وُلِدَ فِي حدود سنة خمسٍ وعشرين، وحضر على أبي مُوسَى بْن الحافظ عَبْد الغنيّ فِي سنة ثمانٍ.
وسمع من: ابن الزَّبِيديّ، وابن صبّاح، والنّاصح الحنبليّ، وجعفر الهمْدانيّ، والفخر الإربِليّ، وجماعة.
عذبه التَّتَار أشدّ عذاب، ثُمَّ حُمِل إلى البلد وهو فِي حال نحسة قد وقع أجره على الله، ورزئ فِي الأهل والمال فتعلل، وتُوُفيّ بدرب الفِلَى فِي جُمَادَى الأولى ودُفِن بالكشك من أجل التَّتَار.
678- عُمَر بْن حَسَن [1] بْن جبريل.
العَدْل زين الدِّين الحَمَويّ، الشاهد، نقيب قاضي القُضاة بدر الدِّين ابن جماعة.
تُوُفّي فِي سلْخ شعبان كهلا.
679- عُمَر بْن مُحَمَّد [2] .
الشَّيْخ نور الدِّين الهَمَدانِي، المُرجانيّ، التّاجر، والد المولى الرئيس شهاب الدِّين ابن المرجانيّ الدمشقيّ.
تُوُفّي فِي مُسْتَهَلّ المُحَرَّم، وشيّعه قاضي القُضاة والأكابر لمكان ولده، وكان قد جاوز السبعين.
680- عُمَر بْن ناصر [3] بْن نصار.
الجمال العُرضيّ، الشاعر، الكاتب.
توفي في رمضان.
__________
[1] انظر عن (عمر بن حسن) في: المقتفي 2/ ورقة 24 ب، 25 أ.
[2] انظر عن (عمر بن محمد) في: المقتفي 2/ ورقة 2 أ.
[3] انظر عن (عمر بن ناصر) في: المقتفي 2/ ورقة 25 ب، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 360- 366.(52/430)
681- عُمَر بْن يحيى [1] بْن أبي بَكْر بْن طرخان.
أبو حفص البَعْلَبَكيّ، الدّلال، ويُعرف بابن المَعَرّيّ.
شيخ خضيب، عاميّ، ليس بعدل، وسماعه صحيح من الإربِليّ، وابن رواحة.
سمع منه: البرزاليّ، والنّابلسي، وأنا على سبيل التكاثر والشَّرَه.
ومات فِي أيام التَّتَار، ودُفِن بداخل بَعْلَبَكَّ وفي عَشْر الثمانين.
682- عِيسَى بْن أَحْمَد [2] بْن طَالِب.
عَلَمُ الدِّين الخشّاب، الدمشقيّ.
قال البِرْزاليّ: تُوُفّي فِي العشرين من شوّال، ودُفِن بباب الصّغير.
روى لنا عن المُرسيّ، والبكْريّ.
683- عِيسَى بْن أَحْمَد [3] بْن عليّ.
الشرف ابن النّحاس الحَلَبِيّ، ثُمَّ الصّالحيّ.
روى عن ابن اللَّتّيّ. وكان ضعيف العقل، لم أسمع منه. وكان رجلا جيدا. قتلته التَّتَار بالصّالحية. وكان يركب فرسا ويتعانى الْجُنْديّة فيضحك منه الصّبيان.
684- عِيسَى بْن بركة [4] بْن والي.
الرجل الصّالح، أبو مُحَمَّد السُّلَميّ، المَفْعَليّ، ثُمَّ الصّالحيّ، الحنبليّ، المقرئ، المؤدِّب، ويقال له تُبّع.
__________
[1] انظر عن (عمر بن يحيى) في: المقتفي 2/ ورقة 15 ب، والعبر 5/ 402، ومعجم شيوخ الذهبي 407 رقم 590، وشذرات الذهب 5/ 451، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 3/ 122 رقم 824.
[2] انظر عن (عيسى بن أحمد الخشاب) في: المقتفي 2/ ورقة 28 أ.
[3] انظر عن (عيسى بن أحمد) في: المقتفي 2/ ورقة 15 أ.
[4] انظر عن (عيسى بن بركة) في: المقتفي 2/ ورقة 15 أ، والعبر 5/ 402، وتذكرة الحفاظ 4/ 1487، والإشارة إلى وفيات الأعيان 385، ومعجم شيوخ الذهبي 409 رقم 594، وذيل التقييد 2/ 260 رقم 1580، ودرة الحجال 3/ 186، وشذرات الذهب 5/ 451، والمنهج الأحمد 409، والمقصد الأرشد، رقم 788، والدرّ المنضد 1/ 445 رقم 1183.(52/431)
رَجُل خَيّر، صالح، كثير التّلاوة، خشن العَيش، يعلم الصّغار، ويكابد العِيال، ويُكثِر حمْدَ اللَّه على كلّ حال.
وُلِدَ بجبل بني هلال فِي حدود العشرين وستمائة. وقدِم الصّالحية وتلَقّن، وسمع من: ابن اللَّتّيّ، والضياء، وعبد الحقّ، والرضى عَبْد الرَّحْمَن.
سمع منه الجماعة، وحدَّث قديما.
وجد ميتا فِي بيتٍ من بيوت المدرسة بالجبل، فقيل إنّه عُذِّب بالرمي فِي الماء، وكانت أياما شديدة البرد فمات من ذَلِكَ ومن العُري والجوع، رحمة اللَّه عليه.
- حرف الغين-
685- الغرزيّ [1] .
هُوَ الأمير الكبير سيف الدِّين بكتوت الغرزيّ، العزيزيّ، الناصريّ.
شيخ مليح الشكل، نضر الوجه، أبيض الشيبة من أهل الدِّين والجهاد وحضور الجماعات، وله همة على كِبَر السِّنّ.
سمع هُوَ وأولاده من النّجيب عَبْد اللّطيف. وكان صاحب الشَّام.
تُوُفّي فِي خامس ربيع الأجل، ودُفِن بسفح قاسيون.
- حرف الفاء-
686- فَاطِمَة بِنْت الإِمَام أبي العَبَّاس [2] أَحْمَد بْن أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه.
رَوَت عن إِبْرَاهِيم بْن خليل.
وأجاز لها السِّبْط.
سمع منه: البرزاليّ، وجماعة.
وتوفيت في رجب.
__________
[1] انظر عن (الغزري) في: المقتفي 2/ ورقة 4 ب.
[2] انظر عن (فاطمة بنت أبي العباس) في: المقتفي 2/ ورقة 22 أ.(52/432)
687- فَاطِمَة بِنْت عَبْد اللَّه [1] ابْن الرِّضَى عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْجَبَّار.
أمّ مُحَمَّد أخت زينب.
سَمِعت من: كريمة، والضياء، واليَلْدانيّ.
ووُجد لها حضور فِي سنة ثمانٍ وثلاثين. وهي زَوْجَة الشهاب بْن أبي راجح.
تُوُفّيَتْ فِي شعبان.
688- فَاطِمَة بِنْت الصدر [2] المرتضى مجد الدِّين بْن أبي الفتح نصر اللَّه بْن أَحْمَد بْن رسلان بْن فتيان ابن البَعْلَبَكيّ.
والدة القاضي شهاب الدِّين أَحْمَد بْن الشَّرَف حَسَن ابن الحافظ. وكانت من نساء الدّير، ذات عبادة وصلاح، وخُتم لها بخير. وابتُليت بالتّتار، وأسروا أحِبّاءها وأقاربها، فصبرت واحتسبت، وأقبلت على الذِكْر والتسبيح تلك الأيام.
قال عَلَمُ الدِّين: روَت لنا بالإجازة عن محمود بْن مَنْدَه، ومحمد بْن عَبْد الواحد المدينيّ. وتوفّيت في سادس ذي القعدة.
689- فتح الدين ابن الزّملكاني [3] .
هو العدل، الفقيه، المؤرخ، أبو العبّاس أحمد بن عَبْد الواحد بن عَبْد الكريم بن خَلَف الأنصاريّ، السّماكيّ، الشافعيّ. والد الشيخ شرف الدين ونظام الدين. وعمّ شيخنا الإمام كمال الدين.
__________
[1] انظر عن (فاطمة بنت عبد الله) في: المقتفي 2/ ورقة 22 ب.
[2] انظر عن (فاطمة بنت الصدر) في: المقتفي 2/ ورقة 30 أ.
[3] انظر عن (ابن الزملكاني) في: المقتفي 2/ ورقة 3 ب، 4 أ، وأعيان العصر 1/ 278 رقم 134 وفيه قال محقّقوه بالحاشية: «لم نقف على ترجمة له» ، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 21 رقم 461، ومعجم المؤلفين 1/ 305.(52/433)
ولد سنة خمس وأربعين وستمائة.
وروى عن: خطيب مَرْدا، والصدر البكْريّ، واليَلْدانيّ، وجماعة.
وشرع فِي «تاريخ كبير» على نمط «تاريخ القاضي شمس الدِّين ابن خِلِّكان» ، ولو كمّل لجاء فِي ثلاثين مجلدا. وعمل فِيهِ إلى حرف الجيم، فِي نحو ثلاثة مجلدات.
تُوُفّي فِي ثالث عَشْر صَفَر.
690- فخر الدِّين ابْن الشَّيْرجيّ [1] .
هُوَ الرئيس الصّاحب، أبو الفَضْل، سُلَيْمَان بْن الشَّيْخ عماد الدِّين بْن مُحَمَّد بْن شَرَف الدِّين أَحْمَد بْن الشَّيْخ فخر الدين محمد بن عبد الوهاب ابن السيرجيّ، الأَنْصَارِيّ، الدمشقيّ. سمع من: الشَّيْخ تقيُّ الدِّين ابن الصلاح، والشرف المُرسي. ولم يحدّث.
وتعانى الكتابة، وولي نظر الديوان الكبير. وكان من أكابر البلد ورؤسائها الموصوفين بالكرم والحِشْمة والسُّؤدُد والإحسان. وكان فِيهِ عقل وتواضع وسكينة.
ولمّا استولى التَّتَار على البلد ألزموه بوزارتهم والسعي فِي تحصيل الأموال، فدخل فِي ذَلِكَ مُكرَهًا ومختارا، فكان قليل الأذية، حَسَن الطَّويّة.
فَلَمّا قلعهم اللَّه تعالى تمرَّض ومات فِي التّاسع والعشرين من رجب، وهو فِي عَشْر السّبعين، ومشى الأعيان فِي جنازته إلى باب البريد فجاء مرسوم من أرجواش بردّهم، ونهاهم عن الجنازة، وضربوا النّاس. فَلَمّا وصلت الجنازة إلى جهة القلعة أُذِن لولده شَرَف الدِّين فِي اتّباعها.
691- الفلك ابن الفاخر [2] .
__________
[1] انظر عن (فخر الدين ابن الشيرجي) في: المقتفي 2/ ورقة 21 ب، 22 أ
[2] انظر عن (الفلك ابن الفاخر) في: المقتفي 2/ ورقة 1 ب.(52/434)
هُوَ الشَّيْخ المعمَّر علي بْن مُحَمَّد بْن أبي المفاخر العَلوي، الحسيني، الواسطيّ، الصُّوفيّ.
وُلِدَ في جمادى الآخرة سنة ستمائة، وخدم جنْديًا مع الأمير باتكين بالبصرة وبإربل. وقدم دمشق سنة ثلاث وأربعين وصادر تاجرا، ثُمَّ عاد إلى العراق، وحجّ وجاور. ثُمَّ فِي الآخرة قَدِمَ دمشق ونزل بالخانكاه الأندلسية، وكان الكِبَر ظاهرا عليه والهَرَم. وكان يمكنه السّماع ببلده من أبي الفتح المندائيّ. ولو تهيأ ذَلِكَ لصار مُسْنَد الوقت.
تُوُفّي فِي أوائل ربيع الآخر، ودُفِن بخان ابن المقدّم.
- حرف القاف-
692- القشْتَمُريّ [1] .
الأمير الكبير، سيف الدِّين بلَبَان. من أمراء دمشق.
تُوُفّي بداره بدرب الرَّيْحان فِي المُحَرَّم.
693- القُمّيّ الشريف [2] .
إنسان أعجميّ، مليح الشكل، حَسَن البِزّة، يحضر المدارس ويناظر.
وله فضيلة وتحصيل، ومادة كلامية، وفيه رفْض وقِلّة دين، فقام مع التَّتَار وداخلهم، وآذى المسلمين، ورافع الأعيان، وشفى غيظه من أهل السُّنة. ثُمَّ اغترّ وقعد، فقبض عليه أرجواش، ثُمَّ سُمِّر هُوَ وابن العَوْنيّ البرددار، وابن خطلش.
واسم القُمِّيّ شمس الدِّين مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن المرتضى العلويّ. كان يلبس بقيارا.
__________
[1] انظر عن (القشتمري) في: المقتفي 2/ ورقة 3 أ.
[2] انظر عن (القمي الشريف) في: المقتفي 2/ ورقة 27 أ، وأعيان العصر 5/ 134 رقم 1737.(52/435)
- حرف الكاف-
694- كُرْت [1] ، ويقال كُرْد.
الأمير سيف الدِّين المَنْصُورِيّ، نائب طرابُلُس.
أمير فارس شجاع من الأبطال المذكورين، وفيه دين وخير. وله معروف وصدقة واعتناء بأهل الحرمين. وله رباط بالقدس ومحاسن. وكان مشاركا الأمير ضياء الدِّين ابن الخطير، ثُمَّ جعله السّلطان حسام الدِّين لاجين حاجبا، وقد أبلى بلاء حسنا يوم الوقعة، وقتل جماعة من التَّتَار، ثُمَّ حمل وخاض فيهم، فاستشهد رحمه اللَّه.
695- الكمال [2] .
من أعيان مُقرئي الجنائز. وكان مؤذنا بالجامع، اسمه أَحْمَد بْن خَلَف.
وتُوُفيّ فِي ذي الحجّة كهلا، وكان فِيهِ عقل ودين.
- حرف اللام-
696- ليشة بِنْت مفاخر [3] بْن تمام بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن حمزة بْن البُنّ الأسَديّ.
أم أَحْمَد، من أهل حمورية. رُبيّت يتيمة عند الرشيد ابن مَسْلَمَة وسمعت منه. أخذ عَنْهَا الفَرَضيّ، والبِرْزاليّ، وجماعة ولم أسمع منها.
تُوُفّيَتْ أيام التَّتَار بالبلد، ودفنت إلى جانب السّور.
__________
[1] انظر عن (كرت) في: نهاية الأرب 31/ 385، والمقتفي 2/ ورقة 6 أ، ودول الإسلام 2/ 205، والعبر 5/ 406، ومرآة الجنان 4/ 232 دون ذكر اسمه، وتذكرة النبيه 1/ 230، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 148، وأعيان العصر 4/ 155، 156 رقم 1398، والوافي بالوفيات 24/ 333، والنجوم الزاهرة 8/ 117، والدليل الشافي 2/ 555، 556 رقم 1903، والسلوك ج 1 ق 3/ 886- 888، وعقد الجمان (4) 113، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 342.
[2] انظر عن (الكمال) في: المقتفي 2/ ورقة 31 ب.
[3] انظر عن (ليشة بنت مفاخر) في: المقتفي 2/ ورقة 14 أ، ب.(52/436)
- حرف الميم-
697- مالك بْن عَبْد الرَّحْمَن [1] بْن عَلِيّ بْن عَبْد الرَّحْمَن.
أبو الحكَم بْن المرحّل، الأديب شاعر المغرب.
وُلِدَ بمالقة سنة أربعٍ وستّمائة، وله اليد البيضاء فِي النِّظْم والنَّثْر أخذ عن: الشُلُوبّين، وابن الدّباج، وعدّة.
روى لنا عَنْهُ: أبو القَاسِم بْن عِمْرَانَ، ومحمد بْن أَحْمَد القَيْسيّ، وغيرهما.
واستوطن سبْتَة، وبها مات فِي سنة تسعٍ وتسعين.
ومن شعره:
يا أيّها الشيخ الّذي عمره ... قد زاد عَشْرًا بعد سبعينا
سَكِرتَ من أكؤسِ خمر الصّبا ... فحدَّكَ الدهرُ ثمانينا
وليته [2] زادَكَ من بعد ذا [3] ... لأجل تخليطكَ عشرينا
ورأيت له قصيدة أزْيد من ألفي بيت، قد نظم فيها «التّيسير» فِي وزن الشاطبية ورَوِيَها بلا رمزٍ.
وله:
مذْهبي تقبيلُ خدّ مُذْهبِ سيدي ... ماذا ترى في مَذْهبي
لا يخالف مالكا فِي رأيه ... فعليه جل أهل المغربِ
[4] .
وعندي مقطعات من شعره سوى هذا.
__________
[1] انظر عن (مالك بن عبد الرحمن) في: أعيان العصر 4/ 187- 189 رقم 1422، وبغية الوعاة 2/ 271 رقم 1960، وغاية النهاية 2/ 36 رقم 2644، والدليل الشافي 2/ 570 رقم 1955، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 388.
[2] في الأصل: «واليته» وكذا في ذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 388.
[3] في أعيان العصر: «من بعدها» والمثبت يتفق مع ذيل المرآة.
[4] في أعيان العصر 4/ 188 «فيه يأخذ أهل المغرب» .(52/437)
698- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن نوح [1] بْن أَحْمَد بْن زَيْدُ بْن مُحَمَّد بْن عُصْفُور.
الأديب، الفاضل، أبو عَبْد اللَّه الإشبيليّ.
شيخ مطبوع، حُلْو المجالسة، دمث الأخلاق، متفنن فِي الأدب والشعر واللغة، وله نصيب من عَلَمُ القرآن والأثر والبلاغة والحساب. وله يد بيضاء فِي القريض، وفيه ديانة وتعفف، وخير، وعقل، جالستُه مرّات، وكان قد أخذ عن علماء المغرب. وهو ابن أخت أبي الْحَسَن بْن عُصْفور صاحب «المقرب» .
طلع أمينا إلى مسرابا بالمرج فتوفي بها فِي ذي القعدة. ووُلِدَ بإشبيليّة فِي أول سنة إحدى وثلاثين، وخرج منه فِي سنة ستٍّ وأربعين عند استيلاء الفرنج عليها، فأقام بمالقة مدة ثُمَّ بتونس. وقدِم دمشق سنة تسعين.
كتب عَنْهُ من شِعره: عَلَمُ الدِّين، والختنيّ.
699- مُحَمَّد بْن أَحْمَد [2] بْن عَبْد المحسن.
الْحُسَيْنيّ، الغرافيّ، أخو شيخنا تاج الدِّين.
رَأَيْته بمصر، وكان يروي عن ابن بهروز حضورا.
وسمع من أصحاب السِّلَفيّ. أخذ عَنْهُ: ابن حبيب، وابن سيد النّاس.
تُوُفّي فِي صَفَر سنة تسع. قاله البِرْزاليّ، وقال: كان صوفيّا بالسّعدية، وكان رأسا فِي الرمي، وله تلامذة.
سمع مجلسي السُّلَميّ، وابن بالوَيْه، عن ابن الصّابوني.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن نوح) في: المقتفي 2/ ورقة 30 ب، 31 أ، والوافي بالوفيات 2/ 241 رقم 496، وتذكرة النبيه 1/ 231، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 156، وأعيان العصر 4/ 236 رقم 1447، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 382.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد) في: المقتفي 2/ ورقة 4 أ.(52/438)
700- مُحَمَّد بْن أَبِي حمزة [1] أَحْمَد بْن عُمَر بْن الشَّيْخ أَبِي عُمَر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن قدامة.
المَقْدِسيّ، السيف أبو عَبْد اللَّه. عمّ القاضي تقيُّ الدِّين، وأخو الجمال عُبَيْد اللَّه.
روى أيضا عن: جَعْفَر وكريمة، والضّياء، كأخيه. وماتا في سنة.
وكان رجلا صالحا، فقيرا، يخرج أمينا إلى الضياع ويتصيد بالحجل.
توفي في الرابع والعشرين من شوال بالجبل، وقد قارب السّبعين.
701- محمد بن أحمد بن نوال [2] بن عثور بن علي.
أبو عبد الله الرصافيّ، ثم الصّالحيّ.
ولد ليلة عرفة سنة أربع وعشرين بالصّالحية. وسمع «الصّحيح» من ابن الزَّبِيديّ.
وسمع من الضّياء. وكان فقيرا يقرأ على الموتى ويوهَب الشَّيء.
سمعنا منه.
تُوُفّي بالبلدة ودُفِن بخان ابن المقدم فِي قوة الشّدّة.
702- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن صلاح [3] .
الشمس، الشروانيّ، الصُّوفيّ، شيخ الخانقاه الشهابية.
كان عارفا فِي الفلسفة بالرياضيّ والنجوم والأرصاد والأحكام، ويخبر ذَلِكَ ويُقِرّ به، ويشارك فِي غيره من العقليات.
توفي في ثاني عشر المحرم عن ستّين سنة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أبي حمزة) في: المقتفي 2/ ورقة 28 ب.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن نوال) في: المقتفي 2/ ورقة 14 ب، والعبر 5/ 402، والإشارة إلى وفيات الأعيان 385، ومعجم شيوخ الذهبي 476، 477 رقم 700 وفيه:
«محمد بن أحمد بن نوال بن علي بن غوث» .
[3] انظر عن (ابن صلاح) في: المقتفي 2/ ورقة 2 أ، وأعيان العصر 4/ 236 رقم 1448، والوافي بالوفيات 2/ 142، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 336.(52/439)
703- مُحَمَّد أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن نصر اللَّه [1] .
الخطيب، زين الدِّين ابن المحتسب تاج الدِّين الحَمَويّ ابن المغيزل.
سمع من شيخ الشيوخ شَرَف الدِّين.
ومات فِي المُحَرَّم، ودُفِن عند أَبِيهِ.
704- مُحَمَّد بْن العزّ أَحْمَد بْن العماد عَبْد الحميد بْن عَبْد الهادي بْن يُوسُف بْن مُحَمَّد بْن قُدامة.
شَرَف الدِّين الحنبليّ. وُلّي حسبة الصّالحية.
وسمع من: المؤتمن بْن قُمَيْرة، والمُرسي، واليَلْدانيّ، وعمّ والده مُحَمَّد بْن عَبْد الهادي، وجماعة.
وأجاز له: ابن القَبّيْطي، والكاشْغَريّ، وابن رواج، وجماعة.
وُلِدَ فِي ربيع الأوّل سنة أربعين وستّمائة، وحدَّث. وقدِم من مصر إلى صَفَد، وقد حصّل شيئا. وفي عزْمه العَوْد إلى لقاء العسكر، فعُدِم ولم يظهر أثره، رحمه اللَّه.
705- مُحَمَّد بْن آدم [2] .
شمس الدِّين الدَّرْبَنْديّ، الصُّوفيّ، الشاهد.
توفي في جمادى الآخرة. وكان فقيها بالمدارس.
706- مُحَمَّد بْن الحُسام [3] .
النّاصري. كان مُلازمًا لأولاد النّاصر صاحب الكَرَك.
وكان جنْديًا، فاضلا، أديبا.
ذكر أنّه سمع من ابن اللَّتّيّ.
مات فِي آخر شوال.
__________
[1] انظر عن (ابن نصر الله) في: المقتفي 2/ ورقة 3 أ.
[2] انظر عن (محمد بن آدم) في: المقتفي 2/ ورقة 16 أ.
[3] انظر عن (محمد بن الحسام) في: المقتفي 2/ ورقة 29 أ.(52/440)
707- مُحَمَّد بْن درباس [1] بْن باساك بْن درباس.
ناصر الدِّين الجاكي [2] ، الكرديّ، الجنديّ الحنبليّ.
وُلِدَ بالرُّها سنة سبْعٍ وعشرين وستمائة.
وسمع من عِيسَى الخياط، ومجد الدِّين بْن تيمية بحرّان، ومن الرشيد العَطَّار بمصر، ومن الضياء صقر بحلب، ومن جماعة.
وكان صالحا فاضلا. وكان من أعيان الْجُنْد، فقُطِع خُبزه من القاهرة، فحجّ وقدِم دمشق، وافتقر وصبر.
تُوُفّي فِي شوّال.
708- مُحَمَّد ابْن سَعِيد [3] ابْن عَبْد اللَّه.
الفقيه، تقيُّ الدِّين الْمَدَنِيّ، الحجازيّ، الأسود. قارئ الحديث.
بالمدينة النبويّة.
أقام بدمشق أيّام التَّتَار، وتعب، وآلى على نفسه أن لا يخرج بعدها من المدينة من المشاقّ الَّذِي قاسى، وانتظر سفر الحجّاج، فلم يحجّ أحد من دمشق، فسافر إلى القاهرة، فأدركه أجَلُه بها فِي شوال.
وكان فاضلا فِي الأدب، جيد الشِعر، من أبناء الأربعين.
709- مُحَمَّد بْن سلمان [4] بْن حمائل بن علي.
__________
[1] انظر عن (محمد بن درباس) في: المقتفي 2/ ورقة 29 أ، ب، ومعجم شيوخ الذهبي 495 رقم 729، وفيه «محمد بن درباس بن آساك» ، وعيون التواريخ 23/ 288.
[2] في الأصل: «الحاكي» .
[3] انظر عن (محمد بن سعيد) في: المقتفي 2/ ورقة 29 ب، وتذكرة النبيه 1/ 222، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 152، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 380، وأعيان العصر 4/ 450 رقم 1575 وفيه قال محقّقوه بالحاشية: «لم نقف على ترجمة له» !
[4] في الأصل: «محمد بن سليمان» ، والتصحيح من مصادر ترجمته: تالي كتاب وفيات الأعيان 156 رقم 254 وفيه «محمد بن سلمان» والمقتفي 2/ ورقة 323، وفيه «سلمان» ، والعبر 5/ 402، 403 وفيه: «سلمان» ، والإشارة إلى وفيات الأعيان 386، والإعلام بوفيات(52/441)
الشَّيْخ، الإِمَام، البارع، الأديب، البليغ، ذو الفضائل، شمس الدِّين ابن غانم المَقْدِسيّ، الشافعيّ، سِبْط الشَّيْخ القُدوة الكبير غانم النّابلسيّ، رحمه اللَّه.
وُلِدَ سنة سبْعٍ عَشْر وستمائة واشتغل وحصل وتَفَقَّه وشارك فِي الفنون.
وسمع بنابلس فِي سنة ثلاثٍ وثلاثين من الشَّيْخ تقيُّ الدِّين يُوسُف بْن عَبْد المنعم. وقدِم دمشق فِي حدود الأربعين وأدرك بها الأئمة الكبار.
وسمع من: الشَّيْخ تقيُّ الدِّين ابن الصّلاح، وتاج الدِّين ابن حمُّوَيْه، وابن أبي جَعْفَر القُرْطُبيّ، والرشيد بْن مَسْلَمَة، وجماعة.
وكان من أعيان فضلاء الوقت ومتميزيهم، موصوفا بالخبرة والرأي والمعرفة والتقدم، وحُسْن المذاكرة، وتحصيل الكُتُب النّفيسة وجودة الكتابة والإنشاء وغير ذَلِكَ من المعارف.
وُلّي تدريس العصرونيّة وغيرها، وكتب فِي ديوان الرسائل مدّة.
سمع منه: البِرْزاليّ، وابن سامة، والمقاتليّ، وجماعة.
وسمعت منه كتاب «مجابي الدّعوة» لابن أبي الدّنيا. وهو والد المولى الأوحد علاء الدِّين، أبقاه اللَّه.
تُوُفّي يوم الجمعة سادس عَشْر شعبان، ودُفِن من الغد بسفح قاسيون [1] .
__________
[ () ] الأعلام 293، ومعجم شيوخ الذهبي 498 رقم 734 وفيه «حمائد» وهو غلط، والبداية والنهاية 14/ 15، ومرآة الجنان 4/ 232 وفيه «سليمان» ، والبداية والنهاية 14/ 14 وفيه «سليمان» ، وأعيان العصر 4/ 452 رقم 1578، والنجوم الزاهرة 8/ 193، وعقد الجمان (4) 92، 93، وشذرات الذهب 5/ 451، وعيون التواريخ 23/ 296، 297، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 348 وفيه: «سليمان» .
[1] ومن شعره:
وفي القلوب ما لم أستطع أن أذيعه ... وأخفيه عن كل الورى وهو يظهر
شواهد الطاف بدت مستنيرة ... إذا رامها ربّ البصيرة يبهر
دعي باسم ليلى فالتذذت بذكرها ... ومن أجلها أغلى الحياة يعفر(52/442)
710- مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن دَاوُد [1] .
الْجَزَريّ. شيخ صالح، خَيّر، حافظ كتاب اللَّه، مُدِيم لطلب الحديث وسماعة، وتحصيل بعض مَرْوِيّاته.
سمع من ابن البخاريّ وطبقته. وكان من صوفية الرباط النّاصريّ، فقُتل شهيدا بظاهر الرباط، ثُمَّ وُجِد ودُفِن بعد أيّام فِي الخامس والعشرين من جُمَادَى الأولى. واحترق بيته، وذهبت أجزاؤه.
711- مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن أَبِي العز [2] بْن وُهَيْب.
الإِمَام، المفتي، شمس الدِّين، ابن العَلامَة الأوحد، شيخ الطائفة، قاضي القُضاة صدر الدِّين الحَنَفِيّ، مدرِّس النَوريّة والعذْراويّة. وكان من كبار الحنفيّة، مقصودا بالفتوى، أفتى نيِّفًا وثلاثين سنة، وناب فِي القضاء عن أَبِيهِ بدمشق. وكان منقبضا عن النّاس، كثير الانقطاع، عديم المخالطة، تاركا للرئاسة والرُعونة.
تُوُفّي إلى رحمة اللَّه فِي سادس عَشْر ذي الحجّة بالمدرسة النّورية، ودُفِن بالجبل.
712- مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان [3] .
الإِمَام، المفتي، وجيهُ الدِّين الروميّ، القُونَويّ، الحَنَفِيّ، إمام الربْوة.
شيخ فاضل، متواضع، أبيض اللّحية. أمَّ بالربوة مدّة، وخطب بالنّيرب
__________
[1] انظر عن (محمد بن سليمان بن داود) في: المقتفي 2/ ورقة 14 أ.
[2] انظر عن (محمد بن سليمان بن أبي العزّ) في: المقتفي 2/ ورقة 32 أ، والوافي بالوفيات 3/ 137 رقم 1077، وتذكرة النبيه 1/ 225، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 149، والسلوك ج 1 ق 3/ 906، والنجوم الزاهرة 8/ 191، 192، وأعيان العصر 4/ 454، 455 رقم 1580، والدليل الشافي 2/ 625 رقم 2149، وعقد الجمان (4) 108، 109، وعيون التواريخ 23/ 285، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 385.
[3] انظر عن (محمد بن سليمان القونوي) في: المقتفي 2/ ورقة 31 ب، 32 أ، وأعيان العصر 4/ 455 رقم 1581 وفيه «سلمان» والوافي بالوفيات 3/ 137 رقم 1078، والدليل الشافي 2/ 626 رقم 2152.(52/443)
نيابة. ووُليّ فِي الآخر تدريس العزّية التي بالميدان. وأعاد وأفتى، وكان يشهد.
تُوُفّي يوم الجمعة يوم عَرَفَة. بتُّ عنده ليلة بالربْوة، وكان حَسَن المحاضرة، متواضعا.
713- مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمَن [1] بْن يُوسُف بْن مُحَمَّد.
الإِمَام، المفتي، البارع، شمسُ الدِّين، أبو عَبْد اللَّه ابن الشَّيْخ المفتي الزّاهد فخر الدين البَعْلَبَكيّ الحنبليّ.
وُلِدَ سنة أربعٍ وأربعين وستمائة.
وسمع من: خطيب مَرْدا، وشيخ الشيوخ شَرَف الدِّين الأَنْصَارِيّ، والفقيه مُحَمَّد اليُونينيّ، والزَّين بْن عَبْد الدّائم، والرضى ابن البُرهان، والنجم البادرائيّ، وجماعة.
وتَفَقَّه على والده، وعلى الشَّيْخ شمس الدِّين بْن قُدامة، وجمال الدين ابن البغداديّ، ونجم الدِّين بْن حَمْدان. وقرأ الأصول على مجد الدِّين الرّوذْرَاوَرِيّ، وبرهان الدِّين المَرَاغيّ.
وقرأ الأدب على الشيخ جمال الدين ابن مالك، والشيخ أَحْمَد الْمَصْرِيّ.
وقرأ المعاني والبديع على بدر الدِّين بْن مالك، وحفظ القرآن وصلّى
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن) في: المقتفي 2/ ورقة 25 أ، ب، والعبر 5/ 403، والإشارة إلى وفيات الأعيان 386، والإعلام بوفيات الأعلام 293، وأعيان العصر 4/ 488، 489 رقم 1605، والوافي بالوفيات 3/ 238، وعقد الجمان (4) 100- 103، والدارس 2/ 92، وشذرات الذهب 5/ 452، وعيون التواريخ 23/ 301- 305، وذيل طبقات الحنابلة 2/ 341، 342، وذيل مرآة الزمان (المخطوط) 3/ 179 أ- 181 أ، والمنهج الأحمد 409، والمعجم المختص 238، 239 رقم 295، والمقصد الأرشد، رقم 1002، والدر المنضد 1/ 445 رقم 1185، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 4/ 40، 41 رقم 1034 وله ذكر في كتاب الديباج للختلي 120، 121، ومشيخة ابن طهمان 239، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 351- 360.(52/444)
بالنّاس ابن تسع، وحفظ «المقنع» و «منتهى السُّول» للآمِديّ، ومقدّمتي أبي البقاء. ثُمَّ قرأ معظم «الشافية» لابن مالك. وكان أحد الأذكياء المناظرين والأئمة المدرسين. وكان عارفا بالمذهب وأصوله وبالنحو وشواهده، وله معرفة حَسَنة بالحديث والأسماء وغير ذَلِكَ، وعناية بالرواية. أسمع أولاده الحديث، وتُوُفيّ إلى رحمة اللَّه وهم صِغار، فَلَطَفَ الله بهم، وحفظوا القرآن والعلم، ونشئوا فِي صيانةٍ وخير.
تُوُفّي فِي تاسع رمضان، وقد روى اليسير. وفاتني السّماع منه.
714- مُحَمَّد بن الشَّيْخ شمس الدِّين عَبْد الرَّحْمَن [1] ابْن الشَّيْخ أبي عُمَر.
الفقيه، العَدْل، عزَّ الدِّين المَقْدِسيّ، الحنبليّ. والد الإِمَام نجم الدِّين.
سمع من: اليَلْدانيّ، وخطيب مَرْدا، وإبراهيم بْن خليل، وجماعة.
وأجاز له سِبْط السِّلَفيّ.
وسافر مع جماعة من العدول فِي أمر الدّولة فأُكرم لمكانة أَبِيهِ وخُلِع عليه بطيلسان فِي سنة أربعٍ وسبعين.
سَمِعت منه: وتُوُفيّ فِي التاسع والعشرين من ذي القعدة.
715- مُحَمَّد بْن عَبْد الغني [2] بْن عَبْد الكافي بْن عَبْد الوهاب بْن مُحَمَّد بْن أبي الفَضْل.
الشَّيْخ زين الدِّين الأَنْصَارِيّ، ابن الحَرَسْتانيّ، وعبد الوهاب هُوَ أخو قاضي القضاة أبي القاسم ابن الحَرَسْتانيّ.
وُلِدَ فِي رجب سنة خمسٍ وعشرين وستمائة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن) في: المقتفي 2/ ورقة 31 ب.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الغني) في: المقتفي 2/ ورقة 30 ب، والعبر 5/ 403، ومعجم شيوخ الذهبي 519، 520 رقم 771، والوافي بالوفيات 3/ 268 رقم 1309، وأعيان العصر 4/ 515 رقم 1621، والدليل الشافي 2/ 638 رقم 2193، وشذرات الذهب 5/ 452، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 381، 382.(52/445)
وسمع من: ابن صباح، وابن اللَّتّيّ، وغيرهما.
وحدَّث بالدّارميّ، قرأه عليه ابن حبيب. وكان ذهبيا بقَيْسارية المدّ، له حُرمة ووجاهة فِي سوقه لدِينه ومكارمه وتواضُعه وفضيلته. فإنه كان حافظا للقرآن، حفَظَة للحكايات والأشعار، يوردها إيرادا جيّدا. وكان يلقّب بالنَّحْويّ. وقد اجتمعنا به مرات، وكنّا نفرح به ونحن صغار. وكان يطلع إلى بستاننا بأهله. وهو أخو القاضي أَحْمَد الذّهبيّ، زوج خالتي سَمِعت منهما.
وتُوُفيّ الزَّين النَّحْويّ فِي سابع عَشْر ذي القعدة بدمشق. وصُلّي عليه يوم الجمعة.
716- مُحَمَّد بْن عَبْد القويّ [1] بْن بدران.
الإِمَام، المفتي، النَّحْويّ، شمس الدِّين، أبو عَبْد اللَّه المَقْدِسيّ، المرداويّ، الجماعيليّ، الحنبلي. وُلِدَ بمَرْدا سنة ثلاثين، وقدِم إلى الصّالحية، فقرأ وتَفَقَّه على الشَّيْخ شمس الدِّين وغيره. وبرع فِي العربية واللغة، وأشغل، ودرس، وأفتى، وصنَّف. وكان حَسَن الديانة، دمث الأخلاق، كثير الإفادة، مُطَّرحًا للتَّكلُّف. وُلّي تدريس الصّاحبية مدّة. وكان يحضر دار الحديث ويُشغل بها وبالجبل. وقد سمع من: خطيب مَرْدا، ومحمد بْن عَبْد الهادي، وعثمان بْن خطيب القرافة، ومظفَّر بْن الشَّيْرجيّ، وإبراهيم بْن خليل، وتاج الدِّين ابن عَبْد الوهاب بْن عساكر، وطائفة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد القوي) في: المقتفي 2/ ورقة 5 ب، والعبر 5/ 403، والإشارة إلى وفيات الأعيان 385، وتذكرة النبيه 1/ 222، والوافي بالوفيات 3/ 278 رقم 1318، وأعيان العصر 4/ 516، 517 رقم 1624، والنجوم الزاهرة 8/ 192، وبغية الوعاة 1/ 161، والدارس 2/ 65، وشذرات الذهب 5/ 452، والدليل الشافي 2/ 639 رقم 2197، والمنهج الأحمد 408، وذيل طبقات الحنابلة 2/ 342، ومختصر الذيل 89، والمقصد الأرشد، رقم 1004، والدر المنضد 1/ 442 رقم 1176، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 336، 337.(52/446)
وقرأ بنفسه على الشيوخ. وله قصيدة دالية فِي الفقه، وحكايات ونوادر، وكان من محاسن الشيوخ.
تُوُفّي فِي ثاني عَشْر ربيع الأول. ودُفِن بمقبرة المرداويين بالجبل.
وقد أخذ العربية عن الشَّيْخ جمال الدِّين بْن مالك، وغيره.
وأخذها عَنْهُ القاضيان شمس الدِّين بْن مُسْلِم، وجمال الدِّين بْن حملة، وجماعة، ونظم قصيدة داليّة فِي ثمانية عَشْر ألف بيت فِي المذهب تبين إمامته، رحمه اللَّه.
717- مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم [1] بْن عَبْد القويّ بْن عَبْد اللَّه بْن سلامة.
ناصر الدِّين، أبو السّعود المنذريّ، الْمَصْرِيّ، القرافيّ.
وُلِدَ سنة ستٍّ وثلاثين.
وسمع من: ابن المُقَيَّر، وابن الْجُمّيْزيّ، وسبط السِّلَفيّ.
وكان ثقة، صدوقا. سَمِعت منه مجلس مُعَمَّر.
تُوُفّي فِي أحد الربيعين، ودُفِن عند عمّه الحافظ زكيّ الدِّين.
وهو أخو شيخنا عَبْد القويّ. وأحسب عَبْد القويّ مات قبله.
718- مُحَمَّد بْن عَبْد الوَهَّاب [2] بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز بْن الحُسَيْن.
القاضي، الرئيس، زين الدِّين [3] ابن الحَبّاب، السَّعديّ، الْمَصْرِيّ، ناظر الخزانة.
سمع من جَدّه، ومن: علي بن مختار، وابن الجمّيزيّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الكريم) في: المقتفي 2/ ورقة 10 أ، والعبر 5 404، ومعجم شيوخ الذهبي 522 رقم 776، وشذرات الذهب 5/ 453.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الوهاب) في: المقتفي 2/ ورقة 5 ب، والعبر 5/ 404، ومعجم شيوخ الذهبي 527 رقم 785، وأعيان العصر 4/ 557 رقم 1644، وقال محققوه بالحاشية:
«لم نقف على ترجمته، وأشار إليه في السير 23/ 77» ، وشذرات الذهب 5/ 453.
[3] في أعيان العصر 4/ 557 «نجم الدين» .(52/447)
وكان رئيسا نزِهًا، متواضعا، مائلا إلى التّزهد والدين، موصوفا بالأمانةأ قرأت عليه جزءا.
وتُوُفيّ فِي حادي عَشْر ربيع الأول، وقد كمَّل خمسا وسبعين سنة.
719- مُحَمَّد بْن عسكر [1] بْن شداد.
الفقيه الزَّاهد، شمس الدين الزّرعيّ. رَأَيْته يبحث بالظاهريّة، وكان على رأسه خرقة. وبلغني أنه لم يكن فِي بيته حصير. ومكث سنوات يصوم الدّهر، ويقرأ كل يوم ختمة.
مات في ثالث شوّال بدمشق، رحمه اللَّه.
720- مُحَمَّد بْن علي [2] بْن أَحْمَد بْن فضل.
المُسِند، المبارَك، شمس الدِّين، أبو عَبْد اللَّه، أخو الإِمَام القُدوة تقيُّ الدين، ابن الواسطيّ. وُلِدَ سنة خمس عشرة وستّمائة تقريبا.
وحضر على الشَّيْخ الموفَّق، وموسى بْن عَبْد القادر، والشهاب بْن راجح، وغيرهم.
وسمع من: ابن أبي لُقمة، والقزوينيّ، وابن البُنّ، وابن صَصْرَى، والبهاء. وابن صبّاح، والكاشْغَريّ، وابن غسان، وابن الزَّبِيديّ، وعمر بْن شافع، وطائفة.
وكان من بقايا الشيوخ المسنِدين. خرّجتُ له «عوالي» فِي جزءٍ ضخم.
وخرَّج له ابن النّابلسيّ «مشيخة» في جزءين.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عسكر) في: المقتفي 2/ ورقة 26 ب، 27 أ، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 368.
[2] انظر عن (محمد بن علي) في: المقتفي 2/ ورقة 20 ب، والعبر 5/ 404، وتذكرة الحفاظ 4/ 1489، والمعين في طبقات المحدّثين 224 رقم 2314، والإشارة إلى وفيات الأعيان 386، ومعجم شيوخ الذهبي 531، 532 رقم 793، وذيل التقييد 1/ 175 رقم 315، والنجوم الزاهرة 8/ 193، وشذرات الذهب 5/ 453، ومشيخة عبد القادر اليونيني، الشيخ الحادي والعشرون.(52/448)
وروى عَنْهُ فِي حياته: ابن الخباز، وابن العَطَّار.
وسمع منه بَشَر كثير منهم: المِزّيّ، والبرزاليّ، وابن سيد النّاس، والمقاتليّ، والمجد الصّيرفي، والمُحِبّ المَقْدِسيّ، وابن المهندس، ونجم الدِّين القحفازيّ النَّحْويّ، وشمس الدِّين ابن المهينيّ.
وقاسي التَّتَار، ثُمَّ دخل البلد فقيرا، وتُوُفيّ فِي منتصف رجب.
721- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أبي عابد مُرّيّ [1] بْن ماضي.
الصّالحيّ، الصّحراويّ.
روى عن: جَعْفَر الهمْدانيّ.
أخذ عَنْهُ: البِرْزاليّ، والمقاتليّ.
ولم أسمع منه. جُرِح وأوذي، ومات فِي جُمَادَى الأولى.
722- مُحَمَّد ابْن القاضي بهاء الدِّين [2] مُحَمَّد ابْن بهاء الدِّين مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن أبي بَكْر ابْن خِلِّكان.
القاضي، عماد الدِّين الشافعيّ، قاضي عجلون.
رئيس جليل، صاحب مكارم. قرأ عليه عَلَمُ الدِّين جزءا بإجازته من ابن الجميزيّ، والسبط.
توفي في ربيع الأول بقلعة عجلون [3] .
محمد بن محمد.
__________
[1] انظر عن (ابن أبي عابد مري) في: المقتفي 2/ ورقة 21 أ.
[2] انظر عن (محمد بن بهاء الدين) في: المقتفي 2/ ورقة 10 أ.
[3] وقال البرزالي: ومولده يوم السبت عاشر جمادى الآخرة سنة خمس وأربعين وستمائة بالقاهرة، وكان قاضيا بعجلون، وناب قبل ذلك عن والده ببعلبكّ، ولي قضاء بانياس أيضا، وكان فيه كرم وخدمة للناس، وهو من بيت معروف. قرأت عليه ببعلبكّ «الأربعين السلفية» بإجازته من ابن الجمّيزي، وابن الحباب، وسبط السلفي.(52/449)
هُوَ الخطيب موفّق الدِّين. يأتي بلَقَبه [1] .
723- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مالك.
تقيُّ الدِّين، المعروف بالأسد، ولدَ العَلامَة حُجّة العرب جمال الدِّين.
بلغني أنّ والده صنَّف «الألفيّة» لأجله ليحفظها، فلم يحذق فِي نحو.
وكان طيّب الصوت، يقرأ بالظّاهرية وغيرها. وله مسجد ومجلس مع الشهود.
تُوُفي فِي شوّال.
724- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن يُوسُف [2] بْن نصير.
صاحب الأندلس، أمير المسلمين، أبو عَبْد اللَّه بْن الأحمر.
تملك بعد والده سنة إحدى وسبعين، وامتدت أيّامه.
ومات فِي هذه السَّنَة فِي عَشْر الثمانين، وتملَّك بعده ابنه مُحَمَّد لتسعة أعوام وخلع. ومملكة الأندلس اليوم فِي قدر نصف مملكة الشَّام بل أقلّ.
725- مُحَمَّد بْن مظفر [3] بْن قايماز.
شمس الدِّين الدّمشقيّ، السَّقَطيّ بالزّيادة.
وُلِدَ فِي حدود العشرين وستمائة، وقرأ القرآن على الفقيه سُلَيْمَان بْن عَبْد الكريم، فسمّعه من: ابن المُقَيَّر، وكريمة، والسَّخاويّ.
ونسخ بخطّه شيئا من سماعه. وله ثبت وإجازات.
سمعنا منه نسخة فليح. وكان جَدّه عتيق سلامة الرقي صاحب القُبة التي بالصّالحيّة.
__________
[1] برقم (737) .
[2] انظر عن (محمد بن محمد بن يوسف) في: أعيان العصر 5/ 244- 246 رقم 1773، والوافي بالوفيات 1/ 206، والدرر الكامنة 4/ 242 وفيه: «محمد بن محمد بن محمد» وهو سهو، والدليل الشافي 2/ 689 رقم 2358، والنجوم الزاهرة 8/ 192، والدرر الكامنة 4/ رقم 4516 وفيه مات في ثامن شعبان سنة 701 هـ، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 387.
[3] انظر عن (محمد بن مظفر) في: المقتفي 2/ ورقة 16 ب، 17 أ، ومعجم شيوخ الذهبي 573 رقم 851، وبرنامج الودي آشي 142.(52/450)
تُوُفّي فِي عاشر جُمَادَى الآخرة.
726- مُحَمَّد ابْن القاضي السّديد أبي الفَضْل معالي [1] بْن فضل اللَّه بْن معالي بْن بركات.
ابن المَلاق، زينُ الدِّين الرَّقّيّ، الكاتب بدمشق فِي ديوان السُّكّر.
وُلِدَ سنة اثنتين وعشرين بالَّرقّة، وسكن دمشق من أوّل الدّولة الظّاهريّة.
وُلّي أَبُوهُ القضاء والوزارة بالرَّقّة، وهم بيت قديم بالرَّقَّة.
روى بالإجازة عن عَبْد السّلام الدّاهريّ، والسُّهْرَوَرْديّ.
سمع منه: البِرْزاليّ، وغيره.
ومات عَقِيب التَّتَار بدمشق وورثه الأمين إِسْمَاعِيل الشاهد قواليح [2] .
727- مُحَمَّد بْن مكي [3] بْن أبي الذِّكْر بْن عَبْد الغنيّ.
الشَّيْخ، شمس الدِّين، أبو عَبْد اللَّه بْن أبي الحَرَم الْقُرَشِيّ [4] ، الصّقَليّ، ثُمَّ الدمشقيّ، نزيل القاهرة، وأحد الرقامين بدار الطّراز.
وُلِدَ فِي رجب سنة أربعٍ وعشرين. وسمع من: ابن صبّاح، وابن الزَّبِيديّ، وابن اللَّتّيّ، ومُكَرَّم، والإربليّ، وابن الشّيرازيّ، وابن المُقَيَّر، وكريمة، وجماعة.
وحدَّث «بالصّحيح» عن ابن الزَّبِيديّ. وكان مكثِرًا، صحيح السَّماع.
سمع منه المصريّون والرحالة. وقرأت عليه عشرة أجزاء.
تُوُفّي فِي الحادي والعشرين من ربيع الآخر بالقاهرة. ومن مسموعه
__________
[1] انظر عن (محمد بن معالي) في: المقتفي 2/ ورقة 17 أ.
[2] في الأصل: «موالح» .
[3] انظر عن (محمد بن مكي) في: المقتفي 2/ ورقة 9 ب، والعبر 5/ 405، ومعجم شيوخ الذهبي 574، 575 رقم 853، وذيل التقييد 1/ 268 رقم 528، والنجوم الزاهرة 8/ 193، وشذرات الذهب 5/ 453.
[4] في ذيل التقييد: «الفرضيّ» .(52/451)
كتاب «التيسير» من محيي الدِّين ابن العربيّ قال: أنبا أبو الْحَسَن بْن هُذيْل إجازة.
728- مُحَمَّد بْن نصر اللَّه [1] بْن محمود.
الشهاب العَطَّار، الشَّيْبَانيّ، الدمشقيّ.
سمع من: ابن مَسْلَمَة، وفرح الحبشيّ.
ولم يحدّث. ومات في الربيع الأوّل.
729- مُحَمَّد بْن هاشم [2] ابْن الشريف البهاء عَبْد القادر الشُّرُوطيّ ابن عَقِيل بْن عُثمان بْن عَبْد القاهر بْن الربيع بْن سُلَيْمَان بْن حمزة.
الشريف المعمَّر، شمس الدِّين، أبو عَبْد اللَّه الهاشميّ، الْعَبَّاسيّ، الصّالحيّ. من وُلِدَ الأمير صالح بْن عليّ.
شيخ عدْل، دمشقيّ، أصيل، مشهور. ولد في ثامن عشر جمادى الأولى سنة ستٍّ وستمائة.
وروى عن عمّ أَبِيهِ الفَضْل بْن عقيل. وحدَّث «بالصحيح» غير مرَّة عن ابن الزَّبِيديّ.
وحدَّث بالإجازة من أبي رَوْح، وليس اسمه مصرَّحًا فِي الإجازة.
وكان يمكنه السّماع من الكِنْديّ وطبقته، فلم يظهر ذَلِكَ، وانقطع فِي الآخر ببستانه ببيت لِهْيا بناحية المصّيصة، وبه كان موته فِي تاسع رمضان، يوم مات شمس الدِّين ابن الفخر، ودفن بمقبرة باب الفراديس.
__________
[1] انظر عن (محمد بن نصر الله) في: المقتفي 2/ ورقة 5 أ، وأعيان العصر 5/ 295، 296 رقم 1806.
[2] انظر عن (محمد بن هاشم) في: المقتفي 2/ ورقة 25 ب، والعبر 5/ 405 وفيه «عبد القاهر» بدل «عبد القادر» وكذا في الإشارة إلى وفيات الأعيان 386، ومعجم شيوخ الذهبي 584 رقم 867، وأعيان العصر 5/ 296، 297 رقم 1808، وذيل التقييد 1/ 273 رقم 542، والنجوم الزاهرة 8/ 193، وشذرات الذهب 5/ 454، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 360.(52/452)
سمع منه: المِزّيّ، وابنه، والبِرْزاليّ، والمقاتليّ، والنّابلسيّ، وشهاب الدين ابن الظاهريّ.
وكان شيخا كبيرا، فانيا. أَخْبَرَنَا أبو المحاسن مُحَمَّد، أَنَا أبو المحاسن الفَضْل سنة خمس وعشرين وستمائة أَنَا حسّان الزّيات، فذكر مجلسا سمعه من الفقيه نصر.
- مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن إِسْمَاعِيل.
هُوَ الموفَّق.
730- مُحَمَّد بْن يُوسُف [1] ابْن الحافظ زكيّ الدِّين مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن مُحَمَّد بْن أبي يدّاس [2] .
الشَّيْخ، الإِمَام، العَدْل، المرتضى، بهاء الدِّين، أَبُو الفَضْل بْن أبي الحَجَّاج ابن البرزالي، الإشبيليّ الأصل، الدمشقيّ، الشافعيّ.
وُلِدَ فِي رجب سنة ثمانٍ وثلاثين وستمائة، وأحضره والده على جماعة منهم: السخاويّ، وابن الصّلاح، وكريمة، وعتيق السلمانيّ، والمخلص بْن هلال، والتّاج بْن أبي جَعْفَر، ومحاسن الجويريّ، والمرجّى بْن شُقَيْرة، وطائفة.
ثُمَّ تُوُفّي والده شابا، وخلفه طفلا له خمسة أعوام، فرُبِّيَ فِي حجر جدّه.
__________
[1] انظر عن (محمد بن يوسف البرزالي) في: المقتفي 2/ ورقة 28 أ، والإشارة إلى وفيات الأعيان 387، والإعلام بوفيات الأعلام 293، ومعجم شيوخ الذهبي 590، 591 رقم 878، وبرنامج الوادي آشي 137، وتذكرة النبيه 1/ 224، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 149، والوافي بالوفيات 5/ 252 رقم 2331، وأعيان العصر 5/ 321، 322 رقم 1826، والنجوم الزاهرة 8/ 194، والدليل الشافي 2/ 714 رقم 2441، وغاية النهاية 2/ 287 رقم 3559، وعقد الجمان (4) 104، 105، وعيون التواريخ 23/ 288، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 369- 374.
[2] في معجم شيوخ الذهبي 590 «بداس» بالموحّدة. وقد جوّد الصفدي ضبطه فقال: يداس:
بالياء آخر الحروف والدال المهملة المشدّدة. (أعيان العصر 5/ 321) .(52/453)
لأمّه الشَّيْخ الإِمَام عَلَمُ الدِّين القَاسِم بْن أَحْمَد اللُّورقيّ، وقرأ عليه القراءات وشيئا من الفقه والنّحْو، وكتب الخطّ المنسوب وبرع فِيهِ، ونسخ جملة من الكتب. وأجاز له طائفة من شيوخ بغداد ومصر والشام. وقرأ عليه ولده.
الحافظ أبو مُحَمَّد القَاسِم- أبقاه اللَّه- شيئا كثيرا، حَتَّى أنّه قرأ عليه الكتب السّتّة بالإجازات. وحدَّث بدمشق ومصر والحجاز، وبرع في كتابة الشروط، وكتب الحُكْم للقضاة. ومَهَرَ فِي ذَلِكَ، ورُزِق حَظْوةً مع التّصوُّن والدّيانة والتّقوى والتّحرّي والنزاهة والوقار والتّعبُّد.
وكان قليل المثل فِي فنّه، تفضّل وزكاني مرة عند القاضي جمال الدِّين الزُّرَعيّ. تُوُفّي يوم الجمعة العشرين من شوال، ودُفِن بعد العصر بمقبرة باب شرقيّ، عند والده.
731- مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن خطّاب [1] بْن حَسَن.
شمس الدِّين التّلّيّ، الصّالحيّ، الحنبليّ.
رَجُل مبارك، كثير الحجّ، قرأ لنا عليه البِرْزاليّ، جزءا عن جَعْفَر الهمْدانيّ. ومات فِي السابع والعشرين من جُمَادَى الأولى، وقد قاربَ السبعينَ.
732- مريم بِنْت أَحْمَد [2] بْن حاتم بْن علي.
دينة، صالحة، مُبتلاة بالآلام، صابرة، محتسبة.
روت عن الإربِليّ، وحضرت على البهاء عَبْد الرَّحْمَن.
سَمِعت منها جزءا. مولدها ببَعْلَبَكَّ سنة اثنتين وعشرين وستمائة وتوفّيت
__________
[1] انظر عن (محمد بن يوسف بن خطّاب) في: المقتفي 2/ ورقة 14 أ، والعبر 5/ 405، ومعجم شيوخ الذهبي 589 رقم 875 وفيه: «بن خطاب بن حسان» ، وشذرات الذهب 5/ 454.
[2] انظر عن (مريم بنت أحمد) في: المقتفي 2/ ورقة 13 ب و 26 ب، والعبر 5/ 406، والوافي بالوفيات 5/ 311، ومعجم شيوخ الذهبي 624، 625، وشذرات الذهب 5/ 454، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 5/ 203 رقم 1584.(52/454)
بها فِي التّاسع والعشرين من رمضان. وهي أخت الشَّيْخ الزَّاهد إِبْرَاهِيم بْن حاتم.
733- مريم بِنْت أَحْمَد [1] ابْن الإِمَام أبي بَكْر مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد المَقْدِسيّ.
أمّ عَبْد اللَّه.
حضرت على الفقيه مُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن عثمان.
وأجاز لها أبو طَالِب بْن القُبّيْطي، وأبو إسحاق الكاشْغَريّ. وهي أخت المحدّث مُحِبّ الدِّين عَبْد اللَّه، وزوجة أَحْمَد بْن أبي مُحَمَّد المغازي.
سمع منها محبّ الدين عبد الله، والبرزاليّ، وجماعة.
وماتت في جمادى الأولى داخل المدينة، ودُفنت إلى جانب السّور.
734- المطروحيّ [2] .
الأمير جمال الدِّين أقوش الحاجب.
شيخ مليح الشكل، مديد القامة، ظاهر الهيبة. كان حاجبا، جليلا، خبيرا، عاقلا، ناهضا، مجملا لمنصبه. أعطي الطبلخانات فِي أواخر عُمُره.
جُهِل أمره من بعد الوقعة فقيل إنَّ الكسْروانيّين باعوه للفرنج.
735- مَنْصُور بْن عَبْد الكريم [3] .
أبو أَحْمَد بْن الفَحميّ، السَّراويّ، ويُعرف بابن الحمصيّ أيضا.
وُلِدَ بحمص سنة خمسٍ وأربعين. وأقام مدّة فِي بستانٍ فِي جوار خان الطُّعْم، ثُمَّ انتقل إلى حمص. وكان فيه زهد وانقطاع.
__________
[1] انظر عن (مريم بنت أحمد) في: المقتفي 2/ ورقة 13 ب، وأعيان العصر 5/ 415 رقم 1852.
[2] انظر عن (المطروحي) في: المقتفي 2/ ورقة 6 ب، والعبر 5/ 396، وعقد الجمان (4) 113.
[3] انظر عن (منصور بن عبد الكريم) في: المقتفي 2/ ورقة 10 ب، وأعيان العصر 5/ 452 رقم 1875.(52/455)
تُوُفّي فِي ربيع الآخر بعد أن شهد الوقعة.
736- مَنْكُبَرْس [1] .
الجماليّ، الأمير الكبير، رُكن الدِّين، أبو سَعِيد التُّركيّ، الساقي، أحد غلمان الأمير جمال الدِّين أيدُغْديّ، العزيزيّ.
بطل شجاع، مهيب، من أمراء الدولة المَنْصُورِيّة والأشرفية. ووليّ نيابة غُزة فِي الدولة الحسامية، وبعد ذَلِكَ سَمِعت منه بحضرة شيخنا ابن الظاهريّ، وكان يتردد إلى الشَّيْخ. شهد المَصَافّ وثبت، فجاءته ضربة في وجهه، فصرخ فِي أصحابه وحمل بهم التَّتَار، فجاءه سهم، واشتغل عَنْهُ أصحابه بالعَدْو، ثُمَّ، رجعوا فوجدوه قد استند إلى رُمحه ومال، فلم يدركوه إلّا وقد سقط، فترجلوا إليه، ثُمَّ عجزوا عن دفنه.
روى عن سِبْط السِّلَفيّ. وكان ممن جاوز السّبعين.
737- موفّق الدِّين [2] .
الخطيب، الحَمَويّ. هُوَ أبو المعالي مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن المفضّل [3] بْن مُحَمَّد بْن عَبْد المنعم بْن حُسَيْن بْن حمزة بْن حُسَيْن بْن أَحْمَد بْن علي بْن طاهر بْن حُبَيْش.
القاضي، الإِمَام، الخطيب، المفتي، ولدَ القاضي عزَّ الدِّين أبي المبشر ابن القاضي نجم الدِّين أبي المكارم ابن القاضي مهذَّب الدِّين أبي عَدِيّ ابن
__________
[1] انظر عن (منكبرس) في: المقتفي 2/ ورقة 6 أ، والعبر 5/ 406، ومعجم شيوخ الذهبي 618- 619 رقم 924، وعقد الجمان (4) 113.
[2] انظر عن (موفق الدين) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 156 رقم 255، والمقتفي 2/ ورقة 18 أ، والعبر 5/ 404، 405، والإعلام بوفيات الأعلام 292، ومعجم شيوخ الذهبي 569، 570 رمق 846، والبداية والنهاية 14/ 13، ومرآة الجنان 14/ 13، وعقد الجمان (4) 92، وشذرات الذهب 5/ 453، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 343.
[3] في البداية والنهاية 14/ 13 «الفضل» ، ومثله في: عقد الجمان.(52/456)
القاضي تاج الدين أبي سالم ابن القاضي أمين الدِّين أبي القَاسِم حُسَيْن بْن حمزة البَهْرانيّ، القُضاعيّ، الحَمَويّ، الشافعيّ، المعروف بابن حُبَيْش.
وُلِدَ فِي العشرين من جُمَادَى الآخرة سنة اثنتين وعشرين وستمائة بحماة، وتَفَقَّه بها، وحصل وشارك فِي الفضائل.
وسمع من: أبي القَاسِم بْن رواحة، والكمال بْن طَلْحَة، وجماعة.
وروى لنا بالإجازة عن جَدّه لأمّه أبي المشكور مُدْرك بْن أَحْمَد بْن مدرك بْن حُسَيْن بْن حمزة القُضاعيّ.
وكان إماما، جليلا، كبير القدر، وافر الحُرمة، ظاهر الحشْمة، كبير البيت. ولي خطابة حماة مدّة، ثم برح منها لتهديد السّلطان له لما أنكر وأراق الخمور. فأقام بدمشق مدّة، ثُمَّ وُلّي خطابتها سنة ثلاثٍ وتسعين. ثُمَّ عُزل ثُمَّ طُلب إلى حماة وولي قضاءها مدّة. ثُمَّ قَدِمَ إلينا منجفلا، فتعب وحضر أجَلُه، فتوفي فِي السادس والعشرين من جُمَادَى الآخرة بدرب القاضي الفاضل عند ابنته، ودُفِن بمقبرة باب الفراديس.
وكان شيخا ضخما، تامّ الشكل، أبيض اللّحية، حَسَن البِزَّة، جهوريّ الصّوت، من أهل الدِّين والخير والسُّنّة.
738- موفّق الدِّين [1] .
هُوَ مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم بْن طَلْحَة المَقْدِسيّ، الحنبليّ، الشاهد.
رَجُل جيد، خَيّر، متنسك، متودد إلى النّاس.
روى لنا عن ابن المُقَيَّر.
تُوُفّي فِي رابع شعبان عن خمس وسبعين سنة.
__________
[1] انظر عن (موفق الدين المقدسي) في: المقتفي 2/ ورقة 22 أ، والعبر 5/ 405، ومعجم شيوخ الذهبي 589 رقم 874.(52/457)
739- موفّق الدِّين الكحال [1] .
هُوَ الحكيم، أبو الفَضْل جَعْفَر بْن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن نبيل العُبَاديّ.
رَجُل جيّد، متميّز فِي الكحالة.
روى عن: الرضى بْن البرهان.
كتب عَنْهُ: البِرْزاليّ، وغيره.
تُوُفّي كهْلًا فِي ذي الحجّة، وله أولاد.
740- موفّق الدِّين البَيْسَريّ [2] .
البغداديّ، الفقيه الحنبليّ، من أعيان شيوخ الحنابلة بدمشق.
تُوُفّي فِي رجب، وصُلِّيّ عليه عقيب الجمعة هُوَ وعشرة أنفُس، أحدهم الشَّيْخ يونس اليُونسي [3] عمّ الشَّيْخ سيف الدِّين الرجيحيّ.
741- الموفَّق القَيْسيّ [4] .
الشَّيْخ الجنائزيّ، نقيب الوعاظ والموتى.
مات فِي رجب.
- حرف النون-
742- ناصر الصّالحيّ [5] .
المقرئ، الملقّن، أخو أمين الدين الخياط، الفقير، الصُّوفيّ.
تُوُفّي فِي رمضان.
كان له حلقة كبيرة بالتّلقين بجامع الجبل.
__________
[1] انظر عن (موفّق الدين الكحال) في: المقتفي 2/ ورقة 32 ب.
[2] انظر عن (موفق الدين البيسري) في: المقتفي 2/ ورقة 19 ب.
[3] انظر عن (يونس اليونسي) في: المقتفي 2/ ورقة 19 ب.
[4] انظر عن (الموفق القيسي) في: المقتفي 2/ ورقة 21 أ.
[5] انظر عن (ناصر الصالحي) في: المقتفي 2/ ورقة 25 أ.(52/458)
743- النّجيب مُحَمَّد ابْن شيخنا الكمال مُحَمَّد بْن أبي الفتح نصر اللَّه بْن إِسْمَاعِيل.
ابن النّحاس الأَنْصَارِيّ، الدمشقيّ، الكاتب.
رئيس متميّز، كافٍ فِي التّصُّرف.
سمع «جزء ابن عَرَفَة» من ابن عَبْد الدائم.
تُوُفّي زمن التَّتَار بحصن صافيتا. وهو والد المولى أمين الدِّين.
744- النّجيب نجيب بْن مُحَمَّد [1] بْن يُوسُف.
الخِلاطيّ، الصُّوفيّ، المقيم بالقَيْمُريَّة التي بالقباقبيّين.
شيخ ضخم، تام الخلقة، أَبِيض اللحية، كبير السّنّ. كان يصلي بالأمراء القَيْمُريَّة وله صوت طيب وكلام فِي التّصوف.
تُوُفّي فِي أول يوم من جُمَادَى الآخرة، وقد نيف على التّسعين. وقد كتب فِي إجازةٍ لابن الخبّاز فِي آخر سنة ثمانين وستمائة: مولدي فِي سنة أربعٍ وستمائة بخلاط.
745- نجم الدّين الدّيلميّ [2] .
الشافعيّ. فقيه بالمدارس بدمشق. له خبرة «بالحاوي» ، وفيه خَيّر وسكون.
مات يوم الفطر.
746- نوح بن عبد الملك [3] ابن الأمير الكبير شمس الدين مُحَمَّد بْن عَبْد الملك ابن المقدَّم.
الأمير، نجم الدِّين، أبو البقاء. وُلِدَ سنة أربع وعشرين.
وأصيب يوم المَصَافّ، وحُمِل إلى حماة فدفن بها.
__________
[1] انظر عن (نجيب بن محمد) في: المقتفي 2/ ورقة 16 أ.
[2] انظر عن (نجم الدين الديلميّ) في: المقتفي 2/ ورقة 26 ب.
[3] انظر عن (نوح بن عبد الملك) في: المقتفي 2/ ورقة 6 أ، والعبر 5/ 406، 407.(52/459)
روى عن ابن رواحة سمع منه: البِرْزاليّ، وغيره.
وهو من أمراء حماة.
747- النّور بْن عَبْد الكافي [1] .
هُوَ عَبْد اللَّه بْن شيخنا العَدْل ضياء الدِّين ابن الخطيب الكبير جمال الدِّين عَبْد الكافي بْن عَبْد الملك بْن عَبْد الكافي [2] الرَّبعيّ، الدمشقيّ الشُّرُوطيّ، الأديب.
وُلِدَ سنة أربعٍ وستِّين وستمائة.
وسمع من جماعة مع عمّه الحافظ علي عَبْد الكافي. وكان حَسَن الكتابة، جيد النَّظْم، فِيهِ لِعب وعِشْرة وانطباع، واشتلاق.
تُوُفّي فِي ربيع الأول. رحمه اللَّه.
748- النّورس المؤذن [3] .
النّحاس إِبْرَاهِيم. من مؤذني الجامع.
تُوُفّي فِي صَفَر.
749- النورس [4] الخياط.
المجاور بالحائط الشمالي، مُحَمَّد بْن حامد التُّنوخيّ، أخو الشَّيْخ أَحْمَد الأعقف الحريريّ.
تُوُفّي فِي شوّال.
__________
[1] انظر عن (النور بن عبد الكافي) في: المقتفي 2/ ورقة 5 أ.
[2] معجم شيوخ الذهبي 326، 327 رقم 466.
[3] انظر عن (النورس المؤذّن) في: المقتفي 2/ ورقة 3 ب.
[4] انظر عن (النورس الحريري) في: المقتفي 2/ ورقة 28 أ.(52/460)
- حرف الهاء-
750- هديّة بِنْت الشَّيْخ عَبْد الحميد [1] بْن مُحَمَّد بْن سَعْد بن إِبْرَاهِيم المَقْدِسيّ، المَرْداويّ.
أمّ مُحَمَّد، امْرَأَة صالحة، ديَّنة، زَوْجَة الفقيه أَحْمَد المَرْداويّ، وأمّ أولاده: عَبْد الحميد، وعبد الرَّحْمَن، ومحمد، وعائشة.
روت «صحيح الْبُخَارِيّ» عن ابن الزَّبِيديّ.
سمعنا منها.
تُوُفّيَتْ فِي ربيع الآخر.
751- همّام [2] .
شجاع الدِّين، النّقيب بدار الولاية بدمشق.
كحّلت عيناه، ومات بعد يوم.
وكان قد أعان التَّتَار. وما كان بذاك الظالم، سامحه اللَّه.
- حرف الواو-
752- وَهْبان بْن علي [3] بْن محفوظ بْن أبي الحياء.
زين الدِّين، أبو الكرم الشَيْبيّ، الْجَزَريّ، المؤذّن.
روى لنا عن: عبد العزيز بْن باقا.
وحدَّث بدمشق ومصر. وكان مؤذّنا بدار السَّلْطَنَة معمّرا.
__________
[1] انظر عن (هدية بنت عبد الحميد) في: المقتفي 2/ ورقة 9 أ، والعبر 5/ 407، ومعجم شيوخ الذهبي 635 رقم 952، ومرآة الجنان 4/ 232، وشذرات الذهب 5/ 454، وأعلام النساء 5/ 208.
[2] انظر عن (همام) في: المقتفي 2/ ورقة 27 أ.
[3] انظر عن (وهبان بن علي) في: المقتفي 2/ ورقة 5 ب، والعبر 5/ 407، ومعجم شيوخ الذهبي 637 رقم 954، وأعيان العصر 5/ 544 رقم 1929، وشذرات الذهب 5/ 454، ذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 386.(52/461)
وُلِدَ بجزيرة عُمَر سنة أربعٍ وستمائة. ومات بالقاهرة فِي ربيع الأوّل [1] .
- حرف الياء-
753- يحيى بْن أَحْمَد [2] بْن يحيى.
الشَّيْخ جمال الدِّين الحَنَفِيّ.
انقطع عن الخدَم والكتابة، ولازم الخير والعبادة.
وهو والد المحتسب الرئيس بهاء الدِّين ابن عُلَيْمة.
تُوُفّي فِي رجب.
754- يُوسُف ابْن القاضي محيي الدِّين مُحَمَّد [3] بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن ابْن الأُستاذ.
القاضي بهاء الدِّين الأسَديّ، الحَلَبِيّ، الشافعيّ، قاضي سرمين.
وُلِدَ سنة تسع وثلاثين بحلب.
وسمع من: ابن رواحة، والمؤتمن بْن قُمَيرة، وابن خليل.
وحدَّث بدمشق، ومصر، وحلب، وسرمين، وولي قضاءها مدّة.
تُوُفّي بدمشق فِي أول رجب.
755- يُوسُف ابْن الشَّيْخ تاج الدِّين مُوسَى [4] بْن مُحَمَّد بْن الحيوان.
بهاء الدين الأديب. شابّ ذكيّ، فاضل.
__________
[1] وقال البرزالي: «روى لنا عن ابن باقا الجزء الثالث من البيوع من مسائل الإمام أحمد للأثرم، قرأته عليه بمنزله بعلوّ خان مسرور بالقاهرة، وكنت قرأت عليه قبل ذلك منتقى منه بقلعة دمشق» .
[2] انظر عن (يحيى بن أحمد) في: المقتفي 2/ ورقة 19 أ، ب.
[3] انظر عن (يوسف بن محمد) في: المقتفي 2/ ورقة 21 ب.
[4] انظر عن (يوسف بن موسى) في: المقتفي 2/ ورقة 329، وأعيان العصر (المصور) 3/ 363، وعيون التواريخ 22/ 283، 284، والوافي بالوفيات 29/ 346 رقم 179، وذيل مرآة الزمان 4/ 381، وأعيان العصر (المطبوع) 5/ 669، 670 رقم 2004، وذكر محقّقوه بالحاشية: «لم نقف على ترجمة له» ، وعيون التواريخ 23/ 283، 284،(52/462)
تفقَّه وحصّل، وسمع الحديث، ونظَمَ الشِعر الجيّد. ثم تفقّر ولازم ابن التّاجر، فأفسد عقيدته ودمّر عليه. وكان كيّسا متواضعا حسن العشرة. وهذا من شعره:
أناشدكم باللَّه إلّا وقفتم ... ليقضي أوطارا من الوصل مغرم.
أخو صبوة ما زال به حبّكم [1] ... فأظهر وقاني الدّمع ما كان يكتم
يقولون لي: ما العشق والوجْد والأسى ... وما البُعد حَتَّى يشتكيه المتيّم [2]
فوا حسرتا [3] من طول حزني ولوعتي ... يهوّن أمرَ الحبّ من ليس يعلم
توفّي البهاء يوسف بن الحيوان في ثاني ذي القعدة، وقد قارب الثلاثين.
756- يُوسُف بْن أبي نصر [4] بْن أبي الفَرَج بن أبي نصر ابن الشّقاريّ [5] .
الشيخ، الأمير، المُسنِد، عماد الدِّين، أَبُو الحَجَّاج الدمشقيّ.
وُلِدَ فِي حدود سنة عشرٍ وستمائة. وسمع «الصّحيح» من ابن الزَّبِيديّ، وابن الصّلاح.
وسمع من النّاصح بْن الحنبليّ، والفخر الإربِليّ، والرشيد بْن الهادي، والسّخاويّ، وولي إمرة الحاجّ مرّات متعدّدة، وأنفق فِي ذَلِكَ وفي وجوه البِرّ أموالا كثيرة. وكان رجلا جيّدا، متواضعا، سليمَ الباطن، سهل العريكة، فيه
__________
[1] في عيون التواريخ 23/ 284 «ما زال يكتم حبه» .
[2] في عيون التواريخ 23/ 284 «الهيثم» .
[3] في عيون التواريخ 23/ 284 «فوا حسرتا» ، ومثله في ذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 381.
[4] انظر عن (يوسف بن أبي نصر) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 175 رقم 289، والمقتفي 2/ ورقة 9 ب، 10 أ، والعبر 5/ 407، وتذكرة الحفّاظ 4/ 1487، والإشارة إلى وفيات الأعيان 385، والإعلام بوفيات الأعلام 292، ومعجم شيوخ الذهبي 664، 665 رقم 1000، والوافي بالوفيات 29/ 347، 348 رقم 182، وأعيان العصر (المصوّر) 3/ 364 (والمطبوع 5/ 670، 671 رقم 2006) ، وعيون التواريخ 22/ 289، وملء العيبة 5/ 65- 67، وذيل التقييد 2/ 334 رقم 1744، والنجوم الزاهرة 8/ 192، ودرّة الحجال 3/ 348، وشذرات الذهب 5/ 454، وعقد الجمان (4) 113، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 337.
[5] في تالي كتاب وفيات الأعيان 175 «ابن السقاري» بالسين المهملة.(52/463)
دين وعدالة وسماحة. وكان جيّد السّيرة والمداراة فِي الطّريق. وَقَفَ بالنّيرب تُربة مليحة نقيّة وخانكاه [1] ومسجدا. ووقف على ذَلِكَ أماكن. وحدَّث بالصحيح غير مرة وحدَّث بالحرمين. وكان مُحِّبًا للرواية، رحمه اللَّه. قرأت عليه «الصّحيح» فِي عشرة أيام.
تُوُفّي فِي الثاني والعشرين من ربيع الآخر، ودُفِن بداره، ثُمَّ نُقل إلى تُربته بعد خمسين يَوْمًا.
- الكنى-
757- أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [2] بْنِ عُمَرَ بْن يُوسُف بْن يحيى.
الشَّيْخ محيي الدِّين ابن الخطيب نجيب الدِّين المَقْدِسيّ، ابن خطيب بيت الآباء. مؤذّن القرية.
وُلِدَ سنة أربع وعشرين وستمائة. وسمع: أَبَاهُ، وعمّه، وجدّته أمّ البنين زينب بِنْت عَبْد الرّزّاق، وابن اللَّتّيّ، والإربِليّ، والتّاج القُرْطُبيّ.
وتُوُفيّ فِي عاشر شعبان.
سَمِعت منه «المائة الشريحيّة» ، وهي جزء عدّته نيّفٌ وستّون حديثا.
758- أبو حامد بْن مُحَمَّد [3] بْن مَسْعُود بْن الْحَسَن بْن سَعْد اللَّه بْن سرايا.
الحرّانيّ، المقرئ، مؤذّن جامع جرّاح.
__________
[1] كذا بالأصل. والصواب: «وخانكاها» .
[2] انظر عن (أبي بكر بن عبد الله) في: المقتفي 2/ ورقة 22 ب، 23 أ، والعبر 5/ 408، ومعجم شيوخ الذهبي 672 رقم 1013.
[3] انظر عن (أبي حامد بن محمد) في: المقتفي 2/ ورقة 9 أ، ومعجم شيوخ الذهبي 685 رقم 1035.(52/464)
وُلِدَ بحَرّان سنة عشرين. وسمع: ابن اللَّتّيّ، وابن رواحة، وابن خليل بحلب.
وكان يلازم السّبع الكبير، وبه سَمِعت منه.
تُوُفّي فِي وسط ربيع الآخر، ودُفِن من غير غسْل إلى جانب السّور، رحمه اللَّه.
759- أبو طَالِب [1] .
العَلوي، الْحُسَيْنيّ، المعمار.
شيخ سمين، فِيهِ سُنّة ودِين وبُغْضٌ للمبتدعين. وله دكّان بالرحبة لبيع الأبواب والرُخام وآلات العمارة.
تُوُفّي فِي ذي القعدة.
760- أبو [2] عَبْد اللَّه [3] المرجانيّ [4] .
الواعظ، المذكّر، الزَّاهد، الْقُرَشِيّ، التّونسيّ.
كان متفنّنا، عالما، مفسّرا، مذكّرا، حلو العبارة، كبير القدر، له شهرة فِي الآفاق. قَدِمَ الإسكندريّة مرَّة، وذكّر بها وبالديار المصريّة. سَأَلت الفقيه أَبَا مروان المالكيّ، وكان قد صحِبَه، فأثنى عليه وأسهب فِي وصفه وقال:
كان مقتصدا فِي لباسه، يتطلّس [5] فوق العمامة على زيّ علماء بلده. وكان بارعا في مذهب مالك، رأسا فِي التّفسير، عارفا بالحديث، له قَدِمَ فِي
__________
[1] انظر عن (أبي طالب) في: المقتفي 2/ ورقة 30 ب.
[2] كتب في الأصل فوق «أبو» : «محمد» .
[3] كتب في الأصل فوق «عبد الله» : «بن محمد» .
[4] انظر عن (المرجاني) في: العبر 5/ 408، والمعين في طبقات المحدّثين 224 رقم 2315 وفيه: «أبو محمد عبد الله بن محمد المرجاني» ، وتذكرة الحفّاظ 4/ 1489، والإعلام بوفيات الأعلام 293، والمقتفي 2/ ورقة 33 أ، ودول الإسلام 2/ 205، ومرآة الجنان 4/ 232، وأعيان العصر 2/ 719، 720 رقم 896، والوافي بالوفيات 17/ 595، وعقد الجمان (4) 107، وشذرات الذهب 5/ 451، وعيون التواريخ 23/ 484.
[5] مهملة في الأصل.(52/465)
التّصوّف والعبادة والزُّهد. وكان أشقر، أبيض الرأس واللّحية، خفيف اللّحم لم يصنّف شيئا، ولا كان أحد يقدر أن يعيد ما يقوله لكثرة ما يقول على الآية، وربّما فسَّر فِي الآية الواحدة على لسان القوم ثلاثة أشهر. خلّف كتبا كثيرة وعدّة أولاد.
قلت: تُوُفّي فِي هذا العام، وصلّوا عليه بالقاهرة صلاة الغائب فِي رابع عَشْر رمضان. وكانت وفاته بتونس، ودُفِن بظاهرها بجبل الزّلّاج، وشيّعه سائر أهل تونس. وكان جمعا مشهودا، وحضره صاحب تونس المستنصر باللَّه أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن الواثق يحيى بْن المستنصر أبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن يحيى بْن عَبْد الواحد بْن عمر الهنتاتيّ، وعاش اثنتين وستّين سنة. وكانت وفاته ليلة السّبت الثاني والعشرين من ربيع الآخر من السّنة [1] .
وفيها ولد:
القاضي عماد الدين ابن قاضي القُضاة عَلَمُ الدِّين ابن الأحنائيّ، وبدر الدين محمد بن علي بن محمد ابن السّكاكريّ، وجمال الدِّين إِبْرَاهِيم بْن يونس الغانميّ.
__________
[1] وقد هاجم اليافعي، المؤلّف- رحمه الله- كعادته حين يتعرّض لتراجم بعض الزّهاد، فقال:
«وأما قول الذهبي في ترجمته وأبو محمد عبد الله المرجاني الواعظ المذكور أحد مشايخ الإسلام علما وعملا، مقتصرا على هذه الألفاظ من غير زيادة فغضّ من قدره كما هو عادته في مشايخ الصوفية السادة الصفوة أولي الأسرار والأنوار الذين في حقهم التفخيم والتنويه بعظم الجلالة والمقدار» .
ويقول خادم العلم وطالبه، محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : أعتقد أنّ المؤلّف- رحمه الله- لم يقصّر في تحبير ترجمة «المرجاني» ، ولم يقتصر قوله على ما ذكره اليافعي.(52/466)
سنة سبعمائة
- حرف الألف-
761- أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم [1] بْن أبي بَكْر.
الفقيه، شهاب الدِّين ابن الْجَزَريّ، أخو العَدْل شمس الدِّين. شابّ فاضل، كثير المحفوظ، من أبناء الثلاثين. قرأ الفقه والأصلين والعربيّة.
وسمع الكثير مع الشَّيْخ عَلَمُ الدِّين. وكان متواضعا، متودّدا، جيّد الفهم.
تُوُفّي فِي تاسع عَشْر المُحَرَّم، رحمه اللَّه.
762- أَحْمَد بْن العماد عَبْد الحميد [2] بْن عَبْد الهادي بْن يُوسُف بْن مُحَمَّد بْن قُدامة.
الشَّيْخ، المُسْنِد، المبارك، عزَّ الدِّين، أبو الْعَبَّاس المَقْدِسيّ، الصّالحيّ، الحنبليّ. وُلِدَ تقريبا سنة اثنتي عشرة.
وسمع من: الشيخ موفّق الدين ان قُدامة، وموسى بْن عَبْد القادر، وابن راجح، وابن أبي لُقمة، والبهاء، وأبي القَاسِم بْن صَصْرَى، وشمس الدِّين أَحْمَد الْبُخَارِيّ، وابن غسّان، وابن الزَّبِيديّ، وجماعة.
خرّجتُ له «مشيخة» فِي ثلاثة أجزاء، وسمعها خلْق. وعُدِم منها جزءان
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إبراهيم) في: المقتفي 2/ ورقة 34 أ، وأعيان العصر 1/ 163، 164 رقم 73، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 410، 413.
[2] انظر عن (أحمد بن عبد الحميد) في: المقتفي 2/ 33 أ، ب، ودول الإسلام 2/ 206، والإشارة إلى وفيات الأعيان 387، والإعلام بوفيات الأعلام 293، وأعيان العصر 1/ 253، 254 رقم 119، والوافي بالوفيات 7/ 33، وذيل التقييد 1/ 326 رقم 648، وعقد الجمان (4) 148، وشذرات الذهب 5/ 455، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 410.(52/467)
زمان التّتار. وظهر له أيّام التّتار سماع «مُسْنَد أبي دَاوُد الطَّيَالِسِيُّ» ، من الشَّيْخ الموفَّق، وأظنّ له فَوْت. وحدَّث بالكثير، وصار من أعيان المُسنِدِين فِي زمانه، وقُصد بالزّيارة، وبقيت له صورة كبيرة.
وكان قد انقطع فِي جُنينته بالجبل، وأقبل على الخير والذِّكْر والتّطوّع.
وكان متواضعا، ظريفا، متودّدا، صحيح السَّماع. تفرّد بشيوخ وأجزاء عالية، وظهر له حضورٌ بعد موته من الشمس أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه العَطَّار، وتفرّد بذلك.
وتُوُفيّ فِي ثالث المحرّم وله، ثمان وثمانون سنة.
763- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن عَمْر [1] بْن عَبْد الرحيم.
العَدْل، الأمير، أبو بَكْر العجميّ، الحَلَبِيّ.
مات فِي حدود سنة سبعين.
نا عن ابن اللّتّيّ حضورا. وسمع من: ابن رواحة، وابن خليل، وابن مَسْلَمَة. وكان عاقدا بمصر قارب سبعين سنة.
764- أَحْمَد بْن مُحَمَّد [2] بْن سَعْد بْن عَبْد اللَّه بْن سَعْد بْن مفلح.
الشَّيْخ، الصّالح، الفاضل، المُسِند، عماد الدِّين ابن المولى الأديب العالم شمس الدِّين المَقْدِسيّ، الصّالحيّ، الحنبليّ.
وُلِدَ سنة سبْعٍ عشرة وستمائة.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبد الله بن عمر) في: معجم شيوخ الذهبي 39، 40 رقم 37 وفيه:
«بن عمرو» .
[2] انظر عن (أحمد بن محمد) في: المقتفي 2/ ورقة 33 ب. والإشارة إلى وفيات الأعيان 387، والإعلام بوفيات الأعلام 293، والعبر 5/ 409، ومعجم شيوخ الذهبي 71، 72 رقم 83 وفيه «أحمد بن محمد بن سعيد..» ، وبرنامج الوادي آشي 113، وأعيان العصر 1/ 326، 327 رقم 170، والوافي بالوفيات 7/ 402 رقم 3401، وذيل التقييد 1/ 383 رقم 384، والمنهل الصافي 2/ 84 رقم 258، وشذرات الذهب 5/ 455، والدليل الشافي 1/ 73 رقم 256، وعقد الجمان (4) 148، 149، والمنهج الأحمد 409، والمقصد الأرشد، رقم 147، والدرّ المنضد 1/ 446 رقم 1186، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 410.(52/468)
يروي عن: المجد القزوينيّ، وابن الزَّبِيديّ، والإربليّ، وابن اللَّتّيّ، وابن المُقَيَّر، وجماعة.
وأجاز له الشَّيْخ الموفَّق، والفتح بْن عَبْد السّلام، ومسمار بْن العوَيْس، وطائفة.
وحدَّث قبل السّتّين وستّمائة وإلى أن مات.
وكان شيخا صالحا، خَيّرًا، وقُورًا، صحِب الصّالحين، وحجّ مرّات، وحدَّث بالحجاز، وحماة، ودمشق، وأماكن.
وسمع منه خلْق.
تُوُفّي فِي رابع عَشْر المُحَرَّم.
765- أَحْمَد بْن ياقوت [1] .
النّابلسيّ. الشَّيْخ الصّالح المقرئ، شهاب الدِّين ابن الأرمنيّة.
وُلِدَ سنة سبْعٍ عشرة.
وسمع من: خطيب مَرْدا، ومن: الجمال عَبْد الرَّحْمَن بْن منعم بْن نعمة وتَفَقَّه عليه. وكان إمام مسجد شيخنا العماد بن بدران.
سمعت منه أَنَا والبِرْزاليّ.
ومات فِي صَفَر.
766- إِبْرَاهِيم بْن علي [2] .
الصُّهْيُونيّ، المقرئ.
وُلِدَ باللّاذقيّة سنة أربعين وستمائة.
وسمع من عَبْد الدّائم.
أخذ عَنْهُ البِرْزاليّ. وكانت له حلقة تلقين بجامع دمشق، وله أولاد حفظوا القرآن.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن ياقوت) في: المقتفي 2/ ورقة 36 أ، ب، ومعجم شيوخ الذهبي 85 رقم 103.
[2] انظر عن (إبراهيم بن علي) في: المقتفي 2/ ورقة 34 أ، ب.(52/469)
تُوُفّي فِي المُحَرَّم.
767- إِبْرَاهِيم ابْن الشَّيْخ عليّ بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن علي بن بقاء [1] .
الصّالحيّ، الملقّن ابن الملقّن.
رَجُل صالح.
روى عن ابن عَبْد الدّائم. وكان من أبناء الأربعين.
تُوُفّي فِي صَفَر.
768- إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم [2] بْن سونج.
الصّالحيّ، المعروف بابن الحكيم. وكان يُعرف بالشيخ إِسْمَاعِيل البكريّ.
شيخ صالح مشهور، له أصحاب وطريقة، وعُرف بالبكريّ لأنّه كان يتوب ويأخذ العهد لأبي بَكْر الصِّدّيق. وكانت سوقه نافقة، وحلقته عامرة.
وفيه فِي الجملة خَيّر ودين وسُنّة وتواضع وحُسْن سَمْت، وله أُبَّهة المشيخة، ويعمل السّماعات والأوقات الطّيبة. وله زاوية بالجبل، وحلقة بجامع دمشق بعد الصّلاة، ويحفظ كثيرا من الحديث والرقائق ملحونا.
سمع من ابن عَبْد الدّائم، ولم يحدّث.
وهو أخو حَسَن وحُسَيْن. اتّفق أنّه طلع إلى جبل لبنان بأصحابه فمرض بالاستسقاء، وقدِم قرية فقال: ها هنا أموت. وعيَّن موضعا لدفنه. فَلَمّا مات عظَّمه أهل تلك الجهة وبنوا على قبره، رحمه اللَّه.
تُوُفّي كهلا فِي السّابع والعشرين من جُمَادَى الآخرة.
769- إِسْمَاعِيل بْن عَبْد الرَّحْمَن [3] بْن عَمْرو بْن مُوسَى بن عميرة.
__________
[1] انظر عن (ابن بقاء) في: المقتفي 2/ ورقة 36 أ.
[2] انظر عن (إسماعيل بن إبراهيم) في: المقتفي 2/ ورقة 42 ب، ومرآة الجنان 4/ 234، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 413.
[3] انظر عن (إسماعيل بن عبد الرحمن) في: المقتفي 2/ ورقة 41 ب، ودول الإسلام(52/470)
الشَّيْخ العَدْل، الجليل، المُسْنِد الصّالح، عزَّ الدِّين، أبو الفداء بْن المناديّ، وابن الفرّاء المرداويّ، ثُمَّ الصّالحيّ، الحنبليّ.
وُلِدَ سنة عشرٍ وستمائة. وسمع من الشَّيْخ الموفَّق فأكثر.
ومن: ابن البُنّ، وابن راجح، وابن أبي لُقمة، والقزوينيّ، والبهاء، عبد الرَّحْمَن، وأبي القَاسِم بْن صَصْرَى، وابن الزَّبِيديّ، وابن صبّاح، وجماعة.
وخرّجت له «مشيخة» في جزء واحد، وحدّث بالكثير. وروى «الصّحيح» و «شرح السّنّة» و «معالم التّنزيل» مرّات. وكان محبّا للحديث، كثير التّلاوة والذّكر والطّاعة، حسن الأخلاق، دائم التّواضع، حسن الهيئة والبزّة، مبادرا إلى التّسميع، حيث ما قيد انقاد. فاتني عليه كتاب محيي السّنّة البغويّ بالكسل والتّسويف، وسمعت عليه بحمد اللَّه جملة صالحة، وانقطع بموته شيء كثير. وكان من محاسن الشيوخ. وكان له كفاية جيّدة من ملكه، وأكثر ذلك بالعقيبة، فاحترق، وأصيب في الجبل في نفسه، وأهله، ودخل البلد ضعيف الحال، وبقي مسكينا بعد النّعمة، عليه فروة عتيقة، وعلى رأسه خِرقة وسخة. وقاسي بردا وجوعا، ولَطَفَ اللَّه به، وعوّضه الصّبر والاحتساب، وحمل عَنْهُ، وانتقل إلى رحمة اللَّه بُكرة الجمعة سابع جُمَادَى الآخرة بسفح قاسيون بجُنَينته، وصُلي عليه بالجامع المظفّريّ، عَقِيب الجمعة.
770- الأشنائيّ.
هُوَ الإِمَام الفاضل عزَّ الدِّين إِسْمَاعِيل بْن علي الْمَصْرِيّ، الشافعيّ. كان رئيسا له شكل مهيب واشتغال ومعرفة. وكان يكتب فِي الفتاوى. وُلّي نظر الأوقاف بحلب مدّة، ومات بالقاهرة.
__________
[ () ] 2/ 206، والإشارة إلى وفيات الأعيان 387، والإعلام بوفيات الأعلام 293، والعبر 5/ 410، ومعجم شيوخ الذهبي 139، 140 رقم 180، وذيل طبقات الحنابلة 2/ 465، وذيل التقييد 1/ 467، والنجوم الزاهرة 8/ 196، وشذرات الذهب 5/ 455، ومشيخة عبد القادر اليونيني، الشيخ السابع، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 418، 419.(52/471)
771- إلياس بْن عثمان [1] .
الفقيه سَعد الدِّين الخُوئيّ، الحَنَفِيّ، معيد الظّاهريّة والشِّبْليّة.
تُوُفّي بدمشق فِي ربيع الأوّل من كبار الحنفيّة.
772- أيدُمر الظّاهريّ [2] .
الأمير الكبير، عزَّ الدِّين، نائب دمشق فِي أواخر دولة الملك الظّاهر.
رَأَيْته فِي هذه السَّنَة عابرا إلى الجامع، شيخا، عليه قباء أبيض وتخفيفة، لا يُؤبَه له، فأعجبني سمْته وشَيبته. وقد حُبس مدّة فِي الدولة المَنْصُورِيّة، وأطلقه الملك الأشرف، فقدِم دمشق، وأقام برباطه الَّذِي على ثورا عند الجسر الأبيض.
وتُوُفيّ في ثاني ربيع الأوّل، ودُفِن بتُربته التي مع الرباط، وقد شاخ.
- حرف الجيم-
773- جوهر [3] .
الطواشيّ، صفيُّ الدِّين الحبشيّ، الظّهيريّ، التّفْليسيّ [4] .
سمع الكثير، وعُني بالرواية، واستنسخ الأجزاء، وأكثر عن أصحاب ابن
__________
[1] انظر عن (إلياس بن عثمان) في: المقتفي 2/ ورقة 36 ب.
[2] انظر عن (أيدمر الظاهري) في: الدرّ الفاخر 63، ونهاية الأرب 31/ 442، والمقتفي 2/ ورقة 36 ب، ودول الإسلام 2/ 206، وتذكرة النبيه 1/ 235، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 153، والسلوك ج 1 ق 3/ 917، وتاريخ سلاطين المماليك 98، والدليل الشافي 1/ 170 رقم 608 وفيه: توفي سنة تسعين وستمائة، وشذرات الذهب 5/ 456، وعقد الجمان (4) 154، 155، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 413.
[3] انظر عن (جوهر) في: المقتفي 2/ ورقة 45 ب، ومعجم شيوخ الذهبي 165 رقم 215، والمعجم المختص 83 رقم 94، والبداية والنهاية 14/ 17، والدليل الشافي 1/ 255 رقم 873، وعقد الجمان (4) 156، والمنهل الصافي 5/ 45 رقم 875، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 418.
[4] في الدليل الشافي: «النفيسي» .(52/472)
طَبَرْزَد، وغيرهم. روى لنا جزءا عن أَحْمَد بْن أبي الخير سلامة، ووقف أجزاءه، ووقف وقفا على قراءة قرآن وكرسي حديث.
وكان صالحا، مباركا، حَسَن الخُلُق أوذيَ، أيام التَّتَار وسلبوه.
تُوُفّي فِي رابع عَشْر رمضان، وهو فِي أوائل الشيخوخة.
- حرف الحاء-
774- حَسَن الكرديّ [1] .
شيخ صالح، زاهد، صاحب حال وكشف. وكان كبيرا معمَّرًا، من أبناء التّسعين. وهو مقيم بالشاغور بحاكورة له يزرع بها القِنَّبيط والبَقَل، ويرتفق بذلك، ويُطعم كلّ من يدخل لزيارته. وكان يصلّي الجمعة، ويجلس مع الشَّيْخ علي القبانيّ. ويقال إنّه عند الموت اغتسل وأخذ من شَعره، واستقبل القبْلة، وركع ركعات، وعبر إلى الله فِي رابع جُمَادَى الأولى.
775- حُسَيْن بْن علي [2] بْن حُسَيْن بْن مناع.
العَدْل الأجلّ، شَرَف الدِّين التكريتيّ، التّاجر.
رَجُل متميز، عاقل، مهيب، له ثروة وفيه ديانة وأمانة.
سمع من ابن عَبْد الدّائم، ولم يحدّث.
تُوُفّي كهلا فِي صَفَر.
776- حِينيذ [3] .
هُوَ الفقيه المناظر محيي الدِّين عَبْد القادر بْن أحمد البغدادي.
__________
[1] انظر عن (حسن الكردي) في: المقتفي 2/ ورقة 39 ب، والبداية والنهاية 14/ 17، وأعيان العصر 2/ 257، 258 رقم 591، والوافي بالوفيات 12/ 313، رقم 285، والمنهل الصافي 5/ 146 رقم 937، وفيه: مات سنة ست وسبعمائة وهو غلط. والدليل الشافي 1/ 272 رقم 935، وعقد الجمان (4) 147، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 417، 418.
[2] انظر عن (حسين بن علي) في: المقتفي 2/ ورقة 35 ب.
[3] انظر عن (حينيذ) في: المقتفي 2/ ورقة 45 أ.(52/473)
فقيه كهْل، تامّ الشكل، لديه معرفة وفضل، وكان فِي بحوثه يكثر من قول «حينئذ» فلُقّب بذلك. وكان يحضر المدارس، وجلس يشهد فِي الآخر.
وحصل له خاتمة خَيّر، فإنّه سقط عن سُلِمٍ فمات يوم الجمعة ثاني رمضان.
- حرف الخاء-
777- خديجة بِنْت القاضي كمال الدِّين إسحاق [1] بْن خليل بْن فارس الشَّيْبَانيّ، الشافعيّ.
روت لنا بالإجازة عن: ابن صبّاح، وابن اللّتّيّ، وابن باسويه، والإربليّ، وجماعة.
وتُوُفّيَتْ بأذرعات عند أخيها القاضي محيي الدِّين فِي العام.
778- الخَضِرُ بنُ عَبْد الرَّحْمَن [2] بْن الخَضِر بْن الْحُسَيْن بْن الخَضِر بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْدَان.
الشَّيْخ الأصيل، شمس الدِّين، بقيّة المُسنِدين، أبو القَاسِم بْن أبي الْحُسَيْن الأَزْدِيّ، الدمشقيّ، الكاتب.
كان شيخا بشوشا، متوددا، عاميّا، ناقص الفضيلة، ارتزق بالخدم فِي جهات المُكْس وغيرها، ثُمَّ فِي آخر أمره عُزِل وبطل.
وُلِدَ فِي ربيع الأول سنة سبع عشرة وستمائة، وتفرّد بأشياء من المرويات والشيوخ.
__________
[1] انظر عن (خديجة بنت إسحاق) في: المقتفي 2/ ورقة 34 ب، ومعجم شيوخ الذهبي 182 رقم 241.
[2] انظر عن (الخضر بن عبد الرحمن) في: المقتفي 2/ ورقة 46 ب، 47 أ، والإشارة إلى وفيات الأعيان 387، والإعلام بوفيات الأعلام 293، والعبر 5/ 411، والدليل الشافي 1/ 288 رقم 990، والنجوم الزاهرة 8/ 197، وذيل التقييد 1/ 521 رقم 1017 وفيه:
«الخَضِر بْن الْحُسَيْن بْن الخَضِر بْن عَبْدان الْأَزْدِيّ» ، وشذرات الذهب 5/ 457، والمنهل الصافي 5/ 224 رقم 993، والوافي بالوفيات 13/ 339، وذيل مرآة الزمان 4/ 169، 170.(52/474)
روى عن النّفيس ابن البن «مغازي» ابن عائذ، وعن أبي القَاسِم بْن صَصْرَى، وأبي المجد القزوينيّ، وزين الأُمَناء والمعافَى بْن أبي السّنان، والمسلم المازنيّ، وابن غسان.
وحضر على ابن أبي لُقمة. وأجاز له الشَّيْخ الموفَّق، والفتح بْن عَبْد السّلام.
خرَّج له الشَّيْخ عَلَمُ الدِّين «مشيخة» ، وسمع منه خَلْقٌ على ضعفه، منهم: المِزّيّ، وابن حبيب، والمحبّ، وابن النّابلسيّ، والوافي، والشهاب.
المنبجيّ، وابنه عَبْد الرَّحْمَن.
وحضر عليه مُحَمَّد بْن المِزّيّ.
تُوُفّي فِي أوّل ذي الحجة ودُفِن بتُربة آبائه عند الكهف.
779- خليل بْن إِسْمَاعِيل [1] بْن نابت- بالنون-.
المحدّث، الفقيه، فخر الدِّين الأَنْصَارِيّ، القُدسيّ، فقيه ذكيّ، متيقظ، كثير العلم، حَسَن البحث، فاضل فِي الحديث.
رَحل إلى مصر وإلى دمشق، ولقي المشايخ وكتب. وكان محدّث القدس ومفيدة.
تُوُفّي فِي ربيع الأول.
- حرف الدال-
780- دَاوُد بْن مُحَمَّد [2] بْن أبي القَاسِم بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد.
الأمير، الرئيس، الجليل، عماد الدِّين ابن الأمير بدر الدِّين الهكّاريّ، المَقْدِسيّ الدار، وبالقدس وُلِدَ فِي سنة تسعٍ وستمائة.
__________
[1] انظر عن (خليل بن إسماعيل) في: المقتفي 2/ ورقة 37 أ، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 413 وفيه: «خليل بن ثابت بن إسماعيل» .
[2] انظر عن (داود بن محمد) في: المقتفي 2/ ورقة 43 ب، 440 أ، وأعيان العصر 2/ 349، 350 رقم 646، والوافي بالوفيات 13/ 494.(52/475)
سمع من: ابن اللَّتّيّ، وحامد بْن أبي العميد القزوينيّ، والمحدّث زكيّ الدِّين البِرْزاليّ، وأبي القَاسِم بْن رواحة، وأبي الحَجَّاج بْن خليل، وأبي القَاسِم بْن قُمَيْرة بحلب.
والتّاج بْن أبي جَعْفَر بدمشق، وعمّار بْن منيع بحرّان، وعبد الغني بْن بنين بمصر.
وكان فاضلا، نبيلا، جليلا، بطلا، شجاعا، سمْحًا، كريما، لم يزل يركب ويتصيد إلى أن مات. وولي نيابة قلعة جَعْبر فِي دولة النّاصر. وكان مُحِبًّا للحديث والسُّنّة.
حدُّث بدمشق والقدس، وفاتني لقيّه فإنني قصدته بالقدس مقدَمي من مصر، فإذا هُوَ بدمشق، فأتيت دمشق فإذا هُوَ رجع على أريحيا [1] ، وجئتُ على نابلس.
تُوُفّي فِي رجب وله إحدى وتسعون سنة.
- حرف الزاي-
781- الزّكيّ [2] .
الزّعيم، مفسر المنامات بجامع دمشق.
كان ضريرا، مليح الشكل، جيد التّعبير، وهو عَبْد اللّطيف الحَرَّانيّ، أخو الشَّيْخ أَحْمَد المنجنيقيّ الفقير.
توفي في ربيع الآخر كهلا.
782- زينب [3] .
__________
[1] كذا في الأصل.
[2] انظر عن (الزكيّ) في: المقتفي 2/ ورقة 37 أ.
[3] انظر عن (زينب) في: المقتفي 2/ ورقة 45 أ، ومعجم شيوخ الذهبي 207 رقم 283، ومرآة الجنان 4/ 234، 235، وأعلام النساء 2/ 123.(52/476)
أمّ الخير، بِنْت قاضي القُضاة محيي الدِّين يحيى بْن مُحَمَّد بْن الزّكي، الْقُرَشِيّ، الدمشقيّ، الشافعيّ. زوجة النّظام عبد الله ابن البانياسيّ.
روت لنا عن: أبي الْحَسَن بْن المُقَيَّر، وعلي بْن حَجّاج البَتْلَهيّ، وأبي القاسم بن رواحة، وفتّوح بن نوح [1] الخوئيّ.
وسمعت أيضا من محيي الدين ابن العربيّ صاحب التّصانيف.
سمعنا منهما ببستان أولادها عند بركة الحِمْيريّين أَنَا، والبِرْزاليّ، والمقاتليّ، وابن النّابلسيّ، وجماعة.
وتُوُفّيَتْ بالبستان فِي تاسع شعبان، ودُفنت بالجبل.
783- زينب بِنْت يُوسُف [2] بْن عمر بْن خطيب بيت الآبار.
روت عن الفخر الإربِليّ.
لم أسمع منها.
وتُوُفّيَتْ فِي ربيع الآخر.
- حرف السين-
784- ستّ الأُمَنَاء [3] بِنْت الشَّيْخ صدر الدِّين أسعد بْن عثمان بْن أسعد بْن المُنَجّا.
والدة الخطيب مَعِين الدِّين ابن المُغَيْزل وإخوته، وتدعى أمّ عزَّ الدِّين.
وُلِدت سنة ثمانٍ وعشرين أو نحوها.
وروت عن جَدّها. جفلت مع النّاس إلى مصر، فأدركها الموت بالسّعيديّة قبل بلبيس فِي ربيع الأول، رحمها الله.
__________
[1] في المقتفي: «فتوح بن نصر» .
[2] انظر عن (زينب بنت يوسف) في: المقتفي 2/ ورقة 38 ب.
[3] انظر عن (ست الأمناء) في: المقتفي 2/ ورقة 37 أ، وأعيان العصر 2/ 401 رقم 691.(52/477)
- حرف الشين-
785- الشريف الدّقاق.
كهل، مهيب، حَسَن البزّة، تامّ الشكل، كثير الأموال، من أعيان تجّار الخواصين ورؤسائهم، وله أولاد مِلاح يركبون الخيل ويتجمّلون.
مات فِي ربيع الأول، وقد صودر أيام التَّتَار، وأخذوا منه ثلاثين ألفا أو أزيد. وحدّثني أَبِي أن والد هذا كان منجما بعقبة الكتّان. قال: وكنت أراه.
عنده وهو فقير شابّ، ثُمَّ صار دقاقا مدة فصمد وحصل، ثُمَّ صار تاجرا، وأقبلت عليه الدّنيا.
786- الشريفيّ [1] .
الأمير الكبير، جمال الدِّين أقوش، والي البلاد القِبْليّة بالشام.
كان ذا صرامة ومهابة وسطوة وعسف، حَتَّى هذّب النّاحية.
ومات فِي شوّال.
- حرف الصاد-
787- الصدر المغسّل [2] .
الحَرَّانيّ، مُحَمَّد بْن مَنْصُور بْن مَنْصُور.
كهل، فقيه، عالم، متميز فِي التغسيل، وفيه دِين ومروءة، وهو عمّ صاحبنا الفقيه عبادة، أحسن اللَّه إليه.
تُوُفّي فِي ذي القعدة ببستانه عند عين الكرش.
__________
[1] انظر عن (الشريفي) في: الدر الفاخر 63، والمقتفي 2/ ورقة 45 ب، والبداية والنهاية 14/ 17، وتاريخ سلاطين المماليك 98، والسلوك ج 1 ق 3/ 917، 918، وأعيان العصر 1/ 559، 560 رقم 303، والوافي بالوفيات 9/ 324، وعقد الجمان (4) 155.
[2] انظر عن (الصدر المغسل) في: المقتفي 2/ ورقة 46 ب.(52/478)
- حرف الطاء-
788- الطّباخيّ [1] .
ملك الأمراء، سيف الدِّين بلَبَان المَنْصُورِيّ. أمير جليل، موصوف بالشجاعة والحشمة، وكثرة الغلمان، والعُدد والخيول، وجودة السياسة. عمل نيابة حلب مدة ونيابة طرابُلُس وغير ذَلِكَ.
تُوُفّي بالسّاحل فِي ربيع الأول كهلا.
- حرف العين-
789- عَائِشَة بِنْت القاضي كَمَال الدِّين إسحاق [2] بْن خليل الشَّيْبَانيّ.
أمّ عِيسَى، أخت خديجة المذكورة.
روت لنا بالإجازة مع أختها عن: ابن اللَّتّيّ، وابن صبّاح، وجماعة.
وتُوُفّيَتْ بدمشق، ودُفنت عند أبيها بقاسيون.
790- عَبْد اللَّه بْن عَمْرو [3] .
القاضي بدر الدِّين الحسبانيّ، قاضي بلاطُنُس.
توفي بها في المحرّم.
__________
[1] انظر عن (الطباخي) في: الدرّ الفاخر 63، وزبدة الفكرة 9/ 350، والمقتفي 2/ ورقة 36 ب، 37 أ، وتذكرة النبيه 1/ 234، 235، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 152، وتالي كتاب وفيات الأعيان 56 رقم 85، والسلوك ج 1 ق 3/ 917، وتاريخ سلاطين المماليك 98، وأعيان العصر 2/ 42، 43 رقم 454، والوافي بالوفيات 10/ 282، وعقد الجمان (4) 156، والمنهل الصافي 3/ 422، والدليل الشافي 1/ 198 رقم 697، وشذرات الذهب 5/ 457، وتاريخ طرابلس 2/ 33 رقم 1، وتاريخ ابن الفرات 8/ 111، والنجوم الزاهرة 8/ 194، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 413.
[2] انظر عن (عائشة بنت إسحاق) في: المقتفي 2/ ورقة 41 أ، ب، ومعجم شيوخ الذهبي 413 رقم 600.
[3] انظر عن (عبد الله بن عمرو) في: المقتفي 2/ ورقة 34 أ.(52/479)
791- عَبْد اللَّه الفاتولة [1] .
الحَلَبِيّ، ثُمَّ الدمشقيّ. شيخ مُسنّ، حرفوش، مكشوف الرأس، عليه دلق وقبق وسِخ من رِقاع، وله مجمرة يتوضا بها، ويجلس عند قناة عُقْبة الكتّان، ويكابد البرد والمَشَقّة، ولا يسأل أحدا فيما علمت، ولا يقرب الصّلاة وعقله ثابت ورأيتهم يذكرون له كرامات وكشف من بابة كشف الرهْبان والكُهّان. وكان الصبيان يعبثون به فيزط عليهم.
تُوُفّي فِي شوّال. وصُلّيَ عليه بجامع دمشق عَقِيب الجمعة، وازدحم النّاس على نعشه، وكانت جنازته مشهودة، وكان لهم فيه اعتقاد، ويعدّونه من عُقلاء المجانين، ودُفِن بالجبل بتُربة المولّهين.
792- عَبْد الرَّحْمَن ابْن الشَّيْخ الزَّاهد إِبْرَاهِيم [2] بْن سَعْد اللَّه بْن جماعة.
الشَّيْخ العالم، الصّالح، زين الدِّين، أبو الفَرَج الكَنانيّ، الحَمَويّ، شيخ البيانيّة بحماة، وأخو قاضي القُضاة.
وُلِدَ فِي سنة سبْعٍ وعشرين وستمائة، وتُوُفيّ بحماة فِي سابع شعبان.
ورأيته بدمشق شيخا، وقورا، عاقلا، حَسَن السَمْت، خَيّرًا.
793- عَبْد الرَّحْمَن بْن حصْن [3] بْن غَيْلان.
أبو مُحَمَّد النَّخْليّ، البَعْلَبَكيّ، المقرئ، الزَّاهد، أخو الشَّيْخ الزَّاهد أَبِي الحسن.
__________
[1] انظر عن (عبد الله الفاتولة) في: المقتفي 2/ ورقة 45 ب، 46 أ، وأعيان العصر 3/ 7 رقم 913، والوافي بالوفيات 3/ 697، وعقد الجمان 4/ 149 ووقع فيه «الفانولة» بالنون، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 414.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن إبراهيم) في: نهاية الأرب 31/ 442، 443، والمقتفي 2/ ورقة 44 ب.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن حصن) في: المقتفي 2/ ورقة 44 أ.(52/480)
روى عن الشَّيْخ الفقيه مُحَمَّد، وأجاز لنا. وكان صالحا، صوّاما، قوّاما، كثير التّلاوة والملازمة لمسجد الحنابلة ببَعْلَبَكَّ، من خيار عباد اللَّه.
وكان من أصحاب الفقيه مُحَمَّد. صحِبه الشَّيْخ إِبْرَاهِيم الصّيّاح، وحكى عَنْهُ.
تُوُفّي فِي سابع عَشْر رجب، وله نيّفٌ، وسبعون سنة.
794- عَبْد الرحيم بْن أبي القَاسِم بْن علي بْن مكي بْن ورّخز.
الشَّيْخ عزَّ الدِّين، أبو أَحْمَد البغداديّ، الحنبليّ.
سمع: ابن اللَّتّيّ، وابن القُبَّيْطيّ، وعبد اللَّه بْن علي بْن ثابت ابن النّعّال، وغيرهم.
مولده تقريبا سنة عَشْرٍ وستمائة. وأجاز لنا.
مات فِي سادس ربيع الأوّل.
795- عَبْد الرحيم بْن يَعْقُوب [1] بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن هِبة اللَّه بْن أَحْمَد بْن قرناص.
الشَّيْخ شهاب الدِّين الحَمَويّ.
وُلِدَ بحماة سنة سبْعٍ وعشرين كابن جماعة المذكور.
وسمع من: صفيّة الْقُرَشِيّة، وغيرها بحماة.
ومن: يُوسُف بْن خليل بدمشق، ومن: ابن مَسْلَمَة بدمشق.
وطلب بنفسه وكتب أجزاء.
سمع منه: عَلَمُ الدِّين بالمدينة النّبوية.
وتُوُفيّ فِي هذه السَّنَة ببلده.
796- عَبْد الغني بْن قائد [2] .
المكبّر للأئمّة المطّوعة بالجامع.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحيم بن يعقوب) في: المقتفي 2/ ورقة 47 ب، 48 أ.
[2] انظر عن (عبد الغني بن قائد) في: المقتفي 2/ ورقة 44 ب.(52/481)
مات فِي شعبان. وقد سمع معنا الحديث.
797- عَبْد اللطيف بْن عَبْد الرَّحْمَن [1] بْن عَبْد الأحد بْن عبد العزيز.
نجم الدّين ابن العُنيقة، العَطَّار.
سمع بحران من مُحَمَّد بْن عَبْدَان وعبد القادر بْن عَبْد اللَّه بْن تيمية شيئا من مسند الإِمَام أَحْمَد. سمع منه البِرْزاليّ. ومات فِي رجب.
798- عَبْد الملك بْن عَبْد الرَّحْمَن [2] بْن عَبْد الأحد بْن عَبْد الْعَزِيز بْن أبي نصر بْن حمّاد بن صدقة.
الشيخ جمال الدين ابن العُنيّقة الحَرَّانيّ، العَطَّار، التّاجر.
وُلِدَ بحرّان سنة ثمان عشرة [3] وستمائة تقريبا، وتفرّد بالرواية عن معاليّ بْن سلامة العَطَّار.
وسمع بحلب من: ابن رواحة، وابن خليل، ويعيش النَّحْويّ.
وسمعت منه خمسة أجزاء أو أزيد، وكان رجلا ديّنا، عاقلا، مُسنِدًا، موصوفا بالشجاعة والإقدام في أيام أسفاره فِي التّجارة.
تُوُفّي فِي أواخر ربيع الأوّل بين الصّالحيّة والعبّاسة مع الْجُفّال، ودُفِن بالعبّاسة.
799- عبد المنعم بن عبد اللّطيف [4] ابن زين الأمناء أبي البركات الحسن بن محمد بْن الْحَسَن.
شَرَف الدِّين، أَبُو مُحَمَّد بْن عساكر الدمشقيّ.
شيخ فقير، متعفّف، كثير القراءة فِي المُصحف فِي الجامع، متواضع، مطرّح التَّكلُّف.
__________
[1] انظر عن (عبد اللطيف بن عبد الرحمن) في: المقتفي 2/ ورقة 43 أ.
[2] انظر عن (عبد الملك بن عبد الرحمن) في: المقتفي 2/ ورقة 37 أ، ومعجم شيوخ الذهبي 333، 334 رقم 478، وبرنامج الوادي آشي 154.
[3] في معجم شيوخ الذهبي 333 «سنة سبع عشرة» .
[4] انظر عن (عبد المنعم بن عبد اللطيف) في: المقتفي 2/ ورقة 43 ب، ومعجم شيوخ الذهبي 335، 336 رقم 481، وذيل التقييد 2/ 156 رقم 1340، وشذرات الذهب 5/ 457.(52/482)
وُلِدَ سنة خمسٍ وعشرين وستمائة. وسمع حضورا من ابن غسّان، والمُسلم بْن أَحْمَد.
وروى عن: أبي نصر الشيرازيّ، وابن اللَّتّيّ، ومُكَرَّم، والإربِليّ، وكريمة وغيرهم. وله إجازات من جماعة.
سَمِعت منه أجزاء عديدة. وكان فِي الآخر من جملة فقراء الخانكاه الحُسَاميّة، وبها تُوُفّي فِي ثامن عَشْر رجب، رحمه اللَّه.
800- عثمان بْن الشَّيْخ شَرَف الدِّين مُحَمَّد [1] ابْن الشَّيْخ القُدوة عثمان.
الروميّ، شيخ زاوية جَدّه وأَبِيهِ التي بالجبل.
وكان فِيهِ مروءة وخدمة للفقراء.
وسمع من ابن عَبْد الدّائم.
تُوُفّي ليلة عيد النحر.
801- عثمان بْن عَبْد الرَّحْمَن [2] .
الشَّيْخ فخر الدِّين المَعَريّ، المقرئ.
وُلِدَ سنة أربعٍ وأربعين وستمائة، وقدِم دمشق فاشتغل بها وتَفَقَّه. وقرأ القراءات على الزّواويّ، وغيره. وولي إمامة المدرسة الظاهريّة.
وسمع الحديث من ابن عَبْد الدائم، وغيره. وكانت له حلقة يجلس بين باب الزيادة وباب المقصورة.
وتلقّن عليه جماعة.
تُوُفّي فِي صَفَر.
802- عزَّ الدِّين مُحَمَّد [3] ابْن أبي الهيجاء بن محمد.
__________
[1] انظر عن (عثمان بن محمد) في: المقتفي 2/ ورقة 47 أ.
[2] انظر عن (عثمان بن عبد الرحمن) في: المقتفي 2/ ورقة 35 أ.
[3] انظر عن (عزّ الدين محمد) في: المقتفي 2/ ورقة 42 أ، والبداية والنهاية 14/ 17، والسلوك ج 1 ق 3/ 918، وأعيان العصر 5/ 297، 298 رقم 1810، والوافي بالوفيات(52/483)
الأمير، الفاضل، الهذبانيّ، الإربليّ. والي دمشق.
وُلِدَ سنة عشرين بإربِل، وقدِم الشَّام فِي شبيبته. واشتغل وجالس العزّ الضّرير. وكان جيّد المشاركة فِي التّاريخ والأدب والكلام.
وهو معروف بالتّشيُّع والرفْض. وكان شيخا كُرديًّا، مَهيبًا، يلبس عمامة.
مدوّرة، ويُرسل شَعره على أكتافه. وُلّي ولاية دمشق مدّة، وكان جيّد السياسة، خبيرا.
وكان موته بالسّوادة برمل مصر فِي جُمَادَى الآخرة، وله ثمانون سنة.
803- علي بْن مُوسَى [1] بْن سُلَيْمَان.
علاء الدِّين ابن الكاتب فخر الدِّين ابن سُتَيْت.
قتله العشير بأرض صرخد. وكان شابّا حسنا، شجاعا.
سمع معنا وقبلنا سنة بضعٍ وثمانين. وقرأ بنفسه وكتب الطّباق.
804- العماد الفصّاص [2] .
الفقير الأحمديّ، الرفاعيّ، المزمزم.
كان الشَّيْخ مليح الهيئة، أبيض الشَّيبة، له حُرمة بين الفقراء وصورة، وفيه دين وخير. حضرت سماعه وكان مطربا فِيهِ روح وحسّ.
تُوُفّي فِي ربيع الأوّل. وكان من أبناء الثمانين.
805- عُمَر بْن عَبَّاس [3] بْن أبي بَكْر بْن جعْوان.
العَدْل، الجليل، شمس الدِّين، عمّ الحافظ الأديب شمس الدِّين مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الأَنْصَارِيّ، الدمشقيّ، وُلِدَ سنة ستّ وثلاثين.
__________
[ () ] 5/ 170، والدرر الكامنة 4/ 278، وعقد الجمان (4) 155، والمنهل الصافي 5/ 128 رقم 2135.
[1] انظر عن (علي بن موسى) في: المقتفي 2/ ورقة 42 ب.
[2] انظر عن (العماد الفصّاص) في: المقتفي 2/ ورقة 36 ب، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 413.
[3] انظر عن (عمر بن عباس) في: المقتفي 2/ ورقة 35 ب، ومعجم شيوخ الذهبي 400 رقم 577.(52/484)
وسمع من الشَّيْخ الضّياء. سمعتُ منه بالمدينة النّبويّة. وكان رجلا جيّدا متواضعا. أصيب بحرق أملاكه وذهاب ماله من التَّتَار.
وتُوُفيّ فِي ثاني عَشْر صَفَر، رحمه اللَّه.
806- عُمَر بْن غلام اللَّه [1] بْن رضوان بْن الْحَسَن.
شمس الدِّين الْمَصْرِيّ، الأشرفيّ، أحد الحريرية. كان ينتمي إلى الحريريّة، ويلي شيئا من المكوس.
سمع من: ابن الزَّبِيديّ، وابن اللَّتّيّ.
وحدَّث ولم أسمع منه قصدا.
تُوُفّي فِي رابع صَفَر، وله اثنتان وثمانون سنة، ومولده وموته بدمشق.
807- عِيسَى بْن عُمَر [2] بْن أبي بَكْر.
الشَّيْخ الشرف بْن الأغرّ المَقْدِسيّ، إمام مسجد الخوّاصين المعّلق.
رَجُل ديّن، منقبض عن النّاس، يحضر بدار الحديث الظاهريّة. وسمع الحديث وسمع قبل السّبعين ولم يحدّث.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى.
808- عِيسَى بْن عَبْد الغني [3] بْن حازم.
أبو مُحَمَّد الجمّاعيليّ، ثُمَّ الصّالحيّ، التّاجر.
وُلِدَ سنة ثمانٍ وأربعين.
وروى عن: خطيب مَرْدا، والتّقيّ اليَلْدانيّ. وغيرهما.
وتوجّه فِي تخليص أولاده من التَّتَار، فأدركه أجَلُه بخلاط في هذه.
السنة.
__________
[1] انظر عن (عمر بن غلام الله) في: المقتفي 2/ ورقة 35 أ.
[2] انظر عن (عيسى بن عمر) في: المقتفي 2/ ورقة 40 أ.
[3] انظر عن (عيسى بن عبد الغني) في: المقتفي 2/ ورقة 47 ب.(52/485)
- حرف الفاء-
809- الفاشوشة [1] .
الشَّيْخ الكبير، شمس الدِّين إِبْرَاهِيم بْن أبي بَكْر بْن عبد العزيز الْجَزَريّ، الكُتُبيّ.
وُلِدَ سنة اثنتين وستمائة. وكان يذكر أنّه سمع من فخر الدِّين بْن تيميّة بحرّان. وكان تاجرا فِي الكُتُب، له دكان كبيرة وكُتُب كبيرة وخبرة تامّة بالكتب، وله فضيلة ومذاكرة.
عاش ثمانيا وتسعين سنة، وكان إلى آخر وقت يقرأ الخطّ الرفيع بلا كُلفة.
تُوُفّي فِي رجب. وكان يترفّض.
- حرف الكاف-
810- كُرجي [2] .
الأمير الكبير، عزَّ الدِّين أيْبَك.
من كبار أمراء دمشق ومقدّميهم. وكان فارسا مجاهدا، يحفظ أحاديث الجهاد.
وحجّ بالنّاس.
توفّي في ذي القعدة.
__________
[1] انظر عن (الفاشوشة) في: المقتفي 2/ ورقة 43 ب، وعقد الجمان (4) 150- 152، والوافي بالوفيات 5/ 328 رقم 2407، وشذرات الذهب 5/ 456.
[2] انظر عن (كرجي) في: الدرّ الفاخر 63، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 415، والمقتفي 2/ ورقة 46 أ، وتاريخ سلاطين المماليك 98، والسلوك ج 1 ق 3/ 917، وأعيان العصر 1/ 646 رقم 359 وفيه قال محقّقوه بالحاشية: «لم نقف على ترجمة له» !(52/486)
- حرف الميم-
811- محمد بْن إبراهيم [1] بن علي.
الصّالح، الزَّاهد، موفّق الدِّين ابن القُدوة الإِمَام تقيُّ الدِّين ابن الواسطيّ.
سمع الكثير على أصحاب ابن طَبَرْزَد.
وكان صالحا، منقبضا عن النّاس، مشتغلا بنفسه، منفردا، كثير التّلاوة، يصوم يَوْمًا ويفطر يَوْمًا.
تُوُفّي فِي المُحَرَّم.
812- مُحَمَّد بْن جَعْفَر [2] بْن مُحَمَّد.
الآمُليّ، شمس الدِّين، ابن خال صفي الدِّين محمود الأُرْمَويّ، المحدّث. سمع كثيرا مع ابن عمّته، وكتب بخطّه، ولم يبلغ الثلاثين. وكان يُلقّب بغُنْدر.
تُوُفّي فِي المُحَرَّم.
813- مُحَمَّد بْن حَسَن [3] بْن يُوسُف بْن مُوسَى.
الفقيه، الزَّاهد، المعمَّر، صَدْر الدِّين، أبو عَبْد اللَّه الأُرمَويّ.
وُلِدَ سنة عَشْرٍ وستمائة، وقدِم دمشق فسمع من الشَّيْخ تقيُّ الدِّين ابن الصّلاح، وحضر حلقته.
وسمع من: كريمة، وعتيق السّلمانيّ، وابن قُمَيْرة، وشيخ الشيوخ تاج الدِّين ابن حمُّوَيْه، وابن أبي جَعْفَر، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن إبراهيم) في: المقتفي 2/ ورقة 33 ب، وأعيان العصر 4/ 201 رقم 1428، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 410.
[2] انظر عن (محمد بن جعفر) في: المقتفي 2/ ورقة 34 أ، والإعلام بوفيات الأعلام 293.
[3] انظر عن (محمد بن حسن) في: المقتفي 2/ ورقة 44 ب، ومعجم شيوخ الذهبي 491، 492 رقم 722، والمعجم المختص 227 رقم 275، والإعلام بوفيات الأعلام 293، والوافي بالوفيات 2/ 372، وأعيان العصر 4/ 409 رقم 1549، وذيل التقييد 1/ 117 رقم 165، ودرّة الحجال 2/ 299، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 414.(52/487)
ونزل فِي دار الحديث من أيّام ابن الصّلاح، وفي المدارس. وكان فقيها زاهدا، عابدا، متهجّدا، ورِعًا، متنسّكا، ما أظنّه تزوَّج.
سمعنا منه معشر الطَّلَبة ونِعْمَ الشَّيْخ كان.
تُوُفّي بالمارستان الصّغير فِي الرابع والعشرين من شعبان، وقد كمّل التّسعين.
814- مُحَمَّد بْن أبي بَكْر [1] عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه.
الشَّيْخ الصّالح، أبو عَبْد اللَّه الكنْجيّ، المجاور بجامع دمشق من نحو ستين سنة.
سمع من: الزّين خَالِد، والخطيب عماد الدِّين ابن الحَرَسْتانيّ، وابن عَبْد الدّائم، وجماعة.
سَمِعت منه أحاديث، وكان ديّنا، خَيّرًا، عاقلا، وهو والد مُحَمَّد صاحب الخزانة بالجامع.
تُوُفّي فِي رابع عَشْر ربيع الآخر. وكان من أبناء التّسعين.
815- مُحَمَّد بْن عَبْد الكافي [2] بْن عَبْد الملك بْن عَبْد الكافي.
العَدْل، شمس الدِّين، وُلِدَ الخطيب جمال الدِّين الرَّبَعيّ، الدّمشقيّ، الشافعيّ. شاهِد جليل، مشكور مشهور، من كتّاب الحُكم كأخيه ضياء الدِّين.
وُلِدَ سنة سبْعٍ وثلاثين وستمائة. وروى لنا «جزء ابن عرفة» عن النّجيب الحرّانيّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أبي بكر) في: المقتفي 2/ ورقة 38 أ، وأعيان العصر 4/ 353 رقم 1521، وعقد الجمان (4) 149.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الكافي) في: المقتفي 2/ ورقة 45 أ، ب، ومعجم شيوخ الذهبي 522 رقم 775، وتذكرة النبيه 1/ 237، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 153، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 414.(52/488)
تُوُفّي فِي تاسع رمضان ببستانه.
816- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُنَجّا [1] .
العَدْل، زكيّ الدِّين الحَمَويّ.
سمع من عَبْد المنعم بْن أبي المضاء مجلس بلوغ السّبعين، لابن عساكر قرأه عليه عَلَمُ الدِّين بحماه.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة.
817- مُحَمَّد بْن مَنْصُور [2] بْن مُوسَى.
الشَّيْخ، شمس الدِّين، أبو عَبْد اللَّه الحَلَبِيّ، الحاضريّ. المقرئ، النَّحْويّ.
قرأ القراءات على الكمال الضّرير، والشيخ على الدّهان.
وقرأ العربيّة على الشَّيْخ جمال الدِّين بْن مالك.
وكان أحد شيخي الإقراء بالتُّربة العادليَّة، وله تصدير فِي جامع دمشق بمعلوم شيخنا التادفيّ.
قرأت عليه القراءات أَنَا وابن غدير فِي سنة اثنتين وتسعين، ولم يكن بذاك الحاذق فيها، ولا فِي النَّحْو، بل له معرفة متوسّطة.
تُوُفّي فِي خامس صَفَر عن بضعٍ وستّين سنة.
818- مُحَمَّد بْن أبي زَيْد [3] .
الشَّيْخ شمس الدِّين الصُّوفيّ. شيخ خانكاه خاتون. كان شيخا مُلسنًا، فصيحا، سمينا، فيه شهامة وتبحّر وشطارة.
__________
[1] انظر عن (ابن منجّا) في: المقتفي 2/ ورقة 41 ب.
[2] انظر عن (محمد بن منصور) في: المقتفي 2/ ورقة 35 أ، والإشارة إلى وفيات الأعيان 387، ومعرفة القراء الكبار 2/ 711، 712 رقم 678، ومعجم شيوخ الذهبي 578 رقم 858، وتذكرة النبيه 1/ 234، والوافي بالوفيات 5/ 76 رقم 2068، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 153، وغاية النهاية 2/ 266 رقم 3486، ونهاية الغاية، ورقة 266، وأعيان العصر 5/ 281، 282 رقم 1798، والدرر الكامنة 4/ 276، والنجوم الزاهرة 8/ 197.
[3] انظر عن (محمد بن أبي زيد) في: المقتفي 2/ ورقة 36 ب.(52/489)
تُوُفّي فِي ربيع الأول.
819- مُحَمَّد بْن أَبِي غانم [1] .
الشمس المعريّ، إمام مسجد التّوتة الَّذِي بداخل باب شرقيّ. كان فقيها بالمدارس، وتلقّن عليه خَلَف.
تُوُفّي فِي ذي الحجّة.
820- محمود بْن عليّ [2] بْن محمود.
الحاجّ الصّالح، شَرَف الدِّين السّراج، شريك الشرف بْن بصحان بالسّرّاجين كان حريصا فِي كِبَره على العِلم، وله دار مليحة عند الدّيماس.
سمع فيها «البخاريّ» ، و «شرح السّنّة» ، و «التّفسير» ، وغير ذَلِكَ بقراءة ابن نفيس. وبسببه سمع صاحبنا المقرئ بدر الدِّين ابن بصحان فإنّه كان فِي حُجْره. ثُمَّ كان ملازما للجامع يجلس عند الباجربقيّ. وقد أجاز لنا مَرْوِيّاته.
تُوُفّي فِي رجب، وكان من أبناء السّبعين.
821- محمود بْن أَبِي بَكْر [3] بْن أبي العلاء بْن علي بْن أبي العلاء.
الإِمَام، المحدّث، الفَرَضيّ، شمس الدِّين، أَبُو العلاء الْبُخَارِيّ، الكلاباذيّ، الحَنَفِيّ، الصُّوفيّ.
وُلِدَ بمحلّة كلاباذ فِي سنة أربعٍ وأربعين، وتَفَقَّه ببخارى وسمع بها فِي
__________
[1] انظر عن (محمد بن أبي غانم) في: المقتفي 2/ ورقة 47 أ، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 416.
[2] انظر عن (محمود بن علي) في: المقتفي 2/ ورقة 44 أ، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 417.
[3] انظر عن (محمد بن أبي بكر) في: المقتفي 2/ ورقة 37 أ، ب، والمعين في طبقات المحدّثين 24 رقم 2318، والإشارة إلى وفيات الأعيان 387، والإعلام بوفيات الأعلام 293، والعبر 5/ 412، ومرآة الجنان 4/ 234، والسلوك ج 1 ق 3/ 918، وأعيان العصر 5/ 365، 366 رقم 1836، والدرر الكامنة 4/ 342، وشذرات الذهب 5/ 457، والدليل الشافي 2/ 721 رقم 2463، والنجوم الزاهرة 8/ 197، وعقد الجمان (4) 147، 148، وتاج التراجم 70 رقم 210، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 415، 416.(52/490)
سنة سبعين وحولها. ثُمَّ قَدِمَ العراق سنة بضعٍ وسبعين فسمع بها من مُحَمَّد بْن أبي الدّنية، ومحمد بْن عُمَر بْن المُربَح، وابن بلدجيّ، وابن الدّبّاب، وطائفة.
وبالموصل من: الشَّيْخ موفّق الدِّين الكواشي المفسّر، وجماعة.
وبماردين ودُنَيْسر، وقدِم دمشق سنة أربعٍ وثمانين فسمع بها، ورحل إلى مصر سنة سبْعٍ وثمانين فأكثر بها وبدمشق. وكتب الكثير بخطّه المليح الحُلْو، وصنَّف فِي الفرائض تصانيف. وكان بارعا فيها. له أصحاب يشتغلون عليه.
وكان ديّنا، نزها ورِعًا، متحرّيا، متقنا، كثير المعارف، حَسَن العِشْرة، كثير الإفادة، مُحِبًّا للطَّلبة.
سمع من سبعمائة وخمسين شيخا، وسوَّد معجما لنفسه استفدنا منه.
وكان لا يمسّ الأجزاء إلّا على وضوء.
روى عَنْهُ شيخنا الدّمياطيّ فِي «معجمه» وفاة ابن أبي الدّنيّة.
وسمع منه: المِزّيّ، وأبو حيّان، وابن سيّد النّاس، والبِرْزاليّ، وقُطْب الدِّين، والمقاتليّ، والمجد الصَّيْرَفيّ، وطائفة.
وقد سمع أشياء نازلة بمرُو وسرخس ودامغان. وحجَّ سنة سبْعٍ وتسعين.
ثنا أبو العلاء الفَرَضيّ، أَنَا أَحْمَد بْن معشر ببخارى، ثنا أبو رشيد الغزال فذكر حديثا.
ولمّا انقضت أيام التَّتَار سافر من دمشق خوفا من الغلاء إلى ماردين، فأقام بها أشهرا، وتُوُفيّ فِي أوائل ربيع الأوّل عن ستٍّ وخمسين سنة.
وكان أشقر، رَبْع القامة، وافر اللّحية، كبير الهامة، منعجم اللّسان، كثير التّودّد، حَسَن الدّيانة، والمعتَقَد. وكان من أعيان صوفيّة الخانقاه، وقف أجزاءه بالخانقاه وتركها ولم يسافر بها.(52/491)
- حرف النون-
822- النّجم ابن عُبَيْد اللَّه.
هُوَ الفقيه، أبو العبّاس أحمد ابن الإِمَام شمس الدِّين عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه، المَقْدِسيّ.
شابّ فاضل، خَيّر، متواضع، حَسَن البِشْر. سمعه أَبُوهُ من جماعة، وحضر ابن عَبْد الدّائم. ولم يحدّث.
823- النّجم بْن عساكر [1] .
هُوَ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن محمود بْن تاج الأُمَناء ابن عمّ بهاء الدِّين القَاسِم بْن مظفّر الطّبيب، وهو عمّ الإِمَام شَرَف الدِّين حُسين بْن سلّام لأمّه.
كان فِيهِ زُهد وانجماع وانقباض، فِيهِ دين ومَعْرفة.
تُوُفّي كهلا فِي ذي الحجّة، وله سماعات، ولم يحدّث.
- حرف الياء-
824- يحيى بْن إِسْمَاعِيل [2] بْن أبي عَبْد اللَّه بْن حَمّاد.
العَسْقَلانيّ ثُمَّ الصَّالحيّ اللبّان.
روى عن: الحافظ الضياء، وسعيدة بِنْت عَبْد الملك.
سمع منه الطَّلَبة. وما سَمِعت منه.
تُوُفّي فِي حدود ربيع الآخر.
825- يحيى [3] .
الملك إمام الدِّين البكْريّ، القزوينيّ، صاحب الديوان بالعراق.
مات بالحِلّة، ونُقل إلى بغداد فدُفن بمدرسته بدرب فراثا [4] ، ووليّ منصبه ابنه افتخار الدين.
__________
[1] انظر عن (النجم بن عساكر) في: المقتفي 2/ ورقة 47 أ.
[2] انظر عن (يحيى بن إسماعيل) في: المقتفي 2/ ورقة 41 أ.
[3] انظر عن (يحيى البكريّ) في: الحوادث الجامعة 238.
[4] في الحوادث الجامعة: «فراشا» .(52/492)
826- يحيى بْن عَبْد اللَّه [1] بْن مَنْصُور.
الشَّيْخ محيي الدِّين الزُّرَعيّ، الحنبليّ، خطيب زُرَع.
قَدِمَ دمشق فتمرَّض بها خمسة أيام. ومات فِي نصف ربيع الأوّل.
827- يُوسُف بْن أَحْمَد [2] بْن أبي بَكْر بْن علي بْن إِسْمَاعِيل بْن عُمَر بْن عَبْد المجيد.
المُسنِد، المعمَّر، بقيّة الرُواة، أبو عليّ الغُسُوليّ، المُرَجيّ ثُمَّ الصّالحيّ، المعروف بابن عالية.
وُلِدَ سنة اثنتي عشرة بقاسيون.
وسمع من مُوسَى بْن عَبْد القادر، والشيخ الموفَّق.
وتفرّد فِي وقته. وسمع منه خَلْقٌ. سمعتُ منه بجامع الجبل، وبدار الدّواداريّ، وبالنّوريّة وبمنزلنا.
قرأت عليه للأولاد. وكان شيخا ساكنا، فقيرا، متعفّفا، وقد بدت منه هناتٌ فِي وسط عُمره، ثُمَّ كبُر وصلُح أمره. وكان حجّارا، ثُمَّ عجز وشاخ، ولزِم بيته. وقد غاب مدّة فِي الحصون يخدم حجّارا بها.
وحدَّث قديما فِي سنة خمسٍ وستّين، ثُمَّ غاب ونُسِيَ، ثُمَّ ظهر فِي آخر سنة أربعٍ وتسعين ففرحنا به لأنّه كان قد انقطع من دمشق حديث المخلّص،
__________
[1] انظر عن (يحيى بن عبد الله) في: المقتفي 2/ ورقة 36 ب.
[2] انظر عن (يوسف بن أحمد) في: المقتفي 2/ ورقة 42 ب، 43 أ، ودول الإسلام 2/ 206، والمعين في طبقات المحدّثين 224 رقم 2319، والإشارة إلى وفيات الأعيان 387، والإعلام بوفيات الأعلام 293، والعبر 5/ 412، ومعجم شيوخ الذهبي 652 رقم 980، والوافي بالوفيات 29/ 92، 93 رقم 52، وأعيان العصر (المصوّر) 3/ 337، 338، (والمطبوع 5/ 605، 606 رقم 1968، والنجوم الزاهرة 8/ 197، وشذرات الذهب 5/ 458، وعقد الجمان (4) 149، ودرّة الحجال 2/ 497 رقم 1455، والدليل الشافي 2/ 797 رقم 2684، ومشيخة عبد القادر اليونيني، الشيخ الثاني والعشرون، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 413.(52/493)
فظهر له سماع «المنتقى» من سبعة أجزاء، والثّاني من حديث زُغْبة، عن اللَّيْث. ودُلِلْنا عليه فأتيناه.
وسمع منه: المِزّيّ، والبِرْزاليّ، والمقاتليّ، وابن النّابلسيّ، والمحبّ، والصدر أبو بكر ابن خطيب حماة، والشّهاب بْن عُدَيْسة، ونجم الدِّين القحفازيّ، وخلق.
توفّي في ثالث عشر جمادى الآخرة، وجَبوا له كَفَنًا، رحمه اللَّه.
- الكنى-
828- أَبُو جَلَنْك [1] .
هُوَ الفقيه، الأديب، الشاعر، شهاب الدِّين أَحْمَد بْن أبي بَكْر الحَلَبِيّ.
مشهور بالعشْرة والنّوادر والفضيلة، وفيه همّة وشجاعة.
نزل من قلعة حلب فِي طائفةٍ للإغارة والكسْب، فلاطخوا التَّتَار، فوقعت فِي فَرَسه نشّابه، فوقف وبقي هُوَ راجلا. وكان ضخما، سمينا، فأسروه وأُحضر بين يديّ المقدَّم، فسأله عن عسكر المسلمين، فكثرهم ورفع شأنهم، فأمر به فضربت عنقه، وحصلت له خاتمة صالحة. فاللَّه يختم لنا بخير في عافية، ويرزقنا الإخلاص، ويمدّنا بالتّوفيق، إنّه كريم وهّاب.
ومات في سنة سبعمائة خلق بدمشق.
__________
[1] انظر عن (أبي جلنك) في: المقتفي 2/ ورقة 41 أ، والوافي بالوفيات 6/ 271 رقم 2766، وفوات الوفيات 2/ 59 رقم 31، وتذكرة النبيه 1/ 236، 237، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 153، وأعيان العصر 1/ 190- 194 رقم 91، وعقد الجمان (4) 152- 154، والنجوم الزاهرة 11/ 194، والمنهل الصافي 1/ 221 رقم 113، وشذرات الذهب 5/ 456، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 416، 417.(52/494)
وفيها ولد:
الخطيب بدر الدين محمد ابن قاضي القضاة جلال الدين القزوينيّ، والمولى شهاب الدين أحمد بن يحيى بن فضل الله، كاتب السّر، والأمير عماد الدين محمد بن قاضي القضاة نجم الدين ابن صصريّ، وزين الدين عمر بن عبد العزيز الفارقيّ، المؤذّن.
وهذا آخر الطبقة السّبعين، وهنا نقف.
ونحمد الله عودا على بدء ونسأله أن يصليّ على محمد وآله ويسلّم(52/495)
التعليقات الواردة آخر الأصل المخطوط أنهاه مطالعة من أوله إلى هذا المجلّد، وعلّق منه، داعيا لمؤلفه شيخنا الإمام العلّامة، الحافظ، مؤرّخ الإسلام أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عثمان ابن الذّهبيّ، أثابه الله وجزاه. وكتب إسماعيل بن عمر بن كثير الشّافعي، عفا الله الكريم عنه بمنّه. آمين.
علّق منه نسخة في أحد وعشرين مجلّدة، الفقير إِلَى اللَّه تعالى مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم السلي [1] لطف الله به.
فرغ منه اختيارا من أوله إلى آخره في مدّة كان آخرها رابع عشر من شهر المحرّم سنة أربعين وسبع خليل بن أيبك بن عبد الله الشافعيّ الصّفديّ، حامدا للَّه ومصلّيا على نبيّه محمد ومسلّما. اللَّهمّ أحسن العاقبة.
فرغ منه.... [2] السّخاويّ، غفر الله له ولوالديه.
طالعة راجي رحمة ربّه يوسف بن يحيى الكرمانيّ سنة 868.
الحمد للَّه مر على التّراجم سسا [3] يترحما على مؤلّفه و.... [4] محمد بن المنتخب بن الحنفيّ.
__________
[1] هكذا رسمها في آخر الأصل.
[2] في الأصل بياض.
[3] كذا وردت غامضة في الأصل.
[4] في الأصل بياض.(52/496)
(بحمد الله وعونه، وتوفيقه، ومنّه وكرمه، على عبده الفقير إليه، خادم العلم، وطالبه «عمر عبد السلام تدمريّ» ، الطرابلسيّ مولدا وإقامة وموطنا، تمّ إنجاز تحقيق هذا المجلّد من «تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام» لمؤرّخ الإسلام، حافظ العصر، الإمام المحدّث الثقة، شمس الدين مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عثمان بن قايماز، المعروف بالذهبي، المتوفّى بدمشق سنة 748 هـ. رحمه الله، وبه أنجز تحقيق كامل هذا الكتاب الموسوعة في 52 مجلّدا، وكان الإنجاز في يوم الأحد الثالث عشر من ربيع الأنور سنة 1420 هـ. الموافق للسابع والعشرين من شهر حزيران (يونيه) 1999 م.
وذلك في منزله بساحة الأشرف خليل بن قلاوون (النجمة سابقا) بمدينة طرابلس الشام المحروسة، جعلها الله مدينة مطمئنة بحفظه ورعايته، وسائر بلاد المسلمين، وأبقاها ثغرا للإسلام، وحصنا للأمّة، وموئلا للعلم وأهله.
وأحمده، جلّ جلاله، على نعمته الكبرى التي أسبغها عليّ حتى أعانني لأنجز هذا العمل، وقد استغرق نحو العشرين عاما، فمنحني الصحّة، والقدرة، والتوفيق، والسداد، والرضى، ويسرّ لي أسباب التحقيق بفضله وعميم رضاه.
وإليه أتوجّه ليكتب لي هذا العمل في صحيفتي، ويغفر لي زلّاتي، فهو نعم المولى ونعم النصير.
وأتوجّه بالشكر والعرفان لزوجتي وأولادي الذين منحوني الوقت الطويل، وتحمّلوا انفرادي عنهم أياما وليالي طويلة وأنا أعيش مع هذا الكتاب وعشرات غيره. والحمد للَّه أولا وآخرا.(52/497)