أبو بَكْر الأصبهانيّ، المهّاد، المؤذَن الْمُقْرِئ.
سمع: محمود بْن إِسْمَاعِيل الصَّيْرَفيّ، وجعفر بْن عَبْد الواحد الثّقفيّ.
روى عَنْهُ: يوسف بْن خليل وقال: تُوُفّي فِي ذي الحجَّة.
93- مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر بْن مُحَمَّد [1] .
أبو عَبْد اللَّه الْجَلَاليّ، الْبَغْدَادِيّ.
سمع: هبة اللَّه بْن الحُصَيْن، وأبا بَكْر الزّرقيّ.
وذكر أنّه سمع «المقامات» من المصنِّف.
وكان جليلا نبيلا.
رَوَى عَنْهُ: أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن طَلْحَةَ.
وُلِد سنة سبع وتسعين وأربعمائة. ومات فِي رجب قال ذلك ابن النّجّار.
وأمّا ابن الدُّبيثي فقال: مات فِي رمضان. وقال: سَأَلْتُهُ عن مولده فقال لي: فِي نصف رجب سنة اثنتين وتسعين.
عاش مائة سنة وشهرين، وهو مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الآتي ذِكره.
94- مُحَمَّد بْن الْحُسَن بْن أَبِي الفوارس هبة اللَّه ابن الْمُقْرِئ الكبير أَبِي طاهر بْن سِوار [2] .
الْبَغْدَادِيّ أبو بَكْر، الوكيل بباب القضاة.
كان بارِعًا فِي فنّه وَفِي السِّجِلّات كأبيه وجدّه.
سمع من: صَدَقة بْن مُحَمَّد بْن المَحْلبان، وأبي عليّ أَحْمَد بْن محمد الرّحبيّ، وابن البطّيّ.
__________
[1] انظر ترجمته الآتية أيضا برقم (95) .
[2] انظر عن (محمد بن الحسن بن أبي الفوارس) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 261 رقم 348، وتاريخ ابن الدبيثي (شهيد علي 1870) ورقة 32، والمشتبه 1/ 376، وميزان الاعتدال 3/ 521 رقم 7411، والمغني في الضعفاء 2/ 570 رقم 5426، وتوضيح المشتبه 5/ 205، ولسان الميزان 5/ 135 رقم 448.(42/103)
وحدَّث.
وتُوُفّي فِي رابع شعبان.
كذَّبه ابن نُقْطة، ووهّاه ابن الحُصْريّ [1] .
95- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّه [2] .
المعمّر أبو عَبْد اللَّه الْبَغْدَادِيّ، المعروف بالْجَلَاليّ، منسوب إِلَى خدمة الوزير جلال الدّين الْحَسَن بْن صَدَقة.
شيخ معمَّر، كان أحد من جاوز المائة. وُلِد فِي نصف رجب أو فِي شعبان سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة.
وسمع من: عليّ بْن الْمُبَارَك بْن الفَاعُوس، وابن الحصين، ومحمد بن الحسين المزرفيّ.
وحدَّث. ولو سمع فِي صِغَرِه لسمع جماعة من أصحاب أَبِي عليّ بْن شاذان، بل السّماع قِسْمِيَّة.
روى عَنْهُ: أبو عَبْد اللَّه الدُّبيثيّ [3] ، وأبو الحَجّاج الأدميّ، وجماعة.
وتُوُفّي فِي رابع رمضان، وله مائة سنة وشهر [4] .
__________
[1] وقال المنذري: وكان حاذقا بصناعة الوكالة وإثبات المساطير والسجلّات، وكيلا بباب الحكم العزيز، هو، وأبوه، وجدّه.
وأبوه: أبو طاهر سمع من أبي القاسم بن الحصين، وحدّث.
وجدّه: أبو الفوارس سمع من أبيه ومن غير واحد. وحدّث.
وجدّ أبيه أبو طاهر من العلماء بالقراءات، وكتابه «المستنير» في القراءات كتاب مشهور، وله غير ذلك، وأخذ عنه غير واحد من الفضلاء.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الله) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 264 رقم 355، وذيل تاريخ مدينة السلام بغداد، لابن الدبيثي 2/ 20 رقم 224، والمختصر المحتاج إليه 1/ 59، والوافي بالوفيات 2/ 260 رقم 677 وفيه: «الجلالي البغدادي محمد بن أبي بكر بن محمد» ، والمشتبه 1/ 196، وأهل المائة فصاعدا (مجلّة المورد- ج 2 ع 2/ 135 سنة 1973) ، وسير أعلام النبلاء 21/ 272 دون ترجمة.
وقد مرّ ذكره برقم (93) باسم: «محمد بن أبي بكر بن محمد» .
[3] وهو قال: شيخ مسنّ ذكر أنه سمع الحديث وقد قارب الأربعين. (ذيل تاريخ مدينة السلام) .
[4] وقال ابن الدبيثي: توفي في أوائل شهر رمضان سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة فيكون له(42/104)
وكان يمكن أن تكون له إجازة من أَبِي عَبْد اللَّه بْن طَلْحَةَ النِّعاليّ، وغيره.
96- مُحَمَّد بْن عَبْد اللّطيف بْن أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّطيف بْن مُحَمَّد بْن ثابت بْن الْحَسَن [1] .
الرِّئيس الكبير صَدْر الدّين أبو بَكْر الأزْديّ، الخُجَنْديّ [2] الأصْلَ، الإصْبَهَانيّ، الفقيه الشّافعيّ.
كان قد سمع الحديث وتفقَّه. وكان رئيسا مقدَّمًا بأصبهان هُوَ وآباؤه.
وهو وآباؤه الثّلاثة يُلَقَّبون صَدْر الدّين.
وخُجَنْد مدينة على طرف سَيْحُون.
قَتَلَه فَلَكُ الدّين سُنْقر الطّويل متولّي أصبهان فِي هَذَا العام.
وكان يدخل ويخرج فِي أمر الدّولة فَخُتِمَ له بخير [3] .
__________
[ () ] مائة وشهران. (ذيل تاريخ مدينة السلام) .
[1] انظر عن (محمد بن عبد اللطيف) في: رحلة ابن جبير 177- 179 و 196، والكامل في التاريخ 12/ 52 وفيه اسمه: «محمود» ، وذيل تاريخ مدينة السلام بغداد 2/ 89، 90 رقم 300، وآثار البلاد في أخبار العباد 298، وذيل الروضتين 10، والمختصر في أخبار البشر 3/ 96، ومعجم الأدباء 7/ 81، وإنسان العيون، ورقة 65، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 252، 253 رقم 334، والبداية والنهاية 13/ 12 وفيه «محمود» ، وطبقات الشافعية لابن كثير (مخطوط) ورقة 149 ب، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 80 (6/ 134) ، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 491، 492. والوافي بالوفيات 3/ 284 رقم 1330، وعقد الحمان 17/ ورقة 204- 208 وفيه «محمود» ، والعسجد المسبوك 2/ 237، وشذرات الذهب 4/ 163.
[2] الخجنديّ: بضم الخاء المعجمة وفتح الجيم وسكون النون وآخرها دال مهملة نسبة إلى خجند مدينة كبيرة على طرف سيحون ويقال لها خجندة أيضا بزيادة تاء التأنيث.
[3] وقال ابن الدبيثي: قدم أبو بكر هذا مع أبيه بغداد وهو صبيّ دون البلوغ لما حجّ في سنة تسع وسبعين وخمسمائة. وخرج معه إلى مكة، وعاد إلى أصبهان بعد وفاة أبيه، وأنه توفي في توجّهه إليها وصار رئيس الشافعية بها على عادة سلفه.
ثم قدم بغداد بعد ذلك في سنة ثمان وثمانين وصادف من الديوان العزيز- مجّده الله- قبولا، ونائب الوزارة يومئذ مؤيّد الدين أبو الفضل محمد بن علي ابن القصّاب، وأكرم وأجري له الجرايات الوافرة وأنعم في حقه ما لم ينعم في حقّ أحد من أمثاله. وفوّض إليه(42/105)
__________
[ () ] النظر في المدرسة النظامية ووقفها. ولم يزل مغمورا بسوابغ الأنعام، مكرما غاية الإكرام إلى أن خرج الوزير مؤيّد الدين المذكور متوجّها إلى خوزستان في شوال سنة تسعين وخمسمائة، فخرج معه فلما فتح الوزير أصبهان وخرج من كان بها من المخالفين جعل بها من أمراء الخدمة الناصرية- خلّد الله ملكها- الأمير سنقر الطويل وأذن لابن الخجنديّ المذكور بالمقام بها أيضا فكان على ذلك إلى أن بدا منه ما وحش بينه وبين الأمير سنقر، وأدّت الحال إلى أن قتل ابن الخجنديّ في خفية لم يتحقّق من قتله، وذلك في جمادى الأولى أو الآخرة سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة فوصل نعيه إلى بغداد ونوّابه بها بالمدرسة النظامية وقوم من أصحابه فتفرقوا.
وكان بالأمور الدنياوية أشغل منه بالعلم وسمع شيئا من الحديث، ولكن لم يبلغ سنّ الرواية.
وقد كتب ابن جبير وصفا رائعا لمجلس وعظ صدر الدين الخجنديّ، فقال: «وقد وقع الإيذان بوصول صدر الدين رئيس الشافعية الأصبهاني الّذي ورث النباهة والوجاهة في العلم كابرا عن كابر لعقد مجلس وعظ تلك الليلة، وكانت ليلة الجمعة السابع من المحرّم، فتأخر وصوله إلى هدء من الليل، والحرم قد غصّ بالمنتظرين، والخاتون جالسة موضعها، وكان سبب تأخره تأخر أمير الحاج لأنه كان على عدة من وصوله، إلى أن وصل ووصل الأمير، وقد أعدّ لرئيس العلماء المذكور، وهو يعرف بهذا الاسم، توارثه عن أب فأب، كرسي بإزاء الروضة المقدّسة، فصعد، وحضر قراؤه أمامه، فابتدروا القراءة بنغمات عجيبة وتلاحين مطربة مشجية، وهو يلحظ الروضة المقدّسة فيعلن بالبكاء، ثم أخذ في خطبة من إنشائه سحرية البيان، ثم سلك في أساليب من الوعظ باللسانين، وأنشد أبياتا بديعة من قوله، منها هذا البيت. وكان يردّده في كل فصل من ذكره، صلى الله عليه وسلم، ويشير إلى الروضة:
هاتيك روضته تفوح نسيما ... صلّوا عليه وسلّموا تسليما
واعتذر من التقصير لهول ذلك المقام، وقال: عجبا للألكن الأعجم كيف ينطق عند أفصح العرب، وتمادى في وعظه إلى أن أطار النفوس خشية ورقّة، وتهافتت عليه الأعاجم معلنين التوبة، وقد طاشت ألبابهم، وذهلت عقولهم، فيلقون نواصيهم بين يديه، فيستدعي جلمين ويجزّها ناصية ناصية، ويكسو عمامته المجزوز الناصية، فيوضع عليه للحين عمامة أخرى من أحد قرّائه أو جلسائه ممن قد عرف منزعه الكريم في ذلك، فبادر بعمامته لاستجلاب الغرض النفيس لمكارمه الشهيرة عندهم، فلا زال يخلع واحدة بعد أخرى، إلى أن خلع منها عدّة وجزّ نواصي كثيرة، ثم ختم مجلسه بأن قال: معشر الحاضرين، قد تكلّمت لكم ليلة بحرم الله عز وجل، وهذه الليلة بحرم رسوله صلى الله عليه وسلّم، ولا بدّ للواعظ من كدية، وأنا أسألكم حاجة إن ضمنتموها لي أرقت لكم ماء وجهي في ذكرها. فأعلن الناس كلّهم بالإسعاف. وشهيقهم قد علا، فقال: حاجتي أن تكشفوا رءوسكم، وتبسطوا(42/106)
97- مُحَمَّد بْن أَبِي الطّاهر عَبْد الوارِث بْن القاضي هبة اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن الحُسَيْن [1] .
الرَّئيس أبو الفخر الأنصاريّ، الأَوْسيّ، المصريّ، الشّافعيّ، المعروف بابن الأزرق.
وُلِد فِي حدود سنة ستّ وثلاثين وخمسمائة. وكان جدّه أبو الفضائل هبة اللَّه قاضي قُضاة الدّيار المصريَّة.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى.
98- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن فارس بْن عليّ [2] .
__________
[ () ] أيديكم، ضارعين لهذا النبي الكريم في أن يرضى عني، ويسترضي الله عز وجل لي، ثم أخذ في تعداد ذنوبه والاعتراف بها. فأطار الناس عمائمهم، وبسطوا أيديهم للنّبيّ صلى الله عليه وسلّم، داعين له، باكين متضرّعين، فما رأيت ليلة أكثر دموعا، ولا أعظم خشوعا، من تلك الليلة. ثم انفضّ المجلس وانفضّ الأمير، وانفضّت الخاتون من موضعها.
وأمر هذا الرجل صدر الدين عجيب في قعوده، وأبّهته، وملوكيّته، وفخامة آلته، وبهاء حالته، وظاهر مكنته، ووفور عدّته، وكثرة عبيده، وخدمته، واحتفال حاشيته وغاشيته، فهو من ذلك على حال يقصر عنها الملوك. وله مضرب كالتاج العظيم في الهواء، مفتّح على أبواب على هيئة غريبة الوضع، بديعة الصنعة والشكل، تطلّ على المحلّة من بعد، فتبصره ساميا في الهواء. وشأن هذا الرجل العظيم لا يستدعيه الوصف، شاهدنا مجلسه فرأينا رجلا يذوب طلاقة وبشرا، ويخفّ للزائر كرامة وبرّا، على عظيم حرمته وفخامة بنيته، وهو أعطى البسطتين علما وجسما، استجزناه فأجازنا نثرا ونظما، وهو أعظم من شاهدناه بهذه الجهات» . (رحلة ابن جبير 177- 179) .
[1] انظر عن (محمد بن عبد الوارث) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 252 رقم 322، وطبقات الشافعية لابن كثير (مخطوط) ورقة 149 ب، والمقفى الكبير 6/ 155 رقم 2618.
[2] انظر عن (محمد بن علي بن فارس) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد 2/ 135- 137 رقم 368 والمشترك وضعا 91، ومعجم البلدان 5/ 397، والكامل في التاريخ 12/ 124، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 451، 452، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 259 رقم 344، وتاريخ ابن الدبيثي (مخطوط شهيد علي 1870) ورقة 86، 87، وإنسان العيون لابن أبي عذيبة (مخطوط) ورقة 55، وذيل الروضتين 9، 10، والمختصر المحتاج إليه 1/ 95، 96، والإعلام بوفيات الأعلام 244، والإشارة إلى وفيات الأعيان 307، والعبر 4/ 279، 280، ومرآة الجنان 3/ 474، والبداية والنهاية 13/ 13، والوافي بالوفيات 4/ 165- 168 رقم 1704، والعسجد المسبوك 2/ 238، والنجوم الزاهرة 6/ 140، وشذرات(42/107)
أبو الغنائم بْن المعلّم الواسطيّ، الهُرْثيّ، الشّاعر المشهور. والهُرْث:
من قرى واسط.
وُلِد سنة إحدى وخمسمائة. وانتهت إليه رئاسة الشِّعْر فِي زمانه.
وطال عُمره حتّى صار شيخ الشّعراء فِي وقته وسار شِعْره، واشتهر ذِكْره.
وقد أكثر القولَ فِي المديح والغَزَل.
قال ابن الدُّبيثيّ: سمعت عليه أكثر شِعره بواسط، وبالهُرْث، فأنشدنا لنفسه:
يا مُبيحَ القَتْلِ فِي دِين الهَوَى ... أنتَ مِن قَتْلي فِي أوسَع حِلِّ
اغْضُضِ الطَّرْفَ فنيران [1] الهَوَى ... لَمْ تدعْ لي كَبِدًا تُرْمى بِنَبْلِ
هَبْكَ أغليتَ وصالي ضِنَّةً ... منكَ بالحُسْنِ فلِمْ أرْخَصْتَ قَتْلي؟ [2]
فلِحُبيّ فيكَ أَحْببتُ الضَّنَا ... لست بالطّالب برئي يا [3] معلّى [4]
وله:
يا نازلين الحمى رفقا بقلب فتى ... إن صاح بالبين داع فهو [5] مضمره
مقسما حذر الواشي يغيب به ... عنه وأمر [6] الهوى العذريّ يحضره
__________
[ () ] الذهب 4/ 310، وديوان الإسلام 4/ 288 رقم 2055، وتكملة تاريخ الأدب العربيّ 1/ 442، وكشف الظنون 768، 769، وهدية العارفين 2/ 104، والأعلام 6/ 179، ومعجم المؤلفين 11/ 33، وفهرس المخطوطات المصوّرة 1/ 453 وقد ذكره المؤلّف- رحمه الله- في: سير أعلام النبلاء 21/ 272 ولم يترجم له.
[1] في ذيل تاريخ مدينة السلام 2/ 137: «فيدان» .
[2] في ذيل تاريخ مدينة السلام بعد هذا بيت:
وفؤادي أتبعت مني فلتة ... وهو بعضي لم تصرّفت بكلّي
[3] في ذيل تاريخ مدينة السلام: «من» .
[4] وقال ياقوت: وهو القائل يذكر الهرث:
يا خليليّ القوافي اطّرحت ... فابكيا الفضل بدمع مستهلّ
وارثيا لي من زمان خائن ... ومحلّ مثل حالي مضمحلّ
قد منعت الهرث دارا في الأذى ... بالفيافي غير دار الهون رحلي
إنّ بذل الشعر بإقالته ... عندكم سهل وعندي غير سهل
[5] في ذيل تاريخ مدينة السلام 2/ 137: «باح» ، وكذلك في ذيل الروضتين 9.
[6] في ذيل تاريخ مدينة السلام 2/ 137: «وأمن» .(42/108)
كم تستريحون عن صُبحي وأُتْعِبه ... وكم تَنَامُون عن ليلي وأُسهِرُه
لا تحسبوا البُعْد [1] عن عَهْدٍ يغيّرني ... غيري ملازمةُ البلوى تغيّرُه
فَمَا ذكرتكمُ إلّا وهِمْتُ جوى ... وآفة المُبتلى فيكم تَذَكُّرُه
وتستلذّ الصّبا نفسي وقد علمت ... أن لا تمرّ بصافٍ لا تكدّرُه
سلا بوجديَ عن قَيْس مُلوَّحُه ... وعن جميلٍ بما ألقاه مَعْمَرُه
يزداد فِي مسمعي تكرارُ ذِكركُم ... طيبا ويحسُنُ فِي عيني مكرَّرُه [2]
وله ممّا سمعه منه أبو الْحَسَن بْن القَطِيعيّ:
تنبّهي يا عَذَبَاتِ الرَّنْد ... كم ذا الكَرَى هَبَّ نسيمُ نجد
مرّ على الرّوض وجاء سحرا ... يسحب بردي أرَج وورْدِ [3]
حتّى إذا عانقتُ منه نفحة ... عادَ سَمُومًا والغَرَامُ يُعدي
أُعَلِّلُ القلبَ ببانِ رامةٍ ... وما ينوبُ غُصُنٌ عن قدِّ
وأَقتصي النَّوحَ حماماتِ اللِّوَى ... هيهاتَ ما عند اللِّوى ما عندي
ما ضرَّ مَن لم يسمحوا بزَوْرةٍ ... لو سمحوا عن طَيْفهم بوعْدِ
وله:
أأحبابنا [4] إنّ الدّموع الّتي جَرَت ... رخاصا على أيدي النَّوى لغَوَالي
أقيموا على الوادي ولو عُمْرَ سَاعةٍ ... كلَوْثِ إزَارٍ أو كَحَلِّ عقالِ
فكم تمّ لي من وقفةٍ لو شَرَيتُها ... بروحي لم أُغْبَن فكيف بمالي؟ [5]
وله:
هُوَ الحِمَى ومغانيه مغانيه ... فاحبس وعانِ بليلى ما تعانيهِ
لا تسأل الركْبَ والحادي فَمَا سَأَلَ ... العشاق قبلك عن ركب وحاديه
__________
[1] في ذيل تاريخ مدينة السلام 2/ 137: «الصدّ» ، وكذلك في ذيل الروضتين 9.
[2] ورد هذا البيت بمفرده في: الوافي بالوفيات 4/ 166، وفي ذيل الروضتين 9 أربعة أبيات.
[3] وفي هامش الأصل: «وبرد» ، وفي الوافي بالوفيات 4/ 167: «يسحب ثوبي أرج وبرد» .
[4] في الوافي بالوفيات 4/ 166: «أجيراننا» ، وكذا في: مرآة الزمان 8 ق 2/ 451.
[5] قارن بمرآة الزمان، ففيه أبيات أخرى تكمّلها.(42/109)
ما فِي الصَّحاب أخو وَجْدٍ أُطارحُهُ ... حديثَ نجدٍ ولا صَبٍّ أُجاريه
إليك عن كلّ قلب فِي أماكنهِ ... ساهٍ وعن كلّ دمعٍ فِي مآقيه
ما واحدُ القلب فِي المعنى كفاقده ... وجامد الدّمع فِي البَلْوى كجارية
يا منزلا بدواعي البَيْن مُنْتَهبٌ ... وما البليَّة إلّا من دواعيه
وقفت أشكو اشتياقي والسّحاب به ... فانْهلّ دمعي وما انهلَّت عزاليه
ومالكٍ غير قتلي ليس يُقْنِعُهُ ... وفاتكٍ غيرَ ذُليّ ليس يُرضيهِ
لم أدْر حين بدا والكأسُ فِي يده ... من كأسِه الخمرُ، أَمْ عينيه، أمْ فيهِ
حَكَت جواهرُه أيّامه فَصَفَتْ ... واستَهْدتِ الشَّمسُ معنى من معانيهِ
تُوُفّي رحمه اللَّه فِي رابع رجب بقَرْيتِه، وقد أنشد أبو الفَرَج بن الجوزيّ من شعره على المنبر [1] .
__________
[1] وقال ابن الدبيثي: شيخ متقدّم بناحيته، فيه فضل وتميّز، وهو أحد من سار شعره، وانتشر ذكره، ونبه بالشعر قدره، وحسن به حاله وأمره، وطال في نظم القريض عمره، وساعده على قوله زمانه ودهره. أكثر القول في الغزل والمدح وفنون المقاصد. وكان سهل الألفاظ، صحيح المعاني، يغلب على عشره وصف الحب والشوق وذكر الصبابة والغرام، فعلق بالقلوب ولطف مكانه عند أكثر الناس، ومالوا إليه وتحفّظوه وتداولوه بينهم، واستشهد به الوعّاظ واستحلاه السامعون حتى بلغني أنه حكى، أعني أبا الغنائم ابن المعلّم، ولم أسمعها منه. قال: اجتزت يوما ببغداد على بدر المحروس، والناس مزدحمون هناك غاية الزحام، فسألت عما ازدحموا عليه؟ فقيل لي: هذا الشيخ أبو الفرج ابن الجوزي الواعظ جالس هاهنا. ولم أكن علمت بجلوسه، فتقدّمت وزاحمت حتى شاهدته، وسمعت كلامه وهو يعظ ويذكّر حتى قال مستشهدا على بعض إشاراته، ولقد أحسن ابن المعلّم حين يقول:
يزداد في مسمعي تكرار ذكركم ... طيبا ويحسن في عيني مكرّره
فعجبت من اتفاق حضوري واستشهاده بهذا البيت وهو لي وما يعلم أني حاضر ولا أحد من الحاضرين فانكفيت.
ولقد سمعت أبا عبد الله محمد بن يوسف الأرّجاني ببغداد يقول: قال لي إنسان بسمرقند وقد جرى ذكر أهل العراق ولطافة طباعهم ورقّة ألفاظهم: كفى أهل العراق أن منهم من يقول:
تنبّهي يا عذبات الرند ... كم ذا الكرى هبّ نسيم نجد؟
وكرّر البيت تعجّبا منه من لطافته وعذوبة لفظه وهو لابن المعلّم مبدأ قصيدة مدح بها إنسانا يعرف بهندي بنى القصيدة على هذه القافية لأجل اسمه.(42/110)
99- مُحَمَّد بْن عليّ بْن أَحْمَد بْن الْمُبَارَك [1] .
الوزير مؤيَّد الدّين أبو الفضل بْن القصّاب الْبَغْدَادِيّ.
كان ذا رأي وشهامة وحزْم وغَوْرٍ بعيد، وهمّته علِيَّةَ، ونفْسه أَبِيّه.
وكان أديبا بارِعًا بليغا، شاعرا.
وُلّي كتابة ديوان الإنشاء مدّة، ثمّ ناب في وزارة الخلافة في سنة تسعين وخمسمائة، وسار بعسكر الخليفة ففتح البلاد هَمَذَان، وأصبهان، وحاصر الرّيّ، وبيَّن، وصارت له هيبة فِي النّفوس، فلمّا عاد وُلّي الوزارة.
ثُمَّ إنّه خرج بالجيوش إِلَى هَمَذَان فتُوُفّي بظاهرها فِي رابع شعبان، وقد نيّف على السّبعين.
وقد قرأ العربيَّة على أبي السعادات هبة الله بن الشجري، وتنقّل فِي الخدم. وأقام بأصبهان مدَّة. ثُمَّ قدِم من أصبهان فرتِّب فِي ديوان الإنشاء.
ولم يزل فِي عُلُوٍّ حَتّى ناب فِي الوزارة.
وأنشدوه قول المتنبّي:
قاضٍ إذا اشتبه [2] الأمران عنَّ له ... رأيٌ يفصّل [3] بين الماء واللّبن
__________
[1] انظر عن (محمد بن علي القصّاب) في: الكامل في التاريخ 12/ 124، الفخري في الآداب السلطانية 324، وفيه: أبو المظفّر محمد بن أحمد بن القصّاب، والوافي بالوفيات 4/ 168، 169 رقم 1705، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 450، 451، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 262 رقم 349، وتاريخ ابن الدبيثي (مخطوط شهيد علي) ورقة 87، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 450، 451، وخلاصة الذهب المسبوك للإربلي 283، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 250، والمختصر في أخبار البشر 3/ 91، وتاريخ ابن الوردي 2/ 110، وإنسان العيون، ورقة 251، وذيل الروضتين 9، والمختصر المحتاج إليه 1/ 96، وسير أعلام النبلاء 21/ 323، 324 رقم 169، والإشارة إلى وفيات الأعيان 307، 308، والوافي بالوفيات 4/ 168، والبداية والنهاية 13/ 12، ومآثر الإنافة 2/ 58، 59، والعسجد المسبوك 2/ 239، وعقد الجمان 17/ ورقة 209، والنجوم الزاهرة 6/ 136، وشذرات الذهب 4/ 311.
[2] في ديوان المتنبي: «التبس» .
[3] في ديوان المتنبي: «يخلّص» ، وفي الوافي بالوفيات 4/ 169 «يفرّق» .(42/111)
فقال: أَنَا أفصل بين الماء واللّبن بأنْ أغمس البُردى فِيهِ ثُمَّ أعصره، فلا يُشرب إلّا الماء، ويخلص اللّبن.
وكان والد الوزير قصَّابًا أعجميّا بسوق الثّلاثاء ببغداد.
تُوُفّي الوزير بظاهر هَمَذَان، فأُخفي موته ودُفن، وأركِب فِي مِحَفّته قيصر العونيّ الأمير، وكان يشبهه، ثُمَّ طِيف به فِي الجيش تسكينا. ثُمَّ ظهر الأمر، ونبشه خُوارزْم شاه تكش، وحزَّ رأسه، ثُمَّ طاف به فِي بلاد خُراسان [1] .
قال ابن النّجّار: لو مُدَّ له فِي العُمر لكان لعلّه يملكُ خُراسان. وكان فِيه من الدّهاء وحسن التّدبير والحِيَل ما يعجز عَنْهُ الوصْف، مع الفضل والأدب والبلاغة.
وهو القائل يرثي ولده:
وَإِذَا ذكرتُك وَالَّذِي فعل البِلَى ... بجمال وجهك جاء ما لا يُدْفَعُ
عاش مؤيّد الدّين بضْعًا وسبعين سنة [2] .
100- مُحَمَّد بْن مالك بْن يوسف بْن مالك [3] .
أبو بَكْر الفِهْريّ، الشَّرِيشيّ.
سمع من شُرَيْح بْن مُحَمَّد «صحيح الْبُخَارِيّ» ، ومن أَبِي القاسم بْن جَهْور «مقامات الحريريّ» ، ومن: أبي بكر بن العربيّ. وجماعة.
__________
[1] ذيل الروضتين 9، وفيه إنه لما خرج عن بغداد كتب إلى ابنه أحمد وهي له:
يا خازن النار خذ إليك أبا ... السائب حلف الفضول والحمق
ولا تكله إلى زبانية ... يأخذهم بالخداع والملق
قلت تدري أي ابن زانية ... عندك ملقى في القدّ والحلق
[2] وقال ابن طباطبا: هو أعجميّ الأصل، كان أبوه يبيع اللحم على رأس درب البصريين ببغداد، ونشأ هو مشتغلا بالعلوم والآداب، وبرع في علوم المتصرّفين كالحساب ومعرفة الكروث والمساحات والمقاسمات، ثم تبصّر بأسباب الوزارة. وكانت نفسه قويّة، وهمّته عالية. قاد العساكر، وفتح الفتوح، وجمع بين رياستي السيف والقلم. ومضى إلى بلاد خوزستان وفتحها وقرّر أمورها وقواعدها، ثم مضى إلى بلاد العجم وصحبته العساكر، فملك أكثرها، ثم أدركه أجله فمات هناك. (الفخري 324) .
[3] انظر عن (محمد بن مالك) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.(42/112)
قال الأَبّار: وكان حافظا لمذهب مالك، بصيرا بالشُّروط. ثنا عَنْهُ بسّام ان أَحْمَد، وأبو سُلَيْمَان بْن حَوْط اللَّه.
وقد وُلِد سنة إحدى عشرة وخمسمائة.
وتُوُفّي سنة اثنتين أو ثلاثٍ وتسعين.
101- مُحَمَّد بْن معالي بْن مُحَمَّد [1] .
أبو مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ ابن شِدْقَيْنيّ [2] .
سمع: عليّ بْن عَبْد الواحد الدِّينَوَريّ، وأحمد بْن كادش، وهبة اللَّه بْن الحُصَيْن، وهبة اللَّه بْن الطبَر، وجماعة.
وكان عارفا بتعبير الرؤيا.
روى عَنْهُ: ابن خليل والدُّبيثيّ، وقال: كان فِي تسميعاته فِي شيء اسمه مُحَمَّد، وَفِي شيء أبو مُحَمَّد. وقد سمّاه أبو المحاسن القُرَشيّ فِي معجمه أبو الفضل.
تُوُفّي فِي سلْخ ربيع الآخر وله اثنتان وثمانون سنة.
102- مُحَمَّد بْن يحيى بْن عليّ بْن الْحَسَن [3] .
أبو الْحَسَن بْن أَبِي البقاء الهَمَذَانيّ الأصل، الْبَغْدَادِيّ، المؤدّب.
ولد سنة ثلاث عشرة وخمسمائة.
وسمع من: زاهر الشَّحّاميّ، وثابت بْن مَنْصُور الكيليّ [4] ، وغيرهما.
__________
[1] انظر عن (محمد بن معالي) في: الوافي بالوفيات 5/ 41 رقم 2020، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 248، 249 رقم 325، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 143، والمختصر المحتاج إليه 1/ 141، وسير أعلام النبلاء 21/ 272 دون ترجمة.
[2] شدقيني: بكسر الشين المعجمة والدال ساكنة مهملة، وفتح القاف، وسكون الياء المثنّاة من تحتها، ونون.
[3] انظر عن (محمد بن يحيى) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 273 رقم 372، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 175، والمختصر المحتاج إليه 1/ 161.
[4] الكيلي: بكسر الكاف وسكون الياء آخر الحروف وبعدها لام، نسبة إلى كيل: قرية على شاطئ دجلة على مسيرة يوم من بغداد مما يلي طريق واسط.(42/113)
وكِيل قرية على دُجَيل مسيرة يوم من بغداد من جهة واسط، ويقال فيها جِيل، كما قيل جيلان وكيلان.
تُوُفّي رحمه اللَّه تعالى سنة إحدى أو اثنتين وتسعين.
وكان شيخا صالحا، أديبا، فاضلا. سمع منه القدماء.
قال ابن النّجّار: لم أر للمتأخّرين عليه سماعا فلعلّهم لم يعرفوه، وقد رَأَيْته. وقال لي ولده إِسْمَاعِيل إنّه تُوُفّي فِي سادس المحرَّم سنة اثنتين.
103- مُحَمَّد بْن أَبِي عَلِيّ بْن أَبِي نصْر [1] .
فخر الدّين أبو عَبْد اللَّه النَّوْقَانيّ [2] ، الفقيه الشّافعيّ، الأُصُوليّ.
تفقّه بخُراسان على الْإِمَام مُحَمَّد بْن يحيى صاحب الغزاليّ، وبرع فِي المذهب، ودرّس، وناظَر، وقدِم بغداد، وتردّدت إليه الطّلبة، وتخرَّج به جماعة.
وكان عنده طلب لمدرسة النّظاميّة، فأنشأت والدة النّاصر لدين اللَّه مدرسة وجعلته مدرّسها، وخلعوا عليه، وحضر عنده الأعيان، فألقى أربعة دروس، وأعاد له الدَّرسَ ولدُه.
وحجّ وعاد فتُوُفّي بالكوفة فِي ثالث صَفَر.
وكان شيخا مَهِيبًا، له يدٌ طُولَى فِي التّفسير، والفِقه، والْجَدَل، المنطق، مع ما هُوَ عليه من العبادة والصّلاح.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أبي علي) في: الكامل في التاريخ 12/ 124 وفيه «محمود» ، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 240، 241 رقم 309، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 180، وذيل الروضتين 10، وتكملة إكمال الإكمال 351، 352، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 2389، والمختصر المحتاج إليه 1/ 165، وسير أعلام النبلاء 21/ 248، 249 رقم 129، وطبقات الشافعية الكبرى 5/ 29، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 499، 500، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 150 أ، والبداية والنهاية 13/ 13، وتوضيح المشتبه 1/ 461، والعقد المذهب لابن الملقّن، ورقة 164، وطبقات المفسّرين للسيوطي 39، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 282 رقم 548.
[2] تصحّفت في طبعة صادر للكامل في التاريخ 12/ 124 إلى: «القوفاني» ، ووردت صحيحة في الحاشية. والنّوقاني: بنونين، الأولى مفتوحة.(42/114)
104- المبارك بن الحسن بن أحمد بن إبراهيم [1] .
أبو الفتح الواسطيّ، البَرْجُونيّ، الْمُقْرِئ المعروف بابن باسويه.
ولد سنة عشرين وخمسمائة. وقرأ بالروايات على: أَبِي البركات مُحَمَّد بْن أَحْمَد المَزْرفيّ، وأبي الفتح الْمُبَارَك بْن أَحْمَد الحدّاد، وأبي يَعْلَى مُحَمَّد بْن تُركان.
وقدِم بغداد فقرأ القراءات على أَبِي الفتح عَبْد الوهّاب بْن مُحَمَّد بْن الصّابونيّ.
وسمع من: أحمد بن المقرب.
وحدّث ببلده وأقرأ. وهو والد تقيّ الدّين عليّ نزيل دمشق.
تُوُفيّ فِي شعبان.
105- الْمُبَارَك بْن الْمُبَارَك بْن هبة اللَّه بْن بكْري [2] .
أبو المعالي الحريميّ.
روى عن: أَبِي غالب بْن البنّاء، وأبي مَنْصُور القزّاز، وأحمد بْن عليّ بْن الأشقر.
وتُوُفّي فِي جُمادى الأولى.
106- محمود بْن القاسم [3] .
الحريميّ، الوزّان. عُرِف باسم باذِنْجانَة.
سمع: أَبَا البدر الكَرْخيّ.
وحدَّث.
تُوُفّي فِي المحرَّم أو صفر.
روى عنه: ابن الدّبيثيّ.
__________
[1] انظر عن (المبارك بن الحسن) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 262 رقم 350.
[2] انظر عن (المبارك بن المبارك) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 251 رقم 329.
[3] انظر عن (محمود بن القاسم) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 240 رقم 307.(42/115)
107- محمود بْن الْمُبَارَك بْن أَبِي القاسم عليّ بْن الْمُبَارَك [1] .
الْإِمَام أبو القاسم الواسطيّ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ، الشّافعيّ، الفقيه، المنعوت بالمُجِير.
تفقَّه بالنّظاميَّة على أَبِي مَنْصُور الرّزّاز، وأبي نصر الْمُبَارَك بْن زوما.
وقرأ علم الكلام على أَبِي الفتوح محمد بن الفضل الأسفرائينيّ، وعلى أَبِي جَعْفَر عَبْد السّيّد بْن عليّ بْن الزَّيْتُونيّ، وتقدَّم على أقرانه. وكان المُشار إليه فِي وقته.
تخرَّج به خلْق. وكان من أذكياء العالم.
وُلِد سنة سبْع عشرة وخمسمائة.
وسمع من: أبي القاسم بن الحصين، وأبي بَكْر الْأَنْصَارِيّ، وأبي القاسم بْن السَّمَرْقَنْديّ، وجماعة.
وحدَّث ببغداد، وواسط، وأعاد فِي شبيبته للإمام أَبِي النّجيب السُّهْرُوَرديّ بمدرسته. وسار إِلَى دمشق، ودرّس بها وناظر، واستدلّ، وتخرَّج به جماعة.
ثمّ رجع ودرّس بشِيراز، وبعسكر مُكْرَم، وواسط. ووُلّي تدريس النّظاميَّة ببغداد، وخُلِع عليه خِلعة سوداء، وطَرْحة، وحضر درسَه العلماءُ وأرباب الدّولة كلَهم، وكان يوما مشهودا.
ونُفِّذ رسولا إِلَى همذان، فأدركه أجله بها.
__________
[1] انظر عن (محمود بن المبارك) في: الكامل في التاريخ 12/ 124، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 267 رقم 363، وذيل الروضتين 10، وتلخيص مجمع الآداب 5/ رقم 643، والمختصر المحتاج إليه 3/ 184 رقم 1179، والعبر 4/ 280، وسير أعلام النبلاء 21/ 255، 256، رقم 132، والإعلام بوفيات الأعلام 244، والإشارة إلى وفيات الأعيان 308، وطبقات الشافعية الكبرى 4/ 304 (7/ 287، 288، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 271، وطبقات الشافعية لابن كثير ورقة 151 أ، ب، والبداية والنهاية 13/ 15، ومرآة الجنان 3/ 473، والعقد المذهب لابن الملقّن، ورقة 75، ومعجم الشافعية لابن عبد الهادي، ورقة 779 وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 381، 382 رقم 349، والعسجد المسبوك 239، والنجوم الزاهرة 6/ 140، وشذرات الذهب 4/ 311.(42/116)
قال أبو عَبْد اللَّه الدُّبيثيّ [1] : برع فِي الفقه حتّى صار أوحد زمانه، وتفرَّد بمعرفة الأصول والكلام. قرأت عليه بواسط عِلْم الأصول، وما رَأَيْت أجمع لفنون العِلم منه، مع حسن العبادة.
قال: وخرج رسولا إِلَى خُوارزْم شاه إِلَى أصبهان، فمات فِي طريقه بهَمَذان فِي ذي القعدة.
وقال الموفَّق عَبْد اللّطيف: وكان بالنّظاميَّة المُجِير الْبَغْدَادِيّ، وكان ضئيلا، طوالا، ذكيّا، دقيق الفهم، غوّاصا على المعاني، غير منفعلٍ عند المناظرة يُعِدّ لها كلّ سلاح، ويستعمله أفضل استعمال. وكان يشتغل فِي الخفْية بالهندسة، والمنطق، وفنون الحكمة، على أَبِي البركات اليهوديّ كان، ثمّ أسلم فِي آخر عمره وعمي، وكان يُملي عليه وعلى جماعة، منهم ابن الدّهّان المنجّم، ومنهم والدي، ومنهم المهذَّب بْن النّقّاش كتاب «المعتبر» له. هذا حكاية ابن الدهّان لي بدمشق.
وكان شيخا فاضلا، بنى له نور الدّين المارِسْتان بدمشق، ونشر بها عِلْم الطّبّ.
وكان بين المُجِير وبين ابن فضلان مناظرة كمحاربة، وكان المُجير يقطعه كثيرا.
ثمّ إنّ ابن فضلان شنَّع عليه بالفلسفة، فخرج إِلَى دمشق، واتّصل بامرأةٍ من بنات الملوك، وبُنيت له مدرسة جاروخ، واستخلص من المرأة جوهرا كثيرا، فكثُر التّعصُّب عليه، فتوجَّه إِلَى شيراز، وبنى له مِلكها شرفُ الدّين مدرسة، فلمّا جاءت دولة ابن القصّاب أحضره إِلَى بغداد، وولّاه تدريس النّظاميَّة، ويوم ألقى الدّرس كان يوما مشهودا، فدرَّس بها أسبوعا. وسُيِّرَ فِي الرسالة فلم يرجع.
وحضر مرة بدمشق مجلس المناظرة بحضرة القاضي كمال الدّين
__________
[1] في المختصر المحتاج إليه 3/ 184.(42/117)
الشَّهْرَزُوريّ، فجاء الصُّوفيَّة ولهم ذُقون ولهم ذلوق، فارتفعوا على الفقهاء، فأنفوا وقصدوا أذاهم ففوَّضوا الأمر إِلَى المُجير، فاستدلّ فِي مسّ الذَّكَر، فقال فضوليّ: لا ينتقض الوضوء بلمْسه قياسا على الصُّوفيّ. فسألوه البيان. فقال:
إنّ الصّوفيّ يطرق حتّى يُطْرِقٌ الباب فيثب ويقول: فُتُوح، ويقع نظر الرجل منهم على صورةٍ جميلة فيثب من وسطه ويقول: فُتُوح. فاستحيا الصُّوفيَّة ونهضوا.
وكان أجدلَ أَهْل زمانه فِي سكونٍ ظاهر، وقلَّة انزعاج.
روى عنه ابن خليل في «معجمه» .
وروى ابن النّجّار فِي «تاريخه» ، عن ابن خليل، عَنْهُ.
108- مَسْعُود بْن أَبِي الفضائل محمود بْن خَلَف بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد [1] .
أبو المعالي العِجْليّ، الأصبهانيّ. أخو المنتجب أسعد، الفقيه.
سمع: أَبَا نهشل عَبْد الصّمد العنبْريّ.
وعنه: ابن خليل، وقال: تُوُفي فِي صَفَر.
- حرف النون-
109- نصْر بْن عليّ بْن أَحْمَد [2] .
أبو طَالِب [3] بْن النّاقد الْبَغْدَادِيّ.
روى عن: سَعِيد بْن البنّاء.
وتُوُفي فِي الثّامن والعشرين من جُمادى الآخرة [4] .
__________
[1] انظر عن (مسعود بن محمود) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 245، 246 رقم 317.
[2] انظر عن (نصر بن علي) في: ذيل الروضتين 10 وفيه: نصر بن علي بن محمد، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 258 رقم 340.
[3] لقبه: زعيم الدين.
[4] قال أبو شامة: ولي حجبة الباب، ثم ولي صاحب ديوان. ثم ولي المخزن، وهو الملقّب بقنبر، وإنما لقّب بقنبر لأنه صاد ولده قنبرا وخبّأه إلى جانب مسندة، فخرج القنبر فصاح:
قنبر قنبر، فلقّب به. وكان إذا بلغه أن أحدا لقّب قنبر يسعى في هلاكه. وقيل إنه كان يميل إلى التشيّع. وكانت عمامته طويلة، فلقّبه أهل باب الأزج قنبر، وهو ذكر العصافير.
وكان إذا ركب صاحوا: قنبر قنبر. وقرب العيد فأمره الخليفة بالركوب في صدر المركب،(42/118)
110- نفيس بْن عَبْد الجبّار بْن أَحْمَد بْن شِيشُوَيْه [1] .
أبو صالح الحربيّ، الضّرير.
سمع من: عَبْد الوهّاب الأنْماطي، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن يوسف.
روى عَنْهُ: ابن خليل، وغيره.
تُوُفي فِي شوّال.
- حرف الهاء-
111- هبة اللَّه بْن مَسْعُود بْن الْحَسَن [2] .
أبو القاسم بْن الزّقْطَر الباذبينيّ، التّاجر.
روى عن: أَبِي غالب بن البنّاء، وأبي الفضل الأُرْمَويّ، وغيرهما.
وعنه: ابن خليل.
تُوُفّي فِي صَفَر.
- حرف الياء-
112- يَحْيَى بْن عَبْد الجليل [3] بْن مجبّر [4] .
__________
[ () ] فجمع العوام قنابر كثيرة وعزموا على أن يرسلوها حوله في الموكب، وقيل للخليفة: إن وقع هذا بقي الموكب هتكة فعزله.
وكان مولده سنة 532 هـ.
[1] انظر عن (نفيس بن عبد الجبار) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 266 رقم 361، والمشتبه 1/ 358، وتوضيح المشتبه 5/ 92 و «شيشويه» : بمعجمتين بينهما ياء، الأولى مكسورة، والثانية مضمومة.
[2] انظر عن (هبة الله بن مسعود) في: إكمال الإكمال لابن نقطة (الظاهرية) ورقة 47، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 243 رقم 311.
[3] انظر عن (يحيى بن عبد الجليل) في: زاد المسافر لابن إدريس المرسي 9، وبغية الملتمس للضبّي 508 رقم 1494، ووفيات الأعيان 7/ 13، 14 و 133، والبيان المغرب ج 3 طبعة تطوان، ونفح الطيب 3/ 237، وكشف الظنون 768، وهدية العارفين 2/ 520، والأعلام 9/ 87، 88، ودليل مؤرّخ المغرب لابن سودة 431، ومعجم المؤلفين 13/ 204 وأرّخ وفاته بسنة 588 هـ.
[4] هكذا في الأصل: «مجبّر» بتشديد الباء الموحّدة. وفي (وفيات الأعيان) : «مجبر» بضم الميم، وسكون الجيم، وفتح الباء الموحّدة. ومثله في (بغية الملتمس) . وفي كشف(42/119)
أبو بَكْر، ويقال أبو زكريّا، الفِهْريّ، الأندلسيّ، الإشبيليّ. شاعر الأندلس بلا مُدافعة.
قد ذكرتُه في سنة بضع وثمانين [1] ، ثمّ وجدتُ تاجَ الدّين بْن حَمُّوَيْه قد ذكر أنّه لم يلْحقه، وذكر أنّ له قطعة في وقعة الزّلّاقة سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة، ثُمَّ ساق له قصائد مُونِقَة [2] .
113- يحيى بْن عليّ بْن طِراد بْن الحُسين [3] .
أبو فراس الْبَغْدَادِيّ، الحريميّ، المعروف بابن كَرْسَا [4] .
حدَّث عن: هبة اللَّه بْن الحُصَيْن.
وعنه: ابن خليل، والدُّبيثيّ.
تُوُفّي فِي مستهلّ رمضان [5] .
114- يحيى بْن مروءة بن بركات [6] .
__________
[ () ] الظنون، ومعجم المؤلفين، وغيره: «مجير» بالياء المنقوطة باثنتين من تحتها.
[1] أرّخ ابن خلّكان وفاته في سنة 587 هـ.
[2] وقال ابن خلّكان: وقد نظرت في ديوانه فوجدت أكثر مدائحه في الأمير يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن، وذكر له قصيدة قال إنها طويلة عدد أبياتها مائة وسبعة أبيات، أولها:
أتُراه يتركَ الغَزَلا ... وعليه شبَّ واكْتَهَلا
كلِفٌ بالغيد ما عقلت ... نفسه السلوان مذ عقلا
ولما مات الأمير يوسف بن عبد المؤمن رثاه بقصيدة طويلة أجاد فيها، وأولها:
جلّ الأسى فأسل دم الأجفان ... ما ذي الشؤون لغير هذا الشان
وقال الضبّي: شاعر متقدّم في طريقة الشعر برع فيها وفاق أهل زمانه. توفي ليلة عيد الأضحى بمراكش في سنة ثمان وثمانين وخمسمائة.
وقد رأيت شعره. مجموعا في سفرين ضخمين.
وأورد الضبّي أبياتا من شعره.
[3] انظر عن (يحيى بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 263 رقم 353، والمختصر المحتاج إليه 3/ 245، 246 رقم 1352.
[4] كرسا: بفتح الكاف وسكون الراء المهملة وبعدها سين مهملة مفتوحة وألف. (المنذري) .
[5] وكان مولده سنة 513 هـ.
[6] انظر عن (يحيى بن مروءة) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 252 رقم 333.(42/120)
أبو الْحسين بْن الجمّال الأزْديّ، المصريّ.
روى عن ظافر بن القاسم الحدّاد قطعة من شِعره.
وعنه: الحافظ عليّ بْن المفضّل.
والجمّال: بجيم وبالتّشديد. تُوُفّي فِي جُمادى الأولى.
115- يُوسُفَ بْن عَبْد اللَّه بْن يوسف بْن أيّوب بْن موهوب [1] .
أبو الحَجّاج الفِهْريّ، الأندلسيّ، الدّانيّ، وقيل الشّاطبيّ، نزيل بَلَنْسِيةِ.
وُلِد سنة ستّ عشرة وخمسمائة، وأجاز له أبو مُحَمَّد بْن عتّاب.
وتفقّه بأبي محمد عبد الواحد بن بقيّ.
وسمع من: أبيه، وأبي بكر بْن برنجال.
وأخذ القراءات عَن: أَبِي عَبْد اللَّه بْن سَعِيد الدّانيّ، وأبي عَبْد اللَّه المكناسيّ.
وأخذ العربيَّة عن: أَبِي العبّاس بْن عامر.
ذكره الأَبّار فقال: كان من أَهْل العناية بالرواية والتّقدّم فِي الآداب.
وكان إماما فِي معرفة الشُّرُوط، كاتبا بليغا، شاعرا. كتبَ القُضاة، وناب فِي الأحكام.
وتُوُفيّ فِي شعبان.
وقال غيره: أجاز له أيضا الفقيه أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عليّ المازِريّ.
116- يوسف بْن معالي بْن نصر [2] .
أبو الحَجّاج الأطْرابُلُسِيّ، ثمّ الدّمشقيّ، الكتّاني المقرئ، البزّار.
__________
[1] انظر عن (يوسف بن عبد الله) في: تكملة الصلة لابن الأبار، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 262 رقم 351، ونهاية النهاية 2/ 397 رقم 3926.
[2] انظر عن (يوسف بن معالي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 263 رقم 352، وتكملة إكمال الإكمال 365، والعبر 4/ 280، والإعلام بوفيات الأعلام 244، وسير أعلام النبلاء 21/ 272 دون ترجمة، والإشارة إلى وفيات الأعيان 308، وشذرات الذهب 4/ 311، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي- القسم الثاني- ج 5/ 72 رقم 1373.(42/121)
سمع من: الأمير هبة اللَّه بْن الأكفانيّ، وعليّ بْن قَيْس المالكيّ، وجمال الْإِسْلَام الفقيه.
روى عَنْهُ: الحافظ الضّياء، وابن خليل، وأبو مُحَمَّد عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي الفَهْم البلدانيّ، والعماد عَبْد الحميد بْن عَبْد الهادي، والبهاء عَبْد الرَّحْمَن، والزَّين أَحْمَد بْن عَبْد الدّائم، وآخرون.
تُوُفّي فِي شعبان. وكان من الثّقات.
وفيها وُلد: الفقيه يعقوب بْن أَبِي بَكْر الطّبَريّ، ثُمَّ المكّيّ فِي المحرَّم، والإمام محيي الدّين أبو القاسم مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سُراقة الشَاطبيّ بها فِي رجب، وقُطْب الدّين أَحْمَد بن عبد السّلام بن أبي عصرون بحلب فِي رجب، وكريم بْن أَبِي المُنَى عمّ الزّين خَالِد، أجاز له الصَّيْدلانيّ، ومسعود بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن حَمُّوَيْه فِي ربيع الأوّل.(42/122)
سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة
- حرف الألف-
117- أَحْمَد بْن أسعد بْن وهْب [1] .
الْبَغْدَادِيّ، ثُمَّ الهَرَويّ، الْمُقْرِئ أبو الخليل بْن صُفَيْر.
قدِم بغداد وسمع بها من: خَلَف بْن أَحْمَد، وصالح بْن الرّخْلة، وخديجة بِنْت النَّهْرُوانيّ.
وسمع بهَرَاة من: نصْر بْن سَيّار. وصحِبَ الشّيخ عَبْد القادر.
تُوُفّي فِي شعبان.
والرِّخْلَة، بسكون الخاء [2] .
وقد سافر إلى هَمَذّان فقرأ بالروايات أو ببعضها على الحافظ أَبِي العلاء، وبأصبهان. وكان له حُرْمَة وافِرة بهَرَاة. كان صاحب البلد يزوره، ونَفَقَت سوقُه دكّانا جيّدة. ثُمَّ بان مُحالُه وكَذِبُه. ثُمَّ ردّ إِلَى بغداد وبها مات [3] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن أسعد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 286، 287، رقم 398، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 165، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 1468، وميزان الاعتدال 1/ 83 رقم 298، والمغني في الضعفاء 1/ 34 رقم 242، والوافي بالوفيات 6/ 245، 246 رقم 2725، ولسان الميزان 1/ 137، 138 رقم 431.
[2] وبكسر الراء المهملة، وبعد اللام تاء تأنيث.
[3] وقال ابن النجار: وحدّث بيسير في مكة وبغداد ونيسابور، ولما دخلت هراة أصبت أصحاب الحديث مجمعين على كذب أبي الخليل هذا، وذكروا أنه كان إذا قرأ على الشيوخ يغيّر سطورا لا يقرأها، ويدخل متنا في إسناد وإسنادا في متن آخر، وإنهم اعتبروا ذلك عليه فاجتنبوا السماع معه، وكنا هناك نجتنب كل ما سمعه الشيوخ بقراءته فلا نعبأ به ولا نعتمد عليه. وحكى لي صديقنا أبو القاسم موهوب بن سعيد الحمامي وكان قد رآه وسمع معه الحديث قال: كان يظهر الزهد والتقشف ولبس الصوف وعلى جسمه الثياب الناعمة وجباب الإبريسم، ولما مات خلّف مالا كثيرا.(42/123)
118- أَحْمَد بْن عليّ بْن عِيسَى بْن هبة اللَّه بْن الواثق باللَّه [1] .
أبو جَعْفَر الهاشميّ، العبّاسيّ، الواثقيّ، الْمُقْرِئ.
سمع: أَبَا غالب بْن البنّاء، وأبا البدر الكَرْخيّ.
وتُوُفّي فِي ذي القعدة.
روى عَنْهُ: ابن خليل.
وكان أديبا شاعرا فاضلا [2] .
119- أَحْمَد بْن أَبِي الفائز [3] بْن عَبْد المحسن بْن الكُبْريّ [4] .
البغداديّ، الشُّرُوطيّ، أبو الْعَبَّاس.
روى عن: هبة اللَّه بْن الحُصَيْن، وأبي غالب بن البنّاء.
وعنه: الدُّبيثيّ، وابن خليل.
تُوُفّي فِي جُمادى الآخرة وله خمسٌ وثمانون سنة.
120- أَحْمَد بْن الوزير مؤيّد الدّين مُحَمَّد بْن عليّ بْن القصّاب [5] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن علي بن عيسى) في: الوافي بالوفيات 7/ 206 رقم 3153.
[2] وكان أحد القراء بالترب التي للخلفاء بالرصافة، وكان متأدّبا. قال ابن النجار: سمعت أنه غسل ديوانه قبل موته، وكان كثير الهجاء، خبيث اللسان ... وحدّث باليسير.
ومن شعره:
قطعت مطامعي واعتضت عنها ... عزيزا بالقناعة والخمول
ورمت الزهد في الدنيا لأني ... رأيت الفضل في ترك الفضول
وله أيضا:
دع عنك فخرك بالآباء منتسبا ... وأفخر بنفسك لا بالأعظم الرمم
فكم شريف وهت بالجهل رتبته ... ومن هجين علا بالعلم في الأمم
[3] انظر عن (أحمد بن أبي الفائز) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 281، 282 رقم 392، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 242، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 1968، والمشتبه 2/ 541، والمختصر المحتاج إليه 1/ 229، وتوضيح المشتبه 7/ 279.
[4] الكبري: بضم أوله، وسكون الموحّدة، وكسر الراء. وقد سئل عنه أحمد فقال: هو لقب لجدّي عبد المحسن.
[5] انظر عن (أحمد بن الوزير مؤيّد الدين) في: مختصر التاريخ لابن الكازروني 250.(42/124)
ناب فِي الوزارة عن أَبِيهِ حين سار بالجيوش أَبُوهُ إِلَى خوزستان.
تُوُفّي فِي هَذَا العام.
121- إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم [1] .
أبو إِسْحَاق الْبَغْدَادِيّ، البزّاز. ويُعرف بابن حسّان.
سمع: أَبا الدُّرّ ياقوت بْن عَبْد اللَّه التّاجر، وأحمد بْن المقرَّب.
وحدَّث.
تُوُفّي فِي ذي الحجَّة.
122- إبراهيم بن عبد الواحد بن عليّ [2] .
أبو إِسْحَاق المَوْصليّ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ.
حدَّث عن: أَبِي الفضل الأُرْمَوِيّ، وغيره.
تُوُفّي فِي حدود هَذَا العام، قاله المنذريّ.
- حرف الحاء-
123- الْحَسَن بْن عليّ بْن حمزَة [3] بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن يحيى بْن الْحُسَيْنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه.
النّقيب الطّاهر أبو مُحَمَّد الهاشميّ، العَلَويّ، الحُسَيْنيّ، الزَّيْدِيّ، المعروف بابن الأقْسَاسِيّ. أحد الرؤساء وسِنان صعْدة البُلَغاء، ونجم أفق الأدباء.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 296 رقم 416، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 243.
[2] انظر عن (إبراهيم بن عبد الواحد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 298 رقم 420، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 261.
[3] انظر عن (الحسن بن علي بن حمزة) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 287، 288 رقم 400، والذيل على الروضتين 11، وتلخيص مجمع الآداب 4 ق 1/ 576، رقم 838، والمختصر المحتاج إليه 2/ 19، والبداية والنهاية 13/ 15، 16، وعقد الجمان 17/ ورقة 213، 214، والوافي بالوفيات 12/ 128، 129 رقم 105، وأعيان الشيعة 22/ 326.(42/125)
له النَّظم والنَّثْر.
سمع من الفضل بْن سهل الإسْفَرَائيني الأثير. وحدَّث. وولي نقابة العلويّين بالكوفة مدَّة، ثمّ ببغداد.
وقد مدح النّاصر لدين اللَّه. والأقساس: قرية بالكوفة. فَمَنْ شِعْره:
لو أنّني من سِحْر لَحْظك [1] سالم ... لم أعصِ فيكَ وقد ألحّ اللّائمُ
لكنّه ناجى فؤادا هائما ... ولَقَلَّما أصغَى فؤادٌ هائمُ
اين الشّجِيُّ من الخَلِيّ فخلِّني ... لبلابلي اليَقْظَى فسِرُّك نائمُ [2]
وشِعره متوسّط.
تُوُفّي فِي شعبان. وكان مولده سنة تسع وخمسمائة.
124- الْحُسَيْن بْن الْحسن بْن أَحْمَد [3] .
أبو عَبْد اللَّه التّكْريتيّ، الْبَغْدَادِيّ، الصُّوفيّ.
وُلِد سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة.
وحدّث بأناشيد [4] .
__________
[1] في الحاشية من الأصل: «بخطه: «من لفظ سحرك» .
[2] ومن شعره:
ما حاجة الحسن في جيد إلى سخب ... لولا مظاهرة في الدّرّ والذهب
وما تقلّدها مرصوفة لحلى ... سنى الزجاجة أبدى رونق الحبب
والبدر في التمّ لم تعلم فضائله ... حتى تقلّد للنظّار بالشهب
ولو محاها سناه حين يشملها ... لفاتنا نظر في منظر عجب
والدرّ في عنق الحسناء من شرف ... درّ وفي عنق الأخرى كمخشلب
والحسن يكسب منه الحلي منقبة ... والقبح أوضح مسلوب من السّلب
قال الصفدي: قعاقع ما تحتها طائل. (الوافي بالوفيات 12/ 129) .
[3] انظر عن (الحسين بن الحسن) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 291 رقم 407، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 25، والوافي بالوفيات 12/ 355 رقم 336، وتلخيص مجمع الآداب ج 4 ق 4/ 629، والبداية والنهاية 13/ 173، وأعيان الشيعة 25/ 310.
[4] ومن شعره:
تبارك من لا يعلم الغيب غيره ... وشكرا على ما قد قضاه وما حكم(42/126)
- حرف الخاء-
125- الخاتون والدة السلطان الملك العادل سيف الدين أَبِي بَكْر بْن أيّوب [1] .
تُوُفّيت بدمشق في ذي الحجّة بدارها المعروفة بدار العقيقيّ الّتي صارت ترُبة السّلطان الملك الظّاهر.
126- خاصّ بَك بْن برغش [2] .
النّاصريّ الأمير. وُلّي القاهرة مدَّة طويلة.
وحجّ بالنّاس [3] .
تُوُفّي فِي جُمادى الآخرة.
- حرف الصاد-
127- صالح بْن عِيسَى بْن عَبْد الملك [4] .
الفقيهُ الصّالح أبو التّقيّ المصريّ، المالكيّ، الخطيب.
قرأ القرآن على: أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الكيزانيّ، وعَلِيّ بْن عَبْد الرَّحْمَن نِفْطُوَيْه.
روى عَنْهُ: ولده الفقيه أبو مُحَمَّد عَبْد اللَّه. وكان صالحا زاهدا، لمّا زالت دولة العُبَيْديّين كان يخرج إِلَى البلاد المصريَّة ويخطبُ بها، وينسخ ما كان بها من الأذان. بحيّ على خير العمل، ثمّ ينتقل إِلَى بلدٍ آخر احتسابا.
__________
[ () ]
إذا كان ربّي عالما بسريرتي ... وكنت بريئا عنده غير متّهم
فقل لظلوم ساءني سوء فعله ... سينتصف المظلوم من كل من ظلم
فيا نفس لي في يوسف خير أسوة ... فصبرا فإنّ الصبر خير من الندم
(الوافي بالوفيات) .
[1] انظر عن (الخاتون والدة العادل) في: الوافي بالوفيات 13/ 237 رقم 286، والدارس في تاريخ المدارس 1/ 506، 507.
[2] انظر عن (خاصّ بك) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 280 رقم 390.
[3] وحمدت سيرته.
[4] انظر عن (صالح بن عيسى) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 297 رقم 418.(42/127)
128- صَنْدَل [1] .
الذّمام الكبير، الأمير، أبو الفضل الحَبَشيّ، المُقَتَفَوِيّ الخادم.
سمع من: أَبِي الفتح ابن البَطِّيّ، وعليّ بْن عساكر البطائحيّ.
وحدَّث. وكان يلقَّب عماد الدّين. فِيهِ ذكاء وفِطْنة وعقل.
ولّي أستاذيّةالدار للخلافة المُقْتَفَوِيَّة، فلمّا بويع النّاصر كان صَنْدَل قد كبر وضعْف، وطلب أذْنًا بالانقطاع فِي تربة له، ففسح له [2] .
__________
[1] انظر عن (صندل) في: ذيل الروضتين 11، وخلاصة الذهب المسبوك 280، والوافي بالوفيات 16/ 333- 335 رقم 366.
[2] وقال الصفدي: كان أحد الخدم الكبار بدار الخلافة، وله المنزلة الرفيعة عند الخلفاء، تولّى النظر بواسط أيام المستنجد باللَّه، ثم تولّى استادارية الخلافة أيام المستضيء سنة سبع وستين، وبقي مدّة على ولايته معظّما على نظرائه، وعزل سنة إحدى وسبعين، ولزم بيته مدّة، ثم ولي عدّة ولايات أيام الإمام الناصر. وكان حافظا لكتاب الله، متديّنا، محبّا لأهل العلم مكرما لهم، يعرف طرفا من العلم، وسمع بعد علوّ سنّه من هبة الله بن أحمد بن محمد بن شاتيل..
وانتقى عليه الحافظ معمر بن عبد الواحد بن الفاخر الأصبهاني جزءا من عوالي مسموعاته.
قال أبو الغنائم محمد بن علي بن المعلّم: حججت سنة ثمان وستين وخمسمائة وكان عماد الدين صندل الخاص في السفر، ولكثرة أشغالي في الطريق بمهامّ نفسي لم أتفرّغ أن أطلبه وأسلّم عليه، فلما كان في الرجعة وقد بقي بيننا وبين الكوفة ثلاث مراحل رأيت خيمة كبيرة عالية بالقرب من الموضع الّذي نزلت فيه، فسألت عنها فقيل لي: إنها للأمير عماد الدين صندل، فلبست ثيابا غير الثياب التي كانت عليّ ومضيت إليه لأسلّم عليه، فرأيته من بعيد وقد عمل له طرّاحة ومسند في الخيمة، فلما رآني من بعيد وعرفني قال لحاجب له يقال له بهرام: من هذا؟
تنبّهي يا عذبات الرند قال: فلما دخلت عليه وقبّلت يده قلت: يا مولانا وكيف ما تعرفني إلّا بقولي:
تنبّهي يا عذبات الرند لم لا تعرفني بقولي فيك؟ قال: وما قلت في؟ قلت: قولي:
وما أرج من روضة ظلّها النّدى ... تضرّع في جنح من الليل أليل
وجاءت به ريح الصبا وهي رطبة ... بها من شميم الحيّ عبقة مندل
بأطيب عرفا من تراب أماكن ... تمشّت بها مجتازة خيل صندل
فاستحسن ذلك مني، وأمر حاجبه بهرام فأحضر لي جبّة وعمامة وقميص تحتاني ولباسا مع تكّته وخفّا وعشرين دينارا وقال: هذه تنفقها من الحلّة إلى أن تصل إلى أهلك.(42/128)
وتُوُفّي فِي ربيع الأوّل.
- حرف الطاء-
129- طُغْتِكِين بْن نجم الدّين أيُوب بْن شاذي بْن يعقوب بْن مروان [1] .
الدُّوَيْنيّ الأصل، ظهير الدّين، الملك الْعَزِيز سيف الْإِسْلَام صاحب اليمن، أخو السّلطان صلاح الدّين.
وكان أخوه قد سيَّره إِلَى بلاد اليمن بعد أَخِيهِ شمس الدّولة، فملكها واستولى على كثيرٍ من بلادها فِي سنة سبْعٍ وسبعين.
وكان شجاعا، محمود السّيرة، مع ظُلمٍ. وكان قد أَخَذَ من نائبيَ أَخِيهِ ابن مُنْقِذ، وعثمان الزَّنْجيليّ أموالا عظيمة بالمرَّة. وكان مِمَّا كثُر الذَّهب عنده يسبكه ويجعله كالطّاحون.
وكان حَسَن السّياسة، مقصودا من البلاد. سارَ إليه شرف الدّين بْن عُنَين ومدَحه فأحسن إليه، وخرج من عنده بذهبٍ كثير ومتاجر، فقدِم مصر، فأخذ منه ديوان الزّكاة ما على متجره، والسّلطان يومئذٍ الْعَزِيز عثمان، فعمل:
__________
[1] انظر عن (طغتكين بن نجم الدين أيوب) في: زبدة الحلب 3/ 20، والكامل في التاريخ 12/ 129، 130، وذيل الروضتين 11، ومفرّج الكروب 3/ 72، وتاريخ الزمان 230، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 453، ووفيات الأحيان 2/ 523، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 289، 290 رقم 404، ومعجم البلدان 5/ 212، ووفيات الأعيان 2/ 523، وإنسان العيون لابن أبي عذيبة (مخطوط) ورقة 66، والمختصر في أخبار البشر 3/ 93، والدرّ المطلوب 313، 132، والعبر 4/ 281، والمختصر المحتاج إليه 2/ 172، 173، والإشارة إلى وفيات الأعيان 308، والإعلام بوفيات الأعلام 244، ودول الإسلام 2/ 103، وسير أعلام النبلاء 21/ 333 رقم 176، وتاريخ ابن الوردي 2/ 112، والبداية والنهاية 13/ 15، ومرآة الجنان 3/ 475، 476، والوافي بالوفيات 16/ 450، 451 رقم 484، وطبقات فقهاء اليمن للجعدي 184، 223، 224، 229، 230، 236، والعسجد المسبوك 2/ 241، والمقفى الكبير 4/ 14، 15 رقم 1410، وغاية النهاية 1/ 460، ومآثر الإنافة 2/ 68، والسلوك ج 1 ق 1/ 140، وصبح الأعشى 5/ 29، والعقود اللؤلؤية للخزرجي 1/ 29، وعقد الجمان (مخطوط) 17/ ورقة 215، 216، والنجوم الزاهرة 6/ 141، 142، وشفاء القلوب 198، 199، وتاريخ ابن سباط (بتحقيقنا) 1/ 219، وترويح القلوب 47، 57، والسمط الغالي الثمن لليامي 22، وشذرات الذهب 4/ 311، 312، وتاريخ ثغر عدن 2/ 101.(42/129)
ما كلُّ من يتسمَّى بالعزيز لها ... أهلٌ ولا كلُّ برْقٍ سُحْبُهُ غَدِقَهْ
بين العَزيزَيْن بَوْنٌ فِي فَعَالهما ... هذاك يُعطي، وهذا يأكل [1] الصَدَقَهْ
تُوُفّي سيف الْإِسْلَام فِي شوّال بالمنصورة، مدينة أنشأها باليمن، وقام بالمُلك بعده ابنه إِسْمَاعِيل الّذي سفك الدّماء، وادَّعى أنّه أُمَويّ، ورام الخلافة وتلقَّب بالهادي، وكان شَهْمًا، شجاعا، طيّاشا، وكان أَبُوهُ يخاف منه. وقد وفد على عمّه السّلطان صلاح الدّين قبل موته بأيّامٍ، ثمّ رجع إِلَى اليمن، فأدركتْه وفاةُ أَبِيهِ وقد قارب تَعِز، فتسلَّم اليمن.
130- طَلْحَةُ بْن مظفَّر بْن غانم [2] .
أبو مُحَمَّد العراقيْ، العَلْثي الحنبليّ، الزّاهد.
تفقّه ببغداد على الْإِمَام أَبِي الفتح بْن المَنِّيّ، وغيره.
وسمع من: أبي الفتح بن البطي، ويحيى بن ثابت، وأحمد بن المبارك المرقّعاتيّ، وطائفة.
وعُني بالحديث، وحصّل، وقرأ على ابن الجوزيّ أكثر مصنَّفاته. ثُمَّ انقطع فِي زاويته بالعَلْث [3] ، وأقبل على العبادة وتعليم العِلم، وأقبل النّاس عليه، وصار له أتباع، واشتهر اسمه. وكان من الثّقات رَضِيَ اللَّه عَنْهُ.
روى عَنْهُ: يوسف بن خليل، وجماعة.
وتُوُفّي فِي ثالث عشر ذي الحجَّة، وله جماعة أولاد. وهو ابن عمّ الزّاهد إسحاق العلثيّ.
__________
[1] في ديوان ابن عنين 223، والوافي بالوفيات 16/ 451 «يأخذ» .
[2] انظر عن (طلحة بن مظفّر) في: معجم البلدان 3/ 711، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 295 رقم 413، وأخبار الزهاد لابن الساعي، ورقة 77، والمختصر المحتاج إليه 2/ 121 رقم 743، والمشتبه 2/ 468، والذيل على طبقات الحنابلة 1/ 390، 391، وتوضيح المشتبه 6/ 318، والتاج المكلّل للقنوجي 312، 313، وشذرات الذهب 4/ 313 وفيه:
«طلحة بن عبد بن مظفر» .
[3] العلث: بالمثلّثة وفتح العين وسكون اللام. هي قرية من قرى دجيل من أعمال بغداد.(42/130)
- حرف العين-
131- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن هبة اللَّه [1] .
أبو مُحَمَّد الأُرْسُوفيّ، ثُمَّ الْمَصْرِيّ، الشّافعيّ، التّاجر.
كان كثير المال، غزير الإفضال، وافر البِرّ والمعروف.
وأُرْسُوف: بضمّ أوّله [2] .
132- عَبْد اللَّه بْن مَنْصُور بْن عِمران بْن ربيعة [3] .
أبو بَكْر الرَّبَعيّ، الْمُقْرِئ، الواسطيّ، المعروف بِابن الباقِلّانيّ.
شيخ العراق. وُلِد في المحرّم سنة خمسمائة. وقرأ القراءات على أَبِي العِزّ القلانِسيّ، وهو آخر أصحابه. وعلى: عليّ بْن عليّ بْن شيراز، وأبي مُحَمَّد سِبْط الخيّاط.
وسمع منهم، ومن: أَبِي عليّ الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيم الفارقيّ، وخميس الحَوْزيّ، وأبي الكرم نصر اللَّه بْن الجلَخْت، وأبي عَبْد اللَّه البارع، وأبي العزّ بْن كادَش، وأبي القاسم بْن الحُصَيْن، وأبي بكر المزرفيّ، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 277 رقم 379.
[2] وسكون الراء وضم السين المهملتين وبعد الواو الساكنة فاء. مدينة مشهورة على ساحل بحر الشام.
[3] انظر عن (عبد الله بن منصور) في: الكامل في التاريخ 12/ 130، وتاريخ دمشق (مخطوطة الأزهرية 70/ 10) ورقة 2 ب، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 453، 454، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 76- 78 رقم 381، وذيل الروضتين 12، والتقييد لابن نقطة 327، 328 رقم 394، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي 15/ 225، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 14/ 81 رقم 35، والمختصر المحتاج إليه 2/ 172، 173، رقم 812، وسير أعلام النبلاء 21/ 247- 248 رقم 127، والإشارة إلى وفيات الأعيان 308، وميزان الاعتدال 2/ 508 رقم 4226، والعبر 4/ 281، ودول الإسلام 2/ 72، والإعلام بوفيات الأعلام 244، ومعرفة القراء الكبار 2/ 450، 452، والمعين في طبقات المحدّثين 181 رقم 1930، ومرآة الجنان 3/ 453، 454، والوافي بالوفيات 17/ 640، 641، رقم 538، وغاية النهاية 1/ 460، 461 رقم 1927، ولسان الميزان 3/ 366 رقم 1466، وعقد الجمان 17/ ورقة 214، 215، والعسجد المسبوك 2/ 241، والنجوم الزاهرة 6/ 146، وشذرات الذهب 4/ 314.(42/131)
روى عَنْهُ تاج الْإِسْلَام أبو سعْد السَّمْعانيّ، وأبو القاسم بْن عساكر أناشيد، وماتا قبله بدهر.
وقد ذكره ابن عساكر فِي «تاريخه» فقال: شابٌ قدِم دمشق وأقرأ بها، وكان قد قرأ على القلانِسِيّ. قرأ عليَّ كتاب «الغاية» لابن مهران، «وتفسير الواحديّ الوسيط» .
قال: ورأيت له قصيدة مدَح بها بعض النّاس بدمشق يقول:
بِأّيِّ حُكْمٍ دمُ العُشّاق مطْلُولُ ... فليس يودي لهم في الشّرع مقتول
ليت البَنَان الّتي فيها رأيتُ دمي ... يُرى بها لي تقليبٌ وتقبيلُ [1]
قلت: وقرأ عليه بالقراءات التّقيّ أبو الحسن بن باسويه، والمرجّى بْن شُقَيْرة التّاجر، وأبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بن سعيد الدّبيثيّ، والحسن بن أبي الحسن بْن ثابت الطّيْبيّ، والعلّامة أبو الفَرَج بْن الجوزيّ، وولده الصّاحب محيي الدّين يوسف، وخلْق سواهم.
وازدحم عليه الطَّلبة وقصدوه من النّواحي.
لكن قد ضعّفه غير واحد.
قَال ابن نُقْطَة [2] : حدَّث «بسُنَن أَبِي دَاوُد» ، وعن أَبِي عليّ الفارقيّ، وسمعه منه فِي سنة ثمان عشرة وخمسمائة.
قال: وحدّثني أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن الواسطيّ ابن أخت ابن عبد السّميع، وكان ثقة صالحا، قال: سمعت منه «السُّنَن» وسماعه فيه صحيح.
__________
[1] وقال ابن عساكر: أنشد لأبي الحسن محمد بن علي بن أبي الصَّقر الواسطي لنفسه ارتجالا وقد دخل غزاء لصبيّ وهو في عشر المائة، وبه ارتعاش، فتغامز عليه الحاضرون، فقال:
إذا دخل الشيخ بين الشباب ... وقد مات طفل صغير
رأيت اعتراضا على الله إذ ... توفي الصغير وعاش الكبير
فقل لابن شهر وقل لابن ألف ... وما بين ذاك هذا المصير
[2] في التقييد 327.(42/132)
قال: وكان قد قرأ على القلانِسيّ بكتاب «الإرشاد» [1] وقراءته به صحيحة، وما سوى ذلك فإنه يزوّره.
قال ابن نُقْطة: وقال لي أبو طَالِب بْن عَبْد السّميع: كان ابن الباقِلّانيّ يسمّع كتاب «مناقب عليّ» ، عن مؤلّفه أَبِي عَبْد اللَّه بْن الْجُلّابي، فقال لي:
نسخته ليست موجودة بواسط، يعني سماعه. فقلت له: إنّ النُّسَخ بها مختلفة تزيد وتنقص. فلم يزل يُسمّعها من أيِّ نسخةٍ كَانَتْ.
وقد ضعّفه الدُّبيثيّ فقال [2] : انفرد برواية العشرة عن أَبِي العِزّ، وادّعى رواية شيءٍ آخر من الشّواذ عن أَبِي العِزّ، فتكلَّم النّاس فِيهِ، ووقفوا فِي ذلك، واستمرّ هُوَ على روايته للمشهور والشّاذّ شَرِهًا منه.
قال: وكان حَسَن التّلاوة، عارفا بوجوه القراءات.
وتُوُفّي فِي سلْخ ربيع الآخر. وأقرأ النّاسَ أكثر من أربعين سنة.
قال: وسمعت أَبَا طَالِب عَبْد المحسن بْن أَبِي العميد الصُّوفيّ يقول: رَأَيْت في المنام بعد وفاة ابن الباقِلّانيّ كأنّ شخصا يقول لي: صلّى عليه سبعون وليّا للَّه.
قلت: آخر من مات من تلامذته الشّريف الدّاعي.
133- عَبْد الخالق بْن الْمُبَارَك بْن عِيسَى [3] .
أبو الفَرَج ابن المزيّن الْبَغْدَادِيّ، القارئ.
سمع من: أَبِي الْحُسَيْن محمد بن مُحَمَّد بْن الفرّاء.
وكان معمّرا عاش نَيِّفًا وتسعين سنة.
__________
[1] هو كتاب: الإرشاد في معرفة علماء الحديث، لأبي يعلى الخليل بن عبد الله القزويني (ت 446 هـ.) ، وقد حققه د. محمد سعيد بن عمر إدريس- وصدر عن دار الرشد بالرياض 1409 هـ. / 1989 م. في 3 مجلّدات.
[2] في ذيل تاريخ بغداد 15/ 225.
[3] انظر عن (عبد الخالق بن المبارك) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 277 رقم 380، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 152.(42/133)
134- عَبْد الكريم بْن يحيى بْن شُجاع بْن عَبَّاس [1] .
أبو مُحَمَّد القَيْسيّ الدَّمشقيّ، المعروف بابن الهادي.
سمع: عَبْد الكريم بْن حَمْزَة، ويحيى بْن بطْريق.
روى عَنْهُ: يوسف بْن خليل، والعماد بْن عساكر، وجماعة.
ويقال له كرم [2] .
تُوُفّي فِي ثاني شعبان.
135- عَبْد الكريم بْن يوسف بْن مُحَمَّد [3] .
أبو نصر الْبَغْدَادِيّ، الخيفيّ، المعروف بابن الدّيناريّ.
وُلِد سنة سبْع عشرة وخمسمائة.
وسمع من: هبة اللَّه بْن الحُصَيْن.
وحدَّث.
وتوفي في جمادى الأولى.
روى عنه: ابن الدُّبيثيّ، وغيره.
136- عَبْد الوهّاب بْن الشَّيْخ عَبْد القادر بْن أَبِي صالح [4] .
الفقيه أبو عَبْد اللَّه الجيليّ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ، الأزَجيّ، الواعظ الحنبليّ.
ولد سنة ثنتين وعشرين وخمسمائة.
__________
[1] انظر عن (عبد الكريم بن يحيى) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 282، 283 رقم 394.
[2] هكذا في الأصل. وفي (التكملة) : يسمّى: كريما.
[3] انظر عن (عبد الكريم بن يوسف) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 279 رقم 387، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 165، والجواهر المضية 2/ 459 رقم 856، والفوائد البهية 101، والطبقات السنية ج 2/ ورقة 547، 548، وهدية العارفين 1/ 609، وكتائب أعلام الأخيار، رقم 398، ومعجم المؤلفين 6/ 7 وفيه وفاته سنة 590 هـ.
[4] انظر عن (عبد الوهاب بن الشيخ عبد القادر) في: مشيخة النعّال 132، 133، وذيل الروضتين 12، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 288، 289 رقم 403، ومرآة الزمان ج 8/ 454، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 155، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار (الظاهرية) ورقة 63، والذيل على طبقات الحنابلة 1/ 388- 390، وعقد الجمان 17/ ورقة 214، 215، وقلائد الجواهر للتادفي 42، وشذرات الذهب 4/ 314، والتاج المكلّل للقنوجي 212.(42/134)
وسمع من: أَبِي الفضل الأُرْمَوِيّ، وأبي غالب بن البنّاء، وولده سَعِيد بْن أَبِي غالب، وأبي مَنْصُور بْن زُرَيق القزّاز، ومحمد بْن أَحْمَد بْن صرما.
وتفقّه على والده، ودرّس بعده بمدرستهم، وحدَّث ووعظ وأفتى وناظَرَ، وروسل من الدّيوان الْعَزِيز. وكان أديبا ظريفا، ماجنا، خفيفا على القلوب.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، وابن خليل.
وولّاه النّاصر لدين اللَّه المظالم، وبنى [1] تربة الخلاطيَّة.
قال أبو شامة [2] : قيل له يوما فِي مجلس وعظه: ما تقول في أهل البيت؟ قال: قد أَعْموني. وكان أعمش. أجابَ عن بيتِ نفسه.
وقيل له يوما: بأيّ شيء يُعرف المُحِقّ من المُبْطِل؟
قال: بلَيْمُونَة. أجاب عمّن يخضِب، أي بلَيْمُونَة، يزول خِضَابُه.
وقال ابن البُزُوريّ: وعظ مرَّةً، فقال له شخص: ما سمعنا مثل هَذَا.
فقال: لا شكّ يكون هَذَيان.
تُوُفّي فِي شوّال.
137- عُبَيْد اللَّه بْن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الملك [3] .
أبو الْحُسَيْن بْن قزمان، القُرْطُبيّ.
سمع من: أَبِيهِ القاضي أَبِي مروان.
وسمع «صحيح البخاريّ» من أَبِي جَعْفَر البَطْروحيّ. وأجاز له أبو مُحَمَّد بْن عتّاب، وأبو بحر الأَسَديّ.
وولي القضاء بكور قُرْطُبة. وكان بصيرا بالأحكام، أديبا، شاعرا، بارع الخطّ.
سمع منه: أبو سُلَيْمَان بْن حَوْط اللَّه قبل الثّمانين.
واختبل قبل موته بمدّة.
__________
[1] في الأصل: «وبنا» .
[2] في ذيل الروضتين 12.
[3] انظر عن (عبيد الله بن عبد الرحمن) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.(42/135)
تُوُفّي سنة ثلاثٍ أو أربعٍ وتسعين. ذكره الأبّار.
138- عُبَيْد اللَّه بْن يُونُس بْن أَحْمَد [1] .
أبو المظفَّر الأزَجيّ، الْبَغْدَادِيّ، الوزير جلال الدّين.
تفقَّه على: أَبِي حكيم إِبْرَاهِيم بْن دينار النّهْروانيّ.
وقرأ الأُصُول والكلام على أَبِي الفَرَج صَدَقة بْن الْحُسَيْن.
وسمع: أَبَا الوقت، ونصر بْن نصْر العُكْبَرِيّ.
وسافر إِلَى هَمَذَان، فقرأ القراءات أو بعضها على الحافظ أَبِي العلاء، ثُمَّ داخَلَ الدّولة إِلَى أن رُتِّب وكيلا لوالدة الخليفة، ثُمَّ ترقّى أمره، وعظُم قدْره، إِلَى أنْ ولي الوزارة للنّاصر لدين اللَّه فِي سنة ثلاثٍ وثمانين. ثمّ سار بالجيوش المنصورة لمناجزة طُغْرِيل بْن أرسلان السَّلْجوقيّ، وعمل معه مُصَافًّا، فانكسر الوزير وانجفل جَمْعُه وأُسِر، وحُمِل إِلَى هَمَذَان، ثُمَّ إِلَى أَذَرْبَيْجان. ثُمَّ تسحّب فجاء إِلَى الموصل، ثُمَّ إِلَى بغداد متستّرا، ولزِم بيته مدّة، ثمّ بعد مدّة ظهر، فرتّب ناظرا للخزانة، ثمّ نقل إلى الاستداريّة، وذلك في سنة سبع وثمانين، وصار كالنّائب فِي الوزارة. فلمّا وُلّي ابن القصّاب الوزارة سنة تسعين قبض على جلال الدّين ابن يُونُس وسجنه. فلمّا مات ابن القصّاب عام أوّلٍ، نقلوا ابن يُونُس إِلَى دار الخلافة، وحُبِس فِي مطمورة، وكان آخر العهد به.
قال أبو عَبْد اللَّه بْن النّجّار [2] : كان يعرف الكلام. صنَّف كتابا فِي الأصول والمقالات، وسمعه منه الفضلاء.
__________
[1] انظر عن (عبيد الله بن يونس) في: الكامل في التاريخ 11/ 562 و 12/ 24، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 438، وخلاصة الذهب المسبوك للإربلي 283، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 249، والتاريخ المجدّد لابن النجار (مخطوطة الظاهرية) ورقة 116، وذيل الروضتين 32، وفيه «عبد الله» ، وسير أعلام النبلاء 21/ 299، 300 رقم 155، والإشارة إلى وفيات الأعيان 308، وذيل طبقات الحنابلة 1/ 392.
[2] في التاريخ المجدّد، ورقة 71.(42/136)
وسمع منه الحديث: عَبْد الْعَزِيز بْن دُلَف، وأبو الْحَسَن بْن القَطِيعيّ.
ولم يكن فِي ولايته محمودا.
قيل: مات فِي صَفَر فِي السِّرْداب، ودُفِن به.
139- عَذراء بِنْت شاهنشاه بْن أيّوب بن شاذي [1] .
الخاتون الجليلة صاحبة العذراويّة، وأخت عزّ الدّين فرّوخ شاه.
تُوُفّيت فِي أوّل العام، ودُفِنت بتُربتها فِي مدرستها داخل باب النّصر.
وهي عمَّة الملك الأمجد البَعْلَبَكِّيّ.
140- عَلِيّ بْن أَبِي بَكْر بْن عَبْد الجليل [2] .
العلّامة، شيخ الحنفيَّة، برهان الدّين المَرْغِينَانيّ، الحنفيّ، صاحب كتابيَ «الهداية» و «البداية» فِي المذهب.
تُوُفّي رحمه اللَّه تعالى ليلة الثّلاثاء لأربع عشرة ليلةٍ خَلَت من ذي الحجّة سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة، رحمه الله تعالى [3] .
__________
[1] انظر عن (عذراء بنت شاهنشاه) في: ذيل الروضتين 11، ووفيات الأعيان 2/ 453، والإشارة إلى وفيات الأعيان 308.
[2] انظر عن (علي بن أبي بكر) في: سير أعلام النبلاء 21/ 232 رقم 118، وتاج التراجم 42، وطبقات الفقهاء لطاش كبرى زاده 101، والجواهر المضيّة 2/ 627- 629 رقم 1030، ومفتاح السعادة 2/ 263، 264، وكتائب أعلام الأخيار، رقم 425، والطبقات السنيّة، رقم 1457، وكشف الظنون 1/ 227، 228، 352، 569 و 32/ 1250، 1251، 1622، 1660، 1830، 1852، 1953، 2032، والفوائد البهية 141- 144، وإيضاح المكنون 2/ 570، وهدية العارفين 1/ 702، والأعلام 5/ 73، ومعجم المؤلفين 7/ 45.
[3] وقال ابن أبي الوفاء القرشي: أقرّ له أهل عصره بالفضل والتقدّم، كالإمام فخر الدين قاضي خان، والإمام زين الدين القبّابي. وفاق شيوخه وأقرانه، وأذعنوا له كلهم، ولا سيّما بعد تصنيفه لكتاب «الهداية» و «كفاية المنتهى» . ونشر المذهب، وتفقّه عليه الجمّ الغفير.
سمعت قاضي القضاة شمس الدين بن الحريري يذكر عن العلّامة جمال الدين ابن مالك أن صاحب «الهداية» كان يعرف ثمانية علوم. ورحل، وسمع، ولقي المشايخ، وجمع لنفسه مشيخة كتبتها، وعلّقت منها فوائد. (الجواهر) .(42/137)
141- عليّ بْن خليفة بْن عليّ [1] .
أبو الْحَسَن بْن المُنقَّى، الْمَوْصِلِيّ، النَّحويّ.
كان زاهدا، ورِعًا، صالحا. أقرأ العربيَّة مدَّةً، وله شِعْر حَسَن، ومقدّمة نحو. وتخرَّج به خلْق من أَهْل الموصل.
وكان مع دينه يهجو بالشِّعر.
142- عليّ بْن علي بْن أَبِي البركات هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن علي بْن أَحْمَد [2] .
قاضي القُضاة أبو طَالِب ابن البخاريّ، البغداديّ، الفقيه الشّافعيّ.
ولد سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة، وتفقّه على العلّامة أَبِي القاسم يحيى بْن فضلان.
وسمع من: أَبِي الوقت، وغيره.
وخرج أَبُوهُ قاضيا إِلَى بعض بلاد الروم، فسافر معه وأقام هناك. فلمّا تُوُفّي أَبُوهُ وُلّيَ هُوَ القضاء. ثُمَّ إنّه عُزِل فسار إِلَى الشّام، ثمّ عاد إِلَى بغداد بعد عشرين سنة، فأُكْرِم مورده، وزِيد فِي احترامه. ثمّ إنّه ولّي قضاء القضاة سنة اثنتين وثمانين.
__________
[1] انظر عن (علي بن خليفة) في: معجم الأدباء 13/ 215، والوافي بالوفيات 21/ 80، 81 رقم 44، وبغية الوعاة 2/ 165، وكشف الظنون 2/ 1743 وفيه وفاته سنة 562 هـ. وهو غلط، ومعجم المؤلفين 7/ 87.
[2] انظر عن (علي بن علي) في: الكامل في التاريخ 12/ 130، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 281 رقم 391، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 1145، وخلاصة الذهب المسبوك للإربلي 283، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 251، والعبر 4/ 282، وسير أعلام النبلاء 21/ 224 دون ترجمة، والإشارة إلى وفيات الأعيان 308، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 279، 280 (7/ 227، 228) ، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 2173، 174، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 148 ب، 149 أ، والبداية والنهاية 13/ 15، والعقد المذهب، ورقة 163، والعسجد المسبوك 2/ 241، 242، وعقد الجمان 17/ ورقة 210- 213، والنجوم الزاهرة 6/ 140، وشذرات الذهب 4/ 314، 315.(42/138)
ثُمَّ ناب فِي الوزارة مع القضاء مُديدَة، ثُمَّ عُزل عَنْهَا، ثمّ أُعيد إِلَى قضاء القُضاة سنة تسعٍ وثمانين.
وتُوُفّي فِي جُمادى الآخرة.
143- علي بْن مُحَمَّد بْن حَبْشيّ [1] ، بفتح الحاء ثمّ سكون الباء.
أبو الْحَسَن الأَزَجيّ الرّفّاء.
روى عَنْ: أَبِي سعْد أَحْمَد بْن مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ.
وتُوُفّي فِي المحرَّم.
144- عليّ بْن مُوسَى بْن عليّ بْن مُوسَى بْن مُحَمَّد بْن خَلَف [2] .
أبو الْحَسَن بْن النَّقَرات الأنصاريّ، السّالمّي، الأندلسيّ، الْجَيّاني، نزيل مدينة فاس.
أَخَذَ القراءات عن: أَبِي عليّ بْن عَريب، وأبي العبّاس بْن الحُطَيْئة، وعبد اللَّه بْن مُحَمَّد الفِهْريّ.
وحدّث عَنْ: أَبِي عَبْد اللَّه بْن الدّمامة، وأبي الْحَسَن اللّواتي.
وأقرأ النّاس، ووُلّي خطابة فاس.
وأكثر عَنْهُ: أبو الْحَسَن بْن القطّان.
وإليه يُنسب الكتاب الموسوم «بشذور الذَّهَب» في الكيمياء [3] .
__________
[1] انظر عن (علي بن محمد بن حبشي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 274، 275 رقم 374، والمشتبه 1/ 210، وتوضيح المشتبه 3/ 70.
[2] انظر عن (علي بن موسى) في: تكملة الصلة لابن الأبّار، رقم 1877، وجذوة الاقتباس 481، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة ج 5/ 412، وفوات الوفيات 3/ 106، والوافي بالوفيات 22/ 260- 264 رقم 185، وغاية النهاية 1/ 581، ولسان الميزان 4/ 265، ونفح الطيب 3/ 605، وشذرات الذهب 4/ 317.
[3] لم ينظم أحد في الكيمياء مثل نظمه، بلاغة معان وفصاحة ألفاظ وعذوبة تراكيب، حتى قيل فيه: إن لم يعلّمك صنعة الذهب، فقد علّمك صنعة الأدب. وقيل: هو شاعر الحكماء وحكيم الشعراء. وقصيدته الطائية أبرزها في ثلاثة مظاهر: مظهر غزل، ومظهر قصة موسى، والمظهر الّذي هو الأصل في صناعة الكيمياء، وهذا دليل القدرة والتمكّن، وأولها:(42/139)
وقد ذكره التُّجَيْبِيّ ووصفه بالزُّهْد والصّلاح والورع. وقال: ولد سنة خمس عشرة وخمسمائة. وعاش إِلَى هَذَا العام [1] .
145- عُمَر بْن مُحَمَّد بْن عليّ [2] .
أبو حَفْص الْبَغْدَادِيّ، القزّاز. ويُعرف بابن العُجَيْل.
حدَّث عن: هبة اللَّه بْن الحُصَيْن.
وكان رجلا صالحا.
تُوُفّي فِي صَفَر رحمه اللَّه تعالى.
146- عُمَر بْن أَبِي المعالي [3] .
الْبَغْدَادِيّ، الكُمَيْماثيّ [4] ، الزَّاهد. صاحب الشّيخ عَبْد القادر.
__________
[ () ]
بزيتونة الدهن المباركة الوسطى ... غنينا فلم نبدل بها الأثل والخمطا
صفونا فآنسنا من الطور نارها ... تشبّ لنا وهنا ونحن بذي الأرطى
فلما أتيناها وقرّب صبرنا ... على السير من بعد المسافة ما اشتطّا
نحاول منها جذوة لا ينالها ... من الناس من لا يعرف القبض والبسطا
هبطنا من الوادي المقدّس شاطئا ... إلى الجانب الغربيّ نمتثل الشرطا
وهي طويلة. وقال الصفدي: عدد أبيات «الشذور» ألف وأربع مائة وتسعون بيتا، جميعها من هذه المادّة، وهذا فنّ لا يقدر غيره عليه، ولا أعرف لأحد مثل هذا، نعم، المتنبّي وبعض شعراء العرب الفحول، لهم قدرة على إبراز صورة الحرب في صورة الغزل، فتجد حماستهم تشبه الأغزال.
[1] في الذيل والتكملة، ولسان الميزان، كان حيّا سنة 595 هـ. وفي شذرات الذهب توفي سنة 594 هـ.
[2] انظر عن (عمر بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 275 رقم 375، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 199.
[3] انظر عن (عمر بن أبي المعالي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 275 رقم 376، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 206، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار (باريس) ورقة 123، وأخبار الزهاد لابن الساعي، ورقة 9390، وسير أعلام النبلاء 21/ 224 دون ترجمة.
[4] هكذا في الأصل وتكملة المنذري، بضم الكاف. أما في: تاريخ ابن الدبيثي، وأخبار الزهاد لابن الساعي، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار: «الكيماي» .(42/140)
ذكره المُحِبّ بْن النّجّار [1] فقال: كان صالحا، منقطعا عن النّاس، مشتغلا بما يعنيه. كَانَتْ له حلقة بجامع القصْر بعد الجمعة. يجتمع حوله النّاس، ويتكلّم عليهم بكلامٍ مفيد. وكان له أتباع وأصحاب وَقَبُولٌ.
تُوُفّي فِي صَفَر، وقد جاوز السّبعين. وبَنَت والدةُ الخليفة على قبره قُبَّة.
147- عِيسَى بْن الشَّيْخ عَبْد القادر بْن أَبِي صالح الْجِيليّ.
أبو عَبْد الرَّحْمَن نزيل مصر.
سمع أَبَاهُ. وبدمشق: عليّ بْن مهديّ الهلاليّ.
ووعظ بمصر، وحصل له قَبُولٌ.
روى عَنْهُ: حَمْد بْن ميسرة.
وتُوُفّي فِي رمضان.
- حرف الفاء-
148- فايز بْن دَاوُد بْن بركة [2] .
أبو الفايز وأبو المظفّر النّهْروانيّ، الأَزَجيّ.
ولد سنة ثمان وخمسمائة.
وسمع من: إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن ملك العاقوليّ، وأبي الفضل الأُرْمَوِيّ، وأبي المعمّر الْمُبَارَك بْن أَحْمَد.
وحدَّث.
149- فتيان بْن مُحَمَّد بْن عليّ الخيّاط [3] .
حدَّث بالموصل عن: أَحْمَد بْن هشام الطّوسيّ.
توفّي في ذي الحجّة.
__________
[1] في ذيل تاريخ بغداد.
[2] انظر عن (فايز بن داود) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 283 رقم 396.
[3] انظر عن (فتيان بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 295 رقم 414.(42/141)
- حرف الميم-
150- مُحَمَّد بْن الفقيه أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي العز الْمُبَارَك بْن بَكْرُوس [1] .
أبو بَكْر الْبَغْدَادِيّ.
سمع: أَبَا مُحَمَّد بْن الخشّاب، وجماعة.
وتُوُفّي شابّا رحمه اللَّه.
151- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يحيى [2] بْن زَيْدِ بْن ناقة [3] .
أبو مَنْصُور الكوفيّ، المعدّل.
سمع: أَبَاهُ.
وحدَّث.
وتُوُفّي ببغداد فِي جُمَادَى الآخرة [4] .
152- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الباقي بْن أحمد بْن النَّرْسِيّ [5] .
أبو مَنْصُور العدل الْبَغْدَادِيّ، المحتسب.
تُوُفّي فِي ذي القعدة عن سبعين سنة.
روى عن: جدّه، وعن: هبة اللَّه بْن الطَّبر، وجماعة.
روى عنه عَبْد اللَّه بْن أحمد الخباز، وغيره.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 297 رقم 419، وتاريخ ابن الدبيثي (شهيد علي 1870) ورقة 15.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن يحيى) في: إكمال الإكمال لابن نقطة (الظاهرية) ورقة 62، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 279، 280 رقم 388، وتاريخ ابن الدبيثي (شهيد علي 1870) ورقة 14، 15، ومرآة الزمان 8 ق 2/ 450، وذيل الروضتين 9، والمختصر المحتاج إليه 1/ 15، وعقد الجمان 17/ ورقة 208، 209.
[3] تصحّف في ذيل الروضتين، وعقد الجمان إلى: «باقة» .
[4] ذكره سبط ابن الجوزي، وأبو شامة، وبدر الدين العيني في وفيات 592 هـ.
[5] انظر عن (محمد بن أحمد بن عبد الباقي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 292، 293 رقم 409، وتاريخ ابن الدبيثي (شهيد علي 1870) ورقة 15، والوافي بالوفيات 2/ 106 رقم 429، والمختصر المحتاج إليه 1/ 15، 16.(42/142)
153- مُحَمَّد بْن حسن بْن عطيَّة [1] .
الأنصاريّ، الجابريّ، جَابِر بْن عَبْد اللَّه، أبو عَبْد اللَّه السَّبْتيّ.
سمع وأكثر عن: القاضي عِياض. وسمع من: جدّه لأمّه سُلَيْمَان بْن تسع الخطيب، والحسن بْن سهْل الخُشنيّ. وجماعة.
قال الأَبّار: كان من الثّقة والأمانة والعدالة بمكان. ولي القضاء وعُني بعقد الشُّروط. وله حظٌّ من النّظم.
حدّث عَنْهُ من شيوخنا: أبو العبّاس العَزفيّ، وأبو بَكْر بْن محرز.
قلت: ومن آخر أصحابه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الأَزْدي، السَّبْتيّ.
154- مُحَمَّد بْن حَيْدَرة بْن عُمَر بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد [2] .
الشّريف أبو المعمّر بْن أَبِي المناقب العَلَويّ، الحُسَيْني، الزَّيْديّ [3] ، الكوفيّ.
ولُدِ سنة أربعٍ وخمسمائة بالكوفة، وبها مات فِي هَذَا العام تقريبا.
سمع من: أَبِي الغنائم مُحَمَّد بْن عليّ النَّرْسيّ، وهو آخر من حدَّث عَنْهُ بالكوفة.
ومن: جدّه أبي البركات عُمَر بْن إِبْرَاهِيم، وأبي غالب سَعِيد بْن مُحَمَّد الثّقفيّ.
روى عَنْهُ: أَحْمَد بْن طارق، ويوسف بْن خليل، وغيرهما.
وقال تميم بْن أَحْمَد البَنْدَنِيجيّ: إنّ أَبَا المعمّر كان رافضيّا يتناول الصّحابة.
155- مُحَمَّد بْن سيّدهم بْن هبة الله بن سرايا [4] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن حسن) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
[2] انظر عن (محمد بن حيدرة) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن الدبيثي 1/ 251، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 298 رقم 421، والوافي بالوفيات 3/ 32 رقم 910، والعبر 4/ 282، وسير أعلام النبلاء 21/ 223، 224 رقم 111، وميزان الاعتدال 3/ 533 رقم 7465، والإشارة إلى وفيات الأعيان 308، ولسان الميزان 5/ 151 رقم 514، والنجوم الزاهرة 3/ 14، وشذرات الذهب 4/ 315.
[3] تصحّفت هذه النسبة في (لسان الميزان) إلى: «الرَّبَذيّ» .
[4] انظر عن (محمد بن سيدهم) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 294 رقم 411، والعسجد المسبوك 2/ 242، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي- القسم الثاني- ج 4/ 24، 25 رقم 1014.(42/143)
أبو عَبْد اللَّه الْأَنْصَارِيّ، الدّمشقيّ، المعروف بابن الهَرّاس.
سمع: جمال الْإِسْلَام السُّلَميّ، ونصر اللَّه المصّيصيّ، وهبة اللَّه بْن طاوس، والبهجة أَبَا طالب عليّ بن عبد الرحمن الصّوريّ.
وأكثر عن: الحافظ ابن عساكر.
ولد سنة اثنتين أو ثلاث وخمسمائة.
وقد ذكر أنّه سمع من: هبة اللَّه بْن الأكفانيّ. وهو والد أَبِي الفضل أَحْمَد بْن مُحَمَّد.
روى عَنْهُ: الحافظ الضّياء، وابن خليل، والشّهاب إِسْمَاعِيل القُوصيّ، وطائفة.
وأوّل سماعه سنة ستّ عشرة وخمسمائة.
وتُوُفّي فِي ذي الحجَّة. وكان ثقة معمّرا، يلقَّب مُهذَّب الدّين.
156- مُحَمَّد بْن صَدَقة بْن مُحَمَّد [1] .
أبو المحاسن البُوسَنْجيّ [2] ، الكاتب، الأديب.
له شِعْرٌ بالعربيّة والعجميَّة.
وسمع من: القاضي أَبِي بَكْر الْأَنْصَارِيّ.
وتُوُفّي فِي رمضان.
ووَزَرَ لأمير واسط ولغيره. وكان والده من كبار الكُتّاب، وكان هُوَ يلبس القميص والشَّربوش على قاعدة كتّاب العجم، أبيض الرأس واللّحية [3] .
__________
[ () ] وقد ذكره المؤلّف- رحمه الله- في: سير أعلام النبلاء 21/ 224 دون أن يترجم له.
[1] انظر عن (محمد بن صدقة) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 288 رقم 401، وتاريخ ابن الدبيثي (شهيد علي 1870) ورقة 47، والوافي بالوفيات 3/ 159 رقم 1120.
[2] هكذا بالسين المهملة في الأصل. وفي تكملة المندري «البوشنجي» بالشين المعجمة.
[3] من شعره في الرثاء:
سقى الله أرضا ضمّ «أزدق» عارضا ... شآبيبه منهلّة كنواله
فو الله لا جاد الزمان بمثله ... ولا برحت عين العلى عن حياله
وله:(42/144)
157- مُحَمَّد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ.
أبو السُّعود الْبَغْدَادِيّ.
من بيت حشمة وولاية. وُلّي حجابة الحُجّاب.
وتُوُفّي فِي رمضان وشيّعه الأعيان.
158- مُحَمَّد بْن المحدّث أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن الْمُبَارَك بْن مُحَمَّد بْن مَشِّقْ [1] .
أبو نصر الْبَغْدَادِيّ، البيّع.
تُوُفّي شابا فِي حياة والده وله ثلاثٌ وثلاثون سنة.
سمع: أَبَا الْحَسَين بْن عَبْد الحقّ، وشُهْدَة، وطبقتهما.
تُوُفّي فِي ذي الحجَّة.
159- مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن طَلْحَةَ [2] .
أبو عَبْد اللَّه البَجَليّ، الواسطيّ، الشّاعر.
دخل بغداد، والشّام. ومدح غير واحد.
__________
[ () ]
بتنا وشعارنا التّقى والكرم ... والشمل بساحة اللّقا ملتئم
نشكو ونبثّ ما جناه الألم ... حتى بسم الصبح ولاح العلم
وله:
ولما دعاني نحوكم حافز الهوى ... ونازعني وجد وغالبني ذكر
وجدّد يأسي حين صبري عدمته ... وطوّح بي التذكار والشوق والفكر
تطفّلت والتطفيل عذر ذوي النهى ... على مثلكم مما يقوم به العذر
وقال:
أبا حسن هل جاز في الحبّ قبلها ... لمستسلم من أن يطاح له دم
يقاد على غير الرضا وهو مسلم ... فيلقى إلى لفّ العدي وهو مسلم
[1] انظر عن (محمد بن أبي بكر محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 295، 296 رقم 415، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 125، والوافي بالوفيات 1/ 149 رقم 62.
[2] انظر عن (محمد بن يحيى) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 278 رقم 382، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 175، والوافي بالوفيات 5/ 199، 200 رقم 2658.(42/145)
وتُوُفّي فِي ربيع الآخر [1] .
160- مُحَمَّد بْن يوسف بْن مفرّج [2] .
أبو عَبْد اللَّه البنانيّ البَلَنْسِيّ، الْمُقْرِئ المعروف بابن الجيّار.
أَخَذَ القراءات عن: أَبِي الأَصْبغ بْن المرابط، وأبي بَكْر بْن تمارة.
وسمع منهم ومن: أَبِي الْحَسَن بْن هُذَيْل.
أَخَذَ عَنْهُ: أبو الْحَسَن بْن خيرة، وأبو الرَّبِيع بْن سالم الكَلاعيّ.
وكان رجلا صالحا فاضلا.
تُوُفّي فِي رجب عن نيِّفٍ وسبعين سنة، وشيّعه الخلْق.
161- الْمُبَارَك بْن سَلْمان [3] بْن جَرْوان [4] بْن حُسَيْنِ.
أبو البَرَكات الماكِسِينيّ [5] ، ثمّ البغداديّ.
ولد سنة سبع عشرة وخمسمائة.
وسمع من: أبي القاسم بن الحصين، وأبي المواهب أَحْمَد بْن ملوك، وأبي بَكْر الأنصاريّ، وجماعة.
روى عَنْهُ: اليَلدانيَ، وابن خليل، والدُّبيثيّ.
وأجاز لأحمد بْن أَبِي الخير سلامة، وغيره.
__________
[1] من شعره:
لقد أوحشتني الدار بعد أنيسها ... وضاق عليّ الرحب وهو فسيح
وأصبح مغنى كنتم تسكنونه ... كجسم خلت منه العشيّة روح
ترى ترجع الأيام تجمع بيننا ... ويرجع وجه الدهر وهو صبيح
ويأتي بشير منكم فأضمّه ... وأشركه في مهجتي وأبيح
فإن تسمحوا بالبعد عني فإنني ... بخيل به لو تعلمون شحيح
[2] انظر عن (محمد بن يوسف) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
[3] انظر عن (المبارك بن سلمان) في: إكمال الإكمال لابن نقطة (الظاهرية) ورقة 75، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 291، 292 رقم 408، وتوضيح المشتبه 1/ 644 (البوراني) .
[4] جروان: بفتح الجيم وسكون الراء المهملة وفتح الواو وبعد الألف نون.
[5] الماكسيني: بفتح الميم وسكون الألف وكسر الكاف وبعدها سين مهملة مكسورة وياء آخر الحروف ونون. نسبة إلى ماكسين: مدينة بالجزيرة على الخابور.(42/146)
تُوُفّي فِي ذي القِعْدة.
162- محمود بْن أَحْمَد بْن ناصر [1] .
الحربيّ، الحذّاء [2] .
سمع: ابن الطّلّاية، وأبا الفَرَج عَبْد الخالق اليُوُسفيّ.
وحدَّث.
وتُوُفّي فِي ربيع الآخر.
163- مكّيّ بْن أَبِي القاسم عَبْد اللَّه بْن معالي [3] .
أبو إِسْحَاق الْبَغْدَادِيّ، الغرّاد [4] .
من ساكني المأمونيَّة. طلبَ بنفسه وكتب، وحصّل الأصول وأكثر.
ولد سنة ثلاثين وخمسمائة.
وسمع: أَبَا الفضل الأُرْمَوِيّ، ومحمد بْن ناصر، وأبا بَكْر الزّاغُونيّ، وطبقتهم. وخلْقًا بعدهم.
قال ابن النّجّار: لم يزل يسمع ويقرأ حتّى سمعنا بقراءته كثيرا. وكانت له حلقة بجامع القصر لقراءة الحديث يحضر فيها المشايخ عنده.
قال: وكان صالحا متديِّنًا، محمود الأفعال، مُحِبًّا للطّلّاب، متواضعا. وله شعْر. وسألت شيخنا ابن الأخضر عَنْهُ فأساء الثّناء عليه. وكذا ضعْفه شيخنا عَبْد الرّزّاق الْجِيليّ. وقال: كتب اسمه فِي طبقةٍ لم يكن قبل ذلك، وراجعتُه فأصرّ.
__________
[1] انظر عن (محمود بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 278، 279 رقم 383، والذيل على طبقات الحنابلة 1/ 391، وشذرات الذهب 4/ 315.
[2] كنيته: أبو البركات، ويقال: أبو الثناء.
[3] انظر عن (مكّي بن أبي القاسم) في: مشيخة النعّال 130، 131، والتقييد لابن نقطة 451، 452 رقم 603، وتاريخ ابن الدبيثي 15/ 255، والمختصر المحتاج إليه 3/ 195 رقم 1215، وميزان الاعتدال 4/ 179 رقم 8753. والذيل على طبقات الحنابلة 1/ 387، 388، ولسان الميزان 6/ 88 رقم 312، وشذرات الذهب 4/ 315.
[4] الغرّاد: بفتح الغين المعجمة وفتح الراء المهملة وتشديدها وآخره دال مهملة، قال المنذري: هُوَ الَّذِي يعمل البيوت من القصب فِي أعلى المنازل وغير ذلك.(42/147)
وقال الدُّبيثيّ [1] : كان شيخنا أبو بَكْر الحارميّ يذمّه ويَنْهى عن السّماع بقراءته.
سمع منه: أَبُو عَبْد اللَّه الدُّبِيثيّ، ويوسف بْن خليل، واليّلْدانيّ، وغيرهم. ولم يَرْوِ إلّا اليسير.
تُوُفّي فِي المحرَّم فِي سادسه، وشيّعه الخلْق، وحُمِل على الرّؤوس.
والغرّاد. هُوَ الَّذِي يعمل البيوت من القصب فِي أعلى المنازل، وهو بغَيْنٍ معَجَمة.
وقال ابن نُقْطَة [2] : سَأَلت ابن الحُصْريّ عَنْهُ بمكَّة فضعّفه وقال: كان يقرأ وإلى جانب حلقته جماعة يتحدّثون فيكتبهم. ووقع لي نسخة بكتاب الزّكاة من «سُنَن» أَبِي دَاوُد، وقد نقل مكّيّ عليه سماعا من الأُرْمَوِيّ، فأصلحت فِيهِ مائةَ موضعٍ أو أكثر. وغاية ما أخذه الجماعة عليه التّساهل [3] .
مات يوم الجمعة سادس شهر المحرَّم. وأبوه يروي عن ابن الحُصَيْن.
164- مكّيّ بْن عليّ بْن الْحَسَن [4] .
أبو الحَرَم العراقيّ، الحربيّ، الفقيه، الضّرير.
وحَرْبا: من عمل دُجَيْل.
تفقّه على: أَبِي مَنْصُور سَعِيد الرّزّاز. وسافر إلى الشّام في صباه،
__________
[1] في المختصر المحتاج إليه 3/ 195.
[2] قول ابن نقطة هذا في: إكمال الإكمال.
[3] وقال ابن نقطة في (التقييد 451) : وسماعه في «الجامع» وغيره صحيح.
حدّثني غير واحد من أصحابنا أن شيخنا عبد الرزاق بن عبد الرزاق بن عبد القادر الحافظ استعار منه مكي مائة جزء ونحو ذلك فأعادها إليه بعد يوم أو يومين وعليها طباق السماع فتكلّم فيه بسبب ذلك وقال: إن كان سمعها فمتى عارض بها النسخ التي سمع منها؟
قلت: وعبد الرزاق ومكّي قد سمعا في طبقة واحدة فيحتمل أن يكون مكّي قد سمع من الأصول التي عليها تفريع عبد الرزاق ثم نقل السماع إلى نسخة، وعلى هذا لا بأس به.
وكان من شيوخ أهل السّنّة المعروفين، رحمه الله، رأيت نسبه بخطه في إجازة وكتب:
مكّيّ بْن أَبِي القاسم عَبْد اللَّه بْن معالي بن عبد الباقي.
[4] انظر عن (مكي بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 283 رقم 395، ونكت الهميان 297، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 310، والعقد المذهب، ورقة 165.(42/148)
وسكن دمشق. وتفقّه بها أيضا على جمال الإسلام أَبِي الْحَسَن السُّلَميّ، فسمع منه ومن نصر اللَّه المَصّيصيّ.
روى عَنْهُ: الحافظ الضّياء، وابن خليل، وجماعة.
وتُوُفّي فِي شعبان. وكان مولده فِي سنة 518.
- حرف النون-
165- ناصر بْن مُحَمَّد بْن أَبِي الفتح [1] .
أبو الفتح الأصبهانيّ، القطّان، الْمُقْرِئ، المعروف بالويْرِج [2] .
شيخ كثير السّماع عالي الإسناد. ثقة.
سمع من: إِسْمَاعِيل بْن الإخشيد، وجعفر بن عبد الواحد الثقفي، وابن أبي ذر الصالحاني، والحسين بْن عَبْد الملك الخلال، وسعيد بْن أَبِي الرجاء، وفاطمة الْجُوزْدانيَّة.
وتفرَّد فِي وقته بأشياء. أكثر عَنْهُ يوسف بْن خليل، وأبو رشيد الغزّال، وأبو الجناب الخيوقيّ.
قال لنا أبو العلاء الفَرَضيّ: سمع ناصر بن محمد الويرجي «مُسْنَد أَبِي حنيفة» ، جمْع ابن الْمُقْرِي، من إِسْمَاعِيل بْن الإخشيد، عن ابن عَبْد الرحيم، عَنْهُ. وسمع كتاب «شرح معاني الآثار» للطَّحاوي، من الإخشيد أيضا بسماعه من مَنْصُور بْن الْحُسَيْن، عن ابن المقري، عَنْهُ. وسمع «المعجم الكبير» [3] من
__________
[1] انظر عن (ناصر بن محمد) في: التقييد لابن نقطة 469 رقم 632، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 294 رقم 412، والعبر 4/ 282، والمعين في طبقات المحدّثين 181 رقم 1928، وسير أعلام النبلاء 21/ 306، 307 رقم 163، والإعلام بوفيات الأعلام 244، والإشارة إلى وفيات الأعيان 308، والعسجد المسبوك 2/ 242، والنجوم الزاهرة 6/ 143، وشذرات الذهب 4/ 315.
[2] هكذا ضبط في الأصل بكسر الواو والراء، وسكون الياء المثنّاة من تحتها.
والويرج بالفارسية: السوسن الأصفر أو النيلوفر.
[3] للطبراني.(42/149)
فاطمة، و «المعجم الصّغير» [1] من خُجَسْته، وقال: تُوُفّي فِي ثامن ذي الحجَّة.
166- نصر اللَّه بْن مُحَمَّد بْن المسلَّم بْن أَبِي سُراقة [2] .
أبو الفتح الدَّمشقيّ، الكاتب.
سمع: أَبَا الفتح نصر اللَّه بْن مُحَمَّد المصّيصيّ، الفقيه.
روى عنه: ابن خليل.
توفّي في ربيع الآخر.
167- نصْر بْن صَدَقَة بْن نجا بْن أَبِي بَكْر المُظَفَّر [3] .
الصَّرْصَرِيّ، ثُمَّ الأَزَجيّ، البيّع.
سمع من: أبي القاسم بن الحصين.
وحدّث.
وتوفّي في هذه السّنة.
168- نصر بن عبد الكريم بن عبد السّلام [4] .
أبو القاسم البندنيجيّ، المقرئ الضّرير.
روى عن: ابن ناصر، وأبي الوقت.
169- نعمة بن أحمد بن أحمد [5] .
تاج الشّرف أبو البركات الزّيديّ، المصريّ، المؤذّن. رئيس المؤذّنين بجامع القاهرة.
تفقّه على مذهب مالك على أبي المنصور ظافر بن الحسن الأزديّ.
ذكره الحافظ المنذريّ فقال: برع في علم المواقيت، وتقدّم على أقرانه، ونظم في ذلك أرجوزة.
__________
[1] للطبراني أيضا.
[2] انظر عن (نصر الله بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 279 رقم 384.
[3] انظر عن (نصر بن صدقة) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 299 رقم 422.
[4] انظر عن (نصر بن عبد الكريم) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 296 رقم 417.
[5] انظر عن (نعمة بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 280 رقم 389.(42/150)
سمعت منه، وانتفع به جماعة.
روى عنه شيخنا إسماعيل بن عبد الرحمن الكاتب، وغيره.
وتوفّي في ثامن جمادى الآخرة.
170- نعمة الله بن أحمد بن يوسف بن سعيد [1] .
أبو الفضل الأنصاريّ، الواسطيّ، العدل. ويعرف بابن أبي الهندباء.
قرأ القراءات على: أبي الفتح المبارك بن أحمد الحدّاد، وعبد الرحمن بن الحسين ابن الدّجاجيّ.
وتفقّه على الإمام أَبِي جَعْفَر هبة اللَّه بْن البُوقيّ.
وسَمِع من جماعة، وقرأ علم الكلام على المجير محمود بن المبارك.
وحدّث بأناشيد.
توفّي في نصف رجب.
- حرف الهاء-
171- هبة الله بن رمضان [2] بن أبي العلاء بن شبيبا [3] .
أبو القاسم الهيتيّ، ثمّ البغداديّ، المقرئ.
ولد سنة عشر وخمسمائة.
وسمع من: هبة اللَّه بْن الحُصَيْن، ثُمَّ من: أَبِي الفتح الكَرُّوخيّ، وأبي الفضل الأُرْمَوِيّ، وغيرهم.
روى عَنْهُ: ابن خليل، والدُّبيثيّ، وأبو مُحَمَّد اليَلْدانيّ.
وكان رجلا صالحا، إماما بمسجد دار البساسيريّ.
__________
[1] انظر عن (نعمة الله بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 282 رقم 393، ومعجم الشافعية، ورقة 99.
[2] انظر عن (هبة الله بن رمضان) في: مشيخة النعّال 56- 59، وتلخيص مجمع الآداب ج 4/ رقم 1824، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 275، 276 رقم 377.
[3] شبيبا: بضم الشين المعجمة وفتح الباءين الموحّدتين، بينهما ياء ساكنة مثنّاة من تحتها.
وقد تصحّف في (تلخيص مجمع الآداب) إلى: «شبينا» بالنون.(42/151)
تُوُفّي فِي سابع عشر ربيع الأوّل.
وشُبَيْبَا: بالضّمّ.
172- هبة اللَّه بْن عُمَر بْن الْحُسَيْن بْن خليل [1] .
أبو البقاء الطّيبيّ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ، المقرئ.
سمع من: أبي غالب بن البنّاء، وأبي البركات يحيى بْن حُبَيْش، وأبي القاسم بْن السّمرقنديّ.
وروى عَنْهُ: ابن خليل، وجماعة.
وتُوُفّي فِي شعبان عن ثمانٍ وسبعين سنة.
- حرف الياء-
173- يحيى بْن أسعد [2] بْن يحيى بْن مُحَمَّد بْن بَوْش [3] .
أبو القاسم الأَزَجيّ، الحنبليّ، الخبّاز.
سمع الكثير فِي صِغره بإفادة خاله عليّ بْن أَبِي سعْد الخبّاز، من: أَبِي طَالِب عَبْد القادر بْن يوسف، وأبي الغنائم مُحَمَّد بْن المهتدي باللَّه، وأبي عليّ الْحَسَن بْن مُحَمَّد الباقَرْحِيّ، وأبي سعد بْن الطُّيُوريّ، وأبي غالب عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الملك الشَّهْرَزُوريّ، وأبي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن السَّمَرْقَنْديّ، وأبي البركات هبة اللَّه بن محمد بن البخاري، وأبي نصر أحمد بن هبة الله بن
__________
[1] انظر عن (هبة الله بن عمر) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 287 رقم 399، والمختصر المحتاج إليه 3/ 224، 225 رقم 1294.
[2] انظر عن (يحيى بن أسعد) في: مشيخة النعّال 133- 135، والتقييد لابن النقطة 486 رقم 661، وإكمال الإكمال له (الظاهرية) ورقة 61، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي 15/ 386، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 290، 291 رقم 405، وذيل الروضتين 12، 13، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 455، والمعين في طبقات المحدّثين 181 رقم 1929، وسير أعلام النبلاء 21/ 243، 244 رقم 125، والإعلام بوفيات الأعلام 244، ودول الإسلام 2/ 77، والعبر 4/ 283، والإشارة إلى وفيات الأعيان 308، وتوضيح المشتبه 1/ 650، وعقد الجمان 17/ ورقة 214، 215، والنجوم الزاهرة 6/ 140، وشذرات الذهب 4/ 315.
[3] بوش: بفتح الباء الموحّدة وسكون الواو وبعدها شين معجمة. وقال ابن نقطة: «البوشي» .(42/152)
النَّرْسِيّ، وأبي العزّ بْن كادِش، وعليّ بْن عَبْد الواحد الدِّينَوَرِيّ، وابن الحُصَيْن، وأبي عَبْد اللَّه البارع، وخلْق سواهم.
وأجاز له أبو القاسم بْن بيان، وأُبَيٌّ النَّرْسِيّ، وأبو عليّ الحدّاد ذكره أبو عَبْد اللَّه الدُّبيثيّ وقال: كان سماعه صحيحا. وبورك فِي عمره، واحتيج إليه، وحدَّث نحوا من أربعين سنة. ولم يكن عنده من العِلْم شيء.
قلت: روى عَنْهُ الشيخ الموفَّق، والبهاء عَبْد الرَّحْمَن، والتّقيّ عليّ بْن باسوَيْه، ومحمد بْن أَحْمَد بْن الفلّوس، ومحمد بْن عَبْد الْعَزِيز الصّوّاف، ومحمد بْن عَبْد القادر البَنْدَنيجيّ، وتميم بْن مَنْصُور الرُّصَافيّ، وجعفر بْن ثناء بْن القُرْطبان، وداود بْن شجاع البوَّاب، وعليّ بْن أَحْمَد بْن فائزة المؤدّب، وعليّ بْن أَبِي مُحَمَّد بْن الأخضر، وعليّ بْن مَعَالي الرُّصافيّ، وفضل اللَّه بْن عَبْد الرّزّاق الْجِيليّ، ومحيي الدّين يوسف بْن الْجَوْزيّ، وابن خليل، واليَلْدانيّ، وابن المُهَيْر الحَرّانيّ، وخلْق كثير.
وآخر من روى عَنْهُ بالإجازة أَحْمَد بْن أَبِي الخير.
تُوُفّي فِي ثالث ذي القعدة فجأة من لقمة غصّ بها فمات.
وكان فقيرا قانعا، وربّما كان يُعطي على التّسميع.
ووُلِد سنة عشر، وقيل سنة ثمان وخمسمائة. وهو أحدُ مَن سمع «المُسْنَد» بكماله على ابن الحُصَيْن.
174- يعيش بْن صَدَقَة بْن عليّ [1] .
أبو القاسم الفُراتيّ، الضّرير، الفقيه الشّافعيّ، صاحب ابن الخلّ.
__________
[1] انظر عن (يعيش بن صدقة) في: مشيخة النعّال 135، 136، والكامل في التاريخ 12/ 131، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 293 رقم 410، والمشتبه 2/ 501، وسير أعلام النبلاء 21/ 300، 301 رقم 156، وطبقات الشافعية الكبرى 4/ 325 (7/ 338، 339) ، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 277، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 152 أ، ونكت الهميان 312، والعقد المذهب لابن الملقّن، ورقة 165، ومعجم الشافعية لابن عبد الهادي، ورقة 112، وذيل طبقات الحنابلة 1/ 395، والعسجد المسبوك 2/ 242، وعقد الجمان 17/ ورقة 222، وشذرات الذهب 4/ 316، والتاج المكلّل 213.(42/153)
كان إماما، صالحا، بارعا فِي المذهب والخلاف. وكان أَجلْ من بقي ببغداد من الشّافعيَّة.
تخرَّج به جماعة، ودرَّس بمدرسة ثقة الدّولة، وبالمدرسة الكماليّة.
وكان سديد الفَتَاوى، حَسَن الكلام فِي المناظرة.
قرأ بالكوفة القراءات على الشّريف عُمَر بْن إِبْرَاهِيم بْن حَمْزَة العَلَويّ.
وسمع: أَبَا القاسم بْن السَّمَرْقَنْديّ، وأبا مُحَمَّد بْن الطّرّاح، وجماعة.
وتفقَّه على أَبِي الْحَسَن مُحَمَّد بْن الْمُبَارَك بْن الخلّ.
روى عَنْهُ: التّقيّ بْن باسوَيْه، وأبو عَبْد اللَّه الدُّبيثيّ، وابن خليل، واليَلْدانيّ، وآخرون.
وهو منسوب إِلَى نهر الفُرات.
تُوُفّي ببغداد فِي الرّابع والعشرين من ذي القعدة، وآخر من روى عَنْهُ بالإجازة أَحْمَد بْن أَبِي الخير.
175- يوسف بْن أَحْمَد.
الأمير صاحب الحديثة.
أُخِذت منه الحديثة، وقدِم بغداد فأقام بها إِلَى أن تُوُفّي فِي جُمادى الآخرة.
الكنى
176- أبو الهيجاء الكردي السّمين [1] .
الأمير الكبير حسام الدّين، من أعيان الدّولة الصلاحيَّة.
وُلّي نيابة عكّا فقام بأمرها أتمّ قيام كما ذكرناه فِي الحوادث. ثمّ صار بعد سنة تسعين إِلَى بغداد، وخدم بها رحمه الله.
__________
[1] انظر عن (أبي الهيجاء) في: الكامل في التاريخ 11/ 414، 484، 488 و 12/ 35، 55، 74، 119، 125، وذيل الروضتين 11.(42/154)
ووُلِد فيها: غازي بْن أَبِي الفضل الحلاويّ تقريبا، وأبو بَكْر بْن عُمَر بْن يُونُس المِزّيّ، وشمس الدّين مُحَمَّد بْن حسن بْن الحافظ أَبِي القاسم بْن عساكر، والْجُنَيْد بْن عِيسَى بْن خَلَّكان، والأمير شَرَف الدّين عِيسَى بْن مُحَمَّد بْن أَبِي القاسم الهَكّاريّ، والظَّهير محمود بْن عُبَيْد اللَّه الدّكانيّ.(42/155)
سنة أربع وتسعين وخمسمائة
- حرف الألف-
177- إِسْحَاق بْن عليّ بْن أَبِي ياسر أَحْمَد بْن بُنْدار بْن إِبْرَاهِيم [1] .
أبو القاسم الدِّينَوَرِيّ الأصل، الْبَغْدَادِيّ، التّاجر المعروف بابن البقّال [2] .
ويُعرف بابن الشّاة الحلّابة.
وُلِد سنة ستّ وعشرين وخمسمائة.
وسمع من: أَبِي القاسم بْن السَّمَرْقَنْديّ، وأبي الْحَسَن بْن عَبْد السّلام، وعليّ بْن الصّبّاغ، وغيرهم.
روى عَنْهُ: ابن الدُّبيثيّ، وابن خليل، وغيرهما.
سافر الكثير فِي التّجارة.
وتُوُفّي فِي رابع ربيع الأوّل.
وهو من بيتٍ معروف بالرّواية والأمانة.
178- أسماء بِنْت مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن طاهر بْن الرّان [3] .
الدّمشقيَّة.
سمعت من: عَبْد الكريم بْن حَمْزَة، وجدّها أَبِي المفضّل يحيى بن عليّ القاضي.
__________
[1] انظر عن (إسحاق بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 302، 303 رقم 429، وتاريخ ابن الدبيثي (بارس 5921) ورقة 252، 253، والمختصر المحتاج إليه 1/ 250.
[2] في تكملة المنذري «المعروف بابن القطّان» .
[3] انظر عن (أسماء بنت محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 314، 315 رقم 457، وسير أعلام النبلاء 21/ 329 دون ترجمة، وستعاد في وفيات السنة التالية برقم (226) .(42/156)
روى عَنْهَا: يوسف بْن خليل، وولدُها زين الأُمناء أبو البركات، والشّهاب إِسْمَاعِيل القُوصيّ، وآخرون.
وتُوُفّيت فِي ثالث عشر ذي الحجّة.
وهي أخت آمنة والدة قاضي القضاة محيي الدّين أَبِي المعالي مُحَمَّد بْن الزَّكيّ.
- حرف التاء-
179- تمّام بْن عُمَر بْن مُحَمَّدِ بْن عَبْد اللَّه [1] .
أبو الْحَسَن بْن الشَّنّا [2] الحربيّ.
سمع: أبا الحسين محمد بْن القاضي أَبِي يَعْلَى.
روى عَنْهُ: ابن الدُّبيثيّ، وابن خليل.
وبالإجازة: أَحْمَد بْن أَبِي الخير.
تُوُفّي فِي العشرين من شعبان.
- حرف الجيم-
180- جُرْديك [3] .
الأمير فلان الدّين النُّوريّ الأتابَكيّ، من كبار أمراء الدّولة.
وهو الّذي تولّى قتْل شاوَر بمصر، وقتل ابن الخشّاب بحلب.
وكان بطلا، شجاعا، جوادا. وُلّي إمرة القُدس لصلاح الدّين.
__________
[1] انظر عن (تمام بن عمر) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 308 رقم 446، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 286، والمختصر المحتاج إليه 1/ 266.
[2] الشّنّا: بالشين المعجمة والنون المشدّدتين.
[3] انظر عن (جرديك) في: الكامل في التاريخ 12/ 134 وفيه «جورديك» ، وزبدة الحلب 2/ 326، و 3/ 21، 31، 42، 69، 73، والروضتين 13، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 456، ومفرّج الكروب 3/ 52، والوافي بالوفيات 11/ 68 رقم 119، والسلوك ج 1 ق 1/ 58، والنجوم الزاهرة 6/ 326، وشذرات الذهب 4/ 316.(42/157)
- حرف الحاء-
181- حاتم بْن ظافر بْن حامد [1] .
أبو الْجُود الأُرْسُوفيّ، ثمّ المصريّ، الْمُقْرِئ الصّالح الشّافعيّ.
كان ينسخ فِي بيته فوقع عليه البيت فاستشهد.
وكان طيّب الصَّوت بالقرآن.
182- حامد بْن إِسْمَاعِيل بْن نصر [2] .
أبو مُحَمَّد الأصبهانيّ، الْبَغْدَادِيّ.
حدّث عن: أَبِي مَنْصُور بْن خيرون.
وتُوُفّي فِي جُمادى الأولى.
183- الْحَسَن بْن مُسلَّم [3] بْن أَبِي الْحَسَن بْن أَبِي الجود.
أبو عليّ الفَارِسيّ [4] ، الحَوْرِيّ [5] العراقيّ، الزّاهد.
أحد العُبّاد المشهورين رحمة الله عليه.
__________
[1] انظر عن (حاتم بن ظافر) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 304 رقم 433.
[2] انظر عن (حامد بن إسماعيل) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 306 رقم 438، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 37.
[3] انظر عن (الحسن بن مسلم) في: معجم البلدان 2/ 359 و 3/ 838، والكامل في التاريخ 12/ 138، 139، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 456، 457، وذيل الروضتين 13، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 300، 301، رقم 424، والمختصر المحتاج إليه 2/ 26، رقم 591، والعبر 4/ 283، والإشارة إلى وفيات الأعيان 309، ودول الإسلام 2/ 77، والمشتبه 2/ 492، وذيل طبقات الحنابلة 1/ 395، والوافي بالوفيات 12/ 270 رقم 242، وشذرات الذهب 4/ 316، والعسجد المسبوك 2/ 247، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 18، وأخبار الزهّاد لابن الساعي، ورقة 49، وسير أعلام النبلاء 21/ 301، 302 رقم 157، وعقد الجمان 17/ ورقة 222، وشذرات الذهب 4/ 316، والتاج المكلّل 213 و «المسلّم» : بضم الميم، وفتح السين المهملة، وتشديد اللام وفتحها.
[4] الفارسيّ: نسبة إلى الفارسية، قرية من قرى نهر عيسى.
وفي ذيل الروضتين 13: القادسي من قرية بنهر عيسى يقال لها القادسية.
[5] الحوري: بفتح الحاء المهملة، وسكون الواو، وراء.(42/158)
قرأ القرآن، وتفقّه فِي شبيبته.
وسمع من: أَبِي البدر إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الكَرْخيّ، وغيره.
روى عَنْهُ: يوسف بْن خليل، والدُّبيثيّ، وابن باسوَيْه، وآخرون، والتّقيّ اليَلْدانيّ.
وتُوُفّي فِي حادي عشر المحرَّم وقد بلغ التّسعين أو نحوها.
وكان مشتغلا بالعبادة، منقطِع القرين.
ذكره أبو شامة فقال [1] : أحد الأبدال، أقام أربعين سنة لا يكلّم أحدا وكان صَائِم الدّهر، يقرأ فِي اليوم واللّيلة ختمة. وكانت السِّباع تأوي إلى زاويته.
قال: تُوُفّي يوم عاشوراء، ودُفن برِباطه بالفارسيَّة، قرية من قُرى دُجَيل، وهو منها. وأمّا حَوْرا المنسوب أيضا إليها فقريةٌ من عمل دُجَيْل.
وذكره شيخنا ابن البُزُوريّ فقال: كان مُجِدًّا فِي العبادة، ملازما للمحراب والسّجّادة، ورِعًا، تقيّا، ومن الأدناس نقيّا، ظاهر الخُشُوع، كثير البكاء والخضوع، صحِب الشّيخ عَبْد القادر، والشّيخ حماد الدّبّاس. كذا قال.
وكان النّاس يقصدونه، ويتبركون به، ويغتنمون دعاءه. وتردّد إليه الْإِمَام النّاصر لدين اللَّه وزاره، وكان يعتقد فِيهِ.
قلت: وكان الشّيخ أبو الفَرَج بْن الجوزيّ يبالغ فِي وصْفه وتعظيمه، رحمه الله.
184- الحسن بْن هبة اللَّه [2] بْن أَبِي الفضل بْن سُفَير، بالفاء [3] .
أبو القاسم الدَّمشقيّ.
سمع من: جمال الْإِسْلَام أَبِي الْحَسَن، وأبي الفتح المصِّيصيّ.
__________
[1] في ذيل الروضتين 13.
[2] انظر عن (الحسن بن هبة الله) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 309 رقم 449، وتكملة إكمال الإكمال 195، 196.
[3] سفير: بضم السين المهملة، وفتح الفاء، وسكون الياء آخر الحروف وآخره راء مهملة.(42/159)
وحدَّث. روى عَنْهُ ابن خليل فِي «مُعْجمه» ، وغير واحد.
تُوُفّي فِي رمضان.
185- الْحُسَيْن بْن أبي المكارم أحمد بن الحسين بن بهرام [1] .
أبو عبد الله القزوينيّ، الصّوفيّ، الصّالح، والد أبي المجد مُحَمَّد.
روى عَنْهُ: ولده.
وتُوُفّي فِي صَفَر [2] .
- حرف الزاي-
186- زنْكيّ بْن قُطْب الدِّين مودود بن الأتابك زنكيّ بن آق سنقر [3] .
__________
[1] انظر عن (الحسين بن أبي المكارم) في: التدوين في أخبار قزوين 1/ 442، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 302 رقم 428.
[2] وقال المنذري: وكان قدم مصر وسمع بها، وحدّث.
وقال القزويني: فقيه شروطيّ محصّل، متديّن، محتاط، باغ للخير وساع فيه، كان يحيي مساجد بالجماعات، ويدلّ الناس على الصناعات، وسمع الحديث بقزوين، وتبريز، والشام، ومكة، وغيرها. وأجاز له أبو الوقت عبد الأول، وسمع منه صحيح البخاري بقراءة صالح بن أحمد الهروي، سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة.
سمع «الرياضة» للشيخ جعفر الأبهري من أبي علي الموسياباذي و «معالم التنزيل» ، و «شرح السّنّة» للبغوي، من أبي منصور بن حفدة، و «الاعتقاد» للبيهقي، و «التخيير» للقشيري، عن أبي محمد سهل بن عبد الرحمن السراج، بروايته عن أبي نصر القشيري، عن المصنفين.
سافر إلى الشام لسماع الحديث وزيارات قبور الأنبياء عليهم السلام.
[3] انظر عن (زنكي بن مودود) في: الكامل في التاريخ 12/ 132، والتاريخ الباهر 191، وتاريخ مختصر الدول 225، ومفرّج الكروب 3/ 78، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 457، وتاريخ الزمان 230، وذيل الروضتين 13، ووفيات الأعيان 2/ 81 رقم 232، وبغية الطلب 8/ 416 رقم 1230، وانظر الجزء الخاص بتراجم السلاجقة (الفهرس 398، 399) ، والمختصر في أخبار البشر 3/ 93، والدر المطلوب 13، والإعلام بوفيات الأعلام 244، والعبر 4/ 283، والإشارة إلى وفيات الأعيان 309، ودول الإسلام 2/ 104، وتاريخ ابن الوردي 2/ 112، ومرآة الجنان 3/ 477، والبداية والنهاية 13/ 16، والوافي بالوفيات 14/ 223، 224 رقم 301، وتاريخ ابن الفرات ج 4 ق 2/ 139، 140، والعسجد المسبوك 242، 243، والنجوم الزاهرة 6/ 144، والدارس في تاريخ المدارس 1/ 617.(42/160)
الملك عماد الدّين صاحب سِنْجار.
كان قد تملّك مدينة حلب بعد وفاة ابن عمّه الملك الصّالح إِسْمَاعِيل بْن نور الدّين، ثُمَّ إنّ الملك النّاصر صلاح الدّين سار إليه وحاصر حلب، ثُمَّ وقع بعد الحصار الاتّفاق على أن يترك حلب ويعوّضه بسنْجار وأعمالها، فسار إليها. ولم يزل ملكها إلى هذا الوقت.
وكان يكرم العلماء ويبرّ الفقراء. وبنى بسنجار مدرسة للحنفيّة.
وكان عاقلا، حسن السّيرة. تزوّج بابنة عمّه نور الدّين. وكان الملك صلاح الدّين يحترمه ويتحفه بالهدايا. ولم يزل مع صلاح الدّين في غزواته وحروبه.
توفّي في المحرّم.
قال ابن الأثير: كان بخيلا شديد البخل، لكنّه كان عادلا في الرعيّة، عفيفا عن أموالهم، متواضعا. ملك بعده ابنه قُطْب الدّين مُحَمَّد [1] .
- حرف السين-
187- سلامة بْن إِبْرَاهِيم بْن سلامة [2] .
المحدِّث أبو الخير الدَّمشقيّ، الحدّاد، والد أَبِي العبّاس أَحْمَد.
سمع: أَبَا المكارم عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن هلال، وعبد الخالق بْن أسد الحنفيّ، وعبد اللَّه بْن عَبْد الواحد الكَتّانيّ، وأبا المعالي بْن صابر، وجماعة.
ونسخ الكثير بخطّه، وكان ثقة صالِحًا، فاضلا. أَمَّ بحلقة الحنابلة بدمشق مدّة. وكان يلقّب تقيّ الدّين.
__________
[1] من شعره في مملوك تركي:
السّكّر صار كاسدا في شفتيه ... والبدر تراه ساجدا بين يديه
في الحسن عليه كل شيء وافر ... إلّا فمه فإنّه ضاق عليه
(الوافي بالوفيات 14/ 224) .
[2] انظر عن (سلامة بن إبراهيم) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 306 رقم 437، والإعلام بوفيات الأعلام 244، والإشارة إلى وفيات الأعيان 309، وذيل طبقات الحنابلة 1/ 397، والوافي بالوفيات 15/ 331، 332 رقم 470، وشذرات الذهب 4/ 316، 317.(42/161)
روى عَنْهُ: الحافظ الضّياء، وابن خليل، والشّهاب القُوصيّ، وابن عَبْد الدّائم، وآخرون.
تُوُفّي فِي السّابع والعشرين من ربيع الآخر فِي أوائل سنّ الشَّيْخوخة.
- حرف الطاء-
188- طَلْحَةُ بْن عُثْمَان بْن طلْحة بْن الْحُسَيْن بْن أَبِي ذَرّ [1] .
الصالحانيّ الأصبهانيّ.
تُوُفّي فِي رمضان.
ذكره المنذريّ.
- حرف العين-
189- عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْن أَحْمَد [2] .
الخطيب أبو الفضائل [3] الأصبهانيّ، الكاغَديّ، القاضي المعدَّل.
وُلِد سنة إحدى وخمسمائة.
وسمع من: أَبِي عليّ الحدّاد، ومُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الدّقّاق، وإسماعيل بْن الفضل الإخشيد، وفاطمة الْجُوزدَانيَّة، وغيرهم.
روى عَنْهُ: يوسف بْن خليل، وجماعة.
وآخر مَن روى عَنْهُ بالإجازة: أَحْمَد بْن أَبِي الخير.
تُوُفّي فِي العَشْر الأوّل من ذي القعدة.
__________
[1] انظر عن (طلحة بن عثمان) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 309 رقم 448.
[2] انظر عن (عبد الرحيم بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 309، 310، رقم 451، والإعلام بوفيات الأعلام 244، وسير أعلام النبلاء 21/ 246 رقم 127، والمعين في طبقات المحدّثين 181 رقم 1931، والإشارة إلى وفيات الأعيان 309، والعبر 4/ 7284 وذيل التقييد 2/ 112 رقم 1253، وشذرات الذهب 4/ 317.
[3] ويكنّى أيضا: «أبو نصر» . (ذيل التقييد 2/ 112) .(42/162)
190- عَبْد الوهّاب بْن جمّاز بْن شهاب [1] .
القاضي أبو مُحَمَّد النُّمَيْريّ، القَلْعيّ.
سمع من: الْمُبَارَك بْن عليّ السِّمِّذيّ، وابن ناصر، وأبي الوقت.
روى عَنْهُ: ابن خليل.
وتُوُفّي بدمشق فِي ربيع الأوّل.
وقد ناب عن قاضي القُضاة كمال الدّين الشّهْرُزوريّ.
وسمع منه الشّهاب القُوصيّ «صحيح الْبُخَارِيّ» كلّه. لَقَبُه تقيّ الدّين رحمه اللَّه.
191- عليّ بْن جَابِر بْن زهير بْن عليّ [2] .
القاضي أبو الْحَسَن البطائحيّ، الفقيه.
وُلِد سنة تسع وعشرين وخمسمائة.
وتفقّه على مذهب الشّافعيّ مدَّةً ببغداد، وتفقّه بالرَّحبة أيضا.
وسمع من: ابن ناصر، وعليّ بْن عَبْد الْعَزِيز بْن السّمّاك.
ووُلّي القضاء بسواد العراق مدَّةً.
وتُوُفّي فِي رمضان [3] .
192- عليّ بن سعيد بن فاذشاه [4] .
__________
[1] انظر عن (عبد الوهاب بن جمّاز) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 303 رقم 430، والمشتبه 1/ 107، وتوضيح المشتبه 2/ 402.
[2] انظر عن (علي بن جابر) في: معجم البلدان 3/ 12، وذيل الروضتين 13/ 14، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 316 رقم 460، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 220، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار (الظاهرية) ورقة 196، والعقد المذهب، ورقة 163، وعقد الجمان 17/ ورقة 223.
[3] أنشده القاسم بن علي صاحب المقامان لنفسه:
لا تخطون إلى خط ولا خطأ ... من بعد ما الشيب في فوديك قد وخطا
فأيّ عذر لمن شابت ذوائبه ... إذا سعى في ميادين الصّبا وخطا
[4] انظر عن (علي بن سعيد) في: سير أعلام النبلاء 21/ 246 (في آخر ترجمة عبد الرحيم بن محمد الكاغدي، رقم 127) وقال: وهو أحد العشرة.(42/163)
أبو طاهر الأصبهانيّ.
سمع: أَبَا عليّ الحدّاد.
وهو من كبار مشايخ ابن خليل.
تُوُفّي فِي ربيع الأوّل.
193- عليّ بْن عليّ بْن أَبِي طَالِب يحيى بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد [1] .
الشّريف الصّالح أبو المجد العَلَويّ، الحُسَيْنيّ، الْبَغْدَادِيّ، الحنفيّ، الفقيه.
ويُعرف بابن ناصر.
وُلِد سنة خمس عشرة وخمسمائة.
وسمع من القاضي أَبِي بَكْر الأنصاريّ، وحدَّث. ودرَّس بجامع السّلطان، وكان عارفا بالمذهب.
تُوُفّي فِي ليلة الثاني عشر من ربيع الأول.
ويقال إنّه سمع من: ابن الحُصَيْن.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، وابن خليل، وابن الأخضر رفيقه [2] .
194- عليّ بْن الْمُبَارَك بْن هبة اللَّه بْن المعمّر [3] .
__________
[ () ] يعني من أصحاب الحدّاد الذين أدركهم الحافظ ابن خليل.
[1] انظر عن (علي بن علي) في: الكامل في التاريخ 12/ 319 وفيه: «أبو المجد علي بن أبي الحسن علي بن الناصر محمد» ، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي 15/ 307 رقم 1122، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 457، 458، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 303 رقم 431، وذيل الروضتين 14، والجواهر المضية 1/ 368 (والترجمة ملحقة بالرقم 1014) ، وعقد الجمان 17/ ورقة 222، 223، والعسجد المسبوك 2/ 247، والوافي بالوفيات 21/ 338، 339 رقم 221.
[2] حبس أبو المجد في الديوان لسبب، فرأى الإمام الناصر في المنام امرأة تقول له: أطلق ولدي من الحبس فقال لها: من أنت؟ ومن ولدك؟ قالت: أنا فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وولدي ابن ناصر، فأمر بإطلاقه في الحال وخلع عليه وذكر له المنام فبكى وقال: والله ما فرحت بإطلاقي وتشريفي كفرحي بصحّة نسبي وإقرار السيدة أني من ولدها.
ومن شعره:
كل الأمور شواغل وقواطع ... فتخلّ عنها أيّها الرجل
وكل الأمور إلى مدبّرها ... وخف الفوات فقد دنا الأجل
[3] انظر عن (علي بن المبارك) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 304 رقم 434، والمختصر المحتاج إليه 3/ 140 رقم 1049.(42/164)
الشّريف أبو المعالي الهاشميّ، القَصْريّ.
سمع: هبة اللَّه بْن الحُصَيْن، وأبا مَنْصُور القزّاز، وأبا الْحَسَن بْن صَرْما، وجماعة.
تُوُفّي فِي عاشر ربيع الآخر.
195- عليّ بْن الْمُبَارَك بْن عَبْد الباقي [1] بْن بانَوَيْه [2] .
أبو الْحَسَن الظَّفَريّ، من محلَّة الظَّفَريَّة، النَّحْويّ، الأديب.
ويُعرف بابن الزّاهدة.
أَخَذَ العربيَّة عن أَبِي السّعادات بْن الشَّجريّ، وأبي جَعْفَر المعروف بالتّكْريتيّ، وابن الخشّاب.
وعلَّم العربية، وحدَّث، وتخرَّج به جماعة. تُوُفّي فِي ذي الحجَّة [3] .
وكانت أُمّه واعظة مشهورة بالعراق، وهي أمة السّلام مباركة.
__________
[1] انظر عن (علي بن المبارك بن عبد الباقي) في: معجم الأدباء 14/ 108- 110، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 310، 311 رقم 453، وإكمال الإكمال (الظاهرية) ورقة 24، وإنباه الرواة 2/ 318، والمشتبه 1/ 39، والمختصر المحتاج إليه 3/ 140، 141 رقم 1050، والوافي بالوفيات 21/ 399 رقم 278، وتلخيص ابن مكتوم، ورقة 157، وطبقات النحاة واللغويين لابن قاضي شهبة 2/ 279، وتوضيح المشتبه 1/ 306، وبغية الوعاة 2/ 185 رقم 1753، وكشف الظنون 1/ 701، وإيضاح المكنون 1/ 427، ومعجم المؤلفين 7/ 173.
[2] بانويه: ضبطه ابن شهبة بالباء الموحّدة وبعد الألف نون مفتوحة.
[3] وهو برع في اللغة والنحو، وقال الشعر، وكان حسن الأخلاق، طيّب الملقى، متواضعا ... ولم يحدّث بشيء بل روى شيئا من الكتب الأدبية، وتصدّى لإقراء العربية.
وقرأ عليه محبّ الدين ابن النجار «اللّمع» لابن جنّي، وسمع منه «التصريف الملوكي» ، وبعض «الإيضاح» .
ومن شعره:
أرى الدهر منكوسا على أمّ رأسه ... يحطّ الأعالي حيث حكم الأسافل
فكم من حليم يتّقي ذا سفاهة ... ومن عالم يخشى معرّة جاهل
مرضت من الحمقى فلو أدرك المنى ... تمنّيت أن أشفى برؤية عاقل
ومن شعره:
إذا اسم بمعنى الوقت يبنى لأنه ... تضمّن معنى الشرط موضعه النّصب
ويعمل فيه النصب معنى جوابه ... وما بعده في موضع الجرّ يا ندب(42/165)
196- عُمَر بْن عليّ بْن عَبْد السّيّد بْن عَبْد الكريم [1] .
أبو حَفْص الْبَغْدَادِيّ، الصّفّار.
روى عن: أَبِي القاسم بْن الحُصَيْن، وأبي القاسم بْن الطَّبر، وأبي القاسم بْن السَّمَرْقَنْديّ.
روى عَنْهُ: ابن الدُّبيثيّ، وابن خليل، واليلدانيّ، وآخرون.
وبالإجازة: ابن أَبِي الخير، وغيره.
تُوُفّي فِي جُمادى الآخرة وله تسعٌ وسبعون سنة [2] .
- حرف الغين-
197- أبو غالب بْن سعد اللَّه بْن دبوس [3] .
الأزجيّ، القطيعيّ.
روى عن: مُحَمَّد بْن أَحْمَد الطّرائفيّ، وابن ناصر.
تُوُفّي فِي المحرَّم.
198- غياث بْن الْحُسَن بْن سَعِيد بْن أَبِي غالب بن البنّاء [4] .
أبو بكر البغداديّ.
من بيت الرواية والإسناد.
سمعَ: جدَّ أَبِيهِ أَبَا غالب، وابن الحُصَيْن، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن جحشُوَيْه.
روى عَنْهُ: ابن الأخضر، والدُّبيثيّ، وابن خليل، وآخرون.
قال الحافظ ابن الأخضر: سمعت منه، ومن أبيه، وجدّه.
__________
[1] انظر عن (عمر بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 307 رقم 441، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 197، والمختصر المحتاج إليه 3/ 102 رقم 945، والمعين في طبقات المحدّثين 183 رقم 1955.
[2] مولده سنة 515 هـ.
[3] انظر عن (أبي غالب بن سعد الله) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 301 رقم 426.
[4] انظر عن (غياث بن الحسن) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 311 رقم 454، والمختصر المحتاج إليه 3/ 156 رقم 1097، والمعين في طبقات المحدّثين 184 رقم 1957.(42/166)
قلت: روى عَنْهُ بالإجازة شيخنا ابن أَبِي الخير.
تُوُفّي فِي ذِي الحجَّة.
- حرف القاف-
199- القاسم بْن عليّ بْن أَبِي العلاء [1] .
أبو الفتح السّقْلاطُونيّ الدّارْقَزِّيّ.
حدّث عن: عَبْد الوهّاب الأَنْماطيّ.
وتُوُفّي رحمه اللَّه فِي أوّل السّنة.
200- قِلِيج النُّوريّ [2] .
الأمير الكبير غرس الدّين.
أَعْطَاه السّلطان صلاح الدّين الشّغر، وبكّاس، وشقيف دركوش لمّا افتتحها، فلمّا مات قصد صاحب حلب هَذِهِ البلاد، وأخذها، بالأمان بعد المحاصرة، من أولاد قليج وعوَّضهم.
- حرف الميم-
201- مُحَمَّد بْن حامد.
أبو عبد الله بن الدياهيّ.
ناظر الخالص، والخالص من أعمال العراق.
وهو أخو مكّيّ، ناظر الدّيوان الْعَزِيز.
202- مُحَمَّد بْن عَبْد السّلام بْن عَبْد السّاتر [3] .
الأنصاريّ، فخر الدّين الماردِينيّ، الطّبيب. إمام أَهْل الطَّبّ فِي وقته.
أَخَذَ الطّبّ عن: أمين الدولة ابن التّلميذ، والفلسفة عن: النّجم أحمد بن الصّلاح.
__________
[1] انظر عن (القاسم بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 300 رقم 423.
[2] انظر عن (قليج النوري) في: مفرّج الكروب 3/ 81.
[3] انظر عن (محمد بن عبد السلام) في: عيون الأنباء 1/ 299، وأخبار الحكماء 189، والوافي بالوفيات 3/ 255، 256 رقم 1280.(42/167)
قدِم دمشقَ فِي أواخر عمره وأقرأ بها الطّبّ.
أَخَذَ عَنْهُ: السّديد محمود بْن عُمَر بْن رقيقة، والمهذَّب عَبْد الرحيم بْن عليّ [1] .
ثُمَّ سافر إِلَى حلب، فأنعم عليه الملك الظّاهر غازي، وبقي عنده نحو سنين مكرَمًا.
ثُمَّ سافر إِلَى ماردين.
وتُوُفّي بآمِد فِي ذي الحجَّة. ووقف كتبَه بماردين.
وحكى السّديد تلميذه أنّه حضره عند الموت، فكان آخر ما تكلَّم به:
اللَّهمّ إنّي آمنتُ بك وبرسولك، صَدَق صلّى اللَّه عليه إنّ اللَّه يستحي من عذاب الشّيخ.
تُوُفّي وله اثنتان وثمانون سنة.
203- مُحَمَّد بْن عَبْد المولى بْن مُحَمَّد [2] .
الفقيه أبو عَبْد اللَّه اللَّخْميّ، اللُّبْنيّ، المهدويّ، المالكيّ، الفقيه.
ولُبْنَة [3] : من قُرَى المهديَّة.
روى عن: أَبِيهِ، عن نصر المقدسيّ الفقيه.
روى عَنْهُ: ابن الأنمَاطيّ، والكمال الضّرير، والرّشيد العطّار، وجماعة.
ومات بمصر فِي صَفَر، وعاش خمسا وثمانين سنة [4] .
__________
[1] وهو قرأ عليه بعض القانون لابن سينا وصحّحه معه ولما عزم على السفر من دمشق أتى إليه مهذّب الدين وعرض عليه المقام بدمشق وأن يوصل لوكيله في كل شهر ثلاث مائة درهم ناصرية فأبى ذلك وقال: العلم لا يباع أصلا، وشرح قصيدة ابن سينا:
هبطت إليكَ من المحلّ الْأرفع رسالة فضح فيها من اتهمه بالميل إلى مذهب بعينه.
[2] انظر عن (محمد بن عبد المولى) في: أخبار مصر لابن ميسّر (ماسي) 73، 83، والمقفّى الكبير للمقريزي 6/ 146، 147 رقم 2607.
[3] لبنة: بضم اللام وسكون الباء الموحّدة وكسر النون.
[4] مولده سنة 509 وكان من أعيان العدول بمصر المعروفين بالضبط، فلما استبدّ أبو عليّ أحمد الملقّب كتيفات ابن الأفضل شاهنشاه ابن أمير الجيوش بسلطنة مصر، وسجن الحافظ لدين الله أبا الميمون عبد المجيد بن محمد، رتّب قضاة أربعة في سنة خمس(42/168)
204- مُحَمَّد بْن عُمَر بْن عليّ [1] .
أبو الفتوح الطّوسيّ، ثُمَّ النَّيْسابوريّ.
سمع: أَبَا المعالي مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الفارسيّ.
حمل عَنْهُ بَدَل التّبريزيّ «السُّنَن الكبير» بكماله.
205- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَلِيِّ بْن أَحْمَد بْن أمامة [2] .
أبو المفاخر الواسطيّ، الْمُقْرِئ، النَّحْويّ.
تُوُفّي بالقاهرة.
أحدُ من قرأ على أَبِي بَكْر بْن الباقِلّانيّ، وتُوُفّي شابّا.
206- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي الغنائم مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن المهتدي باللَّه [3] .
الشّريف أبو الغنائم الهاشميّ، العبّاسيّ، الحريميّ، الخطيب.
ولد سنة ثمان عشرة وخمسمائة.
__________
[ () ] وعشرين وخمسمائة، وهم: شافعيّ، ومالكي، وإسماعيلي، وإمامي، وجعل في قضاء الشافعية الفقيه سلطان بن رشا، وفي قضاء المالكية أبا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بن عَبْد المولى اللُّبنِيّ هذا، وفي قضاء الإسماعيلية أبا الفضائل فخر الأمناء هبة الله بن عبد الله بن الأزرق، وفي قضاء الإمامية ابن أبي كامل، فكان كل قاض يحكم بمذهبه ويورّث بمذهبه.
فلما قتل أبو علي ابن الأفضل بطل ذلك. ولما مات قاضي القضاة الأعزّ أبو المكارم أحمد بن عبد الرحمن بن أبي عَقِيل وشغر منصب القضاء مدة ثلاثة أشهر من سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة تقدّم الوزير رضوان بن ولخشي إلى الفقيه أبي عبد الله محمد بن عبد المولى اللّبني هذا أن يعقد الأنكحة، فعقدها من شعبان إلى أن قرّر الحافظ لدين الله في قضاء القضاة فخر الأمناء أبا الفضائل هبة الله بن عبد الله بن الأزرق في حادي عشر ذي القعدة. فاعتزل اللّبني في داره بين أولاده إلى أن توفي بمصر في صفر سنة أربع وتسعين وخمسمائة.
وكان ثبتا متحرّيا في روايته، ضابطا لما يكتب ويقول. (المقفى الكبير) .
[1] انظر عن (محمد بن عمر بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 317 رقم 462.
[2] لم يذكره القفطي، ولا السيوطي، مع أنه من شرطهما.
[3] انظر عن (محمد بن محمد بن أبي الغنائم) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 301 رقم 425، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 21/ 59) ورقة 127، والمختصر المحتاج إليه 1/ 123.(42/169)
وقد سمع من أَبِي بَكْر الأنصاريّ، وبعده من: أَبِي عَبْد اللَّه بْن السّلّال، وابن الطّلّاية.
تُوُفّي فِي نصف المحرَّم. وحدَّث بشيءٍ يسير.
وكان خطيب جامع القصر.
207- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي البركات إِسْمَاعِيل بْن الحُصْريّ [1] .
القاضي أبو عَبْد اللَّه الْبَغْدَادِيّ، ثُمَّ الواسطيّ، المعدّل.
روى عن: أَبِي الوقت.
وولي قضاء بلده [2] .
208- مُحَمَّد بْن محمود بْن إِسْحَاق بْن المعزّ [3] .
أبو الفتح الحرَّانيّ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ.
سمع من: جدّه لأمّه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الحرّانيّ، وأبي الوقْت السِّجْزي، وأبي المظفّر الشِّبْليّ، وطائفة.
وخرّج لنفسه مشيخة.
وتُوُفّي فِي ذي الحجَّة.
وقد شُهِّر على جملٍ لكونه زَوَّر.
209- مُحَمَّد بْن أَبِي المظفّر بْن مُحَمَّد بْن أَبِي عمامة [4] .
أبو بَكْر الأَزَجيّ، البزّاز.
سمع: أبا القاسم بن السّمرقنديّ، وغيره.
__________
[1] انظر عن (محمد بن محمد بن أبي البركات) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 305، 306 رقم 436، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 125.
[2] جاء في هامش الأصل: «بخطه: بليدة» .
[3] انظر عن (محمد بن محمود) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 314 رقم 456، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 137، والمختصر المحتاج إليه 1/ 135.
[4] انظر عن (محمد بن أبي المظفّر) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 311 رقم 455، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 180، والمختصر المحتاج إليه 1/ 165.(42/170)
وتُوُفّي فِي ذي الحجّة.
210- محمد البشيليّ [1] .
الزّاهد. من فقراء بغداد المذكورين.
صحب الشّيخ عبد القادر [2] .
وتوفّي في ثاني عشر شعبان. وبَشِيلة: قرية قريبة من الجانب الغربيّ من بغداد.
211- محمود بْن عَبْد اللَّه بْن مطروح بْن محمود [3] .
أبو الثّناء المِصِّيصيّ الأصل، المصريّ، الْمُقْرِئ، المؤدّب، الحنبليّ، الصّالح.
حدَّث عن: الشّريف أَبِي الفُتُوح الخطيب، والفقيه أَبِي عُمَر، وعثمان بْن مرزوق.
وروى بالإجازة عن حسّان بْن سلامة الخلّال.
روى عَنْهُ: الفقيه مكّيّ بْن عُمَر.
وكان حَسَن التَّلَفُّظ بالقرآن جدا. قاله المنذريّ [4] . وقال: تُوُفّي فِي جُمادى الأولى.
212- محمود بْن كرم بن أحمد [5] .
__________
[1] انظر عن (محمد البشيلي) في: معجم البلدان 1/ 635، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 158، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 308 رقم 445.
و «البشيلي» : باللام، قرية من قرى نهر عيسى بينها وبين بغداد نحو أربعة أميال أو خمسة.
قال ياقوت: رأيتها غير مرة.
ووردت في الأصل: «بشتيلي» و «بشتيلة» .
[2] وقال ياقوت: وكان يتبرّك به ويحسن الظنّ فيه، وكان حسن السّمت، جميل الطريقة.
[3] انظر عن (محمود بن عبد الله) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 306 رقم 439.
[4] في التكملة: قرأت عليه القرآن مدّة ولم يتفق لي السماع منه.. وكان حسن اللفظ بالقرآن جدّا وإذا تحدّث لا يكاد يفهم عنه، فإذا أقرأ القرآن أحسن أداءه والتلفّظ به. وأمّ بالمسجد المعروف به بطحاني الموقف مدّة.
[5] انظر عن (محمود بن كرم) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 308 رقم 444.(42/171)
أبو الثّناء الْبَغْدَادِيّ، الْمُقْرِئ، الضّرير [1] .
قرأ القرآن على: عليّ بْن عساكر، وغيره.
وتُوُفّي فِي رجب.
وكان مجوّدا للقراءات.
213- الْمُبَارَك بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن عبّاس.
الخطيب أبو سعْد الْجُبّائيّ، العراقيّ، السُّلَميّ.
سمع: دعوان بْن عليّ، وأبا الفضل الأُرْمَوِيّ، وأحمد بْن مُحَمَّد بْن المذاريّ.
وعنه: أبو الفُتُوح بْن الحُصْريّ.
مات فِي ربيع الآخر، وله سبْعٌ وسبعون سنة.
وكان صالحا خيِّرًا، يخطب بالْجُبّ بقرب بَعْقُوبا.
214- مَسْعُود بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن علي بْن العبّاس [2] .
الفقيه أبو المعالي بْن الدّيناريّ، الحنفيّ، العطّار.
وُلِد سنة ثمان عشرة.
وسمع من: جدّه لأمّه الْحُسَيْن بْن الْحَسَن المقدسيّ، وأبي القاسم بْن الحُصَيْن، وقاضي المَرِسْتان.
وسمع منه: عُمَر بْن عليّ الحافظ، والقدماء.
وروى عنه: أبو عبد الله الدبيثي، وابن خليل.
وتُوُفّي فِي رمضان. وكان إمام مشهد أَبِي حنيفة. وهو أخو محمود بْن الدّيناريّ.
أثنى عليه ابن النّجّار [3] .
__________
[1] لم يذكره الصفدي في «نكت الهميان» مع أنه من شرطه.
[2] انظر عن (مسعود بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 309 رقم 450، والمختصر المحتاج إليه 3/ 186 رقم 1186، والجواهر المضية 2/ 168.
[3] وهو قال: وكان فقيها فاضلا مقرئا ديّنا، أضرّ في آخر عمره وحدّث بالكثير وأجاز لنا.(42/172)
215- مظفَّر بْن صَدَقة [1] .
أبو البدر الأَزَجي، الطّحّان.
حدَّث عن: هبة اللَّه بْن الحُصَيْن.
وقيل إنّ اسمَه نصر، وكنيته أبو المظفّر.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ أو أربعٍ وتسعين.
216- مفرّج بْن الْحُسَيْن بْن إِبْرَاهِيم.
أبو الخليل الأنصاريّ، الإشبيليّ، الضّرير.
أخذ القراءات عَن: أَبِي بَكْر بن خَيْر، ونَجَبة بن يحيى.
وحدَّث عن: عَبْد الكريم بْن غُلَيْب، وفتح بْن مُحَمَّد بْن فتح، وسليمان بْن أَحْمَد اللَّخْميّ، وجماعة.
سمع من بعضهم، وأجازوا له كلّهم. وأقرأ القراءات. وقد أجاز لبعضهم في هذه السّنة.
لم تحفظ وفاته.
- حرف النون-
217- نعمة الله بن عليّ بن العطّار [2] .
أبو الفضل الواسطيّ.
روى عن: جدّه لأمّه أَبِي عبد الله محمد بن علي الجلابي.
وحدث ببغداد.
- حرف الواو-
218- واثق بْن هبة اللَّه بن أبي القاسم [3] .
__________
[1] انظر عن (مظفّر بن صدقة) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 299 رقم 922 في وفيات 593 هـ.، و 1/ 315 رقم 459 في وفيات 594 هـ.
[2] انظر عن (نعمة الله بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 308، 309 رقم 447.
[3] انظر عن (واثق بن هبة الله) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 304 رقم 432، والمختصر المحتاج إليه 3/ 217 رقم 1272.(42/173)
أبو البركات الحربيّ.
سَمِع: عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن يوسف.
وتُوُفّي فِي ربيع الأوّل من شيوخ ابن خليل.
- حرف الياء-
219- يحيى بْن سَعِيد بْن هبة اللَّه [1] بْن عليّ بْن عليّ بْن زَبَادَة [2] .
أبو طَالِب بْن أَبِي الفَرَج الواسطيّ الأصل، الْبَغْدَادِيّ، الكاتب.
شيخ ديوان الإنشاء بالعراق، قِوام الدّين. انتهت إليه رئاسة الإنشاء فِي عصره، مع تفنُّنِه بعلومٍ أُخَر، كالفقه، والأُصول، والكلام، والشِّعْر.
وقد سارت برسائله المونقة الرُّكْبان.
ومن شِعره:
لا تَغْبِطَنّ وزيرا للملوك وإنْ ... أنالَهُ الدَّهرُ منهم فوق هِمَّتِهِ
واعْلَم بأنّ له يوما تَمُورُ به الأرض ... الوقور كما مادت لهيبتهِ [3]
هارونُ وهو أخو مُوسَى الشّقيقٌ له ... لولا الوزارةُ لم يأخُذْ بِلحيتهِ
ووُلّي مناصب جليلة.
ومولده في سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة.
وحدَّث عن: أَبِي الْحَسَن عَلِيِّ بْن هبة اللَّه بْن عَبْد السّلام، وأبي القاسم عليّ بْن الصّبّاغ، والقاضي أَبِي بَكْر أَحْمَد بْن محمد الأرّجانيّ الأديب.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن سعيد) في: معجم الأدباء 7/ 280، والكامل في التاريخ 12/ 138، وذيل الروضتين 14، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 315 رقم 458، ووفيات الأعيان 6/ 244، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 252، وخلاصة الذهب المسبوك 84، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 3197، والإعلام بوفيات الأعلام 244، وسير أعلام النبلاء 21/ 336، 337 رقم 178، والمشتبه 1/ 243، والعبر 4/ 284، والبداية والنهاية 13/ 17، والعسجد المسبوك 2/ 246، 247، وعقد الجمان 17/ ورقة 217، والنجوم الزاهرة 6/ 144، وشذرات الذهب 4/ 318، وتاج العروس 2/ 363.
[2] تحرّف في الكامل إلى: «زيادة» بالباء المثنّاة من تحتها.
[3] في سير أعلام النبلاء 21/ 337 «بهيبته» ، والمثبت يتفق مع: وفيات الأعيان 6/ 244.(42/174)
وأخذ العربيَّة عن: أَبِي مَنْصُور بْن الجواليقيّ.
وولّي نظر واسط، والبصرة، ثمّ ولّي حجابة الحجّاب، ثمّ ولّي الأستاذ داريّة ونقل إلى كتابة الإنشاء.
حدّث عنه: أبو عبد الله الدبيثي، وابن خليل، وغيرهما.
قال الدّبيثيّ [1] : أنشدنا أبو طالب، أنّ القاضي أَبَا بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأَرَّجانيّ أنشده لنفسه فِي سنة ثمانٍ وثلاثين وخمسمائة:
ومقسومة العَينين من دَهَشِ النَّوَى ... وقد راعها بالعِيس رَجْعُ حُدائي
تُجيبُ بإحدى مُقْلَتَيها تَحِيَّتي ... وأُخرى تُراعي أَعْيُنَ الرُّقباءِ
رأتْ حولَها الواشين طافوا فَغَّيَضتْ ... لهم دمعها واستعْصَمت بخِباءِ
فلمّا بكتْ عيني غداةَ وَدَاعِهم [2] ... وقد روَّعَتْني فُرْقةُ القُرَناءِ
بَدَتْ فِي مُحَيّاها خَيالاتُ أَدْمُعي ... فغاروا وظنُّوا أنْ بَكَتْ لبُكائي
تُوُفّي ابن زَبَادَة في سابع عشر ذي الحجَّة.
وكان دَيِّنًا، محمود السّيرة.
220- يحيى بْن ياقوت [3] .
أبو الفَرَج الْبَغْدَادِيّ، النّجّار.
روى عن: هبة اللَّه بْن الحُصَيْن، وأبي غالب بْن البنّاء، وهبة اللَّه بْن الطَّبَر، وجماعة.
روى عنه: ابن الدبيثي [4] ، وابن خليل، واليلداني، وغيرهم.
__________
[1] في المختصر المحتاج إليه 3/ 243.
[2] في سير أعلام النبلاء 1/ 337 «رحيلهم» ، والمثبت يتفق مع: وفيات الأعيان، والمختصر المحتاج إليه.
[3] انظر عن (يحيى بن ياقوت) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 307، 308 رقم 443، والمختصر المحتاج إليه 3/ 253 رقم 1372.
[4] وهو قال: ورتّب من الديوان العزيز شيخا ومعمارا بالحرم الشريف، فأقام هناك مدّة وحدّث. بثّني من مسموعاته وعاد إلى بغداد.(42/175)
وكان يسكن المختارة من الجانب الشّرقيّ.
تُوُفّي فِي حادي عشر جُمادى الآخرة.
221- يُونُس بْن أبي محمد بن علي بن المعمر [1] .
أبو اليُمْن البغداديّ، البُسْتَنْبانيّ [2] ، المعروف بابن جَرَادَة.
روى عن: عَبْد الخالق بْن عَبْد الصّمد بْن البَدَن.
وتُوُفّي فِي المحرَّم [3] .
روى عَنْهُ: ابن خليل.
وفيها وُلِد: شمس الدّين المسلّم مُحَمَّد بْن المسلّم بْن عِلّان القَيْسيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن عَبْد المؤمن الصوري فِي ذي الحجة، والنّظام عليّ بْن الفضل بْن عَقِيل العبّاسيّ التّاجر، له إجازة من الخُشُوعيّ، والعدل بدر الدّين مُحَمَّد بْن عليّ العَدَوي بْن السّكاكريّ، وأبو بَكْر بْن مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر الهَرَويّ، ثُمَّ الصّالحيّ فِي شوّال، وعبد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن سلامة المَقْدِسيّ، والعزّ عَبْد الْعَزِيز بْن عَبْد المنعم بْن الصَّيْقَل بحرّان، والزّاهد أحمد بن عليّ الأثريّ.
__________
[1] انظر عن (يونس بن أبي محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 302 رقم 427، وإكمال الإكمال لابن نقطة (الظاهرية) ورقة 89، والمختصر المحتاج إليه 3/ 253 رقم 1373.
[2] البستنباني: بباء موحّدة مضمومة وبعدها سين مهملة ساكنة وتاء ثالث الحروف مفتوحة ونون ساكنة وباء موحّدة وبعد الألف نون. وهذه النسبة تقال لمن يحفظ البستان.
ووقع في (التكملة) للمنذري: «لبستنبان» من غير ألف في أوله.
[3] ورّخ ابن الدبيثي وفاته في: شعبان سنة عشر وستمائة.(42/176)
سنة خمس وتسعين وخمسمائة
- حرف الألف-
222- أَحْمَد بْن حيّوس [1] بْن رافع بْن مُتَوَّج بْن مَنْصُور بْن فُتَيْح [2] .
العدْل، الجليل، أبو الْحُسَيْن الغَنويّ، الدّمشقيّ.
وُلِد سنة إحدى وعشرين وخمسمائة. وكان اسمه قديما عَبْد اللَّه.
سمع من: أبي الفتح نصر اللَّه المصيصي، وهبة اللَّه بْن طاوس.
وتُوُفّي فِي ذي القعدة.
روى عَنْهُ: الحافظ الضّياء، وطائفة. وأجاز لأحمد بْن أَبِي الخير [3] .
223- أَحْمَد بْن وهْب بْن سَلْمان [4] بن أحمد بن الزّنف [5] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن حيّوس) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 336، 337 رقم 504،
[2] وقع في: ذيل الروضتين 17 في وفيات 596 هـ.: «وفيها توفي الأمير أبو الحسين أحمد بن حيّوس الشاعر ثامن عشر ذي القعدة» .
ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» :
لقد خلّط أبو شامة في هذه الترجمة القصيرة، فوصف ابن حيّوس بالأمير والشاعر، والمراد بالأمير والشاعر هو: أبو الفتيان محمد بن سلطان بن محمد حيّوس المتوفى سنة 473 هـ.
وصاحب الترجمة أعلاه ليس أميرا ولا شاعرا. فليصحّح.
ولم يتنبّه الدكتور «بشّار عوّاد معروف» إلى هذا الخلط في تحقيقه لكتاب التكملة، فقال إن أبا شامة ذكره في ذيل الروضتين.
[3] وقال المنذري: وأجاز لي إجازة مطلقة في رجب سنة خمس وتسعين وخمس مائة.
و «حيّوس» : بفتح الحاء المهملة وتشديد الياء آخر الحروف وضمّها وبعد الواو الساكنة سين مهملة.
[4] انظر عن (أحمد بن وهب) في: بغية الطلب 3/ 187 رقم 292، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 338، 339 رقم 509.
[5] الزّنف: بفتح الزاي وسكون النون وآخره فاء.(42/177)
أبو الْحُسَيْن السُّلميّ، الدَّمشقيّ.
وُلِد سنة ثلاثين، وسمَّعه أَبُوهُ حضورا من: يحيى بْن بطْريق.
وسمع: أَبَا الفتح نصر اللَّه المصّيصيّ، وأبا الدُّرّ ياقوتا الرُّومي، وأبا المعالي مُحَمَّد بْن يحيى القاضي، وجماعة.
روى عَنْهُ: ابن خليل، وجماعة.
وأجاز لابن أَبِي الخير.
تُوُفّي فِي ذي الحجَّة.
224- إِسْمَاعِيل بْن فضائل بْن عَبْد الباقي بْن مكّيّ [1] .
أبو عَبْد الرَّحْمَن الحربيّ.
سمع: هبة اللَّه بْن الحُصَيْن، والقاضي أَبَا بَكْر.
روى عَنْهُ: أبو عَبْد اللَّه الدُّبيثيّ، وابنُ خليل.
وأجاز لابن أَبِي الخَيْر.
وتُوُفّي فِي شعبان.
قال ابن النّجّار: هُوَ شيخ صالح.
225- إِسْمَاعِيل بْن هبة اللَّه بْن أَبِي نصر بْن أَبِي الفضل [2] .
أبو مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ، الحربيّ، المعروف بابن دَقِيقة.
سمع من: أَبِي البركات الأنْماطيّ، وأبي البدر الكَرْخيّ، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن يوسف.
ودَقيقة بالفتح.
روى عنه: الدّبيثيّ، وابن خليل.
__________
[1] انظر عن (إسماعيل بن فضائل) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 329 رقم 489، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 247، والمختصر المحتاج إليه 1/ 245.
[2] انظر عن (إسماعيل بن هبة الله) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 318 رقم 463، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 251، وتلخيص مجمع الآداب 5/ رقم 220، والمختصر المحتاج إليه 1/ 248، 249.(42/178)
وأجاز لابن أَبِي الخير سلامة.
تُوُفّي يوم عاشوراء.
226- أسماء [1] بِنْت أَبِي البركات مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن الرَّان [2] .
الدّمشقيَّة.
روت عن: جدّها لأمّها أَبِي المفضّل يحيى بْن عليّ القاضي.
وعنها: سِبْطها النّسّابة عزّ الدّين مُحَمَّد بْن أَحْمَد، ويوسف بْن خليل، والشّهاب القُوصيّ.
وتزوَّجت بابن خالتها مُحَمَّد أخي الحافظ ابن عساكر.
تُوُفّيت فِي ذي الحجَّة.
227- أعزّ بْن عليّ بْن المظفَّر بْن عليّ [3] .
أبو المكارم الْبَغْدَادِيّ، المراتبيّ، المعروف بالظَّهيريّ.
سمع من: أَبِي القاسم والده، ومن: إِسْمَاعِيل بْن السَّمَرْقَنْديّ، ومَسَرَّة بْن عَبْد اللَّه الزَّعيميّ.
وكان أُمِّيًّا لا يكتب.
روى عَنْهُ: ابن خليل، واليَلْدانيّ.
وتُوُفّي فِي ثالث عشر ربيع الأوّل [4] .
__________
[1] تقدّمت ترجمتها في وفيات السنة الماضية، برقم (178) ، وبها ورّخ المنذري وفاتها، ولم ينبّه المؤلّف الذهبي- رحمه الله- إلى هذا التناقض فذكرها مرتين.
[2] هكذا في الأصل، وفي أصل سير أعلام النبلاء. انظر المطبوع 21/ 329 بالحاشية (3) وقال محقّقاه إنّ «الران» تحريف، وأثبتاها «البزّاز» وقالا: والتصحيح من تاريخ الإسلام والّذي فيه كما أثبتناه: «الران» ، وسيأتي أيضا في ترجمة «آمنة بنت محمد» رقم (228) فيكون المثبت في سير أعلام النبلاء غلطا.
[3] انظر عن (أعزّ بن علي) في: إكمال الإكمال لابن نقطة (الظاهرية) ورقة 12، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 274، والجامع المختصر 9/ 7، 8، والمختصر المحتاج إليه 1/ 259، وتبصير المنتبه 1/ 22.
[4] وقال المنذري: وقد قيل إنّ الأعزّ لقب له واسمه المظفّر، وهو بفتح الهمزة وبعدها عين مهملة مفتوحة وزاي مشدّدة. أجاز لي في ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين وخمس مائة(42/179)
228- آمنة بِنْت مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن طاهر بْن الرّان [1] .
أخت السّتّ أسماء.
وُلِدت سنة ثمان عشرة وخمسمائة.
وتُوُفّيت فِي شوّال، ودُفنت بمسجد القدم.
سمعت من: جدّها لأمّها القاضي المنتجب يحيى بْن عليّ القُرشيّ، وعبد الكريم بْن حَمْزَة.
وحجّت هِيَ وأختها، ثمّ حجّت مرّتين أيضا.
روى عَنْهَا ولدُها القاضي محيي الدّين أبو المعالي بْن الزّكيّ، وشهاب الدّين القُوصيّ، وغير واحد.
وَوَقَفَتْ رِباطًا بدمشق.
- حرف الباء-
229- بَشِير بْن محفوظ بْن غَنيِمة [2] .
أبو الخير الأَزَجيّ شيخ صالح.
روى عن: ابن ناصر، وأبي الوقت.
وصحِب الشّيخ عَبْد القادر، وانقطع إِلَى العبادة. وله كلام فِي العَرْفان.
وكان النّاس يتبرّكون به.
تُوُفّي رحمه اللَّه فِي حادي عشر في ربيع الأوّل.
__________
[ () ] جميع ما صح عندي وثبت لديّ من سماعاته وإجازاته وما تنتظمه الرواية مع التزام الشرائط المعتبرة.
[1] انظر عن (آمنة بنت محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 333 رقم 497، وسير أعلام النبلاء 21/ 330 دون ترجمة.
[2] انظر عن (بشير بن محفوظ) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 322 رقم 470، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 283، وأخبار الزهاد لابن الساعي، ورقة 46، والمختصر المحتاج إليه 1/ 263.(42/180)
- حرف الثاء-
230- ثابتُ بْن مُحَمَّد بْن أَبِي الفَرَج بْن الْحَسَن [1] .
أبو الفَرَج المَدِينيّ، الأصبهانيّ.
محدِّث ناحيته.
سمع من: أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عليّ بْن أَبِي ذَرّ، وسعيد الصَّيْرَفيّ، وزاهر الشّحّاميّ، والحسين الخلّال، وجماعة.
ورحل إلى بغداد.
فسمع من: أَبِي الفضل الأرمويّ، والمبارك بن كامل المفيد، وغيرهما.
وأملى بأصبهان، وخرَّج.
ووُلّي خطابة أصبهان. وكان ذا معرفة بهذا الشّأن.
سمع منه: الحافظ أبو بَكْر الحازميّ، ونصر بْن أَبِي رشيد الأصبهانيّ، ويوسف بْن خليل، وجماعة.
وأجاز لأحمد بْن أَبِي الخير.
تُوُفّي أواخر رمضان.
- حرف الحاء-
231- الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن عليّ [2] .
أبو عليّ الْبَغْدَادِيّ، البقّال، المعروف بابن القطائفيّ.
روى عن: ابن الحصين.
وكان سوقيّا متعيّشا.
__________
[1] انظر عن (ثابت بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 331، 332 رقم 493، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 289، والمختصر المحتاج إليه 1/ 268، 269، وسير أعلام النبلاء 21/ 330 دون ترجمة.
[2] انظر عن (الحسن بن محمد بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 318، 319 رقم 464، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 15، والمختصر المحتاج إليه 2/ 22، 23 رقم 590.(42/181)
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، وابن خليل، وجماعة.
وأجاز لابن أَبِي الخير.
تُوُفّي فِي المحرَّم وقد قارب الثّمانين.
232- الْحُسَيْن بْن أَبِي بَكْر بْن الْحُسَيْن [1] .
أبو عَبْد اللَّه الحربيّ، المعروف بابن السّمك.
روى عن: هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أَبِي الأصابع الحربيّ.
233- حُمَيْد الأَبْلَه [2] .
كان ببغداد ينام على المزابل، وربّما تكشَّف، ومع هَذَا فكان للبغاددة فِيهِ اعتقاد كقاعدتهم فِي المُولهين.
تُوُفّي فِي ذي القعدة، وشيّعه خلائق.
- حرف الخاء-
234- خليفة بْن أبي بَكْر بْن أَحْمَد [3] .
أبو نصر الْبَغْدَادِيّ ابن القَطَوة.
روى عن: إِسْمَاعِيل بْن السَّمَرْقَنديّ، وعبد الوهّاب بْن الأنْماطيّ.
وكان سقّاء.
روى عَنْهُ بالإجازة: أَحْمَد بْن أَبِي الخير.
تُوُفّي فِي شعبان.
وأبوه قيّده ابن نقطة.
__________
[1] انظر عن (الحسين بن أبي بكر) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 319 رقم 466، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 35، والمختصر المحتاج إليه 2/ 47 رقم 630، والمشتبه 1/ 87، وتوضيح المشتبه 1/ 575.
[2] انظر عن (حميد الأبله) في: الجامع المختصر 9/ 15، والمختار من تاريخ ابن الجزري 73.
[3] انظر عن (خليفة بن أبي بكر) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 329، 330 رقم 490، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 45، والمختصر المحتاج إليه 2/ 59 رقم 649.(42/182)
وحدَّث عَنْهُ: ابن النّجّار.
- حرف الدال-
235- دُلَف بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن قُوفا [1] .
أبو القاسم الحريميّ [2] .
سمع: ابن الحُصَيْن، وغيره.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، وابن خليل، واليَلْدانيّ. وبالإجازة: ابن أَبِي الخير.
تُوُفّي فِي شوّال.
قال ابن النّجّار: كان صالحا، دمثا، حسَنَ الأخلاق.
- حرف الضاد-
236- ضياء بْن أَحْمَد بْن يوسف بْن جَنْدَل [3] .
أبو مُحَمَّد الحربيّ.
روى عن: أَبِي الْحَسَن بْن عَبْد السّلام، وعبد اللَّه اليُوسُفيّ، والمبارك بْن كامل الدّلّال.
سمع منه: أَحْمَد بْن سلمان الحربيّ، وابن خليل، وجماعة.
وأجاز لابن أَبِي الخير.
تُوُفّي فِي جُمادى الآخرة.
__________
[1] انظر عن (دلف بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 332 رقم 494، والتقييد لابن نقطة 262 رقم 327، وتاريخ ابن الدبيثي 15/ 182، وإكمال الإكمال، له (طبعة دار الكتب المصرية) مادّة: قوفا، والمختصر المحتاج إليه 2/ 65 رقم 660، وتلخيص مجمع الآداب، في الملقّبين ب (قوام الدين» ، والمشتبه 2/ 536، والمعين في طبقات المحدّثين 183 رقم 1949، وسير أعلام النبلاء 21/ 330 دون ترجمة، وتوضيح المشتبه 7/ 257.
[2] وقال المنذري: ويقال اسمه زيد، وكأنه كان مشكورا بكنيته فسمّاه كل واحد على اختياره.
و «قوفا» : بضم القاف وسكون الواو وفتح الفاء.
[3] انظر عن (ضياء بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 328، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 86، والمختصر المحتاج إليه 2/ 116 رقم 735.(42/183)
- حرف الطاء-
237- طرخان بْن ماضي بْن جَوْشَن بْن عليّ [1] .
الفقيه أبو عَبْد اللَّه اليمنيّ، ثُمَّ الدَّمشقيّ، الشّاغُوريّ، الضّرير الشّافعيّ.
سمع من: أَبِي المعالي مُحَمَّد بْن يحيى القُرَشيّ، وأبي القاسم بْن مقاتل، ومحمد بْن كامل بْن دَيْسم، وغيرهم.
روى عَنْهُ: عَبْد الكافي الصَّقَلّيّ، وابن خليل، والشِّهاب القُوصيّ، وجماعة.
وأَمّ بالسّلطان نور الدّين. وكان يلقَّب تقيّ الدّين.
سُئل عن مولده فقال: فِي سنة ثمان عشرة بالشّاغور.
وتُوُفّي فِي ثالث ذي الحجَّة. وهو والد إِسْحَاق شيخ الشَّرَف مُحَمَّد ابن خطيب بيت الآبار.
- حرف الظاء-
238- ظَفَر بْن إِبْرَاهِيم [2] .
أبو السُّعود الحربيّ، المعروف بابن الأَرْمنيّ.
روى عن: أَبِي الْحُسَيْن بْن القاضي أَبِي يَعْلَى، وعبد الباقي بْن أَبِي الغُبار الأديب.
وكان قصّابا.
تُوُفّي فِي نصف جُمادى الآخرة.
ولابن أَبِي الخير منه إجازة.
روى عَنْهُ: ابن النّجّار.
__________
[1] انظر عن (طرخان بن ماضي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 337، 338 رقم 507، وذيل الروضتين 15، وطبقات الشافعية لابن كثير (مخطوط) ورقة 47 أ، والوافي بالوفيات 16/ 424، 425، رقم 461، ونكت الهميان 174، وطبقات الشافعية لابن الملقّن 162، وسير أعلام النبلاء 21/ 330 دون ترجمة، وعقد الجمان 17/ ورقة 240.
[2] انظر عن (ظفر بن إبراهيم) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 326، 327 رقم 482، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 213 د والمختصر المحتاج إليه 2/ 124، 125 رقم 749.(42/184)
- حرف العين-
239- عَبْد اللَّه بْن المظفَّر بْن أَبِي نصر بْن هبة اللَّه [1] .
أبو مُحَمَّد البوّاب.
سمّعه أَبُوهُ من: يحيى بْن حُبَيْش الفارِقيّ، وأبي بَكْر بْن الْأَنْصَارِيّ.
وكان أَبُوهُ بوّابا بدار الخلافة.
روى عَنْهُ: ابن خليل، والدُّبيثيّ.
وأجاز لابن أَبِي الخير.
تُوُفّي فِي ربيع الآخر.
240- عَبْد الخالق بْن أَبِي البقاء هبة اللَّه بْن القاسم بْن مَنْصُور [2] .
أبو مُحَمَّد بْن البُنْدار الحريميّ، الزّاهد، العابد.
وُلِد سنة اثنتي عشرة وخمسمائة فِي جُمادى الآخرة. وقيل سنة إحدى عشرة.
وسمع من: ابْن الحُصَيْن، وأبي غالب بْن البنّاء، وابن الطَّبر، وأبي المواهب بْن مُلوك، والقاضي أبي بكر، وأبي منصور القزّاز.
وكان ثقة صالحا خيِّرًا، ناسكا، سَلَفِيًّا.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، وابن النّجّار، وابن خليل، واليّلْداني، وابن عَبْد الدّائم، وجماعة.
وبالإجازة: أَحْمَد بْن أبي الخير، وغيره.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن المظفّر) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 325 رقم 478، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 108، والمختصر المحتاج إليه 2/ 170 رقم 809.
[2] انظر عن (عبد الخالق بن أبي البقاء) في: مشيخة النعّال 137، 138، والتقييد لابن نقطة 380 رقم 390، وإكمال الإكمال لابن نقطة (الظاهرية) ورقة 42، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 152، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 334، 335 رقم 500، والجامع المختصر 9/ 13، والعبر 4/ 286، والمعين في طبقات المحدّثين 183 رقم 1952، وشذرات الذهب 4/ 319، 320.(42/185)
قال ابن النّجّار فِي «تاريخه» : كان يشبه الصّحابة. ما رَأَيْت مثله رحمه اللَّه.
تُوُفّي فِي سادس ذي القعدة.
241- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي المظفّر أَحْمَد بْن عَبْد الواحد بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد [1] .
أبو الْحَسَن العُكْبَرِيّ، الصُّوفيّ. الدّبّاس.
وُلِد سنة عشرين، وسمع من: أَبِي الفضل الأرْمَويّ، وهبة اللَّه الحاسب، وجماعة.
وحدَّث بمكَّة.
روى عَنْهُ: الحافظ ابن المفضَّل، ومكّيّ بْن عُمَر الفقيه.
تُوُفّي فِي أوّل ذي القعدة.
242- عَبْد الغنيّ بْن عليّ بْن إِبْرَاهِيم [2] .
أبو القاسم المصريّ، النّحّاس، الْمُقْرِئ.
حدَّث «بالوجيز» للأهوازيّ، عن الشّريف أَبِي الفُتُوح الخطيب. وكان مؤدّبا بزُقاق القناديل.
روى عَنْهُ: الكمال.
وتُوُفّي فِي ربيع الأوّل.
243- عَبْد القادر بْن هبة اللَّه بْن عَبْد الملك بْن غريب الخال [3] .
أبو مُحَمَّد.
يُقَالُ إنّه سمع من القاضي أبي بكر، وحدّث.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن أبي المظفّر) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 334 رقم 498، والمختصر المحتاج إليه 2/ 191 رقم 837.
[2] انظر عن (عبد الغني بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 324 رقم 475.
[3] انظر عن (عبد القادر بن هبة الله) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 328 رقم 386، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 177.(42/186)
244- عَبْد المعيد بْن المحدّث عَبْد المغيث بْن زُهَير بْن زُهَير [1] .
أبو مُحَمَّد الحربيّ، الحنبليّ.
سمّعه أَبُوهُ من: أَبِي الوقت، وهبة اللَّه الشِّبْليّ، وجماعة.
قيل إنّه حدَّث.
245- عَبْد المنعم بْن الخَضِر بْن شِبْل بْن عَبْد الواحد [2] .
أبو مُحَمَّد الحارثيّ، الدَّمشقيّ.
روى عن: أَبِي القاسم بْن البُن.
روى عَنه: ابن خليل، وغيره.
توفّي في ربيع الأوّل بنواحي طبريّة.
246- عبد الواحد بن ناصر بن أبي الأسد [3] .
أبو محمد المقرئ المعروف بالكديميّ، الدّمشقيّ.
روى عن: هبة اللَّه بْن طاوس.
وعنه: ابن خليل.
247- عُبَيْد اللَّه بْن الْحَسَن بْن عليّ [4] .
أبو الفَرَج بْن الدَّوَاميّ [5] الكاتب.
سمع: أَبَاهُ، وأبا مُحَمَّد سِبْط الخيّاط، وأبا مَنْصُور بْن خيرون، وأبا عبد الله السّلّال.
__________
[1] انظر عن (عبد المعيد بن عبد المغيث) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 326 رقم 480، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 190.
[2] انظر عن (عبد المنعم بن الخضر) في: تكملة إكمال الإكمال 257، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 323، 324 رقم 474.
[3] انظر عن (عبد الواحد بن ناصر) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 332 رقم 495.
[4] انظر عن (عبيد الله بن الحسن) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 326 رقم 481، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 117، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار (الظاهرية) ورقة 87.
[5] الدّوامي: بفتح الواو المهملة وبعدها واو مفتوحة وبعد الألف ميم.(42/187)
وكان على ديوان الحشْر، فِشُكرت سيرته.
تُوُفّي فِي جُمادى الآخرة.
248- عُثْمَان بْن يوسف بْن أيّوب بْن شاذي [1] .
السُّلطان الملك الْعَزِيز أبو الفتح، وأبو عَمْرو بْن السّلطان الملك النّاصر صلاح الدّين، صاحب مصر.
وُلِد فِي جُمادى الأولى سنة سبع وستّين وخمسمائة.
وسمع من: أبي طاهر السلفي، وأبي الطاهر بْن عَوْف، وعبد اللَّه بْن برّيّ النَّحْويّ.
وحدَّث بثغر الإسكندريّة.
ملك ديار مصر بعد والده، وكان لا بأس به فِي سِيرته. وكان قد خرج يتصيّد فرماه فرسه رمْيةً مؤلمة منكرة، فردّ إِلَى القاهرة وتمرّض ومات.
قال الحافظ الضّياء، ومن خطّه نقلت، قال: خرج إِلَى الصَّيد، فجاءته كُتُب من دمشق فِي أذِيَّة أصحابنا الحنابلة، فقال: إذا رجعنا من هَذِهِ السَّفْرة كلّ من كان يقول بمقالتهم أخرجناه من بلدنا. فرماه فَرَسُه، ووقع عليه فخسَف صدره. كذا حدَّثني يوسف بْن الطّفيل، وهو الّذي غسّله.
__________
[1] انظر عن (عثمان بن يوسف) في: الكامل في التاريخ 12/ 140، والتاريخ الباهر 194، والتاريخ المنصوري 7، وذيل الروضتين 16 (في وفيات سنة 596 هـ.، وزبدة الحلب 3/ 142، وتاريخ مختصر الدول 225، وتاريخ الزمان 231، ومفرّج الكروب 3/ 82، 83، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 460- 464، ووفيات الأعيان 3/ 251- 253 رقم 414، وتلخيص مجمع الآداب ج 4 ق 2/ 773، 774، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 320 رقم 467، والمختصر في أخبار البشر 2/ 104، وسير أعلام النبلاء 21/ 291- 294 رقم 152، والإشارة إلى وفيات الأعيان 309، والإعلام بوفيات الأعلام 245، وتاريخ ابن الوردي 2/ 112، والبداية والنهاية 13/ 18، ومرآة الجنان 3/ 479، والعسجد المسبوك 247، 248، وتاريخ ابن الفرات ج 4 ق 2/ 143- 148، وتاريخ ابن خلدون 5/ 335، ومآثر الإنافة 2/ 61- 62، والسلوك ج 1 ق 1/ 143، 144، والمواعظ والاعتبار 1/ 148، والنجوم الزاهرة 6/ 120- 146، وتاريخ ابن سباط 1/ 222، 223، وشذرات الذهب 4/ 219، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 252، وأخبار الدول 195.(42/188)
قال المنذريّ [1] : توفّي في العشرين من المحرّم، وعاش ثمانيا وعشرين سنة، وأقيم بعده ولده في الملك، صبيّ دون البلوغ، فلم يتمّ.
وقال الموفّق عبد اللّطيف: كان العزيز شابّا، حسن الصّورة، ظريف الشّمائل، قويّا، ذا بطش أيد، وخفّة حركة، حييا، كريما، عفيفا عن الأموال والفُروج. وبلغ من كَرَمه أنّه لم يبق له خزانة ولا خاصّ ولا برك ولا فَرْش، وأمّا بيوت أصحابه فتفيض بالخيرات. وكان شجاعا مقداما.
وبلغ من عِفّته أنّه كان له غلام تركيّ اشتراه بألف دينار يُقَالُ له أبو شامة، فوقف على رأسه خلوة. فنظر إِلَى جماله، فأمره أن ينزع ثيابه، وجلس معه مقعد الفاحشة، فأدركه التّوفيق ونهض مسرعا إِلَى بعض سراريه، فقضى وطره، وخرج والغلام بحاله، فأمره بالتَّسَتُّر والخروج.
وأمّا عِفّته عن الأموال فلا أقدر أن أصف حكاياته فِي ذلك.
ثُمَّ حكى الموفّق ثلاث حكايات فِي المعنى.
وقال ابن واصل [2] : كَانَت الرعيَّة يحبّونه محبَّة عظيمة، وفُجعوا بموته، إذ كَانَت الآمال متعلّقة بأنّه يسُدّ مسدّ أبيه.
ثمّ حكى ابن واصل حكايتين فِي عدْله ومروءته رحمه اللَّه وسامحه.
ولمّا سار الملك الأفضل أخوه مع العادل ونازَلا بِلْبِيس، وتزلزل أمره، بذلت له الرعيَّة أموالها ليذبّ عن نفسه فامتنع.
وقال ابن واصل [3] : وقد حُكيَ أنّه لمّا امتنع قيل له اقترض من القاضي الفاضل، فإنّ أمواله عظيمة. فامتنع، فألحّوا عليه، فاستدعى القاضي الفاضل، فلمّا رآه مقبلا وهو يراه من المنظرة قام حياء، ودخل إِلَى النّساء.
فراسلته الأمراء وشجّعوه، فخرج وقال له بعد أن أطنب في الثّناء عليه: أيّها
__________
[1] في التكملة 1/ 320.
[2] في مفرّج الكروب 3/ 82.
[3] في مفرّج الكروب.(42/189)
القاضي، قد علمت أنّ الأمور قد ضاقت عليّ، وليس لي إلّا حُسْن نظرك، وإصلاح الأمر بمالك، أو برأيك، أو بنفسك.
فقال: جميع ما أَنَا فِيهِ من نعمتكم، ونحن نقدّم الرأي أوّلا والحيلة، ومتى احتيج إِلَى المال فهو بين يديك.
فوردت رسالة من العادل إلى القاضي الفاضل باستدعائه، ووقع الاتّفاق.
وقد حُكي عَنْهُ ما هُوَ أبلغ من هَذَا، وهو أنّ عَبْد الكريم بْن عليّ أخا القاضي الفاضل كان يتولّى الجيزة زمانا، وحصّل الأموال، فجرت بينه وبين الفاضل نَبْوَة أوجبت اتّضاعه عند النّاس فعْزِل، وكان متزوّجا بابنة ابن ميسّر، فانتقل بها إِلَى الإسكندريّة، فضايقها وأساء عِشْرتها لسوء خُلُقِه، فتوجّه أبوها وأثبت عند قاضي الإسكندريّة ضَرَرها، وأنّه قد حصَرها فِي بيتٍ، فمضى القاضي بنفسه، ورام أن يفتح عليها فلم يقدر فأحضر نقّابا فنقب البيت وأخرجها ثُمَّ أمر بسدّ النقب، فهاج عَبْد الكريم وقصد الأمير جهاركس فخر الدّين بالقاهرة وقال:
هَذِهِ خمسة آلاف دينار لك، وهذه أربعون ألف دينار للسّلطان، وأُوَلَّى قضاء الإسكندريّة. فأخذ منه المال، واجتمع بالملك الْعَزِيز ليلا، وأحضَر له الذَّهَب.
وحدَّثه، فسكت ثُمَّ قال: رُدّ عليه المال، وقل له: إيّاك والعَوْد إِلَى مثلها، فما كلّ ملك يكون عادلا، فأنا أبيع أَهْل الإسكندريَّة بهذا المال.
قال جهاركس: فَوَجَمْتُ وظهر عليّ، فقال لي: أراك واجما، وأراك أخذت شيئا على الوساطة. قلت: نعم. قال: كم أخذت؟ قلت: خمسة آلاف دينار. فقال: أعطاك ما لا تنتفع به إلّا مرَّة، وأنا أعطيك فِي قبالته ما تنتفع به مرّات.
ثُمَّ أَخَذَ القلم ووقّع لي بخطّه من جهةٍ تُعرف بطنبزة كنت أستغلّها سبعة آلاف دينار.
قلت: وقد قصد دمشق ومَلَكها، كما ذكرنا فِي الحوادث، وأنشأ بها المدرسة العزيزيَّة. وكان السّكَّة والخطبة باسمه بها وبحلب.
وخلَّف ولَدَه الملك المنصور مُحَمَّد بْن عُثْمَان، وهو ابن عَشْر، فأوصى(42/190)
له بالمُلْك، وأن يكون مدبّره الأمير بهاء الدّين قراقوش الأَسَديّ. وكان كبير الأسديَّة الأمير سيف الدّين يازكوج، وبعضهم يُغيّر يازكوج ويقول: أزكش، وسائر الأمراء الأَسَديَّة والأكراد محبّين للملك الأفضل، مُؤْثِرين له، والأمراء الصّلاحيَّة بالعكس، لكونهم أساءوا إليه. ثُمَّ تشاوروا وقال مقدّم الجيش سيف الدّين يازكوج:
نطلب الملك الأفضل ونجعله مع هَذَا. فقال الأمير فخر الدّين جهاركس، وكان من أكبر [أمراء] الدّولة: هُوَ بعيد علينا. فقال يازكوج: هُوَ فِي صَرْخد فنطلبه ويصل مسرعا. فقال جهاركس شيئا يُمَغْلط به، فقال يازكوج: نشاور القاضي الفاضل. فاجتمع الأميران به، فأشار بالأفضل. هكذا حكى ابن الأثير [1] .
وحكى غيره أنْهم أجلسوا الصَّبيّ فِي المُلْك. وقام قراقوش بأتابَكيّته، وحلفوا له، وامتنع عمّاه الملك المؤيَّد والملك المعزّ إلّا أنْ تكون لهما الأتابكيَّة. ثُمَّ حَلفا على كُرْهٍ. ثُمَّ اختلفت الأمراء وقالوا: قراقوش مضطرب الآراء، ضيّق العطن.
وقال قوم: بل نرضى بهذا الخادم فإنّه أطْوَع وأسوس.
وقال آخرون: لا ينضبط هذا الإقليم إلّا بملك يرهب ويخاف.
ثمّ اشْتَوروا أيّاما، ورجعوا إِلَى رأي القاضي الفاضل، وطلبوا الأفضل ليعمل الأتابكيَّة سبْع سِنين، ثُمَّ يسلّم الأمر إلى الصّبيّ، وبشرط أن لا يذكر فِي خطبةٍ ولا سِكَّة. وكتبوا إليه، فأسرع إِلَى مصر فِي عشرين فارسا، ثُمَّ جرت أمور.
249- عُثْمَان بْن الرئيس أبي القاسم نصر بن منصور بن الحسين بْن العطّار [2] .
الصّدر أبو عَمْرو [3] الحرّانيّ الأصل، ثمّ البغداديّ.
__________
[1] في الكامل 12/ 140.
[2] انظر عن (عثمان بن نصر) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 336 رقم 503، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 208، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار (الظاهرية) ورقة 132، والجامع المختصر 9/ 14، 15.
[3] في الجامع المختصر: «أبو عمر» .(42/191)
سمع من: أَبِي الوقت، وابن البطّيّ.
وكان رئيسا متواضعا.
مات فِي ذي القعدة.
250- عليّ بْن أَبِي تَمَّام أَحْمَد بْن عليّ بْن أبي تمّام أحمد بن هبة الله ابن المهتدي باللَّه [1] .
أبو الْحَسَن الهاشميّ، الخطيب.
من بيت حشمةٍ وخطابة ورواية.
تُوُفّي فِي صفر.
251- عليّ بْن أَحْمَد [2] .
أبو الْحَسَن اللمْطيّ.
سمع: معمّر بْن الفاخر.
وحدَّث عن: عُمَر الميانشِيّ، ويوسف بْن أَحْمَد الشّيرازيّ الْبَغْدَادِيّ.
وكان كثير البِرّ والإفضال.
تُوُفّي بمصر فِي ربيع الآخر.
252- عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ النّقيب أَبِي عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن المعمّر [3] .
الشّريف أبو الْحَسَن العَلَويّ الحُسَيْنيّ.
حدّث بشيء بسير من شعره. ومات شابّا [4] .
__________
[1] انظر عن (علي بن أبي تمّام) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 320، 321 رقم 468، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 213، والجامع المختصر 9/ 7، والمشتبه 2/ 456.
[2] انظر عن (علي بن أحمد اللمطي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 324 رقم 476.
[3] انظر عن (علي بن أبي طالب) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 331 رقم 492، والوافي بالوفيات 21/ 188 رقم 118.
[4] ومن شعره:
زيارة زوّرها الغرام ... ففيم تمتنّ بها الأحلام(42/192)
253- عليّ بْن الشَّيْخ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَلِيّ بْن المسلَّم [1] .
أبو الْحَسَن اللَّخْميّ الخِرَقيّ، الدَّمشقيّ.
ولد سنة خمس وثلاثين.
وسمع من: نصر اللَّه المصِّيصيّ.
وحدَّث.
تُوُفّي فِي ذي القعدة.
254- عُمَر بْن عليّ بْن فارس [2] .
أبو حفْص الطّينيّ.
روى عن: أَحْمَد بْن عليّ بْن الأشقر، وأبي الوقت.
وكان يعمل من الطّين عُصْفورًا يصفّر به الصّبيان، ويعمل الزّمامير.
مات فِي رجب.
255- عُمَر بْن يوسف بْن أَحْمَد بْن يوسف [3] .
أبو حَفْص الكُتّاميّ، الحمويّ.
الكاتب المعروف بابن الرّفيش، بفاء وشين معجمة.
__________
[ () ]
وإنما أخو الهوى مخادع ... شاتم ما عارضه جهام
ومنه:
وليل سرى فيه الخيال وبرده ... يضوعه نشر الصباح الممسّك
فلو كان للآمال كفّ لأقبلت ... بقالص أذيال الدّجى تتمسّك
ومنه:
إذا رقصت وأيقظت المثاني ... وطرف رقيبها العاني نؤوم
أرتك الروض مطلول الحواشي ... يهينم مسحرا فيه النسيم
وفت حركاتها بسكون عقل ... وأحشاء ترقّصها الهموم
[1] انظر عن (علي بن عبد الرحمن) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 337 رقم 505، وتكملة إكمال الإكمال 124، 125.
[2] انظر عن (عمر بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 328، 329 رقم 487، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 205.
[3] انظر عن (عمر بن يوسف) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 325، 326 رقم 479.(42/193)
سمع بدمشق من: جمال الْإِسْلَام أَبِي الْحَسَن بْن المسلَّم، وببغداد من:
الأُرْمَوِيّ، وهبة اللَّه الحاسب.
روى عَنْهُ: ابن خليل. وبالإجازة: أَحْمَد بْن أَبِي الخير.
وكان صالحا عابدا، وِرْدُه فِي اليوم مائة ركعة.
تُوُفّي فِي ربيع الآخر.
- حرف الفاء-
256- فُتُونُ بِنْت أَبِي غالب بْن سُعُود بْن الحَبُوس [1] .
الحربيَّة.
رَوَت عن: عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن يوسف.
أَخَذَ عَنْهَا [2] : أَحْمَد بْن أبي شَرِيك الحربيّ، وابن خليل، وجماعة.
وفُتُون: بالتاء المثنّاة، والحَبُوس: بحاءٍ مفتوحة وسين مهملة.
تُوُفّيت فِي خامس ذي القعدة.
- حرف القاف-
257- قايماز [3] .
__________
[1] انظر عن (فتون) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 334 رقم 499، والمشتبه 2/ 498، وتوضيح المشتبه 3/ 76 و 7/ 42.
و «فتون» : بضم الفاء وبعدها تاء ثالث الحروف مضمومة أيضا، وبعد الواو الساكنة نون.
و «المحبوس» : بفتح الحاء المهملة وضم الباء الموحّدة المخفّفة وبعد الواو الساكنة سين مهملة.
[2] في الأصل: «عنه» وهو وهم.
[3] انظر عن (قايماز) في: الكامل في التاريخ 12/ 153، 154، والتاريخ الباهر 193، 194، وذيل الروضتين 14، في وفيات 594 هـ.، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 323 رقم 473، وتاريخ إربل 1/ 76، 77، و 169، وتاريخ الزمان 11/ 338، ومفرّج الكروب 3/ 103، ووفيات الأعيان 4/ 82- 84 رقم 540، والمختصر في أخبار البشر 3/ 7، وسير أعلام النبلاء 21/ 330 دون ترجمة، وتاريخ ابن الوردي 2/ 115، والبداية والنهاية 13/ 21، وتاريخ ابن الفرات ج 4 ق 2/ 168، والعسجد المسبوك 252، والنجوم الزاهرة 6/ 144، وشذرات الذهب 4/ 219 وفيه وفاته سنة 594 هـ.، ومنية الأدباء في تاريخ الموصل الحدباء لياسين خير الله الخطيب العمري- نشره سعيد الديوجي 63- 65، وتاريخ ابن سباط 1/ 226.(42/194)
الأمير مجاهد الدّين أبو مَنْصُور الرُّوميّ، الزينبيّ، الخادم الأبيض الّذي بنى بالموصل الجامع المجاهديّ، والرّباط، والمدرسة.
كان لزين الدّين صاحب إربل فأعتقه وأمّره، وفوَّض إليه أمور مدينة إربل، وجعله أتابَك أولاده فِي سنة تسعٍ وخمسين، فعدل فِي الرّعيَّة وأحسن السّيرة. وكان كثير الخير والصّلاح والإفضال، ذا رأيٍ وعقلٍ وسُؤْدد.
انتقل إِلَى الموصل سنة إحدى وسبعين، وسكن قلعتها، وولي تدبيرها، وراسل الملوك، وفوَّضَ إليه صاحب الموصل غازي بْن مودود الأمور، وكان هُوَ الكلّ وامتدّت أيّامه، فلمّا وصلت السَّلْطَنة إِلَى رسلان شاه وتمكَّن من المُلْك قبض على قيماز وسجنه، وضيَّق عليه إِلَى أن مات فِي السّجن.
وكان لعزّ الدّين صاحب الموصل جارية اسمها اقصرا، فَزوَّجه بها، وهي أمّ الأتابَكية زَوْجة الملك الأشرف مُوسَى الّتي لها بالجبل مدرسة وتربة.
وقيل إنّه كان يتصدَّق فِي اليوم بمائة دينار خارجا عن الرواتب.
وقد مدحه سِبْط التّعاويذيّ بقصيدةٍ سيَّرها إليه من بغداد، مطلعها:
عليلُ الشَّوْق فِيك مَتَى يصحُّ ... وسكرانٌ بحبّك كيف يصحو
وبين القلب والسّلْوان حَرْبٌ ... وبين الْجَفْنِ والعَبَرات صُلْحُ
فبعث إليه بجائزة سنيّة وبغلة، فضعفت البغْلة فِي الطّريق، فكتب إليه:
مجاهدُ الدّينِ دُمتَ ذُخْرًا ... لكلّ ذي فاقةٍ وكَنْزَا
بعثت لي بغلة ولكنْ ... قد مُسِخت فِي الطّريق عَنْزَا [1]
أجاز لي ابن البُزُوريّ قال: مجاهد الدّين قايماز الحاكم فِي دولة نور الدّين أرسلان شاه، كان أديبا فاضلا، وإلى ما يقرّبه إلى الله مائلا كثير
__________
[1] وله شعر ينسب إليه:
إذا أدمت قوار حكم جناحي ... صبرت على أذاكم وانطويت
وجئت إليكم طلق المحيّا ... كأنّي ما سمعت وما رأيت
(تاريخ ابن الفرات) .(42/195)
الصَّدَقات، له آثار جميلة بالموصل، فمنها الجامع، وإلى جانبه مدرسة، ورباط، ومارستان، وبنى عدَّة خانات فِي الطُّرُق وقناطر.
وكان كثير الصّيام، يصوم فِي السّنّة مقدار سبعة أشهر. وعنده معرفة تامَّة بمذهب الشّافعيّ. كذا قال.
وأما ابن الأثير فقال [1] : كان عاقلا، خيِّرًا، فاضلا، يعرف الفقه على مذهب أَبِي حنيفة، ويكثر الصَّوْم، وله أَوْراد، وكان كثير المحفوظ من التّواريخ، والشِّعْر، وغرائب الأخبار.
تُوُفّي رحمه اللَّه فِي ربيع الأول.
- حرف الميم-
258- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن أحمد بن أحمد بن رشد [2] .
أبو الْوَلِيد القُرْطبيّ، حفيد العلّامة ابن رُشْد، الفقيه.
وُلِد سنة عشرين، قبل وفاة جدّه أبي الوليد بشهر واحد.
__________
[1] في الكامل 12/ 153.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن محمد) في: بغية الملتمس للضبّي 44، وعيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة 2/ 75، والتكملة لابن الأبّار 1/ 269، والمعجب للمراكشي 242 و 305 وفيه وفاته في آخر سنة 594 هـ.، والمغرب في حلى المغرب 1/ 104، وقضاة الأندلس 111، والعبر 4/ 287، وسير أعلام النبلاء 21/ 307- 310 رقم 164، والإعلام بوفيات الأعلام 245، والإشارة إلى وفيات الأعيان 309، والديباج المذهب 284، والوافي بالوفيات 1/ 114، 115 رقم 450، والعسجد المسبوك 2/ 253، 254، والوفيات لابن قنفذ 298، 299 رقم 595، ومرآة الجنان 3/ 479، والنجوم الزاهرة 9/ 154، وتاريخ الخلفاء 457، وكشف الظنون 63، 512، 1261، وشذرات الذهب 4/ 320، وديوان الإسلام 2/ 356، 357 رقم 1024، وإيضاح المكنون 2/ 92، وهدية العارفين 2/ 104، وتاريخ الأدب العربيّ 1/ 461، ودائرة المعارف الإسلامية 1/ 166- 175، وتاريخ آداب اللغة العربية 3/ 113، والأعلام 6/ 212، ومعجم المؤلفين 8/ 313.
وهناك الكثير من المؤلّفات الحديثة التي تناولت سيرته وعلومه وأثره في الفلسفة وغيرها، لا يمكن حصرها.(42/196)
وعَرَضَ «الموطّأ» على والده أَبِي القاسم.
وأخذ عن: أَبِي مروان بْن مَسَرَّة، وأبي القاسم بْن بَشْكُوال، وجماعة.
وأخذ عِلم الطِّبّ عن: أَبِي مروان بْن حَزْبول [1] .
ودرس الفِقه حتّى بَرَع فِيهِ، وأقبل على عِلم الكلام، والفلسفة، وعلوم الأوائل، حتّى صار يُضْرَبُ به المَثَل فيها. فَمَنْ تصانيفه على ما ذكره ابن أَبِي أُصَيْبَعَة [2] : كتاب «التّحصيل» جمع فِيهِ اختلافات العلماء، كتاب «المقدّمات فِي الفقه» ، كتاب «نهاية المجتهد» ، كتاب «الكُليّات» طبّ، كتاب «شرح أُرجوزة ابن سينا فِي الطّبّ» ، كتاب «الحيوان» ، كتاب «جوامع كُتب أرسطاطاليس فِي الطّبيعيّات والإلهيّات» ، كتاب فِي المنطق، كتاب تلخيص الإلهيّات لنيقولاوس، كتاب «تلخيص ما بعد الطّبيعة» لأرسطوطاليس، «شرح كتاب السّماء والعالم» لأرسطوطاليس، «شرح كتاب النّفس» لأرسطوطاليس، «تلخيص كتاب الأسطقسات» لجالينوس، ولَخَّصَ له أيضا كتاب «المزاج» ، وكتاب «القوى» ، وكتاب «العلل» ، وكتاب «التّعرّف» ، وكتاب «الحمّيات» ، وكتاب «حيلة البرء» ، ولخّص كتاب «السّماع الطّبيعيّ» لأرسطوطاليس، وله كتاب «تهافت التّهافت» يردّ فِيهِ على الغزاليّ، وكتاب «منهاج الأدِلَّة فِي الأصول» ، كتاب «فصل المقال فيما بين الحكمة والشّريعة من الاتّصال» ، كتاب «شرح كتاب القياس» لأرسطو، «مقالة فِي العقل» ، «مقالة فِي القياس» ، كتاب «الفحص عن أمر العقل» ، كتاب «الفحص عن مسائل وقعت فِي الإلهيّات من الشفاء» لابن سينا، «مسألة فِي الزّمان» ، «مقالة فِي أنّ ما يعتقده المشّاءون وما يعتقده المتكلِّمون من أَهْل ملَّتنا فِي كيفيَّة وجود العالم متقارب فِي المعنى» ، مقالة فِي نظر أَبِي نصر الفارابيّ فِي المنطق ونظر أرسطوطاليس، مقالة فِي اتّصال العقل المُفارق للإنسان، مقالة فِي ذلك أيضا، مباحثات بين المؤلّف وبين أَبِي بَكْر بْن الطُّفَيل فِي رسمه للدّواء، مقالة فِي وجود المادّة
__________
[1] في تكملة الصلة لابن الأبّار «جربول» . والمثبت عن الأصل وسير أعلام النبلاء 23/ 308.
[2] في عيون الأنباء 2/ 75.(42/197)
الأولى، مقالة فِي الردّ على ابن سينا فِي تقسيمه الموجودات إِلَى ممكن على الإطلاق وممكن بذاته، مقالة فِي المزاج، مقالة فِي نوائب الحُمّى، مسائل فِي الحكمة، مقالة فِي حركة الفَلَك، كتاب ما خالفَ فِيهِ أبو نصر لأرسطو فِي كتاب البُرْهَان، مقالة فِي التِّرياق، تلخيص كتاب الأخلاق لأرسطو، وتلخيص كتاب البرهان له.
قلت: ذكر شيخ الشّيوخ تاج الدّين: لمّا دخلتُ إِلَى البلاد سألتُ عَنْهُ، فَقِيل إنّه مهجورٌ فِي دارِهِ من جهة الخليفة يعقوب، ولا يدخل أحدٌ عليه، ولا يخرج هُوَ إِلَى أحد. فَقِيل: لِمَ؟ قَالُوا: رُفعت عَنْهُ أقوالٌ رديَّة، ونُسِب إليه كثرة الاشتغال بالعلوم المهجورة من علوم الأوائل.
ومات وهو محبوس بداره بمرّاكُش فِي أواخر سنة أربعٍ وتسعين.
وذكره الأَبّار [1] فقال: لم ينشأ بالأندلس مثله كمالا وعلما وفضلا.
قال: وكان متواضعا، منخفض الجناح، عُني بالعِلم حتّى حُكيّ عَنْهُ أنّه لم يَدَع النّظر والقراءة مُذْ عقل إلّا ليلةَ وفاةِ أَبِيهِ وليلة عُرْسِه. وأنّه سوَّد فيما صنَّف وقيّد واختصر نحوا من عشرة آلاف ورقة، ومال إِلَى علوم الأوائل، فكانت له فيها الإمامة دون أَهْل عصِره. وكان يُفْزعُ إِلَى فتْياه فِي الطّبّ كما يُفْزَع إِلَى فتياه فِي الفِقه، مع الحظّ الوافر من العربيَّة.
قيل: وكان يحفظ «ديوان» حبيب، والمتنبّي. وله من المصنَّفات: كتاب «بداية المجتهد ونهاية المقتصد» فِي الفقه علَّل فيها ووجَّه، ولا نعلم فِي فنّه أنفع منه، ولا أحسن مساقا. وله كتاب «الكليَّات» فِي الطّبّ، و «مختصر المستصفى» فِي الأصول، وكتاب فِي العربيَّة، وغير ذلك.
وقد وُلّي قضاء قُرْطُبة بعد أَبِي مُحَمَّد بْن مغيث فَحُمِدت سيرته وعظُم قدره.
سمع منه: أبو مُحَمَّد بْن حَوْط اللَّه، وسهل بْن مالك، وجماعة.
وامتُحِن بآخرة، فاعتقله السّلطان يعقوب وأهانه، ثمّ أعاده إلى الكرامة
__________
[1] في تكملة الصلة 2/ 553.(42/198)
فيما قيل، واستدعاه إِلَى مرّاكُش وبها تُوُفّي فِي صَفَر، وقيل فِي ربيع الأوّل.
وقد مات السّلطان بعده بِشَهْر.
وقال ابن أَبِي أُصَيْبَعَة [1] : هُوَ أوحدٌ فِي علم الفقه والخلاف. تفقَّه على الحافظ أَبِي مُحَمَّد بْن رزق. وبرع في الطّب. وألّف كتاب «الكلّيّات» أجاد فِيهِ. وكان بينه وبين أَبِي مروان بْن زُهْر مودَّة.
حدَّثني أبو مروان الباجيّ قال: كان أبو الْوَلِيد بْن رُشْد ذكيا، رثّ البزَّة، قويّ النَّفس، اشتغل بالطّبّ على أَبِي جَعْفَر بْن هارون، لازمه مدَّة.
ولمّا كان المنظور بقُرطُبة وقت غزْو الفُنْش استدعى أَبَا الْوَلِيد واحترمه وقرَّبه حَتَّى تَعَدَّى به المجلس الّذي كان يجلس فِيهِ الشَّيْخ عَبْد الواحد بْن أَبِي حَفْص الهنتانيّ، ثُمَّ بعد ذلك نَقَمَ عليه لأجل الحكمة، يعني الفلسفة.
259- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن خطّاب [2] .
الأندلسيّ.
تُوُفّي بطريق مكَّة. وقد رحل، وسمع ببغداد على: ذاكر بْن كامل، وابن بوش، وطبقتهما.
ودخل أصبهان. وقرأ القرآن بواسط على ابن الباقِلّانيّ.
مات فِي ذي الحجة.
260- مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن أَبِي الفتح [3] .
أبو جعفر الطّرسوسيّ، ثمّ الأصبهانيّ، الحنبليّ.
__________
[1] في عيون الأنباء 2/ 75.
[2] انظر عن (محمد بن إبراهيم) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 343 رقم 512، وتاريخ ابن الدبيثي (شهيد علي 1870) ورقة 22.
[3] انظر عن (محمد بن إسماعيل) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 327، 328 رقم 484، والإعلام بوفيات الأعلام 245، وسير أعلام النبلاء 21/ 245، 246 رقم 126، والمعين في طبقات المحدّثين 182 رقم 1932، والعبر 4/ 287، والإشارة إلى وفيات الأعيان 309، والنجوم الزاهرة 6/ 154، وشذرات الذهب 6/ 320.(42/199)
من كبار شيوخ عصره فِي مصره.
وُلِد سنة اثنتين وخمسمائة فِي حادي عشر صَفَر.
وسمع من: أَبِي عليّ الحدّاد، والحافظ مُحَمَّد بْن طاهر، والحافظ يحيى بْن مَنْدَهْ، والحافظ مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الدّقّاق، ومحمود بْن إِسْمَاعِيل الصَّيْرَفيّ، وأبي نهشل عَبْد الصَّمَد العنبْريّ.
حَدَّث عَنْهُ: أَبُو مُوسَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْغَنِيِّ، ويوسف بْن خليل، وجماعة كبيرة.
وأجاز لأحمد بْن أَبِي الخير، وغيره من المتأخّرين.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلامَةَ فِي كِتَابِهِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ الْحَدَّادَ أَخْبَرَهُمْ: أَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا أبو زرعة الدّمشقيّ، ثنا يحيى بن صالح، ثنا معاوية بن سَلامٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: كُسِفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنُودِيَ بِالصَّلاةِ جَامِعَةً. أَخْرَجَهُ (خ) [1] عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ صَالِحٍ.
تُوُفّي فِي السّابع والعشرين من جُمادى الآخرة.
وهو آخر من حدَّث عن ابن طاهر بالسَّماع.
261- مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْعَزِيز [2] .
قاضي القُضَاة أبو الْحَسَن [3] الهاشميّ، العبّاسيّ، المكّيّ، ثمّ البغداديّ.
__________
[1] ج 2/ 442 في الكسوف، باب النداء بالصلاة جامعة في الكسوف.
[2] انظر عن (محمد بن جعفر) في: ذيل الروضتين 15، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 327 رقم 483، وتاريخ ابن الدبيثي (شهيد علي 1870) ورقة 28، والجامع المختصر 9/ 9- 11، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 251، وخلاصة الذهب المسبوك للإربلي 213، والمختصر المحتاج إليه 1/ 30، 31، والبداية والنهاية 13/ 21، والعقد المذهب، ورقة 163، والعقد الثمين 1/ ورقة 114، 115، وعقد الجمان 17/ ورقة 224- 229.
[3] في ذيل الروضتين: أبو الحسين.(42/200)
ولد سنة أربع وعشرين وخمسمائة.
وتفقّه على أَبِي الْحَسَن بْن الخلّ الشّافعيّ.
وسمع من: جدّه، وأبي الوقت.
وأجاز له: أبو القاسم بن الحُصَيْن، وأبو العزّ بْن كادش، وهبة اللَّه الشُّرُوطيّ، وجماعة.
ووُلّي القضاء والخطابة بمكَّة، ثُمَّ وُلّي قضاء القُضاة ببغداد بعد عَزْل أَبِي طَالِب عليّ بْن عليّ بْن الْبُخَارِيّ فِي سنة أربع وثمانين. ثُمَّ صُرِف فِي سنة ثمانٍ وثمانين بسبب كتاب امرأةٍ زوَّره وارتشى على إثباته خمسين دينارا وثيابا من الْحَسَن الإسْتِراباذيّ، فقال: ثبت عندي بشهادة فلانٍ وفلان. فأنكرا فَعَزَله أستاذ الدّار، ورسَّم عليه أيّاما، ثُمَّ لزِم بيته حتّى مات.
وقد سمع منه ابنه الحافظ جَعْفَر.
وتُوُفّي فِي جُمادى الآخرة.
ذكر ترجمته الدُّبيثيّ.
وحدَّث عَنْهُ: ابن خليل، واليَلْدانيّ.
262- مُحَمَّد بْن ذاكر بْن كامل [1] .
أبو عَبْد اللَّه الخفّاف.
سمع من: ابن البطّيّ، ويحيى بْن ثابت.
وكان شابّا صالحا. ما أحسبه حدَّث [2] .
263- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي درَقة.
أبو عَبْد اللَّه القحطانيّ القُرْطبيّ، الفقيه، قاضي تونس.
روى بها «الموطّأ» عن: أبي عبد الله بن الزّمّامة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن ذاكر) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 343 رقم 513، وتاريخ ابن الدبيثي (شهيد علي) ورقة 42، والوافي بالوفيات 3/ 66 رقم 961.
[2] قال ابن النجار: أبو عبد الله ابن شيخنا أبي القاسم جارنا بالظفرية، كان شابا صالحا، ورعا تقيّا ديّنا، حسن الطريقة، تفقّه بالمدرسة النظامية، وقرأ القرآن بالروايات، واشتغل بشيء من الأدب، وسمع الحديث من والده وغيره، ومات قبل أوان الرواية.(42/201)
أَخَذَ عَنْهُ: أبو عَبْد اللَّه بْن أصبغ، وغيره.
تُوُفّي فِي ذي الحجّة.
264- مُحَمَّد بْنِ عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن غَنيِمة بْن يحيى بْن بركة [1] .
أبو مَنْصُور الحربيّ الخيّاط، المعروف بابن حَوَاوا.
سمع: ابن الحُصَيْن، وأبا الْحُسَيْن بْن أَبِي يَعْلَى الفرّاء.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، وقال: تُوُفّي رحمه اللَّه فِي نصف ربيع الأول [2] .
265- مُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن زُهر بْن عَبْد الملك بْن مُحَمَّد بْن مروان بْن زُهْر [3] .
أبو بَكْر الإياديّ، الإشبيليّ.
أَخَذَ عن جدّه أَبِي العلاء علم الطّبّ، وأخذ عن أَبِيهِ.
وانفرد بالإمامة فِي الطّبّ فِي زمانه مع الحظّ الوافر من اللُّغة، والآداب، والشِّعر.
فَمَنْ شِعره، قال الموفّق أَحْمَد بْن أَبِي أُصَيْبَعَة: أنشدني محيي الدّين مُحَمَّد بْن العربيّ الحاتميّ: قال الحفيد أبو بَكْر بْن زُهْر لنفسه يتشوَّق إِلَى ولده:
ولي واحدٌ مثل فرخ القطا ... صغيرٌ تخلّف قلبي لدَيْه
نأتْ عَنْهُ داري فيا وحشتي ... لذاك الشّخيص [4] وذاك الوجيه
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الله بن علي) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن الدبيثي 2/ 21 رقم 225، والمختصر المحتاج إليه 1/ 59، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 323 رقم 472.
[2] وقد نيّف على الثمانين.
[3] انظر عن (محمد بن عبد الملك) في: معجم الأدباء 18/ 216- 225، وعيون الأنباء 2/ 66، والوافي بالوفيات 4/ 39- 43 رقم 1497، ونفح الطيب 1/ 625، وتاريخ الأدب العربيّ 1/ 642، والمطرب لابن دحية 207، والمعجب للمراكشي 145، وتكملة الصلة 2/ 255، ووفيات الأعيان 4/ 434- 437، والعبر 4/ 288، وسير أعلام النبلاء 21/ 325- 327 رقم 171، والمختار من تاريخ ابن الجزري 71، 72، وإنسان العيون، ورقة 81، والمختصر في أخبار البشر 3/ 127، وتاريخ ابن الوردي 2/ وشذرات الذهب 4/ 320، والكنى والألقاب للقمي 1/ 293، 294.
[4] في الوافي 4/ 40: «فيا وحشتا لذاك القديد» .(42/202)
تشوّقني وتشوّقُته ... فيبكي عليَّ وأبكي عليه
وقد تعب الشّوق ما بيننا ... فمنه إليّ ومني إليه
قال الموفّق: وأنشدني القاضي أبو مروان الباجيّ: أنشدنا أبو عِمْرَانَ بْن أَبِي عِمْرَانَ الزّاهد المرتليّ قال: أنشدنا أبو بَكْر بْن زُهْر الحفيد لنفسه:
إنّي نظرتُ إِلَى المرآة إذ جُلِيَت ... فأنكَرَت مُقْلَتَايَ كلّما رأتَا
رأيتُ فيها شيخا لست أعرفه ... وكنت أعرف فيها قبل ذاك فَتَى [1]
فقلت أني الّذي مَثْوَاهُ كان هنا ... مَتَى ترحّل عن هَذَا المكان مَتَى؟
فاستعجلتني وقالت لي وما نطقت ... قد راح ذاك وهذا بعد ذاك أتى [2]
هَوِّنْ عليك وهذا لا بقاء له ... أما ترى العشب يفنى بعد ما نبتَا
كان الغَوَاني يُقلنَ: يا أُخيّ، فقد ... صار الغَوَاني يَقُلْنَ اليوم: يا أبَتَا
وللحفيد:
للَّه ما صنعَ [3] الغرام بقلبِهِ ... أوْدَى به لمّا ألمّ بلُبّهِ
لبّاه لمّا أن دعاه، وهكذا ... من يدعه داعي الغرام يلبّه
يأبى الّذي لا يستطيع لعجبه ... ردّ السّلام وإنْ سلكت [4] فَعُجْ بِهِ
ظَبْيٌ من الأتراك ما تركَتْ ظبي [5] ... ألحاظُه من سلْوَةٍ لمحبِّهِ
إنْ كنتَ تُنكرُ ما جنى بِلِحَاظِهِ ... فِي سَلْبه يومَ الغوير فسَلْ بِهِ
أو شئت أن تلْقى غزالا أغْيدًا ... فِي سِرْبِهِ أُسْدُ العرينِ فَسِرْ بِهِ
يا ما أُمَيْلَحَهُ وأعذبَ رِيقَهُ ... وأَعَزّهُ وأذَلَّني فِي حُبِّهِ
بل ما أُليْطِفَ وردة فِي خدِّهِ ... وأرقَّها وأشدَّ قسوةِ قلبه
وله موشّحات كثيرة مشهورة، فمنها هذه:
__________
[1] في الأصل: «فتا» .
[2] في الأصل: «أتا» .
[3] في سير أعلام النبلاء 21/ 327 «ما فعل» .
[4] في سير أعلام النبلاء 21/ 327 «شككت» .
[5] في سير أعلام النبلاء 21/ 327 «ضنّى» .(42/203)
أيُّها السَّاقي إليكَ المشتكى [1] ... قد دعوناكَ وإنْ لم تسمع
ونديم همت فِي غُرّتِه ... وشرِبتُ الرَّاحَ من راحتِه
كلّما استيقظت من سَكْرته
جَذَبَ الزِّقَّ إليه واتَّكا ... وسَقَاني أربعا فِي أربعِ
غُصْنُ بانٍ مالَ من حيث اسْتَوَى ... باتَ مَن يَهْواهُ من فَرْط الجوى
خَفِقَ الأحشاءِ مَرْهون القُوى
كلما فكَّر فِي البينِ بَكَا ... ما لَهُ يبكي بما لم يقع
ليس لي صَبْرٌ ولا لي جَلَدُ ... يا لقَوْمي عذلوا واجتهدوا
أنكروا وشَكْواي ممّا أجِدُ
مثلُ حالي حقّه أن يُشتكا ... كمد البأس وذلّ الطّمع
ما لِعَيْنِي غَشِيَتْ بالنَّظر ... أنكرتْ بعدك ضوء القمر
وإذا ما شِئتَ فاسْمَع خبري
شَقِيَتْ عَيْنَاي من طولِ البكا ... وبَكَى بَعْضي على بَعْضي مَعِي
وإليه انتهت الرئاسة بإشبيليّة، وكان لا يعدله أحدٌ فِي الحَظْوة عند السّلاطين. وكان سَمْحًا، جوادا، نفّاعا بماله وجاهه، ممدَّحًا. ولا أعرف له رواية. قاله الأَبّار.
وقد أَخَذَ عَنْهُ الأستاذ أبو عليّ الشّلُوبين، وأبو الخطّاب بْن دِحْية.
قال الأَبّار [2] : وكان أَبو بَكْر بْن الجدّ يزكّيه.
ويُحكى عَنْهُ أنّه يحفظ «صحيح البخاريّ» مَتْنًا وإسنادا.
تُوُفّي بمّراكُش فِي ذي الحجَّة، وقد قارب التّسعين، فإنّه وُلِد سنة سبْعٍ وخمسمائة.
__________
[1] في الأصل: «المشتكا» .
[2] في تكملة الصلة 2/ 255.(42/204)
وقال غَيْره: كان ديّنا، عدّلا، مُحِبًّا للخير، مَهِيبًا جَرِيء الكلام، قويُّ النَّفس، مليح الشّكْل- يجرُّ قوسا يكون سبْعًا وثلاثين رطلا باليد.
وقال ابن دِحْيَة [1] : كان من اللّغة بمكانٍ مكين، وموردِ فِي الطّبّ عذْبٍ مَعِين. كان يحفظ شِعْر ذي الرّمَة، وهو ثلث اللّغة، مع الإشراف على جميع أقوال أَهْل الطّبّ، مع سُمُوّ النَّسَب وكثرة المال والنّشبْ. صحِبْتُه زمانا طويلا، واستفدت منه أدبا جليلا.
وقال لي: ولدت سنة سبع وخمسمائة.
وله أشعار حلوة. ورحل أبو جدّه إِلَى المشرق، وولي رئاسة الطّبّ ببغداد، ثُمَّ بمصر، ثُمَّ بالقيروان، ثُمَّ استوطن دانية بالأندلس، وطار ذِكره.
قلتُ: وقد مرّ والده فِي سنة سبْعٍ وخمسين، وجدّه فِي سنة خمسٍ وعشرين وخمسمائة.
وكان أبو بَكْر يُقال له: الحفيد. وكان وزيرا محتشِمًا، كثير الحُرْمَة، من سَرَوات أَهْل الأندلس. وقد رأَسَ فِي فَنَّيِ الطّبّ والأدب وبلغ فيهما الغاية [2] .
266- مُحَمَّد بْن عليّ بْن الحَسَن بْن أَحْمَد بْن عَبْد الوهّاب [3] .
أبو بَكْر المِزّيّ [4] ، الدَّمشقيّ، المعروف بالدُّوَانِيقيّ.
روى عن: أَبِي الفتح نصر اللَّه المصّيصيّ.
روى عَنْهُ: يوسف بْن خليل، والقوصي، والتّاج القُرْطُبيّ، وأخوه إسماعيل.
__________
[1] في المطرب 203.
[2] وقد قيل في ابن زهر:
قل للوبا أنت وابن زهر ... قد جزتما الحدّ في النكاية
ترفّقا بالورى قليلا ... في واحد منكما كفاية
(المختصر في أخبار البشر 3/ 97، المختار من تاريخ ابن الجزري 72، وتاريخ ابن الوردي 2/ 115) .
[3] انظر عن (محمد بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 329 رقم 488، وتكملة إكمال الإكمال 333، 334.
[4] هكذا في الأصل بالزاي. وقيّدها ابن الصابوني: «المرّي» بضم الميم وكسر الراء المشدّدة.(42/205)
وتُوُفّي فِي شَعْبان.
267- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن [1] .
أبو المظفَّر الخاتونيّ، الأصبهانيّ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ، الكاتب.
أحد الشّعراء.
سمع جزءا من مُحَمَّد بن عليّ السّمنانيّ، بسماعه من أَبِي الغنائم ابن المأمون.
رَواه عَنْهُ: أبو الْحَسَن بْن القَطِيعيّ، وغيره.
وتُوُفّي فِي ذي الحجَّة عن نيِّفٍ وعشرين سنة [2] .
268- الْمُبَارَك بْن إِسْمَاعِيل بْن عَبْد الباقي بْن أَحْمَد بْن الصّواف [3] .
أبو نَصْر بْن النَّشف الواسطيّ، البزّاز، الْمُقْرِئ.
قرأ القراءات على: أَبِي الفتح الْمُبَارَك بْن أَحْمَد الحدّاد، وغيره.
وسمع: أَبَا عبد الله محمد بن علي الجلابي، وأحمد بْن عُبَيْد اللَّه الآمِديّ.
وسمع ببغداد من: ابن ناصر.
وحدَّث.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الدُّبِيثيّ، وقال: تُوُفّي فِي ذي القعدة وله أربعٌ وسبعون سنة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن محمد الخاتوني) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 338 رقم 508، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 125، والوافي بالوفيات 1/ 419، 150 رقم 63.
[2] قال ابن النجار: من ساكني دار الخلافة. كان كاتبا فاضلا أديبا حسن الأخلاق. خدم عدّة من الأمراء ثم نظر في أعمال قوسان وبعدها في دجيل ثم انعزل ولزم بيته، وأورد له من أبيات:
لقد هاج لي أبين حزنا طويلا ... وحمّلني البين عبئا ثقيلا
وأذكرني البرق سفح الغدير ... وتلك القفار وتلك الهجولا
ومثّل لي وقفات الحجيج ... وجوب الفلا عنقا أو ذميلا
فأذريت دمعي لعلّ الدموع ... تبلّ غليلا وتروي عليلا
فما بلغت بعض ما نلته ... وما هو أمرا أراه منيلا
لأنّي أروم شفاء الجوى ... وقد أوحش البين تلك السبيلا
[3] انظر عن (المبارك بن إسماعيل) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 337 رقم 506، والمختصر المحتاج إليه 3/ 168 رقم 1123.(42/206)
269- الْمُبَارَك بْن عليّ بْن يحيى بْن مُحَمَّد بْن بذال [1] .
أبو بَكْر المعروف بابن النّفيس الْبَغْدَادِيّ.
وُلِد سنة سبْع عشرة.
وسمع من: أَبِي بَكْر الْأَنْصَارِيّ، وأبي مَنْصُور الشَّيْبَانيّ القزّاز.
قال الدّبيثيّ [2] : سمع منه بعض أصحابنا، وأجاز لي.
270- مَسْعُود بْن أَبِي مَنْصُور بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن [3] .
الأصبهانيّ أبو الْحَسَن، الخيّاط المعروف بالجمّال.
ولد سنة ستّ وخمسمائة، وسمع من: أَبِي عليّ الحدّاد، ومحمود بْن إسماعيل الصيرفي، وأبي نهشل عبد الصمد العنبري، والهَيْثم بْن مُحَمَّد المعدانيّ. وحضَر أَبَا القاسم غانما البُرْجيّ، وحمزة بْن العبّاس العَلَويّ.
وأجاز له عَبْد الغفّار الشِّيرُوِييّ.
وكان من بقايا أصحاب الحدّاد.
روى عَنْهُ: ابن خليل، وأبو مُوسَى بْن عَبْد الغنيّ، ومحمد بْن عُمَر العثمانيّ.
وأجاز لأحمد بْن أَبِي الخير، وجماعة.
تُوُفّي فِي الخامس والعشرين من شوّال.
271- مُسْلِم بن عليّ بن محمد [4] .
__________
[1] انظر عن (المبارك بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 335، 336 رقم 502، وإكمال الإكمال لابن نقطة (مادّة: بذال) ورقة 31، والمختصر المحتاج إليه 3/ 173 رقم 1142.
[2] في المختصر المحتاج إليه.
[3] انظر عن (مسعود بن أبي منصور) في: التقييد لابن نقطة 446 رقم 598، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 333 رقم 496، والعبر 4/ 288، والإعلام بوفيات الأعلام 245، وسير أعلام النبلاء 21/ 268 رقم 141، والمعين في طبقات المحدّثين 182 رقم 1933، والإشارة إلى وفيات الأعيان 309 وفيه: «مسعود بن أبي مسعود» ، وذيل التقييد 2/ 278 رقم 1621، والنجوم الزاهرة 6/ 154، وشذرات الذهب 4/ 321.
[4] انظر عن (مسلم بن علي) في: إكمال الإكمال، لابن نقطة (السيحي) ، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 319 رقم 465، والمشتبه 1/ 350، وسير أعلام النبلاء 21/ 302، 303 رقم 159.(42/207)
أبو مَنْصُور بْن السّيْحيّ [1] ، العدل المَوْصِليّ.
حدَّث عن: أَبِي البركات مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن خميس، وهو آخر من حدَّث عَنْهُ.
روى عَنْهُ: ابن خليل، وأبو مُحَمَّد اليَلْدانيّ.
تُوُفّي فِي منتصف المحرَّم.
272- مَنْصُور بْن أَبِي الْحَسَن بْن إِسْمَاعِيل بْن المظفَّر [2] .
أبو الفضل المخزوميّ، الطّبريّ، الصُّوفيّ، الواعظ.
وُلِد بآمُل طَبَرِسْتان، ونشأ بمَرْو، وتفقّه على الْإِمَام أَبِي الْحَسَن عليّ بْن مُحَمَّد المَرْوَزِيّ.
وبنَيْسابور على مُحَمَّد [3] بْن يحيى.
وكان مليح الكلام فِي المُنَاظرة، ثُمَّ اشتغل بالوعظ والتّصوُّف.
وسمع من: زاهر بْن طاهر، وعبد الجبّار بْن مُحَمَّد الحواريّ، وعليّ بْن مُحَمَّد المَرْوَزِيّ. وحدَّث ببغداد والشّام.
أَخَذَ عَنْهُ: أبو بَكْر الحازميّ، وإلياس بْن جامع، وابن خليل، وأخوه إِبْرَاهِيم، والضّياء المقدسيّ، والتّاج بْن أَبِي جَعْفَر، والشّهاب القُوصيّ، وطائفة سواهم.
__________
[1] في الأصل: «السحي» ، والتصحيح من مصادر الترجمة. قال المنذري: السّيحي: بكسر السين والحاء المهملتين بينهما ياء آخر الحروف.
[2] انظر عن (منصور بن أبي الحسن) في: التقييد 453، 454 رقم 606، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 160 رقم 477، وتاريخ إربل 1/ 191 رقم 94، وتكملة إكمال الإكمال 134، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي 15/ 353، والتدوين في أخبار قزوين 4/ 116، والإشارة إلى وفيات الأعيان 309، والإعلام بوفيات الأعلام 245، والعبر 4/ 288، والمعين في طبقات المحدّثين 182 رقم 1934، والمختصر المحتاج إليه 3/ 191، 192 رقم 1205، وتلخيص مجمع الآداب 4 ق 1 ص 36، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 313، ولسان الميزان 6/ 92، والنجوم الزاهرة 6/ 54، وشذرات الذهب 4/ 321.
[3] في الأصل: «وبنيسابور علي بن محمد» وهو وهم.(42/208)
وروى عنه الأمير يعقوب بْن مُحَمَّد الهَذبانيّ «مُسْنَد» أَبِي يعلى الموصليّ، سمعه منه بالموصل، ولقّبه القُوصيّ بشِهاب الدّين.
ونقلتُ من خطّه قال: حدَّث بدمشق سنة اثنتين وتسعين «بصحيح مُسْلِم» ، وسمعته منه، عن الفُرَاويّ.
وتوقَّف فِي أمره الحافظ بهاء الدّين القاسم بْن عساكر، وامتنع جماعةٌ لامتناعه.
ومولده بطَبَرِسْتان سنة خمس عشرة وخمسمائة.
وقال ابن النّجّار: حدّث ببغداد، ثُمَّ سكن الموصل يحدَّث ويدرّس. ثُمَّ انتقل إِلَى دمشق، فذكر لي رفيقنا عَبْد الْعَزِيز الشَّيبانيّ أنّه سمع منه، وادّعى أنّه سمع «صحيح مُسْلِم» من الفُرَاويّ. وكان معه خطٌّ مُزَوَّر على خطّ الفُرَاويّ.
وقال ابن نُقْطة [1] : حدَّثني عليّ بْن القاسم بْن عساكر قال: لمّا قُرئَ على الطَّبريّ أوّل مجلس من «صحيح مُسْلِم» بحُكم الثّبْت حضر شيخ الشّيوخ ابن حَمُّوَيْه، وحضر أَبِي وأنا معه، فجاء ابن خليل الأَدَميّ وقال لأبي: هَذَا الثَّبَت ليس بصحيح، وأراه إيّاه. فامتنع أَبِي من الحضور والجماعة، فغضب شيخ الشّيوخ أبو الْحَسَن بْن حَمُّوَيْه والصّوفيّة، وقرءوا عليه الكتاب [2] .
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلامَةَ كِتَابَةً عَنْ مَنْصُورِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ الطَّبَرِيِّ، أَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ: أَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْفَقِيهُ بِالطَّابَرَانِ، أَنَا أَبُو النَّصْرِ الْفَقِيهُ: ثنا عثمان بن سعيد الدّارميّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ الْهَادِ، أَنَّ أَبَا بَكْرِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ أَخْبَرَهُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ قَالَ: كُنَّا بِالْبَادِيَةِ فَقُلْنَا: إِنْ قَدِمْنَا بِأَهَلِينَا شُقَّ عَلَيْنَا، وَإِنْ خَلَّفْنَاهُمْ أَصَابَتْهُمْ ضَيْعَةٌ. فَبَعَثُونِي، وَكُنْتُ أَصْغَرُهُمْ، إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَتْ لَهُ قَوْلَهُمْ، فَأَمَرَنَا بِلَيْلَةِ ثلاث وعشرين [3] .
__________
[1] في التقييد 454.
[2] المختصر المحتاج إليه 3/ 192.
[3] الحديث بطوله رواه أبو داود في الصلاة، والنسائي في الاعتكاف. انظر: تحفة الأشراف 4/ 273 رقم 5143.(42/209)
قال ابن الهاد: فكان مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم يجتهد تلك اللّيلة [1] .
تُوُفّي فِي ثامن عشر ربيع الآخر بدمشق [2] .
- حرف النون-
273- نَصْر بْن أَبِي المحاسن بْن أَبِي الرشيد [3] .
أبو الخطّاب الأصبهانيّ، الصُّوفيّ.
حدَّث عن: أَبِي القاسم بْن الفضل بْن عَبْد الواحد الصَّيدلانيّ.
وتُوُفّي ببغداد.
__________
[1] وقال ابن عبد البرّ في (الاستيعاب 2/ 259) : وتعرف تلك الليلة بليلة الجهنيّ بالمدينة.
[2] وقال الرافعي القزويني: ورد قزوين وسمع منه بها: «فضائل الأوقات» لأبي بكر البيهقي سنة تسع وستين وخمسمائة. بروايته عن عبد الجبار الخواريّ، عن المصنّف. (التدوين) .
وقال ابن نقطة: سمع ببغداد (سنن) البيهقي الصغير بقراءة ابن ناصر الحافظ في سنة خمس وعشرين وخمسمائة. وقال أبو الطاهر بن الأنماطي بدمشق إنهم وجدوا سماعه من مسند أبي يعلى الموصلي من زاهر، وأن سماعه في نسخة يوسف البندهي بدمشق.
ورأيت نسخة بأربعين حديثا من جمع أبي الفضل منصور بن أبي الحسن الطبري وعليها خطه وقد حدّث بها عن زاهر بن طاهر الشحامي، وذكر أنه توفي في سنة سبع وعشرين، وإنما كانت وفاته في ربيع الآخر من سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة، وما روي فيها- أعني الأربعين- عن الفراوي شيئا، وفيها أحاديث من «صحيح» مسلم قد رواها عن أبي عبد الرحمن محمد بن محمد بن عبد الرحمن الخطيب الكشميهني، عن الفراوي، ولو كان قد سمعه من الفراوي كما زعم في آخره لما خرج عن رجل، عنه، وقد حدّث فيها بأسانيد فيها نظر، وصحّتها مستبعدة. (التقييد) .
وقال ابن المستوفي: هو أبو الفضل بن أبي عبد الله، المعروف بالدّيّني المخزومي ثم الطبري، كذا كتب لي نسبه بخطّه في إجازة لي. وحدّثني أبو الخير بدل ابن أبي المعمّر التبريزي أنه: منصور بن علي بن إسماعيل. ووجدت بخط إلياس بن جامع: «أبو الفضل منصور بن الحسن بن سعد بن المظفر بن الطبري المخزومي» ، ورد إربل ونزل خانكاه أبي منصور قايماز، وسمع عليه الحديث بإربل، وأدركته بالموصل ولم يقدّر لي السماع عليه.
رحل إلى دمشق وأقام بها، فقيل إنه توفي بها.
كان رجلا صالحا عنده شيء من فقه- كما قيل- سمع الكثير وعمّر حتى سمع عليه. وأخبرني بدل بن أبي المعمّر قال: أحبّ السماع عليه، فكان يقول: إنه سمع الكتاب جميعه، فإذا تفقد وجد سماعه على بعضه، فعل ذلك في مسند أبي يعلى الموصلي وغيره. (تاريخ إربل) .
[3] انظر عن (نصر بن أبي المحاسن) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 335 رقم 501.(42/210)
- حرف الواو-
274- وَهْب بْن لُبّ بْن عَبْد الملك بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن وهب بْن نُذير [1] .
أبو العطاء الفِهْريّ الأندلُسيّ، الشَّنْتَمريّ، نزيل بلنسية.
سمع من: أبيه أبي عيسى. ولزم أبا الوليد بن الدّبّاغ وأكثر عنه.
وتفقّه على أبي الحسن بن النّعمة. وأخذ القراءات عَنْ أَبِي مُحَمَّد بْن سعدون الوَشْقي.
وكان فقيها، حافظا، مشاوَرًا، مُفْتيًا، مدرّسا، من أَهْل العِلم والذّكاء والدّهاء.
أَخَذَ عَنْهُ جماعة، ووُلّي قضاء بَلَنْسِية وخطابتها، ثُمَّ صُرِف عن القضاء وبقي خطيبا.
تُوُفّي فِي ذي الحجّة، وصلّى عليه ولده أبو عَبْد اللَّه، وعاش ثلاثا وثمانين سنة. ذكره الأَبَّار.
- حرف الياء-
275- يحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن.
أبو بَكْر الْأَزْدِيّ، الأندلسيّ، النَّحْويّ، المعروف بابن فضالة.
من علماء أوريُولَة. خطب ببلده وناب فِي القضاء، قال التّجيبيّ: كان شيخي فِي اللّغة والعربيّة، وصحِبتُه عدَّة سِنين وعرضتُ عليه كتبا كثيرة. وعُمّر دهرا.
بقي إِلَى سنة خمسٍ هَذِهِ.
276- يحيى بن علي بن الفضل بن هبة الله بن بركة [2] .
__________
[1] انظر عن (وهب بن لب) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
[2] انظر عن (يحيى بن علي بن الفضل) في: الكامل في التاريخ 12/ 154 وفيه: «يحيى بن علي بن فضلان» ، وذيل الروضتين 15، والتقييد لابن نقطة 485، 486 رقم 660، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 330، 331 رقم 491، وتاريخ ابن الدبيثي 15/ 392، والجامع المختصر 19/ 11- 13، والعبر 4/ 289، والإشارة إلى وفيات الأعيان 309، والمختصر المحتاج إليه 3/ 246، رقم 1353، وإنسان العيون، ورقة 179، وطبقات(42/211)
العلّامة جمال الدّين أبو القاسم الْبَغْدَادِيّ، الشّافعيّ، المعروف بابن فضلان.
وُلِد فِي آخر سنة خمس عشرة وخمسمائة.
وسمع: أَبَا غالب ابن البنّاء، وأبا القاسم بْن السَّمَرْقَنْديّ، وأبا الفضل الأُرْمَويّ، وغيرهم.
وكان اسمه واثق، وكذا هُوَ فِي الطَّباق، ولكنْ غلب عليه يحيى واختاره هُوَ. وكان إماما بارِعًا فِي عِلم الخلاف، مشارا إليه فِي جودة النَّظَر.
تفقَّه على أَبِي مَنْصُور الرّزّاز، وارتحلَ إِلَى صاحب الغزاليّ مُحَمَّد بْن يحيى مرَّتين، وعلَّق عَنْهُ.
وظهر فضله، واشتهر اسمه، وانتفع به خلْق.
وسمع أيضا بنَيْسابور من: أَبِي يحيى، وعمر بْن أَحْمَد الصّفَّار الفقيه، وأبي الأسعد هبة الرَّحْمَن بْن القُشَيْريّ، وإسماعيل بْن عَبْد الرَّحْمَن العصائديّ.
وكان حَسَن الأخلاق، سَهْل القياد، حُلْو العبارة، يَقِظًا، لبيبا، نبيها، وجيها. درَّس ببغداد بمدرسة دار الذَّهَب وغيرها.
وأعاد له الدّرسَ الْإِمَامُ أبو عليّ يحيى بْن الرَّبِيع.
روى عَنْهُ: ابن خليل فِي حروف الواو، وأبو عَبْد اللَّه الدُّبيثيّ، وجماعة.
وتُوُفّي فِي تاسع عشر شعبان.
قال الموفّق عَبْد اللّطيف: ارتحل ابن فضلان إِلَى مُحَمَّد بْن يحيى مرَّتين، وسقط فِي الطّريق فانكسرت ذراعه، وصارت كفخذه، فالتجأ إِلَى قريةٍ، وأدّته الضّرورة إِلَى قطْعها من المِرْفق، وعمل محضرا بأنّها لم تقطع في
__________
[ () ] الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 320 (7/ 322، 323) ، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 279، 280، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 151 ب، 152 أ، والبداية والنهاية 13/ 21، ومرآة الجنان 3/ 479، والعسجد المسبوك 2/ 254، وعقد الجمان 17/ ورقة 239، 240، والعقد المذهب، ورقة 74، والنجوم الزاهرة 6/ 153، ومعجم الشافعية لابن عبد الهادي، ورقة 100، والفلاكة والمفلوكين 20، وشذرات الذهب 4/ 321، والأعلام 9/ 198.(42/212)
ريبة. فلمّا قدِم بغداد وناظر المجير، وكان كثيرا ما ينقطع فِي يد المُجير، فقال له المجير: يسافر أحدهم فِي قطْع الطّريق، ويدّعي أنّه كان يشتغل.
فأخرج ابن فضلان المحضر ثمّ شنَّع على المجير بالفلسفة.
وكان ابن فضلان ظريف المناظرة، له نغمات موزونة، يشير بيده مع مخارج حروفه بوزنٍ مُطرِبٍ أنيق، يقف على أواخر الكلمات خوفا من اللّحْن. وكان يُداعبني كثيرا.
ورُميَ بالفَالج فِي آخر عمره، رحمه اللَّه تعالى.
277- يعقوب بْن يوسف بْن عَبْد المؤمن بْن عليّ [1] .
الملقَّب بالمنصور، أمير المؤمنين أبو يوسف، سلطان المغرب القَيْسيّ المرّاكُشيّ، وأُمُّه أمّ وَلَد روميَّة اسمها سَحَر [2] .
بويع فِي حَيَاة والده بأمره بِذَلِك عند موته، فملك وعمره يومئذٍ اثنتان وثلاثون سنة. وكان صافي السُّمْرة إِلَى الطّول ما هُوَ، جميل الوجه، أعين، أفوه، أقْنَى، أكْحَل، مستديرَ اللّحية، ضخم الشَّكل، جَهُورِيّ الصّوت، جزل
__________
[1] انظر عن (يعقوب بن يوسف) في: الكامل في التاريخ 12/ 145- 147، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 464- 468، والروضتين 2/ 174، وذيل الروضتين 16، ووفيات الأعيان 7/ 3- 19، والمعجب 336 وما بعدها، والحلل الموشّية 121، وآثار البلاد وأخبار العباد 112، وروض القرطاس 160، وأعمال الأعلام 269، والجامع المختصر 9/ 8، والبيان المغرب 3/ 140- 211، والاستقصاء 2/ 158، وتاريخ الدولتين 10، وجذوة الاقتباس 348، والأنيس المطرب 153، ونفح الطيب (انظر فهرس الأعلام) ، والدر المطلوب 127، وشرح رقم الحلل 191، 200- 202، والإعلام بوفيات الأعلام 245، وسير أعلام النبلاء 21/ 311- 319 رقم 166، والمختار من تاريخ ابن الجزري 64- 71، ودول الإسلام 2/ 77، والإشارة إلى وفيات الأعيان 310، ومآثر الإنافة 2/ 73، والمختصر في أخبار البشر 3/ 97، وتاريخ ابن الوردي 2/ 114، وتاريخ ابن الفرات ج 4 ق 2/ 166- 168، والروض المعطار 27، 82، 127، 136، 163، 174، 175، 200، 201، 342، 343، 347، 354، 390، 414، 415، 469، 479، 487، 521، 541، 568، 578، 579، والنجوم الزاهرة 6/ 137، ونظم الجمان 96، والحلّة السيراء 2/ 178، 193، والبداية والنهاية 13/ 19، وشذرات الذهب 4/ 421- 423.
[2] في (المعجب) : «ساحر» .(42/213)
الألفاظ، صادق اللهْجَة، كثير الإصابة بالظّنّ والفَرَاسة، ذا خبرةٍ بالخيرِ والشّرّ. وُلّي الوزارة لأبيه، فبحث عن الأمور، وكشف أحوال العمّال والوُلاة.
وكان له من الولد: مُحَمَّد وليّ عهده، وإبراهيم، وموسى، وعبد اللَّه، وعبد العزيز، وأبو بَكْر، وزكريّا، وإدريس، وعيسى، وصالح، وعثمان، ويونس، وسعد، وساعد، والحَسَن، والحسين، فهؤلاء الّذين عاشوا بعده. وله عدَّة بنات.
ووزَرَ له عُمَر بن أبي زيد الهنتانيّ إلى أن مات، ثُمَّ أبو بَكْر بْن عَبْد اللَّه بْن الشّيخ عُمَر أيِنْتي، ثُمَّ ابن عمّ هَذَا مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر. ثُمَّ هرب مُحَمَّد هَذَا وتزهَّد ولبس عباءة، ثُمَّ وَزَرَ له أبو زَيْدٍ عَبْد الرَّحْمَن بْن مُوسَى الهنْتانيّ، وبقي بعده وزيرا لابنه مُدَيْدَة.
وكتب له أبو الفضل بْن مَحْشُوَّة، ثُمَّ بعده أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عيّاش الكاتب البليغ الَّذِي بقي إلى سنة تسع عشرة وستّمائة.
وكتب أيضا لولده من بعده.
وقضَى له أبو جَعْفَر أَحْمَد بْن مضاء، وبعده أبو عَبْد اللَّه بْن أَبِي مروان الوَهْرَانيّ، ثُمَّ عزله بأبي القاسم أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن بَقِيّ.
ولَمَّا بويع كان له من إخوته وعُمومته منافسون ومزاحمون لا يرونه أهلا للإمارة لِمَا كانوا يعرفون من سوءِ صِباه، فلقيَ منهم شدَّةً، ثُمَّ عبر البحر بعساكره حتّى نزل مدينة سَلا، وبها تمَّت بيعته، لأنّ بعض أعمامه تلكَّأ، فأنعم عليهم، وملأ أيديهم أموالا لها خطر. ثُمَّ شرع فِي بناء المدينة العُظْمى الّتي على البحر والنّهر من العَدْوَة، وهي تلي مَرّاكُش. وكان أَبُوهُ قد اختطّها ورسمها، فشرع هُوَ فِي بنائها إِلَى أن تمّت أسوارها، وبنى فيها جامعا عظيما إلى الغاية، وعمل له منارة في نهاية العُلُوّ على هيئة منارة الإسكندريَّة، لكن لم يتمّ هذا الجامع لأنّ العمل بَطَلَ منه بموته. وأمّا المدينة فتمّت، وطولها نحوٌ من فَرْسَخ، لكنّ عرضها قليل بالنّسبة. ثُمَّ سار بعد أن تهيَّأت فنزل مَرّاكُش.(42/214)
وَفِي أوّل ملكه، وذلك فِي سنة ثمانين، خرج عليه صاحب ميورقة [1] الملك المعروف بابن غانية، وهو عليّ بْن إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن غانية، فسار فِي البحر بجيوشه، وقصد مدينة بِجاية، فملكها وأخرج مَن بها من الموحّدين فِي شعبان مِن السّنة. وهذا أوّل اختلالٍ وَقَعَ فِي دولة الموحّدين [2] .
وأقام ابن غانية ببِجاية سبعة أيّام، وصلّى فيها الجمعة، وأقام الخُطبة للإمام النّاصر لدين اللَّه العبّاسيّ، وكان خطيبه يومئذٍ الْإِمَام أبو مُحَمَّد عَبْد الحقّ الأزْديّ مصنِّف الإحكام. فأحنق ذلك المنصورَ أَبَا يوسف، ورام قتْلَ عَبْد الحقّ، فعصمه اللَّه وتوفّاه قريبا.
ثُمَّ سار ابن غانية بعد أن أسّس أموره ببِجاية، ونازل قلعة بني حمّاد فملكها، وملك تلك النّواحي، فتجهَّز المنصور لحربه بجيوشه، فتقهقر ابن غانية، وقصد بلاد الجريد، فلمّا وصل المنصور إِلَى بِجّاية تلقّاه أهلها، فصفح عَنْهُمْ، وجهّز جيشا مع ابن عمّه يعقوب بْن عُمَر، ونزل هُوَ تونس، فالتقى يعقوب وابن غانية، فانهزم الموحّدون انهزاما مُنْكَرًا، وتبِعَهم جيش ابن غانية من العرب والبربر يقتلونهم فِي كلّ وجهٍ، وهلك كثيرٌ منهم عَطَشًا، ورجع من سَلِم إِلَى تونس. فلمَّ المنصور شعْثهم، ثُمَّ سار بنفسه وعمل مع ابن غانية مصافّا، فانكسر أصحاب ابن غانية، وثبت هُوَ، وبيّن إِلَى أن أُثخن جراحا، ففرّ بنفسه متماسكا، ومات فِي خيمة أَعرابيَّة [3] . ثُمَّ إنّ جُنْدَه قدّموا عليهم أخاه يحيى، ولحِقوا بالصّحراء فكانوا بها مع تلك العُربان إِلَى أن رجع المنصور إِلَى مَرّاكُش.
وانتقض أَهْل قَفْصَة فِي هَذِهِ المدَّة، ودعوا لبني غانية، فنزل عليها المنصور، فحاصرها أشدّ الحصار، وافتتحها عَنْوةً، وقتل أهلها قتلا ذريعا.
فَقِيل إنّه ذبح أكثرهم صبرا، وهدم أسوارها، ورجع إلى المغرب [4] .
__________
[1] في الأصل: «ميرقة» .
[2] الروض المعطار 568.
[3] المعجب 349.
[4] الروض المعطار 568، المعجب 349.(42/215)
وأمّا يحيى بْن غانية فإنّه بعث أخاه أبا محمد عَبْد الله إِلَى مَيُورقة فاستقلّ بها، إِلَى أن دخلها عليه الموحّدون قبل السّتّمائة. وبقي يحيى بإفريقية يظهر مرَّة ويخمد أخرى، وله أخبارٌ يطول شرحها.
وَفِي غيبة المنصور عن مَرّاكُش طمع عمّاه فِي الأمر، وهما سُلَيْمَان وعمر، فأسرع المنصور ولم يتمّ لهما ما راماه، فتلقّياه وترجّلا له، فقبض عليهما، وقيّدهما فِي الحال، فلمّا دخل مَرّاكُش قتلهما صبْرًا، فهابه جميع القرابة وخافوه.
ثمّ أظهر بعد ذلك زُهدًا وتقشُّفًا وخشونةَ عَيْشٍ وملبس، وعظُم صيت العُبَّاد والصّالحين فِي زمانه، وكذلك أَهْل الحديث، وارتفعت منزلتهم عنده فكان يسألهم الدعاء. وانقطع فِي أيّامه عِلم الفروع، وخاف منه الفقهاء، وأمر بإحراق كتب المذهب بعد أن يجرّد ما فيها من الحديث، فأحرق منها جملة فِي سائر بلاده، «كالمدوَّنة» ، و «كتاب ابن يُونُس» ، و «نوادر ابن أَبِي زَيْدٍ» ، و «التّهذيب» للبرادعيّ، و «الواضحة» لابن حبيب.
قال محيي الدّين عَبْد الواحد بْن عليّ المَرّاكُشي فِي كتاب «المعجب» [1] له: ولقد كنت بفاس، فشهدت يؤتى بالأحمال منها فتوضع ويُطلق فيها النّار.
قال: وتقدَّم إلى النّاس بترك الفقه والاشتغال بالرأي والخوض فِيهِ، وتوعّد على ذلك، وأمَر مَن عنده مِن المحدِّثين بجمع أحاديث من المصنَّفات العشرة وهي: «الموطّأ» ، والكتب الخمسة، و «مُسْنَد أَبِي بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة» ، و «مُسْنَد البزّار» ، و «سنن الدّار الدَّارَقُطْنِيّ» ، «وسُنَن البَيْهقيُّ» فِي الصّلاة وما يتعلّق بها، على نحو الأحاديث الّتي جمعها ابن تومرت فِي الطّهارة.
فجمعوا ذلك، فكان يُمليه بنفسه على النّاس، ويأخذهم بحفظه. وانتشر هَذَا المجموع فِي جميع المغرب وحفظه خلْق. وكان يجعل لمن حفظه عطاء وخِلعة.
وكان قصْده فِي الجملة مَحْو مذهب مالك رَضِيَ اللَّه عنه وإزالته من
__________
[1] ص 354.(42/216)
المغرب. وحَمَلَ النّاسَ على الظّاهر من القرآن والسُّنَّة. وهذا المقصد بعينه كان مقصد أَبِيهِ وجدّه، إلّا أنهما لم يُظهراه، وأظهره هُوَ.
أخبرني غير واحدٍ ممّن لقي الحافظ أَبَا بكر بن الجدّانة أنّه أخبرهم قال:
دخلت على أمير المؤمنين أَبِي يعقوب يوسف أوّل دخلةٍ دخلتُها عليه، فوجدت بين يديه «كتاب ابن يُونُس» ، فقال لي: يا أَبَا بَكْر أَنَا انظر فِي هَذِهِ الآراء المتشعّبة الّتي أُحدِثت فِي دِين اللَّه. أرأيت يا أَبَا بَكْر المسألة فيها أربعة أقوال، وخمسة أقوال، أو أكثر فِي أيّ هَذِهِ الأقوال الحقّ؟ وأيّها يجب أن يأخذ به المقلِّد؟
فافتتحت أبيّن له، فقال لي، وقطع كلامي: يا أَبَا بَكْر ليس إلّا هَذَا، وأشار إِلَى المصحف، أو هَذَا، وأشار إِلَى «سُنَن أَبِي دَاوُد» ، أو السّيف.
قال عَبْد الواحد: وظهر فِي أيّام أَبِي يوسف يعقوب ما خفي فِي أيّام أَبِيهِ وجدّه، ونال عنده طلبة العِلم والحديث ما لم ينالوا فِي أيّام أبويه، وانتهى أمره إِلَى أن قال يوما بحضرة كافَّة الموحّدين: يا معشر الموحّدين، أنتم قبائل، فَمَنْ نابَه منكم أمرٌ فزع إِلَى قبيلته وهؤلاء، يعني الطّلبة، لا قَبِيل لهم إلّا أَنَا، فمهما نابَهم أمرٌ فأنا ملجأهم. فعظموا عند ذلك فِي أعين الموحّدين، وبالغوا فِي احترامهم.
وَفِي سنة خمسٍ وثمانين قصد بَطرو بْن الريق لعنه اللَّه مدينة شَلْب فنالها فأخذها، فتجهّز المنصور أبو يوسف فِي جيوشٍ عظيمة، وعبر البحر، ونزل على شَلْب، فلم يطِق الفرنج دفاعه، وهربوا منها، وتسلَّمها. ولم يكفِه ذلك حتّى أَخَذَ لهم حِصْنًا، ورجع فمرض بمَرّاكُش مرضا عظيما، وتكلَّم أخوه أبو يحيى فِي الملك، ودعا إِلَى نفْسِه، فلمّا عُوفي قتله صبرا، وقال: وإنّما أقتلك بقوله صلى الله عليه وسلّم: «إذا بويع الخليفتان فاقتلوا الأحدث منهما» . تولّى قتْله أخوه عَبْد الرَّحْمَن بمحضرٍ من النّاس. ثُمَّ تهدَّد القرابة وأهانهم، فلم يزالوا فِي خمولٍ، وقد كانوا قبل ذلك لا فرق بينهم وبين الخليفة سوى نفوذ العلامة [1] .
__________
[1] المعجب 356- 358.(42/217)
وَفِي سنة تسعين انتقض ما بينه وبين الأذْفُنْش [1] من العهد، وعاثت الفرنج فِي الأندلس، فتجهّز أبو يوسف وأخذ فِي العبور، فعبر فِي جُمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين، ونزل بإشبيليّة، فعرض جيوشه، وقسَمَ الأموال، وقصد العدوّ المخذول، فتجهّز الأذفُنْش فِي جُموعٍ ضخمة، فالتقوا بفحص الحديد، وكان الأذفنْش قد جمع جُموعًا لم يجتمع له مثلها قطّ، فلمّا تراءى الجمعان اشتدّ خوف الموحّدين، وأمير المؤمنين يعقوب فِي ذلك كلّه لا مُستنّد لَهُ إلّا الدّعاء، والاستعانة بكلّ من يظنّ أنّه صالح، فتواقعوا فِي ثالث شعبان، فنصر اللَّه الْإِسْلَام، ومُنِح أكتاف الروم، حتّى لم ينج الفنش، إلّا في نحو من ثلاثين نفْسًا من وجوه أصحابه. واستشهد يومئذٍ جماعة من الأعيان، منهم الوزير أَبِو بكر ابن عبد الله ابن الشَّيْخ عُمَر اينتي، وأتى أبو يوسف قلعة رباح وقد هرب أهلها، فدخلها وجعل كنيستها مسجدا واستولى على ما حول طُلَيطُلة من الحصون، وردّ إِلَى إشبيلية.
ثُمَّ قصد الرومَ من إشبيلية فِي سنة اثنتين وتسعين، فنزل على مدينة طليطلة بجيوشه، فقطع أشجارها، وأنكى فِي الروم نكاية بيّنة ورجع. ثمّ عاد في المرّة الثالثة، وتوغَّل فِي بلاد الروم، ووصل إِلَى مواضع لم يصل إليها ملك من ملوك المسلمين، ورجع، فأرسل الأدفُنْش يطلب المهادنة، فهادنه عشر سنين، وعبر بعد هَذَا إِلَى مَرّاكُش فِي سنة أربعٍ وتسعين.
قال: وبلغني عن غير واحدٍ أنّه صرَّح للموحّدين بالرحلة إِلَى المشرق، وجعل يذكر لهم البلاد المصريَّة وما فيها من المناكير والبِدَع ويقول: نَحْنُ إن شاء اللَّه مُطهِّروها. ولم يزل هَذَا عزْمُه إِلَى أن مات فِي صدر سنة خمس.
وكان فِي جميع أيّامه مؤثرا للعدْل بحسب طاقته، وبما يقتضيه إقليمه والأمَّة الّتي هُوَ فيها.
وكان يتولّى الإمامة بنفسه فِي الصَّلَوات الخمس أشهرا إلى أن أبطأ يوما
__________
[1] يقال: «الأذفنش» و «الأدفنش» ، و «الفنش» . وهو «ألفونس الثامن» ملك قشتالة.(42/218)
عن العصر حتّى كادت تفوت، فخرج وأوسعهم لَوْمًا وقال: ما أرى صلاتكم إلّا لنا، وإلّا فَمَا منعكم أن تقدّموا رجلا؟ فقد قدّم أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف حين دخل وقت الصّلاة، وهو عليه السّلام غائب، أما لكم أُسْوَة؟ فكان ذلك سببا لقطْعه الإمامة [1] .
وكان يقعد للنّاس عامَّةً لا يُحجَب عَنْهُ أحد، حتّى اخْتَصَم إليه رجلان فِي نصف درهم، فقضى بينهما وأمر بضربهما قليلا، وقال: أما كان فِي البلد حُكَّام قد نُصِبوا لهذا.
ثمّ بعد هذا بقي يقعد فِي أيّامٍ مخصوصة. واستعمل على القضاء أَبَا القاسم بْن بَقِيّ، فشرط عليه بأن يكون قعوده بحيث يسمع حُكمه فِي جميع القضايا وهو مِن وراء ستْر.
وكان يدخل إليه أُمناء الأسواق فِي الشّهر مرَّتين، فيسألهم عن أسواقهم، وأسعارهم، وحُكامهم. وكان إذا وفد عليه أهلُ بلدٍ سألهم عن وُلاتهم وقُضاتهم، فإذا أثْنَوا خيرا قال: اعلموا بأنّكم مسئولون عن هذه الشّهادة يوم القيامة. وربّما تلا: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَداءَ بِالْقِسْطِ 5: 8 [2] .
قال: وبلغني أنّه تصدَّق سنة إحدى وتسعين قبل خروجه إِلَى الغزوَة بأربعين ألف دينار. وكان كلّما دخلت السّنة أمر أن تُكتَب له الأيتام والمنقطعون، فيُجْمعون إِلَى عند قصره، فيختنون، ويأمر لكلّ صبيّ منهم بمثقال، وثوب، ورغيف، ورُمّانة. هَذَا كلّه شهِدْتُهُ [3] .
وبنى بمَرّاكُش بيمارستانا ما أظنّ فِي الدّنيا مثله، أجرى فِيهِ مياها كثيرة، وغرسَ فِيهِ من جميع الأشجار، وزَخْرَفَه، وأمر له من الفرش بما يزيد على الوَصْف. وأجرى له ثلاثين دينارا كلّ يوم برسم الأدوية. وكان كلّ جمعة يعود فِيهِ المرْضى ويقول: كيف حالكم؟ كيف القومة عليكم؟.
__________
[1] المعجب 361.
[2] سورة المائدة، الآية 8.
[3] القول لعبد الواحد المراكشي في (المعجب) 364.(42/219)
وَفِي سنة نيّفٍ وثمانين وردَ عليه من مصر قراغش التَّقَويّ، فتى تقيّ الدّين عُمَر ابن أخي السّلطان الملك النّاصر، والأمير شعبان، والقاضي عماد الدّين فِي جماعة، فأكرمهم وأقطعهم، حتّى أقطع رجلا من أَهْل إربل يُعرف بأحمد الحاجب مواضع، وأقطع شعبان بالأندلس قرى تغلّ فِي السّنة نحوا من تسعة آلاف دينار، سوى ما قرَّر لهم من الجامكيَّة [1] .
وأخبرني أبو العبّاس أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن مطرّف بمكَّة قال: قال لي أمير المؤمنين أبو يوسف: يا أَبَا الْعَبَّاس اشهد لي بين يدي اللَّه أنّي لا أقول بالعصمة، يعني عصمة ابن تومرت.
وقال لي، وقد استأذنته فِي فِعل: مَتَى نفتقر إِلَى وجود الْإِمَام؟ يا أَبَا العبّاس أَيْنَ الْإِمَام، أَيْنَ الْإِمَام؟
أخبرني أبو بَكْر بْن هانئ الجيّانيّ قال: لمّا رجع أمير المؤمنين من غزوته تلقّيناه، فسألني عن أحوال البلد وقُضاته ووُلاته، فلمّا فرغت من جوابه سألني: ما قرأتَ من العِلم؟ فقلت: قرأت تواليف الْإِمَام، أعني ابن تومرت، فنظر إليَّ نظرة المغضِب وقال: ما هكذا يقول الطّالب، إنّما حُكمك أنْ تقول: قرأتُ كتاب اللَّه، وقرأت شيئا من السُّنَّة، ثُمَّ بعد هَذَا قُلْ ما شئت [2] .
وقال تاج الدّين عَبْد السّلام بْن حَمُّوَيْه الصُّوفيّ: دخلت مَرّاكُش فِي أيّام السّيّد الْإِمَام أَبِي يوسف يعقوب، ولقد كَانَت الدّولة بسيادته مجمّلة، والمحاسنُ والفضائل فِي أيّامه مكمّلة، يقصده العُلماء لفضله، والأغنياء لعدله، والفقراء لبذْله، والغُزاة لكثرة جهاده، والصلحاء والعامَّة لتكثير سواده وزيادة إمداده، والزُّهّاد لإرادته وحُسْن اعتقاده. كما قال فِيهِ بعض الشّعراء:
أهْلٌ لأن يُسْعَى إليه ويُرْتجي ... ويُزار من أقصى البلاد على الوجا
__________
[1] المعجب 365، 366.
[2] المعجب 369.(42/220)
ملكٌ غدا بالمَكْرُمات مقلَّدًا ... وموشَّحًا ومختما ومتوّجَا
عمرت مقامات الملوك بذِكرهِ ... وتعطّرت منه الرّياح تأرُّجَا
وجد الوجود وقد دجا فأضاءه ... ورآه في الكرب العظام ففرَّجا
ولمّا قدِمْتُ عليه أكرم مقدمي، وأعذب فِي مشارعه مَوْردي، وأنجح فِي حُسْن الإقبال والقبول مقصدي، وقرَّر لي الرُّتبة والرَّاتب، وعيَّن أوقات الدّخول إِلَى مجلسه بغير مانع ولا حاجب. وكانت أكثر مجالسة المرتبة بحضور العلماء والفُضَلاء، يفتتح فِي ذلك بقراءة القرآن، ثُمَّ يقرأ بين يديه قدر ورقتين أو ثلاث من الأحاديث النّبويَّة. وربّما وقع البحث فِي معانيها، ثُمَّ يختم المجلس بالدّعاء، فيدعو هُوَ. وكذا كان يدعو عند نزوله من الركوب.
ثُمَّ ينزل فيدخل قصره.
والّذي أعلمه مِن حاله أنّه كان يُجِيد حِفْظ القرآن، وكان يحفظ متون الأحاديث، ويتكلَّم فِي الفقه والأحكام كلاما بليغا، ويُنَاظر ويُباحث. وكان فُقهاء الوقت يرجعون إليه فِي الفتاوى والمُشكلات وله فتاوٍ مجموعة. وكانوا ينسبونه إِلَى مذهب الظّاهر والحُكم بالنّصوص.
وكان فصيح العبارة، مَهِيبًا، ملحوظ الإشارة، مع تمام الخِلْقة وحُسْن الصّورة وطلاقة البِشْر، لا يُرى منه اكفهرار، ولا له عن مجالِسِه إعراض ولا ازوِرار. يدخل عليه الدّاخل فيراه بزِيّ الزّهّاد والعلماء، وعليه جلالة الملوك.
وقد صنَّف كتاب «التّرغيب» فِي الأحاديث الّتي فِي العبادات، فَمَنْ فتاويه: حضانة الولد للأمّ ثُمَّ للأب ثُمَّ للجَّدة.
اليمين على المنكِر ولا ترد على المُدَّعي بحال، مَن نكل عن اليمين حُكِم عليه بما نُكِل عَنْهُ، الشُّفْعه لا تنقطع إلّا بتصريحٍ من الّذي يجب له إسقاطها، مَن ادَّعى العَدم وأشكل أمره، خُيِّر طالبه بين أن يخلى سبيلَه، وبين أن يحبسَه وينفق عليه.
وله شِعْر جيّد، وموشَّحات مشهورة.(42/221)
وبلغني أنّ قوما أتوه بفيلٍ هديَّةً من بلاد السّودان، فوصلهم ولم يقبل الفيل، وقال: لا نريد أن نكون أصحاب الفيل. وقيل بل جَرَى ذلك لوالده يوسف.
ثُمَّ ذكر فصلا فِيهِ طولٌ فِي كَرَمه وعدْله وخيره، إِلَى أن قال: فإذا كان عشر ذي الحجَّة أمر وُلاة الزّكاة بإحضارها، فيفرّقها فِي الأصناف الثّمانية.
حدَّثني بعض عمّالهم أنّه فرّق فِي عيد، سنة أربعٍ وتسعين، ثلاثا وسبعين ألف رأس من مَعِز وضأن. ثُمَّ ذكر أنّه عمل مكتبا كبيرا فِيهِ جماعة عُرَفاء وغيرهم، ويُجري عليهم النّفقات والكسْوة للصّبيان، فسألت واحدا فقال: نَحْنُ عشرة معلّمين، والصّبيان يزيدون على الألف، وقد ينقصون.
وكان يكسو الفقراء فِي العام، ويختن أولادهم، ويعطي الصَّبيّ دينارا [1] .
قال عَبْد الواحد [2] : وكان مهتمّا بأمر البناء، لم يخل وقت من قصر يستجدّه، أو مدينة يعمرها. وزاد فِي مَرّاكُش زيادة كبيرة. وأمر أن تميّز اليهود بلباس ثياب كحليّة وأكمام مفرطة في الطّول والسّعة، تصل إلى قريب أقدامهم، وبدلا من العمائم كَلْوتَات على أشنع صُورَ، كأنّها البراذع، تبلغ إِلَى تحت آذانهم وشاع هذا الزّيّ فيهم. وبقوا إِلَى أن توسّلوا إِلَى ابنه بعده بكلّ وسيلةٍ وشفاعة، فأمرهم ابنه بثيابٍ صُفْر، وعمائم صفر، فهم على ذلك إلى وقتنا، وهو سنة إحدى وعشرين وستّمائة.
فائدة
ذكر تاج الدّين بْن حَمُّوَيْه أنّه سَأَلَ ابن عطيَّة الكاتب، ما بال هَذِهِ البلاد، يعني المغرب، ليس فيها أحدٌ من أَهْل الذّمَّة ولا كنائس ولا بيَع؟ فقال: هَذِهِ الدّولة قامت على رهبةٍ وخُشونة. وكان المهديّ قد قال لأصحابه: إنّ هؤلاء الملثَّمين مبتدِعة ومجسِّمة مشبِّهة كَفَرة يجوز قتْلهم وسَبْيهم بعد أن يعرضوا
__________
[1] في المعجب 382.
[2] في المعجب 383.(42/222)
على الْإِيمَان. فلمّا فعل ذلك، واستولوا على السّلاطين، بعد موت المهديّ، وفتح عَبْد المؤمن مَرّاكُش، أحضر اليهود والنّصارى وقال: أَلَسْتُم قد أنكرتم، يعني أوائلكم، بعثة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلّم، ودفعتم أن يكون هُوَ الرَّسُول الموعود به فِي كتابكم، وقلتم إنّ الّذي يأتي إنّما يأتي لتأييد شريعتنا وتقرير مِلّتنا؟ قَالُوا:
نعم. قال: فأين منتظركم إذا؟ سيَّما وقد زعمتم أنّه لا يتجاوز خمسمائة عام.
وهذه خمسمائة عام قد انتقضت لِمِلّتنا، ولم يأتِ منكم بشيرٌ ولا نذير. ونحن لا نقرّكم [1] على كُفركم، ولا لنا حاجة بجزيتكم، فإمّا الْإِسْلَام، وإمّا القتل.
ثمّ أجّلهم مدَّة لتخفيف أثقالهم، وبَيْع أملاكهم، والنّزوح عن بلاده.
فأمّا أكثر اليهود، فإنّهم أظهروا الْإِسْلَام تَقِيَّة، فأقاموا على أموالهم، وأمّا النّصارى فدخلوا إِلَى الأندلس، ولم يسلم منهم إلّا القليل. وخربت الكنائس والصّوامع بجميع المملكة، فَلَيْس فيها مشرِك ولا كافر يتظاهر بكُفْره إِلَى بعد السّتّمائة، وهو حين انفصالي عن المغرب.
قال عَبْد الواحد [2] : وإنّما حمل أَبَا يوسف على ما صنعه بهم، يعني بالملثَّمين، شكُّه فِي إسلامهم. وكان يقول: لو صحّ عندي إسلامُهم لتركتهم يختلطون بْنا فِي أنكحتهم وأمورهم. ولو صحَّ عندي كُفْرهم لقتلتهم، ولكنّني متردِّد فيهم، ولم ينعقد عندنا ذمَّة ليهوديّ ولا نصرانيّ منذ قام أمر المصامدة، ولا فِي جميع بلاد المغرب بِيعة ولا كنيسة، إنّما اليهود عندنا يُظهرون الْإِسْلَام، ويُصلّون فِي المساجد، ويقرءون أولادهم القرآن جارين على مِلّتنا وسُنّتنا، والله أعلم بما تكنّ صدورهم.
قلت: ما ينبغي أن يسمّى هؤلاء يهود أبدا بل هُمْ مسلمون.
محنة ابن رُشْد
وسببها أنّه أخذ فِي شرح كتاب «الحيوان» لأرسطوطاليس فهذَّبه، وقال
__________
[1] في الأصل: «لا نقرّنا» .
[2] في المعجب 383.(42/223)
فِيهِ عند ذِكر الزّرافة: رأيتها عند ملك البَرْبر. كذا غير ملتفتٍ إِلَى ما يتعاطاه خَدَمَةُ الملك من التّعظيم، فكان هَذَا مِمَّا أحنقهم عليه، ولم يظهروه.
ثمّ إنّ قوما ممّن يناوِئه بقُرْطُبة ويدّعي معه الكفاءة فِي البيت والحشمة سَعوا به عند أَبِي يوسف بأنْ أخذوا بعض تلك التّلاخيص، فوجدوا فِيهِ بخطّه حاكيا عن بعض الفلاسفة قد ظهر أنّ الزُّهْرة أحد الآلهة. فأوقفوا أَبَا يوسف على هَذَا، فاستدعاه بمحضرٍ من الكبار بقُرطُبة، فقال له: أَخَطُّك هَذَا؟
فأنكر، فقال: لعن اللَّه كاتبه، وأمر الحاضرين بلعنه، ثمّ أمر بإخراجه مُهَانًا.
وبإبعاده وإبعاد من يتكلّم فِي شيءٍ من هَذِهِ العلوم، وبالوعيد الشّديد. وكتب إِلَى البلاد بالتّقدّم إِلَى النّاس فِي تركها، وبإحراق كتب الفلسفة، سوى الطّبّ، والحساب، والمواقيت. ثمّ لمّا رجع إِلَى مَرّاكُش نزع عن ذلك كلّه، وجنح إِلَى تعلُّم الفلسفة، واستدعى ابن رُشد للإحسان إليه، فحضر ومرض، ومات فِي آخر سنة أربع.
وتُوُفّي أبو يوسف فِي غرَّة صَفَر، وولي بعده وليّ عهده ابنه أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد، وكان قد جعله فِي سنة ستٍّ وثمانين وليَّ العهد، وله عشر سِنين إذ ذاك.
وقال الموفَّق أَحْمَد بْن أَبِي أصَيْبَعة فِي «تاريخه» : حدَّثني أبو مروان الباجيّ قال: ثمّ إنّ المنصور نقم على أَبِي الْوَلِيد، وأمر بأن يقيم فِي بلد اليسّانة، وأن لا يخرج منها، ونقم على جماعةٍ من الأعيان، وأمر بأن يكون فِي مواضع أُخر لأنّهم مشتغلون بعلوم الأوائل. والجماعة أبو الْوَلِيد، وأبو جَعْفَر الذّهبيّ، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم قاضي بجّاية، وأبو الرَّبِيع الكفيف، وأبو العبّاس الشّاعر القرابيّ. ثُمَّ إنّ جماعة شهدوا لأبي الْوَلِيد أنّه على غير ما نُسِب إليه، فرضي عَنْهُ وعن الجماعة، وجعل أَبا جَعْفَر الذّهبيّ مزوارا للأطبّاء والطَّلَبة.
وممّا كان فِي قلب المنصور من أَبِي الْوَلِيد أنّه كان إذا تكلَّم معه يخاطبه بأنْ يقول: تسمع يا أخي.
قلت: واعتذر عن قوله ملك البربر بأنْ قال: إنّما كتبت ملك البرَّيْن، وإنّما صَحَّفها القارئ.(42/224)
وقال الْإِمَام أبو شامة: وفيها تُوُفّي خليفة المغرب أبو يوسف الّذي كسَرَ الفُنْش. وكان قد قام بالمُلْك بعد أَبِيهِ أحسن قيام، ونشر كلمة التّوحيد ورفع راية الجهاد، وأمر بالمعروف، ونهى عن المنكر، وأقام الحدود على أقربائه وغيرهم.
وكان سَمْحًا، جوادا، عادلا، مُكْرِمًا للعلماء، متمسّكا بالشَّرْع. يُصلّي بالنّاس الصّلوات الخمس، ويلبس الصّوف، ويقف للمرأة والضّعيف. أوصى عند الموت إِلَى ولده أَبِي عَبْد اللَّه، وأن يُدفن على قارعة الطّريق ليترحّم عليه.
تُوُفّي فِي ربيع الأوّل ومدّه ملكه خمس عشرة سنة.
كتب إليه الملك صلاح الدّين يستنجده على الفرنج، ولم يخاطبه فِي الكتاب بأمير المؤمنين، فلم يُجبْه إِلَى ما طلب.
وقال أَحْمَد بْن أَبِي أُصَيْبَعَة فِي ترجمة الغزَال أنّه لازم الحفيد أَبَا بَكْر بْن زُهر حتّى برع فِي الطّبّ وخدم المنصور. وكان المنصور قد أبطل الخمر، وشُدّد فِي أن لا يؤتى بشيءٍ منه، أو يكون عند أحدٍ. ثُمَّ بعد مدَّة قال المنصور لأبي جَعْفَر بْن الغزال: أريد أن تركّب لي تِرْياقًا. فجمع حوائجه، فأعوزه الخمر، فأعلم المنصور فقال: تطلّبه من كلّ ناحية فلعلّ تقع عند أحد. فتطلّبه حتّى يئس، فقال المنصور: واللهِ ما كان قصدي بعمل التِّرْياق إلّا لأعتبر هَلْ بقي عند أحدٍ خمرٌ أمْ لا.
قلتْ: وهذا من أحسن التّلطُّف فِي كشف الأمور الباطنة.
وبلغني أنّ الأدفُنْش لمّا بعث إِلَى أَبِي يوسف يتهدّده ويطلب منه بعض الحصون، وكانت المكاتبة من إنشاء وزيره ابن الفخّار وهي: باسمك اللَّهمّ فاطر السّماوات والأرض، وصلّى اللَّه على السّيّد المسيح، روح اللَّه وكلمته الرَّسُول الفصيح [1] ، أمّا بعد، فلا يخفى [2] على ذي ذِهنٍ ثاقب، ولا عقلٍ
__________
[1] في مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 446 «وصلى الله على السيد عيسى بن مريم الفصيح» ، والمثبت يتفق مع: المختار من تاريخ ابن الجزري 65.
[2] في المرآة: «أيها الأمير إنه لا يخفى» .(42/225)
لازبٍ [1] ، أنّك أمير المِلَّة الحنيفيَّة، كما أَنَا أمير المِلَّة النّصرانيَّة، وقد علمت ما عليه نوّابك من رؤساء الأندلس من التّخاذل والتّواكل [2] ، وإهمال أمر الرعيَّة، وإخلادهم إِلَى الراحة. وأن أسومهم القهر، فأخلي الدّيار، وأسبي الذراريّ، وأقتل الرجال [3] ، ولا عُذْر لك فِي التّخلُّف عَنْهُمْ وعن نصرهم إذْ أمكنتك يد القدرة، وأنتم تزعمون أنّ اللَّه فرض عليكم قتال عشرةٍ منّا بواحدٍ منكم، الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ، وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً 8: 66 [4] ، ونحن الآن نقاتل عشرة منكم بواحدٍ منّا، لا تستطيعون دفاعا، ولا تملكون امتناعا.
وقد حُكيَ [5] عنك أنّك أخذت فِي الاحتفال [6] ، وأشرفت على ربوة القتال، وتُماطل نفسك عاما بعد عام، تُقَدَّم رِجْلًا وتؤخِّر أُخرى، فلا أدري، الْجُبْنُ بطّأَ بِك أَم التّكذيبُ بما وعدك ربّك. ثُمَّ قيل لي إنّك لا تجد إِلَى جواز البحر سبيلا لعلَّةٍ لا يسوغ لك التّقحّم معها. وها أَنَا أقول لك ما فيه الراحة [7] ، وأعتذر لك وعنك على أن تفي بالعهود والمواثيق، وكثرة الرهائن، وترسل إليَّ جملة من عبيدك [8] بالمراكب والشَّواني، فأجوز بحملتي إليك، وأقاتلك فِي أعزّ الأماكن لديك، فإن كانت لك فغنيمة كبيرة جلبت إليك، وهديّة عظيمة مثلت بين يديك، وإن كانت لي كانت يدي العليا عليك، واستحققت إمارة الملّتين، والحكم فِي البرّين. [9] .
فلمّا وصل كتابه إِلَى أَبِي يوسف مزّقه وقطّعه، وكتب على قطعة منه:
__________
[1] في المرآة: «على ذي عقل لازب» .
[2] في المرآة: «الكامل» .
[3] في المرآة: «الشباب» .
[4] اقتباس من سورة الأنفال، الآية 66.
[5] في الكامل في التاريخ 12/ 113 «حكي لي عنك» .
[6] في المرآة ج 8 ق 2/ 447 «الاحتيال» .
[7] في المرآة: «وتوجه إلى جملة من المراكب لأعبر إليك» .
[8] في المرآة: «أن تتوجه بجملة من عندك» .
[9] في المرآة: «والتقدم على الفئتين» .(42/226)
ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِها وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْها أَذِلَّةً وَهُمْ صاغِرُونَ 27: 37 [1] . الجواب ما ترى لا ما تسمع.
وهذا البيت، وهو للمتنبّي:
وَلَا كُتْب إلّا المَشْرَفِيَّةُ عِنْدَنا ... وَلَا رُسُلٌ إلّا الخميس العَرَمْرَمِ [2]
ثمّ استنفر النَّاس، وجمع الجيوش، فكانوا مائة ألفٍ فِي الدّيوان، ومائة ألف مُطَّوَّعة، وسار إِلَى زُقاق سَبْتَة، فعدَّى منه إِلَى الأندلس، وطلب الأدفُنْش، فكان المصافّ عند قلعة رباح شماليّ قُرْطبة، فَفَتَح اللَّهُ ونَصَر، وكانت ملحمة هائِلة قلَّ أنْ وقع مثلها فِي الْإِسْلَام. قيل إنّه حصل منها لبيت المال من دروعهم ستّون ألف درع. وأمّا الدّوابّ فلم يُحصَر لها عدد.
وذكر ابن الأثير فِي «الكامل» [3] ، أنّ عدد من قُتِلَ من الفرنج مائة ألف وستَّة وأربعون ألفا، وَقُتِلَ من المسلمين نحوٌ من عشرين ألفا، وأُسِر من الفرنج ثلاثة عشر ألفا، وغنم المسلمون منهم شيئًا عظيما، فمن الخيام مائة ألف وثلاثة وأربعون ألفا، ومن الخيل ستّة وأربعون ألفا، ومن البِغال مائة ألف، ومن الحمير مائة ألف. ونادى يعقوب: مَن غنِم شيئا فهو له سوى السّلاح.
ثمّ إنّه سار إِلَى طُلَيطُلة فحاصرها، وأخذ أعمالها، وترك الفرنج فِي أسوأ حال، ورجع إِلَى إشبيلية، فأقام إِلَى أثناء سنة ثلاثٍ وتسعين، فعاد وأغار وسَبَى، ولم يبق للفرنج قُدرة على مُلْتقاه، فالتمسوا الصُّلح، فأجابهم لِما اتّصل إليه مِن أخبار ابن غانية المَيُورقيّ الّذي استولى وخرج عليه فِي سنة ثمانين، وهو عليّ بْن إِسْحَاق الملثَّم، وقام بعده أخوه يحيى بْن إِسْحَاق، فاستولى على بلاد إفريقية، واستفحل أمره، فهادن أبو يوسف الفرنج خمسة أعوام، وعاد إِلَى مَرّاكُش، وشرع فِي عمل الأحواض والروايا والآلات للبرّيَّة ليتوجّه إِلَى أفريقيَّة، ودخل مدينة سَلا متنزّها، وكان قد بنى بقرب سلا مدينة
__________
[1] سورة النمل، الآية 37.
[2] ديوان المتنبي، بشرح البرقوقي 4/ 7.
[3] ج 12/ 115.(42/227)
على هيئة الإسكندريّة سمّاها رِباط الفتح، ثمّ عاد إِلَى مَرّاكُش.
وبعد هَذَا فقد اختلفت الأقوال فِي أمره، فَقِيل إنّه ترك ما كان فِيه، وتجرّد وساح فِي الأرض حتّى انتهى إلى بلاد المشرق مختفيا، ومات خاملا، حتّى قيل إنّه مات ببَعْلَبَكّ، وهذا القول خُرافة.
ومنهم من قال: رجع إِلَى مَرّاكُش وتُوُفّي بها.
وقيل: مات بسَلا.
وكان مولده فِي ربيع الأوّل سنة أربعٍ وخمسين، وعاش إحدى وأربعين سنة.
وكان قد أفتى وأمرَ برفض فروع الفقه، وأن لا يُفتى العلماء إلّا بالكتاب والسُّنَّة، وأن يجتهدوا، يعني على طريقة أَهْل الظّاهر.
قال القاضي شمس الدّين ابن خلّكان [1] : لقد أدركنا جماعة من مشايخ المغرب وصلوا إلينا إِلَى البلاد وهم على تلك الطّريقة، مثل أَبِي الخطّاب بْن دِحْية، وأخيه عَمْرو [2] ، والشّيخ محيي الدّين ابن العربيّ.
وكان قد عظُم ملكه، واتّسعت دائرة سلطنته، وإليه تُنْسَب الدّنانير اليعقوبيَّة [3] .
قال ابن خَلَّكان [4] : وحكى لي جَمْعٌ كثير بدمشق فِي سنة ثمانين وستّمائة أنّ بالقرب من المَجْدَل بالبقاع قريةٌ يُقَالُ لها حَمَّارَة، إِلَى جانبها مَشْهد يُعْرف بقبر الأمير يعقوب ملك المغرب، وكلّ أَهْل تلك النّواحي متّفقون على ذلك. وبين القبر وبين المَجْدَل نحو فرسخين.
__________
[1] في وفيات الأعيان 7/ 11.
[2] في وفيات الأعيان 7/ 11 «وأخيه أبي عمر» .
[3] وفيات الأعيان 7/ 12.
[4] في وفيات الأعيان 7/ 10.(42/228)
قلت: الأصحّ موته بالمغرب.
تُوُفّي فِي غُرَّة جُمادى الأولى، وقيل فِي ربيع الآخر، وقيل في صَفَر كما تقدَّم.
وفيها، فِي أوّلها ولد: فخر الدّين عليّ بْن الْبُخَارِيّ، وَفِي ذي القعدة عليّ بْن محمود بْن نبهان الرَّبَعيّ، وأحمد بْن هبة اللَّه بْن أَحْمَد الكهفيّ، ومحمد بْن الْحُسَيْن بْن عتيق بْن رشيق المالكيّ، والموفَّق مُحَمَّد بْن عُمَر ابن بِنْت الأَبّار.
وفيها، تقريبا، أمين الدّين القاسم بْن أَبِي بَكْر الإربليّ التّاجر.(42/229)
سنة ست وتسعين وخمسمائة
- حرف الألف-
278- أَحْمَد بْن عليّ بْن أَبِي بَكْر عتيق بْن إِسْمَاعِيل [1] .
الْإِمَام أبو جَعْفَر القُرطُبيّ، الفَنكيّ، الشّافعيّ، الْمُقْرِئ، نزيل دمشق، وإمام الكلّاسة.
ولد بقرطبة سنة ثمان وعشرين وخمسمائة، وسمع بها من أَبِي الْوَلِيد يوسف بْن عبد العزيز بن الدّبّاغ الحافط، بقراءة أَبِيهِ، «الموطّأ» ، بسماعه من الخولانيّ.
وقرأ القراءات على أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن صاف، ثُمَّ حجّ ودخل الموصل، فقرأ بها القراءات على يحيى بْن سعد القُرطُبيّ.
وسمع الكثير بدمشق من: أَبِي القاسم بْن عساكر، ومن: أَبِي نصر عَبْد الرحيم اليُوسُفيّ، ويحيى الثّقفيّ، وطائفة.
ونسخ الكثير بخطّه المغربيّ الحلو، وكان صالحا، خيّرا، عابدا، قانتا، وليّا للَّه، إماما في القراءات، مجوّدا لمعرفتها.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 361، 362 رقم 545، وتكملة الصلة لابن الأبّار 1/ 90، 91، وذيل الروضتين 17، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة ج 1 ق 1/ 311- 313، والعبر 4/ 291، والإعلام بوفيات الأعلام 245، والمعين في طبقات المحدّثين 185 رقم 1971، ومعرفة القراء الكبار 2/ 576، 577 رقم 533، وسير أعلام النبلاء 21/ 303، 304 رقم 160، والإشارة إلى وفيات الأعيان 310، والوافي بالوفيات 7/ 205 رقم 3151، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 146 ب، والعقد المذهب، ورقة 161، والمقفى الكبير 1/ 529، 530 رقم 516، وغاية النهاية 2/ 205، وعقد الجمان 17/ ورقة 247، والنجوم الزاهرة 6/ 158، وديوان الإسلام 2/ 72، 73 رقم 661، وشذرات الذهب 4/ 323.(42/230)
روى عَنْهُ: ولداه تاج الدّين مُحَمَّد، وإسماعيل، وابن خليل، والشّهاب القُوصيّ، وجماعة.
وأجاز لشيخنا ابن أَبِي الخير.
تُوُفّي فِي سابع عشر رمضان بدمشق.
وفَنَك: قرية أو قُلَيعة من أعمال قُرْطُبة.
أقرأ القراءات، وكان قيّما بها، وكتب الكثير منها.
279- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عِيسَى [1] .
أبو العبّاس الدَّارقَزَّيّ، المعروف بابن البخيل.
سمع: أَبَا المواهب بْن مُلوك، وأبا غالب بن البنّاء، والقاضي أَبَا بَكْر، وغيرهم.
روى عَنْهُ: النّجيب عَبْد اللّطيف.
وأجاز لابن أَبِي الخير، وأبي الْحَسَن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن عَبْد الواحد بْن البخاريّ، تنكّس من داره فمات فِي تاسع ذي القعدة، رحمه اللَّه تعالى.
280- إِبْرَاهِيم بن منصور بن المسلّم [2] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 364 رقم 550، والمعين في طبقات المحدّثين 183 رقم 1945، وسير أعلام النبلاء 21/ 335 دون ترجمة، والمختصر المحتاج إليه 1/ 208، 209، وتوضيح المشتبه 1/ 380.
[2] انظر عن (إبراهيم بن منصور) في: وفيات الأعيان 1/ 33 رقم 7، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 355، 356 رقم 532، وتكملة إكمال الإكمال 296، وطبقات الفقهاء الشافعية لابن الصلاح 1/ 320 رقم 91، والعبر 4/ 291، وسير أعلام النبلاء 21/ 304، 305 رقم 161، ومرآة الجنان 3/ 484، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 201 (7/ 37- 39) ، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 221- 222، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 146 ب، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 356، 357 رقم 322، والوافي بالوفيات 6/ 151 رقم 2896، وتاريخ ابن الفرات ج 4 ق 2/ 182- 184، والسلوك ج 1 ق 1/ 153، والمقفى الكبير 1/ 322، 323 رقم 383، وحسن المحاضرة 1/ 190، وكشف الظنون 1912، وشذرات الذهب 4/ 223، وسلّم الوصول لحاجّي خليفة، ورقة 35، والأعلام 1/ 70، ومعجم المؤلفين 1/ 116.(42/231)
الفقيه العلّامة أبو إِسْحَاق المصريّ، الخطيب المعروف بالعراقيّ.
ولد بمصر سنة عشر وخمسمائة، ورحل إِلَى بغداد فتفقّه بها حتّى برع فِي مذهب الشّافعيّ، ولإقامته ببغداد سمّاه المصريّون العراقيّ. وعاد إِلَى مصر فوُلّي خطابة جامعها العتيق والتّصدُّر، وشرح «المهذَّب» [1] لأبي إِسْحَاق، وانتفع به الطّلبة، وتفقّه به جماعة من الفُضلاء.
وقد تفقّه ببغداد على أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الأُرْمَويّ تلميذ الشّيخ أَبِي إِسْحَاق الشّيرازيّ. ثُمَّ تفقّه على أَبِي الْحَسَن مُحَمَّد بْن الخلّ.
وتفقّه بمصر على القاضي أَبِي المعالي مجلّي بْن جُمَيع. وخرج له عدَّة تلامذة.
وهو جدّ شيخنا العَلَم العراقيّ لأمّه. وكان على سَداد وأمرٍ جميل.
تُوُفّي فِي الحادي والعشرين من جُمادى الأولى، وما أظنّه روى شيئا.
281- إِسْمَاعِيل بْن صالح بْن ياسين بْن عِمْرَانَ [2] .
الرجل الصّالح أبو الطّاهر ابن الْمُقْرِئ العالم أَبِي التّقيّ الشّارِعيّ [3] ، الشَّفِيقيّ، بفاء ثمّ قاف، نسبة إلى خدمة شفيق الملك، المصريّ البنّاء الْجَبَليّ، نسبة إِلَى سُكنى جبل مصر.
ولد سنة أربع عشرة وخمسمائة. وسمع بمصر من أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الحطّاب الرازيّ، بإفادة الزّاهد المعروف بالرُّدّيْنيّ.
وكان آخر من حدَّث بمصر عن الرّازيّ.
__________
[1] قال ابن الصلاح إنه في عشر مجلّدات، رأيته. (طبقات الفقهاء الشافعية) .
[2] انظر عن (إسماعيل بن صالح) في: إكمال الإكمال لابن نقطة، (الظاهرية) ورقة 66، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 367، 368 رقم 557، وتكملة إكمال الكمال 225، والعبر 4/ 291، والمعين في طبقات المحدّثين 182 رقم 1937، وسير أعلام النبلاء 21/ 269، 270 رقم 143، والإشارة إلى وفيات الأعيان 310، والإعلام بوفيات الأعلام 245، والنجوم الزاهرة 6/ 158، وشذرات الذهب 4/ 323.
[3] الشارعي: منسوب إلى الشارع، الموضع المشهور ظاهر القاهرة.(42/232)
روى عَنْهُ: الحافظ عَبْد الغنيّ، والحافظ الضّياء، والشّهاب القُوصيّ، والمجد عِيسَى بْن الموفَّق، وعبد اللَّه بْن الشّيخ أَبِي عُمَر، ومحمد بْن البهاء عَبْد الرَّحْمَن، والرضى إِسْمَاعِيل، ويوسف بْن خليل، والزَّين أَحْمَد بْن عَبْد الملك، ويونس بن خليل أخو يوسف، وأبو الحسن السّخاويّ، وأبو عمرو بْن الحاجب، وإسماعيل بْن ظَفَر، وأبو طَالِب مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن صابر، والمعين أَحْمَد بْن عليّ بْن يوسف الدَّمشقيّ ثمّ المصريّ، وعبد اللَّه بْن عَبْد الواحد بْن علّاق، والرشيد يحيى بْن عليّ العطّار، وإسماعيل بْن عزّون، وخلْق آخرهم ابن علّاق.
وتُوُفّي فِي ثاني عشر ذي الحجَّة، رحمه اللَّه.
282- إِسْمَاعِيل بْن عَبْد الدّائم [1] .
أبو مَنْصُور الرحبيّ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ الْمُقْرِئ الخيّاط.
حدّث عن: أَبِي مُحَمَّد سِبْط الخيّاط.
وتُوُفّي فِي ربيع الأوّل.
283- أَصَبَة المستنجديّ.
الأمير.
وُلّي نيابة واسط مُدَيْدة.
- حرف التاء-
284- تكش خوارزم شاه [2] .
__________
[1] انظر عن (إسماعيل بن عبد الدائم) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 348 رقم 522، وتاريخ.
ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 271، والمختصر المحتاج إليه 1/ 241.
[2] انظر عن (تكش) في: الكامل في التاريخ 12/ 156- 158، وسيرة السلطان جلال الدين للنسوي (في مواضع كثيرة) ، وتاريخ الزمان 232، وتاريخ مختصر الدول 225، ونهاية الأرب 27/ 205، وذيل الروضتين 17، والمختصر في أخبار البشر 3/ 98، 99، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 471، 472 و 668- 671، والدر المطلوب 535، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 362 رقم 546، وذيل مرآة الزمان 1/ 17، والمختار من تاريخ ابن الجزري(42/233)
السّلطان علاء الدّين بْن الملك رسلان شاه بْن أطْسِز، كذا نَسَبَه الْإِمَام أبو شامة [1] ، وقال: هُوَ من ولد طاهر بْن الْحُسَيْن.
قال: وكان شجاعا جوادا، ملك الدّنيا من السِّنْد والهند وما وراء النّهر، إِلَى خُراسان، إلى بغداد، فإنّه كان نوّابه في حلوان. وكان في ديوانه مائة ألف مقاتل. وهو الَّذِي كسر مملوكهُ عسكر الخليفة وأزال دولة بني سلجوق.
وكان حاذقا بعِلم الموسيقى. لم يكن أحدٌ ألْعَب منه بالعود.
قيل إنّ الباطنيّة جهّزوا عليه من يقتله، وكان يحترس كثيرا، فجلس ليلة يلعب بالعود، فاتّفق أنّه غنيّ بيتا بالعجميّ معناه: قد أبصرتك، وفهمَه الباطنيّ، فخاف وارتعد فهرب، فأخذوه وحُمِل إليه، فقرّره فاعترف فقتله.
وكان يباشر الحروب بنفسه، وذهبت عينه فِي القتال. وكان قد عزم على قصْد بغداد، وحشد فوصل إِلَى دهِسْتان فتُوُفّي بها فِي رمضان، وحُمِل إِلَى خُوارزم، ودُفن عند أهله، وقام بعده ولده خوارزم شاه مُحَمَّد، ولُقِّب علاء الدّين بلقبه.
وأنبأني ابن البُزُوريّ قال: السّلطان خُوارزم شاه تكِش ملك مشهور، عنده آداب وفضائل، ومعرفة بمذهب أَبِي حنيفة، وبنى مدرسة بخُوارزم للحنفيَّة. وله المقامات المشهورة فِي رَضِيَ الدّيوان، منها محاربة السّلطان طغريل وقتله.
__________
[ () ] 74، والإشارة إلى وفيات الأعيان 310، ودول الإسلام 2/ 105، والإعلام بوفيات الأعلام 245، وسير أعلام النبلاء 21/ 330- 332 رقم 174، وتاريخ ابن الوردي 2/ 116، والعبر 4/ 292، وإنسان العيون، ورقة 103، والبداية والنهاية 13/ 22، 23، ومرآة الجنان 3/ 485، والوافي بالوفيات 13/ 428، 429 رقم 516، وطبقات الشافعية الكبرى 1/ 330- 332، وتاريخ ابن الفرات/ 4 ق 2/ 192، والشعور بالعور، ورقة 139- 141، وعقد الجمان 17/ ورقة 247- 251، ومآثر الإنافة 2/ 58، والجامع المختصر 9/ 24، 25، والنجوم الزاهرة 6/ 155، والعسجد المسبوك 2/ 255، 256، وتاريخ ابن سباط 1/ 231، وأخبار الدول 276، ودائرة المعارف الإسلامية 9/ 3- 17، والطبقات السنية 1/ ورقة 670، وشذرات الذهب 4/ 324.
[1] في ذيل الروضتين 17.(42/234)
وقع بينه وبين الوزير مؤيَّد الدّين مُحَمَّد بْن القصّاب خُلْف، وكان قد نُفِّذ له تشريف من الدّيوان فردّه، ثُمَّ ثاب إليه عقُله وندم واعتذر، وطلب تشريفا، فنفّذ له فلبسه، ولم يزل نافذ الأمر ماضي الحكم.
تُوُفّي فِي العشرين من رمضان بشهرستانه، وحمله ولده قطب الدّين محمد فدفنه بمدرسته بخُوارزم.
وذكر المنذريّ [1] وفاته فِي سابع عشر رمضان.
وقال ابن الأثير [2] : حصل له خوانيق فأُشير عليه بترك الحركة، فامتنع وسار، فاشتدّ مرضه ومات. ووُلّي بعده قُطْب الدّين مُحَمَّد، ولُقِّب بلقب والده علاء الدّين.
- حرف الجيم-
285- جَابِر بْن مُحَمَّد بْن نامي [3] .
أبو أيوب الْحَضْرَمِيّ الإشبيليّ، النَّحْويّ.
سمع «الْبُخَارِيّ» و «الموطّأ» من أَبِي الْحَسَن شُرَيْح. وأخذ العربيَّة عن:
أَبِي القاسم بْن الدماك، وأبي الْحَسَن بْن مُسْلِم.
وعني بها وتحقّق بمعرفتها، وجلس لإقرائها عن اتّساعِ باعٍ فيها واطِّلاعٍ على معانيها.
وكان يعرف «كتاب» سيبَوَيه. أقرأ القراءات وعاش نيِّفًا وثمانين سنة وتُوُفّي سنة ستٍّ. وقيل: سنة سبْعٍ وتسعين.
286- جَعْفَر بْن غريب [4] .
__________
[1] في التكملة لوفيات النقلة 1/ 362.
[2] في الكامل 12/ 158.
[3] انظر عن (جابر بن محمد) في: بغية الملتمس للضبيّ 1/ 248، والوافي بالوفيات 11/ 33 رقم 61 وفيه: «باقي» ، وهو تحريف، وبغية الوعاة 1/ 484.
[4] انظر عن (جعفر بن غريب) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 344 رقم 514، وتاريخ ابن(42/235)
أبو عَبْد اللَّه العراقيّ.
حدَّث عن: أَبِي الفتح الكَرُّوخيّ، وابن ناصر.
وتُوُفّي فِي المحرَّم.
- حرف الحاء-
287- الحَسَن بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الحَسَن بْن عَبْد اللَّه [1] .
أبو عليّ الفارسيّ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ، الصُّوفيّ، الصّالح. مِن صوفيَّة رباط الزَّوْزنيّ.
كان صالحا عابدا، خيّرا. وُلِد سنة سبع عشر وخمسمائة.
وسمع: هبة اللَّه بْن الطّبر، وأبا السّعود أَحْمَد بْن المجلّي، وأبا بَكْر الأنصاريّ، وجماعة.
روى عَنْهُ: الدُّبيثي وأثنى عليه، وابن خليل، واليَلْدانيّ، وآخرون.
وأمّا:
- الْحَسَن بْن مُسْلِم الفارسيّ الزّاهد فقد مات قبل هَذَا، وذكرناه [2] .
تُوُفّي هَذَا فِي الثّالث والعشرين من شعبان.
288- الْحُسَن بن عليّ بن نصر بن عقل [3] .
__________
[ () ] الدبيثي (باريس 5921) ورقة 295.
[1] انظر عن (الحسن بن عبد الرحمن) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 360 رقم 542، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 7، وسير أعلام النبلاء 21/ 335 دون ترجمة، والمختصر المحتاج إليه 1/ 282.
[2] في وفيات سنة 594 هـ. برقم (183) .
[3] انظر عن (الحسن بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 359، 360 رقم 541، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922 ورقة 11، 12، وذيل الروضتين 19، والمختصر المحتاج إليه 2/ 18، رقم 581، وفوات الوفيات 1/ 243، والوافي بالوفيات 12/ 129، 130 رقم 106، وتاريخ ابن الفرات ج 4 ق 2/ 192، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 474، 475، والبداية والنهاية 13/ 24، والنجوم الزاهرة 6/ 158، وأعيان الشيعة الطبعة الجديدة) 5/ 215.(42/236)
أبو عليّ العَبْديّ، الواسطيّ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ، الأديب الشّاعر [1] ، المنعوت بالهُمام.
مدح طائفة بالشّام والعراق، وأقام بدمشق. وكان شاعرا محسنا.
ذكره العماد فِي «الخريدة» وقال: مدح السلطان صلاح الدّين.
قال ابن الدُّبيثيّ [2] : وكان شيعيّا اكتسب بالشِّعر، ومدح الأكابر.
قلت: روى عَنْهُ القُوصيّ قصيدة، وقال: اتّصل بخدمة الأمجد ببَعْلَبَكّ.
وقال المُنْذريّ [3] : تُوُفّي فِي العشرين من شعبان.
289- الْحَسَن بْن عليّ بْن أَبِي سالم المعمّر بْن عَبْد الملك [4] .
__________
[1] ومن شعره:
ألا قل لناعي الفضل أقصر فإنني ... تيقّنت حقّا أن نعيك باطل
إذا كان محيي الدين في الدست جالسا ... فما مات في الدنيا من الناس فاضل
ومن شعره:
ذمّا معي قلبي وليالي في الهوى ... فكلاهما بالطّيف نمّ وأخبرا
ذا أيقظ الرقباء فرط وجيبه ... بين الضلوع وذاك أشرق إذ سرى
ومنه قوله:
أين من ينشد قلبا ... ضاع يوم البين منّي
تاه لما راح يقفو ... أثر الظّبي الأغنّ
سكن البيد فعلمي ... فيهما لا رجم ظنّ
إنّ هذا في لظى حزن ... وذا في روض حزن
نح معي شوقا إلى ... البانة يا ورقا وغنّ
كلّنا قد علّم الحبّ ... بنا عاشق غصن
ومن شعره:
وما الناس إلا كامل الحظ ناقص ... وآخر منهم ناقص الحظّ كامل
وإني كمثر في حياء وعفّة ... وإن لم يكن عندي من المال طائل
وذكر محسن الأمين أن له مقصورة علوية كما في «الطليعة» تناهز الخمسمائة بيت.
[2] في المختصر المحتاج إليه.
[3] في التكملة.
[4] انظر عن (الحسن بن علي) في: معجم الأدباء 3/ 164- 179، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 363 رقم 547، والمقفى الكبير 3/ 426 رقم 1199، وتاريخ ابن الفرات ج 4 ق 2/ 184، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 12، وتلخيص مجمع الآداب(42/237)
أبو البدر الإسكافيّ [1] ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ، نزيل القاهرة.
قرأ النَّحْو على أَبِي مُحَمَّد بْن الخشّاب، وخدم فِي الجهات الدّيوانيَّة بالعراق.
وكان أديبا فاضلا. روى شيئا من شِعره [2] ، وعاش نيِّفًا وستّين سنة.
ويُعرف بابن ناهوج.
290- الْحَسَن بْن أَبِي البركات مُحَمَّد بْن عليّ بْن طَوْق [3] .
أبو عليّ المَوْصِليّ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ.
تفقّه فِي صِباه بالنّظاميَّة، وسمع من: أَبِي الوقت.
تُوُفّي فِي شوّال [4] .
291- الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن أَبِي القاسم علي بْن إِبْرَاهِيم [5] .
أبو مَنْصُور الشّيرازيّ الأصل، البغداديّ الصّوفيّ.
__________
[ () ] 4/ رقم 88، والروض الناضر في أخبار الإمام الناصر لابن الساعي، وفيه وفاته 599 هـ.
والمختصر المحتاج إليه 2/ 19، رقم 583، وبغية الوعاة 1/ 514.
[1] نسبة إلى إسكاف بني الجنيد، قرية من قرى بغداد تعرف بالعلياء، وهي بكسر الهمزة وسكون السين المهملة.
[2] ومنه:
ألا قل لجيران الصفا داعي ... التفرّق أعمى يوم راح مناديا
لعمري لقد ودّعت يوم وداعكم ... بشعب المنقّى شعبة من فؤاديا
[3] انظر عن (الحسن بن أبي البركات) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 364 رقم 548. وتاريخ ابن الدبيثي (باريس) ورقة 15، والوافي بالوفيات 12/ 234 رقم 213، والجامع المختصر 9/ 35، 36، وتلخيص مجمع الآداب 5/ رقم 127.
[4] تفقّه للشافعي، وتأدّب، وقال الشعر، وتولّى النظر في العقار الخاص، وديوان التركات، ثم عزل، ولزم بيته إلى أن مات.
وكان سيّئ الطريقة، مذموم السيرة، رديء الأفعال، وكان مليح الشيبة، حسن الوجه، نظيفا ظريفا لبّاسا متنعّما، وكان لا يتجاسر على الظهور من بيته بعد عزله. وكان مع جنازته حرّاس وأعوان يحفظونها من العوامّ، فقال مجنون: خرّب الله بيوتهم، هلّا حفظوه بعد دفنه من الزبانية!
[5] انظر عن (الحسن بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 366 رقم 555، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 15، 16.(42/238)
روى عن: أَبِي القاسم بْن البنّاء، وأبي الوقت. وكان كاتبا ثُمَّ تصوَّف وخدم الفقراء.
تُوُفّي ليلة عَرَفَة.
292- حمّاد بْن مَزْيَد بْن خليفة [1] .
أبو الفوارس.
قرأ القراءات على: عليّ بْن عساكر البطائحيّ.
وأقرأ، وأَمَّ بالنّاس مدَّة.
تُوُفّي فِي شعبان.
293- حَمْزَة بْن سَلْمان بْن جَرْوان بْن الْحُسَيْن [2] .
أبو يَعْلى الماكسِينيُّ [3] الأصل، الْبَغْدَادِيّ الشَّعيرِيّ [4] ، البُوراني [5] ، النّجّار.
حدَّث عن: أَبِي بَكْر الأنصاريّ، وأبي البدر الكّرْخيّ.
روى عَنْهُ: أبو عَبْد اللَّه الدُّبيثيّ، وبالإجازة ابن أَبِي الخير، وغيره.
ومات فِي نصف ربيع الآخر.
__________
[1] انظر عن (حمّاد بن مزيد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 358 رقم 539، وتلخيص مجمع الآداب ج 4 ق 3/ 162 رقم 2082، والجامع المختصر 9/ 32، والمختصر المحتاج إليه 2/ 50، 51 رقم 636، ونكت الهميان 148، والوافي بالوفيات 13/ 153 رقم 167، وغاية النهاية 1/ 259 رقم 1175.
[2] انظر عن (حمزة بن سلمان) في: إكمال الإكمال لابن نقطة (الظاهرية) ورقة 75، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 352، 353 رقم 528، والمختصر المحتاج إليه 2/ 49 رقم 634، وتوضيح المشتبه 1/ 644.
[3] الماكسيني: نسبة إلى ماكسين (بكسر الكاف والسين المهملة) بلدة قريبة من رحبة طوق بن مالك.
[4] الشعيري: منسوب إلى درب الشعير محلّة بغربيّ بغداد.
[5] البوراني: بضم الباء الموحّدة وسكون الواو وفتح الراء المهملة وبعد الألف نون. نسبة إلى عمل البواري التي تبسط ويجلس عليها، تعمل من الحلفاء والقصب، ويقال لمن يعملها ببغداد: بوراني، وبوراوي.(42/239)
- حرف الخاء-
294- خُطْلُبا بْن سوتِكِين.
الأمير.
ولي قلعة تكْريت، ثُمَّ شِحْنكيَّة البصرة.
وكان فِيهِ دِين وخير.
295- خليل بْن أَبِي الرجاء بدر بْن أَبِي الفتح ثابت بْن رَوْح بْن محمد ابن عَبْد الواحد [1] .
أبو سَعِيد الأصبهانيّ، الرّارانيّ، الصُّوفيّ.
شيخ معمّر عالي الرّواية. وُلِد سنة خمسمائة.
وسمع: أَبَا عليّ الحدّاد، ومحمد بْن عَبْد الواحد الدّقّاق، ومحمود بْن إِسْمَاعِيل الصَّيْرَفيّ، وجعفر بْن عَبْد الواحد الثّقفيّ.
روى عَنْهُ: أَبُو مُوسَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْغَنِيِّ، ويوسف بْن خليل، وابنه مُحَمَّد بْن خليل، وعبد الْعَزِيز بْن عليّ الواعظ، وليلة البدر بِنْت مُحَمَّد بْن خليل الرّازيّ، وآخرون.
وأجاز لابن أَبِي الخير، وغيره.
وتُوُفّي فِي الخامس والعشرين من ربيع الآخر.
وكان من مُرِيدي الشّريف حَمْزَة بْن العبّاس العَلَويّ. وكان شيخ الشّيوخ بأصبهان فِي زمانه، أعني أَبَا سَعِيد، ولبس منه الخرقة خلْق كثير.
وقيل بل مولده سنة اثنتين وخمسمائة.
__________
[1] انظر عن (خليل بن أبي الرجاء) في: إكمال الإكمال لابن نقطة (الظاهرية) (الراراني) ، والتقييد 262، 263 رقم 323، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 354 رقم 530، والعبر 4/ 291، والمعين في طبقات المحدّثين 182 رقم 1935، وسير أعلام النبلاء 21/ 269 رقم 142، والإعلام بوفيات الأعلام 245، والمشتبه 1/ 296، والإشارة إلى وفيات الأعيان 310، والنجوم الزاهرة 6/ 158، وشذرات الذهب 4/ 323.(42/240)
- حرف الدال-
296- دَاوُد بْن سُلَيْمَان بْن أَحْمَد بْن نظام المُلْك [1] .
أبو عليّ الطُّوسيّ الأصل، الأصبهانيّ.
ولد سنة ثمان عشرة وخمسمائة.
وسمع: جَعْفَر بْن عَبْد الواحد، وفاطمة الْجَوْزدانيَّة، وخجسته بِنْت عليّ بْن أَبِي ذَرّ الصّالحانيَّة، وسعيد بْن أَبِي الرّجاء، والحسين بْن عَبْد الملك.
وقدِم بغداد مرارا.
وسمع من: أَبِي مَنْصُور الرار الفقيه.
روى عَنْهُ: أبو عَبْد الله الدُّبيثيّ، وابن خليل، وجماعة.
وأجاز لابن أَبِي الخير.
وتُوُفّي بأصبهان، وكان بهيّا، متواضعا، جليلا.
مات فِي نصف شوّال.
- حرف السين-
297- سَعِيد بْن عَبْد المنعم بْن كُلَيب [2] .
سمع من: ابن ناصر.
ولم يَرْو.
298- سَعِيد بْن الْمُبَارَك بْن أَحْمَد بْن صَدَقة [3] .
أبو البدْر الحمّاميّ.
روى عن: ابن ناصر، وأبي الوقت.
__________
[1] انظر عن (داود بن سليمان) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 373 رقم 566، والمختصر المحتاج إليه 2/ 60 رقم 650، والوافي بالوفيات 13/ 466 رقم 566.
[2] انظر عن (سعيد بن عبد المنعم) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 358 رقم 537، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 66، والمختصر المحتاج إليه 2/ 90 رقم 696.
[3] انظر عن (سعيد بن المبارك) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 354 رقم 529، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 66.(42/241)
والحمّامي بالتّشديد والتّخفيف، قاله المنذريّ.
299- سنقر الطّويل النّاصريّ.
فَلَك الدّين.
كان ذا قُرب من الْإِمَام النّاصر.
ألْحقه بالزّعماء وجعله من كبار الأمراء، وأقطعه تكريت ودقوقا.
تُوُفّي فِي ربيع الأوّل.
- حرف الشين-
300- شاكر بْن فضائل بْن مُسْلِم [1] .
أبو حامد بْن طُلَيب الحربيّ.
روى عن: سعيد بن البنّاء.
وعنه: ابن خليل.
ورَّخه المنذريّ بلا شهر.
- حرف الصاد-
301- صَدَقة بْن نَصْر بْن زهير بْن مقلّد [2] .
أبو الْحَسَن الحرَّانيّ الأصل الْبَغْدَادِيّ.
سمع من: أَبِي نصر الْحَسَن بْن مُحَمَّد اليُونَارتيّ [3] .
ذكره الدُّبيثيّ وقال: ما أعلمه حدَّث.
وتوفّي في جمادى الأولى.
__________
[1] انظر عن (شاكر بن فضائل) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 373 رقم 565، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 79.
[2] انظر عن (صدقة بن نصر) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 355 رقم 531، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 84، والمختصر المحتاج إليه 2/ 111، 112 رقم 738.
[3] اليونارتي: بضم الياء وسكون الواو وفتح النون وسكون الألف والراء في آخرها تاء فوقها نقطتان. هذه النسبة إلى: يونارت، وهي قرية على باب أصبهان.(42/242)
- حرف الطاء-
302- طاهر بْن نصْر اللَّه بْن جَهْبَل [1] .
الشَّيْخ مجد الدّين الكلابيّ، الحلبيّ، الفقيه الشّافعيّ، الفَرَضيّ.
مدرّس مدرسة القدس.
تُوُفّي بالقدس، وكان فقيها إماما فاضلا، عاش أكثر من ستّين سنة، وهو والد الفقهاء الّذين كانوا بدمشق بهاء الدّين نصر اللَّه، وتاج الدّين إِسْمَاعِيل، وقُطْب الدّين.
- حرف العين-
303- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان.
أبو مُحَمَّد بْن الشّكّاك الفاسيّ، المالكيّ.
وحجّ وسمع من: السِّلَفيّ.
ودخل الأندلس فأخذ عن أَبِي القاسم بْن ورد.
حدَّث عَنْهُ: يعيش بْن النّديم، وأبو الحسن القطّان.
وعاش بضعا وتسعين سنة.
وكان معمّرا معدّلا.
304- عبد الله بن المستنجد باللَّه بن المقتفي.
الأمير أبو القاسم.
تُوُفّي فِي هذه السّنة.
305- عَبْد اللَّه بْن ملد بن المبارك بن الحسين ابن النشّال.
__________
[1] انظر عن (طاهر بن نصر الله) في: ذيل الروضتين 17، ووفيات الأعيان 6/ 272 و 7/ 343، والعبر 4/ 292، وطبقات الشافعية لابن كثير (مخطوط) ورقة 147 ب، والبداية والنهاية 13/ 23، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 371، 372، ومرآة الجنان 3/ 485، والوافي بالوفيات 16/ 411 رقم 449. وشذرات الذهب 4/ 324، والدارس في تاريخ المدارس 1/ 230، والأنس الجليل 2/ 102، 103.(42/243)
أبو طالب العبّاسيّ، نقيب النّقباء بالعراق.
عزل من نقابته، وأحدر إلى واسط فحبس بها إلى أن تُوُفّي فِي شوّال.
306- عَبْد الرحيم بْن أَبِي القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن سعد اللَّه بْن قنان [1] .
الْبَغْدَادِيّ الكاتب.
سمع: أَبَاهُ، وشهدة.
وتُوُفّي شابا فِي ذي الحجَّة.
307- عَبْد الرّحيم بْن عَلي بْن الْحَسَن بْن الْحَسَن بْن أحمد بن المفرّج بن أحمد [2] .
__________
[1] انظر عن (عبد الرحيم بن عبد الرحمن) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 371 رقم 560، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 134، والجامع المختصر 9/ 38.
[2] انظر عن (عبد الرحيم بن علي) في: النوادر السلطانية (في مواضع كثيرة) ، والنكت العصرية 53، 79، والكامل في التاريخ 12/ 159، وخريدة القصر (قسم شعراء مصر) 1/ 35- 54. ومعجم البلدان 1/ 788، 789، والمشترك وضعا 76، ومرآة الزمان 8/ 473، وذيل الروضتين 17، وبدائع البدائه 4، 16، 270، 276، 396، 397، 403، 404، ومفرّج الكروب 3/ 109، 110، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 351، 352 رقم 526، ووفيات الأعيان 3/ 158- 163 رقم 374، والجامع المختصر لابن الساعي 9/ 28، 29، والمختصر في أخبار البشر 3/ 98، ونهاية الأرب 8/ 1- 51، والمشترك وضعا 76، ودول الإسلام 2/ 105، والمعين في طبقات المحدّثين 182 رقم 1939، وسير أعلام النبلاء 21/ 338- 344 رقم 179، والإعلام بوفيات الأعلام 245، والمختار من تاريخ ابن الجزري 74، والإشارة إلى وفيات الأعيان 310، والعبر 4/ 293، وتاريخ ابن الوردي 2/ 115، 116، ومسالك الأبصار (دولة المماليك الأولى) 86، 89، 146، 147، 177، 193، 195، 212، والبداية والنهاية 13/ 24- 26، والدرّ المطلوب 141- 146، ومرآة الجنان 3/ 485- 487، وتاريخ ابن خلدون 5/ 337، والعقد الثمين 5/ 422- 428، والسلوك ج 1 ق 1/ 153 وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 253، والفلاكة والمفلوكين 789 والعسجد المسبوك 257، وثمرات الأوراق لابن حجّة الحموي 20، 31، 133، 134، 137، 138، 342، 347، والنجوم الزاهرة د/ 156- 158، وحسن المحاضرة 1/ 270، وتاريخ الخلفاء 457، وحسن التوسّل لشهاب الدين محمود 77 و 307، وتاريخ ابن سباط 1/ 228، وكشف الظنون 2/ 1016، وشذرات الذهب 4/ 324- 327، وتحفة الأحباب للسخاوي 69، والأعلام 4/ 121 وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 253، والمواعظ والاعتبار 2/ 366، 367، وتاريخ الأزمنة للدويهي 200، 201، وبلوغ الأرب في علم الأدب لجرمانوس فرحات 162، والكواكب الدرّية لحسين الجسير(42/244)
القاضي الفاضل أبو عليّ ابن القاضي الأشرف أَبِي الْحَسَن، اللَّخميّ البَيْسانيّ، العَسْقلانيّ، المولد، المصريّ الدّار، الكاتب صاحب ديوان الإنشاء فِي الدّولة الصّلاحيَّة وبعدها.
وُلِد فِي منتصف جُمادى الآخرة سنة تسع وعشرين وخمسمائة، ولَقَبُه محيي الدّين. وَفِي نَسَبه إِلَى بَيْسان تجوُّز، فإنّه ليس منها، وإنّما وُلّي أَبُوهُ قضاءها، فلهذا نُسِب إليها.
انتهت إِلَى القاضي الفاضل براعة الإنشاء، وبلاغة التّرسُّل، وله فِي ذلك معاني مبتكَرَة لم يُسبق إليها مع كثرتها.
قال القاضي شمس الدّين ابن خَلَّكان [1] : نُقِل عَنْهُ أنَّه قال إنّ مُسَوَّدات رسائِله فِي المجلّدات والتّعليقات فِي الأوراق، إذا جمعِت ما تقصّر عن مائة مجلَّد. وله نَظْمٌ كثير.
واشتغل بصناعة الإنشاء على الموفَّق يوسف بْن الخلّال شيخ الإنشاء للمتأخرين من خلفاء بني عُبَيْد.
ثُمَّ إنه خدم بثغر الإسكندرية فِي شبيبته، وأقام بها مدة.
قال عُمارة اليمنيّ [2] : ومن محاسن العادل بْن الصالح بْن رُزّيك خروج أمره إِلَى والي الإسكندريّة بتسيير القاضي الفاضل إِلَى الباب، واستخدامه فِي ديوان الجيش، فإنّه غرس منه للدّولة، بل للِملَّة، شجرة مباركة متزايدة النَّمَاء، أصلها ثابتٌ وفرعُها فِي السّماء.
وقال العماد الكاتب [3] : وتمّت الرّزيَّة الكبرى وفجيعة أَهْل الدّين والدّنيا بانتقال القاضي الفاضل من دار الفناء إلى دار البقاء في داره بالقاهرة في
__________
[ () ] 21، وله ديوان مطبوع في جزء من تحقيق الدكتور أحمد أحمد بدوي، القاهرة 1961.
[1] قول ابن خلّكان ورد في ترجمة «الموفق الخلّال» 7/ 219- 221.
[2] في النكت العصرية 53، 54.
[3] في الخريدة 1/ 53.(42/245)
سادس ربيع الآخر. وكان ليلتئذٍ صلّى العشاء، وجلس مع مدرّس مدرسته، وتحدَّث معه ما شاء، وطالت المسامرة وانفصل إِلَى منزله صحيح البدَن، وقال لغلامه: رتّب حوائجَ الحمَّامْ، وعرّفني حتّى أقضي منّي المنامْ. فوافاه سحرا للإعلام، فما اكترث بصوت الغلام، ولم يدر أنّ كَلْم الحِمام حَمَى الكلام، وأنّ وثوقه بطهارة الكوثر أغناه عن الحمّام، فبادر إليه ولده فألفاه وهو ساكت باهت، فلبِث يومه لا يُسمع له إلّا أنين خفِيّ، ثُمَّ قضى سعيدا ولم يبق في حياته عملا صالحا إلّا وقدَّمه، ولا عهدا فِي الجنَّة إلّا أحكمه، ولا عقدا فِي البرّ إلا أبرمه، فأنْ صَنائعه فِي الرِّقاب، وأوقافه على سبل الخيرات متجاوزة الحساب، لا سيّما أوقافه لفكاك أسرى المسلمين إِلَى يوم الحساب، وأعان الطّلبة الشّافعيَّة والمالكيَّة عند داره بالمدرسة، والأيتام بالكتّاب.
وكان رحمه اللَّه للحقوق قاضيا، وَفِي الحقائق ماضيا. سلطانُه مُطاع، والسّلطان له مطيع، ما افتتح الأقاليم إلّا بأقاليد آرائه، ومقاليد غِناه وعنائه، وكنتُ من حسناته محسوبا، وإلى مناسب آلائه منسوبا، أعرِف صناعته، ويعرف صناعتي، وأعارِضُ بِضاعتَه الثّمينة بمُزْجاة بِضاعتي. وكانت كتابته كتائبَ النّصر، وبراعته رائعة الدّهر، ويراعته بارئة للبرّ، وعبارته نافثة في عقد السّحر، وبلاغته للدّولة مجمّلة، وللمملكة مكمّلة، وللعصْر الصّلاحيّ على سائر الأعصار مفضّلة، وهو الّذي نسخ أساليب القدماء بما أقدمه من الأساليب، وأغربه من الإبداع، وأبدعه من الغريب. وما ألفيته كرَّر دعاء فِي مكاتبة، ولا تردَّد لفظا فِي مخاطبةٍ. بل تأتي فصوله مبتكرة مبتدعة مبتَدَهة، لا مفتكرة بالعُرف والعرفان مُعَرَّفة لا نِكرة. وكان الكرام في ظلّه يقيلون، ومن عثرات النّوائب بفضله يستقيلون، وبعزّ حمايته يعزّون. فإلى من بعده الوفادة؟
وممّن الإفادة؟ وفي من السّيادة؟ ولمن السّعادة؟
وقال ابن خلّكان [1] في ترجمته: وزر للسّلطان صلاح الدّين.
__________
[1] في وفيات الأعيان 3/ 158.(42/246)
ومن شعره عند وصوله إلى الفرات يتشوّق إلى النيل:
باللَّه قُلْ للنّيل عنّي إنّني ... لم أشْفِ من ماء الفرات غليلا
وسلِ الفؤاد فإنّه لي شاهد ... هلْ كان جفني بالدّموع بخيلا
يا قلبُ كم خلّفتَ ثمّ بثينة ... وأعيذ صبْرَك أن يكون جميلا [1]
وكان الملك الْعَزِيز صلاح الدّين يميل إِلَى القاضي الفاضل فِي أيّام أَبِيهِ، واتّفق أنّه أحبّ قَيْنَةً وشُغِفَ بها وبلغ صلاح الدّين، فمنعه من صُحبتها، ومنَعها منه، فحزن ولم يَسْتجرِ أن يجتمع بعد هَذَا بها، فسيّرت له مع خادمٍ كُرَة عنبر، فكسرها فوجد فيها زرّ ذَهَب، فلم يفْهم المُرادَ به، وجاء القاضي الفاضَل فعرّفه الصّورة، فعمل القاضي:
أهدت لك العنبر فِي وسطه ... زِرٌّ من التِّبْر دقيق اللّحامْ
فالزّرّ فِي العنبر معناهما ... زُرْ هكذا مُستترًا فِي الظّلام [2]
وله:
بِتْنا على حالٍ يسُرُّ الهَوى ... وربّما لا يمكن الشَّرْحُ
بوّابُنا الليلُ، وقلنا له: ... إنْ غبتَ عنّا هجم [3] الصُّبحُ
وله:
وسيف عتيق للعلاء فَإِنْ تقل: ... رأيتُ أَبَا بَكْر، فقُلْ: وعتيقُ
فزُرْ بابه، فهو الطّريق إِلَى النَّدى ... ودعْ كلّ بابٍ ما إليه طريقُ
ولِهِبةُ المُلك بْن سناء المُلْك فِيهِ وقد ولي الوزارةَ، من قصيدةٍ:
قال الزّمان لغَيرْه إذْ [4] رامها: ... تَرِبَتْ يمينُك لستَ من أربابها [5]
اذهبْ طريقَك لستَ من أربابها ... وارجِعْ وراءَك لستَ من أترابها [6]
__________
[1] ديوان القاضي الفاضل 91، وفيات الأعيان 3/ 160.
[2] في وفيات الأعيان 3/ 161.
[3] في الديوان 26، ووفيات الأعيان 3/ 160 «دخل» .
[4] في سير أعلام النبلاء 21/ 340 «لو» .
[5] في ديوان ابن سناء الملك (طبعة دار الكاتب العربيّ بالقاهرة 1969) ج 2/ 22 «من أترابها» .
[6] في الديوان: «من أصحابها» .(42/247)
وبِعِزّ سيّدنا وسيّد غيرِنا [1] ... ذَلَّتْ من الأيّام شَمْسُ صِعابها
وأَتَتْ سعادتُه إِلَى أبوابه ... لا كالّذي يسعى إِلَى أبوابها
فلْتَفْخرِ الدّنيا بِسائس مُلْكِها ... منهُ ودارسِ عِلْمها وكتابها
صَوَّامِها قَوّامِها عَلّامِها ... عَمّالِها بذّالِها وهابِها [2]
وبَلَغَنا أنّ كُتُبه الّتي ملكها بلغت مائة ألف مجلَّد، وكان يحصّلها من سائر البلاد [3] .
وذكر القاضي ضياء الدّين القاسم بْن يحيى الشّهْرزُوريّ أنّ القاضي لمّا سمع أنّ العادل أَخَذَ الدّيار المصريَّة دعا على نفسه بالموت خشية أن يستدعِيَهُ وزيرُه صَفِيّ الدّين بْن شُكْر، أو يجري فِي حقّه إهانة، فأصبح ميتا. وكان له معاملة حَسَنَة مع اللَّه وتهجُّدٌ باللّيل.
وقال العماد فِي «الخريدة» [4] : وقبل شروعي فِي أعيان مصر، أقدّم ذِكر مَن جميعُ أفاضِل القصْر [5] كالقطرة فِي بحرة [6] ، المولى القاضي الأجلّ الفاضل، الأسعد أبو عليّ عَبْد الرحيم بْن القاضي الأشرف أبي المجد عليّ بن البيسانيّ، صاحب القرآن، العديم الأقران، واحد الزّمان.
إِلَى أن قال: فهو كالشّريعة المحمّدية نَسَخَتِ الشّرائع، يخترع الأفكارَ، ويفترع الأبكار [7] ، وهو ضابط المُلْك بآرائه، ورابطُ السِّلْك بآلائه. وإن شاء
__________
[1] في الديوان: «وسيد غزنا» .
[2] في الديوان 2/ 22- 24، سير أعلام النبلاء 21/ 340، 341.
[3] وقال ابن حجّة الحموي: ولعمري إن الإنشاء الّذي صدر في الأيام الأموية والأيام العباسية نسي وألغي بإنشاء الفاضل وما اخترعه من النكت الأدبية والمعاني المخترعة والأنواع البديعة، والّذي يؤيّده قول العماد الكاتب في «الخريدة» إنه في صناعة الإنشاء كالشريعة المحمدية نسخت الشرائع. (ثمرات الأوراق 97) .
[4] خريدة القصر (شعراء مصر) 1/ 35.
[5] في الخريدة: «أفاضل الدهر، وأمائل العصر» ، وفي سير أعلام النبلاء 21/ 341 «أفاضل العصر» .
[6] في الخريدة: «في تيار بحرة، بل كالذّرّة في أنوار فجره، وهو المولى الأجلّ» .
[7] في الخريدة: «ويفترع الأبكار، ويطلع الأنوار، ويبدع الأزهار، وهو ضابط» .(42/248)
أنشأ فِي يومٍ [1] ما لو دُوِّن، لكان لأهل الصّناعة خيرَ بِضاعة. أينَ قُسٌّ من فصاحتِهِ، وقَيْسٌ من [2] حصافته؟ ومَن حاتمٌ وعَمْرو فِي سَماحتِه وحماستِه [3] ؟
لا مَنَّ فِي فِعله، ولا مَيْن فِي قوله [4] ذو الوفاء، والمروءة، والصّفا، والفُتُوَّة، والتُّقَى، والصّلاح، والنَّدَى، والسّماح [5] . وهو من أولياء اللَّه الّذين خُصّوا بكرامته، وأخلصوا لولايته [6] . وهو مع ما يتولّاه مِن أشغال المملكة [7] ، لا يفتر عن المواظبة على نوافل صَلَواته، ونوافِل صِلاته. يختم كلّ يومٍ القرآنَ المَجِيد، ويضيف إليه ما شاء اللَّه من المَزِيد، وأنا أوثر أن أُفرد لنظْمه ونثْره كتابا، فإنّني أغار من ذِكره مع الّذين هُمْ كالسُّها فِي فَلَك شَمْسه وذُكائه، وكالثَّرى عند ثريّا علمه وذكائه، فإنّما تبدو النّجوم إذا لم تُبرز الشّمسُ حاجبَها. وإنّه لا يوثِر أيضا إثبات ذلك، فأنا ممتثلٌ لأمره المُطاع ملتزمٌ له قانون الاتّباع، لا أعرف يدا مَلَكتني غير يده، ولا أتصدّى إلّا لِما جعلني بصَدَده.
قلت: وكان رحمه اللَّه أحدب. فحدثني شيخنا جمال الدّين الفاضليّ أنّ القاضي الفاضل ذهب فِي الرّسْليَّة إلى صاحب الموصل، فحضر وأُحضِرت فواكه، فقال بعض الكبار منكِّتًا على الفاضل: خِياركم أحدب. فقال الفاضل:
خسّنا خير مِن خِياركم.
وحدَّثني الفاضليّ فِي آخر سنة إحدى وتسعين أنّ القاضي والعِماد الكاتب كانا في الموكب، فقال القاضي الفاضل:
__________
[1] في الخريدة: «في يوم واحد، بل في ساعة واحدة ما لو دوّن» .
[2] في الخريدة: «وأين قيس في» .
[3] في الخريدة زيادة: «فضله بالإفضال حال، ونجم قبوله في أفق الإقبال عال» .
[4] وفي الخريدة زيادة: «ولا خلف وعده، ولا بطء في رفده، الصادق الشيم، السابق بالكرم، منشر رفات العلم وناشر راياته» .
[5] في الخريدة زيادة: وجالي غيابات الفضل وتالي آياته.
[6] في الخريدة زيادة بن: «قد وفقه الله للخير كله، وفضل هذا العصر على الأعصار السالفة بفضله ونبله» .
[7] في الخريدة زيادة: «الشاغلة، ومهامه المستغرقة في العاجلة، لا يغفل عن الآجلة ... » .(42/249)
أمّا الغُبار فإنّه ... ممّا أثارَتْهُ السَّنابكْ
وقال للعماد: أجِز. فقال:
فالجوُّ منه مُغَبَّرٌ ... لكنْ تباشير السّنابكْ
يا دهر لي عَبْد الرحيم ... فلا أُبالي مسَّ نابِكْ
قلت: وقد سمع: أَبَا طاهر السَّلَفيّ، وأبا مُحَمَّد العثمانيّ، وأبا الطّاهر ابن عَوْف، وأبا القاسم بْن عساكر الحافظ، وعثمان بن سعيد بْن فَرَج العَبْدَريّ.
قال المنذريّ [1] : وَزَرَ للسّلطان صلاح الدّين ورَكَن إليه رُكونًا تامّا، وتقدّم عنده كثيرا. وكان كثير البِرّ والمعروف والصَّدَقَة. وله آثار جميلةٌ ظاهرة، مع ما كان عليه من الإغضاء والاحتمال.
تُوُفّي فِي ليلة سابع ربيع الآخر.
وقال الموفَّق عَبْد اللّطيف: ذِكْر خبر القاضي الفاضل. كانوا ثلاثة إخوة، واحدٌ منهم خَدَم فِي الإسكندريَّة وبها مات، وخلّف من الخواتيم صناديق.
ومن الحُصْر والقُدُور والخَزَف بيوتا مملوءة. وكان مَتَى رَأَى خاتما أو سمع به تسبَّب فِي تحصيله.
وأما الآخر فكان له هَوَسٌ مُفْرِط فِي تحصيل الكُتُب، وكان عنده زُهاء مائتي ألف كتاب، من كلّ كتابٍ نُسَخ.
والثّالث القاضي الفاضل، وكان له غَرَام بالكتابة، وبتحصيل الكتب أيضا، وكان له الدِّين والعَفَاف والتُّقَى، مواظبٌ على أوراد اللّيل، والصّيام، والتّلاوة. ولمّا ملك أسدُ الدّين احتاج إِلَى كاتبٍ، فأحضره، فأعجبه نفاذُه وسَمْتُه ونُصْحُه، فلمّا مَلَك صلاحُ الدّين استخلصه لنفسه، وحسن اعتقاده فيه.
__________
[1] في التكملة 1/ 352 وفيه زيادة.(42/250)
وكان قليل اللّذّات، كثير الحَسَنات، دائم التّهجُّد، يشتغل بالأدب والتّفسير.
وكان قليل النَّحْو، لكنْ له دُرْبَةٌ قويَّة توجب له قِلَّة اللَّحْن، وكتبَ من الإنشاء ما لم يكتبْه أحدٌ. أعرفُ عند ابن سناء المُلْك من إنشائه اثنين وعشرين مجلّدا. وعند ابن القطّان، أحد كُتّابه، عشرين مجلّدا. وكان متقلّلا فِي مَطْعمه ومنكحه، وملبسه. لباسه البياض، لا يبلغ جميعَ ما عليه دينارين.
ويركب مع غلامٌ ورِكابيّ. ولا يمكِّن أحدا أن يَصْحَبَه. ويُكْثر تشييع الجنائز، وعيادَة المرضى، وزيارَةَ القبور. وله معروف فِي السّرّ والعلانية.
وكان رحمه اللَّه ضعيف البنية، رقيق الصّورة، له حَدْبَة يغطّيها الطَّيْلَسان.
وكان فِيهِ سوء خُلُق يُكْمِد به فِي نفسه، ولا يضرّ أحدا به.
ولأصحاب الفضائل عنده نَفَاق، يُحسن إليهم ولا يَمُنّ عليهم. ولم يكن له انتقام من أعدائه إلّا بالإحسان إليهم، وبالإعراض عَنْهُمْ.
وكان دخْله ومعلومُه فِي السّنة نحو خمسين ألف دينار، سوى متاجر الهند والمغرب، وغيرهما.
مات مسكوتا، أحوج ما كان إِلَى الموت عند تولّي الإقبال، وإقبال الإدبار، وهذا يدلُّ على أنّ للَّه به عناية رحمه اللَّه.
308- عَبْد السّلام بْن محمود بْن أَحْمَد [1] .
ظهير الدّين أبو المعالي الفارسيّ، الفقيه، الأُصُوليّ، المتكلّم.
سمع من: أبي الوقت السّجزيّ.
__________
[1] انظر عن (عبد السلام بن محمود) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 359 رقم 540، وطبقات الشافعية الكبرى 7/ 170 وفيه: «عبد السلام بن محمد» ، والبداية والنهاية 13/ 24، والوافي بالوفيات 18/ 435 رقم 450.(42/251)
وبالثّغر من: أَبِي طاهر السِّلَفيّ.
وروى بدمشق.
وتُوُفّي بحلب فِي سابع عشر شعبان.
وكان من كبار المتكلّمين والخلافيّين. ودرَّس واشتغل، وصنَّف التّصانيف. ولم يشتهر من تصانيفه إلّا القليل.
وقد أجاز للحافظ المنذريّ، وهو ترجمه.
309- عَبْد الْعَزِيز بْن عِيسَى بْن عَبْد الواحد بْن سُلَيْمَان [1] .
الوجيه أبو مُحَمَّد اللَّخْميّ، الأندلسيّ، الشّرِيشيّ الأصل، الإسكندرانيّ المولد والدّار، العدل المحدِّث، أحد طَلَبة السِّلَفيّ.
وُلِد سنة خمس وعشرين وخمسمائة. وقرأ الكبير على السِّلَفيّ.
وحدَّث بمصر والقدس.
روى عنه: ولده أبو القاسم عيسى، وعثمان بن محمد بن أبي عصرون.
وبالإجازة: الشّهاب القوصيّ، وغيره.
تُوُفّي فِي المحرَّم.
310- عَبْد الكريم بْن الْمُبَارَك بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم [2] .
الفقيه أبو الفضل البلديّ، الْبَغْدَادِيّ، الحنفيّ، المعروف بابن الصّيرفيّ.
ولد سنة خمس وعشرين وخمسمائة.
وتفقَّه على الْإِمَام مَسْعُود بْن الْحُسَيْن اليَزْديّ.
__________
[1] انظر عن (عبد العزيز بن عيسى) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 345 رقم 516، وسير أعلام النبلاء 21/ 335 دون ترجمة.
[2] انظر عن (عبد الكريم بن المبارك) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 357 رقم 536، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 166، والمختصر المحتاج إليه 2/ 68، 69 رقم 870، وتلخيص مجمع الآداب 5/ رقم 730، والجامع المختصر 9/ 30، والجواهر المضية 1/ 326، والطبقات السنية 2/ ورقة 545.(42/252)
وسمع من: أَبِي سعْد أَحْمَد بْن مُحَمَّد الزَّوْزَنيّ، وأبي البدر الكَرْخيّ، وأبي الفضل الأُرْمَوِيّ.
ودَرّس، وناب فِي القضاء. وكان يسكن بقراح أبي الشّحم، ودرّس بالمغيثيّة.
روى عنه: الدُّبيثيّ، وابن خليل، وغيرهما.
وتُوُفّي فِي جُمادى الآخرة.
وهو من بلد الّتي بقرب الموصل.
311- عَبْد اللّطيف بْن إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن دُوَسْت دادا [1] .
أبو الْحَسَن ابن شيخ الشّيوخ أَبِي البركات بْن أَبِي سعد النَّيْسابوريّ الأصل، الْبَغْدَادِيّ، الصُّوفيّ، أخو شيخ الشّيوخ صدر الدّين عَبْد الرحيم.
كان بليدا، قليل الفَهم، عديم التّحصيل.
ولد سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة.
وسمع من: أَبِي بَكْر الْأَنْصَارِيّ، وأبي القاسم بْن السَّمَرْقَنْديّ، وأبي مَنْصُور عليّ بْن عليّ الأمين، وأبي الْحَسَن بْن عَبْد السّلام، وأبي الفتح الكَرُّوخيّ، وغيرهم.
قال ابن النّجّار: وُلّي رِباط جدّه بعد أَخِيهِ، ولُقِّب صدر الدّين. ثُمَّ إنّه حجّ وركب البحر إِلَى مصر، وزار بيت المقدس.
وتُوُفّي بدمشق فِي رابع عشر ذي الحجّة.
__________
[1] انظر عن (عبد اللطيف بن إسماعيل) في: ذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 160، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 473، وذيل الروضتين 17، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 370، 371 رقم 558، والجامع المختصر 9/ 37، والعبر 4/ 293، والإعلام بوفيات الأعلام 245، وسير أعلام النبلاء 21/ 334، 335 رقم 177، والإشارة إلى وفيات الأعيان 310، والمختصر المحتاج إليه 3/ 63، 64 رقم 857، وعقد الجمان 17/ ورقة 247، والنجوم الزاهرة 6/ 159، وشذرات الذهب 4/ 327.(42/253)
قلت: روى عَنْهُ: ابن النّجّار، وابن خليل، واليَلْدانيّ، وعثمان ابن خطيب القرافة، وفَرَج الحبشيّ، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن طِعان [1] ، وأخوه عَبْد الرَّحْمَن، والقاضي صدر الدّين ابن سَنِيّ الدّولة، وتقيّ الدّين إِسْمَاعِيل بْن أَبِي اليُسْر، وابن عَبْد الدّائم، والكمال عَبْد الْعَزِيز بْن عبْد، وخلْق.
وبالإجازة: ابن أَبِي الخير.
قال الدُّبيثيّ [2] : كان بليدا لا يفهم. حَدَّثَنِي بعض الطّلبة أنّه أتاه بجُزء ليقرأه عليه، فصادفه فِي شُغل فوقف، فلمّا طال عليه الوقوف قال له عَبْد اللّطيف: امضِ إِلَى ضياء الدّين عَبْد الوهّاب بْن سُكَيْنة ليُسْمِعك إيّاه عنّي، فإنّي مشغول.
ونقلت من خطّ الحافظ الضّياء ما صورته: وشيخ الشّيوخ عَبْد اللّطيف ابن شيخ الشّيوخ أَبِي البركات تُوُفّي بدمشق فِي رباط خاتون فِي ذي الحجَّة، وصلّى عليه شيخنا القاسم الحافظ.
312- عَبْد المنعم بْن عَبْد الوهاب بْن سعد بن صَدَقة بن الخَضِر بْن كُلَيْب [3] .
مُسنِد العراق أبو الفَرَج بْن أَبِي الفتح الحَرّانيّ الأصل، الْبَغْدَادِيّ، الحنبليّ، التّاجر، الآجرّي، لسكناه درب الآجر.
__________
[1] طعان: بكسر الطاء وفتح العين المهملة. (المشتبه 2/ 421) .
[2] في المختصر المحتاج إليه 3/ 63.
[3] انظر عن (عبد المنعم بن عبد الوهاب) في: الكامل في التاريخ 12/ 159، والتقييد 377، 378 رقم 486، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 348، 349 رقم 523، وذيل بغداد لابن الدبيثي 15/ 283، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار 2/ 166، وذيل الروضتين 18، والجامع المختصر 9/ 26، ووفيات الأعيان 3/ 227، ودول الإسلام 2/ 78، وسير أعلام النبلاء 21/ 258- 260 رقم 134، والإعلام بوفيات الأعلام 245، والمعين في طبقات المحدّثين 182 رقم 71940 والإشارة إلى وفيات الأعيان 310، والمختصر المحتاج إليه 3/ 90، 91، رقم 923، والعبر 4/ 293، والبداية والنهاية 13/ 23، والعسجد المسبوك 2/ 259، وعقد الجمان 17/ ورقة 241، والنجوم الزاهرة 6/ 159، وديوان الإسلام 4/ 88 رقم 1776، وشذرات الذهب 4/ 327.(42/254)
ولد في صفر سنة خمسمائة، وبكَّر به أَبُوهُ بالسّماع، لكنّه لم يُكثر، فسمع: أَبَا القاسم بْن بيان، وأبا عليّ بْن نبهان، وأبا مَنْصُور مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن طاهر الخازن، وأبا بَكْر بْن بدران الحلْوانيّ، وأبا عُثْمَان إِسْمَاعِيل بْن مِلَّة، وأبا طَالِب الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الزَّيْنبيّ، وصاعد بْن سيّار الدّهّان، والمبارك بْن الْحُسَيْن العسّال.
وانفرد بالرواية عَنْهُمْ. وأجاز له: أبو الغنائم النَّرْسِيّ، وابن بيان، وابن نبهان، وأبو الخطّاب محفوظ الكَلْوَذانيّ الفقيه، وأبو طاهر عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد اليُوسفيّ، وأبو العزَّ مُحَمَّد بْن الْمُخْتَار، وأبو عليّ بْن المهْديّ، ومحمد بْن عَبْد الباقي الدُّوري، وحمزة بْن أَحْمَد الرُّوذْرَاوَريّ، وأبو البركات عَبْد الكريم بْن هبة اللَّه النّحويّ.
وله مشيخة معروفة. وكان صحيح السَّماع والذِّهْن والحواسّ إِلَى أن مات. صَبُورًا على المحدّثين، محِبًّا للرّواية.
دخل مصر مع والده، وسكن ثغر دِمياط مدَّةً، وحجّ سبْع حجج، وحجّ ثامنة، ففاتته وتعوَّق بالبحر.
روى عَنْهُ خلْق من الحُفّاظ، وسمع «صحيح الْبُخَارِيّ» من أَبِي طَالِب الزَّيْنبيّ.
فممّن روى عَنْهُ: ابنه الدُّبيثيّ [1] ، وابن النّجّار، وابن خليل، ومحمد بْن النّفيس الرّزّاز، وعمر بْن بدر الْمَوْصِلِيّ، وأبو مُوسَى عَبْد اللَّه بْن الحافظ، ومحمد بْن [عَبْد] الكريم الكاتب، واليَلْدانيّ، وأحمد بْن سلامة الحرَّانيّ، ومحيي الدّين يوسف بْن الْجَوزيّ، وشرف الدّين شيخ الشّيوخ الحمويّ، ويوسف بْن شروان، وداود بن شجاع البوّاب، وأحمد بْن عَبْد الواسع بْن أميركا، ومحمد بن هبة الله بن الدّواميّ، وعبد العزيز بن محفوظ البنّاء،
__________
[1] وهو قال عنه: شيخ حسن، عمّر وانفرد بالرواية وألحق الصغار بالكبار.. وكان سماعه صحيحا وذهنه وحواسّه صحيحة إلى أن مات. (المختصر المحتاج إليه 3/ 90، 91) .(42/255)
والواعظ شمس الدّين يوسف بْن قُزغُليّ البغداديّون، ومبارك الحبشيّ بمصر، والزّين بْن عَبْد الدّائم، والنّجيب عَبْد اللّطيف وهو آخر منَ روى عَنْهُ بالسّماع.
وبالإجازة: الحافظ الضّياء، وابن أَبِي اليسر، والقطب أحمد بن عبد السلام بن أَبِي عَصْرون، وسعد الدين الخضِر بْن عَبْد السّلام بْن حَمُّوَيْه، وأبو العبّاس أَحْمَد بْن أَبِي الخير، ومحمد بْن يعقوب بْن أَبِي لديْنة، والعزّ عَبْد الْعَزِيز بْن الصَّيْقَل وهو آخر مَن روى عَنْهُ بالإجازة فِي الدّنيا.
قال الحافظ زكيّ الدّين المنذريّ [1] : سمعت قاضي القُضاة أَبَا مُحَمَّد الكتّانيّ يقول: سمعته يقول، يعني ابن كُلَيب: تسرّيت [2] مائة وثماني وأربعين جارية.
وكان يخاصم أولاده فِي ذلك السّنّ فيقول: اشتروا لي جارية، اشتروا لي جارية.
توفّي ليلة السّابع والعشرين من ربيع الأوّل.
وقال ابن النّجّار: ألحق الصِّغَار بالكبار، ومُتِّع بصحّته وذهنه، وحُسْن صورته، وحُمْرة وجهه. وكان لا يملّ من السّماع.
نسخ «جزء ابن عَرَفَة» وله سبْعُ وتسعون سنة بخطّ مليح غير مرتعش، ورواه من لفظه.
وكان من أعيان التّجّار، ذا ثروة واسعة. ثُمَّ تضعضع حاله وافتقر، واحتاج إِلَى الأخْذ على الرواية. وبقي لا يحدّث بجزء ابن عرفة إلّا بدينار.
وكان صدوقا، قرأت عليه كثيرا.
313- عَبْد الوهّاب بْن أَبِي الطاهر إِسْمَاعِيل بْن مكّي بْن عَوْف [3] .
الفقيه أبو مُحَمَّد الزُّهريّ، الإسكندرانيّ، نبيه الدّين المالكيّ.
تفقّه على والده، ودرس من بعده بالإسكندريّة، وعاش خمسا [4] وستّين سنة.
__________
[1] في التكملة 1/ 349.
[2] في التكملة 1/ 349: «اشتريت» .
[3] انظر عن (عبد الوهاب بن إسماعيل) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 365 رقم 552.
[4] في الأصل: «خمسة» .(42/256)
وتُوُفّي فِي ذي القعدة.
314- عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الجليل بْن مُحَمَّد [1] .
القاضي أبو محمد بْن الشَّيْخ أَبِي الفتح السّاويّ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ، الفقيه الحنفيّ. أحد العدول والأكابر.
نابَ فِي الحكم بدار الخلافة، ثُمَّ بمدينة السّلام بغداد. وكان محمود السّيرة.
وُلِد سنة ثلاث عشرة وخمسمائة فِي أوّلها.
وسمع من: ابن الحُصَيْن، وابن الطّبر، وأبي الْحُسَيْن بْن الفرّاء، وجماعة.
وكان آخر مَن بقي مِن بيت السّاويّ، ولم يُعقِب.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، وابن خليل، والبَغَاددة.
وتُوُفّي فِي تاسع المحرَّم.
315- عُثْمَان بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن الحكيم [2] .
أبو عَمْرو الحريميّ، المارِسْتانيّ.
حدَّث عن: هبة اللَّه بْن الحُصَيْن.
وعنه: ابن خليل، والدّبيثيّ، وقبلهما أَحْمَد بْن طارق، وجماعة.
وأجاز لابن أَبِي الخير.
وتُوُفّي فِي ذي القعدة عن ثمانين سنة، وكان يخدم المَرْضَى.
__________
[1] انظر عن (عبيد الله بن محمد) في: التقييد 362 رقم 459، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 344، 345 رقم 515، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي 15/ 230، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار 3/ 127، والجامع المختصر 9/ 23، والمختصر المحتاج إليه 2/ 186، 187 رقم 828، وسير أعلام النبلاء 21/ 305، 306 رقم 162، والجواهر المضيّة 1/ 341، والطبقات السنية 2/ ورقة 605.
[2] انظر عن (عثمان بن الحسين) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 365، 366 رقم 553، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 208، 209، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار (الظاهرية) ورقة 123، والمختصر المحتاج إليه 3/ 112 رقم 971.(42/257)
316- عسكر بْن خليفة بْن حفّاظ [1] .
الفقيه أبو الجيوش الحمويّ، الحنفيّ.
حدَّث عن: أَبِي الفتح نصر اللَّه المصيصي، وهبة اللَّه بْن طاوس.
ويُعرف بابن العقادة.
وكان من كبار الحنفيَّة بدمشق.
أجاز لشيخنا ابن أبي الخير.
وتوفّي في جمادى الأولى.
وروى عنه الشّهاب القُوصيّ فقال: شيخ الْإِسْلَام بدر الدّين، كان مبرّزا فِي جميع الفنون. قرأتُ عليه بمدرسة القصّاعين.
317- عَلِيِّ بْنِ الحَسَن بْنِ عليّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد السّلام بْن الْمُبَارَك بْن راشد [2] .
المنتجب أبو الْحَسَن التّميميّ، الدّارميّ، المكّيّ.
سمع من: أَبِي الفتح الكَرُوخيّ، ومحمود بْن عَبْد الكريم فورّخه، وأحمد بْن المقرّب.
روى عَنْهُ: الحافظ ابن المفضّل، وغيره.
وله شِعْر جيّد. ووفد على الملكين نور الدّين، وصلاح الدّين.
318- عليّ بْن الْمُبَارَك بْن أَبِي العزّ مُحَمَّد بْن جَابِر [3] .
أبو الْحَسَن الْبَغْدَادِيّ.
من كبار العدول.
__________
[1] انظر عن (عسكر بن خليفة) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 356 رقم 533، وسير أعلام النبلاء 21/ 335 دون ترجمة.
[2] انظر عن (علي بن الحسن) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 372 رقم 562، والعقد الثمين 3/ 134.
[3] انظر عن (علي بن المبارك) في: مشيخة النعّال 138، 139، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 356 رقم 534، والجامع المختصر لابن الساعي 9/ 29، 30، والمختصر المحتاج إليه 3/ 141 رقم 1051، والمعين في طبقات المحدّثين 183 رقم 1944.(42/258)
سمع «المُسْنَد» كلّه من ابن الحُصَيْن.
وسمع من: أَبِي نصر اليُونَارتيّ.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، وابن خليل، واليلداني، وجماعة.
وأجاز لابن أَبِي الخير [1] .
وتُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة.
319- عُمَر بْن مُحَمَّد بْن عُمَر [2] .
الْإِمَام أبو مُحَمَّد الأَنْصَاري، العاقِليّ، الحنفيّ، البخاريّ.
تُوُفّي ببخارى فِي ربيع الأوّل.
وقد حدَّث بمكّة، وبغداد عن: أَبِي بَكْر عُمَر بْن مُحَمَّد العَوْفيّ.
روى عَنْهُ: الحافظ ابن المفضّل.
وكان موصوفا بمعرفة المذهب والزُّهد والصّلاح، درَّس وأشغل وصنَّف.
وقد ذكره أبو العلاء الفَرَضيّ، فقال فِيهِ العقيليّ بدل العاقليّ، وقال:
روى عن: حسام الدّين عُمَر بْن برهان الأئمّة عَبْد الْعَزِيز بْن عُمَر بْن مازة، والحافظ عُمَر بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد النَّسَفيّ، وفخر الأئمّة أَبِي بكر محمد بْن علي بْن سَعِيد المطهري، ومحمد بْن الفضل الفراويّ، وفخر الْإِسْلَام أبو نصر أَحْمَد بْن الْحَسَن.
روى عَنْهُ: سِبْطه العلّامة شمس الدّين أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد الْأَنْصَارِيّ، والعلّامة أبو الوحدة مُحَمَّد بْن عَبْد السّتّار العماديّ، والقاضي محمد بن محمد العمريّ.
__________
[1] وقال ابن الساعي: شهد عند قاضي القضاة أَبِي طَالِب رَوْح بْن أَحْمَد بن الحديثي في يوم الأحد ثالث عشر جمادى الآخرة من سنة ست وستين وخمسمائة. (الجامع المختصر 9/ 29) .
[2] انظر عن (عمر بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 349، 350 رقم 524، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار (باريس) ورقة 117، 118، والجواهر المضية 1/ 397، 398، والطبقات السنية 2/ ورقة 959، 960، والفوائد البهية 150.(42/259)
مات فِي خامس جُمادى الأولى.
320- عِوَض بْن سلامة [1] .
الأَزَجيّ القَطِيعيّ، الغرّاد، الصّالح.
شيخ معروف خيّر، له رباط ببغداد.
تُوُفّي إِلَى رحمه [2] اللَّه فِي ذي الحِجّة.
- حرف القاف-
321- قَيْصَر العَوْنيّ.
الأمير، مملوك الوزير عَوْن الدّين يحيى بْن هُبَيْرة.
كان بديع الجمال يُضرب بحُسْنه الأمثال. وكان الوزير يركّبه فِي صدر موكبه بالقباء والعِمامة السّوداوين، وإِلَى جانبه خادمين.
- حرف الكاف-
322- كامل بْن الفتح بْن ثابت [3] .
الضّرير، البادرائيّ، الأديب، ظهير الدّين.
له شِعرٌ وترسُّل. كتب الطّلبة عنه لأجل الكفاف من شِعره. وما أحسن قوله:
وَفِي الأوانس من نعمان آنسةٌ ... لها من القلب ما تهوى وتختارُ
ساومتها نفثة من ريقها بدمي ... وليس إلّا خفيّ الطَّرف سمسارُ
__________
[1] انظر عن (عوض بن سلامة) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 371 رقم 559، وتاريخ ابن الدبيثي (نسخة كمبرج) ورقة 183، والجامع المختصر 9/ 44.
[2] في الأصل: «رحمت» .
[3] انظر عن (كامل بن الفتح) في: معجم الأدباء 17/ 19، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 356، 357 رقم 535، وذيل الروضتين 18، وتكملة إكمال الإكمال 26، 27، والجامع المختصر 9/ 30، 31، ونكت الهميان 231، وفوات الوفيات 2/ 282، وتوضيح المشتبه 1/ 319، وعقد الجمان 17/ ورقة 246، 247، وبغية الوعاة 2/ 266.(42/260)
عند العذول اعتراضات ولائمة ... وعند قلبي جواباتٌ وأعذارُ
- حرف الميم-
323- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن رفاعة [1] .
المفتي كمال الدّين القُرَشيّ، الْمَصْرِيّ، قاضي قوص.
روى عَنْهُ الشّهاب القُوصيّ شِعرًا، وورَّخ وفاته فِي هَذِهِ السّنة.
324- مُحَمَّد بْن الشّريف أَبِي القاسم عَبْد اللَّه بْن عُمَرَ بْن مُحَمَّد بْن الحسين [2] .
الشّريف أبو الحياة نظام الدّين البلخيّ، الواعظ، المعروف بابن الظّريف.
وُلِد ببلْخ فِي سنة ستٍّ وعشرين وخمسمائة.
وسمع من: أَبِي شجاع عُمَر البِسْطاميّ، وأبي سعد بْن السَّمْعانيّ.
وسمع بالثَّغر من السِّلَفيّ، وبدمشق، وجالَ فِي الآفاق.
روى عَنْهُ: أبو الحسن بن المفضّل.
ووعظ كثيرا، وصنّف في الوعظ.
وكان طيّب الصّوت، مطربا، فصيحا، شيعيّا.
تُوُفّي فِي تاسع عشر صفر.
وقد ذكره ابن النّجّار: فطوَّل ترجمته، وقال: سمع بدمشق من:
حَمْزَة بْن كردوس، وبمصر من: ابن رفاعة، وابن الحطيَّة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن إبراهيم) في: الوافي بالوفيات 2/ 27 رقم 276، والمقفى الكبير 5/ 73، 74 رقم 1610، وبغية الوعاة 1/ 6.
[2] انظر عن (محمد بن الشريف أبي القاسم) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 346، رقم 518، وذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن الدبيثي 2/ 21، 22 رقم 226، ومرآة الزمان ج 8/ ق 2/ 474، 475، والمختصر المحتاج إليه 1/ 60، وذيل الروضتين 18، والجامع المختصر 9/ 25، وسير أعلام النبلاء 21/ 335، 336 دون ترجمة، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 16، 17 رقم 12، والوافي بالوفيات 3/ 343، وعقد الجمان 17/ ورقة 245، 246.(42/261)
وأقام عند السِّلَفيّ زمانا، وأملى أمالي.
روى عَنْهُ شيخه السِّلَفيّ، وكان يعظّمه ويُبجّله ويعجب بكلامه.
ثمّ قدِم بغدادَ فسكنها [1] .
وكان يعِظ بالنّظاميّة. وحضرتُ مجلسه مِرارًا. وكان مليح الوجه متبرّكا، واسع الجبهة، منوّرا، بهيّا، ظريف الشَّكل، عالما أديبا، له لسان مليح فِي الوعظ، حَسَن الإيراد، حُلْو الاستشهاد، رشيق المعاني، وله قبولٌ تامّ، وسوقٌ نافعة، ثمّ فَتَرَتْ ولزِم داره. وكان يُرْمَى بأشياء مِنها الخمر، وشراء الجواري المغنّيات وسماع الملاهي المحرَّمة، وأُخرج مِن بغداد مِرارًا لذلك.
وكان يُظهِر الرَّفضْ.
وأنشدني أَحْمَد بْن عُمَر المؤدّب أنّ الواعظ البلخيّ أنشد لنفسه دو بيت:
دَعْ عنْك حديث من يميتك غدا ... واقطع زمن الحياة عيشا رغدا
لا تَرْجُ هوى ولا تعجل كَمَدا ... يوما تُمضِيه لا تراهُ أبدا [2]
وسمعت أَخي عليّ بْن محمود يقول: كان البلْخيّ الواعظ كثيرا ما يرمُز فِي أثناء مجالسه سبّ الصّحابة. سمعته يقول: بكت فاطمة عليها السّلام، فقال لها عليٌّ: كم يبكين عليَّ؟ أأخذتُ منك فدك؟ أأغضبتك؟ أفعَلت، أفعلت؟
__________
[1] المستفاد من ذيل تاريخ بغداد 16.
[2] وأنشد يوما في النظامية:
سقاهم الليل كاسات السري فغدوا ... منه سكارى كأنّ الليل خمار
وصيّر الشوق أطواقا عمائمهم ... لا يعقلون أقام الحيّ أم ساروا
ونسمة الفجر إذا مرّت بهم سحرا ... تمايلوا وبدا للسكّر آثار
فلم يبق في المجلس إلّا من قام وصاح وتواجد. وأنشد أيضا:
مددت يدي في الحب نحو سائلا ... وقلت لجفني أذر دمعك سائلا
تفقهت في علم الصبا والهوى ... فمن شاء فليأن على المسائلا
(ذيل الروضتين 18) .(42/262)
فضجّت الرّافضة وصفّقوا بأيديهم وقالوا: أحسنت أحسنت [1] .
325- مُحَمَّد بْن عَبْد المنعم بْن أَبِي البركات مُحَمَّد بْن طاهر بْن سَعِيد بْن القدوة أَبِي سَعِيد فضل اللَّه ابن أَبِي الخير [2] .
أبو البركات المِيهَنيّ الصُّوفيّ.
تُوُفّي ببغداد فِي ذي الحجَّة. وكان رجلا صالحا.
سمع من: أَبِيهِ، وشُهْدَة، والمبارك بْن عليّ بْن خُضَيْر.
وكان شيخ رباط البِسْطاميّ.
عاش أربعا وخمسين سنة. وكان سَمْحًا جوادا، ذا فُتُوَّة، كان يؤثر بمداسه ويمشي حافيا. لَقَبُه: رُكْن الدّين.
326- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم [3] .
أَبُو القاسم الهَمَذَانيّ، الأندلسيّ، من أَهْل مدينة وادي آش، ويُعرف بابن البراق.
سمع من: أَبِي العبّاس الجزُوليّ، وأبي بَكْر يحيى بْن مُحَمَّد، وأبي الْحَسَن ابن النّعمة.
وأجاز له أبو بكر بْن العَرَبيّ، وشُرَيْح بْن مُحَمَّد، وأبو الْحَسَن بن مغيث، وآخرون.
__________
[1] وقال ابن الدبيثي: سافر الكثير وجال في الآفاق ما بين خراسان والعراق والشام وديار مصر والإسكندرية، وسمع في تطوافه، وتكلّم في الوعظ.
وقدم بغداد غير مرة واستوطنها في آخر عمره إلى أن توفي بها. وحدّث باليسير، وكان حسن الكلام مليح العبارة، لطيف الإشارة، له صنعة جيّدة في الكلام على الناس. حضرت مجلسه كثيرا وسمعت منه أحاديث كان يوردها من حفظه في مجلس وعظه. ولم أعلّق عنه شيئا. وقد أجاز لنا. (ذيل تاريخ مدينة السلام 22) .
[2] انظر عن (محمد بن عبد المنعم) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد 2/ 85 رقم 295، وذيل الروضتين لأبي شامة 19، والجامع المختصر لابن الساعي 9/ 37، 38، ومرآة الزمان 8 ق 2/ 475، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 366، 367 رقم 556، وعقد الجمان 17/ ورقة 246.
[3] انظر عن (محمد بن علي) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.(42/263)
وذكره الأبّار فقال: كان محدّثا ضابطا، أديبا، ماهرا، شاعرا مُجِيدًا، متفنّنا، وشِعره مدوَّن.
حدَّث عنه: أبو العبّاس البناتيّ، وأبو الكَرَم جوديّ.
وعاش سبْعًا وستّين سنة.
327- مُحَمَّد بْن عُمَر [1] .
أبو عَبْد اللَّه المالِقيّ الكاتب، نزيل فاس.
قال الأبّار: كان حافظا للُّغات، والآداب، والتّواريخ، بصيرا بالحديث.
وكان يكتب للأمراء.
328- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي الطّاهر محمد بن بنان [2] .
القاضي الأثير ذو الرّئاستين، ابن القاضي الأجلّ ذي الرّئاستين أبي الفضل ابن القاضي ذي الرّئاستين، الأنباريّ، المصريّ، أبو الفضل الكاتب.
وُلِد بالقاهرة سنة سبع وخمسمائة، وسمع من: أَبِي صادق مرشد المَدِينيّ، وأبي البَرَكَات مُحَمَّد بْن حَمْزَة العِرْقيّ [3] ، ووالده أَبِي الفضل، والقاضي أَبِي الْحَسَن مُحَمَّد بْن هبة الله بن الحَسَن بن عرس.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عمر) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
[2] انظر عن (محمد بن محمد) في: تاريخ الدبيثي 15/ 69، وإنباه الرواة 3/ 209، والتاريخ الباهر 85، 89، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي (شهيد علي) ورقة 110، ووفيات الأعيان 3/ 259 رقم 417، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 350، 351 رقم 525، والمختصر المحتاج إليه 1/ 122، والعبر 4/ 294، وسير أعلام النبلاء 21/ 220- 222، والإشارة إلى وفيات الأعيان 310، وتلخيص ابن مكتوم، ورقة 230، وتاج التراجم 58، والجواهر المضية 2/ 167، والوافي بالوفيات 1/ 281، 282 رقم 184، وفوات الوفيات 3/ 259، وذيل التقييد 1/ 220 رقم 424، والعسجد المسبوك 2/ 257، 258، والفلاكة والمفلوكين 89، 90، وتاريخ ابن الفرات ج 4 ق 2/ 191، 7192 وتوضيح المشتبه 1/ 600، والسلوك ج 1 ق 1/ 154، والمقفى الكبير 7/ 154- 157 رقم 3258، والنجوم الزاهرة 6/ 159، وحسن المحاضرة 1/ 176، وشذرات الذهب 4/ 327، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 253، وتاج العروس 9/ 145، وطبقات المفسرين للداوديّ 2/ 248، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي- تأليفنا- القسم الثاني- ج 4/ 178- 180 رقم 1190.
[3] العرقي: بكسر العين المهملة. نسبة إلى عرقة بلدة وحصن بالقرب من طرابلس الشام.(42/264)
وقرأ القرآن على: أَبِي العبّاس بْن الحطيَّة.
وكان رئيسا، عالِمًا، نبيلا. ذكره الدُّبيثيّ فقال [1] : قدم بغداد رسولا من سيف الْإِسْلَام طُغْتِكِين أمير اليمن، ونزل بباب الأَزَج. وحدَّث ب «السّيرة» لابن هشام، عن والده، وحدَّث ب «صحاح» الجوهريّ.
وسمعهما منه جماعة كثيرة، وكنت أَنَا مسافرا، وذلك فِي سنة اثنتين وثمانين.
روى «الصّحاح» عن أَبِي البَرَكات العِرْقيّ [2] . وكتب النّاس عَنْهُ من شِعرْه.
وقال المنذريّ [3] : سمع منه جماعة من شيوخنا ورُفقائنا، فلم يتَّفق لي السّماع منه.
وقد كتب الكثير بخطّه. وخطُّه فِي غاية الجودة.
وتولّى ديوان النَّظَر فِي الدّولة المصريَّة، وتقلّب فِي الخِدَم فِي الأيّام الصّلاحيَّة بِتَنَيس، والإسكندريَّة.
قلت: وكان أَبُوهُ يروي «السّيرة» عن الحبّال.
روى عَنْهُ: الحافظ أبو الْحُسَيْن العطّار، والسّيّد أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن الحُسَيْنيّ الحلبيّ.
تُوُفّي فِي ثالث ربيع الآخر، وله تسعٌ وثمانون سنة.
وقال الموفَّق عَبْد اللّطيف: كان رقيقا، طُوالًا، أسمر، عنده أدب وترسُّل، وخطٌّ حَسَن، وشِعرٌ لا بأس به. وكان صاحب ديوان مصر فِي زمن المصريّين، والفاضل ممّن يَغْشَى بابه ويمتدحه، ويفتخر بالوصول إليه. فلمّا جاءت الدّولة الصّلاحيَّة قال القاضي الفاضل: هَذَا رَجُل كبير القدْر يصلُح أن يُجرى عليه ما يكفيه ويجلس فِي بيته. ففُعل ذلك.
__________
[1] في المختصر المحتاج إليه 1/ 122، وتاريخه 15/ 869
[2] تصحّف في المقفى الكبير 7/ 155 إلى «الغرق» .
[3] في التكملة 1/ 350.(42/265)
ثمّ إنّه توجّه إِلَى اليمن، ووَزَر لسيف الإسلام، وأرسله إِلَى الدّيوان الْعَزِيز، فعظُم ببغداد وبُجِّل.
ولمّا صِرْتُ إِلَى مصر وجدتُ ابن بُنان فِي ضَنْكٍ من العَيْش، وعليه دَيْن ثقيل، وأدّى أمره إِلَى أنْ حَبَسه الحاكم بالجامع الأزهر. وكان يتنقّص بالقاضي الفاضل، ويراه بالعين الأولى، والفاضل يُقصّر فِي حقّه، فيقصّر النّاسُ مراعاة للفاضل.
وكان بعض مَن له عليه دَيْن أعجميّا جاهلا، فصعِد إليه إِلَى سطح الجامع، وسفّه عليه، وقبض على لحيته، وضرَبه، ففرّ وألقى بنفسه من سطح الجامع فتهشَّم، فحُمِل إِلَى داره، وبقي أياما ومات. فسيَّر القاضي الفاضل بجهازه خمسة عشر دينارا مع ولده [1] . ثُمَّ إنّ القاضي مات فجأة بعد ثلاثة أيّام رحمه الله.
__________
[1] قال المقريزي: ولم يصلّ عليه ولا شيّع جنازته، فأنكر ذلك عليه، واتفق أن الفاضل مات بعده فجأة بعد ثلاثة أيام، وكان لهذا أعجب من حال جرير والفرزدق، فإنه كان بينهما ستة أشهر، وكان بين هذين الرجلين ثلاثة أيام، فليعتبر العقلاء بذلك.
وكان الأثير فاضلا جليلا عالما أديبا بليغا. له شعر مليح وترسّل فائق، وتقدّم في الكتابة، ونال الرئاسة الخطيرة، وتمكّن التمكّن الكثير.
وصنّف كتاب تفسير القرآن الكريم، وكتاب «المنظوم والمنثور» .
قال فيه العماد الكاتب: له شعر كالسحر، ونثر كنظم الدرّ.
ومن شعره يصف مغارة في جبل:
وشاهقة خاضت حشا الجو مرتقى ... تشير إلى زهر الكواكب من عل
محاسنها شتّى ولكن أخصّها ... وأثرها ذكرى حبيب ومنزل
جداول تجري باللجين، فتارة ... تسيح وأحداث تريني موئلي
وقال الأسعد شرف الدين أبو المكارم بن المهذّب بن زكريا بن أبي المليح المماتي، في الأثير ابن بنان:
الشيخ ذو بلاغة ... معدودة من حكمه
كأنّما خاطره ... على لسان قلمه
قد قدّ من فصاحة ... فطبعه ملء فمه
وقال أيضا:
أطال الله عزّك يا أثير ... وطوّل في حياة أبي عليّ
وها أنا قد خدمتك في دعائي ... فتمّم بالصلاة على النبيّ(42/266)
329- مُحَمَّد بْن المحسّن بْن هبة اللَّه بْن مُحَمَّد [1] .
أبو الْحَسَن الوكيل بأبواب القُضاة.
سمع من: أبي جعفر أحمد بن محمد العباسي، وغيره.
توفي في ذي الحجة.
330- محمد بن محمود بْن مُحَمَّد [2] .
الشّهاب الطُّوسيّ أبو الفتح، الفقيه الشّافعيّ، نزيل مصر.
إمامٌ، مُفْتٍ، علّامة مشهور. ولد سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة.
وحدَّث عن: أَبِي الوقت، وغيره.
ووعظ ببغداد، وصاهر قاضي القضاة أَبَا البركات بْن الثّقفيّ، وقدم مصر
__________
[ () ] وفي هذين البيتين دفين، وهو قوله:
أطال الله عزّك إشارة إلى عزّ الناسخ، وكان يتّهم به. وقوله: في حياة أبي علي، فهو القاضي الفاضل، وكان يؤمّله. (المقفّى الكبير) .
[1] انظر عن (محمد بن المحسّن) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 371، 372 رقم 561، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 144، 145.
[2] انظر عن (محمد بن محمود) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 475، 476، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 364، 365 رقم 551، والروضتين 2/ 240، وذيله 18، 19، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 15، وطبقات الفقهاء الشافعية لابن الصلاح 1/ 267 رقم 73، ووفيات الأعيان 4/ 224 في ترجمة «محمد بن يحيى بن أبي منصور النيسابورىّ» والعبر 4/ 294، والإشارة إلى وفيات الأعيان 310، وسير أعلام النبلاء 21/ 387- 389 رقم 195، والمختصر المحتاج إليه 1/ 208، 209، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 175، 176، والوافي بالوفيات 5/ 9 رقم 1962، وطبقات الشافعية الكبرى 4/ 185 (6/ 396- 400) وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 150 ب، 151 أ، والبداية والنهاية 13/ 24، ومرآة الجنان 3/ 487، والعقد المذهب، ورقة 73، وذيل التقييد 2/ 397، 398 رقم 1893، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 376، 377 رقم 345، والعسجد المسبوك 2/ 258، وعقد الجمان 17/ ورقة 245، والاكتفاء لابن نباتة، ورقة 100، والألقاب للسخاوي، ورقة 87، ومعجم الشافعية لابن عبد الهادي، ورقة 59، والنجوم الزاهرة 6/ 159، وحسن المحاضرة 1/ 189، وتاريخ الخلفاء 457، والمقفى الكبير 7/ 141، 142 رقم 3236، وديوان الإسلام 3/ 239 رقم 1375، وشذرات الذهب 4/ 327، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 253.(42/267)
فسكنها، قدمها من مكَّة سنة تسعٍ وسبعين. ونزل بخانقاه سَعِيد السُّعَداء، وتردّد إليه بها الفقهاء.
ثمّ ولي التّدريس بمدرسة منازل العِزّ، وانتفع به جماعة كبيرة.
وكان جامعا للفنون، معظّما للعِلم وأهله. غير محتفل بأبناء الدّنيا.
وعظ بجامع مصر مدَّةً.
روى عَنْهُ: بهاء الدّين بْن الْجُمَّيْزيّ، وشهاب الدّين القُوصيّ وكنّاه أَبَا الفتح.
وذكر أنّه تفقّه بنَيْسابور على الْإِمَام مُحَمَّد بْن يحيى.
وقال أبو شامة [1] ، وذكر الطُّوسيّ، فقال: قيل إنّه لمّا قدِم بغداد كان يركب بالسَّنْجَق والسّيوف المُسَلَّلة والغاشية والطَّوق فِي عُنق البغْلة، فَمُنِع من ذلك. فسافر إِلَى مصر ووعظ، وأظهر مذهب الأشعريّ، وثارت عليه الحنابلة. وكان يجري بينه وبين زين الدّين بْن نجيَّة العجائب من السِّباب ونحوه.
قال: وبلغني أنّه سُئِل أيّما أفضل: دمُ الْحُسَيْن، أمْ دمُ الحلّاج؟
فاستعظم ذلك، فَقِيل له: فَدَمُ الحلّاج كتب على الأرض: اللَّه اللَّه، ولا كذلك دمُ الْحُسَيْن. فقال: المتَّهم يحتاج إِلَى تزكية. وهذا فِي غاية الحُسْن، لكنْ لم يصحّ عن دم الحلّاج.
وقال الموفَّق عَبْد اللّطيف: كان رجلا طُوالًا، مَهِيبًا، مِقْدامًا، سادّ الجواب فِي المحافل. دخل مصر، وأقبل عليه تقيّ الدّين، وعمل له مدرسة بمنازل العِزّ، وبثَّ العِلم بمصر. وكان يُلقي الدّرس من الكتاب. وكان يرتاعه كلّ أحد، وهو يرتاع من الخبوشانيّ ويتضاءل له. وكان يحمق بظرافةٍ، ويتيه على الملوك بلباقة، ويخاطب الفُقهاء بصرامة. وعَرَض له جُدَريّ بعد الثّمانين عمَّ جَسَدَه، وكحل عينيه، وانْحَطّ عَنْهُ فِي السّابع.
__________
[1] في ذيل الروضتين 18.(42/268)
وجاء يوم العيد والسّلطان بالمَيدان، فجاء الطُّوسيّ وبين يديه مِنادٍ ينادي: هَذَا ملك العلماء. والغاشية على الأصابع. وكان أَهْل مصر إذا رأوها قرءوا: هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ 88: 1 [1] ، فتفرّق له الْجَمْع، وتفرَّق الأمراء غيظا منه.
وجرى له مع الملك العادل وابن شُكْر قضايا عجيبة، لمّا تعرّضوا لوقوف المدارس، فمنع عن نفسه وعن النّاس، وثبت.
وقال ابن النّجّار: مات بمصر فِي الحادي والعشرين من ذي القعدة، وحمله أولاد السّلطان على رِقابهم [2] .
331- مُحَمَّد بْن مَكَارم بْن أَبِي يَعْلَى [3] .
أبو بَكْر الحريميّ.
سمع من: مُحَمَّد بْن الأشقر، والمبارك بْن أَحْمَد الكِنْديّ، وسعيد بْن البنّاء.
ويقال له الحِيريّ نسبة إِلَى الحِيرة الّتي بقرب عَانَة لا إِلَى حيرة نَيْسابور.
سمع منه جماعة.
وتوفّي في صفر.
وأجاز لابن أبي الخير.
__________
[1] أول سورة الغاشية.
[2] وقال ابن الصلاح: «شيخ الفقهاء، وصدر العلماء في عصره، تفقّه على جماعة من أصحاب الغزالي، منهم الإمام أبو سعد محمد بن يحيى النيسابورىّ، وقدم أبو الفتح مصر فنشر العلم بها، وتفقه عليه جماعة كثيرة، ووعظ، وذكّر، وانتفع الناس به، وكان معظّما عند الخاصة والعامّة، وعليه مدار الفتوى في مذهب الشافعيّ ... وكان إماما في فنون، وجرت له حكاية عجيبة في بيعة الخليفة الناصر» . (طبقات الفقهاء الشافعية) .
[3] انظر عن (محمد بن مكارم) في: المشترك وضعا لياقوت 150، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 347 رقم 520، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 149، والمختصر المحتاج إليه 1/ 146.(42/269)
332- مُحَمَّد بْن هبة اللَّه بْن أَبِي الكرم نصر اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مَخْلَد [1] .
أَبُو المفضّل الأزَديّ، الواسطيّ العدْل، المعروف جدُّه بابن الْجَلَخْت.
ولد سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة.
وسمع من: جدّه.
وحدَّث ببغداد.
قاله ابن الدّبيثيّ: سمعت منه، ونِعْم الشّيخ كان.
توفّي في ذي القعدة.
333- المبارك بن المبارك بن أحمد بن زُريق [2] .
أبو جعفر بن الحدّاد، الواسطيّ، المقرئ.
ولد سنة تسع وخمسمائة. وقرأ القراءات على والده الْإِمَام أبي الفتح.
وسمع من: أبي عليّ الفارقيّ، وعليّ بن عليّ بن شيران، وأبي الكرم نصر الله بن الجلخت، وأبي عبد الله الجلّابيّ، وأبي الحسن بن عبد السّلام.
والمبارك بن نغوبا، وغيرهم بواسط.
ثمّ قدم بغداد سنة اثنتين وثلاثين، فقرأ القراءات على أبي محمد سبط الخيّاط.
وسمع منه، ومن: أبي القاسم بن السّمرقنديّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن هبة الله) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 366 رقم 554، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 157، والمختصر المحتاج إليه 1/ 156، 157.
[2] انظر عن (المبارك بن المبارك) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 360، 361 رقم 544، والجامع المختصر لابن الساعي 9/ 33، 34، والعبر 4/ 295، والمختصر المحتاج إليه 3/ 177، 178 رقم 1156، ومعرفة القراء الكبار 2/ 567، 568 رقم 523، وسير أعلام النبلاء 21/ 327، 328 رقم 172، والإشارة إلى وفيات الأعيان 311، وتلخيص مجمع الآداب 5/ رقم 819، وغاية النهاية 2/ 41، والنجوم الزاهرة 6/ 159، وشذرات الذهب 4/ 328.(42/270)
حدّث بالإجازة عن: الحافظ خميس الحَوْزيّ، وأبي طَالِب بْن يوسف، وأبي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بن السّمرقنديّ، ورزين العبدريّ، وجماعة.
وأقرأ النّاس، وأمّ زمانا.
ترجمه الدُّبيثيّ، وقال: كان صدوقا. قرأت عليه القراءات، فقدِم بغدادَ سنة ثمانٍ وثمانين وحدَّث بها.
قلت: روى عَنْهُ: هُوَ، ويوسف بْن خليل، وجماعة.
وتُوُفّي فِي سادس عشر رمضان.
قرأ عليه بالروايات مُحَمَّد بْن عُمَر الدّاعي، وكان مقرئ واسط فِي زمانه.
334- الْمُبَارَك بْن أبي القاسم بن أبي منصور بن السدنك [1] .
أبو مَنْصُور البغداديّ.
روى عَنْ: قاضي المَرِسْتان.
وتُوُفّي فِي ذي القعدة.
335- محمود بْن الْمُبَارَك بْن الْحُسَيْن [2] .
أبو الثّناء بْن الدِّارِيج الْبَغْدَادِيّ.
روى عن: القاضي أَبِي بَكْر، والحسين بْن علي سِبْط الخيّاط.
وتُوُفّي فِي صَفَر.
336- مَسْعُود بْن عليّ [3] .
__________
[1] انظر عن (المبارك بن أبي القاسم) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 364 رقم 549.
[2] انظر عن (محمود بن المبارك) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 346، 347 رقم 519، والمختصر المحتاج إليه 3/ 185 رقم 1180.
[3] انظر عن (مسعود بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 375 رقم 568، والكامل في التاريخ 12/ 158، والمختار من تاريخ ابن الجزري 73، 74، والبداية والنهاية 13/ 23، والعسجد المسبوك 2/ 254، 255، ومآثر الإنافة 2/ 2 3، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 309، وعقد الجمان 17/ ورقة 252، 253، ومعجم الشافعية لابن عبد الهادي، ورقة 82.(42/271)
نظام المُلْك الوزير، وزير السّلطان خُوارزم شاه.
قَتَلتْه الملاحِدة فِي هَذَا العام فِي جُمادى الآخرة.
وكان ديّنا، حَسَن السّيرة، شافعيّا، بنى للشافعيَّة بمرْو جامعا مشرِفًا على جامع الحنفيَّة، فتعصَّب شيخ الحنفيَّة بمرْو، وجمع الأوباش فأحرقه، فغضب خُوارزم شاه، وأحضر هَذَا الشّيخ وصادره.
وبنى [1] نظام المُلْك هَذَا مدرسة عظيمة وجامعا بخُوارزم، وله آثار حسنة. فلمّا قُتِلَ تأسَّف عليه السّلطان، واستوزر ابنه، وهو صبيّ، فأُشير على الصّبيّ بأن يستعفي، فقال السّلطان خُوارزم شاه: لست أعفيك وأنا وزيرك، فكُنْ راجعني فِي الأمور. ثُمَّ لم تَطُلُ أيّام الصّبيّ. ومات خُوارزم شاه فِي العام، كما تقدَّم.
337- المظفَّر بْن عليّ بْن وهب [2] .
المدائنيّ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ، الصّابونيّ، الخيّاط.
شيخ معمّر، وُلِد سنة خمسمائة.
وسمع: أَبَا نصر الْحَسَن بْن مُحَمَّد اليُونَارْتيّ، وثابت بْن مَنْصُور الكيليّ.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ وقال: تُوُفّي سنة ستٍّ.
- حرف النون-
338- نجيب بْن فارس الحربيّ [3] .
روى عن: سَعِيد بْن أبي البنّاء.
وعنه: ابن خليل.
__________
[1] في الأصل: «وبنا» .
[2] انظر عن (المظفّر بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 373 رقم 564، والمختصر المحتاج إليه 3/ 193 رقم 1208.
[3] انظر عن (نجيب بن فارس) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 352 رقم 527.(42/272)
- حرف الهاء-
339- هبة اللَّه بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد ابن الوزير أَبِي المعالي هبة اللَّه بْن أَبِي سعْد بْن المطَّلِب [1] .
سمع: أَبَا [2] القاسم بْن السَّمَرْقَنْديّ.
وحدَّث. وله شِعرٌ وخطّ منسوب.
يُكَنَّى أَبَا المعالي.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ.
وكان صاحب مِزَاح ونوادر، يلقّب بالجرذ.
- حرف الواو-
340- وهب بن محمد بن وهب [3] .
أبو الفتح الحربي، المعروف بابن الضّبيع.
روى عن: أبي الحسين بن أبي يعلى، وأبي البركات الأنماطيّ.
وتوفّي في صفر.
روى عنه: الدّبيثيّ.
وأجاز لابن أبي الخير.
- حرف الياء-
341- يحيى بْن عليّ بْن يحيى بن محمد بن بذال [4] .
__________
[1] انظر عن (هبة الله بن الحسن) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 358 رقم 538، والمختصر المحتاج إليه 3/ 221 رقم 1284.
[2] في الأصل: «أبي» .
[3] انظر عن (وهب بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 345 رقم 517، والمختصر المحتاج إليه 3/ 218 رقم 1273، والمشتبه 2/ 414، وتلخيص مجمع الآداب 5/ رقم 54، وتوضيح المشتبه 5/ 455.
[4] انظر عن (يحيى بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 347، 348 رقم 521، والمختصر المحتاج إليه 3/ 246 رقم 1354.(42/273)
أبو منصور بن النّفيس الحريميّ.
حدّث عن: القاضي أبي بكر، وأبي منصور القزاز.
وكان رجلا صالحا. وهو أخو أحمد والمبارك.
روى عنه: الدبيثي، وابن خليل.
وتوفي في ربيع الأوّل.
342- يحيى بْن أَبِي القاسم الْمُبَارَك بْن عليّ بْن هَرْثمة [1] .
أبو الفتح الْبَغْدَادِيّ، الكرْخيّ، العدل، البيّع.
سَمِعَ من: سَعِيد بن البَنَّاء، وأبي الوقت، وجماعة.
وهو من كَرْخ بغداد.
ولهم كَرْخ باجُدّا، وكَرْخ جُدّان، وكَرْخ سامرّا، وقيل إن هَذِهِ الثلاثة كرْخ واحد، وكَرْخ البصرة قرية، وكَرْخ عَبَرْتا، وكَرْخ الرَّقَّة، وكَرْخ خوزستان، وكَرْخ مِيسان.
ذكرهم زكيّ الدّين عَبْد العظيم.
وفيها كان مولد: القاضي محيي الدِّين يحيى ابْن قاضي القُضاة محيي الدين مُحَمَّد بْن عليّ بْن الزّكيّ.
والعَدْل عليّ بْن أَبِي طَالِب المُوسَويّ، ويعقوب بْن نصر اللَّه ابن سَنِيّ الدّولة، والكمال إبراهيم بن أحمد بْن فارس التّميميّ المعرّيّ، والجمال مُحَمَّد بْن شبل النّشّابيّ، مصريّ.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن أبي القاسم) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 374 رقم 567.(42/274)
سنة سبع وتسعين وخمسمائة
- حرف الألف-
343- أَحْمَد بْن صالح بْن طاهر [1] .
أبو العبّاس المُضَرِيّ، الْبَغْدَادِيّ، الأَزَجيّ، الوكيل.
وُلِد سنة عشرين وخمسمائة.
وسمع من: أَبِي عَبْد اللَّه السّلّال، ومحمد بْن أَحْمَد بْن صَرْما، وعبد الباقي بْن أَحْمَد النَّرْسِيّ، وعليّ بْن الصّبّاغ.
وأضرّ فِي آخر عمره.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، وابن خليل، وغيرهما.
وهو مستفاد مع أَحْمَد بْن صالح المصريّ شيخ الْبُخَارِيّ.
تُوُفّي فِي رابع عشر المحرَّم.
وروى عَنْهُ ابن النّجّار، وقال: طلب الحديث بنفسه. وقرأ على المشايخ، وكتب بخطّه. وكان صدوقا.
أَنَا الشّريف أَحْمَد بْن صالح، قال: أَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي عُثْمَان الدّقاق، أَنَا هناد النَّسَفيّ.
344- أَحْمَد بْن عليّ بن سعيد [2] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن صالح) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 378 رقم 574، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 187، والمختصر المحتاج إليه 2/ 184، 185، والمشتبه 2/ 595، وتوضيح المشتبه 8/ 184.
[2] انظر عن (أحمد بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 385 رقم 591.(42/275)
أبو العبّاس الخُوزيّ، الصُّوفيّ، نزيل واسط.
شيخ معمّر، ولد سنة خمسمائة. وقال مرة: سنة تسع وتسعين وأربعمائة.
سمع من: أَبِي عليّ الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيم الفارقيّ، وقاضي المَرِستان أَبِي بَكْر، وعبد الوهّاب الأَنْماطيّ، وجماعة.
وكان شيخا صالحا.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ.
وتُوُفّي بواسط فِي جُمادى الآخرة، ولو سمع على مقتضى سنّة لكان أسند أَهْل العصر، وهو من خُوزِستان ويقال بها بلاد الخوز، وهي بين فارس والبصرة.
345- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مَنْكير [1] .
الحَرْبيّ، الخبّاز.
روى عن: عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن يوسف، وإسماعيل بْن السَّمَرْقَنْديّ.
ومَنْكير بفتح أوّله.
سمع منه: أَحْمَد بْن سلمان السُّكّر.
وحدَّث عَنْهُ: الحافظ الضّياء، وغيره.
وآخر مَن روى عَنْهُ بالإجازة: الفخر عليّ.
تُوُفّي فِي جُمادى الآخرة.
346- أَحْمَد بْن أَبِي عِيسَى مُحَمَّد بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعمان بْن عَبْد السّلام [2] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 388 رقم 597، والمختصر المحتاج إليه 1/ 209.
[2] انظر عن (أحمد بن أبي عيسى) في: التقييد لابن نقطة 180، 181 رقم 201، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 404 رقم 626، والعبر 4/ 297، ودول الإسلام 2/ 79، والإعلام بوفيات الأعلام 246، وتذكرة الحفاظ 4/ 1340، وسير أعلام النبلاء 21/ 362، 363(42/276)
القاضي العدل أبو المكارم التَّيْميّ الأصبهاني الشُّرُوطيّ اللّبّان، مُسْنِد أصبهان.
وُلِد فِي صفر سنة سبع وخمسمائة. وهو مَن تَيْم اللَّه بْن ثَعْلَبَة.
وقال مرَّة: وُلِدتُ سنة ستٍّ. وقال الضّياء الحافظ: رأيته في موضع سنة أربع وخمسمائة.
قلت: ونقلت نَسَبَه من خطّه. وكان مُكثِرًا عن أَبِي عليّ الحدّاد، وهو آخر من سمع منه [1] ، كما أنّ الصَّيْدلانيّ آخر من حَضَر عليه.
وتفرَّد أيضا بإجازة عَبْد الغفّار الشّيروييّ.
روى عَنْهُ: أبو الفتح مُحَمَّد، وأبو مُوسَى عَبْد اللَّه ابنا الحافظ عَبْد الغنيّ، وإسماعيل بْن ظَفَر، ويوسف بْن خليل، وأبو رشيد الغزّال، وطائفة.
وبالإجازة: ابن أَبِي اليُسْر، وأحمد بْن أَبِي الخَيْر، والفخر عليّ بْن الْبُخَارِيّ، وآخرون.
تُوُفّي فِي السّابع والعشرين من ذي الحجّة بأصبهان بعد الكرّانيّ.
347- أحمد بْن أَبِي القاسم هبة اللَّه بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد القادر بْن مُحَمَّد [2] .
أبو الرِّضا الهاشميّ، الْبَغْدَادِيّ، المعروف بابن المكشوط.
__________
[ () ] رقم 189، والمعين في طبقات المحدّثين 182 رقم 1936، والإشارة إلى وفيات الأعيان 311، وذيل التقييد 1/ 399 رقم 780، والنجوم الزاهرة 6/ 179، وشذرات الذهب 4/ 329.
[1] وذكر القاضي عز الدين ابن جماعة أنه رأى بخط من يثق به من حفّاظ عصره قال: رأيت بخط محمد بن محمد بن عنان أن الحافظ أبا العباس الظاهري أخبره، أن الحافظ بدر الدين التبريزي روى جميع الكتاب عن اللبّان، بسماعه للجميع من الحدّاد، والله أعلم.
(ذيل التقييد) .
[2] انظر عن (أحمد بن هبة الله) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 381 رقم 582، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 235، 236، والجامع المختصر 9/ 74، والمختصر المحتاج إليه 1/ 223.(42/277)
قال الدُّبيثيّ: لم يحدِّث ولا ظهر سماعه إلّا بعد موته، سمع: أَبَا غالب بْن البنّاء. وأجاز لي.
قلت: بل سمع منه ابن خليل، وحدَّث عَنْهُ.
وتوفي في صفر.
قال ابن النجار: كان فقيها مجاورا، مقرّه بجامع ابن المطَّلِب. سمع كتاب «الزّهد» لابن المبارك من ابن البنّاء، وحدَّث به.
سمعه منه جماعة. كتبتُ عَنْهُ، وكان صدوقا ساكنا.
قال: وتُوُفّي فِي المحرَّم.
348- إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم [1] .
أَبُو إِسْحَاق، ناظر نهر المُلْك ببغداد.
كان ديّنا متزهّدا، يلبس القطن ويعدِل، ويحسن السِّيرة.
أمر الخليفة بصلْبه فصُلب وحزِن عليه النّاس، وكان شيخا مهيبا جليلا، و [حضر] [2] واقعة عَبْد الرشيد المذكور فِي سنة ستٍّ وثمانين.
349- إِبْرَاهِيم بْن شمس الدّين مُحَمَّد بْن عَبْد الملك [3] .
الأمير عزّ الدّين ابن المقدّم الّذي قُتِلَ أَبُوهُ بَعَرَفات.
من كبار الأمراء. وهو صاحب قلعة بارين، ومَنْبج، وغير ذلك.
وكان شجاعا عاقلا.
تُوُفّي بدمشق، ودُفِن بتربته بباب الفراديس.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن محمد بن إبراهيم) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 480، وذيل الروضتين 20.
[2] في الأصل بياض.
[3] انظر عن (إبراهيم بن شمس الدين محمد) في: زبدة الحلب 3/ 148، ومفرّج الكروب 3/ 120، وذيل الروضتين 20، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 480، والمختصر في أخبار البشر 3/ 99، وتاريخ ابن الوردي 2/ 117، والوافي بالوفيات 6/ 2576، وتاريخ ابن الفرات ج 4 ق 2/ 198، 209، وشفاء القلوب 210، وتاريخ ابن سباط 1/ 231.(42/278)
350- إِبْرَاهِيم بْن مُزَيْيل بْن نصر [1] .
الفقيه أبو إِسْحَاق المخزوميّ، الشّافعيّ، المصريّ، الضّرير.
سمع من: أَبِي عَمْرو عُثْمَان بْن إِسْمَاعِيل الشّارعيّ.
وأجاز له عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن فتحون رواية كتاب «الموطّأ» .
وقد سمع منه: الشَّيْخ إِسْمَاعِيل بْن قاسم الزّيّات، ومات قبله بعشرين سنة. وقد درّس بالمدرسة المعروفة به بمصر مدّة. وتفقّه عليه جماعة.
وعاش ثمانين سنة وشهرين، وتُوُفّي يوم عَرَفة، رحمه اللَّه تعالى.
351- إقبال بْن عَبْد اللَّه [2] .
أبو الخير.
صالح مجاور بمكَّة.
حدَّث عن: أَبِي الوقت.
وتُوُفّي فِي رمضان.
- حرف التاء-
352- تَمَام بِنْت الْحُسَيْن بْن قَنَان [3] .
الأنباريَّة الواعظة، ويُقال لها بدر التّمام.
حدَّثت عن: هبة اللَّه بْن الطّبر الحريريّ.
وأجازت للفخر عليّ بْن الْبُخَارِيّ، وغيره.
وسمع منها: الحافظ الضّياء، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن مزيبل) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 403 رقم 624، وطبقات الشافعية لابن كثير (مخطوط) ورقة 146 ب، والمقفى الكبير للمقريزي 1/ 320 رقم 381، والعقد المذهب لابن الملقّن، ورقة 161.
[2] انظر عن (إقبال بن عبد الله) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 400 رقم 616، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 275، والعقد الثمين 2/ ورقة 66.
[3] انظر عن (تمام بنت الحسين) في: إكمال الإكمال لابن نقطة (الظاهرية) ورقة 67، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 404 رقم 627، والمشتبه 1/ 117، وتوضيح المشتبه 2/ 63.(42/279)
توفّيت فِي ذي الحجَّة.
353- تميم بْن أَبِي بَكْر أَحْمَد بْن أَحْمَد بْن كَرَم بْن غالب [1] .
أبو القاسم البَنْدَنِيجيّ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ الأَزَجيّ، المفيد.
ولد سنة خمس وأربعين وخمسمائة.
وسمع الكثير من: أَبِي بَكْر بْن الزّاغونيّ، وأبي الوقت السجْزيّ، وأبي محمد بن المادح، وهبة اللَّه بْن الشّبليّ، والشّيخ عَبْد القادر، وابن البَطِر [2] ، وخلق كثير.
وكتب بخطّه الكثير لنفسه وللنّاس. وأفاد أهل بغداد والغرباء. وكان ذا عناية بأسماء الشّيوخ وبمسموعاتهم ووَفَيَاتهم. وله فيهم فَهْم حَسَن [3] .
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، والتّقِيّ اليلدانيّ، وجماعة.
وتوفّي في ثالث جمادى الآخرة.
__________
[1] انظر عن (تميم بن أبي بكر) في: التقييد لابن نقطة 222، 223 رقم 226، وإكمال الإكمال، له (الظاهرية) ورقة 40، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي 15/ 151، وميزان الاعتدال 1/ 359، 360، والإشارة إلى وفيات الأعيان 311، وسير أعلام النبلاء 21/ 311 دون ترجمة، والوافي بالوفيات 10/ 410 رقم 4916، والجامع المختصر 9/ 57، 58، والعبر 4/ 297، والمختصر المحتاج إليه 1/ 267، والذيل على طبقات الحنابلة 1/ 399، ولسان الميزان 2/ 71، 72، والنجوم الزاهرة 6/ 180، وشذرات الذهب 4/ 329.
[2] في الأصل: «ابن البطي» .
[3] وقال ابن النجار: سمعت معه وبإفادته كثيرا، وسمعت منه جزءا واحدا اتفاقا. وكان متساهلا في الرواية، ينقل السماعات من حفظه على الفروع من غير مقابلة بالأصول، رأيت منه ذلك مرارا، وأذكره مرة وأنا واقف معه وقد أتاه بعض الطلبة بجزء فأراه إياه وسأله: هل هو مسموع في ذلك الوقت أم لا؟ فقال له: هو سماع فلان بن فلان. وتقدّم إلى دكّان خبّاز. وأخذ منه دواة وقلما ونقل له على ذلك الجزء وكان صحيفة سماع ذلك الشيخ من حفظه، ودفعه إليه وقال: اذهب فاسمعه. فأخذه ذلك الطالب ومضى. واشتهر ذلك منه، فامتنع جماعة من حفّاظ الحديث من السماع بنقله.(42/280)
- حرف الجيم-
354- جَعْفَر بْن القاضي السّعيد أَبِي الْحَسَن عليّ بْن عُثْمَان [1] .
القاضي الأمجد، أبو الفضائل القُرَشيّ، المخزوميّ، المصريّ، الشّافعيّ.
وُلِد سنة اثنتين وخمسين.
وسمع من: مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحمن المسعوديّ، والبُوصِيريّ.
وأجاز له خطيب الموصل أبو الفضل، وجماعة.
وتُوُفّي فِي رمضان، وهو من بيت رئاسة وتقدَّم رحمه اللَّه تعالى.
- حرف الحاء-
355- الحسن بن عليّ [2] .
أبو عليّ الْبَغْدَادِيّ، الْمُقْرِئ، الضّرير.
قرأ بالروايات الكثيرة على أبي الحسن علي بن عساكر البطائحي.
وأقرأ النّاسَ، وكان طيّب الصَّوْت.
356- الْحَسَن المنعوت بالظّهير الفارسيّ [3] .
الفقيه [4] .
__________
[1] انظر عن (جعفر بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 395 رقم 609.
[2] انظر عن (الحسن بن علي) في: معجم البلدان 2/ 566، 567، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 480، 481، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 398، 399 رقم 611، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 12، والجامع المختصر 9/ 68، والمختصر المحتاج إليه 2/ 20 رقم 584، ونكت الهميان 138، 139.
[3] انظر عن (الحسن الفارسيّ) في: معجم الأدباء 8/ 100- 108، وتاج التراجم لابن قطلوبغا 23، والجواهر المضيّة 2/ 52، 53 رقم 444، وحسن المحاضرة 1/ 314، وبغية الوعاة 1/ 502، 503، والطبقات السنية، رقم 681، وكشف الظنون 1/ 33، 132، 460، 486، 600، وروضات الجنات 3/ 92، 93، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 255، ومعجم المؤلفين 3/ 222.
[4] وكان فقيها حنفيا. قال ابن النجار: ذكر لي عبد الرحمن بن عمر بن الغزّالي أنه قدم عليهم(42/281)
تُوُفّي بمصر كهْلًا، رحمه اللَّه.
- حرف الخاء-
357- خطّاب بْن مَنْصُور [1] .
أبو عَبْد اللَّه الْبَغْدَادِيّ الدّحروج.
روى عن: أَبِي الوقت، وغيره.
358- خديجة بِنْت الحافظ معمر بْن الفاخر.
الإصبهانيَّة.
ورّخها الضّياء.
359- الخليل بْن عَبْد الغفّار بْن يوسف [2] .
السُّهْرَوَرْدِيّ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ، الصُّوفيّ.
وُلِد سنة ثمانٍ وعشرين وخمسمائة.
وصحِب الشّيخ أَبَا النّجيب.
وسمع من: ابن البطّيّ، وغيره.
وحدّث بأناشيد.
__________
[ () ] بغداد حاجّا بعيد التسعين وخمسمائة، وأنه كتب عنه شيئا من شعره. قال: وكان عالما بالأدب واللغة والشعر، وله تصانيف في ذلك.
ثم قال ابن النجار إنه كان عالما بالتفسير، والقراءات، والمعاني، والفقه، والخلاف، والأصول، والكلام، والمنطق، والحساب، وعلم الهيئة، والطب، مبرّزا في اللغة، والنحو، والعروض، راوية لأشعار العرب وأيامها، وأخبار ملوكها العرب والعجم.
(الجواهر المضية) .
[1] انظر عن (خطّاب بن منصور) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 384 رقم 589، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 844.
[2] انظر عن (الخليل بن عبد الغفار) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 379، 380 رقم 578، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 42، 43، والوافي بالوفيات 13/ 395 رقم 496.(42/282)
- حرف الزاي-
360- زينب بِنْت أَبِي الطاهر إِسْمَاعِيل بْن مكّي بْن عوف، الزُّهْريّ، المالكيّ، الإسكندريّ [1] .
أمّ مُحَمَّد.
وُلِدت سنة ثمانٍ وعشرين.
وأجاز لها: الْحُسَيْن بْن عَبْد الملك الخلّال، وعبد الجبّار بْن مُحَمَّد الحواريّ، وسعيد بْن أَبِي الرجاء الصَّيْرَفيّ، وطائفة.
وحدَّثت.
- حرف السين-
361- سَعِيد بْن أَبِي أسعد [2] بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد.
أبو مَنْصُور البلديّ الحطّابيّ، الكاتب.
تُوُفّي شابّا. وكان لديه فضيلة.
362- سَقْمان [3] .
الأمير قُطْب الدّين أبو سَعِيد بْن مُحَمَّد، صاحب آمِد.
سقط من جَوْسقٍ له فمات فِي هَذِهِ السّنة.
- حرف الصاد-
363- صَدَقَة ابن الوزير أَبِي الرضا محمد بن أحمد بن صدقة [4] .
__________
[1] انظر عن (زينب بنت إسماعيل) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 406 رقم 632.
[2] في الأصل: «سعيد بن أبي سعيد» ، والتصحيح من: التكملة لوفيات النقلة 1/ 380 رقم 580، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 66، 67.
[3] انظر عن (سقمان) في: الكامل في التاريخ 12/ 170، والروضتين 2/ 240، والمختصر في أخبار البشر 3/ 101، والدرّ المطلوب 151، والجامع المختصر 9/ 53، وتاريخ ابن الوردي 2/ 118، والعسجد المسبوك 265، والوافي بالوفيات 15/ 287 رقم 407، وتاريخ ابن الفرات ج 4 ق 2/ 209.
[4] انظر عن (صدقة بن محمد) في: مختصر التاريخ لابن الكازروني 249، وخلاصة الذهب(42/283)
ظهير الدّين أبو الفتح.
وُليّ نيابة الوزارة ببغداد.
وكان صدرا معظّما.
وأبوه الوزير جلال الدّين قد وَزَرَ للراشد باللَّه.
تُوُفّي الظّهير فِي حادي عشر رجب.
- حرف الظاء-
364- ظافر بْن الْحُسَيْن [1] .
أبو المنصور الأزْديّ، الإسكندرانيّ، ثُمَّ المصريّ، الفقيه المالكيّ.
تفقَّه بالثَّغر عَلَى العلّامة أَبِي طَالِب صالح بْن إِسْمَاعِيل ابن بِنْت مُعَافى [2] .
وتولّى بمصر تدريس المدرسة المجاورة لجامع مصر العتيق مدَّةً طويلة.
وتخرَّج به جماعة من الشّافعية والمالكيَّة. وانتفع به خلْق كثير.
وكان يُشْغِل أكثر النّهار. وكان من كبار العلماء فِي عصره، رحمه اللَّه.
تُوُفّي بمصر حادي عشر جُمادى الآخرة.
- حرف العين-
365- عَبْد اللَّه ابن الوزير الكبير أَبِي الفرج مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن هبة اللَّه بْن المظفر ابْن رئيس الرؤساء أَبِي القاسم عليّ ابن المسلمة [3] .
أبو الحسن.
__________
[ () ] المسبوك للإربلي 283.
[1] انظر عن (ظافر بن الحسين) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 387، 388 رقم 595، والعبر 4/ 297، وسير أعلام النبلاء 21/ 311 دون ترجمة، وحسن المحاضرة 1/ 214، وشذرات الذهب 4/ 229، ونيل الابتهاج للتنبكتي 130.
[2] في الأصل: «معافا» .
[3] انظر عن (عبد الله بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 381، 382 رقم 583، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 104، 105، والجامع المختصر 9/ 56.(42/284)
سمع من: يحيى بن ثابت البقّال.
وناب عن والده فِي الوزارة. ولم يخدم بعد أَبِيهِ فِي شيء. ولزِم طريقة التصوُّف.
ومات وله دون أربعين سنة أو أكثر.
366- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى [1] .
الْإِمَام أبو مُحَمَّد التّادليّ الفاسيّ.
ولد سنة إحدى عشرة وخمسمائة.
وروى بالإجازة عَن: أَبِي مُحَمَّد بْن عَتّاب، وأبي بحر بْن العاص.
وسمع من: القاضي عِياض.
وكان فقيها أديبا، متفنِّنًا، شاعرا. بطلا شجاعا، من علماء فاس.
روى عَنْهُ: أبو عبد الله الحضرمي، وأبو محمد بن حوط الله، وأبو الربيع بن سالم، وعدّة.
وكاد أن ينفرد عن ابن عتّاب.
قال ابن فَرْتُون: اختلّ ذِهنه من الكِبَر.
367- عَبْد اللَّه بْن أَبِي بَكْر الْمُبَارَك بن هبة اللَّه [2] .
أبو مُحَمَّد ابن الطّويلة الدَّارَقَزّيّ.
سمع: ابن الحُصَيْن، وأبا القاسم بْن الطّبر، وأبا المواهب بْن ملوك، والقاضي أَبَا بَكْر، وجماعة.
والطّويلة لَقَبٌ لجدّه هبة اللَّه بْن مُحَمَّد.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، وابن خليل، والضّياء، واليّلْدانيّ، وابن عبد الدّائم، والنّجيب عبد اللّطيف، وغيرهم.
__________
[1] سيعاد في وفيات سنة 599 هـ. برقم (509) .
[2] انظر عن (عبد الله بن المبارك) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 393 رقم 607، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 107، والعبر 4/ 297، والمختصر المحتاج إليه 2/ 167 رقم 805، وسير أعلام النبلاء 21/ 311 دون ترجمة، وشذرات الذهب 4/ 229.(42/285)
وآخر من رَوى عَنْهُ بالإجازة الفخر بْن البخاريّ.
تُوُفّي فِي تاسع رمضان. ويُعرف بابن الأخرس أيضا.
368- عَبْد الجبّار بْن أَبِي الفضل بْن الفَرَج بْن حَمْزَة [1] .
الأَزَجيّ، الحُصْري، الْمُقْرِئ، الرجل الصّالح.
قرأ القراءات على أَبِي الكَرَم الشَّهْرَزُورِيّ.
وسمع من: أَبِي الوقت، وابن ناصر، وأبي بَكْر الزّاغونيّ، وجماعة.
وأقرأ القرآن مدَّةً ببغداد، والموصل.
وتُوُفّي فِي سابع محرَّم شهيدا، سقط عليه جُرْفٌ بقرب تكريت وعجزوا عن كشْفه فكان قبره رحمه اللَّه.
369- عَبْد الحميد بْن عَبْد اللَّه بْن أسامة بن أَحْمَد [2] .
أبو عليّ الهاشميّ، العَلَويّ، الحُسَيْنيّ الزَّيْديّ، الشّريف النّقيب.
عاش خمسا وسبعين سنة.
وكان إماما فِي الأنساب [3] . واشتغل على ابن الخشّاب النَّحْويّ.
ووُلّي أَبُوهُ وجدُّه النّقابة.
370- عَبْد الرَّحْمَن ابن قاضي القضاة عبد الواحد [4] بن أحمد.
الثقفي، الكوفيّ، القاضي أبو مُحَمَّد. قاضي نهر عِيسَى.
روى عن: أبي الوقت، وغيره.
__________
[1] انظر عن (عبد الجبار بن أبي الفضل) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 377 رقم 572، والوافي بالوفيات 18/ 39 رقم 37، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 151.
[2] انظر عن (عبد الحميد بن عبد الله) في: الوافي بالوفيات 18/ 72، 73 رقم 74.
[3] قال ياقوت: حدّث النقيب شرف الدين يحيى بن أبي زيد نقيب البصرة، أنه لم يكن تحت السماء أحد أعرف من ابن التقيّ بالأنساب، وكان يحدّث عن معرفته بالعجائب، وكان مع ذلك عارفا بالطب والنجوم وعلوم كثيرة من الفقه والشعر وغيره.
[4] في الأصل: «عبد الرحمن ابن قاضي القضاة عبد الوهاب» ، والتصحيح من: التكملة لوفيات النقلة 1/ 378، 379 رقم 575، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 120، والجامع المختصر 9/ 56، والطبقات السنية 2/ ورقة 433.(42/286)
وتُوُفّي فِي المحرَّم.
371- عَبْد الرَّحمن بْن علي [1] بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُمّادَى بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن عَبْد اللَّه بْن القاسم بْن النَّصر بْن القاسم بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قُحَافة.
الحافظ العلّامة جمال الدّين أبو الفَرَج ابن الْجَوْزيّ، القُرَشيّ، التُّيْمِيّ البكْريّ، الْبَغْدَادِيّ، الحنبليّ، الواعظ، صاحب التّصانيف المشهورة في أنواع
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن علي) في: مشيخة النعّال 140- 142، ورحلة ابن جبير 196- 200، والكامل في التاريخ 12/ 171، والتقييد لابن نقطة 343، 344 رقم 422، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 481- 502، والروضتين 2/ 245، وذيل الروضتين 21- 25، والتاريخ المظفّري لابن أبي الدم (مخطوط) ورقة 329، ومشيخة قاضي القضاة ابن قدامة 1/ 91، 92، وآثار البلاء وأخبار العباد 316 و 320، والمختصر في أخبار البشر 3/ 101، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 394، 395 رقم 608، ووفيات الأعيان 3/ 140- 142 رقم 370، والدرّ المطلوب 150، 151، والجامع المختصر 9/ 67، والإشارة إلى وفيات الأعيان 311، وسير أعلام النبلاء 21/ 365- 384 رقم 192، والعبر 4/ 297، والمعين في طبقات المحدّثين 182 رقم 1941، والمختصر المحتاج إليه 3/ 205- 208، وتذكرة الحفاظ 4/ 1342، 1348، وذيل طبقات الحنابلة 1/ 399- 433، والوافي بالوفيات 18/ 186- 194 رقم 235، وتاريخ ابن الفرات ج 4 ق 2/ 210- 220، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 155، 156 رقم 110، والوفيات لابن قنفذ 301 رقم 599، وفيه وفياته سنة 599 هـ.، وتاريخ الخميس 2/ 410، ومرآة الجنان 3/ 489- 492، وغاية النهاية 1/ 375 رقم 1592، والعسجد المسبوك 268، وعقد الجمان 17/ ورقة 261- 260، والتاج المكلّل للقنوجي 64- 74، والنجوم الزاهرة 6/ 174، وتاريخ ابن سباط 1/ 234، وطبقات المفسرين للسيوطي 17، وطبقات المفسرين للداوديّ 1/ 270، وتاريخ الخلفاء 457، وشذرات الذهب 4/ 329- 331، وروضات الجنات 426- 429، وكشف الظنون (في مواضع كثيرة) ، وهدية العارفين 1/ 520- 523، ومفتاح السعادة 1/ 207، 208، والرسالة المستطرفة 45، ومعجم المؤلفين 5/ 157، 158، وتاريخ علماء المستنصرية لناجي معروف 1/ 143- 146، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسرين 109 رقم 1063، ودائرة المعارف الإسلامية 1/ 125، وآداب اللغة العربية 3/ 101، والأعلام 4/ 89، وانظر: مشيخة ابن الجوزي بتحقيق محمد محفوظ- طبعة دار الغرب الإسلامي، بيروت 1980.(42/287)
العلوم من التّفسير، والحديث، والفقه، والوعْظ، والزُّهْد، والتّاريخ، والطّبّ، وغير ذلك.
وُلِد تقريبا سنة ثمان [1] أو سنة عشر وخمسمائة، وعُرِف جدُّهم بالجوْزيّ لجوزةٍ فِي وسط داره بواسط، ولم يكن بواسط جَوْزة سواها.
وأوَّل سماعه سنة ستّ عشرة وخمسمائة. وسمع بعد ذلك في سنة عشرين وخمسمائة وبعدها.
فسمع من: ابن الحصين، وعليّ بْن عَبْد الواحد الدِّينَوَرِيّ، والحسين بْن مُحَمَّد البارع، وأبي السّعادات أَحْمَد بْن أَحْمَد المتوكّليّ، وأبي سعْد إِسْمَاعِيل بْن أَبِي صالح المؤذّن، وأبي الْحَسَن عليّ بْن الزّاغونيّ الفقيه، وأبي غالب بن البنّاء، وأخيه يحيى، وأبي بَكْر مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن المَزْرَفيّ، وهبة الله بْن الطّبر، وقاضي المَرِسْتان، وأبي غالب مُحَمَّد بْن الْحَسَن الماوَرْديّ، وخطيب أصبهان أَبِي القاسم عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الرّاوي عن ابن شمَّة، وأبي السُّعود أحمد بن المجلي، وأبي منصور عبد الرحمن بن محمد القزّاز، وعليّ بن أحمد بن الموحّد، وأبي القاسم بن السّمرقنديّ، وابن ناصر، وأبي الوقت.
وخرّج لنفسه مشيخة عن سبعةٍ وثمانين نفْسًا. وكتب بخطّه ما لا يوصف. ووعظ وهو صغير جدّا.
قرأ الوعظ على الشّريف أَبِي القاسم عليّ بْن يَعْلى بْن عِوَض العَلَويّ الهَرَويّ، وأبي الْحَسَن بْن الزّاغونيّ.
وتفقَّه عَلَى أَبِي بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الدِّينَوَرِيّ.
وتخرَّج فِي الحديث بابن ناصر.
وقرأ الأدب على أَبِي منصور موهوب ابن الجواليقيّ.
__________
[1] في سير أعلام النبلاء 21/ 336: «ولد سنة تسع» .(42/288)
روى عَنْهُ: ابنه محيي الدّين يوسف، وسِبْطه شمس الدّين يوسف الواعظ، والحافظ عَبْد الغنيّ، والشّيخ الموفّق، والبهاء عَبْد الرَّحْمَن، والضّياء مُحَمَّد، وابن خليل، والدُّبيثيّ، وابن النجار، واليَلْدانيّ، والزَّيْن بْن عَبْد الدّائم، والنّجيب عَبْد اللّطيف، وخلْق سواهم.
وبالإجازة: الشّيخ شمس الدّين عَبْد الرَّحْمَن، وأحمد بْن أَبِي الخير، والعزّ عَبْد الْعَزِيز بْن الصَّيْقل، وقُطْب الدّين أحمد بن عبد السّلام العصرونيّ، وتقيّ الدّين إسماعيل بن أبي اليسر، والخضر بن عبد الله بن حمّويه، والفخر عليّ بن البخاريّ.
وكان الّذي حرص على تسميعه وأفاده الحافظ ابن ناصر.
وقرأ القرآن على أبي محمد سبط الخيّاط.
وكان فريد عصره في الوعظ. وهو آخر من حدّث عن الدّينوريّ والمتوكّلي.
ومن تصانيفه [1] :
كتاب «المغني» فِي عِلم القرآن، كتاب «زاد المسير فِي علم التّفسير» ، و «تذكرة الأريب فِي شرح الغريب» ، «نزهة النّواظر فِي الوجوه والنّظائر» ، مجلّد، كتاب «عيون علوم القرآن» ، «فنون الأفنان» ، مجلّد، كتاب «النّاسخ والمنسوخ» ، كتاب «منهاج الوصول إِلَى علم الأُصُول» ، كتاب «نفْي التّشبيه» ، كتاب «جامع المسانيد» ، فِي سبع مجلْدات، كتاب «الحدائق» ، مجلّدان، كتاب «نفي النّقْل» ، كتاب «الْمُجْتَبَى» ، كتاب «النّزهة» ، كتاب «عيون
__________
[1] وضع الأستاذ عبد الحميد العلوجي كتابا سمّاه «مؤلّفات ابن الجوزي» طبع في بغداد 1965، واستدرك عليه الدكتور محمد باقر علوان بمقال عنوانه: «المستدرك على مؤلفات ابن الجوزي» نشر في مجلّة مجمع اللغة العربية بدمشق، رقم 47 لسنة 1972- ص 304- 324، وفي مجلّة المورد العراقية، العدد 1 لسنة 1971 ص 181- 190، ونشرت الأستاذة ناجية عبد الله إبراهيم رسالة بعنوان «ابن الجوزي- فهرست كتبه» في مجلّة المجمع العلمي العراقي، العدد 31 لسنة 1980- ص 193- 220.(42/289)
الحكايات» ، مجلّدان، كتاب «التّحقيق فِي أحاديث التّعليق» ، مجلّدان، كتاب «كشف مشكل الصّحيحين» ، أربع مجلّدات، كتاب «الموضوعات» ، كتاب «الأحاديث الرائقة» ، كتاب «الضُّعفاء» ، كتاب «تلقيح فهوم أَهْل الأثر فِي عيون التّواريخ والسِّيَر» ، كتاب «المنتظم فِي أخبار الملوك والأمم» ، كتاب «شذور العقود فِي تاريخ العهود» ، كتاب «مناقب بغداد» ، كتاب «المُذْهَب فِي المَذْهب» ، كتاب «الإنتصار فِي مسائل الخلاف» ، كتاب «الدّلائل فِي مشهور المسائل» ، مجلّدان، كتاب «اليواقيت فِي الخُطَب الوعْظيَّة» ، كتاب «المنتَخَب» ، كتاب «نسيم السَّحَر» ، كتاب «لُباب زين القَصَص» ، كتاب «المدهش» ، كتاب «صفة الصَّفْوة» ، كتاب «مُثِير العزم السّاكن إِلَى أشرف الأماكن» ، كتاب «المُقْعِد المقيم» ، كتاب «تبصرة المبتدئ» ، كتاب «تحفة الواعظ» ، كتاب «ذمّ الهوى» ، كتاب «تلبيس إبليس» ، مجلّدان، كتاب «صيد الخاطر» ، ثلاث مجلّدات، كتاب «الأذكياء» ، كتاب «الحمقى والمغفّلين» ، كتاب «المنافع فِي الطّبّ» ، كتاب «الشَّيْب والخِضاب» ، كتاب «روضة النّاقل» ، كتاب «تقويم اللّسان» ، كتاب «منهاج الإصابة فِي محبَّة الصّحابة» ، كتاب «صَبا نَجْد» ، كتاب «المزعج» ، كتاب «الملهب» ، كتاب «المطرب» ، كتاب «مُنْتَهَى المُشْتَهَى» ، كتاب «فنون الألباب» ، كتاب «الظُّرَفاء والمتحابّين» ، كتاب «تقريب الطّريق الأبعد فِي فضل مقبرة أَحْمَد» ، كتاب «النّور فِي فضائل الأيّام والشُّهور» ، كتاب «العِلَل المتناهية فِي الأحاديث الواهية» ، مجلّدان، كتاب «أسباب البداية لأرباب الهداية» ، مجلّدان، كتاب «سَلْوة الأحزان» ، كتاب «ياقوتة المواعظ» ، كتاب «منهاج القاصدين» ، مجلّدان، كتاب «اللّطائف» ، كتاب «واسطات العقود» ، كتاب «الخواتيم» ، كتاب «المجالس اليُوسُفيَّة» ، كتاب «المحادثة» ، كتاب «إيقاظ الوَسْنان» ، كتاب «نسيم الرياض» ، كتاب «الثّبات عند الممات» ، كتاب «ألوفا بفضائل المصطفى» ، كتاب «مناقب أَبِي بَكْر» ، كتاب «المَعَاد» ، كتاب «مناقب عُمَر» ، كتاب «مناقب عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز» ، كتاب «مناقب سَعِيد بْن المسيّب» ، كتاب «مناقب الحَسَن البصْريّ» ، كتاب «مناقب إِبْرَاهِيم بْن أدهم» ، كتاب «مناقب الفضيل» ، كتاب(42/290)
«مناقب أَحْمَد» ، كتاب «مناقب الشّافعي» ، كتاب «مناقب معروف» ، كتاب «مناقب الثّوريّ» ، كتاب «مناقب بِشْر» ، كتاب «مناقب رابعة» ، كتاب «العُزْلة» ، كتاب «مرافق الموافق» ، كتاب «الرياضة» ، كتاب «النّصر على مصر» ، كتاب «كان وكان» فِي الوعظ، كتاب «خُطَب اللّئالئ فِي الحروف» ، كتاب «النّاسخ والمنسوخ» فِي الحديث كتاب «مواسم العمر» ، وتصانيف أُخَر لا يحضُرني ذِكرها.
وجعفر فِي أجداده هُوَ الجوزيّ، منسوبٌ إِلَى فُرْضَة من فُرَض البصْرة يُقَالُ لها جَوْزة [1] . وفُرْضة النّهر ثُلْمتُه، وفُرْضه البحر مَحَطُّ السُّفُن.
وتُوُفّي والد أَبِي الفَرَج أبو الحَسَن وله ثلاث سِنين، وكانت له عمَّة صالحة. وكان أهله تجّارا فِي النُّحَاس ولهذا كتب فِي بعض السّماعات اسمه عَبْد الرَّحْمَن الصّفّار، فلمّا ترعرع حملته عمّته إِلَى ابن ناصر فاعتنى به.
وقد رُزق الْقَبُولَ فِي الوعظ، وحضر مجلسه الخلفاء، والوزراء والكبار، وأقلّ ما كان يحضر مجلسه أُلُوف.
وقيل إنّه حضر مجلسه فِي بعض الأوقات مائة ألف. وهذا لا أعتقده أَنَا، على أنّه قد قال: هُوَ ذلك [2] .
وقال غير مرَّة إنّ مجلسه حُزِر بمائة ألف.
قال سِبْطه شمس الدّين أبو المظفّر [3] : سمعته يقول على المِنْبر فِي آخر عُمره: كتبت بإصْبعَيّ هاتين ألفَيْ مجلَّدة، وتاب على يدي مائة ألف، وأسلم على يدي عشرون ألف [4] يهوديّ ونصرانيّ.
قال: وكان يجلس بجامع القصر، والرُّصافة، والمنصور، وباب بدر،
__________
[1] وهذا خلاف ما قدّمه في بداية الترجمة من أنها جوزة بدارهم بواسط.
[2] في الهامش: ث، قد شهد له بذلك الموفق عبد اللطيف.
[3] في مرآة الزمان 8 ج 482.
[4] في الأصل: «ألفا» .(42/291)
وتربة أمّ الخليفة. وكان يختم القرآن فِي كلّ أسبوع ولا يخرج من بيته إلّا إِلَى الجمعة أو المجلس.
ثُمَّ قال: وذكر ما وقع إليَّ من أسامي مصنّفاته كتاب «المغني» أحد وثمانون جزءا بخطّه، إلّا إنّه لم يبيّضه ولم يشتهر، كتاب «زاد المسير» ، أربع مجلَّدات، فذكر عامَّة ما ذكرناه، زاد عليه أيضا أشياء منها: كتاب «درَّة الإكليل في التّاريخ» ، أربع مجلّدات، كتاب «الفاخر فِي أيّام الْإِمَام النّاصر» ، مجلّد، كتاب «المصباح المضيء بفضائل المستضيء» ، مجلّد، كتاب «الفجر النّوري» ، كتاب «المجلد الصّلاحيّ» ، مجلّد، كتاب «شُذُور العقود» ، مجلّد.
قال: ومن عِلم العربية: «فضائل العرب» ، مجلّد، كتاب «الأمثال» ، مجلّد، كتاب «تقويم اللّسان» ، جزءان، كتاب «لغة الفقه» ، جزءان، كتاب «مُلَح الأحاديث» ، جزءان.
قال: وكتاب «المنفعة فِي المذاهب الأربعة» ، مجلّدان، كتاب «منهاج القاصدين» ، مجلّدان، كتاب «إحكام الإشعار بأحكام الأشعار» ، مجلَّدان، كتاب «الْمُخْتَار من الأشعار» عشر مجلّدات، كتاب «التّبصرة في الوعظ» ثلاث مجلّدات، كتاب «المنتخب فِي الوعظ» ، مجلَّدان، كتاب «رءوس القوارير» ، مجلّدان.
إِلَى أن قال: فمجموع تصانيفه مائتان ونيّف وخمسُون كتابا.
ومن كلامه فِي مجالس وعْظه: عقارِبُ المنايا تلْسع، وخدران جسم الأمل يمنع الإحساس، وماء الحياة فِي إناء العُمر يرشح بالأنفاس.
وقال لبعض الوُلاة: أذكر عند القُدْرة عدلَ اللَّه فيك، وعند العقوبة، قُدرة اللَّه عليك. وإيّاك أن تشفي غيظك بسقم دِينك.
وقال لصاحبٍ: أنت فِي أوسع العُذْر من التّأخير عنّي لثقتي بك، وَفِي أَضْيقَه من شوقي إليك.
وقال له قائل: ما نمْت البارحةَ من شوقي إِلَى المجلس.(42/292)
قال: لأنّك تريد أن تتفرَّج، وإنّما ينبغي أن لا تنام اللّيلة لأجل ما سمعت.
وقال: لا تسمع ممّن يقول الجوهر والعَرْض، والاسم والمسمّى، والتّلاوة والمَتْلُوّ. لأنّه شيء لا تُحيط به أوهام العوامّ، بل قُلْ: آمنتُ بما جاء من عندِ اللَّه، وبما صحَّ عن رسول اللَّه.
وقام إليه رجلٌ فقال: يا سيّدي نشتهي منك تتكلّم بكلمةِ ننقلها عنك، أيّما أفضل: أبو بَكْر أو عليّ؟
فقال له: اقعْد. فقعد ثُمَّ قام وأعاد قوله، فأجلسه، ثُمَّ قام فقال له:
اجلس فأنت أفضل من كلّ أحد.
وسأله آخر، وكان التّشيُّع تلك المدَّة ظاهرا: أيُّما أفضل، أبو بَكْر أو عليّ؟ فقال: أفضلهما من كَانَت ابنته تحته. ورمى بالكلمة فِي أودية الاحتمال، ورضي كلٌّ من الشّيعة والسُّنَّة بهذا الجواب المدهش [1] .
وقرأ بين يديه قارئان فأطربا الجمع، فأنشد:
ألا يا حماميَ بطن نُعمان هجتما ... عليّ الهوى لمّا ترنّمتما ليا
ألا أيّها القُمْريّتان تجاوبا ... بلَحْنَيْكما ثُمَّ اسجعا لي علانيا
وقال له قائل: أيّما أفضل أسبِّح أو أستغفر؟
قال: الثّوب الوسخ أحوج إِلَى الصّابون من البخور.
وقال فِي قوله عليه السّلام: «أعمار أمّتي ما بين السّتّين إِلَى السّبعين» [2] : إنّما طالت أعمار القُدماء لطول البادية، فلمّا شارفَ الركبُ بلد الإقامة قيل حثّوا المطيّ.
__________
[1] آثار البلاد وأخبار العباد 320.
[2] أخرجه الترمذي (3555) ، وابن ماجة (4236) ، والخطيب في تاريخ بغداد 6/ 397 و 12/ 42، وابن حبّان (2467) ، والحاكم في المستدرك 2/ 427، ووافقه الذهبي في تلخيصه. وتمام الحديث: «وأقلّهم من يجوز ذلك» .(42/293)
وقال: من قنع طاب عَيْشُه، ومَن طمع طال طَيْشُه.
قال: ووعظ الخليفة فقال: يا أمير المؤمنين، إنْ تكلّمتُ، خفت منك، وإنّ سكتُّ، خِفْت عليك. فأنا أقدّم خوفي عليك على خوفي منك. إنّ قول القائل اتّقِ اللَّه، خيرٌ من قول القائل أنتم أَهْل بيتٍ مغفورٌ لكم.
وقال يوما: أَهْل البِدَع يقولون ما فِي السّماء أحد، ولا فِي المُصْحَف قرآن، ولا فِي القبر نبيّ، ثلاث عورات لكم.
وقال فِي قوله أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ 43: 51 [1] : يفتخر فِرْعَون بنهرٍ، ما أجراه ما أجراه.
وقال وقد طرب الجمع: فهمتم فهمتم.
قال: وقد ذكر العماد الكاتب جدّي فِي «الخريدة» ، وأنشد له هَذِهِ الأبيات:
يَودُّ حسودي أن يرى لي زَلَّةً ... إذا ما رَأَى الزّلّات جاءت أكاذيبُ
أردُّ على خصمي وليس بقادر ... على ردّ قولي، فهو موتٌ وتعذيبُ
تُرى أوجه الحُسّاد صُفرًا لرؤيتي ... فإنْ فُهْتُ عادت وهي سودٌ غرابيبُ
قال: وقال أيضا:
يا صاحبي إنْ كنتَ لي أو معي ... فعُجْ إِلَى وادي الحِمى نَرْتَعِ
وَسَلْ عنِ الوادي وسُكّانِه ... وانشدْ فؤادي فِي رُبا لَعْلعِ
جِيءَ كثيب الرَّمْل رمل الحِمى ... وقِفْ وسَلِّمْ لي على المجمعِ
واسمعْ حديثا قد روته الصَّبا ... تُسْنِده عن بانِه الأجرعِ
وابْكِ فَمَا فِي العَين من فضلةٍ ... ونُبْ فَدَتك النَّفْسُ عن مدمعي
وانزل على الشّيخ بواديهم ... واشْمِمْ عُشَيْبَ البلد البَلْقعِ
رِفقًا بنضوٍ قد براه الأَسَى ... يا عاذلي لو كان قلبي معي
لَهَفي على طِيب ليالٍ خَلَت ... عُودي تعودي مدنفا قد نعي
__________
[1] سورة الزخرف، الآية 51.(42/294)
إذا تذكّرتُ زمانا مضى ... فَوَيْحَ أجْفاني من أدمُعي
وقد نالتْه محنةٌ في أواخر عمره، وذلك أنّهم وَشَوْا إِلَى الخليفة النّاصر به بأمرٍ اختُلِف فِي حقيقته، وذلك فِي الصَّيف، فبينا هُوَ جالسٌ فِي داره فِي السِّرداب يكتب، جاءه مَن أسمعه غليظ الكلام وشَتَمَه، وختم على كتبه وداره، وشتّت عياله. فلمّا كان فِي أوّل اللّيل حملوه فِي سفينةٍ، وأحدروه إِلَى واسط، فأقام خمسة أيّام ما أكل طعاما، وهو يومئذٍ ابن ثمانين سنة، فلمّا وصل إلى واسط أُنزِل فِي دار وحُبَسِ بها، وحَصَل عليها بوّاب، فكان يخدم نفسه ويغسل ثوبه ويطبخ، ويستقي الماءَ من البئر، فبقي كذلك خمس سنين، ولم يدخل فيها حمّاما.
وكان من جملة أسباب القضيَّة أنّ الوزير ابن يُونُس قُبض عليه، فتتبّع ابنُ القصّاب أصحاب ابن يُونُس.
وكان الرُّكْن عَبْد السّلام بْن عَبْد الوهّاب بْن عَبْد القادر الْجِيليّ المتّهم بِسوء العقيدة واصلا عند ابن القصّاب، فقال له: أَيْنَ أنتَ عن ابن الجوزيّ، فهو من أكبر أصحاب ابن يونس، وأعطاه مدرسة جدّي وأُحرِقت كُتُبي بمشورته، وهو ناصبيّ من أولاد أَبِي بَكْر.
وكان ابن القصّاب شيعيّا خبيثا، فكتب إِلَى الخليفة، وساعده جماعة، ولبّسوا على الخليفة، فأمر بتسليمه إلى الرّكن عبد السّلام، فجاء إِلَى باب الأَزَج إِلَى دار ابن الجوزيّ، ودخل وأسمعهُ غليظ المقال كما ذكرنا.
وأُنزل فِي سفينةٍ، ونزل معه الرّكن لا غير، وعلى ابن الجوزيّ غُلالة بلا سراويل، وعلى رأسه تخفيفة، فأُحدِر إِلَى واسط، وكان ناظرها العميد أحد الشّيعة، فقال له الرّكن: حرسكَ اللَّه، مكِّنّي من عدوّي لأرميه فِي المطمورة:
فعزّ على العميد وَزَبَره وقال: يا زِنديق أرميه بقولك!؟ هات خطِّ الخليفة.
واللهِ لو كان من أَهْل مذهبي لبذلتُ روحي ومالي فِي خدمته.
فعاد الرّكن إِلَى بغداد. وكان بين ابن يُونُس الوزير وبين أولاد الشّيخ(42/295)
عَبْد القادر عداوةٌ قديمة، فلمّا ولي الوزارة، ثمّ أستاذيّةالدار بدَّد شملهم، وبُعث ببعضهم إِلَى مطامير واسط فماتوا بها، وأهين الركن بإحراق كتبه النُّجوميَّة.
وكان السّبب فِي خلاص ابن الجوزيّ أنّ ابنه محيي الدّين يوسف ترعرع وقرأ الوعظ، وطلع صبيّا ذكيّا، فوعظ، وتكلَّمت أمُّ الخليفة فِي خلاص ابن الجوزيّ فأُطلِق، وعاد إِلَى بغداد.
وكان يقول: قرأت بواسط مدّة مُقامي بها كلّ يومٍ ختمة، ما قرأت فيها سورة يوسف من حُزْني على ولدي يوسف وشوقي إليه.
وكان يكتب إِلَى بغداد أشعارا كثيرة.
وذكره شيخنا ابن البُزُوريّ، فأطنب فِي وصفه، وقال: فأصبح فِي مذهبه إماما يُشار إليه، ويُعقد الخِنْصر فِي وقته عليه، ودرّس بمدرسة ابن الشّمحل، ودرّس بالمدرسة المنسوبة إِلَى الجهة بنفشا المستضيئة، ودرّس بمدرسة الشّيخ عَبْد القادر. وبنى لنفسه مدرسةَ بدرب دينار، ووقف عليها كُتُبه.
بَرَعَ فِي العلوم، وتفرَّد بالمنثور والمنظوم، وفاق على أدباء مصره، وعلا على فُضلاء دهره. له التّصانيف العديدة.
سُئِل عن عددها فقال: زيادة على ثلاثمائة وأربعين مصنَّفًا، منها ما هُوَ عشرون مجلّدا ومنها ما هُوَ كرّاس واحد.
ولم يترك فنّا من الفنون إلّا وله فِيهِ مُصنَّف.
كان أوحد زمانه، وما أظنّ الزّمان يسمح بِمِثْلِهِ. ومن مؤلّفاته كتاب «المنتظم» ، وكتابنا ذَيْلٌ عليه.
قال: وكان إذا وعظ اختلس القلوب، وشُقّقت النُّفوسُ دون الجيوب.
إِلَى أن قال: تُوُفّي ليلة الجمعة لاثنتي عشرة ليلةٍ خَلَت من رمضان، وصلّى عليه الخلْق العظيم الخارجُ عن الحدّ. وشيّعوه إِلَى مقبرة باب حرب.
وكان يوما شديد الحَرّ، فأفطر من حرّه جمْعٌ كثير. وأوصَى أن يُكتَب على قبره:(42/296)
يا كثير الصَّفْح عمَّن ... كثُر الذَّنبُ لديهِ
جاءك المذنب يرجو ... العَفْوَ [1] عن جُرْم يديهِ
أَنَا ضَيفٌ وجزاءُ الضَّيْفِ ... إحْسَانٌ إليهِ
وقال سِبْطه أبو المظفَّر [2] : جلس رحمه اللَّه يوم السّبت سابع رمضان تحت تربة أمّ الخليفة المجاورة لمعروف الكَرْخيّ، وكنتُ حاضرا، وأنشد أبياتا قطع عليها المجلس، وهي:
اللَّه أسألُ أن يُطوِّلَ مُدَّتي ... وأنَالَ بالأنعام ما فِي نيَّتي [3]
لي هِمَّةٌ فِي العِلْم ما من [4] مِثْلها ... وهي الّتي جَنَت النُّحُولَ هِيَ الّتي
كم كان لي من مجلسٍ لو شُبِّهَتْ ... حالاتُه لتشبَّهَتْ بالجنَّةِ
فِي أبيات.
ونزل، فمرض خمسة أيّام، وتوفّي ليلة الجمعة بين العشاءين في الثّالث عشر من رمضان، في داره بقطفتا.
وحدّثتني والدتي أنّها سمعته يقول قبل موته: أيش أعمل بطواويس، يردّدها، قد جبتم لي هَذِهِ الطّواويس.
وحضر غسْله شيخنا ضياء الدّين ابن سُكَيْنة، وضياء الدّين ابن الخبير وقت السَّحَر، واجتمع أَهْل بغداد، وغُلِّقت الأسواق، وشدَدنا التّابوت بالحبال، وسلّمناه إِلَى النّاس، فذهبوا به إلى تحت التّربة، مكان جلوسه، فصلّى عليه ابنه عليّ اتّفاقا، لأنّ الأعيان لم يقدروا على الوصول إليه، ثُمَّ صلّوا عليه بجامع المنصور، وكان يوما مشهودا، لم يصل إلى حفرته بمقبرة
__________
[1] في الوافي بالوفيات 18/ 193 «الصفح» ، وكذا في: سير أعلام النبلاء 21/ 380.
[2] في مرآة الزمان 8/ 499- 502.
[3] لم يرد غير هذا البيت في مرآة الزمان.
[4] في سير أعلام النبلاء 21/ 379: «ما إن» .(42/297)
أَحْمَد بْن حنبل إِلَى وقت صلاة الجمعة، وكان فِي تمّوز، فأفطر خلْقٌ، ورموا نفوسهم فِي الماء.
قال: وما وصل إِلَى حُفْرته من الكَفَن إلّا قليل.
قلت: وهذا من مجازفة أَبِي المظفّر.
قال: ونزل فِي حُفرته والمؤذّن يقول: اللَّه أكبر. وحزن النّاسُ وبكوا عليه بُكاءً كثيرا وباتوا عند قبره طول شهر رمضان يختمون الختمات بالقناديل والشَّمْع.
ورآه فِي تلك اللّيلة المحدّث أَحْمَد بْن سلمان الحربيّ الملقَّب بالسُّكّر على مِنْبرٍ من ياقوت مُرَصَّع بالجوهر، والملائكة جلوسٌ بين يديه والحقّ تعالى حاضرٌ، يسمع كلامه.
وأصبحنا عملنا عزاءهُ، وتكلَّمت يومئذٍ، وحضر خلْقٌ عظيم. وقام [عَبْد] القادر العلويّ وأنشد هَذِهِ القصيدة:
الدّهْرُ عن طمعٍ يُغِرّ [1] ويخدع ... وزخارف الدّنيا الدّنيَّة تُطمَعُ
وأَعِنَّة الآمال يُطْلِقها الرجا ... طَمَعًا وأسيافُ المنيَّة تقطَعُ
والموتُ آتٍ والحياة شهيَّة [2] ... والنّاس بعضهم لبعضٍ يتبعُ
واعلم بأنَّك عن قليل صائرٌ ... خَبَرًا فكُنْ خَبَرًا بخيرٍ [3] يسمَعُ
لعُلا أَبِي الفَرَج الَّذِي بعد التُقى ... والعِلم يوم حواه هَذا المضجعُ [4]
حَبْرٌ [5] عليه الشَّرْع أصبح والها ... ذا مُقْلةٍ حَرَّى عليه تدمعُ
مَنْ للفتاوى المشكلات وحلّها ... مَن ذا لخرقِ الشّرعِ يوما يرقعُ
مَن للمنابر أن يقوم خطيبها [6] ... ولِرَدّ مسألة يقول فيسمع
__________
[1] في الوافي 18/ 193 «يعز» .
[2] في الوافي 18/ 193 «مريرة» ، وكذا في مرآة الزمان 8/ 501.
[3] في الوافي 18/ 193 «لخير» ، وكذا في مرآة الزمان.
[4] هذا البيت والّذي بعده ليسا في مرآة الزمان.
[5] في الوافي: «خبر» بالخاء المعجمة.
[6] في الوافي 18/ 194 «إن تفاقم خطبها» .(42/298)
مَن للجدال إذا الشّفاهُ تقلّصتْ ... وتأخّر القَرْم الهِزَبْرُ المِصْقَعُ
مَن للدياجي قائما دَيْجورَها ... يتلو الكتاب بمُقلةٍ لا تَهْجَعُ
أَجَمال دين مُحَمَّدٍ مات التُّقَى ... والعِلمُ بعدك واستُجم المجمعُ
يا قبره جادتْك كلّ غمامةٍ ... هطّالةٍ بركابه [1] لا تقلعُ
فيك الصَّلاة مع الصَّلات [2] فَتِهْ بِهِ ... وانظُرْ به بارئك [3] ماذا يصنعُ
يا أحمدا خُذْ أحمدَ الثّاني الّذي ... ما زال عنك مدافعا لا يرجعُ
أقسمت لو كُشِفَ الغطاء لرأيتمُ ... وَفْدَ الملائك حولَه يتسرّعوا [4]
ومحمدٌ [5] يبكي عليه وآله ... خيرُ البريَّة والبَطِين الأنْزعُ
فِي أبيات.
ومن العجائب أنّا كنّا يومئذٍ بعد انقضاء العزاء عند القبر، وَإِذَا بخالي مُحيي الدّين يوسف قد صعِد من الشّطّ، وخلفه تابوت، فقلنا: ترى مَن مات فِي الدّار؟ وَإِذَا بها خاتون والدة محيي الدّين، وعهدي بها ليلة الجمعة فِي عافية، وهي قائمة، فكان بين موتهما يومٌ وليلة. وعَدَّ النّاسُ ذلك من كراماته، لأنّه كان مُغْرًى بحُبّها.
وخلّف من الْوَلِيد علِيًّا، وهو الّذي أَخَذَ مصنَّفات والده وباعها بيعَ العبيد، ومَن يزيد. ولمّا أُحدِر والده إِلَى واسط تحيَّل على كُتُبه باللّيل، وأخذ منها ما أراد، وباعها ولا بثمن المِداد. وكان أَبُوهُ قد هجره منذ سِنين، فلمّا امتُحنِ صار إلْبًا عليه. ومات أبوه ولم يشهد موته.
وخلّف محيي الدّين يوسف، وكان قد ولد سنة ثمانين وخمسمائة، وسمع الكثير، وتفقَّه، وناظَر، ووعظ تحت تربة والدة الخليفة، وقامت بأمره
__________
[1] في مرآة الزمان 8/ 501 «ركابه» .
[2] في الوافي 18/ 194 «الصلاة» ، وكذا في مرآة الزمان.
[3] في مرآة الزمان 8/ 501، والوافي: «يا ويك» .
[4] في المرآة: «تتسرع» .
[5] في المرآة: «ومحمدا» .(42/299)
أحسن قيام. ووُلّي حِسْبة بغداد سنة أربعٍ وستّمائة. ثمّ ترسّل عن الخلفاء، وتقلّبت به الأحوال حتّى بلغ أشرف مآل إِلَى سنة أربعين وستّمائة. ثُمَّ وُلّي أستاذ داريَّة الخلافة.
وكان لجدّي ولد اسمُه عَبْد الْعَزِيز، وهو أكبر أولاده. سمع معَه من ابن ناصر، وأبي الوقت، والأرمويّ، وسافر إلى الموصل، فوعظ بها سنة بضْعٍ وخمسين، وحصل له الْقَبُولُ التّام، ومات بها شابّا.
وكان له بنات منهن أمّي رابعة، وشَرَف النّساء، وزينب، وجوهرة، وستّ العلماء الكبرى، وستّ العلماء الصُّغرى.
قلت: ومع تبحُّر ابن الجوزيّ فِي العلوم، وكثرة اطّلاعه، وسعَة دائرته، لم يكن مبرّزا فِي عِلمٍ من العلوم، وذلك شأن كلّ من فرَّق نفسه فِي بحور العِلم. ومع أنّه كان مبرِّزًا فِي التّفسير، والوعظ، والتّاريخ، ومتوسّطا فِي المذهب، متوسّطا فِي الحديث، له اطّلاع تامٌ على مُتُونه. وأمّا الكلام على صحيحه وسقيمه، فَمَا له فيه ذوق المحدّثين، ولا نقْد الحُفّاظ المبرّزين. فإنّه كثير الاحتجاج بالأحاديث الضّعيفة، مع كونه كثير السّياق لتلك الأحاديث فِي الموضوعات. والتّحقيق أنّه لا ينبغي الاحتجاج بها، ولا ذِكرها فِي الموضوعات.
ورُبّما ذكر فِي «الموضوعات» أحاديث حِسانًا قويَّة.
ونقلتُ من خطّ السّيف أَحْمَد بْن المجد، قال: صنّف ابن الجوزيّ كتاب «الموضوعات» ، فأصاب فِي ذِكره أحاديث شنيعة مخالفة للنّقل والعقل.
وممّا لم يصب فيه إطلاقه الوضع على أحاديث بكلام بعض النّاس فِي أحد رُواتها، كقوله: فُلان ضعيف، أو ليس بالقويّ، أو ليّن، وليس ذلك الحديث ممّا يشهد القلب ببُطْلانه، ولا فِيهِ مخالفة ولا معارضة لكتاب ولا سُنَّة ولا إجماع، ولا حُجَّة بأنّه موضوع، سوى كلام ذلك الرجل فِي راويه، وهذا عُدْوان ومجازَفَة. وقد كان أَحْمَد بْن حنبل يقدّم الحديث الضّعيف على القياس.(42/300)
قال: فَمَنْ ذلك أنّه أورد حديث مُحَمَّد بْن حِمْيَر السَّلِيحيّ، عن مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، في فضل قراءة آية الكرسيّ في الصّلوات الخمس، وهو: «مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ مكتوبةٍ لم يمنعه من دخول الجنّة إلّا الموت» [1] . وجعله في الموضوعات، لقول يعقوب بن سُفيان [2] مُحَمَّد بْن حِمْير ليس بالقويّ. ومحمد هَذَا قد روى الْبُخَارِيّ فِي «صحيحه» ، عن رجلٍ، عَنْهُ. وقد قال ابن مَعِين [3] إنّه ثقة. وقال أَحْمَد بْن حنبل: ما عَلمت إلّا خيرًا [4] .
قال السّيف: وهو كثير الوهْم جدّا فإنّ فِي مشيخته مع صِغَرها وهْمٌ فِي مواضع. قال فِي الحديث التّاسع وهو «اهتزاز العرش» : أَخْرَجَهُ البخاريّ، عن مُحَمَّد بْن المثنّى، عن الفضل بن هشام، عن الْأَعْمَشُ.
قلت: والفضل إنّما هُوَ ابن مساور رواه عن أَبِي عَوَانَة، عن الْأَعْمَشُ، لا عن الْأَعْمَشُ نفسه.
والحادي والعشرين، قال: أَخْرَجَهُ البخاريّ، عن ابن منير، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، وإنّما يرويه ابن منير، عن أَبِي النّضر، عن عبد الرحمن.
والسّادس والعشرين فِيهِ: أَنَا أبو العبّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن الأثرم، وإنّما هو محمد بن أحمد.
والثّاني والثّلاثين، قال: أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ، عن الأُوَيْسيّ، عن إبراهيم بن سعد، عن الزّهريّ، وإنّما هو عن ابن سعْد، عن صالح، عن الزُّهْرِيّ.
__________
[1] رواه ابن حبّان في صحيحه.
[2] في المعرفة والتاريخ 2/ 309.
[3] انظر: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 7/ 240.
[4] انظر ترجمة: «محمد بن حمير السليحي» في الجزء الخاص بوفيات (191- 200 هـ.) من هذا الكتاب- ص 361 رقم 272 وفيه حشدت مصادرها.(42/301)
وَفِي التّاسع والأربعين: ثنا قُتيْبة، نا خَالِد بن إسماعيل، وإنّما هو حاتم بْن إِسْمَاعِيل.
وفي الثّاني والسّبعين: أَنَا أبو الفتح مُحَمَّد بْن عليّ العُشاريّ، وإنّما هُوَ أبو طَالِب مُحَمَّد بْن عليّ بْن الفتح.
وَفِي الرابع والثّمانين: عن حُمَيْد بْن هلال، عن عفّان بن كاهل، وإنّما هو هصّان [1] .
وفي الحديث الثّاني: أخرجه البخاريّ، عن أَحْمَد بْن أَبِي إياس، وإنّما هُوَ آدم.
قال لنا شيخنا أبو عَبْد اللَّه الحافظ: كتبتُ المشيخة من فَرْعٍ، فإذا فيها أَحْمَد، فاستنكرته، فراجعتُ الأصل، فإذا هُوَ أيضا على الخطأ.
وذكر وَفَيَات بعض شيوخه وقد خُولف كيحيى بْن ثابت، وابن خضِر، وابن المقرّب، وهذه عدَّة عيوب فِي كراريس قليلة.
وسمعتُ أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الغنيّ ابن نُقْطَة، يقول: قيل لأبي مُحَمَّد بْن الأخضر: ألا تجيب ابن الجوزيّ عن بعض أوهامه؟ قال: إنّما يتتبَّع على مَن قَلّ غَلَطه، فأمّا هَذَا فأوهامه كثيرة، أو نحو هَذَا.
قلت: وذلك لأنّه كان كثير التّأليف فِي كُلّ فنّ، فيصنّف الشّيء ويُلقيه، ويتكل على حِفْظه.
قال السّيف: وما رأيت أحدا يُعتمد عليه فِي دِينه وعلِمه وعقله راضيا عَنْهُ. قال جدّي رحمه اللَّه: كان أبو المظفّر بْن حَمْدي أحد العدول والمشار إليهم ببغداد ينكر على ابن الجوزيّ كثيرا كلمات يخالف فيها السّنّة.
قال السّيف: وعاتبه الشّيخ أبو الفتح بْن المَنِّي فِي بعض هذه الأشياء الّتي حكيناها عنه.
__________
[1] هصّان: بكسر الهاء وتشديد الصاد المهملة، وفي آخره النون.(42/302)
ولمّا بان تخليطه أخيرا رجع عَنْهُ أعيان أصحابنا الحنابلة، وأصحابه وأتباعه.
سمعت أَبَا بَكْر ابن نُقْطَة فِي غالب ظنّي يقول: كان ابن الجوزيّ يقول:
أخاف شخصين: أَبَا المظفَّر بْن حمْدي، وأبا القاسم بْن الفرّاء، فإنّهما كان لهما كلمة مسموعة.
وكان الشّيخ أبو إِسْحَاق العلثي يكاتبه ويُنكر عليه.
سمعت بعضهم ببغداد أنّه جاءه منه كتاب يذمّه فِيهِ، ويَعْتِب عليه ما يتكلّم به فِي السّنَّة.
قلت: وكلامه فِي السُّنَّة مضطرب، تراه فِي وقت سنّيّا، وفي وقت متجهّما محرّفا للنّصوص، والله يرحمه ويغفر له.
وقرأتُ بخطّ الحافظ ابن نُقْطَة قال: حَدَّثَنِي أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن الحاكم بواسط قال: لمّا انحدر الشّيخ أبو الفَرَج بْن الجوزيّ إِلَى واسط قرأ على أَبِي بَكْر بْن الباقِلّانيّ بكتاب «الإرشاد» لأجلِ ابنهِ، وقرأ معه ابنُه يوسُف.
وقال الموفَّق عَبْد اللّطيف: كان ابن الجوزيّ لطيف الصّورة، حُلْو الشّمائل، رخيم النّغمة، موزون الحركات والنّغمات، لذيذ المفاكَهَة، يحضر مجلسه مائة ألف أو يزيدون، لا يضيّع من زمانه شيئا، يكتب فِي اليوم أربعة كراريس، ويرتفع له كلّ سنةٍ من كتابته ما بين خمسين مجلّدا إِلَى ستّين.
وله فِي كلّ عَلمٍ مشاركة، لكنّه فِي التّفسير من الأعيان، وَفِي الحديث من الحفّاظ، وَفِي التّاريخ من المتوسّعين، ولديه فِقه كافٍ.
وأمّا السّجع الوعظي فَلَه فِيهِ مَلَكَة قويَّة، إنِ ارْتجلَ أجاد، وإن روَّى أبدع. وله فِي الطّبّ كتاب اللُّقَط، مجلّدان. وله تصانيف كثيرة.
وكان يُراعي حِفْظ صحتّه وتلطيف مزاجه، وما يفيد عقلَه قوة، وذهنَه(42/303)
حِدَّة أكثر ممّا يُراعي قوَّة بدنه ونيل لذّته. جُلّ غذائه الفَرَاريج والمزورات، ويعتاض عن الفاكهة بالأشْربة والمعجونات، ولباسه أفضل لباس، الأبيض النّاعم المطيَّب.
ونشأ يتيما على العفاف والصَّلاح، وله ذِهنٌ وقّاد، وجوابٌ حاضر، ومُجُونٌ لطيف، ومُداعبات حُلْوة. وكانت سيرته فِي منزله المواظبةُ على القراءة والكتابة. ولا ينفكّ من جاريةٍ حسناء فِي أحسن زِيّ، لا تُلْهيه عمّا هُوَ فِيهِ، بل تُعينه عليه وتُقَوّيه.
وقرأت بخطّ الموقانيّ أنّ أبا الفرج كان قد شرب حَبّ البلاذُر- على ما قيل- فسقطت لحيتُه، فكانت قصيرة جدّا، وكان يَخْضِبها بالسّواد إِلَى أن مات.
ثُمَّ عظّمه وبالغ فِي وصفه، ثُمَّ قال: ومع هَذَا فهو كثير الغَلَط فيما يصنّفه، فإنّه كان يصنَّف الكتاب ولا يعتبره رحمه اللَّه وتجاوز عَنْهُ [1] .
372- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي الكرم مُحَمَّد بْن أَبِي ياسر هبة اللَّه [2] .
عُرِف بابن ملّاح الشّطّ.
__________
[1] وقال القزويني: وكانت له جارية حظية عنده، فمرضت مرضا شديدا، فقال وهو على المنبر: يا إلهي يا إلهي ما لنا شيء إلّا هي قد رمتني بالدواهي والدواهي والدواهي. ونقل أنهم كتبوا على رقعة إليه وهو على المنبر: إن ها هنا امرأة بها داء الأبنة والعياذ باللَّه تعالى، فماذا تصنع بها؟ فقال:
يقولون ليلى في العراق مريضة ... فيا ليتني كنت الطبيب المداويا
(آثار البلاد 320) وفي رحلة ابن جبير وصف رائع لمجلس وعظ ابن الجوزي لمن شاء أن يقف عليه بالتفصيل. (196- 200) .
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن أبي الكرم) في: ذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 126، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 380، 381 رقم 581، والعبر 4/ 298، والمختصر المحتاج إليه 2/ 212، 213 رقم 866، وسير أعلام النبلاء 21/ 310، 311 رقم 165، والمعين في طبقات المحدّثين 183 رقم 1953، وشذرات الذهب 4/ 331.(42/304)
سمع: ابنَ الحُصَيْن، وأبا الْحَسَن عليّ بْن الزّاغونيّ، وأبا غالب بن البنّاء، وأبا البركات يحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن الفارقيّ، وأبا بَكْر الأنصاريّ، وجماعة.
وكان شيخا صالحا معمّرا، مُحِبًّا للرواية، وصار بوّابا لمدرسة والدة النّاصر لدين اللَّه.
روى عَنْهُ: ابن خليل، وابن النّجّار، والضّياء، والنّجيب عَبْد اللّطيف، وابن عَبْد الدّائم.
وأجاز لابن أَبِي الخير، والقُطْب أَحْمَد بْن أَبِي عَصْرُون، وسعد الدّين الخضر بْن حَمُّوَيْه، وطائفة آخرهم الشَّيْخ الفَخْر.
تُوُفّي فِي الخامس والعشرين من صَفَر فِي عَشْر المائة.
373- عَبْد الصّمد بْن جوشن بْن المفرّج [1] .
أبو مُحَمَّد التَّنُوخيّ، الدَّمشقيّ، القوّاس، الفقيه الشّافعيّ.
سمع: أبا الدر ياقوت بن عبد الله الروميّ.
روى عَنْهُ: ابن خليل، والشّهاب القُوصيّ.
وأجاز لابن أَبِي الخير.
وتُوُفّي فِي ثالث المحرَّم.
374- عَبْد المحسن بْن أَحْمَد بْن عَبْد الوهّاب [2] .
أبو مَنْصُور الأَزَجيّ، البزّاز، المعروف بالزّابيّ.
سمع: أَبَا البركات يحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن الفارقيّ، وأبا الفضل عَبْد الملك مُحَمَّد بْن يوسف، وأبا سعْد أَحْمَد بْن مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ.
__________
[1] انظر عن (عبد الصمد بن جوشن) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 376 رقم 569.
[2] انظر عن (عبد المحسن بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 390 رقم 601، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 183، والمشتبه 1/ 331، وتوضيح المشتبه 4/ 99 و 258.(42/305)
روى عَنْهُ: ابن خليل، وغيره.
وأجاز لابن أَبِي الخير.
تُوُفّي فِي رجب.
375- عَبْد المنعم بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرحيم [1] بْن أَحْمَد [2] .
أبو مُحَمَّد بْن الفَرَس الْأَنْصَارِيّ، الخزْرجيّ، الغَرْناطيّ، الفقيه المالكيّ.
سمع: أَبَاهُ، وجدّه أَبَا القاسم.
وتفقّه وكتب أصول الفقه والدّين وبرع.
وكان مولده في سنة أربع وعشرين وخمسمائة تقريبا.
ذكره أبو عَبْد اللَّه الأَبّار فِي «التَّكملة» [3] ، فقال: سمع أَبَا الْوَلِيد بْن بقوة، وأبا مُحَمَّد بْن أيّوب، وأبا الْوَلِيد بْن الدّبّاغ، وأبا الْحَسَن بْن هُذَيْل وأخذ عنه القراءات.
وأجاز له خلْق منهم: أبو الْحَسَن بْن موهوب، وأبو عَبْد اللَّه بْن مكّيّ، وأبو الْحَسَن بْن الباذش، وأبو القاسم بْن بَقِيّ.
وكان له تحقُّقٌ بالعلوم على تفاريقها، وأخْذٌ فِي كلّ فنٍّ منها، وتقدُّم فِي حفظ الفقه، مع المشاركة فِي علم الحديث، والعُكُوف على العِلم.
سمعت أَبَا الرَّبِيع بْن سالم يقول: سمعتُ أبا بكر بن الجدّ، وناهيك به،
__________
[1] انظر عن (عبد المنعم بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 404 رقم 627، وتكملة الصلة لابن الأبّار 3/ ورقة 40، وإشارة التعيين لليمني، ورقة 30، وسير أعلام النبلاء 21/ 364، 365 رقم 191، والإشارة إلى وفيات الأعيان 311، والمرقبة العليا للنباهي 110، والعسجد المسبوك 2/ 269، 270، وغاية النهاية 1/ 471، والنجوم الزاهرة 6/ 180، وبغية الوعاة 2/ 116 وفيه وفاته 599 هـ.، وكشف الظنون 1669. والديباج المذهب 218، 219، وإيضاح المكنون 1/ 51، وهدية العارفين 1/ 629، ومعجم المؤلفين 6/ 196.
[2] في التكملة لوفيات النقلة «محمد» ، والمثبت يتفق مع المصادر.
[3] 1/ 404 رقم 627.(42/306)
يقول غيرَ مرَّة: ما أعلم بالأندلس أحفظ لمذهب مالك مِن عَبْد المنعم بْن الفَرَس بعد أَبِي عَبْد اللَّه بْن زرقون، وبيته عريق فِي العلم.
قال الأَبّار: وألّف عَبْد المنعم كتابا فِي أحكام القرآن مِن أحسن ما وُضِع فِي ذلك. حدَّث عَنْهُ جِلَّة شيوخنا وأكابر أصحابنا.
وقال أبو عَبْد اللَّه التُجَيبيّ، وذكر عَبْد المنعم بْن الفَرَس: رَأَيْتُ من حفظه وذكائه وتفنّنه فِي العلوم عند رحلتي إلى أَبِيهِ فأعجبت منه، وأنشدني كثيرا من نظمه، واضطرب قبل موته بيسير لاختلال أصابه في صدر سنة خمس وتسعين وخمسمائة مِن علَّة خَدَرٍ طاوَلَتْه، فُترِك الأخذ عَنْهُ إِلَى أن تُوُفّي فِي رابع جُمادى الآخرة سنة سبْعٍ، وشيَّعه أُمم. وكَسَرَ النّاسُ نعشَه وتقسّموه رحمه الله تعالى.
قلت: روى عَنْهُ: إِسْمَاعِيل بْن يحيى الغَرْناطيّ العطّار، وعبد الغنيّ بْن مُحَمَّد الغَرناطيّ، وأبو الْحُسَيْن يحيى بْن عَبْد اللَّه الداني الكاتب، وآخرون.
وسمع منه الشّرف المُرْسيّ «موطّأ» مالك، رحمه اللَّه تعالى.
376- عَبْد الواحد بْن مَسْعُود بْن عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد [1] .
أبو غالب ابن الشّيخ الأجلّ أَبِي مَنْصُور بْن الحُصَيْن الشَّيْباني، نظام الدّين الْبَغْدَادِيّ الكاتب.
وُلِد سنة خمس وثلاثين وخمسمائة، وروى عن: أَبِي الوقت، وأبي الكَرَم الشّهرزوريّ، وجماعة.
وحدَّث بالشّام ومصر.
وتُوُفّي فِي رمضان بحلب [2] .
__________
[1] انظر عن (عبد الواحد بن مسعود) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 398 رقم 610، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 172، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار 1/ 301، 302 رقم 179، والجامع المختصر 9/ 70، والمختصر المحتاج إليه 3/ 74، 75 رقم 882.
[2] وقال ابن النجار: تولّى النظر بواسط وأعمالها في سنة سبعين وخمسمائة، ثم عزل عنها(42/307)
وكان قد ولي ديوان الشّام، وضيَّق على الأمير أُسامة بْن مُنْقِذ فِي جامِكّيته فقال:
أضحى أسامة خاضعا متذلّلا ... لابن الحُصَيْن لبُلْغَةٍ من زادِهِ
فاعجبْ لدهْرٍ جائرٍ فِي حُكْمه ... تَسْطُو ثَعَالبُهُ على آسادِهِ [1]
377- عليّ بْن أَحْمَد بْن وهْب [2] .
الأَزَجيّ، البزّاز.
سمع: ابن ناصر، وأبا الفضل الأُرْمَوِيّ، والكَرُوخيّ.
وتُوُفّي فِي جُمادى الآخرة.
وكان فقيها، صحِب الشّيخ عَبْد القادر، وصار أحد المعيدين لدرسه [3] .
__________
[ () ] في آخرها، وخرج عن بغداد في سنة سبع وسبعين ودخل بلاد الشام وديار مصر، وخدم الملوك هناك، ثم عاد إلى حلب وصار كاتبا لملكها الظاهر بن صلاح الدين واستوطنها إلى حين وفاته، وكان كاتبا بليغا، مليح الخط، حسن المعرفة بأحوال التصوّف، محمود السيرة، (ذيل تاريخ بغداد) .
[1] وهجاه سبط ابن التعاويذي واستنجد القاضي الفاضل على استخلاص دين له كان على ابن الحصين، وكان قد استدان من جماعة من أهل بغداد ديونا كثيرة، وحين ضمن البطيحة وكسر أموال الضمان وألطّ بأموال التجار وخرج من بغداد هاربا إلى صلاح الدين. ومن هجوه له قوله:
ألا يا ابن الحصين جمعت نفسا ... مذمّمة إلى خلق قبيح
وقوله:
ثم أتاكم عاريا مالئا ... حضنين من عار ومن وزر
وقوله:
يا صلاح الدين خذ ... حذرك من صلّ العراق
(ديوان أسامة 96 و 190 و 305) .
[2] انظر عن (علي بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 387 رقم 593، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 214، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار 3/ 168- 170 رقم 647.
[3] وقال ابن النجار: وسمع الحديث الكثير، ثم إنه بعد علو سنّه ترك ذلك وصار بزّازا بخان السيدة برحبة جامع القصر عند باب العامّة ... كتبت عنه، وكان شيخا صالحا ورعا عفيفا فاضلا، ساكنا على طريقة السلف، حافظ لكتاب الله، ثقة صدوقا حسن السمت.
سمعت أبا بكر عبد الرزاق بن عبد القادر الجيلي يقول: كان الشيخ أبو الحسن بن وهب(42/308)
378- عليّ بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن [1] بْن الطيّب [2] .
أبو القاسم القُرَشيّ، الزُّهْرِيّ، الكوفيّ، المعدّل.
سمع أَبَا البركات عُمَر بْن إِبْرَاهِيم الزَّيْدِيّ، وأحمد بْن ناقة.
وتُوُفّي فِي ربيع الأوّل، ويُعرف بابن غنَج.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ.
379- عُمَر بْن أَحْمَد بْن حسن بْن عليّ بْن بكرون [3] .
أبو حَفْص النّهْرُوانيّ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ، الْمُقْرِئ المعدَّل.
قرأ القراءات على أَبِي الكَرَم الشَّهْرَزُورِيّ.
وسمع: أَبَا الفضل الأُرْمَوِيّ، والفضل بْن سهل الإسْفَرَائينيّ، وابن ناصر.
ووُلّي خزانة الدّيوان الْعَزِيز.
روى عَنْهُ: ابن خليل.
وأجاز لأحمد بْن أَبِي الخير.
وتُوُفّي رحمه اللَّه فِي رجب.
380- عُمَر بن عبد الكريم بن أبي غالب [4] .
__________
[ () ] صاحبا لوالدي وخصّيصا به، وصار معيدا لدرسه، وأثنى عليه كثيرا، وقال: عرضت عليه الشهادة عند القضاة فأباها، وكان متورّعا ديّنا على طريق حسنة، قرأت بخط شيخنا عبد الرزاق: أبو الحسن بن وهب صحب والدي أربعين سنة. وكان مولده في سنة عشرين وخمسمائة.
[1] انظر عن (علي بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 383 رقم 586، وتاريخ ابن الدبيثي (كمبرج) ورقة 17، والمختصر المحتاج إليه 3/ 136 رقم 1036.
[2] هكذا في الأصل والمختصر المحتاج إليه. وفي التكملة: «الطبيب» .
[3] انظر عن (عمر بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 389، 390 رقم 600، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 192، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار (باريس) ورقة 86، والجامع المختصر 9/ 59، والمختصر المحتاج إليه 3/ 97 رقم 934.
[4] انظر عن (عمر بن عبد الكريم) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 391، 392 رقم 604، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 195، 196، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار(42/309)
الحربيّ الحمّاميّ.
حدث عن: عبد الله بن أحمد بن يوسف.
وعنه: ابن خليل.
وبالإجازة: ابن أَبِي الخير.
تُوُفّي فِي شعبان.
381- عُمَر بْن عليّ بْن عُمَر [1] .
أبو عليّ الحربيّ، الواعظ. عُرِف بابن النّوّام [2] .
كان له لسان فِي الوعظ، وقول الشِّعْر.
سمع: هبة اللَّه بْن الحُصَيْن، وأبا الْحُسَيْن بْن الفرّاء، وأبا بَكْر الْأَنْصَارِيّ.
روى عنه: ابن خليل، والدبيثي، والضياء محمد، وابن عبد الدائم، وآخرون.
وبالإجازة: ابن أبي الخير، والفخر عليّ.
وُلِد فِي صَفَر سنة أربع عشرة وخمسمائة.
وتوفّي في وسط شوّال [3] .
__________
[ () ] (باريس) ورقة 188.
[1] انظر عن (عمر بن علي) في: إكمال الإكمال، ورقة 67، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 197، والتاريخ المجدد لابن النجار (باريس) ورقة 114، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 503، والجامع المختصر 9/ 70، والعبر 4/ 298، والإعلام بوفيات الأعلام 246، وسير أعلام النبلاء 21/ 353، 354 رقم 184 والمختصر المحتاج إليه 3/ 102، 103 رقم 946، والمعين في طبقات المحدّثين 182 رقم 1942، وتوضيح المشتبه 2/ 75، وشذرات الذهب 4/ 329.
[2] النوّام: بنون مفتوحة، مع تشديد الواو مفتوحة، تليها ألف، ثم ميم. (التوضيح) .
[3] من شعره:
من داوم العزلة في دهره ... كان له تصحيفها دائما
فجانب الخلق جميعا وثق ... وخالف الخلق تعش سالما
وخلّهم الأفق خلّهم ... ... (؟) فاهجرهم تكن غانما(42/310)
382- عُمَر بْن مُحَمَّد [1] بْن أَبِي الْجَيْش [2] .
أبو مُحَمَّد الهَمَذَانيّ، الصُّوفيّ.
له ببلده رِباط يخدم فِيهِ الواردين.
سمع: أَبَا المعالي مُحَمَّد بْن عُثْمَان المؤدّب، وأبا العلاء الحافظ.
383- عِوَض بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عليّ [3] .
البزّاز. عُرِف بالمشهديّ.
حدَّث عن: أَبِي البركات بْن حُبَيش.
روى عَنْهُ: الدُّبِيثيّ، وابن خليل.
ومات فِي المحرَّم.
384- عِيسَى بْن نصر بْن مَنْصُور [4] .
النُّمَيْرِيّ أبو مُحَمَّد، الشّاعر ابن الشّاعر.
كان من شُعراء الدّيوان العزيز، وشِعره جيّد.
مات فِي رمضان.
- حرف الفاء-
385- فضائل بن فضائل.
المقدسيّ، المرداويّ، الفقيه.
__________
[1] انظر عن (عمر بن محمد بن أبي الجيش) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 405 رقم 629، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 200، 201، وتكملة إكمال الإكمال 118، 119.
[2] في الأصل: «ابن أبي الجيش» ، وقد قيّده ابن الصابوني بالحروف فقال: بالجيم المفتوحة وبعدها ياء معجمة باثنتين من تحتها ساكنة وشين معجمة.
[3] انظر عن (عوض بن عبد الرحمن) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 378 رقم 573، وتاريخ ابن الدبيثي (كمبرج) ورقة 182، والمختصر المحتاج إليه 3/ 154 رقم 1090.
[4] انظر عن (عيسى بن نصر) في: الكامل في التاريخ 12/ 171 وفيه: «عيسى بن نصير» .
(طبعة صادر) ، ومثله في: العسجد المسبوك 2/ 269، والجامع المختصر 9/ 69 كما هنا، وإنسان العيون، ورقة 76، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 399 رقم 614، وتاريخ ابن الدبيثي (كمبرج) ورقة 179.(42/311)
تُوُفّي بالموصل.
- حرف القاف-
386- قراقوش [1] .
الأمير بهاء الدّين الأَسَديّ، الخادم الأبيض فتى أسد الدّين شيركوه.
لمّا استقلّ السّلطان صلاح الدّين بمصر جعله زِمام القصر، وكان مسعودا، ميمون النّقيبة، صاحب همَّة. بنى السّور المحيط بمصر والقاهرة، وبنى قلعة الجبل، وبنى قناطر الْجِيزة فِي الدّولة الصّلاحيَّة.
ولمّا فتح صلاح الدّين عكّا سلّمها إليه، فلمّا أخذتها الفرنج حصَل قراقوش أسيرا فِي أيديهم. فافتكّه منهم بعشرة آلاف دينار فِيما قيل.
وله حقوق على السّلطان والإسلام.
وللأسعد بْن مماتي كرّاس سمّاه «الفاشوش فِي أحكام قراقوش» فِيهِ أشياء مكذوبة عليه، وما كان صلاح الدّين ليستنيبه لولا وثوقه بعقله ومعرفته.
تُوُفّي رحمه اللَّه فِي رجب، ودُفِن بسفح المقطّم.
قال المنذريّ [2] كَانَتْ له رغبة فِي الخير وآثار حَسَنة. وناب عن صلاح الدّين مدَّة بالدّيار المصريَّة.
- حرف الميم-
387- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن صالح بْن المصحِح.
أبو الفضل الدّقّاق، الأزجيّ، ويسمّى أيضا المبارك.
__________
[1] انظر عن (قراقوش) في: الروضتين 2/ 244، وذيل الروضتين 19، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 504، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 389 رقم 598، والعبر 4/ 298، والعسجد المسبوك 2/ 270، والنجوم الزاهرة 6/ 176- 178، والدرّ المطلوب 151، وتاريخ ابن الفرات ج 4 ق 2/ 220، وذكره المؤلّف- رحمه الله- في سير أعلام النبلاء 21/ 311 دون ترجمة، والإشارة إلى وفيات الأعيان 211، وعقد الجمان 17/ ورقة 271، 272، وشذرات الذهب 4/ 231، 232.
[2] في التكملة 1/ 389.(42/312)
سمع مجلسا من ابن الحُصَيْن سنة أربعٍ وعشرين، ولم يسمع منه أحد، لكن استجازه ابن النّجّار فأجاز له.
قال: وظفِرْتُ بسمعه بعد موته بثلاثين سنة. وكان شيخا حسنا متيقّظا.
عاش إحدى وثمانين سنة.
388- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عِمران.
أبو بَكْر الغافقيّ، الأندلسيّ.
من أَهْل المَرِيَّة. له مصنَّف حَسَن فِي الشّروط.
روى عن: الْحَسَن بْن موهب الْجُذَاميّ، وأبي القاسم بْن ورْد، وأبي الْحَسَن بْن مَعْدَان، وجماعة.
وتُوُفّي فِي صَفَر رحمه اللَّه.
389- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه [1] .
أَبُو عَبْد اللَّه الأصبهانيّ، الفارْفانيّ، وفارْفان: من قرى أصبهان.
وُلِد سنة أربع عشرة وخمسمائة.
وسمع حضورا من عبد الواحد الدّشْتيّ صاحب أَبِي نُعَيْم الحافظ.
وسمع من: فاطمة الْجُوزْدانيَّة.
وأخته عفيفة أسنّ منه بأربع سنين.
روى عَنْهُ بالإجازة: أَحْمَد بْن أَبِي الخير، وغيره.
وتُوُفّي فِي رمضان.
390- مُحَمَّد بْن أَحمد بْن حامد [2] .
الرَّبَعي، الصُّمَيريّ، الدّمشقيّ، البزّاز.
روى عن: أبي الدّرّياقوت الروميّ.
وكان ثقة ديّنا.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن عبد الله) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 400 رقم 615، وسير أعلام النبلاء 21/ 311 دون ترجمة.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن حامد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 406 رقم 631.(42/313)
روى عَنْهُ: ابن خليل، والقُوصيّ، وغيرهما.
391- مُحَمَّد بْن إدريس بْن أَحْمَد بْن إدريس [1] .
الشّيخ أبو عبد الله العجليّ، الحلّيّ، فقيه الشّيعة وعالم الرّافضة فِي عصره. وكان عديم النّظير فِي عِلم الفِقه. صنَّف كتاب «الحاوي لتحرير الفتاوي» ، ولقّبه بكتاب السّرائر، وهو كتاب مشكور بين الشّيعة.
وله كتاب «خلاصة الاستدلال» ، وله «منتخب كتاب التبيان» فقه، وله «مناسك الحجّ» ، وغير ذلك فِي الأُصول والفروع.
قرأ على الفقيه راشد بْن إِبْرَاهِيم، والشّريف شرف شاه.
وكان بالحِلَّة، وله أصحاب وتلامذة، ولم يكن للشّيعة فِي وقته مثله.
ولبعضهم فِيهِ قصيدة يفضّله فيها على مُحَمَّد بْن إدريس الشّافعيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، وما بينهما أفعل تفضيل.
392- مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن عبّاس [2] .
فقير بغداديّ صالح.
حدَّث عن: أَبِي بَكْر الأنصاريّ.
وتُوُفّي فِي المحرَّم.
393- مُحَمَّد بْن أَبِي زيد [3] بن حمد [4] بن أبي نصر.
__________
[1] انظر عن (محمد بن إدريس) في: تلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 2331، وسير أعلام النبلاء 21/ 332 رقم 175، والوافي بالوفيات 2/ 383 رقم 540، ولسان الميزان 5/ 65 رقم 215، وأمل الآمل 1/ 103 وأعيان الشيعة (الطبعة الجديدة) 9/ 120، وتاريخ الأدب العربيّ 1/ 710، ومعجم المؤلفين 9/ 32.
[2] انظر عن (محمد بن الحسين) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 379 رقم 577، وتاريخ ابن الدبيثي (شهيد علي 1870) ورقة 37، والمختصر المحتاج إليه 1/ 39، 40.
[3] انظر عن (محمد بن أبي زيد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 400، 401 رقم 617، والإشارة إلى وفيات الأعيان 311، والمعين في طبقات المحدّثين 185 رقم 1967، وسير أعلام النبلاء 21/ 7311 دون ترجمة، والعبر 4/ 299، وذيل التقييد 1/ 126 رقم 193، والنجوم الزاهرة 6/ 180، وشذرات الذهب 4/ 322.
[4] تصحّف في الشذرات إلى: «أحمد» .(42/314)
أبو عَبْد اللَّه الأصبهانيّ، الكرّاني، الخبّاز، شيخ معمّر عالي الإسناد، رحلة الوقت.
وُلِد سنة سبع وتسعين وأربعمائة، وكمّل مائة سنة.
وسمع: أَبَا عليّ الحدّاد، وفاطمة الْجُوزْدانيَّة، ومحمود بْن إِسْمَاعِيل الصَّيْرَفيّ روى عَنْهُ سائر «مُعجم الطَّبَرانيّ الكبير» ، بسماعه من ابن فاذشاه، عن المؤلّف.
روى عَنْهُ: أَبُو مُوسَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْغَنِيِّ، وبدل التّبْرِيزيّ، ويوسف ابن خليل، وإسماعيل بْن ظَفَر، وجماعة.
وبالإجازة: أَحْمَد بْن أَبِي الخير، والفخر عليّ.
وتُوُفّي فِي ثالث شوّال.
وكَرَّان [1] : محلَّة بأصبهان.
394- مُحَمَّد بْن أَبِي القاسم عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن الحافظ أَبِي مُحَمَّد الْحَسَن بْن مُحَمَّد الخلّال [2] .
أبو الْحَسَن الْبَغْدَادِيّ، الوكيل الحاجب.
روى عن: أَبِي الفضل الأُرْمَوِيّ، وغيره.
وعنه: أبو عَبْد اللَّه بْن النّجّار، وقال: كان ساكنا متواضعا.
تُوُفّي فِي ذي الحِجّة [3] .
395- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن أحمد بن سراج [4] .
__________
[1] كرّان: بفتح الكاف وتشديد الراء المهملة وفتحها وبعد الألف نون.
[2] انظر عن (محمد بن أبي القاسم) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد 2/ 22 رقم 227، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 431، والمختصر المحتاج إليه 1/ 60، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 402، 403 رقم 623.
[3] وقال ابن الدبيثي: كان وكيلا مدّة ثم صار حاجبا من حجّاب الديوان العزيز وتولّى النيابة بباب النوبيّ المحروس بعد موته.. وروى شيئا يسيرا، سمع منه آحاد الطلبة. وقد رأيته وما سمعت منه. قرأت مولده بخط أبيه، ولد ابني أبو الحسن محمد في ليلة الخميس ثامن جمادى الأولى سنة إحدى وأربعين وخمس مائة. (ذيل تاريخ مدينة السلام 22) .
[4] انظر عن (محمد بن علي) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد 2/ 239 رقم 371، والمختصر المحتاج إليه 1/ 97، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 377، رقم 571، والجامع(42/315)
أبو الفتح البغداديّ، البيّع، سِبْط أَبِي المُظَفَّر الصّبّاغ.
شاهد جميل السِّيرة، ديّن.
سمع من: عمّ جدّه أَبِي القاسم عليّ بْن الصّبّاغ، والأُرْمَوِيّ، وعمر بْن ظَفَر.
روى عَنْهُ: ابن النّجّار وأثنى عليه.
وقال: مات فِي المحرَّم [1] .
396- مُحَمَّد بْن أَبِي القاسم عليّ بْن إِبْرَاهِيم [2] .
أبو الْحَسَن الْبَغْدَادِيّ الكاتب.
وُلِد سنة ثلاثٍ وعشرين.
وسمع من: قاضي المَرِسْتان أَبِي بَكْر، وإسماعيل بْن السَّمَرْقَنْديّ، ويحيى بن البنّاء، ويحيى بْن الطّرّاح.
ووُلّي نظَرَ أَوَانا مدَّة.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، وابن النّجّار، وحفيده مُحَمَّد بْن الكريم، وغيره.
وتُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين فِي جُمادى الآخرة.
وكان من الأدباء الظُّرفاء اللُّطَفاء. نسخ كثيرا من مسموعاته ومن كتب الأدب. وله مجموع كبير في عشرين مجلّدة. وكان صدوقا.
397- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن حامد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّه بْن عَلي بْن محمود بْن هبة الله بْن أَلُه [3] .
__________
[ () ] المختصر 9/ 55، 56.
[1] وقال ابن الدبيثي: حدّث بالقليل. سمع منه آحاد الطلبة، وقد رأيته وما اتفق لي من سماع. وقد أجاز لي. (ذيل تاريخ مدينة السلام 139) .
[2] انظر عن (محمد بن أبي القاسم علي) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن الدبيثي 2/ 140، 141 رقم 373، وتلخيص مجمع الآداب 5/ رقم 1258، والمختصر المحتاج إليه 1/ 97، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 388 رقم 596، والمختصر المحتاج إليه 1/ 97، 98، والوافي بالوفيات 4/ 147.
[3] انظر عن (محمد بن محمد بن حامد) في: الكامل في التاريخ 12/ 171، ومعجم الأدباء(42/316)
الْإِمَام العلّامة، المنشئ، البليغ، الوزير، عماد الدّين، أبو عَبْد اللَّه الأصبهانيّ، الكاتب، المعروف قديما بابن أخي الْعَزِيز.
وُلِد بأصبهان سنة تسع عشرة وخمسمائة، وقدِم بغداد وهو ابن عشرين سنة أو نحوها.
ونزل بالنّظاميَّة، وتفقّه وبرع فِي الفِقْه على أَبِي مَنْصُور سَعِيد ابن الرّزّاز، وأتقن الخلاف، والنَّحْو، والأدب.
وسمع من: ابن الرّزّاز، وأبي مَنْصُور بْن خَيْرُون، وأبي الْحَسَن عليّ بْن عَبْد السّلام، والمبارك بْن عليّ السِّمّذِيّ، وأبي بَكْر بْن الأشقر، وأبي القاسم عليّ بن الصّبّاغ، وطائفة.
__________
[ () ] 19/ 11- 28 رقم 4، ومفرّج الكروب 3/ 127، 128، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 504- 508، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 392، 393 رقم 605 وبدائع البدائه 100، 107، 115، 140، 184، 243، 248، 249، 311، 386، 388، 389، 393، 396، وذيل الروضتين 27، 28، ووفيات الأعيان 5/ 147- 153 رقم 705، وتلخيص مجمع الآداب ج 4 ق 2/ 844 رقم 1240، والجامع المختصر لابن الساعي 9/ 61- 64، والمختصر في أخبار البشر 3/ 100، والعبر 4/ 299، والمختصر المحتاج إليه 1/ 122، والإشارة إلى وفيات الأعيان 311، ودول الإسلام 2/ 106، وسير أعلام النبلاء 21/ 245- 250 رقم 180، والدرّ المطلوب 152، ومرآة الجنان 3/ 491- 494، والبداية والنهاية 13/ 30، 31، وتاريخ ابن الوردي 2/ 117، والوافي بالوفيات 1/ 132- 140 رقم 46، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 6/ 178، والوفيات لابن قنفذ 299 رقم 597، وتاريخ ابن الفرات ج 4 ق 2/ 220، 221، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3742، 375 رقم 343، والمواعظ والاعتبار 3/ 29، والمقفى الكبير 7/ 204- 211 رقم 3266، والعسجد المسبوك 2/ 269، ومفتاح السعادة 1/ 264، 265، وتوضيح المشتبه 1/ 263، والنجوم الزاهرة 6/ 178- 179، وتاريخ الخلفاء 457، وثمرات الأوراق لابن حجة 20، وتاريخ ابن سباط 1/ 233، وشذرات الذهب 4/ 332، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 256 (في وفيات 599 هـ. 9، والدارس في تاريخ المدارس 1/ 408، ومفتاح السعادة 1/ 214، وديوان الإسلام 3/ 287، 288 رقم 1441، وكشف الظنون 239 وغيرها، وإيضاح المكنون 2/ 92، وهدية العارفين 2/ 105، والأعلام 7/ 254، ومعجم المؤلفين 11/ 204، والفهرس التمهيدي 384، وبلوغ الأرب في علم الأدب 162، 163، والكواكب الدرّية للجسر 21.(42/317)
وأجاز له أبو القاسم بْن الحُصَيْن، وأبو عَبْد اللَّه الفُرَاويّ.
ورجع إِلَى أصبهان سنة ثلاثٍ وأربعين، وقد برع فِي العلوم، فسمع بها، وقرأ الخلاف على أَبِي المعالي الوركانيّ، ومحمد بْن عَبْد اللطيف الخُجَنْديّ، ثُمَّ عاد إِلَى بغداد. وتَعَانَى الكتابة والتّصرّف.
وسمع بالثّغر من السَّلَفيّ، وغيره.
روى عَنْهُ: ابن خليل، والشّهاب القوصيّ، والخطير فتوح بن نوح الخُوّيّ، والعزّ عَبْد الْعَزِيز بْن عُثْمَان الإرْبليّ، والشَّرَف مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عليّ الأنصاريّ، والتّاج القُرْطُبيّ، وآخرون.
وبالإجازة أَحْمَد بْن أَبِي الخير، وغيره.
وأَلُه اسمٌ فارسيّ معناه العُقاب.
ذكره ابن خَلِّكان [1] ، وقال: كان شافعيّا، تفقَّه بالنّظاميَّة، وأتقن الخلاف وفنون الأدب، وله من الشِّعْر والرّسائل ما هُوَ مشهور. ولمّا مَهَرَ تعلّق بالوزير عَوْن الدّين يحيى بْن هُبَيْرة ببغداد، فولّاه نظر البصْرة، ثُمَّ نَظَر واسط. فلمّا تُوُفّي الوزير ضعُف أمره، فانتقل إِلَى دمشق فقدِمها فِي سنة اثنتين وستّين وخمسمائة، فتعرّف بمدبّر الدّولة القاضي كمال الدّين الشَّهْرزُوريّ، واتّصل بطريقة بالأمير نجم الدّين أيوب والد صلاح الدّين، وكان يعرف عمَّه الْعَزِيز من قلعة تِكْريت، فأحسن إليه. ثُمَّ استخدمه كمال الدّين عند نور الدّين فِي كتابة الإنشاء.
قال العماد: وبقيت متحيّرا فِي الدّخول فيما ليس من شأني، ولا تقدَّمَتْ لي به دُرْبَة. فجُبن عَنْهَا فِي الابتداء، فلمّا باشرها هانت عليه، وصار منه ما صار. وكان يُنشئ بالعجميَّة أيضا. وترقّت منزلته عند السّلطان نور الدّين، وأطلعه على سرّه، وسيَّره رسولا إلى بغداد في أيّام المستنجد، وفوَّض إليه تدريس المدرسة المعروفة بالعماديَّة بدمشق فِي سنة سبْعٍ وستّين، ثُمَّ رتّبه فِي أشراف الدّيوان في سنة ثمان.
__________
[1] في وفيات الأعيان 5/ 147 وما بعدها.(42/318)
فلمّا تُوُفّي نور الدّين وقام ولده ضُويق من الّذين حوله وخُوِّف، إِلَى أن ترك ما هُوَ فِيهِ، وسافر إِلَى العراق، فلمّا وصل إِلَى الموصل مرض. ثُمَّ بَلَغَه خروج السّلطان صلاح الدّين من مصر لأخذ دمشق، فعاد إِلَى الشّام فِي سنة سبعين، وصلاح الدّين نازل على حلب، فقصده ومدحه، ولزِم رِكابه، وهو مستمرّ على عطلته، إِلَى أن استكتبه واعتمد عليه، وقرُب، منه حتّى صار يضاهي الوزراء.
وكان القاضي الفاضل ينقطع عن خدمة السّلطان فِي مصالح الدّيار المصريَّة، فيقوم العماد مقامه.
وله فِي المصنَّفات «خريدة القصر وجريدة العصر» جعله ذيلا على «زينة الدّهر» لأبي المعالي سعد بْن عليّ الخطيريّ. «وزينة الدّهر» ذيلٌ على «دُمْيَة القصْر وعُصْرة أَهْل العَصْر» للباخَرْزيّ، «والدُّمْية» ذيلٌ على «يتيمة الدّهر» للثّعالبيّ، و «اليتيمة» ذيلٌ على كتاب «البارع» لهارون بْن عليّ المنجّم.
فذكر العماد فِي كتابه الشّعراء الّذين كانوا بعد المائة الخامسة إِلَى سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة، وجمع شعراء العراق، والعجم، والشّام، والجزيرة، ومصر، والمغرب، وهو فِي عَشْر مجلّدات.
وله كتاب «البَرْق الشّاميّ» فِي سبْع مجلدات. وإنّما سمّاه البرق الشّاميّ لأنّه شبّه أوقاته فِي الأيّام النّورية والصّلاحية بالبرق الخاطف لطِيبها وسُرعة انقضائها.
وصنَّف كتاب «الفتح القُسّي فِي الفتح القُدْسي» فِي مجلّدين، وصنَّف كتاب «السَّيْل والذَّيْل» ، وصنَّف كتاب «نُصْرة الفَتْرَة وعُصرة الفِطْرة» فِي أخبار بني سلجوق ودولتهم، وله ديوان رسائل كبير، وديوان شِعر فِي أربع مجلَّدات، وديوان جميعه دو بيت، وهو صغير.
وكان بينه وبين القاضي الفاضل مخاطبات ومحاورات ومكاتبات.
قال مرَّة للفاضل: سِرْ فلا كبا بك الفرس.(42/319)
فقال له: دام عُلا العماد.
وذلك مِمَّا يُقرأ مقلوبا وصحيحا [1] .
قال ابن خَلِّكان [2] : ولم يزل العماد على مكانته إِلَى أن تُوُفّي السّلطان صلاح الدّين، فاختلّت أحواله، ولم يجد فِي وجهه بابا مفتوحا. فلزِم بيته وأقبل على تصانيفه.
وأَلُهْ: معناه بالعربيّ العُقاب، وهو بفتح الهمزة، وضمّ اللّام، وسكون الهاء.
وقيل إنّ العُقاب جميعه أنثى، وإنّ الّذي يسافده طائرٌ من غير جنسه، وقيل: إنّ الثّعلب هُوَ الّذي يسافده، وهذا من العجائب.
قال ابن عنين فِي ابن سَوْدة:
ما أنت إلا كالعقاب فأمُّهُ ... معروفةٌ وله أبٌ مجهولُ
وقال الموفَّق عَبْد اللّطيف: حكى لي العماد من فلْق فِيهِ، قال: طلبني كمال الدّين لنيابته فِي ديوان الإنشاء، فقلت: لا أعرف الكتابة. فقال: إنّما أريد منك أن تُثْبِت ما يجري فتخبرني به.
فصرت أرى الكتب تكتب إِلَى الأطراف، فقلت لنفسي: لو طُلب منّي أن أكتب مثل هَذَا ماذا أكنت أصنع؟ فأخذتُ أحفظ الكُتُب وأحاكيها، وأروِّض نفسي فيها. فكتبت كتبا إِلَى بغداد، ولا أُطْلِع عليها أحدا. فقال كمال الدّين يوما: ليتنا وجدنا من يكتب إِلَى بغداد ويُرِيحنا. فقلت: أَنَا أكتب إنْ رضيتَ.
فكتبت وعرضت عليه، فأعجبه فاستكتبني. فلمّا توجّه أسد الدّين إِلَى مصر فِي المرَّة الثّالثة صحِبْتُه.
قال الموفّق: وكان فقهه على طريقة أسعد المِيهَنِيّ، ومدرسته تحت القلعة. ويوم يدرّس تتسابق الفُقهاء لسماع كلامه وحُسْن نُكَتِه. وكان بطيء
__________
[1] وفيات الأعيان 5/ 150.
[2] في وفيات الأعيان 5/ 152.(42/320)
الكتابة، ولكنْ دائم العمل، وله توسُّع فِي اللّغة، ولا سعَة عنده فِي النَّحو.
وتُوُفّي بعد ما قاسي مَهانات ابن شُكْر.
وكان فريد عصره نظْمًا ونثْرًا. وقد رَأَيْته فِي مجلس ابن شُكْر مَزحومًا فِي أُخريات النّاس.
وقال زكيّ الدّين المنذريّ [1] : كان جامعا للفضائل: الفِقْه، الأدب، والشِّعْر الجيّد، وله اليد البيضاء فِي النّثْر والنَّظْم، وصنَّف تصانيف مفيدة.
قال: وللسّلطان الملك النّاصر معه من الإغضاء والتّجاوز والبَسْط وحُسن الخُلُق ما يُتعجَّب من وقوع مثله من مثلِه.
تُوُفّي رحمه اللَّه فِي مستهلّ رمضان بدمشق، ودُفن بمقابر الصُّوفيَّة.
أنبأنا أَحْمَد بْن سلامة، عن مُحَمَّد بْن محمد الكاتب، أنبا عليّ بْن عَبْد السّيّد، أَنَا أبو مُحَمَّد الصّيرفينيّ، أَنَا ابْنُ حُبَابَةَ: ثنا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي ذبيان، واسمه خليفة بْن كعب، قال: سمعت ابن الزّبير يقول: لا تُلِبسوا نساءَكم الحرير فإنّي سمعتُ عُمَر يَقُولُ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: «مَن لبسَه فِي الدّنيا لم يلبسه في الآخرة» [2] رواه الْبُخَارِيّ [3] ، عن عليّ بْن الْجَعْد رَضِيَ اللَّه عَنْهُ مثله. ومن شِعْره فِي قصيدة:
يا مالِكًا رِقّ قلبي ... أراكَ ما لَكَ رِقَّهْ
ها مُهْجَتي لك خُذْها ... فإنّها مستحِقَّهْ
فدَتْكَ [نفسي] [4] برفق ... ممّا رمتني [5] المشقّه
__________
[1] في التكملة 1/ 393.
[2] أخرجه مسلم في اللباس (2069/ 11) ، والنسائي 8/ 200.
[3] في اللباس 10/ 243 باب لبس الحرير للرجال وقدر ما يجوز منه.
[4] في الأصل بياض، والمثبت من: سير أعلام النبلاء 21/ 349.
[5] في سير أعلام النبلاء: «فما أطيق» .(42/321)
ويا رشيقا أتتني [1] ... من سهم عينيه رَشْقَهْ
لِصارِم الْجَفْنِ منهُ ... فِي مُهجتي ألفُ مَشْقَهْ
وخصره مثلُ معنى ... بَلا غِيٍّ فِيهِ دِقَّهْ
وله:
كتبتُ والقلب بين الشَّوق والكمدِ ... والعَينُ مطروفةٌ بالدّمع والسّهد
وَفِي الحَشَى نفحةٌ للوجْد مُحرِقة ... مَتَى تجدْ نفحة من أرضكم تقدِ
يا رائدا وهو سارِ فِي الظّلام سنا ... وطالبا فِي الهجير الوِردَ وهو صَدِ
ها مهجتي فاقتبِس من نارها ضرما ... ومُقْلتي فاغترف من مائها وِردِ
يا مَن هُوَ الرّوحُ بل روحُ الحياةِ ... ولا بقاء بعد فِراق الرّوح للجسدِ
حاولتَ نقْضَ عهودٍ صُنتُها، ولكم ... أردتَ فِي الحبّ سُلْوانًا ولم أردِ
واها لحاضرةٍ فِي القلب غائبةٍ ... عن ناظري من هواها ما خلا جلدي
قويَّة البطْش باللَّحْظ الضّعيف وبالخصر ... النّحيف وكلّ مضعف جسدي
لا غرو إن سحرت قلبي بمقلتها ... نفّاثة بفنون السّحر من العقد
بالطّرف في كحل، بالعطف فِي ميل، ... بالخدِّ فِي خجلٍ، بالقدِّ فِي ميدِ
بالرّاح مُرْتَشِفًا، بالورد مقتطفا، ... بالغُصن منعطفا، بالثّغر كالبَرَدِ
لا جلتُ يوما ولا أبصرتُ من شغفٍ ... ضلالتي فِي الهوى إلّا مِن الرشَدِ
وله:
كالنَّجْم حين هدا، كالدّهر حين عدا ... كالصُّبْح حين بدا، كالعَضْب حين برا
فِي الحلْم طودٌ علا، فِي الحكم بحر نُهى ... فِي الجودِ غَيث ندا، فِي البأس لَيْث شرا
أنبأني ابن البُزُوريّ قال: العماد هو إمام البلغاء، وشمس الشّعراء، وقطب رحى الفضلاء، أشرقت أشِعَّة فضائله وأنارتْ، وأنجدت الرُّكْبانُ بأخباره وأغارتْ، فِي الفصاحة قسُّ دَهرهِ، وَفِي البلاغة سَحْبان عصره، فاق الأنام طُرًّا نَظْمًا ونثْرًا. وَفِي رسائله المعاني الأبكار المخجلة الرياض عند إشراق النّوّار.
__________
[1] في السير: «أتاني» .(42/322)
ومن شعره:
نقضي عمره فِي الهجرِ شوقا إِلَى الوصلِ ... وأبلاه من ذِكر الأحبَّة ما يُبلي
وكان خَلِيّ القلب من لوعةِ الهَوَى ... فأصبح من برْح الصَّبَابَة فِي شُغْلِ
وأطربه اللّاحي بذِكر حبيبه ... فآلى عليه أن يزيدَ من العذلِ
وما كنتُ مفتون الفؤاد وإنّما ... عليَّ فُتُوني دسَّ.... [1] الذّلِ
نُحُولي ممّن شدّ عِقْد نطاقه ... على ناحلٍ واهٍ من الخصرِ منحلِ
إذا رام للصَّدّ القيامَ أبَتْ له ... رَوادِفُه إلّا المُقام على وصْلي
398- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن هارون بْن مُحَمَّد بْن كوكب [2] .
أبو عَبْد اللَّه الْبَغْدَادِيّ المولد، الحِلّي المنشأ، المقرِئ الماهر المُعرَّف بابن الكال البزّار.
مقرِئ جليل مشهور بصيرٌ بالقراءات، ولد سنة خمس عشرة وخمسمائة، وقرأ القراءات على: سِبْط الخيّاط، وأبي الكَرَم الشّهرزُوريّ، ودعوان بْن عليّ، وأبي العلاء الهَمَذَانيّ وسمع منهم ومن عليّ بْن الصّبّاغ.
وقرأ بالموصل على: يحيى بْن سعدون.
وأقرأ بالحلَّة مدَّة، وحمل النّاس عَنْهُ.
قال أبو عَبْد الله الدّبيثيّ: قرأتُ عليه بالرّوايات العشر، وسمعتُ منه.
وحدَّثنا بدُكّانه بالحلَّة المَزْيَدِيَّة.
وتُوُفّي فِي حادي عشر شهر ذي الحجّة بالحلّة.
__________
[1] في الأصل بياض.
[2] انظر عن (محمد بن محمد بن هارون) في: تاريخ ابن الدبيثي (مخطوطة باريس 5921) ورقة 180، 181، والتكملة لوفيات النقلة 1/ رقم 588، والجامع المختصر لابن الساعي 9/ 57، والمختصر المحتاج إليه 1/ 165، 166، وتذكرة الحفاظ 4/ 1348، والعبر 4/ 300، والمشتبه 2/ 560، ومعرفة القراء الكبار 2/ 569، 570 رقم 525، وسير أعلام النبلاء 21/ 311 دون ترجمة. ومرآة الجنان 3/ 492، وغاية النهاية 2/ 259، وشذرات الذهب 4/ 333.(42/323)
قلت: وممّن قرأ عليه الدّاعي الرّشيديّ، وهو آخر مَن روى عَنْهُ.
قال ابن نُقْطَة: وحدَّث عن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عنقش الأنباريّ. وكان له بالحلَّة دُكّان يعمل فِيهِ البزر.
399- مُحَمَّد بْن أَبِي مُحَمَّد بْن أَبِي المعالي بْن المقرون [1] .
أبو شجاع اللَّوْزيّ، نسبة إِلَى محلَّة اللَّوزية بشرقيّ بغداد، المقرِئ، الرجل الصالح.
قرأ القرآن عَلَى: أَبِي مُحَمَّد سبْط الخياط، وأبي الكَرَم الشّهرزوريّ بالروايات. وسمع منهُما، ومن: أَبِي الْحَسَن بْن عَبْد السّلام، وابن الصّبّاغ، وأبي الفتح عَبْد اللَّه بْن البيضاويّ، وأبي الفضل الأُرْمَوِيّ، وجماعة.
وروى الكثير، وأقرأ النّاسَ دهرا حتّى لقَّن الآباء والأبناء والأحفاد.
وكان أمّارا بالمعروف، نهّاء عن المُنْكَر كثير الخير. أقرأ كتابَ اللَّه نحوا من ستين سنة. وكان بصيرا بالقراءات، وكان يأكل من كسْب يده، ولا يأخذ من أحدٍ شيئا.
تُوُفّي فِي سابع عشر ربيع الآخر.
قال أبو عَبْد اللَّه النّجّار: لقّن خلقا لا يُحْصَوْن، وحُمِلت جنازته على الرّؤوس، وما رَأَيْت جمْعًا أكثر من جمع جنازته.
قال: وكان مُستَجَاب الدّعوة، وَقُورًا.
وقال الدُّبيثيّ [2] : قرأنا عليه القراءات، وسمعنا منه، ونِعْمَ الشّيخ كان.
ثمّ روى عنه حديثا.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أبي محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 383، 384 رقم 588، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 180، 181، والجامع المختصر 9/ 57، والمختصر المحتاج إليه 1/ 165، 166، وسير أعلام النبلاء 21/ 311 دون ترجمة، والمشتبه 2/ 560، وغاية النهاية 2/ 259، وتوضيح المشتبه 7/ 369، وشذرات الذهب 4/ 333.
[2] في المختصر المحتاج إليه.(42/324)
وممّن روى عَنْهُ: الضّياء، وابن خليل، واليّلْدانيّ، والنّجيب عَبْد اللّطيف، والزّين بْن عَبْد الدّائم.
وبالإجازة: ابن أَبِي الخير، والفخر بْن الْبُخَارِيّ.
ودُفِن بصُفَّة بِشْر الحافي.
400- مُحَمَّد بْن الْمُبَارَك بْن مُحَمَّد بْن ميمون [1] .
أبو غالب الأديب، الكاتب.
سمع: أَبَا الفضل الأُرْمَوِيّ، وابن ناصر، وأبا بَكْر بْن الزّاغونيّ.
وله شِعْر جيّد [2] .
وكان مكثِرًا من أشعار العرب.
ولابن الْبُخَارِيّ منه إجازة.
وتوفّي في جمادى الآخرة.
401- مُحَمَّد بْن أَبِي طاهر بْن زقمير [3] .
أبو عَبْد اللَّه الحربيّ، الآجُرّيّ.
سَمِع: عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن يوسف.
روى عنه: الدَّبِيثيّ، وابن خليل.
وتوفّي فِي ذي القعدة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن المبارك) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 387 رقم 594، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 141، والوافي بالوفيات 4/ 382 رقم 1932، والمختصر المحتاج إليه 1/ 139، 140.
[2] أورد له ابن الساعي في كتاب «لطائف المعاني» قوله ما يكتب على مرآة:
في يا قوم خصلتان أراني ... بهما الدهر ذات كبر وتيه
جلبي الشكر والمحامد للَّه ... وصدقي في كل ما أحكيه
سئل عن مولده فقال: في سابع عشر المحرّم سنة ثلاث وعشرين وخمس مائة.
[3] انظر عن (محمد بن أبي طاهر) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 401 رقم 620، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 181، والمختصر المحتاج إليه 1/ 166، 167.(42/325)
402- مُحَمَّد البلْخي الزّاهد [1] .
نزيل بغداد. كان كبير القدْر، صالحا، منعزِلًا عن النّاس، يسكن الخراب، ولا يُعلَم من أَيْنَ قُوته إِلَى أن كبر وعجز. أدركه أجَلُه وهو منقطع فِي مسجد مجاور بقبر معروف الكَرْخيّ.
تُوُفّي إِلَى رحمة اللَّه فِي المحرَّم، وجهّزته أمّ الخليفة، وأخذت درّاعته للبركة، وكان قد قارب الثّمانين.
قال ابن النّجّار: كان يتنقّل فِي الأمكنة لئِلّا يُعرف. وما كان يفهم بالعربيّ.
وكان الخليفة النّاصر يقصده زائرا فلا يكلّمه. وما كان يعرفُ أَحَدٌ من أَيْنَ يأكل.
وكان كثير العبادة، شديد الرياضة، له كرامات ظاهرة، رحمه اللَّه.
403- الْمُبَارَك بْن حَمْزَة بْن عليّ [2] .
الفقيه أبو المظفَّر بْن البُزُوريّ، الْبَغْدَادِيّ، سِبْط أَبِي المظفّر بْن الصّبّاغ.
كان إماما مبرّزا، أعادَ بالنّظامية ببغداد.
وتفقّه على: أَبِي المحاسن يوسف بْن بُنْدار.
وتُوُفّي فِي المحرَّم.
404- الْمُبَارَك بْن الْمُبَارَك [3] بْن الْحَسَن بْن الْحُسَيْن بن سكّينة [4] .
__________
[1] انظر عن (محمد البلخي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 376 رقم 570، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 158، ومرآة الزمان 8/ 270، والجامع المختصر 9/ 54، 55، والمختصر المحتاج إليه 1/ 169، 170.
[2] انظر عن (المبارك بن حمزة) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 379 رقم 576، والجامع المختصر 9/ 56، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 132 رقم 729، والعقد المذهب، ورقة 261، ومعجم الشافعية لابن عبد الهادي، ورقة 73.
[3] انظر عن (المبارك بن المبارك) في: مشيخة النعّال 139، 140، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 382، 383 رقم 585، والمشتبه 1/ 364، والمختصر المحتاج إليه 3/ 178 رقم 1157، وتوضيح المشتبه 5/ 129.
[4] سكّينة: بكسر السين المهملة وتشديد الكاف بعدها ياء مثنّاة من تحتها ثم نون.(42/326)
أبو مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ، الأنْماطي، البَيِّع.
حدَّث من بيته جماعة.
وسمع هُوَ من: أَبِي القاسم بْن السَّمَرْقَنْديّ.
روى عَنْهُ: الدُّبِيثيّ، وغيره.
وتُوُفّي رحِمَه اللَّه فِي ربيع الأوّل، وله أربع وثمانون سنة.
405- مَسْعُود بْن مُحَمَّد بْن الدّلّال.
الهَمَذَانيّ، شيخ القَلَنْدَرِيَّة.
ذكره شيخنا ابن البُزُوريّ فِي «تاريخه» ، وقال: كان على قَدَم حَسَن، وكان كثيرا ما يقول: الماضي لا يُذكر. فقيل إنّه رئي في المنام، فَقِيل لَهُ: مَا فَعَلَ اللَّه بك؟ قَالَ: أوقفني بين يديه، وقال لي: يا مَسْعُود الماضي لا يُذْكَر، انطلقوا به إِلَى الجنَّة.
تُوُفّي فِي شهر رمضان من سنة سبْع.
406- مَنْصُور بْن الْحَسَن بْن منصور [1] .
الإمام أبو المكارم الزّنجانيّ، الشّافعيّ، نزيل بغداد، ومُعيد النّظاميّة، ومدرّس المدرسة التّقيَّة.
إمام مناظرٌ، عارف بالمذهب، له حلقة بجامع القصر.
توفي في رمضان.
- حرف الياء-
407- يحيى بن طاهر [2] .
__________
[1] انظر عن (منصور بن الحسن) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 393 رقم 606، والجامع المختصر 9/ 64، 65، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 7/ 304، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 9، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 151 ب، والعقد المذهب لابن الملقن، ورقة 165، ومعجم الشافعية لابن عبد الهادي، ورقة 88.
[2] انظر عن (يحيى بن طاهر) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 402 رقم 622، والجامع المختصر 9/ 71، 72، والمختصر المحتاج إليه 3/ 244 رقم 1346، وإنسان العيون(42/327)
أبو زكريّا الْبَغْدَادِيّ، الواعظ، المعروف بابن النّجّار.
كان يتّهم بالكذِب. وله سماع من سِبْط الخيّاط، والأُرْمَوِيّ.
تُوُفّي فِي ذي الحجَّة عَنْ خمسٍ وسبعين سنة [1] .
قال الدُّبيثيّ: أنشدنا ابن النّجّار لبعضهم:
عاشِرْ من النّاس مَن تبقى مودّته ... فأكثر النّاسِ جمعٌ غير مؤتلِف
منهم صديقٌ بلا قاف، ومعرفةٌ ... بغير فاء، وإخوانٌ بلا ألفِ
408- يوسف بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن غُصْن [2] .
أبو الحَجّاج التُّجَيْبيّ، وقيل اللَّخْمي، الإشبيليّ، الْمُقْرِئ.
أَخَذَ القراءات عَنْ: أَبِي الْحَسَن شريح، وأبي العبّاس بن حرب، وأبي العبّاس بن عيشون.
وروى عن: أَبِي بَكْر بْن العَرَبيّ.
وتصدَّر للإقراء بإشبيليَّة، وطال عمره، ورحل النّاس إليه. وهو آخر أصحاب شريح الّذين قرءوا عليه.
تُوُفّي فِي سنة سبْعٍ هَذِهِ تقريبا. قاله الأبّار.
قلت: بل هُوَ مِن آخرهم.
الكنى
409- أبو مَنْصُور بْن أَبِي بَكْر بْن شُجاع بْن نُقْطة المُزَكْلِش [3] .
أخو الزّاهد عَبْد الغنيّ. بغداديّ ظريف، ينشد في الأسواق ويمسخر
__________
[ () ] 175، وميزان الاعتدال 4/ 387 رقم 9548، ولسان الميزان 6/ 263 رقم 922.
[1] مولده سنة 522 هـ.
[2] انظر عن (يوسف بن عبد الرحمن) في: التكملة لكتاب الصلة لابن الأبّار (مخطوط) 3/ ورقة 143، وصلة الصلة لابن الزبير 216، ومعرفة القراء الكبار 2/ 570 رقم 526، وغاية النهاية 2/ 396، 397، وشذرات الذهب 4/ 333.
[3] انظر عن (أبي منصور) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 509، وذيل الروضتين 28.(42/328)
ويلعب. وله يد في كان وكان. وكان يُسحِّر النّاس فِي رمضان.
قيل له: أَمَا تستحي، أخوك زاهد العراق، وأنت تُزَكْلِش فِي الأسواق؟
فقال مواليا:
قد خاب مَن شبّه الجزعة إِلَى دُرَّه [1] ... وشابه قحبة إِلَى مستحسنة [2] حُرَّه
أَنَا مُغنّي وأخي زاهد إِلَى مرَّه ... بئرين فِي دار [3] ذي حُلوة وذي مُرَّة [4]
وفيها وُلِد الشيخ شمس الدين عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عُمَر، وإبراهيم بْن مَسْعُود الحويريّ الحبشيّ، والشّيخ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن منظور المصريّ، والمحبّيّ طاهر بْن أَبِي الفضّال الكحّال، ومحمد بْن ربيعة بْن حاتم الحيْليّ المصريّ، والعماد إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الوهّاب المنقذيّ، وفاطمة بنت الملك المحسن في شعبان.
__________
[1] في ذيل الروضتين: «الدرة» .
[2] في ذيل الروضتين: «مستجنة» .
[3] في ذيل الروضتين: «في الدار بئرين» .
[4] وأجري حديث قتل عثمان وأن عليّا كان بالمدينة ولم يقدر على الوصول إليه، فقال ابن نقطة: ومن قتل في جواره مثل ابن عفان واعتذر يجب عليه أن يقبل في الشام عذر يزيد.
فأراد الشيعة قتله فوثب عليه ليلة وكان يسحّر الناس في شهر رمضان. وكان الملك الناصر تلك الليلة في المنظرة وهو واقف يسحّر ويقول: أي نياما، قوما، قوما السحور، قوما، فعطس الخليفة، فقال ابن نقطة: يا من عطس في الروزنة، يرحمك الله قوما. فبعث الخليفة إليه مائة دينار، وحماه من الشيعة، فمات بعد قليل.(42/329)
سنة ثمان وتسعين وخمسمائة
- حرف الألف-
410- أَحْمَد بْن تَزْمش بْن بَكْتَمُر [1] .
أبو القاسم الْبَغْدَادِيّ، الخيّاط.
سمع: أَبَا بَكْر قاضي المَرِسْتان، وأبا القاسم الكَرُّوخيّ، وأبا الفضل الأُرْمَوِيّ، وجماعة.
وأقام بدمشق مدَّةً، ثمّ عاد إلى بغداد، ثمّ رجع إِلَى دمشق وبها مات.
كذا قال الدُّبيثيّ. وإنّما مات فِي شوّال بحلب، قاله الضّياء.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ [2] ، وقال إنّه وُلد سنة ثمان وعشرين.
وروى عنه: الضّياء، وابن خليل، والقوصيّ وقال: لَقَبُه: صائن الدّين، والنّجيب عَبْد اللّطيف، وابن عَبْد الدّائم.
وبالإجازة: أَحْمَد بْن سلامة، وغيره.
وقال ابن النّجّار: كان ظريفا كيّسا، يرجع إِلَى أدبٍ وتمييز. وكان صاحبا لقاضي القضاة القاسم بن الشّهرزوريّ، سمعنا منه.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن تزمش) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 441، 442 رقم 698، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 921 ذ) ورقة 166، وتاريخ بغداد للبنداري، ورقة 16، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 945، والعبر 4/ 301، والمختصر المحتاج إليه 1/ 177، والوافي بالوفيات 6/ 280، 281 رقم 2774، وشذرات الذهب 4/ 334.
وذكره المؤلّف الذهبي- رحمه الله- في: سير أعلام النبلاء 21/ 386 دون ترجمة.
[2] في المختصر المحتاج إليه 1/ 177.(42/330)
411- أَحْمَد بْن دَاوُد بْن يوسف [1] .
أبو جَعْفَر الْجُذَاميّ، الغَرْناطيّ، النَّحْويّ.
ذكره الأَبّار [2] فقال: كان نَحْويًا لُغَويًّا. صنَّف شرحا «لمقامات» الحريريّ، وشرحا «لأدب الكاتب» لابن قُتَيْبة [3] .
قال: وتُوُفّي فِي حدود سنة ثمانٍ [4] .
412- أَحْمَد بْن سَلَمَةَ بْن أحمد بن يوسف [5] .
أبو جعفر ابن الصَّيْقَل الْأَنْصَارِيّ، اللّورَقيّ.
روى عن: ابن الدّبّاغ، وأبي بَكْر بْن خبر، وجماعة.
وكان مَعنِيًّا بالحديث.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عِيسَى بْن أَبِي السّداد، وأبو عَبْد اللَّه بْن الصّفّار، وأبو الْحَسَن ابن القطّان.
وتُوُفّي فِي المحرَّم. ذكره الأبّار [6] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن داود) في: تكملة الصلة لابن الأبّار 1/ 92، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة 1/ 115 رقم 151، وبغية الوعاة 1/ 132، وكشف الظنون 48، 1788، ومعجم المؤلفين 1/ 219.
[2] في تكملة الصلة 1/ 92.
[3] وقال ابن عبد الملك الأنصاري: من أهل باغة ابن هيثم، سرقسطي الأصل، انتقل سلفه منها قديما أبو جعفر. روى عن سليمان بن يزيد السعدي، وكان متقدّما في المعرفة بالنحو والحفظ للغة والذكر للآداب، ذا مشاركة جيدة في الطب، وغيره، وحظ من قرض الشعر.
(الذيل والتكملة) .
[4] وفي الذيل: توفي بباغة سنة سبع وقيل سنة ثمان وتسعين وخمسمائة ابن سبعين سنة أو نيّف عليها.
[5] انظر عن (أحمد بن سلمة) في: تكملة الصلة لابن الأبّار 1/ 91، والذيل والتكملة لكتاب الموصول والصلة 1/ 125- 127 رقم 177.
[6] وقال ابن عبد الملك الأنصاري: وكان محدّثا حافظا، كامل العناية بالحديث ومن أهل المعرفة به، ضابطا متقنا وافر الحظ من علم العربية درسها بتلمسان، واستدعاه أبو يوسف يعقوب المنصور بن أبي يعقوب بن أبي محمد عبد المؤمن إلى حضرته مراكش ليسمع عليه الحديث، فقدمها وأسمع بها، ثم عاد إلى تلمسان في ذي القعدة سنة خمس وثمانين وخمسمائة قال فيه أبو الحسن ابن القطان: عدل إمام في الحديث.(42/331)
413- أَحْمَد بْن عليّ بْن الحَكَم [1] .
أبو جَعْفَر بْن الحصّار القَيْسي، الغَرْناطي، العطّار.
قال الأَبّار: سمع «صحيح الْبُخَارِيّ» و «مُسْلِم» من شُرَيْح.
وسمع من: أَبِي جَعْفَر بْن الباذش، وأبي مُحَمَّد بْن عطيَّة، والقاضي عِياض، وأبي بَكْر بْن نفيس، وجماعة.
وأجاز له أبو القاسم بْن بَقِيّ، وأبو عَبْد اللَّه بْن مكّيّ، وجماعة.
وكان من أَهْل الصّلاح والعناية بالرّواية، ثقة، صدوقا. حدَّثنا عَنْهُ جماعة، ووُليّ خطابة بلده [2] .
مولده سنة ثلاث عشرة وخمسمائة.
وتُوُفّي فجأة فِي ربيع الأوّل.
414- أَحْمَد بْن أَبِي عليّ بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن بَكْري [3] .
أَبُو العبّاس الحريميّ.
روى عن: أَحْمَد بْن عليّ بْن الأشقر.
وهو من بيت الرواية.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن علي بن الحكم) في: تكملة الصلة لابن الأبّار، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة 1/ 303- 305 رقم 387.
[2] وقال ابن عبد الملك الأنصاري: وكان مقرئا مجوّدا محدّثا مكثرا، عدلا خيارا، زاهدا، فاضلا صالحا ورعا، يتعيّش مما يعود عليه في عمل مراوح الحلفاء وما يشبهها، كثير التلاوة للقرآن والبكاء عندها والخشوع فيها. خطب وأمّ بجامع غرناطة بعد أبي عبد الله بن أحمد بن عروس، وأسمع به الحديث طويلا، وأنسأ الله في أجله فعلت روايته وتنوفس في الأخذ عنه. وكان ثقة فيما يرويه، وكتب بخطه الكثير.
قال أبو عمرو سالم بن صالح بن سالم: سألته بغرناطة يوم الأربعاء جمادى الآخرة سنة ثمان وثمانين وخمسمائة عن مقدار ما نسخ، فقال: انتسخت في عمري ثمانية آلاف ورقة.
ومما يؤثر من فضله أنه قتل ولده، فسيق قاتله وثبت عليه دمه ووجب له قتله، فلما أحضر للموت ورأى أبو جعفر السيف والحال قد اشتدّ جاءه وقال: يا بنيّ قتلت ولدي وقطعت كبدي. وعتب عليه ثم عفا عنه، وسرّحه، نفعه الله وأعظم أجره.
[3] انظر عن (أحمد بن أبي علي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 408 رقم 634.(42/332)
مات فِي المحرَّم. وهو:
415- أَحْمَد بْن أَبِي عليّ الْمُبَارَك بْن أَحْمَد بْن بكْري [1] .
أبو الْعَبَّاس الحريمي.
سمع: أَحْمَد بْن الأشقر، وسعْد الخير الأندلسيّ.
سمع منه: أَحْمَد بْن سلمان السكّر، وغيره.
تُوُفّي فِي المحرَّم.
ورّخه ابن النّجّار.
416- أَحْمَد بْن المؤمّل بْن الْحَسَن [2] .
أبو مُحَمَّد العدْوانيّ الشّاعر.
كان يمدح بالشِّعر.
وسمع من: عَبْد الوهّاب الأَنْماطيّ، وأبي مُحَمَّد سِبط الخيّاط.
وحدَّث، ولم يكن مَرْضِيًّا.
ومن شِعره:
قد كان للنّاس أبوابٌ مفتَّحَة ... تُغشَى ويُطلب منها الفضل والجودُ
فأصبحت كلّها بابا وقد منعت ... منه الحوائج فالمفتوح مسدود [3]
__________
[1] هو الّذي قبله.
[2] انظر عن (أحمد بن المؤمّل) في: الوافي بالوفيات 8/ 206، 207 رقم 3639.
[3] ومن شعره:
وقائلة أراك أخا هموم ... فقل لي ما دهاك من البلايا
فقلت لها دهاني فاندبيني ... وقوفي وسط معترك المنايا
ومنه أيضا:
هاجر معي إن رحمتني هاجر ... واسترض عنّي زماني الهاجر
وقف على منزل كلفت به ... بين ربى رامة إلى حاجر
منها:
يقبل ذو الوجد عن مقاصده ... فيها فيهديه نشرها العاطر
تبكي رباها لفقد ساكنها ... حزنا ويفترّ روضها الزاهر
منازل اللهو لا عداك حيا ... يؤنس من طيب ربعك النافر(42/333)
417- أَحْمَد بْن يوسف بْن مُحَمَّد بْن خُشَيْش [1] .
أبو العبّاس الأَزَجيّ، الدّقّاق.
سمع من: أَبِي البركات يحيى بن عبد الرحمن الفارقي، وأبي القاسم بْن السَّمَرْقَنْديّ.
418- إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن عليّ [2] .
أبو مَنْصُور الأَسَديّ، العامريّ، البصْريّ، القطّان.
تُوُفّي ببغداد وله ستٌّ وسبعون سنة.
سمع بالبصرة من: أَبِي جَعْفَر الغِطْريف بْن عَبْد اللَّه، وطلحة بْن عليّ العامريّ.
وحدَّث ببغداد. وكان له فَهْمٌ ومعرفةٌ مّا.
روى عَنْهُ: ابن النّجّار.
419- إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الْعَزِيز بْنِ مُحَمَّدِ بْن عَلِيِّ بْن أبي الفوارس [3] .
__________
[ () ]
سقاك يا دارهم ومعهدهم ... كلّ سحاب مزمجر ماطر
ومنه أيضا:
كم ترشق النكبات نفس عزائمي ... وعليّ من جزعي أعدّ دلاص
ومن العجائب أن كل بلاغة ... جمحت مطاوعتي وحظّي عاص
والطير جنس واحد لكنّما ... للغاتهنّ حبسن في الأقفاص
وقال مما يحسن أن يكتب على قبر:
أمرت فلم نقبل لسوء اختيارنا ... وها نحن أسرى في يديك إلهنا
وكانت أمانيّ الحياة تسوقنا ... بتسويفها بالخير حتى إلى هنا
فإن أنت يا ربّ انتقمت فعادل ... وإن أنت حقّقت المنى قلنا الهنا
[1] انظر عن (أحمد بن يوسف) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 420 رقم 656، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 237، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 16، والمختصر المحتاج إليه 1/ 225.
[2] انظر عن (إبراهيم بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 412، 413 رقم 643، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 243، 244، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 570.
[3] انظر عن (إبراهيم بن عبد العزيز) في: المختار من تاريخ ابن الجزري 78- 80، والمقفّى الكبير للمقريزي 1/ 228 رقم 248 ولم يذكره الأدفوي في (الطالع السعيد) مع أنه من شرطه.(42/334)
نفيس الدّين القُرَشيّ، الجزِيريّ، نزيل الصّعيد.
تُوُفّي بالقلندون [1] من الدّيار المصريَّة، وكان له ثروة بالجزيرة العُمَريَّة.
وكان ديِّنًا أمينا، فطلب منه صاحب الجزيرة شاه بْن الأتابَك أن يتولّى نظر ديوانه فأبى، فقال: لا بُدّ من ذلك. فباشر يوما وامتنع. وكانت زوجته حاملا بابنه أَبِي بَكْر جدّ صاحبنا المولى شمس الدِّين مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن أبي بَكْر، فحلف بالطّلاق أنّه لا يعُلّم أولادَه الخطّ. فعاش له خمسة بنين فلم يعلّمهم الخطّ لئلّا يكونوا دواوين.
ثمّ سافر إِلَى مصر، وسكن بالقلندون، واقتنى الأبقار والأغنام.
وكان له وكيل بالجزيرة، فبقي يبيع له مِلْكًا بعد ملك، ويُنفقه على أولاده.
وكان وكيله نحّاسا، فعلَّم أَبَا بَكْر المذكور صنعة النُّحاس. ثُمَّ سافر إِلَى عند والده، فأقام عنده سنة ورجع، فأوصَى أَبُوهُ إليه.
وخلّف إِبْرَاهِيم من الذَّهَب اثني عشر ألف دينار، سوى المواشي والبضائع فلم يرجع أبو بكر إلى الميراث، وسافر بالذّهب والداه الكبيران للتجّارة، فغرقا في بحر اليمن.
وله عُصْبةُ أولادٍ وذُرّيَّة بالقلندون يُعرفون بأولاد النّفيس.
تُوُفّي فِي هَذِهِ السّنة. أفادنا بِذَلِك الشّيخ شمس الدّين المذكور.
420- أسعد بْن أَبِي طاهر أحمد بن أبي غانم حامد بن أحمد بن محمود [2] .
أبو محمود الثَّقفيّ، الأصبهانيّ، الضّرير، الفقيه.
ولد سنة خمس عشرة وخمسمائة.
__________
[1] القلندون: في أعمال الأشمونين بمصر. (الإنتصار لواسطة عقد الأمصار، لابن دقماق 2/ 17) .
[2] انظر عن (أسعد بن أبي طاهر) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 434، 435 رقم 683، والعبر 4/ 301، وسير أعلام النبلاء 21/ 386، وشذرات الذهب 4/ 334.(42/335)
وسمع هُوَ وأخوه زاهر «مُسْنَد أَبِي يَعْلَى» من الْحُسَيْن بْن عَبْد الملك الخلّال.
وسمع من فاطمة الْجُوزْدانية كتاب «الفِتَن» لنُعَيْم بْن حمّاد، ثلاثة أجزاء من أوّله.
وسمع من: جَعْفَر بْن عَبْد الواحد الثقفي، وإسماعيل بْن الإِخشيد، ومحمد بْن عليّ بْن أَبِي ذَرّ.
وسمع حضورا من: أَبِي طاهر الدّشْتج.
رَوَى عَنْهُ: يوسف بْن خليل، والضّياء مُحَمَّد، وجماعة.
وأجاز لابن أَبِي الخير، وابن الْبُخَارِيّ.
وتُوُفّي فِي تاسع شوّال. وكان فقيها معدّلا.
421- أسعد بْن المولى العَميد أَبِي يَعْلَى حَمْزَة بْن أسعد بْن عليّ بْن مُحَمَّد [1] .
الصّدْر الرّئيس، مؤيَّد الدّين، أبو المعالي التّميميّ، الدّمشقيّ، الكاتب الوزير، المؤرّخ، ابن القلانسيّ.
وُلد سنة سبع عشرة وخمسمائة.
وسمع من: أَبِيهِ، ونصر اللَّه بْن مُحَمَّد المصِّيصيّ.
روى عَنْهُ: ابن خليل، والشّهاب القُوصيّ، وغيرهما.
وتُوُفّي فِي رابع عشر ربيع الأوّل.
422- إِسْمَاعِيل الملك المعزّ بْن سيف الْإِسْلَام طُغْتِكِين بن أيّوب بن شاذي بن مروان [2] .
__________
[1] انظر عن (أسعد بن حمزة) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 421، 422 رقم 658، وذيل الروضتين 31، والعبر 4/ 301، وشذرات الذهب 4/ 334.
[2] انظر عن (إسماعيل بن طغتكين) في: مفرّج الكروب 3/ 137، 138، والدرّ المطلوب 156، والجامع المختصر 9/ 96، والعبر 4/ 301، والإشارة إلى وفيات الأعيان 311، والوافي بالوفيات 9/ 124، 125 رقم 4040، وتاريخ ابن الفرات 4/ 229- 233،(42/336)
صاحب اليمن.
كان قد ورد بغداد فأُكرم مورده وتُلُقِّيّ بالإنعام. وكان منهمكا فِي اللهو والشرب، قليل الخير.
وكُتِبَ معه من جهة الخلافة منشور إلى أبيه بالرضا عنه. ولما تُوُفّي أَبُوهُ ولي بعده مملكة اليمن في سنة ثلاث وتسعين.
ثُمَّ إنه ادَّعى أنه أمويّ ورام الخلافة وأظهر العصيان فوثب عليه أخوان من أمرائه فقتلاه، وولي اليمن أخٌ له صغير.
وقيل إنّه ادَّعى النُّبُوَّة [1] . واسم أَخِيهِ الّذي تولّى الملك النّاصر أيّوب ابن سيف الْإِسْلَام.
قال ابن واصل [2] : خافت المعزَّ مماليكُه فتحزّبوا عليه، وخرجوا عليه، وضربوا معه مصافّا، فكسروه وقتلوه، وداروا برأسه فِي اليمن، ونهبوا زبيد سبعة أيّام، ثمّ جعلوا لأخيه النّاصر اسم السّلطنة، وترتّبَ أتابكه سيف الدّين سنْقر مملوك أَبِيهِ. ثُمَّ خرجوا على سنقر وحَاربوه، فانتصر عليهم، وقتل جماعة من الأكراد والأتراك، وحبس آخرين. وصَفَت له اليمن أربع سِنين. ثُمَّ مات سنْقر، فتزوَّج بأمّ النّاصر الأمير غازي بْن جبريل، وقام في الأتابكيّة.
ثمّ سمّ النّاصر فيما قيل. ثُمَّ قُتِلَ غازي وبقيت اليمن بلا سلطان مدّة.
__________
[ () ] والعسجد المسبوك 2/ 273، 274، والنجوم الزاهرة 6/ 181، والسلوك ج 1 ق 1/ 159، 160، وشذرات الذهب 4/ 334.
[1] ومن شعره في هذا المعنى:
وإنّي أنا الهادي الخليفة والّذي ... أدوس رقاب الغلب بالضّمّر الجرد
ولا بدّ من بغداد أطوي ربوعها ... وأنشرها نشر السماسر للبرد
وأنصب أعلامي على شرفاتها ... وأحيي بها ما كان أسّسه جدّي
ويخطب لي فيها على كل منبر ... وأظهر دين الله في الغور والنجد
[2] في مفرّج الكروب 3/ 137.(42/337)
- حرف الباء-
423- بركات بْن إِبْرَاهِيم بْن طاهر بْن بركات بْن إِبْرَاهِيم بْن عليّ [1] .
مُسْنِد الشّام أبو طاهر الخُشُوعيّ الدَّمشقيّ، الرّفّاء، الأَنْماطيّ، الذّهبيّ، لكونه يسكن بمحلَّة حجر الذَّهَب.
وُلِد في صفر سنة عشر وخمسمائة، وانفرد بالمسموعات الكثيرة من الأمين هبة اللَّه بْن الأكفانيّ، وغيره.
وانفرد بالإجازة من مصنِّف «المقامات» أَبِي مُحَمَّد الحريريّ، والمقرئ أَبِي القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن الفحّام، وأبي بَكْر مُحَمَّد بن الوليد الطّرطوشيّ.
وأجاز له أيضا: أبو عليّ الحدّاد، وأبو طَالِب عَبْد القادر بْن مُحَمَّد بْن يوسف، وأبو عليّ محمد بن مُحَمَّد بْن المهْديّ، والحسن بْن مُحَمَّد الباقَرْحِيّ، ومحمود بْن الفضل الأصبهانيّ، وأبو صادق مرشد بْن يحيى المَدِينيّ، وأبو الْحَسَن عليّ بْن الْحَسين المَوْصِلي الفرّاء، وأبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن بركات السّعِيديّ النَّحْويّ، وأبو الفتح سلطان بْن إِبْرَاهِيم المقدسيّ، وعليّ بْن إِبْرَاهِيم بْن صَوْلَة، وأبو الفضل جَعْفَر بْن إِسْمَاعِيل بْن خَلَف الْمُقْرِئ، وأبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أحمد بْن الحطّاب الرّازيّ، وعليّ بن المشرف الأنماطيّ، وعليّ بْن المؤمّل الكاتب، وأبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن حَكَم الباهليّ.
__________
[1] انظر عن (بركات بن إبراهيم) في: التقييد لابن نقطة 220، ورحلة ابن جبير 13، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 419، 420 رقم 655، وذيل الروضتين 28، 29 (في وفيات 597 هـ.) ، ووفيات الأعيان 1/ 269، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 419، 420 رقم 655، والعبر 4/ 302، ودول الإسلام 2/ 79، والإعلام بوفيات الأعلام 246، وسير أعلام النبلاء 21/ 355- 358 رقم 186، والمعين في طبقات المحدّثين 185 رقم 1970، والإشارة إلى وفيات الأعيان 311، والبداية والنهاية 13/ 32، والوافي بالوفيات 10/ 117 رقم 4573، والعسجد المسبوك 2/ 274، وتاريخ ابن الفرات ج 4 ق 2/ 241، وذيل التقييد 1/ 489 رقم 956، وغاية النهاية 1/ 176، وعقد الجمان 17/ ورقة 253، والنجوم الزاهرة 6/ 181، وديوان الإسلام 2/ 532 قم 898، وشذرات الذهب 4/ 335.(42/338)
وقد انفرد أيضا بالإجازة من بعضهم، وإجازة [1] الحريريّ له فِي سنة اثنتي عشرة من البصرة.
واستجاز له المصريّين أبو طاهر السِّلَفيّ.
وقد سمع أيضا من شيوخ دمشق: عَبْد الكريم بْن حَمْزَة، وطاهر بْن سهل الإسْفَرائينيّ، وعليّ بْن أَحْمَد بْن قبيس المالكيّ، وجمال الْإِسْلَام عليّ بْن المُسلّم، وابن طاوس، وغيرهم.
وهو من بيت الحديث والرواية، اعتنى به والده. وما زال هُوَ يَسمَع ويُسمِع، وحمل النّاسُ عَنْهُ عِلْمًا جمّا.
روى عَنْهُ: أولاده إِبْرَاهِيم، وعبد الْعَزِيز، وعبد اللَّه، وستّهم، وستّ العجم، والشّيخ الموفَّق، وعبد القادر الرُّهاوي، والبهاء عَبْد الرَّحْمَن، وابن خليل، والضّياء، واليَلْدانيّ، وأحمد بْن مُحَمَّد بْن رزمان الحنفيّ، وأحمد بْن يوسف التِّلِمْسانيّ، والزَّين أَحْمَد بْن عَبْد الملك، والزَّين أَحْمَد بْن عَبْد الدّائم، والنجَّم أَحْمَد بْن راجح، وإسحاق بْن سُلطان التّميميّ، وأخوه عَبْد الرَّحْمَن، والشّهاب القُوصيّ، وحفيده بركات بْن إِبْرَاهِيم، والخطيب دَاوُد ابن عمّ الأبّاريّ، والفقيه سُلَيْمَان بْن عَبْد الكريم، والنّظام عَبْد اللَّه بْن يحيى بْن البانياسيّ، والتّقيّ عَبْد اللَّه بْن إِسْمَاعِيل المقدسيّ الحنبليّ، وأخوه عليّ، وعبد اللَّه بْن الشّيخ أَبِي عُمَر، وأبو سُلَيْمَان عَبْد الرَّحْمَن بْن الحافظ، وعبد الرَّحْمَن وعبد اللَّه ابنا أَحْمَد بْن طعّان، وعبد الرَّحْمَن بْن الخَضِر بْن عَبْدان، وعبَاس بْن أَبِي طَالِب الحمويّ، وعبد السّلام بْن ممدود الشَّيباني، والعزّ عَرَفَة الحنفيّ، وعليّ بْن أَبِي طَالِب القطَّان، وعليّ بْن المظفَّر النُشْبِيّ [2] ، وعليّ بْن محاسن بْن عوانة النُّمَيريّ، والخطيب عماد الدّين عَبْد الكريم بْن الحَرَسْتانيّ، وفَرَج الحَبَشيّ القُرطُبيّ، والنّجيب فراس بن
__________
[1] في الأصل: «إجازت» بالتاء الممدودة.
[2] النّشبي: بضم النون، وسكون الشين المعجمة، ثم موحّدة مكسورة. (توضيح المشتبه 1/ 500) .(42/339)
العسقلانيّ، ومحمد بْن عُمَر الفخر المالكيّ، والأوحد محمد بن عبد الله القرشيّ الحنفيّ، والموفَّق مُحَمَّد بْن هارون الثّعلبيّ، والشّيخ الفقيه مُحَمَّد اليُونينيّ، ومكّيّ بْن عَبْد الرّزّاق المقدسيّ، ومظفَّر بْن أَبِي بَكْر بْن الشّيرجّي، والتّاج مظفّر بْن عَبْد الكريم بْن الحنبليّ مدرّس الحنبليَّة، وابن عمّه يحيى بْن النّاصح عَبْد الرَّحْمَن، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم البابشرقيّ، والشَّرَف الإربِليّ، ويوسف بْن يعقوب الإربليّ الذّهبيّ، ويوسف بْن مكتوم المقرِئ الحبّال، ويوسف بْن عُمَر أخو خطيب بيت الأَبّار، وأيّوب بْن أَبِي بَكْر الحمّاميّ، وعليّ بْن عَبْد الواحد الْأَنْصَارِيّ البزاز، والمجد مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن عساكر، وعبد الوهّاب بْن مُحَمَّد القِنَّبيطيّ، والتّقيّ إِسْمَاعِيل ابن أَبِي اليُسْر، والكمال عَبْد الْعَزِيز بْن عَبْد المنعم بْن عبْد.
وبالإجازة: أَحْمَد بْن أَبِي الخير، وأحمد بْن عَبْد السّلام بْن أَبِي عصرون، وأبو الغنائم المسلّم بْن عِلّان، وجماعة آخرهم الفخر بْن البخاريّ.
روى عَنْهُ القوصيّ، وقال فِيهِ: أكثر أَهْل الشّام حديثا وأعلاهم إسنادا، مع تواضُع وافر، ودِين ظاهر، ومُرُوَّة تدلّ على أصلٍ طاهر. لازَمْتُهُ من حين مقدمي إلى الشّام إلى حين موته.
ثمّ سمّى شيئا كثيرا من الكتب قد سمعها منه.
وقال الضّياء: تُوُفّي فِي سابع أو ثامن صفر. وحضرته، ودُفن بباب الفراديس، وانقطع به إسنادٌ كثير.
وقال ابن نُقْطة [1] : حدَّث بأكثر «سُنَن» أَبِي دَاوُد، عن عَبْد الكريم بن حمزة، عن الخطيب، وسماعاته وإجازاته صحيحة رحمه اللَّه.
قلت: وبَلَغَنا أنّه لم تظهر له إجازة الحدّاد إلّا بعد موته ولذا لم يَرْوِها.
وقد قال الشّهاب القُوصيّ: وهو مخبّط ضعيف. سمعت عليه جملة من
__________
[1] التقييد 220.(42/340)
تصانيف أَبِي نُعَيْم الحدّاد، عَنْهُ. أفما أراد أحدٌ يقول هَذَا إلّا القُوصيّ وحده؟
وهلّا ظهر من ذلك شيء.
ثُمَّ ذكر أنّه سمع منه «الموطّأ» رواية ابن القاسم، و «سنن أَبِي دَاوُد» ، و «الإكمال» لابن ماكولا، «ومغازي» ابن عُقْبة، وكتاب «فوائد تمّام» ، و «سراج الملوك» للطّرطوشيّ، وكتاب «الرّهبان» لتمّام، و «السُّنَن» للدّارَقُطْنيّ، و «مكارم الأخلاق» للخرائطيّ، و «مساوئ الأخلاق واعتلال القلوب» له، و «الهواتف» له، و «القناعة» له و «الشُّكر» له، و «المقامات» للحريريّ، و «المُلْحة» له، و «الجامع» للخطيب، و «الكفاية» له، و «البخلاء» ، و «اقتضاء العلم» ، و «شرف أصحاب الحديث،» و «الطُّفَيْلييّن» ، وجملة من تصانيف الخطيب، و «الكامل فِي الضّعفاء» ، لابن عَدِيّ، «وَفَضائل الصّحابة» لخيثمة [1] ، وسمّى اثنتين وعشرين تصنيفا لابن أَبِي الدّنيا، سمعها منه.
وقال المنذريّ [2] : حدَّث هُوَ وأبوه وجدّه، ولنا منه إجازة.
وقال في نسبته: الخشوعيّ، الفُرَشيّ. قال: سُئل أَبُوهُ إِبْرَاهِيم عن النّسبة بالخُشوعيّ فقال: كان جدُّنا الأعلى يؤُمّ بالنّاس، فتوفّي في المحراب.
قال المنذريّ: [3] والفرشيّ نسبة إلى بيع الفرش.
قلت: قد ضبطه بالقاف جماعة من المحدّثين كالضّياء، وابن خليل.
ورأيت جماعة تركوا هَذِهِ النّسبة للخُلْف فيها.
424- بشارة [4] .
الأمير حسام الدّين، أمير بانياس.
توفّي فيها.
__________
[1] نشرناه محقّقا، وصدر عن دار الكتاب العربيّ، بيروت 1980.
[2] في التكملة لوفيات النقلة 1/ 420.
[3] في التكملة لوفيات النقلة 1/ 420.
[4] انظر عن (بشارة) في: ذيل الروضتين 31.(42/341)
425- بنفشا [1] .
فتاة المستضيء باللَّه.
كَانَتْ أحبّ سراريه إليه. وقفت مدرسة بباب الأزج، وعمّرت عدَّة مساجد. وكانت كثيرة الرغبة فِي أفعال البِرّ. وهي الّتي أشارت على الخليفة بأن يجعل ابنه وليَّ عهده، أعني النّاصر لدين اللَّه.
توفّيت فِي تاسع عشر ربيع الأوّل.
- حرف الجيم-
426- جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْعَزِيز [2] .
الشّريف الأفضل أبو مُحَمَّد العبّاسيّ، المكّيّ، ثمّ البغداديّ، المحدّث.
أحد طلبة بغداد.
كان عالي الهمّة في تحصيل هذا الشّأن، جيّد الفهم، حسن المعرفة، ذكيّا نبيلا.
ولد سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة.
وسمع من: أَبِيهِ قاضي القُضاة أَبِي الْحَسَن، وَأَبِي الفتح بْن شاتيل، والقزّاز، وعبد المنعم بن الفراويّ.
__________
[1] انظر عن (بنفشا) في: الكامل في التاريخ 12/ 178 وفيه: «بنفشه» والتكملة لوفيات النقلة 1/ 422 رقم 660، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 510، 511، والوافي بالوفيات 10/ 293 رقم 2802، وذيل الروضتين 29، وجهات الأئمة الخلفاء لابن الساعي 111- 115، والجامع المختصر 9/ 88، 89، والبداية والنهاية 13/ 34، وعقد الجمان 17/ ورقة 276، 277.
[2] انظر عن (جعفر بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 436 رقم 686، وتكملة إكمال الإكمال 71، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 295، والمختصر المحتاج إليه 1/ 273، وتاريخ إربل 1/ 80 رقم 18، وميزان الاعتدال 1/ 415، والوافي بالوفيات 11/ 143 رقم 224، ولسان الميزان 2/ 127، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 95، 96 رقم 62.
وذكره المؤلّف الذهبي- رحمه الله- في: سير أعلام النبلاء 21/ 386 دون ترجمة.(42/342)
ثُمَّ طلب بنفسه قبل التّسعين فأكثر، وسمع بالجزيرة ودمشق وحدَّث بها.
روى عَنْهُ: يوسف بْن خليل، والشّهاب القُوصيّ.
وتُوُفّي فِي ذي الحجَّة بحماه راجعا إِلَى بغداد، وله سبْعٌ وعشرون سنة.
ولَقَبُه شرف الدّين.
رَأَيْت ورقة بخطّ الحافظ الضّياء فيها الحطّ على جَعْفَر هَذَا، وفيها أنّه غلَّ آخر أَوانّه، وأنّه حكَّ اسما وأثبت مكانَه ذاكر بْن كامل.
وقد ذكره ابن النّجّار ولم يتعرَّض للبيّنة، بل قال: كان عنده حفظ ومعرفة بالمتون والرجال، ويقرأ قراءة فصيحة، وينقل نُقُولا صحيحة. وكان خارق الذّكاء، ظريفا.
إِلَى أن قال: إلّا أنّه كان ضَجُورًا، لعّابا، قليل الأمانة، مُخَالِطًا لغير أبناء جنسه. استدعاه صاحب حماه ليقيم بها محدّثا، فمات بها رحمه اللَّه [1] .
- حرف الحاء-
427- حاتم بن سنان بن بشر [2] .
__________
[1] وقال الحافظ محبّ الله البغدادي: بالغ في الطلب بهمّة عالية، وحرص وعناية شديدة، وقرأ بنفسه الكثير، كتب بخطه، واستكتب بخط غيره. سمعت معه وبقراءته، وكان عنده حفظ ومعرفة بالحديث وأسماء الرجال والتواريخ، ويكتب خطا مليحا. وينقل نقلا صحيحا، وكان حسن الأخلاق، وطيب المجالسة، حلو المعاشرة، ظريفا، كيّسا، متودّدا، متواضعا، إلّا أنه كان ضجورا ملولا. محبّا للّعب والمزاح، مخالطا لغير أبناء جنسه، وضيّع أصوله بيعا وهبة، ولم يزل يسمع معنا إلى أن سافر في أوائل سنة ست وتسعين وخمسمائة إلى الشام، فسمع بالموصل وبلاد الجزيرة، ودخل الشام، فسمع بحلب ودمشق.
أنشدني يوسف بن خليل الدمشقيّ بحلب قال: أنشدني أبو محمد جعفر بن محمد بن أحمد العباسي لنفسه:
إن ضاقت الشام بي أو ملّ ساكنها ... بها مقامي، ففي أرض العراق سعه
ما لي وللمكث في أرض أذلّ بها ... وهمّتي في طلاب العزّ مرتفعة
والمرء يضطر أحيانا فيصنع ما ... لو لم يكن منه مضطرّا لما صنعه
الله ربّي معي حيث اتّجهت ولن ... يضيع من هو في كل البلاد معه
[2] انظر عن (حاتم بن سنان) في: معجم البلدان 2/ 198، 199، وإكمال الإكمال لابن نقطة(42/343)
أبو الجود الحَبْليّ من حَبْلَة، أحد أعمال الرملة. النّساخ المقرِئ.
حدَّث عن: أَبِي العبّاس أَحْمَد بْن مَعَدّ الأُقْليشيّ، وغيره.
وأَمَّ بمسجد عَبْد اللَّه بمصر مدَّة. وبها مات.
وعبد اللَّه صاحب المسجد هُوَ ابن عَبْد الملك بْن مروان الأُمَويّ.
428- حامد بْن أَبِي الفَرَج مُحَمَّد [1] بْن حاتم [2] بْن مُحَمَّد بْن أَلُه.
أبو بَكْر الأصبهانيّ، نزيل بغداد، أخو العماد الكاتب.
ولد بأصبهان سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة.
وسمع ببغداد من أَبِي زُرْعة المقدسيّ، وحدَّث.
وقد وفدَ على السّلطان صلاح الدّين رسولا من الدّيوان الْعَزِيز. وكان من أكابر الفضلاء وأعيان الرؤساء. وكان قدومه بغداد صحبة أَخِيهِ. كذا قال ابن البُزُوريّ. وأنا أتعجّب كيف لم يسمع معه من أصحاب الصَّرِيفِينِيّ.
وقد وقف مكتبا للأيتام ببغداد.
وتُوُفّي فِي ذي الحجَّة.
429- حبيب بْن مُحَمَّد بْن حبيب [3] .
أبو الْحُسَيْن الحِمْيريّ، الإشبيليّ، المقرِئ.
أَخَذَ القراءات عن: جدّه لأُمّه أَبِي الْحَسَن شُرَيْح بْن مُحَمَّد.
وأقرأ الناسَ ببلده.
قال الأَبّار: تُوُفّي سنة ثمانٍ وتسعين، وكان فِيهِ تعسُّر.
قرأ عليه: ابن وثيق، وغيره.
__________
[ () ] (الظاهريّة) مادّة: الحبلي، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 439، 440 رقم 694، والمشتبه 1/ 137، وتوضيح المشتبه 2/ 205.
[1] انظر عن (حامد بن أبي الفرج) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 435، 436 رقم 685، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 37، 38، والوافي بالوفيات 11/ 278، 279 رقم 407، وشذرات الذهب 4/ 308.
[2] هكذا في الأصل. وفي التكملة: «حامد» .
[3] انظر عن (حبيب بن محمد) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.(42/344)
430- الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن الفَرَج بْن راشد [1] .
أبو مُحَمَّد ابن القاضي أَبِي الْعَبَّاس المدنيّ، ثمّ البغداديّ، الدّار قزّيّ، الورّاق.
سمع من: القاضي أَبِي بَكْر.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، وغيره.
وولي أَبُوهُ قضاء دُجَيل. وسُئل عن نسبة المدنيّ فقال: نَحْنُ من أَهْل مدينةٍ بناها السّفّاح وسمّاها المدينة.
وقد أجاز لابن أَبِي الخير.
وتُوُفّي فِي الثّاني والعشرين من المحرَّم.
431- الْحَسَن بْن عَبْد الباقي بْن أَبِي القاسم [2] .
أَبُو عليّ الصَّقَلّيّ، المَدِينيّ، المالكيّ، العطّار المعروف قديما بابن الباجيّ.
محدّث مجتهد، كثير العناية والتّحصيل. كتب بخطّه الكثير. وكان مولده في سنة أربعين وخمسمائة.
وتفقَّه فِي صباه. وسمع: أَبَا طاهر السِّلَفّي، وأحمد بْن المسلّم اللَّخْميّ، وجماعة بالثّغر، ومحمد بن عليّ الرَّحَبِيّ، وإسماعيل بْن قاسم الزَّيّات، ومُنْجِب بْن عَبْد اللَّه المرشديّ، وابن برّيّ، وطائفة.
وتُوُفّي فِي هَذَا العام.
432- الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر عتيق بْن الْحَسَن [3] .
القاضي المرتضى، أبو عليّ القسطلانيّ، المالكيّ، المعدّل.
__________
[1] انظر عن (الحسن بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 311، 412 رقم 642، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 3، والمختصر المحتاج إليه 1/ 277.
[2] انظر عن (الحسن بن عبد الباقي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 440 رقم 697.
[3] انظر عن (الحسن بن عتيق) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 424 رقم 665.(42/345)
من فُضَلاء مصر.
حدّث عن عَبْد اللَّه بْن رفاعة.
تُوُفّي فِي جُمادى الأولى عن إحدى وسبعين سنة.
433- حمّاد بْن هبة اللَّه بْن حمّاد بْن الفُضَيْل [1] .
المحدّث أو الثّناء الحرّانيّ، الحنبليّ، التّاجر، السّفّار.
ولُدِ فِي سنة إحدى عشرة وخمسمائة.
وسمع ببغداد من: أبي القاسم إسماعيل بْن السَّمَرْقَنْديّ، وأبي بَكْر بْن الزّاغونيّ، وجماعة.
وبهَرَاة من: مَسْعُود بْن مُحَمَّد بْن غانم، وعبد السّلام بْن أَحْمَد بَكْبَرَة.
وبالثّغر من السِّلَفيّ فأكثر، وبمصر من ابن رفاعة.
وحدَّث ببغداد، ومصر، وحرّان. وشرع فِي تاريخ لحرّان، وكتب بخطّه الكثير. وتمّم تاريخه وحدَّث به. قاله الدُّبيثيّ.
وله شعرٌ جيّد [2] .
__________
[1] انظر عن (حمّاد بن هبة الله) في: التقييد 258 رقم 317، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 438 رقم 690 وفيه «الفضيلي الحرّاني التاجر الحنبلي» ، وذيل الروضتين 29، 30، وتكملة إكمال الإكمال 259، وبغية الطلب 6/ 518 رقم 905، وتلخيص مجمع الآداب ج 4 ق 4/ 781 رقم 3042، والمختصر المحتاج إليه 2/ 51 رقم 637، والعبر 4/ 302، وسير أعلام النبلاء 21/ 385، 386 رقم 194، والإشارة إلى وفيات الأعيان 311، 312، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 511، والبداية والنهاية 13/ 33، والوافي بالوفيات 13/ 154 رقم 169، والذيل على طبقات الحنابلة 1/ 434 رقم 207، وتاريخ ابن الفرات ج 4 ق 2/ 241، 242، والمقفى الكبير 3/ 658، 659 رقم 1276، والتاج المكلّل للقنوجي 213 رقم 216، والنجوم الزاهرة 6/ 181، وشذرات الذهب 4/ 335، والأعلام 2/ 272، ومعجم المؤلفين 4/ 73.
[2] من شعره:
غمزتها اقتضي إنجاز ما وعدت ... ومن عيون الأعادي حولنا مدد
فأرسلت طرفها نحوي مخالسة ... بما أحبّ ولم يشعر بنا أحد
ومنه:
تنقّل المرء في الآفاق يكسبه ... محاسنا لم تكن فيه ببلدته(42/346)
روى عنه الشّيخ الموفّق، وفرقد بْن عَبْد اللَّه الكِنانيّ، وعبد القادر الرُّهاويّ، والعَلَم السّخاويّ، والضّياء المقدسيّ، والنّجيب عَبْد اللّطيف، وابن عَبْد الدّائم، وأحمد بْن سلامة النّجّار.
وقيل إنّ جمال الدّين يحيى بْن الصَّيْرَفيّ سمع منه.
تُوُفّي فِي ذي الحجَّة بحرّان.
وأجاز لابن أَبِي الخير، وجماعة [1] .
- حرف الخاء-
434- خديجة بِنْت الشّيخ أَبِي مَنْصُور موهوب بْن أَحْمَد بْن الْجَواليقيّ [2] .
عن: أبيها، وابن ناصر.
وعنها: ابن النّجّار، وقال: كَانَتْ صادقة كثيرة العبادة.
ماتت فِي شعبان.
- حرف الدال-
435- داود بْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن [3] .
أبو الفَرَج الحريميّ، الدّبّاس، المعروف بابن التّشّ.
__________
[ () ]
أما ترى بيذق الشطرنج أكسبه ... حسن التنقّل فيما فوق رتبته
(الوافي بالوفيات) ومن شعره فيمن تزوّجها عمياء قوله:
قالوا: تزوّجت عمياء فقلت لهم ... ما في تزوّجي العمياء من عيب
أقلّ ما في عماء العمي فائدة ... أن لا يطالعن منّي مطلع الشيب
(المقفّى الكبير)
[1] وقال ابن نقطة: وكان ثقة.
[2] هي الآتية باسم: «شمائل» برقم (438) .
[3] انظر عن (داود بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 433 رقم 679، والمختصر المحتاج إليه 2/ 60 رقم 651، والوافي بالوفيات 13/ 457 رقم 554، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 1582) ورقة 46.(42/347)
ولد سنة خمس عشرة وخمسمائة.
وسمع من: أبي غالب بن البنّاء، وأبي الفضل مُحَمَّد بْن المهتدي باللَّه.
وأجاز له أبو عَبْد اللَّه البارع، وأبو عامر مُحَمَّد بْن سعدون العَبْدَريّ.
قال الدُّبيثيّ: أجاز لي.
وتُوُفّي فِي رمضان.
وحدَّث عَنْهُ ابن النّجّار.
- حرف السين-
436- سعد بْن طاهر بْن سعد بْن عليّ [1] .
الأمير الرئيس أبو الفضل المزدقانيّ. الدّمشقيّ.
ولد سنة إحدى وعشرين وخمسمائة.
وسمع من: جمال الْإِسْلَام عليّ بْن المسلم.
روى عَنْهُ: ابن خليل، وغيره.
وأجاز لابن أَبِي الخير، وللحافظ زكيّ الدّين عَبْد العظيم وقال: تُوُفّي رحمه اللَّه فِي العشرين من شعبان.
437- سُلَيْمَان [2] بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرحيم.
أبو دَاوُد الْبَغْدَادِيّ. عُرِف بابن العميد.
قرأ القرآن على أبي الكَرَم الشّهرزُوريّ.
وحدَّث عَنْهُ، وعن: أبي الوقت.
وتوفّي في صفر [3] .
__________
[1] انظر عن (سعد بن طاهر) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 431 رقم 674، وسير أعلام النبلاء 21/ 386 دون ترجمة.
[2] انظر عن (سليمان بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 417 رقم 651، وفيه:
«سلمان» ، وفي فهرس الأعلام 4/ 69 «سليمان» ، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 71، والوافي بالوفيات 15/ 350، 351 رقم 495.
[3] وقال الصفدي: كان شيخا صالحا، حسن التلاوة، دائم الذكر، كثير المواظبة لمجالس الذكر.(42/348)
- حرف الشين-
438- شمائل بِنْت أَبِي مَنْصُور موهوب بن أحمد الجواليقيّ [1] .
روت عن: أبيها.
روى عَنْها: الضّياء.
- حرف الصاد-
439- صفوان بْن إدريس [2] .
أبو بحر التُّجَيْبيّ، المُرْسي، الكاتب البليغ.
قال الأَبّار [3] : أَخَذَ عن أَبِي عَبْد اللَّه بْن حَميد، وأبي العبّاس بْن مضاء أَخَذَ منه «صحيح مُسْلِم» .
وكان من جِلَّة الأدباء البُلَغاء ومَهَرة الكُتّاب والشّعراء. فصيحا مدركا، جليل القدْر، وله رسائل بديعة.
وكان من الفضل والدّين بمكان. روى عَنْهُ: أبو الرَّبِيع بْن سالم الكَلاعيّ، وأَبُو عَبْد اللَّه بْن أَبِي البقاء.
وتُوُفّي فِي شوّال، وله سبْعٌ وثلاثون سنة وأشهر فإنّه وُلِد سنة ستّين وخمسمائة.
__________
[1] انظر عن (شمائل بنت موهوب) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 430 رقم 672.
وقد تقدّمت باسم: «خديجة» برقم (434) .
[2] انظر عن (صفوان بن إدريس) في: تكملة الصلة لابن الأبّار 768، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة 4/ 140، والمقتضب من تحفة القادم لابن الأبّار 82، والمغرب 2/ 260، ورايات المبرّزين 79، ومعجم الأدباء 4/ 269، وعقود الجمان للزركشي (مخطوط) ج 1/ ورقة 137 أ، وعقود الجمان لابن الشعار 3/ 179، وزاد المسافر (في المقدّمة) بيروت 1970، والإحاطة في أخبار غرناطة 3/ 349، وسير أعلام النبلاء 21/ 386 دون ترجمة، والوافي بالوفيات 16/ 321- 324 رقم 355، ونفح الطيب 5/ 62.
[3] في تكملة الصلة 768.(42/349)
أورد ابن فرتون له هَذِهِ الأبيات:
أَحمَى الهوى قلبَه وأوْقدْ ... فهو على أن يموتَ أوْ قَدْ
وقال عَنْهُ العَذُولُ سالٍ ... قَلَّدهُ اللَّهُ ما تَقَلَّدْ
وباللّوى شادِنٌ عليه ... جِيدٌ غزال ووجْه فَرْقَدْ
عَلَّلَهُ ريقُهُ بخمرٍ ... حَتَّى انتشى [1] طَرْفُهُ فَعَرْبَدْ
لا تعجبوا لانهزام صبري ... به فجيشُ الهوى [2] مُؤَيَّدْ
أَنَا له كالّذي تمنّى ... عبدٌ نعَمْ عبدُه وأزْيَدْ
إن بَسْمَلتْ عينُهُ لقتلي ... صلّى فؤادي على مُحَمَّدْ
- حرف الضاد-
440- ضرغام بْن إِبْرَاهِيم.
الدِّمْياطيّ.
سمع السِّلَفيّ.
سمع منه القُوصيّ فِي هَذِهِ السّنة بدِمياط.
- حرف العين-
441- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن أَبِي المَجْد بْن غنائم [3] .
أبو مُحَمَّد الحربيّ، العتّابيّ، الإسكاف.
حدَّث بمُسند أَحْمَد عن ابن الحُصَيْن بالموصل، وبها توفّي.
__________
[1] في الوافي بالوفيات 16/ 322 «حتى ثنى» .
[2] في الوافي بالوفيات 16/ 322 «أجفانه» .
[3] انظر عن (عبد الله بن أحمد) في: التقييد لابن نقطة 328 رقم 395، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي 15/ 311، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 409، 410 رقم 638، والعبر 4/ 302، والإعلام بوفيات الأعلام 246 وفيه وفاته (597 هـ.) ، وسير أعلام النبلاء 21/ 361، 362 رقم 188، والمعين في طبقات المحدّثين 184 رقم 1959، والمختصر المحتاج إليه 2/ 133، 134 رقم 761، والإشارة إلى وفيات الأعيان 312، والنجوم الزاهرة 6/ 181، وشذرات الذهب 4/ 335.(42/350)
وحدَّث عن: أَبِي الْحُسَيْن بْن الفراء أيضا.
روى عنه: الدّبيثيّ، وابن خليل، والضّياء، وشيخ الشّيوخ عبد العزيز الأنصاريّ، وابن عبد الدّائم، والنّجيب الحرّانيّ، وخلق من شيوخ الدّمياطيّ.
لأنّه روى «المُسْند» ببغداد.
تُوُفّي فِي ثاني عشر المحرَّم. وتُوُفّي قبله بيوم ولدُه أَحْمَد.
واسم أَبِي المجد صاعد.
وقد أجاز لسعد الدّين الخضِر بْن حَمُّوَيْه، ولقُطْب الدّين أَحْمَد بْن أَبِي عصرون، وللفخْر عليّ، وغيرهم [1] .
442- عَبْد اللَّه بْن خَلَف بْن رافع بْن ريّس [2] .
الحافظ أبو مُحَمَّد بْن بُصَيْلَة المِسْكيّ الأصل، الشّارعيّ، القاهريّ.
ولد سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة وقرأ القرآن على الشَّيْخ رسلان بْن عَبْد اللَّه بْن شعبان.
وسمع من: علي بْن هبة الله الكاملي، ومُحَمَّد بن عَلِيّ الرَّحَبيّ، وعثمانَ بْن فَرَج العَبْدَريّ، وإسماعيل الزّيّات، وعبد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد السِّيبيّ، وابن برّيّ، وخلْق.
وارتحل إِلَى الثّغر فأكثر عن السِّلَفيّ، وابن عوف، وبدر الخُذاداذيّ، وأبي طالب بن المسلم.
وكتب بخطّه الكثير.
__________
[1] وقال ابن نقطة: وسماعه صحيح.
[2] انظر عن (عبد الله بن خلف) في: معجم البلدان 4/ 531، وتكملة الصلة لابن الأبّار 1/ 426 رقم 667، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 166- 168، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 426- 428 رقم 667، والمشتبه 2/ 644، والفلاكة للدلجي 90، والمقفى الكبير 4/ 396، 397 رقم 1491، وتاريخ ابن الفرات ج 4 ق 2/ 242، وتوضيح المشتبه 8/ 160 و 9/ 95.(42/351)
قال المنذريّ [1] : رأيته ولم يتّفق لي السّماع منه.
قال: وكان حافظا، محصّلا، عالما بالتّواريخ والوَفَيَات. وجمع مجاميع مفيدة، وشرع فِي «تاريخ» لمصر وعجز عن إكماله لضيق ذات يده.
ومسكة قرية بقرب عسقلان.
قال ابن الأنْماطيّ: جمع تاريخا لمصر أجاد فِيهِ، وهو مُسَوَّدة، وكان يحفّظ.
443- عَبْد اللَّه بْن طَلْحة بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عطيّة [2] .
أبو بَكْر المحاربيّ، الغَرْناطيّ.
سمع: أَبَاهُ، وابن عمّ أَبِيهِ عَبْد الحقّ بْن غالب، وأبا الْحَسَن بْن الباذش.
وأخذ عن: عَبْد اللَّه الْمُقْرِئ، ومحمد بْن أَعْيَن السّعْديّ.
وتفقّه بالقاضيَيْن أَبِي الْحَسَن بْن أضحى، وأبي مُحَمَّد بْن سِماك.
وسمع بقُرْطبة: أَبَا عَبْد اللَّه بْن الحاجّ، وأبا الْحَسَن بْن مغيث.
وبالمَرِيَّة: أَبَا القاسم بْن وَرْد، وأبا الحَجّاج القُضاعيّ.
وسمع أيضا من: القاضي عياض، وعبد الله بن سهل الضّرير.
وأجاز له أبو مُحَمَّد بْن عتّاب، وغالب بْن عطيَّة، وأبو بحر الأَسَديّ.
ذكره الأَبّار فقال: وكان معدودا فِي الفُقهاء، صدْرًا فِي الشُّورَى والفُتْيا.
أَخَذَ عَنْهُ: أبو العبّاس بْن عُمَيْرة، وأبو القاسم الملاحيّ، وأبو الْوَلِيد إِسْمَاعِيل بْن يحيى الأزْديّ.
ووُلِد فِي سنة إحدى عشرة وخمسمائة. وهو آخر من روى عن غالب، وابن عتّاب.
وتوفّي غالب سنة ثمان عشرة وخمسمائة.
444- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [3] .
__________
[1] في التكملة لوفيات النقلة 1/ 427.
[2] انظر عن (عبد الله بن طلحة) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
[3] انظر عن (عبد الله بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 431 رقم 675.(42/352)
أبو الفضل العليميّ، أخو المحدّث عمر العليميّ.
روى عَن: أَخِيهِ.
وعن: نصْر بْن أَحْمَد بْن مقاتل.
وتُوُفّي فِي شعبان.
445- عَبْد اللَّه بْن أَبِي الفضل نصر بْن أَحْمَد بْن مزروع [1] .
أبو مُحَمَّد بْن الثّلاجيّ، الحَرْبيّ، التّاجر.
سمع: ابن الحُصَيْن، وأبا الْحُسَيْن بْن الفرّاء.
روى عَنْهُ: ابن خليل، والضّياء، والنّجيب عَبْد اللّطيف، وجماعة.
وبالإجازة: ابن أَبِي الخير، والفخر عليّ.
تُوُفّي فِي الخامس والعشرين من صفر، وله سبْعٌ وثمانون سنة.
446- عَبْد الحقّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن [2] .
أبو مُحَمَّد القَيْسيّ، المُرْسي. سِبْط عَبْد الحقّ بْن عطيَّة.
روى عَنْ: أَبِي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن سهل الضّرير، وأبي القاسم بْن حُبَيْش.
قال الأَبّار: كان متفنّنا فِي العلوم الشّرعيّة والنّظريّة مع دقَّة الذّهن، وجَودة النّظر، وقول الشِّعر.
وتُوُفّي فِي المحرَّم، وله تسعٌ وخمسون سنة.
447- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحمد بْن مُحَمَّد بْن العُمريّ [3] .
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن أبي الفضل) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 18 ط رقم 654، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 113، والجامع المختصر 9/ 56، والمختصر المحتاج إليه 2/ 177، 178، والمعين في طبقات المحدّثين 183 رقم 1951.
[2] انظر عن (عبد الحق بن محمد) في: تكملة الصلة لابن الأبّار 649، والوافي بالوفيات 18/ 66 رقم 60.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 432 رقم 677، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 239، والعبر 4/ 303، والمختصر المحتاج إليه 2/ 191، 192 رقم 838، وسير أعلام النبلاء 21/ 386 دون ترجمة، وشذرات الذهب 4/ 335.(42/353)
القاضي أبو الْحَسَن الْبَغْدَادِيّ، العدل.
وُلِد سنة خمس عشرة وخمسمائة.
وسمع: أَبَا القاسم بْن الحُصَيْن، وهبة اللَّه بْن الطَّبر، وأحمد بْن عليّ المُجْلي، وقاضي المَرِسْتان، وجماعة.
وأجاز له أبو عامر العَبْدَريّ، وأبو عَبْد اللَّه البارع.
ووُلّي قضاء الجانب الغربيّ، وهو منسوبٌ إِلَى محلَّة العُمريَّة من الجانب الغربيّ. ثُمَّ عُزِل فِي أواخر أمره بالقاضي عليّ بْن عَبْد الرشيد الهَمَذَانيّ. ثُمَّ ناب له.
روى عَنْهُ: ابن خليل، والضّياء، والنّجيب ابن الصَّيْقل، وجماعة.
وبالإجازة: القطْب بْن عصرون، وابن أَبِي الخير، والفخر عليّ، وآخرون.
تُوُفّي فِي ثاني عشر رمضان.
448- عَبْد الرَّحْمَن بْن سلطان بْن يَحْيَى بْن عَلِيّ بْن عَبْد الْعَزِيز بْن عليّ [1] .
زين القُضاة أبو بَكْر الْقُرَشِيّ، الفقيه، الشّافعيّ، الدَّمشقيّ، ولِد سنة ثمان وعشرين وخمسمائة.
وسمع من: جدّه القاضي أَبِي الفضْل يحيى، وأبي الفتح نصر اللَّه المصّيصيّ، وأبي الدُّرّ ياقوت الُّروميّ.
وأجاز له: الفُرَاويّ، وعبد المنعم بْن القُشَيْريّ، وزاهر الشّحّاميّ، وهبة اللَّه بْن الطّبر، وآخرون.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن سلطان) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 436، 437 رقم 687، والعبر 4/ 303، والإشارة إلى وفيات الأعيان 312، وسير أعلام النبلاء 21/ 386، 387 دون ترجمة، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 147 ب، والعقد المذهب لابن الملقّن، ورقة 162، والعسجد المسبوك 2/ 274، 275، والنجوم الزاهرة 6/ 181، وشذرات الذهب 4/ 335، 336.(42/354)
روى عَنْهُ: ابن خليل، والقُوصيّ، والزَّين بْن عَبْد الدّائم، وجماعة.
وبالإجازة: ابن أَبِي الخير، والمسلّم بن علّان.
وكان إماما فاضلا فقيها رئيسا متعبدا.
قال الضّياء: تُوُفّي فِي ذي الحجَّة ونِعْمَ الشّيخ كان. ودُفن بمسجد القدم.
449- عَبْد الرّحيم بْن أَبِي القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن الحَسَن بْن أَحْمَد بْن سهل [1] .
أبو الْحَسَن الشَّعريّ، الْجُرْجانيّ الأصل، النَّيْسابوريّ.
ثقة، صالح، خيّر، صحيح السّماع، عالي الإسناد. وهو أخو زينب الشّعْريَّة.
وُلِد سنة خمس عشرة، ويقال سنة ثمان عشرة وخمسمائة.
وسمع الكثير بإفادة والده. فسمع «صحيح مُسْلِم» من أَبِي عَبْد اللَّه الفُرَاويّ، وكتاب «السُّنَن والآثار» للبَيْهقيّ، من عَبْد الجبّار الخُواريّ، عن المصنَّف.
قال ابن نُقْطَة [2] : وقال لي بَدَل التبْرِيزيّ إنّه سمع «السُّنَن الكبير» من عَبْد الجبّار بْن عَبْد الوهّاب الدّهّان، عن البَيْهقيّ، و «الموطّأ» من هبة اللَّه السِّنْديّ، «وغريب الحديث» للخطّابيّ، من أَبِي عَبْد اللَّه الفُرَاويّ، و «مسْنَد أَبِي يَعْلى» من زاهر بْن طاهر، و «شُعَب الْإِيمَان» للبَيْهِقيّ، أكثره من الفُرَاويّ، وبعضه من زاهر، بسماعهما من البَيْهقيّ.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحيم بن أبي القاسم) في: التقييد 358 رقم 451، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 408، 409 رقم 635، والإعلام بوفيات الأعلام 246 وفيه وفاته سنة 597 هـ.، والعبر 4/ 303، والإشارة إلى وفيات الأعيان 312، وسير أعلام النبلاء 21/ 387 دون ترجمة، والنجوم الزاهرة 6/ 181، وشذرات الذهب 4/ 303.
[2] في التقييد 358.(42/355)
قلت: وسمع أيضا من إِسْمَاعِيل بْن أَبِي بَكْر القارِئ، ووجيه الشّحّاميّ، وجماعة.
وروى عَنْهُ بالإجازة أبو الحسن بْن الْبُخَارِيّ.
وتُوُفّي يوم الجمعة خامس المحرَّم.
450- عَبْد الرحيم بْن عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن المسلَّم بْن هلال [1] .
الرئيس نجم الدّين أبو البركات الأزْديّ الدَّمشقيّ، المعدّل.
روى عن: أَبِي القاسم الْحُسَيْن بْن البُن الأَسَديّ.
روى عَنْهُ: ابن خليل، والقُوصيّ.
وأجاز لابن أَبِي الخير.
وتُوُفّي فِي ثالث شعبان.
451- عَبْد الرّزّاق بْن أَبِي شجاع مُحَمَّد بْن أَبِي مُحَمَّد بْن المقرون [2] .
البغداديّ.
قرأ القرآن على أَبِيهِ.
وسمع من: ابن البطّيّ.
ودخل الشّام، ومصر.
ومات فِي المحرَّم.
452- عَبْد السّلام بْن أَبِي الخطّاب أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر [3] .
أبو عليّ الحربيّ المؤدّب.
وُلِد سنة خمس عشرة.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحيم بن عبد الواحد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 428، 429 رقم 669.
[2] انظر عن (عبد الرزاق بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 413 رقم 644، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 159.
[3] انظر عن (عبد السلام بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 434 رقم 681، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 141، والمختصر المحتاج إليه 3/ 37، 38 رقم 805.(42/356)
وسمع من: أَبِي بَكْر الْأَنْصَارِيّ، وأبي مَنْصُور القزّاز، وعبد الواحد بْن أَحْمَد بْن يوسف.
روى عَنْهُ: ابن خليل، والدّبيثيّ، والضّياء، والنّجيب عَبْد اللّطيف، والتّقيّ اليَلْدانيّ، وآخرون.
وبالإجازة: ابن أَبِي الخير، وابن الْبُخَارِيّ.
وتُوُفّي فِي شوّال.
453- عَبْد الصّمد بْن ظاعن بْن مُحَمَّد بْن محمود [1] .
الْقُرَشِيّ الزُّبَيْريّ، من أولاد الشّيوخ.
روى عن: أَبِي الوقت، وأبي مُحَمَّد بْن المادح.
تُوُفّي فِي المحرَّم.
454- عَبْد الْعَزِيز بْن أزهر بْن عَبْد الوهاب بْن أحمد بْن حمزة [2] .
أبو محمد البغداديّ السّبّاك.
ولد سنة أربع وعشرين.
وسمع من: أَبِي بَكْر الْأَنْصَارِيّ، وعبد الوهّاب الأنْماطيّ.
روى عَنْهُ: أبو عَبْد اللَّه الدُّبيثيّ، وقال: تُوُفّي فِي ربيع الأوّل.
قَالَ ابن النّجّار: سمعت منه، وكان شُرُوطيًّا لا بأس به.
455- عَبْد الْعَزِيز بْنِ الحَسَن بْنِ عليّ بْن مُحَمَّد بْن عليّ.
القاضي عزّ الدّين وَلَد مجد الدّين بْن الزّكيّ الْقُرَشِيّ.
روى عن: أسامة بْن مُنْقذ.
روى عَنْهُ: القُوصيّ، وقال: تُوُفّي فِي ذي القعدة وله ثلاث وثلاثون سنة.
__________
[1] انظر عن (عبد الصمد بن ظاعن) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 411 رقم 641، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 177، والمختصر المحتاج إليه 3/ 79 رقم 896.
[2] انظر عن (عبد العزيز بن أزهر) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 422 رقم 659، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 147، والمختصر المحتاج إليه 3/ 46 رقم 824، وتوضيح المشتبه 1/ 623 و 5/ 6.(42/357)
456- عَبْد الملك بْن زَيْدِ بْن ياسين [1] بْن زَيْدِ بْن قائد [2] بْن جميل.
الْإِمَام، خطيب دمشق ضياء الدّين التّغلبيّ [3] الأرقميّ، الدَّوْلَعيّ، المَوْصليّ، الفقيه الشّافعيّ.
ولد سنة سبع وخمسمائة، وقدِم دمشق فِي شبيبته فتفقّه بها.
وسمع من: أَبِي الفتح نصر اللَّه المصّيصيّ.
وتفقَّه ببغداد وسمع بها «جامع التِّرمذيّ» من عَبْد الملك بْن أَبِي القاسم الكَرُّوخيّ، و «سُنَن النَّسائيّ» من عليّ بْن أَحْمَد بْن محمويه اليَزْديّ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الطّاهر إِسْمَاعِيل بْن الأَنْماطيّ، وابن خليل، والشّهاب القُوصيّ، والتّقيّ بْن أَبِي اليُسْر، وطائفة سواهم.
تُوُفّي فِي ثاني عشر ربيع الأوّل وله إحدى وتسعون سنة إلّا أشهرا قليلة.
وروى عَنْهُ بالإجازة: أبو الغنائم بْن علان، وأبو العبّاس بْن أَبِي الخير.
وكان فقيها، مفتيا، عارفا بالمذهب.
__________
[1] انظر عن (عبد الملك بن زيد) في: معجم البلدان 2/ 486، والكامل في التاريخ 12/ 7178 وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 138، والمطبوع 15/ 250، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 511، وطبقات الفقهاء الشافعية 2/ 570 رقم 212، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 420، 421 رقم 657، وذيل الروضتين 31، والجامع المختصر 9/ 89، وتهذيب طبقات الفقهاء الشافعية للنووي (باريس 158) ورقة 112 والعبر 4/ 303، والإعلام بوفيات الأعلام 246، والمعين في طبقات المحدّثين 184 رقم 1960، وفيه:
«ضياء الدين بن عبد الملك» ، والإشارة إلى وفيات الأعيان 312، وسير أعلام النبلاء 21/ 350، 351 رقم 181، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 261 (7/ 187) ، والبداية والنهاية 13/ 33، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 148 أ، ب، والعقد المذهب، ورقة 73، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 365 رقم 331، وذيل التقييد 2/ 154، 155 قم 1336، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 248، وعقد الجمان 17/ ورقة 275، والنجوم الزاهرة 6/ 181، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 214، وشذرات الذهب 4/ 336، والأعلام 4/ 304.
[2] تصحّف «قائد» إلى «فائد» في: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي.
[3] تحرّفت في طبقات الشافعية الكبرى للسبكي إلى «الثعلبي» .(42/358)
وُلّي خطابة دمشق مدَّةً طويلة، ودرّس بالغزاليَّة. وكان على طريقةٍ حميدة.
والدَّوْلَعيَّة: من قرى الموصل، وقائد: بالقاف، والتّغلبيّ: بالثّلاثة [1] .
ووُلّي بعده الخطابة ابن أَخِيهِ جمال الدّين مُحَمَّد بْن أَبِي الفضل بجاه فَلَك الدّين أخي الملك العادل فبقي فِي الخطابة إِلَى أن مات سنة خمسٍ وثلاثين وستّمائة رحمه اللَّه.
457- عَبْد الواحد بْن عبد اللَّه بْن حَيْدرة بْن المحسّن [2] .
أبو المحاسن السُّلَميّ، الدَّمشقيّ، الحنبليّ.
سِبْط أَبِي القاسم الْحُسَيْن بْن البُنّ.
وُلِد سنة ثلاث عشرة وخمسمائة. وسمع فِي كِبَره من جدّه.
وكان عطّارا بدمشق.
روى عَنْهُ: يوسف بْن خليل، وغيره.
وبالإجازة: ابن أَبِي الخير.
وتُوُفّي فِي ثامن عشر ربيع الآخر، رحمه اللَّه تعالى.
458- عَبْد الوهّاب بْن مُحَمَّد.
أبو مُحَمَّد القَيْسيّ، الأندلسيّ، الأديب، خطيب مالقة.
ورع عالم، متقلِّل مِنَ الدّنيا. وله النَّثْر والنَّظْم.
تُوُفّي فِي شوّال، وقد شاخ.
ومن شِعره:
الموتُ حصّاد بلا منجْل ... يسطو على القاطن والمنجلي
لا يقبل العُذر على حالةٍ ... ما كان من مُشْكلٍ أو من جلي
__________
[1] هكذا في الأصل، مع أنه ذكر «التغلبي» بالتاء المثنّاة. وقيّدها المنذري بالحروف فقال:
بفتح التاء ثالث الحروف وسكون الغين المعجمة وبعد اللام المفتوحة باء موحّدة.
[2] انظر عن (عبد الواحد بن عبد الله) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 422، 423 رقم 661.(42/359)
وله:
بإحدى هَذِهِ الخيمات جارةٌ ... ترى قتْلي وتعذيبي تجارة
وكم ناديت: يا سولي ارحمينا ... فلسنا بالحديث ولا الحجارة
459- عفيفة بِنْت طارق بْن سِنان [1] .
أخت المحدّث أَحْمَد بْن طارق الكركيّ.
سمعت من: سَعِيد بن البَنّاء، وَأَبِي بَكْر بن الزّاغُونيّ، وجماعة.
وحدَّثت.
سمع منها: جَعْفَر بْن مُحَمَّد العبّاسيّ ويوسف بْن خليل.
وتُوُفّيت فِي المحرَّم ببغداد رحمها اللَّه تعالى.
460- عليّ بْن عتيق بْن عِيسَى بْن أَحْمَد [2] .
أبو الْحَسَن الْأَنْصَارِيّ، الخزرجيّ، القُرْطُبي. أحدُ القرّاء.
أَخَذَ القراءات عن: أَبِي القاسم بْن الفَرَس، وأبي جَعْفَر البطروجيّ، وأبي العبّاس ابن زرقون.
وحدّث عن: أَبِي مُحَمَّد الرُّشاطيّ، وأبي عَبْد اللَّه بْن أَبِي إحدى عشرة، وأبي الْحَسَن بْن مُغِيث، وأبي القاسم بْن بَقِيّ، وأبي بَكْر بْن العربيّ، وجماعة.
وحجّ، فسمع من أَبِي طاهر السِّلَفّي.
ذكره الأَبّار [3] فقال: شيوخه ينيفون على مائة وخمسين شيخا. وكان بصيرا بالقراءات والحديث. يشارك فِي عِلم الطّبّ ونظْم الشّعر. وصنّف في الطّبّ والأصول.
__________
[1] انظر عن (عفيفة بنت طارق) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 414 رقم 646.
[2] انظر عن (علي بن عتيق) في: التكملة لابن الأبّار 3/ ورقة 70، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة ج 5 ق 1/ 256- 264، وصلة لابن الزبير 115- 117، ومعرفة القراء الكبار 2/ 577- 578 رقم 534، وغاية النهاية 1/ 555.
[3] في تكملة الصلة 3/ ورقة 70.(42/360)
سمع منه: أبو الْحَسَن بْن الفضل الحافظ المقدسيّ، وشيوخنا أبو عَبْد اللَّه التّجيبيّ، وأبو الرَّبِيع بْن سالم، وأبو الْحَسَن بْن فيرُّه.
وتُوُفّي وله خمسٌ وسبعون سنة.
وقال ابن الزُّبَير [1] : شارك فِي الكلام، والأصول، والطّبّ. فِي خطّهِ أوهام، وفيه غفلة مُخِلَّة.
حدَّث عَنْهُ: أبو الْحَسَن بْن القطّان، ويعيش بْن القديم، وشيخنا أبو الْحَسَن الغافقيُّ لِقيه بفاس، وكان آخر مَن حدَّث عَنْهُ.
461- عليّ بْن مُحَمَّد بْن غُلَيْس [2] ، بغين معجمة.
أبو الْحَسَن اليمنيّ الزّاهد، نزيل دمشق.
كان عبدا صالحا، قانتا للَّه. جاور مدَّة بالكلّاسة.
قال شهاب الدّين أبو شامة [3] : له كرامات ظاهرة. حكى عَنْهُ شيخنا السّخاويّ أنّه قال: كنت مسافرا مع قافلة، فإذا سبُعٌ اعترضَنا، فتقدَّمت إليه وهو مقع على ذنبه، فقلت له كلاما رَأَيْته فِي النّوم كأنّي أقوله لسبُع، وهو: يا كلب أنتَ كلبُ اللَّه، وأنا عَبْد اللَّه، فاخضع واخنع لمن سكن له ما في السّماوات والأرض وهو السّميع العليم. فقلت له هَذا الكلام، ثُمَّ تقدَّمتُ فأدخلت يدي فِي فمه، وقلبت أسنانه، وشممت مِن فِيهِ رائحة كريهة، وأدخلت يدي بين أفخاذه، فقلبت خصيته.
وله من الكرامات غير ذلك. وكان يقول عن نفسه: ابن غليس ما يسوى فليس.
__________
[1] في صلة الصلة 115.
[2] انظر عن (ابن غليس) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 433 رقم 678، وذيل الروضتين 30، 31، والوافي بالوفيات 22/ 111، 112 رقم 64، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار، ورقة 12، 13 (باريس) ، وأخبار الزهاد لابن الساعي، ورقة 87، 88، وعقد الجمان 17/ ورقة 275، 276.
و «غليس» : بضم الغين وفتح اللام وسكون الياء آخر الحروف وبعدها سين مهملة.
[3] في ذيل الروضتين 30.(42/361)
وقال زكيّ الدّين المنذريّ [1] : تُوُفّي ليلة سابع عشر رمضان ودُفن بباب الصّغير بالقرب من أَبِي الدّرداء. وكان الجمع موفَّرًا ولم يبلغ ستّين سنة.
وقد سمع بالقدس من أَبِي مُحَمَّد القاسم بْن عساكر. وكان مشهورا بالصّلاح والخير [2] .
462- عليّ بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن يعيش [3] .
أبو الْحَسَن سِبْط قاضي القضاة أَبِي الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الدّامغانيّ.
شيخ متميّز نبيل، عالي الإسناد.
سمع من: هبة اللَّه بْن الحُصَيْن، وزاهر بْن طاهر، وهبة اللَّه بْن الطّبر، وغيرهم.
وكان مولده فِي شعبان سنة تسع عشرة.
روى عنه: أبو عبد الله الدبيثي، وابن خليل، والضّياء، وابن عَبْد الدّائم، وآخرون.
وبالإجازة ابن أبي الخير، والفخر عليّ.
وتُوُفّي فِي صفر رحمه اللَّه.
463- عليّ بْن يحيى بْن صلايا.
أبو الحسن العلويّ، البغداديّ.
__________
[1] في التكملة 1/ 433.
[2] من شعره:
ألا قل لمن كان يهوى سوانا ... هواه حرام ولكن هوانا
ومن كان يبغي رضا غيرنا ... له الويل أخطا ولكن رضانا
ألا قف وخيّم على بابنا ... تر الخير منّا جهارا عيانا
[3] انظر عن (علي بن محمد) في: مشيخة النعّال 142، 143، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 416 رقم 649، وتاريخ ابن الدبيثي (كمبرج) ورقة 157، 158، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار (باريس) ورقة 7، والجامع المختصر 9/ 87، والمختصر المحتاج إليه 3/ 136 رقم 1037، والعبر 4/ 304، وسير أعلام النبلاء 21/ 387 دون ترجمة، وشذرات الذهب 4/ 336.(42/362)
من بيت مشهور. ولي نظر أعمال دُجيل.
وتُوُفّي فِي شعبان.
464- عُمَر بْن عليّ بْن بقاء [1] .
أبو حَفْص ابن النّموذج الحرِيميّ، السّقْلاطونيّ.
سمع من: ابن الحُصَيْن.
ووُلِد بعد سنة عشر وخمسمائة.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، وابن خليل.
وبالإجازة ابن أَبِي الخير.
تُوُفّي ثاني عشر المحرَّم.
- حرف الفاء-
465- فرحة بِنْت قراطاش بْن طُنْطاش الظَّفَريّ العَوْنيّ [2] .
كان أبوها مَوْلَى عزّ الدّين بْن هبيرة الوزير. كنيتها أمّ الحيَا.
رَوَتْ عن: إِسْمَاعِيل بْن السَّمَرْقَنْديّ.
روى عَنْهَا: ابن خليل، والضّياء المقدسيّ، والنّجيب الحرّانيّ.
وبالإجازة: الفخر بْن الْبُخَارِيّ، وغيره.
وتوفّيت فِي ذي القعدة سنة تسعٍ. قاله ابن النّجّار.
وقال الدُّبيثيّ سنة ثمانٍ. فيُحرّر.
- حرف اللام-
466- لؤلؤ الحاجب العادليّ [3] .
__________
[1] انظر عن (عمر بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 409 رقم 637، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 198، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار (باريس) ورقة 112، والمختصر المحتاج إليه 3/ 103 رقم 947.
[2] انظر عن (فرحة بنت قراطاش) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 435 رقم (684) ، والمشتبه 2/ 489، وتوضيح المشتبه 9/ 443.
[3] انظر عن (لؤلؤ الحاجب) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 474 (سنة 596 هـ.) ، والتكملة(42/363)
من كبار الدّولة. وله مواقف مشهورة بالسّواحل. وكان مقدَّم الغُزاة حين توجّهوا إِلَى العدوّ الّذين قصدوا الحجاز فِي البحر المالح بعدَّة مراكب وشوكة، فأحاطوا بهم، واستولوا عليهم بأسرهم. وكانت غزوة عظيمة القدر، وقدِموا بالأَسرى إِلَى القاهرة، وكان يوما مشهودا.
تُوُفّي لؤلؤ بالقاهرة فِي صَفَر.
قال الموفّق عَبْد اللّطيف: كان شيخا أرمنيّا فِي الأصل، من أجناد القصر، وخدم مع صلاح الدّين مقدّما للأصطول. وكان حيثما توجّه فتح وانتصر وغنم. أدركتُه وقد ترك الخدمة. وكان يتصدَّق كلّ يوم باثني عشر ألف رغيف مع قُدُور الطّعام. وكان يُضعّف ذلك فِي رمضان، ويضع ثلاثة مراكب، كلّ مركب طوله عشرون ذراعا مملوءة طعاما، ويدخل الفقراء أفواجا، وهو مشدود الوسط، قائم بنفسه، وبيده مغرفة، وَفِي الأخرى جرَّة سَمْن، وهو يُصْلح صفوف الفُقراء، ويقرّب إليهم الطّعام، ويبدأ بالرجال، ثُمَّ بالنّساء، ثُمَّ بالصّبيان. ومع كَثرتهم لا يزدحمون لِعلمهم أنّ المعروف يعمّهم.
فإذا فرغوا بَسَط سِماطًا للأغنياء يعجز الملوك عن مثله.
ولمّا كان صلاح الدّين على حَرّان توجّه فرنج الكَرَك والشَّوْبك لينبشوا الحُجرة النّبويّة، وينقلوه إليهم، ويأخذوا من المسلمين جُعْلًا على زيارته، فقام صلاح الدّين لذلك وقعد، ولم يمكنه أن يتزحزح من مكانه، فأرسل إِلَى سيف الدّولة ابن مُنقذ نائبة بمصر أنْ جَهِّزْ لؤلؤ الحاجب. فكلّمه فِي ذلك فقال: حسبك، كم عددهم؟ قال: ثلاثمائة ونيّف كلّهم أبطال.
فأخذ قيودا بعددهم، وكان معهم طائفة من مرتدَّة العرب، ولم يبق بينهم وبين المدينة إلّا مسافة يوم، فتداركهم وبذل الأموال، فمالت إليه العرب للذهب، واعتصم الفرنج بجبلٍ عالٍ، فصعد إليهم بنفسه راجلا فِي
__________
[ () ] لوفيات النقلة 1/ 417 رقم 650، والعبر 4/ 304، وسير أعلام النبلاء 21/ 384، 385 رقم 193، وتاريخ ابن الفرات ج 4 ق 2/ 245، وشذرات الذهب 4/ 336.(42/364)
تسعة أنفُس، فخارت قوى الملاعين بأمرِ اللَّه تعالى، وقويت نفسه باللَّه، فسلّموا أنفسهم، فصفّدهم وقدِم بهم القاهرة. وتولّى قتْلهم الفقهاء، والصّالحون، والصُّوفيَّة.
- حرف الميم-
467- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن خَلَف [1] .
أبو عَبْد اللَّه الْأَنْصَارِيّ، المالقيّ.
قال الأَبّار: أَخَذَ القراءات عَنْ أَبِي الْحَسَن شُرَيْح، وأبي العبّاس ابن حرب المسيليّ، وسمع منهما.
وتُوُفّي فِي شوّال بمالقة. وقد نيّف على الثّمانين.
468- مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيم [2] .
الْأَنْصَارِيّ أبو عَبْد اللَّه الغَرْناطيّ.
ويُعرف بابن بداوة.
سمع: أَبَا بَكْر بْن العربيّ، وإبراهيم بْن منيه الغافقيّ، وغيرهما.
وكان من أبرع النّاس خطّا.
أَخَذَ عَنْهُ: أبو القاسم الملّاحيّ، وغيره.
حدَّث فِي أوائل هَذِهِ السّنة. ولم يؤرّخ الأبّار له وفاة.
469- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن سُلَيْمَان بْن عُثْمَان بْن هاجر [3] .
أبو عَبْد اللَّه الْأَنْصَارِيّ، البَلَنْسيّ، الْمُقْرِئ.
أَخَذَ القراءات عن: أَبِي بَكْر بْن نمارة، ويحيى بْن مُحَمَّد.
وحجّ فسمع من السّلفيّ. وبمكّة سمع «الصّحيح» من عليّ بن عمّار الأطرابلسيّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
[2] انظر عن (محمد بن الحسن) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
[3] انظر عن (محمد بن عبد الله) في: تكملة الصلة، وغاية النهاية 2/ 179 رقم 3158.(42/365)
أَخَذَ عَنْهُ: أبو الْحَسَن بْن فِيرُّه، وأبو الرَّبِيع بْن سالم، وأَبُو عَبْد اللَّه بْن أَبِي البقاء.
قال الأَبّار: كان من أَهْل الصّلاح والفضل والورع، محترفا بالتّجارة.
تُوُفّي فِي المحرَّم.
470- مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن [1] .
أبو عَبْد اللَّه الرُّعَيْنيّ السَّرَقُسْطيّ المتكلِّم. ويُلَقَّب بالرُّكن.
كان رأسا فِي الأُصول والكلام. يُقرئ «الإرشاد» للُجَويْنيّ، وغيره بالأندلس.
أَخَذَ عَنْهُ: أبو الْحَسَن بْن خَرْوف، وأبو سُلَيْمَان بْن حَوْط اللَّه.
كان حيّا فِي هَذَا العام.
471- مُحَمَّد بْن العلّامة أَبِي سعْد عَبْد الكريم بْن أَحْمَد بْن عَبْد الكريم بْن أَحْمَد بْن طاهر [2] .
الوزّان، التَّيْميّ، الصَّدْر، الفقيه، العلّامة، عماد الدّين أبو عَبْد اللَّه الشّافعيّ الرّازيّ، مصنَّف «شرح الوجيز» .
تُوُفّي بالريّ فِي ربيع الآخر، ودُفِن فِي جوار يوسف بْن الْحُسَيْن الرّازيّ [3] .
472- مُحَمَّد بْن عَلِيّ [4] بْن الْحُسَيْن [5] بْن مُحَمَّد بْن علي.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الكريم) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 423، 424 رقم 663، وتاريخ ابن الدبيثي (شهيد علي 1870) ورقة 67، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 1210، والعبر 4/ 305، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 77، والوافي بالوفيات 3/ 282 رقم 1325، وشذرات الذهب 4/ 337، ومعجم المؤلفين 10/ 186.
[3] وهو رئيس الريّ وابن رئيسها والمقدّم على سائر الطوائف، كان من كبار الشافعية نبيلا فاضلا له مكانة على الملوك والسلاطين ومنزلته عندهم رفيعة.
[4] انظر عن (محمد بن علي بن الحسين) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد 2/ 140 رقم 372، والمختصر المحتاج إليه 1/ 97، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 413، 414 رقم 645، وسير أعلام النبلاء 21/ 354، 355 رقم 185.
[5] في ذيل تاريخ مدينة السلام: «الحسن» .(42/366)
أبو الْحَسَن بْن قاضي العراق أَبِي القاسم بْن نور الهُدى أَبِي طَالِب الزَّينبيّ، الهاشميّ.
سمع من: قاضي المَرِسْتان أَبِي بَكْر، وأبي بَكْر مُحَمَّد بْن القاسم الشَّهْرَزُورِيّ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه بْن النجّار وقال: كان شيخا صالحا ساكنا خاشعا صدوقا. افتقر فِي آخر عمره فقرا مُدْقِعًا، وكان صابرا راضيا. وكان خليا من العلم.
تُوُفّي فِي الخامس والعشرين من المحرَّم، وقد نيّف على السّبعين [1] .
473- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن عَلِيّ بْن عَبْد العزيز بْن عَلِيّ [2] .
قاضي قُضاة الشّام محيي الدّين، أبو المعالي ابن قاضي القضاة زكي الدين أبي الحسن ابن قاضي القُضاة المنتجب، أبو المعالي ابن قاضي القضاة الزّكيّ أَبِي الفضل القُرَشيّ، الدَّمشقيّ، الشّافعيّ.
__________
[1] وقال ابن الدبيثي: سمع منه أصحابنا، ولقيته وطالبت منه السماع فأجاب وما قدّر ذلك فتوفي قبل أن نجتمع به.
[2] انظر عن (محمد بن علي بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 429 رقم 671، وذيل الروضتين 21، 32، والدرّ المطلوب 153، ومفرّج الكروب 3/ 133، ووفيات الأعيان 3/ 364، والعبر 4/ 305، ودول الإسلام 2/ 79، والإشارة إلى وفيات الأعيان 312، والإعلام بوفيات الأعلام 246، وسير أعلام النبلاء 21/ 358- 360 رقم 187، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 89 (6/ 157- 159) ، ومرآة الجنان 3/ 495، والبداية والنهاية 13/ 32، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 149 ب، 150 أ، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 9، 10، والوافي بالوفيات 4/ 169- 171 رقم 1706، والعقد المذهب لابن الملقّن، ورقة 164، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 372 رقم 340، وتاريخ ابن الفرات ج 4 2/ 243، 244، وعقد الجمان 17/ ورقة 275، والمقفى الكبير 6/ 342- 344 رقم 2824، وفوات الوفيات 4/ 229 رقم 594، ومعجم الشافعية لابن عبد الهادي، ورقة 46، وقضاة دمشق للنعيمي 52، وشذرات الذهب 4/ 337، والنجوم الزاهرة 6/ 181، والتاج المكلل للقنوجي 111، والأعلام 7/ 168.(42/367)
ولد سنة خمسين وخمسمائة، وقرأ المذهب على جماعة.
وسمع من: والده، وعبد الرحمن بن أبي الحسن الداراني، وسعيد بن سهل الفلكي، والصائن هبة الله بن عساكر، وأبي المكارم عَبْد الواحد بْن هلال، وجماعة.
وهو من بيت القضاء والحشمة والأصالة والعِلم.
روى عَنْهُ: الشّهاب القُوصيّ فِي «معجمه» ، والمجد بْن عساكر، وغيرهما.
وبالإجازة أَحْمَد بْن أَبِي الخير.
وعاش ثمانيا وأربعين سنة.
وكان أديبا، مُنشِئًا، بليغا، مُدْرَهًا، فصيحا، مفوَّهًا.
ذكره أبو شامة [1] فقال: كان عالما صارما، حَسَن الخطّ واللَّفْظ. وشهِد فتح بيت المقدس، فكان أوّل من خطب به بخطبةٍ فائقة أنشأها.
وكانت بيده أوقاف الجامع الأُمويّ، وغيره. ثُمَّ عُزِل عَنْهَا سنة موته، وتولّاها شمس الدّين ابن البينيّ ضمانا، فبقي إِلَى سنة أربع وستّمائة، وعُزِل.
وتولّاها الرّشيد ابن أخته ضمانا بزيادة ثلاثة آلاف دينار، ثُمَّ عُزِل فِي أثناء السّنة. وأُبطِل الضّمان، وتولّاها المعتمد والي دمشق.
قال: وكان محيي الدّين قد اضطرب فِي آخر عُمره، وجرت له قضية مع الإسماعيليَّة بسبب قتْل شخصٍ منهم، ولذلك فتح له بابا سرّا إلى الجامع من دارهم الّتي بباب البريد لأجل صلاة الجمعة.
قال: وأثنى عليه الشّيخ عماد الدّين بْن الحَرَسْتانيّ وعلى فصاحته وحِفْظه لِما يلقيه مِنَ الدّروس.
قال: وتُوُفّي وله ثمان وأربعون سنة. وكذا ابنه القاضي الطاهر.
__________
[1] في ذيل الورضتين 31، 32.(42/368)
وكان يَنْهَى عن الاشتغال بكُتُب المنطِق والجدل، وقطّع كُتُبًا من ذلك فِي مجلسه.
وكان قد تظاهر بترك النّيابة فِي القضاء عن القاضي ابن أَبِي عصرون، فأرسل إليه السّلطان صلاحُ الدّين مجدَ الدّين بْن النّحّاس والد العماد عَبْد اللَّه الراويّ، وأمره أن يضرب على علامته فِي مجلس حُكْمه، ففعل به ذلك، فلزِم بيته حياء، وطلب ابن أَبِي عصرون من يَنوب عَنْهُ، فأشاروا عليه بالخطيب ضياء الدّين الدَّوْلَعيّ، فأرسل إليه خِلعةَ النّيابة مع البدْر يُونُس الفارِقيّ، فردّه وشتمه، فأرسل إلى جمال الدّين بن الحرستانيّ، فناب عَنْهُ.
قلت: ثُمَّ بعد هَذَا تُوُفّي ابن أَبِي عصرون، ووُلّي المجبي القضاء، وعَظُمَت رُتبته عند صلاح الدّين، وسار إِلَى مصر رسولا من الملك العادل إِلَى الملك الْعَزِيز يحثّه على الجهاد، وعلى قصد الفرنج.
وأوّل ما خطب بالقدس قرأ أوّل شيء الفاتحة، ثُمَّ قرأ فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا 6: 45 [1] الآية، ثُمَّ أول الأنعام، والكهف، وحَمْدَلة النَّمل، وأوّل سبإ، وفاطر، ثُمَّ قَالَ: الحمد للَّه مُعِزّ الْإِسْلَام بنصره، ومُذِلّ الشِّرْك بقهره، ومصرّف الأمور بأمره، ومُدِيم النِّعَم بشُكْره، ومُستَدرج الكفّار بمكْره، قدّر الأيّام دولا بعدله، وجعل العاقبة للمتّقين بفضله، وأفاد على عباده من ظلّه، وأظهر دينه على الدّين كلّه، القاهر فوق عباده فلا يُمَانَع، والظّاهر على خليفته فلا يُنازَع، والآمر بما شاء فلا يُرَاجع، والحاكم بما يُريد فَلا يُدافَع.
أَحْمَده على إظفاره وإظهاره وإعزازه لأوليائه، ونصره لأنصاره، وتطهير بيته المقدّس من أدناس الشِّرْك وأوضاره، حَمَدَ مَن استشعر الحمْد باطن سرّه وظاهر جهاره، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ له الأحد الصَّمَد الّذي لم يَلِد ولم يولَد، ولم يكن له كُفُوًا أحد. شهادة مَن طهَّرَ بالتّوحيد قلبه، وأرْضَى به ربّه. وأشهد أن مُحَمَّدًا عبده ورسوله داحض الشّرك وداحض
__________
[1] سورة الأنعام، الآية 45.(42/369)
الإفْك، الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى المسجد الأقصى وعَرَج به إِلَى السّماوات العُلَى إِلَى سِدْرة المُنْتَهَى، عندها جَنَّة المأوى، ما زاغ البَصَر وما طَغَى.
ثُمَّ ترضّى عن الصّحابة، ثُمَّ ذكر الموعظة فأبلغ، مضمونها تعظيم بيت المقدس، وتعظيم الجهاد، والحثّ عليه، والدّعاء لصلاح الدّين.
وكان له يومئذٍ ثلاثُ وثلاثون سنة، واسمه على تثمين قبَّة النَّسْر بخطٍّ كوفيّ بفَصٍّ أبيض، وهو ظاهرٌ فِي الجهة الشرقيَّة، فِيهِ أنّ ذلك فُصِّصَ فِي مباشرته.
تُوُفّي فِي سابع شعبان.
474- مُحَمَّد بْن عُمَر بْن عَبْد اللَّه.
أبو بَكْر الصّائغيّ، المَرْوَزِيّ، السّنْجيّ.
قال أبو العلاء الفَرَضيّ: هُوَ شيخ صالح.
سمع: يوسف بْن أيّوب الهَمَذَانيّ الزّاهد، وأبا شجاع عُمَر البِسْطاميّ، وأبا الفتح محمد بن عبد الرحمن الكشميهني، وعمر بن مُحَمَّد السَّرْخسيّ.
تُوُفّي فِي المحرَّم.
475- مُحَمَّد بْن محمود بن أحمد بن عليّ ابن الصّابونيّ [1] .
الصُّوفيّ أبو عَبْد اللَّه.
وُلِد بمكَّة ونشأ ببغداد، وسمع الكثير من: سَعِيد بْن أَحْمَد بْن البنّاء، وأبي الوقت، وجماعة.
وبالثّغر من السَّلفَيّ.
روى عَنْهُ: يوسف بْن خليل، وقال: مات بدمشق في شعبان سنة 598.
__________
[1] انظر عن (محمد بن محمود) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 429 رقم 670، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 138، والمختصر المحتاج إليه 1/ 135.
وانظر مقدّمة كتاب تكملة إكمال الإكمال 30، 31.(42/370)
476- مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الحَسَن بْن عليّ [1] .
أبو عَبْد اللَّه الرَّبْعيّ الكِرْكِنتي [2] ، القَيْروانيّ، الفقيه، المالكيّ.
تُوُفّي وله إحدى وتسعون سنة.
وقد حدَّث عن: أَبِي الحَجّاج يوسف بْن عَبْد الْعَزِيز المَيُورقيّ.
تُوُفّي فِي سلْخ ذي الحجَّة بالإسكندريّة [3] .
477- مُبَادر ابن الأجلّ أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مبادر [4] .
الأَزَجيّ، الكاتب، الشّافعيّ.
تفقّه وناظر وتكلَّم فِي مسائل الخلاف.
وحدَّث عن ابن البطّيّ، وغيره.
478- محمود بْن الْحُسَيْن بْن الْحَسَن بْن أَحْمَد [5] .
أبو الثّناء السّاويّ، الصُّوفيّ. لَقَبُه: مخلص الدّين. وهو والد المُسْنِد يوسف السّاوي.
وُلِد سنة إحدى عشرة وخمسمائة.
وسمع فِي الكهولة من السِّلَفيّ مع ولده.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أبي بكر) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 437 رقم 688، والمقفّى الكبير 7/ 106 رقم 3193.
[2] الكركنتي: نسبة إلى كركنت، بكسر الكافين بينهما راء مهملة ساكنة، وبعدها نون ثم تاء مثنّاة من فوق، قرية من قرى القيروان.
[3] ولد في أثناء سنة سبع وخمسمائة، وكان منقطعا متورّعا. أقام بالإسكندرية، ورحل إلى بغداد، وتفقّه بها وبديار مصر، وصار إماما من أئمّة الإسكندرية والمدرّسين بها، والمعوّل عليه في الفتاوى والنوازل الكبار، يسار إليه في ذلك، وكتب كثيرا.
وكان حافظا متقنا عارفا بإلقاء المسائل بصيرا بالجواب عنها، ورفع الاعتراض وتحريرها، ويذكر حديثا كثيرا من أحاديث الأحكام، ويحكي حكايات كثيرة في معنى المسائل.
[4] انظر عن (مبادر بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 430، 431 رقم 673، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 298، 299 (7/ 274) ، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 125، والعقد المذهب لابن الملقن، ورقة 261، ومعجم الشافعية لابن عبد الهادي، ورقة 73.
[5] انظر عن (محمود بن الحسين) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 440 رقم 696.(42/371)
وحدَّث. وكان صالحا خيّرا.
تُوُفّي بمصر.
479- محمود بْن سُلَيْمَان بْن سَعِيد [1] .
الْبَغْدَادِيّ، ويعرف بابن المحتسب.
مَوْصِليّ أديب، فاضل، شاعر، مُحسِن بديع القول.
مدح صاحبَ الموصل، وقدِم بغداد فسكنها، وولي نظر الأوقاف.
وعاش ستّا وستّين سنة. وتُوُفّي فِي ثالث شعبان بالموصل.
ومن شِعره:
أهابُ وصْفَ الخمر فِي إهابها ... يا حَبَّذا اللؤلؤ من حَبَابها
حيِّي بها السّاقي وقد أقعدهُ ... سُكْرٌ فزيد الشُّكر إذ حَبَا بها
اعْنَ بها يا أيُّها المغْرَى بها ... وأَسْلف النُّضَار فِي أعنابها
ثَوَى بها كلّ سرورٍ عندنا ... وإثْمُها أكبرُ من ثوابها
480- محمود بْن عَبْد المنعم بْن مُحَمَّد بْن أسد بْن عليّ [2] .
أبو الهمام التّميميّ، الدّمشقيّ.
ولد سنة عشرة وخمسمائة.
وسمع من جمال الْإِسْلَام أَبِي الْحَسَن السُّلَمي «معجمَ ابن جُمَيْع» .
روى عَنْهُ: يوسف بْن خليل، وإسحاق بْن الخضِر بْن كامل السُّكَّريّ، والحافظ الضّياء، والفقيه مُحَمَّد اليُونِينيّ، وموسى بْن راجح، وجماعة، والشّهاب القُّوصيّ وقال: لَقَبُه شرف الدّولة.
روى عَنْهُ إجازة: أَحْمَد بْن أَبِي الخير، وغيره.
__________
[1] انظر عن (محمود بن سليمان) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 442 رقم 70، والجامع المختصر 9/ 90- 92، والبداية والنهاية 13/ 34، وعقد الجمان 17/ ورقة 276، 277.
[2] انظر عن (محمود بن عبد المنعم) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 424 رقم 666، وسير أعلام النبلاء 21/ 387 دون ترجمة، والعبر 4/ 305، 306، وشذرات الذهب 4/ 338.(42/372)
وتُوُفّي فِي حادي عشر جُمادى الأولى.
481- محمود بْن مُحَمَّد بْن قُلْ هُوَ اللَّه خُوان.
أبو القاسم الأصبهانيّ.
تُوُفّي عن بضع وسبعين سنة.
- حرف النون-
482- نصر اللَّه بْن سلامة بْن سالم [1] .
أبو المعالي الهيتيّ، المقرئ.
تُوُفّي بالموصل أو بهيت.
روى عن: أَبِي الفتح الكَرُوخيّ، وأبي الفضل الأُرْمَوِيّ، وابن ناصر، وجماعة.
روى عَنْهُ: الحافظ ضياء الدّين، وابن خليل، واليَلْدانيّ، وسماعهم منه بالموصل.
ويُعرف بابن حَبَن [2] ، بمُهْمَلة وموحَّدة بالفتح. وهو أخو مَنْصُور. وهو من هِيت البلد الّذي فوق الأنبار على الفُرات.
وأمّا هِيت الّتي من أعمال زَرْع فنُسب إليها جماعة من الرُّواة.
تُوُفّي فِي جمادى الأولى [3] .
__________
[1] انظر عن (نصر الله بن سلامة) في: التقييد 468 رقم 631، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 428 رقم 668، وتاريخ إربل 1/ 102، 103 رقم 36، وتلخيص مجمع الآداب 1/ 546، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي 15/ 356، وتوضيح المشتبه 3/ 74 و 9/ 159.
[2] ويقال: «حبان» .
[3] وقال ابن المستوفي: شيخ صالح، ومحدّث صادق ثقة، سمع الكثير وكتب بخطّه الكثير، وكان زمن الرجلين، إذا مشى اعتمد على غيره وانكفأ مائلا إلى كلا جانبيه.
حدّثني- رحمه الله- أنه قرأ في يوم واحد ثلاث ختمات محرابية أو دون ذلك بقليل- الشكّ مني- أدّى فيها الحروف مبيّنة. لقي عدّة كثيرة من المشايخ وسمع عليهم.. وأجاز له خلق كثير. كان له أملاك بهيت فباعها وخرجت عن يده. وقرأ في ليلة نصف شعبان الختمة واقفا على قدميه لم يتروّح إلى قعود في ركعتين، على ضعف فيهما شديد. وكان نظيف اللباس، متجنّبا سائر الأنجاس.(42/373)
483- نَصْر بْن مُحَمَّد بْن مقلّد [1] .
الْإِمَام أبو الفتح القُضاعيّ، الشَّيْزَريّ، الفقيه الشّافعيّ، الملقَّب بالمُرْتَضَى. من علماء الدّيار المصريَّة.
تفقَّه على: أَبِي حامد مُحَمَّد بْن مُحَمَّد البَرَويّ، وأبي سعْد عَبْد اللَّه بْن أَبِي عصرون.
وسمع بدمشق من الحافظ ابن عساكر. وسكن مصر، ودرّس بالقرافة بمدرسة الشّافعيّ.
وحدَّث.
- حرف الهاء-
484- هبة اللَّه بْن الْحَسَن بْن أَبِي سعْد المظفَّر بْن الْحَسَن بْن المظفَّر [2] .
أبو القاسم الهَمَذَانيّ الأصل، البغداديّ، المراتبيّ، المعروف بالسِّبْط، سِبْط ابن لال.
ولد في حدود سنة عشر وخمسمائة.
سمع من: أَبِيهِ أَبِي عليّ، وأبي نصر أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن رضوان، وأبي العزّ أَحْمَد بْن كادَش، وأبي القاسم بْن الحُصَيْن، وأبي غالب بن البنّاء، وأبي
__________
[ () ] أخذت عنه كثيرا من أجزائه. (تاريخ إربل) .
[1] انظر عن (نصر بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 440 رقم 695، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 8/ 389، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 115، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 151 ب، والعقد المذهب، ورقة 165، وتاريخ ابن الفرات ج 4/ 244، ومعجم الشافعية لابن عبد الهادي، ورقة 97.
[2] انظر عن (هبة الله بن الحسن) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 512، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 410، 411، رقم 640، وذيل الروضتين 30، والجامع المختصر 9/ 85، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 243 رقم 188، والعبر 4/ 306، والمختصر المحتاج إليه 3/ 221 رقم 1285، وميزان الاعتدال 4/ 292 رقم 9202، وسير أعلام النبلاء 21/ 352، 353 رقم 182، وعقد الجمان 17 ورقة 276، والنجوم الزاهرة 6/ 181، وشذرات الذهب 4/ 238، ولسان الميزان 6/ 188 رقم 669.(42/374)
بَكْر مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن المَزْرَفيّ، وأبي الْحُسَيْن بْن الفرّاء، وعليّ بْن عَبْد القاهر بْن آسة الفَرَضيّ، وعبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن شاتيل، وإسماعيل بْن أَبِي صالح المؤذّن، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الدُّبِيثيّ [1] وقال: كان صحيح السّماع، فِيهِ تسامح فِي الأمور الدّينيَّة، وأبو مُوسَى بْن عَبْد الغنيّ، وابن خليل، والضّياء، واليَلْدانيّ، والنّجيب، وابن عَبْد الدّائم، وآخرون.
وبالإجازة: ابن أَبِي الخير، والفخر بْن الْبُخَارِيّ.
وتُوُفّي فِي العشرين من المحرَّم.
وقيل إنّه وُلِد فِي رجب سنة ثلاث عشرة.
قال ابن نُقْطَة: كان غير مَرْضِيّ السّيرة فِي دينه.
وقال ابن النّجّار: كان فَهِمًا، ذَكيًّا، حَفَظَة للشَّعر والنّوادر، ظريفا، برع فِي عمل السّكاكين وعمل الشّطرنج عاجٍ وأَبَنُوس، وزِنة حبّتين وأرزّة كان مثل الخردل، وأشكاله مفسَّرة. ثُمَّ كبَر وعجز، وساءت أخلاقه، وصار وسِخًا، وقذِرًا لا يتّقي النّجاسة. ولم يكن فِي دينه بذاك. وكان يسبّ أَبَاهُ كيف أسمعه وكان مع فَقْره وعسارته لا يطلب شيئا على الرّواية.
485- هبة اللَّه، ويسمّى أيضا سيّد الأهل، بْن عليّ بْن مَسْعُود بْن ثابت بْن هاشم بْن غالب [2] .
أمين الدّين، أبو القاسم الأَنْصَاري، الخَزْرَجيّ، المنسْتِيريّ الأصل،
__________
[1] في المختصر المحتاج إليه 3/ 221.
[2] انظر عن (هبة الله بن علي بن مسعود) في: معجم البلدان 1/ 760، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 414- 416 رقم 647، ووفيات الأعيان 6/ 67، والمختصر في أخبار البشر 3/ 107، والعبر 4/ 306، ودول الإسلام 2/ 79، والمعين في طبقات المحدّثين 182 رقم 1938، وسير أعلام النبلاء 21/ 390- 392 رقم 197، والإشارة إلى وفيات الأعيان 312، والإعلام بوفيات الأعلام 246، ومرآة الجنان 3/ 409، وذيل التقييد 2/ 297، 298 رقم 1666، والدليل الشافي 2/ 766، والنجوم الزاهرة 6/ 182، وحسن المحاضرة 1/ 176، وديوان الإسلام 1/ 309 رقم 7486 وشذرات الذهب 4/ 238، والأعلام 8/ 75.(42/375)
البُوصِيريّ، ثُمَّ الْمَصْرِيّ المولد والدّار، الأديب، الكاتب.
ولد سنة ستّ وخمسمائة، وعاش اثنتين وتسعين سنة. وكان مُسْنِد ديار مصر فِي وقته.
سمع مع السِّلَفيّ، وبقراءته من: أَبِي صادق المَدِينيّ، وأبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن بركات السّعيديّ، وأبي الْحَسَن عليّ بْن الْحُسَيْن الفرّاء، وسلطان بْن إِبْرَاهِيم، والخَفِرَة بِنْت مبشّر بْن فاتك، وغيرهم.
وانفرد بالسّماع منهم. وأجاز له أبو الْحَسَن الفرّاء، وابن الخطّاب الرّازيّ وقد سمع منهما.
وسمع من: أَبِي طاهر السِّلَفيّ.
وحدَّث بمصر والإسكندريّة، ورحل إليه المحدّثون، وقُصِد من البلاد.
روى عَنْهُ: ابن المفضل المقدسيّ، وابن خليل. والضّياء، وأبو الْحَسَن السّخاويّ، والرّشيد أبو الْحُسَيْن العطّار، والرّضَى عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد الْمُقْرِئ، وأبو سلمان الحافظ، والشَّرَف عَبْد اللَّه بْن أَبِي عُمَر، والزَّيْن أَحْمَد بْن عَبْد الملك، ومحمد بْن البهاء، وخطيب مَرْدا، وأحمد بْن زين الدّين، وأبو بَكْر بْن مكارم، ومحمد بْن عَبْد الْعَزِيز الإدريسيّ، وسليمان الأسْعرديّ، وأبو عُمَر بْن الحاجب، والملك المحسّن أَحْمَد بْن صلاح الدّين، وإسماعيل بْن عَبْد القويّ بْن عَزُون، وأبوه، وإسماعيل بْن صارم، وعبد اللَّه بْن حلّاق، وعبد الغنيّ بْن بنين، وخلْق كثير.
وأجاز لأحمد بْن أَبِي الخير.
وقد قرأت بخطّ أَحْمَد بْن الجوهريّ الحافظ أنّه قرأ بخطّ حسن بْن عَبْد الباقي الصَّقَلّيّ أنّه سَأَلَ أَبا القاسم البُوصِيريّ الإجازة لجميع المسلمين ممّن أدرك حياته فتلفّظ بالإجازة.
قلت: وتُوُفّي فِي ثاني ليلة من صفر.
وقال الضّياء المقدسيّ: كان شيخنا البُوصِيريّ ثقيل السَّمْع، فكنتُ إذا(42/376)
قرأتُ عليه أرفع صوتي، وكان يسمع بأُذُنه اليسرى أجود. وكان شرس الأخلاق.
وشاهدته يوما وشيخنا الحافظ عَبْد الغنيّ يقرأ عليه من الْبُخَارِيّ فجاء فِي الحديث: لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ له له المُلْك وله الحمد.. الحديث.
فقال أبو القاسم: ليس فِيهِ ويُحيى ويميت. فعلمت أنّه يسمع وللَّه الحمد.
- حرف الْيَاءِ-
486- يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِيسَى بْن عَبْد الرَّحْمَن [1] .
أبو العبّاس القُرْطُبيّ، المعروف بابن الحاجّ المجريطيّ.
ذكره الأَبّار فقال: أَخَذَ القراءات عن: أَبِيهِ، وعن: أَبِي زَيْدٍ الخَزْرَجيّ.
وسمع من: أَبِي مروان بْن مسرَّة، وأبي جَعْفَر البَطْروُجيّ، وأبي بكر ابن العربيّ.
وأخذ العربيّة عن أَبِي بَكْر بْن سمحون.
وأجاز له الشّيخ أبو عَبْد اللَّه ابن مَعْمَر، وغيره.
وولي قضاء جَيّان، ومُرْسِيَة وغَرْناطة. ثُمَّ قدِم بعد أَبِي الْوَلِيد بْن رُشْد لقضاء قُرْطُبة. وكان معدودا فِي رجالها، وذوي النّباهة مع الجزالة والعدالة والإيثار للحقّ والصَّدع به.
أقرأ القرآن وأسمع الحديث.
وروى عنه جماعة من شيوخنا.
وتُوُفّي فِي جُمادى الآخرة. وكان مولده في سنة تسع عشرة وخمسمائة.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن عبد الرحمن) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.(42/377)
وفيها وُلِد:
البدر أَحْمَد بْن شَيْبَان بْن تغلِب فِي آخر ربيع الآخر، وشمس الدّين مُحَمَّد بْن دَاوُد بْن إلياس التّغلبيّ، وعماد الدّين دَاوُد بْن يحيى القُرَشيّ والد الفنجاريّ، والشّهاب عَبْد الرحيم بْن يوسف ابن خطيب المِزَّة، فِي ذي القعدة، والشّيخ عَبْد البصير بْن عليّ المريوطيّ، والرّشيد عُمَر بْن إِسْمَاعِيل الفارقيّ، وإلياس بْن علوان الملقّن.(42/378)
سنة تسع وتسعين وخمسمائة
- حرف الألف-
487- أَحْمَد بْن عَبْد الْعَزِيز [1] .
أبو العبّاس الحربيّ، الخردليّ.
حدّث عن: عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن يوسف، وغيره.
تُوُفّي فِي ذي الحجَّة.
488- أَحْمَد بْن قاضي القضاة أَبِي طَالِب عليّ بْن عليّ بْن الْبُخَارِيّ [2] .
أقضى القُضاة أبو الفضل.
نابَ عن والده فِي القضاء بالحريم، وولي بعد ذلك قضاء العراق سنة أربعٍ وتسعين، وعُزِل بعد سنة بأبي الفضائل القاسم بْن يحيى الشّهْرزُوريّ، تُوُفّي فِي ذي الحجَّة، ولا أعلم له رواية.
489- أَحْمَد بْن عليّ بْن هلال بْن عَبْد الملك [3] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبد العزيز) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 468، 469 رقم 753، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 194.
[2] انظر عن (أحمد بن علي بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 468 رقم 751، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 205، 206، وذيل الروضتين 33، والجامع المختصر 9/ 113- 115، والجواهر المضية 1/ 82، والطبقات السنية 1/ ورقة 393.
[3] انظر عن (أحمد بن علي بن هلال) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 445، 446 رقم 707، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 205، والمختصر المحتاج إليه 1/ 198، والوافي بالوفيات 7/ 230 رقم 3185 ومعجم المؤلفين 2/ 25.(42/379)
أبو الفُتُوح الْبَغْدَادِيّ، القارئ المعروف بالمعمّم.
روى بالإجازة عن: أَبِي العزّ بْن كادَش، وأبي القاسم بْن الحصين.
سمع منه: أبو عبد اللَّه الدُّبيثيّ [1] ، وغيره.
وتُوُفّي رحمه اللَّه فِي صفر.
490- أَحْمَد بْن يحيى بْن أَحْمَد بْن عميرة [2] .
أبو العبّاس الضّبيّ الأندلسيّ.
أَخَذَ عن: أَبِي عَبْد اللَّه بْن حَميد.
وحجّ فأخذ عن: أَبِي الطّاهر بْن عَوْف المالكيّ، وإسماعيل بن قاسم الزّيّات.
ونسخ بخطّه ما لا ينحصر. وحدَّث. وعاش بِضْعًا وأربعين سنة.
سقط عليه حائط بمَرْسِيَة فاستشهد فِي ربيع الآخر.
491- أَحْمَد بْن يحيى بْن إبراهيم بن سعود [3] .
__________
[1] وهو قال: كان شيخا فاضلا من قدماء قرّاء الديوان وكان يغنّي في صباه مع مظفّر التوثي، وله معرفة بالألحان. صنّف «تلقيح الأفهام في معرفة أسرار صور الأقلام» . وله شعر:
يا من إذا ما غاب عن ... عيني فقلبي معه
صل مدنفا حسن رضاك ... فيك قد أطمعه
صاح به حادي النوى ... فارتاع إذ أسمعه
شمل المنى مبدّد ... هل لك أن تجمعه؟
وقال: أتاني آت في المنام وقال لي:
أيّها الغافل لا يغررك ... ذا العمر القصير
قال: فاستيقظت وأتممته بقولي:
واغتنم ما فات منه ... فإلى اللحد المصير
وأعدّ الزاد للرحلة ... قد آن المسير
أو ما أنذرك الشيب ... وقد لاح القتير
[2] انظر عن (أحمد بن يحيى بن أحمد) في: تكملة الصلة لابن الأبّار 1/ 96، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة 3/ 653 رقم 872.
[3] انظر عن (أحمد بن يحيى بن إبراهيم) في: تكملة الصلة لابن الأبّار 1/ 92.(42/380)
أبو العبّاس العَبْدَريّ القُرْطبيّ.
سمع من: أَبِي جَعْفَر البطروجي، وأبي عَبْد اللَّه بْن أَبِي الخصال.
وكان كاتبا، بليغا، مفوَّهًا، ظريفا، حُلْو النّادِرة، قويّ العارِضة، بارع الكتابة بمرة.
له النَّظْم والنَّثْر. كتب لبعض ملوك الأندلس.
قال الأبّار: بلغني أنّ كُتُبه أبيعت بستَّة آلاف دينار. وتُوُفّي بمرّاكش.
وورّخه.
قلت: لعلّه عاش ثمانين سنة.
492- أَحْمَد بْن يوسف بْن الْحُسَيْن [1] .
أبو العبّاس بْن الْقِرْمِيسِينيّ، الْبَغْدَادِيّ.
وُلِد فِي سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة.
وسمع: أَبَا الفضل الأُرْمَوِيّ، وأبا الكَرَم الشّهرزُوريّ الْمُقْرِئ، وجماعة.
وأكثر التّطواف فِي الأرض للتّجارة حتّى دخل الهند، والتُّرك، واليمن، ورأى العجائب.
وسمع بنَيْسابور من: هبة الرَّحْمَن بْن عَبْد الواحد القُشَيْريّ.
ومات بالموصل فِي جُمادى الأولى.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ.
493- أَحْمَد بْن أَبِي النّجم بن نبهان بن محمد [2] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن يوسف) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 456، 457 رقم 729، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 237، 238، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 1989، والمختصر المحتاج إليه 1/ 225.
[2] انظر عن (أحمد بن أبي النجم) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 470 رقم 755، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 243.(42/381)
الشّيخ المعمّر أبو سالم الأَبْهَريّ، الزَّنْجانيّ، القاضي.
وهو أحمد بن سالم المذكور سنة 581. وما أحسبه بقي إِلَى هَذَا الوقت.
أجاز له الشَّيْخ أبو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الزَّنْجَريّ شيخ السِّلَفّي فِي الأربعين البلديَّة فِي سنة إحدى وخمسمائة وهو آخر مَن روى عَنْهُ فِي الدُّنيا.
حدَّث ببغداد، ومكَّة.
قال الحافظ المنذريّ: حُدِّثنا عَنْهُ. وتُوُفّي فِي هَذِهِ السّنة.
494- إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الصّقال [1] .
الفقيه أبو إِسْحَاق الطّيبيّ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ، الحنبليّ، المعدّل.
وُلِد سنة خمس وعشرين وخمسمائة. وتفقه على: القاضي أبي يعلى الصغير محمد بْن مُحَمَّد، وأبي حكيم بْن دينار النّهروانيّ.
وسمع من: أَبِي العبّاس بْن الطّلّاية، وابن ناصر، وسعيد بن البنّاء، وجماعة.
وكان ثقة ثبْتًا صالحا، إماما فِي الفرائض والحساب.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، والضّياء مُحَمَّد، وابن النّجّار، وغيرهم.
وتُوُفّي فِي أوّل ذي الحجَّة، وشيّعه خلْق، وحُمِل على الرءوس رحمه اللَّه.
495- إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن حسّان بْن جواد بن عليّ بن خزرج [2] .
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 467 رقم 750، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 265، والمختصر المحتاج إليه 1/ 234، 235، والذيل على طبقات الحنابلة 1/ 440- 442، وشذرات الذهب 4/ 339.
وقد أضاف الدكتور بشّار عواد معروف إلى مصادر الترجمة كتاب: «الوافي بالوفيات» ، وذلك في حاشيته رقم (2) على كتاب «التكملة لوفيات النقلة 1/ 467) ، وهو غير مذكور فيه.
[2] انظر عن (إسماعيل بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 464 رقم 473، والطالع السعيد للأدفوي 165، 166 رقم 95، وحسن المحاضرة 1/ 185، والخطط الجديدة 8/ 870(42/382)
القاضي الجليل، أبو الطّاهر بْن القاضي أَبِي عَبْد اللَّه الأنصاريّ، الفقيه المصريّ، الشّافعيّ.
رحل إِلَى بغداد وتفقّه على الْإِمَام أَبِي القاسم يحيى بْن فَضْلان.
وسمع الحديث.
وحدَّث عن مَنُوجِهْر شيئا قليلا.
تُوُفّي بمصر فِي رمضان [1] .
496- إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن يوسف [2] .
أبو الفتح المَرْوَزِيّ، الفاشانيّ [3] .
سمع: أَبَا سعد بْن السّمعانيّ الحافظ.
وببغداد: أَبَا الفتح بْن عَبْد السّلام.
وحدَّث بمرو.
وفاشان، بالفاء، من قرى بغداد.
وأمّا باشان القرية الّتي من هَرَاة فيقال لها فاشان أيضا منها أبو عُبَيْدة صاحب «الغريبين» ، وغيره.
وأمّا قاشان، بالقاف، فبلد مشهور بقرب قُمّ.
وأمّا قاسان، بالقاف وسين مهملة، فبلد كبير بما وراء النّهر، وأهله يعقدون القاف فيقولون كاسان.
وقاشان أيضا بُليدة بخُراسان، وناحية من أعمال أصبهان.
497- إِسْمَاعِيل بْن مظفّر بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن زيد بن ثابت [4] .
__________
[1] وقال الأدفوي: وكان حاكما بأسوان ومدرّسا بمدرستها.
[2] انظر عن (إسماعيل بن محمد بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 465، 466 رقم 748، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 248، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 578، و 1999، والمشتبه 2/ 494، وتوضيح المشتبه 7/ 23، وشذرات الذهب 4/ 339.
[3] تصحّفت النسبة في «شذرات الذهب» إلى: «القاشاني» .
[4] انظر عن (إسماعيل بن مظفّر) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 451 رقم 21، وتاريخ ابن(42/383)
أبو مُحَمَّد الكَرْخيّ، الشُّرُوطيّ، المعروف بابن المنجّم.
وُلِد سنة اثنتين وثلاثين، وسمع: مُحَمَّد بْن مُحَمَّد السّلّال، والمبارك بْن عليّ السِّمْذِيّ، والأُرْمَوِيّ، وجماعةٍ.
وتُوُفّي فِي ربيع الآخر.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ.
وأجاز للفخر عليّ.
- حرف الباء-
498- بركات بْن أَبِي غالب بْن نزّال بْن همّام [1] .
أبو محمد البغداديّ، السّقلاطونيّ.
سمع: أبا الحسن بْن الزّاغُونيّ، والقاضي أَبَا بَكْر، وإسماعيل ابن السَّمَرْقَنْديّ.
ويُسمّى أيضا بعبد اللَّه.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، وقال: تُوُفّي فِي ربيع الأوّل.
- حرف الحاء-
499- الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيم بْن مَنْصُور بْن الْحُسَيْن بْن قَحْطَبَة [2] .
أبو عليّ الفَرَغانيّ الأصل، الْبَغْدَادِيّ، الصُّوفيّ، المعروف بابن اشنانة.
وُلِد سنة إحدى عشرة وخمسمائة.
وسمع من: هبة اللَّه بْن الحُصَيْن، والحسن بن أحمد بن جكينا.
__________
[ () ] الدبيثي (باريس 5921) ورقة 249، والمختصر المحتاج إليه 1/ 246.
[1] انظر عن (بركات بن أبي غالب) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 448، 449 رقم 714، وتاريخ بن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 279، 280، والمختصر المحتاج إليه 1/ 261.
[2] انظر عن (الحسن بن إبراهيم) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 446، 447 رقم 709، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 3، 4، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 58، وسير أعلام النبلاء 21/ 393 دون ترجمة، والمختصر المحتاج إليه 1/ 277، وشذرات الذهبة 4/ 339.(42/384)
شيخ صوفيّ ظريف، حَسَن المذاكرة. صحِب الصُّوفيَّة برباط الزَّوْزنيّ.
قال الدُّبيثيّ [1] : لا بأس به. تُوُفّي فِي ثامن عشر صفر.
روى عَنْهُ: هُوَ، والضّياء، وابن خليل، والنّجيب عَبْد اللّطيف، والتّقيّ اليلدانيّ، وآخر من روى عَنْهُ بالإجازة الفخر عليّ.
500- الْحَسَن بْن عليّ بْن الْحَسَن.
أبو مُحَمَّد العبْديّ، الْبَصْرِيّ، الأديب، المُنشئ.
قدِم بغداد، وسمع من أَبِي ناصر، وعاد إِلَى بلده.
وسمع من غير ابن ناصر.
- حرف الدال-
501- دَاوُد بْن يوسف بْن إِبْرَاهِيم [2] .
أبو السّعادات الحربيّ، المؤدّب.
سمع: ابن الطّلّاية، وسعيد بن البنّاء.
وحدَّث.
وتُوُفّي فِي جُمادى الآخرة.
- حرف الزاي-
502- زمرّد خاتون [3] .
__________
[1] في المختصر المحتاج إليه 1/ 277، وتاريخه، ورقة 4.
[2] انظر عن (داود بن يوسف) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 459 رقم 733، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 46، والمختصر المحتاج إليه 2/ 61.
[3] انظر عن (زمرّد خاتون) في: الكامل في التاريخ 12/ 184، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 451 رقم 720، والجامع المختصر لابن الساعي 9/ 102، وتاريخ ابن الوردي 2/ 121، وتراجم رجال القرنين لأبي شامة 33، وخلاصة الذهب المسبوك للإربلي 280، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 242، 248، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 513، 514، والمختصر في أخبار البشر 3/ 104، والوافي بالوفيات 14/ 213 رقم 295، والنجوم الزاهرة 6/ 182، والعسجد المسبوك 2/ 278، 279، والبداية والنهاية 13/ 36.(42/385)
التُّركيَّة الجهة المعظّمة، أمّ أمير المؤمنين النّاصر لدين اللَّه.
عاشت فِي خلافة ابنها أربعا وعشرين سنة. وحجّت، ووقفت المدارس والرُّبَط والجوامع. ولها وقوفٌ كثيرة فِي القُرُبات.
وقد أنفقت في حجّتها نحوا من ثلاثمائة ألف دينار.
وحزن عليها الخليفة ومشى أمام تابوتها، وحُمِلت إِلَى تُربة معروف الكَرْخِيّ، وشيّعها الأكابر. وكاد الوزير أن يهلك من المشْي، وقعد يستريح مرّات، وعُمِل عزاؤها شهرا، وأُنشِدَت المراثي.
وأمر الخليفة بتفريق ما خلّفته من ذهب وجوهر وثياب.
وتُوُفّيت فِي ربيع الآخر.
قال لنا ابن البُزُوري فِي «تاريخه» : عظُمَ على الخليفة مُصابُها، وتجرّع لفقْدها مُرّ الأحزان وصابَها. وتقدّم إِلَى الوزير وأرباب الدّولة، الكلّ والمدرّسين بالحضور إِلَى باطن دار الخلافة للصّلاة عليها، فلبِسوا ثياب العزاء، ورفعت الغرز والطَّرْحات والبَسْمَلة من بين يدي الأمراء. وخرج الوزير نصير الدّين بْن مهديّ ماشيا من داره إِلَى دار الخلافة. وصلّى عليها ولدُها، ثُمَّ أمَّ بالجماعة الوزير، وأُنزِلت فِي الشَّبّارة، ونزل النّاس فِي السُّفن قياما، ولم يزل الوزير وأرباب المناصب يتردّدون إِلَى التُّرْبة شهرا كاملا بثياب العزاء.
ولا ضُرِبَ طبل، ولا شُهِر سيف، ولا نودي ببسم اللَّه.
قال: ودام لبْس ثياب العزاء سنة كاملة.
قلت: وهذا أمرٌ لم يُعْمَل مثلُه بأحدٍ بل ولا بخليفة.
- حرف الشين-
503- شعيب بْن عامر [1] .
__________
[1] انظر عن (شعيب بن عامر) في: تكملة الصلة لابن الأبّار، رقم 2016، والذيل والتكملة(42/386)
أبو مُحَمَّد القَيْسيّ، الإشبيليّ، المؤدّب.
أَخَذَ القراءات عن جدّه لأمّه شعيب بْن عِيسَى الأشْجَعيّ. وأخذها جدُّه عن خَلَف بْن شُعيب صاحب مكّيّ.
وكان جدّه مِن كبار الأئمَّة فأخذ عَنْهُ، وطال عمره.
أجاز لابن الطّيلسان في ذي الحجّة سنة 599 بإشبيليّة.
504- شَبث [1] بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد.
الأديب أبو الْحَسَن ضياء الدّين الْمَصْرِيّ، القِنَويّ [2] .
وُلِد بقنا، من عمل قوص سنة اثنتي عشرة وخمسمائة.
روى عَنْهُ الشّهاب القُوصيّ مِن شعره جملة وقال: هُوَ إمام فِي العربيّة فِي عصره، وفريد دهره [3] .
__________
[ () ] لكتابي الموصول والصلة 4/ 130، 131 رقم 247.
[1] في الأصل: «شنب» والتصحيح من: معجم الأدباء 11/ 277، وإنباه الرواة 2/ 73، والطالع السعيد 262- 265 رقم 186، ونكت الهميان 168، وفوات الوفيات 1/ 188، والديباج المذهب 128، والبلغة في تاريخ أئمة اللغة للفيروزابادي (مخطوط) ورقة 23 ب، وبغية الوعاة 2/ 6 رقم 1301، وحسن المحاضرة 1/ 209، وكشف الظنون 98، وهدية العارفين 1/ 419، والأعلام 3/ 265، ومعجم المؤلفين 4/ 311.
[2] في شذرات الذهب: «القباوي» وهو غلط، والصحيح: «القناوي» .
[3] وقال الأدفوي: الفقيه، النحويّ، القفطي، كان قيّما بالعربية، وله فيها تصانيف منها «المختصر» ، و «المعتصر من المختصر» رأيته وعليه خطّه، و «حزّ الغلاصم وإفحام المخاصم» .
وقال القفطي: الفقيه النحويّ الزاهد. له في الفقه تعاليق ومسائل، وله كلام في الرقائق.
وكان شبث رحمه الله حسن العبادة، لم يره أحد ضاحكا ولا هازلا، وكان يسير في أفعاله وأقواله سيرة السلف الصالح، وكان ملوك مصر يعظّمونه ويجلّون قدره، ويرفعون ذكره، على كثرة طعنه عليهم، وعدم مبالاته بهم. وكان الفاضل عبد الرحيم البيساني يجلّه، ويقبل شفاعته ويعرف حقّه، وله إليه رسائل ومكاتبات.
سمع الحديث من الحافظ السلفي، ومن أبي القاسم عبد الرحمن بن الحسين بن الحباب، وحدّث، وسمع منه جماعة، منهم الشيخ الحسن بن الشيخ عبد الرحيم. وكان له نظم.
ومن نظمه:
اجهد لنفسك إنّ الحرص متعبة ... للقلب والجسم والإيمان يرفعه
فإنّ رزقك مقسوم سترزقه ... وكلّ خلق تراه ليس يدفعه(42/387)
ثُمَّ ورَّخ موته فِي العام [1] .
- حرف الطاء-
505- طُفَيْل بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الطُّفيْل [2] .
أبو نصر العَبْديّ، الإشبيليّ، الْمُقْرِئ المعروف بابن عظيمة.
أَخَذَ القراءات عن أَبِيهِ أَبِي الْحَسَن، وأبي الْحَسَن شُرَيْح.
وأدَّب بالقرآن. وكان مجوّدا، ضابطا، عارفا. وطال عمره وأخذ عَنْهُ الآباء والأبناء.
روى عَنْهُ: أبو عليّ الشّلُوبينيّ. وأجاز له ولابن الطَّيْلَسان فِي هَذِهِ السّنة فِي رمضان. ولم يُوَرَّخ الأَبّارُ له وفاة.
- حرف العين-
506- عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن بْن زيد بن الحسن [3] .
__________
[ () ]
فإن شككت بأنّ الله يقسمه ... فإنّ ذلك باب الكفر تقرعه
ولد شبث. بقفط ثم انتقل بعد سنين إلى قنا، وقيل إنه كان ينكر على الشيخ العارف السيد عبد الرحيم، ويذكر أهل البلاد أن الشيخ عبد الرحيم قال للمؤذّن: أذّن للظهر، وأن الفقيه شبث قال: ما دخل الوقت ويزعمون أن الشيخ عبد الرحيم دعا عليه أن يخمد ذكره.
وكان شبث من العلماء العاملين، وكفّ بصره وعلت سنّه، وله بقفط حارة تعرف بحارة ابن الحاج.
ومن شعره:
هي الدنيا إذا اكتملت ... وطاب نعيمها قتلت
فلا تفرح بلذّتها ... فباللّذّات قد شغلت
وكن منها على حذر ... وخف منها إذا اعتدلت
ولا يغررك زخرفها ... فكم من نعمة سلبت
[1] اختلف في تاريخ وفاته، فقيل 598، وقيل 599 هـ.، وقيل 600 هـ.، وقيل قريبا من سنة 600 هـ.
[2] انظر عن (طفيل بن محمد) في: تكملة الصلة لابن الأبار 1/ 346، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة 4/ 159، ومعرفة القراء الكبار 2/ 578 رقم 535، وغاية النهاية 1/ 341، والوافي بالوفيات 16/ 462 رقم 502.
[3] انظر عن (عبد الله بن الحسن الكندي) في: ذيل الروضتين 33، مرآة الزمان ج 8(42/388)
أبو مُحَمَّد الكِنْديّ، أخو التّاج الكِنْديّ.
تاجر متميّز سمْح جواد. وُلِد سنة تسعٍ وعشرين وخمسمائة.
وسمع: ابن ناصر، وسعيد بن البنّاء، وعبد الملك بن علي الهمذاني.
وأجاز له أبو القاسم هبة اللَّه بن الطّبر، وجماعة.
وحدَّث بدمشق.
روى عَنْهُ: الحافظ الضّياء، وغيره.
وتُوُفّي بدمشق فِي ذي القعدة.
وهو والد أمين الدّين أَحْمَد الّذي ورث تاج الدّين وبقي إلى قريب الأربعين وستمائة.
وأجاز للعماد بْن البالسيّ.
507- عَبْد اللَّه بْن دَهْبَل بْن عليّ بْن مَنْصُور ابن كارِه [1] .
أبو مُحَمَّد الحريميّ، الدّقّاق، وقيل: اسمه صالح.
سمع: قاضي المَرِسْتان أَبَا بَكْر، وأبا غالب بْن البنّاء، وأبا القاسم بْن السَّمَرْقَنْديّ.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، وابن خليل، والضّياء، وابن عَبْد الدّائم، والنّجيب الصَّيْقَليّ، وآخرون.
وبالإجازة: ابن أَبِي الخير، والقُطْب ابن عَصْرُون، والشّيخ شمس الدّين عَبْد الرَّحْمَن الحنبليّ، وجماعة آخرهم موتا مُسْنِد الدّنيا الفخر عليّ.
توفّي في عاشر رمضان.
__________
[ () ] ق 2/ 514، 515، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 424، 425 رقم 749، والمختصر المحتاج إليه 2/ 140، والوافي بالوفيات 17/ 133 رقم 120.
[1] انظر عن (عبد الله بن دهبل) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 464، 465 رقم 724، وتاريخ ابن الدبيثي، ورقة 92، 93، وسير أعلام النبلاء 21/ 393 دون ترجمة، والمختصر المحتاج إليه 2/ 143، 144 رقم 773، والمشتبه 1/ 288، وتوضيح المشتبه 4/ 42.(42/389)
508- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عليّ [1] .
الأستاذ أبو مُحَمَّد ابن عَلُّوش الأندلسيّ، الإشبيليّ نزيل مَرَّاكُش.
أَخَذَ القراءات عن: أَبِي الْحَسَن شُرَيْح.
وسمع من: جدّه مُحَمَّد بْن عليّ، وأبي بَكْر بْن العربيّ.
وأدَّب ولد صاحب المغرب المنصور أبو يوسف يعقوب بْن يوسف بمَرّاكُش.
وكان محقِّقًا، مَهِيبًا، مشدّدا على التّلميذ، مجوِّدًا، عارفا بالقراءات، مشارِكًا فِي العربيّة.
تُوُفّي بعد سنة تسعٍ وتسعين. قاله الأَبّار.
509- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى [2] .
أبو مُحَمَّد التّادليّ، الفاسيّ، الحاكم.
قال الأَبّار: روى عَن: أَبِي بَحْر الأسَدي، وأبي مُحَمَّد بْن عتّاب.
كتب إليه وولّاه الخليفة أبو يعقوب قضاء مدينة فاس فِي سنة تسعٍ وسبعين.
ودخل أيضا إِلَى الأندلس فِي المدَّة اللَّمْتُونيَّة، وأدرك أَبَا بَكْر بْن العربيّ.
وسمع من القاضي عِياض، وغيره ولم يحدّث إلّا عن ابن عتّاب، وأبي بحر.
وكان فقيها متفنِّنًا، جليل القدر، له رسائل وأشعار، مع شجاعة وصرامة. وكان أَبُوهُ أحد الفُقهاء المشاوَرِين بفاس.
ثُمّ قال: روى عَنْهُ: أبو عبد الله الحضرمي، وأبو محمد بن حوط الله، وأبو الربيع ابن سالم.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن أحمد) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
[2] انظر عن (عبد الله بن محمد بن عيسى) في: سير أعلام النبلاء 21/ 393 ولم يترجم له.
وقد سبق للمؤلّف رحمه الله- أن ذكره في وفيات سنة 597 هـ. برقم (366) .(42/390)
وقال لي أبو الرَّبِيع هُوَ آخر من حدَّث عن المذكورين. كذا قال.
وقد تقدَّم أنّ عبد الله بْن طَلْحَةَ بْن أَحْمَد آخر من حدَّث عَنْهُمَا.
قلت: بل هَذَا آخر من حدَّث عَنْهُمَا.
قال ابن فَرْتُون، كما نقل الأَبّار عَنْهُ قال: تُوُفّي قرب السّتّمائة وقد اختلّ ذِهنه من الكِبر.
قال الأَبّار: وقد حدَّث عن أَبِي بحر الأَسَديّ شيخنا أبو بَكْر بْن أَبِي جمرة، وتأخّر عن الاثنين.
قلت: يعني حدَّث عَنْهَما بالإجازة، وكثيرا ما يقول الأَبّار وغيره من المغاربة: حدّث فلان، عن فُلان، وإنّما يكون ذلك بالإجازة، وَفِي هَذَا تدليس وتعمية للسّماع من الإجازة.
وحدَّث عن صاحب التّرجمة أبو الْحَسَن الشّاري وقال: تُوُفّي بمكناسة مغرّبا عن وطنه سنة سبع وتسعين.
قلت: إنّما ذكرتُه هنا على التّقريب لقول ابن فَرْتُون تُوُفّي قرب السّتّمائة.
510- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد القاهر بْن عُليّان [1] .
أبو مُحَمَّد الحربيّ.
سمع: هبة اللَّه بْن الحُصَيْن، وأبا الْحُسَيْن بْن الفرّاء، وأبا بَكْر الْأَنْصَارِيّ، وأبا القاسم بْن السَّمَرْقَنْديّ.
وكان يُسمّى أيضا بعبد الغنيّ، ويُكَنّى أيضا بأبي الغنائم.
قال الدُّبيثيّ: مرض وأصابه فِي آخر عمره نوع من السّوداء، وجئناه لنسمع منه فأبى، وكان قد تغيّر.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن محمد بن عبد القادر) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 447، 448، رقم 712، وتاريخ ابن الدبيثي، ورقة 118، وسير أعلام النبلاء 21/ 393، دون ترجمة، والمختصر المحتاج إليه 2/ 163، 164 رقم 800، والعبر 4/ 307، وشذرات الذهب 4/ 339.(42/391)
قلت: روى عَنْهُ ابن خليل، والنّجيب عَبْد اللّطيف، والحافظ الضّياء.
وأجاز لابن أَبِي الخير.
وتُوُفّي فِي ثاني عشر ربيع الأوّل.
511- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْن مُوسَى بْن سُلَيْمَان [1] .
أَبُو بَكْر بْن بُرطُلُه الأزْديّ، المُرْسيّ، سِبْط الحافظ أَبِي عليّ بْن سُكَّرة الصَّدفيّ.
قرأ القراءات على أَبِي عليّ بْن عريب، وسمع منه.
ومن: أَبِي بَكْر بْن أَبِي ليلى، وجماعة.
وتفقّه بأبي عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرحيم، وبأبي مُحَمَّد بْن عاشر.
وسمع من أَبِي الْحَسَن ابن النّعمة بَبَلْنِسيَة.
وولي قضاء دانية مُدَّة، وحُمِدت سيرته. وولي خطابة مُرْسِيَة دهرا.
ذكره أبو عَبْد اللَّه الأَبّار وقال: كان حافظا للحديث، متقِنًا، ذا حظٍّ من العربيّة، مدرّسا للفقه.
قال لي ابنه أبو مُحَمَّد إنّه عرض «المدوّنة» على أَبِي عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرحيم، وبعض «الغُنْيَة» . وعرض كتاب البراذعيّ، على ابن عاشر. وحدَّث.
تُوُفّي فِي ربيع الأوّل كهُلًا أو فِي أوّل الشّيخوخة.
512- عَبْد الرَّحْمَن بْن مكّيّ بْن حَمْزَة بْن مُوَقَّى بْن عليّ [2] .
أبو القاسم الأنصاريّ، السّعديّ، الإسكندرانيّ، المالكيّ التّاجر.
ويعرف بابن علّاس.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الله) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن مكّي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 452 رقم 722، والعبر 4/ 307، وسير أعلام النبلاء 21/ 392، 393 رقم 198، والإعلام بوفيات الأعلام 247، والمعين في طبقات المحدّثين 184 رقم 1961، والإشارة إلى وفيات الأعيان 312، والنجوم الزاهرة 6/ 183، وحسن المحاضرة 2/ 307.(42/392)
ولد سنة خمس وخمسمائة.
وسمع من: أَبِي عَبْد اللَّه الرّازيّ وله منه إجازة أيضا. وهو آخر من حدَّث عَنْهُ.
روى عَنْهُ: الحافظ عليّ بْن المفضّل، والزّين محمد بن أحمد ابن النَّحْويّ، وأبو الفتح مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن إِسْمَاعِيل اللَّخْميّ، ومنصور وأحمد ابنا عَبْد اللَّه ابن النّحّاس، وجعفر بْن تمّام، وعبد اللَّه وحسين ابنا أَحْمَد بْن حديد الكِنانيّ، والحسن بْن عُثْمَان المحتسب، وهبة اللَّه بْن زُوين، الفقيه، وعثمان بْن هبة بْن عَوْف الزُّهْريّ الإسكندرانيّون، وخلْق سواهم. وآخرهم موتا عُثْمَان، وبقي إِلَى سنة أربعٍ وسبعين.
قال الحافظ المنذريّ [1] : لم يزل صحيح السّمع والبَصَر والجسد إِلَى أن مات. وتصدّق بألف دينار تُخْرَج من ثُلُثِه بعد موته.
وتُوُفّي فِي سلخ ربيع الآخر، رحمه اللَّه.
513- عَبْد الرحيم بْن أَبِي البركات الْمُبَارَك بْن كَرَم بْن غالب [2] .
أبو الفَرَج البَنْدَنِيجيّ، ثمّ الْبَغْدَادِيّ، الخازن.
سمع: أَبَا سعْد أَحْمَد بْن مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ، وأبا الفضل الأُرْمَوِيّ، وابن الطّلّاية، وحدَّث.
ومات فِي المحرَّم.
514- عَبْد الرحيم بْن عَبْد الْعَزِيز بْن أَبِي البقاء هبة الله بن القاسم بن البندار [3] .
__________
[1] في التكملة 1/ 452.
[2] انظر عن (عبد الرحيم بن المبارك) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 444، 445 رقم 705، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 134.
[3] انظر عن (عبد الرحيم بن عبد العزيز) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 455 رقم 725، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 134، 135، والمختصر المحتاج إليه 3/ 29 رقم 790.(42/393)
الحريميّ.
سمع من: أَبِي الوقت، وأبي جَعْفَر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الطّائيّ.
وحدَّث.
515- عَبْد الوهّاب بْن يوسف بْن عليّ [1] .
أبو مُحَمَّد الدَّمشقيّ، الحنفيّ، بدر الدّين.
قرأ المذهب على الفقيه عالي بْن إِبْرَاهِيم الغزنويّ.
وسمع من: ابن صدقة الحرّانيّ.
ودرّس بمدرسة السّيُوفيّين بالقاهرة، وناب في القضاء، وأفتى.
وله شعر وفضائل.
توفّي في صفر بالقاهرة.
516- عُبَيْد اللَّه بْن عليّ بْن نصر [2] بْن حُمرة [3] .
أبو بَكْر ابن المارِسْتانيَّة.
قال ابن نُقْطة: حدَّثني عليّ بْن أَحْمَد أنّ ابن المارِسْتانيَّة استعار منه «مغازي» الواقديّ فردّها، وقد طبّق عليها السّماع على كلّ جزء ولم يسمعها.
وكان شيخنا ابن الأخضر يَنْهَى أن يُسمع على أحد بنقله أو بخطّه، أو بخطّ أبي بكر بن سوار.
__________
[1] انظر عن (عبد الوهاب بن يوسف) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 447 رقم 710، والجواهر المضية 1/ 335، وحسن المحاضرة 1/ 219، والطبقات السنية 2/ ورقة 586، 587، وشذرات الذهب 4/ 341، 342.
[2] انظر عن (عبيد الله بن علي) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن النجار، 2/ ورقة 99، وذيل الروضتين 34، وعيون الأنباء 1/ 203، 204، والجامع المختصر 9/ 112، وتاريخ مختصر الدول 238، وتلخيص مجمع الآداب ج 2/ 226، والمختصر المحتاج إليه 2/ 187، رقم 829، وسير أعلام النبلاء 21/ 397، 398 رقم 201، والبداية والنهاية 13/ 35، والذيل على طبقات الحنابلة 1/ 442- 446، ولسان الميزان 4/ 108 رقم 219، والعسجد المسبوك 280، 281، وشذرات الذهب 4/ 339.
[3] في العسجد المسبوك: «حمزة» .(42/394)
وسمعت نصر بْن عَبْد الرّزّاق الجيليّ يقول: اجتاز ابن المارِسْتانيَّة على باب مسجد عَبْد الحقّ بْن يوسف ونحن نسمع. فلمّا رآه نهض إليه، وأخذ عُكّازَه، وجعل يضربه ويقول: ويلك تستعير منّي أجزاء ثُمَّ تردّها، وقد سمّعت عليها، تستغفلني؟ أنت مَتَى قرأتَهَا عليَّ؟ وشتمه حتّى قام رَجُل خلّصه منه.
وحدَّثني عليّ بْن عَبْد الْعَزِيز ابن الأخضر: سمعتُ أَبِي يقول: قام أبو الْحُسَيْن بْن يوسف عندنا بجامع القصر فقال: اشهدوا عليّ أَنّ ابن المارستانيَّة كذّاب.
قلت: ابن المارِسْتانيَّة بغداديّ طَالِب حديث. ذكره الدُّبيثيّ [1] فقال:
طلب الحديث، وجمع، وادّعى الحِفْظ والنَّقْل عَمَّنْ لم يدركه، فكذّبه النَّاس.
وانتسب إِلَى أَبِي بَكْر الصِّدّيق رَضِيَ اللَّه عَنْهُ دعوى منه. وكان أبَواه يخدمان المارِسْتان، وكان ذا جُرأة وقِحَّة، ويتعانى الفلسفة والطّبّ.
سمع من: شُهْدَة، وطبقتها.
وادّعى أنّه سمع من أَبِي الفضل الأُرْمَوِيّ، وسوَّد تاريخا لبغداد.
وتُوُفّي فِي ذي الحجَّة بطريق تفْلِيس، وكان ذاهبًا إليها رسولًا من الخليفة. وكان يعرف الطّبّ والنّجوم.
517- عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي المعمّر بْن الْمُبَارَك [2] .
أبو الفَرَج الْبَغْدَادِيّ، النّاسخ، الفقيه، الشّافعيّ، المعروف بالمستملي.
حدَّث عن: أَبِي الوقت السِّجْزِيّ.
__________
[1] في المختصر المحتاج إليه 2/ 187.
[2] انظر عن (عبيد الله بن أبي المعمّر) في: الكامل في التاريخ 12/ 184، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 449، 450 رقم 17،، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار (الظاهرية) ورقة 111، 112.(42/395)
518- عثمان بن عيسى بن ميمون [1] .
أبو الفتح البَلِيطي، الأديب، النَّحْويّ.
له مجاميع فِي الأدب، وشِعر. وقد تصدّر بالجامع العتيق بمصر وأفاد.
وحدَّث عن: مُحَمَّد بْن أسعد بْن الحكيم العراقيّ.
وقد أقام عُثْمَان البَلَطِيّ بدمشق مدَّةً يتردّد إِلَى الزَّبَدانيّ للتّعليم، فلمّا فُتِحت مصر انتقل إليها، ورتَّب له صلاح الدّين جامكيَّة على جامع مصر.
وكان ضخما هائلا، أحمر اللّون، يَتَطَيْلَس من غير تحنيك، ويلبس الثّياب الكثيرة فِي الحَرّ، ويختفي فِي بيته فِي الشّتاء، حتّى كان يُقَالُ له: أنتَ فِي الشّتاء من حشرات الأرض.
وكان إذا دخل الحمّام دخل بالمزدوجة على رأسه، وأتى الحوض، وكشف رأسه بيده، وأقلب الماء بيده الأخرى. ثمّ يبادر، ويغطّي رأسه إِلَى أن يملأ الطّاسة، ثُمَّ يكشفه ويصبّ ويغطّيه. يفعل ذلك، مِرارًا. ويقول: أخاف الهواء [2] .
وكان متمكِّنًا من فنون العربيَّة يخلط المذهبين فِي النَّحْو، ويحُسن القيام بأصولهما وفروعهما.
وكان خليعا ماجنا. مُدْمِن الخمر، منهمكا فِي اللّذَّات [3] .
وله فِي القاضي الفاضل:
للَّه عبدٌ رحيمٌ ... يُدعَى بعبد الرحيم
__________
[1] انظر عن (عثمان بن عيسى) في: معجم البلدان 1/ 484، ومعجم الأدباء 12/ 141- 167، رقم 40، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 470 رقم 757، وتكملة إكمال الإكمال 65، وتلخيص مجمع الآداب 4/ 192، وإنباه الرواة 2/ 344، وفوات الوفيات 1/ 66- 70، وتوضيح المشتبه 1/ 590، والعسجد المسبوك 2/ 279، 280، ولسان الميزان 4/ 150، وبغية الوعاة 2/ 135، 136، وديوان الإسلام 1/ 255 رقم 391، ومعجم المؤلفين 6/ 267، وتاريخ آداب اللغة العربية 3/ 52.
[2] معجم الأدباء 12/ 143، 144.
[3] معجم الأدباء 12/ 144.(42/396)
على صِراط سَويّ ... من الهدى مستقيمِ [1]
وقال العماد الكاتب: أنشدني البلطيّ لنفسه:
حكّمته ظالما في مهجتي فسطا ... وكان ذلك جهلا شته بِخَطَا
هلا تجنّبتُهُ والظُّلْمُ شِيمتُهُ ... ولا أُسام بِهِ خَسْفًا ولا شَطَطا
ومن أضلُّ هُدًى ممّن رأَى لَهَبًا ... فخاض فِيهِ وألقَى نفسَه وَسَطا [2]
وله:
دعوه على ضَعْفي يجوزُ ويشتطُّ ... فما فِي الهوى قبضٌ لديَّ ولا بسْطُ [3]
ولا تعتِبُوهُ فالعِتابُ يَزِيدُهُ ... مَلالًا وأَنَّى لي اصطبارٌ إذا يَسْطُو
فَمَا الوْعظُ فِيهِ والعِتابُ بنافعٍ ... نو إن يشرط الإنسان [4] لا ينفع الشَّرْطُ
تنازَعتِ الآرامُ [5] والدّرُّ والمَهًا ... لها شَبَهًا والبدرُ والغُصْنُ والسَّقْطُ
فلِلرِّيم منه اللَّحْظُ واللَّونُ والطُّلَى [6] ... وللدُّرّ منه اللَّفْظُ والثَّغْرُ والخطُّ
وللغُصنِ منه القدّ والبدْرُ وجهُهُ ... وعَيْنُ المها عَيْنٌ بها أبدأ يَسْطُو
وللسّقْطِ منه رِدْفُهُ فإذا مَشَى ... بدا خلفه كالموج يعلو وينحطّ [7]
وله القصيدة الّتي يَحْسُنُ فِي قوافيها الرفعُ والنَّصْبُ والْجَرّ [8] . وله موشَّح فِي القاضي الفاضل [9] ، وله كتابان فِي العَرْوض [10] ، وله العِظات المُوقِظات، وله كتاب
__________
[1] معجم الأدباء 12/ 153.
[2] معجم الأدباء 12/ 152.
[3] في معجم الأدباء 12/ 151:
فما بيدي حلّ لذاك ولا ربط
[4] في الأصل: «الإحسان» .
[5] الارام: جمع رئم، وهو الظبي.
[6] الطّلى: الجيد.
[7] معجم الأدباء 12/ 151، 152.
[8] انظر: معجم الأدباء 12/ 159- 166.
[9] انظر: معجم الأدباء 12/ 147- 151.
[10] قال ياقوت إنه في نحو 300 ورقة. (معجم الأدبار 12/ 146) .(42/397)
«أخبار المتنبّي» ، وكتاب فِي أخبار الأجواد [1] ، وكتاب «التّصحيف والتّحريف» ، وغير ذلك. والله يسامحه.
وعاش خمسا وأربعين سنة.
وبلِط بلد. ويقال بَلِيطيّ، وبَلَطيّ.
أَخَذَ النّحو عن: ملك النُّحاة أَبِي نزار، وسعيد بْن الدّهّان.
وبقي فِي بيته ثلاثة أيّام ميتا لا يُدرَى به.
519- عليّ بْن أَحْمَد بْن سَعِيد [2] .
الكوفيّ [3] المالكيّ.
دخل الأندلس أو وُلِد بها.
وسمع من: ابن بَشْكُوال، ومحمد بْن سَعِيد بْن زرقون.
وقدِم الثّغر فسمع من السِّلَفيّ. وبدمشق من أَبِي القاسم بْن عساكر.
وبمكَّة، وبغداد.
وحدَّث وخرّج الفوائد [4] .
وتُوُفّي فِي جُمادى الأولى.
520- عليّ بْن إبراهيم بن نجا بن غنائم [5] .
__________
[1] سمّاه: «المستزاد على المستجاد من فعلات الأجواد» .
[2] انظر عن (علي بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 456 رقم 728، والتكملة لكتاب الصلة لابن الأبّار، رقم 1915، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة 5/ 158، 159 رقم 320.
ولم يذكره الأستاذ عمر رضا كحّالة في (معجم المؤلفين) مع أنه من شرطه.
[3] الكومي: بالميم.
[4] وقال ابن عبد الملك المراكشي: وكان محدّثا ذاكرا، شديد العناية بهذا الشأن، منسوبا إلى معرفته، وثّقه الملاحي، ورماه بالكذب أبو سليمان بن حوط الله. وأوطن مصر والقاهرة، وحدّث بهما، وصنّف «البستان في علم القرآن» ، و «فتح المنغلق وجمع المفترق» ، و «الزلفة والإرشاد إلى ما قرب وعلا من الإسناد» . وغير ذلك.
[5] انظر عن (علي بن إبراهيم) في: التقييد 402 رقم 532، وإكمال الإكمال، له (الظاهرية) ورقة 63، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي 15/ 299، والتاريخ المجدّد لابن النجار(42/398)
زين الدّين أبو الْحَسَن الْأَنْصَارِيّ الدَّمشقيّ، الحنبليّ، الواعظ المعروف بابن نُجَيَّة، نزيل مصر بالشّارع.
ولد بدمشق سنة ثمان وخمسمائة.
وسمع من: عليّ بْن أَحْمَد بْن قبيس المالكيّ.
وسمع ببغداد من: سعْد الخير بْن مُحَمَّد الأندلسيّ، وصاهره على ابنته فاطمة.
وسمع أيضا من: عَبْد الصَّبُور بْن عَبْد السّلام الهَرَويّ، سمع منه «جامع التِّرْمِذيّ» .
وسمع من: أَبِي الفَرَج عَبْد الخالق اليُوسُفيّ فِي سنة أربعين وخمسمائة.
وحدَّث ببغداد، ودمشق، ومصر، والإسكندريَّة.
وكتب عَنْهُ أبو طاهر السِّلَفيّ مع تقدُّمه وجلالته شيئا حكاه فِي «معجم شيوخ بغداد» . ووعظ بجامع القرافة مدَّة طويلة. وكان صدْرًا محتشما، نبيلا، ذا جاهٍ ورئاسة، ودنيا واسعة، وتقدُّم عند الدّولة.
وهو سِبْط الشَيخ أَبِي الفَرَج عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد الشّيرازيّ، الحنبليّ.
وقد سار فِي الرّسْليَّة من جهة السّلطان نور الدّين إِلَى الدّيوان الْعَزِيز فِي سنة أربع وستّين وخمسمائة.
روى عَنْهُ: ابن خليل، والحافظ الضّياء، ومحمد بن البهاء،
__________
[ () ] (الظاهرية) ورقة 147، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 515، 516، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 463، 464 رقم 742، وذيل الروضتين 34، والجامع المختصر 9/ 110، وتكملة إكمال الإكمال 335 و 336، والمختصر المحتاج إليه 3/ 118، 119 رقم 987، والعبر 4/ 307، والمشتبه 1/ 112، والإعلام بوفيات الأعلام 247، والمعين في طبقات المحدّثين 184 رقم 1962، وسير أعلام النبلاء 21/ 393- 396 رقم 199، والإشارة إلى وفيات الأعيان 312، والبداية والنهاية 13/ 34، وذيل طبقات الحنابلة 1/ 436، والعسجد المسبوك 2/ 279، وتوضيح المشتبه 2/ 33، وتبصير المنتبه 1/ 197، والنجوم الزاهرة 6/ 183، وتحفة الأحباب 334، وحسن المحاضرة 1/ 264، وشذرات الذهب 4/ 340، 341.(42/399)
وعبد الرَّحْمَن، وأبو سُلَيْمَان ابن الحافظ عَبْد الغنيّ، وأبوه، والزّكيّ عَبْد العظيم بْن بنين، وجماعة.
روى عَنْهُ بالإجازة: أَحْمَد بْن أَبِي الخير.
قال الْإِمَام أبو شامة [1] : كان كبير القدْر، معظَّمًا عند صلاح الدّين، وهو الّذي نَمَّ على الفقيه عُمارَة اليَمَنيّ وأصحابه بما كانوا عزموا عليه من قلْب الدّولة، فشنقهم صلاح الدّين.
وكان صلاح الدّين يكاتبه ويحضره مجلسه. وكذلك ولده الملك الْعَزِيز من بعده. وكان واعظا، مفسّرا. سكن مصر. وكان له جاهٌ عظيم، وحُرْمة زائدة. وكان يجري بينه وبين الشّهاب الطُّوسيّ عجائب لأنّه كان حنبليّا، وكان الشّهاب أشعريّا، وكِلاهما واعظ.
جلس ابن نَجِيَّة يوما فِي جامع القرافة، فوقع عليه وعلى جماعة سقْفٌ، فعمل الطُّوسيّ فصْلًا ذكر فيه: فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ من فَوْقِهِمْ 16: 26 [2] . وجاء يوما كلبٌ يشقُّ الصُّفوف فِي مجلس ابن نَجِيَّة، فقال هَذَا: مِن هناك. وأشار إِلَى جهة الطُّوسيّ.
قال أبو المظفَّر بْن الجوزيّ [3] : واقتنى ابن نَجِيَّة أموالا عظيمة، وتنعَّم تنعُّمًا زائدا، بحيث أنّه كان فِي داره عشرون جارية للفراش تساوي كلُّ واحدةٍ ألف دينار وأكثر. وكان يُعمل له من الأطعمة ما لا يعمل للملوك. وأعطاه الخلفاء والملوك أموالا عظيمة، ومع هَذَا مات فقيرا. كفّنه بعض أصحابه.
قال المنذريّ [4] : مات فِي سابع رمضان.
__________
[1] في ذيل الروضتين 34.
[2] اقتباس من سورة النحل، الآية 26.
[3] في مرآة الزمان 8/ 515.
[4] في التكملة 1/ 464.(42/400)
521- عليّ بْن الْحَسَن بْن إِسْمَاعِيل بْن الْحَسَن [1] .
أبو الْحَسَن العَبْديّ، البصْريّ، ابن المعلّمة.
وُلِد بالبصرة سنة أربع وعشرين وخمسمائة.
وسمع من: جَابِر بْن مُحَمَّد الْأَنْصَارِيّ، وطلحة بن عليّ المالكيّ، وإبراهيم بن عطيّة الشّافعيّ.
وببغداد من: ابن ناصر، وأبي بكر بن الزاغوني، وأبي الكرم الشَّهْرَزُوريّ، وجماعة.
وقرأ الأدب بالبصْرة على جماعة. واشتغل وحدَّث وصنَّف وقال الشِّعْر والتَّرَسُّل.
وثّقه الدُّبيثيّ وروى عَنْهُ، وأثنى عليه، قال: لقِيته بواسط.
وتُوُفّي فِي شعبان [2] .
522- عليّ بْن حَمْزَة بن عليّ بن طلحة بن عليّ [3] .
__________
[1] انظر عن (علي بن الحسن العبديّ) في: معجم الأدباء 13/ 88- 90، ومرآة الزمان/ 8 ق 2/ 516 وفيه: «علي بن الحسين» ، وذيل الروضتين 35، وتاريخ ابن الدبيثي (كمبرج) ورقة 136، 137، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 462، 463 رقم 741، وإنباه الرواة 2/ 242، والجامع المختصر 9/ 112، والمختصر المحتاج إليه 3/ 123 رقم 997، وتلخيص ابن مكتوم، ورقة 132، 133، والنجوم الزاهرة 6/ 184.
[2] من شعره:
لا تسلك الطرق إذا أخطرت ... لأنها تفضي إلى المهلكة
قد أنزل الله تعالى: وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ 2: 195
وقال ياقوت: وهو شيخ فاضل له معرفة بالأدب والعروض، وله كتب وتصانيف في ذلك، ويقول الشعر ويترسّل. وعاد إلى بلده، وخرّج لنفسه فوائد في عدّة أجزاء عن شيخه، وأقرأ الناس الأدب، وكان متحقّقا، بعلم العروض، ونعم الشيخ، وكان محمود الطريقة.
ومن شعره:
شيمتي أن أغضّ طرفي في ... الدار إذا ما دخلتها لصديق
وأصون الحديث أودعه صوني ... سرّي ولا أخون رفيقي
[3] انظر عن (علي بن حمزة) في: معجم الأدباء 13/ 211- 214، وذيل تاريخ بغداد لابن(42/401)
الشّيخ الأجَلّ أبو صالح ابن الأجلّ الصَالح أَبِي الفُتُوح، الرّازيّ الأصل، الْبَغْدَادِيّ، الكاتب، نزيل مصر.
من بيت سُؤْدُد وتقدُّم. وُلِد سنة خمس عشرة وخمسمائة.
وسمع من: أَبِي القاسم بْن الحُصَيْن.
وولي حجابة الباب النُّوبيّ، وحدَّث ببغداد، والشّام، ومصر. وكان أنيق الكتابة.
سمع منه: أَبُو المحاسن عُمَر بْن عليّ القّرَشيّ، ومات قبله بدهر.
وحدَّث عَنْهُ: ابن خليل، والضّياء، وخطيب مَرْدا، وجماعة.
وتُوُفّي فِي غُرَّة شعبان.
ولي أَبُوهُ وكالة المسترشد باللَّه [1] .
523- عليّ بْن خَلَف بْن معَزوز بْن عليّ [2] .
الْإِمَام أبو الْحَسَن الكوفيّ، المحموديّ، التّلِمسانيّ، المالكيّ. نزيل مُنْية بني خصيب.
فقيه عارف بالمذهب، خبير بالأصول والنَّظر، ذو زهد وورع. وكان يحضر عند صاحب المغرب، وله منه جانب، فآثر الآخرة وفارقه، وقدم
__________
[ () ] الدبيثي (كمبرج) ورقة 139، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 461، 462 رقم 739، والجامع المختصر 9/ 106، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 868، والمختصر المحتاج إليه 3/ 124، 125 رقم 1002، والعبر 4/ 308، وسير أعلام النبلاء 21/ 296، 297 رقم 300، والإشارة إلى وفيات الأعيان 312، وحسن المحاضرة 1/ 176، وشذرات الذهب 4/ 342.
[1] وقال ياقوت: هو صاحب الخط المليح الغاية على طريقة علي بن هلال بن البوّاب، خصوصا قلم المصاحف، فإنه لم يكتبه أحد مثله فيمن تقدّم أو تأخّر.. ولما ولي حجبة الباب كان يتقعّر في كلامه ويستعمل السّجع وحوشيّ اللغة.
وذكر ياقوت حكاية.
[2] انظر عن (علي بن خلف) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 459، 460 رقم 735، وسير أعلام النبلاء 21/ 393 دون ترجمة، والمشتبه 2/ 601، والعقد الثمين 3/ ورقة 135، وتوضيح المشتبه 8/ 213.(42/402)
مصر، واشتغل بالثّغر على أَبِي طَالِب ابن بِنْت مُعَافَى.
وحجّ ودخل بغداد فسمع من: يحيى بْن ثابتٍ، وأَبِي بَكْر بْن النَّقُّور، وأبي عليّ الرَّحْبيّ، ومحمد بْن مُحَمَّد بْن السَّكَن، وأبي المكارم الْمُبَارَك بْن مُحَمَّد البادرائيّ، وطائفة.
وكتب الكثير، وحصّل الأصول.
قَالَ المنذريُّ [1] : تُوُفّي فِي الرابعِ والعشرينَ من رجب. وحدَّث عَنْهُ جماعة من شيوخنا ورفقائنا. ودرّس بمُنية بني خصيب وأشغل.
وبنو [2] محمود من كومية قِبيلة من البربر.
روى عَنْهُ: عَبْد الجليل الطّحاويّ، والشّهاب القُوصيّ وقال: هُوَ مدرّس النّجميَّة اللّمطيَّة بمُنية بني خصيب. كان شيخا إماما، كثير العبادة، رحل إِلَى العراق فِي طلب الحديث، وأفتى ودرّس. سمعتُ منه ياقوتة أَبِي عَمْرو الزّاهد، وعدة أجزاء.
أنشدني أَحْمَد بْن إِسْحَاق القرافيّ: أنشدنا عَبْد الجليل بْن مُحَمَّد الطّحاويّ، المالكيّ سنة خمس وثلاثين وستمائة: أنشدنا أبو الْحَسَن عليّ بْن خَلَف، عن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الأشيريّ، عن ابن مفوَّز لنفسه:
تروي الأحاديث عن كُلٍّ مسامحة ... وإنّما لمَعانيها مُعانيها
524- عليّ بْن الْإِمَام المدرّس أَبِي البركات هبةِ اللَّه بْن عَبْد المحسن [3] .
الأنصاريّ، أبو الْحَسَن المصريّ، المالكيّ.
ولي التّدريس بعد والده بمدرسة المالكيَّة المجاورة للجامع العتيق بمصر.
__________
[1] في التكملة 1/ 459.
[2] في الأصل: «بنوا» .
[3] انظر عن (علي بن هبة الله) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 444 رقم 703، وتوضيح المشتبه 2/ 43.(42/403)
وحدَّث عن: عَبْد الغنيّ بْن أَبِي الطّيّب بشيء يسير.
525- عِيسَى بْن حمّاد بْن عَبْد الرَّحمن بْن عَمْرو [1] .
أبو مُوسَى القَيْسيّ، الصَّقَلّيّ الأصل، الدّمشقيّ.
ولد سنة إحدى عشرة وخمسمائة. وقدِم الشّام وله ثلاثون سنة.
حدَّث عن: أَبِي العشائر مُحَمَّد بْن خليل بْن فارس القَيْسيّ.
وأجاز لأحمد بْن أَبِي الخير.
وحدَّث عَنْهُ: الشّهاب القُوصيّ، وغيره.
تُوُفّي فِي ربيع الأوّل بدمشق عن بضْعٍ وثمانين سنة.
- حرف الغين-
526- غياث الدّين [2] .
السّلطان أبو الفتح مُحَمَّد بْن سالم بْن الْحُسَيْن بْن الْحَسَن الغُوريّ صاحب غَزْنَة. أخو السّلطان شهاب الدّين.
أنبأني ابن البُزُوريّ [3] أنّه كان ملكا عادلا، وللمال باذلا، مُحسن إِلَى رعيّته، رءوفٌ بهم في حُكمه وسياسته. كَانَتْ نور الأيّام به بواسم، وكلّها بوجوده أعياد ومواسم. قرّب العلماء، وأحبّ الفُضلاء، وبنى المساجد والرّبط
__________
[1] انظر عن (عيسى بن حمّاد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 447 رقم 711.
[2] انظر عن (غياث الدين) في: الكامل في التاريخ 12/ 180- 182، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 471 رقم 759، والجامع المختصر 9/ 105، 106، وتلخيص مجمع الآداب ج 4 ق 2/ 1209، وآثار البلاد وأخبار العباد للقزويني 430، والمختصر في أخبار البشر 3/ 104، ودول الإسلام 2/ 80، والإعلام بوفيات الأعلام 247، وسير أعلام النبلاء 21/ 320- 322 رقم 167، والإشارة إلى وفيات الأعيان 312، 313، والعبر 4/ 308، والمختار من تاريخ الجزري 62- 64 و 75، 76 و 81- 88، ومرآة الجنان 3/ 496، وتاريخ ابن الوردي 2/ 121، والبداية والنهاية 13/ 34، والعسجد المسبوك 2/ 275- 277، ومآثر الإنافة 2/ 49، 55، 71، والنجوم الزاهرة 6/ 184، وشذرات الذهب 4/ 342، وتاريخ الإسلام في الهند لعبد المنعم النمر ص 102.
[3] في الأصل: «البزري» .(42/404)
والمدارس، وجدّد من مواطن العبادات ما كان دارسا [1] ، وأدَرَّ الصَّدَقَات، وبنى فِي الطُّرُق الخانات. وكان بالجود والسّخاء موصوفا.
قلت: امتدّت أيّامه، وأَسَنّ ومرض بالنِّقْرِس مدَّةً.
ذكر العدل شمس الدّين الْجَزَريّ فِي «تاريخه» [2] أنّه تُوُفّي فِي السابع والعشرين من جُمادى الأولى، ودُفن بتُربةٍ له إِلَى جانب جامع هَرَاة.
قال ابن الأثير [3] : وكان عادلا سخيّا، قرّب العلماء وبنى المدارس والمساجد وكان مظفَّرًا فِي حروبه لم ينكسر له عسكر. وكان ذا دهاءٍ ومكْرٍ وكرم. أسقط المكوس ولم يتعرّض لمال أحد. وكان من مات بلا وارث تصدّق بما خلّفه [4] . وكان فِيهِ فضل وأدب. وقد نسخ عدّة مصاحف، لم يبدُ منه تعصُّبٌ لمذهب، وكان يقول: التّعصُّب قبيح.
وأمّا أخوه شهاب الدّين فإنّه قُتِلَ غِيلة. ثُمَّ إنّ خُوارزْم شاه مُحَمَّد بْن تكش قصد غَزْنَة فِي سنة خمسٍ وستّمائة، وظفر بالملك غياث الدّين محمود ولد غياث الدّين مُحَمَّد بْن سام وقتله بعد أنْ آمنه [5] ، وترك بغَزْنَة جلال الدّين بْن خُوارزم شاه.
ولمّا تُوُفّي غياث الدّين مُحَمَّد كان الأمير تاج الدّين ألدُز أحد موالي الملوك الغوريَّة قد استولى على باميان وبلْخ، فسار إِلَى غياث الدّين ابن غياث الدّين ليكون فِي نصره، فحضر بغَزْنَة وأحضر العلماء وفيهم رسول الخليفة مجد الدّين يحيى بْن الرَّبِيع مدرّس النّظاميَّة، وكان قد نُفّذ رسولا إِلَى شهاب الدّين الغُوريّ، فَقُتِلَ شهاب الدّين وابن الربيع بغزنة، فالتمس تاج الدّين ألدز
__________
[1] في الأصل: «دارس» .
[2] المختار من تاريخ ابن الجزري 81.
[3] في الكامل في التاريخ 12/ 182.
[4] وقال القزويني في (آثار البلاد 430) : «وكان من عادته إذا مات غريب في بلده لا يتعرّض لتركته حتى يأتي وارثه ويأخذها» .
[5] الجامع المختصر 9/ 170، العسجد المسبوك 2/ 298.(42/405)
أنْ ينتقل إِلَى دار المملكة، وأن يخاطَبَ بالمُلْك، فركب هُوَ والأمراء فِي خدمة غياث الدّين محمود، وعليه ثياب الحُزْن على شهاب الدّين، فتغيّرت نيَّة جماعة الدّولة لأنّهم كانوا يطيعونه، أعني ألْدُز، بناء على أنّه يحصّل الملك لغياث الدّين، فَلَمَّا رَأَى انحرافهم فرّق فيهم الأموال ورضوا، وأذِن لجماعةٍ من الأمراء وأولاد الملوك أن يكونوا فِي خدمة غياث الدّين، فلمّا استقرّوا عنده بعث إليه خِلعة، وطلب منه ألدُز أن يُسَلْطِنه وأن يعتقه من الرِّقِّ، لأنّه كان لعمّه الشّهيد شهاب الدّين، وأنْ يزوّج ولده بابنة ألدُز. فلم يُجِبْه غياث الدّين محمود.
واتّفق أنّ جماعة من الغُوريَّة أغاروا على أعمال كرْمان، وهي إقطاع قديم لألدُز، فجهَّز ألدُز صهره وراءهم فظفر بهم وقتلهم. ثُمَّ إنّ ألدُز فرّق الأموال، وأجرى رسوم مولاه شهاب الدّين، واستقام أمره [1] .
وجرت لهم أمورٌ طويلة حكاها شمس الدّين بْن الْجَزَريّ فِي أوائل «تاريخه» [2] وأنّ ألدُز مَلَكَ مدينة لُهاور وعدَّة مدائن، وأنّه التقى هُوَ وشمس الدّين الدزمش [3] مملوك قُطْب الدّين أَيْبَك فتى شهاب الدّين الغُوريّ فأُسِر تاج الدّين ألدُز فِي المصافّ فَقُتِلَ. وكان محمود السّيرة في رعيّته [4] .
__________
[1] المختار من تاريخ ابن الجزري 82، 83.
[2] المختار من تاريخ ابن الجزري 88.
[3] في (المختار) : «التزمش» .
[4] وقال القزويني: كان ملكا عاملا عادلا، مظفّرا في جميع وقائعه، وحروبه كانت مع كفّار خطّاء. وكان كثير الصدقات، جوادا، شافعيّ المذهب، وقد بنى مدارس ورباطات، وكتب بخطّه المصاحف وقفها عليها ... وكان أول أمره كرّاميّ المذهب وفي خدمته أمير عالم عاقل ظريف شاعر، يقال له مبارك شاه الملقّب بعزّ الدين، علم أن هذا الملك الجليل القدر على اعتقاد باطل، وكان يأخذه الغبن لأنه كان محسنا في حقّه، وكان في ذلك الزمان رجل عالم فاضل ورع يقال له محمد بن محمود المروروذي، الملقّب بوحيد الدين، عرّفه إلى الملك وبالغ في حسن أوصافه حتى صار الملك معتقدا فيه، ثم إن الرجل العالم صرفه عن ذلك الاعتقاد الباطل وصار شافعيّ المذهب. (آثار البلاد 430) .(42/406)
- حرف الفاء-
527- فَلَكُ الدّين [1] .
الأمير الملقَّب بالمبارز سُلَيْمَان بْن ( ... ) [2] .
وهو أخو السّلطان الملك العادل لأمّه.
دُفِن بداره بدمشق الفَلَكيَّة الّتي وقفها مدرسة بناحية باب الفراديس.
ورّخه أبو شامة [3] .
- حرف القاف-
528- القاسم بْن يحيى بْن عَبْد اللَّه بْن القاسم [4] .
قاضي القُضاة ضياء الدّين، أبو الفضائل بْن الشّهرزُوريّ، الشّافعيّ، ابن أخي قاضي الشّام كمال الدّين مُحَمَّد.
وُلِد سنة أربع وثلاثين وخمسمائة.
تفقّه ببغداد بالنّظاميَّة مدَّةً، ثُمَّ عاد إِلَى الموصل. وقدِم الشّام وولي قضاء القُضاة بعد عمّه. ثُمَّ استقال منه لمّا عرف أنّ غرض السّلطان صلاح الدّين أن يولّي الْإِمَام أَبَا سعد ابن أَبِي عصرون، فأقاله ورتّبه للتّرسُّل إِلَى الدّيوان الْعَزِيز.
وقدِم بغداد رسولا عن الملك الأفضل. فلمّا تملّك العادل دمشق أَخْرَجَهُ منها، فَسَار إِلَى بغداد، فأكرِم مورده وخلع عليه، وولّاه الخليفة قضاء القُضاة والمدارس والأوقاف، والحكم في المذاهب الأربعة.
__________
[1] انظر عن (فلك الدين) في: الكامل في التاريخ 11/ 423 و 12/ 82، والمختصر في أخبار البشر 3/ 102، وتاريخ ابن الوردي 2/ 119 وفيه «ملك الدين» وهو تصحيف.
[2] في الأصل بياض.
[3] لم أجده في ذيل الروضتين.
[4] انظر عن (القاسم بن يحيى) في: ذيل الروضتين 35، 36، والإشارة إلى وفيات الأعيان 313، وسير أعلام النبلاء 21/ 393 دون ترجمة، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 298 (7/ 272، 273) ، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 49 أ، ب، والبداية والنهاية 13/ 35، والنجوم الزاهرة 6/ 184، وشذرات الذهب 4/ 342.(42/407)
وحصلت له منزلة عظيمة إِلَى الغاية عند النّاصر لدينِ اللَّه. ولم يزل على ذلك إلى أن سأل الإعفاء والإذن له فِي التّوجّه إِلَى بلده، وخاف العواقب، وسار إِلَى حماه، فوُلّي قضاءها، وعِيبَ عليه هَذِهِ الهمَّة النّاقصة.
وكان سمْحًا، جوادا، له شِعرٌ جيّد، فمنه:
فارقْتكُمُ ووصلتُ مصرَ فلم يقم ... أُنسُ اللّقاء بوحشة التّوديعِ
وسُرِرتُ عند قدومها لولا الّذي ... لكُمْ من الأشواق بين ضُلُوعي
وله:
فِي كلّ يوم تُرى للبَيْن آثارُ ... وما له فِي التآم الشّملِ إيثار
يسطُو علينا بتفريق فوا عجبا ... هَلْ كان للبَيْن فيما بيننا ثارُ
يَهزّني أبدا من بعد بعدهم ... إلى لقائهم وجدٌ وتذْكارُ
ما ضرّهم فِي الهَوَى لو واصلوا دَنِفًا ... وما عليهم من الأوزارِ لوْ زاروا
يا نازلين حِمى قلبي وإنْ بعُدُوا ... ومنصفين وإنْ صدّوا وإنْ جاروا
نما فِي فؤادي سواكم فاعطفُوا وصِلُوا ... وما لكم فِيهِ إلّا حبّكم جارُ
وقد سمع من أَبِي طاهر السِّلَفيّ وحدَّث عَنْهُ. وبحماه تُوُفّي فِي رجب، وله خمسٌ وستّون سنة، فِي نصف الشّهر.
- حرف الميم-
529- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن سَعِيد [1] .
الأديب مؤيد الدّين التَّكْريتيّ، أبو البركات، الشّاعر [2] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد التكريتي) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 454 رقم 723، ووفيات الأعيان 1/ 562 في ترجمة «ابن الدهان» ، وذيل الروضتين 36، والوافي بالوفيات 2/ 115، 116 رقم 451، والمقفى الكبير 5/ 262، 263 رقم 1824.
[2] أصله من تكريت، وولد ببغداد في سنة أربعين وخمسمائة، وسافر إلى الشام وديار مصر في طلب التجارة، وحجّ إلى مكة في عدّة نوب وجاور بها. وله ديوان شعر كثير المعاني إلّا أن الغالب عليه الهجاء.(42/408)
قال الدُّبيثيّ: أنشدوني له:
ومَن [1] مبلغٌ عنّي الوجيه رسالة ... وإن كان لا تُجْدي إليه الرسائلُ
تمذْهَبت [2] للنُّعمان بعد ابن حنبل ... وذلك لما أعوزتك المآكل
وما اخترتَ رأي الشّافِعيّ تديُّنًا ... ولكنّما تهوى الّذي هو حاصل
وعما قليل أنت لا شك صائرٌ ... إِلَى مالكٍ فافْطن لِما أنت [3] قائلُ [4]
530- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم [5] .
أبو عَبْد اللَّه الْقُرَشِيّ، الهاشميّ، الزّاهد، الأندلسيّ، نزيل بيت المقدس.
كان إماما كبيرا، عارفا، قانتا، مُخْبِتًا، من أَهْل الجزيرة الخضراء.
ذكره ابن خَلِّكان [6] فقال: له كرامات ظاهرة، ورأيتُ أَهْل مصر يحكون عَنْهُ أشياء خارقة.
قال: ولقيت جماعة مِمَّنْ صَحْبَه وكلٌّ منهم قد نَمى عليه من بركته.
وكان من الطّراز الأوّل.
__________
[1] في ذيل الروضتين: «ألا» .
[2] في الذيل: «تمذهب» .
[3] في الذيل: «أنا» .
[4] ومن شعره:
ما ذلّتي في حبّكم وخضوعي ... عار، ولا شغفي لكم ببديع
دين الهوى ذلّ وجسم ناحل ... وسهاد أجفان وفيض دموع
كم قد لحاني في هواكم لائم ... فثنيت عطفي منه غير سميع
ما يحدث التقبيح عندي سلوة ... لكم ولو جئتم بكلّ فظيع
وإذا الحبيب أتى بذنب واحد ... جاءت محاسنه بألف شنيع
[5] انظر عن (محمد بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 468 رقم 752، ووفيات الأعيان 4/ 305 رقم 632، والإشارة إلى وفيات الأعيان 313، والعبر 4/ 309، والإعلام بوفيات الأعلام 247، وسير أعلام النبلاء 21/ 400 رقم 203، والوافي بالوفيات 2/ 78، والمقفى الكبير 5/ 119- 135 رقم 1674، ونفح الطيب 2/ 54، والأنس الجليل للعليمي 2/ 488، والكواكب الدرية للمناوي 2/ 98، وشذرات الذهب 4/ 342، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 159، وجامع كرامات الأولياء للنبهاني 1/ 114.
[6] في وفيات الأعيان 4/ 305.(42/409)
صحب بالمغرب أعلام الزّهد، وسافر من مصر لزيارة بيت المقدس فأقام به إِلَى أن تُوُفّي.
وقال المنذريّ [1] : فِي سادس ذي الحجَّة، تُوُفّي الشّيخ الْإِمَام قدوة العارفين أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد الهاشميّ، الزّاهد ببيت المقدس، وهو ابن خمسٍ وخمسين سنة.
صحِب بالمغرب جماعة من أعلام الزُّهّاد، وقدِم مصر، ونفع اللَّه به جماعة كثيرة ممّن صحِبه، أو شاهده، أو أحبّه، وقبره ظاهر يُقصد للزّيارة والتّبرُّك به.
سمعتُ قطعة من منثور فوائده من الصّحابة [2] .
531- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الملك بْن وليد بْن أَبِي جمرة [3] .
مَوْلَى بني أُميَّة الْإِمَام أبو بَكْر بْن أَبِي جمرة المُرْسيّ.
سمع الكثير من والده وعرض عليه «المدوَّنة» ، ومن: أَبِي بَكْر بْن أسود، وناوله تفسيره.
ومن: أَبِي محمد بن أبي جعفر.
وأجاز له أبو الْوَلِيد بْن رُشْد الفقيه، وأبو بحر بْن العاص الأَسَديْ، وأبو الْحَسَن شُرَيْح، وجماعة كثيرة.
ذكره أبو عَبْد اللَّه فقال: عُني بالرأي وحفظه، وولي خطّة الشُّورى وهو ابن نيِّفٍ وعشرين سنة، وقُدِّم للفُتْيا مع شيوخه فِي سنة تسعٍ وثلاثين وخمسمائة.
__________
[1] في التكملة 1/ 468.
[2] طوّل المقريزي في ترجمته، وذكر عدّة صفحات من أقواله، وتناول مناقب شيوخه في الطريقة، ودخوله فيها.
[3] انظر عن (محمد بن أحمد بن عبد الملك) في: التكملة لكتاب الصلة لابن الأبار 2/ 561- 566، وسير أعلام النبلاء 21/ 398، 399 رقم 202، والعبر 4/ 309، وشذرات الذهب 4/ 342.(42/410)
قلت: أفتى ستّين سنة.
قال: وتقلَّد قضاء مرسيّة، وشاطبة، وغير ذلك دفعات، وكان بصيرا بمذهب مالك، عاكفا على تدريسه، فصيحا، حَسَن البيان، عدْلًا فِي أحكامه، جزْلًا فِي رأيه، عريقا فِي النّباهة والوجاهة.
وله كتاب «نتائج الأفكار ومناهج النّظّار فِي معاني الآثار» ألّفه بعد الثّمانين وخمسمائة عند ما أوقع السّلطان بأهل الرأي، وأمر بإحراق «المدوَّنة» وغيرها من كتب الرأي. وله كتاب «إقليد التّقليد المؤدّي إِلَى النّظر السّديد» .
قرأ عليه أبو مُحَمَّد بْن حَوْط اللَّه «الموطّأ» ، عن أَبِيهِ سماعا، عن جدّه قراءة، وعن أَبِي الْوَلِيد ابن الباجيّ إجازة.
وتكلَّم فِيهِ بعض النّاس بكلامٍ لا يقدح فِيهِ.
وقد روى عَنْهُ أبو عُمَر بْن عات، وأبو عليّ بْن زلّال، وجماعة كثيرة.
وكتب إليَّ وإلى أَبِي بالإجازة مرَّتين إحداهما فِي سنة سبعٍ وتسعين، وأنا ابن عامين وشهور. وهو أعلى [1] شيوخي إسنادا.
وتُوُفّي بمُرْسِيَّة مصروفا عن القضاة فِي آخر المحرَّم سنة تسع.
ووُلِد فِي ربيع الآخر سنة ثمان عشرة وخمسمائة.
قال: وهو آخر مَن روى عن أَبِي بحر، وغيره.
قلت: قال ابن فَرْتُون: قال أبو الرَّبِيع بْن سالم فِي «الأربعين» له: أبو بَكْر ظهر منه فِي باب الرّواية اضطّرابٌ طرّق الفتنة إليه، وأطلق الألسِنة عليه، والله أعلم بما لديه.
ولأبيه إجازة من أَبِي عَمْرو الدّانيّ، وهو فَلَه إجازة من أَبِيهِ.
وسمع من أَبِيهِ «التّيسير» ، سمعه منه ابن جوبر السّبتيّ.
__________
[1] في الأصل: «أعلا» .(42/411)
532- مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن أَبِي الفتح طاهر بْن مكّيّ [1] .
أبو بَكْر النَّهْروانيّ، الأَزَجيّ، الحذّاء، النّعّال.
روى عن: أَبِي عَبْد اللَّه السّلّال، وأبي سعد أحمد بن محمد البغدادي، وابن ناصر، وجماعة.
روى عَنْهُ: النّجيب عَبْد اللّطيف.
وأجاز للفخر عليّ.
وتُوُفّي فِي صفر.
533- مُحَمَّد بْن خَلَف بْن مروان بْن مرزوق بْن أَبِي الأَحْوَص [2] .
أبو عَبْد اللَّه الزَّنَاتيّ، البَلَنْسِيّ، الْمُقْرِئ المعروف بابن نِسَعْ.
أَخَذَ القراءاتِ عَنْ أَبِي الْحَسَن بْن هُذَيْل، ولزِمه مدَّةً، وسمع منه.
ومن: ابن النّعمة، وابن سعادة.
قال الأَبّار [3] : كان مقرئا خيِّرًا، زاهدا. سمع من طارق بْن يعيش «السّيرة» لابن إِسْحَاق، وكثيرا ما كان يُسمع منه لعُلُوّه، وكذلك كتاب «الإستشفاء» حتّى كاد يحفظهما.
حدَّثني بِذَلِك أَبِي عَبْد اللَّه بْن أَبِي بَكْر، وسمع منه: هُوَ، وأبو الْحَسَن بْن خيرة، وأبو الرَّبِيع بْن سالم، وأَبُو بَكْر بْن مُحْرِز، وأبو مُحَمَّد بْن مطروح، وجماعة.
وُلِد سنة تسعٍ وخمسمائة، وتُوُفّي فِي ثاني عشر شعبان وله تسعون سنة، وكانت جنازته مشهودة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن الحسين) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 445 رقم 706، وتاريخ ابن الدبيثي (شهيد علي 1870) ورقة 37، والمختصر المحتاج إليه 1/ 40.
[2] انظر عن (محمد بن خلف) في: تكملة الصلة لابن الأبّار 2/ 566، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة 6/ 192، 193، ومعرفة القراء الكبار 2/ 581 رقم 540، وغاية النهاية 2/ 138.
[3] في تكملة الصلة 2/ 566.(42/412)
534- مُحَمَّد بن عَبْد الكريم [1] .
أبو عبد الله الفندلاويّ، الفاسيّ، المعروف بابن الكتّانيّ.
كان رأسا في علم الأصول والكلام. تخرَّج به طائفة. وله أُرْجوزة فِي أصول الفقه.
روى عَنْهُ: أبو مُحَمَّد الفاسيّ، وأبو الْحَسَن الشّاري.
ورّخه الأَبّار.
535- مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم [2] .
مؤيَّد الدّين أبو الفضل الحارثيّ، الدَّمشقيّ، المهندس.
كان ذكيّا أستاذا فِي تجارة الدّقّ. ثُمَّ برع فِي عِلم إقليدس: وكان يعمل أيضا فِي نقش الرُّخام وضرب الخَيْط. ثُمَّ ترك الصَّنْعة وأقبل على الاشتغال، وبرع فِي الطّبّ والرياضيّ.
وهو الّذي صنع السّاعات على باب الجامع.
وقد سمع من السَّلَفيّ بالإسكندريّة، وصار طبيبا بالمارستان.
وصنَّف كتبا مليحة منها «اختصار الأغاني» وهي بخطّه فِي مشهد عُرْوة.
وكتاب «الحروب والسّياسة» وكتاب «الأدوية المفردة» ، ومقالة في رؤية الهلال [3] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الكريم) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الكريم المهندس) في: عيون الأنباء 2/ 190، والوافي بالوفيات 3/ 280، 281 رقم 1322، وكشف الظنون 51، وهدية العارفين 2/ 105، والأعلام 7/ 84، ومعجم المؤلفين 10/ 188، 189.
[3] ألّفها للقاضي محيي الدين ابن الزكيّ ويقول فيها يمدحه:
خصصت بالأب لما أن رأيتهم ... دعوا بنعتك أشخاصا من البشر
ضدّ النعوت تراهم إن بلوتهم ... وقد يسمّى بصيرا غير ذي بصر
والنعت ما لم تك الأفعال تعضده ... اسم على صوت خطّت من الصور
وما الحقيق به لفظ يطابقه المعنى ... كنحل القضاة الصيد من مضر
فالدين والملك والإسلام قاطبة ... برأيه في أمان من يد الغير(42/413)
536- مُحَمَّد بْن عُثْمَان [1] .
أبو عَبْد اللَّه العُكْبَرِيّ، الظَّفَريّ، الواعظ.
سمع من: شُهْدة، وعبد الحقّ، والطّبقة.
وجمع لنفسه مُعْجمًا [2] .
وتُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى.
537- مُحَمَّد بْن غَنيمَة بْن عليّ [3] .
أبو عَبْد اللَّه الحريميّ، القزّاز، المعروف بابن القاق. وهو فَلَقَبُه:
عُصْفور.
شيخ معمَّر قارب المائة. وسمع في شبيبته من أَبِي الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن أَبِي يَعْلَى الفرّاء.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ.
وبالإجازة: ابن أَبِي الخير.
تُوُفّي فِي رابع شعبان.
وروى عَنْهُ ابن النّجّار، ووصفه بالصَّلاح.
538- مُحَمَّد بْن محمود [4] .
العلّامة وحيد الدّين المرورّوذيّ، الشّافعيّ، المدرّس.
__________
[ () ]
كم سنّ سنّة خير في ولايته ... وقام للَّه فيها غير معتذر
[1] انظر عن (محمد بن عثمان) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد 2/ 105، 106 رقم 319، والمختصر المحتاج إليه 1/ 86، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 456 رقم 727، والذيل على طبقات الحنابلة 1/ 435، 436، وشذرات الذهب 4/ 343.
[2] وقال ابن الدبيثي: ما أظنّه روى شيئا، وإن كان فيسيرا.
[3] انظر عن (محمد بن غنيمة) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن الدبيثي 2/ 363 رقم 402، والمختصر المحتاج إليه 1/ 106، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 3139، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 462 رقم 740.
[4] انظر عن (محمد بن محمود) في: الكامل في التاريخ 12/ 184، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 461 رقم 738، والعقد المذهب، ورقة 73، والعسجد المسبوك 2/ 278.(42/414)
كان من كبار الشّافعيَّة، وهو الّذي رغّب السّلطان غياث الدّين مُحَمَّد بْن سام الغُوريّ، حَتَّى انتقل من مذهب أَبِي حنيفة إِلَى مذهب الشافعيّ.
تُوُفّي فِي رجب.
539- مُحَمَّد بْن هبة اللَّه بْن مكّيّ [1] .
العلّامة تاج الدّين أبو عَبْد اللَّه الحَمَويّ، ثُمَّ المصريّ. الفقيه الشّافعيّ.
سمع: أَبَا طاهر السِّلَفيّ، وعبد اللَّه بْن برّيّ.
واعتنى بالمذهب، وَمَهَر فِيهِ. وحصّل كتبا كثيرة. ووُلّي خطابة جامع القاهرة، والتّدريس بالنّاصرية المجاورة للجامع العتيق بمصر.
تُوُفّي فِي سادس عشر جُمادى الآخرة. ووُلِد بحماه فِي سنة ستّ وأربعين [2] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن هبة الله) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 458 رقم 731، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 7/ 23 رقم 715، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 105، 106، وطبقات الشافعية لابن كثير 168 ب، والمقفى الكبير 7/ 393، 394 رقم 3466.
[2] وقال المقريزي: وكان فقيها فرضيا نحويا متكلّما أشعريا، إليه مرجع أهل مصر في الفتوى. وله شعر كثير، منه أرجوزة سمّاها «حدائق الفصول وجواهر الأصول» نظمها للسلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب. وله أرجوزة في الفرائض سمّاها «روضة الرياض ونزهة الفرّاض» نظمها للقاضي الفاضل عبد الرحيم بن علي. وكان كثيرا الاشتغال بالعلم دائم التحصيل له.
ونقل المقريزي عن المنذري- وهو غير مذكور في التكملة- قال: - أي المنذري-:
دخلت عليه يوما وهو في سرب تحت الأرض لأجل شدّة الحرّ، وهو يشتغل، فقلت له:
في هذا المكان؟ وعلى هذه الحال؟
فقال: إذا لم أشتغل بالعلم ماذا أصنع؟
قال: ووجدت في تركته محابر تسع واحدة منها تسعة أرطال. وأخرى أحد عشر رطلا.
والأخرى ثمانية. ووجد في تركته أيضا خمسون ديوانا خطبا. وسمعت أن له ديوانا. وكان حسن الخط، جيّد الانتقاد. رأيت كتاب «البيان» للعمراني بخطّه في مواضع كثيرة ينبّه عليها، تدل على وفور علمه وكثرة اطّلاعه.
قال: وكان يأخذ الكتاب بالثمن اليسير ولا يزال يخدمه حتى يصير من الأمّهات.
ومن نظمه:
اثنان من بعدها تسعة ... وسبعة من قبلها أربع(42/415)
540- مُحَمَّد بْن يوسف بْن عليّ [1] .
أبو الفضل شِهاب الدّين الغَزْنَويّ، الفقيه الحنفيّ، الْمُقْرِئ، نزيل القاهرة.
ولد سنة اثنتين [2] وعشرين وخمسمائة.
وسمع ببغداد من: أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي، وأبي مَنْصُور بْن خَيْرُون، وأبي سعد أحمد بن محمد البغدادي، وأبي الفتح الكَرُّوخيّ، وجماعة.
وقرأ القراءات على أَبِي مُحَمَّد سِبْط الخياط.
وحدَّث ببغداد وحلب والقاهرة، وأقرأ النّاس.
قرأ عليه أبو الْحَسَن السَّخَاويّ، وأبو عَمرو بْن الحاجب، وغيرهما.
وحدَّث عَنْهُ: يوسف بْن خليل، والضّياء المقدسيّ، والكمال عليّ بْن شجاع الضّرير، والرّشيد العطّار، والمعين أَحْمَد بْن زين الدِّين الدَّمشقيّ، وآخرون.
وبالإجازة أَحْمَد بْن سلامة.
__________
[ () ]
وخمسة ثمّ ثلاث ... ومن بعد ثلاث ستّة تتبع
ثم ثمان قبلها واحد ... فرتّب الأعداد إذ تجمع
(المقفى الكبير) .
[1] انظر عن (محمد بن يوسف) في: تاريخ ابن الدبيثي (مخطوطة باريس 5921) ورقة 173، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 448 رقم 713، وتلخيص مجمع الآداب 5/ رقم 1811، والإشارة إلى وفيات الأعيان 313، والإعلام بوفيات الأعلام 247، والعبر 4/ 309، 310، ومعرفة القراء الكبار 2/ 579 رقم 537، والمختصر المحتاج إليه 1/ 159، والمشتبه 1/ 363، والجواهر المضيّة 3/ 410 رقم 1588، وغاية النهاية 2/ 286 رقم 3556، والمقفى الكبير 7/ 502، 503 رقم 3598، والنجوم الزاهرة 6/ 7184 وحسن المحاضرة 1/ 464، 498، وطبقات المفسرين للداوديّ 2/ 293، والطبقات السنيّة للنعيمي (مخطوط) 3/ ورقة 748، 749، وشذرات الذهب 4/ 343، والفوائد البهية 204 وذكره المؤلّف- رحمه الله- في سير أعلام النبلاء 21/ 393 ولم يترجم له.
[2] في الأصل: «لرر» ، وهي اختصار للاثنين.(42/416)
تُوُفّي بالقاهرة فِي نصف ربيع الأوّل.
ودرّس المذهب بالمسجد المعروف به بالقاهرة مذهب أَبِي حنيفة.
541- الْمُبَارَك بْن الْمُبَارَك بْن هِبةِ اللَّه [1] .
أَبُو طاهر بْن المعطوش الحريميّ، العطّار، أخو أَبِي القاسم الْمُبَارَك الّذي تقدَّمت وفاته من سنين.
ولد في رجب سنة سبع وخمسمائة.
وسمع من: أَبِي عليّ مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن المهديّ، وأبي الغنائم مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن المهتدي باللَّه، وهو آخر أصحابهما، وهبة اللَّه بْن الحُصَيْن، وأَحْمَد بْن ملوك، ومحمد بْن عَبْد الباقي الْأَنْصَارِيّ، وغيرهم.
قال الدُّبيثيّ [2] : وكان يَقِظًا فَطنًا، صحيح السّماع.
قلت: سمع سنة أربع عشرة وخمسمائة.
وحدَّث عَنْهُ: الدُّبيثيّ، وابن خليل، وأبو مُوسَى بْن الحافظ، واليَلْدانيّ، وابن عَبْد الدّائم، والنّجيب عَبْد اللّطيف، وابن النّجّار، وطائفة.
وبالإجازة: ابن أَبِي الخير، والفخر عليّ.
وقد سمع «المسند» كله من ابن الحُصَيْن، وحدَّث به.
قال ابن نُقْطَة [3] : كان سماعه صحيحا.
قال: وتُوُفّي في عاشر جمادى الأولى.
__________
[1] انظر عن (المبارك بن المبارك) في: التقييد لابن نقطة 441 رقم 586، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 455 رقم 726، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي 15/ 342، والعبر 4/ 309، وسير أعلام النبلاء 21/ 400، 401 رقم 204، والمختصر المحتاج إليه 3/ 178 رقم 1158، والأعلام بوفيات الأعلام 247، والمعين في طبقات المحدّثين 183 رقم 1946 و 184 رقم 1964، والإشارة إلى وفيات الأعيان 313، والنجوم الزاهرة 6/ 184، وشذرات الذهب 4/ 343.
[2] في ذيل تاريخ بغداد 15/ 342.
[3] في التقييد 441.(42/417)
542- محمود بْن أَحْمَد بْن عَبْد الواحد بْن أَحْمَد [1] .
أبو الفضائل الأصبهانيّ، العَبْدَكويّ، القاضي الحنفيّ.
ولد سنة عشرين وخمسمائة.
وسمع من: الحافظ أَبِي القاسم التَّيْميّ، وزاهر الشّحّاميّ، وغيرهما.
وسمع حضورا من فاطمة الْجُوزْدانيَّة.
روى عَنْهُ: يوسف بْن خليل، والضّياء بْن عَبْد الواحد، وجماعة.
وبالإجازة: ابن أَبِي الخير، والفخر عليّ.
وتُوُفّي فِي رجب.
543- محمود بْن أَبِي غالب مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن محمد بْن السَّكَن [2] .
الحاجب أبو المكارم بْن المعوّج.
روى عَنْ: ابن ناصر، وغيره.
روى عنه: ابن النّجّار، وأرّخه.
544- مَسْعُود بْن شجاع بْن مُحَمَّد [3] .
الْإِمَام برهان الدّين أبو الموفّق القُرَشيّ الأمويّ، والدّمشقيّ، الحنفيّ.
مدرّس النّورية بدمشق، والخاتونيّة أيضا. إمامٌ خبير بالمذهب. درّس وأفتى وأشغل، وكان ذا أخلاق شريفة، وشمائل لطيفة.
وُلِد بدمشق، وارتحل إِلَى ما وراء النّهر، فتفقّه على شيوخ بخارى وسمع بها من الإمام ظهير الدّين الْحَسَن بْن عليّ المَرْغِينانيّ، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (محمود بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 460 رقم 736، وسير أعلام النبلاء 21/ 393 دون ترجمة.
[2] انظر عن (محمود بن أبي غالب) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 449 رقم 715.
[3] انظر عن (مسعود بن شجاع) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 458، 459 رقم 732، وذيل الروضتين 34، والعبر 4/ 310، والعسجد المسبوك 2/ 281، وتاج التراجم لابن قطلوبغا 76، وشذرات الذهب 4/ 343، وطبقات الشافعية للزيله لي، ورقة 34، والفوائد البهية 170.(42/418)
ولي قضاء العسكر لنور الدّين، وحصل له جاه وافر ودنيا واسعة. وكان لا يُغسل له فرجيَّة، بل إذا اندعكت وهَبَها، ولبس أخرى جديدة.
وطال عُمره، فإنّه وُلِد فِي جمادى الآخرة سنة عشر وخمسمائة.
وتُوُفّي فِي سادس عشر جُمَادَى الآخرة أيضا.
روى عَنْهُ: الشّهاب القُوصيّ فِي مُعْجَمه، وابن خليل.
ولابن أَبِي الخير منه إجازة.
545- مَسْعُود بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الكريم بْن غَيْث [1] .
أبو الفُتُوح الْبَغْدَادِيّ، الدّقّاق.
وُلِد سنة أربع عشرة وخمسمائة.
وسمع من: أَبِي السّعود أَحْمَد بن المُجْلي، وأبي الْحَسَن عليّ بْن الزّاغُونيّ، وأبي غالب أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن قُرَيش، وهبة اللَّه بْن الطّبر، وجماعة.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، والضّياء، وابن عَبْد الدّائم، والنّجيب الحرّانيّ.
وأجاز للزّكيّ عَبْد العظيم وقال: تُوُفّي فِي ثالث جَمادى الأولى.
وأجاز لابن أَبِي الخير، وللقُطْب بْن عصرون، ولسعد الدّين بْن حَمُّوَيْه.
546- المظفّر بْن أَبِي القاسم المسلّم بْن علي بْن قِيبا [2] .
أبو عبد الله الحريميّ.
سمع: ابن الطّلّاية، وأحمد بْن الأشقر، وأبا الفضل الأُرْمَوِيّ، والمبارك بْن أَحْمَد الكِنْديّ.
روى عَنْهُ: الحافظ الضّياء، والنّجيب عبد اللّطيف.
__________
[1] انظر عن (مسعود بن عبد الله) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 424، 425 رقم 724، وسير أعلام النبلاء 21/ 393 دون ترجمة، والمختصر المحتاج إليه 3/ 188 رقم 1192.
[2] انظر عن (المظفر بن المسلّم) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 449 رقم 716، والمختصر المحتاج إليه 3/ 194 رقم 1212.(42/419)
وبالإجازة: أبو الْحَسَن بْن البخاريّ.
وتُوُفّي فِي ربيع الأوّل عن ثمانٍ وثمانين سنة.
- حرف النون-
547- النَّفيس بْن هبة اللَّه بْن وهْبان بْن رُوميّ [1] .
أبو جعفر السُّلَميّ، الحَدِيثيّ، ابن البُزُوريّ.
سمع: أَبَا عَبْد اللَّه بْن السّلّال، وأبا الفضل الأُرْمَوِيّ.
وهو من الحديثة، قلعة حصينة على الفُرات.
روى عَنْهُ: ابن خليل، والضّياء، والنّجيب.
وبالإجازة: شمس الدّين بْن أَبِي عُمَر، والفخر.
تُوُفّي ثالث عشر صفر.
- حرف الهاء-
548- هبة اللَّه بْن أَبِي المعالي مَعَدّ بْن عَبْد الكريم [2] .
الفقيه أبو القاسم بْن البوريّ، الْقُرَشِيّ، الدِّمياطيّ، الشّافعيّ.
رحل إِلَى بغداد، وتفقَّه على الْإِمَام أَبِي طَالِب بْن الخَلّ.
وبدمشق على أَبِي سعد بْن أَبِي عصرون.
ودرّس بالإسكندريّة بمدرسة السِّلَفيّ مدَّة حتّى نُسِبت المدرسة إليه.
وبورة بلد صغير بقرب دِمياط، واليها يُنسَب السَّمَك البُوريّ.
وبورة أيضا بقرب عُكْبَرَا، النسبة إليها بورانيّ.
__________
[1] انظر عن (النفيس بن هبة الله) في: إكمال الإكمال لابن نقطة (الظاهرية) ورقة 55، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 446 رقم 708.
[2] انظر عن (هبة الله بن أبي المعالي) في: إكمال الإكمال لابن نقطة (الظاهرية) ورقة 81، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 450 رقم 718، والمشتبه 1/ 97، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 7/ 328، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 270، والعقد المذهب، ورقة 266، 267، وتوضيح المشتبه 1/ 632.(42/420)
- حرف الياء-
549- يازكوج [1] .
الأمير سيف الدّين الأَسَديّ، من قُدماء الأمراء.
تُوُفّي بالقاهرة.
ورّخه أبو شامة.
وقال الموفَّق عَبْد اللّطيف: له قصَّة عجيبة، وهي أنّه كان به حُمّى ربع أقامت به سبْع سِنين، فلمّا حضر حَرْب السّابح وقع بين أرجُلِ الخيل وضُرِب بالدّبابيس حتّى أُثخن، فأقلعت الحُمَّى عَنْهُ.
قلت: حرب السّابح وقْعة بين الملك الأفضل وعمّه الملك العادل بديار مصر.
550- يوسُفَ بْن هِبَةِ اللَّه بْن محمود بْن الطُّفَيْل [2] .
أبو يعقوب الدَّمشقيّ، الصّالح الصّوفيّ، نزيل القاهرة ووالد عَبْد الرحيم.
رحل إِلَى بغداد، وسمع: أَبَا الفضل الأُرْمَوِيّ، وابن ناصر، وهبة اللَّه بْن أَبِي الْحُسَيْن الحاسب، وأبا الفتح الكَرْوخيّ، وأحمد بْن الطّلّاية، وأحمد بْن طاهر المِيهَنيّ، وطائفة.
وسمع بدمشق قبل ذلك من: أَبِي الفتح نصر اللَّه المصّيصيّ، وعليّ بْن أَحْمَد بْن مقاتل، وعبد الواحد بْن هلال، وجماعة.
وسمع بالإسكندريّة من: السّلفيّ، وغيره.
__________
[1] انظر عن (يازكوج) في: ذيل الروضتين 34 وفيه «أيازكوج» والكامل في التاريخ 12/ 69، 142.
[2] انظر عن (يوسف بن هبة الله) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 457، 458 رقم 730، وسير أعلام النبلاء 21/ 393 دون ترجمة، والمختصر المحتاج إليه 3/ 237 رقم 1330.(42/421)
وسمّع ولده. وكان له عناية بسماع الحديث.
روى عَنْهُ: الحافظون عَبْد الغنيّ، وابن المفضّل، والضّياء مُحَمَّد، وابن خليل، وجماعة كثيرة.
قال الشَّيْخ الموفّق: كُنَّا نسمع عليه قبل سفرنا إِلَى بغداد.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَافِظِ بِنَابُلُسَ، أَنَا أبو محمد عَبْدِ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ سَنَةَ سِتَّ عَشَرَةَ وَسِتِّمَائَةٍ، أَنَا أَبُو يَعْقُوبَ يُوسُفُ بْنُ الطُّفَيْلِ (ح) وَأَنْبَأَنِي أَحْمَدُ بْنُ سَلامَةَ، عَنِ ابْنِ الطُّفَيْلِ، أَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الأُرْمَوِيُّ، أَنَا أَبُو نَصْرٍ الزَّيْنَبِيُّ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، ثنا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَبِي أَوْفَى، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ» [1] الْحَدِيثَ.
توفّي في ثامن جمادى الآخرة.
__________
[1] أخرجه البخاري في الرقاق 7/ 91 باب: مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، ومن حديث همّام، عن قتادة، عن أنس، عن عبادة بن الصامت، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه. قالت عائشة، أو بعض أزواجه: إنّا لنكره الموت. قال: ليس لذاك ولكنّ المؤمن إذا حضره الموت بشّر برضوان الله وكرامته فليس شيء أحبّ إليه مما أمامه فأحبّ لقاء الله وأحبّ الله لقاءه. وإن الكافر إذا حضر بشّر بعذاب الله وعقوبته فليس شيء أكره إليه مما أمامه كره لقاء الله وكره الله لقاءه. اختصره أبو داود وعمرو عن شعبة، وقال سعيد، عن قتادة، عن زرارة، عن سعد، عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم. ومسلم في الذكر (14/ 2683) و (15/ 2684) و (18/ 2686) باب: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه.
والترمذي (1072) باب ما جاء فيمن أحب لقاء الله أحبّ الله لقاءه. والنسائي 4/ 9 باب فيمن أحب لقاء الله. وابن ماجة في الزهد (4264) . والدارميّ في الرقاق، باب (43) .
وأحمد 2/ 413، 346، 420 و 3/ 107 و 4/ 259 و 5/ 316، 321 و 6/ 44، 55، 207، 218، 236.(42/422)
الكنى
551- أبو بَكْر بْن خَلَف [1] .
الأنصاريّ، القُرْطُبيّ، القاضي أبو يحيى.
سمع من: أَبِي إِسْحَاق بْن قرقول، وغيره.
قال الأَبّار: كان فقيها إماما، تامّ النّظر، عُني بالحديث، والعِلَل، والرجال، ولم يُعْن بالرواية.
سمع منه: أبو الْحَسَن بْن القطّان.
واتَّصل بصاحب مَرَّاكُش وحصّل أموالا، وولي قضاء مدينة فاس.
تُوُفّي فِي شوّال.
وفيها وُلِد شمس الدِّين عَبْد الواسع بْن عَبْد الكافي الأَبْهريّ، الشّافعيّ، ومُحيي الدّين عَبْد الْعَزِيز بْن الْحُسَيْن الخليليّ، وعزّ الدّين بردويل بْن إِسْمَاعِيل بْن بردويل، وإبراهيم بْن عُثْمَان بْن يحيى اللَّمْتُونيّ، والحسن بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل القبلويّ.
وعيسى بْن سالم بْن نجدة الكَركي، وشمس الدّين مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن النّنّ الْبَغْدَادِيّ، والبرهان الدّرجيّ، والشّيخ شهاب الدّين أبو شامة، والفخر عُمَر بْن يحيى الكَرْجيّ، والكمال الفريرة، والمجد عَبْد اللَّه بْن محمود بن بلدجيّ شيخ الحنفيّة، وشرف الدّين إِسْمَاعِيل بْن أَبِي سعْد ابن التبتي.
__________
[1] انظر عن (أبي بكر بن خلف) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.(42/423)
سنة ستمائة
- حرف الألف-
552- أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن يحيى [1] .
أبو سعْد الدَرْزِيجانيّ [2] ، المؤدّب بالبصرة.
أَخَذَ القراءات عن أصحاب أَبِي العزّ القَلانِسيّ.
وسمع ببغداد من هبة اللَّه الحاسب، وابن ناصر.
وحدَّث بواسط، ودَرْزِيجان [3] من قرى بغداد.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ.
553- أَحْمَد بْن الشّيخ أَبِي عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن أَحْمَد [4] .
أبو بَكْر القُنائيّ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ.
سمّعه أَبُوهُ من: ابن ناصر، وأبي بَكْر بْن الزّاغونيّ.
تُوُفّي فِي حدود هَذِهِ السّنة.
ودير قنّا [5] من نواحي النّهروان.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إبراهيم) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 27 رقم 799.
[2] في الأصل: «الدرزنجاني» .
[3] في الأصل: «درزيجان» . وقد قيّدها المنذري بالحروف فقال: وهي بفتح الدال وسكون الراء المهملتين وكسر الزاي وسكون الياء آخر الحروف وفتح الجيم وبعد الألف نون.
[4] انظر عن (أحمد بن الحسين) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 51 رقم 855، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 183، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 567.
[5] قال المنذري: ونسبته بالقنّائي: بضم القاف وتشديد النون وفتحها إلى دير قنّى.(42/424)
554- أَحْمَد بْن خَلَف بْن قَيْس بْن تميم.
أبو العبّاس القَيْسيّ، الشّاغوريّ، الطَّرَسُوسيّ، ويُنْعَت بالمخلص.
حدّث عن: نصر بْن أَحْمَد بْن مقاتل.
سمع منه: القفْصِيّ، والعماد بْن عساكر وقال: تُوُفّي فِي ثامن عشر شوّال.
ومولده بعد العشرين وخمسمائة.
555- أَحْمَد بْن عليّ بْن أَبِي تمّام أَحْمَد بْن عليّ ابن المهتدي باللَّه [1] .
خطيب جامع المنصور وجامع القصر.
تُوُفّي فِي رمضان.
556- أَحْمَد بْن علي بْن أحمد [2] بن محمد بن حرّاز [3] .
أبو القاسم الكَرْخيّ، الْمُقْرِئ، الخيّاط.
وُلِد سنة أربع وعشرين وخمسمائة.
وسمع من: أَبِي بَكْر الْأَنْصَارِيّ، وأبي مَنْصُور عَبْد الرَّحْمَن القزّاز، وأبي الفتح الكَرُّوخيّ، وجماعة.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، وابن النّجّار، والنّجيب عَبْد اللّطيف، وجماعة.
وتُوُفّي رحِمَه اللَّه فِي ذِي القعدة.
557- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مخلوف [4] .
أبو العبّاس الكعكيّ، الفقيه الإسكندرانيّ، المالكيّ، المدرّس.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن علي بن أبي تمّام) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 38، 39 رقم 821، والجامع المختصر 9/ 133، 134، والمختصر المحتاج إليه 1/ 198.
[2] انظر عن (أحمد بن علي بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 44 رقم 834، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 206، والمشتبه 1/ 162، والمختصر المحتاج إليه 1/ 199.
[3] حرّاز: بفتح الحاء المهملة وتشديد الراء المهملة وفتحها وبعد الألف زاي.
[4] انظر عن (أحمد بن محمد بن مخلوف) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 6 رقم 761.(42/425)
تُوُفّي رحمه اللَّه فِي المحرَّم.
558- أَحْمَد بْن محمود [1] .
أبو العبّاس الصُّوفيّ، التّبرِيزيّ.
صحِب الشّيخ أَبَا القاسم عَبْد الرحيم بْن أَبِي سعْد النَّيْسابوريّ ببغداد واختصّ به. وكان فِيهِ سكون وخير.
قال الدُّبيثيّ: حضر مع الصُّوفيَّة فِي رجب، فأنشد القوّال:
وحقّ ليال الوصالِ ... أَواخرها والأُوَلْ
لئن عاد شملي بكُم ... حلا العَيْش لي واتَّصَلْ [2]
فتواجد الشّيخ وتحرَّك إِلَى أن سقط، فوجدوه ميتا، رحمه اللَّه تعالى.
559- إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم [3] .
أبو مُحَمَّد الشّيرازيّ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ، الصُّوفيّ.
أخو الحافظ يوسف.
شيخ صالح من صوفيَّة رباط الأُرْجُوانيّ.
سمع: أَبَا بَكْر الْأَنْصَارِيّ، وأبا القاسم بْن السَّمَرْقَنْديّ، ويحيى بن الطّرّاح.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمود) في: الكامل في التاريخ 12/ 198 وفيه اسمه «أحمد بن إبراهيم الداريّ» ، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 32 رقم 810، والبداية والنهاية 13/ 38 وفيه: «أحمد الرازيّ» .
[2] وفي الكامل في التاريخ:
عويذلتي أقصري ... كفر بمشيبي عذل
شباب كأن لم يكن ... وشيب كأن لم يزل
وحقّ ليالي الوصال ... أواخرها والأوّل
وصفرة لون المحبّ ... عند استماع العذل
لئن عاد عيشي بكم ... حلال العيش ليس واتّصل
وزاد في البداية والنّهاية بيتا:
فلست أبالي بما نالني ... ولست أبالي بأهل ومل
[3] انظر عن (إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 39 رقم 822، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 269، والمختصر المحتاج إليه 1/ 238.(42/426)
روى عنه: الدبيثي، وابن النجار، وابن خليل، والضّياء، وغيرهم.
وأجاز للفخر عليّ، وغيره.
وتُوُفّي فِي رمضان.
560- إِسْمَاعِيل بْن أَبِي تراب عليّ بْن عليّ [1] .
أبو عَبْد اللَّه بْن وكّاس الْبَغْدَادِيّ، الحنبليّ، القطّان.
سمع: أَبَا غالب بْن البنّاء، ويحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن الفارقيّ، ومحمد بْن أَحْمَد الدّيباجيّ الواعظ.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، وابن خليل، والضّياء، والنّجيب، وآخرون.
وبالإجازة: الشّيخ شمس الدّين، والفخر عليّ، وآخرون.
وتُوُفّي فِي شوّال.
561- أسعد بْن أَبِي الفضائل محمود بْن خَلَف بْن أَحْمَد [2] .
العلّامة منتجب الدّين أبو الفتوح، وأبو الفتح العِجْليّ، الأصبهانيّ، الفقيه الشّافعيّ، الواعِظ.
__________
[1] انظر عن (إسماعيل بن أبي تراب) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 43 رقم 832، وتاريخ ابن الدبيثي، ورقة 246، وسير أعلام النبلاء 21/ 414 دون ترجمة، والمختصر المحتاج إليه 1/ 243.
[2] انظر عن (أسعد بن محمود) في: الكامل في التاريخ 12/ 199، والتقييد لابن نقطة 214 رقم 254، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي 15/ 144، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 10، 11 رقم 770، ووفيات الأعيان 1/ 181، وتلخيص مجمع الآداب 5/ رقم 1713، والمختصر المحتاج إليه 1/ 251، والعبر 4/ 311، والمعين في طبقات المحدّثين 185، رقم 1969، والإشارة إلى وفيات الأعيان 313، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 50 (8/ 126- 129) ، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 196، 197، والبداية والنهاية 13/ 39، ومرآة الجنان 3/ 498، والعقد المذهب لابن الملقّن، ورقة 78، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 358، 359 رقم 225، والعسجد المسبوك 2/ 287، 288، والنجوم الزاهرة 6/ 186، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 214، 215، وشذرات الذهب 4/ 334، وسلّم الوصول لحاجي خليفة، ورقة 182، والأعلام 1/ 294، وكشف الظنون 1، 131، 1913، 2002، 2009، وروضات الجنات 101، ومعجم المؤلفين 2/ 248 وذكره المؤلّف- رحمه الله- في: سير أعلام النبلاء 21/ 414 دون أن يترجم له.(42/427)
ولد بأصبهان في أحد الربعين سنة خمس عشرة وخمسمائة.
وسمع من: فاطمة الجوزدانيّة، وأبي القاسم إسماعيل بن محمد الحافظ، وغانم بن أحمد الجلوديّ، وأبي المطهّر القاسم بن الفضل الصّيدلانيّ.
وببغداد من: ابن البطّيّ.
وأجاز له إسماعيل بن الفضل السّراج، وغيره.
وبرع في مذهب الشّافعيّ، وصنّف التّصانيف.
روى عنه: أبو نزار ربيعة اليمنيّ، وابن خليل، والضّياء محمود، وآخرون. وأجاز لابن أبي الخير، والفخر عليّ.
قال الدّبيثيّ [1] : كان زاهدا له معرفة تامّة بالمذهب. وكان ينسخ ويأكل من كسب يده، وعليه المعتمد في الفتوى بأصبهان.
وقال القاضي شمس الدّين بن خلّكان [2] : هو أحد الفقهاء الأعيان، له كتاب في «شرح مشكلات الوجيز والوسط» للغزاليّ. وله كتاب «تتمّة التتمّة» .
وتوفّي بأصبهان في الثّاني والعشرين من صفر.
وقرأت بخطّ الضّياء قال: شيخنا هذا كان إماما مصنّفا، أملى ووعظ، ثمّ ترك الوعظ. وجمع كتابا سمّاه «آفات الوعّاظ» . سمعت منه «المعجم الصّغير» للطّبرانيّ [3] .
__________
[1] في ذيل تاريخ بغداد 15/ 144، والمختصر المحتاج إليه 1/ 251.
[2] في وفيات الأعيان 1/ 181.
[3] وقال المنذري في (التكملة 2/ 10، 11) : «تفقه على مذهب الإمام الشافعيّ- رضي الله عنه- وله فيه تصانيف مفيدة. وكان المرجع إليه في الفتوى بأصبهان مع كان عليه من الزهد والصلاح والعبادة. لا يأكل إلّا من كسب يده، يورّق ويبيع ما يتفوّت به» .
وقال ابن نقطة في (التقييد 214) : «الفقيه الشافعيّ المفتي الأصبهاني، سمع البخاري من غانم بن أحمد الجلودي، عن سعيد العيّار، وسمع معرفة علوم الحديث للحاكم، من أبي القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل، والمعجم الصغير للطبراني، من فاطمة بنت عبد الله الجوزدانية، وكان من الصالحين، سمعت أشياخنا بأصبهان- منهم الأمير محمد بن(42/428)
562- أشرف بن هاشم بن أبي منصور [1] .
أبو عليّ الهاشميّ، الْبَغْدَادِيّ، المعروف بالفأفاء.
سمع: أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن المَزْرَفِيّ، ويحيى بْن البنّاء.
وكان يرجع إِلَى صَلاحٍ ودِين.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، وغيره.
وروى عَنْهُ الضّياء، وابن خليل فقالا: ابن أَبِي هاشم.
وجاء عَنْهُ أنّه قال: اسمي عُبَيْد اللَّه، ولَقَبي أشرف.
وله إجازة من هبة اللَّه بْن الحُصَيْن.
تُوُفّي فِي المحرَّم. ولابن النّجّار منه إجازة.
563- أكمل بْن عليّ بْن عَبْد الرحيم بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن أَبِي مُوسَى [2] .
الشّريف أبو مُحَمَّد الهاشميّ، الخطيب.
تُوُفّي فِي شوّال وله أربعٌ وثمانون سنة.
- حرف الباء-
564- بَرَكَةُ بْنُ نِزار بْن عَبْد الواحد بْن أَبِي سعْد [3] .
أَبُو الخير الْبَغْدَادِيّ، التُّسْتَرِيّ، النَسَّاج، المعروف بابن الجمّال.
سمع: هبة اللَّه بْن الطّبر.
روى عنه: الدّبيثيّ، والضّياء، والنّجيب الحرّانيّ، وغيرهم.
__________
[ () ] محمد بن غانم- يحسنون الثناء عليه» .
[1] انظر عن (أشرف بن هاشم) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 7، 8 رقم 765، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 257، 258، والمختصر المحتاج إليه 1/ 256.
[2] انظر عن (أكمل بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 44 رقم 835، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 272، 273.
[3] انظر عن (بركة بن نزار) في: معجم البلدان 1/ 850، 851، وإكمال الإكمال لابن نقطة (الظاهرية) ورقة 57، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 279، والمختصر المحتاج إليه 1/ 290.(42/429)
وأجاز للفخر عليّ.
وتُوُفّي فِي ذي القعدة.
وهو أخو عَبْد الواحد بْن نزار الآتي فِي طبقة ابن اللّتّيّ.
565- بزغش [1] .
التّاجر، عتيق أَحْمَد بْن شافع الكَفَرْطَابيّ.
حدَّث عن: أَبِي الوقت السِّجْزِيّ.
روى عَنْهُ: ابن خليل، والشّهاب القُوِصيّ، وجماعة.
تُوُفّي بدمشق فِي صفر.
566- بقاء بْن عُمَر بْن عَبْد الباقي [2] بْن حُنَّد [3] .
أبو المعمّر الأَزَجيّ، الدّقّاق.
شيخ مُسْنِد مُسِنٌ.
روى عن: هبة اللَّه بْن الحُصَيْن، وأبي غالب بْن البنّاء، وهبة اللَّه بْن الطَّبَر الحريريّ، وغيرهم.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، وابن خليل، والضّياء، واليّلْدانيّ، وجماعة.
وبالإجازة: القُطْب أَحْمَد بْن عصرون، وابن أَبِي الخير، والخضر بْن عَبْد اللَّه بْن حمّويه، والفخر عليّ.
__________
[1] انظر عن (بزغش) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 9، 10 رقم 768، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 284، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 1676، والمختصر المحتاج إليه 1/ 264، والمشتبه 2/ 666، وتوضيح المشتبه 9/ 211.
[2] انظر عن (بقاء بن عمر) في: التقييد 220، 221 رقم 264، وتاريخ ابن الدبيثي 15/ 149، والمختصر المحتاج إليه 1/ 261، والمشتبه 1/ 182، والوافي بالوفيات 10/ 181 رقم 4664، وذكره المؤلّف- رحمه الله- في: سير أعلام النبلاء 21/ 414 دون ترجمة، والعبر 4/ 412، وتوضيح المشتبه 2/ 477، وشذرات الذهب 4/ 344، وتاج العروس 3/ 341.
[3] حنّد: قال المنذري: بضم الحاء المهملة وتشديد النون وفتحها وبعدها دال مهملة.
وقد وقع في (التقييد) وغيره: (جنّد» بالجيم، وهو تحريف.(42/430)
ويُسمّى أيضا الْمُبَارَك [1] .
وتُوُفّي فِي ربيع الآخر.
- حرف الجيم-
567- جَابِر بْن مُحَمَّد بْن يُونُس بْن خَلَف [2] .
أبو الفَرَج بْن اللّحية الحمويّ، ثُمَّ الدّمشقيّ، الشّافعيّ، التّاجر.
سمع: نصر اللَّه بْن مُحَمَّد المصّيصيّ، وهبة اللَّه بْن طاوس.
روى عَنْهُ: ابن خليل، والقُوصيّ، وفَرَج الحَبَشيّ، وتقيّ الدّين بْن أَبِي اليُسْر، وآخرون.
وأجاز لابن أَبِي الخير [3] .
وتُوُفّي فِي تاسع صفر بدمشق.
568- جبريل بْن جُمَيْل [4] بْن محبوب بْن إِبْرَاهِيم.
الفقيه أبو الأمانة القَيْسيّ اللّواتيّ، المصريّ، الحنفيّ.
سمع من: عُثْمَان بْن فَرَج العَبْدَري، وعليّ بْن هبة اللَّه الكامليّ، وخلْق بمصر، وأبي طاهر السّلفيّ، وطائفة بالثّغر.
__________
[1] التقييد. وفيه: «حدّث عن أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحسين بقطعة من مسند أحمد بن حنبل، من ذلك: مسند عبد الله بن العباس، ومسند أبي هريرة، ومسند البصريين. ذكر أبو القاسم تميم بن أحمد بن البندنيجي أنه سمع هذه المسانيد من أبي القاسم بن الحصين بقراءة أبي نصر اليونارتي، وسمع أمالي أبي الحسين بن سمعون من أبي محمد القاسم الحريري قال: أنبا العشاري، وقد سمع من أبي غالب أحمد بن الحسن بن البناء خمسة عشر مجلسا من أمالي ابن سمعون متوالية بسماعه من خديجة، عنه.
سمع منه الناس بقراءة شيخنا أبي محمد بن الأخضر الحافظ عليه، وسماعه صحيح.
[2] انظر عن (جابر بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 8 رقم 766، وسير أعلام النبلاء 21/ 414 دون ترجمة، والعبر 4/ 312، وشذرات الذهب 4/ 312.
[3] وقال المنذري: ولنا منه إجازة كتب بها إلينا من دمشق في ذي القعدة سنة خمس وتسعين وخمس مائة.
[4] في الأصل: «حميد» ، والتصحيح من: التكملة لوفيات النقلة 2/ 50 رقم 850، والطبقات السنية 1/ ورقة 677.(42/431)
وسمع الكثير.
وتُوُفّي بطريق مكَّة رحمه اللَّه تعالى.
569- جَهِير بْن أَبِي نصر عَبْد الله بن الْحُسَيْن بْن جَهِير [1] .
الرئيسي أبو القاسم.
من بيت حشمة وتقدُّم ببغداد.
وحدّث عن: سعيد بن البنّاء، وأبي الوقت.
- حرف الحاء-
570- الْحسن بْن الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة اللَّه [2] .
أبو الفتح الدَّمشقيّ ابن عساكر.
سمع: عليّ بْن أَحْمَد بْن مقاتل، وحمزة بْن الحُبُوبيّ، وجماعة.
تُوُفّي كهلا فِي ذي الحجَّة.
روى عَنْهُ: شمس الدّين بْن خليل.
571- الْحَسَن بْن أَبِي المحاسن مُحَمَّد بْن الْمحسن [3] .
أبو سعد القشيريّ، النّيسابوريّ.
شيخ صالح.
قال المنذريّ: سمع «صحيح مُسْلِم» من أَبِي مُحَمَّد إِسْمَاعِيل بْن عبد الرحمن القاري، وحدَّث به.
وتُوُفّي فِي هَذِهِ السنة.
قلت: وإسماعيل سمع «الصّحيح» من أَبِي الْحُسَيْن الفارسيّ.
__________
[1] انظر عن (جهير بن أبي نصر) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 42 رقم 830، وتاريخ ابن الدبيثي، ورقة 297، 298، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 2037، والوافي بالوفيات 11/ 212 رقم 312.
[2] انظر عن (الحسن بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 48 رقم 845، والعقد المذهب، ورقة 232.
[3] انظر عن (الحسن بن أبي المحاسن) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 52 رقم 858.(42/432)
572- الْحُسَيْن بْن عُثْمَان بْن عليّ [1] .
أبو عَبْد اللَّه الحربيّ، القطّان.
عُرِف بابن الكُوفيّ.
تُوُفّي فِي ربيع الآخر عن ستٍّ وثمانين سنة.
حدث عن: عبد الله بن أحمد بن يوسف.
وعنه: الدُّبيثيّ، وابن خليل، والضّياء، وجماعة.
وأجاز له لابن أَبِي الخير، وللفخر عليّ.
573- حَمْد بْن مَيْسرة بْن حَمْد بْن مُوسَى بْن غنائم [2] .
أبو الثّناء الشّاميّ، ثُمَّ المصريّ، الخلّال، الكامخيّ، الحنبليّ.
الرجل الصّالح.
حدَّث عن: الشّيخ عُثْمَان بْن مرزوق الفقيه، وعيسى بْن الشّيخ عَبْد القادر الجيليّ، وجماعة.
وكان يُسمِعُ فِي الشّيخوخة. وأَمّ بالمسجد المشهور به مدَّةٍ.
روى عَنْهُ: الفقيه مكّيّ بْن عُمَر، والحافظ عَبْد العظيم.
وقد روى أبو عَبْد اللَّه النّجّار فِي «تاريخه» ، عن رجلٍ، عَنْهُ فِي ترجمة عِيسَى بْن عَبْد القادر.
وقال عَبْد العظيم: كان بمسجده كَوْمٌ من نَوَى للتّسبيح.
وتُوُفّي فِي ثاني عشر ربيع الأوّل. وقد عَلَتْ سِنُّه.
574- حَمْزَة بْن عَبْد الوهّاب بْن يحيى [3] .
أبو طاهر الكنديّ الدّمشقيّ.
__________
[1] انظر عن (الحسين بن عثمان) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 22 رقم 785، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 288، والمختصر المحتاج إليه 2/ 37 رقم 613.
[2] انظر عن (حمد بن ميسرة) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 17 رقم 776.
[3] انظر عن (حمزة بن عبد الوهاب) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 49 رقم 847.(42/433)
تُوُفّي فِي ذي الحجَّة عن ستٍّ وسبعين سنة.
سمع: نصر بْن أَحْمَد بْن مقاتل، وحمزة بْن أسد التّميميّ، وغيرهما.
روى عَنْهُ: ابن خليل، والشّهاب القوصيّ وقال: لَقَبُهُ رشيد الدّين.
- حرف الراء-
575- رحمة بِنْت الشّيخ محمود بْن نصر بْن الشّعّار [1] .
أخت المحدّث أَبِي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم. كنْيتها أمّ أَيْمَن.
وهي زَوْجَة الصّالح عُمَر بْن يوسف الْمُقْرِئ.
وقد رَوَت عن: أَبِي الفتح بْن البطّيّ.
وماتت فِي شوّال.
576- رضوان بْن سيدهم [2] بْن مَنَاد [3] .
أبو الفتح الكُتَاميّ، الفقيه المالكيّ، الأُصُوليّ.
سمع بمصر من: عُثْمَان بْن فَرَج العَبْدَريّ، وجماعة.
وأجاز له من المغرب الحافظان أبو القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن حُبَيْش، وأبو القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه السُّهَيْليّ.
وهو والد الْمُقْرِئ عَبْد المنعم الشّارعيّ.
تُوُفّي فِي سابع عشر ربيع الآخر.
- حرف السين-
577- سليمان بن قليج أرسلان [4] .
__________
[1] انظر عن (رحمة بنت محمود) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 42، 43 رقم 831.
[2] انظر عن (رضوان بن سيدهم) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 22، 23 رقم 787.
[3] مناد: بفتح الميم وبعدها نون مفتوحة وبعد الألف الساكنة دال مهملة.
[4] انظر عن (سليمان بن قليج) في: الكامل في التاريخ 12/ 195، 196، ومفرّج الكروب 3/ 160، 161، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 53 رقم 860، وتاريخ مختصر الدول 228، والجامع المختصر 9/ 136، والمختصر في أخبار البشر 3/ 105، وسير أعلام النبلاء 21/ 428 رقم 223، وتاريخ ابن الوردي 2/ 122، والبداية والنهاية 13/ 53 رقم 860،(42/434)
السّلطان ركن الدّين ملك الروم.
قال المنذريّ [1] : تُوُفّي فِي هَذِهِ السّنة.
قلت: قد ذُكِر والده في سنة ثمان وثمانين وخمسمائة. وكان أخوه غياث الدّين بَرًّا بأبيه. تملَّك قونية بعد أَبِيهِ، وقويَ على أَخِيهِ الملك قطب الدّين ملك شاه، ثُمَّ قويَ أيضا على غيره، فتغلّب على غياث الدّين كيخسرُو السّلطان ركنُ الدّين هَذَا، وأخذ منه قونية، فهرب كيخسْرُو إِلَى الشّام، واستغاث بصاحب حلب الملك الظّاهر غازي.
فَلَمَّا مات رُكن الدّين فِي هذا العام وتملَّك بعده ولده قِلج أرسلان رجع غياث الدّين، وتملَّك قونية والبلاد كلّها، وهابَتْه الملوك. ولمّا تُوُفّي تملّك بعده ابنه السّلطان عزّ الدّين كيكاوس بْن كيخُسْرُو، وامتدّت أيّامه إِلَى أن مات، وتسلطن بعده أخوه عزّ الدّين كيقباذ.
قال ابن واصل [2] : تُوُفّي السّلطان رُكْن الدّين سُلَيْمَان بْن قِلج أرسلان بْن مَسْعُود بْن قِلج أرسلان بْن قُتُلْمِش بْن بيغو أرسلان بْن سَلْجُوق فِي سادس ذي القعدة.
قال: وكان موته بالقُولنج فِي سبعة أيّام. وكان قبل مرضه بخمسة أيّام قد حاصر أخاه بأنقِرة، حتّى نزل إليه بالأمان، فغدر به، وقبض عليه، فلم يُمهَل. وملك بعده ابنه قِلج أرسلان، فلم يتمّ أمره.
- حرف الشين-
578- شجاع بن معالي بن محمد [3] .
__________
[ () ] والوافي بالوفيات 15/ 421 رقم 569، والسلوك ج 1 ق 1/ 163، وتاريخ ابن سباط 1/ 236، والعسجد المسبوك 2/ 286، 287.
[1] في التكملة 2/ 53.
[2] في مفرّج الكروب 3/ 160.
[3] انظر عن (شجاع بن معالي) في: إكمال الإكمال لابن نقطة (الظاهرية) ورقة 75، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 77، وسير أعلام النبلاء 21/ 414 دون ترجمة، والعبر(42/435)
أبو القاسم الْبَغْدَادِيّ، الغرّاد، البُورانيّ، القَصَبَانيّ، المعروف بابن شدّقيني.
ولد سنة ستّ عشرة وخمسمائة.
وسمع من: أبي القاسم بن الحصين، وأبي الحسين بن الفرّاء، وأبي بكر الأنصاريّ.
روى عنه: الدّبيثيّ، ويوسف بن خليل فسمّاه قيسا، والضّياء المقدسيّ، فسمّاه فَرَجًا. وإنّما هُوَ معروف بكنيته.
تُوُفّي فِي ربيع الآخر.
579- شِيرَوَيْه بْن شَهْرَدار بْن شِيرَوَيْه بْن شُهْردَار بْن شِيرَوَيْه بْن فَنّاخسرو [1] .
أبو الغنائم ابن المحدّث أَبِي مَنْصُور الحافظ أَبِي شجاع الدَّيْلَميّ. من ولد فيروز الدَّيْلميّ الصَّحابيّ.
هَمَذَانيّ، مُسْنِد، جليل، وُلِد سنة ثمان عشرة وخمسمائة.
وسمع من: أَبِيهِ، وأبي جَعْفَر مُحَمَّد بْن أَبِي عليّ الحافظ، وزاهر بْن طاهر الشّحّاميّ.
سمع منه «مُسْنَد أَبِي يَعْلَى» .
وقد سمع ببغداد من القاضي أَبِي الفضل الأُرْمَوِيّ، وجماعة.
روى عَنْهُ الحافظ الضّياء. وأجاز للفخر عليّ.
وتُوُفّي رحمه اللَّه فِي تاسع عشر جُمادى الآخرة [2] .
__________
[ () ] 4/ 312، وشذرات الذهب 4/ 345.
وسيعاد في الكنى برقم (646) .
[1] انظر عن (شيرويه بن شهردار) في: التقييد 296 رقم 361، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 30 رقم 805، وتلخيص مجمع الآداب 4 ق 3/ 182، رقم 2120، والمختصر المحتاج إليه 2/ 103، والوافي بالوفيات 16/ 218 رقم 245، وتاريخ ابن الدبيثي 2/ ورقة 80 أ، (15/ 199) ، والإعلان بالتوبيخ للسخاوي 106، والعسجد المسبوك 2/ 289.
[2] وقال ابن نقطة: وسمع مسند أبي يعلى الموصلي من زاهر بن طاهر الشحّامي، بروايته عن أبي سعيد الكنجروذي، وحدّث عنهم، وكان ثقة صحيح السماع، رأيت خطّه بالإجازة في شوال سنة تسع وتسعين وخمسمائة.(42/436)
- حرف الطاء-
580- الطَّيّب بْن إِسْمَاعِيل بْن عليّ بْن خليفة [1] .
أبو حامد الْبَغْدَادِيّ، الحرْبيّ، القصير.
وُلِد سنة أربعٍ وعشرين، وسمع: أَبَا بَكْر قاضي المَرِسْتان، وعبد اللَّه وعبد الواحد ابنا أَحْمَد بْن يوسف.
وأصمّ فِي آخر عُمره، فكان يروي من لفظه.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، والضّياء.
وأجاز للفخر عليّ.
وتُوُفّي فِي جُمادى الآخرة.
- حرف العين-
581- عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن أَحْمَد بْن مَنْصُور بْن الْإِمَام مُحَمَّد بْن القَاسِم بْن حبيب [2] .
العلّامة أبو سعْد ابن الصّفّار النَّيْسابوريّ، وَلدُ الإمام أبي جعفر.
ولد سنة ثمان وخمسمائة، وسع من: جدّه لأمّه الأستاذ أَبِي نصر بْن القُشَيْريّ وهو آخر من حدَّث عَنْهُ.
__________
[1] انظر عن (الطيب بن إسماعيل) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 31 رقم 807، والمختصر المحتاج إليه 2/ 123 رقم 745، والمشتبه 1/ 326، وتوضيح المشتبه 4/ 239.
[2] انظر عن (عبد الله بن عمر) في: التقييد 327 رقم 393، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 34، 35 رقم 817، والجامع المختصر 9/ 133، ودول الإسلام 2/ 80، والعبر 4/ 312، 313، والإعلام بوفيات الأعلام 247، والمعين في طبقات المحدّثين 184 رقم 1965، وسير أعلام النبلاء 21/ 403، 404 رقم 206، والإشارة إلى وفيات الأعيان 313، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 8/ 156 رقم 1152، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 144 رقم 744، والوافي بالوفيات 17/ 372 رقم 304، والنجوم الزاهرة 6/ 186، والعقد المذهب، ورقة 162، وشذرات الذهب 4/ 345.(42/437)
وسمع من: الفُرَاويّ، وزاهر الشّحاميّ، وعبد الغافر بْن إِسْمَاعِيل الفارسيّ، وعبد الجبّار بْن مُحَمَّد الخُواريّ، وغيرهم.
قرأتُ بخطّ الحافظ ابن نُقْطَة [1] قال: أبو سعْد ابن الصّفّار سمع الكثير وكان إماما ثقة صالحا مُجْمَعًا على دِينه وأمانته.
حدَّث ب «صحيح مُسْلِم» عن الفُرَاويّ، وب «السُّنَن والآثار» للبَيْهَقي، بسماعه من الخُواريّ، وب «السُّنَن» لأبي دَاوُد، سمعه من عَبْد الغافر بْن إِسْمَاعِيل، بسماعه من نصر بْن عليّ الحاكميّ [2] .
تُوُفّي فِي سابع شعبان [3] .
وقال المنذريّ [4] : تُوُفّي فِي سابع عشر رمضان.
قلت: روى عَنْهُ: بَدَل بْن أَبِي المعمّر التّبْريزيّ، وإسماعيل بْن ظَفَر النّابُلسيّ، ونجم الكبراء أبو الجنّاب أَحْمَد بْن عُمَر الخبوقيّ، وأبو رشيد الغزّال، وابنه أبو بَكْر القاسم بْن عَبْد اللَّه، وجماعة.
وبالإجازة الشّيخ شمس الدّين عَبْد الرَّحْمَن، وفخر الدّين عليّ ابن البخاريّ.
وأنبأني أبو العلاء الفَرَضيّ قال: مجد الدّين أبو سعْد الصّفّار، كان إماما عالما بالأصول، فقيها، ثقة، من بيت العِلم والرواية.
سمع: أَبَاهُ، وعمّته عَائِشَة، وجدَّه لأمِّه أَبَا نصر عَبْد الرحيم، وجدّته دُردانة بِنْت إِسْمَاعِيل بْن عَبْد الغافر الفارسيّ، والفُرَاويّ، وزاهرا، وأبا المعالي الفارسيّ، وهبة اللَّه السّيّديّ، وسهل بن إبراهيم المسجديّ، وجماعة.
__________
[1] في التقييد 327.
[2] التقييد 327.
[3] التقييد 327.
[4] في التكملة 2/ 34.(42/438)
ومن سماع أبي سعد «سنن الدّار الدّارَقُطْنيّ» ، سمعه بفُوَيْتٍ على أَبِي القاسم الفضل بْن مُحَمَّد الأَبِيوَرْدِيّ، أَنَا أبو مَنْصُور النُّوقَانيّ، عَنْهُ. وسمع «السُّنَن الكبير» للبَيْهقيّ من زاهر.
وقد روى الفخر عليّ عَنْهُ هذين الكتابين بالإجازة [1] .
582- عَبْد اللَّه بْن أَبِي مَنْصُور مُحَمَّد [2] بْن عليّ بْن زبْرج [3] .
أبو المعالي ابن العتّابيّ، الفقيه الشّافعيّ.
كان يحج كل عام عن الخليفة المستضيء.
وأخطأ مَن سمع منه عن قاضي المَرِسْتان، فإنّه قال: هَذَا السّماع لأخي، وأنا وُلِدت بعد تاريخ هَذَا السّماع بثلاثِ سِنيْن.
تُوُفّي فِي جُمادى الآخرة.
وقال ابن النّجّار: لم تكن سِيرته مَرْضِيَّة. ثُمَّ روى عَنْهُ من «أمالي» الجوهريّ.
583- عَبْد اللَّه بْن مُسْلِم بْن ثابت بْن زَيْدِ بْن القاسم [4] .
أبو حامد بْن النخّاس، الْبَغْدَادِيّ، الوكيل، ويُعرف بابن جَوالق.
وُلِد سنة سبْعٍ وعشرين وخمسمائة، وأسمعه أَبُوهُ الفقيه أبو عَبْد اللَّه من القاضي الْأَنْصَارِيّ، وأبي القاسم بْن السَّمَرْقَنْديّ، وأبي منصور القزّاز، وأبي البركات الأنماطيّ، وجماعة.
__________
[1] وقال ابن نقطة: وهو أكثر مشايخ خراسان سماعا، وأقدمهم سنّا وسندا.
[2] انظر عن (عبد الله بن أبي منصور) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 28 رقم 801، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 105، والعقد المذهب، ورقة 162، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 147 ب، وبغية الوعاة 2/ 55.
[3] في طبقات الشافعية لابن كثير: «روح» وهو تصحيف.
[4] انظر عن (عبد الله بن مسلم) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 38 رقم 820، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 110، وسير أعلام النبلاء 21/ 415 دون ترجمة، والمختصر المحتاج إليه 2/ 173 رقم 813.(42/439)
وحدَّث بالكثير.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، وقال: سمعت منه سنة ستّ وسبعين وخمسمائة، وابن خليل، والضياء، واليلداني، وابن عبد الدائم، والنجيب عبد اللطيف.
وأجاز لابن أبي الخير، وشمس الدين بن أبي عمر، والفخر علي، والكمال عَبْد الرحيم ابن عَبْد الملك.
وكان يروي «تاريخ الخطيب» ، سوى جزءين منه، عن القزّاز.
تُوُفّي فِي العشرين من رمضان. وأبوه مُسْلم مخفّف، والنّخّاس بمعجمة.
584- عَبْد اللَّه بْن أَبِي مُحَمَّد بْن يَعْلَى [1] .
أبو الرضا المصريّ، الشّافعيّ، الْمُقْرِئ.
أَمَّ بمسجد الشّجاعة بمصر مدَّةً طويلة.
وسمع من: عَبْد اللَّه بْن رفاعة، وعليّ بْن نصر الأرتاحيّ، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم الكِيزانيّ.
قال المنذريّ: تُوُفّي فِي منتصف ربيع الأوّل. وحدَّثنا عَنْهُ غير واحد.
585- عَبْد الباقي بْن عَبْد الجبّار بْن عَبْد الباقي [2] .
أبو أَحْمَد الهَرَويّ، الصُّوفيّ، الحُرْضيّ، والحُرْض الأشنان.
كان صاحبا لأبي الوقت السِّجْزيّ وخَدَمه فِي السَّفَر إِلَى بغداد، وحدَّث عَنْهُ.
وعن: أَبِي الخير الباغبان، ومسعود الثّقفيّ.
وسكن بغداد.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن أبي محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 17 رقم 777.
[2] انظر عن (عبد الباقي بن عبد الجبار) في: إكمال الإكمال لابن نقطة (الظاهرية) مادّة:
الحرضي، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 45، 46 رقم 838، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 181، والمختصر المحتاج إليه 3/ 85 رقم 909.(42/440)
روى عَنْهُ: الضّياء، والنّجيب عَبْد اللّطيف، وإسحاق بْن محمود بْن بلكويْه البُرُوجرْديّ، وغيرهم.
وتُوُفّي فِي الثّالث والعشرين من ذي القعدة.
وأجاز للفخر عليّ.
586- عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد الرَّحْمَن [1] .
أبو القاسم الْقُرَشِيّ، الْمَصْرِيّ، المؤدّب، الفقيه الشّافعيّ.
سمع من: عشير بْن عليّ، وأبي الفضل الغَزْنَويّ، وطائفة.
وانقطع إِلَى الحافظ عَبْد الغنيّ فأكثر عَنْهُ ومعه، وكتب الكثير، وحصّل كتبا كثيرة من الحديث والفِقْه.
وعاجَلَتْه المَنِيَّة فِي هَذِهِ السّنة.
وكان يؤدّب الصّبيان ويؤمّ بمسجد المنارة.
587- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن مرشد بْن عليّ بْن منقذ [2] .
الأمير الكبير شمس الدّولة أبو الْحَارِث ابن الأمير نجم الدّولة الكِنانيّ الشَّيْزَرِيّ.
وُلِد بشَيْزَر سنة ثلاث وعشرين [3] وخمسمائة.
وسمع بالثّغر من أبي طاهر السِّلَفيّ.
وهو الّذي وجَّهه صلاح الدّين فِي الرّسْليَّة إِلَى صاحب المغرب. وكان أديبا، عالما، نبيلا، شاعرا، مُحسِنًا، مترسِّلًا، من بيت الشّجاعة والإمرة [4] .
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن الحسين) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 50، 51 رقم 852.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد بن مرشد) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 52 رقم 856، والوافي بالوفيات 18/ 251، 252 رقم 301.
[3] في الوافي: ولد سنة اثنتين وعشرين.
[4] من شعره:
لام العذول على هواه ... فقلت عذل لا يفيد
زادت ملاحته فقلّوا ... من ملامي أو فزيدوا(42/441)
588- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن علي بْن زَيْدِ بْن اللّتّي [1] .
مرّ، الرّقيقيّ.
حدَّث عن: أَبِي الوقت، وغيره.
وتُوُفّي فِي أواخر العام.
589- عَبْد الرّزّاق بْن عَبْد السّميع بْن مُحَمَّد بْن شجاع [2] .
الشّريف أبو الكَرَم الهاشميّ، الْبَغْدَادِيّ.
عاش ثلاثا وثمانين سنة. وسمع هبة اللَّه بْن أَحْمَد الحريريّ، وقاضي المَرِسْتان.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، وابن النّجّار.
تُوُفّي فِي ربيع الآخر.
590- عَبْد السّلام بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد [3] .
الأندلسيّ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ الحربيّ، المعروف بابن الأرمنيّ.
روى عن: عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن يوسف.
وأجاز للزّكيّ عَبْد العظيم.
591- عَبْد الغني بْن عَبْد الواحد بْن عَلِيّ بْن سُرُور بْن رافع بْن حسن بْن جَعْفَر [4] .
__________
[ () ]
قد جدّد الوجد القديم ... لديّ عارضه الجديد
ومنه:
وأغيد مسب للعقول بوجهه ... وثغر تبدّى درّه من عقيقه
إذا لدغت قلبي عقارب صدغه ... فليس شفائي غير درياق ريقه
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن أبي بكر) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 51 رقم 853.
[2] انظر عن (عبد الرزاق بن عبد السميع) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 24، 25 رقم 791، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 159، والمختصر المحتاج إليه 3/ 62 رقم 853.
[3] انظر عن (عبد السلام بن إبراهيم) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 21، 22 رقم 784، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 141، والمختصر المحتاج إليه 3/ 38 رقم 806.
[4] انظر عن (عبد الغني بن عبد الواحد) في: التقييد لابن نقطة 370 رقم 473، وذيل الروضتين(42/442)
الحافظ الكبير، تقيّ الدّين أبو مُحَمَّد المقدسيّ الجمَّاعيليّ، ثُمَّ الدَّمشقيّ، الصّالحي، الحنبليّ.
وُلِد سنة إحدى وأربعين وخمسمائة. وهو والشّيخ الموفَّق فِي عامٍ، وهما أبناء خالةٍ. وُلدا بجَمَّاعِيل.
سمع بدمشق: أَبَا المكارم عَبْد الواحد بْن هلال، وأبا المعالي بْن صابر، وسلمان بْن عليّ الرَّحْبيّ.
وببغداد: أَبَا الفتح بْن البطّيّ، والشّيخ عَبْد القادر، وأبا زُرْعة المقدسيّ، وهبة اللَّه بْن هلال الدّقّاق، وَأَحْمَد بْن المقرّب، وأبا بَكْر بْن النَّقُّور، والمبارك بْن الْمُبَارَك السِّمسار، وَأَحْمَد بْن عَبْد الغنيّ الباجِسْرائيّ، ومَعْمَر بْن الفاخر، ويحيى بْن ثابت، والمبارك بْن خضر، ويحيى بْن عليّ الخَيْميّ، والمبارك بْن مُحَمَّد الباذرائيّ، وأبا مُحَمَّد بْن الخشّاب، وطبقتهم.
وبالموصل: أَبَا الفضل عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد الخطيب، وبهَمَذَان عَبْد الرّزّاق بْن إِسْمَاعِيل القُومِسانيّ، ونسيبه المُطَهَّر بْن عَبْد الكريم، وإسماعيل بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل القُومِسانيّ، وجماعة.
__________
[ () ] 46، 47، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي 15/ 278، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 519- 522، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 17- 19 رقم 778. والجامع المختصر 9/ 140، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 168، 169، رقم 124، والإشارة إلى وفيات الأعيان 313، ودول الإسلام 2/ 80، وتذكرة الحفاظ 4/ 1372، وسير أعلام النبلاء 21/ 443- 471، رقم 235، والإعلام بوفيات الأعلام 247، والعبر 4/ 313، ومرآة الجنان 3/ 499، والبداية والنهاية 13/ 38، 39، وذيل طبقات الحنابلة 2/ 5- 34، والعسجد المسبوك 2/ 289، 290، والفلاكة والمفلوكين للدلجي 68، 69، وحسن المحاضرة 1/ 165، وطبقات الحفاظ 487، وتاريخ الخلفاء 457، وكشف الظنون 1013، 1164، 1509، 2053، وشذرات الذهب 4/ 345، وإيضاح المكنون 2/ 69، وهدية العارفين 1/ 589، وديوان الإسلام 3/ 277، والنجوم الزاهرة 6/ 185، والأعلام 4/ 34، ومعجم المؤلّفين 5/ 275، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسرين 114 رقم 1077، وفهرس مخطوطات الظاهرية 72، 174، 210، 211، 306، فهرس المخطوطات المصوّرة 2/ 216، 217، 233، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (تأليفنا) - القسم الثاني- ج 2/ 220- 222 رقم 557.(42/443)
وبأصبهان: الحافظ أَبَا مُوسَى المَدِينيّ، وأبا سعْد مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الصّائغ، وأبا رشيد إِسْمَاعِيل بْن غانم البيّع، وأبا الفتح بْن أَحْمَد الخِرَقيّ، وأحمد بْن مَنْصُور التُّرْك، وأبا رشيد حبيب بْن إِبْرَاهِيم، وأبا غالب مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن ناصر، وسُفيان وعليّا ابنَيْ أَبِي الفضل بْن أَبِي طاهر الخِرَقيّ، وبنيمان بْن أَبِي الفوارس السّبّاك، ومعاوية بْن عليّ الصُّوفيّ، وحمزة بْن أَبِي الفتح الطَبريّ، وغيرهم.
وبالإسكندريَّة: أَبَا طاهر السِّلَفيّ فأكثر، وأبا مُحَمَّد عَبْد اللَّه العثمانيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن خَلَف اللَّه الْمُقْرِئ، وجماعة.
وبمصر: مُحَمَّد بْن عليّ الرَّحبّي، وعليّ بْن هبة اللَّه الكامليّ، وعبد اللَّه بْن برّيّ النّحويّ، وجماعة.
وحدَّث بأصبهان، وبغداد، ودمشق، ومصر، ودمياط، والإسكندريّة.
وكتب ما لا يوصف، وصنَّف التّصانيف المفيدة، ولم يزل يسمع ويسمع ويكتب ويجمع إلى أن توفّاه اللَّه تعالى إِلَى رحمته.
روى عَنْهُ: الشّيخ الموفّق، والحافظ عَبْد القادر الرُّهاويّ، وولداه أبو الفتح محمد وأبو موسى عبد الله، والحافظ الضّياء، والحافظ ابن خليل، والفقيه اليُونينيّ، وسليمان الأسْعَرْدِيّ، والزَّيْن بْن عَبْد الدّائم، وعثمان بْن مكّيّ الشّارعيّ الواعظ، وأحمد بْن حامد بْن أَحْمَد بْن حمْد الأَرْتَاحِيّ الْمُقْرِئ، وإسماعيل بْن عَبْد القويّ بْن عزّون، وأبو عِيسَى عَبْد اللَّه بْن علّاق، وسعد الدّين محمد بن مهلهل الجينيّ، وبقي هَذَا إِلَى ربيع الأوّل سنة أربعٍ وسبعين.
وبالإجازة: أَحْمَد بْن أَبِي الخير وغيره.
قال أبو عَبْد اللَّه بْن النّجار: حدَّث بالكثير، وصنَّف فِي الحديث تصانيف حسنة. وكان غزير الحِفْظ، من أَهْل الإتقان والتّجويد، قيّما بجميع فنون الحديث عارفا بقوانينه، وأصوله، وعِلَله، وصحيحه، وسقيمه، وناسخه، ومنسوخه، وغريبه، ومُشْكله، وفِقْهه، ومَعانيه، وضبْط أسماء رُواته. وكان(42/444)
كثير العبادة، ورِعًا، متمسّكا بالسُّنَّة على قانون السَّلف. ولم يزل بدمشق- يَعْني بعد رجوعه من أصبهان- يحدّث وينتفع به النّاس، إِلَى أن تكلّم فِي الصّفات والقرآن بشيءٍ أنكره عليه أَهْل التّأويل من الفقهاء، وشنّعوا عليه، وعُقِد له مجلسٌ بدار السّلطان، حضره الفقهاء والقُضاة، فأصرَّ على قوله، وأباحوا إراقة دمه فشفع له جماعة إِلَى السّلطان من الأمراء الأكراد، وتوسّطوا فِي القضيَّة على أن يُخرَج من دمشق، فأُخرج إِلَى مصر، وأقام بها خاملا إِلَى حين وفاته.
أخبرنا يعيش بْن ملك الحنبليّ، أَنَا عَبْد الغنيّ. قلت: فذكر حديثا.
قرأتُ بخطّ العلّامة شيخ أصبهان أَبِي مُوسَى المَدِينيّ: يقول أبو مُوسَى عَفَا اللَّه عَنْهُ: قلَّ من قدِم علينا من الأصحاب يفهم هذا الشّأن كَفَهْم الشّيخ الْإِمَام ضياء الدّين أَبِي مُحَمَّد عَبْد الغنيّ بْن عَبْد الواحد المقدسيّ، زاده اللَّه تعالى توفيقا. وقد وُفِّق لتبيين هَذِهِ الغلطات على أنّ فِي الكُتُب المصنَّفة فِي معرفة الصّحابة غير هَذَا من الخطأ، ولا تنفكّ الكُتُب المجموعة فِي ذلك من ذلك، وما ذكره كما ذكره.
إِلَى أن قال: ولو كان الدّار الدَّارَقُطْنِيّ، وأمثاله فِي الأحياء لَصَوَّبوا فِعْله، وقلّ من يفهم فِي زماننا لِما فهمه. كتبه أبو مُوسَى.
قلت: هَذَا كتبه على ظهر كتاب «تبيين الإصابة لأوهامٍ حصلت فِي معرفة الصّحابة» الّذي جمعه الحافظ أبو نُعَيْم. وهو مجلّد صغير أبان فيه عن حِفْظٍ باهر، ومعرفةٍ تامَّة.
وقال الضّياء: ثُمَّ سافر الحافظ إِلَى أصبهان. وكان خرج وليس معه إلّا قليلُ فلوس، فسهّل اللَّه له مَن حمله وأنفق عليه، حتّى دخل أصبهان، وأقام بها مدَّة، وحصّل بها الكُتُب الجيّدة.
وكان ليس بالأبيض الأمهق، بل يميل إِلَى السُّمْرة، حَسَن الثَّغْر، كثّ اللّحية، واسع الجبين، عظيم الخلْق، تامّ القامة، كأنّ النّور يخرج من وجهه.
وكان قد ضعف بصره من كثرة البكاء والنَّسْخ والمطالعة.(42/445)
ذكر تصانيفه رحمه اللَّه كتاب «المصباح فِي الأحاديث الصِّحاح» فِي ثمانية وأربعين جزءا، يشتمل على أحاديث «الصّحيحين» ، كتاب «نهاية المراد فِي السّنن» نحو مائتي جزء، ولم يبيّضه، كتاب «اليواقيت» مجلّد، كتاب «تحفة الطّالبين فِي الجهاد والمجاهدين» مجلّد، كتاب «الروضة» أربعة أجزاء، كتاب «فضائل خير البريّة» أربعة أجزاء، كتاب «الذّكر» جزءان، كتاب «الإسراء» جزءان، كتاب «التّهجّد» جزءان، كتاب «الفرج» جزءان، كتاب «رحلات الأحياء إلى الأموات» جزءان، كتاب «الصّفات» جزءان، كتاب «محنة أَحْمَد» ثلاثة أجزاء، كتاب «ذمّ الرّياء» جزء، «ذمّ الغَيْبة» جزء، «التّرغيب فِي الدّعاء» جزء، «الأمر بالمعروف» جزء، كتاب «فضائل مكّة» أربعة أجزاء، «فضائل الحج» جزء، «فضائل رجب» جزء، «وفاة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلّم» جزء، «أقسام النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم» جزء، «الأربعون» جزء، أربعون أخرى، «الأربعون من كلام ربّ العالمين» جزء، أربعون حديثا بسندٍ واحد، «اعتقاد الشّافعيّ» جزء، كتاب «الحكايات» سبعة أجزاء، كتاب «غُنْيَة الحفّاظ فِي مشكل الألفاظ» فِي مجلّدتين، «ذِكر القبور» جزء، «مناقب عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز» جزء، «أجزاء في الأحاديث والحكايات» أكثر من مائة جزء، وهذه كلّها بأسانيده.
ومن الكتب بلا إسناد: «الأحكام» فِي ستَّة أجزاء، «العمدة في الأحكام» جزءان، كتاب «درر الأثر» تسعة أجزاء، كتاب «السّيرة النّبويَّة» جزء كبير، «النّصيحة فِي الأدعية الصّحيحة» جزء، «الاعتقاد» جزء، «تبيين أوهام أَبِي نُعَيْم الحافظ فِي الصّحابة» جزء كبير، كتاب «الكمال فِي معرفة الرجال» عدَّة مجلّدات، وفيه إسناد.
قال: وكان لا يَكَادُ أَحَدٌ يَسْأَلُهُ عَنْ حَدِيثٍ إِلا ذكره له وبيّنه. ولا يُسأل عن رَجُلٍ، إلا قال: هُوَ فُلان بْن فلان، وبيَّن نسبه.
قال: وأنا أقول: وكان الحافظ عَبْد الغنيّ المقدسيّ أمير المؤمنين فِي(42/446)
الحديث. سمعته يقول: كنت عند الحافظ أَبِي مُوسَى فنَازَعَني رجلٌ فِي حديث فقال: هُوَ فِي البخاريّ. وقلت: ليس هُوَ فِيهِ.
قال: فكتب الحديث فِي رُقْعة، ورفعها إِلَى الحافظ أَبِي مُوسَى يسأله عَنْهُ، فناولني الحافظ الرُّقْعة وقال: ما تقول؟ هَلْ هَذَا الحديث فِي الْبُخَارِيّ أم لا؟ فقلت: لا. قال: فخجل الرجل.
وسمعتُ أَبَا الطّاهر إِسْمَاعِيل بْن ظَفَر يقول: جاء رجل إلى الحافظ، يعني عَبْد الغنيّ، فقال: رجلٌ حلف بالطّلاق أنّك تحفظ مائة ألف حديث.
فقال: لو قال أكثر لصَدَق.
شاهدتُ الحافظ غير مرَّةٍ بجامع دمشق يسأله بعض الحاضرين وهو على المنبر: اقرأ لنا أحاديث من غير الجزء. فيقرأ الأحاديث بأسانيدها عن ظهر قلبه.
وقيل إنّه سُئل: لِمَ لا تقرأ من غير كتاب؟ يعني دائما، قال: إنّي أخاف العُجْب.
وسمعت الْإِمَام أَبَا العبّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحافظ قال: سمعت عليّ بْن قفارس الزّجّاج العلثيّ الصّالح قال: لمّا جاء الحافظ من بلاد العجم قلت: يا حافظ ما حفظت بعدُ مائة ألف حديث؟ فقال: بلى. أو ما هَذَا معناه.
سمعتُ أَبَا مُحَمَّد عَبْد الْعَزِيز بْن عَبْد الملك الشّيبانيّ يقول: سمعتُ التّاج الكِنْديّ يقول: لم يكن بعد الدّار الدَّارَقُطْنِيّ مثل الحافظ عَبْد الغنيّ، يعني المقدسيّ.
وقال الفقيه أبو الثّناء محمود بْن هَمّام الْأَنْصَارِيّ: سمعت التّاج الكِنْدي يقول: لم يَرَ الحافظ عَبْد الغنيّ مثلَ نفسه.
وقال أبو نزار ربيعة بن الحسين: قد رَأَيْت أَبَا موسى المدينيّ، وهذا الحافظ عَبْد الغنيّ أحفظ منه.(42/447)
قال الضّياء: وكلّ من رأينا من المحدّثين ممّن رَأَى الحافظ عَبْد الغنيّ وجرى ذَكر حِفْظه ومُذَاكراته قال: ما رأينا مثله، أو ما يشبه هذا.
ثمّ ذكر الضّياء فصلا فِي حِرْصِه على الحديث وطلبه وتحريضه للطَّلَبَة، وقال: حرَّضني على السّفر إِلَى مصر، وسافر معنا ولده أبو سُلَيْمَان وله نحو عشر سنين. وسيّر قبلنا ولدَيْه محمدا وعبد اللَّه إِلَى أصبهان. ثمّ سفّر إسماعيل بن ظفر، وزوّده وأعطاه ما احتاج إليه، فسافر إِلَى بغداد، وأصبهان، وخُراسان. وقبلَ ذلك حرَّض أَبَا الحجّاج يوسف بْن خليل على السَّفَر.
وكان يقرأ الحديث يوم الجمعة بعد الصّلاة بجامع دمشق وليلة الخميس بالجامع أيضا. ويجتمع خلْق. وكان يقرأ ويبكي، ويُبكّي الناسُ بكاء كثيرا، وكان بعد القراءة يدعو دعاء كثيرا.
وسمعتُ شيخنا أَبَا الْحَسَن عليّ بْن إِبْرَاهِيم بْن نجا الواعظ بالقرافة يقول على المِنْبر: قد جاء الْإِمَام الحافظ وهو يريد أن يقرأ الحديث، فأشتهي أن تحضروا مجلسَه ثلاث مرّات، وبعدها أنتم تعرفونه، ويحصل لكم الرغبة.
فجلس أوّل يوم، وكنتُ حاضرا بجامع القرافة، فقرأ أحاديث بأسانيدها حِفْظًا، وقرأ جزءا. ففرح النّاس بمجلسه فَرَحًا كثيرا.
ثمّ سمعت ابن نجا شيخنا يقول: قد حصل الّذي كنت أريده فِي أول مجلس.
قال: وكان يجلس بمصر فِي غير موضعٍ يقرأ الحديث.
وكان رحمه اللَّه لا يكاد يضيّع شيئا من زمانه بلا فائِدة. فإنّه كان يُصلّي الفجر، ويلقّن القرآن، وربّما لقّن الحديث. فقد حفَّظنا منه أحاديث جمَّة تَلْقِينًا. ثُمَّ يقوم فيتوضّأ، ويصلّي ثلاثمائة ركعة بالفاتحة والمعوَّذتين إِلَى قبل وقت الظُّهْر، ثُمَّ ينام نومة، ثُمَّ يُصلّي الظُّهر، ويشتغل إمّا بالتّسميع أو النَّسْخ إِلَى المغرب، فَإِنْ كان صائما أفطر، وإن كان مفطِرًا صلّى من المغرب إِلَى(42/448)
العشاء الآخرة، فإذا صلّى العشاء نام إِلَى نصف اللّيل أو بعده. ثُمَّ قام فتوضّأ وصلّى لحظة، ثُمَّ توضّأ، ثُمَّ صلّى كذلك، ثُمَّ توضّأ وصلّى إِلَى قرب الفجر، وربّما توضّأ فِي اللّيل سبع مرّات أو أكثر. فَقِيل له فِي ذلك فقال: ما تطيب لي الصّلاة إلّا ما دامت أعضائي رطْبة. ثُمَّ ينام نومة يسيرة إِلَى الفجر. وهذا دأْبُه. وكان لا يكاد يُصلّي فريضتين بوضوءٍ واحد.
سَأَلت خالي الْإِمَام موفَّق الدّين عن الحافظ فقال وكتب بخطّه: كان رفيقي فِي الصِّبَى وَفِي طلب العِلم، وما كنّا نستبق إِلَى خيرٍ إلّا سبقني إليه إلّا القليل. وكمّل اللَّه فضيلته بابتلائه بأذى أَهْل البِدْعة، وعداوتهم له، وقيامهم عليه. ورُزِق العلم وتحصيل الكُتُب الكثيرة، إلّا أنّه لم يعمّر حتّى يَبْتَغِ غرضَه فِي روايتها ونشْرها.
قال الضّياء: وكان يستعمل السِّواك كثيرا، حتّى كأنّ أسنانه البرد.
سمعت محمود بن سلّامة الحرّانيّ التّاجر غير مرَّة يقول: كان الحافظ عَبْد الغنيّ نازلا عندي بأصبهان، وما كان ينام من اللّيل إلّا قليلا، بل يُصلّي ويقرأ ويبكي، حتّى ربّما مَنَعَنَا النّوم إِلَى السَّحَر. أو ما هَذَا معناه.
وكان الحافظ لا يرى مُنْكرًا إلّا غيّره بيده أو بلسانه. وكان لَا تأخذه فِي اللَّه لومَة لائم. رَأَيْته مرَّةً يُريق خمرا، فجبذ صاحبه السّيف، فلم يخف، وأخذه من يده. وكان قويّا فِي بَدَنه. وكثيرا ما كان بدمشق يُنْكر ويكسر الطّنابير والشّبّابات.
قال لنا خالي الموفَّق: كان لا يصبر عن إنكار المُنْكَر إذا رآه.
سمعت فضائل بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن سُرور المقدسيّ قال: سمعتهم يتحدّثون بمصر أنّ الحافظ كان قد دخل على الملك العادل، فلمّا رآه قام له.
فلمّا كان اليوم الثّاني إذا الأمراء قد جاءوا إلى الحافظ إِلَى مصْر، مثل سركس، وأُزْكش، فقالوا: آمنّا بكرامتك يا حافظ.
وذكروا أنّ العادل قال: ما خفتُ مِن أحدٍ ما خفتُ من هذا الرجل.(42/449)
فقلنا: أيّها الملك، هَذَا رجلٌ فقيه، أيش خفتَ منه؟ قال: لمّا دخل ما خُيّل إليّ إلّا أَنَّه سَبُع يريد أن يأكلني. فقلنا: هَذِهِ كرامة للحافظ.
قال الضّياء: شاهدتُ بخطّ الحافظ قال: والملك العادل اجتمعت به، وما رَأَيْت منه إلّا الجميل، فأَقبل عليّ وأكرمني، وقام لي والتزمني، ودعَوْتُ له. ثُمَّ قلت: عندنا قُصُور فهو الّذي يوجب التّقصير. فقال: ما عندك لا تقصير ولا قُصُور.
وذُكر أمرُ السُّنَّة فقال: ما عندك شيءٌ تعابُ به فِي أمور الدّين ولا الدّنيا، ولا بُدّ للنّاس من حاسِدين.
وبلغني عَنْهُ بعد ذلك أنّه ذُكر عنده العِلماء فقال: ما رأيتُ بالشّام ولا مصر مثلَ فلان، دخل عليَّ فَخُيّل إليَّ أنّه أسد قد دخل عليَّ، وهذا ببركة دعائكم ودعاء الأصحاب.
قال الضّياء: وكان المبتدعة قد وغروا صدر العادل على الحافظ، وتكلّموا فِيهِ عنده. وكان بعضهم يقول إنّه ربّما قتله إذا دخل عليه. فسمعتُ بعضَهم أنّ بعض المبتدعة أرسل إِلَى العادل يبذل فِي قتْل الحافظ خمسة آلاف دينار.
وسمعتُ الشّيخ أَبَا بَكْر بْن أَحْمَد، الطّحّان قال: لكن فِي دولة الأفضل عليّ جعلوا الملاهي عند دَرَج جَيْرون، فجاء الحافظ فكسر شيئا كثيرا منها.
ثُمَّ جاء فصعِد على المِنبر يقرأ الحديث، فجاء إليه رسول القاضي يطلبه حتّى يُناظره فِي الدّفّ والشّبابة فقال الحافظ: ذاك عندي حرام. وقال: لا أمشي إليه، إنْ كان له حاجة فيجيء هو.
ثمّ تكلَّم على المِنْبر، فعاد الرَّسُول فقال: لا بُدّ من مجيئك قد بطلت هَذِهِ الأشياء على السّلطان. فقال الحافظ: ضربَ اللَّهُ رقبتَه ورقبة السّلطان.
فمضى الرَّسُول، وخِفْنا من فتنة، فَمَا جاء أحدٌ بعد ذلك.(42/450)
سمعت محمود بْن سلامة الحرّانّي بأصبهان قال: كان الحافظ بأصبهان فيصطفّ النّاس فِي السّوق ينظرون إليه. ولو أقام بأصبهان مدَّةً وأراد أن يملكها لملكها. يعني من حُبّهم له ورغبتهم فِيهِ.
قال الضّياء: ولمّا وصل إِلَى مصر أخيرا كنّا بها، فكان إذا خرج يوم الجمعة إِلَى الجامع لا نقدر نمشي معه من كثرة الخلْق، يتبرّكون به، ويجتمعون حوله. وكان سخيّا، جوادا، لا يدَّخر دينارا ولا درهما. ومهما حصل له أَخْرَجَهُ. ولقد سمعتُ عَنْهُ أنّه كان يخرج فِي بعض اللّيالي بقِفاف الدّقيق إِلَى بيوت المحتاجين، فإذا فتحوا له ترك ما معه ومضى لئلّا يُعرف. وكان يُفتح له بشيء من الثّياب والبُرد، فيعطيه للنّاس، وربّما كان عليه ثوب مرقَّع.
قال لي خالي الموفّق: كان جوادا، يؤثر بما تصل يده إِليه سرّا وعلانية.
وقال عبد الجليل الْجِيلانيّ: كنتُ فِي مسجد الوزير، فبقيت ثلاثة أيّام ما لنا شيء، فلمّا كان العصر يوم الجمعة سلّمت على الحافظ، ومشيت معه إِلَى خارج باب الجامع فناولني نفقة، فإذا هِيَ نحو خمسين درهما.
وسمعت بدْرَ بنَ مُحَمَّد الْجَزَريّ قال: ما رَأَيْت أحدا أكرم من الحافظ عَبْد الغنيّ، قد أوفى عنّي غير مرَّة.
سمعت سُلَيْمَان بْن إِبْرَاهِيم الأَسْعَرْدِيّ يقول: بعث الملك الأفضل إلى الحافظ بنفقة وقمح كثير. ففرّقه كلّه، ولم يترك شيئا.
سمعت أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه العراقيّ: حَدَّثَنِي مَنْصُور قال: شاهدتُ الحافظ فِي الغلاء بمصر، وهو ثلاث ليالٍ يؤثر بعَشَائه ويَطْوي.
سمعتُ الفقيه مقصد بْن عليّ بْن عَبْد الواحد المصريّ قال: سمعتُ أنّ الحافظ كان زمان الغلاء يؤثر بعَشَائه. يعني غلاء مصر.
قال الضّياء: وقد فُتِح له بمصر بأشياء كثيرة من الذَّهب وغير ذلك، فَمَا كان يترك شيئا.(42/451)
سمعت الرِّضَى عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الجبّار: سمعتُ الحافظ يقول: سألتُ اللَّه أنْ يرزقني مثل حال الْإِمَام أَحْمَد، فقد رزقني صلاته.
قال: ثُمَّ أبتُليَ بعد ذلك وأُوذِيَ.
سمعت الْإِمَام أَبَا مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن أَبِي الْحَسَن الْجُبّائيّ [1] يقول: كان أبو نعيم قد أخذ على الحافظ ابن مَنْدَهْ أشياء فِي معرفة الصّحابة، فكان الحافظ أبو مُوسَى يشتهي أنْ يأخذ على أَبِي نُعَيْم فِي كتابه، فَمَا كان يجسر.
فلمّا جاء الحافظ عَبْد الغنيّ أشار إليه بِذَلِك، فأخذ على أَبِي نُعَيْم فِي كتابه «معرفة الصّحابة» نحوا من مائتين وتسعين موضعا. فلمّا سمع بِذَلِك الصّدر عَبْد اللّطيف بْن الخُجَنْدِيّ طلب الحافظ عَبْد الغنيّ، وأراد هلاكه، فاختفى الحافظ.
وسمعت مُحَمَّد بْن سلامة الحَرَّانيّ قال: ما أخرجنا الحافظ من أصبهان إلّا فِي إزار. وذلك أنّ بيت الخُجَنْدِيّ، أشاعِرة يتعصّبون لأبي نُعَيْم، وكانوا رؤساء أصبهان.
سمعت الحافظ يقول: كنّا بالمَوْصِل نسمع «الْجَرْح والتّعديل» للعُقَيْليّ، فأخذني أَهْل الموصل وحبسوني، وأرادوا قتلي من أجل ذِكر أَبِي حنيفة فِيهِ.
قال: فجاءني رجلٌ طويل معه سيف، فقلت: لعلّه يقتلني وأستريح.
قال: فلم يصنع شيئا. ثُمَّ أُطلِقت.
وكان يسمع هُوَ وابن البرنيّ، فأخذ ابن البرنيّ الكرّاس الّتي فيها ذِكر أَبِي حنيفة، ففتّشوا الكتاب، فلم يجدوا شيئا، فهذا كان سبب خلاصه.
__________
[1] كان أبوه راهبا، وهو نصرانيّ، أسلم. وهو من «جبّة بشريّ» من أعمال طرابلس الشام.
والصواب في نسبته: «الجبّيّ» . توفي سنة 605 هـ. انظر عنه في كتابنا: موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي- القسم الثاني- ج 2/ 239- 249 رقم 586، وقد حشدت فيه مصادر ترجمته.
وستأتي ترجمته في الطبقة التالية من هذا الكتاب.(42/452)
قلت: سمعت عَبْد الحميد بْن خَوْلان: سمعتُ الضّياء يقول: كان الحافظ يقرأ الحديث بدمشق، ويجتمع الخلْق عليه، فحُسِد، وشرعوا يعملون لهم وقتا فِي الجامع، ويقرأ عليهم الحديث، ويجمعون النّاس، فهذا ينام، وهذا قلْبه غير حاضر، فلم يشف قلوبهم، فشرعوا في مكيدةٍ، فأمروا النّاصح بْن الحنبليّ بأنْ يعِظ بعد الجمعة تحت النَّسْر، وقت جلوس الحافظ، فأخّر الحافظ ميعادَه إِلَى العصر. فلمّا كان فِي بعض الأيّام، والنّاصحُ قد فرغ، وقد ذكر الْإِمَام، فدسّوا إليه رجلا ناقص العقل من بيت ابن عساكر، فقال للنّاصح: ما معناه أنّك تقول الكذِبَ على المِنْبر؟ فضُرِب الرجل وهرب، وخبّيء فِي الكلّاسة، ومشوا إِلَى الوالي، وقالوا له: هؤلاء الحنابلة ما قصْدهم إلّا الفِتْنة. وهُمْ وهُمْ واعتقادهم. ثمّ جمعوا كُبَرَاءهم، ومضوا إِلَى القلعة، وقالوا للوالي: نشتهي أنْ تُحْضِر الحافظ.
وسمع مشايخنا، فانحدروا إِلَى المدينة، خالي الموفَّق، وأخي الشّمس البخاريّ، والفقهاء، وقالوا: نَحْنُ نُنَاظِرهم. وقالوا للحافظ: اقعد أنت لا تجيء، فإنّك حادّ، ونحن نكفيك.
فاتّفق أنّهم أرسلوا إِلَى الحافظ فأخذوه، ولم يعلم أصحابنا، فناظروه وكان أجهلهم يُغْري به، فاحتدّ. وكانوا قد كتبوا شيئا من اعتقادهم، وكتبوا خطوطهم فِيهِ، وقالوا له: اكتب خطَّك. فلم يفعل. فقالوا للوالي: قد اتّفق الفُقهاء كلّهم، وهذا يخالفهم. واستأذنوه فِي رفع مِنْبره. فأرسلوا الأسرى، فرفعوا ما فِي جامع دمشق من مِنْبرٍ وخزانة وقالوا: نريد أن لا نجعل فِي الجامع إلّا صلاة الشّافعيَّة، وكسروا منبر الحافظ، ومنعوه من الجلوس، ومنعوا أصحابنا من الصّلاة فِي مكانهم، ففاتهم الظُّهْر.
ثمّ إنّ النّاصح جَمَع البَنَويَّة وغيرهم، وقالوا: إنْ لم يُخَلُّونا نصلّي صلّينا بغير اختيارهم. فبلغ ذلك القاضي، وهو كان صاحب الفتنة، فإذِن لهم، وخاف أن يُصلّوا بغير إذنه.(42/453)
وكان الحنفيَّة حَمَوْا مقصوراتهم بجماعةٍ من الْجُنْد.
ثُمَّ إنّ الحافظ ضاق صدره، ومضى إِلَى بَعْلَبَكّ، فأقام بها مدَّة، وتوجَّه إِلَى مصر، فبقي بنابلس مدَّةً يقرأ الحديث وكنتُ أَنَا فِي ذلك الوقت بمصر فجاء شابٌّ من دمشق بفتاوى إلى الملك عثمان الْعَزِيز، ومعه كتب أنّ الحنابلة يقولون كذا وكذا. وكان بنواحي الإسكندريَّة، فقال: إذا رجعنا من بلادنا مَن يقول بهذه المقالة؟
فاتّفق أنّه لم يرجع، وشَبَّ به فَرَسُه. وأقاموا ولده موضعه. ثُمَّ أرسلوا إِلَى الأفضل، وكان بصَرْخَد، فجاء وأخذ مصر. ثُمَّ انحرف إِلَى دمشق فاتّفق أنّه لقي الحافظ فِي الطّريق، ففرح به وأكرمه. ونفّذ يوصي به بمصر، فلمّا وصل الحافظ إِلَى مصر تُلُقِّيَ بالبِشْر والإكرام، وأقام بها يُسمع الحديث بمواضع ويجلس. وقد كان بمصر كثيرٌ من المخالفين، لكنْ كَانَتْ رائحة السّلطان تمنعهم.
ثُمَّ إنّ الأفضل حاصر دمشق، وردَّ عَنْهَا بعد أن أشرف على أخْذها، ورجع إِلَى مصر، فجاء العادل خلْفه فأخذ مصر. وبقي بمصر. وأكثَر المخالفون على الحافظ، حتّى استُدعيَ، ولم يحصل لهم بحمد اللَّه ما أرادوا.
وأكرمه العادل، وسافر إِلَى دمشق. وبقي الحافظ بمصر، وهم لا يتركون الكلام فِيهِ، فلمّا أكثروا عَزَم الكامل على إخراجه من مصر.
ثمّ إنّ الحافظ اعتُقِل فِي دارِ سبعَ ليالٍ فَسَمعت التّقيّ أَحْمَد بْن العزّ مُحَمَّد بْن عَبْد الغنيّ: حدَّثني الشّجاع بْن أَبِي زكريّ الأمير قال: قال: لي الكامل: هاهنا رجلٌ فقيه قَالُوا إنّه كافر. قلت: لا أعرفه. قال: بلى، هُوَ محدِّث.
فقلت: لعلّه الحافظ عَبْد الغنيّ؟ قال: نعم هُوَ هُوَ. فقلت: أيّها الملك، العلماء أحدهم يطلب الآخرة، والآخر يطلب الدّنيا. وأنت هاهنا باب الدّنيا، فهذا الرجل جاء إليك، أو أرسل إليك رُقعة؟ قال: لا. قلت: والله هؤلاء(42/454)
يحسدونه. فهل فِي هَذِهِ البلاد أرفع منك؟ قال: لا. فقلت: هَذَا الرجل أرفع العلماء. فقال: جزاك اللَّه خيرا كما عرَّفْتني هَذَا.
وقال أبو المظفّر بْن الجوزيّ فِي تاريخه [1] : اجتمع قاضي دمشق محيي الدّين والخطيب ضياء الدين وجماعة، وصعدوا إِلَى مُتَولّي القلعة أنّ عَبْد الغنيّ قد أضلّ الناسَ ويقول بالتّشبيه، فعقدوا له مجلسا وأحضروه، فناظرهم، وأخذوا عليه مواضع، منها قوله: لا أُنَزِّهه تنزيها ينفي حقيقة النّزول ومنها:
كان اللَّه ولا مكان، وليس هُوَ اليوم على ما كان. ومنها مسألة الحرف والصَّوت.
فقالوا: إذا لم يكن على ما كان، فقد أثبت له المكان. وَإِذَا لم تنزّه تنزيها ينفي عَنْهُ حقيقة النّزول، فقد أجزت عليه حقيقة الانتقال. وأمّا الحرف والصّوت فإنّه لم يصحّ عن إمامك فِيهِ شيء وإنّما المنقول عَنْهُ أنّه كلام اللَّه لا غير.
وارتفعت الأصوات، فقال له صارم الدّين بزغش والي القلعة: كلّ هؤلاء على ضلالة، وأنت على الحقّ؟ قال: نعم. فأمر الأسارى، فنزلوا فكسروا مِنْبره، ومنعوا الحنابلة من الصّلاة، ففاتتهم صلاة الظُّهْر.
وقال أبو المظفّر [2] فِي مكانٍ آخر: اجتمع الشّافعيَّة، والحنفيَّة، والمالكيّة. بالملك المعظّم بدار العدل، وكان يجلس بها هُوَ والصّارم بزغش، فكان ما اشتهر من أمر عَبْد الغنيّ الحافظ، وإصراره على ما ظهر من اعتقاده، وإجماع الفقهاء على الفُتْيا بتكفيره، وأنّه مبتدِع لا يجوز أن يُترك بين المسلمين، فسأل أنْ يُمهل ثلاثة أيّام لينفصل عن البلد، فأجيب.
قلت: قوله وإجماع الفقهاء على الفُتيا بتكفيره كلامٌ ناقص، وهو كذِبٌ صريح، وإنّما أفتى بِذَلِك بعض الشّافعيَّة الّذين تعصّبوا عليه، وأمّا الشّيخ
__________
[1] مرآة الزمان 8/ 520.
[2] في مرآة الزمان 8/ 521.(42/455)
الموفّق وأبو اليُمْن الكِنْديّ شيخا الحنفيَّة والحنابلة فكانا معه. ولكنْ نعوذ باللَّه من الظُّلْم والْجَهْل.
قال أبو المظفّر [1] : وسافر عَبْد الغنيّ إِلَى مصر، فنزل عند الطّحّانين، وصار يقرأ الحديث، فأفتى فقهاء مصر بإباحة دمه، فكتبوا إِلَى ابن شُكر الوزير يقولون: قد أفسد عقائدَ النّاسِ، ويذكر التّجسيم على رءوس الأَشْهاد. فكتب إِلَى والي مصر بنفْيه، فمات قبل وصول الكتاب رحمه اللَّه تعالى بمسجد المصنع.
قال: وكان يُصلّي كلّ يومٍ وليلة ثلاثمائة ركعة ورد الإمام أحمد. وكان يقوم اللّيل عامَّةَ دهره، ويحمل ما أمكنه إِلَى بيوت الأرامل واليتامى سرّا.
وكان أوحد زمانه فِي عِلم الحديث.
وقال الضّياء: سمعت بعض أصحابنا يقول: إنّ الحافظ أُمِرَ أنْ يكتب اعتقاده، فكتب: أقول كذا لقول اللَّه تعالى كذا، وأقول كذا لقول النّبيّ صلى الله عليه وسلّم كذا. حتّى فرغ من المسائل الّتي يخالفونه فيها، فلمّا وقف عليها الملك الكامل قال: أيش أقول فِي هَذَا؟ يقولُ بقولِ اللَّه وقول رسول اللَّه؟ فخلّى عَنْهُ.
فصل قال: وسمعت أَبَا مُوسَى بْن عَبْد الغنيّ قال: كنت مع والدي بمصر وهو يذكر فضائل سُفْيان الثَّوريُّ. فقلت فِي نفسي: إنّ والدي مثله.
قال: فالتفت إليّ وقال: أَيْنَ نَحْنُ من أولئك؟.
سمعتُ الزّاهد إِبْرَاهِيم بْن محمود البَعْلَبَكّيّ [2] يقول: كنتُ يوما عند الشّيخ العماد، وقد جاء تجّار، فحدّثوه أنّهم رأوا، أو قال يُرى، النّور على قبر الحافظ عَبْد الغنيّ كلّ ليلة، أو كلّ جمعة. شكّ إبراهيم.
__________
[1] في مرآة الزمان 8/ 521.
[2] هو: أبو إسحاق إبراهيم بن محمود بن جوهر البعلبكي الدمشقيّ، المقرئ الحنبلي، عرف بالبطائحي. انظر عنه في كتابنا: موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي- القسم 2 ج 1/ 253 رقم 54.(42/456)
سمعت الإمام أبا العباس أحمد بن محمد بْن عَبْد الغنيّ قال: رأيتُ البارحة الكمال عبد الرّحيم، يعني أخي، وعليه ثوب أبيض. فقلت: أَيْنَ أنت؟
قال: فِي جنَّةِ عدْن. فقلت: أيّما أفضل الحافظ عَبْد الغنيّ، أو الشّيخ أبو عُمَر؟
قال: ما أدري، وأمّا الحافظ فكلّ ليلة جمعة يُنْصَب له كرسيّ تحت العرش، ويقرأ عليه الحديث، ويُنثر عليه الدّرّ، وهذا نصيبي منه. وكان فِي كُمّه شيء، وقد أمسك بيده على رأس الكُمّ.
وسمعتُ عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد الكرديّ. بحرّان قال: رَأَيْت الحافظ فِي المنام، فقلتُ له: يا سيّدي، أليس قد مُتّ؟ فقال: إنّ اللَّه أبقى [1] عليّ وِرْدي من الصّلاة. أو نحو هَذَا.
وسمعتُ القاضي أَبَا حَفْص عُمَر بْن عليّ الهكّاريّ بنابلس يقول: رَأَيْت الحافظ عَبْد الغنيّ فِي النّوم كأنّه قد جاء إِلَى بيت المقدس، فقلت: جئت غير رَاكب؟ فقال: أَنَا حملني النّبيّ صلى الله عليه وسلم.
سمعت الحافظ أَبَا مُوسَى قال: حدَّثني رجلٌ من أصحابنا قال: رَأَيْت الحافظ فِي النّوم، وكان يمشي مستعجلا، فقلت: إِلَى أَيْنَ؟ قال: أزور النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فقلت: وأين هُوَ؟ قال فِي المسجد الأقصى. فإذا النّبيّ صلى الله عليه وسلم وعنده أصحابه. فَلَمَّا رَأَى الحافظ قامَ صلى الله عليه وسلم له وأجلسه إِلَى جانبه.
قال: فبقي الحافظ يشكو إليه ما لقي، ويبكي ويقول: يا رسول اللَّه كذّبت في الحديث الفلانيّ، والحديث الفلانيّ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
صدقتَ يا عَبْد الغنيّ، صدقتَ يا عَبْد الغنيّ.
سمعتُ أَبَا مُوسَى قال: مرض والدي مَرَضًا شديدا منعه من الكلام والقيام ستَّة عشر يوما. وكنتُ كثيرا ما أسأله: ما تشتهي؟ فيقول: أشتهي الجنَّة، أشتهي رحمة [2] الله. ولا يزيد على ذلك.
__________
[1] في الأصل: «بقي» .
[2] في الأصل: «رحمت» .(42/457)
فلمّا كان يوم الإثنين جئتُ إليه، وكان عادتي أبعث كلّ يوم مَن يأتي بماءٍ من الحمّام بكرة يغسل به أطرافه. فلمّا جئنا بالماء مدَّ يده، فعرفت أنّه يريد الوضوء، فوضّأته وقت صلاة الصُّبح، فلمّا توضّأ قال: يا عبد الله قم فصلّ بنا وخفِّف.
فقمت وصلّيت بالجماعة، وصلّى معنا جالسا، فلمّا انصرفَ النّاس، جئتُ وقد استقبل القِبلة فقال: اقرأ عند رأسي «يس» . فقرأتُها، فجعل يدعو وأنا أؤمّن. فقلت له: هاهنا دواء قد عملناه، تشربه قال: يا بُنَيّ، ما بقي إلّا الموت.
فقلت: ما تشتهي شيئا؟ قال: أشتهي النَّظَر إِلَى وجه اللَّه سبحانه وتعالى. فقلت: ما أنت عنّي راضٍ؟ قال: بلى والله، أَنَا راضٍ عنك وعن إخوتك، وقد أجزتُ لك ولإخوتك، ولابن أخيك إبراهيم.
فقلت: ما توصي بشيء. قال: ما لي على أحد شيء، ولا لأحد عليّ شيء.
قلت: تُوصيني بوصيَّة. قال: يا بُنَيّ أُوصيك بتقوى اللَّه، والمحافظة على طاعته.
فجاء جماعة يعودونه، فسلّموا، فردّ عليهم، وجعلوا يتحدّثون ففتح عينيه وقال: ما هَذَا الحديث؟ اذكروا اللَّه، قولوا لا إله إلّا اللَّه. فقالوا، ثُمَّ قاموا، وجعل هو يذكر الله ويحرّك شفتيه، ويشير بعينيه. فدخل دِرع النّابلسيّ.
فسلَّم عليه وقال: ما تعرفني؟ قال: بلى.
فقمتُ لأناوله كتابا من جانب المسجد، فرجعت وقد خَرَجَتْ روحُه.
وذلك يوم الإثنين الثّالث والعشرين من ربيع الأوّل. وبقي ليلة الثّلاثاء فِي المسجد، واجتمع الخلْقُ الغد، خلْق كثير من الأئمَّة والأمراء، وما لا يحصيهم إلّا اللَّه. ودفنّاه بالقرافة مقابل قبر أَبِي عَمْرو بْن مرزوق، فِي مكانٍ ذكر لي خادمه عَبْد المنعم أنّه كان يزور ذلك المكان، ويبكي فِيهِ إِلَى أن يبلّ الحصَى، ويقول: قلبي يرتاحُ إِلَى هَذَا المكان. فرحمه اللَّه ورضي عَنْهُ.(42/458)
قال الضّياء: وتزوَّج ببنت خاله رابعة بِنْت أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن قُدامة، فولدت له مُحَمَّد، وعبد الرَّحْمَن، وفاطمة، وعاشوا حتّى كبروا. وتسرَّى بجاريةٍ فِي مصر، فلم توافقْه، ثُمَّ بأخرى، فولدت له بنتين ماتتا ولم تكبرا.
سمعت عَبْد الحميد بْن خَوْلان أنّ الضّياء أخبرهم قال: لمّا دخلنا أصبهان كنّا سبعة، أحدنا الْإِمَام أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحافظ، وكان طفلا، فسمعنا على المشايخ. وكان شيخنا مؤيَّد الدّين ابن الإخوة عنده جملة حَسَنَة من المسموعات، فسمعنا عليه قطعة، وكان يتشدّد علينا. ثُمَّ إنّه تُوُفّي، فضاق صدري لموته كثيرا، لأنّه كَانَتْ عنده مسموعات لم تكن عند غيره. وأكثر ما ضاق صدري لأجل ثلاثة كُتُب: «مُسْنَد العَدنيّ» ، و «مُعْجَم ابن الْمُقْرِئ» ، و «مُعْجم أَبِي يَعْلَى» . وكنت قد سمعت عليه فِي السَّفْرة الأولى «مُسْنَد العَدَنيّ» ولكن لأجل رفقتي، فرأيت فِي النّوم كأنّ الحافظ عَبْد الغنيّ رحمه اللَّه قد أمسك رجلا، وهو يقول لي: أمّ هَذَا، أمّ هَذَا. والرجل الّذي أشار إليه هُوَ ابن عَائِشَة بِنْت عُمَر.
فلمّا استيقظت قلتُ فِي نفسي: ما قال هَذَا إلّا لأجل شيء. فوقع فِي قلبي أنّه يريد الحديث، فمضيت إِلَى دار بني مَعْمر وفتَّشْت الكُتب، فوجدتُ «مُسْنَد العَدَنيّ» سماع عَائِشَة مثل ابن الإخوة، فلمّا سمعناه عليها قال لي بعض الحاضرين: إنْ لها سماعا بمُعْجَم ابن الْمُقْرِئ. قلت: أَيْنَ هُوَ؟ قال: عند فلان الخبّاز. فأخذناه وسمعناه منها. وبعد أيّام ناولني بعض الإخوان «مُعْجَم أَبِي يَعْلَى» سماعها. فسمعناه.
أنشدنا ابن خَوْلان: أنشدنا أبو عَبْد اللَّه الحافظ سنة ستٍّ وعشرين وستّمائة: أنشدنا أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن سعْد بْن عَبْد اللَّه لنفسه يرثي الحافظ:
هذا الّذي كنت يوم البين أحتسب ... فلْيَقْض دمعُك عنّي بعض ما يجبُ
لم يُبْقِ فيَّ الأَسَى والسّقْمِ جارحةٍ ... نفسٌ تذوبُ وقلبٌ بعد ذا يجبُ
تا اللَّهِ لا رُمْتُ صبرا عنهمُ أَبدًا ... وَفِي الحياة فَمَا لي دونهم أربُ(42/459)
لا تَعْجَبَنّ لوفاتي بعدهُم أَسَفًا ... وإنّما فِي حياتي بعدهُم عَجَبُ
سَقْيًا ورَعْيًا لأيّام لنا سَلَفَتْ ... والشّمْل مجتمعٌ والأُنْس منتسبٌ
والعَيْشُ غَضٌّ وعين الدَّهر راقدةٌ ... والبَيْنُ رَثٌّ وأثواب الهَوَى قُشُبُ
والدّارُ ما نزحَتْ والوُرْقُ ما صَدَحَتْ ... وحبَّذا بكم الأجراع والكُتُبُ
إنْ تُمسِ دارُهُم عنّي مُباعِدةً ... فإنّ مسكنَهُمْ فِي القلبِ مُقْتَربٌ
يا سائرين إِلَى مصرَ سألتُكُم ... رِفْقًا عليَّ فإنّ الأمرَ مُكتسبُ
قولوا لساكنها: حُيِّيتَ من سَكَنٍ ... يا مُنْية النَّفسِ ماذا الصَّدُّ والغضبُ
بالشّام قومٌ وَفِي بغدادَ قد أسِفُوا ... لا البُعدُ أخلقَ بَلْواهُم ولا الحقبُ
منها:
لولاك مادَ عمُود الدّين وانهدمَتْ ... قواعدُ الحقّ واغتالَ الهُدَى عَطَبُ
فاليومَ بعدَكَ جمرُ الغَيّ مُضْطَرِمُ ... بادي الشّرار ورُكْن الرُّشْد مضطّربُ
فليبكينّك رسولُ اللهِ ما هَتَفَتْ ... وُرْقُ الحَمَام وتبكي العُجْم والعربُ
لم يفترقْ بكما حالٌ فموتُكُما ... نفي الشَّهْر واليوم هَذَا الفَخْرُ والحَسَبُ
أَحْيَيْتَ سُنّتَه من بعد ما دُفِنَتْ ... وشُدْتَها وقد انهدّتْ لها رُتبُ
يا شامِتين وفينا ما يسؤهُم ... مسْتَبْشرينَ وهذا الدَّهرُ محتسبُ
ليس الفناء بمقصورٍ على سببٍ ... ولا البقاءُ بممدودٍ له سببُ
مَن لم يعِظْه بياضُ الشَّعْر أيْقَظَهُ ... سوادُ عَيْشٍ فلا لَهْوٌ ولا طربُ
الصَّبرُ أهْوَنُ ما تُمطى غَوارِبُهُ ... والأجر أعذب ما يجنى وتحتلب
إن تحسبوه كريه الطّعم أيسره ... سم مذاف ففي أعقابه الضّربُ
ما ماتُ من كان عزّ الدّين يَعقُبُه ... وإنّما الميت منكم مَن له عقِبُ
ولا تَقَوَّض بيتُ كان يَعْهَدُهُ ... مثل العماد ولا أودى له طنب
على العلى بجمال الدّين بعدكما ... يحيي العلوم بمحيي الدّين والقربُ
مثل الدّراري والسّواري شمْلُها أبدا ... نجمٌ يغور وتبقى بعده شُهُب
مِن مَعشَرٍ هجروا الأوطانَ وانتهكوا ... حِمَى الخُطُوبِ وأبكار العُلا خطبوا
شُمُّ العَرانين يلحُّ لو سألتَهُمْ ... بذلَ النُّفُوسِ لَمَا هابوا بأنْ يهبوا
بِيضٌ مَفَارقُهم سودٌ عواتِقُهُم ... يُمْسي مُسابِقُهُم من حظّه التّعب(42/460)
نورٌ إذا سألوا، نارٌ إذا حملوا، ... سحبٌ إذا نزلوا، أُسْدٌ إذا ركبوا
هَذَا الفَخَارُ، فإنْ تجزع فلا جَزَعٌ ... على المحبّ، وإنْ تصبرْ فلا عجبُ
الموقدون، ونارُ الخيرِ خامدةٌ ... والمقدمون، ونار الحرب تلتهبُ
كملت.
592- عَبْد القادر بْن خَلَف بْن أَبِي البركات يحيى بْن فضلان [1] .
أبو بَكْر الْبَغْدَادِيّ، الأَزَجيّ، المشاهر، المؤدّب.
سمع من: أَبِيهِ، وابن ناصر، وأبي بكر بن الزاغوني، وأبي الفتح الكَرُّوخيّ، وأبي الوقت السِّجْزيّ.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، والضّياء، وآخرون.
وأجاز للفخر عليّ.
تُوُفّي فِي ذي الحجَّة.
593- عَبْد الملك بْن عُثْمَان بْن عَبْد اللَّه بْن سعْد.
أبو مُحَمَّد المقدسيّ.
قُتِلَ بقرية الهامة فِي شوّال.
وهو والد الزّين أَحْمَد، والجمال عَبْد اللَّه.
594- عَبْد الملك بْن مظفّر بْن عَبْد اللَّه [2] .
أبو غالب الحربيّ، شيخ صالح.
سمع: أَحْمَد بْن أبي غالب الزّاهد، وسعيد بن البنّاء، وجماعة.
روى عَنْهُ: الحافظ الضّياء، والشَّرَف عَبْد اللَّه بْن أَبِي عُمَر، وابن عمّه المجد عيسى، وغيرهم.
__________
[1] انظر عن (عبد القادر بن خلف) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 47، 48 رقم 843، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 178، والمختصر المحتاج إليه 3/ 81 رقم 901.
[2] انظر عن (عبد الملك بن مظفّر) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 41 رقم 827، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 139، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار (الظاهرية) ورقة 23، والمختصر المحتاج إليه 3/ 33، 34 رقم 798.(42/461)
وأجاز للفخر عليّ، والكمال عَبْد الرحيم بْن عَبْد الملك.
وتُوُفّي فِي شوّال.
595- عَبْد الملك بْن مواهب بْن مُسلّم بْن الرَّبِيع [1] .
أبو مُحَمَّد، وأبو القاسم السُّلَميّ، الْبَغْدَادِيّ، النَّصْريّ، الورّاق، الشّيخ الصّالح الّذي كان يذكر أنّه رَأَى الخَضِر.
روى عن: القاضي أَبِي بَكْر الأنصاريّ.
قال الدُّبيثيّ: كان صالحا، حَسَن الطّريقة. تُوُفّي فِي تاسع ربيع الآخر.
روى عَنْهُ: هُوَ، وابن خليل، والنّجيب بْن الصَّيْقل.
وقرأت بخطّ شيخنا ابن الظّاهريّ قال: كان صالحا مستجابَ الدّعوة، يأكل من كسب يده، وكان يزعم أنّه يرى الخضر عليه السّلام.
قلت: أجاز للفخر عليّ، ولجماعة رحمه اللَّه.
596- عَبْد الملك بْن أَبِي القاسم عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن [2] .
أبو عليّ المؤذّن، الدّار قزّي، المعروف بابن القُشُوريّ.
ذكر أنّه سمع من: أَبِي القاسم بْن الحُصَيْن، وقاضي المَرِسْتان.
وحدَّث عن: أَبِي غالب مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أسد العُكْبَرِيّ، شيخ روى عن أَبِي الفتح بْن عِمْرَانَ.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ وقال: تُوُفّي في صفر، وابن النّجار وقال: صدوق.
__________
[1] انظر عن (عبد الملك بن مواهب) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 21 رقم 783، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 139، وذيل تاريخ بغداد لابن البخاري (الظاهرية) ورقة 23، والجامع المختصر 9/ 128، وسير أعلام النبلاء 21/ 415 دون ترجمة، والمختصر المحتاج إليه 3/ 33 رقم 797، وتوضيح المشتبه 1/ 550 و 3/ 247، وتاج العروس (خضر) 3/ 183.
[2] انظر عن (عبد الملك بن عبد الله) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 11 رقم 771، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 139، والمختصر المحتاج إليه 3/ 33 رقم 796، والتاريخ المجدّد لمدينة السلام، لابن النجار (الظاهرية) ورقة 19.(42/462)
597- عَبْد المنعم بْن الفقيه أَبِي نصر هبة الكريم بْن خَلَف بْن الْمُبَارَك بْن البَطِر [1] .
أبو الفضل الْبَغْدَادِيّ، البيّع، المعروف بابن الحنبليّ.
حدَّث عن: أَبِي الفضل الأَرْمَوِيّ.
وكان أَبُوهُ يروي عن قرابته أَبِي الخطّاب نصر بْن البَطِر.
تُوُفّي فِي ذي القعدة.
598- عَبْد المنعم بْن يَحْيَى بْن أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه [2] .
الأَزَجيّ، البيّع.
حدَّث عن: ابن ناصر، وأبي الوقت.
ومات أيضا فِي ذي القعدة رحمه اللَّه تعالى.
599- عَبْد الواحد بْن سعْد بْن يحيى [3] .
أبو الفتح الْبَغْدَادِيّ، الصّفّار.
من أَهْل نهر القلّايين.
سمع: أَبَا بَكْر الْأَنْصَارِيّ، وهبة اللَّه بْن الطّبر، وإسماعيل بْن السَّمَرْقَنْديّ، وعبد الجبّار بْن أَحْمَد بْن تَوْبة الأَسَديّ، وعبد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد القزّاز، وجماعة.
وكان شيخا صالحا. عاش اثنتين وثمانين سنة.
__________
[1] انظر عن (عبد المنعم بن هبة الكريم) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 46 رقم 840، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 186، والتاريخ المجدّد لمدينة السلام لابن النجار، ورقة 31، والمختصر المحتاج إليه 3/ 902 رقم 924.
[2] انظر عن (عبد المنعم بن يحيى) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 44، 45 رقم 836، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 186، والتاريخ المجدّد لمدينة السلام لابن النجار (الظاهرية) ورقة 31.
[3] انظر عن (عبد الواحد بن سعد) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 6 رقم 760، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 172، 173، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار، ورقة 42، والمختصر المحتاج إليه 3/ 75 رقم 183.(42/463)
ومات فِي رابع المحرَّم.
ذكره الحافظ زكيّ الدّين وقال: لنا منه إجازة.
600- عتيق بْن عليّ بْن سعَيد بْن عَبْد الملك بْن رزين [1] .
أبو بَكْر العَبْدريّ، الطّرْطُوشيّ، القاضي المعروف بابن العقّار.
ذكره ابن الأَبّار وقال: أصله من طرطُوشَة، ونشأ بمَيُورْقَة، واستوطن بَلَنْسِية.
وقرأ على: أَبِي الْحُسَيْن بْن هُذَيْل، وابن النّعمة، وأبي بَكْر بْن نَمَارة.
وسمع منهم، ومن غيرهم.
وأجاز له أبو طاهر السِّلَفيّ، وجماعة.
وقعد للتّعليم بالقرآن، وكان من أَهْل التّجويد والتّحقيق والتّقدُّم فِي الإقراء، مع الفِقْه والبَصَر بالشُّرُوط.
وُلّي قضاء بَلَنْسِيَة وخَطَابتها وقْتًا. وكانت فِي أحكامه شدَّة، وَفِي أخلاقه حدَّة.
أَخَذَ النّاس عَنْهُ القراءات والحديث.
وُلِد سنة ثلاثٍ وثلاثين وخمسمائة.
وتُوُفّي فِي ذي الحجَّة [2] .
601- العراقيّ بْن مُحَمَّد بن العراقيّ [3] .
__________
[1] انظر عن (عتيق بن علي) في: صلة الصلة لابن الزبير 57، وتكملة الصلة لابن الأبّار، رقم 1938، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة 5/ 124، 125 رقم 239.
[2] وقال ابن عبد الملك الأنصاري: وكان مقرئا مجوّدا، متحقّقا بالأداء، متقدّما في صناعة الإقراء، قعد لذلك مدة طويلة، وكان فاضلا ديّنا، فقيها، حافظا، ذاكرا للمسائل، بصيرا بعقد الشروط، حسن الخط، جيد الضبط، خطب بجامع بلنسية وشوور بها، واستقضي.
[3] انظر عن (العراقي بن محمد) في: التدوين في أخبار قزوين 3/ 308، ووفيات الأعيان 2/ 421، والعبر 4/ 313، والإعلام بوفيات الأعلام 247، وسير أعلام النبلاء 21/ 353 رقم 183، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 146، ومرآة الجنان 3/ 498، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 176- 178 رقم 793، والبداية والنهاية 13/ 40، وطبقات الشافعية(42/464)
العلّامة ركن الدّين، أبو الفضل القزوينيّ، الطّاووسيّ، صاحب الطّريقة.
كان إماما كبيرا، مناظِرًا، محْجاجًا، قيّما بعِلم الخلاف، مفحِمًا للخصوم. أَخَذَ ذلك عن الشّيخ رضيّ الدّين النّيسابوريّ الحنفيّ صاحب الطّريقة، فَبَرع فِي الفنّ، وصنَّف ثلاث تعاليق. وازدحم عليه الطّلبة بَهَمَذان، ورحلوا إليه من النّواحي، واشتهر اسمه.
ومن أصحابه نجم الدّين أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن خَلَف المقدسيّ، اشتغل عليه حتّى صار مُعِيده.
تُوُفّي رُكْن الدّين فِي رابع عشر جُمادى الآخرة بهَمَذَان [1] .
602- عزيزة بِنْت عليّ بْن أَبِي مُحَمَّد يحيى بْن عليّ بْن الطّرّاح المُدِير [2] .
أخت ستّ الكَتَبَة.
حَدّثت عن: جدّها.
روى عَنْهَا: الحافظ الضّياء، والنّجيب الحرّانيّ، وغيرهما.
__________
[ () ] لابن قاضي شهبة 2/ 365، 366 رقم 332، وديوان الإسلام 3/ 230، 231 رقم 1362، وشذرات الذهب 4/ 346، وهدية العارفين 1/ 662، ومعجم المؤلفين 6/ 275.
واسمه: «عزيز بن محمد» .
[1] وقال الرافعي القزويني: تفقّه بقزوين، ثم بهمذان، ثم بخراسان، وما وراء النهر، وبرع في علم النظر واشتهر به، وله طريقة فيه جيدة، وأقبلت عليه الطلبة، وتخرّج به جماعة، وسكن بعد رجوعه من ما وراء النهر همدان يدرّس بها، وبها كانت وفاته. وكان سهل الأخلاق، ليّن الجانب، سليم الصدر، وسمع صحيح مسلم من أبي القاسم عبد الله بن حيدر سنة إحدى وستين وخمسمائة، والخائفين من الذنوب لابن أبي زكريا من أبي سليمان الزبيدي، سنة ثمان وخمسين وخمسمائة.
سمع والدي الأربعين المشتمل كل حديث منه على ذكر الأربعين من جمعه سنة سبع وخمسين وخمسمائة. (التدوين) .
[2] انظر عن (عزيزة بنت علي) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 34 رقم 816، والمشتبه 2/ 457 و 581، وتوضيح المشتبه 8/ 99، والمختصر المحتاج إليه 3/ 267، 268 رقم 1421.(42/465)
وأجازت للفخر عليّ، وللشّيخ شمس الدين، ولإسماعيل العسقلانيّ.
وماتت فِي نصف شعبان.
603- عليّ بْن الأجلّ أَبِي طاهر أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه بْن أيّوب [1] .
أبو الْحَسَن الكَرْخيّ، الكاتب.
وُلِد سنة ثلاثٍ وعشرين، وسمع: أَبَا بَكْر الأنصاريّ، وأبا مَنْصُور ابن زُرَيْق القزّاز.
روى عنه: الدبيثي، والضياء، والنجيب عبد اللطيف.
وتُوُفّي فِي سَلْخِ ربيع الأوّل.
604- عُمَر بْن إِبْرَاهِيم بْن الْحَسَن بْن طاهر [2] .
أبو حَفْص بْن الحصْنيّ، الحَمَويّ، ثُمَّ الدَّمشقيّ.
سمع من: عليّ بْن الْحُسَيْن بْن اشليها، ونصر اللَّه بْن مُحَمَّد المصّيصيّ، وأبي يَعْلَى حَمْزَة بْن الحُبُوبيّ.
روى عَنْهُ: ابن خليل، والضّياء، والشّهاب القُوصيّ.
وأجاز لأحمد بْن أَبِي الخير.
605- عُمَر بْن عليّ بْن مُحَمَّد [3] .
أبو حَفْص الحربيّ، الإسكاف.
سَمِع: عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن يوسف.
روى عنه: يوسف بن خليل.
__________
[1] انظر عن (علي بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 19 رقم 779، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 214، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار (الظاهرية) ورقة 156، والمختصر المحتاج إليه 3/ 116 رقم 978.
[2] انظر عن (عمر بن إبراهيم) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 35 رقم 818.
[3] انظر عن (عمر بن علي بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 20 رقم 782، والتاريخ المجدّد لمدينة السلام (باريس) ورقة 114، 115.(42/466)
وأجاز لابن أَبِي الخير.
606- عُمَر بْن عليّ بْن المظفَّر [1] .
أبو حَفْص الأشْتَريّ، الصُّوفيّ، نفيس الدّين، الخادم بخانقاه سَعِيد السُّعداء بالقاهرة.
سمع: سَعِيد بْن سهل الفَلَكيّ، وأبا طاهر السِّلَفيّ.
وحدَّث.
تُوُفّي فِي ربيع الأوّل.
607- عُمَر بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عَبْد اللَّه [2] .
الأَزَجيّ، القطّان، المعروف بحُريرة. شيخ مُسْنِد مشهور.
حدّث عَنْ: أَبِي القاسم بْن الحُصَيْن، وأبي غالب محمد بن الحسن الماورديّ، وأبي بكر الأنصاريّ.
روى عنه: الدّبيثيّ، والضّياء، والنجيب عبد اللطيف.
وأجاز لابن أبي الخير، وللفخر بن البخاريّ.
وتوفّي في السابع والعشرين من جمادى الآخرة.
608- عمر بن الإمام أبي المحاسن يوسف بن عبد الله بن بندار [3] .
الفقيه أبو حفص الدّمشقيّ.
تفقّه على والده ببغداد.
__________
[1] انظر عن (عمر بن عليّ بن المظفّر) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 16، 17 رقم 775.
[2] انظر عن (عمر بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 27 رقم 798، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 201، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار (باريس) ورقة 130، والمختصر المحتاج إليه 3/ 106، رقم 952، والعبر 4/ 314، والمعين في طبقات المحدّثين 184 رقم 1956 وفيه: «عمر بن محمد بن الحسان» ، والألقاب للسخاوي، ورقة 20، وتاج العروس 3/ 97.
[3] انظر عن (عمر بن يوسف) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 10 رقم 769، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار (باريس) ورقة 125.(42/467)
وسمع من: أبي الوقت، وأبي زرعة المقدسيّ.
وقدم مصر وحدَّث بها وناظر.
وهو أخو قاضي القاهرة زين الدّين عليّ.
تُوُفّي فِي ثامن عشر صَفَر.
609- عِيسَى بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى بْن عُقاب [1] .
أبو الأصْبَغ الغافقيّ، القُرطُبيّ، الْمُقْرِئ.
أَخَذَ القراءات عن: أَبِيهِ، وأبي القاسم بْن رضا، وغيرهما.
وسمع من: أَبِي الْوَلِيد بْن الدّبّاغ، وجماعة.
وحدّث وأقرأ القرآن.
وتوفّي في المحرّم عن أربعٍ وسبعين سنة رحمه اللَّه.
- حرف الغين-
610- غالب بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن خَلَف [2] .
أبو بَكْر الشّرّاط، الْأَنْصَارِيّ، الأندلسيّ، الْمُقْرِئ.
أَخَذَ القراءات عن: أَبِيهِ. وعن: أَبِي بَكْر بْن خير.
وسمع الكثير من ابن بَشْكُوال.
وسمع من: أَبِي العبّاس بْن مضاء، وأبي الْحَسَن عَبْد الرَّحْمَن بْن بَقِيّ، وجماعة.
قال الأبّار: أقرأ، ودرّس، وحدَّث، وعلّم العربيَّة، وكان من أهل العلم والعمل، محبّبا إلى الخاصّة والعامّة، بصيرا بالقراءات، والعربيّة، واللّغة.
توفّي في ربيع الآخر كهلا.
__________
[1] انظر عن (عيسى بن محمد) في: غاية النهاية 1/ 614 رقم 2501.
[2] انظر عن (غالب بن عبد الرحمن) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.(42/468)
- حرف الفاء-
611- فتح بْن مُحَمَّد بْن فتح.
أبو نصر بن الفصّال القرطبيّ.
أحد من أكثر عن: أَبِي القاسم بْن بَشْكُوال، وأبي بَكْر بْن خير.
612- فاطمة بِنْت أَبِي الْحَسَن سعد الخير بْن مُحَمَّد بْن سهْل الأنصاريّ البَلَنْسِيّ [1] .
أخت عَبْد الكريم.
وُلِدت بأصبهان فِي سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة.
وسمعت حضورا، ولها سنتان وشيءٌ، من فاطمة بِنْت عَبْد اللَّه الْجُوزدانيَّة. وقدِم بها أبوها بغداد فِي سنة خمسٍ وعشرين فسمّعها حضورا من: أَبِي القاسم بْن الحُصَيْن، وزاهر بْن طاهر، وأحمد بن الحسين بن البنّاء، وأسمعها من: نفسه، ومن: هبة اللَّه بْن أَحْمَد بْن الطّبر، ويحيى بْن حُبَيْش الفارقيّ، ويحيى بن البنّاء، وأبي المكارم أَحْمَد بْن عَبْد الباقي، وأبي مَنْصُور بْن زُرَيْق القزّاز، وإسماعيل بْن السَّمَرْقَنْديّ، والقاضي أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن القاسم الشَّهْرَزُورِيّ، وطائفة كبيرة.
وأجاز لها خلْق. وحدَّثت بدمشق، والقاهرة.
تزوّج بها ابن نجا الواعظ، وأقدمها معه إِلَى دمشق، ثُمَّ سكن بها بمصر، فأكثر عنها المصريّون وعني بها والدُها أتمّ عناية.
روى عَنْهَا: أبو مُوسَى بْن الحافظ عَبْد الغنيّ، والمحدّث عَبْد الرحمن بن
__________
[1] انظر عن (فاطمة بنت سعد الخير) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 14، 15 رقم 773، وتكملة إكمال الإكمال 338، والمختصر المحتاج إليه 3/ 269 رقم 1426، والعبر 4/ 314، والإعلام بوفيات الأعلام 247، وسير أعلام النبلاء 21/ 412، 413 رقم 209، والمعين في طبقات المحدّثين 184 رقم 1963، والإشارة إلى وفيات الأعيان 313، 314، وتذكرة الحفاظ 4/ 1369 دون ترجمة، والعسجد المسبوك 2/ 290، والنجوم الزاهرة 6/ 186، وشذرات الذهب 4/ 347.(42/469)
مقرّب التّجيبيّ، والفقيه أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الوزّان، وأبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد ابن الْمُقْرِئ الشّاطبيّ، والضّياء، وخطيب مردا، وعبد اللَّه بْن علّاق، وخلْق كثير.
وبالإجازة: أَحْمَد بْن أَبِي الخير، والحافظ زكيّ الدّين عَبْد العظيم [1] وقال: توفّيت فِي ثامن ربيع الأوّل.
613- فضل اللَّه بْن الحافظ أَبِي سَعِيد مُحَمَّد بْن أَحْمَد [2] .
الْإِمَام أبو المكارم النُّوقانيّ، الفقيه، الشّافعيّ.
ونُوقان هِيَ مدينة طوس.
مولده في سنة أربع عشرة وخمسمائة. وبادر أَبُوهُ فأخذ له الإجازة من مُحيي السُّنَّة أَبِي مُحَمَّد البَغَويّ.
وسمع من عَبْد الجبّار بْن مُحَمَّد الحواري «أربعين البَيْهقي الصُّغْري» .
وسمع من أَبِيهِ «مُسْنَد الشّافعيّ» .
وكان بارعا فِي مذهبه. تفقّه مدَّة بمحمد بْن يحيى. وكان مُفْتيًا، مَهِيبًا، مدرّسا.
سمع منه: أبو رشيد الغزال، وغيره.
وأجاز للشّيخ شمس الدّين بْن أَبِي عُمَر، وللفخر عليّ بْن البخاريّ.
مرِض بنيسابور، فحُمِل إِلَى نُوقان فمات بها فِي سنة ستّمائة.
ورّخه أبو العلاء الفَرَضيّ.
وقيل: ولد سنة ثلاث عشرة وخمسمائة. فنحنُ نروي تصانيف مُحيي السُّنَّة «شرح السُّنَّة» ، و «معالم التّنزيل» ، و «المصابيح» ، و «التّهذيب» ،
__________
[1] في التكملة 2/ 14.
[2] انظر عن (فضل الله بن أبي سعيد) في: سير أعلام النبلاء 21/ 413، 414 رقم 210، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 146 (8/ 348، 349) ، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 500، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 149 أ، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 366، 367 رقم 333.(42/470)
والأربعين حديثا بالإجازة العالية، من ابن أَبِي عُمَر، والفخر عليّ، بإجازتهما منه، بإجازته من المؤلّف.
- حرف القاف-
614- القاسم بْن الحافظ الكبير أبي القاسم علي بْن الْحَسَن بْن هبة اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ بْن الْحُسَيْن [1] .
الحافظ، المفيد، المُسْنِد، الورع، بهاء الدّين أبو مُحَمَّد الدَّمشقيّ، المعروف بابن عساكر. مولده فِي نصف جمادى الأولى سنة سبع وعشرين وخمسمائة.
وسمع: أَبَاهُ، وعمّه الصّائن هبة اللَّه، وجدّ أبويه القاضي أَبَا المفضل يحيى بْن عليّ الْقُرَشِيّ، وابنه القاضي أَبَا المعالي مُحَمَّد بْن يحيى، وجمال الْإِسْلَام أَبَا الْحَسَن عليّ بْن المسلَّم، وأبا طَالِب عليّ بْن عَبْد الرَّحْمَن الصُّوري، ويحيى بْن بطريق الطَّرَسُوسيّ، وأحمد بْن مُحَمَّد الهاشميّ، الّذي روى عن السُّمَيْساطيّ، وأبا الفتح نصر اللَّه بْن مُحَمَّد المصّيصيّ، وهبة الله بن طاوس،
__________
[1] انظر عن (القاسم بن عساكر) في: من حديث خيثمة الأطرابلسي، (بتحقيقنا) 173، 174، والتقييد لابن نقطة 432 رقم 579، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 8، 9 رقم 767، والتاريخ المظفّري لابن أبي الدم، ورقة 230، ووفيات الأعيان 3/ 311 (في ترجمة أبيه) ، وذيل الروضتين 47، والجامع المختصر 9/ 128، والعبر 4/ 314، ودول الإسلام 2/ 80، وتذكرة الحفاظ 4/ 1368، والإعلام بوفيات الأعلام 247، وسير أعلام النبلاء 21/ 405- 411 رقم 207، والمعين في طبقات الحفاظ 184 رقم 1966، والإشارة إلى وفيات الأعيان 314، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 148 (8/ 352، 353) ، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 218، 219، رقم 840، والبداية والنهاية 13/ 38، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 149 أ، والعقد المذهب لابن الملقّن، ورقة 163، وذيل التقييد 2/ 268 رقم 1598، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 367، 368 رقم 335، والنجوم الزاهرة 6/ 186، وطبقات الحفاظ 486، وديوان الإسلام 3/ 136، 137 رقم 1512، وكشف الظنون 294، وشذرات الذهب 4/ 347، وإيضاح المكنون 1/ 358، وهدية العارفين 1/ 828، والرسالة المستطرفة 48، والأعلام 6/ 12، ومعجم المؤلفين 8/ 106، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسرين 142 رقم 1075، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي- القسم الثاني- ج 3/ 150، 151 رقم 850.(42/471)
وأبا الدُّرّ ياقوت بْن عَبْد اللَّه الروميّ، والخضِر بْن الْحُسَيْن بْن عَبْدان، وعبد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي الحديد، ونصر بن أحمد بن مقاتل، وأبا القاسم بن البُنّ، وأبا الْحَسَن المُرَاديّ، وأبا سعْد بْن السَّمْعانيّ، وخلْقًا كثيرا.
وأجاز له عامَّة مشايخ خُراسان الّذين لقِيهم أَبُوهُ فِي سنة ثلاثين. منهم:
أبو عَبْد اللَّه الفُرَاويّ، وزاهر الشّحّاميّ، والحسين بْن عَبْد الملك الخلّال، وهبة اللَّه السّيّديّ.
وأجاز له القاضي أبو بَكْر الأنصاريّ، وجماعة من بغداد.
وكان إماما، محدّثا، ثقة، حَسَن المعرفة، كريم النّفس، مكرِمًا للغرباء، ذا أُنْسَة بما يُقرأ عليه، وخطّه وحش، لكنّه كتب الكثير، وصنّف، وخرّج، وعُني بالكتابة والمطالعة، فبالغ إِلَى الغاية. وكان ظريفا، كثير المزاح.
قال العزّ النّسابة: كان أحبّ ما إليه المزاح.
وقال ابن نُقْطَة [1] : هُوَ ثقة إلّا أنّ خطّه لا يشبِه خطّ أَهْل الضَّبْط.
وقال عَبْد الرَّحْمَن بْن المقرّب الإسكندريّ: حدَّثني المحدّث نَدى الحنفيّ قال: قرأتُ على أَبِي مُحَمَّد بْن عساكر، ثنا ابن لهيعَة فقال: لُهَيْعَة بالضّمّ فراجعته فلم يرجع.
وقال الحافظ عَبْد العظيم [2] : قلت للحافظ أَبِي الْحَسَن المقدسيّ: أقول ثنا القاسم بْن عليّ الحافِظِ بالكسر نسبة إِلَى والده؟ فقال: بالضّمّ، فإنّي اجتمعت به بالمدينة فأملى عليَّ أحاديثَ من حِفْظِه، ثمّ سيّر إليّ الأصول فقابلتها فوجدتها كما أملاها. وَفِي بعض هَذَا يطلق عليه الحفظ [3] .
__________
[1] في التقييد 432.
[2] قول عبد العظيم ليس في التكملة.
[3] قال عبد العظيم المنذري: ولنا منه إجازة، وحدّث بمكة، والمدينة، والبيت المقدّس، ودمشق، مصر، وغيرها، وكان أحد الفضلاء المذكورين والحفّاظ المشهورين. ولقيه شيخنا الحافظ أبو الحسن المقدسي بالحجاز، وكان يذكره بالحفظ، وكان القاسم أيضا يثني علي شيخنا. (التكملة 2/ 9) .(42/472)
قلت: وليس هَذَا هُوَ الحفظ العُرْفيّ. وقد صنَّف كتاب «المستقصى فِي فضل المسجد الأقصى» ، وكتاب «الجهاد» . وأملى مجالس. وكان يتعصّب لمذهب الأشعريّ، ويبالغ من غير أن يحقّقه.
وقد ولي مشيخة دار الحديث النُّوريَّة بعد والده إِلَى أن مات. ولم يتناول من معلومه شيئا. بل جعله مُرْصدًا لمن يرد عليه من الطَّلَبَة.
وقيل إنّه لم يشرب من مائها، ولا توضّأ منه.
وقد سمع منه خلْق. وحدَّث بمصر، والشّام.
روى عَنْهُ: أَبُو المواهب بْن صَصْرَى، وأبو جَعْفَر القُرْطُبي، وأبو الْحَسَن بْن المفضّل، وأبو مُحَمَّد عَبْد القادر الرهاويّ، ويوسف بْن خليل، والتّقيّ اليَلْدانيّ، والكمال مُحَمَّد بْن القاضي صدر الدّين عَبْد الملك بْن درباس، والمفتي عز الدين عَبْد الْعَزِيز بْن عَبْد السلام، والتّاج عَبْد الوهّاب ابن زين الأُمَناء، وعبد الغنيّ بْن بنين القبّانيّ، والخطيب عماد الدّين عَبْد الكريم بْن الحَرَسْتانيّ، والمحدّث زين الدّين خَالِد، والنّجيب فِراس العَسْقلانيّ، والمجد مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن عساكر، والتّقيّ إِسْمَاعِيل بْن أَبِي اليُسْر، والكمال عَبْد الْعَزِيز بْن عبدٍ، وأبو بكرٍ مُحَمَّد بْن عليّ النّشبيّ.
وأجاز لابن أَبِي الخير الحدّاد، ولأبي الغنائم المسلَّم بْن علّان.
وتُوُفّي فِي تاسع صَفَر.
- حرف الكاف-
615- كامل بْن عَبْد الجليل بْن أَبِي تمّام [1] .
الرئيس الشّريف أبو الفضائل الهاشميّ، البغداديّ، الحريميّ، المعروف بابن الشّنكاتيّ [2] .
__________
[1] انظر عن (كامل بن عبد الجليل) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 29 رقم 803، والمختصر المحتاج إليه 3/ 162 رقم 1110، والمشتبه 2/ 403، وتوضيح المشتبه 5/ 370.
[2] الشنكاتي: بكسر الشين المعجمة، وسكون النون وفتح الكاف، وبعدها ألف، ثم تاء مثنّاة(42/473)
سَمِعَ: أَبَا مَنْصُور عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد القزّاز.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، والنّجيب عَبْد اللّطيف.
وتُوُفّي فِي جُمادى الآخرة.
- حرف اللام-
616- اللَّيثُ بْن عليّ بْن مُحَمَّد [1] .
أبو الفتح بْن البورانيّ، البغداديّ.
شيخ معمّر، ولد بعد الخمسمائة بيسير، ولو سمع على مقتضى سِنِّه لَسَمِع مِن أَبِي القاسم بْن بيان، وطبقته. ولكنّه سمع فِي كِبَره من: القاضي أَبِي بَكْر.
ومن: مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أسد.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الدُّبِيثيّ، وغيره.
وروى عَنْهُ بالإجازة أبو الْحَسَن بْن الْبُخَارِيّ.
وتُوُفّي فِي ثاني ربيع الأوّل.
- حرف الميم-
617- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن إِسْمَاعِيل بْن مَنْصُور.
الجمال أبو بَكْر المقدسيّ، وهو مشهور بكنيته.
قال الضّياء: وُلِد سنة ثلاثٍ وستّين، وتُوُفّي بنابلس لأنّه مضى ليزور القدس بعد حَجّته. وكان فقيها زاهدا، ورِعًا، كثير الخوف مِن اللَّه تعالى.
كان يُعرف بالزّاهد.
__________
[ () ] بنقطتين، وياء.
[1] انظر عن (الليث بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 11، 12 رقم 772، والمختصر المحتاج إليه 3/ 165 رقم 1113، وتلخيص مجمع الآداب 4 ق 4/ 821.(42/474)
رحل مع أَخِيهِ البهاء عَبْد الرَّحْمَن إِلَى بغداد، وسمع الكثير بها وبدمشق.
وكان يتنضَّف ويُبالغ فِي الوضوء. ثُمَّ رجع وتزوَّج. ثُمَّ سافر إِلَى بغداد، وأقام بها مدَّة وحصَّل فنونا وعاد. وكان يؤمّ بمسجد دار البِطِّيخ بدمشق.
وتزوّج بمريم بِنْت خَلَف بْن راجح، فولدت له أَحْمَد، وعبد الرَّحْمَن، وصفيَّة.
أخبرنا أبو مُحَمَّد عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْجَبَّار بقراءتي، أَنَا أبو بَكْر مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بحرّان سنة أربعٍ وثمانين، أَنَا ابن شاتيل، أنبا ابن بيان، فذكر حديثين.
618- مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن عليّ بْن الهادي بْن القاسم بْن ناصر الحقّ [1] .
الشّريف النّقيب نقيب السّادة بمصر أبو الفضل المعروف بابي الدّلالات.
العَلَويّ، الحسينيّ، الطّبريّ.
توفّي في جمادى الأولى.
وحدَّث عن الوزير أَبِي المظفَّر الفَلَكيّ.
619- مُحَمَّد بْن صافي بْن عَبْد اللَّه [2] .
أبو المعالي الْبَغْدَادِيّ، النّقّاش.
وُلَد سنة ثمان عشرة وخمسمائة.
وسمع من: أَبِي بَكْر المَزْرَفيّ، ويحيى بْن الحسن بن البنّاء، وأبي البركات يحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن الفارقيّ، وأبي القاسم بن السّمرقنديّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن الحسين) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 25 رقم 794.
[2] انظر عن (محمد بن صافي) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 24 رقم 790، وتاريخ ابن الدبيثي (شهيد علي 1870) ورقة 48، وتكملة إكمال الإكمال 279، 280، والمختصر المحتاج إليه 1/ 54، وسير أعلام النبلاء 21/ 415 دون ترجمة، وشذرات الذهب 4/ 347.(42/475)
وأجاز للشّيخ شمس الدّين، وللشيخ الفخر المقدسيّين.
وتُوُفّي فِي ربيع الآخر وله اثنتان وثمانون سنة [1] .
620- مُحَمَّد بْن الْإِمَام موفَّق الدّين أَبِي [2] مُحَمَّد بْن قُدَامة.
أبو الفضل.
وُلِد فِي ربيع الآخر سنة ثلاثٍ وسبعين.
وتُوُفّي فِي جُمادى الأولى، وقد استكمل ستّا وعشرين سنة.
قال الضّياء: مات بهَمَذَان. وكان شابّا ظريفا، فقيها، تفقّه على والده، وسافر إِلَى بغداد، واشتغل بالخلاف على الفخر إِسْمَاعِيل غلام ابن المُنَى وسمع الحديث.
621- مُحَمَّد بْن الشيخ عَبْد القادر بْن أَبِي صالح الجيليّ [3] .
أبو الفضل.
سمع من: والده، وسعيد بْن البنّاء، وأبي الوقت.
وحدَّث.
وتُوُفّي فِي ذي القعدة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه بْن النجّار وقال: كان من ذوي الثّروة، وكان طحّانا، فكثُرت أمواله وتنعّم فقابل النّعمة بالكُفْر، حتّى سمعت من جماعةٍ أنّه كان يأخذ الذَّهَب ويرمي به نحو السّماء ويقول: كم تُعطيني ذَهَبًا وقد شبعت.
ثُمَّ ما زال فِي انحطاطٍ حتّى افتقر، ولبس بالفقيريّ، ولزمِ رباطهم.
ثُمَّ سافر إِلَى دمشق ليطلب شيئا، ثُمَّ عاد إِلَى بغداد. ولم تكن طريقته.
__________
[1] ويقال إنه توفي سنة 608 هـ. انظر: التكملة لوفيات النقلة 2/ 224 رقم 1192، وتكملة إكمال الإكمال 280.
[2] في الأصل «أبو» .
[3] انظر عن (محمد بن عبد القادر) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد 2/ 69 رقم 279، والمختصر المحتاج إليه 1/ 77، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 46 رقم 839، وقلائد العقيان للتادفي 44.(42/476)
مَرْضِيَّة، وكان خاليا من العِلم [1] .
عاش ثمانيا وخمسين سنة.
622- مُحَمَّد بْن عَبْد المُلْك بْن مُحَمَّد.
أَبُو عَبْد اللَّه الأزْديّ، العَتَكيّ، من أَهْل الجزيرة الخضراء.
عُمّر وعاش ستّا وثمانين سنة.
وسمع من: أَبِي العبّاس بْن زرقون فَقط.
وولي قضاء بلده.
حدَّث عَنْهُ: أبو مُحَمَّد بْن حَوْط اللَّه، وأبو عَبْد اللَّه بْن هشام.
623- مُحَمَّد بْن عليّ بْن مُحَمَّد [2] بْن الخازن [3] .
أبو المعالي البزّاز، المعروف بابن قشيلة، بقاف مضمومة، وشين مُعْجَمة.
سَمِع: أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي القاضي، وأبا الوقْت.
وإنّما ظهر سماعُه بعد موته [4] .
تُوُفّي فِي ربيع الآخر.
624- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بن عليّ [5] .
__________
[1] وقال ابن الدبيثي: وحدّث بشيء بسير ولقيته وما كتبت عنه شيئا.
[2] انظر عن (محمد بن علي بن محمد) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن الدبيثي 2/ 141، 142 رقم 375، والمختصر المحتاج إليه 1/ 98، والجامع المختصر لابن الساعي 9/ 128، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 20 رقم 781.
[3] في التكملة 2/ 20 «الخادم» .
[4] وقال ابن الدبيثي: ذكر لي أنه سمع من القاضي أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي بن صهر هبة، وغيره. ولم أظفر بشيء من مسموعاته في حياته. ووقفت له بعد وفاته على سماع من أبي الوقت السجزيّ، وما سمع أحد منه شيئا.
سَأَلْتُهُ عن مولده فقال: فِي سنة خمسٍ عشرة وخمس مائة.
[5] انظر عن (محمد بن علي الموصلي) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 15، 16 رقم 774، 1122، والوافي بالوفيات 4/ 171 رقم 1708، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 443، 444 رقم والعقد المذهب، ورقة 164، ومعجم المؤلفين 11/ 59.(42/477)
القاضي أبو البركات الْأَنْصَارِيّ، المَوْصِليّ، الشّافعيّ.
وُلِد سنة ثلاثين وخمسمائة بالموصل.
وسمع من: القاضي أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن القاسم الشَّهْرَزُورِيّ.
وببغداد من: ابن ناصر، والنّقيب أَحْمَد بْن عليّ العَلويّ، وأبي الوقت.
وذكر وفاة أَبِي البركات هَذَا الحافظ عَبْد العظيم [1] فقال: تُوُفّي فِي ثاني ربيع الأوّل بأسْيُوط، ودُفن عند مُصلّى العيد، وقد ولي القضاء بها زيادة على عشرين سنة.
قال: وذكر أنّه تولّى الحُكم بحماه ثمان سِنين فِي زمان نور الدّين، وجمع كتابا سمّاه «عيون الأخبار وغُرر الحكايات والأشعار» [2] . وجمع أربعين حديثا عن أربعين شيخا فِي أربعين مدينة. وجمع «مُعْجم النّساء» .
وذكر فِي هَذِهِ الكتب أنّه سمع بالموصل من الشَّهْرَزُورِيّ، ويحيى بْن سعدون، وببغداد من ابن ناصر، وبالبصرة من فلان [3] ، وبهَمَذَان من أَبِي العلاء، وبحلب من ابن عصرون، وبدمشق من ابن عساكر، وبمصر من أَبِي الفتح المحموديّ، وبأسيوط، ودِمياط، وقُوص، وأسوان، ومُدُنًا كثيرة.
سمع منه: خطيب أسْيوط أبو الرضا مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان، والحسن بْن عبد الباقي الصّقليّ.
ونبا عَنْهُ أبو الْحَسَن بْن أَبِي الجود الفتحيّ.
ووقع فِي كتابه «عيون الأخبار» مواضع وهْمها ظاهِرٌ جدّا.
625- مُحَمَّد بْن أَبِي نصر مُحَمَّد بن ياسين بن عبد الملك [4] .
__________
[1] في التكملة 2/ 15.
[2] زاد في التكملة: «المستخرجة من سائر الأصقاع والأمصار» .
[3] هكذا في الأصل. وفي تكملة المنذري 2/ 15 «من أبي العباس أحمد بن عبد الله المعروف بابن الموصلي» .
[4] انظر عن (محمد بن أبي نصر) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 39، 40 رقم 824، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 128، والجامع المختصر 9/ 134، 135، والمختصر(42/478)
أبو البركات التّاجر الْبَغْدَادِيّ.
وُلِد سنة أربعٍ وثلاثين، وعرض القرآن على أَبِي الْحَسَن عليّ بن أحمد اليزديّ.
وسمع: أَبَا الفضل الأُرْمَوِيّ، وجماعة.
وحدَّث عَنْهُ: ابن الدُّبيثيّ.
626- مُحَمَّد بْن المهنّا بْن مُحَمَّد [1] .
الأديب أبو عَبْد اللَّه البُنانيّ، الْبَغْدَادِيّ، الشّاعر المشهور.
ولد في محرّم سنة تسع وخمسمائة، ومدح الخلفاء والوزراء، وطال عمره.
روى عَنْهُ: أبو عَبْد اللَّه الدُّبيثيّ فِي تاريخه من شِعْره وقال: تُوُفّي فِي رابع شوّال.
وروى عَنْهُ أيضا ابن النّجّار [2] .
تزوَّج بتسعين امْرَأَة.
__________
[ () ] المحتاج إليه 1/ 124، 125.
[1] انظر عن (محمد بن المهنّا) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 40 رقم 825، وتاريخ ابن الدبيثي، ورقة 149، والجامع المختصر 137، والوافي بالوفيات 5/ 82، 83 رقم 2082، والبداية والنهاية 13/ 40، وتوضيح المشتبه 1/ 606.
[2] وهو قال: كتبت عنه شيئا من شعره، وكان شيخا فاضلا طيّب الأخلاق، كيّسا. قال:
أنشدني لنفسه:
أينام عذّالي وأسهر ... والأم في النادي وأزجر
ويروم منّي عاذلي ... ما في شروط الحبّ ينكر
هيهات أن يغتالني ... أو بالملام عليّ ينصر
وأنا المتيّم أشتكي ... ككثيّر وجدا وأكثر
ومسامعي عن عذله ... موقورة والظهر موقر
ومهفهف حلو الشمائل ... أسحم الصّدغين أحور
يشكو إليه نهوضه ... ظلم المؤزّر، للمزيّر
قمر شقائق وجنتيه ... تقول للعذّال مجهر
قسما بلام عذاره ... إنّ المتيّم فيه يعذر(42/479)
627- مُحَمَّد بْن يحيى بْن صباح [1] .
أخو أَبِي صادق الْحَسَن الْقُرَشِيّ، المخزوميّ.
سمع: عَبْد اللَّه بْن رفاعة. وحدَّث عَنْهُ بدمشق، وبها تُوُفّي وله اثنتان أو ثلاثٌ وخمسون سنة.
تُوُفّي فِي شوّال.
628- مُحَمَّد بْن يحيى بْن مُحَمَّد بْن متوكّل [2] .
أبو بَكْر ابن الحذّاء التّميميّ، الإشبيليّ، الشّاهد.
قال الأَبّار: روى فيما أحسب عن أَبِي مُحَمَّد بْن عتّاب.
أَخَذَ عَنْهُ: أبو عليّ الشّلوبين.
وتوفّي سنة ستّمائة أو إحدى وستّمائة عن نيّفٍ وتسعين سنة.
629- مُحَمَّد بْن يحيى بْن مُحَمَّد [3] .
أبو بَكْر الْجُذّاميّ، النّيّار، الإشبيليّ، الشّاهد.
سمع من: شريح بن محمد «صحيح البخاري» ، ومن: أَبِي بَكْر بْن طاهر «الموطّأ» .
وحدَّث.
تُوُفّي فيها تقريبا.
630- مُحَمَّد بْن يوسف بْن مفرّج بْن سعادة [4] .
أبو بَكْر وأبو عَبْد اللَّه الإشبيليّ، المقرئ، نزيل تلمسان.
قال الأَبّار: أَخَذَ القراءات عن: أَبِي الْحَسَن شُرَيْح بْن مُحَمَّد، وأبي الْعَبَّاس بْن حرب.
__________
[1] انظر عن (محمد بن يحيى بن صباح) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 43 رقم 833، والمقفى الكبير 7/ 429 رقم 3516، والمختصر المحتاج إليه 1/ 243.
[2] انظر عن (محمد بن يحيى) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
[3] انظر عن (محمد بن يحيى بن محمد) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
[4] انظر عن (محمد بن يوسف) في: تكملة الصلة لابن الأبّار 2/ 569، ومعرفة القراء الكبار 2/ 580 قم 538، وغاية النهاية 2/ 288.(42/480)
وسمع منهما، ومن: القاضي أَبِي بَكْر بْن العربيّ، وأبي بَكْر بْن مُدير.
ولم يسمع من شُرَيْح إلّا «الموطّأ» و «صحيح الْبُخَارِيّ» .
وكان مقرئا فاضلا، ومحدّثا ضابطا. أَخَذَ النّاسُ عَنْهُ، وعُمّر وأسنّ.
وحكى أبو العبّاس بْن المزيّن أنّه لقِيه بتِلِمسان، وأنّه أجاز له فِي ربيع الآخر سنة ستّمائة. وفيها تُوُفّي رحمه اللَّه.
631- مُحَمَّد بْن يوسف بْن أَبِي بَكْر [1] .
الشّيخ ضياء الدّين أبو بَكْر الآمليّ، الطَّبريّ، الْمُقْرِئ، الفقيه، إمام السّلطان صلاح الدّين.
سمع بأصبهان من: مَسْعُود الثَّقفيّ، وأبي الخير الباغبان. وبَهَمَذَان من:
الحافظ أَبِي العلاء العطّار. وبشِيراز من: عَبْد الْعَزِيز بْن مُحَمَّد الأدميّ، وغيرهم.
وحدَّث بمصر، ودمشق، والمدينة.
روى عَنْهُ: علاء الدّين عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن القلانِسيّ، وتقيّ الدّين اليَلْدانيّ، وشمس الدّين ابن خليل، وشهاب الدّين القُوصيّ، وجماعة.
وأجاز لأحمد بْن أَبِي الخير، وأبي الغنائم بْن علّان.
وتُوُفّي فِي العشرين من ربيع الآخر.
وكان قد اعتنى بكُتُب القراءات نسْخًا وسَمَاعًا. ويُعرف بخواجا إمام رحمه اللَّه تعالى.
632- الْمُبَارَك بن إبراهيم بن مختار بن تغلب [2] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن يوسف الآمليّ) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 24 رقم 789، وذيل الروضتين 47، 48، والوافي بالوفيات 5/ 251 رقم 2328، وغاية النهاية 2/ 284 رقم 3552، والمقفى الكبير 7/ 494، 495 رقم 3584.
وذكره المؤلّف- رحمه الله- في: سير أعلام النبلاء 21/ 415 دون أن يترجم له.
[2] انظر عن (المبارك بن إبراهيم) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 41، 42 رقم 828، وإكمال(42/481)
الشّيخ الصّالح أبو مُحَمَّد الأَزَجيّ، الطّحّان المعروف بابن السِّيبيّ.
سَمِع: أَبَا القاسم بْن الحُصَيْن، وأبا البركات بْن حُبَيْش الفارقيّ.
وتغلب: بغَيْن معجمة.
روى عَنْهُ: ابن خليل، والدّبيثيّ، والضّياء محمد، والتّقيّ، اليلدانيّ، وابن عبد الدّائم، وعبد اللّطيف الحرّانيّ، وآخرون.
وكان خيّرا حافظا للقرآن.
تُوُفّي فِي شوّال وله ثلاثٌ وثمانون سنة.
وابنه عُبَيْد اللَّه يروي عن ابن البطّيّ.
633- الْمُبَارَك بْن طاهر بْن الْمُبَارَك [1] .
أبو المظفَّر الخُزَاعيّ، الْبَغْدَادِيّ، الصُّوفيّ. شيخ صالح عارف.
نزل إربل وحدَّث بها، وبالمَوْصل عن: نُوشْتِكِين الرضْوانيّ، وابن ناصر.
وتُوُفّي فِي جُمادى الآخرة.
سمع منه: المطهَّر بْن سديد.
وأقام بإربل دهرا.
634- مريم بنت أَبِي الفائز مظفَّر بْن دَاوُد الأَزَجيّ [2] .
سمعَتْ أَبَا الفضل مُحَمَّد بْن عُمَر الأُرْمَوِيّ.
وتُوُفّيت في ربيع الأوّل.
__________
[ () ] الإكمال لابن نقطة (الظاهرية) ورقة 65، والمختصر المحتاج إليه 3/ 168 رقم 1122، والعبر 4/ 315، وشذرات الذهب 4/ 348.
[1] انظر عن (المبارك بن طاهر) في: تاريخ إربل لابن المستوفي 1/ 41- 47 رقم 3، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 29 رقم 803، وبغية الوعاة 1/ 182، والمختصر المحتاج إليه 3/ 170 رقم 1130.
[2] انظر عن (مريم بنت أبي الفائز) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 19، 20 رقم 780 وفيه:
«مريم بنت فائز» ، وإكمال الإكمال (الظاهرية) ورقة 47، والمختصر المحتاج إليه 3/ 272 رقم 1435، وتوضيح المشتبه 1/ 323.(42/482)
يُقَالُ لأبيها البازبازيّ [1] ، بزايَيْن بينهما ياء آخر الحروف.
- حرف النون-
635- نصر بْن عليّ بْن مَنْصُور [2] .
أبو الفُتُوح الحليّ، النَّحْوي، المعروف بابن الخازن، تلميذ أَبِي مُحَمَّد الْحَسَن بْن عليّ بْن عُبَيْدة فِي العربيَّة.
وقد سمع من ابن كُلَيب، وطبقته.
وكان أديبا فاضلا، كثير الكتب.
توفّي بالحلَّة المَزْيَدِيَّة، ودُفن بكربلاء بالمشهد فِي جُمادى الأولى.
636- نصر بْن عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن جَهير [3] .
الرئيس الأَجَلّ أبو الفَرَج.
ولي الوزارة من بيته غير واحد، وحدَّث عن: سعيد بن البنّاء، ومحمد بْن عُبَيد اللَّه الرُّطَبيّ.
- حرف الهاء-
637- هبة اللَّه بْن أَبِي المعمّر الْحُسَيْن بْن الْحَسَن [4] بْن عليّ بْن البَلّ [5] .
أبو المعالي بْن أَبِي الأسود الْبَغْدَادِيّ، البيّع.
شيخ صالح معمّر من أبناء التّسعين.
__________
[1] البازبازي: بالباء الموحّدة المكرّرة، والزاي المكسورة المكرّرة، ويشبه أن يكون نسبة إلى البازي وتعهّده وحفظه.
[2] انظر عن (نصر بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 26 رقم 796، وإنباه الرواة 3/ 346، والجامع المختصر 9/ 128، وتلخيص ابن مكتوم، ورقة 263، وطبقات النحاة واللغويين لابن قاضي شهبة، ورقة 257، 258.
[3] انظر عن (نصر بن عبد الله) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 33 رقم 812.
[4] انظر عن (هبة الله بن أبي المعمر) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 32 رقم 809، وإكمال الإكمال لابن نقطة (الظاهرية) ورقة 41، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 530، والمشتبه 1/ 300، وتوضيح المشتبه 2/ 55 و 4/ 103.
[5] البلّ: بفتح الباء الموحّدة وتشديد اللام.(42/483)
روى عَنْهُ: أَبِي بَكْر الأنصاريّ، وأبي الفتح عَبْد اللَّه بْن البَيْضاويّ، وجماعة.
وعنه: الدُّبيثيّ، وابن خليل، والضّياء، والنّجيب عَبْد اللّطيف.
وأجاز لابن أَبِي الخير.
وتُوُفّي فِي رجب.
638- هبة اللَّه بْن يحيى بْن علي بْن أَبِي المكارم حَيْدرة [1] .
القاضي الأجلّ، صنيعة [2] المُلْك أبو مُحَمَّد القَيْسرانيّ الأصل، المصريّ، المعدّل ويُعرف بابن ميسّر.
ولد سنة سبع وعشرين وخمسمائة، وروى «السّيرة» عن عَبْد اللَّه بْن رفاعة السَّعْديّ.
وروى عن: أَبِي العبّاس بْن الحُطَيْئَة.
روى عَنْهُ: أبو الْحَسَن السَّخَاويّ، والضّياء مُحَمَّد، وخطيب مردا، وجماعة.
ذكر الحافظ المنذريّ [3] وفاته فِي سابع عشر ذي الحجَّة وأثنى عليه فقال: كان عالي الهمَّة، نزها، صالحا، كثير البِرّ والمعروف.
وجدّه عليّ هو الّذي قدم مصر من قَيْساريَّة.
وعُرِف بابن مُيَسَّر لأنّ قاضي القضاة ابن ميسّر ربّى والده أبا الحسين للمصاهرة الّتي بينهما.
639- هُذَيْل بْن مُحَمَّد بْن هذيل.
الأنصاريّ، أبو المجد الإشبيليّ.
__________
[1] انظر عن (هبة الله بن يحيى) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 48، 49 رقم 846، والعقد المذهب، ورقة 232، وسير أعلام النبلاء 21/ 415 دون ترجمة.
[2] في: سير أعلام النبلاء: «صنعة» .
[3] في التكملة 2/ 48، 49.(42/484)
أَخَذَ القراءات عن أَبِي الأَصْبَغ السّمانيّ، ومحمد بْن مُحَمَّد بْن مُعَاذ، وجماعة.
وتصدّر للإقراء ولتعليم العربيَّة.
أَخَذَ عَنْهُ ابن الطَّيْلَسان.
وكان حيّا فِي هَذِهِ السّنة.
- حرف الواو-
640- واثق بْن الْمُبَارَك بْن أحمد [1] .
أبو مَنْصُور بْن قيداس الحريميّ.
سمع من أحمد بْن عليّ بن الأشقر.
وحدّث.
ومات في شوّال.
641- لا حق بْن أَبِي الفضل بْن عليّ [2] .
الشّيخ أبو طاهر الحريميّ، الخبّاز، الصُّوفيّ، برباط الخليفة، المعروف بابن قَنْدَرَة [3] .
روى «المُسْنَد» كلّه عن ابن الحُصَيْن. وكان صحيح السّماع، مُسِنًّا، معمّرا.
وُلِد سنة اثنتي عشرة وخمسمائة.
وعنه: الدُّبيثيّ، وابن خليل، والضّياء واليَلْدانيّ، وجماعة.
وأجاز لأحمد بْن أَبِي الخير، والفخر عليّ.
توفّي ثامن المحرّم.
__________
[1] انظر عن (واثق بن المبارك) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 42 رقم 829.
[2] انظر عن (لاحق بن أبي الفضل) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 6، 7 رقم 762، والجامع المختصر 9/ 126، والعبر 4/ 315، والمختصر المحتاج إليه 3/ 330 رقم 1307، وشذرات الذهب 4/ 348.
[3] تصحّف في (شذرات الذهب) إلى: «حيدرة» .(42/485)
- حرف الياء-
642- يحيى بْن سَعِيد بْن مَسْعُود [1] .
أبو زكريّا الأندلسيّ، الْمُقْرِئ، النَّحْوي، نزيل تلمِسان، ويُعرف بالقِلّنيّ. وقِلّنة من بلاد الثّغر الشّرقيّ من الأندلس.
قال الأَبّار: كان مقرئا، نحْويًّا، لُغَويًا، حافظا، شاعرا. تصدّر للإقراء، وله شِعر كثير مُعظَمه فِي الزُّهد والوعظ.
روى عَنْهُ: التّجيبيّ، وأبو الْعَبَّاس ابن المزيّن وقال: أجاز لي في جمادى الأولى عام ستّمائة.
قلت: ولم يؤرّخ الأَبّار له وفاة.
643- يحيى بْن الشيخ عبد القادر بن أبي صالح الجيلي [2] .
أبو زكريا أصغر الإخوة.
وُلِد سنة خمسين.
وحدَّث عن ابن البطّيّ.
وتُوُفّي ببغداد كهلا.
644- يحيى بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن طوق [3] .
أبو الفتح الموصليّ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ، الملقّب بالسّديد.
حدث عن: أبي الوقت.
وتوفي في رمضان.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن سعيد) في: تكملة الصلة لابن الأبّار، وبغية الوعاة 2/ 334 رقم 2118.
[2] انظر عن (يحيى بن عبد القادر) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 34 رقم 815، وقلائد الجواهر للتادفي 44.
[3] انظر عن (يحيى بن محمد السديد) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 38 رقم 819.(42/486)
645- يحيى بْن مُحَمَّد بْن عليّ [1] .
أبو الْحُسَيْن ابن الصّائغ الْأَنْصَارِيّ، السّبتيّ، المغربيّ.
قال الأبّار: سمع من أَبِي مروان بْن قزمان، وأخذ عَنْهُ كتاب «التّقصّي» لابن عَبْد البَرّ.
وسَمِعَ من: أَبِي عَبْد اللَّه بن زَرْقون، وأبي القاسم بْن بَشْكُوال، وجماعة.
وكان نسيج وحده فِي الورع، والزُّهْد، والنّسك، والتّقلُّل من الدّنيا، والإيثار.
وله أخبار بديعة فِي ذلك.
روى عَنْهُ: التّجيبيّ وهو أكبر منه، وأبو عَبْد اللَّه بْن هشام، وأبو الْحَسَن الشّاري. وأثنى عليه أبو الْحَسَن وقال: لم أرَ أزهد منه.
وتُوُفّي بسَبْتَة فِي رمضان.
646- يعيش بْن نجم بْن عَبْد اللَّه [2] .
أبو البقاء الْبَغْدَادِيّ، المأمونيّ، الفَرَضيّ، الحاسب، الواعظ، الوكيل.
عاش إحدى وسبعين سنة.
وسمع: سعيد بن البنّاء، وعبد اللَّه بْن أحمد بْن يوسف.
ويُقال إنّه سمع من قاضي المَرِسْتان. وكان عارفا بالفرائض وعقْد الوثائق.
مات فِي شوّال.
647- يوسف بْن سَعِيد بْن مسافر بْن جميل [3] .
__________
[1] انظر عن (يحيى بن محمد السبتي) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
[2] انظر عن (يعيش بن نجم) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 40، 41 رقم 826، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 801، والمختصر المحتاج إليه 3/ 255 رقم 1377.
[3] انظر عن (يوسف بن سعيد) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 49 رقم 848، والجامع(42/487)
الأزجيّ، المقرئ، البنّاء، القطّان، أبو مُحَمَّد.
وُلِد سنة ستٍّ وأربعين، وسمع الكثير من: أَبِي الفتح بْن البطّيّ، والنّاس بعده.
وتُوُفّي فِي سلْخ ذي الحجَّة.
قال الدُّبيثيّ: وكان فِيهِ تخليط سامحه اللَّه.
وكتب الكثير إِلَى أن مات.
الكنى
648- أبو القاسم بْن شَدْقينيّ [1] .
تقدَّم فِي الشين، والأصح أنّ اسمه كنيته.
وفيها وُلِد:
الشّيخ شمس الدّين أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن الزُّبَير الخابوريّ خطيب حلب، وشيخ الطّبّ عزّ الدّين إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد السُّوَيْديّ فِي ذي القعدة، والمحدّث مَكِين الدّين أبو الْحَسَن بْن عَبْد العظيم الحُصَيْن، والعلّامة البرهان النَّسَفيّ مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الحنفيّ صاحب الجست.
__________
[ () ] المختصر 9/ 140.
[1] هو: شجاع بن معالي، وقد تقدّمت ترجمته برقم (578) .(42/488)
ومن المتوفين تقريبا وتخمينا
- حرف الألف-
649- إِبْرَاهِيم بن علي بن أحمد بن محمد بن حَمَك [1] .
المُغِيثيّ [2] ، النَّيْسابوريّ، القاضي المعمَّر، أبو الفضل، قاضي القضاة.
مولده فِي ذي الحجَّة سنة ثمان وخمسمائة. قرأته بخطّه.
وسمع منه العلّامة جمال الدّين محمود بْن الحُصْريّ «موطّأ» أَبِي مُصْعَب، بروايته عن هبة اللَّه السّيّديّ سماعا.
وأجاز للفخر ابن البخاريّ مَرْوياته.
وسماع الحُصْريّ منه فِي رجب سنة ثمان وتسعين وخمسمائة.
650- أَحْمَد بْن عَبْد السّلام [3] .
أبو العبّاس الكُوَّرَائيّ [4] ، ويقال فِيهِ الْجَرَاويّ، وهو بِذَلِك أشهر.
الشّاعر البربريّ. وكُوَّرايا قبيلةٌ من البربر مَنازلهم بقرب فاس.
كان آية زمانه فِي النَّظْم وحِفْظ الأشعار القديمة والحديثة.
__________
[1] حمك: بفتح الحاء المهملة، والميم، وفي آخره كاف.
[2] المغيثي: بضم الميم، وكسر الغين المعجمة، وياء، وثاء مثلّثة. نسبة إلى مغيثة، قرية صغيرة برستاق بيهق.
[3] انظر عن (أحمد بن عبد السلام) في: وفيات الأعيان 7/ 12 و 136، 137، والتكملة لابن الأبّار 128، والمشتبه 2/ 555، والوافي بالوفيات 7/ 61 رقم 2996، وتوضيح المشتبه 7/ 344، والغصون اليانعة 98، والروض المعطار 127، 128، 163، 201.
[4] الكوّرائي: بضم الكاف، وتشديد الواو المفتوحة، وراء مفتوحة أيضا، وألف، ثم همزة.(42/489)
جَالسَ عَبْد المؤمن وأولادَه من بعده، وطالت أيّامه وجمع حماسة كبيرة مشهورة بالمشرق والمغرب [1] ، أحسَنَ فيها التّرتيب.
وكان ظريفا صاحب نوادر.
ومن شِعْره فِي المنصور أَبِي يعقوب صاحب المغرب:
إنّ الْإِمَام هُوَ الطّبيبُ وقد شَفَى [2] ... عِلَلَ البريَّة ظاهرا ودخيلا
حَمَل البسيطَةَ وهي تحملُ شخْصَهُ ... كالرّوح يوجد حاملا محمولا [3]
وله:
مشى اللَّوْمُ فِي الدّنيا طريدا مشرّدا ... يجوبُ بلادَ اللَّه شرقا ومَغْرِبا
فلمّا أتى فاسا تلقّاه أهلُها ... وقالوا له: أهلا وسهلا ومرحَبَا [4]
وله مدائح فِي السّلطان عَبْد المؤمن وبنيه.
توفّي سنة بضع وتسعين وخمسمائة وقد جاوز الثّمانين [5] .
قال تاج الدّين بْن حَمُّوَيْه: أدركته فرأيت شيخا حَسَنًا، قد زاد على العُمْرَيْن، وخضْرم حيث أدرك العَصْرين، وحلبَ من الدّهر الشّطْرين، مدح الكبار، وحصّل أموالا.
__________
[1] سمّاه ابن خلّكان: «صفوة الأدب وديوان العرب» . (وفيات الأعيان 7/ 12) .
[2] ففي الأصل: «شفا» .
[3] وفيات الأعيان 7/ 137.
[4] وفيات الأعيان 7/ 137.
[5] وقال الحميري: يقال إنه مدح عبد المؤمن وولده يوسف وولده يعقوب وولده محمدا الناصر ومات عام العقاب، وهو عام تسعة وستمائة. واستوطن مدينة فاس وقرأ بها، وكان لا يسلم أحد من لسانه، وكان مسلّطا على بني الملجوم أعيان فاس واستطرد بهجاء قومه وبلده إليهم فقال:
يا ابن السبيل إذا مررت بتادلي ... لا تنزلنّ على بني غفجوم
قوم طووا طلب السماحة بينهم ... لكنّهم نشروا لواء اللوم
يا ليتني من غيرهم ولو أنني ... من أهل فاس من بين الملجوم
(الروض المعطار 127، 128، وانظر 163) .(42/490)
وقيل إنّ يوسف بْن عَبْد المؤمن سألَ: من بالباب؟ فقالوا: أَحْمَد الكُوَّرَائيّ وسعيد الغماريّ. فقال: مِن عجائب الدّنيا، شاعرٌ من كُوَّرايا، وحكيم من غمارة.
فبلغ ذلك أَحْمَد فقال: وَضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ 36: 78 [1] ، أعجب منهما خليفة من كومية. فقال الخليفة يوسف لمّا بلغه ذلك: أُعاقبه بالحلْم والعفْو عَنْهُ، ففيه تكذيبه [2] .
وللكُوَّرائيّ فِي عَبْد المؤمن:
أبرَّ على الملوك فَمَا يُبَارى ... همامٌ قد أعاد الحربَ دارا
له الأقدار أنصارٌ، فمهما ... أراد الغزوَ يبتدرُ ابتِدارا
يقدّم للعقاب مقدّمات ... من الإنذار تمنع الاعتذارا
ومضى في القصيدة.
ومن أخرى فِي يوسف بْن عَبْد المؤمن له:
مِن قَيْس عَيْلانَ الّذين سيوفُهُم ... أبدا تصولُ ظباؤها وتصونُ
وغيوثُ حرْبٍ والنّوالُ سَحَائب ... ولُيُوثُ حرْبٍ والكفاح عرينُ
ضمِنَتْ لهم أسيافُهُم ورِماحُهُم ... أنْ يكثر المضروبُ والمطعونُ
قد أصْحَروا للنّازلات فَمَا لهُمْ ... إلّا ظهوُر السّابقات حُصونُ
ملكٌ إذا اضطرب الزَّمانُ مخافة ... لم يُغْنِهِ التّسكينُ والتّأمينُ
أشْفَى على الدّنيا فَعفَّ، وغيره ... بَدلالِها وجمَالِها مفتونُ
عُذْرًا أَبَا يعقوب إنّ عُلاكُم ... قد أفنتِ المِدَحات وهي فنونُ
وله يصف الموحّدين:
وَسَادة كأسُودِ الغابِ فَتْكُهُم ... قَصْدٌ إذا اغتال فِي الهيجاء مُغتالُ
تشوقهم للطّعان الخيلُ إنْ صَهَلَتْ ... كما يشوقُ العميد الصَّبَّ أطلال
__________
[1] سورة يس، الآية 78.
[2] وفيات الأعيان 7/ 137.(42/491)
إن سابَقُوا سَبَقُوا، أو حاربوا غَلَبُوا، ... أو يمَّموا وصَلوا، أو أُمِّلوا نالوا
جادوا، وَصَالوا، وضاؤوا، واحتبوا، فهم ... مُزْنٌ، وأُسْدٌ، وأقمارٌ، وأجبالُ
قال تاج الدّين: وتُوُفّي فِي أواخر أيّام السيّد يعقوب عن حالةٍ مَرْضية، وإنابةٍ وزهادةٍ، وإقبال على العبادة. وتناهَى به العُمر إِلَى غاية الهَرَم، وهو على جودة الذّهن، وحُسْن الشِّيَم.
قلت: وقيل إنّه تُوُفّي سنة تسعٍ وستّمائة بإشبيليّة. وسأعيده هناك مختَصَرًا.
- حرف الحاء-
651- الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم [1] .
أبو مُحَمَّد [2] الْجُوَيْنيّ النّاسخ.
كان بديع الوِراقة، كتب بخطّه ما لا يوصف حتّى أنّ من جملة ما كتب مائتين وستَّة وثلاثين ختمة، منها ربعات. وأقام بحلب مدَّة، ثُمَّ سكن مصر وبها مات بعد التّسعين [3] .
__________
[1] انظر عن (الحسن بن علي) في: خريدة القصر (قسم العراق) ج 3 ق 2/ 58- 63، ومعجم الأدباء 3/ 156، ووفيات الأعيان 2/ 131، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 79 رقم 34 (في وفيات 584 هـ.) ، وبغية الطلب 5/ 258 رقم 660 وفيه: «الحسن بن إبراهيم» ، وسير أعلام النبلاء 21/ 233، 234 رقم 119.
[2] في المصادر: «أبو علي» .
[3] هكذا هنا. وفي سير أعلام النبلاء 21/ 234: «مات سنة ست وثمانين وخمس مائة» .
وجاء في «معجم الأدباء» أن وفاته لعشر خلون من صفر سنة 586 وفي وفيات الأعيان:
وذكر أنه توفي سنة 584 أو 586.
وذكره المنذري في وفيات سنة 584 هـ. وقيل إنه توفي سنة 586 هـ.
وسبق أن ذكره المؤلّف- رحمه الله- في وفيات سنة 582 هـ. وقد سمّاه: «الحسن بن إبراهيم بن علي» ، ثمّ ذكره في وفيات سنة 584 هـ.
وقد ذكر المحققان للجزء (21) من سير أعلام النبلاء في حاشية الصفحة 233 أن المؤلّف الذهبي- رحمه الله- ذكر صاحب الترجمة مرتين في السنتين المذكورتين، وفاتهما أن يذكرا أنه أورده هنا في المتوفين تقريبا.(42/492)
وكان فِيهِ تشيُّع.
وصنَّف كتاب «حِيَل الملوك» ، وكتاب «مدائح الملك النّاصر صلاح الدّين بْن أيّوب» ، وكتابا فِي مدائح أَهْل البيت عليهم السّلام [1] .
- حرف الميم-
652- محمود بْن عليّ بْن الْحَسَن [2] .
الشيخ سديد الدّين أبو الثّناء الرّازيّ، المتكلّم، المعروف بالحِمِّصي.
شيخ شيعيّ، فاضل، بارع فِي الأُصُولَيْن والنَّظَر. له عدَّة مصنّفات عُمِّر نَحْوًا من مائة سنة. وقرأ عليه الفخر بْن الخطيب.
وورد العراق فِي هَذِهِ الحدود. وأخذوا عَنْهُ. وتَعَصَّبَ له ورّامُ بْن أَبِي فِراس، وحصَّل له ألف دينار. ودخل الحِلَّة، وقرَّر لهم نفْي المعدوم.
وأملى «التّعليق العراقيّ» . وله تعليق أَهْل الرّيّ. وله كتاب «المنقذ من التّقليد» [3] ، وكتاب «المصادر فِي أُصُول الفقه» ، وكتاب «التّحسين والتّقبيح» [4] وغير ذلك.
وكان فِي ابتدائه يبيع الحِمّص المسلوق [5] بالرّيّ، ثُمَّ اشتغل على كِبَرٍ ونَبُلَ، وصار آية فِي عِلم الكلام والمنطق.
وكان درْسه يبلغ ألف سطر، وما يتروّى ولا يستريح، كأنّما يقرأ من
__________
[1] لم يذكر الأستاذ عمر رضا كحّالة صاحب هذه الترجمة في معجمة عن المؤلّفين مع أنه من شرطه.
[2] انظر عن (محمود بن علي) في: الفوائد الرضوية 660، 661، وروضات الجنات 663- 665، وكشف الظنون 1266، وهدية العارفين 2/ 408، ومعجم المؤلفين 2/ 181، 182، وطبقات أعلام الشيعة (الثقات العيون في سادس القرون) 265، وأعيان الشيعة (الطبعة الجديدة) 10/ 105، 106.
[3] «المنقذ من التقليد والمرشد إلى التوحيد» .
[4] «التبيين والتنقيح في التحسين والتقبيح» .
[5] في الأصل: «المصلوق» .(42/493)
كتاب. وكان بصيرا باللّغة العربيَّة، والشِّعر، والأخبار، وأيّام النّاس.
وكان صاحب صلاةٍ وتعبُّد وبُكاء وخشية.
ذكره يحيى بن أبي طيِّئ فِي «تاريخه» . وبالَغ فِي وصفه، فاللَّه أعلم.
- حرف الهاء-
653- هبة اللَّه بْن زين بْن حسن بْن إفرائيم بْن يعقوب بْن جُمَيع [1] .
الإسرائيليّ اليهوديّ، لا رحم اللَّه فِيهِ مَغْرَز إبرة. وهو الموفّق، شمس الرئاسة، أبو العشائر المصريّ.
قرأ الطّبّ وبرع فِيهِ، وصار فاضل الدّيار المصريَّة فِيهِ. وخدم السّلطان صلاح الدّين، وحظي عنده.
وكان له حلقة اشتغال وتلامذة.
أحكَم الطّبّ على الموفّق عدنان بْن العين زربيّ، ولازَمَه مدَّة، ونظر فِي العربيَّة واللّغة. وقد رثاه بعض تلامذته بقصيدةٍ مونّقة.
وله كتاب «الإرشاد في الطّبّ» ، وكتاب «تنقيح القانون» ، ورسالة فِي طبع الإسكندريَّة، ومقالة فِي اللّيمون، ومقالة في الرّاوند، ومقالة فِي علاج القولنْج، ومقالة فِي الحَدبة، وغير ذلك.
لم تؤرَّخ وفاته.
- حرف الياء-
654- يزيد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مخلد [2] .
__________
[1] انظر عن (هبة الله بن زين) في: عيون الأنباء 2/ 112- 115، والوافي بالوفيات 27/ 113، 114، وفيه «هبة الله بن زيد» ، وإيضاح المكنون 1/ 563، وهدية العارفين 2/ 506، والأعلام 9/ 58، ومعجم المؤلفين 13/ 137، 138.
[2] ذكر المؤلّف- رحمه الله- ابنه (أبا القاسم أحمد بن يزيد) في: المشتبه 2/ 648، وتابعه ابن ناصر الدين في: توضيح المشتبه 9/ 120.(42/494)
أبو الْوَلِيد البَقويّ [1] القُرْطُبي، الفقيه.
والد القاضي أَبِي القاسم بْن بَقِيّ.
روى عن: جدّه أَبِي القاسم أَحْمَد، وشُرَيْح، وأبي بَكْر بْن العربيّ، وأبي القاسم بْن رضا.
أَخَذَ عَنْهُ: ابنه، وأَبُو سُلَيْمَان بْن حَوْط اللَّه، وأَبُو زَيْد الفازازيّ [2] .
ولي قضاء بعض النّواحي.
تُوُفّي سنة نيّف وثمانين وخمسمائة.
655- يوسف بْن سُلَيْمَان بْن يوسف بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن حَمْزَة [3] .
الْمُقْرِئ أبو الحَجّاج البَلَنْسِيّ.
أَخَذَ القراءات فِي ختْمةٍ جَمْعًا عن أَبِي عَبْد اللَّه بْن غلام الفَرَس [4] ، وأخذها عن أَبِي الأَصْبَغ بْن فُتُوح الهاشميّ، وكان ثقة خيِّرًا.
صحِبَه أبو الْحَسَن بْن خيرة مدَّةً.
قال الأَبّار: مات قبل السّتّمائة.
آخر المجلد السابع عشر من تاريخ الْإِسْلَام وعلّقه من خط مؤلّفه الحافظ شمس الدّين الذهبي رحمه اللَّه الفقير إِلَى اللَّه تعالى مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد البشتكي رحمه اللَّه وغفر له آمين
__________
[1] البقوي: بموحّدة مفتوحة وواو، ثم ياء آخر الحروف.
[2] لم أجد هذه النسبة.
[3] انظر عن (يوسف بن سليمان) في: تكملة الصلة لابن الأبّار، وغاية النهاية 2/ 396 رقم 3921.
[4] في سنة 537 هـ.(42/495)
(بعون الله تعالى وتوفيقه، تم تحقيق هذه الطبقة من «تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام» لمؤرّخ الإسلام الحافظ الثقة شمسُ الدين مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد بْن عثمان بن قايماز الذهبي، المتوفى سنة 748 هـ. وقد ضبط نصّها، وعلّق عليها، وأحال إلى مصادرها، وخرّج أحاديثها وأشعارها. ووضع فهارسها، الحاج الأستاذ الدكتور أبو غازي عمر عبد السلام تدمري، أستاذ التاريخ الإسلامي في الجامعة اللبنانية، ممثّل لبنان في الهيئة العربية العليا لإعادة كتابة تاريخ الأمة في اتحاد المؤرّخين العرب، الطرابلسي مولدا وموطنا، الحنفي مذهبا، وتم إنجاز ذلك بحمده تعالى في مساء يوم الخميس، الخامس من شهر ذو الحجّة 1416 هـ. الموافق للرابع من أيار (مايو) 1995 م. بمنزله بساحة النجمة من مدينة طرابلس الشام المحروسة، والله الموفق) .(42/496)
[المجلد الثالث والأربعون (سنة 601- 610) ]
بسم الله الرَّحْمَن الرّحيم
[الطبقة الحادية والستون]
سنة إحدى وستمائة ومما تَمّ فيها:
[عزل وليّ العهد]
فيها عَزَلَ النَّاصرُ لدين الله ولَدَهُ أبا نصر محمدا عَنْ ولاية العَهْد، بعد أن خُطِب لَهُ بولاية العَهْد سبع عشرة سنة، ومالَ إِلى ولدِهِ عليٍّ وَرَشَّحَهُ للخلافة، فاختُرِمَ في إبّان شَبَابه، فاضطُّرَّ النَّاصر إِلى إعادَة عُدَّة الدين أَبِي نصر وهو الخليفة الظَّاهر [1] .
[الحريق بدار الخلافة]
قَالَ أَبُو شامة [2] : وفيها وقعَ حَرِيقٌ عظيمٌ بدار الخلافة لم يُرَ مثله، واحترقت جميع خِزانة السِّلاح والأمتعة وقُدور النفط. ثُمَّ قَالَ: وقيمة ما ذهبَ ثلاثة آلاف دينار وسبعمائة ألف دينار [3] .
[دفاع المنصور عَنْ حماه]
قَالَ [4] : وفيها أخذت الفرنج النساء من عَلَى العاصي بظاهر حماه،
__________
[1] الكامل في التاريخ 12/ 205، 206، ذيل الروضتين 50، مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 522، 523، العسجد المسبوك 2/ 293، الجامع المختصر 9/ 144، البداية والنهاية 13/ 40، مفرّج الكروب 3/ 168، 169.
[2] في ذيل الروضتين 51.
[3] انظر عن (خبر الحريق أيضا) في: الكامل في التاريخ 12/ 206، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 523، ودول الإسلام 2/ 108، والعسجد المسبوك 2/ 293، والبداية والنهاية 13/ 41.
[4] في ذيل الروضتين 51.(43/5)
فخرج المَلِك المنصور إليهم، وثبت وأبلى بلاء حَسَنًا، وكُسِرَ عسكره وثبت هُوَ، ولولا وقوفه لراحت حماه [1] .
[مهادنة العادل للفرنج]
وفيها كانت جموع الفرنج نازلين بمرج عَكّا، والملك العادل بجيوشه نازل في قِبالتهم مُرابِطهم، والرسل تتردّد في معنى الصلح، ثُمَّ آخر الأمر تقررت الهُدنة مُدةً بأن تكون يافا لهم ومَغَلّ الرَّملة ولُدّ، ثُمَّ تَرَحَّل العادل إِلى مِصْرَ، وتَفَرَّقت العساكر إِلى أوطانهم [2] .
[غارة الفرنج عَلَى حمص]
وفيها أغارت الفرنج عَلَى حِمْص، وقتلوا وبَدَّعوا، ورَدُّوا غانمين [3] .
[محاصرة حماه]
وفيها بَعَثَ صاحبُ حماه عسكرا فحاصروا المرقِب وكادوا يفتحونه، لولا قتل أميرهم مبارز الدين أقجا، جاءه سهم فقتله [4] .
__________
[1] انظر خبر (حماه أيضا) في: مفرّج الكروب لابن واصل 3/ 162، 163، ومرآة الزمان لسبط ابن الجوزي ج 8 ق 2/ 523، والتاريخ المنصوري 44، والمختصر في أخبار البشر 3/ 106، ونهاية الأرب للنويري 29/ 40 (حوادث سنة 603 هـ.) ، والدرّ المطلوب لابن أيبك 158، وتاريخ ابن الوردي 2/ 122، وتاريخ ابن الفرات (مخطوطة فيينا 814) ج 5/ ورقة 16، وتاريخ ابن خلدون 5/ 340، والسلوك للمقريزي ج 1 ق 1/ 164، والإعلام والتبيين للحريري 46، وشفاء القلوب للحنبلي 215، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي 6/ 186، وتاريخ ابن سباط (بتحقيقنا) ج 1/ 239، 240، وشذرات الذهب لابن العماد 5/ 2، وتاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ- (تأليفنا- طبعة 2- ج 1/ 545) .
[2] انظر خبر (الهدنة) في: مفرّج الكروب 3/ 162، والمختصر في أخبار البشر 3/ 106، وتاريخ ابن الوردي 2/ 122، وتاريخ ابن خلدون 5/ 340، والسلوك ج 1 ق 1/ 164، والإعلام والتبيين 46، ودول الإسلام 2/ 108، وتاريخ ابن سباط 1/ 239، وشفاء القلوب 214.
[3] مفرّج الكروب 3/ 164.
[4] مفرّج الكروب 3/ 165، دول الإسلام 2/ 108 وفيه: «أقجبا» .(43/6)
[منازلة العادل طرابلس]
ثُمَّ في أواخر العام أغارت فرنج طرابلس عَلَى جَبلَة واللاذقية، وكان عليها عسكر الحلبيين، فهزمتهم الفرنج، وَقُتِلَ من المسلمين خَلْقٌ، وحصَل الوهْن في الإِسلام، وطمعت الملاعين في البلاد، فأهَمَّ العادلَ أمرُهم، ثُمَّ خرج من مصر في سنة ثلاث وستمائة، وأسرع حتى نازلَ عَكّا، فصالحهُ أهلُها عَلَى إطلاق جميع ما في أيديهم من أسرى المسلمين، فقبل الأسرى وتَرَحَّل عنهم، ثُمَّ قَدِمَ دمشق وتهيّأ للغزاة، وعَلِمَ أنَّ الفرنج عدوٌ مَلْعون، وسارَ حتى نَزلَ عَلَى بُحيرة قَدَس [1] ، واستدعى العساكر والملوك فأقبلوا إِلَيْهِ، وأشاع قَصْد طرابلس، ثُمَّ سار فنازل حِصْن الأكراد، وافتتح منه برجا، وأسر منه خمسمائة، ثُمَّ توجّه إِلى قلعةٍ قريبة من طرابلس وحاصرها فافتتحها، ثُمَّ سار إِلى مدينة طرابلس فنازلها، ونصب عليها المجانيق، وقطع جميع أشجارها، وخرّب أعمالها، وقطعوا عنها العَيْن، وبقي أياما إِلى أن أيِسَ [2] من جُنده فشلا ومللا، فعادَ إِلى حمص، فبعث إِلَيْهِ صاحب طرابلس يخضع لَهُ، وبعث له هدايا وثلاثمائة أسير، والْتمس الصُّلْح فصالحه، وذلَّت لَهُ الفرنج وللَّه الحمد [3] .
[الحجّ من الشام]
وفيها حَجَّ من الشام صارمُ الدِّين بُزغش العادليّ، وزين الدين قراجا صاحب صرخد [4] .
__________
[1] قدس: بالتحريك. وهي بحيرة في الجنوب من حمص.
[2] أيس: بالعامّية، من «يئس» .
[3] مفرّج الكروب 3/ 166، 167 (حوادث 601 هـ.) و 3/ 172، 173 (حوادث سنة 603 هـ.) ، التاريخ المنصوري 52، 53، زبدة الحلب 3/ 158، 159، المختصر في أخبار البشر 3/ 108، الدر المطلوب 160، تاريخ ابن الوردي 2/ 124، السلوك ج 1 ق 1/ 166، 167، شفاء القلوب 125، تاريخ الأيوبيين لابن العميد 127، تاريخ ابن سباط 1/ 241 و 242 (حوادث 603 و 604 هـ.) .
[4] ذيل الروضتين 51، مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 524 وفيه: «برغش» بالراء المهملة.(43/7)
[تغلُّب الفرنج عَلَى القسطنطينية]
وقال العز النَّسّابة: فيها تَغَلَّبت الفرنج عَلَى القسطنطينية وأخرجوا الرُّومَ منها بعد حَصْر وقَتْل، وحازوا مملكتَها وانتهبوا ذخائِرَها، ووصلَ ما نُهِبَ منها إِلى الشام وإلى مِصْرَ [1] .
[مولود برأسين وأربعة أرجُل]
وقال مُحَمَّد بْن مُحَمَّد القادسِيُّ في «تاريخه» : إنّ امرأة بقَطفْتا [2] ولدت ولدا برأسين وأربعة أرجُل ويدين، فتُوُفّي، وطِيفَ بِهِ [3] .
[هزيمة الكرج أمام صاحب خلاط]
وفيها كَانَ خروج الكُرْج عَلَى بلاد أَذْرَبيجان فعاثوا وقتلوا وسَبوا، واشتدّ البَلاءُ، ووصلوا إِلى أعمال خِلاط، فجمعَ صاحب خِلاط عسكرَهُ، ونَجَدَهُ عَسْكر أَرْزن الروم، فالتقوا الكرْجَ، فنصرهم الله عَلَى الكُرْج- لعنهم الله- وقُتِلَ في المصافّ مُقَدّم الكُرْج، وغَنِمَ المسلمون وقَتَلُوا مقتلة كبيرة [4] .
__________
[1] ذيل الروضتين 52، تاريخ الخلفاء 456.
[2] قطفتا: بضم الطاء المهملة وسكون الفاء. محلّة مشهورة بالجانب الغربي من بغداد.
[3] انظر خبر (المولود) في: الكامل في التاريخ 12/ 206، والجامع المختصر لابن الساعي 9/ 145، والعسجد المسبوك 2/ 293، والبداية والنهاية 13/ 43، وتاريخ الخلفاء 456.
[4] انظر خبر (الكرج) في: الكامل في التاريخ 12/ 204، 205، والجامع المختصر 9/ 151، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 228، والبداية والنهاية 13/ 41، والعسجد المسبوك 2/ 292، ودول الإسلام 2/ 109 (حوادث سنة 602 هـ.) .(43/8)
سنة اثنتين وستمائة
[وزارة نصير الدين العلويّ]
فيها استوزر الخليفة الوزيرَ نصيرَ الدين ناصرَ بْن مهديّ العلويّ الحَسَنيّ، وخلع عَلَيْهِ خلعة الوزارة، فركب وبين يديه دواة عليها ألف مثقال، ووراءه المهد الأصفر وألوية الحمد والكوسات، والعهد منشور قُدّامه، والأمراء بين يديه مُشاة [1] .
[هرب الوزير ابن حديدة]
وفيها هرب الوزير أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن حَدِيدَة الأنصاريُّ المعزول من دار الوزير نصير الدين بْن مهديّ، وكان محبوسا عنده ليعذّبه ويصادره، فحلقَ لِحْيته ورأسَهُ وهَرَب، فلم يظهر خبرُه إلّا من مراغة بعد مدَّة، وعاد إِلى بغداد [2] .
[غارة الأرمن عَلَى حلب]
وفيها أغار ابن لاون الأرمنيّ عَلَى حلب، واستباح نواحي حارِم، فبعثَ الملكُ الظاهرُ غازي إِلَيْهِ جيشا، عليهم ميمون الكُرديّ، فتهاون، فكَبَسهم ابن لاون، وقتل جماعة من العسكر، وثبت أيبك فُطَيْس، وبلغَ الخبر الملكَ الظاهر فخرجَ وقصدَ حارم، فهرب ابن لاون إِلى بلاده [3] .
__________
[1] خبر الوزارة في: ذيل الروضتين 52، 53، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 525.
[2] خبر هرب الوزير في ذيل الروضتين 2/ 53 وفيه تحرّفت «مراغة» إلى «فراغه» ، وذيل مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 526.
[3] انظر خبر (ابن لاون) في: الكامل في التاريخ 12/ 238، 239، وذيل الروضتين 53،(43/9)
[منازلة دُنَيْسر]
وفيها توجّه ناصر الدّين الأرتقيّ صاحب ماردين إِلى خِلاط بمكاتبة أهلها، فجاء المَلِك الأشرف موسى فنازل دُنَيْسر، فرجعَ ناصر الدّين إِلى ماردين بعد أن خسر مائة ألف دينار، ولم ينل شيئا [1] .
[تسليم تِرمِذ للخطأ]
وفيها سَلَّم خُوارزم شاه مُحَمَّد إِلى الخطا تِرْمذ، فتألَّم الناس من ذَلِكَ، ثُمَّ بانَ أنَّه إنّما فعل ذَلِكَ مكيدة ليتمكّن بذلك من مُلْك خُراسان، لأنّه لَمّا ملكَ خُراسان قصدَ بلاد الخطا وأخذها واستباحها وبَدَّعَ [2] .
[حرب الكرْج وعسكر خلاط]
وفيها قَصَدت الكُرْج أعمال خِلاط فقتلوا وأسروا وبَدَّعوا، فلم يخرج إليهم عسكر خِلاط، لأنّ صاحبَها صبيّ، فلمّا اشتد البلاء عَلَى المسلمين تناخوا، وحَرَّض بعضُهم بعضا، وتَجَمَّعت العساكر والمُطّوعة، وعملوا مصافّا مَعَ الكُرْج، وأمسكوا عَلَى الكُرْج مضيق الوادي، فقتلوا فيهم قتلا ذَرِيعًا، وبعد ذَلِكَ تزوّج صاحب أذربيجان أبو بكر ابن البهلوان بابنة مَلِك الكُرج، لأنّ الكُرج تابعت الغارات على بلاده، فهادنهم [3] .
__________
[ () ] ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 526، ومفرّج الكروب 3/ 170، وزبدة الحلب 3/ 155- 158 (حوادث 601 و 602 هـ.) ، والبداية والنهاية 12/ 43.
[1] انظر خبر (دنيسر) في: ذيل الروضتين 53، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 526، والمختار من تاريخ ابن الجزري 89، 90، والجامع المختصر 9/ 206، وتاريخ ابن خلدون 5/ 378، 379، والنجوم الزاهرة 6/ 189 وأورده ابن الأثير مفصّلا في حوادث سنة 603 هـ. من:
الكامل في التاريخ 25312- 255 وانظر: الإمارات الأرتقية في الجزيرة والشام للدكتور عماد الدين خليل- ص 168، 169 (طبعة مؤسسة الرسالة، بيروت 1400 هـ. / 1980 م.) .
[2] انظر خبر (ترمذ) في: الكامل في التاريخ 12/ 231 والعسجد المسبوك 2/ 303، 304، والمختار من تاريخ ابن الجزري 90.
[3] انظر خبر (خلاط) في: الكامل في التاريخ 12/ 240، والجامع المختصر 9/ 177، ودول(43/10)
[خروف بوجه آدميّ]
وفيها حُمِلَ إِلى إرْبِل خَرُوف وَجْهُهُ وجه آدميّ، وتعجّبَ النَّاسُ منه [1] .
[حصار مراغة]
وفيها اتّفق علاء الدّين صاحبُ مَرَاغة ومظفَّر الدّين صاحب إرْبِل عَلَى قَصْد أذربيجان وأخْذها، لاشتغال ابن البهلوان بالخُمور، وإهماله أمر المملكة، فسارا نحو تِبْريز، وطلبَ صاحبُها النّجدة من مملوك أَبِيهِ آيدغمش صاحب الرَّيّ وأصبهان، وكان حينئذٍ ببلاد الإِسماعيلية، فَنَجَده، ثُمَّ أرسلَ إِلى صاحب إرْبِل يَقُولُ: إنّا كُنّا نسمع عنك أنّك تحبّ الخير والعلم، وكُنّا نعتقد فيك، والآن قد ظهر لنا ضدّ ذَلِكَ لقصْدك قتال المسلمين، أما لك عقلٌ تجيء إلينا وأنت صاحب قرية، ونحن لنا من بَاب خُراسان إلى خِلاط وإرْبِل، ثُمَّ قُدِّر أنّك هَزَمت هذا السلطان، أما تعلم أنّ لَهُ مماليك أَنَا أحدُهم؟ فلمّا سَمِعَ مظفَّر الدّين ذَلِكَ عادَ خائفا. ثُمَّ قصد آيدغمش وابن البهلوان مَراغة وحاصروها، فصالحهم صاحبُها عَلَى تسليم بعض حصونِهِ، وداهنَ [2] .
[محاصرة آيدغمش للإسماعيلية]
وفيها سارَ المَلِك آيدغمش إِلى بلاد الإسماعيلية المجاورة لقزوين، فقتل وأسرَ ونهبَ، وحاصرهم فافتتح خمس قلاع، وصَمَّمَ عَلَى حصار الألمُوت واستئصال شأفتهم [3] .
__________
[ () ] الإسلام 2/ 109، والبداية والنهاية 13/ 43، والمختار من تاريخ ابن الجزري 90، والعسجد المسبوك 2/ 304.
[1] انظر خبر (الخروف) في: الكامل في التاريخ 12/ 242، والجامع المختصر 9/ 176، والعبر 5/ 3، والمختار من تاريخ ابن الجزري 91، والعسجد المسبوك 2/ 307 وقد تكرّر مرتين.
[2] انظر خبر (مراغة) في: الكامل في التاريخ 12/ 236، 237.
[3] انظر خبر (الإسماعيلية) في: الكامل في التاريخ 12/ 238، والعسجد المسبوك 2/ 304 وفيه «أيتغمش» ، ودول الإسلام 2/ 109.(43/11)
[مواقعة الخوارزمية]
وفيها واقَعَ آيدغمش طائفة من الخُوارزمية نحو عشرة آلاف، فكسرهم، وكانوا قد عاثوا وأفسدوا وقتلوا [1] .
[غارات ابن ليون عَلَى حلب]
وفيها توالت الغارات من الكَلْب ابن ليون [2] الأرْمنيّ صاحب سِيس عَلَى أعمال حلب، فسبى ونهبَ وحَرَّقَ، فجهّزَ صاحبُ حلب عسكرا لحربهم، فاقتتلوا وكان الظَّفَر للأرمن- لعنهم الله [3] .
__________
[1] انظر عن (الخوارزمية) في: الكامل في التاريخ 12/ 238، ودول الإسلام 2/ 109.
[2] يرد «ليون» و «لاون» .
[3] انظر خبر (ابن ليون) في: الكامل في التاريخ 12/ 238، 239، ومفرّج الكروب 3/ 170، وزبدة الحلب 3/ 157، 158، ودول الإسلام 2/ 109.(43/12)
سنة ثلاث وستمائة
[أمير الركب العراقي في الشام]
فيها فارقَ أمير الركب العراقي الركبَ وقصدَ الشام، وهو الأمير وجه السَّبُع، فقصدَهُ الأعيان والحُجّاج وبكوا وسألوه، فَقَالَ: أمير المؤمنين مُحسنٌ إليَّ، وما أشكو إلّا الوزير ابن مهديّ، فإنّه يقصدُني لقُربي من الخليفة، وما عَنِ الرُّوح عوض. وقَدِمَ الشام، فأكرمه العادل وبنوه [1] .
[ولاية القضاء ببغداد]
وفيها وَلِي قضاء القضاة ببغداد عماد الدّين أبو القاسم عبد الله بن الحسين ابن الدَّامَغانيّ [2] .
[القبض عَلَى الركن عَبْد السلام]
وفيها قبضَ الخليفةُ عَلَى الركن عَبْد السّلام بْن عبد الوهّاب ابن الشّيخ عَبْد القادر فاستأصلَهُ، وكان قد بلغَهُ فِسْقُه وفُجُوره [3] .
[حجّ ابن مازة]
وفيها قَدِمَ بغداد حاجّا العَلامة برهان الدّين مُحَمَّد بْن عمر بن مازة الملقّب صدر جهان، وتلقّاه الأعيان، وحُمِلت إِلَيْهِ الإِقامات، وكان معه
__________
[1] انظر عن (أمير الركب) في: الكامل في التاريخ 12/ 258 وفيه اسمه «مظفّر الدين سنقر» ، وذيل الروضتين 55، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 528، 529.
[2] انظر عن (القضاء) في: ذيل الروضتين 55، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 529.
[3] انظر عن (الركن عبد السلام) في: ذيل الروضتين 55، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 529.(43/13)
ثلاثمائة فقيه، وكان زعيم بُخارَى يؤدّي الخراج إِلى الخطا، وينوب عنهم بالبلد، ويظلم ويعسف، حتّى لقّبوه «صدْر جَهَنَّم» [1] .
[منازلة الفرنج حمص]
وفيها نزلت الفِرَنْج عَلَى حمص، فسارَ من حلب المُبارز يوسُف نجدة، ووقع مصافٌ أُسِرَ فيه الصّمصام ابن العلائيّ، وخادم صاحب حمص [2] .
[الفِتَن بخراسان]
وفيها كانت بخُراسان فِتَن وحروب، قوي فيها خُوارزم شاه واتّسع مُلْكه، وافتتح بَلْخ وغير مدينة من ممالك خُراسان.
[الحرب بين خوارزم شاه وسونج]
وفيها التقى خُوارزم شاه وسونج بالقرب من الطَّالقان، فلمّا تصافَّ الجيشان حمل المَلِك سونج وهو وحده بين الصَّفّين، وساق إِلى القلب، ثُمَّ تَرَجَّل، ورَمَى عَنْهُ سلاحَهُ، وقَبّل الأرضَ، وقال: العفو. فَظَنَّ خُوارزم شاه أنّه سكران، فلمّا عَلم صحوه سَبّه وذَمّه وقال: مَنْ يثق إِلى مثل هذا. وكان نائبا لغياث الدين الغُوريّ عَلَى الطّالقان، فاستولى خُوارزم شاه عليها، وقرّر بها نوّابه [3] .
__________
[1] انظر عن (ابن مازة) في: الكامل في التاريخ 12/ 257، 258 وفيه «ابن مارة» بالراء، وذيل الروضتين 57، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 529، وتاريخ الخميس 2/ 410.
[2] انظر خبر (حمص) في: ذيل الروضتين 57، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 529.
[3] انظر خبر (خوارزم شاه) في: الكامل في التاريخ 12/ 245، 246، والجامع المختصر 9/ 204، والعسجد المسبوك 2/ 308.(43/14)
سنة أربع وستمائة
[ملْك ابن البهلوان مدينة مراغة]
فيها ملكَ السّلطان نصرة الدين أبو بكر ابن البهلوان مدينة مراغة، وذلك أنّ صاحبها علاء الدّين ابن قُراسنقر مات وخَلَّفَ ابنا طفلا فملَّكوه، ثُمَّ مات [1] .
[حرب خوارزم شاه والخطا]
وفيها عبرَ خُوارزم شاه إِلى بلاد الخطا بجميع جيوشه وجيش بُخَاري وسَمَرْقَند، وحَشَدَ أهلُ الخطا فجرى بينهم وقعات ودام القتال.
قَالَ ابن الأثير [2] : في سنة أربع عبرَ علاءُ الدّين مُحَمَّد ابن خُوارزم شاه- قلتُ: ولَقَبَهُ خُوارزم شاه- إِلى ما وراء النّهر لقتال الخطا، وكانوا قد طالت أيّامهم ببلاد تُركستان وما وراء النَّهر! وثقُلَت وطْأتهم عَلَى أهلها، ولهم في كلّ بلد نائب، وهم يسكنون الخركاوات [3] عَلَى عادتهم، وكان مُقامهم بنواحي كاشغر وأوزْكَنْد وبَلاسَاغُون. وكان سلطان سمرقند وبُخارى مَقْهُورًا معهم، فكاتبَ علاءَ الدّين وطلبَ منه النَّجدةَ عَلَى أن يَحْمل إِلَيْهِ ما يَحْمله إِلى الخطا ويُريح الإسلام منهم.
__________
[1] انظر عن (ابن البهلوان) في: الكامل في التاريخ 12/ 275، الجامع المختصر 9/ 242، والعسجد المسبوك 2/ 320، 321 وفيه: «نصرة الدولة» .
[2] في الكامل 12/ 259 وما بعدها.
[3] في الكامل: الخركاهات، والمعنى واحد، وهي: الخيم.(43/15)
قلت [1] : ثُمَّ اشتدّ القتال في بعض الأيّام بين المسلمين والخطا، فانهزم المسلمون هزيمة شنيعة وأُسِر خلْق، منهم السلطان خُوارزم شاه وأمير من أمرائه الكبار، أسرهما رجلٌ واحد ووصل المُنْكَسِرون إِلى خُوارزم، وتخبَطت الأمور. وأمّا خُوارزم شاه فأظهر أنّه غلام لذلك الأمير، وجعلَ يخدمه ويُخلّعه خُفّه، فقام الّذي أسرهما وعَظَّمَ الأميرَ وقال: لولا أنّ القوم عرفوا بك عندي لأطلقتك، ثُمَّ تركه أيّاما، فَقَالَ الأمير: إنّي أخاف أن يظنّ أهلي أنّي قُتِلت فيقتسمونَ مالي، فأهلك، وأحبّ أن تقرِّرَ عليَّ شيئا من المال حتّى أحمله إليك، وقال: أريد رجلا عاقلا يذهب بكتابي إليهم. فَقَالَ: إنَّ أصحابَنا لا يعرفون أهلك. قَالَ: فهذا غلامي أثق بِهِ، فهو يمضي إنْ أذِنتَ. فأذِن لَهُ الخطائيَ فَسَيَّرَهُ، وبعثَ معه الخطائيّ من يخفرِّه إِلى قريب خُوارزم، فخفروه، ووصل السلطان خُوارزم شاه بهذه الحيلة سالما، وفرح بِهِ النّاس وزُيّنت البلادُ. وأمّا ذاك الأمير، وهو ابن شهاب الدّين مسعود، فَقَالَ لَهُ الّذي استأسَرهُ: إنّ خُوارزم شاه قد عدم. فَقَالَ لَهُ: أما تعرفه؟ قَالَ: لا. قَالَ: هُوَ أسيرك الّذي كَانَ عندك. فَقَالَ: لمَ لا عرفتني حتّى كنتُ خدمته وسرتُ بين يديه إِلى مملكته. قَالَ: خِفْتكُم عَلَيْهِ. فَقَالَ الخطائيّ: فسر بنا إليه. فسارا إِلَيْهِ.
ثُمَّ أتته الأخبار بما فعله أخوه عليّ شاه وكُزْلك خان، فسارَ ثُمَّ تبعه جيشُه. وكان قبل غزوة الخطا قد أمَّرَ أخاه عَلَى طبرستان وجُرجان، وأَمَّرَ كزكان [2] عَلَى نَيْسابور وهو نسيبه، وولَّى جلدك مدينة الجام، ووَلَّى أمين الدّين مدينة زَوْزَن- وأمين الدّين كَانَ من أكبر أمرائه، وكان حَمَّالًا قبل ذَلِكَ، وهو الّذي ملكَ كرمان، وقتل حُسَين بْن جرميك [3]- وصالحه غياث الدّين الغوري وخضعَ لَهُ، وأَمَّرَ عَلَى مَرْو وسَرْخس نوابا، ثُمَّ جمعَ عساكره وعَبَر جَيْحون، واجتمع بسلطان سمرقند، وجرى حرب الخطا الّذي ذكرناه.
__________
[1] القول لابن الأثير.
[2] هكذا بخط المؤلّف، وهو كزلك خان المذكور قبل قليل، كما في: الكامل 12/ 264.
[3] هكذا بخط الذهبي مجود التقييد، وفي المطبوع من كامل ابن الأثير: خرميل (12/ 260 فما بعد) .(43/16)
فأمّا ابن جرميك نائب هراة فإنّه رأى صنيع عسكر السلطان خُوارزم شاه بالرعيَّة من النَّهْب والفتْك، فأمسك منهم جماعة، وبعثَ إِلى السّلطان يعرّفه ما صنعوا، فغضبَ وأمرَهُ بإرسال الْجُند لحاجته إليهم في قتال الخطا، وقال:
إنّي قد أمرتُ عزّ الدّين جلدك صاحب الجام أنْ يكون عندك لِما أعلمه من عقله وتدبيره. وكتبَ إِلى جَلْدك يأمره بالمسير إِلى هَرَاة، ويقبض عَلَى ابن جرميك. فسارَ في ألفي فارس- وقد كَانَ أَبُوهُ طُغْرُل متولّي هَراة في دولة سنجر، فجلدك- إليها بالأشواق ويؤثرها على جميع خراسان. فلمّا خرج لتلقّيه نزلا واعتنقا، ثمّ أحاط أصحابه بابن جرميك فهرب غلمانه إلى البلد، فأمر الوزير بغَلْق هراة واستعدّ للحصار، فنازل جلدك هراة، وأرسل إِلى الوزير يتهدّده بأنّه إنْ لم يُسَلّم البلد قتل مخدومه ابن جرميك، فنادى الوزير بشعار السلطان غياث الدّين محمود الغوريّ، فقدّموا ابن جرميك إِلى السُّور فحدَّثَ الوزيرَ في التسليم فلم يقبل، فذبحوه. ثُمَّ أمَرَ خُوارزم شاه في كتبه إِلى أمين الدّين صاحب زوزن، وإلى كزلك خان متولّي نيسابور بالمسير لحصار هراة، فسارا ونازلاها في عشرة آلاف، واشتدّ القتال، وقد كَانَ ابن جرميك قد حَصَّنَها، وعمل لها أربعة أسوار، وحَفَر خندقها وملأها بالمِيرة، وأشاعَ أنّي قد بقيت أخاف عَلَى هراة شيئا، وهو أن تُسْكَر المياه الّتي لها، ثُمَّ تُرْسَل عليها دَفْعَة واحدة فينهدم سورها. فلمّا بلغ أولئك قولُه فعلوا ذَلِكَ، فأحاطت المياه بها ولم تصل إِلى السُّور لارتفاع المدينة، بل ارتفع الماء في الخندق، وكثر الوحل بظاهر البلد، فتأخّر لذلك العَسْكر عنها، وهذا كانَ قصْد ابن جرميك، فأقاموا أيّاما حتّى نشف الماء.
ولمّا أُسر خُوارزم شاه- كما قَدّمنا- سار كُزلك خان مُسْرعًا إِلى نَيْسابور، وحَصَّنَها، وعزم عَلَى السَّلطنة. وكذلك هَمَّ بالسّلطنة عليّ شاه ودعا إِلى نفسه، واختَبَطَت خُراسان. فلمّا خلص خوارزم شاه وجاء هرب كزلك خان بأمواله نحو العراق، وهرب عليّ شاه مُلْتجئًا إِلى غياث الدِّين الغُوريّ، فتلقّاه وأكرمَهُ.(43/17)
وأمَّا خُوارزم شاه فإنّه استعمل عَلَى نَيْسابور نائبا، وجاء فَتَمَّمَ حصار هراة، ولم ينل منها غرضا بحسن تدبير وزيرها. فأرسل إليه خُوارزم شاه يَقُولُ: إنّك وعدت عسكري أنّك تُسَلِّم إليَّ البلد إذَا حضرت. فَقَالَ: لا أفعل، أنتم غَدّارون لا تُبقُون عَلَى أحد، والبلد للسّلطان غياث الدّين. فاتّفقَ جماعةٌ من أهل هراة، وقالوا: أهلكَ النّاس من الْجُوع، وتعطّلت المعايش، وهذه ستَّة أشهر. فأرسل الوزير مَن يُمسكهم، فثارت فتنة في البَلد وعظُمت، فتداركها الوزير بنفسه، وكَتَبَ إِلى خُوارزم شاه، فزحف عَلَى البلد وهم مختبطون فملكها، ولم يُبْقِ عَلَى الوزير وقَتَلَهُ، وذلك في سنة خمس. ثُمَّ سَلَّم البلد إِلى خاله أمير ملك، فَرَمّ شعثَهُ. ثُمَّ أَمَر خالَهُ أن يسير إِلى السّلطان غياث الدّين محمود بْن غياث الدّين، فَيَقْبض عَلَيْهِ وعلى عليّ شاه، فسارَ لحربهما، فأرسل غياث الدّين يبذل لَهُ الطّاعة، فأعطاه الأمان، فنزل غياث الدّين من فيروزكوه، فقبض عليه وعلى عليّ شاه. ثُمَّ جاء الأمر من خُوارزم شاه بقتلهما، فقتلهما في وقتٍ واحد من سنة خمسٍ الآتية [1] .
[تملّك ابن العادل خلاط]
وفيها تملّك الأوحد أيّوب ابن العادل مدينة خِلاط بعد حرب جرت بينه وبين بَلبان صاحبها. وقُتِلَ بعد ذَلِكَ بلبان عَلَى يد ابن صاحب الروم مغيث الدّين طُغرل شاه، وساقَ القصَّةَ ابن الأثير في «تاريخه» [2] وابن واصل [3] وغيرهما.
وخِلاط مملكة عظيمة وهي قصبة أرمينية، وبلادها متّسعة حتّى قِيلَ:
إنّها في وقتٍ كانت تقارب الدّيار المصريَّة، وهذا مبالغة، وكانت لشاه
__________
[1] انظر الخبر أيضا في: الجامع المختصر 9/ 237- 239، والمختصر في أخبار البشر 3/ 109، 110، والبداية والنهاية 13/ 47، 48، والعسجد المسبوك 2/ 314- 319، ونهاية الأرب 27/ 225، وتاريخ ابن سباط 1/ 244، وتاريخ الخميس 2/ 410.
[2] الكامل: 12/ 272.
[3] مفرج الكروب: 3/ 175 فما بعد.(43/18)
أرمن بْن سُكْمان، ثُمَّ لمملوكه بكتمر، فَقُتِلَ بكتمر سنة تسع وثمانين وخمسمائة، فملكها ولده. ثُمَّ غلب عليها بلبان مملوك شاه أرمن. وكان المَلِك الأوحد قد مَلَّكُه أبوه ميّافارقين وأعمالها بعد موت السّلطان صلاح الدّين، فافتتح مدينة موش وغيرها، وطمع في مملكة خلاط وقصدها، فالتقاه بلبان فكسره، فَرَدَّ إِلى مَيّافارقين، فحشَدَ وجَمَع، وأنجده أَبُوهُ بجيش فالتقى هُوَ وبلبان، فانهزم بلبان وتحصّن بالبلد، واستنجد بطغرل شاه السَّلْجُوقيّ صاحب أرزَن الروم، فجاء وهزم عَنْهُ الأوحد، ثُمَّ سار السّلجوقيّ وبلبان فحاصرَا حِصن موش، فغدر السّلجوقيّ ببلبان وقتله، وساقَ إِلى خلاط ليملكها فمنعه أهْلُها، فساقَ إِلى منازكرد [1] فمنعه أهلُها، فَرَدَّ إِلى بلاده، واستدعى أهلُ خلاط الأوحد فملّكوه، وملك أكثر أرمينية. فهاجت عَلَيْهِ الكُرْج وتابعوا الغارات عَلَى البلاد، واعتزل جماعة من أمراء خِلاط وعصوا بقلعة، فسارَ لنجدته الأشرف موسى في جيوشه، وتَسَلَّموا القلعة بالأمان. ثُمَّ سار الأوحد ليقرّر قواعد ملازكرد، فوثب أهل خلاط وعصوا، فكَرَّ الأوحد وحاصرهم، ودخلَ وبذلَ السيف فقتل خلقا، وأسر الأعيان. وكان شَهمًا سَفّاكًا للدِّماء، فتوطّدت لَهُ الممالك [2] .
[محاصرة الفرنج حمص]
وفيها اتّفق الفرنج من طرابلس وحصن الأكراد عَلَى الإِغارة بأعمال حمص، ثُمَّ حاصروها، فعجز صاحبها أسد الدّين عنهم، ونجده الظّاهر صاحب حلب بعسكر قاوموا الفرنج. ثُمَّ إنّ السُّلطان سيف الدّين سار من
__________
[1] ويقال فيها: ملازكرد- باللام- كما هو معروف.
[2] انظر خبر (خلاط) في: ذيل الروضتين 60، 61، والمختصر في أخبار البشر 3/ 108، 109، وتاريخ الزمان لابن العبري 246، والدرّ المطلوب 161، وتاريخ الأيوبيين لابن العميد 127، ومرآة الجنان 4/ 5، وتاريخ ابن الوردي 2/ 124، والعبر 5/ 9، والبداية والنهاية 13/ 47، والعسجد المسبوك 2/ 319، وتاريخ ابن خلدون 5/ 340، والسلوك ج 1 ق 1/ 619، والنجوم الزاهرة 6/ 193، وتاريخ ابن سباط 1/ 243، والجامع المختصر 9/ 242.(43/19)
مصر بالجيوش وقصد عَكّا، فصالحهُ صاحبها، ثُمَّ سار فنزل عَلَى بحيرة حمص [1] ، فأغار عَلَى بلاد طرابلس، وأخذ حِصنًا صغيرا من أعمالها [2] . وقد مَرَّ ذَلِكَ استطرادا في سنة إحدى وستّمائة.
__________
[1] هي بحيرة قدس التي مرّ ذكرها في حوادث سنة 601 هـ.
[2] أفادت بعض المصادر أنّ «العادل» خرّب في طريقه حصن القليعات شماليّ طرابلس على الساحل. انظر: الكامل في التاريخ 12/ 274، والتاريخ المنصوري 53، وتاريخ الأيوبيين لابن العميد 127، وشفاء القلوب 215.(43/20)
سنة خمس وستمائة
[رسلية السهرورديّ]
فيها قَدِمَ الشّام شهابُ الدّين السُّهْرَوَرديّ في الرُّسلية، ورجع ومعه شمس الدّين ألدُكز بالتَّقادُم والتُّحف، فأُعرِضَ عَنِ السُّهرورديّ، ونقموا عَلَيْهِ حيثُ مَدَّ يدَهُ إِلى الأموال بالشّام وقبل العطايا، وحَضَرَ دعوات الأمراء، فأُخذت منه الرُّبط ومُنِعَ من الوعظِ، فَقَالَ: ما قِبلتها إلّا لأفرّقها في فُقراء بغداد، وشَرَعَ يُفَرِّق ذَلِكَ [1] .
[زلزلة نيسابور]
قَالَ أَبُو شامة [2] : وفيها زُلزلت نَيْسابور زلزلة عظيمة دامت عشرة أيّام، فمات تحت الرَّدْم خلْق عظيم [3] .
[منازلة الكُرْج مدينة أرجيش]
وفيها نازلت الكُرج مدينة أرجيش فافتتحوها بالسّيف ثُمَّ أحرقوها، وأصبحت خاوية عَلَى عروشها، ولم يبق بها أحد، ولم يروّع الكُرْجَ أحدٌ، فإنّا للَّه وإنّا إِلَيْهِ راجعون، وعجز عنهم المَلِك الأوحد ابن العادل وهي له [4] .
__________
[1] خبر السهروردي في: ذيل الروضتين 64، والبداية والنهاية 13/ 51، 52، ونهاية الأرب 29/ 43.
[2] في ذيل الروضتين 65.
[3] انظر عن (الزلزلة) أيضا في: الكامل في التاريخ 12/ 283، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 539، والعسجد المسبوك 2/ 326، ودول الإسلام 2/ 111، وكشف الصلصلة 189.
[4] انظر خبر (أرجيش) في: الكامل في التاريخ 12/ 279، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 541(43/21)
[غارة كيخسرو عَلَى بلاد سيس]
وفيها خرجَ كَيْخسرُو صاحب الروم وقصد بلاد سيس، وافتتح حصنا بالأمان [1] ، ونجده عسكر حلب، وأغار وسبى وغنِم.
[فتح هراة]
وفيها افتتح خُوارزم شاه مدينة هراة مرّة ثانية.
__________
[ () ] وفيه: «أرخس» ، والعسجد المسبوك 2/ 324، 325، وتاريخ الخميس 2/ 410، ومفرّج الكروب 3/ 183، ودول الإسلام 2/ 111.
[1] يعرف بغرقوس، كما في مفرّج الكروب 3/ 187، والخبر باختصار في: دول الإسلام 2/ 111، وزبدة الحلب 3/ 159 وفيه «برنوس» ، وفي المختصر في أخبار البشر 3/ 111 «فرقوس» .(43/22)
سنة ست وستمائة
[منازلة الكرْج مدينة خلاط]
فيها نزلت الكُرج عَلَى خلاط فضايقوها وكادوا يأخذونها، وكان بها الأوحد ابن المَلِك العادل، فَقَالَ لملك الكُرج إيواني مُنَجِّمُهُ: ما تبيت اللّيلة إلّا في قلعة خلاط. فاتّفق أنّه شرِب وسكِر، وركب في جيوشه وقصد بَابُ البلد، فخرج إِلَيْهِ المسلمون، ووقع القتال، فعثر بِهِ فرسُهُ فوقع، فتكاثَر عَلَيْهِ المسلمون، وَقُتِلَ حوله جماعةٌ من خواصّه، وأُسر، فَما باتَ إلّا بالقلعة، وهرب جيشه. وقيل: جرى ذَلِكَ في سنة سبْع [1] .
[حصار سنجار]
وفيها نزل السّلطان المَلِك العادل عَلَى سنجار بجيوش عظيمة، وضربها بالمجانيق أشهرا، وكاد أن يفتحها، فأرسل المَلِك الظّاهر من حلب أخاه المؤيَّد مسعودا إِلى العادل يشفع في أهل سنجار وصاحبها قُطْب الدّين مُحَمَّد بْن زنكي بْن مودود، فلم يشفّعه. ومات المؤيَّد في السَّفر برأس عين، وكرهت المشارقة مجاورةَ المَلِك العادل، فاتّفقوا عَلَيْهِ مَعَ صاحب إربل وتشفّعوا إِلَيْهِ، فرحل بعد أن أخذ نَصِيبين والخابور ونزل حَرّان، وكانت هذه من سيّئات العادل، يدع جهاد الفرنج ويقاتل المسلمين، فإنّا للَّه [2] .
__________
[1] انظر خبر (خلاط) في: ذيل الروضتين 67، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 540، 541، ودول الإسلام 2/ 111، وتاريخ الخميس 2/ 410، والمختصر في أخبار البشر 3/ 113 (حوادث 607 هـ.) ومفرّج الكروب 3/ 201، والدر المطلوب 169، 172، وتاريخ ابن الوردي 2/ 127، والسلوك ج 1 ق 1/ 171، وتاريخ ابن سباط 1/ 249.
[2] انظر خبر (سنجار) في: الكامل في التاريخ 12/ 284، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 541،(43/23)
[رواية ابن الأثير عَنِ الحرب بين خُوارزم شاه والخطا]
وقال ابن الأثير في «الكامل» [1] : لمّا استقرّ أمر خُراسان لخُوارزم شاه محمّد بْن تكش عَبَر جيحون في هذه السنة في جحفلٍ عظيم، فجمع الخطا جموعهم، والمُقَدَّم عليهم طاينكو [2] ، وكان شيخا مُسِنًّا لقي الحروب، وكان مؤيَّدًا فيها مُدَبِّرًا، فكانت وقعةٌ لم يُشهد مثلها، انكسر فيها الخطا وقُتل خلقٌ كثير، وأُسر طاينكو فجيء بِهِ إِلى خُوارزم شاه، فأجلسهُ معه عَلَى السّرير واحترمه، ثُمَّ سَيَّرَهُ إِلى خُوارزم، وافتتح خُوارزم شاه بلاد ما وراء النهر قَهْرًا وصُلْحًا حتّى بلغ أوزكند، وجعل نائبة عليها، ورجع إِلى خُوارزم وفي خدمته ملك سمرقند، وكان من أحسن النّاس صُورة، فزوّجه خُوارزم شاه بابنته، ورَدَّهُ ورَدَّ معه شِحنةً يكون بسمرقند عَلَى قاعدة ملك الخطا مَعَ صاحب سمرقند. فتعب صاحب سمرقند بالخُوارزمية، وندمَ لِما رأى من سوء سيرتهم وقُبح معاملتهم النّاس، وأرسلَ إِلى ملك الخطا يدعوه إِلى سمرقند ليسلّمها إِلَيْهِ، ويعود إِلى طاعته. ثمّ أمرَ بقتل كلّ مَن عنده من الخُوارزميين ووسّط جماعة من أعيانهم، وعَلَّقَهُم في الأسواق، ومضى إِلى القلعة ليقتل زوجته بنت خُوارزم شاه، فأغلقت الأبواب، ومنعت عَنْ نفسها هي وجواريها، وبعثت تَقُولُ لَهُ: أَنَا امرأة، وقَتْل مثلي قبيح، فاتّقِ الله فيَّ. فتركها وضَيَّقَ عليها. وجاء الخبر إِلى السّلطان والدها، فغضب وقامت قيامته، وأمر بقتل كلّ من بخوارزم من الغرباء، فمنعتهُ أُمُّه وخَوّفته، فاقتصر عَلَى قتل كلّ سمرقنديٍّ بها، فنهته أيضا فانتهى. وأمرَ جيشه بالتّجهّز إلى ما وراء النّهر، فسار وسار في ساقتهم، ونازل سمرقند، وأرسل إِلى صاحبها يَقُولُ لَهُ: قد
__________
[ () ] وزبدة الحلب 3/ 162، وذيل الروضتين 67، ومفرّج الكروب 3/ 193- 195، ودول الإسلام 2/ 111، والمختصر في أخبار البشر 3/ 112، والبداية والنهاية 13/ 52، والعسجد المسبوك 2/ 331، وتاريخ ابن سباط 1/ 247، ونهاية الأرب 29/ 49، 50.
[1] ج 12/ 267- 271 (حوادث سنة 604 هـ.) .
[2] هكذا في أصل المؤلّف. وفي الكامل: «طاينكوه» ، وفي نسخة أخرى «طايتكو» .(43/24)
فعلتَ ما لم يفعله مسلم ولا كافر ولا عاقل، وقد عفا الله عَمّا سلف، فاخرُجْ عَنِ البلاد إِلى حيث شئت. فامتنعَ، فزحفَ عَلَيْهِ، ونصبَ السّلالم عَلَى السّور، وأخذ سمرقند، ووقع القتل والنّهب ثلاثة أيّام، فيقال: إنّهم قتلوا بها مائتي ألف، وسلم دَرْب الغُرباء والتّجار بحماية. ثمّ زحفوا عَلَى القلعة، فأخذت، وأُسر المَلِك، فلمّا أُحضر قَبَّل الأرض وطلب العفو، فقتله صبرا، واستعمل نوّابا عَلَى سمرقند.
وأمّا الخطا فلمّا ذهبوا مهزومين اجتمعوا عند ملكهم ولم يكن شهد الوقعة. وكان طائفة من التّتار قد خرجوا من بلادهم أطراف الصّين قديما فنزلوا وراء بلاد تُركستان، فكان بينهم وبين الخطا حروب في هذا القُرب، فلمّا سمعوا أنّ خُوارزم شاه كسر الخطا قصدوهم مَعَ مُقَدَّمهم كشلوخان [1] ، فلمّا رأى ذَلِكَ ملك الخطا كتبَ إِلى خُوارزم شاه: أمّا ما كَانَ منك من أخْذ بلادنا وقتْل رجالنا فمعفُوٌّ عَنْهُ، فقد أتانا من هذا العَدوّ ما لا قِبَلَ لنا بِهِ، فإنِ انتصروا علينا وأخذونا فلا دافع لهم عنك، والمصلحة أن تسير إلينا في عساكرك، وتُنجدنا عَلَى حربهم. فكاتب خُوارزم شاه مُقَدَّم التّتار كشلوخان:
إنّني معك عَلَى قتال الخطا. وكاتب ملك الخطا: إنّني قادم لنُصْرتكم. وسار في جيوشه إِلى أن نزل بقرب مكان المصاف، فلم يخالطهم، بل أوهمَ كُلًّا من الطّائفتين أنّه معهم، وأنّه كمين لهم، فالتقوا فانهزم الخطا أقبح هزيمة، فمال حينئذٍ خُوارزم شاه مَعَ التّتار عليهم قَتْلًا وأسرا، فلم يفلت منهم إلّا القليل مع ملكهم لجئوا إِلى جبالٍ منيعة وتحصّنوا بها، وانضمّ إِلى خُوارزم شاه منهم طائفة كبيرة، وصاروا في جيشه. فأرسل يَمُنّ عَلَى كشلوخان، فاعترف لَهُ وأرسل إِلَيْهِ بأن يتقاسما مملكة الخطا كما اتّفقا عَلَى إبادتهم، فَقَالَ خُوارزم شاه: لَيْسَ لك عندي إلّا السّيف، فإنْ قنعت بالمُسالمة وإلّا سرتُ إليك. ثُمَّ سارَ حتّى قاربه، ثُمَّ تبيّن لَهُ أَنَّهُ لا طاقة لَهُ بالتّتر، فأخذ يراوغهم ويُبيّتهم ويتخطّفهم، فأرسل إِلَيْهِ كشلوخان: لَيْسَ هذا فِعْل الملوك، هذا فِعْل اللّصوص،
__________
[1] ويقال فيه: كشلي خان.(43/25)
فإنْ كُنتَ سلطانا فاعمل مصافّا. فجعل يغالطه ولا يجيبه، لكنّه أمرَ أهل فرغانة والشّاش وأسبيجاب [1] وكاسان وتلك البلاد النَّزِهَة العامرة بالجلاء والْجَفَل إِلى سمرقند وغيرها، ثُمَّ خرَّبها جميعها خوفا من التّتار أن يملكوها.
ثُمَّ اتّفق خروج جنكزخان والتّتار الّذين أخربوا خُراسان عَلَى كشلوخان، فاشتغل بحربهم مدَّةً عَنِ السّلطان خوارزم شاه فرجع إلى بلاد خراسان.
قلتُ: وكان هذا الوقت أوّل ظهور الطّاغية جنكزخان، وأوّل خروجه من أراضيهم إِلى نواحي التُرك وفرغانة. وأراضيهم براري من بلاد الصّين.
قَالَ الموفَّق عَبْد اللّطيف بْن يوسف في خبر التّتار: هُوَ حديث يأكل الأحاديث، وخبر يطوي الأخبار، وتاريخ يُنْسِي التّواريخ، ونازلة تُصَغِّر كُلَّ نازلة، وفادحة تطبق الأرض وتملؤها ما بين الطّول والعرض. وهذه الأمَّة لُغتهم مَشُوبة بلغة الهند لأنّهم في جوارهم، وبينهم وبين تَنْكُت [2] أربعة أشهر. وهم بالنّسبة إِلى التُرك عراض الوجوه، واسعو الصُّدور، خفاف الأعجاز، صِغار الأطراف، سُمر الألوان، سريعو الحركة في الجسم والرأي، تصل إليهم أخبار الأمم، ولا تصل أخبارهم إِلى الأمم، وقَلّما يقدر جاسوس أن يتمكّن منهم، لأنَّ الغريب لا يتشبّه بهم، وإذا أرادوا جهة كتموا أمرهم ونهضوا دفعة واحدة، فلا يعلم بهم أهل بلدٍ حتّى يدخلوه، ولا عسكر حتّى يخالطوه، فلهذا تفسد عَلَى النّاس وجوه الحِيَل، وتضيق طُرق الهرب، ويسبقون التّأهّب والاستعداد. ونساؤهم يقاتلن كرجالهم، وربّما كَانَ للمرأة رضيع فتعلّقه في عُنقها وترمي بالقوس. يَرِد عَلَى البلد منهم أوّلا نفرٌ يسير حتّى يطمع فيهم أهله، فينتشرون وراءهم حتّى يُبْعِدوا وذاك النّفر منهزمون بين أيديهم، ثمّ ينهالون عليهم كقِطَع اللّيل فيُعجلونهم عَنِ المدينة فيجعلونهم كالحصيد، ويدخلون المدينة فيقتلون النّساء والصّبيان بغير استثناء. وأمّا الرجال فربّما أبقوا منهم من كَانَ ذا صنعة أو لَهُ قوّة في الخدمة.
__________
[1] ويقال فيها: أسفيجاب- بالفاء- وهو من قلب الباء الفارسية إلى فاء.
[2] مدينة من مدن الشاس، وراء نهر سيحون.(43/26)
قَالَ: والغالب عَلَى سلاحهم النّشّاب وكلُّهم يَصْنعه، ونصولهم قروب وحديد وعِظام. ويطعنون بالسّيوف أكثر ممّا يضربون بها. ولهم جواشن من جلود وخِفاف واقية. وخيلهم تأكل الكلأ رطبا ويابسا، وما وَجَدَتْ من ورق وخشب، وإذا نزلوا عنها أطلقوها. وسروجهم صغار خفاف لَيْسَ لها قيمة.
وأكلهم لحم أيّ حيوان وُجِدَ وتمسّه النار تَحِلَّةَ القَسَم. وليس في قَتْلهم استثناء ولا إبقاء. وكأنَّ قصْدهم إفناء النّوع، وفعلوا ذَلِكَ بجميع خُراسان، ولم يسلم منهم إلّا أصبهان وغَزْنة.
قَالَ: ويظهر من حالهم أنهم لا يقصدون المُلْك والمال بل إبادة العالم ليرجع يبابا.
وقال غيره: هذه القبيلة الخبيثة تعرف بالتّمرجيّ سكّان البراري قاطع الصّين، ومَشْتاهم بموضع يُعرف بأرغُون. وهم طائفة مشهورة بالشّرّ والغدر.
وسبب ظهورهم أنّ إقليم الصّين متَّسع مسيرة دورة ستَّة أشهر، ويقال: إنّه يحويه صور [1] واحد لا ينقطع إلّا عند الجبال والأنهار. قلت: وهذا بعيد وهو ممكن [2] .
والصّين ستّ ممالك، ولهم ملك حاكم عَلَى الممالك السّتَّة، وهو قانُهم [3] الأكبر المقيم بطمخاج [4] ، وهو كالخليفة للمسلمين. وكان سلطان أحد الممالك السّتَّة وهو دوس خان قد تزوّج بعمَّة جنكزخان، فحضر زائرا لعمّته وقد مات زوجها. وكان قد حضر مَعَ جنكزخان كشلوخان، فأعلمتهما أنّ المَلِك لم يخلّف ولدا، وأشارت عَلَى ابن أخيها أن يقوم مقامه، فقام وانضمّ إِلَيْهِ خلق من المغول. ثمّ سَيّر التّقادم [5] إِلى الخان الكبير، فاستشاط
__________
[1] هكذا بخط المؤلف، والمشهور «سور» بالسين.
[2] بل هو موجود معروف مشهور، وهو سور الصين العظيم.
[3] يكتب «قان» و «خان» كما سيأتي.
[4] في حاشية الأصل كتب أيضا: «طوغاج» . والمثبت يتفق مع الكامل في التاريخ.
[5] التقادم: الهدايا.(43/27)
غضبا، وأمَر بقطع أذناب الخيل الّتي أهديت وطردها، وقتلَ الرُّسل، لكون التّتار لم يتقدّم لهم سابقة بتملّك، إنّما هم بادية الصّين. فلمّا سَمِعَ جنكزخان وصاحبه كشلوخان تحالفا عَلَى التّعاضد، وأظهرا الخلاف للخان، وأتتهما أُمم كثيرة من التّتار. وعلم الخان قوّتهم وشرّهم، فأرسل يؤانسهم، ويُظهر مَعَ ذَلِكَ أنّه يُنذرهم ويُهدّدهم، فلم يُغْن ذَلِكَ شيئا، ثُمَّ قصدهم وقصدوه، فوقع بينهم ملحمة عظيمة، فكسروا الخان الأعظم أقبحَ كَسْرة، ونجا بنفسه، وملك جنكزخان بلادَهُ واستفحل شرّه. فراسله الخان بالمسالمة، ورضي بما بقي في يده من الممالك، فسالموه. واستمرّ المُلْك بين جنكزخان وكشلوخان عَلَى المشاركة. ثُمَّ سارا إِلى بلاد ساقون من نواحي الصّين فملكاها. فمات كشلوخان، فقام مقامه ولده، فاستضعفه جنكزخان ووقعت الوحشة، فطلب ابن كشلوخان قبالَق والمالق، فصالحه ملكها ممدود خان بْن أرسلان وملك كاشغر من التُرك، وقوي، وبَعُد صيته، فجَرَّد لحربه جنكزخان ولده دُوشي خان في عشرين ألفا، فحاربه وظفر بِهِ دوشي خان. واستقلّ جنكزخان، ودانت لَهُ التّتار وانقادت لَهُ، ووضع لهم قواعد يرجعون إليها، فالتزموا بها وأوجبوها عَلَى نفوسهم، بحيث إنّه مَنْ خالفَ شيئا منها فقد ضَلّ ووجب قتلُه. واعتقدوا فيه وتألّهوه، وبالغوا في طاعته والتزام ياسته [1] . ثُمَّ وقع مصافٌّ في بلاد التُّرك بين دوشي خان والسّلطان خُوارزم شاه محمّد، فانهزم دُوشي خان بعد أن أنكى في جيش محمّد. وعاد محمّد إلى بلاد سمرقند وهو في هَمٍّ وفِكْرٍ لما رأى من صبر التّتار وقتالهم وكثرتهم. وستأتي أخبارهم فيما بعد عند ظهورهم عَلَى خُوارزم شاه، وأخذهم ممالكه سنة سبْع عشرة.
__________
[1] الياسة: قانون التتار وشريعتهم.(43/28)
سنة سبع وستمائة
[عصيان سنجر الناصري والقبض عَلَيْهِ]
فيها عَصَى قُطْب الدّين سنجر النّاصريّ بتُسْتَر بعد موت طاشتكين أمير الحاجّ وهو حموه، فأرسل إِلَيْهِ الخليفة النّاصر عزّ الدّين نجاح الشّرابيّ، والوزير مؤيَّد الدّين القمّيّ نائب الوزارة، فلمّا قربوا من ششتر [1] هرب سنجر بأمواله وأهله إِلى صاحب شيراز أتابك موسى، فحلف لَهُ أن لا يسلمه، ثُمَّ غدر بِهِ وأسره وأخذ أمواله وفسقَ بنسائه، ثُمَّ بعثَهُ مُقَيَّدًا، فأُدخل بغداد عَلَى بَغل [2] .
[الإجازة للناصر لدين الله]
وفيها أظهر النّاصر لدين الله الإِجازة الّتي أُخذت لَهُ من الشّيوخ، وخَرَّجَ عنهم جزءا أو خُرِّجَ لَهُ، وهو المسمَّى ب «روح العارفين» ، وأجازَهُ للأكابر، فكتبَ: «أجزْنا لهم ما سألوا عَلَى شرط الإِجازة الصّحيحة، وكتبَ العبد الفقير إِلى الله أَبُو العَبَّاس أَحْمَد أمير المؤمنين» . وسلّمت إجازة الشّافعيّة إِلى الإِمام ضياء الدّين عَبْد الوَهّاب بْن سُكَيْنَة المُتَوَفَّى في هذه السّنة، وإجازة الحنفيَّة إِلى ضياء الدّين أَحْمَد بْن مسعود التُركستانيّ، وإجازة الحنبليَّة إِلى عماد الدّين نصر بْن عَبْد الرّزّاق الجيليّ، وإجازة المالكيَّة إِلى تقيّ الدّين عليّ بن جابر المغربيّ التّاجر [3] .
__________
[1] هي تستر، وهذا لفظ آخر لها، وهي تلفظ اليوم هكذا بالشين المعجمة، وهي مدينة بالأحواز.
[2] انظر خبر (سنجر) في: الكامل في التاريخ 12/ 289، 290، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 544، والعسجد المسبوك 2/ 333، 334.
[3] انظر خبر (الإجازة) في: ذيل الروضتين 69، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 543، 544.(43/29)
[مجلس ابن الجوزيّ بدمشق]
وفيها، قَالَ أَبُو المظفّر سِبط ابن الجوزيّ [1] : خرجتُ من دمشق بِنيَّة الغزاة إِلى نابلس، وكان المَلِك المعظَّم بها، فجلستُ بجامع دمشق في ربيع الأوّل، فكان النّاس من مشهد زين العابدين إِلى بَاب النّاطفيّين، وكان القيام في الصَّحن أكثر، وحُزِروا بثلاثين ألفا، وكان يوما لم يُرَ بدمشق ولا بغيرها مثله. وكان قد اجتمع عندي شعور كثيرة من التّائبين، وكنتُ وقفت عَلَى حكاية أَبِي قُدامة الشَّاميّ مَعَ تِلْكَ المرأة الّتي قطعت شعرها وقالت: اجعلْه قَيدًا لفرسك في سبيل الله، فعملتُ من الّتي اجتمعت عندي شكلا لخيل المجاهدين وكرفسارات، فأمرتُ بإحضارها عَلَى الأعناق، فكانت ثلاث مائة شكال، فلمّا رآها النّاس ضجّوا ضجَّةً عظيمة وقطعوا مثلها، وقامت القيامة، وكان المعتمد والي دمشق حاضرا، وقامَ فجمعَ الأعيان. فلمّا نزلتُ من المنبر قام يطرّق لي، ومشى بين يديَّ إِلى بَابُ النّاطفيّين، فتقدَّم إِلى فرسي فأمسكَ بركابي، وخرجنا من بَابُ الفرج إِلى المُصَلَّى، وجميع مَن كَانَ بالجامع بين يديَّ، وسرنا إِلى الكسوة ومعنا خلقٌ مثل الترّاب، فكان من قرية زَمَلكا فقط نحو ثلاث مائة رَجُل بالعُدد والسّلاح، ومن غيرها خلق خرجوا احتسابا.
وجئنا إِلى عَقَبة فِيق [2] والوقت مخوف من الفرنج، فأتينا نابلس، وخرج المُعَظّم فالتقانا وفرح بنا، وجلستُ بجامع نابلس، وأحضرت الشّعور، فأخذها المعظّم، وجعلها على وجهه وبكى، ولم أكن اجتمعت به قبل ذلك اليوم، فخدمنا وخرجنا نحو بلاد الفرنج، فأخربنا وهَدّمنا وأسرنا جماعة، وقتلنا جماعة، وعُدنا سالمين مَعَ المعظَّم إِلى الطُّور، فشرع المُعَظّم في عمارة حِصْنٍ عَلَيْهِ، وبناه إِلى آخر سنة ثمانٍ فتكامل سورهُ، وبنى فيه مُدَّةً بعد ذلك، ولا نحصي ما غرم عليه [3] .
__________
[1] في مرآة الزمان: 8/ ق 2/ 544- 545.
[2] بين دمشق وطبرية ومنها ينحدر إلى غور الأردن.
[3] وانظر الخبر أيضا في: ذيل الروضتين 69، 70، والبداية والنهاية 13/ 58.(43/30)
[حجّ ابن جندر]
وحَجَّ بالنّاس سيف الدّين عليّ بْن سُلَيْمَان بْن جَنْدر من أمراء حلب [1] .
[تحالف الملوك عَلَى العادل]
وفيها اتّفقت الملوك عَلَى المَلِك العادل، منهم: سلطان الروم، وصاحب المَوْصل، وصاحب إرْبِل، وصاحب حلب، وصاحب الجزيرة، اتّفقوا عَلَى مشاققة العادل، وأن تكون الخطبة بالسّلطنة لصاحب الروم خُسرو شاه بْن قليج أرسلان، فأرسلوا إِلى الكُرْج بالخروج إِلى جهة خِلاط، وخرجَ كلٌّ منهم بعساكره إِلى طرف بلاده ليجتمع بصاحبه عَلَى قصد العادل، وكان هُوَ بحرَّان وعنده صِهرُه صاحب آمِد، فنزل الكُرج عَلَى خلاط مَعَ مقدَّمهم إيوانيّ، وصاحبها يومئذٍ الأوحد ابن المَلِك العادل كما تقدمَّ، وأنّه أُسِر فأكرمه الأوحد، وطالع بذلك والده فطار فرحا، وعلم بذلك الملوك المذكورون فتفرّقت آراؤهم وصالحوا العادل، واشترى إيواني نفسه بثمانين ألف دينار، وبألفَيْ أسيرٍ من المسلمين، وبتسليم إحدى وعشرين قلعة متاخمة لأعمال خِلاط كَانَ قد تَغَلَّب عليها، وبتزويج بنته لأخي الأوحد، وأن يكون الكُرج معه أبدا سِلْمًا، فاستأذن الأوحد والده في ذَلِكَ، فأمضاه، وأطلقه وعاد إِلى مُلكه، وحمل بعض ما ذكرنا، وسومح بالباقي، فلمّا صارت خلاط للملك الأشرف تزوّج بابنة إيواني [2] .
[موت صاحب الموصل]
وفيها كَانَ إملاك نور الدّين أرسلان شاه صاحب الموصل على ابنة
__________
[1] خبر الحج في: ذيل الروضتين 70، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 546.
[2] انظر خبر (الحلف) في: ذيل الروضتين 75، ومفرّج الكروب 3/ 201، والمختصر لأبي الفداء 3/ 113، والدر المطلوب 169 و 172، ونهاية الأرب 29/ 47، 48، وتاريخ ابن الوردي 2/ 127، 128، وتاريخ الخميس 2/ 410، والسلوك ج 1 ق 1/ 171، وتاريخ ابن سباط 1/ 148، 249.(43/31)
العادل بقلعة دمشق عَلَى صَداق ثلاثين ألف دينار، وكان العقد مَعَ وكيله، ثُمَّ ظهر أَنَّهُ قد مات بالموصل من أيّام وقام ولده عزّ الدّين [1] .
[ظهور عملة لبني السلار]
وفيها ظهرت عُمله بني السَّلار السّتَّة عشر ألف دينار عَلَى ابن الدُّخَيْنَة [2] بعد طول مكثه في الحبس، وموت زوجته تحت الضَّرْب وعَصْرِه مَرّات وعَصْر بناته وابنه، وما قَرُّوا بشيء. وكان أكثر الذَّهَب مدفونا تحته بسجن القلعة، وانكشف أمرها بأيسر حال من جهة منصور ابن السّلّار، فإنّه بحثَ عنها بسبب أَنَّهُ حُبِسَ عليها، وجُمِعَ من المبلغ عشرة آلاف دينار ومائتين، ثُمَّ مات ابن الدُّخَيْنَة في الحبس، وصلب ميتا بقيساريّة الفرش.
[الشروع في بناء معالم بدمشق]
وفيها شُرع في بناء المصلّى بظاهر دمشق، وعُملت أبواب الجامع من جهة بَاب البريد، وبني شاذروان الفوّارة، وعمل بها المسجد، ورتّب له إمام [3] .
__________
[1] انظر عن (صاحب الموصل) في: الكامل في التاريخ 12/ 291- 293، والتاريخ الباهر 189- 201، وتاريخ إربل 1/ 57، وذيل الروضتين 70، وتاريخ مختصر الدول 229، وتاريخ الزمان 249 ومفرّج الكروب 3/ 302، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 546، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 210، رقم 1162، وبغية الطلب (تراجم السلاجقة) 302- 304 رقم 31، ووفيات الأعيان 1/ 193، 194، والدرّ المطلوب 169، والمختصر في أخبار البشر 3/ 13، ودول الإسلام 2/ 113، والعبر 5/ 21، وسير أعلام النبلاء 21/ 496، 497 رقم 256، وتاريخ ابن الوردي 2/ 128، ومرآة الجنان 4/ 13، 14، والبداية والنهاية 13/ 57- 61، والوافي بالوفيات 8/ 341 رقم 3769، والعسجد المسبوك 2/ 334، 335، والسلوك ج 1 ق 1/ 172، والنجوم الزاهرة 6/ 200، وتاريخ ابن سباط 1/ 249، وشذرات الذهب 5/ 24.
[2] في ذيل الروضتين 76 «الدخنية» بتقديم النون.
[3] الخبر في: ذيل الروضتين 76، والبداية والنهاية 13/ 57، ونهاية الأرب 29/ 52، 53.(43/32)
[غارة القبرصي إِلى ساحل دمياط]
وفيها توجّه البال القُبرصيّ [1]- لعنه الله- في مراكب من عَكّا، توجّه إِلى ساحل دِمياط وأرسى غربيّها، وطلع وسار في البرّ بجيوشه فكبس قرية نورة وسبى أهلها، ورَدَّ إِلى مراكبه [2] .
[نقصان دجلة]
وفيها نقصت دجلة نقصا مُفرطًا، حتّى خاض النّاس دجلة فوق بغداد، وهذا أمر لم يعهد مثله، قاله ابن الأثير [3] .
__________
[1] هكذا في الأصل بالصاد. وهي بالسين كما هو مشهور.
[2] انظر خبر (القبرصي) في: ذيل الروضتين 77، والبداية والنهاية 13/ 57، ونهاية الأرب 29/ 53.
[3] في الكامل في التاريخ 12/ 294، 295.(43/33)
سنة ثمان وستمائة
[التخييم عَلَى الطور]
استُهلَّت والملك العادل مُخيّم عَلَى الطُّور، وابنه المُعَظَّم مباشر للعمارة [1] .
[انكسار الفرنج عند طليطلة]
وجاء الخبر من جهة طرابُلُس بأنّ الأخبار تتابعت إليها في البحر أنّ ابن عَبْد المؤمن كسر الفرنج بأرض طليطلة كسرة عظيمة أباد فيها خَلْقًا منهم، ونازل طُليطِلة [2] .
[الزلزلة بمصر والأردن]
قَالَ أَبُو شامة [3] : وفيها كانت زلزلة عظيمة هدمت أماكن بمصر والقاهرة وأبرجة ودُورًا بالكَرَك والشَّوْبك، وهلك جماعة [4] .
[تحوّل باطنية حصن الألموت إِلى الإسلام]
قَالَ: وفيها قَدِمَ رَسُولٌ من جلال الدّين حسن صاحب الألمُوت يخبر بأنّهم قد تبرَّءوا من الباطنيَّة، وبنوا المساجد والجوامع، وصاموا رمضان، فسرّ الخليفة بذلك [5] .
__________
[1] ذيل الروضتين 77.
[2] انظر خبر (طليطلة) في: ذيل الروضتين 77، 78، والبداية والنهاية 13/ 62.
[3] في ذيل الروضتين: 78.
[4] وانظر خبر (الزلزلة) أيضا في: البداية والنهاية 13/ 62، والسلوك ج 1 ق 1/ 175، وكشف الصلصلة 198.
[5] انظر خبر (الباطنية) في: ذيل الروضتين 78، ومفرّج الكروب 3/ 211، والمختصر في(43/34)
[الأمر بقراءة «مُسْنَد» الإمام أَحْمَد]
وفيها أمر الخليفة بأن يُقرأ «مُسْنَد» الإمام أَحْمَد بمشهد موسى بْن جَعْفَر بحضرة صفيّ الدّين مُحَمَّد بْن سعد المُوسويّ بالإِجازة لَهُ من النّاصر لدين الله [1] .
[نهْب الركْب العراقي]
وفيها نُهِبَ الرَّكْب العراقيّ، وكان أميرهم علاء الدِّين مُحَمَّد بْن ياقوت.
وحجّ من الشّام الصّمصام إسْمَاعيل النَّجميّ بالنّاس، وفيهم ربيعة خاتون أخت العادل، فوثبت الإسماعيليَّة بمِنَى عَلَى ابن عمّ قَتادة أمير مكَّة، وكان يشبه قَتَادة، فظنّوه إياه فقتلوه عند الجمْرة، وثار عَبيد مكَّة وأوباشها، وصعدوا عَلَى جبل مِنى، وكَبّروا، ورموا النّاس بالمقاليع والنّشّاب، ونهبوا النّاس، وذلك يوم العيد وثانيه، وقتلوا جماعة، فَقَالَ ابن أَبِي فراس لابن ياقوت: أرحل بنا، فلمّا حصلت الأثقال عَلَى الْجِمال حمل قتادة وعَبِيدة فأخذوا الركْب، وقَالَ قتادة: ما كَانَ المقصود إلّا أَنَا، والله لا أبقيت من حجّ العراق أحدا. وهربَ ابن ياقوت إِلى ركْب الشّاميّين، واستجار بربيعة خاتون، ومعه أمّ جلال الدّين صاحب الألموت، فأرسلت ربيعة إِلى قتادة رسالة مَعَ ابن السّلّار تَقُولُ لَهُ: ما ذنْب النّاس، قد قتلت القاتل، وجعلت ذَلِكَ سببا إِلى نهْب المسلمين، واستحللت دماءهم في الشّهر الحرام والحرم، وقد عرفت مَن نحن، والله لَئِنْ لم تنته لأفعلنّ وأصنعنّ. فجاء إِلَيْهِ ابن السّلّار وخوّفه وقال: ارجع عَنْ هذا وإلّا قصدك الخليفة من العراق ونحن من الشّام. فكَفَّ وطلب مائة ألف دينار، فجُمِعَ ثلاثون ألفا من العراقيّين، وبقي النّاس حول مخيّم ربيعة بين قتيلٍ وجريح، وجائع ومنهوب، وقال قتادة: ما فعل هذا إلّا الخليفة، ولئن عاد أحد حجّ من بغداد لأقتلنّ الجميع.
__________
[ () ] أخبار البشر 3/ 114، والكامل في التاريخ 12/ 298، والعسجد المسبوك 2/ 338، والبداية والنهاية 13/ 62، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 555.
[1] انظر خبر (المسند) في: ذيل الروضتين 78، ومرآة الزمان ج 8، ق 2/ 556.(43/35)
ويقال: إنّه أخذ من النّهب ما قيمته ألفا ألف دينار، وأذِن للنّاس في دخول مكَّة، فدخل الأصِحّاء، فطافوا أيّ طوافٍ، ورحلوا إِلى المدينة، ودخلوا بغداد عَلَى غايةٍ من الفقر والهوان، ولم ينتطح فيها عنزان [1] .
[قدوم آيدغمش إِلى بغداد]
وفيها قدِم آيدغمش صاحب همذان وأصبهان والرّيّ إِلى بغداد هاربا من منكلي، وكان قد تمكّن من البلاد، وبعُد صِيته، وكثُرت جيوشه، وحاصر أبا بَكْر بْن البهلوان، فخرج عَلَيْهِ منكلي وهو من المماليك، ونازعه الأمرَ فكثُر جموعه. وكان يوم قدوم آيدغمش إِلى بغداد يوما مشهودا في الاحتفال، وأقام ببغداد سنتين [2] .
__________
[1] انظر خبر (الركب) في: الكامل في التاريخ 12/ 297، ومفرّج الكروب 3/ 210، وذيل الروضتين 78، 79، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 556، 557، والبداية والنهاية 13/ 62، والعسجد المسبوك 2/ 338، ودول الإسلام 2/ 114، والسلوك ج 1 ق 1/ 175، 176، وشفاء الغرام (بتحقيقنا) ج 2/ 370- 373، ومرآة الجنان 4/ 15، وشذرات الذهب 5/ 32.
[2] انظر خبر (آيدغمش) في: الكامل في التاريخ 12/ 296، والعسجد المسبوك 2/ 337.(43/36)
سنة تسع وستمائة
[نكبة سامة الجبليّ]
قَالَ أَبُو شامة [1] : فيها نكبة سامة [2] الجبليّ صاحب دار سامة الّتي صُيِّرت مدرسة الباذرائيَّة. وكان من الأمراء الكبار، وهو الّذي قِيلَ عَنْهُ: إنّه سَلّم بيروت إِلى الفرنج.
وقال أَبُو المظفّر سِبْط الجوزيّ [3] : اجتمع المَلِك العادل وأولاده بدِمياط، وكان سامة بالقاهرة قد استوحش منهم، واتّهموه بمكاتبة الظّاهر صاحب حلب، وحكى لي المعظَّم: أنّه وَجَد لَهُ كتبا وأجوبة إِلَيْهِ، فخرج سامة من القاهرة كأنّه يتصيّد، ثُمَّ ساق إِلى الشّام بمماليكه، وطلبَ قِلاعه وهما:
كوكب وعجلون، فأرسل والي بلبيس بطاقة إِلى العادل، فَقَالَ العادل: مَن ساق خلفه فله أمواله وقِلاعه. فركب المعظَّم وأنا معه، فَقَالَ لي: أَنَا أريد أن أسوق فسُق أنت مَعَ قماشي، وساقَ في ثمانيةٍ، إِلى غزَّة في ثلاثة أيّام، فسبقَ سامة. وأمّا سامة فانقطع عَنْهُ مماليكه ومن كَانَ معه، وبقي وحده وبه نِقْرس، فوصل الدّارومَ، فرآه بعض الصّيادين فعرفه، فَقَالَ لَهُ: انزِل. قَالَ: هذه ألف دينار وأَوصلني إِلى الشّام، فأخذها الصّيّاد، وجاء رفاقه فعرفوه أيضا، فأخذوه على طريق الخليل ليحملوه إِلى عجلون، فدخلوا بِهِ. قَالَ: وأُنزل في صِهْيون، وبعث إِلَيْهِ المُعَظّم بثيابٍ ولاطَفَه وقال: أنت شيخ كبير وبك نقرس،
__________
[1] في ذيل الروضتين 80.
[2] هكذا في الأصل، وفي المصادر «أسامة» بإضافة الهمزة في أوله.
[3] في مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 560، 561.(43/37)
وما يصلح لك قلعة، فَسَلِّم إليَّ عجلون وكوكب، وأنا أحلف لك عَلَى مالك وملكك، وتعيش بيننا مثل الوالد. فامتنع وشتم المُعَظَّم، فيئس منه وحبسه بالكَرَك، واستولى عَلَى قلاعه وأمواله، فكان قيمة ما أُخذ لَهُ ألف دينار، وخُرّبت قلعة كوكب إِلى الأرض عجزا عَنْ حِفْظها [1] .
[اصطلاح الظاهر والعادل]
وفيها في المحرّم اصطلح المَلِك الظّاهر مَعَ عمّه العادل، وتزوّج بابنته، وكان العقْد بدمشق بوكيلين عَلَى خمسين ألف دينار، وهي ضيفة خاتون شقيقة المَلِك الكامل، ونثر النّثار عَلَى الشّهود والقرّاء، وبُعثت إِلى حلب في الحال.
وكان جهازها على ثلاثمائة جمل، وخمسين بغلا، ومعها مائتا جارية. فلمّا أُدخلت عَلَى الظّاهر مشى لها خُطوات، وقدّم لها خمس عقود جوهر، قيمتها ثلاثمائة ألفٍ وخمسون ألف درهم، وأشياء نفيسة. وكان عرسا مشهودا [2] .
[الخلع لصاحب مكة]
وفيها بعثَ الخليفة مَعَ الرَّكْب لقَتَادة صاحب مكَّة خِلَعًا ومالا حتّى لا يؤُذي الرَّكْب [3] .
[استيلاء صاحب عكا عَلَى أنطاكية]
وفيها استولى أَلْبان صاحب عكّا عَلَى أنطاكيَّة، وشَنَّ الغارات عَلَى التُّركمان، وشرَّدهم، فاجتمعوا لَهُ وأخذوا عَلَيْهِ المضايق، وحصل في واد
__________
[1] وانظر خبر (سامة أيضا) في: الكامل في التاريخ 12/ 300، ومفرّج الكروب 3/ 209، 210، والمختصر في أخبار البشر 3/ 114، والسلوك ج 1 ق 1/ 175، وفيه مجرّد إشارة، ونهاية الأرب 29/ 59.
[2] انظر خبر (العرس) في: زبدة الحلب 3/ 164، والمختصر في أخبار البشر 3/ 114، ومفرّج الكروب 3/ 212- 214، وتاريخ ابن الوردي 2/ 130، والسلوك ج 1 ق 1/ 176، وتاريخ ابن سباط 1/ 251.
[3] مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 561، ذيل الروضتين 81.(43/38)
فقتلوه، وقتلوا جميع رجاله، قاله أَبُو شامة [1] . وهو الّذي كَانَ قد هجم عَلَى فُوَّة ونورة [2] وقتلَ وسَبَى.
[عزْل الوزير ابن شكر]
وفيها عزل العادل وزيره صفيّ الدّين بْن شُكر، وصادره ونفاه إِلى الشّرق [3] .
[وقعة العقاب بالأندلس]
وفيها كانت الوقعة المشهورة بوقعة العقاب بالأندلس بين مُحَمَّد بْن يعقوب بْن يوسف بْن عَبْد المؤمن الملقَّب بالنّاصر، وبين الفِرنج، ونصر الله الإِسلام، واستشهد بها خلق كثير [4] .
__________
[1] في ذيل الروضتين 81 وفيه: «البال» باللام.
[2] في ذيل الروضتين: «بورة» .
[3] انظر عن (ابن شكر) في: ذيل الروضتين 81، والسلوك ج 1 ق 1/ 176.
[4] انظر خبر (موقعة العقاب) في: دول الإسلام 2/ 114.(43/39)
سنة عشر وستمائة
[عمارة الأحمدية باليمن]
قَالَ ابن الأثير في «كامله» [1] : فيها عُمّرت مدينة عَلَى السّاحل باليمن، وسمّيت الأحمدية، وأخربت مرباط وظفار خَرّبهما صاحبهما محمود بْن مُحَمَّد الحِمْيَريّ صاحب حَضْرَمَوت. وكان مبدأ مُلكه في سنة ستّ مائة، ومن شأنه أنّه كَانَ لَهُ مركب يُكرِيه للتّجار، ثُمَّ توصّل إِلى أنْ وَزَر لصاحب مرباط. وكان ذا كَرَمٍ وشجاعة. ثُمَّ ملك مرباط بعد موت صاحبها، فأحبّه أهلها لحُسن سِيرته. وبنى هذه المدينة وعندها عين عذبة كبيرة، ثُمَّ حصَّنها وحَفَر خندقها، وكان يحبّ المديح [2] .
[وصول الفيل إِلى دمشق]
قَالَ أَبُو شامة [3] : وفيها وصل الفيل إِلى دمشق ليُحْمَل هدية إِلى صاحب الكُرج.
[ولادة العزيز]
وفيها وُلد المَلِك العزيز مُحَمَّد بْن الظّاهر صاحب حلب [4] .
__________
[1] ج 12/ 197، 198 (في حوادث سنة 600 هـ.) .
[2] والخبر باختصار شديد في: المختصر في أخبار البشر 3/ 105، 106 (حوادث سنة 600 هـ.) ، ومثله في: البداية والنهاية 13/ 37.
[3] في ذيل الروضتين 83.
[4] انظر خبر (العزيز) في: ذيل الروضتين 83، وزبدة الحلب 3/ 165، ومفرّج الكروب 3/ 220، 221، والمختصر في أخبار البشر 3/ 115، والبداية والنهاية 13/ 65، والسلوك(43/40)
[ردّ الظافر من الحج]
وفيها قَدِمَ المَلِك الظّافر خضر ابن السلطان صلاح الدّين من حلب ليحجّ، ورحل بالرَّكْب من بُصْرَى، فسلكوا طريق تَيْماء، فدخلوا المدينة وأحرم بالحجّ، فلمّا وصل إِلى بدر رُدَّ من الطّريق.
قَالَ أَبُو المظفَّر السِّبْط [1] : كَانَ يعقوب ابن الخيّاط معه، فلمّا وصل إِلى بدر وَجَد عسكر الكامل ابن عمّه قد سبقه خوفا عَلَى اليمن، فقالوا لَهُ: ترجع.
فَقَالَ: قد بقي بيني وبين مكَّة مسافة يسيرة، والله ما قصْدي اليمن، فقيِّدوني واحتاطوا بي حتّى أحجّ وأرجع! فلم يلتفتوا إِلَيْهِ وردّوه، قَالَ يعقوب:
ورجعت معه ولم أحجّ.
قَالَ أَبُو شامة [2] : وحكى لي والدي، وكان قد حجّ معهم، قَالَ: شُقّ عَلَى النّاس ما جرى عَلَيْهِ، وأراد كثير منهم أن يقاتلوا الّذين صدّوه عَنِ الحجّ، فنهاهم وفعلَ ما فعلَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين صُدّ عَنِ البيت، فقَصَّر عَنْ شَعْره، وذبح ما تيسّر، ولبس ثيابه، ورجع وعيون النّاس باكية، ولهم ضجيج لأجله [3] .
[خندق حلب]
وفيها حُفر خندق حلب، فظهر قِطَع ذَهَب وفضَّة، فكان الذَّهَب نحو عشرة أرطال صوريّ، والفضَّة بضعة وستّين رِطْلًا، وكان عَلَى هيئة اللّبن [4] .
__________
[ () ] ج 1 ق 1/ 177.
[1] في مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 564.
[2] في ذيل الروضتين 83.
[3] وانظر الخبر أيضا باختصار في: البداية والنهاية 13/ 65 والسلوك ج 1 ق 1/ 177، 178، ونهاية الأرب 29/ 63، 64.
[4] انظر خبر (الخندق) في: ذيل الروضتين 84، والسلوك ج 1 ق 1/ 178.(43/41)
[خلاص خوارزم شاه من أسر التتار]
قَالَ أَبُو شامة [1] : فيها ورد الخبر بخلاص خُوارزم شاه من أسر التّتار وعَوده إِلى مُلكه، وذلك أَنَّهُ كَانَ منازلا لطوائف من التّتار بعساكره، فخطرَ لَهُ أن يكشف أمورهم بنفسه، فسار ودخل عسكرهم في زِيّ التّتر هُوَ وثلاثة، فأنكروهم وقبضوا عليهم، وضربوا اثنين فماتا تحت الضَّرْب، ولم يقرّا ورَسَّموا عَلَى خُوارزم شاه ورفيقه، فهربا في اللّيل [2] .
[مقتل آيدغمش]
وفي المحرَّم قُتِلَ آيدغمش صاحب هَمَذان والرّيّ. وكان قد قَدِمَ في سنة ثمانٍ فأنعموا عَلَيْهِ، وأعطاه الخليفة الكوسات، وجهّزه من بغداد إِلى هَمَذَان، فبيّته التُّركمان وقتلوه، وحملوا رأسه إِلى منكلي، فعظُم قتلُه عَلَى الخليفة.
وتمكّن منكلي من الممالك، واستفحل أمره [3] .
[ولادة العزيز]
وفي ذي الحِجَّة وُلد المَلِك العزيز بحلب من ضيفة بنت العادل، قَالَ ابن واصل [4] : فزُيّنت حلب، فصاغ لَهُ عشرة مهود من الذّهب والفضّة، ونسج للطّفل ثلاث فرجيّات من اللّؤلؤ والياقوت، ودرعان، وخَوذتان، وبركسطوان من اللّؤلؤ، وغير ذَلِكَ، وثلاثة سروج مجوهرة، وثلاثة سيوف غلّفها بالذّهب والياقوت، ورماح استها [5] جوهر منظوم، وفرحوا به فرحا زائدا.
__________
[1] في ذي الروضتين 83، 84.
[2] وانظر خبر (خوارزم شاه أيضا) في: دول الإسلام 2/ 114، 115، والبداية والنهاية 13/ 65.
[3] انظر خبر (قتل ايدغمش) في: الكامل في التاريخ 12/ 301، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 567، والمختصر في أخبار البشر 3/ 115، ودول الإسلام 2/ 115، والعسجد المسبوك 2/ 342، والنجوم الزاهرة 6/ 208، وشذرات الذهب 5/ 41.
[4] في مفرّج الكروب 3/ 221.
[5] هكذا في الأصل. وفي مفرّج الكروب: «أسنّتها» .(43/42)
بسم الله الرحمن الرحيم
[تراجم رجال هذه الطبقة]
سنة إحدى وستّمائة
[حرف الألف]
1- أَحْمَد بْن سالم بْن أَبِي عَبْد اللَّه، أبو العَبَّاس المَقْدِسيّ المَرْدَاويّ [1] الزَّاهد.
سَمِعَ من: أَبِي طاهر السِّلَفِي، وعبد الله بْن بَرِّيّ.
سُئل الشّيخ الموفَّق [2] عَنْهُ، فَقَالَ: كَانَ ذا دِين وورع وزهادة، وكان مُحَبَّبًا إِلى النّاس، كريمَ النّفس، كثير الضّيافة.
وقال الضّياء: كَانَ ثقة، ديِّنًا، خَيِّرًا، جوادا، كثيرَ الخير والصّلاة، وكان يحفظ كثيرا من الأحاديث والفقه، وكان كثيرَ النّفع، قليلَ الشّر، لا يكاد أحد يصحبه إلّا وينتفع به. توفّي في المحرّم، وقبره بِزُرَع يُتبرَّك بِهِ، وعندهم مَنْ أخذته حُمَّى، فأَخَذ من ترابه وعلقَّه عَلَيْهِ، عُوفي بإذن الله. وكان مِن العاملين للَّه- عَزَّ وجَلَّ-. وهو والدُ شيخنا مُحَمَّد، وشيخُنا.
قلت: روى عَنْهُ الضّياء، ووصفه غيرُ واحد بالزُّهد والعبادة والمكاشفة.
وعَمِلَ لَهُ الضّياء ترجمة طويلة.
__________
[1] منسوب إلى «مردا» قرية بالقرب من نابلس.
[2] يعني موفق الدين أبا محمد عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن قدامة المقدسي المتوفّى سنة 620 هـ.(43/43)
2- أَحْمَد بْن سُلَيْمَان [1] بْن أَحْمَد بْن سلمان بْن أَبِي شَرِيك.
المحدّث المفُيِدُ، أَبُو العَبَّاس الحربيّ المُقرئ الملقّب بالسُّكَّر.
وُلد سنة أربعين أو قبيلها. وقرأ القراءات على أَبِي الفضل أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن شُنَيْف، ويعقوب بْن يوسف الحَرْبِيّ، وبواسط عَلَى أَبِي الفتح نصر الله ابن الكيّال، وابن الباقلانيّ.
وسمع من سعيد بن أحمد ابن البَنَّاء وهو أكبرُ شيخٍ لَهُ، ومن: أَبِي الفتح بن البَطِّي، وظافر بْن معاوية الحَرْبِيّ، وأصحاب ابن بَيان، وأبي طالب بْن يوسف فأَكْثَرَ.
وكان عالِيَ الهمَّة، حريصا عَلَى السَّماع والكتابة، رحل إِلى الشّام وسَمِعَ بدمشقَ، والقدسِ، وبمكَّة.
قَالَ أَبُو عَبْد الله الدّبيثِيّ [2] : كَانَ مُفِيدًا لأصحاب الحديث، خَرَّج مشيخة لأهلِ الحربيَّة. وكان ثقة تلّاء للقرآن، ربّما قرأ الختمة في رَكْعة أو رَكْعتين. سمعنا منه وسمِع منّا. وسألتُ يوسف بْن يعقوب الحَرْبيّ عَنْ سبب تلقيبه بالسُّكَّر، قَالَ: كَانَ صغيرا فأحبه أَبُوهُ، وكان إذَا أقبل عَلَيْهِ وهو بين جماعةٍ أخذه، وضَمَّه إِلَيْهِ وقبّلَهُ، فكان يُلامُ في إفراط حُبّه لَهُ فيقول: هُوَ أحلى في قلبي من السُّكَّر، ويكرّر ذِكْر السُّكر، فلُقِّبَ بالسُّكّر.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن سليمان) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 56، 57، رقم 867، وفيه «سلمان» ، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 185، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 524، والجامع لابن الساعي 9/ 154، 155، والإشارة إلى وفيات الأعيان 314، والعبر 5/ 1، والمشتبه 1/ 363، ومعرفة القراء الكبار 2/ 580، رقم 539 وفيه: «سلمان» ، والمختصر المحتاج إليه 1/ 182، ومرآة الجنان 4/ 2، والوافي بالوفيات 6/ 399، 400 رقم 2912، وغاية النهاية 1/ 58 رقم 248، وعقد الجمان 17/ ورقة 281، 282، والنجوم الزاهرة 6/ 188، وشذرات الذهب 5/ 2.
[2] في تاريخه المعروف ب «ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد» ورقة 185.(43/44)
وقال المُنذري [1] : أقرأ، وحدّث بالشّام وبغداد. وكان مفيدا لأصحاب الحديث. تُوُفّي في عاشر صفر.
قلت: روى عنه: الدبيثي، والضياء، وابن خليل، وجماعة.
3- أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن علي بْن نفاذة [2] الأديب البارع، بدر الدّين السُّلَميّ الدّمشقيّ.
شاعر محسن، روى عَنْهُ الشّهاب القُوصيُّ قصائد، وقال: تُوُفّي في المحرَّم، وكان رئيسا، بارعَ الأدب، عاش ستّين سنة.
قلت: لَهُ ديوان موجود.
4- أحمد [3] ابْن خطيب المَوْصِل [4] ، أبي الفضل عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الطُّوسيّ ثُمَّ المَوصِليّ، أَبُو طاهر.
وُلد بالموصل سنة سبع عشرة وخمسمائة.
وسمع من: جدّه أَبِي نصر الطُّوسيّ، وأبي البركات مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن خميس، وببغداد من عبد الخالق بن أحمد اليوسفيّ، وغيره.
__________
[1] في التكملة لوفيات النقلة 2/ 56.
[2] انظر عن (أحمد بن عبد الرحمن) في: خريدة القصر (قسم شعراء الشام) ج 1/ 329، والوافي بالوفيات 7/ 39- 44 رقم 2974، وفيه «نفاده» ، بالدال المهملة، وفوات الوفيات 1/ 84- 86 رقم 37 وفيه «نفاده» بالدال المهملة، وعقود الجمان للزركشي، ورقة 30، والغصون اليانعة 26.
[3] أورد المؤلّف- رحمه الله- هذه الترجمة في وفيات سنة 602 هـ. وكتب بالحاشية عندها:
«أحمد بن عبد الله ابن خطيب الموصل أبو طاهر يحوّل من سنة اثنتين إلى هنا» . وقد فعل ذلك في كتبه الأخرى.
[4] انظر عن (ابن خطيب الموصل) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 96 رقم 946 (في وفيات 602 هـ.) ، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 191 (في وفيات 602 هـ.) ، وسير أعلام النبلاء 21/ 421 رقم 216، والمختصر المحتاج إليه 1/ 188، والوافي بالوفيات 7/ 85، 86 رقم 3028.(43/45)
وولي خَطَابة الموصل زمانا هُوَ وأبوه وجدّه، وحدّثوا، وحدّث أيضا أخوه عبد المحسن، وعَمّاهُ عَبْد الرَّحْمَن، وعبد الوهَّاب.
وقد قَدِمَ الشامَ، وولي خَطابة حمص مُدَيْدَة، ورجع.
روى عنه: يوسف بن خليل، والتقيّ اليلدانيّ، وجماعة. وكان ينشئ الخطَبَ، وله شِعر جيّد [1] وفضائل، وأجاز لابن أبي الخَيْر وغيرِه.
وتُوُفّي سنة اثنتين، وقيل: سنة إحدى وستّمائة في جُمادي الآخرة.
5- أَحْمَد بْن عتيق [2] بْن الحَسَن بن زياد بن جرج [3] .
أَبُو جَعْفَر البَلَنْسيّ الذّهبيّ، ويكنَّى أيضا: أبا العبّاس.
قال الأبّار [4] : أخذ القراءات عن أبي عبد الله بن حُمَيد، والعربيَّةَ والآدابَ عَنْ أَبِي مُحَمَّد عبدون، وسمع من أبي الحسن بْن النِّعمة، وغيره.
ومَهَرَ في علم النَّظَر، وكان أحدَ الأذكياء، لَهُ غوص عَلَى الدّقائق. صَنَّف كتاب «الإعلام بفوائد مسلم» وكتاب «حُسْن العبارة في فضل الخلافة والإِمارة» وله «فتاوٍ» بديعة. واتّصل بالسّلطان، وأقرأ النّاس العربيَّة. وتُوُفّي في شوّال وله سبْعٌ وأربعون سنة.
قلتُ: وكانَ من علماء الطّبّ، ومات بِتِلْمسان.
وذكره تاجُ الدّين بْن حَمُّوَيْه، فَقَالَ: أَبُو جَعْفَر أَحْمَدُ بْن القَاسِم بْن مُحَمَّد بْن سعيد- كذا سمّاه- فقيه مُتْقن. كَانَ مُقدَّمًا عَلَى فقهاء الحضرة، لأنّهم في تِلْكَ البلاد يُميِّزون فقهاء الْجُند، فهم رؤساء ونقباء يُراجعونهم في
__________
[1] ذكر الصفدي قطعة من شعره في: الوافي بالوفيات 7/ 86.
[2] انظر عن (أحمد بن عتيق) في: تكملة الصلة لابن الأبّار 1/ 95، والمغرب في حلى المغرب 2/ 321، والغصون اليانعة 36، والديباج المذهب 52، والوافي بالوفيات 7/ 176 رقم 3112، وبغية الوعاة 1/ 334 رقم 633، ولم يذكره كحّالة مع أنّه من المؤلفين.
[3] في التكملة: «فرج» ، والمثبت هو الصحيح على الأرجح. انظر: المشتبه 1/ 152.
[4] في التكملة 1/ 95.(43/46)
مصالحهم، وإليهم القسمة والتّفرقة عليهم فيما يصل إليهم من وظائفهم، ولكلّ قومٍ منهم مَوْضِعٌ مقرَّر للجلوس بدار السّلطان، ولأكثرهم أرزاقٌ مقرّرة عَلَى بيت المال، إذ لا مدارسَ هناك ولا أوقاف إلّا أوقاف المساجد. وكان هذا الفقيه حَسَنَ السّيرة مَعَ أصحابه، مشتغلا بمنافعهم، كثيرَ المعارف، حَسَنَ الأخلاق، جالستُه كثيرا. وله مشاركة في بعض الرياضيّ، ويُقرئ الطّبَّ والحساب.
6- أَحْمَد بْن عَليّ بْن مُحَمَّد بْن حَيّان [1] .
أَبُو العَبَّاس الأَسَديّ، الكوفيّ.
سَمِعَ: أبا البركات عُمَر بْن إِبْرَاهيم العَلويّ، وأبا الحَسَن مُحَمَّد بْن غَبرة.
روى عَنْهُ الدّبيثِيّ، وغيره.
وتُوُفّي في رمضان.
7- أَحْمَد بْن عليّ بْن ثابت [2] البغداديّ.
الأَزجيّ، الكاتب، أَبُو عَبْد الله الدُّنْبَانِيّ [3] .
حَدَّث عَنْ أَبِي الفضل الأُرْمَويّ.
ومات في شوال [4] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن علي بن حيّان) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 73 رقم 902، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 206، 207، والمختصر المحتاج إليه 1/ 199.
[2] انظر عن (أحمد بن علي بن ثابت) في: الإستدراك لابن نقطة 2/ 640، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 75 رقم 906، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 207، والمشتبه 1/ 294، وتوضيح المشتبه 4/ 75، ولسان الميزان 1/ 229 رقم 716.
[3] في التكملة للمنذري، وتاريخ ابن الدبيثي: «الدنبان» . وفي المشتبه: «الدنبائي» بالهمزة وقال المؤلّف- رحمه الله-: «بدال يابسة مضمومة ونون موحّدة» . وقد وهم فأثبته بالهمزة قبل الياء، وقد استدركه ابن ناصر الدمشقيّ فقال في (التوضيح 4/ 75) : صوابه الدنباني، بنون بعد الألف من غير همز، لأنه نسب إلى جدّه، فهو أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن الدنبان. كذا نسبه ابن نقطة، وغيره» . ووقع في (لسان الميزان) : «المعروف بابن الدينار» ، وهو تصحيف.
[4] وقال ابن النجار: كان مغفّلا، ولم يكن من أهل الرواية طريقة واعتقادا، وكان يتشيّع.
(لسان الميزان) .(43/47)
8- إِبْرَاهيم بْن سلامة بْن نصر المقدسيّ.
سَمِعَ أبا المعالي بْن صابر.
روى عَنْهُ: الحافظُ الضّياء، وقال: تزوُّج عَلَى زوجته، فَسُحِر واختلَّ عقله، وبقي يُريد يلقي نفسه في المصانع، وكان أهلُه لا يكادون يغفلون عَنْهُ، ثُمَّ غفلوا عنه فقتل نفسَه. قاتل الله مَنْ آذاه.
رُئيت لَهُ منامات حسنة.
9- أسعد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد [1] .
الفقيه أَبُو البركات البَلَدِيّ، الحنبليّ، ثُمَّ الشّافعيّ.
تفقّه عَلَى أَبِي يَعْلى مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الفرّاء، ثُمَّ تفقّه عَلَى أَبِي المحاسن يوسف بْن بُنْدار الشّافعيّ. وسمع من أَبِي الوقت. وسمع بدمشق من ابن عساكر. وتعانى الكتابة والتّصرّف، وكان أديبا بليغا شاعرا، متديّنا.
10- أنجب بْن أَحْمَد بْن مكارم [2] الأزَجِيّ.
المعروف بابن الدَّجَاجِيّ، وبابن سَرْوَان [3] .
حَدَّثَ عَنْ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن صِرْما.
وتوفي في جمادى الأولى.
روى عنه: ابن النّجّار.
11- إلياس بن جامع بن عليّ [4] .
__________
[1] انظر عن (أسعد بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 68 رقم 891، وتكمل إكمال الإكمال لابن الصابوني 133، 134 رقم 94، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 255.
[2] انظر عن (أنجب بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 65، 66 رقم 884، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 273.
[3] في الأصل: «شروان» بالشين المعجمة. والمثبت عن تكملة المنذري حيث قيّده بالحروف فقال: «وسروان: بفتح السين وسكون الراء المهملتين، وفتح الواو وبعد الألف نون» .
[4] انظر عن (إلياس بن جامع) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 64، 65 رقم 882، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 277، 278، وتاريخ إربل 1/ 191، والجامع المختصر(43/48)
أَبُو الفضل الإِربلّيّ، الشَّاهد، المحدّث.
وُلِدَ سنة إحدى وخمسين، وارتحل إِلى بغداد سنة اثنتين وسبعين، وأقام بالنّظاميَّة وتفقّه. وسمع من: شُهْدَة، وعيسى الدُّوشَابِيّ، وعبدِ الحقّ بْن يوسف، والأسعد بْن يلدرك، وأبي العلاء مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن عقيل، وخلق كثير.
وكان وافرَ الهِمَّة، كثيرَ الكتابة، بارعا في معرفة الشّروط، ثقة صدوقا، لَهُ تخاريجُ مفيدة.
وروى الكثير بإربِل [1] ، وبها تُوُفّي في ربيع الآخر وله خمسون سنة.
[حرف الباء]
12- بقاء بْن أَبِي شاكر [2] بْن بقاء.
أَبُو مُحَمَّد الحريميّ، ويُعرف بابن العُلِّيق [3]- بكسر لامِه.
سَمِعَ: ابن البَطِّي، وجماعة.
__________
[ () ] لابن الساعي 9/ 165، وتلخيص مجمع الآداب 1/ 366 و 3/ 81، والمختصر المحتاج إليه 1/ 260، والمشتبه 1/ 126 (الحامي) ، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 125، 126، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 152 ب، والبداية والنهاية 13/ 42 وفيه: «أبو الفضل بن الياس» ، وهو غلط، والعقد المذهب لابن الملقّن، ورقة 165، وتوضيح المشتبه 2/ 133 (الحامي) و 5/ 89 (سروان) ، وتبصير المنتبه 2/ 680، وعقد الجمان للعيني، 17/ ورقة 281.
[1] لم يفرد له ابن المستوفي ترجمة في تاريخ إربل، بل ذكره عرضا.
[2] انظر عن (بقاء بن أبي شاكر) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 76 رقم 909، وفيه: «بقاء بن أبي شكر» ، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 280، 281، والجامع المختصر 9/ 160، وتلخيص مجمع الآداب 5/ رقم 165، والمختصر المحتاج إليه 1/ 161، وميزان الاعتدال 1/ 339، 340 رقم 1251، والمغني في الضعفاء 1/ 109 رقم 943، وفيه: «بقاء بن شاكر» وهو غلط، والمشتبه 2/ 470 (العليق) ، وتوضيح المشتبه 6/ 340 (العليق) ، ولسان الميزان 2/ 41 رقم 415 وفيه: «بقاء بن شاكر» وهو غلط.
قال ابن النجار، وابن ناصر الدين: هو بقاء بن أحمد بن بقاء.
[3] قال المؤلّف- رحمه الله- في المشتبه 2/ 470 بكسر اللام وكأنها إمالة وقال ابن ناصر الدين: هو بضم، وتشديد اللام ممالة، تليها مثنّاة تحت ساكنة، ثم قاف.(43/49)
قَالَ ابن نُقْطة: دَجّال، زوَّر ألفَ طبقة عَلَى عَبْد الوهَّاب الأنماطيّ وابن خيرون، وكَشَط أسماء، وألحق اسمَه. وكان يُظهِر الزُّهدَ، فدخلتُ عَلَيْهِ وأنا صبيٌّ مَعَ أصحاب أَبِي، فأخرج مُشْطًا وقال: هذا مُشطُ فاطمة- عليها السّلامُ- وهذه محبرةُ أَحْمَد بْن حنبل. ولم يزل عَلَى كذبه حتّى أراحَ اللهُ منه في آخر السّنة بطريق مكَّة.
وقال ابن النّجّار: كَانَ سيّئَ الحال في صباه، تزهّدَ وصَحِبَ الفقراء وانقطع، ونَفَق سوقه، وزاره الكبار، وأقبلت عَلَيْهِ الدّنيا، وبنى رِباطًا، وكثُر أتباعه. وَقَعَ بإجازات فيها قاضي المارستان وطبقته، فكَشَطَ فيها، وأثبت في الكشط اسمه، ورماها في زيتٍ فاختفى الكشط، وبعث بها إِلى ابن الجوزيّ وعبد الرّزّاق، فنقلاها لَهُ ولم يَفْهما، ثُمَّ أخفى أصلَ ذَلِكَ، وأظهر النّقل فسمع بها الطّلبة اعتمادا عليهما. وقد ألحق اسمَه في أكثر من ألفِ جزء.
بيعت كتبُه فاشتريتُها كلَّها، فلقد رأيتُ مِن تزويره ما لم يبلغه كَذَّاب، فلا تَحِلّ الرواية عَنْهُ.
ثُمَّ طَوَّل ابنُ النّجّار ترجمتَه وهتكَه. مات في عَشْر السّبعين. وذكر أَنَّهُ كَانَ يُظهر الصّومَ للأتراك، ويمدّ لهم كِسَرًا وطعاما خشنا، فإذا خرجوا أغلق الباب، وأكل الطّيّباتِ.
13- بوزبا الأمير [1] أَبُو سعيد التَّقَويّ.
مملوك تقيّ الدّين عُمَر صاحب حماة.
كَانَ من جُملة العسكر الّذين دخلوا المغرب، وخدموا مع السّلطان ابن عَبْد المؤمن.
جاء الخبرُ في هذا العام بأنّه مات غريقا.
__________
[1] انظر عن (بوزبا الأمير) في: ذيل مرآة الزمان لليونيني 2/ 134، والوافي بالوفيات 10/ 324 رقم 4835.(43/50)
[حرف الثاء]
14- ثابت بْن أَحْمَد [1] ، أَبُو البركات الحربيّ.
المعروف بابن القاضي. سَمِعَ أبا القَاسِم ابن السَّمَرْقَنْديّ، وغيره.
قَالَ ابن الدّبيِثيّ [2] : تركه النّاس لتزويره السّماعات، ولم أسمع منه شيئا، وتُوُفي فِي ربيعٍ الأوّل.
[حرف الحاء]
15- الْحَسَن بْنُ الحَسَن بْن عليّ [3] .
الفقيه الأجَلّ مجد الدّين أَبُو المجد الأنصاريّ، الدّمشقيّ، الشّافعيّ النّحّاس، المنسوب إليه حمّام النّحّاس بطريق الصّالحية.
سَمِعَ: أبا المظَّفرِ الفلكيّ، وأبا طاهر السِّلَفيّ، وابن عساكر. وتفقّه عَلَى أَبِي سَعْد بْن [أَبِي] عصرون [4] .
روى عَنْهُ: الشّهابُ القُوصيّ، وغيرُه.
وتُوُفّي فِي الثالث والعشرين من جُمادي الآخرة.
وهو والدُ العماد عَبْد الله الأصمّ.
__________
[1] انظر عن (ثابت بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 60 رقم 876، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 289، وميزان الاعتدال 1/ 36 رقم 1353، ولسان الميزان 2/ 74 رقم 286.
[2] في تاريخه، الورقة 289.
[3] انظر عن (الحسن بن الحسن) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 69 رقم 894، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 152 ب، والعقد المذهب، ورقة 231.
[4] وقال المنذري: «وبه تميّز» .(43/51)
16- الحَسَن بنُ مُحَمَّد [1] بْن عُبدُوس [2] .
الأديب أَبُو عَليّ الواسطيّ الشّاعر، نزيل بغداد.
نَحْويٌّ فاضل، لُغَويّ، لَهُ شِعر جيِّد، مَدَحَ الكبارَ.
وتُوُفّي في صفر [3] .
[حرف الخاء]
17- الخَضِرُ بْن عَبْد الجبّار بْن جُمعة بْن عُمَر.
أَبُو القَاسِم التّميميّ الدّمشقيّ.
سَمِعَ: أبا العشائر محمدَ بْنَ خليل.
أخذ عَنْهُ: ابنُ الأنماطيّ، والتاجُ مُحَمَّد بْن أَبِي جَعْفَر، وابنُ نسيم، وجماعةٌ «جزءَ» ابن أبي ثابت.
وكان يلقّب بالمهذّب.
__________
[1] انظر عن (الحسن بن محمد) في: الكامل في التاريخ 12/ 207، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 56 رقم 866، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 16، والجامع المختصر 9/ 153، 154، وتلخيص مجمع الآداب 4/ 628 وفيه وفاته سنة 600 هـ.، والغصون اليانعة لابن سعيد (القاهرة 1945) 12- 18، والمختار من تاريخ ابن الجزري 89، والوافي بالوفيات 12/ 228، 229 رقم 205، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 106، 107 رقم 70، والعسجد المسبوك 2/ 295 وفيه: «الحسين» ، وطبقات النحاة واللغويين لابن قاضي شهبة، ورقة 131، وبغية الوعاة 1/ 523 رقم 1081.
[2] عبدوس: بضم العين. كما قال السيوطي في (بغية الوعاة) .
[3] وقال المنذري: حدّث بشيء من شعره، وكان فاضلا عارفا بالنحو واللغة، وقال الشعر الحسن.
وقال ابن الأثير: اجتمعت به بالموصل، وردها مادحا لصاحبها نور الدين أرسلان شاه وغيره من المقدّمين، وكان نعم الرجل، حسن الصحبة والعشرة.
وقال القفطي: سكن بغداد، وقرأ الأدب على مصدّق بن شبيب وكتب الصحاح بخطّه، ومدح الناصر لدين الله بقصائد، وصار من شعراء الديوان المختصّين بالإنشاد في التهاني والتعازي، وكان فاضلا، قيّما بالأدب، حسن المعاني، مليح الإيراد، ساكنا، جميل الهيئة، طيّب الأخلاق، متودّدا ظريفا.
أورد له ابن النجار قطعتين من شعره.(43/52)
تُوُفّي في جُمادي الآخرة وله ستٌّ وستّون سنة.
[حرف الذال]
18- ذاكر الله [1] بْن إِبْرَاهيم بْن مُحَمَّد.
أَبُو الفَرَج الحَرْبِي، القارئ، المُذَكِّر، المعروف بابن البرنيّ [2] .
سمع: أبا الحسين محمد بن أبي يعلى الفراء، وعبد الرحمن بن علي بن الأشقر.
روى عنه: الدُّبيثِيّ، والضّياء، وابن خليل. وأجاز لأحمد بْن أبي الخير، وغيره.
وهو أخو المظفّر [3] ابن البَرْنيّ.
تُوُفّي في ثامن عشر صفر.
[حرف الراء]
19- رضوان [4] بن محمد بن محفوظ بن الحَسَن ابن الرئيس القَاسِم.
ابن الفضل الثّقفيّ الأصبهانيّ، أَبُو شجاع.
وُلِد سنة ستٍّ وعشرين وخمسمائة [5] .
__________
[1] انظر عن (ذاكر الله) في: إكمال الإكمال لابن نقطة (الظاهرية) ورقة 51، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 5، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 57 رقم 869، والجامع المختصر 9/ 155، والمختصر المحتاج إليه 2/ 68 رقم 663، والمشتبه 1/ 58، وتوضيح المشتبه 1/ 417.
[2] قال المنذري: بفتح الباء الموحدة وسكون الراء المهملة وكسر النون (التكملة: 2/ 257) .
[3] سيأتي ذكره في وفيات سنة 607 من هذه الطبقة (الترجمة: 371) .
[4] كانت هذه الترجمة في آخر الطبقة ذكرها المؤلف ضمن من توفّوا بعد سنة ستمائة على التقريب وإلى سنة عشر. وقد حولناها تلبية لرغبة المؤلف حيث وضع إشارة بهذا المعنى في موضعها من السنة فقال: «رضوان الثقفي، يحول من آخر الطبقة إلى هنا» . كما أشار عند نهاية ترجمته الواردة في آخر الطبقة بقوله: «يحول» (الورقة: 89) .
[5] في الأصل وبخط الذهبي: «ستمائة» . وهو سبق قلم منه.(43/53)
وسمع: زاهر الشَّحّاميّ، وابن أَبِي ذَر الصَّالْحانيّ.
روى عَنْهُ: الضّياء، وابنُ خليل، وغيرهما.
وأجاز لابن أَبِي الخَيْر، ولابن أَبِي عُمَر، وللفخر عليّ، ولعمر بْن أَبِي عصرون، وعدَّة.
قرأت وفاتَه بخطّ شيخنا ابن الظّاهريّ: سنةَ إحدى وستّمائة.
[حرف الضاد]
20- ضياءُ بنُ صالح [1] بْن كامل بْن أَبِي غالب.
أَبُو المظفَّر البغداديّ، الخَفّاف، ابن أخي المُفِيد المبارك بْن كامل.
أجاز لَهُ: أَبُو مُحَمَّد سِبط الخيّاط، وأَبُو منصور بْن خيرون، وجماعة.
وسكن دمشق، وقد ورد بغداد تاجرا سنةَ سبْعٍ وتسعين، وحدَّث ورجع، وبدمشق تُوُفّي.
[حرف العين]
21- عائشة [2] ، وتدعى: فَرْحةَ، بنت أَبِي طاهر عَبْد الجبّار بْن هِبة الله ابن البُنْدار.
من بيت حديث ورواية. روت عن أحمد بن عليّ ابن الأشقر.
وهي زوجة مُحَمَّد بْن مَشِّق المحدّث.
22- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سالم [3] .
أَبُو مُحَمَّد البَلَنْسِيّ، المؤدِّب، الزّاهد.
قرأ القراءات وأدّب بالقرآن، وسمع من أبي الحسن ابن النّعمة.
__________
[1] انظر عن (ضياء بن صالح) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 87، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 71، 72 رقم 899، وتلخيص مجمع الآداب ج 4 ق 4/ 791، 792، والمختصر المحتاج إليه 2/ 117 رقم 737.
[2] انظر عن (عائشة) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 66 رقم 885.
[3] انظر عن (عبد الله بن أحمد) في: التكملة لكتاب الصلة لابن الأبّار 2/ 877.(43/54)
وتُوُفّي يومَ الفِطْر [1] ، وشَيَّعه الخَلْقُ.
23- عَبْد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أيّوب بْن عَلي [2] .
أَبُو مُحَمَّد الحَرْبِيّ، البَقَليّ، الفَلاح البُسْتَنْبان [3] وهو النّاطور.
شيخ مُسْنِد مُعَمَّر. تفرّد بالسّماع من أبي العزّ بن كادش، وسمع من أَبِي القَاسِم بْن الحُصَيْن.
روى عَنْهُ: الدّبيثيُّ، وابن خليل، والضياء، والنجيب عبد اللطيف، وآخرون. وبالإجازة: ابن أبي الخير، والفخر ابن البُخاريّ.
وتُوُفّي في ربيع الأوّل عَنْ سبْعٍ وثمانين سنة [4] .
24- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد [5] بْن عَمْرو بْن أَحْمَد بْن حَجّاج.
أَبُو الحَكَم اللّخميّ الإشبيليّ، الخطيب.
قال الأبّار: روى عَنْ جدّه أَبِي الحَكَم عَمْرو، وأبي مروان الباجي، وأبي الحَسَن شُرَيْح بْن مُحَمَّد. وخطب بإشبيليّة مدَّة، ثُمَّ استُعفي وانقبض عَنِ النّاس. وله حظّ من النّظم.
__________
[1] في (التكملة) : «توفي بعد عيد الفطر» .
[2] انظر عن (عبد الله بن عبد الرحمن) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 94، ومشيخة النجيب عبد اللطيف، ورقة 79- 82، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 61 رقم 878، والجامع المختصر 9/ 157، وسير أعلام النبلاء 21/ 419، 420 رقم 214، والعبر 5/ 2، والإشارة إلى وفيات الأعيان 314، والمختصر المحتاج إليه 2/ 147 رقم 780، والمعين في طبقات المحدّثين 183 قم 1950، وتوضيح المشتبه 1/ 565، والنجوم الزاهرة 6/ 188، وشذرات الذهب 5/ 3.
[3] قيّده المنذري وابن ناصر الدين بالحروف. قال المنذري: البستنبان: بضم الباء الموحّدة وسكون السين المهملة وفتح التاء ثالث الحروف وسكون النون وبعدها باء موحدة وبعد الألف نون.
والبستان بان: بإثبات الألف.
[4] ورد في الأصل هنا ترجمة «عبد الجليل بن موسى القصري» ، وقد طلب المؤلّف- رحمه الله- أن تحوّل إلى وفيات سنة 608 هـ. فقمت بتحويلها امتثالا لطلبه.
[5] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد) في: تكملة الصلة لابن الأبّار، وغاية النهاية 1/ 378، 379 رقم 1613.(43/55)
أخذ عَنْهُ: أَبُو القَاسِم الملاحيّ، وأَبُو الحَسَن بْن خيرة، وأَبُو القَاسِم بْن الطَّيلسان.
وتُوُفّي في صفر وله تسعٌ وسبعون [1] .
قرأ عَلَيْهِ القراءات: أبو إسحاق بن وثيق، عَنْ جدّه، عَنْ شُرَيح.
25- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حامد [2] عليّ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حامد عليّ.
أَبُو القَاسِم الحَرْبِيّ، البَيِّع، المعروف بابن عَصِيَّة [3] .
سَمِعَ: قاضي المارستان، وأبا منصورٍ القَزَّازَ، ويحيى بْن الطّرّاح، وأبا منصور بنَ خيرون، وعبدَ الله بْن أَحْمَد بْن يوسف، وأحمد بْن مُحَمَّد الزَّوْزَنيّ، وعبدَ الوَهَّاب الأنماطِيّ، وطائفة.
روى عَنْهُ: الدّبيثِي، وابنُ خليل، والنّجيبُ عبدُ اللّطيف، وجماعة.
وأجاز لابن أَبِي الخَيْر، وللفخر عليّ، وللشيخ شمسِ الدّين عَبْد الرَّحْمَن، وللكمال عَبْد الرحيم.
وتُوُفّي في سادس عشر جُمادي الأولى عَنْ بضع وسبعين سنة.
وأولاده: أَبُو حامد، وأَبُو جَعْفَر، وأَبُو بَكْر، وأَبو نصر، قد سمعوا.
26- عَبْدُ الرَّحْيمَ بْن مُحَمَّد [4] بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن حمّوَيْه.
__________
[1] مولده سنة 522 هـ.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن أبي حامد) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 123، ومشيخة النجيب عبد اللطيف، ورقة 82، 83، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 66، 67، رقم 887، والمختصر المحتاج إليه 2/ 208 رقم 862، والمشتبه 2/ 463، وتوضيح المشتبه 6/ 279.
[3] قال المنذري: وعصيّة، بفتح العين وكسر الصاد والمهملتين وتشديد الياء آخر الحروف وفتحها وبعدها تاء تأنيث.
[4] انظر عن (عبد الرحيم بن محمد) في: العبر 5/ 1، 2، ومرآة الجنان 4/ 2، والعسجد المسبوك 2/ 295، وشذرات الذهب 5/ 3.(43/56)
أَبُو إسْمَاعيل الأصبهانيّ نزيل هَمَذان.
وُلِدَ سنةَ أربع عشرة وخمسمائة.
وروى «المعجم الكبير» حضورا عَنْ أَبِي نَهْشَل عَبْد الصّمد العَنْبَرِيّ، عَنِ ابن رِيذَة.
روى عَنْهُ: الحافظُ الضّياء، وقال فيه: الرجلُ الصّالحُ، نزيل هَمَذان.
تفرّد بعدَّة شيوخ. وتُوُفّي في ذي القعدة.
قلتُ: وأجاز للشّيخ شمسِ الدّين، والفخر علي، والكمال عبد الرحيم، وأحمد بن شيبان. وأضَرَّ في آخر عمره، وأصَمَّ، فَصَعُب الأخذُ عَنْهُ.
27- عَبْدُ العزيز بْن وهْب [1] بْن سلمان بْن أَحْمَد بْن الزَّنْف.
أخو مُحَمَّد بْن الفقيه الإِمام أَبِي القَاسِم الدّمشقيّ.
سَمَّعَهُ أبوه من عليّ بنِ عساكر المقدسيّ الخَشّاب، وغيره.
وهو أخو أَحْمَد ومحمد.
روى عَنْهُ: ابنُ خليل، وغيره.
وتُوُفّي في ذي القعدة.
28- عَبْدُ اللّطيف ابن القاضي أَبِي الحُسَيْن هِبة اللَّه [2] بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي الحديد.
الفقيه أَبُو مُحَمَّد المدائنيّ الشّافعيّ، الأديب، المتكلّم.
كَانَ أَبُوه قاضي المدائن وخطيبَها.
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
وهو أخو محمد.
__________
[1] انظر عن (عبد العزيز بن وهب) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 75 رقم 907.
[2] انظر عن (عبد اللطيف بن هبة الله) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 161، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 58 رقم 871.(43/57)
29- عَبْد المنعم بْن عليّ [1] بْن نصر بْن الصَّيْقَل.
أَبُو مُحَمَّد الحَرّانيّ الفقيه، الواعظ.
تفقَّه ببغداد عَلَى أَبِي الفتح نصر ابن المَنِّي. وسَمِعَ من: ابن شاتيل، وجماعة.
وحَدَّث، ووعظ.
وهو والدُ النّجيب عَبْد اللّطيف.
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
روى عَنْهُ ابنُ النّجّار [2] ، وقال: كَانَ ثقة متحرّيا، نَزِهًا، متواضعا، لطيفَ الطَّبع [3] .
__________
[1] انظر عن (عبد المنعم بن علي) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 186، والتاريخ المجدّد لابن النجار (الظاهرية) ورقة 29، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 524، 525، وذيل الروضتين 51، 52، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 59 رقم 873، والجامع المختصر 9/ 156، 157، والمختصر المحتاج إليه 3/ 92 رقم 925، والعبر 5/ 2، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 36- 38 رقم 216، وعقد الجمان 17/ ورقة 281، 282، والنجوم الزاهرة 6/ 187، وشذرات الذهب 5/ 3، 4، والتاج المكلل 217، 218.
[2] في التاريخ المجدّد، ورقة 29.
[3] وقال ابن النجار: كتب وحصّل وناظر في مجالس الفقهاء، وحلق المناظرين، ودرّس وأفاد الطلبة، واستوطن بغداد، وعقد بها مجلس الوعظ بعدّة أماكن. وكان مليح الكلام في الوعظ، رشيق الألفاظ، حلو العبارة، كتبنا عنه شيئا يسيرا، وشيئا يسيرا، وكان ثقة صدوقا، متحرّيا، حسن الطريقة، متديّنا متورّعا، نزها عفيفا، عزيز النفس مع فقر شديد. وله مصنّفات حسنة وشعر جيد، وكلام في الوعظ بديع. وكان حسن الأخلاق، لطيف الطبع، متواضعا، جميل الصحبة.
وقال سبط ابن الجوزي: كان صالحا ديّنا، نزها عفيفا، كيّسا، لطيفا، متواضعا، كثير الحياء. وكان يزور جدي ويسمع معنا الحديث. وذكر أنه استوطن بغداد لوحشة جرت بينه وبين خطيب حران ابن تيمية، فإنه خشي منه أن يتقدّم عليه. فلما استشعر ذلك منه عاد إلى بغداد وسكنها.
قال: وحضرت مجالسه بباب المشرعة، وكان يقصد التجانس في كلامه، وسمعته ينشد:
وأشتاقكم يا أهل ودّي وبيننا ... كما زعم البين المشتّ فراسخ
فأما الكرى عن ناظري فمشرّد ... وأما هواكم في فؤادي فراسخ
وذكره الناصح ابن الحنبلي فقال: اشتغل بالفقه، وسمع درس شيخنا ابن المنّي، وتكلّم(43/58)
30- عبدُ الواحد بْن معالي [1] بنِ غَنِيمَة [2] بْن مَنِينَا [3] .
أَبُو أَحْمَد البَقّال.
بغداديٌّ، قليلُ الرواية.
روى عَنْ أَبِي البدر الكرْخيّ مشيختَه.
31- عَبْدُ الوهَّاب بْن هِبة الله [4] بْن محمود بْن ليث.
مُهَذَّب الدّين أَبُو مُحَمَّد الكَفْرطابيّ، الْجَلاليّ. نسبة إِلى الصّاحب جلال الدّين.
وُلِدَ سنةَ ثلاث أو أربع أو خمس وعشرين وخمسمائة.
وأجاز لَهُ: أَبُو العزّ بنُ كادش، وأَبُو القَاسِم بنُ الحُصَيْن، وأَبُو غالب بْنُ البنّاءِ، وآخرون. وروى بدمشق عنهم.
سَمِعَ منه: الشّهاب القُوصيّ وذكر أنّه بَزّاز، وتُوُفّي في المحرّم. وروى عَنْهُ أيضا: التّقيّ اليَلْدانيّ. وأجاز للشّيخ شمس الدين بن أبي عمر، وللفخر علي.
32- عُبَيْد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن [5] بْن عُبَيْد الله.
__________
[ () ] في مسائل الخلاف، واشتغل بالوعظ، وفتح عليه بالنظم، والنثر، ورجع إلى حرّان، ووعظ بها مدّة، ثم سافر إلى دمشق، وحضر مجلسي، وسألناه أن يجلس فامتنع وقال: ما أجلس في بلد تجلس أنت فيه، كأنّه يكرمني بذلك، ثم عاد إلى بغداد.
[1] انظر عن (عبد الواحد بن معالي) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 173، والتاريخ المجدّد لابن النجار (الظاهرية) ورقة 55، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 57 رقم 868، والمختصر المحتاج إليه 3/ 75 رقم 884، وتوضيح المشتبه 6/ 195 و 8/ 163.
[2] غنيمة: بفتح الغين المعجمة وكسر النون وسكون الياء آخر الحروف، وفتح الميم وبعدها تاء تأنيث. قاله المنذري.
[3] منينا: بفتح الميم وكسر النون وسكون الياء آخر الحروف، وبعدها نون مفتوحة وألف مقصورة. (المنذري) .
[4] انظر عن (عبد الوهاب بن هبة الله) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 54 رقم 862، وتوضيح المشتبه 2/ 564.
[5] انظر عن (عبيد الله بن عبد الرحمن) في: التكملة لكتاب الصلة لابن الأبار 2/ 939.(43/59)
أَبُو مروان ابن الصَّيْقَل الأنصاريّ، القُرطبيّ.
قَالَ الأبّار: أخذ القراءاتِ عَنْ أَبِي القَاسِم بْن رضا، ومحمد بْن عليّ الأزْدي [1] الأفطس. وسَمِعَ الحديثَ من أَبِي مُحَمَّد عَتّاب. وصحبَ أبا مروان ابن مَسَرَّة وأكثر عَنْهُ. وعَلَّمَ بالقرآن، فرَأس في ذَلِكَ. وطال عُمُرُهُ، فقرأ عَلَيْهِ الأجدادُ والآباءُ والأبناءُ. وكان من أهل الزّهد والتّواضع والصّلاح. ذكره ابنُ الطّيْلَسان، وقال: تُوُفّي وقد راهق المائة سنة إحدى وستمائة. في سماعه مِن ابن عتّاب عندي نظر، وإذا صحّ، فهو آخِرُ مَنْ حَدَّث عَنْهُ. قَالَه الأبّار.
33- عَسْكر بْن حَمائِل بْن جُهَيْم.
أَبُو الجيوش الخَوْلانيّ، الدَّارانيّ.
حدّث عَنْ: أَبِي القاسم ابن عساكر.
سَمِعَ منه: العماد عَليّ بن القاسم بن عساكر، وغيره في هذه السّنة.
34- عليّ بْن محمد بْن فرحون [2] القيسيّ، القُرطبيّ.
قَالَ الأبّار: حجَّ وسَمِعَ من السِّلَفيّ وغيره. ونزل مدينة فاس، وكان زاهدا صالحا فاضلا، عَلَّم بالفرائض والحساب، ثُمَّ حَجّ وجاور إِلى أن مات [3] .
35- عليّ بْن مُحَمَّد بْن خِيَار.
أَبُو الحَسَن البَلَنْسِيُّ الأصلِ، الفاسِيُّ، الفقيهُ.
__________
[1] هكذا في الأصل وكذلك عند ابن الجزري (غاية النهاية 1/ 428) ، وفي تكملة ابن الأبار:
«اللاردي» .
[2] انظر عن (علي بن محمد بن فرحون) في: التكملة لكتاب الصلة لابن الأبار، (مخطوطة الأزهر) ج 3/ ورقة 70، وصلة الصلة لابن الزبير 7118 والذيل والتكملة على كتابي الموصول والصلة 5 ق 1/ 375، 376 رقم 650 وفيه «فرجون» ، وفي نسخة أخرى «فرحون» بالحاء المهملة.
[3] وقال ابن عبد الملك الأنصاري: وكان فقيها حافظا، شاعرا محسنا، ماهرا في الحساب عارفا بفرائض المواريث، وعلّم بهما طويلا بفاس، ذاكرا تواريخ الصالحين وأخبارهم، ومصنّفاته في ذلك كله جليلة نافعة، منها: «لباب اللباب في بيان مسائل الحساب» ، وكتاب «الزاهر في المواعظ والآداب» ، وكفّ بصره قديما.(43/60)
تفقّه عَلَى أَبِي عَبْد الله بْن الرّمّامة، ولازمه مدَّة، وسَمِعَ: أبا الحَسَن بْن حُنين، وأبا القَاسِم بْن بَشْكُوال.
وكان فقيها مشاوَرًا، تاركا للتّقليد، مائلا إِلى الاجتهاد. عاش نَيِّفًا وستّين سنة.
حَدّثَ في هذا العام.
36- عليّ بْن الحَسَن بْن عَنْتَر [1] .
الأديب أَبُو الحَسَن النَّحْويّ، اللُّغَويّ، الشّاعر المعروف بشُمَيْم الحِلِّيّ.
قدِمَ بغداد، وتأدّب بها على أبي محمد بْن الخشّاب، وغيره. وحفظ كثيرا من أشعار العرب، وأحْكَم اللّغة والعربيَّة، وقال الشِّعرَ الجيّد إلّا أنّ حُمْقَه أخَّره. وجَمع مِن شِعره كتابا سمّاه «الحماسة» .
وقد ورد الشّام، ومدح جماعة من أمرائها، وأقام بالمَوْصِلِ.
وقيل: إنّه قرأ على ملك النّحاة أبي نزار [2] .
__________
[1] انظر عن (علي بن الحسن بن عنتر) في: معجم الأدباء 13/ 50- 72 رقم 13، وتاريخ ابن الدبيثي (كمبرج) ورقة 137، والتاريخ المجدّد لابن النجار (الظاهرية) ورقة 210، 211، وإنباه الرواة 2/ 243- 246، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 65 رقم 883، وذيل الروضتين 56، والجامع المختصر 9/ 157- 160، ووفيات الأعيان 3/ 339، 340 رقم 455، والغصون اليانعة 5- 12، وسير أعلام النبلاء 21/ 411، 412 رقم 208، والعبر 5/ 2، والإشارة إلى وفيات الأعيان 314، والإعلام بوفيات الأعلام 248، والتلخيص لابن مكتوم، ورقة 133، والوافي بالوفيات 12/ ورقة 20- 23، والبداية والنهاية 13/ 41، والفلاكة والمفلوكين للدلجي 95، 96، رقم 67، وطبقات النحاة واللغويين لابن قاضي شهبة، ورقة 208، وتاريخ ابن الفرات 5 ق 1/ 34- 40، والعسجد المسبوك 2/ 295، 296، والنجوم الزاهرة 6/ 188، وبغية الوعاة 2/ 156، وشذرات الذهب 5/ 4، وكشف الظنون 197، 692، 1563، 1788، 1791، وإيضاح المكنون 2/ 192، 325، 408، 447، 449، 560، 565، وهدية العارفين 1/ 703، ومعجم المؤلفين 7/ 67، 68، والبدر السافر، ورقة 13.
[2] قال ذلك ياقوت الحموي على سبيل الظنّ. (معجم الأدباء 13/ 51) .(43/61)
قرأتُ بخطّ مُحَمَّد بْن عَبْد الجليل المُوقَانيّ: قَالَ بعض العلماء [1] :
وردت إِلى آمِدَ سنة أربعٍ وتسعين [2] فرأيتُ أهلها مُطْبقين عَلَى وصف هذا الشّيخ، فقصدتُه إِلى مسجد الخَضِرِ، ودخلتُ عَلَيْهِ، فوجدت شيخا كبيرا قَضِيف الجسم [3] في حُجرة من المسجد، وبين يديه جمدان [4] مملوء كتبا من تصانيفه [5] ، فسلّمت عليه وجلست [6] ، فَقَالَ: مِن أين أنت؟ قلت: من بغداد.
فهشّ بي، وأقبل يسألني عنها، وأُخبرُه، ثُمَّ قلت: إنّما جئت لأقتبِسَ مِن علومك شيئا. فَقَالَ: وأيُّ عِلمٍ تُحِبُّ؟ قلتُ: الأدب. قَالَ: إنّ تصانيفي في الأدب كثيرة، وذاك أنّ الأوائل جمعوا أقوالَ غيرهم وبَوَّبُوها، وأنا فكلُّ ما عندي من نتائج أفكاري، فإنّني قد عملت كتاب «الحماسة» [7] ، وأبو تمّام جمع أشعار العرب في «حماسته» ، وأنا فعملت حماسة من أشعاري. ثمّ سبّ أبا تمّام، وقال: رأيتُ النّاس مُجمعين عَلَى استحسان كتاب أَبِي نُواس في وصف الخمر، فعملتُ كتاب «الخمريّات» من شِعري، لو عاش أَبُو نواس، لاستحيى أن يذكر شِعره، ورأيتهم مُجمعين عَلَى خُطَب ابنِ نُباتة، فصنّفت خُطبًا لَيْسَ للنّاس اليوم اشتغالٌ إلّا بها. وجعل يُزري عَلَى المتقدّمين، ويَصفُ نفسه ويجهِّلُ الأوائل، ويقول: ذاك الكلب. قلتُ: فأنْشِدْني شيئا. فأنشدني من «الخمريّات» لَهُ، فاستحسنت ذَلِكَ، فغضب وقال: ويلك ما عندك غيرَ الاستحسانَ؟ فقلت: فَما أصنعُ يا مولانا؟ قال: تصنع هكذا. ثمّ قام يرقص
__________
[1] هو ياقوت الحموي في (معجم الأدباء 13/ 51 وما بعدها) .
[2] في (المعجم) : «في شهور سنة أربع وأربعين وخمسمائة» .
[3] رجل قضيف: قليل اللحم (أساس البلاغة 774) .
[4] الجمدان: الوعاء الكبير. وهو معرب (انظر المعرب للجواليقي ص 47) . وفي معجم الأدباء 13/ 52 «جامدان» .
[5] زاد في المعجم: «فحسب» .
[6] زاد في المعجم «بين يديه، فأقبل عليّ» .
[7] العبارة عند ياقوت: «وكنت كلما رأيت الناس مجمعين على استحسان كتاب في نوع من الآداب استعملت فكري وأنشأت من جنسه ما أدحض به المتقدم، فمن ذلك أن أبا تمام جمع أشعار العرب في حماسته وأما أنا فعملت حماسة من أشعاري وبنات أفكاري» .(43/62)
ويصفِّقُ إِلى أن تَعبَ. ثُمَّ جلس وهو يَقُولُ: ما أصنع ببهائمَ [1] لا يفرّقون بين الدّرّ والبعر! فاعتذرت إِلَيْهِ، وأنشدني شيئا آخر.
وسألته عَنْ أَبِي العلاء المعرِّيّ، فنهرني، وقال: ويلك كم تسيء الأدب بين يديَّ، ومِنْ ذَلِكَ الكلب الأعمى حتّى يُذكرَ في مجلسي! قلتُ: فَما أراك ترضى عَنْ أحد [2] . قَالَ: كيف أرضى عنهم وليس لهم ما يُرضيني! قلت: فَما فيهم مَنْ لَهُ ما يُرضيك؟ قَالَ: لا أعلم إلّا أن يكون المتنبّي في مديحه خاصَّة، وابنُ نُباتة في خُطَبه، وابنُ الحريريّ في مقاماته. قلت: عجب إذ لم تُصَنِّف مقاماتٍ تَدْحَضُ مقاماتِه! قَالَ: يا بُنَيّ، اعلم أنّ الرجوعَ إِلى الحقّ خيرٌ من التّمادي في الباطل، عملتُ مقاماتٍ مرّتين فلم ترضني، فغسلتها، وما أعلم أنّ الله خلقني إلّا لأُظهرَ فضلَ ابن الحريريّ. ثُمَّ شَطَح [3] في الكلام وقال:
لَيْسَ في الوجود إلّا خالقان [4] : واحد في السّماء، وواحد في الأرض، فالّذي في السّماء هُوَ الله تَعَالَى، وَالَّذِي في الأرض أَنَا. ثُمَّ التفت إليّ وَقَالَ: هَذَا لا يحتمله العامّة لكونهم لا يَفهَمونه، أَنَا لا أقدِر عَلَى خلق شيءٍ إلّا خلق الكلام. فقلتُ: يا مولانا أَنَا مُحَدِّث، وإنْ لم يكن في المحدّث جراءة مات بغيظة [5] ، وأحبّ أن أسألك عن شيء. فتبسّم وقال: ما أراك تسأل إلّا عن معضلة، هاتِ. قلت: لِمَ سُمّيت بشُمَيْم؟ فشتمني وضَحِكَ، وقال: اعلم أنّني بقيت مدَّةً لا آكل إلّا الطّين، قصدا لتنشيق الرطوبة وحِدَّة الحفْظ، فكنت أبقى مدّة لا أتغوّط ثُمَّ يجيء كالبندقة من الطّين، فكنت آخذه وأقول لمن أنبسط إِلَيْهِ: شُمَّه فإنّه لا رائحةَ لَهُ، فَلُقِّبتُ بذلك، أرضيتَ يا ابن الفاعلة! تُوُفّي شُمَيْم بالمَوْصِلِ في ربيع الآخر [6] عَنْ سنٍّ عالية.
__________
[1] في المعجم: «ما أصنع وقد ابتليت ببهائم» .
[2] في (معجم الأدباء 13/ 57) : «عن أحد ممن تقدم» .
[3] في معجم الأدباء 13/ 68 «سطح» .
[4] في الأصل «خالقين» . والصواب ما أثبتناه.
[5] في معجم الأدباء 13/ 59 «مات بغصّته» .
[6] قال ابن النجار: «سمعت محمد بن عبد الله ابن المغرب بدمشق يقول: مات علي بن(43/63)
قال ابن النّجّار [1] : كان أديبا مبرّزا في عِلم اللّغة والنَّحو، وله مصنّفات وأنشاد وخُطَبٌ ومقامات، ونثرٌ ونظم كثير، لكنّه كَانَ أحمقَ، قليلَ الدّين، رقيعا، يستهزئُ بالنّاس، لا يعتقدُ أنّ في الدّنيا مثلَه، ولا كَانَ ولا يكون أبدا. إلى أن قَالَ: وأدركه الأجلُ بالموصل عَنْ تسعين سنة أو ما قارَبَها.
ويُحكى عَنْهُ فسادُ عقيدةٍ، سَمِعْتُ أبا القَاسِم ابن العديم يحكي عَنْ مُحَمَّد بْن يوسف الحنفيّ قَالَ: كَانَ الشُّمَيْم يبقى أيّاما لا يأكل إلّا الترابَ، فكان رجيعُه يابسا لَيْسَ بمُنتِن، فيجعله في جيبه، فمن دخل إِلَيْهِ يُشِمُّه إياه ويقول: قد تجوهرت.
ومن نظم شميم:
كنت حرّا فمذ تَمَلَّكْتَ رِقِّي ... باصْطِنَاعِ المَعْرُوفِ أصْبَحْتُ عَبْدَا
أشْهَدت أنْعُمٌ عليَّ لَكَ الأعْضَاءُ ... مِنِّي فَمَا أُحَاوِل جَحْدَا
وجَدِيرٌ بأنْ يُحَقّقَ ظَن ... الجودِ فيه مَنْ لِلنَّوَالِ تَصَدَّى [2]
ومن تواليفه: «متنزَّه القلوب في التّصاحيف» ، «شرح المقامات» ، «الحماسة» ، «الخُطَب» ، «أنس الجليس في التّجنيس» ، «أنواع الرقاع في الأسجاع» ، «المرازي في التّعازي» ، «الأماني في التّهاني» ، «معاياة العقل في معاناة النّقل» ، «المهتصر في شرح المختصر» ، «كتاب اللّزوم» مجلّدان، «مناقب الحِكم في مثالب الأمم» مجلّدان. ثُمَّ سَمَّى عدَّة تصانيف لَهُ [3] ، ثُمَّ قَالَ: مات في ربيع الأوّل سنة إحدى وستّمائة.
__________
[ () ] الحسن بن عنتر النحويّ المعروف بالشميم بالموصل فِي ليلة الثاني عشر من ربيع الأول سنة إحدى وستمائة، وحضرت جنازته» (التاريخ المجدد- الظاهرية- الورقة 211) . وفي تكملة المنذري الأخير من شهر ربيع الآخر (2/ 65) .
[1] في المصدر نفسه.
[2] وردت الأبيات في هامش النسخة غير واضحة والمثبت يتفق مع: تاريخ ابن النجار التي في الظاهرية.
[3] انظر معجم الأدباء 13/ 70- 72 ففيه أسماء مؤلّفاته الكثيرة.(43/64)
وذكره ابن المستوفي في «تاريخه» [1] ورماه بالحمق الزّائد، وأنّه كَانَ إذَا أنشد بيتا من نظْمه، سَجَدَ. وكان يسخر بالعلماء، ويستهزئ بمعجزات الأنبياء ولا يعظِّم الشرع، ولا يصلّي، عارضَ القرآن المجيد فكان إذا أورده تَعَوَّذ ومسِح وجهه ثُمَّ قرأ. وقال: سألني النّصارى كتْمان قراءتي كيلا أُفسدَ عليهم دينهم. ثُمَّ أورد ابن المستوفي ألفاظا، وأورد من شِعره أشياء فيها الجيّد والغثّ، وطَوَّل.
37- عليّ بْن الخَضِر بن حسن.
أبو الحسين ابن المجرّيّ الدّمشقيّ.
سَمِعَ من السِّلَفِيّ.
وحدّث، كتب عَنْهُ: القَفْصيّ، وغيره.
وقال الضّياء: تُوُفّي في ذي القعدة.
38- عَلي بْن عَقِيل [2] بْن عليّ بْن هبة اللَّه بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ.
الفقيه أَبُو الحَسَن بْن الحُبُوبيّ [3] الثَّعْلَبِيّ [4] ، الدِّمشقيّ، [السّاجيّ] ، المعدّل.
ولد سنة سبع وثلاثين وخمسمائة.
وحدّث عن: أبي المكارم عبد الواحد بن هلال، وأبي المظَّفر الفلكيّ، وأبي المعالي مُحَمَّد بْن الموازينيّ.
روى عَنْهُ: الشّهاب القُوصيّ، وقال: كَانَ كثيرَ الفضل، ظريف الشّكل،
__________
[1] لم أجده في المطبوع من «تاريخ إربل» .
[2] انظر عن (علي بن عقيل) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 71 رقم 897، والمشتبه 1/ 115، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 8/ 295، والعقد المذهب، ورقة 255، وتوضيح المشتبه 2/ 51 و «عقيل» : بفتح العين وكسر القاف.
[3] منسوب إلى الحبوب جمع الحب، قال المنذري: بضم الحاء المهملة وبعدها باء مضمومة موحدة وبعد الواو الساكنة باء موحدة أيضا.
[4] المشتبه: 1/ 115، التوضيح 2/ 51.(43/65)
درّس بالأمينيّة، وأمّ بمشهد عليّ. لقبُه: ضياء الدّين.
وروى عَنْهُ: ابنُ خليل، وأجاز لابن أَبِي الخير.
تُوُفّي في رجب.
39- عليّ بْن عليّ بْن الحَسَن [1] بن رزبهان بن باكير.
أَبُو المظفَّر الفارسيّ، ثُمَّ البغداديّ، المَرَاتبيّ، الوزير.
سمع: أبا القاسم إسماعيل ابن السَّمَرْقَنْدي.
روى عَنْهُ: الدّبيثيّ، والضّياءُ، وغيرُهما.
وكان رئيسا جليلا كاتبا ذا رأيٍ وشهامة. وَلي الوِزارة سنةَ خمسين وخمس مائة للسّلطان سُلَيْمَان شاه بْن مُحَمَّد السَّلجوقيّ إذ غَلَب عَلَى بغداد.
تُوُفّي في ذي الحجَّة وله ستٌ وثمانون سنة.
وكان صبورا عاقلا، شيعيّا، افتقر في الآخر واحتاج.
40- عليّ بْنُ المبارك بْن أَحْمَد [2] .
أَبُو الحَسَن البغداديّ، المقرئ، المعروف بابن المؤذّن.
حَدّثَ عَنْ قاضي المارستان، وأبي سَعْد البغداديّ.
روى عَنْهُ: الدّبيثِي [3] ، وقال: وُلِد سنة ستّ عشرة وخمسمائة.
وتُوُفّي في ربيع الأوّل.
وأجاز لابن البُخَاريّ.
41- عمران بن منصور بن عمران [4] .
__________
[1] انظر عن (علي بن علي) في: تاريخ ابن الدبيثي (كمبرج) ورقة 148، والجامع المختصر 9/ 160، 161، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 75، 76 رقم 908، والمختصر المحتاج إليه 3/ 130، 131 رقم 1020، والوافي بالوفيات 12/ ورقة 122.
[2] انظر عن (علي بن المبارك) في: تاريخ ابن الدبيثي (كمبرج) ورقة 164، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 59، 60، رقم 874، والمختصر المحتاج إليه 3/ 141 رقم 1052.
[3] في تاريخه، ورقة 164، وانظر: المختصر 3/ 141.
[4] انظر عن (عمران بن منصور) في: تاريخ ابن الدبيثي (كمبرج) ورقة 184، والتاريخ(43/66)
أبو نعيم الواسطيّ ابن الباقِلانيّ.
أخو مقرئ العراق عبدِ الله.
شيخ مسند له إجازة من أبي القاسم ابن الحصين، وأبي غالب ابن البَنّاء. وسَمِعَ بواسط من: أَبِي الكَرَم نصر اللَّه بْن مُحَمَّد ابن الْجَلَخْت، وأبي الحَسَن عليّ بْن مُحَمَّد بْن هِبة اللَّه بْن عَبْد السّلام الكاتب، وسَعْد بْن عَبْد الكريم الغَنْدَجانيّ، وأبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَلِيّ الجلّابيّ.
روى عَنْهُ أَبُو عبدِ الله الدّبيِثيّ، وقال [1] : تُوُفّي بواسط.
أجاز للشيخ شمسِ الدّين عبدِ الرَّحْمَن، والفخر عليّ.
42- عُمَر بْن أَحْمَد بْنُ عُمَر بْن سالم ابن الدُّردانة.
بغداديّ صالح، عابد، مقرئ، من أهل الحربيَّة.
روى عَنْ أَبِي الفتح ابن البَطِّيّ، وغيره.
روى عَنْهُ: الحافظُ الضّياء، وغيره. وأجاز لشمسِ الدّين عَبْد الرَّحْمَن، وللفخر عليّ، وإسماعيل العسقلانيّ.
وتُوُفّي في رمضان.
قَالَ الضّياء: لم أرَ ببغداد أحسنَ صلاة منه.
[حرف الفاء]
فرحة بنت عَبْد الجبّار بْن هِبة الله ابن البُندار.
أمّ الحياء.
هي عائشة. مَرَّت [2] .
__________
[ () ] المجدّد لابن النجار (باريس) ورقة 82، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 77 رقم 912، والمختصر المحتاج إليه 3/ 155 رقم 1094.
[1] في تاريخه، ورقة 184، وانظر المختصر 3/ 155.
[2] برقم (21) .(43/67)
[حرف الكاف]
43- كرجي الأمير [1] علم الدّين الأسديّ.
ورّخه أبو شامة [2] .
[حرف الميم]
44- مُحَمَّد بْن أَبِي المظفّر [3] أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن عَبْد الباقي بْن شُقْران [4] .
أَبُو تمّام القُرشيّ، الزُّهْرِي، البغداديّ، البزّاز.
سَمِعَ مِن والده، وَمِن أَبِي الوقت.
وهو من بيت الحديث والرواية.
45- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن.
أَبُو القَاسِم التُجِيبيّ، المُرسيّ.
سَمِع مِن: أَبِيهِ، وأبي عَبْد اللَّه بْن سعادة، وأبي بَكْر بْن أَبِي ليلى، وجماعة. ولازمَ القاضيَ أبا الوليد بْن رُشْد.
ولي قضاء دانية. وتُوُفّي كهلا. وكان أديبا شاعرا.
46- مُحَمَّد بْن عليّ بْن مروان [5] .
القاضي أَبُو عَبْد الله الهَمْدانيّ، الوَهْرانيّ.
ولي قضاء تِلِمْسان، ثُمَّ ولي قضاء الجماعة بِمَرّاكُش بعد أَبِي جَعْفَر بْن مضاء، ثمّ عزل، ثمّ أعيد بعد عزل أبي القاسم بن بقيّ.
__________
[1] انظر عن (كرجي) في: ذيل الروضتين 52، وعقد الجمان 17/ ورقة 281، 282.
[2] في ذيل الروضتين، وقال: «توفي بدمشق ثالث عشر ربيع الآخر وصلّى العادل عليه بمرج باب الحديد ودفن بالجبل» .
[3] انظر عن (محمد بن أبي المظفر) في: تاريخ ابن الدبيثي 1/ 138، 139، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 61، 62 رقم 879، والمختصر المحتاج إليه 1/ 16، 17.
[4] شقران: بضم الشين المعجمة وسكون القاف وفتح الراء المهملة وبعد الألف نون. (المنذري) .
[5] انظر عن (محمد بن علي بن مروان) في: تكملة الصلة لابن الأبّار 2/ 681.(43/68)
وكان محمودَ السّيرة، شديدَ الهيبة، سريعَ الفصلِ، موصوفا بالعدل، ذا تُؤدة وسُؤْدُدٍ.
ذكره أَبُو عَبْد الله الأبّار، فَقَالَ: تُوُفّي سنة إحدى وستّ مائة، وصلّى عليه الإمام النّاصر ابن المنصور.
47- مُحَمَّد بْن أَبِي الفخر حامد [1] بْن عَبْد المنعم بْن أَبِي القَاسِم.
أَبُو الماجد المُضَريّ، الأصبهانيّ.
وُلد سنة عشرين [2] .
وسَمِعَ حضورا من فاطمة الْجُوزْدَانيَّة، وحدَّث عنها ببغداد.
روى عَنْهُ: الحافظُ الضّياء. وسَمِعَ منه: عُمَر بْن عَلِيّ الْقُرَشِيّ. ومات قبله ببضع وعشرين سنة.
تُوُفّي بأصبهان في رجب.
وروى عَنْهُ: عُمَر بْن شعْرانة.
48- مُحَمَّد بْن الحُسَيْن [3] بْن أَبِي الرضا بْن الخَصِيب [4] بْن زيد.
أَبُو المفضّل القُرشيّ، الدّمشقيّ، الشّافعيّ.
وُلد سنةَ خمسٍ وعشرين وخمسمائة.
وسمع من: جمال الْإِسْلَام أَبِي الْحَسَن بْن المسلَّم، وأبي طالب عليّ بْن أَبِي عقيل الصُّوريّ، وأبي الفتح نصر الله المصّيصيّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أبي الفخر) في: تاريخ ابن الدبيثي (شهيد علي 1870) ورقة 39، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 71 رقم 898. والمختصر المحتاج إليه 1/ 43.
[2] أي عشرين وخمس مائة.
[3] انظر عن (محمد بن الحسين) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 54 رقم 861، وسير أعلام النبلاء 21/ 442، 443 رقم 234، والإشارة إلى وفيات الأعيان 314، والإعلام بوفيات الأعلام 248، والمعين في طبقات المحدّثين 186 رقم 1975، والعبر 5/ 2، ومرآة الجنان 4/ 2، ولسان الميزان 5/ 141، رقم 467، والنجوم الزاهرة 6/ 188، وشذرات الذهب 5/ 6، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (تأليفنا) ق 2 ج 4/ 11 رقم 992.
[4] في (المعين) : «الخطيب» وهو تصحيف.(43/69)
روى عَنْهُ: إبراهيمُ بنُ إسْمَاعيل المقدسيّ، وعبدُ المَلِك بْن عَبْد الكافي الرَّبَعي، وعبدُ الواحد بْن أَبِي بَكْر الحمويّ الواعظ، ويوسفُ بْن خليل، وإسماعيل القوصيّ، ومحمد بْن حَسَّان الخطيب، ومحمد بْن المُسَلَّم بْن أَبِي الخوف الحارثيّ، وآخرون. وأجاز لأحمد بْن سلامة، والفخر عليّ، والكمال عَبْد الرحيم، وغيرهم.
وتُوُفّي في ثالث المحرّم.
وكان يقال لَهُ: سِبط زيد المحتسب.
قَالَ يوسفُ بنُ خليل: كَانَ ضعيفا. ثُمَّ ذكر وفاته وشيوخه.
وقال غيره: كَانَ ثقة عالما.
49- مُحَمَّد بْن حَمْد [1] بْن حامد بْن مُفَرج بْن غياث.
الشّيخُ الصّالحُ أَبُو عَبْد الله ابن الأجلّ الصّالح أَبِي الثّناء الأنصاريّ، الأرتاحيّ [2] ، ثُمَّ المصريّ الأَدَميّ، الحنبليّ.
قَالَ الحافظُ عبدُ العظيم [3] : كَانَ ذكر ما يدلّ عَلَى أنّ مولده سنة سبْعٍ وخمس مائة [4] تخمينا. سَمِعَ من أَبِي الحَسَن عليّ بْن نصر الأرتاحيّ بمصر، والمبارك بْن عليّ الطّبّاخ بمكَّة. وأجاز لَهُ أَبُو الحَسَن عليّ بْن الحُسَيْن الفَرّاء في سنة ثمان عشرة وخمسمائة، فحدّث بها مدة طويلة [5] . وكتب عنه
__________
[1] انظر عن (محمد بن حمد) في: معجم البلدان 1/ 190، 191، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 72، 73 رقم 900، والمعين في طبقات المحدّثين 186، رقم 1977، والإشارة إلى وفيات الأعيان 334، والإعلام بوفيات الأعلام 248، والعبر 5/ 2، 3، وسير أعلام النبلاء 21/ 415، 416 رقم 211، ودول الإسلام 2/ 108، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 38 رقم 217، وذيل التقييد 1/ 120، 121 رقم 175، والمقفى الكبير 5/ 608، 609 رقم 2169، والنجوم الزاهرة 6/ 188، وشذرات الذهب 5/ 46، والتاج المكلّل للقنوجي 218.
[2] الأرتاحي: نسبة إلى أرتاح، حصن من أعمال حلب.
[3] في التكملة لوفيات النقلة 2/ 72.
[4] زاد في التكملة: «أو ما حولها» .
[5] زاد في التكملة: «ونشر بها علما كثيرا» .(43/70)
جماعةٌ من الحفّاظ. وهو أوَّلُ شيخ سَمِعْتُ منه [1] الحديثَ بإعادة والدي وأجاز لي في سنة إحدى وتسعين وخمسمائة. وهو من بيت القرآن والحديث والصّلاح. تُوُفّي في العشرين من شعبان.
قلت: روى عَنْهُ: الحافظُ عَبْد الغنيّ، والحافظُ بْن المُفَضّل، والحافظ الضّياء، والرشيدُ العَطّار، وابنُ خليل، ونَسيبُهُ لاحق بْن عَبْد المنعم بْن قاسم بْن أَحْمَد بن حمد الأرتاحيّ، وعليُّ بْن عَبْد الرّزّاق بْن القَطّان، وسِبْطه أَحْمَد بْن حامد بْن أَحْمَد الأرتاحيّ، وأبو حامد مُحَمَّد ابْن قاضي القُضاة صَدْر الدين عَبْد الملك بن درباس، وأَبُو بَكْر بْن عليّ بْن مكارم، وأَبُو الحَسَن عليُّ بْنُ شجاع العبّاسيّ، والنّظام عثمانُ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن رشيق الرَّبَعي، والمعين أحمد بن زين الدّين، والخطيبُ عَبْد الهادي بْن عَبْد الكريم القَيسيّ، وأَبُو الفضل مُحَمَّد بْن مهلهل الْجِيتِيّ [2] ، وخلق سواهم.
وأجاز لابن أَبِي الخير.
قَالَ الضّياء مُحَمَّد: كَانَ شيخنا هذا ثقة ديِّنًا ثَبتًا، حسَن السّيرة، ولم يوجد لَهُ فيما نعلم شيء عالٍ سوى إجازة الفَرّاء. وقد كنّا نسمع عَلَيْهِ بعض الأوقات باللّيل، ولا يكاد يملُّ من التَّسْمِيع- رحمه الله-.
50- مُحَمَّد بن سعد الله [3] بن نصر ابن الدّجاجيّ [4] .
أبو نصر الواعظ.
__________
[1] في الأصل: «منهم» وهو سبق قلم من المؤلّف- رحمه الله-.
[2] نسبة إلى «جيت» من أعمال نابلس «المشتبه 1/ 138، توضيح المشتبه 2/ 212) .
[3] انظر عن (محمد بن سعد الله) في: تاريخ ابن الدبيثي 1/ 285- 287، وعقود الجمان لابن الشعار، ورقة 114- 117، وذيل الروضتين 52، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 58، 59 رقم 872، والجامع المختصر 9/ 155، 156، وتاريخ إربل 1/ 284، والمختصر المحتاج إليه 1/ 53، والمشتبه 1/ 239، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 34- 36 رقم 215، والبداية والنهاية 13/ 42، والوافي بالوفيات 3/ 91 رقم 1019، وعقد الجمان 17/ ورقة 277- 281، والنجوم الزاهرة 6/ 187.
[4] تصحفت هذه النسبة في (البداية والنهاية) إلى: «الأرتاحي» .(43/71)
وُلد سنة أربعٍ وعشرين وخمسِمائة.
وسَمَّعَهُ أَبُوهُ من قاضي المارستان، وأبي منصور القزّاز، وأبي جعفر محمد بن عليّ بن السّمنانيّ، وجماعة.
روى الكثيرَ ببغداد، والمَوْصِلِ، وواسط، وكتب، وطلب بنفسه بعد الخمسين.
قَالَ الدّبيثي [1] : سمعنا منه ونِعم الشّيخ كَانَ. وتُوُفّي فِي ربيع الأوّل.
قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ: هُوَ، والشّيخ الضّياء، والنّجيب عَبْد اللّطيف. وأجاز للفخر عليّ. وأبوه من الشّيوخ [2] .
51- محمد ابن نقيب النّقباء طلحة [3] بْن عليّ بْن مُحَمَّد.
الشّريف أَبُو المظفَّر العبّاسيّ، الزَّينبيّ [4] .
صَدْرٌ رئيس، ناب في النّقابة بعد أخيه أَبِي الحُسَن عليّ، ثمّ صار حاجبا بالدّيوان.
__________
[1] في تاريخه 1/ 286.
[2] وقال القادسي: كان صالحا خيّرا، فاضلا واعظا، يقرض الشعر.
وقال ابن النجار: كان من أعيان المشايخ، ووجوه وعّاظ مدينة السلام، مليح الوعظ، حسن الإيراد، حلو الألفاظ، كيّسا متودّدا، حسن الأخلاق، متواضعا، فاضلا صدوقا. وله النثر والنظم الجيد، وكان يتكلّم في عزاء الخلفاء والأفاضل والأماثل، وله تقدّم ومكانة.
من شعره:
نفس الفتى إن صلحت أحوالها ... كانت إلى نيل التقى أحوى لها
وإن تراها سدّدت أقوالها ... كانت إلى حمل العلا أقوى لها
فلو تبدّت حال من لها لها ... في قبره عند البلا لهالها
وله:
يقول عيسى أدميتها بالمسير ... رفقا بنا يا هاشمي
إن شئت أن تلقى الغنى والمنى ... عج بإمام من بني هاشم
فقلت إذ لاح سنا قصره: ... يا نوق هذا نورده هاشمي
[3] انظر عن (محمد بن طلحة) في: تاريخ ابن الدبيثي 1/ 299، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 55 رقم 865.
[4] قال المنذري: الزينبي: نسبة إلى زينب بنت سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطّلب.(43/72)
52- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عصرون [1] .
القاضي محيي الدّين ابن القاضي العلّامة شرف الدّين أَبِي سَعْد التّميميّ، الشّافعيّ، قاضي دمشق وابن قاضيها.
تُوُفّي في هذا العام. قاله أَبُو شامة ولم يترجمه.
وهو ولُد محيي الدّين عُمَر الّذي أجاز لنا.
53- مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمَن بن إقبال المَريني، المغربيّ.
أَبُو عَبْد الله المقرئ.
نزيل قُوص، وبها تُوُفّي.
قَالَ الشّهاب القُوصيّ: قرأتُ عَلَيْهِ القرآنَ، وقد سمعتُ عَلَيْهِ «التّيسير» وبلغ مائة سنة أو جاوزها. وهو تلميذُ أَبِي عَمْرو الخضِر بْن عَبْد الرَّحْمَن القَيسيّ، وكان القَيسيّ قد روى عَنْ أَبِي داود، وأبي عليّ الغسّانيّ.
54- مُحَمَّد بْن المؤيَّد [2] بْن علي بْن إسْمَاعيل بْن أَبِي طالب.
الشّيخ المقرئ الصّالح، أَبُو عَبْد الله الهَمذانيّ، المقرئ، الوَبريّ الفرّاء، نزيل القاهرة.
قرأ القراءات عَلَى الحافظ أَبِي العلاء الهَمَذانيّ، وقرأ بالقاهرة عَلَى أَبِي الجود، وسَمِعَ من أَبِي الوقت السِّجْزِيّ بهمذان، ومن عَبْد العزيز بْن مُحَمَّد بْن منصور الأَدَميّ بشيراز.
قَالَ الحافظ عَبْد العظيم [3] : كتب عَنْهُ جماعةٌ مِن شيوخنا ورفقائنا، وحُدِّثت عنه. وتوفّي في عاشر رجب.
__________
[1] انظر عن (ابن أبي عصرون) في: ذيل الروضتين 52، والوافي بالوفيات 3/ 349، 350 رقم 1429، وقضاة الشافعية للنعيمي 51- 52.
[2] انظر عن (محمد بن المؤيد) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 70 رقم 895، والمشتبه 2/ 658، وتوضيح المشتبه 9/ 174.
[3] في التكملة 2/ 70.(43/73)
قلت: روى عَنْهُ: ابنُه الحافظ أَبُو مُحَمَّد إِسْحَاق والد شيخنا أَبِي المعالي الأبَرقُوهِيّ، فأخبرنا أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن المؤيَّد، أَخْبَرَنَا والدي سنة اثنتين وعشرين وستّمائة، أَخْبَرَنَا أَبِي الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بِالْقَاهِرَةِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُبَارَكِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بِأَصْبَهَانَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ الطُّورَ. وَأَخْبَرَنَا بِهِ عَالِيًا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ الْحَافِظُ [1] ، أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ الْمَعْطِي، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا عمر بن أحمد، أخبرنا محمد بن يَحْيَى الطَّائِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ...
فَذَكَرَهُ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [2] .
55- مُحَمَّد، أَبُو مُحَمَّد بْن أَبِي الفتح يوسف [3] بْن المُسْنِد.
أَبِي الحَسَن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن صِرْما الأزَجيّ.
سَمِعَ من: جدّه أَبِي الفضل الأَرْمُويّ، وابنِ ناصر.
والأصحّ أنّ اسمَه كنيته. وهو أخو أَحْمَد وابن عمّ عُمَر بْن أَبِي السّعادات.
روى عَنْهُ: الحافظُ الضّياء، فسمّاه: محمدا، وكنّاه: أبا عَبْد الله [4] .
__________
[1] هو عبد المؤمن بن خلف بن أبي الحسن بن شرف الدمياطيّ التوني المتوفى 705 هـ. انظر:
معجم شيوخ الذهبي 1/ 336- 338 رقم 483.
[2] انظر صحيح البخاري (765) و (305) و (4023) و (4854) وصحيح مسلم (463) .
[3] انظر عن (محمد بن يوسف) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 173، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 70، 71 رقم 896.
[4] وكذلك سماه وكناه كل من ابن الدبيثي والمنذري لكنهما قالا: «ويقال أبو محمد عبد الله» .
وقال المنذري: وقيل لأخيه أبي العباس أحمد: ما اسم أخيك؟ قال: أبو محمد، هذا جميع اسمه لا أعرف غير هذا.(43/74)
وأجاز للشّيخ شمس الدّين ابن أَبِي عُمَر، وللكمال عَبْد الرحيم، وللفخر عليّ، وغيرهم.
وعاش سبعين سنة.
تُوُفّي في رجب.
56- المبارك بْن أَبِي الأزهر [1] بْن أَبِي القَاسِم.
أَبُو بَكْر البغداديّ، الدّارقَزِّيّ، المقرئ، المعروف بابن شُعْلَة [2] .
عَبْد صالح تقيّ، إمام مسجد ابن سَمْعُون مدَّة.
وحدّث عَنْ: أَبِي البركات المبارك بن كامل بن حبيش، وأبي بكر ابن الأشقر.
وتُوُفّي في ربيع الأوّل.
57- مختار بْن أَبِي مُحَمَّد بْن مختار [3] .
الصّاحب أَبُو مُحَمَّد ابن قاضي دارا.
وَزَرَ للملك الكامل بديار مصر، فلمّا قَدِمَ والدُه السّلطان المَلِك العادل مصر كَانَ الوزير ابن شُكْر يقصد ابنَ قاضي دارا، ويُريد نكبته، وألَّبَ عَلَيْهِ العادل، وطلبه فأمره الكامل بالنُّزوح خفية، فنزح بوليدة فخرِ الدّين وشهابِ الدّين، فورد عَلَى صاحب حلب، فبالغ في إكرامه، ثُمَّ ورد عَلَيْهِ أمر من الكامل يستدعيه، فخرج من حلب ونزل بعين المباركة ليسافرَ، فلم يشعر أصحابُه إلّا بخمسين فارسا قد أحاطوا بمضربه في اللّيل فأنبهوه، فخرج إليهم، فنزل إِلَيْهِ ثلاثة منهم فذبحوه، وقالوا لأولاده وغلمانه: احفظوا أموالَكم فَما كَانَ لنا غرضٌ سواه. واتّصل الخبرُ بالملك الظّاهر، فركب، وشاهده قتيلا، فاستعظم ولم يقف لقتله على خبر- رحمه الله-.
__________
[1] انظر عن (المبارك بن أبي الأزهر) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 60 رقم 875، والمختصر المحتاج إليه 3/ 181 رقم 2167.
[2] شعلة: بضم الشين المعجمة، وسكون العين المهملة.
[3] انظر عن (مختار بن أبي محمد) في: تاريخ ابن الفرات ج 5 ق 1/ 31، 32.(43/75)
58- المفضّل بْن عَقِيل [1] بْن حيدرة بْن عليّ.
أَبُو منصور البَجَليّ، الدّمشقيّ، المعروف بابن النَّفيس الرّميليّ.
ولد سنة عشرين وخمسمائة.
وسَمِعَ من: أَبِي القَاسِم الخَضِر بْن الحُسَيْن بن عبدان، والحافظ أبي القاسم ابن عساكر.
روى عَنْهُ: الشّهاب القُوصِيّ، وجماعة من طلبة الدّمشقيّين. وأجاز لابن أبي الخَيْر، والفخر عليّ، والحافظ عَبْد العظيم [2] ، وجماعة.
وتُوُفّي في المحرّم.
[حرف النون]
59- نصرُ اللهِ بنُ يوسف [3] بْن مكيّ بْن عليّ.
الفقيه الإمام أبو الفتح ابن الفقيه الجليل أَبِي الحَجّاج الحارثيّ، الدّمشقيّ، الشّافعيّ، المعدّل، ويعرف بابن الإِمام.
تفقّه عَلَى والده، وعلى أَبِي البركات الخَضِرِ بْن شبل بْن عَبْد. وسَمِعَ من: أبي الفتح نصر الله المصيصي، وهبة الله بْن طاووس. ورحل، فَسَمِعَ ببغداد من أَبِي الوقت عَبْد الأول وغيره.
وأجاز لَهُ: أَبُو عَبْد الله الفُرَاويّ، وزاهر بْن طاهر الشَّحّاميّ، وغيرهما.
وكان يُدعى: نصرا أيضا.
روى عَنْهُ: يوسُف بْن خليل، والزَّينُ خالدٌ، والتّقيّ اليَلْدانيّ، وآخرون.
__________
[1] انظر عن (المفضل بن عقيل) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 55 رقم 863.
[2] وهو قال: لنا منه إجازة كتب بها إلينا من دمشق في شوال سنة خمس وتسعين وخمسمائة.
[3] انظر عن (نصر الله بن يوسف) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 68، 69 رقم 893، والمختصر المحتاج إليه 3/ 210 رقم 1251، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 8/ 389، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 126، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 156 أ، ومعجم الشافعية لابن عبد الهادي، ورقة 99.(43/76)
وأجاز للحافظ عَبْد العظيم، ولأبي العَبَّاس بْن أَبِي الخير.
وتُوُفّي في منتصف جُمادي الآخرة بدمشق.
60- نَصْر بْن أَبِي نصر [1] مُحَمَّد بْن المؤيَّد بْن طاهر أَبِي الفتح.
الرئيس الأجلّ، أَبُو الفتوح الغَزْنَويّ، الواعظ.
قدِم بغدادَ رسولا من صاحب غَزْنة أَبِي المظَفَّر مُحَمَّد، فحدَّثَ عَنْ جدِّه المؤَيد.
مات بالرَّيّ في صفر وله ثلاثٌ وستّون سنة.
[حرف الياء]
61- ياقوت [2] ، أَبُو الدُّر الحمّاميّ عتيق أَبِي العزّ بْن بَكْروس.
شيخ بغداديّ.
سَمِعَ من: يَحْيَى بْن عليّ الطّرَّاح، وأبي الحَسَن مُحَمَّد بْن صِرْما.
وحَدَّث، روى عَنْهُ: أَبُو عَبْد الله مُحَمَّد بْن سعيد الدبيثي في «تاريخه» ، وقال: توفي في جمادى الأولى. وابن النّجّار.
62- يوسف بْن أَبِي الغنائم [3] أَحْمَد بْن الحُسَيْن.
أَبُو مُحَمَّد الحريميّ، الدّبَّاس، المعروف بابن المتش.
وُلِدَ سنة سبع عشرة وخمسمائة.
وسمع من: أبي غالب ابن البنّاء، ومن أحمد ابن الأشقر. وأجاز له:
__________
[1] انظر عن (نصر بن أبي نصر) في: الجامع المختصر 9/ 119، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 57، 58 رقم 870، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 2652، والنجوم الزاهرة 6/ 184.
[2] انظر عن (ياقوت) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 67 رقم 889، والمختصر المحتاج إليه 3/ 255 رقم 1381.
[3] انظر عن (يوسف بن أبي الغنائم) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 74 رقم 904، والمشتبه 2/ 624، والمختصر المحتاج إليه 3/ 231 رقم 1310، وتلخيص مجمع الآداب 5/ رقم 900، وتوضيح المشتبه 8/ 321.(43/77)
ابنُ الحُصَيْن، وأَبُو عامر العَبْدَري الحافظ، والحسينُ بن محمد بن خسْرُو البَلْخي.
روى عَنْهُ: الدّبيثِيّ، والضّياء المقدسيّ. وأجاز للفخر عليّ.
وهو أخو داود.
تُوُفّي في رابع شوّال.
والمَتُشّ: بفتحٍ ثُمَّ ضمّ التّاء وتثقيل المعجمة. قَيّده ابن نقطة [1] .
63- يوسف بْن المبارك [2] بْن كامل بْن أَبِي غالب.
أَبُو الفتوح بْن أَبِي بَكْر البغداديّ، الخَفّاف.
سَمِعَ بإفادة والده المحدّث أَبِي بَكْر من: قاضي المارستان، وأبي منصور بْن زُرَيْق القزّاز، وأبي القاسم ابن السَّمَرْقَنْديّ، وأبي منصور بْن خَيْرون، ويحيى بْن الطّرَّاح، وجماعة.
روى عَنْهُ: الدّبيثيّ، وابنُ خليل، والضّياء، والنّجيب عَبْد اللّطيف، وأخوه عَبْد العزيز، والتّقيّ اليَلْدانيّ، والمحبّ ابن النّجّار، وآخرون.
وبالإِجازة: الزّكيّ عَبْد العظيم، وابن أَبِي الخَيْر، والفخر عليّ، والكمال عَبْد الرّحيم، والشيخ شمس الدّين عبد الرحمن.
وكان أمّيا لا يكتب.
تُوُفّي فِي الخامس والعشرين من ربيع الأوّل.
قَالَ ابن النّجّار: صالح حافظ لكتاب الله، وكان أميّا لا يحسن الكتابة
__________
[1] في إكمال الإكمال (الظاهرية) «المتش» . وقيّده المؤلّف- رحمه الله- في المشتبه بضم الميم والتاء المثناة، وتابعه ابن ناصر الدين في التوضيح.
[2] انظر عن (يوسف بن المبارك) في: مشيخة النجيب عبد اللطيف، ورقة 77- 79، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 60، 61 رقم 877، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 807، وسير أعلام النبلاء 21/ 417، 418 رقم 212، والعبر 5/ 3، والمختصر المحتاج إليه 3/ 236 رقم 1327، والإشارة إلى وفيات الأعيان 314، والنجوم الزاهرة 6/ 188، وشذرات الذهب 5/ 6.(43/78)
ولا يعرف شيئا من العلم، وكان عسرا في الرواية، سيّئ الخُلق، مُتَبرّمًا بأصحاب الحديث، كنّا نَلقى منه شدَّة حتّى نسمع منه، وكان فقيرا مُدقعًا يأخذ عَلَى الرواية. وكان من فقهاء النّظاميّة، أسمعَه أَبُوهُ الكثير وتفرَّدَ. أظنّه ولد سنة سبع وعشرين وخمسمائة، فإنّه سَمِعَ في سنة ثلاثٍ وثلاثين. وكان لَهُ أخ اسمه كاسمه مات قبل سنة خمس وعشرين وخمسمائة.
64- يوسف بْن مُحَمَّد البغداديّ، الخِيَمِيّ [1] ، الظَّفَريّ.
حَدّثَ عن: يحيى ابن الطّرّاح.
[الكنى]
65- أَبُو مُحَمَّد العَدْل [2] .
المعروف بعدل الزَّبَدانِيّ.
سمعنا من حفيده.
وفيها ولد
النَّجم ابن المُجاوِر.
والجمال عَبْد الله الجزائريّ، المحدّث.
وجمال الدّين مُحَمَّد بْن أَحْمَد الشَّرِيشيّ.
والرُّكن أَحْمَد بن عبد المنعم الطّاووسيّ.
والنّجيب يحيى بن أحمد الحلّيّ ابن العُود شيخ الرّافضة.
والرضيّ مُحَمَّد بْن عليّ الشّاطبيّ، اللُّغَويّ.
وناصر الدّين عليّ بْن قرمين.
والسّراج أَبُو بَكْر بْن أَحْمَد بْن إسْمَاعيل بْن فارس التّميميّ.
والعدل عماد الدّين حسين بن همام بن البيّاع المصريّ.
__________
[1] انظر عن (يوسف بن محمد الخيمي) في: توضيح المشتبه 3/ 494.
[2] انظر عن (أبي محمد العدل) في: ذيل الروضتين 52.(43/79)
وزينب ابنة العَلَم أَحْمَد بْن كامل.
وخطيب جامع جراح شمس الدّين مُحَمَّد بْن صالح الهسكوريّ.
والشّرف مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد السَّخيّ العُمَريّ.
وعلاء الدّين عليّ بْن عَبْد الرحيم بْن شِيت القُرشيّ.
وأَبُو الحُسَيْن يَحْيَى بْن عَبْد العظيم الْجَزارَ الشّاعر.
والمحدّث مكين الدّين أبو الحسن الحصنيّ.(43/80)
سنة اثنتين وستمائة
[حرف الألف]
66- أحمدُ بْن أَحْمَد [1] بْن أَبِي الفتح مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن هِبة اللَّه.
أَبُو المعالي الشّهرابانيّ [2] ، ثُمَّ البغداديّ، المُعَدَّل.
حَدّثَ عَنْ أَبِي الوقت.
وتُوُفّي في صفر.
67- أَحْمَد بْنُ عَبْد المَلِك [3] بْن مُحَمَّد بْن يوسف.
أَبُو العبّاس الحَرِيمِيّ، المقرئ، المعروف بابن باتانة.
قرأ القراءات عَلَى والده، وعلى أَبِي الفتح عَبْد الوهَّاب بْن مُحَمَّد الخفّاف. وسَمِعَ من: أَبِي البركات يَحْيَى بْن عبد الرحمن الفارقيّ، وأبي بَكْر الأنصاريّ.
وكان صالحا فاضلا.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الدُّبِيثيّ [4] ، وغيره.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن أحمد) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 161، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 79 رقم 915، والجامع المختصر 9/ 179.
[2] منسوب إلى «شهرابان» وهي المعروفة اليوم ب «شهربان» أو «المقدادية» بلدة من محافظة ديالى بالعراق، وكان جده أبو الفتح قاضيا بها (تاريخ ابن الدبيثي، الورقة 161 باريس 5921) .
[3] انظر عن (أحمد بن عبد الملك) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 193، 194، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 82 رقم 923، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 1954، والمختصر المحتاج إليه 1/ 190، وغاية النهاية 1/ 77 رقم 348.
[4] في تاريخه، ورقة 194 (باريس 5921) .(43/81)
ولم يظهر سماعه من القاضي أَبِي بَكْر إلّا بعدَ موته بليلة.
قَالَ ابنُ النّجّار: قرأ بالروايات عَلَى أَبِي الكرم ابن الشّهرزوريّ، وسعد الله ابن الدَّجاجيّ، وكان صالحا، حسنَ المعرفة بالقراءات، مجوِّدًا، صدوقا، متديّنا. أضَرّ ولزِم بيتَه. وكان دائما يَقُولُ: أحقّ أنّني سَمِعْتُ مُجَلَّدةً من «طبقات» ابْن سعد عَلَى القاضي أَبِي بَكْر، فظفر بذلك ابن الأنماطيّ قبل موته، فذهب إِلَيْهِ بالمجلّد، فلقيه قد مات.
تُوُفّي في سادس جُمادي الآخرة.
68- أحمد بن عليّ [1] بن أبي القاسم ابن شُعْلَة.
أَبُو العَبَّاس الصّوفيّ، الحَرْبيّ.
سَمِعَ: أبا الحُسَيْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الفرّاء، وعبد الله بن أحمد بن يوسف.
روى عنه: الضّياء مُحَمَّد، والنّجيب عَبْد اللّطيف، وجماعة.
وتوفّي في جُمادي الأولى.
69- إِبْرَاهيم بْن عليّ [2] .
أَبُو إِسْحَاق الأنصاريّ، البغداديّ، الزّاهد، المعروف بالمَرَاوحيّ.
سَمِعَ من: أبي الفتح بن شاتيل، وجماعة. وحدث بكتاب «القوت» [3] عَنْ مُحَمَّد بْن يَحْيَى البَرَدانيّ. وصحِب المشايخ والأولياء، وأقام برباط بهروز.
قَالَ ابن النّجّار: كتبتُ عَنْهُ، وكان صالحا عابدا متهجّدا، مشتغلا باللَّه،
__________
[1] انظر عن (أحمد بن علي) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 207، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 82 رقم 922، والمختصر المحتاج إليه 1/ 199.
[2] انظر عن (إبراهيم بن علي) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 63، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 96، رقم 947، وتلخيص مجمع الآداب 5/ رقم 152.
[3] لأبي طالب المكيّ، وهو مشهور.(43/82)
دائمَ الذّكر، صابرا عَلَى الفقر، حُلْوَ الإِيراد، كنت أجد راحة عند كلامه ورؤيته. عاش إحدى وستّين سنة- رحمه الله-.
[حرف الباء]
70- بهاء الدين سام [1] بْن مُحَمَّد بْن مسعود المَلِك صاحب باميان.
سقتُ أخباره في ترجمة خاله شهاب الدّين الغوريّ في هذه السنة فاكشفها.
[حرف التاء]
71- التَّقِيّ الأعمى [2] الدَّمشقيّ، الشّافعيّ، الفقيه، مدرّس الأمينيَّة [3] .
كَانَ فقيها، عارفا بالمذهب، مُفتيًا، نبيلا.
ذكره الإِمام أَبُو شامة [4] ، فَقَالَ: وفي ذي القعدة [5] وُجد التَقِيّ الأعمى، واسمه: عيسى بْن يوسف بْن أَحْمَد الغَرَّافيّ [6] العراقيّ، مشنوقا بالمئذنة الغربيَّة. وكان مُفتيًا مدرّسا بالأمينيَّة. ابتُلِيَ بأخذ ماله، واتّهم بِهِ شخصا يقرأ عَلَيْهِ ويقوده، فَحَطَّ عَلَيْهِ النّاسُ، فشنق نفسه. ودَرّسَ بعده الجمال المصريّ وكيل بيت المال.
72- تَمَّام بْن الحُسَيْن [7] بْن غالب الخطيب.
أَبُو كامل القَيسيّ، المالقيّ، خطيب مالقة، المعروف بابن الحدّاد.
روى عَنْ: أَبِيهِ، وأبي عَبْد الله بْن معمر [8] ، وابن النّعمة، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (بهاء الدين سام) في: الجامع المختصر لابن الساعي 9/ 187.
[2] انظر عن (التقيّ الأعمى) في: ذيل الروضتين 54، 55، والعبر 5/ 4، ومرآة الجنان 4/ 2.
[3] الأمينية: مدرسة منسوبة إلى أمين الدولة كمشتكين بن عبد الله المتوفى سنة 541 هـ.
(الدارس للنعيمي 1/ 177، منادمة الأطلال لبدران 86، 87) .
[4] في ذيل الروضتين 54، 55.
[5] في الذيل لأبي شامة، الخميس سابع ذي القعدة.
[6] منسوب إلى «الغراف» البلد والنهر المشهورين بالعراق حتى اليوم.
[7] انظر عن (تمّام بن الحسين) في: تكملة الصلة لابن الأبّار 1/ 232.
[8] في التكملة: «وأبي عبد الله معمر» .(43/83)
قَالَ ابن الزُّبَيْر: أخذ عَنْهُ النّاسُ كثيرا، وكان مِن أحسن النّاس قراءة، وأطيبهم نغمة. مولده عام تسعة وخمسمائة [1] في ربيع الأول بجيّان. قال:
ولم يتخلّف عَنْ جِنَازته إلّا النّادرُ، وآخرُ من روى عَنْهُ: أَبُو عُمَر بْن حَوْط الله.
قَالَ الأبّار: أنشأ فصولا مستحسنة في الخُطب، سَمِع منه: أَبُو مُحَمَّد وأَبُو سُلَيْمَان ابنا حَوْط الله، وأَبُو جَعْفَر ابن الدّلّال، وجماعة.
وتُوُفّي في ربيع الأوَّل وله ثلاثٌ وتسعون سنة.
وأجاز لابن مَسْدي وحضر عنده.
[حرف الجيم]
73- جامع بْن باقي [2] بْن عَبْد اللَّه بْن عَلي.
أَبُو مُحَمَّد التمِيمِيّ، الأندلسيّ، الفقيه، قاضي إخْمِيم [3] ، مجد الدّين.
وُلِدَ بالجزيرة الخضراء من الأندلس، ورحل، فسمع من السِّلَفِيّ بالإِسكندريَّة، ومن: أبي المكارم عبد الواحد بن هلال، وأبي القَاسِم الحافظ، وداود بْن مُحَمَّد الخالديّ بدمشق.
روى عنه: ابن خليل، والشهاب القوصي، وغيرهما.
وتُوُفّي بدمشق في سابع عشر ذي القعدة.
74- جعفر بن محمد [4] بن أبي العزّ.
__________
[1] الّذي في المطبوع من التكملة: «ومولده بقرية من قرى البراجلة ليلة الخميس لعشر خلون من شهر ربيع الأول سنة تسع عشرة وخمسمائة» . وهو غلط، بدليل أنه توفي وله 93 سنة كما جاء في آخر ترجمته.
[2] انظر عن (جامع بن باقي) في: ذيل الروضتين 55، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 91 رقم 936، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 53، والعقد المذهب، ورقة 229، والمقفى الكبير للمقريزي 3/ 11 رقم 1051.
[3] البلدة المشهورة من صعيد مصر الأعلى (ياقوت: معجم البلدان 1/ 165) .
[4] انظر عن (جعفر بن محمد) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 295، وأخبار(43/84)
أَبُو عَبْد الله البغداديّ المتكلّم، قَطّاع الآجُرِّ، ويعرف بالمُسْتَعْمِل.
تُوُفّي ببغداد في ربيع الآخر، ودُفِنَ في داره.
وكان عارفا بالكلام والهندسة، مُطَّلِعًا عَلَى مذاهب النّاس.
عاش نيِّفًا وسبعين سنة.
[حرف الحاء]
75- الْحَسَن بْن عليّ بْن خَلف [1] .
أَبُو عليّ الأُمَويّ، القُرطبيّ، نزيل إشبيلية، المعروف بالخطيب.
أخذ القراءات ببلده عَنْ: أَبِي القَاسِم بْن رضا، ومحمد بْن جَعْفَر بْن صاف، وعبد الرحيم الحَجَّاريّ [2] . وسَمِعَ من: يونس بْن مغيث، وأبي بَكْر بْن العربيّ، وابن مَسرَّة. وسَمِعَ «الموطّأ» من أَبِي بَكْر بْن عبد العزيز.
وأخذ النّحو عَنْ أَبِي بَكْر بْن مسعود [3] وابن أَبِي الخصال. وأجاز لَهُ أَبُو الوليد بْن رُشد [4] مَرْويّاته.
وكان مائلا إِلى الأدب، وصحِب أبا حفص بْن عُمَر.
وله من الكتب: كتاب «روضة الأزهار» ، وكتاب «اللّؤلؤ المنظوم في معرفة الأوقات والنّجوم» [5] ، وكتاب «تهافت الشعراء» .
وتُوُفّي بإشبيليّة وله ثمان وثمانون سنة. قال الأبّار [6] .
__________
[ () ] الحكماء للقفطي 109، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 81 رقم 920، والجامع المختصر 9/ 184، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 1018.
[1] انظر عن (الحسن بن علي بن خلف) في: تكملة الصلة لابن الأبّار 1/ 263، والوافي بالوفيات 12/ 160، 161 رقم 131، وغاية النهاية 1/ 223 رقم 1012، ومعجم المؤلفين 3/ 253.
[2] تصحفت في (غاية النهاية) إلى «الحجازي» .
[3] في تكملة ابن الأبار: (1/ 263) : «عن أبي بكر مسعود» ، وهو وهم من المحقق.
[4] في تكملة ابن الأبار: «رشيد» وهو تحريف.
[5] هكذا في الأصل وعند ابن الجزري، وفي تكملة ابن الأبار: «بالنجوم» .
[6] قال ابن الأبار: «ووقفت على تسمية تواليفه وبعض شيوخه بخطه» 1/ 264.(43/85)
76- الحُسَيْن بْن عليّ [1] بْن الحُسَيْن بْن قَنَان.
أَبُو عَبْد الله الأنباريّ، ثُمَّ البغداديّ، المعروف بابن الرّبّي [2] .
حدّث عن: أبي الفضل الأرمويّ، وسعيد ابن البَنّاء.
روى عَنْهُ: ابن خليل، والضّياء، وجماعة.
وهو أخو الحَسَن [3] . حَدّثَ هُوَ، وأخوه، وأبوهما، وعمّتهما تَمَام [4] .
وتُوُفّي في رمضان.
وأجاز للشّيخ شمس الدين، وللفخر علي، وللكمال عبد الرحيم.
77- حمزة بْن عليّ بْن حمزة [5] بْن فارس بن محمد.
أبو يعلى ابن القبّيطيّ [6] ، الحرّانيّ الأصل، البغداديّ، المقرئ.
من كبار القُرّاء، قرأ القراءات عَلَى أَبِي محمد سبط الخياط، وأبي الكرم الشهرزوري. وسمع منهما، ومن أبي: الحسن محمد بْن أَحْمَد بْن تَوْبة، وأحمد بْن عَبْد الله ابن الأبَنوسيّ، وأبي عَبْد الله السّلّال، وأبي إِسْحَاق
__________
[1] انظر عن (الحسين بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 84، 85 رقم 928، والمختصر المحتاج إليه 2/ 40 رقم 620، وتوضيح المشتبه 4/ 131.
[2] الرّبّي: بضم الراء المهملة وكسر الباء الموحّدة وتشديدها. (المنذري، ابن ناصر الدين) .
[3] ستأتي ترجمته في الطبقة التالية في وفيات سنة 618 هـ.
[4] تقدّمت ترجمتها في الطبقة السابقة في وفيات سنة 597 هـ.
[5] انظر عن (حمزة بن علي بن حمزة) في: التقييد لابن نقطة 257 رقم 315، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي 15/ 177، و (المخطوط بباريس 5922) ورقة 36، 37، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 526، 527، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 92، 93 رقم 939، وذيل الروضتين 54، والجامع المختصر 9/ 189، 191، والعبر 5/ 4، والمعين في طبقات المحدّثين 186 رقم 1979، والإعلام بوفيات الأعلام 248، والإشارة إلى وفيات الأعيان 314، والمختصر المحتاج إليه 2/ 50 رقم 635، وسير أعلام النبلاء 21/ 441، 442 رقم 233، ومعرفة القراء الكبار 2/ 581، 582 رقم 541، ومرآة الجنان 4/ 3، والوافي بالوفيات 13/ 177، 178 رقم 204، وغاية النهاية 1/ 264 رقم 1193، وعقد الجمان 17/ ورقة 290، والنجوم الزاهرة 6/ 290، وشذرات الذهب 5/ 7.
[6] القبّيطي: بضم القاف وفتح الباء الموحّدة وتشديدها وسكون الياء آخر الحروف وبعدها طاء مهملة مكسورة. (المنذري 2/ 93) .(43/86)
إِبْرَاهيم بْن نَبهان الغَنَوّي، وأبي الفضل الأُرْمَويّ، وأبي غالب محمد بن عليّ ابن الدّاية، وسَعْد الخير.
وأقرأ القراءات وحدَّث.
قَالَ الدّبيثِيّ [1] : وكان ثقة صدوقا، حسن الخلق.
قلت: روى عَنْهُ: هُوَ، وابنُ خليل، والضّياء، والنّجيبُ عبدُ اللّطيف [2] ، والتَّقيّ اليَلْدانيّ، وآخرون. وأجاز للشّيخ شمس الدّين عبد الرحمن، وللحافظ المنذريّ، وللفخر عليّ، وللكمال عَبْد الرحيم.
وُلد سنة أربع وعشرين وخمسمائة في رمضان.
وتوفّي في ثامن عشر ذي الحجَّة.
وقال أَبُو شامة [3] : كَانَ عفيفا، زاهدا، ثقة، قرأ على سبط الخيّاط بالروايات.
وقال ابن الظّاهريّ: ثقة حجَّة، من أئمَّة القرّاء المُجَوِّدين [4] .
[حرف الخاء]
78- خَلَفُ بْن أحمد [5] بن حمد.
__________
[1] في تاريخه، الورقة 37 (باريس 5922) .
[2] في المشيخة، الورقة 87- 88.
[3] في ذيل الروضتين 54.
[4] وقال ابن النجار: أكثرت عنه، ولازمته، وسمعت منه من كتب القراءات والأدب، وكان ثقة حجّة نبيلا، موصوفا بحسن الأداء وطيب النغمة، يقصده الناس في التراويح، ما رأيت قارئا أحلى نغمة منه، ولا أحسن تجويدا، مع علوّ سنّه، وانقلاع ثنيّته، وكان تامّ المعرفة بوجوه القراءات وعللها وحفظ أسانيدها وطرقها، وكان له معرفة حسنة بالحديث، وكان دمثا لطيفا متودّدا، وكان في صباه من أحسن أهل زمانه وأظرفهم، مع صيانة ونزاهة، وكان من أحسن الشيوخ صورة، وقد أكثر الشعراء في وصفه، فأنشدني يحيى بن طاهر، أنشدنا أبو الفتح محمد بن محمد الكاتب لنفسه في حمزة بن القبّيطي:
تملّك مهجتي ظبي غرير ... ضنيت به ولم أبلغ مرادي
فتصحيف اسمه في وجنتيه ... ومن ريق بفيه وفي فؤادي
(سير أعلام النبلاء 21/ 442) .
[5] انظر عن (خلف بن أحمد) في: الإشارة إلى وفيات الأعيان 314.(43/87)
أَبُو المفاخر الأصبهانيّ، الفَرَّاء، الشّافعيّ، الفقيه، المفتي، الإِمام، ضياء الدّين.
وُلِد سنةَ ثمان عشرة وخمسمائة.
وسمع: إسماعيل ابن الإخشيذ، ومحمد بن علي بن أبي ذر الصالحاني، وغيرهما.
روى عَنْهُ: الضّياء، وابنُ خليل. وأجاز لابن أَبِي الخير، وشمس الدّين عَبْد الرَّحْمَن، والفخر عليّ، وأحمد بنِ شيبان، وغيرهم.
وتُوُفّي في شعبان.
[حرف السين]
79- سليمانُ بْن أَحْمَد بْن حامد بْن أَحْمَد بْن محمود الفقيه المفتي.
أَبُو غانم الثّقفيّ، الأصبهانيّ.
يروي عَنْ أصحاب سعيد العَيَّار [1] .
روى عَنْهُ: الضّياء، وابنُ خليل. وأجاز لابن أَبِي الخير، وغيره.
[حرف الشين]
80- شاكر بْن فضائل بْن قُلَيْب البغدادي.
سَمِعَ سعيد ابن البناء.
روى عَنْهُ: الضياء، وابن خليل، وأجاز لابن أَبِي الخير، وغيره.
81- شهابُ الدّين السّلطان أَبُو المظفر مُحَمَّد بْن سام [2] الغوريّ صاحب غَزْنة.
قتلته الباطنيَّة- لعنهم الله- في شعبان.
__________
[1] انظر عن العيّار في: المشتبه 2/ 474، وتوضيح المشتبه 6/ 366.
[2] انظر عن (السلطان محمد بن سام) في: الكامل في التاريخ 12/ 212- 216، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 84 رقم 927، والجامع المختصر 9/ 105، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 1799، وآثار البلاد وأخبار العباد للقزويني 430، والمختصر في أخبار البشر 3/ 106، والعبر 5/ 4، والإعلام بوفيات الأعلام 248، والإشارة إلى وفيات الأعيان 314، ودول الإسلام 2/ 71، وسير أعلام النبلاء 21/ 320- 322 رقم 167، وتاريخ ابن الوردي 2/ 123، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 8/ 61، ومرآة الجنان 4/ 3، والعسجد المسبوك 2/ 298- 300، والوافي بالوفيات 3/ 83، والبداية والنهاية 13/ 34، ومآثر الإنافة 2/ 71، والنجوم الزاهرة 6/ 184، وشذرات الذهب 4/ 342.(43/88)
وهو أخو السّلطان غياث الدّين أَبُو الفتح مُحَمَّد، المذكور سنة تسعٍ وتسعين، وقد امتدّت أيّامهما وافتتحا بلادا كثيرة، وشَهِدا حروبا عديدة.
قَالَ أبو الحسن ابن الأثير في «تاريخه» [1] : قُتل السّلطان شهاب الدّين الغُوري صاحب غَزْنة والهند وبعد خُراسان بمُخَيَّمِهِ بعد عَوده من لهاوُر [2] ، وذلك أنّ نَفَرًا من الكُفّار الكوكريَّة لزِموا عسكره عازمينَ عَلَى اغتياله لِما فعل بهم من القَتْل والسَّبْي، فلمّا كانت هذه اللّيلة، تفرَّقَ عَنْهُ أصحابُه، وكان معه من الأموال ما لا يُحصى، فإنّه كَانَ عازما عَلَى قصْد الخطَا والاستكثار من العساكر، وتفريق المال فيهم، وكان عَلَى نِيَّة جيّدة من قتال الكفّار، فكان ليلتئذٍ وحده في خركاه، فثار أولئك النّفر، فقتلوا بعضَ الحرس، فصاح المقتولُ، فثار إِلَيْهِ الحرسُ من مواقفهم من حول السّرَادِق لينظروا ما الأمر، وأخلوا مراكزَهم، فاغتنم الكوكريَّة الفرصة، وهجموا عَلَى السّلطان، فضربوه بالسكاكين وخرجوا، فدخل عَلَيْهِ أصحابُه فوجدوه عَلَى مُصلاه قتيلا وهو ساجد، وأُخِذ أولئك فقُتلوا، وحفظ الوزيرُ والأمراءُ الخزائن، وصَيَّروا السّلطان في مِحَفَّة، وحفّوها بالجسم والصّناجق يُوهمون أَنَّهُ حَيّ. وكانت الخزانة عَلَى ألفين ومائتي جَمَل، وسارُوا إِلى أن وصلوا إِلى كرمان، وكاد يَتَخَطَّفُهُمْ أهلُ تِلْكَ النّواحي، فخرج إليهم الأميرُ تاج الدّين ألْدُز، فجاء ونزل وقَبَّلَ الأرضَ، وكشف المِحَفَّة، فلمّا رأى السّلطان ميتا، شقٌ ثيابَه وبكى، وبكى الأمراء وكان يوما مشهودا. وكان ألْدُز من أكبر مماليكه وأَجَلّهم، فلمّا قُتل شهاب الدّين، طمع أن يملك غَزْنة، وحُمِل السّلطان إِلى غَزْنة، فدُفِنَ في التّربة الّتي أنشأها.
وكان ملكا شجاعا غازيا، عادلا، حَسَن السّيرة، يحكم بما يُوجبه الشّرع، يُنصِفُ الضّعيفَ والمظلوم، وكان يَحْضُرُ عنده العلماء، وقد جاء أنّ الفخر الرّازيّ صاحبَ التّصانيف وعظ عنده مرّة، فقال في كلامه: يا سلطان
__________
[1] في الكامل 12/ 212، 213.
[2] في الأصل: «نهاور» وهو تصحيف. وهي مدينة لاهور المشهورة في الهند.(43/89)
العالم، لا سلطانك يبقى، ولا «تلبيس» [1] الرازي يبقى وَأَنَّ مَرَدَّنا إِلَى الله 40: 43 [2] ، فانتحب السّلطانُّ بالبكاء.
استوفى ابن الأثير ترجمته وهذه نُخْبَتُهَا، وقال [3] : كَانَ شافعيّا كأخيه، وقيل: كَانَ حنفيّا. ولمّا ملك أخوه غياثُ الدّين باميان، أقطعها ابنَ عمّه شمس الدّين مُحَمَّد بْن مسعود، وزوّجَه بأخته، فولدت منه ولدا اسمه: بهاء الدّين سام. فلمّا تُوُفّي شمس الدّين وولي باميان بعده ابنُه عبّاس، أخذ غياثُ الدّين منه المُلْك، وأعطاه لابن أخته بهاء الدّين.
وعَظُم شأَنُه، وعلا محلُّه، وأحبّه أمراءُ الغُوريَّة. فلمّا قُتل الآن خالُه، سار إليه بعض الأمراء فَعرّفَهُ، فكتب إِلى الأمراء: إنّني واصل. وكتب إِلى علاء الدّين مُحَمَّد بْن عليّ ملك الغوريَّة يستدعيه إِلَيْهِ، وإلى غياث الدّين محمود ابن السّلطان غياث الدّين خاله، وإلى حسين بْن جرميك والي هَرَاة، يأمرهما بإقامة الخُطْبَة لَهُ. وأقام أهل غَزْنة ينتظرونه، ومالت الأتراك الخاصّكيَّة إِلى غياث الدّين ابن أستاذهم، فلمّا سار من باميان ومعه ولداه: علاء الدّين مُحَمَّد، وجلال الدّين، وَجَد صُداعًا فنزل، فقوي بِهِ الصُّداع وعظُم، فأيقن بالموت، فأحضر ولديه، وعَهِدَ إِلى علاء الدّين، وأمرهما بقصد غَزْنة، وضَبْط المُلْك والرّفق بالرعيّة، وبذل الأموال. ثُمَّ مات، فصار ولداه إلى غزنة، فنزلا دار الملك، وتسلْطَنَ علاء الدّين، وأنفق الأموالَ فلم يُطِعه ألْدُزُ، وجَيَّش وسار إِلى غَزْنة، فالتقاه عسكرُ علاء الدّين فانهزموا، وأحاط ألْدُز بالقلعة، وحَصَرَ علاء الدّين، ثمّ نزل بالأمان وحلف لَهُ ألْدُز، ورَدَّ إِلى باميان في أسوأ حال، فإنّ الأتراك نهبوه.
__________
[1] يريد كتاب «تلبيس إبليس» للرازي، وهو مشهور.
[2] سورة غافر، الآية 43.
[3] في الكامل 12/ 316- 220.(43/90)
[حرف الصاد]
82- صالح بْن مُحَمَّد [1] بْن عليّ بْن بارس [2] .
أَبُو جَعْفَر الأزَجيّ.
شيخ مُعَمَّر من أبناء التّسعين. سَمِعَ سنة إحدى وعشرين وخمسمائة من أَبِي الفضل عَبْد المَلِك بْن عليّ بْن يوسف:
روى عَنْهُ: الدّبيثِيّ، والضّياءُ مُحَمَّد، وغيرهما.
وتُوُفّي في شوّال.
[حرف الضاد]
83- ضياء بْن أَبِي القَاسِم [3] أَحْمَد [4] بْن الحَسَن.
أَبُو عليّ ابن الخُرَيْف [5] البغداديّ، السَّقْلاطونيّ، النّجّار.
وُلِد بمحلَّة النَّصْرِيَّة، وكان جارا لأبي بَكْر قاضي المارستان، فأكثر عَنْهُ.
وسَمِعَ أيضا من: القاضي أَبِي الحُسَيْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد ابن الفرّاء، وأبي القَاسِم ابن السَّمَرْقَنْديّ. وكان أُمّيًّا لا يكتب.
__________
[1] انظر عن (صالح بن محمد) في: إكمال الإكمال لابن نقطة (الظاهرية) ورقة 25، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922 هـ.) ورقة 80، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 86 رقم 931، والمختصر المحتاج إليه 2/ 105 رقم 724، وتوضيح المشتبه 1/ 321.
[2] بارس: بفتح الباء الموحدة وبعد الألف راء مهملة مكسورة وسين مهملة. (المنذري وغيره) .
[3] انظر عن (ضياء بن أبي القاسم) في: التقييد لابن نقطة 302 رقم 368، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 87، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 86، 87 ورقة 923، والمشتبه 1/ 231، والمعين في طبقات المحدّثين 186 رقم 1978، والإشارة إلى وفيات الأعيان 314، والإعلام بوفيات الأعلام 248، والعبر 5/ 5، والمختصر المحتاج إليه 2/ 116، 117 رقم 736، وسير أعلام النبلاء 21/ 418، 419 رقم 213، والنجوم الزاهرة 6/ 191، وشذرات الذهب 5/ 8.
[4] وقال ابن الدبيثي: «ويقال المبارك مكان أحمد» .
[5] قيده المنذري بالحروف فقال: بضم الخاء المعجمة وفتح الراء المهملة وسكون الياء آخر الحروف وبعدها فاء. (التكملة 2/ 932) ، وقيده الفيروزآبادي في «القاموس» والزبيدي في «تاج العروس» ، وقالوا: كزبير.(43/91)
روى عَنْهُ: الدّبيثِيّ، وابنُ النّجّار، والضّياءُ، وابنُ خليل، وابن عبد الدّائم، والنّجيب والعزّ ابنا الصّيقل الحرّانيّ.
ولد سنة ستّ عشرة، أو سبع عشرة. وتوفّي في نصف شوّال [1] .
وأجاز للفخر عليّ وجماعة.
[حرف الطاء]
84- طاشتكين [2] ، الأمير الكبير مُجير الدّين أَبُو سعيد المُسْتَنجديّ.
سَمِعَ من: أبي الفتح ابن البطي، وعلي بن عساكر البطائحيّ.
وكان أحدَ مماليك المستنجد باللَّه يوسف، ثمّ صار من بعده لولده المستضيء بأمر الله الحَسَن.
وولي إمرة ركْب العراق سنين عديدة، وولي إمرة الحِلَّة المَزْيدَيَّة مدَّة، ثُمَّ ولي تُسْتَرَ وخُوزستان.
وكان سَمْحًا كريما، حسنَ السّيرة، وافرَ الحشمة، شجاعا، حليما، قليلَ الكلام إِلى الغاية، تمضي عَلَيْهِ الأيامُ لا يتكلَّمُ إلّا نادرا.
تُوُفّي بتُسْتَرَ [3] في جُمادي الآخرة عَنْ نَيّفٍ وثمانين سنة.
وكان شيعيّا جاهلا.
__________
[1] قال المؤلّف- رحمه الله- في سير أعلام النبلاء 21/ 419 «سنة إحدى وستمائة» . وهو وهم، فقد أجمعوا على وفاته في هذه السنة 602 هـ.، بدليل أنه أورده هنا أيضا.
[2] انظر عن (طاشتكين) في: الكامل في التاريخ 12/ 241، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 527، 528، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 83، 84 رقم 925، وذيل الروضتين 53، 54، والجامع المختصر 9/ 86، والمختصر في أخبار البشر 3/ 107، وفوات الوفيات 2/ 412، 413، والوافي بالوفيات 16/ 385، 386 رقم 419، والبداية والنهاية 13/ 45، وتاريخ ابن الوردي 2/ 123، والعقد الثمين 2/ ورقة 243، وعقد الجمان 17/ ورقة 290، 291، والعسجد المسبوك 2/ 304، 305، والنجوم الزاهرة 6/ 190، وشذرات الذهب 5/ 88.
[3] تصحفت في ذيل الروضتين 54 إلى: «ششتر» .(43/92)
[حرف العين]
85- عَبْد الله بْن علي بْن أبي السعادات المبارك بن الحسين بن نغوبا [1] .
أَبُو بَكْر الواسطيّ العَدْل.
وُلِدَ سنةَ ثلاثٍ وعشرين [2] .
وسَمِعَ من: جدّه المبارك، وأبي الكرم نصر الله ابن الجلخت، وأبي عبد الله الجلابي، وأبي الحسن بن عَبْد السّلام الكاتب بواسط. ومن عَبْد الباقي بْن أَحْمَد النَّرْسِيّ ببغداد.
وهو من بيت الحديث.
ونغوبا: اسم قرية لجدّهم لُقِّبَ بها [3] .
تُوُفّي بواسط في صفر.
سَمِعَ منه: أَبُو عَبْد الله الدّبيثيّ [4] .
86- عبد الله ابن الحفيد [5] أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن أَبِي مروان عَبْد المَلِك بْن زُهْر.
أَبُو مُحَمَّد الإياديّ، الأندلسيّ، الإشبيليّ، الطّبيب.
مُعْرِقٌ في الطِّبّ، كَانَ آباؤه شيوخَ الطّبّ بإشبيليّة. وكان شابّا، جميلَ الصّورة، مفرِطَ الذّكاء، خبيرا فاضلا.
__________
[1] انظر عن (ابن أبي السعادات) في: إكمال الإكمال لابن نقطة (الظاهرية) ورقة 59، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 98، والمختصر المحتاج إليه 2/ 153، 154، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 78 رقم 914.
[2] الّذي في تكملة المنذري (2/ 914) : ومولده في شعبان سنة اثنتين أو ثلاث وعشرين وخمس مائة.
[3] قيدها المنذري بالحروف فقال: وهي بفتح النون، وضمّ الغين المعجمة، وسكون الواو، وفتح الباء الموحدة (التكملة 3/ 119) .
[4] انظر تاريخه المعروف بذيل تاريخ مدينة السلام بغداد، الورقة 98 (باريس 5922) .
[5] انظر عن (عبد الله ابن الحفيد) في: عيون الأنباء لابن أبي أصيبعة 2/ 74، 75، والوافي بالوفيات 17/ 575- 577 رقم 481.(43/93)
أخذ الطّبّ عن أبيه. وكان رئيسا محتشما عاش خمسا وعشرين سنة، وخَلّف ولدين: عبدَ المَلِك، وأبا العلاء محمدا.
87- عَبْد الباقي بْن عُثْمَان [1] بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن يوسف بْن صالح.
عزّ الدّين، أَبُو العزّ الهمذانيّ، الصّوفيّ.
ولد سنة تسع عشرة وخمسمائة.
وسَمِعَ مِن: زاهر الشَّحَّاميّ، ومحمد بْن حامد ابن الجرّاح، وأبي المناقب مُحَمَّد بْن حمزة العلَويّ، وأبي جَعْفَر مُحَمَّد بْن أَبِي عليّ الحافظ.
وحدَّث ببغداد وهَمَذان، سَمِعَ منه: مسعود بْن سرف شاه الطُّوسيّ، وعُبيد الله بْن مُحَمَّد القُومسانيّ، والقاضي نجم الدّين أَحْمَد بْن راجح، والحافظ الضّياء وأخوه الكمال عَبْد الرحيم، والجمال أَبُو موسى ابن الحافظ، والشرف عَبْد الله بْن أَبِي عُمَر، سمعوا منه بَهَمذان.
وكان عالما صالحا، سَمِعَ «تفسير» أَبِي بَكْر النّقّاش من أَبِي جعفر الهمذاني في سنة ثلاثين وخمسمائة، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سعد مُحَمَّد بْن الحَسَن بن بهارة [2] سنة ثمان وستّين وأربعمائة، أَخْبَرَنَا القاضي مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن القَاسِم المحامليّ، عَنْهُ. وسَمِعَ «صحيح» البخاريّ من أَبِي جَعْفَر الهَمَذانيّ، بسماعه من أَبِي الخير مُحَمَّد بن أبي عمران الصّفّار بسنده.
أجاز للشيخ شمسِ الدين عَبْد الرَّحْمَن، وللشيخِ الفخرِ، ولفاطمة بنت عساكر، ولمن أدرك حياته.
88- عَبْد الرَّحْمَن ابن الإمام أبي عليّ يحيى [3] بن الربيع.
__________
[1] انظر عن (عبد الباقي بن عثمان) في: التقييد لابن نقطة 389 رقم 506، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي 15/ 279، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 94 رقم 943، والمختصر المحتاج إليه 2/ 85 رقم 910، والعبر 5/ 5، ومرآة الجنان 4/ 3، وشذرات الذهب 5/ 8.
[2] قارن مشتبه الذهبي 649.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن يحيى) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 130،(43/94)
الفقيه أَبُو القَاسِم الواسطيّ.
تُوُفّي في حياة والده. وكان قد تفقّه عَلَى والده، وعلى أبي القاسم يحيى بن فضلان، وسمع من: منوجهر بن تركانشاه، وجماعة.
وحدّث بخراسان لمّا قدِمها رسولا، وناظر، ودرَّسَ، وأفتى، وعاش اثنتين وأربعين سنة.
تُوُفّي في رمضان.
89- عَبْدُ السّلام بْن المبارك [1] بْن أَحْمَد.
أَبُو الكَرَم بْن صَبُوخا الظَّفَريّ.
تُوُفّي في رجب، وله اثنتان وثمانون سنة.
سَمِعَ: الحُسَيْن بْن إِبْرَاهيم الدِّينَوَرِيّ، وعبد الأوّل السِّجْزِيّ، وسَعْد الخير.
روى عَنْهُ: ابنُ النَّجّار، وأثنى عَلَيْهِ كثيرا.
90- عَبْد القويّ بْن عَبْد الخالق [2] بْن وَحْشِيّ.
أَبُو مُحَمَّد الكنانيّ [3] ، الحنفيّ، المصريّ، المِسْكيّ، صائن الدّين.
سَمِعَ: عَبْد اللَّه بْن بَرّيّ، وعَشِير بْن عليّ، ومحمد بن عبد الرحمن
__________
[ () ] والجامع المختصر 9/ 187، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 85 رقم 929، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 2164، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 71 (8/ 188) ، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 549، والوافي بالوفيات 18/ 301 رقم 351، والعقد المذهب لابن الملقن، ورقة 171.
[1] انظر عن (عبد السلام بن المبارك) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 141، 142، والجامع المختصر 9/ 186، 187، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 84 رقم 926، والمختصر المحتاج إليه 3/ 38 رقم 807.
[2] انظر عن (عبد القويّ بن عبد الخالق) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 95 رقم 944، والجواهر المضية 2/ 451، 452 رقم 848، وحسن المحاضرة 1/ 145، 146، والطبقات السنية، 2/ ورقة 527، 528.
[3] في (الجواهر المضية) : «الكتاني» بالتاء المثنّاة المشدّدة.(43/95)
المسعوديّ، وطائفة كبيرة. وارتحل، فسمع بدمشق من: أَبِي سَعْد بْن أَبِي عصرون، وجماعة، وببغداد من: ابن بَوْش وطبقته، ودخل ما وراء النّهر وأقام هناك وصار لَهُ صُورة.
وتُوُفّي في هذه السّنة.
91- عبدُ الكريم بْن أَبِي الحَسَن [1] بْن ياسين القَيْسرانيّ.
ثُمَّ المصريّ، المُقرئ.
قرأ القراءات عَلَى: أَبِي الْجُيوشِ عساكرِ، وسَمِعَ بدمشق من: أَبِي الفضل منصور الطّبريّ.
سَمِعَ منه: أَبُو عَبْد الله بْن يوسف المصريّ، وغيره.
وكان مِن أهل الصّلاح والخَيْر.
92- عَبْد الملك بن أَبِي أَحْمَد عَبْد الوهّاب [2] بن عَلِيّ بن علي بن عُبَيْد الله البغداديّ ابن سُكَيْنة.
تُوُفّي في حياة والده بصعيد مصر في هذه السنة، وقيل: تُوُفّي سنةَ ثلاث وتسعين. قَالَه الحافظ المنذريّ.
سَمِعَ من: شُهْدَة، وتَجَنِّي [3] .
وحدّث بالحرمين.
93- عُبَيْد الله بْن مُحَمَّد [4] بْن أَبِي نصر.
أَبُو زُرْعَة اللَّفْتُوانيّ [5] الأصبهانيّ.
سَمِعَ: مُحَمَّد بْن عليّ بْن أَبِي ذَرّ الصَّالحانيّ حضورا، والحسينَ بْن عَبْد المَلِك الخَلال، وهذه الطبقة. واعتنى به أبوه، وسمّعه الكثير.
__________
[1] انظر عن (عبد الكريم بن أبي الحسن) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 87، 88 رقم 934.
[2] انظر عن (عبد الملك بن عبد الوهاب) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 93، 94 رقم 941.
[3] يعني تجنّي بنت عبد الله الوهبانية، وقد تقدّمت ترجمتها في الطبقة الماضية.
[4] انظر عن (عبيد الله بن محمد) في: العبر 5/ 5.
[5] اللفتواني: نسبة إلى لفتوان إحدى قرى أصبهان.(43/96)
ولا أعلم متى تُوُفّي، إلّا أَنَّهُ أجاز في هذه السّنة للبرهان ابن الدَّرَجيّ، وأجاز للفخر عليّ، وللشيخ شمس الدّين عَبْد الرَّحْمَن، وللكمال عَبْد الرحيم، ولأحمد بْن شيبان، ولجماعة.
وروى عَنْهُ: ابنُ خليل، والضّياء. وسَمِعَ أيضا من: زاهر بْن طاهر.
واسم جدّه: شجاع بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهيم.
94- عُبَيْد الله بْن أَبِي الحَسَن [1] بْن أَبِي الوفاء.
أَبُو بَكْر الأزَجيّ الدّبّاس، المعروف بابن الغُرَيْر [2] .
سَمِعَ: أبا الفضل الأُرْمَويّ، وأبا الفتح الكَرُوخيّ.
وسَمِعَ منه جماعة [3] .
95- عُثْمَان بْن عيسى [4] بْن دِرْباس.
القاضي، المحدِّث، العلّامة، ضياء الدّين أَبُو عُمَر الهَدَبانيّ،
__________
[1] انظر عن (عبيد الله بن أبي الحسن) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 94 رقم 942، والمشتبه 2/ 462، والمختصر المحتاج إليه 2/ 190، 191 رقم 835، وتوضيح المشتبه 6/ 278.
[2] قيده المنذري فقال: وغرير، بضم الغين المعجمة وراءين مهملتين الأولى منهما مفتوحة وبينهما ياء آخر الحروف (التكملة 2/ 942) .
[3] ورّخ المؤلّف- رحمه الله- وفاته في سنة 601 هـ. في (المشتبه 2/ 462) وهو وهم، فقد ورّخ وفاته في (المختصر المحتاج إليه 2/ 191) في سنة 602 هـ. وكذلك فعل المنذري في (التكملة 2/ 94) .
أما ابن ناصر الدين فنقل عن المؤلّف، رحمه الله- في (المشتبه) وفاته في سنة 601 هـ.
ولم يعلّق على ذلك.
[4] انظر عن (عثمان بن عيسى) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 90 رقم 935، ووفيات الأعيان 3/ 242، 243 رقم 410، وسير أعلام النبلاء 21/ 476 (دون ترقيم) ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 143 (8/ 337، 338) ، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 127- 130، ومرآة الجنان 4/ 3، والبداية والنهاية 13/ 110، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 153 أ، وتاريخ ابن الفرات 5 ق 1/ 45، 46، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 392 رقم 360، والعسجد المسبوك 2/ 307، وكشف الظنون 1562، 1912، وشذرات الذهب 5/ 7، وهدية العارفين 1/ 654، والأعلام 4/ 375، ومعجم المؤلفين 6/ 366.(43/97)
المارانيّ [1] ، ثُمَّ المصريّ، الفقيه، الشّافعيّ، أخو قاضي القضاة صدر الدّين عَبْد المَلِك.
تفقْه في صِباه بإربل عَلَى أَبِي العَبَّاس الخَضِرِ بْن عقيل. ثُمَّ تفقّه بدمشق عَلَى القاضي أَبِي سعد بْن أَبِي عصرون، وأحكم المذهبَ وأصولَه، وشرح «المهذّب» شرحا شافيا لم يُسْبقْ إِلى مثله في عشرين مجلّدا، وبقي عَلَيْهِ من الشّهادات إِلى آخره [2] . وشرح «اللُّمَع» لأبي إِسْحَاق في مجلَّدين، وكان من أعلم الشافعيَّة في زمانه.
وقد ناب عَنْ أخيه في القضاء، وسَمِعَ من: أَبِي الجيوش عساكر بن عَلِيّ.
قَالَ الحافظ المنذريّ [3] : تُوُفّي في ثاني عشر ذي القعدة، [وزاد أَنَّهُ تفقّه أيضا عَلَى أَبِي البركات الخَضِرِ بْن شِبْل الحارثيّ] [4] .
96- عَرَفة بْن عليّ [5] بْن الحَسَن بْن حمدُويَه.
أَبُو المكارم ابن بصلا [6] اللّبنيّ.
__________
[1] تصحفت في (شذرات الذهب) إلى «الحاراني» .
[2] كتب في الأصل: «بل كمّله» . واسم الكتاب: «الاستقصاء لمذاهب الفقهاء» . (وفيات الأعيان) .
[3] في التكملة 2/ 935.
[4] ما بين الحاصرتين ليس في المطبوع من (التكملة للمنذري) .
[5] انظر عن (عرفة بن علي) في: الكامل في التاريخ 12/ 243، وتاريخ ابن الدبيثي (كمبرج) ورقة 181، والتاريخ المجدّد لابن النجار (الظاهرية) ورقة 133، والجامع المختصر 9/ 179، 180، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 80 رقم 918، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 287، 288، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 721، وتاريخ إربل لابن المستوفي 1/ 26، والمشتبه 2/ 562، والمختصر المحتاج إليه 3/ 153، 154 رقم 1088، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 125 (8/ 293، 294) ، والعقد المذهب لابن الملقّن، ورقة 252، وتوضيح المشتبه 3/ 378، وتبصير المنتبه 1237.
[6] بصلا: بضم الباء الموحدة وسكون الصاد المهملة. وهو لقب لمحمد بن حمدويه أحد أجداده. (التكملة للمنذري 2/ 80) .(43/98)
شيخ صالح، مشتغل بنفسه، عاش سبعا وسبعين سنة، وتفقَّه بالنِّظامِيَّةِ.
وصحِب أبا النّجيب السُّهروَرديّ، وسَمِعَ من: أَبِي الفضل الأُرْمَوي، وعبد الصَّبور الهَرَويّ. وحدّث.
وعُرف باللَّبَنِيّ، لأنّه أقام سنين يتغذَّى باللّبن، ولا يأكُل خبزا. وهذه عادة لا عبادة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الدُّبِيثيّ، وغيره.
97- عليّ بن عليّ بن سعادة [1] بن الجنيس [2] .
الفقيه أَبُو الحَسَن الفارقيّ، الشَّافِعِيّ.
تفقّه بتوريز [3] ، وسَمِعَ بها من مُحَمَّد بْن أسعد العَطّاريّ. وقَدِمَ بغداد فسَمِعَ من أَبِي زُرْعَة المقدسيّ، وصَحِبَ أبا النَّجيب عبدَ القاهر، وعَلَّق الخلافَ عَنِ الإِمام أَبِي المحاسن بْن بُندار.
وأعاد بالنّظاميَّة، ونابَ في تدريسها، وناب في القضاء. ووليَ تدريس مدرسة أُمِّ النّاصر لدين الله.
ومات يومَ عَرَفة. مِن كبار الشّافعيّة.
__________
[1] انظر عن (علي بن علي بن سعادة) في: الكامل في التاريخ 12/ 243، وتاريخ ابن الدبيثي (كمبرج) ورقة 148، 149، والجامع المختصر 9/ 188، 189، والمختصر المحتاج إليه 3/ 131 رقم 1021، والمشتبه 1/ 273، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 126 (8/ 295، 296) ، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 255، وفيه: علي بن علي بن سعيد، والبداية والنهاية 13/ 44 وفيه: «علي بن سعاد الفارسيّ» ، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 153 أ، والعقد المذهب لابن الملقن، ورقة 166، والعسجد المسبوك 2/ 305، 306، وعقد الجمان 17/ ورقة 29، وتوضيح المشتبه 3/ 467.
[2] الجنيس: بضم الجيم وفتح النون وسكون الياء آخر الحروف وبعدها سين مهملة.
(المنذري 2/ 92، التوضيح 3/ 467) .
وقال السبكي: «تصغير جنس» . (طبقات الشافعية الكبرى 5/ 126 و 8/ 295) .
[3] توريز هي: تبريز. وترد بالصيغتين.(43/99)
98- عليّ بْن مُحَمَّد بْن جمال الإِسلام [1] أَبِي الحَسَن عليّ بْن المُسَلَّم بْن مُحَمَّد.
الفقيه شرف الدّين أَبُو الحَسَن السُّلَمِيّ، الدّمشقيّ، الشّافعيّ، المعروف جدّه: بابنِ بنت الشَّهرُزوريّ.
وُلِدَ سنةَ أربع وأربعين وخمسمائة [2] .
وتفقّه، وسمع من: أبي العشائر محمد بْن خليل، وأبي يَعْلَى حمزة بْن الحُبُوبيّ، وأبي الحسين القاسم ابن البُن، وخالَيْهِ: الصّائن هبة الله، والحافظ أَبِي القَاسِم، وجماعة.
وحَجَّ. ودخل بغدادَ، فسمع مِن شُهْدَة، وجماعة. وقرأ عَلَى الكمال عَبْد الرَّحْمَن بن محمد الأنباريّ بعض تصانيفه.
وحَدّث ببغداد، ومصر. وكانت لَهُ اليدُ الطُّولى في الخلاف والبحث.
وكان فصيحا، حسنَ العبارة. دَرَّس بالأمينيَّة.
وحدّث عَنْهُ: يوسُفُ بنُ خليل، والضّياءُ مُحَمَّد، والشّهاب القُوصيّ.
وقال القُوصيّ: أَخْبَرَنَا مفتي الشّام شرفُ الدّين بقراءتي عَلَيْهِ بمدرسته الأمينية، قَالَ: وتُوُفّي بحمص غريبا.
وقال أَبُو شامة [3] : كَانَ قد سكن حمصَ منذ أخرج من دمشق، وكان
__________
[1] انظر عن (علي بن محمد بن جمال الإسلام) في: تاريخ ابن الدبيثي (كمبرج) ورقة 158، والتاريخ المجدّد لابن النجار (باريس) ورقة 8، وذيل الروضتين 54، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 82، 83 رقم 924، والمختصر المحتاج إليه 3/ 137 رقم 1038، وسير أعلام النبلاء 21/ 423، 424 رقم 219، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 429، 430، والوافي بالوفيات 2/ 96- 98 رقم 46، والبداية والنهاية 13/ 44، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 153 أ، ب، والعسجد المسبوك 2/ 307، والعقد المذهب لابن الملقّن، ورقة 153 و 166، وعقد الجمان للعيني 17/ ورقة 290، والدارس في تاريخ المدارس 1/ 182.
[2] وبها ورّخه ابن الدبيثي، والمنذري. أما ابن النجار فقال: «بلغني أن مولد شيخنا أبي الحسن الفقيه كان في المحرم سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة بدمشق» . (التاريخ المجدّد، ورقة 8) .
[3] في ذيل الروضتين 54.(43/100)
مدرّس الأمينيَّة والزّاوية المقابلة لباب البرّادة، وكان عالما بالمذهب والخلاف، ماهرا.
قلت: تُوُفّي في تاسع جُمادي الآخرة.
99- عُمَر بْن إِبْرَاهيم [1] بْن عُثْمَان.
أَبُو حفص التّركستانيُّ الأصلِ، الواسطيّ، الصّوفيّ، الواعظ.
سَمِعَ بواسط مِن: عَبْد الرَّحْمَن بْن الحُسَيْن الدَّجاجيّ، ومحمد بْن عليّ الكَتَّانيّ. وببغداد من: شُهْدَة، وجماعة. وسافر الكثير. وحَدّثَ.
وتُوُفّي بشيراز.
100- عُمَر بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْد.
أَبُو عَبْد الله المَقْدسيّ.
قال الضّياء: ولد بعد الثّلاثين وخمسمائة، وَحَدَّثَنَا عَنْ أَبِي الحُسَيْن عَبْد الحقّ بْن يوسف. وتُوُفّي في ربيع الآخر بقاسيون.
وقال الشّيخ الموفَّق: كَانَ فيه حَمِيَّة وأنَفَة، وكان حَسَنَ الصّلاة، حاضرَ القلب فيها.
قلت: وهو والدُ الشّابّ الإِمام سيف الدّين عَبْد الله المتوفّى بحرّان في سنة ستّ وثمانين وخمسمائة.
[حرف الفاء]
101- فارس بانويه [2] بنت محمد بن أبي القاسم بن أبرويه، الأصبهانيّة، الصّالحانيّة.
__________
[1] انظر عن (عمر بن إبراهيم) في: التاريخ المجدّد لابن النجار (باريس) ورقة 84، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 81 رقم 921، والجامع المختصر 9/ 184، 185.
[2] انظر عن (فارس بانويه) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 80، 81 رقم 919، وتوضيح المشتبه 1/ 306 و «بانويه» : بضم النون.(43/101)
سَمِعْتُ من: فاطمة الْجُوزْدانيَّة، وسعيد بْن أَبِي الرجاء. وحدثت بأصبهان.
وتُوُفّيت في رابع ربيع الآخر. قَالَهُ الحافظ المنذريّ [1] .
[حرف اللام]
102- لُبابة بنت المبارك [2] بْن هِبة الله بْن بَكْري الحَرِيميّ.
تُوُفّيت في ذي الحِجَّة عَنْ أربعٍ وسبعين سنة، وحدّثت عَنْ جدِّها لأمّها أَبِي البقاء هِبة الله بْن القَاسِم البُنْدار، وهو شيخ مُسِنٌّ يروي عَنْ طِرَاد النّقيب وغيرِه، وتوفّي سنة بضع وأربعين وخمسمائة [3] .
[حرف الميم]
103- مُحَمَّد بْن ظافر بْن القَاسِم بن منصور [4] .
أبو البركات ابن الأديب أَبِي المنصور الْجُذاميّ، الإِسكندرانيّ، الخيّاط.
الرجلُ الصّالح المختصّ بصحبة الزّاهد أبي الحسن ابن بنت أَبِي سَعْد، فإنّه خدمه أربعينَ سنة، وكان الشّيخ يُحبّه ويحترمه. وكان أَبُو البركات ذا سَمْتٍ وورع يتحرّى في خياطته، ويُغَسِّل الأعيانَ بمصر.
وأبوه: ظافر الحدّاد، شاعر مشهور.
104- مُحَمَّد بْن أَبِي خالد [5] عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بْن عيسى بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهيم بْن محمد بن أبي زمنين.
__________
[1] في التكملة 2/ 80.
[2] انظر عن (لبابة بنت المبارك) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 92 رقم 938، والمختصر المحتاج إليه 3/ 271، 272 رقم 1433.
[3] تقدّمت ترجمته في وفيات سنة 544 هـ. برقم (252) وكنيته هناك: «أبو الوفاء» .
[4] انظر عن (محمد بن ظافر) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 96، 97 رقم 948، والوافي بالوفيات 3/ 178 رقم 1153، وتاريخ ابن الفرات 9/ ورقة 9.
[5] انظر عن (محمد بن أبي خالد) في: التكملة لكتاب الصلة لابن الأبّار 2/ 571، 572، والمقفى الكبير للمقريزي 6/ 113، 114 رقم 2554.(43/102)
واسم أبي زَمَنْين: عدنان بْن بشير بْن كثير.
القاضي أَبُو بَكْر المرّيّ، الأندلسيّ الإِلبيريّ، ثُمَّ الغَرْناطيّ.
قَالَ الأبّار [1] : كذا نسبه أَبُو القَاسِم المَلاحيّ، وقال: إنّه وَقَّفَهُ عَلَى نسبه هذا، فأقَرَّ بِهِ.
سَمِعَ: أبا مروان بْن قزمان، وأبا الحَسَن الزّهريّ، وأبا القَاسِم بْن بَشكُوال، وجماعة. وكتب إِلَيْهِ أَبُو الحَسَن بْن هُذَيل، وأَبُو طاهر السِّلَفيّ، وطائفة. وولي قضاء غَرناطة ثُمَّ مَالَقَةَ.
قَالَ: وكان فقيها محدّثا، حسنَ الخطّ والضّبْط. حدَّث عَنْهُ: أَبُو سُلَيْمَان بْن حَوْط اللَّه، وأبو محمد ابن القُرطبيّ، وأَبُو الربيع بنُ سالم، وأَبُو جَعْفَر الدّلّال.
وتُوُفّي بغَرْناطة معزولا عَنِ القضاء في شهر ربيع الأول، وله ثِنتان وسبعون سنة.
روى عَنْهُ: ابن مَسديّ، وقال: هُوَ أوَّلُ مَن أُحضرت بين يديه وسمعتُ عَلَيْهِ، حَدَّثَنَا بإشارة جدّي، فكان يأخذ مجلّدا مُجَلَّدًا ثُمَّ يضعه في حجْري، ويقول لي: حَدّثْ بهذا عنّي. وكان أحدَ حُفَّاظ الحديث، وقد سَمِعَ من الحَسَن بْن عليّ بْن سهل الخشنيّ، وخلْق.
فالخشنيّ لم أر لَهُ ترجمة، سَمِعَ من ابن سُكَّرة.
105- مُحَمَّد بْن القاضي المُعَمَّر أَبِي الفتح مُحَمَّد [2] بْن أَحْمَد بْن بختيار.
__________
[1] في التكملة: 2/ 571- 572.
[2] انظر عن (محمد بن أبي الفتح محمد) في: الكامل في التاريخ 12/ 242، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 128، 129، والجامع المختصر 9/ 191، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 87 رقم 933، والمختصر المحتاج إليه 1/ 125، والمشتبه 2/ 624، والعقد المذهب لابن الملقّن، ورقة 64، والعسجد المسبوك 2/ 305، ومعجم الشافعية لابن عبد الهادي، ورقة 52، وتوضيح المشتبه 8/ 318.(43/103)
أَبُو حامد المَنْدائيّ [1] ، الفقيه، المفتي.
وُلِدَ سنة سبْعٍ وخمسين.
وقَدِمَ بغداد فتفقّه بها. وسَمِعَ من: أَبِي الفتح بْن شاتيل، وطبقته. وقرأ «المقامات» عَلَى منوجهر بْن تركانشاه.
روى عَنْهُ: أبو عبد الله الدبيثي [2] ، وقال: توفي في ثامن عشر شوّال، وصَلَّى عَلَيْهِ أَبُوهُ [3] .
106- مسعود الأمير [4] سعد الدّين صاحب صَفَد ابن الحاجب مبارك.
تُوُفّي بصفد في شوّال. وله بدمشق دار صارت للأمير جمال الدّين موسى بْن يغمور، وهي الّتي بقرب حمّام جاروخ بدمشق، وهي اليوم [ ... ] [5] .
107- وتُوُفّي قبله في رمضان: أخوه ممدود [6] بدر الدين.
شِحْنة دمشق، الّذي صارت داره للأجَلّ نجم الدّين ابن الجوهريّ بحارة البلاطة.
وكانا أميرين كبيرين لهما مواقفُ مشهورة مَعَ السّلطان صلاح الدّين.
وهما ابنا السّتّ عذراء صاحبة المدرسة العذراويّة، ووالدة الأمير فرّوخ شاه ابن الأمير شَاهِنشاه بْن أيّوب بْن شاذي.
__________
[1] المندائي: بفتح الميم وسكون النون ودال مهملة ثم ألف وهمزة، بعدها ياء النسب.
ومعناها بالفارسية: الباقي. ويقال: الماندائي.
وكان قوم من العجم تأخر إسلامهم من أجداده فقيل: الماندائي.
[2] في تاريخه، ورقة 129.
[3] ستأتي ترجمته وفي وفيات سنة 605 هـ. برقم (262) .
[4] انظر عن (مسعود الأمير) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 528، وذيل الروضتين 54، وشفاء القلوب للحنبلي 215.
[5] بياض في الأصل تركه المؤلّف- رحمه الله-.
[6] انظر عن (ممدود) في: في مصادر أخيه «مسعود» نفسها.(43/104)
[حرف الياء]
108- يَحْيَى بْن مُحَمَّد [1] بْن خَلف.
أَبُو زكريّا الهَوزنيّ، الإِشبيليّ.
أخذ عَنْ: أَبِي الحَكَم بْن حَجّاج، وأبي الأصبغ السّماتيّ، وجماعة.
وتصدّر للإقراء ببلده وبسبتة.
قَالَ الأبّار: كَانَ مِن أهل الضَّبط والتّجويد، شهيرُ الذِّكْر، وله أُرجوزة في غريب القرآن. وقد أضرَّ بأخَرةٍ.
أخذ عَنْهُ جماعةٌ، منهم أَبُو عَبْد الله بْن هشام. وتُوُفّي في رمضان.
وفيها وُلد
مجد الدين محمد ابن الظّهير الإربلّيّ.
والعماد الأشتر أَحْمَد بْن المؤيّد.
والنَّجيب مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن المؤيَّد الهَمَذانيّ.
والعماد مُحَمَّد بْن عُمَر بْن هلال الأزْديّ.
والمؤمّل بْن محمد ابن النّابلسيّ.
والزّين مُحَمَّد بْن الحَسَن بْن سالم الحِمْصِيّ.
والجمال أَبُو مُحَمَّد بْن عَبْد الوهَّاب النّخائليّ.
والعزّ عبد الرحمن ابن العزّ مُحَمَّد بْن عَبْد الغنيّ.
وتقيّ الدّين إبراهيم ابن الواسطيّ.
والتّاج أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن المعتزل.
ومحمد بْن إِبْرَاهيم بْن تَرْجم في ربيع الأول.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن محمد) في: تكملة الصلة لابن الأبّار (نسخة الأزهر) 3/ ورقة 134.(43/105)
والمحدّثُ شرف الدّين أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله المَوْصليّ ثُمَّ الدّمشقيّ في ربيع الأول.
والضّياء أحمد ابن الشيخ مُحَمَّد بْن عُمَر بْن يوسف القُرطبيّ، سَمِعَ من زاهر بْن رُستم.
وأَبُو الحَسَن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي الفتح الحرّانيّ الضّرير، سَمِعَ ابن رُوزْبة.
والجمال مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم بْن درارة.
والكمال يَحْيَى بنُ خَلَف المقاماتيّ بمصر، سَمِعَ مُكْرَمًا.(43/106)
سنة ثلاث وستّمائة
[حرف الألف]
109- أَحْمَد بْن عَبْد الغنيّ [1] بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن خَلَف بْن المُسَلّم.
الفقيه، الأديب، نفيس الدّين أَبُو العَبَّاس اللّخميّ، المالكيّ، المعروف بالقُطْرُسِيّ [2] .
تفقّه عَلَى الإمام ظافر بْن الحُسَيْن الأزْديّ. واشتغل بالأُصولَيْن والمنطق، وقرأ الأدب على البارع موفّق الدّين يوسف ابن الخلّال كاتب الدّيوان العاضديّ، وصحِبه مدَّةً، وصحِب غيرَه. وسَمِعَ من سعيد المأمونيّ.
وتَصَدَّر للإِقراء والإِفادة. وله ديوان شِعر. تقلّب في الخدم الدّيوانيّة، ومدح ملوكا ووزراء.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبد الغني) في: بغية الطلب لابن العديم (المصوّر) 5/ 440 رقم 164، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 102، 103 رقم 957، ووفيات الأعيان 1/ 164- 167 رقم 66، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 958، وسير أعلام النبلاء 21/ 479، 480 رقم 244، والوافي بالوفيات 7/ 72 رقم 3013، والفلاكة والمفلوكين 112، وتاريخ ابن الفرات 5 ق 1/ 53- 56، والمقفى الكبير للمقريزي 1/ 486، 487 رقم 472، وسلّم الوصول لحاجي خليفة، ورقة 97.
[2] القطرسي: بضم القاف وسكون الطاء المهملة وضم الراء وبعدها سين مهملة. قال ابن خلّكان: هذه النسبة كشفت عنها كثيرا ولم أقف لها على حقيقة، غير أنه كان من أهل مصر ثم أخبرني بهاء الدين زهير بن محمد الكاتب الشاعر أن هذه النسبة إلى جدّه قطرس، وكان صاحبه، وروى عنه شيئا من شعره. (وفيات الأعيان 1/ 167) وقد تحرّفت النسبة إلى «الفطرسي» بالفاء، في تلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 958.(43/107)
قَالَ المنذريُّ [1] : تُوُفّي فِي الرابعِ والعشرينَ من ربيع الأول، وأنشدنا عَنْهُ جماعة من أصحابه [2] .
قلت: وروى عَنْهُ الشّهاب القُوصيّ في «معجمه» .
110- أَحْمَد بْن أبي المُعَمَّر [3] يَحْيَى بْن أَحْمَد بن عبيد اللَّه بْن هبة الله.
__________
[1] في التكملة 2/ 102.
[2] قال ابن خلّكان: وذكره العماد في «الخريدة» فقال: فقيه مالكي المذهب، له يد في علم الأوائل والأدب، ومن شعره قوله:
يسرّ بالعيد أقوام لهم سعة ... من الثراء، وأما المقترون فلا
هل سرّني وثيابي فيه قوم سبا ... أو راقني وعلى رأسي به ابن جلا
وذكره العماد أيضا في كتاب «السيل» فقال: كان من الفقهاء بمصر، وقد رأيت القاضي الفاضل يثني عليه، ووجدت له قصيدة كتبها من مصر إليه ونقلت من ديوانه أيضا:
يا راحلا وجميل الصبر يتبعه ... هل من سبيل إلى لقياك يتفق
ما أنصفتك جفوني وهي دامية ... ولا وفى لك ق 9 لبي وهو محترق
وله في كأس سقطت وهو معنى بديع:
ما سقطت كأسك من علّة ... لكن يد الفضل بتبديدها
هيهات أن تحفظها راحة ... ما حفظت قطّ سوى جودها
وله:
فؤادي إليك شديد الظما ... وعيني تشكو لك الحاجبا
فرتّب لي الإذن سهلا لديك ... فإنّي أرضى به راتبا
ومن شعره أيضا:
إن مسّني من جناب كنت أعهد لي ... فيه النعيم تكاليف من الشظف
فالشمس والبدر حسبي أسوة بهما ... وربّما كسفا في البيت والشرف
ومن شعره أيضا:
لا تسأل اليوم عن حالي وعن خبري ... دهت فؤادي دواهي الحسن والقدر
أصبحت قد ضلّ قلبي في هوى قمر ... فأعجب لمن ضلّ بين الشمس والقمر
[3] انظر عن (أحمد بن أبي المعمّر) في: التقييد لابن نقطة 185 رقم 209، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 139، والجامع المختصر 9/ 213، 214، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 109، 110 رقم 971، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 1987، والمختصر المحتاج إليه 1/ 226، 227، والوافي بالوفيات 8/ 232 رقم 3672.
و «المعمّر» : بضم الميم وفتح العين المهملة وبعدها ميم مشدّدة مفتوحة وراء مهملة.
(المنذري 2/ 110) .(43/108)
أَبُو المعالي البغداديّ، الخازن.
سَمِعَ الكثيرَ من: نصرِ بْن نصر العُكْبَرِيّ، وابن الزَّاغونيّ، وأبي جَعْفَر أَحْمَد بْن مُحَمَّد العَبَّاسيّ، ومحمد بْن عُبَيْد الله الرُّطَبِيّ، وأقرانِهم، ومَن بعدهم، وكتب الكثير، فممّا كتب: «الصّحيحان» ، و «مسند» أحمد، و «طبقات» ابن سَعْد، وكتاب «الأغاني» .
وهو من بيت العدالة والرواية، وهو ابن عمّ الوزير عُبَيْد الله بْن يونس.
قَالَ ابن النّجّار: كتبتُ عَنْهُ، وكان صدوقا، حسن الطّريقة، عفيفا، ديِّنًا، متودّدا.
وقال الدّبيثِيّ [1] : كَانَ ثقة، سمعنا منه الكثيرَ. وتُوُفّي في شعبان.
وروى عَنْهُ: هُوَ، والنّجيب عبد اللّطيف. وأجاز للفخر عليّ، وأحمد بْن شيبان، وجماعة.
111- إسْمَاعيل بْن عليّ [2] بْن مواهب.
أَبُو مُحَمَّد الحَظِيرِيّ [3] ، الدُّجَيْليّ.
قرأ العربيَّةَ عَلَى ابن الخَشّاب، واللّغة عَلَى أَبِي مُحَمَّد بْن الجواليقيّ.
وبرع وتقدّم، وأنشأ «الخُطَب» ، وكتاب «تحرير الجواب» .
وكان زاهدا ورِعًا، نزل المَوْصِلَ.
تُوُفّي في صفر [4] .
112- آمنة بنت أبي القاسم [5] بن أبي منصور ابن السّدنك.
__________
[1] في تاريخه، ورقة 139.
[2] انظر عن (إسماعيل بن علي) في: ذيل الروضتين 58.
[3] في ذيل الروضتين: «الخطيريّ» ، وقال: من خطيرة الدجيل.
[4] أنشد لنفسه:
لا عالم يبقى ولا جاهل ... ولا نبيه لا ولا خامل
على سبيل مهيع لاحب ... يوري أخو اليقظة والغافل
[5] انظر عن (آمنة بنت أبي القاسم) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 110 رقم 972.(43/109)
سَمِعْتُ قاضيَ المارستان أبا بَكْر.
وهي أخت المبارك [1] .
تُوُفيت في شعبان.
113- إِبْرَاهيم بْن يوسف [2] بْن إِبْرَاهيم.
أَبُو إِسْحَاق اللّخْميّ، القُرطبيّ، المعروف بالمَعَاجِريّ [3] المقرئ.
أخذ القراءاتِ عَنْ سَعْد بْن خَلَف، وولي الخَطابة. وكان مقرئا مجوّدا، ذا سمت ووقار.
قال ابن الطّيلسان: صحبته زمانا.
114- إسماعيل بن المبارك [4] بْن مُحَمَّد بْن مكارم بْن سكّينة.
أبو الفرج الأنماطيّ، البغداديّ.
سمع من: أبيه، وأبي الفتح ابن البطّيّ، وجماعة. وحدَّث.
تُوُفّي بإرْبِل.
115- إقبال [5] ، جمال الدّولة خادم السّلطان صلاح الدين الّذي وقف دارَيْهِ الإِقباليّتَين: الّتي للحنفيَّة [6] والّتي للشّافعيَّة [7] بدمشق.
__________
[1] تقدّمت ترجمته في الطبقة الماضية في وفيات سنة 596 هـ.
[2] انظر عن (إبراهيم بن يوسف) في: تكملة كتاب الصلة لابن الأبار 1/ 162، وغاية النهاية 1/ 30 رقم 137.
[3] تحرّف في التكملة إلى «المعافري» ، والمثبت يتفق مع (غاية النهاية) .
[4] انظر عن (إسماعيل بن المبارك) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 249، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 107 رقم 966، والمشتبه 1/ 364، وتوضيح المشتبه 5/ 129، وتبصير المنتبه 686.
[5] انظر عن (إقبال) في: ذيل الروضتين 59، والأعلاق الخطيرة 2/ 210، 234 و 3 ق 1/ 137، ونهاية الأرب 29/ 40، 41، والوافي بالوفيات 9/ 304 رقم 4234، والبداية والنهاية 13/ 46.
[6] انظر عن (المدرسة الإقبالية الحنفية) في: الدارس في تاريخ المدارس للنعيمي 1/ 362.
[7] انظر عن (المدرسة الإقبالية الشافعية) في: الدارس في تاريخ المدارس للنعيمي 1/ 118.(43/110)
تُوُفّي ببيت المَقْدِس.
[حرف الجيم]
116- جَعْفَر بْن المظفَّر [1] بْن أَبِي سَعْد.
أَبُو القَاسِم الشَّعِيريّ [2] ، البورانيّ.
سمع: أحمد ابن الأشقر، وسَعْدَ الخيرِ، وأبا الوَقْت.
وتُوُفّي في ذي الحِجَّة.
روى عَنْهُ: ابنُ النّجّار.
[حرف الحاء]
117- حسن بْن أَحْمَد بْن مفرّج [3] .
أَبُو عليّ البَكْريّ، الأندلسيّ، الإِشبيلي [4] ، المعروف بالزَّرْقالَّة.
سَمِعَ من: يوسف بْن لبيب، وولي الأحكام بأُشُبُونة.
وكان أديبا طبيبا، موفَّقًا في العلاج، بارعا في الطّبّ، فاق أهلَ عصره في تمييز النّبات. وله حَظٌّ صالح من قرض الشِّعر.
وعاش بِضعًا وثمانين سنة. تُوُفّي فِي ذي القعدة.
__________
[1] انظر عن (جعفر بن المظفر) في: تاريخ ابن الدبيثي (كمبرج) ورقة 294، 295، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 121 رقم 988، والمختصر المحتاج إليه 1/ 272، وتوضيح المشتبه 1/ 644.
[2] الشّعيري: نسبة إلى درب الشعير من محالّ بغداد.
[3] انظر عن (حسن بن أحمد بن مفرّج) في: تكملة الصلة لابن الأبّار 1/ 264 وفيه:
«حسن بن أحمد بن عمر بن مفرج» .
[4] هكذا في الأصل. وفي التكملة لابن الأبّار: «الأشبوني» وهو الأشبه.(43/111)
118- الحَسَن بْن عليّ بْن نصر بْن عَقِيّل [1] .
أَبُو عليّ العَبْديّ، العراقيّ، هُمام الدّين.
من شيوخ الرَّافضة.
وُلدِ بالحِلَّة سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة.
وكان خبيرا بالأصول، كثيرَ المحفوظ، شاعرا مُحْسِنًا كبيرا. مدح المُستنجد، والمُستضيء، والنّاصر، ومدح صاحبَ المَوْصل وصاحب حلب.
وأرسل إِلى السّلطان صلاح الدّين بقصيدة، فنفذ إِلَيْهِ مائة دينار.
قَدِم حلب واشتغل عليه يحيى بن أبي طيِّئ، وعَظَّمه في «تاريخه» [2] .
ومن شِعره:
ولَمْ أَرَ كَالدُّنيا مَقِيلَ مُهَجّرٍ ... حَبِيبٍ إلَيْهِ ظِلُّهَا وَهْوَ زَائِلُ
وما النَّاسُ إلا كَامِلُ الحَظِّ نَاقِصٌ ... وآخَرُ مِنهم نَاقِصُ الحَظِّ كَامِلُ
وإنّي لَمُنْشٍ مِنْ حَيَاءٍ وعِفَّةٍ ... وإنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدِي مِنَ المَالِ طَائِلُ
تُوُفّي بدمشق.
119- الحَسَن بْن يوسف بن حسن [3] .
أبو عليّ ابن المحوّليّ [4] .
__________
[1] انظر عن (الحسن بن علي بن نصر) في: ذيل الروضتين 69، والمختصر المحتاج إليه 2/ 18، وفوات الوفيات 1/ 243، والوافي بالوفيات 12/ 219، 130 رقم 106.
[2] لم يصل إلينا هذا الكتاب ولا غيره من كتب ابن أبي طيِّئ.
[3] انظر عن (الحسن بن يوسف) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 22، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 102 رقم 956، والمختصر المحتاج إليه 2/ 30، 31 رقم 604.
[4] المحوّلي: بضم الميم وفتح الحاء المهملة وتشديد الواو وفتحها وبعدها لام. نسبة إلى المحوّل، قرية كبيرة معروفة بنهر عيسى قريبة من بغداد. (المنذري) .(43/112)
سنة خمس وستّمائة
[حرف الألِف]
223- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي هارون [1] .
أَبُو القَاسِم التَّمِيميّ، الإِشبيليّ.
أخذ القراءات عَنْ: أَبِي الحَكَم بْن حَجّاجِ، وأبي إسحاق بن طلحة، وعبيد الله [2] ابن اللّحيانيّ [3] ، وأبي الحَكَم بْن بَطَّال. وسَمِعَ من أَبِي الحَسَن الزُّهْرِي، والزّاهد أَبِي عَبْد الله ابن المجاهد. وأجاز لَهُ أَبُو الحَسَن شريحٌ.
وتصدَّر للإِقراء، وأخذ الناسُ عَنْهُ.
قَالَ الأبّار [4] : وكان ورِعًا زاهدا، أجاز في ربيع الأول سنة خمسٍ لبعض أصحابنا [5] .
224- إِبْرَاهيم بْن أَحْمَد الكرديّ [6] .
المعروف بالجناح.
من أمراء دمشق.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن أحمد) في: تكملة الصلة لابن الأبار 1/ 98، وغاية النهاية 1/ 104 رقم 480.
[2] في التكملة لابن الأبار: «عبد الله» ، والمثبت يتفق مع: غاية النهاية.
[3] تصحفت في غاية النهاية إلى: «الحبابي» .
[4] في تكملة الصلة 1/ 98.
[5] وقال ابن الجزري: بقي إلى قريب سنة عشر وستمائة.
[6] انظر عن (إبراهيم بن أحمد) في: ذيل الروضتين 66.(43/113)
[حرف الراء]
121- رجاء بْن مُحَمَّد بْن هبة الله الفقيه المفتي.
أبو العلاء الأصبهانيّ.
روى عَنْ: غانم بْن خالد، وغيره.
روى عَنْهُ: يوسُف بنُ خليل.
وقال الحافظ الضّياء: تُوُفّي في شعبان بأصبهان.
[حرف السين]
122- سَعْد بْن عَبْد اللَّه بْن سَعْد بْن هبة الله بْن مُفْلِح.
أَبُو مُحَمَّد المَقْدسيُّ، المؤذِّن.
سَمِعَ: أبا المعالي بْن صابر.
روى عَنْهُ: الشّيخ الضّياء، والفخر عليّ، والشيخ شمس الدّين.
تُوُفّي في أول ذي القعدة كهلا.
123- سعيد بْن مُحَمَّد [1] بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَطَّاف بْن أَحْمَد بْن حَبْشي [2] بْن إِبْرَاهيم.
أَبُو القَاسِم الهَمْدانيّ [3] المَوْصِلِيّ الأصلِ، البغداديّ، المؤدّب.
__________
[ () ] وغزوت مع ابن حارثة استعمله علينا» وانظر «فتح الباري» 7/ 498.
[1] انظر عن (سعيد بن محمد) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 67، ومشيخة النجيب عبد اللطيف، ورقة 85، والجامع المختصر 9/ 210، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 103، 104 رقم 960، والمختصر المحتاج إليه 2/ 91 رقم 697، والعبر 5/ 6، وشذرات الذهب 5/ 9، وتوضيح المشتبه 3/ 70.
[2] حبشي: بفتح الحاء المهملة وسكون الباء الموحّدة وبعدها شين معجمة. (المنذري) .
[3] الهمدانيّ: بسكون الميم وبعدها دال مهملة. وهو همداني، منسوب إلى القبيلة المعروفة.(43/114)
كَانَ يؤدّب بقراح أَبِي الشّحم.
سَمِعَ من: أَبِيهِ، وأبي بَكْر قاضي المارستان، وأبي القَاسِم ابن السَّمَرْقَنْديّ، وأبي الحَسَن بْن عَبْد السّلام الكاتب، وأجازَ لَهُ هِبَةُ الله بْن الحُصَيْن.
كتب عَنْهُ: أَبُو المحاسن عُمَر بْن عليّ في أيام شُهْدَة. وروى عَنْهُ:
الدُّبَيْثِيّ، وابنُ خليل، والضياء، والنجيب عبد اللطيف، والتقي اليلداني، وآخرون.
وأجاز لابن أبي الخير، وللشيخ شمس الدين عَبْد الرَّحْمَن، وللكمال عَبْد الرحيم، وللفخر عليّ.
وتُوُفّي في ثاني ربيع الآخر، وله نَيّف وثمانون سنة [1] .
124- سعيد بْن أَبِي سَعْد [2] بْن عبد العزيز العراقي الجامديّ [3]- بالجيم- القيلوييّ.
وقيلوية [4] من قرى نهر المَلِك.
سَمِعَ: أبا الفتح الكروخيّ، وابن ناصر. وحدّث.
__________
[1] ورّخ ابن الدبيثي مولده في العاشر من شهر ذي القعدة سنة 523 هـ.
[2] انظر عن (سعيد بن أبي سعد) في: معجم البلدان 2/ 10 و 4/ 217، 218، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 112، 113 رقم 979.
[3] الجامدي: نسبة إلى جامدة. قال ياقوت في (معجم البلدان 2/ 10) : «قرية كبيرة جامعة من أعمال واسط بينها وبين البصرة، رأيتها غير مرة، منها أبو يعلى محمد بن علي بن الحسين الجامدي الواسطي يعرف بابن الكاري حدّث عن سعيد بن أبي سعيد بن عبد العزيز أبي سعد الجامدي.. توفي سنة 603 وكان أبوه من الزهاد الأعيان» . ومن الواضح أن ياقوت خلط بين ترجمتين خلطا بيّنا.
[4] قيلوية: بفتح القاف وسكون الياء آخر الحروف وبعدها لام مضمومة وواو ساكنة وياء آخر الحروف مفتوحة وتاء تأنيث. قرية كبيرة بالنهروان. (المنذري) .
وقد تصحفت في الأصل إلى: «قيلونة» بالنون.(43/115)
[حرف الصاد]
125- صالح بْن عليّ [1] بْن نفيس بْن أَبِي الْحَسَن عليّ بْن مُحَمَّد بْن محمد بْن الأخضر الأنباريّ.
أبو طالب العَدْل.
وُلِد بالحِلَّة سنة نَيِّفٍ وثلاثين، وتُوُفّي بالمَوْصل.
وسَمِعَ بالأنبارِ من: عمّ أَبِيهِ أَبِي نَصْر يَحْيَى بْن عليّ.
وحدّث ببغداد، روى عنه: الدّبيثيّ [2] .
126- صفيّة بنت عبد الكريم [3] ابن شيخ الشّيوخ أَبِي البركات إِسْمَاعِيل بْن أَبِي سَعْد النَّيْسابوريّ، ثُمَّ البغداديّ، أمّ مُحَمَّد.
أجاز لها: أَبُو عَبْد الله الفُرَاويّ، وعليّ بْن طِرَاد الزَّيْنَبِيّ، وجماعة.
وحدّثت.
وتُوُفّيت في ليلة السّابع والعشرين من رمضان عَنْ بِضعٍ وثمانين سنة.
[حرف الظاء]
127- ظَفَر بْن عَبّاد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي الرَّجاء الأمينيّ.
أَبُو الحَسَنات الأصبهانيّ.
سَمِعَ منه: الحافظ الضّياء، وقال: تُوُفّي في ربيع الأول.
__________
[1] انظر عن (صالح بن عليّ) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 80، 81، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 111 رقم 976، والمختصر المحتاج إليه 2/ 106 رقم 725.
[2] في تاريخه.
[3] انظر عن (صفية بنت عبد الكريم) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 112 رقم 978.(43/116)
[حرف العين]
128- عَبْد الله بْن صافي [1] بْن عَبْد الله.
أَبُو القَاسِم البغداديّ، الخَازِنيّ.
وُلِد سنة خمس عشرة وخمسمائة.
ذكر أَنَّهُ قرأ القرآن عَلَى أَبِي بَكْر المزرقيّ. وسَمِعَ من: عليّ بْن أَحْمَد بْن المُوَحِّد، والحسين بْن عليّ سِبْط الخَيَّاط.
وكان أَبُوهُ مولى رَجُل اسمه: حُسَيْن الخازن.
وتُوُفّي في جُمادي الأولى.
روى عَنْهُ: الدُّبَيْثِيّ، والضّياء مُحَمَّد. وأجاز للشيخ شمس الدّين ابن أَبِي عُمَر، والفخر عليّ، والكمال عَبْد الرحيم.
وتُوُفّي في جُمادي الأولى [2] ، وهو آخر من حَدَّث عَنِ ابن الموحّد.
129- عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحُسَيْن [3] بْن عَبْد اللَّه.
أبو منصور ابن النّعمانيّ، النّيليّ [4] ، الكاتب، المعروف بالقاضي شريح [5] .
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن صافي) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 93، 94، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 105، 106 رقم 963، والمختصر المحتاج إليه 2/ 145، 146 رقم 777، وتوضيح المشتبه 2/ 123.
[2] هكذا كرّر المؤلّف- رحمه الله- تأريخ الوفاة، وهو سهو منه.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن الحسين) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 531، وذيل الروضتين 58، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 103 رقم 958، وطبقات الشافعية للمطري، ورقة 201 ب، والجامع المختصر 9/ 207، 208، وعقود الجمان لابن الشعار 3/ ورقة 214، والوافي بالوفيات 18/ 136 رقم 161، والبداية والنهاية 13/ 46، وتوضيح المشتبه 1/ 687، وعقد الجمان 17/ ورقة 299، والألقاب، للسخاوي، ورقة 82.
[4] النيلي: نسبة إلى النيل، بلدة معروفة بالعراق. وقد تصحّفت في (البداية والنهاية) إلى:
«النبلي» بالباء الموحدة.
[5] نسبة إلى القاضي شريح المشهور.(43/117)
وَلي قضاء النِّيل مُدَّة. وكان مُتَرسِّلًا، بليغا، فصيحا، مفوّها، كريما، جوادا، كامل الرئاسة يصلحُ للوزارة. وقد كتب الإِنشاء للأمير طاشتِكين مدَّةً فقصده الوزير ابن مهديّ فحبسه حتّى مات.
وله «رسائل» مدوّنة في مجلَّدين.
تُوُفّي في ربيع الأول، ودُفن بداره ببغداد.
130- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي الخير سلامة [1] بْن يوسف بن عليّ بن عبد الدّائم.
القاضي أبو القاسم القضاعيّ، البلويّ، الإسكندرانيّ، المالكيّ.
ولد سنة عشرين وخمسمائة.
وتفقّه على الإمام أبي طالب صالح ابن بنت معافى. وحدّث عَنْ: أَبِي عُبَيْد نعمة الله بْن زيادة، والحسين بْن عليّ التيبغانيّ.
وولي قضاء الثّغر مُدَّة، وولي التّدريس بالقاهرة بالفاضليَّة، وانتفع بِهِ جماعة. وكان شَفوقًا عَلَى الطَّلَبة، ساعيا في مصالحهم، وافر المروءة، جَمّ الإِيثار.
تُوُفّي في ثاني صفر.
روى عنه جماعة.
131- عَبْد الرَّحْمَن بْن صَدَقَة [2] الواسطيّ، الطّحّان.
حدّث عَنِ: ابن ناصر.
132- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَلِيّ [3] بْن هبة اللَّه.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن سلامة) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 98 رقم 949، وتاريخ ابن الفرات 5 ق 1/ 56، والسلوك ج 1 ق 1/ 167.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن صدقة) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 118، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 111 رقم 974.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن علي) في: في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 108، 109 رقم 969،(43/118)
نجيبُ الدّين الأنصاريّ، المصريّ، أَبُو القَاسِم.
قارئ مصحف الذَّهب، ووالد قارئ المصحف أَبِي عليّ الحَسَن.
سَمِعَ من: عليّ بْن نصر الأرْتاحِيّ، وغيره.
ومات في رجب.
133- عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد [1] بن أبي القاسم.
أبو القاسم ابن العَجْمِيّ، الأزَجِيّ، القَطَّان، المعروف بابن الكَافُورِيِّ.
سَمِعَ من: أَبِي البدر الكَرْخِيّ، وابن ناصر.
روى عَنْهُ: الضّياء مُحَمَّد، وغيره. وأجاز للشيخ شمس الدّين، وللفخر عليّ.
وتُوُفّي في جمادى الأولى.
134- عبد الرّزّاق ابن الشّيخ عبد القادر [2] ابن أَبِي صالح.
الإمام أَبُو بَكْر الْجِيلِيّ، ثُمَّ البغداديّ، الحنبليّ، المحدّث، الحافظ، الثّقة، الزّاهد.
__________
[ () ] وتحفة الأحباب للسخاوي 169.
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد) في: تاريخ ابن الدبيثي 5922) ورقة 126، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 105 رقم 962، والمختصر المحتاج إليه 3/ 15 رقم 768.
[2] انظر عن (عبد الرزاق بن عبد القادر) في: التقييد لابن نقطة 351 رقم 438، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 159، 160، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 116، 117 رقم 980، ومشيخة النعّال 143، 144، وذيل الروضتين 58، ومشيخة النجيب عبد اللطيف، ورقة 87، والجامع المختصر لابن الساعي 9/ 214، 215، وتاريخ إربل 1/ 296، والمعين في طبقات المحدّثين 186 رقم 1981، والإشارة إلى وفيات الأعيان 315، والإعلام بوفيات الأعلام 248، وتذكرة الحفاظ 4/ 1385- 1387، والعبر 5/ 6، والمختصر المحتاج إليه 3/ 62 رقم 854، وسير أعلام النبلاء 21/ 426- 428 رقم 222، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 40، 41 رقم 221، والبداية والنهاية 13/ 46، ومرآة الجنان 4/ 4، وعقد الجمان 17/ ورقة 298، 299، والنجوم الزاهرة 6/ 192، وقلائد الجواهر للتادفي 43، 44، وشذرات الذهب 5/ 9، 10، والتاج المكلّل للقنوجي 218.(43/119)
ولد سنة ثمان وعشرين وخمسمائة.
وسَمِعَ الكثير بإفادة أَبِيهِ ثُمَّ بنفسه. وعُني بالطّلب والأجزاء والسّماعات.
وسَمِعَ من: مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن صِرما، وأبي الفضل الأُرْمَويّ، وابن ناصر، وسعيد ابن البنّاء، وأحمد بْن طاهر المِيهَنيّ، وابن الزَّاغونيّ، وأبي الوَقْت، وأبي الكرم الشَّهرُزوريّ، وطبقتهم.
ويقال لَهُ: الحَلْبِيّ، نسبة إِلى الحَلْبة [1] محلَّة بشرقيّ بغداد.
قَالَ الحافظ مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد [2] : لم أر ببغداد في تيقُّظه وتَحرِّيه مثله.
وقال أَبُو شامة في «تاريخه» [3] : كَانَ زاهدا عابدا، ثقة، مقتنعا باليسير.
قلت: روى عَنْهُ: الدبيثي، وابن النجار، والضياء، والنجيب عبد اللطيف، والتّقيّ اليَلْدانيّ، وطائفة. وأجاز للشيخ شمس الدّين عَبْد الرَّحْمَن، والكمال عَبْد الرحيم، وأحمد بْن شيبان، وخديجة بنت الشّهاب بْن راجح، وإسماعيل العَسْقلانيّ، والفخر عليّ: المقادسة.
ومات في سادس شوّال.
قَالَ ابنُ النّجّار: كتب لنفسه كثيرا وللنّاس، وكان خطُّه رديئا. قَالَ:
وكان حافظا متقنا، ثقة صدوقا، حسنَ المعرفة، فقيها ورِعًا، كثيرَ العبادة، منقطعا في منزله لا يخرج إلّا إلى الجمعة، محبّا للرواية، مُكْرِمًا للطّلبة، سخيّا بالفائدة، ذا مروءة مَعَ قِلَّةِ ذات يده، صابرا عَلَى فقره عَلَى منهاج السَّلَف. كَانَ يوم جنازته يوما مشهودا، وحُمل عَلَى الرءوس.
135- عَبْد المنعم بْن عُمَر [4] بْن حسّان الغسّاني، الْجِلْيَانِيّ.
__________
[1] بفتح الحاء المهملة وسكون اللام.
[2] يعني الضياء المقدسي.
[3] في الذيل 58.
[4] انظر عن (عبد المنعم بن عمر) في: عيون الأنباء لابن أبي أصيبعة 3/ 259- 265، وسير(43/120)
أَبُو الفضل.
ذكره الأبّار، فَقَالَ: حجَّ وطوَّف بلادَ المشرق، وكان حكيما بليغا، لَهُ النَّظْم والنّثر، وترسُّل مليح. بلغني أنّه تُوُفّي سنة ثلاثٍ وستّمائة أو نحوها.
وروى عَنْهُ: القُوصيّ في «معجمه» ، وقال: مات بدمشق في ذي الحِجَّة سنةَ ثلاثٍ. مدح السّلطانَ صلاحَ الدّين، وكان غزير الفضل كحالا.
وجلْيَانة: من بلاد الأندلس من عمل غَرناطة.
روى عَنْهُ ابنُ النّجّار مِن شِعره، وقال: مات في ذي القعدة سنة اثنتين وستّمائة. قَالَ: وله رياضاتٌ، ومعرفة بعلوم الباطن، وكلام على الطّريقة.
قلت: نَفَسُه في نظْمه نَفَسٌ اتّحاديّ.
وقال العماد فيه: حكيمُ الزّمان، أَبُو الفضل، صاحبُ البديع البعيد، والتّوشيح، والتّوسيع، والتّرصيع، والتَّصْرِيع. وهو مقيم بدمشق، وله في صلاح الدّين شِعر:
يُعايَنُ وَهْو مُغْمِضُ أَلْمَعِيُّ ... ويَسْبِقُ وَهْو مُتكئ الْجَوَادَا
توقَّدَ مِنْ جَوَانِبه ذَكَاءٌ ... كأَنَّ لِكُلِّ جَارِحَةٍ فؤادا
عاش اثنتين وسبعين سنة.
136- عَبْد الواحد بْن أَبِي طاهر [1] مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد.
أَبُو السُّعود الدّاريجيّ [2] ، البغداديّ، الأَزَجيّ، القَطِيعيّ، المعروف بابن الطّرّاح.
__________
[ () ] أعلام النبلاء 21/ 476، 477 رقم 240، والمختار من تاريخ ابن الجزري 89، وفوات الوفيات 2/ 35- 37، ونفح الطيب 2/ 654.
وسيعيده المؤلف- رحمه الله- في المتوفين تقريبا رقم (556) .
[1] انظر عن (عبد الواحد) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 137، والتاريخ المجدّد لابن النجار (الظاهرية) ورقة 53، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 120 رقم 986، والمختصر المحتاج إليه 3/ 76 رقم 886.
[2] في تكملة المنذري: «الداريج» ، وقال: بفتح الدال المهملة وبعد الألف راء مهملة مكسورة وياء آخر الحروف ساكنة وجيم.(43/121)
ولد سنة عشرين وخمسمائة.
وسَمِعَ من: أَبِي البركات يَحْيَى بْن عَبْد الرَّحْمَن الفارقيّ، وأبي بَكْر القاضي، وعبد المَلِك بْن عليّ بْن يوسف، وغيرهم.
وكان صحيحَ السّماع، خيِّرًا.
روى عَنْهُ: الدُّبَيْثِيّ، والضّياء. وأجاز للفخر عليّ.
وتُوُفّي في خامس ذي الحجَّة بقريةٍ من قرى طريق خُراسان [1] ، ودُفِن هناك.
137- عَبْد الْوَهاب بْن مُحَمَّد [2] بْن عَبْد الغنيّ.
أَبُو جَعْفَر، الطّبريُّ الأصلِ، البغداديّ، المقرئ، الضّرير.
سَمِعَ من: عَبْد اللطيف بْن أَحْمَد الأصبهانيّ، وهبة الله بْن أَحْمَد الشِّبْلي.
وحدث.
138- عتيق بْن أَبِي الفضل [3] .
أَبُو بَكْر البَنْدَنيجيّ، ثُمَّ الأزَجيّ.
سَمِعَ من: الشّيخ عَبْد القادر، وكان يُعرف بمعتوق.
مات في شعبان.
139- عتيق بْن يحيى [4] بن محمد بن سبيع.
__________
[1] هي القرية المعروفة بالفارسية كما ذكر ابن النجار (الورقة 53 ظاهرية) .
[2] انظر عن (عبد الوهاب بن محمد) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 156، والتاريخ المجدّد لابن النجار (الظاهرية) ورقة 69، 70، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 118، 119 رقم 982.
[3] انظر عن (عتيق بن أبي الفضل) في: تاريخ ابن الدبيثي (كمبرج) ورقة 180، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 111 رقم 975.
[4] انظر عن (عتيق بن يحيى) في: صلة الصلة لابن الزبير 56، وتكملة الصلة لابن الأبار، رقم 2429، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة 5 ق 1/ 131 رقم 254.(43/122)
الإمام القدوة أَبُو بَكْر المَذْحِجيّ، الأندلسيّ.
أخذ عَنْ: أَبِي إِسْحَاق قرقول، وصالح بْن عَبْد المَلِك الأوسيّ.
وولي خطابة غَرناطة، وكان كبيرَ الشأن [1] .
مات في شوّال عَنْ سبعينَ سنة.
140- عليّ بْنُ عُمَر [2] بْن فارس.
أَبُو الفَرَج البَاجِسْرَائِيّ، الحدّاد، الفقيه.
تفقّه عَلَى أَبِي حكيم إِبْرَاهيم النَّهْرَوانِيّ، وأحكم الفرائض والحساب، وخدم في الدّواوين.
وباجسرى: قرية كبيرة عَلَى يومٍ منْ بغداد.
141- علي بْن فاضل [3] بْن سعد الله بْن صَمْدُون [4] .
المحدّث، أَبُو الحَسَن الصُّوريّ، ثُمَّ المصريّ، المقرئ، النّحويّ.
__________
[1] وجاء في هامش (الذيل والتكملة) : «وكان من أهل الفضل والورع والدين حسن التعليم لكتاب الله، مشاركا في الفقه والحديث جيد المعرفة، مولده سنة ثلاث أو أربع وثلاثين وخمسمائة» . (انظر الحاشية رقم 1) .
[2] انظر عن (علي بن عمر) في: تاريخ ابن الدبيثي (كمبرج) ورقة 146، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 109 رقم 970، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 2238، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 39 رقم 219 وفيه: «علي بن عمرو» ، وشذرات الذهب 5/ 10.
[3] انظر عن (علي بن فاضل) في: بدائع البدائه لابن ظافر 252 و 350، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 99، 100 رقم 952، ووفيات الأعيان 1/ 299، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة 1/ 260، والعبر 5/ 6، ومرآة الجنان 4/ 4، وتاريخ ابن الفرات 5 ق 1/ 57، والعسجد المسبوك 2/ 314، وغاية النهاية 1/ 561 رقم 2289، وتوضيح المشتبه 2/ 57، وحسن المحاضرة 1/ 165، وشذرات الذهب 5/ 10، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 ج 3/ 60، 61 رقم 758.
[4] تحرّف في (العبر) إلى «حمدون» بالحاء المهملة، وكذلك في حاشية المشتبه 1/ 116 رقم 1، وتوضيح المشتبه 2/ 57، وفي (العسجد المسبوك) إلى: «مهدون» . ويرد «صميدون» . انظر الجزء الخاص بحوادث ووفيات (481- 490 هـ.) من هذا الكتاب، رقم (287) ، وكتابنا: لبنان من السيادة الفاطمية حتى السقوط بيد الصليبيين (ق 2) القسم الحضاريّ- ص 45، 50 رقم 12.(43/123)
قرأ القراءاتِ عَلَى أَبِي القَاسِم أَحْمَد بْنِ جَعْفَر الغافقيّ، وسَمِعَ من:
الإِمام أَبِي طاهر بْن سِلَفة فأكثَرَ، ومن العثمانيّ. وبمصر من: الشريف أَبِي الفتوح ناصر بْن الحَسَن، والزّاهد عليّ ابن بنت أَبِي سعد، وخلق كثير.
قَالَ الحافظ عَبْدُ العظيم [1] : كتب الكثيرَ لنفسه وللنّاس، وكان فاضلا له معرفة حسنة، تخرّج بِهِ جماعة مِن أصحاب السِّلفِيّ. وتصدَّر بالجامع العتيق بمصر، وحدّث.
روى عَنْهُ: هُوَ، وغيرُ واحدٍ من المصريّين.
وأُمّه: تقيَّة الأرمنازيَّة الشّاعرة [2] .
أَخْبَرَنَا إِسْحَاق الوزيري، أَخْبَرَنَا الحافظ عبدُ العظيم، أخبرنا عليّ بن فاضل، فذكر حديثا.
تُوُفّي في منتصف صفرٍ.
142- علي بْن مُحَمَّد بْن علي [3] بْن أَحْمَد ابن الخرّاز [4] .
أبو الحسن الحريميّ.
سمع: أحمد ابن الطّلّاية، وسعيد ابن البنّاء.
وحدَّث.
وتُوُفّي في ذي القعدة بطريق الحجاز.
143- عليّ بْن يَحْيَى [5] بْن عَبْد الكريم.
__________
[1] في التكملة 2/ 100.
[2] توفيت سنة 580 هـ. بالإسكندرية.
[3] انظر عن (علي بن محمد بن علي) في: تاريخ ابن الدبيثي (كمبرج) ورقة 158، والتاريخ المجدّد لابن النجار (باريس) ورقة 108، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 119 رقم 983، والمختصر المحتاج إليه 3/ 137 رقم 1039.
[4] الخرّاز: بفتح الخاء المعجمة وتشديد الراء المهملة وفتحها وبعد الألف زاي. (المنذري) .
[5] انظر عن (علي بن يحيى) في: تاريخ ابن الدبيثي (كمبرج) ورقة 173، والتاريخ المجدّد (باريس) ورقة 72، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 123 رقم 993.(43/124)
الفقيه أبو الحسن البندنيجيّ، الشّافعي.
تفقّه ببغداد. وسَمِعَ من: أَبِي الوقت، وغيره.
144- عَمْر بْن عَبْد اللَّه بْن عَمْر [1] .
أَبُو حفص السُّلَميّ، الأغماتيّ، المغربيّ، القاضي.
أجاز لَهُ في صِغَره: جدُّه لأمّه عَبْد الله بْن عليّ اللّخْميّ سِبْط الحافظ أَبِي عُمَر ابن عَبْد البرّ. وروى عَنْ أَبِي مروان بْن مَسَّرة.
قَالَ الأبّار: وأخذ عَنْ أَبِي بَكْر بْن طاهر الخَدَبّ «كتابَ» سيبويه تَفَهّما، وغلب عَلَيْهِ الأدبُ وفنونهُ، مَعَ جودة الخطّ، ونزاهة الأدوات. وولي قضاء تِلمْسان، ثُمَّ ولي قضاءَ فاس، وولي أيضا قضاءَ إِشبيلية، ونال دنيا عَريْضَةً.
وكان خطيبا مُفَوَّهًا. رَوَى عَنْهُ: أَبُو الرَّبِيع بْن سالم، وغيره. وتُوُفّي في ربيع الأول، وقد جاوزَ السّبعين.
[حرف الميم]
145- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن نصر [2] بْن أَبِي الفتح الحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن خَالوُيَه الصّيدلانيّ.
أَبُو جَعْفَر الأصبهانيّ، سِبْط حسين بْن مَنْدَه.
وُلِد ليلة عيد الأضحى سنة تسع وخمسمائة.
وحضر أبا عليّ الحدّاد، وأبا منصور محمود بْن إسْمَاعيل الصَّيرفيّ، وأبا الخير عَبْد الكريم بْن عليّ فُورْجَه، وحمزة بْن العَبَّاس العلويّ، وأبا الوفاء عَبْد الجبّار بْن الفضل الأمويّ الراويّ عن أبي القاسم عبد الرحمن بن
__________
[1] انظر عن (عمر بن عبد الله بن عمر) في: التكملة لكتاب الصلة لابن الأبار 3/ ورقة 51.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن نصر) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 121، 122 رقم 990، وتلخيص مجمع الآداب 1/ 511، والإشارة إلى وفيات الأعيان 315، والمعين في طبقات المحدّثين 186 رقم 1972، وتذكرة الحفاظ 4/ 1386، والعبر 5/ 7، ودول الإسلام 2/ 111، وسير أعلام النبلاء 21/ 430، 431 رقم 225، وذيل التقييد 1/ 83 رقم 80، وتاريخ الخميس 2/ 410 والنجوم الزاهرة 6/ 193، وشذرات الذهب 5/ 10، 11.(43/125)
أَبِي بَكْر الذَّكوانيّ، وجعفر بْن عَبْد الواحد الثّقفيّ، وأبا عدنان مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي نزار، وجماعة. وسَمِعَ جميعَ «المعجم الكبير» للطّبرانيّ، من فاطمة الْجُوزدانيَّة في سنة عشرين وخمسمائة.
وهو آخر مَن روى بالحضور عمّن ذكرنا.
روى عنه: أبو موسى ابن الحافظ، ومحمد بْن عُمَر العثمانيّ، ومحمد بْن أَحْمَد الزَّنْجانيّ، وبَدَل التّبريزيّ، والحافظ الضّياء، والحافظ ابن خليل، والحسن بْن يونس سبط داود بْن مَعْمر، وعبد الله بْن عَبْد الأعلى القطَّان، وعبد الله بن يوسف ابن اللّمْط، وإسماعيل بْن ظَفَر، وأَبُو الخطّاب عُمَر بْن دحية، وآخرون. وبالإِجازة: أحمدُ بْن أَبِي الخير، والشيخ شمس الدّين، والشيخ الفخر، والكمالُ عَبْد الرحيم، وأحمد بْن شيبان، وإسماعيل العَسْقلانيّ، والبرهان إبراهيم ابن الدَّرَجيّ، وغيرهم.
وكان يعرف بسِلَفة.
قرأت بخطّ الضّياء: أَنَّهُ تُوُفّي في سَلْخ رجب. وقد سَمِعَ منه الضّياء شيئا كثيرا.
146- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن هِبة اللَّه [1] بْن تغلب.
أَبُو عَبْد الله الفِزْرينيّ [2] ، المقرئ، النّحْويّ، الضّرير، المعروف بالبهجة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن هبة الله) في: معجم البلدان 4/ 260، وإكمال الإكمال لابن نقطة (الظاهرية) ورقة 65، وتاريخ ابن الدبيثي (شهيد علي 1870) وورقة 16، وإنباه الرواة 3/ 53، وعقود الجمان لابن الشعار 6/ ورقة 255، 256، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 100، 101 رقم 953، والمختصر المحتاج إليه 1/ 17، والوافي بالوفيات 2/ 78، ونكت الهميان 237، 238، وطبقات النحاة واللغويين لابن قاضي شهبة، ورقة 10، وبغية الوعاة 1/ 48 رقم 79 وفيه: «محمد بن أحمد بن وهبة الله» .
[2] الفزريني: نسبة إلى فزرانيا، بكسر أوله وسكون ثانيه، وراء، وبعد الألف نون مكسورة، وياء آخر الحروف. قرية من قرى نهر الملك من ضواحي بغداد.
قال ياقوت: وأكثر ما يتلفظ بها أهلها بغير الألف فيقولون فزرينيا كأنهم يميلون الألف فترجع ياء. (معجم البلدان) .
وقد تصحفت النسبة في (بغية الوعاة) إلى «الفزاري» .(43/126)
وُلِد سنة ثلاثين.
وقرأ العربيةِ عَلَى ابنِ الخشّاب، وغيرِه. وسَمِعَ مِن أَبِي الكَرَم الشَّهْرُزوريّ، ومحمد بْن عُبَيْد الله الرُّطَبِيّ، وابن ناصر، وقرأ بعضَ القراءات عَلَى أبي الكَرَم. وكان عارفا بالنَّحْو، بصيرا بِهِ، ثقة، خيِّرًا.
وهو من قرية فزرينيا، ويقال لَهُ: الفِزْرانيّ.
روى عَنْهُ: أَبُو عَبْد الله الدُّبَيْثِيّ، وقال: تُوُفّي في صفر. والضّياء المقدسيّ.
وأجاز للشيخ شمس الدّين، وللكمال عَبْد الرحيم، وللفخر ابن البخاريّ.
147- مُحَمَّد بْن إسْمَاعيل [1] بْن عَبْد المنعم بْن مَعَالِي بْن هِبة اللَّه بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ.
أَبُو عَبْد الله بْن الحُبُوبيّ، الثَّعْلَبيّ [2] الدّمشقيّ، الشّافعيّ.
من بيت الحديث والعدالة.
روى عن: نسيبه أبي يعلى حمزة ابن الحُبوبيّ.
روى عَنْهُ: يوسف بْن خليل، والشّهاب القُوصيّ.
وتُوُفّي في حادي عشر ربيع الأول.
ولَقَبُه: زين الدّين.
أجاز للفخر عليّ.
148- محمد بْن الحَسَن بْن إِبْرَاهيم بْن الحَسَن بْن بدَاوة.
أَبُو عَبْد الله المُرسي، الأنصاريّ، الغَرْناطيّ، الطّبيب.
شيخ مُسْنِد مُعَمّر. سَمِعَ عام أربعين من أبي بكر ابن العربيّ «مسلسلاتِه» . أدركه أَبُو بَكْر بْن مَسْدي وسَمِعَ منه في هذه السنة بقراءة عمّه، وله نَيْف وثمانون سنة، وخَرَّج عَنْهُ في «معجمه» أحاديث.
__________
[1] انظر عن (محمد بن إسماعيل) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 101، 102 رقم 952.
[2] قيده المنذري بالحروف (التكملة: 2/ 955) ، وذكر الذهبي في (المشتبه (115) جملة من «الثعلبيين» الدماشقة لكنه لم يذكر أبا عبد الله هذا. وقد مر ذكر أبي الحسن علي بن عقيل الثعلبي في وفيات سنة 601 من هذا الكتاب، رقم (38) .(43/127)
149- مُحَمَّد بْن أَبِي المفاخر [1] سعَيِد بْن الحُسَيْن.
أَبُو عَبْد الله الهاشميّ، العبّاسيّ، المأمونيّ، الشريف، الصّوفيّ، الواعظ.
سكن مَعَ أَبِيهِ القاهرة. وقد سَمِعَ ببغداد من أَبِي الوقت، وبالإسكندرية من السِّلَفِيّ.
روى عَنْهُ: الحافظ عَبْد العظيم، وقال [2] : سألتُه عَنْ مولده، فَقَالَ: سنة ستٍّ وأربعين وخمسمائة. قَالَ: وكان حافظا للقرآن، حَسَنَ الصّوت جدّا، أمَّ بالأمير جمال الدّين فَرج مدَّة وهو متولِّي الإِسكندرية، وجاء معه إِلى مصر، وأمَّ بالملك العزيز بمصر إِلى أن مات. وانقطع بالخانقاه، ووعظ بالثّغر والقاهرة. وصَنَّف كتابا في رءوسِ الآي والمتشابه. وابنه أَبُو بَكْر، حَدَّثَنَا عَنِ السِّلَفِيّ.
قلت: ابنُه أَبُو بَكْر محمد، حَدَّثَنَا عَنْهُ ابنه مُحَمَّد الجنائزيّ، والأبرقوهيّ.
وتُوُفّي هذا في ثالث [3] رجب.
150- مُحَمَّد بْن طاهر بْن مُحَمَّد.
أَبُو بَكْر القَيسيّ، الإِشبيليّ.
روى عَنْ: جدّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن طاهر، وأبي الأصبغ السُّماتيّ الطحان، وابن بَشْكُوَال. وأخذ القراءات عَنِ السّماتيّ.
وكان ورعا صالحا صدوقا.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أبي المفاخر) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 107، 108 رقم 967، والمقفى الكبير للمقريزي 5/ 660 رقم 2259.
[2] في التكملة 2/ 107.
[3] في التكملة: ثالث عشر رجب، وكذلك في المقفى الكبير.(43/128)
151- مُحَمَّد بْن علوان [1] بْن هِبة الله.
أَبُو عَبْد الله الحَوْطيّ [2] التّكريتيّ، الصوفيّ.
قَدِمَ بغداد، وسمع من: أبي الوقت، وأبي جعفر العباسي [3] وهبة الله الشِّبليّ. ثُمَّ جاور وأمَّ بمقام إِبْرَاهيم.
سَمِعَ منه: مُحَمَّد بْن إسْمَاعيل بْن أَبِي الصَّيْف اليمنيّ، وغيره.
وتُوُفّي بمكَّة في شعبان [4] .
152- مُحَمَّد بْن القَاسِم [5] بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الكريم.
أَبُو عَبْد الله التّميميّ، الفاسي.
سَمِعَ من: أَبِي الحُسَيْن بْن حُنين. وحجَّ، فَسَمِعَ من السِّلَفِيّ وجماعة.
قَالَ الأبّار: لَهُ أوهام، ولم يكن بالضّابط، قَفَل إِلى فاس، وحدَّث بها.
153- مُحَمَّد بْن كامل [6] بْن أَحْمَد بْن أسد.
أَبُو المحاسن التَّنوخيّ، المَعَرّيّ، ثُمَّ الدّمشقيّ، العَدْل.
وُلِد سنةَ خمسٍ وعشرين وخمسمائة.
وسمع من: طاهر بْن سهل الإسْفَراييني في سنة إحدى وثلاثين.
__________
[1] انظر عن (محمد بن علوان) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن الدبيثي 2/ 159 رقم 397، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 139، 140 رقم 1031، والمختصر المحتاج إليه 1/ 105، والعقد الثمين 2/ 147.
[2] الحوطي: بالحاء والطاء المهملتين.
[3] تصحفت النسبة في العقد الثمين إلى: «الفارسيّ» .
[4] هكذا ذكره المؤلّف- رحمه الله- في وفيات هذه النسبة 603 هـ. والأصح أنه توفي في السنة التالية 604 هـ. كما ذكر المنذري، وأيّده القاضي الفاسي بقوله: وما ذكره المنذري من وفاته في سنة أربع رأيته مكتوبا في حجر قبره بالمعلى وفيه: إنه توفي يوم الأحد ثالث عشر شعبان سنة أربع وستمائة» .
[5] انظر عن (محمد بن القاسم) في: تكملة الصلة لابن الأبار (في الغرباء) ، والمقفى الكبير للمقريزي 6/ 534 رقم 3048.
[6] انظر عن (محمد بن كامل) في: العبر 5/ 7.(43/129)
روى عَنْهُ: ابنُ خليلٍ، والضّياء، والفخرُ عليّ، وهو أقدمُ شيخٍ للفخر وفاة، مات في ربيع الأول. وقد أجاز للشيخ شمس الدّين، وللكمال عبدِ الرحيم.
سَمِعَ منه الفخر عليّ سادسَ «الحِنّائيات» [1] في الخامسة [2] .
154- مُحَمَّد بْن المأمون [3] بْن الرشيد بْن مُحَمَّد بْن هِبة الله.
أَبُو عَبْد الله المطّوّعيّ، اللهاوُريّ، الهنديّ.
سمع بنيسابور، وهَراة، وبغدادَ، والإِسكندرية، وحَدَّثَ عَنْ: أَبِي طاهر السِّلَفِي، وغيره، وسكن بأَذْرَبِيجان، ووعَظَ هناك، فقصده الملاحدةُ- لعنهم الله- فقتلوه.
روى عَنْهُ: أَبُو عَبْد الله الدُّبَيْثِيّ.
155- مُحَمَّد بْن مَعْمَر [4] بْن الفاخر.
هُوَ مخلص الدّين [5] أَبُو عَبْد الله بن الحافظ أبي أحمد معمر ابن الشيخ
__________
[1] الحنّائيات: أجزاء في الحديث تنسب إلى أبي القاسم الحسين بن محمد بن إبراهيم الحنّائيّ.
[2] انظر عن (محمد بن المأمون) في: معجم البلدان 5/ 27، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 150، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 122، 123 رقم 992، والمختصر المحتاج إليه 1/ 148.
[3] انظر عن (محمد بن معمر) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 150، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 122، 123 رقم 992، والمختصر المحتاج إليه 1/ 148.
[4] انظر عن (محمد بن معمر) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 150، وعقد الجمان لابن الشعار 6/ ورقة 207، 208 و 254، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 104، 105 رقم 1961، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 438، والإشارة إلى وفيات الأعيان 315، والإعلام بوفيات الأعلام 248. والمعين في طبقات المحدّثين 186 رقم 1973، والعبر 5/ 7، وسير أعلام النبلاء 21/ 428، 429 رقم 224، والمختصر المحتاج إليه 1/ 147، وطبقات الشافعية البكري للسبكي 5/ 43 (8/ 104) ، ومرآة الجنان 4/ 4، والعقد المذهب لابن الملقّن، ورقة 173، والنجوم الزاهرة 6/ 193، ومعجم الشافعية لابن عبد الهادي، ورقة 60، وشذرات الذهب 5/ 11.
[5] وفي تلخيص مجمع الآداب يلقّب «فخر الدين» أيضا.(43/130)
أَبِي القَاسِم عَبْد الواحد بْن رجاء القُرشيّ، العَبْشَمِيّ، الأصبهانيّ، الشّافعيّ.
وُلِدَ في جُمادي الآخرة سنة عشرين وخمسمائة.
وسَمِعَ حضورا من: فاطمة الْجُوزدانيَّة، وجعفر بْن عبد الواحد الثّقفيّ، وإسماعيل ابن الإخشيد، وسَمِعَ من: مُحَمَّد بْن عليّ بْن أَبِي ذَرّ، وسعيد بْن أَبِي الرجاء الصَّيرفي، وإِسْمَاعِيل بْن أَبِي صالح المؤذّن، والحسين بْن عَبْد المَلِك الخِلال، وأبي نصر أَحْمَد بْن عُمَر الغازي، وأبي القَاسِم عَبْد الله بْن مُحَمَّد الخَطِيبِيّ، وزاهر الشَّحاميّ، وغانم بْن أَحْمَد الْجُلوديّ، ومحمد بْن أَبِي نصر اللّفتوانيّ، وأبي سعد أَحْمَد بْن مُحَمَّد البغداديّ، وأخته فاطمة.
وعنده من «معجم» الطّبرانيّ من أوله إِلى وسط ترجمة عِمران بْن حُصين.
وقدِم بغداد مرارا، وأملى بها.
وكان محدّثا مفيدا، فاضلا، فقيها، عالما، كثيرَ الفضائلِ، محتشما نبيلا.
قال ابنُ النّجّار: كَانَ حسنَ المعرفة بمذهب الشافعيّ، لَهُ معرفة بالحديث، ويدٌ باسطةٌ في الأدب، وتفنَّنَ في كُلِّ عِلم، يكتب خطّا حسنا.
وكان من ظِرَافِ النّاس ومحاسنهم، ثقة، متديّنا، لَهُ مكانةٌ رفيعة عند الملوك.
حَدَّثَني عَنْهُ أخوه داود. وقد سَمِعَ بالكوفةِ من أَبِي البركات عُمَر بْن إِبْرَاهيم الزَّيدِيّ، وببغداد من سَعْد الخير، وجماعة.
روى عَنْهُ: أَبُو موسى عَبْدُ الله بْن الحافظ، وابنُ خليل، والضّياء، وعبدُ الرَّحْمَن بْن عُمَر الواعظ، وبالإِجازة: الشيخُ شمس الدّين، وأحمدُ بنُ شيبان، والفخرُ عليّ، والرهان ابن الدَّرَجِيّ، وغيرُهم.
وكان يمتنع من إجازة المناكير والموضوعات.
وخرَج إِلى شيراز، فتُوفّي بها في ربيع الأول، وقال ابنُ النّجّار: مات في عاشر ربيع الآخر.(43/131)
156- مُحَمَّد بْن المؤيَّد [1] بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حَواري.
مُهَذّب الدّين التنوخيّ، المَعرِّيّ، الشاعر.
روى عَنْ جدّه أَبِي اليقظان أَحْمَد، عَنْ أَبِي العلاء شِعرًا.
روى عَنْهُ: القُوصيّ، وقال: تُوُفّي بالمَعَرة سنة ثلاث.
قلت: وروى عَنْهُ الأديبُ عبدُ السلام بْن ياقوت الزَّرَّاد، وتقيُّ الدّين إسْمَاعيل بْن أَبِي اليُسْر، والجمال يوسفُ بنُ يعقوب الذَّهَبِيّ، وغيرهم.
157- مُحَمَّد بْن يوسف بْن أَبِي زيد.
أَبُو عَبْد الله البَلَنْسيّ، المعروف بابن عَيّاد.
سَمِعَ مِن: أَبِيهِ أَبِي عُمَر بْن عَيّاد، وأبي الحَسَن بْن هُذَيل، وأبي بَكْر بْن نمارة، وأبي عَبْد الله بْن سعادة، وجماعة.
وكان من أهل العناية بالرواية والتَّقْييد والحِفْظ والمشاركة في العربية.
158- محمود بْنُ سالم [2] بْن مَهْدي الخَيِّر.
والد الشيخ إِبْرَاهيم ابن الخَيِّر.
شيخٌ بغداديّ، مقرئ، ضرير، صالح.
سَمِعَ من: أبي الوقت، وابن ناصر.
أخذ عَنْهُ آحادُ الطّلبة.
وتُوُفّي في صفر.
والخَيِّر: لَقَبٌ لَهُ.
159- مريم الرُّومية.
مولاة الشيخ عَبْد القادر الجيليّ، وأمّ أولاد لَهُ.
سَمِعْتُ مِن أَبِي منصور القزّاز، لكن لم ترو.
__________
[1] انظر عن (محمد بن المؤيّد) في: الوافي بالوفيات 5/ 100، 101 رقم 2111.
[2] انظر عن (محمود بن سالم) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 99 رقم 951، والمختصر المحتاج إليه 3/ 182 رقم 1170.(43/132)
ماتت في ربيع الأول، ونيّف على التّسعين.
160- مكّيّ [1] بن ريّان [2]
__________
[1] انظر عن (مكي) في: معجم الأدباء 19/ 171- 173 رقم 56، والكامل في التاريخ 12/ 258، وإنباه الرواة 3/ 320- 322، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 117، 118 رقم 981، وذيل الروضتين 58، 59، والجامع المختصر 9/ 216، 217، ووفيات الأعيان 5/ 278- 280، رقم 738، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 263، والغصون اليانعة 83- 85، وتلخيص مجمع الآداب 1/ 519 و 539 و 3/ 40، وتاريخ إربل 1/ 303، 388، 389، ومسالك الأبصار 4 ق 2/ ورقة 339- 345، والإعلام بوفيات الأعلام 248، والعبر 5/ 8، وسير أعلام النبلاء 21/ 425، 426 رقم 221، والمختصر المحتاج إليه 3/ 195، 196 رقم 1216، وتلخيص ابن مكتوم، ورقة 254، ونكت الهميان 46، والبداية والنهاية 13/ 46، والعسجد المسبوك 2/ 313، وتاريخ ابن الفرات 5 ق 1/ 57، 58، وغاية النهاية 2/ 306، وطبقات النحاة واللغويين لابن قاضي شهبة، ورقة 253، وعقد الجمان للعيني 17/ ورقة 299، وبغية الوعاة 2/ 299، 300، رقم 2019، وشذرات الذهب 5/ 11، وديوان الإسلام 4/ 125 رقم 1824، وفهرس مخطوطات الموصل 12، والأعلام 7/ 286، والبدر السافر، ورقة 200.
[2] قال الدكتور بشار عوّاد معروف في تحقيقه لكتاب «التكملة لوفيات النقلة» ج 2 ص 117 في الحاشية رقم (5) ما نصّه:
«ذكر أبو شامة ونقل عنه بدر الدين العيني أنه ربما يقع تصحيف في اسم أبيه وجده، وقال: فاعلم أن اسم أبيه أوله راء مهملة بعدها ياء وآخره نون، واسم جدّه أوله شين معجمة بعدها باء موحدة ... » . والطريف أن «ريان» تصحف في المطبوع من كتاب أبي شامة نفسه إلى «زبان» بالباء الموحدة، فتأمل ذلك، انتهى تعليق الدكتور بشار، ونقل التعليق نفسه إلى: تاريخ الإسلام (طبعة عيسى البابي الحلبي بمصر، 1397 هـ. / 1977 م.) ج 18 ق 1/ 145 في الحاشية (2) ، وإلى: طبعة مؤسسة الرسالة ببيروت 1408 هـ. / 1988 م. من الكتاب نفسه- (الطبقة الحادية والستون) ص 145 في الحاشية (1) ، وإلى: سير أعلام النبلاء 21/ 425 في الحاشية (1) .
ويقول خادم العلم وطالبه محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» :
لقد ذهل الدكتور بشار فخلط بين قول أبي شامة، وقول ابن خلّكان.
فعبارة أبي شامة تؤكّد على أن الاسم هو «ربّان» بالباء الموحّدة، إذ قال: «فاعلم أن اسم أبيه وأوله راء بعدها باء معجمة بواحدة من تحت» . (الذيل 58، 59) .
أما ابن خلّكان فهو الّذي قال إن الاسم هو «ريان» بالياء المثناة، إذ قال في (وفيات الأعيان 5/ 280) : «وريّان: بفتح الراء وتشديد الياء المثناة من تحتها وبعد الألف نون» .
إذن، فليس في المطبوع من ذيل الروضتين ما يدعو للتأمّل، كما طلب الدكتور الفاضل،(43/133)
بْن شَبَّة [1] بْن صالح. أَبُو الحَرَم الماكِسينيُّ [2] المولد، المَوصليّ، الضّرير، المقرئ، النّحْويّ.
أضرَّ وهو ابن ثمان سنين. ورحل إِلى بغداد، فأخذ العربيَّة عن: أبي محمد ابن الخشّاب، وأبي الحسن عليّ ابن العَصّار، والكمال عَبْد الرَّحْمَن الأنباريّ. وأخذ بالمَوْصِلِ أيضا عَنْ يَحْيَى بْن سعدون القُرطبيّ الكثيرَ مِن القراءات واللّغات.
وبَرَعَ في القراءات وجَوَّدها، وأقرأ النّاسَ دهرا، وتخرّجَ بِهِ أهلُ المَوْصِلِ. وقَدِمَ حلب، فحمل عَنْهُ أهلُها الكثيرَ، وقَدِمَ دمشق، فحدَّث بها عَنْ أَبِي الفضل خطيب الموصل، وسعيد ابن الدّهّان.
وقرأ عَلَيْهِ عَلَمُ الدّين السَّخَاويّ كتاب «أسرار العربية» لشيخه الكمال الأنْبَارِيّ.
وعمي مِن الْجُدَرِيّ، وكان يتعصَّبُ لأبي العلاء المَعرِّيّ، لما بينهما من الأدب والعمى بالْجُدَرِيّ.
قَالَ ابنُ الأثير [3] : كَانَ عارفا بالنّحو، واللّغة، والقراءات، لم يكن في
__________
[ () ] بل عليه هو أن يتأمّل تعليقه، ويعيد النظر فيه، حيث وقع في حاشيته على تكملة المنذري «زيان» بالزاي، ولم يتنبّه إلى ذلك.
وورد «ريان» بالموحّدة في: العبر، والعسجد المسبوك.
وورد «زيان» بالزاي والياء المثناة في: الغصون اليانعة، والبداية والنهاية، ومعجم الأدباء.
وورد «ربان» بالراء والياء المثناة في بقية المصادر.
والملفت أن المؤلّف الذهبي- رحمه الله- لم يذكره في كتابه «المشتبه» كما لم يذكره ابن ناصر الدين في توضيحه، مع أنه من الأسماء التي يشتبه بها.
[1] في العسجد المسبوك 2/ 313 «شبه» . والصواب بتشديد الباء الموحدة.
[2] الماكسيني: بفتح الميم وبعد الألف كاف مكسورة وسين مهملة مكسورة أيضا ثم ياء ساكنة مثناة من تحتها وبعدها نون، هذه النسبة إلى ماكسين، وهي بليدة من أعمال الجزيرة الفراتية على نهر الخابور. (وفيات الأعيان 5/ 280) .
[3] في الكامل 12/ 258.(43/134)
زمانه مثلُه، ويعرف الفقه والحساب معرفة حسنة. وكان من خيار عباد الله وصالحيهم رحمه الله.
قلت: ولَقَبُه صائن الدّين.
روى عَنْهُ: الشّهاب القُوصِيّ، والضّياء المقدسيّ، وابن أخته الفخر عليّ [1] ، وجماعة. وتُوُفّي في سادس شوّال بالموصل، وقد قارب السّبعين [2] .
161- مَلَدّ بْن المبارك [3] بْن الحسين.
__________
[1] يعني ابن أخت الضياء.
[2] وقال ياقوت الحموي: «رأيته، وكان شيخا طوالا على وجهه أثر الجدري إلّا أنني ما قرأت عليه شيئا، وكان حرا كريما صالحا صبورا على المشتغلين، يجلس لهم من السحر إلى أن يصلّي العشاء الآخرة، وكان من أحفظ الناس للقرآن، ناقلا للسبع، نصب نفسه للإقراء فلم يتفرّغ للتأليف، وكان يقرأ عليه الجماعة القرآن معا كل واحد منهم بحرف وهو يسمع عليهم كلّهم ويردّ على كل واحد منهم، وكان قد أخذ من كل علم طرفا، وسمع الحديث فأكثر ... وكان يعرف في ماكسين بمكيك تصغير مكّي، فلما ارتحل عن ماكسين واشتغل وتميّز اشتاق إلى وطنه فعاد إليه، وتسامع به الناس ممن كان يعرفه من قبل، فزاروه وفرحوا بفضله، فبات تلك الليلة، فلما كان من الغد خرج إلى الحمّام سحرا، فسمع امرأة تقول من غرفتها لأخرى: أتدرين من جاء؟ قالت: لا. قالت: جاء مكيك بن فلانة. فقال:
والله لا أقمت في بلد أدعى فيه بمكيك، وسافر من يومه إلى الموصل بعد ما كان نوى الإقامة في وطنه» . (معجم الأدباء) .
وقال ابن خلكان: وذكره أبو البركات ابن المستوفي في «تاريخ إربل» فقال: هو جامع فنون الأدب، وحجّة كلام العرب، المجمع على دينه وعقله، والمتفق على علمه وفضله.. ثم قال: وأنشدني من شعره:
سئمت من الحياة فلم أردها ... تسالمني وتشجيني بريقي
عدوي لا يقصر في أذاني ... ويفعل مثل ذلك بي صديقي
وقد أضحت لي الحدباء دارا ... وأهل مودتي بلوى العقيق
(وفيات الأعيان) وأقول: إن ترجمة «مكي» لم ترد في المطبوع من تاريخ إربل، بل ورد ذكرها في بضعة مواضع عرضا.
[3] انظر عن (ملدّ بن المبارك) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 101 رقم 954، والجامع المختصر 9/ 209.(43/135)
أَبُو المكارم الهاشميّ، البغداديّ، المعروف بابن النّشّال.
سَمِعَ: أبا منصور بْن خَيْرُون.
روى عَنْهُ: الدُّبَيْثِيّ، والضِّياء.
وتُوُفّي في ربيع الأول، وقد قارب الثّمانين.
[حرف النون]
162- نصر اللَّه ابْن جمالِ الأئمَة أَبِي القاسم [1] علي بن الحسن بن الحسن الفقيه.
أبو الفتح ابن الماسح الكِلابيّ، الدّمشقيّ، الفقيه، الشافعيّ.
مِن بيت العِلْمِ والعدالة.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وحمزةَ بنَ فارس.
وكان الاعتمادُ عَلَى جدِّه أَبِي الفضائل في المساحة والحساب في زمانه.
تُوُفّي أَبُو الفتح في ذي الحِجَّة بدمشق.
روى عَنْهُ: ابنُ خليل.
[حرف الهاء]
163- هبَةُ اللَّه بْن يَحْيَى [2] بْن عليّ.
أَبُو القَاسِم التَّمِيمِيّ العَدْل، الشافعيّ، المصريّ، المنعوت بالمُفَضَّل.
سَمِعَ بمكَّة من: أَبِي الفتح الكَرُوخيّ.
وحدَّث بمصر. وكان رئيسا متميِّزًا.
روى عَنْهُ: الحافظُ عبدُ العظيم، وقال: تُوُفّي في الثالث والعشرين مِن جُمَادَى الآخرة.
__________
[ () ] «ملدّ» : بفتح الميم، وبعدها لام مفتوحة، ودال مهملة مشدّدة. (المنذري) .
[1] انظر عن (نصر الله بن جمال الأمة) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 120، 121 رقم 987.
[2] انظر عن (هبة الله بن يحيى) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 106، 107 رقم 965.(43/136)
وفيها وُلِد
نجمُ الدّين أَبُو عَبْد الله بْن حَمْدان الحنبليّ.
والتّاج عَبْد الخالق بْن عَبْد السّلام البَعْلَبَكِّيّ.
والقُطبُ عبدُ المنعم بْن يَحْيَى الزُّهْرِي، خطيب القدس.
والشرف يوسف بْن الحَسَن النَّابُلُسيّ المحدّث.
وقاضي القُضاة تقيُّ الدِّين مُحَمَّد بْن الحُسَيْن بْن رَزين.
وقاضي القضاة شمس الدّين محمد ابن العماد الحنبليّ.
وعبد الله ابن النّاصح ابن الحنبليّ.
والمعين إِبْرَاهيم بْن عُمَر القرشي المحدّث.
وأَبُو الفضلِ محمد بن محمد ابن الدّبّاب، الواعظ ببغداد.
والمحيي عبد الرحيم ابن الدّميريّ.
والشيخ شمس الدّين محمد ابن العماد إبراهيم.
وتقيّ الدّين عبّاس ابن المَلِك العادل، وأخته الخاتون مؤنسة.
ونجمُ الدّين مُحَمَّد بْن إسرائيل الشاعر.
والشيخُ تقيّ الدّين إبراهيم بن عليّ ابن الواسطيّ في قولٍ.
والكمالُ عَبْد القادر بْن عبد العزيز بْن صالح الحجريّ، سمع ابن عماد.
وأَبُو القَاسِم بنُ أَحْمَد بْن إِبْرَاهيم الحمصيّ، سمع ابن الحرستانيّ.(43/137)
سنة أربع وستّمائة
[حرف الألف]
164- أحمد ابن الحافظ أَبِي العلاء [1] الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن، أَبُو عَبْد اللَّه الهَمَذانيّ، العطّار.
وُلِدَ سنة ثلاثٍ وثلاثين تقريبا.
وسَمِعَ: أبا بَكْر هبة الله ابن أخت الطّويل، ونصر ابن البرمكيّ. ورحل بِهِ أَبُوهُ إِلى أصبهان، فسمع من: غانم بْن أَحْمَد الْجُلوديّ، وعتيق الرُّويدَشتيّ، وفاطمة بنت مُحَمَّد البغداديّ، وطبقتهم. وسَمِعَ ببغداد من: أَبِي الفضل الأُرْمَويّ، وابن ناصر، وجماعة.
وكان حَسَنَ السَّمْت، فقيها، فاضلا، أديبا.
تُوُفّي بِهَمَذَان في صفر.
حدَّث بمكَّة، فروى عَنْهُ: أَبُو الحَسَن بْن المُفَضّل المقدسيّ، وأجاز للفخر عليّ، وغيره، وروى عَنْهُ أيضا: أَبُو الحَجّاج بْن خليل.
وعاش سبعين سنة وزيادة.
165- أَحْمَد بن سليم [2] بن فارس.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن العلاء) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 167، والتاريخ المجدّد لابن النجار، ورقة 28، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 127، 128 رقم 1003، والمختصر المحتاج إليه 1/ 178، 179.
[2] انظر عن (أحمد بن سليم) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 186، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 135 رقم 1021، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 952، والمختصر المحتاج إليه 1/ 183.
و «سليم» : بفتح السين المهملة وكسر اللام. (المنذري) .(43/138)
أَبُو العَبَّاس الحربيّ، الكاتب.
سَمِع: عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن يوسف.
وعاش ثمانينَ سنة.
سَمِعَ منه جماعةٌ. وأجاز للفخر عليّ، وللكمال عبدِ الرحيم، وخديجة بنتِ راجح.
166- أحمدُ بْن عليّ بْن هبة الله [1] البغداديّ.
سَمِعَ: ابنَ البطّي.
ومات فِي المُحَرَّم [2] .
167- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد [3] بْن مِقدام.
أَبُو العَبَّاس الرُّعَينيّ، الإِشبيليّ.
أخَذَ القراءاتِ ببلاده عَنْ أَبِي الحَسَن شُرَيْح بْن مُحَمَّد، وسَمِعَ: منه، ومن أبي بكر ابن العربيّ، وصحِبه إِلى مرَّاكُشَ وشهِدَ موته بفاس، وأخذ أيضا عَنْ: أَبِي عُمَر بْن صالح، وعليِّ بنِ مسلم، وأبي الحَكَم بْن بَطّال.
__________
[1] انظر عن (أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن هبة اللَّه) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 124 رقم 995، والجامع المختصر 9/ 43، والوافي بالوفيات 7/ 229 رقم 3183.
[2] كنيته: أبو منصور. قال الصفدي: كانت والدته قد حجّت مع والده وهي حامل به فوضعته بمكة وقدم به والده رضيعا، فاتفق أن الإمام الناصر ولد في رجب من تلك السنة وأرضعته والدته مديدة ومرضت فأحضرت له المراضع فأبى أن يرضع من إحداهن فأحضرت والدة أبي منصور المذكور فقبل ثديها وأنس بها، فربي مع الإمام الناصر في مكان واحد، ولما ولي الخلافة عرف له ذلك وأنعم عليه بإنعامات كثيرة ورغب إليه في ولايات جليلة فامتنع من ذلك وعاش فارغ البال.
أسمعه والده في صباه من ابن البطّي شيئا من الحديث قرأه عليه محب الدين ابن النجار ولم يرو بعد ذلك شيئا. وكان ظريفا متواضعا حسن الأخلاق. (الوافي بالوفيات) .
[3] انظر عن (أحمد بن محمد بن أحمد) في: تكملة الصلة لابن الأبار/ 97، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة ج 1 ق 1/ 384، 385 رقم 537، وجذوة الاقتباس 72، والعبر 5/ 9، 10، ومعرفة القراء الكبار 2/ 585 رقم 544، ومرآة الجنان 4/ 5، وغاية النهاية 1/ 104 رقم 478، وشذرات الذهب 5/ 12.(43/139)
قَالَ الأبّار [1] : كَانَ مقرئا، زاهدا، أديبا، يحفظ ديوانَ «سقط الزّند» لِلْمَعَرِّيَّ. وأخذ النّاس عَنْهُ كثيرا، وانفرد بالأخذ عَنْ شُريح، وتُوُفّي بينَ العيدين، وكان مولده في سنة ستّ عشرة وخمسمائة.
قلت: قرأ عَلَيْهِ بالروايات: أَبُو الحكم بنُ حجّاج، وأبو زكريّا بن أبي الغصن شيخ ابن الزّبير، وأَبُو الخطّاب بنُ خليل الأندلسيّون، وأَبُو إِسْحَاق بنُ وثيق صاحب التّجويد.
168- أفضل بْن المظفّر [2] بن عليّ ابن المكشوط الهاشميّ.
أَبُو الحَسَن.
سَمِعَ: محمدَ بْن عبد العزيز بن أبي حامد ابن البَيِّع.
وتُوُفّي في شعبان.
169- أميري بْن ناصر [3] .
أَبُو الحَسَن العَلَويّ، الفارسيّ، الصُّوفيّ، الزّاهد. حدَّث بدمشق عَنِ السِّلَفيّ.
[حرف الجيم]
170- جَوْهَرَةُ بنت هبة [4] الله بن الحسين [5] بن عليّ ابن الدّواميّ.
زوجة الشّيخ أبي النّجيب السّهرورديّ [6] .
__________
[1] في تكملة الصلة 1/ 97.
[2] انظر عن (أفضل بن المظفر) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 272، وقد اختلطت ترجمته بترجمة أبي الفضل إسماعيل بن علي بن بركات الغساني، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 138 رقم 1029، والجامع المختصر 9/ 249، 250، والمختصر المحتاج إليه 1/ 256.
[3] انظر عن (أميري بن ناصر) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 133 رقم 1017.
[4] انظر عن (جوهر بن هبة الله) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 136 رقم 1025، والوافي بالوفيات 11/ 226 رقم 321.
[5] هكذا في الأصل: «الحسين» ، وفي تكملة المنذري، والوافي: «الحسن» .
[6] هكذا هنا وتكملة المنذري. أما الصفدي فقال: كانت من أولاد الرؤساء وصحبت الشيخ أبا النجيب. وسمعت معه الحديث واشتغلت بالعلم والعبادة وتزوّجت بابنه عبد الرحيم(43/140)
روت عن: أَبِي الوقت السِّجْزِيّ.
وتُوُفّيت في شعبان [1] .
[حرف الحاء]
171- الحسن بن محمود.
أبو محمد ابن الحَكّاك الموصليّ.
شاعر مُحْسِن. ورد الشّامَ، ومَدَحَ صلاحَ الدّين وولَدَه المَلِك الظّاهر، وأقام بسنجار، وبها تُوُفّي.
فمن شِعره في الكلب:
أُوصيكَ يا ابْني بِحَامِي الشَّاءِ والإِبِلِ ... وجَالِب الضَّيْفِ مِنْ سَهْلٍ وَمِنْ جَبَلِ
يُبَشِّرُ الضَّيْفَ قَبْلِي ثُمَّ يَسْبِقُهُ ... نَحْوي فَيَرْقُصُ لِي مِنْ شِدَّةِ الْجَذَلِ
172- الحسنُ بْن يَحْيَى [2] بْن عمارة.
أَبُو مُحَمَّد البغداديّ الكاتب سَمِعَ: أبا زُرعة المقدسيّ، والوزير ابن هبيرة.
وله شعر حسن وترسّل [3] .
__________
[ () ] وهي أم ابنته سيّدة. وسمعت أبا الوقت.
قال محب الدين بن النجار: كتبت عنها وكانت صالحة صادقة. وتوفيت رحمها الله تعالى سنة أربع وستمائة بعد أن توضأت وصلّت عشاء الآخرة، وكانت واعظة.
وهي أخت الشيخ أبي علي الحسن بن الدوامي. (الوافي بالوفيات) .
[1] في تكملة المنذري: توفيت في ليلة العاشر من رجب.
[2] انظر عن (الحسن بن يحيى) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 22، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 131، 132 رقم 1012، والجامع المختصر 9/ 247، وتلخيص مجمع الآداب 4 ق 3/ 157 رقم 206، والوافي بالوفيات 12/ 302 رقم 272.
[3] قال ابن النجار: وما أظنه روى شيئا، ولم يتفق لي أن أكتب عنه شيئا، وكان حسن الأخلاق، متودّدا، مضيء الوجه. وأورد له:
فخر الورى من عاف كل دنيّة ... وكان بما دون العلا غير قانع
وأضرم نار الجود في كل غاسق ... ليهدي إليها كلّ عاف وقانع(43/141)
تُوُفّي في ربيع الآخر.
173- الحسنُ بْن أَبِي طالب نصر [1] بن عليّ ابن النّاقد.
الحاجب شرف الدّين.
وَلِيَ نظرَ المخزن ببغداد، فطغى، وتجبَّر وفَسَقَ، وبنى دارا عظيمة، ومَدَّ عينه إِلى أولادِ النّاس، فاستأصله الخليفةُ، وخَرَّب دارَه وحبسه، فأُخرج ميتا.
وقد سَبّه ابنُ النّجّار، وبالغ في مَقْته.
174- حنبلُ بنُ عَبْد الله [2] بْن الفَرَج بْن سعادة.
أَبُو عليّ، وأَبُو عَبْد الله الواسطيُّ الأصلِ، البغداديّ، الرُّصافيّ، النسَّاج، المكبِّر.
راوي «المُسند» [3] عَنْ أَبِي القاسم ابن الحُصَيْن، وسَمِعَ شيئا يسيرا من:
أَبِي القَاسِم ابن السمرقنديّ، وأحمد بن منصور بن المؤمّل.
__________
[ () ] ومنه:
ركبت مطا اليأس المريح فسار بي ... إلى العزّ لا يلوي بذلّ المطامع
فمن شاء عزّا لا يبيد ومنعة ... تزيد فيعلو متن هذا المطامعي
[1] انظر عن (الحسن بن أبي طالب) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 18، 19، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 536، وذيل الروضتين 61، 62، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 142 رقم 1033، والجامع المختصر 9/ 250، 251.
[2] انظر عن (حنبل بن عبد الله) في: التقييد لابن نقطة 259، 260 رقم 320، والكامل في التاريخ 12/ 278، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 39، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 536، 537، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 125، 126 رقم 998، وذيل الروضتين 62، والجامع المختصر لابن الساعي 9/ 245، 246، ومشيخة النجيب عبد اللطيف، ورقة 91، 92، وتاريخ إربل لابن المستوفي 1/ 162، 163 رقم 66، ومشيخة ابن البخاري، ورقة 10، والمعين في طبقات المحدّثين 186 رقم 1974، والإعلام بوفيات الأعلام 248، والإشارة إلى وفيات الأعيان 315، والعبر 5/ 10، وسير أعلام النبلاء 21/ 431- 433 رقم 226، والمختصر المحتاج إليه 2/ 54 رقم 640، ودول الإسلام 2/ 111، والبداية والنهاية 13/ 50، وبغية الطلب (المصوّر) 6/ 603 رقم 954، والعسجد المسبوك 2/ 323، 324، وعقد الجمان 17/ ورقة 311، 312، وتاريخ الخميس 2/ 410، والنجوم الزاهرة 6/ 195، وشذرات الذهب 5/ 12.
[3] أي «مسند» الإمام أحمد بن حنبل.(43/142)
وحدَّث ببغداد، والمَوْصِلِ، ودمشق.
وكان يُكَبِّر بجامع المهديّ، ويُنادي عَلَى الأملاك.
عاش تسعين سنة أو نحوها.
قَالَ ابْنُ الْحَاجِبِ: حَدَّثَنَا ابْنُ نقطة، حدّثنا أبو الطّاهر ابن الأَنْمَاطِيِّ بِدِمَشْقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَنْبَلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: لَمَّا وُلِدْتُ، مَضَى أَبِي إِلَى الشَّيْخِ عَبْدِ الْقَادِرِ الْجِيلِيِّ، وَقَالَ لَهُ: قَدْ وُلِدَ لِي وَلَدٌ فَمَا أُسَمِّيهِ؟ قَالَ: سَمِّهِ حنبل، وَإِذَا كَبِرَ سَمِّعْهُ «مُسْنَدَ» أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ. قَالَ: فَسَمَّانِي كَمَا أَمَرَهُ، فَلَمَّا كَبِرْتُ سَمَّعَنِي «الْمُسْنَدَ» ، وَكَانَ هَذَا مِنْ بَرَكَةِ مَشُورَةِ الشَّيْخِ.
قَالَ الدُّبَيْثِيّ [1] : حنبل، أَبُو عَبْد الله، كَانَ دلّالا في بيع الأملاك. سُئل عَنْ مولده، فذكر ما يدلّ عَلَى أَنَّهُ في سنة عشر أو إحدى عشرة وخمسمائة.
قَالَ: وتُوُفّي بَعْدَ عَوْدِه من الشام في ليلة الجمعة رابعَ محرّم سنة أربع.
قَالَ ابن الأنماطيّ: أسمعه أبوه «المسند» بقراءة ابن الخشّاب في شهري رجب وشعبانُ سنةَ ثلاثٍ وعشرين، وسمعتُ منه جميعَ «المُسند» ببغداد، أكثره بقراءتي عَلَيْهِ في نَيِّفٍ وعشرين مجلسا، ولمّا فرغتُ من سماعه، أخذتُ أُرغِّبهُ في السفر إِلى الشّام فقلت: يَحْصُلُ لك من الدّنيا طَرَفٌ صالح، وتُقبل عليك وجوهُ الناس ورؤساؤهم. فقال: دعني، فو الله ما أُسافر لأجلهم، ولا لما يَحْصُل منهم، وإنّما أسافر خدمة لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أروي أحاديثَه في بلدٍ لا تُروى فيه. ولما عَلِم الله منه هذه النّيَّة الصّالحة أقبل بوجوه النّاسِ إِلَيْهِ وحَرَّك الهِممَ للسّماع عَلَيْهِ، فاجتمع إِلَيْهِ جماعةٌ لا نعلمها اجتمعت في مجلس سماع قبل هذا بدمشق، بل لم يجتمع مثلُها قطّ لأحدٍ ممّن روى «المُسْند» .
قلتُ: سَمِعَ من حنبل خلق كثير منهم: الضّياء، والدّبَيْثِيّ، وابنُ النّجّار، وابنُ خليل، والملكُ المحسن وهو الّذي أحضره وأمّره وأعطاه، والتّقيّ أحمد ابن العزّ، والفقيه اليونينيّ، وأبو الطّاهر ابن الأنماطيّ، والتّاج
__________
[1] في تاريخه، ورقة 39.(43/143)
ابن أَبِي جَعْفَر، ومحمدُ بْن عَبْد العزيز بْن خلدون، والزّين محمد بْن عُمَر الأنصاريّ الفاسيّ الأديب المعروف بابن الزقزوق، والموفَّق مُحَمَّدُ بْن عُمَر خطيب بيت الأبّار، والصّدرُ البكريّ، وأخوه الشرفُ مُحَمَّد، ومحمد بْن نصر الله بْن أَبِي سُرَاقة الهَمْدانيّ، وأحمدُ بْن جميل المُطَعِّم، وأحمدُ بْن عَبْد الله بْن موسى النابلسيّ، وخطيبُ مردا، وأحمدُ بْن كتائب البانياسيّ، وإسماعيل بْن أَبِي اليُسْر، والمسلّم بْن علّان، وشمسُ الدّين عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عُمَر، وأحمدُ بْن شيبان، والفخر عليّ، وغازي الحلاويّ.
قَالَ الإمام أَبُو شامة [1] : وكان حنبل فقيرا جدا، روى «المسند» بإربِل، والموصل، ودمشق. وكان كثير الأمراض بالتخم، كَانَ المَلِك المعظم يطعمه تِلْكَ الألوان، وهو يُسرفُ فيها.
وقال ابنُ الأنماطيّ: كَانَ أَبُوهُ عبدُ الله قد وقف نفسَه عَلَى السَّعي في مصالح المسلمين، والمشي في قضاء حوائجهم. وكان أكبرُ هَمِّه تجهيزَ مَن يموت عَلَى الطُّرُق [2] .
[حرف الدال]
175- داود ابن الخليفة العاضد [3] العُبَيْديّ.
أَبُو سُلَيْمَان.
تُوُفّي بقصر الإِمارة بالقاهرة في ذي القعدة، ولم يُعْقب.
__________
[1] في الذيل، ص 62.
[2] وقال الإمام أبو الخطّاب عمر بن الحسن المغربي: أردت السماع على حنبل، فقرأت عليه أياما فرأيته لا يقيم الإعراب في تكبيره، فتركته لذلك. ومضى بعد ذلك إلى واسط لسماعه على القاضي ابن المندائي، فسمعه بزعمه عليه، وعاد إلى بغداد. وسافر حنبل إلى دمشق، وسمّع بها ووصله خير كثير من أهلها. وسمع ابن الحصين وغيره، ولم يكن له أصول يراجعها. وطالما سمعته يقول: يا ربّ ارددني إلى بغداد ولا تمتني حتى أكبّر على الدكة التي أكبّر عليها. فعاد إلى بغداد ومات بها. (تاريخ إربل) .
[3] انظر عن (داود بن العاضد) في: نهاية الأرب 29/ 45، والسلوك ج 1 ق 1/ 169.(43/144)
176- دُرَّةُ بنتُ عُثْمَان [1] بْن منصور الحلاوي، البغداديّ.
أمّ عُثْمَان.
سَمِعْتُ من: هِبة الله بْن الطّبر الحريريّ.
روى عنها: الضّياءُ، وابنُ خليل، والنّجيبُ عَبْد اللّطيف، وآخرون.
وتُوُفّيت في شَوَّال.
ويعرف أبوها بابن قَيَّامة [2] .
[حرف السين]
177- سالم بْن منصور [3] بْن عَبْد الحميد.
أَبُو الغنائم العَرَبانيّ، المقرئ.
تفقَّه بمدينةِ الرَّحبة عَلَى أَبِي عبد الله ابن المُتْقِنَة. وسَمِعَ ببغداد من:
ابن البَطِّيّ، وأبي زُرْعة.
وكان ديّنا خَيّرًا.
مات ببغداد في جُمادي الآخرة.
وعَرَبان [4] : مِن قرى الخابور.
178- سِتُّ الكتبة نعمة [5] بنت عليّ بن يحيى ابن الطّرّاح المدير.
__________
[1] انظر عن (درّة بنت عثمان) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 143، 144 رقم 1035، ومشيخة النجيب عبد اللطيف، ورقة 135- 137، والمختصر المحتاج إليه 3/ 261 رقم 1399.
[2] قيّامة: بفتح القاف وتشديد الياء آخر الحروف وفتحها وبعد الألف ميم مفتوحة وتاء تأنيث. (المنذري) .
[3] انظر عن (سالم بن منصور) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 73، 74، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 134، 135 رقم 1020.
[4] عربان: بفتح العين والراء المهملتين وباء مفتوحة موحّدة وبعد الألف نون. (المنذري) .
[5] انظر عن (ست الكتبة) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 539، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 130 رقم 1008، وذيل الروضتين 63، والإعلام بوفيات الأعلام 248، والإشارة إلى وفيات الأعيان 315، والعبر 5/ 10، والمشتبه 2/ 581، والمختصر المحتاج إليه 3/ 262 رقم(43/145)
قدِمت دمشقَ وسكنتها، وحدّثتْ أيضا بالحجاز، روت الكثيرَ عَنْ جدِّها يَحْيَى، وعن أبي شجاع عُمَرَ بنِ مُحَمَّد البسطاميّ.
روى عنها: الضّياءُ، وابنُ خليل، والتَّقيّ اليَلْدانيّ، والزّكيّ عَبْد العظيم، وجماعة آخِرُهم شمسُ الدين عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي عمر، ثمّ فخر الدّين عليّ ابن البخاريّ.
وأجاز لها الفُراويُّ، ومحمد بْن عليّ بْن أَبِي ذَرّ الصّالحانيّ، والحسينُ بْن عَبْد المَلِك الخلّال، وسمعت مِنْ جَدِّها جملة من تصانيف الخطيب، بإجازته منه.
قَالَ الشّهابُ القُوصيّ: شاهدت من ذَلِكَ في ثَبَتها كتاب «الجهر بالبسملة» ، كتاب «الجامع» ، «مسألة الاحتجاج بالشافعيّ» ، كتاب «السّابق واللّاحق» ، كتاب «الكفاية» ، كتاب «البخلاء» ، كتاب «القُنُوت» ، كتاب «صوم يومِ الشّكّ» . قَالَ: ومولدها في سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة.
وقال الحافظ عبد العظيم [1] : ولدت سنة ثمان عشرة.
وقال شيخنا ابنُ الظّاهريّ [2] : وُلِدَتْ في ذي الحجَّة سنةَ أربعٍ وعشرين، وكنيتُها أم عَبْد الغني. وتُوُفّيت في الثامن والعشرين من ربيع الأول.
179- سنجر شاه بنُ غازي [3] بْن مودود.
__________
[1405،) ] وسير أعلام النبلاء 21/ 434، 435 رقم 228، والعسجد المسبوك 2/ 324، وعقد الجمان 17/ ورقة 313، والنجوم الزاهرة 6/ 195، وشذرات الذهب 5/ 12.
[1] في التكملة 2/ 130.
[2] في تخريجه لمشيخة ابن البخاري، الورقة 128.
[3] انظر عن (سنجر شاه بن غازي) في: الكامل في التاريخ 12/ 279- 282 (وفيات 605 هـ.) ، ومفرّج الكروب لابن واصل 3/ 187- 189، والأعلاق الخطيرة 3 ق 1/ 186، 227- 230، 232، 234، والجامع الساعي 9/ 269، والمختصر في أخبار البشر 3/ 111، والعبر 5/ 12، وتاريخ ابن الوردي 2/ 126، والوافي بالوفيات 15/ 472 رقم 635، والسلوك ج 1 ق 1/ 170، وعقد الجمان 17/ ورقة 316، 317، وشذرات الذهب 5/ 15، والعسجد المسبوك 2/ 325، والبداية والنهاية 13/ 52.(43/146)
السّلطان عزّ الدّين الأتابكيّ، صاحب جزيرةِ ابن عُمَرَ.
تُوُفّي في هذا العام، في قَول [1] .
[حرف الصاد]
180- صفيَّة [2] بنتُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن ملاعب.
أخت داود الوكيل، وأخت حفصة.
سَمِعْتُ من: أَبِي الفضل الأُرْمَويّ.
روى عنها: الضّياءُ، والبغاددة.
تُوُفّيت في شوَّال.
[حرف الطاء]
181- طاهر بْن أَحْمَد [3] بْن أَبِي بَكْر.
أَبُو بَكْر الأزَجيّ البَقَّال.
سَمِعَ: الزَّاغونيّ، وابنَ ناصر.
[حرف العين]
182- عبد الله بن أحمد بن عُمَر [4] بْن سالم بْن باقا.
أَبُو مُحَمَّد السِّيبِيُّ الأصلِ، البغداديّ، العدل، التّاجر، المعروف بابن الدّويك، وهو أخو عبد العزيز.
__________
[1] ولهذا سيعيده المؤلّف- رحمه الله- في وفيات السنة التالية 605 هـ. برقم (235) ، وفيها ورّخه في: سير أعلام النبلاء 21/ 507 رقم 265، والعبر 5/ 16.
[2] انظر عن (صفيّة) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 144 رقم 1036، والمختصر المحتاج إليه 3/ 265 رقم 1410.
[3] انظر عن (طاهر بن أحمد) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 88، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 124، 125 رقم 996.
[4] انظر عن (عبد الله بن أحمد بن عمر) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 132 رقم 1013 رقم 1013، والجامع المختصر 9/ 247، 248، وتلخيص مجمع الآداب 4/ 340، والمختصر المحتاج إليه 2/ 134 رقم 762.(43/147)
سمع: أبا الفتح ابن البَطِّيّ، وأبا زُرْعة المقدسيّ.
قَالَ الدُّبَيْثِيّ [1] : ما أعلَمه حَدَّث.
183- عبدُ الله بْن عيسى [2] بْن عَبْد الله.
أَبُو مُحَمَّد الأنصاريّ، القُرطبيّ المُكَتِّب الزاهد.
أَخذ القراءاتِ عَنْ عَبْد الرحيم بْن قاسم المحاربيّ [3] .
وجَلَسَ للتعليم. وكان يَتَقوَّت مِن كِراءِ رَبْعٍ لَهُ.
قَالَ الأبّار: كَانَ منقطع القرين في الزّهد والورع.
184- عبدُ الله بنُ مُبادِر [4] .
أَبُو بَكْر البقابوسيّ- وبَقَابُوس من قرى نهر المَلِك [5] .
كَانَ مقرئا مجوِّدًا، ضريرا، يؤُمّ بمسجد.
قرأ القرآن عَلَى أَبِي الكَرَم الشَّهرُزُوريّ، وعليّ بْن غَنِيمَة، وسَمِعَ من:
عَبْد الخالق اليوسفيّ، وأبي بكر ابن الزاغونيّ [6] ، وسعيد ابن البنّاء.
__________
[1] في المختصر المحتاج إليه 2/ 134، وقد ذهب قوله في تاريخه حيث ذهبت الترجمة ولم يبق منها سوى شيء يسير من آخرها.
[2] انظر عن (عبد الله بن عيسى) في: التكملة لكتاب الصلة لابن الأبار 2/ 878.
[3] هكذا في الأصل بخط المؤلّف- رحمه الله-، وقد وقع في تكملة ابن الأبار: «الحجاري» ، ومثله في: غاية النهاية 1/ 383 رقم 1632 فقال: «عبد الرحيم بْن قاسم بْن محمد أبو محمد (كذا) الحجاري بالراء أبو الحسن» . فجعل له كنيتين، والصحيح أن كنيته «أبو الحسن» . وقد ورد أنه «محاربي» في غاية النهاية أثناء ترجمة «عبد الحق بن محمد الخزرجي (1/ 359 رقم 1537) وهو الأرجح، والله أعلم.
[4] انظر عن (عبد الله بن مبادر) في: معجم البلدان 1/ 470، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 110، 111، ومشيخة النجيب عبد اللطيف، ورقة 94، 95، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 128، 129 رقم 1005، والمختصر المحتاج إليه 2/ 174 رقم 814.
و «مبادر» : بضم الميم وفتح الباء الموحّدة وبعد الألف دال وراء مهملتان. (المنذري) .
[5] قال ياقوت: بقابوس: بالفتح، وبعد الألف باء أخرى مضمومة، وواو ساكنة، وسين مهملة. (معجم البلدان) .
[6] تحرّفت في (معجم البلدان) إلى: «الزعفرانيّ» .(43/148)
روى عنه: الدبيثي، والضياء.
وتوفي في ربيع الأول.
185- عبدُ الحقّ بْن مُحَمَّد [1] بْن عَبْد الحقّ بْن أَحْمَد المقرئ.
أَبُو مُحَمَّد الخزْرجيّ، القرطبيّ.
أخذ القراءات عن ابن عمّ أَبِيهِ أَبِي زيد عَبْد الرَّحْمَن بْن عليّ الخزْرجيّ، المقرئ، وعبد الرحيم بْن قاسم [2] . وأخذ قراءة نافع عَنْ أَحْمَد بْن صالح الضّرير. وسَمِعَ من: أَبِيهِ أَبِي عَبْد الله، وأبي مروان بْن مَسَرَّة فأكثر، وأخذ العربيَّة عَنْ أَبِي القَاسِم بْن سمجون.
وتصدَّرَ بقُرطبة للإقراء والتّحديث. وعُمِّر وأسَنَّ. وكان عارفا بالقراءاتِ، ضابطا لها.
حَدّثَ عَنْهُ جماعة.
وتُوُفّي في شعبان، وولد في حدود الخمس وعشرين وخمسمائة، وكان شيخه أَبُو زيد حيّا في حدود الأربعين.
قلتُ: سَمِعَ منه أَبُو العَبَّاس أحمدُ بْن عُمَر بْن إِبْرَاهيم القُرطبيّ أكثرَ «الموطّأ» سنةَ ستِّمائة بروايته عَنْ أَبِيهِ.
186- عَبْد الرَّحْمَن بْن عيسى [3] بْن عليّ بْن الحُسَيْن الحنبليّ.
__________
[1] انظر عن (عبد الحق بن محمد) في: غاية النهاية 1/ 359 رقم 1537.
[2] وهو المحاربي الّذي ذكر في ترجمة «عبد الله بن عيسى» قبل قليل برقم (183) .
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن عيسى) في: إكمال الإكمال لابن نقطة (الظاهرية) ورقة 55، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 123، 124، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 537، وذيل الروضتين 62، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 137 رقم 1028، والجامع المختصر 9/ 249، والمختصر المحتاج إليه 2/ 208، 209 رقم 863، والبداية والنهاية 13/ 50، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 41- 43 رقم 222، وعقد الجمان 17/ ورقة 312، وشذرات الذهب 5/ 17، والتاج المكلل 218.(43/149)
أبو الفرج ابن البُزُورِيّ [1] ، البغداديّ، الواعظ.
صحِب ابنَ الجوزيّ، وأخذ عَنْهُ الوعظ، وتكلَّم عَلَى المنبر بكلامه، ثُمَّ هجرهُ وفارقه.
وحدَّث عَنْ: أبي الوقت، وهِبة الله الشّبليّ، وجماعة.
روى عَنْهُ: الحافظُ الضّياء، وغيره.
وتُوُفّي في شعبان [2] .
187- عَبْدُ الرَّحْمَن بنُ المبارك [3] بن عليج ابن نُعَيْجَة.
أَبُو مُحَمَّد.
سَمِعَ: أبا بَكْر الأنصاريّ.
روى عَنْهُ: الضّياءُ، وبالإِجازة: الفخرُ عليّ.
وتُوُفّي في رجب وقد شاخ.
188- عَبْدُ الرحيم بْن إبراهيم [4] بن يحيى.
أبو محمد ابن الدَّرَجيّ، القُرَشيّ، الدّمشقيّ، الحنفيّ.
إمام محراب الحنفيَّة بجامع دمشق وابن إمامه.
مات في صفر.
__________
[1] البزوري: بالباء الموحدة والزاي المضمومتين وكسر الراء المهملة. (إكمال الإكمال، ورقة 55) .
[2] ومولده سنة 539 هـ. وقال ابن القطيعي: رفيقنا، كان فيه دين، وأنشدني من شعره شيئا.
وقال ابن النجار: وتفقّه على مذهب الإمام أحمد ووعظ، وكان صالحا، حسن الطريقة، خشن العيش، غزير الدمعة عند الذكر، كتبت عنه، وهو الّذي جمع سيرة ابن المنّي، وطبقات أصحابه، وذكر فيها أنه لزمه، وقرأ عليه، وكلامه فيها يدل على فصاحته ومعرفته بالفقه والأصول والجدل. (الذيل على طبقات الحنابلة) .
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن المبارك) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 128، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 136 رقم 1024، والمختصر المحتاج إليه 3/ 18 رقم 773.
[4] انظر عن (عبد الرحيم بن إبراهيم) في: ذيل الروضتين 64، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 127 رقم 1000، والبداية والنهاية 13/ 50.(43/150)
لَقَبُه: العفيف.
189- عبدُ الرحيم بْن عيسى [1] بْن يوسف.
أبو القاسم ابن الملجوم الأزْديّ، الزّهرانيّ، الفاسيّ.
من بيت مشهورٍ بالمغرب. سمع: أباه، وعمّه أبا القاسم ابن الملجوم، وأبا الحَكَم بْن حَجَّاج، وأبا بَكْر بنَ زيدان القُرطبيّ، وعَبّاد بنَ سرحان قرأ عَلَيْهِ تصنيفَه في الفرائض، وسَمِعَ عَلَيْهِ «رسالة العلم والدّينار» لابن ماكُولا.
قَالَ الأبّار: ولقي ببلده أيضا أبا مروان بْن مَسَّرة، وأبا الفضل بْن عياض، وجماعة، وناظر عَلَى أَبِي بَكْر بْن طاهر الخدب في نحو ثُلُث «كتاب» سيبويه. وأخذ عَنْ أَبِي القَاسِم بْن بَشْكُوال، والسُّهَيْليّ، وطائفة، واعتنى بهذا الشّأن. وكتبَ إِلَيْهِ أَبُو مُحَمَّد اللَّخْميّ سِبْط أَبِي عُمَر بْن عَبْد البَرّ.
قَالَ: وكان بصيرا بالحديثِ، رفيعَ القدر، عنده من الدّواوين والدّفاتر شيءٌ كثير. وأخذ عَنْهُ النّاسُ، واستجازوه من أقاصي البلاد تنافُسًا في عُلُوّ روايته، وكان أهلا لذلك.
تُوُفّي سنةَ أربعٍ وله ثمانون سنة. وقيل: تُوُفّي سنة ثلاثٍ وستّمائة.
190- عَبْدُ المُجيب بنُ أَبِي القَاسِم [2] عَبْد الله بْن زُهَيْر بْن زُهَيْر.
أَبُو مُحَمَّد البغداديّ.
شيخ صالح، حافظ للقرآن، قِيلَ: إنّه يتلو كلّ يومٍ ختمة. قدم على
__________
[1] انظر عن (عبد الرحيم بن عيسى) في: تكملة الصلة لابن الأبار 3/ ورقة 21.
[2] انظر عن (عبد المجيب بن أبي القاسم) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 190، 191، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 537، 538، وذيل الروضتين 62 وفيه اسمه «عبد المجيد» ، ومشيخة النجيب عبد اللطيف، ورقة 93، 94، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 126، 127 رقم 999، والجامع المختصر 9/ 254، 255، والعبر 5/ 10، والمختصر المحتاج إليه 3/ 95، 96 رقم 930، ومشيخة ابن البخاري، ورقة 14، والإشارة إلى وفيات الأعيان 315، وسير أعلام النبلاء 21/ 472، 473 رقم 237، وعقد الجمان 17/ ورقة 312، والنجوم الزاهرة 6/ 195، وشذرات الذهب 5/ 12، 13.(43/151)
الملك العادل رسولا من الدّيوان العزيز، وزار البيت المُقَدَّس في سنة ستّمائة.
سَمِعَ بإفادة عمّه الشّيخِ عبدِ المغيث من: عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن يوسف، وعلي بْن هبة اللَّه بْن عَبْد السلام، وعبد الصبُور الهَرَويّ، وابن الطّلّاية.
ووُلِد في سنة سبْع وعشرين وخمسمائة.
روى عَنْهُ: الدُّبَيْثِيّ، وابنُ خليل، والضّياء، والزّكيّ المنذريُّ، والنّجيب الحَرّانيّ، والفخر عليّ.
وحدّث بمصر، والشّام.
وتُوُفّي بحماة فِي سَلْخ المحرَّم.
191- عَبْد المحسن بْن إسْمَاعيل [1] .
الوزير الصَّدْر شرف الدّين ابن المحلّيّ الفَلَكي.
روى عَنْهُ القُوصيّ شِعرًا، وقال: ناب بدمشق عَنِ الصّاحب صفيِّ الدّين، ثُمَّ وَزَر بخِلاطَ وأعمالها للملك الأوحد، إِلى أن قتله مملوكُه ليلةَ عيد الفِطر سنةَ أربعٍ بخِلاط، وحُمِل إِلى دمشق، فدُفن بالجبل، وصُلِبَ غلامُه.
192- عَبْد الواحد بْن عَبْد السّلام [2] بْن سلطان.
أَبُو الفضل الأَزَجيّ، البَيِّع، المُعَدَّل، المقرئ، الأستاذ.
__________
[1] انظر عن (عبد المحسن بن إسماعيل) في: ذيل الروضتين 66 (في المتوفين سنة 605 هـ.) ، ولهذا سيعيده المؤلّف برقم (243) .
[2] انظر عن (عبد الواحد بن عبد السّلام) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 173، والتاريخ المجدّد لابن النجار (الظاهرية) ورقة 44، ومشيخة النجيب عبد اللطيف، ورقة 95، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 129 رقم 1006، والجامع المختصر 9/ 246، 247، والإعلام بوفيات الأعلام 248، والإشارة إلى وفيات الأعيان 315، والعبر 5/ 10، 11، والمختصر المحتاج إليه 3/ 76، 77 رقم 887، ومعرفة القراء الكبار 2/ 584 رقم 543، وغاية النهاية 1/ 474 رقم 1981، والنجوم الزاهرة 6/ 195، وشذرات الذهب 5/ 413.
وقد ذكره المؤلف- رحمه الله- في سير أعلام النبلاء 21/ 433 ولم يترجم له.(43/152)
قرأ بالرواياتِ عَلَى أَبِي مُحَمَّد سبْط الخيّاط، وأبي الكَرَم الشّهرُزوريّ، وسَمِعَ منهما، ومِن مُحَمَّد بْن أَبِي حامد البَيِّع، وأبي الفضل الأُرْمويّ، وابن ناصر.
وأقرأ القراءاتِ، وحَدَّث. وكان ديِّنًا صالحا، عاليَ الإِسناد في القراءات مشهورا، قرأ عليه «بالمبهج» [1] مجد الدّين ابن تيميّة، وغيرُه.
وروى عَنْهُ: الدُّبَيْثِيّ، وابنُ خليل، والضِّياءُ، والنّجيبُ عبدُ اللّطيف، وآخرون.
وتُوُفّي في ربيع الأول.
قَالَ ابْنُ النّجّار [2] : قرأ عَلَيْهِ النّاسُ القراءاتِ فأكثروا، وكان صدوقا نَزِهًا عفيفا.
193- عفيفة بنتُ المبارك [3] بْن مُحَمَّد بْن مَشِّق البغداديّ.
أخت المحدّث أَبِي بَكْر مُحَمَّد.
روت عَنْ أبي الفتح ابن البَطِّيّ.
وتُوُفّيت في جُمادي الأولى.
194- عليّ بْن إسْمَاعيل [4] بْن عليّ.
أَبُو الحَسَن، الطُّوسيُّ الأصلِ، الإِسكندراني، النّحْويّ، المعروف بابن السّيُوريّ.
شاعِرٌ مُحْسِنٌ، عاش بضعا وثمانين سنة.
قَالَ زكيُّ الدّين: تُوُفّي في رجب، أنشدنا عَنْهُ شيخُنا ابنُ المفضّل.
195- عليّ بن سعيد [5] بن حمامة.
__________
[1] المبهج في القراءات السبع، لسبط ابن الخياط.
[2] في التاريخ المجدّد، ورقة 44.
[3] انظر عن (عفيفة بنت المبارك) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 133، 134 رقم 1018.
[4] انظر عن (علي بن إسماعيل) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 137 رقم 1027.
[5] انظر عن (علي بن سعيد) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 132 رقم 1014، والوافي(43/153)
أَبُو الحَسَن، الشّاعر المشهور.
صَنّف كتابا في العَرُوض، وكتابا سمَّاه «نفائس الأعلاق» .
وتُوُفّي في جُمادي الأولى.
196- عليّ بنُ عليّ [1] بْن بركة.
أَبُو الحَسَن [2] البغداديّ، الكَرْخيّ.
حَدّثَ عَنْ أَبِي البدر الكرخيّ، وأحمد ابن الأشقر.
وكان ضعيفا [3] .
197- عليّ بْنُ مُحَمَّد بْن رستم [4] الخراسانيّ.
__________
[ () ] بالوفيات 12/ ورقة 72، وطبقات النحاة واللغويين، ورقة 212، وتاريخ ابن الفرات 5/ 71 ولم يذكره كحّالة في (معجم المؤلفين) ولا في مستدركه، وهو من شرطه.
[1] انظر عن (علي بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 146 رقم 1043، وو المختصر المحتاج إليه 3/ 130 رقم 1019، والمغني في الضعفاء 2/ 452 رقم 4305، وميزان الاعتدال 3/ 146 رقم 5894، ولسان الميزان 4/ 244 رقم 662.
[2] هكذا في الأصل. وفي تكملة المنذري 2/ 146 «أبو الحسين» .
[3] قال المنذري: ولنا منه إجازة كتب بها إلينا من بغداد ... ويقال: كانت وفاته في سنة ثلاث وستمائة.
وقال المؤلّف الذهبي- رحمه الله- في (ميزان الاعتدال) : ضعيف لكونه على طريقة مذمومة تسقط العدالة.
وقال ابن الدبيثي: سمعتهم يقذفونه بما لا تجوز الرواية معه عنه وسمعت منه جماعة.
توفي سنة ثلاث وستمائة ظنا. (المختصر المحتاج إليه) .
[4] انظر عن (علي بن محمد بن رستم) في: معجم البلدان 3/ 437، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 142، 143 رقم 1033، ووفيات الأعيان 3/ 395، 396 رقم 478، وفيه «علي بن رستم» ، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 375، والغصون اليانعة لابن سعيد 118- 130، وإنسان العيون لابن أبي عذيبة، ورقة 226، وبدائع البدائه لابن ظافر 76، 102، 151، 153، 262- 264، 280، وعيون الأنباء لابن أبي أصيبعة 2/ 184، وعقود الجمان لابن الشعار 4/ 291، والبدر السافر، ورقة 19 ب، والعبر 5/ 11، وسير أعلام النبلاء 21/ 471، 472 رقم 236، ومرآة الجنان 4/ 5، والوافي بالوفيات 22/ 7- 29 رقم 1، والعسجد المسبوك 2/ 232، وغاية النهاية 1/ 508 (في ترجمة: عثمان بن علي بن عثمان الخثعميّ- رقم 2101) ، وتاريخ ابن الفرات 5 ق 1/ 81. وكشف الظنون 769، وشذرات الذهب 5/ 13، وديوان الإسلام 3/ 132، 133 رقم 1225، وهدية العارفين 1/ 704، وروضات(43/154)
بهاء الدّين أبو الحسن ابن السّاعاتيّ الشاعر، صاحب «الدّيوان» المشهور.
شاعر مُحْسِنٌ، فائقُ النَّظْم، لطيفُ المعاني.
وُلد بدمشق في حدود سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة.
وكان أَبُوهُ يعمل السّاعاتِ بدمشق، فَبَرَعَ هُوَ في الشِّعر، ومدح الملوك، وتعانى الْجُنديَّة، وسكن مصر.
وروى عَنْهُ من شِعره جماعة منهم: الشّهاب القُوصيّ، وغيره.
وهو أخو الطّبيب العلّامة فخر الدّين رضوان.
وله «ديوان» منتخب، و «ديوان» كبير في مجلّدتين.
تُوُفّي في رمضان.
ذكره المنذريّ [1] وابن خَلِّكان [2] .
ومن شِعره:
الطَّلُّ في سِلْكِ الغُصُونِ كَلُؤُلؤٍ ... رَطْبٍ يُصَافِحُهُ النَّسِيمُ فَيَسْقُطُ
والطَّيْرُ يَقْرَأ والغَدِيرُ صَحِيفَةٌ ... والرِّيحُ تَكْتُبُ والغمَامُ يُنقِّطُ [3]
وقد خدم أخوه فخرُ الدّين ابنُ السّاعاتيّ الملكَ المعظَّم بالطّبّ، وترقّى إِلى أن توزّر له، وكان ينادمه، ويلعب بالعود [4] .
__________
[ () ] الجنات 89، ومعجم المؤلفين 7/ 92، وأعيان الشيعة 41/ 254 وانظر مقدّمة محقّق ديوانه.
[1] في التكملة لوفيات النقلة 2/ 142، 143.
[2] في وفيات الأعيان 3/ 395، 396.
[3] البيتان في الديوان 2/ 4 وفيه: «والغمامة تنقط» ، وكذلك في: وفيات الأعيان 3/ 396، والغصون اليانعة. والمثبت يتفق مع: الوافي بالوفيات 22/ 10.
[4] وقال ياقوت الحموي: ومرّ أبو الحسن علي بن محمد الساعاتي بنواحي صيداء وهي بيد الإفرنج فرأى مروجا كثيرة نباتها النرجس، واتفق أنه هرب بعض الأسارى من صيداء فأرسلت الخيل وراءه فردّته فقال:
للَّه صيداء من بلاد ... لم تبق عندي بلى دفينا(43/155)
198- عليّ بْن مُحَمَّد بْن عليّ الْجُرجانيّ [1] .
ثُمَّ البغداديّ، التّاجر.
حدَّث بدمشق عَنْ أَبِي الفتح ابن البطّيّ.
وكان كثير الأسفار للتّجارة، دخل الصّين وغيرها.
وتُوُفّي في رجب [2] .
199- عليّ بْن أَبِي القَاسِم نصر [3] بْن منصور.
أَبُو الحَسَن الحَرّانيّ، ثمّ البغداديّ بن العطّار التّاجر.
حدّث بمصر عَنْ: نصر بْن نصر العُكْبَريّ، وابن ناصر.
روى عَنْهُ: الحافظ المنذريّ.
وهو من بيت حشمة وتقدُّم.
تُوُفّي في محرّم.
200- عليّ بن أبي نصر [4] ابن الحُبَيق [5] الحَرْبِيّ.
روى عَنِ: ابن الطّلَّاية.
ومات في شَوَّال.
201- عُمَر بْن عُثْمَان بْن عُمَر [6] الحلّاج البغداديّ.
__________
[ () ]
نرجسها حلية الفيافي ... قد طبّق السهل والحزونا
وكيف ينجو بها هزيم ... وأرضها تنبت العيونا
(معجم البلدان 3/ 437) .
[1] انظر عن (علي الجرجاني) في: تاريخ ابن الدبيثي (كمبرج) ورقة 158، والتاريخ المجدّد لابن النجار (باريس) ورقة 8، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 136، 137 رقم 1026.
[2] مولده سنة 529 هـ.
[3] انظر عن (علي بن نصر) في: تاريخ ابن الدبيثي (كمبرج) ورقة 169، والتاريخ المجدّد لابن النجار (باريس) ورقة 58، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 125 رقم 997.
[4] انظر عن (علي بن أبي نصر) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 144 رقم 1037.
[5] الحبيق: بضم الحاء المهملة وفتح الباء الموحّدة وتسكين الياء آخر الحروف وبعدها قاف.
[6] انظر عن (عمر بن عثمان بن عمر) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 196،(43/156)
روى عَنْ: أَبِي الوَقْت.
[حرف القاف]
202- قُراجا الصّلاحيّ [1] .
الأمير زَين الدّين.
من أعيان الدّولة.
ورّخ وفاته القاضي ابن واصل [2] .
[حرف الميم]
203- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن سَعْد [3] بْن مفرّج.
أَبُو عَبْد الله الهَمْدانيّ، الأندلسيّ.
من أهل الجزيرة الخضراء.
كَانَ بصيرا بالفرائض والحساب.
روى عَنْ أَبِي نصر فتح بْن مُحَمَّد الْجُذاميّ، المقرئ.
ومات في رمضان.
سَمِعَ «التّجريدَ» لابنِ الفَحَّامِ من أَبِي نصر: حَدَّثَنَا مؤلَفُه.
204- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهيم.
القاضي أَبُو عَبْد الله، قاضي بِجاية.
إمامٌ بارع في المذهبين: مالك والشّافعي، قَيِّم بمعرفة الأُصول والكلام والفلسفة. وقد أهانه أَبُو يوسف صاحب المغرب للفلسفة.
__________
[ () ] والتكملة لوفيات النقلة 2/ 145، 146 رقم 1042.
[1] انظر عن (قراجا الصلاحي) في: التاريخ المنصوري 55، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 538، وذيل الروضتين 62، 63، ومفرّج الكروب 3/ 175، والبداية والنهاية 13/ 50.
[2] في مفرّج الكروب 3/ 175.
[3] انظر عن (محمد بن أحمد بن سعد) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/ 575 وفيه:
«أحمد بن عبد الله بن سعد» .(43/157)
قِيلَ لَهُ مرَّة: كنتَ تحبُّ العزلة فلِمَ دخلتَ في القضاء؟ فَقَالَ: القضاء لا يُرَدُ.
205- مُحَمَّد بْن الحَسَن بْن عليّ بْن صالح [1] .
أَبُو الحُسَيْن الهَمْدانيّ، الأندلسيّ، المالقيّ.
تُوُفّي بالإسكندريَّة.
سَمِعَ: الحافظ أبا القَاسِم بْن بَشكُوال، وأبا زيد السُّهَيْليّ.
روى عَنْهُ: الحافظُ عبدُ العظيم.
206- مُحَمَّد بْن طُغان [2] بْن بدر الفقيه.
أَبُو عَبْد الله المصريّ، الشّافعيّ.
سَمِعَ: أبا الفتوح الخطيب الزّيديّ، وغيره.
وتُوُفّي في المحرّم.
207- مُحَمَّد بْن أَبِي عَبْد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن التُّونسيّ.
حَدّثَ بالمنية عَنِ السِّلِفَيّ.
روى عَنْهُ: الشّهاب القُوصيّ، وورَّخَ وفاته.
208- مُحَمَّد بْن عليّ بْن يوسف [3] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن الحسن بن صالح) في: المقفى الكبير للمقريزي 5/ 552، 553 رقم 2074.
[2] انظر عن (محمد بن طغان) في: تكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 321، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 124 رقم 994، وتوضيح المشتبه 6/ 31.
و «طغان» : بضم الطاء المهملة وفتح الغين المعجمة وبعد الألف نون.
[3] انظر عن (محمد بن علي بن يوسف) في: وفيات الأعيان 3/ 472 في ترجمة «ابن التعاويذي» ، و 4/ 94 و 100 وفيه: «علي بن محمد بن يوسف بن مسعود، أبو الحسن» ، وصلة الصلة لابن الزبير 114، وتكملة الصلة لابن الأبار، رقم 1894، وعقود الجمان للزركشي، ورقة 224، وعقود الجمان لابن الشعار 4/ ورقة 409، وزاد المسافر، رقم 6، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة 5/ 396- 399 رقم 673، والغصون اليانعة 139، وفوات الوفيات 3/ 84- 86 رقم 356، ومسالك الأبصار 11/ ورقة 480، والوافي بالوفيات 4/ 171، 172 رقم 1709 (كما هو مثبت أعلاه: محمد بن علي بن(43/158)
نظام الدّين الخروف القَيسيّ، القُرطبيّ، الشاعر.
مات مُتَرَدّيًا في جُبٍّ بحلب [1] .
لَهُ رسالةٌ كتب بها إِلى قاضي حلبَ بهاءِ الدّين بْن شدّاد يطلبُ منه فَروةَ:
بَهَاءُ الدِّين والدُّنيا ... ونُورُ [2] المَجْدِ والحَسَبِ
طَلَبْتُ مَخَافَةَ الأنْوَاءِ ... مِنْ نُعْمَاكَ [3] جِلْدَ أَبِي
وَفَضْلُكَ عَالِمٌ أنِّي ... خَرُوفٌ بَارعُ الأدَبِ
حَلَبْتُ الدَّهْرَ أشْطُرَه ... وفي حَلَبٍ صَفَا حَلَبي [4]
209- مُحَمَّد بْن عليّ بْن عَبْد الرَّحْمَن [5] بْن عَبْد الْعَزِيز بْن زكريا.
__________
[ () ] يوسف) ، و 22/ 89- 94 رقم 40 وفيه: «علي بن محمد بن علي بن نظام الدين أبو الحسن ابن خروف الأندلسي» وقد خلط بين الشاعر صاحب الترجمة، وبين النحويّ الإشبيلي، انظر حاشية (الوافي 22/ 89 رقم 40) وحاشية (فوات الوفيات 3/ 84) ، ونفح الطيب 2/ 640، وبغية الوعاة 2/ 203، 204 رقم 1793 وقد خلط بين الاثنين أيضا، وإعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء للطباخ 4/ 328.
وقد أجمعت كل المصادر على أن اسمه: «علي بن محمد بن يوسف» ، وأثبته المؤلّف- رحمه الله- كما هنا «محمد بن علي بن يوسف» وتابعه الصفدي في (الوافي 4/ 171) وعاد فذكره باسم «علي بن محمد بن علي بن محمد» . (22/ 89) .
[1] وقع اختلاف في تاريخ وفاته، فقيل في سنة 604 وقيل 605 وقيل 609 وقيل 620 هـ.
(راجع مصادر ترجمته، والاختلاف مردّه إلى الخلط بينه وبين النحويّ الإشبيلي) .
[2] في فوات الوفيات: «ونوء» .
[3] في عقود الجمان لابن الشعار: «حسناك» ، وفي نفح الطيب: «جدواك» .
[4] الأبيات في: عقود الجمان لابن الشعار 4/ ورقة 409، وفوات الوفيات 3/ 86، ووفيات الأعيان 7/ 94، والوافي بالوفيات 4/ 72 وفيه بيتان: الثاني والرابع، و 22/ 92، ونفح الطيب 2/ 640.
[5] انظر عن (محمد بن علي بن عبد الرحمن) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/ 574، والذيل والتكملة لكتاب الموصول والصلة 6/ 452. 453، ومعرفة القراء الكبار 2/ 585، 586 رقم 545، وغاية النهاية 2/ 205 رقم 3167 و 2/ 241 رقم 3415 باسم «محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز» .
وقد أعاده المؤلّف- رحمه الله- في وفيات سنة 608 هـ. برقم (416) وذكره ابن الجزري مرتين كما تقدّم، فأغفل في المرة الأولى تاريخ وفاته. ونقل في المرة الثانية وفاته عن ابن الأبار في سنة 604 وعن ابن مسدي في سنة 608 هـ.(43/159)
أَبُو بَكْر بن حَسْنُونَ الكُتاميّ [1] ، الأندلسيّ، البياسيّ، خطيب بياسة.
شيخ مُعَمَّر مُسِنٌّ.
قَالَ الأبّار [2] : أخذ القراءاتِ عَنْ أَبِيهِ، وشُرَيح بْن مُحَمَّد، وعبدِ الله بْن خَلَف، وسَمِعَ منهم، ومن: القاضي أبي بكر ابن العربيّ، وأبي القاسم ابن ورد، وجماعة. وولي قضاء بلده، وتَصَّدر للإِقراء والتّحديث، وأخذ عَنْهُ النّاسُ، وكان مقرئا جليلا، ماهرا مُجوّدًا، عالي الرواية، عُمِّر وضَعُف، وتُوُفّي في رمضان وقد بلغ التّسعين.
وقيل: إنّه ولد سنة أربع وعشرين، فاللَّه أعلم [3] .
قلت: قرأ عَلَيْهِ بالسَّبْع إسْمَاعيل بْن يَحْيَى العَطّار شيخ ابْن الزُّبير، وكان شيخُه ابْن خَلَف القَيسيّ قد قرأ بالروايات عَلَى أَبِي القَاسِم ابن الفَحّام الصَّقَلّيّ، وله إجازة من أَبِي الحَسَن ابن الدّوش وابن البيّاز. وأمّا شيخه شُرَيح فمُسْنَد الأندلس.
وقد ذكره ابن مسْديّ في «مُعجمه» وعظَّمَهُ، وروى عَنْهُ بالإِجازة، وغلط بأنْ قَالَ: تُوُفّي سنة ثمانٍ وستّمائة وأنّه قارب المائة.
سماعُه في سنة أربع وثلاثين وخمسمائة من شريح، ومن ابن العربيّ.
210- محمد ابن الحافظ أَبِي بَكْر [4] مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مرزوق الباقداريّ [5] .
__________
[1] تصحفت نسبته في (غاية النهاية) في المرة الأولى (2/ 205) إلى: «الكتاني» . وقال: لا أعلم على من قرأ! وفي المرة الثانية (2/ 241) وقع «الكناني» هكذا بدون تنقيط بعد الكاف، وذكر شيوخه، فكأنه لم يعرفه في المرة الأولى.
[2] في تكملة الصلة 2/ 574.
[3] الّذي في التكملة لابن الأبار: «وقرأ بخط بعض أصحابنا أنه توفي يوم الاثنين الخامس من رمضان المذكور ... وقال في مولده: إنه سنة 520، وحكى غيره أنه بلغ الثمانين، وأن مولده سنة 524» .
[4] انظر عن (محمد بن أبي بكر) في: معجم البلدان 1/ 474، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 129، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 134 رقم 1019، والمختصر المحتاج إليه 1/ 125، 126.
[5] الباقداري: نسبة إلى باقدارى: قرية من نواحي بغداد.(43/160)
الخيّاط، أخو عجيبة.
سمع: أبا الفتح ابن البَطِّيّ، وأبا زُرْعَة، وخَلْقًا كثيرا. وبلغت أثْباتُ مسموعاته أربعة وعشرين جزءا. ثُمَّ مات أَبُوهُ وهو صبيّ، فاشتغلَ بالمعيشة.
وتُوُفّي في الكهُولة ولم يحتَجْ إِلى مسموعاته.
قَالَ ابنِ النّجّار: وَمِنَ العجب أَنَّهُ لم يروِ شيئا البتَّة.
211- مُحَمَّد بْن النّفيس [1] بْن مسعود.
الفقيه أَبُو سَعْد الحنبليّ، البغداديّ، المعروف بابن صَعْوة [2] .
تفقَّه على أبي الفتح ابن المَنّيّ، وتكلَّم في مسائل الخلاف، وسَمِعَ أبا عليّ الرّحبيّ، وأبا محمد ابن الخشّاب.
وتُوُفّي في شَوَّال [3] .
لَهُ شِعر مليح [4] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن النفيس) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 153، وعقود الجمان لابن الشعار 6/ ورقة 254- 256، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 143 رقم 1034، والوافي بالوفيات 5/ 133 رقم 2145، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 43، 44 رقم 223، والتاج المكلّل للقنوجي 219.
[2] صعوة، لقب لجده مسعود (التكملة لوفيات النقلة 2/ رقم 1034) .
[3] ومولده في ربيع الآخر سنة 553 هـ.
[4] ذكره القطيعي فقال: شاب حسن الخلق والخلق، من أهل القرآن والفقه، كان يسمع معنا الحديث.
وقال ابن القادسي: كان فقيها حسنا، خيّرا متميّزا.
وقال المنذري: حدّث بشيء من تأليفه.
ومن شعر ابن النفيس:
رقّ يا من قلبه حجر ... لجفون حشوها سهر
ولجسم ما لناظره ... منه إلا الرسم والأثر
فغرامي لو تحمله ... صخر رضوى كاد ينفطر
إن لومي في هواك ... لمن شر ما يأتي به القدر
يا بديعا جلّ عن شبه ... ما يداني حسنك القمر
صل ووجه الدهر مقتبل ... فزمان الوصل مختصر(43/161)
212- المبارك بن المبارك [1] بن أبي بكر.
أبو منصور ابن الدَّلال الحَرِيمِي، المستعمل.
روى عَنْ: أَبِي الوَقْت.
ومات في جُمادي الأولى.
213- مَحْبُوبَة بنتُ المبارك [2] بْن مُحَمَّد بْن سِكِّينة [3] .
روت عَنِ: ابن البطّيّ.
214- محمود ابن شيخ الشيوخ صدر الدين محمد [4] ابن شيخ الشيوخ عُمَر بْن علي بْن مُحَمَّد بْن حَمُّوَيه.
الْجُوَينيُّ الأصلِ، الدّمشقيُّ.
سَمِعَ يَحْيَى الثّقفيّ، ومات شابّا [5] .
215- محمودُ بْنُ هِبة الله [6] .
أَبُو الثّناء الحِلّيّ [7] ، ثُمَّ البغداديّ.
قرأ القرآن عَلَى أَبِي الحَسَن البطائحيّ، والنَّحْو عَلَى أَبِي محمد ابن الخشّاب. وسمع من أبي الوقت.
__________
[ () ] (الذيل على طبقات الحنابلة 2/ 44) .
[1] انظر عن (المبارك بن المبارك) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 132، 133 رقم 1015.
[2] انظر عن (محبوبة بنت المبارك) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 130 رقم 1009، والمشتبه 1/ 364.
[3] سكّينة: بكسر السين المهملة وكسر الكاف المشدّدة.
[4] انظر عن (محمود بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 127 رقم 1001.
[5] ومولده سنة 575 هـ. وقال المنذري: أجاز له جماعة كبيرة من البغداديين والشاميين وغيرهم. وما علمته حدّث بشيء.
[6] انظر عن (محمود بن هبة الله) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 538، وذيل الروضتين 63، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 130، 131، رقم 1010، والجامع المختصر 9/ 255، 256، والأعلاق الخطيرة ج 1 ق 1/ 113، 114، والمختصر المحتاج إليه 3/ 185 رقم 1182، وعقد الجمان 17/ ورقة 312، والنجوم الزاهرة 6/ 194، 195.
[7] تصحفت هذه النسبة إلى: «الحنبلي» في: مرآة الزمان.(43/162)
قَالَ الدُّبَيْثِيّ [1] : كَانَ بزّازا فيه تشدُّق وكثرةُ كلام، سَكَنَ دمشق وبها مات.
قلت: لقبُه فخر الدّين.
روى عَنْهُ الدُّبَيْثِيّ، والضّياءُ، وعبدُ العظيم، والقُوصيّ، وابنُ خليل، وجماعة.
ومات في ربيعٍ الأول عَنْ بضع وستين سنة.
216- مُصْعَبُ بْن مُحَمَّد بْن مسعود [2] بْن عَبْد الله بْن مسعود.
أَبُو ذرٍّ الخُشَنِيّ الجيَّانيّ، ويُعرَف أيضا بابن أَبِي رُكَب- جمع رُكبة- النَّحْويّ، اللُّغوَيّ.
أخذ النّحوَ واللّغةَ عَنْ أَبِي بَكْر والدِه، وعن أَبِي بَكْر بْن طاهر الخِدَبّ، وسَمِعَ منهما، ومن: أَبِي الحَسَن بْن حُنين، وأبي عبد الله النّميريّ، وجماعة.
وأجازَهُ أَبُو طاهر السِّلَفِيّ، وغيرُه.
وكان إماما مبرِّزًا في العربيَّة وضروبها، أقرأَها عامَّةَ حياته، ورحل النّاس إليه فيها. ولها مُصَنَّف في شرح غريب «السّيرة» لابن إِسْحَاق، ومُصَنَّف في «شرح» سيبويه، وشرحِ «الإِيضاح» ، وشرحِ «الْجُمَل» ، وله شروح وتعاليقُ وشِعرٌ وسط.
وكان رئيسا وَقُورًا مَهِيبًا، مليح الصّورة، عَلَى مجلسه جلالةٌ، وكان الوزراءُ فمَنْ دونهم يمشونَ إِلى مجلسه، وإذا ركب يركبون في خدمته. وكان يُشْغِلُ النهار كُلَّه وبعضَ اللّيل.
قَالَ الأبّار [3] : أخذ عَنْهُ جِلَّةٌ مِن شيوخنا، وكان أبو محمد القرطبيّ ينكر
__________
[1] لم تصل إلينا ترجمته لضياع هذا القسم من تاريخه، ولكن قوله ورد في: المختصر المحتاج إليه 3/ 185.
[2] انظر عن (مصعب بن محمد) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/ 701، 702. والعبر 5/ 11، ومرآة الجنان 4/ 5.
[3] في تكملة الصلة 2/ 701، 702.(43/163)
سماعَه من النُّميريّ. وولي خَطابة إشبيلية مدَّةً، ثُمَّ ولي قضاء جَيَّان، ثُمَّ سكن مدينة فاس، وعَلّم العربية، وحدّث بها، وبَعُدَ صيتهُ. وكان وقور المجلس حَسَن السَّمْت والهَدْي، قد منع تلاميذَه من التّبَسُّط في السّؤالات، وقصرهم عَلَى ما يُلقي إليهم. تُوُفّي بفاس في شوّال، وله سبعون سنة.
وقال غيرهُ: عُزِلَ عَنْ قضاء جيان وأُهين، ونسبوه إِلى أَنَّهُ ارتشى، وأنه ارتكب من التِّيهِ والكِبْرِ ما لا يليقُ، وذهب إِلى فاس.
ومن شِعره:
أنْكَرَ صَحْبِي أَنْ رَأَوْا طَرْفَه ... ذَا حُمْرَةٍ يَشْقَى بِهَا المُغْرَمُ
لا تُنْكِرُوا المُحْمَرَّ مِنْ طَرْفِهِ ... فَالسَّيْفُ لا يُنْكَرُ فِيهِ الدَّمُ
وقد مَرَّ أَبُوهُ في سنةِ أربعٍ وأربعين [1] .
217- موسى بْنُ الحُسَيْن [2] بْن موسى بْن عِمران القَيسيّ.
أَبُو عِمران المِيرتُليّ [3] ، الزّاهد نزيل إشبيلية.
صحِب أبا عبد الله ابن المجاهد الزّاهد، واختصَّ بِهِ ولازمَهُ.
قَالَ الأبّار: كَانَ منقطعَ القرينِ في الزُّهد والعبادة والورعِ والعُزْلَة، مُشارًا إِلَيْهِ بإجابة الدّعوة، لا يُعْدَل بِهِ أحد، وله في ذَلِكَ آثار معروفة، مَعَ الحظِّ الوافر مِن الأدب والتّقدّم في قَرْضِ الشِّعر، وذلك في الزُّهد والتخويف وقد دُوِّنَ. وكان ملازما لمسجده بإشبيليّة يُقرئ ويُعَلِّم، ولم يتزوَّجْ قطُّ. حَدَّثَنَا عَنْهُ: أَبُو سُلَيْمَان بنُ حَوْط الله، وبَسَّام بنُ أَحْمَد، وأَبُو زيد عَبْدُ الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد، ومن شِعره:
عَجَبًا لنا نَبْغي الغِنَى والفَقْرُ في ... نَيْلِ الغِنَى لو صحّت الألباب
__________
[1] أي سنة 544 هـ. انظر (حوادث ووفيات 541- 550 هـ.) ص 210 رقم 243.
[2] انظر عن (موسى بن الحسين) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/ 687.
[3] الميرتلي: نسبة إلى «ميرتلة» ، بالكسر، ثم جمع بين ساكنين، وتاء مثناة مضمومة، ولام.
حصن من أعمال باجة.(43/164)
فِيمَا يُبَلِّغُنَا المَحَلَّ كِفَايَةٌ ... والفَضْلُ فِيهِ مُئونَةٌ وحِسَابُ
تُوُفّي إِلى رضوان الله في أوَّلِ جُمادي الأولى، وله اثنتان وثمانون سنة.
218- موسى بْنُ يوسف بْن موسى بْن يوسف بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن المغيرة بْن شُرَحبيل.
المعروف بمزْدي وبمسْدي بْن مغيرة بْن حسن بْن زيد بْن يزيد بْن حاتم بْن رَوْحُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ قُبَيْصَةَ بْنِ الْمُهَلَّبِ بْن أَبِي صُفْرة.
الشيخ المُعَمَّر، الزّاهد، أَبُو مُحَمَّد بْن مسْدي الأَزْديّ، المُهَلّبيّ، ويعرف أيضا بابن البائس.
وإنّما لُقِّبَ شُرَحبيل المذكور بمسْدي، لأنّ أَبَاهُ تصاهر إِلى بني مسْدي، فلقّب هنا بهم.
قال الحافظ ابن مَسْدي في «معجمه» : تفقّه جدّي موسى بأبيه القاضي أَبِي عُمَر تلميذ أَبِي عليّ الغَسّانيّ، وكتب بخطّه كثيرا. وأخذ القراءاتِ عَنْ أَبِي عبد الله ابن غلام الفرس. وصحب أبا العبّاس ابن العريف بالمَرِية، وكان الأمير مُحَمَّد بْن سعد قد أخذ أمواله فنزل بَسْطة [1] مدَّةً، ثُمَّ تحوَّلَ إِلى غَرناطة، فنزل الْجُندية وتَعبَّد، وُلد في رأس سنة خمسمائة، وعاش مائة ونيّفا. وكان يمتنع من التّحديث، جمع عَلَيْهِ بالرواياتِ رَجُلٌ، فلمّا فَهِمَ أَنَّهُ يريد منه الإِجازة أَبى عَلَيْهِ من إكمال الختمة. وكان جدّي يُؤانسني، وألبسني الخرقة كما ألبسَهُ شيخه ابْن العريف. وأضرَّ في أواخر العمر، ومات ببسَطَة في شوال سنةَ اثنتين وستّمائة- كذا قَالَ ابن مسْدي في كتاب «لباس الخرقة» وأمّا في «معجمه» فَقَالَ: مات في رمضان سنةَ أربعٍ وستّمائة ببسطة.
نقلتهما من خطّه، فأخطأ في أحدهما.
__________
[1] من أعمال «جيان» بالأندلس كما في معجم ياقوت، ومراصد الاطلاع لابن عبد الحق.(43/165)
[حرف النون]
219- نَدَى بنُ عَبْد الغنيّ [1] بْن عليّ.
رضيّ الدّين أَبُو الجود الأنصاريّ، المصريّ، الحنفيّ، الفقيه، المحدّث، مدرّس مدرسة السّيوفيّيين.
سَمِعَ الكثيرَ من: السِّلَفيّ، وبدر الخُداداذيّ، ومحمد بن علي الرحبي، وعلي بن هبةِ اللَّه الكامليّ، وعثمانَ بْن فَرَج، وإسماعيل بْن قاسم الزَّيّات، وابن برّيّ، وخلق كثير. وعُني بالحديث وجمعه.
وحدّث، روى عَنْهُ [2] ...
مات في شعبان.
نعمة بنت الطّرّاح.
هي سِتُّ الكَتَبَة، مَرَّ ذكرُها [3] .
[حرف الواو]
220- وَثّاب بْن قُصَّة [4] .
أَبُو مُحَمَّد المصريّ، الشّافعيّ، الزّاهد.
تُوُفّي بمصر.
[حرف الياء]
221- يحيى بن الحسن.
__________
[1] انظر عن (ندي بن عبد الغني) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 138، 139 رقم 1030، وتوضيح المشتبه 1/ 400 وفيه «ندا» بالألف الممدودة.
[2] هكذا في الأصل، ولم يذكر المؤلف- رحمه الله- أحدا ممن روى عنه. وقال المنذريّ:
رأيته ولم يتّفق لي السّماع منه.
[3] تقدّم ذكرها في وفيات هذه السنة برقم (178) .
[4] انظر عن (وثّاب بن قصّة) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 145 رقم 1040 و «قصية» : بضم القاف وتشديد الصاد المهملة وفتحها وتاء تأنيث.(43/166)
أبو عليّ ابن الشّاطر الأنباريّ.
ولي قضاء الأنبار، وحَدَّث عَنْ مسعود ابن النّادر.
222- يوسف بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه [1] بْن يَحْيَى بْن غالب.
أَبُو الحَجّاج البَلَويّ [2] المالَقيّ، الأندلسيّ، المعروف بابنِ الشيخ.
أخذ القراءات عن أبي عبد الله ابن الفخّار، وسَمِعَ منه، ومن: أَبِي القَاسِم السُّهَيْليّ، وأبي إِسْحَاق بْن قرقول. وحجَّ سنة ستّين وخمسمائة.
فسمع ببِجاية مِن الحافظ عَبْد الحقّ «أحكامه» [3] ، وسَمِعَ بالثَّغر من أَبِي طاهر السِّلَفِيّ، وأبي مُحَمَّد العثمانيّ، وسَمِعَ بمكَّة من أَبِي الحَسَن بْن مؤمن.
قَالَ الأبّار [4] : أخذ عَنْهُ: أَبُو سُلَيْمَان بْن حَوْط الله، وأَبُو الربيع بْن سالم، وأَبُو الحَسَن بْن قطرال، وغيرهم. وكان منقطع القرين في الزّهد والعبادة، مجتهدا في العمل، يُشار إِلَيْهِ بإجابة الدّعوة. وُلد سنة تسع وعشرين وخمسمائة، وتُوُفّي في رمضان. وكانت لَهُ جنازة مشهودة.
وقال المنذري [5] : تُوُفّي بمالَقَة، وكان أحد الزّهاد المشهورين، كثير الغَزْو [6] ، خَطَب ببلده.
وقال فيه ابن مسْدي: أحدُ الأبدال والعلماء العُمّال وممّن تعرّفت إجابة
__________
[1] انظر عن (يوسف بن محمد بن عبد الله) في: صلة الصلة لابن الزبير 217، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 147 رقم 1044، وتكملة الصلة لابن الأبار 2/ 1044، والعسجد المسبوك 2/ 326، والقاموس الإسلامي لأحمد عطية الله 1/ 164، وكشف الظنون 150، والأعلام 9/ 327، وفهرست الخديوية 4/ 206، 207، ومعجم المؤلفين 13/ 230، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 ج 5/ 71 رقم 1371.
[2] تصحفت هذه النسبة في: العسجد المسبوك إلى: «البكري» .
[3] أي كتاب: «الأحكام الشرعية الكبرى» لأبي محمد عبد الحق بن عبد الرحمن الأزدي الإشبيلي المعروف بابن الخراط المتوفى سنة 581 هـ. وقد تقدّمت ترجمته هناك.
[4] في تكملة الصلة 2/ 1044.
[5] في التكملة لوفيات النقلة 2/ 147.
[6] عبارة المنذري: «ويقال إنه بنى بمالقة نحو اثني عشر مسجدا بيده، ولم تفته غزوة في البر ولا في البحر، وتولّى الخطابة ببلده.(43/167)
دعوته. تأدَّبَ بابن الفخّار، وتلا عَلَيْهِ بالسَّبْعِ، وسَمِعَ من القَاسِم بْن دحمان.
رأيته، وأطعمني تِينًا ولَوْزًا، أنبأني مِن شعره:
عَلَيْكَ مِن أمْرِ الدِّينِ مَا كَانَ وَاضِحًا ... وَدَعْ مُشْكِلاتِ الأمْرِ عَنْكَ بِمَعْزِلِ
وأَهْلِ التُّقى والدَّينِ كُنْ تَابِعًا لَهُم ... فإنْ رَحَلُوا فَارْحَلْ وإنْ نَزَلُوا انزل
[1] وحافظ على الأمر القَدِيمِ وَوَلِّهِ ... عَلَيْكَ وَعَنْكَ المُحْدِثَ البِدْعَ فَاعْزِلِ
وفيها وُلِدَ
قاضي حماة جمالُ الدّين مُحَمَّد بْن سالم بْن واصل.
والمحدّثُ جمالُ الدّين محمد بن عليّ ابن الصّابونيّ.
ومجدُ الدّين أحمدُ بن عَبْد الله ابن الحَلَوانية.
والبهاءُ مُحَمَّد بنُ مُحَمَّد بْن خَلِّكان.
والعمادُ إسْمَاعيل بْن إسْمَاعيل بْن جوسلين.
وإبراهيم بْن حَمْد بْن كامل المقدسيّ.
والشمسُ عبدُ الله ابن الأوحد مُحَمَّد بْن عَبْد الله الزّبيريّ.
والفخرُ عبد العزيز بن عبد الرحمن ابن السُّكّري المصريّ.
والشرفُ نصر الله بْن حواري الحنفيّ.
والنّجمُ إسْمَاعيل بْن إِسْحَاق بْن أَبِي القاسم بن صصريّ.
والزّين إبراهيم ابن السّديد أَحْمَد الحنفيّ.
وصفيُّ الدين مصطفى بْن عيسى الدّلاصيّ.
والمحدّثُ يَحْيَى بْن عَبْد الرحيم بْن مَسْلمة.
ومحمد بْن عليّ بْن أَبِي بَكْر الواسطيّ الصَّالِحيّ المقرئ.
والظهيرُ إِسْحَاق بْن قريش المخزوميّ راوي التّرمذيّ.
__________
[1] في الأصل: «فانزل» .(43/168)
سنة خمس وستّمائة
[حرف الألِف]
223- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي هارون [1] .
أَبُو القَاسِم التَّمِيميّ، الإِشبيليّ.
أخذ القراءات عَنْ: أَبِي الحَكَم بْن حَجّاجِ، وأبي إسحاق بن طلحة، وعبيد الله [2] ابن اللّحيانيّ [3] ، وأبي الحَكَم بْن بَطَّال. وسَمِعَ من أَبِي الحَسَن الزُّهْرِي، والزّاهد أَبِي عَبْد الله ابن المجاهد. وأجاز لَهُ أَبُو الحَسَن شريحٌ.
وتصدَّر للإِقراء، وأخذ الناسُ عَنْهُ.
قَالَ الأبّار [4] : وكان ورِعًا زاهدا، أجاز في ربيع الأول سنة خمسٍ لبعض أصحابنا [5] .
224- إِبْرَاهيم بْن أَحْمَد الكرديّ [6] .
المعروف بالجناح.
من أمراء دمشق.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن أحمد) في: تكملة الصلة لابن الأبار 1/ 98، وغاية النهاية 1/ 104 رقم 480.
[2] في التكملة لابن الأبار: «عبد الله» ، والمثبت يتفق مع: غاية النهاية.
[3] تصحفت في غاية النهاية إلى: «الحبابي» .
[4] في تكملة الصلة 1/ 98.
[5] وقال ابن الجزري: بقي إلى قريب سنة عشر وستمائة.
[6] انظر عن (إبراهيم بن أحمد) في: ذيل الروضتين 66.(43/169)
225- إبراهيمُ بْن هبة الله [1] بْن مُحَمَّد.
أَبُو إِسْحَاق الأزَجِيُّ، المعروف بابن البُتَيْت المُعَدَّل.
حَدّثَ بمصر عَنْ أَبِي الفضل الأرمَويّ، وابنِ ناصر، وجماعة.
وكان مِن كبار التّجّار. سكن مصر.
وولد سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة.
روى عَنْهُ: ابنُ خليل، والزّكيُّ المُنذريّ، والضّياءُ المقدسيّ، وآخرون.
وتُوُفّي في رمضان.
[حرف الباء]
226- بركةُ بْن عليّ [2] بْن الحُسَيْن بْن بركة.
أبو محمد ابن السّابح- بموحّدة- الوكيل.
مات في ربيع الأول.
وله مُصَنَّف في الشّروط والإسجالات.
[حرف الثاء]
227- ثَنَاءُ بنُ أَحْمَد [3] بْن مُحَمَّد بْن علي.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن هبة الله) في: إكمال الإكمال لابن نقطة (الظاهرية) ورقة 76، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 268، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 161 رقم 1071، والمختصر المحتاج إليه 1/ 237، 238، وتوضيح المشتبه 2/ 91.
[2] انظر عن (بركة بن علي) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 279، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 151، 152 رقم 1055، والجامع المختصر 9/ 275، والمشتبه 1/ 345، والجواهر المضية 1/ 466 رقم 369، والوافي بالوفيات 10/ 119 رقم 4576، وتاج التراجم لابن قطلوبغا 19، وتبصير المنتبه 2/ 671، والطبقات السنية، رقم 563، وكشف الظنون 2/ 1379، ومعجم المؤلفين 3/ 42.
[3] انظر عن (ثناء بن أحمد) في: إكمال الإكمال لابن نقطة (الظاهرية) ورقة 78، 79، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس) (5921) ورقة 291، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 160، رقم 1969، والمختصر المحتاج إليه 1/ 270، والمشتبه 1/ 122، وتوضيح المشتبه 2/ 98 و 428.(43/170)
أبو حامد ابن القرطبان الآجُرِّيّ، المَلاء الجمعيّ، الحربيّ.
سَمِعَ عَبْدَ الرحمن بن علي بن الأشقر.
روى عنه الضياء، وابن خليل. وأجاز لابن أبي الخير.
وتُوُفّي في شعبان.
[حرف الحاء]
228- الحَسَنُ بنُ إسماعيل [1] .
أبو عليّ ابن الكببيّ [2] الإِسكندرانيّ سَمِعَ بدمشق مِن أَبِي القَاسِم الحافظ.
وله مُصَنَّف في الرقائق في عدَّة مجلّدات [3] .
توفّي في ثمان رمضان.
229- الحسن، الملك الأمجد [4] ابن العادل أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن أيّوب.
شقيق المَلِك المعظّم.
230- الحسينُ بنُ أَحْمَد بْن الحُسَيْن بْن أيوب [5] .
أَبُو عَبْد الله البغداديّ، الكرْخيّ، الكاتب.
ولد سنة عشرين وخمسمائة.
وسَمِعَ: أبا بَكْر الأنصاريّ، وأبا منصور بْن زُريق القزّاز.
روى عَنْهُ: أَبُو عَبْد الله الدّبيثيّ، والضّياء، والنّجيب عبد اللّطيف،
__________
[1] انظر عن (الحسن بن إسماعيل) في: تكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 285، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 161، 162 رقم 1072، وتوضيح المشتبه 7/ 381.
[2] الكببيّ: بضم الكاف وفتح الباء الموحّدة وبعدها باء موحّدة مكسورة.
[3] لم يذكره كحالة في (معجم المؤلفين) .
[4] انظر عن (الحسن الملك الأمجد) في: ذيل الروضتين 67، ونهاية الأرب 29/ 46، 47.
[5] انظر عن (الحسين بن أحمد بن الحسين) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) رقم 23، 24، ومشيخة النجيب عبد اللطيف، 10 ورقة 97- 99، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 163، 164 رقم 1075، والجامع المختصر 9/ 282، والعبر 5/ 12، والمختصر المحتاج إليه 2/ 32، 33 رقم 608، وشذرات الذهب 5/ 14، 15.(43/171)
وآخرون. وأجاز للشّيخ شمس الدّين عَبْد الرَّحْمَن، وللفخر عليّ، وللكمال عَبْد الرحيم.
تُوُفّي في ذي القعدة.
231- الحسينُ بنُ أَبِي نصر [1] بْن حسن بن هبة الله بْن أَبِي حنيفة.
أَبُو عَبْد الله الحريميّ، المقرئ، الضّرير، المعروف بابن القارص [2] .
قَالَ الدُّبَيْثِيّ [3] : بلغني أنّه كَانَ يقولُ: إنّي مِنْ وَلَد الإِمام أَبِي حنيفة.
وهو آخِرُ مَن روى عَنِ ابن الحُصَيْن شيئا من «المُسْنَد» . وسَمِعَ أيضا من أَبِي منصور القزّاز، وأبي عليّ الخزّاز، وأضرَّ بأَخَرةٍ.
قلت: روى عَنْهُ: الدُّبَيْثِيّ، وابنُ خليل، والضّياءُ، وأجاز للفخر عليّ، وغيره. وتُوُفّي في التّاسع والعشرين من شعبان، ووُلِدَ سنةَ خمس عشرة.
[حرف الخاء]
232- الخَضِر [4] بْن مُحَمَّد بْن عليّ.
أَبُو العَبَّاس النَّيْسَابُورِيُّ، ثُمَّ الْجَزَريّ، المُعَبِّر.
تُوُفّي ببغداد عَنْ ثمانين سنة.
وقد سَمِعَ من عليِّ بنِ عساكر البطائحيّ [5] .
__________
[1] انظر عن (الحسين بن أبي نصر) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 160، 161 رقم 1070، والإشارة إلى وفيات الأعيان 316، والمشتبه 2/ 493، والعبر 5/ 12، والمختصر المحتاج إليه 2/ 43 رقم 624، وسير أعلام النبلاء 21/ 433، 434 رقم 227، وتلخيص مجمع الآداب 4 ق 4/ 779، والعسجد المسبوك 2/ 326، والنجوم الزاهرة 6/ 196، 197، وشذرات الذهب 5/ 14، وتوضيح المشتبه 7/ 19.
[2] تصحفت في (شذرات الذهب) إلى: «الفارض» .
[3] في المختصر المحتاج إليه 2/ 43.
[4] انظر عن (الخضر بن محمد) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 539، 540، وذيل الروضتين 66، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5982) ورقة 42، والوافي بالوفيات 13/ 327، 328 رقم 406، وعقد الجمان 17/ ورقة 316.
[5] ومن شعره:(43/172)
[حرف الزاي]
233- زكيّ بْن منصور [1] البغداديّ، الغزّال.
حَدّثَ عَنِ ابن ناصر [2] .
[حرف السين]
234- سعيد بْن حُسَين [3] العنْسيّ [4] .
من وَلَدِ عَمّارِ بْن ياسر، وهو مِن أعيان أهل غَرناطة.
روى عن: أبي جعفر ابن الباذش، وداود بنِ يزيد السّعديّ، واستوطن إفريقيا، وولي أعمال إفريقيا.
وعمُّه أَبُو مروان عبدُ المَلِك بْن سعيد بْن خَلَف هُوَ الّذي بنى بيتهم آخِرًا عَلَى نباهةٍ أولا.
وكان سعيد أحدَ العلماء الصُّلَحاء مَعَ الشّجاعة والسُّؤْدُد.
__________
[ () ]
أنست بوحدتي حتى لو أني ... رأيت الأنس لاستوحشت منه
وما ظفرت يدي بصديق صدق ... أخاف عليه إلّا خفت منه
وما ترك التجارب لي حبيبا ... أميل إليه إلّا ملت عليه
[1] انظر عن (زكي بن منصور) في: تاريخ ابن الدبيثي (5922) ورقة 56، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 166 رقم 1083، والمختصر المحتاج إليه 2/ 75، 76 رقم 675.
[2] وقال المنذري: لنا منه إجازة، وكان يلازم حلق الحديث والسماع على علوّ سنّه.
[3] انظر عن (سعيد بن حسين) في: تكملة الصلة لابن الأبار، رقم 2003، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة 4/ 28 رقم 66.
[4] قيّده الدكتور بشار عواد معروف: «العبسيّ» بالباء الموحدة المنقوطة من تحتها، في المطبوع من: تاريخ الإسلام 18/ 190، (طبعة مصر) ، وفي (الطبقة الحادية والستين) ص 174 رقم 234 (طبعة بيروت) .
وأقول: الصواب: «العنسيّ» بالنون. إذ قال ابن عبد الملك الأنصاري بعد أن ساق نسبه:
«.. العنسيّ، غرناطي أصله من قلعة يحصب- وهي دار عنس بالأندلس-» .(43/173)
تُوُفّي بتونس- رحمه الله-، ووُلِدَ بقلعة بني سعيد سنة سبع وعشرين وخمسمائة. قاله الأبّار [1] .
235- سنجر شاه بْن غازي [2] بْن مودود بْن زنكيّ بْن آقسنقر.
صاحب الجزيرة العُمرية.
قتله ابنُه غازي، وتملَّك الجزيرة، وحلفوا لَهُ، فبقي في السّلطنة يوما، ثُمَّ وثَبَ عَلَيْهِ خَوَاصُّ أَبِيهِ وقيّدوه، وأقاموا أخاه المَلِك المعظَّم محمدا، ثُمَّ قتلوا غازيا. قاله أَبُو شامة.
وطالت أيامُ المعظَّم.
وقال ابنُ الأثير [3] : كَانَ سنجر شاه سيء السيرةِ مَعَ الرعيَّة والْجُند والحريم والأولاد، وبلغ مِنْ قُبح فِعله مَعَ أولاده أَنَّهُ سجنهم بقلعة، فهرب غازي ولدُه إِلى المَوْصِل، فأكرمه صاحبُها، وقال: اكفِنا شرَّ أبيك ولا تجعل كونَك عندنا ذريعة إِلى فتنة، فرَدَّ غازي متنكّرا، وتسلَّقَ إِلى دار أَبِيهِ، واختفى عند بعض السّراري، وعَلِمَ بِهِ كثير من أهل الدّار، فسترن عَلَيْهِ بُغضًا لأبيه، ثمّ إنّ سنجر شاه شرب بظاهر البلد وغنّوا لَهُ، وعاد آخر النّهار إِلى البلد، وبات عند بعض حظاياه، فدخل الخلاء، فوثب عليه ابنُه، فضربه بسِكّين أربعَ عشرة ضربة ثُمَّ ذبحه، فلو فتح الباب، وطلب الجند وحلّفهم، لملك البلد، لكنه أمَّن واطمأنّ. وبلغ الخبر في السّرّ أستاذَ الدّار، فطلب الكبارَ، واستحلفهم لمحمود بْن سنجر شاه، وأحضره من قلعة فرح، ثُمَّ دخلوا الدّارَ عَلَى غازي، فمانع عَنْ نفسه فَقُتِلَ، وأُلقي عَلَى بَابُ الدّار، فأكلت منه الكلاب. وتملك معزُّ الدّين محمود، وأخذ كثيرا من جواري أَبِيهِ، فَغَرّقهن في دجلة.
ثُمَّ أخذ ابنُ الأثير يعدّد مخازي سنجر شاه، وقلَّة دينه، ثمّ قتل ولده محمود أخاه مودودا.
__________
[1] في التكملة، رقم 2003.
[2] ذكر مختصرا في وفيات السنة الماضية برقم (179) وذكرت مصادره هناك، فلتراجع.
[3] في الكامل 12/ 279- 282.(43/174)
[حرف العين]
236- عَبْد الله بْن أَبِي الحَسَن [1] بْن أَبِي الفَرَج [2] .
الإِمام أَبُو مُحَمَّد الْجُبّائيّ [3] ، الطّرابُلُسيّ، الشّاميّ.
من قرية الْجُبَّة [4] من عمل طرابُلُس بجبل لبنان. قَالَ: كنَّا نصارى، فمات أَبِي ونحن صغار، فقدَّر الله أنْ وقعتْ حروب، فخرجنا مِن القرية وكان فيها جماعة مسلمون [5] يقرءون القرآن، فأبكي إذَا سمعتهم، قَالَ: فأسلمت، وعمري إحدى عشرة سنة، ثُمَّ رحلتُ إِلى بغداد في سنة أربعين.
قَالَ ابنُ النّجّار: قدِم بغداد وصحِب الشّيخ عَبْد القادر، وتفقّه على مذهب أَحْمَد، وسمع من أبي الفضل الأرمويّ، وأحمد ابن الطّلّاية، وابن
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن أبي الحسن) في: معجم البلدان 2/ 109، والتقييد لابن نقطة 329 رقم 398، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي 15/ 288، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 153، 154 رقم 1059، والعبر 5/ 12، 13، وسير أعلام النبلاء 21/ 488 رقم 251، والمشتبه 1/ 127، والمختصر المحتاج إليه 2/ 178، 179 رقم 821، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 44- 47 رقم 224، والوافي بالوفيات 17/ 130 رقم 115، وقلائد العقيان للتادفي 129، 130، وشذرات الذهب 5/ 15، 16، والتاج المكلّل للقنوجي 219، وتوضيح المشتبه 2/ 143، والقاموس المحيط 1/ 43.
ويقول خادم العلم وطالبه محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : لقد نشرت عن «عبد الله بن أبي الحسن» هذا دراسة في: مجلّة الفكر الإسلامي، العدد 5، سنة 1980- ص 34- 31 بعنوان «نصارى من جبل لبنان أسلموا وحسن إسلامهم» ، ثم ذكرت له ترجمة موسّعة في كتابي: موسّعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي- ق 2 ج 2/ 239- 249 رقم 586.
[2] في تكملة المنذري 2/ 153 «بن أبي الفضل» ، والمثبت عن الأصل والمصادر الأخرى، وهو الأصح كما قال ابن رجب في ذيله 2/ 45.
[3] قال ياقوت: كذا كان ينسب نفسه وهو خطأ والصواب الجبّيّ. (معجم البلدان 2/ 109) .
[4] الجبّة: بضم الجيم وتشديد الباء الموحّدة، وفي آخره تاء التأنيث. وهي تطلق على بلدة الحدث أو بلدة بشري، والاثنتان من عمل الجبّة، فيقال: «حدث الجبّة» ، ويقال: «جبّة بشري» . وهما في جبل الأرز بين طرابلس وبعلبكّ، وسكانهما الآن نصارى موارنة.
[5] هذا يدل على وجود مسلمين في الجبّة آنذاك.(43/175)
ناصر، وجماعة، وكتب وحصّل، ورحل إِلى أصبهان، فسمع من مسعود الثّقفيّ، والحَسَن بْن العَبَّاس الرُّستُمِيّ، وأبي الخير الباغبان، وخلْق كثير، وحَصّل الأصول.
وعاد إِلى بغداد، فحدّث بها، ثُمَّ رَدَّ وسكن أصبهان.
وكان صالحا عابدا، حَصَل لَهُ قبولُ بأصبهان، وأقام بخانقاه ابن أَبِي الهيجاء.
وقال غيرُه: وُلِدَ سنة عشرين وخمسمائة تقريبا، وتُوُفّي في جُمادي الآخرة.
روى عَنْهُ: الشيخُ الموفَّق، والضّياء، وابنُ خليل، وأَبُو الحَسَن ابن القَطِيعيّ، وآخرون: وأجاز للشيخ، وللفخر عليّ، ولجماعة.
237- عبدُ الرَّحْمَن بْن يَحْيَى [1] بْن مُقبل بْن أحمد ابن الصَّدر.
أَبُو مُحَمَّد الحريميّ.
روى عَنْ: أَبِي الوقت.
ومات في ذي القعدة.
238- عَبْد الرَّحْمَن بْن يوسف [2] بْن مُحَمَّد بْن يوسف بْن عيسى.
أبو القاسم ابن الملجوم الأزْديّ، الزّهرانيّ، الفاسيّ، ويُعرف أيضا بابن رقَية.
روى عَنْ: مُحَمَّد بْن فتح، وأبي مروان بْن مَسَرَّة. وكان عارفا بالتّاريخ، والشِّعر، والنّسَب، لَهُ كتب عظيمة يقال: بيعت بأربعة آلاف دينار.
مات في صفر عَنْ ثمانين سنة.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن يحيى) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 130، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 164 رقم 1076.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن يوسف) في: تكملة الصلة لابن الأبار 3/ ورقة 17.(43/176)
أجاز لَهُ عمّ أَبِيهِ عيسى.
239- عبدُ السَّلام [1] بنُ إسْمَاعيل [2] بْن عَبْد الرَّحْمَن.
ابن اللّمغانيّ، القاضي الحنفيّ.
تفقَّه ببغداد عَلَى أَبِيهِ وعَمِّه. وسَمِعَ من أَبِي عَبْد الله الحُسين المقدسيّ.
وناب في القضاء.
وتُوُفّي في رَجَب عَنْ خمسٍ وثمانين سنة.
روى عَنْهُ: الدُّبَيْثِيّ، وابن النجّار.
240- عبدُ العزيز بْن مُحَمَّد بْن عبد العزيز بْن سعدون الأزْدي.
البَلَنْسيّ، الطّبيب.
سَمِعَ من أَبِي الحَسَن بْن هُذَيْل، وغيره.
وتُوُفّي في رمضان.
وكان مِن كبار الأطبّاء بالأندلس.
241- عبد العزيز ابْن قاضي القضاة أَبِي الفضائل هبةِ اللَّه [3] بن عبد الله الأوسيّ.
المصريّ، الشّافعيّ، النّاسخ، المعروف بابن الأزرق.
سمع من أبي العبّاس ابن الحُطيئة وصحِبه، وكتب مِثْلَ خطّه سواء حتّى لا يفرّق بين الخطّين إلّا التّاريخ [4] .
__________
[1] هذه الترجمة سقطت كلها من طبعة الدكتور بشار المصرية 18/ 194 ولم ينبّه إلى ذلك في الطبعة الجديدة (طبعة مؤسسة الرسالة، بيروت) انظر الطبقة الحادية والستين ص 177.
[2] انظر عن (عبد السلام بن إسماعيل) في: معجم البلدان 5/ 8، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 142، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 155 رقم 1061، والجامع المختصر 9/ 276، 277، والمختصر المحتاج إليه 3/ 38، 39 رقم 808، والجواهر المضية 2/ 419، 420، والوافي بالوفيات 18/ 417 رقم 427، والطبقات السنية 2/ 498، 499.
[3] انظر عن (عبد العزيز بن هبة الله) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 159 رقم 1066.
[4] وزاد المنذري: حتى قيل ليته كتب على خطب ابن البواب، وحدّث عنه. رأيته ولم يتفق(43/177)
تُوُفّي في شعبان.
242- عبدُ اللّطيف بنُ نصر الله [1] بْن عليّ بْن منصور.
القاضي أَبُو المحاسن الواسطيّ، الحنفيّ، المعروف بابن الكَيّال.
وُلِدَ سنةَ أربعين وخمسمائة.
وتفقّه عَلَى والده، ودَرَّس بعدَه. وولي قضاءَ واسط كأبيه.
تُوُفّي في شعبان.
243- عبدُ المحسن بْن إسْمَاعيل [2] بْن محمود.
الوزير شرف الدّين الحلّيّ.
وزر بخلاط لصاحبها الملك الأوحد ابن العادل. وقد ناب في ديوان دمشق عَنِ الوزير صفيِّ الدّين بنِ شُكر، وخدم فَلَكَ الدّين أخا المَلِك العادل لأمّه، فقيل لَهُ: الفَلَكيّ.
ذبحه غلام لَهُ بخِلاط فنُقل إِلى دمشق، ودُفن بها.
244- عَبْد المُعِزّ بْن عَبْد الله [3] بْن عَبْد المُعِزّ بْن عَبْد الواسع بْن عَبْد الهادي.
ابن شيخ الإسلام أَبِي إسْمَاعيل عَبْد الله الأنصاريّ الهَرَويّ، أَبُو القَاسِم.
سَمِعَ من عَبْد المَلِك الكَرُوخيّ، وغيره. وقد حدّث ببغداد.
__________
[ () ] لي السماع منه.
[1] انظر عن (عبد اللطيف بن نصر الله) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 161، 162. والتكملة لوفيات النقلة 2/ 160 رقم 1068، والجامع المختصر 0/ 280، 281، والطبقات السنية 2/ ورقة 552، 553.
[2] تقدّمت ترجمته في وفيات السنة الماضية برقم (191) ، وهو في: ذيل الروضتين 66، وعقد الجمان 17/ ورقة 316، 317.
[3] انظر عن (عبد المعز بن عبد الله) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 191، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 150 رقم 1050، والمختصر المحتاج إليه 3/ 96 رقم 931.(43/178)
وتُوُفّي في صفر.
245- عَبْد المَلِك بْن عيسى [1] بْن دِرباس بْن فيْر بْن جهم بْن عبدوس.
قاضي القضاة بالدّيار المصرية، صدر الدّين، أَبُو القَاسِم المارانيّ [2] الفقيه الشافعيّ.
وُلد بنواحي الموصل في حدود سنة ستّ عشرة وخمسمائة. وبنو ماران نازلون بالمروج تحت المَوْصل.
تفقّه بحلب عَلَى الإمام أَبِي الحَسَن عليّ بْن سليمان المراديّ، وسَمِعَ منه، وبدمشق من أَبِي القاسم ابن البُن، والحافظ أَبِي القَاسِم. وقدِم مصر في سنة بضعٍ وستّين فسمع بها من الزّاهد عليّ بْن إِبْرَاهِيم ابن بِنْت أَبِي سعْد.
وخَرَّج لَهُ الحافظ أَبُو الحَسَن علي بْن المفضل أربعين حديثا.
روى عَنْهُ الحافظ زكيّ الدّين [3] ، وقال: كَانَ مشهورا بالصلاح، والغزو، وطلب العِلم، يُتبرّك بآثاره للمرضى. تُوُفّي في خامس رجب.
قلت: كَانَ مِن خيار علماء زمانه، وفي أقاربه جماعة رَوَوا الحديثَ.
والحافظ زكيّ الدّين المنذريّ هُوَ أَجَلُّ مَنْ روى عَنْهُ العلمَ، ولم يلحقه الحافظ زكيّ الدّين البرزالي.
__________
[1] انظر عن (عبد الملك بن عيسى) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 156 رقم 1062، وذيل الروضتين 67، ونهاية الأرب 29/ 46، والدرّ المطلوب 165، والإشارة إلى وفيات الأعيان 315، والإعلام بوفيات الأعلام 249، والعبر 5/ 13، وسير أعلام النبلاء 21/ 474، 475 رقم 239، والبداية والنهاية 13/ 52، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 152 ب، 153 أ، والعقد المذهب لابن الملقن، ورقة 165، والعسجد المسبوك 2/ 326، 327، والسلوك ج 1 ق 1/ 170، ورفع الإصر عن قضاة مصر لابن حجر (باريس 21149) ورقة 76، وعقد الجمان للعيني 17/ ورقة 316، 317، والنجوم الزاهرة 6/ 196، وتاريخ ابن الفرات 5 ق 1/ 84، 85، وحسن المحاضرة 1/ 190، وبدائع الزهور لابن إياس ج 1 ق 1/ 258.
[2] الماراني: نسبة إلى بني ماران بالمروج تحت الموصل. (المنذري 2/ 156) .
[3] في التكملة 2/ 156.(43/179)
246- عَبْد المولى بْن أَبِي تمّام [1] بْن أَبِي منصور.
أَبُو الفضل الهاشميّ، المعروف بابن باد [2] ، أخو عُمَر بْن طبرزد لأمّه من الرِّضاعة.
سمع: أبا القاسم ابن السَّمَرْقَنْديّ، والمبارك بْن كامل.
تُوُفّي في ذي الحجَّة عَنْ تسعين سنة.
روى عَنْهُ: أَبُو عَبْد الله الدُّبَيْثِيّ، والنّجيب عَبْد اللّطيف، وغيرهما.
وأضرَّ بأخَرةٍ.
247- عَبْد الواحد بْن أَبِي المطهّر [3] القَاسِم بْن الفضل.
أَبُو القَاسِم الصيدلانيّ، الأصبهانيّ.
شيخٌ مُسْنِد مُعَمَّر، مشهور ببلده. سَمِعَ حضورا من عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد الدّشتَج صاحب الحافظ أَبِي نُعَيْم. وسَمِعَ من: جَعْفَر بْن عَبْد الواحد الثّقفيّ، وفاطمة الْجُوزدانيَّة، وابن أَبِي ذَرّ الإِخشيذ.
روى عَنْهُ: ابن خليل، والضّياء، وجماعة. وأجاز لابن أَبِي الخير، وللشيخ شمس الدّين، وللكمال عَبْد الرحيم، ولأحمد بْن شيبان، وللفخر عليّ، وغيرهم.
تُوُفّي بأصبهان في جُمادي الأولى. وكان مولده في ذي الحجَّة سنة أربع عشرة وخمسمائة، عاش إحدى وتسعين سنة.
__________
[1] انظر عن (عبد المولى بن أبي تمام) في: إكمال الإكمال لابن نقطة (الظاهرية) ورقة 24، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 191، والتاريخ المجدّد لابن النجار (الظاهرية) ورقة 31، والمختصر المحتاج إليه 3/ 96 رقم 932 وفيه: «عبد المولى بن تمام» ، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 164، 165 رقم 1077.
[2] في التاريخ المجدّد لابن النجار، ورقة 31 «بادا» ، والمثبت يتفق مع المصادر.
[3] انظر عن (عبد الواحد بن أبي المطهر) في: العبر 5/ 13، وسير أعلام النبلاء 21/ 441 دون ترجمة.(43/180)
248- عَبْد الوهّاب بْن أَبِي القَاسِم [1] عليّ بْن أحمد ابن الإِخوة.
البغداديّ، وكيل القضاة.
سَمِعَ من عَبْد الخالق اليُوسُفيّ، وغيره.
ويسمّى أَبُوهُ أيضا بعبد الرَّحْمَن.
249- عُثْمَان بْن عُمَر [2] ، أَبُو عَمْرو الهَمَذانيّ.
شيخ الصّوفية برباط الشُّونيزيّ.
تُوُفّي في ربيع الأول ببغداد.
250- عقيل ابن النّقيب [3] أَبِي الحُسَيْن مُحَمَّد بْن إسْمَاعيل بْن إِبْرَاهيم بْن العَبَّاس بْن أَبِي الجنّ.
أَبُو البركات العلويّ، الحسينيّ، الدّمشقيّ.
وُلد سنة عشرين وخمسمائة.
وحدث عَنْ أَبِي الدُّرّ ياقوت الرومي.
روى عَنْهُ: ابن خليل، وغيره. وأجاز لابن أَبِي الخير، وللشيخ شمس الدّين عَبْد الرَّحْمَن.
251- عليّ بْن الحَسَن [4] بْن إسْمَاعيل بْن عطاء.
الفقيه، أَبُو الحَسَن البغداديّ.
روى عَنْ: أَبِي الوَقْت.
__________
[1] انظر عن (عبد الوهاب بن أبي القاسم) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 156، والتاريخ المجدّد لابن النجار (الظاهرية) ورقة 62، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 157 رقم 1063، والمختصر المحتاج إليه 3/ 58 رقم 845.
[2] انظر عن (عثمان بن عمر) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 209، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 151 رقم 1053، والجامع المختصر 9/ 273.
[3] انظر عن (عقيل ابن النقيب) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 165، 166 رقم 1081.
[4] انظر عن (علي بن الحسن) في: تاريخ ابن الدبيثي (كمبرج) ورقة 137، والتاريخ المجدّد لابن النجار (الظاهرية) ورقة 203، 204، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 148 رقم 1046، والمختصر المحتاج إليه 3/ 123 رقم 998.(43/181)
وتُوُفّي في المحرم.
252- عليّ بْن رَشِيد [1] .
أَبُو الحَسَن الحَرْبَوِيّ [2] العَدْل.
روى عَنْ: نصرٍ العُكْبَرِيّ، وَأَبِي الوَقْت.
وولي وكالةَ الدِّيوان، وكان حميدَ السيرة.
تُوُفّي في شوّال.
253- عليّ بْن القَاسِم [3] بن يونّش [4] أبو الحسن بن الزّقاق الإِشبيليّ، النّحْويّ.
ذكره القفْطيّ في «تاريخه» [5] ، فَقَالَ: قرأ القرآن عَلَى أَبِيهِ، ونزل الجزيرة، وخطَب برأس العين مُدَّة، وسكن دمشق هُوَ وأخوه، ثُمَّ سكن حلب وتصدَّر بها للإِقراء، ودخل لَهُ رزق، واشترى لَهُ دارا، وجاءته الأولاد. وكان عسِر الخُلُق، كثير الدَّعْوى، شحيحا بعيدا من الخير، يخطئ فيما يعانيه، ولا
__________
[1] انظر عن (علي بن رشيد) في: تاريخ ابن الدبيثي (كمبرج) ورقة 140، 141، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 163 رقم 1074، والجامع المختصر 9/ 281، 282، وتلخيص مجمع الآداب 5/ رقم 371، والمختصر المحتاج إليه 3/ 125 رقم 1004، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 47، 48 رقم 225، وشذرات الذهب 5/ 17.
و «رشيد» بفتح الراء المهملة وكسر الشين المعجمة.
[2] الحربوي: بفتح الحاء وسكون الراء المهملتين، وفتح الباء الموحّدة، وكسر الواو. نسبة إلى حربا، قرية من أعمال دجيل بالعراق.
[3] انظر عن (علي بن القاسم) في: إنباه الرواة 2/ 304، 305 رقم 481، وتلخيص ابن مكتوم، ورقة 150، والمشتبه 2/ 673، والوافي بالوفيات 21/ 390 رقم 267، وطبقات النحاة واللغويين لابن قاضي شهبة 2/ ورقة 181، 182، وتوضيح المشتبه 9/ 263، وبغية الوعاة 2/ 184 رقم 1750، وكشف الظنون 2/ 604، وإيضاح المكنون 2/ 529، وتاج العروس 4/ 369، وروضات الجنات 486، والإسلام 4/ 369، ومعجم المؤلفين 7/ 169.
[4] كتب المؤلّف الذهبي- رحمه الله- هذه الكلمة على هامش الأصل بحروف متقطعة وحرّكها زيادة في الإيضاح. وقال في كتابه (المشتبه 2/ 673) : وبالتثقيل وشين معجمة: العلّامة علي بن قاسم بن يونس بن الزقاق» .
[5] في إنباه الرواة 2/ 304، 305.(43/182)
يرجع إذَا رُدَّ عَلَيْهِ. صَنَّف شرحا «للجُمل» في أربع مجلدات، وألّف «مفردات القراءات» .
وكان أَبُوهُ من كبار القرّاء [1] ، وكان جدّه يُوَنِّش عبدا روميّا. قرأ القَاسِم ابن يُوَنِّش عَلَى شُرَيح وصحِبه، وكان فقيرا مُدْقِعًا، ولُقِّب بالزّقاق لعِظَم بطنه.
تُوُفّي عليٌّ في حدود السّنة بطريق الحجّ- رحمه الله-.
254- علي بْن مُحَمَّد بْن علي [2] بْن جميل.
أَبُو الحَسَن المَعافِريّ، المالَقيّ، خطيب القدس.
سَمِعَ كتاب «الأحكام» من مصنِّفه عَبْد الحقّ بْن عَبْد الرَّحْمَن الأزْديّ، الخطيب، وسَمِعَ بمالَقة من أَبِي القَاسِم عَبْد الرَّحْمَن السُّهَيْليّ، وبمصر من أَبِي الفتح محمود بن أحمد ابن الصابونيّ، وبدمشق من يَحْيَى الثّقفيّ، وعبد الرَّحْمَن ابن الخرقيّ. وتخرّج في الحديث بالقاسم ابن عساكر.
ونسخَ الكثيرَ. وولي خطابة القدس زمانا، وحصلت لَهُ دنيا متّسعة، وكان محمود الطّريقة، متواضعا.
روى عَنْهُ: الزّكيّ عَبْد العظيم، والشّاب القوصيّ.
قَالَ القُوصيّ: الخطيب زين الدّين نال عند المَلِك النّاصر الحُرمة الوافرة، وخَصَّهُ عَقِيبَ الفتح بخطابة الأقصى، وروى عَنْهُ الأمير شرف الدّين عيسى ابن أَبِي القَاسِم الهَكّاريّ.
وقال عَبْد العظيم [3] : تُوُفّي سنة خمس. ولم يعيّن الشهر.
__________
[1] في الإنباه: «وكان أبوه قاسم من المقربين» أو الصواب «المقرءين» .
[2] انظر عن (علي بن محمد بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 167، 168 رقم 1087، والعبر 5/ 13، والإشارة إلى وفيات الأعيان 316، والنجوم الزاهرة 6/ 197، وشذرات الذهب 5/ 17.
[3] في التكملة 2/ 167.(43/183)
255- عليّ بْن محمود [1] بْن عَبْد الله ابْن الظَّفَري، القطّان.
أَبُو الحَسَن.
روى عَنْ عُمَر بن ظفر المغازليّ.
256- عمر ابن القُدوة الشّيخ حياة [2] بْن قيس الحرّانيّ.
تُوُفّي بحرّان في صفر.
257- عيسى بْن المُعلَّى [3] الرافقيّ، النَّحْويّ، اللُّغَويّ.
حُجَّة الدّين.
لَهُ مقدّمة في النّحْو سمّاها «المَعُونة» ثُمَّ شرحها، وصَنَّفَ كتبا في اللّغة، وكان يقدم حلب ويمدح أكابرها، ففي «ديوانه» مَدْح صفيّ الدّين طارق بْن أَبِي غانم، ومدح جماعة من أمراء نور الدّين، وتُوُفّي في ربيع الآخر سنة خمس. قَالَه القِفْطيّ [4] .
[حرف الغين]
258- غياث بْن فارس [5] بن مكّيّ.
__________
[1] انظر عن (علي بن محمود) في: تاريخ ابن الدبيثي (كمبرج) ورقة 161، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 166 رقم 1082.
[2] انظر عن (عمر بن حياة) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 150 رقم 1051، والوافي بالوفيات 22/ 457 رقم 332.
[3] انظر عن (عيسى بن المعلّى) في: إنباه الرواة 2/ 380، وتلخيص ابن مكتوم، ورقة 181، وبغية الوعاة 2/ 239.
[4] في إنباه الرواة 2/ 380.
[5] انظر عن (غياث بن فارس) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 162، 163 رقم 1073، والمعين في طبقات المحدّثين 186 رقم 1983، والإعلام بوفيات الأعلام 249، والإشارة إلى وفيات الأعيان 315، والعبر 5/ 13، 14، ومعرفة القراء الكبار 2/ 589، 590 رقم 548، وسير أعلام النبلاء 21/ 473، 474 رقم 238، ودول الإسلام 2/ 83، ونكت الهيمان 225، ومرآة الجنان 4/ 5، وغاية النهاية 2/ 4، وطبقات النحاة واللغويين لابن قاضي شهبة، ورقة 236، 237 (وقد سقطت منه بداية الترجمة ولم يبق منها إلّا آخرها) ، ونهاية النهاية، ورقة 186، والنجوم الزاهرة 6/ 196، وبغية الوعاة 1/ 241 رقم 1790، وحسن المحاضرة 1/ 237، وشذرات الذهب 5/ 17، وديوان الإسلام 2/ 70 رقم 655.(43/184)
أَبُو الجود اللّخْميّ، المِصْريّ، المقرئ، الأستاذ، النّحْويّ، العَرُوضيّ، الضّرير.
شيخ الدّيار المصريَّة.
وُلد سنة ثماني عشرة وخمسمائة.
وتصدَّر للإقراء مدَّةً طويلة، قرأ القراءات عَلَى الشريف أَبِي الفتوح الخطيب، وسَمِعَ منه، ومن عَبْد الله بْن رفاعة، ومن المهذّب عليّ بن عبد الرّحيم ابن العصّار الأديب.
قرأ عَلَيْهِ القراءات: أَبُو الحَسَن السّخاويّ، وأبو عمرو ابن الحاجب، والمنتجبُ الهَمَذانيّ، وعبدُ الظّاهر بْن نَشْوان، والعَلَمُ أَبُو مُحَمَّد القَاسِم بْن أَحْمَد اللورقيّ الأندلسيّ، والكمال عليّ بْن شجاع الضّرير، والفقيهُ زيادة بْن عِمران، وعبدُ القويّ بْن عزون، وعبد القويّ بْن عبد الله ابن المغربل، والتّقيّ عَبْد الرَّحْمَن بْن مُرهف النَّاشِريّ.
وتُوُفّي قبلَ الكمال الضّرير بأيام. وكان ماهرا بالقراءات، إماما فيها.
وبقي من أصحاب أَبِي الجود ممّن قرأ عَلَيْهِ القراءات إِلى سنةِ إحدى وسبعين: أَبُو الفتح عَبْد الهادي بْن عَبْد الكريم القَيْسي خطيب جامع المقياس.
وآخر مَن مات ممّن قرأ عَلَيْهِ القراءات السّبعة: أَبُو الطّاهر إسْمَاعيل المليجيّ، وبقي إِلى سنة ثمانين وستِّمائة.
وروى عَنْهُ الحديثَ: شهابُ الدّين القُوصيّ، وزكيُّ الدّين المنذريّ، وضياءُ الدّين المقدسيّ، وشمس الدّين الأدميّ، وكمال الدّين محمد ابن قاضي القضاة ابن دِرْباس، وآخرون.
قَالَ المنذريّ [1] : أقرأ النّاسَ دهرا، ورحل إليه، وأكثر المتصدّرين
__________
[1] في التكملة 2/ 162 بتغيير في الألفاظ.(43/185)
للإقراء بمصر أصحابه وأصحاب أصحابه. سمعتُ منه، وقرأتُ القراءاتِ في حياته عَلَى أصحابه، ولم يتيسَّرْ ليَ القراءةُ عَلَيْهِ. وكان ديِّنًا فاضلا، بارعا في الأدب، حسن الأداء، لفّاظا، كثيرَ المروءة، متواضعا، لا تطلب منه أن يَقْصِدَ أحدا في حاجةٍ إلا يُجيب، وربّما اعتذر إِلَيْهِ المشفوعُ إِلَيْهِ ولم يُجِبه، فَيُطْلَب منه العودُ إِلَيْهِ، فيعود إِلَيْهِ. تصدَّر بالجامع العتيق [1] بمصر، وبمسجد الأمير موسك بالقاهرة، وبالمدرسة الفاضليّة، وتُوُفّي في تاسع رمضان.
[حرف الفاء]
259- فاطمة بنت مُحَمَّد [2] بْن أَحْمَد القنائيّ.
ستّ النّساء.
روت بالإِجازة من قاضي المارستان وجماعة.
سَمِعَ منها: أبو الحسن ابن القَطِيعيّ.
260- فاطمة بنتُ أَبِي الفائز [3] عَبْد الله بن أحمد ابن الطُّوّيْر [4] .
أمّ البهاء البغداديَّة، البزّاز أبوها.
سَمَّعها أخوها لأمّها العلّامة أبو الفرج ابن الجوزيّ من: أَبِي منصور بْن خَيرون، وأبي سعد أَحْمَد بْن مُحَمَّد الزّوْزنيّ.
روى عنها: ابنُ خليل، والضّياءُ، والنّجيبُ عَبْد اللّطيف.
وتُوُفّيت في حادي عشر ربيع الأول.
وأجازت للشيخ الفخر، وللكمال عبدِ الرحيم، ولابن شيبان، وغيرهم.
__________
[1] أي: جامع عمرو بن العاص.
[2] انظر عن (فاطمة بنت محمد) في: المختصر المحتاج إليه 3/ 270 رقم 1427.
[3] انظر عن (فاطمة بنت أبي الفائز) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 540 وفيه «فاطمة بنت أبي النائر» وهو غلط، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 150، 151 رقم 1052، والمختصر المحتاج إليه 3/ 270 رقم 1428.
[4] في تكملة المنذري 2/ 150 «الطويرة» بإضافة تاء التأنيث. وتصحفت في مرآة الزمان إلى:
«الطريرة» .(43/186)
261- الفصيح الواعظ [1] .
كَانَ مليحَ الوعظ، تُوُفّي بدمشق.
[حرف الميم]
262- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن بختيار [2] بْن عليّ بْن مُحَمَّد.
القاضي أَبُو الفتح ابن القاضي أَبِي العَبَّاس المَنْدائيّ [3] ، الواسطيّ، الشافعيّ، مُسْنِدُ العراق.
ولد بواسط سنة سبع عشرة وخمسمائة.
وسمع ببغداد في صغره بحرص والده من: أَبِي عَبْد الله البارع، وأبي القَاسِم ابن الحُصَيْن، وأبي عامر العبدريّ، ومكّيّ بْن أَبِي طالب البروجرديّ، وهبة الله ابن الطَّبِر، وعبيد الله بْن مُحَمَّد البَيْهَقيّ، وأحمد بْن عليّ المُجْلِي، وأبي بَكْر مُحَمَّد بْن الحُسَيْن المِزْرَفِيّ، وأبي بَكْر الأنصاريّ، وأبي منصور بْن زُرَيْق القَزَّاز، وأبي منصور بْن خَيْرُون، وطائفة.
__________
[1] انظر عن (الفصيح الواعظ) في: ذيل الروضتين 66 وقال أبو شامة إن اسمه: «أرسلان بن علي» ، وورّخ وفاته في ليلة الخميس ثاني شوال، وقال إنه كان واعظا حنفيا.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن بختيار) في: الكامل في التاريخ 12/ 118، وتاريخ ابن الدبيثي 1/ 142- 145، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 157، 158 رقم 1064، والجامع المختصر 9/ 277، 278، وذيل الروضتين 66 وفيه: «محمد بن بختيار بن عبد الله» ، ووفيات الأعيان 4/ 67، 68، وتاريخ إربل 1/ 162، 166، 257، 296، 357، 378، 401، 402، 403، والمعين في طبقات المحدّثين 186 رقم 1982، والإشارة إلى وفيات الأعيان 315، والإعلام بوفيات الأعلام 249، والمختصر المحتاج إليه 1/ 18، ومعرفة القراء الكبار 2/ 588، 589 رقم 547، والعبر 5/ 14، وسير أعلام النبلاء 21/ 438، 439 رقم 231، والمشتبه 2/ 624، ودول الإسلام 2/ 11، والوافي بالوفيات 2/ 116 رقم 542، والبداية والنهاية 13/ 52، وغاية النهاية 2/ 56، وتوضيح المشتبه 8/ 317، وعقد الجمان 17/ ورقة 316، والنجوم الزاهرة 6/ 196، وشذرات الذهب 5/ 17.
[3] تحرّفت هذه النسبة إلى «السنداي» في: البداية والنهاية، وإلى: «الميداني» في: غاية النهاية، وشذرات الذهب.(43/187)
وولي أَبُوهُ قضاء الكوفة قُبَيْل ذَلِكَ فَسمّعَهُ بها من عُمَر بْن إِبْرَاهيم العلويّ. وسَمِعَ بواسط من أَبِي الكَرَم نصر اللَّه بْن مُحَمَّد ابن الْجَلَخْت، والقاضي مُحَمَّد بْن عليّ الجلّابيّ، والمبارك بن الحسين ابن نَغوبا، وجماعة.
وقرأ بها القراءات عَلَى أَحْمَد بْن عُبَيْد الله الآمِديّ، وأبي يَعْلَى مُحَمَّد بْن سَعْد بْن تُركان. وتفقّه ببغداد عَلَى أبي منصور سعيد ابن الرّزّاز. وتأدّب عند أبي منصور ابن الجواليقيّ.
وكان كبيرَ القدر، عاليَ الإِسناد، رَحلةَ البلاد.
روى عنه: أبو الطّاهر إسماعيل ابن الأنماطيّ، وأبو بكر محمد ابن نُقْطَة، وفتوح بْن نوح الخُويّي، والزّينُ بْن عَبْد الدّائم، وأَبُو عُبَيْد الله الدُّبَيْثِيّ، وابنُ النّجّار، وجماعة كثيرة.
وأجاز لابن أَبِي الخير، وللشيخ شمس الدّين عَبْد الرَّحْمَن، والكمال عَبْد الرحيم، وإسماعيل العسقلانيّ، والفخر عليّ.
قَالَ الدُّبَيْثِيّ [1] : كَانَ حسنَ المعرفة، جيّدَ الأصول، صحيحَ النّقل، متيقّظا، حَدّثَ بالكثير، وصار أسندَ أهل زمانه، وقُصِدَ من الآفاق، وحدَّث ببغداد غيرَ مرَّة، ونعم الشّيخ كان عقلا وخُلقًا ومَوَدَّة.
وقال الحافظ عبدُ العظيم [2] : كَانَ بقيَّةَ السَّلف، وشيخَ القضاة والشهود، وآخر من حدّث «بمسند» أحمد كاملا. وكان يَعْرِفُ ما يقرأ عَلَيْهِ. وتُوُفّي في ثامن شعبان، ودُفِنَ بداره، وخُتِمَتْ عنده عِدَّة خِتَم.
وسئل عَنْ معنى المَانْدائيّ، فَقَالَ: كَانَ أجدادي قوما مِن العجم تأخّر إسلامُهم، فسُمُّوا بذلك، والماندائيّ: الباقي، بالفارسيَّة.
أنبأني الإِمامُ أَبُو الفَرَج بْن أَبِي عُمَر، عَنْ أَبِي الفتح المَنْدائيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد الله الحُسَيْن بْن مُحَمَّد الدّبّاس لنفسه:
__________
[1] في ذيل تاريخ مدينة السلام 1/ 143.
[2] في التكملة: 2/ 158.(43/188)
فُؤَاد ما يَقِرُّ لَهُ قَرَارُ ... لِنِيرَانِ الغَرَامِ بِهِ اسْتِعَارُ
وعَيْنٌ مَا يَجِفُّ لَهَا غُرُوبٌ ... كأنّ شئونها سحب غزار
وجسم شَفَّهُ بُرَحَاءُ شَوْقٍ ... لَهُ في كُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ نَارُ
سِمَاتُ الحُبِّ لائِحَةٌ عَلَيْهِ ... فَلَيْسَ لِمَا بِهِ مِنْهَا استِتَارُ [1]
263- مُحَمَّد بْن بقاء [2] بْن الحَسَن البُرْسُفيّ [3] .
المقرئ، الضّرير.
وُلد ببُرسِف [4] في سنة ثمان وعشرين وخمسمائة.
سَمِعَ عَلَى: ابنِ الصّبّاغ، وابن ناصر.
تُوُفّي في جمادى الأولى [5] .
__________
[1] ومن شعره أيضا:
قسما بمن سكن الفؤاد وإنه ... قسم به لو تعلمون عظيم
إنّي به صبّ كئيب مدنف ... قلق الفؤاد موله مهموم
لا نستطيع مع التنائي سلوة ... حتى الممات وإنني لسليم
فتعطّفوا بالوصل بعد تهاجر ... فالصبر ينفذ والرجاء مقيم
(ذيل الروضتين 66) .
وأنشد من حفظه:
ولو أنّ ليلى مطلع الشمس دونها ... وكانت من وراء الشمس حيث تغيب
لحدّثت نفسي بانتظار نوالها ... وقال المنى لي: إنها لقريب
(البداية والنهاية 13/ 52) .
[2] انظر عن (محمد بن بقاء) في: معجم البلدان 1/ 66 ذ، وتاريخ ابن الدبيثي (شهيد علي) ورقة 26، 27، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 152 رقم 1057، والمختصر المحتاج إليه 1/ 29، والمشتبه 1/ 66، ونكت الهميان 246، 247، وتوضيح المشتبه 1/ 454، وتبصير المنتبه 1/ 141.
[3] البرسفيّ: بضم الباء والسين المهملة. هكذا ضبطها المؤلف- رحمه الله- في: المشتبه، وكذلك قال ياقوت في معجمه بضم السين المهملة، أما المنذري فضبطها بكسر السين المهملة، وتابعه ابن ناصر الدين في التوضيح، وذكر: وقيل بضمها، وهذا على سبيل التمريض منه. وتلي السين فاء.
[4] برسف: قرية من سواد بغداد مما يلي طريق خراسان.
[5] وقع في المشتبه 1/ 66: مات سنة 650 خمسين وستمائة. وهو خطأ.(43/189)
264- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن [1] بْن سُلَيْمَان.
أَبُو عَبْد الله الزُّهْرِي، البَلَنْسيّ.
ويُعرف في الأندلس بابن القحّ، واشتهر بالنّسبة إِلى ابن محرز.
سَمِعَ من صهره أَبِي الحَسَن بن هذيل فأكثر، ومن أبي الحسن ابن النّعمة، وأبي عَبْد اللَّه بْن سعادة. وجماعة.
قَالَ الأبّار: كَانَ لَهُ حظٌ مِن الفقه والقراءات. أخذ عَنْهُ ابنُه أَبُو بَكْر مُحَمَّد، وأَبُو عَبْد الله بْن أَبِي البقاء، ورأيتُه وأنا صغير. وُلِدَ في سنة ثمانٍ وعشرين وخمسمائة، وتُوُفّي في جُمادي الآخرة.
265- مُحَمَّد بْن جابر [2] بن يحيى بن محمد.
أبو الحسن ابن الرّماليه الثّعلبيّ، الغرناطيّ.
سمع: أبا جعفر ابن الباذش، وعبد الحقّ بْن عطيَّة، وأبا بَكْر ابن العربيّ، والقاضي أبا الفضل بْن عياض، وأبا الحَسَن شُرَيحَ بْنَ مُحَمَّد، وأخذ عَنْهُ القراءات. وتفقّه، وسَمِعَ «المدوَّنة» عَلَى أَبِي الوليد بْن خيرة، وأبي عبد الله ابن أَبِي الخصال.
وكان مِن أهل الوجاهة والفضل والمعرفة، أخذ عنه غير واحد. قاله الأبّار، وقال: حَدّثَ في سنة خمسٍ وستّمائة.
266- محمد ابن الحافظ أبي العلاء [3] الحسن بن أحمد الهمذاني، العطّار.
سمع: أَبَاهُ، وأبا الوقت، وأبا الخير الباغبان.
وكان من الصّلحاء.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن عبد الرحمن) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/ 575.
[2] انظر عن (محمد بن جابر) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/ 576، 577.
[3] انظر عن (محمد بن أبي العلاء) في: تاريخ ابن الدبيثي (شهيد علي) ورقة 32، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 148 رقم 1047، والمختصر المحتاج إليه 1/ 36،(43/190)
توفّي في المحرّم بهَمذَان.
267- مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز [1] بْن الحُسَيْن.
القاضي أبو عبد الله ابن القاضي الجليس أبي المعالي ابن الْجَبَّاب التَّمِيمِيّ، المالكيّ، المصريّ.
وُلِد سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة.
وقرأ برواياتٍ عَلَى الشريف أَبِي الفتوح الخطيب. وتأدَّب عَلَى عَبْد الله بْن بَرّي، ومحمد بْن حمزة العِرْقِيّ. وسَمِعَ من أَبِي طاهر السِّلَفيّ، وغيره.
وولي ولاياتٍ رفيعة [2] .
وهو والدُ فخر القضاة أحمد بن محمد ابن الْجَبّاب.
تُوُفّي مجاورا بمكَّة في سَلْخ المحرّم.
268- مُحَمَّد بْن عيّاش [3] بْن مُحَمَّد بْن الطُّفَيْل.
أبو الحسن ابن عَظِيمة العَبْدرِيّ [4] الإِشبيلي.
روى عَنْ: أَبِي عَمْرو والده، وأبي بَكْر بْن خَيْر، وأبي عَبْد الله ابن المجاهد، وأبي الأصبغ ابن السّماتيّ، وأبي عَبْد الله [5] بْن زرْقون، وجماعة.
قَالَ الأبّار: وكان مقرئا ماهرا مُجوِّدًا، أخذ عَنْهُ أَبُو مُحَمَّد الحَرَّار، وغيره [6] . وأجاز في سنة خمس.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد العزيز) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 149، 150 رقم 1049، والعقد الثمين 1/ ورقة 150، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2/ ج 4/ 46، 47 رقم 1040، والمقفى الكبير 6/ 79، 80 رقم 2497.
[2] وزاد المنذري: ولنا منه إجازة كتبها لنا في شعبان سنة إحدى وستمائة. وهو من بيت رياسة وتقدّم في الولايات والفضيلة والرواية. حدّث منهم جماعة، وكتبت من غير واحد منهم.
[3] انظر عن (محمد بن عياش) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/ 576.
[4] في التكملة لابن الأبار: العبديّ.
[5] في التكملة: «وأبي عبد» .
[6] في التكملة: «وغيرهم» وهو محرف، لأن الأبار لم يذكر أحدا غير أبي محمد هذا.(43/191)
269- مُحَمَّد بْن أَبِي الغنائم [1] مُحَمَّد بْن أَحْمَد ابن اليَعْسُوب.
أَبُو طالب الحريميّ.
حَدّثَ عَنْ: أَبِي الوقت.
وتُوُفّي في جُمادي الأولى.
270- مُحَمَّد بْن محمود [2] .
القاضي أَبُو عَبْد الله الخُوَيّي [3] ، الفقيه الشافعيّ، قاضي البصرة.
روى عَنِ ابن البطّيّ، وتفقّه بالنّظاميَّة عَلَى أَبِي المحاسن يوسف الدّمشقيّ.
271- مُحَمَّد بْن المبارك [4] بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بن الحسين.
المحدّث المفيد، أبو بكر ابن مشّق البغداديّ، البيّع.
ولد سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة.
وسَمَّعَهُ أَبُوهُ من طائفة، وسَمِعَ هُوَ وعُني بالرواية أتمَّ عناية، وجمع معجما، وبلغت أثباتُ مسموعاته ستّ مجلّدات.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أبي الغنائم) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 129، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 152 رقم 1056، والمختصر المحتاج إليه 1/ 126.
[2] انظر عن (محمد بن محمود) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 149 رقم 1048، والجامع المختصر 9/ 272، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 466، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 4 (8/ 100) .
[3] الخويّي: بضم الخاء المعجمة وفتح الواو وتشديد الياء آخر الحروف. نسبة إلى خويّ إحدى مدن أذربيجان.
وقد تصحفت في (طبقات الشافعية) إلى: «الجويني» .
[4] انظر عن (محمد بن المبارك) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 141، 142، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 159، 160 رقم 1067، ومشيخة النجيب عبد اللطيف، ورقة 96، 97، والجامع المختصر 9/ 279، 280، والإشارة إلى وفيات الأعيان 316، والعبر 5/ 14، والمختصر المحتاج إليه 1/ 140، وسير أعلام النبلاء 21/ 440 رقم 232، وميزان الاعتدال 4/ 23 رقم 8113، ومرآة الجنان 4/ 5، والوافي بالوفيات 4/ 382 رقم 933، والنجوم الزاهرة 6/ 196، وشذرات الذهب 5/ 18، وتاج العروس 7/ 71، ولسان الميزان 5/ 357، 358 رقم 1167 وفيه: «محمد بن المبارك بن حشف» .(43/192)
سَمِعَ: أبا بَكْر أَحْمَد بْن الأشقر، وأبا الفضل الأرمويّ، وأبا السّعادات هبة الله ابن الشّجريّ، والمبارك بن أحمد بن بركة، وسعد الخير الأندلسيّ، وسعيد ابن البنّاء.
قَالَ أَبُو عَبْد الله الدُّبَيْثِيّ [1] : لم يروِ إلّا اليسير، واختلط قبل موته بنحو ثلاث سنين، حتّى كَانَ لا يأتي بشيءٍ عَلَى وجه الصّحَّة، فتركه النّاسُ.
قلت: روى عَنْهُ: النّجيبُ عَبْد اللّطيف، والحافظ الضّياء، وابن النّجّار.
وأجاز للشيخ شمس الدّين، ولإِسماعيل العسقلانيّ، وللفخر عليّ، وغيرهم.
وتُوُفّي في حادي عشر شعبان. وكان كيِّسًا، متودِّدًا، جميلَ الطّريقة، صدوقا.
272- محمد، المَلِك الأشرف [2] عزّ الدّين وَلَد السلطان المَلِك الناصر.
صلاح الدين يوسف بْن أيّوب.
تُوُفّي بحلب.
273- محفوظ بْن أَحْمَد بْن أَبِي الفَرَج.
أَبُو غالب الثّقفيّ الأصبهانيّ، سِبط الحافظ إسْمَاعيل بْن مُحَمَّد التّميميّ.
سَمِعَ مِن جدّه، ومن: زاهر الشّحَّاميّ، وسعيد بْن أَبِي الرجاء.
روى عنه: الضياء، وابن خليل. وأجاز لابن أبي الخَيْر، والفخر عليّ، وغيرهما.
تُوُفّي في رمضان.
274- محمود بن محمد بن سام [3] .
__________
[1] في ذيل تاريخ مدينة السلام، الورقة 142 (باريس 5921) .
[2] انظر عن (الملك الأشرف محمد) في: ذيل الروضتين 67، والوافي بالوفيات 5/ 251 رقم 2329، وعقد الجمان 17/ ورقة 316، 317.
[3] انظر عن (محمود بن محمد بن سام) في: الكامل في التاريخ 12/ 266، ونهاية الأرب 27/ 120.(43/193)
السّلطان غياث الدّين ابن السّلطان الكبير غياث الدّين الغُوريّ.
آخر ملوك الغوريَّة.
قَالَ ابنُ الأثير [1] : ولقد كانت دولتُهم من أحسن الدّول سيرة وأعدلها وأكثرها جهادا. قَالَ: وكان محمودٌ عادلا حليما كريما.
قلت: سارَ إِلَيْهِ أمير ملك، خال خُوارزم شاه، فحاصره، ونزل إِلَيْهِ بالأمانِ، فغدر بِهِ وقتله وقتل معه عليّ شاه، كما هُوَ في الحوادث [2] .
275- مصدّق بْن شبيب [3] بْن الحُسَيْن.
أَبُو الخير الصِّلْحِيّ [4] النَّحْويّ، صاحب الشيخ صَدَقة بْن وزير.
والصِّلْح: من أعمال واسط.
قرأ القرآنَ عَلَى صَدَقة. وقدِم بغداد فقرأ العربيَّة عَلَى أَبِي مُحَمَّد ابن الخشّاب، وأبي البركات الأنباريّ، وأبي الحسن ابن العصّار. وسمع من أبي الفتح ابن البَطِّي، وجماعة.
وبرع في العربية، وصار مُشارًا إليه مع مامن الصّلاح والخيرالعبادة. أقرأ النّاس زمانا. وعالما أيضا بالفرائض واللّغة.
قَالَ أَبُو عَبْد الله الدُّبَيْثِيّ: قرأت عَلَيْهِ زمانا وعاش سبعين سنة، توفّي ربيع الأول ببغداد- رحمه الله
__________
[1] في الكامل 12/ 267.
[2] ذكر ذلك في حوادث سنة 604 هـ وأشار إلى أن ذلك كان في سنة 605 هـ.
[3] انظر عن (مصدّق بن شبيب) في: معجم البلدان 2/ 481 (دوّران) ، ومعجم الأدباء 19/ 147، 148 رقم 47، والكامل في التاريخ 12/ 282، وإنباه الرواة 3/ 274، 275، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 151 رقم 1054، وذيل الروضتين 66، والجامع المختصر 9/ 373، 374، والمختصر المحتاج إليه 3/ 204 رقم 1240، وتلخيص ابن مكتوم، ورقة 245، وطبقات النحاة واللغويين لابن قاضي شهبة، ورقة 148، وعقد الجمان 17/ ورقة 316، وتاريخ ابن الفرات 5 ق 1/ 85، 86، وبغية الوعاة 1/ 287، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 11/ 69.
[4] الصّلحيّ: بكسر الصاد المهملة وسكون اللام وكسر الحاء المهملة. نسبة إلى: الصّلح، معاملة من سواد شرقي واسط.(43/194)
[حرف الهاء]
276- هِبة الله بْن يوسف بْن خمرتاش [1] .
أَبُو الفُتُوح المختاريّ، الكاتب.
سَمِعَ من: عَبْد المَلِك بْن عليّ الهَمَذانيّ.
وله شِعرٌ وسط.
مات في جُمادي الآخرة.
[حرف الواو]
277- واثلةُ بْن الأسقع [2] .
أَبُو هُرَيْرَةَ الهَمَذانيّ، ثُمَّ الكرْجيّ، المؤذّن، الصّالح.
سَمِع: هِبَة اللَّه بْن الفَرَج ابن أخت الطويل، ونصر بن المظفر، وابن ناصر، وجماعة.
وصحِب الحافظ أبا العلاء العطّار، وحدّث ببغداد قبل الثّمانين، وأجاز لابن البخاريّ، وغيره.
مات في شَوَّالٍ بالكرْج.
[حرف الياء]
278- يوسف بْن علي [3] بْن يوسف بْن خَلَف.
أَبُو الحَجّاج القُرْطبيّ، يُعرف بالْجُمَيْمِيّ [4] .
مُكْثِرٌ عن أبي القاسم ابن بشكوال. وتجوّل ببلاد الأندلس، وأخذ عن
__________
[1] انظر عن (هبة الله بن يوسف) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 155 رقم 1060.
[2] هكذا على اسم الصحابي. ولم أجد مصدرا لترجمته.
[3] انظر عن (يوسف بن علي) في: تكملة الصلة لابن الأبار 3/ ورقة 144.
[4] الجميمي: بضم الجيم وفتح الميم وسكون الياء المثنّاة من تحتها، وكسر الميم الثانية.(43/195)
أَبِي عَبْد الله بْن سعادة، وأبي زيد السُّهَيْليّ، وجماعة. وأخذ القراءات عَنْ أَبِي عليّ بْن عَرِيب.
قَالَ الأبّار: تُوُفّي في رمضان. وكان من أهل العناية بالرواية.
وفيها وُلِد
برهانُ الدّين محمود بْن عَبْد الله المَراغيّ الشافعيّ بالمراغة.
والعمادُ مُحَمَّد بْن عبّاس الدُّنَيْسريّ الطّبيب.
والجمالُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي سعد الواسطيّ خطيب كفرسُوسة.
والصّفيُّ إِسْحَاق بْن إِبْرَاهيم الشقراويّ.
والنَّجْم أَبُو تَغِلب بْن أَحْمَد الفاروثيّ.
والمسند ناصر الدّين عمر ابن القوّاس.
والضّياءُ محمد بْن أَبِي بَكْر الجعفريّ الأسود.
والشّرفُ مُحَمَّد بْن عُثْمَان بْن مكّيّ الشّارِعي.
والمعينُ عُثْمَان بْن سعد بْن تُولوَى القُرَشيّ، وُلِد بِتنِّيس.
والنّجيبُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد السّلام السّفاقُسِيّ.
والحافظُ سيف الدّين أَحْمَد ابن المجد عيسى.
والكمالُ أَحْمَد بْن عَبْد الرحيم بْن عَبْد الواحد.
والشّرفُ حسن بْن عَبْد الله بْن عَبْد الغنيّ.
والضّياءُ عليّ بْن محمد ابن البالسيّ المحدّث.(43/196)
سنة ستّ وستمائة
[حرف الألف]
279- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن [1] أَحْمَد بْن عَبْد المَلِك بْن شراحيل.
أَبُو جَعْفَر الهَمْدانيّ، الغَرْناطيّ.
صدْر رئيس أصيل، روى عن: أبيه، وخاله أبي الحسن ابن الضّحّاك.
وأجازَ لَهُ: أَبُو الحَسَن شُرَيح، وأَبُو بكر ابن العربيّ، وجماعة.
وحجّ، فسمع بالإِسكندرية من أَبِي عبد الله ابن الحضْرميّ.
وطال عُمره، وهو آخر من روى عَنِ ابن أَبِي الخصال بالإِجازة.
وتُوُفّي في ذي الحجَّة وله أربعٌ وثمانون سنة.
روى عَنْهُ أَبُو بَكْر بْن مَسْديّ الحافظ من «الموطأ» ، وسماعه منه في سنة خمس وستمائة بغرناطة، قال: أخبرنا عمرو بن محمد بن بدر الهمدانيّ في سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الفَرَج الطّلّاعيّ.
وقد ذكره ابن الأبّار [2] ، وذكَر شيخه عَمْرًا هذا، فَقَالَ: سَمِعَ «الموطّأ» من ابن الطّلّاع [3] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبد الله) في: تكملة الصلة لابن الأبار 1/ 98، 799 والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة 1/ 134، 135 رقم 202.
[2] في التكملة 1/ 98.
[3] وقال ابن عبد الملك الأنصاري: وكان خيّرا ديّنا متواضعا، ثقة فيما يرويه ... وكان قديما من ذوي الثروة واليسار وأقلّ بأخرة فتلبّس بعقد الشروط ولم يكن فيها من ذوي النفوذ.(43/197)
280- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي نصر [1] .
أَبُو سعيد الأصبهانيّ، الأرْجَانيّ، الضّرير.
سَمِعَ مِن: فاطمة الجوزدانية.
وأرجان: مخفّفة على الأصحّ. قاله المنذريّ [2] .
تُوُفّي في صفر أو في ربيع الأول.
روى عَنْهُ ابنُ نُقطة، وقال [3] : سَمِعَ «المعجم الصّغير» كلَّه من فاطمة [4] .
281- أَحْمَد بْن أَبِي الفتح [5] الأبِيوَرْدِيّ، المواقيتيّ، المؤذّن.
سَمِعَ من: أَبِي المظفّر الفلكيّ بدمشق.
أخذ عَنْهُ: العمادُ عليُّ بْن عساكر، وعليُّ بْن عُمَر الصَّقَلِّيّ، وغيرهما.
282- إدريسُ بْن مُحَمَّد [6] بْن أَبِي القَاسِم.
أَبُو القَاسِم العطَّار، الأصبهانيّ، المُعَمَّر، المعروف بآل والُويه العطّار.
سَمِعَ مِن: مُحَمَّد بْن عليّ بْن أَبِي ذَرّ.
روى عَنْهُ: الضّياء المقدسيُّ، وابن نقطة.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن أبي نصر) في: إكمال الإكمال لابن نقطة (الظاهرية) ورقة 18، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 177 رقم 1100.
[2] في التكملة، وقال: أرجان: بفتح الهمزة وبعدها راء مهملة ساكنة وجيم مفتوحة وبعد الألف نون، بلدة من كور الأهواز، ويقال لها: أرغان، بالغين المعجمة أيضا. وقيّدها أبو بكر الهمذاني بفتح الهمزة وتشديد الراء وفتحها، وذكر ذلك أيضا غيره. وقال: وربّما جاء في الشعر تخفيف الراء.
[3] في إكمال الكمال، ورقة 18.
[4] وزاد ابن نقطة: «وكتاب الفتن سوى الخبر الرابع، فإنه ضاع الأصل لم يقع عليّ» .
وقال المنذري: وحدّث، وكان متيقّظا ذاكرا لسماعه.
[5] لم أجد مصدرا لترجمته.
[6] انظر عن (إدريس بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 183، 184 رقم 1114، والإعلام بوفيات الأعلام 249، والإشارة إلى وفيات الأعيان 316، والعبر 5/ 17، وسير أعلام النبلاء 21/ 485، والنجوم الزاهرة 6/ 198، وشذرات الذهب 5/ 18.(43/198)
قَالَ الضّياء: سَمِعْتُ منه في السَّفْرتين.
وأجاز لأحمد بْن سلامة الحدّاد، والشيخ شمس الدّين، والكمال عَبْد الرّحيم، والفخر عليّ.
وتُوُفّي في سادس شعبان، ويقال: إنّه جاوز المائة.
روى عنه لنا بالإجازة العامّة: الركن أحمد الطّاووسيّ.
283- أرتق بْن جَلْدَك [1] المُقْتَفَويّ.
شِحنة بغداد.
تَزَهَّدَ وتَفَقَّر، وسمَّى نفسَه محمدا، وتكلّم في الحقيقة بجامع المنصور، وفي الأصول بجهلٍ، فَمُنِعَ من ذَلِكَ، ثُمَّ قام معه جماعة.
روى عَنْ: أبي بكر ابن الزّاغونيّ.
روى عنه: أبو الحسن ابن القَطِيعيّ، وقال عَنْهُ: كَانَ يعتقد أنّ عذاب النّار ينقطع ولا يبقى فيها أحد.
تُوُفّي في أيام التّشريق عَنْ بضْعٍ وثمانين سنة أو أكثر.
284- أرمانوس، مولى مُحَمَّد بْن عليّ الزَّينبيّ.
سَمِعَ: هبة الله الشّبليّ، وأبا الفتح ابن البطّيّ.
ومات في جُمادي الآخرة.
روى عَنْهُ ابن النجّار [2] ، وقال: كَانَ صالحا حسن الأخلاق.
285- أسامةُ بنُ سُلَيْمَان [3] بْن مُحَمَّد بْن غالب.
أَبُو بَكْر الدّانيّ، المقرئ.
أخذ القراءات عَن أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بن الحسن ابن غلام الفرس،
__________
[1] انظر عن (أرتق بن جلدك) في: الوافي بالوفيات 8/ 337 رقم 3764.
[2] في تاريخه، وهو التاريخ المجدد، وهذه الترجمة في القسم الضائع منه.
[3] انظر عن (أسامة بن سليمان) في: تكملة الصلة لابن الأبار 1/ 212، ومعرفة القراء الكبار 2/ 599، 600 رقم 559، وغاية النهاية 1/ 155 رقم 720.(43/199)
وسَمِعَ منه «التّيسير» وأجاز لَهُ، وسَمِعَ من: أبي الوليد ابن الدّبّاغ، وأبي الحسن ابن عزّ النّاس.
قَالَ الأبّار [1] : وكان بصيرا بعقد الشروط، منقطعَ القرين في الصّلاح والورع، نهاية في العدالة. وكانت لَهُ مشاركة في الفقه. حدَّث، وأخذ الناسُ عَنْهُ. وُلِد سنة ثلاثين وخمسمائة، وتُوُفّي في رابع عشر جُمادي الآخرة.
روى عنه أبو محمد عَبْد الله بْن أَحْمَد الدّانيّ.
286- أسعد بْن المُنَجَّى [2] بْن بركات بْن المؤمّل.
القاضي أَبُو المعالي وجيه الدّين ابن أَبِي المُنَجَّى، المَعَرِّيُّ الأصلِ، الدّمشقيّ، الفقيه الحنبليّ.
ولد سنة تسع عشرة وخمسمائة.
وارتحل إِلى بغداد وتفقَّه بها، وبرع في المذهب، وسَمِعَ أنوشتكين الرضْوانيّ، والقاضي أبا الفضل الأُرْمَوِيّ، وأبا جَعْفَر العبّاسيّ. وسَمِعَ بدمشق من نصر بْن أَحْمَد بْن مُقَاتل، وغيره. وولي قضاءَ حَرَّانَ في أواخر دولة نور الدّين، وأخذ الفقه عن الشيخ عبد القادر الجيليّ، وأحمد الحربيّ. وتفقّه أيضا بدمشق عَلَى شَرَف الإِسْلَام عَبْد الوَهَّاب ابن الشَّيْخ أَبِي الفرج الحنبليّ، وهو آخرُ أصحابه.
أخذ عَنْهُ الشّيخ الموفَّق. وروى عَنْهُ: ابنُ خليل، والضّياء، والشيخ
__________
[1] في التكملة 1/ 212.
[2] انظر عن (أسعد بن المنجّى) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 176، 177 رقم 1099، وتاريخ إربل 1/ 243، وذيل الروضتين 203 (وفيه وفاته سنة 657 هـ.) ، والغصون اليانعة، ورقة 147، وبغية الطلب (المصوّر) 4/ 75 رقم 470، والإعلام بوفيات الأعلام 249، والإشارة إلى وفيات الأعيان 316، والعبر 5/ 17، وسير أعلام النبلاء 21/ 436، 437 رقم 230، ومرآة الجنان 4/ 6، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 49، 50 رقم 227، وسلّم الوصول لحاجي خليفة، ورقة 182، وشذرات الذهب 5/ 18، 19، والتاج المكلل للقنوجي 21، 220، والدارس 2/ 114- 116، وكشف الظنون 2031، ومعجم المؤلفين 2/ 249.(43/200)
شمس الدّين، والفخر عليّ، والحافظ عَبْد العظيم، والشهاب القُوصيّ، وآخرون.
ومن أجله بنى الشّيخ مسمار المدرسة ووقفها عليهم.
وله شعر حَسَن.
صَنّف كتاب «النّهاية في شرح الهداية» في بضعة عشر مجلَّدًا.
وصنّف كتاب «الخلاصة» ، وغير ذَلِكَ.
وفي ذُريّته علماء وأكابر.
مات في جُمادي الآخرة [1] .
287- أسعد بْن المهذّب [2] بْن زكريّا بن ممّاتي.
__________
[1] ومن شعره:
ولما رأت فقري وشيبي تنكّرت ... وصدّت وساءت حين ساءت بي الحال
وكيف بمثلي أن يحبّ وليس لي ... شفيع إليها، لا شباب ولا مال
(تاريخ إربل 1/ 243) .
[2] انظر عن (أسعد بن المهذّب) في: خريدة القصر للعماد (القسم المصري) 1/ 10، ومعجم الأدباء 2/ 244- 256، وإنباه الرواة 1/ 231- 234 رقم 143، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 180 رقم 1107، ووفيات الأعيان 1/ 210، رقم 191، والجامع المختصر 9/ 301- 305، وبغية الطلب 4/ 53 رقم 464، وعنوان المرقصات 69، والمغرب في حلى المغرب 269- 272، ومسالك الأبصار 12/ ورقة 58، وسير أعلام النبلاء 21/ 485، 486 رقم 249، وتلخيص ابن مكتوم، ورقة 41، 42، والبداية والنهاية 13/ 53، وبدائع البدائه 150، 152، 230، ونهاية الأرب 29، 51، 52، والوافي بالوفيات 9/ 19 رقم 3936، و 18/ 479 رقم 502، ومرآة الجنان 4/ 13، 14، والسلوك ج 1 ق 1/ 173، والمواعظ والاعتبار 3/ 260، 261، وعقد الجمان 17/ ورقة 317- 320، والمقفى الكبير 2/ 83- 87 رقم 742، والنجوم الزاهرة 6/ 178، وحسن المحاضرة 1/ 242، 243، و 2/ 386، 436، وسلّم الوصول لحاجي خليفة، ورقة 180، 181، وشذرات الذهب 5/ 20، وديوان الإسلام 4/ 286 رقم 2052، وهدية العارفين 1/ 205، ودائرة المعارف الإسلامية 3/ 886، وعلم التاريخ عند المسلمين 164، والأعلام 1/ 302، ومعجم المؤلفين 2/ 249، 250، وكشف الظنون 776، 1015، 1215.(43/201)
القاضي الرئيس أَبُو المكارم المصريّ، الكاتب، الشاعر، صاحب الدّيوان الشعر، فمنه:
تُعَاتِبُني وتَنْهَى عَنْ أمور ... سبيل النَّاسِ أَنْ يَنْهَوْكَ عنْها
أَتَقْدِرُ أَنْ تَكُونَ كَمِثْلِ عَيْنِي ... وحقِّك مَا عَليَّ أَضَرَّ مِنْها [1]
تُوُفّي بحلب وقد هرب إليها خائفا من الوزير ابن شُكْر في سَلْخ جُمادي الآخرة وله اثنتان وستّون سنة.
وقد سَمِعَ من: أَبِي طاهر السِّلَفيّ، وغيره.
وله مجاميعُ مفيدة، ونَظَمَ «سيرة صلاح الدّين» ، ونظم كتاب «كليلة ودِمنة» .
وقد أسلم، وكان نصرانيّا، في أول الدّولة الصّلاحيَّة، وولي ديوان الجيش، وغير ذَلِكَ.
ومرض، فطلب من جُويرية لَهُ توتية أن تُصْلِحَ لَهُ شيئا يُوافق، فعدَّد لها أنواع المرورات، فَضَجِرَت وقالت: لا يقدر أحد عَلَى مَرْضاتِك في مَرَضَاتِك.
وذُكر أَنَّهُ اختصر «اللُّمَع» في النَّحْو لابن جني في ورقةٍ واحدة مُجَدْوَلة.
288- إسْمَاعيل بْن عليّ بْن حَمَك [2] .
أَبُو الفضل المُغِيثِي الحمكيّ، الخراسانيّ.
سَمِعَ: مُحَمَّد بْن إسْمَاعيل الفارسيّ، ووجيها الشّحّاميّ.
289- إسماعيلُ بْنُ عُمَر [3] بْن نعمة بْن شبيب.
__________
[1] البيتان في وفيات الأعيان 1/ 210 وقال ابن خلكان: له ديوان شعر رأيته بخط ولده ونقلت منه مقاطيع.
[2] انظر عن (إسماعيل بن علي بن حمك) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 196 رقم 1133، والمشتبه 2/ 607، وتوضيح المشتبه 2/ 437 و 8/ 237.
و «حمك» : بالحاء المهملة المفتوحة وبعدها ميم مفتوحة وكاف.
[3] انظر عن (إسماعيل بن عمر) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 171، 172 رقم 1091،(43/202)
الأديب أَبُو الطّاهر الرؤبيّ [1] ، الحنبليّ، المصريّ، العطّار.
لَهُ شعر وتصانيف وأدب.
تُوُفّي في المحرَّم كهْلًا.
[حرف الحاء]
290- الحَسَن بْن مُحَمَّد [2] بْن الحَسَن بْن عليّ.
القاضي أَبُو عليّ الأمويّ، المصريّ، الشّافعيّ، العدل، الورّاق، المعروف بابن مروان- يعني مروان بْن الحَكَم [3] .
سَمِعَ من عَبْد الله بن رفاعة في سنة خمسين وخمسمائة.
ومولده في سنة تسع عشرة وخمسمائة.
حَدّثَ عَنْهُ الزّكيّ عَبْد العظيم وغيره. وكان بارعا في الشروط، صَنَّف فيها كتابين مشهورين.
وتُوُفّي في رجب.
291- الحَسَن بْن المبارك [4] بْن أبي سعد ابن البوّاب.
أبو عليّ الحريميّ.
__________
[ () ] والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 48 رقم 226، وتاريخ ابن الفرات 5 ق 1/ 99، والمقفى الكبير 2/ 106 رقم 756، وبغية الوعاة 1/ 452، وشذرات الذهب 5/ 19.
[1] الرؤبيّ: بضم الراء المهملة وسكون الواو وباء موحّدة مفتوحة هكذا قيّده المنذري، وقال في ترجمة أبيه «عمر بن نعمة» : «وكان ولده أبو الحرم يذكر أنه منسوب إلى رؤبة ويذكر نسبا متصلا به، ويقول: هو صحابيّ. ولست أعرف رؤية هذا ولا رأيت من ذكره. وقال بعض شيوخنا: إن رؤبة بلد بالشام» . (التكملة 1/ 99) .
وقد تصحفت هذه النسبة إلى «الرومي» في: الذيل على طبقات الحنابلة، وبغية الوعاة، وشذرات الذهب.
[2] انظر عن (الحسن بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 183 رقم 1112.
[3] طوّل المنذري في نسبه، وقال: شاهدت هذا النسب بخطه.
[4] انظر عن (الحسن بن المبارك) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 17، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 171 رقم 1090.(43/203)
حدّث عن: أبي الوقت، وسعيد ابن البنّاء.
وتُوُفّي في المحرم.
[حرف الراء]
292- رَشِيد [1] .
مولى الأمير صندل المقتفويّ.
روى عَنِ: ابن البَطِّيّ.
[حرف العين]
293- عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى [2] بْن عليّ بْن أحمد ابن الخَرّاز الحريميّ.
تُوُفّي بساوة.
سَمِعَ: أحمدَ بْن عليّ ابن الأشقر، وسَعْدَ الخيرِ، وعمّ أَبِيهِ أبا عليّ أَحْمَد بْن أَحْمَد.
294- عَبْد الله بْن عَبْد الله الشّنترينيّ [3] الزّاهد.
قَالَ الأبّار: صحِب أبا عَبْد الله ابن المجاهد الزّاهد دهرا وسلك طريقته، وكان فقيها مُفْتيًا عابِدًا، وَكَانَ يبيع الزّيت.
بقي إِلى سنة ستّ [4] .
__________
[1] انظر عن (رشيد المقتفوي) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 51، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 194 رقم 1131.
[2] انظر عن (عبد الله بن يحيى) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 178 رقم 1104، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 1773، والمختصر المحتاج إليه 2/ 176 رقم 18.، والمشتبه 1/ 161، وتوضيح المشتبه 2/ 347.
[3] انظر عن (عبد الله الشنتريني) في: تكملة الصلة 2/ 878.
[4] الّذي في التكملة: حكى عنه أبو بكر بن قسوم، وسمع منه بداره في شهر ربيع الأول سنة 606.(43/204)
295- عبد الرحيم بْن عَبْدِ الرزّاق [1] ابْن الشَّيْخ عَبْد القادر الجيليّ، أَبُو القَاسِم.
تُوُفّي ببغداد في ربيع الأول.
وقد سمع من: أبي الفتح ابن البطّيّ، وغيره.
296- عَبدُ السّلام بْن مُحَمَّد [2] بْن بكروس.
أَبُو الفتح القَيَّارِي [3] الحَمَّامي.
شيخ بغداديّ مسند. سمع من: إسماعيل ابن السمرقندي، وأبي سعد أحمد بن محمد البغدادي، وأبي الفتح الكُرُوخيّ.
روى عَنْهُ: الدُّبَيْثِيّ، والضّياء، وغيرهما. وأجاز للفخر ابن البخاريّ، وغيره.
تُوُفّي في ذي القعدة.
297- عَبْد العزيز بْن الخطير بْن مَمّاتيّ [4] .
ويُعرف بالقاضي الأسعد.
شاعر جيدُ النَّظْم، روى عَنْه الشهاب القُوصيّ، وقال: تُوُفّي بحلب سنة ستّ.
وقد قدّمناه بلقبه.
298- عَبْد الهادي بْن يوسف بْن محمد بْن قدامة المقدسيّ.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحيم بن عبد الرزاق) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 135، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 174 رقم 1096، وقلائد العقيان للتادفي 46، 47.
[2] انظر عن (عبد السلام بن محمد) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 142، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 188 رقم 1124، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 280، 281، والمختصر المحتاج إليه 3/ 39 رقم 809، وفيه «عبد الرحمن» ، والمشتبه 2/ 415.
[3] القيّاري: بالقاف والياء آخر الحروف وبعد الألف راء مهملة. نسبة إلى درب القيّار ببغداد.
[4] هو: أسعد بن المهذّب بن ممّاتي، الّذي تقدّمت ترجمته برقم (287) .(43/205)
ولد في حدود الأربعين وخمسمائة.
وحدّث بالإِجازة عَنِ ابن البَطَّيّ. وسَمِعَ من جماعة.
وهو والد العماد عَبْد الحميد، وغيره.
روى عَنْهُ: الضّياء.
ومات بالجبل.
299- عُثْمَان بْن يوسف بْن مِقدام المقدسيّ، المقرئ.
شيخ صالح عابد، ابن عمِّه الحافظ الضّياء.
يروي عَنِ ابن صابر.
روى عَنْهُ: الضّياء، وغيرهُ.
تُوُفّي في شهر ربيع الأول قبل عَبْد الهادي بشهر.
300- عَفِيفَة بنت أَبِي بَكْر [1] أَحْمَد بْن عَبْد الله بْن مُحَمَّد.
أمّ هانئ الفارقانيَّة [2] ، الأصبهانيَّة.
شيخة مُعَمَّرة مشهورة، وُلِدَتْ سنة عشر وخمسمائة.
وسَمِعَتْ مِن صاحب أَبِي نُعَيْم الحافظ عَبْد الواحد الدَّشْتَج، وهي آخر من حَدّثَ فِي الدّنيا عَنْهُ بالسّماع. وتروي عَنْ: أَبِي عليّ الحدّاد، وأبي سعد ابن الطّيوريّ، وأبي الغنائم ابن المهتدي باللَّه، وأبي عليّ ابن المهديّ، وأبي طالب ابن يوسف البغداديّ، وأبي الحَسَن بْن مرزوق الزَّعفرانيّ، بالإِجازة.
وسمعت أيضا من حمزة بْن الْعَبَّاس العَلَويّ، وجَعْفَر بْن عَبْد الواحد الثقفيّ، وفاطمة الجوزدانية.
روى عنها: أَبُو مُوسَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْغَنِيِّ، والضّياء محمد، والرفيع
__________
[1] انظر عن (عفيفة بنت أبي بكر) في: التقييد لابن نقطة 500، 501 رقم 687، والمعين في طبقات المحدّثين 187 رقم 1984، والإعلام بوفيات الأعلام 249، وسير أعلام النبلاء 21/ 485 دون ترجمة، والإشارة إلى وفيات الأعيان 317، والعبر 5/ 17، ومرآة الجنان 4/ 6، والنجوم الزاهرة 1/ 200، وشذرات الذهب 5/ 19، 20.
[2] الفارقانية: نسبة إلى فارقان، قرية من قرى أصبهان.(43/206)
إِسْحَاق والد الأبَرْقُوهيّ، وجماعة. وأجازت لأحمد بْن أبي الخير، وللفخر عليّ، وللبرهان إبراهيم ابن الدَّرَجيّ، وللشيخ شمس الدّين، وللكمال عَبْد الرّحيم، ولخديجة بنتِ الشهاب بْن راجح، ولأحمد بْن شيبان.
وسمعت مِن فاطمة «المعجم الكبير» كلَّه، و «المعجم الصغير» للطّبرانيّ، و «الفتن» لنُعَيم بْن حمّاد.
قَالَ ابنُ نقطة [1] : سمعنا منها «المعجم الكبير» و «الفتن» لنُعَيم، وغير ذَلِكَ.
تُوُفّيت في ربيع الآخر، قاله الضّياء، وقال: مولدها في ذي الحجَّة سنة عشر.
نقلت إجازة البغاددة لها مِن خَطِّ شيخنا المِزّيّ.
301- عليّ بْن المبارك [2] .
ابن أخي الحَرِيص البغداديّ، الخَبّاز.
روى عن: سعيد ابن البنّاء.
تُوُفّي فيها ظنّا.
302- عُمَرُ بنُ مُحَمَّد [3] بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن بَيْبش.
أَبُو حفص البكريّ، الدّانيّ، المعروف بابن أَبِي رطلة.
سَمِعَ بدانية من أبي الحسن ابن عِزّ النّاس، وأبي بَكْر بْن جماعة. وأخذ القراءات عَن أَبِي عَبْد الله بن حميد. ورحل إِلى مالَقة، فأخذ القراءاتِ عَنِ القَاسِم بْن دحمان، أَبِي العَبَّاس البَلَنسيّ. وسَمِعَ منهم، ومن: السّهيليّ، وأبي الحسن ابن جامع. وأجاز لَهُ أَبُو عَبْد الله بْن سعادة، وجماعة.
__________
[1] في التقييد 500.
[2] انظر عن (علي بن المبارك) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 196 رقم 1134، والمختصر المحتاج إليه 3/ 141، 142 رقم 1053، وتاريخ ابن الدبيثي (كمبرج) ورقة 164.
[3] انظر عن (عمر بن محمد) في: تكملة الصلة لابن الأبار 3/ ورقة 49، 50.(43/207)
وأقرأ وحدّث، وكان مُضَعَّفًا إلّا أنّه كَانَ صدوقا فيما رواه. وتُوُفّي في شوّال. قَالَ ذَلِكَ الأبّار.
[حرف الفاء]
303- فارس بْن أَبِي البركات [1] .
أَبُو المظفَّر الحربيّ، المشاهر.
روى عَنْ: ابن الطّلّاية، وغيره.
روى عَنْهُ: عيسى ابن الموفّق، وأبو موسى ابن الحافظ وأخوه أَبُو سُلَيْمَان، وعبد الله بْن أَبِي عُمَر الخطيب، والضّياء مُحَمَّد.
تُوُفّي في رجب.
أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ بِنْتُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا أَبِي مِنْ لَفْظِهِ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشَرَةَ وَسِتِّمَائَةٍ حُضُورًا، أَخْبَرَنَا فَارِسُ بْنُ أَبِي الْبَرَكَاتِ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَظَفَّرٍ، وَمُظَفَّرُ بْنُ جَحْشُوَيْهِ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَازِمٍ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي نَصْرٍ بِالْحَرْبِيَّةِ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي غَالِبٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْمُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ ابْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «إِذَا أَشَارَ الْمُسْلِمُ إِلَى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ لَعَنَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لأَبِيهِ وَأُمِّهِ» [2] . فَكَانَ ابْنُ سِيرِينَ يَكْرَهُ أَنْ يُنَاوِلَ الرَّجُلَ إِبْرَةً.
وَأَخْبَرَنِيهِ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ أبي الجود، أخبرنا أحمد بن أبي غالب، فذكره.
__________
[1] انظر عن (فارس بن أبي البركات) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 183 رقم 1113.
[2] وأخرجه أحمد 2/ 256 و 505، ومسلم (2616) ، والترمذي (2162) من طرق عن محمد ابن سيرين عن أبي هريرة، وفي الباب عن عائشة عن أحمد 6/ 266، وعن أبي بكرة عند الطيالسي (884) .(43/208)
304- فتحُ بْن مُحَمَّد [1] بْن عليّ.
الفقيه أَبُو المنصور الدِّمياطيّ، الشّافعيّ، نجيب الدّين.
والد الزّين الكاتب المشهورِ.
عُمِّرَ دهرا. وسَمِعَ من: أَبِي طاهر السِّلَفِيّ، وأبي الطاهر بْن عوف، وجماعة.
وحدَّث، وله شعر حَسَن، وتصانيفُ حسنة في فنون.
تُوُفّي في مستَهلّ المحرّم.
[حرف الميم]
305- مُحَمَّد بْن أَحْمَد [2] بن عبد الملك بن عَبْد العزيز.
أَبُو عَبْد الله اللَّخْميّ، الباجيّ، ثُمَّ الإِشبيليّ.
روى عَنْ: أَبِيهِ، وأبي عَبْد الله ابن المجاهد، وابن الجدّ وبه تفقّهَ.
وولي قضاء إشبيلية.
وتُوُفّي في شوّال.
306- مُحَمَّد بْن أعزّ [3] بْن عُمَر بْن مُحَمَّد.
أَبُو عَبْد الله التيَّميّ، البكريّ، السُّهرورديّ، ثُمَّ البغداديّ.
وُلِدَ سنةَ سبع وعشرين وخمسمائة.
وسمع من: إسماعيل ابن السمرقندي، وأبي سعد أحمد بن محمد البغدادي، وغيرهما. وسَمِعَ من جدّه عُمَر بْن مُحَمَّدِ بْن عَبْد اللَّه بْن سَعْد السُّهرورديّ الصّوفيّ عمّ أَبِي النّجيب، حدّثه عَنْ عاصم بْن الحَسَن، وغيره.
ومات سنة اثنتين وثلاثين، وهو ممّن كتب عنه السّلفيّ.
__________
[1] انظر عن (فتح بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 170، 171 رقم 1088، وتاريخ ابن الفرات 5 ق 1/ 99، 100.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/ 579.
[3] انظر عن (محمد بن أعزّ) في: إكمال الإكمال لابن نقطة (الظاهرية) ورقة 12، وتاريخ ابن الدبيثي 1/ 179، 180، ومشيخة النجيب عبد اللطيف، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 188 رقم 1123، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 2376.(43/209)
روى عَنْ مُحَمَّد هذا: أَبُو عبد الله الدُّبَيْثِيّ، والنّجيبُ عَبْد اللّطيف.
وتُوُفّي في شوّال.
ومات أَبُوهُ وكان يروي عَنِ ابن نبهان سنة سبع وخمسين وخمسمائة.
307- مُحَمَّد بْن سعيد [1] بْن مُحَمَّد.
أَبُو عَبْد الله المُراديّ، المُرْسيّ، المقرئ.
أخذَ القراءاتِ عَنْ أَبِي الْحَسَن بْن هُذيل، وأبي علي بن عريب. وسمع منهما، ومِن: أَبِي عَبْد اللَّه بْن سعادة، وأبي محمد بن عاشر، وجماعة.
وكان خَيِّرًا فاضلا، أقرأ القراءاتِ، وروى الحديث، وحَمَلَ النّاسُ عَنْهُ الكثير. وممّن قرأ عَلَيْهِ القراءات عَلَم الدّين القَاسِم بْن أَحْمَد اللّورقيّ نزيل دمشق.
وقال الأبّار [2] : وُلِدَ سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة، وتُوُفّي بمُرسية إِلى رحمة الله ليلة الجمعةِ الحادي والعشرين من رمضان سنة ستّ.
308- مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي يَحْيَى [3] بن مطروح.
أَبُو عَبْد الله التُّجِيبِي، السّرقسطيّ.
سمع من: أبي الحسن ابن النّعمة.
قَالَ الأبار: كَانَ إخباريا حلوَ النّادرة والفكاهة، جمع شِعر أَبِي بَكْر يَحْيَى بْن محمد ابن الْجَزّار السَّرقُسطِيّ.
روى عَنْهُ: ابنُه عبدُ الله، وأبو عبد الله ابن أبي البقاء.
__________
[1] انظر عن (محمد بن سعيد) في: تكملة الصلة لابن الأبار 1/ 578، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة 6/ 213، 214، والعبر 5/ 18، ومعرفة القراء الكبار 2/ 594 رقم 552، وغاية النهاية 2/ 145.
وقد سقطت هذه الترجمة بكاملها من المطبوع من تاريخ الإسلام 18/ 230 (طبعة مصر) .
[2] في التكملة 2/ 578.
[3] انظر عَنْ (مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يحيى) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/ 579.(43/210)
309- محمدُ بنُ عُبَيْد الله [1] بْن الحُسَيْن.
أَبُو عَبْد الله البُرُوجِرْدِيّ.
سَمِعَ بأصبهان مِن أَحْمَد بن عبد الله بن مرزوق. وقدِم بغداد فتفقّه بها للشّافعيّ، وسَمِعَ من: أبي عبد الله ابن السّلال، وعبد الصَّبور الهَرَويّ.
وتُوُفّي بِبُرُوجِرْد- وهي عَلَى يومين من هَمَذَان- في العشرين من ربيع الأول.
310- مُحَمَّد بْن عليّ بْن يَحْيَى [2] بن عليّ ابن الطّرّاح.
أَبُو جَعْفَر البغداديّ، المدير.
من أولاد المحدّثين. وكان شروطيّا مديرا [3] عَلَى أبواب الحُكّام.
سَمِعَ من: أَبِي الفضل الأُرْمَويّ، وأبي عَبْد الله الرُّطَبِيّ، وأبي الوَقْت.
قَالَ ابنُ النجّار: كتبتُ عَنْهُ ولا بأسَ بِهِ، تُوُفّي في سادس رمضان [4] .
311- مُحَمَّد بْن عُمَر بْن الحُسَيْن [5] بن الحسن بن عليّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبيد الله) في: تاريخ ابن الدبيثي (شهيد عليّ 1870) ورقة 59، 60، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 175، 176 رقم 1098، والمختصر المحتاج إليه 1/ 66، وذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن الدبيثي 2/ 36، 37 رقم 246.
[2] انظر عن (محمد بن علي بن يحيى) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن الدبيثي 2/ 142، 143 رقم 377، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 189 رقم 1125، والمختصر المحتاج إليه 1/ 98.
[3] قال المنذري: والمدير نسبة لمن يدير السجلّات التي يحكم بها الحكام على الشهود حتى يكتبوا فيها شهادتهم، واشتهر بهذه النسبة جدّ أبيه أبو الحسن علي ومن بعده من ولده.
[4] مولده سنة 541 هـ. وقال المنذري: وكان وكيلا بباب القضاة هو، وأبوه، وجدّه، وجدّ أبيه، وهو آخرهم.
وحدّث هو، وأبوه، وجدّه، وجدّ أبيه، وأختاه: عزيزة، وسيّدة الكتبة نعمة.
[5] انظر عن (محمد بن عمر بن الحسن) في: الكامل في التاريخ 12/ 288، والتاريخ المظفري لابن أبي الدم، ورقة 230، وتاريخ الحكماء 291- 293، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 542، 543، وعقود الجمان لابن الشعار 6/ ورقة 54- 60، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 186، 187 رقم 1121، وذيل الروضتين 68، وعيون الأنباء 3/ 34- 45، والجامع المختصر 9/ 306، 307، وتاريخ مختصر الدول 240، ووفيات الأعيان(43/211)
العلَّامة فخر الدّين، أَبُو عَبْد الله القُرشيّ، البكْريّ، التَّيْمِيّ، الطَّبرَستانيُّ الأصلِ، الرّازيّ، ابن خطيب الرّيّ، الشّافعيّ، المفسّر، المتكلّم، صاحب التّصانيف.
__________
[4] / 248، 252، وتاريخ الزمان لابن العبري 249، وآثار البلاد وأخبار العباد 377- 379، وتلخيص مجمع الآداب 3/ 357، وتاريخ إربل 1/ 329، والمختصر في أخبار البشر 3/ 112، ونهاية الأرب 29/ 51، والإشارة إلى وفيات الأعيان 316، والإعلام بوفيات الأعلام 249، وسير أعلام النبلاء 21/ 500، 501 رقم 261، وميزان الاعتدال 3/ 340 رقم 6686 (الفخر بن الخطيب) ، والمغني في الضعفاء 2/ 508 رقم 4889، ودول الإسلام 2/ 112، 113، والعبر 5/ 18، 19، وتاريخ ابن الوردي 2/ 127، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 33- 40 (8/ 81- 96) ، ومرآة الجنان 4/ 7- 11، والوافي بالوفيات 4/ 284- 259، والبداية والنهاية 13/ 55، 56، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 154 أ، 155 ب، وطبقات الشافعية للمطري، ورقة 194 ب، والوفيات لابن قنفذ 308 وفيه «ابن الخطيب الرازيّ» ، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 260، 261، والعقد المذهب لابن الملقن، ورقة 74، 75، وتاريخ الخميس 2/ 410، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 396- 398 رقم 366، وطبقات النحاة واللغويين، له ورقة 48، والعسجد المسبوك 332 وفيه مولده سنة 543 هـ.، 332، 333 وفيه مولده سنة 544 هـ. ولم يتنبّه المحقّق للكتاب إلى أن صاحب الترجمة قد تكرّر في السنتين، وهما واحد، ولسان الميزان 4/ 426- 429 رقم 1311، وعقد الجمان 17/ ورقة 322- 324، وتاج التراجم 93، والنجوم الزاهرة 6/ 197، 198، مفتاح السعادة 1/ 445، وكشف الظنون 61، 67، 83، 94، 120، 204، 224، 962، 333، 354، 359، 447، 449، 454، 515، 605، 633، 725، 730، 739، 760، 954، 989، 993، 1035، 1113، 1141، 1186، 1312، 1445، 1467، 1561، 1577، 1578، 1614، 1615، 1616، 1697، 1714، 1726، 1727، 1756، 1774، 1819، 1840، 1864، 1905، 1973، 1986، 1988، 2002، وشذرات الذهب 5/ 31، وروضات الجنات 190- 192، وهدية العارفين 2/ 107، 108، وإيضاح المكنون 2/ 569، وديوان الإسلام 2/ 338- 340 رقم 1005، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 216، 217، وطبقات المفسّرين للسيوطي 39، ومعجم الشافعية لابن عبد الهادي، ورقة 47، 48، وتاريخ ابن سباط (بتحقيقنا) 1/ 248، وفهرس مخطوطات الظاهرية للعش 6/ 249، وفهرس المخطوطات المصورة 1/ 233، 237، 238، 251، 253، وفهرست الخديوية 1/ 173، 213- 216 و 5/ 158، 159، 370 و 6/ 105، والخالدون العرب لطوقان 69- 76، والأعلام 7/ 203، والمجدّدون في الإسلام للصعيدي 224- 228، ومعجم المؤلفين 11/ 79، 80، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسرين 282 رقم 550.(43/212)
ولد سنة أربع وأربعين وخمسمائة.
اشتغل عَلَى والده الإِمام ضياء الدّين عُمَر، وكان مِن تلامذة مُحيي السُّنَّة أَبِي مُحَمَّد البَغَويّ.
قَالَ الموفّق أَحْمَد بْن أَبِي أُصَيبعة فِي «تاريخه» : انتشرت في الآفاق مصنّفاتُ فخر الدّين وتلامذته. وكان إذَا رَكِبَ، مشى حوله نحو ثلاثمائة تلميذ فقهاء، وغيرهم، وكان خُوارزم شاه يأتي إِلَيْهِ، وكان شديدَ الحرص جدّا في العلوم الشرعيَّة والحكمية، حادَّ الذّهن، كثيرَ البراعة، قويَّ النّظر في صناعة الطّبّ، عارفا بالأدب، لَهُ شِعر بالفارسيّ والعربيّ، وكان عبلَ البدن، رَبْعَ القامة، كبيرَ اللّحية، في صوته فخامة. كانوا يقصِدُونه من البلاد عَلَى اختلاف مطالبهم في العلوم وتفنّنهم، فكان كلُّ منهم يجد عنده النهاية القصوى فيما يرومه منه. قرأ الحكمةَ عَلَى المجد الجِّيليّ بمراغة، وكان المجدُ من كبار الفضلاء وله تصانيف [1] .
قلت: يَعنِي بالحكمة: الفلسفةَ.
قَالَ القاضي شمس الدّين ابن خَلِّكان فيه: فريدُ عصره ونسيجُ وَحْدهِ.
وشهرته تُغني عَنِ استقصاء فضائله [2] ، ولَقَبُه فخر الدّين.
وتصانيفه في عِلم الكلام والمعقولات سائرة في الآفاق، وله «تفسير» كبير لم يتمّمه. ومن تصانيفه في عِلم الكلام: «المطالب العالية» ، وكتاب «نهاية العقول» ، وكتاب «الأربعين» ، وكتاب «المحصّل» ، وكتاب «البيان والبرهان في الردّ عَلَى أهل الزّيغ والطُّغيان» ، وكتاب «المباحث العماديّة في المطالب المعادية» ، وكتاب «المحصول» في أصول الفقه، وكتاب «عيون المسائل» ، وكتاب «تأسيس التّقديس في تأويل الصّفات» ، وكتاب «إرشاد
__________
[1] انظر عيون الأنباء في طبقات الأطباء 3/ 34.
[2] العبارة حتى هنا غير موجودة في المطبوع من (وفيات الأعيان) .(43/213)
النُّظّار إِلى لطائف الأسرار» ، وكتاب «أجوبة المسائل البخاريَّة» [1] ، وكتاب «تحصيل الحقّ» ، وكتاب «الزُّبدة» ، وكتاب «المعالم» في أصول الدّين، وكتاب «الملخّص» في الفلسفة، وكتاب «شرح الإشارات» ، وكتاب «عيون الحكمة» [2] ، وكتاب «السرّ المكتوم في مخاطبة النّجوم» ، وشرح أسماء الله الحسنى.
ويقال: إنّه شرحَ «المفصّل» للزّمخشريّ، وشرح «الوجيز» للغزاليّ، وشرح «سقْط الزّنْد» لأبي العلاء. وله مختصر في الإِعجاز ومؤاخذات جيّدة عَلَى النُّحاة، وله طريقة في الخلاف. وصَنّف في الطّبّ «شرح الكلّيات للقانون» وصَنّف في عِلم الفراسة. وله مصنّف في مناقب الشّافعيّ. وكلّ تصانيفه ممتعة، ورُزق فيها سعادة عظيمة، وانتشرت في الآفاق، وأقبل النّاسُ عَلَى الاشتغال فيها، ورفضوا كُتُبَ المتقدّمين.
وله في الوعظ باللّسانين مرتبة عالية، وكان يلحقه الوجدُ حالَ وعْظه، ويحضر مجلسَه أربابُ المقالات والمذاهب ويسألونه. ورجع بسببه خلق كثير من الكرّامية وغيرهم إِلى مذهب أهل السُّنَّة، وكان يُلقّب بهَرَاة: شيخ الإِسلام.
اشتغل عَلَى والده إِلى أن مات، ثُمَّ قصد الكمال السّمنانيّ، واشتغل عَلَيْهِ مدَّةً، ثُمَّ عاد إِلى الرّيّ، واشتغل عَلَى المجد الجيليّ صاحب مُحَمَّد بْن يَحْيَى الفقيه النّيسابوريّ، وتوجّه معه إلى مراغة لمّا طُلِبَ إليها.
ويقال: إنّه كَانَ يحفظ كتاب «الشّامل» في عِلم الكلام لإمامِ الحَرَمين، ثُمَّ قصد خُوارزم وقد تمهَّر في العلوم، فجرى بينَه وبينَ أهلها كلام فيما يرجع إِلى المذهب والعقيدة، فأُخْرِجَ من البلد، فقصد ما وراء النّهر، فجرى لَهُ أيضا ما جرى بخوارزم، فعاد إلى الرّيّ، وكان بها طبيب حاذق، له ثروة ونعمة،
__________
[1] تصحف في وفيات الأعيان 4/ 249 إلى «التجارية» .
[2] في وفيات الأعيان «شرح عيون الحكمة» .(43/214)
وله بنتان، ولفخر الدّين ابنان، فمرض الطّبيبُ، فزوّج بنتيه بابني الفخر، ومات الطّبيبُ فاستولى الفخر عَلَى جميع أمواله، ومن ثُمَّ كانت لَهُ النّعمةُ.
ولمّا وصل إِلى السّلطان شهاب الدّين الغُوريّ، بالغ في إكرامه والإِنعام عَلَيْهِ، وحصلت لَهُ منه أموال عظيمة، وعاد إِلى خُراسان واتّصل بالسّلطان خُوارزم شاه مُحَمَّد بْن تكش، وحظي عنده، ونال أسمى المراتب.
وهو أول مَنِ اخترع هذا التّرتيبَ في كتبه، وأتى فيها بما لم يُسبق إِلَيْهِ.
وكان يُكثر البكاءَ حالَ الوعظ. وكان لمّا أثرى، لازم الأسفار والتّجارة، وعامل شهابَ الدّين الغوريّ في جملةٍ من المال، ومضى إِلَيْهِ لاستيفاء حقّه، فبالغ في إكرامه، ونال منه مالا طائلا.
إِلى أن قَالَ ابن خَلِّكان: ومناقُبه أكثر من أن تُعَدّ وفضائله لا تُحصى ولا تُحَدّ. واشتغل بعلوم الأصول عَلَى والده، وأبوه اشتغل عَلَى أَبِي القَاسِم الأنصاريّ صاحب إمام الحرمين، واسمه سليمان ابن ناصر.
وقال أبو المظفّر سبط ابن الجوزيّ [1] ، وأَبُو شامة [2] : اعتنى الفخرُ الرّازيّ بكتب ابن سيناء وشَرَحها. وكان يعظ وينالُ من الكرّامية، وينالون منه سبّا وتكفيرا.
وقيل: إنّهم وضعوا عَلَيْهِ مَنْ سقاه السُّمَّ فمات، وكانوا يَرْمُونه بالكبائر.
ولا كلامَ في فضله، وإنّما الشناعات قائمة عَلَيْهِ بأشياء.
منها: أَنَّهُ قَالَ: قَالَ مُحَمَّد التّازيّ [3] وقال مُحَمَّد الرّازيّ، يعني النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونفسه، والتّازي: هو العربيّ.
__________
[1] في مرآة الزمان 8/ 542- 543.
[2] في ذيل الروضتين، ص 68.
[3] في المرآة: «النادي» وهو تحريف.(43/215)
ومنها أَنَّهُ كَانَ يقرّر مسائلَ الخصوم وشُبَهَهُمْ بأتمّ عبارة، فإذا جاء بالأجوبة، قَنِعَ بالإِشارة [1] . ولعلّه قصد الإِيجاز، ولكن أين الحقيقة من المجاز. وقد خالف الفلاسفة الّذين أخذ عنهم هذا الفنّ فَقَالَ في كتاب «المعالم» : أطبقت الفلاسفة عَلَى أنّ النّفس جوهر وليست بجسم، قَالَ: وهذا عندي باطل لأنّ الجوهر يمتنع أن يكون لَهُ قرب أو بُعد من الأجسام [2] .
قَالَ الإِمام أَبُو شامة [3] : وقد رأيتُ جماعة من أصحابه قدِموا علينا دمشق، وكُلُّهُمْ كَانَ يعظّمه تعظيما كبيرا، ولا ينبغي أن يُسمع فيمن ثبتت فضيلتُه كلامٌ يستبشع [4] ، لعلّه مِن صاحب غرض مِن حسدٍ، أو مخالفة في مذهب أو عقيدة.
قَالَ: وبلغني أَنَّهُ خلَّف من الذَّهب ثمانين ألف دينار سوى الدّوابّ والعقارِ، وغير ذَلِكَ. وخلّف ولَدَيْنِ كَانَ الأكبر منهما قد تجنَّد في حياة أَبِيهِ، وخدم السّلطان خُوارزم شاه.
قلت: ومن تلامذته مصنِّف «الحاصل» تاج الدّين مُحَمَّد بْن الحُسَيْن الأُرْمَويّ، وقد تُوُفّي قبل وقعة بغداد، وشمس الدّين عَبْد الحميد بْن عيسى الخُسْرُوشاهي، والقاضي شمس الدّين الخُوَيّي، ومحيي الدّين قاضي مرند.
وتفسيره الكبير في اثنتي عشرة مجلَّدةٍ كِبار سماه «فتوح الغيب» أو «مفاتيح الغيب» . وفسّر «الفاتحة» في مجلَّدٍ مستقلّ. وشرح نصف «الوجيز»
__________
[1] حتى هنا في ذيل الروضتين.
[2] قال سبط ابن الجوزي معقبا على هذا: «قلت: اتفاقهم على أنها ليست داخلة في البدن ولا خارجة عنه يدل على عدم الجسمية وما ادعوا على أن للجوهر قربا ولا بعدا عن الأجسام وإنما ادعوا ذلك في ذات الجوهر لا في غيره. وليست النفس كذلك، ولهذا توقفوا عن الجواب في معنى الجوهر الفرد، ولهم في هذا مذاهب موصوفة ومآرب معروفة» .
[3] في ذيل، ص 68.
[4] في ذيل الروضتين: «شنع» .(43/216)
للغزاليّ. وله كتاب «المطالب العالية» في ثلاث مجلّدات، ولم يتمَّه، وهو من آخر تصانيفه، وله كتاب «عيون الحكمة» فلسفة، وكتاب في الرمل، وكتاب في الهندسة، وكتاب «الاختبارات العلائية» فيه تنجيم، وكتاب «الاختبارات السّماوية» تنجيم، وكتاب «المِلَل والنِّحَل» ، وكتاب في النَّبْض، وكتاب «الطّبّ الكبير» ، وكتاب «التّشريح» لم يتمّه، ومصنّفات كثيرة ذكرها الموفّق ابن أَبِي أصيبعة [1] ، وقال: كَانَ خطيب الرّيّ، وكان أكثر مقامه بها، وتوجّه إلى خوارزم ومرض بها، وامتدّ مرضه أشهرا، ومات بهَرَاة بدار السّلطنة.
وكان علاء المُلك العلويّ وزير خُوارزم شاه قد تزوّج بابنته. وكان لفخر الدّين أموال عظيمة ومماليك تُرْك وحَشَم وتجمُّل زائد، وعلى مجلسه هيبة شديدة.
ومن شِعره:
نِهَايَةُ إقْدَامِ العُقُولِ عِقَالُ ... وأَكْثَرُ سَعْي العَالَمِينَ ضَلالُ
وأَرْوَاحُنا في وحْشَةٍ مِن جُسُومِنَا ... وَحَاصِلُ دُنيانَا أذى وَوَبَالُ
ولَمْ نَسْتَفِدْ مِن بَحْثِنَا طُولَ عُمْرِنَا ... سِوى أَنْ جَمَعْنَا فِيهِ قِيلَ وَقَالُوا
وَكَمْ قَدْ رَأَيْنَا مِنْ رِجَالٍ وَدَوْلَةٍ ... فَبَادُوا جَمِيعًا مُسْرِعِينَ وزَالُوا
وَكَمْ مِنْ جِبَالٍ قَدْ عَلَتْ شُرُفَاتهَا ... رِجَالٌ فَزالُوا والجِبَالُ جِبَالُ [2]
حكى الأديبُ شرفُ الدّين مُحَمَّد بْن عُنَين أَنَّهُ حضر درسَ فخر الدّين في مدرسته بخوارزم، ودرسُه حافل بالأفاضل، واليومُ شاتٍ، وقد وقع ثلج كثير، وبرد خوارزم شديد، فسقطت بالقربِ منه حمامة، وقد طردها بعضُ الجوارح، فلمّا وقعت، رجع عنها الجارحُ، وخاف، فلم تقدر الحمامة عَلَى الطّيران من الخوف ومن البرد، فلمّا قام فخرُ الدّين من الدّرس، وقف عليها، ورقّ لها وأخذها. فقلت في الحال:
__________
[1] في عيون الأنباء 3/ 44- 45.
[2] الأبيات في: وفيات الأعيان 4/ 250، 251، وعيون الأنباء 3/ 40، والمختصر في أخبار البشر 3/ 112، وتاريخ ابن الوردي 2/ 127.(43/217)
يا ابْنَ الكِرَام المُطْعِمِينَ إذَا شَتَوْا ... في كلّ مسغبة وثلج خَاشِفِ [1]
العَاصِمِينَ إذَا النُّفُوسُ تَطَايَرَتْ ... بَيْنَ الصَّوَارِمِ والوَشِيجِ الرَّاعِفِ
مَن نبَّأ الوَرْقَاءَ أنَّ مَحَلَّكُم ... حَرَمٌ وأنَّكَ مَلْجَأ لِلخائِفِ؟
وفَدَتْ عَلَيْكَ وقد تَدَانَى حَتْفُهَا ... فَحَبوْتَهَا بِبَقَائِهَا المُسْتَأْنَفِ
وَلَو أنَّها تُحْبى بِمَالٍ لانْثَنَتْ ... مِنْ رَاحَتَيْكَ بِنَائِلٍ مُتَضَاعِفِ
جَاءَتْ سُلْيمَانَ الزَّمانَ بِشَكْوهَا ... والمَوْتُ يَلْمَعُ مِنْ جَنَاحَيْ خَاطِفِ
قَرْمٍ لَوَاهُ القُوتُ حَتَّى ظِلُّه ... بِإزَائِه يَجْرِي بِقَلْبٍ وَاجِفِ
وله فيه:
مَاتَتْ بِهِ بِدَعٌ تَمَادَى عُمْرُهَا ... دَهْرًا وَكَادَ ظَلَامُهَا لا يَنْجَلِي
فَعَلا بِهِ الإِسْلَامُ أَرْفَعَ هَضْبَةِ ... وَرَسَا سِوَاهُ في الحَضِيضِ الأسْفَلِ
غَلِطَ امرُؤٌ بأبي عَليٍّ قَاسَهُ ... هَيْهَات قَصَّرَ عَنْ هُداه [2] أبو علي
لو أن رسطاليس يسمع لَفْظَةً ... مِنْ لَفْظِهِ لَعَرَتْهُ هِزَّةُ أَفْكَلِ
ولَحَار بطلميوس لَوْ لَاقَاهُ مِن ... بُرْهَانِهِ في كُلِّ شَكْلٍ مُشْكلِ
ولَو أنَّهُم جَمَعُوا لَدَيْه تَيَقَّنُوا ... أنَّ الفَضِيلَة لَمْ تَكُنْ لِلأوَّلِ
ومِن كلام فخر الدّين قَالَ:
[رأيت الأصلحَ والأصوبَ طريقة القرآن، وهو تركُ الرّبّ، ثمّ ترك التّعمّق، ثُمَّ المبالغة في التّعظيم مِن غير خوضٍ في التّفاصيل، فأقرأ في التّنزيه قوله: وَالله الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَراءُ 47: 38 [3] ، وقوله: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ 42: 11 [4] ، وقُلْ هُوَ الله أَحَدٌ 112: 1 [5] ، وأقرأ في الإثبات: الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ 20: 5
__________
[1] الخاشف: الذاهب في الأرض.
[2] في وفيات الأعيان: «مداه» .
[3] سورة محمد، الآية 38.
[4] سورة الشورى، الآية 11.
[5] أول سورة الإخلاص.(43/218)
اسْتَوى/ [1] ، ويَخافُونَ رَبَّهُمْ من فَوْقِهِمْ 16: 50 [2] ، وإِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ 35: 10 [3] ، وأقرأ في أنّ الكلّ من الله قوله: قُلْ كُلٌّ من عِنْدِ الله 4: 78 [4] ، وفي تنزيهه عَنْ ما لا ينبغي: مَا أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَما أَصابَكَ من سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ 4: 79 [5] وعلى هذا القانون فقس. وأقولُ مِن صميم القلب من داخل الروح: إنّي مُقِرٌّ بأنَّ كُلَّ ما هو الأكملُ الأفضلُ الأعظم الأجلّ، فهو لك، وكلّ ما فيه عيب ونقص، فأنت مُنَزَّه عَنْهُ. [وأقول: إنّ عقلي وفهمي قاصرٌ عَنِ الوصول إِلى كُنْه صفة ذَرَّةٍ من مخلوقاتك [6]] .
قَالَ الإِمام أَبُو عَمْرو بْن الصّلاح: حدّثني القطْبُ الطُّوغانيّ مرّتين أنّه سَمِعَ الفخر الرّازيّ يَقُولُ: ليتني لم أشتغل بالكلام، وبكى.
وقيل: إنّ الفخر الرّازيّ وعظ مرَّةً عند السّلطان شهاب الدّين فَقَالَ: يا سلطان العالم لا سلطانك يبقى، ولا تلبيس الرازي يبقى وَأَنَّ مَرَدَّنا إِلَى الله 40: 43 [7] فأبكى السّلطانَ.
وقد ذكرنا في سنة خمسٍ وتسعين الفتنةَ الّتي جرت لَهُ مَعَ مجد الدّين عبد المجيد ابن القدوة بهَرَاة.
من كلام فخر الدّين: إنْ كنتَ ترحم فقيرا، فأنا ذاك، وإن كنتَ ترى معيوبا، فأنا ذاك المعيوب، وإن كنت تُخَلِّصُ غريقا، فأنا الغريق في بحر الذّنوب. [وإن كنتَ أنت أنت، فأنا أَنَا لَيْسَ غير النّقص والحرمان والذّلّ والهوان [8]] .
__________
[1] سورة طه، الآية 5.
[2] سورة النحل، الآية 50.
[3] سورة فاطر، الآية 10.
[4] سورة النساء، الآية 78.
[5] سورة النساء، الآية 79.
[6] ما بين الحاصرتين كتبه المؤلف- رحمه الله- على هامش النسخة.
[7] سورة غافر، الآية 43.
[8] ما بين الحاصرتين كتب على هامش الأصل.(43/219)
وصيته
أوصى بهذه الوصيَّة لمّا احتضر لتلميذه إِبْرَاهيم بْن أبي بَكْر الأصبهانيّ:
«يَقُولُ العبد الراجي رحمة ربَّه، الواثقُ بكرم مولاه، مُحَمَّد بْن عُمَر بْن الحُسَيْن [1] الرازيّ، وهو أوَّلُ عهده بالآخرة، وآخرُ عهده بالدّنيا، وهو الوقتُ الّذي يلينُ فيه كُلّ قاسٍ، ويتوجَّه إِلى مولاه كلُّ آبق: أحَمَد الله تَعَالَى بالمحامد الّتي ذكرها أعظم ملائكته في أشرف أوقات مَعارِجهم، ونطق بها أعظمُ أنبيائه في أكملِ أوقات شهاداتهم، وأحمده بالمحَامد الّتي يستحقّها، عَرَفْتُها أو لم أعرفها، لأنّه لا مناسبة للتّراب مَعَ ربِّ الأرباب. وصلاته [2] عَلَى الملائكة [3] المقرّبين، والأنبياء والمرسلين، وجميع عباد الله الصّالحين.
ثُمَّ [4] اعلموا إخواني في الدّين وأخِلائي [5] في طلب اليقين، أنّ الناس يقولون: إنّ الإِنسان إذَا مات انقطع عملهُ، وتعلُقُه عَنِ الخلق، وهذا مخصَّص من وجهين: الأول: [أَنَّهُ] [6] بَقَى منه عمل صالح صار ذَلِكَ سببا للدّعاء، والدّعاء لَهُ عند الله أثر، الثّاني: ما يتعلَّق بالأولاد، وأداءِ الجنايات.
أمّا الأوّلُ: فاعلموا أنّني [7] كنتُ رجلا مُحِبًّا للعلم، فكنتُ أكتُبُ في [8] كلّ شيء شيئا لأقف عَلَى كَمِّيته وكَيْفِيَّته، سواء كَانَ حقّا أو باطلا، إلّا أنّ
__________
[1] في طبقات السبكي: «الحسن» ، ولعله من وهم الطبع، ولكن ورد الاسم في أول الترجمة هناك: «محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين» وهو وهم صحيحه تقديم «الحسين» على «الحسن» في نسبه.
[2] في طبقات السبكي: وصلواته.
[3] في السبكي: ملائكته.
[4] ليست في السبكي.
[5] في السبكي: أخلائي في الدين وإخواني ...
[6] زيادة في طبقات السبكي.
[7] في السبكي: أني.
[8] في السبكي: من.(43/220)
الّذي نظرته [1] في الكتب المعتبرة أنّ العالم المخصوصَ تحت تدبير مُدَبِّر مُنَزَّهٍ [2] عَنْ مماثلةِ المُتَحَيَّزات [3] ، موصوفٍ بكمال القدرة والعلم والرحمة.
ولقد اختبرتُ الطُّرق الكلاميَّة، والمناهجَ الفلسفيَّة، فَما رأيتُ فيها فائدة تساوي الفائدة الّتي وجدتها في القرآن، لأنّه يسعى في تسليم العظمة والجلالة [4] للَّه، ويمنع عَنِ التّعمُّق في إيراد المعارَضات والمناقَضات، وما ذاك إلّا للعلم بأنّ العقولَ البشريَّة تتلاشى في تِلْكَ المضايق العميقة، والمناهج الخفيّة، فلهذا أقول: كلّ ما ثبت بالدّلائل الظّاهرة، مِن وجوب وجوده، ووَحْدته، وبراءته عَنِ الشركاء في [5] القِدَم، والأزليَّةِ، والتّدبير، والفعاليَّة، فذلك هُوَ الّذي أقولُ بِهِ، وألْقَى الله بِهِ. وأمّا ما انتهى [6] الأمرُ فيه إِلى الدِّقة والغُموض، وكلُّ ما ورد في القرآن والصِّحاح، المتعَيّن للمعنى الواحد، فهو كما هُوَ [7] ، والّذي لم يكن كذلك أقول: يا إله العالمين، إنّي أرى الخَلْقَ مُطْبِقينَ عَلَى أنّك أكرمُ الأكرمين، وأرحمُ الراحمين، فلك ما مَدَّ بِهِ [8] قلمي، أو خطر ببالي فاسْتَشْهِد وأقول: إنْ عَلِمْتَ منّي أنّي أردتُ بِهِ تحقيقَ باطل، أو إبطالَ حَقٍّ، فافعل بي ما أَنَا أهلُه، وإن عَلِمْتَ منّي أنّي ما سعيتُ إلّا في تقريرٍ [9] اعتقدتُ أَنَّهُ الحقّ، وتصورّتُ أَنَّهُ الصِّدق، فلتكن رحمتُكَ مَعَ قصدي لا مَعَ حاصِلِي، فذاك جُهْدُ المُقِلِّ، وأنت أكرمُ مِنْ أن تُضايقَ الضَّعيفَ الواقعَ في زَلَّةٍ، فأغِثني، وارحَمْني، واستُرْ زلَّتي، وامْحُ حَوْبتي، يا من لا يَزيدُ ملكَه عِرفان العارِفين، ولا ينقص ملكه بخطإ المجرمين.
__________
[1] في السبكي: إلا أن الّذي نطق به.
[2] في السبكي: مدبرة المنزه.
[3] في السبكي: التحيزات.
[4] في السبكي: الجلال.
[5] في السبكي: كما في.
[6] في السبكي: ينتهي.
[7] في السبكي: فهو كما قال.
[8] في السبكي: فكل ما مده.
[9] في السبكي: تقديس.(43/221)
وأقول: ديني متابعةُ الرسول محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكتابي القرآن العظيم، وتَعْويلي في طلب الدّين عليهما، اللَّهمّ يا سامِعَ الأصوات، ويا مُجيب الدَّعَوات، ويا مُقِيلَ العَثَرات، أَنَا كنتُ حَسَنَ الظَّنِّ بك، عظيمَ الرجاء في رحمتك، وأنتَ قلتَ: «أَنَا عند ظنّ عبدي بي» ، وأنت قَلتَ: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ 27: 62 [1] ، فهَبْ أنّي ما جئتُ بشيءٍ، فأنت الغنيّ الكريم، وأنا المحتاج اللّئيم [2] ، فلا تخيّب رجائي، ولا تَرُد دعائي، واجعلني آمنا من عذابك قبلَ الموت، وبعدَ الموت، وعندَ الموت، وسَهِّلْ عليَّ سكراتِ الموت فإنّك أرحمُ الراحمين.
وأمّا الكتب الّتي صنّفتها، واستكثَرْتُ فيها من إيراد السّؤالات، فَلْيَذكرني مَنْ نظر فيها بصالح دعائه، عَلَى سبيل التّفضُّل والإِنعام، وإِلا فَلْيَحذِف القولَ السّيّئ، فإنّي ما أردتُ إلّا تكثيرَ البحثِ، وشحذَ الخاطر، والاعتماد في الكلِّ عَلَى الله.
الثّاني، وهو إصلاح أمرِ الأطفال، والاعتماد فيه عَلَى الله» .
ثُمَّ إنّه سَرَد وصيّته في ذَلِكَ [3] ، إِلى أن قَالَ: «وأمرت تلامذتي، ومَن لي عَلَيْهِ حقٌ إذَا أَنَا مِتُّ، يبالغون في إخفاء موتي، ويدفنوني عَلَى شرط الشّرع، فإذا دفنوني قرءوا عليَّ ما قَدَرُوا عَلَيْهِ من القرآن، ثُمَّ يقولون: يا كريمُ، جاءك الفقيرُ المحتاج، فأحسِن إليه» .
سمعت وصيّته كلها من الكمال عُمَر بْن إلياس بْن يونس المَراغي، أَخْبَرَنَا التّقيّ يوسف بْن أَبِي بَكْر النَّسائيّ بمصر، أَخْبَرَنَا الكمال محمود بْن عُمَر الرازيّ، قَالَ: سَمِعْتُ الإِمام فخر الدّين يوصي تلميذه إِبْرَاهيم بن أبي بكر، فذكرها.
__________
[1] سورة النمل، الآية 63.
[2] «وأنا المحتاج اللئيم» لم ترد عند السبكي.
[3] انظر: عيون الأنباء 3/ 42.(43/222)
قلت: توفّي يوم عيد الفطر بهراة [1] .
__________
[1] وقال القزويني في (آثار البلاد وأخبار العباد) : حكي أن فخر الدين الرازيّ ورد بخارى، وحضر حلقة رضيّ الدين النيسابورىّ، وكان في حلقته أربعمائة فاضل مثل ركن الدين العميدي، وركن الدين الطاووسيّ، ومن كان من طبقاتهم ومعه كان دونهم، واستدلّ [أي الرازيّ] في ذلك المجلس فلم يبق من القوم إلا من أورد عليه سؤالا أو سؤالين، فأعادها كلها، فلما قال: والاعتداد عن هذه الفوائد، قال رضي الدين: لا حاجة إلى الجواب فإنه لا مزيد على هذا، وتعجّب القوم ضبطه وإعادته وترتيبه.
وحكي أنه قبل اشتهاره ذهب إلى خوارزم مع رسول، فقال أهل خوارزم للرسول: سمعنا أن معك رجلا فاضلا نريد أن نسمع منه فائدة، وكانوا في الجامع يوم الجمعة بعد الصلاة، فأشار الرسول إلى فخر الدين بذلك، فقال فخر الدين: أفعل ذلك بشرط أن لا يبحثوا إلّا موجها. فالتزموا ذلك. فقال: من أي علم تريدون؟ قالوا: من علم الكلام فإنه دأبنا.
قال: أي مسألة تريدون؟ اختاروا مسألة شرع فيها وقرّرها بأدنى زمان، وكان هناك من العوامّ خلق كثير، وعوامّ خوارزم متكلّمة لعلّهم عرفوا أن فخر الدين قرّر الدليل وغلبهم كلهم، فأراد مرتّب القوم أن يخفي ذلك محافظة لمحفل الرئيس فقال: قد طال الوقت وكثرت الفوائد. اليوم تقتصر على هذا، وتمامه في مجلس آخر في حضرة مولانا. فقال فخر الدين: أيها الخوارزميّ إن مولانا لا يقوم من هذا المجلس إلا كافرا أو فاسقا لأني ألزمته الحكم بالحجّة، فإن لم يعتقد فهو كافر على زعمه، وإن اعتقد ولم يعترف به فهو فاسق على زعمه.
وحكي أنه ورد بخارى، وسمع أن أحدا من أهل بخارى ذكر إشكالات على إشارات أبي علي [يعني ابن سينا] ، فلما ورد فخر الدين بخارى أوصى لأصحابه أن لا يعرضوا ذلك على فخر الدين، فقال فخر الدين لأحد من أصحاب الرجل: أغزني ليلة واحدة. ففعل، فضبطها كلها في ليلة واحدة، وقام وذهب إليه أول النهار وقال له: سمعت أنك أوردت الإشكالات على أبي عليّ، فمعنى كلام أبي عليّ هذا كيف تورد عليه الإشكال، حتى أتى على جميعها، ثم قال له: أما تتّقي الله فهو كلام الرجل ما تعرف وتفسّرها من عندك تفسيرا فاسدا وتورد عليه الإشكال؟ فقال الرجل: أظن أن الفخر الرازيّ! فقال: ما أخطأت في هذا الظن. وقام وخرج.
وحكي أنه كان يعظ على المنبر بخوارزم وعوامّ خوارزم كلهم متكلّمة يبحثون بحثا صحيحا. وكان يأتي بمسألة مختلفة بين المعتزلة والأشاعرة، ثم يقرّرها تقريرا تاما ويقول: أئمّة المعتزلة لا يقدرون على مثل هذا التقرير. ويقول لهم: أما هذا تقرير حسن؟
يقولون: نعم. فيقول: اسمعوا إبطاله. فيبطله بأدلّة أقوى منها، فالمعتزلة عزموا على ترك الاعتزال لأن الواجب عليهم اتباع الدليل، فقال لهم مشايخهم: لا تخالفوا مذهبكم فإن هذا رجل أعطاه الله في التقرير قوّة عجيبة، فإنّ هذا لقوّته لا لضعف مذهبكم.
وحكي أنه كان على المنبر فنقل شيئا من التوراة فقالوا: كيف عرفت أنه في التوراة؟ فقال:(43/223)
312- مُحَمَّد بْن قسُّوم [1] بْن عَبْد الله بْن قسُّوم.
أَبُو عَبْد الله الفهْميّ، الإِشبيلي، الزّاهد.
قال الأبّار: صحب أبا عبد الله ابن المجاهد واختصّ بِهِ، وكان مؤذّن مسجده، وخَلَفَه بعد وفاته، وسَمِعَ منه «الموطأ» وحدَّث بِهِ عنه، و «بمسند» أبي بكر بن أبي شيبة، و «رسالة» ابن أَبِي زيد. وكان فقيها ورعا مُنْقَبِضًا عَنِ النّاس، نحْويًا ماهرا. حَدّثَ عَنْهُ عَبْدُ الله بْن مُحَمَّد الطَّلَبِيّ. وتُوُفّي فِي ربيع الآخر وَلَهُ خمسٌ وثمانون سنة. وحدّث عَنْهُ أيضا صاحبنا أبو بكر ابن سيّد النّاس.
313- مُحَمَّد بْن وهْب [2] بْن سلمان بن أحمد ابن الزّنف [3] .
أبو المعالي ابن الفقيه أَبِي القَاسِم السُّلَمِيّ، الدّمشقيّ.
وُلد سنة ثلاثٍ وثلاثين.
وسَمِعَ من: الفقيه نصر الله بْن مُحَمَّد المِصِّيصِيّ، وأبي الدُّرّ ياقوت الروميّ، وابن البُنّ الأسديّ.
وحدّث بدمشق وبغداد لَمَّا حج منها، وأجاز له أبو الأسعد هبة الرحمن ابن القشيريّ.
__________
[ () ] أيّ سفر شئتم عيّنوا حتى أقرأه عليكم! وجاءته حمامة خلفها باشق يريد صيدها، فدخلت الحمامة خلف ظهر الشيخ، فقال بعض الحاضرين:
جاءت سليمان الزمان بشجوها ... والموت يلمع من جناح الخاطف
من عرّف الورقاء أنّ جنابكم ... حرم، وأنّك مأمن للخائف؟
[1] انظر عن (محمد بن قسّوم) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/ 578.
[2] انظر عن (محمد بن وهب) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 154، 155، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 184، 185 رقم 1115، وتاريخ إربل 1/ 164، 165 رقم 768 والمختصر المحتاج إليه 1/ 153، 154، وسير أعلام النبلاء 21/ 506 رقم 263، والوافي بالوفيات 5/ 177 رقم 2218.
[3] الزّنف: بفتح الزاي وسكون النون وبعدها فاء. (المنذري) ، وقد قيّدها محقّق (تاريخ إربل 1/ 164) بفتح النون.(43/224)
روى عنه: أبو عبد الله الدبيثي، وابن خليل، والضّياء، وابن أخيه الفخر عليّ، والزّكيّ عَبْد العظيم، والشّهاب القُوصيّ، وآخرون.
لَقَبُه تاج الدّين.
تُوُفّي في العشرين من شعبان [1] .
314- المباركُ بن محمد [2] بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشّيبانيّ.
__________
[1] وقال ابن المستوفي: ورد إربل حاجّا في شوال من سنة خمس وستمائة وحدّث بها، وحضر للسماع عليه الفقير أبو سعيد كوكبوري بن علي بالدار التي أنشأها ووقفها على أصحاب الحديث، وصله بآخرة الحج دنانير مصرية. (تاريخ إربل 1/ 164) .
[2] انظر عن (المبارك بن محمد) في: معجم الأدباء 17/ 1، - 77 رقم 23، وإكمال الإكمال لابن نقطة (الظاهرية) ورقة 7، 8، والكامل في التاريخ 12/ 288، وإنباه الرواة 3/ 257، 260، وعقود الجمان لابن الشعار 6/ ورقة 15- 18، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 191، 192 رقم 1129، وذيل الروضتين 69، والجامع المختصر 9/ 299- 301، ووفيات الأعيان 4/ 141- 143، وتلخيص مجمع الآداب 5/ رقم 439، وإنسان العيون لابن أبي عذيبة، ورقة 109، والمختصر في أخبار البشر 3/ 112، 113 والمختصر المحتاج إليه 3/ 175، 176 رقم 1150، والمعين في طبقات المحدّثين 187 رقم 1990، والإعلام بوفيات الأعلام 249، والإشارة إلى وفيات الأعيان 316، ودول الإسلام 2/ 113، والعبر 5/ 19، وسير أعلام النبلاء 21/ 488- 491 رقم 252، وتلخيص ابن مكتوم، ورقة 241، وتاريخ ابن الوردي 2/ 127، ومرآة الجنان 4/ 11- 13، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 153، 154، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 130، والبداية والنهاية 13/ 54، والوفيات لابن قنفذ 303 رقم 606، والعقد المذهب لابن الملقن، ورقة 166، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 392، 393 رقم 361، وطبقات النحاة واللغويين، له، ورقة 254- 256، وتاريخ الخميس 2/ 410، والألقاب لابن حجر، ورقة 3، وعقد الجمان للعيني 17/ ورقة 72، والعسجد المسبوك 2/ 332، وتاريخ ابن الفرات 5 ق 1/ 100- 103، وبغية الوعاة 2/ 274، 275، والنجوم الزاهرة 6/ 198، وشذرات الذهب 5/ 22، 23، وديوان الإسلام 1/ 166، 167 رقم 246، وتاريخ إربل 1/ 133، 136، ومفتاح السعادة 1/ 110، 179 و 2/ 17، وكشف الظنون 182، 219، 236، 256، 535، 618، 789، 1207، 1383، 1623، 1683، 1711، 1989، وإيضاح المكنون 2/ 468، وهدية العارفين 2/ 2، 3، وفهرس المخطوطات المصورة 1/ 113، وفهرس الأزهرية 1/ 402، وفهرست الخديوية 1/ 294- 296، وفهرس مخطوطات الموصل 55، ومعجم المؤلفين 8/ 174، والفهرس التمهيدي 76، 77، والرسالة المستطرفة 156، والأعلام 6/ 152.(43/225)
العلّامة مجد الدّين أبو السّعادات ابن الأثير الْجَزَرِيّ، ثُمَّ المَوْصلي، الكاتب البليغ.
مصنّف «جامع الأُصول» ، ومصنّف «غريب الحديث» ، وغير ذَلِكَ.
وُلِدَ بجزيرة ابنِ عُمَر في سنة أربعٍ وأربعين وخمسمائة في أحد الربيعين، وبها نشأ، وانتقل إِلى المَوْصِلِ، فسمع بها من يَحْيَى بْن سعدون القُرطبيّ وخطيب الموصل، واتَّصل بخدمة الأميرِ الكبير مجاهد الدّين قايماز الخادم إِلى أن أُهْلِكَ، فاتّصل بخدمة صاحب المَوْصِل عزّ الدّين مسعود، وولي ديوان الإنشاء، وتوفّرت حرمته.
وكان بارعا في التَّرَسُّل لَهُ فيه مُصَنَّف.
وعرض لَهُ مرضٌ مزمن أبطل يديه ورِجليه، وعجز عَنِ الكتابة، وأقام بداره. وأنشأ رباطا بقرية من قرى المَوْصِل، ووقف أملاكَه عَلَيْهِ.
وله شِعر يسير [1] .
تُوُفّي في آخر يوم من السّنة ودُفن برباطه.
ذكره أَبُو شامة في تاريخه [2] ، فَقَالَ: قرأ الحديثَ والأدبَ والعلمَ.
وكان رئيسًا مشاورا، صنّف «جامع الأصول» و «النّهاية في الغريب» [3] ، وصنّف «شرح مُسْنَد الشّافعيّ» . وكان بِهِ نقْرِسٌ، فكان يُحمل في مِحَفَّة.
قرأ النّحو على أبي محمد سعيد ابن الدّهّان، وأبي الحَرم مكِّيّ الضّرير.
وَسَمِعَ من: ابن سعدون، والطّوسيّ. وسَمِعَ ببغداد لمّا حجَّ من ابن كُلَيْب، وحدّث وانتفع بِهِ النّاس. وكان ورِعًا عاقلا بهيّا، ذا بِرٍّ وإحسان. وأخواه:
__________
[1] ورد شعره في: معجم الأدباء، وعقود الجمان لابن الشعار، ووفيات الأعيان، وتاريخ ابن الفرات.
[2] ذيل الروضتين 69.
[3] قال ياقوت بعد أن ذكر أسماء مؤلّفاته: وشرح غريب الأحاديث ومعانيها وأحكامها ووصف رجالها، ونبّه على جميع ما يحتاج إليه منها. أقطع قطعا أنه لم يصنّف مثله قطّ ولا يصنّف. (معجم الأدباء 17/ 76) .(43/226)
ضياء الدّين [1] مصنّف «المثل السّائر» ، والآخر عزّ الدّين عليّ [2] صاحب «التّاريخ» .
وقال ابن خَلِّكان [3] : لَهُ كتاب «الإِنصاف في الجمع بين الكشف والكشّاف» تفسيريّ الثّعلبيّ والزَّمَخْشَريّ، وله كتاب «المصطفى المختار في الأدعية والأذكار» ، وكتاب لطيف في صنعة الكتابة، وكتاب «البديع في شرح الفصول في النّحْو لابن الدّهّان» ، وله «ديوان رسائل» رحمه الله [4] .
قلتُ: روى عَنْهُ ولدُه، والشّهابُ القُوصيّ، وغيرُ واحد. وعاش ثلاثا وستّين سنة، سنّ نبيّنا مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسنّ خير هذه الأمّة بعد نبيّها بشهادة أمير المؤمنين عليّ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- لهما وهما أَبُو بَكْر وعمر- رَضِيَ اللهُ عَنْهُما-.
آخر من روى عَنْهُ بالإِجازة فخر الدّين ابن البخاريّ [5] .
قَالَ ابن الشّعَّار [6] : كَانَ كاتبَ الإِنشاء لدولة صاحب المَوْصِلِ نور الدّين أرسلانَ شاه بْن مسعود بْن مودود. وكان حاسبا كاتبا ذكيّا. إلى أن قال: ومن
__________
[1] هو أبو الفتح نصر الله المتوفى سنة 637 هـ.
[2] هو صاحب «الكامل» المتوفى سنة 603 هـ.
[3] في وفيات الأعيان 4/ 141.
[4] وزاد ابن خلّكان في ترجمته: وحكى أخوه عز الدين أبو الحسن علي أنه لما أقعد جاءهم رجل مغربيّ، والتزم أنه يداويه ويبرئه مما هو فيه، وأنه لا يأخذ أجرا إلّا بعد برئه، فملنا إلى قوله، وأخذ في معالجته بدهن صنعه، فظهرت ثمرة صنعته ولانت رجلاه وصار يتمكّن من مدّهما، وأشرف على كمال البرء، فقال لي: أعط هذا المغربي شيئا يرضيه واصرفه، فقلت له: لماذا وقد ظهر نجع معاناته؟ فقال: الأمر كما تقول، ولكني في راحة مما كنت فيه من صحبة هؤلاء القوم والالتزام بأخطارهم، وقد سكنت روحي إلى الانقطاع والدعة، وقد كنت بالأمس وأنا معافى أذل نفسي بالسعي إليهم، وها أنا اليوم قاعد في منزلي، فإذا طرأت لهم أمور ضرورية جاءوني بأنفسهم لأخذ رأيي، وبين هذا وذاك كثير، ولم سبب هذا إلّا هذا المرض، فما أرى زواله ولا معالجته، ولم يبق من العمر إلّا القليل، فدعني أعيش باقيه حرّا سليما من الذّل وقد أخذت منه بأوفر حظ. قال عز الدين:
فقبلت قوله وصرفت الرجل بإحسان.
[5] هو صاحب المشيخة المشهورة، توفي سنة 690 هـ.
[6] في عقود الجمان 6/ ورقة 15.(43/227)
تصانيفه كتاب «الفروق في الأبنية» ، وكتاب «الأذواء والذّوات» ، وكتاب «الأدعية» و «المختار في مناقب الأخيار» و «شرح غريب الطّوال» . وكان من أشدّ النّاس بُخْلًا [1] .
315- محمود بْن أَحْمَد [2] بْن عَبْد الرَّحْمَن.
أَبُو عَبْد الله المُضَرَيّ، الثّقفيّ، الأصبهانيّ.
إمام جامع أصبهان.
ولد سنة سبع عشرة وخمسمائة.
وسَمِعَ من: مُحَمَّد بْن عليّ بْن أَبِي ذَرّ الصالحاني، والحسين بن عبد الملك الخلال، وزاهر [3] ، وسعيد بْن أَبِي الرجاء الصَّيْرفيّ.
روى عَنْهُ: ابنُ خليل، والضّياء، وابن نُقْطَة، وجماعة. وأجاز للشيخ شمس الدين، وللفخر علي، وللكمال عَبْد الرحيم، ولابنِ شيبان، وغيرهم.
وتُوُفّي في جُمادي الآخرة.
قَالَ ابن نُقْطَة [4] : كَانَ صحيحَ السّماع، (ثقيل السّمع) [5] .
__________
[1] وقال أخوه عز الدين المؤرّخ: كان عالما في عدة علوم مبرّزا فيها، منها: الفقه، والأصولان، والنحو، والحديث، واللغة، وله تصانيف مشهورة في التفسير، والحديث، والنحو، والحساب، وغريب الحديث، وله رسائل مدوّنة، وكان كاتبا مفلقا يضرب به المثل، ذا دين متين، ولزوم طريق مستقيم، رحمه الله ورضي عنه، فلقد كان من محاسن الزمان، ولعلّ من يقف على ما ذكرته يتّهمني في قولي، ومن عرفه من أهل عصرنا يعلم أني مقصّر. (الكامل 12/ 288) .
[2] انظر عن (محمود بن أحمد) في: التقييد لابن نقطة 443 رقم 591، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 182 رقم 1110، والمشتبه 2/ 595، والإشارة إلى وفيات الأعيان 316، وسير أعلام النبلاء 21/ 485، والنجوم الزاهرة 6/ 198.
[3] يعني: ابن طاهر الشحامي.
[4] في التقييد 443.
[5] ما بين القوسين ليس في المطبوع من التقييد. وفيه قوله: سمعنا منه «مسند» أحمد بن منيع، بسماعه من سعيد الصيرفي، والألف السباعيات عن زاهر.(43/228)
316- محمود ابن المُحْتَسِب عَبْد الباقي [1] بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهيم ابن النَّرْسِيّ [2] .
أَبُو عليّ البغداديّ، الأزَجيّ.
وُلد سنة ثلاثٍ وثلاثين.
وسَمِعَ من: أَبِيهِ أَبِي البركات.
روى عنه: أبو عبد الله الدبيثي، وقال: تُوُفّي في جُمادي الأولى، والضّياء المقدسيّ.
317- محمود بْن عليّ [3] بْن شُعَيْب.
أَبُو الشُّكر البغداديّ ابن الدّهّان، أخو مُحَمَّد الفَرَضيّ.
سَمِعَ: ابنَ ناصر، والمبارك بْن أَحْمَد الكِنْدِيّ.
وعنه: الدُّبَيْثِيّ، وغيره.
تُوُفّي في ذي الحِجة.
وروى عَنْهُ ابن النّجّار وقال: كَانَ يَكتُب الحمير [4] ويزوّقها.
318- محمود بْن عُبَيْد الله [5] بْن صاعد.
العلّامة أَبُو المحامد الحارثيّ، المَرْوَزيّ، الفقيه الحنفيّ.
من كبار الحنفيّة وأئمّتهم.
__________
[1] انظر عن (محمود بن عبد الباقي) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 179 رقم 1105، والمختصر المحتاج إليه 3/ 183 رقم 1173.
[2] النّرسي: بفتح النون وسكون الراء المهملة وبعدها سين مهملة. نسبة إلى نرس: نهر بين الكوفة والحلّة عليه عدّة قرى.
[3] انظر عن (محمود بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 190، 191 رقم 1127، والمختصر المحتاج 3/ 183 رقم 1174.
[4] يقال: كتب الدابّة يكتبها، إذا جمع بين شفريها بحلقة أو سير.
[5] انظر عن (محمود بن عبيد الله) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 175 رقم 1097، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 1644، والمختصر المحتاج إليه 3/ 182 رقم 1171 وفيه:
«محمود بن عبد الله» ، والجواهر المضية 2/ 159، 160، والطبقات السنية 3/ ورقة 876، 877 والفوائد البهية 209.(43/229)
ولد سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة.
وسَمِعَ من: نصر بْن سَيّار، وأبي سَعْد ابن السّمعانيّ، ومسعود بن محمد المَسْعوديّ.
ويقال لَهُ الطّايْكَانيّ، نسبة إِلى طايكان، ويقال طايقان، بُليدة بنواحي بَلْخ.
حَجَّ، وحدَّث بمكَّة، والمدينة، وبغداد. وكان ذا جاه وحِشْمة.
روى عنه: أبو عبد الله الدبيثي، وابن النّجّار.
تُوُفّي بمَرْو في تاسع عشر ربيع الأول.
319- مسعود بْن محمود [1] بْن مسعود بْن حَسَّان.
أَبُو سعيد المَنِيعيّ، النَّيْسَابُورِيُّ.
سَمِعَ: أبا الفتح محمد بن عبد الرحمن الكشميهني، وعمر بْن أَحْمَد الصَفّار الفقيه.
وكان شيخا مُعَمَّرًا، فإنّه ولد سنة أربع عشرة وخمسمائة، وتُوُفّي في رمضانَ بنيسابور [2] .
320- مسعود، المَلِك المؤيَّد [3] ابن السُّلطان صلاح الدِّين يوسُف بن أيّوب.
كَانَ أخوه السّلطان المَلِك الظّاهر قد بعثه من حلب إلى الملك العادل،
__________
[1] انظر عن (مسعود بن محمود) في: التقييد لابن نقطة 446 رقم 597، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 185، 186 رقم 1118.
[2] وقال ابن نقطة: سمعت منه، وكان سماعه صحيحا.
[3] انظر عن (مسعود الملك المؤيّد) في: الكامل في التاريخ 12/ 171، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 541، وذيل الروضتين 67، والتاريخ المنصوري 60، ومفرّج الكروب 3/ 198، 199، ونهاية الأرب 29/ 50، 51، والدرّ المطلوب 168 و 170، 171 (في وفيات سنة 608 هـ.) ، والمختصر في أخبار البشر 3/ 112، وتاريخ ابن الوردي 2/ 127، والبداية والنهاية 13/ 55.(43/230)
وهو يُحاصر سنجار، يشفع إِلَيْهِ في أهل سنجار وصاحبها يومئذٍ قُطْب الدّين مُحَمَّد بْن زنكي بْن مودود بْن زنكي فلم يُشفِّعهُ، ومات المؤيَّد برأس عين في نصف شعبان، وذلك أَنَّهُ نام في بيت مَعَ ثلاثةِ أنفس، وفيه مِنْقَل نار، ولا مَنْفَذ في البيت، فانعكس البخارُ، فأخذ عَلَى أنفاسهم وهم نيام، فماتوا جميعا. قاله أَبُو شامة [1] .
وقال ابن واصل [2] : دخل بيتا مجصَّصًا، وكان يوما شديدَ البرد، فأشعل لَهُ نار وسدّدوا الطّاقات، فاختنق المؤيّد وجماعة، وسلم اثنان وُجد فيهما حياة ضعيفة. وتحدَّث النّاس بأنّه سُقي سُمًّا، وحُمِل في تابوت إِلى حلب، وحزن عَلَيْهِ أخوه، وغُلّقت حلب سبعة أيام.
321- معتوق بْن منيع [3] الخطيب.
أَبُو المواهب الأديب، خطيب قَيْلُويةَ.
قرأ الآداب عَلَى أَبِي مُحَمَّد ابن الخَشَّاب، والكمال الأنْبَاريّ.
وله شِعر وخُطَب.
تُوُفّي في شعبان بقريته، وحُمِلَ إِلى بغداد.
322- المؤيَّد بْن عَبْد الله [4] بْن عَبْد الرّزّاق بْن أَبِي القَاسِم عَبْد الكريم بْن هَوَازن.
أَبُو عبد الله القشيريّ، النّيسابوريّ.
__________
[1] في ذيل الروضتين 67.
[2] في مفرج الكروب 3/ 198.
[3] انظر عن (معتوق بن منيع) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 185 رقم 1116، والجامع المختصر 9/ 296، 297، والبداية والنهاية 13/ 53، وطبقات النحاة واللغويين لابن قاضي شهبة، ورقة 250، وعقد الجمان 17/ ورقة 321.
[4] انظر عن (المؤيد بن عبد الله) في: التقييد لابن نقطة 456 رقم 608، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 186 رقم 1119.(43/231)
حَدّثَ عَنْ: عَبْد الجبّار بْن مُحَمَّد الخُواريّ، ووجيه الشّحّاميّ، وعبد الله بْن الفَرَاويّ، وغيرهم.
قَالَ المنذريّ [1] : تُوُفّي في سابع عشر رمضان ظنّا.
قلت: ولد في حدود الثّلاثين وخمسمائة [2] .
روى عَنْهُ: أَبُو رشيد الغزّال، وغيره.
323- المؤيَّد بْن عَبْد الرحيم [3] بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد ابن الإِخوة.
أَبُو مسلم البَغْدَادِيّ، ثُمَّ الأصبهانيّ، المُعَدَّل.
واسمه الأصليّ: هشام.
وُلِدَ سنةَ سبعٍ وعشرين وخمسمائة.
وعُني بِهِ أَبُوهُ المحدّث أَبُو الفضل، وسَمَّعَهُ حضورا من: مُحَمَّد بْن عليّ بْن أَبِي ذَرّ الصّالحانيّ، وزاهر بْن طاهر، وسعيد بْن أَبِي الرجاء، والحسين بن عبد الملك الخلال، ومحمد بْن إِبْرَاهيم بْن سعدوَيه، وغانم بْن خالد، وخلْق، وسَمِعَ مِن بعضهم. وسَمِعَ بهَمَذان من: أبي بكر هبة الله بن الفرج، ونصر بْن المظفّر البرمكيّ. وببغداد من: أَبِي الفضل الأُرْمَويّ، وأبي القَاسِم الحاسب، وهذه الطّبقة.
__________
[1] في التكملة 2/ 186 وعبارته: «وفي السابع عشر من شهر رمضان، وقيل في السابع عشر من شوال» .
وقال ابن نقطة: وكان شيخا صالحا صحيح السماع، سمعت منه بنيسابور، وتوفي بعد خروجي منها بأيام في سابع عشر رمضان من سنة ست وستمائة. (التقييد) .
[2] قاله المنذري في تكملته. وقال ابن نقطة: نقلت من خط المطهر بن سديد الخوارزمي أن مولده في حدود سنة ثلاثين وخمسمائة. (التقييد) .
[3] انظر عن (المؤيد بن عبد الرحيم) في: ذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي 5/ 357 وفيه:
«المؤيد بن عبد الرحمن» ، والتقييد لابن نقطة 457 رقم 610، والكامل في التاريخ 12/ 288، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 181، 182 رقم 1109، والعبر 5/ 19، والإشارة إلى وفيات الأعيان 316، والمختصر المحتاج إليه 3/ 198، 199 رقم 1224، وسير أعلام النبلاء 1/ 484، 485 رقم 248، والنجوم الزاهرة 6/ 198، وشذرات الذهب 5/ 23.(43/232)
ومن مسموعاته: «مسند» الرّويانيّ، و «مسند» أبي يعلى، و «مسند» العَدَنيّ سمعه من سعيد الصَّيرفيّ.
وكان صحيحَ السّماعِ ثقة.
حدّث ببغدادَ، وأصبهان.
روى عَنْهُ ابنُ نقطة [1] ، وابنُ خليل، والضّياء، والتّقيّ أَحْمَد بْن العزّ، وجماعة. وروى عَنْهُ بالإِجازة الشيخ شمس الدّين عبد الرحمن، والبرهان ابن الدَّرَجيّ، والفخر عليّ، والكمال عَبْد الرحيم، وآخرون.
عاش ثلاثا وسبعين سنة، وتُوُفيّ فِي الخامس والعشرين من جُمَادَى الآخرة.
[حرف الْيَاءِ]
324- يَحْيَى بْن أَحْمَد [2] بْن سُليمان بْن أَحْمَد بْن مرزوق.
المقرئ أَبُو زكريّا الْجُذاميّ، الإِشبيليّ، المعروف بابن مُورين.
أَخَذَ القراءات عَنْ أَبِي الْحَسَن شُرَيْح، وأبي العَبَّاس بْن عَيشون، وشُعيب بْن عيسى، وأبي العَبَّاس بْن حرب، وجماعة. وأخذ العربية عَنْ أَبِي الحَسَن بْن مُسْلم.
وتصدُّر ببلده للإِقراء، وتفرّد عَنْ أقرانه.
ذكره الأبّار، فَقَالَ [3] : كَانَ متقنا مُجوِّدًا، أسره العدوّ، وله في تخليصه قصّة غريبة.
__________
[1] وقال في تقييده: قال لنا: اسمي هشام والمؤيّد لقب لي وهو بلقبه أشهر. (457) .
ولهذا أعاد ذكره باسم «هشام» في: التقييد 480، 481 رقم 652 وقال: وكان مكثرا صحيح السماع، له أصول بخط والده، وكان أبوه من الحفّاظ الأثبات.
[2] انظر عن (يحيى بن أحمد) في: التكملة لكتاب الصلة لابن الأبّار 3/ ورقة 132، وصلة الصلة لابن الزبير 191، وبرنامج شيوخ الرعينيّ 21، 22، ومعرفة القراء الكبار 2/ 601، 602 رقم 563، وغاية النهاية 2/ 366 رقم 3824 وفيه اسمه دون ترجمة.
[3] في التكملة: 3/ الورقة 134.(43/233)
أخذ عنه أبو العبّاس ابن النّباتيّ، وأبو بكر ابن سيّد النّاس. وعُمِّر وأَسَنَّ ومُتِّعَ بحواسّه، وجازَ التّسعين. مولده سنة خمس عشرة وخمسمائة، وتُوُفّي في ذي القعدة سنة ستٍّ.
325- يَحْيَى بْن الحُسَيْن [1] بْن أَحْمَد.
أَبُو زكريّا الأوانيّ [2] ، الضّرير، المقرئ، المعروف بابن حُمَيْلة [3] .
وُلد في حدود سنة خمس عشرة وخمسمائة أو قبلها.
وقرأ القرآن بالروايات الكثيرة عَلَى أَبِي الكَرَم الشَّهرُزوريّ، ودعوان بْن عليّ، وجماعة. وقرأ بواسط عَلَى محفوظ بْن عَبْد الباقي، وكان يَقُولُ: إنّه قرأ عَلَى أَبِي مُحَمَّد سِبط الخيّاط. وسَمِعَ بواسط من القاضي أَبِي عَبْد الله الجلّابيّ. وسَمِعَ ببغداد من أَبِي الفضل الأُرْمَويّ، وجماعة. وسماعه في واسط سنة إحدى وأربعين [4] .
ذكره ابن نُقطة [5] ، فَقَالَ: سَمِعَ من الأرمويّ، وابن الدّاية، وأبا محمد
__________
[1] انظر عن (يحيى بن الحسين) في: إكمال الإكمال لابن نقطة (الظاهرية) ورقة 23، 24، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 173، 174، رقم 1095 وفيه: «يحيى بن الحسن» وهو خطأ، ومعجم البلدان 1/ 396، والجامع المختصر 9/ 291- 293، ومشيخة النجيب عبد اللطيف، ورقة 100، 101، وتلخيص مجمع الآداب 4 ق 1/ 380 رقم 534، والعبر 5/ 20، والمختصر المحتاج إليه 3/ 240 رقم 1340، ومعرفة القراء الكبار 2/ 591 رقم 549، والمشتبه 1/ 34، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 254، 255 رقم 197، ونكت الهميان 207، وغاية النهاية 2/ 368 رقم 3832 وفيه: «يحيى بن الحسن» ، وتوضيح المشتبه 1/ 278 و 2/ 442، 450، وتبصير المنتبه 1/ 51، ولسان الميزان 6/ 247 رقم 875، وشذرات الذهب 5/ 23.
[2] الأواني: بفتح الهمزة وواو مخفّفة مفتوحة وبعد الألف نون وألف. نسبة إلى: أوانا، بلدة على مسيرة يوم من بغداد مما يلي الموصل. (المنذري) .
وقد تصحّفت في (لسان الميزان) إلى: «الأوامي» .
[3] حميلة: بضم الحاء المهملة وبعد الميم المفتوحة ياء آخر الحروف ولام وتاء تأنيث. (المنذري) .
وقد تحرّف في (لسان الميزان) إلى: «جميلة» بالجيم.
[4] أي سنة 541 هـ.
[5] في إكمال الإكمال، ورقة 23.(43/234)
عبد الله ابن بنت الشيخ، وهو مكثر صحيح السّماع. ثُمَّ قَالَ: وقرأ القرآن عَلَى عُمَر بْن ظَفَر، ودعوان، والشّهرُزوريّ، وعليّ بْن محمُويه الأزْديّ، وهبة الله بن وفاء ابن النّيّار الواسطيّ، وأبي العلاء الهَمَذانيّ. وكان قد قرأ عَلَى شيخه أَبِي محمد عَبْد اللَّه بْن عليّ عدَّة ختمات بكُتُب كثيرة كتبها لَهُ في جزء فسقط منه، وكان قد أراه لجماعةٍ منهم: شيخه أَبُو الكَرَم، وعمّه المغازليّ، فكتبا لَهُ بما رأياه.
قَالَ الدُّبَيْثِيّ [1] : كَانَ فيه تساهل في الإِقراء والرواية [2] .
قلت: روى عَنْهُ: اليَلْدانيّ، والدُّبَيْثِيّ، والضّياء، وابنُ خليل، والنَّجيب بْن الصَّيْقَل، ومحمد بْن أَبِي الدِّينَة، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن اللَّمش شَيْخَا الفَرَضيّ.
قَالَ الدُّبَيْثِيّ: وُجد في مسجدٍ ميّتا في الثّالث والعشرين من صفر [3] .
قلت: وأجاز للشيخ شمس الدّين، وللفخر عليّ، ولجماعة.
326- يَحْيَى بْن الربيع [4] بْن سُلَيْمَان بْن حرّاز.
__________
[1] انظر: المختصر المحتاج إليه 3/ 240.
[2] وقال ابن النجار: قدم بغداد في صباه، وتلقّن بها القرآن وأتقنه، وقرأ بالقراءات الكثيرة على المشايخ، ولازم مجالس العلم، وحصّل النسخ والأصول، ولم يزل في التحقيق والتجويد وضبط القراءات والإتقان حتى صار أحد القراء المشار إليهم ... وحدّث كثيرا، سمعت منه، ولم يكن ثقة ولا مرضيّا في دينه ولا في روايته، فإنه كان مرتكبا للفواحش والمنكرات في المساجد رأيته مرارا يبول في بالوعة المسجد ويخلّ بالصلوات. وكان يدّعي أنه قرأ على أبي محمد ابن بنت الشيخ بجميع ما عنده ويروي عنه ولم يكن بيده خطه، ولم يذكر أحد من تلامذة أبي محمد أنه رآه عنده قط. (المستفاد) .
[3] وقع في غاية النهاية 2/ 368 أنه مات سنة ست عشرة وستمائة وقد جاوز التسعين.
[4] انظر عن (يحيى بن الربيع) في: التقييد لابن نقطة 487، 488 رقم 665، والكامل في التاريخ 12/ 288، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي 15/ 388، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 189، 190 رقم 1126، وذيل الروضتين 69، والجامع المختصر 9/ 297- 299، وإنسان العيون لابن أبي عذيبة، ورقة 154، ودول الإسلام 2/ 113، والعبر 5/ 20، والمختصر المحتاج إليه 3/ 240، 241 رقم 1341، وسير أعلام النبلاء 21/ 486، 487 رقم 250، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 548، 549، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي(43/235)
العلّامة مجد الدّين العُمريّ، الواسطيّ، الشافعيّ، أَبُو عليّ ابن الفقيه أَبِي الفضل.
وُلد بواسط سنة ثمانٍ وعشرين وخمسمائة.
وقرأ القرآن عَلَى جدّه، وأبي يَعْلى مُحَمَّد بْن سَعْد بْن تُرْكان بالقراءات.
وعَلَّق الخلاف عَنِ القاضي أَبِي يَعْلى بْن أَبِي خازم ابن الفرّاء بواسط لمّا ولي قضاءَها، ثُمَّ قدِم أَبُو عليّ بغداد وتفقّه بالنّظاميَّة عَلَى مدرّسها الإِمام أَبِي النّجيب السّهرَورديّ، وتفقّه أولا عَلَى والده، وعلى أبي جعفر هبة الله ابن البُوقيّ. ثُمَّ رحل إِلى نَيسابور، فتفقّه عَلَى الإِمام مُحَمَّد بْن يَحْيَى صاحب الغزاليّ، وبقي عنده سنتين ونصفا. وسَمِعَ الكثيرَ بواسط من أبي الكرم نصر الله بن مخلد ابن الْجَلَخْت، وأبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَلِيّ الْجُلابيّ، وأحمد بْن عُبَيْد الله الآمِديّ. وببغداد من عَبْد الخالق اليُوسُفيّ، وابن ناصر، وأبي الوَقْت. وبنيسابور من شيخه مُحَمَّد، ومن عَبْد اللَّه بْن الفَرَاويّ، وَعَبْد الخالق بْن زاهر.
وروى الكثيرَ ببغداد، وبهَرَاة، وغَزْنة لمّا مضى إليها رسولا من الدّيوان العزيز في سنة ثمان وتسعين وخمسمائة فلمّا عاد وَلِيَ تدريس النّظاميَّة، ورُزق الجاه والحِشْمَة.
قَالَ الدُّبَيْثِيّ [1] : كَانَ ثقة، صحيحَ السّماع، عالما بمذهب الشافعيّ،
__________
[5] / 165 (8/ 393- 395) ، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 157 أ، والبداية والنهاية 13/ 53، 54، وذكره قبل ذلك في وفيات سنة 600 هـ. (13/ 40) ، وطبقات الشافعية للمطري، ورقة 195 ب، والعقد المذهب لابن الملقن، ورقة 76، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة و 288، 289 (ذكره مرتين، في وفيات سنة 600 ووفيات سنة 606 هـ.) ، وغاية النهاية 2/ 370، والنجوم الزاهرة 6/ 199، ومعجم الشافعية لابن عبد الهادي، ورقة 106، وطبقات المفسرين للسيوطي 43، وشذرات الذهب 5/ 23، 24، والأعلام 9/ 156، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسرين 299 رقم 680.
[1] في ذيل تاريخ بغداد 15/ 388.(43/236)
وبالخلاف، والحديثِ، والتّفسير، كثيرَ الفنون. قرأ بالعشرة عَلَى ابن تُركان، وكان أَبُوهُ مِن الصّالحين. ويقال: إنّهم من وَلَدِ عُمَر بْن الخطّاب- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-.
وقال أَبُو شامة [1] : كَانَ مجدُ الدين عالما، عارفا بالتفسير والمذهب والأصولين والخلاف، دَيِّنًا صَدُوقًا.
وقال الموفّقُ عَبْد اللّطيف: كان معيد ابن فَضلان، وكان أبرعَ من ابن فَضْلان، وأقْوَمَ بالمذهب، وعِلْم القرآن، وكان بينَهما صُحْبَة جَميلة دائمة لم أرَ مثلها بين اثنين قطُّ، فكنّا نسمع الدّرسَ من الشّيخ، فلا نفهمه لكثرة فراقعه، ثمّ نقوم إلى ابن الربيع، فكما نسمعه منه نفهمه. وكانت الفُتْيا تأتي الشّيخ، فلا يضع خطّه حتّى يشاور ابن الربيع. ثمّ إنّ ابن الربيع أخذ في تدريس النّظاميَّة، وسُيّر في رسالة إلى خراسان، فمات في الطّريق.
قلت: روى عَنْهُ الدُّبَيْثِيّ، والضّياءُ، وابنُ خليل، وآخرون. وله إجازة من زاهر الشّحَّاميّ. وتُوُفّي أواخر ذي القعدة. وأجاز للشيخ شمسِ الدّين عبدِ الرَّحْمَن، والفخر عليّ.
327- يَحْيَى بْن أَبِي بَكْر المبارك [2] بْن مُحَمَّد بن يحيى.
أبو زكريّا ابن الزّبيدي، المؤدّب.
أخو الحسن [3] والحسين [4] اللّذين رويا «الصّحيح» .
ولد سنة تسع وعشرين وخمسمائة.
وسَمِعَ من: عَبْد الوهَّاب الأنماطيّ، وعبد المَلِك بن أبي القاسم الكروخيّ.
__________
[1] في ذيل الروضتين 69.
[2] انظر عن (يحيى بن المبارك) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 173 رقم 1094، والجامع المختصر 9/ 290، 291، والعبر 5/ 20، والمختصر المحتاج إليه 3/ 250 رقم 1963.
[3] سيأتي في وفيات 629 هـ.
[4] سيأتي في وفيات 631 هـ.(43/237)
روى عنه: الدبيثي، والضياء، وابن خليل، وجماعة.
تُوُفّي في صفر.
328- يَحْيَى بْن محاسن [1] بْن يَحْيَى بْن رفاعة.
أَبُو زكريّا الطّائيّ، المعروف بابن زَنْفل [2] الحنفيّ، الفقيه.
روى عَنْ: أَبِي الفتح عبد الله ابن البَيْضاويّ، وأبي الحَسَن بْن صِرْما، وعبد الوَّهاب الأنماطيّ، ورُسْتُم بْن سرهنك.
وُلِدَ سنة أربع وعشرين وخمسمائة، وتُوُفّي في ثالث عشر رمضان.
روى عَنْهُ: الدُّبَيْثِيّ، والضّياء.
329- يوسف بْنُ إِبْرَاهيم [3] بْن وهْبون.
أَبُو الحَجّاج الكَلاعيّ، الإِشبيليّ.
من عدول بلده، وكان مُقَدّمًا في عِلم الشّروط.
سَمِعَ جزءا من القاضي أبي بكر ابن العربيّ.
وعاش خمسا وتسعين سنة.
330- يوسف ابن الفقيه إسماعيل [4] بن عبد الرحمن.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن محاسن) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 185 رقم 1117، والجامع المختصر 9/ 296، 297، وتلخيص مجمع الآداب 4 ق 4/ 750، والمختصر المحتاج إليه 3/ 252 رقم 1369، والجواهر المضية 2/ 415.
[2] زنفل: لقب لجدّه يحيى. (المنذري) .
[3] وضع المؤلّف- رحمه الله- ترجمة «يوسف بن إبراهيم» بعد ترجمة «يوسف بن إسماعيل» التالية، ثم كتب حرف «م» بجانبها بعد ذلك ليدلّ على أنه يقتضي تقديمها نظرا لترتيب الحروف، ولهذا قدّمتها هنا.
[4] انظر عن (يوسف بن إسماعيل) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 179، 180 رقم 1106، والجامع المختصر 9/ 295، والمختصر المحتاج إليه 3/ 231، 232 رقم 1311، والبداية والنهاية 13/ 53، والجواهر المضية 2/ 215، وعقد الجمان 17/ ورقة 320، 321، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1/ 457، والطبقات السنية 1/ ورقة 592.(43/238)
أَبُو يعقوب اللَّمْغَانيّ [1] الحنفيّ.
شيخ بغداديّ فقيه، وقد ذُكِرَ أخوه عبدُ السّلام [2] .
تفقّه عَلَى أَبِيهِ وعَمّيه مُحَمَّد، ونصر الله. وسَمِعَ من الحُسَيْن بْن الحَسَن المقدسيّ.
ومات في جُمادي الأولى.
331- يوسف بنُ يعقوب [3] بْن يوسف بْن عُمَر بْن الْحُسَيْن.
أَبُو يعقوب الحربيّ.
من بيت عِلم ورواية وقرآن.
حدّث عَنْ: أَبِي محمد ابن المادح، وهبة الله الشّبليّ.
وكان ذا صلاح وديانة.
تُوُفّي في شَوَّال.
وفيها وُلِد
الشّمسُ مُحَمَّد بْن هاشم العبّاسيّ.
والشّمس عبد الرحمن ابن الزّين.
والرشيدُ مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر العامريّ.
والجمالُ عُمَر بْن إِبْرَاهيم العَقِيميّ.
والعماد مُحَمَّد ابن القاضي شمس الدّين محمد ابن الشّيرازيّ.
والشّمس مظفّر بن عبد الصّمد ابن الصّائغ.
والبدر أَبُو بَكْر بْن نصر الله بن رسلان البعلبكّيّ.
__________
[1] تحرّفت في (البداية والنهاية) إلى: «اللمغاني» بالغين المعجمة.
[2] في وفيات السنة السابقة، برقم (239) .
[3] انظر عن (يوسف بن يعقوب) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 187 رقم 1122، والمختصر المحتاج إليه 3/ 237 رقم 1331.(43/239)
وفخر الدّولة إِبْرَاهيم بْن فراس بْن عليّ العسقلانيّ.
وناصرُ الدين شاهنشاه بْن عَبْد الرّزّاق العامريّ الذّهبيّ.
وصفيَّة بنت تاج الأمناء أَحْمَد بْن عساكر.
والعماد يَحْيَى بْن تمّام الحِمْيَريّ: الدِّمشقيّون [1] .
والتّاج مُحَمَّد بْن عَبْد المنعم بْن حواري الصّرخديّ، الشّاعر.
والجمال يوسف بْن جامع القفصيّ الضّرير الحنبليّ المقرئ، شيخ بغداد.
وأَبُو القَاسِم بْن عَبْد الغنيّ بْن فخر الدين بْن تيميَّة الحرّانيّ.
والنّحْويّ أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه التِّلمسانيّ، عُرف بحافي رأسه.
والمُحبّ عليّ بْن أَبِي الفتح السّنجاريّ بسنجار.
وأبو المظفّر يوسف ابن الفخر الفارسيّ ثُمَّ المصريّ.
ومحيي الدّين عُمَر بْن موسى قاضي غزَّة.
والفخر إسْمَاعيل بْن إِبْرَاهيم بْن قريش الفَرَضيّ، في ذي القعدة بمصر.
__________
[1] هذا يعني أن جميع المذكورين قبله من الدمشقيين.(43/240)
سنة سبع وستّمائة
[حرف الألف]
332- أرسلان شاه [1] ابن السُّلطان عزَّ الدّين مسعود بن مودود ابن أتابك زنكي بن آق سنقر.
السّلطان المَلِك العادل نور الدّين أَبُو الحارث، صاحب الموصل وابن صاحبها.
تملّك الموصل ثمان عشرة سنة، وولي الموصل بَعْدَه ابنهُ السّلطان عزّ الدّين مسعود.
قَالَ أَبُو المظفّر سِبطُ ابن الجوزيّ [2] : كَانَ ملكا جَبّارًا سافكا للدّماء بخيلا.
__________
[1] انظر عن (أرسلان شاه) في: الكامل في التاريخ 12/ 291- 293، والتاريخ الباهر 189- 201، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 546، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 210 رقم 612، وذيل الروضتين 70، وتاريخ مختصر الدول 229، وتاريخ الزمان لابن العبري 249، ومفرّج الكروب لابن واصل 3/ 202- 205، وتاريخ إربل 1/ 57، وبغية الطلب (تراجم السلاجقة) 302- 304 رقم 31، ووفيات الأعيان 1/ 193، 194، والأعلاق الخطيرة 3 ق 1/ 135، 185- 190، 192، 229، 231، والدرّ المطلوب 169 و 172- 174 في وفيات سنة 609 هـ.، والمختصر في أخبار البشر 3/ 113، والإعلام بوفيات الأعلام 250، ودول الإسلام 2/ 113، والعبر 5/ 21، وسير أعلام النبلاء 21/ 496، 497 رقم 256، وتاريخ ابن الوردي 2/ 128، ومرآة الجنان 4/ 13، 14، والوافي بالوفيات 8/ 341 رقم 3769، والبداية والنهاية 13/ 57 و 61، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 152 أ، ب، والعسجد المسبوك 2/ 334، 335، والسلوك ج 1 ق 1/ 172، والنجوم الزاهرة 6/ 200، وتاريخ ابن سباط (بتحقيقنا) 1/ 249، وشذرات الذهب 5/ 24، وتاريخ ابن الفرات 9/ ورقة 48، وعقد الجمان 17/ ورقة 333.
[2] في مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 546.(43/241)
وقال ابن خَلِّكان [1] : كَانَ ملكا شهما، عارفا بالأمور، وانتقل إِلى مذهب الشّافعيّ، ولم يكن في بيته شافعيّ سواه. وبنى المدرسة المعروفة بِهِ بالموصل للشّافعيَّة قَلَّ أن توجد مدرسة في حُسنها. تُوُفّي في التّاسع والعشرين من رجب.
قَالَ أَبُو شامة [2] : وفيها كَانَ إمْلاكُ صاحب المَوْصِلِ نور الدّين أرسلان شاه عَلَى ابنةِ السّلطان المَلِك العادل بقلعة دمشق عَلَى صداق ثلاثين ألف دينار، وكان العقد مع وكيله، ثُمَّ انكشف الأمرُ أَنَّهُ قد مات من أيامٍ بالموصل.
وقال ابنُ الأثير [3] : كَانَ مرضُه قد طال، ومزاجُه قد فسد، وكان مدَّةُ ملكه سبعَ عشرة سنة وأحد عشر شهرا. وكان شهما شجاعا ذا سياسة للرعايا، شديدا عَلَى أصحابه، فكانوا يخافونه خوفا شديدا، وكانت لَهُ همَّة عالية، أعاد ناموسَ البيت الأتابكيّ وحُرمته. سَمِعْتُ مِن أخي أَبِي السّعادات [4] ، وكان مِن أكثر الناسِ اختصاصا بِهِ، يَقُولُ: ما قلتُ لَهُ يوما في فِعْلِ خَيْرٍ فامتنع منه بل بادر إِلَيْهِ.
وقال عزُّ الدّين ابن الأثير [5] : وكان سريعَ الحركة في طلب المُلْك، إلّا أَنَّهُ لم يكن لَهُ صبرٌ، فلهذا لم يتّسع ملكُه، ولمّا احتضر أمرَ أن يُرتّب في المُلْك ولده المَلِك القاهر مسعود، وأعطى ولَدَهُ عمادَ الدّين زنكي قلعتين، وجعل تدبيرَ مملكتهما إِلى فتاه بدرِ الدّين لؤلؤ.
333- أسعد بْن سعيد [6] بْن محمود بْن مُحَمَّد بن روح.
__________
[1] في وفيات الأعيان 1/ 193، 194.
[2] في ذيل الروضتين 76.
[3] في الكامل 12/ 291.
[4] هو المبارك بن محمد بن عبد الكريم الّذي تقدّمت ترجمته في وفيات 606 هـ. برقم (314) .
[5] في الكامل 12/ 291.
[6] انظر عن (أسعد بن سعيد) في: التقييد لابن نقطة 215 رقم 256، والتكملة لوفيات النقلة(43/242)
أَبُو الفخر بْن أَبِي الفتوح الأصبهانيّ التّاجر.
مُسْنِد أصبهان، ويُعرف بابن رَوْح، وهو جَدُّ جدّه.
مولده سنة سبع عشرة وخمسمائة.
سَمِعَ مِن فاطمة الْجُوزدانيَّة «المعجم الكبير» بِفَوْتٍ من أثناء ترجمة عمران بن حصين، وجميع «المعجم الصّغير» ، وهو آخر مَنْ حَدّث عنها، وسَمِعَ أيضا من سعيد بْن أَبِي الرجاء، وزاهر بن طاهر.
قرأت بخطّ ابن نُقْطَة، قَالَ [1] : أَبُو الفخر أسعد بْن سعيد بْن محمود بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن رَوْح بْن الفَرَج الأصبهانيّ التّاجر. أخرج إلينا مولده وهو في ثاني ذي الحِجَّة من سنة سبع عشرة وخمسمائة. وكان شيخا صالحا، صحيحَ السّماع.
قلتُ: روى عنه: ابن نقطة، والضّياء، والتّقيّ ابن العزّ، والجمال أَحْمَد بْن عُمَر بْن أَبِي بَكْر. وأجاز لإبراهيم بْن إسْمَاعيل الدَّرَجيّ، وشمس الدين عبد الرحمن بن أبي عمر، والفخر علي، والكمال عبد الرحيم، وأحمد بن شيبان، والشّمس عبد الرحمن ابن الزّين، والتّقيّ إبراهيم ابن الواسطيّ.
وتُوُفّي في رابع ذي الحجَّة بأصبهان.
وكان ابْنُ الواسطيّ آخرَ من روى حديث الطَبرانيّ بالإِجازة العالية فيما علمتُ.
334- إسماعيلُ بْن حمزة [2] بن المبارك.
__________
[2] / 215 رقم 1175، والإشارة إلى وفيات الأعيان 317 وفيه: «أسعد بن روح» ، ودول الإسلام 2/ 113، والعبر 5/ 21، 22، وسير أعلام النبلاء 21/ 491، 492 رقم 253، والنجوم الزاهرة 6/ 203، وشذرات الذهب 5/ 24، 25.
[1] في التقييد 256.
[2] انظر عن (إسماعيل بن حمزة) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 171، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 205 رقم 1154، والمختصر المحتاج إليه 1/ 240 رقم 481،(43/243)
أبو البركات ابن الطَّبّال الأَزَجَيّ.
سَمِعَ في الكهولة، وسَمِعَ ابنه وحَدَّث عَنْ أَبِي حكيم النَّهروانيّ، وابن البَطِّيّ.
وجاوز الثّمانين.
وقد سَمِعَ ابنُه أَحْمَد مِن ابْن شاتيل.
335- إسماعيلُ بنُ مُحَمَّد [1] بْن مُحَمَّد بْن الحَسَن.
أَبُو النُّجْح الحنفيّ، البزّاز.
روى عَنْ: أَبِي الفضل الأُرمَويّ، وعبد الصَّبور الهَرَويّ.
ومات في شعبان ببغداد.
أجاز لفاطمة بنت عساكر.
336- أفضل بْن أَبِي الحَسَن [2] بْن محفوظ.
أَبُو مُحَمَّد الحَرْبيّ، الحَفَّار.
يروي عَنِ ابن الطّلّاية [3] .
337- الملك الأوحد أيّوب [4] ابن العادل.
__________
[ () ] والوافي بالوفيات 9/ 115 رقم 4029 وفيه: «إسماعيل بن حمزة بن عثمان بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن» .
[1] انظر عن (إسماعيل بن محمد) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 248، 249، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 12 رقم 1167، والمختصر المحتاج إليه 1/ 246، والجواهر المضية 1/ 160، والطبقات السنية 1/ ورقة 605.
[2] انظر عن (أفضل بن أبي الحسن) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 272، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 211 رقم 1165، والمختصر المحتاج إليه 1/ 256، ولسان الميزان 1/ 465 رقم 1431.
[3] في ترجمته بياض في لسان الميزان، وهو ينقل عن ابن النجار قوله: سمعت منه وكان شيخا لا بأس به بلغني أنه [خلّط] قبل موته.
وما بين الحاصرتين موضعه بياض. أضفته لاقتضاء السياق.
[4] سيأتي ترجمة (الملك الأوحد أيوب) في وفيات سنة 609 هـ. برقم (439) وسأذكر مصادرها هناك.(43/244)
صاحب خِلاط ومَيّافارقين.
ذكر ابنُ واصل [1] وفاته في سنة سبْعٍ هذه، وقد ذكرتُه في سنة تسعٍ، فيُحرَّر أمرُه.
[حرف التاء]
338- تقيَّة بنتُ أَبِي سعيد [2] مُحَمَّد بْن آموسنان.
أمّ ليلى، أخت جَعْفَر.
تُوُفّيت في رجب بأصبهان، وكانت مُسِنَّة عالية الرواية.
حدّثت عَنْ: أبي عَبْد الله الخلّال، وغانم بْن خالد.
روى عَنْها: الضّياءُ المقدسيّ، وابنُ نقطة. وأجازت للشيخ شمس الدّين، وللفخر عليّ.
تُوُفّيت في رجب [3] .
[حرف الجيم]
339- جَعْفَر بْن أَبِي سعيد [4] مُحَمَّد بْن أَبِي مُحَمَّد.
المعروف جدُّه بآمُوسان، أَبُو مُحَمَّد الأصبهانيّ الواعظ.
وُلِد سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة.
وسَمِعَ من: غانمِ بْن خالد، وفاطمةَ بنت مُحَمَّد البغداديّ، وإسماعيلَ الحماميّ، وجماعة. وسَمِعَ ببغدادَ من ابن البَطِّيّ.
ثُمَّ حجّ سنة ستّ وستّمائة. وحدّث ببغداد، وأملى بالمدينة.
__________
[1] في مفرّج الكروب 3/ 208.
[2] انظر عن (تقية بنت أبي سعيد) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 210 رقم 1164، والعبر 5/ 22، وشذرات الذهب 5/ 25.
[3] سبق أن ذكر المؤلف- رحمه الله- وفاتها في أول الترجمة، فكأنه ذهل.
[4] انظر عن (جعفر بن أبي سعيد) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 296، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 197 رقم 1135، والمختصر المحتاج إليه 1/ 273، 274، والعبر 5/ 22، والنجوم الزاهرة 6/ 202، وتاريخ ابن الفرات 5 ق 1/ 114، 115، والإشارة إلى وفيات الأعيان 317، وشذرات الذهب 5/ 25.(43/245)
روى عَنْهُ: الدُّبَيْثِيّ، والزّكيّ عَبْد العظيم، والضّياء مُحَمَّد. وأجاز لابن أَبِي الخير، وللبرهان الدَّرَجيّ، وللكمال عَبْد الرحيم، وللفخر.
قَالَ الدُّبَيْثِيّ [1] : كَانَ صحيحَ السّماع، مشهورا بالثّقة، لَهُ معرفة بالوعظ.
حجّ ورَدّ، فأدركه أجلُه بالمدينة النبويّة في خامس المحرّم.
وقد استملى عَلَيْهِ زكيُّ الدّين مجلسا [2] .
وقال ابن النّجّار: لقيتُه بمكّة، فانتخبتُ مِن أصوله جزءا قرأته عَلَيْهِ، وسَمِعَ ببغداد من أبي المظفّر هبة الله ابن الشّبليّ. وكانت لَهُ معرفة بالحديث، وفيه دِين وصدق، وتلطُّف كلام. كتب الكثيرَ، وحَصَّل الأصولَ، وهو معروف بآموسان.
340- جمعة بنت أَبِي سعد [3] رجاء بْن أَبِي نصر بْن سُلَيْم.
أمّ الفخر.
تروي عَنْ زاهر الشّحّاميّ «فوائد الحاجّ» .
تُوُفّيت بأصبهان في جُمادي الأولى.
روى عنها الضّياءُ مُحَمَّد. وأجازت للشيخ شمس الدّين، وللفخر عليّ.
وتُوُفّيت في ربيع الآخر [4] .
[حرف الحاء]
341- الحُسَيْن ابن الوزير [5] أبي القاسم عليّ بن صدقة.
__________
[1] في تاريخه، ورقة 296.
[2] وهو قال: وكان مكثرا متيقظا. (التكملة 2/ 197) .
[3] انظر عن (جمعة بنت أبي سعد) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 204 رقم 1150 وقد اكتفى المنذري بذكر تاريخ وفاتها في الثالث من جمادى الأولى، وذكرها دون ترجمة.
[4] هكذا بخط المؤلف- رحمه الله-.
[5] انظر عن (الحسين بن الوزير) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 199، 200 رقم 1141،(43/246)
أَبُو طاهر البغداديّ.
شيخ مُسِنّ قديم المولد، عاش ثمانيا وثمانين سنة.
وحدّث عَنْ: الوزير أَبِي المظفّر بْن هُبَيرة، وعمر بْن ظَفَر المغازليّ.
وتُوُفّي في ربيع الأول.
342- الحُسَيْن بْن أَبِي بَكْر [1] بْن الحُسَيْن الحريميّ، الخَبّاز.
شيخ مُعَمَّر، يروي عَنْ أَبِي عليّ الرحبيّ.
تُوُفّي في رجب.
343- حَيّان بْن عَبْد الله [2] بْن مُحَمَّد بْن هشام بْن حَيّان.
أَبُو البقاء الأنصاريّ، الأوسيّ، الأندلسي، البَلَنْسيّ.
أخذ القراءات عَنْ أبي الحسن ابن النّعمة. وسَمِعَ بسبتة من نَجَبة بْن يَحْيَى، وأبي مُحَمَّد بْن عُبَيْد الله. وتأدّب بأبي الحَسَن بْن سعد الخير.
قَالَ الأبّار [3] : كَانَ نحويّا، لُغويًّا، أديبا، شاعرا، حسنَ الخطّ. وقد أقرأ النّاس وقتا، وسمعت مذاكرته. وتُوُفّي سنة سبع [4] .
[حرف الخاء]
344- خالد بن عليّ [5] ابن الوقاياتيّ [6] القصّار.
__________
[ () ] والمختصر المحتاج إليه 2/ 40 رقم 621.
[1] انظر عن (الحسين بن أبي بكر) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 210 رقم 1163.
[2] انظر عن (حبّان بن عبد الله) في: التكملة لكتاب الصلة لابن الأبار 1/ 287، 288، والوافي بالوفيات 13/ 225 رقم 270، وبغية الوعاة 1/ 549.
[3] في تكملة الصلة 2/ 287.
[4] تحرّفت في تكملة الصلة، وبغية الوعاة إلى: «تسع» والمثبت يتفق مع: «الوافي بالوفيات 13/ 225.
[5] انظر عن (خالد بن علي) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 41، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 219 رقم 1179، والمختصر المحتاج إليه 2/ 55 رقم 642.
[6] قال المنذري: الوقاياتي- بكسر الواو وفتح القاف وبين الألفين ياء آخر الحروف مفتوحة وتاء ثالث الحروف- نسبة إلى الوقاية وهي المقنعة، ويقال لمن يبيعها: الوقاياتي (التكملة(43/247)
أَبُو مُحَمَّد الأزَجيّ.
روى عَنْ: أَبِي بَكْر ابن الزّاغونيّ.
345- خَلَف بْن عليّ [1] الغَرَّاد الظَّفَريّ.
أَبُو محمد ابن الأمين.
روى عن: عُمَر بْن ظَفَر المغازليّ، والمبارك بْن كامل الخَفّاف.
وتُوُفّي في ذي الحِجَّة.
[حرف الدال]
346- درة بنت صالح [2] بْن كامل بْن أَبِي غالب الخفاف.
أجاز لها الأرموي.
[حرف الزاي]
347- زاهر بْن أَبِي طاهر [3] أحمدَ بْن أَبِي غانم [4] حامد بْن أَحْمَد بْن محمود.
أَبُو المجد الثقفيّ، الأصبهانيّ.
وُلِد في ربيع الأول سنة إحدى وعشرين، واستجاز لَهُ أَبُوهُ من جماعة في هذه السنة، وسَمَّعَه حضورا من جَعْفَر بْن عَبْد الواحد الثقفيّ.
__________
[2] / 1179) .
[1] انظر عن (خلف بن علي) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 44، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 216 رقم 1177.
[2] انظر عن (درّة بنت صالح) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 209، 210 رقم 161، 1، والمختصر المحتاج إليه 3/ 261 رقم 1400.
[3] انظر عن (زاهر بن أبي طاهر) في: التقييد لابن نقطة 273 رقم 337، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 214 رقم 1173، والمعين في طبقات المحدّثين 187 رقم 1987، والإشارة إلى وفيات الأعيان 317، والإعلام بوفيات الأعلام 250، ودول الإسلام 2/ 113، والعبر 5/ 22، وسير أعلام النبلاء 21/ 493، 494 رقم 254، والنجوم الزاهرة 6/ 202، وشذرات الذهب 5/ 25، وديوان الإسلام 2/ 369 رقم 1042.
[4] تصحفت في الإشارة إلى: «عاصم» .(43/248)
وسَمِعَ من: مُحَمَّد بْن عليّ بْن أَبِي ذَرّ، وسعيدِ بْن أَبِي الرجاء، وزاهرِ بْن طاهر، والحسين بْن عَبْد المَلِك، وقوامِ السُّنَّة إسْمَاعيل بْن مُحَمَّد الحافظ.
وحدّث بالكثير.
وسَمِعَ «مسند أبي يعلى» و «مسند الرُّوياني» من الحُسَيْن بْن عَبْد المَلِك الخلّال.
روى عَنْهُ: ابن نُقْطَة، والضّياءُ، وابنُ خليل، والتّقي ابن العزّ، وأحمد بْن عُمَر بْن أَبِي بَكْر، وطائفة سواهم.
ذكره ابن نقطة فَقَالَ [1] : كَانَ شيخا صالحا أضَرَّ عَلَى كِبَرٍ، وكان صبورا للطّلبة [2] ، مُكرِمًا لهم.
قلت: وأجاز للشيخ شمسِ الدّين، وللكمال عَبْد الرحيم، ولابن شيبان، وللفخر عليّ، وللبرهان ابن الدّرجيّ، وللتّقيّ ابن الواسطيّ، وغيرهم.
وتُوُفّي فِي الثاني والعشرين من ذِي القعدة.
لَهُ إجازة من المعُمَرَّة فاطمة الجوزدانية.
348- زُهَيْر بْن إِبْرَاهيم [3] .
أَبُو الأزهر الحمّاميّ، الحربيّ.
روى عن: ابن الطّلّاية، وسعيد ابن البنّاء.
وتوفّي في ذي الحجّة.
__________
[1] في التقييد 273.
[2] في التقييد: «بالطلبة» .
[3] انظر عن (زهير بن إبراهيم) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 56، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 214، رقم 1174، والمختصر إليه 2/ 75 رقم 674.(43/249)
[حرف السين]
349- سُكَينة بنت مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر المقدسيَّة.
أمّ عَبْد العزيز.
روت بالإِجازة عَنْ: ابن البَطِّيّ، وأحمد بْن المقرّب.
وكان مولدها في حدود سنة خمس وخمسين وخمسمائة، وتُوُفّيت في ربيع الأول.
وكانت امرأة خيِّرة، روى عنها الحافظ الضّياء.
350- سُلَيْمَان بْن أَحْمَد [1] بن محمد.
أبو القاسم ابن الطّيلسان الأنصاريّ، القُرطُبيّ.
روى عَنْ: أَبِي خالد المروانيّ، وأبي القَاسِم الشّراط.
روى عَنْه: ابن أخيه القَاسِم بْن مُحَمَّد الحافظ.
وذكره الأبّار [2] ، فَقَالَ: كَانَ حافظا للحديث وللأدب، صوّاما قَوّامًا كثير التّلاوة جدّا. وتُوُفّي في تاسعٍ وعشرين رمضان [3] عَنْ أربع وستّين سنة [4] .
[حرف العين]
351- عائشة بنت الحافظ معمر [5] بن الفاخر.
__________
[1] انظر عن (سليمان بن أحمد) في: تكملة الصلة لابن الأبار، رقم 1989، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة 4/ 58، 59 رقم 137.
[2] في تكملة الصلة، رقم 1989.
[3] في الذيل والتكملة للأنصاريّ 4/ 59: توفي في عاشر شوال.
[4] قال أبو القاسم ابن أخيه: قرأت بمتعبّده من الجامع بقرطبة «الغريب» المصنّف لأبي عبيد، و «الأمثال» له، ونحو ربع «أمالي» القالي، وكان يحفظ هذه الكتب أو أكثرها.
مولده سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة.
[5] انظر عن (عائشة بنت معمر) في: التقييد لابن نقطة 499 رقم 684، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 203، 204 رقم 1149، والإشارة إلى وفيات الأعيان 317، والعبر 5/ 22، 23، وسير أعلام النبلاء 21/ 499، 500 رقم 260، والنجوم الزاهرة 6/ 202، وشذرات الذهب 5/ 25.(43/250)
أُمّ حبيبة الأصبهانيَّة.
سَمِعْتُ حضورا مِن فاطمة الْجُوزدانيَّة، وسماعا من زاهر بْن طاهر، وسعيد ابن أَبِي الرجاء.
روى عنها: ابنُ نقطة، والضّياء.
قَالَ ابن نقطة [1] : سمعنا منها «مُسْنِد أَبِي يَعلى» بسماعها من سعيد الصَّيرفيّ. وكان سماعُها صحيحا بإفادة أبيها.
قلت: وأجازت للشيخ شمس الدّين عَبْد الرَّحْمَن، ولابنِ شيبان، وللكمال عَبْد الرحيم، وللفخر عليّ.
وتُوُفّيت في ربيع الآخر.
352- عبدُ الجليل بْن عَبْد الكريم بْن عُثْمَان.
بهاء الدّين الموقانيّ.
قال ابنُه مُحَمَّد [2] : تُوُفّي بالقدس في جُمادي الآخرة. وروى عن أبي طاهر السّلفيّ، والحافظ ابن عساكر. وعاش ستّا وستّين سنة.
353- عَبْدُ الرَّحْمَن بن هبة اللَّه [3] بْن عَبْد الملك ابن غريب الخال.
أَبُو القَاسِم الحريميّ.
روى عن إسماعيل بن السَّمَرْقَنْديّ، واستبعدوا سماعه منه، وقال بعضهم: إنَّ الّذي سَمِعَ إنّما أخوه عُبَيْد الله.
وجدّهم غريب: هُوَ خالُ المقتدر.
354- عَبْدُ الرَّحْمَن بْن هبة الله بْن أَبِي نصر [4] الحربيّ، المقرئ.
__________
[1] في التقييد 499.
[2] سيأتي في المتوفين سنة 664 هـ.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن هبة الله) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 129، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 204 رقم 1151، والمختصر المحتاج إليه 3/ 21 رقم 777.
[4] انظر عن (عبد الرحمن بن هبة الله بن أبي نصر) في: إكمال الإكمال لابن نقطة (الظاهرية)(43/251)
الضّرير، المعروف بابن دَقِيقة.
وُلِدَ سنة سبعٍ وعشرين وخمسمائة.
وسَمِعَ من: عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن يوسف، وأبي البدر الكرْخيّ.
روى عَنْهُ: أَبُو عَبْد الله الدُّبَيْثِيّ.
وتُوُفّي في ذي الحِجَّة.
وقال ابن نقطة [1] : سمعت منه كتاب «المغازي» لابن إسحاق.
355- عبد الوهّاب ابن الأمين أَبِي منصور [2] عليّ بْن عليّ بْن عُبَيْد الله.
الإِمام المحدّث العالم، مُسْنِد العراق وشيخها ضياء الدّين، أَبُو أَحْمَد البغداديّ، الصّوفيّ، الشّافعيّ، الأمين، المعروف بابن سُكَيْنة.
وسُكَيْنة: هي جدّته أمّ أبيه.
__________
[ () ] مادة «دقيقة» ، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 129، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 215 رقم 1176، والمختصر المحتاج إليه 3/ 21 رقم 778.
[1] في إكمال الإكمال، مادة (دقيقة) .
[2] انظر عن (عبد الوهاب ابن الأمين أبي منصور) في: التقييد لابن نقطة 373 رقم 478، والكامل في التاريخ 12/ 295، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 156، 157، والتاريخ المجدّد لابن النجار (الظاهرية) ورقة 64- 66، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 201، 202 رقم 1146، وذيل الروضتين 70، ومشيخة النجيب عبد اللطيف، ورقة 101- 105، وأخبار الزهاد لابن الساعي، ورقة 92- 94، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار 1/ 354- 368 رقم 220، وتاريخ إربل 1/ 150، 283، 417، والمعين في طبقات المحدّثين 187، رقم 1985، والإعلام بوفيات الأعلام 249، والإشارة إلى وفيات الأعيان 317، والعبر 50/ 23، 24، ودول الإسلام 2/ 113، وسير أعلام النبلاء 21/ 502- 505 رقم 262، ومعرفة القراء الكبار 2/ 582- 584 رقم 542، والمختصر المحتاج إليه 3/ 58، 59 رقم 846، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 60، رقم 647، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 136 (8/ 324، 325) ومرآة الجنان 4/ 15، والبداية والنهاية 13/ 61، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 153 أ، والعقد المذهب لابن الملقّن، ورقة 165، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 390، 391 رقم 359، وغاية النهاية 1/ 480 رقم 1998، والعسجد المسبوك 2/ 335، 336، وعقد الجمان 17/ ورقة 329- 331، والنجوم الزاهرة 6/ 201، وشذرات الذهب 5/ 25، 26، وديوان الإسلام 3/ 125 رقم 1213.(43/252)
ولد في شعبان سنة تسع عشرة وخمسمائة.
وسَمِعَ الكثيرَ من: أَبِيهِ، وأبي القَاسِم بْن الحُصَيْن، وأبي غالب مُحَمَّد بْن الْحَسَن المَاوَرْديّ، وزاهر بْن طاهر الشّحَّاميّ، والقاضي أَبِي بَكْر الأنصاريّ، والزّاهد مُحَمَّد بْن حمّويه الْجُوَينيّ بإفادة ابن ناصر. ثمّ لازم أبا سعد ابن السَّمْعانيّ لمّا قِدم وسَمِعَ معه الكثير من أَبِي منصور بْن زُرَيق القزّاز، وأبي القَاسِم ابن السَّمَرْقَنْديّ، وابن تَوْبة، وجدِّه لأمّه الشّيخ أَبِي البركات إسْمَاعيل بْن أَحْمَد، وهذه الطّبقة. وقرأ القراءاتِ عَلَى أَبِي مُحَمَّد سِبْط الخياط، والحافظ أَبِي العلاء الهَمَذانيّ، وأبي الحَسَن عليّ بْن أَحْمَد بْن محمويه. وقرأ مذهبَ الشّافعيّ والخلاف على أبي منصور سعيد ابن الرَّزَّاز، وغيره. وقرأ العربيةَ عَلَى أَبِي مُحَمَّد ابن الخشّاب، ولبس خرقة التّصوّف من جدّه أَبِي البركات وصحِبه. وأخذ معرفةَ الحديث عَنِ ابن ناصر، ولَزِمَهُ، وقرأ عَلَيْهِ الكثيرَ، وحَفِظَ عَنْهُ الكثير من النُّكَت والفوائدِ الغريبة، والمعاني الدّقيقة.
وطال عمره، ورحل إليه.
قال الحافظ ابن النّجّار [1] : ابن سُكَينة شيخ العراق في الحديث والزّهد وحُسن السَّمْت وموافقة السُّنَّة والسَّلف [2] ، عُمِّر [3] حتّى حدَّث بجميع مَرْويّاته. وقصده الطّلابُ من البلاد. وكانت أوقاته محفوظة، فلا تمضي لَهُ ساعة إلّا في تلاوَةٍ أو ذِكر أو تهجُّد أو تسميع. وكان إذَا قُرئ عَلَيْهِ الحديثُ منع أن يُقام لَهُ أو لِغيره. وكان كثيرَ الحجّ والمجاورة والطّهارة، لا يخرج من بيته إلّا لحضور جمعة أو عيد أو جنازة. ولا يحضر دُورَ أبناء الدّنيا ولا الرؤساء في هناءٍ ولا في عزاء. وكان يُديم الصّيام غالبا عَلَى كبر سِنّه، ويستعمل السُّنَّة في مدخله ومخرجه وملبسه وأموره، ويحبّ الصّالحين، ويُعظِّم العلماء، ويتواضع لجميع النّاس. وكان دائما يقول: أسأل الله أن
__________
[1] في ذيل تاريخ بغداد 1/ 354 مع اختلاف في الألفاظ.
[2] إلى هنا في الذيل 1/ 354.
[3] من هنا في الذيل 1/ 359 بتصرّف.(43/253)
يُميتنا مسلمين. وكان ظاهرَ الخشوع، غزيرَ الدّمعة، وكان يعتذِرُ من البكاء، ويقول: قد كَبِرَتْ سنّي، وَرَقَّ عظْمي، فلا أملك عَبْرَتي، يَقُولُ ذَلِكَ خوفا من الرياء. وكان الله قد ألْبَسهُ رداء جميلا من البهاء، وحُسْن الخِلْقة، وقبول الصُّورة ونور الطّاعة وجلالة العبادة. وكانت لَهُ في القلوب منزلة عظيمة يُحبّه كلُّ أحدٍ، وإذا رآهُ ينتفع برؤيته قبلَ كلامه، فإذا تكلَّم، كَانَ البهاءُ والنّورُ عَلَى ألفاظه، ولا يُشْبَعُ مِن مجالسته. ولقد طفت شرقا وغربا، ورأيتُ الأئمَّة والزُّهّاد، فما رأيتُ أكملَ منه، ولا أكثر عبادة، ولا أحسن سَمْتًا، صحِبْته قريبا مِن عشرين سنة ليلا ونهارا، وتأدّبتُ بِهِ وخدمته، وقرأتُ عَلَيْهِ القرآن بجميع رواياته، وسمعتُ منه أكثر مَرْويّاته. وكان ثقة حُجَّة نبيلا، عَلَمًا مِن أعلام الدّين. سَمِعَ منه الحُفّاظ: عليّ بْن أَحْمَد الزَّيْدي، والقاضي عُمَر بْن عليّ، وأَبُو بَكْر الحازميّ، وخلق، ورووا عنه وهو حيّ [1] .
وسمعت أبا محمد ابن الأخضر غيرَ مَرَّةٍ يَقُولُ: لم يبق ممّن طلب الحديث وعُنِيَ بِهِ غيرُ عَبْد الوهّاب بْن سُكينة. وسمعتُه يَقُولُ: كَانَ شيخنا ابنُ ناصر يجلس في داره عَلَى سريرٍ لطيف، فكلّ مَن حضَرَ عنده يجلس تحتَ سريره كابن شافع والباقداريّ وأمثالهم، وما رأيته أجْلَسَ معه أحدا عَلَى سريره إلّا ابن سُكينة [2] .
قَالَ ابن النّجّار [3] : وأنبأنا القاضي يَحْيَى بنُ القَاسِم مدرّس النّظاميَّة في ذكر مشايخه: أَبُو أحمد ابن سُكينة، كَانَ عالما عاملا، دائمَ التّكرار لكتاب «التّنبيه» في الفقه، كثير الاشتغال «بالمهذّب» و «الوسيط» في الفقه، لا يُضيّع شيئا من وقته. وكنّا إذَا دخلنا عَلَيْهِ يَقُولُ: لا تزيدوا عَلَى «سَلام عليكم» مسألة، لكثرة حرصه عَلَى المباحثة وتقرير الأحكام.
__________
[1] في ذيل تاريخ بغداد 1/ 361: «وهو حجّة» .
[2] ذيل تاريخ بغداد 1/ 366، 367.
[3] في ذيل تاريخ بغداد 1/ 367.(43/254)
وقال الدُّبَيْثِيّ [1] : سَمِعَ بنفسه، وحَصَّل المسموعات، وسَمِعَ أَبَاهُ، وخلقا كثيرا، سمّى منهم: أبا البركات عُمَر بْن إِبْرَاهيم العلويّ، وأبا شجاع البسطاميّ. وحدّث بمصر، والشام، والحجاز. وكان ثقة فَهمًا، صحيح الأُصول، ذا سكينة ووقار.
قلت: روى عنه: الشّيخ الموفّق، وأبو موسى ابن الحافظ عبد الغنيّ، وأبو عمر ابن الصّلاح، وابنُ خليل، والضّياء، وابنُ النّجّار، والدُّبَيْثِيّ، ومحمد بْن عَبْد الله بْن غَنِيمة الإِسْكاف، ومحمد بن عسكر الطّبيب، والعماد محمد ابن شهاب الدّين السّهرورديّ، وأحمد بْن هبة الله السّاوجيّ البغداديّ، وأحمد بن يحيى النّجّار، وبكر بن محمد القزوينيّ، والحسن بن عبد الرحمن بْن عُمَر الباذرائيّ، وسعد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن الطّحّان، وعامر بْن مكّيّ الضّرير، وأَبُو الفتح عَبْد الله بْن عليّ بْن أَبِي الدِّينيّ وأخوه عَبْد الرَّحْمَن، وعبد الله بْن مقبل، والموفّق عَبْد الغافر بْن مُحَمَّد القاشانيّ، وعبد الغنيّ بْن مكّيّ المُعَدَّل، وعبد اللطيف بْن سالم البَعْقُوبيّ، وعثمان بْن أَبِي بَكْر الغَرَّاد المقرئ، وعمر بْن عَبْد العزيز بْن دلف، ومكّيّ بن عثمان ابن الهُبْرِيّ، ونوح بْن عليّ الدُّوريّ، ويونس بْن جَعْفَر الأزَجيّ، والنّجيب عَبْد اللّطيف الحرّانيّ، وابن عَبْد الدّائم المقدسيّ، وعامّتهم شيوخ شيخنا الدّمياطيّ [2] .
وروى عنه بالإجازة: الفخر عليّ ابن البُخَاريّ، وأحمد بْن شيبان، وجماعة آخرهم موتا المُسْنَد المُعَمَّر كمال الدّين عَبْد الرحمِّن بْن عبد اللّطيف ابن الرقّام شيخ المستنصرية، عاش بعده تسعين سنة.
وَرَد ابن سُكينة دمشق رسولا وحدّث بها في سنة خمس وثمانين وخمسمائة، فسمع منه التّاج القرطبيّ وطبقته.
__________
[1] في ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد، الورقة 156- 157 (باريس 5922) .
[2] عبد المؤمن بن خلف المتوفى سنة 705 وصاحب المشيخة المشهورة. انظر: معجم شيوخ الذهبي 336- 338 رقم 483، والمعجم المختص بالمحدّثين، للذهبي 95، 96 رقم 112 وفيه مصادر ترجمته.(43/255)
قَالَ الإمام أَبُو شامة [1] : وفيها تُوُفّي ضياء الدّين عَبْد الوهَّاب بْن سُكينة، وحضره أرباب الدّولة، وكان يوما مشهودا. ثُمَّ قَالَ: وكان من الأبدال.
قَالَ ابنُ النّجّار [2] وغيرهُ: تُوُفّي في تاسع عشر ربيع الآخر، وكان يوما مشهودا.
356- عليّ بْن أَحْمَد بْن سعيد [3] .
الإِمام أبو الحسن ابن الدّبَّاس الواسطيّ، المقرئ، المُعَدَّل.
قرأ بواسط القراءات الكثيرة عَلَى عبدِ الرَّحْمَن بْن الحُسَيْن الدَّجاجيّ، وعلى المبارك بْن أَحْمَد بْن زُريق. وارتحل إِلى هَمَذان فقرأ القراءات عَلَى الحافظ أَبِي العلاء العَطَّار. وارتحل إِلى الموصل، فقرأ عَلَى يَحْيَى بْن سعدون القرطبيّ. ثُمَّ ذكر أَنَّهُ قرأ عَلَى أَبِي الكَرَم الشّهرُزوريّ فأنكروا عَلَيْهِ.
وقد أقرأ بجامع واسط صدرا به مَعَ أبي بكر ابن الباقِلّاني، ثُمَّ استوطن بغدادَ، وأقرأ بها، وحدَّث عن أبي طالب ابن الكَتّانيّ بما لم نعرفه من روايته.
قاله الدُّبَيْثِيّ [4] .
قَالَ [4] : فَسَمِعَ منه عَبْدُ العزيز بْن هلالة ذَلِكَ، فلمّا تبيّن لَهُ ضربَ عَلَى السّماع منه.
قَالَ [4] : وقال لي عبدُ العزيز بن عبد الملك الشيبانيّ الدّمشقيّ: وقفت
__________
[1] في ذيل الروضتين 70.
[2] في ذيل تاريخ بغداد 1/ 368.
[3] انظر عن (علي بن أحمد بن سعيد) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 214، 215، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار 3/ 58- 62 رقم 561، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 209 رقم 1160، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 178، 179 رقم 134، والمختصر المحتاج إليه 3/ 116 رقم 979، ومعرفة القراء الكبار 2/ 595- 597 رقم 554، وميزان الاعتدال 3/ 113 رقم 5780، وغاية النهاية 1/ 519 رقم 2146، وطبقات النحاة واللغويين لابن قاضي شهبة، ورقة 203، 204، ولسان الميزان 4/ 197 رقم 528.
[4] في تاريخه، ورقة 215.(43/256)
عَلَى رقعة فيها خطٌّ مزوَّر عَلَى خطِّ أَبِي الكَرَم الشَّهرزوريّ بقراءة ابن الدّبّاس عَلَيْهِ.
وقد حدّث عَنْ عليّ بْن نغوبا، ومحمد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي زَنبقة، وأنشدنا أبياتا.
قلتُ: آخر من روى عَنْهُ بالإِجازة الكمال الفويره شيخ المستنصرية.
وقال ابن النّجّار [1] : ذكر أَنَّهُ قرأ عَلَى أَبِي الكرم، وأبي الحَسَن بْن محمويه، وعبد الوهَّاب الصّابونيّ الخفّاف، ويوسف بْن المبارك. وقَدِم بغداد عَند عُلُوِّ سِنِّه، ورُتّب لإِقراء النّاس، فأكثروا عَنْهُ. وكان عالما بالقراءات وعِللها، قَيِّمًا بحفظ أسانيدها وطُرقها، وله معرفة جيّدة بالنّحْو. وكان متواضعا حسنَ الأخلاق، كتبتُ عَنْهُ.
وذكر لي مُحَمَّد بْن سعيد الحافظ: أنّ أبا الحسن ابن الدّبّاس حَدَّثَ بكتاب «الحُجة» لأبي عليّ الفارسيّ، سماعا عَنْ أَبِي طالب ابن الكَتّانيّ، بإجازته من أَبِي الفضل بْن خيرون، وما علِمنا له من ابن خيرون إجازة، ولم نشاهد ابن الدّبّاس عند أَبِي طالب قطّ، ولا ذكر لنا أحد أَنَّهُ رآه عنده، ولم يصحّ أَنَّهُ قرأ عَلَى ابن الشّهرزوريّ [2] .
قَالَ ابنُ النّجّار [3] : سألتُ ابن الدّبّاس عَنْ مولده، فَقَالَ: في سنة سبع وعشرين وخمسمائة، دخلتُ بغداد سنة تسعٍ وأربعين. وتُوُفّي في السابع والعشرين من رجب [4] .
__________
[1] في ذيل تاريخ بغداد 3/ 59.
[2] ذيل تاريخ بغداد 3/ 61.
[3] في الذيل 3/ 61، 62.
[4] وقع في: غاية النهاية 1/ 519 أنه توفي سنة سبع وثلاثمائة! ووقع في لسان الميزان 4/ 197 أنه توفي سنة سبع وخمسين وستمائة! ومن شعر علي بن أحمد بن الدباس:
لهفي على عمري لقد أفنيته ... في كل ما أرضى ويسخط مالكي(43/257)
357- عليّ بْن أَبِي الأزهر [1] البغداديّ المعروف بابن البُتَتِيّ [2]- بضمّ الباء الموحَّدة-.
مقرئ فصيح، سريعُ القراءة إِلى الغاية لا يكاد يُجارَى.
قَالَ ابنُ الدُّبَيْثِيّ [3] : قرأ هذا عَلَى شيخنا أَبِي شجاع ابن المقرون في يومٍ واحد من طلوع الشمس إِلى غروبها ثلاثَ خِتَم، وقرأ في الرابعة إلى سورة الطّور [4] بمشهدٍ من جماعة من القرّاء وغيرهم، ولم يخف شيئا من قراءته، وذلك في رجب سنةَ ثمان وخمسين وخمسمائة. وما سمعنا أنّ أحدا قبلَه بلغ هذه الغايةَ. تُوُفّي في ثامن رمضان [5] .
وقال ابنُ النّجّار: أَبُو الحَسَن عَلِيِّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْن إِبْرَاهيم بْن يَحْيَى بْن طاهر بْن يوسف بْن إِبْرَاهيم بْن الحَسَن بن شاذان القصّار [6] ابن
__________
[ () ]
ويلي إذا عنت الوجوه لربّها ... ودعيت مغلولا بوجه حالك
ورقيب أعمالي ينادي شامتا: ... يا عبد سوء أنت أول هالك
لم يبق من بعد الغواية فنزل ... إلا الجحيم وسوء صحبة مالك
[1] انظر عن (علي بن أبي الأزهر) في: تاريخ ابن الدبيثي (كمبرج) ورقة 175، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار 3/ 193، 194 رقم 677، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 211 رقم 1166 وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 61، والمختصر المحتاج إليه 3/ 149، 150 رقم 1076، ومعرفة القراء الكبار 2/ 597 رقم 555، والمشتبه 1/ 117، 118، وغاية النهاية 1/ 526 رقم 2174، وتوضيح المشتبه 2/ 72.
[2] البتتيّ: بضم الباء الموحّدة، وفتح التاء المثناة الأولى، وكسر الثانية.
وقد ذكره المؤلّف الذهبي- رحمه الله- في المشتبه باسم: «أبي الحسن علي بن عبد الله بن شاذان بن البتتي القصار» . (1/ 117، 118) .
وفي التكملة لوفيات النقلة للمنذري 2/ 211: أبو الحسن علي بن أبي الأزهر الأجمي» .
[3] في ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد (كمبرج) ورقة 175.
[4] فتكون أربع ختم إلا ثمنا.
[5] وقع في ذيل تاريخ بغداد لابن النجار 3/ 194: توفي علي بن أبي الأزهر في يوم الخميس الثامن عشر من ربيع الأولى سنة ثمان وعشرين وستمائة، ودفن بباب حرب، وقد قارب الثمانين» .
ووقع في (المشتبه 1/ 118) أنه توفي سنة 671 وقد قيّده بالأرقام!
[6] الّذي في ذيل تاريخ بغداد لابن النجار 1/ 193: «علي بن أبي الأزعر بن علي بن أبي(43/258)
البُتَتِيّ، أحد القرّاء المجوّدين. سألتُه [1] عَنْ مولده، فقال: ولدت سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة. وأجاز لي. وسمع «الحِلْية» من يَحْيَى بْن عَبْد الباقي الغزّال. وذكر لي أَنَّهُ قرأ في يومٍ ثلاث ختمات والرابعة إِلى «الطّور» ، إِلى آخرها، بمجمعٍ كبيرٍ من القرّاء، وأخذ خطوطَهم بذلك، وأنّه لم يُخِلَّ بالتّشديدات والمدّات وإفهام التّلاوة على أبي شجاع ابن المقرون. وذكر أَنَّهُ ختم في شهر رمضان اثنتين وستّين ختْمة. إِلى أن قَالَ: وكان حسنَ الأخلاق، متودّدا، محِبًّا لأهل العِلم، متشيّعا غاليا في التّشيّع.
358- عُمَر بْنُ مُحَمَّد بْن مُعَمّر [2] بْن أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن حَسّان.
المُسِنَد الكبير، رحلة الآفاق، أَبُو حفص بْن أَبِي بَكْر البغداديّ، الدّارَقَزّيّ، المؤدّب، المعروف بابن طَبَرْزَد.
والطَّبَرْزَد: هُوَ السُّكَّر.
وُلِدَ في ذي الحجّة سنة ستّ عشرة وخمسمائة.
__________
[ () ] خليفة، أبو الحسن العطار» !
[1] من هنا إلى آخر الترجمة غير موجود في المطبوع من ذيل تاريخ بغداد.
[2] انظر عن (عمر بن محمد بن معمر) في: معجم البلدان 2/ 422، والتقييد لابن نقطة 397، 398 رقم 521، والكامل في التاريخ 12/ 295، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 200- 202، والتاريخ المجدّد لابن النجار (بارس) ورقة 119، 120، وذيل تاريخ بغداد، له 15/ 292، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 207، 208 رقم 1158، وذيل الروضتين 70، 71، ووفيات الأعيان 3/ 452، ومشيخة النجيب عبد اللطيف، ورقة 106- 109، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 210- 213 رقم 162، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 537، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 29، وتاريخ إربل 1/ 159- 162 رقم 65، وتلخيص مجمع الآداب 1/ 286، 563 و 3/ 234 و 5/ رقم 2020، والمعين في طبقات المحدّثين 187 رقم 1987، والإعلام بوفيات الأعلام 249، والإشارة إلى وفيات الأعيان 317، وسير أعلام النبلاء 21/ 507- 512 رقم 266، وميزان الاعتدال 3/ 223، والعبر 5/ 24، ودول الإسلام 2/ 113، والمختصر المحتاج إليه 3/ 106، 107 رقم 954، والبداية والنهاية 13/ 61، وعقد الجمان 17/ ورقة 331، والعسجد المسبوك 2/ 336، 337، وتاريخ ابن الفرات 5 ق 1/ 115، 116، ولسان الميزان 4/ 329، والنجوم الزاهرة 6/ 201، وشذرات الذهب 5/ 26، وديوان الإسلام 3/ 251، 252 رقم 1389، والأعلام 5/ 61.(43/259)
وسَمِعَ الكثير بإفادة أخيه المحدّث أَبِي البقاء مُحَمَّد، ثُمَّ بنفسه. وحَصَّل الأُصولَ، وحفظها إِلى وقت الحاجة إِلَيْهِ، وكان أكثرُها بخطّ أخيه. سَمِعَ من:
أَبِي القَاسِم بْن الحُصَيْن، وأبي غالب ابن البَنّاء، وأبي القَاسِم هِبة الله الشُّرُوطيّ، وأبي الحسن عليّ ابن الزّاغونيّ، وأبي المواهب أَحْمَد بْن مُلوك، وهبة الله ابن الطّبر الحريريّ، وأبي بَكْر الْأَنْصَارِيّ، وأبي مَنْصُور القزّاز، وأبي منصور ابن خيرون، وعبد الخالق بْن عَبْد الصّمد بْن البدن، ومحمد وعُمَر ابنَيْ أَحْمَد بْن دحروج، وأبي غالب مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن قُريش، وأحمد بن منصور الغزّال، وإسماعيل ابن السّمرقنديّ، وأبي الفضل محمد ابن المهتدي باللَّه، وأبي البدر إِبْرَاهيم بْن مُحَمَّد الكرْخيّ، وأبي الفتح مفلح الدُّوميّ، والوزير عليّ بْن طِرَاد، وأبي الفتح الكُرُوخيّ، وأبي سعد أَحْمَد بْن مُحَمَّد الزَّوزنيّ، وغيرهم.
روى عَنْهُ خلقٌ لا يُمكن حصرُهم، منهم: ابن النّجّار، والضّياء، والزّكيّ المنذريّ، والصَّدر البكريُّ، وأخوه الشرف مُحَمَّد، والكمال عُمَر بْن أَبِي جرادة [1] ، وأخوه مُحَمَّد، ومحمد بن الحسن ابن الحافظ ابن عساكر، والجمال مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عمرون النحْويّ، والشّهاب القُوصيّ وأخوه عُمَر، والمجد مُحَمَّد بن إسماعيل ابن عساكر، والجمال عَبْد الرَّحْمَن بْن سلمان البغداديّ الحنبليّ، والموفّق مُحَمَّد بْن عُمَر خطيب بيت الأبَّار، وأحمد بنُ هِبة الله الكهفيّ، والتّقيّ إسماعيل ابن أبي اليسر، والقطب أحمد بن عبد السلام بْن أَبِي عصرون، والفقيه أَبُو العَبَّاس أَحْمَد بْن نعمة بْن أَحْمَد المقدسيّ، والشّمس إِسْحَاق بن محمود ابن بلكُويه الكاتب نزيل مصر، والمؤيَّد أسعد بْن المظفّر ابن القلانِسيّ، والبهاء حسن بْن سالم بْن صَصْرَى التّغلبيّ، وأَبُو الفَرَج طاهر بْن مُحَمَّد الكحّال، والجمال يحيى ابن الصَّيرفيّ، والشّيخ أَبُو الفَرَج عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عُمَر، وأَبُو الغنائم المُسَلْم بْن علّان، والكمال عبد الرحيم بن عَبْد المَلِك، وأحمد بْن شِيبان، وغازي الحَلَاويّ،
__________
[1] يعني ابن العديم صاحب «بغية الطلب» .(43/260)
وخديجة بنت ابن راجح، وصفيَّة بنت مسعود بْن شُكر، وشاميَّة بنت الصَّدر البكريّ، وزينت بنت مكّيّ، وفاطمة بنت المَلِك المحسن، وفاطمة بنت العماد عليّ بن عساكر، وعبد الرحيم بن يوسف ابن خطيب المزّة، والفخر عليّ بن أحمد ابن البخاريّ وهو آخر من سَمِعَ منه. وآخر من روى عنه بالإجازة: الكمال عبد الرحمن المُكبِّر شيخ المستنصرية.
وقال ابن نُقطة [1] : سَمِعَ «سُنن أَبِي داود» من أَبِي البدر الكرْخيّ بعضها، وبعضها من مُفلح الدّوميّ بروايتهما، كما بُيّنَ، عَنْ أَبِي بَكْر الخطيب. وسَمِعَ كتاب التِّرْمِذيّ من أَبِي الفتح الكَرْوخيّ. قَالَ: هُوَ مكثِر صحيح السّماع، ثقة في الحديث، تُوُفّي في تاسع رجب، ودُفِنَ بباب حرب.
وقرأتُ بخطّ عمر ابن الحاجب، قَالَ: ورد- يعني ابن طَبَرْزَد- دمشق وحَدَّثَ بها وازدحمت عَلَيْهِ الطّلبة. تفرّد بعدَّة مشايخ وأجزاء وكتب. وكان مسِند أهل زمانه.
وقال لي ابن الدُّبَيْثِيّ [2] : كَانَ سماعه صحيحا عَلَى تخليطٍ فيه. سافر إِلى الشام، وحَدَّثَ في طريقه بإربل والمَوْصِلِ، وحَرّان، وحلب، ودمشق، وغيرها من القرى، وعاد إِلى بغداد قبل وفاته وحدّث بها. وجمعت له «مشيخة» عن ثلاثة وثمانين شيخا، وحَدَّثَ بها مِرارًا، وأملى علينا مجالسَ بجامع المنصور، وعاش تسعين سنة وسبعة أشهر.
قلت: يشيرُ ابن الدُّبَيْثِيّ إِلى أنّ أبا البقاء أخاه كَانَ ضعيفا وأكثرُ سماعه، فبقراءة أخيه أَبِي البقاء، فاللَّه أعلم.
وقال الإمام أَبُو شامة [3] : وفيها تُوُفّي ابن طَبَرْزَد. وكان خليعا ماجنا.
سافر بعد حنبل إِلى الشّام، وحَصَل لَهُ مالٌ بسبب الحديث، وعاد حنبل إِلى
__________
[1] في التقييد 397.
[2] ذكر ذلك في تاريخه، الورقة 201 (باريس 5922) .
[3] في ذيل الروضتين 71.(43/261)
بغداد، فأقام يعمل تجارة بما حَصَل لَهُ. قَالَ: فسلك ابن طبرزد طريق حنبل في استعمال كاغَد وعَتّابي، فمرض مُدَّةً ومات، ورجَعَ ما حصل لَهُ إِلى بيت المال كحنبل.
سمعت شيخنا أبا العبّاس ابن الظّاهريّ الحافظ يَقُولُ: كَانَ ابنُ طبرزد يُخِلُّ بالصّلوات.
قلت: ورأيت بخطّ ابن طبرزد كتاب «طبقات الحنابلة» لأبي الحسين ابن الفرّاء. وهو آخِرُ مَن روى عَنِ ابن الحُصَيْن، وجماعة.
وقال المنذريّ [1] : حدّث ابن طبرزد هُوَ وأخوه مَعًا في سنة تسعٍ وثلاثين وخمسمائة [2] .
__________
[1] عبارته في التكملة 2/ 208: «لقيته بدمشق وسمعت منه كثيرا من الكتب الكبار والأجزاء والفوائد، وقرأت عليه في التاسع عشر من ذي الحجة سنة ثلاث وستمائة (الغيلانيات) وهي أحد عشر جزءا، وكان في الأصل طبقة عليه وعلى أخيه أبي البقاء محمد في سنة تسع وثلاثين وخمسمائة فكان بين قراءتي عليه وقراءتهم عليه أربع وستون سنة» .
[2] وقال ابن نقطة: سمعت بعض أصحابنا يلعنه ويقع فيه، فسألت عن سبب ذلك؟ فأخبرت أنه أدخل للشيخ جزءا في جزء وأراد أن يقرأ عليه الجزءين معا، ففطن له فقال: أتستغفلني وتفعل بي مثل هذا أم لا أسمعك شيئا، قم عنّي! وما أسمعه شيئا حتى مات. (التقييد 397) .
وقال ابن النجار: طلب من الشام للسماع عليه فتوجّه إلى هناك، وحدّث بإربل، والموصل، وحرّان، وحلب، وأقام بدمشق مدة طويلة، وروى أكثر مسموعاته. وحصّل مالا حسنا، وعاد إلى بغداد وأقام بها يحدّث إلى حين وفاته. وكان يعرف شيوخه ويذكر مسموعاتهم. وكانت أصول سماعاته بيده، وأكثرها بخط أخيه. وكان يكتب خطا حسنا، وكان متهاونا بأمور الدين. رأيته غير مرة يبول من قيام، فإذا فرغ من إراقة بوله أرسل ثوبه وقعد من غير استنجاء. وكنا نسمع منه أجمع، فنصلّي ولا يصلّي معنا، ولا يقوم لصلاة، وكان يطلب الأجر على الرواية، إلى غير ذلك من سوء طريقته. (المستفاد 211) .
وقال ابن المستوفي: كان سبب وروده إربل أن الفقير أبا سعيد كوكبوري بن علي، لما بنى دار الحديث لم يكن بإربل من يسمّع بها، فمرّت على ذلك مدّة، فأنهيت هذا الحال إليه، فقال: كيف الطريق إلى ذلك؟ فقلت: إحضار مشايخ من بغداد عندهم حديث يسمع عليهم، ثم عيّنته وعيّنت حنبلا لسماع المسند. فكتب كتابا إلى الديوان العزيز- أجلّه الله- يطلبهما، وأنفذ لهما نفقة تامة، فوصلا في سنة اثنتين وستمائة، فنزلا بدار الحديث(43/262)
359- عيسى بْن عَبْد العزيز [1] بْن يَلَلْبَخت [2] بْن عيسى.
العلّامة أَبُو موسى الْجُزُوليّ، اليَزْدكنْتِيّ [3] البربريّ، المَرّاكُشيّ، المغربيّ، النّحْويّ.
حجّ ولزِم العلّامة أبا مُحَمَّد عَبْد الله بْن برّيّ بمصر فأخذ عَنْهُ العربيَّة واللّغة. وسَمِعَ من أبي مُحَمَّد بْن عُبَيْد الله «صحيح البخاريّ» . وصَدَر من رحلته فتصدّر للإِفادة بالمَرِية وبالجزائر عمل ببِجّاية دهرا. وأخذ العربية عَنْهُ جماعة.
وكان إماما لا يُشقُّ غباره في العربية ولا يُجارى، مَعَ جودة التّفهيم وحُسْن العِبارة، وإليه انتهت الرئاسة في علم النّحو، ولقد أتى في «مقدّمته» بالعجائب الّتي لا يُسبق إليها، فكلّها حدود وإشارات ولقد يكون الشخص
__________
[1] انظر عن (عيسى بن عبد العزيز) في: إنباه الرواة 2/ 378، وصلة الصلة لابن الزبير 53، وتكملة الصلة لابن الأبار 3/ ورقة 85 و (المطبوع 2/ رقم 1932) ، ووفيات الأعيان 3/ 488- 491، ودول الإسلام 2/ 113، والعبر 5/ 24، 25، وسير أعلام النبلاء 21/ 497 رقم 257، وتاريخ مختصر الدول 229، وبغية الطلب (المصوّر) 2/ 236، 237 رقم 1879، والمختصر في أخبار البشر 3/ 115، وتاريخ ابن الوردي 2/ 132 وفيه وفاته سنة 610 هـ.، ومرآة الجمان 4/ 19، 20 وفيه وفاته سنة 610 هـ.، والبداية والنهاية 13/ 67، والوفيات لابن قنفذ 307، 308 رقم 616، والسلوك ج 1 ق 1/ 172، وعقد الجنان 17/ ورقة 333، وتاريخ ابن الفرات 9/ ورقة 48، والنجوم الزاهرة 6/ 200، وكشف الظنون 111، 605، 811، 1800، 1801، وشذرات الذهب 5/ 24، وديوان الإسلام 2/ 89 رقم 682، وروضات الجنات 508، وهدية العارفين 1/ 807، والأعلام 5/ 104، ومعجم المؤلفين 8/ 27، ودائرة المعارف الإسلامية 6/ 499، وسيعاد في وفيات 610 هـ. برقم (532) .
[2] يللبخت: بفتح الياء المثنّاة من تحتها واللام وسكون اللام الثانية وفتح الباء الموحّدة وسكون الخاء المعجمة وبعدها تاء مثنّاة من فوقها. قال ابن خلكان: وهو اسم بربري.
(وفيات الأعيان 3/ 490) .
[3] هكذا في الأصل مجوّدة بخطّ المؤلّف الذهبي رحمه الله- بتقديم النون على التاء، أما ابن خلكان فقيّدها بتقديم التاء على النون، فقال: بفتح الياء المثناة من تحتها وسكون الزاي وفتح الدال المهملة وسكون الكاف وفتح التاء المثناة من فوقها وبعدها نون. هذه النسبة إلى فخذ من جزولة.(43/263)
يعرف المسألة من النّحو معرفة جيّدة، فإذا قرأها من «الْجُزُولية» دار رأسه واشتغل فكره، واسم هذه المقدّمة «القانون» اعتنى بها جماعة من أذكياء النُّحاة وشرحوها.
قال القاضي شمس الدّين ابن خلِّكان [1] : بلغني أَنَّهُ كَانَ إذَا سُئل عَنْ هذه المقدّمة: أمِن تصنيفك هي؟ قَالَ: لا. وكان رجلا ورِعًا، فيقال: إنّها نتائج بحوثه عَلَى ابن برّيّ كَانَ يُعَلِّقها. ثُمَّ رجع إِلى المغرب، واشتغل مدَّةً بمدينة بِجاية، ورأيت جماعة من أصحابه. وتُوُفّي سنة عشرٍ بمراكش.
وقال أبو عَبْد الله الأبّار [2] : لَهُ مجموع في العربية عَلَى «الْجُمَل» كثير الفائدة، متداوَل يُسمَّى بالقانون، وقد نُسِبَ إِلى غيره، أخذ عَنْهُ جِلَّة. وتُوُفّي بآزمور من ناحية مَرّاكُش سنةَ سبع وستّمائة، قاله أبو عبد الله ابن الضّرير.
قَالَ الأبّار: وقال غيره: سنةَ ستّ. وولي خطابة مَرّاكُش، وكان إماما في القراءات أيضا.
و «يللبخت» جدّه رجل بربريّ، وهو ابن عيسى ابن يُومارِيليّ.
وجُزُولة: بطن من البربر، وجيمها ممزوجة بالكاف.
وقرأت بخطّ مُحَمَّد بْن عَبْد الجليل المُوقانيّ: إنّه- أعني الْجُزُوليّ- قرأ أصولَ الدّين، وأنّه قاسي بمدَّة مقامه بمصر كثيرا من الفَقْر ولم يدخل مدرسة، وكان يخرج إِلى الضِّياع يؤمُّ بقومٍ، فيحصل ما ينفعه عَلَى غاية الضّيق. ورجع إِلى المغرب فقيرا مُدقعًا، فلمّا وصل إِلى المَرِية أو نحوها رهنَ كتاب ابن السّرّاج الّذي قرأه عَلَى ابن برّي وعليه خطّه، فأنهى المرتهن أمره إِلى الشيخ أَبِي العَبَّاس المَرِيّيّ، أحد الزُّهّاد بالمغرب وكان يُصاحب بني عَبْد المؤمن، فأنهى أَبُو العَبَّاس ذَلِكَ إِلى السّلطان، فأمر بإحضاره، وقدّمه وأحسنَ إِلَيْهِ، وجعله أحد مَن يحضر مجلسه. وصَنّف كتابا في شرح «أصول» ابن السّرّاج،
__________
[1] وفيات 3/ 489- 490.
[2] في تكملة الصلة 2/ رقم 1932.(43/264)
والمقدّمة المشهورة، وقصد بها التّحشية عَلَى «الْجُمَل» .
قلت: وممّن أخذ عَنْهُ أَبُو عليّ الشَّلَوْبِينيّ، وزين الدّين يَحْيَى بْن مُعطي.
وقال القِفْطِيّ [1] : قرأ مذهبَ مالك وأصوله عَلَى ظافر المالكيّ بمصر، وبلغني: أَنَّهُ كَانَ يتورّع عَنْ نسبة «المقدّمة» إِلَيْهِ لكونها نتائج بحوثه وبحوث رُفقائه عَلَى عَبْد الله بْن برّي. قَالَ: وأخبرني صديقنا النّحْويّ اللّورقيّ- يعني عَلَم الدّين [2]- أَنَّهُ اجتاز بالْجُزُوليّ، قَالَ: فأتيتُه فخرج إليَّ في هيئة متألِّه، فسألتُه عَنْ مسألة في التّعجّب من «مقدّمته» وذلك في سنة إحدى وستمائة.
قَالَ القِفْطيّ [3] : وقد شرح العَلَم هذا مقدّمته وأجاد، وشرحها أَبُو عليّ الشَّلَوبينيّ ولم يُطِل، وشرحها شابٌّ من أهل جَيَّان، ومتصدّر بحلب، وأحسن في الإِيجاز.
قلت: يعني بِهِ الشيخ جمال الدّين بْن مالك.
[حرف القاف]
360- قُثَم بْن طلحة [4] بْن عليّ بْن أَبِي الغنائم.
الشريف نقيب النّقباء أبو القاسم ابن النّقيب أَبِي أَحْمَد الهاشميّ، العبّاسيّ، الزَّينبيّ.
كَانَ صدرا مُعَظَّمًا، عالما بالنّسب والتّواريخ.
سَمِعَ من: أبي الفتح ابن البطّي، وأحمد بن المقرّب.
__________
[1] في إنباه الرواة 2/ 378- 379.
[2] تحرفت «العلم» في الإنباه إلى «المعلم» .
[3] في الإنباه 2/ 379.
[4] انظر عن (قثم بن طلحة) في: معجم الأدباء 17/ 11، 12 رقم 5، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 206، 207 رقم 1157، والجامع المختصر 9/ 120، 140، 147- 149، وخلاصة الذهب المسبوك للإربلي 284/ 2 والمختصر المحتاج إليه 3/ 161 رقم 1108.(43/265)
وتُوُفّي في سادس رجب ببغداد، وله سبْعٌ وخمسون [1] .
[حرف الميم]
361- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن قُدَامة [2] بن مقدام بن نصر.
الإِمام القدوة الزّاهد، أَبُو عُمَر المقدسيّ، الْجَمّاعيليّ- رحمة الله عَلَيْهِ.
قَالَ ابن أُخته الحافظ ضياء الدّين [3] : مولده في سنة ثمانٍ وعشرين وخمسمائة بجمَّاعيل، شاهدته بخطّ والده. سَمِعَ الكثير بدمشق من: والده، ومن أَبِي المكارم عَبْد الواحد بن هلال، وأبي تميم سلمان بن علي الرحبيّ، وأبي الفهم عبد الرحمن ابن أَبِي العجائز الأزْديّ، وأبي نصر عَبْد الرَّحيم بن
__________
[1] وقال ياقوت: تولّى فثم نقابة العباسيين مرتين: أولاهما في أيام المستضيء بأمر الله في سنة ست وستين وخمسمائة، وعزل في ذي الحجة سنة ثمان وستين. والثانية في صفر سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة في أيام الناصر، وعزل في سابع عشر ذي الحجة سنة تسعين، وولي بعد ذلك حجابة باب النوبي يوم الخميس خامس عشر ذي القعدة سنة ستمائة، فوقعت فتنة ببغداد بين أهل باب الأزج والمأمونية فركب ليسكّن الفتنة فلم تسكن، فأخذ بيده حربة وحمل على إحدى الطائفتين ونادى: يا لهاشم، وتداركه الشحنة حتى سكنت (الفتنة) فعيب عليه وقيل: أردت خرق الهيبة، لو ضربك أحد العوامّ فقتلك، فعزل عن حجبة الباب في ثالث عشر من شهر رمضان سنة إحدى وستمائة، ولم يستخدم بعد ذلك.
وكان فيه فضل وتميّز ومعرفة بالعلم وحرص عليه جدا، خصوصا ما يتعلّق بالأنساب والأخبار والأشعار، وجمع في ذلك جموعا بأيدي الناس، وكتب الكثير بخطّه المليح إلّا أن خطه لا يخلو من السقط مع ذلك. (معجم الأدباء) .
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 546- 553، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 202، 203 رقم 1147، وذيل الروضتين 71- 75، ودول الإسلام 2/ 114، والعبر 5/ 25، والمعين في طبقات المحدّثين 187 رقم 1989، وسير أعلام النبلاء 22/ 5- 9 رقم 1، والإشارة إلى وفيات الأعيان 317، والإعلام بوفيات الأعلام 249، ومرآة الجنان 4/ 15، والبداية والنهاية 13/ 58- 61، والوافي بالوفيات 2/ 116 رقم 453، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 52- 61 رقم 229، والمقفى الكبير للمقريزي 5/ 272- 274 رقم 1828، وعقد الجمان 17/ ورقة 331، وتاريخ ابن الفرات ج 5 ق 1/ 116، والنجوم الزاهرة 6/ 201، 202، وشذرات الذهب 5/ 27، وديوان الإسلام 3/ 295 رقم 1451، والأعلام 5/ 319، ودائرة المعارف الإسلامية 3/ 866.
[3] في جزء له ضمن مجموع بالظاهرية، رقم 83، ورقة 39- 43.(43/266)
عَبْد الخالق اليُوسُفيّ، وخلْق يطول ذِكرهم. وبمصر من: عَبْد اللَّه بْن بَرّيّ النّحْويّ، وإسماعيل بْن قاسم الزّيّات، وغيرهما.
قلت: روى عَنْهُ: أخوه الشّيخ الموفّقُ، وولداه الشرف عَبْد الله، والشمس عَبْد الرَّحْمَن، والضّياء مُحَمَّد، والزّكيّ عَبْد العظيم، والشمس ابن خليل، والشّهاب القوصيّ، والزّين ابن عَبْد الدّائم، والفخر عليّ. وآخرون.
قَالَ الضّياء: بَابُ في اجتهاده.
كَانَ لا يكادُ يسمع دعاء إلّا حفِظه ودَعا بِهِ، ولا يسمع ذِكرَ صلاةٍ إلّا صَلَّاها، ولا يسمع حديثا إلّا عَمِلَ بِهِ. وكان يُصلّي بالنّاس في نصف شعبان مائة ركعة وهو شيخ كبير، وكان أنشطَ الجماعة، وكان لا يترك قيامَ اللّيل من وقت شُبُوبِيته، سافرتُ معه إِلى الغزاة فأراد بعضُنا يسهر، ويحرسنا، فَقَالَ لَهُ الشيخ أَبُو عُمَر: نَم. وقام هُوَ يُصلّي. وكذا حَدَّثَني عَنْهُ أَحْمَد بْن يونس المقدسيّ أَنَّهُ قام في سَفَرٍ يُصلّي ويحرسهم.
وسمعتُ آسية بنت مُحَمَّد، وهي الّتي كانت تُلازمه في مرضه، تَقُولُ:
إنّه قلَّل الأكل قبلَ موته في مرضه حتّى عاد كالعود. وقالت: مات وهو عاقد عَلَى أصابعه، يعني يُسَبِّح، وسمعتُها تحدّث عَنْ زوجته أمّ عَبْد الرَّحْمَن، قالت: كَانَ يقوم باللّيل فإذا جاءه النّوم عنده قضيب يضرب بِه رِجله، فيذهب عَنْهُ النّوم، وكان كثيرَ الصّيام سَفَرًا وحَضَرًا.
وحدّثني ولده عَبْد الله: أَنَّهُ في آخر عمره سَردَ الصّوم، فلامه أهله، فَقَالَ:
إنّما أصوم أغتنم أيّامي، لأنّي إنْ ضعفت، عجزت عَنِ الصّوم، وإنْ متَ، انقطع عملي. وكان لا يكاد يسمع بجنازة إلّا حضرها قريبة أو بعيدة، ولا مريضا إلّا عاده، ولا يكاد يسمع بجهاد إلّا خرج فيه. وكان يقرأ في كلّ ليلة سُبعًا من القرآن مرتّلا في الصّلاة، ويقرأ في النّهار سُبعًا بين الظُّهر والعصر، وإذا صلّى الفجر وفرغ من الدّعاء والتّسبيح قرأ آياتِ الحرس وياسين والواقعة وتبارك، وكان قد كتب في ذَلِكَ كرّاسة وهي معلّقة في المحراب، ربّما قرأ فيها خوفا من النُّعاس، ثُمَّ يُقرئ ويلقّن إِلى ارتفاع النّهار، ثُمَّ يُصلّي الضُّحي صلاة طويلة.(43/267)
وسمعتُ ولدَه أبا مُحَمَّد عَبْد الله يَقُولُ: كَانَ يسجد سجدتين طويلتين:
إحداهما في اللّيل والأخرى في النّهار يُطيل فيهما السُّجود، ويُصلّي بعد أذان الظُّهر قبل سُنّتها في كلّ يومٍ ركعتين يقرأ في الأولى أول «المؤمنين» ، وفي الثّانية آخر «الفُرقان» من عقيْب سجدتها، وكان يُصلّي بين المغرب والعشاء أربع ركعات يقرأ فيهنّ «السّجدة» و «ياسين» و «تبارك» و «الدّخان» ، ويُصلّي كلّ ليلة جمعة بين العشاءين صلاة التّسبيح ويُطيلها، ويصلّي يوم الجمعة ركعتين بمائة قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ 112: 1 [1] . وحكى ولده عَنْ أهله: أَنَّهُ كَانَ يُصلّي في كلّ يوم وليلة اثنتين وسبعين ركعة نافلة.
ثُمَّ أورد عَنْهُ أورادا كثيرة من الأذكار.
قَالَ الضّياء: وكان يزور المقابرَ كُلَّ جمعة بعد العصر، ولا يكاد يأتي إلّا ومعه شيء من الشّيح في مِئزره أو شيء من نبات الأرض، وكان يقرأ كلّ ليلة بعد عشاء الآخرة آيات الحَرسَ لا يكاد يتركُها. وسمعتُ أَنَّهُ كَانَ إذَا دخل منزله قرأ «آية الكرسيّ» وعَوَّذ بكلمات، وأشار بيده إِلى ما حوله من الدُّور والجبل يحوطها بذلك، ولا ينام إلّا عَلَى وضوء، وإنْ أحْدَثَ توضّأ، وإذا أوى إِلى فراشه قرأ «الحمد» و «آية الكرسيّ» و «الواقعة» و «تبارك» وقُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ 109: 1 [2] ، وربّما قرأ «ياسين» ، ويُسَبّح ثلاثا وثلاثين ويُحَمِّد ثلاثا وثلاثين، ويُكَبِّر أربعا وثلاثين، ويقول: «اللَّهمّ أسلمت نفسي إليك ... » الحديثَ، وغير ذَلِكَ، وكان يَقُولُ بين سُنَّة الفجر والفرض أربعين مرَّة: «يا حيُّ يا قَيومُ لَا إله إلَّا أنتَ» .
وسمعتُ آسية بنت مُحَمَّد ابنة بنته تَقُولُ: كَانَ سَيّدي لا يترك الغُسْلَ يوم الجمعة ولا يكاد يومئذ يخرج إلّا ومعه شيء يتصدّق بِهِ- رحمه الله تَعَالَى.
سَمِعْتُ خالي الإِمام موفّق الدّين يَقُولُ: لمّا قدِمْنا من أرضِ بيت
__________
[1] أول سورة الإخلاص.
[2] أول سورة الكافرين.(43/268)
المقدس كُنّا نتردّد مَعَ أخي نسمع درس القاضي ابن عصرون في الخلاف ثُمَّ إننا انقطعنا، فلقي القاضي لأخي يوما، فَقَالَ: لِمَ انقطعت عَنِ الاشتغال؟
فَقَالَ لَهُ أخي: قَالُوا: إنّك أشعريّ. فَقَالَ: ما أَنَا أشعريّ، ولكن لو اشتغلت عليّ سنة ما كَانَ أحد يكون مثلك، أو قَالَ: كنت تصير إماما.
قَالَ الضّياء: وكان رحمه الله يحفظ الخِرَقيّ ويكتبه من حفظه. وكان قد جمع الله لَهُ معرفةَ الفقه والفرائض والنّحو، مَعَ الزُّهْد والعمل وقضاء حوائج النّاس. وكان يَحمل هَمَّ الأهل والأصحاب، ومن سافر منهم يتفقّد أهاليهم، ويدعو للمسافرين، ويقوم بمصالح النّاس، وكان النّاس يأتون إِلَيْهِ في الخصومات والقضايا، فيُصلح بينهم، ويتفقّد الأشياءَ النّافعة كالنّهر والمصانع والسّقاية، وكانت لَهُ هيبة في القلوب.
وسألت عَنْهُ الإِمام موفّق الدّين، فَقَالَ فيه: أخي وشيخنا ربّانا وعَلَّمنا وحَرَصَ علينا، وكان للجماعة كوالدهم يَحْرَصُ عليهم، ويقوم بمصالحهم، ومن غاب عن أهله قام هُوَ بهم، وهو الّذي هاجر بنا، وهو الّذي سَفّرنا إِلى بغداد، وهو الّذي كَانَ يقوم في بناء الدَّير، وحين رجعنا من بغداد، زوَّجنا، وبنى لنا دُورنا الخارجة عَنِ الدَّير. وكان مُسارعًا إِلى الخروج في الغزوات قلّ ما يتخلّف عَنْ غزاة.
سَمِعْتُ ولده أبا مُحَمَّد عَبْد الله يَقُولُ: إنّ الشيخ جاءته امرأة، فشكت إِلَيْهِ أنّ أخاها حُبِس، وأوذي، فسقط مغشِيًّا عَلَيْهِ. ولمّا جرى للحافظ عَبْد الغنيّ مَعَ أهل البِدَع وفعلوا ما فعلوا، جاءه الخبر، فخرّ مَغِشِيًّا عَلَيْهِ، فلم يُفِقْ إلّا بعد ساعة، وذلك لرقَّة قلبه وشدَّة اهتمامه بالدّين وأهله.
وسمعتُ ولده يَقُولُ: إنّه كَانَ يؤثر بما عنده لأقاربه وغيرهم، وكان كثيرا ما يتصدّق ببعض ثيابه، ويبقى مُعْوزًا، ويكون بِجُبَّةٍ في الشّتاء بغير ثوب من تحتها يتصدّق بالتّحتانيّ، وكثيرا من وقته بلا سراويل. وكانت عمامته قطعة بطانة، فإذا احتاج أحد إِلى خرقة أو مات صغيرٌ قطع منها لَهُ، ويلبس الخشن، وينام عَلَى الحصير، وربّما تَصَدَّق بالشّيء وأهله محتاجون إِلَيْهِ أكثر ممّن أخذه.(43/269)
قَالَ الضّياء: وكان ثوبه إِلى نصف ساقه وكمّه إِلى رُسغه.
سَمِعْتُ والدتي تَقُولُ: مكثنا زمانا لا يأكل أهل الدّير إلّا من بيت أخي، تطبخ عمّتك ويأكل الرجال جميعا والنّساء جميعا.
قَالَ: وكان إذَا جاء شيء إِلى بيته، فرّقوه عَلَى الخاصّ والعامّ.
وسمعت محمود بْن همام الفقيه يَقُولُ: سَمِعْتُ أبا عُمَر يَقُولُ: النّاس يقولون: لا علم إلّا ما دخل مع صاحبه الحمّام. وأنا أقول: لا علمَ إلّا ما دخل مع صاحبه القبر. ومن كلامه: إذَا لم تتصدّقوا لم يتصدَّق أحدٌ عنكم، والسائل إن لم تعطوه أنتم أعطاه غيرُكم. وكان يُحبّ اللّبن إذَا صُفّي بخِرْقة، فعُمِل لَهُ مرّة فلم يأكله، فقالوا لَهُ في ذَلِكَ، فَقَالَ: لحُبّي إيّاه تركتُه. ولم يذقه بعد ذَلِكَ.
سَمِعْتُ أبا العَبَّاس أَحْمَد بْن يونس بْن حسن، قَالَ: كُنّا نزولا عَلَى بيت المقدس مَعَ الشّيخ أَبِي عُمَر وقتَ حصار المسلمين لها مَعَ صلاح الدّين، وكان لنا خيمة، وكان الشيخ أَبُو عُمَر قد مضى إِلى موضع، وجعل يُصلّي فيها في يومٍ حارّ. فجاء المَلِك العادل فنزل في خيمتنا، وسأل عَنِ الشيخ، فمضينا إِلى الشيخ وعَرَّفناه، فَقَالَ: أيشٍ أعمل بِهِ؟! ولم يجيء إِلَيْهِ فمضى إِلَيْهِ عُمَر بْن أَبِي بَكْر وألحَّ عَلَيْهِ، فَما جاء، وأطال العادل القعودَ، قَالَ: فرجعت إِلى الشيخ، فَقَالَ: أنْزَل لَهُ شيئا، قَالَ: فوضعت لَهُ ولأصحابه أقراصا كانت معنا، فأكلوا وقعدوا زمانا ولم يترك الشيخ صلاته، ولا جاء.
سَمِعْتُ أبا إِسْحَاق إِبْرَاهيم بْن مُحَمَّد بْن الأزهر يَقُولُ: ما رأيتُ أحدا قطّ لَيْسَ عنده تكلُّف غير الشيخ أَبِي عُمَر.
سَمِعْتُ شيخنا أبا إِسْحَاق إِبْرَاهيم بْن عَبْد الواحد، قَالَ: سَمِعْتُ أخي الحافظ يَقُولُ: نحن إذَا جاء إنسان اشتغلنا بِهِ عَنْ عملنا، وأمّا خالي أَبُو عُمَر فيه للدّنيا وللآخرة يخالط النّاس وهو في أوراده لا يخليها.
سَمِعْتُ أبا أَحْمَد عَبْد الهادي بْن يوسف يَقُولُ: كَانَ الشيخ أَبُو عُمَر يقرأ بعضَ اللّيالي فربّما غشي عَلَى بعض النّاس من قراءته.(43/270)
وأمّا خُطَبه، فكان إذا خطب تَرِقُ القلوبُ، ويبكي بعض النّاس بكاء كثيرا، وكان ربّما أنشأ الخطبة وخطب بها. وكان يُسَمِّعنا ويقرأ لنا قراءة سريعة من غير لحن. ولا يكاد أحد يقدم من رحلة إلّا قرأ عَلَيْهِ شيئا من مسموعاته.
وكتب الكثيرَ بخطّه المليح من المصاحف والكتب مثل «الحِلْية» لأبي نعيم، و «الإبانة» لابن بطّة، و «تفسير» البغويّ، و «المغني» لأخيه [1] .
وسمعته يَقُولُ: ربّما كتبت في اليوم كرّاسين بالقطع الكبير. وكان يكتب لأهله المصاحفَ وللنّاسِ «الخِرَقيّ» بغير أجر.
وقد سَمِعْتُ أنّ النّاس كانوا يأتون إِلَيْهِ يقولون: اكتُبْ لنا إِلى فلان الأمير. فيقول: لا أعرفه. فيقال: إنّما نريد بركةَ رقعتك. فيكتب لهم فتُقْبَل رقعتُه. وكان يكتب كثيرا إِلى المعتمد الوالي وإلى غيره، فَقَالَ لَهُ المعتمد:
إنّك تكتب إلينا في قومٍ لا نريد أن نقبل فيهم شفاعة، ونشتهي أن لا نردّ رقعتك. فَقَالَ: أمّا أَنَا، فقد قضيتُ حاجتي، إنّي قضيتُ حاجة مَن قصدني، وأنتم إن أردتم أن تقبلوا رقعتي وإلّا فلا، فَقَالَ لَهُ: لا نردها، أو كما قَالَ.
وكان الناسُ قد احتاجوا إِلى المطر، فطلع إِلى مغارة الدَّم ومعه جماعة من محارمه النّساء، فصلّى بهن، ودعا في المطر حينئذٍ، وجرت الأودية شيئا لم نره من مُدَّة.
وسمعت أبا عَبْد الله بْن راجح يَقُولُ: كَانَ لِنور الدّين أخ استعان بالفرنج عَلَى أخيه، ونور الدّين مريض، فجاء الفرنج، فخرجنا مَعَ الشيخ أبي عُمَر إِلى مغارة الدّم وقرأنا عشرة آلاف مرة قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ 112: 1 وإِنَّا أَنْزَلْناهُ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ 97: 1 [2] ودعونا، فجاء مطر عظيم عَلَى الفرنج أشغلهم بنفوسهم وردّوا.
__________
[1] يعني موفق الدين.
[2] أول سورة القدر.(43/271)
سَمِعْتُ عَبْد الله بْن أَبِي عُمَر، حَدَّثَني ابن الصُّوريّ، صديق والدي، قَالَ: جئنا يوما إِلى والدك ونحن جياع وكنّا ثلاثة، فأخرج لنا سكرجة فيها لبن، وسكرجة فيها عسل وكُسَيْرات، فأكلنا وشبعنا، فنظرت إِلَيْهِ كأنّه لم ينقص.
قلتُ لخالي أَبِي عُمَر: أشتهي أن تهبني جزءا بخطّك من الأجزاء الّتي سمعناها عَلَى أَبِي الفرج الثّقفيّ، فأرسل الأجزاء إليَّ، وقال لي: خذ لك منها جزءا، واترك الباقي عندك، فأخذت جزءا ورددتها، فبعدَ موته سألتُ عنها فَما وجدت بقي منها إلّا جزء أو جزءان، فندمتُ إذ لم أسمع منه.
سَمِعْتُ الإمام مُحَمَّد بْن عُمَر بْن أَبِي بَكْر يَقُولُ: دعاني الشيخ أَبُو عُمَر ليلة، وكنت أخاف من ضرر الأكل، فابتدأني وقال: إذَا قرأ الإنسان قبل الأكل شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ 3: 18 [1] ولِإِيلافِ قُرَيْشٍ 106: 1 [2] ثُمَّ أكل فإنه لا يَضُرُّه.
وسمعت الإمام أبا بَكْر بْن أَحْمَد بْن عُمَر البغداديّ، قَالَ: جاء الشيخ أَبُو عُمَر فَقَالَ: تمضي معي إِلى كفربطْنا، وكنت مشتغلا بقراءة القرآن فقلت في نفسي: أمشي معه، فأشتغل عَنِ القراءة بالحديث في الطّريق. فلمّا خرجنا من البلد، قال: تعال أنا وأنت نقرأ حتّى لا نشغلك عَنِ القراءة.
سَمِعْتُ الإمام أبا بَكْر عَبْد اللَّهِ بْن الحَسَن بْن الحسن ابن النّحّاس يَقُولُ:
كَانَ والدي يحبّ الشيخ أبا عُمَر، فَقَالَ لي يوم جمعة: أَنَا أُصلّي الجمعة خلف الشيخ، ومذهبي أنّ «بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ 1: 1» من الفاتحة، ومذهبه أنّها ليست من الفاتحة، وأخاف أن يكون في صلاتي نقص، فقلت لَهُ: اليوم قد ضاق الوقت، قال: فبعد هذا مضينا إِلى المسجد فوجدناه، فسَلّم عَلَى والدي وعانقه ثُمَّ قَالَ: يا أخي صلِّ وأنت طيّبُ القلب فإنّني ما تركت «بسم الله
__________
[1] سورة آل عمران، الآية 18.
[2] أول سورة قريش.(43/272)
الرحمن الرحيم» في فريضة ولا نافلة مذ أَمَمْتُ بالنّاس. فالتفت إليَّ والدي، وقال: احفظْ.
سمعت أبا غالب مظفّر بن أسعد ابن القلانسيّ، قَالَ: كَانَ والدي يُرسل إِلى الشيخ أَبِي عُمَر شيئا كلّ سنة، فأرسل إليه مرَّة دينارين فردّهما، قَالَ:
فضاق صدري، ثُمَّ فكّرتُ، فوجدتها من جهة غير طيبة، قَالَ: فبعث إِلَيْهِ غيرهما من جهة طيّبة، فقبلهما، أو كما قَالَ.
حدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن أُبَيّ عُمَر، قَالَ: حكت زوجته- يعني أمّ عَبْد الرَّحْمَن آمنة بنت أَبِي موسى- أنّها لم تحمل بولدٍ قطّ إلّا علمت من كلامه وحاله ما حَمْلُها من ذكر أو أنثى، فمرَّةً أتاه رجلٌ بغنمه هدية، فَقَالَ:
هذه نتركها حتّى تِلدي ونشتري أخرى ونذبحها عقيقة. قالت: ويجيء لنا ابن؟
فضحك، فولد لَهُ بعد أيام ابنه سُلَيْمَان. وفي مرَّة أخرى حملتُ، فَقَالَ: كَانَ اسم أَبِي أَحْمَد ففي هذه النّوبة أُسمي ابْنَهُ أَحْمَد، فولدتُ لَهُ ابنَهُ أَحْمَد. ومرة أخرى حملتْ ورآها وهي تُخاصم بنتها، فَقَالَ: هذا حالك وهي واحدة، فكيف إذَا صارت اثنتين؟ فولَدَتْ بنتا. وأمثال ذَلِكَ.
وسمعت أَحْمَد بْن عَبْد المَلِك بْن عُثْمَان، قَالَ: جاء أَبُو رضوان وآخر إِلى الشيخ أَبِي عُمَر، فقالا لَهُ: إنّ قُراجًا قد أخذ فلانا وحبسه، فادعُ عَلَيْهِ، فباتا عند الشيخ، فلمّا كَانَ الغد، قَالَ: قُضِيَتْ حاجتكم، فلمّا كَانَ بعد ساعة إذَا جنازة قُراجا عابرة.
سَمِعْتُ أبا مُحَمَّد عَبْد الرّزّاق بْن هبة الله بْن كتائب، قَالَ: سَمِعْتُ رجلا صالحا يَقُولُ: أقام الشيخ أَبُو عُمَر قطبا ستّ سنين. ثُمَّ ذكر الضّياء حكايتين في أنّ أبا عُمَر صار القطب في أواخر عمره، وقال: سمعت أبا بكر بن أَحْمَد بْن عُمَر المقرئ يَقُولُ: إنّه رأى رجلا من اليمن بمكّة، فذكر أنّهم يستسقون بالشيخ أَبِي عُمَر وأنّه من السبعة، أو كما قَالَ.
سَمِعْتُ الزّاهد أَحْمَد بْن سلامة النّجّار، حدّثنا الفقيه عبد الرّزّاق ابن أبي(43/273)
الفهم: أنّ رجلا مغربيّا جاء إِلى دمشق، فسأل عَنْ جبل قاسيون، فدُلّ عَلَيْهِ، فجاء إِلى الشيخ أَبِي عُمَر، فَقَالَ: ما قدمتُ من الغرب إلّا لزيارتك وأنا عائد إِلى الغرب، فقيل لَهُ: أيشٍ السبب؟ فامتنع فألحّوا عَلَيْهِ، فَقَالَ: كَانَ لي شيخ بالمغرب لا يخرج إلّا لصلاةٍ ثُمَّ يعود إِلى البيت، فسألتُ عَنْهُ بعض اللّيالي فقيل: لَيْسَ هُوَ هنا، فلمّا أصبحتُ، قلت: أين كنت البارحة، قَالَ: إنّ الشيخ محمدا بجبل قاسيون أُعطي القطابة، فمشينا إِلى تهنئته البارحة. أو ما هذا معناه.
ثُمَّ ذكر الضّياء حكايتين أيضًا في أنّه قطب، ثُمَّ قَالَ: فحكيتُ لأبي مُحَمَّد عَبْد الله بْن أَبِي عُمَر شيئا من هذا، فَقَالَ: جاء إِلى والدي جماعة من المشايخ فاستأذنوا عَلَيْهِ، وسلّموا عَلَيْهِ، ثُمَّ خرجوا، ثُمَّ جماعة آخرون، ووصفَ كثرة مَن جاء إِلَيْهِ في ذَلِكَ اليوم، فقلت لَهُ: تعرفهم؟ فَقَالَ: لا، وأنا أتفكّر إِلى اليوم في كثرتهم- يعني فكأنّه أشار إِلى أَنَّهُ قطب ذَلِكَ الوقت.
كَانَ أَبُو عُمَر- رحمه الله- لا يكاد يسمع بشيء لا يجوز قد عُمِلَ إلّا اجتهد في تغييره، وإنْ كَانَ بعض الملوك قد فعله، كتب إِلَيْهِ، حتّى سمعنا عَنْ بعض ملوك الشام قَالَ: هذا الشيخ شريكي في ملكي. أو كما قَالَ.
وكان لَهُ هيبة عظيمة حتّى إنْ كَانَ أحدنا ليشتهي أن يسأله عَنْ شيء فَما يَجسُر أن يسأله، وإذا دخل المسجد، سكتوا وخفضوا أصواتهم، وإذا عَبَر في طريق والصّبيان يلعبون هربوا، وإذا أمَرَ بشيءٍ لا يجسر أحد أن يخالفه.
وسمعت خالي موفّق الدّين بعد موته يَقُولُ: كَانَ أخي يكفينا أشياء كثيرة ما نقوى لما يفعل.
وكان الله قد وضع للشيخ المحبَّة في قلوب الخَلْق. وكان لَيْسَ بالطّويل ولا القصير، أزرق العينين وليس بالكثير، يميل إلى الشّقرة، عاليَ الجبهة، حسنَ الثَّغْرِ، صبيحَ الوجه، كثَّ اللّحية، نحيفَ الجسم. أول زوجاته: عمّتي فاطمة، وكانت أسنّ منه كَبِرَتْ وأُقعدت وماتت قبله بأعوام، وولدت لَهُ:(43/274)
عُمَر، وخديجة، وآمنة، وأولادا غيرهم ماتوا صغارا. وتزوَّج عليها طاووس، امرأة من بيت المقدس، وولدت ابنتين، فماتت هي وبناتها في حياته. ثُمَّ تزوج فاطمة الدّمشقيَّة فولدت لَهُ: عَبْد الله، وزينب، وماتت قبل أمّ عُمَر. ثُمَّ تزوَّج آمنة بنت أَبِي موسى فولدت لَهُ جماعة كبر منهم: أَحْمَد، وعبد الرَّحْمَن، وعائشة، وحبيبة، وخديجة الصُّغرى.
ومن شِعره:
ألمْ يَكُ مَنْهَاة عَن الزَّهْوِ أَنَّني [1] ... بَدَا لِي شَيْبُ الرَّأْس والضَّعْفُ والأَلَمْ
ألمَّ بي الخَطْبُ الَّذي لَوْ بَكَيْتُه ... حَيَاتِي حَتَّى يَنْفَدَ [2] الدَّمعُ لم أُلَمْ
وله مَرْثيَّة في ابنه عُمَر. وله هذه الأرجوزة، وهي طويلة فمنها:
إنِّي أقُولُ فَاسْمَعُوا بياني ... يا مَعْشَرَ الأصْحَابِ والإِخْوَانِ
أُوصِيكُم بالعَدْلِ والإِحْسَانِ ... والبِرِّ والتَّقْوى مَعَ الإِيمَانِ
فَاسْتَمْسِكُوا بَطَاعةِ الرِّحْمن ... واجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ
سَمِعْتُ آسيةَ بنت مُحَمَّد بْن خَلَف تَقُولُ: لمّا كَانَ اليوم الّذي تُوُفّي فيه سيّدي، وَصَّانا فيه، واستقبل القِبلة وقال: اقرءوا «ياسين» ، وكان يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ 2: 132 [3] اللَّهمّ ثبّتكم عَلَى الكتاب والسُّنَّة.
وسمعت أهلنا يقولون: إنّ الماء الّذي كَانَ يخرج من تغسيله من السّدْر وغيره نَشَّفَهُ النّاس في خِرقهم ومقانعهم.
وسمعت أبا إِسْحَاق إِبْرَاهيم بْن مُحَمَّد بْن الأزهر غير مرَّةٍ يَقُولُ: حزرتُ مَن حضر جنازة الشيخ أبي عمر عشرين ألفا.
__________
[1] في المقفى الكبير للمقريزي:
ألم يك ملهاة عن اللهو أنني
[2] في المقفى: «يجف» .
[3] سورة البقرة، الآية 132.(43/275)
وسمعت مُحَمَّد بْن طَرْخان بْن أَبِي الحَسَن الدّمشقيّ ومسعود بْن أَبِي بَكْر المقدسيّ، أنّ عَبْد الوليّ بْن مُحَمَّد حدّثهم: أَنَّهُ كَانَ يقرأ عند قبر الشيخ أبي عمر سورة البقرة، وكان وحده، فبلغ إلى بَقَرَةٌ لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ 2: 68 [1] قال:
فقلت: لا ذَلُولٌ 2: 71 يعني غلط، قَالَ: فَرَدّ عليَّ الشيخ أَبُو عُمَر من القبر، قَالَ: فخفتُ وفزعتُ وارتعدتُ وقمت. وهذا لفظ حكاية مُحَمَّد بْن طَرخان عن ولده عبد الوليّ. قَالَ والده: وبقي بعد ذَلِكَ أياما ثُمَّ مات. وهذه الحكاية مشتهرة.
سَمِعَت عليّ بْن ملاعب العراقيّ المؤدّب، قال: قرأت سورة الكهف عند قبر الشيخ أَبِي عُمَر، فسمعته من القبر يَقُولُ: «لا إله إلا الله» .
ثُمَّ ذكر الشيخ الضّياء بابا في زيارة قبره، فذكر في ذَلِكَ ثلاثة منامات، ثُمَّ ذكر منامات رُئيت لَهُ بعد موته، ثُمَّ ذكر قصيدة ابن سعد يرثيه بها وهي أربعة وثلاثون بيتا، ثُمَّ أخرى لَهُ اثنا عشر بيتا، ثُمَّ قصيدة لأبي الفضل أَحْمَد بْن أسعد بْن أَحْمَد المزدقانيّ ستة وثلاثون بيتا. وقال: تُوُفّي عشيَّة الاثنين من الثّامن والعشرين من ربيع الأول.
وقال أبو المظفّر الواعظ [2] : حَدَّثَني الزّاهد أَبُو عُمَر، قَالَ: هاجرنا من بلادنا، ونزلنا بمسجد أَبِي صالح بظاهر باب شرقيّ، فأقمنا بِهِ مدَّة ثُمَّ انتقلنا إِلى الجبل، فَقَالَ النّاس: الصّالحية الصّالحية! ينسبونا إِلى مسجد أَبِي صالح لا أنّنا صالحون، ولم يكن بالجبل عمارة إلّا دير الحورانيّ [3] وأماكن يسيرة.
قَالَ أَبُو المظفّر [4] : كَانَ معتدل القامة، حسن الوجه، عَلَيْهِ أنوار العبادة، لا يزال متبسِّمًا، نحيلَ الجسم من كثرة الصّلاة والصّيام. صلّيت
__________
[1] الآية 68.
[2] في مرآة الزمان 8/ 546- 547.
[3] تحرفت في مرآة الزمان إلى: الحواري.
[4] مرآة الزمان 8/ 547، 548- 549.(43/276)
الجمعة في سنة ستٍّ والشيخ عَبْد الله اليونينيّ [1] إِلى جانبي، فلمّا كَانَ في آخر الخطبة والشيخ أَبُو عُمَر يخطب نهض الشيخ عَبْد الله مُسرعًا وصعد إِلى مغارة توبة [2] ، وكان نازلا بها، فظننتُ أَنَّهُ احتاج إِلى وضوء أو آلمه شيء، فصلّيت وطلعت وراءه وقلت لَهُ: خير ما الّذي أصابك؟ فَقَالَ: هذا أَبُو عُمَر ما تحلّ خلفه صلاة، يَقُولُ عَلَى المنبر المَلِك العادل وهو ظالم فَما يَصْدُق.
قلت: إذَا كانت الصّلاة خلفه لا تصحّ فخلف مَنْ تَصِحّ؟ فبينا نحن في الحديث إذ دخل الشيخ وسَلّم وحل مئزره وفيه رغيف وخيارتان، فكسر الجميع، وقال: بسم الله الصلاة، ثُمَّ قَالَ ابتداء: قد روي في الْحَدِيثِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وُلِدْتُ في زَمَنِ الملِكِ العادِلِ كِسْرى» [3] . فنظر إليَّ الشيخ عَبْد الله وتبسّم وأكل وقام الشيخ أَبُو عُمَر فنزل، فَقَالَ لي الشيخ عَبْد الله: ماذا إلّا رَجُل صالح.
قَالَ أَبُو المظفّر [4] : وأصابني قولنج فدخل عليّ أَبُو عُمَر وبيده خَرُّوب [5] مدقوق فَقَالَ: استفّ [6] هذا، وعندي جماعة، فقالوا: هذا يزيد القولنج ويضرّه، فَما التفتُّ إِلى قولهم، وأكلته، فبرأت في الحال. وقلت لَهُ يوما- وما كَانَ يردّ أحدا في شفاعة- وقد كتب رقعة إِلى المَلِك المُعَظَّم:
كيف تكتب هذا والملك المُعَظَّم عَلَى الحقيقة هُوَ الله؟ فتبسّم ورمى إليَّ الورقة، وقال: تأمّلها، وإذا قد كتب المعَظِّم وكسر الظّاء، فعجبت من ورعه.
قلت [7] : وفي هذا ومثله إنّما يُلحظ العلميّة لا الصّفة مثل: عليّ،
__________
[1] اليوناني: نسبة إلى بلدة يونين القريبة من بعلبكّ.
[2] تحرفت في المطبوع من المرآة إلى: موبة.
[3] هذا حديث باطل لا أصل له، نبّه على بطلانه غير واحد من المحدثين انظر «المقاصد الحسنة» للسخاوي ص 454.
[4] في مرآة الزمان 8/ 549- 550.
[5] في المرآة: «خرنوب» .
[6] في المرآة: «اشتف» وهو تصحيف.
[7] القول للذهبي المؤلف- رحمه الله-.(43/277)
ورافع، والحكم، مَعَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يرخّص في التّسمية لما قَلَّ استعماله في العَلَمِيَّة إذَا لُمح فيه النعتُ مثل: برة، أمّا إذَا شاع استعماله وغلب، فلا يسبق إِلى الذّهن إلّا العَلَمية.
وقال الإمام أَبُو شامة [1] : أوّل ما زرتُ قبره- يعني أبا عُمَر- وجدت بتوفيق الله رقَّة عظيمة وبكاء، وكان معي رفيق فوجد مثل ذَلِكَ. قَالَ:
وأخبرني بعضُ الثّقات: أنّه رأى الإِمام الشافعيّ في المنام فسأله: إِلى أين تمضي؟ قَالَ: أزور أَحْمَد بْن حنبل، قَالَ: فاتّبعتُه انظر ما يصنع، فدخل دارا فسألت: لمن هي؟ فقيل: للشيخ أَبِي عُمَر- رحمه الله-.
قلت: وله آثار حميدة، منها مدرسته بالجبل وهي وقف عَلَى القرآن والفقه، وقد حفظ فيها القرآن أمم لا يحصيهم إلّا الله.
ومن أولاده: الخطيب الإِمام شرف الدّين عَبْد الله خطبَ بالجامع المظفّريّ مدَّة طويلة، وهو والد الإمامين: العلّامة الزاهد العابد العزّ إِبْرَاهيم بْن عَبْد الله، وفي أولاده علماء وصلحاء، وقاضي القضاة شرف الدّين حسن بْن عَبْد الله.
ومن أحفاده: الجمال أَبُو حمزة بن عمر ابن الشيخ أَبِي عُمَر وهو جدّ شيخنا شيخ الجبل، وقاضي القضاة ومُسند الشّام تقيّ الدّين سُلَيْمَان بْن حمزة. وآخر مَن مات من أولاد الشيخ- رحمه الله- ولده الإِمام العلّامة شيخ الإِسلام شمس الدّين أَبُو الفَرَج- رَضِيَ الله عنهم أجمعين وأثابهم الجنَّة-.
362- مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن سُلَيْمَان [2] بْن حَوْط الله.
أَبُو القَاسِم الأنصاريّ.
سمع أباه [3] ومات شابّا.
__________
[1] في ذيل الروضتين ص 75.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الله بن سليمان) في: التكملة لكتاب الصلة لابن الأبار 2/ 581.
[3] وسمع غيره أيضا كما في تكملة ابن الأبار.(43/278)
263- مُحَمَّد بْن هِبة الله [1] بْن كامل.
أَبُو الفَرَج البغدادي الوكيل عند القضاة.
وكان ماهرا في الحكومات، لَهُ القبول والشهرة.
وُلِدَ سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة.
وأجاز لَهُ أَبُو القَاسِم بْن الحُصَيْن. وسَمِعَ من: أَبِيهِ، وأبي غالب أَحْمَد بْن البَنَّاء، وأبي القَاسِم هِبة الله بْن عَبْد الله الشُّرُوطيّ، وأبي منصور بْن خَيْرون، وبدر بْن عَبْد اللَّه الشِّيحيّ.
وعمّر، وروى الكثير، وروى عَنْهُ: أَبُو عَبْد الله الدُّبَيْثِيّ، والضّياءُ الحنبليّ، والتّقيّ اليلدانيّ، والعز عبد العزيز ابن الصَّيْقَلِ، وآخرون. وأجاز للفخر عليّ، ولأحمد بْن شيبان، وللكمال عَبْد الرَّحْمَن المُكَبِّر.
وتُوُفّي في خامس رجب.
364- مُحَمَّد بْن هِبة الله بْن حُسين [2] .
أَبُو منصور التّميميّ الكوفيّ.
سَمِعَ: أبا الحَسَن بْن غبرة، وأحمد بْن ناقة.
ومات في خامس صفر.
365- المبارك بن أنوشتكين [3] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن هبة الله) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 171، ومشيخة النجيب عبد اللطيف، ورقة 105، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 205، 206 رقم 1156، والمختصر المحتاج إليه 1/ 157، والعبر 5/ 26، والإشارة إلى وفيات الأعيان 317، وسير أعلام النبلاء 22/ 10، 11 رقم 3، والوافي بالوفيات 5/ 154 رقم 2180، والنجوم الزاهرة 6/ 202، وشذرات الذهب 5/ 30.
[2] انظر عن (محمد بن هبة الله بن حسين) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 170، 171، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 198 رقم 1137، والمختصر المحتاج إليه 1/ 157، والوافي بالوفيات 5/ 151، 152 رقم 2175.
[3] انظر عن (المبارك بن أنوشتكين) في: التقييد لابن نقطة 441 رقم 588، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي 15/ 335، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 198، 199 رقم 1138،(43/279)
أَبُو القَاسِم النَّجْمِيّ [1] البغداديّ العَدْل.
سَمِعَ: أبا المظفّر محمد ابن التّريكيّ، وأبا محمد ابن المادح. وأخذ العربية عن أبي محمد ابن الخشّاب، وأبي الحسن ابن العَصّار.
وكان أديبا فاضلا حسن الطّريقة.
تُوُفّي في صفر [2] .
366- المبارك بْن صَدَقة [3] بْن حُسَيْن.
أبو بكر ابن الباخَرزيّ، المقرئ، البغداديّ.
قرأ القراءات عَلَى أَبِي المعالي ابن السّمين. وسَمِعَ من أَبِي الفضل الأُرْمَوي، وأبي الفتح الكُرُوخيّ.
روى عَنْهُ: الدُّبَيْثِيّ، والضّياء، وغيرهما [4] .
وباخَرْز: اسم لناحية من أعمال نيسابور.
تُوُفّي في جمادى الآخرة [5] .
كان حيسوبا.
__________
[ () ] والمختصر المحتاج إليه 3/ 168 رقم 1124، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 52551 رقم 228.
[1] قال المنذري: وهو منسوب إلى ولاء خادم يقال له: نجم مملوك السيدة أخت المستنجد باللَّه أمير المؤمنين.
[2] وقال ابن نقطة: سمعت منه وكان عالما فاضلا ثقة صدوقا، توفي- رحمه الله- حادي عشر صفر سنة سبع وستمائة.
ونقل ابن رجب عن القادسي أنه توفي يوم السبت رباع عشر صفر.
ومولده بعد الأربعين وخمسمائة بقليل.
[3] انظر عن (المبارك بن صدقة) في: التقييد لابن نقطة 441 رقم 587 وفيه «المبارك بن صدقة بن يوسف» ، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي 15/ 336، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 204، 205 رقم 1153، والمختصر المحتاج إليه 3/ 169، 170 رقم 1129.
[4] وقال ابن نقطة: سمع الجامع لأبي عيسى من أبي الفتح الكروخي، سمعته منه، وكان سماعه صحيحا.
[5] وقال ابن نقطة: وذكر لنا أن مولده في شعبان من سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة.(43/280)
367- محمود بْن مُحَمَّد [1] بْن الحَسَن بْن عَبْد الباقي.
أَبُو الفضل البغدادي الكَوّاز [2] .
شيخ صالح. روى عَنْ ابن ناصر، وغيره.
روى عنه بعضهم، قَالَ: حَدَّثَنَا عليّ بْن هبة الله بْن زهمُويه الأَزَجي، أَخْبَرَنَا أَبُو نصر الزّينبيّ، فذكر حديثا.
تُوُفّي في ربيع الأول [3] .
368- المُسَلّم بْن حمّاد بْن محفوظ بْن ميسرة الأمين المرتضى.
عفيف الدّين أَبُو الغنائم الأزْدي، الدّمشقيّ.
أحد العدول المعتبرين. سَمِعَ من الوزير الفَلَكيّ، والحافظ ابن عساكر فأكثر.
وحَدَّثَ ب «صحيح البخاريّ» .
روى عَنْهُ: الشّاب القُوصيّ، والزّكيّ البِرْزاليّ.
تُوُفّي فِي ربيع الآخر عَنْ أربعٍ وسبعين سَنَة.
وهو جدّ المحدّث مجد الدّين ابن الحلوانية.
369- المطهّر بْن أَبِي بَكْر [4] بْن الحَسَن.
أبو روح البيهقيّ، الصّوفيّ، نزيل القاهرة.
وكان صالحا متواضعا، إمام مسجد.
تُوُفّي بطريق مكَّة راجعا.
سَمِعَ: أبا الأسعد هبة الرحمن ابن القشيريّ، وأبا بكر محمد بن عليّ
__________
[1] انظر عن (محمود بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 199 رقم 1139، والمختصر المحتاج إليه 3/ 183، 184 رقم 1177.
[2] الكوّاز: بفتح الكاف وتشديد الواو وفتحها وبعد الألف زاي، نسبة إلى عمل الكيزان من الخزف. (المنذري) .
[3] ومولده سنة 528 هـ.
[4] انظر عن (المطهر بن أبي بكر) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 197، 198 رقم 1136.(43/281)
الطّوسيّ، وأبا طاهر السِّلَفي.
ووُلد سنة خمسٍ وثلاثين وخمسمائة.
روى عَنْهُ: الزّكيّ المنذريّ، والكمال عليّ بْن شجاع الضّرير، وجماعة.
تُوُفّي في صفر.
وأجاز لابن مَسْدِي.
370- المظفّر بْن أَبِي مُحَمَّد [1] بْن شاشير [2] .
أَبُو منصور الواعظ.
كَانَ يَعِظ في الأعْزِيَة، وفي تُرَب الرُّصافة من بغداد. وحدّث عَنْ أَبِي الوقت السِّجْزِيّ.
وكان ظريفا مطبوعا ماجنا، قام إِلَيْهِ رَجُل فَقَالَ: أَنَا مريض جائع، فَقَالَ: نيك وقد تعافيت.
ومَرّ يوما عَلَى لَحّام وعنده لحم هزيل وهو ينادي: يا مَنْ حلفت لا يُغْبنُ، فَقَالَ: حتّى تحنثه.
وقال: خرجت إلى بعقوبا فتكلّمت في جامعها، فَقَالَ واحد: عندي نِصْفِيَّة للشيخ، وقال آخر: عندي نِصْفِيَّة، إِلى أن عَدُّوا خمسين نصفية، فقلت في نفسي: استغنيت! فلمّا أصبحنا إذَا في زاوية المسجد كارة شعير، فَقَالَ لي واحد: النّصفيَّة كيل شعير.
وجلستُ يوما بباجسرى فجمعوا شيئا ما علمتُ ما هُوَ، فأصبحنا وإذا في جانب المسجد صوف وقرون جاموس، فقام واحد ينادي: مَن يشتري صوف الشيخ وقرونه! فقلت: ردّوا صوفكم وقرونكم لا حاجة لي فيه.
__________
[1] انظر عن (المظفر بن أبي محمد) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 553، 554، وذيل الروضتين 77، والبداية والنهاية 13/ 61، 62.
[2] تصحفت في المرآة، والبداية والنهاية إلى: «ساسير» بالسينين المهملتين.(43/282)
تُوُفّي ببغداد في رجب عَنْ نَيِّفٍ وثمانين سنة.
371- مظفرُ بْن إِبْرَاهيم [1] بْن مُحَمَّد.
أَبُو منصور ابن البَرْني [2] ، الحربيّ، القارئ.
حدّث عَنْ: جدِّه لأمّه عَبْد الرَّحْمَن بْن عليّ بْن الأشقر، وأبي الحسين محمد بن محمد ابن الفرّاء، وكان سماعُه صحيحا. وذكر أَنَّهُ سَمِعَ من القاضي أبي بكر.
روى عنه: الدبيثي، والضّياء المقدسيّ، وابنُ خليل، وآخرون.
وهو آخر مَن حَدَّثَ عَنِ ابن الفرّاء. وأجاز للشيخ شمسِ الدّين عَبْد الرَّحْمَن، وللفخر عليّ.
وتُوُفّي في الحادي والعشرين من شوّال. وكان مولده في سنة خمس عشرة وخمسمائة.
وهو والد إِبْرَاهيم.
وقد مَرَّ أخوه ذاكر الله في سنة إحدى وستّمائة. أسنّ هذا [3] .
372- معالي بْن أَبِي بَكْر [4] بْن صالح.
أَبُو الخير الأزجيّ، الدّقّاق.
__________
[1] انظر عن (مظفر بن إبراهيم) في: إكمال الإكمال لابن نقطة (الظاهرية) ورقة 51، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 212، 213 رقم 1170، والعبر 5/ 26، والمختصر المحتاج إليه 3/ 192 رقم 1206، وتوضيح المشتبه 1/ 417، وشذرات الذهب 5/ 30، 31.
[2] البرني: بفتح الباء الموحدة وسكون الراء المهملة وكسر النون. وتصحفت في العبر إلى:
«البرتي» بالتاء المثناة، وقال محققه في الحاشية: بكسر الباء وسكون الراء وتاء، نسبة إلى برت قرية بنواحي بغداد. وهو يستند إلى «اللباب» لابن الأثير، فلم يصب في تحقيقه لأن صاحب الترجمة ليس منسوبا إلى برت. كما تصحفت النسبة في شذرات الذهب إلى:
«البزني» .
[3] كتب المؤلّف الذهبي- رحمه الله- هذا السطر في آخر الورقة 58 من النسخة، والصحيح أن موضعه هنا.
[4] انظر عن (معالي بن أبي بكر) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 199 رقم 1140.(43/283)
سمع سعيد ابن البَنّاء.
وتُوُفّي في ربيع الأول.
[حرف النون]
373- نصر الله بْن أَبِي نوح الحَسَن بْن عَبْد الله.
أَبُو الفتح المصريّ.
شيخ فاضل، سمع من أبي طاهر السلفي، وحدث عنه في هذه السنة بدمشق بالصّالحيَّة.
روى عَنْهُ: الشيخ شمس الدّين، والفخر عليّ، وغيرهما.
[حرف الهاء]
374- هِبة الله بْن سلامة [1] بْن المُسَلَّم.
القاضي أَبُو الفضائل أمين الدّولة اللَّخْميّ، المصريّ، الشافعيّ، والد بهاء الدّين عليّ أَبن بنت الْجُمَّيزيّ.
تُوُفّي في شوّال بمصر.
وقد سَمِعَ مَعَ ابنه من: شُهْدة، والسِّلَفيّ، وجماعة.
[حرف الياء]
375- يَحْيَى بْن المظفّر [2] بْن عليّ بْن نُعَيم.
أَبُو زكريّا البدريّ.
من محلّة البدرية ببغداد.
__________
[1] انظر عن (هبة الله بن سلامة) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 212 رقم 1269.
[2] انظر عن (يحيى بن المظفر) في: إكمال الإكمال لابن نقطة (الظاهرية) ورقة 82، والتقييد، له 487 رقم 664، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي 15/ 395، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 218 رقم 1178، والجامع المختصر 9/ 248، والمختصر المحتاج إليه 3/ 250، 251 رقم 1365، والمشتبه 1/ 63، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 62، 63 رقم 231، وتوضيح المشتبه 1/ 349، وشذرات الذهب 5/ 31.(43/284)
سَمِعَ: ابن ناصر، وأبا الوَقْت.
ومات في ذي الحجَّة [1] .
376- يَحْيَى بْن أَبِي الفتح [2] بْن عمر ابن الطّبّاخ.
أَبُو زكريّا الضّرير، الفقيه.
تُوُفّي بحرَّان. وقد تفقّه ببغداد. وسَمِعَ من أَبِي مُحَمَّد ابن الخشّاب، وشُهْدَة، وأبي الحُسَيْن عَبْد الحقّ. وقرأ بواسط القراءاتِ، وسَمِعَ من أَبِي طالب الكَتّانيّ.
وحَدَّثَ.
377- يُلدق، مخلص الدّين المُعظّميّ الأمير.
تُوُفّي بدمشق.
وفيها وُلِد من الكبار
الشّمس مُحَمَّد ابن الكمال، في ذي الحجّة.
__________
[1] قال ابن نقطة: سمع البخاري من عبد الأول وحدّث عنه ببعضه. وكان سماعه صحيحا، وكان شيخا صالحا. (التقييد) .
وقال ابن رجب. وكان يسافر في التجارة إلى الشام، ثم انقطع في بيته بالبدرية.. وكان كثير العبادة، حسن الهيئة والسمت، كثير الصلاة والصيام والنسك ذا مروءة وتفقّد للأصحاب وتودّد إليهم.
وذكر أبو الفرج بن الحنبلي: أنه كان في السفر إذا نزل الناس واستقروا توضأ للصلاة، وتنحّى قليلا عن القافلة، وبسط سجّادة له، واستقبل القبلة حتى يدخل الوقت فيصلّي.
قال: وكان كثير العبادة، ملازما لمنزله، لا يخرج منه إلى مسجده إلا لتأدية الفرائض، ثم يرجع. وأثنى على مودّته ومروءته. وأثنى عليه ابن نقطة وغيره بالصلاح، وانتفع به جماعة من مماليك الخليفة. ويثبت له دكة في آخر عمره بأمر الخليفة بجامع القصر لقراءة الحديث عليها.
[2] انظر عن (يحيى بن أبي الفتح) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 554- 555، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 213، 214 رقم 1172، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 2، رقم 230، وعقد الجمان 17/ ورقة 332، وشذرات الذهب 5/ 31.(43/285)