وَتُوُفِّيَ الْقَاضِي الْأَوْقَصُ قَاضِي مَكَّةَ، وَسَمِعْتُ شُيُوخَ مَكَّةَ يَقُولُونَ:
لَمْ يَلِ مَكَّةَ مِثْلُ الْأَوْقَصِ وَسُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ.
وَكَانَ مَوْتُ الْأَوْقَصِ فِي جُمَادَى الْأُولَى فَوَلِيَ بَعْدَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّفْيَانِيُّ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ.
وَخَرَجَ حُسَيْنُ بن علي بن حسين بن علي بن أَبِي طَالِبٍ بِالْمَدِينَةِ يَوْمَ السَّبْتِ صَبِيحَةَ سِتَّ عَشْرَةَ مِنْ ذِي الْقِعْدَةِ، فَتَوَجَّهَ إِلَيْهِ الْعَبَّاسِيُّونَ مع سليمان ابن أَبِي جَعْفَرٍ حَتَّى لَقَوْهُ بِفَخَّ، وَخَلَّفُوا عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ قُثَمَ عَلَى مَكَّةَ، فَقَتَلُوهُ فِي عِدَّةٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ بِفَخَّ بِبَطْنِ مَكَّةَ يَوْمَ السَّبْتِ، وَذَلِكَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ. وَكَانَ بَيْنَ خروجه وبين قتله أحد وعشرين يَوْمًا، وَقُتِلَ مَعَهُ يَوْمَئِذٍ جُبَيْرُ بْنُ مُحَمَّدِ ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُبَيْرٍ النَّوْفَلِيُّ، وَقُتِلَ فِيهِمُ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَمَرَ بِهِ مُوسَى بْنُ عِيسَى فَقُتِلَ صبرا، ومضى يحي وَإِدْرِيسُ ابْنَا عَبْدِ اللَّهِ، فَأَمَّا إِدْرِيسُ فَلَحِقَ بِالْمَغْرِبِ فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى مَاتَ، وَخَلَّفَ ابنا له يقال له إدريس. واما يحي فَقَدِمَ فَارِسَ وَمَرَّ بِفَسَا [1] فَأَقَامَ بِهَا وَذَلِكَ في عمل عمار ابن عَلِيٍّ عَلَى فَسَا.
فَسَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ حَفْصٍ يقول: كان سبب خروج يحي مِنْ فَسَا وَلُحُوقِهِ بِالْجَبَلِ أَنَّ تَابِعًا لِعَدَوِيَّةَ بْنِ عَلِيٍّ جَاءَ إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ: أَخُو الأمير عدوية
__________
[1] فسا: مدينة كبيرة في كورة درابجرد من إقليم فارس، ويلفظها الفرس پسا (لسترانج: بلدان الخلافة الشرقية ص 327، وانظر الخارطة رقم 6) .(1/159)
يَدْعُوكَ، فَاسْتَخَفَّ بِكَلَامِهِ وَقَالَ: وَمَا عَدَوِيَّةُ. فَأَذَاهُ الرَّسُولُ، فَكَأَنَّهُ اسْتَعْظَمَ [ذَلِكَ] [1] فَكَانَ هَذَا سَبَبَ خُرُوجِهِ مِنْ فَسَا وَلُحُوقِهِ بِالْجِبَالِ، فَلَحِقَ بِجِبَالِ الدَّيْلَمِ- وَلَهُ حَدِيثٌ طَوِيلٌ- فَمَنَعَهُ الْعِلْجُ وَآوَاهُ حَتَّى بَعَثَ إِلَيْهِ هَارُونُ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ الْقَاضِي فَامْتَنَعَ الْعِلْجُ حَتَّى جَعَلَ لَهُ الْأَمَانَ بِأَوْكَدِ مَا يَكُونُ وَقَدِمَ بِهِ إِلَى هَارُونَ.
حَدَّثَنِي شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ الْقَيْسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُجَالِدٍ [2] عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: مَنْ يَصُولُ بِهَؤُلَاءِ الْقَوْمِ- يَعْنِي أَهْلَ الْكُوفَةِ- فَقَالَ:
صَالَ بِالسَّهْمِ الْأَخْيَبِ. قَالَ شِهَابٌ: حَدَّثَنَا هَذَا سُفْيَانُ سَنَةَ قُتِلَ الْحُسَيْنُ بِفَخَّ مُنْذُ إِحْدَى وَخَمْسِينَ سَنَةً. وَحَدَّثَنِي شِهَابٌ هَذَا فِي سَنَةِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ. وَكَانَ قَدْ وَلِيَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ مَكَّةَ وَتَوَجَّهَ إِلَى عَمَلِهِ، وَشَخَصَ مَعَهُ عَدَدٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ فِيهِمُ الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَعِيسَى بْنُ مُوسَى وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عِيسَى وَمُحَمَّدٌ وَجَعْفَرٌ ابْنَا سُلَيْمَانَ، وخرج معهم عدة من الموالي فاجمعوا عند ما بلغهم من أمر الحسين الصغير فرأسوا عليهم سليمان ابن أَبِي جَعْفَرٍ حَتَّى لَقَوْهُ، وَكَانَ مِنْ أَمْرِهِ وَأَمْرِهِمُ الَّذِي كَانَ.
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ زَحَفَ طَاغِيَةُ الرُّومِ فَهَدَمَ مَدِينَةَ الْحَدَثِ [3] .
وَكَانَ عَلَى مكة عبيد الله بن قثم.
وعلى شرطه عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ حَسَّانٍ الْمَخْزُومِيُّ.
__________
[1] الزيادة يقتضيها السياق.
[2] مجالد بن سعيد الكوفي (تهذيب التهذيب 10/ 39) .
[3] من ثغور بلاد الشام، فتحها المسلمون في خلافة عمر (رضي الله عنه) ثم تناوب المسلمون والروم الاستيلاء عليها ويبدو للسترانج انها ربما كانت تقع على الدرب من مرعش الى عربسوس (البستان) وهي على ضفاف آق صو الحالي قرب أنكلاي، وآق صو أحد منابع جيحان (بلدان الخلافة الشرقية ص 154- 155) .(1/160)
وَعَلَى الْمَدِينَةِ الْعُمَرِيُّ [1] .
وَفِي سَنَةِ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ
حَجَّ بِالنَّاسِ هَارُونُ.
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ قَالَ أَحْمَدُ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عِيسَى عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ: وَتُوُفِّيَ مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ فاستخلف هارون.
قال أحمد: بلغني أَنَّ خِلَافَةَ مُوسَى كَانَتْ سَنَةً وَأَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ، وَاسْتُخْلِفَ هَارُونُ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخِرِ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ أَهْلُ التَّارِيخِ: كَانَتْ خِلَافَتُهُ سَنَةً وَشَهْرًا وَأَيَّامًا [2] .
قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ الْقِتْبَانِيُّ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
وَاسْتُخْلِفَ هَارُونُ، وَوَلِيَ إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَعُزِلَ الْعُمَرِيُّ.
وَفِيهَا وُلِدَ الْمَأْمُونُ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ لِلنِّصْفِ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ لَيْلَةَ مَاتَ مُوسَى.
وَفِيهَا وُلِدَ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِسِتَّ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ شَوَّالٍ.
وَعَلَى مَكَّةَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ قثم.
وعلى شرطه عِيسَى بْنُ عُمَرَ الرُّكَانِيُّ.
ثُمَّ عُزِلَ عُبَيْدُ اللَّهِ وَاسْتُعْمِلَ عَلَيْهَا مُوسَى بْنُ عِيسَى وَعَلَى الْيَمَنِ.
وَصَدَرَ هَارُونُ خَلْفَ مُوسَى بْنِ [3] عِيسَى.
__________
[1] هو عمر بن عبد العزيز العمري (تاريخ الطبري 8/ 204) .
[2] في الأصل «وقال أهل التاريخ....» بعد ذكر تأريخ وفاة عبد الله بن عياش وقد قدمته لانه يتعلق بما قبله.
[3] في الأصل «و» .(1/161)
وَفِيهَا قَدِمَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِيُّ خُرَاسَانَ عَامِلًا بَعْدَ الْفَضْلِ بْنِ سُلَيْمَانَ، يَوْمَ الْخَمِيسِ لِلَيْلَةٍ خَلَتْ مِنْ ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
وَفِي سَنَةِ إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ
حَجَّ بِالنَّاسِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ.
وَأَخْرَجَ مَنْ كَانَ بِالْمَدِينَةِ مَدِينَةِ السَّلَامِ مِنْ آلِ أَبِي طَالِبٍ إِلَى الْمَدِينَةِ لِيُقِيمُوا بِهَا.
وَفِيهَا عُزِلَ مُوسَى بْنُ عِيسَى فِي صَفَرٍ، وَوَلِيَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ قُثَمَ مَكَّةَ، وَكَانَ بِالطَّائِفِ.
وَفِيهَا اعْتَمَرَتِ الْخَيْزُرَانُ أُمُّ هَارُونَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَجَاوَرَتْ إِلَى أَنْ حَجَّتْ.
وَعَلَى مَكَّةَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ قُثَمَ.
وَعَلَى الْمَدِينَةِ إِسْحَاقُ بْنُ سليمان.
وفي سنة اثنين وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ
حَجَّ بِالنَّاسِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، وَقَدْ قِيلَ بَلْ يَعْقُوبُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ وَأَقَامَ الْحَجَّ.
وَفِيهَا عُزِلَ إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنِ الْمَدِينَةِ وَوَلِيَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ صَالِحٍ.
وَعَلَى مَكَّةَ عُبَيْدُ [1] اللَّهِ بْنُ قُثَمَ.
وَفِيهَا قَدِمَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِيُّ مِنْ مَرْوَ- وَهُوَ وَالِي خُرَاسَانَ- إِلَى بَلْخَ غَازِيًا في ذي القعدة سنة اثنين وسبعين ومائة [و] توجه ابنه العباس ابن جَعْفَرٍ إِلَى كَابُلَ حَتَّى دَخَلَهَا وَخَلِيفَتُهُ بِمَرْوَ شُعَيْبُ بْنُ حَازِمٍ.
وَسَأَلْتُ ابْنَ بُكَيْرٍ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ نَافِعٍ وَنَاجِيَةَ بْنِ بَكْرٍ وَعُثْمَانَ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: لَا بَأْسَ بِهِمْ هُمْ أَهْلُ وَرَعٍ، وَعُثْمَانُ جُذَامِيٌّ وَهُوَ أَفْضَلُهُمْ، ثُمَّ عقبة،
__________
[1] في الأصل «عبد» .(1/162)
ثُمَّ نَاجِيَةُ. قُلْتُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو النَّافِعِيُّ؟ قَالَ: هُوَ مِصْرِيٌّ لَا بَأْسَ بِهِ.
قَالَ: وَقُلْتُ لَهُ: سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: بَخٍ هُوَ سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ مَا ذَكَرْتُ مُنْذُ الْيَوْمِ مِثْلَهُ، كَانَ هو أفضلهم وأفقهم، وَكَانَ مِنْ أَتْرَابِ ابْنِ وَهْبٍ وَمَاتَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
وَعُزِلَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ قُثَمَ، وَاسْتُعْمِلَ سُلَيْمَانُ بْنُ جَعْفَرٍ.
فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ
حَجَّ بِالنَّاسِ هَارُونُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّشِيدُ وَهِيَ السَّنَةُ الَّتِي قَسَمَ فِيهَا لِلنَّاسِ عَامَّةً صَغِيرِهِمْ وَكَبِيرِهِمْ دِرْهَمًا دِرْهَمًا.
وَعَلَى مكة سليمان بن جعفر، وعلى شرطه عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ شُعَيْبٍ الْحَجَبِيُّ، وَكَانَ ابْنُ شُعَيْبٍ- عَلَى مَا ذَكَرَ لِي بَعْضُ شُيُوخِ مَكَّةَ- يَسْكُنُ طَرَفًا مِنْ أَطْرَافِ مَكَّةَ، وَكَانَ فِيهِ أَعْرَابِيَّةٌ، وَكَانَ يَلْزَمُ الْمَسْجِدَ، فَرَآهُ سُلَيْمَانُ بْنُ جَعْفَرٍ فَأُعْجِبَ بِسَمْتِهِ، فَأَرَادَهُ عَلَى أَنْ يلي له ويكون على شرطه، فَامْتَنَعَ، وَقَالَ: نُجْرِي عَلَيْكَ كُلَّ شَهْرٍ خَمْسَةَ عَشَرَ دِينَارًا وَأَنْتَ بِالْخِيَارِ إِنْ رَأَيْتَ مَا تُحِبُّ أَقَمْتَ وَإِنْ كَانَ غَيْرُ ذَلِكَ اعْتَزَلْتَ. فأجابه، وولاه شرطه، وَعَلَى سُوقِ مَكَّةَ عَامِلٌ، صَرَفَ الْخَصْمَ إِلَى صَاحِبِ السُّوقِ وَالتَّزْوِيجَ إِلَى ابْنِ شُعَيْبٍ، فَكَانَ يُزَوِّجُ [فِي] الْيَوْمِ عِدَّةً، وَكَذَلِكَ أَهْلُ مَكَّةَ الْكَبِيرُ مِنْهُمْ يَعْقِدُ نِكَاحَ ابْنَتِهِ وَأُخْتِهِ بِمَحْضِرٍ مِنَ السُّلْطَانِ، قَالَ: فَدَخَلَ عَلَيْهِ بَعْدَ أَيَّامٍ فَقَالَ: يَا ابْنَ شُعَيْبٍ كَيْفَ تَرَى مَا أَنْتَ فِيهِ؟ قَالَ: حَسَنٌ جَمِيلٌ أُجْرِيَ لِي خَمْسَةَ عَشَرَ دِينَارًا وَلَيْسَ لَنَا عَمَلٌ إِلَّا أَنْ نُزَوِّجَ. قَالَ: فَلَمَّا مَضَى نِصْفُ السَّنَةِ أَوْ نَحْوُهُ جَعَلَ يَأْتِي أُولَئِكَ الَّذِينَ زَوَّجَهُنَّ فَيَقُلْنَ: إِمَّا أَنْ تُزِيحَ الْعِلَّةَ فِي النَّفَقَةِ وَالْكِسْوَةِ وَإِمَّا أَنْ تُطَلِّقَ، وَهُوَ مَذْهَبُ أَهْلِ مكة لا يختلفون ان مَنْ عَجَزَ عَنْ نَفَقَةِ أَهْلِهِ إِمَّا أَنْ يُزِيحَ الْعِلَّةَ فِي النَّفَقَةِ وَإِمَّا أَنْ يُطَلِّقَ، وَكَانَ يَحْكُمُ فِيهِمْ بِذَلِكَ، فَلَمَّا انْقَضَى الْمَوْسِمُ اسْتَعْفَى. قَالَ: فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ:
مَا بَدَا لك؟ قَالَ: صِرْتُ سِتَّةَ أَشْهُرٍ أُزَوِّجُ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ أُفَرِّقُ، وَلَا حَاجَةَ لِي فِي هَذَا. وَكَانَ إِذَا أُتِيَ بِمَرِيبٍ أَوْ دَاعِرٍ- زَعَمُوا- يَقُولُ: ويحكم.(1/163)
مَا لَكُمْ وَلِهَؤُلَاءِ عَلَيْكُمْ بِالْعِرَاقِيِّينَ تَتَبَّعُوا عَوْرَاتِهِمْ، افْتَقِدُوا أُمُورَهُمْ، فَوَلِيَ بَعْدَهُ قَضَاءَ مَكَّةَ. فَقُلْتُ لِهَذَا الشَّيْخِ: عَلَى هَذَا وَلِيَ الْقَضَاءَ وَهُوَ يَحُثُّ عَلَى تَتَبُّعِ عَوْرَاتِ النَّاسِ! فَقَالَ: أُخْبِرُكَ، كَانَ قَدِمَ حَاجٌّ الْعِرَاقَ فَاكْتَرَى رَجُلٌ مِنَ الْحَاجٍ مِمَّنْ يَتَّجِرُ فِي الْمَوْسِمِ وَيُوَافِي لِلتِّجَارَةِ وَالْحَجِّ فَذَكَرَ لَهُ عَنْهُ رِيبَةً، فَخَلَطَ عَلَيْهِ وكاد يَهْتِكُهُ، وَوَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ مَكْرُوهٌ، فَلَمَّا حَضَرَ خُرُوجَهُ جَاءَتْهُ [1] بَعْضُ مَنْ فِي نَاحِيَتِهِ فَبَاتَتْ عِنْدَهُ. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: زَعَمُوا أَنَّهَا أُخْتُهُ- وَهُوَ عَلَى الْخُرُوجِ- فَأَسْكَرَهَا وَعَرَّاهَا، وَتَرَكَهَا فِي الْبَيْتِ وَأَغْلَقَ عَلَيْهَا بِقُفْلٍ، وَحَمَلَ الْقُفْلَ إِلَى ابن شعيب [و] قال: قَدْ خَلَّفْتُ فِي الْبَيْتِ الَّذِي أَنَا فِيهِ حَرْثًا [2] وَزَادًا فَضُلَ عَنَّا وَقُمَاشًا كَثِيرًا كَفَفْنَا وَتَرَكْنَاهُ، فَاحْتَسَبَ فِي ذَلِكَ، وَفَرَّقَ عَلَى الْمَحَاوِيجِ مِنَ الْجِيرَانِ وَغَيْرِهِمْ. قَالَ: فَذَهَبَ ابْنُ شُعَيْبٍ وفتح القفل فإذا امرأة عريانة متخلفة فِي الْبَيْتِ، فَكَانَ لِهَذَا السَّبَبِ يَقُولُ تَتَبَّعُوا عَثْرَاتِ هَؤُلَاءِ الْفُسَّاقِ الَّذِينَ يَقْدَمُونَ عَلَيْنَا فَيُفْسِدُونَ علينا حشمنا واماءها وَنَحْوَ هَذَا.
وَفِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ
حَجَّ بِالنَّاسِ هَارُونُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ التُّجِيبِيُّ [3] : مَاتَ بَكْرُ بْنُ مُضَرَ فِي ذِي الْحِجَّةِ يَوْمَ عَرَفَةَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ: رَأَيْتُ اللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ جَالِسًا عَلَى قَبْرِهِ-[وَهُوَ] [4] يَدْفِنُ- وَدُمُوعُهُ تَسِيلُ عَلَى لِحْيَتِهِ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: وَمَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ بن عطية الحضرميّ سنة اربع
__________
[1] في الأصل «خيب به» بدل «جاءته» .
[2] الحرث: المتاع.
[3] انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 9/ 164.
[4] الزيادة يقتضيها السياق.(1/164)
وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وُلِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ الْحَضْرَمِيُّ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ، وَتُوُفِّيَ لِسِتٍّ بَقِينَ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، صَلَّى عَلَيْهِ دَاوُدُ بْنُ مَزْيَدِ بْنِ حَاتِمٍ، وَيُكَنَّى ابْنُ لَهِيعَةَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وُلِدَ بَكْرُ بن مضر بن محمد بن حكيم بن سلمان سنة ثلاث وَمِائَةٍ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ. حَدَّثَنِي بِذَلِكَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَزَّازُ الْحَرَّانِيُّ.
قَالَ: وَحَجَجْتُ فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ- وَأَنَا مُدْرِكٌ-.
«قَالَ وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُثَنَّى قَالَ: مَاتَ سَلَّامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ وَعَمْرُو بْنُ ثَابِتٍ وَدَاوُدُ الْعَطَّارُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ» [1] .
وَسَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيَّ قَالَ: وَسَمِعْتُ دَاوُدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: وُلِدْتُ سَنَةَ الْمُبَارَكِ سَنَةَ خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
«حدثنا أحمد بن الخليل قال: حدثني يحي بْنُ أَيُّوبَ قَالَ: مَاتَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ وَوَلِيَ سبعة عشر سَنَةً» [2] ، وَكَانَ قَاضِيًا لَهُمْ حِينَ اسْتُخْلِفَ.
وَكَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ جَعْفَرٍ عَلَى مَكَّةَ، فَعُزِلَ وَاسْتُعْمِلَ عَلَيْهَا مُوسَى بْنُ عِيسَى، وَكَانَ الْقَاضِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّفْيَانِيُّ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، حَتَّى أَرْسَلَ مُوسَى بْنُ عِيسَى بْنِ مُوسَى ابْنَهُ الْأَثْرَمَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُوسَى بْنِ عِيسَى أَمِيرًا على مكة، فدخلها في شهر رمضان.
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 10/ 230، ولكنه يحذف «وعمرو بن ثابت وداود القطان» .
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 9/ 69.(1/165)
وَوَقَعَ الْوَبَاءُ بِمَكَّةَ، وَخَرَجَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونُ حَاجًّا، فَلَمَّا بَلَغَهُ الْوَبَاءُ تَبَاطَأَ فِي طَرِيقِهِ إِلَى أَنْ دَخَلَ مَكَّةَ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ، فَطَافَ وَسَعَى، وَتَوَجَّهَ مِنْ سَاعَتِهِ إِلَى مِنًى وَلَمْ يَتْرُكْ مَكَّةَ.
وَفِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ
حَجَّ هَارُونُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ التُّجِيبِيُّ: مَاتَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ فِي النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ.
«قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وُلِدَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ الْفَهْمِيُّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ، وَتُوُفِّيَ يَوْمَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ [يَوْمَ الْجُمُعَةِ] سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَصَلَّى عليه موسى بن عيسى الهاشمي، ودفن بعد الْجُمُعَةِ، وَيُكَنَّى أَبَا الْحَارِثِ» [1] .
«وَقَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: حَجَّ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ، فسمع من ابن شهاب بمكة، وسمع من ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وأبي الزبير ونافع [2] وعمران بن أبي أنس وَعِدَّةِ مَشَايِخَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ» [3] .
قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وَأَخْبَرَنِي حُبَيْشُ بْنُ سَعِيدٍ عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ:
جِئْتُ أَبَا الزُّبَيْرِ فَأَخْرَجَ إِلَيْنَا كُتُبًا فَقُلْتُ: سَمَاعُكَ مِنْ جَابِرٍ؟ قَالَ: وَمِنْ غَيْرِهِ. قُلْتُ: سَمَاعُكَ مِنْ جَابِرٍ؟ فَأَخْرَجَ إِلَيَّ هَذِهِ الصَّحِيفَةَ.
قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: قَالَ اللَّيْثُ: دَخَلْتُ عَلَى نَافِعٍ فَسَأَلَنِي فَقُلْتُ: أَنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ قَالَ: مِمَّنْ؟ قُلْتُ: مِنْ قَيْسٍ.
قَالَ ابْنُ رِفَاعَةَ قَالَ أَوْ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ قَالَ اللَّيْثُ: وَقَرَأَ رَجُلٌ على
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 14، وابن حجر: تهذيب التهذيب 8/ 464 الى قوله «ومائة» والزيادة منهما.
[2] هو ابن أبي أنس.
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 6.(1/166)
نافع: مثل الذي نشرت في أبيه قصة. قَالَ: يُرِيدُ الَّذِي يَشْرَبُ فِي آنِيَةِ فِضَّةٍ.
«قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وَأَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ اللَّيْثَ يَقُولُ: كَتَبْتُ مِنْ عِلْمِ ابْنِ شِهَابٍ عِلْمًا كَثِيرًا وَطَلَبْتُ رُكُوبَ الْبَرِيدِ إِلَيْهِ إِلَى الرُّصَافَةِ فَخِفْتُ أَنْ لَا يَكُونَ ذَلِكَ للَّه عَزَّ وجل فَتَرَكْتُ ذَلِكَ» [1] .
قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ أَخْبَرَنِي شُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ عَنْ أَبِيهِ اللَّيْثِ قَالَ: كَانَ يَقُولُ لَنَا: قَالَ لِي بَعْضُ أَهْلِي: وُلِدْتُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ وَلَكِنَّ الَّذِي أُوقِنُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ.
سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ حُمَيْدٍ: مَتَّى مَاتَ تَمِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ [2] .
«قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: سَمِعْتُ اللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ كَثِيرًا مَا يَقُولُ: أَنَا أَكْبَرُ مِنَ ابْنِ لَهِيعَةَ [3] فَالْحَمْدُ للَّه الَّذِي مَتَّعَنَا بِعَقْلِنَا.
قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وَحَدَّثَنِي شُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا وَدَّعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ قَالَ: أَعْجَبَنِي مَا رَأَيْتُ مِنْ شِدَّةِ عَقْلِكَ وَالْحَمْدُ للَّه الَّذِي جَعَلَ فِي رَعِيَّتِي مِثْلَكَ.
قَالَ شُعَيْبٌ: وَكَانَ يَقُولُ: لَا تُخْبِرُوا بِهَذَا مَا دُمْتُ حَيًّا» [4] .
وَفِي سَنَةِ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ
حَجَّ بِالنَّاسِ سُلَيْمَانُ بن أبي جعفر.
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 5.
[2] نقل الخطيب (تاريخ بغداد 13/ 305) عن الفسوي قال «قال محمد بن حميد: ومات نعيم بن ميسرة سنة خمس وسبعين» .
[3] في الأصل «ابن أبي لهيعة» والتصويب من تاريخ بغداد 13/ 10.
[4] الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 10.(1/167)
«وَمَاتَ أَبُو عَوَانَةَ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ» [1] .
وفيها ولي الفضل بن يحي الجبال، وكاتب يحي بْنَ عَبْدِ اللَّهِ [2] الْعَلَوِيَّ، وَكَانَ عِلْجُ الْجِبَالِ قَدْ قَبِلَهُ عَلَى الْأَمَانِ أَنْ لَا يَخْذُلَهُ وَلَا يُسْلِمَهُ، فَوَفَّى لَهُ بِذَلِكَ، وَوَجَّهَ هَارُونُ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ إِلَى الْعِلْجِ: يَا هَذَا تَزْعُمُ أَنَّهُ ابْنُ نَبِيِّكُمْ أَفَصَادِقٌ هُوَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنِّي لَمْ أَكُنْ لِأَخْذُلَهُ.
فَوَجَدَ هَارُونُ عَلَى أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَوَ كَانَ يَجُوزُ أَنْ أَقُولَ غَيْرَ مَا قلت. ثم ان يحي بْنَ عَبْدِ اللَّهِ جَنَحَ إِلَى الصُّلْحِ، وَطَلَبَ الْأَمَانَ لِنَفْسِهِ وَلِعَدَدٍ غَيْرِ مُسَمَّيْنِ. سَمَّى الْعَدَدَ ولم يظهر.
وفي سنة وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ
حَجَّ بِالنَّاسِ هَارُونُ.
وَمَاتَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ.
حَدَّثَنَا الْفَضْلُ عَنْ أَحْمَدَ قَالَ: مَاتَ شَرِيكٌ [3] سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ.
قَالَ أَحْمَدُ: وَأَرَى سَلَّامَ بْنَ أَبِي مُطِيعٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ [4] .
قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: شَرِيكٌ أَكْبَرُ مِنْ سُفْيَانَ بِسَنَتَيْنِ، وُلِدَ شَرِيكٌ سَنَةَ خمس وتسعين وسفيان [5] سنة ست وتسعين.
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 465، وابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 118. وابو عوانة هو الوضاح بن عبد الله اليشكري الواسطي البزاز.
[2] في الأصل «الرحمن» وهو خطأ.
[3] هو شريك بن عبد الله النخعي القاضي، وقد نقل ابن حجر عن الإمام أحمد تاريخ وفاته كما ذكره الفسوي لكنه ذكر ان مولده سنة تسعين (انظر تهذيب التهذيب 4/ 335) .
[4] يعني مات.
[5] هو سفيان بن سعيد الثوري (تهذيب التهذيب 4/ 111) .(1/168)
وَعُزِلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، وَوُلِّيَ الْمَدِينَةِ علي بن عيسى بن موسى، وولي مكة عبيد الله بن قثم.
وعزل عبد الملك بن صالح عَنِ الصَّائِفَةِ.
وَأَقَامَ الْحَجَّ لِلنَّاسِ هَارُونُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، وَعَلَى الْمَدِينَةِ عَلِيُّ بْنُ عِيسَى، وَعَلَى مَكَّةَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ قُثَمَ.
وَعُزِلَ عَنْ خُرَاسَانَ الْغِطْرِيفُ.
وَانْصَرَفَ خَلِيفَةُ دَاوُدُ بْنُ يَزِيدَ، وَقَدِمَ حَمْزَةُ بْنُ مَالِكٍ يَوْمَ السَّبْتِ لِسِتٍّ خَلَوْنَ مِنَ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ خَلِيفَةً لِلْفَضْلِ بْنِ يحي بْنِ بَرْمَكَ عَلَى خُرَاسَانَ وَسِجِسْتَانَ.
وَفِيهَا ثَارَ أَهْلُ دَهْلَكَ [1] بِالْمُسْلِمِينَ، وَكَانَتْ بَيْنَهُمْ وَقْعَةٌ بِدَهْلَكَ يَوْمَ عَاقِلٍ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْ صَفَرٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، فَقَتَلُوا الْوَالِيَ وَعَامَّةَ مَنْ كَانَ بِهَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَّا مَنْ هَرَبَ، وَخَرَّبُوا الْمَسَاجِدَ [2] .
وَفِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ
حَجَّ بِالنَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ.
مَاتَ فِيهَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ وَكَانَ ثِقَةً، مُتْقِنًا، حَسَنَ الْأَخْذِ، حَسَنَ الْأَدَاءِ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ قَرِيبَ الدَّارِ مِنْ أَبِي بكر وعمر ابني علي بن المقدمي.
__________
[1] دهلك: جزيرة في البحر الأحمر على ساحل الحبشة (ياقوت:
معجم البلدان 2/ 492) ، اما المسعودي فيقول: انها من مدن الحبشة الساحلية (مروج الذهب 1/ 439) .
[2] ينفرد الفسوي بين مؤرخي حوليات الإسلام بذكر خبر هذه الثورة، حيث لم يتعرض لها خليفة والطبري والبلاذري (في فتوح البلدان) والمسعودي (في مروج الذهب) واليعقوبي (في تأريخه) .(1/169)
وَفِيهَا عُزِلَ عَلِيُّ بْنُ عِيسَى عَنِ الْمَدِينَةِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ قُثَمَ عَنْ مَكَّةَ.
وَوَلِيَ مُحَمَّدٌ مَكَّةَ فَأَقَامَ بِهَا.
وَوَجَّهَ عَلَى الْمَدِينَةِ الْعَبَّاسَ ابْنَهُ [1] ، فَأَقَامَ [الْحَجَّ] [2] لِلنَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عَامِلُ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَالْيَمَنِ، وَعَلَى شُرْطَتِهِ عَبَّادٌ السَّهْمِيُّ.
وَفِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ
حَجَّ بِالنَّاسِ هَارُونُ.
«قَالَ سُلَيْمَانُ بن حرب: جالست حماد بْنَ زَيْدٍ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً، جَالَسْتُهُ سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ وَمَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ سُلَيْمَانُ: وَطَلَبْتُ الْحَدِيثَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ ومائة، اختلفت إِلَى شُعْبَةَ فَمَاتَ سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَلَزِمْتُ حَمَّادًا بَعْدَ مَوْتِ شُعْبَةَ.
قَالَ سُلَيْمَانُ: إِذَا دَخَلَ صَفَرٌ قَدِ اسْتَكْمَلْتُ سَبْعًا وَسَبْعِينَ سَنَةً، وَذَلِكَ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ» [3] .
قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: لَمْ أَرَ أَبَا الرَّبِيعِ [4] عِنْدَ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ.
قَالَ سُلَيْمَانُ: صَدَقَ الْفَاسِقُ- يَعْنِي أَبَا الرَّبِيعِ- حِينَ قَالَ لَمْ أَرَ سُلَيْمَانَ عِنْدَ حَمَّادٍ.
قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: مَاتَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
«وَفِيهَا مَاتَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ» [5] ، وَمَاتَ مَالِكٌ وَلَهُ أَرْبَعٌ وَثَمَانُونَ سَنَةً.
__________
[1] في الأصل يوجد «محمدا» بعد «ابنه» وهي زائدة فحذفتها، والعباس هو ابن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي العباسي (انظر خليفة:
التاريخ 496) .
[2] في الأصل ساقطة، وانظر خليفة: التأريخ 484، والطبري:
تاريخ 8/ 260.
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 9/ 34، 36.
[4] سليمان بن داود العتكيّ البصري (تهذيب التهذيب 4/ 190) .
[5] الخطيب: السابق واللاحق ق 51.(1/170)
«وَفِيهَا مَاتَ خَالِدٌ الْوَاسِطِيُّ» [1] وَأَبُو الْأَحْوَصِ سَلَّامُ بْنُ سُلَيْمٍ.
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ قَالَ: وُلِدَ أَبِي سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ، وَكَانَ مَالِكٌ أَكْبَرَ مِنْهُ بِثَلَاثِ سِنِينَ.
وَفِي سَنَةِ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ
حَجَّ بِالنَّاسِ عِيسَى بْنُ مُوسَى.
وَمَاتَ عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، وَيُكَنَّى أَبَا عُبَيْدَةَ مَوْلًى لِبَلْعَنْبَرَ.
قَالَ: وَسَأَلْتُ هِشَامَ بْنَ عَمَّارٍ عَنْ مَوْتِ صَدَقَةَ بْنِ خَالِدٍ فَقَالَ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بن إبراهيم قال: مولد صدقة سنة ثمان عَشْرَةَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ عَلِيٌّ: مَاتَ سُلَيْمَانُ بْنُ جَعْفَرٍ [2] سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مَاتَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
وَفِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ
حَجَّ هَارُونُ.
«وَسَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ الرَّبِيعِ يَقُولُ: شَهِدْتُ مَوْتَ ابْنِ الْمُبَارَكِ، مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ فِي رَمَضَانَ لِعَشْرٍ مَضَيْنَ مِنْهُ، مات سحرا ودفناه بهيت [3] .
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 8/ 295، وابن حجر: (تهذيب التهذيب 3/ 100) ، وهو خالد بن عبد الله الطحان الواسطي.
[2] في الأصل «حصر» وليس في رواة الحديث من اسمه سليمان بن مضر أو «خضر» ، ويوجد سليمان بن حفص وهو صحابي، وأحسب ان المقصود سليمان بن جعفر بن سليمان العباسي والي مكة للرشيد.
[3] هيت: مدينة عراقية قديمة مشهورة بانتاج القير فيها، وهي اليوم مركز ناحية باسمها في لواء الديلم (الرمادي) . (انظر لسترانج:(1/171)
قَالَ الْحَسَنُ: وَسَأَلْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ- قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ- قَالَ: أَنَا ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ.
سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ أَبِي الْأَزْهَرِ قَالَ: قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: ذَاكَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ السِّنَّ فَقَالَ: ابْنُ كَمْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: إِنَّ الْعَجَمَ لَا يَكَادُونَ يَحْفَظُونَ ذَلِكَ وَلَكِنْ أَذْكُرُ أَنِّي ألبست السواد وأنا صغير عند ما خَرَجَ أَبُو مُسْلِمٍ. قَالَ: فَقَالَ لِي: وَقَدِ ابْتُلِيتَ بِلِبْسِ السَّوَادِ! قُلْتُ [1] : إِنِّي كُنْتُ أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ، كَانَ أَبُو مُسْلِمٍ أَخَذَ النَّاسَ كُلَّهُمْ بِلِبْسِ السَّوَادِ الصِّغَارَ وَالْكِبَارَ» [2] .
وَمَاتَ أَبُو عُمَرَ حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ الصَّنْعَانِيُّ- صَنْعَاءُ الشَّامِ- سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ.
وَفِيهَا مَاتَ مُصْعَبُ بْنُ مَاهَانَ صَاحِبُ الثَّوْرِيِّ.
وَفِيهَا مَاتَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: جَاءَ ابْنُ الْمُبَارَكِ فَدَخَلَ عَلَى أَبِي الْمَلِيحِ الرَّقِّيِّ فَوَدَّعَهُ، ثُمَّ كَانَ بَيْنَهُمَا أَرْبَعَةَ عَشَرَ يَوْمًا- يَعْنِي بَيْنَ مَوْتِ ابْنِ الْمُبَارَكِ وَأَبِي الْمَلِيحِ-.
«سَمِعْتُ الْحَجَّاجَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْخَوْلَانِيَّ قال: مات إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ لِسِتٍّ مَضَتْ مِنْ جُمَادَى» [3] .
وَعُزِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ مكة، واستعمل عبيد الله بن
__________
[ () ] بلدان الخلافة الشرقية ص 90، واحمد سوسة: الدليل الجغرافي للعراق خارطة رقم 22) .
[1] في الأصل «قال» .
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 10/ 154، 168، لكنه يذكر «لبست» بدل «البست» .
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 6/ 228.(1/172)
قُثَمَ، فَمَاتَ ابْنُ قُثَمَ وَهُوَ وَالٍ عَلَى مَكَّةَ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
وَعَلَى الْمَدِينَةِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُصْعَبٍ.
وَفِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ
حَجَّ بِالنَّاسِ مُوسَى بْنُ عِيسَى.
قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وُلِدَ الفضل بن فضالة بْنُ عُبَيْدٍ الْحِمْيَرِيُّ- وُيَكَنَّى أَبَا مُعَاوِيَةَ- سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَةٍ، وَتُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ إِحْدَى أَوِ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ. وَكَأَنَّهُ ثَبَتَ عَلَى إِحْدَى.
قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وَوُلِدَ أَبُو السَّمْحِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّمْحِ بْنِ أُسَامَةَ التُّجِيبِيُّ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وُلِدَ اللَّيْثُ بْنُ عَاصِمٍ- يُكَنَّى أَبَا الْحَارِثِ الْخَوْلَانِيَّ- سَنَةَ ثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ [1] وَحَسَنٌ [2] : تُوُفِّيَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
«وَفِيهَا تُوُفِّيَ أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ الْقَاضِي» [3] .
وَفِيهَا تُوُفِّيَ عَلِيُّ بْنُ يَقْطِينَ، وَصَلَّى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ.
«وَفِيهَا مَاتَ مَرْوَانُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ الشَّاعِرُ» [4] .
وَكَانَ هَارُونُ اسْتَعْمَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بن علي على مكة،
__________
[1] البصري (أنظره في تهذيب التهذيب 1/ 480) .
[2] هو الحسن بن عطية بن نجيح القرشي (تهذيب التهذيب 2/ 294) .
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 14/ 261.
[4] الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 145.(1/173)
وَعَلَى الْمَدِينَةِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُصْعَبٍ.
وَفِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ
حَجَّ بِالنَّاسِ الْعَبَّاسُ بن موسى.
حدثنا يعقوب قال: سمعت حسن [1] يَقُولُ: مَاتَ هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ أَبُو مُعَاوِيَةَ السُّلَمِيُّ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، وَوُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ.
قَالَ يَعْقُوبُ: وَسَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ عمار وعبد الرحمن بن إبراهيم قالا:
مات يحي بْنُ حَمْزَةَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ- أَيْ وَمِائَةٍ [2]-.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ قَالَ: ولد يحي بْنُ حَمْزَةَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَمِائَةٍ، وَمَاتَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ.
«وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ الْمَوْصِلِيَّ قَالَ: مَاتَ عَفِيفٌ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ» [3] .
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: مَاتَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، مَاتَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ» [4] .
وَاسْتُعْمِلَ حَمَّادٌ الْبَرْبَرِيُّ فِي ذِي الْقِعْدَةِ، وَعُزِلَ فِي الْمُحَرَّمِ.
«وَوُلِّيَ بَكَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ فِي هَذِهِ السَّنَةِ الْمَدِينَةَ. وَشَخَصَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُصْعَبٍ أَبُوهُ إِلَى مَدِينَةِ السَّلَامِ فَأَقَامَ بِالْبَابِ» [5] .
وَفِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ
حَجَّ بالناس إبراهيم بن محمد المهدي.
__________
[1] الأصل «حسين» وانظر حاشية (2) من الصفحة السابقة.
[2] في الأصل يوجد «مات» بعد «مائة» وهي زائدة.
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 12/ 313، والمقصود عفيف بن سالم الموصلي كما في تاريخ بغداد.
[4] الخطيب: تاريخ بغداد 6/ 85.
[5] الخطيب: تاريخ بغداد 10/ 176.(1/174)
قَالَ أَبُو بِشْرٍ: مَاتَ بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
وَعُزِلَ حَمَّادٌ الْبَرْبَرِيُّ فِي أَوَّلِ هَذِهِ السَّنَةِ فِي الْمُحَرَّمِ عَنْ مَكَّةَ، وَاسْتُعْمِلَ الْعُثْمَانِيُّ [1] عَلَيْهَا فِي شَهْرِ رَبِيعٍ.
وَفِيهَا قَدِمَ هَارُونُ مَدِينَةَ السَّلَامِ، وَكَانَ مَسِيرُهُ مِنَ الرِّقَّةِ فِي السُّفُنِ فِي الْفُرَاتِ.
وَفِيهَا أَخْرَجَ الْبَقَايَا عَلَى عُمَّالِهِ لَمَّا مَضَى مِنْ سِنِي خِلَافَتِهِ، وَأَلْزَمَ بَعْضَهُمُ الْعُشْرَ، وَبَعْضَهُمُ الْخُمْسَ وَتَرَكَ لِبَعْضٍ مَا عَلَيْهِ، وَكَانَ الْمُتَوَلِّي لِذَلِكَ والناظر محمد بن جميل ابو صَالِحٍ الْكَاتِبَ.
وَعَلَى مَكَّةَ الْعُثْمَانِيُّ.
وَعَلَى الْمَدِينَةِ بَكَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ.
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ أَوْ سَنَةِ خَمْسٍ حَدَّثَ وَكِيعُ بن الجراح بمكة عن عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ الْبَهِيِّ [2] : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا مَاتَ لَمْ يُدْفَنْ حَتَّى وَجَأَ بَطْنُهُ وَانْثَنَى خِنْصَرُهُ، وَذَكَرَ غَيْرَ هَذَا. فَرَفَعَ إِلَى الْعُثْمَانِيِّ فأرسل اليه فحبسه، وعزم على قَتْلَهُ وَصَلْبَهُ، وَأَمَرَ بِخَشَبَةٍ أَنْ تُنْصَبَ خَارِجًا مِنَ الْحَرَمِ، وَبَلَغَ وَكِيعًا وَهُوَ فِي الْحَبْسِ.
قَالَ الْحَارِثُ بْنُ الصِّدِّيقِ: فَدَخَلْتُ عَلَى وَكِيعٍ لما بلغني- وقد سبق اليه الخير- قَالَ: وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ سُفْيَانَ يَوْمَئِذٍ تَبَاعُدٌ، فقال: ما أرانا الا
__________
[1] هو محمد بن عبد الله بن سعيد بن المغيرة بن عمرو بن عثمان بن عفان (خليفة: التأريخ ص 497) .
[2] هكذا في الأصل ولم أجد هذه النسبة في تبصير المنتبه، وفي ترجمة إسماعيل بن أبي خالد في كتب علم الرجال انه «البجلي الاحمسي مولاهم» ، انظر طبقات خليفة ص 167، وطبقات ابن سعد 6/ 240، وتذكرة الحفاظ للذهبي ص 153، وتهذيب التهذيب لابن حجر 1/ 291، وأحسب ان «البهي» تصحيف والصواب «البجلي» .(1/175)
وَقَدِ اضْطُرِرْنَا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ وَاحْتَجْنَا إِلَيْهِ- يَعْنِي سُفْيَانَ-. قَالَ: قُلْتُ:
يَا أَبَا سُفْيَانَ دَعْ هَذَا عَنْكَ، فَإِنَّهُ إِنْ لَمْ يُدْرِكْكَ فَقَدْ قَالَ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ وَفَزِعَ إِلَيْهِ، فَدَخَلَ سُفْيَانُ عَلَى الْعُثْمَانِيِّ فَكَلَّمَهُ فِيهِ وَالْعُثْمَانِيُّ يَأْبَى عَلَيْهِ. فَقَالَ لَهُ سُفْيَانُ: إِنِّي لَكَ نَاصِحٌ، إِنَّ هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَلَهُ عَشِيرَةٌ، فَإِنْ أَنْتَ أَقْدَمْتَ عَلَيْهِ أَقَلُّ مَا يَكُونُ أَنْ تَقُومَ عَلَيْكَ عَشِيرَتُهُ وَوَلَدُهُ بِبَابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَيَشْخَصُكَ لِمُنَاظَرَتِهِمْ. قَالَ: فَعَمِلَ فِيهِ كَلَامُ سُفْيَانَ، وَأَمَرَ بِإِطْلَاقِهِ مِنَ الْحَبْسِ.
قَالَ الْحَارِثُ بْنُ الصِّدِّيقِ: فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فَأَخْبَرْتُهُ، ثُمَّ جَاءَ الْأَعْوَانُ فَأَخْرَجُوهُ مِنَ السِّجْنِ، وَرَكِبَ حِمَارًا، وَحَمَلْنَا مَتَاعَهُ، وَخَرَجَ. قَالَ الْحَارِثُ: فَدَخَلْتُ عَلَى الْعُثْمَانِيِّ مِنَ الْغَدِ فَقُلْتُ: الْحَمْدُ للَّه الَّذِي لَمْ تُبْتَلَ بِهَذَا الرَّجُلِ سَلَّمَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ. فَقَالَ: يَا حَارِثُ مَا نَدِمْتُ عَلَى نِيَّتِي نَدَامَتِي عَلَى الَّذِي خَطَرَ بِبَالِي هَذِهِ اللَّيْلَةَ حَدِيثُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ حَوَّلْتُ أَبِي وَالشُّهَدَاءَ بَعْدَ أَرْبَعِينَ سَنَةً فَوَجَدْنَاهُمْ رِطَابًا يَنِشُّونَ [1] لَمْ يَتَغَيَّرْ مِنْهُمْ شَيْءٌ.
فَسَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ مَنْصُورٍ يَقُولُ: كُنَّا بِالْمَدِينَةِ، فَكَتَبَ أَهْلُ مَكَّةَ إِلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ بِالَّذِي كَانَ مِنْ وَكِيعٍ وَابْنِ عُيَيْنَةَ وَالْعُثْمَانِيِّ. وَقَالُوا: إِذَا قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَلَا تَتَّكِلُوا عَلَى الْوَالِي وَارْجُمُوهُ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى تَقْتُلُوهُ، فَعَزَمُوا عَلَى ذَلِكَ، وَبَلَغَنَا الَّذِي هُمْ عَلَيْهِ، فَبَعَثْنَا بَرِيدًا إِلَى وَكِيعٍ أَنْ لَا يَأْتِيَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَيَمْضِي مِنْ طَرِيقِ الرَّبَذَة- وَقَدْ كَانَ جَاوَزَ مِفْرَقَ الطَّرِيقَيْنِ إِلَى الْمَدِينَةِ-، فَلَمَّا أَتَاهُ الْبَرِيدُ رَجَعَ رَاجِعًا إِلَى الرَّبَذَة وَمَضَى إِلَى الْكُوفَةِ.
وَفِي سَنَةِ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ
حَجَّ بِالنَّاسِ مَنْصُورُ بْنُ مُحَمَّدٍ [2] .
__________
[1] نشّ الماء ينشّ: صوّت عند الغليان أو الصب، ولعله أراد أن فيهم سمت الجسم الحي أو قريب العهد بالحياة، أو أراد أنهم يتضوعون طيبا (انظر لسان العرب مادة «نشنش» ) .
[2] محمد هو المهدي الخليفة العباسي.(1/176)
قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وُلِدَ ضِمَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مَالِكٍ الْمَعَافِرِيُّ- وُيَكَنَّى أَبَا إِسْمَاعِيلَ- سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
وَمَاتَ أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ: مَاتَ أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ الْمُبَارَكِ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، جَاءَ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ وَرَدَ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الدِّمَشْقِيُّ قَالَ:
حَدَّثَنِي ابْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: مَاتَ سُلَيْمَانُ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، وَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يُوَثِّقُهُ.
سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: وُلِدَ خالد بن يزيد بْنِ أَبِي مَالِكٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ، وَمَاتَ سنة خمس وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
«سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ الْمَوْصِلِيَّ قَالَ: مَاتَ الْمُعَافَى سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ» [1] ، وَوُلِدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ [2] سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَةٍ.
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ قُتِلَ حَاضِرٌ وصاحبه بين يدي هارون بالخيزرانية عَلَى رَأْيِهِمَا فِي التَّرَفُّضِ، وَوَلِيَ قَتْلَ حَاضِرٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ نَهِيكٍ، وَوَلِيَ قَتْلَ صَاحِبِهِ هَرْثَمَةُ بْنُ أَعْيَنَ.
«وَفِيهَا تُوُفِّيَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ وَهُوَ ابْنُ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ سنة، صلى عليه هارون أمير المؤمنين» [3] .
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 229.
[2] هو عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي البصري (تهذيب التهذيب 6/ 449) .
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 11/ 39.(1/177)
وَفِيهَا شَخَصَ هَارُونُ إِلَى الرِّقَّةِ عَلَى طَرِيقِ الْمَوْصِلِ.
وَفِيهَا وَقَعَتْ صَاعِقَةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فَحَرَقَتْ ظُلَّةً وَقَتَلَتْ رَجُلَيْنِ.
«وَفِيهَا تُوُفِّيَ يَزِيدُ بْنُ مَزْيَدٍ بِبَرْذَعَةَ» [1] .
وَأَقَامَ الْحَجَّ مَنْصُورُ بْنُ الْمَهْدِيِّ.
وَعَلَى مَكَّةَ الْعُثْمَانِيُّ، وَعَلَى الْمَدِينَةِ بَكَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ.
وَفِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ
حَجَّ بِالنَّاسِ هَارُونُ.
وَفِيهَا كَتَبَ الْكِتَابَيْنِ [2] .
قَالَ أَبُو بِشْرٍ [3] : مَاتَ الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، وَوُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَةٍ.
سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى [4] قَالَ: مَاتَ خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ [5] سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، وَمَاتَ مُعْتَمِرٌ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ يَوْمَ قُتِلَ رُمَانُ، صُلِبَ رُمَانُ بِالْغَدَاةِ وَذَهَبْنَا فِي جِنَازَةِ مُعْتَمِرٍ بِالْعَشِيِّ. وَمُعْتَمِرٌ أَسَنُّ مِنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ وَكَذَلِكَ هُشَيْمٌ أَكْبَرُ مِنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ بِثَلَاثِ سِنِينَ.
قَالَ هُشَيْمٌ: فَارَقَنَا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ وَابْنُ عُيَيْنَةَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً وهشيم [6] ابن ست عشرة سنة.
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 14/ 337.
[2] يريد كتابي الرشيد في تولية العهد لأبنائه (انظر تاريخ الطبري 8/ 275) .
[3] هو بكر بن خلف البصري.
[4] هو محمد بن المثنى الزمن.
[5] هو ابو عثمان الهجيمي البصري (تهذيب التهذيب 3/ 82) .
[6] في الأصل «ابن هشيم» و «ابن» زائدة.(1/178)
وَفِي سَنَةِ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ
حَجَّ بِالنَّاسِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ.
وَفِيهَا مَاتَ رَبَاحُ بْنُ زَيْدٍ وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى وَثَمَانِينَ سَنَةً كَمَا ذَكَرَ أَحْمَدُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ خَالِدٍ الصَّنْعَانِيِّ مُؤَذِّنِ أَهْلِ صَنْعَاءَ.
وَفِيهَا مَاتَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو عَلِيٍّ فِي الْمُحَرَّمِ لِإِحْدَى عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْهُ كَمَا ذَكَرَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ.
سَمِعْتُ عِيَاضًا سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ زَيْدٌ [1] : أَمْسَكَ رَبَاحٌ عَنِ الْحَدِيثِ قَبْلَ مَوْتِهِ بِأَكْثَرَ مِنْ عَشْرِ سِنِينَ.
قَالَ زَيْدٌ: وَذَهَبْتُ مَعَ إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيِّ الصَّغِيرِ إِلَى رَبَاحٍ فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَأَرَادَهُ إِبْرَاهِيمُ بِكُلِّ وَجْهٍ أَنْ يُحَدِّثَهُ بِشَيْءٍ فَأَبَى عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ:
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْكَ أَنَّ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ قَالَ: إِنَّ لِلْعِلْمِ طُغْيَانًا كَطُغْيَانِ الْمَالِ.
قَالَ: فَإِنْ كَانَ حَدَّثَكَ ابْنُ الْمُبَارَكِ بِشَيْءٍ فَلَمْ يُحَدِّثْكَ إِلَّا الْحَقَّ وَإِنْ كَانَ حَدَّثَكَ بِشَيْءٍ فَهُوَ كَمَا حَدَّثَ. فَلَمْ يَزِدْنَا عَلَى هَذَا.
قَالَ زَيْدٌ: قَالَ ابْنُ ثَوْرٍ [2] : أَفْرَطَ رَبَاحٌ حِينَ حَدَّثَ وَحِينَ أَمْسَكَ.
قَالَ: كَانَ يَكْتُبُ لَهُمْ فِي الرِّقَاعِ فَيَقْرَأُ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ أَمْسَكَ فَلَمْ يَكُنْ يَطْمَعُ فِيهِ أَحَدٌ.
وَسَمِعْتُ أَبَا مُوسَى يَقُولُ: مَاتَ بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ بَعْدَ مُعْتَمِرٍ بِشَهْرَيْنِ وَنِصْفٍ.
وَفِي سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ
حج بالناس هارون.
__________
[1] هو زيد بن بشر الحضرميّ.
[2] هو محمد بن ثور الصنعاني ابو عبد الله العابد (تهذيب التهذيب 9/ 87) .(1/179)
وَفِيهَا مَاتَ رِشْدِينُ [1] بْنُ سَعْدٍ أَبُو الْحَجَّاجِ الْمُهْرِيُّ.
سَمِعْتُ أَبَا الطَّاهِرِ [2] يَقُولُ: مَاتَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ أَوْ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
سَمِعْتُ محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي: مَاتَ عُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ [3] .
وَفِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ
حَجَّ بِالنَّاسِ الْعَبَّاسُ بْنُ مُوسَى بْنِ عِيسَى.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ: مَاتَ عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ أَخُو يَعْلَى سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ وَهِشَامَ بْنَ عَمَّارٍ قَالا: مَاتَ شُعَيْبٌ [4] سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فِي رَجَبٍ.
وَسَمِعْتُ أَبَا مُوسَى قَالَ: مَاتَ عَبْدُ الْأَعْلَى [5] سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ يَوْمَ قَدِمَ عَلَيْنَا وَكِيعٌ عَبَادَانَ [6] قدمته الثانية.
__________
[1] في الأصل «رشد» (وانظر تهذيب التهذيب 3/ 277) .
[2] احمد بن عمرو بن عبد الله الأموي المصري (تهذيب التهذيب 1/ 64) .
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 11/ 187.
[4] هو شعيب بن إسحاق الأموي الدمشقيّ (تهذيب التهذيب 4/ 347) .
[5] هو عبد الأعلى السامي، ذكر ابن حجر ان وفاته سنة 198 هـ (تهذيب التهذيب 6/ 96) .
[6] عبادان: مدينة كانت تقع على ساحل الخليج العربيّ لكنها أصبحت في الوقت الحاضر تبعد عنه أكثر من عشرين ميلا بسبب انحسار الماء وهي الآن ميناء كبير تصدر منه إيران نفطها (لسترنج: بلدان الخلافة الشرقية ص 70 وحاشية رقم (1)) .(1/180)
حدثني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الْحَرَّانِيُّ قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: كَانَ صَدَقَةُ صَحِيحَ الْأَخْذِ، صَحِيحَ الْإِعْطَاءِ.
وَفِي سَنَةِ تِسْعِينَ وَمِائَةٍ
«حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكُوفِيُّ قَالَ: كَتَبْنَا عَنْ حَكَّامٍ أَرَاهُ سَنَةَ تِسْعِينَ وَمِائَةٍ، وَمَاتَ بِمَكَّةَ قَبْلَ أَنْ يَحُجَّ» [1] .
وَفِي سَنَةِ إِحْدَى وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ
حَجَّ بِالنَّاسِ الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ.
وَمَاتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ الْمِصْرِيُّ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِينَ، وَمَاتَ لَيْلَةَ الْخَمِيسِ لِتِسْعٍ مِنْ صَفَرٍ.
وَمَاتَ مَخْلَدُ بْنُ حُسَيْنٍ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ مُحَمَّدٌ [2] : مَاتَ مُعْتَمِرٌ الرَّقِّيُّ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِينَ ومائة.
وفي سنة اثنين وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ
حَجَّ بِالنَّاسِ الْعَبَّاسُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ.
وُلِدَ ابْنُ إِدْرِيسَ [3] سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ، وَمَاتَ سنة اثنين وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ.
سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ
حَجَّ بِالنَّاسِ دَاوُدُ بْنُ عِيسَى بْنِ مُوسَى.
قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كُلَيْبِ بْنِ كَيْسَانَ الْمُرَادِيُّ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ، يُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ.
وَمَاتَ ابْنُ عُلَيَّةَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى بَنِي أَسَدٍ سَنَةَ ثلاث
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 8/ 282، لكنه يذكر قبل ذلك «وحكام ثقة» ويقول: «حدثنا» بدل «حدثني» .
[2] هو محمد بن فضيل.
[3] هو عبد الله بن إدريس الأودي الكوفي (تهذيب التهذيب 5/ 144) .(1/181)
وَتِسْعِينَ، وَوُلِدَ سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَةٍ.
وَسَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُلَيَّةَ يَقُولُ: جَاءَنَا سُفْيَانُ بْنُ وُكِيعٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ بَعْدَ مَوْتِ أَبِي بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ مُغَرَّبًا.
وَتُوُفِّيَ هَارُونُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخِرِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ. «وَاسْتُخْلِفَ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ» [1] .
وَمَاتَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ ومائة.
«سمعت سعيد بن يحي بْنِ سَعِيدٍ الْأُمَوِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ- وَجَاءَ إِلَى أَبِي يُعَزِّيهِ عَنْ أَخِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ وَكَانَ أَكْبَرَ مِنْهُ- فَقَالَ لِأَبِي: مَتَّى وُلِدَ؟ قَالَ: مَقْتَلَ الْجَرَّاحِ. فقال ابو بكر: ذاك محتلمي» [2] .
وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ: وُلِدَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ.
«حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ فُضْيَلٍ قَالَ: كُنَّا بِمَكَّةَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ، فَقَدِمَ عَلَيْنَا رَاشِدٌ الْحَنَّاقُ فَقَالَ: دَفَنَّا إِسْمَاعِيلَ بْنَ عُلَيَّةَ يَوْمَ الْخَمِيسِ لِخَمْسٍ أَوْ سِتٍّ بَقِينَ مِنْ ذِي الْقِعْدَةِ. وَقَالَ: سِرْنَا تِسْعَةَ أَيَّامٍ» [3] .
قَالَ أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بن خلف: مات ابن عُلَيَّةَ وَغُنْدَرٌ فِي سَنَةٍ وَاحِدَةٍ وَالْحَقُّ فِي شهر واحد.
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 3/ 337، ويضيف «في شهر ربيع الآخر» ويبدو ان هذه الإضافة من تأريخ وفاة الرشيد المذكور أعلاه.
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 5/ 340، لكنه يذكر «محتكمي» بدل «محتلمي» وهو تصحيف.
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 6/ 240، لكنه يذكر «الحنان» بدل «الحناق» ويشير المحقق الى ان رسم الكلمة في نسخة الصميصاطية» الحناق» وليس في الإكمال لابن ماكولا ولا الأنساب للسمعاني ولا تبصير المنتبه لابن حجر مثل هذه النسبة وانما أثبتها كما وجدتها.(1/182)
قَالَ مُحَمَّدٌ: أَتَيْتُ مَرْوَانَ [1] سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ فَلَمْ يُحَدَّثَنِي، ثُمَّ قَدِمْتُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وقد توفي.
قال: وكتبت من يحي بْنِ سُلَيْمَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ، ثُمَّ وَافَيْتُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ وَقَدْ مَاتَ.
قَالَ: وَحَجَجْتُ فِي هَذِهِ السَّنَةِ فَمَرَرْتُ بِالْكُوفَةِ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ حَيٌّ، ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى الْكُوفَةِ وَقَدْ مَاتَ.
«حَدَّثَنِي مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى قال: حدثنا يحي بْنُ آدَمَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ عَنِ اسْمِهِ فَقَالَ: هُوَ اسْمِي» [2] .
سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ
حَجَّ عَلِيُّ بْنُ هَارُونَ بْنِ مُحَمَّدٍ.
قَالَ مُحَمَّدٌ [3] : كَتَبْنَا مِنَ الْوَلِيدِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ بِمَكَّةَ، ثُمَّ خَرَجَ، فَأَخْبَرَنِي مَنْ خَرَجَ مَعَهُ أَنَّهُ مَاتَ بِمَصْدَرِهِ بِذِي الْمَرْوَةِ [4] .
سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ: وُلِدَ سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَةٍ.
وَسَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ عَمَّارٍ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ يَقُولَانِ: مَاتَ سُوَيْدٌ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ.
__________
[1] هو مروان بن معاوية بن الحارث الفزاري (تهذيب التهذيب 10/ 96) .
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 14/ 374.
[3] لعله محمد بن مصفى بن بهلول القرشي (تهذيب التهذيب 9/ 460) .
[4] قرية بالقرب من وادي القرى درست قبل القرن العاشر الهجريّ يطلق على اطلالها الآن أم زرب (ابن لغدة الأصفهانيّ: بلاد العرب ص 395 وحاشية رقم (4) منها) .(1/183)
«سمعت سعيد بن يحي الْأُمَوِيَّ قَالَ: مَاتَ أَبِي فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ» [1] .
سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ
حَجَّ بِالنَّاسِ دَاوُدُ بْنُ عِيسَى بْنِ مُوسَى.
«حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ قَالَ: مَاتَ أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ فِي آخِرِ صَفَرٍ [أَوْ] فِي أَوَّلِ شَهْرِ رَبِيعٍ، وَوُلِدَ أَبُو مُعَاوِيَةَ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ» [2] .
سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ ابْنُ ابْنَتِهِ:
وُلِدَ [سَنَةَ] تِسْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ.
سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ عَمَّارٍ يَقُولُ: مَاتَ الْوَلِيدُ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ.
سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ قَالَ: الْوَلِيدُ فِي الْمُحَرَّمِ مَاتَ بِذِي الْمَرْوَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ.
سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ
حَجَّ بِالنَّاسِ الْعَبَّاسُ بْنُ مُوسَى بْنِ عِيسَى.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ: مَاتَ أَبُو سُفْيَانَ وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ الرُّؤَاسِيُّ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ، وَوُلِدَ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ [3] .
سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ
حَجَّ بِالنَّاسِ الْعَبَّاسُ بْنُ مُوسَى بن عيسى.
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 14/ 134.
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 5/ 249، والزيادة منه وهي ساقطة في الأصل.
[3] ونقل الخطيب (تاريخ بغداد 13/ 134) عن الفسوي «قال:
قال ابو موسى ومحمد بن فضيل: مات معاذ بن معاذ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ وَوُلِدَ سَنَةَ تِسْعَ عشرة ومائة» .(1/184)
«وَوُلِدَ ابْنُ وَهْبٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبِ بْنِ مُسْلِمٍ الْمِصْرِيُّ فِي ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، وَمَاتَ فِي شَعْبَانَ لِخَمْسٍ بَقِينَ مِنْهُ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ» [1] .
«مَاتَ بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ أَبُو يُحْمَدَ الْمَيْتَمِيُّ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ» [2] .
قَالَ ابْنُ بُكْيَرٍ: أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: وُلِدْتُ فِي ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
«حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى قَالَ: مَاتَ بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ» [3] .
فَأَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سعيد قال: مولد بقية سنة عشرة وَمِائَةٍ.
فَأَخْبَرَنِي أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ سَلَمَةَ الخبائري قال: بقية ابو يحمد ابن الْوَلِيدِ بْنِ صَائِلٍ الْكَلَاعِيُّ الْمَيْتَمِيُّ.
«وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ: سَمِعْتُ بَقِيَّةَ يَقُولُ: وَلِدْتُ سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَةٍ» [4] .
سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ
حَجَّ بِالنَّاسِ الْعَبَّاسُ بْنُ مُوسَى بْنِ عِيسَى بْنِ مُحَمَّدٍ أَيْضًا.
«قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: مَاتَ أَبُو مُحَمَّدٍ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ الْهِلَالِيُّ- مَوْلًى لَهُمْ- سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ، آخِرَ يَوْمٍ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ» [5] .
قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنِي قاسم سنة عشرين ومائة
__________
[1] الخطيب: السابق واللاحق ق 40.
[2] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 10/ 127، وعن ضبط نسبته (انظر تبصير المنتبه ص 1398) .
[3] ، (4) الخطيب: تاريخ بغداد 7/ 126، 127.
[5] الخطيب: تاريخ بغداد 9/ 184.(1/185)
وَأَنَا يَوْمَئِذٍ ابْنُ ثَلَاثَ عَشْرَةَ.
حَدَّثَنَا [1] الْجُعْفِيُّ [2] قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: وُلِدْتُ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَةٍ وَحَجَّ بِي أَبِي سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ.
قَالَ: وَقَدِمَ عَلَيْنَا ابْنُ شِهَابٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، قَالَ: فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ بَعَثَنَا مَعَ هذا الغلام ليقيم من أوده، ثم انتظرناه مِنْ قَابِلٍ فَجَاءَنَا نَعْيُهُ [3] ، وَحَجَّ ابْنُهُ ابْنٌ لِهِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ [4] .
قَالَ الْجُعْفِيُّ: وَسَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ سَنَةَ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ يَقُولُ:
حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ [5] مُنْذُ سَبْعِينَ سَنَةً قَالَ: حَدَّثَنَا صِلَةُ بْنُ زُفَرَ مُنْذُ سَبْعِينَ سَنَةً قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ [6] فَجَاءَهُ رَجُلٌ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ: مَاتَ مَعْنُ بْنُ عِيسَى فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ.
قَالَ: وَمَاتَ ابْنُ نُمَيْرٍ [7] سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ.
«وَفِيهَا مَاتَ يحي بْنُ سَعِيدٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ» [8] وَمَاتَ
__________
[1] الضمير يرجع الى الحميدي لان الفسوي لم يدرك الجعفي.
[2] هو زهير بن معاوية الجعفي الكوفي (تهذيب التهذيب 3/ 351، 4/ 421) .
[3] يعني نعي محمد بن مسلم بن شهاب الزهري.
[4] الّذي أقام الحج عام 123 هـ يزيد بن هشام بن عبد الملك الّذي يعرف بالأفقم (خليفة: التاريخ ص 370) .
[5] هو عمرو بن عبد الله السبيعي (تهذيب التهذيب 8/ 63) .
[6] يعني ابن مسعود (انظر تهذيب التهذيب 4/ 437) ، وفي الأصل «فجاءه عبد الله» قبل «فجاءه رجل» وهي زائدة.
[7] هو محمد بن عبد الله بن نمير.
[8] الخطيب: السابق واللاحق 62- 63، وينسب القول الى محمد ابن فضيل أيضا.(1/186)
عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ، مَوْلِدُهُ سنة خمس وثلاثين ومائة.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: رُبَّمَا مَازَحَنِي هِشَامُ بْنُ حُجَيْرٍ فَيَقُولُ يَا [أَبَا] عَبْدِ اللَّهِ أَيَّامًا حَفِظْتَ وَأَنْتَ غُلَامٌ وَالْغُلَامُ لَا نُجِيزُ شَهَادَتَهُ وَأَيَّامًا حَفِظْتَ وَأَنْتَ رَجُلٌ فَنُجِيزُ لَكَ.
«سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى يقول: مات يحي بْنُ سَعِيدٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ، وَمَاتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بَعْدَهُ بِأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ» [1] .
وَمَاتَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ.
وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: قَدِمَ عَلَيْنَا الزُّهْرِيُّ مَكَّةَ فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ فَأَقَامَ إِلَى هِلَالِ الْمُحَرَّمِ ثُمَّ خَرَجَ فَاعْتَمَرَ مِنَ الْجِعِرَّانَةِ [2] ، وَقَالَ: لَا يَتْبَعْنِي أَحَدٌ. وَأَنَا يَوْمَئِذٍ ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً وثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ، وُلِدْتُ فِي النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَةٍ، وَمَاتَ الزُّهْرِيُّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: بَعَثَنَا هَذَا مَعَ ابْنِهِ فَنَحْنُ نُقِيمُ مِنْ أَوَدِهِ- يَعْنِي هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ-.
وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ لِي مِسْعَرٌ: يَقُولُ فُلَانٌ يُحَدِّثُ مِسْعَرٌ فُلَانًا وَلَا يُحَدِّثُنَا، وَلَيْسَ كُلُّ أَحَدٍ يَخِفُّ عَلَيّ أَنْ أُكَلِّمَهُ وَرُبَّمَا قَالَ أَنْشَطُ لَهُ.
قُلْتُ لَهُ: فَإِنَّ جَارَنَا خَالِدًا قَدْ كَلَّمَنِي أَنْ أُكَلِّمَكَ أَنْ يَأْتِيَكَ فتحدثه.
قال: قال لَهُ يَجِيءُ. قَالَ: قُلْتُ لَهُ: وَأَنَا أَجِيءُ معه؟ قال: أما أنت فقد [3]
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 14/ 143، وعبد الرحمن هو ابن مهدي.
[2] الجعرانة: ماء بين الطائف ومكة، وهي الى مكة أقرب (ياقوت:
معجم البلدان) .
[3] في الأصل «فقال» .(1/187)
جِئْتَ عِنْدَنَا.
«قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: حَجَّ سُفْيَانُ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ حَجَّةً، مَاتَ عَطَاءٌ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ، وَحَجَّ سُفْيَانُ بَعْدَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ وَهُوَ ابْنُ تِسْعِ سِنِينَ، فَلَمْ يَزَلْ يَحُجُّ إِلَى أَنْ مَاتَ، وَأَقَامَ بِمَكَّةَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ إِلَى سَنَةِ سِتٍّ وَعِشْرِينَ ومائة، ثم خرج الى الكوفة» [1] .
ومات يحي بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ، وَوُلِدَ سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
«وَمَاتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ، وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً، وَيُكَنَّى أَبَا سَعِيدٍ، وَلُدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ» [2] .
قَالَ عَلِيٌّ: مَاتَ يحي بْنُ سَعِيدٍ وَلَهُ ثَمَانٍ وَسَبْعُونَ، وَمَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ فِي أَوَّلِهَا، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بَعْدَهُ بِأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ بَعْدَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِسَبْعَةِ أَيَّامٍ، وَأَبُو الْوَلِيدِ [3] أَكْبَرُ مِنْ عَبْدِ الرحمن بثلاث سنين، وغندر أسن من يحي بْنِ سَعِيدٍ.
سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ
حَجَّ بِالنَّاسِ حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ الطَّالِبِيُّ وَجَرَّدَ الْكَعْبَةَ.
قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: تُوُفِّيَ شُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ لِيَوْمٍ بَقِيَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ، يُكَنَّى أَبَا عَبْدِ الْمَلِكِ.
وَكَانَ دَاوُدُ بْنُ عِيسَى عَامِلَ مَكَّةَ، وَاسْتُعْمِلَ ابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ عَلَى الْحَجِّ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ سَابِعٍ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ خَطَبَ النَّاسَ بِمَكَّةَ، وَأَخْبَرَهُمْ مَنَاسِكَهُمْ، ثُمَّ خَرَجَ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ إِلَى منى، وأمسى
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 9/ 183.
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 10/ 248، ونسب القول الى علي بن المديني أيضا، وحذف «ويكنى أبا سعيد» .
[3] يعني الطيالسي.(1/188)
بِالْحَجِّ حَتَّى صَلَّى بِالنَّاسِ بِمِنًى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ، وَلَمْ يُصَلِّ بِهِمُ الصُّبْحَ، وَخَرَجَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ حَتَّى لَقِيَهُ بِطَرَفِ الْحَرَمِ، ثُمَّ تَوَجَّهُوا فِي طَرِيقِ الْعِرَاقِ هَارِبِينَ، وَدَخَلَ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ مَكَّةَ يَوْمَ عَرَفَةَ عِنْدَ صَلَاةِ الْعَصْرِ وَخَطَبَ النَّاسَ بِمَكَّةَ يَوْمَ عَرَفَةَ، وَانْتَظَرَ النَّاسَ بِعَرَفَةَ حَتَّى كَادَتِ الْعَصْرُ أَنْ تَفُوتَ، ثُمَّ صَلَّى النَّاسُ [1] بِعَرَفَةَ بِغَيْرِ إِمَامٍ، ثُمَّ خَرَجُوا إِلَى الْمَوْقِفِ وَدُفِعُوا بِغَيْرِ إِمَامٍ حَتَّى أَتَى حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ عَرَفَةَ إِلَى آخِرِ اللَّيْلِ فَوَقَفَ بِهَا، ثُمَّ جَاءَ الْمُزْدَلِفَةَ مِنْ لَيْلَتِهِ، وَصَلَّى بِالنَّاسِ بِالْمُزْدَلِفَةِ فَوَقَفَ بِهِمْ بِقُزَحَ، ثُمَّ جَمَعَ ثُمَّ دَفَعَ بِهِمْ حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ، وَأَفَاضَ يَوْمَ النَّحْرِ. ثُمَّ اسْتَمَرَّ عَمَلُهُ عَلَى مَكَّةَ، وَنَزَعَ كِسْوَةَ الْبَيْتِ يَوْمَ هِلَالِ الْمُحَرَّمِ مِنْ سَنَةِ مِائَتَيْنِ، وَكَسَاهَا ثِيَابًا صفراء، وجعل فوق ذلك بياضا، فلم يَزَلْ عَامِلًا عَلَى مَكَّةَ.
«وَبَايَعُوا مُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بِالْخِلَافَةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِثَلَاثٍ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخِرِ سَنَةَ مِائَتَيْنِ، فَلَمْ يَزَلْ يُسَلَّمُ عَلَيْهِ بِالْخِلَافَةِ حَتَّى كَانَ يَوْمُ الثُّلَاثَاءِ لِخَمْسٍ خَلَوْنَ مِنْ جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ مِائَتَيْنِ.
سَمِعْتُ أَبَا بِشْرٍ بَكْرَ بْنَ خَلَفٍ قَالَ: قَدْ أَخَذَ أَبُو شُعَيْبٍ الْمَكْفُوفُ بِيَدِي فَأَدْخَلَنِي إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ فَبَايَعْتُهُ، وَأَمَرَ لِي بِشُقَّةِ دَيْبَاجٍ مِمَّا كَانَ نَزَعَهُ عَنِ الْكَعْبَةِ. قَالَ: فَتَرَكْتُهُ عَلَى أَبِي شُعَيْبٍ، وَطَرَحَ مِنْ تِلْكَ الكسوة على الدواب دوابّه وَدَوَابِّ أَصْحَابِهِ» [2] .
سَنَةَ مِائَتَيْنِ
حَجَّ بِالنَّاسِ أَبُو إِسْحَاقَ بْنُ هَارُونَ.
قَالَ أَبُو يُوسُفَ [3] : سَمِعْتُ عبد الرحمن بن إبراهيم قال: سمعت
__________
[1] في الأصل «والناس» .
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 2/ 114، ولم يذكر «المكفوف» .
[3] في الأصل قبل «قال ابو يوسف» مكتوب «ومن هنا الى البلاغ(1/189)
أَبَا ضَمْرَةَ [1] يَقُولُ: وُلِدْتُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: وَمَاتَ سَنَةَ مِائَتَيْنِ. قَالَ: وَقَالَ لِي: مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ دِمَشْقَ. قَالَ:
أَعْرِفُهَا وَاللَّهِ وَقَدْ دَخَلْتُهَا أَيَّامَ هِشَامٍ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: وَقَالَ إِنْسَانٌ لِأَبِي ضَمْرَةَ: قَرَأْتَ حَدِيثَ جَعْفَرٍ عَلَيْهِ كَمَا قَرَأْتُ؟ قَالَ: مَا لِي وَلَكَ قَرَأَهُ عَلَيْهِ جَارٌ لَنَا ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ النَّصْرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ يَقُولُ: ما يكذب الكذاب إِلَّا مِنْ مَهَانَةِ نَفْسِهِ.
سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ: مَاتَ ابْنُ شُعَيْبٍ [2] وَعُمَرُ [3] فِي سَنَةِ مِائَتَيْنِ، وَمَوْلِدُهُمَا قَرِيبٌ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ، مَوْلِدُ ابْنِ شُعَيْبٍ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ ومائة، وعمر مولده سنة ثمان عَشْرَةَ وَمِائَةٍ.
سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَسْرُوقٍ الْكِنْدِيَّ قَالَ: مَاتَ الْعَنْقَزِيُّ [4] سَنَةَ مِائَتَيْنِ [5] .
وَخَرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ يوم الثلاثاء لخمس خلون من
__________
[ () ] والعلامة يقول قال ابو يوسف ولم يقل حدثنا ابو يوسف، ولكون هذا التنبيه مما أضافه أحد النساخ الى الأصل ليوضح طريقة تحمل ابن درستويه عن يعقوب بن سفيان وانه لم يسمع هذا القسم، لذلك اثبت العبارة في الحاشية وحذفتها من الأصل.
[1] هو أنس بن عياض بن ضمرة الليثي (تهذيب التهذيب 1/ 375) .
[2] هو محمد بن شعيب بن شابور الأموي (تهذيب التهذيب 9/ 222) .
[3] هو عمر بن عبد الواحد السلمي الدمشقيّ (تهذيب التهذيب 7/ 479) .
[4] عمرو بن محمد العنقزي القرشي (ابن حجر: تبصير المنتبه 1032، وتهذيب التهذيب 8/ 98) .
[5] في حاشية الأصل «الى هنا غير مسموع من أبي يوسف» ولاحظ الحاشية رقم (3) ص 189.(1/190)
جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ مِائَتَيْنِ، فَخَرَجَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ وَمَنْ كَانَ مَعَهُ حِينَ ارْتَفَعَ النَّهَارُ وَدَخَلَ وَرْقَاءُ [1] مَكَّةَ بَعْدَ الظُّهْرِ. وَدَخَلَ إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى بْنِ عِيسَى مَعَ الْعَصْرِ، - وَكَانَ عَامِلًا عَلَى صَنْعَاءَ- فَلَمَّا سَمِعَ بِإِبْرَاهِيمَ بْنِ موسى بن جعفر بن محمد الطالبي مقبلا يُرِيدُ صَنْعَاءَ خَرَجَ مِنْهَا حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ وَدَخَلَ الْجُلُودِيُّ [2] مَعَهُ فِي آخِرِ جُمَادَى الْأُولَى، فَلَمْ يَزَلْ عَامِلًا عَلَيْهَا وَقَدِمَ نَخْلَةَ [3] جَيْشٌ مِنْ صَنْعَاءَ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمُ الْجُلُودِيُّ يَوْمَ سَابِعٍ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ وَهَزَمَهُمَا، وَفَرَّقَ جَمْعَهُمْ، وَدَخَلَ أَبُو إِسْحَاقَ بْنُ هَارُونَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَامِلًا عَلَى الْحَجِّ سَنَةَ مِائَتَيْنِ وَاسْتَأْمَنَ مُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ بَعْدَ الْعَصْرِ ... [4] ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ الْجُلُودِيُّ وَالْقَاضِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقَدِمُوا بِهِ مَكَّةَ لِعَشْرٍ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، وأَلْبَسُوهُ سَوَادًا، وَرَقَى الْمِنْبَرَ فَخَلَعَ نَفْسَهُ وَبَايَعَ لِعَبْدِ اللَّهِ [5] . وَقَدِمَ الْمَدِينَةَ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَمُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، الَّذِي كَانَ عَامِلًا عَلَى الْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ، فَخَرَجَ بِهِمَا رَجَاءٌ [6] إِلَى بَغْدَادَ. وَخَرَجَ بَعْدَ ذَلِكَ الْجُلُودِيُّ بِمُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ الْمَأْمُونِ لِيَوْمَيْنِ مَضَيَا مِنَ الْمُحَرَّمِ، وَخَلَّفَ الْجُلُودِيُّ ابْنَهُ عَامِلًا عَلَى مَكَّةَ، وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَهْلِ مَكَّةَ مُنَازَعَةٌ، فرموه بالحجارة حتى أدخلوه دار العجلة [7] ،
__________
[1] ورقاء بن جميل والي مكة للجلودي (تاريخ الطبري 8/ 539) .
[2] هو عيسى بن يزيد الجلودي (تاريخ اليعقوبي 3/ 183) .
[3] نخلة: موضع جنوب مكة.
[4] الفراغ كلمة لم اتبينها ورسمها «سحوره» .
[5] يعني المأمون.
[6] هو رجاء بن أبي الضحاك، ابن عم الفضل بن سهل وزير المأمون (تاريخ الطبري 8/ 539) .
[7] دار العجلة: احدى الدور التي تشرع على المسجد الحرام فكانت للمهدي الخليفة العباسي. (انظر الأزرقي: كتاب اخبار مكة ص 310، 315، 326، 464، 473، والفاكهي: تاريخ مكة ص 13) .(1/191)
وَأَخَذَ مِنْهُمْ أُنَاسًا فَجَلَدَهُمْ، وَقَطَعَ يَدَ اثْنَيْنِ، وَجَلَدَ عُثْمَانَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الْمَخْزُومِيَّ.
وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى بْنِ مَاهَانَ قَدِ اسْتُعْمِلَ على صنعاء، وخرج ابنه الأحول عليها، وكان مقيما بمكة حتى جاءه الْعَمَلُ عَلَيْهَا.
وَخَرَجَ ابْنُ الْجُلُودِيِّ إِلَى الْعِرَاقِ.
وَاسْتَمَرَّ عَمَلُ حَمْدَوَيْهِ [1] بْنِ عَلِيٍّ عَلَى مَكَّةَ.
سَنَةَ إِحْدَى وَمِائَتَيْنِ [2]
حَجَّ بِالنَّاسِ إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى بْنِ عِيسَى الْهَاشِمِيُّ.
قَالَ [3] : سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَسْرُوقٍ الْكِنْدِيَّ قَالَ: مَاتَ أَبُو أُسَامَةَ [4] سَنَةَ إِحْدَى وَمِائَتَيْنِ.
وَكَانَ إسحاق بن موسى جاء معه ببيعة عَلِيِّ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّالِبِيِّ وَلِيَّ عَهْدٍ، فَمَنَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ إِظْهَارَ ذَلِكَ، فَلَمْ يَزَلْ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عَامِلًا عَلَى مَكَّةَ حَتَّى خَرَجَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ إِحْدَى وَمِائَتَيْنِ إِلَى صَنْعَاءَ، وَاسْتُعْمِلَ يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْظَلَةَ عَلَى مَكَّةَ، فَكَانَ يَزِيدُ عَامِلًا عَلَيْهَا حَتَّى خَرَجَ عَلَيْهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ الْحَجَبِيُّ فِي شهر ربيع
__________
[1] في الأصل «حمدون» والتصويب من تاريخ الطبري 8/ 535، وهو حمدويه بن علي بن عيسى بن ماهان.
[2] وهو بداية الجزء الحادي عشر من تجزئة الأصل، لكنه لم يذكر سند الجزء الا بعد ذكر السنة وحج إسحاق الهاشمي بالناس وهو (أخبرنا ابو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان قال أخبرنا ابو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه النحويّ قال: حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ الْفَسَوِيُّ قال) .
[3] يعني الفسوي.
[4] هو حماد بن اسامة بن زيد القرشي مولاهم الكوفي (تهذيب التهذيب 3/ 2) .(1/192)
الْأَوَّلِ يَوْمَ الْأَحَدِ لِثِنْتَيْ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ إِحْدَى وَمِائَتَيْنِ فِي جَمْعٍ جَمَعَهُمْ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، فَاقْتَتَلُوا فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَقُتِلَ أَصْحَابُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ النَّقَّارِ مَوْلَى جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ ... [1] ، فَذَكَرَ لِي بَعْضُ شُيُوخِ مَكَّةَ قَالَ: خَافَ بَنُو مَخْزُومٍ أَنْ يَدْخُلَ أَصْحَابُ إِبْرَاهِيمَ وَالْغَوْغَاءُ دُورَهُمْ، فَفَزِعُوا إِلَى الْعَائِذِيِّ، وَكَانَ مُطَاعًا فِي أَهْلِ مَكَّةَ، فَقَالُوا لَهُ: تَرْكَبُ فَإِنَّهُ إِذَا رَآكَ النَّاسُ كَفُّوا عَنَّا. فَرَكِبَ بَغْلَةً وَصَارَ إِلَى الْمَسْجِدِ لِيَكُفَّ النَّاسَ، فَحَمَلَ عَلَيْهِ الْغَوْغَاءُ، وَأَسَاءُوا لَهُ الْقَوْلَ، وَخَافَ عَلَى نَفْسِهِ فَصَاحَ بِمَنْ كَانَ مَعَهُ فَقَالَ: شُدُّوا عَلَى أَوْلَادِ كَذَا، فَحَمَلَ حَمْلَةً وَانْكَشَفَ الْغَوْغَاءُ وَالنَّاسُ، وَأَدْرَكُوا إِبْرَاهِيمَ عَلَى بَابِ شَيْبَةَ، فَضُرِبَ بِالسُّيُوفِ حَتَّى حُمِلَ إِلَى دَارِهِ بِقُعَيْقَعَانَ [2] فَجَاءَهُ يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْظَلَةَ فِي دَارِهِ فَأَخْرَجَهُ فِي شَرِّ مَحْمَلٍ ... [3] السُّوقَ حَتَّى أَدْخَلَهُ السِّجْنَ فَمَاتَ إِبْرَاهِيمُ مِنْ يَوْمِهِ ذَلِكَ.
وَاسْتَمَرَّ عَمَلُ يَزِيدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَى مَكَّةَ حَتَّى كَانَ جُمَادَى، وَجَاءَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّالِبِيُّ مُقْبِلًا مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى مَكَّةَ، فَجَمَعُوا لَهُ وَفَرَّقُوا النَّاسَ لِمُحَارَبَةِ إِبْرَاهِيمَ، فَلَمَّا بلغهم قدومه أدام يزيد أخذ مكة [و] خندقوا مَكَّةَ مِنْ أَعْلَاهَا وَأَسْفَلِهَا وَنَوَاحِيهَا، وَاسْتَخْفَى الْقَاضِي
__________
[1] الفراغ كلمة لم أتبينها رسمها «سلره» .
[2] في الأصل «قيقعان» وهو خطأ والصواب ما أثبته، وهو موضع بمكة يشرف عليه الجبل الأحمر الّذي يكون مع جبل أبي قبيس أخشبي مكة. هذا ما يقوله النهروالي المكيّ، ثم ينقل عن ياقوت انه جبل مشرف على مكة وجهه الى أبي قبيس (انظر النهروالي: كتاب الأعلام باعلام بيت الله الحرام، ص 11) . والّذي في معجم البلدان لياقوت: انه جبل بمكة، ونقل ياقوت عن عرام انه يبعد عن مكة اثنا عشر ميلا على طريق الحوف الى اليمن (انظر معجم البلدان مادة «قعيقعان» ) .
[3] الفراغ كلمة لم اتبينها ورسمها «وشوسه» .(1/193)
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسُهَيْلٌ مَوْلًى لِلْعَبَّاسِ وَكَثِيرٌ مِمَّنْ كَانَ مَعَهُمْ، وَخَرَجُوا مِنْ مَكَّةَ، فَلَمْ يَزَلْ يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ [1] بْنِ حَنْظَلَةَ فِي ذَلِكَ الْجَمْعِ مُقِيمًا بِمَكَّةَ حَتَّى أَشْرَفَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَلَى مَكَّةَ. فَسَمِعْتُ أَبَا بِشْرٍ بَكْرَ بْنَ خَلَفٍ قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْظَلَةَ عَلَى مِنْبَرِ مَكَّةَ يَحُثُّ النَّاسَ عَلَى الِاسْتِشْهَادِ وَالْحَرَكَةِ مَعَهُ، فَقَالَ: أَلَا إِنَّ النَّاسَ قَدْ أَجْمَعُوا عَلَى الْمَأْمُونِ فَبَايَعَ لَهُ أَهْلُ الثَّغْرِ الْأَكْبَرِ- أَهْلُ خُرَاسَانَ- وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ فِي كتابه:
انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالًا 9: 41 [2] ، فَقَدِمَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ مَكَّةَ مِنْ أَعْلَاهَا يَوْمَ هِلَالِ شَعْبَانَ وَمَعَهُ الْعُمَرِيُّ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَابْنُهُ، فَتَقَدَّمَ الْعُمَرِيُّ إِلَى يَزِيدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْظَلَةَ وَكَلَّمَهُمْ أَنْ يَرْجِعَ عَنْهُمْ، فَأَبَى وَأَمَرَ مَنْ مَعَهُ بِقِتَالِهِمْ، وَاقْتَحَمَ الْقِتَالَ، وَانْهَزَمَ أَصْحَابُ يَزِيدَ عَنْهُ، وَقُتِلَ يَزِيدُ، وَقَطَعَ رَأْسَهُ زِيَادٌ مَوْلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، فَذَهَبَ بِهِ إِلَى أَهْلِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَدَخَلَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ مَكَّةَ يَوْمًا مَطِيرًا وَأَخَذَهَا، وَعَفَا عَنْ كُلِّ مَنْ خَرَجَ عَلَيْهِ مِنَ النَّاسِ، فَلَمْ يَزَلْ عَامِلًا عَلَى مَكَّةَ حَتَّى قَدِمَ الْجُلُودِيُّ يَوْمَ سَابِعٍ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ عَامِلًا عَلَى مَكَّةَ، وَجَاءَ بِعَمَلِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَلَى الْحَجِّ.
سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَمِائَتَيْنِ
حَجَّ بِالنَّاسِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّالِبِيُّ، وَفِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَمِائَتَيْنِ جَاءَ بِعَمَلِهِ [3] الْجُلُودِيُّ.
وَوَلِيَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الطَّالِبِيُّ الْمَدِينَةَ وَمَكَّةَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الأول سنة اربع ومائتين.
__________
[1] في الأصل «محمد بن يزيد» وهو مقلوب (انظر ابن حزم:
جمهرة أنساب العرب، ص 143) .
[2] سورة التوبة: آية 42.
[3] اي بِعَمَلِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَلَى الحج، وفي الأصل يوجد «سنة» بعد «مائتين» وهي زائدة.(1/194)
سَنَةَ ثَلَاثٍ وَمِائَتَيْنِ
حَجَّ بِالنَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ.
سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَسْرُوقٍ قَالَ: مَاتَ حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ أَوْ أَوَّلِ سَنَةِ ثَلَاثٍ وَمِائَتَيْنِ وَزَيْدُ بْنُ حُبَابٍ الْعُكْلِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ وابو داود الحفري وأبو احمد الزبيري [1] ويحي بْنُ آدَمَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَمِائَتَيْنِ.
وَسَمَعْتُ مُوسَى بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: مَاتَ أَبُو دَاوُدَ الحفري ومحمد بن بشر [2] والأحدب ويحي [3] سَنَةَ ثَلَاثٍ وَمِائَتَيْنِ.
سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَتَيْنِ
حَجَّ بِالنَّاسِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الطَّالِبِيُّ.
مَاتَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَتَيْنِ، وَهُوَ ابْنُ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ.
وَمَاتَ أَشْهَبُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْقَيْسِيُّ الْمِصْرِيُّ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَمِائَتَيْنِ، وَوُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَتَيْنِ
حَجَّ بِالنَّاسِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ أَيْضًا.
سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَتَيْنِ
حَجَّ بِالنَّاسِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ أَيْضًا.
مَاتَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، «وَحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَتَيْنِ» [4] ، وَوُلِدَ يزيد بن هارون سنة ثمان عَشْرَةَ وَمِائَةٍ.
«قَالَ مُحَمَّدُ: مَاتَ يَزِيدُ أَوَّلَ سنة ست ومائتين، وولد سنة سبع
__________
[1] هو محمد بن عبد الله بن الزبير.
[2] في الأصل «بشير» والصواب ما أثبته (انظر تهذيب التهذيب 9/ 73) .
[3] يعني يحي بن آدم.
[4] الخطيب: تاريخ بغداد 8/ 238- 239.(1/195)
عَشْرَةَ وَمِائَةٍ» [1] .
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ: وَمُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ [2] وَمَاتَ الْمُؤَمَّلُ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَتَيْنِ.
قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: مَاتَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَتَيْنِ.
سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَتَيْنِ
حَجَّ بِالنَّاسِ أَبُو عِيسَى بْنُ هَارُونَ.
سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ ثِقَةٌ مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَتَيْنِ.
«حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: شَهِدْتُ جِنَازَةَ زَيْدِ بْنِ عُبَيْدٍ بَبَابِ الصَّغِيرِ [3] سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَتَيْنِ» [4] .
سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَتَيْنِ
حَجَّ بِالنَّاسِ صَالِحُ بْنُ هارون بن أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ: مَاتَ وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ، حَجَّ عَلَيْنَا فَسَمِعْتُ مِنْهُ، ثُمَّ صَدَرَ وَمَاتَ فِي الطَّرِيقِ.
قَالَ: وَكَانَ جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ قَدِمَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ فَصَدَرَ وَمَاتَ.
وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ وَالِي مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، فَجَاءَهُ الْعَزْلُ فِي هذه الْمَوْسِمِ مَعَ صَالِحِ بْنِ هَارُونَ، وَاسْتَعْمَلَ صَالِحَ العباس بن محمد بن علي بن عبد الله
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 14/ 246، وقال «محمد- يعني ابن فضيل-» ووقع في تاريخ بغداد «فضل» وهو خطأ. وابن حجر تهذيب التهذيب 11/ 368، ولم يذكر وفاته.
[2] في الأصل مطموس وأنظره في (تهذيب التهذيب 10/ 380) .
[3] الباب الصغير: هو باب ربض الزهيرية ببغداد (انظر لسترنج:
بغداد في عهد الخلافة العباسية ص 107) .
[4] اقتبس يعقوب هذا النص من تأريخ أبي زرعة ق 29 أ، واقتبسه منه الخطيب: تاريخ بغداد 8/ 445- 446.(1/196)
عَلَى مَكَّةَ فِي ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَتَيْنِ، وَقَدِمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْهَجْهَاجِ بِكِتَابٍ إِلَى عَمْرِو بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ السَّهْمِيِّ بِوِلَايَةِ مَكَّةَ، فَوَلِيَهَا عَمْرُو بْنُ عُمَرَ صَفَرَ وشهر ربيع الأول وشهر ربيع الآخر، ودخل صَالِحُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَكَّةَ آخِرَ يَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخِرِ وَاسْتُعْمِلَ عَمْرُو بْنُ عُمَرَ عَلَى قَضَاءِ مَكَّةَ.
سَنَةَ تِسْعٍ وَمِائَتَيْنِ
حَجَّ بِالنَّاسِ صَالِحُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ: مَاتَ يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَمِائَتَيْنِ، وَوَلِيَ قُثَمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَلَى الْمَدِينَةِ، ثُمَّ عُزِلَ وَوَلِيَ بعده جعفر بن القاسم ابن جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْعَبَّاسِيُّ.
سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَتَيْنِ
حَجَّ بِالنَّاسِ صَالِحُ بْنُ الْعَبَّاسِ.
وَفِيهَا مَاتَ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّاطَرِيُّ وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ
مَاتَ فِيهَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ أَبُو بَكْرٍ، وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَحَجَّ بِنَا فِي هَذِهِ السَّنَةِ صَالِحُ بْنُ الْعَبَّاسِ.
وَاسْتُقْضِيَ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الشَّافِعِيُّ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَتَيْنِ، جَاءَهُ الْقَضَاءُ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ.
سَنَةَ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ
حَجَّ بِالنَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بن عبد الله ابن عباس.
مات فيها محمد بن يوسف الفاريابي مَوْلًى لِبَنِي تَمِيمٍ فِي أَوَّلِ هَذِهِ السَّنَةِ.(1/197)
وسمعت الثقة من أصحابنا قال: قال الفاريابي: وُلِدْتُ سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
وَفِيهَا مَاتَ أَبُو عبد الرحمن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ فِي آخِرِ السَّنَةِ [1] .
وَفِيهَا مَاتَ أَبُو الْمُغِيرَةِ [2] .
سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ
حَجَّ بِالنَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ أَيْضًا.
وَمَاتَ فِيهَا أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ الشَّيْبَانِيُّ.
وَحَجَّ بِالنَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَاسْتُقْضِيَ عَلَى مَكَّةَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ. وَفِيهَا مَاتَ بِشْرُ بْنُ شُعَيْبٍ.
«وَفِيهَا مَاتَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَطِيَّةَ الْمُفْتِي الدِّمَشْقِيُّ» [3] .
وَاسْتُعْمِلَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيُّ، وَكَانَ مَعَهُ النَّوْفَلِيُّ، فِي مُسْتَهَلِّ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ، وَعُزِلَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ.
سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ
حَجَّ بِالنَّاسِ إِسْحَاقُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ.
«مَاتَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى أَبُو مُحَمَّدٍ فِي هَذِهِ السَّنَةِ» [4] ، «وَمُحَمَّدُ بن عبد الله بن المثنى بن أنس الْأَنْصَارِيُّ، [وَسَمِعْتُ الْأَنْصَارِيَّ] سَنَةَ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ يَقُولُ قَدْ أَشْرَفْتُ عَلَى أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً» [5] .
__________
[1] أعاد ذكر خبر حج عبد الله بن عبيد الله العباسي بالناس بعد «السنة» وقد حذفتها لانه مكرر.
[2] عبد القدوس بن الحجاج الخولانيّ الحمصي (تهذيب التهذيب 6/ 369) .
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 6/ 446.
[4] الخطيب: السابق واللاحق: ق 77.
[5] الخطيب: تاريخ بغداد 5/ 411، وما بين [] سقط من الأصل واكملته من تاريخ بغداد ويعقب الخطيب على ذلك بقوله «وهم يعقوب في(1/198)
وَفِيهَا مَاتَ أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ.
وَفِيهَا مَاتَ عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ التِّنِّيسِيُّ.
وَمَاتَ سَوَّارُ بْنُ عُمَارَةَ الرَّمْلِيُّ فِي هَذِهِ السَّنَةِ أَوْ فِي سَنَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ.
وَعُزِلَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيُّ عَنْ مَكَّةَ.
وَوَلِيَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَبَّاسِيُّ، وَكَانَ ابْنُهُ مُحَمَّدُ عَلَى مَكَّةَ يَتَدَاوَلَانِ الْعَمَلَ مَرَّةً الْأَبُ عَلَى مَكَّةَ وَالِابْنُ عَلَى الْمَدِينَةِ.
وَغَزَا الْمَأْمُونُ الرُّومَ وَفَتَحَ قُرَّةَ [1] ، وَدَخَلَ الْعَبَّاسُ ابْنُهُ مِنْ دَرْبِ الْحَدَثِ [2] .
وَوَلِيَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَهْمِ، وَقَدِمَ مَعَهُ بَكُورٌ وَمَجَهْ ملكي الْحَبَشِ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ.
سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ
حَجَّ بِالنَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ.
«وَفِيهَا مَاتَ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ. وَقَالَ عَلِيٌّ: وُلِدْتُ قَبْلَ مَقْتَلِ أَبِي مُسْلِمٍ [3] » [4] وَفِيهَا مات محمد بن المبارك الصوري.
__________
[ () ] ذكر وفاة الأنصاري» ثم يذكر انها سنة 215 هـ. وابن حجر: تهذيب التهذيب 9/ 275- 276، ثم ينقل استدراك الخطيب عليه.
[1] من الحصون القريبة من طرسوس.
[2] درب الحدث: يقطع جبل طوروس ويمتد من مرعش نحو الشمال وكثيرا ما سلكه المسلمون في غزواتهم لبلاد الروم. (لسترنج: بلدان الخلافة الشرقية 165) .
[3] يعني الخراساني.
[4] الخطيب: تاريخ بغداد 11/ 372، لكنه يذكر «قبيل» بدل «قبل» ، والسابق واللاحق: ق 64، ولم يذكر وقت مولده.(1/199)
سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ: صَلَّى عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْمُبَارَكِ أَبُو مُسْهِرٍ بِبَابِ الْجَابِيَةِ [1] ، فَلَمَّا فَرَغَ أَثْنَى عَلَيْهِ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: وَوُلِدَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ [2] .
حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ عَنْ مَرْوَانَ قَالَ: لَيْسَ فِينَا مِثْلُهُ.
وَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَحْمَدَ بن ذكوان قال: قال يحي بن معين: محمد ابن الْمُبَارَكِ شَيْخُ الْبَلَدِ بَعْدَ أَبِي مُسْهِرٍ.
«وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: وَكَانَ لَا يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ وَاقِدٍ حَتَّى مَاتَ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّاطَرِيُّ» [3] .
«قَالَ: وَكَانَ مَرْوَانُ يَقُولُ: عَمْرُو بْنُ وَاقِدٍ كَذَّابٌ.
سَأَلْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَمْرِو بْنِ وَاقِدٍ فَقَالَ: لَمْ يَكُنْ شُيُوخُنَا يُحَدِّثُونَ عَنْهُ. وَكَأَنَّهُ لَمْ يَشُكَّ أَنَّهُ كَانَ يَكْذِبُ» [4] .
وَغَزَا الْمَأْمُونُ فِي هَذِهِ السَّنَةِ.
سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: قَدِمْتُ مَكَّةَ فِي أَوَّلِ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَسَمِعْتُ مُسْنَدَ الْحُمَيْدِيِّ ابْتَدَأَ فِيهِ فِي شَوَّالٍ.
وَحَجَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ.
وَصَدَرْتُ وَأَقَمْتُ بِمَكَّةَ إِلَى هِلَالِ الْمُحَرَّمِ، وَخَرَجْتُ بَعْدَ هِلَالِ الْمُحَرَّمِ
__________
[1] من أبواب دمشق.
[2] اقتبس ذلك يعقوب من تاريخ أبي زرعة ق 29 أ.
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 8/ 115- 116، ويضيف «قال يعقوب: ليس بشيء» قبل عبارة عبد الرحمن، ويقدم عبارة عبد الرحمن على عبارة مروان.
[4] الذهبي: ميزان الاعتدال 3/ 291. وابن حجر: تهذيب التهذيب 8/ 115- 116.(1/200)
إِلَى مِصْرَ، وَقَطَعَ بِنَا مَرَّةً بِالسُّوَيْدَاءِ [1] ، وَذَلِكَ فِي أَوَّلِ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ.
وَنُعِيَ إِلَيْنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْمِصِّيصِيُّ قَبْلَ أَنْ يَقْدَمَ مِصْرَ، عَلَى مَرْحَلَةٍ مِنْ مِصْرَ.
سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ
سَمِعْتُ مِنْ أَبِي صَالِحٍ وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ وَأَبِي الْأَسْوَدِ النَّضْرِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ وَغَيْرِهِمْ.
وَخَرَجْتُ فِي آخِرِ السَّنَةِ إِلَى الشَّامِ.
وَسَمِعْتُ فِي هَذِهِ السَّنَةِ أَبَا مُسْهِرٍ بِدِمَشْقَ يَقُولُ: كَتَبَ إِلَيْنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أُمِّ عَلْقَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ فِي الْحَامِلِ تَرَى الدَّمَ؟ قَالَتْ:
لَا تُصَلِّي.
وَكَانَ الْمَأْمُونُ قَدِمَ مِصْرَ فِي الْمُحَرَّمِ، فَأَقَامَ بِهَا شَهْرًا أَوْ بَعْضَ شَهْرٍ وَقَتَلَ الْبَيْضَاءَ [2] وَسَبَاهُمْ وَخَرَجَ مِنْهَا مُتَوَجِّهًا إِلَى طَرْسُوسَ، وَغَزَا أَرْضَ الرُّومِ، وَأَقَامَ عَلَى لُؤْلُؤَةَ [3] وَلَمْ يَفْتَحْهَا، ثُمَّ فَتَحَهَا عُجَيْفٌ بعده.
وكتبت عَنْ أَبِي تَوْبَةَ [4] وَغَيْرِهِ، وَوَافَيْتُ الْحَجَّ فِي هذه السنة، وحج
__________
[1] السويداء: موضع على ليلتين من المدينة على طريق الشام (ياقوت: معجم البلدان) .
[2] في الأصل «البيصا» والبيضاء اسم لأربع قرى بمصر (ياقوت:
معجم البلدان) ويذكر الطبري (تاريخ 8/ 627) في حوادث سنة 217 هـ «ظفر الأفشين فيها بالبيما وهي من ارض مصر، ونزل أهلها بالأمان على حكم المأمون» (انظر عن البيما معجم البلدان لياقوت) ومن المحتمل ان «البيصا» هي تصحيف «البيما» .
[3] لؤلؤة: هي لولون مدينة بيزنطية تقع في النهاية الشمالية لدرب الأبواب القليقية جنوب طوانة (لسترنج: بلدان الخلافة الشرقية ص 171) .
[4] هو الربيع بن نافع الحلبي (تهذيب التهذيب 3/ 251) .(1/201)
بِنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ وَالٍ على المدينة ومكة.
سنة ثمان عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ
وَغَزَا الْمَأْمُونُ الرُّومَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْبَذْنَدُونَ [1] تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَارُونَ في رجب، سنة ثمان عشرة وَمِائَتَيْنِ، فَكَانَتْ خِلَافَتُهُ إِحْدَى وَعِشْرِينَ سَنَةً إِلَّا أَيَّامًا.
وَنَعَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بِمَكَّةَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ لِثِلَاثَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ، وَبَايَعَ لِأَبِي إِسْحَاقَ بْنِ هَارُونَ. فَحُمِلَ إِلَى أَذْنَةَ [2] ، وَدُفِنَ بِهَا يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ لِثِلَاثٍ وَعِشْرِينَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ.
وَحَجَّ بِنَا صَالِحُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَدِمَ عَامِلًا عَلَى مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ.
«وَمَاتَ أَبُو نعيم الفضل بن دكين سنة ثمان عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ، وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ ثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ» [3] .
وَفِيهَا مَاتَ أَبُو مُسْهِرٍ، وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
«وَشَهِدْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَاضِي الْمَخْزُومِيَّ جاء الى سليمان ابن حَرْبٍ- وَكَانَ قَدْ كَتَبَ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ أَنْ يَقِفَ مِنَ [4] الْقَضَاءِ [5]- يُسَلِّمُ عَلَيْهِ وَيُوَدِّعُهُ وَيَخْرُجُ إِلَى بَغْدَادَ. فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ: ما يخرجك؟
__________
[1] في الأصل «بالبيدون» والبذندون: هي بدندنس (Podandos) وهو حصن بيزنطي قرب طرسوس (لسترنج: بلدان الخلافة الشرقية 166) .
[2] أذنة: مدينة رومية قديمة فتحها المسلمون في العصر الأموي تقع قرب طرسوس (لسترنج: بلدان الخلافة الشرقية 163) .
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 12/ 355- 356، وابن حجر: تهذيب التهذيب 8/ 275.
[4] في تاريخ بغداد «على» .
[5] قال الخطيب- يعني مكة-.(1/202)
قَالَ: أَذْهَبُ فَأُعَزِّي أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقَاضِي [1] ، وَأُهَنِّيهِ فِيمَا يَسْتَقْبِلُ.
فَقَالَ سُلَيْمَانُ وَضَحِكَ: إِنَّمَا تخرج لعل ابن أبي دؤاد [2] يَعْمَلُ لَكَ فِي قَضَاءِ مَكَّةَ وَهُوَ لَا يفعل، فأنه قد خَرَجَ ابْنُ الْحُرِّ فَسَيَقْضِيهِ فَيَتَّخِذَهُ فِي صَنِيعِهِ [3] يُذْكَرُ بِهِ، فَأَنْتَ لَا تَكُونُ صَنِيعَةً لَهُ أَنْتَ أَجَلُّ مِنْ ذَلِكَ. وَخَرَجَ فَكَانَ كَمَا قَالَ سُلَيْمَانُ» [4] .
سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ
حَجَّ صَالِحُ بْنُ الْعَبَّاسِ وَوَافَى طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ- وَأَنَا مَعَهُ- بِقُفْلِ الْكَعْبَةِ.
وَهُدِمَتْ زَمْزَمُ فِي هَذِهِ السَّنَةِ، وَعُمِلَتْ بِالذَّهَبِ وَالْفُسَيْفِسَاءِ وَعُمِلَتِ الْقُبَّةُ. وَفِيهَا مَاتَ أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ [5] .
«وَفِيهَا مَاتَ عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ الْحِمْصِيُّ» [6] ، وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَدِمَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ مَعَ طَاهِرٍ وَابْنِ فَرَجٍ الرَّخَّجِيِّ وَمَعَهُمُ الْقُفْلُ مِنْ ذَهَبٍ مُصْمَتٍ، وَكَانَ بَيْنَهُمَا وَبَيْنَ الْحَجَبَةِ مُنَازَعَةٌ حَتَّى اصْطَلَحُوا عَلَى أَنْ يُقْفَلَ عَلَى الْبَيْتِ بِقُفْلَيْنِ، الْقَدِيمِ، وَالَّذِي قَدِمُوا بِهِ، وَخَرَجَتِ الْحَجَبَةُ إِلَى الْخَلِيفَةِ، فَطَلَبُوا إِلَيْهِ وقالوا: هذا قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فَأَمَرَ بِرَفْعِ الْقُفْلِ الَّذِي كَانَ بَعَثَ بِهِ وَأَنْ يُرَدَّ عَلَيْهَا الْقُفْلُ الْأَوَّلُ، وَوَهَبَ لَهُمُ القفل وأجازهم.
__________
[1] أي ما انقضى من وفاة المأمون.
[2] في الأصل «داود» وهو تصحيف.
[3] في تاريخ بغداد «ليتخذه صنيعة» .
[4] الخطيب: تاريخ بغداد 2/ 310.
[5] هو عبد الله بن الزبير الحميدي صاحب المسند.
[6] ابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 369.(1/203)
وهدمت زمزم، وعملت بالذهب والفسيفساء، وعملت الْقُبَّةُ، وَفُرِغَ مِنْهَا لِخَمْسٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ.
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: خرجت في هذه السنة سنة تِسْعَ عَشْرَةَ فَسَمِعْتُ مِنْ آدَمَ [1] وَمِنْ أَبِي الْيَمَانِ [2] وَالْوُحَاظِيِّ [3] وَمَشَايِخَ بِفِلَسْطِينَ وَدِمَشْقَ وَحِمْصَ.
وَحَضَرْتُ سُلَيْمَانَ [4] جَاءَهُ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَمَعَهُ كُتَّابُهُ مِنْهُمْ: ابْنُ شُعَيْبٍ مَوْلَى أَبِيهِ فَقَالَ لِسُلَيْمَانَ [5] : تَحْمِلُ كُتُبَكَ وَتَجِيئُنَا فَتُحَدِّثُنَا. فَاغْتَمَّ سُلَيْمَانُ لِذَلِكَ، وَكَانَ ابْنُ خَاقَانَ مُجَاوِرًا بِمَكَّةَ فَقَالَ سُلَيْمَانُ: تَعْرِفُ مَنْزِلَ ابْنِ خَاقَانَ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: اذْهَبْ فَقُلْ لَهُ أَنَّ سُلَيْمَانَ يَنْتَظِرُكَ فِي الْمَسْجِدِ. فَدَعُوا بِهِ. فَلَمَّا الْتَقَى مع سليمان، قال: أراك معتما؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ لِي هَذَا احْمِلْ كُتُبَكَ وَتَجِيئُنَا تُحَدِّثُنَا، وَلَا أَفْعَلُ. فَقَالَ لَهُ ابْنُ خَاقَانَ:
لَا تَغْتَمَّ فَإِنَّ هَذَا أَمْرٌ سَهْلٌ، وَمَكَانَكَ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْكَ. فَدَخَلَ عَلَى طَاهِرٍ، وَخَرَجَ، فَقَالَ: قَدْ كَفَاكَ اللَّهُ. قَالَ: غَيَّرَ رَأْيَهُ؟ قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَرَى أَنْ تَأْتِيَ الْقَاضِيَ فِي مَجْلِسِهِ فَإِنَّ الْأَمِيرَ يُسَرُّ بِذَلِكَ وَتَرْتَفِعُ عِنْدَهُ بِإِتْيَانِكَ إِلَى الْعُلَمَاءِ. فَرَاحَ إِلَيْهِ مَعَ كَاتِبِهِ وَمَعَهُ ثُلُثٌ [6] مَكْتُوبٌ فَجَعَلَ الْكَاتِبَ يَسْأَلُهُ وَيُحَدِّثُهُ.
سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ
حَجَّ بِالنَّاسِ صالح بن العباس ووافى عجيف.
__________
[1] يعني ابن أبي إياس.
[2] هو الحكم بن نافع الحمصي.
[3] هو يحي بن صالح الشامي (تهذيب التهذيب 11/ 229) .
[4] يعني ابن حرب.
[5] في الأصل «سليمان» .
[6] هكذا في الأصل.(1/204)
«وَفِيهَا مَاتَ آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ» [1] .
وَفِيهَا مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ فِي آخِرِ السَّنَةِ قَبْلَ هِلَالِ الْمُحَرَّمِ، أَوْ بَعْدَ انْسِلَاخِ الْمُحَرَّمِ فِي صَفَرٍ مِنْ سَنَةِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ. وَوُلِّيَ عَلَى الْقَضَاءِ مُحَمَّدُ بن الحسين [2] ابن الْحُرِّ، وَقَدِمَ مَكَّةَ، وَإِذَا فِي عَهْدِهِ:
رَأَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ تُوَلِّيَ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ [3] الْقَضَاءَ. فَقَالَ لَهُ صَالِحٌ:
إِنَّمَا قَالَ تُوَلِّي فَإِنْ رَضِيتَ أَنْ أُوَلِّيَكَ وَتَكُونَ قَاضِيًا، وَإِلَّا فَأَوْرِدْ عَلَيَّ كِتَابًا بِبَيَانِ ذَلِكَ. فَقَالَ لَهُ: - وَكَانَ مِنْهُ وَفِيهِ- بَلْ أَرْضَى أَنْ أَكُونَ قَاضِيَكَ.
فَاسْتَمَرَّ لَهُ الْقَضَاءُ عَلَى هَذَا السَّبِيلِ.
سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ
حَجَّ بِالنَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عِيسَى.
وَفِيهَا مَاتَ أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ.
وَعُزِلَ صَالِحٌ، وَوُلِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عِيسَى.
وَقَدِمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُمَرِيُّ عَلَى شَرْطِ مَكَّةَ مِنْ قِبَلِ محمد بن داود، ليومين خَلَتَا مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَقَبَضَ الْعَمَلَ مِنْ صَالِحٍ، وَقَدِمَ مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عِيسَى لِسَبْعٍ مَضَيْنَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَقَدْ أَعْهَدَهُ عَلَى النَّاسِ وَحَضَرَ الْعَرَبُ قِرَاءَةَ عَهْدِهِ، وَفِي عَهْدِهِ أَنْ يَأْخُذَ مِنَ الذَّهَبِ الذَّهَبَ وَمِنَ الْفِضَّةِ الْفِضَّةَ وَمِنَ الْحَبِّ الْحَبَّ وَمِنَ الْغَنَمِ الْحَافِرَ وَمِنَ الْإِبِلِ الْخُفَّ، فَلَمَّا انْقَضَى الموسم فرّق عماله فِي عَمَلِهِ، وَوَلَّى رَجُلًا مِنْ بَنِي جُمَحٍ سقعا [4] في عمله من سكسك وعامر
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 7/ 30.
[2] ، (3) في الأصل «الحسن» والتصويب من تأريخ بغداد 2/ 223.
وتهذيب التهذيب 9/ 121.
[4] السقع: ناحية من الأرض.(1/205)
فَأَحْصَى مَاشِيَتَهُمْ وَقَالَ [1] : هَاتُوا لِكُلِّ فَرِيضَةٍ دِينَارًا، فَامْتَنَعُوا عَلَيْهِ وَقَالُوا:
أَنْتَ عَاصٍ خَارِجِيٌّ تُرِيدُ أَنْ تَغْصِبَنَا أَمْوَالَنَا، إِنَّمَا فِي عَهْدِ صَاحِبِكَ أَنْ تَأْخُذَ مِنْ كُلِّ فَرِيضَةٍ شَاةً غَايَةُ ثَمَنِهَا وَقِيمَتِهَا سَبْعَةُ دَرَاهِمَ إِلَى ثَمَانِيَةِ دَرَاهِمَ، فَشَادَّهُمْ وَشَادُّوهُ، وَحَارَبَهُمْ وَحَارَبُوهُ حَتَّى كَانَ بَيْنَهُمْ قَتْلَى، وَقُتِلَ الْجُمَحِيُّ، وَدَعَا ابْنُ دَاوُدَ أَخَا الْجُمَحِيِّ فَوَلَّاهُ النَّاحِيَةَ، فَأَذِنَ لَهُ أَنْ يُسَخِّرَ وَيَسْتَعِينَ بِالْأَعْرَابِ وَغَيْرِهِمْ، فَخَرَجَ وَاسْتَبَاحَ الْحَيَّيْنِ وَكَثُرَ فَسَادُ جَيْشِهِ.
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: سَمِعْتُ بَعْضَ السُّفَهَاءِ الَّذِينَ خَرَجُوا مَعَهُ قَالَ: افْتَضَضْنَا أَكْثَرَ مِنْ عَشَرَةِ آلَافِ عَذْرَاءَ.
سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ
حَجَّ بِنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى.
«وَفِيهَا مات ابو صالح يحي بن صالح الوحاظي، ومولده سنة سبع وأربعين وَمِائَةٍ» [2] .
سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ
حَجَّ بِنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، وَخَرَجَ فِي الثَّمَانِ [3] مِنْ مَكَّةَ وَدَخَلَهَا بِعُمْرَةٍ، وَقَصَرَ الصَّلَاةَ فِي إِقْبَالِهِ وَبِمَكَّةَ يَخْرُجُ مِنْ دَارِهِ- دَارُ الْإِمَارَةِ- وَيُصَلِّي بِالنَّاسِ رَكْعَتَيْنِ، وَوَقَعَ النَّاسُ مِنْ ذَلِكَ فِي جَهْدٍ وَمَكْرُوهٍ، كُلُّ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يُنْكِرُونَ ذَلِكَ مِنْ فِعْلِهِ، وَأَنْشَأَ الْحَجَّ، وَحَجَّ بِنَا عَلَى هَذَا السَّبِيلِ.
سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ
حَجَّ بِنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عِيسَى.
«وَفِيهَا مَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ أَبُو الجماهر، ومولده سنة احدى
__________
[1] في الأصل «وقالوا» .
[2] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 230.
[3] الثمان: هو يوم التروية.(1/206)
وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ» [1] .
وَفِيهَا مَاتَ سَعِيدُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، وَكَانَ مَوْلِدُهُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
«وَفِيهَا مَاتَ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ» [2] ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ.
سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ
حَجَّ بِنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عِيسَى.
وَفِيهَا مَاتَ أَصْبَغُ بْنُ نُوحِ بْنِ سَعِيدٍ.
سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ
لَا أَدْرِي مَنْ حَجَّ بِالنَّاسِ لِأَنِّي كُنْتُ بِمِصْرَ [3] .
سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ
حَجَّ بِالنَّاسِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ.
وَفِيهَا مَاتَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ.
وَفِيهَا تُوُفِّيَ أَبُو إِسْحَاقَ [4] فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ.
وَفِيهَا خَرَجَ الْمُبَرْقَعُ بِفِلِسْطِينَ.
وَقَاتَلَ رَجَاءُ الْحَضَارِيُّ أَهْلَ كفر بطنا [5] .
وَكَانَتْ خِلَافَةُ أَبِي إِسْحَاقَ تِسْعَ سِنِينَ وَشَهْرَيْنِ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ.
وَاسْتُخْلِفَ هَارُونُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ.
سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ
حَجَّ بِالنَّاسِ مُحَمَّدُ بن داود بن عيسى.
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 9/ 340.
[2] ابن حجر: تهذيب التهذيب 3/ 71، وهو أبو العباس الحمصي.
[3] أقام الحج محمد بن داود بن عيسى (تأريخ خليفة بن خياط ص 518) .
[4] هو المعتصم الخليفة العباسي.
[5] كفر بطنا: من قرى غوطة دمشق (ياقوت: معجم البلدان) .(1/207)
«حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو النَّضْرِ الْفَرَادِيسِيُّ قَالَ:
وُلِدْتُ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ» [1] . وَمَاتَ بَعْدَ أَخْذِ الْمُبَرْقَعِ، وَأَخْذُ الْمُبَرْقَعِ بَعْدَ مَوْتِ أَبِي إِسْحَاقَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ.
سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ
حَجَّ بِالنَّاسِ مُحَمَّدُ بن داود بن عيسى.
سنة ثلاثين وَمِائَتَيْنِ
حَجَّ بِنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عِيسَى.
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَوَافَيْتُ الْمَوْسِمَ مِنْ مِصْرَ، وَخَرَجَ ابْنُ دَاوُدَ فَتَلَقَّى إِسْحَاقَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ، وَأَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ، وَرَجَعَ إِلَى مَكَّةَ- إِلَى دَارِهِ وَوَطَنِهِ- يَقْصِدُ الصَّلَاةَ يَخْرُجُ مِنَ الدَّارِ إِلَى الْمَسْجِدِ، وَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ.
سَنَةَ إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ
حَجَّ بِنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عيسى.
وفيها مات يحي بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ لِلنِّصْفِ مِنْ صَفَرٍ، وَخَرَجَ ابْنُ دَاوُدَ فَأَحْرَمَ مِنْ خَارِجٍ [2] ، وَانْصَرَفَ إِلَى دَارِهِ يَقْصِدُ الصَّلَاةَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ.
سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ
حَجَّ بِنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عِيسَى.
وَتُوُفِّيَ هَارُونُ لِسِتٍّ بَقِينَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، وَكَانَتْ خِلَافَتُهُ خمس سنين
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 1/ 220، لكنه يذكر «قال الفسوي وابو زرعة الدمشقيّ عنه» والصواب ما في الأصل، ويذكر «زاد الفسوي توفي سنة 227 هـ في ربيع الأول» وهو وهم، لان الفسوي أرخ بذلك وفاة «أبي إسحاق» وهو المعتصم الخليفة العباسي وليس إسحاق أبي النضر الفراديسي. ووفاة الفراديسي وقعت في نفس العام بعد وفاة المعتصم كما يذكر الفسوي أعلاه.
[2] اي من خارج مكة.(1/208)
وَتِسْعَةَ أَشْهُرٍ إِلَّا سِتَّةَ أَيَّامٍ، وَاسْتُخْلِفَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ لِسِتِّ لِيَالٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَكَانَ جَاءَ خَبَرُ مَرَضِ هَارُونَ قَبْلَ الْمَوْسِمِ، وَوَجَّهَ إِلَيْهِ بِمَاءِ زَمْزَمَ وَخَلُوقٍ مِنْ خَلُوقِ الْكَعْبَةِ، ثُمَّ جَاءَ نَعْيُهُ يَوْمَ الْخَمِيسِ لِسِتَّ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنَ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ.
وَفِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ
حَجَّ بِنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عِيسَى، وَنَعَى لَنَا هَارُونَ لِسِتَّ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنَ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ، نَعَاهُ عَلَى الْمِنْبَرِ عَنْ كتاب وكيله اليه، وبايع بجعفر، ثُمَّ جَاءَهُ الْخَرِيطَةُ بِمَوْتِ هَارُونَ.
«وَفِيهَا تُوُفِّيَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَغْدَادِيُّ» [1] .
«وَفِيهَا مَاتَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ، وَصَلَّى عَلَيْهِ مَالِكُ بن طوق، وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ» [2] .
سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ
حَجَّ بِنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عِيسَى.
وَفِيهَا مَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ غُرَّةَ شَعْبَانَ وَأَبُو خَيْثَمَةَ [3] وَالْقَدْمِينِيُّ [4] وَابْنُ أَبِي عَبْدَةَ الْعَنْبَرِيُّ فِي أَوَّلِ السَّنَةِ صَدَرَ فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يَقْدَمَ الْبَصْرَةَ بِلَيْلَةٍ، وَابْنُ عَبْدَةَ الْهَمْدَانِيُّ، وَابْنُ نُفَيْلٍ [5] ، «وَعَلِيُّ بن بحر البري ويحي بْنُ أَيُّوبَ الْبَغْدَادِيُّ» [6] ، وَأَبُو زَيْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن أبي
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 6/ 338.
[2] ابن حجر: تهذيب التهذيب 4/ 208، ولم يذكر من صلى عليه.
[3] زهير بن حرب بن شداد النسائي (تهذيب التهذيب 3/ 342) .
[4] هكذا في الأصل ولم أجده في كتب ضبط الأسماء.
[5] عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل الحراني (تهذيب التهذيب 6/ 16) .
[6] الخطيب: تاريخ بغداد 11/ 353، 14/ 189، وابن حجر:
تهذيب التهذيب 7/ 285، ولم يذكر «يحي بن أيوب البغدادي» .(1/209)
الْغَمْرِ الْمِصْرِيُّ.
وَحَجَّ فِي هَذِهِ السَّنَةِ إِيتَاخُ، وَصَدَرَ وَذَهَبَ أَثَرُهُ إِلَى الْيَوْمِ [1] .
سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ
حَجَّ بِنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عِيسَى.
«وَفِيهَا مَاتَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ» [2] .
وَفِيهَا شَهَرَ أَصْحَابُ جَعْفَرٍ الْخَيَّاطِ السُّيُوفَ عَلَى الْحَاجِّ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى وَطِئَ النَّاسُ وَقَتَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَذَلِكَ يَوْمَ خَامِسٍ مِنَ الثَّمَانِ [3] يَوْمَ الْجُمُعَةِ.
وَفِيهَا عُزِلَ ابْنُ حَنْظَلَةَ، قَدِمَ بِكِتَابٍ عَزَلَهُ أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، وَرَدَ عَلَى الْقَضَاءِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ.
سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ
«وَفِيهَا مَاتَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ فِي الْمُحَرَّمِ صَدَرَ مِنَ الْحَجِّ فَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ» [4] .
وَدَعَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ لِمُحَمَّدٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ وَلَّاهُ الْعَهْدَ فِي صَفَرٍ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِعَشْرٍ مِنْ صَفَرٍ. وَقَدِمَ الشِّيعِيُّ مِنْ طَرِيقِ الْبَصْرَةِ فَبُويِعَ لَهُمْ.
وَتُوُفِّيَ أَبُو جَعْفَرٍ الْعَلَّافُ فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ يَوْمَ الْخَمِيسِ غُرَّةَ الْهِلَالِ.
وَتُوُفِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ لِسِتٍّ مَضَيْنَ مِنْ شَعْبَانَ.
وَنُعِيَ لَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ مَيْمُونٍ، نَعَاهُ لَنَا العمّار الذين قدموا من
__________
[1] انظر تفصيل الخبر في الطبري: تاريخ 9/ 166- 170.
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 11/ 473، وابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 356، ولم يذكر «ابا بكر بن أبي شيبة» .
[3] الثمان يعني يوم التروية.
[4] الخطيب: تاريخ بغداد 6/ 181، وابن حجر: تهذيب التهذيب 1/ 167.(1/210)
الْبَصْرَةِ فِي جُمَادَى الْأُولَى.
وَفِيهَا تُوُفِّيَ شَيْبَانُ الْأَيْلِيُّ نَعَاهُ الْحَاجُّ.
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَحَجَجْتُ فِي هَذِهِ السَّنَةِ، حَجَّ بِنَا الْمُنْتَصِرُ، وَصَدَرْتُ إِلَى الْبَصْرَةِ، وَعُزِلَ ابْنُ دَاوُدَ عَنْ مَكَّةَ، وَوُلِّيَ عَلَيْهَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ خَرَجَ مِنَ الْبَصْرَةِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَذَلِكَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَأَنَا بِفَارِسَ، وَحَجَّ هُوَ بِالنَّاسِ، وَحَجَّ مَعَهُ ابْنُ دَاوُدَ، ثُمَّ صَدَرَ، وَمَاتَ فِي الطَّرِيقِ.
وَمَاتَ عَبْدُ الْأَعْلَى [1] وَأَنَا بِالْبَصْرَةِ.
وَمَاتَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، وَابْنُ حَسَّانٍ، وَعَبَّاسٌ النُّرْسِيُّ وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ.
سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ
حَجَّ بِالنَّاسِ عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، وَصَدَرَ، وَمَاتَ وَأَنَا بِفَارِسَ.
«وَمَاتَ صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ الثَّقَفِيُّ الدِّمَشْقِيُّ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ» [2] ، مَوْلِدُهُ سَنَةَ ثَمَانٍ أَوْ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَسَنَةَ أَرْبَعِينَ
حَجَّ بِالنَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عِيسَى، قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَأَنَا بِالسَّيْرَجَانِ [3] .
وَحَجَّ بِالنَّاسِ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَأَنَا بِبَلْخَ [4] ابْنُ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ بْنِ عِيسَى.
وَفِيهَا تُوُفِّيَ أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خلف.
__________
[1] هو عبد الأعلى بن حماد بن نصر الباهلي النرسي (تهذيب التهذيب 6/ 93) .
[2] ابن حجر: تهذيب التهذيب 4/ 427.
[3] السيرجان: مدينة كبيرة كانت قصبة مقاطعة كرمان في إيران (لسترنج: بلدان الخلافة الشرقية 338) .
[4] بلخ: احدى المدن الأربع الكبرى في إقليم خراسان.(1/211)
«وَتُوُفِّيَ الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ» [1] .
«وَفِيهَا تُوُفِّيَ أَبُو رَجَاءٍ قُتَيْبَةُ [2] بْنُ سَعِيدٍ فِي شَعْبَانَ أَوْ رَمَضَانَ» [3] .
وَفِيهَا تُوُفِّيَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ.
سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: حَجَّ بِنَا سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ محمد بن داود ابن عِيسَى.
«وَمَاتَ أَبُو تَوْبَةَ» [4] .
وَمَاتَ أَبُو قُدَامَةَ [5] فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ.
«وَمَاتَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخِرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ» [6] .
وَسَارَ رَسُولٌ مِنَ الْكَرْخِ إِلَى نَيْسَابُورَ [7] ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ نَعَاهُ.
وَصَدَرْتُ مِنْ سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ إِلَى فِلِسْطِينَ، وَقَدِمْتُ عَسْقَلَانَ في عشرين ليلة.
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/ 142.
[2] في الأصل «قبيصة» والتصويب من تأريخ بغداد 12/ 470، وابن حجر: تهذيب التهذيب 8/ 358.
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 12/ 470.
[4] ابن حجر: تهذيب التهذيب 3/ 252، وهو الربيع بن نافع.
[5] عبيد الله بن سعيد بن يحي اليشكري مولاهم ابو قدامة السرخسي الحافظ (تهذيب التهذيب 6/ 16) .
[6] في تأريخ بغداد 4/ 422، باسناد الخطيب الى يعقوب قال حدثني الفضل بن زياد قال: وتوفي ابو عبد الله يوم الجمعة ضحوة لاثنتي عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ رَبِيعٍ الْآخِرِ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعيِنَ وَمِائَتَيْنِ، وَقَدْ أَتَى لَهُ سَبْعٌ وسبعون سنة.
[7] نيسابور: احدى المدن الأربع الكبرى في إقليم خراسان.(1/212)
وَسَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ عَمَّارٍ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وأربعين وَمِائَتَيْنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ مِنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ مَجْلِسًا مَعَ أَصْحَابِنَا فَلَمْ أَكْتُبْهُ. قَالَ هِشَامٌ: ورأيت بكير ابن مَعْرُوفٍ، وَسَمِعْتُ مِنْهُ الْكَثِيرَ وَلَمْ أَكْتُبْ مِنْهُ شَيْئًا، وَكَانَ يَخْضِبُ بِحُمْرَةٍ. قَالَ: وَكَتَبَ إِلَى ابْنِ لَهِيعَةَ وَإِلَى ابْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى- يَعْنِي أَبَا مُسْهِرٍ- وَثَالِثًا ذَكَرَهُ مِائَةَ حَدِيثٍ وَحَدِيثَيْنِ. وقدمت مصر بعد ذاك قدمتين. قلت:
وقد مات الليث بن سعيد وَابْنُ لَهِيعَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: وَأَكَلْتُ عِنْدَ الشَّافِعِيِّ وَكَلَّمْتُهُ وَكَلَّمَنِي بِمِصْرَ، وَمَوْلِدُ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ [1] .
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ لَمَّا مات عبد الرحمن بن عوف يقول: وا جبلاه.
حَدَّثَنَا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنِي الْجَعْدُ [2] بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ أَنَّ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ أَذِنَ بِسَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بن عمرو بْنِ نُفَيْلٍ- وَهَلَكَ بِالْعَقِيقِ- فَخَرَجَ إِلَيْهِ سَعْدٌ فَغَسَّلَهُ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَيْفُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقُولُ: تُوُفِّيَ عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، فاصعد مَعَهُ ابْنُ عُمَرَ حَتَّى إِذَا جَاءَ الرَّدْمَ أَعْلَى مَكَّةَ قَالَ: رُدُّوا النِّسَاءَ.
حَدَّثَنِي الرَّبِيعُ بن يحي المرئي [3] قال: حدثنا شعبة قال: حدثنا
__________
[1] الى هنا ينتهي القسم المرتب على الحوليات من هذا الكتاب، ويبدأ القسم المتعلق بمعرفة الرجال.
[2] في الأصل «الجعبر» والتصويب من ابن حجر: تهذيب التهذيب 2/ 80.
[3] المرئي: نسبة الى امرئ القيس (تهذيب التهذيب 3/ 252 حاشية (1) نقلا عن لب اللباب) .(1/213)
عُيَيْنَةُ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ أَنَّهُ كَانَ فِي جِنَازَةِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُيَيْنَةُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: شَهِدْتُ جِنَازَةَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، وَخَرَجَ زِيَادٌ يَمْشِي بَيْنَ يَدَيْ سَرِيرِهِ، فَلَمَّا كَانَ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ لَقِيَنَا أَبُو بَكْرَةَ [1] .
حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِي الضَّحَّاكِ قَالَ: رَأَيْتُ مُصْعَبَ بْنَ الزُّبَيْرِ يَمْشِي فِي جِنَازَةِ الأحنف ابن قَيْسٍ بِغَيْرِ رِدَاءٍ.
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: زَعَمُوا مِنَ الْحَرِّ فَعَلَ.
حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَخْرَمَةُ [2] عَنْ أَبِيهِ عَنْ نَافِعٍ: أَنَّهُ صَلَّى مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ عَلَى عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ صَلَّوُا الصُّبْحَ.
حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ [3] : أَنَّ نَافِعًا مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ أَخْبَرَهُ قَالَ: وُضِعَتْ جِنَازَةُ أُمِّ كُلْثُومٍ امْرَأَةِ عُمَرَ وَابْنٍ لَهَا يُقَالُ لَهُ زَيْدٌ، وَالْإِمَامُ يَوْمَئِذٍ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ، وَفِي النَّاسِ ابْنُ عَبَّاسٍ وَأَبُو هُرَيْرَةَ وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبُو قَتَادَةَ.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ أبي عمار مولى بني هَاشِمٍ قَالَ: كُنْتُ فِيمَنْ يَخْتَلِفُ بَيْنَ أُمِّ كلثوم وابنها زيد فصلى عليهما أمير المدينة وثم الحسن والحسين.
حدثنا يحي بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عبد الله بن لهيعة قال:
__________
[1] نفيع بن الحارث بن كلدة الثقفي (تهذيب التهذيب 12/ 46) .
[2] هو مخرمة بن بكير الأشج (تهذيب التهذيب 10/ 70) .
[3] هو اسامة بن زيد بن أسلم العدوي (تهذيب التهذيب 1/ 207) .(1/214)
حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ أَنَّ عَطَاءَ بْنَ الزَّيَّاتِ [1] حَدَّثَهُ أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ عُتْبَةَ صَلَّى عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ.
حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنِ [ابْنِ] [2] أَبِي حَبِيبٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ الزَّيَّاتِ.
حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: قُلْتُ لِنَافِعٍ: أَكَانَ ابْنُ عُمَرَ بكرة أَنْ يُصَلِّيَ وَسْطَ الْقُبُورِ؟ قَالَ:
لَقَدْ صَلَّيْنَا على عائشة وأم سلمة وسط البقيع، والإمام يوم صلينا على عائشة ابو هُرَيْرَةَ، وَحَضَرَ ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ.
حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عَنْ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا أَمَرَتْ أَنْ يَمُرَّ عَلَيْهَا سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فِي الْمَسْجِدِ- حِينَ مَاتَ- لِتَدْعُوَ لَهُ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ الواحد ابن حَمْزَةَ عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا أَمَرَتْ بِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أَنْ يُمَرَّ بِهِ فِي الْمَسْجِدِ لِتُصَلِّيَ عَلَيْهِ.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى [عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ مُوسَى] [3] بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ: أَنَّ عَلِيًّا صَلَّى عَلَى أَبِي قَتَادَةَ [فَكَبَّرَ عَلَيْهِ سَبْعًا وكان بدريا] [4] .
__________
[1] في الأصل «الريان» ولعله عطاء الزيات الّذي يروي عن أبي هريرة، والّذي يراه النسائي- ويتابعه ابن حجر عليه- ان الّذي يروى عن أبي هريرة هو أبو صالح الزيات ويروي عن أبي صالح عطاء بن أبي رباح (تهذيب التهذيب 7/ 221) فلو أخذنا بذلك ينبغي ان يصبح السند المذكور أعلاه «عطاء عن الزيات» .
[2] في الأصل ساقطة وهو يزيد بن أبي حبيب المصري (تهذيب التهذيب 11/ 318) .
[3] ، (4) في الأصل «عبيد الله بن موسى بن عبد الله بن يزيد» والتصويب والزيادات من تأريخ بغداد للخطيب 1/ 161.(1/215)
حدثنا الحجاج قال: ثنا أبو عوانة [1] عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ: أَنَّ عَلِيًّا صَلَّى عَلَى سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ فَكَبَّرَ عَلَيْهِ سِتًّا.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [2] قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ شَقِيقَ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ صِفِّينَ وَحَكَمَ الْحَكَمَانِ سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ يَقُولُ:
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: أَنَا رَأَيْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ حِينَ مَاتَ الْحَسَنُ وَهُوَ يَقُولُ بِأُصْبُعِهِ هَكَذَا أَقْدِمْ فَلَوْلَا أَنَّهَا سُنَّةٌ مَا قَدِمْتُ. حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ الْأَشْجَعِيِّ: أَنَّ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ قَالَ لِسَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ: أَقْدِمْ- يَعْنِي عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ- فَلَوْلَا [3] أَنَّهَا سُنَّةٌ مَا قَدِمْتُ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ السُّكَّرِيِّ [4] عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ قَالَ: مَاتَتْ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ- أَظُنُّهَا مَيْمُونَةَ- فَأَوْصَتْ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ قَبِيصَةُ وَأَبُو نُعَيْمٍ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ جِنَازَةِ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ [5] فَقَالَ: فُلَانٌ- لَمْ أَوْعَ مِنْ أَبِي نُعَيْمٍ-. وَقَالَ قَبِيصَةُ: [فَقَالَ] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الخطميّ [6] : اكشطوا
__________
[1] هو الوضاح بن عبد الله اليشكري (تهذيب التهذيب 11/ 116) .
[2] هو ابن عيينة.
[3] في الأصل «فلو» وما أثبته من الرواية السابقة.
[4] هو محمد بن ميمون المروزي (تهذيب التهذيب 9/ 486) .
[5] الحارث بن عبد الله الأعور الهمدانيّ (تهذيب التهذيب 2/ 145) .
[6] كان أمير الكوفة زمن عبد الله بن الزبير، وقد اختلف في صحبته (تهذيب التهذيب 6/ 78- 79) .(1/216)
الثَّوْبَ- قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: اكْشِفُوا- فَإِنَّمَا هُوَ رَجُلٌ.
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ [1] قَالَ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ:
أَوْصَى الْحَارِثُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيُّ. فَقَالَ: اكْشُطُوا الثَّوْبَ عَنِ الْقَبْرِ [2] .
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ:
أَوْصَى أَبُو مَيْسَرَةَ [3] أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ شُرَيْحٌ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ [4] قَالَ: شُعْبَةُ: كُنَّا فِي جِنَازَةِ أَبِي مَعْشَرٍ وَعَلَيْهَا زِحَامٌ فَقُلْتُ لِمَنْصُورٍ [5] .
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: خَرَجْنَا فِي جِنَازَةِ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْحَرِّ، فَمَا زَالَ مُحَمَّدٌ قَائِمًا «حَتَّى وُضِعَ فِي اللَّحْدِ» [6] . - هَذَا لَفْظُ ابْنِ عُثْمَانَ- وَلَفْظُ سُلَيْمَانَ قَالَ: خَرَجْنَا فِي جِنَازَةِ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ وَلَمْ يُلَحَّدْ. قَالَ: فَقَامَ مُحَمَّدٌ حَتَّى وُضِعَ فِي اللَّحْدِ. قَالَ أَيُّوبُ: بَلَغَ مُحَمَّدًا حَدِيثٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَظُنُّهُ عَلَى غَيْرِ وَجْهِهِ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، لَمَّا دُفِنَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، حثا عليه التراب.
__________
[1] هو إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي ابن علية (تهذيب التهذيب 1/ 275) .
[2] انظر الرواية من طريق آخر في ابن سعد: الطبقات الكبير 6/ 117.
[3] هو عمرو بن شرحبيل الهمدانيّ الكوفي (تهذيب التهذيب 8/ 47) .
[4] أحسبه عبد الله بن المبارك (انظر تهذيب التهذيب 5/ 313) .
[5] هو منصور بن المعتمر الكوفي (تهذيب التهذيب 10/ 312) .
[6] في الأصل بالحاشية ولا تكاد تبين.(1/217)
حدثني أَبُو بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ [1] قَالَ: أَوْصَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُغَفَّلٍ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ أَبُو بَرْزَةَ [2] .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: أَوْصَى تَمِيمُ بْنُ سَلَمَةَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ مَنْصُورٌ، فَحَضَرَ الْأَمِيرُ، فَصَلَّى عَلَيْهِ الْأَمِيرُ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنْ خُزَاعِيٍّ مِنْ وَلَدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ قَالَ: أَوْصَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُغَفَّلٍ قَالَ: ليلني أصحابي ولا يصلي عَلَيَّ ابْنُ زِيَادٍ.
قَالَ: فَوَلِيَهُ أَبُو بَرْزَةَ وَعَائِذُ بْنُ عَمْرٍو وَنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
حَدَّثَنِي ابْنُ بُكَيْرٍ وَأَبُو زَيْدٍ [3] قَالا: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عبد الرحمن عن أبيه قال: رأيت عليا بْنَ حُسَيْنٍ يَحْمِلُ جِنَازَةَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ.
حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرحمن عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: لَوْ كَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ حَيًّا مَا صَدَرْتُ إِلَّا عَنْ رَأْيِهِ.
حَدَّثَنَا ابْنُ نمير حدثنا ابن إدريس عن أَبِيهِ وَأَشْعَثُ [4] عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: شَهِدْتُ زِرَّ بْنَ عَبْدٍ السَّلُولِيَّ فَأَجَازَ شُرَيْحٌ شَهَادَتِي وَحْدِي.
حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو قُتَيْبَةَ [5] عَنْ شُعْبَةَ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي
__________
[1] هو ابن أسلم البناني (تهذيب التهذيب 2/ 2) .
[2] هو نضلة بن عبيد الاسلمي (تهذيب التهذيب 10/ 466) .
[3] هو سعيد بن الربيع الحرشيّ العامري الهروي البصري (تهذيب التهذيب 4/ 27) .
[4] هو بن سوار الكندي الكوفي (تهذيب التهذيب 1/ 352) .
[5] هو مسلم بن قتيبة الشعيري (تهذيب التهذيب 4/ 133) .(1/218)
هِنْدٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا وَائِلٍ فِي جِنَازَةِ خَيْثَمَةَ [1] عَلَى حِمَارٍ وَاضِعًا [2] يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ وهو يقول: وا عيناه [3] .
حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَابْنُ أَبِي عَدِيٍّ [4] قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ ابْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: أَوْصَى عُبَيْدَةُ السَّلْمَانِيُّ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ الْأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ. قَالَ: وَكَانَ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، فَخَشِيَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ الْمُخْتَارُ، فَبَادَرَ فَصَلَّى عَلَيْهِ.
حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ [5] عَنْ شُعْبَةَ عَنْ يَزِيدَ ابْنِ أَبِي زِيَادٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ [6] وَمَرُّوا عَلَيْهِ بِجِنَازَةِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ قَالَ: مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا «ابْنُ إِدْرِيسَ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا وَائِلٍ عَلَى حمار في جنازة خيثمة وهو يقول: وا حسرتاه أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا» [7] .
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنْ خُزَاعِيٍّ مِنْ وَلَدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ قَالَ: أَوْصَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مغفل فقال:
__________
[1] هو خَيْثَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَبُرَةَ الجعفي الكوفي (ابن سعد: الطبقات 6/ 20، وابن حجر: تهذيب التهذيب 3/ 178) .
[2] في الأصل «واضع» .
[3] في ابن سعد 6/ 200 «وا حزناه أو كلمة نحوها» .
[4] هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي البصري (تهذيب التهذيب 9/ 12) .
[5] هو ابو عبد الله البصري المعروف بغندر (تهذيب التهذيب 9/ 96) .
[6] هو وهب بن عبد الله السوائي (تهذيب التهذيب 12/ 53) .
[7] ابن سعد: الطبقات 6/ 200، لكنه يذكر «وا حزناه» بدل «وا حسرتاه» .(1/219)
ليلني أصحابي ولا يصلي عَلَيَّ ابْنُ زِيَادٍ [1] . قَالَ: فَوَلِيَهُ أَبُو بَرْزَةَ وعائذ ابن عَمْرٍو وَنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شعبة عن يزيد بن أبي زياد قال: مَاتَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، فَمَرُّوا بِهِ عَلَى أَبِي جُحَيْفَةَ فَقَالَ: مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ.
حدثنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا الْعَلَاءُ بْنُ صَالِحٍ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ حَنَشٍ [2] قَالَ: مَاتَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ، فَأُتِيَ بِهِ الرَّحْبَةُ [3] ، فَصَلَّى عَلَيْهِ عَلِيٌّ فَكَبَّرَ سِتَّ تَكْبِيرَاتٍ، فَكَأَنَّ بَعْضَ الْقَوْمِ أَنْكَرَ ذَلِكَ، فَقُلْنَا لَهُ فَقَالَ:
إِنَّهُ بَدْرِيٌّ. فَلَمَّا أَتَيْنَا الْجَبَّانَةَ [4] لَحِقَنَا قَرَظَةُ بْنُ كَعْبٍ فِي نَاسٍ مِنْ قَوْمِهِ أَوْ فِي نَاسٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَمْ نَشْهَدِ الصَّلَاةَ عَلَيْهِ.
فَقَالَ: صَلُّوا عَلَيْهِ. فَصَلَّوْا عَلَيْهِ [5] فَكَانَ إِمَامُهُمْ قَرَظَةَ بْنَ كَعْبٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [6] عَنْ أَسْلَمَ الْمِنْقَرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا وَقَعَ النَّاسُ بأمر عثمان لقيت أبي بن كعب.
حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَسِيرُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: لَمَّا كَانَ فِي النَّاسِ مِنَ الْقَتْلِ مَا كَانَ سَمِعْتُ بِأَبِي مَسْعُودٍ قَدْ سَارَ فَلَحِقْتُهُ بِالسَّيْلَحِينِ [7] فَقُلْتُ لَهُ: قد كان لك صاحبان
__________
[1] عبيد الله بن زياد بن أبيه.
[2] في الأصل «حنشق» والتصويب من ابن سعد 3/ 40، وتهذيب التهذيب 3/ 58. وهو حنش بن المعتمر الكناني.
[3] الرحبة: قرية قرب الكوفة (ياقوت: معجم البلدان) .
[4] مقبرة بالكوفة.
[5] في الأصل «فصلى بهم» والتصويب من ابن سعد 3/ 4.
[6] هو الثوري.
[7] قرب الحيرة (ياقوت: معجم البلدان) .(1/220)
كَانَ مَنْزَعِي إِلَيْهِمَا حُذَيْفَةُ وَأَبُو مُوسَى، قَالَ: يَعْنِي قَدْ مَاتَا.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ قَالَ: أَخْبَرَنِي حَرْمَلَةُ مَوْلَى أُسَامَةَ قَالَ:
بَعَثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، ثُمَّ قَالَ لِي [2] : إِنَّهُ سَيَسْأَلُكَ عَنِّي وَيَقُولُ: مَا خَلَّفَهُ عَنِّي؟ فَأَقْرِئْهُ السَّلَامَ، وَقُلْ لَهُ يَقُولُ لَكَ وَاللَّهِ لَوْ كُنْتَ فِي شِدْقِ الْأَسَدِ لِأَحْبَبْتُ أَنْ أَكُونَ مَعَكَ، وَلَكِنْ هَذَا أَمْرٌ لَمْ أَرَهُ.
فَأَتَيْتُ عَلِيًّا فَأَخْبَرْتُهُ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ قَالَ: قَدِمَ ابْنُ عُمَرَ بَعْدَ وَفَاةِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ ثَلَاثًا، فَأَتَى قَبْرَهُ فَصَلَّى عَلَيْهِ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بن رجاء قال: أخبرنا زائد عن أبي إسحاق عن علقمة ابن يَزِيدَ قَالَ: صَلَّى عَلِيٌّ عَلَى مَرْثَدِ بْنِ الْمُكَفِّفِ النَّخَعِيِّ فَجَاءَ قَرَظَةُ بْنُ كَعْبٍ وَأَصْحَابُهُ بَعْدَ الدَّفْنِ فَأَمَرَهُمْ أَنْ يُصَلُّوا عَلَيْهِ.
حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ [3] قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الجملي عن عمرو بن مرّة عن خيثمة: أَنَّ أَبَا مُوسَى صَلَّى عَلَى الْحَارِثِ بْنِ قيس الجعفي بعد ما صُلِّيَ عَلَيْهِ أَدْرَكَهُمْ بِالْجَبَّانِ.
حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ قَالَ:
أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ: أَنَّ قَتَادَةَ حَدَّثَهُمْ: أَنَّ بَشِيرَ بْنَ كَعْبٍ أَتَى قَبْرَ عبد الله بن عبد الرحمن بعد ما دُفِنَ فَكَبَّرَ، وَصَلَّى عَلَيْهِ كَمَا يُصَلِّي عَلَى الجنائز.
__________
[1] هو ابن عيينة.
[2] في الأصل «له» .
[3] هو عبد الله بن عثمان الأزدي الملقب عبدان ت 221 هـ (تهذيب التهذيب 5/ 313) .(1/221)
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ سَحْنُونَ عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ قَالَ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ مُتَوَارِيًا مِنَ الْحَجَّاجِ، فَمَاتَ فَدُفِنَ لَيْلًا، فَشَهِدْتُ الصَّلَاةَ عَلَيْهِ، ثُمَّ غَدَوْتُ إِلَى الشَّعْبِيِّ فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ: لَقَدْ مَاتَ الْبَارِحَةَ رَجُلٌ مَا تَرَكَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ.
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنِ ابْنِ عَبْدِ رَبِّهِ قَالَ: أَتَى الصَّنَابِحِيُّ [1] دِمَشْقَ، فَحَضَرَهُ الْمَوْتُ، فَقَالَ لِيَزِيدَ بْنِ نَمِرَانَ:
إِنْ أَنَا مَكَثْتُ فِي هَذَا الْبَيْتِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فَالْتَمِسُوا لِي قَبْرًا سَلِيمًا [2] .
حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ:
سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ.
[و] حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ نَحْوَهُ، يَقُولُ:
رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ لَمَّا فَرَغَ مِنْ قَبْرِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ، فقام الناس عليه قام ابْنُ عَبَّاسٍ فَوَقَفَ عَلَيْهِ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ فِي جِنَازَةِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ فَقَالَ الْأَشْعَثُ بْنُ سُلَيْمٍ الْعِجْلِيُّ: يَا أَبَا سَعِيدٍ إِنَّهُ لَيُعْجِبُنِي أَنْ لَا أَسْمَعَ فِي الْجِنَازَةِ صوتا. فقال: ان للخير أهلين.
قَالَ: وَصَلَّى مُوسَى بْنُ أَنَسٍ يَوْمَئِذٍ فِي قَبْرِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ.
حَدَّثَنِي نُوحُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْعَسْقَلَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: رَأَيْتُ سَعْدًا بَيْنَ عَمُودَيْ سَرِيرِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَاضِعَهُ عَلَى كَاهِلِهِ.
حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ سَعْدَ بْنَ أبي وقاص في جنازة عبد الرحمن ابن عوف.
__________
[1] هو عبد الرحمن بن عبسيلة بن عسل المرادي (تهذيب التهذيب 6/ 229) .
[2] يعني لم ينبش عنه (ابن سعد 7/ 154) .(1/222)
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ وَهُوَ آخِذٌ بِقَائِمَةِ سَرِيرِ أَبِي مَيْسَرَةَ [1] .
حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بشر: أنه سمع يوسف ابن مَاهِكَ يَقُولُ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ فِي جِنَازَةِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ.
حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ وَابْنُ أَبِي الْغَمْرِ قَالا: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ يَحْمِلُ جِنَازَةَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الله بن عتبة ابن مَسْعُودٍ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الرَّمْلِيُّ: قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ [عَبْدِ اللَّهِ بْنِ] [2] نُعَيْمٍ الْأُرْدُنِيُّ قَالَ: خَرَجَتْ عَلَيْنَا جِنَازَةُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَرَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ آخِذٌ بِمُقَدَّمِ السَّرِيرِ.
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا مَعْنٌ [3] قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ مَوْلَى قُرَيْشٍ قَالَ: رَأَيْتُ الْمُطَّلِبَ [4] بَيْنَ عَمُودَيْ سَرِيرِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ كَانَ عِنْدَنَا خَارِجَهُ.
فَقَالَ هِشَامٌ: جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ.
حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِي الضَّحَّاكِ قَالَ:
رَأَيْتُ مُصْعَبَ بْنَ الزُّبَيْرِ يَمْشِي فِي جِنَازَةِ الْأَحْنَفِ بِغَيْرِ رِدَاءٍ، وكان سيد الناس يومئذ- يعني الأحنف-.
حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ عَبْدِ الله بن جعفر بن أبي طالب
__________
[1] عمرو بن شرحبيل الهمدانيّ الكوفي.
[2] الزيادة من تهذيب التهذيب 6/ 367.
[3] هو معن بن عيسى بن يحي بن دينار الاشجعي القزاز (تهذيب التهذيب 10/ 252) .
[4] هو المطلب بن عبد الله بن المطلب المخزومي (تهذيب التهذيب 10/ 178) .(1/223)
بِالْبَقِيعِ [1] فَاطَّلَعَ عَلَيْنَا جِنَازَةٌ.
حَدَّثَنَا ابْنُ الْأَصْبَهَانِيِّ [2] قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: أَوْصَى أَبُو مَيْسَرَةَ: إِذَا أَنَا مِتُّ فَأَسْرِعُوا بِي الْمَشْيَ.
حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ وَأَخْبَرَنِي عَطَاءٌ قَالَ: حَضَرْنَا مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ جِنَازَةَ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَرِفَ [3] .
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ [4] عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ عَامِرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: كُنَّا مَعَ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو أَبِي مَسْعُودٍ عِنْدَ قَنْطَرَةِ السَّالِحِينِ فَلَحِقْنَا جِنَازَةً.
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ [5] قَالَ: ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ [6] قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ بَعْدَ قَتْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: وَجَاءَ كِتَابُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَنْ يُدْفَعَ إِلَى أَهْلِهِ، فَأَتَيْتُ بِهِ أَسْمَاءَ، فَغَسَّلَتْهُ وَكَفَّنَتْهُ وَحَنَّطَتْهُ، ثُمَّ دَفَنَتْهُ. قَالَ أَيُّوبُ: وَأَحْسَبُ قَالَ: فَمَا عَاشَتْ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَّا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، ثُمَّ مَاتَتْ.
حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَنْبَأَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ قَالَ:
حَدَّثَتْنِي أُمِّي قَالَتْ: مَاتَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ بالعقيق، قال داود: وهو على
__________
[1] مقبرة أهل المدينة، وهي داخل المدينة (ياقوت: معجم البلدان) .
[2] هو محمد بن سعيد بن سليمان الكوفي الملقب حمدان (ت 220 هـ) انظر تهذيب التهذيب 9/ 188.
[3] سرف: موضع يبعد بضعة أميال عن مكة على طريق المدينة (ياقوت: معجم البلدان) .
[4] هو عبد ربه بن نافع الكناني ابو شهاب الحناط الكوفي الأصغر (تهذيب 6/ 128) .
[5] احسبه ابن أبي مريم.
[6] هو ابن علية.(1/224)
نحو عشر أَمْيَالٍ [1] قَالَتْ: فَرَأَيْتُهُ حُمِلَ عَلَى أَعْنَاقِ الرِّجَالِ حَتَّى أُتِيَ بِهِ، فَدُخِلَ بِهِ الْمَسْجِدَ مِنْ نَحْوِ بَابِ مَرْوَانَ، فَوُضِعَ عِنْدَ بُيُوتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِفِنَاءِ الْحِجْرِ، فَصَلَّى الإمام عليه، ثم وصليت عَلَيْهِ بِصَلَاةِ الْإِمَامِ.
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ فِي الْجَبَّانِ صَلَّى عَلَى أَبِي نَضْرَةَ [2] .
حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: صليت مع زيد بْنِ ثَابِتٍ عَلَى أُمِّهِ فَكَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعًا.
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ ابْنِ عَبَّاسٍ عَلَى جِنَازَةٍ وَأَنَا غُلَامٌ شَابٌّ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَظُنُّهُ عَنْ سُلَيْمَانَ [3] : أَنَّ حَبِيبَ بْنَ مَسْلَمَةَ صَلَّى عَلَى شُرَحْبِيلَ بْنِ السَّمْطِ.
حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: أَوْصَى تَمِيمُ ابن سَلَمَةَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ مَنْصُورٌ، فَحَضَرَ الْأَمِيرُ فَصَلَّى عَلَيْهِ الْأَمِيرُ.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: أَوْصَى أَبُو مَيْسَرَةَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ شُرَيْحٌ.
حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ: أَنَّ الْحَسَنَ دَخَلَ عَلَى أَبِي نَضْرَةَ وَهُوَ مَرِيضٌ، فَقَالَ أَبُو نَضْرَةَ [4] : لِ الصلاة عليّ.
__________
[1] يعني- من المدينة-.
[2] هو المنذر بن مالك بن قطعة العبديّ (تهذيب التهذيب 10/ 302) .
[3] هو ابن سعيد (تهذيب التهذيب 4/ 59) .
[4] هو المنذر بن مالك بن قطعة العبديّ (تهذيب التهذيب 10/ 302) .(1/225)
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ النَّمِرِيُّ [1] وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ:
أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصٍ [2] قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ فِي جِنَازَةِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ فَسَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: إِنْ لَمْ تُصَلُّوا عَلَيْهِ حَتَّى تَطْفُلَ [3] الشَّمْسُ، فَلَا تُصَلُّوا عَلَيْهِ حَتَّى تَغِيبَ.
حَدَّثَنَا ابن قعنب وابن بكير عن مالك عن مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَرْمَلَةَ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حُوَيْطِبٍ: أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ تُوُفِّيَتْ وَطَارِقٌ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ [4] . قَالَ ابْنُ أَبِي حَرْمَلَةَ: فَسَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ لِأَهْلِهَا.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَقَبِيصَةُ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ حَكِيمِ بْنِ جَابِرٍ: أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَضَّأَ [5] الْأَشْعَثَ عِنْدَ مَوْتِهِ وُضُوءًا.
«حدثنا أبو نعيم بن دكين قَالَ: ثَنَا حَنَشُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ لَقِيطٍ النَّخَعِيُّ وَنَحْنُ فِي مَسْجِدِهِمْ قَالَ: رَأَيْتُ سُوَيْدَ بْنَ غَفْلَةَ يَمُرُّ إِلَى امْرَأَةٍ [لَهُ] فِي بَنِي أَسَدٍ، وَهُوَ ابن سبع وعشرين ومائة» [6] .
حدثنا يحي بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ قَالَ: ثَنَا شَرِيكٌ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي لَيْلَى الْكِنْدِيِّ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ قَالَ: أَخَذْتُ بيد مصدّق النبي
__________
[1] حفص بن عمر بن الحارث الازدي النمري الحوضيّ البصري (تهذيب التهذيب 2/ 405) .
[2] عبد الله بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص الزهري (تهذيب التهذيب 5/ 188) .
[3] تحمر عند المغيب.
[4] في الأصل «المؤمنين» والتصويب من تهذيب التهذيب 12/ 421.
[5] في الأصل «وضيء» .
[6] ابن سعد 6/ 46، والزيادة منه.(1/226)
وَأَتَيْتُهُ بِنَاقَةٍ عَظِيمَةٍ فَقَالَ: أَيُّ سَمَاءٍ تُظِلُّنِي وَأَيُّ أَرْضٍ تُقِلِّنِي إِذَا أَخَذْتُ خِيَارَ مَالِ الْمَرْءِ، فَأَتَيْتُهُ بِنَاقَةٍ مِنَ الْإِبِلِ فَقَبِلَهَا.
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِلَالُ بْنُ خَبَّابٍ عَنْ مَيْسَرَةَ أَبِي صَالِحٍ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ قَالَ: أَتَانَا [1] مُصَدِّقُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْتُهُ، فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّ فِي عَهْدِي أَنْ لَا نَأْخُذَ مِنْ رَاضِعِ لَبَنٍ، وَلَا نُفَرِّقَ بَيْنَ مُجْتَمَعٍ، وَلَا نَجْمَعَ بَيْنَ مُتَفَرِّقٍ، وَأَتَاهُ رَجُلٌ بِنَاقَةٍ كَوْمَةٍ [2] فَقَالَ: خُذْهَا. فَأَبَى.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ الْجُرْمِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ سُوَيْدَ بْنَ غَفْلَةَ يَمُرُّ بِنَا مَاشِيًا إِلَى الْجُمُعَةِ، وَهُوَ ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ، وَتَزَوَّجَ بِكْرًا وَهُوَ ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ [3] عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: أَتَانَا مُصَدِّقُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَ يَأْخُذُ مِنْ كُلِّ خَمْسِينَ نَاقَةً نَاقَةً، فَأَتَيْتُهُ بِكَبْشٍ لِي، فَقُلْتُ: خُذْ صَدَقَةَ هَذَا. فَقَالَ:
لَيْسَ فِي هَذَا صَدَقَةٌ.
«حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ [4] عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: قَالَ لِي شَقِيقٌ: يَا سُلَيْمَانَ [5] لَوْ رَأَيْتَنِي وَنَحْنُ هُرَّابٌ مِنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ يَوْمَ بَزَاخَةَ فَوَقَعْتُ عَنِ الْبَعِيرِ فَكَادَتْ تندق عنقي فلو متّ يومئذ كانت
__________
[1] في الأصل «أنا» وانظر الرواية من طريق آخر في ابن سعد 6/ 45.
[2] عظيمة السنام.
[3] هو مغيرة بن مقسم الضبي الكوفي (تهذيب التهذيب 10/ 269) .
[4] هو محمد بن خازم التميمي السعدي الضرير الكوفي (تهذيب التهذيب 9/ 137) .
[5] الأعمش هو سليمان بن مهران.(1/227)
النَّارُ. وَسَمِعْتُ شَقِيقًا يَقُولُ: كُنْتُ يَوْمَئِذٍ ابْنَ إِحْدَى عَشْرَةَ سَنَةً» [1] . وَفِي نُسْخَةٍ أُخْرَى إِحْدَى وَعِشْرِينَ سَنَةً [2] .
حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ قَالَ:
جَاءَنَا كِتَابُ أَبِي بَكْرٍ وَنَحْنُ بِالْقَادِسِيَّةِ، وَفِي أَسْفَلِهِ وَكَتَبَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَرْقَمَ.
حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بَشِيرٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ يَقُولُ: عَبَدْتُ اللَّاتَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ.
«حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ قَيْسِ بْنِ يَسِيرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ يَسِيرِ بْنِ عَمْرٍو وَكَانَ جَاهِلِيًّا قَالَ: أَحْرَمَ الْأَحْمَقُ» [3] .
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ [4] عَنْ يَسِيرِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: كُنْتُ عَلَى عَهْدِ نَبِيِّكُمُ ابْنَ احدى عشرة سنة.
حدثنا بن أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ جَاهِلِيًّا.
حَدَّثَنِي أَبُو يَعْقُوبَ يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: قَالَ عُبَيْدَةُ [5] : أَسْلَمْتُ وَصَلَّيْتُ قَبْلَ أَنْ يُقْبَضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بسنتين.
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 9/ 269.
[2] في الأصل «وفي نسخة أخرى سنة احدى وعشرين وسنة وهو وهم من الناسخ» .
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 3/ 643.
[4] هو أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان (تهذيب التهذيب 4/ 197) .
[5] عبيدة بن عمرو، ويقال ابن قيس بن عمرو، السلماني المرادي الكوفي (تهذيب التهذيب 7/ 84) .(1/228)
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: كَانَ عُبَيْدَةُ عَرِّيفَ قَوْمِهِ فَقَالَ لَهُ شَابٌّ: يَا أَبَا مُسْلِمٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ [1] يَقُولُ: أَذْكُرُ أَنِّي سَمِعْتُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَرْعَى إِبِلًا لِأَهْلِي بكاظمة [2] .
حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: حدثنا يحي بن سعيد عن هشام ابن حَسَّانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ عُبَيْدَةَ قال: أسلمت قبل وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَامَيْنِ وَلَكِنِّي لَمْ أَرَهُ.
حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصٌ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: وَقَفَ عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ عَلَى أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: فَرَأَيْنَاهُ يَبْتَسِمُ. قَالَ: ثُمَّ أَتَانَا، فَقُلْنَا لَهُ: أَيُّ شَيْءٍ قَالَ لَكَ؟ قَالَ: إِنِّي عَبَدْتُ اللَّاتَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا «إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ- وَكَانَ قَدْ عَاشَ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ- يَقُولُ:
تَكَامَلَ شَبَابِي يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ وَكُنْتُ ابْنَ أَرْبَعِينَ سَنَةً» [3] .
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ [4] قَالَ حَدَّثَنَا ثابت [5] قال: حدثنا عاصم قال
__________
[1] هو سعد بن اياس الكوفي (تهذيب التهذيب 3/ 468) .
[2] كاظمة: تقع على ساحل الخليج العربيّ تبعد عن البصرة مرحلتين، وكان عامة سكانها تميم (ابن لغدة: بلاد العرب 321، وياقوت: معجم البلدان) .
[3] تهذيب التهذيب 3/ 468 ولكنه لا يسمي المصدر الّذي اقتبس منه.
[4] هو محمد بن الفضل السدوسي عارم (تهذيب التهذيب 9/ 402) .
[5] هو ثابت بن يزيد الأحول (تهذيب التهذيب 2/ 18) .(1/229)
سَأَلْتُ أَبَا عُثْمَانَ: رَأَيْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: لَا. قُلْتُ:
رَأَيْتَ أَبَا بَكْرٍ؟ قَالَ: لَا وَلَكِنِّي اتَّبَعْتُ عُمَرَ حِينَ قَامَ. قَالَ: وَقَدْ صَدَقْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ وَهُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَلٍّ.
حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ بَكْرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْحُومٌ [1] قَالَ: سَمِعْتُ ثَابِتًا [2] يَقُولُ: قَالَ أَبُو رَافِعٍ [3] : إِنَّ أَطْيَبَ طَعَامٍ أَكَلْتُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ سَهْ [4] سَلْعٍ.
حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ [5] قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ [6] عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ:
أَنَّ الْأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ قَالَ: بَيْنَا أَنَا أَطُوفُ بِالْبَيْتِ زَمَنَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ إِذْ أَخَذَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي لَيْثٍ بِيَدِي فَقَالَ: أَلَا أُبَشِّرُكَ؟ فَقُلْتُ: بَلَى. فَقَالَ: هَلْ تَذْكُرُ أَنْ بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قَوْمِكَ بَنِي سَعْدٍ فَجَعَلْتُ أَعْرِضُ عَلَيْهِمُ الْإِسْلَامَ وَأَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ فَقُلْتُ أَنْتَ إِنَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَيَأْمُرُ بِالْخَيْرِ مَرَّتَيْنِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: اللَّهمّ اغْفِرْ لِلْأَحْنَفِ. وَكَانَ الْأَحْنَفُ يَقُولُ: مَا لِي عمل أرجا لي منه. حدثنا محمد بن أبي زكير قال: أخبرنا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي وَهْبٌ قَالَ: بلغني أن معاوية بن أبي سُفْيَانَ قَالَ لِلْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ: بِمَ سُدْتَ
__________
[1] مرحوم بن عبد العزيز العطار الأموي.
[2] هو ابن أسلم البناني (ابن سعد مجلد 7 قسم 7 ص 3) .
[3] نفيع بن رافع الصائغ (تهذيب التهذيب 10/ 472) .
[4] هكذا في الأصل ولا أعرفه.
[5] هو الحجاج بن منهال الانماطي البصري (تهذيب التهذيب 2/ 206) .
[6] لا أعلم ان كان ابن زيد أو ابن سلمة فقد روى الحجاج عن الحمادين كما روى الحمادان عن علي بن زيد.(1/230)
قومك وأنت ليس بِأَسَنِّهِمْ وَلَا أَشْرَفِهِمْ؟ قَالَ: لَا أَتَنَاوَلُ، أَوْ قَالَ أَتَنَكَّبُ [1] مَا كُفِيتُ وَلَا أَضَعُ مَا وُلِّيتُ.
«حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ:
أَتَتْ عَلَيَّ نَحْوٌ مِنْ ثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ وَمَا شَيْءٌ مِنِّي إِلَّا قَدْ أَنْكَرْتُهُ إِلَّا أَمَلِي فَإِنِّي أَجِدُهُ كَمَا هُوَ» [2] .
«حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا هِلَالٌ الْوَزَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْخُنَا الْقَدِيمُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُكَيْمٍ- وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ- أَنَّهُ أَرْسَلَ إِلَيْهِ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ، فَقَامَ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهمّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أَزْنِ قَطُّ، وَلَمْ أَسْرِقْ قَطُّ، وَلَمْ آكُلْ مَالَ يَتِيمٍ قَطُّ، وَلَمْ أَقْذِفْ مُحْصَنَةً قَطُّ، إِنْ كُنْتُ صَادِقًا فَادْرَأْ عَنِّي شَرَّهُ» [3] .
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ- وَكَانَ قَدْ عَاشَ عِشْرِينَ وَمِائَةَ سَنَةٍ- يَقُولُ: تَكَامَلَ شَبَابِي يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ، فَكُنْتُ ابْنَ أَرْبَعِينَ سَنَةً [4] .
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا «ابْنُ إِدْرِيسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ [أَبِي] أَيُّوبَ عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ قَالَ: لَا أُعِينُ عَلَى وَاحِدٍ بَعْدَ عُثْمَانَ. فَقِيلَ لَهُ: يا أبا معبد وأعنت على دمه؟ فقال: اني أعدّ [5]
__________
[1] اتنكب: أتجنب.
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 10/ 204 ورواه ابن سعد 7/ 69 من طريق عفان بن مسلم قال: حدثنا حماد بن سلمة ... مثله.
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 10/ 4.
[4] هذه الرواية مكررة وردت في الورقة السابقة من الأصل.
[5] في الأصل «اعدد» وما اخترته من ابن سعد 6/ 78.(1/231)
ذكر مساوئه عَوْنًا عَلَى دَمِهِ» [1] .
حَدَّثَنِي سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ قِيلَ لِهُشْيَمٍ: فَزِرُّ بْنُ حُبْيَشٍ؟ قَالَ: مِائَةً وَاثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ سَنَةً [2] . قِيلَ لَهُ: فَسُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ؟ قَالَ: ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةً [3] . قيل له: من ذكره؟ قَالَ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ.
حَدَّثَنِي سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ قَالَ أَبُو إِسْرَائِيلَ: وُلِدْتُ بَعْدَ الْجَمَاجِمِ، وَكَانَتِ الْجَمَاجِمُ فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ، قَالَ: وَلِي ثَمَانٍ وَسَبْعُونَ سَنَةً.
حَدَّثَنَا عَلِيٌّ عَنْ أَبِي داود [4] عن «شعبة عن أبي إِسْحَاقَ عَنْ حَامِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ سُعْدًا يَقُولُ: قُتِلَ عَلِيٌّ شَيْطَانُ الرَّدْهَةِ» [5] سُئِلَ أَبُو يُوسُفَ عَنْ حَامِدٍ هَذَا؟ فَقَالَ: لَا أَعْرِفُهُ.
حَدَّثَنِي سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: قَلْبُ صِلَةَ مِنْ ذَهَبٍ.
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ يَعْلَى [6] قَالَ: وَكَانَ يُحَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ فَيُرْسِلُهُ لَا يَرْوِيهِ عَنْ أحد، فقلت
__________
[1] ابن سعد 6/ 78 لكنه يذكر «دم خليفة» بدل «واحد» ويذكر «أو أعنت» بدل «وأعنت» والزيادة منه ومن تهذيب التهذيب 9/ 69.
[2] ، (3) يعني عمرها (انظر طبقات خليفة 140، 147) .
[4] هو الطيالسي صاحب المسند.
[5] ابن كثير: البداية والنهاية 6/ 217 و 7/ 297 من طريق آخر هو «قال يعقوب بن سفيان وحدثنا عبيد الله بن معاذ عن أبيه عن شعبة ... » وقال- بعد «الردهة» - «يعني المذحج» ، وقال:
«حامد الهمدانيّ» وقال «سعد بن مالك» .
[6] هو يعلي بن عطاء العامري الليثي الطائفي (تهذيب التهذيب 11/ 403) .(1/232)
لَهُ: فَأَبُوكَ عَنْ مَنْ؟ قَالَ: فَيَقُولُ: أَنْتَ لَا تَأْخُذُ عَنْ أَبِي وَأَدْرَكَ عُثْمَانَ وَأَدْرَكَ كَذَا!!.
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ قَالَ سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: قُلْتُ لِيُونُسَ: الْحَسَنُ سَمِعَ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ شَيْئًا؟ قَالَ: لَا، وَسَمِعْتُ قَتَادَةَ يَقُولُ: مَا شَافَهَ الْحَسَنُ أَحَدًا مِنَ الْبَدْرِيِّينَ بِالْحَدِيثِ.
حَدَّثَنِي سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ وَحَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ قَالَ: قَالَ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ: كُلُّ شَيْءٍ قَالَ مُحَمَّدٌ [1] نُبِّئْتُ [2] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ انما سمعه من عكرمة لقيه أيام الْمُخْتَارُ بِالْكُوفَةِ.
قَالَ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُمَيْعٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: قَالَ لِي أَبُو الطُّفَيْلِ: أَدْرَكْتُ ثَمَانِ سِنِينَ مِنْ حَيَّاةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَوُلِدَ عَامَ أُحُدٍ.
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ قَالَ:
أَنْبَأَ هِشَامٌ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رُدِدْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ مِنَ الطَّرِيقِ زَمَنَ الْجَمَلِ أُسْتُصْغِرْنَا.
«حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ [أَبِي] شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ قَالَ: سَأَلَ صُبَيْحٌ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ- وَأَنَا أَسْمَعُ- فَقَالَ لَهُ:
أَدْرَكْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: فَقَالَ لَهُ: نَعَمْ، أَسْلَمْتُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَدَّيْتُ إِلَيْهِ ثَلَاثَ صَدَقَاتٍ، وَلَمْ أَلْقَهُ، وَغَزَوْتُ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ غَزَوَاتٍ، شَهِدْتُ الْقَادِسِيَّةَ وَجَلْولاء وَتُسْتَرَ وَنَهَاوَنْدَ وَالْيَرْمُوكَ وَأَذْرَبَيْجَانَ وَمِهْرَانَ وَرُسْتُمَ، وَكُنَّا نَأْكُلُ السمن، ونترك الودك. فسألته عن الطروف؟ فقال: لم نكن نسأل عنها- يعني طعام
__________
[1] هو محمد بن سيرين (انظر تهذيب التهذيب 7/ 269) .
[2] في الأصل () والتصويب من تهذيب التهذيب 7/ 269.(1/233)
الْمُشْرِكِينَ-» [1] .
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ عَنْ «شُعْبَةَ عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَزَوْتُ فِي خِلَافَةِ أبي بكر وعمر ثلاثا وثلاثين أو ثلاثا وَأَرْبَعِينَ مَا بَيْنَ غَزْوَةٍ إِلَى سَرِيَّةٍ» [2] .
حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ عن عمرو ابن مَيْمُونٍ الْأَوْدِيِّ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ الْيَمَنَ [رَسُولُ] رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْنَا، قَالَ: فَسَمِعْتُ تَكْبِيرَةً مَعَ الْفَجْرِ لِرَجُلٍ أَجَشِّ الصَّوْتِ. قَالَ: فَأَلْقَيْتُ عَلَيْهِ تَحِيَّتِي، قَالَ: فَمَا فَارَقْتُهُ حَتَّى دَفَنْتُهُ بِالشَّامِ مَيِّتًا، ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَى أَفْقَهِ النَّاسِ بَعْدَهُ فَأَتَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ فَلَزِمْتُهُ حَتَّى مَاتَ.
«حَدَّثَنِي محمد بن يحي قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ قَالَ:
حَدَّثَنِي ثَابِتُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ جُمَيْعٍ- عَلَى بَابِ هُشَيْمٍ- عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: وُلِدْتُ عَامَ أُحُدٍ، أَدْرَكْتُ ثَمَانِ سِنِينَ مِنْ حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» [3] .
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُخْتَارِ عَنْ عَنْبَسَةَ عَنْ عَاصِمٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي وَائِلٍ: مَنْ أَدْرَكْتَ؟ قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا أَرْعَى غَنَمًا لِأَهْلِي فَجَاءَ رَكْبٌ فَفَرَّقُوا غَنَمِي، فَوَقَفَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَقَالَ: اجْمَعُوا لِهَذَا غَنَمَهُ كَمَا فَرَّقْتُمُوهَا عَلَيْهِ، ثُمَّ اندفعوا فأتبعت رجلا منهم فقلت: من هذا؟
__________
[1] الخطيب: تأريخ بغداد 10/ 203- 204 لكنه يذكر «سئل أبو عثمان النهدي» ويحذف «غزوات» ويضيف «والسروند» بعد «نهاوند» ولا أعلم موقعه أو موقعا بهذا الاسم.
[2] ابن سعد 6/ 43- 44.
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 7/ 142 مع تقديم وتأخير في العبارة.(1/234)
فَقَالَ: النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ [1] وَعَلِيٌّ [2] عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: عَاشَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ مِائَةَ سَنَةٍ وَأَرْبَعَ سِنِينَ، وَعَاشَ أَبُوهُ ثَابِتٌ مِائَةَ سَنَةٍ وَأَرْبَعَ سِنِينَ، وَعَاشَ مُنْذِرٌ مِائَةَ سَنَةٍ وَأَرْبَعَ سِنِينَ، وَعَاشَ حَرَامُ جَدُّ أَبِيهِ مِائَةَ سَنَةٍ وَأَرْبَعَ سِنِينَ، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانٍ إِذَا حَدَّثَنَا بِهَذَا الْحَدِيثِ اشْرَأَبَّ [3] لَنَا وَثَنَى رِجْلَيْهِ عَلَى مِثْلِهَا، فَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً.
حَدَّثَنَا عَلِيٌّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ نُفَيْلٍ «حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ [4] عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ: قُلْتُ لِيَزِيدَ بْنِ الْأَسْوَدِ الْجُرَشِيِّ: يَا أَبَا الْأَسْوَدِ كَمْ أَتَى عَلَيْهِ؟ قَالَ: أَدْرَكْتُ الْعُزَّى تُعْبَدُ فِي قَرْيَةِ قَوْمِي» [5] .
«حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكَرَّمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بن إسحاق حدثنا مهدي ابن عِمْرَانَ الْحَنَفِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ يَقُولُ: كُنْتُ يَوْمَ بَدْرٍ غُلَامًا قَدْ شَدَدْتُ عَلَيَّ الْإِزَارَ وَأَنْقِلُ اللَّحْمَ مِنَ الْجَبَلِ إِلَى السَّهْلِ» [6] .
«حدثنا أحمد بن الخليل حدثنا يحي بن أبي بكير قال: حدثنا نعيم ابن مَيْسَرَةَ عَنْ بَعْضِهِمْ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قال: انا لدة لرسول
__________
[1] هو ابن الفضل.
[2] هو علي بن أبي بكر الاسفذني (تهذيب التهذيب 7/ 287) .
[3] تطلّع اليهم مادا عنقه.
[4] هو سعيد بن عبد العزيز (تهذيب التهذيب 11/ 448) .
[5] ابن عبد البر: الاستيعاب 1570 لكنه يذكر «الأصنام» بدل «العزّى» وليس بصحابي وانما أخرجه ابن عبد البر لانه من طبقة الصحابة.
[6] ابن حجر: تهذيب التهذيب 5/ 83 لكنه يذكر «من السهل الى الجبل» وعقب ابن حجر عليه بقوله: «لي فيه وهم في لفظة واحدة وهي قوله يوم بدر والصواب يوم حنين، والله أعلم» .(1/235)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وُلِدْتُ عَامَ الْفِيلِ» [1] .
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ قَالَ: كُنْتُ فِي بَطْنِ أُمِّي يَوْمَ بَدْرٍ.
حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ [2] قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ قَالَ:
حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ: أَنَّ قَبِيصَةَ بْنَ ذُؤَيْبٍ وُلِدَ عَامَ الْفِيلِ.
حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ [3] قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي: أن حكيم ابن حِزَامٍ عَمَّرَ عِشْرِينَ وَمِائَةَ سَنَةٍ، فِي الْإِسْلَامِ سِتِّينَ، وَسِتِّينَ مُشْرِكًا.
«حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زيد ابن أَسْلَمَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ أَسْلَمَ تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ» [4] .
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ الضَّحَّاكِ الزُّبَيْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنْ عَيَّاشٍ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ شُرَحْبِيلَ وكان- فِيمَا زَعَمَ- ابْنُ سِتِّينَ وَمِائَةِ سَنَةٍ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ الْحَلَبِيُّ حَدَّثَنَا «مُبَشِّرٌ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ اللَّجْلَاجِ [5] عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: مَا مَلَأْتُ بَطْنِي طَعَامًا مُنْذُ أَسْلَمْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» [6] ، آكُلُ حَسْبِي وَأَشْرَبُ حَسْبِي. قَالَ: وَكَانَ عَاشَ مِائَةً وَعِشْرِينَ سَنَةٍ، خمسين في الجاهلية،
__________
[1] ابن كثير: البداية والنهاية 2/ 262 لكنه يحذف «حدثنا أحمد بن الخليل» وهو سقط.
[2] هو حرملة بن يحي بن عبد الله التجيبي المصري (تهذيب التهذيب 2/ 229) .
[3] هو يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد المدني (تهذيب التهذيب 11/ 391) .
[4] ابن حجر: تهذيب التهذيب 1/ 266.
[5] في الأصل «اللحاح» والتصويب من تهذيب التهذيب 8/ 455.
[6] ابن حجر: تهذيب التهذيب 8/ 455.(1/236)
وَسَبْعِينَ فِي الْإِسْلَامِ.
حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ [1]- يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ-: أَنَّ أَبَا إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيَّ وُلِدَ فِي أَيَّامِ غَزْوَةِ حُنَيْنٍ وَهَزِيمَةِ اللَّهِ هَوَازِنَ.
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أحمد قال يحي بْنُ سَعِيدٍ: مُطَرِّفٌ [2] أَكْبَرُ مِنَ الْحَسَنِ بِعِشْرِينَ سَنَةً، وَكَانَ أَخُوهُ أَكْبَرَ مِنَ الْحَسَنِ بِعَشَرَةٍ، وَمَاتَ مُطَرِّفٌ بَعْدَ طَاعُونِ الْجَارِفِ.
قَالَ أَحْمَدُ قال يحي: مَاتَ ابْنُ مَسْعُودٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْنُ سِتٍّ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ، وَكَانُوا يُفَضِّلُونَ أَبَا عُبَيْدَةَ. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: أَخَافُ أَنْ يَكُونَ هَذَا غَلَطًا.
قَالَ أَحْمَدُ قَالَ يحي: وَلَمْ يَكُنْ إِبْرَاهِيمُ مَعَ ابْنِ الْأَشْعَثِ.
حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا شعبة عن يزيد بن أبي زياد قال: قلت لأبي وائل: أيكما أكبر أنت أم مَسْرُوقٌ؟ قَالَ: أَنَا أَكْبَرُ مِنْ مَسَرُوقٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ [3] قَالَ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ [4] قَالَ:
حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ [5] قَالَ: قَرَأْتُ الْقُرْآنَ بَعْدَ وَفَاةِ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم بعشر سنين.
__________
[1] في الأصل «شعبة» والتصويب من تهذيب التهذيب 5/ 86.
[2] هو مطرف بن عبد الله بن الشخير (تهذيب التهذيب 10/ 173) .
[3] هو عبد الصمد بن عبد الوارث (تهذيب التهذيب 11/ 68) .
[4] هو همام بن يحي بن دينار (تهذيب التهذيب 11/ 67) .
[5] رفيع بن مهران الرياحي (تهذيب التهذيب 3/ 284) .(1/237)
حدثنا محمد بن إسماعيل بن سمرة [1] حدثنا الْمُحَارِبِيُّ قَالَ: زَعَمَ أَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ أَنَّ شُرَيْحًا مَاتَ وَهُوَ ابْنُ مِائَةٍ وَعِشْرِينَ سَنَةٍ، وَأَنَّ أَبَا رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيَّ [2] مَاتَ وَهُوَ ابْنُ سبع وعشرين ومائة سنة.
[تراجم الرجال]
الْعَبَادِلَةُ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمِمَّنْ رَآهُ
(عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي قُحَافَةَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ) [3]
أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ، وَاسْمُ أَبِي بَكْرٍ عَتِيقُ بْنُ أَبِي قُحَافَةَ، وَأَبُو قُحَافَةَ اسْمُهُ عُثْمَانُ بن عامر بن عمرو بن كعب بن سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ، حَدَّثَنَا بِذَلِكَ الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي مَنِيعٍ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ بِذَلِكَ. وَعَتِيقٌ لَقَبُهُ، وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا بِذَلِكَ أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شَرِيكٍ حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: سُمِّيتُ بِاسْمِ جَدِّي أَبِي بَكْرٍ وَكُنِّيتُ بِكُنْيَتِهِ.
حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ عَنِ اسْمِ أَبِي بَكْرٍ؟
فَقَالَتْ: عَبْدُ اللَّهِ. فَقُلْتُ: إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ عَتِيقٌ؟ قَالَتْ: إِنَّ أَبَا قُحَافَةَ كَانَ لَهُ ثَلَاثَةُ أَوْلَادٍ فَسَمَّى وَاحِدًا عَتِيقًا وَمُعْتَقًا وَعُتَيْقًا. حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ [4] عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: اسْمُ أَبِي بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عامر بن عمرو بن كعب بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سليمان حدثنا «إسحاق بن يحي بْنِ طَلْحَةَ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ أبيه قال:
__________
[1] هو الأحمسي أبو جعفر الكوفي السراج توفي سنة 260 هـ (تهذيب التهذيب 9/ 58- 59) .
[2] هو عمران بن ملحان.
[3] لا يوجد في الأصل.
[4] هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل بن الأسود أبو الأسود المدني (تهذيب التهذيب 9/ 307) .(1/238)
قَالَتْ عَائِشَةُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَبُو بَكْرٍ عَتِيقُ اللَّهِ مِنَ النَّارِ فَمِنْ يَوْمَئِذٍ سَمَّاهُ النَّاسُ عَتِيقًا [1] .
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: اشْتَرَى أَبُو بَكْرٍ مِنْ عَازِبٍ رَحْلًا بِثَلَاثَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعَازِبٍ: مُرِ الْبَرَاءَ فَلْيَحْمِلْهُ إلى رحلي. فقال له عازب: لا حتى تُحَدِّثَنَا كَيْفَ صَنَعْتَ أَنْتَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ خَرَجْتُمَا وَالْمُشْرِكُونَ يَطْلُبُونَكُمْ؟ قَالَ: أَدْلَجْنَا [2] مِنْ مَكَّةَ لَيْلًا فَأَحْيَيْنَا لَيْلَتَنَا وَيَوْمَنَا حَتَّى أَظْهَرْنَا، فَلَمَّا قَامَ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ فَرَمَيْتُ بِبَصَرِي هَلْ أَرَى مِنْ ظِلٍّ نَأْوِي إِلَيْهِ فَإِذَا بِصَخْرَةٍ، فَانْتَهَيْتُ [3] إِلَيْهَا فَإِذَا بَقِيَّةُ ظل لها فسوّيته، ثم فرضت لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرْوَةً، ثُمَّ قُلْتُ: اضْطَجِعْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَاضْطَجَعَ، ثُمَّ ذَهَبْتُ أَنْظُرُ [4] مَا حَوْلِي هَلْ أَرَى مِنَ الطَّلَبِ أَحَدًا فَإِذَا أَنَا بِرَاعِي غَنَمٍ يَسُوقُ غَنَمَهُ إِلَى الصَّخْرَةِ، يُرِيدُ مِنْهَا الَّذِي أُرِيدُ [5]- يَعْنِي الظِّلَّ- فَقُلْتُ:
لِمَنْ أَنْتَ يَا غُلَامُ؟ قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ فَسَمَّاهُ فَعَرَفْتُهُ، فَقُلْتُ: هَلْ فِي غَنَمِهِ [6] مِنْ لَبَنٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: قُلْتُ: هَلْ أَنْتَ حَالِبٌ لِي؟ قال:
نعم. قال: فَأَمَرْتُهُ فَاعْتَقَلَ شَاةً مِنْ غَنَمِهِ وَأَمَرْتُهُ [7] أَنْ يَنْفُضَ ضَرْعَهَا مِنَ التُّرَابِ ثُمَّ أَمَرْتُهُ أَنْ يَنْفُضَ كَفَّيْهِ فَقَالَ هَكَذَا فَضَرَبَ إِحْدَى كَفَّيْهِ على الأخرى، فحلب لي كشبه مِنْ لَبَنٍ وَقَدْ رَوَيْتُ [8] مَعِي لِرَسُولِ اللَّهِ صلى
__________
[1] ابن سعد 3/ 120 من طريق الواقدي عن إسحاق بن يحي بن طلحة.
[2] في صحيح البخاري 5/ 4 «ارتحلنا» .
[3] في صحيح البخاري «أتيت» .
[4] في الأصل «لبعض» وما أثبته من صحيح البخاري.
[5] في صحيح البخاري «أردنا»
[6] في صحيح البخاري «غنمك» .
[7] في الأصل «وأمرت» وما أثبته من صحيح البخاري.
[8] في صحيح البخاري «جعلت» .(1/239)
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِدَاوَةً عَلَى فَمِهَا خِرْقَةٌ فَصَبَبْتُ [1] عَلَى اللَّبَنِ حَتَّى بَرِدَ مِنْ أَسْفَلِهِ، وَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَافَقْتُهُ وَقَدِ اسْتَيْقَظَ، فَقُلْتُ: اشْرَبْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَشَرِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى رَضِيتُ، ثُمَّ قُلْتُ: قَدْ أَتَى [2] الرحيل يا رسول الله. قَالَ: [بَلَى] [3] ، فَارْتَحَلْنَا وَالْقَوْمُ يَطْلُبُونَا فَلَمْ يُدْرِكْنَا أَحَدٌ مِنْهُمْ غَيْرُ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنَ جُعْشُمٍ عَلَى فَرَسٍ لَهُ فَقُلْتُ: هَذَا الطَّلَبُ قَدْ لَحِقَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ: لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا [4] ، فَلَمَّا أَنْ دَنَا مِنَّا وَكَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ قَيْدُ رُمْحَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ، فَقُلْتُ: هَذَا الطَّلَبُ قَدْ لَحِقَنَا يَا رسول الله وَبَكَيْتُ. فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ [5] ؟ فَقُلْتُ: أَمَا وَاللَّهِ مَا عَلَى نَفْسِي أَبْكِي وَلَكِنْ أَبْكِي عَلَيْكَ. فَدَعَا عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَاخَتْ بِهِ فَرَسُهُ [6] فِي الْأَرْضِ إِلَى بَطْنِهَا فَوَثَبَ عَنْهَا، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ قد علمت أن هذا عملك فادع الله ينجيني مما أنا فيه فو الله لِأُعَمِّيَنَّ [عَلَى] [7] مَنْ وَرَائِي [مِنَ] [8] الطَّلَبِ وَهَذِهِ كِنَانَتِي فَخُذْ مِنْهَا حَاجَتَكَ [9] فَإِنَّكَ سَتَمُرُّ بِإِبِلِي وغنمي بمكان كذا وكذا فخذ منها حاجتك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لَا حَاجَةَ لَنَا فِي إِبِلِكَ، وَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْطَلَقَ [10] راجعا الى أصحابه، ومضى رسول الله
__________
[1] في مسند أحمد 1/ 3 «فصببت- يعني الماء- على القدح حتى برد أسفله» وفي صحيح البخاري «فصيبت» وهو خطأ مطبعي.
[2] في صحيح البخاري «آن» وفي مسند احمد «أنى» .
[3] الزيادة من صحيح البخاري.
[4] الى هنا أخرجه البخاري في صحيحه 5/ 3- 4 من طريق عبد الله بن رجاء حدثنا إسرائيل ...
[5] في مسند أحمد «لم تبكي» .
[6] في مسند أحمد «قوائم فرسه» .
[7] ، (8) الزيادة من مسند أحمد.
[9] في مسند أحمد «سهما» .
[10] في مسند أحمد «فأطلق راجعا» .(1/240)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مَعَهُ حَتَّى قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ لَيْلًا [1] . حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ حَدَّثَنَا عَطَّافُ [2] بْنُ خَالِدٍ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ] [3] بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَذْكُرُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ وَهُوَ يَقُولُ: قلت: يا رسول الله الْعَمَلُ عَلَى مَا قَدْ فُرِغَ مِنْهُ أَمْ عَلَى أَمْرٍ يُؤْتَنَفُ؟ قَالَ: بَلْ عَلَى أَمْرٍ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ.
قُلْتُ: فَفِيمَ الْعَمَلُ يَا رسول الله؟ قال: كل ميسّر [4] لما خلق منه [5] .
وأبو العباس عبد الله بن عباس
ابن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَعَبْدُ الْمُطَّلِبِ اسْمُهُ شَيْبَةُ بْنُ هاشم واسم هاشم عمرو ابن عَبْدِ مَنَافٍ وَاسْمُ عَبْدِ مَنَافٍ الْمُغِيرَةُ بْنُ قصي بن كلاب بن مرّة ابن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر.
حدثنا الربيع بن يحي قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ «عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ قَرَأْتُ الْمُحْكَمَ فِي الْقُرْآنِ، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ» [6] . وَهُوَ مَخْتُونٌ. فَسُئِلَ سَعِيدٌ: مَا الْمُحْكَمُ مِنَ القرآن؟ قال:
__________
[1] أخرجه أحمد في مسندة 1/ 2- 3 من طريق عمرو بن محمد أبي سعيد العنقزي قال: ثنا إسرائيل ... الحديث. ولكنه وقع فيه «العنقري» وهو تصحيف (انظر تبصير المنتبه 1032) .
[2] في الأصل «عطا» - يعني «عطاء» - والتصويب من مسند أحمد 1/ 5 (وانظر تهذيب التهذيب 7/ 198، 221) .
[3] الزيادة من مسند أحمد 1/ 5، وانظر تهذيب التهذيب 5/ 17.
[4] مهيّأ (صحيح البخاري 9/ 195) .
[5] أخرجه البخاري في صحيحه من عدة طرق غير هذه الطريق (انظر منه باب في القدر 8/ 152، وكتاب التوحيد 9/ 195) وأخرجه مسلم في كتاب القدر 8/ 48، وأخرجه أحمد في مسندة 1/ 5- 6 من طريق علي بن عياش قال ثنا العطاف بن خالد ولم يذكر «قد» الاولى.
[6] ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 934 ورجح ابن عبد البر ما قاله أهل السير وهو أن ابن عباس كان ابن ثلاث عشرة سنة.(1/241)
الْمُفَصَّلُ.
وَأَبُو مُحَمَّدٍ [1] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ
ابن أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ رَجُلٍ مِنْ فَهْمٍ [2] قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يَقُولُ: خَيْرُ اللَّحْمِ أَوْ أَطْيَبُ اللَّحْمِ لحم الظهر. قال: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانُوا يُلْقُونَهُ اللَّحْمَ [3] .
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَالِكِ بْنِ بُحَيْنَةَ
وَهُوَ مِنْ أَزْدِ شَنُوءَةَ، وَهُوَ حَلِيفُ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ.
حدثنا بذلك أبو اليمان الحكم بن نَافِعٌ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ [4] عَنِ الزُّهْرِيِّ.
وَحَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ الْأَعْرَجِ عَنِ ابْنِ بُحَيْنَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَجَدَ فَرَّجَ يَدَيْهِ عَنْ إِبِطَيْهِ حَتَّى أَنِّي لَأَرَى بياض إبطيه [5] .
__________
[1] في طبقات خليفة ص 5 والاستيعاب لابن عبد البر 880 أنه يكنى أبا جعفر.
[2] في مسند أحمد 1/ 204 «قال: وأظنه يسمى محمد بن عبد الرحمن. قال: وأظنه حجازيا» وفي سنن ابن ماجة ص 1099 «وأظنه يسمى محمد بن عبد الله» .
[3] أخرجه أحمد في مسندة 1/ 204 من طريق يحي حدثنا مسعر.. وابن ماجة في سننه ص 1099- 1100.
[4] هو ابن أبى حمزة.
[5] أخرجه البخاري من حديث ابن بحينة الاسدي أيضا وذلك من طريق قتيبة بن سعيد حدثنا بكر بن مضر عن جعفر بن ربيعة ...(1/242)
وأبو بكر عبد الله بن الزبير
ابن الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ العزّى بن قصي بن كلاب ابن مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ. وَهُمْ أَصْهَارُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُمْ مِنْ حِلْفِ الْفُضُولِ.
حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ وَأَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ قَالا:
أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ [1] قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَسْوَدِ عن عامر بن عبد الله ابن الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهِ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَعْلِنُوا النِّكَاحَ [2] .
وَعَبْدُ الله بن زمعة بن الأسود
ابن الْمُطَلَّبِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قصي بن كلاب بن مرة ابن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر.
حَدَّثَنِي عَيَّاشُ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى [3] حَدَّثَنَا «مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ قَالَ: لَمَّا اسْتُعِزَّ بِرَسُولِ اللَّهِ وَأَنَا عِنْدَهُ فِي نَفَرٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، قَالَ: دَعَاهُ بِلَالٌ إِلَى الصَّلَاةِ، فَقَالَ: مُرُوا مَنْ يُصَلِّي بِالنَّاسِ. فَخَرَجْتُ فَإِذَا عُمَرُ فِي النَّاسِ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ غَائِبًا، فَقُلْتُ: قُمْ يَا عُمَرُ فَصَلِّ بِالنَّاسِ، فَلَمَّا كَبَّرَ عُمَرُ سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَوْتَهُ، وَكَانَ عُمَرُ رَجُلًا جَهِيرًا [4] . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيْنَ أَبُو بَكْرٍ، يَأْبَى اللَّهُ ذَلِكَ والمسلمون.
__________
[1] عبد الله بن وهب.
[2] أخرجه أحمد في مسندة 4/ 5 من طريق هارون بن معروف قال: حدثنا عبد الله ابن وهب.
[3] هو عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي ت 198 هـ (تهذيب التهذيب 6/ 96) .
[4] في سيرة ابن هشام 2/ 652 «مجهرا» .(1/243)
قَالَ: فَبَعَثَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَجَاءَ بَعْدَ أَنْ صَلَّى عُمَرُ تِلْكَ الصَّلَاةَ [فَصَلَّى بِالنَّاسِ] [1] . قال عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَمْعَةَ: قَالَ لِي عُمَرُ: وَيْحَكَ مَا صَنَعْتَ بِي يَا ابْنَ زَمْعَةَ، وَاللَّهِ مَا ظَنَنْتُ حِينَ أَمَرْتَنِي إِلَّا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَكَ بِذَلِكَ، وَلَوْلَا ذَلِكَ مَا صَلَّيْتُ بِالنَّاسِ. قَالَ: قُلْتُ: وَاللَّهِ مَا أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم بذلك، ولكني [حِينَ] [2] لَمْ أَرَ أَبَا بَكْرٍ حَضَرَ رَأَيْتُكَ أَحَقَّ مَنْ حَضَرَ بِالصَّلَاةِ لِلنَّاسِ» [3] .
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَرْقَمِ الزُّهْرِيُّ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْأَرْقَمَ كَانَ يَؤُمُّ أَصْحَابَهُ، فَحَضَرْتُ الصَّلَاةَ يَوْمًا فَذَهَبَ لِحَاجَتِهِ، ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
إِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمُ الْغَائِطَ فَلْيَبْدَأْ بِهِ قَبْلَ الصَّلَاةِ [4] .
وَعَبْدُ الله بن عدي
ابن الْحَمْرَاءِ الزُّهْرِيُّ.
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: حَدَّثَنِي شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَدِيِّ بْنِ الْحَمْرَاءِ الزُّهْرِيَّ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو وَاقِفٌ فِي سُوُقِ مَكَّةَ: إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إِلَيَّ، وَلَوْلَا أَنِّي أخرجت
__________
[1] ، (2) الزيادة من سيرة ابن هشام 2/ 652.
[3] ابن هشام: السيرة 2/ 652.
[4] أخرجه مالك في الموطأ 1/ 174 لكنه يذكر «أراد» بدل «وجد» ، وأخرجه الترمذي في سننه 1/ 174 أبواب الطهارة حديث رقم 142 من حديث عبد الله بن الأرقم أيضا باختلاف لفظي.(1/244)
مِنْكِ مَا خَرَجْتُ [1] .
وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ الله بن مسعود
ابن الْحَارِثِ بْنِ شَمْخِ بْنِ مَخْزُومِ بْنِ صَاهِلَةَ بن كاهل بن الحارث ابن سعد ابن جذيمة ابن كَعْبِ بْنِ سَعْدٍ [2] ، أَحَدُ بَنِي هُذَيْلٍ، حَلِيفٌ لَبَنِي زُهْرَةَ وَابْنُ أُخْتِهِمْ.
حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ عَاصِمٍ [3] عَنْ زِرٍّ [4] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: جَاءَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَقَدْ فَرَّا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَأَنَا أَرْعَى غَنَمًا لِابْنِ أَبِي مُعَيْطٍ [5] .
قال أبو يوسف: وهو من مهاجرة الْحَبَشَةِ وَقَدْ شَهِدَ بَدْرًا.
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ هِشَامٍ الْقُرَشِيُّ
ثُمَّ أَحَدُ بَنِي تَيْمٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ وَابْنُ بُكَيْرٍ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ زُهْرَةَ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِشَامٍ الْقُرَشِيِّ ثم التيمي عن جده عبد الله ابن هِشَامٍ- وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسَحَ بِرَأْسِهِ وَدَعَا لَهُ وَهُوَ صَغِيرٌ [6]- قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم وهو آخذ
__________
[1] أخرجه ابن ماجة في سننه رقم 3108 ص 1037، وانظر ابن عبد البر: الاستيعاب 949 وأضاف بعد مكة [وهو يقول لمكة] وقال «الى الله» بدل «اليّ» .
[2] في طبقات خليفة ص 16، وابن الكلبي: النسب الكبير 36 ب (ل) ، وابن حزم: جمهرة أنساب العرب ص 197، وابن سعد ج 3 ص 150 أنه «عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بْنِ مَخْزُومِ بْنِ صَاهِلَةَ بْنِ كَاهِلِ بْنِ الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل» .
[3] عاصم بن أبي النجود.
[4] زر بن حبيش.
[5] انظر تتمة الحديث في الاستيعاب لابن عبد البر 987- 988.
[6] انظر ذلك في الاستيعاب ص 1000.(1/245)
بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا نَفْسِي. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ. قَالَ عُمَرُ: فَأَنْتَ الْآنَ وَاللَّهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْآنَ يَا عُمَرُ [1] .
وَعَبْدُ الله بن عبد الأسد بن هلال [2]
ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَخْزُومٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ يُكَنَّى أَبَا سَلَمَةَ. حَدَّثَنَا بِذَلِكَ حَجَّاجٌ [3] عَنْ جَدِّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ.
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ الْحَرَّانِيُّ وَابْنُ بُكَيْرٍ قَالا: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: جَاءَنِي أَبُو سَلَمَةَ يَوْمًا فَقَالَ لِي: سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلَامًا لَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ. قَالَ سَمِعْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ: مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ تَنْزِلُ بِهِ مُصِيبَةٌ فَيَقُولُ الَّذِي أَمَرَهُ اللَّهُ بِهِ [4] ، ثُمَّ يَقُولُ اللَّهمّ آجِرْنِي فِي مُصِيبَتِي، وَعَوِّضْنِي عَنْهَا خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا أَجَرَهُ اللَّهُ بمصيبته وأعاضه خيرا منها [5] .
__________
[1] أخرجه أحمد في مسندة 4/ 336 من طريق قتيبة بن سعيد ثنا ابن لهيعة لكنه قال «اليه من نفسه» بدل «إليك من نفسك» .
[2] قال ابن حجر: «ذكره يعقوب بن سفيان» (تهذيب التهذيب 5/ 288) .
[3] هو حجاج بن أبي منيع (تهذيب التهذيب 2/ 207) .
[4] يعني «انا للَّه وانا اليه راجعون» .
[5] أخرجه مسلم في صحيحه- كتاب الجنائز 3/ 37 من طريق آخر عن أم سلمة، وكذلك أخرجه أحمد في مسندة عن أم سلمة 6/ 309 من طريق آخر.(1/246)
وعبد الله بن عياش
ابن أبي ربيعة المخزومي.
يقال أنه قد رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَوُلِدَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ.
حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن أَبِي النَّضْرِ [1] عَنْ زِيَادٍ مَوْلَى ابْنِ عَيَّاشٍ عَنِ ابْنِ عَيَّاشٍ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَعَدَ عَلَى قَبْرِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، ثُمَّ اسْتَرْجَعَ فَقَالَ: لَوْ نَجَا أَحَدٌ مِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ أَوْ أَلَمِهِ أَوْ ضَمِّهِ لَنَجَا سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، وَلَقَدْ ضُمَّ ضَمَّةً، ثُمَّ رُوِّحَ عَنْهُ [2] .
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّائِبِ الْمَخْزُومِيُّ
ثُمَّ الْعَائِذِيُّ.
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ يحي بْنِ عُبْيَدٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ السَّائِبِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ- يَعْنِي بَيْنَ الرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ وَالْحَجَرِ الْأَسْوَدِ وهو يطوف-[3] .
__________
[1] هو سالم بن أبي أمية التميمي المدني (تهذيب التهذيب 3/ 431) .
[2] انظر عن ضمة القبر على سعد بن معاذ (النسائي: المجتبى 4/ 82) من طريق آخر وبألفاظ مختلفة، وأخرجه ابن سعد في طبقاته مجلد 3 قسم 2 ص 9 بألفاظ مقاربة.
[3] أخرجه أحمد في مسندة 3/ 411 من حديث عبد الله بن السائب وأخرجه في مواضع أخرى من حديث أنس بن مالك (انظر المسند 3/ 101، 107، 208، 209، 247، 277، 288) .(1/247)
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيُّ
حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْخَلِيلِ وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالا: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَخْزُومِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَسْلَفَهُ مَالًا بِضْعَةَ عشر الفا، فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حُنَيْنٍ قَدِمَ عَلَيْهِ، قَالَ:
فَقَالَ لِي: ادْعُ لِي ابْنَ أَبِي رَبِيعَةَ. فَقَالَ لَهُ: خُذْ ما أسلفت بارك الله لك فِي مَالِكَ وَوَلَدِكَ، إِنَّمَا جَزَاءُ السَّلَفِ الْحَمْدُ وَالْوَفَاءُ. قَالَ هِشَامٌ: الْأَجْرُ وَالْوَفَاءُ [1] . وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا [2] .
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ بن المغيرة
ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ [3] بْنِ مَخْزُومٍ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى- أَحْسَبُهُ يُقَالُ لَعَلَّهُ مِنْ فَارِسَ [4]- قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ عن عروة
__________
[1] أخرجه أحمد في مسندة 4/ 36 من طريق وكيع ثنا إبراهيم ابن إسماعيل بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي عن أبيه عن جده ...
بألفاظ مقاربة، لكنه ذكر «ثلاثين أو أربعين ألفا» بدل «بضعة عشر ألفا» . وأخرجه النسائي من طريق آخر عن إسماعيل بن إبراهيم أيضا (المجتبى 7/ 276) ، وأخرجه ابن ماجة من طريق أبي بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع (السنن: كتاب الصدقات حديث رقم 2424) .
[2] أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الايمان 1/ 69، وابن ماجة 2/ 749، والترمذي: سنن 4/ 319 وأخرجه أحمد في مسندة 2/ 50، 242، 417، 3/ 466، 4/ 45 وكل طرقه ترقى الى صحابة آخرين غير عبد الله بن أبي ربيعة، ولا أعلم سبب إيراد الحديث في هذا الموضع.
[3] في الاستيعاب 868 «عمرو» .
[4] كذا في الأصل ولم أجد هذه الزيادة في كتب الحديث.(1/248)
قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ: أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، مُخَالِفًا بَيْنَ طَرَفَيْهِ [1] .
وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عمر الْخَطَّابِ
بْنِ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ، حَدَّثَنَا بِذَلِكَ الْحَجَّاجُ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ.
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ.
وَحَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي مَنِيعٍ قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي، جَمِيعًا عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم يقوم: انْطَلَقَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَتَّى أَوَاهُمُ [2] الْمَبِيتُ إِلَى غَارٍ وَدَخَلُوهُ، فَانْحَدَرَتْ صَخْرَةٌ مِنَ الْجَبَلِ فَسَدَّتْ عَلَيْهِمُ الْغَارَ، فَقَالُوا: إِنَّهُ وَاللَّهِ لَا يُنَجِّيكُمْ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ إِلَّا أَنْ تَدْعُوا اللَّهَ بِصَالِحِ أَعْمَالِكُمْ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: اللَّهمّ كَانَ لِي أَبَوَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ فَكُنْتُ لَا أُغْبِقُ [3] قَبْلَهُمَا أَهْلًا وَلَا مَالًا فَنَأَى بِي السَّحَرُ [4] ، فَلَمْ أَرُحْ عَلَيْهِمَا حَتَّى نَامَا، فَحَلَبْتُ لَهُمَا غَبُوقَهُمَا فَجِئْتُهُمَا بِهِ [5] فَوَجَدْتُهُمَا نَائِمَيْنِ فَتحَرَّجْتُ أَنْ أُوقِظَهُمَا [6] وَكَرِهْتُ أَنْ أُغْبِقَ قبلهما أهلا ولا [7] مالا
__________
[1] أخرجه البخاري في صحيحه من طرق أخرى (1/ 95) .
وأخرجه مسلم في صحيحه من طرق أخرى أيضا (2/ 61- 62) ، وأخرجه أحمد في مسندة من طرق أخرى أيضا (3/ 239، 257، 281، 357، 391، 462، 4/ 17، 27، 5/ 366، 6/ 343) .
[2] في البخاري (أووا) .
[3] أسقي عشاء.
[4] في البخاري «في طلب شيء يوما» .
[5] «فجئتهما به» ليست في البخاري.
[6] «أن أوقظهما» ليست في البخاري.
[7] في البخاري «أو» .(1/249)
فقمت [1] والقدح على يَدَيَّ أَنْتَظِرُ اسْتِيقَاظَهُمَا حَتَّى يَبْدُوَ [2] الْفَجْرُ فَاسْتَيْقَظَا فَشَرِبَا غَبُوقَهُمَا. اللَّهمّ فَإِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابتغاء وجهك فأفرج [3] عنا ما نحن فيه- قال حجاج: من هم هذه الصخرة- فانفرجت انْفِرَاجًا لَا يَسْتَطِيعُونَ الْخُرُوجَ مِنْهُ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَقَالَ الْآخَرُ: اللَّهمّ كَانَتْ لِي ابْنَةُ عَمٍّ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيَّ فَأَرَدْتُهَا عَلَى [4] نَفْسِهَا فَامْتَنَعَتْ مِنِّي حَتَّى أَلَمَّتْ مِنَهَا [5] سَنَةٌ- قَالَ حَجَّاجٌ: جَهِدَتْ فِيهِ مِنَ السِّنِينِ- فَجَاءَتْنِي فَأَعْطَيْتُهَا عِشْرِينَ وَمِائَةَ دِينَارٍ عَلَى أَنْ تُخَلِّيَ بَيْنِي وَبَيْنَ نَفْسِهَا، فَفَعَلَتْ، حَتَّى إِذَا قَدِرْتُ عَلَيْهَا قَالَتْ:
لَا أَحِلُّ لك أن تفضّ الخاتم الا بِحَقِّهِ. فَتَحَرَّجْتُ مِنَ الْوُقُوعِ عَلَيْهَا، فَانْصَرَفْتُ عَنْهَا وَهِيَ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَتَرَكْتُ الذَّهَبَ الَّذِي أَعْطَيْتُهَا.
اللَّهمّ فَإِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وجهك فأفرج عنا ما نحن فيه- قال حَجَّاجٌ: مِنْ هَمِّ هَذِهِ الصَّخْرَةِ- فَانْفَرَجَتِ الصَّخْرَةُ [6] غير أنهم لا لَا يَسْتَطِيعُونَ الْخُرُوجَ مِنْهَا. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ الثَّالِثُ: اللَّهمّ اسْتَأْجَرْتُ أُجَرَاءَ فَأَعْطَيْتُهُمْ أُجُورَهُمْ [7] إِلَّا رَجُلًا وَاحِدًا مِنْهُمْ تَرَكَ الَّذِي لَهُ وَذَهَبَ، فَثَمَّرْتُ أَجْرَهُ حتى كثرت
__________
[1] في البخاري «فلبثت» .
[2] في البخاري «برق» .
[3] في البخاري «ففرج» .
[4] في البخاري «عن» .
[5] في البخاري «بها» .
[6] «فانفرجت الصخرة» في الأصل بالحاشية.
[7] في البخاري «أجرهم» .(1/250)
الْأَمْوَالُ فَارْتَبَحْتُ [1] ، فَجَاءَنِي بَعْدَ حِينٍ فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَدِّ إِلَيَّ أَجْرِي. فَقُلْتُ لَهُ: كُلُّ مَا تَرَى مِنْ أُجْرَتِكَ مِنَ الْإِبِلِ وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالرَّقِيقِ. فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لَا تَسْتَهْزِئْ بِي. فَقُلْتُ لَهُ: أَنَا لَا اسْتَهْزِئْ بِكَ. فَأَخَذَ ذَلِكَ كُلَّهُ فَاسْتَاقَهُ فَلَمْ يَتْرُكْ مِنْهُ شَيْئًا. اللَّهمّ فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فأفرج عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ- قَالَ حَجَّاجٌ: مِنْ هَمِّ هَذِهِ الصَّخْرَةِ- فَانْفَرَجَتْ، فَخَرَجُوا مِنَ الْغَارِ يَمْشُونَ [2] .
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ
حَلِيفُ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَهُوَ مِنَ الْيَمَنِ.
حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: أخبرني يحي بْنُ أَيُّوبَ قَالَ:
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ عَنْ زِيَادٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَة أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أُمِّي وَأَنَا غُلَامٌ فَأَدْبَرْتُ خَارِجًا فَنَادَتْنِي أُمِّي: يَا عَبْدَ اللَّهِ تَعَالَ هَاكَ. فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَاذَا تُعْطِينَهُ؟ قَالَتْ:
أُعْطِيهِ تَمْرًا. قَالَ: أَمَا أَنَّكِ لَوْ لَمْ تَفْعَلِي كُتِبَتْ عَلَيْكِ كَذْبَةً [3] .
وَعَبْدُ اللَّهِ بن عمرو بن العاص
ابن وائل بن هاشم بن سعد بن فهم.
حدثنا أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا محمد بن شعيب عن عمرو
__________
[1] ليست في البخاري.
[2] أخرجه البخاري في صحيحه من طريق أبي اليمان أيضا باسناده الى ابن عمر (الصحيح كتاب الاجارة- باب 12) . وأخرجه أحمد في مسندة 2/ 116 من طريق آخر من حديث ابن عمر أيضا.
[3] أخرجه أحمد في مسندة 3/ 447 من طريق «هاشم ثنا الليث عن محمد بن عجلان..» .(1/251)
ابن يَزِيدَ الْبَصْرِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ عَنْ عمر بن عبد العزيز عن يحي ابن الْقَاسِمِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا هَلَكَتْ أُمَّةٌ قَطُّ إِلَّا بِالشِّرْكِ باللَّه وَمَا كَانَ بَدْءُ شِرْكِهَا إِلَّا التَّكْذِيبَ بِالْقَدَرِ [1] .
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُذَافَةَ السَّهْمِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ [2] وَابْنُ بُكَيْرٍ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي النَّضْرِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ وَقَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ يُحَدِّثَانِ عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ امْرَأَةِ عَبَّاسٍ قَالَتْ [3] : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنًى [4] أَيَّامَ التَّشْرِيقِ، فَسَمِعَتْ مُنَادِيًا يَقُولُ: إِنَّ هَذِهِ الْأَيَّامَ أَيَّامُ طَعَامٍ وَشَرَابٍ وَذِكْرِ اللَّهِ. قَالَتْ:
فَأَرْسَلَتْ رَسُولًا مَنِ الرَّجُلُ؟ وَمَنْ أَمَرَهُ؟ فَجَاءَنِي الرَّسُولُ فَحَدَّثَنِي أَنَّهُ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ ابْنُ حُذَافَةَ يَقُولُ: أَمَرَنِي بِهَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم [5] .
__________
[1] لم أجده في الكتب الستة من هذه الطريق ولا بهذا اللفظ من طرق أخرى، وأخرج أحمد في مسندة من حديث ابن عباس عن النبي ص (هذا أول شرك هذه الأمة- يعني التكذيب بالقدر-) انظر المسند 1/ 330.
[2] هو النضر بن عبد الجبار بن نصير المرادي (تهذيب التهذيب 10/ 444) .
[3] في الأصل «قال» .
[4] في الأصل «بمنا» .
[5] أخرجه مسلم من طرق أخرى (صحيح مسلم 3/ 153) ، وأخرجه أحمد في مسندة 3/ 450- 451 من طريق عبد الرحمن عن سفيان عن عبد الله- يعني ابن أبي بكر- وسالم أبي النضر عن سليمان بن يسار..» ، كما أخرجه في مواضع أخرى من طرق أخرى (المسند 2/ 229، 3/ 460، 4/ 335، 5/ 75، 76) .(1/252)
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ [1] الْعُذْرِيُّ
وَهُوَ حَلِيفٌ لِبَنِي زُهْرَةَ يُقَالُ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيَّامَ الْفَتْحِ ومسح وجهه.
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: أَخْبَرَنِي شَعَيْبٌ عَنِ الزهري قال: حدثني عبد الله بن ثعلبة ابن صعير [2] وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد مسح وَجْهَهُ زَمَنَ الْفَتْحِ [3] .
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ رَاشِدٍ عن الزهري عن ابن صغير عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَدَقَةِ الْفِطْرِ: أَدُّوا صَاعًا مِنْ قَمْحٍ أَوْ بُرٍّ عَلَى كُلِّ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى أَوْ صَغِيرٍ أَوْ فَقِيرٍ حُرٍّ أَوْ مَمْلُوكٍ فَأَمَّا الْغَنِيُّ فَيُزَكِّيهِ اللَّهُ، وَأَمَّا الْفَقِيرُ فَيَرُدُّ عَلَيْهِ أَكْثَرَ مِمَّا أَعْطَاهُ [4] .
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ
حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ الْقِتْبَانِيِّ عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ شَفِيٍّ أَبِي الْحُصَيْنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَشَرَةٌ من أصحابه
__________
[1] في الأصل «صغير» والصواب ما أثبته (انظر الاستيعاب ص 876، وتهذيب التهذيب 5/ 165 وقال ابن حجر: «ويقال ابن أبي صعير» .
[2] في حاشية الأصل «صبير» .
[3] أخرجه أحمد في مسندة (5/ 432) من هذه الطريق ومن طرق أخرى من حديث ابن صعير أيضا، وانظر الاستيعاب ص 876.
[4] أخرجه أحمد في مسندة (5/ 432) من طريق عفان بن مسلم قال لحدثني حماد بن زيد، ومن طرق أخرى من حديث عبد الله ابن ثعلبة بن صعير أيضا.(1/253)
مَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَالزُّبَيْرُ وَغَيْرُهُمْ عَلَى جَبَلٍ إِذْ تَحَرَّكَ بِهِمُ الْجَبَلُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اسْكُنْ حِرَاءُ فَإِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ [1] . وَأَبُو سَرْحِ بْنُ حَبِيبِ بْنِ جُذَيْمَةَ [2] بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حسّل ابن عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ. يُقَالُ: مَاتَ بِعَسْقَلَانَ بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ [3] .
حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ قَالَ: أَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ بِعَسْقَلَانَ بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ، وَكَرِهَ أَنْ يَكُونَ مَعَ مُعَاوِيَةَ، وَقَالَ: لَمْ أَكُنْ لِأُجَامِعَ رَجُلًا قَدْ عَرَفْتُهُ أَنَّهُ كَانَ يَهْوَى قَتْلَ عُثْمَانَ، فَكَانَ بِهَا حَتَّى مَاتَ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عن عاصم [4]
__________
[1] أخرجه البخاري من طريق آخر بألفاظ مقاربة لكنه قال:
«أحد» بدل «حراء» (الصحيح 5/ 11) وأخرجه مسلم من طريق آخر بألفاظ مقاربة (الصحيح 7/ 128) ، وأخرجه أحمد من طرق أخرى أيضا (المسند 1/ 59، 188، 189، 2/ 419، 5/ 346) ، وأخرجه ابن ماجة في سننه 1/ 48 من طريق أخرى أيضا، وأخرجه الترمذي في سننه 9/ 323 من طريق أخرى، وهكذا لم أجده في الكتب الستة ومسند أحمد من هذه الطريق.
[2] في الأصل «حذيفة» والتصويب من طبقات خليفة ص 291، الاستيعاب 3/ 918، ويضيف خليفة «بن الحارث» بعد «أبي سرح» .
[3] قال ابن عبد البر: أن هذا هو الصحيح أما الرواية الأخرى فتقول أنه توفي أو قتل بإفريقية (الاستيعاب 920، وطبقات خليفة خليفة 291) .
[4] هو ابن أبي النجود.(1/254)
عن أبي رزين [1] : أن ابن [أُمِّ] مَكْتُومٍ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ [2] حَدَّثَنَا يحي بْنُ حَمْزَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ [3] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّعْدِيِّ من بني مالك ابن حَسْلٍ: أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال أَبُو يُوسُفَ: لَا أَعْلَمُ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُسَمَّى عَبْدَ اللَّهِ مِمَّنْ سَمِعَ مِنْهُ غَيْرَ هَؤُلِاءٍ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَهْفَةَ [4] الْغِفَارِيُّ
حَدَّثَنَا آدَمُ عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ ابْنٍ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَهْفَةَ الْغِفَارِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْتَلْقِيًا عَلَى وَجْهِي فَقَالَ: هَذِهِ ضَجْعَةٌ يَكْرَهُهَا الله [5] .
__________
[1] هو مسعود بن مالك الاسدي الكوفي (تهذيب التهذيب 10/ 118) .
[2] هو لتنيسي أبو محمد الكلاعي المصري، أصله من دمشق ت 218 هـ (تهذيب التهذيب 6/ 86- 87) .
[3] في الأصل «محبر» وأحسبه عبد الله بن محيريز (انظر تهذيب التهذيب 5/ 236، 12/ 310) .
[4] هكذا في الأصل وكذلك في الاستيعاب ص 930، وسماه ابن ماجة في سننه (ص 1227) «طخفة» وكذلك أحمد في مسندة (3/ 429) وقد بين ابن حجر اختلافهم في اسمه (تهذيب التهذيب 5/ 10) وحكى ابن عبد البر الاختلاف في صحبة عبد الله وأبيه.
[5] أخرجه أحمد في مسندة 3/ 429 من طرق أخرى من حديث طخفة الغفاريّ، كما أخرجه ابن ماجة في سننه ص 1227 من طرق أخرى أيضا من حديث طخفة الغفاريّ.(1/255)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُغَفَّلٍ
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ عَنِ الرَّبِيعِ [1] عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ وَغَيْرِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغَفَّلِ قَالَ: إِنِّي لَأَحَدُ الرَّهْطِ الَّذِينَ ذَكَرَ اللَّهُ وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ 9: 92 [2] . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُغَفَّلٍ: إِنِّي لَآخُذُ بَعْضَ أَغْصَانِ الشَّجَرَةِ [3] الَّتِي بَايَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْتَهَا أُظِلُّهُ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَرْجِسَ مُزَنِيٌّ
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حرب قال: حدثنا حماد بن زيد عن عَاصِمٍ [4] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدُرْتُ خَلْفَهُ فَعَلِمَ الَّذِي أُرِيدُ، فَأَلْقَى الرِّدَاءَ عَنْ ظَهْرِهِ فَإِذَا الْخَاتَمُ عَلَى نُغْضِ [5] كَتِفِهِ مِثْلُ الجمع حوله خيلان كأنها الثّآليل [6] .
وهو مزني.
__________
[1] الربيع بن أنس البكري (تهذيب التهذيب 3/ 238) .
[2] سورة التوبة آية 93.
[3] في الأصل «الشجر» وانظر الرواية في الاستيعاب ص 996، 997 من طرق أخرى عن عبد الله بن مغفل.
[4] هو عاصم بن سليمان الأحول.
[5] في صحيح مسلم 7/ 87 «ناغض» .
[6] أخرجه مسلم في صحيحه (7/ 86- 87) من طريق أبى كامل وغيره حدثنا حماد بن زيد.. الحديث، بألفاظ مقاربة، وأخرجه الامام أحمد من طريق عبد الرزاق أنا معمر عن عاصم بن سليمان ...
من حديث عبد الله بن سرجس، كما أخرجه من طريق آخر من حديث ابن سرجس أيضا (انظر المسند 5/ 82) . وأحاديث رؤية الصحابة خاتم النبوة كثيرة أخرج بعضها البخاري في صحيحه (انظر مثلا 1/ 57 منه) ومسلم في صحيحه (7/ 86) .(1/256)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الشِّخِّيرِ
أَبُو مُطَرِّفٍ عَامِرِيٌّ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا كهمس عن أبي العلاء يزيد بن بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ أَنَّهُ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَنَخَّعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَلَّكَهَا بِنَعْلَيْهِ [1] . وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الشِّخِّيرِ أَبُو مُطَرِّفٍ وَهُوَ عَامِرِيٌّ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَرَادٍ
عَامِرِيٌّ [2] .
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حُبَابٍ الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنَا يَعْلَى بن الأشدق حدثنا عبد الله ابن جَرَادٍ: أَنَّهُ خَرَجَ فِي وَقْعَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [3] : الْآمِرُ بِالْمَعْرُوفِ كَفَاعِلِهِ [4] . وَجَرَادٌ عَامِرِيٌّ خَفَاجِيٌّ، وَخَفَاجَةُ مِنْ بَنِي عُقَيْلٍ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هِلَالٍ الثَّقَفِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [5] عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأسود بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِلَالٍ الثَّقَفِيِّ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: كِدْتُ أَنْ أُقْتَلَ بَعْدَكَ فِي عَنَاقٍ أَوْ شَاةٍ مِنَ الصَّدَقَةِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْلَا أَنَّهَا تُعْطَى
__________
[1] أخرجه مسلم في صحيحه (2/ 77) من طريق عبيد الله بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا كهمس ... الحديث كما في الأصل أعلاه.
[2] في الاصابة 2/ 279 «ذكره يعقوب بن سفيان في الصحابة» .
[3] «صلى الله عليه وسلم» في الأصل بالحاشية.
[4] لم أجده بهذا اللفظ ولا بلفظ مقارب من هذه الطريق، وفي مسند أحمد 5/ 272، 273 «من دلّ على خير فله مثل أجر فاعله» .
وقد أخرج الترمذي في سننه 7/ 315 «أن الدال على الخير كفاعله» ، كلاهما من حديث أبي مسعود البدري.
[5] في الأصل «سليمان» وهو مصحف والصواب ما أثبته(1/257)
فُقَرَاءَ الْمُهَاجِرِينَ مَا أَخَذْتُهَا [1] .
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ
مَازِنِيٌّ.
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ الرَّحَبِيُّ قَالَ:
سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ صَاحِبَ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مَازِنِيٌّ:
هَلْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْخًا؟ فَقَالَ: كَانَ فِي عَنْفَقَتِهِ [2] شَعَرَاتٌ بِيضٌ [3] .
حَدَّثَنَا أَبُو اليمان قال: حدثنا صفوان [4] عن سوادة وعبد الله بن الحجاج عن عبد الرحمن الجندي قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ صَاحِبُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا ابْنَ الْجَنَدِيِّ. فَقُلْتُ لَهُ لَبَّيْكَ يَا أَبَا صَفْوَانَ.
قَالَ وَاللَّهِ لَيُمْسَخَنَّ قَوْمٌ وَإِنَّهُمْ لَفِي شُرْبِ الْخَمْرِ وَضَرْبِ الْمَعَازِفِ حَتَّى يَكُونُوا قِرَدَةً وخَنَازِيرَ [5] .
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَبِيعَةَ السُّلَمِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ [6] النَّمِرِيُّ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنِي الحكم قال:
__________
[ () ] قال ابن أبي شيبة «ما وجدنا هذا الحديث الا عند أبي نعيم [يعني الفضل بن دكين] عن سفيان الثوري» انظر [الاصابة لابن حجر 2/ 270 وسنن النسائي 5/ 24- 25] .
[1] أخرجه النسائي (سنن 5/ 24- 25) من طريق أبي نعيم أيضا قال حدثنا سفيان.
[2] العنفقة: شعيرات تحت الشفة السفلى.
[3] أخرجه البخاري (الصحيح 4/ 227) من طريق عصام بن خالد حدثنا حريز بن عثمان مثله.
[4] هو ابن عمرو.
[5] أخرجه البخاري في صحيحه (7/ 138) من طريق آخر بألفاظ مقاربة، وأخرجه أحمد في مسندة 5/ 259، 329 من طريق أخرى بألفاظ مقاربة، وأخرجه ابن ماجة في سننه ص 1333 من طريق آخر بألفاظ مقاربة.
[6] في الأصل «أبو عمرو» والصواب ما أثبته (تهذيب التهذيب 2/ 406) .(1/258)
سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى [1] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ أَوْ مَسِيرٍ فَسَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ. فَقَالَ مِثْلَ مَا قَالَ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ هَذَا لَرَاعِي غَنَمٍ أَوْ عَازِبٌ عَنْ أَهْلِهِ، فَلَمَّا هَبَطُوا الْوَادِيَ إِذَا هُوَ رَاعِي غَنَمٍ وَإِذَا شَاةٌ مَيِّتَةٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تَرَوْنَ هَذِهِ هَيِّنَةً عَلَى أَهْلِهَا؟ قَالُوا: أَيْ وَاللَّهِ يَا رسول الله. قال: فو الله لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الشَّاةِ عَلَى أَهْلِهَا [2] . قَالَ أَبُو يُوسُفَ: يُقَالَ لَهُ رُؤْيَةٌ وَصُحْبَةٌ وَهُوَ سُلَمِيٌّ.
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: لَا أَعْلَمُ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدٌ مِنْ مُضَرَ وَرَبِيعَةَ مِمَّنْ رآه يسمى عبد اللَّهِ غَيْرَ هَؤُلَاءِ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَهْرَانَ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ: نَهَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقْرَأَ أَحَدٌ مِنَّا الْقُرْآنَ وَهُوَ جُنُبٌ [3] .
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: الْجَوَازُ مَنْقُولٌ [4] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَرَوَاحَةُ بْنُ مالك ابن امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ ثُمَّ من بني امرئ القيس
__________
[1] هو عبد الرحمن بن أبي ليلى.
[2] أخرجه أحمد في مسندة 4/ 336 من طريق وكيع قال ثنا شعبة مثل اسناد الأصل بألفاظ مقاربة. وأخرجه مسلم في صحيحه 8/ 211 من طريق آخر بالمعنى، وأخرجه ابن ماجة (1377) من طريق آخر بالمعنى. وأخرجه أحمد من طرق أخرى أيضا (المسند 1/ 329، 2/ 338، 3/ 563، 4/ 229، 230، 336) .
[3] لم أجده في الكتب الستة ولا مسند أحمد ولا في نيل الأوطار (انظر منه 1/ 246- 248) .
[4] في الأصل «الحرزي يقول» وانظر صحيح البخاري 1/ 80.(1/259)
ابن ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ [1] ، نَقِيبُ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، شَهِدَ بَدْرًا، وَقُتِلَ يَوْمَ مُؤْتَةَ مَعَ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ
[بْنِ ثَعْلَبَةَ] [2] الْأَنْصَارِيُّ [بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ] [بْنِ زيد] بن الحارث ابن الْخَزْرَجِ، عَقَبِيٌّ بَدْرِيٌّ) [3] .
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ: حَدَّثَنِي شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ حَدَّثَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيَّ ثُمَّ أَحَدَ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ أُرِيَ فِي النَّوْمِ التَّأْذِينَ، فَأَخْبَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا رَأَى مِنَ التَّأْذِينِ فِي النَّوْمِ، فَوَجَدَ رسول الله صلّى الله قَدْ أَمَرَ بِالتَّأْذِينِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُمْ يَا بِلَالُ فَأَذِّنْ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ [4]
حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ [5] عَنْ عَمْرِو بن يحي [6] عن
__________
[1] في طبقات خليفة 93 «عبد الله بن رواحة بن امرئ القيس ابن مالك بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ حارثة» .
[2] هذه الزيادة من الإصابة 2/ 304 وانما أثبتها لان الناسخ وهم فجعلها في الترجمة التالية فقال «عبد الله بن عاصم بن زيد [كذا] ابن ثعلبة [كذا] » .
[3] ما بين [] في الأصل في بداية ترجمة عبد الله بن زيد ابن عاصم ولعل الناسخ هو مصدر هذا الوهم والتخليط، وعبد الله بن عاصم ليس عقبيا واختلف في شهوده بدرا (الإصابة: 2/ 305) .
[4] في الأصل «عبد الله بن عاصم بن زيد» وهو مقلوب (انظر طبقات خليفة ص 92، والاستيعاب 3/ 913، والاصابة 2/ 305) .
[5] هو ابن خالد بن عجلان الباهلي البصري (تهذيب التهذيب 11/ 169) .
[6] هو المازني.(1/260)
عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ زَيْدٍ قِيلَ لَهُ زَمَنَ الْحَرَّةِ: هَا ذَاكَ حَنْظَلَةُ أَوِ ابْنُ حَنْظَلَةَ [1] يُبَايِعُ النَّاسَ. قَالَ: عَلَى أَيِّ شَيْءٍ؟ قَالَ: عَلَى الْمَوْتِ.
قَالَ: عَلَى أَيِّ شَيْءٍ؟ قَالَ: عَلَى الْمَوْتِ. قَالَ: لَا أُبَايِعُ عَلَى هَذَا أَحَدًا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَهُوَ زَيْدُ بْنُ عَاصِمٍ الْمَازِنِيُّ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَتِيكٍ [2] الْأَنْصَارِيُّ
حَدَّثَنَا أَصْبَغُ بْنُ فَرَجٍ قَالَ أَنْبَأَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ مُحَمَّدٍ عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَتِيكٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ مُجَاهِدًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ- ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بأصابعه الثلاث فَضَمَّهُنَّ وَأَيْنَ الْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ فَخَرَّ عَنْ دَابَّتِهِ فَمَاتَ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ، أَوْ لَدَغَتْهُ دَابَّةٌ فَمَاتَ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ، أَوْ مَاتَ حَتْفَ أَنْفِهِ وقع أجره على الله، ومن قتل قعصا فَقَدِ اسْتَوْجَبَ الْمَآبَ [3] .
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ [4]
حدثنا ابن نمير قال: حدثنا أبو بكر بن عياش عن ابن حصين [5]
__________
[1] عبد الله بن حنظلة الغسيل كان على رأس الأنصار في وقعة الحرة، أما حنظلة فقد استشهد في أحد، فلا موجب للشك.
[2] قال ابن حجر (تهذيب التهذيب 5/ 312) «ذكره يعقوب ابن سفيان» .
[3] أخرجه أحمد في مسندة (4/ 36) من طريق يزيد بن هارون قال أنا محمد بن إسحاق ... كما في اسناد الأصل بألفاظ مقاربة.
[4] هو عبد الله بن يزيد بن زيد الأنصاري الخطميّ (الإصابة 2/ 375) .
[5] هو عثمان بن عاصم بن حصين الاسدي الكوفي (تهذيب التهذيب 7/ 12) .(1/261)
عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ ابْنِ زِيَادٍ وَعِنْدَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ فَجَعَلَ يُؤْتَى بِرُءُوسِ الْخَوَارِجِ. قَالَ وَكَانُوا إِذَا مَرُّوا بِرَأْسٍ قُلْتُ: إِلَى النَّارِ. قَالَ: فَقَالَ لِي: لَا تَفْعَلْ يَا ابْنَ أَخِي فَإِنِّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: يَكُونُ عَذَابُ هَذِهِ الْأُمَّةِ فِي دُنْيَاهَا [1] .
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْأَنْصَارِيُّ [2]
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ وَعَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالا: ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ أَنَّ عَبْدَ الله بن عدي الأنصاري حَدَّثَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيِ النَّاسِ جَاءَهُ رَجُلٌ يَسْتَأْذِنُهُ وَأَنْ يُسَارَّ، فَأَذِنَ لَهُ فَسَارَّهُ فِي قَتْلِ رَجُلٍ مِنَ الْمُنَافِقِينَ- يَسْتَأْذِنُهُ فِيهِ-، فَجَهَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَلَامِهِ فَقَالَ: أَلَيْسَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؟ قَالَ: بَلَى، وَلَا شَهَادَةَ لَهُ. قَالَ: أَلَيْسَ يُصَلِّي؟ قَالَ: بَلَى وَلَا صَلَاهَ لَهُ. قَالَ: أُولَئِكَ الَّذِينَ نُهِيتُ عَنْ قَتْلِهِمْ [3] .
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي حَبِيبَةَ الْأَنْصَارِيُّ
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ حَدَّثَنَا مُجَمِّعُ بْنُ يعقوب عن محمد ابن إِسْمَاعِيلَ عَنْ بَعْضِ كُبَرَاءِ أَهْلِهِ أَنَّهُ قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ الْأَنْصَارِيِّ: مَاذَا أَدْرَكْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ:
جَاءَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسْجِدِنَا يَوْمًا وَأَنَا غُلَامً حَدَثٌ، فَجِئْتُ حَتَّى جَلَسْتُ إِلَى جَنْبِهِ عَنْ يمينه، قال: وكان أبو بكر عن
__________
[1] أخرجه أحمد في مسندة بزيادة (المسند 4/ 410، 418) من طرق أخرى.
[2] في الأصل «النصارى» .
[3] أخرجه أحمد في مسندة (5/ 433) من هذا الطريق بألفاظ مقاربة وهو عند الفسوي أتم.(1/262)
يَسَارِهِ، فَأُتِيَ بِشَرَابٍ فَشَرِبَ، ثُمَّ نَاوَلَنِيهِ عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى فَرَأَيْتُهُ يُصَلِّي فِي نَعْلَيْهِ [1] .
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَارِثَةَ
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بن عبد الرحمن ابن طلحة بن عبيد الله القرشي ثم التيمي قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَارِثَةَ أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ الْجُمَحِيُّ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [عَلَى] [2] مَنْ نَزَلْتَ يَا أَبَا وَهْبٍ؟ قَالَ: نَزَلْتُ عَلَى الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. قَالَ: نَزَلْتَ عَلَى أَشَدِّ قُرَيْشٍ لِقُرَيْشٍ حُبًّا [3] .
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي عامر
حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقُرَشِيُّ الدمشقيّ قال:
حدثنا سعيد بن يحي اللَّخْمِيُّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بن يحي بْنِ حِبَّانَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَرَأَيْتَ توضأ ابْنِ عُمَرَ لِكُلِّ صَلَاةٍ طَاهِرًا كَانَ أَوْ غير طاهر عم ذاك؟ قال: قال حدثنيه أَسْمَاءُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي عَامِرٍ حَدَّثَنَا: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِالْوُضُوءِ لِكُلِّ صَلَاةٍ طَاهِرًا أَوْ غَيْرَ طَاهِرٍ، فَلَمَّا شَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ أَمَرَ بِالسِّوَاكِ لكل صلاة.
__________
[1] أخرجه أحمد في مسندة (4/ 321) من هذا الطريق عن شيخه عبد الملك بن عمرو ثنا مجمع بن يعقوب بإسناد مثل الأصل وبألفاظ مقاربة.
[2] الزيادة من ص 307 وهي ساقطة في الأصل وانظر الاصابة 2/ 285.
[3] قال ابن حجر «أخرجه يعقوب بن سفيان من هذا الوجه» (الاصابة 2/ 285) .(1/263)
قَالَ: وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَرَى أَنَّ بِهِ قُوَّةً عَلَى ذَلِكَ [1] .
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ بْنِ هِلَالٍ
حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ [2] قَالَ: أخبرنا زيد بن الحباب عن بسر [3] ابن عِمْرَانَ الْعُتَّابِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي مَوْلَايَ عَبْدُ اللَّهِ بن هلال قال: ذهب بي أبي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ادْعُ اللَّهَ وَبَارِكْ عَلَيْهِ. قَالَ: فَمَا أَنْسَى وَضَعَ يَدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى يَافُوخِي حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَهَا فَدَعَا لِي وَبَارَكَ عَلَيَّ.
قَالَ: فَكَانَ يَصُومُ النَّهَارَ وَيَقُومُ اللَّيْلَ، وَكَانَ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، وَكَانَ كَثِيرَ الشَّعْرِ مَا يَكَادُ يَفْرُقُهُ مِنْ كَثْرَتِهِ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ
حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ عوذ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنَا عَوْفٌ الْأَعْرَابِيُّ عَنْ زُرَارَةَ ابن أَوْفَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ قَالَ: لَمَّا أَنْ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَانْجَفَلَ النَّاسُ قَبْلَهُ. فَقَالُوا: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ فَجِئْتُ فِي النَّاسِ لِأَنْظُرَ إِلَى وَجْهِهِ، فَلَمَّا أَنْ رَأَيْتُ وَجْهَهُ عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ، فَكَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ أَنَّهُ قَالَ «يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَأَفْشُوا السَّلَامَ، وَصِلُوا الْأَرْحَامَ، وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نيام تدخلوا الجنة بسلام [4] . انقضى الأنصار
__________
[1] أخرجه أحمد في مسندة (5/ 225) من هذه الطريق قال:
«ثنا يعقوب أبي عن ابن إسحاق ... » مثل حديث الأصل بألفاظ مقاربة.
[2] النحاس الرمليّ أبو عمير (تهذيب التهذيب 8/ 228) .
[3] هكذا في الأصل بالسين المهملة ووقع في الاصابة 1/ 331 من طريق ابن أبي حاتم «بشر» وسماه ابن حجر «بشير» .
[4] أخرجه أحمد في مسندة (5/ 451) من هذه الطريق بألفاظ مقاربة، وأخرجه من طرق أخرى بألفاظ مقاربة الترمذي: سنن 6/ 134- 135.(1/264)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى أَسْلَمِيٌّ
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بن زيد أبو آدم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الرَّحْمَةَ لَا تَنْزِلُ عَلَى قَوْمٍ فِيهِمْ قَاطِعُ رَحِمٍ» [1] .
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي حَدْرَدٍ
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَقْرَمَ [2] الْخُزَاعِيُّ.
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ أَخْبَرَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ:
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُتْبَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ ابْنِ حَدْرَدٍ أَسْلَمِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حَدْرَدٍ قَالَ: كُنْتُ فِي خَيْلِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ يَوْمَ هَوَازِنَ.
حدثنا عبد الله بن مسلمة أخبرنا داود بن قيس عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أقرم الْخُزَاعِيِّ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ كَانَ مَعَ أَبِيهِ بِالْقَاعِ مِنْ نَمِرَةَ، فَمَرَّ عَلَيْهِمْ رَكْبٌ، فَأَنَاخُوا بِنَاحِيَةِ الطَّرِيقِ فَقَالَ لِي أَبِي: كُنْ فِي بَهْمِكَ حَتَى أَدْنُوَ مِنْ هَؤُلَاءِ الرَّكْبِ أُسَائِلُهُ. قَالَ: فَدَنَا وَدَنَوْتُ حَتَّى أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِمْ، فَكُنْتُ أَنْظُرُ إِلَى عَفْرَتَيْ [3] إِبِطَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّمَا سَجَدَ [4] .
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: هَكَذَا قَالَ مِنْ نَمِرَةَ وَالصَّحِيحُ ثمرة أخطأ فيه
__________
[1] لم أجده في الكتب الستة ولا في مسند أحمد من هذه الطريق.
[2] في الأصل «أرقم» والتصويب من الاستيعاب 868، والاصابة 2/ 268، أما عبد الله بن أرقم فهو قرشي زهري (اصابة 2/ 265) .
[3] في الأصل «عقرتي» والتصويب من مسند أحمد (4/ 35) .
[4] أخرجه أحمد من هذه الطريق (المسند 4/ 35) ، وابن ماجة (سنن ص 285) من هذه الطريق.(1/265)
كما أَخْطَأَ فِيهِ ابْنُ الْمُبَارَكِ أَيْضًا [1] .
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَوَالَةَ
«حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ أَنَّ ضَمْرَةَ بْنَ حَبِيبٍ حَدَّثَهُ عَنِ ابْنِ زُغْبٍ الْإِيَادِيِّ قَالَ: نَزَلَ بِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَوَالَةَ الْأَزْدِيُّ صَاحِبُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ بَلَغَنَا أَنَّهُ فَرَضَ لَهُ فِي الْمِائَتَيْنِ فَأَبَى إِلَّا مِائَةً. قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَحَقٌّ مَا بَلَغَنَا أَنَّهُ فَرَضَ لَكَ فِي مِائَتَيْنِ فَأَبَيْتَ إِلَّا مِائَةً فو الله مَا مَنَعَهُ وَهُوَ نَازِلٌ عَلَيَّ أَنْ يَقُولَ: لَا أُمَّ لَكَ أَوَ لَا يَكْفِي ابْنَ حَوَالَةَ مِائَةٌ كُلَّ عَامٍ؟ ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
إن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ بَعَثَنَا عَلَى أَقْدَامِنَا حَوْلَ الْمَدِينَةِ لِنَغْنَمَ، فَقَدِمْنَا وَلَمْ نَغْنَمْ شَيْئًا. فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي بِنَا مِنَ الْجَهْدِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهمّ لَا تَكِلْهُمْ إِلَيَّ فَأَضْعُفُ عَنْهُمْ، وَلَا تَكِلْهُمْ إِلَى النَّاسِ فَيَهُونُوا عَلَيْهِمْ أَوْ يَسْتَأْثِرُوا عَلَيْهِمْ، وَلَا تَكِلْهُمْ إِلَى أَنْفُسِهِمْ فيعجزوا عنها، ولكن توحد بأرزاقهم، ثُمَّ قَالَ:
لَتُفْتَحَنَّ لَكُمُ الشَّامُ، لَتُقْسَمَنَّ لَكُمْ كُنُوزُ فَارِسَ وَالرُّومِ، وَلَيَكُونَنَّ لِأَحَدِكُمْ مِنَ الْمَالِ كَذَا وَكَذَا، وَحَتَّى أَنَّ أَحَدَكُمْ لَيُعْطَى مِائَةَ دِينَارٍ فَيَسْخَطُهَا. ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِي فَقَالَ: يَا ابْنَ حَوَالَةَ إِذَا رَأَيْتَ الْخِلَافَةَ نَزَلَتِ الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ، فَقَدْ أَتَتِ الزَّلَازِلُ وَالْبَلَابِلُ والأمور
__________
[1] لم ينبه الامام أحمد ولا ابن ماجة ولا ابن حجر على ذلك (انظر المسند 4/ 35، والاصابة لابن حجر 2/ 268 وسنن ابن ماجة ص 285) والّذي في معجم البلدان: لياقوت «نمرة، ناحية بعرفة» ولا يوجد فيه «ثمرة» وإنما فيه «تمرة: من نواحي اليمامة» وأحسب ان الوهم من الفسوي والله أعلم.(1/266)
الْعِظَامُ، وَالسَّاعَةُ أَقْرَبُ إِلَى النَّاسِ مِنْ يَدِي هَذِهِ مِنْ رَأْسِكَ» [1] .
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَبَشِيٍّ
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى أخبرنا ابن جريج عن عثمان ابن أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَبَشِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ قَطَعَ سِدْرَةً صَوَّبَ اللَّهُ رَأْسَهُ فِي النَّارِ [2] .
أَبُو مُوسَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ الْأَشْعَرِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَخْبَرَنَا طلحة بن يحي عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: جَاءَ أَبُو مُوسَى إِلَى عُمَرَ فَقَالَ: أَيَدْخُلُ الْأَشْعَرِيُّ؟ أَيَدْخُلُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ؟ أَيَدْخُلُ أَبُو مُوسَى؟ ثُمَّ انْصَرَفَ، فَبَعَثَ عُمَرُ عَلَى أَثَرِهِ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لِيَسْتَأْذِنْ أَحَدُكُمْ ثَلَاثًا فَإِنْ أُذِنَ لَهُ وَإِلَّا فَلْيَرْجِعْ. قَالَ: لَئِنْ لَمْ تَأْتِنِي عَلَى ذِي بَيِّنَةٍ لَأُعَاقِبَنَّكَ وَلَأَفْعَلَنَّ بِكَ كَذَا وَكَذَا، فَجَاءَ بِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ فَقَالَ: يَا عُمَرُ أَبَعَثْتَ تُعَذِّبُ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يقول ذلك [3] .
__________
[1] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 376، وأخرجه أحمد في مسندة 5/ 288 من هذه الطريق قال «ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا معاوية بمثل اسناد الأصل» ، وحذف «وقد بلغنا أنه فرض ... أنشأ يحدثنا عن رسول الله قال» ثم ساقه بألفاظ مقاربة.
[2] أخرجه الدارقطنيّ كتاب الأدب 159.
[3] أخرجه البخاري (الصحيح 8/ 67) من طريق أخرى من حديث أبي سعيد الخدريّ ولم يذكر قول أبيّ لعمر، وذكر أن الّذي شهد مع أبي موسى هو أبو سعيد الخدريّ وليس أبيّا. وأخرجه مسلم (الصحيح 6/ 177- 180) من طرق عديدة وفيه قول أبيّ لعمر «لا تكن عذابا على أصحاب محمد ... » . وأخرجه أحمد (المسند 4/ 398) من هذه الطريق مقتصرا على قول الرسول ص، كما أخرجه من طرق اخرى فيه بقية المواضع (المسند 3/ 6، 19، 221، 4/ 393، 400، 403، 418) .(1/267)
عبد الله بن الحارث بن جزء [1] الزبيدي
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ العزيز بن مليل: أن أباه أخبرنه: أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيَّ يَذْكُرُ: أَنَّ الْيَهُودَ أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَهُودِيٍّ وَيَهُودِيَّةٍ زنيا وقد أحصنا، فأمر بهما رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرُجِمَا. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ: فَكُنْتُ أَنَا فِيمَنْ رَجَمَهُمَا [2] .
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُنَيْسٍ
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عبد الله بن كعب بن مالك عَنْ عَمِّهِ مَعْقِلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُمِّهِ عن أبيها قَالَ: قَالَتْ بَنُو سَلَمَةَ: مَنْ رَجُلٌ يُصَلِّي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وَيَسْأَلُهُ عَنْ هَذِهِ اللَّيْلَةِ الَّتِي نَتَحَرَّى؟ قَالَ عبد الله بن أنيس: أَنَا: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشِيَّةَ اثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ مِنْ رَمَضَانَ فَصَلَّيْتُ مَعَهُ الْمَغْرِبَ لَيْلَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ مِنْ رَمَضَانَ، ثُمَّ انْصَرَفْتُ مَعَهُ إِلَى بَيْتِهِ، فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِطَعَامٍ قَلِيلٍ فِي الْعَيْنِ وَهُوَ كَثِيرٌ طَيِّبٌ. قَالَ: فَطَفِقْتُ أَحْطُطُ لِيَشْبَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كُلْ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُنَيْسٍ فَإِنِّي قَدْ أَرَى مَا تَصْنَعُ وَاللَّهُ جَاعِلٌ فِيهِ بَرَكَةً. قال: فقلت:
__________
[1] في الأصل «جر» .
[2] أخرجه مسلم من طرق أخرى بأطول من الأصل (الصحيح 5/ 121- 122) وأخرجه الترمذي من طرق أخرى (سنن 5/ 131) وذكر أنه روى أيضا من حديث عبد الله بن الحارث بن جزء أيضا، وأخرجه ابن ماجة من طرق أخرى أيضا (سنن ص 854) وأخرجه أحمد في مسندة من طرق أخرى أيضا (المسند 2/ 7، 63، 76، 126، 280، 4/ 355، 5/ 91، 92، 94، 95، 96، 97، 104، 108) .(1/268)
يا رسول الله إِنَّ أَصْحَابِي مِنْ بَنِي سَلَمَةَ قَالُوا: مَنْ رَجُلٌ يُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَسْأَلُهُ عَنْ هَذِهِ اللَّيْلَةِ الَّتِي نَتَحَرَّى فَأَخْبِرْنَا عَنْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: اطْلُبُوهَا يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُنَيْسٍ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ. فَلَمَّا انْصَرَفْتُ قَالَ: اطْلُبُوهَا يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُنَيْسٍ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهُ لم يقل الّذي قَالَ إِلَّا أَنَّهُ خَشِيَ أَنْ يَتَّكِلَ النَّاسُ عَلَيْهَا. قَالَ فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُنَيْسٍ إذا كانت ثلاثة وعشرين مِنْ رَمَضَانَ نَزَلَ مِنْ أَرْضِهِ مِنْ نَقْمٍ [1] فَيُحْيِيهَا فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ إِلَى أَهْلِهِ [2] .
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْغَاضِرِيُّ
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ [3] قَالَ:
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ عَنِ الزُّبَيْدِيِّ [4] قال: حدثني يحي بْنُ جَابِرٍ:
أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ جُبَيْرٍ حَدَّثَهُ: أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُعَاوِيَةَ الْغَاضِرِيَّ حَدَّثَهُمْ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ثَلَاثٌ مَنْ فَعَلَهُنَّ فَقَدْ طَعِمَ طَعْمَ الْإِيمَانِ، مَنْ عَبَدَ اللَّهَ وَحْدَهُ فَإِنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَعْطَى زَكَاةَ مَالِهِ طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُهُ رَافِدَةً عليه في كل عام، ولم يعط
__________
[1] هي «نقمى» : موضع قرب المدينة (ياقوت: معجم البلدان) .
[2] لم أجده في الكتب الستة ومسند أحمد ولكن أخرج مالك في الموطأ من طريق آخر من حديث عبد الله بن أنيس (الموطأ 1/ 298) ، وأخرج أحمد من طريق آخر من حديث عبد الله بن أنيس بعضه (المسند 3/ 395) .
[3] هو عمرو بن الحارث بن الضحاك الزبيدي الحمصي (تهذيب التهذيب 8/ 13) .
[4] هو محمد بن الوليد بن عامر الزبيدي أبو الهذيل الحمصي ت 149 هـ (تهذيب التهذيب 9/ 502) .(1/269)
الهرمة ولا الدرنة [1] ولا الشرط [2] الأيمة [3] ولا الربضة [4] ، وَلَكِنْ مِنْ أَوْسَطِ أَمْوَالِكُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَسْأَلْكُمْ خَيْرَهُ وَلَمْ يَأْمُرْكُمْ بِشَرِّهِ [5] ، وَزَكَّى عَبْدٌ نَفْسَهُ. فَقَالَ رَجُلٌ: وَمَا تَزْكِيَةُ الْمَرْءِ نَفْسَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: يَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مَعَهُ حَيْثُمَا كَانَ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ
أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ أَيْضًا.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَحَجَّاجٌ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بن سلمة عن علي بن زيد عن عُمَارَةَ الْقُرَشِيِّ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَتَجَلَّى لَنَا رَبُّنَا ضَحِكًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ [6] .
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ
عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عُمَارَةَ بْنِ ثَوْبَانَ قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبَّادٍ قَبَّلَ الْحَجَرِ وَسَجَدَ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ مَا هَذَا؟ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ قبّله وسجد عليه وقال: رأيت عمر ابن الْخَطَّابِ قَبَّلَهُ وَسَجَدَ عَلَيْهِ وَقَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ الله صلّى الله عليه
__________
[1] الدّرنة: الجرباء.
[2] الشرط: صغار المال وشراره.
[3] هكذا في الأصل وفي سنن أبي داود 1/ 365 «اللئيمة» وهي البخيلة باللبن.
[4] الربضة: الباركة.
[5] قال أبو داود «قرأت في كتاب عبد الله بن سالم» وسارق الحديث الى «بشره» سنن 1/ 365.
[6] أخرجه من هذه الطريق بأطول الامام أحمد في مسندة 4/ 407.(1/270)
وَسَلَّمَ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ [1] .
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبٍ الْحِمْيَرِيُّ
عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ.
حَدَّثَنَا أَصْبَغُ بْنُ فَرَجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ الْحِمْيَرِيِّ عَنْ عمر بْنِ أَبِي سَلَمَةَ: أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُقَبِّلُ الصَّائِمُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَلْ هَذِهِ لِأُمِّ سَلَمَةَ.
فَأَخْبَرَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ ذَلِكَ. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَتْقَاكُمْ للَّه، وَأَخْشَاكُمْ لَهُ، وَأَعْلَمُكُمْ بِحُدُودِهِ [2] .
عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
ابْنُ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بن فهر.
قال: كان يُكَنَّى بِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ثُمَّ كُنِّيَ بِأَبِي عَمْرٍو.
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عفان قال: سمعت رسول الله
__________
[1] انظر عن أحاديث تقبيل الحجر الأسود: صحيح البخاري 2/ 177، وصحيح مسلم 4/ 66- 67 ومسند أحمد 1/ 21، 26، 34، 35، 46، 51، 53، 54، وابن ماجة سنن 981 وأخرج هذا الحديث، من طريق آخر من حديث ابن عباس عن عمر، النسائي في المجتبى 5/ 180- 181.
[2] أخرجه مسلم في صحيحه 3/ 136- 137 من طريق هارون ابن سعيد الأيلي حدثنا ابن وهب باسناد مثل اسناد اسناد الأصل، ولكنه خلاف من المتن «وأعلم بحدوده» .(1/271)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [يَقُولُ] [1] مَنْ بَنَى للَّه مسجدا بنينا لَهُ مِثْلَهُ فِي الْجَنَّةِ [2] .
وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ
اسْمُ أَبِي طَلْحَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عبد الدار بن قصي ابن كلاب بن مرة [بن كعب] [3] بن لؤي بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ.
حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالا: ثَنَا حَمَّادٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ طَلْحَةَ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ الْبَيْتَ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ بَيْنَ السَّارِيَتَيْنِ وِجَاهًا [4] .
وَعُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونِ
بْنِ حَبِيبِ بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب، وَقَدْ شَهِدَ بَدْرًا.
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ الْجُمَحِيُّ عَنْ أَبِيهِ وَعَنْ عُمَرَ [5] بْنِ حُسَيْنٍ أَيْضًا عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ قُدَامَةَ بْنِ مَظْعُونٍ عَنْ أَبِيهَا عَنْ أَخِيهِ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي رَجُلٌ يَشُقُّ عليّ هذه العزبة في المغازي
__________
[1] سقطت من الأصل وهي في صحيح مسلم 2/ 68.
[2] أخرجه مسلم في صحيحه 2/ 68 من هذه الطريق.
[3] سقطت من الأصل.
[4] أخرجه النسائي من طرق أخرى (المجتبى 5/ 171- 172) ، وأخرجه أحمد (المسند 3/ 410) من هذه الطريق لكنه يذكر «وجاهك حين تدخل بين الساريتين» بدل «وجاها» .
[5] في الأصل «عمرو» والصواب ما أثبته (انظر ابن حجر:
تهذيب التهذيب 7/ 433) .(1/272)
فتأذن لي يا رسول الله فِي الْخِصَاءِ فَأَخْتَصِيَ؟ قَالَ: لَا وَلَكِنْ عَلَيْكَ يَا ابْنَ مَظْعُونٍ [بِالصِّيَامِ] فَإِنَّهُ مُحْصِنٌ [1] .
وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيُّ
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ عبد الرحمن ابن إِسْحَاقَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَقَدِ اسْتَجَنَّ بِجُنَّةٍ كَثِيفَةٍ مِنَ النَّارِ مِنْ سَلَفٍ [2] بَيْنَ يَدَيْهِ ثَلَاثًا مِنْ وَلَدِهِ فِي الْإِسْلَامِ [3] . وَذَكَرَ عِنْدَهُ الْجَبَّانَ فَقَالَ: مَنْ خَسَّ أَوْ ... فَلَيْسَ مِنَّا [4] .
عُثْمَانُ بْنُ حُنَيْفٍ الْأَنْصَارِيُّ
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ قَالَ: حدثني الحارث بْنُ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيُّ: أَنَّ الْبَرَاءَ بْنَ عُثْمَانَ الْأَنْصَارِيَّ حَدَّثَهُ عَنْ هَانِئِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الصَّدَفِيِّ قَالَ: حَجَجْتُ فِي زَمَانِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَجَلَسْتُ فِي مَجْلِسٍ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا رَجُلٌ يُحَدِّثُهُمْ قَالَ:
كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَأَقْبَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى إِلَى هَذَا الْعَمُودِ فَعَجَّلَ قَبْلَ أَنْ يُتِمَّ صَلَاتَهُ ثُمَّ خَرَجَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ هَذَا لَوْ مَاتَ مَاتَ وَلَيْسَ مِنَ الدِّينِ عَلَى شَيْءٍ. إِنَّ الرَّجُلَ لَيُخِفُّ صَلَاتَهُ وَيُتِمُّهَا فَسَأَلْتُ عَنِ الرَّجُلِ مَنْ هُوَ؟ فقيل: عثمان بن حنيف الأنصاري [5] .
__________
[1] في صحيح البخاري 7/ 5 من حديث سعد بن أبي وقاص «ردّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على عثمان بن مظعون التبتّل ولو أذن له لأختصينا» .
[2] أي ماتوا.
[3] أخرجه مالك في الموطأ (1/ 235) من طريق أخرى بألفاظ مقاربة.
[4] لم أجده، والفراغ كلمه رسمها «رسى» .
[5] أخرجه أحمد في مسندة 4/ 138- 139 من طريق حسن ابن موسى ثنا ابن لهيعة ... بمثل اسناد الأصل.(1/273)
أبو الحسن علي بن أبي طالب
ابن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بن قصي بن كلاب بن مرة ابن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر.
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ يُونُسَ [1] عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ: أَنَّ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَلِيًّا. وَحَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَلِيًّا قَالَ: كَانَ لِي شَارِفٌ مِنْ نَصِيبِي مِنَ الْمَغْنَمِ يَوْمَ بَدْرٍ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَانِي شَارِفًا مِنَ الْخُمْسِ يَوْمَئِذٍ، فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أَبْنِيَ بِفَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاعَدْتُ رَجُلًا صَوَّاغًا مِنْ بَنِي قَيْنُقَاعَ أَنْ يَرْتَحِلَ فَيَأْتِي [2] بِأَذْخِرٍ أَرَدْتُ أَنْ أَبِيعَهُ الصَّوَّاغِينَ فَأَسْتَعِينُ بِهِ عَلَى وَلِيمَةِ عُرْسِي فَبَيْنَا أَنَا أَجْمَعُ بِشَارِفِي مَتَاعًا مِنَ الْأَقْتَابِ وَالْغَرَائِرِ وَالْحِبَالِ وَشَارِفَايَّ مُنَاخَانِ إِلَى جَنْبِ حُجْرَةِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، رَجَعْتُ حِينَ جَمَعْتُ مَا جَمَعْتُ فَإِذَا شَارِفَايَّ قَدْ أُجِبَّتْ أَسْنِمَتُهُمَا وَبُقِرَتْ خَوَاصِرُهُمَا، وَأُخِذَ مِنْ أَكْبَادِهِمَا فَلَمْ أَمْلِكْ عَيْنِي حِينَ رَأَيْتُ ذَلِكَ الْمَنْظَرَ مِنْهُمَا. فَقُلْتُ مَنْ فَعَلَ هَذَا؟ قَالُوا:
حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَهُوَ فِي هَذَا الْبَيْتِ فِي شَرْبٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عِنْدَهُ قَيْنَةٌ وَأَصْحَابُهُ، فَقَالَتْ فِي غِنَائِهَا:
أَلَا يَا حَمْزُ لِلشُّرُفِ النِّوَاءِ [3] فَقَامَ حَمْزَةُ إِلَى السَّيْفِ فَاجْتَبَّ أَسْنِمَتَهُمَا، وَبَقَرَ خَوَاصِرَهُمَا، وَأَخَذَ أَكْبَادَهُمَا. قَالَ عَلِيٌّ: فَانْطَلَقْتُ حَتَّى أَدْخُلَ على رسول الله صلّى الله عليه
__________
[1] يونس بن يزيد بن أبي النجاد (تهذيب التهذيب 11/ 450) .
[2] في صحيح البخاري 5/ 105 «أن يرتحل معي فنأتي» .
[3] تمامه: وهنّ معقّلات بالفناء.(1/274)
وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، فَعَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجْهِي الَّذِي لَقِيتُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: ما لك؟ فَقُلْتُ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ قَطُّ عَدَا حَمْزَةُ عَلَى نَاقَتَيَّ، فَاجْتَبَّ اسنمتهما وبقر خواصرهما، وها هو ذَا فِي بَيْتٍ مَعَهُ شَرْبٌ. فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرِدَائِهِ فَارْتَدَاهُ، ثُمَّ انْطَلَقَ يَمْشِي، وَأَتْبَعْتُهُ أَنَا وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ حَتَّى جِئْنَا الْبَيْتَ الَّذِي فِيهِ حَمْزَةُ، فأستأذن فَأَذِنُوا لَهُ، فَإِذَا هُمْ شَرْبٌ، فَطَفِقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلُومُ حَمْزَةَ فيما فعل، وإذا حمزة ثمل محمارة عَيْنَاهُ، فَنَظَرَ حَمْزَةُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَعَّدَ النَّظَرَ فَنَظَرَ إِلَى رُكْبَتِهِ، ثُمَّ صَعَّدَ النَّظَرَ فَنَظَرَ إِلَى سُرَّتِهِ، ثُمَّ صَعَّدَ النَّظَرَ فَنَظَرَ إِلَى وَجْهِهِ، ثُمَّ قَالَ حَمْزَةُ: وَهَلْ أَنْتُمْ إِلَّا عَبِيدٌ لِأَبِي. فَعَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ ثَمِلٌ فَنَكَصَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَقِبَيْهِ الْقَهْقَرَى، فَخَرَجَ وَخَرَجْنَا مَعَهُ [1] .
وَعَلِيُّ بْنُ شَيْبَانَ الْحَنَفِيُّ
ثُمَّ أَحَدُ بَنِي سُحَيْم.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَأَبُو النُّعْمَانِ وَالْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالُوا: ثَنَا مُلَازِمُ بْنُ عَمْرٍو أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَدْرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ شَيْبَانَ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ شَيْبَانَ، وَكَانَ أَحَدَ الْوَفْدِ الَّذِينَ وَفَدُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ بَنِي سُحَيْمٍ، قَالَ: صَلَّيْنَا مَعَ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةً، فَلَمَحَ بِمُؤَخَّرِ عَيْنَيْهِ فَرَأَى رجلا لا يقيم صلبه في الركوع
__________
[1] أخرجه البخاري (الصحيح 3/ 141- 142) من طريق إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام أن ابن جريج أخبرهم قال: أخبرني ابن شهاب ...
بمثل اسناد الأصل. وساق الحديث لكنه عند الفسوي أتم، وزاد البخاري آخره «وذلك قبل تحريم الخمر» . وأخرجه في كتاب المغازي (5/ 105) من طريق يونس عن الزهري بألفاظ مقاربة.(1/275)
وَالسُّجُودِ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ لَا صَلَاةَ لِامْرِئٍ لَا يُقِيمُ صُلْبَهُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ وَصَلَّيْتُ مَعَ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا آخَرَ، فَلَمَّا سَلَّمَ إِذَا رَجُلٌ خَلْفَ الصَّفِّ فَصَلَّى وَحْدَهُ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قَضَى صَلَاتَهُ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ: أَعِدْ صَلَاتَكَ، لَا صَلَاةَ لِفَرْدٍ خَلْفَ الصَّفِّ [1] .
أَبُو مُحَمَّدٍ طَلْحَةُ بن عبيد الله
ابن عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لؤيّ ابن غَالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو عاصم الضحاك بن مخلد عن ابن جريج قَالَ: وَحَدَّثَنِي ابْنُ الْمُنَكَدِرِ عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كنا مع طلحة ابن عُبَيْدِ اللَّهِ وَهُمْ حُرُمٌ، فَأُهْدِيَ لَهُ لَحْمُ طَيْرٍ وَطَلْحَةُ رَاقِدٌ. فَمِنَّا مَنْ أَكَلَ وَمِنَّا مَنْ تَوَرَّعَ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ أُخْبِرَ بِذَلِكَ قَالَ: فَوُفِّقَ مَنْ أَكَلَهُ وَقَالَ: أَكَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [2] .
وَطَلْحَةُ بْنُ مَالِكٍ
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي رَزِينٍ قَالَ:
حَدَّثَتْنِي أُمِّي قَالَتْ: كَانَتْ أُمُّ الْحَرِيرِ إِذَا مَاتَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ اشْتَدَّ عَلَيْهَا، فَقِيلَ لَهَا: يَا أُمَّ الْحَرِيرِ إِنَّا نَرَاكِ إِذَا مَاتَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ اشْتَدَّ عَلَيْكِ؟ فَقَالَتْ: سَمِعْتُ مَوْلَايَ [3] يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
__________
[1] أخرجهما أحمد في مسندة 4/ 23 من هذه الطريق بواسطة شيخه عبد الصمد وسريج قال: ثنا ملازم بن عمر ... وسردهما بألفاظ مقاربة.
[2] أخرجه أحمد في مسندة (1/ 161) من هذه الطريق بواسطة شيخه محمد بن بكر ثنا ابن جريح.. بألفاظ مقاربة.
[3] في سنن الترمذي 9/ 41 «قال محمد بن رزين: ومولاها طلحة بن مالك» .(1/276)
وَسَلَّمَ: إِنَّ مِنِ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ هَلَاكُ الْعَرَبِ [1] .
وَطَلْحَةُ النَّصْرِيُّ [2]
حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ حَدَّثَنَا دَاوُدُ ابن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الْأَسْوَدِ الدَّيْلِيِّ عَنْ طَلْحَةَ النَّصْرِيِّ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ مُهَاجِرًا، وَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا قَدِمَ الْمَدِينَةَ كَانَ لَهُ عَرِّيفٌ نَزَلَ عَلَيْهِ، وَإِنْ لَمْ يكن له عريف نزل الصّفة، فقدمتها وليس لي بِهَا عَرِّيفٌ، فَنَزَلْتُ الصُّفَّةَ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَافِقُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ، وَيَقْسِمُ بَيْنَهُمَا مُدًّا مِنْ تَمْرٍ، فَبَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فِي صَلَاتِهِ إِذْ نَادَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رسول الله أَحْرَقَ بُطُونَنَا التَّمْرُ [3] ، وَتَخَرَّقَتْ عَنَّا الْخُنُفُ. قَالَ وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَذَكَرَ مَا لَقِيَ مِنْ قَوْمِهِ، ثُمَّ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَصَاحِبِي مكثنا بضع عشرة ليلة ما لنا طعام غَيْرُ الْبَرِيرِ- وَالْبَرِيرُ ثَمَرُ الْأَرَاكِ- حَتَّى أَتَيْنَا إِخْوَانَنَا مِنَ الْأَنْصَارِ، فَآسَوْنَا مِنْ طَعَامِهِمْ، وَكَانَ جُلُّ طَعَامِهِمُ التَّمْرَ [4] ، وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَوْ قَدِرْتُ لَكُمْ عَلَى الْخُبْزِ وَاللَّحْمِ لَأَطْعَمْتُكُمُوهُ، وَسَيَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ أَوْ مَنْ أدركه منكم يلبسون أمثال أستار
__________
[1] أخرجه الترمذي من هذه الطريق (سنن 9/ 417- 418) وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه الا من حديث سليمان بن حرب.
[2] هو طلحة بن عمر النصري، ووقع في الاصابة 2/ 222 «البصري» وفي الاستيعاب 770 «النضري» وكلاهما تصحيف والصواب ما أثبته (انظر ابن حجر: تبصير المنتبه بتحرير المشتبه 1/ 156) .
[3] في الأصل «الصر» وهو مصحف.
[4] في الأصل «وكان رجل طعا التمر» وفي مسند أحمد 3/ 487 «وكان خير ما أصبنا هذا التمر» .(1/277)
الْكَعْبَةِ وَيُغْدَا وَيُرَاحُ عَلَيْكُمْ بِالْجِفَانِ. قَالُوا: يَا رسول الله أَنَحْنُ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ أَمِ الْيَوْمَ؟ قَالَ بَلْ أَنْتُمُ الْيَوْمَ خَيْرٌ، أَنْتُمُ الْيَوْمَ إِخْوَانٌ، وَأَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ [1] .
الزُّبَيْرُ بْنُ العوام
ابن خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قصي بن كلاب بن مرة ابن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْحَضْرَمِيُّ الحمصي أخبرنا بقية ابن الوليد حدثني نُمَيْرِ بْنِ يَزِيدَ الْقُتْبِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ قُحَافَةَ بْنَ رَبِيعَةَ بْنِ قُحَافَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ حَوَارِيَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: نَظَرَ [2] رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَظْمًا بِرَوْثَةٍ فَرَمَى بِهِ وَقَالَ: هَذَا طَعَامُ الْجِنِّ [3] . قَالَ الزُّبَيْرُ: فَلَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ سَمِعَ هَذَا الْحَدِيثَ أَنْ يَسْتَنْجِيَ بِعَظْمٍ أَوْ رَوْثَةٍ بَعْدَ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قَالَ عَبْدُ السَّلَامِ: وَجَدْتُهُ فِي ثَلَاثَةِ مَوَاضِعَ، مَوْضِعُ نَظَرِ [4] النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عظما بروثة.
__________
[1] أخرجه أحمد في مسندة 3/ 487 بألفاظ مقاربة من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث قال: حدثني أبى قال: ثنا أبو داود- يعني ابن أبي هند- ... مثل اسناد الأصل، وقوله «أبو داود» خطأ والصواب «داود» (انظر الاصابة 2/ 222) .
[2] في الأصل «تطم» ولم أجده.
[3] أخرجه البخاري بأطول من حديث أبي هريرة (الصحيح 5/ 59 وانظر 1/ 49 منه) . ولم أجده من حديث الزبير في مسند أحمد، وأخرجه الترمذي (سنن 1/ 30) من حديث ابن مسعود وسمى الصحابة الذين روى عنهم الحديث وليس فيهم الزبير.
[4] في الأصل «نظم» .(1/278)
الزُّبَيْرُ الْكِلَابِيُّ
«حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَيِّدٌ الْكِلَابِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ الْعَلَاءَ بْنَ الزُّبَيْرِ الْكِلَابِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ غَلَبَةَ فَارِسَ الروم ثم رأيت غلبة الروم فارسا، ثم رأيت غلبة المسلمين فارسا وَالرُّومَ، كُلُّ ذَلِكَ فِي خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً» [1] .
باب سعد
[سعد بن تميم السكونيّ] [2]
حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ وَغَيْرُهُ: أنهما سمعا بلال بن سعد يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لِلْخَلِيفَةِ مِنْ بَعْدِكَ؟ قَالَ مِثْلُ الَّذِي لِي مَا عَدَلَ فِي الْحُكْمِ، وَقَصَدَ فِي الْبَسْطِ وَرَحِمَ ذَا الرَّحِمِ، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ [3] .
وَسَعْدُ بن أبي وقاص
هو مَالِكِ بْنِ وُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زهرة بن كلاب بن مرة ابن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي النَّضْرِ [4] عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ: قَالَ مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِأَحَدٍ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ أَنَّهُ من أهل
__________
[1] ابن الأثير: أسد الغابة 2/ 196 بإسناده عن الفسوي، وانظر الرواية في الاستيعاب 510 ولم يذكر مصدره، ووقع في الاصابة 1/ 525 «الكلاعي» وهو تصحيف، لان الزبير بن عبد الله الكلابي من بني كلاب ابن ربيعة بن عامر بن صعصعة (ابن الأثير: أسد الغابة 2/ 196) .
[2] أنظره في الاستيعاب 583، وأسد الغابة 2/ 271، والاصابة 2/ 21.
[3] لم أجده في الكتب الستة ومسند أحمد وانظر الاصابة 2/ 21.
[4] هو مولى عمر بن عبيد الله كما في صحيح البخاري 5/ 46.(1/279)
الْجَنَّةِ إِلَّا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ. قَالَ وَفِيهِ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ 46: 10 [1] الآية [2] .
وَسَعْدُ بْنُ سَهْلٍ السَّاعِدِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ عَنِ ابْنِ أَبِي حُمَيْدٍ [3] عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ حَدَّثَنِي جَدِّي [4] : أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَئَنْ أُصَلِّيَ الصُّبْحَ ثُمَّ أَجْلِسُ مَجْلِسًا فَأَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ شَدٍّ عَلَى جِيَادِ الْخَيْلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ.
وَسَعْدُ بْنُ مَالِكٍ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابن وهب قال: أخبرني عمرو ابن الْحَارِثِ أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ حَدَّثَهُ: أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَن ْرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّمَا الْمَاءُ مِنَ الْمَاءِ [5] . قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَكَانَ أَبُو سَلَمَةَ يَفْعَلُ ذَلِكَ.
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَهَذَا عِنْدَنَا مَنْسُوخٌ [6] .
وَسَعْدُ بْنُ عَائِذٍ
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدِ بْنِ عمار بن سعد ابن عَائِذٍ الْقَرَظُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد بن عمار، وعمار
__________
[1] الأحقاف آية 11.
[2] أخرجه البخاري من هذه الطريق (الصحيح 5/ 46) .
[3] محمد بن أبي حميد الأنصاري الزرقيّ (تهذيب التهذيب 9/ 132) .
[4] هكذا في الأصل، وينبغي أن يكون أبي لان المتحدث سهل ابن سعد وليس العباس بن سهل بن سعد.
[5] أخرجه مسلم من طريق آخر من حديث أبي سعيد الخدري أيضا (الصحيح 1/ 185) .
[6] انظر عن نسخه أيضا الخطيب البغدادي: الفقيه والمتفقه 1/ 139- 140.(1/280)
وَعُمَرُ ابنا حفص بن عمر بن سعد عَنْ عَمَّارِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ سَعْدٍ الْقَرَظِ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: إِنَّ هَذَا الْأَذَانَ أَذَانُ بِلَالٍ الَّذِي أَمَرَهُ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِقَامَتُهُ وَهُوَ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أن لا إله إلا الله، أشهد أن مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ. ثُمَّ يُرَجِّعُ فَيَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ.
وَالْإِقَامَةُ وَاحِدَةٌ وَاحِدَةٌ، وَيَقُولُ قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ مَرَّةً وَاحِدَةً.
سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ عَمْرٍو
أَحَدُ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ. نَقِيبٌ شَهِدَ بَدْرًا، وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ. حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَعْيَنَ الْحَرَّانِيُّ قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ الحميد قال: حدثنا سعد بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ سَعْدٍ بِنْتِ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ قَالَتْ: مَسَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجْهِي فَكَانَتْ تَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ الْعَقِيقَ لَوَادٍ مُبَارَكٌ [1] .
وَسَعْدُ بْنُ مُعَاذِ بْنِ نُعْمَانَ
ابْنُ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ جُشْمِ بن الحارث ابن الْخَزْرَجِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ، بَدْرِيٌّ. حَدَّثَنَا بِذَلِكَ عَمْرٌو عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عن أبي الأسود عن عروة.
__________
[1] أخرجه البخاري من طريق آخر من حديث عمر رضي الله عنه (الصحيح 2/ 159) .(1/281)
وَرَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ سَعْدُ بْنُ [1] زَيْدٍ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْحَجَبِيُّ قَالَ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَنْصَارِيُّ مِنْ وَلَدِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ [2] قَالَ: حَدَّثَنِي رجل منا اسمه سليمان ابن محمد بن محمود بن مسلمة [3] عَنْ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ سَعْدٍ الْأَشْهَلِيِّ:
أَنَّهُ أُهْدِيَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُهْدِيَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيْفًا مِنْ نَجْرَانَ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِ أَعْطَاهُ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ فَقَالَ: جَاهِدْ بِهَذَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَإِذَا اخْتَلَفَ أَعْنَاقُ النَّاسِ فَاضْرِبْ بِهِ الْحَجَرَ، ثُمَّ ادْخُلْ بَيْتَكَ، فَكُنْ جَيْشًا مُلْقًى حَتَّى تَقْتُلَكَ كَفٌّ خَاطِئَةٌ أَوْ تَأْتِيَكَ مَنِيَّةٌ قَاضِيَةٌ.
أَبُو مُحَمَّدٍ [4] عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفِ
ابن الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابِ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى أَبُو مُحَمَّدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: لَمَّا افْتَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ، انْصَرَفَ إِلَى الطَّائِفِ فحاصرهم تسع عشرة ليلة أو ثمان عَشْرَةَ، فَلَمْ يَفْتَحْهَا، ثُمَّ أَوْغَلَ غُدْوَةً أَوْ رَوْحَةً، ثُمَّ نَزَلَ، ثُمَّ هَجَرَ، فَقَالَ: أَيُّهَا الناس اني لكم فرط أوصيكم
__________
[1] في الأصل «أبو» والتصويب من الاصابة 2/ 26 وهو سعد ابن سعد الأشهلي، وأما سعد أبو زيد فآخر [انظر الاستيعاب 593] .
[2] ، (3) في الاصابة 2/ 26 «اسلمة» وهو تصحيف (انظر الاستيعاب 592، والاصابة 3/ 363، 367) .
[4] من هنا يبدأ الجزء الثاني وفي أوله بعد نسب عبد الرحمن بن عوف ذكر سند الجزء وهو «أخبرنا الشيخ أبو الحسين محمد بن الحسين ابن يعقوب الدارقطنيّ بها قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه النحويّ قال: حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حدثنا ... إلخ كما في الأصل أعلاه» .(1/282)
بِعِتْرَتِي خَيْرًا، فَإِنَّ مَوْعِدَكُمُ الْحَوْضُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتُقِيمُنَّ الصَّلَاةَ وَلَتُؤْتُنَّ الزَّكَاةَ، أَوْ لَأَبْعَثَنَّ إِلَيْكُمْ رَجُلًا مِنِّي أَوْ كَنَفْسِي فَلَيَضْرِبَنَّ أَعْنَاقَ مُقَاتِلَتِكُمْ، وَلَيَسْبِيَنَّ ذَرَارِيَكُمْ. قَالَ: فَرَأَى النَّاسُ أَنَّهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَأَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ- رَضِيَ الله عنهم أجمعين- فقال: هذا.
عبد الرحمن بن سمرة
ابن حَبِيبِ بْنِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قصي بن كلاب بن مرة ابن كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ.
حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّمْلِيُّ قَالَ: ثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَوْذَبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ كَثِيرٍ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ [عن عبد الرحمن ابن سَمُرَةَ] [1] قَالَ: لَمَّا جَهَّزَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ، جَاءَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ بِأَلْفِ دِينَارٍ يَحْمِلُهَا فِي ثَوْبِهِ فَنَثَرَهَا فِي حِجْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَلِّبُ تِلْكَ الدَّنَانِيرَ بِيَدِهِ وَيَقُولُ: لَا يَضُرُّ ابْنَ عَفَّانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ الْيَوْمِ [2] .
وعبد الرَّحْمَنِ بْنُ أَزْهَرَ الزُّهْرِيُّ
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم عَامَ الْفَتْحِ، وَأَنَا غُلَامٌ شَابٌّ، يَسْأَلُ عَنْ منزل خالد بن الوليد، فأتي بشارب،
__________
[1] الزيادة من سنن الترمذي 9/ 291، ومسند أحمد 5/ 63.
[2] أخرجه الترمذي (سنن/ 291) من هذه الطريق بواسطة محمد بن إسماعيل حدثنا الحسن بن واقع الرمليّ حدثنا ضمرة بن ربيعة ... مثل اسناد الأصل بألفاظ مقاربة. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. وأخرجه أحمد (مسند 5/ 63) من هذه الطريق بواسطة شيخه هارون بن معروف ثنا ضمرة..(1/283)
فَأَمَرَهُمْ فَضَرَبُوهُ بِمَا فِي أَيْدِيهِمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَضْرِبُ بِالسَّوْطِ، وَمِنْهُمْ مَنْ ضَرَبَ بِالْعَصَا، وَحَثَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ التُّرَابَ [1] .
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ نَافِعِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ السَّائِبِ: أَنَّ عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّمَا مَثَلُ الْمُؤْمِنِ حِينَ يُصِيبُهُ الْوَعَكُ أَوِ الْحُمَّى كَمَثَلِ حَدِيدَةٍ تَدْخُلُ النَّارَ فَيَذْهَبُ خَبَثُهَا وَيَبْقَى طِيبُهَا.
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَنَةَ
حَلِيفٌ لِبَنِي زُهْرَةَ.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَنَةَ قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، فَخَرَجَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه دَرَقَةٌ أَوْ شِبْهُ الدَّرَقَةِ [2] ، فَجَلَسَ فَاسْتَتَرَ بِهَا، فَبَالَ وَهُوَ جَالِسٍ. فَقُلْتُ أَنَا وَصَاحِبِي: انْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ يَبُولُ، كَمَا تَبُولُ الْمَرْأَةُ، وَهُوَ جَالِسٌ، فَأَتَانَا فَقَالَ: أَمَا عَلِمْتُمْ مَا لَقِيَ صَاحِبُ بَنِي إِسْرَائِيلَ، كَانَ إِذَا أَصَابَ أَحَدًا مِنْهُمْ شَيْءٌ مِنَ الْبَوْلِ قَرَضَهُ بِالْمِقْرَاضِ، فَنَهَاهُمْ عَنْ ذلك فعذّب في قبره [3] .
__________
[1] أخرجه من هذه الطريق أحمد (المسند 4/ 88) بواسطة شيخه عثمان بن عمر قال: ثنا أسامة بن زيد ... مثل اسناد الأصل.
[2] الدرقة: الترس إذا كان من جلود وليس فيه من خشب أو عصب.
[3] أخرجه النسائي (سنن 1/ 28) من هذه الطريق بواسطة شيخه هناد بن السري عن أبي معاوية عن الأعمش ... مثل اسناد الأصل.(1/284)
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ
مِنْ حِلْفِ الْفُضُولِ وَالْمُطَيِّبِينَ، وَلَهُمْ صِهْرٌ، وَفِيهِمْ كَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حدثني أَبُو سَعِيدٍ الْجُعْفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ:
حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ: أَنَّ بُكَيْرًا حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ أَوْ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ: أَنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ وَلَا لِقَوِيٍّ ذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ [1] .
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ التَّيْمِيُّ
حدثنا أبو عصام الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ- رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَيْمٍ- قَالَ: ذَكَرُوا الضُّفْدَعَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَهَى عَنْ قَتْلِهَا [2] .
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاذٍ التَّيْمِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ ثَنَا حُمَيْدٌ الْأَعْرَجُ عن محمد بن إبراهيم التيمي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاذٍ التَّيْمِيِّ- وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنَ بِمَنًى، قَالَ: فَفُتِحَتْ أَسْمَاعُنَا حَتَّى إِنَّا كنا
__________
[1] أخرجه الدارقطنيّ، سنن كتاب الزكاة 24.
[2] أخرجه أحمد في مسندة (3/ 453) من هذه الطريق بواسطة شيخه يزيد قال: أنا ابن أبي ذئب ... مثل اسناد الأصل. وأخرجه النسائي (سنن 7/ 185) من طريق قتيبة قال: حدثنا ابن أبي فديك عن أبي ذئب.. مثل اسناد الأصل.(1/285)
لنسمع ما يقول ونحن فِي مَنَازِلِنَا، قَالَ فَطَفِقَ يُعَلِّمُنَا مَنَاسِكَنَا حَتَّى بلغ الجمار فقال: بحصى الخذف، فوضع إصبعيه السَّبَّابَتَيْنِ أَحَدَهُمَا عَلَى الْأُخْرَى.
قَالَ: فَأَمَرَ الْمُهَاجِرِينَ أَنْ يَنْزِلُوا فِي مُقَدَّمِ الْمَسْجِدِ، وَأَمَرَ الْأَنْصَارَ فَنَزَلُوا مِنْ وَرَاءِ الْمَسْجِدِ، ثُمَّ نَزَلَ النَّاسُ بَعْدُ [1] .
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صُفْوَانَ الْجُمَحِيُّ
حَدَّثَنَا أبو يوسف حدثنا أبو الوليد [2] هشام بن عَبْدِ الْمَلِكِ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ [3] عَنْ مَنْصُورٍ [4] عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَفْوَانَ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ لَبِسْتُ ثِيَابِي وَذَهَبْتُ فَصَادَفْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ خَرَجَ مِنَ الْبَيْتِ [5] فَسَأَلْتُ عُمَرَ: مَا صَنَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قال: صَلَّى رَكْعَتَيْنِ [6] .
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَعْمُرَ الدَّيْلِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو شَبَابَةَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْمُرَ الدَّيْلِيِّ: أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم نهى عن الدّباء والمزفّت [7] .
__________
[1] أخرجه أحمد بن مسندة 4/ 61 من طريق عبد الرزاق انا معمد ومن طريق عبد الصمد بن عبد الوارث قال حدثني أبي ثم ساقه بمثل اسناد الأصل وبألفاظ مقاربة.
[2] في الأصل يوجد «بن» بين «الوليد» و «هشام» وهي زائدة.
[3] هو جرير بن عبد الحميد الضبي (تهذيب التهذيب 2/ 75) .
[4] هو ابن المعتمر.
[5] يعني البيت الحرام.
[6] أخرجه أحمد في مسندة [3/ 431] من طريق أخرى من حديث عبد الرحمن بن صفوان.
[7] انظر البخاري: صحيح 8/ 51 وأحمد: المسند 4/ 206.(1/286)
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمُزَنِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ حَدَّثَنَا أبو معشر حدثني يحي بْنُ شِبْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عن أبيه قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم عن أصحاب الأعراف؟ فقال. قوم قتلوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فِي مَعْصِيَةِ آبَائِهِمْ، فَمَنَعَتْهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ مَعْصِيَةُ آبَائِهِمْ، وَمَنَعَتْهُمْ مِنَ النَّارِ قَتْلُهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ [1] .
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عُمَيْرَةَ الْمُزَنِيُّ [2]
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عن بحير ابن سَعْدٍ [3] . عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ جُبَيْرِ بن نفير عن ابن أبي عميرة:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَا فِي النَّاسِ نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ يَقْبِضُهَا رَبُّهَا تُحِبُّ أَنْ تَعُودَ إِلَيْكُمْ، وَأَنَّ لَهَا الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا غَيْرُ الشَّهِيدِ. وَقَالَ رَسُولُ الله صلّى الله عليه وسلم: لئن أُقْتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي أَهْلُ الْمَدَرِ وَالْوَبَرِ [4] .
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَنْبَشٍ التَّيْمِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو التَّيَّاحِ [5] قَالَ: قال رجل لعبد الرحمن بن خنبش:
__________
[1] لم يخرجه أصحاب الكتب الستة ولا أحمد في مسندة، وأخرجه أصحاب كتب الرجال (انظر الاصابة 2/ 419) .
[2] قال ابن عبد البر «لا تثبت أحاديثه ولا تصح صحبته» (الاستيعاب 844) ، وتعجب ابن حجر من قول ابن عبد البر وأثبت له الصحبة (الاصابة 2/ 407) .
[3] في تهذيب التهذيب 1/ 431 «سعيد» .
[4] أخرجه أحمد في مسندة (4/ 216) من هذه الطريق بألفاظ مقاربة.
[5] هو يزيد بن حميد الضبعي البصري (تهذيب التهذيب 12/ 49) .(1/287)
حَدِّثْنَا كَيْفَ صَنَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَرَادَتْهُ [1] الشَّيَاطِينُ؟
فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: إِنَّ الشَّيَاطِينَ تَحَدَّرَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْجِبَالِ وَالْأَوْدِيَةِ، مَعَهُمْ شَيْطَانٌ مَعَهُ شُعْلَةٌ مِنْ نَارٍ يُرِيدُ أَنْ يَحْرِقَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَا، فَلَمَّا رَآهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَزِعَ مِنْهُمْ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ قُلْ. قَالَ: مَا أَقُولُ؟ قَالَ: قُلْ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ الَّتِي لَا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ، مِنْ شَرِّ مَا خلق ودرأ وَبَرَأَ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا وَمِنْ شَرِّ مَا يَلِجُ الْأَرْضَ وَمِنْ شَرِّ مَا يَخْرُجُ فِيهَا، وَمِنْ شَرِّ فِتَنِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَشَرِّ الطوارق الا طارقا يطرق بخير، يا رحمان. قَالَ: فَطُفِئَتْ نَارُ الشَّيَاطِينِ وَهَزَمَهُمُ اللَّهُ.
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عُقَيْلٍ الثَّقَفِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ زَيْدٌ الْأَسَدِيُّ حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ السُّوَائِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلْقَمَةَ الثَّقَفِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عُقَيْلٍ [2] قَالَ: انْطَلَقْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَفْدٍ فَأَتَيْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَنَخْنَا بِالْبَابِ وَمَا فِي النَّاسِ أَبْغَضُ إِلَيْنَا مِنْ رَجُلٍ دَخَلْنَا عَلَيْهِ. قَالَ: فَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا سَأَلْتَ رَبَّكَ مُلْكًا كَمُلْكِ سُلَيْمَانَ؟ قَالَ: فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: فَلَعَلَّ لِصَاحِبِكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَفْضَلَ مِنْ مُلْكِ سُلَيْمَانَ، إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَبْعَثْ نَبِيًّا إِلَّا أَعْطَاهُ دَعْوَةً فَمِنْهُمْ مَنِ اتَّخَذَهَا دِينًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَأُعْطِيَهَا وَمِنْهُمْ من دعا بها على قومه إذ عصوه فأهلكوا بها، وان الله
__________
[1] في مسند أحمد 3/ 419، والاستيعاب 831، والاصابة 2/ 389 «كادته» وقد أخرجه أحمد من هذه الطريق بواسطة عفان بن مسلم ويسار بن حاتم قالا: ثنا جعفر بن بن سليمان ...
[2] قال ابن حجر «ذكره في الصحابة يعقوب بن سفيان» (تهذيب التهذيب 6/ 233) .(1/288)
أَعْطَانِي دَعْوَةً فَاخْتَبَأْتُهَا عِنْدَ رَبِّي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ [1] .
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَبَّابٍ [2] السُّلَمِيُّ
حدثنا أبو يوسف الْحَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ حَدَّثَنَا سَكَنُ بْنُ [3] الْمُغِيرَةِ الْقُرَشِيُّ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ فَرْقَدٍ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَبَّابٍ السُّلَمِيِّ قَالَ: إِنِّي بِجَنْبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَخْطُبُ، فَحَضَّضَ عَلَى جيش العسرة فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ، فَقَامَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فَقَالَ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ مِائَةُ بَعِيرٍ بِأَحْلَاسِهَا [4] وَأَقْتَابِهَا [5] عَوْنًا فِي هَذَا الْجَيْشِ. قَالَ:
ثُمَّ حَضَّضَ فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ، فَقَامَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مِائَتَا بَعِيرٍ بِأَحْلَاسِهَا وَأَقْتَابِهَا عَوْنًا فِي هَذَا الْجَيْشِ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَبَّابٍ:
فَكَأَنَّمَا أَنْظُرُ إِلَى يد رسول الله صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَذْهَبُ بِهَا وَيُحَرِّكُهَا وَهُوَ يَقُولُ: مَا على عثمان ما عمل بعد اليوم. [6]
__________
[1] في صحيح البخاري 9/ 170 من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: لكل نبي دعوة فأريد إِنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ أَخْتَبِئَ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لأمتي يوم القيامة.
[2] في الأصل «حباب» والتصويب من الاستيعاب 830، والاصابة 2/ 388.
[3] في الأصل توجد «أبي» قبل المغيرة. وهي زائدة انظر سنن الترمذي 9/ 290 وتهذيب التهذيب 4/ 126.
[4] الحلس: كساء رقيق يجعل تحت البردعة.
[5] القتب: رحل صغير على قدر سنام البعير.
[6] أخرجه الترمذي من هذه الطريق بألفاظ مقاربة بواسطة شيخه محمد بن بشار حدثنا أبو داود حدثنا السكن بن المغيرة.. بمثل اسناد الأصل. وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه لا نعرفه الا من حديث السكن بن المغيرة (انظر السنن 9/ 291) .(1/289)
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَعْقِلٍ السُّلَمِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ ثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَنْ عبد الرحمن بن معقل السلمي صاحب الدّثنية قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا تَقُولُ فِي الضَّبْعِ؟ فَقَالَ: لَا آكُلُهُ وَلَا أَنْهَى عَنْهُ.
قُلْتُ: مَا لَمْ تَنْهَ عَنْهُ فَأَنَا آكُلُهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا تَقُولُ فِي الضَّبِّ؟
قَالَ: لَا آكُلُهُ وَلَا أَنْهَى عَنْهُ. قَالَ: قُلْتُ: مَا لَمْ تَنْهَ عَنْهُ فَإِنِّي آكُلُهُ.
قَالَ: قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا تَقُولُ فِي الْأَرْنَبِ؟ قَالَ لَا آكُلُهَا وَلَا أُحَرِّمُهَا. قَالَ: قُلْتُ: مَا لَمْ تُحَرِّمُهُ فَإِنِّي آكُلُهُ. قَالَ:
قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا تَقُولُ فِي الذِّئْبِ؟ قَالَ: أَوَ يَأْكُلُ ذَلِكَ أَحَدٌ. فَقُلْتُ:
يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا تَقُولُ فِي الثَّعْلَبِ؟ قَالَ أَوَ يَأْكُلُ ذَلِكَ أَحَدٌ! [1] .
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ [حَبِيبٍ] [2] الْخَطْمِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ يَسْأَلُ أَبَاهُ [3] عَنِ الْمَيْسِرِ؟ فَقَالَ سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: مَنْ لَعِبَ بِالْمَيْسِرِ فَقَامَ يُصَلِّي فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الّذي يَتَوَضَّأُ بِالْقَيْحِ وَلَحْمِ الْخِنْزِيرِ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي: فيقول: الله يقبل صلاته [4] ؟!.
__________
[1] قال ابن عبد البر «حديثه- يعني عبد الرحمن بن معقل- في الضبع والأرنب والثعلب وليس بالقوي» (الاستيعاب 853) .
[2] الزيادة من ابن الأثير: أسد الغابة 3/ 284 والاصابة 2/ 387 وهي ساقطة في الأصل.
[3] يعني عبد الرحمن أبا موسى.
[4] أخرجه أحمد في مسند (5/ 370) من طريق مكي بن إبراهيم ثنا الجعيد عن موسى بن عبد الرحمن الخطميّ ... مثل الأصل، بألفاظ مقاربة لكنه قال «النرد» بدل «الميسر» .(1/290)
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبْزَى [1]
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حدثنا سعيد بن أسد حدثنا ضمرة [2] عن ابن شوذب عن عبد الله [3] عن هشيم قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى فَقَالَ: أَلَا أُرِيكُمْ صَلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقُلْنَا: نَعَمْ. فَقَامَ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، ثُمَّ قَرَأَ، ثُمَّ رَكَعَ، حَتَّى أَخَذَ كُلُّ عَظْمٍ مَأْخَذَهُ، ثُمَّ رَفَعَ حَتَّى أَخَذَ كُلُّ عَظْمٍ مَأْخَذَهُ، ثُمَّ سَجَدَ حَتَّى أَخَذَ كُلُّ عَظْمٍ مَأْخَذَهُ، ثُمَّ رَفَعَ، ثُمَّ صَنَعَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا صَلَاةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [4] .
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شِبْلٍ الْأَنْصَارِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ زُرْعَةَ عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ [5] عَنْ أَبِي رَاشِدٍ الْحَبْرَانِيِّ عن عبد الرحمن بن شبل: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن أكل الضّب.
أبو الأعور سعيد بن زيد
ابن عَمْرِو بْنِ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رَياحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ
__________
[1] قال ابن حجر في ترجمته «وممن جزم بأن له صحبة يعقوب ابن سفيان» (تهذيب التهذيب 6/ 133) .
[2] في الأصل «هرة» وهو ضمرة بن ربيعة راوية ابن شوذب (تهذيب التهذيب 5/ 255) .
[3] هو عبد الله بن القاسم (انظر تهذيب التهذيب 5/ 359) .
[4] أخرجه أحمد من حديث عبد الرحمن بن أبزى من طريق شيخه هارون بن معروف ثنا ضمرة ... مثل اسناد الأصل لكنه وقع فيه «ابن شوذر» وهو تصحيف و «القاسم» بدل «هشيم»
[5] في الأصل «عيلة» والتصويب من تهذيب التهذيب 3/ 328.(1/291)
رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بن غالب بن فهر ابن مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ يُحَدِّثُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ احْمِدُوا اللَّهَ الّذي رفع عنكم العثور [1] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ حَدَّثَنِي شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ [2] حَدَّثَنِي نَوْفَلُ بْنُ مُسَاحِقٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: مِنْ أَرْبَى الرِّبَا الِاسْتِطَالَةُ فِي عِرْضِ [3] الْمُسْلِمِ بِغَيْرِ حَقٍّ فأن هذه الرحم شحنة مِنَ الرَّحْمَنِ فَمَنْ قَطَعَهَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الجنة [4] .
وسعيد بن العاص
ابن أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ.
«حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْجُعْفِيُّ [5] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَجْلَحِ ثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ قَالَ: إِنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من [6] خياركم في الإسلام خياركم في
__________
[1] أخرجه أحمد في مسندة (1/ 190) من هذه الطريق.
[2] هو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حسين (تهذيب التهذيب 5/ 293، ومسند أحمد 1/ 190) .
[3] في الأصل «عرس» والتصويب من مسند أحمد 1/ 190.
[4] أخرجه أحمد في مسندة (1/ 190) من هذه الطريق.
[5] يحي بن سليمان الكوفي (تهذيب التهذيب 12/ 108) .
[6] أحسبها زائدة (انظر حاشية رقم (1) في الصفحة التالية) .(1/292)
الْجَاهِلِيَّةِ» [1] .
وَسَعِيدُ بْنُ عَامِرِ بْنِ حُذَيْمٍ الْجُمَحِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ حُذَيْمٍ قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يُجْمَعُ النَّاسُ لِلْحِسَابِ فَيَجِيءُ فُقَرَاءُ الْمُسْلِمِينَ، فَيَدُفُّونَ [2] كَمَا يَدُفُّ الْحَمَامُ يَقُولُ لَهُمْ: قِفُوا لِلْحِسَابِ فَيَقُولُونَ:
وَاللَّهِ مَا عِنْدَنَا مِنْ حِسَابٍ، وَلَا تَرَكْنَا مِنْ شَيْءٍ. قَالَ: فَيَقُولُ رَبُّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ: عِبَادِي [3] . فَتُفْتَحُ لَهُمُ الْجَنَّةُ، فَيَدْخُلُونَهَا قَبْلَ النَّاسِ بِسَبْعِينَ عَامًا.
وَسَعِيدُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ
الْأَنْصَارِيُّ ثُمَّ السَّاعِدِيُّ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ قَالَ: كَانَ بَيْنَ أبياتنا رجل مخدج [4]
__________
[1] ابن كثير: البداية والنهاية 8/ 84 لكنه يحذف «من» ، وابن حجر: الاصابة 2/ 125 ويحذف «من» ونقل ابن حجر عن ابن عساكر قوله «لم يدرك الإسلام. قال: ووهم يعقوب بن سفيان وانما الحديث لابن ابنه سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص» .
أقول: لعل يعقوب لم يهم ولا يمكن أن يغفل تقدم وفاة سعيد بن العاص بن أمية وانما حذف ما حذف للاختصار، لكنه اختصار مخل موهم.
[2] في الاصابة 2/ 47 «يزفون» وهو تصحيف، ويدفنون:
يمشون مشيا خفيفا، ودف الحمام: حرك جناحيه.
[3] في الاصابة 2/ 47 «صدق عبادي» .
[4] المشوه أو ناقص الخلقة.(1/293)
ضَعِيفٌ، فَلَمْ نُرَعْ إِلَّا وَهُوَ عَلَى أَمَةٍ مِنْ إِمَاءِ الدَّارِ يَخْبُثُ بِهَا، فَرَفَعَ شَأْنَهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: اجْلِدُوهُ مِائَةَ سَوْطٍ.
قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ هُوَ أَضْعَفُ مِنْ ذَاكَ لَوْ ضَرَبْنَاهُ مِائَةَ سَوْطٍ مَاتَ.
قَالَ: فخذوا له عثكالا فيه مائة شراخ فَاضْرِبُوهُ بِوَاحِدٍ [1] .
وَسَعِيدُ بْنُ حُرَيْثٍ الْمَخْزُومِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عُمَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ قَالَ: كَانَ لِي أَخٌ أَكْبَرُ مِنِّي يُقَالَ لَهُ سَعِيدُ بْنُ حُرَيْثٍ- وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: نِعْمَ الْأَخُ كَانَ- فَقَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ بَاعَ مِنْكُمْ دَارًا أَوْ عَقَارًا [كَانَ] قَمِنًا أَنْ لَا يُبَارَكَ لَهُ فِيهِ إِلَّا أَنْ يَجْعَلَهُ مِنْ مِثْلِهِ [2] .
عَامِرُ بن عبد الله بن الجراح
ابن هلال بن أهيب [3] بن ضبة بن الحارث بْنِ فِهْرٍ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الْحَرَّانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنِ ابْنِ غُنَيْمٍ الْبَعْلَبَكِيِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْغَازِ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخَشَنِيِّ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى
__________
[1] أخرجه أحمد في مسندة (5/ 222) من طريق شيخه يعلى عن عبيد ثنا محمد بن إسحاق بألفاظ مقاربة.
[2] أخرجه أحمد (مسند 3/ 467) من هذه الطريق بواسطة شيخه محمد بن عبد الله بن نمير قال: ثنا إسماعيل بن إبراهيم....
مثل اسناد الأصل، وأخرجه ابن ماجة بواسطة أبي بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع ثنا إسماعيل بن إبراهيم.. (سنن 832) . والزيادة منهما.
[3] في طبقات خليفة ص 27 «وهيب» وكذا في ابن الكلبي 33 أ (ل) وابن سعد ح 3 ص 409.(1/294)
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا يَزَالُ هَذَا الْأَمْرُ مُعْتَدِلًا قَائِمًا بِالْقِسْطِ حَتَّى يَثْلِمَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ [1] .
عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ أَبُو الطُّفَيْلِ الْبَكْرِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ سَهْلٍ حَدَّثَنِي مَهْدِيُّ بْنُ عِمْرَانَ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ وَنَفَرًا مِنْ أَصْحَابِهِ دَخَلُوا دَارًا بِمَكَّةَ فَإِذَا فِيهَا قطيفة مطروحة تحتها غلام أعور فَرَفَعُوهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: أتشهد أني رسول الله؟ فَقَالَ الْغُلَامُ: إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تَعَوَّذُوا باللَّه مِنْ شَرِّ هَذَا [2] .
أَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ
«حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عبد الله بن الحارث بن نوفل عن الْعَبَّاسِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ قُرَيْشًا إِذَا الْتَقَوْا لَقِيَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِالْبَشَاشَةِ، وإذا لقونا لقونا بوجوه لا نعرفها، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذَلِكَ غَضَبًا شَدِيدًا ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَدْخُلُ قَلْبَ رَجُلٍ الْإِيمَانُ حتى يحكم للَّه وَلِرَسُولِهِ» [3] .
عَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيُّ
حَدَّثَنَا أبو يوسف حدثنا أبو الوليد هشام بن عَبْدِ الْمَلِكِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقَاهِرِ بْنُ السَّرِيِّ السُّلَمِيُّ حَدَّثَنِي ابْنُ كِنَانَةَ [4] بْنِ عَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه
__________
[1] لم يخرجه أصحاب الكتب الستة ولا أحمد في مسندة ولا مالك في الموطأ.
[2] أخرجه أحمد من هذه الطريق بألفاظ مقاربة (المسند 5/ 454) .
[3] ابن كثير: البداية والنهاية 2/ 257.
[4] ابن كنانة اسمه عبد الله (تهذيب التهذيب 12/ 309) .(1/295)
وَسَلَّمَ دَعَا عَشِيَّةَ عَرَفَةَ لِأُمَّتِهِ بِالْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ وَأَكْثَرَ الدُّعَاءَ، فَأَجَابَهُ اللَّهُ أَنِّي قَدْ فَعَلْتُ إِلَّا ظُلْمَ بَعْضِهِمْ بَعْضًا، فَأَمَّا ذُنُوبُهُمْ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَقَدْ غَفَرْتُهَا. قَالَ أَيْ رَبِّ إِنَّكَ قَادِرٌ أَنْ تُثِيبَ هَذَا الْمَظْلُومَ خَيْرًا مِنْ مَظْلَمَتِهِ وَتَغْفِرَ لِهَذَا الظَّالِمِ، فَلَمْ يُجِبْهُ تِلْكَ الْعَشِيَّةَ، فَلَمَّا كَانَ غَدَاةُ الْمُزْدَلِفَةِ، أَعَادَ الدُّعَاءَ، فَأَجَابَهُ اللَّهُ: أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ، ثُمَّ تَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: يَا رَسُولَ الله تَبَسَّمْتَ فِي سَاعَةٍ لَمْ تَكُنْ تَبْتَسِمُ فِيهَا؟ فَقَالَ: تَبَسَّمْتُ مِنْ عَدُوِّ اللَّهِ إِبْلِيسَ أَنَّهُ لَمَّا عَلِمَ أَنَّ اللَّهَ قَدِ اسْتَجَابَ لِي فِي أُمَّتِي أَهْوَى يَدْعُو بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ وَيَحْثُو التُّرَابَ عَلَى رَأْسِهِ [1] .
قَيْسُ بْنُ مَخْرَمَةَ
حَدَّثَنَا أبو يوسف حدثنا حامد بن يحي حَدَّثَنَا صَدَقَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ: وُلِدْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عام الفيل فنحن لدان [2] .
قيس بن عاصم التميمي
ثم أحد بني منقر.
حدثنا أبو يوسف ثَنَا قَبِيصَةُ حَدَّثَنَا سفيان عن الأغر عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ حُصَيْنٍ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ جده قيس بن عاصم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم، فأمره أن يغتسل بماء وسدر [3] .
__________
[1] أخرجه عبد الله بن الامام أحمد في مسندة (4/ 14- 15) بألفاظ مقاربة بواسطة شيخه إبراهيم بن الحجاج الناجي قال ثنا عبد القاهر ابن السري ... مثل الأصل.
[2] أخرجه أحمد في مسندة (4/ 215) بواسطة شيخه يعقوب ثنا أبي عن ابن إسحاق.
[3] أخرجه أحمد في مسندة (5/ 61) بواسطة شيخه عبد الرحمن ثنا سفيان ... لكنه أسقط «أبيه أن» .(1/296)
قَيْسٌ التَّمِيمِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنْ جَابِرٍ [1] عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شِبْلٍ عَنْ قَيْسٍ التَّمِيمِيِّ قَالَ: بَعَثَنِي جَرِيرٌ [2] وَافِدًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْتُهُ فَمَرَّ عَلَى خَمْسِ نِسْوَةٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِنَّ.
وَقَيْسُ بْنُ النُّعْمَانِ الْعَبْدِيُّ
ثُمَّ الرَّبْعِيُّ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْمُؤَذِّنُ حَدَّثَنَا عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ عَنْ أَبِي الْقَمُوصِ [3] زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَحَدِ الْوَفْدِ الَّذِينَ وَفَدُوا إِلَى نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ إِلَّا أَنْ يَكُونَ قَيْسَ بْنَ النُّعْمَانِ فَإِنِّي نَسِيتُ اسْمَهُ قَالَ: وَأَهْدَيْنَا اليه فيما أهدينا خوطا [4] وَقِرْبَةً مِنْ تَعْضُوضٍ [5] فَوَضَعْنَاهَا بَيْنَ يَدَيْهِ قَالَ: فَحَسِبْتُ أَنَّهُ تَنَاوَلَ تَمْرَةً مِنْهَا، ثُمَّ أَعَادَهَا إِلَى مَوْضِعِهَا فَقَالَ: بَلِّغُوهَا آلَ مُحَمَّدٍ. فَقَالَ رَجُلٌ مِنَّا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَرْضَنَا أَرْضُ جَادَّةٍ وَبِيئَةٍ وَإِنَّهُ لَا يُوَافِقُنَا إِلَّا الشَّرَابُ فَمَا الَّذِي يَحِلُّ لَنَا مِنَ الْآنِيَةِ وَمَا الَّذِي يَحْرُمُ عَلَيْنَا؟ قَالَ: لَا تَشْرَبُوا فِي الدُّبَّاءِ [6] وَلَا النَّقِيرِ [7] وَالْمُزَفَّتِ [8] وَاشْرَبُوا فِي الحلال الموكى عليه، فأن اشتد متنه
__________
[1] هو الجعفي.
[2] هو جرير بن عبد الله البجلي (تهذيب التهذيب 2/ 73) .
[3] وقع في الاصابة 3/ 251 «الغموص» وهو تصحيف (انظر تهذيب التهذيب 12/ 207) .
[4] الخوط: الغصن الناعم (لسان العرب مادة «خوط» ) .
في مسند أحمد «موطأ» وهو تصحيف.
[5] في الأصل «يعضوض» والتصويب من مسند أحمد، وهو نوع من التمر.
[6] الدباء: ظرف يعمل منه.
[7] النقير: المنقور من الخشب.
[8] المزفت: المقير (المطلي بالقير) .(1/297)
فَاكْسِرُوهُ [1] بِالْمَاءِ، فَإِنْ أَعْيَاكُمْ فَأَهْرِيقُوهُ. قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ مَا الدُّبَّاءُ وَالنَّقِيرُ وَالْمُزَفَّتُ؟ قَالَ: أَنَا لَا أَدْرِي! أَيُّ هجر أعز قال: قلت: المشقر [2] . قال: فو الله لَقَدْ دَخَلْتُهَا وَأَخَذْتُ إِقْلِيدَهَا وَقُمْتُ عَلَى عَيْنِ الزرارة عَلَى الْحَجَرِ مِنْ حَيْثُ يَخْرُجُ الْمَاءُ. قَالَ: ثُمَّ ابْتَهَلَ فِي الدُّعَاءِ لِعَبْدِ الْقَيْسِ قَالَ وَوَجَّهَهُ عَنْ عَيْنِ الْقِبْلَةِ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهمّ اغْفِرْ لِعَبْدِ الْقَيْسِ اللَّهمّ اغْفِرْ لِعَبْدِ الْقَيْسِ رَافِعًا يَدَيْهِ وَهُوَ يَسْتَدِيرُ حَتَّى اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَهُوَ يَقُولُ اللَّهمّ اغْفِرْ لِعَبْدِ الْقَيْسِ إِذْ [3] أَسْلَمُوا طَائِعِينَ وَغَيْرَ خَزَايَا وَغَيْرَ مَوْتُورِينَ إِذْ بَعْضُ قَوْمٍ لَمْ يُسْلِمُوا حَتَّى يُخْزَوْا وَيُوتَرُوا، خَيْرُ أَهْلِ الْمَشْرِقِ عَبْدُ الْقَيْسِ، خَيْرُ أَهْلِ الْمَشْرِقِ عَبْدُ الْقَيْسِ [4] .
وَقَيْسُ بْنُ أَبِي صَعْصَعَةَ
وَاسْمُ أَبِي صَعْصَعَةَ عَمْرُو بْنُ زَيْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولٍ مِنْ بَنِي مازن ابن النَّجَّارِ، ثُمَّ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غُنْمِ بْنِ مَازِنٍ عَقَبِيٌّ بَدْرِيٌّ. حَدَّثَنَا بِذَلِكَ عَمْرٌو عَنِ ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة.
حدثنا أبو يوسف حدثنا يحي بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ الله ابن لَهِيعَةَ حَدَّثَنِي حِبَّانُ بْنُ وَاسِعٍ الْأَنْصَارِيُّ عَنْ أبيه عن قيس بن أبي
__________
[1] في الأصل «فأكسر» والتصويب من سنن أبي داود 2/ 297، وليس فيه «متنه» .
[2] المشقر: من قرى هجر.
[3] في الأصل «إذا» والتصويب من مسند أحمد.
[4] أخرج البخاري بعضه من حديث ابن عباس (الصحيح 1/ 21- 22، 5/ 213، 7/ 50- 51) مع زيادات ليست في الأصل، وأخرجه، أبو داود من هذا الوجه مختصرا (سنن 2/ 297) وأخرجه أحمد (المسند 4/ 206) من هذا الوجه بألفاظ مقاربة.(1/298)
صَعْصَعَةَ [1] أَنَّهُ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي كَمْ أَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ قَالَ: فِي خَمْسَ عَشْرَةَ. قَالَ: إِنِّي أَجِدُنِي أَقْوَى مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: فِي كُلِّ جُمُعَةٍ. قَالَ:
فَإِنِّي أَجِدُنِي أَقْوَى مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: فَمَكَثَ كَذَلِكَ يَقْرَأُهُ زَمَانًا حَتَّى كَبُرَ أَوْ كَانَ يَعْصِبُ عَلَى عَيْنَيْهِ فَكَانَ يَقْرَأُهُ فِي كُلِّ خَمْسَ عَشْرَةَ. قَالَ: يَا لَيْتَنِي قَبِلْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأُولَى.
وَقَيْسُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنِ ابْنِ هُبَيْرَةَ [2] قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا [3] يُحَدِّثُ أَبَا تَمِيمٍ [4] أَنَّهُ سَمِعَ قَيْسَ بْنَ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ- وَهُوَ عَلَى مِصْرَ-[5] يَقُولُ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ كَذْبَةً فليتبوَّأ مَضْجَعَهُ مِنْ جَهَنَّمَ أَوْ بَيْتًا، أَلَا وَمَنْ شَرِبَ الخمر أتى عطشانا يوم القيامة، وكل مسكر حرام وإياكم والغبراء [6] .
زيد بن حارثة
ابن شَرَاحِيلَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ يزيد بن امرئ القيس
__________
[1] ذكر ابن عبد البر أن هذا الحديث من حديث قيس بن صعصعة واعتبره آخر غير ابن أبي صعصعة (الاستيعاب 1294) والصواب ما ذكره الفسوي (انظر الاصابة 3/ 241) .
[2] عبد الله بن هبيرة السبائي الحضرميّ المصري (تهذيب التهذيب 6/ 61) .
[3] في مسند أحمد (3/ 422) «شيخا من حمير» .
[4] هو الجيشانيّ.
[5] كان واليا عليها لعلي رضي الله عنه.
[6] أخرجه البخاري من طرق أخرى بألفاظ مقاربة الى «بيتا» (الصحيح 1/ 37) ، وأخرجه أحمد من هذا الوجه بتمامه (المسند 3/ 422) .(1/299)
الْكَلْبِيُّ، مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شَهِدَ بَدْرًا.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ أَخْبَرَنِي عُقَيْلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ جِبْرِيلَ نَزَلَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَوَّلِ مَا أُوحِيَ إِلَيْهِ فَعَلَّمَهُ الْوُضُوءَ فَتَوَضَّأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا فَرَغَ، أَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ فَأَنْضَحَ به فرجه [1] .
وزيد بن سهل
ابن الْأَسْوَدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، يُكَنَّى أَبَا طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيَّ، عَقَبِيٌّ بَدْرِيٌّ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ حدثني الليث عن يحي بْنِ سُلَيْمِ بْنِ زَيْدٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سَمِعَ إِسْمَاعِيلَ بْنَ بَشِيرٍ مَوْلَى بَنِي مَغَالَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبَا طَلْحَةَ بْنَ سَهْلٍ الْأَنْصَارِيَّ يَقُولَانِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا مِنْ أَحَدٍ يَخْذُلُ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يَنْتَقِصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وينتهك فيه من حرمته الا خذله الله فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ، وَمَا مِنِ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يَنْتَقِصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، وَيَنْتَهِكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ [2] .
وزيد بْنُ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو ثُمَامَةَ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَجْلَانَ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِيهِ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الْحَرْبُ خُدْعَةٌ [3] .
__________
[1] أخرجه أحمد في مسندة من هذا الوجه لكنه قال «فنضح» بدل «فأنضح» (المسند 4/ 161) .
[2] أخرجه أحمد من هذا الوجه (المسند 1/ 30) .
[3] أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة وجابر عبد الله (الصحيح 4/ 77) .(1/300)
وَزَيْدُ بْنُ خَارِجَةَ الْأَنْصَارِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حدثنا أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا مروان ابن مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ- يَعْنِي ابْنَ حَكِيمٍ- عَنْ خَالِدِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَارِجَةَ أَخٍ لِبَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟
قَالَ: صَلُّوا عَلَيَّ قُولُوا اللَّهمّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ [1] .
وَزَيْدُ بْنُ سَعْنَةَ [2]
حَدَّثَنِي أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ: إِنَّ اللَّهَ لَمَّا أَرَادَ هُدَى زَيْدِ بْنِ سَعْنَةَ قَالَ زَيْدٌ: مَا مِنْ عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ شَيْءٌ إِلَّا وَقَدْ عَرَفْتُهَا فِي مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ نَظَرْتُ إِلَيْهِ إِلَّا اثْنَتَانِ لَمْ أَخْبُرْهُمَا مِنْهُ، يَسْبِقُ حِلْمُهُ جَهْلَهُ، وَلَا يَزِيدُهُ شِدَّةُ الْجَهْلِ عَلَيْهِ إِلَّا حِلْمًا، فَكُنْتُ أَتَلَطَّفُ لَهُ لِأَنْ أُخَالِطَهُ فَأَعْرِفَ حِلْمَهُ مِنْ جَهْلِهِ، فَخَرَجَ يَوْمًا مِنَ الْحُجُرَاتِ وَمَعَهُ عَلِيُّ بْنُ أبي طالب، فأتاه رجل على رَاحِلَتَهُ كَالْبَدَوِيِّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ بُصْرَى قَرْيَةَ بَنِي فُلَانٍ أَسْلَمُوا وَدَخَلُوا فِي الْإِسْلَامِ، وَكُنْتُ حَدَّثْتُهُمْ إِنْ أَسْلَمُوا أَتَاهُمُ الرِّزْقُ رَغَدًا، وَقَدْ أَصَابَتْهُمْ سَنَةٌ وَشِدَّةٌ وَقَحْطٌ مِنَ الْغَيْثِ، وَأَنَا أَخْشَى يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ الْإِسْلَامِ طَمَعًا كَمَا دَخَلُوا فِيهِ طَمَعًا، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُرْسِلَ بِشَيْءٍ تُعِينُهُمْ بِهِ. فَقَالَ زَيْدُ بْنُ سَعْنَةَ: فَدَنَوْتُ إِلَيْهِ فقلت:
__________
[1] أخرجه أحمد من هذا الوجه بألفاظ مقاربة (المسند 1/ 199)
[2] قال ابن حجر «اختلف في سعنة فقيل بالنون وقيل بالتحتانية (الياء) » وقال عن هذا الحديث «رجال الاسناد موثوقون،(1/301)
يَا مُحَمَّدُ هَلْ لَكَ أَنْ تَبِيعَنِي تَمْرًا مَعْلُومًا إِلَى أَجَلٍ مَعْلُومٍ وَمِنْ حَائِطِ [1] بَنِي فُلَانٍ؟ قَالَ: لَا يَا يَهُودِيُّ وَلَكِنِّي أَبِيعُكَ تَمْرًا مَعْلُومًا إِلَى كَذَا وَكَذَا مِنَ الْأَجَلِ، وَلَا أُسَمِّي مِنْ حَائِطِ بَنِي فُلَانٍ. فَقُلْتُ: نَعَمْ. فَبَايَعَنِي فَأَطْلَعْتُ هِمْيَانِي فَأَعْطَيْتُهُ ثَمَانِينَ دِينَارًا فِي تَمْرٍ مَعْلُومٍ إِلَى كَذَا وَكَذَا مِنَ الْأَجَلِ، فَأَعْطَاهَا الرَّجُلَ وَقَالَ: أَعْجِلْ عَلَيْهِمْ، وَأَغِثْهُمْ بِهَا. قَالَ زَيْدُ بْنُ سَعْنَةَ:
فَلَمَّا كَانَ قَبْلَ مَحِلِّ الْأَجَلِ بِيَوْمَيْنِ أَوْ ثَلَاثٍ، خَرَجَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في جِنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا صَلَّى عَلَى الْجِنَازَةِ، وَدَنَا مِنْ جِدَارٍ لِيَجْلِسَ إِلَيْهِ أَتَيْتُهُ، فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ بِوَجْهٍ غَلِيظٍ، ثُمَّ أخذت مجامع قميصه وردائه فقلت:
اقضني يا محمد حقي فو الله مَا عَلِمْتُكُمْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَمُطْلًا، لَقَدْ كَانَ لِي بِمُخَالَطَتِكُمْ عِلْمٌ. فَنَظَرْتُ إِلَى عُمَرَ وَعَيْنَاهُ تَدُورَانِ فِي وَجْهِهِ، كَالْفُلْكِ الْمُسْتَدِيرِ ثُمَّ رَمَانِي بِبَصَرِهِ فَقَالَ: يَا يَهُودِيُّ أَتَفْعَلُ هَذَا برسول الله؟ فو الّذي بعثه بالحق لولا ما أحاذر فوته لَضَرَبْتُ بِسَيْفِي رَأْسَكَ. قَالَ: وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْظُرُ إِلَى عُمَرَ فِي سُكُونٍ وَتُؤَدَةٍ وَتَبَسُّمٍ، ثُمَّ قَالَ:
يَا عُمَرُ أَنَا وَهُوَ كُنَّا إِلَى غَيْرِ هَذَا مِنْكَ أَحْوَجَ، أَنْ تَأْمُرَنِي بِحُسْنِ الْأَدَاءِ وَتَأْمُرَهُ بِحُسْنِ اتِّبَاعِهِ، اذْهَبْ بِهِ يَا عُمَرُ فَأَقْضِهِ حَقَّهُ وَزِدْهُ عِشْرِينَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ مَكَانَ مَا رُعْتَهُ. قَالَ زَيْدُ بْنُ سَعْنَةَ: فَذَهَبَ بِي عُمَرُ فَأَعْطَانِي حَقِّي وَزَادَنِي عِشْرِينَ صَاعًا. فَقُلْتُ: ما هذه الزيادة؟ قال: أمرني رسول
__________
[ () ] وقد صرح الوليد فيه بالتحديث، ومداره على محمد بن أبي السري الراويّ له عن الوليد، وثقه ابن معين ولينه أبو حاتم، وقال ابن عدي: محمد كثير الغلط (انظر الاصابة 1/ 548- 549) ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة ولا أحمد في مسندة وقد ذكر ابن حجر تخريجاته وفاته ذكر تخريج الفسوي له.
[1] الحائط: البستان.(1/302)
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَزِيدَكَ مَكَانَ مَا رُعْتُكَ. فَقُلْتُ: أَتَعْرِفُنِي؟
فَقَالَ: لَا فمن أنت؟ قال: أَنَا زَيْدُ بْنُ سَعْنَةَ. قَالَ: الْحَبْرُ؟ قُلْتُ الحبر.
قال: وَقُلْتُ لَهُ مَا قُلْتُ. قَالَ: فَمَا دَعَاكَ إِلَى أَنْ فَعَلْتَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا فَعَلْتَ؟ قُلْتُ: مَا مِنْ عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ شَيْءٌ إِلَّا وَقَدْ عَرَفْتُهُ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ نَظَرْتُ إِلَيْهِ إِلَّا اثْنَتَانِ لَمْ أَخْبُرْهُمَا مِنْهُ، يَسْبِقُ حِلْمُهُ جَهْلَهُ، وَلَا يَزِيدُهُ شِدَّةُ الْجَهْلِ عَلَيْهِ إِلَّا حِلْمًا فَقَدْ خَبَرْتُهُمَا، فَأُشْهِدُكَ يَا عُمَرُ أَنِّي قَدْ رَضِيتُ باللَّه رَبًّا وبالإسلام دينا، ومحمد نبيا، وأشهدك أن شطر مالي- فأني أكثرها مَالًا- صَدَقَةٌ عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ. فَقَالَ عُمَرُ: أَوَ عَلَى بَعْضِهِمْ فَإِنَّكَ لَا تَسَعُهُمْ كُلَّهُمْ. وَرَجَعَ عُمَرُ وَزَيْدٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ زَيْدٌ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ فَآمَنَ بِهِ وَصَدَّقَهُ وَبَايَعَهُ، وَشَهِدَ مَعَهُ مَشَاهِدَ كَثِيرَةً، ثُمَّ تُوُفِّيَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ مقبلا غير مدبر- رحم الله زيدا-.
قال الْوَلِيدُ: حَدَّثَنِي بِهَذَا كُلِّهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ.
وَزَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ أَبُو عَمْرٍو
حَدَّثَنِي أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ عُثْمَانَ [1] عَنْ إِيَاسِ بْنِ أَبِي رَمْلَةَ الشَّامِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ سَأَلَ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ: أَشَهِدْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِيدَيْنِ اجْتَمَعَا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. [قَالَ] [2] : فَكَيْفَ صَنَعَ؟ قَالَ: صَلَّى الْعِيدَ، ثُمَّ رَخَّصَ فِي الْجُمُعَةِ فَقَالَ: مَنْ شَاءَ أَنْ يُصَلِّيَ فَلْيُصَلِّ [3] .
__________
[1] هو عثمان بن المغيرة الثقفي (مسند أحمد 4/ 372، وتهذيب التهذيب 1/ 388) .
[2] الزيادة يقتضيها السياق.
[3] أخرجه أحمد من هذا الوجه بألفاظ مقاربة (مسند 4/ 372) .(1/303)
أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُهَاجِرِ عَنِ الضَّحَّاكِ الْمَعَافِرِيِّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: أَلَا هَلْ مُشَمِّرٌ لِلْجَنَّةِ؟ إِنَّ الْجَنَّةَ لَا خَطَرَ لَهَا [1] ، هِيَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ نُورٌ يَتَلَأْلَأُ، وَرَيْحَانَةٌ تَهْتَزُّ، وَقَصْرٌ مَشِيدٌ، وَنَهْرٌ مُطَّرِدٌ، وَفَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ نَضِيجَةٌ، وَزَوْجَةٌ حَسَنَةٌ جَمِيلَةٌ فِي حَبْرَةٍ وَنِعْمَةٍ. فِي مُقَامٍ أَبَدًا. فِي حَبْرَةٍ وَنِعْمَةٍ وَنَضْرَةٍ. فِي دَارٍ عَالِيَةٍ بَهِيَّةٍ سَلِيمَةٍ. قَالُوا: نَحْنُ الْمُشَمِّرُونَ لَهَا يا رسول الله. [قَالَ] قُولُوا [2] إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. ثُمَّ ذَكَرَ الْجِهَادَ وَحَضَّ عَلَيْهِ [3] .
أُسَامَةُ بْنُ عُمَيْرٍ [4] الْهُذَلِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ عَنْ أَبِيهِ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَا يَقْبَلُ اللَّهُ صَلَاةً بِغَيْرِ طُهْرٍ وَلَا صَدَقَةً مِنْ غُلُولٍ [5] .
أُسَامَةُ بن شريك العامري
حدثنا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ: خَرَجْتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حَاجًّا، فَكَانَ النَّاسُ يَأْتُونَهُ، فَمِنْ قَائِلٍ يَا رسول الله
__________
[1] لا خطر لها: لا مثل لها في القدر والمزية.
[2] في الأصل «قالوا» والتصويب والزيادة من سنن ابن ماجة ص 1448- 1449.
[3] أخرجه ابن ماجة من هذا الوجه (سنن 1448- 1449) .
[4] في الأصل «عمرو» والتصويب من طبقات خليفة ص 35، والاصابة 11/ 47.
[5] أخرجه أحمد من هذا الوجه (المسند 5/ 74) .(1/304)
سَعَيْتُ قَبْلَ أَنْ أَطُوفَ، أَوْ أَخَّرْتُ شَيْئًا، أَوْ قَدَّمْتُ، قَالَ: فَكَانَ يَقُولُ:
لَا حَرَجَ لَا حَرَجَ إِلَّا عَلَى رَجُلٍ اقْتَرَضَ عَرَضَ رَجُلٍ مُسْلِمٍ وَهُوَ ظَالِمٌ، فَذَلِكَ حَرَجٌ وَهَلَكٌ [1] .
معاوية بن أبي سفيان
ابن صخر بن حرب بن أمية بن عبد شَمْسٍ، وَكُنْيَةُ مُعَاوِيَةَ أَبو عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا جُنَادَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُزَنِيُّ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ السُّبَيْعِيُّ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابن سَعْدٍ عَنِ الصَّنَابِحِيِّ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْأُغْلُوطَاتِ [2] .
وَمُعَاوِيَةُ بْنُ الْحَكَمِ السُّلَمِيُّ
مِنْ قَيْسِ عَيْلَانَ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حدثني يحي بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ قَالَ: لَمَّا قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلِمْتُ مِنْ أُمُورِ الْإِسْلَامِ فَكَانَ فِيمَا عَلِمْتُ: أَنْ قِيلَ إِذَا عَطَسْتَ فَاحْمِدِ اللَّهَ، وَإِذَا عَطَسَ الْعَاطِسُ فَحَمَدَ اللَّهَ فَقُلْ يَرْحَمُكَ اللَّهُ.
وَمُعَاوِيَةُ بْنُ حَيِّدَةَ الْقُشَيْرِيُّ
أَحَدُ بني عامر بن صعصعة من هوازن.
__________
[1] أخرجه ابن ماجة بألفاظ مقاربة من طرق أخرى الى قوله «لا حرج لا خرج» (سنن 1013- 1014) وأخرجه أبو داود من هذا الوجه (سنن 1/ 464) .
[2] أخرجه أحمد من هذا الوجه ولكنه ذكر «الغلوطات» بدل «الأغلوطات» ، وأضاف «قال الأوزاعي: الغلوطات: شداد المسائل وصعابها» . (انظر المسند 5/ 435) .(1/305)
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ بَهْزٌ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قال: كان رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ إِذَا أُتِيَ بِطَعَامٍ سَأَلَ عَنْهُ أَهَدِيَّةٌ أَمْ صَدَقَةٌ؟ فَإِنْ قَالُوا هَدِيَّةٌ بَسَطَ يَدَهُ، وَإِنْ قَالُوا صَدَقَةٌ قَالَ لِأَصْحَابِهِ:
كُلُوا.
وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ
مِنْ بَنِي أَسَدِ خُزَيْمَةَ، حَلِيفُ بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَنِي أَبُو كَثِيرٍ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ عَنْ مَوْلَاهُ [1] مُحَمَّدٍ أَنَّهُ قَالَ: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فَمَرَّ عَلَى مَعْمَرٍ وَهُوَ جَالِسٌ عِنْدَ دَارِهِ بِالسُّوقِ وَفَخْذَاهُ مَكْشُوفَتَانِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا مَعْمَرُ غَطِّ فَخْذَيْكَ فَإِنَّ الْفَخْذَيْنِ عَوْرَةٌ [2] .
مُحَمَّدُ بْنُ حَاطِبٍ الْجُمَحِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ثَنَا شَرِيكٌ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ قَالَ: دَنَوْتُ إِلَى قِدْرٍ لَنَا فَاحْتَرَقَتْ يَدِي مِنْهُ [3] ، فَذَهَبَتْ بِي أُمِّي إِلَى الْبَطْحَاءِ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ ابْنِي هَذَا قَدِ احْتَرَقَتْ يَدُهُ، فَجَعَلَ يَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ لَا أَدْرِي مَا هُوَ وَلَكِنَّهُ يَنْفُثُ، فَسَأَلْتُ عَنْهُ فِي إِمَارَةِ عُثْمَانَ فَقَالُوا: كَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم [4] .
__________
[1] في الأصل «مولى» .
[2] أخرجه أحمد من هذا الوجه بألفاظ مقاربة (المسند 5/ 290) .
[3] يوجد «فاحترقت» بعد «منه» وهي زائدة.
[4] أخرجه أحمد من هذا الوجه بألفاظ مقاربة (المسند 3/ 418) .(1/306)
ومحمد بن مسلمة
ابن [سَلَمَةَ] [1] بْنِ خَالِدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مُجْدَعَةَ بْنِ الْحَارِثِ، بَدْرِيٌّ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي بِذَلِكَ عَمْرٌو عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنْ عُرْوَةَ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَبْدُ ربه ابن نافع عن الحجاج [2] عن ابن أبي ملكية عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ عَنْ عَمِّهِ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ يُطَارِدُ امْرَأَةً بِبَصَرِهِ عَلَى إِجَّارٍ يُقَالُ لَهَا بُثَيْنَةُ بِنْتُ الضَّحَّاكِ أخت أبي جبيرة. فقالت [3] :
أَتَفْعَلُ هَذَا وَأَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا أَلْقَى [4] اللَّهُ فِي قَلْبِ رَجُلٍ خِطْبَةَ امْرَأَةٍ فَلَا بَأْسَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا [5] .
وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ [6] أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ قَالَ: سَمِعْتُ سيار أبا الحكم [7] يحدث عن شهر [8]
__________
[1] الزيادة من طبقات خليفة 80، والاستيعاب 1377، وابن الكلبي: النسب الكبير 257 ب (ل) .
[2] هو ابن أرطاة.
[3] في مسند أحمد (4/ 225) «فقلت» بدل «فقالت» .
[4] في الأصل «ألقاه» وما أثبته من مسند أحمد (3/ 493، 4/ 225) .
[5] أخرجه أحمد من هذا الوجه بألفاظ مقاربة (المسند 4/ 225) .
[6] أحسبه ابن المبارك (تهذيب التهذيب 7/ 298) .
[7] هو سيار أبو الحكم العنزي الواسطي ويقال البصري (تهذيب التهذيب 4/ 291) ووقع في مسند أحمد 6/ 6 «يسار» وهو تصحيف.
[8] في الأصل «سير» والتصويب من (مسند أحمد 6/ 6، وتهذيب التهذيب 4/ 369) .(1/307)
ابن حَوْشَبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ أَوْ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ أَثْنَى عَلَيْكُمْ فِي الطُّهُورِ خَيْرًا أَفَلَا تُخْبِرُونِي؟ قَالُوا:
يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَجِدُ عَلَيْنَا مَكْتُوبًا فِي التَّوْرَاةِ الِاسْتِنْجَاءَ بِالْمَاءِ. قَالَ مَالِكٌ:
يَعْنِي قَوْلَهُ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا [1] 9: 108 [2] .
يَعْلَى بْنُ أُمَيَّةَ التَّمِيمِيُّ
ثُمَّ أَحَدُ بَنِي حَنْظَلَةَ، حَلِيفٌ لَبَنِي عَبْدِ شَمْسٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ حدثني محمد ابن حُيَيٍّ [3] عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلَى عَنْ يَعْلَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْبَحْرُ هُوَ جَهَنَّمُ ثُمَّ تَلَا [4] نَارًا أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها 18: 29 [5] . قَالَ يَعْلَى:
وَاللَّهِ لَا أَدْخُلُهُ أَبَدًا وَاللَّهِ لَا تُصِيبُنِي مِنْهُ قَطْرَةٌ أَبَدًا [6] .
يَعْلَى بْنُ مُرَّةَ الثَّقَفِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ رَاشِدِ ابن سَعْدٍ عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ أَنَّهُ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَدُعِينَا إِلَى طَعَامٍ- فَإِذَا الْحُسَيْنُ يَلْعَبُ فِي الطَّرِيقِ، فَأَسْرَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَامَ الْقَوْمِ، ثُمَّ بَسَطَ يَدَهُ فَجَعَلَ الحسين يفرّ مرة
__________
[1] التوبة آية 110.
[2] أخرجه أحمد من هذا الوجه (المسند 6/ 6) .
[3] في الأصل «جبير» والتصويب من مسند أحمد 4/ 223، وتهذيب التهذيب 4/ 432.
[4] الّذي تلا الآية هو يعلى بن أمية وليس النبي ص كما يفهم من رواية أحمد في المسند 4/ 223.
[5] الكهف آية 30.
[6] أخرجه أحمد، من هذا الوجه، في مسندة 4/ 223.(1/308)
ها هنا ومرة ها هنا- وَهُوَ يُضَاحِكُهُ- حَتَّى أَخَذَهُ فَجَعَلَ إِحْدَى يَدَيْهِ في ذقنه والأخرى بين رأسه، ثم أعتقه فَقَبَّلَهُ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
حُسَيْنٌ مِنِّي وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ، أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّ [حُسَيْنًا] [1] . الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سِبْطَانِ من الأسباط [2] .
صفوان بن أمية
ابن خَلَفِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هُصَيْصِ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَصْبَغُ بْنُ فَرَجٍ أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ أَنَّ صَفْوَانَ قَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ أَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَعْطَانِي وَإِنَّهُ لَأَبْغَضُ النَّاسِ إِلَيَّ فَمَا بَرِحَ يُعْطِينِي حَتَّى أَنَّهُ لَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ [3] .
وَصَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ السُّلَمِيُّ
حَدَّثَنَا أبو يوسف حدثني أَبُو مُحَمَّدٍ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الله ابن جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْأَعْرَجِ [عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ] [4] عَنْ أَبِي بَكْرِ بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عَنْ صَفْوَانَ بْنِ الْمُعَطِّلِ قَالَ:
رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ صَلَّى الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ، ثُمَّ نَامَ حَتَّى إِذَا كَانَ نِصْفُ اللَّيْلِ اسْتَيْقَظَ فَتَلَا هَؤُلَاءِ الْآيَاتِ العشر الأواخر
__________
[1] الزيادة يقضيها السياق وانظر مسند أحمد 4/ 172.
[2] أخرجه أحمد من طريق أخرى من حديث يعلى بن مرة بألفاظ مقاربة (مسند 4/ 172) .
[3] أخرجه أحمد من هذا الوجه بألفاظ مقاربة (المسند 6/ 465) .
[4] الزيادة من مسند أحمد 5/ 312، وانظر تهذيب التهذيب 9/ 534.(1/309)
مِنْ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ، ثُمَّ أَخَذَ سِوَاكًا فَتَسَوَّكَ بِهِ، ثُمَّ تَوَضَّأَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَا أَدْرِي أَقِيَامُهُ أَوْ رُكُوعُهُ أَوْ سُجُودُهُ أَطْوَلُ، ثُمَّ نَامَ، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ فَتَلَا الْآيَاتِ ثُمَّ تَسَوَّكَ ثُمَّ تَوَضَّأَ، ثُمَّ قَامَ فَفَعَلَ كَمَا فَعَلَ أَوَّلَ مَرَّةٍ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يَنَامُ وَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ وَيَفْعَلُ فِي كُلِّ ركعتين مثل ما فعل في الأولتين حتى صلى احدى عشر رَكْعَةً [1] .
مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ
«حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا أَبُو عَزَّةَ الدَّبَّاغُ [2] حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبَابِ مَوْلَى مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْنَا عَلَى مَكَانٍ فِيهِ الثَّوْمُ، فَأَصَابَ نَاسٌ مِنْهُ، ثُمَّ جَاءُوا إِلَى الْمُصَلَّى فَوَجَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رِيحَهَا فَقَالَ: مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَلَا يَقْرَبْ مُصَلَّانَا» [3] .
وَمَعْقِلُ بْنُ سِنَانٍ الْأَشْجَعِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ [4] حَدَّثَنِي مُوسَى الزَّمْعِيُّ [5] عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ [6] أَنَّ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ أَخْبَرَهُ قَالَ: جَاءَنِي مَعْقِلُ بْنُ سِنَانٍ، فَقَامَ مِنْ عِنْدِي الْآنَ فَأَخْبَرَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: غِفَارٌ وَأَسْلَمُ وَجُهَيْنَةُ ومزينة موالي الله ورسوله.
__________
[1] أخرجه أحمد من هذا الوجه (المسند 5/ 312) .
[2] هو الحكم بن عطية (انظر تهذيب التهذيب 2/ 435- 436، ومسند أحمد 5/ 26) .
[3] الخطيب: موضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 216.
[4] موسى بن إسماعيل بن مسلم بن أبي فديك المدني (تهذيب التهذيب 9/ 61) .
[5] موسى بن يعقوب الزمعي (تهذيب التهذيب 10/ 378) .
[6] عبد الرحمن بن معاوية الزرقيّ.(1/310)
قُرَّةُ بْنُ الْأَغَرِّ الْمُزَنِيُّ [1]
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ بِشْرٍ الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ أَبِي سَوَّارٍ حَدَّثَنِي إِيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ الْمُزَنِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قُرَّةَ الْمُزَنِيِّ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم فذكر عِنْدَهُ الْحَيَاءُ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ الْحَيَاءُ مِنَ الدِّينِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ الْحَيَاءَ وَالْعَفَافَ وَالْعِيَّ عِيَّ اللِّسَانِ لَا عِيَّ الْقَلْبِ، وَالْعَقْلَ مِنَ الْإِيمَانِ، وَأَنَّهُنَّ يَزِدْنَ فِي الْآخِرَةِ وَيُنْقِصْنَ مِنَ الدُّنْيَا، وَمَا يَزِدْنَ فِي الْآخِرَةِ أَكْثَرُ مِمَّا يُنْقِصْنَ مِنَ الدُّنْيَا، وَإِنَّ الشُّحَّ وَالْفُحْشَ وَالْبَذَاءَ مِنَ النِّفَاقِ، وَأَنَّهُنَّ يُنْقِصْنَ مِنَ الْآخِرَةِ، وَيَزِدْنَ فِي الدُّنْيَا، وَمَا يُنْقِصْنَ مِنَ الْآخِرَةِ أَكْثَرَ مِمَّا يَزِدْنَ فِي الدُّنْيَا. قَالَ إِيَاسٌ: فَحَدَّثْتُ بِهِ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَأَمَرَنِي فَأَمْلَيْتُهَا عَلَيْهِ، ثُمَّ كَتَبَهُ بِخَطِّهِ، ثُمَّ صَلَّى بِنَا الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ فَإِنَّهَا لَفِي كَفِّهِ مَا يَضَعُهَا [2] .
وَقُرَّةُ بْنُ دَعْمُوصٍ النُّمَيْرِيُّ
أَحَدُ بَنِي عَامِرِ بْنِ صعصعة من هوازن.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَجُلًا فِي مَكَانِ أَيُّوبَ عَلَيْهِ جُبَّةُ صُوفٍ فَلَمَّا رَأَى الْقَوْمَ يَتَحَدَّثُونَ [قَالَ] [3] حَدَّثَنِي مَوْلَايَ [4] قُرَّةُ بْنُ دَعْمُوصٍ قَالَ: أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ عِنْدَهُ، فَأَرَدْتُ أن أدنو اليه فلم أستطع،
__________
[1] هو قرة بن اياس بن هلال المزني، يقال له قرة بن الأغر (الاصابة 3/ 223) .
[2] أخرجه الدارميّ من طريق آخر بألفاظ مقاربة (سنن الدارميّ 1/ 125- 126) .
[3] الزيادة يقتضيها السياق.
[4] في الأصل «مولى» والتصويب من مسند أحمد 5/ 72، والاصابة 3/ 224.(1/311)
فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَغْفِرْ لِلْغُلَامِ النُّمَيْرِيِّ؟ فَقَالَ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ. قَالَ:
وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الضَّحَّاكَ [1] سَاعِيًا. قَالَ: فَجَاءَ بِإِبِلٍ جُلَّةٍ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أتيت هِلَالَ بْنَ عَامِرٍ وَنُمَيْرَ بْنَ عَامِرٍ وَعَامِرَ بْنَ رَبِيعَةَ فَأَخَذْتَ جُلَّةَ أَمْوَالِهِمْ؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي سَمِعْتُكَ تَذْكُرُ الْغَزْوَ فَأَتَيْتُكَ بِإِبِلٍ تَرْكَبُ عَلَيْهَا وَتَحْمِلُ عَلَيْهَا أَصْحَابَكَ. قَالَ وَاللَّهِ الَّذِي تَرَكْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الَّذِي جِئْتَ بِهِ، اذْهَبْ فَرُدَّهَا [2] عَلَيْهِمْ، وَخُذْ صَدَقَاتِهِمْ مِنْ حَوَاشِي أَمْوَالِهِمْ [3] .
خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ
يُكَنَّى أَبَا سُلَيْمَانَ، سَيْفُ اللَّهِ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا جُنَادَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُزَنِيُّ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ [4] عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ صالح بن يحي بْنِ الْمِقْدَامِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ أَكْلِ لُحُومِ الْخَيْلِ وَالْبِغَالِ وَالْحُمُرِ الْإِنْسِيَّةِ [5] وَكُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ [6] .
وَخَالِدُ بْنُ زَيْدٍ
أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ بْنُ كُلَيْبِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، وهو أحد بني النجار بن مالك ابن عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ، ثُمَّ مِنْ بَنِي غُنْمِ بن مالك، ثم من بني ثعلبة
__________
[1] هو الضحاك بن قيس (مسند أحمد 5/ 72) .
[2] في حاشية الأصل مكتوب «كان في حاشية الأصل من غير تخريج وعليه صح لا أدري زجها أو ردها» وقد أثبت الناسخ «زجها» وما أثبته من مسند أحمد 5/ 72، والاصابة 3/ 224.
[3] أخرجه أحمد من هذا الوجه (المسند 5/ 72) .
[4] هو بقية بن الوليد.
[5] في الأصل «الأنس» وانظر مسند أحمد 4/ 90.
[6] أخرجه أحمد من هذا الوجه (انظر المسند 4/ 89- 90) .(1/312)
بن عبد عوف بن غم.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي أَبُو عُتْبَةَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُسْلِمٍ السَّكُونِيُّ الْحِمْصِيُّ حَدَّثَنِي معاوية بن يحي عَنْ نَصْرِ بْنِ عَلْقَمَةَ عَنْ أَخِيهِ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ لَقِيَ مِنَ اللَّهِ وَصَبَرَ حَتَّى يُقْتَلَ أَوْ يُغْلَبَ لَمْ يُفْتَنْ فِي قَبْرِهِ.
خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى
بْنِ سَلَامَةَ أَحَدُ بَنِي حَبْتَرٍ الْكَعْبِيُّ.
قَالَ أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الوليد حدثني عمي أبو مصرف عن سعيد بن الوليد بن عبد الله بن مسعود بن خالد بن عبد العزى حدثني أبي عن أبيه عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى [1] بْنِ سَلَامَة أَنَّهُ أَجْزَرَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاةً، وَكَانَ عِيَالُ خَالِدٍ كَثِيرًا، يَذْبَحُ الشَّاةَ ولا ينال [2] عياله عطفا عَطْفًا، وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكَلَ مِنْهَا ثُمَّ قَالَ: أَرِنِي دَلْوَكَ يَا أَبَا خِنَاسٍ فَصَنَعَ فِيهَا فَضْلَةَ الشَّاةِ، ثُمَّ قال: اللَّهمّ بارك لأبي
__________
[1] وقع في الأصل تقديم وتأخير وتصحيف بعض الأسماء في الاسناد وقد أثبت الاسناد الّذي أورده ابن حجر نقلا عن «يعقوب بن سفيان في نسخته» (انظر الاصابة 1/ 408) أما الاسناد في الأصل فورد هكذا «قال حدثني عمر أبو نصر بن سعيد بن الوليد بن عبد الله بن مسعود بن خالد بن عبد العزى بن سلامه. قَالَ أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عُثْمَانَ ابن الوليد حدثني عبد الله بن مسعود بن خَالِدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ سَلَامَة أَنَّهُ أجزر للنّبيّ.. إلخ» ولكن ابن حجر ذكر ما يدل على وقوع اضطراب في الاسناد المذكور في الاصابة أيضا حيث قال بعد سرد الحديث «قال سليمان: قلت لأبي مصر أدركت خالدا؟ قال: نعم، والمحدث لي مسعود» في حين نجد في الاسناد الّذي أورد ابن حجر أن أبا مصرف لا يحدث عن مسعود مباشرة.
[2] في الأصل «يند» .(1/313)
خِنَاسٍ. فَانْفَلَتَ بِهِ، فَبَدَرَهُ لَهُمْ، وَقَالَ: تَوَاسَوْا فِيهِ. فَأَكَلَ مِنْهُ عِيَالُهُ وَأَفْضَلُوا [1] .
مُعَاذُ بْنُ جبل
ابن عَمْرِو بْنِ [أَوْسِ بْنِ] [2] عَائِذِ بْنِ عَدِيِّ بن كعب بن [عمرو ابن] [3] أدى بْنِ سَعْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَسَدِ بْنِ سَارِدَةَ [4] بْنِ تَزِيدَ بْنِ جُشْمٍ.
عَقَبِيٌّ بَدْرِيٌّ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالا:
حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ شُرَحْبِيلَ بْنَ مَعْشَرٍ الْعَبْسِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُومُ مَقَامَ رِيَاءٍ وَسُمْعَةٍ فِي الدُّنْيَا إِلَّا سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ. زَادَ حَيْوَةُ: عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَزَادَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: ومن رايا بمسلم رايا اللَّهُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [5] .
وَمُعَاذُ بْنُ الْحَارِثِ
ابن رِفَاعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَوَادِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غُنْمٍ، وَعَفْرَاءُ أُمُّهُ، بَدْرِيٌّ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ [6] حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سعد بن
__________
[1] لم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة، وذكر ابن حجر تخريج يعقوب بن سفيان له كما ذكر تخريج الحسن بن سفيان له في مسندة وهو مفقود، وتخريج الطبراني له أيضا (انظر الاصابة 1/ 408) .
[2] ، (3) الزيادة من طبقات خليفة 103، وابن الكلبي: النسب الكبير 2/ 291 (نسخة الاسكوريال) .
[4] في الأصل «سادرة» والتصويب من طبقات خليفة 103، والاصابة 3/ 406.
[5] أخرجه أحمد من حديث أبي هند الداريّ بألفاظ مقاربة (المسند 5/ 270) . وأخرج مسلم أحاديث بمعناه من غير حديث معاذ (الصحيح 8/ 223) .
[6] أحسبه عبد الله بن رجاء الغدّاني البصري (ت- 220 هـ) انظر (تهذيب التهذيب 5/ 209) .(1/314)
إِبْرَاهِيمَ قَالَ سَمِعْتُ نَصْرَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُحَدِّثُ عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَفْرَاءَ: أَنَّهُ كَانَ يَطُوفُ بِالَبَيْتِ فَطَافَ بَعْدَ الْعَصْرِ وَلَمْ يُصَلِّ. فَقَالَ لِمُعَاذٍ [1] رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُصَلِّيَ؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ينهى الصَّلَاةِ بَعْدَ صَلَاتَيْنِ: بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَبَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ [2] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ نَحْوَهُ.
أبىّ بن كعب
ابن قَيْسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَهُمْ بَنُو حُدَيْلَةَ، يَكَنَّى أَبَا الْمُنْذِرِ، بَدْرِيٌّ.
«حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ العلاء حدثني عمرو ابن الْحَارِثِ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ عَنِ الزُّبَيْدِيِّ أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ أَخْبَرَنِي إِسْحَاقُ مَوْلَى الْمُغِيرَةِ بن نوفل [أن المغيرة بن نوفل] أخبره عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ الْأَنْصَارِيِّ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُحْسَرَ الْفُرَاتُ عَنْ تَلٍّ من ذهب، فيقتل [3] عليه الناس، فيقتل تسعة أعشارهم» [4] .
__________
[1] في الأصل «له معاذ» .
[2] أخرجه أحمد من هذا الوجه (المسند 4/ 219- 220) .
[3] في الأصل «فيقتل» والتصويب من صحيح مسلم 8/ 175.
[4] الخطيب: موضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 56 والزيادة منه.
وأخرجه البخاري من حديث أبي هريرة بألفاظ مقاربة الى قوله «من ذهب» (الصحيح 9/ 73) .
وأخرجه مسلم من حديث أبيّ بن كعب بأطول لكنه ذكر «فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون» وذكر «جبل» بدل «تل» . (صحيح مسلم 8/ 175) .(1/315)
وَأُبَيُّ بْنُ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ
وَيُقَالُ عِمَارَةُ- بِكَسْرِ الْعَيْنِ-.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عفير حدثنا يحي بْنُ أَيُّوبَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَزِينٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ قَطَنٍ [1] عَنْ عُبَادَةَ [2] عَنْ أُبَيِّ بْنِ عُمَارَةَ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم صلى فِي بَيْتِهِ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ يَوْمًا؟ قَالَ: وَيَوْمَيْنِ. فَقُلْتُ: وَيَوْمَيْنِ؟ قَالَ: وَثَلَاثَةٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ:
نَعَمْ، مَا بَدَا لَكَ [3] .
عبادة بن الصامت
ابن قيس بن أصرم مِنْ بَنِي غُنْمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَهُمُ الْقَوَاقِلَةُ [4] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا بِذَلِكَ الْحَسَنُ بْنُ رَبِيعٍ عَنِ ابْنِ إِدْرِيسَ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ.
[حَدَّثَنَا] أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ دَاوُدَ الْأَنْصَارِيِّ عن آل عبادة بن الصامت عن عَمِّهِ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ أبيه عن جده: أن رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قُرَيْشٌ وَالْأَنْصَارُ وَأَسْلَمُ وَغِفَارٌ وَجُهَيْنَةُ وَمُزَيْنَةُ وَأَشْجَعُ مَوَالِي مِنْ دُونِ الناس، ليس
__________
[1] في الأصل «مطر» وهو تصحيف.
[2] هو عبادة بن نسي.
[3] أخرجه أبو داود من هذا الوجه وقال «وقد اختلف في اسناده وليس هو بالقوي» (سنن 1/ 35 باب التوقيت في المسح) . وأخرجه ابن ماجة من هذا الوجه أيضا، وذكر النووي «أنه حديث ضعيف باتفاق أهل الحديث» (سنن ابن ماجة 1/ 185) .
[4] قال ابن الكلبي «قوقل هو غنم بن عوف بن عمرو بن الخزرج (ابن الكلبي: النسب الكبير ص 284 (نسخة الاسكوريال) .(1/316)
لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَوْلًى [1] .
وَعُبَادَةُ الزُّرَقِيُّ
قَالَ أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو ضَمْرَةَ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ عَنْ يَعْلَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُبَادَةَ الزُّرَقِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ كَانَ يَصِيدُ الْعَصَافِيرَ فِي بِئْرِ إِهَابٍ- وَكَانَتْ لَهُمْ- فَرَآنِي عُبَادَةُ وَقَدْ أَخَذْتُ عُصْفُورًا، فَانْتَزَعَهُ مِنِّي فَأَرْسَلَهُ وَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَرَّمَ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا [2] كَمَا حَرَّمَ إِبْرَاهِيمُ مَكَّةَ. «وَكَانَ عُبَادَةُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [3] » [4] .
رِفَاعَةُ بن رافع
ابن مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ. ذَكَرَ ذَلِكَ عَمْرُو عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنْ عُرْوَةَ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ وَابْنُ بُكَيْرٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُجْمِرِ [5] ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يحي الزرقيّ عن أبيه عن رفاعة ابن رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي وَرَاءَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ. قَالَ رَجُلٌ مِنْ وَرَاءِ رَسُولِ اللَّهِ
__________
[1] أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة ولم يذكر «من دون الناس» (الصحيح 4/ 218) .
[2] اللابة: الحرة.
[3] انظر عن تخريجه ابن حجر: الاصابة 2/ 261- 262، أما الامام أحمد فقد أخرجه من حديث عبادة بن الصامت من هذا الوجه (المسند 5/ 317) مما أوقع البعض في الوهم فقالوا بأن عبادة الزرقيّ هو عبادة ابن الصامت وليس كذلك بل هما اثنان (انظر الاصابة 2/ 262) .
[4] ابن حجر: تهذيب التهذيب 5/ 115.
[5] في الأصل «المجمري» والصواب ما أثبته (انظر مسند أحمد 4/ 340) ، وتبصير المنتبه 3 ص 1270) .(1/317)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَلَكَ الْحَمْدُ: قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم قال:
من الْمُتَكَلِّمُ آنِفًا، فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَقَدْ رَأَيْتُ بِضْعَةً وَثَلَاثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّلًا [1] .
رِفَاعَةُ بْنُ عَرَابَةَ الْجُهَنِيُّ
وَجُهَيْنَةُ مِنْ قُضَاعَةَ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ حَدَّثَنَا يحي بْنُ أَبِي كَثِيرٍ حَدَّثَنِي هِلَالُ بْنُ أَبِي مَيْمُونَةَ الْمَدَنِيُّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ عَرَابَةَ الْجُهَنِيِّ قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بالكديد- أو قال بِقَدِيدٍ- حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ عِنْدَ اللَّهِ أَنَّهُ لَا يَمُوتُ رَجُلٌ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ صَادِقًا مِنْ قَلْبِهِ، ثُمَّ سَدَّدَ إِلَّا سَلَكَ فِي الْجَنَّةِ، وَلَقَدْ وَعَدَنِي رَبِّي أَنْ يُدْخِلَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا الْجَنَّةَ لا حساب عليه وَلَا عَذَابَ، وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا يَدْخُلُوهَا حَتَّى تَتَبَوَّءُوا أَنْتُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَذُرِّيَّاتِكُمْ مَسَاكِنَ فِي الْجَنَّةِ [2] .
كَعْبُ بْنُ مَالِكِ
ابن أَبِي [كَعْبِ بْنِ] [3] الْقَيْنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَوَادِ بْنِ غُنْمِ بْنِ ثَعْلَبَةَ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ:
أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِيهِ وعمه عبيد الله بن كعب
__________
[1] أخرجه أحمد من هذا الوجه، ولكن سقطت فيه لفظة التحمل بين «ابن مهدي» و «مالك» ولعلها «أخبرنا» أو عن (انظر المسند 4/ 340) .
[2] أخرجه أحمد من هذا الوجه (المسند 4/ 16) .
[3] الزيادة من ابن الكلبي: النسب الكبير ص 295 (نسخة الاسكوريال) ، وطبقات خليفة ص 103.(1/318)
عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يَقْدَمُ مِنْ سَفَرٍ إِلَّا نَهَارًا، فَإِذَا قَدِمَ بَدَأَ بِالْمَسْجِدِ فَصَلَّى فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ جَلَسَ [1] .
وَكَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ الْأَنْصَارِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هلال حدثني سَعِيدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَجْرَةَ عن أبيه عن كعب بن عجرة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: احْضُرُوا الْمِنْبَرَ. فَحَضَرْنَا فَلَمَّا ارْتَقَى دَرَجَةً قَالَ: آمِينَ، ثُمَّ لَمَّا ارْتَقَى الدَّرَجَةَ الثَّانِيَةَ قَالَ: آمِينَ. ثُمَّ لَمَّا ارْتَقَى الدَّرَجَةَ الثَّالِثَةَ قَالَ آمِينَ. فَلَمَّا فَرَغَ نَزَلَ عَنِ الْمِنْبَرِ. قَالَ فَقُلْنَا لَهُ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ سَمِعْنَا مِنْكَ الْيَوْمَ شَيْئًا مَا كُنَّا نَسْمَعُهُ؟ قَالَ: إِنَّ جِبْرِيلَ عَرَضَ لِي فَقَالَ: بَعُدَ مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ. فَقُلْتُ: آمِينَ، فَلَمَّا رَقَيْتُ الثَّانِيَةَ قَالَ: بُعْدًا [لِمَنْ] ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ. فَقُلْتُ: آمِينَ. فَلَمَّا رَقَيْتُ الثَّالِثَةَ قَالَ: بَعُدَ مَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ الْكِبَرُ عِنْدَهُ أَوْ أَحَدَهُمَا فَلَمْ يُدْخِلَاهُ الْجَنَّةَ.
وَكَعْبُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبَّادٍ
يُكَنَّى أَبَا الْيُسْرِ [2] ، عَقَبِيٌّ بَدْرِيٌّ.
حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ صَيْفِيٍّ مَوْلَى أَفْلَحَ مَوْلَى أَبِي أَيُّوبَ عَنْ أَبِي الْيُسْرِ: أَنّ رَسُولَ الله صلّى الله عليه وسلم كان يَدْعُو بِهَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ مِنَ التِّسْعِ يَقُولُ: اللَّهمّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَرَمِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ التَّرَدِّي، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْغَمِّ وَالْغَرَقِ وَالْحَرْقِ وَالْهَرَمِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَّيْطَانُ عِنْدَ الْمَوْتِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ أَمُوتَ في
__________
[1] أخرجه من هذا الوجه أحمد (المسند 3/ 455) .
[2] في الأصل «البشر» والتصويب من: ابن الكلبي: النسب الكبير ص 295 (نسخة الاسكوريال) وطبقات خليفة ص 102 والاصابة 3/ 284.(1/319)
سَبِيلِكَ مُدْبِرًا، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَمُوتَ لَدِيغًا [1] .
قتادة بن النعمان
ابن زَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ سَوَادِ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ الظُّفَرِيُّ، وَظُفَرُ هُوَ كَعْبُ بْنُ الْخَزْرَجِ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا عَمْرٌو عَنِ ابن لهيعة عن [أبي] [2] الأسود عن عروة بِذَلِكَ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَهْضَمٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَخْبَرَنِي أَخِي قَتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ قَالَ: قَامَ رَجُلٌ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي السَّحَرِ، فجعل يقرأ بقل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ السُّورَةَ كُلَّهَا يُرَدِّدُهَا لَا يَزِيدُ عَلَيْهَا، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا قَالَ رَجُلٌ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ رَجُلًا قَامَ اللَّيْلَةَ يَقْرَأُ فِي السَّحَرِ فَجَعَلَ يَقْرَأُ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ 112: 1 السُّورَةَ كُلَّهَا يُرَدِّدُهَا لَا يَزِيدُ عَلَيْهَا كَأَنَّ الرَّجُلَ يَتَقَلَّلُهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ [3] .
سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ
حَدَّثَنَا أبو يُوسُفُ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ زِيَادِ بْنِ كُلَيْبٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ قَرْثَعٍ عَنْ سَلْمَانَ
__________
[1] أخرجه أحمد في مسندة من هذا الوجه ولكنه قال «الكلمات السبع» بدل «الكلمات من التسع» ويلاحظ تكرر التعوذ من الهرم في الحديث عند الفسوي وأحمد معا، (انظر المسند 3/ 427) .
[2] ساقطة من الأصل. وهو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل (انظر تهذيب التهذيب 9/ 307، 5/ 374) .
[3] أخرجه مالك في الموطأ من هذا الوجه من حديث أبي سعيد الخدريّ ولم يذكر قتادة (1/ 211) . وهو عند الفسوي أطول. وأخرجه ابن ماجة من طرق أخرى (سنن ابن ماجة 1244- 1245) .(1/320)
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَتَدْرُونَ مَا يَوْمُ الْجُمُعَةِ؟ قَالَ:
قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. ثُمَّ قَالَ: أَتَدْرُونَ مَا يَوْمُ الْجُمُعَةِ؟ قَالَ: فَقُلْتُ فِي الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ: هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي جُمِعَ فِيهِ أَبُوكَ أَوْ أَبُوكُمْ. قَالَ: إِنِّي أُخْبِرُكَ عَنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَطَهَّرُ، ثُمَّ يَمْشِي إِلَى الْمَسْجِدِ، ثُمَّ يَنْصِتُ حَتَّى يَقْضِيَ الْإِمَامُ صَلَاتَهُ إِلَّا كَانَتْ لَهُ كَفَّارَةً مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الَّتِي قَبْلَهَا مَا اجْتُنِبَتِ الْمَقْتَلَةُ [1] .
سَلْمَانُ بْنُ عَامِرٍ الضَّبِّيُّ
«حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَجَّاجِ الدَّارِمِيُّ أَبُو جَعْفَرٍ عَنْ أَبِي عَاصِمٍ الضَّحَّاكِ بْنِ مَخْلَدٍ أَخْبَرَنَا أَبُو نَعَامَةَ عَمْرُو بْنُ عِيسَى الْعَدَوِيُّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ بَشِيرٍ عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ: أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نِسَاءٍ مِنْ بَنِي ضَبَّةَ فَقَالَ: إِنَّ أَبِي كَانَ يُقْرِي الضَّيْفَ وَيَصِلُ الرحم ويفي بالذمة ويفعل ويفعل فهل ينفعه ذلك؟ قال: مات أبو كَافِرًا؟ قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: لَا يَنْفَعُهُ فَلَمَّا وَلَّى قَالَ: عَلَيَّ بِالشَّيْخِ. قَالَ: إِنَّ ذَلِكَ فِي وَلَدِهِ فَلَنْ يُذَلُّوا أَبَدًا وَلَنْ يَفْتَقِرُوا أَبَدًا وَلَنْ يُخْزَوْا أَبَدًا» [2] .
ثَابِتُ بْنُ صَامِتٍ الْأَنْصَارِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أبي أويس حدثني إبراهيم بن
__________
[1] أخرجه أحمد من هذا الوجه بألفاظ مقاربة (المسند 5/ 439) .
[2] الخطيب: موضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 433- 434 ولم يذكر «في نساء من بني ضبة» وأورده من طريق آخر غير طريق ابن درستويه وهو (أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم البزاز- بالبصرة- حدثنا الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي حدثنا يعقوب بن سفيان) وهذا يعني اما أن الخطيب اطلع على نسخة من كتاب المعرفة والتأريخ من رواية الحسن بن محمد عن يعقوب بن سفيان أو أن يعقوب الفسوي أورد نفس الحديث في أحد كتبه الأخرى التي رواها عنه الحسن بن محمد.(1/321)
إِسْمَاعِيلَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ صَامِتٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جده: أن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ قَامَ يُصَلِّي فِي مَسْجِدِ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَعَلَيْهِ كِسَاءٌ مُلْتَفٌّ بِهِ يَضَعُ يَدَيْهِ عَلَيْهِ يَقِيهِ بَرْدَ الْحَصَى [1] .
ثَابِتُ بْنُ الضَّحَّاكِ الْأَنْصَارِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إبراهيم حدثنا أبان [2] حدثنا يحي ابن أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ [3] عَنْ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ الْأَنْصَارِيِّ: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ حَلَفَ عَلَى مِلَّةٍ غَيْرِ الْإِسْلَامِ كَاذِبًا فَهُوَ كَمَا قَالَ، وَلَيْسَ عَلَى رَجُلٍ نَذْرٌ فِيمَا لَا يَمْلِكُ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ فِي الدُّنْيَا عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [4] .
ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ الْأَنْصَارِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ وَيُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالا: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي دَاوُدُ بن عبد الرحمن المكيّ عن عمرو ابن يحي الْمَازِنِيِّ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ:
اكْشِفِ الْبَأْسَ رَبَّ النَّاسِ [5] عَنْ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شماس، ثم أخذ ترابا
__________
[1] أخرجه ابن ماجة من هذا الوجه (سنن 329) لكنه ذكر «عبد الله بن عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت» بدل «عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَابِتِ بن الصامت» وانظر تنبيه ابن حجر وتعقيبه على الاسناد في الاصابة 1/ 194.
[2] هو أبان بن يزيد العطار البصري (تهذيب التهذيب 1/ 101) .
[3] هو عبد الله بن زيد الجرمي (تهذيب التهذيب 5/ 224) .
[4] أخرجه أحمد من هذا الوجه (المسند 4/ 33) .
[5] في سنن ابن ماجة (1150) أنه صلى الله عليه وسلم دعا بذلك لابن لعمار، ولم أجده من هذا الوجه.(1/322)
مِنْ بَطْحَانَ، فَجَعَلَهُ فِي قَدَحٍ فِيهِ مَاءٌ فَصَبَّهُ عَلَيْهِ.
ثَابِتُ بْنُ وَدِيعَةَ الْأَنْصَارِيُّ [1]
حَدَّثَنَا أبو يوسف حدثنا أبو الوليد هشام بن عَبْدِ الْمَلِكِ وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عن البراء عن ثابت ابن وَدِيعَةَ: أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنِ الضَّبِّ؟ فَقَالَ أُمَّةٌ مُسِخَتْ، وَاللَّهُ أعلم. قال مُسْلِمٌ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِضَبٍّ فَقَالَ: أُمَّةٌ مُسِخَتْ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ [2] .
عمرو بن العاص
ابن وَائِلِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هُصَيْصِ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي أَبُو نُعَيْمِ بْنُ دُكَيْنٍ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي قَيْسٍ مَوْلَى عمرو بن العاص أنه سمع عمرو ابن الْعَاصِ قَالَ قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ فَصْلَ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ أَكْلَةُ السَّحَرِ.
عَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ الْمَخْزُومِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ [3] حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ [4] عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ سَرِيعٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ سَمِعْتُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الفجر: وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ 81: 17.
__________
[1] هو ثابت بن يزيد الأنصاري، وديعة أمه وبها يعرف على ما يذكر الترمذي (الاصابة 1/ 198) .
[2] أخرجه الامام أحمد من هذا الوجه ومن أوجه أخرى (المسند 4/ 320) لكنه يذكر «وداعة» بدل «وديعة» .
[3] هو الفضل بن دكين.
[4] هو مسعر بن كدام.(1/323)
عمرو بن قيس
ابن زَائِدَةَ بْنِ أُمُّ مَكْتُومٍ الْفِهْرِيُّ [1] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا بِذَلِكَ إِبْرَاهِيمُ [2] عَنِ ابْنِ فُلَيْحٍ [3] عَنْ مُوسَى [4] .
عَمْرُو بْنُ عَوْفٍ
حَلِيفُ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ الْبَدْرِيُّ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ حَدَّثَنِي شُعَيْبُ عَنِ الزُّهْرِيِّ حدثني عروة بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَمْرَو بْنَ عَوْفٍ الْأَنْصَارِيَّ- وَهُوَ حَلِيفُ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَقَدْ كَانَ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ إِلَى الْبَحْرَيْنِ يَأْتِي بِجِزْيَتِهَا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ صَالَحَ أَهْلَ الْبَحْرَيْنِ وَأَمَّرَ عَلَيْهِمُ الْعَلَاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ، فَقَدِمَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِمَالٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ فَسَمِعَتِ الْأَنْصَارُ بِقُدُومِ أَبِي عُبَيْدَةَ، فَوَافَتْ صَلَاةَ الْفَجْرِ مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْفَجْرَ، انْصَرَفَ، فَتَعَرَّضُوا لَهُ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ رَآهُمْ، ثُمَّ قَالَ: أَظُنُّكُمْ سَمِعْتُمْ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ قَدْ جَاءَ وَجَاءَ بِشَيْءٍ. قَالُوا:
أَجَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: فأبشروا وأمّلوا ما يسركم فو الله مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنْ أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ مِنْ قَبْلِكُمْ فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا فتهلككم كما
__________
[1] في الاصابة 3/ 11 «عمرو بن قيس بن زائدة قيل هو ابن أم مكتوم الأعمى» .
[2] هو إبراهيم بن المنذر.
[3] محمد بن فليح.
[4] موسى بن عقبة صاحب المغازي.(1/324)
أَهْلَكَتْهُمْ [1] .
وَعْمُرو بْنُ عَوْفٍ الْمُزَنِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ يَزِيدَ [2] بْنِ مِلْحَةَ [3] الْمُزَنِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أحيى سُنَّةً مِنْ سُنَّتِي قَدْ أُمِيتَتْ بَعْدِي، فَإِنَّ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلَ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا فِي النَّاسِ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِ النَّاسِ شَيْئًا، وَمَنِ ابْتَدَعَ بِدْعَةً لَا يَرْضَاهَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ فَإِنَّ عَلَيْهِ مِثْلَ إِثْمِ مَنْ يَعْمَلُ [4] بِهَا مِنَ النَّاسِ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِ النَّاسِ شَيْئًا [5] .
وَعَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي أَبُو سعيد يحي بْنُ سُلَيْمَانَ الْجُعْفِيُّ حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يحي بن أيوب عن يحي بن سعيد عن جعفر بن عمرو ابن أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ الصَّعْبَ بْنَ جثامة أهدى للنّبيّ صلى الله عليه وسلم عجز حمار وهم بالجحفة فأكل منه وأكل القوم [6] .
__________
[1] أخرجه البخاري من هذا الوجه بألفاظ مقاربة (الصحيح 5/ 108) ، وأخرجه أحمد من هذا الوجه أيضا (المسند 4/ 173) .
[2] في طبقات خليفة ص 39 والاصابة 3/ 9 «زيد» بدل «يزيد» .
[3] في ابن حزم: جمهرة ص 202 «مليحة» .
[4] في الأصل «تحمل» والتصويب من الحاشية.
[5] أخرجه الترمذي من هذا الوجه (سنن 7/ 321) ، وأخرجه ابن ماجة من هذا الوجه أيضا (سنن 1/ 76) .
[6] لم أجده، ولكن أخرجت كتب الحديث أن الصعب بن جثامة أهدى للنّبيّ صلى الله عليه وسلم عجز حمار وهو محرم فرده وذلك بالأبواء أو بودان (انظر صحيح مسلم 4/ 13- 14، مسند أحمد 1/ 280، 290، 338، 341، 345) .(1/325)
عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ الرُّؤَاسِيُّ
ثُمَّ أَحَدُ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ شَيْخٍ يُقَالُ لَهُ طارق عن عمرو بن مالك الرواسي قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ارْضَ عَنِّي. قَالَ: فَأَعْرَضَ عَنِّي ثَلَاثًا، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَاللَّهِ إِنَّ الرَّبَّ لَيُرْتَضَى [1] فَيَرْضَى فَارْضَ عَنِّي قَالَ: فَرَضِيَ عَنِّي.
عَمْرُو بْنُ أَرَاكَةَ الثَّقَفِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ عَنِ الْوَلِيدِ ابن أَبِي الْوَلِيدِ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الْحَسَنِ: أَنَّ عَمْرَو بْنَ أَرَاكَةَ الثَّقَفِيَّ صَاحِبَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ جَالِسًا مَعَ زِيَادِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ عَلَى سَرِيرِهِ فَأُتِيَ بِشَاهِدٍ فَتَتَعْتَعَ فِي شَهَادَتِهِ، فَقَالَ لَهُ زِيَادٌ: وَاللَّهِ لَأَقْطَعَنَّ لِسَانَكَ.
فَقَالَ لَهُ عَمْرُو بْنُ أَرَاكَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَى عَنِ الْمُثْلَةِ وَيَأْمُرُ بِالصَّدَقَةِ [2] .
عَمْرُو بْنُ غَيْلَانَ الثَّقَفِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ أبي عبيد الله [3] عن عَمْرِو بْنِ غَيْلَانَ الثَّقَفِيِّ [4] قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهمّ مَنْ آمن بي وصدقني وعلم أن
__________
[1] في الاصابة 3/ 14 «ليرتضى» .
[2] قال ابن السكن عن هذا الحديث «لا يثبت» الاصابة 2/ 516.
[3] مسلم بن مشكم الخزاعي (تهذيب التهذيب 8/ 89) لكنه كناه «أبا عبد الله، في موضع آخر (تهذيب التهذيب 10/ 139) وفي ابن ماجة (سنن 1385) «أبو عبيد الله» .
[4] مختلف في صحبته (تهذيب التهذيب 8/ 88) .(1/326)
مَا جِئْتُ بِهِ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ وَأَطِلْ عُمْرَهُ [1] .
وَعَمْرُو بْنُ سُفْيَانَ الثَّقَفِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مسلم حدثني محمد- يعني ابن عَبْدِ اللَّهِ الشُّعَيْثِيُّ- عَنِ الْحَارِثِ بْنِ بَدَلٍ [2] الْبَصْرِيِّ عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ شَهِدَ ذَاكَ يَوْمَ حُنَيْنٍ وَعَمْرِو بْنِ سُفْيَانَ الثَّقَفِيِّ قَالَ: انْهَزَمَ الْمُسْلِمُونَ يَوْمَ حُنَيْنٍ فَلَمْ يَبْقَ مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: فَقَبَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْضَةً مِنَ الْحَصَى فَرَمَى بِهَا وُجُوهَهُمْ قَالَ: فَانْهَزَمْنَا فَمَا خُيِّلَ إِلَيْنَا إِلَّا أَنَّ كُلَّ حَجَرٍ أَوْ شَجَرَةٍ فَارِسٌ يَطْلُبُنَا، قَالَ الثَّقَفِيُّ:
فَأَعْجَرْتُ عَنْ فَرَسِي حَتَّى دَخَلْتُ الطَّائِفَ.
وَعَمْرُو بْنُ عَبْسَةَ السُّلَمِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا يحي بْنُ حَمْزَةَ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الْعَنْسِيِّ [3] مِنْ أَهْلِ حِمْصَ أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن جبير
__________
[1] أخرجه ابن ماجة من هذا الوجه بأطول والزيادة فيه تغير المعنى ويبدو لي وقوع سقط عند الفسوي، وهذا سياقه عند ابن ماجة (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهمّ مَنْ آمَنَ بِي وَصَدَّقَنِي، وَعَلِمَ أَنَّ ما جئت به هو الحق من عندك، فأقلل ماله وولده، وحبب اليه لقاءك، وعجل له القضاء، ومن لم يؤمن بي، ولم يصدقني ولم يعلم أن ما جئت به هو الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ، فَأَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ وَأَطِلْ عمره) . وفي الزوائد: رجال الاسناد ثقات، وهو مرسل. وقال لم يخرج ابن ماجة لعمرو هذا غير هذا الحديث وليس له شيء في بقية الكتب الستة (انظر سنن ابن ماجة 2/ 1384- 1385) .
[2] قال ابن عبد البر «حديثه عن محمد بن عبد الله الشعيثي.
لا يصح حديثه لكثرة الاضطراب فيه، ولضعف الشعيثي المتفرد به» الاستيعاب 1/ 283.
[3] هو عيسى بن سليم الحمصي الرستني (تهذيب التهذيب 8/ 211) .(1/327)
الحضرميّ وراشد بن سعد المقرئي وَشَبِيبٍ الْكَلَاعِيِّ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْسَةَ قَالَ: عَرَضْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْخَيْلِ عُيَيْنَةَ بْنَ بَدْرٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُيَيْنَةَ: أَنَا أَفْرَسُ بِالْخَيْلِ مِنْكَ. فَقَالَ عُيَيْنَةُ: إِنْ تَكُنْ أَفْرَسَ بِالْخَيْلِ مِنِّي فَأَنَا أَفْرَسُ بِالرِّجَالِ مِنْكَ. قَالَ:
كَيْفَ؟ قَالَ: إِنَّ خَيْرَ الرِّجَالِ رِجَالٌ لَبِسُوا الْبُرْدَ إِذَا وَضَعُوا السُّيُوفَ عَلَى عَوَاتِقِهِمْ، وَعَرَضُوا الرِّمَاحَ عَلَى مَنَاسِجِ خُيُولِهِمْ، رِجَالُ نَجْدٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَذَبْتَ بَلْ هُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ وَالْأَيْمَانُ يَمَانٌ إِلَى لَخْمٍ وَجُذَامَ وَعَامِلَةَ، وَمَأْكُولُ حِمْيَرَ خَيْرٌ مِنْ آكِلِهَا، وَحَضْرَمَوْتُ خَيْرٌ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ وَسَمَّى الْأَقْيَالَ وَالْأَنْفَالَ. وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم:
لا قائل وَلَا كَاهِنَ وَلَا مَلِكَ إِلَّا اللَّهُ. قَالَ: فَبَعَثَ السَّمْطَ [1] إِلَى عَمْرِو بْنِ عَبْسَةَ يَقُولُ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: حَضْرَمَوْتُ خَيْرٌ مِنْ بَنِي [2] الْحَارِثِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ السَّمْطُ: آمَنْتُ باللَّه وَرَسُولِهِ. وَلَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُلُوكَ الأربعة: جمداء ومخوساء وأبضعة ومشرخاء وَأُخْتَهُمُ الْعَمْرَدَةَ. قَالَ: وَكَانَتْ تَأْتِي بِالْمُؤْمِنِينَ فَتُنَكِّلُ بِهِمْ [3] ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَلْعَنَ قُرَيْشًا مَرَّتَيْنِ فَلَعَنْتُهُمْ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ أَمَرَنِي أَنْ أُصَلِّيَ عَلَيْهِمْ مَرَّتَيْنِ، فَصَلَّيْتُ عَلَيْهِمْ مَرَّتَيْنِ، أَكْثَرُ الْقَبَائِلِ فِي الْجَنَّةِ مَذْحِجُ وَأَسْلَمُ وَغِفَارُ وَمُزَيْنَةُ، وَأَخْلَاطُهُمْ مِنْ جُهَيْنَةَ خَيْرٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ وَتَمِيمٍ وَهَوَازِنَ وَغَطَفَانَ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَا أُبَالِي أَنْ تَهْلِكَ الْحَيَّانِ كِلَاهُمَا [4] ، وَأَمَرَنِي أَنْ ألعن قبيلتين، تميم بن مر سبعا،
__________
[1] هو السمط بن الأسود الكندي والد شرحبيل (الاصابة 2/ 114) .
[2] في الأصل «خير حضر من» وما أثبته من مسند أحمد 4/ 387.
[3] في الأصل «فتنكلهم» .
[4] الى هنا أخرجه أحمد من طريق آخر من حديث عمرو بن عبسة بألفاظ مقاربة (المسند 4/ 387) .(1/328)
فَلَعَنْتُهُمْ سَبْعًا، وَبَكْرَ بْنَ وَائِلٍ خَمْسًا فَلَعَنْتُهُمْ خمسا، وبنو عصية عصت عَصَتِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، أَلَا عُصَيَّةُ وَقَيْسُ جُعْدَةَ قَبِيلَتَانِ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْهُمْ أَحَدٌ أَبَدًا، مَعَاطِسُ وَمَلَامِسُ، وَبَشَرُ الْقَبَائِلِ نَجْرَانُ وَبَنُو تَغْلِبَ.
قال يحي: وَأَخْبَرَنِي هَذَا الْحَدِيثَ ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ. وَقَالَ: مَعَادِسُ وَمَلَادِسُ، وَزَعَمَ أَنَّهُمَا قَبِيلَتَانِ تَاهَتَا ابْتَغْنَا الْبَرْقَ فِي عَامِ جَدْبٍ، فَانْقَطَعَتَا فِي أَخْبِيَةِ الْأَرْضِ لَا يُوصَلُ إِلَيْهِمَا، وَذَلِكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ.
عَمْرٌو الْعِجْلَانِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَبْدَ الرحمن ابن الْعِجْلَانِيِّ حَدَّثَ ابْنَ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أن يستقبل شيء من القبلتين في الْغَائِطِ وَالْبَوْلِ [1] .
وَعَمْرُو بْنُ شَاسٍ الْأَسْلَمِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ أَبُو جعفر حدثنا عبد الرحمن ابن مِغْرَاءٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَبَانِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ مَعْقِلِ بْنِ سِنَانٍ [2] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَيَانٍ أَوْ نَيَارٍ [3] عَنْ خَالِهِ عَمْرِو بْنِ شَاسٍ- وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْحُدَيْبِيَةِ- قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فِي خَيْلِهِ الَّتِي بَعَثَهَا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، فجفاني بَعْضَ الْجَفَا فَوَجَدْتُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ أَظْهَرْتُ لَهُ الشِّكَايَةَ فِي مَجَالِسِ الْمَسْجِدِ، فَأَقْبَلْتُ
__________
[1] ذكر ابن حجر تخريج ابن أبي عاصم والطبراني وابن السكن للحديث من هذا الوجه، كما ذكر ترجمة ابن مندة لعمرو العجليّ، وبين أنهم جميعا لم يذكروا أسم أبيه (الاصابة 3/ 8) .
[2] في مسند أحمد 3/ 483 «يسار» .
[3] لا أعلم ممن الشك وما مبعثه وانما هو عبد الله بن نيار بن مكرم الاسلمي (انظر تهذيب التهذيب 6/ 58) .(1/329)
ذَاتَ غَدَاةٍ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ، فَلَمَّا رَآنِي أَبْدَنِي عَيْنَيْهِ- يَعْنِي لَحَظَنِي- حَتَّى أَخَذْتُ حَظِّي مِنَ الْمَجْلِسِ، فَلَمَّا جَلَسْتُ قَالَ:
يَا عَمْرُو بْنَ شَاسٍ. قُلْتُ: لَبَّيْكَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ آذَيْتَنِي. قُلْتُ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ، 2: 156 أَعُوذُ باللَّه أن أوذي رسول الله قَالَ: بَلَى مَنْ آذَى عَلِيًّا فَقَدْ آذَانِي [1] .
عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنِ الْحَسَنِ [2] عَنْ عَمْرِو بْنِ تَغْلِبَ قَالَ: أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَالٌ فَأَعْطَى قَوْمًا وَمَنَعَ آخَرِينَ، فَبَلَغَهُ أَنَّهُمْ عَتَبُوا، فَقَالَ: إِنِّي أُعْطِي الرَّجُلَ وَأَدَعُ الرَّجُلَ، وَالَّذِي أَدَعُهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الَّذِي أُعْطِيهِ، أُعْطِي أَقْوَامًا لِمَا فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الْجَزَعِ وَالْهَلَعِ وَآكِلُ أَقْوَامًا إِلَى مَا جَعَلَ اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الْغِنَى وَالْخَيْرِ مِنْهُمْ عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ. فَقَالَ عَمْرٌو: مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِكَلِمَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُمْرَ النَّعَمِ [3] .
وَعَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ الْخُزَاعِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي أَبُو شُرَيْحٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ الْمَعَافِرِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ عُمَيْرَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْمَعَافِرِيَّ يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُ سَمِعَ عَمْرَو بْنَ الْحَمِقِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: تكون فتنة أسلم الناس فيها أو قَالَ خَيْرُ النَّاسِ فِيهَا الْجُنْدُ الْغَرْبِيُّ. قَالَ ابن الحمق فلذلك
__________
[1] أخرجه أحمد من هذا الوجه (المسند 3/ 483) ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة فيها، وانظر عن تخريجاته في غيرها ابن حجر: الاصابة 2/ 534) .
[2] هو الحسن البصري (الاصابة 2/ 519) .
[3] أخرجه البخاري من هذا الوجه (الصحيح 2/ 12- 13) .(1/330)
قَدِمْتُ عَلَيْكُمْ مِصْرَ [1] .
وَعَمْرُو بْنُ أَخْطَبَ
أَبُو زَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ.
«حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن الحسن بن شقيق أخبرنا الحسين ابن وَاقِدٍ عَنْ أَبِي نَهِيكٍ الْأَزْدِيِّ [2] قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَخْطَبَ يَقُولُ: نَظَرْتُ إِلَى الْخَاتَمِ [3] الَّذِي بَيْنَ كَتِفَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَسَحْتُهُ بِيَدِي قَالَ الْحُسَيْنُ [4] : وَسَمِعْتُهُ مِنْ عَلْبَاءَ بْنِ أَحْمَرَ أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ عَمْرِو بْنِ أَخْطَبَ» [5] .
وَعَمْرُو بْنُ حَزْمٍ الْأَنْصَارِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنِي قيس أبو عمارة مولى سودة بِنْتِ سَعِيدٍ مَوْلَاةُ بَنِي سَاعِدَةَ مِنَ الْأَنْصَارِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: مَنْ عَادَ مَرِيضًا فَلَا يَزَالُ فِي الرَّحْمَةِ حَتَّى إِذَا قَعَدَ عِنْدَهُ اسْتَنْقَعَ فِيهَا، ثُمَّ إِذَا قَامَ مِنْ عِنْدِهِ وَلَا يَزَالُ يَخُوضُ فِيهَا حَتَّى يَرْجِعَ مِنْ حَيْثُ خَرَجَ، وَمَنْ عَزَّى أخاه المؤمن من مصيبة
__________
[1] لم أجده.
[2] عثمان بن نهيك (تهذيب التهذيب 12/ 259) .
[3] خاتم النبوة: هو شعرات في ظهر الرسول صلى الله عليه وسلم بين كتفيه.
[4] في الأصل «الحسن» .
[5] الخطيب: موضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 275. وأخرجه أحمد بأطول (المسند 3/ 77) ومن هذا الوجه (المسند 3/ 340) .(1/331)
كَسَاهُ اللَّهُ حُلَلَ الْكَرَامَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [1] .
وَعَمْرُو بْنُ يَثْرِبِيٍّ الضَّمْرِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ [2] ثَنَا عبد الملك ابن حَسَنٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَارَةَ بْنَ حَارِثَةَ الضَّمْرِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ يَثْرِبِيٍّ الضَّمْرِيِّ قَالَ: شَهِدْتُ خُطْبَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنًى، وَكَانَ فِيمَا خَطَبَ بِهِ [أَنْ] [3] قَالَ: وَلَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ مِنْ مَالَ أَخِيهِ إِلَّا مَا طَابَتْ بِهِ نَفْسُهُ، فَلَمَّا سَمِعَهُ قَالَ ذَلِكَ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ لَقِيتُ غَنَمَ ابْنِ عَمِّي فَأَخَذْتُ مِنْهُ شَاةً فَاجْتَزَرْتُهَا فَعَلَيَّ فِي ذَلِكَ شَيْءٌ؟ قَالَ: إِنْ لَقِيتَهَا نَعْجَةً تَحْمِلُ شَفْرَةً وَزِنَادًا بِخَبْتِ الْجَمِيشِ [4] فَلَا تمسها [5] .
وعمرو بن معديكرب
«حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أويس حدثني أبي عن عمرو ابن شمر عن ابن أبي طوق عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ الْقَعْقَاعِ» [6] أَنَّهُ سَمِعَ عَمْرَو ابن معديكرب يَقُولُ: - نَحْنُ الْيَوْمَ نَقُولُ كَمَا عَلَّمَنَا رَسُولُ الله صلى الله
__________
[1] لم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة من هذا الوجه وأخرجوا بعضه أو بمعناه من طرق أخرى.
[2] عبد الملك بن عمرو بن القيسي العقدي (تهذيب التهذيب 6/ 409) .
[3] الزيادة من مسند أحمد 3/ 423، 5/ 113.
[4] خبت الجميش: صحراء بين مكة والمدينة ليس بها أنيس (مسند أحمد 5/ 113، وياقوت: معجم البلدان 2/ 343) .
[5] أخرجه أحمد من هذا الوجه في مسندة 5/ 113) .
[6] ابن حجر: الاصابة 3/ 20.(1/332)
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا ثَوْرٍ وَكَيْفَ عَلَّمَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: عَلَّمَنَا لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ.
عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ الْجُهَنِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَنْبَأَ شُعَيْبٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حَسَنٍ حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ طَلْحَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ الْجُهَنِيِّ قَالَ: جَاءَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مِنْ قُضَاعَةَ فَقَالَ لَهُ: شَهِدْتُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَإِنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ وَصَلَّيْتُ الصَّلَوَاتِ وَصُمْتُ الشَّهْرَ وَقُمْتُ رَمَضَانَ وَآتَيْتُ الزَّكَاةَ.
فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ مَاتَ عَلَى هَذَا كَانَ مِنَ الصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ [1] .
سَلَمَةُ بْنُ الْمُحَبِّقِ الْهُذَلِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ أَبِي الْمُخَارِقِ عَنْ مُعَاذِ بْنِ مُعَاوِيَةَ [2] عَنْ سِنَانِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْمُحَبِّقِ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ مَعَ رَجُلٍ بِبَدَنَتَيْنِ، فَقَالَ لِي: عَرِّضْ لَهُمَا فَانْحَرْهُمَا، ثُمَّ أَصْبِغْ نَعْلَهُمَا في دمهما وَاضْرِبْ بِهِ صَفْحَتَهُمَا حَتَّى يُعْلَمَ أَنَّهُمَا بَدَنَتَانِ [3] .
__________
[1] لم أجده في الكتب الستة ولا في مسند أحمد وموطأ مالك، ولعله نفس الحديث الّذي أشار ابن حجر الى تخريج ابن مندة له من طريق عيسى بن طلحة أيضا (الاصابة 3/ 16) .
[2] في الأصل «سعوة» وهو تصحيف والتصويب من مسند أحمد 5/ 6.
[3] أخرجه أحمد من هذا الوجه في مسندة (5/ 6- 7) لكنه يذكر «أن عرض» بدل «لي عرض» .(1/333)
وَسَلَمَةُ بْنُ قَيْسٍ الْأَشْجَعِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حدثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن منصور عن هلال بن يساق عن سلمة بن قيس قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: إذا استنشقت فأثر، وَإِذَا اسْتَجْمَرْتَ فَأَوْتِرْ [1] .
وَسَلَمَةُ بْنُ نُعَيْمٍ الْأَشْجَعِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُعَيْمٍ الْأَشْجَعِيِّ- وَكَانَ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ لَقِيَ اللَّهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ. زَادَ حَامِدٌ [2] فِي الْحَدِيثِ: وَإِنْ زَنَا وَإِنْ سَرَقَ [3] .
وَسَلَمَةُ بْنُ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشٍ
أَحَدُ بَنِي أَوْسِ بْنِ حَارِثَةَ مِنْ بَنِي زَعُورَاءَ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ، عَقَبِيٌّ بَدْرِيٌّ، حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا بِذَلِكَ عَمْرٌو عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنْ عُرْوَةَ.
وَحَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ جُبَيْرَةَ بْنِ مَحْمُودِ بْنِ أَبِي جُبَيْرَةَ الْأَنْصَارِيُّ- مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ- عَنْ أَبِيهِ جُبَيْرَةَ بْنِ مَحْمُودٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشٍ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَكَانَ آخِرَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْتًا لَا يكون أنس بن مالك
__________
[1] أخرجه الامام أحمد من هذا الوجه (المسند 4/ 313) ولكن وقع فيه «يسار» بدل «يساف» وهو تصحيف، انظر تهذيب التهذيب 11/ 86.
[2] لم يذكر «حامد» في الاسناد.
[3] أخرجه أحمد من هذا الوجه (المسند 4/ 260) .(1/334)
فَإِنَّهُ بَقِيَ بَعْدَهُ- أَنَّهُمَا دَخَلَا [1] إِلَى وَلِيمَةٍ، وَسَلَمَةُ عَلَى وُضُوءٍ، فَأَكَلَ، ثُمَّ تَوَضَّأَ، فَقُلْتُ لَهُ: أَلَمْ تَكُنْ عَلَى وُضُوءٍ [2] ؟ قَالَ: بَلَى وَلَكِنِّي وَرَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجْنَا فِي دَعْوَةٍ دُعِينَا إِلَيْهَا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى وُضُوءٍ فَأَكَلَ ثُمَّ تَوَضَّأَ، فَقُلْتُ لَهُ: أَلَمْ تَكُنْ عَلَى وُضُوءٍ؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنَّ الْأُمُورَ تُحْدِثُ وَهَذَا مِمَّا أُحْدِثَ.
وَسَلَمَةُ بْنُ صَخْرٍ الْأَنْصَارِيُّ
ثُمَّ أَحَدُ بَنِي بَيَاضَةَ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ عَنْ سلمة بن صخر البياضي قال: كنت امرأ استكثر من النساء لا أرى كان رجلا يُصِيبُ مِنْ ذَلِكَ مَا أُصِيبُ، فَلَمَّا دَخَلَ رَمَضَانُ ظَاهَرْتُ مِنِ امْرَأَتِي حَتَّى يَنْسَلِخَ رَمَضَانُ، فَبَيْنَا هِيَ تُحَدِّثُنِي ذَاتَ لَيْلَةٍ فَتَكَشَّفَ لِي مِنْهَا شَيْءٌ، فَوَثَبْتُ عَلَيْهَا فَوَاقَعْتُهَا، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ غَدَوْتُ عَلَى قَوْمِي، فَأَخْبَرْتُهُمْ خَبَرِي، فَقُلْتُ لَهُمْ: سَلُوا لِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالُوا: مَا كُنَّا لِنَفْعَلَ إِذًا يَنْزِلُ فِينَا مِنَ اللَّهِ كِتَابٌ، أَوْ يَكُونُ فِينَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلٌ: فَيَبْقَى عَارُهُ عَلَيْنَا، وَلَكِنْ سَوْفَ نُسَلِّمُكَ بَجَرِيرَتِكَ، فَاذْهَبْ أَنْتَ فَاذْكُرْ شَأْنَكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجْتُ حَتَّى جِئْتُهُ فأخبرته الخبر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أَنْتَ بِذَاكَ. قَالَ: قُلْتُ: أَنَا بِذَلِكَ وَهَذَا أنا يا رسول الله صَابِرٌ لِحُكْمِ اللَّهِ عَلَيَّ. قَالَ: فَأَعْتِقْ رَقَبَةً قَالَ: وَقُلْتُ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ أَصْبَحْتُ لَا أَمْلِكُ إِلَّا رَقَبَتِي هَذِهِ. قَالَ: فَصُمْ شَهْرَيْنِ متتابعين. قلت:
__________
[1] في الأصل «المادة» وما أثبته من أسد الغابة 2/ 337، وذكر ابن حجر تخريج الطبراني لهذا الحديث (الاصابة 2/ 63) .
[2] في الأصل تتكرر العبارة مرتين.(1/335)
يا رسول الله وهل دخل عَلَيَّ مَا دَخَلَ مِنَ الْبَلَاءِ إِلَّا الصَّوْمُ. قَالَ: فَتَصَدَّقْ أَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكينًا. قَالَ: قُلْتُ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَقَدْ بِتْنَا لَيْلَتَنَا هَذِهِ مَا لَنَا مِنْ عَشَاءٍ. قَالَ فَاذْهَبْ إِلَى صَاحِبِ صَدَقَةِ زُرَيْقٍ فَقُلْ لَهُ فَلْيَدْفَعْهَا إِلَيْكَ فَأَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا وَاسْتَنْفِعْ بِبَقِيَّتِهَا [1] .
وَسَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الحارث القرشي [2]- مؤذن مسجد مصر- حدثنا يحي بْنُ رَاشِدٍ- بَصْرِيٌّ- عَنْ يَزِيدَ مَوْلَى سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ أَنَّ سَلَمَةَ بْنَ الْأَكْوَعِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ فَمَسَحَ رَأْسَهُ مَرَّةً وَصَلَّى فَسَلَّمَ مَرَّةً.
وَسَلَمَةُ بْنُ نُفَيْلٍ السَّكُونِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ الْحِمْصِيُّ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَفْطَسِ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَرَشِيِّ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ أَخْبَرَنِي سَلَمَةُ بْنُ نُفَيْلٍ السَّكُونِيُّ قَالَ: دَنَوْتُ مِنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كَادَتْ رُكْبَتَايَّ تَمَسَّانِ فَخْذَهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: بُهِيَ بِالْخَيْلِ وَأُلْقِيَ السِّلَاحُ، وَزَعَمَ أَقْوَامٌ ألا قتال.
قَالَ: كَذَبُوا الْآنَ جَاءَ الْقِتَالُ، لَا تَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ عَلَى الْحَقِّ، ظَاهِرَةٌ عَلَى النَّاسِ، يُزِيغُ اللَّهُ قُلُوبَ قَوْمٍ قَاتَلُوهُمْ لينالوا منه. قَالَ- وَهُوَ مُوَلٍّ ظَهْرَهُ إِلَى الْيَمَنِ- إِنِّي أجد نفس الرحمن من ها هنا، ولقد أوحي الي أني مكفوف
__________
[1] أخرجه أحمد من هذا الوجه بأطول (المسند 4/ 37) .
وأخرجه الترمذي: سنن 9/ 38- 40 بأطول أيضا وقال: هذا حديث حسن.
[2] هو أبو عبد الله الأموي المصري (تهذيب التهذيب 9/ 104) .(1/336)
غَيْرُ مُلَبَّثٍ، وَيَتْبَعُونِي أَقْتَادًا، وَالْخَيْلُ مَعْقُودٌ [1] فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَأَهْلُهَا مُعَانُونَ عَلَيْهَا. ابْنُ دَرَسْتُوَيْهِ: بُهِيَ إِذَا عُطِّلَتِ الْخَيْلُ فلم تستعمل.
وسلمة بن أمية التميمي
حَلِيفُ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ.
حَدَّثَنِي أَبُو يُوسُفَ ثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنِي أَبِي ثَنَا مُحَمَّدُ بن إسحاق عن عطاء عن صفوان بن عبد الله بن صَفْوَانَ عَنْ عَمَّيْهِ سَلَمَةَ بْنِ أُمَيَّةَ وَيَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ قَالا: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ وَمَعَنَا صَاحِبٌ لَنَا، فَاقْتَتَلَ هُوَ وَرَجُلٌ آخَرُ وَنَحْنُ بِالطَّرِيقِ. قَالَ: فَعَضَّ الرَّجُلُ يَدَهُ، قَالَ فَاجْتَذَبَ صَاحِبُنَا يَدَهُ مِنْ فِيهِ فَطَرَحَ ثَنِيَّتَهُ [2] ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْتَمِسُ عَقْلَ ثَنِيَّتِهِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَعْمِدُ أَحَدُكُمْ إِلَى أَخِيهِ فَيَعَضُّهُ عَضِيضَ الْفَحْلِ، ثُمَّ يَأْتِي فَيَلْتَمِسُ الْعَقْلَ لَا عَقْلَ لَهُ، فأطلقها رسول الله عليه السلام.
سهل بن حنيف
ابن وَاهِبِ بْنِ عُكَيْمِ [3] بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُجْدَعَةَ [4] بْنِ عَمْرٍو.
وَزَعَمُوا أَنَّهُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ مُجْدَعُ بْنُ عِيسَى بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ بَدْرِيٌّ.
حَدَّثَنَا بِذَلِكَ عَمْرٌو عَنِ ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي أبو شريح [5] أنه سمع سهل
__________
[1] في الأصل يوجد «العقود» بعد «معقود» وهي زائدة.
[2] في أسد الغابة 2/ 334 «ثنيتاه» .
[3] في الأصل «حكيم» والتصويب من طبقات خليفة 85، وابن الكلبي: النسب الكبير 254 أ (ل) ، وابن حزم: جمهرة ص 336.
[4] في الأصل «مجدعة بن الحارث» ولعله مقلوب (انظر طبقات خليفة ص 85) وان ذكره كما في الأصل أبو نعيم الأصبهاني وأبو عمر بن عبد البر (أسد الغابة 2/ 314) .
[5] عبد الرحمن بن شريح الاسكندراني (تهذيب التهذيب 6/ 193) .(1/337)
ابن أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ يُحَدِّثُ عن أبيه عن جده: أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَا تُشَدِّدُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِتَشْدِيدِهِمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَسَتَجِدُونَ بَقَايَاهُمْ فِي الصَّوَامِعِ وَالدِّيَارَاتِ. وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ صَادِقًا مِنْ قَلْبِهِ بَلَّغَهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ.
وَسَهْلُ بْنُ سَعْدٍ
أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَنْصَارِيُّ ثُمَّ السَّاعِدِيُّ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ: اللَّهمّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ.
وَسَهْلُ بْنُ الْحَنْظَلِيَّةِ الْأَنْصَارِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ [1] حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: قَدِمَ أَبُو كَبْشَةَ السَّلُولِيُّ دِمَشْقَ فِي وِلَايَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ: مَا أَقْدَمَكَ؟ لَعَلَّكَ قَدِمْتَ تَسْأَلُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ شَيْئًا؟ قَالَ: وَأَنَا أَسْأَلُ أَحَدًا شَيْئًا بَعْدَ الَّذِي حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ الْحَنْظَلِيَّةِ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ: وَمَا الَّذِي حَدَّثَكَ؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ:
قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُيَيْنَةُ بْنُ بَدْرٍ وَالْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ فَسَأَلَاهُ، فَدَعَا مُعَاوِيَةَ فَأَمَرَهُ بِشَيْءٍ لَا أَدْرِي مَا هُوَ، فَانْطَلَقَ مُعَاوِيَةُ فَجَاءَ بِصَحِيفَتَيْنِ، فَأَلْقَى إِلَى عُيَيْنَةَ بْنِ بَدْرٍ إِحْدَاهُمَا- وكان أحلم [2] الرجلين- فربطها فِي يَدِ عِمَامَتِهِ، وَأَلْقَى الْأُخْرَى إِلَى الْأَقْرَعِ بن حابس فقال لمعاوية:
__________
[1] عبد الرحمن بن يزيد بن جابر (تهذيب التهذيب 6/ 297) .
[2] في مسند أحمد «أحكم» .(1/338)
مَا فِيهَا؟ فَقَالَ: فِيهَا الَّذِي أَمَرَ بِهِ. قَالَ بِئْسَ وَافِدُ قَوْمِي إِنْ أَنَا أَتَيْتُهُمْ بِصَحِيفَةٍ أَحْمِلُهَا لَا أَعْلَمُ مَا فِيهَا كَصَحِيفَةِ الْمُتَلَمِّسِ، قَالَ: وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُقْبِلٌ عَلَى رَجُلٍ يُحَدِّثُهُ فَلَمَّا سَمِعَ مَقَالَتَهُ أَخَذَ الصَّحِيفَةَ فَفَضَّهَا فَإِذَا فِيهَا الَّذِي أَمَرَ بِهِ فَأَلْقَاهَا، ثُمَّ قَامَ وَتَبِعَهُ حَتَّى مَرَّ بِبَابِ الْمَسْجِدِ فَإِذَا بَعِيرٌ مُنَاخٌ فَقَالَ: أَيْنَ صَاحِبُ الْبَعِيرِ؟ فَابْتُغِيَ فَلَمْ يُوجَدْ، فَقَالَ اتَّقُوا اللَّهَ فِي هَذِهِ الْبَهَائِمِ ارْكَبُوهَا صِحَاحًا وَكُلُوهَا صِحَاحًا [1] ، ثُمَّ تَبِعْتُهُ حَتَّى دَخَلَ مَنْزِلَهُ فَقَالَ كَالْمُتَسَخِّطِ آنِفًا: إِنَّهُ مَنْ يَسْأَلُ النَّاسَ عَنْ ظَهْرِ الْغِنَى فَإِنَّمَا يَسْتَكْثِرُ مِنْ جَمْرِ جَهَنَّمَ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا ظَهْرُ الْغِنَى؟ قَالَ: أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ عِنْدَ أَهْلِكَ ما يغدّيهم أو يعشيهم [2] . قال: فأنا أَسْأَلُ أَحَدًا شَيْئًا بَعْدَ هَذَا!
وَسَهْلُ بْنُ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيُّ [3]
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ [4] الْمُقْرِئُ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بن ابن أَبِي أَيُّوبَ عَنْ أَبِي مَرْحُومٍ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ الْجُهَنِيِّ عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ تَرَكَ اللِّبَاسَ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ تَوَاضُعًا للَّه دَعَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ يُخَيِّرُهُ مِنْ حُلَلِ الْأَيْمَانِ يَلْبَسُ أَيَّهَا شَاءَ.
عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ
ابن جَابِرِ بْنِ وَهْبِ بْنِ نُشَيْبِ بْنِ مَالِكِ بن الحارث بن مازن بن
__________
[1] في الأصل «حمانا» وأحسبه تصحيفا، وقد أخرجه أبو داود من هذا الوجه من قوله «اتقوا» الى «صحاحا» ولكنه قال «صالحه» بدل «صحاحا» في الموضعين (سنن أبي داود 2/ 22) .
[2] أخرجه أحمد من هذا الوجه بألفاظ مقاربة (المسند 4/ 180- 181) لكنه عند الفسوي أطول.
[3] ذكر ابن حجر: وهم من أورده في الصحابة (الاصابة 2/ 131) .
[4] هو عبد الله بن يزيد.(1/339)
مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ، حَلِيفُ بَنِي نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، وَأُمُّ نَوْفَلٍ وَاقِدَةُ بِنْتُ عَمْرٍو الْمَازِنِيَّةُ، مَازِنُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ السَّدُوسِيُّ حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ: قَالَ خَالِدُ بْنُ عُمَيْرٍ: خَطَبَنَا عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ لَقَدْ رَأَيْتُنِي سَابَعَ سَبْعَةٍ مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس لَنَا طَعَامٌ إِلَّا وَرَقُ الشَّجَرِ السَّمُرِ حَتَّى قَرِحَتْ أَشْدَاقُنَا، وَوَجَدْتُ بُرْدَةً فَشَقَقْتُهَا فَأَعْطَيْتُ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ نِصْفَهَا، وَلَيْسَ مِنْ أُولَئِكَ السَّبْعَةِ رَجُلٌ إِلَّا وَهُوَ عَلَى مِصْرٍ مِنَ الْأَمْصَارِ.
وَعُتْبَةُ بْنُ عَبْدٍ السُّلَمِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حدثنا عبد الرحمن بن يحي بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيُّ: وَعُتْبَةُ بْنُ عَبْدٍ السُّلَمِيُّ [1] .
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَالْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ قَالا:
حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعِيدٍ [2] عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ أَنَّهُ قَالَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَوْ أَنَّ رَجُلًا يَخِرُّ عَلَى وَجْهِهِ مِنْ يَوْمِ وُلِدَ إِلَى أَنْ يَمُوتَ هَرِمًا فِي مَرْضَاةِ اللَّهِ لَحَقَرَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [3] .
عُتْبَةُ بْنُ النُّدَّرِ السُّلَمِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يحي بن إسماعيل بن عبد الله
__________
[1] ينبغي أن يكون عبد الرحمن المخزومي- وهو شيخ يعقوب الفسوي (تهذيب التهذيب 6/ 294) - قد حدثه فقط أن عتبة بن عبد السلمي صحابي، والا فقد وقع سقط في الأصل بعد «السلمي» .
[2] في الأصل (سعد) والتصويب من تهذيب التهذيب 1/ 421.
[3] أخرجه أحمد من هذا الوجه (المسند 4/ 185) .(1/340)
المخزومي حدثنا يزيد بن يحي عَنْ أَبِي وَهْبٍ [1] عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ عُتْبَةَ بْنِ النُّدَّرِ السُّلَمِيِّ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِذَا تَبَاطَأَ [2] غَزْوُكُمْ وَاسْتُحِلَّتِ الْمَعَافِرُ فَخَيْرُ جِهَادِكُمُ الرِّبَاطُ.
فَضَالَةُ اللَّيْثِيُّ [3]
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حدثنا عمرو بن عون أخبرنا خالد [4] عن دَاوُدَ [5] عَنْ أَبِي حَرْبٍ [6] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَضَالَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ فِيمَا عَلَّمَنِي أَنْ قَالَ حَافِظْ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ.
قُلْتُ: إِنَّ هَذِهِ سَاعَاتٍ لِي فِيهَا اشْتِغَالٌ فَمُرْنِي بِأَمْرٍ جَامِعٍ إِذَا أَنَا فَعَلْتُهُ أَجْزَأَ عَنِّي؟ قَالَ: حَافِظْ عَلَى الْعَصْرَيْنِ. - وَمَا كَانَتْ مِنْ لُغَتِنَا- قُلْتُ: وَمَا الْعَصْرَانِ؟ قَالَ: صَلَاةٌ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَصَلَاةٌ قَبْلَ غُرُوبِهَا [7] .
وَفَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هَانِئٍ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الْجَنَبِيِّ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ حَدَّثَنِي فَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم
__________
[1] عبيد الله بن عبيد الكلاعي الدمشقيّ (تهذيب التهذيب 7/ 35) .
[2] في الأصل «» ولم أجد الحديث في الكتب الستة ولا مسند أحمد ولا موطأ مالك.
[3] هو فضالة بن عبد الله الليثي (الاصابة 3/ 202) .
[4] هو خالد بن عبد الله الطحان (تهذيب التهذيب 8/ 86) .
[5] هو ابن أبي هند (تهذيب التهذيب 12/ 70) .
[6] هو أبو حرب بن أبي الأسود الديليّ البصري (تهذيب التهذيب 12/ 69) .
[7] أخرجه أبو داود من هذا الوجه 1/ 101.(1/341)
أَنَّهُ قَالَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالْمُؤْمِنِ؟ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ [1] .
مَالِكُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ اللَّيْثِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ الْأَسْوَدِ حَدَّثَنَا أُنَيْسُ بْنُ سَوَّارٍ الْجُرْمِيُّ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذَكَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَرَادَ خَلْقَ عَبْدٍ فَجَامَعَ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ، فَكَانَ مَاؤُهُ فِي كُلِّ عِرْقٍ وَعُضْوٍ مِنْهَا، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ السَّابِعِ جَمَعَهُ اللَّهُ، ثُمَّ أَحْضَرَهُ كُلَّ عِرْقٍ لَهُ دُونَ آدَمَ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شاءَ رَكَّبَكَ 82: 8 [2] .
مَالِكُ بْنُ عَمْرٍو الْقُشَيْرِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ قَالَ: ثَنَا الْحَجَّاجُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى عَنْ مَالِكِ بْنِ عَمْرٍو الْقُشَيْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُسْلِمَةً فَهِيَ فِدَاؤُهُ فِي النَّارِ، عَظْمٌ مِنْ عِظَامِهِ يُحَرَّرُ بِعَظْمٍ مِنْ عِظَامِهِ، وَمَنْ أَدْرَكَ أَحَدَ وَالِدَيْهِ ثُمَّ لَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، وَمَنْ ضَمَّ يَتِيمًا بَيْنَ أَبَوَيْنِ مُسْلِمَيْنِ إِلَى طَعَامِهِ وَشَرَابِهِ حَتَّى يُغْنِيَهُ اللَّهُ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ [3] .
مَالِكُ بْنُ رَبِيعَةَ السَّلُولِيُّ
مِنْ قَيْسِ عَيْلَانَ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَوْسُ بن عبد الله
__________
[1] أخرجه أحمد من هذا الوجه (المسند 6/ 21) .
[2] الانفطار آية (8) .
[3] أخرجه أحمد من هذا الوجه (المسند 4/ 344) .(1/342)
السلولي حدثني عمي يزيد بن أبي مريم السلولي عن أبيه مَالِكِ بْنِ رَبِيعَةَ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: اللَّهمّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ. فَقَالَ رجل:
يا رسول الله وَالْمُقَصِّرِينَ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ:
وَالْمُقَصِّرِينَ قَالَ مَالِكٌ: وَرَأَيْتُنِي مَحْلُوقًا وَمَا يَسُرُّنِي بِهِ حُمْرُ النَّعَمِ أَوْ خَطَرٌ عَظِيمٌ [1] .
مَالِكُ بْنُ عُمَيْرٍ الْحَنَفِيُّ [2] .
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيْعٍ الْحَنَفِيِّ عَنْ مَالِكِ بْنِ عُمَيْرٍ- وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ- قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي لَقِيتُ الْعَدُوَّ وَلَقِيتُ أَبِي فِيهِمْ فَسَمِعْتُ لَكَ مِنْهُ مَقَالَةً قَبِيحَةً فَلَمْ أَصْبِرْ حَتَّى طَعَنْتُهُ بِالرُّمْحِ أَوْ حَتَّى قَتَلْتُهُ فَسَكَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ جَاءَهُ آخَرُ فَقَالَ: إِنِّي لقيت أبي فتركته وأحببت أن يلقه غَيْرِي. فَسَكَتَ عَنْهُ [3] .
مَالِكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَسِيُّ [4]
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ قَالا: ثَنَا اللَّيْثُ حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ شِبْلِ بْنِ خُلَيْدٍ الْمُزَنِيِّ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأوسي عن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: الْوَلِيدَةُ إِذَا زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ إِذَا زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ إِذَا زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ إِذَا زَنَتْ فَبِيعُوهَا وَلَوْ بِضَفِيرٍ. - والضفير الحبل [5]-.
__________
[1] أخرجه أحمد من هذا الوجه (المسند 4/ 177) .
[2] قال ابن حجر «ذكره يعقوب بن سفيان في الصحابة» (تهذيب التهذيب 10/ 20) ونفى ابن مندة وأبو حاتم الرازيّ أن تكون له صحبة (الاصابة 3/ 330) .
[3] ذكر ابن حجر تخريج الحسن بن سفيان لهذا الحديث في مسندة وكذلك البغوي في معجمه (الاصابة 3/ 330) .
[4] الراجح أنه عبد الله بن مالك الأوسي، لكن ابن عبد البر ذكره كما هو عند الفسوي أيضا (انظر الاصابة 2/ 356، ومسند أحمد 4/ 343) .
[5] أخرجه أحمد من هذا الوجه (المسند 4/ 343) .(1/343)
ومالك بن ربيعة
ابن الْبَدَنِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ، بَدْرِيٌّ، يُكَنَّى أَبَا أُسَيْدٍ السَّاعِدِيَّ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ التَّنُوخِيُّ قَالا: ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ [عَنْ] [1] شَدَّادِ بْنِ أبي عمرو ابن حَمَاسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ خَارِجٌ مِنَ الْمَسْجِدِ فَاخْتَلَطَ الرِّجَالُ مَعَ النِّسَاءِ فِي الطَّرِيقِ- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لِلنِّسَاءِ:
اسْتَأْخِرْنَ لَيْسَ لَكُنَّ أَنْ تَحْقُقْنَ [2] الطَّرِيقَ، عَلَيْكُنَّ بَحَافَّاتِ الطَّرِيقِ.
وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ تَلْتَصِقُ بِالْجِدَارِ [3] . حَتَّى أَنَّ ثَوْبَهَا يَتَعَلَّقُ بِالشَّيْءِ فِي الْجِدَارِ مِنْ لُصُوقِهَا بِهِ [4] .
وَمَالِكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخُزَاعِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا الْفَزَارِيُّ [5] حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ حَيَّانَ الْأَسَدِيُّ أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِشْرٍ الْخُزَاعِيُّ عَنْ خَالِهِ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ أُصَلِّ خَلْفَ إِمَامٍ كَانَ أَخَفَّ صَلَاةً مِنْهُ فِي الْمَكْتُوبَةِ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا ابْنُ الْحِمَّانِيِّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الواحد عن منصور عن
__________
[1] في الأصل ساقطة وهي في سنن أبي داود 2/ 657.
[2] تحققن: تمشين في وسطها.
[3] في الأصل «تلصق بالجدار» وما أثبته من سنن أبي داود 2/ 658.
[4] أخرجه أبو داود: سنن، كتاب الأدب 2/ 658.
[5] هو مروان بن معاوية الفزاري (مسند أحمد 5/ 225) .(1/344)
سليمان بن بشر عن خاله بن عَبْدِ اللَّهِ [1] بِنَحْوِهِ.
عُقْبَةُ بْنُ مَالِكٍ اللَّيْثِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا حميد بن هِلَالٍ عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ اللَّيْثِيِّ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مَالِكٍ اللَّيْثِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عَزَّ وَجَلَّ أَبَى عَلَيَّ لِمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا- قالها ثلاثا [2] .
وعقبة بن الحارث
ابن عَامِرِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ أَيُّوبَ [3] .
آخِرُ تَرَاجِمِ الصَّحَابَةِ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ عَنْ وُهَيْبٍ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ رَاشِدٍ وَهُوَ لَيِّنٌ «وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاشِدٍ صَالِحُ الْحَدِيثِ» [4] .
«حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بن معاذ قال: رأيت في كتاب أبي بِخَطِّهِ: حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ، أَبُو صَغِيرَةَ [5] أبو أمه، وهو حاتم بن
__________
[1] أخرجه الامام أحمد من هذين الطريقين بألفاظ مقاربة ولم يذكر «في المكتوبة» (المسند 5/ 225- 226) .
[2] أخرجه أحمد من هذا الوجه (المسند 4/ 110) .
[3] يبدو وقوع سقط هنا في الأصل حيث لم يذكر الحديث الّذي رواه عقبة بن الحارث، والى هنا ينتهي القسم المتعلق بالصحابة رضوان الله عليهم. ويوجد في الأصل بعده رسالة الليث بن سعد الى مالك وقد أعدتها الى موضعها الصحيح في ترجمة الامام مالك.
[4] ابن حجر: تهذيب التهذيب 1/ 230.
[5] في الأصل «بن» والتصويب من تهذيب التهذيب 2/ 130.(1/345)
مُسْلِمٍ» [1] . قَالَ عَلِيٌّ [2] : اسْمُ أَبِي الْعَلَانِيَةِ مُسْلِمٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى [3] قَالَ: أُمُّ الْحَسَنِ يُقَالُ لَهَا خَيْرَةُ. وَقَالَ أَبُو مُوسَى: قَالَ لِي عَامِرُ بْنُ صَالِحِ بن رستم: الحسن ابن مَنْ؟
قُلْتُ: ابْنُ أَبِي الْحَسَنِ. قَالَ: الْحَسَنُ بْنُ يَسَارٍ. قَالَ دَاوُدُ ابْنُ مَنْ؟
قُلْتُ: ابْنُ أَبِي هِنْدٍ. قَالَ: دَاوُدُ بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ؟
قُلْتُ: أَيُّوبُ بْنُ أَبِي تَمِيمَةَ. قَالَ: أَيُّوبُ بْنُ كَيْسَانَ. قَالَ: أَبَانٌ؟ قُلْتُ:
ابْنُ أَبِي عَيَّاشٍ. قَالَ: أَبَانُ بْنُ فَيْرُوزَ.
قَالَ أَبُو مُوسَى: وَرَأَيْتُ فِي كِتَابِ خَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ طَرَّخَانَ التَّيْمِيُّ [4] .
(فَضْلُ الْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَةِ) [5]
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ [6] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ عِيسَى الْحُمَيْدِيُّ وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِي الزَُبَيْرِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يُوشِكُ أَنْ يَضْرِبَ النَّاسُ أَكْبَادَ الْإِبِلِ في طلب العلم فلا يوجد عالم
__________
[1] الخطيب: موضع أوهام الجمع والتفريق 2/ 51.
[2] يعني ابن المديني.
[3] هو محمد بن المثنى العنزي الزمن (تهذيب التهذيب 9/ 425) .
[4] هل يوجد سقط أم أراد فقط بيان رواية خالد بن الحارث عن سليمان التيمي؟.
[5] لا يوجد عنوان في الأصل، والمعلومات التي تسبق هذا العنوان وتعقب رسالة الليث التي نقلتها الى ترجمة مالك ليست في موضعها المناسب وهي تتعلق بمحدثين بصريين سوى النعمان وإسحاق ابنا راشد فموضعها الصحيح في البصريين.
[6] في الأصل «أبو بكر بن عبد الله» و «بن» زائدة.(1/346)
أَعْلَمَ مِنْ عَالِمِ الْمَدِينَةِ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي بَعْضُ الْمَدَنِيِّينَ عَنْ مَعْنٍ عَنْ زُهَيْرٍ التَّمِيمِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ أَبِي موسى الأشعري عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَخْرُجُ طَالِبُ الْعِلْمِ مِنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ فَلَا يُوجَدُ عَالِمٌ أَعْلَمَ مِنْ عَالِمِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَوْ قَالَ: عَالِمِ الْمَدِينَةِ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حدثنا عبد الله بن مسلمة ويحي بن عبد الله بن بكير عَنْ مَالِكٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَقَبِيصَةُ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ.
وَحَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ جَمِيعًا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ أَعْرَابِيًّا بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم عَلَى الْإِسْلَامِ، فَأَصَابَ الْأَعْرَابِيَّ وَعَكُ [1] الْمَدِينَةِ فَأَتَى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أَقِلْنِي بَيْعَتِي؟ فَأَبَى رَسُولُ اللَّهِ، ثُمَّ جَاءَهُ فَقَالَ: أَقِلْنِي بَيْعَتِي. فَأَبَى، ثُمَّ جَاءَهُ فَقَالَ: أقلني فأبى، فخرج الأعرابي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إِنَّمَا الْمَدِينَةُ كَالْكِيرِ تَنْفِي خَبَثَهَا وَتَنْصَعُ طِيبَهَا [2] . وَهَذَا لَفْظُ حَدِيثِ مَالِكٍ وَهُوَ مِنْ أَجْوَدِ الْإِسْنَادِ. ابْنُ مَسْلَمَةَ وَابْنُ بُكَيْرٍ ثِقَتَانِ مَلِيَّانِ، وَمَالِكٌ وَالثَّوْرِيُّ وَابْنُ عُيَيْنَةَ إِلَيْهِمْ تَنْتَهِي الْأَمَانَةُ فِي الْعِلْمِ وَالْإِتْقَانِ وَالْحِفْظِ، وَابْنُ الْمُنْكَدِرِ وَهُوَ الْغَايَةُ فِي الْإِتْقَانِ وَالْحِفْظِ وَالزُّهْدِ، وَلَيْسَ مِنْهُمْ واحد الا هو حجة [3] .
__________
[1] الوعك: الحمى.
[2] أخرجه الترمذي: سنن 9/ 413 وانظر حاشية رقم (1) منه حيث ذكر تخريج البخاري وأحمد والنسائي ومسلم له.
[3] هنا ينتهي الجزء الثاني عشر من تجزأة الأصل وفي آخره «الحمد للَّه حق حمده وصلى الله على نبيه محمد وآله أجمعين وسلم تسليما» .(1/347)
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ [1] يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ وَابْنُ بُكَيْرٍ عَنْ مَالِكٍ.
وَحَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ:
وَحَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ:
وَثَنَا الْحَجَّاجُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: جَمِيعًا عن يحي بْنِ سَعِيدٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا الْحُبَابِ سَعِيدَ بْنَ يَسَارٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أُمِرْتُ بِقَرْيَةٍ تَأْكُلُ الْقُرَى يَقُولُونَ يَثْرِبَ وَهِيَ الْمَدِينَةُ تَنْفِي النَّاسَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ. وَفِي حَدِيثِ أَبِي صَالِحٍ: تَنْفِي شِرَارَ النَّاسِ، وَفِي حَدِيثِ حَمَّادٍ: تَنْفِي الْخَبَثَ. وَكُلُّ واحد من المسمين في هذا الحديث حجة على الانفراد يحي إِمَامٌ فِي الْعِلْمِ، وَسَعِيدُ بْنُ يَسَارٍ مَدِينِيٌّ ثِقَةٌ، وَأَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صغيرهم وكبيرهم وأعلاهم وأدناهم و [2] ذي حُجَّةٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالا: ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ الْخَطَمِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أُحُدٍ رَجَعَ نَاسٌ مِمَّنْ خَرَجُوا مَعَهُ، قَالَ: وَكَانَ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرقتين، فرقة يَقُولُونَ نَقْتُلُهُمْ وَفِرْقَةٌ يَقُولُونَ لَا نَقْتُلُهُمْ فَنَزَلَتْ: «فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بما كسبوا» . فقال النبي صلى الله عليه وسلم إِنَّهَا طَيِّبَةٌ تَنْفِي الْخَبَثَ كَمَا تَنْفِي النَّارُ خبث الفضة [3] .
__________
[1] من هنا يبدأ الجزء الثالث عشر من تجزئة الأصل في أوله «بسم الله الرحمن الرحيم أخبرنا ابو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل البغدادي قال: قرئ على أبي محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه وأنا حاضر أسمع حدثنا أبو يوسف يعقوب ... » .
[2] في الأصل فراغ بقدر كلمة.
[3] أخرجه البخاري من هذا الوجه في صحيحه 6/ 59 وأحمد:
المسند 5/ 184، 187، 188.(1/348)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْمَكِّيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ العزيز بن محمد عن عبيد الله ابن عُمَرَ عَنْ [1] حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّ الْإِيمَانَ لَيَأْرِزُ [2] إِلَى الْمَدِينَةِ كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ إِلَى جُحْرِهَا [3] . وَهَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ جَيِّدُ الْإِسْنَادِ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ العزيز ابن مُحَمَّدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّ الْإِيمَانَ لَيَأْرِزُ إِلَى الْمَدِينَةِ كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ إِلَى حُجْرِهَا. وَهَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ جَيِّدُ الْإِسْنَادِ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ العزيز ابن مُحَمَّدٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَدْعُو الرَّجُلُ ابْنَ عَمِّهِ وَقَرِيبَهُ هَلُمَّ إِلَى الرَّخَاءِ، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَخْرُجُ مِنْهَا أَحَدٌ رَغْبَةً عَنْهَا إِلَّا أَخْلَفَ اللَّهُ فِيهَا خَيْرًا مِنْهُ، أَلَا إِنَّ الْمَدِينَةَ كَالْكِيرِ يُخْرِجُ الْخَبَثَ، لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَنْفِيَ الْمَدِينَةُ شِرَارَهَا كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ. وَهَذَا إِسْنَادٌ جَيِّدٌ، عَبْدُ الْعَزِيزِ عِنْدَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ إِمَامٌ ثِقَةٌ، والعلاء ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ مَوْلَى الْحُرْقِيِّينَ [4] ثِقَةٌ هُوَ وَأَبُوهُ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَنَصَحَ نَفْسَهُ عَلِمَ أَنَّ كُلَّ مَنْ وَضَعَهُ مالك في موطإه وأظهر
__________
[1] في الأصل «بن» .
[2] يأرز: ينضم ويجتمع.
[3] أخرجه مسلم (الصحيح 1/ 90- 91) من هذا الوجه.
[4] الحرقة من جهينة.(1/349)
اسْمَهُ ثِقَةٌ، تَقُومُ بِهِ الْحُجَّةُ.
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ الْمُزَنِيُّ عَنْ أبيه عن جده: أن رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ الدِّينَ لَيَأْرِزُ إِلَى الْحِجَازِ كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ إِلَى حُجْرِهَا وَلَيَعْقِلَنَّ الدِّينُ مِنَ الْحِجَازِ مَعْقِلَ الْأَرْوِيَةِ [1] مِنْ رَأْسِ الْجَبَلِ، إِنَّ الدِّينَ بَدَأَ غَرِيبًا وَيَرْجِعُ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ الَّذِينَ يُصْلِحُونَ مَا أَفْسَدَ النَّاسُ بَعْدِي مِنْ سُنَّتِي [2] . وَقَدْ تَكَلَّمَ فِي كَثِيرٍ مَنْ لَوْ سَكَتَ عَنْهُ كَانَ أَنْفَعَ لَهُ، وَإِنَّمَا تَكَلَّمَ فِيهِ الْجَاهِلُونَ بِهِ وَبِأَسْبَابِهِ، وَسَمِعْتُ ابْنَ أُوَيْسٍ قَالَ: سَأَلَنِي مَالِكٌ عَنْ حديثه، وقد روى عنه يحي بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ، وَلَا أَشُكُّ أَنِّي سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ الْمُنْذِرِ- فَإِنْ لَمْ أَكُنْ سَمِعْتُ مِنْهُ فَقَدْ حَدَّثَنِي عَنْهُ ثِقَةٌ- قَالَ: كَانَ كَثِيرٌ يَدَّعِي أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْطَعَ جَدَّهُ فَكَانَ يُنَازِعُ الَّذِينَ فِي ذَلِكَ الصَّقْعِ وَكَانَ كَثِيرَ الْخُصُومَةِ فَذَهَبَ إِلَى ابْنِ عِمْرَانَ يُخَاصِمُ فَقَالَ لَهُ ابْنُ عِمْرَانَ:
يَا كَثِيرُ إِنَّكَ رَجُلٌ بَطَّالٌ كَثِيرُ الْخُصُومَةِ فِيمَا لَا تَعْرِفُ وَتَدَّعِي مَا لَيْسَ لَكَ، وَلَيْسَ عِنْدَكَ عَلَى مَا تَطْلُبُ ثَبْتٌ فَلَا تَقْرَبْنِي وَلَا أَرَيَنَّكَ إِلَّا أَنْ تَرَانِي قَدْ فَرَغْتُ لِأَهْلِ الْبَاطِلِ، فَإِذَا رَأَيْتَ ذَلِكَ فَتَعَالَ. فَبَيْنَا ابْنُ عِمْرَانَ يَوْمًا إِذَا هُوَ بِكَثِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَدْ جَاءَهُ، فَقَالَ: أَلَمْ أَقُلْ لَكَ لَا تَقْرَبْنِي إِلَّا أَنْ تَرَانِي قَدْ فَرَغْتُ لِأَهْلِ الْبَاطِلِ. فَقَالَ كَثِيرٌ: صَدَقْتَ أَصْلَحَ اللَّهُ الْقَاضِي، فَإِنَّمَا جِئْتُكَ حَيْثُ جَاءَكَ أَهْلُ الْبَاطِلِ، قَدْ جَاءَكَ فُلَانٌ وَفُلَانٌ وَهُمَا مِنْ أَهْلِ الْبَاطِلِ فَجِئْتُكَ مَعَهُمَا. فَكَانَ مِنْ أَمْرِ ابْنِ عِمْرَانَ إِلَيْهِ. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: أَمَرَ أَنْ يُشَدَّ إِلَى أُسْطِوَانَةٍ حَتَّى قَامَ مِنَ الْقَضَاءِ. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَهَؤُلَاءِ كَانُوا
__________
[1] الأروية: أنثى الوعل.
[2] أخرجه الترمذي من هذه الطريق (سنن 7/ 288) وقال: هذا حديث حسن صحيح.(1/350)
مُنْقَطِعِينَ إِلَى ابْنِ عِمْرَانَ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن محمد ابن أَخِي جُوَيْرِيَةَ حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ عَنْ مَالِكٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ مَالِكٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ الله بن عبد الله بن عتبة بن مَسْعُودٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: أَنَّ رَجُلًا أَتَى عُمَرَ وَهُوَ بِمِنًى فَأَخْبَرَهُ أَنَّ رَجُلًا قَالَ: وَاللَّهِ لَوْ قَدْ مَاتَ عُمَرُ لَقَدْ بَايَعْتُ فُلَانًا. فَقَالَ عُمَرُ- حِينَ بَلَغَهُ ذلك-: اني لقائم العشية في الناس ومحذورهم مِنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَغْصِبُونَ الْأُمَّةَ أَمْرَهَا. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَا تَفْعَلْ ذَلِكَ يَوْمَكَ فَإِنَّ الْمَوْسِمَ جَمَعَ رِعَاعَ النَّاسِ وَغَوْغَاءَهُمْ وَإِنَّهُمْ هُمُ الَّذِينَ يَغْلِبُونَ عَلَى مَجْلِسِكَ فَأَخْشَى إِنْ قُلْتَ فِيهِمُ الْيَوْمَ مَقَالَةً أَنْ يَطِيرُوا بِهَا وَلَا يَعُوهَا وَلَا يَضَعُوهَا على مواضعها، فأمهل حتى تقدم الْمَدِينَةَ فَإِنَّهَا دَارُ الْهِجْرَةِ وَالسُّنَّةِ، وَتَخْلُصُ بِعُلَمَاءِ النَّاسِ وَأَشْرَافِهِمْ، فَتَقُولَ مَا قُلْتَ مُتَمَكِّنًا، فَيَعُوا مَقَالَتَكَ، وَيَضَعُوهَا عَلَى مَوَاضِعِهَا. قَالَ عُمَرُ: وَاللَّهِ لَئِنْ قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ صَالِحًا لَأُكَلِّمَنَّ بِهَا النَّاسَ فِي أَوَّلِ مَقَامٍ أَقُومُهُ.
الطَّبَقَةُ الْأُولَى مِنْ تابعي أهل المدينة
(فقهاء تابعي الْمَدِينَةِ) [1]
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صالح حدثني الليث ابن الهاد [2] عن المنذر ابن عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْحَكَمِ: أَنَّ ابْنَ أَخِيهِ خَطَبَ ابْنَةَ عَمٍّ لَهُ فَتَشَاجَرُوا فِي بَعْضِ
__________
[1] ليس من الأصل.
[2] يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الهاد الليثي.(1/351)
الأمر «فقال الفتى: هي طالق إن نكحتها حَتَّى آكُلَ الْغَضِيضَ- وَالْغَضِيضُ طَلْعُ النَّخْلِ الذَّكَرِ- ثُمَّ نَدِمُوا عَلَى مَا كَانَ مِنَ الْأَمْرِ» [1] . فَقَالَ الْمُنْذِرُ: أَنَا آتِيكُمْ مِنْ ذَلِكَ بِالْبَيَانِ. قَالَ: فَانْطَلَقْتُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِي خَطَبَ ابْنَةَ عَمٍّ لَهُ، فَشَجَرَ بَيْنَهُمْ بَعْضُ الْأَمْرِ فَقَالَ هي طالق إن نكحتها حتى آكل الغضيض. قَالَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ: لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ، طَلَّقَ مَا لَا يَمْلِكُ. ثُمَّ إِنِّي سَأَلْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ طَلَّقَ مَا لَا يَمْلِكُ. ثُمَّ سَأَلْتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقَالَ: لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ بِمَا لَا يَمْلِكُ ثُمَّ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ طَلَّقَ مَا لَا يَمْلِكُ. ثُمَّ سَأَلْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بن عتبة ابن مَسْعُودٍ عَنْ ذَلِكَ: فَقَالَ: لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ طَلَّقَ مَا لَا يَمْلِكُ. ثُمَّ سَأَلْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ: هَلْ سَأَلْتَ أَحَدًا؟ قَالَ قُلْتُ: نَعَمْ، فَسَمَّاهُمْ.
قَالَ: ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى الْقَوْمِ فَأَخْبَرْتُهُمْ بِمَا سَأَلْتُ عَنْهُ.
حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ أخبرنا عبد الرحمن ابن أَبِي الزِّنَادِ قَالَ: قَالَ أَبُو الزِّنَادِ: أَدْرَكْتُ مِنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَعُلَمَائِهِمْ مِمَّنْ يُرْضَى وَيُنْتَهَى إِلَى قَوْلِهِمْ: سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، وَعُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَالْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ وَأَبَا بَكْرِ بن عبد الرحمن وخارجة بن زيد وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وسليمان بْنُ يَسَارٍ فِي مَشْيَخَةِ سِوَاهُمْ مِنْ نُظُرَائِهِمْ أَهْلِ فِقْهٍ وَفَضْلٍ.
«حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْعَسْقَلَانِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: كَانَ فُقَهَاءُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ الَّذِينَ يَصْدُرُونَ عَنْ رَأْيِهِمْ سَبْعَةً، فَذَكَرَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ سَمَّاهُمْ أَبُو الزِّنَادِ إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يذكر أبا بكر بن عبد الرحمن،
__________
[1] في الأصل بالحاشية.(1/352)
وَذَكَرَ فِيهِمْ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر» [1] .
حدثني حرملة بن يحي بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَرْمَلَةَ التُّجِيبِيُّ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ: أَنَّ قَبِيصَةَ بْنَ ذُؤَيْبٍ وُلِدَ عَامَ الْفِيلِ. قَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: وَإِنَّ ابن شهاب كان إذا ذكر قبيصة بن ذُؤَيْبٍ قَالَ: كَانَ مِنْ عُلَمَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ.
حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ [2] عَنْ سَعِيدِ بْنِ أبي أيوب [3] حدثني جعفر ابن رَبِيعَةَ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ الدَّرْدَاءِ وَعِنْدَهُمْ قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ.
«حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ:
لَمْ يَكُنْ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدٌ لَهُ أَصْحَابٌ حَفِظُوا عَنْهُ وَقَامُوا بِقَوْلِهِ فِي الْفِقْهِ إِلَّا ثَلَاثَةٌ: زَيْدٌ وَعَبْدُ اللَّهِ وَابْنُ عَبَّاسٍ فَأَعْلَمُ النَّاسِ بِزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَقَوْلِهِ الْعَشَرَةُ: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعُبَيْدُ الله بن عبد الله بن عتبة بن مَسْعُودٍ وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَخَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ وَأَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ وَقَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ وَذَكَرَ آخَرَ، وَكَانَ أَعْلَمُ النَّاسِ بِقَوْلِهِمْ وَحَدِيثِهِمُ ابْنَ شِهَابٍ ثُمَّ بَعْدَهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ثُمَّ بَعْدَ مَالِكٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ» [4] .
__________
[1] الذهبي: تاريخ الإسلام 4/ 116.
[2] عبد الله بن يزيد العدوي أبو عبد الرحمن المقرئ القصير (تهذيب التهذيب 6/ 83) .
[3] مقلاص الخزاعي مولاهم أبو يحى المصري (تهذيب التهذيب 4/ 7) .
[4] الخطيب: تاريخ بغداد 10/ 242- 243 لكنه يذكر «العفة» بدل «الفقه» وهو تصحيف.(1/353)
حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ وَأَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ قَالا: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ قَالَ: كَانَ يُعَدُّ فُقَهَاءُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَرْبَعَةً: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَقَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ.
«حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نَسِيٍّ قَالَ: قِيلَ لِابْنِ عُمَرَ: إِنَّكُمْ مَعْشَرَ أَشْيَاخِ قُرَيْشٍ تُوشِكُوا أَنْ تَنْقَرِضُوا فَمَنْ نَسْأَلُ بَعْدَكُمْ؟ فَقَالَ: إِنَّ لِمَرْوَانَ ابْنًا فَقِيهًا فَسَلُوهُ» [1] .
وَقَالَ جَرِيرٌ [2] عَنْ مُغِيرَةَ [3] عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: كَانَ قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْب مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِقَضَاءِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ.
«حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ عَامِرٍ- شَيْخٌ مِنْ عَامِلَةَ مِنْ أَهْلِ تَيْمَاءَ- حَدَّثَنِي شَيْخٌ كَانَ يُجَالِسُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ قَالَ: مَرَّ بِهِ يَوْمًا ابْنُ زِمْلٍ الْعُذْرِيُّ- وَنَحْنُ مَعَهُ- فَحَصَبَهُ سَعِيدٌ فَجَاءَهُ فَقَالَ لَهُ سَعِيدٌ:
بَلَغَنِي أَنَّكَ مَدَحْتَ هَذَا- وَأَشَارَ نَحْوَ الشَّامِ يَعْنِي عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ- قَالَ: نَعَمْ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ قَدْ مَدَحْتُهُ أَفَتُحِبُّ أَنْ تَسْمَعَ الْقَصِيدَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ، اجْلِسْ. قَالَ: فَأَنْشَدَهُ حَتَّى بَلَغَ:
فَمَا عَاتَبَكَ فِي خُلُقٍ قُرَيْشٌ بِيَثْرِبَ حِينَ أَنْتَ بِهَا غُلَامُ فَقَالَ لَهُ سَعِيدٌ: صَدَقْتَ وَلَكِنَّهُ لَمَّا صَارَ إِلَى الشَّامِ بَدَّلَ» [4] .
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: فَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ سَمَّيْنَاهُمْ ثقات متقنون يقوم حديثهم
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 10/ 389.
[2] ابن عبد الحميد الضبي.
[3] ابن مقسم.
[4] الخطيب: تاريخ بغداد 10/ 390 ولكنه يذكر «ابن ذمل» والصواب ما أثبته، وانظر عن «زمل» ابن حزم: جمهرة أنساب العرب ص 449، وابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 564، وابن حجر: تبصير المنتبه بتحرير المشتبه 3/ 999.(1/354)
مَقَامَ الْحُجَّةِ، وَهُمْ فُقَهَاءُ تَابِعِي الْمَدِينَةِ وَقَدْ تَقَدَّمَهُمْ طَبَقَةٌ هُمْ رُوَاةُ الْعِلْمِ وَالْحِفْظِ وَالْإِتْقَانِ إِلَّا أَنَّ لَيْسَ عِنْدَهُمْ مِنَ الْفِقْهِ مَا عِنْدَ أُولَئِكَ، فَأَمَّا الرِّوَايَةُ وَالْحِفْظُ وَالْإِتْقَانُ فَمَا شِئْتَ وَلَهُمْ رِوَايَةٌ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُمْ:
مُجَمِّعُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ الْأَنْصَارِيُّ
بِقَوْلِهِ لَهُ رُؤْيَةٌ.
وَمَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ الْأَنْصَارِيُّ
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ [1] أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّهُ حَدَّثَهُ: أَخْبَرَنِي مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ وَزَعَمَ أَنَّهُ عَقَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَقَلَ مَجَّةً مَجَّهَا مِنْ دَلْوٍ كَانَتْ فِي دَارِهِمْ.
«حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ [2] ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَمِرٍ قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: أَخْبَرَنِي مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ وَزَعَمَ أَنَّهُ قَدْ عَقَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: وَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ خَمْسِ سِنِينَ» [3] .
قَالَ ابْنُ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ الله بن الْمُبَارَكِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ: سَمِعْتُ عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيَّ ثُمَّ أَحَدَ بَنِي سَالِمٍ وَذَكَرَ حَدِيثَهُ. قَالَ مَحْمُودٌ: فَحَدَّثْتُ بِحَدِيثِهِ قَوْمًا فِيهِمْ أَبُو أيوب صاحب
__________
[1] في الأصل «عبيد» والصواب ما أثبته فهو عبد الله بن المبارك المروزي.
[2] هو الوليد بن مسلم.
[3] الخطيب: الكفاية 59 ويذكره بتمامه ولعله أكمله من الطريق التي قبله حيث يذكر بعد «صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» «وَعَقَلَ مَجَّةً مَجَّهَا رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهه من دلو معلق في دارهم» .(1/355)
رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حدثنا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ حَدَّثَنِي يُونُسُ وَعُقَيْلٌ قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: سَأَلْتُ الْحُصَيْنَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيَّ- وَهُوَ أَحَدُ بَنِي سَالِمٍ وَهُوَ مِنْ سُرَاتِهِمْ- عَنْ حَدِيثِ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ فَصَدَّقَهُ بِذَلِكَ.
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مَحْمُودَ بْنَ الرَّبِيعِ يُحَدِّثُ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَا صَلَاةَ لمن لم يَقْرَأُ فِيهَا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ.
وَمَحْمُودُ بْنُ لَبِيدٍ
وَهُوَ ثِقَةٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عن محمود ابن لَبِيدٍ عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ أَنَّهُ قَالَ: يَا نَعَايَا لِلْعَرَبِ يَا نَعَايَا لِلْعَرَبِ يَا نَعَايَا لِلْعَرَبِ [1] قَالَ: وَلَا أَعْلَمُهُ قَالَ وَلَا أَعْلَمُ إِلَّا قَالَ كِلَمَةً [2] قَالَ: إِنَّ أَخْوَفَ ما أخاف عليكم الرِّيَاءُ وَالشَّهْوَةُ الْخَفِيَّةُ [3] .
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَزْهَرَ
ابن عَبْدِ عَوْفٍ [4] الزُّهْرِيُّ، ابْنُ عَمِّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، يَقُولُونَ تُوُفِّيَ قَبْلَ الْحَرَّةِ بِأَشْهُرٍ، وَتُوُفِّيَ أَزَهَرُ فِي زَمَنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وقد كان
__________
[1] لم أجده.
[2] في الأصل رسمها «كاعر» .
[3] أخرجه أحمد من حديث شداد بن أوس من قوله «ان أخوف ... » بألفاظ مقاربة (المسند 4/ 124 أ) ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة.
[4] في الأصل «يغوث» والتصويب من طبقات خليفة 16، والاصابة 2/ 382.(1/356)
نَيَّفَ عَلَى الْمِائَةِ.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفَتْحِ وَأَنَا غُلَامٌ شَابٌّ. وَرَوَى عُقَيْلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ الزُّهْرِيَّ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِشَارِبٍ وَهُوَ بِحُنَيْنٍ [1] .
وَحَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ نَافِعِ بْنِ يَزِيدَ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ السَّائِبِ: أَنَّ عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّمَا مَثَلُ الْعَبْدِ الْمُؤْمِنِ حِينَ يُصِيبُهُ الْوَعَكُ أَوِ الْحُمَّى كَمَثَلِ حَدِيدَةٍ تَدْخُلُ النَّارَ فَيَذْهَبُ خَبَثُهَا وَيَبْقَى طِيبُهَا. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ [2] حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ [3] حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا الْجُعَيْدُ [4] بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: مَاتَ السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً وَكَانَ جَلْدًا معتدلا فقال: لقد علمت ما متعت به سمعي وَبَصَرِي إِلَّا بِدُعَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذَهَبَتْ بِي خَالَتِي [5] إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: إِنَّ ابْنَ أُخْتِي شَاكٍ فَادْعُ اللَّهَ لَهُ؟ قَالَ:
فَدَعَا لِي.
__________
[1] أخرجهما أحمد في مسندة من هذا الوجه (4/ 88، 350) .
[2] هو أبو علي التاجر البغدادي (تهذيب التهذيب 1/ 27) .
[3] هو ابن راهويه (تهذيب التهذيب 7/ 286) .
[4] في الأصل «الجعيل» والتصويب من (تهذيب التهذيب 2/ 80، 109، 7/ 286) .
[5] في الأصل «ذهب ابن» وهو خطأ.(1/357)
وَمِنْهُمْ: -
الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ الزُّهْرِيُّ
وَقَدْ رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ، وَلَهُ رِوَايَةٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنِي شُعْبَةُ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ أَخْبَرَهُ قَالَ: قَامَ رسول الله صلّى الله عليه فَسَمِعْتُهُ حِينَ تَشَهَّدَ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ.
وَالسَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ الْكِنْدِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنِي شُعْبَةُ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَا عَدْوَى وَلَا صَفَرَ وَلَا هَامَّةَ. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قال: سمعت الزهري قال:
سمعت السائب ابن يَزِيدَ يَقُولُ: إِنِّي لَأَعْقِلُ مَقْدِمَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ، خَرَجْتُ مَعَ الصِّبْيَانِ إِلَى ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ نَتَلَقَّى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم.
وعبد الله بن عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ
حَلِيفُ بَنِي عَدِيٍّ.
حَدَّثَنَا أبو صالح حدثني الليث عن يونس عن ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ أَنَّ أَبَاهُ عَامِرَ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فِي سُبْحَةِ اللَّيْلِ يُسَبِّحُ عَلَى ظَهْرِ رَاحِلَتِهِ حَيْثُ تَوَجَّهَتْ [1] .
وَمِنْهُمْ:
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ بن صعير
العذري، حليف بني زهرة.
__________
[1] أخرجه أحمد من هذا الوجه (المسند 3/ 444) .(1/358)
حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ الْحَضْرَمِيُّ أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ: أَنَّهُ كَانَ يُجَالِسُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ وَكَانَ يَتَعَلَّمُ مِنْهُ الْأَنْسَابَ وَغَيْرَ ذَلِكَ، فَسَأَلَهُ يَوْمًا عَنْ شَيْءٍ مِنَ الْفِقْهِ فَقَالَ:
إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ هَذَا فَعَلَيْكَ بِهَذَا الشَّيْخِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ:
فَجَالَسْتُهُ سَبْعَ حِجَجٍ وَأَنَا لَا أَظُنُّ أَنَّ أَحَدًا عِنْدَهُ عِلْمٌ غَيْرَهُ. قَالَ: إن فتيا ابن شهاب ووجهه ما كان يَأْخُذُ بِهِ إِلَى قَوْلِ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ الله [1] عن [2] سعيد ابن الْمُسَيِّبِ.
وَأَبُو الطُّفَيْلِ عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ الْبَكْرِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنِي شُعْبَةُ عَنِ الزُّهْرِيِّ حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ اللَّيْثِيُّ قَالَ: قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ تَيْمَاءَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ- وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ- فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ ابْنَ هُرْمُزَ ظَلَمَنِي وَاعْتَدَى عَلَيَّ. فَلَمْ يَرْدُدْ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ شَيْئًا، ثُمَّ عَادَ لَهُ فِي الشِّكَايَةِ لِابْنِ هُرْمُزَ فَلَمْ يُرْجِعْ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ شَيْئًا، فَقَالَ- وَغَضِبَ-: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّا نَجِدُ فِي التَّوْرَاةِ الَّتِي أَنْزَلَهَا اللَّهُ عَلَى مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ أَنَّهُ لَيْسَ عَلَى الْإِمَامِ مِنْ جَوْرِ الْعَالِمِ وَظُلْمِهِ شَيْءٌ مَا لَمْ يبلغه ذلك من ظلمه وجوهر، فَإِذَا بَلَغَهُ فَأَقَرَّهُ شَرِكَهُ فِي جَوْرِهِ وَظُلْمِهِ. فَلَمَّا ذَكَرَ ذَلِكَ نَزَعَ ابْنَ هُرْمُزَ مِنْ عمله.
- انقضى من كان له رؤية-
__________
[1] هو سالم بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.
[2] في الأصل «ابن» وهو خطأ.(1/359)
مِنْ تَابِعِي الْمَدِينَةِ
عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ
حَدَّثَنَا ابْنُ قَعْنَبٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ قَالا: ثَنَا مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: من حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ.
وأبو جعفر محمد بن علي
ابن حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ.
حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزُّبَيْدِيُّ [1] حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ عَنِ الزُّبَيْدِيِّ أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَرِدُ عَلَيَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَهْطٌ مِنْ أَصْحَابِي فَيَحِلُّونَ عَلَيَّ الْحَوْضَ فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي. فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، إِنَّهُمُ ارْتَدُّوا عَلَى أَعْقَابِهِمُ الْقَهْقَرَى [2] .
وَمُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
ابن جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ.
حَدَّثَنَا أَصْبَغُ بْنُ فَرَجٍ أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ يُكَلِّمُ الْوَلِيدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى عَشَائِهِ وَنَحْنُ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فَقَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: إِنَّ أَبَانَ ابن عُثْمَانَ نَكَحَ ابْنَةَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ ضِرَارًا لِابْنَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ حِينَ أَبَتْ أَنْ تَبِيعَهُ مِيرَاثَهَا مِنْهُ فِي وَجَعِهِ حِينَ أَصَابَهُ الْفَالِجُ، ثُمَّ لَمْ يَنْتَهِ إِلَى ذلك
__________
[1] في الأصل «الزبيري» والتصويب من (تهذيب التهذيب 1/ 215) .
[2] أخرجه البخاري من هذا الوجه (الصحيح 8/ 150) .(1/360)
حَتَّى طَلَّقَ أُمَّ كُلْثُومٍ فَحَلَّتْ فِي وَجَعِهِ، وهذا السائب بن يزيد ابن أُخْتِ النَّمِرِ حَيٌّ يَشْهَدُ عَلَى قَضَاءِ عُثْمَانَ في تُمَاضِرَ بِنْتِ الْأَصْبَغِ وَرِثَهَا مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابن عوف بعد ما حَلَّتْ، وَيَشْهَدُ عَلَى قَضَاءِ عُثْمَانَ فِي أُمِّ حَكِيمٍ بِنْتِ قَارِظٍ وَرِثَهَا مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مكمل [1] بعد ما حَلَّتْ، فَادْعُهُ فَاسْأَلْهُ عَنْ شَهَادَتِهِ.
فَقَالَ الْوَلِيدُ حِينَ قَضَى كَلَامَهُ: مَا أَظُنُّ عُثْمَانَ قَضَى بِهَا.
قَالَ مُعَاوِيَةُ: إِنْ لَمْ يَشْهَدْ عَلَى ذَلِكَ السَّائِبُ فَأَنَا مُبْطِلٌ حَاضِرَهُ وَغَائِبَهُ.
وَكَثِيرُ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي كَثِيرُ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَغْلَتِهِ.
وَأَبُو رُشْدٍ تَمَّامُ بْنُ عَبَّاسٍ
حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ ثَنَا حَمَّادٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ تمام ابن الْعَبَّاسِ عَنْ أُمِّهِ [2] أَنَّهَا قَالَتْ: آخِرُ مَا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الْمَغْرِبِ بِالطُّورِ وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ. وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو: وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ عَنْ أُسَامَةَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ. وَقَالَا: بِالْمُرْسَلَاتِ وَهَذَا أَشْبَهُ.
وَمُحَمَّدُ بن عبد الله
ابن عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ.
حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنِ الزُّبَيْدِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عباس يحدث:
__________
[1] انظر عنه الاصابة 2/ 365.
[2] هي أحيدة من بني حمير، ويقال أمه رومية (طبقات خليفة 230- 231) .(1/361)
إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَرْسَلَ إِلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَلَكًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ مَعَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ الْمَلَكُ لِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل يخيرك بين أن تكون عبدا نبيا وبين أَنْ تَكُونَ مَلَكًا نَبِيًّا. فَالْتَفَتَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جِبْرِيلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ كَالْمُسْتَشِيرِ لَهُ، فَأَشَارَ جِبْرِيلُ إِلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده: أَنْ تَوَاضَعْ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَلْ أَكُونُ عَبْدًا نَبِيًّا. فَقَالَ: فَمَا أَكَلَ بَعْدَ تِلْكَ الْكَلِمَةِ طَعَامًا مُتَّكِئًا حَتَّى لَقِيَ رَبَّهُ.
وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بن مروان بن الحكم [1] و: عبد الله بن عبد الله بن الحارث
ابن نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ.
[حَدَّثَنَا] أَبُو الْيَمَانِ وَعَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ قَالا: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ [عَنْ أَبِيهِ] [2]- وَكَانَ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ رَاقَبَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي لَيْلَةٍ صَلَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّهَا حَتَّى إِذَا كَانَ مَعَ الْفَجْرِ فَلَمَّا سَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ صَلَاتِهِ جَاءَهُ خَبَّابٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ لَقَدْ رَأَيْتُكَ صَلَّيْتَ اللَّيْلَةَ صَلَاةً مَا رَأَيْتُكَ صَلَّيْتَ نَحْوَهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَجَلْ إِنَّهَا صَلَاةُ رَغَبٍ وَرَهَبٍ سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ لَا يُهْلِكَنَا بِمَا هَلَكَ بِهِ
__________
[1] هكذا ذكره ولم يخرج له حديثا، وفي الحاشية مكتوب: «كذا في الأصل» .
[2] في الأصل ساقطة وأكملتها من سنن الترمذي 6/ 339.(1/362)
الْأُمَمُ قَبْلَنَا فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُ رَبِّي أَنْ لَا يُظْهِرَ عَلَيْنَا عَدُوًّا مِنْ غَيْرِنَا فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُ رَبِّي أَنْ لَا يُلْبِسَنَا شِيَعًا فَمَنَعْنِيهَا [1] .
وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ
حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب وَابْنُ بُكَيْرٍ وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ابن أَبِي سَلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ وَالضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ عَامَ حَجِّ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَهُمَا يَذْكُرَانِ أَنَّ التَّمَتُّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ.
فَقَالَ الضَّحَّاكُ: لَا يَصْنَعُ ذَلِكَ إِلَّا مَنْ جَهِلَ أَمْرَ اللَّهِ تَعَالَى. فَقَالَ سَعْدٌ:
بِئْسَ مَا قُلْتَ يَا ابْنَ أَخِي. فَقَالَ الضَّحَّاكُ: فَإِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ يَنْهَى عَنْهَا. فَقَالَ سَعْدٌ: فَقَدْ صَنَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَنَعْنَاهَا مَعَهُ.
وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ المغيرة بن نوفل
ابن الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ.
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ حَدَّثَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ قَالَ:
أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ نَوْفَلٍ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَسْتَفْتِي فِي تَحْلِيلِ الْمَرْأَةِ لِزَوْجِهَا. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: ذَلِكَ السِّفَاحُ.
وَمُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرِ بن مطعم
ابن عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي ذِئْبٍ سَمِعَا الزُّهْرِيَّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أبيه: سمع النبي
__________
[1] أخرجه الترمذي من هذا الوجه (سنن 6/ 339) لكن وقع فيه «عبد الله بن الحارث بن خباب بن الأرت» و «بن الحارث» زائدة (انظر تهذيب التهذيب 5/ 196) والحديث عند الفسوي أطول. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.(1/363)
صلى الله عليه وسلم قال: لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعٌ [1] .
وَنَافِعُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ
حَدَّثَنَا الْأَصْبَغُ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي نَافِعُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيِّ: أَنَّهُ اشْتَكَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعًا فِي جَسَدِهِ مُنْذُ أَسْلَمَ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَعْ يَدَكَ عَلَى الَّذِي تَأَلَّمَ وَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ ثَلَاثًا، وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَعُوذُ باللَّه وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ.
وَعَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخَبَرَنِي عَمْرُو [2] بْنُ مُحَمَّدِ بن جبير ابن مُطْعِمٍ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ جُبَيْرٍ [قَالَ] أَخْبَرَنِي جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ: أَنَّهُ بَيْنَمَا هُوَ يَسِيرُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ أُنَاسٌ مُقْفِلَةٌ مِنْ حُنَيْنٍ، عَلَّقَتِ الْأَعْرَابُ يَسْأَلُونَهُ حَتَّى اضْطَرُوهُ إِلَى شَجَرَةٍ فَخُطِفَ رِدَاؤُهُ [3] ، فَوَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَعْطُونِي رِدَائِي فَلَوْ كَانَ لِي عَدَدُ هَذِهِ الْعَضَاةِ لَقَسَمْتُهُ بَيْنَكُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُونِي بَخِيلًا وَلَا كَذُوبًا وَلَا جَبَانًا [4] .
وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ
«حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ هِلَالٍ السَّلِيحِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو حَيْوَةَ شُرَيْحُ بْنُ يَزِيدَ حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ قال: كنت غلاما لي ذؤابتان. قال: فَقُمْتُ أَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ، قَالَ: فَبَصُرَ بي عمر بن
__________
[1] أخرجه أحمد من هذا الوجه (المسند 4/ 80) .
[2] في الأصل «عمر» وانظر مسند أحمد 4/ 82.
[3] في الأصل «زاده» .
[4] أخرجه أحمد من هذا الوجه (المسند 4/ 82) .(1/364)
الخطاب ومعه الدرة، فلما رَأَيْتُهُ فَرَرْتُ مِنْهُ، فَأَحْضَرَ فِي طَلَبِي حَتَّى تَعَلَّقَ بِذُؤَابَتَيَّ، قَالَ: فَنَهَانِي. فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَا أَعُودُ» [1] .
وَعَبَّادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عن محمد بن شهاب عن يحي بْنِ عَبَّادٍ عَنْ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثْتُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ لَمَّا دَخَلَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ قَالَ: لَبَّيْكَ اللَّهمّ لَبَّيْكَ.
وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عبد الله بن زمعة
ابن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد الْعُزَّى.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ زَمْعَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ [2] بْنِ زَمْعَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ فِي تِجَارَةٍ إِلَى بُصْرَى قَبْلَ مَوْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ومعه نعيمان وسويط بْنُ حَرْمَلَةَ، وَكَانَا شَهِدَا بَدْرًا، وَكَانَ نُعَيْمَانُ على الزاد، فقال له سويط- وَكَانَ رَجُلًا مَزَّاحًا-: أَطْعِمْنِي؟ فَقَالَ: حَتَّى يَجِيءَ أَبُو بَكْرٍ.
فَقَالَ: أَمَا إِنِّي لَأُغِيظَنَّكَ. قَالَ فمروا بقوم، فقال لهم سويط: أَتَشْتَرُونَ مِنِّي عَبْدًا لِي؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنَّهُ عَبْدٌ وَلَهُ كَلَامٌ وَهُوَ قَائِلٌ لَكُمْ إِنِّي حُرٌّ، فَإِنْ كُنْتُمْ إِذَا قَالَ لَكُمْ هَذِهِ الْمَقَالَةَ تَرَكْتُمُوهُ فَلَا تُفْسِدُوا عَلَيَّ عَبْدِي.
__________
[1] الذهبي: تاريخ الإسلام 4/ 31- 32، لكنه يحذف «ابن أبي حمزة» و «ركعتين بعد العصر» وقال الذهبي: هذا حديث منكر مع نظافة رجاله. وابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 183- 184 لكنه يذكر «السيلحيني» ، وعقب ابن حجر عليه بقوله «هكذا وقع منه وهو وهم، ولعل ذلك جرى لأخيه عبد الله بن الزبير وسقط اسمه على بعض الرواة» .
[2] هكذا في تهذيب التهذيب 11/ 165 أيضا، لكنه يذكر أن المحفوظ «عبد الله بن وهب بن زمعة» وقال ابن حبان «وهب بن عبد الله ابن زمعة» .(1/365)
قالوا: بل نشتريه منك. قال: فاشتروه بعشرة قَلَائِصَ. قَالَ: فَجَاءُوا فَوَضَعُوا فِي عُنُقِهِ عِمَامَةً أَوْ حَبْلًا. فَقَالَ نُعَيْمَانُ: إِنَّ هَذَا يَسْتَهْزِئُ بِكُمْ وَإِنِّي حُرٌّ لَسْتُ بِعَبْدٍ. قَالُوا: قَدْ أُخْبِرْنَا بِخَبَرِكَ. قَالَ: فَانْهَضُوا بِهِ.
قَالَ فَجَاءَ أبو بكر فأخبروه فأتبعهم فرد عليهم القلائص وأخذه، فلما قدموا على النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرُوهُ فَضَحِكَ النبي صلى الله عليه وسلم منها هو وَأَصْحَابُهُ حَوْلًا [1] .
وَعِيسَى بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ
حَدَّثَنَا ابْنُ قَعْنَبٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ عَنِ مالك عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: وَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلنَّاسِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ بِمِنًى يَسْأَلُونَهُ فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: يا رسول الله لم أشعر فحلقت قبل أن أذبح؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذْبَحْ وَلَا حَرَجَ. فَجَاءَ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ: يا رسول الله لَمْ أَشْعُرْ فَنَحَرْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ؟ فَقَالَ: ارْمِ وَلَا حَرَجَ. قَالَ: فَمَا سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ شَيْءٍ قُدِّمَ وَلَا أُخِّرَ إِلَّا قَالَ:
افْعَلْ وَلَا حَرَجَ.
وَمُعَاذُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ التَّيْمِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ ح.
وَحَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ حَدَّثَنَا جَدِّي جَمِيعًا عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي مُعَاذُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّيْمِيُّ أَنَّ أَبَاهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عُثْمَانَ قَالَ: صَاحَبْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ إِلَى مَكَّةَ فَأَهْدَى لَهُ رَكْبٌ مِنْ ثَقِيفٍ سَطِيحَتَيْنِ مِنْ نَبِيذٍ- وَالسَّطِيحَةُ فَوْقَ الْإِداوَةِ وَدُونَ الْمَزَادَةِ- قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن عثمان: فشرب عمر بن
__________
[1] أخرجه أحمد من هذا الوجه لكنه قال «عبد الله بن وهب بن زمعة» بدل «وهب بن عبد الله بن زمعة» (المسند 6/ 316) .(1/366)
الخطاب إحداهما- قال حجاج: لِحِينِهِ- ثُمَّ أُهْدِيَ لَهُ لَبَنٌ فَعَدَلَهُ عَنْ شرب الأخرى حَتَّى اشْتَدَّ مَا فِيهَا فَذَهَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِيَشْرَبَ مِنْهَا فَوَجَدَهُ اشْتَدَّ فَقَالَ: اكْسِرُوهُ بِالْمَاءِ.
وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ ح:
وَحَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ حَدَّثَنِي جَدِّي عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّهُ قَالَ: غُشِيَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فِي وجعه غشية ظنوا أنه قد فَاضَتْ نَفْسُهُ فِيهَا، وَجَلَّلُوهُ ثَوْبًا وَخَرَجَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ عُقْبَةَ امْرَأَتُهُ إِلَى الْمَسْجِدِ تَسْتَعِينُ بِمَا أُمِرَتْ بِهِ أَنْ تَسْتَعِينَ مِنَ الصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ، فَلَبِثُوا سَاعَةً وَهُوَ فِي غَشْيَتِهِ، ثُمَّ أَفَاقَ فَكَانَ أَوَّلُ مَا تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ كَبَّرَ، فَكَبَّرَ أَهْلُ الْبَيْتِ وَمَنْ يَلِيهِمْ، ثُمَّ قَالَ: غُشِيَ عَلَيَّ آنِفًا؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ:
صَدَقْتُمْ فَإِنَّهُ انْطَلَقَ بِي فِي غَشْيَتِيِ رَجُلَانِ أَجِدُ مِنْهُمَا شِدَّةً وَفَظَاظَةً وَغِلَظًا فَقَالَا: انْطَلِقْ نحاكمك إِلَى الْعَزِيزِ الْأَمِينِ. فَانْطَلَقَا بِي حَتَّى لَقِيَا رَجُلًا فَقَالَ: أَيْنَ تَذْهَبَانِ بِهَذَا؟ قَالا: نُحَاكِمُهُ إِلَى الْعَزِيزِ الْأَمِينِ. قَالَ: ارْجِعَا فَإِنَّهُ مِنَ الَّذِينَ كُتِبَ لَهُمُ السَّعَادَةُ وَالْمَغْفِرَةُ وَهُمْ فِي بطون أمهاتهم، وانه سيمتع بِهِ بَنُوهُ إِلَى مَا شَاءَ اللَّهُ. فَعَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ شَهْرًا ثُمَّ تُوُفِّيَ.
وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ.
وحَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ أَخْبَرَنِي جَدِّي عَنِ الزهري عن حميد بن عبد الرحمن ابن عَوْفٍ أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لِهَذَا الْيَوْمِ وَهَذَا الْيَوْمُ عَاشُورَاءُ(1/367)
وَلَمْ يَكْتُبِ اللَّهُ صِيَامَهُ عَلَيْكُمْ، وَأَنَا صَائِمٌ، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَصُومَ فَلْيَصُمْ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُفْطِرَ فَلْيُفْطِرْ.
وَزُرَارَةُ بْنُ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أسد البجلي حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ مُصْعَبٍ عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ:
حَرَسْتُ مَعَ عُمَرَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَشَبَّ لَنَا سِرَاجٌ فَأَتَيْنَاهُ فَإِذَا بَابٌ مُجَافٍ [1] وَأَصْوَاتٌ وَلَغَطٌ: قَالَ فَقَالَ لِي: هَذَا بَيْتُ رَبِيعَةَ [2] بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ وَهُمُ الْآنَ شَرْبٌ فَمَا تَرَى؟ قَالَ: أَرَى أَنْ قَدْ أَتَيْنَا الَّذِي نُهِينَا عَنْهُ: التَّجَسُّسَ.
قَالَ: فَانْصَرَفَ وَانْصَرَفْتُ مَعَهُ.
وَطَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ وَآدَمُ وَعَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالُوا:
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ابن عَوْفٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ عَنْ جبير بن مطعم: أن رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ لِلْقُرَشِيِّ مِثْلِي قُوَّةَ الرَّجُلِ مِنْ غَيْرِ قُرَيْشٍ. قِيلَ لِلزُّهْرِيِّ: وَمَا أَرَادَ بِذَلِكَ؟ قَالَ: نُبْلُ الرَّأْيِ.
وَعَامِرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ
حَدَّثَنَا ابْنُ قعنب وابن بكير عن مالك عن ابن شهاب عن عامر بن سعد ابن أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَاءَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُنِي عَامَ حَجَّةِ الوَدَاعِ، قَالَ وَبِي وَجَعٌ قَدِ اشْتَدَّ بِي فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ بَلَغَ مِنِّي الْوَجَعُ مَا تَرَى وَأَنَا ذُو مَالٍ وَلَا يَرِثُنِي إِلَّا ابْنَةٌ أَفَأَتَصَدَّقُ [3] بِثُلُثَيْ
__________
[1] مجاف: مغلق.
[2] في الأصل «بيعة» وانظر ابن حزم: جمهرة أنساب العرب 159.
[3] في الأصل «أفتصدق» .(1/368)
ما لي؟ قَالَ: لَا. قَالَ قُلْتُ فَبِالشَّطْرِ؟ قَالَ: [لَا] [1] . قلت: فبالثلث؟ قال:
قَالَ: الثُّلُثُ كَبِيرٌ أَوْ كَثِيرٌ، إِنَّكَ إِنْ تَدَعْ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَدَعَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ، وَإِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نفقة تبتغي بها وجه للَّه إِلَّا أُجِرْتَ فِيهَا حَتَّى مَا تَجْعَلُ فِي فِي امْرَأَتِكَ. قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَأُخَلَّفُ بَعْدَ أَصْحَابِي؟ فَقَالَ: إِنَّكَ لَنْ تُخَلَّفَ فَتَعْمَلَ عَمَلًا صَالِحًا إِلَّا ازْدَدْتَ بِهِ دَرَجَةً وَرِفْعَةً وَلَعَلَّكَ أَنْ تُخَلَّفَ حَتَّى يَنْتَفِعَ بِكَ أَقْوَامٌ وَيُضَرَّ بِكَ آخَرُونَ، اللَّهمّ أَمْضِ لِأَصْحَابِي هِجْرَتَهُمْ، وَلَا تَرُدَّهُمْ عَلَى أَعْقَابِهِمْ، لَكِنِ الْبَائِسُ سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ. يَرْثَى لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ مَاتَ بِمَكَّةَ.
وإسماعيل بن محمد
ابن سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ وَحَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ أَنَّهُ سَمِعَ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ يُخْبِرُ: أَنَّهُ سَارَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ.
وَمِنْهُمْ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ الزُّهْرِيُّ
حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زْيَدٍ:
أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ حَدَّثَهُ: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِي وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ الزُّهْرِيِّ عَامَ أَذْرَحَ، فَوَقَعَ الْوَجَعُ بِالشَّامِ، فَأَقَمْنَا بِالسَّرْحِ [2] خَمْسِينَ لَيْلَةً،
__________
[1] الزيادة من ابن سعد: الطبقات الكبرى 3/ 102.
[2] السرح: موضع قرب بصرى (ياقوت: معجم البلدان 3/ 208) .(1/369)
وَدَخَلَ عَلَيْنَا رَمَضَانُ، فَصَامَ الْمِسْوَرُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ وَأَفْطَرَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَأَبَى أَنْ يَصُومَ، فَقُلْتُ لِسَعْدٍ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ أَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشَهِدْتَ بَدْرًا وَالْمِسْوَرُ يَصُومُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَأَنْتَ تُفْطِرُ؟ قَالَ سَعْدٌ: إِنِّي أَنَا أَفْقَهُ مِنْهُمْ.
وَمِنْهُمْ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بن عبيد الله بن عبد الله
ابن شِهَابِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ.
حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ أَخِي الزُّهْرِيِّ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمير قَالَ: خَرَجْنَا إِلَى الشَّامِ نَسْأَلُ، فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ قَالَ لَنَا ابْنُ عُمَرَ: أَتَيْتُمُ الشَّامَ تَسْأَلُونَ؟ أَمَا إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ «مَا تَزَالُ الْمَسْأَلَةُ بِالرَّجُلِ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ وَمَا فِي وَجْهِهِ مَزْعَةٌ مِنْ لَحْمٍ» [1] .
وَمِنْهُمْ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُكَمَّلٍ الزُّهْرِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُكَمِّلٍ أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: أَيَقْرَأُ الرَّجُلُ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْئًا وَهُوَ غَيْرُ طَاهِرٍ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ: الْآيَةَ وَالْآيَتَيْنِ.
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عبد القاري [2]
حليف بني زهرة.
__________
[1] أخرجه البخاري من هذا الوجه بألفاظ مقاربة (الصحيح 2/ 146) .
[2] نسبة الى القارة وهم بنو الهون بن خزيمة (الاستيعاب 2/ 839) .(1/370)
حَدَّثَنِي الْأَصْبَغُ بْنُ فَرَجٍ أَخْبَرَنِي [ابْنُ] [1] وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ [2] عَنِ ابْنِ شِهَابٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدٍ الْقَارِي أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى الْمِنْبَرِ خَطِيبًا فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَتَشَهَّدَ، ثُمَّ قَالَ:
أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَبْعَثَ بَعْضَكُمْ إِلَى مُلُوكِ الْأَعَاجِمِ.
وَمِنْهُمْ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدٍ الْقَارِي وَأَبُو عُبَيْدَةَ
ابن مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بن زريع ثنا عبد الرحمن بن إسحاق عن أبي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ المسح عن الْخُفَّيْنِ؟ فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي ذَلِكَ السُّنَّةُ، وَسَأَلْتُهُ [3] عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْعِمَامَةِ؟ فَقَالَ لَا أَمَسُّ الشَّعْرَ بِالْمَاءِ.
وَمِنْهُمْ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرحمن بن الحارث
ابن هِشَامٍ الْمَخْزُومِيُّ.
حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي مَنِيعٍ حدثنا جدي عن الزهري أخبرني محمد ابن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام: أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: أَرْسَلَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فأستأذنت ورسول الله
__________
[1] في الأصل ساقطة وهو عبد الله بن وهب المصري (تهذيب التهذيب 6/ 71) .
[2] هو ابن يزيد (تهذيب التهذيب 6/ 71 و 11/ 450) .
[3] وقع هنا تكرار السؤال عن المسح فحذفته.(1/371)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ عَائِشَةَ فِي مِرْطِهَا فَأَذِنَ لَهَا فَدَخَلَتْ.
وَمِنْهُمْ: عِكْرِمَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ.
حَدَّثَنَا عمرو بن الربيع أخبرني يحي بْنُ أَيُّوبَ عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي عِكْرِمَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بن هشام قال: قال عمر ابن الْخَطَّابِ: لَا يَغُرَّنَّكُمْ ذَنْبُ [1] سَرْحَانَ هَذَا حَتَّى تروه يستطير عرضا، وأشار بإصبعه يُرِيدُ الْفَجْرَ فِي الْأُفُقِ.
وَمِنْهُمْ: عَبْدُ الْمَلِكِ بن أبي بكر
ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيُّ.
حَدَّثَنَا الْأَصْبَغُ أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أُمَيَّةَ بن عبد الله بن خالد ابن أُسَيْدٍ أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ قُلْتُ: أَرَأَيْتَ قَصْرَ الصَّلَاةِ فِي السَّفَرِ إِنَّا لَا نَجِدُهَا فِي الْكِتَابِ إِنَّمَا نَجِدُ ذِكْرَ صَلَاةِ الْحَضَرِ؟ قَالَ أُمَيَّةُ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ:
يَا ابْنَ أَخِي إِنَّ اللَّهَ أَرْسَلَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا نَعْلَمُ شَيْئًا، فَإِنَّمَا نَفْعَلُ مَا رَأَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُ، وَقَصْرُ الصَّلَاةِ فِي السَّفَرِ سُنَّةٌ سَنَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَمِنْهُمْ: الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ- فِي الرَّجُلِ يَهَبُ امرأته
__________
[1] في الأصل «ذنب» مكرر وقد حذفتها.(1/372)
لِأَهْلِهَا أَوْ يَجْعَلُ أَمْرَهَا بِيَدِهَا أَوْ بِيَدِ أَهْلِهَا- قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ: أَنَّ مُعَاوِيَةَ قَضَى أَيُّمَا رَجُلٍ فَعَلَ ذَلِكَ فَطَلَّقَتْ نَفْسَهَا ثَلَاثَ تَطْلِيقَاتٍ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ.
وَمِنْهُمْ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
ابن أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيُّ.
حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي مَنِيعٍ حَدَّثَنَا جَدِّي عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ بَيْنَمَا هُوَ يَسِيرُ مَعَ عُمَرَ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ فِي خِلَافَتِهِ وَمَعَهُ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ تَرَنَّمَ عُمَرُ بِبَيْتٍ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ- لَيْسَ مَعَهُ عِرَاقِيٌّ غَيْرُهُ- غَيْرُكَ فَلْيَقُلْهَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَاسْتَحْيَا عُمَرُ مِنْ ذَلِكَ، فَضَرَبَ رَاحِلَتَهُ حَتَّى انْقَطَعَ مِنَ الرَّكْبِ.
وَمِنْهُمْ: خَالِدُ بْنُ الْمُهَاجِرِ بْنِ خَالِدٍ سَيْفُ اللَّهِ الْمَخْزُومِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ قَالا: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ حَدَّثَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ خَالِدَ بْنَ الْمُهَاجِرِ بْنِ خَالِدٍ سَيْفُ اللَّهِ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ جَاءَهُ رَجُلٌ، فَاسْتَفْتَاهُ فِي الْمُتْعَةِ فَأَمَرَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ بِهَا، فَقَالَ لَهُ ابْنُ أَبِي عَمْرَةَ الْأَنْصَارِيُّ: مَهْلًا يَا ابْنَ [1] عَبَّاسٍ. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ:
مَا هِيَ وَاللَّهِ لَقَدْ فُعِلَ فِي عَهْدِ إِمَامِ الْمُتَّقِينَ. فَقَالَ ابْنُ أَبِي عَمْرَةَ: يَا ابْنَ [2] عَبَّاسٍ إِنَّمَا كَانَتْ رُخْصَةً فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ لمن اضطر اليها كالدم والميتة ولحم
__________
[1] ، (2) في الأصل «بابا» .(1/373)
الْخِنْزِيرِ، ثُمَّ أَحْكَمَ اللَّهُ الدِّينَ [1] وَنَهَى عَنْهَا.
وَمِنْهُمْ: الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ الْمَخْزُومِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ حَدَّثَنِي يونس عن ابن شهاب أخبرني المطلب ابن عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ يَسِيرُ عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ بَيْضَاءَ فِي الْمَقَابِرِ بِبَقِيعِ الْغَرْقَدِ، فحادت به بَغْلَتُهُ حَيْدَةً فَوَثَبَ إِلَيْهَا رِجَالٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لِيَأْخُذُوا بِلِجَامِهَا، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دَعُوهَا فَإِنَّمَا أَنْفَرَهَا عَذَابُ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ يُعَذَّبُ فِي قَبْرِهِ، وَكَانَ رَجُلًا مُنَافِقًا.
وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَخْزُومِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَخْزُومِيُّ: أَنَّهُ سَمِعَ بَعْضَ عُلَمَائِهِمْ يَقُولُ: كَانَ أَوَّلُ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ 96: 1 [2] إِلَى عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ 96: 5 [3] . فَقَالُوا: هَذَا صَدْرُهَا الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حِرَاءٍ: ثُمَّ أُنْزِلَ آخِرُهَا بَعْدَ ذَلِكَ بِمَا شَاءَ الله.
ومنهم: سالم بن عبد الله
وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ
وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بن الخطاب
وحمزة بن عبد الله
__________
[1] في الأصل «الدن» .
[2] العلق آية (1) .
[3] العلق آية (5) .(1/374)
وَحَفْصُ بْنُ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَاقِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
وَوَاقِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ
وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الخطاب
وأبو بكر بن سليمان بن أَبِي حَثْمَةَ
وَعُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سراقة
ويحي بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَاطِبٍ حَلِيفُ بَنِي عدي
و:
التابعون [1]
مِنْ بَنِي جُمَحَ:
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَيْرِيزٍ
وَصَفْوَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ.
وَمِنْ بَنِي فِهْرٍ:
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُرَحْبِيلَ بْنِ حَسَنَةَ
وَمُحَمَّدُ بْنُ سُوَيْدٍ
وَمِنْ بَنِي سَهْمٍ:
عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ
وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ
وَمِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ:
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَاعِزٍ الْعَامِرِيُّ
وَمِنْ تَابِعِي الْأَنْصَارِ ممن روى عنهم الزهري
منهم:
أبو أمامة بن سهل بن حنيف
__________
[1] في الأصل «التابعين» .(1/375)
ابن وَاهِبِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ مُجْدَعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ بْنِ حَارِثَةَ.
حَدَّثَنِي أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ َهِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ عَنْ أَبِيهِ: أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ لَوْنَيْنِ مِنَ التَّمْرِ: الْجَعْرُورِ [1] وَلَوْنِ الْحُبَيْقِ [2] ، وَكَانَ أُنَاسٌ يَتَيَمَّمُونَ شِرَارَ ثِمَارِهِمْ فَيُخْرِجُونَهَا فِي الصَّدَقَةِ فَنَزَلَتْ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ [3] 2: 267 [4] .
ومنهم: خارجة بن زيد
ابن ثَابِتِ الْأَنْصَارِيُّ ثُمَّ الْخَزْرَجِيُّ.
حَدَّثَنَا أَبُو ثُوَابَةَ فَضَالَةُ بْنُ الْمُفَضَّلِ حَدَّثَنِي أَبِي الْمُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ الْقِتْبَانِيُّ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَجْلَانَ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ خَارِجَةَ بن زيد ابن ثَابِتٍ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الْحَرْبُ خُدْعَةٌ.
وَمِنْهُمْ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ: أَتَيْتُ عبد الله ابن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّا نَجْلِسُ إِلَى أَئِمَّتِنَا هَؤُلَاءِ فَيَتَكَلَّمُونَ بِالْكَلَامِ نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ الْحَقَّ غَيْرُهُ فنصدقهم، ويقضون
__________
[1] في الأصل «الجعرون» والتصويب من المجتبى للنسائي.
[2] في الأصل «الحيبق» والتصويب من المجتبى للنسائي.
[3] البقرة آية 267.
[4] أخرجه النسائي في المجتبى 5/ 32.(1/376)
بِالْجَوْرِ فَنُقَوِّيهِمْ وَنُحَسِّنُهُ لَهُمْ فَكَيْفَ تَرَى فِي ذَلِكَ؟ قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعُدُّ هَذَا النِّفَاقَ فَلَا أَدْرِي كَيْفَ عِنْدَكُمْ.
وَمِنْهُمْ:
سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بن يحي عَنْ نَافِعِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ ابْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ.
وحَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ مِنْ كِتَابِ خَالِهِ قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ حَدَّثَنِي [1] سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَخْبَرَنِيهِ عَنْ أَبِيه سُلَيْمَانَ بْنِ زَيْدٍ عَنْ جَدِّه زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: كُنْتُ أَكْتُبُ الْوَحْيَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ إِذَا أنزل عليه أخذته برجاء شَدِيدَةٌ، وَعَرِقَ عَرَقًا مِثْلَ الْجُمَانِ، ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ، فَكُنْتُ أَدْخُلُ عَلَيْهِ بِقِطْعَةِ الْقَتْبِ أَوْ كِسْرَةٍ، فَأَكْتُبُ وَهُوَ يُمْلِي عَلَيَّ فَمَا أَبْرَحُ حَتَّى أَكَادُ تَنْكَسِرُ رِجْلِي مِنْ ثِقَلِ الْقُرْآنِ وَحَتَّى أَقُولَ لَا أَمْشِي عَلَى رِجْلِي أَبَدًا، فإذا فرغت قال اقرأه فأقرأه، فَإِنْ كَانَ فِيهِ سَقْطٌ أَقَامَهُ، ثُمَّ أَخْرُجُ بِهِ إِلَى النَّاسِ.
وَمِنْهُمْ:
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كعب بن مالك
ابن أَبِي [كَعْبِ بْنِ] [2] الْقَيْنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَوَادِ بْنِ غُنْمِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غُنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ.
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ حَدَّثَنِي عقيل،
__________
[1] في الأصل «وحدثني» والواو زائدة لان عقيل بن خالد يروي عن سعيد بن سليمان (تهذيب التهذيب 4/ 42) .
[2] الزيادة من طبقات خليفة 102.(1/377)
وَثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا يُونُسُ، وَحَدَّثَنَا الْجُعْفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي [1] ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيُّ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ خَرَجَ مِنْ عِنْدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم في وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، فَقَالَ النَّاسُ: يَا أَبَا حَسَنٍ كَيْفَ أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: أَصْبَحَ بِحَمْدِ اللَّهِ بارئا. فأخذ بِيَدِهِ عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ لَهُ: أَلَا تَرَى [2] أَنَّكَ وَاللَّهِ بَعْدَ ثَلَاثٍ عَبْدُ الْعَصَا، وَإِنِّي وَاللَّهِ لَأَرَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيُتَوَفَّى مِنْ وَجَعِهِ هَذَا إِنِّي أَعْرِفُ وُجُوهَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عِنْدَ الْمَوْتِ فَاذْهَبْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَلْهُ فِيمَنْ هَذَا الْأَمْرُ، فَإِنْ كَانَ فِينَا عَلِمْنَا، وَإِنْ كَانَ فِي غَيْرِنَا كَلَّمْنَاهُ فَأَوْصَى بِنَا. قَالَ عَلِيٌّ وَاللَّهِ لَئِنْ سَأَلْنَاهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَنَعَنَاهَا لَا يُعْطِينَاهَا النَّاسُ أَبَدًا، وَإِنِّي وَاللَّهِ لَا أَسْأَلُهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَمِنْهُمْ:
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بن عبد الله بن كعب بن مالك أخبره عن أبيه وعمه عبيد الله بن كعب بن مالك: أن رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يَقْدَمُ مِنْ سَفَرٍ إِلَّا نَهَارًا، فَإِذَا قَدِمَ بَدَأَ بِالْمَسْجِدِ فصلى فيه ركعتين ثم يجلس.
ومنهم:
__________
[1] في الأصل «وحدثني» و «الواو» زائدة.
[2] في الأصل «لا ترى» ما أثبته من طبقات ابن سعد 2/ 38.(1/378)
بَشِيرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ حَدَّثَنِي جَدِّي عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كَانَ بَشِيرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كعب ابن مَالِكٍ يُحَدِّثُ: أَنَّ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ كَانَ يُحَدِّثُ:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَكَأَنَّمَا يَنْضَحُوهُمْ بالنبل فيما يقولون لهم من الشعر.
ومنهم:
أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عمرو بن حزم عن أبيه عن عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَسِيلَ وَادٍ مِنْ أَوْدِيَةِ الْحِجَازِ بِالنَّارِ تُضِيءُ لها أعناق الإبل بصرى.
وَمِنْهُمْ:
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ محمد
ابن عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ حَدَّثَنِي شُعَيْبٌ ح.
وَحَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ حَدَّثَنَا جَدِّي جَمِيعًا عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ: أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُ: أَنَّ عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ قَالَتْ: جَاءَتْنِي امْرَأَةٌ مَعَهَا ابْنَتَانِ لَهَا تَسْأَلُنِي، فَلَمْ أَجِدْ عِنْدِي شَيْئًا غَيْرَ تَمْرَةٍ وَاحِدَةٍ، فَأَعْطَيْتُهَا إِيَّاهَا فَأَخَذَتْهَا فَقَسَمَتْهَا بَيْنَ ابْنَتَيْهَا وَلَمْ تَأْكُلْ مِنْهَا شَيْئًا، ثُمَّ قَامَتْ فَخَرَجَتْ وَابْنَتَاهَا، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَدَّثْتُهُ حَدِيثَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنِ ابْتُلِيَ مِنَ البنات بشيء فأحسن إليهن كن سِتْرًا لَهُ مِنَ النَّارِ.(1/379)
وَمِنْهُمْ:
عُمَارَةُ بْنُ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ ثَنَا اللَّيْثُ حَدَّثَنِي يُونُسُ عَنِ ابن شهاب أخبرني عمارة ابن خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ- وَخُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ الَّذِي جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهَادَتَهُ شَهَادَةَ رَجُلَيْنِ- قَالَ عُمَارَةُ: أَخْبَرَهُ عَمُّهُ- وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّ خُزَيْمَةَ بْنَ ثَابِتٍ رَأَى فِي النَّوْمِ أَنَّهُ كَانَ يَسْجُدُ عَلَى جَبْهَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَى خُزَيْمَةُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فحدثه، قال: فَاضْطَجَعَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: حَقِّقْ رُؤْيَاكَ. فَسَجَدَ عَلَى جبهته.
و:
نملة بْنُ أَبِي نَمْلَةَ الْأَنْصَارِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أخبرني شعيب.
وحدثنا حجاج عن جده عن الزُّهْرِيِّ حَدَّثَنِي نَمْلَةُ بْنُ أَبِي نَمْلَةَ الْأَنْصَارِيُّ أَنَّ أَبَاهُ أَبَا نَمْلَةَ الْأَنْصَارِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّهُ بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَهُ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ هَلْ تَتَكَلَّمُ [1] هَذِهِ الْجِنَازَةُ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا أَعْلَمُ. قَالَ الْيَهُودِيُّ: أَنَا أَشْهَدُ أَنَّهَا تَتَكَلَّمُ [2] ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
مَا حَدَّثَكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فَلَا تُصَدِّقُوهُمْ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ، وَقُولُوا آمَنَّا باللَّه وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ، فَإِنْ كَانَ حَقًّا لَمْ تَكْذِبُوا، وان كان باطلا لم تصدقوا به [3] .
ومنهم:
__________
[1] ، (2) في الأصل «تكلم» وما أثبته من مسند أحمد 4/ 136.
[3] أخرجه أحمد من هذا الوجه (المسند 4/ 136) .(1/380)
أَيُّوبُ بْنُ بَشِيرِ بْنِ نُعْمَانَ بْنِ أَكَّالٍ
أَحَدُ بَنِي مُعَاوِيَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي أَيُّوبُ بْنُ بَشِيرٍ الْأَنْصَارِيُّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خَرَجَ تِلْكَ الْخَرْجَةَ اسْتَوَى عَلَى الْمِنْبَرِ، فَلَمَّا قَضَى تَشَهُّدَهُ كَانَ أَوَّلُ كَلَامٍ تَكَلَّمَ بِهِ أَنِ اسْتَغْفَرَ لِلشُّهَدَاءِ الَّذِينَ قُتِلُوا يَوْمَ أُحُدٍ.
ومنهم:
عباد بن تميم
ابن زَيْدِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو المازني ثم النجاري.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ عَنْ عَمِّهِ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: لَا وُضُوءَ إِلَّا فِيمَا وَجَدْتَ الرِّيحَ أو سمعت الصوت.
و:
محمد بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرِ بْنِ سَعْدٍ [1]
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَمُحَمَّدُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ أَنَّهُمَا سَمِعَا النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ نَحَلَنِي أَبِي بَشِيرُ بْنُ سَعْدٍ غُلَامًا لَهُ، ثُمَّ مَشَى بِي حَتَّى أَدْخَلَنِي عَلَى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إِنِّي نَحَلْتُ ابْنِي هَذَا غُلَامًا فَإِنْ رَأَيْتَ يا رسول الله أَنْ أُجِيزَهُ أَجَزْتُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
أَكُلُّ بَنِيكَ قَدْ نَحَلْتَ؟ فَقَالَ بَشِيرٌ: لَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم
__________
[1] في الأصل «سعيد» وهو خطأ (انظر طبقات خليفة ص 94) .(1/381)
فأرجعها [1] .
و:
ثابت بْنُ قَيْسٍ الزُّرَقِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ عَنِ اللَّيْثِ عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ أَحَدِ بَنِي زُرَيْقٍ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: أَخَذَتِ النَّاسُ رِيحٌ بِطَرِيقِ مَكَّةَ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ خَارِجٌ فَاشْتَدَّتْ، فَقَالَ عُمَرُ لِمَنْ حَوْلَهُ:
مَا الرِّيحُ؟ فَلَمْ يُرْجِعُوا إِلَيْهِ شَيْئًا، فَبَلَغَنِي الَّذِي سَأَلَ عنه عمر فاستحثيت رَاحِلَتِي حَتَّى أَدْرَكْتُهُ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أُخْبِرْتُ أَنَّكَ سَأَلْتَ عَنِ الرِّيح، وَإِنِّي سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الرِّيحُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ تَأْتِي بِالرَّحْمَةِ وَتَأْتِي بِالْعَذَابِ، فَلَا تَسُبُّوهَا وَسَلُوا اللَّهَ خَيْرَهَا، وَعُوذُوا بِهِ مِنْ شَرِّهَا.
وَمِنْهُمْ:
الْحُصَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأنصاري
ثم السالمي مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ.
قَصَّهُ مَحْمُودُ بن الربيع [2] .
وَمِنْهُمْ:
فَضَالَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ مَنْ لَا يُتَّهَمُ من قومه: أن كعب
__________
[1] أخرجه أحمد من هذا الوجه (المسند 4/ 268) .
[2] لعل المقصود حديث محمود بن الربيع أَنَّهُ عَقَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم وعقل مجة مجها النبي صلى الله عليه من دلو كان في دارهم (انظر مسند أحمد 5/ 429 والاصابة 3/ 366) .(1/382)
ابن عَجْرَةَ الْأَنْصَارِيَّ أَصَابَهُ أَذًى فِي رَأْسِهِ فَحَلَقَ قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ، فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ.
وَمِنْهُمْ:
حَفْصُ بْنُ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ الْقَرَظُ
حَدَّثَنِي حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ عَنِ الزُّبَيْدِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ حَفْصِ بْنِ سعد ابن قَرَظٍ: أَنَّ أَبَاهُ وَعُمُومَتَهُ أَخْبَرُوهُ عَنْ أَبِيهِمْ سَعْدِ بْنِ قَرَظٍ أَنَّ السُّنَّةَ فِي الْأَضْحَى وَالْفِطْرِ أَنْ يُكَبِّرَ الْإِمَامُ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى سَبْعَ تَكْبِيرَاتٍ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ، وَيُكَبِّرَ فِي الرَّكْعَةِ الثانية خمس تكبيرات قبل القراءة.
و:
حرام بْنُ سَعْدِ بْنِ مُحَيِّصَةَ
حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ عَنْ حَرَامِ بْنِ مُحَيِّصَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كَسْبِ الْحَجَّامِ؟ فَنَهَانِي عَنْهُ، فَشَكَوْتُ إِلَيْهِ الْحَاجَةَ فَقَالَ: أعلفه ناضحك.
و:
عمر بْنُ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيُّ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ بَعْضُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِلنَّاسِ- وَهُوَ يحذرهم فتنة الدجال-:
تعلمن أَنَّهُ لَنْ يَرَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رَبَّهُ حَتَّى يَمُوتَ، وَأَنَّهُ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ يَقْرَأُهُ مَنْ كَرِهَ عَمَلَهُ.
وَمِنْهُمْ:
يَزِيدُ بْنُ وَدِيعَةَ بْنِ حُذَافَةَ الْأَنْصَارِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ وَدِيعَةَ بن(1/383)
حُذَافَةَ الْأَنْصَارِيُّ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إِنَّ الْأَنْصَارَ أَعِفَّةٌ صُبْرٌ، وَإِنَّ النَّاسَ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ فِي هَذَا الشَّأْنِ، مُؤْمِنُهُمْ تَبَعُ مُؤْمِنِهِمْ، وَفَاجِرُهُمْ تَبَعُ فَاجِرِهِمْ.
وَمِنْهُمْ:
إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بن ثابت
ابن قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ الْأَنْصَارِيُّ.
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مسلم أن إسماعيل ابن مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتِ الْأَنْصَارِيَّ أَخْبَرَهُ: أَنَّ ثَابِتَ بْنَ قَيْسٍ الْأَنْصَارِيَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لقد خشيت أن أكون قد هلكت. قال: لم؟ قال: نهى الله المرء أَنْ يُحْمَدَ مِمَّا لَمْ يُفْعَلْ وَأَجِدُنِي أُحِبُّ الْحَمْدَ، وَيُنْهَى عَنِ الْخُيَلَاءِ وَأَجِدُنِي أُحِبُّ الْجَمَالَ، وَيُنْهَى أَنْ نَرْفَعَ أَصْوَاتَنَا فَوْقَ صَوْتِكَ وَأَنَا امْرُؤٌ جَهِيرُ الصَّوْتِ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا ثَابِتُ أَلَا تَرْضَى أَنْ تَعِيشَ حَمِيدًا، أَوْ تُقْتَلَ شَهِيدًا وَتَدْخُلَ الْجَنَّةَ.
وَعُقْبَةُ بْنُ سُوَيْدٍ
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أخبرني شعيب وحدثنا حجاج عن جده عن الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي عُقْبَةُ بْنُ سُوَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ- وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوَةِ حُنَيْنٍ، فَلَمَّا بَدَا لَنَا أُحُدٌ قَالَ رَسُولُ الله صلّى الله عليه وسلم: جبل يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ.
وَمِنْهُمْ:
عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَالِدٍ الْأَنْصَارِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَالِدٍ الْأَنْصَارِيِّ: أَنَّ صَدَقَةَ الْبَقَرِ كَصَدَقَةِ الْإِبِلِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا أَسْنَانَ فِيهَا.(1/384)
قَالَ مُحَمَّدٌ: وَأَهْلُ الْحِجَازِ [بِهِ] [1] يَعْمَلُونَ الْيَوْمَ.
وَمِنْهُمْ:
مُحَرَّرُ [2] بْنُ أَبِي هُرَيْرَةَ
حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى عَنِ ابن لهيعة عن جعفر بن ربيعة عن الزُّهْرِيِّ عَنْ مُحَرَّرِ بْنِ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ عُمَرَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ عَزْلِ الْحُرَّةِ إِلَّا بِإِذْنِهَا.
و:
الحسين بْنُ أَبِي السَّائِبِ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ
وَأَبُو لبابة رفاعة بن المنذر رواسي.
حَدَّثَنِي الرَّبِيعُ بْنُ رَوْحٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا الزُّبَيْدِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ حُسَيْنِ بْنِ [أَبِي] [3] السَّائِبِ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ أَنَّ جَدَّهُ حدَّثَهُ أَنَّ أَبَا لُبَابَةَ حِينَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي تَخَلُّفِهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِيمَا كَانَ سَلَفَ قَبْلَ ذَلِكَ مِنْ أُمُورٍ وَجَدَ عَلَيْهِ فِيهَا رسول الله صلّى الله عليه فَزَعَمَ حُسَيْنٌ أَنَّ أَبَا لُبَابَةَ قَالَ حِينَ تَابَ [اللَّهُ] [4] عَلَيْهِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَهْجُرُ دَارَ قَوْمِي الَّتِي أَصَبْتُ فِيهَا الذَّنْبَ وَأَنْتَقِلُ وَأُسَاكِنُكَ وَأَنْ أَنْخَلِعَ مِنْ مَالِي صَدَقَةً إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَعَمَ حُسَيْنٌ: يُجْزِي عنك الثلث [5] .
__________
[1] الزيادة يقتضيها السياق.
[2] في الأصل «محرز» والتصويب من ابن سعد 5/ 188 وطبقات خليفة ص 249.
[3] في الأصل «وأن» .
[4] في الأصل ساقطة.
[5] أخرجه من هذا الوجه أحمد (المسند 3/ 502) ، وأخرجه مالك في الموطأ من مراسيل الزهري (تنوير الحوالك شرح على موطأ مالك 2/ 33- 34) .(1/385)
وَمِنْهُمْ:
مُحَمَّدُ بْنُ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ
حَدَّثَنِي يُوسُفُ [1] حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ معاوية بن يحي عن الزهري عن محمد بن بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ أَبِيهِ: أَنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لَيْلَةُ الْقَدْرِ فِي رَمَضَانَ مَنْ قَامَهَا إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَهِيَ لَيْلَةُ وَتْرٍ لِثَالِثَةٍ أَوْ خَامِسَةٍ أَوْ سَابِعَةٍ أَوْ تَاسِعَةٍ، وَمِنْ أَمَارَتِهَا أَنَّهَا لَيْلَةٌ بلجة صافة سَاكِنَةٌ لَا حَارَّةٌ وَلَا بَارِدَةٌ، كَأَنَّ فِيهَا قصر، وَلَا يَحِلُّ لِنَجْمٍ أَنْ يُرْمَى بِهِ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ حَتَّى الصَّبَاحِ. وَمِنْ أَمَارَتِهَا- يَعْنِي عَلَامَتِهَا- أَنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ صَبِيحَتَهَا مُسْتَوِيَةً لَا شُعَاعَ لَهَا، كَأَنَّهَا الْقَمَرُ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وَحَرَّمَ اللَّهُ عَلَى الشَّيْطَانِ أَنْ يَخْرُجَ مَعَهَا [2] .
وَمِنْهُمْ:
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ [3]
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قال عبد الرحمن ابن يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي صَلَاةَ الْفَجْرِ بِغَلَسٍ.
وَمِنْهُمْ:
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ الْأَنْصَارِيُّ
يَرْوِي [4] هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَبْدِ الرحمن بن يزيد بن جارية.
__________
[1] يوسف بن يعقوب الصفار أبو يعقوب الكوفي (تهذيب التهذيب 11/ 432) .
[2] أخرجه أحمد من حديث عبادة بن الصامت بألفاظ مقاربة (المسند 5/ 324) .
[3] في الأصل «حارثة» والتصويب من (ابن سعد 5/ 60، وطبقات خليفة 82، وتهذيب التهذيب 6/ 298) .
[4] في الأصل «يروى» وانظر تهذيب التهذيب 7/ 21.(1/386)
وَمِنْهُمْ:
حَمْزَةُ بْنُ أَبِي أُسَيْدٍ [1]
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ حدثنا محمد بن سلمة عن محمد ابن إِسْحَاقَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جِنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ بِالْبَقِيعِ فَإِذَا الذِّئْبُ مُفْتَرِشًا ذِرَاعَيْهِ عَلَى الطَّرِيقِ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا أويس يستفرضني فافرضوا لَهُ. قَالُوا: تَرَى رَأْيَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: مِنْ كُلِّ سَائِمَةٍ شَاةٌ فِي كُلِّ عَامٍ. قَالُوا: كَثِيرٌ. قَالَ: فَأَشَارَ إِلَى الذِّئْبِ أن خالسهم فانطلق الذئب [2] .
و:
أسيد بْنُ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ
«حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عن يزيد بن أبي حبيب عن ابن شِهَابٍ عَنْ أُسَيْدِ بْنِ رَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُتَكَارَى الْأَرْضُ بِبَعْضِ مَا فِيهَا» [3] .
وَمِنْهُمْ:
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ
حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ طارق عن رشدين ابن سَعْدٍ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ كَانَ يُضَحِّي عَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ بِشَاةٍ.
__________
[1] اسم أبي أسيد «مالك بن ربيعة بن البدي» (ابن سعد 5/ 200) .
[2] لم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة.
[3] الخطيب: موضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 61.(1/387)
ومنهم:
سَعْدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ [1]
وَمِنْهُمْ:
خَلَّادٌ [2]
قَالَ [3] الزُّهْرِيُّ أَخْبَرَنِي خَلَّادٌ أَنَّ أَبَاهُ سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِذَا تَغَوَّطَ أَحَدُكُمْ فَلْيَمْسَحْ ثلاث مرات.
ومنهم:
يحي بْنُ عُمَارَةَ بْنِ أَبِي حَسَنٍ الْأَنْصَارِيُّ
حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ حَدَّثَنَا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن يحي بْنِ عُمَارَةَ بْنِ أَبِي حَسَنٍ الْمَازِنِيِّ: بَلَغَهُ أَنَّ رِجَالًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْوَسْوَسَةِ الَّتِي يُوَسْوِسُ بِهَا الشَّيْطَانُ فِي أَنْفُسِهِمْ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَشْيَاءُ نَجِدُهَا فِي أَنْفُسِنَا يَسْقُطُ أَحَدُنَا مِنْ عِنْدِ الثُّرَيَّا أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يتكلم به، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَوَجَدْتُمْ ذَلِكَ صَرِيحُ الْإِيمَانِ إِنَّ الشَّيْطَانَ يُرِيدُ الْعَبْدَ فِيمَا دُونَ ذَلِكَ فَإِذَا عُصِمَ مِنْهُ رُفِعَ فيما هنالك.
و:
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [4] حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ أنه سمع عبد الرحمن بن يزيد بن جارية يقول: سمعت
__________
[1] ولم يذكر له رواية.
[2] لعله خلاد بن السائب الجهنيّ (تهذيب التهذيب 3/ 172) .
[3] يبدو أن أول الاسناد ساقط، والحديث أخرجه أحمد من طريق آخر (المسند 3/ 336) .
[4] هو ابن عيينة.(1/388)
عمي مجمع بن جارية يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وذكر الدجال فقال: «والّذي نفسي بيده ليقتلنه ابن مريم بباب لدّ [1] » [2] .
ومنهم:
محمد بن يحي بن حبان الأنصاري
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ عَنِ اللَّيْثِ عن عُقَيْلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يحي بْنَ حِبَّانَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَجْعَلَ صَلَاتِي كُلَّهَا لَكَ. قَالَ: إِذًا يَكْفِيكَ اللَّهُ أَمْرَ دُنْيَاكَ وآخرتك.
و:
أبو سُفْيَانَ بْنُ جَبْرِ بْنِ عَتِيكٍ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بن يحي حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي أَبُو سُفْيَانَ بْنِ جَبْرِ بْنِ عَتِيكٍ أَنَّ حَفْصَةَ بِنْتِ مُبَشِّرٍ الْأَنْصَارِيَّةَ عَطِشَتْ فَلَمْ تَسْتَطِعْ صَوْمًا مَعَ الْعَطَشِ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ فَسَأَلْتُ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ: تُطْعِمُ ثلاثين مسكينا مدا مُدًّا تَطْحَنُهُ وَتَخْبِزُهُ وَتَأْدِمُهُ. قَالَ: فَانْصَرَفْتُ إِلَى سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَسَأَلْتُهُ. فَقَالَ:
بِئْسَ مَا قَالَ عِكْرِمَةُ بَلْ تُطْعِمُ ثَلَاثِينَ مِسْكِينًا مُدًّا مُدًّا وَلَا تَطْحَنُهُ وَلَا تَخْبِزُهُ وَلَا تَأْدِمُهُ.
وَمِنْهُمْ:
نَصْرٌ الْأَنْصَارِيُّ
قَالَ [3] الزُّهْرِيّ أَخْبَرَنِي نَصْرٌ الْأَنْصَارِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ كَعْبَ الْأَحْبَارِ قَالَ:
__________
[1] لدّ: قرية قرب بيت المقدس في فلسطين (ياقوت: معجم البلدان) .
[2] أخرجه أحمد من هذا الوجه (المسند 3/ 420) .
[3] هل سقط أول الاسناد أم ان يعقوب الفسوي ينقل من نسخة مكتوبة.(1/389)
وَأَخْبَرَنِي أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إِذَا أَحَدُكُمْ قَضَى صَلَاتَهُ فِي الْمَسْجِدِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْبَيْتِ حِينَئِذٍ فَلْيُصَلِّ وَلْيَجْعَلْ لِبَيْتِهِ نصيبا من صلاته.
و:
عبيد اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ
رَوَى الزُّهْرِيُّ عَنْهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ سَأَلْتُ عُمَرَ عَنْ.... [1] مَرَّتَيْنِ.
وَمِنْ تَابِعِي الْمَدِينَةِ مِنْ مُضَرَ مِمَّنْ رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيِّ
وَمِنْهُمْ:
سِنَانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ حَدَّثَنِي سِنَانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيُّ وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيَّ أخبرهم: أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غَزْوَةً قَبْلَ نَجْدٍ، فَلَمَّا قَفَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَفَلَ مَعَهُ فَأَدْرَكَتْهُمُ الْقَائِلَةُ يَوْمًا فِي وَادٍ كَثِيرِ الْعَضَاةِ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَفَرَّقَ النَّاسُ فِي الْعَضَاهِ يَسْتَظِلُّونَ بِالشَّجَرِ، وَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْتَ شَجَرَةٍ فَعَلَّقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا سَيْفَهُ. قَالَ جَابِرٌ:
فَنِمْنَا نَوْمَةً فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُونَا، فَأَجَبْنَاهُ، فَإِذَا عِنْدَهُ أَعْرَابِيٌّ جَالِسٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ هَذَا اخْتَرَطَ سَيْفِي وَأَنَا نَائِمٌ فَاسْتَيْقَظْتُ وَهُوَ فِي يَدِهِ صَلْتًا فَقَالَ: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ فَقُلْتُ: الله.
__________
[1] الفراغ كلمة رسمها «المعطا» ولم أتبينها.(1/390)
فَقَالَ ثَانِيَةً: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ فَقُلْتُ: اللَّهُ. فَشَامَ السَّيْفَ وَجَلَسَ، فَلَمْ يُعَاقِبْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ فَعَلَ ذَلِكَ [1] .
وَمِنْهُمْ:
الْهَيْثَمُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيُّ
«حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ قَالا: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ حَدَّثَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي الْهَيْثَمُ بن أبي سِنَانٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ- وَهُوَ يَقُصُّ- وَهُوَ يَقُولُ فِي قَصَصِهِ وَهُوَ يَذْكُرُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أَخَاكُمْ لَا يَقُولُ الزُّورَ [2]- يَعْنِي بِذَلِكَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ- قَالَ:
وَفِينَا رَسُولُ اللَّهِ يَتْلُو كِتَابَهُ ... إِذَا انْشَقَّ مَعْرُوفٌ مِنَ الْفَجْرِ سَاطِعُ
أَتَانَا [3] الْهُدَى بَعْدَ الْعَمَى فَقُلُوبُنَا ... بِهِ مُوقِنَاتٌ أن ما قال واقع
بيت يجافي جنبه عَنْ فِرَاشِهِ ... إِذَا اسْتَثْقَلَتْ بِالْكَافِرِينَ [4] الْمَضَاجِعُ»
[5]
وَمِنْهُمْ:
عِكْرِمَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّؤَلِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ.
وَثَنَا حَجَّاجٌ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي عِكْرِمَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّؤَلِيُّ:
أَنَّ أُخْتَهُ أَرْسَلَتْهُ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ تَسْأَلُهُ عَنْ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عَشْرَ مَرَّاتٍ.
فَقَالَ لَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ: كُلَّمَا قَالَهَا أَحَدُكُمْ عَشْرَ مَرَّاتٍ فَهِيَ عَدْلُ رَقَبَةٍ فَلَا
__________
[1] أخرجه البخاري بهذا الاسناد بألفاظ مقاربة (الصحيح 4/ 48- 49) .
[2] في البخاري «الرفث» (الصحيح 2/ 66) .
[3] في رواية البخاري وابن عساكر «أرانا» .
[4] في رواية البخاري «بالمشركين» .
[5] أخرجه البخاري من هذا الطريق (الصحيح 4/ 66) واقتبسه عن يعقوب ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق مجلد 5/ 395 ب.(1/391)
تعجزن أن تستكثروا من الرقاب.
و:
السائب بْنُ مَالِكٍ [1] الدُّؤَلِيُّ
حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ حَدَّثَنَا جَدِّي عَنِ الزُّهْرِيِّ حَدَّثَنِي السَّائِبُ بْنُ مَالِكٍ الدُّؤَلِيُّ: أَنَّ ابْنَ أَبِي عُرْوَةَ الدُّؤَلِيَّ كَانَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ يَخْتَلِعُ بَعْضَ نِسَائِهِ اللَّائِي يَتَزَوَّجُ، فَكَانَ لَهُ فِي النَّاسِ مِنْ ذَلِكَ أُحْدَوثَةٌ يَكْرَهُهَا، فَلَمَّا عَلِمَ ذَلِكَ قَامَ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَرْقَمِ حَتَّى أَدْخَلَهُ بَيْتَهُ، فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ وَابْنُ الْأَرْقَمِ يَسْمَعُ:
أَنْشُدُكِ اللَّهَ هَلْ تَبْغَضِينِي؟ قَالَتِ امْرَأَتُهُ: لَا تَنْشُدْنِي. قَالَ: بَلَى أَنْشُدُكِ اللَّهَ. قَالَتْ: اللَّهمّ نَعَمْ. قَالَ ابْنُ أَبِي عُرْوَةَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَرْقَمِ: اسْمَعْ.
ثُمَّ انْطَلَقَ ابْنُ أَبِي عُرْوَةَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّكُمْ تَتَحَدَّثُونَ أَنِّي أَظْلِمُ النِّسَاءَ وَأَخْتَلِعُهُنَّ فَسَلْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْأَرْقَمِ عَمَّا سَمِعَ مِنِ امْرَأَتِي، فَأَرْسَلَ عُمَرُ إِلَى امْرَأَةِ ابْنِ أَبِي عُرْوَةَ، فَجَاءَتْهُ هِيَ وَعَمَّتُهَا.
فَقَالَ: أَأَنْتِ الَّتِي يُحَدِّثُنِي زَوْجُكِ أنك تبغضينه؟ قالت: يا أمير المؤمنين أَنَا أَوَّلُ مَنْ تَابَ وَرَاجَعَ أَمْرَ اللَّهِ، يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَشَدَنِي فَتَحَرَّجْتُ أَنْ أَكْذِبَ، فأكذب يا أمير المؤمنين؟ قال: نعم فاكذبنا، وَإِنْ كَانَتْ إِحْدَاكُنّ لَا تُحِبُّ أَحَدَنَا فَلَا تُحَدِّثْهُ بِذَلِكَ فَإِنَّهُ أَقَلُّ الْبُيُوتِ الَّذِي بُنِيَ عَلَى الْحُبِّ، وَلَكِنَّ النَّاسَ يَتَعَاشَرُونَ بِالْإِسْلَامِ وَالْأَنْسَابِ وَالْإِحْسَانِ.
وَمِنْهُمْ:
النَّحَّامُ الْكِنَانِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَنْبَأَ شُعَيْبٌ.
وَثَنَا حَجَّاجٌ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ
__________
[1] في الأصل «مالك بن السائب» وهو مقلوب.(1/392)
كِنَانَةَ مِمَّنْ يَتَّبِعُ الْفِقْهَ يُقَالُ لَهُ النَّحَّامُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ وَهُوَ يُحَدِّثُهُمْ: أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثَ صَلَاتِكُمْ هَذِهِ إِذَا اجْتَنَبْتُمُ الْكَبَائِرَ، نصلي الظهر ثم نخرق على أنفسنا، فَإِذَا صَلَّيْنَا الْعِشَاءَ نُرِيدُ الْعَتْمَةَ كَفَّرَتْ مَا بينهما ثم نخرق على أنفسنا، فَإِذَا صَلَّيْنَا الْفَجْرَ كَفَّرَتْ مَا بَيْنَهُمَا إِذَا اجتنبتم الكبائر.
و:
عطاء بْنُ يَزِيدَ اللَّيْثِيُّ
سَكَنَ فِلِسْطِينَ.
حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ ثَنَا وُهَيْبٌ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الْوَتْرُ حَقٌّ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُوتِرَ لِخَمْسٍ فَلْيَفْعَلْ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُوتِرَ بِثَلَاثٍ فَلْيَفْعَلْ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُوتِرَ بِوَاحِدَةٍ فَلْيَفْعَلْ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطْعِ فَلْيُومِئْ إِيمَاءً.
عَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيُّ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَقَالَ: الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَقُلْتُ: لَا حَدَّثَنِي سعيد بن المسيب وعروة ابن الزُّبَيْرِ وَعَلْقَمَةُ بْنُ [1] وَقَّاصٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُمْ [2] سَمِعُوا عَائِشَةَ تَقُولُ: الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بنُ أُبَيِّ بن سلول.
عامر بن أكيمة الليثي
و:
حدثنا ابن قعنب وابن بكير عن مالك عن ابن شهاب عن ابن اكيمة
__________
[1] في الأصل «بن أبي وقاص» وانظر ابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 280.
[2] في الأصل «أنهما» .(1/393)
اللَّيْثِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْصَرَفَ مِنْ صَلَاةٍ جَهَرَ فِيهَا بِالْقِرَاءَةِ فَقَالَ: هَلْ قَرَأَ مَعِي أَحَدٌ مِنْكُمْ آنِفًا؟ فَقَالَ رَجُلٌ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: إِنِّي أَقُولُ مَا لِي أُنَازِعُ الْقُرْآنَ. قَالَ: فَانْتَهَى [النَّاسُ عَنِ الْقِرَاءَةِ فِيمَا جَهَرَ فِيهِ] [1] رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الصَّلَاةِ حِينَ سَمِعُوا ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
و:
ابن أَخِي أَبِي رُهْمٍ الْغِفَارِيُّ
«حَّدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أخبرني شعيب.
وحدثنا حجاج عن جده عن الزُّهْرِيِّ حَدَّثَنِي ابْنُ أَخِي أَبِي رُهْمٍ الْغِفَارِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا رُهْمٍ- وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِينَ بَايَعُوهُ تَحْتَ الشَّجَرَةِ- يَقُولُ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَةَ تَبُوكَ» [2] ، فَلَمَّا قَفَلَ أَسْرَى لَيْلَةً- وَقَالَ حَجَّاجٌ: سَرَى لَيْلَةً- بِالْأَخْصَرِ، فَسِرْتُ قَرِيبًا مِنْهُ، وَأُلْقِيَ عَلَيْنَا النُّعَاسُ فَطَفِقْتُ أَسْتَيْقِظُ، وَقَدْ دَنَتْ رَاحِلَتِي مِنْ رَاحِلَتِهِ، فَيُفْزِعُنِي دُنُوُّهَا خَشْيَةَ أَنْ أُصِيبَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ، فَأُؤَخِّرُ رَاحِلَتِي حَتَّى غَلَبَتْنِي عَيْنَايَ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ فَزَاحَمَتْ رَاحِلَتِي رَاحِلَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرِجْلُهُ فِي الْغَرْزِ فَأَصَبْتُ رِجْلَهُ، فَلَمْ أَسْتَيْقِظْ إِلَّا بِقَوْلِهِ: حس. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَغْفِرْ لِي فَقَالَ: سِرْ. فَطَفِقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُنِي عَنْ مَنْ تَخَلَّفَ مِنْ بَنِي غِفَارٍ، فَأَخْبَرْتُهُ. فَقَالَ- إِذْ هُوَ يَسْأَلُنِي-: مَا فِعْلُ النَّفَرِ [3] الْبِيضِ؟ - وَقَالَ حَجَّاجٌ: الْحُمْرُ الطِّوَالُ الشُّطَاطُ- فَحَدَّثْتُهُ بِتَخَلُّفِهِمْ، فَقَالَ: مَا فِعْلُ السُّودِ
__________
[1] الزيادة من سنن النسائي 2/ 108- 109 حيث أخرج هذا الحديث من هذا الوجه.
[2] الخطيب: الكفاية 40- 41 لكنه يذكر «ابن أبي رهم» بدل «ابن أخي أبي رهم» .
[3] في الأصل «البقر» والتصويب من الكفاية.(1/394)
الْجُعْدِ الْقُطُطِ- وَقَالَ حَجَّاجٌ الْقِصَارُ- الَّذِينَ لَهُمْ نَعَمٌ بِشَبَكَةِ شَرْخٍ [1] » [2] .
وَقَالَ حَجَّاجٌ: بِشَبَكَةِ شَارِحٍ- فَذَكَرْتُ فِي بَنِي غِفَارٍ فَلَمْ أَذْكُرْهُمْ حَتَّى ذَكَرْتُ أَنَّهُمْ رَهْطٌ مِنْ أَسْلَمَ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أُولَئِكَ رَهْطٌ مِنْ أَسْلَمَ وَقَدْ تَخَلَّفُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: فَمَا يَمْنَعُ أَحَدٌ أُولَئِكَ حِينَ يَتَخَلَّفُ أَنْ يَحْمِلَ عَلَى بعير من ابله امرأ نَشِيطًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَإِنَّ أَعَزَّ أَهْلِي عَلَيَّ أَنْ يَتَخَلَّفَ عَنِّي الْمُهَاجِرُونَ مِنْ قُرَيْشٍ وَالْأَنْصَارُ وَغِفَارٌ وَأَسْلَمُ» [3] .
وَمِنْهُمْ:
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ الْمُدْلِجِيُّ
حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي مَنِيعٍ حَدَّثَنِي جَدِّي عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ سُرَاقَةَ بْنَ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ قَالَ: جَاءَتْنَا رُسُلُ كُفَّارِ قُرَيْشٍ يَجْعَلُونَ فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ دِيَةَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لِمَنْ قَتَلَهُمَا أَوْ أَسَرَهُمَا.
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ أَخَاهُ سُرَاقَةَ بْنَ جُعْشُمٍ قَالَ: دَنَوْتُ مِنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عَلَى نَاقَةٍ أَنْظُرُ إِلَى سَاقَيْهِ كَأَنَّهُمَا جُمَارَةٌ.
ومنهم:
__________
[1] في معجم البلدان لياقوت (شبكة شدخ) اسم ماء لأسلم من بني غفار، وفي مسند أحمد «شظية شرخ» .
[2] الخطيب: الكفاية 10- 41 لكنه يذكر «الثطاط» .
[3] أخرجه أحمد من هذا الوجه لكنه عند الفسوي أكمل (المسند 4/ 349- 350) .(1/395)
جَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ عَنْ [جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو] [1] بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْكُلُ لَحْمًا مِنْ كَتِفٍ ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.
ومنهم:
يزيد بن الأصم الهلالي
من هَوَازِنُ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ.
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي أَبُو الشَّعْثَاءِ [2] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَكَحَ وَهُوَ مُحْرِمٌ. فَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ الْأَصَمِّ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَكَحَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ حلال وهي خالته [3] ، فقلت لابن شهاب: أتجعل أَعْرَابِيًّا بَوَّالًا عَلَى عَقِبَيْهِ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وهي خالة ابن عباس أيضا!.
و:
عراك بْنُ مَالِكٍ الْغِفَارِيُّ
حَدَّثَنَا ابْنُ قَعْنَبٍ وَابْنُ بكير عن مالك عن ابن شهاب عن عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ لَيْثٍ أَجْرَى فَرَسًا فَوَطِئَ عَلَى إِصْبَعِ رَجُلٍ مِنْ جُهَيْنَةَ فَرِقَ مِنْهَا فَمَاتَ. فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِلَّذِي ادَّعَى الدِّيَةَ عَلَيْهِمْ: يَحْلِفُونَ خَمْسِينَ يَمِينًا ما مات منها. فأبوا وتحرجوا
__________
[1] في الأصل «ساقط» .
[2] جابر بن زيد الازدي الجوفي البصري (تهذيب التهذيب 2/ 38) .
[3] يعني ميمونة هي خالة يزيد بن الأصم (تهذيب التهذيب 11/ 313) .(1/396)
مِنَ الْأَيْمَانِ فَقَالَ لِلْآخَرِينَ: احْلِفُوا أَنْتُمْ. فَأَبَوْا، فَقَضَى عُمَرُ بِشَطْرِ الدِّيَةِ عَلَى السَّعْدِيِّينَ.
وَمِنْهُمْ:
عُمَرُ بْنُ مُحْرِزٍ الْأَشْجَعِيُّ
مِنْ قَيْسِ عَيْلَانَ، غَطَفَانِيٌّ.
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ مُحْرِزٍ الْأَشْجَعِيَّ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ بَلَغَهُ عَنْ بَعْضِ مَنْ يُحَدِّثُ أَنَّ جِبْرِيلَ قال: ما مِنَ الْإِنْسِ أَهْلُ عَشَرَةِ أَبْيَاتٍ إِلَّا قَدْ قَلَّبْتُهُمْ فَمَا وَجَدْتُ فِيهِمْ أَحَدًا أَشَدَّ إِنْفَاقًا لِلْمَالِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَمِنْهُمْ:
مَالِكُ بْنُ الْأَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ النَّصْرِيُّ
مِنْ هَوَازِنَ ثُمَّ مِنْ قَيْسِ عَيْلَانَ.
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ حَدَّثَنَا أَبِي أخبرنا ابن شهاب الزهري مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ شِهَابٍ أَنَّ مَالِكَ بْنَ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ أَخْبَرَهُ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ.
وَمِنْهُمْ:
مُسْلِمُ بْنُ يَزِيدَ
أَحَدُ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ.
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ قَالا: ثَنَا اللَّيْثُ حَدَّثَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ قَالَ: حَدَّثَنِي مُسْلِمُ بْنُ يَزِيدَ أَحَدُ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرِ بن قيس:(1/397)
أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَبُو شُرَيْحِ بْنِ عَمْرٍو الْخُزَاعِيُّ [1]- وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَتَلُوا رَجُلًا مِنْ هُذَيْلٍ كَانُوا يَطْلُبُونَهُ بِذَحْلِ [2] الْجَاهِلِيَّةِ فِي الْحَرَمِ يَؤُمُّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُبَايِعَهُ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَقَتَلُوهُ، فَلَمَّا بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَتْلُهُ غَضِبَ أَشَدَّ غَضَبٍ، فَسَعَتْ بَنُو بَكْرٍ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَأَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَشْفِعُونَ بِهِمْ [3] إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا كَانَ الْعَشِيُّ قَامَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في النَّاسِ فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ مَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مَكَّةَ وَلَمْ يُحَرِّمْهَا النَّاسُ، وَإِنَّمَا أَحَلَّهَا لِي سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ ثُمَّ هِيَ حَرَامٌ كَمَا حَرَّمَهَا اللَّهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِنَّ أَعْتَى النَّاسِ عَلَى اللَّهِ ثَلَاثَةٌ، رَجُلٌ قَتَلَ فِيهَا، وَرَجُلٌ قَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ وَرَجُلٌ طَلَبَ بِذَحْلِ الْجَاهِلِيَّةِ، وَإِنِّي وَاللَّهِ لَأَدِيَنَّ هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي أَصَبْتُمْ [4] .
و:
عباد بْنُ زِيَادِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ حَدَّثَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ حَدَّثَنِي عَبَّادُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ عَرُوقٍ وَحَمْزَةَ ابْنَيِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ أَنَّهُمَا سَمِعَا الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ يُخْبِرُ: أَنَّهُ سَارَ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَلَمَّا دَنَا الْفَجْرُ عَدَلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فَعَدَلْتُ مَعَهُ فَأَنَاخَ فَتَبَرَّزَ وَمَعِي إِدَاوَةٌ فِيهَا مَاءٌ، فَلَمَّا جَاءَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم أمرني
__________
[1] الاصابة 4/ 102.
[2] الذحل: الثأر.
[3] في الأصل «به» .
[4] أخرجه أحمد من هذا الوجه (المسند 4/ 31) .(1/398)
فسكبت على يده مِنَ الْإِدَاوَةِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجْهَهُ، ثُمَّ ذَهَبَ يَحْسُرُ عَنْ ذِرَاعَيْهِ فَضَاقَ كُمَّا جُبَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَدْخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ فِي جَيْبِهِ فَأَخْرَجَهُمَا مِنْ تَحْتِ الْجُبَّةِ، فَغَسَلَهُمَا إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ، ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ، وَتَوَضَّأَ عَلَى خُفَّيْهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَقْبَلَ مَعَهُ الْمُغِيرَةُ، فَوَجَدُوا النَّاسَ قَدْ أَقَامُوا الصَّلَاةَ، وَقَدَّمُوا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ يُصَلِّي لَهُمْ، فَصَلَّى بِهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ رَكْعَةً مِنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَفَّ مَعَ النَّاسِ وَرَاءَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ، فَلَمَّا سَلَّمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُتِمُّ صَلَاتَهُ، فَفَزِعَ النَّاسُ لِذَلِكَ وَأَكْثَرُوا التَّسْبِيحَ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاتَهُ قال للناس: قد أصبتم أو أحسنتم.
و:
سالم بن أبي عاصم الثقفي
حدثني إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنِي مَعْنٌ [1] حَدَّثَنِي عَبْدُ الله بن يحي بْنِ سُلَيْمَانَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ الثَّقَفِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الله ابن مَسْعُودٍ يَقُولُ: يُقَالُ مَنْ أَنْكَرَ وَلَدًا هُوَ له عقد بين طرفيه يوم يوم القيامة.
عمرو بن الشريد
و:
حدثنا ابْنُ قَعْنَبٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ وَأَبُو الْوَلِيدِ عَنْ مالك عن ابن شهاب عن عمرو ابن الشَّرِيدِ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ سُئِلَ عن رجل كانت له امرأتان فأرضعت
__________
[1] هو معن بن عيسى.(1/399)
إِحْدَاهُمَا غُلَامًا وَأَرْضَعَتِ الْأُخْرَى جَارِيَةً فَقِيلَ أَيَتَزَوَّجُ الغلام الجارية؟
فقال: لا اللقاح وأخذ.
و:
عمرو بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ [1]
حدثنا سعيد بن أبي مريم أخبرنا يحي بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنِي عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ يَعْلَى قَالَ: كَلَّمْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم في أَبِي أُمَيَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بَايِعْ أَبِي عَلَى الْهِجْرَةِ؟
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَلْ أُبَايِعُهُ عَلَى الْجِهَادِ فَقَدِ انْقَطَعَتِ الْهِجْرَةُ.
وَمِنْهُمْ:
عَمْرُو بن أبي سفيان
ابن أُسَيْدِ بْنِ جَارِيَةَ الثَّقَفِيُّ.
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ [أبي] [2] سفيان ابن أُسَيْدِ بْنِ جَارِيَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ فَأُرِيدُ دَعْوَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ أَخْتَبِئَ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي [3] .
و:
يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الأخنس
حدثنا حرملة بن يحي أخبرنا ابن وهب أخبرني يحي بْنُ أَيُّوبَ وَابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن المغيرة بن عبد الله
__________
[1] في الأصل «أمية بن يعلى» وهو مقلوب والصواب ما أثبته (انظر طبقات خليفة ابن خياط ص 45) .
[2] في الأصل ساقطة وانظر صحيح مسلم 1/ 131 وتهذيب التهذيب 8/ 41.
[3] أخرجه البخاري من حديث أبى هريرة (الصحيح 9/ 170) ، وأخرجه مسلم من هذا الوجه (الصحيح 1/ 131) .(1/400)
ابن الْأَخْنَسِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: دَخَلَ إِبْلِيسُ الْعِرَاقَ فَقَضَى مِنْهَا حَاجَتَهُ، ثُمَّ دَخَلَ الشَّامَ فَطَرَدُوهُ، حَتَّى دَخَلَ بُسَاقَ [1] ، ثُمَّ دَخَلَ مِصْرَ فَبَاضَ فِيهَا وَفَرَّخَ وَبَسَطَ عَبْقَرِيَّهُ [2] .
وَمِنْهُمْ.
عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُوَيْدٍ [3]
وَمِنْهُمْ:
مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ الثَّقَفِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ جَارِيَةَ الثَّقَفِيِّ عَنْ يوسف ابن الْحَكَمِ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَقَالَ غَيْرُهُ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ سَعْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ يُرِدْ هَوَانَ قُرَيْشٍ أَهَانَهُ الله.
و:
داود بن أبي عاصم الثقفي
حدثني سَعِيدُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ عُفَيْرٍ حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ: هِيَ تَطْلِيقَةٌ وَاحِدَةٌ لَهُ عَلَيْهَا الرَّجْعَةُ. وَكَانَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ يَقُولُ مثل
__________
[1] بساق: عقبة قرب أيلة (ياقوت: معجم البلدان) ووقع في اللآلي المصنوعة 1/ 465 من طريق يعقوب بن سفيان «فخرج على ساق ثم دخل مصر» .
[2] لم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة وانظر عن طرقه [السيوطي: اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة 1/ 465] ويرى السيوطي ان الحديث يثبت من طريق يعقوب بن سفيان.
[3] لم يخرج له رواية.(1/401)
مَا يَقُولُ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ. أَخْبَرَنِي ذَلِكَ عَنْهُ دَاوُدُ بْنُ أَبِي عَاصِمِ بْنِ عُرْوَةَ ابن مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ، وَلَمْ أَسْمَعْ ذَلِكَ مِنْ أَبِي بكر ولم أسل عنه.
و:
عبد اللَّهِ بْنُ عَوْفٍ الْقَارِي
«حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ عَنِ اللَّيْثِ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْفٍ الْقَارِي عَامِلُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى دِيوَانِ فِلَسْطِينَ» [1] أَنَّهُ بَلَغَهُ: أَنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْأَرْضَ أَنْ تُطِيعَ مُوسَى فِي قَارُونَ، فَلَمَّا لَقِيَهُ مُوسَى قَالَ لِلْأَرْضِ: أَطِيعِي. فَأَخَذَتْهُ إِلَى الرُّكْبَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: أَطِيعِي.
فَأَخَذَتْهُ إِلَى الْحَقَوَيْنِ [2] وهو يستغيث بموسى، ثم قَالَ: أَطِيعِي فَوَارَتْهُ فِي جَوْفِهَا، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى مُوسَى: مَا أَشَدَّ قَلْبَكَ أَوْ مَا أَغْلَظَ قَلْبَكَ يَا مُوسَى أَمَا وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَوِ اسْتَغَاثَ بِي لَأَغَثْتُهُ. قَالَ: رَبِّ غَضَبًا لَكَ فَعَلْتُ.
وَمِنْهُمْ:
عَوْفُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الطُّفَيْلِ الْأَزْدِيُّ [3]
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ.
وحدثنا حجاج عن جده عن الزهري حدثني عَوْفُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ طُفَيْلٍ- وَهُوَ أَخُو عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم لِأُمِّهَا- أَنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ قَالَ فِي بَيْعٍ أَوْ عَطَاءٍ أَعْطَتْهُ عَائِشَةُ: وَاللَّهِ لَتَنْتَهِيَنَّ عَائِشَةُ أَوْ لَأَحْجِزَنَّ عَلَيْهَا. فَقَالَتْ: أَهُوَ قَالَ هَذَا؟ فَقَالُوا: نَعَمْ.
__________
[1] ابن حجر: الاصابة 3/ 138.
[2] الحقو: الخصر.
[3] في الأصل «الاسيدي» وما أثبته من طبقات خليفة 265 وتهذيب التهذيب 8/ 168.(1/402)
فَقَالَتْ عَائِشَةُ: هُوَ للَّه نَذْرٌ عَلَيَّ أَلَّا أُكَلِّمَ ابْنَ الزُّبَيْرِ أَبَدًا. فَاسْتَشْفَعَ ابْنُ الزُّبَيْرِ اليها حين طالت هجرتها إِيَّاهُ. فَقَالَتْ: وَاللَّهِ لَا أُشَفِّعُ فِيهِ أَحَدًا أَبَدًا وَلَا الْحَنِثَ فِي نَذْرِي الَّذِي نَذَرْتُهُ. فَلَمَّا طَالَ ذَلِكَ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ كَلَّمَ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ وَهُمَا مِنْ بَنِي زُهْرَةَ، فَقَالَ لَهُمَا: أَنْشُدُكُمَا اللَّهَ لِمَا أَدْخَلْتُمَانِي عَلَى عَائِشَةَ فَإِنَّهَا لَا يَحِلُّ لَهَا أَنْ تَنْذِرَ قَطِيعَتِي، فَأَقْبَلَ بِهِ الْمِسْوَرُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ مُشْتَمِلَيْنِ عَلَيْهِ بِأَرْدِيَتِهِمَا حَتَّى اسْتَأْذَنَا عَلَى عَائِشَةَ فَقَالَا: السلام عليك ورحمة الله وبركاته أتدخل؟
فَقَالَتْ عَائِشَةُ: ادْخُلُوا. فَقَالُوا كُلُّنَا؟ قَالَتْ: نَعَمِ ادْخُلُوا كُلُّكُمْ، وَلَا تَعْلَمُ أَنَّ مَعَهُمَا ابْنَ الزُّبَيْرِ، فَلَمَّا دَخَلُوا رَجَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ الْحِجَابَ فَاعْتَنَقَ عَائِشَةَ، فَطَفِقَ يُنَاشِدُهَا وَيَبْكِي، وَطَفِقَ الْمِسْوَرُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ يُنَاشِدَانِهَا إِلَّا مَا كَلَّمَتْهُ وَقَبِلَتْ مِنْهُ وَيَقُولَانِ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ نَهَى عَمَّا قَدْ عَلِمْتِ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَأَنَّهُ لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهَ فَوْقَ ثَلَاثٍ، فَلَمَّا أَكْثَرَا عَلَى عَائِشَةَ مِنَ التَّذْكِرَةِ وَالتَّحْرِيجِ طَفِقَتْ تُذَكِّرُهُمَا وَتَبْكِي وتقول اني قد نذرت والنذر شديد. فلم يَزَالَا بِهَا حَتَّى كَلَّمَتِ ابْنَ الزُّبَيْرِ، ثُمَّ أَعْتَقَتْ فِي نَذْرِهَا ذَلِكَ أَرْبَعِينَ رَقَبَةً. ثُمَّ كانت تذكر نذرها ذلك بعد ما أَعْتَقَتْ أَرْبَعِينَ رَقَبَةً، ثُمَّ تَبْكِي حَتَّى تَبِلَّ دموعها خمارها.
ومنهم:
المعلى بن رؤية التميمي
حدثني الْأَصْبَغُ أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ حَدَّثَنِي الْمُعَلَّى بْنُ رُؤْبَةَ عَنْ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ أَخْبَرَنِي: أن عمر بن ابن الْخَطَّابِ أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَكَى إِلَيْهِ(1/403)
ذَلِكَ أَنْ يَأْمُرَ لَهُ بِوَسَقٍ [1] مِنْ تَمْرٍ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
إِنْ شِئْتَ أَمَرْتُ لَكَ بِوَسَقٍ وَإِنْ شِئْتَ عَلَّمْتُكَ كَلِمَاتٍ هِيَ خَيْرٌ لَكَ مِنْهُ.
قَالَ: عَلِّمْنِيهِنَّ وَمُرْ لِي بَوَسَقٍ فَإِنِّي ذُو حَاجَةٍ إِلَيْهِ. فَقَالَ: أَفْعَلُ. وَقَالَ:
قُلْ اللَّهمّ احْفَظْنِي بِالْإِسْلَامِ قَاعِدًا وَاحْفَظْنِي بِالْإِسْلَامِ رَاقِدًا وَلَا تُطِعْ فِيَّ عَدُوًّا وَحَاسِدًا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ، وَأَسْأَلُكَ مِنَ الخير الّذي هو بيدك كله.
و:
سعيد بْنُ مَرْجَانَةَ
حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ مَنْ حَدَّثَهُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَرْجَانَةَ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: لِلَّهِ مَا فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ 2: 284 [2] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، فَبَكَى حَتَّى سَمِعْتُ نَشِيجَهُ، فَقُمْتُ حَتَّى أَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا تَلَا ابْنُ عُمَرَ فَقَالَ: يَغْفِرُ اللَّهُ لِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَدْ وَجَدَ الْمُسْلِمُونَ مِنْهَا حِينَ نَزَلَتْ مَا وَجَدَ عَبْدُ اللَّهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها 2: 286 [3] الآية، فكانت الوسوسة مما لا طاقة للمسلمين بِهِ، وَصَارَ الْأَمْرُ بَعْدُ إِلَى قَضَاءِ اللَّهِ أَنَّ لِلنَّفْسِ مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ فِي الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ.
وَمِنْ تَابِعِي الْمَدِينَةِ مِنَ الْيَمَنِ
قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ حَدَّثَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أخبرني قبيصة
__________
[1] الوسق: مكيال يساوي آنذاك ستين صاعا أي ما يعادل 3/ 194 كغم من القمح وزنا (هنتس: المكاييل والأوزان الإسلامية ص 79) .
[2] البقرة آية 284.
[3] البقرة آية 286.(1/404)
ابن ذُؤَيْبٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: نَهَى رسول الله صلى الله عليه وسلم إن يُجْمَعَ بَيْنَ الْمَرْأَةِ وَخَالَتِهَا وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ وَعَمَّتِهَا [1] فَنَرَى خَالَةَ أَبِيهَا وَعَمَّةَ أُمِّهَا وَمَا ذَكَرْتُ بِتِلْكَ الْمَنْزِلَةِ، وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ مِنَ الرَّضَاعَةِ فَنَرَاهُ يَكُونُ بِتِلْكَ الْمَنْزِلَةِ.
وَمِنْهُمْ:
عُثْمَانُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خَرَشَةَ
رَوَى الزُّهْرِيُّ عَنْهُ عَنْ قَبِيصَةَ قِصَّةَ الْجَدَّةِ [2] .
حَنْظَلَةُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَسْلَمِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ ومُحَمَّدُ بْنُ خَلَّادٍ عَنِ اللَّيْثِ حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ أَنَّ حَنْظَلَةَ بْنَ عَلِيٍّ الْأَسْلَمِيَّ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ليسهلنّ ابن مريم
__________
[1] أخرجه البخاري من هذا الوجه (الصحيح 7/ 15) ويفهم منه أن الضمير في قوله «فنرى» يرجع الى الزهري.
[2] يعني حديث ميراث الجدة وقد أخرجه ابن ماجة من طريق عثمان بن إسحاق بن خرشة عن ابن ذؤيب قال: جاءت الجدة الى أبي بكر الصديق تسأله ميراثها. فقال لها أبو بكر: ما لك في كتاب الله شيء، وما علمت لك في سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيئا فارجعي حتى أسأل الناس. فسأل الناس. فقال المغيرة بن شعبة: حضرت رسول الله صلى الله عليه أعطاها السدس. فقال أبو بكر: هل معك غيرك؟ فقام محمد بن مسلمة الأنصاري فقال مثل ما قال المغيرة بن شعبة، فأنفذه لها أبو بكر، ثم جاءت الجدة الأخرى، من قبل الأب الى عمر تسأله ميراثها.
فقال: ما لك في كتاب الله شيء، وما كان القضاء الّذي قضي به الا لغيرك، وما أنا زائد في الفرائض شيئا ولكن هو ذاك السدس، فأن اجتمعتما فيه، فهو بينكما، وأيتكما خلت به فهو لها (السنن ص 910) .(1/405)
بِفَجِّ [1] الرَّوْحَاءِ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا أَوْ لَيُثَنِّيهِمَا [2] .
وَمِنْهُمْ:
أَبُو عُثْمَانَ بْنُ سُنَّةَ [3]
وَهُوَ دِمَشْقِيٌّ.
وَمِنْهُمْ:
ابْنُ أَبِي أَنَسٍ [4]
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ حَدَّثَنَا جَدِّي عَنِ الزُّهْرِيِّ حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي أَنَسٍ مَوْلَى التَّيْمِيِّينَ: أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا كَانَ رَمَضَانُ، فُتِحَتْ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ، وَغُلِقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ.
و:
ابن أَبِي حَدْرَدٍ [5] الْأَسْلَمِيُّ
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ ثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُتْبَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ ابْنِ أَبِي حَدْرَدٍ الْأَسْلَمِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ ابن أَبِي حَدْرَدٍ قَالَ: كُنْتُ يَوْمَئِذٍ فِي خَيْلِ خَالِدٍ، فَقَالَ فَتًى مِنْهُمْ [6] ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ بِسِنِّي، وَقَدْ جُمِعَتْ يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ بِرُمَّةٍ [7] ، وَنِسْوَةٌ مُجْتَمِعَاتٌ غَيْرُ بَعِيدٍ: يَا فَتَى. قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: هَلْ أَنْتَ [8] آخِذٌ بِهَذِهِ الرُّمَّةِ، فَقَائِدِي
__________
[1] في الأصل «ثم بفج» و «ثم» زائدة.
[2] أخرجه مسلم من هذا الوجه (الصحيح 4/ 60) .
[3] لم يخرج له رواية، وانظر عنه تهذيب التهذيب 12/ 162.
[4] هو نافع بن مالك بن أبي عامر الاصبحي (تهذيب التهذيب 10/ 409) .
[5] لعله عبد الرحمن بن أبي حدرد المدني (تهذيب التهذيب 6/ 160) .
[6] يعني من بني جذيمة (ابن هشام: السيرة النبويّة 2/ 433) .
[7] الرمة: الحبل البالي.
[8] في الأصل «رأيت» .(1/406)
إِلَى هَذِهِ النِّسْوَةِ، فَأَقْضِي إِلَيْهِنَّ حَاجَةً، ثُمَّ تَرُدُّنِي بَعْدُ فَتَصْنَعَ بِي مَا بَدَا لَكَ؟ قَالَ قُلْتُ: لَيَسِيرٌ مَا سَأَلْتَ. قَالَ: فَأَخَذْتُ بِرُمَّتِهِ حَتَّى وَقَفْتُهُ عَلَيْهِنَّ فَقَالَ: اسْلَمِي حُبَيْشُ على نفذ الْعَيْشِ:
أَرَأَيْتُكُمْ إِنْ [1] طَالَبْتُكُمْ فَوَجَدْتُكُمْ ... بِحِلْيَةٍ أَوْ أَلْفَيْتُكُمْ بِالْخَوَانِقِ
أَلَمْ يَكُ حَقًّا [2] أَنْ يَنُولَ عَاشِقٌ ... تَكَلَّفَ إِدْلَاجَ السُّرَى وَالْوَدَائِقِ
فَلَا ذَنْبَ لِي قَدْ قُلْتُ إِذْ مِلْنَا [3] مَعًا ... أَثِيبِي بِوُدٍّ قَبْلَ إِحْدَى الصَّفَائِقِ
أَثِيبِي بِوُدٍّ قَبْلَ أَنْ يَشْحَطَ النَّوَى ... وَيَنْأَى الْأَمِيرُ بِالْحَبِيبِ الْمُفَارِقِ
قالت: وأنت فحييت عشرا وسعا وِتْرًا وَثَمَانِيًا تَتْرَى. ثُمَّ انْصَرَفْتُ بِهِ فَضُرِبَتْ عنقه [4] .
ومنهم:
__________
[1] في ابن هشام 2/ 433 «أرأيتك إذ» .
[2] في ابن هشام 2/ 433 «أهلا» .
[3] في ابن هشام 2/ 434 «أهلنا» .
[4] أضاف ابن إسحاق بيتين الى هذه الأبيات، بين ابن هشام انكار أهل العلم بالشعر لهما، كما قال ابن إسحاق في نهاية الرواية:
فحدثني أبو فراس بن أبي سنبلة الاسلمي، عن أشياخ منهم، عمن كان حضرها منهم، قالوا: فقامت اليه حين ضربت عنقه فأكبت عليه، فما زالت تقبله حتى ماتت عنده (ابن هشام: السيرة النبويّة 2/ 434) . ويبدو أن يعقوب حذف تتمة الخبر لانه ليس من رواية ابن أبي حدرد.(1/407)
ثَعْلَبَةُ بْنُ مَالِكٍ الْقُرَظِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي ثَعْلَبَةُ بْنُ مَالِكٍ الْقُرَظِيُّ- وَقَدْ أَدْرَكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ- قَالَ: كُنَّا نَتَحَدَّثُ حِينَ يَجْلِسُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى الْمِنْبَرِ حَتَّى يَقْضِيَ الْمُؤَذِّنُ تَأْذِينَهُ وَيَتَكَلَّمُ عُمَرُ، فَإِذَا تَكَلَّمَ عُمَرُ انْقَطَعَ حَدِيثُنَا فَصَمَتْنَا فَلَمْ يَتَكَلَّمْ أَحَدٌ مِنَّا حَتَّى يَقْضِيَ الْإِمَامُ خُطْبَتَهُ.
وَمِنْهُمْ:
ضَمْرَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ الْجُهَنِيُّ
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مِسْمَارٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِضَمْرَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ: مَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِيكَ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ؟ قَالَ: كَانَ أَبِي صَاحِبَ بَادِيَةٍ قَالَ:
فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مُرْنِي بِلَيْلَةٍ أَنْزِلُ فيها؟ قال: انزل ليلة ثلاث وعشرين [1] . قال: فَلَمَّا تَوَلَّى قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اطْلُبُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ.
وَمِنْهُمْ:
عِيَاضُ بْنُ صَيْرِي [2] الْكَلْبِيُّ
حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي مَنِيعٍ حَدَّثَنَا جَدِّي عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي عياض ابن صيري الكلبي- وهو ابن عم أسامة وَخِتْنُهُ، وَكَانَ أُسَامَةُ أَنْكَحَهُ ابْنَةً لَهُ- أَنَّهُ سَمِعَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ يُحَدِّثُ: أَنَّهُ ذُكِرَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ خَرَجَ مِنْ بَعْضِ الْأَرْيَافِ فَأَصَابَهُ الْوَجَعُ حِينَ دَنَا مِنَ الْمَدِينَةِ، فَأَفْزَعَ ذَلِكَ النَّاسَ، فَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بلغه ذلك:
__________
[1] أخرجه الى هنا الامام مالك من حديث عبد الله بن أنيس (تنوير الحوالك 1/ 298) وانظر (مسلم: الصحيح 3/ 173) .
[2] هكذا في الأصل وفي مسند «ضمري» .(1/408)
إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا يَطْلُعَ إِلَيْنَا نِقَابَهَا. - يَعْنِي [1] نِقَابَ الْمَدِينَةِ [2] .
وَمِنْهُمْ:
عِيَاضُ بْنُ خَلِيفَةَ
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَالِمٍ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ عَنْ عِيَاضِ بْنِ خَلِيفَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ وَهُوَ بِصِفِّينَ: أَنَّ الْعَقْلَ فِي الْقَلْبِ، وَإِنَّ الرَّحْمَةَ فِي الْكَبِدِ، وَإِنَّ الرَّأْفَةَ فِي الطُّحَالِ، وان النفس في الرئة.
و:
عبيد اللَّهِ بْنُ خَلِيفَةَ
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ ثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ خَلِيفَةَ قَالَ: رَأَيْتُ الْهُرْمُزَانَ بِعَرَفَةَ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَافِعًا يديه يهل أَوْ يُكَبِّرُ.
وَمِنْهُمْ:
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أُنَيْسٍ السُّلَمِيُّ
قِصَّةُ إِسْلَامِ الْعَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيِّ [3] .
وَمِنْهُمْ:
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُسَيَّبِ
فِي شَأْنِ الْأَخْلَافِ [4] .
وَمِنْهُمْ:
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدٍ الْمُقْعَدُ
__________
[1] في الأصل «يريد» بعد «يعني» وهي زائدة.
[2] أخرجه أحمد من هذا الوجه (المسند 5/ 207) .
[3] انظر عن قصة إسلامه ابن هشام: السيرة النبويّة 2/ 427.
[4] انظر عنه الاصابة 2/ 362.(1/409)
حدثني أَبُو الْأَسْوَدِ [1] أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي قُرَّةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ وَصَفْوَانَ بن سليم عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَجَدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ 84: 1 [2] واقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ 96: 1 [3] سجدتين.
و:
عُبَيْدُ بْنُ السَّبَّاقِ
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي ابْنُ سَبَّاقٍ أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيَّ- وَكَانَ مِمَّنْ يَكْتُبُ الْوَحْيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَقْتَلَ أَهْلِ الْيَمَامَةِ وَعِنْدَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ عُمَرَ أَتَانِي فَقَالَ إِنَّ الْقَتْلَ قد استحر [4] يوم اليمامة بقرّاء القرآن، واني أخشى أن يستحر [5] القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من الْقُرْآنِ إِلَّا أَنْ تَجْمَعُوهُ، وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَأْمُرَ بِجَمْعِ الْقُرْآنِ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قُلْتُ لِعُمَرَ كَيْفَ أَفْعَلُ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ الله صلّى الله عليه وسلم [6] .
و:
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ
حَدَّثَنَا أَصْبَغُ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ عن ابن شهاب عن عروة عن
__________
[1] هو النضر بن عبد الجبار المرادي.
[2] الانشقاق آية (1) .
[3] العلق آية (1) .
[4] ، (5) في الأصل «اشتجر» والتصويب من صحيح البخاري 6/ 225.
[6] أخرجه البخاري بأتم من رواية الفسوي من هذا الوجه (الصحيح 6/ 225- 226) .(1/410)
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ، وَحَاطِبٌ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ كَانَ حَلِيفًا للزبير بن العوام.
ومنهم:
يحي بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
يَرْوِي عَنْ عُمَرَ وَعُثْمَانَ.
ومنهم:
عبيد الله بن عدي بن الخيار النوفلي
و:
سعد بن إبراهيم
حدثني الفضل بن زياد قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ [1] وَقِيلَ لَهُ: لِمَ لَمْ يَرْوِ مَالِكٌ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ؟ فَقَالَ: كَانَ لَهُ مَعَ سَعْدٍ قِصَّةٌ [2] . ثُمّ قَالَ: لَا يُبَالِي سَعْدٌ إِنْ لَمْ يَرْوِ عنها مَالِكٌ.
وَمِنْهُمْ:
سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرحمن بن خالد عن ابن شهاب عن ابْنِ عُبَيْد بْنِ السَّبَّاقِ عَنْ أَبِيهِ عُبَيْدٍ: أَنَّ جُوَيْرِيَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ تُحَدِّثُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمًا فَقَالَ: هَلْ مِنْ طَعَامٍ؟ قَالَتْ: فَقُلْتُ يَا رَسُولَ الله، والله ما عندنا طعام الا عظم مِنْ لَحْمِ شَاةٍ أَعْطَيْتُهَا مَوْلَاتَنَا مِنَ الصَّدَقَةِ. قال: قد
__________
[1] يعني أحمد بن حنبل.
[2] ذكر ابن حجر روايتين في ذلك إحداهما أنه وعظ مالكا فوجد عليه فلم يرو عنه، وقد رواها ابن حجر بصيغة التمريض، والثانية أنه ترك الرواية عنه لانه تكلم في نسب مالك وقد رواها ابن حجر من طريق يحي بن معين (تهذيب التهذيب 3/ 465) .(1/411)
بَلَغَتْ مَحَلَّهَا.
وَمِنْهُمْ:
[أَبُو] خُزَامَةَ بْنُ يَعْمُرَ [1] السَّعْدِيُّ
سَعْدُ هُذَيْمٍ قُضَاعِيٌّ.
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ حَدَّثَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ حَدَّثَنِي أَبُو خُزَامَةَ أَحَدُ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رسول الله: أرأيت رقى نَسْتَرْقِيهَا، وَدَوَاءً [2] نَتَدَاوَى بِهِ، وَاتِّقَاءً نَتَّقِيهِ [3] هَلْ يَرُدُّ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ؟ قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه من قدر الله.
و:
طارق بن محاسن
حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ طَارِقٍ وَهُوَ ابْنُ مَحَاسِنَ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَدِيغٍ لَدَغَتْهُ عَقْرَبٌ، فَقَالَ لَهُ: لَوْ قَالَ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ يلدغ أو لم يضره.
__________
[1] في الأصل «خزامة بن معمر» انظر عنه (تهذيب التهذيب 12/ 84) لكن ابن حجر ذكر في الاسناد «الزهري عن ابن أبي خزامة عن أبيه» ثم نبه في موضع آخر (12/ 292) الى أن الصحيح «أبو خزامة» .
وذكر ابن حجر في الاصابة (4/ 52) أن يعقوب بن سفيان يذكر «أبو خزامة بن يعمر» مما يدل على استعمال ابن حجر نسخة أخرى، وفي تهذيب التهذيب (12/ 85) «وقال يعقوب بن سفيان: هو أبو خزامة بن يعمر، وصحح ذلك البيهقي» ويرى ابن حجر أن تسميته «خزامة» خطأ (الاصابة 4/ 52) .
[2] في ابن عبد البر 4/ 1640 «أدوية» .
[3] في المصدر السابق «وتقى نتقيها» .(1/412)
وَمِنْهُمْ:
طَارِقُ بْنُ سَعْدٍ
حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَعْرَجُ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بن يحي حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةٌ يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ سَنَةٍ.
وَمِنْهُمْ:
خَالِدُ بْنُ رَبَاحٍ
حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ [1] وَسُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالا:
ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَمِرٍ عَنِ الزهري أخبرني خالد ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ السُّلَمِيُّ أَنَّهُ صَلَّى مَعَ مُعَاوِيَةَ يَوْمَ طُعِنَ بِإِيلْيَاءَ رَكْعَةً وَطُعِنَ معاوية حين قضاها فما زاد أن يرفع رَأْسَهُ مِنْ سُجُودِهِ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لِلنَّاسِ: أَتِمُّوا صلاتكم. فقام كُلُّ امْرِئٍ فَأَتَمَّ صَلَاتَهُ وَلَمْ يُقَدِّمْ أَحَدًا وَلَمْ يُقَدِّمْهُ النَّاسُ.
وَمِنْهُمْ:
فَرَافِصَةُ الْحَنَفِيُّ
وَمِنَ الْمَوَالِي مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ
مِمَّنْ رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ.
وَمِنْهُمْ:
عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ
وَعَطَاءٌ مَوْلَى بني سباع.
__________
[1] هو عبد الرحمن بن إبراهيم بن عمرو القشي الملقب دحيم.(1/413)
و:
نافع مولى أبي قتادة
و:
عبد الرَّحْمَنِ بْنُ هُنَيْدَةَ
مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.
حَدَّثَنِي أَصْبَغُ بْنُ فَرَجٍ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُنَيْدَةَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَخْلُقَ النَّسْمَةَ.
وَمِنْهُمْ:
أَبُو عُبَيْدَةَ سَعْدٌ
مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ.
حَدَّثَنَا ابن قعنب وابن بكير عن مالك عن ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ مَوْلَى ابْنِ أَزْهَرَ: شَهِدْتُ الْعِيدَ مَعَ عُمَرَ، وَشَهِدْتُ الْعِيدَ مَعَ عُثْمَانَ، وَشَهِدْتُ الْعِيدَ مَعَ عَلِيٍّ وَعُثْمَانُ مَحْصُورٌ.
وَمِنْهُمْ:
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ سَلْمَانُ الْأَغَرُّ
مَوْلَى جُهَيْنَةَ.
حَدَّثَنَا ابْنُ قَعْنَبٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ عَنْ مَالِكٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْأَغَرِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يَنْزِلُ رَبُّنَا كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرِ فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ، وَمَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، وَمَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فأغفر له [1] .
__________
[1] أخرجه البخاري بهذا الاسناد (الصحيح 2/ 63) .(1/414)
و:
أَبُو الْأَحْوَصِ مَوْلَى غِفَارٍ
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْأَحْوَصِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ يَقُولُ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا قَامَ أَحَدُكُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَإِنَّ الرَّحْمَةَ تُوَاجِهُهُ فَلَا يَمْسَحِ الْحَصَى [1] . قَالَ سُفْيَانُ:
فَقَالَ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ لِلزُّهْرِيِّ: مَنْ أَبُو الْأَحْوَصِ؟ فَقَالَ الزُّهْرِيُّ: أَمَا رَأَيْتَ الشَّيْخَ الَّذِي يُصَلِّي فِي الرَّوْضَةِ. فَجَعَلَ الزُّهْرِيُّ يَنْعِتُهُ وَسَعْدٌ لَا يَعْرِفُهُ.
وَمِنْهُمْ:
أَبُو صَالِحٍ السَّمَّانُ
مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الربيع بن طارق.
حدثنا يحي بْنُ أَيُّوبَ عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ السَّمَّانُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: الَّذِي يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ شَهِيدٌ، وَالَّذِي يَمُوتُ بِالْبَطْنِ شَهِيدٌ، وَالَّذِي يَمُوتُ غَرَقًا شَهِيدٌ وَالنُّفَسَاءُ شَهِيدٌ [2] .
وَمِنْهُمْ:
إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ
مَوْلَى آلِ الْعَبَّاسِ.
حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ حَدَّثَنِي أَخِي عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ وَالْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ اخْتَلَفَا فِي الْمُحَرَّمِ يَغْسِلُ رأسه الماء من غير جنابة، قال:
__________
[1] أخرجه أحمد من هذا الوجه [المسند 5/ 150] .
[2] أخرجه مسلم ولم يذكر النفساء (الصحيح 6/ 51) .(1/415)
فَأَرْسَلَنِي إِلَى أَبِي أَيُّوبَ وَهُوَ فِي بَعْضِ مِيَاهِ مَكَّةَ أَسْأَلُهُ عَنْ ذَلِكَ، قَالَ: فَجِئْتُهُ فَوَجَدْتُ أَبَا أَيُّوبَ بَيْنَ الْعِرْنِينِ يَغْتَسِلُ وَإِنْسَانٌ قَدْ سَتَرَهُ بِثَوْبِهِ، قَالَ: فَسَأَلْتُهُ، قَالَ: فَطَأَطَأَ الثَّوْبَ بِيَدِهِ حَتَّى بَدَا لِي رَأْسُهُ، ثُمَّ حَرَّكَ بِيَدَيْهِ رَأْسَهُ وَشَعْرَهُ فَأَقْبَلَ بِيَدَيْهِ فِي شَعْرِهِ وَأَدْبَرَ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ الله صلّى الله عليه يَغْتَسِلُ وَهُوَ مُحْرِمٌ. قَالَ إِبْرَاهِيمُ: فَرَجَعْتُ إِلَيْهِمْ فَأَخْبَرْتُهُمْ.
وَمِنْهُمْ:
نَبْهَانُ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ
حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَخْبَرَنَا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ حَدَّثَنِي عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ عَنْ نَبْهَانَ مَوْلَى أم سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا وَمَيْمُونَةُ جَالِسَتَانِ فَجَلَسَ، وَاسْتَأْذَنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ الْأَعْمَى. فَقَالَ احْتَجِبَا منه فقلنا: يا رسول الله أَلَيْسَ بِأَعْمَى لَا يُبْصِرُ؟ قَالَ فَأَنْتُمَا لَا تبصرانه.
ومنهم:
يزيد بن هرمز
ابن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج.
و:
إسحاق مَوْلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ نَوْفَلٍ
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ عَنِ الزُّبَيْدِيِّ أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ أَخْبَرَنِي إِسْحَاقُ مَوْلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ نَوْفَلٍ أَنَّ المغيرة بن نوفل أخبره عن أبي بن كَعْبٍ الْأَنْصَارِيِّ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يحسر الفرات على تل من ذهب فيقتل الناس عليه، فيقتل تسعة أعشارهم.(1/416)
و:
سحيم مَوْلَى زُهْرَةَ
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ [1] أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ [2] وَحَدَّثَنَا حَجَّاجٌ عَنْ قُرَّةَ [3] عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: وَأَخْبَرَنِي سُحَيْمٌ مَوْلَى بَنِي زُهْرَةَ وَسَمِعَ أَبَا هريرة يقول:
قال رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَغْزُو هَذَا الْبَيْتَ جَيْشٌ فَيُخْسَفَ بِهِمْ بِالْبَيْدَاءِ [4] .
وَمِنْهُمْ:
كُرَيْبٌ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحَمْنِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرحمن بن بشر عن محمد ابن إِسْحَاقَ أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ عَنْ كُرَيْبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلًا كَانَ يَقُولُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّمَا أَهْلَلْتَ بِالْحَجِّ. قال: انما هي عمرة.
ومنهم:
__________
[1] الحكم بن نافع البهراني الحمصي.
[2] هو شعيب بن أبي حمزة الأموي أبو بشر الحمصي (تهذيب التهذيب 4/ 351) .
[3] في الأصل رسمها «حره» وأحسب أن حجاجا هو حجاج بن نصير الفساطيطي مع شيوخ يعقوب الفسوي وهو يروى عن قرة بن خالد (تهذيب التهذيب 2/ 208) ولم أجد الحديث بهذا الاسناد في كتب الحديث لأضبط الاسم.
[4] أخرجه أبو داود من هذا الوجه (السنن 5/ 162) ، وأخرجه مسلم من طرق أخرى (الصحيح 8/ 166- 167) وفي هامشه «قال النووي: قال العلماء البيداء كل أرض ملساء لا شيء بها، وبيداء المدينة الشرف الّذي قدام ذي الحليفة أي جهة مكة» وأخرجه البخاري من طريق آخر (الصحيح 3/ 82) وأخرجه ابن ماجة من طرق أخرى (سنن 2/ 1350- 1351) .(1/417)
أَبُو حَسَنٍ [1] مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ
حَدَّثَنَا أَبُو صالح وابن بكير قالا: ثنا الليث حدثني عُقَيْلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي أَبُو حَسَنٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ وَكَانَ مِنْ قُدَمَاءِ مَوَالِي قُرَيْشٍ وَأَهْلِ الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالصَّلَاحِ أَنَّهُ سَمِعَ امْرَأَةً تَقُولُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَوْفَلٍ تَسْتَفْتِيهِ فِي غُلَامٍ لَهَا ابْنِ زَنْيَةٍ فِي رَقَبَةٍ كَانَتْ عَلَيْهَا. قَالَ لَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَوْفَلٍ:
لَا أَرَاهُ يَقْضِي الرَّقَبَةَ الَّتِي عَلَيْكِ عِتْقُ ابْنِ زَنْيَةٍ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَوْفَلٍ سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ: لَئَنْ أُحْمَلَ عَلَى نَعْلَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَحَبُّ إليّ من أعتق ابن زنية.
و:
كثير بْنُ أَفْلَحَ مَوْلَى أَبِي أَيُّوبَ
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ عَنْ مَعْمَرٍ عن الزهري عن كثير ابن أَفْلَحَ مَوْلَى أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ- وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ أَبِيهِ- قَالَ كَانَ ابْنُ سَلَّامٍ يَدْخُلُ عَلَى رُءُوسِ قُرَيْشٍ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلُ مِصْرَ فَيَقُولُ لَهُمْ:
لَا تَقْتُلُوا هَذَا الرَّجُلَ. فَيَقُولُونَ: وَاللَّهِ مَا نُرِيدُ قَتْلَهُ. قَالَ أَفْلَحُ: فَيَخْرُجُ وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى يَدَيَّ فَيَقُولُ: وَاللَّهِ لَيَقْتُلُنَّهُ. وَقَالَ ابْنُ سَلَامِ حِينَ حَضَرَ:
اتركوا هذا الرجل أربعين ليلة فو الله إِنْ تَرَكْتُمُوهُ لَيَمُوتَنَّ إِلَيْهَا، فَأَبَوْا، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ ذَلِكَ بِأَيَّامٍ فَقَالَ: اتْرُكُوهُ خَمْسَ عَشْرَةَ ليلة فو الله لئن تركتموه ليموتن اليها.
ومنهم:
__________
[1] هكذا في الأصل بضم الحاء المهملة وفي طبقات ابن سعد 5/ 238 «أبو حسن البراد مولى بني نوفل» وفي تهذيب التهذيب 12/ 73 «أبو الحسن مولى بني نوفل..... وقال الزهري في بعض رواياته عنه:
أبو الحسن مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل» .(1/418)
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَافِعٍ
حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ.
وَحَدَّثَنَا الْمُعَلَّى عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ الله ابن أَبِي رَافِعٍ عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ وَيُحِبُّ أَنْ يَقْرَأَ خَلْفَ الْإِمَامِ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَةً سُورَةً، وَفِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُخْرَيَيْنِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ.
وَمِنْهُمْ:
صَالِحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ [1] وَعِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ [2] قَالا: ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ أَزْهَرَ بْنِ سَعْدٍ حَدَّثَنِي ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَمِّهِ أَخْبَرَنِي صَالِحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أبي وقاص أخبرنا أنه سمع أبان ابن عُثْمَانَ قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ بِفِنَاءِ أَحَدِكُمْ نَهْرٌ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ مَاذَا كَانَ مُبْقِيًا مِنْ دَرَنِهِ؟ قَالُوا لَا شَيْءَ. قَالَ فَإِنَّ الصَّلَوَاتِ تُذْهِبُ الذُّنُوبَ كَمَا يُذْهِبُ الْمَاءُ الدَّرَنَ [3] .
وَمِنْهُمْ:
مُزَاحِمٌ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عن مزاحم قال: خرجت مع
__________
[1] هو علي بن أبي هاشم البغدادي (تهذيب التهذيب 7/ 393) .
[2] هو الرمليّ (تهذيب التهذيب 8/ 228) .
[3] أخرجه أحمد من هذا الوجه «المسند 1/ 72»(1/419)
عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، قَالَ: فَأَمَرَ بِشَاةٍ فَذُبِحَتْ، قَالَ: فَجَاءَ كَلْبٌ حَتَّى قَامَ عَلَيْنَا، قَالَ عُمَرُ: يَا مُزَاحِمُ أَلْقِ لَهُ بَعْضَهُ فَإِنَّهُ الْمَحْرُومُ.
وَمِنْهُمْ:
حَرْمَلَةُ مَوْلَى أُسَامَةَ
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَبُو سَعِيدٍ [1] وَصَفْوَانُ [2] قَالُوا:
حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَمِرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ مَوْلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّهُ بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر دخل الحجاج ابن أَيْمَنَ بْنِ أُمِّ أَيْمَنَ، وَهُوَ رَجُلٌ مِنَ الأنصار وكان أيمن أخا لأسامة ابن زَيْدٍ، وَكَانَ أَكْبَرَ مِنْ أُسَامَةَ، قَالَ حَرْمَلَةُ: فَصَلَّى الْحَجَّاجُ صَلَاةً لَمْ يُتِمَّ رُكُوعَهُ وَلَا سُجُودَهُ، فَدَعَاهُ ابْنُ عُمَرَ حِينَ سَلَّمَ: أَيِ ابْنَ أَخِي أَتَحْسَبُ أَنَّكَ قَدْ صَلَّيْتَ؟ إِنَّكَ لم تصل فعد صَلَاتَكَ. فَلَمَّا وَلَّى الْحَجَّاجُ قَالَ لِي عَبْدُ الله ابن عُمَرَ: مَنْ هَذَا؟ قُلْتُ: الْحَجَّاجُ بْنُ أَيْمَنَ بْنِ أُمِّ أَيْمَنَ. قَالَ ابْنُ عُمَرَ: لَوْ رَأَى هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ لَأَحَبَّهُ فَذَكَرَ فِيهِ مَا وَلَدَتْ أُمُّ أَيْمَنَ، وَكَانَتْ حَاضِنَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَمِنْهُمْ:
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
مَوْلَى بَنِي عَامِرٍ.
حَدَّثَنَا ابْنُ قَعْنَبٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ عَنْ مَالِكٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ مُحَمَّدِ بن عبد الرحمن ابن ثَوْبَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِيَاسِ بْنِ الْبُكَيْرِ أنه قال: طلق رجل
__________
[1] عبد الرحمن بن إبراهيم المعروف بدحيم.
[2] هو صفوان بن صالح بن صفوان الثقفي (تهذيب التهذيب 4/ 426) .(1/420)
امْرَأَتَهُ ثَلَاثًا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا، ثُمَّ بَدَا لَهُ أَنْ يَنْكِحَهَا، فَجَاءَ يَسْتَفْتِي، فَذَهَبْتُ مَعَهُ أَسْأَلُ لَهُ، فَسَأَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ وَأَبَا هُرَيْرَةَ فَقَالَا: لَا نَرَى أَنَّهَا [1] وَاحِدَةً. فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّكَ أَرْسَلْتَ من يدك ما كان لك مِنْ فَضْلٍ.
وَمِنْهُمْ:
حَبِيبٌ مَوْلَى عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ وَابْنُ رُمْحٍ وَأَحْمَدُ بن يونس وابن بكير عن الليث ابن سعد حدثني ابن شهاب عن حبيب مَوْلَى عُرْوَةَ عَنْ نَدْبَةَ [2] مَوْلَى مَيْمُونَةَ عَنْ ميمونة زوج النبي عليه السلام: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يُبَاشِرُ الْمَرْأَةَ مِنْ نِسَائِهِ وَهِيَ حَائِضٌ إِذَا كَانَ عَلَيْهَا إِزَارٌ يَبْلُغُ أَنْصَافَ الْفَخْذَيْنِ أو الركبتين محتجزة به [3] .
و:
جرير بْنُ أَبِي عَطَاءٍ
مَوْلَى بَنِي زُهْرَةَ.
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي عَطَاءٍ مَوْلًى لِبَنِي زُهْرَةَ أَنَّهُ صَاحَبَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ فِي الْحَجِّ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ عَرَفَةَ أَصْبَحَ ابْنُ أَبِي عَطَاءٍ صَائِمًا، وَأَصْبَحَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ مُفْطِرًا، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: تَرَى مَالَكَ عَنِ الْغَدَاءِ؟ قَالَ: إِنِّي صَائِمٌ. فسكت عبد الله ابن عُمَرَ. فَقَالَ ابْنُ أَبِي عَطَاءٍ: كَيْفَ تَرَى يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي صِيَامِ هَذَا الْيَوْمِ؟ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: أَمَّا أَنَا فَلَا أَصُومُهُ فَقَالَ لَهُ ابْنُ أبي عطاء:
__________
[1] في الأصل «أنّ» .
[2] وفي رواية غير الليث «بدية» (النسائي: المجتبى 1/ 155) .
[3] أخرجه النسائي من هذا الوجه (المجتبى 1/ 155- 156) .(1/421)
فَأُفْطِرُ [1] ؟ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: أَتُرِيدُ أَنْ تَقُولَ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ أَمَرَنِي بِالْفِطْرِ! قَالَ ابْنُ أَبِي عَطَاءٍ: فَأَفْطَرْتُ فَلَمْ يَنْهَنِي وَلَمْ يَعِبْ ذَلِكَ عَلَيَّ.
وَمِنْهُمْ:
بُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ
مَوْلَى الْحَضْرَمِيِّينَ.
حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبِ بْنِ زَمْعَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُرَاقَةَ عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ أَخْبَرَهُ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، وَمَنْ خَلَّفَهُ فِي أَهْلِهِ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: ثُمَّ أَخْبَرَهُ بِهَا بُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ.
وَمِنْهُمْ:
أَبُو حَمْزَةَ مُحَمَّدُ بْنُ كعب القرظي
و:
عاصم بن عمر [2] بن قتادة الظفري [3]
__________
[1] في الأصل «فاطر» وهو خطأ
[2] في الأصل «عمرو» والصواب ما أثبته (انظر طبقات خليفة 258، وتهذيب التهذيب 5/ 53) .
[3] هنا نهاية الجزء الثالث عشر من تجزئة الأصل وفي آخره السماعات.(1/422)
وَهَذِهِ [1] أَسَامِي التَّابِعِينَ مِنَ الطَّبَقَةِ الثَّالِثَةِ
مِمَّنْ رَوَى عَنْهُمْ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ.
وَمِنْهُمْ:
إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيُّ [2]
ثَنَا ابْنُ قَعْنَبٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: اللَّهمّ بَارِكْ لَهُمْ فِي صَاعِهِمْ وَفِي مُدِّهِمْ- يَعْنِي أهل المدينة-.
و:
سهيل بْنُ أَبِي صَالِحٍ ذَكْوَانُ السَّمَّانُ
مَوْلَى غَطَفَانَ.
حدثنا ابن قعنب وابن بكير عن مالك عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ النَّاسُ إِذَا رَأَوْا أَوَّلَ الثَّمَرَةِ جَاءُوا بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِذَا أَخَذَ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
__________
[1] بداية الجزء الرابع عشر من تجزئة الأصل وفي أوله «بسم الله الرحمن الرحيم» .
[2] ذكر بعد العنوان سند النسخة وهو «أخبرنا ابو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل الدارقطنيّ قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه النحويّ قال حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ الْفَسَوِيُّ قال: ثنا ابن قعنب ... كما في أعلاه» .(1/423)
اللَّهمّ بَارِكْ لَنَا فِي ثَمَرِنَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي مَدِينَتِنَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا وَمُدِّنَا، اللَّهمّ ان إبراهيم عبدك وخليلك ونبيك وَإِنِّي عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ، وَأَنَّهُ دَعَاكَ لِمَكَّةَ، وَأَنَا أَدْعُوكَ لِلْمَدِينَةِ بِمِثْلِ مَا دَعَاكَ بِهِ لِمَكَّةَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ، ثُمَّ يَدْعُو أَصْغَرَ وَلِيدٍ يَرَاهُ فيعطيه ذلك الثمر.
و:
مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ
ابْنُ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ.
حَدَّثَنِي ابْنُ عُفَيْرٍ [1] عَنْ عَطَّافٍ [2] عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى [3] [عَنِ ابْنِ شِهَابٍ] [4] قَالَ: [قَالَ لِي عَبْدُ الْمَلِكُ] [5] أَمَا وَاللَّهِ إِنْ كَانَ لَكَ لَأَبٌ تعارّ في الفتنة مؤذ لنا فيها. قلت: يا أمير المؤمنين قال كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ:
لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ 12: 92 [6] .
نَافِعٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَلُوا نَافِعًا فَإِنَّهُ أَعْلَمُنَا بِحَدِيثِ ابن عمر.
__________
[1] هو سعيد بن كثير بن عفير.
[2] هو عطاف بن خالد.
[3] هو عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فروة المدني (تهذيب التهذيب 6/ 95) .
[4] ، (5) التكملة من ص 549، 551.
[6] سورة يوسف آية 92.(1/424)
و:
عبد اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ
حَدَّثَنَا أبو صالح وابن بكير قالا: ثنا الليث بن سعد قال: قال ربيعة ابن أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ- وَكَانَ مِنْ صَالِحِي الْمُسْلِمِينَ صِدْقًا وَدِينًا- قال: غابت الشمس وَنَحْنُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَسِرْنَا فَلَمَّا رَأَيْنَا قَدْ أَمْسَى قُلْنَا لَهُ: الصَّلَاةُ. فَسَكَتَ حَتَّى غَابَ الشَّفَقُ وَتَصَوَّبَتِ النُّجُومُ تَوَلَّى فصلى الصَّلَاتَيْنِ جَمِيعًا ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ أَخَذَ بِهِ السير صلى صلاتي هذه يقول جمع بينهما بَعْدَ لَيْلَةٍ.
[شَرْطُ مَالِكٍ فِي الْمُوَطَّأِ]
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَقَدْ تَحَقَّقْتُ مِنَ الِاسْتِقْصَاءِ وَذِكْرِ الْأَسَامِي اسْمًا فَاسْمًا لِأَنَّ جُمْلَةَ الْأَمْرِ أَنَّ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ لَمْ يَضَعْ فِي الْمُوَطَّأِ إِسْنَادًا وَأَظْهَرَ اسْمًا يُحَدِّثُ عَنْهُ إِلَّا وَهُوَ ثِقَةٌ خَلَا عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ أُمَيَّةَ فَإِنَّهُ ضَعِيفٌ وَكَانَ لَهُ رَأْيُ سُوءٍ، وَقَدْ كَتَبْتُ مَا انْتَهَى إِلَيْنَا مِنْ مَنَاقِبِهِمْ وَشَمَائِلِهِمْ فِي الْجُزْءِ الرَّابِعِ [1] .
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ قَالَ سَمِعْتُ عَلِيًّا [2] :
مَنْ رَوَى مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
عَطَاءٌ وَطَاوُسٌ وُمَجَاهِدٌ وَعِكْرِمَةُ، وَرَوَى عن أبي هريرة الفقهاء
__________
[1] لعل المؤلف يقصد المجلد الرابع ويفهم من عبارته أنه احتوى تراجم مفصلة لرجال موطأ مالك.
[2] يبدو أن المؤلف ينقل هنا عن نسخة لعلي بن المديني.(1/425)
العشرة: سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَقَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَسُلَيْمَانُ [3] وَالْقَاسِمُ. قَالَ عَلِيٌّ: وَكَانَ خَارِجَةُ [4] وَأَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ مِنَ الْفُقَهَاءِ وَلَا أَحْفَظُ مِنْهُمْ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ شَيْئًا وَلَا عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
قَالَ: وَسَأَلْتُ عَلِيًّا: لَقِيَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ وَرَأَى ابْنَ عُمَرَ.
فَقُلْتُ لَهُ: جَابِرٌ؟ قَالَ: لَا، وَهُوَ حَسَنُ الْحَدِيثِ مُسْتَقِيمُ الرِّوَايَةِ ثِقَةٌ إِذَا رَوَى عَنْهُ ثِقَةٌ، رَأَيْتُ عَلَى حَدِيثِهِ النُّورَ، وَأَمَّا رِوَايَةُ أَهْلِ الْكُوفَةِ عَنِ ابْنِهِ عَنْهُ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ، ابْنُهُ ضَعِيفٌ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
أَبُو طُوَالَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
ابن مَعْمَرٍ الْأَنْصَارِيُّ. سَمِعَ مِنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَائِدَةَ
أَبُو وَاقِدٍ اللَّيْثِيُّ. رَوَى عَنْهُ الدراوَرْديّ وَوُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، «وَكَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ سَمِعَ مِنْ وُهَيْبٍ أَحَادِيثَ لَهُ، وَكَفَاهُ وُهَيْبٌ، وَجَهِلَهُ سُلَيْمَانُ فَكَانَ لَا يُحَدِّثُ عَنْهُ بِالْبَصْرَةِ، فَلَمَّا اسْتُقْضِيَ عَلَى مَكَّةَ وَالْتَقَى مَعَ الْمَدَنِيِّينَ أَثْنَوْا عَلَيْهِ وَعَرَّفُوهُ حَالَهُ وَقَالُوا: كَانَ هَذَا مِنْ خِيَارِنَا وَمِنْ زُهَّادِنَا صَاحِبُ غَزْوٍ وَجِهَادٍ فَحَدَّثَ عَنْهُ بِمَكَّةَ» [1] .
__________
[3] سليمان بن يسار الهلالي المدني (تهذيب التهذيب 4/ 228) .
[4] خارجة بن زيد بن ثابت الأنصاري (تهذيب التهذيب 3/ 74) .
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 4/ 401 لكنه يحذف «سمع من وهيب.... فكان» .(1/426)
حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عبد الله أو سئل عن مصعب ابن مُحَمَّدٍ فَقَالَ لَا أَعْلَمُ إِلَّا خَيْرًا.
وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ.
وَإِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ فَحْلُ الْحَدِيثِ، وَسُئِلَ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ فَقَالَ: قَالَ يحي: كَانَ سُفْيَانُ يُضَعِّفُ عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ جَعْفَرٍ وَمَا لِعَبْدِ الْحَمِيدِ مَا أَقْرَبَ حَدِيثَهُ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: هِشَامُ بْنُ عَمْرٍو الْفَزَارِيُّ الَّذِي رَوَى عَنْهُ حَمَّادٌ مِنَ الثِّقَاتِ.
«وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَذَكَرَ عَبَّادَ بْنَ الْعَوَّامِ فَقَالَ: كَانَ يُشْبِهُ أَصْحَابَ الْحَدِيثِ» [2] .
وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: بَلَغَ عَبَّادًا أَنَّ إِسْمَاعِيلَ خَطَّأَهُ فِي حَدِيثٍ فَقَالَ: قُولُوا لَهُ ضَعِ الْقَلَمَ عَنْ أُذُنِكَ.
وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: شَهِدْتُ هُشَيْمًا يَوْمًا وَذَكَرَ عَبَّادًا فَقَالَ:
ادْعُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لِأَخِينَا عَبَّادٍ فَإِنَّهُ مَرِيضٌ.
وَشَهِدْتُ عَبَّادًا يَوْمًا يَقُولُ فِي حَدِيثٍ ذَكَرَهُ: أَخْطَأَ هُشَيْمٌ. فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ فَانْظُرْ هُشَيْمٌ يَدْعُو لَهُ وَهُوَ يُخَطِّئُهُ.
قَالَ: وَسَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ [1] عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ النَّوْفَلِيِّ؟ فَقَالَ: شَيْخٌ مِنْ أهل المدينة ليس به بأس.
__________
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 11/ 104- 105.
[1] يعني أحمد بن حنبل.(1/427)
سَمِعْتُ الْحُمَيْدِيَّ يَقُولُ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَبَدَأْتُ بِعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدراوَرْديّ فَجَاءَ فِي جَمَاعَةٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ «يَلُومُونَنِي يَقُولُونَ تَرَكْتَ شَيْخَنَا أَنْ تَبْدَأَ بِهِ وَتَأْتِيَهُ. قَالَ: يَلُومُونَنِي فِيمَا فَعَلْتُ إِنَّمَا أَتَيْتُ الدراوَرْديّ» [2] لِأُسَلِّمَ عَلَيْهِ وَأَكْتُبُ عَنْهُ شَيْئًا، وَيَكُونُ اعْتِمَادِي عَلَى ابْنِ أَبِي حَازِمٍ [3] إِنْ شَاءَ اللَّهُ. وَبَلَغَ الدراوَرْديّ اجْتِمَاعُ مَنِ اجْتَمَعَ إِلَيَّ فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَيْهِ قَالَ: يَا قُرَشِيُّ قَدْ بَلَغَنِي الَّذِي كَانَ وَقَدْ عَزَمْتُ أَنْ أُخْرِجَ إِلَيْكَ كُتُبِي وَأُصُولِي لِتَكْتُبَهَا وَأَقْرَأُهَا عَلَيْكَ. قَالَ: فَأَخْرَجَ إِلَيَّ أُصُولَهُ وَإِذَا هو كُتُبٌ صِحَاحٌ وَأَحَادِيثُ مُسْتَقِيمَةٌ. قَالَ: وَقَدْ كَانَ يُؤْتَى بِالْأَحَادِيثِ فَيَقْرَأُ عَلَيْهِ فَإِنْ كَانَ مِنْ حديثه الّذي حملوا عنه خللا فَإِنَّمَا جَاءَ مِمَّا أَعْلَمْتُكُمْ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ مِنْ كُتُبِهِ النَّاسُ، وَقَدْ كَانَ يُذَاكِرُ بِالْحَدِيثِ مما ليس عنده فيتهانون بِهِ وَيَقُولُ: هَذَا مِمَّا لَمْ يَكُنْ فِي كُتُبِهِ، وَيُذَاكِرُ بِالشَّيْءِ الْمَرْفُوعِ فَيَقُولُ هَذَا فِي أصل كتابه منقطع.
وَحَدَّثَنِي الْفَضْلُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَذَكَرَ سُلَيْمَانَ بْنَ بِلَالٍ فَقَالَ:
كَانَ ثِقَةً وكان كاتب يحي بْنِ سَعِيدٍ وَقَدْ كَانَ عَلَى سُوقِ الْمَدِينَةِ.
وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: كَانَ الدراوَرْديّ كتابه أصبح مِنْ حِفْظِهِ، وَكَانَ مَعْرُوفًا بِطَلَبِ الْعِلْمِ وَالْحَدِيثِ.
وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَذَكَرَ لَهُ هِشَامٌ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ: كَانَ يَسْتَعْذِبُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَاءَ مِنْ بُيُوتِ السُّقْيَا. فَقَالَ: مَا رَوَاهُ إِلَّا الدراوَرْديّ وَلَمْ يكن في أصل كتابه.
__________
[2] في الأصل بالحاشية.
[3] هو عبد العزيز بن أبي حازم في الطبقة السابعة من أهل المدينة عند ابن سعد (انظر طبقات ابن سعد 5/ 313) .(1/428)
حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ وَسُئِلَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ [أَبِي] [1] حَازِمٍ وَعَبْدِ الْعَزِيزِ الدراوَرْديّ؟ فَقَالَ: الدراوَرْديّ مَعْرُوفٌ بِالْحَدِيثِ وَالطَّلَبِ وَإِذَا مِنْ كِتَابِهِ فَهُوَ صَحِيحٌ، وَإِذَا حَدَّثَ مِنْ كُتُبِ النَّاسِ أَوْهَمَ، وَكَانَ يَقْرَأُ عَلَى النَّاسِ مِنْ كُتُبِهِمْ فَكَانَ يُخْطِئُ، وَرُبَّمَا قَلَبَ حَدِيثَ عَبْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيِّ يَرْوِيهَا عَنْ عبيد الله بن عمر، قيل له: لعل قد رَوَاهَا عُبَيْدُ اللَّهِ؟
قَالَ: عُبَيْدُ اللَّهِ كَانَ أَثْبَتَ مِنْ ذَلِكَ. وَإِذَا قَرَأَ فِي كِتَابِهِ كَانَ صَحِيحًا. وَابْنُ أَبِي حَازِمٍ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ بِطَلَبِ الْحَدِيثِ إِلَّا كُتُبَ أَبِيهِ وَكَانَ رَجُلًا يَتَفَقَّهُ، يُقَالُ لَمْ يَكُنْ بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ مَالِكٍ أَفْقَهُ مِنْهُ. وَيُقَالُ إِنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ بِلَالٍ أَوْصَى إِلَيْهِ فَوَقَعَتْ كُتُبُ سُلَيْمَانَ إِلَيْهِ وَلَمْ يَسْمَعْهَا، وَقَدْ رَوَى عَنْ أَقْوَامٍ لَمْ يُعْرَفْ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُمْ وَلَا كَادَ يَعْرِفُ بِطَلَبِ الْحَدِيثِ إِلَّا كُتُبَ أَبِيهِ فَإِنَّهُمْ يَقُولُونَ سَمِعَهَا.
والدراوَرْديّ هُوَ مِنْ قَرْيَةٍ بِالْأَهْوَازِ. وَكَانَ يَعْقُوبُ الْمَاجِشُونُ مِنْ أَهْلِ أَصْبَهَانَ وَكَانَ إِذَا سَلَّمَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ قَالَ: شُونِي شُونِي فَسُمِّيَ الْمَاجِشُونَ [2] . قَالَ [3] : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، هُوَ يَعْقُوبُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ وَهَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ أَخُوهُ. وَعَبْدُ الْعَزِيزِ هُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، وَكَانَ عَبْدُ الْعَزِيزِ لَهُ لِسَانٌ عَلَى مَالِكٍ. قَالَ: أَيُّ شَيْءٍ كَانَ يُعْمَلُ بِمَالِكٍ وَكَانَ فَقِيهًا وَكَانَ إِذَا سُئِلَ عَنِ الْحَدِيثِ قَالَ: إِنَّمَا نَحْنُ نُفْتِي!!.
قَالَ: وَسَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ: كَيْفَ حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ؟ فَقَالَ: أَخُوهُ أَثْبَتُ. يَعْنِي عبد الله بن زيد بن أسلم.
__________
[1] ساقطة في الأصل.
[2] هناك تفسيرات أخرى للماجشون منها أنه بالفارسية يعني الورد، وقال مصعب الزبيري أنه انما سمي الماجشون لكونه كان يعلم الغناء ويتخذ القيان (تهذيب التهذيب 11/ 389) .
[3] القائل هو أحمد بن حنبل:(1/429)
قَالَ أَبُو طَالِبٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ [1] قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ أسلم؟ فقال: أسامة بْنُ زَيْدٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ هُمْ ثَلَاثَةٌ بَنُو زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، فَأُسَامَةُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ مُتَقَارِبَانِ ضَعِيفَانِ وَعَبْدُ اللَّهِ ثِقَةٌ.
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ بُدَيْلٍ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْقَرَّاظُ قَالَ: كُنْتُ فِي أَوَّلِ سَبْيِ فَارِسَ الَّذِينَ سُبُوا فِي زَمَنِ عُمَرَ.
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ قَالا: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قال: حدثني عقيل عن ابن شهاب قال: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ شِبْلِ بْنِ خَالِدٍ [2] الْمُزَنِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ الْأَوْسِيِّ [3] عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: الْوَلِيدَةُ إِذَا زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ إِذَا زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ إِذَا زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا ثُمَّ إِذَا زَنَتْ فَبِيعُوهَا وَلَوْ بِضَفِيرٍ. وَالضَّفِيرُ الْحَبْلُ [4] .
حَدَّثَنِي حَيْوَةُ وَابْنُ الْمُصَفَّى [5] قَالَ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ [6] عَنِ الزبيدي عن
__________
[1] يعني أحمد بن حنبل.
[2] قال ابن حجر «شبل بن حامد ويقال ابن خليد ويقال ابن معبد المزني (تهذيب التهذيب 40/ 304) .
[3] في الأصل «مالك بن عبد الله» وهو مقلوب (انظر مسند أحمد 4/ 343، والاصابة 2/ 356 وتهذيب التهذيب 4/ 304 و 5/ 382) .
[4] أخرجه أحمد من هذا الوجه من حديث بقية بن الوليد ومن طريق آخر عن الزهري أيضا.
[5] محمد بن المصفى بن بهلول القرشي ابو عبد الله الحمصي الحافظ (تهذيب التهذيب 9/ 460) .
[6] هو ابن الوليد.(1/430)
الزهري عن عبيد الله بن عبد الله أن شِبْلًا- قَالَ حَيْوَةُ: ابْنُ خَالِدٍ، وَقَالَ ابْنُ الْمُصَفَّى: ابْنُ خُلَيْدٍ الْمُزَنِيُّ- أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَالِكٍ الْأَوْسِيَّ أَخْبَرَهُ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الْوَلِيدَةُ إِذَا زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ إِذَا زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَبِيعُوهَا وَلَوْ بِضَفِيرٍ مِنْ شَعْرٍ. في الثالثة أو في الرَّابِعَةِ [1] .
وَأَخْبَرَ عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ مِثْلَ ذَلِكَ.
حَدَّثَنَا ابْنُ قَعْنَبٍ وابن بكير عن مالك عن ابن شهاب عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَعَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنِ الْأَمَةِ إِذَا زَنَتْ وَلَمْ تُحْصِنْ؟ قَالَ: إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ بِيعُوهَا وَلَوْ بِضَفِيرٍ. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: لَا أَدْرِي أَبَعْدَ الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ، وَالضَّفِيرُ هُوَ الْحَبْلُ [2] .
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ وَسُئِلَ قَالُوا: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسُئِلَ عَنِ الْأَمَةِ تَزْنِي بِنَحْوِهِ.
وَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ وَمَعْمَرٌ يَقُولُ: عَنْ زَيْدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ. وَابْنِ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: شِبْلُ بْنُ مَعْبَدٍ وهو وهم.
__________
[1] أخرجه أحمد من هذا الوجه من حديث بقية بن الوليد ومن طريق آخر عن الزهري أيضا.
[2] أخرجه البخاري من طريق مالك بهذا الاسناد من حديث أبي هريرة وخالد الجهنيّ (الصحيح 8/ 213) .(1/431)
حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ قال: حدثنا الزهري عن عبيد الله ابن عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ أَنَّهُمَا قَالا: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اقْضِ بَيْنَنَا بِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. فَقَامَ خَصْمُهُ فَقَالَ:
صَدَقَ يَا رَسُولَ اللَّهِ اقْضِ بَيْنَنَا بِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وجل. فقال الْأَعْرَابِيُّ: إِنَّ ابْنِي كَانَ عَسِيفًا [1] عَلَى هَذَا فَزَنَى بِامْرَأَتِهِ، فَقَالُوا عَلَى ابْنِكَ الرَّجْمُ، فَافْتَدَيْتُ [2] مِنْهُ بِمِائَةٍ مِنَ الْغَنَمِ وَوَلِيدَةٍ، ثُمَّ سَأَلْتُ أَهْلَ الْعِلْمِ فَقَالُوا: إِنَّمَا عَلَى ابْنِكَ جَلْدُ مِائَةٍ وَتَغْرِيبُ عَامٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَأَقْضِيَنَّ بِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، أَمَّا الْغَنَمُ وَالْوَلِيدَةُ فَرَدٌّ عَلَيْكَ، وَعَلَى ابْنِكَ جَلْدُ مِائَةٍ وَتَغْرِيبُ عَامٍ. وَأَمَّا أَنْتَ يَا أُنَيْسُ- لِرَجُلٍ مِنَ الْقَوْمِ- فَاغْدُ عَلَى امْرَأَةِ هَذَا فَارْجُمْهَا. فَغَدَا أُنَيْسٌ فَرَجَمَهَا [3] . حَدَّثَنَا ابن قعنب وابن بكير عن مالك عن ابن شهاب عن عبيد الله عن أبي هُرَيْرَةَ وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهنِيِّ أَنَّهُمَا أَخْبَرَاهُ أَنَّ رَجُلَيْنِ اخْتَصَمَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَحَدُهُمَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ اقْضِ بَيْنَنَا بِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَقَالَ الْأَخَرُ- وَكَانَ أَفْقَهَهُمَا-: أَجَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَاقْضِ بَيْنَنَا بِكِتَابِ اللَّهِ وَائْذَنْ لِي فِي أَنْ أَتَكَلَّمَ؟ قَالَ: تَكَلَّمْ. قَالَ: إِنَّ ابْنِي كَانَ عَسِيفًا عَلَى هَذَا. وَالْعَسِيفُ الْأَجِيرُ فَذَكَرَ نَحْوَهُ.
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ وَابْنُ رُمْحٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ خَلَّادٍ أَنَّ اللَّيْثَ حدثهم قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ أنهما قَالا: أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَعْرَابِ أَتَى رَسُولَ الله صلّى الله عليه وسلم فذكر
__________
[1] العسيف: الأجير.
[2] في صحيح البخاري «ففديت ابني منه» .
[3] أخرجه البخاري بهذا الاسناد (الصحيح: 9/ 94) .(1/432)
نَحْوَهُ. وَهَكَذَا رَوَاهُ أَبُو صَالِحٍ عَنِ اللَّيْثِ عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ خَالِدٍ وَسُئِلَ.
قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: قِيلَ لِسُفْيَانَ: فَإِنَّ مَالِكًا وَمَعْمَرًا يَقُولَانِ فيه شك.
قَالَ: لَكِنِّي أَقُولُهُ قَدْ أَتْقَنْتُهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ في الحديثين كلاهما.
وَرَوَاهُ أَبُو الْيَمَانِ عَنْ شُعَيْبٍ، وَحَجَّاجٍ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ فَقَالَ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَحْدَهُ. وَرَوَاهُ أَبُو غَسَّانَ [1] عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمَاجِشُونِ فَقَالَ: عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ وَلَمْ يَذْكُرْ أَبَا هُرَيْرَةَ [2] ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عَبْدُ الرحمن ابن خَالِدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَحْدَهُ.
حَدَّثَنَا أَبُو صالح وابن بكير وابن رمح قَالُوا: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمٍ حَدَّثَهُ أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ حَدَّثَهُ أَنَّ عَمْرَةَ بِنْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَتْهُ أَنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْهَا أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا زَنَتِ الْأَمَةُ فَاجْلِدُوهَا وَإِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا وَإِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا ثُمَّ بِيعُوهَا وَلَوْ بِضَفِيرٍ. وَالضَّفِيرُ الْحَبْلُ.
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ.
وَحَدَّثَنَا حَجَّاجٌ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أبي بكر بن عبد الرحمن ابن الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ [3] حَزْنُ بْنُ جَابِرٍ. وَقَالَ حَجَّاجٌ:
جَزِيُّ بْنُ جَابِرٍ الْخَثْعَمِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ كَعْبَ الْأَحْبَارِ يَقُولُ: لَمَّا كَلَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ بِالْأَلْسِنَةِ كُلِّهَا قَبْلَ لِسَانِهِ طَفِقَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: يَا رَبِّ لَا أَفْقَهُ هَذَا. حَتَّى إِذَا كَلَّمَهُ الثَّانِيَةَ بِلِسَانِهِ مِثْلَ صَوْتِهِ قَالَ:
يا رب وهل من خلقك شيء يشبه كلامك؟ فقال: لا وأقرب شبها بكلامي
__________
[1] مالك بن إسماعيل النهدي الكوفي (تهذيب التهذيب 10/ 3) .
[2] انظر هذه الرواية في صحيح البخاري 8/ 212.
[3] في الأصل «أخبر» .(1/433)
أَشَدُّ مَا سُمِعَ مِنَ الصَّوَاعِقِ.
حَدَّثَنَا أَصْبَغُ بْنُ فَرَجٍ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ فقال: أخبره جز بْنُ جَابِرٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبٍ عَنْ أبيه عن يونس وقال: أخبره جز بْنُ جَابِرٍ. حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنِ ابن ثور عن معمر فقال: أخبره جز بْنُ جَابِرٍ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَالصَّحِيحُ جَزُّ بْنُ جَابِرٍ هَكَذَا يَقُولُ أَهْلُ فِلِسْطِينَ وَهُمْ أَعْلَمُ مِنْ غَيْرِهِمْ لِأَنَّهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ فلسطين.
حدثني سعيد بن أسد قال: حدثنا ضمرة عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ أَنَّ جَزَّ بن جابر كان قاضيا على فلسطين لم يترك الا نصف درهم وكان من البكاءين، وَكَانَ ابْنُ مُحَيْرِيزٍ يَقُولُ: عَلَيْكُمْ بِجَزِّ بْنِ جابر. يقول: لصلاحه وفضله.
و «وهيب بْنُ الْوَرْدِ وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْوَرْدِ مَكِّيَّانِ ثِقَتَانِ» [1] .
وَيَقُولُ أَهْلُ مَكَّةَ: كَانَ وُهَيْبٌ مِنَ الْأَبْدَالِ ثِقَةً مُثْبِتًا مُتَفَقِّدًا لَطُعْمَتِهِ يَجْتَنِبُ أَكْلَ طَعَامِ صَوَافِي مَكَّةَ وَثِمَارَهَا. وَسَمِعْتُ ابْنَ نُمَيْرٍ يقول: بلغني أن عباد ابن كَثِيرٍ قَالَ لِوُهَيْبِ بْنِ الْوَرْدِ: عِنْدِي أَحَادِيثُ فِي الرَّغَائِبِ لَيْسَ يَكْتُبُ عَنِّي أَصْحَابُ الْحَدِيثِ ولا يسمعون مني فخذها أنت وحدثهم ليعلموا بِهَا وَتُؤْجَرَ.
فَقَالَ لَهُ: قَدْ فَعَلْتَ بِنَفْسِكَ مَا فَعَلْتَ وَتُرِيدُ أَنْ تَفْضَحَنِي.
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ [2] عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، أَحَدُ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ حَسَنُ الْحَدِيثِ.
«وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاشِدٍ جَزَرِيٌّ حَسَنُ الْحَدِيثِ» [3] .
وَمَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ بَصْرِيٌّ وَقَعَ بِالْيَمَنِ لَيْسَ بَيْنَهُمَا قرابة.
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 6/ 106، 11/ 171.
[2] ابن أسد.
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 1/ 231.(1/434)
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عُمَرَ بن حبيب مكي ثقة.
«وعمر بن حبيب البصري [1] القاضي ضعيف لا يكتب حديثه» [2] .
«وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ كَثِيرٍ أَبُو هَاشِمٍ مَكِّيٌّ ثِقَةٌ» [3] ، روى عنه ابن جريج ويحي بْنُ سُلَيْمٍ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَهُوَ ثِقَةٌ.
وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ مَكِّيٌّ ثِقَةٌ.
وَرَوَى ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ وَهُوَ ثِقَةٌ أَصْلُهُ خُرَاسَانِيٌّ سَكَنَ مَكَّةَ.
وَشِبْلُ بْنُ عَبَّادٍ مَكِّيٌّ ثِقَةٌ.
حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ وَابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ قُدَامَةَ الْجُمَحِيِّ مَدِينِيٌّ ثِقَةٌ.
حَدَّثَنَا الْمَكِّيُّ عَنْ عبد الله بن سعيد بن أبي هند مَدِينِيٌّ ثِقَةٌ، رَوَى عَنْهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ.
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ مَكِّيّ لَا بَأْسَ بِهِ.
وَمُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ وَإِنْ كَانَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ أَثْبَتَ مِنْهُ فَهُوَ أَيْضًا «ثِقَةٌ لَا بَأْسَ بِهِ» [4] .
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ صَدِّيقِ بْنِ مُوسَى وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ مَدِينِيٌّ.
وَسَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ مَكِّيٌّ وروى عنه أيوب السختياني.
__________
[1] في الأصل «البكري» والتصويب من تاريخ بغداد 11/ 200.
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 11/ 200.
[3] ابن حجر: تهذيب التهذيب 1/ 326.
[4] ابن حجر: تهذيب التهذيب 9/ 445.(1/435)
أَبُو بَكْرِ بْنُ كَيْسَانَ [1] . قَالَ كَيْسَانُ: تَمَتَّعْتُ وَأَنَا عَبْدٌ فَسَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ وَمَخْرَمَةَ بْنَ بُكَيْرٍ، كَانَ مَالِكٌ يُحْسِنُ الثَّنَاءَ عَلَيْهِ.
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْهَاشِمِيُّ ثِقَةٌ.
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ الَّذِي يَرْوِي عَنْهُ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ ثَبْتٌ وَهُوَ مُعَلِّمٌ.
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ الَّذِي رَوَى عَنْهُ خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ ضَعِيفٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شَرِيكٍ أَبُو عُثْمَانَ مَكِّيّ «لَا بَأْسَ بِهِ» [2] .
حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ نَيَّاقٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَمْرٍو وَرَأَى رَجُلًا يَجُرُّ إِزَارَهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ لَا يُرِيدُ إِلَّا الْمَخِيلَةَ لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَلَمْ يَسْمَعْ شُعْبَةُ مِنَ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ، وَكَانَ الْحَسَنُ مَاتَ قَبْلَ أَبِيهِ مُسْلِمِ بْنِ نَيَّاقٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ عِمَامَةً. وَعَبْدُ الْوَاحِدِ مَكِّيٌّ.
حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حدثنا همام بن يحي عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَيْمَنَ قال:
[و] [3] حدثني أَبُو بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجِدِّيُّ مِنْ أَهْلِ جِدَّةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّائِفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَيْمَنَ قَالَ: حَدَّثَنَا عمر بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عُرْوَةَ عن
__________
[1] هو أيوب السختياني (تهذيب التهذيب 1/ 397) .
[2] ابن حجر: تهذيب التهذيب 9/ 222 لكنه يعزو القول ليعقوب نفسه وليس لابي نعيم.
[3] الإضافة ضرورية لانه بدأ بسند آخر.(1/436)
عائشة قالت: فَخَرْتُ بِمَالِ أَبِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ قَدْرَ ألف أَلْفِ أَوْقِيَةٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اسْكُتِي يَا عَائِشَةُ فَإِنِّي كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لِأُمِّ زَرْعٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ [أَبِي] [1] عُبَيْدٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ أَنَّهُ كَانَ يَنْهَى بَنِيهِ عَنْ لَعِبِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ [2] .
أَخْبَرَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ مُضَرَ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ عَنْ يَزِيدَ مَوْلَى سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ 2: 184 [3] كَانَ مَنْ أَرَادَ مِنَّا أَنْ يُفْطِرَ وَيَفْتَدِيَ فَعَلَ حَتَّى نَزَلَتِ الْآيَةُ الَّتِي بَعْدَهَا فَنَسَخَتْهَا.
وحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: قُلْتُ لِصَدَقَةَ بْنِ يَسَارٍ:
يَزْعُمُونَ أَنَّكَ مِنَ الْخَوَارِجِ. قَالَ فَتَبَسَّمَ فَقَالَ: مَا أَنَا مِنْهُمْ وَقَدْ كُنْتُ مِنْهُمْ.
وَصَدَقَةُ مَكِّيٌّ ثِقَةٌ.
وَعَمْرُو بْنُ عَطَاءِ بْنِ وَرَازٍ [4] مَكِّيٌّ لَيِّنُ الْجَانِبِ.
وَرَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ اسْمُهُ فَرُّوخٌ.
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ أُمِّهِ عَنِ امْرَأَةِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ أنها قالت:
__________
[1] الزيادة من ابن سعد 4/ 40 وتهذيب التهذيب 11/ 349.
[2] في ابن سعد 4/ 40 «ويقول هي مأثمة» .
[3] البقرة آية 184.
[4] في الأصل «وراد» وانظر (تهذيب التهذيب 7/ 483) .(1/437)
مَا اضْطَجَعَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى فِرَاشِهِ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً بِاللَّيْلِ.
وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ نَافِعٍ [1] قَالَ: حَدَّثَنِي مِكْتَلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: إِذَا رَأَيْتَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ عَلَى شَيْءٍ فَاعْلَمْ أَنَّهُ السُّنَّةُ.
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: رَكِبَ عَلْقَمَةُ إِلَى عُمَرَ فَقَالُوا: تَحْفَظُ لَنَا مِنْهُ، فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ: كَانَ مِمَّا حَفِظْتُ أَنَّهُ تَوَضَّأَ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ. وَقَالَ عَلِيٌّ: أَبُو فَرْوَةَ [2] نَهْدِيٌّ يُنْسَبُ إِلَى الْجُهَنِيِّ.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ [أَبِي] [3] زُكَيْرٍ الصَّدَفِيُّ [4] قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ قَالَ: قَالَ ذَلِكَ الرَّجُلُ: يُبْعَثُ مِنَ الْمَدِينَةِ أشراف الناس محمد وحزبه والشهداء أَهْلُ بَدْرٍ وَأَهْلُ أُحُدٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ثَنَا مِسْعَرٌ قَالَ:
قُلْتُ لِجُنْدُبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ أَيُّهُمْ أَعْنَى بِالسُّنَّةِ أَهْلُ الْحِجَازِ أَمْ أَهْلُ الْعِرَاقِ؟
قَالَ: بَلْ أَهْلُ الْحِجَازِ [5] .
«حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أخبرنا
__________
[1] عبد الله بن نافع بن أبي نافع الصائغ المخزومي (تهذيب التهذيب 6/ 51) .
[2] هو مسلم بن سالم الجهنيّ النهدي (تهذيب التهذيب 10/ 130) .
[3] سقطت من الأصل.
[4] محمد بن أبي زكير يحي بن إسماعيل مولى آل خالد بن يزيد ابن أسيد الصدفي أبو عبد الله مصري كان فقيها من أصحاب ابن وهب (ابن ماكولا: الإكمال 4/ 91) .
[5] تكرر في الأصل بعد هذه الرواية حديث مالك «يبعث من أهل المدينة أشراف الناس» بنفس الاسناد المذكور قبل الرواية فحذفت المكرر.(1/438)
الثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِي فَرْوَةَ عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي شَمْخٍ مِنْ فَزَارَةَ تَزَوَّجَ امْرَأَةً، ثُمَّ رَأَى أُمَّهَا فَأَعْجَبَتْهُ فَاسْتَفْتَى ابْنَ مَسْعُودٍ عَنْ ذَلِكَ فَأَمَرَهُ أَنْ يُفَارِقَهَا وَيَتَزَوَّجَ أُمَّهَا. فَتَزَوَّجَهَا فَوَلَدَتْ لَهُ أَوْلَادًا ثُمَّ أَتَى ابْنُ مَسْعُودٍ الْمَدِينَةَ فَسَأَلَ عَنْ ذَلِكَ فَأُخْبِرَ أَنَّهَا لَا تَحِلُّ فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى الْكُوفَةِ قَالَ لِلرَّجُلِ: إِنَّهَا عَلَيْكَ حَرَامٌ إِنَّهَا لَا تَنْبَغِي لَكَ.
فَفَارِقْهَا» [1] .
حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ حَدَّثَنَا رَوْحٌ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو فَرْوَةَ عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: تَزَوَّجَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ، فَمَاتَتْ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا فَرَخَّصَ عَبْدُ اللَّهِ أَنْ يَتَزَوَّجَ أُمَّهَا، وَرَخَّصَ في الصرف. فلما أتى المدينة فرجع أخذ بِيَدِي فَأَتَى أَهْلَ الْبَيْتِ الَّذِينَ أَمَرَهُمْ فَنَهَاهُمْ، وَأَتَى الصَّيَارِفَةَ فَنَهَاهُمْ.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قال: حدثنا حديج بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ إِيَاسٍ عَنْ رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي شَمْخٍ، فَرَأَى بَعْدُ أُمَّهَا فَأَعْجَبَتْهُ، فَذَهَبَ إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ فَقَالَ: إِنِّي تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً لَمْ أَدْخُلْ بِهَا ثُمَّ أَعْجَبَتْنِي أُمُّهَا، فَأُطَلِّقُ الْمَرْأَةَ وَأَتَزَوَّجُ أُمَّهَا؟ قَالَ: نَعَمْ. فَطَلَّقَهَا وَتَزَوَّجَ أُمَّهَا، فَأَتَى عَبْدُ اللَّهِ الْمَدِينَةَ، فَسَأَلَ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا:
لَا يَصْلُحُ. ثُمَّ قَدِمَ، فَأَتَى بَنِي شَمْخٍ فَقَالَ: أَيْنَ الرَّجُلُ الَّذِي تَزَوَّجَ أُمَّ الْمَرْأَةِ الَّتِي كانت تحته؟ قالوا: ها هنا. قَالَ فَلْيُفَارِقْهَا. قَالُوا: وَقَدْ نَثَرَتْ لَهُ بَطْنَهَا [2] . قَالَ فَلْيُفَارِقْهَا فَإِنَّهَا حَرَامٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وجل.
__________
[1] الخطيب: الفقيه والمتفقه 2/ 202 لكنه يذكر «أخبرنا» بدل «حدثنا» الاولى و «نا» بدل «حدثنا» الثانية.
[2] أي كثر أولادها.(1/439)
حَدَّثَنَا حَمَّادٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ [1] عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ ابْنَ مَسْعُودٍ عَنْ رَجُلٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا أَيَتَزَوَّجُ أُمَّهَا؟ قَالَ: نَعَمْ. فَتَزَوَّجَهَا، فَوَلَدَتْ لَهُ، فَقَدِمَ عَلَى عُمَرَ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: فَرِّقْ بَيْنَهُمَا. قَالَ: إِنَّهَا قَدْ وَلَدَتْ. قَالَ: وَإِنْ وَلَدَتْ عَشَرَةً فَفَرِّقْ بَيْنَهُمَا.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ شَيْبَانَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ:
كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَبِيعُ نُفَايَةَ [2] بَيْتِ الْمَالِ حَتَّى لَقِيَ أَصْحَابَهُ فَنَهَوْهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ:
مَا أَرَى به بأسا وما أنا بفاعل.
وحدثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ باع نفاية بيت المال زيوفا [3] وملسانا [4] بدراهم دُونَ وَزْنِهَا، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَنَهَاهُ عَنْ ذَلِكَ وَقَالَ: أَوْقِدْ عَلَيْهَا حَتَّى يَذْهَبَ مَا فِيهَا مِنَ النُّحَاسِ أَوْ حَدِيدٍ تَخْلُصُ الْفِضَّةُ، ثُمَّ بِعِ الْفِضَّةَ بِوَزْنِهَا.
«حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ الْهَمْدَانِيُّ وَكَانَ خَيْرًا مِنِ ابْنَيْهِ عَلِيٍّ وَالْحَسَنِ وَكَانَ عَلِيٌّ خَيْرَهُمَا- يَرِيدُ مِنَ الْآخَرِ- قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الشَّعْبِيِّ وَأَنَا عِنْدَهُ فَقَالَ: يَا أَبَا عَمْرٍو إِنَّ نَاسًا عِنْدَنَا يَقُولُونَ إِذَا أَعْتَقَ الرَّجُلُ أَمَتَهُ ثُمَّ تَزَوَّجَهَا فَهُوَ كَالرَّاكِبِ بَدَنَتَهُ.
قَالَ الشَّعْبِيُّ: حَدَّثَنِي أَبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى عن أبيه أن رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ثَلَاثَةٌ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ: الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ كَانَ مُؤْمِنًا قَبْلَ أَنْ يُبْعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فله أجران، ورجل
__________
[1] هو ابن ارطاة (تهذيب التهذيب 2/ 196) .
[2] في البلاذري: فتوح البلدان ص 455 «بقايا» .
[3] الزيوف: النقود المغشوشة كان تخلط الدراهم الفضية بالنحاس.
[4] الممسوحة.(1/440)
كَانَتْ لَهُ جَارِيَةٌ فَعَلَّمَهَا فَأَحْسَنَ تَعْلِيمَهَا وَأَدَّبَهَا فَأَحْسَنَ تَأْدِيبَهَا ثُمَّ أَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا فَلَهُ أَجْرَانِ، وَعَبْدٌ أَطَاعَ اللَّهَ وَأَدَّى حَقَّ سَيِّدِهِ فَلَهُ أَجْرَانِ. خُذْهَا بِغَيْرِ شَيْءٍ فَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يَرْحَلُ فِي أَدْنَى مِنْهَا إِلَى الْمَدِينَةِ» [1] .
وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِيَاسٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي شَمْخِ بْنِ فَزَارَةَ سَأَلَهُ عَنْ رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً فَرَأَى أُمَّهَا فَأَعْجَبَتْهُ فَطَلَّقَ امْرَأَتَهُ أَيَتَزَوَّجُ أُمَّهَا؟ قَالَ:
لَا بَأْسَ. فَتَزَوَّجَهَا الرَّجُلُ. وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ فَكَانَ يَبِيعُ نُفَايَةَ بَيْتِ الْمَالِ، يُعْطِي الْكَثِيرَ وَيَأْخُذُ الْقَلِيلَ حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَسَأَلَ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالُوا: لَا يَحِلُّ لِهَذَا الرَّجُلِ هَذِهِ الْمَرْأَةُ، وَلَا تَصْلُحُ الْفِضَّةُ إِلَّا وَزْنًا بِوَزْنٍ، فَلَمَّا قَدِمَ عَبْدُ اللَّهِ انْطَلَقَ إِلَى الرَّجُلِ فَلَمْ يَجِدْهُ وَوَجَدَ قَوْمَهُ فَقَالَ: إِنَّ الَّذِي أَفْتَيْتُ بِهِ صَاحِبَكُمْ لَا يَحِلُّ. فَقَالُوا: إِنَّهَا قَدْ نَثَرَتْ لَهُ بَطْنَهَا. قَالَ: وَإِنْ كَانَ. وَأَتَى الصَّيَارِفَةَ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الصَّيَارِفَةِ إِنَّ الَّذِي كُنْتُ أُبَايِعُكُمْ [لَا يَحِلُّ] [2] ، لَا تَحِلُّ الْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ إِلَّا وَزْنًا بِوَزْنٍ.
«حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أبي قطن [3] عن أبي خلدة [4] عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ: كُنَّا نَسْمَعُ بِالرِّوَايَةِ عن أصحاب رسول الله صلى الله
__________
[1] الخطيب: الرحلة في طلب الحديث 61- 62 ووقع فيه «حيي الهمذاني» وهو خطأ وانما هو «حي الهمدانيّ» كما في ابن حجر: تهذيب التهذيب 4/ 393 وتبصير المنتبه بتحرير المشتبه 4/ 1460 فهو منسوب الى قبيلة همدان وليس الى مدينة همذان.
[2] الزيادة يقتضيها السياق.
[3] عمرو بن الهيثم بن قطن الزبيدي الكعبي (تهذيب التهذيب 8/ 114) .
[4] خالد بن دينار التميمي السعدي البصري (تهذيب التهذيب 3/ 88) .(1/441)
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ وَالْبَصْرَةِ فَمَا نَرْضَى حَتَّى أَتَيْنَاهُمْ فَسَمِعْنَا مِنْهُمْ» [1] .
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: وَاللَّهِ مَا اسْتَوْحَشَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَلَا غَيْرُهُ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ بِقَوْلِ قَائِلٍ مِنَ النَّاسِ، وَلَوْ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَخَذَ هَذَا الْعِلْمَ بِالْمَدِينَةِ لَشَكَّكَهُ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ.
«حَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ قَالَ: ثَنَا أَنَسُ بن عياض عن يحي بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ: انْظُرْ مَا كَانَ مِنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ سُنَّةٍ أَوْ حَدِيثِ عَمْرَةَ [2] فَاكْتُبْهُ فَإِنِّي خَشِيتُ دُرُوسَ الْعِلْمِ وَذَهَابَ الْعُلَمَاءِ [3] .
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَازِمٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: قَالَ أَبُو أُسَيْدٍ [4] وَقَدْ كَانَ عَمِيَ بَصَرُهُ حِينَ قُتِلَ عُثْمَانُ: الْحَمْدُ للَّه الَّذِي مَتَّعَنِي بِبَصَرِي حَيَاةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْظُرُ بِهِمَا إِلَيْهِ حَتَّى إِذَا قَبَضَ اللَّهُ نَبِيَّهُ وَأَرَادَ الْفِتْنَةَ بِعِبَادِهِ كَفَّ عَنِّي بَصَرِي.
«حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ عُبَيْدَةَ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: اجْتَمَعَ رَأْيِي وَرَأْيُ عُمَرَ عَلَى أَنَّ أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ لَا يُبَعْنَ، قَالَ: ثُمَّ رَأَيْتُ بَعْدُ أَنْ تُبَاعَ فِي دَيْنِ سَيِّدِهَا وَأَنْ تُعْتَقَ مِنْ نَصِيبِ وَلَدِهَا. فَقُلْتُ: رَأْيُكَ وَرَأْيُ عُمَرَ فِي الْجَمَاعَةِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ رَأْيِكَ في
__________
[1] الخطيب: الرحلة في طلب الحديث 48، لكنه يذكر (أبي خالد) وهو تصحيف.
[2] هي عمرة بنت عبد الرحمن الأنصارية وكانت في حجر عائشة رضي الله عنها فكانت من أعلم الناس بحديث عائشة (تهذيب التهذيب 12/ 439) .
[3] الخطيب: تقييد العلم 105- 106.
[4] مالك بن ربيعة بن البدن الساعدي (تهذيب التهذيب 10/ 15) .(1/442)
الْفُرْقَةِ» [1] .
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بن المفضل قال: حدثت محمد ابن عَلِيٍّ قُلْتُ: زَعَمَ أَهْلُ الْكُوفَةِ أَنَّ عَبِيدَةَ السَّلْمَانِيَّ قَالَ لِعَلِيٍّ:
رَأْيُكَ وَرَأْيُ عُمَرَ إِذَا اجْتَمَعْتُمَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ رَأْيِكَ إِذَا انْفَرَدْتَ بِهِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ: أَوَ كَانَ ذَاكَ؟ قَالَ مُحَمَّدٌ: نَعَمْ قَدْ كَانَ ذَاكَ.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ قَالَ:
قَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ وَمُجَاهِدٌ وَغَيْرُهُمَا مِنْ أَهْلِ مكة: لم يزل شأننا متشابها متناظرين حَتَّى خَرَجَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَيْنَا اسْتَبَانَ فَضْلُهُ عَلَيْنَا.
حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ وَزَيْدُ بْنُ حُرَيْشٍ قَالا: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَ يَكْتُبُ إِلَى الْأَمْصَارِ يُعَلِّمُهُمُ السُّنَنَ وَالْفِقْهَ، وَيَكْتُبُ إِلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ يَسْأَلُهُمْ عَمَّا مَضَى وَيَعْمَلُونَ بِمَا عِنْدَهُمْ، وَيَكْتُبُ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ أَنْ يَجْمَعَ لَهُ السُّنَنَ وَيَكْتُبَ إِلَيْهِ بِهَا فَتُوُفِّيَ عُمَرُ وَقَدْ كَتَبَ ابْنُ حَزْمٍ كُتُبًا قَبْلَ أَنْ يَبْعَثَ بِهَا إِلَيْهِ.
وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ وَزَيْدٌ قَالا: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَ يَقُولُ: يَغْشَانِي عُلَمَاءُ [أَهْلِ] [2] الْمَدِينَةِ وَيَبْلُغُنِي عِلْمُ ابْنُ الْمُسَيِّبِ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ وَزَيْدٌ قَالا: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ قَالَ: كَانَ أَبُو بَكْرِ بْنُ حزم على قضاء المدينة وولي المدينة أميرا قَالَ فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ: مَا أَدْرِي كَيْفَ اصنع بالاختلاف. فقال
__________
[1] الخطيب: الفقيه والمتفقه 2/ 64، وقال: الحجاج هو ابن منهال، ويذكر «نا» بدل «حدثنا» و «عن علي» بدل «قال قال علي» .
[2] في الأصل بالحاشية.(1/443)
أَبُو بَكْرٍ: يَا ابْنَ أَخِي إِذَا وَجَدْتَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ عَلَى أَمْرٍ مُسْتَجْمِعِينَ عَلَيْهِ فَلَا تشك فِيهِ أَنَّهُ الْحَقُّ.
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ:
قَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: لَمْ يَأْخُذْ أَوَّلُونَا عَنْ أَوَّلِيكُمْ قَدْ كَانَ عَلْقَمَةُ وَالْأَسْوَدُ وَمَسْرُوقٌ فَلَمْ يَأْخُذْ عَنْهُمْ أَحَدٌ مِنَّا، فَكَذَلِكَ آخِرُونَا لَا يَأْخُذُونَ عَنْ آخِرِيكُمْ.
قَالَ: ثُمَّ ذَكَرَ سُفْيَانَ وَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ قَدْ فَارَقَنِي عَلَى أَنْ لَا يَشْرَبَ النَّبِيذَ.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِرَبِيعَةَ: فَإِنَّ النَّخَعِيَّ قَالَ كَذَا. فَقَالَ رَبِيعَةُ: لَوْ كَانَ النَّخَعِيُّ هَاهُنَا أَمَرْنَا إِنْسَانًا يَأْخُذُ بِيَدِهِ فَيُقِيمَهُ.
حدثنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا جَعْفَرُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: انْتَهَى الْعِلْمُ إِلَى ثَلَاثَةٍ عَالِمٍ بِالْمَدِينَةِ وَعَالِمٍ بِالشَّامِ وَعَالِمٍ بِالْعِرَاقِ:
فَعَالِمُ الْمَدِينَةِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَعَالِمُ الْكُوفَةِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ وَعَالِمُ الشَّامِ أَبُو الدَّرْدَاءِ، فَإِذَا الْتَقَوْا سَأَلَ عَالِمُ الشَّامِ وَعَالِمُ الْعِرَاقِ عَالِمَ المدينة ولم يسألهم.
حدثنا أبو سعيد يحي بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ إِدْرِيسَ قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ قَالَ: انْتَهَى عِلْمُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى سِتَّةِ نَفَرٍ عُمَرَ وَعَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ وَأَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ.
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ قَالَ: ثَنَا زِيَادٌ الْبَكَّائِيُّ وَجَرِيرٌ الضَّبِّيُّ عَنْ مَنْصُورٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: تَشَامَمْتُ [1] أَصْحَابَ رسول الله صلّى الله عليه
__________
[1] خالطت.(1/444)
وَسَلَّمَ فَوَجَدْتُ عِلْمَهُمُ انْتَهَى إِلَى هَؤُلَاءِ السِّتَّةِ إِلَّا أَنَّهُ [ذَكَرَ] [1] أَبِي وَلَمْ يَذْكُرْ أَبَا مُوسَى. قَالَ: ثُمَّ تَشَامَمْتُ هَؤُلَاءِ السِّتَّةَ فَوَجَدْتُ عِلْمَهُمُ انْتَهَى إِلَى عُمَرَ وَعَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [2] قَالَ حَدَّثَنِي أُمَيٌّ الصَّيْرَفِيُّ [3] قَالَ: قَالَ أَبُو الْعُبَيْدَيْنِ لِعَبْدِ اللَّهِ: لَا تَخْتَلِفُوا عَلَيْنَا يَا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ فَنَخْتَلِفَ مِنْ بَعْدِكُمْ. فَقَالَ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ أَبَا الْعُبَيْدَيْنِ إِنَّمَا أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ الَّذِينَ دُفِنُوا مَعَهُ فِي الْبُرُدِ.
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [4] عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ أَوْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: وَصِرْفُ عِلْمِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْتَهَى إِلَى سِتَّةٍ: عُمَرَ وَعَلِيٍّ وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَأُبَيٍّ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، ثُمَّ انْتَهَى عِلْمُ هَؤُلَاءِ السِّتَّةِ إِلَى اثْنَيْنِ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ [5] .
حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بن محمد الدوري قال: حدثنا يحي بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ قَالَ:
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ «عُمَارَةَ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ أَلْتَمِسُ الْعِلْمَ وَالشَّرَفَ فَرَأَيْتُ رَجُلًا عَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَخْضَرَانِ وَهُوَ وَاضِعٌ يَدَهُ عَلَى مِنْكَبِ رَجُلٍ وَلَهُ غَدَائِرُ قَالَ قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا:
هَذَا عَلِيٌّ وَعُمَرُ وَاضِعٌ يَدَهُ عَلَى مِنْكَبِ علي» [6] .
__________
[1] الزيادة يقتضيها السياق.
[2] ابن عيينة.
[3] أمي بن ربيعة المرادي الصيرفي (تهذيب التهذيب 1/ 369) .
[4] الثوري.
[5] أوردها علي بن المديني في العلل ص 44 دون اسناد.
[6] ابن حجر الاصابة 3/ 260 ويذكر «قيس بن عباد القيسي الضبعي» ويذكر «قد وضع بدل «واضع» ويحذف «رجلا عليه ثوبان ... هذا» .(1/445)
فَضَائِلُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ قَالَ.
سَلَمَةُ بْنُ نُبَيْطٍ [1] أَخْبَرَنَا عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عن نبيط بن شريط [2] عن سالم بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: أُغْمِيَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [3] فِي مَرَضِهِ فَقَالَ: أَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: مُرُوا بِلَالًا فَلْيُؤَذِّنْ وَمُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ أَوْ لِلنَّاسِ، ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ فَأَفَاقَ فَقَالَ: أَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ مُرُوا بِلَالًا فَلْيُؤَذِّنْ وَمُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ، ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ فَأَفَاقَ فَقَالَ: أَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: مُرُوا بِلَالًا فَلْيُؤَذِّنْ وَمُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ. فَقَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّ أَبِي رَجُلٌ أَسِيفٌ [4] إِذَا قَامَ ذَلِكَ الْمَقَامَ يَبْكِي فَلَا يَسْتَطِيعُ. ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ فَأَفَاقَ فَقَالَ:
مُرُوا بلالا فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس فَإِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ أَوْ صَاحِبَاتُ يُوسُفَ. قَالَ: فَأُمِرَ بِلَالٌ فَأَذَّنَ وَأُمِرَ أَبُو بَكْرٍ فَصَلَّى بِالنَّاسِ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَدَ خِفَّةً فَقَالَ: انْظُرُوا لِي مَنْ أَتَّكِئُ عَلَيْهِ فَجَاءَ بُرَيْرَةُ [5] وَرَجُلٌ آخَرُ فَاتَّكَأَ عَلَيْهِمَا، فَلَمَّا رَآهُ أَبُو بَكْرٍ ذَهَبَ لِيَنْكُصَ فأومأ
__________
[1] في الأصل «برد» والتصويب من تهذيب التهذيب 4/ 158 ووقع في سنن ابن ماجة 1/ 390 «بهيط» وهو تصحيف.
[2] في الأصل «مدرك بن شريك» وهو مصحف والتصويب من ابن ماجة: السنن 1/ 390.
[3] يوجد في الأصل بعد «وسلم» كلمة رسمها «غلط» واحسبها زائدة وقد حذفتها.
[4] أسيف: رقيق.
[5] مولاة السيدة عائشة رضي الله عنها (ابن حجر: الاصابة 4/ 245) .(1/446)
بِيَدِهِ أَنْ يَثْبُتَ مَكَانَهُ، ثُمَّ جَاءَ حَتَّى جَلَسَ إِلَى جَنْبِ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى قَضَى أَبُو بَكْرٍ الصَّلَاةَ [1] . حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ عَنْ أَبِيهِ، حَدَّثَنَا نعيم بن أبي هند عن أبي وائل عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: أُغْمِيَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ: هَلْ نُودِيَ بِالصَّلَاةِ؟ قَالَتْ: فَقُلْنَا لَا، أَوْ فَقُلْتُ:
لَا. قَالَ مُرِي بِلَالًا فَلْيُنَادِ بِالصَّلَاةِ وَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ أَبُو بَكْرٍ. قَالَتْ [2] :
فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ وَإِنَّهُ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَقُومَ مَقَامَكَ.
قَالَتْ: فَنَظَرَ إِلَيَّ حِينَ فَرَغْتُ مِنْ كَلَامِي، ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ: هَلْ نُودِيَ بِالصَّلَاةِ؟ قَالَتْ: فَقُلْتُ: لَا. قَالَ مُرِي بِلَالًا فَلْيُنَادِ بِالصَّلَاةِ وَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ أَفَاقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَتْ: فَأَوْمَأَتْ إِلَيَّ حَفْصَةُ فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَقْرَأَ يَبْكِي. قَالَتْ: فَنَظَرَ إِلَيْهَا حِينَ فَرَغَتْ مِنْ كَلَامِهَا، ثُمَّ أُغْمِيَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ: هَلْ نُودِيَ بِالصَّلَاةِ؟ فَقَالَتْ:
فَقُلْتُ لَا. قَالَ: مُرِي بِلَالًا فَلْيُنَادِ بِالصَّلَاةِ وَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ أَبُو بَكْرٍ، فَإِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ، ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَتْ:
فَأَقَامَ بِلَالٌ الصَّلَاةَ وَصَلَّى بِالنَّاسِ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ «أَفَاقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ نَوْبَةُ وَبُرَيْرَةُ فاحتملاه» [3] قالت عائشة: فكأني انظر الى
__________
[1] أخرجه ابن ماجة بهذا الاسناد (السنن 1/ 390) وقال هذا حديث غريب لم يحدث به غير نصر بن علي. وفي الزوائد: هذا اسناده صحيح ورجاله ثقات.
[2] في الأصل «قال» .
[3] ابن حجر: الاصابة 3/ 546 بنفس الاسناد، ونوبة مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(1/447)
أَصَابِعِ قَدَمَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يخطان في الأرض أو تمشق في الْأَرْضِ-. قَالَتْ [1] : فَلَمَّا أَحَسَّ أَبُو بَكْرٍ بِجِيئَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَادَ أَنْ يَسْتَأْخِرَ فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ أَنْ يَثْبُتَ قَالَتْ: وَجِيءَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوُضِعَ بِحِذَاءِ أَبِي بَكْرٍ- أَوْ قَالَتْ فِي الصَّفِّ-.
حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ [2] عَنْ أَبِي صَخْرٍ عَنِ ابْنِ قُسَيْطٍ [3] عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ مَا مَرَّ عَلَى عَيْنِي لَيْلَةٌ مِثْلُ لَيْلَةٍ بَاتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يَا عَائِشَةُ هَلْ طَلَعَ الْفَجْرُ؟
وَأَقُولُ لَا يا رسول الله، حَتَّى إِذَا أَذَّنَ بِلَالٌ بِالصُّبْحِ ثُمَّ جَاءَ بِلَالٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مُرِي أَبَاكِ فَلْيُصَلِّ لِلنَّاسِ فَكَانَ بِلَالٌ يُسَلِّمُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ كَمَا كَانَ يُسَلِّمُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سِنَانٌ قال حدثنا شعبة عن سعد ابن إِبْرَاهِيمَ عَنْ [4] عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ.
فَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رسول الله إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ وَمَتَى يَقُمْ مَقَامَكَ تُدْرِكْهُ الرِّقَّةُ. قَالَ: مُرُوهُ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ، فَأَعَادَتْ عَلَيْهِ مِثْلَ قَوْلِهَا وَأَعَادَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ قَوْلِهِ، فَلَمَّا كان في الرابعة أعادت عليه.
__________
[1] في الأصل «قال» .
[2] هو أبو زرعة التجيبي (تهذيب التهذيب 3/ 69) .
[3] يزيد بن عبد الله بن قسيط.
[4] ان إبراهيم بن سعد لا يروى عن عروة مباشرة بل بينهما راو ففي هذا السند انقطاع وأحسب أن اسم الراويّ الّذي بينهما ساقط من من الأصل وأحسبه الزهري أو هشام بن عروة (انظر صحيح البخاري 1/ 160، 163) .(1/448)
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ، مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ شَيْبَانَ [1] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ الزُّبَيْدِيِّ عَنْ أَوْسِ بْنِ ضَمْعَجٍ عن أبي مسعود الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ: يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ، فَإِنْ كَانُوا فِي الْقِرَاءَةِ سَوَاءً فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حفظناه عَنِ الأعمش وَلَمْ نَجِدْهُ هَاهُنَا بِمَكَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ رَجَاءٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَوْسِ بْنِ ضَمْعَجٍ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ فَإِنْ كَانُوا فِي الْقِرَاءَةِ سَوَاءً فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ. حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَجَاءٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَوْسُ بْنُ ضَمْعَجٍ عَنْ أبي مسعود الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ فأن كانوا سواء فأعلمهم بالسنة. حدثنا محمد بن فضيل قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا شعبة عن إسماعيل بن رجاء عَنْ أَوْسِ [2] بْنِ ضَمْعَجٍ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ وَأَقْدَمُهُمْ قِرَاءَةً فَإِنْ كَانُوا فِي الْقِرَاءَةِ سَوَاءً فَأَعْلَمُهُمْ بالسنة.
__________
[1] هو شيبان بن عبد الرحمن التميمي مولاهم النحويّ البصري (تهذيب التهذيب 4/ 473) .
[2] في الأصل «أويس» وهو خطأ.(1/449)
حدثنا سعيد بن منصور قال: حدثنا الحسين بن يزيد القرشي قَالَ:
سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ رَجَاءٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَوْسِ بْنِ ضَمْعَجٍ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ [1] عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ فَإِنْ كَانُوا فِي الْقِرَاءَةِ سَوَاءً فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمٌ مَوْلَى الشَّعْبِيِّ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اسْتَخْلِفْ عَلَيْنَا؟ قَالَ: إِنِّي لَا أَسْتَخْلِفُ عَلَيْكُمْ إِلَّا اللَّهَ وَلَكِنْ لِيُصَلِّ بِكُمْ أَبُو بَكْرٍ. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: ثَنَا زَائِدَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي عَائِشَةَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: ثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَصَلَّى النَّاسُ؟ فَقُلْنَا: لَا هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ.
قَالَ: ضَعُوا لِي مَاءً فِي الْمِخْضَبِ [2] . قَالَتْ فَفَعَلْنَا، فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ ذَهَبَ لِيَنُوءَ فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ: أَصَلَّى النَّاسُ؟ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ ثَلَاثًا قَالَتْ:
وَالنَّاسُ عُكُوفٌ فِي الْمَسْجِدِ يَنْتَظِرُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِصَلَاةِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ. قَالَ: فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ بِأَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ [3] . حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: ثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ يَوْمًا فَكَانَ إِذَا وَجَدَ خِفَّةً صَلَّى وَإِذَا رقد صلّى أبو بكر.
__________
[1] في الأصل «أبو مسعود بن عقبة» والصواب ما أثبته (انظر تهذيب التهذيب 7/ 247 و 12/ 234) .
[2] المخضب: إناء يغتسل فيه.
[3] أخرجه البخاري بهذا الاسناد «الصحيح 1/ 166» ، وأخرجه يعقوب الفسوي في مشيخته أيضا بهذا الاسناد (ق 9 و 1- 2) .(1/450)
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ [1] قَالَ: أَخْبَرَنَا زَائِدَةُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ. فَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رسول الله إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ. فَقَالَ: مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ. فَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رسول الله إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ. فَقَالَ مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ فَإِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ. فَأَقَامَ أَبُو بَكْرٍ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَرْقَمَ بْنِ شُرَحْبِيلَ قَالَ: سَافَرْتُ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى الشَّامِ فَسَأَلْتُهُ: رسول الله صلى الله عليه وسلم [2] . فقال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لَمَّا [مَرِضَ] [3] مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ كُنَّا في بيت عائشة، فقال فليصل للناس أَبُو بَكْرٍ. فَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ حَصِرٌ [4] .
فَقَالَ: ابْعَثُوا إِلَى عُمَرَ. فَقَالَ عُمَرُ: مَا كُنْتُ لِأَتَقَدَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ حَيٌّ. فَقَدِمَ أَبُو بَكْرٍ فَصَلَّى بالناس [5] .
__________
[1] في الأصل «بن أبي رجاء» والصواب ما أثبته (تهذيب التهذيب 7/ 247 و 12/ 234.
[2] هكذا في الأصل وينبغي أن يكون قد سأله عَنْ مَرَضِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم. وفي حاشية الأصل مكتوب «كذا في الأصل» .
[3] ساقطة في الأصل وانظر ابن ماجة: السنن 1/ 391.
[4] حصر: أي لا يقدر على القراءة في تلك الحال لفرط حزنه فيغلبه البكاء.
[5] أخرجه ابن ماجة من هذا الوجه وليس فيه قول عمر رضي الله عنه (سنن 1/ 391) وفي الزوائد أن اسناده صحيح ورجاله ثقات الا أن أبا إسحاق اختلط بآخر عمره وكان مدلسا وقد رواه بالعنعنة. وقد قال البخاري: لا نذكر له سماعا من أرقم.(1/451)
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ [1] بْنُ رَجَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا قَيْسٌ [2] عَنِ ابْنِ أَبِي السِّفْرِ [3] عَنِ ابْنِ شُرَحْبِيلَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ نِسَاؤُهُ فَاسْتَتَرْنَ مِنِّي إِلَّا مَيْمُونَةَ قد وسعها ذلك. فقال:
لا يبقى في البيت أحد شهد اللد الألد [إِلَّا] أَنَّ يَمِينِي لَمْ تُصِبِ الْعَبَّاسَ، ثُمَّ قَالَ: مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ. فَقَالَتْ عَائِشَةُ لِحَفْصَةَ [4] : قُولِي لَهُ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ إِذَا قَامَ ذَلِكَ الْمَقَامَ بَكَى. قَالَ: قُولِي لِأَبِي بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ. فَصَلَّى أَبُو بَكْرٍ بِالنَّاسِ [5] .
حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ: أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عليه وسلم صلّى خلف أبي بَكْرٍ [6] .
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قَالَتْ: لَمَّا مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، جَاءَهُ بِلَالٌ يُؤَذِّنُهُ بِالصَّلَاةِ. فَقَالَ مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فليصل بالناس.
__________
[1] هو عبد الله بن رجاء أبو عمرو الغداني البصري (تهذيب التهذيب 5/ 209) .
[2] هو قيس بن الربيع الأسدي الكوفي (تهذيب التهذيب 8/ 391) .
[3] هو عبد الله بن سعيد بن يحمد الهمدانيّ الثوري الكوفي (تهذيب التهذيب 5/ 240. ومسند أحمد 1/ 209) .
[4] في الأصل «يحفظه» وهو تصحيف.
[5] أخرجه أحمد من هذا الوجه (المسند 1/ 209) ومنه الزيادة.
[6] انظر صحيح البخاري 1/ 160.(1/452)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ حَدَّثَنَا شَبَابَةُ [1] قَالَ: ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ قَاعِدًا.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ قَالَ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ [2] عَنْ زَائِدَةَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاشْتَدَّ مَرَضُهُ قَالَ: مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ. حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي منيع قال: ثنا جدي عن الزهري قال: حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: لَمَّا اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَكَاتِهِ الَّتِي تُوُفِّيَ فِيهَا قَالَ: لِيُصَلِّ لِلنَّاسِ أَبُو بَكْرٍ. حَدَّثَنِي عَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى [3] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عبد الرحمن بن الحارث ابن هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زمعة قال: لما استعز [4] بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا عِنْدَهُ فِي نَفَرٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَالَ: وَدَعَاهُ بِلَالٌ إِلَى الصَّلَاةِ فَقَالَ: مُرُوا مَنْ يُصَلِّي بِالنَّاسِ. فَقَالَ: فَخَرَجْتُ فَإِذَا عُمَرُ فِي النَّاسِ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ غَائِبًا، فَقُلْتُ قُمْ يَا عُمَرُ فَصَلِّ بِالنَّاسِ. فَلَمَّا كَبَّرَ عُمَرُ سَمِعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان عُمَرُ رَجُلًا جَهِيرًا، قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيْنَ أَبُو بَكْرٍ؟ يأبى الله ذلك والمسلمون يأبى
__________
[1] هو شبابة بن سوار الفزاري (تهذيب التهذيب 4/ 300) .
[2] هو الجعفي الكوفي المقرئ (تهذيب التهذيب 2/ 357) .
[3] هو عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي (تهذيب التهذيب 6/ 96) .
[4] في الأصل «استعن» والتصويب من مسند أحمد 4/ 322 وسيرة ابن هشام 2/ 652.(1/453)
اللَّهُ ذَلِكَ وَالْمُسْلِمُونَ. قَالَ: فَبَعَثَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَجَاءَ بَعْدَ أَنْ صَلَّى عُمَرُ [1] .
حَدَّثَنَا أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ حَدَّثَنِي مُوسَى الزَّمْعِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ الْحَارِثِ أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ حَدَّثَهُ أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ زَمْعَةَ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ عَادَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي هَلَكَ فِيهِ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ:
فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مُرِ النَّاسَ فَلْيُصَلُّوا. قَالَ: فَخَرَجْتُ فَلَقِيتُ نَاسًا لَا أُكَلِّمُهُمْ. فما لَقِيتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ لَمْ أَبْغِ مَنْ وَرَاءَهُ، فَقُلْتُ لَهُ: صَلِّ لِلنَّاسِ. فَخَرَجَ لِيُصَلِّيَ لِلنَّاسِ فَلَمَّا سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَوْتَ عُمَرَ، قَالَ ابْنُ زَمْعَهَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَطْلَعَ رَأْسَهُ مِنْ حُجْرَتِهِ ثُمَّ قَالَ: لَا لَا لِيُصَلِّ لَهُمُ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ، يَقُولُ ذَلِكَ مُغْضَبًا. حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ أَعْبَدَ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ عَنْ زائدة عن عاصم عن زر عن عبد اللَّهِ [2] قَالَ: لَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْأَنْصَارُ: مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمُ أَمِيرٌ. فَأَتَاهُمْ عُمَرُ فَقَالَ:
يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَمَرَ أَبَا بَكْرٍ أَنْ يَؤُمَّ النَّاسَ، فَأَيُّكُمْ تَطِيبُ نَفْسُهُ يَتَقَدَّمُ أَبَا بَكْرٍ. قَالَتِ الْأَنْصَارُ:
نَعُوذُ باللَّه أَنْ نَتَقَدَّمَ أَبَا بَكْرٍ [3] .
حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: أخبرني يحي بْنُ آدَمَ قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّؤَاسِيُّ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُبَيْطٍ الْأَشْجَعِيِّ عن نعيم [4]
__________
[1] أخرجه من طريق ابن إسحاق أحمد (المسند 4/ 322) ، وانظر [سيرة ابن هشام 2/ 652] وكلاهما ذكر «مجهرا» بدل «جهيرا» .
[2] يعني ابن مسعود.
[3] انظر ابن سعد 3/ 126.
[4] هو ابن أبي هند.(1/454)
عَنْ نُبَيْطٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ عُبَيْدٍ، وَكَانَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ [1] ، قَالَ: أُغْمِيَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ فَأَفَاقَ، فَقَالَ: أَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ؟ قَالُوا نَعَمْ. قَالَ: مروا بلالا فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بِالنَّاسِ. ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ فَأَفَاقَ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ فَقَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ. فَقَالَ: إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ مُرُوا بِلَالًا فَلْيُؤَذِّنْ وَمُرُوا أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ. حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ [2] .
عَنْ أَبِي حَازِمٍ [3] عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ: كَانَ قِتَالٌ بين بني عمرو ابن عَوْفٍ، فبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فصلّى الظهر، ثم أتاهم يصلح بَيْنَهُمْ فَقَالَ: يَا بِلَالُ إِنْ حَضَرَتِ الصَّلَاةُ وَلَمْ آتِكَ فَمُرْ أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ، فَلَمَّا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ صَلَاةُ الْعَصْرِ أَذَّنَ وَأَقَامَ ثُمَّ أَمَرَ أَبَا بَكْرٍ فَتَقَدَّمَ.
بَابٌ فِي عمر بن الخطاب رضي الله عنه
حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِقَدَحِ لَبَنٍ فَشَرِبْتُ مِنْهُ حَتَّى إِنِّي لَأَرَى الرِّيَّ يَخْرُجُ مِنْ أَظَافِرِي قَالَ: ثُمَّ أَعْطَيْتُ فَضْلِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ. فَقَالَ من حوله:
__________
[1] الصفة: ظلة كانت في مؤخر المسجد النبوي بالمدينة يأوي اليها فقراء الصحابة المنقطعون للعبادة والعلم.
[2] في الأصل «زياد» والصواب ما أثبته (انظر تهذيب التهذيب 3/ 9) .
[3] هو سلمة بن دينار.(1/455)
وما أوّلت ذلك يا رسول الله؟ قَالَ: الْعِلْمُ [1] . حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ قَالا: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: بينا أنا نائم فذكر نحوه.
حدثني سَعِيدُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: فَذَكَرَ نَحْوَهُ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى الْقَزَّازُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ إِيَاسٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أَخِيهِ الْفَضْلِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مَعِي حَيْثُ أُحِبُّ وَأَنَا مَعَهُ حَيْثُ يُحِبُّ وَالْحَقُّ بَعْدِي مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ حَيْثُ كَانَ. «حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: كُنَّا نَتَحَدَّثُ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَنْطِقُ عَلَى لِسَانِ مَلَكٍ» [2] .
«حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حرب قال: حدثنا حماد بن زيد عن أَيُّوبَ قَالَ:
إِذَا بَلَغَكَ اخْتِلَافٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدْتَ فِي ذَلِكَ الِاخْتِلَافِ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ فَشُدَّ يَدَكَ بِهِ فأنه الحق وهو السنة» [3] .
__________
[1] أخرجه البخاري من هذا الوجه بألفاظ مقاربة (الصحيح 5/ 13) .
[2] ابن كثير: البداية والنهاية 6/ 201.
[3] الخطيب: الفقيه والمتفقه 1/ 174.(1/456)
حدثنا سليمان قال: ثنا يحي بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَجْلَانِ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ [1] عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَدْ كَانَ يَكُونُ فِي الْأُمَمِ رِجَالٌ مُحَدِّثُونَ فَإِنْ يَكُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ فَهُوَ عُمَرُ [2] . حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ صَالِحٍ- يَعْنِي ابْنَ حَيٍّ- قَالَ:
قَالَ الشَّعْبِيُّ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَأْخُذَ بِالْوَثِيقَةِ مِنَ الْقَضَاءِ فَلْيَأْخُذْ بِقَضَاءِ عُمَرَ فَإِنَّهُ كَانَ يَسْتَشِيرُ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ قَبِيصَةَ بْنَ جَابِرٍ يَقُولُ: صَحِبْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَمَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَقْرَأَ لِكِتَابِ اللَّهِ وَلَا أَفْقَهَ فِي دِينِ اللَّهِ وَلَا أَحْسَنَ لِدَارِسِهِ مِنْهُ. «وَصَحِبْتُ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ فَمَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَعْطَى لِجَزِيلِ مَالٍ عَنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ مِنْهِ [3] . قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ يُسَمَّى الْفَيَّاضَ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ قَالَ:
أَخْبَرَنِي مولى لطلحة بن عبيد الله قال: كَانَتْ غَلَّةُ طَلْحَةَ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ وَافٍ» [4] .
__________
[1] هو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف (تهذيب التهذيب 12/ 115) .
[2] أخرجه البخاري بألفاظ مقاربة من حديث أبي هريرة رضي الله عنه (الصحيح 5/ 15) .
[3] ابن حجر: الاصابة 2/ 221 بنفس الاسناد لكنه يحذف «الشعبي قال سمعت» ويذكر «من غير» بدل «عن غير» .
[4] في ابن سعد 3/ 157 «ألف واف درهم ودانقين» والدرهم الوافي هو الدرهم الفضي الفارسيّ ووزنه وزن المثقال (الريس: الخراج والنظم الإسلامية ص 363) . وقال ابن سعد «الواف: درهم ودانقان ونصف 3/ 202» .(1/457)
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [2] قَالَ: حدثني طلحة بن يحي قَالَ: حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي سُعْدَى بِنْتُ عَوْفٍ الْمُرِّيَّةُ قَالَتْ: دَخَلْتُ [3] عَلَى طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ يَوْمًا حَائِرًا فَقُلْتُ لَهُ: مَا لِي أَرَاكَ حَائِرًا أَرَابَكَ شَيْءٌ مِنْ أَهْلِكَ [4] فَنُعْتِبُكَ؟ فَقَالَ: مَا رَابَنِي مِنْكِ رَيْبٌ وَلَنِعْمَ حَلِيلَةُ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ أَنْتِ، إِلَّا أَنَّهُ اجْتَمَعَ فِي بَيْتِ المال مال كثير غمني [5] . قالت: فقلت: وَمَا يَمْنَعُكَ مِنْهُ. أَرْسِلْ إِلَى قَوْمِكَ وَاقْسِمْهُ بَيْنَهُمْ. قَالَتْ: فَأَرْسَلَ إِلَى قَوْمِهِ فَقَسَمَهُ بَيْنَهُمْ.
قَالَتْ سُعْدَى: فَسَأَلْتُ الْخَازِنَ: كَمْ كَانَ؟ قَالَ أَرْبَعُ مِائَةِ أَلْفٍ. ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ «قبيصة بن جابر قال: وصحت مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ فَمَا رَأَيْتُ رَجُلًا أثقل حلما ولا أبطأ جهلا ولا أبعده أَنَاةً مِنْهُ. وَصَحِبْتُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ فَمَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَنْصَعَ- أَوْ قَالَ: أَبْيَنَ- طَرَفًا وَلَا أَحْلَمَ جَلِيسًا مِنْهُ، وَصَحِبْتُ زِيَادًا فَمَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَخْصَبَ رَفِيقًا وَلَا أَكْرَمَ جَلِيسًا وَلَا أَشْبَهَ سَرِيرَةً بِعَلَانِيَةٍ مِنْهُ. وَصَحِبْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ فَلَوْ أَنَّ مَدِينَةً لَهَا ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ لَا يُخْرَجُ مِنْ بَابٍ مِنْهَا إِلَّا بمكر لخرج من أبوابها كلها» [6] .
__________
[1] هو الحميدي.
[2] هو ابن عيينة.
[3] في الأصل «دخل» .
[4] في الأصل «ارابك مذ ارتابت» والتصحيح من ابن سعد 3/ 157.
[5] في الأصل «عصني» والتصحيح من ابن سعد 3/ 157.
[6] ابن حجر: تهذيب التهذيب 8/ 345 مع تقديم وتأخير في أسماء من صحبهم ويذكر «أكثر» بدل «أثقل» ويحذف «ولا أبطأ جهلا ولا أبعد أناة» ويذكر «أتم» بدل «أنصع» ويحذف «ولا أحلم جليسا منه» ويحذف «أخصب رفيقا» «ولا أشبه سريرة بعلانية منه» .(1/458)
«قَالَ أَبُو بَكْرٍ وَسَمِعْتُ سُفْيَانَ يَسْأَلُ عَنْ حَدِيثِ عَبْدِ الْمَلِكِ هَذَا:
أَسَمِعْتَهُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ؟ قَالَ: لَمْ أَسْمَعْهُ كُلَّهُ. ثُمَّ سَمِعْتُ سُفْيَانَ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: صَحِبْتُ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ فَمَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَعْطَى لِجَزِيلِ مَالٍ مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ مِنْهُ [1] وَذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ عَبْدِ الْمَلِكِ فَظَنَنْتُ أَنْ لَمْ يَكْنُ سَمِعَهُ كُلَّهُ.
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنِي سُفْيَانُ عَنْ حَمْزَةَ [2] عَنْ كَثِيرٍ [3] عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ: أَنَا أَوَّلُ مَنْ رَشَا فِي الْإِسْلَامِ، كُنْتُ آتِي فَأَجْلِسُ بِالْبَابِ فَأَنْتَظِرُ الدُّخُولَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقُلْتُ لِيَرْفَأَ حَاجِبُهُ: خُذْ هَذِهِ الْعِمَامَةَ فَإِنَّ عِنْدِي أُخْتًا لَهَا لِتَلْبِسَهَا، فَكَانَ يُدْخِلُنِي حَتَّى أَجْلِسَ وَرَاءَ الْبَابِ فَمَنْ رَآنِي قَالَ إِنَّهُ لَيَدْخُلُ عَلَى عُمَرَ فِي سَاعَةٍ مَا يَدْخُلُ عَلَيْهِ فِيهَا أَحَدٌ.
حَدَّثَنِي أَبُو جعفر أحمد بن يحي الْأَوْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ:
أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ إِنَّ آذِنَكَ يَعْرِفُ رِجَالًا فَيُؤْثِرُهُمْ بِالْإِذْنِ. قَالَ: عَذَرَهُ اللَّهُ وَاللَّهِ إِنَّ الْمَعْرِفَةَ لَتَنْفَعُ عِنْدَ الْكَلْبِ الْعَقُورِ وَالْجَمَلِ الصَّئُولِ. قَالَ: بَلْهَ [4] مِنَ الرَّجُلِ الْحُرِّ ذِي الْحَسَبِ وَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَنُصَانِعُ فِي إِذْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ نُمَيْرٍ الصَّنَعَانِيُّ- وَكَانَ مِنَ الْخِيَارِ- قال: حدثنا
__________
[1] ابن حجر: الاصابة 2/ 221.
[2] هو حمزة بن المغيرة المخزومي (تهذيب التهذيب 3/ 33) .
[3] هو كثير بن زيد (تهذيب التهذيب 10/ 178 و 8/ 413) .
[4] في الأصل «بل» .(1/459)
وَكِيعٌ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعُمَيْسِ [1] عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ:
أَنَّهُ لَمَّا أَتَى أَرْضَ الْحَبَشَةِ أَخَذَ بِشَيْءٍ فَتُعِلِّقَ بِهِ، فَأَعْطَى دِينَارَيْنِ حَتَّى خُلِّيَ سَبِيلُهُ.
وحَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [2] عَنْ عُثْمَانَ [3] عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ:
اجْعَلْ مَالَكَ جُنَّةً [4] دُونَ دِينِكَ.
حَدَّثَنَا زَيْدٌ ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: لَيْسَتِ الرِّشْوَةُ الَّتِي يَأْثَمُ فِيهَا صَاحِبُهَا بِأَنْ يَرْشُوَ فَيَدْفَعَ عَنْ مَالِهِ وَدَمِهِ إنما الرشوة التي يأثم فيها أَنْ تَرْشُوَ لِتُعْطَى مَا لَيْسَ لَكَ.
حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ ثَنَا حَمَّادٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا زَيْدُ بن بْنُ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ عُمَرُ إِذَا بَعَثَنِي إِلَى بَعْضِ وَلَدِهِ قَالَ لَا تُعْلِمْهُ لَمْ أَبْعَثْ إِلَيْهِ مَخَافَةَ أَنْ يُلَقِّنَهُ الشيطان كذبة. قال: فجاءت امرأة لعبد الله بن عمر ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَتْ:
إِنَّ أَبَا عِيسَى لَا يُنْفِقُ عَلَيَّ وَلَا يَكْسُونِي. فَقَالَ: وَيْحَكَ مَنْ أَبُو عِيسَى؟
قَالَتْ: ابْنُكَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ. قَالَ: وَهَلْ لِعِيسَى مِنْ أَبٍ! فَبَعَثَنِي إِلَيْهِ وَقَالَ:
لا تخبره. قل فَأَتَيْتُهُ وَعِنْدَهُ دِيكٌ وَدَجَاجَةٌ هِنْدِيَّانِ، فَقُلْتُ: أَجِبْ أَبَاكَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: وَمَا يُرِيدُ مِنِّي؟ قُلْتُ: إِنَّهُ نَهَانِي أَنْ أُخْبِرَكَ، لَا أَدْرِي قَالَ: فَإِنِّي أُعْطِيكَ الدِّيكَ وَالدَّجَاجَةَ عَلَى أَنْ تخبرني. قال: فاشترطت
__________
[1] هو عتبة بن عبد الله المسعودي الهذلي (تهذيب التهذيب 12/ 188) .
[2] هو الثوري.
[3] هو عثمان بن المغيرة الثقفي (تهذيب التهذيب 7/ 155) .
[4] وقاية.(1/460)
عَلَيْهِ أَنْ لَا يُخْبِرَ عُمَرَ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَأَعْطَانِي الدِّيكَ وَالدَّجَاجَةَ. فَلَمَّا جِئْتُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرْتَهُ؟ فو الله مَا اسْتَطَعْتُ أَنْ أَقُولَ لَا، فَقُلْتُ نَعَمْ. قَالَ:
أَرَشَاكَ؟ قُلْتُ نَعَمْ. قَالَ: وَمَا أَرْشَاكَ؟ قُلْتُ: دِيكًا وَدَجَاجَةً. فَقَبَضَ عَلَى يَدِي بِيَسَارِهِ وَجَعَلَ يَصَعُنِي [1] بُالدُرَّةِ وجَعَلْتُ أَنْزُو [2] . فَقَالَ: إِنَّكَ لَجَلِيدٌ. ثُمَّ قَالَ: أَيُكَنَّى بِأَبِي عِيسَى وَهَلْ لِعِيسَى مِنْ أَبٍ [3] !! حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَكْحُولٌ عَنْ غُضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى وَضَعَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ يَقُولُ بِهِ [4] . حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، كُوفِيٌّ حَدَّثَنَا مِنْدَلٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى وَضَعَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ يَقُولُ بِهِ. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، كُوفِيٌّ، حَدَّثَنَا مِنْدَلٌ عَنْ مُحَمَّدِ ابن عَجْلَانَ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ يَكُونُ فِي الْأُمَمِ مُحَدِّثُونَ فَإِنْ يَكُ فِي أُمَّتِي أَحَدٌ مِنْهُمْ فَعُمَرُ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ أن
__________
[1] يحركني.
[2] أثب.
[3] يريد عيسى بن مريم عليه السلام.
[4] أخرجه ابن ماجة من طريق ابن إسحاق أيضا (سنن 1/ 40) .(1/461)
عَلِيًّا قَالَ: مَا كُنَّا نُبْعِدُ أَنَّ السَّكِينَةَ تَنْطِقُ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ. «حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ ثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ، كُوفِيٌّ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْعَيْزَارِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ عَلِيٍّ قال: ما كنا ننكر ونحن متوافرون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أَنَّ السَّكِينَةَ تَنْطِقُ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ» [1] . حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ [2] قَالَ: حَدَّثَنَا حَيْوَةُ [3] عَنْ بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيِّ عَنْ مِشْرَحِ بْنِ هَاعَانَ [4] الْمَعَافِرِيُّ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: لَوْ كَانَ بَعْدِي نَبِيٌّ لَكَانَ عُمَرَ ابن الْخَطَّابِ [5] . حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ [6] يَخْطُبُ وَيَقُولُ إِنِّي لَأَحْسَبُ عُمَرَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَلَكٌ يُسَدِّدُهُ وَيُقَوِّمُهُ وَإِنِّي لَأَحْسَبُ الشَّيْطَانَ يَفْرَقُ مِنْ عُمَرَ أَنْ يُحْدِثَ حَدَثًا فَيَرُدَّهُ.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بن موسى عن شيبان عن الأعمش عن شَقِيقٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَاللَّهِ لَوْ أَنَّ عِلْمَ عُمَرَ وُضِعَ فِي كِفَّةِ مِيزَانٍ وجعل علم أحياء أهل
__________
[1] ابن كثير: البداية والنهاية 6/ 201 لكنه يذكر «عمر» بدل «عمرو» وانما هو عمرو بن ميمون الأودي (تهذيب التهذيب 8/ 109) .
[2] عبد الله بن يزيد العدوي المقرئ القصير (تهذيب التهذيب 6/ 83) .
[3] حيوة بن شريح.
[4] في الأصل «بها عان» والتصويب من مسند أحمد 4/ 154 وتهذيب التهذيب 10/ 155.
[5] أخرجه أحمد من هذا الوجه (المسند 4/ 154) .
[6] هو ابن مسعود الصحابي الجليل.(1/462)
الْأَرْضِ فِي الْكِفَّةِ الْأُخْرَى لَتَرَجَّحَ عِلْمُ عُمَرَ مُذْ ذَهَبَ- يَعْنِي يَوْمَ ذَهَبَ بِتِسْعَةِ أَعْشَارِ الْعِلْمِ.
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ خَطَبَ النَّاسَ بِالْجَابِيَةِ فَقَالَ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْأَلَ عَنِ الْقُرْآنِ فَلْيَأْتِ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْأَلَ عَنِ الْفَرَائِضِ فَلْيَأْتِ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْأَلَ عَنِ الْفِقْهِ فَلْيَأْتِ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْأَلَ عَنِ الْمَالِ فَلْيَأْتِنِي، فَإِنَّ اللَّهَ جَعَلَنِي لَهُ خَازِنًا وَقَاسِمًا وَإِنِّي بَادِئٌ بِأَزْوَاجِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمُعْطِيهِمْ، وَالْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ أَنَا وَأَصْحَابِي أُخْرِجْنَا مِنْ مَكَّةَ مِنْ دِيَارِنَا وَأَمْوَالِنَا، ثُمَّ الْأَنْصَارَ الَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ، ثُمَّ قَالَ: فَمَنْ أَسْرَعَ إِلَى الْهِجْرَةِ أَسْرَعَ بِهِ الْعِطَاءُ، وَمَنْ أَبْطَأَ عَنِ الْهِجْرَةِ أَبْطَأَ بِهِ الْعَطَاءُ فَلَا يَؤُمُّنِي رَجُلٌ إِلَّا مُنَاخٌ رَاحِلَتُهُ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ:
سَمِعْتُ الْحَارِثَ بْنَ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ عَلِيِّ بن رباح عن ناشرة ابن سَمِيٍّ الْيَزَنِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يقول يوم الجابية وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ: إِنَّ اللَّهَ جَعَلَنِي خَازِنًا لهذا المال وقاسما له، ثم قَالَ: بَلِ اللَّهُ يَقْسِمُهُ وَإِنِّي بَادِئٌ بِأَهْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ أَشْرَفِهِمْ فَفَرَضَ لِأَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشَرَةَ آلَافٍ إِلَّا جُوَيْرِيَةَ وَصَفِيَّةَ وَمَيْمُونَةَ وَقَالَتْ عائشة: إن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ كَانَ يَعْدِلُ بَيْنَنَا فَعَدَلَ بَيْنَهُنَّ عُمَرُ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي بَادِئٌ بِأَصْحَابِي الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ فَإِنَّا أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا ظُلْمًا وَعُدْوَانًا ثُمَّ أَشْرَفِهِمْ فَفَرَضَ لِأَصْحَابِ بَدْرٍ مِنْهُمْ خَمْسَةَ آلَافٍ وَلِمَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْأَنْصَارِ أَرْبَعَةَ آلَافٍ، وَفَرَضَ لِمَنْ شَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ ثَلَاثَةَ آلَافٍ وَقَالَ: مَنْ أَسْرَعَ فِي الْهِجْرَةِ أَسْرَعَ بِهِ الْعَطَاءُ، ومن أبطأ(1/463)
فِي الْهِجْرَةِ أَبْطَأَ بِهِ الْعَطَاءُ فَلَا يَؤُمُّنِي رَجُلٌ إِلَّا مُنَاخٌ رَاحِلَتُهُ، وَإِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكُمْ مِنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إِنِّي أَمَرْتُهُ أَنْ يحبس هَذَا الْمَالَ عَلَى ضَعَفَةِ الْمُهَاجِرِينَ فَأَعْطَى ذَا الْبَأْسِ وَذَا الشَّرَفِ وَذَا اللِّسَانِ فَنَزَعْتُهُ وَأَمَّرْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ. فَقَامَ أَبُو عُمَرَ بْنُ حَفْصِ بْنِ الْمُغِيرَةِ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا اعْتَذَرْتَ يَا عُمَرُ بْنَ الْخَطَّابِ، لَقَدْ نَزَعْتَ غُلَامًا اسْتَعْمَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَغَمَدْتَ سَيْفًا سَلَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَوَضَعْتَ لِوَاءً نَصَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَطَعْتَ الرَّحِمَ، وَحَسَدْتَ ابْنَ الْعَمِّ. فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: إِنَّكَ قَرِيبُ الْقَرَابَةِ حَدِيثُ السِّنِّ تَغْضَبُ فِي ابْنِ عَمِّكَ.
«حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ عُفَيْرٍ الْمِصْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ أَنَّ يَزِيدَ بْنَ أَبِي حَبِيبٍ حَدَّثَهُ: أَنَّ أَبَاهُ أَبَا الْخَيْرِ حَدَّثَهُ: إِنَّ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ مَرْوَانَ قَالَ لِكُرَيْبِ بْنِ أَبْرَهَةَ: أَحَضَرْتَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ بِالْجَابِيَةِ؟ قَالَ:
لَا. قَالَ: فَمَنْ [1] يُحَدِّثُنَا عَنْهَا؟ قَالَ كُرَيْبٌ: إِنْ بَعَثْتَ إِلَى سُفْيَانَ بْنِ وَهْبٍ الْخَوْلَانِيّ حَدَّثَكَ عَنْهَا. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَقَالَ: حَدِّثْنِي عَنْ خُطْبَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ يَوْمَ الْجَابِيَةِ؟ قَالَ سُفْيَانُ: إِنَّهُ لَمَّا اجْتَمَعَ الْفَيْءُ أَرْسَلَ أُمَرَاءُ الْأَجْنَادِ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنْ يَقْدَمَ بِنَفْسِهِ، فَقَدِمَ، فَحَمِدَ الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فَإِنَّ هَذَا الْمَالَ نَقْسِمُهُ عَلَى مَنْ أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِالْعَدْلِ إِلَّا هَذَيْنِ الْحَيَّيْنِ مِنْ لَخْمٍ وَجُذَامَ فَلَا حَقَّ لَهُمْ فِيهِ. فَقَامَ إِلَيْهِ أَبُو حَدِيدَةَ [2] الْأَجْذَمِيُّ فَقَالَ: نَنْشُدُكَ اللَّهَ يَا عُمَرُ فِي الْعَدْلِ. فَقَالَ عُمَرُ: الْعَدْلَ أُرِيدُ، أَنَا أَجْعَلُ أَقْوَامًا أَنْفَقُوا فِي الظَّهْرِ وشدوا العرض وساحوا في البلاد مثل
__________
[1] في الأصل «فما» .
[2] في الأصل «أبو حذيرة» والتصويب من ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 555- 556 وابن حجر: الاصابة 4/ 48.(1/464)
قَوْمٍ مُقِيمِينَ فِي بِلَادِهِمْ؟ وَلَوْ أَنَّ الْهِجْرَةَ كَانَتْ بِصَنْعَاءَ أَوْ بِعَدَنَ مَا هَاجَرَ إِلَيْهَا مِنْ لَخْمٍ وَلَا جُذَامَ أَحَدٌ. فَقَامَ أَبُو حَدِيدَةَ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ وَضَعَنَا فِي بِلَادِهِ حَيْثُ شَاءَ وَسَاقَ إِلَيْنَا الْهِجْرَةَ فِي بِلَادِنَا فَقَبِلْنَاهَا وَنَصَرْنَاهَا، أَفَذَلِكَ يَقْطَعُ حَقَّنَا يَا عُمَرُ؟ فَقَالَ: لَكُمْ حَقُّكُمْ مَعَ الْمُسْلِمِينَ. ثُمَّ قَسَمَ فَكَانَ لِلرَّجُلِ نِصْفُ دِينَارٍ فَإِذَا كَانَتْ مَعَهُ امرأته أعطاه دينارا، ثم دعا ابن قاطورا ٍصَاحِبَ الْأَرْضِ فَقَالَ: أَخْبِرْنِي مَا يَكْفِي الرَّجُلَ مِنَ الْقُوتِ فِي الشَّهْرِ وَفِي الْيَوْمِ؟
فَأُتِيَ بالمدي والقسط فقال: يكفيه هذا المديان فِي الشَّهْرِ وَقِسْطُ زَيْتٍ وَقِسْطُ خَلٍّ. فَأَمَرَ عُمَرُ بِمُدَّيْنِ مِنْ قَمْحٍ فَطُحِنَا ثُمَّ عُجِنَا ثُمَّ خُبِزَا ثُمَّ أَدَمَهُمَا بِقِسْطَيْنِ زَيْتٍ ثُمَّ أَجْلَسَ عَلَيْهِمَا ثَلَاثِينَ رَجُلًا فَكَانَ كَفَافَ شَبَعِهِمْ، ثُمَّ أَخَذَ عُمَرُ الْمُدَّيْنِ بِيَمِينِهِ وَالْقِسْطَ بِيَسَارِهِ ثُمَّ قَالَ: اللَّهمّ لَا أُحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ يَنْقُصَهَا بَعْدِي، اللَّهمّ فَمَنْ نَقَصَهَا فَانْقُصْ مِنْ عُمْرِهِ» [1] فَغَضِبَ عَبْدُ الْعَزِيزِ وَقَالَ إِنَّكَ شَيْخٌ قَدْ خَرِفْتَ. قَالَ سُفْيَانُ: قَدِ اعْتَذَرَ اللَّهُ اليّ في العمر، ثم قال عمر ابن الْخَطَّابِ: هَلْ مِنْ شَرَابٍ؟ فَقَالَ: عِنْدَنَا الْعَسَلُ وَعِنْدَنَا شَرَابٌ نَشْرَبُهُ مِنَ الْعِنَبِ، فَدَعَا بِهِ عُمَرُ فَأُتِيَ بِهِ وَهُوَ مِثْلُ الطِّلَاءِ- طِلَاءُ [2] الْإِبِلِ- فَأَدْخَلَ عُمَرُ فِيهِ إِصْبَعَهُ ثُمّ قَالَ: مَا أَرَى بِهَذَا بَأْسًا.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوهَبٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ مِنْ عِنْدِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ بِثَمَانِ مِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ فَقَالَ لِي: بِمَاذَا قَدِمْتَ؟
__________
[1] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 1/ 555- 556 لكنه يذكر «قاطور» بدل «قاطورا» ويحذف «ثم خبزا» ، ويذكر «ينقصهما» بدل «وينقصها» «ونقصهما» بدل «نقصها» . وابن حجر: اصابة 4/ 48 من طريق ابن عساكر أيضا الى قوله «في العدل» ولم يتمها. ووقع فيه تصحيفات حيث ذكر «عقبة» بدل «كثير» و «نبهان» بدل «مروان» .
[2] وهو القطران الّذي يطلى به البعير.(1/465)
قُلْتُ: قَدِمْتُ بِثَمَانِ مِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ. قَالَ: أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ تِهَامِيٌّ أَحْمَقُ، إِنَّمَا قَدِمْتَ بِثَمَانِينَ أَلْفِ دِرْهَمٍ فَكَمْ ثَمَانِ مِائَةِ أَلْفِ درهم! فعددت مائة ألف حتى عددت ثمان مائة. فَقَالَ: أَطَيِّبٌ وَيْلُكَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَبَاتَ عُمَرُ لَيْلَتَهُ أَرِقًا، حَتَّى إِذَا نُودِيَ بِصَلَاةِ الصُّبْحِ قَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا نِمْتَ اللَّيْلَةَ؟ قَالَ: كَيْفَ يَنَامُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَقَدْ جَاءَ النَّاسُ مَا لَمْ يَكُنْ يَأْتِيهِمْ مِثْلُهُ مُنْذُ كَانَ الْإِسْلَامُ، فَمَا يُؤَمِّنُ عُمَرَ لَوْ هَلَكَ وَذَلِكَ الْمَالُ عِنْدَهُ فَلَمْ يَضَعْهُ فِي حَقِّهِ. فَلَمَّا صَلَّى الصُّبْحَ اجْتَمَعَ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُمْ: إِنَّهُ قَدْ جَاءَ النَّاسُ اللَّيْلَةَ مَا لَمْ يَأْتِهِمْ مِثْلُهُ مُنْذُ كَانَ الْإِسْلَامُ، وَقَدْ رَأَيْتُ رَأْيًا فَأَشِيرُوا عَلَيَّ، رَأَيْتُ أَنْ أَكِيلَ لِلنَّاسِ بِالْمِكْيَالِ. فَقَالُوا: لَا تَفْعَلْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي الْإِسْلَامِ وَيَكْثُرُ الْمَالُ وَلَكِنْ أَعْطِهِمْ عَلَى كِتَابٍ، فَكُلَّمَا كَثُرَ النَّاسُ وَكَثُرَ الْمَالُ أَعْطَيْتَهُمْ عَلَيْهِ. قَالَ فَأَشِيرُوا عَلَيَّ بِمَنْ أَبْدَأُ مِنْهُمْ؟ قَالُوا: بِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّكَ وَلِيُّ ذَلِكَ. وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَعْلَمُ. قَالَ:
لَا. وَلَكِنِّي أَبْدَأُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ الْأَقْرَبِ فَالْأَقْرَبِ إِلَيْهِ فَوَضَعَ الدِّيوَانَ عَلَى ذَلِكَ. قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: بَدَأَ بِهَاشِمٍ وَالْمُطَّلِبِ فَأَعْطَاهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ أَعْطَى بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ ثُمَّ بَنِي نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، وَإِنَّمَا بَدَأَ بِبَنِي عَبْدِ شَمْسٍ لِأَنَّهُ كَانَ أَخَا هَاشِمٍ لِأُمِّهِ. قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَأَوَّلُ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ بَنِي هَاشِمٍ وَالْمُطَّلِبِ فِي الدَّعْوَةِ عَبْدُ الْمَلِكِ، قَدِمَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ أَخُو بَنِي الْمُطَّلِبِ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ: أَقَدْ رَضِيتَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَنْ تُدْعَى بِغَيْرِ أَبِيكَ فَتُجِيبُ؟ قَالَ: وَمَنْ يَدْعُونِي بِغَيْرِ أَبِي؟ قَالَ: أَلَيْسَ يُدْعَى بَنُو هَاشِمٍ وَلَا يُدْعَى بَنُو الْمُطَّلِبِ فَتُجِيبُ. فَقَالَ: أَمْرٌ صَنَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَيْفَ لِي بِذَلِكَ؟ قَالَ: تَسْأَلُنِي أَنْ أُفَرِّقَكُمْ عَلَى عَرِّيفٍ فَأَفْعَلُ.(1/466)
فَلَمَّا أَذِنَ لِلنَّاسِ قَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّا أَصْبَحْنَا لَيْسَ لَنَا عَرِّيفٌ إِنَّمَا يُدْعَى بَنُو هَاشِمٍ فَنُجِيبُ، فَاجْعَلْ لَنَا عَرِّيفًا؟ فَكَتَبَ لَهُ أَنْ يُفَرَّقُوا عَلَى عَرِّيفٍ وَيَكُونَ ذَلِكَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ يَلِيهَا وَيُوَلِّيهَا مَنْ أَحَبَّ.
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَاشِمٌ وَالْمُطَّلِبُ كَهَاتَيْنِ، وَضَمَّ أَصَابِعَهُ وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ فَرَّقَ بينهما ربونا صغارا وجعلناهم كِبَارًا. حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: مَنْ قَدِمَ عَلِيًّا عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فَقَدْ زَرَى [1] عَلَى الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَأَخَافُ أَنْ لَا يَنْفَعَهُ مَعَ ذَلِكَ عَمَلٌ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: ثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: سُئِلَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ؟ قَالَ: مَا أَدْرَكْتُ أَحَدًا أَقْتَدِي بِهِ إِلَّا وَهُوَ يُقَدِّمُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَيُمْسِكُ عَنْ عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ.
حدثنا إبراهيم بن المنذر قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى عَنْ خَارِجَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى قَلْبِ عُمَرَ وَعَلَى لِسَانِهِ، وَمَا نَزَلَ بِالنَّاسِ أَمْرٌ قَطُّ فَقَالُوا فِيهِ بِالرَّأْيِ فَقَالَ فِيهِ عُمَرُ إِلَّا جَاءَ الْقُرْآنُ بِمَا قَالَ فِيهِ عُمَرُ. حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يزيد عن
__________
[1] زرى: عاب.(1/467)
أَبِي أُوَيْسٍ الْخَوْلَانِيِّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَيْرَةَ الزُّبَيْدِيِّ أَنَّهُ لَمَّا حَضَرَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ الْمَوْتُ قِيلَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَوْصِنَا؟ قَالَ: أَجْلِسُونِي، قَالَ إِنَّ الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ مكانهما فمن ابتغاهما وجدهما، إِنَّ الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ مَكَانَهُمَا فَمَنِ ابْتَغَاهُمَا وَجَدَهُمَا، فَالْتَمِسُوا الْعِلْمَ عِنْدَ أَرْبَعَةِ رَهْطٍ: عِنْدَ عُوَيْمِرٍ أَبِي الدَّرْدَاءِ وَعِنْدَ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ وَعِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَعِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ الَّذِي كَانَ يَهُودِيًّا فَأَسْلَمَ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إِنَّهُ عَاشِرُ عَشَرَةٍ فِي الْجَنَّةِ [1] .
[أَخْبَارُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ] [2]
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكًا وَسُئِلَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ هَلْ أَدْرَكَ عُمَرَ؟ قَالَ: لَا وَلَكِنَّهُ وُلِدَ فِي زَمَانِ عُمَرَ فَلَمَّا كَبُرَ أَكَبَّ عَلَى الْمَسْأَلَةِ عَنْ شَأْنِهِ وَأَمْرِهِ حَتَّى كَأَنَّهُ رَآهُ. قَالَ مَالِكٌ: بَلَغَنِي أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يُرْسِلُ إِلَى ابْنِ الْمُسَيِّبِ يَسْأَلُهُ عَنْ بَعْضِ شَأْنِ عُمَرَ وَأَمْرِهِ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ [عَنْ أَبِيهِ] [3] عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: مَا بَقِيَ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِقَضَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنِّي.
حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الاويسي قال: حدثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ قَالَ: إِنْ كُنْتُ لَأَسِيرُ فِي طلب الحديث
__________
[1] وقعت هذه الرواية ضمن ترجمة عمر رضي الله عنه ولا صلة لها به.
[2] ليس من الأصل، وقد وردت ترجمة سعيد بن المسيب بعد ترجمة عمر بن الخطاب مباشرة رغم أنه تابعي وبعد ترجمته ترد أخبار صحابة أيضا، ولا أعلم أن كان ذلك بسبب وقوع الاضطراب في ترتيب المادة أم لوجود صلة بين ترجمة عمر وترجمة سعيد بن المسيب من حيث أن سعيدا كان أعلم الناس بعمر وهديه.
[3] ساقطة في الأصل وانظر ابن سعد 5/ 89.(1/468)
الْوَاحِدِ مَسِيرَةَ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامِ [1] . قَالَ مَالِكٌ: وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ يَخْتَلِفُ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ بِالشَّجَرَةِ» [2] .
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ قَالَ ابن وهب وأخبرني مالك أن القاسم ابن مُحَمَّدٍ كَانَ يَسْأَلُ عَنِ الشَّيْءِ فَيَقُولُ لِلَّذِي يَسْأَلُهُ: مَنْ سَأَلْتَ؟ فَيَقُولُ الرَّجُلُ: سَأَلْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ وَسَأَلْتُ فُلَانًا وَسَأَلْتُ فُلَانًا فَيَقُولُ لَهُ الْقَاسِمُ: هَلْ سَأَلْتَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ. فَيَقُولُ: مَا قَالَ؟ فَيَقُولُ:
قَالَ كَذَا وَكَذَا. فيقول له القاسم: فأطعه فذلك سيدنا وأعلمنا. ثم ذكر مالك فضل القاسم فقال: وكان القاسم من فقهاء هذه الأمة.
حدثنا سعيد بن منصور حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ أَبِي معبد قال: حثت القاسم وسالم أَسْأَلُهُمَا عَنْ شَيْءٍ فَقَالَا لِي:
اذْهَبْ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فَسَلْهُ ثُمَّ ائْتِنَا فَأَخْبِرْنَا. فذهبت الى سعيد، ثم أتيت القاسم وسالم فَأَخْبَرْتُهُمَا فَقَالَا: ذَاكَ رَأْيُنَا.
«حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ:
أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ أَنَّ نَافِعًا حَدَّثَهُ: أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ سُئِلَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَأَجَابَ فِيهَا، فَأُخْبِرَ ابْنُ عُمَرَ بِجَوَابِهِ، فَعَجِبَ ابْنُ عُمَرَ مِنْ فُتْيَا ابْنِ الْمُسَيِّبِ، ثُمّ قَالَ ابْنُ عُمَرَ: أَلَيْسَ قَدْ أَخْبَرْتُكُمْ عَنْ هَذَا الرَّجُلِ- يُرِيدُ ابْنَ الْمُسَيِّبِ- وَهُوَ وَاللَّهِ أَحَدُ الْمُفْتِينَ» [3] .
حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ وَزَيْدُ بْنُ بِشْرٍ قَالا: أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ قَالَ:
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُرَادِيُّ عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ يُقَالُ له أبو
__________
[1] انظر في ابن سعد أيضا 5/ 89.
[2] الخطيب: الرحلة في طلب الحديث ص 58 ولم يذكر «مسيرة» وقال الخطيب بعد الشجرة «هو ذو الحليفة» .
[3] الخطيب: الفقيه والمتفقه 1/ 170 لكنه يذكر «نا» بدل «حدثنا» الاولى والثانية ويذكر «فأعجب» بدل «فعجب» .(1/469)
إِسْحَاقَ قَالَ: كُنْتُ أَرَى الرَّجُلَ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ وَإِنَّهُ لَيَدْخُلُ الْمَسْجِدَ يَسْأَلُ عَنِ الشَّيْءِ مِنْ فِقْهٍ، قَالَ زَيْدٌ: فَيَدْفَعُهُ النَّاسُ مِنْ [1] مَجْلِسٍ إِلَى مَجْلِسٍ حَتَّى يُرْفَعَ- قَالَ زَيْدٌ: حَتَّى يُدْفَعَ- إِلَى مَجْلِسِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ.
حَدَّثَنَا محمد بن أبي زكير قال: أخبرنا ابن وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ:
أَنَّ سَعِيدًا كَانَ يَلْزَمُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ وَأَبَا هُرَيْرَةَ. قَالَ ابْنُ [2] وَهْبٍ:
سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّهُ كَانَ يُقَالُ لِسَعِيدٍ رَاوِيَةُ ابْنِ عُمَرَ [3] .
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زَكَرِيَّا قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ رَجُلًا يَصُومُ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ وَهُوَ يَأْكُلُ خُبْزًا وَسَلْقًا فَقَالَ لَهُ: تَعَالَ فَكُلْ. قَالَ: فَسَأَلَهُ الرَّجُلُ عَنْ شَيْءٍ، قَالَ مَالِكٌ: ظَنَنْتُ أَنَّهُ مِنْ أَمْرِ الْقَضَاءِ. فَقَالَ لَهُ سَعِيدٌ: أَرَاكَ أَحْمَقَ، اذْهَبْ إِلَى الْقَاضِي الَّذِي أُجْلِسَ لِهَذَا أَتَرَانِي كُنْتُ أَشْغَلُ نَفْسِي بِهَذَا، أَوْ قَالَ: بِكَ.
حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ قَالا: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ:
حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَهُوَ مَرِيضٌ يَقُولُ:
أَقْعِدُونِي فَإِنِّي أُعَظِّمُ أَنْ أُحَدِّثَ حَدِيثَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم وأنا مضطجع، فِي حَدِيثٍ ذَكَرَهُ.
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ اللَّيْثَ يقول: حدثني يحي بن سعيد.
[و] حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ عَنْ يحي بن سعيد أن ابن
__________
[1] في الأصل (عن) .
[2] في الأصل (أبو) .
[3] في ابن سعد 5/ 89 يضيف «قال ليث: لانه كان احفظ الناس لاحكامه وأقضيته» ولا يذكر سنده الى مالك. وانظر ص 470 من كتاب المعرفة والتاريخ.(1/470)
المسيب يسمى رواية عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ لِأَنَّهُ كَانَ أَحْفَظَ النَّاسِ لِأَحْكَامِهِ وَأَقْضِيَتِهِ [1] .
حَدَّثَنِي ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: قُلْتُ لِعِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ: مَنْ أَفْقَهُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ؟ قَالَ: أَمَّا أَعْلَمُهُمْ بِقَضَايَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَضَايَا أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَأَفْقَهُهُمْ فِقْهًا.
وَأَعْلَمُهُمْ بِمَا مَضَى مِنْ أَمْرِ النَّاسِ فَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَأَمَّا أَغْزَرُهُمْ حَدِيثًا فَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَلَا يَنْسَى أَنْ يَفْخَرَ مِنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَخْرًا إِلَّا فَخَرَ بِهِ. قَالَ: ثُمَّ يَقُولُ لَكَ عِرَاكٌ: وَأَعْلَمُهُمْ عِنْدِي جَمِيعًا ابْنُ شِهَابٍ فَإِنَّهُ جَمَعَ عِلْمَهُمْ إِلَى عِلْمِهِ.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ [2] الْعَسْقَلَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: كَانَ فُقَهَاءُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ الَّذِينَ كَانُوا يَصْدُرُونَ عَنْ رَأْيِهِمْ سَبْعَةً: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ وَسَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَالْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُتْبَةَ وَخَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ. قَالَ: وَكَانُوا إِذَا جَاءَتْهُمُ الْمَسْأَلَةُ دَخَلُوا جَمِيعًا فَنَظَرُوا فِيهَا، وَلَا يَقْضِي الْقَاضِي حَتَّى تُرْفَعَ إِلَيْهِمْ فَيَنْظُرُونَ فِيهَا فَيَصْدُرُونَ.
حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: قَالَ اللَّيْثُ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: مَا صَبَرَ أَحَدٌ عَلَى الْعِلْمِ صَبْرِي وَلَا نَشَرَهُ أَحَدٌ نَشْرِي، فَأَمَّا عُرْوَةُ فَكَانَ بِئْرًا لَا تُكَدِّرُهُ الدِّلَاءُ، وَأَمَّا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ فَنَصَبَ نَفْسَهُ لِلنَّاسِ فَذَهَبَ ذِكْرُهُ كُلَّ مَذْهَبٍ.
حَدَّثَنِي ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ اللَّيْثَ قَالَ: كَانَ أَبْنَاءُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُجَالِسُونَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ فَلَا يَسْأَلُ [3] أَحَدٌ مِنْهُمْ
__________
[1] ابن سعد 5/ 89.
[2] سماه ابن حجر «حفص» معتمدا على الامام البخاري (تهذيب التهذيب 7/ 309) .
[3] في الأصل «سأله أحد» .(1/471)
عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَنْ يَسْأَلَ [1] عَنْ شَيْءٍ فَيُحَدِّثُهُمْ بِهِ.
حَدَّثَنِي ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: سُئِلَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ الْحَسَنَ قَالَ فِيهَا كَذَا وَكَذَا فقال: احتوشه نساجو أهل العراق فأفسدوه.
حدثني ابن بكير قَالَ: سَمِعْتُ اللَّيْثَ يَقُولُ: دَخَلَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَلَى طَارِقٍ [2] فَقَالَ طَارِقٌ: لَأُرْسِلَنَّ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فَإِمَّا أَنْ يُبَايِعَ وَإِمَّا أَنْ أَضْرِبَ عُنُقَهُ. قَالَ فَانْصَرَفَ وَمَرَّ بِأَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرحمن فأخبره، فذهبا الى سعيد بن المسيب فقالا لَهُ: تُبَايِعُ؟ قَالَ: لَا أَلْعَبُ بِدِينِي كَمَا [3] لَعِبْتُمَا بِدِينِكُمَا. قَالا لَهُ: فَاخْرُجْ إِلَى الْبَادِيَةِ لَعَلَّهُ يَنْسَاكَ. فَقَالَ: لَا. فَقَالَا:
فَتَجْلِسُ فِي بيتك. فقال: أسمع المنادي يدعو الى الفلاح فَمَا أُجِيبُهُ! قَالُوا:
فَتَحَوَّلْ عَنْ مَوْضِعِكَ فَإِنَّهُ مُقَابِلٌ لَهُ فَإِذَا خَرَجَ رَآكَ. قَالَ: أَتَحَوَّلُ لِمَكَانٍ غَيْرِهِ [4] هَذَا مَوْضِعٌ نَحْنُ نَجْلِسُ فِيهِ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا. فَلَمَّا خَرَجَ طَارِقٌ تَبِعَهُ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ فَقَالَ لَهُ: جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا فِيمَا فَعَلْتَ وَخَاصَّةً فِي شَيْخِنَا سَعِيدٍ. فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا ذَكَرْتُهُ وَقَالَ: [وَمَا] [5] انْفَلَتَ مِنِّي إِلَّا لِنِسْيَانٍ.
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ وَأَبُو الطَّاهِرِ وَيُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالُوا: أخبرنا ابن وهب قال: حدثني مالك عن ابْنِ شِهَابٍ أنَّهُ كَانَ يُجَالِسُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ وَكَانَ يَتَعَلَّمُ مِنْهُ الْأَنْسَابَ وَغَيْرَ ذَلِكَ، فَسَأَلَهُ يَوْمًا عَنْ شَيْءٍ مِنَ الْفِقْهِ فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ هَذَا فعليك بهذا الشيخ سعيد بن المسيب.
__________
[1] في الأصل «سأل» .
[2] هو طارق بن عمرو مولى عثمان بن عفان (تاريخ خليفة بن خياط 1/ 265) .
[3] في الأصل «لما» .
[4] في الأصل «غير» وقد وردت بعد «هذا» فقدمتها.
[5] الزيادة يقتضيها السياق.(1/472)
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَجَالَسْتُهُ سَبْعَ حِجَجٍ وَأَنَا لَا أَظُنُّ أَنَّ أَحَدًا عِنْدَهُ عِلْمٌ غَيْرَهُ.
وَقَالَ: إِنَّ فُتْيَا ابْنِ شِهَابٍ وَوِجْهَةَ مَا كَانَ يَأْخُذُ بِهِ إِلَى قَوْلِ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ.
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ الْحَضْرَمِيُّ حَدَّثَنَا ضَمَّامٌ عَنْ بَعْضِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَالَ:
لَمَّا كَانَتْ بَيْعَةُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ مَعَ بَيْعَةِ الْوَلِيدِ كَرِهَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ أَنْ يُبَايِعَ بَيْعَتَيْنِ، فَكَتَبَ صَاحِبُ الْمَدِينَةِ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ يُخْبِرُهُ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ كَرِهَ أَنْ يُبَايِعَ لَهُمَا جَمِيعًا. فَكَتَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى صَاحِبِ الْمَدِينَةِ: وَمَا كَانَ حَاجَتُكَ إِلَى رَفْعِ هَذَا عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، مَا كُنَّا نَخَافُ مِنْهُ. فَأَمَّا إِذَا ظَهَرَ ذَلِكَ وَانْتَشَرَ فِي النَّاسِ فَادْعُهُ إِلَى مَا دَخَلَ فِيهِ مَنْ دَخَلَ فِي هَذِهِ الْبَيْعَةِ، فَإِنْ أَبَى فَاجْلِدْهُ مِائَةَ سَوْطٍ، وَاحْلِقْ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ، وَأَلْبِسْهُ ثِيَابًا مِنْ شَعْرٍ، وَأَوْقِفْهُ عَلَى النَّاسِ فِي سُوُقِ الْمُسْلِمِينَ لِئَلَّا يَجْتَرِئَ عَلَيْنَا غَيْرُهُ فَلَمَّا عَلِمَ مَنْ [1] كَانَ مِنْ قُرَيْشٍ سَأَلُوا الْوَالِيَ أَنْ لَا يَعْجَلَ عَلَيْهِ حَتَّى يُخَوِّفُوهُ بِالْقَتْلِ فَعَسَى أَنْ يُجِيبَ، فَأَرْسَلُوا مَوْلًى لَهُ كَانَ فِي الْحَرَسِ فَقَالُوا: اذْهَبْ فَأَخِفْهُ بِالْقَتْلِ وَأَخْبِرْهُ أَنَّهُ مَقْتُولٌ لَعَلَّ ذَلِكَ يُخِيفُهُ حَتَّى يَدْخُلَ فِيمَا دَخَلَ فِيهِ النَّاسُ. فَجَاءَهُ مَوْلَاهُ- وَهُوَ على مسجده يُصَلِّي- فَبَكَى الْمَوْلَى، فَقَالَ لَهُ سَعِيدٌ: مَا يُبْكِيكَ وَيْحَكَ؟ قَالَ: يُبْكِينِي مَا يُرَادُ بِكَ قَدْ جَاءَ كِتَابٌ فِيكَ إِنْ لَمْ تُبَايِعْ قُتِلْتَ فَجِئْتُكَ لِتَتَطَهَّرَ وَتَلْبَسَ ثِيَابًا طَاهِرَةً وَتَفْرُغَ مِنْ عَهْدِكِ. قَالَ: وَيْحَكَ قَدْ وَجَدْتَنِي أُصَلِّي عَلَى مَسْجِدِي فَتَرَانِي كُنْتُ أُصَلِّي وَلَسْتُ بِطَاهِرٍ وَثِيَابِي غَيْرُ طَاهِرَةٍ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنَ الْعَهْدِ فَإِنِّي أَضَلُّ مِمَّنْ أَرْسَلَكَ إِنْ كُنْتُ بِتُّ لَيْلَةً وَلَمْ أَفْرُغْ مِنْ عَهْدِي، فَإِذَا شِئْتَ فَإِنِّي لَمْ أَكُنْ لِأُبَايِعَ بَيْعَتَيْنِ فِي الْإِسْلَامِ بَعْدَ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ عَن ْرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: إِذَا كانتا بيعتين فأقيلوا الحدثى منهما.
__________
[1] في الأصل «ما» .(1/473)
فَانْطَلَقَ مَعَهُ [1] . فَلَمَّا أَتَى الْوَالِيَ دَعَوْهُ فَأَبَى أَنْ يُجِيبَ. فَأَمَرَهُ بِلِبْسِ ثِيَابٍ مِنْ شَعْرٍ، وَأَمَرَهُ بِالتَّجْرِيدِ فَجُلِدَ مِائَةَ سَوْطٍ وَحُلِقَ رَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ وَوُقِفَ فَقَالَ: لَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ إِلَّا هَذَا مَا نَزَعْتُ ثِيَابِي طَائِعًا وَلَا أَجَبْتُ إِلَى ذَلِكَ. فَقَالَ ضَمَّامٌ: فَبَلَغَنِي أَنَّ هِشَامَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ كَانَ إِذَا خَطَبَ النَّاسَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ يُحَوِّلُ إِلَيْهِ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَجْهَهُ مَا دَامَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى إِذَا رَفَعَ يَمْدَحُ عَبْدَ الْمَلِكِ وَيَقُولُ فِيهِ مَا يَقُولُ أَعْرَضَ عَنْهُ سَعِيدٌ بِوَجْهِهِ فَلَمَّا فَطِنَ لَهُ هِشَامٌ أَمَرَ حَرَسِيًّا أَنْ يَخْضِبَ وَجْهَهُ إِذَا تَحَوَّلَ عَنْهُ، فَفَعَلَ ذَلِكَ بِهِ، فَقَالَ سَعِيدٌ لِهِشَامٍ- وَأَشَارَ إِلَيْهِ بِيَدِهِ فَقَالَ- هِيَ ثَلَاثٌ. فَمَا تَمُرُّ بِهِ إِلَّا ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ حَتَّى عُزِلَ هِشَامٌ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن أبي زكير قال: أخبرنا ابن وهب قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ قَالَ: ضُرِبَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ مِائَةً وَأُدْخِلَ فِي ثِيَابٍ مِنْ شَعْرٍ. قَالَ مَالِكٌ: وَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا أَغْبِطُ رَجُلًا لَمْ يُصِبْهُ فِي هَذَا الْأَمْرِ أَذًى. قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ: بَلَغَنِي أَنَّ ابْنَ الْمُسَيِّبِ لَمَّا جَلَسَ بَعَثَ إِلَيْهِ أَهْلُهُ بِطَعَامٍ صَنَعُوهُ لَهُ قَلَّمَا أُتِيَ بِهِ قَالَ سَعِيدٌ: لَا أَذُوقُهُ، انْظُرُوا الْأَقْرَاصَ الأربعة التي كنت آكلهم بِالزَّيْتِ فِي الْبَيْتِ فَابْعَثُوا بِهِنَّ إِلَيَّ. قَالَ مَالِكٌ:
وَكَانَ مَعَهُ رَجُلٌ فِي السِّجْنِ فَبَعَثَ إِلَيْهِ أَهْلُهُ بِأَلْوَانٍ مِنَ الطَّعَامِ، فَقَالَ لَهُ سَعِيدٌ: أَرَأَيْتَ تُرِيدُ أَنْ تَجْلِسَ هَاهُنَا كُفَّ هَذَا عَنْكَ.
حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ ثَنَا حَمَّادٌ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ المسيب يزعم قومك أنه انما مَنَعَكَ مِنَ الْحَجِّ أَنَّكَ جَعَلْتَ للَّه عَلَيْكَ إِذَا رَأَيْتَ الْكَعْبَةَ أَنْ تَدْعُوَ عَلَى بَنِي مَرْوَانَ؟ قَالَ: مَا فَعَلْتُ وَمَا أُصَلِّي للَّه صلاة الا دعوت الله عليهم، واني قد حَجَجْتُ وَاعْتَمَرْتُ بِضْعًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن أبي زكير قال: أخبرنا ابن وهب قال: سمعت مالكا يَحْدُثُ: أَنَّ غُلَامًا مِنَ الْعُمَّالِ بَعَثَ إِلَى سعيد بن المسيب بخمسة آلاف درهم،
__________
[1] في الأصل «معهما» .(1/474)
فَقَالَ لَهُ الرَّسُولُ: بُعِثَ بِهَذَا إِلَيْكَ- أَصْلَحَكَ الله- لتنفقها وتجعلها فِي حَاجَتِكَ. قَالَ وَسَعِيدٌ جَادٌّ مُجِدٌّ يُحَاسِبُ غُلَامًا لَهُ فِي نِصْفِ دِرْهَمٍ يَدَّعِيهِ قَبْلَهُ وَالْغُلَامُ يَقُولُ: لَيْسَ لَكَ عِنْدِي شَيْءٌ. قَالَ سَعِيدٌ لِلرَّسُولِ: اذْهَبْ إِلَى عَمَلِكَ، ثُمَّ عَرَضَهَا عَلَيْهِ الرَّسُولُ أَيْضًا، فَقَالَ: اغْرُبْ عَنِّي، وَأَبَى أن يأخذها منه. [و] وَكَلَهُ إِنْسَانٌ فِي تَرِكَةٍ أَنْ يَأْخُذَهَا، فَقَالَ لَهُ ابْنُ الْمُسَيِّبِ: هَذَا النِّصْفُ دِرْهَمٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهَا.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [1] الْخُزَاعِيِّ قَالَ: قَدِمَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْمَدِينَةَ فَأَقَامَ، فَأَرْسَلَ رَسُولًا إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنْ يَأْتِيَهُ، فَجَاءَهُ الرَّسُولُ فَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَدْعُوكَ فَأَجِبْ. فَقَالَ لَهُ: قُلْ لَهُ لَيْسَ لِي إِلَيْكَ حَاجَةٌ وَحَاجَتُكَ عِنْدِي غَيْرُ مَقْضِيَّةٍ. فَرَجَعَ الرَّسُولُ، فَقَالَ: اذهب فقل لَهُ: إِنَّمَا أُكَلِّمُكَ فِي حَاجَةٍ. فَجَاءَ الرَّسُولُ فَقَالَ: إِنَّمَا يُرِيدُكَ فِي حَاجَةٍ. فَقَالَ: لَيْسَ لي اليه حاجة، وحاجته عندي غير مقضة. فَقَالَ: يُرْسِلُ إِلَيْكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَتَقُولُ هَذَا القول فلو أنه قد تقدم اليّ فيك لَحَمَلْتُ إِلَيْهِ رَأْسَكَ [2] .
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: قُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ إِنَّ ابْنَ شِهَابٍ قَالَ: وَجَدْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ بَحْرًا لَا تُكَدِّرُهُ الدِّلَاءُ، وَأَمَّا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ فَكَانَ يَنْصِبُ نَفْسَهُ للناس. فقال يحي: أَمَّا أَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَنِ وَأَقْضِيَةِ عُمَرَ فَابْنُ الْمُسَيِّبِ وَأَمَّا أَكْثَرُهُمْ حَدِيثًا فَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ.
«حَدَّثَنَا أبو صالح قال: حدثني الليث عن يحي بن سعيد قال: كان
__________
[1] في الأصل «عبيد» والتصحيح من ابن سعد 5/ 95 وتهذيب التهذيب 8/ 134.
[2] أورد ابن سعد هذه الرواية على أنها وقعت لسعيد مع عبد الملك ابن مروان (الطبقات الكبرى 5/ 95) .(1/475)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ إِذَا سُئِلَ عَنِ الشَّيْءِ يُشْكِلُ عَلَيْهِ قَالَ: سَلُوا سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ فَإِنَّهُ قَدْ جَالَسَ الصَّالِحِينَ» [1] .
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن أبي زكير قال: أخبرنا ابن وهب قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ: أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَهُوَ مَرِيضٌ فَسَأَلَهُ عَنْ حَدِيثٍ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ فَجَلَسَ فَحَدَّثَهُ، فَقَالَ لَهُ الرجل: وددت أنك لم تتعنّ.
فقال: اني كرهت أَنْ أُحَدِّثَكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مُضْطَجِعٌ. قَالَ: وَكَانَ سَعِيدٌ لَا يُبَالِي مَنْ خَالَفَهُ فِي النَّاسِ لِعِلْمِهِ.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءِ بْنِ جَمِيلٍ الْأَيْلِيِّ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدٍ الْقَارِي لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ حِينَ قَدِمَ لِلْبَيْعَةِ لِلْوَلِيدِ وَسُلَيْمَانَ الْمَدِينَةَ مِنْ بَعْدِ أَبِيهِمَا: إِنِّي مُشِيرٌ عَلَيْكَ بِخِصَالٍ ثَلَاثٍ.
قَالَ: وَمَا هُنَّ؟ [قَالَ] [2] : يُغَيَّرُ لَكَ مَقَامُكَ فَإِنَّكَ تَقُومُ حَيْثُ يَرَاكَ هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ. قَالَ: مَا كُنْتُ لِأَتْرُكَ مَقَامًا أَقُومُهُ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً. قَالَ:
أَوْ تَخْرُجُ مُعْتَمِرًا. قَالَ: مَا كُنْتُ لِأُنْفِقَ مَالِي وَأُجْهِدُ بَدَنِي فِي شَيْءٍ لَيْسَ فِيهِ نِيَّةٌ. قَالَ: فَمَا الثالثة؟ فقال: تبايع. قال: أرأيت إِنْ كَانَ اللَّهُ أَعْمَى قَلْبَكَ كَمَا أَعْمَى بَصَرَكَ فَمَا عَلَيَّ. قَالَ: وَكَانَ أَعْمَى. قَالَ رَجَاءٌ: فَدَعَاهُ هِشَامٌ إِلَى الْبَيْعَةِ فَأَبَى، فَكَتَبَ فِيهِ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ الملك:
مالك وَلِسَعِيدٍ، مَا كَانَ عَلَيْنَا مِنْهُ شَيْءٌ نَكْرَهُهُ، فأما إذا فعلت فأضربه ثَلَاثِينَ سَوْطًا وَأَلْبَسَهُ ثِيَابًا مِنْ شَعْرٍ وَأَوْقَفَهُ لِلنَّاسِ لِئَلَّا يَقْتَدِيَ بِهِ النَّاسُ. فَدَعَاهُ هِشَامٌ، فَأَبَى عَلَيْهِ فَقَالَ: لَا أُبَايِعُ لِاثْنَيْنِ. فَضَرَبَهُ ثَلَاثِينَ سَوْطًا وَأَلْبَسَهُ ثِيَابًا مِنْ شَعْرٍ وَأَوْقَفَهُ لِلنَّاسِ. قَالَ رَجَاءٌ: فَحَدَّثَنِي بَعْضُ الْأَيْلِيِّينَ الَّذِينَ كانوا
__________
[1] الخطيب: الفقيه والمتفقه 1/ 170 لكنه يذكر «نا» بدل «حدثنا» ، وأورد هذه الرواية أيضا ابن سعد 5/ 104.
[2] الزيادة يقتضيها السياق.(1/476)
فِي الشَّرْطِ بِالْمَدِينَةِ قَالَ: عَلِمْنَا أَنَّهُ لَا يَلْبَسُ الثِّيَابَ طَائِعًا قَالَ فَقُلْنَا لَهُ:
يَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّهُ الْقَتْلُ فَاسْتُرْ بِهِ عَوْرَتَكَ. قَالَ فَلَبِسَهُ. قَالَ: فَلَمَّا ضُرِبَ ثَلَاثِينَ عَلِمَ أَنَّا خَدَعْنَاهُ. قَالَ فَقَالَ: يَا نَصَحَةُ أَهْلًا ثَلَاثًا لَوْلَا ظَنَنْتُ أَنَّهُ الْقَتْلُ لَمَا لَبِسْتُهُ.
حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْغَمْرِ [1] قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْقَاسِمِ [2] عَنْ مَالِكٍ قَالَ: دَخَلَ نَافِعُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَهُوَ مَرِيضٌ وَلَمْ يَطْعَمْ مُنْذُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ. قَالَ: فَكَلَّمَهُ. فَقَالَ لَهُ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: وَكَيْفَ يَأْكُلُ إِنْسَانٌ وَهُوَ عَلَى مِثْلِ هَذِهِ الْحَالِ. قَالَ:
إِنَّهُ لَا بُدَّ لِصَاحِبِ الدُّنْيَا مَا كَانَ فِيهَا أَنْ يَطْعَمَ. قَالَ: فَمَا ذَاكَ حَتَّى حَسَا حَسْوًا، ثُمَّ قَالَ لَهُ: سَلِ الْعَافِيَةَ، فَإِنِّي أَظُنُّ الشَّيْطَانَ قَدْ كَانَ يَغِيظُهُ مَجْلِسُكَ مِنَ الْمَسْجِدِ. فَقَالَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ: اللَّهمّ سَلِّمْنِي وَسَلِّمْ مِنِّي [3] .
حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: أَخْبَرَنِي أَشْهَبُ صَاحِبُ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ مَالِكٌ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ عَالِمًا بِالْبُيُوعِ، فَقِيلَ له: فسليمان ابن يَسَارٍ؟ قَالَ: لَمْ أَسْمَعْ. وَسُلَيْمَانُ فِيمَا يَعْلَمُ، وقد كان علم وسمع.
__________
[1] هو الفقيه المصري (تهذيب التهذيب 6/ 249) .
[2] في الأصل «أبو القاسم» وانما هو عبد الرحمن بن القاسم بن خالد العتقيّ المصري الفقيه (تهذيب التهذيب 6/ 252) .
[3] وقعت بعد هذه الرواية ثلاث روايات تتعلق بترجمة عمر بن عبد العزيز ولا صلة لها بترجمة سعيد بن المسيب وقد تكررت اثنتان منها في ترجمة عمر بن عبد العزيز فحذفتها هنا، وأعدت الرواية الثالثة في موضعها الصحيح، وهذه الروايات الثلاث هي خبر تذكيره زوجته فاطمة بحلاوة عيشهم بدابق. وعطاؤه الناس عطاء العامة وتفرقهم عنه وتقريبه العلماء وقول عمر «لقد أصبحت وما لي في الأمور هذه....» انظر ترجمة عمر بن عبد العزيز.(1/477)
قَالَ مَالِكٌ: وَمَاتَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ وَالْقَاسِمُ وَلَمْ يَتْرُكُوا كِتَابًا. وَمَاتَ أَبُو قِلَابَةَ فَبَلَغَنِي أَنَّهُ ترك حمل بغل كتب.
حدثني سعيد بن أسد قال: حدثنا ضمرة عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ [1] عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ وَحْدَهُ، فَقَالَ لِي، إِنَّهُ قَدْ نُهِيَ عَنْ مُجَالَسَتِي. قُلْتُ: إِنِّي رَجُلٌ غَرِيبٌ. قَالَ: إِنَّمَا أَخْبَرْتُكَ لِئَلَّا تُصِيبَكَ مَعَرَّةٌ لِأَنْ يَعْرَاكَ ذَلِكَ.
حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ رَوْحٍ الْحِمْصِيُّ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ جَاءَتْ بَيْعَةُ الْوَلِيدِ وَسُلَيْمَانَ هِشَامَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ وَهُوَ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ [فَدَعَا] [2] سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ وَهُوَ مَعَ قَوْمِهِ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ إِلَى أَنْ يُبَايِعَ لَهُمَا، فَأَبَى أَنْ يَفْعَلَ، فَجَلَدَهُ، وَأَلْبَسَهُ ثِيَابَ شَعْرٍ. فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُونَ تَذْهَبُونَ بِي؟ قَالُوا: نَقْتُلُكَ. فَقَالَ: أَنَا إِذًا لَسَعِيدٌ كَمَا سمعتني أُمِّي. فَلَمَّا خَلَّوْا سَبِيلَهُ قَالَ: وَاللَّهِ لَوْ عَلِمْتُ إِنَّمَا أَلْبَسْتُمُونِي ثِيَابًا لِتَضْرِبُونِي [3] مَا لَبِسْتُهُ، وَلَكِنْ ظَنَنْتُ أَنَّكُمْ تَقْتُلُونِي فَأَجَبْتُ أَنْ أُوَارِيَ عَوْرَتِي. قَالَ عُمَرُ:
وَلَمْ يَأْخُذْ سَعِيدٌ لِآلِ مروان عطاء حتى مضى لسبيله، كان يأخذه بَعْضُ أَهْلِهِ يَجْمَعُهُ فَلَمَّا تُوُفِّيَ اقْتَسَمُوهُ.
حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ الْحَدَّادُ حَدَّثَنَا خالد بن عبد الله [4] عن دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ مَحَا اسْمَهُ مِنَ الدِّيوَانِ فِي الْفِتْنَةِ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا سَهْلُ بن هاشم [5] عن الأوزاعي
__________
[1] هو ابن القاسم.
[2] الزيادة يقتضيها السياق وانظر ابن سعد 5/ 93.
[3] في الأصل رسمها «لتعفوني» ولم أجدها في المصادر.
[4] هو الطحان الواسطي.
[5] في الأصل «هشام» والتصحيح من تهذيب التهذيب 4/ 259.(1/478)
قَالَ: سئل الزهري وَمَكْحُولٌ: من أفقه من أدركتما؟ فقالا: سعيد بن المسيب.
حدثني أبو بكر بن عبد الملك قال: حدثنا عبد الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: لَقِيتُ مِنْ قُرَيْشٍ أَرْبَعَةَ بُحُورٍ: سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ وَعُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ وَأَبَا سَلَمَةَ وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ مَعْمَرٌ: كُنَّا نَرَى أنا قَدْ أَكْثَرْنَا عَنِ الزُّهْرِيِّ حَتَّى قُتِلَ الْوَلِيدُ فَأُخْرِجَتْ دَفَاتِرُ الزُّهْرِيِّ عَلَى الدَّوَابِّ.
حَدَّثَنَا عَمْرُو بن سعيد بن كثير بن دينار حدثنا بَقِيَّةُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ الْفَزَارِيُّ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: أَنَّهُ مَكَثَ أَرْبَعِينَ سَنَةً مَا لَقِيَ النَّاسَ خَارِجِينَ مِنَ الْمَسْجِدِ وَهُوَ دَاخِلٌ. قَالَ:
وكان يدخل بغلس.
حدثني إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنَا مَعْنٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هِلَالٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: مَا لَقِيتُ الْمُنْصَرِفِينَ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً.
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ التَّيْمِيُّ قَالَ: ثَنَا أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ لَهُ جُمَيْمَةٌ شَيْئًا [1] قَدْ لسعتها [2] السياط.
فضل أبي بكر وعمر [3]
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [4] عَنْ خَالِدٍ [5] وعاصم عَنْ أَبِي قِلَابَةٍ عَنْ أَنَسٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَرْحَمُ أُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُمْ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عثمان، وأقرؤهم أبيّ، وأقرضهم زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَعْلمُهُمْ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بن جبل، ولكل
__________
[1] ليست بالكثيرة (انظر ابن سعد 5/ 103) .
[2] في الأصل «سمعتها» ولم أجدها في المصادر.
[3] ليس من الأصل.
[4] هو الثوري.
[5] هو خالد بن مهران الحذاء (تهذيب التهذيب 3/ 120) .(1/479)
أُمَّةٍ أَمِينٌ وَأَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ [1] عن رجل أظنه نجيح عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: رَحِمَ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَأَمْرُهُمَا سُنَّةٌ.
«حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ قَالَ: قَالَ أَيُّوبُ: إِذَا بَلَغَكَ اخْتِلَافٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدْتَ فِي ذَلِكَ الْخِلَافِ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ فَشُدَّ يَدَاكَ وَهُوَ الْحَقُّ وَهُوَ السُّنَّةُ» [2] .
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ وقبيصة عن سفيان عن عبد الملك ابن عمير عن مولى لربعي عَنْ رِبْعِيٍّ [3] عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: اقتدوا باللذين مِنْ بَعْدِي: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَاهْتَدُوا بِهَدْيِ عَمَّارٍ، وَتَمَسَّكُوا بِعَهْدِ ابْنِ مَسْعُودٍ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ هِلَالٍ مَوْلَى رِبْعِيٍّ عَنْ رِبْعِيٍّ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اقْتَدُوا باللذين مِنْ بَعْدِي- يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ-. «حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ قَالَ: ثَنَا حَمَّادٌ عَنْ خَالِدٍ قَالَ: إِنَّا لَنَرَى أَنَّ النَّاسِخَ مِنْ قَوْلِ رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان عليه أبو بكر وعمر» [4] .
__________
[1] محمد بن سليم الراسبي البصري (تهذيب التهذيب 9/ 195) .
[2] الخطيب: الفقيه والمتفقه 1/ 174 لكنه يذكر «الاختلاف» بدل «الخلاف» .
[3] ربعي بن حراش العبسيّ الكوفي (تهذيب التهذيب 3/ 236) .
[4] الخطيب: الفقيه والمتفقه 1/ 174.(1/480)
[فُقَهَاءُ الصَّحَابَةِ]
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ [1] عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: كَانَ الْقَضَاءُ فِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سِتَّةٍ: عُمَرَ وَعَلِيٍّ وَابْنِ مَسْعُودٍ وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَأَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ فَكَانَ نِصْفُهُمْ لِأَهْلِ الْكُوفَةِ عَلِيٌّ وَابْنُ مَسْعُودٍ وَأَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ.
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ عَنِ الشَّعْبِيِّ: أَنَّهُ عَدَّ مَنْ يُؤْخَذُ عَنْهُ الْعِلْمُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتَّةً.
قُلْتُ: فَأَيْنَ مُعَاذٌ؟ قَالَ: هَلَكَ قَبْلَ ذَلِكَ.
حَدَّثَنَا أبو نعيم وقبيصة قالا: ثنا سفيان عن حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ عُمَرَ: عَلِيٌّ أَقْضَانَا وَأُبَيٌّ أَقْرَؤُنَا وَإِنَّا لَنَدَعُ بَعْضَ مَا يَقُولُ أُبَيٌّ. زَادَ قَبِيصَةُ: وَأُبَيٌّ يَقُولُ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: أَدَعُهُ لِشَيْءٍ، وَاللَّهُ يَقُولُ: مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها [2] نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها 2: 106 [3] . حدثنا يحي بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ قَالَ:
حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ رَبَاحٍ يقول: حدثني ناشرة ابن سَمِيٍّ الْيَزَنِيُّ قَالَ: كُنْتُ أَتْبَعُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ أَتَعَلَّمُ مِنْهُ الْقُرْآنَ، وَآخُذُ مِنْهُ، فَلَمَّا كنت بالمدينة وصليت في مسجد الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَرَأْتُ الْقُرْآنَ، فَمَرَّ بِي رَجُلٌ فَضَرَبَ كَتِفِي قَالَ لِي: لَيْسَ كما تقرأ
__________
[1] هو مطرف بن طريف الحارثي الكوفي (تهذيب التهذيب 10/ 172) .
[2] في الأصل «ننساها» .
[3] آل عمران آية 106.(1/481)
فَلَمَّا فَرَغْتُ أَتَيْتُ مُعَاذًا فَأَخْبَرْتُهُ بِقَوْلِ الرَّجُلِ. فقال معاذ بن جبل:
أنعرفه؟ قُلْتُ: نَعَمْ. وَأَرَيْتُهُ إِيَّاهُ، فَانْطَلَقَ إِلَيْهِ مُعَاذٌ فَقَالَ: أَخْبَرَنِي هَذَا أَنَّكَ رَدَدْتَ عَلَيْهِ مَا قَرَأَ. قَالَ: نَعَمْ- وَهُوَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ- نَعَمْ يَا مُعَاذُ بَعَثَكَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَمَنِ فَأُنْزِلَ بَعْدَكَ قُرْآنٌ وَنُسِخَ بَعْدَكَ قُرْآنٌ، فَأْتِنِي بِأَصْحَابِكَ يَعْرِضُونَ عَلَيَّ الْقُرْآنَ. فَقَالَ مُعَاذٌ: يَا نَاشِرَةُ إِنَّ أَعْلَمَ النَّاسِ بِفَاتِحَةِ آيَةٍ وَخَاتِمَتِهَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَإِنَّ أَقْدَرَ النَّاسِ عَلَى كَلِمَةِ حِكْمَةٍ أَبُو الدَّرْدَاءِ، وَإِنَّ أَعْلَمَ النَّاسِ بِفَرِيضَةٍ وَأَقْسِمَةٍ لَهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ.
حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ: كَانَتِ ابْنَتُهُ تَحْتَ وَاقِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَدَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشٍ عَلَى ابْنَتِهِ فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا الْحَارِثِ أَلَا تُخْبِرُنِي عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ؟ قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ يَا ابْنَ أَخِي إِنِّي لَهُ لَحَايِدٌ [1] . قُلْتُ: وَحَيْدُكَ ذَاكَ مَا هُوَ؟ قَالَ: كَانَ رَجُلًا تِلْعَابَةً وَكَانَ إِذَا شَاءَ أَنْ يَقْطَعَ وَلَهُ ضِرْسٌ قَاطِعٌ قَطَعَ. قُلْتُ: وَضِرْسُهُ ذَاكَ مَا هُوَ؟ قَالَ: قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ وَعِلْمٌ بِالْقَضَاءِ وَبَأْسُ وُجُودٍ لَا يُنْكَثُ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ التَّنُوخِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الرِّجَالِ [2] عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يحي بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمِّي طَلْحَةُ [3] قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَيَّاشٍ قُلْتُ: يَا أَبَا عَبَّاسٍ أَخْبِرْنِي عَنْ سَلَفِنَا حَتَّى كَأَنِّي عَايَنْتُهُمْ؟ قَالَ:
تَسْأَلُنِي عَنْ أَبِي بَكْرٍ كَانَ وَاللَّهِ يَا ابْنَ أَخِي تَقِيًّا نَقِيًّا سَرِيًّا، الْخَيْرُ كُلُّهُ
__________
[1] مائل عنه.
[2] عبد الرحمن بن أبي الرجال الأنصاري المدني (تهذيب التهذيب 6/ 169) .
[3] فوقها علامة (ص) ربما للتنبيه على وقوع خطأ. والصواب أن طلحة جده وانما يروى عن عميه إسحاق وموسى ابني طلحة (انظر تهذيب التهذيب 1/ 254) .(1/482)
فِيهِ، مَنْ رَجُلٌ تُصَادِي [1] مِنْهُ عَرَقًا- يَعْنِي الْحِدَّةَ-. تَسْأَلُنِي عَنْ عُمَرَ، كَانَ وَاللَّهِ فِي عِلْمِي قَوِيًّا نَقِيًّا قَدْ وُضِعَتْ لَهُ الْحَبَائِلُ بِكُلِّ مَرْصَدٍ فَهُوَ لَهَا حَذِرٌ مَنْ رَجُلٌ فِي سُوقِهِ عُنْفٌ. تَسْأَلُنِي عَنْ عُثْمَانَ كَانَ وَاللَّهِ فِي عِلْمِي صَوَّامًا قَوَّامًا مَنْ رَجُلٌ يُحِبُّ قَوْمَهُ، تَسْأَلُنِي عَنْ عَلِيٍّ كَانَ وَاللَّهِ فِي عِلْمِي حَلِيمًا عَلِيمًا مَا رَأَيْتُهُ يَقُولَ قولا الا أحسنه من رجل مَا اتَّكَلَ عَلَى مَوْضِعِهِ، وَلَمْ أَرَهُ أَشْرَفَ عَلَى شَيْءٍ يَقُولُ أَنَا آخِذُهُ إِلَّا أُصْرِفَ عَنْهُ. قَالَ: كُنْتُمْ تَعُدُّونَهُ مَحْدُودًا [2] . قَالَ: أَنْتُمْ تَقُولُونَ ذَلِكَ.
حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ زِيَادٍ عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ:
وَقُلْتُ لَهُ: مَا تِلْعَابَةٌ؟ قَالَ: فِيهِ مُضَاحَكَةٌ.
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بن طلحة بن إسحاق ابن يحي بْنِ طَلْحَةَ عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَطَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ عِذَارُ عَامٍ وَاحِدٍ- يَعْنِي وُلِدُوا فِي عَامٍ وَاحِدٍ-.
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَحْلِفُ باللَّه لَقَدْ دَخَلَ عَلِيٌّ [3] وَمَا قَرَأَ الْقُرْآنَ.
[زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ]
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ [4] عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: قَالَ النبي صلى الله عليه وسلم:
__________
[1] تداري.
[2] محروما.
[3] الفراغ كلمة رسمها «حصر به» ولم أتبينها.
[4] في الأصل (عيه) وفي ابن سعد 2 ق 2/ 115 «عبيد الله» والصواب ما أثبته (تهذيب التهذيب 2/ 9) .(1/483)
تَأْتِينِي كُتُبٌ لَا أُحِبُّ أَنْ يَقْرَأَهَا أَحَدٌ فَتُحْسِنُ السُّرْيَانِيَّةَ؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ:
فَتَعَلَّمْهَا. فَتَعَلَّمْتُهَا فِي سَبْعَةَ عَشَرَ يَوْمًا [1] . حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عن مسروق قال: أتيت المدينة فسألت عن أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا زَيْدٌ مِنَ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ [2] .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَسَأَلْتُ عَنِ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ فَوَجَدْتُ مِنْهُمْ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ.
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ [3] قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: لَقِيتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ فَوَجَدْتُهُ مِنَ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ.
«حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَأَبُو نُعَيْمٍ قَالا: حَدَّثَنَا رَزِينٌ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: ذَهَبَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ لِيَرْكَبَ وَوَضَعَ رِجْلَهُ فِي الرِّكَابِ فَأَمْسَكَ ابْنُ عَبَّاسٍ بِالرِّكَابِ فَقَالَ تَنَحَّ يَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فَقَالَ: لَا هَكَذَا نَفْعَلُ بِالْعُلَمَاءِ وَالْكُبَرَاءِ» [4] .
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وزيد بدفن! ألا من سره أن يعلم كيف يذهب العلم، ألا
__________
[1] قارن ابن سعد 2 ق 2/ 115.
[2] في ابن سعد 2 ق 2/ 116.
[3] محمد بن خازم الضرير الكوفي.
[4] الخطيب: الفقيه والمتفقه 2/ 99. وابن حجر: الاصابة 1/ 543 ويحذف «ووضع رجله في الركاب» ويقول ابن حجر أن اسناد الرواية صحيح. وانظر الرواية في ابن سعد 2 ق 2/ 116.(1/484)
فَهَكَذَا يَذْهَبُ الْعِلْمُ. قَالَ: وَقَالَ لَقَدْ فُقِدَ بِكَ الْيَوْمَ عِلْمٌ كَبِيرٌ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ لَمَّا دُفِنَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ حَثَا عَلَيْهِ التُّرَابَ.
ثُمّ قَالَ: هَكَذَا يُدْفَنُ الْعِلْمُ. فَحَدَّثْتُ بِهِ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ فَقَالَ: وَابْنُ عَبَّاسٍ وَاللَّهِ قَدْ دُفِنَ بِهِ عِلْمٌ كَثِيرٌ [1] .
وَحَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ.
وَحَدَّثَنَا طَلْحَةُ قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي. جَمِيعًا عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي ابْنُ السَّبَّاقِ [2] أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيَّ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو بَكْرٍ: إِنَّكَ رَجُلٌ شَابٌّ عَاقِلٌ لَا نَتَّهِمُكَ وكنت تكتب لرسول الله صلّى الله عليه وسلم فتتبع القرآن فأجمعه.
حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ قَالَ: لَمَّا مَاتَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ قَعَدْتُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فِي ظِلِّ قَصْرٍ فَقَالَ: هَكَذَا ذَهَابُ الْعِلْمِ، لَقَدْ دُفِنَ الْيَوْمَ عِلْمٌ كَثِيرٌ [3] .
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ قَالَ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وزيد يدفن! ألا سره أن يعلم كيف يذهب العلم ألا فَهَكَذَا يَذْهَبُ الْعِلْمُ. قَالَ: وَقَالَ: لَيُدْفَنُ الْيَوْمَ بك عِلْمٌ كَثِيرٌ.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ أَبِي إسحاق عن مسروق قال: أتيت المدينة فسألت عَنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ فَأَخْبَرُونِي أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثابت كان من الراسخين في العلم [4] .
__________
[1] قارن ابن سعد 2/ 117.
[2] عبيد بن السباق الثقفي المدني (تهذيب التهذيب 7/ 66) .
[3] ابن سعد 2/ 117.
[4] قارن ابن سعد 2 ق 2/ 116.(1/485)
حَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٍ زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ:
حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ الْأَسْوَدِ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ إِمَامُ النَّاسِ عِنْدَنَا بَعْدَ عُمَرَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، وَكَانَ إِمَامُ النَّاسِ عِنْدَنَا بَعْدَ زَيْدٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: لَوْلَا أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ كَتَبَ الْفَرَائِضَ لَرَأَيْتُ أَنَّهَا سَتَذْهَبُ مِنَ النَّاسِ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ جُدْعَانَ عَنْ مَنْ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: لَمَّا جَاءَ نَعْيُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: هَكَذَا يَذْهَبُ الْعِلْمُ. قَالَ ابْنُ جُدْعَانَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ. قَالَ: وَأَنَا أَقُولُ الَّذِي قَالَ ذَلِكَ- يَعْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ- هَكَذَا يَذْهَبُ الْعِلْمُ. قَالَ ابْنُ جُدْعَانَ: وَأَنَا أَقُولُ كَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: هَكَذَا يَذْهَبُ الْعِلْمُ.
[أَبُو هُرَيْرَةَ]
«حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ:
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: لَوْ حَدَّثْتُكُمْ كُلَّ مَا فِي كِيسِي هَذَا لَرَمَيْتُمُونِي بِالْبَعْرِ. قَالَ الْحَسَنُ: صَدَقَ وَاللَّهِ لَوْ حَدَّثَهُمْ أَنَّ بَيْتَ اللَّهِ يُهْدَمُ أَوْ يُحْرَقُ مَا صَدَّقَهُ النَّاسُ.
حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: لَوْ كُنْتُ عَلَى شَاطِئِ نَهْرٍ وَقَدْ مَدَدْتُ يَدِي لِأَغْرِفَ فَحَدَّثْتُكُمْ بِكُلِّ مَا أَعْلَمُ مَا وَصَلَتْ يَدِي إِلَى فَمِي حَتَّى أُقْتَلَ» [1] .
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّرَقِيُّ قال: سمعت عمرو بن يحي السَّعِيدِيَّ عَنْ جَدِّهِ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ لِأَبِي هُرَيْرَةَ: إِنَّكَ تُحَدِّثُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بِأَشْيَاءَ مَا سَمِعْتُهَا مِنْهُ. فَقَالَ لَهَا: إِنَّهُ
__________
[1] الخطيب: الفقيه والمتفقه 2/ 197.(1/486)
كَانَ يَشْغَلُكِ عَنْ تِلْكَ الْأَحَادِيثِ الْمِرْآةُ وَالْمِكْحَلَةُ.
[مَنْ جَمَعَ الْقُرْآنَ مِنَ الصَّحَابَةِ]
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ:
جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم سِتَّةُ نَفَرٍ مِنَ الْأَنْصَارِ: أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَأَبُو الدرداء وسعد ابن عُبَيْدٍ [1] وَأَبُو زَيْدٍ، وَمُجَمِّعُ بْنُ جَارِيَةَ قَدْ أَخَذَهُ إِلَّا سُورَتَيْنِ أَوْ [2] ثَلَاثَةً. قَالَ: وَلَمْ يَجْمَعْهُ أَحَدٌ مِنَ الْخُلَفَاءِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرُ عُثْمَانَ.
«حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ وَهِشَامٍ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أَرْبَعَةٌ لَا يُخْتَلَفُ فِيهِمْ: مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وأبيّ بن كعب وزيد وَأَبُو زَيْدٍ [3] ، وَاخْتَلَفُوا فِي رَجُلَيْنِ مِنْ ثَلَاثَةٍ، قَالُوا: عُثْمَانُ وَأَبُو الدَّرْدَاءِ، وَقَالُوا عُثْمَانُ وَتَمِيمٌ الدَّارِيُّ» [4] .
[أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ]
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حْرَبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثابت [5] عن
__________
[1] في الأصل «عتبة» والتصويب من ابن سعد 2 ق 2/ 113 والاصابة 2/ 28 وثمة روايات تقول أن أبا زيد هو سعد بن عبيد لكن ابن حجر رجح سواها. وقد ذكر الشعبي أعلاه أنهم ستة ثم سمى سبعة فلعله لم يعتبر مجمّعا لان جمعه كان ناقصا. يوضح ذلك نص الرواية في ابن سعد 2 ق 2/ 113.
[2] في الأصل «و» وما أثبته من ابن سعد 2 ق 2/ 112.
[3] ذكر ابن حجر العسقلاني الاختلاف في اسمه ورجح أنه قيس بن السكن (الاصابة 4/ 78) .
[4] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 10/ 475. وانظر الرواية في ابن سعد 2 ق 2/ 113 بإسناد آخر الى محمد.
[5] هو البناني.(1/487)
أَنَسٍ [1] : أَنَّ أَهْلَ الْيَمَنِ أَتَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: ابْعَثْ مَعَنَا رَجُلًا يُعَلِّمُنَا الْقُرْآنَ. فَأَخَذَ بِيَدِ أَبِي عُبَيْدَةَ فَأَرْسَلَهُ مَعَهُمْ وَقَالَ: هَذَا أَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ [2] . حَدَّثَنَا عَلِيٌّ وَحَجَّاجٌ قَالا: ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَأَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ [3] . حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ زِيَادٍ الْأَعْلَمِ عَنِ الْحَسَنِ: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِي إِلَّا لَوْ شِئْتُ آخُذُ عَلَيْهِ فِي خُلُقِهِ لَيْسَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ. حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ الْحَرَّانِيُّ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرزاق ابن عمر [4] عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: مَا تَعَرَّضْتُ لِإِمَارَةٍ قَطُّ أَحَبُّ إِلَيّ أَنْ أَكُونَ عَلَيْهَا إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً فَإِنَّ قَوْمًا أَتَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْكُونَ عَامِلَهُمْ فَقَالَ: لَأَبْعَثَنَّ إِلَيْكُمْ رَجُلًا أَمِينًا حَقٌّ أَمِينٌ. قَالَ: فَتَعَرَّضْتُ أَنْ تُدْرِكَنِي دَعْوَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَ أَبَا عُبَيْدَةَ وَتَرَكَنِي.
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ وَهَذَا أَمِينُنَا، وَأَخَذَ بِيَدِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إسحاق عن صلة عن ابن مسعود:
__________
[1] أنس بن مالك.
[2] انظر الرواية في ابن سعد 3 قسم 1/ 299.
[3] ابن سعد 3 قسم 1/ 299.
[4] هو الثقفي الدمشقيّ الكبير (تهذيب التهذيب 6/ 309) .(1/488)
أَنَّ الْعَاقِبَ وَالسَّيِّدَ أَتَيَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم فأراد أَنْ يُلَاعِنَهُمَا فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: لَا تُلَاعِنْهُ فو الله لَئِنْ كَانَ نَبِيًّا فَلَاعَنَّاهُ لَا نُفْلِحُ نَحْنُ وَلَا عَقِبُنَا مِنْ بَعْدِنَا، قَالُوا: نُعْطِيكَ مَا سألت فأبعث معنا رجلا أمينا، ولا نبعث مَعَنَا إِلَّا أَمِينًا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَأَبْعَثَنَّ مَعَكُمْ رَجُلًا أَمِينًا حَقٌّ أَمِينٌ. فَاسْتَشْرَفَ لَهَا أَصْحَابُهُ، فَقَالَ: قُمْ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ. فَلَمَّا أَنْ قَفَا، قَالَ: هَذَا أَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ [1] .
[عَائِشَةُ]
حدثنا أبو بكر الحميدي حدثنا سفيان [2] عن سُلَيْمَانَ [3] عَنْ مُسْلِمٍ [4] عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ يَحْلِفُ [5] : لَقَدْ رَأَيْتُ الْأَكَابِرَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُونَ عَائِشَةَ عَنِ الْفَرَائِضِ.
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حَفْصٍ قَالَ: ثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ عَنْ مَسْرُوقٍ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ عَائِشَةَ كَانَتْ تُحْسِنُ الْفَرَائِضَ؟ فَقَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَكَابِرَ يَسْأَلُونَهَا عَنِ الْفَرَائِضِ [6] .
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ: أَنَّ أَبَاهُ ذَكَرَ عَائِشَةَ فَقَالَ: كَانَتْ أَعْلَمَ النَّاسِ بِالْحَدِيثِ، وَأَعْلَمَ النَّاسِ بِالْقُرْآنِ، وَأَعْلَمَ النَّاسِ بِالشِّعْرِ. قَالَ: وَلَقَدْ قُلْتُ قَبْلَ أَنْ تَمُوتَ بِأَرْبَعِ سِنِينَ: لَوْ مَاتَتْ عَائِشَةُ لَمَا نَدِمْتُ عَلَى شَيْءٍ أَلَّا كُنْتُ سألتها عنه.
__________
[1] قارن ابن سعد 3 قسم 1/ 300.
[2] هو ابن عيينة (تهذيب التهذيب 5/ 215) .
[3] سليمان بن مهران الأعمش.
[4] مسلم بن صبيح الهمدانيّ.
[5] في ابن سعد ق 2/ 126 أن حلفه «أي والّذي نفسي بيده» وكذا في 8/ 45.
[6] الرواية في ابن سعد 2 ق 2/ 126.(1/489)
[عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ]
«حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ أَمْرٍ فَقَالَ:
لَا أَعْلَمُهُ» [1] . ثُمَّ قَالَ: نِعْمَ مَا قَالَ ابْنُ عُمَرَ سُئِلَ عَنْ أَمْرٍ لَا يَعْلَمُهُ فَقَالَ لَا أَعْلَمُهُ [2] .
«حَدَّثَنَا ابن [3] عثمان حدثنا عبد الله ابنا حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ أَخْبَرَنِي عُقْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ فَقَالَ: لَا أَدْرِي، ثُمَّ أَتْبَعَهَا فَقَالَ: أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا ظُهُورَنَا لَكُمْ جُسُورًا فِي جَهَنَّمَ أَنْ تَقُولُوا أَفْتَانَا ابْنُ عُمَرَ بِهَذَا» [4] .
حَدَّثَنَا ابْنُ عثمان حدثنا عبد الله أخبرنا المعتمر بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي مَخْزُومٍ النَّهْشَلِيِّ عَنْ سَيَّارٍ أَبِي الْحَكَمِ [5] قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: إِنَّكُمْ تَسْتَفْتُونَا اسْتِفْتَاءَ قَوْمٍ كَأَنَّنَا لَا نُسْأَلُ عما نُفْتِيكُمْ.
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: مَا أَدْرَكْنَا أَحَدًا وَمَا رَأَيْنَا أَحَدًا إِلَّا قَدْ مالت به الدنيا، ومال بهذا إِلَّا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ.
حَدَّثَنَا عَمْرُو بن عاصم حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا علي بن زيد
__________
[1] الخطيب: الفقيه والمتفقه 2/ 172 لكنه يذكر «نا» بدل «حدثنا» ويذكره أنه سُئِلَ عَنْ أَمْرٍ لَا يَعْلَمُهُ فَقَالَ لَا أعلم» .
[2] ابن سعد 4 ق/ 125 من طريق آخر.
[3] في الأصل «أبو» والصواب ما أثبته كما في الاسنادين قبله وبعده وكما في الخطيب: الفقيه والمتفقه 2/ 172.
[4] الخطيب: الفقيه والمتفقه 2/ 172 لكنه يذكر «نا» بدل «حدثنا» الاولى والثانية و «نا» بدل «أنبأ» .
[5] سيار أبو الحكم العنزي الواسطي ويقال البصري (تهذيب التهذيب 4/ 291) .(1/490)
عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَابِرٍ الْأَنْصَارِيِّ فِي الْحِجْرِ فَعَبَرَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ. قَالَ فَقَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِينَ مَضَوْا قَبْلَهُ وَبَعْدَهُ وَلَمْ يُغَيِّرُوا وَلَمْ يُبَدِّلُوا- أَوْ كِلَمَةٌ شَبِيهَةٌ بِهَذِهِ- فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا- يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ- قَالَ جَابِرٌ: مَا مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا وَقَدْ. وَأَوْمَأَ يَرْنُو عَبْدَ اللَّهِ بِيَدِهِ- أَيْ تَنَاوَلَ-.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي مَالِكٌ أَنَّ رَجُلًا حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَتَّبِعُ أَمْرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَآثَارَهُ وَحَالَهُ وَيَهْتَمُّ بِهِ، وَكَانَ لَهُ حَيْفٌ عَلَى عَقْلِهِ مِنَ اهْتِمَامِهِ بِذَلِكَ.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدٌ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مالك عن يحي بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: قُلْتُ لِسَالِمٍ [1] أَسَمِعْتَ أَبَاكَ يقول كذا وكذا؟ فقال: ربما سمعته يَقُولُ فِي الشَّيْءِ أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ مَرَّةٍ. قُلْتُ لِمَالِكٍ: مِائَةُ مَرَّةٍ! قَالَ: نَعَمْ وَأَلْفُ مَرَّةٍ لِكَثْرَةِ السِّنِينَ قَدْ «أَقَامَ ابْنُ عُمَرَ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتِّينَ سَنَةً يُفْتِي النَّاسَ فِي الْمَوْسِمِ وَغَيْرِ ذَلِكَ. قَالَ: وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ مِنْ أَئِمَّةِ الدِّينِ» [2] .
«حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ ثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَوْرَعَ مِنِ ابْنِ عُمَرَ» [3] .
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ «بْنُ زَيْدٍ» [4] عَنْ وَاصِلٍ مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ عَنْ حَفْصٍ عَنْ عَامِرٍ الْعَتَكِيِّ قال: سألت سعيد بن المسيب عَنْ
__________
[1] سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ.
[2] الخطيب: تاريخ بغداد 1/ 172 وذكر في اسناد الخبر، «محمد بن أبي زكير» بدل «محمد» فقط.
[3] ابن حجر: الاصابة 2/ 339.
[4] في الأصل بالحاشية.(1/491)
الْعِلْمِ فِي الْعِمَامَةِ؟ فَقَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَكْرَهُهُ، وَلَوْ كُنْتُ شَاهِدًا لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ لَشَهِدْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ [1] عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ: أَنَّ مُعَاوِيَةَ بَعَثَ إِلَى ابْنِ عُمَرَ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ، فَلَمَّا دَعَا مُعَاوِيَةُ إِلَى بَيْعَةِ يَزِيدَ ابن مُعَاوِيَةَ [قَالَ] : أَتَرَوْنَ هَذَا أَرَادَ. [إِنَّ] دِينِي إِذًا عِنْدِي لَرَخِيصٌ [2] [3] .
حَدَّثَنِي [4] سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ قال: حدثنا ضمرة عن ابن شوذب قال:
قَالَ مُعَاوِيَةُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ: بَلَغَنِي أَنَّ ابْنَ عُمَرَ يُرِيدُ هَذَا الْأَمْرَ وَفِيهِ ثَلَاثُ خِصَالٍ لَا يَصْلُحْنَ فِي خَلِيفَةٍ، هُوَ رَجُلٌ غَيُورٌ، وَهُوَ رَجُلٌ عَيِيٌّ، وَهُوَ رَجُلٌ بَخِيلٌ. قَالَ: فَذَهَبَ ابْنُ جَعْفَرٍ فَأَخْبَرَ ابْنَ عُمَرَ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: أَمَّا قَوْلُهُ إِنِّي رَجُلٌ غَيُورٌ فَإِنِّي كُنْتُ أُغْلِقُ بِابِي عَلَى أَهْلِي فَمَا حَاجَةُ النَّاسِ إِلَى مَا وَرَاءَ ذَلِكَ. وَأَمَّا قَوْلُهُ إِنِّي رَجُلٌ عَيِيٌّ فَإِنِّي كُنْتُ أَعْلَمَ النَّاسِ بِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَا كَلَامَ أَبْلَغُ مِنْهُ، وَأَمَّا قَوْلُهُ إِنِّي رَجُلٌ بَخِيلٌ فَإِنِّي كُنْتُ أَقْسِمُ عَلَى النَّاسِ فِيهِمْ فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَمَا حَاجَةُ النَّاسِ إِلَى مَا أَوْرَثَنِي ابْنُ الْخَطَّابِ. قَالَ: فَأَخْبَرَ ابْنُ جَعْفَرٍ مُعَاوِيَةَ بِهَا. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: عَزَمْتُ عليك أن يسمع هذا منك أحد.
__________
[1] هو ابن زيد.
[2] قارن ابن سعد 4 ق 1/ 135 والزيادة منه.
[3] وهو نهاية الجزء الرابع عشر من تجزئة الأصل.
[4] من هنا بداية الجزء الخامس عشر وفي أوله «بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد للَّه حق حمده وصلواته على محمد وآله وسلم.
أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان الشيخ الصالح قرأه عليه بمدينة السلام في صفر من سنة ثمان وأربع مائة فأقر به قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه النحويّ قال: حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ:» .(1/492)
«حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ الْعُمَرِيُّ عَنْ نَافِعٍ قَالَ:
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عُمَرَ يَسْأَلُهُ عَنْ شَيْءٍ. قَالَ: لَا عِلْمَ لِي بِهَا، ثُمَّ الْتَفَتَ بَعْدَ أَنْ قَفَا الرَّجُلُ فَقَالَ: نِعْمَ مَا قَالَ ابْنُ عُمَرَ سُئِلَ عَمَّا لَا يَعْلَمُ فَقَالَ لَا أَعْلَمُ» [1] .
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ حيوة ابن شُرَيْحٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ مُسْلِمٍ أَوْ حَدَّثَنِي عُقْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ سئل عن شيء فقال: لا أدري. ثم قَالَ: أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا ظُهُورَنَا جُسُورًا لَكُمْ فِي نَارِ جَهَنَّمَ أَنْ تَقُولُوا أَفْتَانَا ابْنُ عُمَرَ بِهَذَا! حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [2] عَنْ عَاصِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَذْكُرُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا بَكَى.
حدثنا أبو بكر قال: ثنا سفيان [3] قال: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمَذَانِيِّ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ ابْنِ أَبِي لَيْلَى فِي بَيْتِهِ وَكَانُوا يَجْتَمِعُونَ إِلَيْهِ فَجَاءَهُ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقَالَ: عُمَرُ [4] كَانَ عِنْدَكُمْ أَفْضَلَ أَمِ ابْنُهُ؟ فَقَالُوا: لَا بَلْ عُمَرُ. فَقَالَ أَبُو سَلَمَةَ: إِنَّ عُمَرَ كَانَ فِي زَمَانٍ لَهُ فِيهِ نَظِيرٌ، وَإِنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ فِي زَمَانٍ لَيْسَ لَهُ فِيهِ نَظِيرٌ.
[أَخْبَارُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ وَأَخْبَارُ أَبِيهِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ]
حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ [5] قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن عثمان
__________
[1] الخطيب: الفقيه والمتفقه 2/ 172 وانظر الرواية باسناد آخر في ابن سعد 4 ق 1/ 106.
[2] هو الثوري.
[3] هو ابن عيينة.
[4] في الأصل «يا عمر» .
[5] هو ابن سلمة.(1/493)
ابن خُثَيْمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ فَوَضَعَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضُوءَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ وَضَعَ هَذَا؟ فَقَالَتْ مَيْمُونَةُ: وَضَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ. فَقَالَ:
اللَّهمّ عَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ وَفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ [1] . حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ وَأَبُو غَسَّانَ قَالا: ثَنَا زُهَيْرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ سَمِعَهُ يَقُولُ: أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع يَدَهُ فَوْقَ كَتِفِي أَوْ عَلَى مِنْكَبِي أَوْ مِنْكَبِي- قَالَ أَحْمَدُ: شَكَّ سَعِيدٌ- فَقَالَ: اللَّهمّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ زِيَادِ بْنِ حُصَيْنٍ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَرَأْتُ الْمُحْكَمَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَعْنِي الْمُفَصَّلَ-. قَالَ: وهو يومئذ ابن اثني عَشْرَةَ سَنَةً.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ [2] قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ: سَلُونِي عَنْ سورة البقرة وسورة يوسف فأني قَرَأْتُ الْقُرْآنَ وَأَنَا صَغِيرٌ.
حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ الْجُمَحِيُّ قَالَ:
حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ: إِنِّي أَصْبَحْتُ طَيِّبَ النَّفْسِ فَسَلُونِي عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ وَسُورَةِ يُوسُفَ. يَخُصُّهُمَا مِنْ بَيْنِ السُّوَرِ قَالَ: فَوَلَّيْنَا الْمَسْأَلَةَ رَجُلًا فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ شَيْءٌ.
حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بن بشر قال: حدثنا إسماعيل [3]
__________
[1] انظر الرواية في ابن سعد 2 ق 2/ 119.
[2] ابن عيينة.
[3] هو إسماعيل بن أبي خالد (تهذيب التهذيب 9/ 173) .(1/494)
عَنْ شُعَيْبِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: دَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنَ عَبَّاسٍ فَأَجْلَسَهُ فِي حِجْرِهِ وَمَسَحَ عَلَى رَأْسِهِ وَدَعَا لَهُ بِالْعِلْمِ.
«حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [1] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ سُورَةَ النُّورِ، ثُمَّ يُفَسِّرُهَا. فَقَالَ رَجُلٌ: لَوْ سَمِعْتُ هَذَا الدَّيْلَمَ لَأَسْلَمْتُ» [2] .
حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْخِرِّيتِ قَالَ قَالَ: عِكْرِمَةُ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَعْلَمَ بِالْقُرْآنِ مِنْ عَلِيٍّ وَكَانَ عَلِيٌّ أَعْلَمَ بِالْمُبْهَمَاتِ مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ [3] .
حدثنا أبو نعيم قال: ثنا سفيان عن أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَيْفٍ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: مَنْ جُعِلَ عَلَى الْمَوْسِمِ الْعَامَ؟ قَالُوا: ابْنُ عَبَّاسٍ.
قَالَتْ: هُوَ أَعْلَمُ النَّاسِ بِالْحَجِّ [4] .
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ: ثَنَا مُسْلِمٌ [5] عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لَوْ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَدْرَكَ أَسْنَانَنَا ما عثّره منا رَجُلٍ.
«حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لو أدرك ابن عباس أسناننا ما عثّره مِنَّا رَجُلٌ. قَالَ الْأَعْمَشُ: وَسَمِعْتُهُمْ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ قَالَ:
وَلَنِعْمَ تُرْجُمَانُ الْقُرْآنِ ابْنُ عباس» [6] .
__________
[1] الثوري.
[2] ابن حجر: الاصابة 2/ 325.
[3] ابن سعد 2 ق 2/ 121.
[4] قارن بابن سعد 2/ 122.
[5] هو مسلم بن صبيح الهمدانيّ مولاهم ابو الضحى الكوفي العطار (تهذيب التهذيب 10/ 132) .
[6] ابن حجر: الاصابة 2/ 324 لكنه يذكر (عاشره) بدل «عشره» حيث أورد اللفظ من طريق آخر. وانظر الرواية في ابن سعد 2 ق 2/ 120.(1/495)
حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: قال عبد الله: نعم ترجمان القرآن ابن عَبَّاسٍ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَوْ أَدْرَكَ ابْنُ عَبَّاسٍ أسناننا ما عثره مِنَّا رَجُلٌ، نِعْمَ التُّرْجُمَانُ ابْنُ عَبَّاسٍ لِلْقُرْآنِ.
«حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يُسَمَّى الْبَحْرَ مِنْ كَثْرَةِ عِلْمِهِ» [1] .
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ قَالَ: قُلْتُ لِجَابِرِ بْنِ زَيْدٍ: إِنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ؟ قَالَ: أَيْنَ ذَلِكَ الْبَحْرُ- يَعْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ-، وَقَرَأَ:
قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً ... 6: 145 الآية [2] .
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ طَاوُسٍ قَالَ:
مَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَوْرَعَ مِنِ ابْنِ عُمَرَ وَلَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَعْلَمَ مِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: ثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: أَرْسَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِلَى عَلْقَمَةَ وَأَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ فَجَعَلَ يُسْأَلُ فَيُخْطِئُ وَيُصِيبُ فَتَفَحَّشَ فِي أَنْفُسِنَا أَنْ نَرُدَّ عَلَيْهِ وَنَحْنُ عَلَى طَعَامِهِ.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عن يزيد بن
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 1/ 174.
[2] الانعام آية 145.(1/496)
[أَبِي] [1] زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى عَنِ الْعَبَّاسِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ قُرَيْشًا إِذَا الْتَقَوْا لَقِيَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِالْبَشَاشَةِ، وَإِذَا لقونا لقونا بوجوه لا نعرفها. فغضب رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ غَضَبًا شَدِيدًا، ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَدْخُلُ قَلْبَ رَجُلٍ الْإِيمَانُ حَتَّى يُحِبَّكُمْ للَّه عَزَّ وَجَلَّ وَلِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» [2] . حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ قَالَ: ثنا يحي [3] قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ الصَّنْعَانِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ النَّوْفَلِيِّ قَاضِي صَنْعَاء عن محمد بن علي ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَحِبُّوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لِمَا يَغْذُوكُمْ بِهِ مِنْ نِعْمَةٍ وَأَحِبُّونِي لِحُبِّ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَأَحِبُّوا أَهْلَ بَيْتِي لِحُبِّي. «حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ عَنِ الْعَبَّاسِ قَالَ: قُلْتُ يَا رسول الله إِنَّ قُرَيْشًا جَلَسُوا فَتَذَاكَرُوا أَحْسَابَهُمْ فَجَعَلُوا مَثَلَكَ مَثَلَ نَخْلَةٍ فِي كَبْوَةٍ مِنَ الْأَرْضِ. فَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ خَلَقَ الْخَلْقَ جَعَلَنِي فِي خَيْرِهِمْ، ثُمَّ حِينَ فَرَّقَهُمْ جَعَلَنِي فِي خَيْرِ الْفَرِيقَيْنِ، ثُمَّ حِينَ جَعَلَ الْقَبَائِلَ جَعَلَنِي فِي خَيْرِ قَبِيلَةٍ، ثُمَّ حِينَ جَعَلَ الْبُيُوتَ جَعَلَنِي فِي خَيْرِ بُيُوتِهِمْ فَأَنَا خَيْرُهُمْ نَفْسًا وَخَيْرُهُمْ بَيْتًا» [4] . حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَحَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ قَالُوا:
__________
[1] سقطت من الأصل.
[2] ابن كثير: البداية والنهاية 2/ 257.
[3] هو ابن معين (انظر تهذيب التهذيب 11/ 57) .
[4] ابن كثير: البداية والنهاية 2/ 257 ويحذف «جعلني من خير الفريقين ثم حين جعل ال» .(1/497)
حدثنا حماد بن زيد عن عمرو بن دِينَارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ اخْتَارَ الْعَرَبَ فَاخْتَارَ مِنْهُمْ كِنَانَةَ أَوْ قَالَ النَّضْرَ بْنَ كِنَانَةَ- شَكَّ حَمَّادٌ- ثُمَّ اخْتَارَ مِنْهُمْ قُرَيْشًا ثُمَّ اخْتَارَ منهم بني هاشم. حدثني يحي بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ [2] عَنِ الأعمش عن عباية بن ربعي الاسدي عن ابن عباس: أن رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وجل خلق الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قِسْمًا وَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَأَصْحابُ الْيَمِينِ 56: 27 وأَصْحابُ الشِّمالِ 56: 41 [3] فَأَنَا مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ، وَأَنَا خَيْرُ أَصْحَابِ الْيَمِينِ، ثُمَّ جَعَلَ الْقِسْمَيْنِ أَثْلَاثًا فَجَعَلَنِي فِي خيرها ثلثا فذلك قوله فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ 56: 8 [4] وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ 56: 10 [5] فَأَنَا خَيْرُ السَّابِقِينَ، ثُمَّ جَعَلَ الْأَثْلَاثَ قَبَائِلَ فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهَا قَبِيلَةً وَذَلِكَ قَوْلُهُ وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ، إِنَّ الله عَلِيمٌ خَبِيرٌ 49: 13 [6] ، وَأَنَا أَتْقَى وَلَدِ آدَمَ وَأَكْرَمُهُمْ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. ثُمَّ جَعَلَ الْقَبَائِلَ بُيُوتًا فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهَا بَيْتًا وَذَلِكَ قَوْلُهُ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً 33: 33 [7] ، وأنا وأهل بيتي مطهرون من الذنوب.
__________
[1] هو الحماني الحافظ الكوفي (تهذيب التهذيب 11/ 243) .
[2] هو قيس بن الربيع.
[3] انظر الواقعة آية 27 وآية 41.
[4] الواقعة آية 8.
[5] الواقعة آية 10.
[6] الحجرات آية 13.
[7] الأحزاب آية 33.(1/498)
حدثنا أبو نعيم قال: ثنا سفيان عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَبَلَغَهُ بَعْضُ مَا يَقُولُ النَّاسُ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ- قَالَ: مَنْ أَنَا؟ قَالُوا: أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ. قال: أنا محمد بن عبد الله ابن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ الْخَلْقَ فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِ خَلْقِهِ، ثُمَّ جَعَلَهُمْ فِرْقَتَيْنِ فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهِمْ قَبِيلَةً، وَجَعَلَهُمْ بُيُوتًا فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِكُمْ بَيْتًا، وَأَنَا خَيْرُكُمْ بَيْتًا وَخَيْرُكُمْ نَفْسًا. حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ قَالَ. حَدَّثَنَا يَزِيدُ بن ابن أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُطَّلِبُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: أَنَّ الْعَبَّاسَ دَخَلَ عَلَى نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عِنْدَهُ فَقَالَ: مَا أَغْضَبَكَ؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَنَا وَلِقُرَيْشٍ، إِذَا تَلَاقَوْا تَلَاقَوْا بِوُجُوهٍ مُبْشِرَةٍ، وَإِذَا لَقَوْنَا بِغَيْرِ ذَلِكَ، فَغَضِبَ رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احْمَرَّ وَجْهُهُ وَحَتَّى اسْتَدَرَّ عَرَقٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ- كَانَ إِذَا غَضِبَ اسْتَدَرَّ- فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَدْخُلُ قَلْبَ رَجُلٍ الْإِيمَانُ حَتَّى يُحِبَّكُمْ للَّه عَزَّ وَجَلَّ وَلِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ أَذَى الْعَبَّاسَ فَقَدْ آذَانِي إِنَّمَا عَمُّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيهِ.
وَهَكَذَا رَوَاهُ خَالِدٌ الطَّحَّانُ وَجَرِيرٌ الرَّازِيُّ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى [1] أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلًا وَقَعَ فِي أَبٍ كَانَ لَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَلَطَمَهُ الْعَبَّاسُ، فَجَاءَ قَوْمُهُ فَقَالُوا: وَاللَّهِ لَنَلْطِمَنَّهُ كَمَا لَطَمَهُ، وَلَبِسُوا السِّلَاحَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَيُّ النَّاسِ تَعْلَمُونَ أكرم على الله
__________
[1] هو عبد الأعلى بن عامر الثعلبي الكوفي (تهذيب التهذيب 6/ 94) .(1/499)
عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالُوا: أَنْتَ. قَالَ: فَإِنَّ الْعَبَّاسَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ لَا تَسُبُّوا أَمْوَاتَنَا فَتُؤْذُوا أَحْيَاءَنَا. قَالَ فَجَاءَ الْقَوْمُ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَعُوذُ باللَّه مِنْ غَضَبِكَ اسْتَغْفِرْ لَنَا [1] . حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ قَالَ ثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ عن الحكم قال: استعمل رسول الله صلّى الله عليه وسلم عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَلَى السِّعَايَةِ، فَأَتَى الْعَبَّاسَ يَطْلُبُ صَدَقَتَهُ، فَأَغْلَظَ لَهُ الْعَبَّاسُ، فَأَتَى عُمَرُ عَلِيًّا وَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ لِيَذْكُرَهَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَاهُ عَلِيٌّ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُمَرَ: تَرِبَتْ يَدَاكَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيهِ، إِنَّ الْعَبَّاسَ أَسْلَفَنَا زَكَاةَ الْعَامِ عَامَ الْأَوَّلِ [2] . حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سِيَاهٍ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ: أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ عُمَرَ عَلَى الصَّدَقَةِ، فَمَنَعَهُ الْعَبَّاسُ.
فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الْعَبَّاسَ مَنَعَ الصَّدَقَةَ. فَقَالَ: يَا ابْنَ الْخَطَّابِ أَلَيْسَ قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ عَمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيهِ. قَالَ: صَدَقْتَ. حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ عُمَرَ اسْتَشَارَ النَّاسَ فَقَالَ: مَا تَقُولُونَ فِي فَضْلٍ عِنْدَنَا مِنْ هَذَا الْمَالِ؟
قَالُوا: يَا أمير المؤمنين قد شغلنك أو شَغَلْنَاكَ عَنْ أَهْلِكَ وَضَيْعَتِكَ وَتِجَارَتِكَ فَهُوَ لَكَ. قَالَ: لِي! مَا تَقُولُ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: قَدْ أشاروا عليك. قال:
قل. قَالَ: قُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لِمَ تَجْعَلُ يَقِينَكَ ظَنًّا وَحِلْمَكَ جَهْلًا.
قَالَ: لَتَخْرُجَنَّ مِمَّا قُلْتَ أَوْ لَأُعَاقِبَنَّكَ. قُلْتُ: أَجَلْ إِذًا وَاللَّهِ لَأَخْرُجَنَّ مِنْهُ، أَمَا تَذْكُرُ إِذْ بَعَثَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاعِيًا، فَأَتَيْتَ
__________
[1] في ابن سعد 4 ق 1/ 15.
[2] في ابن سعد 4 ق 1/ 17.(1/500)
الْعَبَّاسَ فَمَنَعَكَ صَدَقَتَهُ، فَكَانَ بَيْنَكُمَا فَأَتَيْتَنِي فَقُلْتَ انْطَلِقْ مَعِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أُخْبِرَهُ بِمَا صَنَعَ الْعَبَّاسُ، فَأَتَيْنَاهُ فَوَجَدْنَاهُ خَاثِرًا [1] ، فَرَجَعْنَا ثُمَّ أَتَيْنَاهُ الْغَدَ فَوَجَدْنَاهُ طَيِّبَ النَّفْسِ، فَذَكَرْتُ لَهُ الَّذِي صَنَعَ الْعَبَّاسُ، فَقَالَ: أَمَا عَلِمْتَ يَا عُمَرُ أَنَّ عَمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيهِ، وَقَالَ إِنَّا كُنَّا احْتَجْنَا فَاسْتَسْلَفْنَا الْعَبَّاسَ صَدَقَةَ عَامَيْنِ. قَالَ: وَذَكَرْنَا الَّذِي رَأَيْنَا مِنْ خُثُورِهِ فِي الْيَوْمِ وَالَّذِي رَأَيْنَا مِنْ طِيبِ نَفْسِهِ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي.
فَقَالَ: إِنَّكُمَا أَتَيْتُمَانِي فِي الْيَوْمِ الْأَوَّلِ وَقَدْ بَقِيَ عِنْدِي مِنَ الصَّدَقَةِ دِينَارَانِ، فَكَانَ الَّذِي رَأَيْتُمَا مِنْ خُثُورِي لِذَلِكَ ثُمَّ أَتَيْتُمَانِي الْيَوْمَ وَقَدْ وَجَّهْتُهُمَا وَكَانَ الَّذِي رَأَيْتُمَا مِنْ طِيبِ نَفْسِي لذلك. قال عمر: صدقت والله، أما وَاللَّهِ لَأَشْكُرَنَّ لَكَ الْأُولَى وَالْآخِرَةَ. قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَلِمَ تُعَجِّلُ الْعُقُوبَةَ وَتُؤَخِّرُ الشُّكْرَ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ، فَقِيلَ مَنَعَ ابْنُ جَمِيلٍ وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَا نَقِمَ ابْنُ جَمِيلٍ إِلَّا أَنْ كَانَ فَقِيرًا فَأَغْنَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُولُهُ، وَأَمَّا خَالِدٌ فَإِنَّكُمْ تَظْلِمُونَ خَالِدًا إِنَّ خَالِدًا قَدْ حَبَسَ أَدْرَاعَهُ وَأَعْبُدَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ [وَأَمَّا] الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَمُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهِيَ عَلَيْهِ وَمِثْلُهَا معها. حدثنا يحي [2] قَالَ ثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصَدَقَةٍ، فَقَالَ بعض من
__________
[1] خاثر: ثقيل غير نشيط.
[2] هو يحي بن يحي بن بكير التميمي (تهذيب التهذيب 11/ 296) .(1/501)
يَلْمِزُ: مَنَعَ ابْنُ جَمِيلٍ وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَالْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنْ يَتَصَدَّقُوا، فَخَطَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَفَفَ عَنِ اثْنَيْنِ عَنِ الْعَبَّاسِ وَعَنْ خَالِدٍ، وَتَصَدَّقَ عَنِ ابْنِ جَمِيلٍ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا نَقِمَ ابْنُ جَمِيلٍ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ فَقِيرًا فَأَغْنَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ، وَأَمَّا خَالِدُ بْنُ الوليد فَإِنَّكُمْ تَظْلِمُونَ خَالِدًا إِنَّ خَالِدًا قَدْ حَبَسَ أَدْرَاعَهُ وَأَعْبُدَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ [وَأَمَّا] الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَمُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهِيَ عَلَيْهِ وَمِثْلُهَا مَعَهَا. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ وَنُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ قَالُوا:
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سُهَيْلِ بْنُ مَالِكٍ [1] أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يُحَدِّثُ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُجَهِّزُ بَعْثًا فِي سُوقِ الْخَيْلِ بِالْمَدِينَةِ إِذْ طَلَعَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَذَا الْعَبَّاسُ بن عبد المطلب عن نَبِيِّكُمْ أَجْوَدُ قُرَيْشٍ كَفًّا وَأَوْصَلُهَا. قَالَ إِبْرَاهِيمُ فِي حَدِيثِهِ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَقُولُ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سُوقِ الْخَيْلِ فَطَلَعَ الْعَبَّاسُ فَقَالَ: أَوْصَلُهَا لَهَا. وَقَالَ نُعَيْمٌ: قُلْتُ لِمُحَمَّدٍ:
وَأَخَاهَا. قَالَ وَأَخَاهَا وَأَوْصَلُهَا سَوَاءٌ، وَرُبَّمَا قُلْتُ وَأَخَاهَا. حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيُّ ثُمَّ التيمي قال: حدثني إسحاق ابن إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [2] بْنِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَارِثَةَ أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ صَفْوَانُ بْنُ أمية بن خلف الجمحيّ قال له
__________
[1] نافع بن مالك بن أبي عامر الاصبحي (تهذيب التهذيب 10/ 409) .
[2] في الأصل «عبد الرحمن» والتصويب من ص 263.(1/502)
رسول الله صلى الله عليه وسلم: على مَنْ نَزَلْتَ يَا أَبَا وَهْبٍ؟ قَالَ: نَزَلْتُ عَلَى الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. قَالَ: نَزَلْتَ عَلَى أَشَدِّ قُرَيْشٍ لِقُرَيْشٍ حُبًّا [1] . حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ: بَعَثَ ابْنُ الْحَضْرَمِيِّ [2] إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْبَحْرَيْنِ بِثَمَانِينَ أَلْفًا مَا أَتَاهُ مَالٌ أَكْثَرُ مِنْهُ لَا قَبْلُ وَلَا بَعْدُ. قَالَ:
قَالَ: فَنُثِرَتْ عَلَى حَصِيرٍ وَنُودِيَ بِالصَّلَاةِ، قَالَ: وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فَشَدَّ قَائِمًا عَلَى الْمَالِ. قَالَ: وَجَاءَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ. قَالَ: فَمَا كَانَ يَوْمَئِذٍ عَدَدٌ وَلَا وَزْنٌ مَا كَانَ إِلَّا قَبْضًا. قَالَ: فَجَاءَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَجَاءَ بِخَمِيصَةٍ عَلَيْهِ، فَذَهَبَ يَقُومُ فَلَمْ يَسْتَطِعْ. قَالَ: فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رسول الله أرفع عليّ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى خَرَجَ ضَاحِكُهُ أَوْ نَابُهُ، فَقَالَ لَهُ:
أَعِدْ فِي الْمَالِ طَائِفَةً وَقُمْ بِمَا تُطِيقُ. قَالَ: فَفَعَلَ، قَالَ: فَجَعَلَ الْعَبَّاسُ يَقُولُ وَهُوَ مُنْطَلِقٌ أَمَّا إِحْدَى اللَّتَيْنِ وَعَدَنَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَقَدْ أَنْجَزَنَا، وَمَا نَدْرِي مَا يَصْنَعُ في الأخرى يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى إِنْ يَعْلَمِ الله في قُلُوبِكُمْ خَيْراً 8: 70 [3] الآية. قَالَ: فَهَذَا خَيْرُ مَا أَخَذَ مِنِّي وَلَا أَدْرِي مَا يَصْنَعُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الآخرة [4] . فما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم مائلا عَلَى ذَلِكَ الْمَالِ حَتَّى مَا بَقِيَ مِنْهُ درهم، وما يعث إِلَى أَهْلِهِ بِدِرْهَمٍ. قَالَ: ثُمَّ أَتَى الصَّلَاةَ فصلى [5] .
__________
[1] في ابن سعد 4 ق 1/ 15.
[2] هو العلاء بن الحضرميّ.
[3] الأنفال آية 70.
[4] في ابن سعد 4 ق 1/ 9 «المغفرة» بدل «الاخرة» .
[5] الرواية في ابن سعد 4 ق 1/ 9.(1/503)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ عَمِّهِ ثُمَامَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ إِذَا قَحَطُوا خَرَجَ فَاسْتَسْقَى وَأَخْرَجَ مَعَهُ الْعَبَّاسَ وَقَالَ: اللَّهمّ إِنَّا قَدْ قَحَطْنَا نَتَوَسَّلُ بِنَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا. قَالَ: فَيُسْقَوْنَ [1] .
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْعَبَّاسِ: إِذَا كَانَ غَدَاةُ الِاثْنَيْنِ فَأْتِنِي أَنْتَ وَوَلَدُكَ.
قَالَ: فَغَدَا وَغَدَوْنَا فَأَلْبَسَنَا كِسَاءً لَهُ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهمّ اغْفِرْ لِلْعَبَّاسِ وَوَلَدِهِ مَغْفِرَةً ظَاهِرَةً بَاطِنَةً لَا تُغَادِرُ ذَنْبًا، اللَّهمّ أَخْلِفْهُ فِي وَلَدِهِ. حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ عَنْ سَهْلٍ قَالَ: كُنَّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فَقَامَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَسَتَرَهُ. قَالَ:
فرآه النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: اللَّهمّ اسْتُرِ الْعَبَّاسَ وَوَلَدَهُ مِنَ النَّارِ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عبد الحميد عن مغيرة [2] عن أَبِي رَزِينٍ [3] قَالَ: سُئِلَ الْعَبَّاسُ: أَنْتَ أَكْبَرُ أَوِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: هُوَ أَكْبَرُ مِنِّي، وَأَنَا وُلِدْتُ قَبْلَهُ.
حَدَّثَنَا عبيد الله بن موسى وعبد الله بن رجاء عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن حَارِثَةَ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يوم
__________
[1] الرواية في ابن سعد 4 ق 1/ 19 بنفس الاسناد.
[2] ابن مقسم.
[3] مسعود بن مالك الاسدي الكوفي (تهذيب التهذيب 10/ 118) .(1/504)
بَدْرٍ: انْظُرُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَأْسِرُوا مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَإِنَّمَا أُخْرِجُوا كُرْهًا. حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ حُمَيْدِ بْنِ قَيْسٍ الْمَكِّيِّ مَوْلَى بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَغَيْرِهِ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِنِّي سَأَلْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَكُمْ ثَلَاثًا، أَنْ يُثَبِّتَ قَائِمَكُمْ، وَأَنْ يَهْدِيَ ضَالَّكُمْ، وَأَنْ يُعَلِّمَ جَاهِلَكُمْ، وَسَأَلْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَجْعَلَكُمْ جُودًا رُحْمًا نُجْدًا وَلَوْ أَنَّ رَجُلًا مَرَّ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ فَصَلَّى وَصَامَ ثُمَّ لَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ مُبْغِضٌ لِأَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ النَّارَ. حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ: ثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ.
وَحَدَّثَنِي عَمَّارُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُ بَعْضُ أَهْلِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ يَوْمَ بَدْرٍ: مَنْ لَقِيَ مِنْكُمُ الْعَبَّاسَ فَلْيَكُفَّ فَإِنَّهُ أُخْرِجَ مُسْتَكْرَهًا. قَالَ: فَقَالَ أَبُو حُذَيْفَةَ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ: أَيُقْتَلُ آبَاؤُنَا وَأَبْنَاؤُنَا وَإِخْوَانُنَا وَنَتْرُكُ الْعَبَّاسَ وَاللَّهِ إِنْ لَقِيتُهُ لَأَلْجِمَنَّهُ السَّيْفَ- قَالَ عَمَّارٌ: لَأَلْحِمَنَّهُ بِالْحَاءِ. وَقَالَ الْحَسَنُ بِالْجِيمِ- فَبَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِعُمَرَ: يَا أَبَا حَفْصٍ- قَالَ عُمَرُ: إِنَّهُ أَوَّلُ يَوْمٍ كَنَّانِي فِيهِ بِأَبِي حَفْصٍ- أَيُضْرَبُ وَجْهُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسَّيْفِ [1] ؟ حَدَّثَنِي عَمَّارُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ: ثَنَا سَلَمَةُ قال: حدثني محمد [2] عن
__________
[1] انظر الرواية في ابن سعد 4 ق 1/ 5 من طريق ابن إسحاق أيضا.
[2] هو ابن إسحاق صاحب السيرة.(1/505)
العباس بن عبد الله بن معبد عن بَعْضِ أَهْلِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ عن محمد ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ بَعْضِ أَهْلِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا أَمْسَى الْقَوْمُ مِنْ يَوْمِ بَدْرٍ وَالْأُسَارَى مَحْبُوسُونَ- قَالَ عَمَّارٌ: مَحْبُوسُونَ فِي الْوِثَاقِ- بَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاهِرًا أَوَّلَ لَيْلَةٍ فقال له أصحابه: يا رسول الله ما لك لَا تَنَامُ؟ قَالَ:
سَمِعْتُ حِسَّ [1] الْعَبَّاسِ فِي وِثَاقِهِ، فَقَامُوا إِلَى الْعَبَّاسِ فَأَطْلَقُوهُ، فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [2] . حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أَنَسٍ [3] : أَنَّهُ لَمَّا أُسِرَ الْأُسَارَى يَوْمَ بَدْرٍ أُسِرَ الْعَبَّاسُ، أَسَرَهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ قَدْ أَوْعَدُوهُ أَنْ يَقْتُلُوهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي لَمْ أَنَمِ اللَّيْلَ مِنْ أَجْلِ الْعَبَّاسِ، وَقَدْ زَعَمَتِ الْأَنْصَارُ أَنَّهُمْ قَاتِلُوهُ فَقَالَ عُمَرُ: آتِهِمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَأَتَى الْأَنْصَارَ فَقَالَ:
أَرْسِلُوا الْعَبَّاسَ. قَالُوا: إِنْ كَانَ لرسول الله صلّى الله عليه وسلم رضى فَخُذْهُ. حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْعَبَّاسِ: يَا عَبَّاسُ افْدِ نَفْسَكَ وَابْنَ أَخِيكَ عَقِيلَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَنَوْفَلَ بْنَ عَبْدِ الْحَارِثِ وَحَلِيفَكَ عُتْبَةَ بْنَ جَحْدَمٍ أَخَا بَنِي الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ فَإِنَّكَ ذُو مَالٍ. فَقَالَ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي قَدْ كُنْتُ مُسْلِمًا ولكن القوم استكرهوني. قال: الله
__________
[1] في ابن سعد (أنين) .
[2] الرواية عند ابن سعد 4 ق 1/ 7.
[3] في الأصل «النبي صلى الله عليه وسلم» وهو تصحيف ووهم.(1/506)
أَعْلَمُ بِإِسْلَامِكَ، إِنْ يَكُ كَمَا تَذْكُرُ فاللَّه يَجْزِيكَ بِذَلِكَ، فَافْدِ نَفْسَكَ [1] . حَدَّثَنَا الْحَسَنُ قَالَ: فَحَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: افْتَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِمْ أَنْ يُقَاتِلَ وَاحِدٌ عَشَرَةً وَذَكَرَ الْقِصَّةَ إِلَى فِيما أَخَذْتُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ 8: 68 [2] . وقال: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ 8: 70 [3] . قَالَ:
فَكَانَ الْعَبَّاسُ يَقُولُ: فِيَّ وَاللَّهِ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ حِينَ أَخْبَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ سَأَلَنِي وَسَأَلْتُهُ أَنْ يُحَاسِبَنِي بِالْعِشْرِينَ أَوْقِيَةً الَّذِي أَخَذَ مِنِّي، فَأَبَى أَنْ يُحَاسِبَنِي بِهَا. فَأَعْطَانِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِالْعِشْرِينَ أَوْقِيَةً عِشْرِينَ عَبْدًا كُلُّهُمْ تَاجَرَ بِمَالٍ فِي يَدِهِ مَعَ مَا أَرْجُو مِنْ مَغْفِرَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
حَدَّثَنِي عَمَّارٌ قَالَ: ثَنَا سَلَمَةُ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ [4] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَقُولُ: فِيَّ وَاللَّهِ نزلت حين ذكرت لرسول الله صلّى الله عليه وسلم إِسْلَامِي وَسَأَلْتُهُ أَنْ يُقَاضِيَنِي، ذَكَرَ الْقِصَّةَ [5] .
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثور عن معمر قال:
سمعت ثابت الْبُنَانِيَّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا فَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ قَالَ الْحَجَّاجُ بْنُ عِلَاطٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لي بمكة مالا وان لي
__________
[1] في ابن سعد 4 ق 1/ 7- 8.
[2] الأنفال آية 68.
[3] الأنفال آية 70.
[4] هو مولى أم هانئ.
[5] انظر الرواية في ابن سعد 4 ق 1/ 8.(1/507)
بِهَا أَهْلًا وَأَنَا أُرِيدُ إِتْيَانَهُمْ فَأَنَا فِي حل إِنْ أَنَا نِلْتُ مِنْكَ وَقُلْتُ شَيْئًا.
فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقُولَ مَا شَاءَ. فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ حِينَ قَدِمَ: أَخْفِي عَلَيَّ وَاجْمَعِي مَا كَانَ عِنْدَكِ لِي فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَشْتَرِيَ مِنْ غَنَائِمِ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ فَإِنَّهُمْ قَدِ اسْتُبِيحُوا وَأُصِيبَتْ أَمْوَالُهُمْ، فَفَشَا ذَلِكَ بِمَكَّةَ، فَاشْتَدَّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَأَبْلَغَ، وَأَظْهَرَ الْمُشْرِكُونَ فَرَحًا وَسُرُورًا وَبَلَغَ الْخَبَرُ الْعَبَّاسَ فَعُقِرَ وَجُهِدَ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَقُومَ. قَالَ مَعْمَرٌ:
فَأَخْبَرَنِي عُثْمَانُ الْجَزَرِيُّ عَنْ مِقْسَمٍ قَالَ: فَأَخَذَ الْعَبَّاسُ ابْنًا لَهُ يُقَالُ لَهُ قُثَمُ وَاسْتَلْقَى وَوَضَعَهُ عَلَى صَدْرِهِ وَهُوَ يَقُولُ:
قُثَمُ شِبْهُ ذِي الْأَنْفِ الْأَشَمِّ ... فَبَادِرْ بِالنِّعَمِ رَغْمَ مَنْ رَغِمْ [1]
قَالَ: مَعْمَرٌ فِي حَدِيثِ أَنَسٍ: فَأَرْسَلَ الْعَبَّاسُ غُلَامًا لَهُ إِلَى الْحَجَّاجِ:
أَنَّ وَيْلَكَ مَا جِئْتَ بِهِ وَمَا تَقُولُ فَالَّذِي وَعَدَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا جِئْتَ بِهِ. فَقَالَ الحجاج: يا غلام أقر أبا الفضل السلام، وقال لَهُ فَلْيُخَلِّ لِي فِي بَعْضِ بُيُوتِهِ فَآتِيهِ فَإِنَّ الْخَبَرَ عَلَى مَا يَسُرُّهُ. فَلَمَّا بَلَغَ الْعَبْدُ بَابَ الدَّارِ قَالَ:
انْشَرِحْ يَا أَبَا الْفَضْلِ، فَوَثَبَ الْعَبَّاسُ فَرَحًا حَتَّى قَبَّلَ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ، فَأَخْبَرَهُ بِقَوْلِ الْحَجَّاجِ، فَأَعْتَقَهُ، ثُمَّ جَاءَ الْحَجَّاجُ فَأَخْبَرَهُ بِافْتِتَاحِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ وَغُنْمِ أَمْوَالِهِمْ وَأَنَّ سِهَامَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ جَرَتْ فِيهَا وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم اصْطَفَى صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ لِنَفْسِهِ وَخَيَّرَهَا أَنْ يُعْتِقَهَا فَتَكُونَ زَوْجَتَهُ أَوْ يُلْحِقَهَا بِأَهْلِهَا. فَاخْتَارَتْ أَنْ يُعْتِقَهَا وَتَكُونَ زَوْجَتَهُ، وَلَكِنْ جِئْتُ لِمَالٍ لِي كَانَ هَاهُنَا أَنْ أَجْمَعَهُ فَأَذْهَبَ بِهِ وَإِنِّي اسْتَأْذَنْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَقُولَ فَأَذِنَ لِي أَنْ أَقُولَ مَا شِئْتُ فَأَخْفِ عَلَيَّ يَا أَبَا الْفَضْلِ ثلاثا، ثم اذكر ما شئت. قال:
__________
[1] هكذا في الأصل، وفي ابن كثير: السيرة 3/ 411 نقلا عن مغازي موسى بن عقبة:
حي قثم حي قثم ... شبيه ذي الأنف الأشم
نبي ذي النعم ... برغم من رغم
ولم أجده في المصادر لأضبطه.(1/508)
فَجَمَعَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ مَتَاعَهُ، ثُمَّ اسْتَمَرَّ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ثَلَاثٍ أَتَى الْعَبَّاسُ امْرَأَةَ الْحَجَّاجِ، فَقَالَ: مَا فَعَلَ زَوْجُكِ؟ قَالَتْ: ذَهَبَ. وَقَالَتْ: لَا يَحْزُنُكَ اللَّهُ تَعَالَى يَا أَبَا الْفَضْلِ، لَقَدْ شَقَّ عَلَيْنَا الَّذِي بَلَغَكَ. فَقَالَ: أَجَلْ فَلَا يَحْزُنُنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَلَمْ يَكُنْ بِحَمْدِ اللَّهِ إِلَّا مَا أُحِبُّ، فَتَحَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رَسُولِهِ وَجَرَتْ سِهَامُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي خَيْبَرَ وَاصْطَفَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَفِيَّةَ لِنَفْسِهِ فَإِنْ كَانَ لَكِ فِي زَوْجِكِ حَاجَةٌ فَالْحَقِي بِهِ- قَالَتْ: أَظُنُّكَ وَاللَّهِ صَادِقًا. قَالَ: فَإِنَّنِي وَاللَّهِ صَادِقٌ وَالْأَمْرُ عَلَى مَا أَقُولُ لَكِ. ثُمَّ ذَهَبَ حَتَّى أَتَى مَجَالِسَ قُرَيْشٍ وَهُمْ يَقُولُونَ: أما وربّك لا يصيبك الأخير يَا أَبَا الْفَضْلِ. قَالَ: لَمْ يُصِبْنِي إِلَّا خير والحمد للَّه خبرني الْحَجَّاجُ بِكَذَا وَكَذَا وَقَدْ سَأَلَنِي أَنْ أَكْتُمَ عَلَيْهِ ثَلَاثًا لِحَاجَتِهِ، فَرَدَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَا كَانَ بِالْمُسْلِمِينَ مِنْ كَآبَةٍ وَجَزَعٍ عَلَى الْمُشْرِكِينَ، وَخَرَجَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ مَوَاضِعِهِمْ حَتَّى دَخَلُوا عَلَى الْعَبَّاسِ حِينَ أَخْبَرَهُمْ بِالْخَبَرِ [1] .
حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ [2] عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ:
أَنَّهُ بَقِيَ فِي بَيْتِ الْمَالِ بَقِيَّةٌ فَقَالَ الْعَبَّاسُ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَالنَّاسِ: أَرَأَيْتُمْ أَنْ لَوْ كَانَ فِيكُمْ عَمُّ مُوسَى أَكُنْتُمْ تُكْرِمُونَهُ وَتَعْرِفُونَ حَقَّهُ؟ قَالُوا: نَعَمْ.
قَالَ: فَأَنَا عَمُّ نَبِيِّكُمْ أَحَقُّ أَنْ تُكْرِمُونِي، فَكَلَّمَ عُمَرُ النَّاسَ، فَأَعْطَوْهُ [3] .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ قَالَ أَخْبَرَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنِ ابْنِ أَبِي السِّفْرِ عَنِ ابْنِ شُرَحْبِيلَ وَهُوَ أَرْقَمُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ الْعَبَّاسِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ نِسَاؤُهُ فَاسْتَتَرْنَ مِنِّي إِلَّا مَيْمُونَةَ قَدْ
__________
[1] انظر الخبر من رواية ابن إسحاق في سيرة ابن هشام 2/ 345- 346 والطبري: تاريخ 3/ 17- 19 وأنظره من رواية الواقدي في ابن سعد 4 ق 1/ 10. ومسند أحمد (3/ 138) من طريق عبد الرزاق عن عمر.
[2] هو ابن سلمة.
[3] في ابن سعد 4 ق 1/ 20.(1/509)
وسعها ذلك، فقال: لا يبقى في البيت أحد شهد اللد [1] الألد، ان يميني لم تصب العباس. حدثنا أبو اليمان قال أخبرني شعيب بن أبي حمزة عن الزهري.
وحدثنا الحجاج حَدَّثَنَا جَدِّي عَنِ الزُّهْرِيِّ.
وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ [2] قَالَ:
أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ وَيُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ.
وَحَدَّثَنَا أبو صالح ويحي بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ قَالا: ثَنَا اللَّيْثُ قَالَ:
حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اشْتَكَى أَوَّلَ شَكْوَتِهِ الّذي توفي فيه وَهُوَ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاشْتَدَّ وَجَعُهُ حَتَّى غُمِرَ مِنْ شِدَّةِ الْوَجَعِ، فَاجْتَمَعَ عِنْدَهُ نِسَاءٌ مِنْ أَزْوَاجِهِ مِنْهُنَّ أُمُّ سَلَمَةَ وَعَمُّهُ الْعَبَّاسُ وَأَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ [3] ، فَتَشَاوَرُوا فِي لُدِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ غُمِرَ فَلَدُّوهُ وَهُوَ مَغْمُورٌ، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ:
مَنْ فَعَلَ هَذَا بِي هَذَا عَمَلُ نِسَاءٍ جِئْنَ مِنْ هاهنا، وأشار الى أَرْضَ الْحَبَشَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا يَبْقَى فِي الْبَيْتِ أَحَدٌ إِلَّا لُدَّ- كَالْعُقُوبَةِ لَهُمْ- إِلَّا عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ:
فَالْتُدَّتْ مَيْمُونَةُ يَوْمَئِذٍ وَهِيَ صَائِمَةٌ مِنْ أجل قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حدثنا سليمان بن حرب قال: ثنا حماد بن سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الخطاب يقول: ان
__________
[1] في الأصل «الله عز وجل» وهو تصحيف ووهم.
[2] أحسبه ابن المبارك.
[3] في الأصل «عيسى» .(1/510)
قُرَيْشًا رُءُوسُ النَّاسِ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْهُمْ يَدْخُلُ مِنْ بَابٍ إِلَّا دَخَلَ مَعَهُ طَائِفَةٌ مِنَ النَّاسِ، فَلَمَّا طُعِنَ عُمَرُ أَمَرَ صُهَيْبًا أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ وَيُطْعِمَهُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ حَتَّى يَجْتَمِعُوا عَلَى رَجُلٍ، فَلَمَّا وُضِعَتِ الْمَوَائِدُ كَفَّ النَّاسَ عَنِ الطَّعَامِ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَدْ مَاتَ فَأَكَلْنَا بَعْدَهُ وَشَرِبْنَا، وَمَاتَ أَبُو بكر فأكلنا، وانه لا بد لِلنَّاسِ مِنَ الْأَكْلِ [1] ، فَمَدَّ يَدَهُ فَأَكَلَ وَأَكَلَ الناس، فعرفت قول عمر [2] .
حدثنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ عُمَرَ خَرَجَ فِي يَوْمِ جُمَعَةٍ فَقَطَرَ عَلَيْهِ مَيْزَابُ الْعَبَّاسِ، فَأَمَرَ بِهِ فَقُلِعَ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: قَلَعْتَ مَيْزَابِي مَا وَضَعَهُ حَيْثُ كَانَ إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ. فَقَالَ عُمَرُ: وَاللَّهِ لَا يَضَعُهُ إِلَّا أَنْتَ بِيَدِكَ ثُمَّ لَا يَكُونُ لَكَ سُلَّمٌ إِلَّا عُمَرَ. قَالَ: فَوَضَعَ الْعَبَّاسُ رِجْلَيْهِ عَلَى عَاتِقَيْ عُمَرَ، ثُمَّ أَعَادَهُ حَيْثُ كَانَ [3] .
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بن عبد الله [بن عبيد الله] [4] ابن عَبَّاسٍ عَنْ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قال أَبُو رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: كُنْتُ غُلَامًا لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَكَانَ الْإِسْلَامُ قَدْ دَخَلَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ، فَأَسْلَمَ الْعَبَّاسُ وَأُمُّ الْفَضْلِ وَأَسْلَمْتُ، وَكَانَ الْعَبَّاسُ يَهَابُ قَوْمَهُ ويكره خلافهم، فكان يكتم إسلامه [5] .
__________
[1] في ابن سعد «لا بد من الأجل» بدل «لا بد للناس من الاكل» .
[2] الرواية في ابن سعد 4 ق 1/ 19 بهذا الاسناد.
[3] في ابن سعد 4 ق 1/ 13 بهذا الاسناد.
[4] الزيادة من ص 370 وابن سعد 4 ق 1/ 5 وتهذيب التهذيب 2/ 341.
[5] في ابن سعد 4 ق 1/ 5.(1/511)
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو رَافِعٍ، فذكر مثله سواء.
حدثنا يحي بن يحي قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ وَرْدٍ الْمَكِّيُّ قَالَ:
سَمِعْتُ عَطَاءً يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ مَجْلِسًا قَطُّ أَكْرَمَ مِنْ مَجْلِسِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَكْثَرَ فِقْهًا وَأَعْظَمَ جَفْنَةً مِنْهُ إِنَّ أَصْحَابَ الْقُرْآنِ يَسْأَلُونَهُ، وَعِنْدَهُ أَصْحَابُ الشِّعْرِ يَسْأَلُونَهُ وَعِنْدَهُ أَصْحَابُ النَّحْوِ يَسْأَلُونَهُ، كُلُّهُمْ يَصْدُرُ فِي وَادٍ وَاسِعٍ [1] .
حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ كَامِلٍ الْعَطَّارُ قَالَ: حَدَّثَنَا حماد [2] قال: ثنا علي ابن زَيْدٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ لِلْعَبَّاسِ دَارٌ إِلَى جَنْبِ الْمَسْجِدِ فِي الْمَدِينَةِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: بِعْنِيهَا أَوْ هَبْهَا لِي حَتَّى أُدْخِلَهَا فِي الْمَسْجِدِ فَأَبَى. فَقَالَ: اجْعَلْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فجعلا بينهما أبي بن كعب، فقضى للعباس على عمر. فقال عمر: ما أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْرًا عَلَيَّ مِنْكَ. فَقَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: أَوَ أَنْصَحُ لَكَ مِنِّي، ثُمَّ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَمَا بَلَغَكَ حَدِيثُ دَاوُدَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَهُ بِبِنَاءِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَأَدْخَلَ فِيهِ بَيْتَ امْرَأَةٍ بِغَيْرِ إِذْنِهَا، فَلَمَّا بَلَغَ حُجَرَ الرِّجَالِ مَنَعَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِنَاءَهُ، قَالَ دَاوُدُ: أَيْ رَبِّ إِنْ مَنَعْتَنِي بِنَاءَهُ فَاجْعَلْهُ فِي خَلَفِي. فَقَالَ الْعَبَّاسُ: أَلَيْسَ قَدْ قَضَيْتَ لِي بِهَا وَصَارَتْ لِي. قَالَ: بَلَى.
فَإِنِّي أُشْهِدُكَ أَنِّي قَدْ جَعَلْتُهَا للَّه عز وجل [3] .
__________
[1] قارن ابن سعد 2 ق 2/ 121.
[2] هو ابن سلمة.
[3] في ابن سعد 4 ق 1/ 14.(1/512)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي العباس بن عبد الله بن معبد عن بَعْضُ أَهْلِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: إِنِّي قَدْ عَرَفْتُ أَنَّ رِجَالًا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ وَغَيْرَهِمْ قَدْ خَرَجُوا كُرْهًا لَا حَاجَةَ لَهُمْ فِي قِتَالِنَا، فَمَنْ لَقِيَ مِنْكُمْ أَحَدًا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ فَلَا يَقْتُلْهُ، وَمَنْ لَقِيَ منكم أبا البختري بن هشام ابن الْحَارِثِ بْنِ أَسَدٍ فَلَا يَقْتُلْهُ، وَمَنْ لَقِيَ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَلَا يَقْتُلْهُ، فَإِنَّهُ إِنَّمَا أُخْرِجَ مُسْتَكْرَهًا. فَقَالَ أَبُو حُذَيْفَةَ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ:
أَيُقْتَلُ آبَاؤُنَا وَأَبْنَاؤُنَا وَإِخْوَانُنَا وَعَشَائِرُنَا وَنَتْرُكُ الْعَبَّاسَ! وَاللَّهِ لَئِنْ لَقِيتُهُ لَأُلْحِمَنَّهُ السَّيْفَ. فَبَلَغَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: يَا أَبَا حَفْصٍ- فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّهُ لَأَوَّلُ يَوْمٍ كَنَّانِي فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَبِي حَفْصٍ- أَيُضْرَبُ وَجْهُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسَّيْفِ. قَالَ عُمَرُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ دَعْنِي فَأَضْرِبُ عُنُقَهُ بِالسَّيْفِ فو الله لَقَدْ نَافَقَ. فَكَانَ أَبُو حُذَيْفَةَ يَقُولُ: مَا أَنَا بِآمِنٍ مِنْ تِلْكَ الْكَلِمَةِ الَّتِي قُلْتَ يَوْمَئِذٍ، وَلَا أَزَالُ مِنْهَا خَائِفًا إِلَّا أَنْ يُكَفِّرَهَا اللَّهُ عَنِّي بِشَهَادَةٍ، فَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا [1] . حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ اتَّخَذَنِي خَلِيلًا كَمَا اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا، مَنْزِلَتِي وَمَنْزِلَةُ إِبْرَاهِيمَ فِي الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تِجَاهَانِ وَالْعَبَّاسُ بَيْنَنَا مُؤْمِنٌ بَيْنَ خَلِيلَيْنِ. حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ عن عبيد الله [2] عن
__________
[1] في ابن سعد 4 ق 1/ 5- 6.
[2] هو عبيد الله بن عمر بن حفص (تهذيب التهذيب 7/ 38) .(1/513)
نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ الْعَبَّاسَ اسْتَأْذَنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَبِيتَ بِمَكَّةَ لَيَالِيَ مِنًى مِنْ أَجْلِ سِقَايَتِهِ، فَأَذِنَ لَهُ [1] .
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابن أَبِي رَزِينٍ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قُلْتُ لِلْعَبَّاسِ: سَلْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَعْمُلُنَا عَلَى الصَّدَقَةِ؟ فَقَالَ: مَا كُنْتُ لِأَسْتَعْمِلَكَ عَلَى غُسَالَةِ ذُنُوبِ النَّاسِ. وَقَالَ: قُلْتُ لِلْعَبَّاسِ: سَلْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحِجَابَةَ؟ فَقَالَ: أُعْطِيكُمْ مَا هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ منها السقاية بِرِوَائِكُمْ وَلَا تُزَرُوا بِهَا [2] .
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ [3] قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ ابن مسلم أن عبد الله بن عبد اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ حَدَّثَهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الصَّدَقَةَ لَا تَنْبَغِي لِآلِ مُحَمَّدٍ إِنَّمَا هِيَ أَوْسَاخُ النَّاسِ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ قَالَ:
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ ذَكْوَانَ أَبِي صَالِحٍ عَنْ صُهَيْبٍ مَوْلَى الْعَبَّاسِ قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا يُقَبِّلُ يَدَ الْعَبَّاسِ وَيَقُولُ: يَا عَمِّ ارْضَ عَنِّي. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ [4] النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ فَرَغَ مِنْ بَدْرٍ: عَلَيْكَ بِالْعِيرِ لَيْسَ دُونَهَا شَيْءٌ، فَنَادَاهُ الْعَبَّاسُ: أَلَا إِنَّهُ لا يصلح لك. قال: لمه؟ قَالَ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ وَعَدَكَ احدى الطائفتين وقد
__________
[1] في ابن سعد 4 ق 1/ 16.
[2] في ابن سعد 4 ق 1/ 18، 16، ووقع في اسناده ص 18 «موسى عن أبي عائشة» وهو خطأ والصواب ما أثبته كما في نسخة الأصل وابن سعد ص 16.
[3] هو إسماعيل بن عبد الله بن عبد الله الاصبحي (تهذيب التهذيب 1/ 310) .
[4] في الأصل «صلى» .(1/514)
أَعْطَاكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَا وَعَدَكَ [1] . حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عن أبي بشر عن سعيد ابن جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَحْكَمْتُ الْمُحْكَمَ على عهد رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ. قَالَ: فَقُلْتُ فَمَا الْمُحْكَمُ؟ قَالَ: الْمُفَصَّلُ. وَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا ابن عشر.
حدثنا الربيع بن يحي قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ قَرَأْتُ الْمُحْكَمَ مِنَ الْقُرْآنِ وَأَنَا ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ- وَهُوَ مَخْتُونٌ- فَسُئِلَ سَعِيدٌ مَا الْمُحْكَمُ مِنَ الْقُرْآنِ؟ قَالَ: الْمُفَصَّلُ.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ [عَنْ] [2] سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: تُوُفِّيَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابْنُ خَمَسَ عَشْرَةَ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ [3] عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ يَأْذَنُ لِأَهْلِ بَدْرٍ وَيَأْذَنُ لِي مَعَهُمْ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَتَأْذَنُ لِهَذَا الْفَتَى وَمِنْ أَبْنَائِنَا مَنْ هُوَ مِثْلُهُ؟ فَقَالَ:
فِيهِ مِمَّنْ قَدْ عَلِمْتُمْ. فَأَذِنَ لَهُمْ يَوْمًا وَأَذِنَ لِي مَعَهُمْ، فَسَأَلَهُمْ عَنْ هَذِهِ السُّورَةِ إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ في دِينِ الله أَفْواجاً 110: 1- 2 [4] فَقَالُوا: أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ نَبِيَّهُ صَلَّى الله عليه وسلم إذا فتح الله عز وجل عليه
__________
[1] يشير الى قوله تعالى وَإِذْ يَعِدُكُمُ الله إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّها لَكُمْ 8: 7.
[2] اداة التحمل ساقطة في الأصل.
[3] هو جعفر بن اياس ابن أبي وحشية (تهذيب التهذيب 2/ 83) ووقع في ابن سعد 2/ 120 «ابو بشير» وهو خطأ.
[4] سورة النصر.(1/515)
أن يستغفر، وأن يتوب عليه. فَقَالَ لِي: مَا تَقُولُ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ؟ فَقُلْتُ:
لَيْسَ كَذَلِكَ وَلَكِنَّهُ أَخْبَرَ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحُضُورِ أَجَلِهِ. فَقَالَ إِذا جاءَ نَصْرُ الله وَالْفَتْحُ 110: 1 فَتْحُ مَكَّةَ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ الله أَفْواجاً 110: 2 أَيْ فَعِنْدَ ذَلِكَ عَلَامَةُ مَوْتِكَ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً 110: 3 فَقَالَ لَهُمْ: كَيْفَ تَلُومُونِي عَلَيْهِ بَعْدَ مَا تَرَوْنَ [1] .
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّ عَلِيًّا أُتِيَ بِقَوْمٍ مِنَ الزَّنَادِقَةِ أَوْ مُرْتَدِّينَ، فَأَمَرَ بِهِمْ، فَحُرِقُوا، فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ: لَوْ كُنْتُ أَنَا لَقَتَلْتُهُمْ لِقَوْلِ رسول الله صلّى الله عليه وسلم ولما حرقتهم لنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ، وَقَالَ: لَا تُعَذِّبُوا بِعَذَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَأَخْبَرَنَا جَرِيرٌ [2] عَنْ أَيُّوبَ بِمِثْلِ ذَلِكَ، وَزَادَ فِيهِ: فَبَلَغَ قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ عَلِيًّا فَقَالَ: وَيْحَ ابْنِ أُمِّ الْفَضْلِ إِنَّهُ لَغَوَّاصٌ عَلَى الْهَنَاتِ. حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: وَأَنْبَأَ عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَنْبَأَ مَعْمَرٌ عَنْ عَلِيِّ بْنِ بَذِيمَةَ الْجَزَرِيِّ أَنَّهُ حَدَّثَهُ عن يزيد بْنِ الْأَصَمِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَدِمَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَجُلٌ، فَجَعَلَ عُمَرُ يَسْأَلُهُ عَنِ النَّاسِ.
فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَرَأَ مِنْهُمُ الْقُرْآنَ كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَاللَّهِ مَا أُحِبُّ أَنْ يُسَارِعُوا يَوْمَهُمْ هَذَا فِي الْقُرْآنِ هَذِهِ الْمُسَارَعَةَ. قَالَ: فَزَبَرَنِي عمر
__________
[1] في ابن سعد 2/ 120 باختصار.
[2] هو جرير بن حازم الازدي البصري (تهذيب التهذيب 2/ 69) .(1/516)
ثُمَّ قَالَ: مَهْ. قَالَ: فَانْطَلَقْتُ إِلَى مَنْزِلِي مُكْتَئِبًا حَزِينًا. فَقُلْتُ: قَدْ كُنْتُ نَزَلْتُ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ بِمَنْزِلَةٍ مَا أَرَى إِلَّا أَنِّي قَدْ سَقَطْتُ مِنْ نَفْسِهِ. قَالَ:
فَرَجَعْتُ إِلَى منزلي فاضطجعت على فراشي حتى عادني نِسْوَةُ أَهْلِي وَمَا بِي مِنْ وَجَعٍ وَمَا هُوَ إِلَّا الَّذِي نَقَلَنِي بِهِ عُمَرُ. قَالَ: فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ أَتَانِي رَجُلٌ فَقَالَ: أَجِبْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: فَخَرَجْتُ فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ قَرِيبًا يَنْتَظِرُنيِ فَأَخَذَ بِيَدِي ثُمَّ خَلَا بِي فَقَالَ: مَا كَرِهْتَ مِمَّا قَالَ الرَّجُلُ. قَالَ:
قُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنْ كُنْتُ أَسَأْتُ فَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فانزل حيث أحببت. قَالَ: لَتُحَدِّثْنِي مَا الَّذِي كَرِهْتَ مِمَّا قَالَ الرَّجُلُ.
فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّهُمْ مَتَى مَا يُسَارِعُوا هَذِهِ الْمُسَارَعَةَ تَحَنَّفُوا وَمَتَى تَحَنَّفُوا اخْتَلَفُوا وَمَتَى اخْتَلَفُوا يَفْشَلُوا. قَالَ: للَّه أَبُوكَ! وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ أُكَاتِمُهَا النَّاسَ حَتَّى جِئْتَ بِهَا.
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمٌ [1] عَنْ مُنْذِرٍ [2] قَالَ: لَمَّا مَاتَ ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ: الْيَوْمَ مَاتَ رَبَّانِيُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ [3] .
حَدَّثَنَا حَسَّانٌ وَابْنُ قَعْنَبٍ وابن بكير عن مالك عن ابن شهاب عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَا- قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ فِي الْحَدِيثِ: إِلَى غَيْرِ جِدَارٍ- فَجِئْتُ إِلَى حِمَارٍ لِي وَقَدْ نَاهَزْتُ الْحُلُمَ- وَفِي مَوْضِعٍ: نَاهَزْتُ الِاحْتِلَامَ- فَمَرَرْتُ بَيْنَ يَدَيْ بَعْضِ الصُّفُوفِ فَنَزَلْتُ فَأَرْسَلْتُ الْأَتَانَ يَرْتَعُ، وَدَخَلْتُ في الصف
__________
[1] هو ابن أبي حفصة.
[2] هو منذر بن يعلى الثوري أبو يعلى الكوفي (تهذيب التهذيب التهذيب 10/ 304) .
[3] في ابن سعد 2/ 121.(1/517)
فَلَمْ يَعِبْ ذَلِكَ عَلَيَّ أَحَدٌ.
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَفِظْتُهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ وَحَدَّثَنَاهُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جِئْتُ أَنَا وَالْفَضْلُ عَلَى أَتَانٍ، وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ مَعْمَرٍ: جِئْتُ أَنَا وَالْفَضْلُ مُرْتَدِفَيْنِ.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أنبأ أبو حمزة عمران ابن أَبِي عَطَاءٍ الْقَصَّابُ قَالَ: شَهِدْتُ مَوْتَ ابْنِ عباس بالطائف، فوليه محمد ابن الْحَنَفِيَّةِ وَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: وَمَاتَ ابْنُ عَبَّاسٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ.
حَدَّثَنَا هدية بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْمَرْوَزِيُّ الْكِتَّانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَجْلَسَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرِيبًا مِنْهُ وَمَسَحَ بِرَأْسِي وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِي وَقَالَ:
اللَّهمّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ [1] . حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ عَنْ خَالِدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: ضَمَّنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اليه وقال:
اللَّهمّ عَلِّمْهُ الْحِكْمَةَ.
حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ عَنْ خَالِدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِثْلَهُ بِنَحْوِهِ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ حَاتِمِ بْنِ أَبِي صَغِيرَةَ عَنْ عَمْرِو بن دينار أن كريا أَخْبَرَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: دَعَا لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَزِيدَنِي الله عَزَّ وَجَلَّ فَهْمًا وَعِلْمًا.
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ [2] عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دينار عن
__________
[1] قارن ابن سعد 2/ 119 من طريق آخر.
[2] سفيان بن وكيع الجراح الرؤاسي الكوفي (تهذيب التهذيب 4/ 123) .(1/518)
كُرَيْبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: دَعَا لِي رسول الله صلى الله عليه وسلم إن يَزِيدَنِي اللَّهُ عِلْمًا وَفَهْمًا.
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ لَيْثٍ [1] عَنْ أَبِي الْجَهْضَمِ [2] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: دَعَا لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتَيْنِ، وَرَأَيْتُ جِبْرِيلَ مَرَّتَيْنِ [3] .
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: دَعَانِي عُمَرُ وَكَانَ يَدْعُونِي مَعَ أَشْيَاخٍ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ حَتَّى كَانَ بَعْضُهُمْ يَجِدُ مِنْ ذَلِكَ فِي نَفْسِهِ، وَقَدْ كَانَ يَأْمُرُنِي أَنْ لَا أَتَكَلَّمَ حَتَّى يَتَكَلَّمُوا، قَالَ فَدَعَانِي وَهُمْ عِنْدَهُ، قَالَ: فَقَالَ إِنَّكُمْ قَدْ عَلِمْتُمْ مَا قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم في ليلة الْقَدْرِ اطْلُبُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ وِتْرًا فَفِي أَيِّ الْعَشْرِ تَرَوْنَهَا؟ قَالَ: فَلَمْ يَتْرُكُوا شَيْئًا فِي وِتْرِ الْعَشْرِ إِلَّا ذَكَرُوهُ، فَقَالَ لِي: مَا لَكَ لَا تَتَكَلَّمُ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ؟ قَالَ قُلْتُ:
إِنْ شِئْتَ تَكَلَّمْتُ. قَالَ: مَا دَعَوْتُكَ إِلَّا لِتَتَكَلَّمَ. قَالَ: قُلْتُ إِنِّي أَقُولُ برأيي.
قَالَ: عَنْ رَأْيِكَ أَسْأَلُكَ. قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَكْثَرَ السَّبْعَ فِي القرآن قال: فعدّ السموات وَالْأَرْضَ وَالطَّوَافَ وَأَشْيَاءَ كُلَّهَا أَعْرِفُ حَتَّى قَالَ وَجَعَلَ مَا بَيْنَ الْأَرْضِ سَبْعًا. «حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ كَامِلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ:
حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِذَا دَعَا الْأَشْيَاخَ مِنْ أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم دعاني
__________
[1] هو ابن أبي سليم.
[2] موسى بن سالم مولى بني هاشم (تهذيب التهذيب 12/ 61) .
[3] في ابن سعد 2/ 123.(1/519)
مَعَهُمْ وَقَالَ: لَا تَتَكَلَّمْ حَتَّى يَتَكَلَّمُوا. قَالَ فَدَعَانِي ذَاتَ يَوْمٍ أَوْ قَالَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ مَا قَدْ عَلِمْتُمْ (الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ وِتْرًا) فَفِي أَيِّ الْوِتْرِ تَرَوْنَهَا؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ تَاسِعَةٌ، سَابِعَةٌ، خَامِسَةٌ ثَالِثَةٌ، فَقَالَ لِي: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ ما لك لَا تَتَكَلَّمُ؟ فَقُلْتُ: إِنْ شِئْتَ تَكَلَّمْتُ. قَالَ: مَا دَعَوْتُكَ إِلَّا لِتَتَكَلَّمَ. فَقُلْتُ:
أَقُولُ فِيهَا برأيي؟ قَالَ: عَنْ رَأْيِكَ أَسْأَلُكَ. فَقُلْتُ: إِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَكْثَرَ ذِكْرَ السَّبْعِ، فَقَالَ السموات سبع وَالْأَرَضِينُ سَبْعٌ حَتَّى قَالَ: ثُمَّ [1] شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا. فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا. وَعِنَباً وَقَضْباً. وَزَيْتُوناً وَنَخْلًا.
وَحَدائِقَ غُلْباً. وَفاكِهَةً وَأَبًّا 80: 26- 31 [2] فَالْحَدَائِقُ كُلُّ مُلْتَفٍّ وَكُلُّ مُلْتَفٍّ حَدِيقَةٌ، وَالْأَبُّ مَا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِمَّا لَا يَأْكُلُ النَّاسُ. فَقَالَ عُمَرُ: أَعَجِزْتُمْ أَنْ تَقُولُوا مِثْلَ مَا قَالَ هَذَا الْغُلَامُ الَّذِي لَمْ تَسْتَوِ شُئُونُ رَأْسِهِ، ثُمَّ قَالَ إِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكَ أَنْ تتكلم فإذا دعوتك معهم فتكلم» [3] . حدثنا يحي بْنُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْوَرْدِ الْمَكِّيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ مَجْلِسًا قَطُّ أَكْرَمَ مِنْ مَجْلِسِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَكْثَرَ فِقْهًا وَأَعْظَمَ جَفْنَةً مِنْهُ، إِنَّ عِنْدَهُ أَصْحَابَ الْقُرْآنِ يَسْأَلُونَهُ وَعِنْدَهُ أَصْحَابُ الشِّعْرِ يَسْأَلُونَهُ وَعِنْدَهُ أَصْحَابُ النَّحْوِ يَسْأَلُونَهُ كُلُّهُمْ يَصْدُرُ فِي وَادٍ وَاسِعٍ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جبير عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بِتُّ فِي بَيْتِ خالتي ميمونة، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي اللَّيْلِ فَجِئْتُ فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ، فَصَلَّى، ثُمَّ نَامَ حَتَّى سَمِعْتُ نَفْخَهُ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ. قَالَ
__________
[1] في الأصل «انا» وما أثبته من القرآن الكريم.
[2] سورة عبس آية 26 و 27 و 29 و 30 و 31.
[3] الخطيب: الفقيه والمتفقه 2/ 132- 133 لكنه يحذف «فَقُلْتُ: إِنْ شِئْتَ تَكَلَّمْتُ، قَالَ: مَا دَعَوْتُكَ الا لتتكلم» ويذكر «تشتق شئون رأسه» .(1/520)
أيوب: وبلغني أنه دعا له تلك الليلة: اللَّهمّ أنه الْحِكْمَةَ، أَوْ قَالَ: اللَّهمّ زِدْهُ عِلْمًا [1] . حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ يُنَاجِيهِ، وَكَانَ كَالْمُعْرِضِ عَنْ أَبِي، فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ. فَقَالَ: أَلَمْ تَرَ إِلَى ابْنِ عَمِّكِ كَالْمُعْرِضِ عَنِّي. قُلْتُ لَهُ: يَا أَبَهْ كَانَ عِنْدَهُ رَجُلٌ يُنَاجِيهِ. قَالَ: وَكَانَ عِنْدَهُ أَحَدٌ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. فَرَجَعْنَا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ كَذَا وَكَذَا فَقَالَ لِي كَذَا وَكَذَا وَهَلْ كَانَ عِنْدَكَ أَحَدٌ؟ قَالَ: وَرَأَيْتُهُ يَا عَبْدَ اللَّهِ؟ قُلْتُ [2] : نَعَمْ. قَالَ: ذَاكَ جِبْرِيلُ هُوَ الَّذِي شَغَلَنِي عَنْكَ. حَدَّثَنِي الْحُمَيْدِيُّ وَابْنُ أَبِي عُمَرَ قالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبِي أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِذَا صَلَّى صَلَاةً جَلَسَ لِلنَّاسِ فَمَنْ كَانَ لَهُ حَاجَةٌ كَلَّمَهُ وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لِأَحَدٍ حَاجَةٌ قَامَ ودَخَلَ فَصَلَّى صَلَوَاتٍ لَا يَجْلِسُ لِلنَّاسِ فِيهِنَّ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَحَضَرْتُ الْبَابَ فَقُلْتُ يَا يَرْفُأُ أَتَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ شَكَاةٌ؟ فَقَالَ: مَا بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ شَكَاةٍ، قَالَ: فَجَلَسْتُ فَجَاءَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فَجَلَسَ، فَخَرَجَ يَرْفُأُ فَقَالَ: قُمْ يَا ابْنَ عَفَّانَ قُمْ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: فَدَخَلْنَا عَلَى عُمَرَ فَإِذَا بَيْنَ يَدَيْهِ صُبَرٌ مِنْ مَالٍ عَلَى كُلِّ صَبْرَةٍ مِنْهَا كَرْفَةٌ. فَقَالَ عُمَرُ: إِنِّي نَظَرْتُ فِي أهل المدينة فوجدتكما مِنْ أَكْثَرِ أَهْلِهَا عَشِيرَةً فَخُذَا هَذَا الْمَالَ فَاقْسِمَاهُ فَمَا كَانَ مِنْ فَضْلٍ فَرُدَّا. قَالَ: فأما
__________
[1] انظر ابن سعد 2/ 120.
[2] في الأصل «قال» .(1/521)
عُثْمَانُ فَحَثَا، وَأَمَّا أَنَا فَحَبَوْتُ عَلَى رُكْبَتَيَّ وَقُلْتُ: وَإِنْ كَانَ نُقْصَانًا رَدَدْتَ عَلَيْنَا. فَقَالَ عُمَرُ: شَنْشَنَةٌ [1] أَعْرِفُهَا مِنْ أَخْشَنَ- قَالَ سُفْيَانُ: يَعْنِي حَجَرًا مِنْ جَبَلٍ- أَمَا كَانَ هَذَا عِنْدَ اللَّهِ وَمُحَمَّدٌ وَأَصْحَابُهُ يَأْكُلُونَ الْقَدَّ. فَقُلْتُ:
بَلَى وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ هَذَا عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَمُحَمَّدٌ حَيٌّ وَلَوْ عَلَيْهِ فُتِحَ صَنَعَ فِيهِ غَيْرَ الَّذِي تَصْنَعُ. قَالَ: فَغَضِبَ عُمَرُ وَقَالَ: إِذًا صَنَعَ مَاذَا؟ قَالَ قُلْتُ.
إِذًا أَكَلَ وَأَطْعَمَنَا. قَالَ: فَنَشَجَ عُمَرُ حَتَّى اخْتَلَفَتْ أَضْلَاعُهُ، ثُمَّ قَالَ:
وَدِدْتُ أَنِّي خَرَجْتُ منها كفافا لا عليّ ولا لي.
حدثني مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ سِمَاكٍ أَبِي زُمَيْلٍ الدُّؤَلِيِّ- وَقَدْ كَانَ هَوَى نَجْدَةَ [2]- قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّهُ لَمَّا اعْتَزَلَتِ الْخَوَارِجُ دَخَلُوا رَأْيًا وَهُمْ ستة ألف وَأَجْمَعُوا أَنْ يَخْرُجُوا عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَأَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهُ. قَالَ: وَكَانَ لَا يَزَالُ يَجِيءُ إِنْسَانٌ فَيَقُولُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ الْقَوْمَ خَارِجُونَ عَلَيْكَ- يَعْنِي عَلِيًّا- فَيَقُولُ: دَعُوهُمْ فَإِنِّي لَا أُقَاتِلُهُمْ حَتَّى يُقَاتِلُونِي وَسَوْفَ يَفْعَلُونَ. فَلَمَّا كَانَ ذات يوم، أتيته قبل صلاة الظهر فقلت لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَبْرِدْنَا بِصَلَاةٍ لَعَلِّي أَدْخُلُ عَلَى هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ فَأُكَلِّمَهُمْ. فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُهُمْ عَلَيْكَ. فَقُلْتُ: كَلَّا وَكُنْتُ رَجُلًا حَسَنَ الخلق لا أوذي أَحَدًا، فَأَذِنَ لِي، فَلَبِسْتُ حُلَّةً مِنْ أَحْسَنِ مَا يَكُونُ مِنَ الْيَمَنِ، وَتَرَجَّلْتُ، وَدَخَلْتُ عَلَيْهِمْ نِصْفَ النَّهَارِ، فَدَخَلْتُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ أَرَ قَوْمًا قَطُّ أَشَدَّ مِنْهُمُ اجْتِهَادًا، جِبَاهُهُمْ قَرِحَتْ مِنَ السُّجُودِ، وَأَيْدِيهِمْ كَأَنَّهَا بَقَرُ الْإِبِلِ، وَعَلَيْهِمْ قمص مرحضة، مشمرين، مسهمة وجوههم مِنَ السَّهَرِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِمْ.
فَقَالُوا: مَرْحَبًا يَا ابْنَ عَبَّاسٍ مَا جَاءَ بِكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: أتيتكم من عند
__________
[1] في الأصل «نشنشة» .
[2] هو نجدة بن عامر الحنفي الخارجي (انظر تاريخ خليفة 248 وابن سعد 5/ 75) .(1/522)
الْمَهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَمِنْ عِنْدِ صِهْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلِيَّ وَعَلَيْهِمْ نَزَلَ الْقُرْآنُ، وَهُمْ أَعْلَمُ بِتَأْوِيلِهِ. فَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ: لَا تُخَاصِمُوا قُرَيْشًا فَإِنَّ اللَّهَ قَالَ بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ 43: 58 [1] فَقَالَ اثْنَانِ أَوْ ثَلَاثَةٌ: لَوْ كَلَّمْتَهُمْ [2] ، فَقُلْتُ لهم [3] : ترى ما نقمتهم عَلَى صِهْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَعَلَيْهِمْ نَزَلَ الْقُرْآنُ وَلَيْسَ فِيكُمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ وَهُمْ أَعْلَمُ بِتَأْوِيلِهِ مِنْكُمْ؟ قَالُوا: ثَلَاثًا. قُلْتُ: مَاذَا؟ قَالُوا: أَمَّا إِحْدَاهُنَّ فَإِنَّهُ حَكَّمَ الرِّجَالَ فِي أَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَقَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ 6: 57 [4] فَمَا شَأْنُ الرِّجَالِ وَالْحُكْمِ بَعْدَ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ فَقُلْتُ:
هَذِهِ وَاحِدَةٌ وَمَاذَا؟ قَالُوا: وَأَمَّا الثَّانِيَةُ فَإِنَّهُ قَاتَلَ وَلَمْ يَسْبِ وَلَمْ يَغْنَمْ فَلَئِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ مَا حَلَّ لَنَا قِتَالُهُمْ وَسِبَاهُمْ. وَمَاذَا الثَّالِثَةُ؟ قَالُوا: إِنَّهُ مَحَى نَفْسَهُ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، إِنْ لَمْ يَكُنْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّهُ لَأَمِيرُ الْكَافِرِينَ قُلْتُ:
هَلْ عِنْدَكُمْ غَيْرُ هَذَا؟ قَالُوا: كَفَانَا هَذَا. قُلْتُ لَهُمْ: أَمَّا قَوْلُكُمْ حَكَّمَ الرِّجَالَ فِي أَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنَا أَقْرَأُ عَلَيْكُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا يَنْقُضُ قَوْلَكُمْ أَفَتَرْجِعُونَ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قُلْتُ: فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ صَيَّرَ مِنْ حُكْمِهِ إِلَى الرِّجَالِ فِي رُبْعِ دِرْهَمٍ ثَمَنِ أَرْنَبٍ وَتَلَا هَذِهِ الآية لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ 5: 95 [5] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، وَفِي الْمَرْأَةِ وَزَوْجِهَا وَإِنْ خِفْتُمْ شِقاقَ بَيْنِهِما فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً من أَهْلِها 4: 35 [6] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ فَنَشَدْتُكُمْ باللَّه هَلْ تَعْلَمُونَ حُكْمُ الرِّجَالِ فِي إِصْلَاحِ ذَاتِ بَيْنِهِمْ وَحَقْنِ دمائهم أفضل أم
__________
[1] الزخرف آية 58.
[2] في الأصل «كلمته» .
[3] في الأصل «لها» .
[4] الانعام آية 57 ويوسف آية 40 وآية 67.
[5] المائدة آية 95.
[6] النساء آية 34.(1/523)
حُكْمُهُمْ فِي أَرْنَبٍ وَبِضْعِ امْرَأَةٍ. فَأَيُّهُمَا تَرَوْنَ أَفْضَلُ؟ قَالُوا: بَلْ هَذِهِ.
قَالَ: خَرَجْتُ مِنْ هَذِهِ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قُلْتُ: وَأَمَّا قَوْلُكُمْ قَاتَلَ ولم يسب ولم يغنم فتسبون امّكم عائشة، فو الله لَئِنْ قُلْتُمْ لَيْسَتْ بِأُمِّنَا لَقَدْ خَرَجْتُمْ مِنَ الإسلام وو الله لَئِنْ قُلْتُمْ نَسْبِيهَا نَسْتَحِلُّ مِنْهَا مَا نَسْتَحِلُّ مِنْ غَيْرِهَا لَقَدْ خَرَجْتُمْ مِنَ الْإِسْلَامِ، فَأَنْتُمْ بَيْنَ الضَّلَالَتَيْنِ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ 33: 6 [1] ، فَإِنْ قُلْتُمْ لَيْسَتْ بِأُمِّنَا لَقَدْ خَرَجْتُمْ مِنَ الْإِسْلَامِ. أَخَرَجْتُ مِنْ هَذِهِ؟ قَالُوا: نَعَمْ. وَأَمَّا قَوْلُكُمْ مَحَا نَفْسَهُ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَأَنَا آتِيكُمْ بِمَنْ تَرْضَوْنَ، يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ، كَاتِبُ الْمُشْرِكِينَ أبا سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو فَقَالَ: يَا عَلِيُّ اكْتُبْ هَذَا مَا اصْطَلَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: وَاللَّهِ لَوْ نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا قَاتَلْنَاكَ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللَّهمّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي رَسُولُكَ. امْحُ يَا عليّ اكتب: هَذَا مَا كَاتَبَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله. فو الله لَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرٌ مِنْ عَلِيٍّ، فَقَدْ مَحَا نَفْسَهُ. قَالَ: فَرَجَعَ مِنْهُمْ أَلْفَانِ وَخَرَجَ سَائِرُهُمْ فَقُتِلُوا. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ الْمَوْصِلِيُّ قَالَ:
حَدَّثَنَا إِدْرِيسُ بْنُ سِنَانٍ أَوْ إِلْيَاسُ ابْنُ بِنْتِ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ طَافَ بِالْبَيْتِ حين أصبح أسبوعا. قال وهب: وأنا [و] [2] طاووس مَعَهُ وَعِكْرِمَةُ مَوْلَاهُ، وَكَانَ قَدْ رَقَّ بَصَرُهُ فَكَانَ يَتَوَكَّأُ عَلَى الْعَصَا، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ طَوَافِهِ انْصَرَفَ إِلَى الْحَطِيمِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ نَهَضَ فَنَهَضْنَا مَعَهُ، فَدَفَعَ عَصَاهُ إِلَى عِكْرِمَةَ مولاه، وتوكأ عليّ وعلى
__________
[1] الأحزاب آية 6.
[2] الزيادة يقتضيها السياق.(1/524)
طاووس، ثُمَّ انْطَلَقَ بِنَا إِلَى غَرْبِيِّ الْكَعْبَةِ بَيْنَ بَابِ بَنِي سَهْمٍ وَبَابِ بَنِي جُمَحَ، فَوَقَفْنَا عَلَى قَوْمٍ بَلَغَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّهُمْ يَخُوضُونَ فِي حَدِيثِ الْقَدَرِ وَغَيْرِهِ مِمَّا يَخْتَلِفُ النَّاسُ فِيهِ، فَلَمَّا وَقَفَ عَلَيْهِمْ سَلَّمَ عَلَيْهِمْ فَأَجَابُوهُ فَرَحَّبُوا بِهِ وَأَوْسَعُوا لَهُ، فَكَرِهَ أَنْ يَجْلِسَ إِلَيْهِمْ، ثُمَّ قَالَ: يَا مَعْشَرَ الْمُتَكَلِّمِينَ فِيمَا لا يعنيهم ولا يزد عَلَيْهِمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ للَّه عَزَّ وَجَلَّ عِبَادًا قَدْ أَسْكَنَتْهُمْ خَشْيَتُهُ مِنْ غَيْرِ عَيٍّ وَلَا بَكَمٍ وَإِنَّهُمْ لَهُمُ الْفُصَحَاءُ النُّطَقَاءُ النُّبَلَاءُ الْأَلِبَّاءُ وَالْعَالِمُونَ باللَّه عَزَّ وَجَلَّ وَبِآيَاتِهِ وَلَكِنَّهُمْ إذا ذكروا عظمة الله عز وجل انقطعت أَلْسِنَتُهُمْ وَكُسِرَتْ قُلُوبُهُمْ وَطَاشَتْ عُقُولُهُمْ إِعْظَامًا للَّه عَزَّ وَجَلَّ وَإِعْزَازًا وَإِجْلَالًا فَإِذَا اسْتَفَاقُوا مِنْ ذَلِكَ اسْتَبَقُوا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِالْأَعْمَالِ الزَّكِيَّةِ يَعُدُّونَ أَنْفُسَهُمْ مَعَ الظَّالِمِينَ الْخَاطِئِينَ وَأَنَّهُمْ لَأَنْزَاهٌ أَبْرَارٌ، أَوْ مَعَ الْمُقَصِّرِينَ وَالْمُفَرِّطِينَ وَإِنَّهُمْ لَأَكْيَاسٌ أَقْوِيَاءُ، وَلَكِنَّهُمْ لَا يَرْضَوْنَ للَّه عَزَّ وَجَلَّ بِالْقَلِيلِ، وَلَا يَسْتَكْثِرُونَ لَهُ الْكَثِيرَ وَلَا يُدِلُّونَ عَلَيْهِ بِالْأَعْمَالِ، مَتَّى مَا لَقِيتَهُمْ فَهُمْ مَهْتَمُّونَ مَخُوفُونَ مُرَوَّعُونَ خَائِفُونَ مُشْفِقُونَ وَجِلُونَ، فَأَيْنَ أَنْتُمْ مِنْهُمْ، يَا مَعْشَرَ الْمُبْتَدِعِينَ اعْلَمُوا أَنَّ أَعْلَمَ النَّاسِ بِالْقَدَرِ أَسْكَتُهُمْ عَنْهُ، وَأَنَّ أَجْهَلَ النَّاسِ بِالْقَدَرِ أَنْطَقُهُمْ فِيهِ. قَالَ وَهْبٌ: ثُمَّ انْصَرَفَ عَنْهُمْ وَتَرَكَهُمْ، فَبَلَغَ ابْنَ عَبَّاسٍ أَنَّهُمْ تفرقوا عَنْ مَجْلِسِهِمْ ذَلِكَ، ثُمَّ لَمْ يَعُودُوا إِلَيْهِ حَتَّى هَلَكَ ابْنُ عَبَّاسٍ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادِ بْنِ نَصْرٍ النُّرْسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ أَبُو الْحَكَمِ عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي دَرْمٍ عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: بُلِّغَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنْ مَجْلِسٍ كَانَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مِمَّا يَلِي بَابَ بَنِي سَهْمٍ يَجْلِسُ(1/525)
فِيهِ نَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ يَخْتَصِمُونَ تَرْتَفِعُ أَصْوَاتُهُمْ. فقال ابن عباس: انطلق بِنَا إِلَيْهِمْ، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى وَقَفْنَا عَلَيْهِمْ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَخْبِرْهُمْ بِمَا كَلَّمَ بِهِ الْفَتَى أَيُّوبَ وَهُوَ فِي بَلَائِهِ قَالَ الْفَتَى يَا أَيُّوبُ أَمَا كَانَ فِي عَظَمَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَذَكْرِ الْمَوْتِ مَا يُكِلُّ لِسَانَكَ وَيَكْسِرُ قَلْبَكَ وَيَقْطَعُ حُجَّتَكَ، يَا أَيُّوبُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ للَّه عَزَّ وَجَلَّ عِبَادًا أَسْكَنَتْهُمْ خَشْيَةُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ غَيْرِ عَيٍّ وَلَا بَكَمٍ وَأَنَّهُمُ النُّطَقَاءُ الْفُصَحَاءُ الْأَلِبَّاءُ الطُّلَقَاءُ، الْعَالِمُونَ باللَّه عَزَّ وَجَلَّ وَآيَاتِهِ وَلَكِنَّهُمْ إِذَا ذَكَرُوا عَظَمَةَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ تَقَطَّعَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَلَّتْ أَلْسِنَتُهُمْ وَطَاشَتْ عُقُولُهُمْ وَأَحْلَامُهُمْ، فَإِذَا اسْتَفَاقُوا مِنْ ذَلِكَ اسْتَبَقُوا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِالْأَعْمَالِ الزَّاكِيَةِ لَا يَسْتَكْثِرُونَ للَّه عَزَّ وَجَلَّ الْكَثِيرَ، وَلَا يَرْضَوْنَ لَهُ بِالْقَلِيلِ يَعُدُّونَ أَنْفُسَهُمْ مِنَ الظَّالِمِينَ وَالْخَاطِئِينَ وَأَنَّهُمْ لَأَنْزَاهٌ أَبْرَارٌ، وَمَعَ الْمُضَيَّعِينَ وَالْمُفَرِّطِينَ وَأَنَّهُمْ لَأَكْيَاسٌ أَقْوِيَاءُ نَاحِلُونَ دَائِبُونَ، يَرَاهُمُ الجاهل يقول من مرض رقد خَالَطَ الْقَوْمَ أَمْرٌ عَظِيمٌ. قَالَ مَرْوَانُ: فَكَتَبَ إِلَيَّ رَجُلٌ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ عَلَى أَثَرِ كَلَامِ وَهْبٍ: وَكَفَى بِكَ ظَالِمًا أَنْ لَا تَزَالَ مُخَاصِمًا، وَكَفَى بِكَ آثِمًا أَنْ لَا تَزَالَ مُمَارِيًا [1] ، وَكَفَى بِكَ كَاذِبًا أَنْ لَا تَزَالَ مُحَدِّثًا فِي غَيْرِ ذَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمَّادٍ الشُّعَيْثِيُّ عَنْ كَهْمَسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ قَالَ: شَتَمَ رَجُلٌ ابْنَ عَبَّاسٍ.
فَقَالَ: إِنَّكَ تَشْتُمُنِي فِي ثَلَاثِ خِصَالٍ: إِنِّي لَآتِي الْآيَةَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فلوددت أن جميع الناس علموا منه مِثْلَ الَّذِي أَعْلَمُ، وَإِنِّي لَأَسْمَعُ بِالْحَكَمِ مِنْ حكام الْمُسْلِمِينَ يَقْضِي بِالْعَدْلِ فَأَفْرَحُ بِهِ وَلَعَلِّي لَا أُقَاضِي إِلَيْهِ أَبَدًا، وَإِنِّي لَأَسْمَعُ بِالْغَيْثِ يُصِيبُ الْأَرْضَ مِنْ أَرْضِ الْمُسْلِمِينَ فَأَفْرَحُ بِهِ وَمَا لي بها من سائمة.
__________
[1] المراء: الجدل.(1/526)
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ خِرِّيتٍ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَعْلَمَهُمَا بِالْقُرْآنِ وَكَانَ علي أعلمهما بالمبهمات [1] .
حدثنا يحي بن يحي قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أبي يحدث عن طاووس قَالَ: كُنَّا عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ يَكْتُبُ، قَالَ: فَقِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّهُمْ يَكْتُبُونَ. قَالَ: أَيَكْتُبُونَ! ثُمَّ قَامَ، وكان حسن الخلق، قال ولولا حَسُنَ خُلُقُهُ لَغَيَّرَ بِأَشَدَّ مِنَ الْقِيَامِ.
«حَدَّثَنَا أبو النعمان ويحي بن يحي عن حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ خِرِّيتٍ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَجْعَلُ الْكَبْلَ فِي رِجْلِي عَلَى تَعْلِيمِ الْقُرْآنِ وَالْفِقْهِ. قَالَ أَبُو النُّعْمَانِ: عَلَى تَعْلِيمِ الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ» [2] .
حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أَنِيسَةَ عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ سَعِيدٌ: جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ إِنِّي أَجِدُ فِي الْقُرْآنِ أَشْيَاءَ تَخْتَلِفُ عَلَيَّ فَقَدْ وَقَعَ ذَلِكَ فِي صَدْرِي. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَتَكْذِيبٌ؟ فَقَالَ: مَا تَكْذِيبٌ وَلَكِنِ اخْتِلَافٌ. قَالَ فَهَلُمَّ مَا وَقَعَ فِي نَفْسِكَ. قَالَ لَهُ الرَّجُلُ:
أَسْمَعُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلّ يَقُولُ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ 23: 101 [3] وقال فِي آيَةٍ أُخْرَى وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ 37: 27 [4] وقال في آية أخرى
__________
[1] ابن سعد 2/ 121 ووقع فيه «أبو الزبير» بدل «الزبير بن خرّيت» وهو خطأ (انظر تهذيب التهذيب 3/ 314) .
[2] الخطيب: الفقيه والمتفقه 1/ 47- 48.
[3] المؤمنون آية 101.
[4] الصافات آية 27.(1/527)
وَلا يَكْتُمُونَ الله حَدِيثاً 4: 42 [1] ، وَقَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى وَالله رَبِّنا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ 6: 23 [2] فَقَدْ كَتَمُوا فِي هَذِهِ الْآيَةِ، وَفِي قَوْلِهِ أَمِ السَّماءُ بَناها. رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها. وَأَغْطَشَ لَيْلَها وَأَخْرَجَ ضُحاها. وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها 79: 27- 30 [3] فَذَكَرَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ خَلْقَ السَّمَاءِ قَبْلَ الْأَرْضِ، ثُمَّ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْأُخْرَى أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْداداً ذلِكَ رَبُّ الْعالَمِينَ 41: 9 [4] وَقَالَ وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ 41: 10 الى آخر الآية قوله طائِعِينَ 41: 11 [5] فَذَكَرَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ خَلْقَ الْأَرْضِ قَبْلَ السماء. وقوله وَكانَ الله غَفُوراً رَحِيماً 4: 96 [6] وَكانَ الله عَزِيزاً حَكِيماً 4: 158 [7] وَكانَ الله سَمِيعاً بَصِيراً 4: 134 [8] فكأنه كان ثم مضى؟
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هَاتِ مَا وَقَعَ فِي نَفْسِكَ مِنْ هَذَا. قَالَ السَّائِلُ: إِذَا أَنْتَ أَنْبَأْتَنِي بِهَذَا فَحَسْبِي. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَوْلُهُ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ 23: 101 فَهَذَا فِي النَّفْخَةِ الْأُولَى وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ من في السَّماواتِ وَمن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ 39: 68 [9] فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ. ثُمَّ إِذَا كَانَ فِي النَّفْخَةِ الْأُخْرَى قَامُوا فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ، وَأَمَّا قَوْلُهُ عز وجل رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ 6: 23 وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً 4: 42 فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَغْفِرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لأهل الإخلاص
__________
[1] النساء آية 42.
[2] الانعام آية 23.
[3] النازعات الآيات 27، 28، 29، 30.
[4] فصلت آية 9.
[5] فصلت آية 10 وآية 11.
[6] النساء آية 96، 99، 152 وفي سور أخرى.
[7] النساء آية 158 وآية 165 وفي سورة أخرى.
[8] النساء آية 134.
[9] الزمر آية 68.(1/528)
ذُنُوبَهُمْ، وَلَا يَتَعَاظَمُ عَلَيْهِ ذَنْبٌ أَنْ يَغْفِرَهُ وَلَا يَغْفِرُ الشِّرْكَ، فَلَمَّا رَأَى الْمُشْرِكُونَ ذَلِكَ قَالُوا إِنَّ رَبَّنَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ وَلَا يَغْفِرُ الشرك، فتعالوا نقول انما كنا أهل ذنوب ولم تكن مُشْرِكِينَ، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا كَتَمْتُمُ الشِّرْكَ فَاخْتِمُوا عَلَى أَفْوَاهِهِمْ فَيُخْتَمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتَنْطِقُ أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [1] . فَعِنْدَ ذَلِكَ عَرَفَ الْمُشْرِكُونَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يُكْتَمُ حَدِيثًا فَعِنْدَ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً 4: 42 وَأَمَّا قَوْلُهُ السَّماءُ بَناها رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها وَأَغْطَشَ لَيْلَها وَأَخْرَجَ ضُحاها وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها 79: 27- 30 فَإِنَّهُ خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ قَبْلَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ فِي يَوْمَيْنِ آخَرَيْنِ، ثُمَّ نَزَلَ إِلَى الْأَرْضِ فَدَحَاهَا، وَدَحْيُهَا أَنْ أَخْرَجَ مِنْهَا الْمَاءَ وَالْمَرْعَى وَشَقَّ فِيهَا الْأَنْهَارَ وَجَعَلَ السُّبُلَ، وَخَلَقَ الْجِبَالَ وَالرِّمَالَ وَالْأَكْوَامَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي يَوْمَيْنِ آخَرَيْنِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها 79: 30 وقوله أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْداداً ذلِكَ رَبُّ الْعالَمِينَ. وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ مِنْ فَوْقِها وَبارَكَ فِيها وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها في أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ 41: 9- 10 فَجَعَلَ الْأَرْضَ وَمَا فِيهَا مِنْ شَيْءٍ فِي أربعة أيام، وجعلت السموات فِي يَوْمَيْنِ. وَأَمَّا قَوْلُهُ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً 4: 96 وَكانَ الله عَزِيزاً حَكِيماً 4: 158 وَكانَ الله سَمِيعاً بَصِيراً 4: 134 فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَ نَفْسَهُ ذَلِكَ، سَمَّى نَفْسَهُ ذَلِكَ، وَلَمْ يَجْعَلْهُ غَيْرُهُ، فَذَلِكَ قوله وَكانَ الله 4: 17 أَيْ لَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لِلرَّجُلِ: احْفَظْ عَنِّي مَا حَدَّثْتُكَ وَاعْلَمْ أَنَّ مَا اخْتَلَفَ عَلَيْكَ فِي الْقُرْآنِ أَشْبَاهُ مَا حَدَّثْتُكَ، وَأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَتْرُكْ شَيْئًا إِلَّا أَصَابَ الَّذِي أَرَادَ بِهِ، وَلَكِنَّ النَّاسَ لَا يَعْلَمُونَ فَلَا يَخْتَلِفَنَّ عَلَيْكَ الْقُرْآنُ، فأن
__________
[1] يريد قوله تعالى (سورة يس آية 65) الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ 36: 65.(1/529)
كُلًّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
حَدَّثَنِي الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ قَالَ:
حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَتَبَ قَيْصَرُ إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ: سَلَامٌ عَلَيْكَ أَمَّا بَعْدُ: فَأْتِنِي بِأَحَبِّ كَلِمَةٍ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالثَّانِي وَالثَّالِثِ وَالرَّابِعِ وَالْخَامِسِ وَبِأَكْرَمِ عِبَادِهِ عَلَيْهِ، وَأَكْرَمِ إِمَائِهِ عَلَيْهِ، وَبِأَرْبَعَةِ أَشْيَاءَ فِيهِمُ الرُّوحُ لَمْ يَرْكُضُوا فِي رَحِمٍ، وَبِقَبْرٍ يَسِيرُ بِصَاحِبِهِ، وَبِمَكَانٍ لَمْ تُصِبْهُ الشَّمْسُ إِلَّا مَرَّةً وَبِالْمَجَرَّةِ مَا مَوْضِعُهَا مِنَ السَّمَاءِ، وَبِقَوْسِ قُزَحَ وَمَا بَدْءُ أَمْرِهِ. فَلَمَّا قَرَأَ كِتَابَهُ قَالَ: اللَّهمّ الْعَنْهُ وَمَا يُدْرِينِي مَا هَذَا.
قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَيَّ يَسْأَلُنِي عَنْ ذَلِكَ، فَقُلْتُ: أَمَّا أَحَبُّ كَلِمَةٍ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ لَا يُقْبَلُ عَمَلٌ إِلَّا بِهَا، وَالثَّانِيَةُ التَّحِيَّةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَصَلَاةُ الْخَلْقِ، وَالثَّالِثَةُ الْحَمْدُ كَلِمَةُ الشُّكْرِ، وَالرَّابِعَةُ الله أكبر فواتح الصَّلَاةِ وَالرُّكُوعُ وَالسُّجُودُ، وَالْخَامِسَةُ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا باللَّه فَاكْتُبْ إِلَيْهِ بِذَلِكَ فَإِنَّهُمْ سَيَعْرِفُونَ. فَأَمَّا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَإِذَا قَالَهَا الْعَبْدُ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:
أَخْلَصَ عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ، قَالَ عَبَدَنِي عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ الْحَمْدُ للَّه، قَالَ: شَكَرَنِي عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ، قَالَ صَدَقَ عَبْدِي أَنَا أَكْبَرُ، وَإِذَا قَالَ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا باللَّه، قَالَ أَلْقَى إِلَيَّ عبدي السلم. فَأَمَّا أَكْرَمُ عِبَادِهِ عَلَيْهِ فَآدَمُ الَّذِي خَلَقَهُ بِيَدِهِ وَعَلَّمَهُ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا، وَأَمَّا أَكْرَمُ إِمَائِهِ عَلَيْهِ فَمَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا، وَأَمَّا الْأَرْبَعَةُ الَّذِينَ فِيهِمُ الرُّوحُ لَمْ يَرْكُضُوا فِي رَحِمٍ فَآدَمُ وَحَوَّاءُ وَعَصَا مُوسَى حِينَ ألقاها وَكَانَتْ ثُعْبَانًا مُبِينًا، وَالْكَبْشُ الَّذِي ذُبِحَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ [1] وَأَمَّا مَكَانٌ لَمْ تُصِبْهُ الشَّمْسُ إِلَّا مَرَّةً فَالْبَحْرُ حِينَ انْفَلَقَ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَمَّا الْقَبْرُ الَّذِي يَسِيرُ بِصَاحِبِهِ فَبَطْنُ الْحُوتِ الَّذِي كَانَ فِيهِ يُونُسُ، وَأَمَّا الْمَجَرَّةُ فَبَابٌ من أبواب
__________
[1] في الأصل «إسحاق» .(1/530)
السَّمَاءِ، وَأَمَّا قَوْسُ قُزَحَ فَأَمَانٌ مِنَ الْغَرَقِ بَعْدَ قَوْمِ نُوحٍ، فَلَمَّا قَرَأَ قَيْصَرُ كِتَابَهُ قال: أيم الله ما علمتها وما كنت تعلمها الا من رجل من أهل بيت نبي.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ثَارَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، فَدَعَا ابْنَ عَبَّاسٍ إِلَى بَيْعَتِهِ، فَامْتَنَعَ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَظَنَّ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ أَنَّ امْتِنَاعَ ابْنِ عَبَّاسٍ تَمَسُّكًا مِنْهُ بِبَيْعَتِهِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ الْمُلْحِدَ ابْنَ الزُّبَيْرِ دَعَاكَ إِلَى بَيْعَتِهِ، وَالدُّخُولِ فِي طَاعَتِهِ، لِتَكُونَ لَهُ عَلَى الْبَاطِلِ ظَهِيرًا، وفي المآثم شريكا، وانك اعتصمت ببيعتنا وَفَاءً مِنْكَ لَنَا وَطَاعَةً للَّه عَزَّ وَجَلَّ لِمَا عَرَّفَكَ مِنْ حَقِّنَا فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنْ ذِي رَحِمٍ خَيْرَ مَا يَجْزِي الْوَاصِلِينَ أَرْحَامَهُمُ الموفين بعهودهم فما أنس مِنَ الْأَشْيَاءِ فَلَسْتُ بِنَاسٍ بِرَّكَ وَتَعْجِيلَ صَلَتِكَ بِالَّذِي أَنْتَ لَهُ أَهْلٌ مِنَ الْقَرَابَةِ مِنَ الرَّسُولِ فَانْظُرْ مَنْ طَلَعَ عَلَيْكَ مِنَ الْآفَاقِ مِمَّنْ سَحَرَهُمُ ابْنُ الزُّبَيْرِ بِلِسَانِهِ وَزُخْرُفِ قَوْلِهِ فَأَعْلِمْهُمْ رَأْيَكَ فَإِنَّهُمْ مِنْكَ أَسْمَعُ وَلَكَ أَطْوَعُ مِنْهُمْ لِلْمُخِلِّ الْمُجْرِمِ الْمَارِقِ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ جَاءَنِي كِتَابُكَ تَذْكُرُ دُعَاءَ ابْنِ الزُّبَيْرِ إِيَّايَ إِلَى بَيْعَتِهِ وَالدُّخُولِ فِي طَاعَتِهِ فَإِنْ يَكُ ذَلِكَ كَذَلِكَ فَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَرْجُو بِذَلِكَ بِرَّكَ وَلَا حَمْدَكَ، ولكن الله عز وجل بالذي أنوي بِهِ عَلِيمٌ، وَزَعَمْتَ أَنَّكَ غَيْرُ نَاسٍ بِرِّي وَتعْجِيلَ صِلَتِي، فَاحْبِسْ أَيُّهَا الْإِنْسَانُ بِرَّكَ وَتَعْجِيلَ صِلَتِكَ فَإِنِّي حَابِسٌ عَنْكَ وُدِّي فَلَعَمْرِي مَا تُؤْتِينَا مِمَّا لَنَا قِبَلَكَ مِنْ حَقِّنَا إِلَّا اليسير، وانك لتحبس منه الْعَرِيضَ الطَّوِيلَ، وَسَأَلْتَ أَنْ أَحُثَّ النَّاسَ عَلَيْكَ وأن أخذ لهم عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ فَلَا وَلَا سُرُورًا وَلَا حُبًّا، إِنَّكَ تَسْأَلُنِي نُصْرَتَكَ وَتَحُثُّنِي عَلَى وُدِّكَ وَقَدْ قَتَلْتَ حُسَيْنًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَفِتْيَانَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مَصَابِيحَ الْهُدَى وَنُجُومَ الْأَعْلَامِ غَادَرَتْهُمْ خيولك(1/531)
بِأَمْرِكَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ مُزَمَّلِينَ بِالدِّمَاءِ مَسْلُوبِينَ بالعراء، لا مكفيين وَلَا مُوَسَّدِينَ، تَسِفُّوا عَلَيْهِمُ الرِّيَاحُ وَتَنْتَابُهُمْ عُرْجُ الضِّبَاعِ، حَتَّى أَتَاحَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ بِقَوْمٍ لَمْ يَشْرِكُوا فِي دِمَائِهِمْ، كَفَّنُوهُمْ وَأَجَنُّوهُمْ، وَبِي وَبِهِمْ وَاللَّهِ غَرَّرْتَ وَجَلَسْتَ مَجْلِسَكَ الَّذِي جلست فما أَنْسَى مِنَ الْأَشْيَاءِ فَلَسْتُ بِنَاسٍ اطِّرَادَكَ حُسَيْنًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ حَرَمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى حَرَمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَتَسْيِيرَكَ إِلَيْهِ الرِّجَالَ لِتَقْتُلَهُ فِي الْحَرَمِ فَمَا زِلْتَ بِذَلِكَ وَعَلَى ذَلِكَ حَتَّى أَشْخَصْتَهُ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْعِرَاقِ، فَخَرَجَ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ، فَتَزَلْزَلَتْ بِهِ خَيْلُكَ عَدَاوَةً مِنْكَ للَّه عَزَّ وَجَلَّ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَهْلِ بَيْتِهِ الَّذِينَ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطْهِيرًا أُولَئِكَ لَا كَآبَائِكَ الْجِلَافِ [1] الْحُفَاةِ أَكْبَادِ الْحَمِيرِ، فَطَلَبَ إِلَيْكُمُ الْمُوَادَعَةَ وَسَأَلَكُمُ الرَّجْعَةَ، فَاغْتَنَمْتُمْ قِلَّةَ أَنْصَارِهِ وَاسْتِئْصَالَ أَهْلِ بَيْتِهِ فَتَعَاوَنْتُمْ عَلَيْهِ كَأَنَّكُمْ قَتَلْتُمْ أَهْلَ بَيْتٍ مِنَ التُّرْكِ، فَلَا شَيْءَ أَعْجَبُ عِنْدِي من طلبتك ودى وقد قتلت ولداي وَسَيْفُكَ يَقْطُرُ مِنْ دَمِي وَأَنْتَ آخِذٌ ثَأْرِي، فأن شاء الله لا يطل لَدَيْكَ دَمِي وَلَا تَسْبِقُنِي بِثَأْرِي، وَإِنْ سَبَقْتَنِي فِي الدُّنْيَا فَقَبْلَ ذَلِكَ مَا قُتِلَ النَّبِيُّونَ، وَإِنَّ النَّبِيِّينَ فَيَطْلُبُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِدِمَائِهِمْ، فَكَفَى باللَّه عَزَّ وَجَلَّ لِلْمَظْلُومِينَ نَاصِرًا وَمِنَ الظَّالِمِينَ مُنْتَقِمًا فَلَا يُعْجِبَنَّكَ إِنْ ظَفِرْتَ بِنَا الْيَوْمَ فَلَنَظْفَرَنَّ بِكَ يَوْمًا، وَذَكَرْتَ وَفَائِي وَمَا عَرَّفْتَنِي مِنْ حَقِّكَ فَإِنْ يَكُ ذَلِكَ كَذَلِكَ فَقَدْ وَاللَّهِ بَايَعْتُكَ وَمَنْ قَبْلَكَ، وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَبِي وَوَلَدَ أَبِي أَحَقَّ بِهَذَا الْأَمْرِ مِنْكُمْ، وَلَكِنَّكُمْ مَعْشَرَ قُرَيْشٍ كَاثَرْتُمُونَا حَتَّى دَفَعْتُمُونَا عَنْ حَقِّنَا، وَوَلِيتُمُ الْأَمْرَ دُونَنَا، فَبُعْدًا لِمَنْ تَجَرَّأَ ظُلْمًا وَاسْتَغْوَى السُّفَهَاءَ عَلَيْنَا كَمَا بَعُدَتْ ثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ، أَلَا وَإِنَّ مِنْ أَعْجَبِ الْأَعَاجِيبِ- وَمَا عَسَى أَنْ أَعْجَبَ- حَمْلُكَ بَنَاتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأَطْفَالًا صِغَارًا مِنْ وَلَدِهِ إِلَيْكَ بِالشَّامِ كَالسَّبْيِ الْمَجْلُوبِينَ تُرِي النَّاسَ أَنَّكَ
__________
[1] في الأصل «الجلاف» بالحاشية.(1/532)
قَدْ قَهَرْتَنَا، وَأَنَّكَ تَمُنُّ عَلَيْنَا، وَبِنَا مَنَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكَ، وَلَعَمْرُ اللَّهِ لَئِنْ كُنْتَ تُصْبِحُ آمِنًا مِنْ جِرَاحَةِ يَدِي إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يُعْظِمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ جُرْحَكَ مِنْ لِسَانِي وَنَقْضِي وَإِبْرَامِي. وَاللَّهِ مَا أَنَا بِآيِسٍ مِنْ بَعْدِ قَتْلِكَ وَلَدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَأْخُذَكَ أَخْذًا أَلِيمًا، وَيُخْرِجَكَ مِنَ الدُّنْيَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا. فَعِشْ لا أبا لك ما اسْتَطَعْتَ فَقَدْ وَاللَّهِ ازْدَدْتَ عِنْدَ اللَّهِ أَضْعَافًا وَاقْتَرَفْتَ مَأْثَمًا وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى.
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ يُحَدِّثُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أبي سليمان بن جبير ابن مُطْعِمٍ عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَخْطُبُ النَّاسَ بِمَكَّةَ وَهُوَ يَقُولُ: ان ها هنا رَجُلًا أَعْمَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَلْبَهُ كَمَا أَعْمَى بَصَرَهُ يُفْتِي النَّاسَ بِالْمُتْعَةِ وَأَيْمُ اللَّهِ لَا أُوتَى بِرَجُلٍ عَمِلَ بِهَا إِلَّا رَجَمْتُهُمَا بِالْحِجَارَةِ، فَأَشْخَصَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ صَدْرَهُ فَقَالَ: إِنَّكَ تُخَرِّفُ إِنَّمَا أَمَرَكُمْ بِهَذَا الْأَمْرِ ابْنُ صَفْوَانَ [1] ، لَعَلِّي بِعَمَّةِ الْجُعَيْدِ حِينَ جِيءَ بِامْرَأَتِهِ وَبَطْنُهَا إِلَى فِيهَا وَأَنْفِهَا. فَسَكَتَ ابْنُ الزُّبَيْرِ. قَالَ نَافِعٌ: فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ: لَعَمْرُكَ إِنْ كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَعَرَبِيًّا.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: كُنْتُ أَسْمَعُ الْحَدِيثَ مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ فَلَوْ يَأْذَنُ لِي لَقَبَّلْتُ رأسه [2] .
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّ الْعَبَّاسَ قَالَ لِابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ: إِنِّي أَرَى هَذَا الرَّجُلَ قَدْ أَكْرَمَكَ- يَعْنِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ- وَأَدْنَى مَجْلِسَكَ وَأَلْحَقَكَ بِقَوْمٍ لَسْتَ مِثْلَهُمْ، فَاحْفَظْ
__________
[1] عبد الله بن صفوان بن أمية (تاريخ خليفة 1/ 266) .
[2] في ابن سعد 2/ 123.(1/533)
عليّ ثلاثا: لا يجربنّ عَلَيْكَ كَذِبًا، وَلَا تَفْشِيَنَّ عَلَيْهِ سِرًّا، وَلَا تغتابنّ عنده أحدا.
«حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هَانِئٍ النَّخَعِيُّ قال: حدثنا عبد الله ابن الْمُؤَمِّلِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: قِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ مَنْ أَكْرَمُ النَّاسِ عَلَيْكَ؟ قَالَ: جَلِيسِي الَّذِي يَتَخَطَّى النَّاسَ حَتَّى يَجْلِسَ إِلَيّ لَوِ اسْتَطَعْتُ أَنْ لَا يَقَعَ الذُّبَابُ عَلَى وَجْهِهِ لَفَعَلْتُ» [1] .
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثَنَا صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: صَحِبْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ- أَوْ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ- فَكَانَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، فَإِذَا نَزَلَ قَامَ شَطْرَ اللَّيْلِ وَيُرَتِّلُ الْقُرْآنَ يَقْرَأُ حَرْفًا حَرْفًا، وَيُكْثِرُ فِي ذَلِكُمْ مِنَ التَّسْبِيحِ وَالنَّحِيبِ وَيَقْرَأُ وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ 50: 19 [2] .
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ نُفَيْلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِ الْأَوْزَاعِيِّ وَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ أَنَّهُ سَمِعَ الْأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ: وَاللَّهِ إِنَّكَ لَأَصْبَحُ فِتْيَانِنَا وَجْهًا، وَأَحْسَنُهُمْ عَقْلًا وَأَفْقَهُهُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
«حَدَّثَنَا مُحَدِّثٌ عَنْ أَبِي الْمُغِيرَةِ عَبْدِ الْقُدُّوسِ [3] عَنِ ابْنِ عَيَّاشٍ عَنْ مَنْ حَدَّثَهُ عَنْ كَعْبٍ قَالَ: تَظْهَرُ رَايَاتٌ سُودٌ لِبَنِي الْعَبَّاسِ حَتَّى يَنْزِلُوا الشَّامَ وَيَقْتُلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى أَيْدِيهِمْ كُلَّ جَبَّارٍ وَعَدُوٍّ لَهُمْ» [4] .
__________
[1] الخطيب: الفقيه والمتفقه 2/ 111- 112 لكنه يحذف عليك.
[2] سورة ق آية 19.
[3] عبد القدوس بن الحجاج الخولانيّ (أبو المغيرة) .
[4] ابن كثير: البداية والنهاية 6/ 247 لكنه يذكر «محمد بن» بدل «محدث عن» وهو تصحيف، ويذكر «إسماعيل بن عياش» و «كعب الأحبار» .(1/534)
حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ قَالَ ثَنَا حَمَّادٌ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ العلاء الحضرميّ قال: حدثني مع سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّهُ سَيَكُونُ فِي آخِرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ قَوْمٌ لَهُمْ مِثْلُ أَجْرِ أَوَّلِهِمْ، يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقَاتِلُونَ أَهْلَ الْفِتَنِ. «حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ الْعَبَّاسِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامٍ الْمُعَيْطِيِّ عَنْ أَبَانِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ قَالَ: قَدِمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ عَلَى مُعَاوِيَةَ- وَأَنَا حَاضِرٌ- فَأَجَازَهُ فَأَحْسَنَ جَائِزَتَهُ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا الْعَبَّاسِ هَلْ تَكُونُ لَكُمْ دَوْلَةٌ؟ قَالَ: أَعْفِنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: لِتُخْبِرْنِي. قَالَ: نعم. قال: فيمن أَنْصَارُكُمْ؟
قَالَ: أَهْلُ خُرَاسَانَ، وَلِبَنِي أُمَيَّةَ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ نَطَحَاتٌ» [1] .
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الرَّمْلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: إِذَا رَأَيْتَ رَايَةً هَاشِمِيَّةً فَلَا تَعْرِضْ لَهَا فَإِنَّ دَوْلَتَهَا طَوِيلَةٌ.
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَيُّوبَ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَمْرٍو صَدَقَةُ بْنُ عَمْرٍو الْجُمَحِيُّ عَنْ رَجُلٍ مِنْ ذِي يَمَنٍ مِنْ ذِي عِصْيَانَ أَنَّهُ قال له مقدم ابن دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ بِمَكَّةَ: يَا أَبَا عَمْرٍو وَاللَّهِ لَإِزَالَةُ جَبَلٍ مِنْ مَكَانِهِ أَهْوَنُ مِنْ إِزَالَةِ مُلْكٍ مُؤَجَّلٍ مِنْ مُلْكِ بَنِي الْعَبَّاسِ.
«حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَيُّوبَ قَالَ ثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ أَبِي غُنْيَةَ عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: سَمِعَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن عباس ونحن نقول: اثني عشر أميرا ثم لا أمير واثني عَشَرَ أَمِيرًا ثُمَّ هِيَ السَّاعَةُ. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ مَا أَحْمَقَكُمْ إِنَّ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ بعد ذلك
__________
[1] ابن كثير: البداية والنهاية 10/ 50 و 6/ 245 لكنه يذكر «بطحات» وهي في الأصل مهملة.(1/535)
الْمَنْصُورُ وَالسَّفَّاحُ وَالْمَهْدِيُّ يَدْفَعُهَا إِلَى عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ» [1] .
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالا: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ أَبِي حَيَّانَ [2] عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَيَّانَ قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَحُصَيْنُ بْنُ عُقْبَةَ إِلَى زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ فَقَالَ زَيْدٌ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَوَعَظَ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي أَنْتَظِرُ أَنْ يَأْتِيَنِي رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبُ، وَإِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ: أَحَدُهُمَا كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ النُّورُ وَالْهُدَى فَاسْتَمْسِكُوا بِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَحَثَّ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:
وَأَهْلُ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِي أَهْلِ بَيْتِي. ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. فَقَالَ له يزيد وحصين: من أهل بيته أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: ان نساؤه مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَلَكِنَّ أَهْلَ بَيْتِهِ مَنْ حَرَّمَ الصَّدَقَةَ عَلَيْهِمْ بَعْدَهُ. قَالَ حُصَيْنٌ:
فَمَنْ هُمْ يَا يَزِيدُ؟ قَالَ: هُمْ أَهْلُ الْعَبَّاسِ وَآلُ عَلِيٍّ وَآلُ جَعْفَرٍ وَآلُ عَقِيلٍ. حَدَّثَنَا يحي [3] قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ [4] عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض. حدثني أحمد بن يحي [5] قال: حدثنا عبد الرحمن بن شريك
__________
[1] ابن كثير: البداية والنهاية 6/ 246 ووقع فيه «عن أبي عتبة» بدل «بن أبي غنية» وهو تصحيف (انظر تهذيب التهذيب 11/ 252) ويحذف «ثم لا أمير» ويذكر «يرفعها» بدل «يدفعها» .
[2] يحي بن سعيد بن حيان التميمي الكوفي (تهذيب التهذيب 11/ 214) .
[3] يحي بن يحي بن بكير التميمي.
[4] جرير بن عبد الحميد الضبي.
[5] هو التجيبي المصري (تهذيب التهذيب 1/ 89) .(1/536)
قال: ثنا أبي عن الأعمش عن حبيب بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنْ زيد بن أرقم [1] عن نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنِّي تَرَكْتُ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ، وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي. فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِي فِيهِمَا، فَإِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ. حدثنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا إِسْرَائِيلُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: لَقِيتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ وَهُوَ يُرِيدُ الدُّخُولَ عَلَى الْمُخْتَارِ فَقُلْتُ لَهُ: بَلَغَنِي عَنْكَ حَدِيثٌ. قَالَ: مَا هُوَ؟ قُلْتُ: أَسَمِعْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعِتْرَتِي؟
قَالَ: نَعَمْ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ قَالَ: أَنْبَأَ فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَكْبَرُ مِنَ الْآخَرِ: كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ طَرَفٌ فِي يَدِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَطَرَفٌ فِي أَيْدِيكُمْ فَاسْتَمْسِكُوا بِهِ، أَلَا وَعِتْرَتِي. قَالَ فُضَيْلٌ: سَأَلْتُ عَطِيَّةَ عَنْ عِتْرَتِهِ؟ قَالَ: أَهْلُ بَيْتِهِ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ عَنِ الرُّكَيْنِ عَنْ قَاسِمِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني تَارِكٌ فِيكُمْ خَلِيفَتِي كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يتفرقا حتى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَكْبَرُ مِنَ الْآخَرِ كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وجل سبب موصول من السماء الى
__________
[1] يوجد بعده «عطية العوفيّ عن أبي سعيد الخدريّ» وقد حذفته واحسبه وهم من الناسخ وانظرهما في اسناد آخر بعد الرواية التي تليها.(1/537)
الأرض وعترتي أهل بيتي وانهما لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: النُّجُومُ أَمَانٌ لِأَهْلِ السَّمَاءِ وَأَهْلُ بَيْتِي أَمَانٌ لِأُمَّتِي. حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي خُلَيْدُ بْنُ دَعْلَجٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ عَبْدِ الله بن عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمَانُ الْأَرْضِ مِنَ الْغَرَقِ الْقَوْسُ، وَأَمَانُ أَهْلِ الْأَرْضِ مِنَ الِاخْتِلَافِ الْمُوَالَاةُ لِقُرَيْشٍ فَإِذَا خَالَفَتْهُمْ قَبِيلَةٌ صَارُوا حِزْبَ إِبْلِيسَ. حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ:
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَثَلُ أَهْلِ بَيْتِي مَثَلُ سَفِينَةِ نُوحٍ مَنْ رَكِبَ فِيهَا نَجَا، وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا غَرِقَ، وَمَنْ قَاتَلَنَا فِي آخِرِ الزَّمَانِ فَإِنَّمَا قَاتَلَ مَعَ الدَّجَّالِ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ رَجُلٍ حَدَّثَهُ عَنْ حَنَشٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا ذَرٍّ آخِذًا بِحَلَقَةِ بَابِ الْكَعْبَةِ وَهُوَ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنَا أَبُو ذَرٍّ فَمَنْ عَرَفَنِي أَلَا وَأَنَا أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ لَا أُحَدِّثُكُمْ إِلَّا مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: سَمِعْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي، وَأَحَدُهُمَا أَفْضَلُ مِنَ الْآخَرِ كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ وَإِنَّ مَثَلَهُمَا كَمَثَلِ سَفِينَةِ نُوحٍ مَنْ رَكِبَهَا نَجَا، وَمَنْ تَرَكَهَا غَرِقَ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ إِسْرَائِيلَ عن سالم [1] عن سعيد [2] في قوله قُلْ 42: 23
__________
[1] هو الأفطس.
[2] هو ابن جبير.(1/538)
لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ في الْقُرْبى 42: 23 [1] قَالَ: أَنْ تَصِلُوا قَرَابَةَ مَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ [2] قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ [3] عَنْ جابر [4] عن محمد ابن عَلِيٍّ [5] عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ: لَوْ صَلَّيْتُ صَلَاةً لَا أُصَلِّي عَلَى آلِ مُحَمَّدٍ لَرَأَيْتُ أَنَّ صَلَاتِي لَا تَتِمُّ.
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَدَقَةَ «عَنِ ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قال: سألت أبي عن عبد الله بن عباس وَعَنْ فِقْهِهِ؟ فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ ابْنِ عَبَّاسٍ قَطُّ» [6] .
حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ عَنْ بُجَيْرٍ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ لَمَّا احْتُمِلَتْ جِنَازَتُهُ جَاءَ طَيْرٌ عَظِيمٌ حَتَّى خَالَطَ أَكْفَانَهُ.
حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ الْجُمَحِيُّ قَالَ:
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَامِينَ: أَنَّ طَيْرًا دَخَلَ فِي ثِيَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ وَهُوَ عَلَى سريره منعوش، فلم يُزَحْزَحُ حَتَّى دُفِنَ. قَالَ: لَا أَدْرِي عَبْدُ اللَّهِ رَآهُ أَوْ يَامِينُ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثَنَا بَسَّامٌ الصَّيْرَفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي «عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَامِينَ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي: أَنَّهُ لما مر بجنازة ابن عباس بالجيرة- وَهُوَ وَادٍ- جَاءَ طَيْرٌ أَبْيَضُ يُقَالُ لَهُ الغرنوق فدخل في النعش فلم ير
__________
[1] الشورى آية 23.
[2] ابن موسى العبسيّ.
[3] ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي (تهذيب التهذيب 1/ 261) .
[4] هو ابن يزيد الجعفي (تهذيب التهذيب 2/ 46) .
[5] أحسبه ابن الحنفية.
[6] ابن حجر: الاصابة 2/ 324.(1/539)
بعد» [1] .
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُثَنَّى بْنِ أَنَسٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: وَجَدْتُ عَامَّةَ عِلْمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ هَذَا الْحَيِّ مِنَ الْأَنْصَارِ وَإِنِّي كُنْتُ لَآتِي بَابَ أَحَدِهِمْ فَأَقِيلُ بِبَابِهِ وَلَوْ شِئْتُ أَنْ يُؤْذَنَ لِي عَلَيْهِ لَأَذِنَ لِقَرَابَتِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَكِنِّي كُنْتُ أَبْتَغِي بِذَلِكَ طِيبَ نَفْسِهِ [2] .
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ [3] قَالَ: ثَنَا سَالِمٌ [4] عَنْ مُنْذِرٍ قَالَ: لَمَّا مَاتَ ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ: الْيَوْمَ مَاتَ رَبَّانِيُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ [5] .
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: كُنْتُ أَسْمَعُ الْحَدِيثَ مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ فَلَوْ يَأْذَنُ لِي لَقَبَّلْتُ رَأْسَهُ [6] .
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ ابْنُ أَبْجَرَ [7] : لَمْ يُفَقِّهْ أَهْلَ مَكَّةَ حَتَّى أَتَاهُمُ ابْنُ عَبَّاسٍ.
«حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ثَنَا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقُولُ:
مَا رَأَيْتُ أَحَدًا قَطُّ مِثْلَ ابْنِ عَبَّاسٍ إِلَّا أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ: قَالَ رَسُولُ الله صلّى
__________
[1] ابن حجر: اصابة 2/ 326 وذكر «مامين» بدل «يامين» وهو تصحيف (انظر تهذيب التهذيب 6/ 75) ويحذف «بالجيرة وهو واد» .
[2] قارن بابن سعد 2/ 121.
[3] هو ابن عيينة.
[4] هو ابن أبي حفصة.
[5] في ابن سعد 2/ 121.
[6] في ابن سعد 2/ 123.
[7] عبد الملك بن سعيد بن حيان الكوفي (تهذيب التهذيب 12/ 284) .(1/540)
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَقَدْ مَاتَ يَوْمَ مَاتَ وَإِنَّهُ لَحَبْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ» [1] . حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ ميسرة قال:
سمعت طاووسا يقول: سمعت ابن عباس يقول: استشارتي حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ فِي الْخُرُوجِ. فَقُلْتُ: لَوْلَا أَنْ يَزْرِيَ ذَلِكَ بِي أَوْ بِكَ لَنَشَبْتُ يَدِي فِي رَأْسِكَ، فَكَانَ الَّذِي رَدَّ عَلَيَّ أن قال: لَئِنْ أُقْتَلُ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تَنْجِدَنِي- يَعْنِي مَكَّةَ- قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَذَلِكَ الَّذِي سَلَا بِنَفْسِي عَنْهُ. ثُمّ يقول طاووس: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشَدَّ تَعْظِيمًا لِلْمَحَارِمِ مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ، لَوْ شَاءَ أَنِّي أَبْكِي لَبَكَيْتُ.
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: قَالَ مَعْمَرٌ: عَامَّةُ عِلْمِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ ثَلَاثَةٍ عُمَرَ وَعَلِيٍّ وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: سَمِعْتُ مَعْمَرًا قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ لِأَخٍ لَهُ مِنَ الْأَنْصَارِ: اذْهَبْ بِنَا إِلَى أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَعَلَّهُ أَنْ يَحْتَاجَ إِلَيْنَا. قَالَ: وَكَانَ إِذَا صلّى جلس غِلْمَانُهُ خَلْفَهُ فَإِذَا مَرَّ بِآيَةٍ لَمْ يَسْمَعْ فِيهَا شَيْئًا رَدَّدَهَا فَكَتَبُوهَا فَإِذَا خَرَجَ سَأَلَ عَنْهَا.
حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْعَسْقَلَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ: أَنَّهُمْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمَّ الْفَضْلِ لَحَامِلٌ. قَالَ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عَسَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُبَيِّضَ وُجُوهَنَا بِغُلَامٍ. فَوُلِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ. حَدَّثَنَا قُطْبَةُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ الْمِنْهَالِ الْغَنَوِيُّ [2] قَالَ: حدثنا سفيان [3] عن
__________
[1] ابن حجر: الاصابة 2/ 325.
[2] انظر عنه (الذهبي: ميزان الاعتدال 3/ 390) .
[3] الثوري.(1/541)
سَالِمٍ [1] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَنَّهُ قَالَ يَوْمَ مَاتَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الْيَوْمَ مَاتَ رَبَّانِيُّ قُرَيْشٍ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ قَالَ: ثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ قَالَ: ثَنَا أَيُّوبُ قَالَ: نُبِّئْتُ عن طاووس قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشَدَّ تَعْظِيمًا لِحُرُمَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ لَوْ شَاءَ إِذَا ذَكَرْتُهُ أَنْ أَبْكِي لَبَكَيْتُ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ لِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ: هَلُمَّ فَلْنَسْأَلْ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فإنهم اليوم كثير. فقال: وا عجبا لَكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ أَتَرَى النَّاسَ يَفْتَقِرُونَ إِلَيْكَ وَفِي النَّاسِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ فِيهِمْ؟ قَالَ: فَتَرَكَ ذَلِكَ وَأَقْبَلْتُ أَسْأَلُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْحَدِيثِ، فَإِنْ كَانَ لَيَبْلُغُنِي الْحَدِيثُ عَنِ الرَّجُلِ فَآتِي بَابَهُ وَهُوَ قَائِلٌ فَأَتَوَسَّدُ رِدَائِي عَلَى بَابِهِ تَسْفِي عَلَيَّ الرِّيَاحُ مِنَ التُّرَابِ، فَيَخْرُجُ فَيَرَانِي فَيَقُولُ: يَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ مَا جَاءَ بِكَ أَلَا أَرْسَلْتَ إِلَيَّ فَآتِيَكَ؟ فَأَقُولُ: أَنَا أَحَقُّ أَنْ آتِيَكَ، فَأَسْأَلُهُ عَنِ الْحَدِيثِ.
فَعَاشَ ذَلِكَ الرَّجُلُ الْأَنْصَارِيُّ حَتَّى رَآنِي وَقَدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ حَوْلِي يَسْأَلُونِي. قَالَ: هَذَا الْفَتَى كَانَ أَعْقَلَ مِنِّي [2] .
[سَمُرَةُ]
حَدَّثَنِي سَلَمَةُ قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الله بن صبيح عن محمد بن سيرين قَالَ: كَانَ سَمُرَةُ مَا عَلِمْتُ عَظِيمَ الْأَمَانَةِ صدوق الحديث محبّ للإسلام وأهله.
__________
[1] سالم بن أبي أمية التميمي (تهذيب التهذيب 3/ 431) .
[2] في ابن سعد 2/ 121.(1/542)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أبي مَرْيَمَ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعٌ [2] عَنِ ابْنِ كُمَيْلٍ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ: أَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يُصَلِّي الصُّبْحَ بِغَلَسٍ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: وَمَا يُرِيدُ بِذَلِكَ؟ قُلْتُ: سُنَّةَ أَبِيكَ عُمَرَ.
قَالَ: إِنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ لَمْ يَكُنْ لِلصَّلَاةِ لَهُ غِشًّا، لَمْ نَرَ رَجُلًا أَطْوَلَ قِيَامًا وَأَطْوَلَ رُكُوعًا وَأَطْوَلَ سُجُودًا وَأَتَمَّ جَلْسَةً وَأَقَلَّ الْتِفَاتًا وَأَكْمَلَ صَلَاةً مِنَ ابن الزبير ولم نر من الناس اكبس خَطِيبًا وَأَكْيَسَ [3] مُخَاصِمًا حَتَّى إِذَا وُلِّيَ أَنْكَرَ مِنْهُ مَا كَانُوا يَعْرِفُونَ.
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ قَالَ: رَأَيْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيَّ يَقُصُّ حِينَ يُصَلِّي الصُّبْحَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَحِينَ يُصَلِّي الْعَصْرَ حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ، وَكَانَتْ لَهُ جُمَّةٌ إِلَى قَفَاهُ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ، وَرَأَيْتُ لِحْيَتَهُ صَفْرَاءَ.
الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ قَالَ:
مَا رَأَيْتُ وَاحِدًا أَعْلَمَ بِمَا اخْتَلَفَ النَّاسُ فِيهِ مِنَ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ [4] مَا كَانَ زُهْرِيُّكُمْ هَذَا إِلَّا غُلَامًا مِنْ غِلْمَانِهِ- يَعْنِي ابْنَ شِهَابٍ-.
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ قال: سمعت عمرو بْنَ دِينَارٍ قَالَ:
خَرَجْتُ عَامِدًا إِلَى الْمَدِينَةِ إِلَى الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ.
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الواحد بن
__________
[1] هو سعيد بن الحكم بن محمد الجمحيّ المصري (تهذيب التهذيب 4/ 17) .
[2] هو ابن يزيد الكلاعي (تهذيب التهذيب 4/ 18، 10/ 412) .
[3] الفراغ كلمة رسمها «ما حارا» ولم أتبينها.
[4] هو الحسن بن محمد بن الحنفية (تهذيب التهذيب 2/ 320) .(1/543)
أَيْمَنَ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ يَنْزِلُ عَلَيْنَا فَكُنَّا نُنْفِقُ عَلَيْهِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَإِذَا مَضَتْ ثَلَاثَةٌ لَمْ يَقْبَلْ مِنَّا شَيْئًا.
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ
وَبَعَثَنِي [1] أَبِي إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ فَرَأَيْتُهُ مَكْحُولَ الْعَيْنَيْنِ فَجِئْتُ فَقُلْتُ لِأَبِي بَعَثْتَنِي إِلَى رَجُلٍ كَذَا وَكَذَا- وَقَعْتُ فِيهِ- فَقَالَ: يَا بُنَيَّ ذَاكَ خَيْرُ النَّاسِ [2] .
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ قَالَ: جِئْتُ إِلَى محمد ابن الْحَنَفِيَّةِ وَهُوَ مَكْحُولُ الْعَيْنَيْنِ مَصْبُوغُ اللِّحْيَةِ بِحُمْرَةٍ، وَرَأَيْتُ عَلَيْهِ قَلَنْسُوَةً مُلْصَقَةً بِرَأْسِهِ وَرَأَيْتُ عَلَيْهِ عِمَامَةً سَوْدَاءَ [3] .
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ وَابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالا: ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ: أُعْطِيكَ أَلْفَ دِينَارٍ وَتَعْمَلُ فِيهَا؟ قُلْتُ: لَيْسَ لِي بِهَا حَاجَةٌ.
عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: مَا رَأَيْتُ هَاشِمِيًّا أَفْضَلَ مِنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ. وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: مَا كَانَ أَكْثَرَ مَجَالِسَ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أفقه منه، ولكنه كَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ.
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ قُرَشِيًّا أَفْضَلَ مِنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ.
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ زَيْدٍ قَالَ: كَانَ أَبِي يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ عَلِيِّ بن الحسين منهم قط.
__________
[1] هذه تتمة الرواية بالإسناد السابق قطعها العنوان.
[2] قارن ابن سعد 5/ 85.
[3] في ابن سعد 5/ 85.(1/544)
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ [أَبِي] [1] زُكَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ:
حَدَّثَنِي مَالِكٌ قَالَ: قَالَ نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ إِنَّكَ تُجَالِسُ أَقْوَامًا دُونًا. فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ: إِنِّي أُجَالِسُ مَنْ أَنْتَفِعُ بِمُجَالَسَتِهِ فِي دِينِي. قَالَ: وَكَانَ نَافِعٌ يَجِدُ فِي نَفْسِهِ وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ رَجُلًا لَهُ فَضْلٌ فِي الدِّينِ، قَالَ مَالِكٌ: كَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بن عبد الله بن عتبة بن مسعود مِنْ عُلَمَاءِ النَّاسِ، وَكَانَ إِذَا دَخَلَ فِي صَلَاتِهِ فَقَعَدَ إِلَيْهِ إِنْسَانٌ لَمْ يُقْبِلْ عَلَيْهِ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ صَلَاتِهِ نَحْوَ مَا كَانَ يُرَى مِنْ طُولِهَا، قَالَ مَالِكٌ وَإِنَّ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْفَضْلِ، وَكَانَ يَأْتِيهِ فَيَجْلِسُ إِلَيْهِ، وَيُطَوِّلُ عُبَيْدُ اللَّهِ فِي صَلَاتِهِ وَلَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهِ. فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ وَهُوَ مِمَّنْ هُوَ مِنْهُ، فَقَالَ: لَا بُدَّ لِمَنْ طَلَبَ هَذَا الْأَمْرَ تَعَنَّى بِهِ. قَالَ مَالِكٌ: وَكَانَ ابْنُ شِهَابٍ يَصْحَبُ عبيد الله بن عبد الله ابن عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ حَتَّى أَنَّهُ كَانَ يَنْتَزِعُ لَهُ الْمَاءَ.
الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ [2]
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ:
رَأَيْتُ عَلَى الْقَاسِمِ قَلَنْسُوَةَ خزّ ورداء سابريّ معلم ملون قَدْ صُبِغَ بِشَيْءٍ مِنْ زَعْفَرَانٍ، وَيَدَعُ مِائَةَ أَلْفٍ يَتَخَلَّجُ فِي نَفْسِهِ مِنْهُ [3] .
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ قَالَ: ثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ وَذَكَرَ الْقَاسِمَ بن محمد قَالَ: رَأَيْتُ عَلَيْهِ قَلَنْسُوَةَ خَزٍّ مَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَفْضَلَ مِنْهُ، وَلَقَدْ ترك مائة ألف وهو له حلال.
__________
[1] ساقطة من الأصل.
[2] هو الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ (ابن سعد 5/ 139) .
[3] في ابن سعد 5/ 160 لكنه يذكر «يتخلج في بقّه منها شيء» .(1/545)
حدثنا محمد بن [أبي] [1] زكير قال: أخبرنا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: ذَكَرَ فَضْلَ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ فَقَالَ: وَكَانَ الْقَاسِمُ مِنْ فُقَهَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ. وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ قَدْ ثَقُلَ وَتَخَلَّفَ عَنِ الْحَجِّ، فَكَانَ يَأْمُرُ مَنْ يَحُجّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى هَدْيِ الْقَاسِمِ وَلُبُوسِهِ وَنَاحِيَتِهِ فَيُبَلِّغُوهُ ذَلِكَ فَيَقْتَدِيَ بِالْقَاسِمِ قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: لَوْ كَانَ لِي مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ لَوَلَّيْتُ الْقَاسِمَ الْخِلَافَةَ.
قَالَ «وَكَانَ الْقَاسِمُ قليل الحديث قليل الفتيا» [2] .
حدثني علي بن الحسن العسقلاني قَالَ: ثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ عُبَيْدِ الله ابن موهب قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ سَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ مَسَائِلَ، فَلَمَّا قَدِمَ الرَّجُلُ قَالَ لَهُ الْقَاسِمُ: لَا تَذْهَبَنَّ فَتَقُولَ إِنَّ الْقَاسِمَ قَالَ هَذَا هُوَ الْحَقُّ وَلَكِنْ إِذَا اضْطُرِرْتَ إِلَيْهِ عَمِلْتَ بِهِ.
حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الليث عن يحي بْنِ سَعِيدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَنَّهُ قَالَ: يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ إِنَّا وَاللَّهِ لَا نعلم كثيرا مما تسألونا عنه، ولئن يعيش الرَّجُلُ جَاهِلًا إِلَّا أَنَّهُ يَعْلَمُ مَا فَرَضَ الله عز وجل عليه خير له من أَنْ يَقُولَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُولِهِ مَا لَا يَعْلَمُ.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ مالكا وذكر قول القاسم لئن يعيش المرء جاهلا خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَقُولَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا لَا يَعْلَمُ. فَقَالَ مَالِكٌ: هَذَا كَلَامٌ يُقْبَلُ، ثُمَّ ذَكَرَ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ وَمَا خَصَّهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ مِنَ الْفَضْلِ وَآتَاهُ إِيَّاهُ. قَالَ مَالِكٌ:
يَقُولُ أَبُو بَكْرٍ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ: لَا أَدْرِي. قال مالك: ولا يقول هذا
__________
[1] ساقطة من الأصل.
[2] ابن حجر: تهذيب التهذيب 8/ 335.(1/546)
لَا أَدْرِي.
حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ قَالا: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ:
سَمِعْتُ مَالِكًا وَغَيْرَهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يُحَدِّثُونَ عَنْ يحي بْنِ سَعِيدٍ أَنَّهُ سَمِعَ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ إِنَّا وَاللَّهِ مَا نعلم كل الّذي تسألونا عنه، ولئن يعيش الْمَرْءُ جَاهِلًا إِلَّا أَنَّهُ يَعْرِفُ مَا افْتَرَضَ الله عز وجل عليه خير له من أَنْ يَقُولَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا لَا يَعْلَمُ.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ [أَبِي] [1] زُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: لَوْ كَانَ إِلَيَّ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا عَصَبْتُهُ إِلَّا بِالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ. قَالَ مَالِكٌ: وَكَانَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَدْ وُلِّيَ الْعَهْدَ قَبْلَ ذَلِكَ.
قَالَ: وَحَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حِينَ الْتَقَى الْقَاسِمُ وَعُمَرُ وَكَانَ عُمَرُ يَوْمَئِذٍ عَلَى الْمَدِينَةِ فَقَالَ عُمَرُ لِلْقَاسِمِ: إِنَّ مَعَنَا فُضُولًا مِنْ طَعَامٍ وَمَتَاعٍ فَخُذْ ذَلِكَ. فَقَالَ الْقَاسِمُ: إِنِّي لَا أَرْزَأُ أَحَدًا شَيْئًا. فَقُلْتُ لِمَالِكٍ [2] :
أَكَانَ عُمَرُ يَوْمَئِذٍ أَمِيرًا؟ قَالَ: نَعَمْ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زكير قال: أخبرنا ابن وهب قال: حدثنا مالك عن يحي بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ الْقَاسِمُ لَا يَكَادُ يَرُدُّ عَلَى أَحَدٍ شَيْئًا فِي مَجْلِسِهِ، وَلَا يَعِيبُ عَلَيْهِ، قَالَ: فَتَكَلَّمَ رَبِيعَةُ يَوْمًا فِي مَجْلِسِ الْقَاسِمِ فَأَكْثَرَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ الْقَاسِمُ وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَيَّ فَالْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ: لَا أَبَا لِغَيْرِكَ أَتَرَى النَّاسَ كَانُوا غَافِلِينَ عَمَّا يَقُولُ صَاحِبُنَا هَذَا.
حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الليث عن يحي بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ رُبَّمَا تَكَلَّمَ بِشَيْءٍ مِنَ الْفُتْيَا في مجلس القاسم
__________
[1] ساقطة من الأصل.
[2] في الأصل «مالك» .(1/547)
ابن مُحَمَّدٍ. قَالَ: فَيَلْتَفِتُ إِلَيَّ الْقَاسِمُ فَيَقُولُ لِي: أَفْضَلُ النَّاسِ إِنْ كَانَ مَا يَقُولُ رَبِيعَةُ حَقًّا.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عن ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: مَا لَقِيتُ أَكْفَأَ مِنْ ثلاثة رجاء بن حيوة بالشام، والقاسم بن محمد بالحجاز، وابن سيرين بالعراق، يقول: لم يُجَاوِزُوا مَا عَلِمُوا، وَلَمْ يَتَكَلَّفُوا أَنْ يَقُولُوا بِرَأْيِهِمْ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ قَالَ: مَا حَدَّثَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ مِائَةَ حَدِيثٍ.
حَدَّثَنِي سعيد بن أسد قال: حدثنا ضمرة عن ابن شوذب عن يحي ابن سَعِيدٍ قَالَ: مَا أَدْرَكْنَا بِالْمَدِينَةِ أَحَدًا نَفُضِّلُهُ عَلَى الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ.
حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي زُكَيْرٍ قَالَ: ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ: أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ كَانَ يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الرَّجُلِ الْمُدَارَاةُ فِي الشَّيْءِ فَيَقُولُ لَهُ الْقَاسِمُ: هَذَا الَّذِي تُرِيدُ أَنْ تُخَاصِمَنِي فِيهِ هُوَ لَكَ، فَإِنْ كَانَ حَقًّا هُوَ لَكَ فَخُذْهُ وَلَا تُحَدِّثْنِي فِيهِ، وَإِنْ كَانَ لِي فَأَنْتَ مِنْهُ فِي حِلٍّ وَهُوَ لَكَ.
«حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد عن يحي بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: سُئِلَ الْقَاسِمُ يَوْمًا. فَقَالَ: لا أعلم. ثم قال: والله لئن يعيش الْمَرْءُ جَاهِلًا بَعْدَ أَنْ يَعْلَمَ حَقَّ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَقُولَ مَا لَا يَعْلَمُ [1] . وَعَنْ أَيُّوبَ [2] قَالَ: سُئِلَ الْقَاسِمُ يَوْمًا عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ:
لَا أَدْرِي. ثُمَّ قَالَ: مَا كُلُّ مَا تَسْأَلُونَا عَنْهُ نَعْلَمُ، وَلَوْ عَلِمْنَا مَا كَتَمْنَاكُمْ وَلَا
__________
[1] ابن سعد 5/ 139.
[2] ذكر الخطيب نقلا عن الفسوي اسناد الرواية كاملا وهو «حدثنا سليمان بن حرب نا حماد بن زيد عن أيوب» (الفقيه والمتفقه 2/ 173) .(1/548)
حُلَّ لَنَا أَنْ نَكْتُمَكُمْ» [1] .
سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ
حدثنا محمد بن [أبي] [2] زكير قال: أخبرنا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ:
حَدَّثَنَا مَالِكٌ قَالَ كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ مِنْ أَعْلَمِ هَذِهِ الْبَلْدَةِ بِالسُّنَنِ، وَكَانَ مِنْ عُلَمَاءِ النَّاسِ، وَكَانَ يَقُولُ فِي مَجْلِسِهِ فَإِذَا كَثُرَ فِيهِ الْكَلَامُ وَسَمِعَ اللَّغَطَ أَخَذَ نَعْلَيْهِ ثُمَّ قَامَ عَنْهُمْ. فَقُلْتُ لِمَالِكٍ: وَهُوَ فِي مَجْلِسِهِ؟ قَالَ:
نَعَمْ. قَالَ: وَكَانَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ رَجُلًا شَدِيدًا يَحْصِبُ النَّاسَ بالحصى.
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ قَالَ: كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ يِسَارٍ مِنْ عُلَمَاءِ النَّاسِ بَعْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَكَانَ كَثِيرًا مَا يُوَافِقُ سعيدا. قال: وكان سعيد لا يجترأ عَلَيْهِ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ أَفْهَمُ عِنْدَنَا مِنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ [3] وَلَمْ يَقُلْ أَفْقَهَ.
حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ عَنْ شَيْءٍ. فَقَالَ: سَأَلْتَ أَحَدًا غَيْرِي؟
قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: مَنْ هُوَ؟ قَالَ: عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ. قَالَ: فَمَا قَالَ لَكَ؟ قَالَ:
كَذَا وَكَذَا. قال: فأذهب الى سليمان بن يسار فَسَلْهُ ثُمَّ أَخْبِرْنِي مَا قَالَ لَكَ. قَالَ: فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: الْأَمْرُ فِيهِ كَذَا وَكَذَا، وَأَخْبَرْتُ ابْنَ الْمُسَيِّبِ.
فَقَالَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ: عَطَاءٌ قَاضٍ وسليمان مفت.
__________
[1] الخطيب: الفقيه والمتفقه 2/ 173 لكنه يذكر «نا» بدل «حدثنا» ، ويرى بعض المحدثين عدم جواز استبدال لفظ «أخبرنا» ب «حدثنا» .
[2] ساقطة من الأصل.
[3] ابن سعد 5/ 130.(1/549)
حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن يحي بن سعيد عن بكير بن عبد الله بْنِ الْأَشَجِّ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ عن عطاء بن يسار قال:
قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: إِنَّمَا أَنْتَ قَاضٍ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حدثنا يحي بن سعيد عن بكير بن عبد الله بْنِ الْأَشَجِّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ لِي: إِنَّمَا أَنْتَ قَاضٍ وَلَسْتَ بِمُفْتٍ.
عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ الْحَضْرَمِيُّ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ الْخُزَاعِيُّ قَالا: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: مَا سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ فِي شَيْءٍ قَطُّ بِرَأْيِهِ. قَالَ: وَرُبَّمَا سُئِلَ عَنِ الشَّيْءِ مِنْ ذَلِكَ فَيَقُولُ هَذَا مِنْ خَالِصِ السُّلْطَانِ. قَالَ: وَقَالَ [1] أَبِي:
مَا حَدَّثْتُ- وَقَالَ زَيْدٌ: مَا أَخْبَرْتُ- أَحَدًا بِشَيْءٍ مِنَ الْعِلْمِ قَطّ لَا يَبْلُغُهُ عَقْلُهُ إِلَّا كَانَ ذَلِكَ ضَلَالَةً عَلَيْهِ.
حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ وَيُونُسُ قَالُوا: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قال: أخبرني يحي بْنُ أَيُّوبَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ: أَنَّ عَوْنَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدِّثْنِي عَنْ أَبِيكَ؟ قَالَ: فَذَهَبْتُ أُحَدِّثُهُ عَنِ السُّنَنِ. فَقَالَ لَا غَرَائِبَ حَدِيثِهِ، فَإِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُرْوَةَ حَدَّثَنِي عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّهَا كَتَبَتْ إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ: إِنَّكَ إِنِ اتَّقَيْتَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ كَفَاكَ، وَإِنِ اتَّقَيْتَ النَّاسَ لَمْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ شَيْئًا فَاتَّقِ اللَّهَ. قَالَ هِشَامٌ: حدثني عتبة ابن عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حُبِسْتُ مَعَ أَبِيكَ فَضَحِكَ فقال: ما يضحكك؟ فقال:
__________
[1] في الأصل «وقا» .(1/550)
إِنَّكَ تُحِيلُنَا عَلَى الْأُمَلْيَاءِ. قَالَ هِشَامٌ: فَإِنَّمَا كَانَ يُحَدِّثُ عَنْ عَائِشَةَ.
«قَالَ هِشَامٌ: وَكَانَ أَبِي يَقُولُ: إِنَّا كُنَّا أَصَاغِرَ قَوْمٍ، ثُمَّ نحن اليوم كبار، وانكم اليوم أصاغر وَسَتَكُونُونَ كِبَارًا، فَتَعَلَّمُوا الْعِلْمَ تَسُودُوا بِهِ قَوْمَكُمْ ويحتاجوا إليكم» [1] . فو الله مَا يَسْأَلُنِي النَّاسُ حَتَّى لَقَدْ نَسِيتُ.
«قَالَ هِشَامٌ. وَكَانَ أَبِي يَدْعُونِي وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُرْوَةَ وَعُثْمَانَ وَإِسْمَاعِيلَ إِخْوَتِي- وَآخَرَ قَدْ سَمَّاهُ هِشَامٌ- فَيَقُولُ: لَا تَعْنِتُونِي مَعَ النَّاسِ إِذَا خَلَوْتُ فَسَلُونِي، فَكَانَ يُحَدِّثُنَا يَأْخُذُ فِي الطَّلَاقِ ثُمَّ الْخُلْعِ ثُمَّ الْحَجِّ ثُمَّ الْهَدْيِ ثُمَّ كَذَا ثُمَّ يَقُولُ: كُرُّوا عَلَيَّ فَكَانَ يَعْجَبُ من حفظي.
قال هشام: فو الله مَا تَعَلَّمْنَا مِنْهُ جُزْءًا مِنْ أَلْفِ جُزْءٍ مِنْ أَحَادِيثِهِ» [2] .
حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ عُقَيْلِ ابن خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ يَقُولُ: قَدِمْتُ مِصْرَ عَلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ وَأَنَا أُحَدِّثُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: فَقَالَ لي إبراهيم ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَارِظٍ: مَا أَسْمَعُكَ تُحَدِّثُ إِلَّا عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ؟ فَقُلْتُ:
أَجَلْ. فَقَالَ: لَقَدْ تَرَكْتَ رَجُلَيْنِ مِنْ قَوْمِكَ لَا أَعْلَمُ أَحَدًا أَكْثَرَ حَدِيثًا مِنْهُمَا: عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. قَالَ: فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ وَجَدْتُ عُرْوَةَ بِئْرًا لَا تُكَدِّرُهُ الدِّلَاءُ.
حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ قَالَ: أَتَى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ذَاتَ لَيْلَةٍ إِلَى عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، فَجَعَلَ عُرْوَةُ يُحَدِّثُهُ وَجَعَلَ عُبَيْدُ اللَّهِ يَضْحَكُ، فَظَنَّ عُرْوَةُ أَنَّمَا ذَلِكَ مِنْ عُبَيْدِ اللَّهِ اسْتِهْزَاءً، فَقَالَ: مَا يُضْحِكُكَ؟ فَقَالَ: إِنَّكَ تُحَدِّثُنِي عَنْ عَائِشَةَ وَتَحْمِلُنِي عَلَى الْمَلَأِ، وَإِنَّ غَيْرَكَ يُحِيلُنَا على المفاليس.
__________
[1] الخطيب: الفقيه والمتفقه 2/ 90 بنفس الاسناد.
[2] الخطيب: الفقيه والمتفقه 2/ 141.(1/551)
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: كُنْتُ أَطْلُبُ الْعِلْمَ مِنْ ثَلَاثَةٍ: سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَكَانَ أَفْقَهَ النَّاسِ وَعُرْوَةَ بن الزبير وكان بحرا لا تُكَدِّرُهُ الدِّلَاءُ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وكنت لا أشاء أن أقع منه على علم ما لا أَجِدُ عِنْدَ غَيْرِهِ إِلَّا وَقَعْتُ.
حَدَّثَنِي حَسَنٌ الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَدْرَكْتُ مِنْ بُحُورِ قُرَيْشٍ أَرْبَعَةً: عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، فَأَمَّا أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَكَانَ يُمَارِي ابْنَ عَبَّاسٍ فجرب بِذَلِكَ عِلْمًا كَثِيرًا.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ:
كَانَ عُرْوَةُ يَتَآلَفُ النَّاسُ عَلَى حَدِيثِهِ. قَالَ سُفْيَانُ: فَأَمَّا عُمَرُ فَحَدَّثَنَا قَالَ: أَتَيْنَا عُرْوَةَ فَقَالَ: أتيتوني فتلقوا مني.
حدثني سعيد بن أسد قال: حدثنا ضمرة عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ:
كَانَ عُرْوَةُ بْنُ الزبير إذا كان أيام الرطب ثم حائط فَيَدْخُلُ النَّاسُ فَيَأْكُلُونَ وَيَحْمِلُونَ، وَكَانَ إِذَا دَخَلَهُ رَدَّدَ هَذِهِ الْآيَةَ فِيهِ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْهُ وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شاءَ الله لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ 18: 39 [1] حَتَّى يَخْرُجَ.
وَكَانَ عُرْوَةُ يَقْرَأُ رُبْعَ الْقُرْآنِ كُلَّ يَوْمٍ نَظَرًا فِي الْمُصْحَفِ وَيَقُومُ بِهِ اللَّيْلَ فَمَا تَرَكَهُ إِلَّا لَيْلَةَ قُطِعَتْ رِجْلُهُ، ثم عاوده مِنَ اللَّيْلَةِ الْمُقْبِلَةِ.
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: يَا بَنِيَّ سَلُونِي فَلَقَدْ تُرِكْتُ حَتَّى كِدْتُ أَنْ أَنْسَى وَإِنِّي لَأُسْأَلُ عَنِ الْحَدِيثِ فَيُقِيمُ لِي حَدِيثَ يَوْمِي [2] .
__________
[1] سورة الكهف آية 39.
[2] في ابن سعد 5/ 133 لكنه يذكر «فيفتح» بدل «فيقيم» .(1/552)
حدثني العباس بن الوليد بن مزيد قال: أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: قَالَ أَبُو عَمْرٍو [1] : خَرَجَتْ فِي بَطْنِ قَدَمِهِ- يَعْنِي عُرْوَةَ- بَثْرَةُ فَتَأَخَّرَ مَا بِهِ ذَلِكَ إِلَى أَنْ نُشِرَتْ سَاقُهُ. قَالَ: وَقَالَ عُرْوَةُ لَمَّا نُشِرَتْ سَاقُهُ: اللَّهمّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أَمْشِ بِهَا إِلَى سُوءٍ قَطُّ.
حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْعَسْقَلَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعِ [2] بْنِ دُرَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَخَرَجَتْ بِرِجْلِهِ قُرْحَةُ الْأَكَلَةِ، فَاجْتَمَعَ رَأْيُ الْأَطِبَّاءِ عَلَى نَشْرِهَا وَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ قَتَلَتْهُ، قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَى الْوَلِيدِ يَسْأَلُهُ أَنْ يَبْعَثَ إِلَيْهِ الْأَطِبَّاءَ.
قَالَ: فَأَرْسَلَنِي بِهِمْ إِلَيْهِ، فَقَالُوا: نُسْقِيكَ مُرْقِدًا. قَالَ: وَلِمَ؟ قَالُوا:
لِئَلَّا تَحُسَّ بِمَا نَصْنَعُ بِكَ. قَالَ: بَلْ شَأْنُكُمْ بِهَا. قَالَ: فَنَشَرُوا سَاقَهُ بِالْمِنْشَارِ. قَالَ: فَمَا زَالَ عُضْوًا عَنْ عُضْوٍ حَتَّى فَرَغُوا مِنْهَا، ثُمَّ حَسَمُوهَا.
قَالَ: فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا فِي أَيْدِيهِمْ تَنَاوَلَهَا وَقَالَ: الْحَمْدُ للَّه، أَمَا وَالَّذِي حَمَلَنِي عليك انه ليعلم أني ما مشيت بك إِلَى حَرَامٍ قَطُّ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَافِعِ [بْنِ] [3] دُرَيْدٍ أَوْ غَيْرُهُ مِنْ شُيُوخِنَا: أَنَّ عُرْوَةَ أَمَرَ بِهَا فَغُسِّلَتْ وَحُنِّطَتْ وَكُفِّنَتْ وَلُفَّتْ بِقَطِيفَةٍ، ثُمَّ أَرْسَلَ بِهَا إِلَى الْمَقَابِرِ.
حَدَّثَنِي ابْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ قَالَ:
قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ، قَالَ: وَقُتِلَ مَعَهُ ابْنُ صَفْوَانَ وَابْنُ مُطِيعِ بْنِ الْأَسْوَدِ. قِيلَ لَهُ: فَأَيْنَ كَانَ عُرْوَةُ؟ قَالَ: بِمَكَّةَ فَلَمَّا قُتِلَ خَرَجَ إِلَى الْمَدِينَةِ بِالْأَمْوَالِ فَاسْتَوْدَعَهَا وَخَرَجَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ فَقَدِمَ عَلَيْهِ قَبْلَ الْبَرِيدِ وقبل أن يصل اليه الخبر، فما انتهى الى الباب قال للبواب: قل
__________
[1] أبو عمرو الأوزاعي.
[2] ورد هنا «رافع» وبعد أسطر «نافع» ولم أجده في المصادر لذلك جعلته في الصفحة التالية «رافع» أيضا لئلا يحسب القارئ انهما اثنان.
[3] الزيادة من أعلاه وفي الأصل «نافع» بدل «رافع» .(1/553)
لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَى الْبَابِ. فَقَالَ: مَنْ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ؟ فَقَالَ قُلْ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ. فَدَخَلَ، فَقَالَ: هَا هُنَا رَجُلٌ عَلَيْهِ أَثَرُ سَفَرٍ يَقُولُ قُلْ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَى الْبَابِ، فَقُلْتُ لَهُ مَنْ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ قُلْ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ. فَقَالَ: ذَاكَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، فَأَذِنَ لَهُ فَلَمَّا رَآهُ زَالَ لَهُ عَنْ مَوْضِعِهِ، قَالَ: فَجَعَلَ يَسْأَلُهُ فَقَالَ: كَيْفَ أَبُو بَكْرٍ- يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ-؟ فَقَالَ: قُتِلَ رَحِمَهُ اللَّهُ. قَالَ: فَنَزَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ عَنِ السَّرِيرِ فَسَجَدَ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ الْحَجَّاجُ أَنَّ عُرْوَةَ قَدْ خَرَجَ وَالْأَمْوَالُ عِنْدَهُ. فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: مَا تَدَعُونَ الرَّجُلَ حَتَّى يَأْخُذَ سَيْفَهُ فَيَمُوتَ كَرِيمًا. قَالَ: فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ كَتَبَ إِلَى الْحَجَّاجِ: أَنْ أَعْرِضْ عَنْ ذَلِكَ.
سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ
حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ قَالا: أَخْبَرَنَا ابْنُ وهب قال:
حدثني مالك عن يحي بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: قُلْتُ لِسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فِي شَيْءٍ سَمِعْتُ مِنْهُ: أَسَمِعْتَهُ مِنَ ابْنِ عُمَرَ؟ قَالَ: مَرَّةً وَاحِدَةً نَعَمْ وَأَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ مَرَّةٍ.
حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ [1] قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ كَتَبَ إِلَى زَيْدِ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ يَسْأَلُهُ أَنْ يُبَايِعَ لِعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْوَلِيدِ وَيَخْلَعَ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَفَرِقَ زَيْدُ بْنُ حَسَنٍ مِنَ الْوَلِيدِ فَأَجَابَهُ، فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ سُلَيْمَانُ وجد كتاب زيد ابن حَسَنٍ إِلَى الْوَلِيدِ بِذَلِكَ، فَكَتَبَ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ- وَهُوَ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ-: ادْعُ زَيْدَ بْنَ حَسَنٍ فَأَخْبِرْهُ بِهَذَا الْكِتَابِ، فَإِنْ عَرَفَهُ اكْتُبْ إِلَيَّ بِذَلِكَ، وَإِنْ هُوَ نَكَلَ فَقَدِّمْهُ فَأَظْهَرَ يَمِينَهُ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا كَتَبَ بِهَذَا الْكِتَابِ وَلَا أَمَرَ بِهِ. قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ
__________
[1] هو يعقوب بن عبد الرحمن الزهري.(1/554)
أَبُو بَكْرِ بْنُ حَزْمٍ فَأَقْرَأَهُ الْكِتَابَ. فَقَالَ: أَنْظِرْنِي مَا بَيْنِي وَبَيْنَ الْعِشَاءِ أَسْتَخِيرُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ: فَيُرْسِلُ زَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ إِلَى الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ الله يستشيرها. قَالَ: فَأَقَامَا رَبِيعَةَ مَعَهُمْ فَذَكَرَ لَهُمَا ذَلِكَ وَقَالَ: إِنِّي لَمْ أَكُنْ آمَنُ مِنَ الْوَلِيدِ عَلَى دَمِي لَوْ لَمْ أُجِبْهُ، فَقَدْ كَتَبْتُ هَذَا الْكِتَابَ فَتَرَوْنَ أَنْ أَحْلِفَ. قَالُوا: لَا تَحْلِفْ وَلَا تُبَادِرِ [1] اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عِنْدَ مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّا نَرْجُو أَنْ يُنَجِّيَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِالصِّدْقِ. فَأَقَرَّ بِالْكِتَابِ وَلَمْ يَحْلِفْ، فَكَتَبَ بِذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ.
فَكَتَبَ سُلَيْمَانُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ أَنْ يَضْرِبَهُ مِائَةَ سَوْطٍ، وَيُدِرْ عَنْهُ عَبَاءَةً وَيُمْشِيهِ حَافِيًا. قَالَ: فَحَبَسَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الرَّسُولَ مِنْ عَسْكَرِ سُلَيْمَانَ وَقَالَ: لَا تَخْرُجْ حَتَّى أُكَلِّمَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِيمَا كَتَبَ فِي زَيْدِ بْنِ حَسَنٍ لَعَلِّي اسْتَطِيبُ نَفْسَهُ فَيَتْرُكَ هَذَا الْكِتَابَ. قَالَ: فَجَلَسَ الرَّسُولُ، وَمَرِضَ سُلَيْمَانُ. فَقَالَ لِلرَّسُولِ: لَا تَخْرُجْ فَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَرِيضٌ.
قَالَ: إِنْ رُمِيَ بِجِنَازَةِ سُلَيْمَانَ، وَأَفْضَى الْأَمْرُ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فدعا بالكتاب فخرقه [2] .
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عن يحي ابن سَعِيدٍ قَالَ: سُئِلَ ابْنٌ لِعَبْدِ اللَّهِ [3] بْنِ عُمَرَ عَنْ شَيْءٍ فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مِنْهُ شَيْءٌ. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ إِنِّي لَأُعَظِّمُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَكَ ابْنَ إِمَامِ هُدًى تُسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ لَا يَكُونُ عِنْدَكَ مِنْهُ عِلْمٌ. قَالَ: أَعْظَمُ [مِنْ] [4] ذَلِكَ وَاللَّهِ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ مَنْ تَحَمَّلَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ أَقُولَ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَوْ أُحَدِّثَ عَنْ غَيْرِ ثقة.
__________
[1] في ابن عبد الحكم: سيرة عمر ص 119 «تبارز» .
[2] أوردها ابن عبد الحكم: سيرة عمر ص 119- 120.
[3] في الأصل «ابن لابي عبد الله» .
[4] في الأصل ساقطة.(1/555)
حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ أَخْبَرَنِي أَشْهَبُ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ أَشْبَهَ ولد عمر به، وكان سالم ابن عَبْدِ اللَّهِ أَشْبَهَ وَلَدِ عَبْدِ اللَّهِ بِهِ [1] قَالَ مَالِكٌ: وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ فِي زَمَانِ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَشْبَهَ بِمَنْ مَضَى مِنَ الصَّالِحِينَ فِي الزُّهْدِ وَالْقَصْدِ فِي الْعَيْشِ مِنْهُ، كَانَ يَلْبَسُ الثَّوْبَ بِدِرْهَمَيْنِ وَيَشْتَرِي الشِّمَالَ بِحِمْلِهَا.
وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ لِسَالِمٍ، وَرَآهُ حَسَنَ السِّحْنَةِ، أَيُّ شَيْءٍ تَأْكُلُ؟ قَالَ: الْخُبْزُ وَالزَّيْتُ، وَإِذَا وَجَدْتُ اللَّحْمَ أَكَلْتُهُ. فَقَالَ له:
أتشتهيه؟ قال: ان لم أشته تَرَكْتُهُ حَتَّى أَشْتَهِيَهُ [2] .
حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عبد العزيز العمري قَالَ: كَانَ سَالِمٌ إِذَا خَرَجَ عَطَاؤُهُ فَإِنْ كَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ قَضَاهُ، ثُمَّ يُنِيلُ مِنْهُ وَيَتَصَدَّقُ مِنْهُ ثُمَّ يَحْبِسُ لِعِيَالِهِ نَفَقَتَهُمْ، وَيُمْسِكُ عَلَى مَا بَقِيَ لِلْحَجِّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَلِلْعُمْرَةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ حَدَّثَنِي سَعِيدٌ قَالَ: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الْمُدَيِنةَ قَالَ: قَالَ سَالِمٌ: لَوْ لَمْ أَجِدْ لِلْحَجِّ إِلَّا حِمَارًا أَبْتَرَ لَحَجَجْتُ عَلَيْهِ.
عُمَرُ بْنُ خَلْدَةَ الزُّرَقِيُّ
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ السُّلَامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ خَلْدَةَ [3]- وَكَانَ نِعْمَ الْقَاضِي-: يَا رَبِيعَةُ أَرَاكَ تُفْتِي النَّاسَ فَإِذَا جَاءَكَ الرَّجُلُ يَسْأَلُكَ فَلَا تَكُنْ هِمَّتُكَ أَنْ تُخْرِجَهُ مِمَّا وَقَعَ فِيهِ وَلْتَكُنْ همتك أن
__________
[1] في ابن سعد 5/ 145 لكنه يضيف «عن يحي بن سعيد» بعد «مالك» .
[2] قارن ابن سعد 5/ 148 لكنه يذكر هشام بن عبد الملك بدل سليمان.
[3] عمر بن خلدة الزرقيّ الأنصاري المدني القاضي (ابن سعد 5/ 206 وابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 442) .(1/556)
تَتَخَلَّصَ مِمَّا سَأَلَكَ عَنْهُ» [1] .
قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ
قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سَلَمَةُ وَعَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ قَالا: عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: قَدِمْتُ الشَّامَ فَإِذَا قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ [2] قَدْ جَاءَ بِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَأَدْخَلَهُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ فَحَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
إِنَّ الْخَلِيفَةَ لَا يُنَاشَدُ. قَالَ: فَكُسِيَ وَأُعْطِيَ وَحُبِيَ. قَالَ فَحَكَّ فِي نَفْسِي شَيْءٌ، فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَلَقِيتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، فحدثته فضرب يده بيدي ثُمَّ قَالَ: قَاتَلَ اللَّهُ قَبِيصَةَ كَيْفَ بَاعَ دِينَهُ بِدُنْيَا فَانِيَةٍ! وَاللَّهِ مَا مِنِ امْرَأَةٍ مِنْ خُزَاعَةَ قَعِيدَةٍ فِي بَيْتِهَا إِلَّا قَدْ حَفِظَتْ قَوْلَ عَمْرِو بْنِ سَالِمٍ الْخُزَاعِيِّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
اللَّهمّ إِنِّي نَاشِدٌ مُحَمَّدًا ... حِلْفَ أَبَيِنَا وَأَبِيهِ الْأَتْلَدَا [3]
أَفَيُنَاشَدُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يُنَاشَدُ الْخَلِيفَةُ! قَاتَلَ اللَّهُ قَبِيصَةَ كَيْفَ بَاعَ دِينَهُ بِدُنْيَا فَانِيَةٍ!.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ
__________
[1] الخطيب: الفقيه والمتفقه 2/ 169 لكنه يحذف «قال حدثني ربيعة ابن أبي عبد الرحمن» وأحسب أن الخطيب اختصره لانه مكرر، كما يذكر «ابن حلزة» وهو تصحيف «ابن خلدة» ويذكر «فلا يكن همك أن تخرجه» . وابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 443 لكنه يذكر «يقسم» بدل «نعم القاضي» وهو تصحيف، ويذكر «يسكن» بدل «ولتكن وهو تصحيف، ويختصر الاسناد.
[2] كان قبيصة بن ذؤيب على ديوان الخاتم وكان البريد اليه، فكان يقرأ الكتب إذا وردت ثم يدخلها على عبد الملك فيخبره بما فيها (ابن سعد 5/ 131) .
[3] في سيرة ابن هشام 2/ 394 لكنه يذكر «يا ربّ» بدل «اللَّهمّ» .(1/557)
ابن رَبِيعَةَ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ الدَّرْدَاءِ وَعِنْدَهَا قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ فَقُلْتُ لَهُ: يا أبا سعيد.
حدثني حرملة بن يحي قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ قَالَ:
حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ: أَنَّ قَبِيصَةَ بْنَ ذُؤَيْبٍ وُلِدَ عَامَ الْفِيلِ.
قَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: وَإِنَّ ابْنَ شِهَابٍ كَانَ إِذَا ذكر قبيصة بن ذؤيب قال: كان من عُلَمَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ.
أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [1]
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بن سعيد قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ الْهَادِ عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْحَكَمِ: أَنَّ ابْنَ أَخِيهِ خَطَبَ ابْنَةَ عَمٍّ لَهُ، فَتَشَاجَرُوا فِي بَعْضِ الأمر، فقال الفتى: هي طالق إن نكحتها حَتَّى آكُلَ الْغَضِيضَ- وَالْغَضِيضُ طَلْعُ النَّخْلِ الذَّكَرِ- ثُمَّ نَدِمُوا عَلَى مَا كَانَ مِنَ الْأَمْرِ فَقَالَ الْمُنْذِرُ أَنَا آتِيكُمْ مِنْ ذَلِكَ بِالْبَيَانِ. قَالَ: فَانْطَلَقْتُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ رَجُلًا خَطَبَ ابْنَةَ عَمٍّ لَهُ فشجر بينهم بعض الأمر فقال: هي طالق إِنْ نَكَحْتُهَا حَتَّى آكُلَ الْغَضِيضَ؟ قَالَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ:
لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ طَلَّقَ مَا لَا يَمْلِكُ. ثُمَّ إِنِّي سَأَلْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ فَقَالَ:
لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ طَلَّقَ مَا لَا يَمْلِكُ. ثُمَّ سَأَلْتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ طَلَّقَ مَا لَا يَمْلِكُ. ثُمَّ سَأَلْتُ أَبَا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هِشَامٍ فَقَالَ: لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ طَلَّقَ مَا لَا يَمْلِكُ [2] .
ثُمَّ سَأَلْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: ليس عليه شيء طلق طَلَّقَ مَا لَا يَمْلِكُ. ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى القوم فأخبرتهم بما سألت عنه.
__________
[1] انظر ترجمته في ابن سعد 5/ 115.
[2] في الأصل يوجد بعد «يملك» عبارة هي «ثم رجعت الى القوم فأخبرتهم» وأراها زائدة فحذفتها.(1/558)
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ: قَالَ أَبُو الزِّنَادِ: أَدْرَكْتُ مِنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَعُلَمَائِهِمْ مِمَّنْ نَرْضَى وَيَنْتَهُونَ إِلَى قَوْلِهِمْ مِنْهُمْ: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَالْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَأَبُو بَكْرِ بن عبد الرحمن وخارجة بن زيد وعبيد الله ابن عبد الله بن عتبة وسليمان بن يسار فِي مَشْيَخَةِ سِوَاهُمْ مِنْ نُظُرَائِهِمْ أَهْلُ فِقْهٍ وَفَضْلٍ.
حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ أَنَّ عُمَارَةَ بْنَ غَزِيَّةَ حَدَّثَهُ أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ حَدَّثَهُ قَالَ: قَالَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ: إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ حَدِيثَ عَائِشَةَ فَعَلَيْكَ بِعَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فإنها من أعلم الناس بحديث عائشة كانت فِي حِجْرِهَا [1] .
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: لَوْ وَقَفْتُ بِابْنِ عَبَّاسٍ لَاسْتَخْرَجْتُ مِنْهُ عِلْمًا كَثِيرًا. وَقَالَ سُفْيَانُ، مَرَّةً: علما جما.
حدثني أبو سعيد يحي بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ بَشِيرٍ قال: ثنا إسماعيل بن أبي خالد قال: مَشَى أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَوْمًا بَيْنِي وَبَيْنَ الشَّعْبِيِّ فَقَالَ لَهُ الشَّعْبِيُّ: مَنْ أَعْلَمُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ؟ قَالَ:
رَجُلٌ يَمْشِي بَيْنَكُمَا [2] .
حدثنا أبو بكر قال ثنا سفيان قال حَدَّثَنَا عَمْرٌو قَالَ قَالَ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ
__________
[1] لا صلة لهذه الرواية بترجمة أبي سلمة بن عبد الرحمن ووقوعها هنا ربما بسبب الاضطراب في ترتيب مادة الكتاب الّذي لا أعلم مصدره. ومن المناسب أن تكون الرواية في ترجمة عمرة ان كان الفسوي قد ترجم للنساء أو في ترجمة القاسم بن محمد وانظر عن عمرة بنت عبد الرحمن ابن سعد 8/ 353.
[2] في ابن سعد 5/ 116 من طريق آخر.(1/559)
عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَا أَفْقَهُ مَنْ بَالَ. فَقَالَ ابن عباس: في المبارك [1] .
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنِ ابْنِ الْأَسْوَدِ قَالَ: كَانَ أَبُو سَلَمَةَ مَعَ قَوْمٍ فَرَأَوْا قَطِيعًا مِنْ غَنَمٍ، فَقَالَ: اللَّهمّ إِنْ كَانَ فِي سَابِقِ عِلْمِكَ أَنْ أَكُونَ خَلِيفَةً فَاسْقِنَا مِنْ لَبَنِهَا، فَانْتَهَى إِلَيْهَا فَإِذَا هِيَ تُيُوسٌ كُلُّهَا [2] .
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ
حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ:
سمعت عمر بن عبد العزيز يقول: لما رَوَيْتُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ أَكْثَرُ مِمَّا رَوَيْتُ عَنْ جَمِيعِ النَّاسِ.
حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: لَوْ كَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ حَيًّا مَا صَدَرْتُ إِلَّا عَنْ رَأْيِهِ، وَلَوَدِدْتُ أَنَّ لِي يَوْمًا مِنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بِكَذَا وَكَذَا [3] .
حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ أَسْمَعُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ يَقُولُ: مَا سَمِعْتُ حَدِيثًا قط فأشار أَنْ أَعِيَهُ إِلَّا وَعَيْتُهُ.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ قَالَ: كَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ مِنْ عُلَمَاءِ النَّاسِ كَثِيرَ الْعِلْمِ، وَكَانَ ابْنُ شِهَابٍ يَخْدُمُهُ حَتَّى إِنْ كَانَ لَيُنَاوِلُهُ الشَّيْءَ، وَكَانَ ابْنُ شِهَابٍ يَصْحَبُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ حَتَّى إِنْ كان لينزع له الماء.
__________
[1] ، (2) وردت هاتان الروايتان في الأصل بعد ترجمة «عبيد الله ابن عبد الله بن عتبة» ق 180 و 2 وقد أعدتهما الى موضعهما الصحيح في ترجمة أبي سلمة بن عبد الرحمن.
[3] في الأصل «كذا» .(1/560)
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: لَمَّا جَالَسْتُ عُبَيْدَ الله بن عبد الله بن عتبة صِرْتُ كَأَنِّي أَصْحَبُ بَحْرًا.
قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: جَاءَ أَخٌ لِعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى الزُّهْرِيِّ وَنَحْنُ عِنْدَهُ فَتَذَاكَرُوا أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ كَانَ يَقُولُ الشِّعْرَ فَقَالَ الزُّهْرِيَّ: إِنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ كَانَ يَقُولُ فَهَلْ يَسْتَطِيعُ الَّذِي بِهِ الصَّدْرُ أَنْ لَا يَنْفُثَ. قَالَ سُفْيَانُ: ثُمَّ ذَكَرَ الزُّهْرِيُّ هَذِهِ الْأَبْيَاتَ من قول عبيد الله:
ألا أبلغا عَنِّي عِرَاكَ بْنَ مَالِكٍ [1] ... فَإِنْ أَنْتُمَا لَمْ تَفْعَلَا فَأَبَا بَكْرِ [2]
فَمَاذَا تُرِيدَانِ ابْنَ سِتِّينَ [3] حُجَّةً ... عَلَى مَا أَتَى وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ أَوْ عَشْرِ
وَلَوْ شِئْتُ أَدْلَى فِيكُمَا غَيْرُ وَاحِدٍ ... عَلَانِيَةً أَوْ قَالَ عِنْدِي فِي السِّرِّ [4]
__________
[1] جاء في كتاب الأغاني (9/ 144) «كان عراك بن مالك وأبو بكر بن حزم وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة يتجالسون بالمدينة زمانا، ثم ان ابن حزم ولي أمرتها وولي عراك القضاء، وكانا يمران بعبيد الله فلا يسلمان عليه ولا يقفان، وكان ضريرا، فأخبر بذلك، فأنشأ يقول:
«وذكر الأبيات» .
[2] هو أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بن هشام أحد الفقهاء السبعة في المدينة. وفي الاغاني
«ولا تدعا أن تثنيا بأبي بكر» .
[3] في الأغاني
«وكيف يريدان ابن تسعين حجة» .
[4] في الاغاني
«فلو شئت أن ألفي عدوا وطاعنا ... لألفيته أَوْ قَالَ عِنْدِي فِي السِّرِّ» .(1/561)
فَإِنْ أَنَا لَمْ آمُرْ وَلَمْ أَنْهَ عَنْكُمَا ... ضحكت له حتى يلج ويستشري
فَمِسَّا تُرَابَ الْأَرْضِ مِنْهَا خُلِقْتُمَا ... فَمَا خَشِيَ الْأَقْوَامُ [1] شَرًّا مِنَ الْكِبْرِ [2]
فَلَوْلَا اتِّقَاءُ اللَّهِ بَقْيًا عَلَيْكُمَا [3] ... لَلُمْتُكُمَا لَوْمًا أَمَرَّ مِنَ الْجَمْرِ
حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ عُفَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ:
أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ- وَهُوَ أَمِيرٌ الْمَدِينَةِ- فَسَلَّمَ وَعُمَرُ مُقْبِلٌ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، فَلَمْ يَرُدَّا عَلَيْهِ فَقَالَ:
فَمِسَّا تُرَابَ الْأَرْضِ مِنْهَا خُلِقْتُمَا ... وَفِيهَا [4] الْمَعَادُ وَالْمَصِيرُ إِلَى الْحَشْرِ
وَلَا تعجبا أن تؤتيا فتكلما ... فما مليء الْأَقْوَامُ شَرٌ مِنَ الْكِبْرِ
فَلَوْ شِئْتُ أَدْلَى فِيكُمَا غَيْرُ وَاحِدٍ ... عَلَانِيَةً أَوْ قَالَ عِنْدِي فِي السِّرِّ
فَإِنْ أَنَا لَمْ آمُرْ وَلَمْ أَنْهَ عَنْكُمَا ... ضَحِكْتُ لَهُ حَتَّى يَلِجَ وَيَسْتَشْرِي
__________
[1] في الأغاني «الإنسان» .
[2] في ابن كثير: البداية والنهاية 9/ 347.
لا تعجبا أن تؤتيا فتكلما ... فما خشي الأقوام شرا من الكبر
ومسا تراب الأرض منه خلقتما ... وفيها المعاد والمصير الى الحشر
وانظر الأبيات في أخبار القضاة لوكيع 1/ 136.
[3] في الاغاني 9/ 145
«ولولا اتقائي ثم بقياي فيكما» .
[4] في الاغاني 9/ 145 «منها» .(1/562)
فَأَقْبَلَا عَلَيْهِ وَاعْتَذَرَا إِلَيْهِ.
حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْغَمْرِ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ قَالَ: لَوْ كَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ حَيًّا لَمَا صَدَرْتُ إِلَّا عَنْ رَأْيِهِ.
حَدَّثَنِي أَبُو زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ يَوْمًا: وَدِدْتُ أَنَّ لِي مِنْ عُبَيْدِ اللَّهِ يَوْمًا بِكَذَا وَبِكَذَا، وَلَوْ كَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ حَيًّا لَمَا صَدَرْتُ إِلَّا عَنْ رَأْيِهِ.
وَبِهِ [1] : أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: مَا سَمِعْتُ أَوْ مَا رَوَيْتُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ وَحْدَهُ أَكْثَرَ مِمَّا سَمِعْتُ مِنْ سَائِرِ النَّاسِ.
[عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ]
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ [2] قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصٌ [3] قَالَ: ثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ:
ثَنَا أَبُو الزِّنَادِ قَالَ: كَانَ يُعَدُّ فُقَهَاءُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَرْبَعًا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ وَعُرْوَةُ من الزُّبَيْرِ وَقَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أسد قال: حدثنا ضمرة عن رجاء بن أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نَسِيٍّ قَالَ: قِيلَ لِابْنِ عُمَرَ إِنَّكُمْ مَعَاشِرَ أَشْيَاخِ قُرَيْشٍ تُوشِكُوا أَنْ تَنْقَرِضُوا فَمَنْ نَسْأَلُ بَعْدَكُمْ؟ قَالَ: إِنَّ لِمَرْوَانَ ابْنًا فَقِيهًا فَسَلُوهُ.
[مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ]
«حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو صَخْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُعْتِبٍ أو مغيث بن أبي بردة عن أبيه عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم يقول:
__________
[1] أي بالإسناد السابق.
[2] محمد بن عبد الله بن نمير الهمدانيّ الخارفي (تهذيب التهذيب 9/ 282) .
[3] حفص بن غياث.(1/563)
سَيَخْرُجُ مِنْ أَحَدِ الْكَاهِنَيْنِ رَجُلٌ يَدْرُسُ الْقُرْآنَ لَا يَدْرُسُهُ أَحَدٌ بَعْدَهُ [1] . حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
سَمِعْتُ عَوْنَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَعْلَمَ بِتَأْوِيلِ الْقُرْآنِ مِنَ الْقُرَظِيِّ.
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ زَيْدٍ يَقُولُ: كَانَ أَبِي يَقُولُ: لَيْتَ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ يَرْفُقُ قَلِيلًا يُخَفِّفُ عَنْ نَفْسِهِ [2] .
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ فُضَيْلٍ يَقُولُ: كَانَ لِمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ جُلَسَاءُ كَانُوا مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِتَفْسِيرِ الْقُرْآنِ، وَكَانُوا مُجْتَمِعِينَ فِي مَسْجِدِ الرَّبَذَة، فَأَصَابَتْهُمْ زَلْزَلَةٌ، فَسَقَطَ عَلَيْهِمُ الْمَسْجِدُ فَمَاتُوا جَمِيعًا تَحْتَهُ.
[عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ] [3]
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا نُجَالِسُ عَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ، فَقَالَ أَبِي وَأَبُو حَازِمٍ مَا رَأَيْنَا رَجُلًا قَطُّ كَانَ أَزْيَنَ لِمَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ. وَكَانَ أَبِي يَقُولُ: لَوْ قِيلَ لِي مَنْ أَحَبُّ النَّاسِ أَنْ يحي لَكَ مِمَّنْ أَدْرَكْتَ؟ - قَالَ: وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ وَغَيْرَهُ- قُلْتُ:
عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ قَالَ: وَكَانَ أَبِي يَقُولُ: لَمْ أَرَ إِنْسَانًا قَطُّ أَحْسَنَ رُؤْيًا مِنْهُ. قَالَ لِي: يَا أَبَا أُسَامَةَ قِيلِ لِي إِنَّا جَابِذُوكَ بِثَلَاثِ جَبَذَاتٍ، فَجَاعِلُوكَ فِي الْفِرْقَةِ الْعُلْيَا. قال: فأخذته الخاصرة بالإسكندرية، ثم
__________
[1] الذهبي: تاريخ الإسلام 4/ 199- 200 لكنه يذكر «سعيد» بدل «معتب أو مغيث» ويضيف «دراسة» بعد «القرآن» ويذكر «لا يدرسها» بدل «لا يدرسه» ، ويضيف بعد «بعده» «قال نافع بن يزيد:
قال لي ربيعة: فكنا نقول هو محمد بن كعب والكاهنان قريظة والنضير» .
ويسمي أبا صخر فهو حميد بن زياد.
[2] يوجد بعدها «ومحمد وأبو حمزة» وقد حذفتها لأنها زائدة أو ليست في موضعها الصحيح.
[3] انظر ترجمته في ابن سعد 5/ 129.(1/564)
أَخَذَتْهُ مَرَّةً أُخْرَى، ثُمَّ أَخَذَتْهُ الثَّالِثَةَ، وَكَانَ فِيهَا مَوْتُهُ.
حَدَّثَنَا زَيْدٌ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ عَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ فِي مَجْلِسٍ قَطُّ وَلِي حَاجَةٌ مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا إِلَّا آثَرْتُ مُجَالَسَتَهُ عَلَى حَاجَتِي.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ [1] يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ قَالَ:
حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ زَيْدٍ قَالَ: كَانَ أَبُو حَازِمٍ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ رَجُلًا قَطُّ كَانَ أَلْزَمَ لِمَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، وَكَانَ عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ لَا يَلُونَ النَّفَقَاتِ عَلَى [شَيْءٍ] ، كُلُّ شَيْءٍ يُرِيدُونَهُ يَطْرَحُونَهُ فِي أَيْدِي نِسَائِهِمْ، وَيَقُولَانِ: اتَّقِ اللَّهَ وَأَصْلِحْ مَعَاشَكَ وَأَهْلَ بَيْتِكَ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: كَانَ عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي هُرَيْرَةَ الْمَعْرُوفِينَ [2] .
[نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ] [3]
حَدَّثَنَا أبو بكر الحميدي قال: حدثنا سفيان عن مِسْعَرٍ قَالَ: ذُكِرَ سُوِّيَ لِنَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ دَجَاجَةٌ، فَجَاءَ سَائِلٌ فَأَعْطَاهَا إِيَّاهُ. فَقَالَ لَهُ إِنْسَانٌ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: إِنِّي أَبْتَغِي مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْهَا.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مِسْعَرٍ قَالَ: قَالَ الْحَجَّاجُ لِنَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ وَذَكَرَ ابْنَ عُمَرَ، فَقَالَ الْحَجَّاجُ: أَهُوَ الَّذِي قَالَ كَذَا وَكَذَا إِلَّا أَنْ أَكُونَ ضَرَبْتُ عُنُقَهُ. فَقَالَ لَهُ نَافِعٌ: أراد الله بك خيرا من الّذي
__________
[1] هذه هي بداية الجزء السادس عشر من تجزئة الأصل وفي أوله «أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل الدارقطنيّ بمدينة السلام قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه قال حدثنا أبو يوسف يعقوب ... إلخ» كما في أعلاه.
[2] هذه الرواية وردت في آخر ترجمة نافع بن جبير وقد أعدتها الى موضعها الصحيح.
[3] انظر ترجمته في ابن سعد 5/ 153.(1/565)
أَرَدْتَ بِنَفْسِكَ قَالَ الْحَجَّاجُ: صَدَقْتَ.
قَالَ الْحَجَّاجُ: وعمر الّذي يقول أنه سيكون للناس نَفْرَةٌ مِنْ سُلْطَانِهِمْ فَأَعُوذُ باللَّه أَنْ لَا يُدْرِكَنِي وَإِيَّاكُمْ ذَلِكَ أَهُوَ [1] وَمَا كَانَ عَلَيْهِ لَوْ أَدْرَكَ ذَلِكَ قَالَ بِالسَّيْفِ هَكَذَا وَهَكَذَا، وَأَشَارَ سُفْيَانُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ، فَقَالَ نَافِعٌ: أَمَا إِنَّهُ كَانَ مِنْ خَيْرِ أُمَرَائِكُمْ. قَالَ:
صَدَقْتَ.
[نُعَيْمٌ الْمُجْمِرُ]
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ قَالَ: جَالَسَ نُعَيْمٌ الْمُجْمِرُ [2] أَبَا هُرَيْرَةَ عِشْرِينَ سَنَةً.
حَدَّثَنَا ابْنُ بكير قال: حدثنا الليث عن يحي بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: إِذَا وَجَدْتَ الْمَدَنِيَّ مُجْتَهِدًا وَالْعِرَاقِيَّ مُقْتَصِدًا لَمْ يَتَقَدَّمْهُمَا رَجُلَانِ.
[يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ] [3]
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ وَأَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ قَالا: ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو صَخْرٍ: أَنَّ ابْنَ قُسَيْطٍ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي مِائَةَ نَاقَةٍ كلهم سُودُ الْحَدَقِ- يَعْنِي الْإِبِلَ- وَأَنِّي أَتْرُكُ الْغُسْلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ. - وَهَذَا لَفْظُ عَبْدِ الْعَزِيزِ-.
حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ [4] عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْعَسْقَلَانِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ قُسَيْطٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: إِنَّ الصَّلَاةَ لَا يَقْطَعُهَا شَيْءٌ وَادْرَءُوا عَنْهَا.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حيوة
__________
[1] الفراغ كلمة رسمها «أفسعيه» ولم أتبينها.
[2] كان يجمر مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أي يبخره (تهذيب التهذيب 10/ 465 حاشية (1)) .
[3] انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 11/ 342.
[4] سعيد بن عامر الضبعي البصري (تهذيب التهذيب 4/ 50) .(1/566)
ابن شريح قال: أخبرني أَبُو صَخْرٍ أَنَّهُ سَمِعَ يَزِيدَ بْنَ قُسَيْطٍ يَقُولُ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: لَيْسَ عَلَى الْمُحْتَبِي النَّائِمِ وَلَا عَلَى الْقَائِمِ النَّائِمِ وَلَا عَلَى السَّاجِدِ النَّائِمِ وُضُوءٌ حَتَّى يَضْطَجِعَ، فَإِذَا اضْطَجَعَ تَوَضَّأَ.
[خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ]
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ حَدَّثَنَا عَمِّي حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ:
حدثني يحي بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أَبِي عَمْرَةَ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ:
سَمِعْتُ خَارِجَةَ بْنَ زْيَدِ بْنِ ثَابِتٍ يَقُولُ: وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَنَحْنُ غِلْمَانٌ شَبَابٌ فِي زَمَانِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ.
[الْعَبَّاسُ بْنُ سْهَلِ بْنِ سَعْدٍ]
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ [1] حَدَّثَنَا عَمِّي حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ ابن إسحاق قال:
حدثني الْعَبَّاسُ بْنُ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَخُو بَنِي سَاعِدَةَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: كُنْتُ رَجُلًا فِي زَمَانِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ.
[هَرَمِي بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاقِفِيُّ]
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ ثَنَا عَمِّي حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: وُلِدَ هَرَمِي ابن عَبْدِ اللَّهِ الْوَاقِفِيُّ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَدْرَكَ الصَّحَابَةَ مُتَوَافِرِينَ.
[رَيْحَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَامِرِيُّ] [2]
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْرَمِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ شُعْبَةُ عن سعد ابن إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا بَدَوِيًّا مَا رَأَيْتُ أعرابيا له شبيه يُقَالُ لَهُ رَيْحَانٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمرو.
__________
[1] عبيد الله بن سعد ابن إبراهيم الزهري البغدادي (تهذيب التهذيب 6/ 15) .
[2] انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 3/ 302.(1/567)
أَخْبَارُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنِي سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ يَقُولُ:
قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ لِعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ: كَيْفَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ؟ قَالَ- وَكَأَنَّهُ لَمْ يَحْمِدْهُ ذَلِكَ الْحَمْدَ- قَالَ: هُوَ رَجُلٌ صَالِحٌ وَأَنَا أُحِبُّ الصَّالِحِينَ.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ مَرْوَانَ بَعَثَ ابْنَهُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى الْمَدِينَةِ يَتَأَدَّبُ بِهَا فَكَتَبَ إِلَى صالح ابن كَيْسَانَ يَتَعَاهَدُهُ [1] ، «فَكَانَ عُمَرُ يَخْتَلِفُ إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ يَسْمَعُ مِنْهُ الْعِلْمَ، فَبَلَغَ عُبَيْدَ اللَّهِ أَنَّ عُمَرَ يَنْتَقِصُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، فَأَتَاهُ عُمَرُ فَقَامَ يُصَلِّي، فَجَلَسَ [2] عُمَرُ فَلَمْ يَبْرَحْ حَتَّى سَلَّمَ مِنْ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ: مَتَّى بَلَغَكَ أَنَّ اللَّهَ سَخِطَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ بَعْدَ أَنْ رَضِيَ عَنْهُمْ؟ قَالَ: فَعَرَفَ عُمَرُ مَا أَرَادَ، فَقَالَ: مَعْذِرَةً إِلَيْكَ وَاللَّهِ لَا أَعُودُ. قَالَ: فَمَا سُمِعَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بَعْدَ ذَلِكَ ذَاكِرًا عَلِيًّا إِلَّا بِخَيْرٍ» [3] .
«حَدَّثَنِي سَعِيدٌ قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ مَرْوَانَ بَعَثَ ابْنَهُ عُمَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ يَتَأَدَّبُ بِهَا، وَكَتَبَ إِلَى صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ يَتَعَاهَدُهُ فَكَانَ يَلْزَمُهُ الصَّلَوَاتِ، فَأَبْطَأَ يَوْمًا عَنِ الصَّلَاةِ. فَقَالَ: مَا حَبَسَكَ؟ قَالَ: كَانَتْ مُرَجِّلَتِي تُسَكِّنُ شَعْرِي. قَالَ: بَلَغَ مِنْكَ حُبُّكَ تَسْكِينَ شَعْرِكَ أَنْ تُؤْثِرَهُ عَلَى الصَّلَاةِ! فَكَتَبَ إِلَى عَبْدِ العزيز يذكر ذلك.
__________
[1] في الأصل «يتعاده» .
[2] في الأصل «فأرز» وما أثبته من ابن كثير: البداية والنهاية 9/ 193.
[3] ابن كثير: البداية والنهاية 9/ 193.(1/568)
فَبَعَثَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْعَزِيزِ رَسُولًا فَلَمْ يُكَلِّمْهُ حَتَّى حَلَقَ شَعْرَهُ» [1] .
«حَدَّثَنِي سَعِيدٌ قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا كَانَ عُمَرُ ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ يُذَيِّلُ ثِيَابَهُ وَيُسْرِفُ فِي عِطْرِهِ، فَلَقَدْ كَانَ يَدْخُلُ فِي طِيبِهِ حَمْلُ الْقَرَنْفُلِ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ الْعَنْبَرَ عَلَى لِحْيَتِهِ كَالْمِلْحِ، فَلَمَّا أَفْضَتْ إِلَيْهِ الْخِلَافَةُ تَرَكَ ذَلِكَ وَتَبَذَّلَ.
قَالَ: فَأَخْبَرَنِي رِيَاحُ بْنُ عُبَيْدَةَ- وَكَانَ تَاجِرًا مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ يُعَامِلُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ- فَأَمَرَهُ وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ أَنْ يَشْتَرِيَ لَهُ جُبَّةَ خَزٍّ مَنْصُوبٍ. قَالَ: فَاشْتَرَيْتُهَا بِعَشَرَةِ دَنَانِيرَ ثُمَّ أَتَيْتُهُ بِهَا فَمَسَّهَا فَقَالَ: إِنِّي لَأَسْتَخْشِنُهَا، فَلَمَّا وَلِيَ الْخِلَافَةَ، أَمَرَنِي فَاشْتَرَيْتُ لَهُ جُبَّةَ صُوفٍ بدينار، ففعلت وأتيته بها، فجعل يدخل يَدَهُ فِيهَا وَيَقُولُ: مَا أَلْيَنَهَا! فَقُلْتُ: عَجَبًا تَسْتَخْشِنُ الْخَزَّ الْمَنْصُوبَ أَمْسَ وَتَسْتَلِينُ الصُّوفَ الْيَوْمَ! قَالَ: تِلْكَ حَالٌ وَهَذِهِ حَالٌ» [2] .
حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: أَخْبَرَنِي أَشْهَبُ قَالَ: قَالَ مَالِكٌ:
دَخَلَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى فَاطِمَةَ امْرَأَتِهِ فِي كَنِيسَةٍ بِالشَّامِ، فَطَرَحَ عَلَيْهَا خِلَقَ سَاجٍ عَلَيْهِ، ثُمَّ ضَرَبَ عَلَى فَخْذِهَا فَقَالَ: يَا فَاطِمُ لَنَحْنُ لَيَالِيَ دَابِقَ أَنْعَمُ مِنَّا الْيَوْمَ- فَذَكَّرَهَا مَا قَدْ نَسِيَتْ مِنْ عَيْشِهَا- فَضَرَبَتْ يَدَهُ ضَرْبَةً فِيهَا عُنْفٌ تُنَحِّيهَا عَنْهَا وَقَالَتْ: لَعَمْرِي لِأَنَّكَ الْيَوْمَ أَقْدَرُ مِنْكَ يَوْمَئِذٍ. فَاكْتَنَفَهُ ذَلِكَ- أَيْ عَبَسَ- وَتَحَرَّى مَقَامَ يَزِيدَ آخِرَ الْكَنِيسَةِ وَهُوَ يَقُولُ بِصَوْتٍ حَزِينٍ: يَا فَاطِمُ إِنِّي أَخَافُ النَّارَ يَا فَاطِمُ إِنِّي أَخَافُ النَّارَ يَا فَاطِمُ إِنِّي أَخافُ 6: 15
__________
[1] ابن الجوزي: سيرة عمر بن عبد العزيز ص 8- 9.
[2] ابن الجوزي: سيرة عمر ص 150. وقارن ابن عبد الحكم:
سيرة عمر بن عبد العزيز ص 50.(1/569)
إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ 6: 15 [1] بِصَوْتٍ حَزِينٍ، فَبَكَتْ فَاطِمَةُ فَقَالَتْ: اللَّهمّ أَعِذْهُ مِنَ النَّارِ [2] .
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: لقد أصبحت وما لي فِي هَذِهِ الْأُمُورِ سِوَى مَوَاقِعَ قَضَى اللَّهُ لِي فِيهَا [3] .
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مَالِكٌ:
أَنَّ عُمَرَ لَمَّا وُلِّيَ جَاءَهُ النَّاسُ فَلَمَّا رَأَوْهُ لَا يُعْطِيهِمْ إِلَّا مَا يُعْطِي الْعَامَّةَ تَفَرَّقُوا عَنْهُ، ثُمَّ قَرَّبَ إِلَيْهِ الْعُلَمَاءَ الَّذِينَ ارْتَضَاهُمْ.
«حَدَّثَنِي سَعِيدٌ حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا وَلِيَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْخِلَافَةَ خَرَجَ مِمَّا كَانَ فِي يَدِهِ مِنَ الْقَطَائِعِ، وَكَانَ فِي يَدَيْهِ الْمُكَيْدِسُ وَجَبَلُ الْوَرْسِ بِالْيَمَنِ، وَفَدَكُ وَقَطَائِعُ بِالْيَمَامَةِ، فَخَرَجَ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ وَرَدَّهُ إِلَى الْمُسْلِمِينَ إِلَّا أَنَّهُ تَرَكَ عَيْنًا بِالسُّوَيْدَاءِ كَانَ اسْتَنْبَطَهَا بِعَطَائِهِ، فَكَانَتْ تَأْتِيهِ غَلَّتُهَا كُلَّ سَنَةٍ مِائَةً وَخَمْسِينَ دِينَارًا وَأَقَلَّ وَأَكْثَرَ، فَذَكَرَ لَهُ يَوْمًا مُزَاحِمٌ أَنَّ نَفَقَةَ أَهْلِهِ قَدْ فَنِيَتْ. فَقَالَ: حَتَّى تَأْتِيَنَا غَلَّتُنَا.
قَالَ: فَلَمْ يَنْشَبْ أَنْ قَدَّمَ قِيمَةَ بَغْلَتِهِ وَبِجِرَابِ تَمْرٍ صَيْحَانِيٍّ وَبِجِرَابِ تَمْرٍ عَجْوَةً فَنَثَرَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَسَمِعَ أَهْلَهُ بِذَلِكَ، فَأَرْسَلُوا ابْنًا لَهُ صَغِيرًا فَحَفَنَ لَهُ مِنَ التَّمْرِ فَانْصَرَفَ، وَلَمْ يَنْشَبْ أَنْ سَمِعْنَا بُكَاءَهُ قَدْ ضَرَبَ، ثُمَّ أَقْبَلَ يَؤُمُّ الدَّنَانِيرَ، فَقَالَ أَمْسِكُوا يَدَيْهِ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ: اللَّهمّ بَغِّضْهَا إِلَيْهِ كَمَا حَبَّبْتَهَا إِلَى مُوسَى بْنِ نُصَيْرٍ. ثُمَّ قَالَ: خَلُّوهُ. فكأنما رأى بها عقاربا. ثم قَالَ: انْظُرُوا الشَّيْخَ الْجَزَرِيَّ الْمَكْفُوفَ الَّذِي يَعْدُو
__________
[1] سورة الانعام آية 15 ويونس آية 15 والزمر آية 13.
[2] أوردها ابن عبد الحكم: سيرة عمر بن عبد العزيز ص 50.
[3] هذه الرواية وردت خطأ ضمن ترجمة سعيد بن المسيب ص 477 وقد أعدتها الى موضعها الصحيح هنا.(1/570)
إِلَى الْمَسْجِدِ بِالْأَسْحَارِ فَخُذُوا لَهُ ثَمَنَ قَائِدٍ لَا كَبِيرَ فَيَقْهَرُهُ وَلَا صَغِيرَ يَضْعُفُ عَنْهُ. فَفَعَلُوا، ثُمَّ قَالَ لِمُزَاحِمٍ: شَأْنُكَ بِمَا بَقِيَ فَأَنْفِقْهُ عَلَى أَهْلِكَ» [1] .
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ حَكِيمٍ قَالَتْ لِي فَاطِمَةُ ابْنَةُ عَبْدِ الْمَلِكِ امْرَأَةُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: يَا مُغِيرَةُ إِنَّهُ يَكُونُ فِي النَّاسِ مَا هُوَ أَكْثَرُ صَلَاةً وَصِيَامًا مِنْ عُمَرَ وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا قَطُّ أَشَدَّ فَرَقًا مِنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ عُمَرَ، كَانَ إِذَا صَلَّى الْعِشَاءَ قَعَدَ فِي مَسْجِدِهِ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى تَغْلِبَهُ عَيْنَاهُ ثُمَّ يَنْتَبِهُ فَلَمْ يَزَلْ رَافِعًا يَدَيْهِ يَبْكِي حَتَّى تَغْلِبَهُ عَيْنَاهُ.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ضَمْرَةُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْلَةَ عَنْ أَبِي الْأَخْنَسِ [2] قَالَ: كُنْتُ وَاقِفًا مَعَ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ فِي مَسْجِدِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ إِذْ جَاءَ فَتًى شَابٌّ عَلَيْهِ مُقَطَّعَاتٌ فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ، وَقَالَ الْفَتَى لِخَالِدٍ: هَلْ عَلَيْنَا مِنْ عَيْنٍ؟ قَالَ فَقُلْتُ أَنَا: نَعَمْ عليكما مِنَ اللَّهِ عَيْنٌ. قَالَ: فَتَرَقْرَقَتْ عَيْنَا الْفَتَى وَنَزَعَ يَدَهُ مِنْ يَدِ خَالِدٍ ثُمَّ وَلَّى.
قَالَ: قُلْتُ لِخَالِدٍ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ابْنُ أَخِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ فَقَالَ:
وَاللَّهِ إِنْ طَالَ بِكَ حياة لترينه إِمَامَ هُدًى.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ أَبِي الْأَخْنَسِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ فِي صَحْنِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ قَالَ: فَاسْتَقْبَلَهُ رَجُلٌ فَأَخَذَ بِيَدِ خَالِدٍ فَقَالَ: يا خالد هل علينا من
__________
[1] ابن الجوزي: سيرة عمر ص 110- 111. وأورد ذلك بتفصيل أكثر ابن عبد الحكم: سيرة عمر بن عبد العزيز ص 47- 49.
[2] انظر ص 578 حاشية (1) .(1/571)
عَيْنٍ؟ قَالَ: فَاسْتَكْثَرْتُ مِنْ قَوْلِهِ يَا خَالِدُ، فقلت: نعم، عليكما مِنَ اللَّهِ أُذُنٌ سَمِيعَةٌ وَعَيْنٌ بَصِيرَةٌ. قَالَ: فَاسْتَلَّ يَدَهُ مِنْ يَدِ خَالِدٍ وَأَرْعَدَ. فَقُلْتُ:
يَا خَالِدُ مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يُوشِكُ أَنْ طَالَ بِكَ عُمْرٌ أَنْ تَرَاهُ إِمَامًا عَدْلًا أَوْ إِمَامًا مُهْتَدِيًا.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ رَجُلٍ قَالَ: حَدَّثَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْوَلِيدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ. فَقَالَ لَهُ: كَذَبْتَ. فَقَالَ:
مَا كَذَبْتُ مُنْذُ عَلِمْتُ أَنَّ الْكَذِبَ يَضُرُّ أَهْلَهُ [1] .
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِي النَّضْرِ الْمَدِينِيِّ أَنَّهُ قَالَ: لَقِيتُ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ خَارِجًا مِنْ عِنْدِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقُلْتُ لَهُ: مِنْ عِنْدِ عُمَرَ خَرَجْتَ؟ قَالَ:
فَقُلْتُ تَعْلَمُونَهُ؟ قال: نعم. قال: قُلْتُ: هُوَ وَاللَّهِ أَعْلَمُكُمْ [2] .
حَدَّثَنَا زَيْدٌ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ يَقُولُ لِابْنِ شِهَابٍ: مَا أَعْلَمُكَ تَعْرِضُ عَلَيَّ شَيْئًا إِلَّا شَيْئًا قَدْ مَرَّ عَلَى مَسَامِعِي إِلَّا أَنَّكَ أَوْعَى لَهُ مِنِّي [3] .
«حَدَّثَنِي ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سعد عن عبد العزيز ابن أَبِي سَلَمَةَ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْأَيْلِيِّ أَنَّهُ قَالَ: دَخَلَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَهُوَ خليفة، وعنده أيوب ابنه
__________
[1] قارن ابن الجوزي: سيرة عمر ص 36.
[2] أوردها ابن كثير: البداية والنهاية 9/ 194 ولم يذكر مصدره.
[3] أوردها ابن الجوزي سيرة عمر بن عبد العزيز ص 28 وقارن ابن كثير: البداية والنهاية 9/ 159.(1/572)
وَهُوَ [1] وَلِيُّ عَهْدِ الْمُسْلِمِينَ وَقَدْ عَقَدَ لَهُ من بعده، فجاءه إنسان يطلب ميرانا مِنْ بَعْضِ نِسَاءِ الْخُلَفَاءِ. فَقَالَ سُلَيْمَانُ: مَا أَخَالُ النِّسَاءَ يَرِثْنَ فِي الْعَقَارِ شَيْئًا. فَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: سُبْحَانَ اللَّهِ فَأَيْنَ كِتَابُ اللَّهِ! قَالَ: يَا غُلَامُ اذْهَبْ فَأْتِنِي بِسِجِلِّ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ الَّذِي كُتِبَ فِي ذَلِكَ. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ لَكَأَنَّكَ أَرْسَلْتَ إِلَيَّ بِالْمُصْحَفِ فَقَالَ أَيُّوبُ: وَاللَّهِ لَيُوشِكَنَّ الرَّجُلُ يَتَكَلَّمُ بِمِثْلِ هَذَا عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ثُمَّ لَا يَشْعُرُ حَتَّى يُفَارِقَهُ رَأْسُهُ. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: إِذَا كَانَ [2] ذَلِكَ إِلَيْكَ أَوْ أَفْضَى ذلك إليك والى مثلك فيما يَدْخُلُ عَلَى أُولَئِكَ أَشَدُّ مِمَّا خَشِيتَ أَنْ يُصِيبَهُمْ مِنْ هَذَا. قَالَ [سُلَيْمَانُ لِأَيُّوبَ] [3] : سُبْحَانَ اللَّهِ مَنْ لِأَبِي حَفْصٍ يَقُولُ هَذَا! فَقَالَ عُمَرُ: وَاللَّهِ يَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ لَئِنْ كَانَ جهل هذا علينا ما حِلْمِنَا عَنْهُ [4] .
حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عن عبيد الله بن عمر بن حفص بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ عبد الله ابن أَبِي سَلَمَةَ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قُلْتُ لِأَبِي عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي بَعْضِ مَا رَأَيْتُهُ يَتَرَدَّدُ عَنْهُ مِنْ أَمْوَالِ أَهْلِ بَيْتِهِ.
فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَهْ امْضِ لِمَا تُرِيدُ، فو الله ما أبالي أن يَغْلِي بِي وَبِكَ الْقِدْرُ فِي ذَلِكَ. فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ وَاللَّهِ مَا أَرُوضُ النَّاسَ إِلَّا رِيَاضَةَ الصَّعْبِ إِنِّي لَأُرِيدُ أَبْدَأُ بِخُطَّةٍ مِنَ الْحَقِّ فَأَخْشَى أَنْ تُرَدَّ عَلَيَّ حَتَّى أُظْهِرَ مَعَهَا طَمَعًا فِي الدُّنْيَا، فَإِنْ تَغَيَّرُوا عَنْ هَذِهِ لَا يَنُوا فِي هَذِهِ، فَإِنْ أَعِشْ أمضي
__________
[1] في ابن الجوزي: سيرة عمر ص 37 يضيف «يومئذ» بعد «وهو» .
[2] في الأصل «فقال: اعمرا أن وذلك إليك» وقد صوبتها من صفحة 599.
[3] الزيادة من سيرة عمر لابن الجوزي ص 38.
[4] ابن عبد الحكم: سيرة عمر ص 31 من طريق الليث. وابن الجوزي من طريق يعقوب (سيرة عمر ص 37) .(1/573)
لِمَا أُرِيدُ وَإِنْ أَمُتْ فَقَدْ عَلِمَ اللَّهُ نِيَّتِي [1] .
حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَاصِمٍ خَالِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ قَالَ: قَدِمْنَا عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ حِينَ اسْتُخْلِفَ، قَالَ: وَجَاءَهُ النَّاسُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ، قَالَ: فَجَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، قَالَ: أَمَّا بَعْدُ ايها الناس فالحقوا ببلادكم، فأني أنساكم ها هنا وَأَذْكُرُكُمْ فِي بِلَادِكُمْ. فَإِنِّي قَدِ اسْتَعْمَلْتُ عَلَيْكُمْ عُمَّالًا لَا أَقُولُ هُمْ خِيَارُكُمْ، فَمَنْ ظَلَمَهُ عَامِلُهُ بِمَظْلَمَةٍ لَا إِذْنَ لَهُ عَلَيَّ، [وَمَنْ لَا] [2] فَلَا أَرَيَنَّهُ، وَأَيْمُ اللَّهِ لَئِنْ كُنْتُ مَنَعْتُ نَفْسِي وَأَهْلَ بَيْتِي هَذَا الْمَالَ ثُمَّ ضَنَنْتُ بِهِ عَلَيْكُمْ إِنِّي إِذًا لَضَنِينٌ، وَاللَّهِ لَوْلَا أَنْ أنُعْشَ [3] سِنَةً وَأَسِيرَ بِحَقِّ مَا أَحْبَبْتُ أَنْ أَعِيشَ فُوَاقًا [4] .
حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ وَاسِطَ يُقَالُ لَهُ شَيْبَةُ بْنُ مُسَاوِرٍ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يُحَدِّثُنَا، لَمَّا [5] اسْتُخْلِفَ، وَجَلَسَ عَلَى المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أَمَّا بَعْدُ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ لَمْ يرسل
__________
[1] قارن سيرة عمر لابن الجوزي ص 70- 71.
[2] الزيادة من سيرة عمر لابن الجوزي ص 55.
[3] في الأصل «العيش» والتصويب من ابن سعد 5/ 253 وابن عبد الحكم: سيرة عمر بن عبد العزيز ص 43.
[4] الفواق: ما يأخذ المختصر عند النزع. والخطبة أوردها ابن سعد من طريق آخر بألفاظ مقاربة (الطبقات 5/ 253) وابن عبد الحكم: سيرة عمر بن عبد العزيز ص 42- 43 من طريق الليث، وابن الجوزي: سيرة عمر ص 55، 72.
[5] في الأصل «وما» .(1/574)
رَسُولًا بَعْدَ رَسُولِكُمْ، وَلَمْ يُنْزِلْ بَعْدَ الْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْهِ كِتَابًا، فَمَا أَحَلَّ اللَّهُ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ فَهُوَ حَلَالٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ فَهُوَ حَرَامٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، أَلَا وَإِنِّي لست بمبتدع ولكني متبع، ولست بقاضي وَلَكِنِّي مُنَفِّذٌ، وَلَسْتُ بِخَيْرٍ مِنْ وَاحِدٍ مِنْكُمْ ولكني أثقكم حملا [1] ، الا أَنَّهُ لَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يُطَاعَ فِي مَعَاصِي اللَّهِ، أَلَا هَلْ أَسْمَعْتُ أَلَا هَلْ أَسْمَعْتُ [2] .
حدثنا سعيد بن أسد حدثنا ضمرة عن عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْلَةَ وَابْنِ شَوْذَبٍ قَالا: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ [الْوَلِيدِ بْنِ] [3] عَبْدِ الْمَلِكِ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ كِتَابًا يُغْلِظُ فِيهِ [4] ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: إِنَّ أَظْلَمَ مِنِّي وَأَجْوَرَ مَنْ وَلَّى عَبْدَ ثَقِيفٍ الْعِرَاقَ [5] فَحَكَمَ فِي دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ، إِنَّ أَظْلَمَ مِنِّي وَأَجْوَرَ وَأَتْرَكَ لِعَهْدِ اللَّهِ مَنْ وَلَّى قُرَّةَ [6] مِصْرَ جلفا جافيا. إِنَّ أَظْلَمَ مِنِّي وَأَجْوَرَ وَأَتْرَكَ لِعَهْدِ اللَّهِ مَنْ وَلَّى عُثْمَانَ بْنَ حَيَّانَ الْحِجَازَ يُنْشِدُ
__________
[1] أورد ابن سعد هذه الخطبة بألفاظ مقاربة من طريق آخر (الطبقات 5/ 250- 251) وأوردها ابن كثير من طريق آخر (البداية والنهاية 9/ 199) .
[2] أوردها ابن الجوزي: سيرة عمر ص 56 بألفاظ مقاربة وكذلك ص 198.
وابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق مجلد 5/ ص 7 ب.
[3] الزيادة ساقطة من الأصل وليس في أولاد عبد الملك من اسمه عمر وانما هو أحد أولاد الوليد بن عبد الملك (ابن حزم: جمهرة أنساب العرب 89) .
[4] انظر نصه في سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي ص 112.
[5] يريد الوليد بن عبد الملك الّذي ولى الحجاج بن يوسف الثقفي العراق، وكان الحجاج واليا على العراق منذ خلافة عبد الملك بن مروان فأبقاه الوليد.
[6] هو قرة بن شريك العبسيّ عينه الوليد بن عبد الملك واليا على مصر (تاريخ خليفة ص 316) .(1/575)
الأشعار عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وَإِنَّمَا أُمُّكَ كَانَتْ تَخْتَلِفُ إِلَى حَوَانِيتِ حِمْصَ فاشتراها دينار بْنُ دِينَارٍ [1] فَبَعَثَ بِهَا إِلَى أَبِيكَ فَحَمَلَتْ، فَبِئْسَ الْجَنِينُ وَبِئْسَ الْمَوْلُودُ، ثُمَّ وَضَعَتْكَ جَبَّارًا شَقِيًّا، لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَبْعَثَ إِلَيْكَ مَنْ يَحْلِقُ جُمَّتَكَ فَبِئْسَ الْجُمَّةُ [2] .
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ قَالَ: حدثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة قَالَ: قَالَ عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ- حِينَ قَطَعَ الرِّزْقَ عَنِ الصَّحَابَةِ صَحَابَةِ بَنِي أُمَيَّةَ-: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي أَرَى أَمْرًا لَا يُصْلِحُهُ إِلَّا النَّظَرُ فِي الضَّيْعَةِ. قَالَ: عَلَى الرَّشَادِ يَا أَبَا خَالِدٍ وَلَكِنْ أَكْثِرْ ذِكْرَ الْمَوْتِ فَإِنَّكَ لَنْ تَجْعَلَهُ فِي كَثِيرٍ إِلَّا قَلَّ وَلَا فِي قَلِيلٍ إِلَّا كَثُرَ، عَلَى الرَّشَادِ يَا أَبَا خَالِدٍ.
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءٍ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامٍ قَالَ:
قَدِمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَرَفَعَ إِلَيْهِ دَيْنًا عليه أربعة ألف دِينَارٍ، فَوَعَدَهُ بِقَضَاءِ ذَلِكَ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ: وكّل أخاك الْوَلِيدَ بْنَ هِشَامٍ وَانْصَرِفْ إِلَى أَهْلِكَ. قَالَ الْوَلِيدُ: فَتَقَاضَيْتُهُ ذَلِكَ.
قَالَ: فَقَالَ لِي: قَدْ بَدَا لِي أَنْ أَقْضِيَ عَنْ رَجُلٍ وَاحِدٍ أَرْبَعَةَ آلَفِ دِينَارٍ، وَلَئِنْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ إِنَّمَا أَنْفَقَهَا فِي خَيْرٍ. قَالَ: قُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَأَيْنَ مَا كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ مِنْ أَخْلَاقِ الْمُؤْمِنِ أَنْ يُنْجِزَ مَا وَعَدَ. فَقَالَ لِي: وَيْحَكَ يَا ابْنَ هِشَامٍ وَقَدْ وَضَعْتَنِي بِهَذَا الْمَوْضِعِ.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الذُّهَلِيُّ «حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ ابن أَبِي الْخَطَّابِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بن عبد العزيز قال: قال لي
__________
[1] هو كاتب عبد الملك ومولاه، وفي سيرة عمر لابن الجوزي ص (114) «ذبيان بن ذبيان» .
[2] ابن الجوزي سيرة عمر 114 وقارن بابن عبد الحكم: سيرة عمر ص 149.(1/576)
رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ: مَا أَكْمَلَ مُرُوءَةَ أَبِيكَ، سَمَرْتُ عِنْدَهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَعَشَى السِّرَاجُ، فَقَالَ لِي: مَا تَرَى السِّرَاجَ قَدْ عَشَى. قُلْتُ: بَلَى. قَالَ- وَإِلَى جَانِبِهِ وَصِيفٌ رَاقِدٌ- قَالَ قُلْتُ: أُنَبِّهُهُ؟ قَالَ: لَا، دَعْهُ يَرْقُدُ.
قُلْتُ: أَفَلَا أَقُومُ أَنَا؟ قَالَ: لَا، لَيْسَ مِنْ مُرُوءَةِ الرَّجُلِ اسْتِخْدَامُ ضَيْفِهِ.
قَالَ: فَوَضَعَ رِدَاءَهُ، ثُمَّ قَامَ إِلَى بَطَّةِ زَيْتٍ مُعَلَّقَةٍ فَأَخَذَهَا فَأَصْلَحَ السِّرَاجَ، ثُمَّ رَدَّهَا فَوَضَعَهَا، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيَّ، قَالَ: قُمْتُ وَأَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَرَجَعْتُ وَأَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ» [1] .
«حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: حَدَّثَنَا ضمرة عن السري بن يحي عَنْ رِيَاحِ بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ: رَأَيْتُ رَجُلًا يُمَاشِي عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ مُعْتَمِدًا عَلَى يَدَيْهِ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ جَافٍ. قَالَ: فَلَمَّا انْصَرَفَ مِنَ الصَّلَاةِ قُلْتُ: مَنِ الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ مُعْتَمِدًا عَلَى يَدِكَ آنِفًا؟
قَالَ: وَهَلْ رَأَيْتَهُ يَا رِيَاحُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. مَا أَحْسَبُكَ إِلَّا رَجُلًا صَالِحًا.
قَالَ: ذَاكَ أَخِي الْخَضِرُ بَشَّرَنِي أَنِّي سَأَلِي وَأَعْدِلُ» [2] .
حَدَّثَنِي أَبُو عُمَيْرٍ [3] قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: قَالَ لِي رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ: مَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَكْمَلَ مُرُوءَةً مِنْ أَبِيكَ، سَمَرْتُ مَعَهُ ذات ليلة
__________
[1] ابن الجوزي: سيرة عمر ص 173، وقارن ابن عبد الحكم:
سيرة عمر بن عبد العزيز ص 46، وابن كثير: البداية والنهاية 9/ 203.
[2] ابن الجوزي: سيرة عمر ص 43. وابن كثير: البداية والنهاية 1/ 333- 334 وينقل عن أبي الفرج بن الجوزي أن الرمليّ مجروح عند العلماء- يريد محمد بن عبد العزيز الرمليّ- وابن حجر: الاصابة 1/ 446 لكنه يذكر «فلما صلى» بدل «فلما انصرف من الصلاة» ويذكر «فأعدل» ، وأورد هذه الرواية ابن عبد الحكم: سيرة عمر بن عبد العزيز ص 32- 33 لكنه يذكر أن الّذي رأى ذلك مزاحم وليس رياح بن عبيدة.
[3] عيسى بن محمد النحاس.(1/577)
وَالسِّرَاجُ يُزْهِرُ فَعَشَى السِّرَاجُ. فَقَالَ لِي: يَا رَجَاءُ إِنَّ السِّرَاجَ قَدْ عَشِيَ وَوَصِيفٌ إِلَى جَانِبِنَا نَائِمٌ قَالَ: فَقُلْتُ أُنَبِّهُ الْوَصِيفَ؟ قَالَ: قَدْ نَامَ.
فَقُلْتُ: فَأَقُومُ أَنَا فَأُصْلِحُ. قَالَ: لَيْسَ مِنْ مُرُوءَةِ الرَّجُلِ اسْتِخْدَامُهُ ضَيْفَهُ. فَوَضَعَ سَاجًا عَلَيْهِ وَقَامَ إِلَى بَطَّةٍ فِيهَا زَيْتٌ فَصَبَّ فِي السِّرَاجِ وَأَصْلَحَهُ ثُمَّ عَادَ. قَالَ: قُمْتُ وَأَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَرَجَعْتُ وَأَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ. قَالَ ضَمْرَةُ: الْمُرُوءَةُ التَّنَزُّهُ عَنْ كُلِّ خُلُقٍ دَنِيءٍ.
«حَدَّثَنِي أبو عمير حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ أَبِي حَمْلَةَ عَنْ أَبِي الْأَخْنَسِ [1] قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ فِي صَحْنِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَأَقْبَلَ شَابٌّ عَلَيْهِ مُقَطَّعَاتٌ فَأَخَذَ بِيَدِ خَالِدٍ فَقَالَ: هَلْ مِنْ عَيْنٍ؟ فَقَالَ أَبُو الْأَخْنَسِ: فَبَدَرْتُ أَنَا فَقُلْتُ عَلَيْكُمَا مِنَ اللَّهِ عَيْنٌ سَمِيعَةٌ بَصِيرَةٌ. قَالَ:
فَتَرَقْرَقَتْ عَيْنَا الْفَتَى فَأَرْسَلَ يَدَهُ مِنْ يَدِ خَالِدٍ وَوَلَّى. فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟
قال: هذا عمر بن الْعَزِيزِ ابْنُ أَخِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَلَئِنْ طَالَتْ بِكَ وَبِهِ حَيَاةٌ لَتَرَيَنَّهُ إِمَامَ هُدًى» [2] .
حَدَّثَنِي هشام بن عمار حدثنا يحي بْنُ حَمْزَةَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ لِبَنِيهِ: أَتُحِبُّونَ أَنْ أُوَلِّي كُلَّ رَجُلٍ مِنْكُمْ جُنْدًا فَيَنْطَلِقُ تُصَلْصِلُ بِهِ جَلَاجِلُ الْبَرِيدِ؟ قَالَ لَهُ ابْنُهُ ابْنُ الْحَارِثِيَّةِ: لم تعرض علينا أما لَسْتَ صَانِعَهُ. فَقَالَ عُمَرُ: إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّ بِسَاطِي هَذَا يَصِيرُ إِلَى الْبَلَاءِ، وَإِنِّي لَأَكْرَهُ أَنْ تُدَنِّسُوهُ بِخَفَافِكُمْ فَكَيْفَ أُقَلِّدُكُمْ دِينِي تُدَنِّسُوهُ
__________
[1] في الأصل «الأعس» وقد بدأ لي أنه أبو الأخنس الخولانيّ الّذي يروي عنه ابن أبي حملة (انظر تهذيب التهذيب 17/ 314) .
[2] ابن الجوزي سيرة عمر ص 61، وابن كثير: البداية والنهاية 9/ 197 لكنهما يذكران «أبي عنبس» بدل «أبي الأخنس» ويذكر ابن كثير «عليكما من الله عين بصيرة وأذن سميعة» ويذكران «علي بن خولة» بدل «ابن أبي حملة» وهو تصحيف.(1/578)
في كل جند!!.
حدثني هشام بن عمار حدثنا يحي بن حمزة حدثنا عمرو بْنُ مُهَاجِرٍ أَنَّ عُمَرَ كَانَ تُسْرَجُ لَهُ الشَّمْعَةُ مَا كَانَ فِي حَوَائِجِ الْمُسْلِمِينَ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ حَوَائِجِهِمْ أَطْفَأَهَا، ثُمَّ أَسْرَجَ عَلَيْهِ سِرَاجَهُ.
حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ حَدَّثَنَا ابن وهب قال: أخبرني ابن ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ مَسْلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ يَقُولُ: رَحِمَ اللَّهُ عَمِّي وَاللَّهِ لَقَدْ هَلَكَ وَمَا بَلَغَ مَا نَالَهُ قَطُّ شَرَفُ الْعَطَاءِ، إِنَّهُ وَاللَّهِ عَضَّ عَلَى مُقَدَّمِ قَمِيصِهِ، ثُمَّ شَقِيَ فِي الدُّنْيَا حَتَّى خَرَجَ مِنْهَا. ثُمّ قَالَ رَافِعًا صَوْتَهُ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ 28: 83 [1] .
«حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ:
قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَسْخِنُوا لِي مَا أَغْتَسِلُ بِهِ لِلْجُمُعَةِ. قَالَ: قِيلَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَا وَاللَّهِ مَا عِنْدَنَا عُودُ حَطَبٍ نُوقِدُ بِهِ. قَالَ: فَذَهَبُوا بِالْقُمْقُمِ إِلَى الْمَطْبَخِ- مَطْبَخِ الْمُسْلِمِينَ- قَالَ: ثُمَّ جَاءُوهُ بِالْقُمْقُمِ، وَقَالُوا هَذَا الْقُمْقُمُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَهُوَ يَفُورُ. قَالَ: أَلَمْ تُخْبِرُونِي أَنَّهُ لَيْسَ عِنْدَكُمْ عُودُ حَطَبٍ لَعَلَّكُمْ ذَهَبْتُمْ بِهِ إِلَى مَطْبَخِ الْمُسْلِمِينَ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: ادعوا لي صَاحِبَ الْمَطْبَخِ، فَلَمَّا جَاءَهُ قَالَ لَهُ: قِيلَ لَكَ هَذَا قُمْقُمُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَأَوْقَدْتَ تَحْتَهُ؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَا أَوْقَدْتُ عَلَيْهِ عُودًا وَاحِدًا وَإِنْ هُوَ إِلَّا جَمْرٌ لَوْ تَرَكْتُهُ لَخَمَدَ حَتَّى يَصِيرَ رَمَادًا. قَالَ: بِكَمْ أَخَذْتَ الْحَطَبَ؟
قَالَ: بِكَذَا وَكَذَا. قال: أدّوا اليه ثمنه» [2] .
__________
[1] القصص آية 83.
[2] ابن الجوزي: سيرة عمر ص 161، وقارن ابن عبد الحكم:
سيرة عمر ص 47.(1/579)
حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ: قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ:
قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَوْمًا: وَدِدْتُ أَنَّ عِنْدِي عَسَلًا مِنْ غسل سِينِينَ [1] أَوْ لِبْنَانَ. قَالَ: فَسَمِعَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمَلِكِ امْرَأَتُهُ، فَحَمَلَتْ بَعْضَ غِلْمَانِهَا أَوْ بعض مواليها الى ابن معديكرب- وَهُوَ عَامِلُ ذَلِكَ الْمَكَانِ- أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ تَشَهَّى مِنْ عَسَلِ سِينِينَ أَوْ لِبْنَانَ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا بِعَسَلٍ كَثِيرٍ، فَلَمَّا انْتَهَى بِالْعَسَلِ إِلَيْهَا أَرْسَلَتْ بِهِ إِلَى عُمَرَ، فَقَالَتْ: هَذَا الَّذِي تَشَهَّيْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الْأَوَّلِ. قَالَ: كَأَنِّي بِكِ يَا فَاطِمَةُ لَمَّا بَلَغَكِ مَا تَشَهَّيْتُ هَذَا الْعَسَلَ فَبَعَثْتِ بَعْضَ مَوَالِيكِ أو بعض غلمانك الى ابن معديكرب.
فَأَمَرَ بِذَلِكَ الْعَسَلِ فَأُخْرِجَ إِلَى السُّوقِ فَبِيعَ وَأُدْخِلَ ثَمَنُهُ بَيْتَ مَالِ الْمُسْلِمِينَ، ثُمَّ كَتَبَ الى ابن معديكرب أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ عَبْدِ الْمَلِكِ بَعَثَتْ إِلَيْكَ تُخْبِرُكَ بِأَنِّي تَشَهَّيْتُ عَسَلًا مِنْ عَسَلِ سِينِينَ أو لبنان فبعثت إِلَيْهَا، وَأَيْمُ اللَّهِ لَئِنْ عُدْتَ لِمِثْلِهَا لَا تَعْمَلُ لِي عَمَلًا أَبَدًا وَلَا أَنْظُرُ إِلَى وَجْهِكَ» [2] .
حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ وَأَبُو زَيْدٍ نَحْوَهُ، قَالا: «حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ عَنْ أَبِيهِ:
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَتَى إِلَى أَبِيهِ- وَهُوَ خَلِيفَةٌ- يَسْتَكْسِي أَبَاهُ فَقَالَ: يَا أَبَهْ اكْسُنِي. فَقَالَ: اذْهَبْ إِلَى الْخِيَارِ بْنِ رِيَاحٍ الْبَصْرِيِّ فَإِنَّ لِي عِنْدَهُ ثِيَابًا فَخُذْ مِنْهَا مَا بَدَا لَكَ. قَالَ: فَذَهَبَ إِلَى الْخِيَارِ بْنِ رِيَاحٍ، فَقَالَ: إِنِّي اسْتَكْسَيْتُ أَبِي فَأَرْسَلَنِي إِلَيْكَ وَقَالَ إِنَّ لِي عِنْدَ الْخِيَارِ بْنِ رِيَاحٍ ثِيَابًا سُنْبُلَانِيَّةً أَوْ قَطَرِيَّةً. فَقَالَ: هَذَا مَا لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عِنْدِي فَخُذْ مِنْهَا، فَرَجَعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ إِلَى أَبِيهِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ: يَا أَبَتَاهُ اسْتَكْسَيْتُكَ فَأَرْسَلْتَنِي إِلَى الْخِيَارِ بْنِ رِيَاحٍ، فَأَخْرَجَ لِي ثِيَابًا لَيْسَتْ مِنْ ثِيَابِي وَلَا من
__________
[1] أي سيناء، ففي القرآن الكريم وَطُورِ سِينِينَ 95: 2.
[2] ابن الجوزي: سيرة عمر ص 158.(1/580)
ثِيَابِ [قَوْمِي] [1] . قَالَ: فَذَاكَ مَا لَنَا عِنْدَ الرَّجُلِ. فَانْصَرَفَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ حَتَّى إِذَا كَادَ أَنْ يَخْرُجَ نَادَاهُ فَقَالَ: مَا لَكَ أَنْ أُسْلِفَكَ مِنْ عَطَائِكَ مِائَةَ دِرْهَمٍ؟ قَالَ: نَعَمْ يَا أَبَتَاهُ. فَأَسْلَفَهُ مِائَةَ دِرْهَمٍ، فَلَمَّا خَرَجَ عَطَاؤُهُ حُوسِبَ بِهَا فَأُخِذَتْ مِنْهُ» [2] .
حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ عن يحي ابن سَعِيدٍ وَغَيْرِهِ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَدِمَ عَلَيْهِ بَعْضُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، فَجَعَلَ يُسَائِلُهُ عَنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ. فَقَالَ: مَا فَعَلَ الْمَسَاكِينُ الَّذِينَ كَانُوا يَجْلِسُونَ فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ قَدْ قَامُوا مِنْهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: فَمَا فَعَلَ الْمَسَاكِينُ الَّذِينَ كَانُوا يَجْلِسُونَ مكان كذا وكذا؟
قال: قد قاموا منه وَأَغْنَاهُمُ اللَّهُ. قَالَ: وَكَانَ مِنْ أُولَئِكَ الْمَسَاكِينِ مَنْ يَبِيعُ كُبَبَ الْخَيْطِ لِلْمُسَافِرِينَ، فَالْتَمِسْ ذَلِكَ مِنْهُمْ بَعْدُ، فَقَالُوا: قَدْ أَغْنَانَا اللَّهُ عَنْ بيعه بما يعطينا عمر. قال يحي بْنُ سَعِيدٍ: فَقَالَ عُمَرُ: فَمَا فَعَلَ بُسْرُ ابن سَعِيدٍ؟ فَقَالَ: صَلَحَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ عُمَرُ: أَفِي ثَوْبَيْهِ الَّذِينَ كُنْتُ أَعْرِفُ. قَالَ: نَعَمْ فِي ثَوْبَيْهِ. فَقَالَ عُمَرُ: وَاللَّهِ لَئِنْ كَانَ بُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي الْجَنَّةِ فِي دَرَجَةٍ وَاحِدَةٍ لان أعيش بعيش عبد الله ابن عَبْدِ الْمَلِكِ وَأَكُونُ مَعَهُ فِي دَرَجَتِهِ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَعِيشَ بِعَيْشِ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ وَأَكُونُ مَعَهُ فِي دَرَجَتِهِ.
حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ «أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ: أَنَّ أَبَا النَّضْرِ حَدَّثَهُ قَالَ: دَسَسْتُ إِلَى عُمَرَ بْنَ عبد العزيز بعض أهله أن قل لَهُ إِنَّ فِيكَ كِبْرًا وَأَنَّهُ يَتَكَبَّرُ. فَقِيلَ ذَلِكَ. فَقَالَ عُمَرُ: قُلْ لَهُ لَبِئْسَ مَا ظَنَنْتَ إِنْ كُنْتَ تَرَانِي أَتَوَقَّى الدِّينَارَ [3] وَالدِّرْهَمَ مراقبة الله فانطلق الى أعظم
__________
[1] السقط أكملته من سيرة عمر لابن الجوزي ص 273.
[2] ابن الجوزي: سيرة عمر ص 273.
[3] في الأصل «الدنيا» .(1/581)
الذُّنُوبِ فَأَرْكَبُهُ، الْكِبْرِيَاءُ إِنَّمَا هُوَ رِدَاءُ الرَّحْمَنِ فأنازعه إِيَّاهُ، وَلَكِنْ كُنْتُ غُلَامًا بَيْنَ ظَهْرَيْ قَوْمِي يَدْخُلُونَ عَلَيَّ بِغَيْرِ إِذْنٍ، وَيَتَوَطَّؤُنَ فَرْشِي وَيَتَنَاوَلُونَ مِنِّي مَا يَتَنَاوَلُ الْقَوْمُ مِنْ أَخِيهِمُ الَّذِي لَا سُلْطَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ، فَلَمَّا أَنْ وُلِّيتُ خَيَّرْتُ نَفْسِي فِي أَنْ أُمَكِّنَهُمْ مِنِّي حَالَتَهُمُ الَّتِي كُنْتُ لَهُمْ عَلَيْهَا، وَأُخَالِفُهُمْ فِيمَا خَالَفَ الْحَقَّ، أَوْ أَتَمَنَّعُ عَنْهُمْ فِي بَابِي وَوَجْهِي لِيَكُفُّوا عَنِّي أَنْفُسَهُمْ وَعَنِ الَّذِي أَحْذَرُ عَلَيْهِمْ لَوْ كُنْتُ جَرَّأْتُهُمْ عَلَى نَفْسِي مِنَ الْعُقُوبَةِ وَالْأَدَبِ، فَهُوَ الَّذِي دَعَانِي إِلَى هَذَا» [1] .
حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ:
«أَخْبَرَنِي شَيْخٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي زَكَرِيَّا: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ- وَقَدْ تَوَجَّعَ لَهُ مِمَّا بَلَغَهُ بِمَا خَلُصَ إِلَى أَهْلِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ مِنَ الْحَاجَةِ- فَتَحَدَّثَا، ثُمَّ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَرَأَيْتُكَ شَيْئًا تَعْمَلُ بِأَيِّ شَيْءٍ اسْتَحْلَلْتَهُ؟ قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: تَرْزُقُ الرَّجُلَ مِنْ عُمَّالِكَ مِائَةَ دِينَارٍ فِي الشَّهْرِ وَمِائَتَيْ دِينَارٍ فِي الشَّهْرِ وَأَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: أَرَاهُ لَهُمْ يَسِيرًا إِنْ عَمِلُوا بِكِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ وَأُحِبُّ أَنْ أُفَرِّغَ قُلُوبَهُمْ مِنَ الْهَمِّ بِمَعَاشِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ. قَالَ ابْنُ أَبِي زَكَرِيَّا: فَإِنَّكَ قَدْ أَصَبْتَ وَقَدْ ذَكَرَ لِي أَنَّهُ قَدْ خَلَصَ إِلَى أَهْلِكَ حَاجَةٌ وَأَنْتَ أَعْظَمُهُمْ عَمَلًا فَانْظُرْ مَا قَدْ رَأَيْتَهُ حَلَالًا لِرَجُلٍ مِنْهُمْ فَارْتَزِقْ مِثْلَهُ، فَوَسِّعْ بِهِ عَلَى أَهْلِكَ. قَالَ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ قَدْ عَرَفْتُ أَنَّكَ لَمْ تَرِدْ إِلَّا خَيْرًا وَأَنَّكَ تَوَجَّعْتَ مِنْ بَعْضِ مَا يَبْلُغُكَ مِنْ حَالِنَا، ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ الْيُمْنَى عَلَى ذِرَاعِهِ الْيُسْرَى فَقَالَ: إِنَّ هَذَا الْعَظْمَ إِنَّمَا نَبَتَ مِنْ مَالِ اللَّهِ وَإِنِّي وَاللَّهِ إِنِ اسْتَطَعْتُ لَا أُعِيدُ فِيهِ منه شيئا أبدا [2] .
__________
[1] ابن الجوزي: سيرة عمر ص 174.
[2] ابن الجوزي سيرة عمر ص 163- 164 ولم يصرح بمصدره، وقارن بابن عبد الحكم سيرة عمر بن عبد العزيز ص 46.(1/582)
حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ قَاصِّ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا يَوْمًا مُزَاحِمٌ فَقَالَ: لَقَدِ احْتَاجَ أَهْلُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى نَفَقَةٍ وَلَا أَدْرِي مِنْ أَيْنَ آخُذُهَا ولا أدري ممن أسفلها. قَالَ: قُلْتُ لَوْلَا قِلَّةُ مَا عِنْدِي لَعَرَضْتُهُ عَلَيْكَ. قَالَ: وَكَمْ عِنْدَكَ؟ قُلْتُ: خَمْسَةُ دَنَانِيرَ. قَالَ: وَاللَّهِ إِنَّ فِي خَمْسَةِ دَنَانِيرَ لَبَلَاغًا، فَدَفَعْتُهَا إِلَيْهِ، ثُمَّ أَتَاهُ رِجَالٌ مِنْ أَرْضِ عُمَرَ بِالتَّمْرِ. قَالَ: فَمَرَّ عَلَيَّ مُزَاحِمٌ مَسْرُورًا، قَالَ:
جَاءَنَا مَالٌ مِنْ أَرْضٍ لَنَا نَقْضِيكَ الْآنَ تِلْكَ الْخَمْسَةَ دَنَانِيرَ. قَالَ: دَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ وَإِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى رَأْسِهِ أَعْظَمَ اللَّهُ أجر أمير المؤمنين أَعْظَمَ اللَّهُ أَجْرَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَعْظَمَ اللَّهُ أجر أمير المؤمنين قال: قلنا: أجل فأعظم اللَّهُ أَجْرَهُ وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: أَمَرَ بِهَذَا الْمَالِ الَّذِي جَاءَ مِنْ أَرْضِهِ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتَ الْمَالِ. فَلَا أَدْرِي كَيْفَ تَحَيَّلَ لِي فِي الْخَمْسَةِ حَتَّى قَضَانِي» [1] .
حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ زِيَادٍ مَوْلَى ابْنِ عَيَّاشٍ قَالَ: لَوْ رَأَيْتَنِي وَدَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي لَيْلَةٍ شَاتِيَةٍ وَفِي بَيْتِهِ كَانُونٌ وَعُمَرُ عَلَى كِتَابِهِ، فَجَلَسْتُ أَصْطَلِي عَلَى الْكَانُونِ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ كِتَابِهِ مَشَى إِلَيَّ عُمَرُ حَتَّى جَلَسَ مَعِي عَلَى الكانون- وهو خليفة- فقال: زياد بْنُ أَبِي زِيَادٍ. قُلْتُ: نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ.
قَالَ: قُصَّ عَلَيَّ. قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا أَنَا بِقَاصٍّ. قَالَ: فَتَكَلَّمْ. قُلْتُ:
زياد. قال: وما له؟ قُلْتُ: لَا يَنْفَعُهُ مَنْ دَخَلَ الْجَنَّةَ غَدًا إِذَا دَخَلَ النَّارَ، وَلَا يَضُرُّهُ مَنْ دَخَلَ غَدًا النَّارَ إِذَا دَخَلَ الْجَنَّةَ. قَالَ: صَدَقْتَ وَاللَّهِ مَا يَنْفَعُكَ مَنْ دَخَلَ الْجَنَّةَ إِذَا دَخَلْتَ النَّارَ، وَلَا يَضُرُّكَ مَنْ دَخَلَ النَّارَ إِذَا أَنْتَ دَخَلْتَ الْجَنَّةَ. قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ عُمَرَ يَبْكِي حَتَّى طُفِئَ بَعْضُ ذَلِكَ الْجَمْرِ
__________
[1] ابن الجوزي: سيرة عمر بن عبد العزيز ص 164.(1/583)
الَّذِي عَلَى الْكَانُونِ [1] .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ [2] ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ الْمَدِينِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ قَالَ: شَهِدْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ العزيز ومحمد ابن قَيْسٍ يُحَدِّثُهُ، فَرَأَيْتُ عُمَرَ يَبْكِي حَتَّى اخْتَلَفَتْ أَضْلَاعُهُ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنَا أَبُو الصَّبَّاحِ حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ صَدَقَةَ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ قَدْ حَدَّثَنِي بَعْضُ خَاصَّةِ آلِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ قَالَ: - حِينَ أَفْضَتْ إِلَيْهِ الْخِلَافَةُ سَمِعُوا فِي مَنْزِلِهِ بُكَاءً عَالِيًا فَسُئِلَ عَنْ ذَلِكَ الْبُكَاءِ، فَقِيلَ إِنَّ عُمَرَ قَدْ خَيَّرَ جَوَارِيهِ- قَالَ: قَدْ نَزَلَ بِي أَمْرٌ قَدْ شَغَلَنِي عَنْكُنَّ، فَمَنْ أَحَبَّتْ أَنْ أُعْتِقَهَا أَعْتَقْتُهَا، وَمَنْ أَمْسَكْتُهَا لَمْ يكن [لها] منه شَيْءٌ، فَبَكَوْا إِيَاسًا مِنْهُ [3] .
حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ [4] قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَشِيطٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ حُمَيْدٍ الْمُزَنِيُّ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ نَافِعٍ الْقُرَشِيِّ: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ عَبْدِ الملك وخال لَهَا: أَلَا تُخْبِرِينِي عَنْ عُمَرَ؟ فَقَالَتْ:
مَا أَعْلَمُ أَنَّهُ اغْتَسَلَ مِنْ جَنَابَةٍ وَلَا مِنَ احتلام منذ استخلفه الله حتى قبضه [5] .
__________
[1] أوردها ابن عبد الحكم: سيرة عمر بن عبد العزيز ص 107 لكنه لم يسم الواعظ، وابن الجوزي: سيرة عمر ص 139، وأوردها ابن كثير: البداية والنهاية 9/ 218.
[2] هو ابن المبارك.
[3] أوردها ابن عبد الحكم: سيرة عمر ص 142 والزيادة منه.
وابن الجوزي: سيرة عمر ص 57- 58 ويحذف من الاسناد أوله ويبدأ «قال حدثنا أبو الصباح ... » .
[4] عبد الله.
[5] قارن ابن عبد الحكم: سيرة عمر بن عبد العزيز ص 52، وابن كثير: البداية والنهاية 9/ 202، وابن الجوزي: سيرة عمر ص 58.(1/584)
حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أُتِيَ بِسَلْقٍ وَأَقْرَاصٍ فَأَكَلَ، ثُمَّ اضْطَجَعَ عَلَى فِرَاشِهِ وَغَطَّى وَجْهَهُ بِطَرَفِ رِدَائِهِ وَجَعَلَ يَبْكِي وَيَقُولُ: عَبْدٌ بَطِيءٌ بَطِينٌ يَتَبَاطَأُ وَيَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ مَنَازِلَ الصَّالِحِينَ.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بن رمح حدثني الليث بن سعد أنه بَلَغَهُ: أَنَّ مَسْلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ لَمَّا رَأَى عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ اشْتَدَّ وَجَعُهُ وَظُنَّ أَنَّهُ مَيِّتٌ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّكَ قَدْ تَرَكْتَ بَنِيكَ عَالَةً لَا شَيْءَ لَهُمْ وَلَا بُدَّ لَهُمْ مِمَّا لَا بُدَّ لَهُمْ مِنْهُ، فَلَوْ أَوْصَيْتَ بِهِمْ إِلَيَّ وَإِلَى ضُرَبَائِي مِنْ قَوْمِي فَكَفَوْكَ مَئُونَتَهُمْ؟ فَقَالَ:
أَجْلِسُونِي، فَأَجْلَسُوهُ فَقَالَ: مَا ذَكَرْتَ مِنْ فَاقَةِ وَلَدِي وحاجتهم فو الله مَا مَنَعْتُهُمْ حَقًّا هُوَ لَهُمْ، وَمَا كُنْتُ لِأُعْطِيَهُمْ حَقَّ غَيْرِهِمْ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنَ اسْتِخْلَافِكَ وَنُظَرَائِكَ عَلَيْهِمْ لِيَكْفُونِي مَئُونَتَهُمْ فَإِنَّ خَلِيفَتِي عَلَيْهِمْ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ 7: 196 [1] ادعهم لي. قال: فَدَعَوْتُهُمْ وَهُمُ اثْنَا عَشَرَ، فَاغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ وَقَالَ: بأيّ نفس تركتهم عالة [2] ، وانما هم أَحَدُ رَجُلَيْنٍ، إِمَّا رَجُلٌ يَتَّقِي اللَّهَ وَيُرَاقِبُهُ فَسَيَرْزُقُهُ اللَّهُ، وَإِمَّا رَجُلٌ وَقَعَ فِي غَيْرِ ذَلِكَ فَلَسْتُ أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ قَوَّيْتُهُ عَلَى خِلَافِ أَمْرِ اللَّهِ، وَقَدْ تَرَكْتُهُمْ بِخَيْرٍ لَنْ يَلْقَوْا أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَلَا أَهْلَ الذِّمَّةِ إِلَّا سَيَرَى لَكُمْ حَقًّا انْصَرِفُوا عَصَمَكُمُ اللَّهُ وَأَحْسَنَ الْخِلَافَةَ عَلَيْكُمْ [3]- رَحْمَةُ اللَّهُ عَلَى عُمَرَ-.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ أَنَّ مَسْلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ فَقَالَ: مَنْ تُوَصِّي بِأَهْلِكَ؟ قَالَ: إذا نسيت الله فذكرني.
__________
[1] الأعراف آية 196.
[2] في ابن عبد الحكم: سيرة عمر ص 115 «بنفسي فتنة تركتهم عالة» وفي ابن كثير: البداية والنهاية 9/ 214 «بنفسي الفتية» .
[3] أوردها ابن عبد الحكم: سيرة عمر ص 115- 116 بألفاظ مقاربة، وابن كثير: البداية والنهاية 9/ 210 بألفاظ مقاربة.(1/585)
قَالَ: فَعَادَ فَقَالَ: مَنْ تُوَصِّي بِأَهْلِكَ؟ فَقَالَ: ان وليّ فِيهِمُ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ [1] .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا عبد الله قال: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِمُزَاحِمٍ مَوْلَاهُ- وَكَانَ فَاضِلًا- قَالَ: إِنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ- يَعْنِي أَهْلَهُ- أَقْطَعُونِي مَا لَمْ يَكُنْ لِي أَنْ آخُذَهُ، وَلَا لَهُمْ أَنْ يُعْطُونِي، وَإِنِّي قَدْ هَمَمْتُ بِرَدِّهَا عَلَى أَرْبَابِهَا. قَالَ: فَقَالَ مُزَاحِمٌ: فَكَيْفَ تَصْنَعُ بِوَلَدِكَ؟ قَالَ:
فَخَرَّتْ دُمُوعُهُ عَلَى وَجْنَتَيْهِ. قَالَ فَجَعَلَ يَمْسَحُهَا بِإِصْبَعِهِ الْوُسْطَى وَيَقُولُ:
أَكِلُهُمْ إِلَى اللَّهِ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَيُعْرَفُ أَنَّهُ كَانَ يَجِدُ بِوَلَدِهِ مَا يَجِدُ الْقَوْمُ بِأَوْلَادِهِمْ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَكَأَنَّ مُزَاحِمَ مَعَ فَضْلِهِ لَمْ يَقْنَعْ بِقَوْلِهِ، فَخَرَجَ مُزَاحِمٌ، فَدَخَلَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَرَ فَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ هَمَّ بِأَمْرٍ لَهُوَ أَضَرُّ عَلَيْكَ وَعَلَى وَلَدِ أَبِيكَ مِنْ كَذَا وَكَذَا إِنَّهُ قَدْ هَمَّ بِرَدِّ الْبَسِيطَةَ- قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَهِيَ بِالْيَمَامَةِ وَهِيَ أَمْرٌ عَظِيمٌ. قَالَ [2] : وَكَانَ عَيْشُ وَلَدِهِ مِنْهَا- قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: فَمَاذَا قُلْتَ لَهُ؟ قَالَ: كَذَا وَكَذَا. لَبِئْسَ لَعَمْرُ اللَّهِ وَزِيرُ الْخَلِيفَةِ أَنْتَ. قَالَ: ثُمَّ قَامَ لِيَدْخُلَ عَلَى عُمَرَ وَقَدْ تَبَوَّأَ مَقِيلَهُ.
قَالَ: فَاسْتَأْذَنَ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ الْبَوَّابُ إِنَّهُ قَدْ تَبَوَّأَ مَقِيلَهُ. قَالَ: مَا مِنْهُ بُدٌّ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ أَلَا تَرْحَمُوهُ إِنَّمَا هِيَ سَاعَتُهُ. قَالَ: فَسَمِعَ عُمَرُ صَوْتَهُ فَقَالَ: أَعَبْدَ الْمَلِكِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: ادْخُلْ. قَالَ: فَدَخَلَ. قَالَ: مَا جَاءَ بِكَ؟ قَالَ: إِنَّ مُزَاحِمًا أَخْبَرَنِي بِكَذَا وَكَذَا وَقَالَ: فَمَا رَأْيُكَ فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَقُومَ بِهِ الْعَشِيَّةَ. قَالَ: أَرَى أَنْ تُعَجِّلَهُ فَمَا يَأْمَنُكَ أَنْ يَحْدُثَ بِكَ حَدَثٌ أَوْ يَحْدُثَ بِقَلْبِكَ حَدَثٌ. قَالَ فَرَفَعَ يديه فقال: الحمد للَّه الّذي
__________
[1] أوردها ابن سعد 5/ 299.
[2] عبد الله بن عثمان هو القائل.(1/586)
جَعَلَ لِي مِنْ ذُرِّيَّتِي مَنْ يُعِينُنِي عَلَى دِينِي. قَالَ: ثُمَّ قَامَ مِنْ سَاعَتِهِ فَجَمَعَ النَّاسَ وَأَمَرَ بِرَدِّهَا [1] .
«حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حدثنا يحي بْنُ حَمْزَةَ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ: أَنَّ عُمَرَ نَظَرَ فِي مَزَارِعِهِ فَخَرَقَ سِجِلَّاتِهَا غَيْرَ مَزْرَعَتَيْ خَيْبَرَ وَالسُّوَيْدَاءِ.
فَسَأَلَ عُمَرُ: خَيْبَرُ مِنْ أَيْنَ كَانَتْ لِأَبِيهِ؟ قِيلَ: كَانَتْ فَيْئًا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَرَكَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيْئًا عَلَى الْمُسْلِمِينَ حَتَّى كَانَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فَأَعْطَاهَا [2] مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ، وَأَعْطَاهَا مَرْوَانُ عَبْدَ الْعَزِيزِ أَبَا عُمَرَ، وَأَعْطَاهَا عَبْدُ الْعَزِيزِ عُمَرَ، فَخَرَقَ سِجِلَّهَا وَقَالَ:
أَنَا أَتْرُكُهَا حَيْثُ تَرَكَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [3] . وَبَلَغَنِي أَنَّهَا فَدَكُ» [4] .
حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا يحي بْنُ حَمْزَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْخَوْلَانِيُّ: أَنَّ رَجُلًا بَايَعَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ العزيز فمد يده اليه، ثم قال: بايعني بِلَا عَهْدٍ وَلَا مِيَثَاقٍ تُطِيعُنِي مَا أَطَعْتُ اللَّهَ فَإِنْ عَصَيْتُ اللَّهَ فَلَا طَاعَةَ لِي عليك فبايعه.
حدثني هشام قال: ثنا يحي عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ: أَنَّ عَبْدَةَ بْنَ أَبِي لُبَابَةَ بَعَثَ مَعَهُ الْخَمْسِينَ وَمِائَةً يُفَرِّقُهَا فِي فُقَرَاءِ الْأَمْصَارِ، فَأَتَيْتُ الْمَاجِشُونَ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: مَا أَعْلَمُ أَنَّ فِيهِمُ الْيَوْمَ مُحْتَاجٌ، لَقَدْ أَغْنَاهُمْ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَدَفَعَ إِلَيْهِمْ فلم يترك منهم أحدا الا الجند.
__________
[1] أوردها ابن الجوزي: سيرة عمر ص 108- 109 من طريق عبد الله بن المبارك أيضا وقال: «السهلة» بدل «البسيطة» .
[2] في الأصل «فاعطى» .
[3] أوردها ابن عبد الحكم: سيرة عمر بن عبد العزيز ص 61- 62 ولم يذكر عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) .
[4] ابْنُ الجوزي: سيرة عمر ص 109 وسقط فيه بعض الاسناد(1/587)
حدثنا هشام حدثنا يحي حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَ كَثِيرًا مَا يُرَدِّدُ هَذَا الْقَوْلَ مَا يَرِدُّ عَلَيَّ نَفْسِي مِنْ نَفْسٍ إِنْ أَنَا قَتَلْتُهَا، وَإِنَّمَا هِيَ فِي كِتَابِ اللَّهِ النَّفْسُ بِالنَّفْسِ، مَنْ قَتَلَ نَفْسًا فَقَدْ أَغْلَقَ رَهْنَهُ، فلو كان لي نفسان فأعذر بأحدهما وَأَمْسِكُ الْأُخْرَى [1] .
حَدَّثَنِي هِشَامٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ أَبِي الْعِشْرِينَ قَالَ: حَدَّثَنِي:
مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَوْمًا- وَهُوَ لَائِمٌ لِنَفْسِهِ-: -
أَيَقْظَانُ أَنْتَ الْيَوْمَ أَمْ أَنْتَ نَائِمُ ... وَكَيْفَ يُطِيقُ النَّوْمَ حَيْرَانُ هَائِمُ
فَلَوْ كُنْتَ يَقْظَانَ الْغَدَاةَ لَحَرَّقَتْ ... مَدَامِعَ عَيْنَيْكَ الدُّمُوعُ السَّوَاجِمُ
نَهَارُكَ يَا مَغْرُورُ لَهْوٌ [2] وَغَفْلَةٌ ... وَلَيْلُكَ نَوْمٌ وَالرَّدَى لَكَ لَازِمُ
وَتُشْغَلُ فِيمَا سَوْفَ تَكْرَهُ غِبَّهُ ... كَذَلِكَ فِي الدُّنْيَا تَعِيشُ الْبَهَائِمُ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ الْغَازِ قَالَ:
نَزَلْنَا مَنْزِلًا مَرْجِعَنَا مِنْ دَابِقَ، فَلَمَّا ارْتَحَلْنَا مَضَى مَكْحُولٌ وَلَمْ يُعْلِمْنَا أَيْنَ ذَهَبَ، فَسِرْنَا كَثِيرًا حَتَّى رَأَيْنَاهُ فَقُلْتُ: أَيْنَ ذَهَبْتَ؟ فقال: أتيت قبر عمر ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ- وَهُوَ عَلَى خَمْسَةِ أَمْيَالٍ مِنَ الْمَنْزِلِ- فَدَعَوْتُ لَهُ، ثُمَّ قَالَ:
لَوْ حَلَفْتُ مَا اسْتَثْنَيْتُ مَا كَانَ فِي زَمَانِهِ أَحَدٌ أَخْوَفُ للَّه مِنْ عُمَرَ، وَلَوْ حَلَفْتُ مَا اسْتَثْنَيْتُ مَا كَانَ فِي زَمَانِهِ أَحَدٌ أَزْهَدُ في الدنيا من عمر [3] .
__________
[1] قارن بسيرة عمر لابن الجوزي ص 75.
[2] في سيرة عمر بن عبد العزيز ص 225 «سهو» .
[3] أوردها ابن الجوزي في سيرة عمر بن عبد العزيز ص 29.(1/588)
حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ عَنْ مُجَاهِدٍ: أَنَّهُ شَهِدَ وَفَاةَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَمَرَّ بِعِبَادِيٍّ أَوْ نِبْطِيٍّ- وَهُوَ يُثِيرُ عَلَى ثَوْرَيْنِ لَهُ- فَقَامَ حِينَ مَرَرْتُ بِهِ، فَقَالَ لَهُ الْعِبَادِيُّ أَوِ النِّبْطِيُّ:
مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ؟ أَشَهِدْتَ وَفَاةَ هَذَا الرَّجُلِ؟ فَقَالَ: قُلْتُ نَعَمْ. فَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ وَتَرَحَّمَ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُ: تَتَرَحَّمُ عَلَيْهِ وَلَيْسَ عَلَى دِينِكَ؟ فَقَالَ: إِنِّي لَا أَبْكِي مَلِيكَكُمْ [1] وَلَكِنْ أَبْكِي عَلَى نُورٍ كَانَ فِي الْأَرْضِ فَطُفِئَ.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ «أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنِ ابْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ [2] : أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ مَغَازِي الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ. قَالَ: فَبَكَى عُمَرُ بُكَاءً شَدِيدًا. قَالَ: فَقَالَ مالك: ان عمر ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَمَعَهُ مُزَاحِمٌ وَرَجُلٌ يُقَالُ لَهُ ابْنُ مَافِنَةَ.
قَالَ: فَدَخَلَ عُمَرُ بَيْتَهُ، ثُمَّ قَالَ لِمُزَاحِمٍ: ائْذَنْ لِابْنِ مَافِنَةَ. قَالَ: فَأَذِنَ لَهُ. قَالَ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَإِذَا بِمَائِدَةٍ عَلَيْهَا صَحْفَةٌ مُخَمَّرَةٌ بِمِنْدِيلٍ وَعُمَرُ قَائِمٌ يَرْكَعُ. قَالَ: فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ أَقْبَلَ فَجَلَسَ، فَاجْتَبَذَ الْمَائِدَةَ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ لِي: كل، أين عيشنا اليوم من عيشنا إذا كُنَّا بِمِصْرَ. قَالَ: فَقُلْتُ لِأَيِّ شَيْءٍ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ عُمَرُ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَكُنَّا لَوْ ضَافَنِي أَهْلُ قَرْيَةٍ لَوَجَدْتُ مَا يَعُمُّهُمْ. ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ عَيْشُنَا هَذَا مِنْ عَيْشِنَا بِالْمَدِينَةِ.
ثُمَّ اسْتَبْكَى. قَالَ: فَنَادَاهُ مُزَاحِمٌ أَنْ قُمْ. قَالَ: فَقُمْتُ. قَالَ: فَأَخْبَرَنِي مِنَ الْغَدِ أَنَّهُ إِذَا أَصَابَهُ مِثْلُ هَذَا لَمْ يَعُدْ إِلَى طَعَامِهِ. قَالَ مَالَكَ وَهَذَا يُعْجِبُنِي مِنْ فعل عمر أن يخدم الإنسان نفسه» [3] .
__________
[1] في الأصل «مليكم» .
[2] عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة (تهذيب التهذيب 6/ 209) .
[3] ابن الجوزي: سيرة ص 150- 151.(1/589)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ [1] حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مَالِكٌ قَالَ: كَانَ عُثْمَانُ بْنُ حَيَّانَ أَمِيرًا عَلَى الْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. قَالَ: وَكَانَ ابْنُ حَزْمٍ يَوْمَئِذٍ قَاضِيًا، قَالَ: فَعَزَلَ عُثْمَانُ بْنُ حَيَّانَ بَعْدَ ذَلِكَ، وَوَلَّى أَبَا بَكْرِ بْنَ حَزْمٍ بَعْدَهُ. قَالَ: وَكَانَ رِيَاحُ بْنُ حَيَّانَ عَلَى الْمَدِينَةِ بَعْدَ ذَلِكَ. قَالَ مَالِكٌ: فَحَدَّثَنِي رِيَاحٌ قَالَ: مَا قَدِمَ عَلَيْنَا بَرِيدٌ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِالشَّامِ إِلَّا بِإِحْيَاءِ سُنَّةٍ أَوْ قَسْمِ مَالٍ أَوْ أَمْرٍ فِيهِ خَيْرٌ [2] .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ حُمَيْدٍ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَحَدٍ رُشْدُهُ وَصَلَاحُهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ رُشْدِكَ وَصَلَاحِكَ إِلَّا أَنْ يَكُونَ وَالِيَ عِصَابَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَوْ مِنْ أَهْلِ الْعَهْدِ، يَكُونُ لَهُمْ فِي صَلَاحِهِ مَا لَا يَكُونُ لَهُمْ فِي غَيْرِهِ، أَوْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ مِنْ فَسَادِهِ مَا لَا يَكُونُ عَلَيْهِمْ فِي غَيْرِهِ.
حَدَّثَنَا ابْنُ [3] عُثْمَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ حَكِيمٍ قَالَ: قَالَتْ لِي فَاطِمَةُ: كُنْتُ أَسْمَعُ عُمَرَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: اللَّهمّ أَخْفِ عَلَيْهِمْ مَوْتِي وَلَوْ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ. قَالَتْ: فَقُلْتُ لَهُ يَوْمًا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَلَا أَخْرُجُ عَنْكَ عَسَى ان تغفي شَيْئًا فَإِنَّكَ لَمْ تَنَمْ.
قَالَتْ: فَخَرَجْتُ عَنْهُ إِلَى بَيْتٍ إِلَى جَنْبِ الْبَيْتِ الَّذِي هُوَ فِيهِ. قَالَتْ: فَجَعَلْتُ أَسْمَعُهُ يَقُولُ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ 28: 83 [4] يرددها مرارا. ثم أطرق فلبث
__________
[1] هو ابن أبي زكير.
[2] قارن بسيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي ص 75.
[3] في الأصل «أبو» وو خطأ، وهو عبد الله بن عثمان المذكور في الاسناد السابق عليه.
[4] القصص آية 83.(1/590)
طَوِيلًا لَا أَسْمَعُ لَهُ حِسًّا فَقُلْتُ لِوَصِيفٍ لَهُ كَانَ يَخْدُمُهُ: وَيْحَكَ ادْخُلْ فَانْظُرْ. فَلَمَّا دَخَلَ صَاحَ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَوَجَدْتُهُ مَيِّتًا قَدْ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ إِلَى الْقِبْلَةِ وَوَضَعَ إِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى فِيهِ وَالْأُخْرَى عَلَى عَيْنَيْهِ [1] .
«حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: إِنِّي فَكَّرْتُ فِي أَمْرِي وَأَمْرِ النَّاسِ فَلَمْ أَرَ شَيْئًا خَيْرًا مِنَ الْمَوْتِ- قَالَ عَبْدُ اللَّهِ:
يَعْنِي لِفَسَادِ النَّاسِ وَمَا دَخَلَهُمْ- فَقَالَ لِقَاصِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ: ادْعُ لِي بِالْمَوْتِ فَأَبَيْتُ وَأَبَى عَلَيَّ. قَالَ: فَدَعَوْتُ لَهُ وَعُمَرُ رَافِعٌ يديه يؤمن على دعائي وهو يبكي. قَالَ: وَحَضَرَ ابْنٌ لَهُ صَغِيرٌ فَلَمَّا رَأَى عُمَرَ يَبْكِي بَكَى، قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: وَهَذَا مَعَنَا. قَالَ: فَدَعَوْتُ بِذَلِكَ أَيْضًا. يَقُولُ مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ: وَاسْتَحَيْتُ فَدَعَوْتُ لِنَفْسِي أَيْضًا مَعَهُمْ. قَالَ: فَعَرَفَ اللَّهُ الصِّدْقَ مِنْ عُمَرَ، فَلَمْ يَلْبَثْ قَلِيلًا حَتَّى مَاتَ، ومات ابنه ذلك، وَبَقِيَ مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ حَتَّى كَانَ بَعْدُ» [2] .
«حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى أَخْبَرَنِي أَشْهَبُ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: اقْتَتَلَ غِلْمَانٌ لِسُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَغِلْمَانٌ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فضرب [3] غلمان سليمان فحمّل سليمان وقيل: هذا ما صنعت سيرته وفعلت به، فدخل عليه عمر فقال له سُلَيْمَانُ: مَا هَذَا ضَرَبَ غِلْمَانُكَ غِلْمَانِي.
فَقَالَ عُمَرُ: مَا عَلِمْتُ هَذَا قَبْلَ مَقَالَتِكَ الْآنَ. فَقَالَ لَهُ: كَذَبْتَ. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: تَقُولُ لِي كَذَبْتَ! مَا كَذَبْتُ مُنْذُ شَدَدْتُ عَلَيَّ إِزَارِي، وَإِنَّ فِي الْأَرْضِ عَنْ مَجْلِسِكَ هَذَا لَسَعَةً. ثُمَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ، فَلَمْ يَأْتِهِ وَتَجَهَّزَ يُرِيدُ الْخُرُوجَ يُرِيدُ مِصْرَ، فَسَأَلَ عَنْهُ سليمان [حين استبطأه، فقالوا:
__________
[1] ابن الجوزي: سيرة عمر ص 36- 37.
[2] ابن الجوزي: سيرة عمر ص 193.
[3] اختار محقق سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي اضافة [غلمان عمر] قبل [غلمان سليمان] .(1/591)
إِنَّهُ يُرِيدُ الْخُرُوجَ إِلَى مِصْرَ وَقَدْ تَجَهَّزَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ سُلَيْمَانُ] [1] : أَنِ ارْجِعْ وَادْخُلْ عَلَيَّ، فقال للرسول إذا جاءني لَا يُعَاتِبُنِي فَإِنَّ فِي الْمُعَاتَبَةِ [حِقْدًا] [2] فَجَاءَ عُمَرُ فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ: مَا هَمَّنِي أَمْرٌ قَطُّ إِلَّا خَطَرْتَ فِيهِ عَلَى بَالِي» [3] . وَقَالَ: قَامَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ مِنْ مَجْلِسِهِ إِلَى مُصَلَّاهُ، فَذَكَرَ سَهْلَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وعبد الملك ومزاحم، فَقَالَ: اللَّهمّ إِنَّكَ قَدْ عَلِمْتَ مَا كَانَ مِنْ عَوْنِهِمْ أَوْ مَعُونَتِهِمْ إِيَّايَ فَاحْدُ بِهِمْ، فَلَمْ تَزِدْنِي مِنْ ذَلِكَ إِلَّا حُبًّا وَلَا إِلَى مَا عِنْدَكَ إِلَّا شَوْقًا، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَجْلِسِهِ.
حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى أَخْبَرَنِي أَشْهَبُ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: سَأَلَ عُمَرُ بن عبد العزيز رجلا عن أمر الناس وعن القاضي. ثم قال: انه ينبغي أن تؤدي الرَّعِيَّةُ إِلَى الرَّاعِي حَقَّهُ، وَيَنْبَغِي لِلرَّاعِي أَنْ يؤدي الى الرعية حقهم عليه غير مسول لِذَلِكَ وَلَا مَسْرُورٌ بِهِ.
حَدَّثَنِي يُونُسُ ثَنَا أَشْهَبُ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا وُلِّيَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْخِلَافَةَ كَتَبَ إِلَيْهِ بَعْضُ وُلَاتِهِ: إِنَّ النَّاسَ لَمَّا سَمِعُوا بِوِلَايَتِكَ تَسَارَعُوا إِلَى أَدَاءِ زَكَاةِ الْفِطْرِ، فَقَدِ اجْتَمَعَ مِنْ ذلك شيء كثير، ولم أحب أَنْ أُحْدِثَ فِيهَا شَيْئًا حَتَّى تَكْتُبَ إِلَيَّ بِرَأْيِكَ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ بِقَبْضِ كِتَابِهِ وَيَقُولُ: لَعَمْرِي مَا وَجْدِي وَلَا أُبَالِي عَلَى مَا ظَنُّوهُ، وَمَا حَبْسُكَ إِيَّاهَا إِلَى الْيَوْمِ! فَأَخْرِجْهَا حين تنظر في كتابي [4] .
__________
[1] الزيادة من سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي ص 36- 37.
[2] الكلمة ساقطة في الأصل أضفتها من سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي ص 37.
[3] ابن الجوزي: سيرة عمر ص 36- 37. وأوردها باختصار ابن عبد الحكم: سيرة عمر بن عبد العزيز ص 28. واختصرها ابن كثير: البداية والنهاية 9/ 197.
[4] ابن الجوزي: سيرة عمر ص 86 لكنه يذكر «ما وجدوني وإياك على ما ظنوا» .(1/592)
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ جَدِّي مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ شَافِعٍ يَقُولُ: إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يُدْخِلَ اللَّهُ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ الْجَنَّةَ بِاسْتِعْمَالِهِ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ [1] .
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَنٍ الزُّرَقِيُّ عَنْ أَبِيهِ- وَكَانَ عِنْدَ الْجَرَّاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَامِلِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى خُرَاسَانَ كُلِّهَا حَرْبِهَا وَصَلَاتِهَا وَمَالِهَا- قَالَ: فَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى ابْنِ الْجَرَّاحِ: أَنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ اسْتَعْمَلْتَ عَبْدَ اللَّهِ بن الأهتم وان الله لمّا يبارك لعبد الله بن الأهتم في العمل فاعزته وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَذُو قَرَابَةٍ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ. وَبَلَغَنِي أَنَّكَ اسْتَعْمَلْتَ عُمَارَةَ وَلَا حَاجَةَ لِي بِعُمَارَةَ وَلَا بِضَرْبِ عُمَارَةَ، وَلَا بِرَجُلٍ قَدْ صَبَغَ يَدَهُ فِي دِمَاءِ الْمُسْلِمِينَ فَاعْزِلْهُ [2] .
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَنٍ عَنْ أَبِيهِ:
أَنَّ الْجَرَّاحَ كَتَبَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَمَّا بَعْدُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّكَ [3] كَتَبْتَ إِلَيَّ فِي عَهْدِكَ الَّذِي عَهِدْتَ إِلَيَّ تَأْمُرُنِي أَنْ لَا أَبْسُطَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ عَذَابًا، وَلَا أُوثِقَ أَحَدًا مِنْ خَلْقِ اللَّهِ وَثَاقًا يَمْنَعُ صَلَاةً وَذَلِكَ فِي مُعَاتَبَةٍ عَاتَبَهُ.
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحَمْنِ بْنُ حَسَنٍ حَدَّثَنِي أَبِي: أن عمر ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ إِلَى عَامِلِهِ إِلَى الْيَمَنِ إِلَى عُرْوَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّعْدِيِّ:
إِنِّي أَكْتُبُ إِلَيْكَ آمُرُكَ أَنْ تَرُدَّ إِلَى الْمُسْلِمِينَ مَظَالِمَهُمْ، فَتَكْتُبُ إِلَيَّ تُرَاجِعُنِي وَلَا تَعْرِفُ مَسَافَةَ مَا بَيْنِي وَبَيْنِكَ، وَلَا تَعْرِفُ أَخَذَاتِ الْمَوْتِ، حَتَّى لَوْ كَتَبْتُ إِلَيْكَ أَنْ تَرُدَّ عَلَى رَجُلٍ مَظْلَمَةَ شَاةٍ لَكَتَبْتَ إِلَيَّ أَرُدُّهَا عَفْرَاءَ أَمْ
__________
[1] ابن الجوزي: سيرة عمر ص 51.
[2] أوردها ابن الجوزي من هذا الوجه (سيرة عمر ص 86) .
[3] في الأصل «فأني» .(1/593)
سَوْدَاءَ فَارْدُدْ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مَظَالِمَهُمْ وَلَا تُرَاجِعْنِي وَالسَّلَامُ [1] .
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَنٍ أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ اسْتَعْمَلَ عُمَرَ بْنَ عبد العزيز على الحجاز، المدينة وَمَكَّةَ وَالطَّائِفِ، فَأَبْطَأَ عَنِ الْخُرُوجِ، فَقَالَ الْوَلِيدُ لِحَاجِبِهِ: وَيْلُكَ مَا بَالُ عُمَرَ لَا يَخْرُجُ إِلَى عَمَلِهِ؟ قَالَ: زَعَمَ أَنَّ لَهُ إِلَيْكَ ثَلَاثَ حَوَائِجَ. قَالَ:
فَعَجِّلْهُ عَلَيَّ. فَجَاءَ بِهِ الْوَلِيدُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: إِنَّكَ قَدِ اسْتَعْمَلْتَ مَنْ كَانَ قَبْلِي فَأَنَا لَا أُحِبُّ أَنْ تأخذني بعمل أهل الْعَدَاءَ وَالظُّلْمَ وَالْجَوْرَ. فَقَالَ لَهُ الْوَلِيدُ: اعْمَلْ بِالْحَقِّ وَإِنْ لَمْ تَرْفَعْ إِلَيْنَا دِرْهَمًا وَاحِدًا. قَالَ: وَالْحَجُّ قَدْ بَلَغْتُ مَا تَرَى مِنَ السِّنِّ وَالْحَالِ. وَأَشُكُّ فِي الْعَطَاءِ أَنْ يَكُونَ سَأَلَهُ إِيَّاهُ فَخَرَّجَهُ لِلنَّاسِ [2] .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا عَوْنٌ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: حدثني إسماعيل ابن [3] قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى بَعْضِ أَهْلِ الشَّامِ- قَالَ:
فَلَمْ يَحْفَظْهُ غَيْرُ مَكْحُولٍ وَالْأَوْزَاعِيِّ-: أَمَّا بَعْدُ مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ الْمَوْتِ كَفَاهُ الْقَلِيلُ، وَمَنْ عَلِمَ أَنَّ كَلَامَهُ عَمَلٌ قَلَّ كَلَامُهُ إِلَّا فِيمَا يَنْفَعُهُ [4] .
حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا عَوْنٌ عَنْ مَعْمَرٍ [5] قَالَ: كَتَبَ الْحَسَنُ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أما بعد فكان مَنْ كَانَ آخِرُ عِلَّتِهِ الْمَوْتَ قَدْ مَاتَ. قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَمَّا بَعْدُ فَكَأَنَّكَ بِالدُّنْيَا لَمْ تَكُنْ، وَكَأَنَّكَ بالآخرة لم تزل، والسلام عليك [6] .
__________
[1] أوردها ابن الجوزي: سيرة عمر ص 97.
[2] أوردها ابن الجوزي: سيرة عمر بن عبد العزيز ص 32- 33 بهذا الاسناد وحذف منه «حدثني إبراهيم» . ولعل ابن الجوزي ينقل أحيانا من تاريخ يعقوب دون التصريح بذلك.
[3] في الأصل ممسوح.
[4] قارن ابن الجوزي: سيرة عمر ص 206.
[5] في الأصل «بن معير» .
[6] أوردها ابن الجوزي: سيرة عمر ص 126.(1/594)
حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ أَخْبَرَنَا عَبْدُ رَبِّ بْنُ هِلَالِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ قَالَ: أَنْبَأَنِي مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ: اني لعند عمر بن عبد العزيز إذ فُتِحَ لَهُ مَنْطِقٌ حَسَنٌ حَتَّى رَقَّ لَهُ أَصْحَابُهُ. قَالَ: فَفَطِنَ لِرَجُلٍ مِنْهُمْ وَهُوَ يَجْرُفُ دَمْعَتَهُ. قَالَ: فَقَطَعَ مَنْطِقَهُ. قَالَ مَيْمُونٌ: فَقُلْتُ امْضِ فِي مَنْطِقِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يَمُنَّ اللَّهُ بِكَ عَلَى مَنْ سمعه وانتهى اليه. فقال بيده: إليك عني فَإِنَّ فِي الْقَوْلِ فِتْنَةً وَالْفِعْلُ أَوْلَى بِالْمَرْءِ مِنَ الْقَوْلِ [1] .
«حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ وَأَبُو زَيْدٍ قَالا: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ جَاءَهُ ثَلَاثُونَ أَلْفَ دِرْهَمٍ مِنْ مَالِ الْبَحْرَيْنِ، فَجَاءَهُ الَّذِي كَانَ يَقُومُ عَلَى طَعَامِ أَهْلِهِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ جَاءَكَ اللَّهُ بِنَفَقَةٍ. قَالَ: مِنْ أَيْنَ؟ قَالَ: مِنْ مَالِكَ الَّذِي بِالْبَحْرَيْنِ جَاءَتْكَ ثَلَاثُونَ أَلْفًا. قَالَ: فَاسْتَرْجَعَ عُمَرُ وَقَالَ: ادْعُ لِي مُزَاحِمًا، فَلَمَّا جَاءَهُ مُزَاحِمٌ قَالَ: أَيْ مُزَاحِمُ مَا زِدْتَ ذَلِكَ الْمَالَ الَّذِي جَاءَنَا مِنَ الْبَحْرَيْنِ فِي مَالِ اللَّهِ فِيمَا أَحْسَبُ- شَكَّ ابْنُ بُكَيْرٍ- قَالَ مُزَاحِمٌ: سُقِطَ عَلَيَّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: فَارْدُدْهُ وَصِلْ بِهَذَا الْمَالِ فِي بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ. قَالَ: فَدَخَلَ عَلَيْهِ قَيِّمُ ذَلِكَ الْمَالِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَعْتِقْ رَقَبَتِي مِنَ الرِّقِّ أَعْتَقَكَ اللَّهُ مِنَ النَّارِ. قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيْهِ وَقَالَ: إِنَّمَا أَنْتَ وَذَاكَ الْمَالُ من مال الله فلا سَبِيلَ إِلَى عِتْقِكَ. فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ جرّة زنجبيل مربت كُنْتُ أُهْدِيهَا لَكَ كُلَّ عَامٍ وَقَدْ جِئْتُ بِهَا. قَالَ: ائْتِ بِهَا. فَأَخْرَجَ مِنْهَا عُودًا فَوَضَعَهُ عَلَى شَفَتَيْهِ ثُمَّ قَالَ: مَهْ إِذَا شَكَكْتَ فِي الشَّيْءِ فَدَعْهُ. لَا حَاجَةَ لِي بجرتك» [2] .
__________
[1] أوردها ابن كثير بألفاظ مقاربة (البداية والنهاية 9/ 216) وابن الجوزي: سيرة عمر ص 215.
[2] ابن الجوزي: سيرة عمر ص 165- 166.(1/595)
حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ أَرَاهُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَذِنَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِزِيَادِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، وَالْأُمَوِيُّونَ هُنَاكَ يَنْتَظِرُونَ الدُّخُولَ عَلَيْهِ، قَالَ هِشَامٌ: أَمَا رَضِيَ ابْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنْ يَصْنَعَ ما صنع حتى أذن لعبد [عبد] [1] اللَّهِ بْنِ عَيَّاشٍ يَتَخَطَّى رِقَابَنَا! فَقَالَ لِلْفَرَزْدَقِ: مَنْ هَذَا؟
قَالَ: رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِنَ الْقُرَّاءِ عَبْدٌ مَمْلُوكٌ. فَقَالَ الْفَرَزْدَقُ:
أَيُّهَا الْقَارِئُ الْمَقْضِيُّ حَاجَتِهِ ... هَذَا زَمَانُكَ إِنِّي قَدْ خَلَا زَمَنِي [2]
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
دَخَلَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ شَيْخٌ جَلِيلٌ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي دَخَلْتُ مِصْرَ مَعَ مَرْوَانَ وَغَزَوْتُ دَيْرَ الْجَمَاجِمِ وَغَزْوَةَ كَذَا وَكَذَا فَتَأْمُرُ لِي [3] بِشَيْءٍ؟ فَقَالَ: اجْلِسْ أَيُّهَا الشَّيْخُ. قَالَ: وَ [4] عِنْدَ الشَّيْخِ. فَكَلَّمَهُ غُلَامٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ أَبِي ممن شَهِدَ الْعَقَبَةَ وَشَهِدَ بَدْرًا وَشَهِدَ أُحُدًا حَتَّى ذَكَرَ مَغَازِيًا.
فَقَالَ عُمَرُ: أَيُّهَا الشَّيْخُ الَّذِي مَا ذَكَرَ. قَالَ: فَجَثَا الشَّيْخُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ أَوْ قَامَ. فَقَالَ: هَا هُوَ ذَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَ: هَذِهِ الْمَكَارِمُ لَا مَا تعدّد ايها الشيخ منذ اليوم:
__________
[1] الزيادة ساقطة من الأصل وهو زياد بن أبي ميسرة مولى عبد الله بن عياش المخزومي. وانظر تفصيل تكريم عمر له في ابن عبد الحكم: سيرة عمر بن عبد العزيز ص 53.
[2] في سيرة عمر لابن الجوزي ص 166:
«يا أيها القارئ المرخي عمامته ... هذا زمانك أني قد مضى زمني»
[3] في الأصل «فتأمرني» .
[4] في الأصل كلمة رسمها «ثمور» ولم أتبينها.(1/596)
تلك المكارم [1] لا قعبان من لبن ... شيئا بماء فصارا بَعْدُ أَبْوَالَا [2] .
خُذُوا حَاجَةَ الْفَتَى.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن أبي زكير [3] أخبرنا ابن وهب حدثنا مَالِكٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مَرْثَدٍ [4] حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَنَّهُ كَانَ رُبَّمَا خَرَجَ بِالصَّكِّ الصَّغِيرِ مِثْلَ هَذَا- وَأَشَارَ مَالِكٌ بِبَعْضِ أَصَابِعِهِ- فِيهِ أَرْبَعُونَ أَلْفَ دِينَارٍ جَائِزَةً لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَمَا يَدْرِي أَحَدٌ حَيْثُ مَسْلَكِهَا.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ وَزَيْدُ بْنُ بِشْرٍ قَالا: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ حِينَ وُلِّيَ جَاءَهُ النَّاسُ فَلَمْ يَقْبَلْ إِلَّا رَجُلًا فِيهِ خَيْرٌ أَوْ تَقْوَى، فَإِنَّهُ كُلِّمَ فِي صَدِيقٍ لَهُ فَقَالَ: تَرَكْنَاهُ كَمَا تَرَكْنَا الْخَزَّ وَالْمُوَشَّى [5] .
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قال: سمعت مالكا يحدث: أن صالح ابن عَلِيٍّ حِينَ قَدِمَ الشَّامَ سَأَلَ عَنْ قَبْرِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَلَمْ يَجِدْ أَحَدًا يخبره حتى دلّ على راهب، فأتى فسأل عَنْهُ. فَقَالَ: قَبْرَ الصِّدِّيقِ تُرِيدُونَ هُوَ فِي تِلْكَ الْمَزْرَعَةِ.
«قَالَ ابْنُ وَهْبٍ وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ ذَكَرَ يَوْمًا
__________
[1] في رواية «المثالب» انظر ابن عبد الحكم: سيرة عمر ص 138.
[2] انظر البيت في سيرة عمر لابن الجوزي ص 228، 229.
[3] في الأصل «بكير» .
[4] هكذا في الأصل مهملة ولم أجده ويمكن قراءتها «مرثد» أو «مزيد» .
[5] ابن الجوزي: سيرة عمر ص 74 من رواية مالك.(1/597)
مَا مَضَى مِنَ الْعَدْلِ وَالْجَوْرِ وَعِنْدَهُ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَقَالَ هِشَامٌ: إِنَّا وَاللَّهِ لَا نَعِيبُ آبَاءَنَا، وَلَا نَضَعُ شَرَفَنَا فِي قَوْمِنَا. فَقَالَ عُمَرُ: وَأَيُّ الْعَيْبِ أَعِيبُ مِمَّنْ عابه القرآن» [1] .
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَامَ فِي النَّاسِ- وَهُوَ خَلِيفَةٌ- عَلَى الْمِنْبَرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَالَ: يَا أيها الناس اني انساكم ها هنا وَأَذْكُرُكُمْ فِي بِلَادِكُمْ، فَمَنْ أَصَابَهُ مَظْلَمَةٌ مِنْ عَامِلِهِ فَلَا إِذْنَ لَهُ عَلَيَّ وَمَنْ لَا فَلَا أَرَيَنَّهُ، وَإِنِّي وَاللَّهِ لَئِنْ مَنَعْتُ نَفْسِي وَأَهْلَ بَيْتِي هَذَا الْمَالَ وَضَنَنْتُ بِهِ عَنْكُمْ اني إذا لضنين، ولولا أن انعش [2] سِنَةً أَوْ أَعْمَلَ بِحَقٍّ مَا أَحْبَبْتُ أَنْ أَعِيشَ فُوَاقًا.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ [3] قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكٌ عن يحي بْنِ سَعِيدٍ وَرَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالا: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: مَا مِنْ طِينَةٍ أَهْوَنَ عَلَيَّ فَتًّا، وَلَا مِنْ كِتَابٍ أَيْسَرَ عَلَيَّ رَدًّا مِنْ كِتَابٍ قَضَيْتُ ثُمَّ أَبْصَرْتُ أَنَّ الْحَقَّ فِي غَيْرِهِ فَفَتَتُهَا [4] .
«حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مَالِكٌ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَ عِنْدَ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَهُوَ بِمَنْزِلِهِ- وَكَانَ سُلَيْمَانُ يَقُولُ: مَا هُوَ إِلَّا أَنْ يَغِيبَ عَنِّي هَذَا الرَّجُلُ فَمَا أَجِدُ أَحَدًا يَفْقَهُ عَنِّي- فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا حَقُّ هَذِهِ الْمَرْأَةِ أَلَا تَدْفَعُهُ إِلَيْهَا؟ قَالَ:
وَأَيُّ امْرَأَةٍ؟ قَالَ: فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمَلِكِ. فَقَالَ سُلَيْمَانُ: أَوَ مَا علمت
__________
[1] ابن الجوزي: سيرة عمر ص 115.
[2] في الأصل «العيش» .
[3] هو ابن أبي زكير.
[4] أوردها ابن الجوزي من حديث مالك (سيرة عمر ص 75) .(1/598)
وَصِيَّةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَبْدِ الْمَلِكِ. قُمْ يَا فُلَانُ فَأْتِنِي بِكِتَابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ- وَكَانَ كَتَبَ أَنَّهُ لَيْسَ لِلْبَنَاتِ شَيْءٌ- فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: إِلَى الْمُصْحَفِ أَرْسَلْتَهُ. فَقَالَ ابْنٌ لِسُلَيْمَانَ عِنْدَهُ: مَا يَزَالُ مِنْ رِجَالٍ يَعِيبُونَ كُتُبَ الْخُلَفَاءِ وَأَمِيرِهِمْ حَتَّى تُضْرَبَ وُجُوهُهُمْ. فَقَالَ عُمَرُ: إِذَا كَانَ هَذَا الْأَمْرُ إِلَيْكَ وَإِلَى ضُرَبَائِكَ كَانَ مَا يَدْخُلُ عَلَى الْعَامَّةِ مِنْ ضَرَرِ ذَلِكَ أَشَدُّ مِمَّا يَدْخُلُ عَلَى ذَلِكَ الرَّجُلِ مِنْ ضَرْبِ وَجْهِهِ. فَغَضِبَ عِنْدَ ذَلِكَ سُلَيْمَانُ [1] ، فَسَبَّ ابْنَهُ ذَلِكَ. قَالَ:
أَتَسْتَقْبِلُ أَبَا حَفْصٍ بِهَذَا! فقال عمر: ان كَانَ عَجِلَ عَلَيْنَا فَقَدِ اسْتَوْفَيْنَا» [2] .
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابن زيد عن عمر ابن أَسِيلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: إِنَّمَا وَلِيَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ سَنَتَيْنِ وَنِصْفًا ثَلَاثِينَ شَهْرًا. لَا وَاللَّهِ مَا مَاتَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَتَّى جَعَلَ الرَّجُلَ يِأْتِينَا بِالْمَالِ الْعَظِيمِ فَيَقُولُ: اجْعَلُوا هَذَا حَيْثُ تَرَوْنَ مِنَ الْفُقَرَاءِ، فَمَا يَبْرَحُ حتى يرجع بماله، يتذكر مَنْ يَضَعُهُ فِيهِمْ فَلَا يَجِدُهُ، فَيَرْجِعُ بِمَالِهِ. قَدْ أَغْنَى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ النَّاسَ [3] .
حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامِ بْنِ يحي الْغَسَّانِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ: دَخَلَ جَعُونَةُ بْنُ الْحَارِثِ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ: يَا جَعُونَةُ إِنِّي قَدْ وَمِقْتُكَ فإياك أَنْ أَمْقُتَكَ أَتَدْرِي مَا يُحِبُّ أَهْلُكَ مِنْكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، يُحِبُّونَ صَلَاحِي. قَالَ: لَا، وَلَكِنَّهُمْ يُحِبُّونَ مَا قَامَ لَهُمْ سَوَادُكَ وَأَكَلُوا فِي غِمَادِكَ وَتَزَوَّدُوا عَلَى ظَهْرِكَ، فَاتَّقِ اللَّهَ وَلَا تطعمهم الا طيبا.
__________
[1] في الأصل «عليهم» .
[2] ابن الجوزي: سيرة عمر ص 38.
[3] أوردها ابن عبد الحكم: سيرة عمر بن عبد العزيز ص 124- 125.(1/599)
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ: سَمَرْنَا لَيْلَةً مَعَ عُمَرَ فَتَنَاوَلَ قلنسوة عن رأسه بيضاء مضربة. فقال: كم تَرَوْنَهَا تَسْوَى؟ قُلْنَا: دِرْهَمٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: وَاللَّهِ مَا أَظُنُّهَا مِنْ حَلَالٍ.
«حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ:
قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: حَدَّثَنِي. قَالَ: فَحَدَّثْتُهُ حَدِيثًا بَكَى مِنْهُ بُكَاءً شَدِيدًا. فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَبْكِي هَذَا الْبُكَاءَ لَحَدَّثْتُكَ حَدِيثًا أَلْيَنَ مِنْ هَذَا. قَالَ: يَا مَيْمُونُ إِنَّا نَأْكُلُ هَذِهِ الشَّجَرَةَ الْعَدْسَ وَهِيَ مَا علمت مرقة للقلب مغزرة للدمع مُذِلَّةٌ لِلْجَسَدِ» [1] .
«وَعَنْ جَدِّي عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَعُودُهُ فِي مَرَضِهِ، فَإِذَا عَلَيْهِ قميص وسخ، فقلت لِامْرَأَتِهِ فَاطِمَةَ [2] : اغْسِلُوا قَمِيصَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَتْ: نفعل ذلك ان شاء للَّه، ثُمَّ عُدْتُ فَإِذَا الْقَمِيصُ عَلَيْهِ عَلَى حَالَتِهِ. فَقُلْتُ: يَا فَاطِمَةُ أَلَمْ آمُرُكُمْ أَنْ تَغْسِلُوا قَمِيصَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَتْ: وَاللَّهِ مَا لَهُ قَمِيصٌ غَيْرُهُ» [3] .
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَابْنُ أَبِي زَكَرِيَّا بِأَبْيَاتِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَسَمِعْنَا بُكَاءً فِي دَارِهِ فَسَأَلْنَا عَنْهُ، فَقَالُوا: خَيَّرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ امْرَأَتَهُ أَنْ تُقِيمَ فِي مَنْزِلِهَا عَلَى حَالِهَا وَأَعْلَمَهَا أَنَّهُ قَدْ شُغِلَ بِمَا فِي عُنُقِهِ عَنِ النِّسَاءِ وَبَيْنَ أَنْ تَلْحَقَ بِمَنْزِلِ أبيها. فبكت وبكى جواريها لبكائها.
__________
[1] الذهبي: تاريخ الإسلام 4/ 174 لكنه يذكر «للدمعة» بدل «للدمع» . وابن الجوزي: سيرة عمر ص 186 ولم يذكر مصدره.
[2] فاطمة بنت عبد الملك بن مروان.
[3] الذهبي تاريخ الإسلام 4/ 172 لكنه «أعوده في مرضه» «ان شاء الله» و «أَلَمْ آمُرُكُمْ أَنْ تَغْسِلُوا قَمِيصَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ» . وانظر نحو هذه الرواية في ابن سعد 5/ 297 وابن عبد الحكم: سيرة عمر بن عبد العزيز ص 50. وابن الجوزي: سيرة عمر ص 153.(1/600)
حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ حدثني الليث عَنْ بَعْضِ إِخْوَانِهِ عَنْ حَرِيِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّ رَيَّانَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَوْ رَكِبْتَ فَتَرَوَّحْتَ. قَالَ عُمَرُ: فَمَنْ يَجْزِي عَمَلَ ذَلِكَ الْيَوْمِ؟ قَالَ: تَجْزِيهِ مِنَ الْغَدِ. قَالَ: لَقَدْ فَدَحَنِي عَمَلُ يَوْمٍ وَاحِدٍ فَكَيْفَ إِذَا اجْتَمَعَ عَلَيَّ عَمَلُ يَوْمَيْنِ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ؟ قَالَ زِيَادٌ: فَإِنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ كَانَ يَرْكَبُ وَيَعِيشُ وَيَجْزِي عَمَلَهُ. قَالَ عُمَرُ: وَلَا يَوْمًا وَاحِدًا مِنَ الدُّنْيَا مَا أَجْزَاهُ سُلَيْمَانُ [1] .
«حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامِ بْنِ يحي قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ: كَانَتْ لِفَاطِمَةَ بِنْتِ عَبْدِ الْمَلِكِ جَارِيَةٌ تُعْجِبُ عُمَرَ، فَلَمَّا صَارَ عَلَى مَا صَارَ إِلَيْهِ، زَيَّنَتْهَا وَطَيَّبَتْهَا وَبَعَثَتْ بِهَا إِلَى عُمَرَ وَقَالَتْ: إِنِّي قَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهَا تُعْجِبُكَ وَقَدْ وَهَبْتُهَا لَكَ، فَتَنَالَ مِنْهَا حَاجَتَكَ. فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِ قال لها عمر: اجلسي يا جارية فو الله مَا شَيْءٌ مِنَ الدُّنْيَا كَانَ أَعْجَبَ إِلَيَّ مِنْكِ أَنْ أَنَالَهُ حَدِّثِينِي بِقِصَّتِكِ وَمَا سَبْيُكِ؟ قَالَتْ: كُنْتُ جَارِيَةً مِنَ الْبَرْبَرِ فَجَنَى أَبِي جِنَايَةً، فَهَرَبَ مِنْ مُوسَى بْنِ نُصَيْرٍ عَامِلِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى أَفْرِيقِيَّةَ، فَأَخَذَنِي مُوسَى بْنُ نُصَيْرٍ فَبَعَثَ بِي إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ، فَوَهَبَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ لِفَاطِمَةَ فَبَعَثَتْ بِي فَاطِمَةُ إِلَيْكَ. فَقَالَ: كِدْنَا نَفْتَضِحُ فَجَهَّزَهَا وَبَعَثَ بِهَا إِلَى أَهْلِهَا» [2] حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَنْهَى سُلَيْمَانَ عَنْ قَتْلِ الْحَرُورِيَّةِ، وَيَقُولُ: ضَمِّنْهُمُ الْحُبُوسَ حتى
__________
[1] ابن عبد الحكم: سيرة عمر بن عبد العزيز ص 57- 58.
وابن الجوزي: سيرة عمر ص 191.
[2] ابن الجوزي: سيرة عمر ص 156- 157. قارن ابن عبد الحكم: سيرة عمر بن عبد العزيز ص 60 ويذكر أنها من البصرة وليست من البربر بإفريقية. وذكرها ابن كثير نقلا عن ابن عساكر بألفاظ مقاربة (البداية والنهاية 9/ 201) .(1/601)
يُحْدِثُوا تَوْبَةً، فَأُتِيَ سُلَيْمَانُ بَحَرُورِيٍّ مُسْتَقْتِلٍ فَقَالَ لِسُلَيْمَانَ [1] : إِيهٍ نُزِعَ لِحْيَتُكَ يَا فَاسِقُ ابْنَ الْفَاسِقِ؟ قَالَ سُلَيْمَانُ: عَلَيَّ بِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. فَلَمَّا أَتَاهُ عُمَرُ عَاوَدَ سُلَيْمَانُ الْحَرُورِيَّ فَقَالَ لَهُ:
مَا تَقُولُ؟ قَالَ: وَمَاذَا أَقُولُ يَا فَاسِقُ ابْنَ الْفَاسِقِ. قَالَ سُلَيْمَانُ لِعُمَرَ:
يا أبا حفص ماذا نرى عَلَيْهِ؟ فَسَكَتَ عُمَرُ، فَقَالَ: عَزَمْتُ عَلَيْكَ لِتُخْبِرَنِي مَاذَا تَرَى عَلَيْهِ قَالَ: أَرَى أَنْ تَشْتُمَهُ كَمَا شَتَمَكَ. قَالَ سُلَيْمَانُ: لَيْسَ إِلَّا! [2] فَأَمَرَ بِهِ فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ، وَقَامَ سُلَيْمَانُ وَخَرَجَ عُمَرُ [3] [4] ، فَتَبِعَهُ خَالِدُ بْنُ الرَّيَّانِ صَاحِبُ حَرَسِ سُلَيْمَانَ فَقَالَ: يَا أَبَا حَفْصٍ تَقُولُ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مَا أَرَى إِلَّا أَنْ تَشْتُمَهُ كَمَا شَتَمَكَ، وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ مُتَوَقِّعًا أَنْ يَأْمُرَنِي بِضَرْبِ عُنُقِكَ. قَالَ لَوْ أَمَرَكَ لَفَعَلْتَ؟ قَالَ: أَيْ وَاللَّهِ لَوْ أَمَرَنِي لَفَعَلْتُ، فَلَمَّا «أَفْضَتِ الْخِلَافَةُ إِلَى عُمَرَ جَاءَ خَالِدُ بْنُ الرَّيَّانِ وَقَامَ مَقَامَ الْحَرَسِ- وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ عَلَى حَرَسِ الوليد وعبد الْمَلِكِ- فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ: يَا خَالِدُ ضَعْ هَذَا السَّيْفَ عَنْكَ اللَّهمّ إِنِّي قَدْ وَضَعْتُ لَكَ خَالِدَ بْنَ الرَّيَّانِ اللَّهمّ لَا تَرْفَعْهُ أَبَدًا. ثُمَّ نَظَرَ عُمَرُ فِي وُجُوهِ الْحَرَسِ فَدَعَا عَمْرَو بْنَ الْمُهَاجِرِ الْأَنْصَارِيَّ فَقَالَ: وَاللَّهِ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ يَا عَمْرُو أَنَّهُ مَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ قَرَابَةٌ إِلَّا الْإِسْلَامُ وَلَكِنِّي قَدْ سَمِعْتُكَ تُكْثِرُ تِلَاوَةَ الْقُرْآنِ وَرَأَيْتُكَ تُصَلِّي فِي مَوْضِعٍ تَظُنُّ أَنْ لَا يَرَاكَ أَحَدٌ فَرَأَيْتُكَ تُحْسِنُ الصلاة، خذ هذا السيف قد وليتك
__________
[1] في الأصل «يحد» والتصحيح من سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي ص 39.
[2] في الأصل «له سليمان» ولكن السياق يقتضي أو يكون الخارجي سب سليمان.
[3] أضاف محقق سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي ص 39 بعد «الّا» عبارة [قال: ليس الا. فلم يرجع سليمان الى قوله] وذكر المحقق أن الزيادة من رواية ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 4/ 255.
[4] سقط «عمر» من سيرة عمر لابن الجوزي 39.(1/602)