ولمّا مات توثّب مملوكه أَلْتُنْتاش فتملّك بُصْرى، وصَرْخد، وانتصر بالفرنج وحالفهم، فسار لحربهم نائب دمشق معين الدّين أُنُرْ فهزمهم، وانهزم معهم إلى بلادهم ألْتُنْتاش.
ونازل أُنُرَ قلعتي بُصْرَى وصَرْخَد، فافتتحهما.
- حرف الباء-
8- بختيار بْن عبد الله [1] .
أبو الحَسَن [2] الهنْديّ [3] ، عتيق أَبِي بَكْر محمد بْن منصور السّمعانيّ.
سَمِعَ ببغداد، وأصبهان، وهَمَذَان كثيرا مَعَ مولاه.
وحدَّث عَنْ: أَبِي سعد محمد بْن عبد الملك الأَسَديّ، وأبي سعد محمد بْن عبد الكريم بْن خُشَيش.
روى عَنْهُ: أبو سعد ابن مُعْتِقِه [4] ، وقال: تُوُفّي ثاني صَفَر.
9- بختيار بْن عبد الله [5] .
الهِنديّ، أبو الحَسَن الصّوفيّ، عتيق القاضي أَبِي منصور محمد بْن إسماعيل البُوشَنْجيّ.
رحل مَعَ مولاه إلى بغداد، وسمع: أبا نصر محمد بْن محمد الزَّيْنبيّ، وعاصم بْن الحسن.
روى عَنْهُ: أبو القاسم بْن عساكر، وأبو سعد السّمعانيّ [6] .
وقد سمّاه مولاه بعد العتْق: عبد الرحيم بن عبد الرحمن [7] .
__________
[1] انظر عن (بختيار بن عبد الله) في: الأنساب 12/ 351.
[2] في الأنساب كنيته: «أبو محمد» .
[3] زاد في الأنساب: «الفصّاد» .
[4] أي ابن السمعاني صاحب «الأنساب» وقال: سمعت منه شيئا يسيرا.
[5] انظر عن (بختيار بن عبد الله الصوفي) في: الأنساب 12/ 351، واللباب 3/ 394.
[6] وهو قال: من أهل فوشنج، شيخ صالح، سديد السيرة، سافر مع سيّده إلى العراق، والحجاز، وكور الأهواز.
[7] سيأتي بهذا الاسم في وفيات هذه السنة برقم (35) .(37/58)
قَالَ أبو سعد [1] : رحل إلى بغداد، والحجاز، والبصرة، وأصبهان وعُمّر، وهو شيخ، صالح، متعبّد، متخلّ عَن الدّنيا.
سَمِعَ أيضا بالبصرة من أَبِي عليّ التُّسْتَريّ، وانتخبتُ عَلَيْهِ ببوشنج ثلاثة أجزاء.
وحُمل من بُوشَنْج إلى هَرَاة، ونزل في دار الحافظ أَبِي النّضْر الفاميّ، وكانت محطَّ رِحال الشّيوخ الطّارئين، وقُرئ عَلَيْهِ كتاب «السُّنَّة» للّالكائيّ. وكان شيخا متيقّظا، قد ناطح الثّمانين.
تُوُفّي ببُوشَنْج في سنة إحدى أو سنة اثنتين وأربعين [2] .
- حرف الحاء-
10- الحَسَن بْن مُحَمَّد بْن أحمد بْن علي [3] .
أبو محمد الأَسْتِراباذيّ، الحنفيّ، الفقيه، قاضي الرّيَ.
قدِم بغداد سنة ستٍّ وسبعين، وتفقه عَلَى قاضي القُضاة أَبِي عبد اللَّه الدّامغانيّ حتّى برع في الفقه.
وسمع من: أَبِي نصر الزَّيْنبيّ، وعاصم بْن الحَسَن، وابن خيرون، وطِراد.
قَالَ ابن السّمعانيّ: كتبتُ عَنْهُ بالرّيّ، تُوُفّي أواخر جُمادى الآخرة بها.
ووُلِد في جُمادى الأولى سنة خمسٍ وخمسين وأربعمائة.
وكان يرى الاعتزال، وفيه بُخْل، فقالوا فيه:
وقاضٍ لنا خبز رَبُّهُ ... ومذهبُهُ أنّه لا يرى [4] .
__________
[1] قوله هذا ليس في (الأنساب) وهو في (معجم شيوخه) .
[2] في الأنساب: توفي سنة اثنتين أو ثلاث وأربعين وخمسمائة. وتابعه ابن الأثير في (اللباب 3/ 394) .
[3] انظر عن (الحسن بن محمد) في: الجواهر المضيّة 2/ 80، 81 رقم 474، والطبقات السنية، رقم 719 وله ذكر في (الأنساب 1/ 216) .
[4] الجواهر المضيّة، الطبقات السنيّة. وقال القرشي: وشهد عند قاضي القضاة أَبِي الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد الدافعاني في جمادى الآخرة سنة أربع وتسعين وأربعمائة، فقبل شهادته، واستنابه أقضى القضاة أبو سعد محمد بن نصر الهروي، في قضاء حريم دار الخلافة في سنة(37/59)
11- الحسين بْن الحسن بْن أَبِي نصر بْن يوسف المَرْوَرُوذيّ [1] .
أبو محمد الصّائغ، المعروف بالحاجّيّ.
دخل بغداد، وسمع مَعَ أَبِي بَكْر السَّمْعانيّ من ثابت بْن بُنْدار، وبهَمَذَان من: مكّيّ بْن بَحِيرَة الحافظ، وعبد الرحمن الدُّونيّ.
وبأصبهان من: أبي الفتح أحمد بن محمد الحداد.
تُوُفّي في العشرين من رمضان.
روى عَنْهُ: أبو سعد.
12- حنبلُ بْن عليّ بْن الحسين بْن الحَسَن [2] .
أبو جعفر البخاريّ، ثمّ السّجْستانيّ، الصُّوفيّ.
قدِم هَراة، وأدرك بها شيخ الإسلام أبا إسماعيل، وصحِبه، وسمع منه.
ومن: أَبِي عامر محمود بْن القاسم الأزْديّ، وأبي نصر التّرياقيّ، ونجيب بْن ميمون، وأحمد بْن عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي سعيد الأزْديّ.
وببغداد من: ابن طلحة النّعاليّ، وابن البَطِر، وأبي بَكْر الطُّرَيْثِيثيّ.
روى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ، وابن عساكر [3] ، وأبو رَوْح عبد المعزّ، وجماعة. وأجاز لعبد الرحيم بن السّمعانيّ.
__________
[ () ] اثنتين وخمسمائة. وحدَّث ببغداد. سمع منه أبو بكر محمد بن أحمد البروجردي، وروى عنه في «معجم شيوخه» .
قال السمعاني: الحسن بن محمد، قاضي الري، ومن مفاخرها في الفضل والعلم والرزانة.
بهيّ المنظر، فصيح العبارة، حسن المحاورة، كثير المحفوظ، عارف بآداب القضاء.
[1] انظر عن (الحسين بن سعد) في: معجم شيوخ ابن السمعاني. و «المرورّوذي» : بفتح الميم، والواو، بينهما الراء الساكنة، بعدها الألف واللام، وراء أخرى مضمومة، بعدها الواو، وفي آخرها الذال المعجمة. هذه النسبة إلى مروالروذ، وقد يخفّف في النسبة إليها فقال: المروذي أيضا. هذه بلدة حسنة مبنيّة على وادي مرو، بينهما أربعون فرسخا. والوادي بالعجمية يقال له: الرود، فركّبوا على اسم البلد الّذي ماؤه في هذا الوادي والبلد اسما وقالوا: مروالروذ.
(الأنساب 11/ 253) .
[2] انظر عن (حنبل بن علي) في الأنساب 7/ 47، والتقييد 259، 260 رقم 319، والعبر 4/ 112، وسير أعلام النبلاء 20/ 273 رقم 182، والنجوم الزاهرة 5/ 280 وفيه تصحّف اسمه إلى «حسن» ، وشذرات الذهب 4/ 128.
[3] انظر مشيخته، ورقة 49 ب.(37/60)
وكان شيخا، كيّسا، ظريفا، حدَّث بمَرْو، وهَرَاة. وولد بسجستان في سنة أربع وستّين وأربعمائة.
ورحل وهو ابن بضْع عشرة سنة.
وتُوُفّي بهَرَاة في السّابع والعشرين من شوّال.
- حرف الخاء-
13- خَلَفُ بْن محمد بْن أَبِي الحسن بْن أَبِي الحسين بْن مروان [1] .
البُوسَنْجيّ، أبو عليّ المحتسب. نزيل هَرَاة.
كَانَ يخدم جمال الإسلام أبا الحسن الدّاوديّ، وسمع منه مجلسين.
وأجاز لعبد الرحيم بْن السّمعانيّ. وعُمّر دهرا طويلا.
وآخر من روى عَنْهُ أبو رَوْح الهَرَويّ.
قَالَ أبو سعد السّمعانيّ: [2] وجدنا له مجلسين من أمالي الدّاوديّ، وقرأناهما.
وُلِد في غرَّة ربيع الأوّل سنة ثلاثين وأربعمائة، وكان صالحا معمَّرًا، رحمه اللَّه.
- حرف الزاي-
14- زنكيّ بن آقسنقر [3] .
__________
[1] انظر عن (خلف بن محمد) في: التحبير 1/ 266 رقم 184، وملخص تاريخ الإسلام (مخطوط) 8/ ورقة 52 ب.
[2] في التحبير.
[3] انظر عن (زنكي بن آقسنقر) في: المنتظم 10/ 121 رقم 175 (18/ 51 رقم 4123) ، والكامل في التاريخ 11/ 110- 112، 118، والتاريخ الباهر لابن الأثير 3/ 26، 55، 56، 66، 74- 84، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 187، 189، 190، وزبدة الحلب لابن العديم 1/ 281- 286، وبغية الطلب (التراجم الخاصة بتاريخ السلاجقة) 251- 272، وكتاب الروضتين لأبي شامة 1/ 27- 46، ووفيات الأعيان 2/ 327- 329، ومفرّج الكروب لابن واصل 1/ 99- 107، وتاريخ دولة آل سلجوق 186، 187، والمختصر في أخبار البشر 3/ 12، 14، 16، 18، والعبر 4/ 112، والأعلام بوفيات الأعلام 222، وسير أعلام النبلاء 20/ 189- 191 رقم 123، ودول الإسلام 2/ 57، وتاريخ ابن الوردي 2/ 46، 47، والدرّة المضيّة 545- 547، والوافي بالوفيات 14/ 221- 223، رقم 300، والبداية والنهاية(37/61)
الملك عماد الدّين صاحب المَوْصل، ويُعرف أَبُوهُ بالحاجب قسيم التُّركيّ، وقد تقدَّم ذِكره.
وزنكيّ فوّض إِلَيْهِ السّلطان محمود بْن محمد بْن ملك شاه السّلْجوقيّ ولاية بغداد وشرطتها في سنة إحدى عشر وخمسمائة، ثمّ نقله إلى الموصل، وسلّم إِلَيْهِ ولده فَرُّوخ شاه الملقّب بالخفاجيّ ليربّيه، ولهذا قِيلَ لَهُ أتابَك [1] . وذلك في سنة اثنتين وعشرين [2] .
واستولى عَلَى البلاد، وقوي أمره، وافتتح الرُّها في سنة تسعٍ وثلاثين.
وترقَّت بِهِ الحال إلى أن ملك الموصل، وحلب، وحماه، وحمص، وبَعْلَبَكّ، ومدائن كثيرة يطول تَعْدادها [3] .
وسار بجيشه إلى دمشق وحاصرها، ثمّ استقرّ الحال عَلَى أن خُطِب لَهُ بدمشق. واسترجع عدَّةَ حصون من الفرنج، مثل كفرطاب و [افتتح] [4] الرها.
وكان بطلا، شجاعا، صارما. وقد نازَل قلعة جَعْبَر [5] ، وصاحبها يومئذٍ عليّ بْن مالك، فحاصرها، وأشرف عَلَى أخْذها، فأصبح يوم الأربعاء خامس ربيع الآخر مقتولا. قتله خادمه [6] غيلة وهو نائم [7] ، ودُفن بصِفّين عند الرَّقَّة. وسار
__________
[12] / 221، وتاريخ ابن خلدون 5/ 52، 55، 67، 158، 223، 224، 236، 237، والنجوم الزاهرة 5/ 278، 279، وشذرات الذهب 4/ 128، وأخبار الدول للقرماني (الطبعة الجديدة) 2/ 172، 253، 254، 480، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 388، وديوان ابن منير الطرابلسي (جمعنا) 33، 34، 37، 41- 45، 47، 74، 151، 194، 195، 199، 201، 203، والدارس في تاريخ المدارس 1/ 616، ومختصر تنبيه الطالب وإرشاد الدارس 18، 19.
[1] الأتابك: كلمة مركّبة من: «أتا» بالتركية وهو الأب. و «بك» وهو الأمير.
[2] بغية الطلب 251، 252.
[3] أحصاها ابن العديم في: بغية الطلب 252.
[4] في الأصل بياض، والمستدرك من (سير أعلام النبلاء 20/ 190) .
[5] قلعة جعبر: على الفرات بين بالس والرقة قرب صفين. (معجم البلدان 2/ 142) .
[6] قيل اسمه: «يرنقش» . (بغي الطلب 267) .
[7] وقيل إنه شرب ونام، فانتبه، فوجد يرنقش الخادم وجماعة من غلمانه يشربون فضل شرابه فتوعّدهم ونام، فأجمعوا على قتله، فقتله يرنقش المذكور.
وقال ابن العديم: سمعت والدي- رحمه الله- يقول: إنّ حارس أتابك كان يحرسه في الليلة التي قتل بها بهذين البيتين:(37/62)
ولده الملك نور الدّين محمود، فاستولى عَلَى حلب، واستولى ولده الآخر سيف الدّين غازي أخو قُطْب الدّين مَوْدود الأعرج عَلَى الموصل.
قَالَ ابن الأثير [1] : نزل أتابَك زنكيّ عَلَى حصن جَعْبر المُطِلّ عَلَى الفُرات، وقاتَله مَن بها، فلمّا طال أرسل إلى صاحبها ابن مالك العُقَيليّ رسالة مَعَ الأمير حسّان المَنْبِجيّ، لمودَّةٍ بينهما في معنى تسليمها، ويبذل لَهُ القطاع والمال، ويتهدّده إن لم يفعل، فما أجاب، فَقُتِلَ أتابَك بعد أيّام، وثب عَلَيْهِ جماعة من مماليكه في اللّيل، وهربوا إلى القلعة، فدخلوها، فصاح أهلها وفرحوا بقتله [2] ، فدخل أصحابه إِلَيْهِ.
حدَّثني أَبِي، عَنْ بعض خواصّه قَالَ: دخلت إِلَيْهِ في الحال وهو حيّ، فظنّ أَنّى أريد قتْله، فأشار إليَّ بإصبعه يستعطفني، فقلت: يا مولانا مَن فعل هذا؟ فلم يقدر عَلَى الكلام، وفاضت نفسه.
قَالَ [3] : وكان حَسَن الصّورة، أسمر، مليح العينين، قد وَخَطَه الشَّيْب، وزاد عمره عَلَى السّتّين، وكان صغيرا لمّا قُتِلَ أَبُوهُ. وكان شديد الهَيْبة عَلَى عسكره ورعيّته، وكانت البلاد خرابا من الظُّلم ومجاورة الفرنج، فعمَّرها.
حكى لي والدي قال: رأيت الموصل وأكثرها خراب، بحيث يقف الْإِنْسَان قريب محلَّة الطّبّالين، ويرى الجامع العتيق، ودار السّلطان، ولا يقدر أحد أن يصل إلى جامع إلّا ومعه من يحميه، لبُعْده عَن العمارة، وهو الآن في وسط العمارة [4] .
وكان شديد الغيرة، لا سيما على نساء الأجناد، ويقول: إنْ لم نحفظْهُنّ
__________
[ () ]
يا راقد الليل مسرورا بأوّله ... إنّ الحوادث قد يطرقن أسحارا
لا تأمننّ بليل طاب أوّله ... فربّ آخر ليل أجّج النارا
(بغية الطلب 268) .
[1] في الكامل 11/ 109.
[2] هذا يخالف ما جاء في (بغية الطلب 268) من أن الخادم نادى أهل القلعة: «شيلوني فقد قتلت السلطان» ، فقالوا له: «اذهب إلى لعنة الله، قد قتلت المسلمين كلّهم بقتله» .
[3] الكامل 11/ 110.
[4] الكامل 11/ 111.(37/63)
بالهيبة، وإلّا فَسَدْن، لكثرة غَيْبة أزواجهنّ.
قَالَ [1] : وكان من أشجع خلْق اللَّه. أمّا قبل أن يملك، فيكفيه أنّه حضر مَعَ الأمير مودود صاحب الموصل مدينة طبريَّة، وهي للفرنج، فوصلت طعنته إلى باب البلد، وأثّر فيه. وحَمَل أيضا عَلَى قلعة عُقْر الحميديَّة، وهي عَلَى جبلٍ عالٍ، فوصلت طعنته إلى سورها. إلى أشياء أُخَر.
وأمّا بعد ملْكه، فكان الأعداء محدقين ببلاده، وكلّهم يقصدها، ويريد أخْذَها، وهو لا يقنع بحفْظها، حتّى أنّه لا ينقضي عَلَيْهِ عامٌ إلّا وهو يفتح من بلادهم.
قَالَ: وقد أتينا عَلَى أخباره في كتاب «الباهر» [2] في تاريخ دولته وأولاده.
وكان معه حين قُتِلَ الملك ألْب أرسلان بْن السّلطان محمود، فركب يومئذٍ، واجتمعت حوله العسكر، وحسّنوا لَهُ اللَّهْو والشُّرْب، وأدخلوه الرَّقَّة، فبقي بها أيّاما لا يظهر، ثمّ سار إلى ماكِسِين [3] ، ثمّ إلى سَنْجار، وتفرّق العسكر عَنْهُ، وراح إلى الشرق، ثمّ ردّوه، وحُبِس في قلعة الموصل. وملك البلاد غازي بْن زنكي، واستولى نور الدّين عَلَى حلب وما يليها. ثمّ سار فتملّك الرُّها، وسبى أهلها، وكان أكثرهم نصارى [4] .
وقال القاضي جمال الدّين بْن واصل [5] : لم يخلّف قسيمُ الدّولة آقسُنْقُر مولى السّلطان ألْب أرسلان السَّلْجوقيّ [6] ولدا غير أتابَك زنكيّ، وكان عمره حين قُتل والده عشر سِنين. فاجتمع عَلَيْهِ مماليك والده وأصحابه. ولمّا تخلّص كرْبُوقا من سجن حمص بعد قتل تُتُش، ذهب إلى حَرّان، وانضمّ إِلَيْهِ جماعة، فملك حَرّان، ثمّ ملك الموصل وقرَّبَ زنكيّ، وبالغ في الإحسان إِلَيْهِ، وربّاه.
__________
[1] الكامل 11/ 112.
[2] التاريخ الباهر في الدولة الأتابكية 74- 84.
[3] ماكسين: بكسر الكاف. بلد بالخابور قريب من رحبة مالك بن طوق من ديار ربيعة. (معجم البلدان 5/ 43) .
[4] الكامل 11/ 113.
[5] في مفرّج الكروب 1/ 99.
[6] في الأصل تصحّفت النسبة إلى: «السجلوقي» .(37/64)
- حرف السين-
15- سعد اللَّه بْن أحمد بْن عليّ بْن الشّدّاد [1] .
أبو القاسم البغداديّ.
سَمِعَ: أبا نصر الزَّيْنبيّ، وعاصم بْن الحَسَن.
روى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ، وابن أسد الحنفيّ.
وتُوُفّي في ذي القعدة.
16- سعد الخير بْن محمد بْن سهل بْن سعد [2] .
أبو الحَسَن الأنصاريّ، البَلَنْسيّ [3] ، المحدّث.
رحل إلى أن دخل الصّين، ولهذا كَانَ يكتب الأندلسيّ، الصّينيّ.
وكان فقيها، متديِّنًا، عالما، فاضلا.
سَمِعَ ببغداد: أبا عبد الله النعالي، وابن البطر [4] ، وطراد بن محمد.
وسمع بأصبهان: أبا سعد المطرِّز. وسكنها وتزوّج بها. ووُلِدت لَهُ فاطمة، فسمّعها حضورا «معجم» الطَّبَرانيّ، وغير ذَلكَ، «ومُسْنَد أَبِي يَعْلَى» .
وسمع بالدّون [5] «سُنَن النَّسائيّ» من الدُّونيّ، وحصّل الكثير من الكُتُب الجيّدة.
وحدَّث ببغداد، وسكنها مدّة بعد انفصاله عن أصبهان.
__________
[1] انظر عن (سعد الله بن أحمد) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.
[2] انظر عن (سعد الخير بن محمد) في: المنتظم 10/ 121 رقم 176 (18/ 51 رقم 4124) ، والأنساب 2/ 297، 298، ومعجم البلدان 1/ 491، واللباب 1/ 176، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 192، 193، والمعين في طبقات المحدّثين 160 رقم 1727، والإعلام بوفيات الأعلام 222، وسير أعلام النبلاء 20/ 158- 160 رقم 93، والعبر 4/ 112، 113، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 120، 121، وعيون التواريخ 12/ 411، ومرآة الجنان 3/ 274، والبداية والنهاية 12/ 221، 222، والوافي بالوفيات 15/ 189، 190 رقم 213، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 220، 221، وشذرات الذهب 4/ 128.
[3] البلنسي: بفتح الباء الموحّدة واللام، وسكون النون. نسبة إلى بلنسية، بلدة بشرق الأندلس من بلاد المغرب.
[4] تحرّفت في (المنتظم) بطبعتيه إلى «ابن النظر» .
[5] الدّون: قرية من أعمال الدينور.(37/65)
روى عنه: ابن عساكر [1] ، وابن السمعاني، وأبو موسى المَدِينيِ، وعبد الخالق بْن أسد ووصفه بالحِفْظ، وأبو اليُمْن الكِنْديّ، وأبو الفَرَج بْن الجوزيّ، وبنته فاطمة بِنْت سعد الخير، وعمر بْن أَبِي السّعادات بْن صرما.
وقال ابن الْجَوْزيّ [2] : سافر وركب البحار، وقاسي الشّدائد، وتفقَّه ببغداد عَلَى أَبِي حامد الغزّاليّ، وسمع الحديث.
وقرأ الأدب عَلَى أَبِي زكريّا التّبْريزيّ. وحصّل كُتُبًا نفيسة وقرأتُ عَلَيْهِ الكثير، وكان ثقة.
تُوُفّي في عاشر المحرَّم ببغداد.
قلت: آخر من روى عنه بالإجازة: أبو منصور بن عفيجة.
وأورد ابن السّمعانيّ في «الأنساب» [3] حكاية غريبة فقال: سمّع بناته إلى أن رُزق ابنا سمّاه جابرا، فكان يُسمعه بقراءتي. واتّفق أنّه حمل إلى الشيخ أَبِي بَكْر قاضي المرستان شيئا يسيرا من عود بغداد، وجد الشّيخ منه رائحة، فقال:
ذا عود طِيب. فحَمَلَ إِلَيْهِ منه نزْرًا قليلا، ثمّ دفعه إلى جاريته، فاستحيت الجارية أن تُعْلِم الشّيخَ بِهِ لقلّته، فلمّا دخل عَلَى الشّيخ قَالَ: يا سيّدنا، وصل العُود؟ قَالَ: لا. فطلب الجارية فسألها، فاعتذرت لقلّته، وأحضرته، فقال لسعد الخير: أهُوَ هذا؟ قَالَ: نعم. فرمى بِهِ الشّيخ وقال: لا حاجة لنا فيه.
ثمّ طلب منه سَعْد الخير أن يسمّع لابنه جزء الأنصاريّ، فحلف الشّيخ أن لا يُسمعه إيّاه إلّا أن يحمل إِلَيْهِ سعد الخير خمسة أَمْناء [4] عُود. فامتنع سعد الخير، وألحّ عَلَى الشيخ أن يكفّر عَنْ يمينه، فما فعل. ولا حمل هُوَ شيئا.
ومات الشّيخ، ولم يسمّع ابنه الجزء.
__________
[1] مشيخة ابن عساكر، ورقة 70 ب.
[2] في المنتظم 10/ 121 (18/ 51) .
[3] ج 2/ 297.
[4] الأمناء: جمع المنا، وهو كيل أو ميزان يوزن به. (القاموس المحيط) .(37/66)
- حرف الشين-
17- شافع بْن عبد الرّشيد بْن القاسم [1] .
أبو عبد الله الْجِيليّ.
سكن بالكَرْخ، وتفقّه عَلَى إلْكِيا الهَرّاسيّ، ورحل إلى أَبِي حامد الغزّاليّ فتفقّه عَلَيْهِ. وكانت لَهُ حلقة بجامع المنصور للمناظرة. وكلّ جمعة يحضرها الفُقهاء.
سَمِعَ بالبصرة: أبا عُمَر النّهاوَنْديّ القاضي. وبطَبَس: فضل اللَّه بْن أَبِي الفضل الطَّبَسيّ.
روى عنه: أبو سعد السمعاني، وقال: سألته عن مولده، فقال: دخلت بغداد سنة تسعين وأربعمائة ولي نيِّفٌ وعشرون سنة.
وتُوُفّي في العشرين من المحرَّم.
وقال ابن الْجَوْزيّ [2] : كنت أحضر حلقته وأنا صبيّ، فألقى المسائل.
قلت: هذا من أئمَّة الشّافعيَّة.
- حرف الصاد-
18- صاعد بْن أَبِي الفضل بْن أَبِي عثمان [3] .
الشيخ أبو العلاء [4] الشُّعَيْثيّ [5] ، المالينيّ، شيخ خيِّر.
سَمِعَ: أبا إسماعيل الأنصاريّ، وأبا عطاء عبد الرحمن بْن محمد الجوهريّ، وبيبى بنت عبد الصّمد.
__________
[1] انظر عن (شافع بن عبد الرشيد) في: المنتظم 10/ 121، 122، رقم 177 (18/ 51 رقم 4126) ، وسير أعلام النبلاء 20/ 161، 262 رقم 96، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 225، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 329، وفيه: «شافع بن عبد الله» ، والبداية والنهاية 12/ 222، والوافي بالوفيات 16/ 76 رقم 94.
[2] في المنتظم 10/ 121 (18/ 51) .
[3] انظر عن (صاعد بن أبي الفضل) في: التحبير 1/ 335، 336 رقم 281، وملخص تاريخ الإسلام (مخطوط) 8/ ورقة 53 ب.
[4] في التحبير: «أبو القاسم» .
[5] في ملخص تاريخ الإسلام: «الشعشعي» وهو تصحيف.(37/67)
وكان فقيها فاضلا، قديم المَوْلد. وُلِد سنة سبع وخمسين وأربعمائة.
وآخر من سَمِعَ منه رَوْح بْن المعزّ الهَرَويّ.
- حرف الظاء-
19- ظاهر بْن أحمد بْن محمد [1] .
أبو القاسم البغداديّ، المساميريّ، البزّاز.
شيخ صالح، مُكْثِر.
سَمِعَ من: رزق اللَّه التّميميّ، وطِراد الزَّيْنبيّ، وابن البَطِر، وطائفة.
وتُوُفّي فِي ذي القعدة.
روى عَنْهُ: ابن السّمعانيّ، ويوسف بْن المبارك، ومحمد بْن عليّ بْن القُبَيطيّ.
وكان معمَّرًا.
20- ظَفَرُ بْن هارون بْن ظَفَر [2] .
أبو الفتوح الهَمَذَانيّ.
أصله مَوْصِليّ.
سَمِعَ: ثابت بْن الحسين التّميميّ.
كتب عَنْهُ السّمعانيّ وقال: مات في جُمادى الأولى عَنْ ثلاثٍ وثمانين سنة [3] .
- حرف العين-
21- عائشة بِنْت عبد الله بْن عليّ البلْخيّ، ثمّ البُوشَنْجيّ [4] .
أمّ الفضل، صالحة، معمَّرة.
سَمِعْتُ: أباها أبا بَكْر البلْخيّ، وأبا الحسن الدّاوديّ، وأبا منصور كلار.
__________
[1] انظر عن (ظاهر بن أحمد) في: سير أعلام النبلاء 20/ 171 رقم 106.
[2] انظر عن (ظفر بن هارون) في: التحبير 1/ 357 رقم 302، وملخص تاريخ الإسلام (مخطوط) ورق 49 ب و 53 ب.
[3] مولده سنة 458 هـ.
[4] انظر عن (عائشة بنت عبد الله) في: التحبير 2/ 422، 423 رقم 1171، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 1294، وأعلام النساء 3/ 157.(37/68)
كتب عَنْهَا السّمعانيّ وقال: ماتت سابع ذي الحجَّة [1] .
22- عبّاس [2] .
شِحْنة الرَّيّ.
دخل في الطّاعة، وسلّم الرّيّ إلى السّلطان مسعود. ثمّ إنّ الأمراء اجتمعوا عند السّلطان ببغداد، وقالوا: ما بقي لنا عدوّ سوى عبّاس، فاستدعاه السّلطان إلى دار المملكة في رابع عشر ذي القعدة وقتله، وأُلقي عَلَى باب الدّار. فبكى النّاس عَلَيْهِ لأنّه كَانَ يفعل الجميل، وكانت لَهُ صَدَقات.
وقيل: إنّه ما شرب الخمر قطّ، ولا زنى، وإنّه قتل من الباطنيَّة- لعنهم اللَّه- ألوفا كثيرة، وبنى من رءوسهم منارة.
ثمّ حمل ودفن في المشهد المقابل لدار السّلطان. قاله ابن الجوزيّ [3] .
23- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عبد الله [4] .
الإمام أبو محمد المقرئ، النَّحْويّ، سبط الزّاهد أبي منصور الخيّاط،
__________
[1] مولدها قبل سنة 460 بفوشنج.
[2] انظر عن (عباس) في: المنتظم 10/ 123 رقم 180 (18/ 52، 53 رقم 4128) ، والكامل في التاريخ 11/ 76، 77، 82، 89، 104، 116- 119، 132، وزبدة التواريخ 217- 224، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 193، وتاريخ دولة آل سلجوق 176، 177، 182، والبداية والنهاية 12/ 222، والوافي بالوفيات 16/ 659، 660 رقم 711، والنجوم الزاهرة 5/ 279.
[3] في المنتظم.
[4] انظر عن (عبد الله بن علي) في: المنتظم 10/ 122 رقم 178 (18/ 51، 52 رقم 4126) ، والأنساب 5/ 225، ونزهة الألبّاء 298، 299، وخريدة القصر (قسم العراق) 1/ 83، 84، ومناقب الإمام أحمد 530، والكامل في التاريخ 11/ 118، والتقييد 325 رقم 389، وإنباه الرواة 2/ 122، 123 رقم 332، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 193، 194، والمعين في طبقات المحدّثين 160 رقم 1728، والعبر 4/ 113، والإعلام بوفيات الأعلام 222، ومعرفة القراء الكبار 2/ 403- 406، وسير أعلام النبلاء 20/ 130- 133 رقم 80، ودول الإسلام 2/ 57، 58، وتلخيص ابن مكتوم 94، وعيون التواريخ 12/ 411، والبداية والنهاية 12/ 222، ومرآة الجنان 3/ 86، والوافي بالوفيات 17/ 331، 332 رقم 482، وذيل طبقات الحنابلة 1/ 209- 212، وغاية النهاية 1/ 434، 435 رقم 1817، والنشر في القراءات العشر 1/ 83، 84، وطبقات النحاة واللغويين لابن قاضي شهبة 337- 339، وكشف الظنون 52، 206، 338، 1344، 1499، 1582، وشذرات الذهب 4/ 128- 130، وهدية العارفين 1/ 455، 456، ومعجم المؤلفين 6/ 86.(37/69)
وإمام مسجد ابن جَردة، وشيخ القرّاء بالعراق.
ولد في شعبان سنة أربع وستّين وأربعمائة، وتلقّن القرآن من أَبِي الحسن بْن الفاعوس.
وسمع من: أَبِي الحسين بْن النَّقُّور، وأبي منصور محمد بْن محمد العُكْبَريّ، وطِراد الزَّيْنبيّ، ونصر بْن البَطِر، وثابت بْن بُندار، وجماعة.
وقرأ العربيّة على أبي الكَرَم بْن فاخر.
وسمع الكُتُب الكبار، وصنَّف المصنّفات في القراءات مثل «المبهج» ، و «الكفاية» ، و «الاختيار» ، و «الإيجاز» [1] .
وقرأ القرآن عَلَى جدّه، وعلى: الشّريف عبد القاهر بْن عبد السّلام المكّيّ، وأبي طاهر بْن سِوار، وأبي الخطّاب بْن الجرّاح، وأبي المعالي ثابت بْن بُنْدار، وأبي البركات محمد بْن عُبَيد اللَّه الوكيل، والمقرئ المعمّر يحيى بْن أحمد السِّيبِيّ [2] صاحب الحمّاميّ، وابن بدران الحلْوانيّ، وأبي الغنائم محمد بن عليّ الزّينبيّ، وأبي العزّ القلانسيّ، وغيرهم.
وتصدّر للقراءات والنّحو، وأمّ بالمسجد المذكور سنة سبع وثمانين وأربعمائة إلى أن تُوُفّي.
وقرأ عَلَيْهِ خلْق وختم ما لا يحصى. قاله أبو الفَرَج بْن الْجَوزيّ، [3] وقال:
قرأتُ عَلَيْهِ القرآن والحديث، الكثير، ولم أسمع قارئا قطّ أطيب صوتا منه ولا أحسن أداء عَلَى كِبَر سِنّه. وكان لطيف الأخلاق، ظاهر الكياسة والظّرافة وحُسْن المعاشرة للعوامّ والخاصّ.
قلت: وكان عارفا باللّغة، إماما في النَّحْو والقراءات وعِلَلها، ومعرفة رجاله، وله شعر حسن.
__________
[1] زاد الذهبي: «القصيدة المتحدة» ، و «الروضة» ، و «المؤيّدة للسبعة» ، و «الموضحة في العشرة» ، و «التبصرة» .
[2] السّيبي: بكسر السين المهملة. نسبة إلى سيب. قرية بنواحي قصر ابن هبيرة. وقد تصحّفت هذه النسبة إلى «السبتي» في (معرفة القراء الكبار 2/ 407) .
[3] في المنتظم 10/ 122 (18/ 51، 52) .(37/70)
قَالَ ابن السّمعانيّ: كَانَ متواضعا، متودّدا، حَسَن القراءة في المحراب، خصوصا في ليالي رمضان. وكان يحضر عنده النّاس لاستماع قراءته. وقد تخرَّج عَلَيْهِ جماعة كثيرة، وختموا عَلَيْهِ القرآن. وله تصانيف في القراءات. وخولف في بعضها، وشنّعوا عَلَيْهِ، وسمعتُ أنّه رجع عَنْ ذَلكَ، والله يغفر لنا وله. وكُتبت عَنْهُ، وعلقت عَنْهُ من شعره. ومنه:
ومن لم تؤدّبه اللّيالي وصَرْفها ... فما ذاك إلّا غائب العقْل والحسن
يظنّ بأنّ الأمر جارٍ بحُكْمه ... وليس له عِلم، أَيُصْبِحُ أَوْ يُمْسي [1]
وله:
أيّها [الزّائرون] [2] بعد وفاتي ... جَدَثًا ضمّني ولَحْدًا عميقا
سَتَروْني الَّذِي رأيتُ من الموتِ ... عيانا وتسلكون الطّريقا [3]
وقال الحمد بْن صالح الجيليّ: سار ذِكره في الأغوار والأنجاد. ورأس أصحاب الإمام أحمد، وصار أوحد وقته، ونسيج وحده، ولم أسمع في جميع عمري مَن يقرأ الفاتحة أحسن ولا أصحّ منه. وكان جمال العراق بأسره، وكان ظريفا كريما، لم يُخَلِّف مثله في أكثر فنونه [4] .
قلت: قرأ عَلَيْهِ القراءات: شهاب الدّين محمد بْن يوسف الغَزْنَويّ، وتاج الدّين أبو اليُمْن الكَنْديّ، وعبد الواحد بْن سلطان، وأبو الفتح نصر اللَّه بْن عليّ بْن الكيّال الواسطيّ، والمبارك بْن المبارك بْن زُرَيق الحدّاد، وأبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن هارون الحلّيّ المعروف بابن الكال [5] المقرئ، وصالح بْن عليّ الصَّرْصَريّ، وأبو يَعْلَى حمزة بْن عليّ بْن القُبيطيّ، وأبو أحمد عبد الوهّاب بْن سُكَيْنَة، وزاهر بْن رُسْتَم نزيل مكَّة.
وحدَّث عنه: محمود بن المبارك بن الذّارع، ويحيى بن طاهر الواعظ،
__________
[1] ذيل طبقات الحنابلة 1/ 210، 211.
[2] في الأصل بياض، والمستدرك من: نزهة الألبّاء وغيره.
[3] البيتان في نزهة الألبّاء 299، وذيل طبقات الحنابلة 1/ 211.
[4] ذيل طبقات الحنابلة 1/ 210، غاية النهاية 1/ 435.
[5] في الأصل: «البكال» . والمثبت عن تبصير المنتبه 3/ 118 وهو بكاف بعدها ألف ثم لام.
وتحرّفت في (معرفة القراء 2/ 404) إلى: «الكيال» .(37/71)
وإسماعيل بْن إبراهيم بْن فارس السِّيبيّ، وعبد اللَّه بْن المبارك بْن سُكَيْنَة، وعبد العزيز بْن مَنِينا، وتلميذه الكِنْديّ، وعليه تلقَّن القرآنَ وعِلم العربيَّة.
وتُوُفّي في ثامن وعشرين ربيع الآخر. وصلّى عَلَيْهِ الشّيخ عبد القادر.
قَالَ ابن الجوزيّ [1] : قد رَأَيْت أَنَا جماعة من الأكابر، فما رَأَيْت أكثر جمعا من جَمْعه [2] .
قَالَ عبد الله بْن حريز القُرَشيّ: ودُفن مِن الغد بباب حرب عند جدّه عَلَى دكَّة الإمام أحمد. وكان الْجَمْع كثيرا جدّا يفوق الإحصاء، وغُلِّق أكثر البلد في ذَلكَ اليوم [3] .
24- عبد الله بْن عليّ بْن عبد العزيز بْن فَرَج [4] .
الغافقيّ، القُرْطُبيّ، أبو محمد.
عَنْ: أَبِي محمد بْن رزق، وعبد اللَّه محمد بْن فَرَج، وأبي عليّ الغسّانيّ.
قَالَ ابن بشكوال: كان فقيها، حافظا، متيقّظا.
__________
[1] في المنتظم 10/ 122 (18/ 52) .
[2] وزاد ابن الجوزي: وكان الناس في الجامع أكثر من يوم الجمعة.. كان تقدير الناس من نهر معلّى إلى قبر أحمد، وغلّقت الأسواق.
[3] وقال ابن الأنباري: وسمعت عليه كتاب سيبويه وشرحه لأبي سعيد السيرافي، وكلاهما عن أبي الكرم بن الفاخر، وكان قد تفرّد براوية شرح كتاب سيبويه وبأسانيد عالية لم تكن لغيره، وكان شيخا متودّدا، متواضعا، حسن التلاوة والقراءة في المحراب، خصوصا في ليالي شهر رمضان.
وكان الناس يجتمعون إليه لاستماع قراءته، في كل ليلة من ليالي الشهر لحسنها وجودتها.
وكانت له تصانيف كثيرة في علم القراءات. وتخرّج عليه خلق كثير، وكان يقول: لو قلت: إنه ليس مقريء بالعراق إلّا وقد قرأ عليّ أو على جدّي، أو قرأ على من قرأ علينا، لكنت أظنّني صادقا. (نزهة الألبّاء) .
قال ابن نقطة: كان شيخ العراق يرجع إلى دين وثقة وأمانة، وكان ثقة صالحا من أئمة المسلمين. (التقييد) .
أورد ابن رجب جملة من شعره في (الذيل على طبقات الحنابلة) .
وقال المؤلّف الذهبي- رحمه الله-: قال ابن النجار: قرأ الأدب على أبي الكرم بن فاخر، ولازمه نحوا من عشرين سنة، قرأ عليه فيها كتاب سيبويه، وشرحه للسيرافي، و «المحتسب» لابن جني، و «المقتضب» للمبرّد، و «الأصول» لابن السرّاج، وأشياء. قرأت ب «المبهج» له على أبي أحمد بن سكينة. (سير أعلام النبلاء 20/ 133، 134) .
[4] انظر عن (عبد الله بن عليّ) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 296 رقم 651.(37/72)
توفي رحمه الله في ربيع الآخر.
25- عبد الله بْن نصر بْن عبد العزيز بْن نصر [1] .
أبو محمد المَرَنْدِيّ [2] .
دار في الآفاق، وأخذ عَن الأئمة، وأفنى أكثر عمره في الأسفار، وتفقّه ببغداد عَلَى أسعد الميهني، ثم سكن مرْو.
وكان بارِعًا في الأدب.
أخذ عَنِ: الأبيوردي الأديب، وله شعر حسن.
توفي في يوم عاشوراء. قاله ابن السمعاني.
26- عبد الباقي بْن أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي [3] .
الأَنْصَارِيّ، البزّاز، أبو طاهر.
قَالَ ابن السّمعانيّ: هُوَ أحد الشّهود المعدّلين، سمّعه أَبُوهُ من نصر بْن البَطِر، وطبقته. سمعنا بقراءته عَلَى أبيه «مغازي» الواقديّ. وكان سريع القراءة.
ولد سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة.
ومات في رمضان.
27- عبد الحقّ بْن غالب بْن عبد الملك بْن غالب بْن تمّام بن عطيّة [4] .
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن نصر) في: التحبير 1/ 381 رقم 334، والأنساب 522 أ، ونزهة الألبّاء 281، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 54 ب، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 430، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 241.
[2] في الأصل: «المربدي» . وقد ضبطها ابن السمعاني: بفتح الميم والراء، وسكون النون.
[3] انظر عن (عبد الباقي بن أبي بكر) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.
[4] انظر عن (عبد الحق بن غالب) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 386، 387، رقم 830، وبغية الملتمس للضبيّ 376، والمعجم لابن الأبّار 250- 262 رقم 340، وصلة الصلة لابن الزبير 2، 3، وتاريخ قضاة الأندلس للنباهي 109، وخريدة القصر (قسم المغرب) 3/ 490- 497، والمغرب 2/ 117، 118، وسير أعلام النبلاء 19/ 587، 588 رقم 337 و 20/ 133 (دون رقم) ، والديباج المذهب 2/ 57- 59، والوفيات لابن قنفذ 263 رقم 496 و 279 رقم 541، وبغية الوعاة 2/ 73، 74، وطبقات المفسّرين للسيوطي 16، 17، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 260، 261، ونفح الطيب 1/ 679، والبلغة في تاريخ أئمة اللغة 118، 119، وفوات الوفيات 2/ 256، والوافي بالوفيات 18/ 66، 67 رقم 61، وكشف الظنون 439 و 1613، وهدية العارفين 502 وفيه: «عبد الحق بن أبي بكر بن غالب» ، وشجرة النور الزكية(37/73)
الإمام الكبير، قُدْوة المفسّرين، أبو محمد بْن الحافظ النّاقد الحُجَّة أَبِي بَكْر المحاربيّ، الغَرْناطيّ، القاضي.
أخذ عن: أبيه، وأبي عليّ الغسّانيّ الحافظ، ومحمد بْن الفَرَج الطّلاعيّ، وأبي الحسين يحيى بْن البَيَاز، وخلْق سواهم.
وكان فقيها، عارفا بالأحكام، والحديث، والتّفسير، بارع الأدب، بصيرا بلسان العرب، ذا ضبْطٍ وتقييد، وتحرٍّ، وتجويد، وذهنٍ سيّال، وفكرٍ إلى موارد المُشْكل ميّال. ولو لم يكن لَهُ إلّا تفسيره [1] الكبير لكَفَاه.
وكان والده من حفّاظ الأندلس، فاعتنى بِهِ، ولحِق بِهِ المشايخ. وقد ألّف برنامجا ضمّنه مَرْوِيّاته.
وُلِد في سنة ثمانين وأربعمائة.
حدَّث عَنْهُ: أولاده، والحافظ أَبُو القاسم بْن حُبَيْش، وأَبُو مُحَمَّد بْن عُبَيد اللَّه السّبتيّ، وأبو جعفر بْن مضاء، وعبد المنعم بْن الفَرَس، وأبو جعفر بْن حَكَم، وآخرون.
مات بحصْن لُورقة في الخامس والعشرين من شهر رمضان سنة إحدى وأربعين وخمسمائة.
وولي قضاء المَرِيَّة في سنة سبْعٍ [2] وعشرين وخمسمائة. وكان يتوقّد ذكاء، رحمه اللَّه.
قَالَ الحافظ ابن بَشْكُوال [3] : تُوُفّي سنة اثنتين وأربعين [4] .
وقال: كَانَ واسع المعرفة، قويّ الأدب. متفنّنا في العلوم، أخذ النّاس عنه.
__________
[1] / 129، ومقدّمة فهرس ابن عطية، تحقيق أحمد أبو الأجفان وأحمد الزاهي، بيروت 1980.
[1] اسمه: «المحرّر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز» .
[2] في سير أعلام النبلاء: «تسع» .
[3] في الصلة 2/ 387.
[4] قيل توفي سنة 541 و 542 و 546 هـ.(37/74)
28- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الرّحيم بْن أَبِي حامد [1] .
الخطيب، أبو عبد الله الدّارِميّ، الهَرَويّ.
قَالَ ابن السّمعانيّ [2] : كَانَ فاضلا، صالحا، ورِعًا، عابدا، كَانَ ينوب عَنْ خطيب هَرَاة.
وسمع من: بِيبي، وكلاب، وعبد اللَّه بْن محمد الأنصاريّ، وأبي عبد الله العُمَيْريّ، وأبي بَكْر الغُورجيّ [3] ، وجماعة.
وحدَّث.
وتُوُفّي بهَرَاة في المحرَّم.
روى عَنْهُ: أبو رَوْح [4] في مشيخته، وبالإجازة: أبو المظفّر بْن السّمعانيّ.
وظنّي أنّ أَبَاهُ روى عَنْهُ أيضا.
وكان مولده سنة أربعٍ وستّين وأربعمائة [5] .
29- عَبْد الرَّحْمَن بْن عبد الملك بْن غَشَلْيان [6] .
المحدِّث، أبو الحَكَم الأنصاريّ، السَّرَقُسْطيّ.
لَهُ إجازة من القاضي أَبِي الحسن الخِلَعيّ، وجماعة عَلَى يد أَبِي عليّ الصّدَفيّ.
وسمع من: الصَّدَفيّ، وجماعة. حتّى إنّه سَمِعَ من ابن بَشْكُوال.
وقال ابن بَشْكُوال: أخذتُ عَنْهُ، وأخذ عنّي كثيرا. وكان من أهل المعرفة والذّكاء واليَقَظَة.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الرحيم) في: التحبير 1/ 397، 398 رقم 351، والتقييد 339 رقم 411، وفيه قال محقّقه بالحاشية (411) : «لم نعثر عليه» ، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 55 أ.
[2] في التحبير، بتصرّف طفيف.
[3] الغورجي: نسبة إلى غورج قرية على باب هراة، وأهل هراة يسمّونها غورة. وأبو بكر الغورجي هذا هو راوي «جامع الترمذي» ، عن عبد الجبار الجراحي. توفي سنة 481 هـ.
[4] هو: عبد المعزّ بن محمد الصوفي. (التقييد) .
[5] وقال ابن نقطة: وسماعه صحيح.
[6] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الملك) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 352 رقم 755 وقد ضبط «غشليان» بكسر الشين المعجمة.(37/75)
سكن قُرْطُبة، وبها تُوُفّي في رمضان.
قلت: آخر من روى عَنْهُ في الدّنيا بالإجازة: محمد بن أحمد بن صاحب الأحكام، شيخ سَمِعَ منه ابن سيسريّ، وبقي إلى سنة 714.
30- عبد الرحمن بْن عُمَر بْن أَبِي الفضل [1] .
أبو بَكْر البصْريّ، ثمّ المَرْوَرُّوذِيّ، شيخ صالح، حَسَن السّيرة، مُعَمَّر.
وهو آخر مَن سَمِعَ مِن القاضي حسين بْن محمد الشّافعيّ المَرْوَرُّوذيّ صاحب التّعليق. سَمِعَ منه مجلسا من أماليه.
وسمع من: شيخ الإسلام أَبِي إسماعيل الأنصاريّ.
وكان مولده في سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.
وتُوُفّي في ذي الحجَّة سنة إحدى وأربعين.
أجاز لأبي المظفَّر بْن السَّمعانيّ.
31- عبد الرحمن بْن عُمَر بْن أحمد [2] .
أبو مسلم الهَمَذَانيّ، الصُّوفيّ، العابد.
مات في شوّال عَنْ سبْعٍ وسبعين سنة [3] .
أجاز لَهُ محمد بْن عثمان القُومسانيّ [4] .
32- عَبْد الرَّحْمَن بْن علي بْن مُحَمَّد بْن سليمان.
أبو القاسم، وأبو زيد التُّجَيْبيّ، ابن الأديب الأندلسيّ، نزيل أُورِيُولة [5] ، ووالد الشيخ أَبِي عبد الله.
أخذ بمُرْسِية عَنْ: أَبِي محمد بْن أَبِي جعفر تلْمَذَ لَهُ. ولقي بالمريّة: أبا
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن عمر) في: معجم الشيوخ ابن السمعاني.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن عمر) في: الأنساب 3/ 395، والتحبير 1/ 400، 401 رقم 354، ومعجم البلدان 2/ 151، و 4/ 691، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 55 أ.
[3] وكان مولده سنة 464 هـ.
[4] وقال ابن السمعاني: وقال لي: سرقت أصولي. (التحبير 1/ 401) . وقال في (الأنساب) :
سمعت منه شيئا يسيرا بهمذان في النوبة الثانية منصرفي من بغداد.
[5] أوريولة: بالضم ثم السكون، وكسر الراء، وياء مضمومة، ولام، وهاء. مدينة قديمة من أعمال الأندلس من ناحية تدمير، بساتينها متّصلة ببساتين مرسية. (معجم البلدان 1/ 280) .(37/76)
القاسم ابن ورد، وأبا الحسن بن موهب الجذاميّ.
وحجّ سنة تسع وعشرين وخمسمائة، وسمع بمكَّة من الحسين بْن طحّال.
وأخذ القراءات عَنْ أَبِي عليّ الحَسَن بْن عبد الله. [باشر القضاء و] [1] وليه مُكْرَهًا.
وكان خاشعا، متقلّلا من الدّنيا، لَهُ بضاعة يعيش من كسْبها. وكان إذا خطب بكى وأبكى، وكان فصيحا، مشوَّهًا.
ثمّ إنّه أُعْفي من القضاء بعد شهرين من ولايته.
وبعد الأربعين وفاته.
33- عبد الرحمن بْن عيسى بْن الحاجّ [2] .
أبو الحَسَن القُرْطُبيّ، المَجْريطيّ [3] .
أخذ القراءات عَنْ: أَبِي القاسم بْن النّحّاس.
وولي قضاء رَنْدَة.
أخذ عَنْهُ القراءات ابنه يحيى القاضي.
34- عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عيسى [4] .
أبو القاسم الأُمَويّ، الأشْبيلي، النَّحْويّ، المعروف بابن الرّمّاك.
روى عَنْ: أَبِي عبد اللَّه بْن أَبِي العافية، وأبي الحَسَن بْن الأخضر، وأبي الحسين بْن الطّراوة.
وكان أستاذا في صناعة العربيَّة، محقّقا، مدقّقا، متصدّرا للإقراء بها، قائما عَلَى «كتاب» سِيبَوَيْه. قَلَّ مشهورٌ من فُضَلاء عصره إلّا وقد أخذ عَنْهُ.
قَالَ أبو عليّ الشّلوبينيّ: ابن الرّماك عليه تعلّم طلبة الأندلس الجلّة.
__________
[1] ما بين الحاصرتين أضفته على الأصل لاقتضاء السياق.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن عيسى) في: غاية النهاية 1/ 376 رقم 1598.
[3] المجريطي: بفتح أوله وسكون ثانيه، وكسر الراء، وياء ساكنة، وطاء. قال ياقوت: بلدة بالأندلس. (معجم البلدان 5/ 58) وأقول: هي اليوم مدريد عاصمة إسبانيا.
[4] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد) في: تكملة الصلة لابن الأبّار 562، وسير أعلام النبلاء 20/ 175 رقم 111، والوافي بالوفيات 18/ 234 رقم 285، وبغية الوعاة 2/ 87.(37/77)
أخذ عَنْهُ: أبو بَكْر بْن خَيْر، وأبو إسحاق بْن مَلْكُون، وأبو بَكْر بْن طاهر المحدّث، وأبو العبّاس بْن مَضَاء، وآخرون.
وتُوُفّي كهلا.
35- عبد الرحيم بْن عبد الرحمن [1] .
أبو الحسن الكِنْديّ، الصُّوفيّ، مولى أَبِي منصور محمد بْن إسماعيل اليَعْقوبيّ.
مرّ «بختيار» . تقدَّم.
36- عبد الرحيم بْن محمد بْن الفضل [2] .
الأصبهانيّ الحدَّاد.
تُوُفّي في شوَّال.
37- عبد الكريم بْن خَلَف بْن طاهر بْن محمد بْن محمد [3] .
أبو المظفَّر الشَّحّاميّ، النَّيْسابوريّ.
من بيت الحديث والعدالة [4] .
سَمِعَ: الفضل بْن المُحِبّ، وأبا إسحاق الشّيرازيّ الفقيه لمّا قدِم عليهم، وأبا بَكْر بْن خَلَف، وجماعة كثيرة.
وكان مولده في سنة ستّ وستّين وأربعمائة، ومات في سلْخ جُمادى الأولى بنَيْسابور [5] .
روى عَنْهُ: جماعة.
وممّن روى عَنْهُ بالإجازة: عبد الرحيم بن السّمعانيّ.
__________
[1] تقدّم باسم «بختيار بن عبد الله الهندي الصوفي» برقم (9) .
[2] لم أجده.
[3] انظر عن (عبد الكريم بن خلف) في: التحبير 1/ 475، 476 رقم 444، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 157 ب، 158 أ، والمنتخب من السياق 336 رقم 1111.
[4] وقال ابن السمعاني: من بيت الحديث، وكان أحد العدول عند القاضي، والناس كانوا يتكلمون فيه- ومن الّذي ينجو من ألسنة الناس-؟
[5] وقال عبد الغافر: توفي بعد الأربعين وخمسمائة.(37/78)
38- عبد الكريم بْن عبد المنعم بْن أَبِي القاسم القُشَيْريّ [1] .
أبو محمد بْن أَبِي المظفَّر النَّيْسابوريّ.
سَمِعَ من: عبد الواحد، وعليّ بْن الحمْد المَدِينيّ، المؤدّب.
وببغداد: أبا القاسم بْن بيان.
حدَّث، وتُوُفّي رحمه اللَّه في الثّالث والعشرين من شعبان.
39- عبد المحسن بْن غُنَيْمة بْن أحمد بْن فاحة [2] .
أبو نصر البغداديّ.
شيخ صالح، ديّن، خيّر.
سَمِعَ: أبا عبد الله النّعاليّ، وابن نبهان، وشُجاعًا الذُّهْليّ.
روى عنه: أبو سعد السمعاني، وقال: تُوُفّي فِي المُحرّم.
- حرف الميم-
40- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن خَلَف بْن بيش [3] .
أبو عبد الله العبْدَريّ، الأندلسيّ، الأثريّ.
إمام مشاوَر، لَهُ إجازة من أَبِي عبد الله الخَوْلانيّ.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر بلبيس.
وتُوُفّي في صفر.
41- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد القاهر [4] .
الطوسي، أخو خطيب الموصل.
سَمِعَ: النِّعاليّ، وابن البَطِر.
وعنه: ابن أخيه.
وكان فقيها شافعيّا، مناظِرًا.
مات في المحرّم.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (عبد المحسن بن غنيمة) في: المنتظم 10/ 122 رقم 179 (18/ 52 رقم 4127) .
[3] لم أجده.
[4] لم أجده.(37/79)
42- محمد بْن أحمد بْن مالك [1] .
العاقوليّ.
عَنْ: طِراد، وابن البَطر.
وعنه: ابن هُبَل الطَّبيب.
43- محمد بْن إسماعيل بْن أَبِي بَكْر بْن عبد الجبّار [2] .
النّاقديّ [3] ، الجراحيّ [4] ، المَرْوَزِيّ، السّاسيانيّ [5] .
وساسيان محلَّة بمرْو، شيخ صالح [6] .
قرأ عَلَيْهِ أبو سعد السّمعانيّ «صحيح البخاريّ» بسماعه من أَبِي الخير محمد بْن موسى الصّفّار، وقال: تُوُفّي سنة إحدى أو اثنتين وأربعين [7] .
44- محمد بْن الحسن بْن محمد بْن سَوْرة [8] .
أبو بَكْر التّميميّ، النَّيْسابوريّ.
سَمِعَ: الفضل بْن أَبِي حرب، وأحمد بْن سهل السّرّاج، وابن خَلَف.
تُوُفّي في جُمادَى الأولى.
45- محمد بْن طِراد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ [9] .
أَبُو الحسين العبّاسيّ، الزَّيْنَبيّ، نقيب الهاشميّين ببغداد.
__________
[1] لم أجده.
[2] انظر عن (محمد بن إسماعيل) في: الأنساب 6/ 8، 9، واللباب 2/ 92.
[3] الناقدي: بفتح النون وكسر القاف وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى الناقد وهو الصيرفي الّذي ينقد الذهب. (الأنساب 12/ 21) .
[4] في الأنساب 6/ 8 «الحزامي» ، والمثبت يتفق مع (اللباب 2/ 92) .
[5] الساسياني: بالألف بين السينين المهملتين الثانية منهما مكسورة وبعدها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى محلّة بمرو خارجة عنها عند المصلّى يقال لها:
سكة ساسيان. (الأنساب، اللباب) .
[6] زاد ابن السمعاني: سديد، راغب في الخير.
[7] وكانت ولادته في حدود سنة ستين وأربعمائة.
[8] لم أجده.
[9] انظر عن (محمد بن طراد) في: المنتظم 10/ 123 رقم 182 (18/ 53 رقم 4130) ، والكامل في التاريخ 11/ 118، والبداية والنهاية 12/ 222، والوافي بالوفيات 3/ 169. وهو مذكور في سير أعلام النبلاء 20/ 76) دون ترجمة.(37/80)
سمع: عمّه أبا نصر، وأباه، وأبا القاسم بْن البُسْريّ، وإسماعيل بْن مَسْعَدَة الإسماعيليّ، وهو أخو الوزير أَبِي القاسم عليّ.
ولد سنة اثنتين وستّين وأربعمائة. وكان كثير الحجّ، صدرا، نبيلا، مُسْنِدًا.
روى عَنْهُ: ابن السّمعانيّ، وأبو أَحْمَد بْن سُكَيْنَة، وعمر بْن طَبَرْزَد، وجماعة.
وبالإجازة أبو القاسم بْن صَصْرَى.
وتُوُفّي في شعبان. ودُفن بداره بباب الأزَج، وبقي في النّقابة ثمان عشرة سنة.
46- مُحَمَّد بْن عليّ بْن عَبْد الله [1] .
أبو بَكْر الكِشْمَرْدِيّ [2] .
سَمِعَ: الحسين بْن السّرِيّ، وثابت بْن بُنْدار.
وعنه: أبو سعد السّمعانيّ [3] ، وابن عساكر في مُعجميهما.
وكان صالحا.
تُوُفّي في رجب ببغداد.
47- محمد بْن عليّ بْن عبد الله [4] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن عليّ) في: الأنساب 10/ 435، 436، واللباب 3/ 99 وفيهما «عبيد الله» .
[2] الكشمردي: بكسر الكاف وسكون الشين المعجمة وفتح الميم، وسكون الراء، وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى كشمرد. قال ابن السمعاني: وظنّي أنه اسم لبعض أجداد المنتسب إليه.
[3] وهو قال: شيخ صالح، كثير الرغبة إلى الخير، وحضور مجالس العلم.. سمعت منه أحاديث يسيرة.
[4] انظر عن (محمد بن عليّ العراقي) في: تاريخ إربل لابن المستوفي 1/ 86، 364، 374، وطبقات الفقهاء الشافعية لابن الصلاح 1/ 233، 234 رقم 60، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 88، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 368- 369 رقم 335 وفيه: «أبو سعيد محمد بن علي بن عبد الله الحلّوي الجاواني العراقي» ويكنّى أيضا «عبد الله» ، و 2/ 214، 215 رقم 836، وطبقات الشافعية لابن كثير (مخطوط) ورقة 127 أوالوافي بالوفيات 4/ 155 رقم 1688، وبغية الوعاة 1/ 182، 183 رقم 306، والقاموس المحيط، وشرحه، وكشف(37/81)
__________
[ () ] الظنون 342، 825، 927، 1187، 1255، 1256، 1667، 1941، وإيضاح المكنون 1/ 484 و 2/ 134، 595، وهدية العارفين 2/ 95، ومعجم المؤلفين 11/ 23، والأعلام 7/ 166.
وقال السيد «محيي الدين علي نجيب» في تعليقة على «طبقات الفقهاء الشافعية» لابن الصلاح 1/ 233 بالحاشية:
«ذكره السبكي بعد ما ذكر محمد بن علي بن عبد الله بن أحمد بن حمدان، أبو سعيد الجاواني الحلوي العراقي، وقال: يكنى أيضا أبا عبد الله، ثم قال: فلا أدري هل هو هذا أو غيره.
وترجم له الإسنوي مرتين ولم يتنبّه محقّقه لتكراره، ففي المرة الأولى جعلهما واحدا- ما يظهر للمتأمّل في ترجمته- ثم ترجمه في الموضع الثاني بأخصر من الموضع الأول ولم يتنبّه إلى تقدّمه، والّذي يظهر من صنيع المؤلّف أنهما واحد، فقد ذكر بعض مسموعات أبي سعيد الحلوي في ترجمة الطرقي هنا، ويؤيّده ما نقله ابن المستوفي في «تاريخ إربل» 1/ 86 من خط المترجم أنه أجاز لعتيق بن علي الإربلي، ثم قال: وكتب العبد المذنب محمد بن علي الحلّوي العراقي في سلخ جمادى الأولى من سنة تسع وخمسين وخمسمائة، فهما واحد إن شاء الله، فتأمّل، والله أعلم» .
ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» :
إنني بعد التأمّل في مختلف المصادر التي تناولت صاحب هذه الترجمة، وجدت أن المحقّق الفاضل السيد «محيي الدين» أصاب في احتمال أن الجاواني الحلّوي هو العراقي المترجم له هنا، ولكن فاته الإشارة إلى الاختلاف في تاريخ الولادة والوفاة.
فأبو سعيد الجاواني الحلّوي مولده في سنة 468 وتوفي سنة 560 هـ.
والعراقي صاحب الترجمة مولده بحدود سنة 480 وتوفي سنة 541 هـ.
والسيّد «محيي الدين علي نجيب» يضع سنة 480 تقريبا لمولده، ووفاته بعد سنة 559 هـ.
وفي الوافي بالوفيات، وبغية الوعاة، ومعجم المؤلفين، وفاته سنة 561 هـ.
والّذي في كشف الظنون (ص 342) توفي تقريبا سنة 510 هـ. وكذلك في (ص 825) و (927) و (1667) وفي (ص 1187) توفي سنة 561 هـ. وكذا (ص 1255) ، ومثله في إيضاح المكنون 1/ 484، وهدية العارفين 2/ 95، وهو اختلاف واضح كما ترى يجدر التنبيه إليه.
وفي حقيقة الأمر أنّ مادّة الترجمة مستقاة في الأساس من مصدرين، الأول هو «معجم شيوخ ابن السمعاني» ولم يطبع بعد. والثاني «تاريخ إربل» لابن المستوفي، ولم أجد فيه ترجمة مفردة لا لمن ينسب «الجاواني» ، ولا لمن ينسب «العراقي» ، علما بأن الأول «الجاواني الحلّي» يرد في سياق تراجم أخرى من «تاريخ إربل» ، مع أن السيوطي ينقل ترجمة «الحلّي» عنه، ولم أجد له ترجمة في المطبوع.
فهو يرد بالحلّي في ثلاثة مواضع:
1- في ترجمة عتيق بن علي بن علوي بن يعلى، رقم (24) .
قال الإربلي: «وسمع عتيق بن علي بن علوي: محمد بن علي الحلّي العراقي الواعظ، وجدت(37/82)
__________
[ () ] ذلك بخط الحلّي، وحكايته، «قرأ عليّ الخطب المعروفة ببني نباتة- رحمهم الله- من هذا الكتاب وغيره، صاحبه القاضي- وذكر ألقابا تركت ذكرها- أبو بكر عتيق بن علي بن علوي الإربلي، وأذنت له أن يرويها عنّي مع ما شرحت له من غريب فيها سألني عنه، بروايتي عن الشيخ الإمام أبي علي الحسن بن أحمد بن الحسن القيسي القطيعي، بروايته عن أبيه، - وكانا من المعمّرين- برواية أبيه عن الإمام عبد الرحيم بن نباتة، وابنه أبي طاهر- رحمهما الله- وكتب العبد المذنب محمد بن علي الحلّوي العراقي في سلخ جمادى الأولى من سنة تسع وخمسين وخمسمائة» . (تاريخ إربل 1/ 86) .
2- في ترجمة عبد الكريم البوازيجي، المتوفّى سنة 611 هـ، رقم (259) .
وهو أبو محمد عبد الكريم بن أحمد بن محمد البوازيجي، شيخ ضرير ... سمع أبا عبد الله محمد بن علي العراقي الحلّي. (تاريخ إربل 1/ 364) .
3- في ترجمة سعد البوازيجي، رقم (279) .
وهو أبو مسعود سعد بن عبد العزيز الضرير المقرئ البوازيجي، صحب أبا عبد الله محمد بن علي بن عبد الله الحلّي الواعظ. (تاريخ إربل 1/ 374) .
وفي «بغية الوعاة» للسيوطي 1/ 182 رقم 306:
«محمد بن علي بن عبد الله بن أحمد بن أبي جابر أحمد بن الهيجاء بن حمدان العراقي الحلّي، أبو سعيد.
قال ابن المستوفي في «تاريخ إربل» : إمام عالم بالنحو والفقه، له كتب مصنّفة، شرح المقامات، وكان أخذها عن مؤلّفها. وله «الذخيرة لأهل البصيرة» ، و «البيان لشرح الكلمات» ، و «المنتظم في سلوك الأدوات» لم يذكر فيه من النحو طائلا، و «مسائل الامتحان» ، ذكر فيه العويص من النحو. وله فصول وعظ ورسائل.
أقام بإربل، ورحل إلى بلاد العجم، ومات في خفتيان، وحمل فدفن بالبوازيج.
وكان سمع من محمد بن الحسن البرصيّ، وسمع منه أبو المظفّر بن طاهر الخزاعي. قال- أعني أبو المظفر-: وحدّثني في ذي الحجّة سنة ست وخمسمائة أنه سمع «تفسير» الكلبي، عن ابن عباس، عن أبي علي القطيعي» .
وقال الإسنوي في الترجمة الأولى، رقم (335) :
أبو سعيد، ويكنى أيضا أبا عبد الله، محمد بن علي بن عبد الله الحلّوي الجاواني العراقي.
وجاوان: بالجيم، قبيلة من الأكراد، سكنوا الحلّة.
قال أبو سعد ابن السمعاني: كان فقيها، فاضلا مبرّزا، مناظرا، ورعا، زاهدا، تفقّه ببغداد على الغزالي، والشاشي، والكيا الهراسي، وسمع من خلائق كثيرين، وحدّث، وقرأ «المقامات» على مؤلّفها الحريري، وسكن البوازيج.
وصنّف «شرحا على المقامات» ، وله أيضا «عيون الشعر» ، و «الفرق بين الراء والعين» .
ومن شعره:
دعاني من ملامكما دعاني ... فداعي الحبّ في البلوى دعاني
أجاب له الفؤاد ونوم عيني ... وسارا في الرفاق وودّعاني(37/83)
__________
[ () ]
فطرفي ساهر في طول ليلي ... وقلبي في يد الأشواق عاني
فكيف يصيخ للعذّال سمعي ... ولا عقلي لديّ ولا جناني
قال ابن النجّار: بلغني أن مولده سنة ثمان وستين وأربعمائة ولم يؤرّخ وفاته.
وقال غيره: مات في حدود سنة ستين وخمسمائة، عن ثنتين وتسعين سنة. ولم يؤرّخ أيضا ابن الصلاح وفاته، ونقل في مولده عن السمعاني شيئا مخالفا لما نقله ابن النجار» . (طبقات الشافعية 1/ 367- 369) .
وقال الإسنوي في الترجمة الثانية، رقم (836) :
«أبو عبد الله، محمد بن علي بن عبد الله البغدادي، المعروف بالعراقي.
كان فاضلا فقيها، مبرّزا، مناظرا، ورعا، زاهدا، ولد في حدود سنة ثمانين وأربعمائة، وسمع الكثير ببغداد، وتفقّه على الغزالي، والهرّاسي، والشاشي، وخرج إلى البوازيج فسكنها.
نقله ابن الصلاح، عن ابن السمعاني، ولم يؤرّخ وفاته» . (طبقات الشافعية 2/ 214، 21) .
وذكره ابن الصلاح في طبقاته، فقال:
«محمد بن علي بن عبد الله العراقي، أبو عبد الله. من أهل بغداد، سكن البوازيج.
قال أبو سعد: كان فاضلا، فقيها، مبرّزا، مناظرا، تفقّه على الغزالي، والهرّاسي. وأبي بكر الشاشي، وصحب الأئمّة، وخرج إلى البوازيج وسكنها.
سمع ببغداد: أبا حامد محمد بن محمد الغزالي، وأبا نصر أحمد بن محمد بن عبد القاهر الطوسي، وأبا الوفاء علي بن عقيل الحنبلي، وأبا بكر محمد بن المظفّر الشامي، وأبا القاسم يوسف بن علي الزنجاني، وأبا الخطاب الكلوذاني، وأبا بكر محمد بن أحمد الشاشي، وجماعة سواهم.
لم يتفق لي الاجتماع به، ورأيت جزءا من حديثه مع أبي الفوارس الحسن بن عبد الله بن شافع الدمشقيّ بمرو، انتخب هو من مسموعاته عن هؤلاء الشيوخ وغيرهم، وكتب عنه من شعره وشعر غيره مقطّعات، وكان لقيه بإربل، وكان العراقيّ قدمها في حاجة.
وكان مولده في حدود سنة ثمانين وأربعمائة.
وشاهدت بخط الأخ ابن الأنماطي: رأيت فهرست مسموعات الشيخ أبي سعيد الحلّوي في جزء عليه خطّه ما مثاله: كتاب «تفسير» الرّمّاني، عن أبي العزّ ابن كادش، عن أبي محمد الجوهري، عن مصنّفه، وكتاب «أدب الدين والدنيا» . و «الأحكام السلطانية» ، قرأتهما على الإمام أبي علي الحسن بن أحمد القطيعي، عن مصنّفها الماوردي، رحمه الله، وكتاب مكحول بن الفضل النسفي، سمعته من أبي حامد محمد بن محمد الغزالي سنة إحدى وتسعين وأربعمائة، وكان ابن مائة وخمس عشرة سنة، عن مصنّفه مكحول بن الفضل النسفي، وهذا عجيب» . (طبقات الفقهاء الشافعية 1/ 233، 234) .
وذكره الصفدي باسم «الجاواني الحلّوي شارح المقامات» ، وكنيته: أبو سعيد، وأبو عبد الله.
وأرّخ وفاته سنة 561 هـ.
وقال: وأورد له العماد الكاتب:
أفديك بالعين الصحيحة فالمريضة لا تساوي(37/84)
الإمام أبو عبد الله العراقي، البغداديّ، نزيل البَوَازيج [1] .
من كبار أئمَّة الشّافعيَّة القائمين عَلَى المذهب.
تفقّه عَلَى: إلْكِيا الهرّاسيّ، وأبي حامد الغزّاليّ، وأبي بَكْر الشّاشيّ.
وأخذ عَنْ: أَبِي الوفاء بْن عقيل، وأبي بَكْر بْن المظفّر الشّاميّ.
لقيه المحدّث أبو الفوارس الحسن بن عبد الله بن شافع الدّمشقيّ بإربل، وسمع منه جزءا ومَقَاطع مِن شِعْره.
وكان العراقيّ قد قدِم إرْبِلَ لحاجة.
مولده في حدود الثّمانين وأربعمائة، وبقي إلى بعد الأربعين وخمسمائة.
48- محمد بْن عليّ بْن محمد [2] .
أبو جعفر المَرْوَزِيّ، الدّرقيّ.
فقيه، صالح، معمَّر.
أخذ عَنْ: أبي القاسم الدّبّوسيّ.
وعنه: السّمعانيّ، وغيره.
__________
[ () ]
إنّي أقيكم بالمحاسن ... لا أقيكم بالمساوي
(الوافي بالوفيات 4/ 155 رقم 1688) .
وذكر السبكي أبا سعيد الجاواني الحلّوي، وقال: ومن شعره:
سلام على عهد الهوى المتقادم ... وأيامنا اللاتي بجرعاء جاسم
ودار ألفنا الوجد فيها ومسكن ... نعمنا به مع كلّ حوراء ناعم
مرابع أنسي في الهوى ومنازل ... للهو الصّبا والوصل راسي الدعائم
(طبقات الشافعية الكبرى 4/ 88) .
وذكر السيوطي له:
عباد الله أقوام كرام ... بهم للخلق والدنيا نظام
أحبّوا الله ربّهم فكلّ ... له قلب كئيب مستهام
سقاهم ربّهم بكئوس أنس ... فلذّ لهم برؤيته المقام
(بغية الوعاة 1/ 883) .
[1] البوازيج: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وفتح الواو وكسر الزاي بعد الألف وبعدها الياء الساكنة المنقوطة من تحتها بنقطتين وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى البوازيج وهي بلدة قديمة على الدجلة فوق بغداد دون سرّ من رأى. (الأنساب 2/ 321) .
[2] لم أجده.(37/85)
49- محمد بن فضل الله [1] .
أبو الفتح بن مخمخ البنجديهيّ [2] ، الفقيه، العابد.
سمع من: أبي سعيد البغويّ الدّبّاس.
ومات ببنج ديه [3] في جمادى الآخرة عَنْ ثلاثٍ وسبعين سنة [4] .
أخذ عَنْهُ: السّمعانيّ.
50- محمد بْن محمد بْن عبد الرحمن [5] .
أبو الفتح النَّيْسابوريّ، الخشّاب، الكاتب.
سمع: أبا القاسم بن هوازن القُشَيريّ، وفاطمة بِنْت أَبِي عليّ الدّقّاق، والفضل بْن المحبّ.
قَالَ أبو سعد: لِقيته بأصبهان، وله شعر رائق، وخطّ فائق.
قلت: هو آخر من حدَّث بأصبهان عَن القُشَيريّ وزوجته بِنْت الدّقّاق رحمه اللَّه [6] .
51- محمد بْن محمد بْن أحمد بن أحمد [7] السّلّال [8] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن فضل الله) في: التحبير 2/ 210، 211، رقم 854، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 235 ب.
[2] رسمت في الأصل «البنجديهي» . وفي (التحبير) : «فخمج المدوي» .
ورسمها في (الأنساب 515 ب) : «المدوني» ثم ذكر نسبتها إلى «مدوى» إحدى القرى الخمسة التي يقال لها بنج ديه. والصحيح ما أثبتناه: «البنجديهي» .
[3] في الأصل: «بنج ديه» .
[4] وكانت ولادته سنة 468 هـ.
[5] انظر عن (محمد بن محمد الخشاب) في: الأنساب 5/ 120، وسير أعلام النبلاء 20/ 77 (دون رقم) ، والوافي بالوفيات 1/ 165، والنجوم الزاهرة 5/ 280.
[6] ذكر الصفدي وفاته في سنة 540 هـ. (الوافي) .
[7] انظر عن (محمد بن محمد بن أحمد) في: المنتظم 10/ 123 رقم 181 (18/ 53 رقم 4129) ، والأنساب 4/ 36، واللباب 1/ 334، والإعلام بوفيات الأعلام 222، وسير أعلام النبلاء 20/ 75، 76، رقم 46، ولسان الميزان 5/ 364 رقم 1188، والنجوم الزاهرة 5/ 280.
[8] في الأصل: «العسال» ، والمثبت عن المصادر. وقد تصحّفت النسبة في (لسان الميزان) إلى «السلار» .(37/86)
أبو عبد الله الكَرْخيّ، الورّاق، الحبّار [1] .
كَانَ يبيع الحبر في دكّان عند باب النُّوبيّ.
سمع: أبا جعفر بن المسلمة، وعبد الصَّمد بْن المأمون، وجابر بْن ياسين، وأبي بَكْر بْن سياوش [2] الكازَرُونيّ، وأبي الحسن بْن البيضاويّ، وأبي عَلِيّ بْن وشاح.
وتفرّد بالرّواية عَنْ هَؤُلّاءِ الثّلاثة، وطال عمره، وتفرّد.
وُلِد في رمضان سنة سبع وأربعين وأربعمائة [3] .
قَالَ ابن السّمعانيّ: كَانَ في خُلُقه زَعارَّة، وكنّا نسمع عَلَيْهِ بجّهْد. وهو مُتَّهَم، معروف بالتّشيُّع.
قَالَ أبو بَكْر محمد بْن [عبد] الباقي: بيت السّلّال معروف في الكرْخ بالتّشيُّع.
وقال الحافظ ابن ناصر: كنت أمضي إلى الجمعة وقد ضاق وقتُها، فأراه عَلَى باب وكأنّه فارغ القلب، لَيْسَ عَلَى خاطره من الصّلاة شيء.
قلت: روى عنه: ابن السمعاني، وعمر بن طَبَرْزَد، وأبو الفَرَج بْن الجوزيّ [4] ، ومحمد بْن أَبِي عبد الله بْن أبي فتح النّهْروانيّ، ومحمد بْن عَبْدة البروجِرْديّ، وسليمان المَوْصليّ، وأخوه عليّ، والنّفيس بْن وهْبان، وآخرون.
تُوُفّي في جُمادى الأولى، وله أربعٌ وتسعون سنة.
روى عَنْهُ بالإجازة أبو منصور بْن عُفَيْجة. وأبو القاسم بْن صَصْرَى.
52- محمد بْن محمد بْن الفضل بْن دلّال [5] .
أبو منصور الشَّيْبانيّ، الباجِسْرائيّ [6] ، ثمّ البغداديّ، الحافظ.
__________
[1] في الأصل: «الخباز» ، والتصحيح عن (الأنساب 4/ 36) .
[2] في المنتظم: «سيائوس» .
[3] المنتظم.
[4] وقال في (المنتظم) : سمعت منه، وكان شيخنا ابن ناصر لا يرضى عنه في باب الدين.
[5] لم أجده، وهو في «ذيل تاريخ بغداد» لابن النجار، في الجزء الّذي لم يصلنا.
[6] الباجسرائي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة، وكسر الجيم، وسكون السين المهملة، وفتح الراء، وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها. هذه النسبة إلى باجسرى، وهي قرية كبيرة بنواحي(37/87)
سَمِعَ الكثير، وقرأ، وكتب، وعُني بهذا الشّأن وكان سريع القراءة، جيّد التّحصيل.
سَمِعَ: طِراد بْن محمد، وابن البَطِر، وطبقتهما.
روى عَنْهُ: أبو اليُمْن الكِنْديّ.
تُوُفّي فِي شَعْبان وله إحدى وثمانون سنة.
ذكره ابن النّجّار.
53- المبارك بْن أحمد بْن محبوب [1] .
أبو المعالي المحبوبيّ [2] ، أخو أَبِي عليّ البغداديّ.
سَمِعَ من: طِراد الزَّيْنَبيّ، ونصر بْن البَطِر، وجماعة.
وكان شيخا صالحا، خيّرا.
تُوُفّي في نصف رجب.
روى عَنْهُ: ابن السّمعانيّ، وابن الجوزيّ.
54- المبارك بْن المبارك بْن أحمد بْن المحسّن بْن كيلان [3] .
أبو بَكْر الكيْلانيّ [4] ، السِّقْلاطْونيّ [5] ، البابَصْرِيّ، من أهل باب البصرة
__________
[ () ] بغداد على عشرة فراسخ منها قريبة من بعقوبا. (الأنساب 2/ 17) .
[1] لم أجده. وهو في (معجم شيوخ ابن السمعاني) .
[2] المحبوبي: بفتح الميم، وسكون الحاء المهملة، وضم الباء الموحّدة، وفي آخرها باء أخرى، بعد الواو. هذه النسبة إلى محبوب وهو اسم لجدّ المنتسب إليه. (الأنساب 11/ 159) .
[3] لم أجده.
[4] لم أجد هذه النسبة.
[5] في لسان العرب: «السقلاطون» : ضرب من الثياب. قال أبو حاتم: عرضته على روميّة، وقلت لها: ما هذا؟ فقالت: «سجلاطس» . قلت: ويقال سجلاط أيضا.
وفي (المعرب) للجواليقي: «السجلاط» : الياسمين.. ويقال للكساء الكحلي سجلاطي، وعن الفراء: السجلاط شيء من صوف تلقيه المرأة على هودجها، وفي بعض النسخ: على وجهها.
وقال غيره: هي ثياب كتّان موشية، كأنّ وشيها خاتم، وهي- زعموا- بالرومية سجلاطس، فعرّب وقيل: سجلاط.
قال حميد بن ثور:
تخيّرن إمّا أرجوانا مهدبا ... وإمّا سجلاط العراق المختّما
وفي (شفاء الغليل) : «سجلاط: يا سمين، وقناع من صوف، أو ثياب بكتان، وخزّ سجلاطي، رومية معرّبة. (انظر: معجم الألفاظ والتراكيب المولّدة في شفاء الغليل- ص 287) .(37/88)
من أهل السّتْر والصَّلاح.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وثابت بْن بُنْدار.
وتُوُفّي في رجب وقد قارب السّتّين.
55- مسلم بْن الخضِر بْن قسيم [1] .
أبو المجد الحَمَويّ، من شعراء نور الدّين.
لَهُ شِعر في «الخريدة» [2] .
فمن شعره:
أهلا بطَيْف خيالٍ جاءني سَحَرًا ... فقمت واللّيل قد شابتْ ذَوَائبُه
أقبّل الأرضَ إجلالا لزَوْرَتهِ ... كأنّما صَدَقَتْ عندي كواذبُه
ومودع القلب من نار الجوى حرقا ... قضى بها قبل أن تُقْضى مآربُه
نكاد من ذِكْر يوم البَيْنِ تحرقُه ... - لولا المدامع- أنفاس تغالبه [3]
__________
[ () ] وفي (غرائب اللغة العربية) : «سجلاط، وسجلاطس: ثياب كتاب موشية، وكأنّ وشيها خاتم مزدان بصور صغيرة» .
[1] انظر عن (مسلم بن الخضر) في: تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) مجلّد 9 ج 17، و (مخطوطة التيمورية) 41/ 376- 379، وخريدة القصر (قسم شعراء الشام) 1/ 433- 480، والكامل في التاريخ 11/ 24، وأخبار الملوك، للملك المنصور الأيوبي (مخطوط) ورقة 192 أ، وكتاب الروضتين ج 1 ق 1/ 24، و 23، ومفرّج الكروب لابن واصل 1/ 82، وديوان ابن منير الطرابلسي (بعنايتنا) 22، 39، 61، 75، 281، ومرآة الزمان (مخطوط) 10/ 502، 3: 5، (والمطبوع) ج 8 ق 1/ 194، 195، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 24/ 280- 282 رقم 249، وعيون التواريخ 12/ 408، 409، وفيه: «مسلم بن خضير» ، وإيضاح المكنون 1/ 530، وهدية العارفين 2/ 432، ومعجم المؤلفين 12/ 233، والأدب في بلاد الشام للدكتور عمر موسى باشا 206- 219.
[2] قسم شعراء الشام ج 1/ 433- 480.
[3] وأورد ابن عساكر قصيدة لابن قسيم قالها في الأتابك زنكي وهو قد ظفر على الإفرنج، أولها:
بعزمك أيّها الملك العظيم ... تذلّ لك الصعاب وتستقيم
رآك الدهر منه أشدّ بأسا ... وشحّ بمثلك الزمن الكريم
إذا خطرت سيوفك في نفوس ... فأول ما يفارقها الجسوم
ولو أضمرت للأنواء حربا ... لما طلعت لهيبتك الغيوم
أيلتمس الفرنج لديك عفوا ... وأنت بقطع دابرها زعيم
وكم جرّعتها غصص المنايا ... بيوم فيه يكتهل العظيم
فسيفك في مفارقهم خضيب ... وذكرك في مواطنهم عظيم
وقال من قصيدة في الملك العادل محمود بن زنكي:(37/89)
__________
[ () ]
يا صاح هل لك في احتمال تحيّة ... تهدي إلى الملك الأغرّ جبينه
قف حيث تختلس النفوس مهابة ... ويغيض من ماء الوجوه معينة
فهنالك الأسد الّذي امتنعت به ... وبسيفه دنيا الإله ودينه
فمن المهنّدة الرقاق لباسه ... ومن المثقّفة الدقاق عرينه
تبدو الشجاعة من طلاقة وجهه ... كالرمح دلّ على القساوة لينه
ووراء يقظته أناة مجرّب ... للَّه سطوة بأسه وسكونه
ولابن قسيم شعر في هجاء ابن منير الطرابلسي، وكان ابن منير كتب إلى الشيخ تقي الدين الحموي قصيدة مطلعها:
قل لابن يحيي مقال غير غو ... اشهد من الآن أنني حموي
فكتب ابن قسيم الجواب:
يا شاعرا أدعت أنامله ... درّ القوافي كتابه النبوي
ولو كشفناك لم تكن حلبيّا ... في مذهب ولا حموي
لو كان إبليس قبل لاح له ... آدم من نقش فصّك الغروي
لخرّ ما شئت ساجدا وعنا ... للَّه طوعا وكان غير غوي
فأيّ وجه رآك ناظره ... فأزور، لا مقبل به وزوي
والدهر قد مات حادثة ... خوفا، فأنّى يكون غير سو؟
وكتب ابن قسيم إلى ابن منير قصيدة وأنفدها إليه بحلب، مطلعها:
سرى طيف الأحبّة من بعيد ... فعوّضنا السّهاد من الهجود
أتى طوع الهبوط بكلّ واد ... إليّ كما انثنى طوع الصعود
وقد لعبت به زفرات شوق ... يجسّده على الخطر الشديد
أساكنة الأراك أراك ترمي ... بطرفكم في مخارم كلّ بيد
رحلت عن الشّام بنا فشيمي ... وميض البرق من جبلي زرود
أحبّك في البعاد وفي التداني ... وأذكرك القديم من العهود
وقال في جواب كتاب ابن منير، وشعره على الوزن والقافية:
بعثت الكتاب فأهلا به ... يسرّ النواظر تنميقه
لئن أخجل الروض موشيّه ... لقد فضح الدّرّ منسوقه
قريب الصناعة تجنيسه ... نفيس البضاعة تطبيقه
وواصلني بعد طول الجفا ... كما وصل الصّبّ معشوقه
فزايل جفني تأريقه ... وعاود غصني، توريقه
وبتّ أراقب مسطوره ... كما راقب النجم عيّوقه
فلما بدت لي ألفاظه ... تستّر فكري وتلفيقه
وكاسد نقصي أخشى يرام ... في سوق فضلك تنفيقه
أما خاف يهتك مستورة ... أما خاف يظهر مسروقه؟
(انظر: ديوان ابن منير 281- 283) .(37/90)
56- مسعود بْن أَبِي غالب بْن التُّرَيْكيّ [1] .
السّقْلاطُونيّ.
سَمِعَ: محمد بْن عبد الواحد الأزرق في سنة ثمان وتسعين وأربعمائة.
روى عَنْهُ: عُمَر بْن طَبَرْزَد، وسمع منه في هذا العام، بقراءة أخيه أَبِي البقاء محمد.
57- المفضَّل بْن أحمد بْن نصر بْن عليّ بْن أَبِي الحُسَيْن أحمد بْن محمد بْن فاذشاه [2] .
أبو عبد الله الأصبهانيّ.
سَمِعَ: أبا عبد الله الثّقفيّ، وأبا بَكْر بْن ماجة الأَبْهَرِيّ.
وتُوُفّي بهَمَذَان في جُمادى الأولى.
كتب عَنْهُ: الحافظ أبو سعد، وعبد الخالق بْن أسد.
58- المَهْديّ بْن هبة اللَّه بْن مَهْدِيّ [3] .
أبو المحاسن الخليليّ، القَزْوينيّ.
إمامٌ، زاهد، عابد، ورِع، قوّال بالحقّ، نزل بنواحي مَرْو.
وقد تفقّه عَلَى أسعد المَيْهنيّ، وقرأ المقامات بالبصرة على المصنّف، ثمّ نزهّد، وصحِب يوسف بْن أيّوب مدَّة.
روى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ [4] : حدَّثنا عَنْ محيي السُّنَّة البغويّ.
ولد سنة خمس وثمانين وأربعمائة، وتوفّي بقرية جيرنج في شعبان.
__________
[1] لم أجده.
[2] لم أجده.
[3] انظر عن (المهدي بن هبة الله) في: التدوين في أخبار قزوين 4/ 126، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 317.
[4] وهو قال: إمام فاضل، ورع، متديّن، دائم العبادة، كثير التلاوة، قوّال بالحق، داع إليه، مبالغ في الوضوء والنظافة.(37/91)
- حرف النون-
59- نصر بْن أسعد بْن سعد بْن فضل اللَّه بْن أحمد [1] .
المَيْهَنيّ، الصُّوفي [2] .
سمع: أبا الفضل محمد بْن أحمد العارف في سنة بضْعٍ وستّين [3] .
أخذ عَنْهُ: أبو سعد، وقال: مات في المحرَّم.
- حرف الواو-
60- وجيه بْن طاهر بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يوسف بْن محمد بْن المَرْزُبان [4] .
أبو بَكْر الشّحّاميّ، أخو زاهر.
من بيت الحديث والعدالة بنَيْسابور.
رحل بنفسه إلى هَرَاة أو إلى بغداد.
ومولده في شوّال سنة خمس وخمسين وأربعمائة [5] .
سَمِعَ: أبا القاسم القُشَيْريّ، وأبا حامد الأزهريّ، وأبا المظفَّر محمد بْن إسماعيل الشّحّاميّ، وأبا نصر عبد الرحمن بْن محمد بْن موسى التّاجر، ويعقوب بْن أحمد الصَّيْرفيّ، وأبا صالح المؤذّن، ووالده أبا عبد الرحمن الشّحّاميّ، وشيخ الحجاز عليّ بْن يوسف الْجُوَيْنيّ، وشبيب بْن أحمد البستيغيّ،
__________
[1] انظر عن (نصر بن أسعد) في: التحبير 2/ 343 رقم 1055، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 274 ب، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 157 أ.
[2] كنيته في (التحبير) : «أبو الفضيل» ، وفي (معجم الشيوخ) : «أبو الضياء» . ولم يذكر المؤلّف كنيته هنا، ولا ابن الملّا في (ملخص تاريخ الإسلام) .
[3] قال ابن السمعاني: كان شيخا صالحا، صوفيا، خفيفا.. وكانت ولادته في حدود سنة ستين وأربعمائة، فإنه سمع من الرؤاسي في سفر سنة ست وستين.
[4] انظر عن (وجيه بن طاهر) في: المنتظم 10/ 124 رقم 184 (18/ 53، 54، رقم 4132) ، والمنتخب من السياق 472، 473 رقم 1609، وتكملة الإكمال (مخطوط) ورقة 249 ب، والتقييد لابن نقطة 471، 472، رقم 637، والمعين في طبقات المحدّثين، 160 رقم 1729، والإعلام بوفيات الأعلام 222، والعبر 4/ 113، وسير أعلام النبلاء 20/ 109- 111 رقم 67، ودول الإسلام 2/ 58، والبداية والنهاية 12/ 222، والنجوم الزاهرة 5/ 280، وشذرات الذهب 4/ 130.
[5] المنتظم.(37/92)
وأبا سهل الحفْصيّ، وأبا المعالي عُمَر بْن محمد بن الحسين البسطاميّ، وأخته عائشة بِنْت البسْطاميّ، ومحمد بْن يحيى المزكّي، وأبا القاسم إسماعيل بْن مَسْعَدَة، الإسماعيليّ، وطائفة بنَيْسابور.
وبهَرَاة: شيخ الإسلام، وبِيبي الهَرْثَميَّة، وعاصم بْن عبد الملك الخليليّ، وأبا عطاء عبد الرحمن بْن محمد الجوهريّ، وأبا العلاء صاعد بْن سيّار، ونجيب بْن ميمون الواسطيّ، وعطاء بْن الحَسَن الحاكم، وجماعة بَهَراة.
وعبد الرحمن بْن محمد بْن عفيف البُوشَنْجيّ، وأبا سعد محمد بْن محمد الحجْريّ ببوشنج.
وأبا نصر محمد بْن محمد الزَّيْنبيّ، وأبا الحسين الصّاحبيّ ببغداد.
وأبا نصر محمد بْن وَدْعان الموصليّ بالمدينة.
روى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ، وابن عساكر، وأبو الفضل محمد بْن أحمد الطّبسيّ، ومحمد بن فضل الله السّالاريّ، ومنصور الفراويّ، والمؤيَّد الطُّوسيّ، وزينب الشَّعْرِيَّة، ومجد الدّين سعيدِ بْن عَبْد اللَّه بْن القاسم الشّهْرُزُوريّ، والقاسم بْن عبد الله الصّفّار، وأبو النّجيب إسماعيل بْن عثمان الغازي، وأبو سَعْد عبد الواحد بْن عليّ بْن حمُّوَيْه الْجُوَيْنيّ، وآخرون.
قَالَ ابن السَّمْعانيّ: كتبت عَنْهُ الكثير، وكان يُمْلي في الجامع الجديد، بنَيْسابور كلّ جمعة في مكان أخيه زاهر. وكان كخير الرجال، متواضعا، أَلُوفًا، متودّدا، دائم الذِّكْر، كثير التّلاوة، وصُولًا للرحِم، تفرَّد في عصره بأشياء، ومرض أسبوعا [1] .
__________
[1] زاد ابن السمعاني: ومن مسموعه كتاب «الزهريات» من ابن أبي حامد الأزهري، و «رسالة» القشيري، سمعها من المؤلّف. انظر: التقييد لابن نقطة 472.
وقال عبد الغافر الفارسيّ: سديد، فاضل، كثير العبادة، قارئ لكتاب الله ورثه عن أسلافه، مواظب عليه، سمع الكثير، ورحل إلى هراة وغيرها، وحج، وسمع بالعراق، وتولّى الخطابة بأرباع نيسابور مع التذكير على سيرة السلف، وهو مشتغل بما يعينه.
سمعنا معا من عبد الحميد البحيري. (المنتخب 473) .
وقال ابن الجوزي: من بيت الحديث، وكان يعرف طرفا من الحديث.. وسمّعه أبوه الكثير، ورحل بنفسه إلى بغداد وهراة، وسمع الكثير، وكان شيخا صالحا صدوقا، حسن السيرة، منوّر الوجه والشيبة، سريع الدمعة، كثير الذكر، ولي منه إجازة بمسموعاته ومجموعاته. (المنتظم) .(37/93)
وتُوُفّي في ثامن عشر جُمادى الآخرة. ودُفن بجنب أبيه وأخيه.
- حرف الياء-
61- يحيى بْن خَلَف بْن النّفيس [1] .
أبو بَكْر، المعروف بابن الخلوف، الغرناطيّ، المقرئ، الأستاذ.
لقي من المقرءين: أبا الحسن العبْسيّ، وخازم بْن محمد، وأبا بَكْر بْن المفرّج البَطَلْيُوسيّ، وأبا القاسم بْن النّحّاس، وأبا الحسن بْن كرز، وعيّاش بْن خَلَف.
ومن المحدّثين: ابن الطّلّاع، وأبا عليّ الغسّانيّ، وأبا مروان بْن سرّاج، فسمع من بعضهم، وأجاز لَهُ سائرهم.
وحجّ فسمع «صحيح مسلم» بمكَّة، من أَبِي عبد الله الحسين الطَّبَريّ، ودخل العراق، فسمع من: أَبِي طاهر بْن سِوار المقرئ، وبالشّام من أَبِي الفتح نصر بْن إبراهيم المقدسيّ.
وأقرأ النّاس بجامع غَرْناطَة زمانا، وطال عُمره، واشتهر اسمه وحدَّث، وأقرأ النّاس، وكان بارعا فيها، حاذِقًا بها، مَعَ التّفنُّن، والحِفْظ، ومعرفة التّفاسير، والجلالة والحُرْمة.
حدَّث عَنْهُ: أبو عبد الله النُّميريّ، ويقول فيه: يحيى بْن أَبِي سعيد، وأبو بَكْر بْن رزق، وأبو الحَسَن بْن الضّحّاك، وأبو عبد الله محمد بْن عبد الرحيم بْن الفَرَس، وابنه عبد المنعم بْن محمد، وابنه عبد المنعم بْن يحيى بْن الخَلُوف، وأبو القاسم القَنْطريّ، وأبو محمد بن عبيد الله الحجري، وأبو عبد الله بْن عروس.
وتُوُفّي بغَرْناطة في آخر العام.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن خلف) في: بغية الملتمس للضبيّ 501، 502، رقم 1471، وتكملة الصلة لابن الأبّار، رقم 2040، ومعجم شيوخ الصدفي 323، وصلة الصلة 176، ومعرفة القراء الكبار 1/ 500 رقم 449، وغاية النهاية 2/ 369، 370، وطبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 362، 363. وهو في سير أعلام النبلاء 20/ 77 بدون ترجمة.(37/94)
وكان مولده في أوّل ستّ وستّين وأربعمائة.
ترجمه الأَبّار.
ومن بقايا الرُّواة عَنْهُ: أحمد بْن عبد الودود بْن سمجون، بقي إلى سنة ثمانٍ وستّمائة.
62- يحيى بْن زيد بْن خليفة بْن داعي بْن مَهْديّ بْن إسماعيل [1] .
أبو الرِّضا العَلَويّ، الحَسَنيّ، السّاويّ، شيخ الصُّوفيَّة بساوة.
ديّن صالح، خيّر، متودّد، متواضع، جميل.
سَمِعَ بأصبهان: أبا سعد المطرِّز، وأبا منصور بْن مَنْدوَيْه، وأبا عليّ الحدّاد.
وتُوُفّي في شعبان عَنْ بضْعٍ وسبعين سنة.
روى عَنْهُ أبو سعد السّمعانيّ [2] .
63- يحيى بْن عبد الله بْن أَبِي الرجاء محمد بْن عليّ التّميميّ [3] .
أبو الوفاء الأصبهانيّ.
تُوُفّي في الخامس والعشرين من رمضان. وكان فاضلا، نبيلا، معدَّلًا، عالِمًا بالشّروط.
روى عَنْهُ: أبو موسى المَدِينيّ، والسّمعانيّ.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وعبد الجبّار بْن عبد الله بْن بُرزة، وأبا طاهر النّقّاش.
64- يحيى بْن موسى بْن عبد الله [4] .
أبو بَكْر القرطبي.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن زيد) في: التحبير 2/ 375 رقم 1100، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 283 أ، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 57 أ، 57 ب.
[2] وقال: علويّ ديّن، فاضل، صالح، خيّر، جميل الأمر، شيخ الصوفية بساوة، وله بها رباط يخدم فيه، وكان علويّا صوفيا، نظيفا، متودّدا، متواضعا، متخلّقا بالأخلاق الحسنة ... لقيته بالكرج أولا، وكتبت عنه بها، ثم كتبت عنه بساوة منصرفي من العراق. وكانت ولادته ليلة النصف من ذي الحجة سنة ثمان وستين وأربعمائة بآمل طبرستان.
[3] انظر عن (يحيى بن عبد الله) في: التحبير 2/ 376، 377 قم 1102، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 57 ب.
[4] انظر عن (يحيى بن موسى) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 673 رقم 1486.(37/95)
روى عَنْ: محمد بْن فَرَج، وأبي عليّ الغسّانيّ.
وكان رجلا صالحا، طاهرا، مُقبِلًا عَلَى ما يعنيه.
روى عَنْهُ ابن بَشْكُوال فوائد أَبِي الحسن بْن صخْر، بسماعه من عبد العزيز بْن أَبِي غالب القَرَويّ، عَنْهُ، وقال: تُوُفّي في عقب صفر.(37/96)
سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة
- حرف الألف-
65- أحمد بْن الحُصَيْن بْن عبد الملك بْن عطاف [1] .
القاضي، أبو العبّاس العُقَيْليّ، الجيّانيّ [2] .
طلب العِلم وهو ابن ستّ عشرة سنة [3] ، وهذا يندر في المغاربة، ورحل
__________
[1] انظر عن (أحمد بن الحصين) في: الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة، السفر الأول، قسم 1/ 97 و 99 رقم 120.
[2] وقال المراكشي: منتيشيّ الأصل.
[3] هكذا هنا. وقال المراكشي: وكان شيخا حسن الخلق والخلق، وقور المجلس، وكثير البرّ، كبير الجاه، قديم النجابة، ابتدأ بطلب العلم وهو ابن ثلاث عشرة سنة، حريصا على إفادته، مكرما لطلبته، موالي الإحسان إليهم، متمكّن الجدّة، أعلى أهل عصره همّة في اقتناء الكتب وأشدّهم اعتناء بها. ينتخبها ويتخذ لأعلاقها صوانا وحفائظ، وجمع منها في كل فنّ الكثير النفيس، وكتب بخطه النبيل غير شيء، وكان بصيرا بعقد الشروط، نزه النفس، ظاهر السراوة في أحواله كلها، حسن الوساطة للناس فيما يرجعون إليه به من أمورهم، وشوور بغرناطة ثم بقرطبة، واستمرّ على ما وصف من حاله عامّة عمره، فلما كانت الفتنة التي أثارها أبو [جعفر] حمدين داخله في بعض أموره، وتصرّف معه تصرّفا أنكره بعض الناس عليه، والله أعلم بنيّته ومتجاوز بفضله عن سيئاته.
ووقفت على أسماء بعض شيوخ أبي الحسن ابن مؤمن الأندلسيين وقد ذكره فيهم بخطه، وكتب بها من مستقرّه مدينة فاس إلى شيخه الراوية أبي القاسم ابن بشكوال بقرطبة، مطالعا له بهم ليعرّفه بما عنده من أحوالهم، فكتب أبو القاسم بخطه على معظمهم ما عنده فيهم، وكتب على أبي جعفر هذا ما نصّه: يسقط. وقد روى عنه أبو محمد الحجري وهو القائل: ما حملت إلا عن الشيوخ الأعلام الذين ليس فيهم ما يقال، ولقد سمعت عن رجل من شيوخي شيئا قليلا، فلم أذكره. يعني ترك الرواية عنه.
وتكلّم أبو جعفر ابن عبد الرحمن البطروجي في روايته عن أبي عبد الله ابن فرج، فتحامى بعض الناس الرواية عنه من طريقه تلك.
مولده بجيّان سنة إحدى وسبعين وأربعمائة.(37/97)
إلى قُرْطُبة، فسمع من: أَبِي محمد بْن عتّاب، وأبي الأصبغ بن بْن سهل.
وسمع بإشبيليّة من: أَبِي القاسم الهوزنيّ.
وسكن غَرْناطَة، وأفتى بها، وحدَّث.
روى عَنْهُ: أبو محمد بْن عُبَيْد اللَّه الحَجْريّ.
66- أحمد بْن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [1] أبو الحسن بْن أَبِي موسى بْن الآبنُوسيّ [2] ، الفقيه الشّافعيّ، الوكيل.
وُلِد سنة ستٍّ وستّين وأربعمائة، وسمع: أبا القاسم بْن البُسْريّ، وأبا نصر الزَّيْنبيّ، وإسماعيل بْن مَسْعَدَة الإسماعيليّ، وعاصم بْن الحَسَن، وأبا الغنائم بْن أَبِي عثمان، ورزق اللَّه، وجماعة كثيرة.
وتفقّه عَلَى القاضي محمد بْن المظفَّر الشّاميّ، وعلى أَبِي الفضل الهَمَذَانيّ.
ونظر في عِلْم الكلام والاعتزال. ثم فتح اللَّه لَهُ بحسن نيّته، وصار من أهل السُّنَّة.
روى عَنْهُ: بنته شرف النّساء وهي آخر من حدَّث عَنْهُ، وابن السّمعانيّ، وابن عساكر، وأبو اليُمْن الكِنْديّ، وسليمان الموصليّ، وآخرون.
قال ابن السّمعانيّ: فقيه، مفت، زاهد. يعرف المذهب والفرائض.
اعتزل عن النّاس، واختار الخمول، وترك الشّهرة، وكان كثير الذّكر. دخلت عليه، فرأيته على طريقة السّلف من خشونة العيش، وترك التّكلّف.
وقال ابن الجوزيّ [3] : صحب شيخنا أبا الحسن بن الزّاغوني، فحمله
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبد الله) في: المنتظم 10/ 126 رقم 185 (18/ 57 رقم 4133) ، والعبر 4/ 114، والإعلام بوفيات الأعلام 222، وسير أعلام النبلاء 20/ 162، 163، رقم 97، وتذكرة الحفاظ 4/ 1294، ومرآة الجنان 3/ 275، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 39، والوافي بالوفيات 7/ 114، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 109، وشذرات الذهب 4/ 130.
[2] الآبنوسي، بمدّ الألف، وفتح الباء الموحّدة أو سكونها، وضم النون، وفي آخرها السين المهملة بعد الواو. هذه النسبة إلى آبنوس وهو نوع من الخشب البحري يعمل منه أشياء.
(الأنساب 1/ 93) .
[3] في المنتظم.(37/98)
على السّنّة بعد أن كَانَ مُعْتزليًّا، وكانت لَهُ اليد الحَسَنَة في المذهب، والخلاف، والفرائض، والحساب، والشُّروط. وكان ثقة، مصنّفا، عَلَى سَنَن السَّلَف، وسبيل أهل السُّنَّة في الاعتقاد. وكان يُنابذ مَنْ يخالف ذَلكَ من المتكلّمين.
وله أذْكار وأوراد من بكرةٍ إلى وقت الظُّهْر، ثمّ يُقرأ عَلَيْهِ من بعد الظّهر.
وكان يلازم بيته، ولا يخرج أصلا. وما رأيناه في مسجد، وشاعَ أنّه لا يصلّي الجمعة، وما عَرَفْنا عَنْهُ في ذَلكَ.
وتُوُفّي في ثامن ذي الحجَّة.
قلت: وأجاز لأبي منصور بْن عُفَيْجَة، ولأبي القاسم، يعني ابن سعد.
67- أحمد بْن عبد الخالق بْن أَبِي الغنائم [1] .
الهاشميّ، أبو العبّاس.
سَمِعَ مجلسا من طِراد.
روى عنه: الفضل بن عبد الخالف الهاشميّ.
68- أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عبد الباري [2] .
أبو جعفر البِطْرَوْجِيّ، ويقال البطروشيّ [3] ، بالشّين، الحافظ.
أحمد الأئمَّة المشاهير بالأندلس.
أخذ عَنْ: أَبِي عبد الله الطَّلَّاعيّ، وأبي عليّ الغسّانيّ، وأبي الحسن العبْسيّ [4] ، وخازم بْن محمد، وخَلَف بْن مدبّر، وخَلَف بْن إبراهيم الخطيب المقرئ، وجماعة.
وأكثر عَنْ أَبِي عبد الله الطَّلّاعيّ. وقرأ القراءات بقرطبة على عيسى بن خيرة.
__________
[1] لم أجده.
[2] انظر عن (أحمد بن عبد الرحمن) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 82، ومعجم البلدان 1/ 447، والمعين في طبقات المحدّثين 160 رقم 1730، والإعلام بوفيات الأعلام 222، وسير أعلام النبلاء 20/ 116- 118 رقم 71، وتذكرة الحفاظ 4/ 1293، 1294، والعبر 4/ 114، ومرآة الجنان 3/ 275، والوافي بالوفيات 7/ 38، 39، وشذرات الذهب 4/ 130.
[3] البطروجي أو البطروشي: بالكسر ثم السكون، وفتح الراء، وسكون الواو، وشين معجمة.
نسبة إلى بطروش: بلدة بالأندلس، وهي مدينة فحص البلّوط.
[4] في تذكرة الحافظ 4/ 1293 «القيسي» وهو تصحيف.(37/99)
وناظر في «المدَوَّنَة» [1] عَلَى عبد الصّمد بْن أَبِي الفتح العَبْدَريّ، وفي «المستخرَجَة» [2] عَلَى أَبِي الوليد بْن رشد. وعرض «المستخرجة» مرَّتين عَلَى أَصْبغ بْن محمد.
وأجاز لَهُ أبو المطرّف الشّعبيّ، وأبي داود الهَرَويّ، وأبو عليّ بْن سُكَّرَة، وأبو عبد الله بْن عَوْن، وأبو أسامة يعقوب بْن عليّ بْن حزْم.
وكان إماما عاقلا [3] ، عارفا بمذهب مالك، بصيرا، حافظا، محدّثا، عارفا بالرجال، وأحوالهم، وتواريخهم، وأيامهم، وله مصنَّفات مشهورة.
وكان إذا سُئل عَنْ شيء فكأنّما الجواب عَلَى طَرَف لسانه، ويُورِد المسألة، بنصّها ولفْظها لقوَّة حافظته، ولم يكن للأندلس في وقته مثله، لكنّه كَانَ قليل البضاعة من العربيَّة رثّ الهيئة، خاملا لخفَّةٍ كانت بِهِ. ولذلك لم يلحق بالمشاهير، ولا ولّوه شيئا من أمور المسلمين، وعسى كَانَ ذَلكَ خيرا لَهُ، رحمه اللَّه.
روى عَنْهُ «الموطّأ» : أبو مُحَمَّد عَبْدِ اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن عُبَيْد اللَّه الحَجْريّ، وخَلَف بْن بَشْكُوال الحافظ،: وأخوه محمد بْن بَشْكُوال، وأبو الحسن محمد بْن عبد العزيز الشَّقُوريّ [4] ، ومحمد بْن إبراهيم بْن الفَخّار، ويحيى بْن محمد الفِهْريّ البَلَنْسيّ، وخلْق سواهم.
قَالَ ابن بَشْكُوال [5] : كَانَ من أهل الحِفظ للفقه، والحديث، والرجال، والتّواريخ، مقدَّمًا في ذلك على أهل عصره.
__________
[1] المدوّنة: أشهر كتب المالكية في الفقه، تأليف أبي سعيد سحنون بن سعيد بن حبيب التنوخي، واسمه عبد السلام، لقّب بسحنون. توفي سنة 240 هـ. انظر ترجمته ومصادرها في الجزء المتضمّن حوادث ووفيات 231- 240 هـ. من هذا الكتاب ص 247- 249 رقم 249.
[2] وهي: «المستخرجة من الأسمعة المسموعة غالبا من الإمام مالك بن أنس مما ليس في المدوّنة» . في الفقه المالكي. تأليف أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عبد العزيز العتبي. ولهذا تعرف أيضا بالعتبية. توفي سنة 255 هـ. انظر ترجمته ومصادرها في حوادث ووفيات 251- 260 هـ. من هذا الكتاب، ص 234، 235 رقم (393) .
[3] في الأصل: «غافلا» ، والتصحيح من: الوافي بالوفيات.
[4] الشّقوريّ: نسبة إلى شقورة. ناحية بقرطبة. (الأنساب 7/ 366، 367) .
[5] في الصلة 1/ 82.(37/100)
وتُوُفّي لثلاثٍ بقين من المحرَّم.
وهو قُرْطُبيّ، أصله من بطروش.
69- أحمد بن أبي الحسين بْن الباذِش [1] .
الإمام أبو جعفر بْن عليّ بْن أحمد بْن خَلَف الأنصاريّ، الغَرْناطيّ.
روى عَنْ: أبيه، وأبي عليّ الصَّدفّي، وابن عَتّاب، وطبقتهم فأكثر، وتفنّن في العربيَّة- وكان من الحفّاظ الأذكياء. خطب بغَرْناطَة، وحمل النّاس عَنْهُ.
واشتهر اسمه.
مات في هذا العام ببلده كهْلًا أو في الشّيخوخة [2] .
70- أحمد بْن عليّ بن عبد الواحد [3] .
أبو بكر بن الأشقر، البغداديّ، الدّلّال.
وُلِد سنة [سبْعٍ] [4] وخمسين وأربعمائة.
وسمع: أبا الحسن بْن المهتدي باللَّه، وأبا محمد الصَّرِيفِينيّ، وأبا نصر الزَّيْنبيّ.
روى عنه: أبو سعد السّمعانيّ، وعمر بْن طَبَرْزَد، وأبو بَكْر محمد بْن المبارك بْن عتيق، وعبد اللَّه بْن يحيى بْن الخزّاز الخريميّ، وعمر بْن الحسين بْن المِعْوَجّ، وتُرْكُ بْن محمد العطّار، وفاطمة بنت المبارك بن قيداس،
__________
[1] انظر عن (أحمد بن أبي الحسن) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 82 رقم 189، وغاية النهاية 1/ 83 رقم 376، وشجرة النور الزكية 1/ 132 رقم 387، وله ذكر في سير أعلام النبلاء 20/ 168 دون ترجمة، وأخبار غرناطة للسان الدين الخطيب 77، 78، والديباج المذهب 42، وكشف الظنون 140، 1192، وروضات الجنات 71، 72، ومعجم المؤلفين 1/ 316.
[2] وقال ابن الجزري: أستاذ كبير، وإمام محقّق، محدّث ثقة، مفنّن، ألّف كتاب «الإقناع» في السبع، من أحسن الكتب، ولكنه ما يخلو من أوهام نبّهت عليها في كتابي «الأعلام» ، وألّف كتاب «الطرق المتداولة في القراءات» حرّر أسانيده وطرقه ولم يكمله لمفاجأة الموت، ولد سنة إحدى وتسعين وأربعمائة.
توفي في جمادى الآخرة سنة أربعين وخمسمائة، وقيل: سنة ثنتين وأربعين.
[3] انظر عن (أحمد بن علي) في: المنتظم 10/ 126 رقم 186 رقم 186 (18/ 57، 58 رقم 4134) ، والمعين في طبقات المحدّثين 160 رقم 1730، والعبر 4/ 115، وسير أعلام النبلاء 20/ 163 رقم 98، وشذرات الذهب 4/ 131.
[4] في الأصل بيات، والمثبت عن (المنتظم) .(37/101)
وإسماعيل بْن إبراهيم السّيبيّ الخبّاز، وأحمد بْن سلمان بن الأصفر، وعبد الملك بْن أَبِي الفتح الدّلّال، وآخرون.
قَالَ ابن الْجَوْزيّ [1] : كَانَ خيِّرًا، صحيح السّماع.
تُوُفّي في ثامن صفر.
71- أحمد بْن عليّ بْن أحمد بْن يحيى بْن أَفْلَح بْن رزقون بْن سحْنُون [2] .
المُرْسِيّ، الفقيه، المالكيّ، المقرئ.
أخذ القراءات عَنْ: أَبِي داود بْن البيار، وابن أخي الدّوش.
وَسَمِعَ من: أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن الفرج الطّلّاعيّ، وأبي عليّ الغسّانيّ.
وقرأ لورش على أبي الحسن بن الجزّار الضّرير صاحب مكّيّ.
وتصدَّر للإقراء بالجزيرة الخضراء، وأخذ النّاس عَنْهُ. وكان فقيها، مشاوَرًا، حافظا، محدّثا، مفسّرا، نَحْويًّا [3] .
روى عَنْهُ: أبو حفص بْن عكبرة، وابن خَيْر، وأبو الحسن بْن مؤمن، وجماعة آخرهم موتا أحمد بْن أَبِي جعفر بْن فُطَيْس الغافِقيّ، طبيب الأندلس، وبقي إلى سنة 613.
تُوُفّي في ذي القعدة سنة اثنتين، وقيل: تُوُفّي في حدود سنة خمسٍ وأربعين.
72- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن حاطب [4] .
__________
[1] في المنتظم.
[2] انظر عن (أحمد بن علي بن أحمد) في: فهرسة ما رواه عن شيوخه لابن خير 433، وتكملة الصلة لابن الأبّار 1/ 54، 55، ومعجم شيوخ الصدفي 33، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة، السفر الأول، ق 1/ 295- 297 رقم 380، ومعرفة القراء الكبار 1/ 501 رقم 450، والديباج المذهب 1/ 219، وغاية النهاية 1/ 83، وبغية الوعاة 1/ 339، وطبقات المفسّرين للسيوطي 14، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 53، 54، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 212، 213 رقم 46 وفيه: «زرقون» بتقديم الزاي.
[3] وقال المراكشي: استقضي بكورة أركش فحمدت سيرته، واشتدّت وطأته على أهل الفساد والدعارة، ثم صرف عن القضاء ولازم الإقراء وإسماع الحديث بمسجد الرّمانة من الجزيرة الخضراء، وقد كان قبل يقرئ بمسجدها الجامع وبمسجد الرايات منها. (الذيل والتكملة) .
[4] انظر عن (أحمد بن محمد الباجي) في: تكملة الصلة لابن الأبّار 1/ 52، وفيه: «خاطب»(37/102)
أبو العبّاس الباجيّ.
كَانَ رأسا في اللّغة والنّحو، مع الصّلاح والزّاهد [1] .
أخذ عَنْ: عاصم بْن أيّوب، وجماعة.
وعاش نحوا من ثمانين سنة رحمه اللَّه.
73- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز [2] .
أَبُو البقاء بْن الشّطْرَنْجيّ، البغداديّ، العُمَريّ.
كَانَ يكتب العمر مجاورا بمكَّة.
سَمِعَ: مالكا البانياسيّ، وأبا الحَسَن الأنباريّ، وأبا الغنائم بْن أَبِي عثمان.
روى عَنْهُ: محمد بْن معمَّر بْن الفاخر، وثابت بْن محمد المَدِينيّ.
تُوُفّي في رمضان أو في شوّال.
74- أحمد بْن محمد بْن غالب [3] .
أبو السّعادات، العطاري [4] ، الكَرْخيّ، الخزّاز، البيِّع.
سَمِعَ: عاصم بْن الحَسَن، وأبا يوسف القَزْوينيّ، المعتزليّ، وجماعة.
وعنه: أحمد بْن عليّ بْن حَراز، ويوسف بْن المبارك الخفّاف.
وله شِعر مليح، ومعرفة بالكلام.
عاش ثمانيا وثمانين سنة.
75- أحمد بْن محمد بْن محمد [5] .
__________
[ () ] بالعجمة، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة، السفر الأول، ق 2/ 452، 453 رقم 672، وبغية الوعاة 1/ 371 رقم 725 وفيه «خاطب» بالمعجمة، وهو تحريف.
[1] وقال المراكشي: كان من جلّة النحاة وحذّاقهم، ذا حظّ صالح من رواية الحديث، حافظا للفقه، زاهدا، ورعا، فاضلا، تصدّر لتعليم العربية واللغات عمره كلّه، وأسمع الحديث أحيانا إلى أن توفي. (الذيل والتكملة) .
[2] لم أجده.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد بن غالب) في: الأنساب 8/ 477، واللباب 2/ 246.
[4] العطاردي: بضم العين، وفتح الطاء، وكسر الراء، والدال المهملات. هذه النسبة إلى عطارد وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه.
[5] انظر عن (أحمد بن محمد البخاري) في: المنتظم 10/ 126، 127 رقم 187 (18/ 78 رقم 4135) .(37/103)
أبو المعالي بْن أَبِي اليُسْر [1] البخاريّ، الفقيه.
تفقَّه عَلَى والده.
وسمع منه، ومن غيره وأفتى وناظر وأملى الحديث، وكان حسن السيرة.
توفي في وسط السنة بسرخس، وحُمِل إلى بخارى.
76- أحمد بْن ما شاء اللَّه [2] .
أبو نصر السِّدْرِيّ [3] .
سَمِعَ: أبا الفضل بْن خَيْرُون.
وحدَّث.
وكان مستورا من أهل القرآن والسُّنَّة ببغداد.
وتُوُفّي في ثالث صَفَر.
روى عَنْهُ: المبارك بْن كامل، ومحمد بْن حسين النّهْروانيّ.
77- إبراهيم بْن خَلَف بْن جماعة بْن مَهْديّ.
أبو إسحاق البكْريّ، بَكْر بْن وائل.
من الأندلس، من أهل دانية.
سَمِعَ: أبا داود المقرئ، ومحمد بْن يوسف بْن خليفة، وأبا عليّ الصَّدَفيّ. وولي قضاء بلدة سنة تسعٍ وعشرين، وعزل سنة ثلاثين وخمسمائة.
وولي قضاء شاطبة مدَّة. وكان حَسَن السّيرة، ثقة، معتنيا، بالحديث.
روى عَنْهُ: أبو عُمَر بْن عيّاد، وعليم بْن عبد العزيز،. وأبو بَكْر بْن مفوَّز.
وتُوُفّي في رجب، وغسّله وصلّى عَلَيْهِ أبو عبد الله بْن سعيد الدّانيّ. وكان مولده في سنة ثلاثٍ وستّين وأربعمائة.
78- إسحاق بن علي بن يوسف بن تاشفين اللّمتونيّ [4] .
__________
[1] في المنتظم بطبعتيه: «ابن أبي اليسر» بالباء الموحّدة.
[2] لم أجده.
[3] السّدري: بكسر السن، وسكون الدال، وكسر الراء المهملات. هذه النسبة إلى السّدر، وهو ورق شجرة النّبق، تغسل به الشعور في الحمّامات ببغداد، ويقال لمن يبيعه ويطحنه:
السّدري. (الأنساب 7/ 57) .
[4] انظر عن (إسحاق بن علي) في: البيان المغرب 4/ 99، 105، 108، 125، 126.(37/104)
ولي نيابة مَرّاكُش لأخيه تاشفين، وهو صبيّ حدَث، فَقُتِلَ أخوه سنة تسعٍ وثلاثين، فانضمّت العساكر إلى هذا وملّكوه، فقصده عبد المؤمن، وحاصر مَرّاكُش أحَدَ عشر شهرا، ثمّ أخذها عَنْوةً لمّا اشتدّ بها القحط. وأخرج إسحاق إلى بين يدي عبد المؤمن، فعزم أن يعفو عَنْهُ لأنّه دون البلوغ، فلم توافق خواصُّه، فخلّى بينهم وبينه، فقتلوه، وقتلوا معه سير بن الحجّاج أحد الشّجعان المذكورين.
وكان إسحاق آخر ملوك بني تشافين.
79- أسعد بْن عبد الله بْن حُمَيْد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الصّمد [1] .
أبو منصور بْن المهتدي.
شيخ جليل، شريف، معمّر.
ولد سنة بضع وثلاثين وأربعمائة، وكان يمكنه السّماع من أَبِي طالب بْن غَيْلان، وابن المُذْهِب. ثمّ كَانَ يمكنه أن يسمع بنفسه من أَبِي الطَّيِّب الطَّبَريّ، والجوهريّ، وإنّما سَمِعَ وقد تكهَّل من: طِراد الزَّيْنَبيّ، وطاهر بْن الحسين.
وهو أخو الشّيخ أَبِي الفضل محمد شيخ الكنديّ.
وقال ابن السّمعانيّ: شيخ بهيّ المنظر، أضرَّ في آخر عمره، وكان منسوبا إلى الصّلاح.
قَالَ ابن الجوزيّ في كتابه «المنتظم» [2] : كَانَ النّاس يُثنُون عَلَيْهِ.
وقال ابن السّمعانيّ: قَالَ لي: حَمَلوني إلى أَبِي الحسن القَزْوينيّ، فمسح يده عَلَى رأسي، فمن ذَلكَ الوقت ما أوجعني رأسي ولا اعتراني صُداع. ورأيته وأنا منتصب القامة في هذا السّنّ.
قلت: روى عَنْهُ: ابن السّمعانيّ، وعبد الخالق بْن أسد، وعمر بْن طَبَرْزَد، ويوسف بْن المبارك، والخفّاف، وغيرهم.
وتُوُفّي في رمضان، وله مائة وبضْعُ سِنين.
__________
[1] انظر عن (أسعد بن عبد الله) في: المنتظم 10/ 127 رقم 188 (18/ 58 رقم 4136) ، والبداية والنهاية 12/ 223.
[2] 10/ 127 (18/ 58) .(37/105)
قَالَ ابن الْجَوزيّ: [1] وُلِد سنة ثلاثٍ أو أربع وثلاثين وأربعمائة.
وقال عبد المغيث بْن زُهَيْر: أنشدني أسعد بْن عبد الله بْن المهتدي باللَّه:
سَمِعْتُ أبا الحسن القَزْوينيّ يُنشد:
إنّ السلامة في السُّكُوتِ ... وفي مُلازمة البيوت
فإذا تحصّل ذا وذا ... فاقنع إذا بأَقَلّ قُوت
- حرف الدال-
80- دَعْوَانُ بْن عليّ بْن حمّاد بْن صَدَقَة [2] .
أبو محمد الْجُبّيّ، الضّرير، المقرئ.
وُلِد بجُبَّة، قرية [عند العقر في طريق] [3] خراسان من بغداد، في سنة ثلاثٍ وستّين. وقدِم بغداد. وسمع من: رزق اللَّه التّميميْ، ونصر بْن البَطِر [4] ، وجماعة.
وقرأ القراءات عَلَى: عبد القاهر العبّاسيّ، وأبي طاهر بْن سِوَار.
وتفقّه عَلَى أَبِي سعد المخرَّميّ.
وحدَّث، وأقرأ، وأفاد النّاس. وكان يعيد الخلاف بين يدي أَبِي سعد شيخه. وكان خيِّرًا، ديّنا، مُتَصَاوِنًا، عَلَى طريق السَّلَف.
تُوُفّي فِي السّادس والعشرين من ذي القِعْدة [5] .
__________
[1] في المنتظم.
[2] انظر عن (دعوان بن علي) في: المنتظم 10/ 127، 128 رقم 189 (18/ 58، 59، رقم 4137،) ومعجم الأدباء 11/ 112، 113، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 196، والإعلام بوفيات الأعلام 222، ومعرفة القراء الكبار 1/ 501، 502 رقم 451، والعبر 4/ 115، وتذكرة الحفاظ 4/ 1294، وعيون التواريخ 12/ 412، 413، ونكت الهميان 150، 151، والوافي بالوفيات 14/ 18 رقم 14، والذيل على طبقات الحنابلة 1/ 212 رقم 99، وغاية النهاية 1/ 280، رقم 1260، وعقد الجمان (مخطوط) 16/ 171، وشذرات الذهب 4/ 131 وفيه:
«عوان» وهو تصحيف.
وله ذكر في: سير أعلام النبلاء 20/ 168 دون ترجمة.
[3] في الأصل بياض، وما بين القوسين من المنتظم.
[4] تحرّف في المنتظم إلى «ابن النظر» .
[5] وثّقه ابن الجوزي.(37/106)
قرأ عَلَيْهِ: منصور بْن أحمد الجميليّ الضّرير، وجماعة.
وقال عبد الله بْن أَبِي الحسن الْجُبّائيّ: رَأَيْت دَعْوان في النّوم، فقال:
عُرضت عَلَى اللَّه خمسين مرَّة، وقال لي: أيش عملتَ؟ قلت: قرأت القرآن وأقرأته.
فقال لي: أَنَا أتولّاك، أَنَا أتولّاك [1] .
- حرف الذال-
81- ذَكْوان بْن سيّار بْن محمد بْن عبد الله [2] .
أبو صالح الهَرَويّ، الدّهّان. أخو أَبِي العلاء صاعد بْن سيّار الحافظ.
سمّعه أخوه مِن محمد بْن أَبِي مسعود الفارسيّ أجزاء يحيى بْن صاعد.
وكان يُلَقَّب بأميرجَهْ.
روى عَنْهُ: ابن السّمعانيّ، وأبو رَوْح الهَرَويّ.
وبالإجازة أبو المظفّر بْن السّمعانيّ.
تُوُفّي سابع ذي الحجَّة.
- حرف السين-
82- سعيد بْن خَلَف بْن سعيد [3] .
أبو الحسن القُرْطُبيّ، المقرئ.
أخذ القراءات عَنْ: أَبِي القاسم بْن النّحّاس، وغيره.
وسمع من: أَبِي عبد الله الطّلّاع، وخازم بْن محمد، وأبي عليّ الغسّانيّ، وجماعة.
وتصدَّر للإقراء وتعليم النَّحْو.
أخذ عَنْهُ: أبو عليّ والد الحافظ أَبِي محمد القُرْطُبيّ، وغيره.
وقرأ عَلَيْهِ إبراهيم بن يوسف المعاجريّ.
__________
[1] انظر تعليق المرحوم عبد الخالق حسّونة على هذا في (معجم الأدباء 11/ 112 بالحاشية) .
[2] لم أجده.
[3] لم أجده. ولم يذكره ابن الجزري في طبقات القراء.(37/107)
- حرف الطاء-
83- طاهر بْن زاهر بْن طاهر [1] .
أبو يزيد [2] الشّحّاميّ، النَّيْسابوريّ، السّرُوجيّ.
سَمِعَ: أبا بَكْر بْن خَلَف، وعبد الملك بْن عبد الله الدَّشْتيّ.
مات في شوّال، وله ستّون سنة [3] .
84- طلْحةُ الأندلس [4] .
أحد الأبطال الموصوفين.
جاء إلى الموحّدين وخَدَمهم، ثمّ نفَّرته أخلاقهم، فكان يأخذ المائة راجل فيغير بها عَلَى تيملك، وينْكي فيهم، وكان شَهْمًا شجاعا، فهابته المصامدة.
ثمّ كَانَ في حصار مَرّاكُش بها، فلمّا افتتحها عبد المؤمن وبذل فيها السّيف تطلَّبَ طلحة فوجدوه في برج، فقاتل حتّى قتل جماعة، فأتوه بأمانٍ بخطّ عبد المؤمن، فسلَّم نفسه، وأتوه بِهِ، فقال أبو الأحسن، شيخ من العشيرة: أَنَا أتقرَّب بدمه.
فقال طلحة: ألم يَنْهكم المهديّ عَنْ إضاعة المال، وعليَّ ما يساوي مالا كثيرا، وقد أمركم المهديّ، فكيف تفسدوه بالدّم.
فقال أبو الأحسن: حلّوا ثيابه وجرّدوه.
فأخرج في الحال سكّينا من قَلَنْسُوَته [5] ، ووثب بها عَلَى أَبِي الأحسن والسّيف في يده، فلم يُغْنِ عَنْهُ. وقتله طلْحة، فقتلوه، وماتا جميعا.
__________
[1] انظر عن (طاهر بن زاهر) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 125 أ، والتحبير 1/ 344، 345، رقم 291، والمنتخب من السياق 268 رقم 874، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 59 أ.
[2] في التحبير، والمعجم: «أبو سعيد» .
[3] وقال ابن السمعاني: كان أحد المعدّلين، سديد السيرة. كتبت عنه بنيسابور، وكانت ولادته في شهور سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة بنيسابور.
[4] لم أجده.
[5] في الأصل: «قلنسته» .(37/108)
- حرف العين-
85- عبد الله بن أحمد بن عُمَر [1] .
أبو محمد القَيْسيّ، المالِقيّ، المعروف الوحِيديّ [2] ، القاضي.
روى عَنْ: أَبِي المطرّف الشّعبيّ، وأبي الحسين العَبْسيّ، وأبي عليّ الغسّانيّ.
وكان من أهل العلم والفهم. ولي قضاء مالقة مدّة حمد فيها.
وتوفّي عن بضع وثمانين وسنة [3] .
قال فيه أليسع بن حزم: طول علا، أظهره سبوقه، وعلق فصل نفقت أبدا سوقُه، فلا تُعجزه المَحَاضر، ولا يقطعه المُحَاضر، فمن ذا الّذي يجاريه في الحديث والسُّنَن، ومعرفة الصّحيح والحَسَن. كنّا نقرأ عَلَيْهِ «صحيح مسلم» ، فيُصلحه من لفْظه، ونجد الحقّ موافِقًا لحفظه، وإذا وقع غريب، وذكر اختلاف المحدّثين فيها مَعَ اللُّغَويّين.
86- عَبْد الله بْن عَبْد المُعِزّ بْن عَبْد الواسع بْن عَبْد الهادي ابن شيخ الإسلام [4] .
الأنصاريّ، أبو المعالي الهَرَويّ.
شابٌ فاضل، مليح الوعْظ، لم يكن أهل بيته مثله في عصره، رَحَل بِهِ أَبُوهُ، وسمع المُسْنَد من ابن الحُصَيْن.
وبمكَّة من: عبد الله بْن محمد بْن غزال.
وبأصبهان من: فاطمة، وجعفر الثّقفيّ.
وبهَرَاة من: أَبِي الفتح نصر بْن أحمد الحنفيّ.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن أحمد) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 296 رقم 652، وبغية الملتمس للضبي 229 رقم 902، والوافي بالوفيات 17/ 49 رقم 43.
[2] في الأصل: «الوجدي» والتصحيح من مصادر ترجمته.
[3] في الصلة، والوافي وفاته كما هنا سنة 542 هـ. وفي البغية: توفي يوم الثلاثاء السادس والعشرين من المحرم سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة.
[4] لم أجده.(37/109)
كتب عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ، وقال: سَمِعَ منّي الكثير، وخرج معي إلى بُوشَنْج، وكتبنا جميعا.
تُوُفّي في ربيع الأوّل، وله ثمان وثلاثون سنة.
87- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن عَلِيّ بن خلف [1] .
أبو محمد اللّخميّ، المعروف بالرّشاطيّ [2] ، الأندلسيّ، المربّي، الحافظ، مصنِّف كتاب «اقتباس الأنوار والْتماس الأزهار في أنساب الصّحابة [3] ورُواة الآثار» . وهو عَلَى أسلوب «الأنساب» لابن السّمعانيّ.
وقد ذكرناه في الطّبقة [الماضية] وأنّه تُوُفّي في حدود الأربعين، ثمّ وقعتُ بوفاته في يوم الجمعة العشرين من جُمادى الأولى من سنتنا هذه، وأنّه استُشْهِد عند تغلُّب العدوّ عَلَى المَرِيَّة، رحمه اللَّه [4] .
88- عَبْد اللَّه بْن علي بْن سعيد [5] .
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن علي الرشاطي) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 297 رقم 653، وبغية الملتمس للضبيّ 349 رقم 943، ومعجم البلدان 3/ 45، والمطرب 61، 120، والمعجم لابن الأبّار 227- 233، ووفيات الأعيان 3/ 106، 107 رقم 352، ومعجم الصدفي 217- 222، وسير أعلام النبلاء 20/ 258- 260 رقم 175، وتذكرة الحفاظ 4/ 1307، 1308، والبداية والنهاية 12/ 223 وفيه: «عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن خَلَف بْن أحمد بن عمر» ، ونفخ الطيب 4/ 462، وكشف الظنون 134، وتاج العروس 5/ 143 (مادة: رشط) ، وهدية العارفين 1/ 456، وفهرس المخطوطات المصوّرة 2/ 133، ومعجم المؤلفين 6/ 90.
[2] الرّشاطي: بالفتح وبالضم. فمن قال بالفتح يقول: أحد أجداده اسمه رشاطة، فنسب إليه.
ومن قال بالضم يقول: نسب إلى حاضنة كانت له أعجميّة تدعى برشاطة، أو كانت تلاعبه فتقول: رشاطة، فنسب إليها. (شرح القاموس- مادّة: رشط) .
وقال ياقوت: الرشاطي نسبة إلى رشاطة، أظنها بلدة بالعدوة.
وقال ابن خلّكان: هذه النسبة ليست إلى قبيلة ولا إلى بلد، بل ذكر (الرشاطي) في كتابه المذكور (اقتباس الأنوار) أن أحد أجداده كانت في جسمه شامة كبيرة، وكانت له حاضنة أعجمية، فإذا لاعبته قالت له: رشطالة، وكثر ذلك منه، فقيل له: الرشاطي.
[3] في سير أعلام النبلاء 20/ 259 لم يذكر كلمة «الصحابة» .
[4] ومولده في جمادى الآخرة سنة 466 هـ.
[5] انظر عن (عبد الله بن علي) في: الأنساب 10/ 173، واللباب 2/ 267، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 125، 126، رقم 822، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 321 رقم 951، والوافي بالوفيات 17/ 337، 338 رقم 289، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 13/ 145 رقم 30.(37/110)
أبو محمد القَصْريّ [1] ، الشّافعيّ، الفقيه.
قَالَ ابن عساكر [2] : أدرك أبا بَكْر الشّاشيّ، وأبا الحسن الهَرّاسيّ، وعلّق المذهب والأصول عَلَى أسعد المِيهَنيّ.
وسمع: أبا القاسم بْن بَيَان، وجماعة.
وقدَم دمشق، وسمعتُ درسه، وسمعتُ منه. وانتقل إلى حلب، وتُوُفّي بها، رحمه اللَّه [3] .
89- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سهل [4] .
أبو المعالي العدويّ، الصُّوفيّ.
سَمِعَ بنَيْسابور: أبا بَكْر بْن خَلَف، وأبا الحسن بْن الأخرم.
مات في شعبان.
أخذ عَنْهُ السّمعانيّ [5] .
90- عبد الرحمن بْن طاهر بْن سعيد بْن أَبِي سعيد بْن أَبِي الخير [6] .
أبو القاسم المِيهَنيّ [7] . شيخ رباط البِسْطاميّ ببغداد، كان له سكون ووقار.
__________
[ () ] وسيعاد في السنة التالية برقم (153) ، وذكر هناك: يحوّل. أي إلى هنا.
[1] القصري: بالفتح ثم السكون. نسبة إلى القصر موضع على ساحل البحر بين حيفان وقيسارية.
(الأنساب) .
[2] في تاريخ دمشق. انظر المختصر.
[3] وقال ابن السمعاني: فقيه مناظر، فاضل، سديد السيرة، حميد الأمر.. كتبت عنه بحلب نسخة الحسن بن عرفة، وتوفي في سنة سبع أو ثمان وثلاثين وخمسمائة بحلب.
وقال ابن عساكر: توفي سنة أربعين وخمسمائة.
«أقول» : وفي القولين هو من المتوفين في الطبقة السابقة، ولذا ينبغي أن يحوّل إليها.
[4] انظر عن (عبد الله بن محمد بن سهل) في التحبير 1/ 375 رقم 325، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 60 أ.
[5] وهو قال: شيخ صالح، سديد السيرة.. سمعت منه أحاديث يسيرة، وكانت ولادته في الخامس من رجب سنة سبع وسبعين وأربعمائة بنيسابور.
[6] لم أجده، ولعلّه في (معجم شيوخ ابن السمعاني) .
[7] الميهني: بكسر الميم، وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين، وفتح الهاء، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى ميهنة وهي إحدى قرى خابران ناحية بن سرخس وأبيورد. (الأنساب 11/ 580) .(37/111)
سَمِعَ بنَيْسابور أبا المظفَّر موسى بْن عِمران، وأبا الحسن المدينيّ، وجماعة.
قال أخوه أبو الفضل أحمد بْن طاهر: وُلِد في سنة سبع وستّين وأربعمائة.
روى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ، وغيره.
تُوُفّي في ربيع الأوّل ببغداد.
91- عبد الرحمن بْن عليّ بْن الموفَّق [1] .
الفقيه، أبو محمد النُّعَيْميّ، المَرْوَزِيّ.
من جِلَّة فقهاء مَرْو.
تفقّه عَلَى أَبِي المظفَّر السّمعانيّ، وسمع منه ومن أَبِي سعد عبد العزيز القائنيّ.
مات في ربيع الأوّل.
عَنْهُ: أبو سعد.
92- عبد الرحيم بْن محمد بْن الفَرَج [2] .
ابو القاسم بْن الفَرَس الأنصاريّ، الغَرْناطيّ.
قرأ القرآن عَلَى موسى بْن سليمان، وطبقته.
وقرأ الفقه عَلَى جماعة، وارتحل إلى أَبِي داود، وابن الدّوش فأخذ عَنْهُمَا القراءات. وسمع من جماعة. وتصدَّر للإقراء بجامع المَرِيَّة، ثمّ عاد إلى بلده، ولازم الإقراء، والفُتْيا، وخطَّة الشُّورَى، وارتحل إِلَيْهِ القرّاء، وانتفعوا بِهِ. وكان محقّقا، عارِفًا بالقراءات وعِلَلِها.
روى عَنْهُ: ابنه أبو عبد الله، وأبو القاسم القَنْطريّ، وأبو العبّاس بْن اليتيم، وأبو جعفر بْن حَكَم، وأبو الحَجّاج الشّعريّ.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن عليّ النعيمي) في: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 246، 247.
[2] انظر عن (عبد الرحيم بن محمد) في: بغية الملتمس للضبيّ 372، 373، ومعجم شيوخ الصدفي 256، 257، ومعرفة القراء الكبار 1/ 502، 503، وغاية النهاية 1/ 383 رقم 1634.(37/112)
فلمّا وقعت الفتنةُ في غَرْناطَة عند زوال الدّولة اللّمتونيّة سنة تسع وثلاثين وخمسمائة، خرج إلى المُنَكَّب [1] ، فأقرأ بها إلى أن تُوُفّي في شعبان، وله 75 سنة.
93- عبد [السيّد] [2] بْن عليّ بْن الطّيّب [3] .
أبو جعفر ابن الزَّيْتُونيّ.
تفقّه عَلَى أَبِي الوفاء بْن عقِيل، ثمّ انتقل حنفيّا، واتّصل بنور الهدى الزَّيْنبيّ، وقرأ عَلَيْهِ الفقه، وعلى خَلَف الضّرير عِلم الكلام، وصار داعية إلى الاعتزال، ثمّ اشتغل عَنْ ذَلكَ بمشارفة المارستان [4] .
وتُوُفّي في شوّال.
94- عبد الملك بْن محمد بْن عُمَر [5] .
التّميميّ، الأندلسيّ، أبو مروان، من أهل المَرِيَّة، ويُعرف بابن وَرْد.
كَانَ فقيه، مُفْتيًا [6] .
لقي: أبو عليّ الغسّاني، والصّدفيّ.
__________
[1] المنكّب: بالضم ثم الفتح، وتشديد الكاف وفتحها، وباء موحّدة. بلد على ساحل جزيرة الأندلس من أعمال إلبيرة، بينه وبين غرناطة أربعون ميلا. (معجم البلدان 5/ 216) .
[2] في الأصل بياض.
[3] انظر عن (عبد السيد بن عليّ) في: المنتظم 10/ 128 رقم 191 (18/ 59 رقم 4139، وتذكرة الحفاظ 4/ 1294، والجواهر المضيّة 2/ 424، 425 رقم 814، والطبقات السنية، رقم 1245، وهدية العارفين 1/ 573، ومعجم المؤلفين 5/ 232.
[4] المنتظم. وقال ابن النجار: وما أظنّه روى شيئا. وكان شيخا يعرف علم الكلام، وصنّف فيه مصنّفا. (الجواهر 2/ 425) .
[5] انظر عن (عبد الملك بن محمد) في: تكملة الصلة لابن الأبّار، رقم 1709، ومعجم الصدفي 249 رقم 229، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة، السفر الخامس، ق 1/ 36، 37 رقم 87.
[6] وقال المراكشي: وكان فقيها، حافظا للمسائل، متحقّقا بالرأي، مشاورا، بصيرا بالفتيا، ويذكر أنه كان أوقف على المسائل خاصة من أخيه.
قال في سنة 540 إنه أتاه في النوم شيخ عظيم الهيئة، فأخذ بعضديه، من خلفه وهزّه هزّا عنيفا حتى رعبه وقال له: قل:
ألا أيّها المغرور ويحك لا تنم ... فلله في ذا الخلق أمر قد انبرم
فلا بدّ أن يرزوا بأمر يسوءهم ... فقد أحدثوا جرما على حاكم الأمم(37/113)
وتُوُفّي في هذه السّنة ظنّا. قاله الأبّار.
95- عليّ بْن عبد السّيّد بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَحْمَدَ [1] .
أبو القاسم بْن العلّامة أَبِي نصر ابن الصّبّاغ، البغداديّ، العدْل الشّاهد.
سَمِعَ كتاب «السّبعة» لابن مجاهد من الصَّرِيفِينيّ، وسمع منه غير ذَلكَ. ومن:
والده، وطِراد الزَّيْنبيّ.
روى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ، وابن عساكر [2] ، وابن طَبَرْزَد، والمؤيَّد ابن الإخوة الأصبهانيّ، وآخرون.
قَالَ ابن السّمعانيّ: شيخ كبير، مُسِنّ، ثقة، صالح، صَدُوق، حَسَن السّيرة. وُلِد سنة إحدى وستّين وأربعمائة، وتُوُفّي في رابع عشر جُمادَى الأولى.
قلت: آخر من روى عَنْهُ بالإجازة أبو القاسم بْن صَصْرَى.
96- عمّار بْن طاهر بْن عمّار بْن إسماعيل [3] .
أبو سعد الهَمَذَانيّ.
رحل في شبيبته، وتفرّج في مصر، والشّام، والعراق.
وسمع بالقدس من مكّيّ بْن عبد السّلام الرُّمَيْليّ كتاب «فضائل بيت المقدس» .
قرأ عَلَيْهِ الكتاب أبو سعد السّمعانيّ، بهَمَذَان، وبها مات في ذي العقدة عَنْ سنٍّ عالية.
97- عُمَر بْن أحمد بْن حسين [4] .
أبو حفص الهَمَذَانيّ، الصُّوفيّ، الورّاق، المقرئ.
__________
[1] انظر عن (علي بن عبد السيد) في: المعين في طبقات المحدّثين 160 رقم 1733، والإعلام بوفيات الأعلام 222، والعبر 4/ 115، وسير أعلام النبلاء 20/ 167، 168، رقم 102، ومرآة الجنان 3/ 275، وشذرات الذهب 4/ 31.
[2] في الأصل: «ابن شاكر» . وانظر: مشيخة ابن عساكر، ورقة 145 أ.
[3] لم أجده، ولعله في (معجم شيوخ ابن السمعاني) .
[4] انظر عن (عمر بن أحمد) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 167 ب، والتحبير 1/ 515 رقم 499، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 51 أ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 18/ 248 رقم 163.(37/114)
مَعَ ببغداد من أَبِي الحسين بْن الطُّيُوريّ، وبأصبهان من غانم البرجيّ.
روى عَنْهُ: أبو القاسم بْن عساكر.
وتُوُفّي بهَمَذَان في جُمادى الآخرة [1] .
98- عُمَر بْن ظَفَر بْن أحمد [2] .
أبو حفص المَغَازِليّ، البغداديّ، المقرئ، المحدِّث.
وُلِد في سنة إحدى وستّين وأربعمائة.
وسمع: أبا القاسم بْن البُسْريّ، ومالكا البانياسيّ، وطِرادًا الزَّيْنبيّ، وابن البَطِر، وخلقا كثيرا.
روى عَنْهُ: ابن عساكر [3] ، وابن السّمعانيّ، وأبو اليُمْن الكِنْديّ، وأبو الفَرَج بْن الْجَوْزيّ [4] ، وجماعة.
وطلب بنفسه: ونسخ، وحصّل، وجوَّد القرآن.
وقرأ بالروايات عَلَى: أحمد بْن عُمَر السَّمَرْقَنْديّ صاحب الأهوازيّ.
قرأ عَلَيْهِ: يحيى بْن أحمد الأَذَنيّ، وغير واحد.
قَالَ ابن السَّمْعانيّ: شيخ صالح، خيِّر، حَسَن السّيرة، صحِب الأكابر وخَدَمهم، وهو قيّم بكتاب اللَّه. ختم عَلَيْهِ القرآن خلْقٌ في مسجده، وكتبتُ عَنْهُ الكثير.
وأظهر المبارك بْن كامل المفيد في الجزء السّادس من المخلّصيّات،
__________
[1] في التحبير: شيخ صالح مكثر، له رحلة إلى بغداد وأصبهان.
وفي ملخص تاريخ الإسلام: قرأ بدمشق على أبي عليّ الوخشي، وسكن السميساطية. روى عنه ابن عساكر. توفي سنة 541 هـ.
وفي مختصر تاريخ دمشق: كان شيخا صالحا يؤم في بعض المساجد.
[2] انظر عن (عمر بن ظفر) في: مشيخة ابن الجوزي 135، 136، والمنتظم 18/ 60 رقم 4140، والمعين في طبقات المحدّثين 160 رقم 1734، والإعلام بوفيات الأعلام 222، وسير أعلام النبلاء 20/ 170، 171 رقم 105، وتذكرة الحفاظ 4/ 1294، ومعرفة القراء الكبار 1/ 499 رقم 448، والعبر 4/ 115، والوافي بالوفيات 22/ 490 رقم 347، وغاية النهاية، 1/ 593 رقم 2410، وشذرات الذهب 4/ 131.
[3] مشيخة ابن عساكر، ورقة 311 ب.
[4] مشيخة ابن الجوزي 135، 36، المنتظم 18/ 60 وقال: وكان ثقة وله سمت المشايخ.(37/115)
سماع عُمَر عَلَى ورقة عتيقة، من أَبِي القاسم بْن البُسْريّ، فشنَّع أبو القاسم بْن السَّمَرْقَنْديّ عَلَيْهِ، وقال: ما سَمِعَ عُمَر من ابن البُسْريّ شيئا. وذكر أنّ الطّبقة الّتي أثبت اسم عُمَر معهم شاهدها في نسخة أخرى، وما كَانَ عُمَر معهم.
قَالَ ابن السّمعانيّ: كَانَ سِنّ عُمَر يحتمل ذَلكَ، فإنّ ابن البُسْريّ مات ولعُمَر ثلاث عشرة سنة.
تُوُفّي في حادي عشر شعبان، وقد روى عَنْهُ بالإجازة عبد الوهّاب السّمعانيّ.
- حرف الفاء-
99- فاطمة خاتون [1] .
بنت السّلطان محمد بن ملك شاه، زَوْجَة أمير المؤمنين المقتفي.
تُوُفّيت في ربيع الآخر ببغداد، وعُمل لها العزاء ثلاثة أيّام، وجلس الأعيان.
100- الفضل بْن زاهر بْن طاهر الشّحّامي [2] .
أبو الفتح.
كبير مشهور بنَيْسابور.
سَمِعَ: نصر اللَّه الخشناميّ، وابن الأخْرم.
عاش ثلاثا وخمسين سنة [3] .
__________
[1] انظر عن (فاطمة خاتون) في: المنتظم 10/ 128 رقم 193 (18/ 60 رقم 4142) ، والكامل في التاريخ 11/ 123.
[2] انظر عن (الفضل بن زاهر) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 191 أ، والتحبير 2/ 19، 20 رقم 616، وتاريخ دمشق (مخطوطة الطاهرية) مجلّد 1 ج 8/ 213.
[3] قال ابن السمعاني: كان من بيت الحديث وأهله، وكان شيخا، وقورا، صالحا، رزينا، ثابتا، ساكنا، مشتغلا بما يعنيه، وكان عليه الاعتماد بنيسابور في كتبه الصكاك، وبيته بيت العدالة والتزكية.. كتبت عنه بنيسابور في الرحلة الثانية، وفي الانصراف عن العراق، وكان والده خرّج له جزءا من الفوائد عن شيوخ الذين سمعه عنهم. وكانت ولادته في الثاني عشر من شهر ربيع الأول سنة تسع وثمانين وأربعمائة بنيسابور.(37/116)
- حرف الميم-
101- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي الفتح حسن [1] .
أبو عبد الله الطّرائفيّ.
قَالَ ابن السّمعانيّ: شيخ، صالح، مستور. سَمِعَ «صفة المنافق» من أَبِي جعفر ابن المسلمة [2] ، وأجاز لَهُ: ابن المسلمة، وأبو القاسم بْن المأمون، وأبو بَكْر الخطيب. كتبتُ عَنْهُ.
وكان مولده تقريبا في سنة خمسين وأربعمائة، وتُوُفّي في ذي الحجَّة.
قلت: سَمِعَ منه الفتح بْن عبد السّلام الجزء المذكور، وهو آخر من روى عَنْهُ.
102- محمد بْن أحمد بْن طاهر [3] .
أبو بَكْر الإشبيليّ، القَيْسيّ.
أكثر عَنْ أَبِي عليّ الغسّانيّ، واختصّ بِهِ.
وسمع من: عبد العزيز بْن أَبِي غالب القَيْروانيّ، وأبي الحسن العبْسيّ.
وعُني بالحديث.
أخذ عَنْهُ النّاس، وعُمِّر دهرا.
وتُوُفّي في جُمادى الأولى وله ثلاثٌ وتسعون سنة [4] .
103- محمد بْن أحمد بْن أَبِي بَكْر [5] .
أبو بَكْر الصَّدَفيّ، الخُراسانيّ، النّجّار، الجوجانيّ [6] . نزيل وإمام رباط
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد الطرائفي) في: المنتظم 10/ 129 رقم 194 (18/ 60 رقم 4143) ، والمعين في طبقات المحدّثين 161 رقم 1735، وسير أعلام النبلاء 20/ 174 رقم 109، وتذكرة الحفاظ 4/ 1294.
[2] زاد ابن الجوزي: فحسب، لم يوجد له سماع غيره.
[3] انظر عن (محمد بن أحمد بن طاهر) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 589، 590 رقم 1296.
[4] مولده في سنة 449 هـ.
[5] لم أجده.
[6] هكذا بالجيمين في الأصل. وقد وردت هذه النسبة في (تاريخ جرجان 463 و 464، 465) ، ويرد الجوخاني: بضم الجيم وسكون الواو وفتح الخاء المنقوطة بواحدة وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى جوخان، وهي لغة أهل البصرة، ويقال للموضع الّذي يجمع فيه التمر إذا جني من النخلة: جوخان، وهي كالكدس للحبوب. (الأنساب 3/ 350) .(37/117)
إسماعيل بْن أَبِي سعد.
سَمِعَ بمكَّة شيئا سنة أربعٍ وخمسين.
روى عَنْهُ: عبد الخالق بن أسد، وأبو سعد السّمعانيّ، وقال: كَانَ رفيقي في سفرة الشّام، وخرجنا صُحْبةً إلى زيارة القدس، وما افترقنا إلى أن رجعنا إلى العراق، وكان نِعْم الرّفيق، شيخ صالح، قيِّم بكتاب اللَّه، دائم البكاء، كثير الحزْن. جاور بمكَّة مدَّة.
وتُوُفّي سابع ربيع الأوّل وله ثمانون سنة.
104- محمد بْن سعد بْن محمد بْن إبراهيم [1] .
أبو الفتح الأَسَدَابَاذيّ [2] .
سَمِعَ: أبا بَكْر بْن خَلَف، وأبا ... [3] موسى بْن عِمران، وأبا نصر عبد الله بْن الحسين بنَيْسابور.
وكان يذكر أنّه سَمِعَ «الكامل» [4] لابن عديّ، من كامل بْن إبراهيم الجنْديّ، عَنْ حمزة السَّهْميّ، عَنْهُ.
روى عَنْهُ: أبو سعد، وابنه أبو المظفَّر وقال: تُوُفّي بمَرْو في جُمادى الأولى.
105- مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن سَهْلُون [5] .
أبو السّعادات الصَّرِيفينيّ [6] ، سِبْط أَبِي محمد بن هزارمرد الصّريفينيّ.
__________
[1] لم أجده.
[2] الأسدآباذي: بفتح الألف والسين والدال المهملتين، والباء المنقوطة بواحدة بن الألفين وفي آخرها الذال. هذه النسبة إلى أسداباذ وهي بليدة على منزل من همذان إذا خرجت من العراق. (الأنساب 1/ 224) .
[3] بياض في الأصل.
[4] هو: الكامل في الضعفاء.
[5] لم أجده.
[6] الصّريفيني: بفتح الصاد المهملة، وكسر الراء، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، والفاء بين الياءين، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى صريفين، قريتين إحداهما من أعمال واسط، والأخرى صريفين بغداد.(37/118)
روى عَنْ جدّه.
روى عَنْهُ: أحمد بْن الحسين العراقيّ نزيل ... [1] .
وأجاز لمحمد بْن يوسف الغَزْنَويّ في المحرَّم في هذا العام.
ولا أعلم حتى مات.
106- محمد بْن عبد الغفّار بْن عبد السّلام [2] .
أبو الفتح [3] الغياثيّ، الماهانيّ، المَرْوَزِيّ.
سَمِعَ: أبا سعيد عبد الله بْن أحمد الظّاهريّ.
وعنه: السّمعانيّ وقال: مات في عاشر جُمادى الأولى [4] .
107- محمد بْن عبد الغفّار بْن محمد بْن سعيد [5] .
أبو الفضل القاشانيّ [6] ، المعدَّل.
تُوُفّي بأصبهان في جُمادى الأولى. قاله أبو مسعود الحاجّيّ.
سَمِعَ ابن شكروَيْه.
108- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بن الطّيّب [7] .
__________
[1] في الأصل بياض.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الغفار) في: التحبير 2/ 158، 159 رقم 789، والأنساب 414 أ، واللباب 2/ 184، والجواهر المضيّة 2/ 84.
[3] ويقال: «أبو الوفاء» .
[4] وقال ابن السمعاني أيضا: كان شيخا مسنّا، مشهورا، من بيت العلم، عمّر العمر الطويل حتى أقعد في بيته. سَمِعَ أبا سعيد عبد الله بْن أحمد بن محمد الطاهريّ، رواية «جامع» معمر بن راشد، قرأت عليه جزءا من ذلك. وكانت ولادته في حدود سنة ستين وأربعمائة. (التحبير) .
[5] انظر عن (محمد بن عبد الغفار) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 222 أ، والتحبير 2/ 160 رقم 790.
[6] في التحبير: «القاساني» بالسين المهملة. وفي معجم البلدان 4/ 13 «قاسان» ناحية بأصبهان.
ولم ترد «القاساني» في (الأنساب) .
[7] انظر عن (محمد بن علي بن محمد) في: الأنساب 3/ 400، والإستدراك لابن نقطة (مخطوط) : باب الجلّابيّ، والجلّابي، والتقييد، له 90، 91 رقم 91، والمعين في طبقات المحدّثين 161 رقم 1736، والإعلام بوفيات الأعلام 222، وسير أعلام النبلاء 20/ 171- 173 رقم 157، وتذكرة الحفاظ 4/ 1294 (دون ترجمة) ، والعبر 4/ 115، والمشتبه في الرجال 1/ 195، وتوضيح المشتبه (مخطوط) مجلّد ورقة 167 ب، وتبصير المنتبه 380، ولسان الميزان 5/ 293، وشذرات الذهب 4/ 131.(37/119)
القاضي أبو عبد الله بْن الْجُلّابيّ [1] ، الواسطيّ، يعرف بالمغازليّ [2] .
سمّعه أبوه من: أَبِي الحسن محمد بْن محمد بْن مخلد الأزديّ، والحسين بْن أحمد بْن موسى الغَنْدَجانيّ [3] ، وأبي عليّ إسماعيل بْن محمد بْن كُماري، وأبي يَعْلَى عليّ بْن عبد الله بْن العلّاف، وأبي منصور محمد بْن محمد الْعُكْبَرِي قدِم عليهم، وجماعة.
وسمع ببغداد من: أَبِي عبد الله الحُمَيْديّ.
وأجاز لَهُ: أبو غالب بْن بِشْران النَّحْويّ، وأبو بَكْر الخطيب، وأبو تمّام عليّ بْن محمد بْن الحَسَن القاضي صاحب محمد بْن المظفَّر الحافظ.
وطال عُمره وتفرَّد في وقته.
وكان مولده في سنة سبع وخمسين وأربعمائة.
قَالَ ابن السّمعانيّ: شيخ من بيت الحديث، متودّد [4] إلى النّاس، حَسَن المجالسة. كَانَ ينوب عَنْ قاضي واسط، انحدرت إليه قاصدا في سنة ثلاث وثلاثين، وسمعتُ منه الكثير، من ذَلكَ «مُسْنَد الخلفاء الراشدين» لأحمد بْن سِنان، وكتاب «البِرّ والصِّلَةِ» لابن المبارك، يرويه عَن الغَنْدَجانيّ، عَن المخلّص.
وقدِم بغدادَ بعد العشرين وخمسمائة، وحدَّث بها، وكان شيخنا أحمد بْن الأغْلاقيّ يرميه بأنّه ادّعى سماع شيءٍ لم يسمعه، وأمّا ظاهره فالصّدق والأمانة.
وهو صحيح السَّماع والأصول. وقلت: وروى عَنْهُ أيضا: أبو الفتح محمد بْن أحمد المندائيّ [5] ،
__________
[1] بضم الجيم وتشديد اللام ألف، وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة. هذه النسبة إلى الجلّاب.
(الأنساب) .
وقد تحرّفت هذه النسبة في (لسان الميزان) إلى «الحلاي» ، وفي (شذرات الذهب) إلى «الحداني» .
[2] تحرّفت هذه النسبة في (لسان الميزان) إلى «المغازي» .
[3] الغندجاني: بفتح الغين المعجمة وسكون النون وفتح الدال المهملة والجيم وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى غندجان وهي بلدة من كور الأهواز من بلاد الخوز. (الأنساب 9/ 179) .
[4] في الأصل: «متودّدا» .
[5] لم تذكر نسبته في الأنساب.(37/120)
والحَسَن بْن مكّيّ المَرَنْديّ [1] ، وأبو المظفَّر عليّ بْن عليّ بْن نغوبا، وأبو المكارم عليّ بْن عبد الله بْن فضل اللَّه بْن الْجَلَخْت، وأبو بَكْر أحمد بْن صَدَقة بْن كُلَيْز الغدّانيّ [2] ، وآخرون.
وتُوُفّي في رمضان.
والْجُلّابيّ: مختلف في ضمّة وفتحه، فقال أبو طاهر بن الأنماطيّ: قَالَ لنا شيخنا أبو الفتح المانْدائيّ: هُوَ الْجَلّابيّ، بفتح الجيم بلا شكّ. فراجعتُه، فغضب وقال: كان ينوب عن والدي في القضاء وأنا أَخْبَر بِهِ.
قَالَ ابن الأنْماطيّ: وسألت عَنْهُ الشّريفَ ابنَ عبد السّميع، فقال: لا أعرفه إلّا بالضّمّ. وتعجَّب من قول أَبِي الفتح.
قلت: والصّحيح الضّمّ، لأنّي رأيته مضبوطا بخطّ والده عليّ في غير موضع فيما جمعه من «ذيل تاريخ واسط» ، وبخطّ جماعةٍ في سياق السّماع لهذا التّاريخ عَلَى مؤلّفه بالضّمّ.
وكذا قيّده ابن نُقْطَة، وغيره. ولم يذكروا فيه خلافا. فأمّا الْجَلّابيّ بالفتح.
فهو:
- أبو سعيد أحمد بْن عليّ [3] الفقيه.
فاضل، سمع منه أبو سعد السّمعانيّ شيئا بخُراسان [4] .
109- مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الحُسَيْن بن السَّكَن [5] .
أبو غالب بن المفرّج البغداديّ، الحاجب، صاحب باب النّوبيّ.
__________
[1] المرندي: بفتح الميم والراء، وسكون النون، وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى مرند، وهي بلدة من بلاد أذربيجان مشهورة معروفة، (الأنساب 11/ 250) .
[2] في الأصل: «الغدّاني» ، والتصحيح من سير أعلام النبلاء 20/ 172.
[3] انظر عن (أحمد بن علي) في: الأنساب 3/ 399، 400.
[4] وقال: كان أبو سعيد شيخا فقيها، فاضلا، صالحا، سكن بليدة خيوة، ولقيته بها. ذكر لي أنه سمع كتاب «الآداب المضافة إلى السنن» من شيخ القضاة أبي علي إسماعيل بن أحمد بن الحسين البيهقي.
كتبت عنه ثلاثة أحاديث بخيوة، وكانت ولادته في سنة إحدى وسبعين وأربعمائة.
[5] لم أجده.(37/121)
متودّد إلى النّاس، راغب في الخير، محبّ للرواية.
سمع: الخطيب أبا الحسن الأنباريّ، وأبا سعد بن الكوّاز.
روى عنه: ابن السّمعانيّ، وقال: تُوُفّي في صَفَر وله ستٌّ وسبعون سنة.
110- محمد بن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن [1] .
أبو عَبْد اللَّه الأُمَويّ، من أولاد سليمان بن النّاصر لدين الله.
سمع من: ابن مروان بن سِراج، ومحمد بن الفَرَج الكَلاعيّ.
وكان مقدَّمًا في مذهب مالك، عارفا به، وقد عَمِي.
111- محمد بن محمد بن معمّر بن يحيى [2] .
أبو البقاء بْن طَبَرْزَد.
وكان اسمه: المبارك، فسمّى نفسه محمد. وهو أحد من عُني بالحديث، وجمْعه ونسْخه.
سَمِعَ النّاس بإفادته من أَبِي الحُصَيْن، وأبي غالب بْن البنّاء، وأبي بَكْر بْن القاضي، وخلْق.
قَالَ ابن النّجّار: قَالَ عُمَر بْن المبارك بْن شهلان: لم يكن أبو البقاء بْن طَبَرْزَد ثقة، كَانَ كذّابا يضع النّاس أسماءهم في الأجزاء، ثمّ يذهب فيقرأ عليهم. علِم بذلك شيخنا عبد الوهّاب، وابن ناصر، وغيرهما.
قلت: وسمع أخاه عَنْهُ الكثير. وله شِعر مقارِب.
تُوُفّي في جُمادى الأولى وله نحوٌ من أربعين سنة، سامحه اللَّه.
112- محمد بْن محمد بْن أَبِي إسماعيل [3] .
السّعْديّ، السَّرْخَسيّ.
سَمِعَ: أبا حامد الشُّجاعيّ.
كتب عَنْهُ السّمعاني بسَرْخَس وقال: مات في رمضان.
__________
[1] انظر عن (محمد بن محمد الأموي) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 589 رقم 1295.
[2] انظر عن (محمد بن محمد بن معمر) في: ميزان الاعتدال 4/ 30 رقم 8144، ولسان الميزان 5/ 368، 369 رقم 1197.
[3] لم أجده، ولعلّه في (معجم شيوخ ابن السمعاني) .(37/122)
قِيلَ: عاش مائة سنة وستِّ سِنين.
113- محمد بن المظفّر بن عليّ بن المسلمة [1] .
أبو الحَسَن بْن أَبِي الفتح بْن الوزير أَبِي القاسم.
وُلِد سنة أربعٍ وثمانين، وسمع من: جعفر السّرّاج، وغيره.
وحدَّث، وانزوى وتصوّف. وأقبل عَلَى الطّاعة. ولزِم المراكبة. وجعل داره الّتي بدار الخلافة رباطا للصُّوفيَّة.
تُوُفّي في تاسع رجب، وتقدَّم في الصَّلاة عَلَيْهِ الوزير أبو عليّ بْن صَدَقَة.
114- المبارك بْن خَيْرون بْن عبد المُلْك بْن الْحَسَن بْن خَيْرون [2] .
أبو السُّعُود.
سَمِعَ: عمّ أبيه أبا الفضل بْن خَيْرُون، ومالكا البانياسيّ، وجماعة.
روى عنه: أبو الفرج بن الجوزي، وغيره.
وتوفي في المحرَّم.
وكان رحمه اللَّه صحيح السّماع خيّرا. قاله أبو الفَرَج.
115- محمود بْن محمد بْن عبد الحميد بْن أَبِي بَكْر [3] .
أبو القاسم بْن أَبِي بَكْر الحدّاديّ، الرّازيّ، الواعظ.
حدَّث عَنْ: أحمد بْن محمد بْن صاعد النَّيْسابوريّ، القاضي.
روى عَنْهُ: ابن السّمعانيّ، وقال لِقيته بالرَّيّ وله نحوٌ من سبعين سنة، وقد دخل بغداد غير مرَّة.
116- محمشاد بْن محمد بْن محمشاد بْن محمد [4] .
أبو القاسم العبْديّ، النَّيْسابوريّ، الرجل الصّالح.
سَمِعَ: أبا بَكْر بن خلف.
__________
[1] انظر عن (محمد بن المظفّر) في: المنتظم 10/ 129 رقم 195 (18/ 61 رقم 4144) ، والكامل في التاريخ 11/ 123 وانظر 11/ 118 بالحاشية.
[2] انظر عن (المبارك بن خيرون) في: المنتظم 10/ 129 رقم 196 (18/ 61 رقم 4145) .
[3] لم أجده، ولعلّه في (معجم شيوخ ابن السمعاني) .
[4] انظر عن (محمشاد بن محمد) في: التحبير 2/ 329، 330، رقم 1037، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 61 ب.(37/123)
تُوُفّي في ربيع الآخر.
قَالَ السّمعانيّ: بتّ عنده ليلة، فما نام تِلْكَ اللّيلة أحياها في الصّلاة.
والذِّكْر، [1] رحمه اللَّه.
- حرف النون-
117- نصر اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عبد القويّ [2] .
الفقيه أبو الفتح المصِّيصيّ [3] ، ثمّ اللّاذِقيّ، ثمّ الدّمشقيّ. الشّافعيّ،
__________
[1] وزاد ابن السمعاني: كتبت عنه بنيسابور سنة ثلاثين، ولم يكن قرأ عليه أحد الحديث قبلي، وذلك أن ابنه عبد العزيز كان يسمع معي الحديث، فوجدت اسم أبيه في أمالي أبي بكر بن خلف، فانتخبت أوراقا، وقرأت عليه تلك الأوراق ... وكانت ولادته قبل سنة سبعين وأربعمائة.
[2] انظر عن (نصر الله بن محمد) في: حديث خيثمة الأطرابلسي (بتحقيقنا) 173، 174، وذيل تاريخ دمشق 295، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 38/ 431 و (44/ 424، 425) ، وتبين كذب المفتري 330، والأنساب (المصوّر) 595، ومعجم السفر للسلفي (المصوّر) ق 2/ 406، 407، ومعجم البلدان 5/ 6، واللباب 3/ 221 و 398، وكتاب الروضتين ج 1 ق 1/ 132، والمنتظم 10/ 129 رقم 197 (18/ 61 رقم 4146) ، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 75، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 26/ 123، 124 رقم 79، والعبر 4/ 116، ودول الإسلام 2/ 58، وسير أعلام النبلاء 20/ 118، 119 رقم 72، والإعلام بوفيات الأعلام 222، والمعين في طبقات المحدّثين 161 رقم 1737، وتذكرة الحفاظ 4/ 1294، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 319، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 431، 432، والبداية والنهاية 12/ 223، ومرآة الجنان 3/ 275، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 334 رقم 301، والدارس في تاريخ المدارس 1/ 102، وشذرات الذهب 4/ 131، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (تأليفنا) القسم الثاني- ج 5/ 16، 17 رقم 1311.
[3] المصّيصيّ: قال ابن المسعاني: بكسر الميم، والياء المنقوطة باثنتين من تحتها بين الصادين المهملتين، الأولى مشدّدة. هذه النسبة إلى بلدة كبيرة على ساحل بحر الشام يقال لها المصيصة ... واختلف في اسمها، والصحيح الصواب المشدّدة بكسر الميم.
ولما أمليت ببخارى: حدّثنا عن أبي القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء المصيصي ثم الدمشقيّ، حضر المجلس الأديب الفاضل أبو تراب علي بن طاهر الكرميني التميمي، فلما فرغت من الإملاء قال لي: المصيصي بفتح الميم من غير تشديد، فقلت: كان شيخنا وأستأذنا إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ يروي لنا كذا، كما تقول في هذه النسبة، ولكن ما وافقه أحد على هذا. ورأيت في كتب القدماء بالتشديد والكسر، وكذلك سمعت شيوخي بالشام، خصوصا فقيه أهل الشام أبا الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القويّ المصيصي. فأخرج الأديب الكرميني ديوان الأدب للفارابي وفيه: المصيصة بلاد. فقلت: لا أقبل منه، فإنّ الفارابيّ من أهل بلادكم، والمصيصة بساحل الشام، ولعلّه غلط. وأهل تلك البلاد لا يذكرونها(37/124)
الأصوليّ، الأشعريّ، نسبا ومذهبا. كذا قَالَ الحافظ ابن عساكر.
وقال: نشأ بصور، وسمع بها من: أَبِي بَكْر الخطيب، وعَمْرو بْن أحمد العطّار الآمِديّ، وعبد الرحمن بْن محمد الأبْهَريّ، والفقيه نصر المقدسيّ، وتفقّه عَلَيْهِ.
وسمع بدمشق: أبا القاسم بْن أَبِي العلاء، وغيره.
وببغداد: عاصم بْن الحَسَن، ورزق اللَّه بْن عبد الوهّاب.
وبأصبهان: أبا منصور محمد بْن عليّ بْن شكروَيْه، ونظام المُلْك الوزير.
وبالأنبار: أبا الحَسَن عليّ بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الأخضر.
وقرأ بصور عِلم الكلام عَلَى أَبِي بَكْر محمد بْن عتيق القَيْروانيّ. ثمّ سكن دمشق.
قَالَ: وكان متصلّبا في السُّنَة، حَسَن الصّلاة، متجنّبا أبواب السّلاطين.
وكان مدرّس الزّاوية الغربيَّة بالجامع الأُمويّ بعد وفاة شيخه الفقيه نصر.
وقد وقف وُقُوفًا عَلَى وجه البِرّ.
وكان مولده باللّاذقيَّة في سنة ثمانٍ وأربعين وأربعمائة. وهو آخر من حدَّث.
بدمشق عَن الخطيب.
وقال ابن السّمعانيّ في «ذيله» : إمام، مفتي، فقيه، أُصُولي، متكلِّم، خيّر، ديّن، بقيَّة مشايخ الشّام. كتبتُ عَنْهُ. وكان يشتهي أن يتحدّث وأقرأ عليه.
__________
[ () ] إلّا بالتشديد وكسر الميم.
وكنت قد سمعت أبا المحاسن عبد الرزاق بن محمد الطبسي المعيد بنيسابور مذاكرة يقول:
سمعت الإمام أبا علي الحسن بن محمد بن تقي المالقي الأندلسي الحافظ يقول في هذه النسبة: إني دخلت هذه البلدة وسمعت أهلها يقولون بالفتح والتخفيف، والكسر والتشديد.
ولما سمع ذلك أبو الفضل محمد بن ناصر الحافظ ببغداد مني أنكر غاية الإنكار وقال: هذه البلدة لا تعرف إلّا بالتشديد وكسر الميم. وهكذا رأيناه في غير موضع بخط أبي بكر الخطيب الحافظ. وأبو علي المالقي لما دخلها كان قد استولى الفرنج عليها ولم يبق فيها أحد من المسلمين، فعن من سأل؟ ومن ذكر له هذا؟ فالأكثرون على الكسر والتشديد. (الأنساب 11/ 351، 352) .(37/125)
وكان متيقّظا، حَسَن الإصْغاء. وانتقل من صور إلى دمشق سنة ثمانين وأربعمائة.
وقال ابن عساكر [1] : تُوُفّي ليلة الجمعة ثاني ربيع الأوّل ودُفن بعد صلاة الجمعة بباب الصّغير.
قلت: روى عَنْهُ: هُوَ، وابنه القاسم بْن عساكر، وابن السّمعانيّ، ومكّيّ بْن عليّ العراقيّ، وأبو الفَرَج جابر بْن محمد بْن اللّحية الحمويّ، وعسكر بن خليفة الحمويّ، والخطيب أبو القاسم بْن ياسين الدَّوْلَعيّ، ويوسف بْن مكّيّ الحارثيّ، وولده نصر اللَّه، والخضِر بْن كامل المعبّر، وزينب بِنْت إبراهيم القَيْسيّ، وأحمد بْن محمد بْن سيّدهم الأنصاريّ، وأبوه، وأبو القاسم عبد الصّمد بْن الحَرَسْتانيّ، وهبة اللَّه بْن الخضِر، وابن طاوس.
وآخر من حدَّث عَنْهُ أبو المحاسن بْن أَبِي لُقْمة، روى عَنْهُ العاشر من «الرّقائق» [2] لخَيْثَمَة [3] .
118- نور عزيز بِنْت مسعود بْن أحمد بْن السَّرْنَك [4] .
أخت أَبِي الغنائم محمد. امْرَأَة صالحة من بيت حديث.
__________
[1] في تاريخ دمشق 44/ 425.
[2] هو «الرقائق والحكايات» لخيثمة بن سليمان القرشي الأطرابلسي، المتوفى سنة 343 هـ. انظر ترجمة خيثمة ومصادرها التي حشدتها في حوادث ووفيات (331- 350- هـ) ص 275- 280.
وقد نشرت الجزء العاشر من «الرقائق والحكايات» في كتاب بعنوان: «من حديث خيثمة بن سليمان الأطرابلسي» عن مخطوطة الظاهرية، مجموع 82/ 3 قسم 10، ومخطوطة مكتبة تشستر بيتي بأيرلندة الجنوبية، رقم 3495/ 2 قسم 10، وصدر عن دار الكتاب العربيّ، بيروت 1400 هـ/ 1980 م. انظر: ص 159- 197.
[3] وقال السلفي: كان كبير فقهاء الشافعية بدمشق هو وابن الشهرزوريّ، وكلاهما من تلامذة نصر بن إبراهيم المقدسي. وابن الشهرزوريّ أكبر وأسند، ونصر الله أزكى وأسند. وسألت نصر الله عن مولده فقال: ولدت سنة 448 في إحدى الجمادين باللاذقية، ودخلت أصبهان سنة 482، وسمعت بها من ابن شكرويه، وسليمان، والنظام الوزير. ولم أسمع ببغداد على غير أبي محمد التميمي، ودخلت مصر غير مرة فلم أسمع بها شيئا، وسمعت على أبي بكر الخطيب بصور وأنا صبيّ مع أبي القاضي أبي عبد الله سنة 456. (معجم السفر ق 2/ 406، 407) .
[4] لم أجدها.(37/126)
روت عَن ابن الأخضر الأنباريّ.
ماتت فِي شوّال.
- حرف الهاء-
119- هبة اللَّه بْن أَحْمَد بْن عليّ بْن عُبَيْد اللَّه بْن سوار [1] .
الوكيل أبو الفوارس، ابن المقرئ الأستاذ أَبِي طاهر.
شيخ مطبوع، متودّد، محتَرم، قيّم بالوكالة والدَّعَاوَى وكتابة الوثائق والمحاضر.
سَمِعَ: أَبَاهُ، ومالكا البانياسيّ، وعاصم بْن الحسين، وأبا يوسف القَزْوينيّ، وأبا الفوارس الزَّيْنَبيّ.
روى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ، وغيره.
ولد سنة سبع وسبعين وأربعمائة.
وتُوُفّي في رابع عشر شوّال.
قَالَ ابن الجوزيّ: كَانَ ثقة، أمينا، توحّد في علم الشُّروط. وأخوه محمد بقي إلى سنة ستٍّ وخمسين.
120- هبة اللَّه بْن الفَرَج [2] .
أبو بَكْر الهَمَذَانيّ، المعروف بابن أخت الطّويل.
شيخ صالح خيّر، مُكْثِر، مشهور.
سَمِعَ من: عليّ بْن محمد بْن عبد الحميد الجريريّ، ويوسف بْن محمد القُومسانيّ، وعَبْدُوس بْن عبد الله، وبكر بْن حِيد، وسُفْيان بْن الحسين بْن فنْجُوَيْه.
روى «سُنَن أَبِي داود» بعُلُوّ. وعُمّر تسعين سنة.
وكان الحافظ أبو العلاء يَقُولُ: هُوَ أحبّ إليّ من كلّ شيخ بهمذان.
__________
[1] انظر عن (هبة الله بن أحمد) في: المنتظم 10/ 130 رقم 199 (18/ 62 رقم 4148) .
[2] انظر عن (هبة الله بن الفرج) في: التحبير 2/ 362- 364 رقم 1083، ومشيخة ابن عساكر، ورقة 237 أ، ومعجم البلدان. (طبعة لا يبزك 1866) 3/ 538، والتقييد 477، 478 رقم 646، وسير أعلام النبلاء 20/ 163، 164 رقم 99، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 62 أ.(37/127)
وذكره السّمعانيّ في «التّحبير» [1] وأثنى عَلَيْهِ، وقال: قال لي: ولدت سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.
وقال لأبي العلاء: وُلِدتُ سنة ثلاثٍ.
ومن مسموعاته كتاب «مكارم الأخلاق» لابن لال، سمعه من أَبِي الفَرَج الجريريّ، بسماعه منه.
قلت: روى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ، والحافظ أبو العلاء الهَمَذَانيّ، وأولاده أحمد، وعبد الغنيّ، ووائلة، والمؤيَّد ابن الإخْوة، وأبو القاسم بْن عساكر، وجماعة.
وتُوُفّي في شعبان.
121- هبة اللَّه بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن حمزة [2] .
أبو السّعادات بن الشّجريّ [3] ، العلويّ، والنّحوي، النّقيب.
__________
[1] فقال: كان شيخا صالحا، خيّرا، سديد السيرة، مكثرا من الحديث، عمّر العمر الطويل، حتى حدّث بالكثير واشتهرت رواياته وفوائده. وكان يسكن بمحلّة ظفراباذ.
[2] انظر عن (هبة الله بن علي) في: المنتظم 10/ 130 رقم 198 (18/ 61، 62 رقم 4147) ، ونزهة الألبّاء 299- 302، ومعجم الأدباء 19/ 282- 284، والاستدارك لابن نقطة (مخطوط) 1 باب: السجزيّ والشجري، وإنباه الرواة 3/ 356، 357، ووفيات الأعيان 6/ 45- 50، وإشارة التعيين 57، والبدر السافر (مخطوط) ورقة 219، والعبر 4/ 116، وتذكرة الحفاظ 4/ 1294 (دون ترجمة) ، والإعلام بوفيات الأعلام 223، وسير أعلام النبلاء 20/ 194- 196 رقم 126، وتلخيص ابن مكتوب 407، 408، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 248، 249، ومسالك الأبصار (مخطوط) مجلّد ج 4/ 280- 282، وفوات الوفيات 2/ 110، وعيون التواريخ 12/ 413- 415، ومرآة الجنان 3/ 275- 277، والبداية والنهاية 12/ 223، وطبقات ابن قاضي شهبة 2/ 280- 282، والنجوم الزاهرة 5/ 281، وبغية الوعاة 2/ 324، وتاريخ الخلفاء 442، وكشف الظنون 162، 174، وشذرات الذهب 4/ 132- 134، وروضات الجنات 231، وهدية العارفين 2/ 505، وديوان الإسلام 3/ 177 رقم 1285، ومعجم المطبوعات العربية 134، وتاريخ الأدب العربيّ 5/ 165، والأعلام 8/ 74، ومعجم المؤلّفين 13/ 141.
[3] قال ياقوت: نسب إلى بيت الشجري من قبل أمّه. (معجم الأدباء 19/ 282) .
وقال ابن خلّكان: والشجري:، بفتح الشين المعجمة والجيم، وبعدها راء. هذه النسبة إلى شجرة، وهي قرية من أعمال المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، وشجرة أيضا اسم رجل. وقد سمّت به العرب ومن بعدها، وقد انتسب إليه خلق كثير من العلماء وغيرهم، ولا(37/128)
ولد سنة خمسين وأربعمائة.
أحد الأئمَّة الأعلام في علم اللّسان.
قرأ عَلَى الشّريف أَبِي المعمّر يحيى بْن محمد بْن طباطبا النَّحْوي، وقرأ الحديث في كُهولته عَلَى: أَبِي الحسين بْن المبارك بْن الطُّيُوريّ، وأبي عليّ بْن نبهان، وغيرهما.
وطال عمره، وانتهى إِلَيْهِ عِلم النَّحْو، وناب في النّقابة بالكرْخ، ومُتِّع بجوارحه وحواسّه [1] . وأظنّه أخذ الأدب أيضا عَنْ أَبِي زكريّا التّبْريزيّ.
قرأ عَلَيْهِ التّاج الكِنْدي كتاب «الإيضاح» لأبي عليّ الفارسيّ، و «اللّمع» لابن جنّي، وتخرّج به طائفة كبيرة.
وصنّف التّصانيف في العربيّة.
قال أبو الفضل بن شافع في تاريخه: متّع بجوارحه إلى آخر وقت، وكان نحويّا، حسن الشّرح، والإيراد، والمحفوظ. وقد صنّف أمالي قرئت عليه، فيها أغاليط، لأنّ اللّغة لم يكن مضطلعا فيها.
قال ابن السّمعانيّ: سَمِعْتُ منه [2] ، وكان فصيحا، حُلْو الكلام، حَسَن البيان والإفهام. دُفن يوم الجمعة السّابع والعشرين من رمضان بداره بالكرخ [3] .
__________
[ () ] أدري إلى من ينتسب الشريف المذكور منهما، هل نسبته إلى القرية، أم إلى أجداده كان اسمه شجرة؟ والله أعلم. (وفيات الأعيان 6/ 50) .
وقال السيوطي: أما ابن الشجري النحو فإلى شجرة كانت في دارهم ليس في البلد غيرهم.
(لب اللباب) .
[1] المنتظم. وزاد ابن الجوزي: وكان يجلس يوم الجمعة بجامع المنصور مكان ثعلب ناحية الرباط يقرأ عليه.
[2] وقال في «الذيل» : اجتمعنا في دار الوزير أبي القاسم علي بن طرار الزينبي وقت قراءتي عليه الحديث، وعلّقت عنه شيئا من الشعر في المدرسة، ثم مضيت إليه وقرأت عليه جزءا من أمالي أبي العباس ثعلب النحويّ.
[3] وحكي أبو البركات عبد الرحمن بن الأنباري النحويّ في كتابه الّذي سمّاه «مناقب الأدباء» أن العلّامة أبا القاسم محمود الزمخشريّ لما قدم بغداد قاصدا الحج في بعض أسفاره مضى إلى زيارة شيخنا أبي السعادات ابن الشجري ومضينا معه إليه، فلما اجتمع به أنشده قول المتنبي:
واستكبر الأخبار قبل لقائه ... فلما التقينا صغّر الخبر الخبر
ثم أنشده بعد ذلك:(37/129)
وعن أَبِي السّعادات بْن الشّجريّ قَالَ: ما سَمِعْتُ في المدْح أبلغ من قول أَبِي فِراس:
وأَمامكَ الأعداءُ تَطْلُبُهُم ... ووراءك القُصّاد في الطَّلَبِ
فإذا سَلَبْتَهُم وقفتَ لهم [1] ... فَسُلِبْتَ ما تحوي من السّلب [2]
__________
[ () ]
كانت مساءلة الركبان تخبرنا ... عن جعفر بن فلاح أحسن الخبر
ثم التقينا فلا والله ما سمعت ... أدنى بأحسن مما قد رأى بصري
فقال العلّامة الزمخشريّ:، روي عن النبيّ صلّى الله عليه وسلم وله أنه لما قدم عليه زيد الخيل قال له: «يا زيد، ما وصف لي أحد في الجاهلية فرأيته في الإسلام إلّا رأيته دون ما وصف لي، غيرك» . قال ابن الأنباري: فخرجنا من عنده ونحن نعجب. كيف يستشهد الشريف بالشعر، والزمخشريّ بالحديث وهو رجل أعجمي؟
قال ابن خلكان: وهذا الكلام، وإن لم يكن عين كلام ابن الأنباري، فهو في معناه لأني لم أنقله من الكتاب، بل وقفت عليه منذ زمان وعلق معناه بخاطري، وإنما ذكرت هذا لأن الناظر فيه قد يقف على كتاب ابن الأنباري فيجد بين الكلامين اختلافا، فيظنّ أني تسامحت في النقل.
وكان بين أبي السعادات وبين أبي محمد الحسن بن أحمد بن محمد بن جكينا البغدادي الحريمي الشاعر المشهور تنافس جرت العادة بمثله بين أهل الفضائل، فلما وقف على شعره عمل فيه قوله:
يا سيّدي، والّذي يعيذك من ... نظم قريض يصدأ به الفكر
مالك من جدّك النبيّ سوى ... أنك ما ينبغي لك الشعر
(وفيات الأعيان) .
[1] في المنتظم: «فإذا سلبت وقفته لهم» .
[2] قال: وما سمعت في الذمّ أبلغ من بيت لمسكويه:
وما أنا إلّا المسك قد ضاع عندكم ... يضيع وعند الأكرمين يضوع
(المنتظم) .
وقال ابن الأنباري:
وكان وقورا في مجلسه، ذا صمت، لا يكاد يتكلّم في مجلسه بكلمة إلّا وتتضمّن أدب نفس، أو آداب درس. ولقد اختصم إليه رجلان من العلويين، وفجعل أحدهما يشكو ويقول عن الآخر: إنه قال في كذا وكذا. فقال له الشريف: يا بنيّ، احتمل، فإن الاحتمال قبر المعايب.
وهذه كلمة حسنة نافعة، فإنّ كثير من الناس تكون لهم عيوب، فيغضّون عن عيوب الناس، ويسكتون عنها، فتذهب عيوب لهم كانت فيهم. وكثير من النّاس يتعرّضون لعيوب الناس، فتصير لهم عيوب لم تكن فيهم.
وكان الشريف ابن الشجري أنحى من رأينا من علماء العربية، وآخر من شاهدنا من حذّاقهم وأكابرهم. (نزهة الألباء 300- 302) .
وقال ياقوت: كان أوحد زمانه، وفرد أوانه في علم العربية ومعرفة اللغة واشعار العرب وأيامها(37/130)
122- هَمَّام بْن يوسف.
أبو محمد العاقوليّ، ثمّ الأزجيّ، والوكيل عند القضاء.
سَمِعَ. الخطيب أبا الحسين الأنباريّ.
وعنه: أبو أحمد بْن سُكَيْنَة.
- حرف الياء-
123- يحيى بْن علي بْن محمد بْن زُهَير [1] .
أبو القاسم السُّلَميّ، الدّمشقيّ، المعدّل، محتسب دمشق.
سَمِعَ: عبد المنعم الكُرَيْديّ، وأبا القاسم النّسيب، وأبا طاهر الحِنّائيّ.
روى عَنْهُ: الحافظ ابن عساكر [2] ، وقال: مات في رمضان، وأخلف مالا عظيما وذخائر. وورثه السّلطان. وكان مقتِّرًا عَلَى نفسه في الأكل واللّبْس، عفا اللَّه عَنْهُ.
__________
[ () ] وأحوالها، متضلّعا من الأدب كامل الفضل ... أقرأ النحو سبعين سنة.. وصنّف «الأماليّ» وهو أكبر تصانيفه وأمتعها، وأملاه في أربعة وثمانين مجلسا، و «الانتصار» على ابن الخشّاب، ردّ فيه عليه ما انتقده من الأمالي، وكتاب «الحماسة» ضاهى به حماسة أبي تمّام، و «شرح التصريف الملوكي» ، و «شرح اللمع» لابن جنّي النحويّ، وكتاب «ما اتفق لفظه واختلف معناه» وغير ذلك.
ومن شعره:
لا تمزحنّ، فإن مزحت فلا يكن ... مزحا تضاف به إلى سوء الأدب
واحذر ممازحة تعود عداوة ... إنّ المزاح على مقدّمة الغضب
وقال:
هل الوجد خاف والدموع شهود ... وهل مكذب قول الوشاة جحود؟
وحتى متى تفني شئونك بالبكا ... وقد حدّ حدّا للبكاء لبيد
وإني وإن لانت قناتي لضعفها ... لذو مرّة في النائبات شديد
وقال:
وتجنّب الظلم الّذي هلكت به ... أمم تودّ لو أنّها لم تظلم
إيّاك والدنيا الدنيّة إنّها ... دار إذا سالمتها لم تسلم
(معجم الأدباء 19/ 282- 284) .
[1] انظر عن (يحيى بن علي) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 286 أ، والتحبير 2/ 383، 384، رقم 1106، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 27/ 288 رقم 161.
[2] في تاريخه.(37/131)
124- يحيى بْن المعتزّ بْن أسعد [1] .
أبو القاسم العُتْبيّ، من ذُرّيَّة عُتْبة بْن غَزْوان. شيخ من أهل نَيْسابور.
سَمِعَ: أحمد بْن سهل السّرّاج، وابن خَلَف.
أخذ عَنْهُ السّمعانيّ، وأرّخه [2] .
125- يوسف بْن عليّ بْن محمد [3] .
أبو الحَجّاج القُضاعيّ، الأُنْديّ [4] . نزيل المَرِيَّة، ويُعرف بالقفّال، وبالحدّاد. حجّ، ودخل العراق وسمع من أَبِي القاسم بن بيان، وأبيّ النّرسيّ [5] ، وأبي طلب الحسين بْن محمد الزَّيْنَبيّ.
وسمع «صحيح مسلم» من إسماعيل بْن عبد الغافر الفارسيّ، عَنْ والده، ومن الحريريّ «مقاماته» . وكتب الكثير، وقفل إلى الأندلس سنة اثنتي عشرة وخمسمائة.
ثمّ ترحّل من الأندلس، ثمّ عاد إليها سنة ستّ عشرة وسكن المريّة، وحدَّث بالكثير.
روى عَنْهُ: أبو الحسن رَزِين العَبْدريّ، وأبو محمد، وأبو الطّاهر ابني العثماني، وخطيب الموصل، وأبو الوليد بْن الدّبّاغ، وأبو القاسم بْن بَشْكُوَال، وأبو عبد الله بْن عبد الرحيم بْن النَّرْسيّ، وأبو القاسم بْن حُبَيْش، وأبو محمد بْن عُبَيد اللَّه الحَجْرِيّ، وخلْق سواهم.
قَالَ أبو عبد الله الأَبَّار: كَانَ صدوقا، صحيح السّماع، ليس عنده كبير علم
__________
[1] انظر عن (يحيى بن المعتز) في: التحبير 2/ 385 رقم 1108، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 62 ب.
[2] وقال: شيخ من بيت العلم والأدب.. كتبت عنه شيئا يسيرا.
[3] انظر عن (يوسف بن علي) في: معجم البلدان 1/ 364، والاستدارك لابن نقطة (مخطوط) باب: الأندي والأبّدي، وسير أعلام النبلاء 20/ 186، 187 رقم 121.
[4] الأندي: بضم الهمزة وسكون النون. نسبة إلى أندة. وهي مدينة من أعمال بالنسبة بالأندلس.
[5] النّرسي: بفتح النون وسكون الراء وكسر السين المهملة. هذه النسبة إلى النرس، وهو نهر من أنهار الكوفة عليه عدّة من القرى. (الأنساب 12/ 69) .(37/132)
ولا ضبْط. استُشهد يوم غَلَبة العدوّ الملعون عَلَى المَرِيَّة في العشرين من جُمادَى الأولى وَقُتِلَ يومئذٍ خلق كثير.
عاش خمسا وثمانين سنة.
126- يوسف بْن يَبْقَى بْن يوسف بْن معسود بن عبد الرحمن بن يسعون [1] .
أبو الحجّاج التّجيبيّ، الأندلسيّ، المريّي، النّحويّ، المعروف بالشّنشيّ.
صاحب الأحكام بالمريّة.
سمع من: أبي عبد الله محمد بن فَرَج، وأبي عليّ الغسّانيّ، وأبي الوليد العبْسيّ، وأبي الحسين بْن سرّاج، وجماعة.
وعُني بالعربيَّة وبرع فيها. وله كتاب «المصباح في شرح أبيات الإيضاح» [2] ، دلّ عَلَى تبحُّرهِ في النَّحْو. وإمامته.
حدَّث وأقرأ، وطال عمره [3] .
روى عَنْهُ: عُلَيْم بْن عبد العزيز، وأبو عبد الله بن حميد، وأبو العبّاس ابن اليتيم، وأبو عُبَيد اللَّه، وآخرون.
وكان حيّا يُرزق في هذا العام، وانقطع خبره بعده [4] ، رحمه الله.
__________
[1] انظر عن (يوسف بن يبقى) في: بغية الملتمس للضبيّ 497 رقم 1454، وتكملة الصلة لابن الأبّار 732، 733، ومعجم أصحاب الصدفي 316، 317، وبغية الوعاة 2/ 363 رقم 299، وكشف الظنون 213، ومعجم المؤلفين 13/ 342 وورد في الأصل: «سبعون» ، والتصحيح من المصادر.
[2] في بغية الوعاة: «المصباح في شرح ما اعتمّ من شواهد الإيضاح» .
[3] وقال ابن الزبير: كان أديبا، نحويّا، لغويا، فقيها، فاضلا، حسن الخطّ والوراقة، من جلّة العلماء وعلية الأدباء، عريقا في الآداب واللغة، متقدّما في وقته في إقراء ذلك والمعرفة به، وبعلم العربية، مع مشاركة في غير ذلك.
[4] قال السيوطي: مات في حدود سنة أربعين وخمسمائة. وبها ورّخه كحّالة.(37/133)
سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة
- حرف الْألف-
127- أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه بْن المبارك بْن أحمد [1] .
أبو المكارم بْن الشَّهْرُزُوريّ [2] ، البغداديّ.
من أولاد المحدّثين.
سَمِعَ: نصر بْن البَطِر، وأحمد بْن عبد القادر اليُوسُفيّ.
وعنه: ابن عساكر، والسّمعانيّ.
وكان يؤم بأمير الحاجّ نظر.
تُوُفّي في رجب.
128- أحمد بْن عليّ بْن الفضْل بْن الإمام أَبِي محمد بْن حزْم [3] .
الأندلسيّ، القُرْطُبيّ، أبو عَمْرو، الكاتب، الأديب.
توفّي بالأندلس، قاله الأبّار [4] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبيد الله) في: مشيخة ابن عساكر، ومعجم شيوخ ابن السمعاني.
[2] الشهرزوريّ: بفتح الشين المعجمة، وسكون الهاء، وضم الراء، والزاي، وفي آخرها راء.
هذه النسبة إلى شهرزور وهي بلدة بين الموصل وزنجان، بناها زور بن الضحّاك، فقيل:
«شهرزور» يعني: بلدزور. (الأنساب 7/ 417) .
[3] انظر عن (أحمد بن علي) في: تكملة الصلة لابن الأبّار 1/ 54، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة 1/ ق 1/ 314 رقم 406.
[4] وكان من جلّة الأدباء، وبرعة الكتبة، نبيه البيت، عريقا في الجلالة، نحريرا. توفي في نحو الثلاثة والأربعين وخمسمائة.
قال المراكشي: وتقدّم أن أحمد بن علي بن حزم [رقم 386] يروي عن شريح، ولا يبعد عندي أن يكون هذا، والله أعلم.(37/134)
129- أحمد بن أبي العز محمد بن المختار بْن محمد بْن عبد الواحد بْن المؤيَّد باللَّه [1] .
أبو تمّام العبّاسيّ، الهاشميّ، البغداديّ، المعروف بابن الخُصّ [2] ، أخو أَبِي الفضل المختار.
كَانَ تاجرا سَفّارًا، ركب البحار، ودخل الهند، وما وراء النّهر، وكثُر ماله، وطال عُمره، وسكن خُراسان.
وكان مولده في حدود سنة خمسين وأربعمائة أو قبلها.
وسمع: أبا جعفر بن المسلمة، وأبا نصر الزَّيْنبيّ، وغيرهما.
وهو آخر من حدَّث بخُراسان عَن ابن المسلمة بجزء صفة المنافق.
حضر عَلَيْهِ هذا الجزء أبو المظفَّر عبد الرحيم بْن السّمعانيّ، بقراة والده، وقال: هُوَ أوّل شيخ حضرتُ عنده لقراءة الحديث.
وتُوُفّي بنَيْسابور في خامس ذي القعدة.
وروى عَنْهُ أيضا: القاسم الصّفّار، وإسماعيل القارئ.
130- أحمد بْن محمد بْن إسماعيل بْن محمد بْن إسماعيل بْن بشّار [3] .
الإمام أبو بَكْر البوشنجيّ، المعروف بالخرجرديّ [4] ، نزيل نيسابور.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن أبي العزّ) في: المنتظم 10/ 134 رقم 209 (18/ 67 رقم 4150) ، والمعين في طبقات المحدّثين 161 رقم 1738، والإعلام بوفيات الأعلام 223، والعبر 4/ 119، وسير أعلام النبلاء 20/ 173 رقم 108، وشذرات الذهب 4/ 135.
[2] في المنتظم: «الخضر» ، والمثبت يتفق مع سير أعلام النبلاء.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد بن إسماعيل) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، ورقم 24 أ- 25 أ، والتحبير 2/ 448- 450 رقم 10 (بالملحق) ، والأنساب 5/ 78 وفيه: «أحمد بن محمد بن بشار» ، ومعجم البلدان 2/ 357، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 50 وفيه:
«أحمد بن محمد بن بشار» .
[4] الخرجرديّ: بفتح الخاء المعجمة، وسكون الراء، وكسر الجيم، وسكون الراء الأخرى، وكسر الدال المهملة. هذه النسبة إلى خرجرد، وهي بلدة من بلاد فوشنج هراة. قال ابن السمعاني:
سمعت أبا نصر عبد الرحمن بن محمد الخرجردي يقول غير مرة: ذكر صاحب كتاب «المسالك والممالك» فيه: مدائن فوشنج أربع: خرجرد، وفلجرد، وفوشينج، وذكر أخرى نسيتها.
(الأنساب 5/ 77، 78) .(37/135)
إمام متفنّن، ورِع، تفقَّه بمَرْو عَلَى أَبِي المظفَّر بْن السّمعانيّ [1] ، وبهَرَاة عَلَى الشّاشيّ.
وبرع في الفقه، وسمع الكثير، وحدَّث.
تُوُفّي في رمضان بنَيْسابور.
وصَفَه السّمعانيّ بالعبادة والعِلم، وأنّه كتب تصانيف جدّه جميعها، وتخلّى للعبادة [2] .
131- أحمد بْن محمد بْن الفضل [3] .
أبو العلاء الأصبهانيّ، المحدِّث، المعروف ببنحِك.
تُوُفّي في صفر.
قَالَ السّمعانيّ: كَانَ حافظا، متقنا، وَرِعًا، وقورا، نَزِهًا، وبالغ في الطّلب، ونسخ بخطّه «الصّحيح» المليح كثيرا.
سَمِعَ: أبا عليّ الحدّاد، وطبقته.
استفدتُ منه الكثير، ومات كُهْلا.
132- إبراهيم بْن محمد بْن نبهان بْن محرز [4] .
أبو إسحاق الغَنَويّ [5] الرَّقّيّ، الصُّوفيّ، الفقيه، الشّافعيّ.
وُلِد سنة تسعٍ وخمسين وأربعمائة [6] .
وسمع: أبا محمد الشِّيحيّ، وأبا محمد بْن السّرّاج، وغيرهم.
__________
[1] علّق عليه الخلاف والأصول، وكتب تصانيفه بخطّه.
[2] وما كان يخرج إلا أيام الجمعات. وكان مولده سنة 463 هـ.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد بن الفضل) في: مشيخة ابن السمعاني.
[4] انظر عن (إبراهيم بن محمد) في: المنتظم 10/ 134 رقم 200 (18/ 66، 67 رقم 4149) ، والكامل في التاريخ 11/ 137، والمعين في طبقات المحدّثين 161 رقم 1739، والإعلام بوفيات الأعلام 223، والعبر 4/ 119، وتذكرة الحفاظ 1297، وسير أعلام النبلاء 20/ 175، 176، رقم 112، وعيون التواريخ 12/ 420، ومرآة الجنان 3/ 279، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 200، والوافي بالوفيات 6/ 118، والبداية والنهاية 12/ 224، وفيه تحرّف اسم «نبهان» إلى «ثهار» ، وشذرات الذهب 4/ 135.
[5] نسبة إلى: غني بن أعصر.
[6] المنتظم، الكامل.(37/136)
وتفقَّه عَلَى: الأستاذ أَبِي بَكْر الشّاشيّ، وأبي حامد الغزّالي. وكتب كثيرا من مصنَّفات الغزّاليّ، وقرأها عَلَيْهِ، وصحِبه مدَّة [1] .
قَالَ أبو الفَرَج بْن الْجَوْزيّ [2] : رأيته وله سَمْتٌ وصَمْت، وعليه وَقار وخشوع. قلت: روى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ، وأبو اليُمْن الكِنْديّ، وحدَّث عَنْهُ بخُطَب ابن نُباتة.
وروى عَنْهُ: عُمَر بْن طَبَرْزَد، وآخرون.
وتُوُفّي في رابع عشر ذي الحجَّة ببغداد، وله خمسٌ وثمانون سنة إلّا أشْهُرًا.
قَالَ ابن طَبَرْزَد: أَنَا أبو إسحاق بْن نبهان: ثنا الحُمَيْديّ قَالَ: قرأت عَلَى القُضاعيّ: أخبركم أحمد بْن عُمَر بْن محمد بْن عَمرو، الْجِيزيّ قراءة: أَنَا زيد بْن محمد بْن خَلَف القُرَشيّ، نا ابن أخي ابن وهب، ثنا عمّي، فذكر حديثا.
كَانَ قدوم ابن نبهان من الرّقّة إلى بغداد إلى في سنة إحدى وثمانين.
قَالَ ابن ناصر: قدِم الخطيب أبو القاسم يحيى بْن طاهر بْن محمد بْن عبد الرحيم بْن محمد بْن نُباتَة إلى بغداد في سنة أربعٍ وثمانين ليتّجر من نظام المُلْك أدرارا، فقال: إنّ الخُطَب سَمَاعي من أَبِي، عَنْ جدّي. ولم يكن معه كتابٌ ولا أصل، فقرأ عَلَيْهِ هذا الشّيخ، يعني أبا إسحاق الغَنَويّ، الخُطَبَ من نسخةٍ جديدة غير مقروءة، ولا عليها سَماعٌ لأحد. ولم يكن سِبْط ابن نُباتة هذا كبيرا في العُمر، ولا يعرف العربيَّة، ولو كَانَ لَهُ سماع لم يسبقني إِلَيْهِ أحد. ثمّ أثنى ابن ناصر عَلَى أَبِي إسحاق الغَنَويّ، ووصفه بالدِّين والصِّدْق.
133- إسماعيل بْن أَبِي نصر بْن عَبْدِيل [3] .
الأصبهانيّ، الشّاعر.
ذكره العماد في «الخريدة» فقال: كَانَ من أشعر شُعراء أصبهان وأَفْوَههم.
لم يُعْهَد بعد أبي إسماعيل الطّغرائيّ من عرف مجراه.
__________
[1] وقال ابن الأثير: وروى «الجمع بين الصحيحين» للحميدي، عن مصنّفه. (الكامل 11/ 137) .
[2] في المنتظم.
[3] انظر عن (إسماعيل بن أبي نصر) في: خريدة القصر (قسم شعراء العراق) .(37/137)
مات بفارس سنة ثلاثٍ أو أربعٍ وأربعين وخمسمائة.
134- أسعد بْن محمد بْن موسى [1] .
أبو منصور الفُوشَنْجيّ [2] .
فاضل، عالِم، سَمِعَ: أبا عامر الأزْديّ، وعبد الرحمن بْن محمد بْن عفيف كلاز.
روى عنه: أبو سعد السمعاني، وقال: مات في ذي القعدة [3] .
135- أميرك بْن إسماعيل بْن أميرك [4] .
أبو الفتوح العَلَويّ، الهَرَويّ.
سَمِعَ: إلياس بْن نصر، وعبيد بْن ميمون الواسطيّ، وجماعة.
روى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ، وغيره.
مات في ثاني وعشرين شوّال.
- حرف الباء-
136- بقاء بْن عليّ بْن خطّاب [5] .
أبو المُعَمَّر البغداديّ، الرّقّاق، السّاكينيّ، ابن أخت أَبِي نصر أحمد بْن عُمَر بْن الفَرَج الإبَريّ.
حدَّث عَنْ: طِراد الزَّيْنبيّ، وغيره.
وتُوُفّي في ربيع الأوّل عَنْ ستّين سنة.
عَنْهُ: ابن عساكر، وابن سكينة.
__________
[1] انظر عن (أسعد بن محمد) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 51 أ، والتحبير 1/ 122، 123 رقم 47، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 63 ب.
[2] في الأصل: «القوسنجي» .
[3] وقال أيضا: كان إماما حسن السيرة، كثير المحفوظ ... دخلت عليه داره، وسمعت عليه شيئا يسيرا، وذكر لنا أن أبا سعيد عثمان بن سعيد الدارميّ صنّف كتابا حسنا سمّاه: «لا معارض له» وقال. أورد فيه كل حديث لا معارض. ولم أكن سمعت بذكر هذا الكتاب عن غيره.
[4] انظر عن (أميرك بن إسماعيل) في: التحبير 1/ 128، 129 رقم 53، والمختار من ذيل السمعاني، ورقة 151، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 63 ب.
[5] انظر عن (بقاء بن علي) في: مشيخة ابن عساكر.(37/138)
- حرف الثاء-
137- ثابت بْن زيد بْن القاسم [1] .
أبو البَرَكات بْن جوالق النّحّاس. ثمّ البزّاز.
حدَّث عَنِ: الحسين بْن عليّ بْن البُسْريّ.
وتُوُفّي في جُمادَى الآخرة.
- حرف الحاء-
138- الحافظ لدين اللَّه [2] .
قِيلَ: مات في جُمَادَى الآخرة عَلَى الصّحيح، وقيل: سنة أربعٍ كما سيأتي.
139- الحَسَن بْن مسعود بْن الحَسَن [3] .
أبو عليّ ابن الوزير، الدّمشقيّ، الحافظ.
أصله من خُوارَزْم.
كَانَ جدّه الحَسَن وزير المُلْك تاج الدّولة تُتُش [4] ، وتزيَّا أبو عليّ بزيّ الْجُنْد مدَّةً، ثمّ اشتغل بالفِقه والحديث، ورحل قبل سنة عشرين وخمسمائة إلى بغداد، وسمع، ودخل إلى أصبهان، وأدرك بها حديث الطَّبَرانيّ بعُلُوّ.
وكتب عَنْ: فاطمة الْجُوزدانيَّة [5] . وتوجَّه إلى نَيْسابور، ومَرْو، وبلْخ، والهند، وسمع الكثير، وعني: بهذا الشّأن.
__________
[1] لم أجده.
[2] ستأتي ترجمته باسم «عبد المجيد» في وفيات السنة التالية برقم (220) .
[3] انظر عن (الحسن بن مسعود) في: خريدة القصر (قسم شعراء الشام) ج 1/ 284، والمعين في طبقات المحدّثين 161 رقم 1740، وتذكرة الحفاظ 4/ 1297، وسير أعلام النبلاء 20/ 177 رقم 113، وميزان الاعتدال 1/ 523، والوافي بالوفيات 12/ 269، 270، والجواهر المضيّة 2/ 91، ولسان الميزان 2/ 256، والطبقات السنية، رقم 732، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 253.
[4] تحرّف في (لسان الميزان) إلى «حسين» .
[5] الجوزدانية: بضم الجيم، وسكون الواو والزاي، وبعدها الدال المهملة، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى جوزدان، ويقال لها: كوزدان، وهي قرية على باب أصبهان كبيرة. (الأنساب 3/ 362) .(37/139)
قَالَ ابن السّمعانيّ [1] : حافظ، فَطِن، لَهُ معرفة بالحديث، والأنساب. وقال لي: وُلِدتُ في صَفَر سنة ثمانٍ وتسعين وأربعمائة.
وتُوُفّي بمَرْو في سابع المحرَّم.
وقال ابن عساكر [2] : كان يُحدِّث من غير مقابلة بسماعه، واستوطن مَرْو، وتفقَّه بها لأبي حنيفة عَلَى أَبِي الفضل الكِرْمانيّ.
وأملى بجامع مَرْو.
ومن شِعر أَبِي عليّ.
أَخِلّائي إنْ أصبحتم في دِياركم ... فإنّي بمَرْو الشّاهجان غريبُ
أموتُ اشْتياقًا ثمّ أحيى تَذَكُّرًا ... وبين التّراقي والضُّلُوع لهيبُ
فما في موتِ الغريبِ [3] صَبابَةٌ ... ولكن بقاءه في الحياة عجيبُ
140- الحسين بْن إبراهيم بْن الحسين بْن جعفر [4] .
الحافظ، المجوَّد، أبو عبد الله الْجُوزْقانيّ، وجُوزْقان [5] ، من قرى هَمَذَان.
لَهُ مصنَّف في الموضوعات ما قصّر فيه. وروى فيه عَن الدّونيّ فمَن بعده.
وعليه بنى ابن الْجَوزيّ كتابه في «الموضوعات» ، ومنه أخذ كثيرا.
__________
[1] في معجم شيوخه.
[2] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 253.
[3] في التهذيب: «فما عجب موت الغريب» .
[4] انظر عن (الحسين بن إبراهيم) في: معجم البلدان 2/ 184، والاستدارك لابن نقطة (مخطوط) باب: الجورقاني والجورقاني والخوزياني، واللباب 1/ 307، وتذكرة الحفاظ 4/ 1308، 1309، وسير أعلام النبلاء 20/ 177، 178 رقم 114، والوافي بالوفيات 12/ 315، ولسان الميزان 2/ 269- 271، وطبقات الحفاظ 413، وشذرات الذهب 4/ 136، وإيضاح المكنون 2/ 261، وهدية العارفين 1/ 313، والرسالة المستطرفة 111، ومعجم المؤلفين 3/ 306، ومعجم طبقات الحفّاظ والمفسّرين 77 رقم 1050.
[5] هكذا بالضم، وسكون الواو والراء وفتح القاف كما قال ابن السمعاني (الأنساب 3/ 356) وتابعه ابن الأثير (اللباب 1/ 307) .
أما ياقوت فقال: الجوزقاني- بالزاي- والجوزقان جيل من الأكراد يسكنون أكناف حلوان ينسب إليهم أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم.
أما ابن نقطة فذكره في باب «الجوزقاني» - بالزاي- ولكنه قال: بفتح الجيم والراء (!) والقاف.
انظر تعليق العلّامة اليماني في حاشية الأنساب 3/ 356، 357 رقم (5) .(37/140)
قَالَ ابن شافع: مات، فَبَلَغَنَا خبرُه في رجب سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة.
أدركه أجَلُه في السَّفَر [1] .
141- حَمْدُ بْن أَبِي الفتح [2] .
الأصبهانيّ.
عَنْ: عبد الرحمن بْن مَنْدَهْ، وأبي المظفَّر الكَوْسج.
وعنه: ابن السّمعانيّ [3] .
مات في رجب رحمه اللَّه.
- حرف الخاء-
142- خَضِرُ بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن عُبَيد اللَّه بْن أحمد بْن عَبْدان [4] .
الأزْدِيّ، الدّمشقيّ، أبو القاسم الصّفّار.
سَمِعَ: والده، وأبا القاسم المصِّيصيّ، وأبا عبد الله بْن أَبِي الحديد، وعليّ بْن أحمد بْن زُهير، ونصر بْن إبراهيم الفقيه، وسهل بْن بِشْر، وأجاز لَهُ عبد العزيز الكتّانيّ.
قَالَ ابن عساكر [5] : كتبت عَنْهُ، وكان شيخا سليم الصَّدْر.
وُلِد في شوّال سنة خمس وستّين وأربعمائة. ومات في نصف شعبان
__________
[1] وقال ابن النجار: كتب، وحصّل، وصنّف، وأجاد تصنيف كتاب «الموضوعات» . حدّثنا عنه عبد الرزاق الجيلي.
وحدّث عنه بالكتاب ابن أخته نجيب بن غانم الطّيان في سنة 582 (سير أعلام النبلاء 20/ 178) .
[2] انظر عن (حمد بن أبي الفتح) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 96 ب، والتحبير 1/ 246 رقم 158، ومعجم البلدان (طبعة لا يبزك 1866) 2/ 233.
[3] وقال عنه: شيخ مستور، صالح.
[4] انظر عن (خضر بن الحسين) في: التحبير 1/ 263، 264، رقم 181، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 8/ 71 رقم 24، والإعلام بوفيات الأعلام 223، وسير أعلام النبلاء 20/ 222 رقم 140، وملخص تاريخ الإسلام (مخطوط) ورقة 164 أ، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 164.
[5] في تاريخ دمشق.(37/141)
قلت: روى عَنْهُ: هُوَ، وابنه القاسم، وأبو المحاسن بْن أَبِي لُقْمَة، وجماعة [1] .
- حرف الذال-
143- ذو النُّون بْن أَبِي الفَرَج بْن عليّ [2] .
المِيهَنيّ [3] الصُّوفيّ.
سَمِعَ: أبا بَكْر بْن زاهر الطُّرَيْثِيثيّ [4] .
وروى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ وقال: مات في ذي الحجَّة ببغداد.
- حرف السين-
144- سلطان بْن عَليّ بْن مُقَلّد بْن نَصْر بْن منقذ [5] .
الأمير أبو العساكر الكِنانيّ، صاحب شَيْزَر [6] .
وُلِد بأطْرابُلُس في سنة أربعٍ وستّين وأربعمائة [7] .
وسمع بشَيْزَر «صحيح البخاريّ» من أَبِي السّمْح إبراهيم الحيفيّ.
وله شعر حسن [8] .
__________
[1] وروى عنه أيضا أبو سعد بن السمعاني وقال: شيخ صالح صدوق، حسن السيرة. كتبت عنه أجزاء بدمشق. (التحبير) .
[2] انظر عن (ذو النون) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.
[3] الميهني: بكسر الميم وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفتح الهاء، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى ميهنة وهي إحدى قرى خابران ناحية بين سرخس وأبيورد. (الأنساب 11/ 580) .
[4] الطّريثيثي: بضم الطاء المهملة، وفتح الراء، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وبعدها الثاء المثلّثة بين الياءين، وفي آخرها مثلّثة أخرى. هذه النسبة إلى طريثيث وهي ناحية كبيرة من نواحي نيسابور، بها قرى كثيرة، ويقال لها بالعجمية: «ترشيز» . (الأنساب 8/ 238) .
[5] انظر عن (سلطان بن علي) في: ديوان ابن منير الطرابلس (بعنايتنا) 27، 36، 119، والاعتبار لأسامة بن منقذ 40، 49، 53، 66، 71، 100، 108، 110، 118، 126، 129، 142، 162، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 16/ 89، وبغية الطلب (المصوّر) 2/ 80، وخريدة القصر (قسم شعراء العراق) 2/ 157- 160، والكامل في التاريخ 11/ 219، 220، والمختصر في أخبار البشر 3/ 32، وتاريخ ابن الوردي 2/ 58، وفوات الوفيات 1/ 26، والوافي بالوفيات 15/ 297، 298 رقم 416، وعيون التواريخ 12/ 433، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 187، والأعلام 3/ 166.
[6] شيزر: حصن وبلدة على العاصي، جنوبي حماه.
[7] في تهذيب تاريخ دمشق 6/ 187 ولد سنة 404 وهو خطأ.
[8] منه ما قاله يوصي به أولاده:(37/142)
__________
[ () ]
أبنيّ لست بعالم ما أصنع ... بكم، أأجمع شملكم أم أصدع
ما قطع الأرحام جاهلكم بما ... أبداه، بل كبدي بذلك يقطع
أصبحت أعمى بل أصمّ بكلّ ما ... أمسيت انظر منكم أو أسمع
وإذا يئست من الصلاح بفعلكم ... أمّلت أصلكم الزّكيّ فأطمع
وأقول: جدّكم أجلّ القوم من ... سلجوق تاج الدولة المتورّع
أضحى لأمر الله متّبعا وإن ... أضحى له كلّ الخلائق يتبع
وأبوكم من ليس ينكر أنه ... النّدب الكميّ الألمعيّ الأروع
زاد الجيوش برأيه وبسيفه ... عن شيزر فتفرّقوا وتصدّعوا
قد ردّ عنها القرم والإفرنج و ... الأتراك والأعراب حين تجمّعوا
أوصيكم بتقى الّذي أعطاكم ... ملكا تذلّ له الملوك وتخضع
وبحفظ بعضكم لبعض ما غدا ... نجم يعود بأفقه أو يطلع
لا تشمتوا بكم الوشاة وحاذروا ... أقوالهم فهي السّمام المنقع
(تاريخ دمشق 16/ 89، وفوات الوفيات 1/ 26 (بتحقيق محمد عبد الحميد) ، وعيون التواريخ 12/ 432، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 187) .
وقد صحبه الشاعر أحمد بن منير الطرابلسي وأقام عنده بشيزر مدّة، وذكر الأمير أبو الفضل إسماعيل بن سلطان فقال: عمل والدي طستا من فضّة، فعمل ابن منير أبياتا كتبت عليه، من جملتها:
أيا صنو مائدة لأكرم مطعم ... مأهولة الأرجاء بالأضياف
جمعت أياديه إلى أيادي الألّاف ... بعد البذل للألّاف
ومن العجائب راحتي من راحة ... معروفة المعروف بالإتلاف
وأنشده مجد العرب العامري في شيزر سنة 524 هـ:
لمعت وأسرار الدجى لم تنشر ... نار كحاشية الرداء الأحمر
فعلمت أن وراءها من عامر ... غيران يفرح بالنزيل المقتر
يا أخت موقدها، وما من موقد ... فوق الثنيّة والكثيب الأعفر
لسواي عندي من سوامكم قرى ... وقراي قبلة ناظر أو محجر
فارعي- رعاك الله- مسعفة به ... ضيفا، متى يرع يوما يشكر
وافى يؤمّك راكبا جنح الدّجى ... متقلّدا ضوء الصباح المسفر
وهي طويلة. (خريدة القصر 2/ 156- 160) .
وقال الصفدي: كان شجاعا ذا سياسة ورياسة وحزم، فاضلا، شاعرا، روى الحديث، وولي شيزر، وهو شاب، فكان في حكم الكهول وشجاعة الشّبان. حكى ابن أخيه أسامة أن أبا عساكر قال لجماعة هو منهم: تعلمون لم صارت آمال الشيوخ أقوى من آمال الشباب؟ قلنا:
لا. قال: لأن الشيوخ أمّلوا أشياء وطالت أعمارهم فصار لهم إدراك ما أمّلوا عادة، فلذلك قويت آمالهم.
ومن شعره ما كتب به إلى أخيه أبي سلامة مرشد في معنى مغيض الدمع إلى الأحشاء:
لي مقلة إنسانها غرق ... وحشا بنار الشوق تأتلق(37/143)
تُوُفّي في شوّال بشَيْزر.
145- سهل بْن محمد بْن أحمد بْن حسين بْن طاهر [1] .
أبو عليّ الأصبهانيّ، الحاجّيّ، المقرئ.
__________
[ () ]
وتفيض أنفاسي فيتبعها ... دمعي فقلبي منهما شرق
يا مهجة شغف الغرام بها ... عجبا بماء العين تحترق
إن كنت أقوى غير مجدكم ... فيدي عن العلياء تفترق
أدعوك مجد الدين دعوة من ... أنت المراد وطرفه الأرق
(الوافي 15/ 298، عيون التواريخ 12/ 432) .
وحكى الوجيه بن أبي القاسم الحنيك قال:
كان ابن منير مقيما بشيزر في جوار صاحبها أبي العساكر سلطان، فخلع عليه ابنه يوما ثوبا فاخرا، واتفق أنه دخل ذلك اليوم مع أبي العساكر إلى الحمّام، فأخذ رجله يحكّها، فدخل عليه حاجبه، وقال له: الأمير فلان ولدك يطلب منك الثوب الفلانيّ، وأشار إلى ثوب فاخر له، فقال له، أعطه، وقل له: لا تعطه لنحس آخر. ثم ارتأى على نفسه رأي ابن منير، فاعتذر إليه وقال له: والله ما خطر لي أنك ها هنا! فرمى برجله وقال: والله إنك أمير نحس. فاحتملها ابن منقذ منه ولم يبد له ما يكره.
(بغية الطلب 2/ 80) .
وقال ابن الأثير: إنّ أبا المرهف نصر بن علي بن المقلّد أراد أن يستخلف أخاه أبا سلامة مرشد بن علي على حصن شيزر، فلم يقبل، فولّاه أخاه الأصغر سلطان، واصطحب مرشد وسلطان أجمل صحبة مدّة من الزمان، فأولد مرشد عدّة أولاد ذكور، وكبروا وسادوا، منهم: عزّ الدولة أبو الحسن علي، ومؤيّد الدولة أسامة وغيرهما، ولم يولد لأخيه سلطان ولد ذكر إلى أن كبر، فجاءه أولاد ذكور، فحسد أخاه على ذلك، وخاف أولاد أخيه على أولاده، وسعى بينهم المفسدون فغيّروا كلّا منهما على أخيه، فكتب سلطان إلى أخيه مرشد أبيات شعر يعاتبه على أشياء بلغته عنه، فأجابه بشعر في معناه، أوّله:
ظلوم أبت في الظلم إلّا تماديا ... وفي الصدّ والهجران إلّا تناهيا
شكت هجرنا والذنب في ذنبها ... فيا عجبا من ظالم جاء شاكيا
وأورد ابن الأثير بقيّة القصيدة، ثم قال: فلما توفي مرشد سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة قلب أخوه لأولاده ظهر المجنّ، وبادأهم بما يسوءهم، وأخرجهم من شيزر، فتفرّقوا، وقصد أكثرهم نور الدين وشكوا إليه ما لقوا من عمّهم، فغاظه ذلك، ولم يمكنه قصده والأخذ بثأرهم وإعادتهم إلى وطنهم لاشتغاله بجهاد الفرنج، ولخوفه أن يسلّم شيزر إلى الفرنج.
(الكامل 11/ 219، 220) .
[1] انظر عن (سهل بن محمد) في: معرفة القراء الكبار 1/ 503 رقم 453، وغاية النهاية 1/ 320 رقم 1402، ومعجم المؤلفين 4/ 284.(37/144)
شيخ كبير، فاضل، مُكْثِر من الحديث، أديب، خيِّر، مبارَك.
سَمِعَ: أبا القاسم يوسف بْن جُبَارة الهُذَليّ، وإسماعيل بْن مَسْعدَة الإسماعيليّ، ونظام المُلْك الوزير، وأبا المظفَّر منصور بْن محمد السّمعانيّ، ومحمد بْن أحمد بْن ماجة الأَبْهَريّ، وسليمان بن إبراهيم الحافظ، والقاسم بن الفضل الثّقفيّ.
وولد سنة خمس وخمسين وأربعمائة، وقيل: وُلِد بعد سنة خمسين وختم خلْقًا كثيرا.
وكان شيخ القرّاء بأصبهان. وهو آخر من حدَّث عَن الهُذَليّ، مصنِّف «الكامل في القراءات» .
روى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ، وأبو موسى المَدِينيّ، [1] ، وقال: هُوَ مؤدِّبي، وكان من الطِّراز الأوّل.
تُوُفّي في نصف شعبان.
- حرف الشين-
146- شاهنشاه بْن أيّوب بْن شاذي بْن مروان بْن يعقوب [2] .
الأمير أكبر الإخوة، وأقدم بني أيّوب وفاة.
وهو والد المَلِكين: المظفّر تقيّ الدّين عُمَر صاحب حماة، وعزّ الدّين فرّوخ شاه، والد صاحب بَعْلَبَكّ الملك الأمجد.
قُتِلَ في الوقعة الكائنة بظاهر دمشق بين الفرنج خذلهم اللَّه وبين المسلمين كما نذكره في الحوادث، وذلك في ربيع الأوّل وفُجِع بِهِ أَبُوهُ نجم الدّين.
__________
[1] وقرأ عليه القاضي أسعد بن الحسين اليزدي بأصبهان إفرادا سنة 532 هـ. (غاية النهاية) .
[2] انظر عن (شاهنشاه بن أيوب) في: وفيات الأعيان 2/ 452، ومفرّج الكروب 1/ 113، ومرآة الجنان 3/ 280، وتاريخ ابن الوردي 2/ 28، والدرّة المضيّة 551، والبداية والنهاية 12/ 224، والوافي بالوفيات 16/ 93، 94 رقم 108، وترويح القلوب 48، والدارس في تاريخ المدارس 2/ 299.(37/145)
- حرف الصاد-
147- صاعِد بْن مُحَمَّد بْن الحُسين [1] .
أبو القاسم السّهْلُويّ [2] ، السَّرْخَسيّ.
شيخ كبير، ورِع، فاضل.
وُلِد بسَرْخَس في سنة تسعٍ وخمسين وأربعمائة.
وسمع بسَرْخَس من: أَبِي الحسن محمد بْن محمد بْن زيد الحُسينيّ.
قدِم عليهم، وسمع من أَبِي الخير محمد بْن موسى الصّفّار.
روى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ [3] ، وغيره.
وتُوُفّي بسَرْخَس سنة 43 [4] .
148- صالحُ بْن شافع بْن صالح بْن حاتِم [5] .
أبو المعالي الْجِيليّ.
كَانَ أَبُوهُ فقيها حنبليّا، سكن بغداد ووُلِد لَهُ بها صالح وغيره.
وصالح: عالِم، فاضل، مليح الكتابة، شاهِد، متودِّد، حَسَن الشِّكل.
سَمِعَ: أبا الحسين بْن الطُّيُوريّ، وأبا منصور محمد بْن أحمد الخيّاط.
وجدتُ وفاته في رجب.
روى عَنْهُ: أبو الفَرَج محمد بْن عليّ بْن القُنَّبيطيّ، وابنه الحافظ أحمد.
__________
[1] انظر عن (صاعد بن محمد) في: الأنساب 7/ 199 والتحبير 1/ 337، 338 رقم 283 وملخص تاريخ الإسلام 8/ 40 ب و 64 أ.
[2] السّهلويّ: بفتح السين المهملة وسكون الهاء، وضم اللام وفي آخرها ياء مثنّاة من تحتها. هذه النسبة إلى سهل. وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه. (الأنساب 7/ 198) .
[3] وهو قال: سمعت منه الحديث بسرخس سنة ثمان وعشرين، ثم منصرفي من العراق سنة ثمان وثلاثين. سمعت منه أيضا. (الأنساب) .
[4] وهكذا في الأنساب 7/ 199، أما في التحبير: مات يوم السبت الرابع والعشرين من ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وخمسمائة. (1/ 338) .
وفي ملخص تاريخ الإسلام وردت سنة وفاته في روايتين: 8/ ورقة 40 ب: سنة 539 هـ، وفي 8/ ورقة 64 ب: سنة 543 هـ.
[5]- انظر عن (صالح بن شافع) في: المنتظم 10/ 134 رقم 202 (18/ 67 رقم 4151) ، والوافي بالوفيات 16/ 258 رقم 287، وذيل طبقات الحنابلة 1/ 213، وشذرات الذهب 4/ 135.(37/146)
149- صالح بْن كامل بْن أَبِي غالب [1] .
أبو محمد الظّفَريّ، البقّال.
سَمِعَ: أبا الحسن بْن منجَاب الشَّهْرُزُوريّ، وأبا القاسم بْن بيان.
وكان اسمه قديما: المبارك، فغيَّره بصالح.
سَمِعَ منه: أخوه أبو بَكْر المفيد، وابن السّمعانيّ.
- حرف العين-
150- عبّاد بْن سَرْحان بْن مسلم بْن سيّد النّاس [2] .
أبو الحَسَن المَعافِريّ، الأندلسيّ، الشّاهد.
سكن العُدْوَة. وكان مولده في سنة أربعٍ وستّين وأربعمائة.
وسمع من: طاهر بْن مُفَوَّز بشاطبة، وحجّ، ودخل بغداد، وسمع من:
رزق اللَّه بْن عبد الوهّاب التّميميّ، والمبارك بْن الطَّبَريّ، وأجاز لَهُ أبو عبد الله الحُمَيْديّ.
وسمع بمكَّة من: الحسين بْن عليّ الطَّبَريّ.
قَالَ ابن بَشْكُوال: قدِم قُرْطُبَة [3] ، فسمعنا منه. وكانت عنده فوائد. وكان يميل إلى مسائل الخلاف ويدّعي معرفة الحديث ولا يُحسِنه، عفا اللَّه عَنْهُ.
تُوُفّي بالعدْوة في نحو سنة ثلاثٍ وأربعين.
151- عبد الله بن الحسن بن أحمد بن الحَسَن بْن أحمد بْن قَسَاميّ [4] .
أبو القاسم الحريميّ [5] ، والمعدّل، الفقيه، الحنبليّ.
__________
[1] انظر عن (صالح بن كامل) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.
[2] انظر عن (عبّاد بن سرحان) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 452، 453 رقم 972.
[3] في سنة عشرين.
[4] انظر عن (عبد الله بن الحسن) في: المنتظم 10/ 135 رقم 203 (18/ 67 رقم 4152) ، والاستدراك لابن نقطة، باب: قسامي، والذيل على طبقات الحنابلة 1/ 215، 216 رقم 102 وفيه «عبد الله بن الحسين» .
[5] الحريمي: بفتح الحاء المهملة وكسر الراء بعدهما الياء آخر الحروف وفي آخرها الميم. هذه النسبة إلى قبيلة وموضع.
وصاحب الترجمة منسوب إلى الحريم الطاهري محلّة كبيرة ببغداد بالجانب الغربي منها.
(الأنساب 4/ 125) .(37/147)
سَمِعَ: أبا نصر الزَّيْنبيّ، وأبا الحُصَين العاصميّ.
روى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ وأثنى عَلَيْهِ، وسأله عَنْ مولده فقال: سنة اثنتين وسبعين [1] وأربعمائة.
وتُوُفّي في سادس ذي القعدة. وحدَّث بالنَّعْت في مكَّة، وكان يُفْتي.
قَالَ ابن النّجّار: ثنا عَنْهُ أحمد بْن عبد الملك المقرئ [2] .
وقَسَاميّ: بفتح ثمّ كسْر. قيّده ابن نقطة.
152- عبد الله بْن سعيد بْن محمد [3] .
أبو المحاسن البَنجَدِيهيّ [4] ، الخَمْقَريّ [5] . وهي نسبة إلى خمس قرى بحذف السّين، والخمس قرى هِيَ بَنْجَدِيه، من أعمال مَرْو.
كَانَ رجلا فاضلا، عالما.
روى عَنْ: هبة اللَّه بْن عبد الوارث الشّيرازيّ.
روى عنه أبو سعد السّمعانيّ [6] .
__________
[1] في الذيل على طبقات الحنابلة 1/ 215 «اثنتين وتسعين» . والمثبت يتفق مع (المنتظم) .
[2] وقال ابن الجوزي: كان صدوقا، فقيها، مفتيا، مناظرا، وروى عنه حكاية في غير موضع من كتبه.
وقال ابن السمعاني: فقيه، فاضل على مذهب أحمد، حسن الكلام في المسائل، جميل الصورة، مرضيّ الطريقة، متواضع، كثير البشر، راغب في الخير.
وقال ابن شافع: كان فقيها، مفتيا، مناظرا، صدوقا، أمينا، ذكره شيخنا- يعني ابن ناصر- وأثنى عليه. (الذيل على طبقات الحنابلة) .
[3] انظر عن (عبد الله بن سعيد) في: التحبير 1/ 368 رقم 315، والأنساب 5/ 178، واللباب 1/ 386.
[4] قال ياقوت: بنج ديه: بسكون النون: معناه بالفارسية الخمس قرى، وهي كذلك خمس قرى متقاربة من نواحي مروالروذ ثم من نواحي خراسان، عمّرت حتى اتصلت العمارة بالخمس قرى وصارت كالمحالّ بعد أن كانت واحدة مفردة.. وقد تعرّب فيقال لها: فنج ديه، وينسبون إليها فنجديهي، وقد نسب إليها السمعاني خمقرى من الخمس قرى نسبة، وقد يختصرون فيقولون: بندهي.
[5] الخمقري: بفتح الخاء المعجمة وسكون الميم وفتح القاف وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى خمس قرى، ويقال لها بنج ديه، وهي خمس من القرى مجتمعة، وهي: أيفان، ومرست، ومدو، وكريكان، وبهونة، فقيل له: خمس قرى، والنسبة إليها خمقرى. (الأنساب) .
[6] وهو قال: كان من المشهورين بالفضل والتقدم، وكانت له معرفة بالتأريخ، وكان ذا رأي وحزم وعقل ... كتبت عنه بمرو ثم لقيته بخمس قرى. (الأنساب) .(37/148)
153- عبد الله بن علي بن سعيد [1] .
أبو محمد القَيْسَرانيّ، القصْريّ، الفقيه.
فاضل، إمام، ديِّن، فصيح، مُناظِر، من كبار فُقهاء النّظاميَّة.
سَمِعَ: أبا القاسم بْن بَيان.
وقد مرّ في سنة اثنتين وأربعين.
وقال ابن السّمعانيّ: بنى ابن العجميّ بحلب لَهُ مدرسة، ودرَّس بها، وكتبتُ عَنْهُ بها جزء ابن عَرَفَة. وقال لي: وُلِدت بقَيْساريَّة. والقصْر الّذي انتسب لَهُ بُلَيْدة بين عكّا وحَيْفا عَلَى السّاحل.
قَالَ: ومات بحلب في سنة ثلاثٍ أو أربعٍ وأربعين. يُحَوَّل.
154- عبد الرحمن بْن عبد الله الحلْحُوليّ، الحلبيّ [2] .
سافر وأقام بمصر مدَّة. ثمّ سكن دمشق. وكان من كبار الصّالحين والعُبّاد.
وحلْحُول: قرية بها قبر يونس [3] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فيما يُقال، وهي بين القدس، والخليل. أقام بها سبْع سِنين، بنى [4] بها مسجدا، وتعبَّد فيه بين الفرنج، وسمعنا أنّهم كانوا يتبرّكون بِهِ، ويعتقدون فيه.
ثمّ انتقل إلى دمشق.
قَالَ ابن عساكر: مضيت إِلَيْهِ غير مرَّة، وانتفعت بروايته وبكلامه، وما رَأَيْت بالشّام في فنّه مثله. واستشهد بظاهر دمشق في وقعة الفرنج، رحمه الله.
__________
[ () ] وقال في التحبير: «وكان تاركا لما لا يعنيه» .
[1] تقدّم في وفيات السنة السابقة برقم (88) .
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الله) في: ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 298، ومعجم البلدان 2/ 290، وتوضيح المشتبه (مخطوط) ج 1/ ورقة 144 أ، وهو مذكور في سير أعلام النبلاء 20/ 180 دون ترجمة.
وانظر تعليق العلّامة اليماني على الأنساب 4/ 191.
وسير ذكره في ترجمة «يوسف بن الفندلاوي» في آخر وفيات هذه السنة برقم (187) .
[3] انظر: الزيارات للهروي 29.
[4] في الأصل: «بناء» .(37/149)
155- عبد الرحمن بْن محمد بْن أميروَيْه بْن محمد [1] .
العلّامة أبو الفضل الكَرْمانيّ [2] ، شيخ الحنفيَّة بكَرْمان في زمانه.
تفقّه بمَرْو عَلَى القاضي محمد بْن الحسين.
تزاحم عَلَيْهِ الطَّلَبَة، وتخرَّج بِهِ الأصحاب. وانتشرت سيرته في الآفاق، وصار معظَّمًا عند الخاصّ، والعامّ. وكان في رمضان يقرءون عَلَيْهِ التّفسير والحديث.
سَمِعَ: أَبَاهُ بكرْمان، وشيخه القاضي الأَرْسَابَنْدِيّ [3] ، وأبا الفتح عُبَيد اللَّه بْن أَرْدَشِير [4] الهُشَاميّ.
سَمِعَ منه أبو سعد السّمعانيّ، وبالَغَ في تعظيمه، وقال: وُلِد سنة سبْعٍ وخمسين، ومات في الحادي والعشرين من ذي القعدة بمدرسة القاضي الشّهيد سنة 543 [5] .
156- عبد الرَّحْمَن بن محمد بن حسن بن طوق [6] .
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد بن أميرويه) في: معجم شيوخ ابن السمعاني 142 أ، والتحبير 1/ 405، 406 رقم 359، والأنساب 10/ 401، والكامل في التاريخ 11/ 137، واللباب 3/ 37، وسير أعلام النبلاء 20/ 206 رقم 130، وتاج التراجم لابن قطلوبغا 33، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 64 ب، والجواهر المضيّة 2/ 388- 390- رقم 781 وطبقات المفسّرين للسيوطي 64، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 281، 282، ومفتاح السعادة لطاش كبرى زاده 2/ 283، 284، وفيه: «عبد الله» ، والطبقات السنية، رقم 1191، وكشف الظنون 1/ 96، 211، 345، 569 و 2/ 1220، 1414، 1635، والفوائد البهية 91، 92، والأعلام 4/ 103، وهدية العارفين 2/ 519، وتاريخ الأدب العربيّ 6/ 298، 299، ومعجم المؤلفين 5/ 172.
[2] الكرماني: قال ابن السمعاني: بكسر الكاف وقيل بفتحها وسكون الراء وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى بلدان شتّى، مثل: خبيص، وجيرفت، والسّيرجان، وبودسير، يقال لجميعها كرمان، وقيل بفتح الكاف، وهو الصحيح، غير أنه اشتهر بكسر الكاف.
[3] في الأصل: «الأرشابيذي» . وفي أصل التحبير، ومشيخة ابن السمعاني، والجواهر المضية، والطبقات السنية، وطبقات الداوديّ: «الأردستاني» ، والمثبت عن المطبوع من التحبير، والأنساب، واللباب، والفوائد البهية.
[4] في الأصل: «عبد الله بن أردشير» .
[5] أرّخ ابن السمعاني وفاته في (الأنساب) سنة 544 هـ. ومن تصانيفه: «الجامع الكبير» ، و «التجريد» في الفقه في مجلّد، وشرحه في ثلاث في ثالث مجلّدات، وسمّاه «الإيضاح» .
[6] لم أجده.(37/150)
أبو القاسم البغداديّ.
سَمِعَ: نصر بْن البَطِر، وغيره.
وكان ضعيفا في دِينه.
روى عَنْهُ، أبو سعد السّمعانيّ.
157- عبد الرحيم بْن قاسم بْن محمد [1] .
أبو الحسن القَيْسيّ، الأندلسيّ، الحجازيّ، الفَرَجيّ، من أهل مدينة الفَرَج.
روى عَنْ: أَبِي عليّ الغسّانيّ، وخازم بْن محمد، ومحمد بْن المورَة، وغيرهم.
قَالَ ابن بَشْكُوال: كَانَ من أهل المعرفة والفَهْم والذّكاء والحِفظ، قويّ الأدب، كثير الكتب، ديِّنًا فاضلا، صاحب ليل وعبادة وكثرة بكاء، حتّى أثّر ذَلكَ بعينيه.
تُوُفّي في شعبان.
قَالَ ابن مَسْدِيّ: آخر من روى عَنْهُ بالسّماع الخطيب أبو جعفر بن يحيى الحميريّ. وأجاز أبو جعفر لي، ومات سنة إحدى عشرة وستمائة.
قلت: بل مات سنة عشر بقُرْطُبة.
158- عبد الرشيد بْن محمد بْن خليل [2] .
أبو محمد البُوشَنْجيّ.
سَمِعَ: عبد الرحمن بْن عفيف كلاز.
أخذ عَنْهُ: السّمعانيّ، وقال: مات في محرَّم أو صَفَر سنة ثلاثٍ وأربعين.
159- عبد العزيز بْن محمد بن بشكولة [3] .
__________
[1] انظر عن (عبد الرحيم بن قاسم) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 389 وفيه «عبد الرحيم بن محمد بن قاسم» ، والمثبت يتفق مع النسخة الأوربية.
[2] انظر عن (عبد الرشيد بن محمد) في: التحبير 1/ 444 رقم 409، وملخص تاريخ الإسلام، ورقة 65 أ.
[3] انظر عن (عبد العزيز بن محمد) في: التحبير 1/ 463، 464، رقم 433، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 65 أ.(37/151)
المِيهَنيّ، الصُّوفيّ.
سَمِعَ من العارف أَبِي الفضل محمد بْن أحمد الميْهنيّ كتاب «المرض» لابن أَبِي الدّنيا، عَن الصَّيْرفيّ، عَن الصّفّار، عَنْهُ.
قرأه عَلَيْهِ السّمعانيّ وقال: مات في جُمادَى الآخرة [1] .
160- عبد القادر بْن جَنْدَب بْن سَمُرَة [2] .
أبو محمد الصُّوفيّ، الهَرَويّ.
صالح عابد، خيّر، من مُرِيدي شيخ الإسلام أَبِي إسماعيل، كَانَ يسكن برباطه.
سَمِعَ: محمد بْن أَبِي مسعود الفارسيّ، وأبا إسماعيل شيخه.
ووُلِد بعد سنة ستّين وأربعمائة.
روى عَنْهُ: ابن السّمعاني، وأبو رَوْح عبد المعزّ.
وبالإجازة: عبد الرحيم بْن السّمعانيّ.
وأخوه هُوَ سَمُرَة بْن جَنْدَب يروي أيضا عَنْ محمد بْن أَبِي مسعود.
روى عَنْهُ: أبو رَوْح.
تُوُفّي عبد القادر ثالث عشر ربيع الأوّل.
161- عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد [3] .
أبو المظفَّر بْن الصّبّاغ، بغداديّ.
سَمِعَ من: طِراد الزَّيْنَبيّ، وابن البَطِر، وحَمْد الحدّاد.
وحدّث.
__________
[1] وهو قال: شيخ صوفي، حسن السيرة، كثير العبادة من الصوم والصلاة، مشتغل بما يعنيه، قليل المخالطة.. كتبت عنه بميهنة، وسمعت منه كتاب «المرض والكفّارات» لابن أبي الدنيا، بروايته عن العارف، عن الصيرفي، عن الصفّار، عن المصنّف. وكانت ولادته قبل سنة سبعين وأربعمائة.
[2] انظر عن (عبد القادر بن جندب) في: التحبير 1/ 471 رقم 439، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 65 أ.
[3] انظر عن (عبد الواحد بن محمد) في: المنتظم 10/ 135 رقم 204 (18/ 67، 68 رقم 4153) .(37/152)
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة.
162- عليّ بْن الحسين بْن محمد [1] .
أبو عبد الله الطَّابَرانيّ [2] ، الصُّوفيّ، النّقّاش.
سَمِعَ بطُوس من: أَبِي عليّ الفضل بْن محمد الفارَمْذِيّ.
وبالرَّيّ: البيّاضيّ.
وبهَمَذَان: شيروَيْه الدَّيْلَميّ.
وعنه: السّمعانيّ.
163- علي بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن علي [3] .
قاضي القُضاة، أبو القاسم، الأكمل ابن نور الهُدى أَبِي طالب الزَّيْنبيّ، الهاشميّ، العباسيّ، البغداديّ.
وُلِد سنة سبْعٍ وسبعين وأربعمائة.
سَمِعَ من: أبيه، وعمّه طِراد، وابن البَطِر، وأبي الحسن العلّاف، وغيرهم.
روى عَنْهُ: الفتح بْن عبد السّلام.
وكان للمسترشد إِلَيْهِ مَيْل، فوعده بالنّقابة، فاتّفق موت الدّامغانيّ، فطُلِب مكانه، فناله [4] .
__________
[1] لم أجده.
[2] الطّابرانيّ: بفتح الطاء المهملة، والباء المنقوطة بواحدة بعد الألف، وفتح الراء، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى (طابران) وهي إحدى بلدتي طوس. وقد تخفّف ويسقط عنها الألف.
ولكن النسبة الصحيحة إليها الطابرانيّ. (الأنساب 8/ 167) .
[3] انظر عن (علي بن الحسين الزينبي) في: المنتظم 10/ 135، 136 رقم 205 (18/ 68، 69 رقم 4154) ، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 303، والكامل في التاريخ 11/ 146، وتاريخ دولة آل سلجوق 203، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 225، والفخري 308، وتذكرة الحفاظ 4/ 1297، والعبر 4/ 119، والإعلام بوفيات الأعلام 223، وسير أعلام النبلاء 20/ 207، 208، رقم 131، ودول الإسلام 2/ 59، وعيون التواريخ 12/ 419، والبداية والنهاية 12/ 225، والوافي بالوفيات 21/ 51 رقم 22، والجواهر المضيّة 2/ 568، والنجوم الزاهرة 5/ 282، والطبقات السنية للتميمي، رقم 1484، وشذرات الذهب 4/ 135.
[4] المنتظم. وفي الأصل: «فتأله» .(37/153)
ذكره ابن السّمعانيّ فقال: كَانَ غزير الفضل، وافر العقل، لَهُ سُكُون، ووقار، ورزانة، وثبات. ولي قضاء القُضاة بالعراق في سنة ثلاث عشرة وخمسمائة. وقرأتُ عَلَيْهِ جزأين.
قَالَ أبو شجاع محمد بْن عليّ بْن الدّهّان: يُحكى أنّ الزَّيْنبيّ منذ ولي القضاء ما رآه أحد إلّا بطرحة [1] وخفاف حتّى زوجته. ولقد دخلت عليه في مرض موته وهو نائم بالطّرحة.
قلت: هذا تكلّف وبأو زائد.
وقال أبو الفرج بن الجوزيّ [2] : كان رئيسا، ما رأينا وزيرا ولا صاحب منْصبٍ أوقر منه، ولا أحسنَ هيبة وسَمْتًا [3] . قلّ أنْ سُمِع منه كلمة. وطالت ولايتُه، فأحكم [4] الزّمان، وخدم الرّاشد، وناب في الوزارة. ثمّ استوحش من الخليفة، فخرج إلى الموصل، فأسِر هناك. ووصل الراشد إلى الموصل وقد بلغه ما جرى ببغداد من خلْعه فقال لَهُ: اكتب خطَّك بإبطال ما جرى، وصحَّة إمامتي. فامتنع، فتواعده زنكي، وناله بشيء من العذاب، وأذن في قتْله، ثمّ دفع اللَّه عَنْهُ. ثمّ بُعِث من الدّيوان لاستخلاصه، فجيء بِهِ، فبايع المقتفي، وناب في الوزارة لمّا التجأ [5] ابن عمّه الوزير عليّ بْن طِراد إلى دار السّلطان. ثمّ إنّ المقتفي أعرض عَنْهُ بالكُلّيَّة.
قَالَ ابن الْجَوْزيّ [6] : وقال لي: النّقيب الطّاهر، جاء إليَّ فقال: يا ابن عمّ، انظر ما يصْنَع معي، فإنّ الخليفة مُعْرِضٌ عنّي. فكتبت إلى المقتفي، فأعاد الجواب بأنّه فعل كذا وكذا، فعذرتُه، وجعلت الذّنْب لابن عمّي.
ثمّ جعل [7] ابن المرخّم مناظِرًا لَهُ، ومناقضا ما يبني، والتّوقيعات تصدر
__________
[1] الطرحة: نوع من الأكسية، تشبه الطيلسان، كان المدرّسون يضعونها فوق العمامة. (دوزي- معجم مفصّل في أسماء الألبسة عند العرب- 254- وما بعدها) .
[2] في المنتظم.
[3] زاد في المنتظم: «وصمتا» .
[4] في المنتظم: «فأحكمه» .
[5] في الأصل: «التجى» .
[6] في المنتظم.
[7] في الأصل: «ثم حصل» .(37/154)
بمراضي ابن المرخّم، وسخطان الزَّيْنبيّ، ولم يبق لَهُ إلّا الاسم، فمرض وتُوُفّي يوم عيد النَّحْر، وصلّى عَلَيْهِ ابن عمّه نقيب النّقباء طلْحة بْن عليّ. ودُفن بمشهد أَبِي حنيفة إلى جانب والده. وخَلَّف جماعة بنين ماتوا شبابا. وعاش ستّا وسبعين [1] سنة [2] .
164- عليّ بْن أَبِي الوفاء سعد بْن عليّ بْن عبد الواحد بْن عبد القاهر بْن أحمد بْن مُسْهِر [3] .
مهذّب الدّين، أبو الحسن المَوْصِليّ، الشّاعر.
صدْرٌ، رئيس، وشاعر مُحسِن. مدح الملوك الكُثُر، وتنقَّل في المناصب الكبار ببلده. وديوانه في مجلّدتين.
ومن شِعْره:
إذا ما لسانُ الدّمع نَمَّ عَلَى الهَوَى ... فليس بسرٍّ ما الضّلوعُ أجنّت
فو الله ما أدري عشيَّةَ ودَّعَتْ ... أَنَاحَتْ حماماتُ اللِّوى أَمْ تغنَّتِ
وأعجب من صبري القَلُوصُ الّتي سَرَتْ ... بَهوْدجكِ المزحوم كيف [4] استقلّت
أعاتبُ فيك اليَعْمُلاتِ عَلَى السَّرَى ... وأسأل عنكَ الرّيحَ من حيث هَبّتِ
أُطْبِقُ أَحْنَاء الضُّلُوع عَلَى جَوًى [5] ... جميع وصبر مستحيل مشتّت [6]
__________
[1] في الأصل: «ستا وستين» ، وهو غلط. والتصحيح عن المنتظم. وقد ولد في سنة 470 هـ.
[2] وقال ابن الجوزي: وحدّثني أبو الحسن البراندسي عن بعض العدول أن رجلا رأى قاضي القضاة في المنام، فقال لَهُ: ما فعل اللَّه بك؟ فقال: غفر لي، ثم أنشد:
وإن امرأ ينجو من النار بعد ما ... تزود من أعمالها لسعيد
قال: ثم قال لي: امض إلى أبي عبد الله- يعني ابن البيضاوي القاضي- وهو ابن قاضي القضاة، وأحد أوصيائه فقل له: لم تضيّق صدر «غصن» و «شهيّة» - يعني سراريه؟ فقال الرجل: وما عرفت أسماء هذه قط، فمضيت، وقلت ما رأيت. فقال: سبحان الله، كنا البارحة في السّحر نتحدّث في تقليل ما ينوبهنّ. (المنتظم) .
[3] انظر عن (علي بن أبي الوفاء) في: خريدة القصر (قسم شعراء الشام) 2/ 271- 278، ووفيات الأعيان 3/ 391- 395 رقم 477، وسير أعلام النبلاء 20/ 234 رقم 152، ومرآة الجنان 3/ 278، 279، والوافي بالوفيات 21/ 129- 133 رقم 73، وعيون التواريخ 12/ 446، 447، وكشف الظنون 1/ 768، والأعلام 4/ 290، ومعجم المؤلفين 7/ 99.
[4] في وفيات الأعيان 3/ 394: «أنّى» .
[5] في الوفيات: «النوى» .
[6] وفيات الأعيان، خريدة القصر، الوافي بالوفيات.(37/155)
وله:
ولمّا اشتكيتَ اشتكى كلُّ ما ... عَلَى الأرض، واعتلّ شرقٌ وغربُ
لأنّك قلبٌ لجسم الزّمانِ ... وما صحَّ جسمٌ إذا اعتلَّ قلبُ [1]
165- عليّ بْن محمد بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن محمد بن جعفر [2] .
أبو الحسن البحريّ. من شيوخ نَيْسابور.
من بيت الرواية.
حدَّث عَنْ: أَبِي بَكْر بْن سنان، وغيره.
ذكره ابن السّمعانيّ في «مُعْجَمه» ، وأنّه مات في ذي الحجَّة [3] .
166- عُمَر بْن أَبِي غالب بْن بُقَيْرة [4] .
أبو الكرم البغداديّ، البقّال.
سَمِعَ: ثابت بْن بُنْدار.
كتب عَنْهُ السّمعانيّ، وقال: تُوُفّي في شوّال، وصلّيت عليه ببغداد.
__________
[1] وفيات الأعيان 3/ 393، الوافي بالوفيات 21/ 131.
ومن محاسن شعره قوله في صفة فهد:
وكلّ أهرت بادي السّخط مطّرح ... الحياء جهم المحيّا سيّئ الخلق
والشمس مذ لقّبوها بالغزالة ... أعطته الرشا حسدا من لونها اليقق
ونقّطته حباء كي يسالمها ... على المنايا نعاج الرمل بالحدق
هذا ولم يبرزا مع سلم جانبه ... يوما لناظره إلّا على فرق
وهذه الأبيات مع أنها جيّدة مأخوذة من أبيات الأمير أبي عبد الله محمد بن أحمد السرّاج الصوري- وكان معاصره- وهي من جملة قصيدة:
شثن البراثن في فيه وفي يده ... ما في الصوارم والعسّالة الذبل
تنافس الليل فيه والنهار معا ... فقمّصاه بجلباب من المقل
والشمس منذ دعوها بالغزالة لم ... تبرز لناظره إلّا على وجل
انظر: الخريدة 2/ 276، ونهاية الأرب 9/ 253، ووفيات الأعيان 3/ 392، والدرّة المضيّة 8/ 603، 604، وعيون التواريخ 12/ 446، 447، سير أعلام النبلاء 20/ 235.
[2] انظر عن (علي بن محمد البحيري) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، ورقم 83 أ، والتحبير 1/ 584، 585 رقم 571، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 66 أ.
[3] ومولده في سنة 467 هـ.
[4] انظر عن (عمر بن أبي غالب) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.(37/156)
167- عيسى بْن يوسف بْن عيسى بْن عليّ [1] .
أبو موسى بْن الملْجوم، الأَزْديّ، الفانيني.
سَمِعَ من: أبيه قاضي القُضاة أَبِي الحَجّاج يوسف، وأبي الفضل النَّحْويّ، وأبي الحَجّاج الكلْبيّ.
وبأَغْمات [2] من: أَبِي محمد عبد الله اللَّخْميّ سِبْط أَبِي عُمَر بْن عَبْد البَرّ.
ودخل الأندلس فسمع من: أَبِي عليّ، وابن الطّلّاع، وخازم بْن محمد.
وكان جمّاعة للكُتُب، ابتاع من أَبِي عليّ الغسّانيّ أصله بسُنَن أَبِي داود الّذي سمعه من أَبِي عُمَر بْن عبد البَرّ.
روى عَنْهُ: ابنه عبد الرحيم، وأبو محمد بْن ماتح.
وتُوُفّي في رجب، رحمه اللَّه، وله سبْعٌ وستّون سنة.
- حرف الفاء-
168- فضل اللَّه بْن أحمد بْن المحسّن [3] .
أبو البدر الطُّوسيّ.
وكان حَسَن السّيرة، جميل الأمر، متواضعا، كثير الخير.
سَمِعَ: أبا عليّ الفضل الفارَمْذِيّ، وأحمد بْن عبد الرحمن الكِنْديّ، وأبا تُراب المراغيّ.
سَمِعَ منه: أبو سعد السّمعانيّ بطُوس.
تُوُفّي في آخر يوم من السّنة وله سبعون سنة [4] . وهو من طَابران قَصَبة طُوس.
169- الفضل بْن يحيى بْن صاعد بْن سيّار بن يحيى [5] .
__________
[1] انظر عن (عيسى بن يوسف) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
[2] أغمات: بفتح الهمزة، وسكون الغين المعجمة. ناحية في بلاد البربر من أرض المغرب قرب مراكش، وهي مدينتان متقابلتان. (معجم البلدان 1/ 225) .
[3] انظر عن (فضل الله بن أحمد) في: التحبير 2/ 26 رقم 622، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 66 أ.
[4] مولده في سنة 473 هـ.
[5] انظر عن (الفضل بن يحيى) في: معجم الشيوخ لابن السمعاني، ورقة 191 ب، والتحبير(37/157)
أبو القاسم الكِنَانيّ، الهَرَويّ، الحنفيّ.
ولي قضاة هَرَاة مدَّة. وكان عالما، كريما، متودِّدًا.
سَمِعَ من: جَدّه أَبِي العلاء، وأبي عامر الأزْديّ، ونجيب بْن ميمون.
كتبتُ عَنْهُ الكثير، قاله أبو سعد السّمعانيّ، [1] فمن ذَلكَ: «الزّهد» لسعيد بْن منصور، بإسناد هَرَوِيٍّ، إلى أحمد بْن نجدة، عَنْهُ.
مات في نصف ذي الحجَّة وقد نيَّف عَلَى السّبعين [2] .
- حرف الميم-
170- محمد بْن الحسين بْن أَبِي القاسم [3] .
أبو بَكْر الطَّبَريّ، الشّالوسيّ [4] الصُّوفيّ، الواعظ. وشالوسا من قُرى طَبَرِسْتان.
كَانَ مليح الوعظ، خيِّرًا، حريصا عَلَى طلب الحديث.
سَمِعَ: نصر اللَّه الخُشْناميّ [5] ، فمَن بعده.
سَمِعَ منه: السّمعانيّ [6] ، وقال: مات في المحرّم [7] .
__________
[2] / 21- 23- رقم 619، والتقييد 425 رقم 569، ومعجم البلدان 3/ 840 (طبعة لا يبزك 1866) ، والجواهر المضيّة 2/ 699 رقم 1107، والطبقات السنية، رقم 1708.
[1] وهو زاد: من بيت العلم والقضاء، والتقدّم. ولي القضاء بهراة مدّة، وكان في نفسه فاضلا، عالما، حسن العشرة، متواضعا، كريما، مليح الأخلاق، متودّدا ... لقيته أوّلا بمرو منصرفي من أهل العراق، وقرأت عليه حديثا واحدا من مشيخة صاحبنا أبي القاسم علي بن الحسن الدمشقيّ، ثم لما رحلت إلى هراة كتبت عنه الكثير ... وعلّقت عنه أقطاعا من شعره.
[2] وكان مولده سنة 473 هـ. بهراة.
[3] انظر عن (محمد بن الحسين بن أبي القاسم) في: التحبير 2/ 121، 122 رقم 739، ومعجم البلدان 3/ 311، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 66 أ.
[4] الشالوسي: بفتح الشين المعجمة، واللام المضمومة بعد الألف، وفي آخرها السين المهملة.
هذه النسبة إلى «شالوس» ، وهي قرية كبيرة بنواحي آمل طبرستان. (الأنساب 7/ 260) .
[5] في الأصل: «الحسنامي» .
[6] وهو قال: لقيته أولا بمرو، وكان يحضر مجالس الحديث، ويسمع ويكتب، ويواظب، على كبر السّنّ والشيخوخة، ثم خرجت إلى العراق، وسافر هو إلى مرو وبلخ، ولما دخلت آمل صادفته وقد رجع إليها فكتبت عنها بها.
[7] وكانت ولادته سنة 477 هـ.(37/158)
171- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن أحمد [1] .
الإمام أبو بَكْر بْن العربيّ، المَعَافِريّ، الأندلسيّ، الإشبيليّ، الحافظ.
أحد الأعلام.
وُلِد في شعبان سنة ثمانٍ وستّين وأربعمائة.
قَالَ ابن بَشْكُوال [2] : أخبرني أنّه رحل مَعَ أبيه إلى المشرق سنة خمسٍ وثمانين، وأنّه دخل الشّام ولقي بها: أبا بَكْر محمد بْن الوليد الطُّرْطُوشيّ، وتفقّه عنده. ولقي بها جماعة من العلماء والمحدّثين. وأنّه دخل بغداد، وسمع بها من طِراد الزَّيْنبيّ.
ثمّ حجّ سنة تسعٍ وثمانين، وسمع من الحسين بْن عليّ الطَّبَريّ.
وعاد إلى بغداد، فصحِب أبا بكر الشّاشيّ، وأبا حامد الغزّاليّ، وغيرهم،
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الله بن العربيّ) في: مطمح الأنفس 71- 73، والصلة لابن بشكوال 2/ 590، 591 رقم 297 پ، وبغية الملتمس للضبيّ رقم 179، وتاريخ قضاة الأندلس للنباهي 105- 107، وبرنامج الرعينيّ 116، وتكملة الصلة لابن الأبّار، رقم 428، وجذوة الاقتباس 160، والمغرب في حلى المغرب 1/ 254، 255، ووفيات الأعيان 4/ 296، 297، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 22/ 326 رقم 284، وملء العيبة للفهري (انظر فهرس الأعلام) 2/ 530، 531، والعبر 4/ 125، وتذكرة الحفاظ 4/ 1294- 1298، ودول الإسلام 2/ 61، والمعين في طبقات المحدّثين 161 رقم 1741، والإعلام بوفيات الأعلام 224 (في وفيات سنة 546 هـ) ، وسير أعلام النبلاء 20/ 197- 204 رقم 128، والوافي بالوفيات 3/ 330 رقم 1388، ومرآة الجنان 3/ 279، 280، والبداية والنهاية 12/ 228، 229، والمرقبة العليا 105- 107، والديباج المذهب 2/ 252- 256، والوفيات لابن قنفذ 279 رقم 543، والمقفّى الكبير للمقريزي 6/ 110- 113 رقم 2553، والنجوم الزاهرة 5/ 302، وطبقات المفسّرين للسيوطي 34، وتاريخ الخلفاء، له 442، وطبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 162- 166، وأزهار الرياض 3/ 62، 86- 95، ونفخ الطيب 2/ 25- 43 رقم 8، وطبقات المفسّرين للأدنه وي (مخطوط) ورقة 43 ب، وكشف الظنون 553، 559، وشذرات الذهب 4/ 141، وهدية العارفين 2/ 90، وإيضاح المكنون 1/ 105، 145، 224، 279، وسلوة الأنفاس 3/ 198، ومعجم المطبوعات العربية لسركيس 174، 175، وشجرة النور الزكية 1/ 136- 138، وتاريخ الأدب العربيّ 6/ 275، 276، ودائرة المعارف الإسلامية 1/ 237، والأعلام 7/ 106، وبرنامج القرويين 1/ 173، 188، وديوان الإسلام 3/ 355، 356، رقم 1543، ومعجم المؤلفين 10/ 242، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 160 رقم 1046.
[2] في الصلة 2/ 590.(37/159)
وتفقّه عندهم. ثمّ صدر عَنْ بغداد، ولقي بمصر، والإسكندريَّة جماعة، فاستفاد منهم وأفادهم، وعاد إلى بلده سنة ثلاثٍ وتسعين بعِلمٍ كثير لم يدخله أحدٌ قبله ممّن كانت لَهُ رحلة إلى المشرق.
وكان من أهل التّفنّن في العلوم، والاستبحار فيها، والجّمْع لها، مقدَّمًا في المعارف كلّها، متكلِّمًا في أنواعها، نافذا في جميعها، حريصا عَلَى آدابها ونشرها، ثاقب الذّهن في تمييز الصّواب منها. يجمع إلى ذَلكَ كلّه آداب الأخلاق مَعَ حُسْن المعاشرة، ولِين الكَنَف، وكثْرة الاحتمال، وكَرَم النَّفْس، وحُسْن العهد، وثَبَات الودّ. واستُفْتيَ ببلده، فنفع اللَّه بِهِ أهلَها لصرامته وشدّته، ونفوذ أحكامه.
وكانت لَهُ في الظّالمين سَوْرةٌ مرهوبة. ثمّ صُرِف عَن القضاء، وأقبل عَلَى نشر العِلْم وبثّه.
قرأتُ عَلَيْهِ، وسمعت منه بإشبيليّة، وقُرْطُبة كثيرا من روايته وتواليفه.
وتُوُفّي بالعدْوة، ودُفن بفاس في ربيع الآخر.
قَالَ ابن عساكر [1] : سَمِعَ أبا الفتح نصر بْن إبراهيم المقدسيّ، وأبا الفضل بْن الفُرات، وأبا البركات أحمد بْن طاوس، وجماعة.
وسمع ببغداد: نصر بْن البَطِر، وأبا طلْحة النِّعَالِي، وطِراد بْن محمد.
وسمع ببلده من خاله الحسن بْن عُمَر الهَوْزَنيّ [2] ، يعني المذكور سنة اثنتي عشرة.
قلت: ومن تصانيفه: كتاب «عارضة الأَحْوَذِيّ في شرح التِّرْمِذيّ» [3] ، وكتاب «التّفسير» في خمس مجلّدات كبار، وغير ذَلكَ من الكُتُب في الحديث، والفقه: والأُصُول.
__________
[1] تاريخ دمشق، المختصر 22/ 326.
[2] الهوزني: بفتح الهاء وسكون الواو وفتح الزاي وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى هوزن، وهو بطن من ذي الكلام من حمير نزلت الشام. والهوزن في العربية: الغبار. (الأنساب 12/ 355) .
[3] طبع بمصر سنة 1931 م. في (13) مجلّدا. ثم طبع في الهند سنة 1299 هـ.(37/160)
وورّخ موتَه في هذه السّنة أيضا الحافظ أبو الحَسَن بْن الفضل، والقاضي أبو العبّاس بْن خَلِّكان [1] .
وكان أَبُوهُ رئيسا، عالما، من وزراء أمراء الأندلس، وكان فصيحا، مفوَّهًا، شاعرا، تُوُفّي بمصر في أوّل سنة ثلاثٍ وتسعين.
روى عَنْ أَبِي بَكْر: عبد الرحمن وعبد اللَّه ابني [2] أحمد بْن صابر، وأحمد بْن سلامة الأبّار الدّمشقيّون. وأحمد بْن خَلَف الكَلاعيّ قاضي إشبيلية، والحَسَن بْن عليّ القُرْطُبيّ الخطيب، والزّاهد أبو عَبْد الله محمد بْن أحمد بْن المجاهد، وأبو بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الْجَدّ الفِهْريّ، ومحمد بْن أحمد بْن الفخّار، ومحمد بْن مالك الشَّرِيشيّ، ومحمد بْن يوسف بْن سعادة الإشبيليّ، ومحمد عليّ الكُتاميّ، ومحمد بْن جابر الثّعلبيّ، ونجيَّة بْن يحيى الرُّعَينيّ، وعبد اللَّه بْن أحمد بْن جُمْهُور، وعبد اللَّه بْن أحمد بْن علّوش نزيل مَرّاكُش، وأبو زيد عبد الرحمن بْن عبد الله السُّهَيْليّ، وعبد الرَّحْمَن بْن أحمد بْن عبد الرحمن بْن ربيع الأشعريّ، وعبد المنعم بْن يحيى بْن الخلوف الغَرْناطيّ، وعليّ بْن صالح بْن عزّ النّاس الدّانيّ، وعليّ بن أحمد بن الشَّقُوريّ، وأحمد بْن عُمَر الخَزْرجيّ التّاجر.
وروى عَنْهُ خلْق سوى هَؤُلّاءِ، وكان أحمد من بلغ رُتبة الاجتهاد، وأحد من انفرد بالأندلس بعُلُوّ الإسناد.
وقد وجدتُ بخطّي أنّه تُوُفّي سنة ستٍّ وأربعين، فما أدري من أين نقلته.
ثمّ وجدت وفاته في سنة ستٍّ في «تاريخ ابن النّجّار» ، نقله عَن ابن بَشْكُوال، والأوّل الصّحيح إن شاء اللَّه.
وذكر ابن النّجّار أنّه سَمِعَ أيضا من مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي دَاوُد الفارسي بمصر، ومن أَبِي الحسن القاضي الخِلَعيّ، وبالقدس من مكّي الرُّمَيْليّ. وقرأ كتب الأدب ببغداد عَلَى أَبِي زكريّا التِّبريزيّ، وقرأ الفقه والأصلين عَلَى الغزّاليّ، وأبي بَكْر الشّاشيّ، وحصّل الكُتُب والأصول، وحدّث
__________
[1] وفيات الأعيان 4/ 297.
[2] في الأصل: «ابنا» .(37/161)
ببغداد عَلَى سبيل المذاكرة، فروى عَنْهُ: أبو منصور بْن الصّبّاغ، وعبد الخالق المَوْصِليّ.
وروى الكثير ببلده، وصنَّف مصنَّفات كثيرة في الحديث، والفقه، والأصول، وعلوم القرآن، والأدب، والنَّحْو، والتّواريخ، واتّسع حاله، وكثُر إفضاله، ومدحه الشّعراء. وعمل عَلَى إشبيلية سورا من ماله، وولي قضاءها، وكان من الأئمَّة المقتدى بهم.
وقد ذكره الْيَسَع بْن حزْم، وبالغ في تعظيمه، وقال: وليَ القضاء فمُحِن، وجرى في أعراض العابرة [1] فلحن [2] ، وأصبح يتحرّك بإثارة [3] الألسنة، ويأبى بما أجراه القدرُ عَلَيْهِ النّومُ والسِّنَة، وما أراد إلّا خيرا [4] ، نصب الشّيطان [5] عَلَيْهِ شباكه، وسكَّن الإدبار حراكه، فأبداه للنّاس صورة تبدو [6] ، وسورة تُتْلَى [7] ، لكونه تعلَّق بأذيال المُلْك، ولم يجر مجرى العلماء في مجاهرة السّلاطين وحرْبهم [8] ، بل داهن.
ثمّ انتقل إلى قُرْطُبة مُكَرَّمًا، حتّى حُوِّل إلى العُدْوة، فقضى بما قرأت [9] .
قرأت بخطّ ابن مَسْديّ في «مُعْجَمه» : أَخْبَرَنَا أبو العبّاس أحمد بْن محمد بْن مفرّج النباتي [10] بإشبيليّة:
سَمِعْتُ الحافظ أبا بَكْر بْن الجدّ وغيره يقولون: حضر فقهاء إشبيلية أبو بَكْر بْن المرجّى، وفلان، وفلان، وحضر معهم أبو بَكْر بْن العربيّ، فتذاكروا
__________
[1] في سير أعلام النبلاء 20/ 201، وتذكرة الحفاظ 4/ 1296: «أعراض الإمارة» .
[2] تحرّفت في التذكرة إلى «فلحق» بالقاف في آخرها.
[3] في السير: «وأصبح تتحرك بآثاره» .
[4] في الأصل: «خير» .
[5] في السير: «السلطان» ، والمثبت يتفق مع التذكرة.
[6] في السير، والتذكرة: «صورة تذمّ» .
[7] في التذكرة: «وسورة تبلى» .
[8] في السير: «وحزبهم» ، والمثبت يتفق مع التذكرة.
[9] في السير، والتذكرة: «فقضى نحبه» .
[10] في الأصل: «الفاتي» ، وفي التذكرة: «البناني» ، والتصحيح من السير.(37/162)
حديث المَغْفَر [1] ، فقال ابن المُرَجّى: لا يُعرف إلّا من حديث مالك، عَن الزُّهْريّ. فقال ابن العربيّ: قد رويته من ثلاثة عشر طريقا، غير طريق مالك.
فقالوا لَهُ: أفِدنا هذه الفوائد، فوعدهم، ولم يُخْرج لهم شيئا. وفي ذَلكَ يَقُولُ خَلَفُ بنُ خَير الأديب:
يا أهل حمصَ [2] ومَن بها أُوصيكُمُ ... بالبرّ والتَّقْوَى وصيَّةً مُشْفِقِ
فخُذُوا عَن العربيّ أسْمارَ الدّجى ... وخُذُوا الرّوايةَ عَنْ أمام متّقي
إنّ الفتى حُلْوُ الكلام مهذّبٌ ... إنْ لم يجِدْ خَبَرًا صحيحا يَخْلُقِ [3]
قلت: هذه الحكاية لا تدل عَلَى ضعف الرجل ولا بدّ.
172- محمد بْن عبد الرحمن بْن إبراهيم بْن يحيى [4] .
أبو الحسن بن الوزّان، صاحب الصّلاة بجامع قُرْطُبَة.
روى عَنْ: أَبِي عبد الله محمد بْن فَرَج.
وكان أديبا، فاضلا، معتنيا بالعلم والرواية، ثقة، ثبتا، طويل الصّلاة، كثير الذّكر.
__________
[1] وَهُوَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مكة يوم الفتح وعلى رأسه المغفر، فلما نزعه جاء رجل، فقال: ابن خطل متعلّق بأستار الْكَعْبَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اقتلوه» .
رواه البخاري في المغازي 8/ 13، باب: أين ركّز النبي صلّى الله عليه وسلم الراية يوم الفتح. وفي الحج، باب دخول الحرم ومكة بغير إحرام، وفي الجهاد، باب قتل الأسير وقتل الصبر. وفي اللباس، باب: المغفر.
ومسلم، في الحج، رقم (1357) باب: جواز دخول مكة بغير إحرام.
والموطأ 1/ 423 في الحج. باب جامع الحج.
وأبو داود في الجهاد (2685) باب قتل الأسير ولا يعرض عليه الإسلام.
والترمذي في الجهاد (1693) باب ما جاء في المغفر.
والنسائي في الحج 5/ 201، باب دخول مكة بغير إحرام.
وأخرجه الحافظ الصوري، عن القاضي التنوخي بسنده في (الفوائد العوالي المؤرّخة من الصحاح والغرائب) - تحقيقنا- ص 134 وما بعدها.
والخطيب البغدادي في: موضّح أوهام الجمع والتفريق 1/ 199.
وأبو يعلى الخليلي في: الإرشاد 1/ 11.
وانظر: جامع الأصول لابن الأثير 8/ 373.
[2] يقصد بها إشبيلية بالأندلس، فهي كانت تسمّى حمص أيضا.
[3] التذكرة 4/ 1296، 1297، السير 20/ 202، نفخ الطيب 1/ 156.
[4] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن بن إبراهيم) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 591 رقم 1298.(37/163)
توفي رحمه الله في جمادى الآخرة.
173- مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن الطفيل بن الحسن بن عظيمة [1] .
الإشبيليّ، الأستاذ، المقرئ.
رحل وأخذ القراءات عَن ابن الفحّام بالثَّغْر، وأبي الحسين بْن الخشّاب بمصر.
أخذ عنده ولده عَيّاش.
وله قصيدة في القراءات، وكتاب «الغنية» .
روى عَنْهُ: أبو مروان الباجي، وأبو بَكْر بن خير.
وقد حدَّث عَنْ أَبِي عليّ الغسّانيّ، وطبقته.
تُوُفّي في صفر سنة 43، قاله ابن [الأبّار] [2] .
174- محمد بْن عليّ [3] .
أبو غالب البغداديّ، المكبّر، المعروف بابن الدّاية.
سَمِعَ: « [صفة] [4] المنافق» من ابن المسلمة، وسماعه صحيح، ثُبّت في سنة أربعٍ وستّين بخطّ طاهر النيْسابوريّ.
وتُوفي في المحرّم، قاله أبو سعد.
قلت: روى عَنْهُ: حمزة ومحمد ابنا عليّ بْن القنَّبِيطيّ، وسليمان وعليّ ابنا المَوْصِليّ، وجماعة آخرُهم الفتْح بْن عبد السّلام.
وعاش تسعا وثمانين سنة.
وكان أَبُوهُ فرّاشا في بيت رئيس الرؤساء [5] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن الإشبيلي) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
[2] بياض في الأصل.
[3] انظر عن (محمد بن علي المكبّر) في: المنتظم 10/ 136 رقم 206 (18/ 69 رقم 4155) ، والإعلام بوفيات الأعلام 223، وتذكرة الحفاظ 4/ 1297، وسير أعلام النبلاء 20/ 174، 175 رقم 110.
[4] في الأصل بياض.
[5] قال ابن النجار: هو أبو غالب، لا يعرف اسم جدّه. كان أبوه فرّاشا في بيت رئيس الرؤساء، أمّه داية لهم، فربّي معهم، وسمع مع الأولاد على أبي جعفر ابن المسلمة، وغيره، وسمع منه(37/164)
175- محمد بْن عليّ بْن عُمَر بْن أَبِي بَكْر بْن عليّ [1] .
أبو بَكْر الكابُليّ [2] .
روى عَنْ: عبد الجبّار بْن عبد الله بْن برزة الواعظ بأصبهان.
روى عَنْهُ: أبو موسى بْن المَدِينيّ، وقال: تُوُفّي في العشرين من صَفَر سنة ثلاثٍ وأربعين.
وقال: قِيلَ إنّ مولده سنة ثلاثٍ أو أربعٍ أو ستٍّ وأربعين وأربعمائة. وروى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ، وأبو بَكْر أحمد بْن أَبِي نصر الخِرَقيّ.
176- محمد بْن أَبِي بَكْر عَمْرو بْن محمد بْن القاسم [3] .
أبو غالب الشّيرازيّ، من شيوخ أَبِي موسى المَدِينيّ.
هُوَ نَسَبه.
وذكره أبو سعد السّمعانيّ فسمّى جدّه محمد: «أحمد» . وكذا قَالَ عبد الرحيم الحاجّيّ في «الوَفَيَات» .
تُوُفّي يوم عيد الفِطر.
وقال ابن السّمعاني: كَانَ شيخا، عالما، صالحا، سديد السّيرة، سَمِعَ:
المظفَّر البزاني، وابن شكرويه، وجماعة.
ولد سنة ستّ وستّين وأربعمائة.
وقال أبو موسى: كن خازن كُتُب الصّاحب.
177- محمد بْن عليّ بْن محمد بن خشنام [4] .
__________
[ () ] الحفّاظ والكبار، وكان يكبّر في الجامع خلف الخطيب، وكان سماعه صحيحا.
[1] انظر عن (محمد بن علي الكابلي) في: الأنساب 10/ 301، 302، والتحبير 2/ 185، 186 رقم 820، والباب 3/ 18، وملخص تاريخ الإسلام 8/ 76 ب.
[2] الكابلي: بضم الباء الموحّدة. نسبة إلى كابل. وهي عاصمة أفغانستان حاليا.
[3] انظر عن (محمد بن أبي بكر) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 233 أ، والتحبير 2/ 202، 203 رقم 843، وفيه: «مُحَمَّد بن عَمْرو بن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن علي المرزبان بن شهريار الشيرازي الخازن» .
[4] انظر عن (محمد بن علي الملحمي) في: التحبير 2/ 187، 188، رقم 823، والأنساب 11/ 465، 466، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 67 ب.
وورد في (التحبير) : «خوشنام» .(37/165)
المَرْوَزِيّ، المُلْحَمِيّ [1] ، الصُّوفيّ [2] .
شيخ معمّر، عاش بضْعًا وتسعين سنة، فيه خير ودين.
سُمع منه سنة أربعٍ وستّين، من عبد العزيز بْن موسى القصّاب [3] عَن الدّهّان، عَنْ فاروق الخطّابيّ.
روى عَنْهُ: السّمعانيّ [4] ، وعبد الرّحيم.
178- محمد بْن علي بْن محمد بْن علي [5] .
أبو العزّ البُسْتيّ، الصُّوفيّ.
سَمِعَ بمَرْو، وغيرها جماعة، وسافر الكثير، وسلك البوادي عَلَى التّجريد والوحدة.
وحدَّث عَنْ: موسى بْن عِمران، وجماعة، حتّى إنّه روى عن السّفليّ.
قَالَ السّمعانيّ: كتبت عَنْهُ بمَرْو وبشاوَر، وكان شيخنا إسماعيل بْن أَبِي سعد يسيء الثّناء عَلَيْهِ.
وُلِد سنة 471، ومات في ثاني ذي القعدة.
179- محمد بْن محمد بْن الطّبْر [6] .
أبو الفرج القصريّ، الضّرير، المقرئ.
__________
[1] الملحميّ: بضم الميم، وسكون اللام، وفتح الحاء المهملة، وفي آخرها الميم. هذه النسبة إلى الملحم، وهي ثياب تنسج بمرو من الإبريسم قديما. (الأنساب) .
[2] زاد في (التحبير) : «الكواز» .
[3] في الأصل: «القطان» .
[4] وهو قال: كان شيخا صالحا، عفيفا، مستورا، مكتسبا، كثير الرغبة في مجالس الخير والعمل، عمّر العمر الطويل، ووجد شيخنا أبو الفتح محمد بن عبد الرحمن الخطيب سماعه في كتاب «السنن» لأبي مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي البصري، عن أبي عمر عبد العزيز بن موسى القصاب المعلّم، بقراءة جدّي الإمام أبي المظفّر في سنة أربع وستين وأربعمائة، عن أبي الحسين عبد الرحمن بن محمد الدهان المقرئ، عن فاروق. قرأت عليه من أول الكتاب قدر ورقتين، ولا حدّث بشيء إلا ذلك القدر. ولم يحدّثنا عن شيخه إلا هو. وكانت ولادته تقديرا سنة ست أو سبع وأربعين وأربعمائة بمرو.
[5] انظر عن (محمد بن علي البستي) في: معجم الشيوخ لابن السمعاني.
[6] لم أجده.(37/166)
عن: ابن طلحية النِّعاليّ، وابن البَطَر، وجماعة.
وعنه: أبو سعْد السَّمْعانيّ، وأبو القاسم بْن عساكر، وعليّ بْن أحمد بْن وهْب.
شيخ ابن النّجّار، وهو صالح خيّر لا بأس بِهِ، يؤمّ بمسجد.
تُوُفّي في جُمادَى الآخرة وأنّما أضرّ بأخَرَة.
180- المبارك بْن كامل بْن أَبِي غالب الحسين بْن أَبِي طاهر [1] .
أبو بَكْر الخفّاف، البغداديّ، الظَّفَريّ، المفيد. كَانَ يفيد الغُرباء عَن الشّيوخ.
سَمِعَ الكثير، وأفْنَى عُمره في الطَّلَب. وسمع العالي والنّازل. وأخذ عمّن دبّ ودَرَج، وما يدخل أحد بغدادَ إلّا ويبادر ويسمع منه.
قَالَ ابن السّمعانيّ: وهو سريع القراءة والخطّ، يشبه بعضه بعضا في الرّداءة. وكان يدور معي عَلَى الشّيوخ.
سَمِعَ: أَبَا القاسم بْن بَيَان، وأبا عليّ بْن نبهان، وعليّ بْن أحمد بْن فتحان الشّهرزوريّ، فمن بعدهم.
سمعت منه وسمع منّي، وقال لي: وُلِدتُ في سنة تسعين وأربعمائة.
تُوُفّي في تاسع وعشرين جُمادى الأولى.
وقال أبو الفَرَج بْن الْجَوزيّ [2] : أبو بَكْر المفيد، يُعرف أَبُوهُ بالخفّاف، سَمِعَ خلقا كثيرا، وما زال يسمع العالي والنّازل، ويتتبّع الأشياخ في الزّوايا، وينقل السّماعات، فلو قِيلَ: إنّه سَمِعَ من ثلاثة آلاف شيخ لما رُدَّ القائل.
وانتهت إِلَيْهِ معرفة المشايخ، ومقدار ما سمعوا والإجازات لكثرة دربته في
__________
[1] انظر عن (المبارك بن كامل) في: المنتظم 10/ 137 رقم 208 (18/ 70 رقم 4157) ، والكامل في التاريخ 11/ 136، والعبر 4/ 119، 120، والإعلام بوفيات الأعلام 223، وسير أعلام النبلاء 20/ 299، 300 رقم 203، ومرآة الجنان 3/ 279، وذيل طبقات الحنابلة 1/ 414، 215 رقم 101، ولسان الميزان 5/ 11، 12، وكشف الظنون 199، وشذرات الذهب 4/ 135، 136، وهدية العارفين 2/ 2، والأعلام 6/ 151، ومعجم المؤلفين 8/ 173.
[2] في المنتظم.(37/167)
ذَلكَ. وكان قد صحِب هَزَارسبَ [1] بْن عَوَض، ومحمود الأصبهانيّ، إلّا أنّه كَانَ قليل التّحقيق فيما ينقل من السّماعات، لكونه، يأخذ عَنْ ذَلكَ ثمنا، وكان فقيرا إلى ما يأخذ، ولكن كثير التّزويج والأولاد [2] .
181- المبارك بْن المبارك بْن أَبِي نصر بْن زُوما [3] .
أبو نصر البغداديّ، الحنْبليّ، الرّفاء، ثمّ تحوَّل شافعيّا وتفقّه عَلَى أَبِي سعد المِيهنيّ. وبرع في المذهب، وكان من الصُّلحاء العُبّاد [4] .
سَمِعَ من: أُبَيّ النَّرْسيّ، وطبقته.
وحدَّث.
ومات كهْلًا، رحمه اللَّه.
182- منير بْن محمد بْن منير [5] .
أبو الفضل النَّخَعيّ [6] ، الرّازيّ، واعظ.
سَمِعَ ببغداد: عاصم بْن الحَسَن، ومالك البانياسيّ، وأبا الغنائم بْن أَبِي عثمان، وجماعة.
روى عَنْهُ: عبد الوهّاب بْن سُكَيْنَة، وغيره.
قَالَ ابن السّمعانيّ: كَانَ عَلَى التَّرِكات، وسمعت جماعة يسيئون الثّناء عليه. كتبت عنه.
__________
[1] في الأصل: «هزارست» ، وورد في الذيل على طبقات الحنابلة 1/ 214 «هزارست» ، وفي.
شذرات الذهب «هزاراست» .
[2] وقال ابن النجار: أفاد الطلبة والغرباء، وخرّج التخاريج، وجمع مجموعات، منها كتاب «سلوة» الأحزان» نحو ثلاثمائة جزء وأكثر، وحدّث بأكثر ما جمعه، وبقليل من مرويّاته، وسمع من الكبار والقدماء.
وكان صدوقا مع قلّة فهمه ومعرفته، وخرّج لنفسه معجما لشيوخه.
[3] انظر عن (المبارك بن المبارك) في: المنتظم 10/ 136، 137 رقم 207 (رقم 207 (18/ 69، 70 رقم 4156) ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 299 وفيه: «روما» .
[4] وقال ابن الجوزي: وتفقّه على شيخنا الدينَوَريّ، وتفقّه على أسعد ثم على ابن الرزّاز، وبرز في الفقه، ثم أخرج من المدرسة إخراجا عنيفا.
[5] لم أجده.
[6] النّخعيّ: بفتح النون والخاء المعجمة بعدها العين المهملة. هذه النسبة إلى النّخع، وهي قبيلة من العرب نزلت الكوفة. (الأنساب 12/ 60) .(37/168)
وتُوُفّي في ذي القعدة. ووُلِد في سنة خمسٍ وستّين.
183- موسى بْن أَبِي بَكْر بْن أَبِي زيد [1] .
أبو عبد الله الفَرْغَانيّ [2] ، الصُّوفيّ.
قدِم بغدادَ، وحجَّ كثيرا. وكان شيخا صالحا، خَدُومًا، ذكر أنّه سَمِعَ من أصحاب أَبِي عليّ بْن شاذان، ولم يظهر لَهُ شيء.
تُوُفّي بدمشق في صَفَر.
- حرف الياء-
184- ياقوت [3] .
أبو الدُّرّ الرُّوميّ، التّاجر، السّفّار، عتيق عُبَيْد اللَّه بْن أحمد بْن البخاريّ.
سَمِعَ معه من ابن هَزَارْمُرْد الصَّرِيفِينيّ كتاب «المُزاح والفُكاهة» للزُّبَير، وسمع مجالس المخلّص.
قَالَ ابن السّمعانيّ: كَانَ شيخا ظاهره الصّلاح والسّداد، لا بأس بِهِ، حدَّث بالعراق ودمشق، ومصر.
وقال ابن عساكر [4] : قدِم دمشقَ، ومصر، مرّات للتّجارة، ولم يكن يفهم شيئا، وتُوُفّي بدمشق في شعبان.
قلت: روى عَنْهُ: ابن عساكر، وولده القاسم، وابن السّمعانيّ، وأبو المواهب بْن صَصْرَى، ومحمد بْن وهْب بْن الزَّنْفِ [5] ، والحسين بْن كامل
__________
[1] لم أجده.
[2] الفرغاني: بفتح الفاء وسكون الراء وفتح الغين المعجمة، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى موضعين أحدهما فرغانة وهي ولاية وراء الشاش من بلاد المشرق وراء نهر جيحون وسيحون.
والثاني: فرغان قرية من قرى فارس.
[3] انظر عن (ياقوت) في: الأنساب 6/ 188، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 27/ 198، 199 رقم 96، والمعين في طبقات المحدّثين 161 رقم 1742، والإعلام بوفيات الأعلام 223، وسير أعلام النبلاء 20/ 170 رقم 115، والعبر 4/ 120، ومرآة الجنان 3/ 280، والنجوم الزاهرة 5/ 283، وشذرات الذهب 4/ 136.
[4] في مشيخته، ورقة 239 ب.
[5] الزّنف: بفتح الزاي وسكون النون وآخره فاء، (الإستدراك: باب الدّنف، والزّنف) .(37/169)
المعبّر، وعقيل بن بْن الحسين بْن أَبِي الجنّ، وأحمد بْن وهْب بْن الزَّنْفِ، وعبد [الرحمن] [1] بْن سلطان بْن يحيى القُرَشيّ، وعبد الرحمن بْن إسماعيل الجنْزَويّ، وعبد الرحمن بْن عبد الواحد بْن هلال، وعبد الصّمد بْن يونس التَّنُوخيّ، وطائفة سواهم.
185- يحيى بْن أحمد بْن مُحَمَّد بْن أحمد [2] .
أبو جعفر بْن الزوّال.
سَمِعَ: أبا نصر الزَّيْنَبيّ، وعامر بْن الحَسَن.
وعنه: ابن سُكَيْنَة، ويوسف بْن المبارك بْن كامل.
مات في ربيع الأَوَّل. قاله ابن النجّار.
186- يحيى بْن محمد بْن سعادة بْن فصّال [3] .
أبو بَكْر القُرْطُبيّ، المقرئ.
أخذ القراءات عَنْ: أَبِي الحسن العبْسيّ، وأبي القاسم بْن النّخّاس.
وحجَّ فسمع من رزين بْن مغرب كتاب «تجريد الصّحاح» وكتاب «فضائل مكَّة» .
روى عَنْهُ: أبو القاسم بْن بَشْكُوال، وأبو خَالِد المَرَوانيّ، وأبو الحَسَن بْن مؤمن، وأبو القاسم الشّرّاط.
187- يوسف بن دوناس بن عيسى [4] .
__________
[1] في الأصل بياض. والمثبت عن سير أعلام النبلاء.
[2] لم أجده. وهو في (ذيل تاريخ بغداد) لابن النجار، في الجزء الّذي لم يصلنا.
[3] لم أجده.
[4] انظر عن (يوسف بن دوناس) في: تاريخ دمشق، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 298 (في المتوفين سنة 542 هـ.) ، ومعجم البلدان 4/ 277، 278، وفيه تحرّف اسم «دوناس» إلى «درناس» ، واللباب 2/ 442، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 200، 201، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 28/ 80، 81 رقم 61، والإعلام بوفيات الأعلام 223، وسير أعلام النبلاء 20/ 209، 210، رقم 133، والعبر 4/ 120، ومرآة الجنان 3/ 280، والبداية والنهاية 12/ 224، 225، وفيه تحرّف اسم «دوناس» إلى «درناس» ، والنجوم الزاهرة 5/ 282 تحرّف فيه أيضا إلى «درناس» وشذرات الذهب 5/ 136 وفيه تحرّف إلى «دوباس» .(37/170)
أبو الحَجّاج الفِنْدَلاويّ [1] ، المغربيّ الفقيه المالكيّ، الشّهيد، إن شاء اللَّه.
قدِم الشّام حاجّا، فسكن بانياس مدَّةً، وكان خطيبا بها، ثمّ انتقل إلى دمشق، ودرَّس بها الفقه، وحدَّث «بالموطّأ» .
أنبأنا المسلم بن محمد بن عَن القاسم بْن عساكر: أَنَا أَبِي أَنَا أبو الحَجّاج الفِنْدَلاويّ: أنبا محمد بْن عبد الله بْن الطّيّب الكلْبيّ، أنبا أَبِي، أنبا عبد الرحمن الخِرَقيّ، أَنَا عَلِيّ بْن محمد الفقيه، فذكر حديثا.
قَالَ الحافظ ابن عساكر [2] : كَانَ الفِنْدَلاويّ حَسَن الفاكهة، حُلْو المحاضرة، شديد التّعصُّب لمذهب أهل السُّنَّة، يعين الأشاعرة، كريم النّفس، مطّرحا التّكلُّف، قويّ القلب. سَمِعْتُ أبا تُراب بْن قيس [3] يذكر أنّه كَانَ يعتقد اعتقاد الحَشَويَّة، ويبغض الفِنْدَلاويّ لردّه عليهم، وأنّه خرج إلى الحجّ، وأسر في الطّريق، وألقي في جبّ، وألقي عليه صخرة، وبقي كذلك مدَّة يُلْقى إِلَيْهِ ما يأكل، وأنّه أحسّ ليلة بحسّ، فقال: من أنت؟ فقال: ناولْني يدك. فناوله يده، فأخرجه من الْجُبّ، فلمّا طلع إذا هُوَ الفِنْدَلاويّ، فقال: تُبْ ممّا كنت عَلَيْهِ.
فتاب عَلَيْهِ.
قَالَ ابن عساكر: وكان ليلة الختْم في رمضان يخطب رَجُل في حلقة الفِنْدَلاويّ بالجامع ويدعو، وعنده أبو الحسن بْن المسلم الفقيه، فرماهم خارجٌ من الحلقة بحجر، فلم يُعرف. وقال الفِنْدلاويّ: اللَّهمّ اقطَعْ يدَه. فما مضى إلّا يسير حتّى أُخذ قُصَيْر [4] الرّكابيّ من حلقة الحنابلة ووُجِد في صندوقه مفاتيح كثيرة تفتح الأبواب للسّرقة، فأمر شمس الملوك بقطْع يديه، ومات من قطعهما.
__________
[1] الفندلاوي: بكسر الفاء وتسكين النون وفتح الدال المهملة. نسبة إلى فندلاو. (اللباب) . قال ياقوت: أظنه موضعا بالمغرب. (معجم البلدان) . وقد تحرّفت النسبة إلى «الفندلاوي» بالقاف، في شذرات الذهب.
[2] في تاريخ دمشق، المختصر.
[3] هو أبو تراب بن قيس بن حسن البعلبكي كما في تاريخ دمشق.
[4] في تاريخ دمشق: «خضير» .(37/171)
قُتِلَ الفِنْدَلاويّ يوم السّبت سادس ربيع الأوّل سنة ثلاثٍ بالنَّيْرَب [1] مجاهدا للفرنج. وفي هذا اليوم نزلوا عَلَى دمشق، فبقوا أربعة أيّام، ورحلوا القلّة العَلَف والخوف من العساكر المتواصلة من حلب، والموصل نجدة.
وكان خروج الفِنْدَلاويّ إليهم راجلا فيمن خرج.
وذكر صاحب «الرَّوضتين» أنَّ الفِنْدَلاويّ قُتِلَ عَلَى الماء قريب الرّبوة، لوقوفه في وجوه الفرنج، وترك الرجوع عَنْهُمْ، اتّبع أوامر اللَّه تعالى وقال بِعْنا واشتري. وكذلك عبد الرحمن الحلحوليّ الزّاهد، رحمه اللَّه، جرى أمرُه هذا المجرى.
وذكر ابن عساكر أنّ الفندلاويّ رئي في المنام، فقيل لَهُ: أين أنت؟
فقال: في جنّات عدن عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ 37: 44 [2] . وقبره يُزار بمقبرة باب الصّغير من ناحية حائط الْمُصَلَّى، وعليه بلاطة كبيرة فيها شرْحُ حاله.
وأمّا عبد الرحمن الحلحوليّ [3] فقبره في بستان الشّعبانيّ، في جهة شرفه، وهو البستان المُحاذي لمسجد شعبان المعروف الآن بمسجد طالوت.
وقد جَرَت للفِنْدَلاويّ، رحمه اللَّه، بحوث، وأمور، وحِسْبة مَعَ شرف الإسلام ابن الحنبليّ في العقائد، أعاذنا الله من الفتن والهوى.
__________
[1] النّيرب: بالفتح ثم السكون، وفتح الراء، وباء موحّدة. قرية مشهورة بدمشق على نصف فرسخ في وسط البساتين. قال ياقوت: أنزه موضع رأيته، يقال فيه مصلّى الخضر. (معجم البلدان 5/ 330) .
[2] في سورة الصافات، الآيتين 43 و 44: في جَنَّاتِ النَّعِيمِ عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ 37: 43- 44.
[3] تقدّمت ترجمته برقم (154) .(37/172)
سنة أربع وأربعين وخمسمائة
- حرف الألف-
188- أَحْمَد بْن الوزير نظام المُلْك الحَسَن بْن عليّ بْن إسحاق [1] .
أبو نصر الطُّوسيّ، الصّاحب، الرّئيس.
سكن بغداد عند مدرسة والده، وكان وزيرا، في دولتي الخليفة والسّلطان، وآخر ما وَزَرَ للمسترشد باللَّه في رمضان سنة ستّ عشرة وخمسمائة، وعُزِل بعد ستَّة أشهر، ولزِم منزله، ولم يتلبَّس بعدها بولاية.
وآخر من روى عَنْهُ حفيده الأمير داود بْن سليمان بْن أحمد.
وكان صدرا، بهيّ المنتظر، مليحَ الشَّيْبة، يملأ العين والقلب، قعد عَن الأشغال، وكان جليس يَمْنَة.
وحدَّث عَنْ: أبيه، وأبي الفضل الحسناباذيّ، وغيرهم، وأبو الفضل كان عبد الرّزّاق الرّاوي، عَن الحافظ ابن مَرْدَوَيْه، وغيره.
روى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ، وذكره في «معجمه» ، وقال: تُوُفّي في الخامس والعشرين مِن ذي الحجة، ودُفِن بداره. عاش تسعا وسبعين سنة.
189- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن [2] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن نظام الملك) في: المنتظم 10/ 138، 139 رقم 209 (18/ 72 رقم 4158) ، والكامل في التاريخ 11/ 147، والفخري 306، وسير أعلام النبلاء 20/ 236 رقم 153، والبداية والنهاية 12/ 226، والوافي بالوفيات 6/ 321.
[2] انظر عن (أحمد بن عبد الله البهوني) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 14 أ، والتحبير 2/ 444، 445 رقم 5 (بالملحق) ، ومعجم البلدان 1/ 517، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 38، 39، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 68 ب.(37/173)
أبو نصر البَهْوَنيّ [1] . وبَهْوَنَة: من قرى مَرْو.
إمام فاضل، لكن اختلط في آخر عمره واختلّ.
سَمِعَ: هبة اللَّه بْن عبد الوارث الشّيرازيّ، وأبا سعيد محمد بْن عليّ البَغَويّ.
ذكره ابن السّمعانيّ في «مُعْجَمه» [2] ، وقال: تُوُفّي في ربيع الآخر [3] .
190- أحمد بْن عبد الباقي بْن الجلّا [4] .
أبو البَرَكات، أمين القاضي ببغداد.
حدَّث عَنْ: نصر بْن البَطِر.
وعنه: ابن السّمعانيّ، وإبراهيم بْن سُفْيان بْن مَنْدَهْ.
وكان مقرئا، مجوِّدًا.
تُوُفّي في جُمادى الأولى.
191- أحمد بْن علي بْن أَبِي جعفر بْن أَبِي صالح [5] .
الإمام، أبو جعفر البَيْهَقيّ، النَّحْويّ، المفسّر، المعروف ببو جَعَفْرَك.
نزيل نَيْسابور، وعالِمها.
قَالَ السّمعانيّ: كَانَ إماما في القراءة، والتّفسير، والنَّحْو، واللّغة، وصنَّف
__________
[1] البهوني: بالفتح ثم السكون، وفتح الواو، والنون. نسبة إلى بهونة: اسم لإحدى القرى من بنج ديه.
[2] ورقة 14 أ.
[3] وزاد في التحبير: ولد في العشرين من شعبان سنة ست وستين وأربعمائة.. كان إماما فاضلا، متفنّنا، مناظرا، مبرّزا، عارفا بالأدب واللغة، مليح الشعر، نظر في علوم الأوائل وحصّل منها طرفا، مع حسن الاعتقاد، وسرعة الدمعة والمواظبة على الصلاة. سمعت منه كتاب «فضيلة العلم والعلماء» من جمع هبة الله الشيرازي بروايته عنه. وكان قد اختلّ في آخر عمره واختلط وخفّ دماغه.
[4] لم أجده. ولعلّه في معجم شيوخ ابن السمعاني.
[5] انظر عن (أحمد بن علي بن أبي جعفر) في: معجم الأدباء 4/ 49- 51، وإنباه الرواية 1/ 89، 90، وتذكرة الحفاظ 4/ 1306، وسير أعلام النبلاء 20/ 208، 209 رقم 132، والوافي بالوفيات 7/ 214، 215، وطبقات النحاة لابن قاضي شهبة 188، وطبقات المفسّرين للسيوطي 4، وبغية الوعاة، له 1/ 46، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 54، 55، وكشف الظنون 269، 1619، 2052، وروضات الجنات 71، وهدية العارفين 1/ 84، وتاريخ الأدب العربيّ 5/ 239.(37/174)
المصنَّفات المشهورة.
وسمع: أحمد بْن محمد بْن صاعد، وعليّ بْن الحسين بْن العبّاس الصَّنْدليّ.
وولد في حدود السّبعين وأربعمائة.
وذكره جمال الدّين القفْطيّ في «تاريخ النَّحْويّين» [1] فقال: صنَّف التّصانيف المشهورة، منها كتاب «تاج المصادر» . وظهر لَهُ تلامذة نُجباء. وكان لا يخرج من بيته إلّا في أوقات الصّلاة. وكان يُزار ويُتَبَرَّك بِهِ.
تُوُفّي رحمه اللَّه بلا مرض في آخر يوم من رمضان، وازدحم الخلْق عَلَى جنازته.
192- أحمد بْن عليّ بْن حمزة بْن جبيرة [2) .] أبو محمد البَصْلانيّ [3] ، ويُعرف بطفان [4] .
طلب بنفسه، وكتب عَنْ: ابن البَطِر، والنِّعالي، وعاصم بْن الحَسَن، وطِراد.
وقال ابن النّجّار: روى اليسير لسوء طريقه، وقُبْح أفعاله. كَانَ ينجّم ويتمسخر عَلَى العرب، ويحضر مجالس اللهو، فتركوه.
روى عَنْهُ: الحافظ ابن عساكر، والمبارك بْن كامل، ونور العين بنت المبارك.
قال ابن ناصر: متروك، لا تجوز الرّواية عَنْهُ.
وقال ابن شافع: مات في رجب [5] .
__________
[1] إنباه الرواة بأنباه النّحاة 1/ 89، 90.
[2] انظر عن (أحمد بن علي بن حمزة) في: المغني في الضعفاء 1/ 48 رقم 366، وميزان الاعتدال 1/ 123 رقم 493، ولسان الميزان 1/ 232، 233 رقم 727، و 728 وفيه:
«أحمد بن علي بن محمد بن جبيرة ويعرف بابن البصلاني» .
[3] البصلاني: بفتح الباء الموحّدة، والصاد المهملة، واللام ألف وبعدها النون. هذه النسبة إلى البصلية وهي محلّة على طرف بغداد. (الأنساب 2/ 236) .
[4] هكذا في الأصل. وفي لسان الميزان 1/ 233: «طعان» .
[5] يقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر بن عبد السلام تدمري» : إنّ من أطرف ما وقفت(37/175)
193- أحمد بْن محمد بْن الحسين [1] .
القاضي، أبو بَكْر الأرّجانيّ [2] ، ناصح الدّين، قاضي تُسْتَر [3] ، وصاحب الدّيوان الشّعر المشهور.
كَانَ شاعر عصره، مدح أمير المؤمنين المسترشد باللَّه.
وسمع من أَبِي بَكْر بْن ماجة الأَبْهريّ حديث لُوَيْن [4] .
روى عَنْهُ جماعة منهم: أبو بَكْر محمد بْن القاسم بْن المظفّر بْن الشَّهْرُزُوريّ، وعبد الرحيم بن أحمد بن الإخْوَة، وابن الخشّاب النَّحْويّ، ومنوجهر بْن تُرْكانشاه، ويحيى بن زيادة الكاتب.
__________
[ () ] عليه للمؤلّف الذهبي- رحمه الله- ما ذكره في (ميزان الاعتدال) ، فبعد أن ذكر: «أحمد بن علي بن حمزة» قال: تركه بعض الحفّاظ، ولا أعرفه، لكن وجدته هكذا بخطّي في «المغني» ! فكيف لا يعرفه وقد ذكره هنا؟
وذكره ابن حجر مرتين، الأولى باسم: «أحمد بن علي بن محمد بن جبيرة» هكذا. (رقم 727:) ، والثانية باسم: «أحمد بن علي بن حمزة» ، ثم قال: «وهذا هو الّذي قبله بعينه، فهو أحمد بن علي بن حمزة بن جبير» . (هكذا) في الأولى: جبيرة، وفي الثانية: جبير. (لسان الميزان 1/ 232 و 233) .
[1] انظر عن (أحمد بن محمد الأرّجاني) في: المنتظم 10/ 139، 140 رقم 210 (18/ 72- 74 رقم 4159، والأنساب 1/ 174، ومعجم البلدان 1/ 144، وخريدة القصر (قسم العراق) 1/ 141، 187، 188 و 2/ 190، والكامل في التاريخ 11/ 147، ووفيات الأعيان 1/ 151- 155، وبدائع البدائه لابن ظافر 378 رقم 472، والتذكرة الفخرية للإربلي 16، 168، 183، 260، والمختصر في أخبار البشر 2/ 49، والإعلام بوفيات الأعلام 223، وسير أعلام النبلاء 20/ 210، 211 رقم 134، وتذكرة الحفاظ 4/ 1306، ودول الإسلام 2/ 60، والعبر 4/ 121، وتاريخ ابن الوردي 2/ 77، 78، وعيون التواريخ 12/ 422- 430، والبداية والنهاية 12/ 226، 227، ومرآة الجنان 3/ 281، 282، والوافي بالوفيات 7/ 373- 378، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 51، 52، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 110- 112، والنجوم الزاهرة 5/ 285، وتاريخ الخلفاء 442، ومعاهد التنصيص 3/ 41- 46، وشذرات الذهب 4/ 137، وتاريخ الأدب العربيّ 5/ 33، 34، وهدية العارفين 1/ 84، وديوان الإسلام 1/ 102 رقم 130 وانظر ديوانه، طبعة المطبعة الجديدة، بيروت 1307 هـ. بتصحيح أحمد عباس الأزهري. وطبعة 1317 هـ. ببيروت، نشره عبد الباسط الأنسي.
[2] سيأتي التعريف بهذه النسبة في آخر الترجمة.
[3] تستر: بضم أوله وسكون ثانيه، وفتح ثالثه. وهي مدينة مشهورة بخوزستان. (معجم البلدان 2/ 29) .
[4] هو الحافظ أبو جعفر محمد بن سليمان بن حبيب الأسدي. توفي سنة 246 هـ. انظر ترجمته ومصادرها في حوادث ووفيات (241- 250 هـ) ص 438، 439 رقم 437.(37/176)
وأصله شيرازيّ. وكان في عنفوان شبابه بالمدرسة النّظاميَّة بأصبهان، وناب في القضاء بعسكر مُكْرَم. والّذي جُمِع من شِعره لا يُكَوِّن العُشْر منه.
قَالَ العِماد في «الخريدة» [1] : لمّا وافيت عسكر مُكْرَم [2] لقيتُ بها ولد رئيس الدّين محمدا، فأعارني إضْبارةً كبيرة من شِعر والده. مَنْبتُ شجرته أَرَّجان، ومواطن [3] أُسرته تُسْتَر، وعسكر مُكْرَم من خُوزِسْتان. وهو وإن كَانَ في العجم مولده، فمن العرب محتِده، سَلَفُه القديم من الأنصار، لم يسمح بنظيره سالِف الأعصار، أوْسِيّ الأسّ خَزْرَجِيُّه، قسِيُّ النُّطْق إِيادِيُّه، فارسيُّ القلم، وفارس ميدانه، وسليمان برهانه، من أبناء فارس، الّذين نالوا العِلم المعلَّق بالثُّرَيّا. جمع بين العُذوبة والطّيب في الطّيب والرّيّا.
وله:
أَنَا أشعر الفُقهاء غير مُدَافَعٍ ... في العصر، أو أَنَا أفْقَهُ الشُّعَراءِ
شِعري إذا مات قلتُ دَوَّنَهُ الوَرَى ... بالطَّبْع لا بتكلُّفِ الإلْقاءِ
كالصَّوت في حُلَلِ الْجِبال إذا علا ... للسَّمْع هاجَ تجاوبَ الأصْداءِ [4]
وله:
شاوِر سِوَاكَ إذا نابَتْكَ نائبةٌ ... يوما، وإن كنتَ من أهلِ المشُوراتِ
فالعينُ تَنظر منها [5] ما دَنَا [6] ونَأَى [7] ... ولا ترى نفسها إلّا بمرآة [8]
__________
[1] انظر ج 1/ 141.
[2] عسكر مكرم: بضم الميم، وسكون الكاف، وفتح الراء المخفّفة، وميم. بلد مشهور من نواحي خوزستان. (معجم البلدان 4/ 123) .
[3] في الخريدة: «موطن» ، ومثله في وفيات الأعيان 1/ 152.
[4] وفيات الأعيان 1/ 152، النجوم الزاهرة 5/ 285، معاهد التنصيص 3/ 42 وفيه ورد البيت الأول على هذا النحو:
أنا أفقه الشعراء غير مدافع ... في العصر، لا بل أشعر الفقهاء
[5] في وفيات الأعيان: «فالعين تلقى كفاحا» ، ومثله في: معاهد التنصيص، والوافي بالوفيات 7/ 378.
[6] في الأصل: «ما دنى» .
[7] في المعاهد: «ما نأى ودنا» .
[8] وفيات الأعيان 1/ 152، معاهد التنصيص 3/ 45، الوافي بالوفيات 7/ 378.(37/177)
وله:
ولمّا بلوتُ النّاسَ أطلبُ عندهُم ... أخا ثِقَةٍ عند اعتراض الشّدائدِ
تطلَّعتُ في حالَيْ رَخاءٍ وشِدَّةٍ ... وناديتُ في الأحياء: هَلْ من مُساعِدِ؟
فلم أرَ فيما ساءني غيرَ شامِتٍ ... ولم أرَ فيما سَرَّني غيرَ حاسِدِ
مُتِّعْتُما [1] يا ناظِريَّ بنظْرةٍ ... وأوردتْما قلبي أشرَّ [2] المواردِ
أعينيّ كفّا عن فؤادي فإنّه ... كمن البغْي سعْيُ اثنينِ في قتْلِ واحدِ [3]
وله يمدح خطير الملك محمد بن الحسين بن وزير السّلطان محمد السَّلْجُوقيّ:
طَلَعَتْ نجومُ الدّين فوق الفَرْقَد ... بمحمّدٍ، ومحمّدٍ، ومحمدِ
نبيُّنا الهادي وسُلْطانِ الوَرَى ... ووزيره المولى الكريم المُنْجِدِ
سَعْدان للأفلاك يَكْنفانها ... والدّين يكنفُهُ ثلاثةُ أَسعدِ
بكتاب ذا، وبسيفِ ذا، وبرأي ذا ... نُظِمَتْ أُمورُ الدّين بعد تبدُّدِ
فالمعجزاتُ لمُفْتَرٍ، والباتراتُ ... لمُعتَدٍ، والمكرُماتُ لمُجْتَدِي
للَّه دَرُّ زَمانِه من ماجدٍ ... ملِك أغرّ من المكارم أصْيدِ
وله:
ما جُبْتُ آفاقَ البلادِ مطوِّفًا ... إلّا وأنتُم [4] في الوَرَى مُتَطَلّبي
سعيي إليكم في الحقيقة، والَّذي ... تجدون عنكم فهو سعْيُ الدّهرِ بي
أنحوكمُ ويردُّ وجهي القَهْقَرَى ... عنكم بسَيْري [5] مثلُ سَيْر الكوكَبِ
فالقَصْدُ نحو المشرِق الأقصى لكُم ... والسّيْر رأي العين نحو المغرب [6]
__________
[1] في الديوان والمصادر: «تمتّعتما» .
[2] في الأصل: «شرّ» ، والتصويب من المصادر.
وفي الكامل: «أمّر» .
[3] الديوان، والمنتظم 10/ 139 (18/ 73، 74) ، والكامل في التاريخ 11/ 147، والمختصر في أخبار البشر 3/ 22، وعيون التواريخ 12/ 424، والبداية والنهاية 12/ 227 وباختلاف بعض الألفاظ.
وورد في معاهد التنصيص 3/ 45 البيتان الأخيران فقط، ومثله في: الوافي بالوفيات 7/ 378.
[4] في الأصل: «وثمّ» .
[5] في وفيات الأعيان: «فسيري» .
[6] وفيات الأعيان 1/ 153.(37/178)
وله:
رثى لي وقد ساويته في نحو له ... خياليَ لمّا لم يكن لي راحِمُ
فدلَّسَ بي حتّى طرقْتُ مكانَهُ ... وأوْهَمتُ إلْفي أنّه بيَ حالمُ
وبِتْنا ولم يشْعُرْ بنا النّاسُ ليلة ... أَنَا ساهِرٌ في جفْنِه، وهْوَ نائمُ [1]
وله، وقد ناب عَن القاضي ناصر الدّين عبد القاهر بْن محمد بتُسْتَر، وعسكر مُكْرَم:
ومِن النّوائب أنّني ... في مثل هذا الشّغل نائبْ
ومِن العجائب أنَّ لي ... صبرا عَلَى هذي العجائبْ [2]
وله:
أَحُبُّ المرء ظاهِرُهُ جميلٌ ... لصاحِبِهِ وباطنُهُ سليمُ
مودّتُهُ تدومُ لكلّ هَوْلٍ ... وهل كلُّ مودّتُهُ تدومُ؟ [3]
وله:
وهل دُفِعتُ إلى الهمومِ تَنُوبُني ... منها ثلاثُ شدائد، جُمِعْنَ لي
أسَفٌ عَلَى ماضي الزّمانِ، وحَيْرَةٌ ... في الحال، وخشيَةُ المستقبلِ
ما إنْ وصَلْتُ إلى زمانٍ آخِرٍ ... إلَّا بَكيْتُ عَلَى الزّمان الأوَّلِ
وله:
حيث انتهيتَ من الهجرانِ لي فقِفْ ... ومن وراء دمي بِيضُ الظّبا [4] فخفِ [5]
يا عابثا بعداتِ الوصْلِ يُخْلِفُها ... حتّى إذا جاء ميعاد الفِراق يَفي
اعدِلْ كَفَاتِنِ قَدّ منك معتدِلٍ ... واعْطف كمائلِ غصن [6] منك منعطفِ
ويا عذولي ومَن يصْغي إلى عذلٍ ... إذا رَنَا أحور العينين لا تقف [7]
__________
[1] وفيات الأعيان 1/ 153، الوافي بالوفيات 7/ 374.
[2] وفيات الأعيان 1/ 152، الوافي بالوفيات 7/ 373، 374، معاهد التنصيص 3/ 42.
[3] وفيات الأعيان 1/ 154، الوافي بالوفيات 7/ 374.
[4] في عيون التواريخ: «سمر القنا» .
[5] في المنتظم: «فجف» .
[6] في عيون التواريخ: «كسائل صدغ» .
[7] في عيون التواريخ: «أحور العينين ذو هَيف» .(37/179)
تَلَوَّم قلبي إنْ أصماه وناظره ... فيمَ اعتراضُك بين السّهم والهدف
سلوا عقائك هذا الحيّ أيَّ دمٍ ... للأعيُن النّجْل عند الأَعْيُن الذُّرُفِ
يستوصفون لساني عَنْ محبّتهم ... وأنت أصْدَقُ، يا دمعي، لهم فَصِفِ
ليست دموعي لنار الشّوق [1] مطفئة ... ، وكيف؟ والماء باد واللهب خَفِي
لم أَنْس يومَ رحيلِ الحيّ موقفَنَا ... والعِيسُ تَطْلُع أُولاها عَلَى شُرُفِ
وفي المحامل تَخْفَى [2] كلّ آنسةٍ ... أن ينكشف سجْفُها [3] للشّمس تنكسِفِ
يبين عَنْ مِعْصمٍ بالوهْم مُلْتزِم ... منها، وعن مبْسَم باللّحظ مُرْتَشِفِ
في ذمَّة اللَّه ذاك الركْب [4] إنّهم ... ساروا وفيهم حياةُ المُغرَم الدّنف
فإن أعش [5] بعدهم فردا فوا عجبا [6] ، ... وإن أمت هكذا وجدا [7] فيا أَسَفي [8]
وله:
قلبي وشِعري أبدا للوَرَى ... يصبح كلّ وحِماه مُباح
ولملوك العصر فيما أرى ... نهْب، وهذا لوجوه الملاح
الحُسْن للحسناء سيتجمع ... والحظّ الأمتع عند القباح
وله:
قِفْ يا خيالُ وإنْ تَسَاوينا ضَنا ... أَنَا منك أَولّى بالزّيارة مُوهنا
نافستُ طَيْفي في خيالي ليلة ... في أنْ يزورَ العامريَّةَ أيُّنا
فَسَرَيْتُ أعتجرُ الظَّلامَ إلى الحِمَى ... ولقد عناني من أُمَيْمَة ما عنا
وعقلْتُ راحلتي بفضْل زِمامِها ... لمّا رأيتُ خِيامَهُم بالمُنْحَنَى
لمّا طرقْتُ الحيَّ قالتْ خِيفةً: ... لا أنت إنْ عَلِم الغيورُ ولا أنا
فدنوت طوع مقالها مختفيا ... ورأيت خطب القوم عندي أهونا
__________
[1] في الديوان: «لنار الهمّ» .
[2] في الديوان، والمنتظم، وعيون التواريخ: «وفي الحدوج الغوادي» .
[3] في عيون التواريخ: «وجهها» .
[4] في الديوان: «الرهط» ، والمثبت يتفق مع: المنتظم، وعيون التواريخ.
[5] في الديوان: «فان أعن» .
[6] في الديوان والمنتظم: «فيا عجبا» . وفي عيون التواريخ: «فيا حزني» .
[7] في عيون التواريخ: «شوقا» .
[8] الديوان 267 وما بعدها، المنتظم 10/ 140 (18/ 74) ، وعيون التواريخ 12/ 423، 424.(37/180)
سَتَرت مُحَيّاها مخافَةَ فِتْنَتي ... بَبَنَانها عنّي، فكانت أفْتَنا
وتجرَّدتْ أعطافُها من زِينةٍ ... عَمْدًا، فكان لها التّجرُّد أَزْيَنا
قَسَمًا بما زار الحجيجُ وما سَعَوْا ... زُمَرًا، وما نَحَرُوا عَلَى وادي مِنَا [1]
ما اعْتاد قلبي ذِكْرَ مَنْ سَكَن الحِمَى ... إلّا اسْتَطَارَ ومَلّ صدْري مَسْكَنا
وله:
لو كنتُ أجهلُ ما عملتُ، لَسَرَّني ... جهْلي، كما قد ساءني ما أعلمُ
كالصّعْوِ [2] يَرْتَع في الرّياض، وإنّما ... حُبِس الهَزَارُ لأنّه يترنَّمُ [3]
وله:
سِهامُ نَواظرٍ تُصْمي الرّمايا ... وهنَّ من الحواجب في حَنَايا
ومن عَجَب سهامٌ لم تفارقْ ... حَنَاياها وقد جرحتْ [4] حشايا
نهيتُكَ لا [5] تناضِلْها فإنّي ... رميتُ فلم يُصِبْ قلبي [6] سِوايا
جعلتُ طليعتي طرْفي سَفاها ... فدلّ عَلَى مَقَاتِلِي الخفايا
وهل يُحمَى حريمٌ [7] من عدوٍّ ... إذا ما الجيشُ خانتْه الرّمايا
هَزَزْنَ من القُدودِ لنا رِماحًا ... فخلَّينا القلوبَ لها ردايا [8]
ولي نَفَسٌ إذا ما أَشتدّ [9] شوقا ... أطار القلبَ من حُرَقٍ شظايا
ومحتَكِمٍ عَلَى العُشّاق جورا ... وأين من الدُّمى عدْلُ القضايا
يُرِيك بوَجْنَتَيه الوردَ غضّا ... ونورَ الأُقْحُوان من الثّنايا
ولا تَلُمِ المتيَّم في هواهُ ... فَعَدْلُ [10] العاشقين من الخطايا [11]
__________
[1] هكذا، وهي: «منى» .
[2] الصعو: العصفور الصغير.
[3] وفيات الأعيان 1/ 154.
[4] في الوافي: بالوفيات: «وقد أصمت» .
[5] في الوافي: «نهيتك أن» ، ومثله في التذكرة الفخرية.
[6] في الوافي: «سهمي» ، ومثله في: التذكرة الفخرية.
[7] في الأصل: «وهل يحمي حريمه» .
[8] في الوافي تحرّفت إلى: «درايا» .
[9] في الوافي: «امتدّ» .
[10] في الوافي: «فلوم» .
[11] الوافي بالوفيات 7/ 374، 375، وبعضها في: المنتظم، والأبيات الثلاثة الأولى فقط في(37/181)
تُوُفّي الأرّجانيّ بتُسْتَر في شهر ربيع الأوّل، وأرّجان: بُلَيدة من كُوَر الأهواز، بشدّ الرّاء. ضبطها صاحب «الصّحاح» [1] .
واستعملها المتنبّي مخفَّفةً في قوله:
أَرَجَانَ أيَّتُها الْجِيَادُ، فإِنَّهُ ... عَزْمِي الّذِي يَذَرُ الوَشِيجَ مُكَسَّرَا [2]
194- أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أُبيّ [3] الأمير أبو الفضل الفراتيّ الخونجانيّ [4] ، النَّيْسابوريّ.
سَمِعَ: أبا بَكْر بْن خَلَف الشّيرازيّ، وأبا عَمْرو عبد الله بْن عُمَر البَحِيريّ.
وكان مولده في سنة خمس وستّين وأربعمائة.
وتُوُفّي في أواخر شوّال.
روى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ [5] ، وابنه عبد الرحيم.
__________
[ () ] التذكرة الفخرية للإربلي 168، 169.
وهي في الديوان 1554.
[1] الصحاح في اللغة للجوهري. كما ضبطها هكذا الحازمي في كتابه «ما اتفق لفظه وافترق مسمّاه» . (وفيات الأعيان 1/ 155) .
وقيّدها ابن السمعاني في (الأنساب) ، وياقوت في (معجم البلدان) ، وابن الأثير في (اللباب) ، والمنذري في (التكملة لوفيات النقلة) بتشديد الراء المفتوحة.
وأنشد أبو علي الفارسيّ شاهدا لذلك قول الشاعر:
أراد الله أن يخزي بجيرا ... فسلّطني عليه بأرّجان
وقال ابن سيده: وخفّفه بعض متأخّري الشعراء، فأقدم على ذلك لعجمته. (توضيح المشتبه 1/ 186) .
[2] البيت في ديوان المتنبّي، بشرح البرقوقي 2/ 270.
وانظر: وفيات الأعيان 1/ 155، وتوضيح المشتبه 1/ 187.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد الفراتي) في: الأنساب 5/ 224، و 420 ب، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 21 أ، ب، والتحبير 2/ 447، 448 رقم 8 (بالملحق) ، ومعجم البلدان 2/ 487، 488، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 70 ب.
[4] في الأصل ومعجم شيوخ ابن السمعاني: «الخوجاني» .
وفي ملخص تاريخ الإسلام: «الجرجاني» .
والمثبت عن: التحبير، ومعجم البلدان، وفيهما: «خونجان: قصبة أستوا من نواحي نيسابور، وأهلها يسمّونها خوشان» .
[5] وهو قال: من أولاد العلماء، وكان فاضلا، ولي القضاء بقصبة خوجان وحمدوا سيرته.(37/182)
195- أحمد بْن يحيى بْن عليّ [1] .
أبو البَرَكات السِّقْلاطُونيّ [2] ، الفقيه، المعروف بابن الصّبّاغ.
روى عَنْ: أَبِي نصر الزَّيْنبيّ.
سَمِعَ منه: ابن الخشّاب، والمبارك بْن عبد الله بْن النَّقُّور.
تُوُفّي في هذه السّنة تقريبا، أو بعدها.
196- إبراهيم بْن محمد بْن أحمد الْجَاجَرْميّ [3] .
ثمّ النَّيْسابوريّ، الفقيه.
يؤمّ بجامع نَيْسابور نيابة [4] .
سَمِعَ: أبا الحسن المَدِينيّ، وجماعة.
197- إبراهيم بْن يحيى بْن إبراهيم بْن سعيد [5] .
أبو إسحاق بْن الأمين، القُرْطُبيّ.
قَالَ ابن بَشكُوال: أكثر عَنْ جماعة من شيوخنا، وكان من جِلَّة المحدّثين، وكبار المُسْنِدين، والأدباء المتفنّنين، من أهل الدّراية والرّواية.
أخذتُ عَنْهُ وأخذ عنّي، وكان من الدّين بمكان.
وولد في سنة تسع وثمانين وأربعمائة.
قلت: لَهُ استدراك عَلَى كتاب «الإستيعاب» [6] .
198- أسعد بن عليّ بن الموفّق بن زياد [7] .
__________
[1] لم أجده.
[2] تقدّم التعريف بهذه النسبة في الترجمة رقم (54) .
[3] انظر عن (إبراهيم بن محمد الجاجرمي) في: الأنساب 3/ 160، 161، والتحبير 1/ 75، 76 رقم 6، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 37 أ، ومعجم البلدان 2/ 92.
و «الجاجرمي» : بفتح الجيمين، وسكون الراء، وكسر الميم. نسبة إلى جاجرم: بلدة بين نيسابور وجرجان.
[4] وقال ابن السمعاني: كان فقيها عفيفا، منزويا في المسجد الجامع الجديد، وينوب عن عبد الجبار بن محمد البيهقي إمام جامع نيسابور في الصلوات في الإمامة.. وكانت ولادته في سنة تسع وستين أو سبعين وأربعمائة، بشكّ فيه بجاجرم، إن شاء الله. (التحبير) .
[5] انظر عن (إبراهيم بن يحيى) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 100 رقم 227.
[6] كتاب الاستيعاب في أسماء الأصحاب، لابن عبد البرّ.
[7] انظر عن (أسعد بن علي) في: العبر 4/ 121، والمعين في طبقات المحدّثين 161 رقم(37/183)
الرّئيس، أبو المحاسن، الزِّياديّ [1] ، الهَرَويّ، الحنبليّ.
ثقة، صدوق، صالح، عابد، سديد السّيرة، دائم الصّلاة والذِّكْر، مستغرق الأوقات بالعبادة. وكان يسرد الصّوم.
وصفه ابن السّمعانيّ، وغيره، بهذا. وكان يسكن قديما مالين.
سَمِعَ «منتخب مُسْنَد عبد» ، من جمال الإسلام أبي الحسن الدّاوديّ و «صحيح البخاريّ» و «مسند الدّارميّ» أيضا. ووُلِد في رابع عشر ربيع الآخر سنة تسع وخمسين وأربعمائة.
روى عَنْهُ: الحافظان: ابن عساكر، وابن السّمعانيّ، وأبو الفتح محمد بْن عبد الرحمن الفاميّ، وعبد الجامع بن عليّ المعروف خخّة، وآخرون.
وروى عَنْهُ بالإجازة المؤيّد الطُّوسيّ، وأبو المظفَّر السّمعانيّ.
وآخر من روى عَنْهُ بالسّماع: أبو رَوْح عبد المعزّ الهَرَويّ، فأخبرنا أَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ، أَنَا عَبْدُ الْمُعِزِّ بن محمد، أنا أسعد بْن عليّ بْن الموفّق، بقراءة أَبِي عليّ ابن الوزير في سنة تسعٍ وعشرين وخمسمائة، أنا أبو الحسن الدّاوديّ، فذكر حديثا عَنْ عبد بْن حُمَيْد.
199- إسماعيل بْن محمد بْن إسماعيل بْن المهديّ بْن إبراهيم [2] .
أبو الغنائم الهاشميّ، العَلَويّ، الحسينيّ، الموسويّ، الأصبهانيّ.
نشأ ببغداد.
وسمع: أبا الخطّاب بْن البَطِر، وأبا عبد الله النّعاليّ الحافظ، وثابت بْن بُنْدار.
وحدَّث.
وتُوُفّي ببلاد فارس في هذه السّنة أو بعدها.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم بْن السّمعانيّ.
__________
[1743،) ] وسير أعلام النبلاء 20/ 212 رقم 135، والجواهر المضيّة 1/ 385، ومرآة الجنان 3/ 283، والطبقات السنية، رقم 471، وشذرات الذهب 4/ 138.
[1] الزّيادي: بكسر الزاي وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى اسم بعض أجداد المنتسب إليه. (الأنساب 6/ 325) .
[2] لم أجده.(37/184)
200- آمنة بِنْت شيخ الشّيوخ إسماعيل بْن أحمد بْن محمد النّيْسابوريّ [1] .
أمّ عبد الرحمن، صاحبة أَبِي منصور عليّ بْن عليّ بْن سُكَيْنَة.
كانت صالحة، عابدة، قانتة، خيّرة، كثيرة النّوافل. حجّت غير مرَّة.
وروت عَنْ رزق اللَّه التّميميّ بالإجازة.
أخذ عَنْهَا: أبو سعد السّمعانيّ.
تُوُفّيت في ربيع الأوّل.
201- أُنُر [2] .
الأمير مُعين الدّين، مدبّر دول أستاذه طُغْتِكين بدمشق.
وكان عاقلا، خيّرا، حَسَن السّيرة والدّيانة، موصوفا بالرّأيّ والشّجاعة، مُحِبًّا للعلماء والصّالحين، كثير الصَّدَقة والبِرّ، وله المدرسة المُعِينيَّة [3] بقصر الثّقفيّين، ولقبره قبَّة بالعوينة خلف دار بطّيخ [4] ، وقبليّ الشّاميّة.
__________
[1] لم أجدها.
[2] انظر عن (أنر) في: ديوان ابن منير (جمعنا) 28، 36، 37، 72، 97، والاعتبار لابن منقذ 44، 82، 107، 135، 137، 139، 140، 142، 195، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 306- 309، والكامل في التاريخ 11/ 147، والتاريخ الباهر 88- 90، وكتاب الروضتين 1/ 163، 164، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 202، 203، والإعلام بوفيات الأعلام 223، وسير أعلام النبلاء 20/ 229، 230 رقم 148، والعبر 4/ 121، 122، ودول الإسلام 2/ 60، وتاريخ ابن الوردي 2/ 77، وعيون التواريخ 12/ 430- 432، والوافي بالوفيات 9/ 410، 411، والنجوم الزاهرة 5/ 286، وشذرات الذهب 4/ 138، ومختصر تنبيه الطالب 107.
وقد ضبطه الصفدي بفتح الهمزة وضم النون وبعدها راء.
وفي النجوم ضبط بضم الهمزة والنون. وقال محقّقه: كذا وجد مضبوطا بالقلم في هامش الأصل.
وقال النعيمي في (الدارس 1/ 452) إن الذهبي كتب على (أنر) على الألف ضمّة وفتح النون وصحّ عليها وجعل الراء مهملة، فليحرّر.
[3] المدرسة المعينية: أنشأها معين الدين أنر في شهور خمس وخمسين وخمسمائة. قاله عز الدين. (انظر منادمية الأطلال 204) .
وقال الذهبي: في سنة أربع وأربعين وخمسمائة. انظر: الدارس 1/ 451، وقال النعيمي:
المدرسة المعينة بالطريق الآخذ إلى باب المدرسة العصرونية الشافعية.
[4] قال النعيمي: واسمه مكتوب على بابها فلعلّه نقل من ثمّ إليها. (الدارس 1/ 452) .(37/185)
وكان لَهُ أثر حَسَن في ترحيل الفرنج عَنْ دمشق لمّا حاصرها ملك الألمان، ونزلوا بالميادين.
وقد تزوَّج الملك نور الدين محمود بْن زنكي بابنته عصْمة الدّين خاتون في حياته.
تُوُفّي معين الدّين في ربيع الآخر، وأغفله ابن عساكر كغيره من أعيان المتأخّرين [1] .
- حرف الثاء-
202- ثابت بْن أَبِي تمّام عُمَر بْن أحمد [2] .
أبو منصور الكُتُبيّ، الواسطيّ.
سَمِعَ: أبا القاسم بْن بيان، وابن نَبْهان.
ووُلِد في سنة ستّ وثمانين وأربعمائة.
وتُوُفّي ببغداد في ليلة السّابع والعشرين من رمضان.
كتب عَنْهُ: أبو سعد بْن السّمعانيّ، وأحمد بْن منصور الكازْرُونيّ، وغيرهما.
- حرف الحاء-
203- الْحَسَنُ بْن سعيد بْن أحمد [3] .
الإمام أبو عليّ القُرَشيّ، الأُمَويّ، الْجَزَريّ.
قدِم بغداد، وتفقّه بها في مذهب الشّافعيّ.
وسمع من: عبد العزيز بْن عليّ الأنْماطيّ، وأبي القاسم بْن البُسْريّ، وعمر بْن عُبَيْد اللَّه البقّال، وغيرهم.
وولي قضاء جزيرة ابن عُمَر، ثمّ سكن آمِد.
قَالَ ابن عساكر: سَأَلْتُهُ عَنْ مولده، فقال: سنة إحدى وخمسين وأربعمائة.
__________
[1] وقال ابن منقذ: وكان- رحمه الله- أسرع الناس إلى فعل خير وكسب مثوبة. (الإعتبار 82) .
[2] انظر عن (ثابت بن أبي تمّام) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.
[3] انظر عن (الحسن بن سعيد) في: سير أعلام النبلاء 20/ 186 رقم 120، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 210، والوافي بالوفيات 12/ 27.(37/186)
وقال يوسف بْن محمد بْن [مقلَّد] [1] : مات بفنك في أوائل رمضان سنة 44. سَمِعْتُ منه.
قلت: هذا كَانَ من بقايا المُسْنِدِين، ضاع في تِلْكَ الدّيار.
204- الحَسَن بْن عبد الله بْن عُمَر [2] .
أبو عليّ بْن أَبِي أحمد بْن العرجاء [3] ، المالكيّ.
تلا بالسَّبْع عَلَى والده صاحب ابن نفيسٍ، وأبي مَعْشَر.
قَالَ أبو عليّ: وحدَّثني بالقراءات إجازة أبو معشر الطَّبَريّ.
قرأ عَلَيْهِ بالسَّمَع: أبو الحسن عليّ بْن أحمد بْن كوثر المحاربيّ بمكَّة الْمُتَوَفَّى بالأندلس سنة تسعٍ وثمانين. كانت قراءته عَلَيْهِ وعلى ابن رضا في سنة أربع وأربعين وخمسمائة [4] .
- حرف الخاء-
205- خليفة بْن محفوظ [5] .
أبو الفَوَارِس الأنباريّ، المؤدّب، الأديب.
صالح، عالم، مطبوع، مقرئ.
سَمِعَ: أبا طاهر بْن أَبِي الصَّقْر، وأبا الحسن الأقطع.
وعنه: السّمعانيّ [6] ، وابن عساكر.
__________
[1] في الأصل بياض. والمستدرك من سير أعلام النبلاء 20/ 186.
[2] انظر عن (الحسن بن عبد الله) في: معرفة القراء الكبار 1/ 487 رقم 432، وغاية النهاية 1/ 217 رقم 991.
[3] العرجاء هي أبيه أبو علي القيرواني، وإنما قيل لأبيه ابن العرجاء لأن أمه كانت فقيهة عرجاء عابدة تقعد في المسجد الحرام في صف بعد صف ابنها في نسوة يتبرّكن بها. (غاية النهاية) .
[4] وقال المؤلّف- رحمه الله- في معرفة القراء: وبقي إلى حدود سنة خمسمائة بمكة، وبقي أبو علي هذا إلى حدود الأربعين وخمسمائة.
وقال ابن الجزري: وطال عمره حتى بقي إلى سنة سبع وأربعين وخمسمائة، وهو آخر من روى عن أبي معشر فيما أحسب.
[5] انظر عن (خليفة بن محفوظ) في: التحبير 1/ 272، 273 رقم 193، ومختار ذيل السمعاني، ورقة 197، وملخص تاريخ الإسلام 8/ 71 أ.
[6] وهو قال: كان شيخا، فاضلا، صالحا، زاهدا، يعلّم الصبيان القرآن، والأدب، والخط، وكان متودّدا، متواضعا، مقبول الأخلاق، خفيفا، ظريفا، رضيّ السيرة ... سمعت منه كتاب(37/187)
أرّخه ابن النّجّار [1] .
- حرف السين-
206- سعدُ بْن عليّ بْن أَبِي سعد بْن عليّ بْن الفضل [2] .
أبو عامر الْجُرْجانيّ، الواعظ، المعروف بالعَصّاريّ، نسبة إلى عصر البُزُور، وكذلك أهل جُرْجان يُنْسَبون.
كَانَ إماما فاضلا، فيه صَلاح، وزُهد، وخير.
سافر الكثير، ودخل البلدان. ودخل بغداد قبل الخمسمائة، فسمع من:
جعفر السّرّاج، والمبارك بْن الطُّيُوريّ، وأبي غالب بْن الباقِلّانيّ.
ومن: أَبِي سعد المطرِّز، وأبي عليّ الحدّاد.
وقبلها من أَبِي مطيع بأصبهان.
قَالَ أبو سعد السّمعانيّ: سَمِعْتُ منه «حلْية الأولياء» لأبي نُعَيْم بمَرْو.
وآخر ما لقيته بنَيْسَابور سنة أربع وأربعين.
وقال لي: وُلِدتُ بجُرْجَان في سنة ثمانٍ وسبعين وأربعمائة.
قلت: وروى عَنْهُ عبد الرحيم بْن السّمعانيّ.
207- سَلْمانُ بْن جَرْوان بْن حسين [3] .
أبو عبد الرحمن الماكِسيني [4] . وهي قريبة من الرَّحْبة.
قدِم بغداد، وكان صالحا، حافظا للقرآن، يعمل البواري.
سَمِعَ من: أَبِي سعد بْن خُشَيْش، وشجاع الذّهليّ.
__________
[ () ] «محاسبة النفس» لأبي بكر عبد الله بن أبي الدنيا القرشي.
[1] وقال ابن السمعاني: وكانت ولادته ظنّا وتخمينا منه في سنة خمس وستين وأربعمائة، ووفاته بعد سنة سبع وثلاثين وخمسمائة بالأنبار.
[2] انظر عن (سعد بن علي) في: الأنساب 8/ 463 وفيه: «أحمد بن علي بن أبي سعيد» .
[3] انظر عن (سلمان بن جروان) في: تاريخ إربل لابن المستوفي 1/ 207 رقم 105.
[4] الماكسيني: بفتح الميم، وكسر الكاف، والسين المهملة، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها. وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى ماكسين، وهي مدينة من الجزيرة قريبة من رحبة مالك بن طوق بنواحي الرقّة. (الأنساب 11/ 91) .
وزاد ابن المستوفي إلى نسبته: «البوراني» .(37/188)
وحدَّث.
وتُوُفّي بإربِل في ربيع الأوّل [1] .
- حرف الصاد-
208- صخْرُ بْن عُبَيْد بْن صخْر بْن محمد [2] .
أبو عُبَيْد الطُّوسيّ.
سَمِعَ: أبا الفتح نصر بْن عليّ الحاكميّ، ومحمد بْن سعيد الفَرّخْردانيّ [3] ، وأبا شُرَيح إسماعيل بْن أحمد الشّاشيّ.
حدَّث بطوس، وبنّيْسابور.
ووُلِد في شعبان سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة، وتُوُفّي بالطّابَرَان في ذي القعدة سنة أربعٍ هذه، وله اثنتان وتسعون سنة وأشهُر.
روى عنه: ابن السّمعانيّ، وولده عبد الرحيم، وغيرها.
- حرف العين-
209- عبدان بن رزين بن محمد [4] .
__________
[1] وقال ابن المستوفي: ذكر ذلك أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن السمعاني، ووجدت في آخر كلامه جزءا فيه من حديث الليث بن سعد، ومسند عمّار بن حديث البغوي، سماع سلمان بن جروان وولده على أبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي في رجب سنة تسع عشرة وخمسمائة.
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر الحرّاني أنّ ابن جروان سمع الكثير بنفسه، وحصّل الكتب، وسكن بغداد بدرب القصّارين نحو باب الشام.. وسمع معه بنوه: أبو البركات، وأبو الفرج، وحمزة، وأختهم أم الفضل كتاب «صحيح» الترمذي.
وقال ابن الدبيثي: هو من أهل بغداد، كان نزل درب القصّارين نحو باب الشام.
[2] انظر عن (صخر بن عبيد) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.
[3] هكذا، ولم أجد هذه النسبة.
[4] انظر عن (عبدان بن رزين) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 166 ب، والتحبير 1/ 512، 513 رقم 494، والمشتبه في الرجال 1/ 316، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 71 ب، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 15/ 287، 288 رقم 287 وقد ورد في الأصل:
«زرّين» بتقديم الزاي، وتشديد الراء. وكذا في: مختصر تاريخ دمشق، والمشتبه 1/ 316، أما في التحبير «رزين» بتقديم الراء.(37/189)
أبو محمد الأَذَرْبَيْجانيّ، الدُّويَنيّ [1] ، المقرئ، الضّرير.
قدِم دمشقَ في صِباه وسكنها.
وسمع من: الفقيه نصر المقدسيّ، وأبي البركات بْن طاوس المقرئ.
ولقي جماعة.
قَالَ ابن عساكر [2] : كَانَ ثقة خيّرا يسكن دويرة حمد، ويصلّي بالنّاس في الجامع عند مرض البدلسيّ.
قلت: روى عَنْهُ الحافظ ابن عساكر، وابنه القاسم، وأبو المحاسن محمد بْن أَبِي لُقْمَة.
ومات في رجب.
وقع لي جزء من روايته.
210- عبد الله بْن عبد الباقي [3] .
أبو بَكْر التّبّان، الحنبليّ، الفقيه.
كَانَ أُميًّا لا يكتب.
تفقّه عَلَى: ابن عقيل.
وناظرَ، وأفتى، ودرّس.
وسمع من: أَبِي الحسين بْن الطُّيُوريّ.
211- عبد الله بْن عليّ بْن سهل [4] .
أبو الفتوح الخركوشيّ [5] ، نسبة إلى سكّة بنيسابور.
__________
[1] في الأصل: «الدوني» ، والمثبت عن المصادر، نسبة إلى: «دوين» : بلدة من آخر بلاد أذربيجان. ضبطها ابن السمعاني بضم الدال، وكسر الواو. وضبطها ياقوت بفتح الدال.
[2] في تاريخ دمشق.
[3] انظر عن (عبد الله بن عبد الباقي) في: المنتظم 10/ 140 رقم 211 (18/ 74 رقم 4160) ، وشذرات الذهب 4/ 139.
[4] انظر عن (عبد الله بن علي) في: الأنساب 5/ 102، والتحبير 1/ 371، 372 رقم 320، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 71 ب.
[5] الخركوشي: بفتح الخاء، وسكون الراء، وضم الكاف. نسبة إلى خركوش وهي سكة بنيسابور.(37/190)
قَالَ ابن السّمعانيّ: شيخ صالح، عفيف، نظيف، ثقة.
سَمِعَ: إسماعيل بْن زاهر النّوْقانيّ، ومحمد بْن إسماعيل التَّفْلِيسيّ، ومحمد بْن عُبَيْد اللَّه الصّرّام، وعثمان بن محمد بن المَحْمِيّ، وأبا بَكْر بْن خَلَف، وغيرهم.
رحلتُ إِلَيْهِ بابني عبد الرحيم، وأكثرتُ عَنْهُ، وقرأتُ عليه أكثر تاريخ يعقوب الفسويّ، عن النّوقانيّ.
مولده في سنة ستّ وستّين وأربعمائة، وتوفّي في الثّاني والعشرين من شوّال.
قلت: روى عَنْهُ المؤيَّد الطُّوسيّ أيضا.
212- عبد الرحمن بْن الحَسَن بْن عليّ [1] .
أبو الفضل بْن السّراف، البَنْجَدِيهيّ [2] .
قَالَ السّمعانيّ: شيخ صالح، تالٍ للقرآن.
سَمِعَ بمَرْو: محمد بْن أبي عمران الصّفّار، وبمروالرّوذ: عبد الرّزّاق بن جسّان المنيعيّ.
وولد في حدود الخمسين وأربعمائة، وعُمِّر دهرا.
وتُوُفّي في رجب.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم السّمعانيّ، وأبوه.
وقال: كتبت نيِّفًا وتسعين ختْمة، وتلوت أربعة عشر ألف ختْمة.
213- عبد الرحمن بْن يوسف بْن عيسى [3] .
أَبُو القَاسِم بْن الملجوم، الأزْديّ، الفاسيّ.
أجاز لَهُ أبو عبد الله بن الطلاع، وأبو علي الغسّانيّ.
وكان يسرد «تفسير العزيزيّ» و «غريب الحديث» لأبي عبيد من حفظه.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن الحسن) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.
[2] البنجديهيّ: نسبة إلى بنجد ديه، أي القرى الخمس.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن يوسف) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.(37/191)
روى عَنْهُ: ابن أخيه عبد الرحيم بْن عيسى.
214- عبد الرحمن بْن الموفّق بْن أَبِي نصر [1] .
الهَرَويّ، الدّيُوقَانيّ [2] ، الحنفيّ [3] .
سَمِعَ من: بِيبي الهَرْثَمِيَّة، وجماعة.
مات في ثاني صفر عَنْ سبْعٍ وثمانين سنة.
روى عَنْهُ: السّمعانيّ.
215- عبد السّلام بْن محمد بْن عبد الله بْن اللّبّان [4] .
أبو محمد التَّيْميّ، الأصبهانيّ، المعدَّل.
سَمِعَ: المظفّر البراثيّ [5] ، وأبا عيسى بْن زياد.
وعنه: السّمعانيّ، وورّخه في المحرَّم [6] .
216- عبد السّلام بْن أَبِي الفتح بْن أَبِي القاسم [7] .
أبو الفتح الخبّاز الهَرَويّ.
شيخ صالح، حدَّث عَنْ: بِيبي الهَرْثميَّة.
ومات في سلْخ جُمادى الأولى. قاله السّمعانيّ.
روى عَنْهُ أبو روح.
وبالإجازة أبو المظفّر السّمعانيّ.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحيم بن الموفق) في: التحبير 1/ 416، 417 رقم 373، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 72 أ.
[2] لم أجد هذه النسبة.
[3] لم يذكره ابن أبي الوفاء القرشي في (الجواهر المضية) مع أنه حنفي.
[4] انظر عن (عبد السلام بن محمد) في: التحبير 1/ 450 رقم 417، والأنساب 11/ 8، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 72 أ.
[5] في التحبير: «المطهر البزاني» .
وفي الأنساب: «المسهر بن عبد الواحد البزاني» .
[6] وقال: أحد العدول المتميّزين، وكان فاضلا عالما، وكان ممن يراجع في كتابة الصكوك وتحمل الشهادة من المشاهير.
[7] انظر عن (عبد السلام بن أبي الفتح) في: التحبير 1/ 452، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 72 أ.(37/192)
127- عبد الصّمد بْن عليّ [1] .
أبو الفضل النَّيْسابوريّ، الصُّوفيّ داود.
سَمِعَ: أبا بَكْر بْن خَلَف، وعثمان بْن محمد بْن المَحْمِيّ.
مات في جُمادَى الآخرة في عَشْر الثّمانين.
كتب عَنْهُ: السّمعانيّ، [2] وغيره.
218- عبد العزيز بْن خَلَف بْن مدير [3] .
أبو بَكْر الأَزْديّ، القُرْطُبيّ.
روى عَنْ: أبيه، وأبي الوليد الباجيّ، وأبي العبّاس العذريّ. مولده سنة سبع وستّين.
وتوفّي بأرلش [4] .
هكذا ترجمة ابن بشكوال.
وآخر من روى عنه بالسّماع: خطيب قرطبة أبو جعفر بن يحيى الحميريّ.
219- عبد الغنيّ بن محمد بن سعيد [5] .
أبو القاسم الزّينبيّ.
وتوفّي في شوّال وهو كهل.
220- عبد المجيد الحافظ لدين الله [6] .
__________
[1] انظر عن (عبد الصمد بن علي) في: معجم الشيوخ ابن السمعاني ورقة 154 ب، والتحبير 1/ 460، 461 رقم 429، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 72 أ.
[2] وقال: شيخ صالح متميّز، يحفظ أشعارا كثيرة حسنة. كتبت عنه بنيسابور، وسألته عن ولادته فقال: ولدت بنيسابور في جمادى الآخرة سنة سبعين وأربعمائة.
[3] انظر عن (عبد العزيز بن خلف) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 374 رقم 801.
[4] في الصلة: «أركش» بالكاف. والمثبت عن الأصل يتفق مع (نزهة المشتاق للإدريسي 2/ 749) وفيه: أرلش وشنت جيلي هما على نهر رودنو، ومدينة شنت جيلي على اثني عشر ميلا من البحر.
[5] انظر عن (عبد الغني بن محمد) في: المنتظم 10/ 140، 141 رقم 212 (18/ 74، 75 رقم 4161) وفي الطبعتين: «عبد الغني بن محمد بن سعد» .
[6] انظر عن (عبد المجيد الحافظ لدين الله) في: ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 308، والكامل في التاريخ 11/ 141، 142، وأخبار مصر لابن ميسّر 2/ 88، 89، والمنتفى من تاريخ مصر 112- 131، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 207، والمغرب في حلى المغرب 86-(37/193)
أبو الميمون بن محمد بن المستنصر باللَّه معد بن الظاهر علي بن الحاكم العبيدي، صاحب مصر.
بُويع يوم مقتل ابن عمّه الأمر بولاية العهد وتدبير المملكة، وحتّى يولد حَمْلٌ للآمر، فغلب عَلَيْهِ أبو عليّ أحمد بْن الأفضل بْن بدر الجماليّ أمير الجيوش. وكان الآمر قد قتل الأفضل، وحبس ابنه أحمد، فلمّا قُتِلَ الآمر وثب الأمراء فأخرجوا أحمد، وقدّموه عليهم. فسار إلى القصر، وقهر الحافظ، وغلب عَلَى الأمر، وبقي الحافظ معه صورة من تحت حُكْمه، وقام في الأمر والمُلك أحسن قيام وعَدَل، وردَّ عَلَى المصادَرين أموالهم، ووقف عند مذهب الشّيعة، وتمسّك بالاثني عشر، وترك الأذان بحيِّ عَلَى خير العمل.
وقيل: بل أقرّ «عَلَى خير العمل» ، وأسقط محمد وعليّ خير البشر، والحمد للَّه. كذا وجدت بخطّ النّسّابة.
ورفض الحافظَ لدين اللَّه وأهل بيته وأَبَاهُ، ودعا عَلَى المنابر للإمام المنتَظَر صاحب الزّمان عَلَى زعْمهم. وكتب اسمه عَلَى السّكَة. وبقي عَلَى ذَلكَ إلى أن وثب عَلَيْهِ واحدٌ من الخاصَّة، فقتله بظاهر القاهرة في المحرَّم سنة ستٍّ وعشرين وخمسمائة. وكان ذَلكَ بتدبير الحافظ. فبادر الأجناد والدّولة إلى الحافظ، وأخرجوه من السّجن، وبايعوه ثانيا، واستقلّ بالأمور.
__________
[89،) ] ووفيات الأعيان 1/ 237 و 3/ 235- 237 رقم 407، وكتاب الروضتين 1/ 166، 167، وأخبار الدول المنقطعة للأزدي 94- 101. ونزهة المقلتين لابن الطوير 27، 30- 36، 40، 42، 78، 119، 122، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 203، والمختصر في أخبار البشر 3/ 21، ونهاية الأرب 28/ 307- 310، وتاريخ دولة آل سلجوق 207، ودول الإسلام 2/ 60، 61، والعبر 4/ 122، وتاريخ ابن الوردي 2/ 48، والدرّة المضيّة 552، وعيون التواريخ 12/ 432، 433، ومرآة الجنان 2/ 282، والبداية والنهاية 12/ 226، وشرح رقم الحلل 130، 142، والوافي بالوفيات 9/ 151 رقم 4057، والجوهر الثمين 261، 262، والمؤنس 71، ومآثر الإنافة 2/ 39، وتاريخ ابن خلدون 4/ 71- 74، واتعاظ الحنفا 3/ 189، 193، والمواعظ والاعتبار 1/ 357 و 2/ 167، والنجوم الزاهرة 5/ 237- 246، 288، وحسن المحاضرة 2/ 16، وتاريخ الخلفاء 439، وتاريخ ابن سباط (بتحقيقنا) 1/ 91، وشذرات الذهب 4/ 138، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 224- 226، وأخبار الدول (الطبعة الجديدة) 2/ 246، وتاريخ الأزمنة للدويهي 145، وقطف الأزهار من الخطط والآثار لأبي السرور (مخطوط) ورقة 32 ب.(37/194)
وكان مولده بعسقلان سنة سبْعٍ وستّين. وسبب ولادته بها أنّ أَبَاهُ خرج إليها في غلاء مصر. وسبب تَوْليته أنّ الآمر لم يخلِّف ولدا، وخلَّفَ حَمْلًا، فماج أهل [مصر] ، وقال الْجُهّال: هذا بيت لا يموت الإمام منهم حتّى يخلّف ولدا وينصّ عَلَى إمامته. وكان الآمر قد نصّ لهم عَلَى الحَمْل، فوضعت المرأة بنتا، فبايعوا حينئذٍ الحافظ. وكان الحافظ كثير المرض بالقولَنج، فعمل لَهُ شيرماه الدَّيْلمي طَبْل القُولَنْج الّذي وجده السّلطان صلاح الدّين في خزائنهم، وكان مرَكَّبًا من المعادن السّبعة، والكواكب السّبعة في إشراقها، وكان إذا ضربه صاحب القُولَنْج خرج من باطنه رِيح وفسا، فاستراح من القُولَنْج.
تُوُفّي في الخامس من جُمادى الأولى، وكانت خلافته عشرين سنة إلّا خمسة أشهر، وعاش بِضْعًا وسبعين سنة.
وكان كلّما أقام وزيرا حكم عَلَيْهِ، فيتألّم ويعمل عَلَى هلاكه.
ولي الأمر بعده ابنُه الظّافر إسماعيل، فَوَزَرَ لَهُ ابن مصّال أربعين يوما، وخرج عَلَيْهِ ابن السّلّار فأهلكه.
221- عثمان بْن عليّ بْن أحمد [1] .
أبو عَمْرو، المعروف بابن الصّالح المؤدِّب.
كَانَ يؤدِّب بمسجد ويؤمّ بِهِ.
سَمِعَ: رزق اللَّه التّميميّ، والفضل بْن أَبِي حرب الْجُرْجانيّ، وابن طلْحة النّعاليّ.
سَمِعَ منه: أبو سعد السّمعانيّ، وأبو محمد بْن الخشّاب، وسعد بْن هبة اللَّه بْن الصّبّاغ.
شيخ لابن النّجّار، حدَّث في هذا العام ببغداد.
222- عفاف بِنْت أَبِي العبّاس أحمد بن محمد بن الإخوة العطّار [2] .
__________
[1] لم أجده.
[2] انظر عن (عفاف بنت أبي العباس) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 269 أ، والتحبير 2/ 425، 426 رقم 1179، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 72 ب، وأعلام النساء 3/ 288.(37/195)
سمعت من: أبي عبد الله النّعّاليّ، و [أمة] [1] الرحمن بنت ابن الجنيد الّتي روى عَنْ عبد الملك بْن بِشْران.
روى عَنْهَا: أبو سعد السّمعانيّ.
تُوُفّيت في نصف ذي الحجَّة.
223- عليّ بْن خَلَف بْن رضا [2] .
أبو الحسن الأنصاريّ، البَلَنْسيّ، المقرئ، الضّرير.
روى عَنْ أَبِي [داود] [3] المقرئ، وأخذ عَنْهُ التّفْسير، وحجّ وأقرأ بمكَّة.
وبها أخذ عَنْهُ أبو الحسن بْن كوثر القراءات في هذه السّنة [4] .
224- عليّ بْن سليمان بْن أحمد بْن سليمان [5] .
أبو الحسن المُراديّ، الأندلسيّ، القُرْطُبيّ، الشَّقُوريّ [6] ، الفَرغُلِيطيّ.
وفرغليط [7] من أعمال شَقُّورَة، الفقيه الشّافعيّ، الحافظ.
خرج من الأندلس في سنة نيِّفٍ وعشرين، ورحل إلى بغداد، ودخل خُراسان. وسكن نَيْسابور مدَّة.
__________
[1] إضافة على الأصل.
[2] في الأصل: «رمتا» ، والتصحيح من:
صلة الصلة لابن الزبير 90، وتكملة الصلة لابن الأبّار، رقم 1850، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة للمراكشي، كالسفر الخامس، ق 1/ 206، 217 رقم 409، وغاية النهاية 1/ 541 رقم 3217.
[3] في الأصل بياض، استدركته من المصادر.
[4] وقال ابن الجزري: مات في حدود الخمسين وخمسمائة. (غاية النهاية) .
[5] انظر عن (علي بن سليمان) في: الأنساب 7/ 366، 367 (الشقوري) و 9/ 278 (الفرغليطي) ، وتكملة الصلة لابن الأبّار، رقم 1851، ومعجم البلدان 4/ 254، والتقييد 407 رقم 541، واللباب 2/ 223، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة السفر 5 ق 1/ 217 رقم 444، والمعين في طبقات المحدّثين 161 رقم 1744، وسير أعلام النبلاء 20/ 187 رقم 122، وتذكرة الحفاظ 3/ 1306، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 7/ 224 رقم 922، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 433، والوافي بالوفيات 21/ 145 رقم 87، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 326، 327 رقم 292.
[6] الشّقّوري: بفتح الشين، وضم القاف. نسبة إلى شقورة: ناحية بقرطبة.
[7] ضبطها ابن السمعاني بالظاء المعجمة في الآخر. وضبطها ياقوت في (معجم البلدان) بالطاء المهملة. وهكذا وردت في الأصل والمصادر.(37/196)
وتفقّه عَلَى الإمام محمد بْن يحيى الغزّاليّ، وسمع مصنَّفات البَيْهقيّ، وغير ذَلكَ من: أَبِي عبد الله الهراويّ، وهبة اللَّه السَيّديّ أَبِي المظفَّر بْن القُشَيْريّ، وطائفة.
وكتب الكثير بخطّه.
وصحَب عبد الرحمن الأكّاف، الزّاهد.
وقدِم دمشقَ بعد الأربعين وخمسمائة، وفرح بقدومه الحافظ ابن عساكر، لأنّه أقدم معه جملة من مسموعاته الّتي اتّكل ابن عساكر في تحصيلها عَلَى المُرَاديّ، وحدَّث بدمشق «بالصّحيحين» .
قَالَ ابن السّمعانيّ: كنتُ آنَسُ بِهِ كثيرا، وكان أحد عُبّاد اللَّه الصّالحين، خرجنا جملة إلى نوقان لسماع «تفسير الثّعلبيّ» فلمحت منه أخلاقا وأحوالا قَلّ ما تجتمع في أحدٍ من الورِعين. وعلّقْت عَنْهُ.
وقال ابن عساكر: نُدِبَ للتّدريس بحماه، فمضى إليها، ثمّ نُدِب إلى التّدريس بحلب، فمضى ودرّس بها المذهب بمدرسة ابن العجميّ. وكان شيخا، صَلْبًا في السُّنَّة.
تُوُفّي بحلب في ذي الحجَّة، وقال لابن السّمعانيّ: مولدي قبل الخمسمائة بقريب.
روى عَنْهُ: القاسم بْن عساكر، وأبو القاسم بْن الحَرَسْتانيّ، وجماعة.
225- عليّ بْن عثمان بْن محمد بْن الهَيْصَم بْن أحمد بْن الهَيْصَم بْن طاهر [1] .
أبو رشيد الهَرَويّ، الهَيْصَميّ، الواعظ، الضّرير.
شيخ الكرّاميَّة ومقدّمهم، وإمامهم في البدعة.
كَانَ متوسّعا في العِلم، بارع الأدب.
سَمِعَ من: محمد بْن أَبِي مسعود الفارسيّ.
__________
[1] انظر عن (علي بن عثمان) في: التحبير 1/ 572- 574 رقم 559، والمشتبه في الرجال 2/ 546، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 73 أ.(37/197)
وعنه: السّمعانيّ [1] ، وقال: مات في ذي القعدة. ومولده سنة ستّين وأربعمائة.
226- عليّ بْن المفرّج بْن حاتم [2] .
أبو الحسن المقدسيّ، جدّ الحافظ عليّ بْن الفضل.
سَمِعَ من القاضي الرشيد المقدسيّ.
وفيها وُلد الحافظ المذكور.
227- عليّ بْن أَبِي بَكْر بْن الحسين بْن أَبِي مَعْشَر [3] .
أبو الحَسَن البَغَويّ، المقري، الصُّوفيّ.
سَمِعَ: محمد بْن عليّ بْن أَبِي صالح الدّبّاس، وهبة اللَّه الشّيرازيّ، ومحمد بْن أحمد بْن عبد الملك العبْدَريّ.
مات في شعبان عَنْ تسعين سنة.
228- عِياض بْن موسى بْن عِياض بْن عَمْرو بْن موسى بْن عِياض بْن محمد بْن موسى بْن عِياض [4] .
__________
[1] وقال: مقدّم الكرّامية وإمامهم، كان فاضلا غزير الفضل، كثير المحفوظ، جليل القدر، حسن النظم والنثر، سريع الإنشاد، له تصانيف كثيرة في الأصول والأدب والترسّل وغيرها ... كتبت عنه بهارة في النوبة الأولى، وسمعت منه الجزء الأول من حديث مصعب بن عبد الله الزبيري.
[2] لم أجده.
[3] لم أجده.
[4] انظر عن (عياض بن موسى) في: قلائد العقيان 255- 258، والصلة لابن بشكوال 2/ 453، 454 رقم 974، وتاريخ قضاة الأندلس للنباهي 101، وفهرسة ما رواه عن شيوخه لابن خير 474، 487، 497، 512، والخريدة (قسم الأندلس والمغرب) 2/ 173- 175، وبغية الملتمس للضبيّ 437 رقم 1269، وإنباه الرواة 2/ 363، 364، وتكملة الصلة لابن الأبار 694، والمعجم، له 294- 298 رقم 279، وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 43، 44، ووفيات الأعيان 3/ 483- 485، والمختصر في أخبار البشر 3/ 22، وملء العيبة للفهري 2/ 92، 190، 222، 331، 363، والمعين في طبقات المحدّثين 162 رقم 1745، والإعلام بوفيات الأعلام 223، وسير أعلام النبلاء 20/ 212- 218، رقم 136، ودول الإسلام 2/ 61، والعبر 4/ 222، 123، وتذكرة الحفاظ 4/ 1304- 1307، ومعجم الوادي آشي 211- 214، وتاريخ ابن الوردي 2/ 49، 50، وعيون التواريخ 12/ 433، 435، ومرآة الجنان 3/ 282، والبداية والنهاية 12/ 225، والإحاطة في أخبار غرناطة 4/ 222- 230، والديباج المذهب 2/ 46- 51، والوفيات لابن قنفذ 280 رقم 544، والنجوم الزاهرة 5/ 285، وتاريخ(37/198)
اليَحْصُبيّ، القاضي، أبو الفضل السّبْتيّ. أحد الأعلام.
وُلِد بسَبْتَة في النّصف من شعبان سنة ستّ وسبعين وأربعمائة. وأصله من الأندلس، ثمّ انتقل أحد أجداده إلى مدينة فاس، ثمّ من فاس إلى سَبْتَة.
أجاز له الحافظ أبو عليّ الغسّانيّ، وكان يمكنه لُقِيَّه، لكنّه إنّما رحل إلى الأندلس بعد موته، فأخذ عَنْ: القاضي أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن حَمْدين، وأبي الحسين سِرَاج بْن عبد الملك، وأبي محمد بْن عَتّاب، وهشام بْن أحمد، وأبي بحر بْن العاص، وطبقتهم.
وحمل الكثير عَنْ أَبِي عليّ بْن سُكَّرَة. وعُني بلقاء الشّيوخ والأخذ عَنْهُمْ.
وتفقَّه عَلَى الفقيه أَبِي عبد الله محمد بْن عيسى التّميميّ، القاضي، السَّبْتيّ، والقاضي أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الله المَسِيليّ.
وصنَّف التّصانيف المفيدة، واشتهر اسمُه، وسار عِلْمه.
قَالَ ابن بَشْكُوال [1] : هُوَ من أهل التّفنُّن في العِلْم، والذّكاء، والفَهْم، استُفتى بسَبْتَة مدَّةً طويلة، حُمِدت سيرتُه فيها، ثمّ نُقِل عَنْهَا إلى قضاء غَرْنَاطة، فلم يُطْل أمرُه بها. وقدِم علينا قُرْطُبَة، وأخذنا عَنْهُ.
وقال الفقيه محمد بْن حمادة السَّبْتيّ، رفيق القاضي عِياض فيه: جلس
__________
[ () ] الخميس 2/ 405، وتاريخ الخلفاء 442، وطبقات الحفاظ 480، ومفتاح السعادة لطاش كبرى زاده 2/ 149، وجذوة الاقتباس 277، وأزهار الرياض في أخبار القاضي عياض للمقري، ونفح الطيب، له 7/ 333- 335، وكشف الظنون 127، 158، 248، 395، 577، 1052، 1186، 1211، 1779، 1961، وشذرات الذهب 4/ 138، 139، وتاج العروس 1/ 216 (مادّة: حصب) ، وأجلى المساند 31، وروضات الجنات للخوانساري 506، 507، وهدية العارفين 1/ 805، وإيضاح المكنون 2/ 243، 244، وسلوة الأنفاس 1/ 51، وديوان الإسلام 3/ 272، 273 رقم 1418، وفهرس الفهارس 2/ 183- 189، ومعجم المطبوعات 1397، وشجرة النور الزكية 1/ 140، 141، والفهرس التمهيدي 386، وتاريخ الأدب العربيّ 6/ 266- 275، وتاريخ الفكر الأندلسي 283، وعلم التأريخ عند المسلمين 137، 410، 537، 560، 575، 605، 612، 633، 17، والأعلام 5/ 99، ومعجم المؤلّفين 8/ 16، والرسالة المستطرفة 106، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 137 رقم 1048 و 262 رقم 398.
وانظر مقدّمة كتابه «الغنية» ففيه مصادر أخرى لترجمته، و «ترتيب المدارك» ، وغيره.
[1] في الصلة 2/ 453.(37/199)
للمناظرة وله نحوٌ من ثمانٍ وعشرين سنة، وولي القضاء وله خمسٌ وثلاثون سنة، فسار بأحسن سيرة، كَانَ هيِّنًا من غير ضَعْف، صَليبًا في الحقّ. تفقّه عَلَى أَبِي عبد الله التّميميّ، وصحِب أبا إسحاق بْن جعفر الفقيه.
ولم يكن أحد بسَبْتَة في عصرٍ من الأعصار أكثر تواليف من تواليفه، لَهُ كتاب «الشِّفا في شرف المُصْطَفَى» [1] وكتاب «ترتيب المَدَارِك وتقريب المسالك في ذِكْر فُقَهاء مذهب مالك» [2] ، وكتاب «العقيدة» ، وكتاب «شرح حديث أمّ زرع» [3] ، وكتاب «جامع التّاريخ» الّذي أربى على جميع المؤلّفات، جَمَعَ فيه أخبار ملوك الأندلس، وسَبْتَة، والمغرب، من دخول الإسلام إليها، واستوعب فيه أخبار ملوك الأندلس وسَبْتَةَ وعُلمائها. وكتاب «مَشَارق الأنوار في اقتفاء صحيح الآثار الموطّأ والبخاريّ ومسلم» [4] .
قَالَ: وحاز من الرئاسة في بلده ومن الرِّفْعة ما لم يصِل إِلَيْهِ أحدٌ قطُّ من أهل بلده، وما زاده ذَلكَ إلّا تواضعا وخشية للَّه تعالى.
وله من المؤلّفات الصّغار أشياءُ لم نذكرها.
وقال القاضي ابن خَلِّكان [5] : هُوَ إمام في الحديث في وقته، وأعرف النّاس بعلومه، وبالنَّحْو، واللّغة، وكلام العرب، وأيّامهم، وأنسابهم. ومن تصانيفه كتاب «الإكمال في شرح مسلم» ، كمّل به كتاب «المعلّم» للمازريّ.
ومنها: «مشارق الأنوار» في تفسير غريب الحديث، يعني الكتاب المذكور آنفا، وكتاب «التّنبيهات» فيه فوائد وغرائب. وكلّ تواليفه بديعة.
__________
[1] مجلّد. وهو مطبوع عدّة طبعات، آخرها بتحقيق جمال السيروان وزملاؤه، نشرتها مكتبة الفارابيّ 1972.
[2] مطبوع في 4 أجزاء، بتحقيق الدكتور أحمد بكير محمود، ونشرته دار مكتبة الفكر في ليبيا ودار مكتبة الحياة في بيروت 1965.
[3] واسمه الكامل: «بغية الرائد فيما في حديث أم زرع من الفوائد» ، حقّقه صلاح الدين الإدلبي، ومحمد الشرقاوي، ومحمد الحسن أجانف. وطبع في المغرب 1975.
[4] طبع في جزءين بمجلّد واحد، ونشرته المكتبة العتيقة ودار التراث سنة 1333 هـ. بعنوان:
«مشارق الأنوار على صحاح الآثار» .
[5] في وفيات الأعيان 3/ 483.(37/200)
لَهُ شِعْرٌ حَسَن، فمنه ما رواه عَنْهُ أبو عبد الله محمد بْن عِياض قاضي دانية:
انظُرْ إلى الزَّرْع وخَامَاتِهِ ... تحكي وقد ماسَتْ أمام الرِّياحْ
كتيبة خضراء مهزُومةً ... شقائقُ النّعْمانِ فيها جِراحْ [1]
وقال ابن بَشْكُوال: [2] تُوُفّي بمَرّاكُش مُغَرِّبًا عَنْ وطنه في وسط سنة أربع [3] .
وقال ابنه محمد في ليلة الجمعة نصف اللّيل، التّاسعة جُمَادى الآخرة، ودُفن بمَرّاكُش.
وتُوُفّي ابنُه في سنة خمسٍ وسبعين.
وشيوخ عِياض يقاربون المائة [4] .
وقد روى عَنْهُ خلْقٌ كثير، منهم: عبد الله بن محمد الأشيري [5] ، وأبو جعفر بْن القَصِير الغَرْناطيّ، وأبو القاسم خَلَف بْن بَشْكُوَال، وأبو محمد بْن عُبَيْد اللَّه، ومحمد بْن الحسن الجابريّ.
229- عيسى بْن هبة اللَّه بْن هبة اللَّه بْن عيسى [6] .
أبو عبد الله بْن البغداديّ، النّقّاش.
ظريف، كيِّس، خفيف الرُّوح، صاحب نوادر وشِعْر رقيق، وحكايات موثّقة.
__________
[1] وفيات الأعيان 3/ 484، وتذكرة الحفاظ 4/ 1306، سير أعلام النبلاء 20/ 216، عيون التواريخ 12/ 434، والديباج المذهب 2/ 50، 51، النجوم الزاهرة 5/ 286، وشذرات الذهب 4/ 134.
[2] في الصلة 2/ 454.
[3] علّق محقّقا سير أعلام النبلاء 20/ 217 بالحاشية (4) على ذلك بالقول: «أي: وخمسمائة» .
وقد أوضح ابن بشكوال أنه توفي سنة أربع وأربعين وخمسمائة» .
[4] راجع شيوخه في كتابه «الغنية» بتحقيق ماهر زهير جرار، طبعة دار الغرب الإسلامي، بيروت 1402 هـ. / 1982 م.
[5] الأشيري: بكسر ثانية، وياء ساكنة، وراء. نسبة إلى أشير: مدينة في جبال البربر بالمغرب في طرف إفريقية الغربي مقابل بجاية في البر. (معجم البلدان 1/ 202) .
[6] انظر عن (عيسى بن هبة الله) في: المنتظم 10/ 141 رقم 213 (18/ 75 رقم 4162) .
والكامل في التاريخ 11/ 147، وفوات الوفيات 2/ 236، وعيون التواريخ 12/ 435، والبداية والنهاية 12/ 227.(37/201)
قد رَأَى النّاس، وعاشر الظُّرفاء، وطال [1] عمره، وسار ذكره.
ولد سنة سبع وخمسين وأربعمائة.
وسمع: أبا القاسم بْن البُسْريّ، وأبا الحسن الأنباريّ، الخطيب.
قَالَ ابن السّمعانيّ: كتبتُ عَنْهُ بجهد، فإنّه كان يَقُولُ: ما أَنَا أهلٌ للتّحديث. وعلّقت عَلَيْهِ من شِعْره.
وقال ابن الْجَوزيّ: [2] كَانَ يحضر مجلسي كثيرا، وكتبت إِلَيْهِ يوما برُقْعةٍ، خاطبته فيها بنوع احترام، فكتب إليّ:
قد زِدْتَني في الخطب حتّى ... خشيتُ نَقْصًا من الزّيادة
فاجعلْ خطابي خطابَ مثلي ... ولا تغيّر عليَّ عادة [3]
ومن شعره:
إذا وجد الشّيخ من [4] نفسه ... نشاطا فذلك موتٌ خَفِي
أَلَسْتَ تَرى أنّ ضوءَ السِّراجِ ... لَهُ لَهَبٌ قبل أن يَنْطفي؟ [5]
قلت: روى عَنْهُ أبو اليُمْن الكِنْديّ كتاب «الكامل» للمبرّد، وغير ذَلكَ.
وتُوُفّي في جمادى الآخرة.
وهبة الله مرّتين، وعليها صحّ بخطّ الحافظ الضّياء.
- حرف الغين-
230- غازي بْن زنكيّ بن آقسنقر التّركيّ [6] .
__________
[1] في الأصل: «وقال» .
[2] في المنتظم 10/ 141 (18/ 75) .
[3] البيتان في: المنتظم، والكامل في التاريخ 11/ 147، وعيون التواريخ 12/ 435، وفوات الوفيات 2/ 236، والبداية والنهاية 12/ 227.
[4] في المنتظم: «في» .
[5] المنتظم، عيون التواريخ.
[6] انظر عن (غازي بن زنكي) في: ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 306، 307، والتاريخ الباهر 92- 94، والكامل في التاريخ 11/ 138، وكتاب الروضتين 1/ 167- 270 وديوان ابن منير (جمعنا) 219، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 207، وتاريخ الزمان، له 165، 166، والأغلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 55، 78، 133، 168، 222، 223، وتاريخ دولة آل سلجوق(37/202)
السّلطان، سيف الدّين بْن الأتابَك عماد الدّين، صاحب المَوْصِل.
لمّا قُتِلَ والدُه أتابَك عَلَى قلعة جعبر اقتسم والداه مملكته، فأخذ غازي المَوْصل وبلادَها، وأخذ نور الدّين محمود حلب ونواحيها. وكان مَعَ أتابَك عَلَى جَعْبَر ألْب رسلان بْن السّلطان محمود السَّلْجوق، وهو السّلطان، وأتابَكه هُوَ زنْكي، فاجتمع الأكابر والدّولة، وفيهم الوزير جمال الدين محمد الأصبهانيّ المعروف بالجواد، والقاضي كمال الدّين الشَّهْرُزُوريّ ومَشَيا إلى مخيّم السّلطان ألْب رسلان، وقالوا: كَانَ عماد الدّين، رحمه اللَّه، غلامك، والبلاء لك، وطمّنوه بهذا الكلام. ثمّ إنّ العسكر افترق، فطائفة توجّهت إلى الشّام مَعَ نور الدّين، وطائفة سارت مَعَ ألْب رسلان، وعساكر الموصل وديار ربيعة إلى المَوْصِل. فلمّا انتهوا إلى سَنْجار، تخيّل ألْب رسلان منهم الغدْرَ فتركهم وهرب، فلحِقوه، وردّوه، فلمّا وصل إلى المَوْصِل، أتاهم سيف الدّين غازي، وكان مقيما بشَهْرُزُور، وهي إقطاعه. ثمّ إنّه وثب عَلَى ألْب رسلان، وقبض عَلَيْهِ، وتملّك المَوْصِل [1] .
وكان مُنْطَوِيًا عَلَى خيرٍ وديانةٍ، يحبّ الْعِلْمَ وأهله، وفيه كَرَم، وشجاعة، وإقدام.
وبنى بالمَوْصِل مدرسة [2] .
ولم تَطُلْ مدّته حتّى تُوُفّي في جُمادى الآخرة، وقد جاوز الأربعين. وتملّك بعده أخوه قطب الدّين مودود.
__________
[207،) ] ومفرّج الكروب 1/ 116، وبغية الطلب (التراجم الخاصة بتاريخ السلاجقة) 269، 279، 280، 292، 377، 383، 384، ووفيات الأعيان 4/ 3، 4، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 123، 124، والمختصر في أخبار البشر 3/ 21، ونهاية الأرب 27/ 151، والعبر 4/ 123، ودول الإسلام 2/ 60، وسير أعلام النبلاء 20/ 192، 193، رقم 124، وتاريخ ابن الوردي 2/ 48، وعيون التواريخ 12/ 435- 437، ومرآة الجنان 3/ 283، 284، والدرّة المضيّة 555، والبداية والنهاية 12/ 227، وتاريخ ابن خلدون 5/ 238- 240، والكواكب الدرّية 131، والنجوم الزاهرة 5/ 286، واللمعات البرقية في النكت التاريخية لابن طولون 12، وتاريخ ابن سباط (بتحقيقنا) 1/ 90، وشذرات الذهب 4/ 139، وأخبار الدول (الطبعة الجديدة) 2/ 174، 474.
[1] الكامل في التاريخ 11/ 112، 113، وفيات الأعيان 4/ 3، 4.
[2] سيأتي القول فيها.(37/203)
وخلّف ولدا صبيّا، فانتشا، وتزوَّج ببنت عمّه قُطْب الدّين، ومات شابّا ولم يُعْقِب.
وكان غازي مليح الصّورة، حَسَن الشَّكْل، وافر، الهَيْبَة، وكان يمدّ السِّماط غَداءً وعَشاءً. ففي بكرةٍ يذبح نحو المائة رأس. وهو أوّل من حُمِل فوق رأسه السَّنْجَقُ في الإقامة، وأوّل من أمر الأجناد أن يركِّبوا السّيفَ في أوساطهم، والدبّوس تحت رُكَبِهم [1] .
ومدرسته من أحسن المدارس، وَقَفَها عَلَى الشّافعيَّة والحنفيَّة [2] .
وبنى أيضا رِباطًا للصُّوفيَّة. وقد وصل الحيض بيص [3] بألف دينار، سوى الخلع على قصديته الرّائيَّة [4] . قاله ابن الأثير [5] .
- حرف الميم-
231- مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد [6] .
أبو عبد الله المقرئ، الورّاق.
إمام جامع هَرَاة.
سَمِعَ: أبا إسماعيل الأنصاريّ، وعبد الأعلى [7] بْن المليحيّ. وكان صالحا، عفيفا.
مات في رجب عن اثنتين وسبعين سنة [8] .
__________
[1] الكامل 11/ 138، كتاب الروضتين 1/ 65، البداية والنهاية 12/ 227.
[2] الكامل 11/ 138، 139، كتاب الروضتين 1/ 65.
[3] هو شهاب الدين أبو الفوارس سعد بْن مُحَمَّد بْن سعد بْن صَيْفي التميمي الشاعر المشهور بحيص وبيص. توفي سنة 574 هـ.
[4] التي أولها:
إلام يراك المجد في زيّ شاعر ... وقد نحلت شوقا فروع المنابر
وهي في ديوانه 2/ 316 بتحقيق مكي السيد جاسم وشاكر هادي شكر.
[5] في التاريخ الباهر 93، والكامل 11/ 139.
[6] انظر عن (محمد بن أبي بكر) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 202 أ، والتحبير 2/ 80 رقم 683.
[7] في الأصل: «عبد الأعلا» .
[8] وقال ابن السمعاني: كان شيخًا صالحًا، عفيفًا، سديد السيرة.. كتبت عنه بهراة.(37/204)
232- محمد بْن جعفر بْن عبد الرحمن بْن صافي [1] .
أبو بَكْر، وأبو عبد الله اللَّخْميّ، القُرْطُبيّ.
أصله جيّانيّ.
أخذ القراءات عَنْ: أَبِي محمد عبد الرحمن بْن شعيب، وخازم [2] بْن محمد.
وروى عَنْ: أَبِي مروان بْن سِراج، وأبي محمد بْن عَتّاب.
وتصدَّر للإقراء بقُرْطُبَة، وأقرأ النّاس بغَرْنَاطَة أيضا وبَلَنْسِية.
وكان صالحا، زاهدا.
تُوُفّي بوَهْران وقد قارب الثّمانين. قاله الأَبَّار.
233- محمد بْن سليمان بْن الحسن بْن عَمْرو [3] .
أبو عُبَيْد اللَّه، الإمام الفُنْدِينيّ [4] ، المَرْوَزِيّ، وفُنْدِين: من قرى مَرْو.
قَالَ ابن السّمعانيّ: كَانَ فقيها، زاهدا، ورِعًا، عابداً، متهجّدا، تارِكًا للتكلُّف.
تفقّه على الإمام عبد الرحمن الرّزّاز، وسمع منه، ومن: أَبِي بَكْر محمد بْن عليّ بْن حامد الشّاشيّ، وأبي المظفّر السّمعانيّ.
وولد سنة اثنتين وستّين وأربعمائة.
تُوُفّي في العشرين من المحرَّم بفندين.
روى عنه: عبد الرحمن السّمعانيّ.
234- مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن عبد الرحمن بن العاص [5] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن جعفر) في: غاية النهاية 2/ 109 رقم 2891.
[2] تحرّف في غاية النهاية إلى «حازم» بالحاء المهملة.
[3] انظر عن (محمد بن سليمان) في: التحبير 2/ 133، 134، رقم 768، ومعجم البلدان 4/ 278، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 70، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 277، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 74 ب.
[4] الفنديني: بضم الفاء وسكون النون وكسر الدال المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى فندين وهي قرية قديمة بمرو على خمسة فراسخ. (الأنساب 9/ 336) .
[5] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن بن أحمد) في: بغية الوعاة 1/ 153 رقم 256.(37/205)
أبو عبد الله بْن أَبِي زيد الفَهْميّ، القرطبيّ، ثمّ المريّيّ.
روى عَنْ: أَبِي الوليد العُتْبيّ، وأبي تميم بْن بقيَّة، وجماعة.
وأجاز لَهُ خازم بْن محمد.
وكان عالما بالنَّحْو، منتصبا لإقرائه، مشارِكًا في الأصول والكلام، مَعَ فضلٍ وعبادة.
روى عَنْهُ: ابن بَشْكُوال، وابن رزق، وابن حُبَيْش [1] ، وغيرهم. وكان حيّا يُرزَق في هذا العام [2] . ترجَمَه الأبّار.
235- محمد بْن عبد الرحمن بْن عليّ [3] .
الحافظ أبو عبد الله النّميريّ، الغرناطيّ.
كتب عَنْ أَبِي محمد بْن عَتّاب، وطبقته.
قَالَ ابن بشكوال: هو صاحبنا، أخذ عَنْ جماعة من شيوخنا، وكان من أهل العناية الكاملة بتنفيذ العِلْم والسُّنن، جامعا لها، ثقة ثَبْتًا، عالما بالحديث والرجال.
تُوُفّي بغَرْناطَة رحمه اللَّه.
236- مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر [4] .
أبو الفضل المغازليّ، التّاجر، المعروف بالصّائن، الأصبهانيّ.
سَمِعَ: ابن ماجة الأَبْهَريّ، وأبا منصور بن شكرويه، وسليمان بن إبراهيم، ورزق اللَّه، وغيرهم.
وكان شيخا صالحا، ملازما للجماعات، صائنا، مشتغلا بالتّجارة.
ورد بغداد مَعَ خاله أَبِي سهل بْن سعدوَيْه.
ووُلِد في سنة ثمان وستّين وأربعمائة.
__________
[1] سمع عليه ولم يجز له.
[2] في البغية: مات بعد الثلاثين وخمسمائة.
[3] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن بن علي) في: الصلاة لابن بشكوال 2/ 591، 592 رقم 1299.
[4] انظر عن (محمد بن عبد الواحد) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 222 ب، والتحبير 2/ 163- 165 رقم 795.(37/206)
روى عنه: ابن السمعاني، وابنه عبد الرحيم، وجماعة.
فَمِنْ حَدِيثِهِ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ، أَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ إجازة، أنا أبو الفضل محمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاهِلِيُّ إِمْلاءً، أَنَا أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ الْهَاشِمِيُّ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا أَبُو مُسْهِرٍ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ: يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فَلا تَظَالَمُوا. يَا عِبَادِي إِنَّكُمُ الَّذِينَ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا الَّذِي أَغْفِرُ الذُّنُوبَ وَلا أُبَالِي، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلا مَنْ أَطْعَمْتُ، فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ. يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ، إِلَّا مَنْ كَسَوْتُ، فَاسْتَكْسُونِي أَكْسِكُمْ. يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ مِنْكُمْ لَمْ يَنْتَقِصْ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي. يَا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ مِنْكُمْ لَمْ يَزِدْ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا. يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمُ اجْتَمَعُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي،: فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ منهم منا سَأَلَ، لَمْ يَنْتَقِصْ ذَلِكَ مِنِّي شَيْئًا، إِلا كَمَا يَنْتَقِصُ الْبَحْرَ أَنْ يُغْمَسَ فِيهِ الْمَخِيطُ غَمْسَةً وَاحِدَةً. يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أَحْفَظُهَا عَلَيْكُمْ، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلا يَلُومَنَّ إِلا نَفْسَهُ» . قَالَ سَعِيدٌ: كَانَ أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيُّ إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ.
قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: لَيْسَ لأَهْلِ الشَّامِ حَدِيثًا أشرف من حديث أبي ذرّ. م [1] عَنِ الصَّغَانِيِّ، فَوَافَقَنَاهُ بِعُلُوٍّ.
تُوُفّي المغازليّ بنَيْسابور في العشرين من جمادى الأولى [2] .
__________
[1] أخرجه مسلم في البرّ والصلة والآداب (2577) باب تحريم الظلم.
[2] وقال ابن السمعاني: شيخ صالح ساكن وقور، مشتغل بما يعنيه من المحافظة على الجمعة والجماعات ومجالس الخير والكسب من التجارة، وكان يسافر إلى خراسان بالتجارة ... لقيته(37/207)
237- محمد بْن عليّ بْن الحَسَن [1] .
أبو بَكْر الكَرَجيّ [2] .
رحل فسمع بأصبهان من: أَبِي عليّ الحدّاد، وغانم البُرْجيّ.
وبهَرَاة من: عيسى بْن شُعَيب السِّجْزيّ، والمختار بْن عبد الحميد، وأبي عطيَّة جابر بْن عبد الله الأنصاريّ، وطائفة.
وكتب الكثير، وقدِم بغداد فسمع منه: أبو سَعْد السَّمْعانيّ، وعبد الخالق بْن أسد الحنفيّ.
وكان صالحا، عفيفا، متودِّدًا.
تُوفّي في رمضان ببُوشَنْج عَنْ ستّين سنة.
238- محمد بْن عليّ بْن حدّانيّ [3] .
أبو بَكْر الباقِلّانيّ.
سَمِعَ: أبا نصر الزَّيْنبيّ.
وعنه: يوسف بْن كامل.
عاش نيِّفًا وثمانين سنة.
239- محمد بْن محمد بْن أحمد بن القاسم [4] .
__________
[ () ] أولًا بنيسابور، وكتبت عنه مجلسا من إملاء أبي منصور بن شكرويه، وخرجنا من نيسابور إلى أصبهان صحبة واحدة فقرأت عليه بسمنان، وخوار الري، وقاشان. ولما دخلت أصبهان كان ابن خاله عبيد الله بن سعدويه يحمل أجزاء من سماعاته وفيها سماع أبي الفضل المغازلي، فكنت أقرأها عليهما. ومن جملة ما قرأت عليهما: كتاب «تاريخ أصبهان» لأبي بكر بن مردويه، بروايتهما عن أبي الخير بن ررا، عنه. وجزء لوين، والأخير من حديث أبي بكر النيسابورىّ، وأجزاء كثيرة. ثم قدم علينا مرو تاجرا سنة إحدى وأربعين، وأعدت ما كنت قرأت عليه بأصبهان من الأجزاء. وسمعت ولدي عنه، إلّا «تاريخ» أبي بكر بن مردويه، وخرج من عندنا إلى نيسابور، وخرجت إلى نيسابور سنة أربع وأربعين، وكان بها إلى أن توفي.
[1] انظر عن (محمد بن علي الكرجي) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.
[2] الكرجي: بفتح الكاف والراء والجيم في آخرها. هذه النسبة إلى الكرج، وهي بلدة من بلاد الجبل، بين أصبهان وهمذان. (الأنساب 10/ 379) .
[3] لم أجده.
[4] انظر عن (محمد بن محمد الرسولي) في: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 97.(37/208)
أبو السّعادات بْن الرّسوليّ، البغداديّ، الفقيه.
تفقّه عَلَى إِلْكِيا الهَرَّاسيّ. وله شِعْر وفضيلة.
وسمع من: جعفر السّرّاج، وابن نُباتة.
لكنه كَانَ كثير الكلام، يقع في النّاس.
توفّي بأسفرايين غريبا.
240- محمد بْن محمد بْن خليفة [1] .
أبو سعيد الصّوفيّ. [2] حدَّث عَنْ: أَبِي عبد الرحمن طاهر الشّحّاميّ.
وكان فقيها، واعظا، كثير المحفوظ.
روى عَنْهُ المؤيَّد الطُّوسيّ في أربعيّة.
241- محمد بْن محمد بْن خليفة [3] .
اسم خليفة: منصور بْن دُوَسْت، من أهل نَيْسابور.
حدَّث أيضا عَنْ: أَبِي بَكْر بْن خَلَف، وأحمد بْن سهل السّرّاج. وأملى مجالس. قاله السّمعانيّ وأخذ عَنْهُ.
ثمّ قَالَ: مات في جُمادَى الأولى.
242- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن هبة اللَّه بْن الطّيّب [4] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن محمد بن خليفة الصوفي) في: التحبير 2/ 220، 221 رقم 864، ومخلص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 75 أ.
[2] وقال ابن السمعاني: هكذا قرأت نسبه في الإجازة القديمة لي، كان مقرئا، فقيها، واعظا، صوفيا، ظريفا.. سمعت منه في الرحلة الأولى، ثم لما رجعت من العراق صادفته وهو يملي، فاستعرت من بعض أصحاب الحديث جزءا من أماليه فقرأت عليه أحاديث عالية ونازلة كافّة، ما كان يعرف شرط التحديث. وقدم علينا مرو بعد رجوعي من نيسابور، وعقد المجلس في موضعي فأحسن وأبكي الحاضرين. وسمعت أن أبا حامد الغزالي كان يقول: من أراد أن ينظر إلى صورة التصوّف فلينظر إلى أبي سعيد بن خليفة.
وكانت ولادته في ذي الحجة سنة ثمان وستين وأربعمائة بنيسابور.
وتوفي ليلة الجمعة السادس عشر من جمادى الآخرة سنة أربع وأربعين وخمسمائة، سقط من جمل في طريق سمنقان ومات فحمل إلى سمنقان.
[3] انظر عن (محمد بن محمد بن خليفة) في: معجم الشيوخ لابن السمعاني.
[4] لم أجده.(37/209)
أبو الفتح الكاتب.
سَمِعَ: عبد الواحد بْن فهد العلّاف.
وعنه: مكّيّ بْن الفرّاء.
مات مجذوما، رحمه اللَّه.
243- مُحَمَّد بْن مسعود بْن عَبْد الله بْن مسعود [1] .
أبو بَكْر بْن أبي ركب الخشنيّ، الجنّاويّ، المقرئ، النَّحْويّ، العلّامة.
أخذ القراءات عَنْ: أَبِي القاسم بْن موسى، وأبي الحسن بْن شفيع، وجماعة.
وأخذ العربيَّة والآداب عَنْ: ابن أَبِي العافية، وابن الأخضر، وابن الأبرش.
وروى عَنْ: أَبِي الحسن بْن سِرَاج، وأبي عليّ بْن سُكَّرة، وابن عَتّاب، وجماعة.
قال الأبّار: تقدّم في صناعة العربيّة، وتصدّر لإقرائها، وولي بأخرة خطابة غرناطة. وكان من جلّة النّحاة وأئمّتهم. شرح «كتاب» سيبويه، ولم يتمّه،. وكان حافظا للغريب واللّغة، متصرّفا في فنون الأدب مع الجدّ والصّلاح، وله شعر.
توفّي في نصف ربيع الأوّل عَنْ خمسٍ وستّين سنة.
أخذ عَنْهُ: أبو عبد الله بْن حُمَيْد، وابنه أبو ذَرّ الخُشَنيّ.
244- المبارك بْن عبد الوهّاب بْن محمد بْن منصور بْن زُرَيْق [2] .
القزّاز، الشَّيْبانيّ، البغداديّ، أبو غالب المُسَدِّيّ [3] .
قَالَ ابن السّمعانيّ: شيخ صالح.
سَمِعَ الكثير، وحصّل بعض الأصول.
سَمِعَ: رزق اللَّه التّميميّ، وطِرادًا الزّينبيّ، وأبا طاهر الباقلّانيّ، وغيرهم.
__________
[1] انظر عن (محمد بن مسعود) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
[2] انظر عن (المبارك بن عبد الوهاب) في: الأنساب 11/ 305، واللباب 3/ 209.
[3] المسدي: بضم الميم، وفتح السين المهملة، وكسر الدال المهملة المشدّدة. هذه النسبة إنما تقال لمن يعمل السداد ببغداد للثياب السقلاطونية.(37/210)
وكان حريصا على التّحديث. واتّفق أنّ أبا البقاء بْن طَبَرْزَد أخرج سماعه في جزء ابن كرامة، عَن التّميميّ، وسمَّع لَهُ بخطّه، وقرأ عَلَيْهِ، فطُولب بالأصل، فتعلَّل وامتنع، فشنَّع الطَّلَبة عَلَى أَبِي البقاء، وظهر أمره. ثمّ بعد ذَلكَ أخرج أبو القاسم بْن السَّمَرْقَنديّ سماعه بخطّ من يوثَق بِهِ والطّبعة الّذين سمّع أبو البقاء معهم جماعةُ مَجَاهيل لا يُعْرَفون، ففرح أبو البقاء حيث وجد سماعه، فقلت لَهُ: لا تفرح، فإنَّ الآن ظهر أنّ التّسميع الأوّل كَانَ باطلا حيث ما وجد الأُصول. واتَّفق أنّ الشّيخ أقرّ أنّ الجزء كَانَ لَهُ، وأنّ أبا البقاء أخذه، ونقل له فيه.
وتوفّي في شعبان.
245- مُحلَّى بْن الفضل بْن حَسَن [1] .
أبو الفَرَج الحمصيّ، المَوْصِليّ، التّاجر، السّفّار.
سكن بنَيْسابور مدَّةً، وحدَّث عَنْ: أَبِي عليّ نصر اللَّه الخُشْناميّ، وغيره.
تُوُفّي بمَرْو.
246- مُلَيْكة، وقيل ملكة، بِنْت أَبِي الحسن بْن أَبِي محمد [2] .
النّيسابوريّة.
امرأة صالحة، ثقة، مستندة.
سمع نصف جزء من مُسْنَد السَّرَّاج من الفضل بن عبد الله بن المحبّ.
ومات في ثامن جُمادى الآخرة، ولها نيّفٌ وثمانون سنة.
روى عَنْهَا عبد الرحيم بْن السّمعانيّ، وأبوه.
وقع لنا مِن روايتها.
247- منصور بْن عليّ بْن عبد الرحمن [3] .
أبو سعد الحجريّ، البوشنجيّ.
__________
[1] لم أجده.
[2] لم أجدها.
[3] انظر عن (منصور بن علي) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 266 أ، والتحبير 2/ 315 رقم 1013.(37/211)
إمام ورِع، صالح [1] .
روى عَنْ: عبد الرحمن بْن عفيف كلار، وأحمد بْن محمد العاصميّ.
وتُوُفّي في سلْخ ذي القعدة [2] .
248- موسى الطّواشيّ [3] .
أبو السّداد الحَبَشيّ، الخَصِيّ [4] ، مولى الوزير نظام المُلْك.
ذكره ابن النّجّار في «تاريخه» فقال: سَمِعَ أبا نصر الزَّيْنبيّ. وبمصر:
القاضي أبا الحسن الخِلَعيّ.
وسكن بغداد برِباط الزَّوْزَنيّ.
روى عَنْهُ: أبو طاهر السِّلَفيّ، ومحمد بْن عسير.
وبقي حتّى سَمِعَ منه: أبو محمد بْن الخشّاب في سنة أربع وأربعين وخمسمائة. قلت: لم يذكره السّمعانيّ في «الذَّيْلِ» ، وأخشى لا يكون وقع غلط في بقائه إلى هذه السّنة، فيُراجع الأصل.
- حرف النون-
249- نصر بْن أحمد بْن نظام الملك الوزير أَبِي عليّ الحسن بْن إسحاق [5] .
الأمير أبو الفضل ابن أخي المسمّى باسم أبيه، من أهل الطّابران.
قَالَ السّمعانيّ: كَانَ شيخا كثير الصَّدقة، جوادا، من بيت وزارة. رأيته بطوس وقد قعد بِهِ الدّهر، ولازم بيته. كتبتُ عَنْهُ.
__________
[1] وقال ابن السمعاني: من بيت الحديث وأهله، كان إماما فاضلا، صالحا، عفيفا، ورعا، كثير الخير، جميل الأمر.
[2] في التحبير: «مات سنة أربعين وخمسمائة» .
[3] ترجمة (مواشى الطواشي) في الجزء الّذي لم يصلنا من: ذيل تاريخ بغداد لابن النجار.
والطواشي هو الخادم.
[4] الخصيّ: بفتح الخاء المعجمة، وفي آخرها الصاد المهملة والياء. هذا الاسم لجماعة من الخدّام الخصيان. (الأنساب 5/ 137) .
[5] انظر عن (نصر بن أحمد) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 274 أ، والتحبير 2/ 342، 343 رقم 1054.(37/212)
سَمِعَ: أبا إسحاق الشّيرازيّ، الفقيه لمّا قدِم نَيْسابور، وشيروَيْه، بْن شهردار بهَمَذَان.
ودخل بغداد حاجّا بعد الخمسمائة.
وقال لي: ولدت سنة ستّ وستّين وأربعمائة بطُوس، وبها تُوُفّي في حادي عشر رمضان.
قلت: لم ينبّه السّمعانيّ عَلَى أنّه ابن أخي أحمد المذكور في هذه السّنة.
والظّاهر أنّه أسنّ من ابن عمّه.
وقد روى عَنْهُ أبو المظفَّر عبد الرحيم السّمعانيّ.
250- نصر بْن الحَسَن بْن إبراهيم بْن نوح [1] .
أبو الفُتَوح النَّيْسابوريّ، الغَضَائِريّ [2] ، المقرئ.
وُلِد سنة بضْعٍ وستّين وأربعمائة.
وسمع من: فاطمة بِنْت أَبِي عليّ الدّقّاق، والسّيّد ظَفَر ابن الدّاعيّ العَلَويّ، والحسن بْن أحمد السَّمَرْقَنْديّ، وغيرهم.
ومن شيوخه أيضا: طاهر بن سعيد الميهنيّ، وأبو تراب المراغيّ.
سكن مِيهَنَة مدَّةً، ثمّ سكن نَسَا.
قَالَ ابن السّمعانيّ: مقريء فاضل، حَسَن التّلاوة كثير العبادة والخير والنّظافة، مبالغ في الطّهارة. كان يضع الطّرق للأ [لحان] [3] الرّقيقة. وأكثر المسمَّعين بخُراسان غلمانه. يعني كَانَ يعرف الموسيقى.
سَمِعَ منه: عبد الرحيم بْن السّمعانيّ في هذه السّنة.
251- نظر [4] .
__________
[1] انظر عن (نصر بن الحسن) في: الأنساب 9/ 156 وفيه: «نصر بن الحسين» .
[2] الغضائري: بفتح الغين والضاد المعجمتين والياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى الغضارة وهو إنا يؤكل فيه الطعام.
[3] في الأصل بياض، وما بين الحاصرتين استدركته من (الأنساب) .
[4] انظر عن (نظر) في: المنتظم 10/ 141، 142 رقم 214 (18/ 76 رقم 4163) ، والكامل في التاريخ 11/ 146، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 205، وعيون التواريخ 12/ 437، والبداية والنهاية 12/ 228 وفيه تصحّف إلى «قطز» .(37/213)
الأمير أبو الحسن الكماليّ، الجيوشيّ.
حجّ نيِّفًا وعشرين مرَّة أميرا عَلَى الركْب العراقيّ.
وكان مشكورا، كثير الخير، مَهِيبًا.
سَمِعَ: ابن طلحة النّعاليّ، وابن البَطِر.
روى عَنْهُ: أحمد بْن الحسن العاقوليّ.
وتُوُفّي رحمه اللَّه في ذي القعدة.
- حرف الهاء-
252- هبة اللَّه بْن القاسم بْن مَنْصُور [1] .
أبو الوفاء البغداديّ، البُنْدار.
شيخ مستور، مُسِنّ.
روى عَنْ: طِراد الزَّيْنَبيّ، وأبي سعد بن خشيش.
توفّي في رجب.
__________
[1] لم أجده.(37/214)
سنة خمس وأربعين وخمسمائة
- حرف الألف-
253- أحمد بْن إبراهيم بْن محمد [1] .
أبو العبّاس الأصبهانيّ، المعروف بصلاح.
حجّ نُوَبًا، وجاور مُدَّة. وكان كثير العبادة والخير.
أثنى عَلَيْهِ ابن السّمعانيّ، وقال: سَمِعَ بقراءتي كثيرا، وكتبتُ عَنْهُ شِعرًا.
أغارت العرب عَلَى الحُجّاج في أوائل المحرَّم، فهلك جماعة، منهم صلاح هذا.
254- أحمد بْن عَلِيّ بْن عَبْد العزيز بْن عَلِيّ [2] .
أبو نصر ابن الصُّوفيّ.
روى عَنْ جدّه أَبِي بَكْر بْن النّجّار مجلسا بروايته، عَنْ أَبِي عليّ بْن المُذْهِب.
وعاش ستّين سنة.
255- إبراهيم بْن سهل بْن إبراهيم بْن أَبِي القاسم [3] .
أبو إسحاق المسجديّ، السُّبْعيّ [4] .
نَيْسابوريّ صالح. سمّعه أَبُوهُ من أَبِي الحسن المَدِينيّ المؤذّن، وطائفة.
توفّي في رابع جمادى الأولى [5] .
__________
[1] لم أجده.
[2] لم أجده.
[3] انظر عن (إبراهيم بن سهل) في: الأنساب 7/ 32.
[4] السّبعي: بضم السين المهملة وسكون الياء المنقوطة بواحدة، وفي آخرها العين المهملة.
[5] قال ابن السمعاني: سمعت منه شيئا يسيرا بنيسابور.(37/215)
256- أسعد بن محمد بن أحمد [1] .
الأنصاريّ الثّابتيّ، أبو سعد المروزيّ، الفقيه، نزيل بنجديه.
روى عَنْ: أَبِي سعيد محمد بْن عليّ البَغَويّ.
روى عَنْهُ: ابن السّمعانيّ الحافظ [2] .
257- إسماعيل بْن الحسن بْن إسماعيل [3] .
أبو عطاء الشَّيْبانيّ، الهَرَويّ، القَلانِسيّ، المستملي. شيخ صالح، حَسَن السّيرة.
سَمِعَ: أبا عطاء عبد الرحمن بْن محمد الجوهريّ، وأبا إسماعيل عبد الله ابن محمد الأنصاريّ، والحافط عبد الله بْن يوسف الْجُرْجانيّ.
وببغداد: أبا بَكْر الطُّرَيْثيثيّ.
ووُلِد في سنة سبْعٍ وستّين وأربعمائة.
روى عنه: ابن السّمعانيّ، وابنه، وأبو رَوْح عبد المعزّ.
تُوُفّي في شعبان.
258- إسماعيل بْن محمد بْن إسماعيل بْن المهديّ بْن إبراهيم [4] .
المُوسَوِيّ.
تُوُفّي في سنة 4 أو 5 وأربعين [5] .
259- إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن الحَسَن [6] .
__________
[1] انظر عن (أسعد بن محمد) في: الأنساب 3/ 129، والتحبير 1/ 119، 120 رقم 44، واللباب 1/ 192، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 76 أ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 203.
[2] وقال ابن السمعاني: كان فقيها عالما حسن الكتاب، كثير التحصيل، تردّد إلى والدي رحمه مدّة بمرو وكان ساكنا مشتغلا بما يعنيه، لازم منزله ويعتقد فيه الناس.. وكان يحضر مجلس وعظي ببنج ديه، وكانت ولادته في سنة خمس وسبعين وأربعمائة، ووفاته في شهر ربيع الأول وقيل الآخر من سنة أربعين وخمسمائة بكالسمت مروالروذ المعروفة ببنج ديه.
[3] انظر عن (إسماعيل بن الحسن) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.
[4] لم أجده.
[5] هكذا في الأصل.
[6] انظر عن (إسماعيل بن محمد القزّاز) في: المنتظم 10/ 143 رقم 215 (18/ 78 رقم 4164) .(37/216)
أبو الفتح بْن أَبِي غالب الشَّيْبانيّ، القزّاز.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وثابت بْن بُنْدار، وَعَلِيًّا، الرَّبَعيّ، والمبارك بْن عبد الجبّار، وجماعة.
ثنا عَنْهُ: عبد الملك بْن أَبِي الفتح الدّلّال.
وهو أخو أَبِي منصور القزّاز.
قَالَ السّمعانيّ: شابّ صالح، كتبت عَنْهُ، ومات في ربيع الأوّل ودُفِن بباب حرب.
- حرف الحاء-
260- الْحَسَنُ بْن ذي النُّون بْن أَبِي القاسم [1] .
الواعظ المشهور، أبو المفاخر الشُّغْريّ، النَّيْسابوريّ.
سَمِعَ من: عبد الغفّار الشِّيُروِيّيّ [2] .
وكان فقيها، أديبا، واعظا، وعظ ببغداد في جامع القصر مدَّة، وأظهر التَّحَنْبُل وذمّ الأشاعرة، وبالغ. وهو كَانَ السّبب في إخراج أَبِي الفتوح الإسْفَرائينيّ من بغداد. ومال إِلَيْهِ الحنابلة. ثمّ بان أنّه مُعْتَزِليّ يَقُولُ بخلْق القرآن، بعد أن كَانَ يُظهر ذمّ المُعْتَزِلة.
ثمّ قلعه اللَّه من بغداد، وهلك بغُرْبة، رحم اللَّه المُسلمينَ.
قَالَ ابن النّجّار: روى عَنْهُ: عليّ بْن أَبِي الكَرَم القطّان، ويحيى بْن مُقْبِل بْن الصَّدْر، وأبو الفَرَج بن الجوزيّ [3] .
__________
[1] انظر عن (الحسن بن ذي النون) في: المنتظم 10/ 143، 144، رقم 216 (18/ 78، 79 رقم 4165) ، والكامل في التاريخ 11/ 153، وعيون التواريخ 12/ 439، والبداية والنهاية 12/ 228، والنجوم الزاهرة 5/ 298، وشذرات الذهب 5/ 140.
[2] الشّيرويي: بكسر الشين المعجمة، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وضم الراء، وفي آخرها ياء أخرى. هذه النسبة إلى شيرويه. وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه. (الأنساب 7/ 466) .
[3] وهو قال: كان فقيها، أديبا، دائم التشاغل بالعلم لا يكاد يفتر، وكان يقول: إذا لم تعبد الشيء خمسين مرة لم يستقرّ.
أنشدنا الحسن بن أبي بكر النيسابورىّ:
أهوى عليّا وأيمان محبّته ... كم مشرك دمه من سيفه وكفا(37/217)
ومات في جُمَادَى الأولى.
261- الحسن بْن محمد بْن عُمَر [1] .
العميد، أبو الفُتُوح النَّيْسابوريّ، المستوفي، يُعْرف بحلْمه. ترك الدّيوان ولزِم الخير والانقطاع.
وحدَّث عَنْ: عليّ بْن أحمد المَدَينيّ.
روى عَنْهُ، ابن السّمعانيّ، وابنه عبد الرحيم، وتُوُفّي في جُمادى الأولى.
262- الحسين بْن جَهِير [2] .
ناصح الدّولة، أستاذ دَار المسترشد.
سَمِعَ من: أَبِي الحَسَن بْن العلّاف.
وهو ابن أخي الوزير أَبِي القاسم.
263- الحسين بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أحمد بْن يوسف [3] .
الرّئيس أبو عليّ النّيْسابوريّ الشّحّاميّ.
كَانَ يخدُمُ الخاتون [في] [4] العراق، وتردّد معها في نواحي الإقليم.
وكان مكثِرًا من الحديث.
روى عَنْ: الفضل بْن عبد الله بْن المُحِبّ، والصّرّام، وأبي بَكْر بْن خَلَف، ومحمد بْن إسماعيل التَّفْلِيسيّ.
وكان مولده في سنة سبع وستّين وأربعمائة.
روى عنه: ابن السّمعانيّ، وولده أبو المظفّر.
قال أبو المظفّر: سَمِعْتُ منه «صلاة الضُّحَى» للحاكم، وجزءين من
__________
[ () ]
إن كنت- ويحك- لم تسمع مناقبه ... فاسمع مناقبه من هل أتى وكفى
وأنشدنا أيضا:
مات الكرام ومرّوا وانقضوا ومضوا ... ومات من بعدهم تلك الكرامات
وخلفوني في قوم ذي سفه ... لو أبصروا طيف ضيف في الكرى ماتوا
[1] انظر عن (الحسن بن محمد) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.
[2] لم أجده.
[3] انظر عن (الحسين بن علي) في: العبر 4/ 123، 124، وفيه: «الحسن» ، وسير أعلام النبلاء 20/ 223، ومرآة الجنان 3/ 284، وشذرات الذهب، 4/ 139، 140.
[4] في الأصل بياض.(37/218)
حديث أَبِي العبّاس السّرّاج عَن ابن المُحِبّ، وجزءا انتخبه مسلم عَلَى أَبِي أحمد محمد بْن عبد الوهّاب الفرّاء، وغير ذَلكَ.
تُوُفّي ليلة نصف شعبان بمَرْو.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ السَّمْعَانِيِّ، أَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفُرَاوِيُّ قَالَا: أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الصَّرَّامُ، نَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ، أَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسْنِ بْنِ أَيُّوبَ الطُّوسِيُّ، ثَنَا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، ثَنَا أَبُو تَوْبَةَ الحلبيّ، ثنا الهيثم بن الحميد، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى مَسْجِدَ قُبَاءٍ، فَإِذَا قَوْمٌ يُصَلُّونَ صَلَاةَ الضُّحَى، فَقَالَ: «صَلَاةُ رَغْبَةٍ وَرَهْبَةٍ، كَانَ الْأَوَّابُونَ يُصَلُّونَهَا حِينَ تَرْمَضُ الْفِصَالُ» [1] . هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ، ثَابِتُ الْإِسْنَادِ.
- حرف الزاي-
264- زاهر بْن أحمد بْن محمد بْن أَبِي الحسن [2] .
الفقيه أبو عليّ البشاريّ، السّرْخسيّ.
فقيه، مستور، صالح، متميّز.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وأبا منصور محمد بْن عبد الملك المظفَّريّ.
تُوُفّي بسَرْخَس في شوّال.
وأجاز لعبد الرحيم بْن السّمعانيّ.
كتبناه لاسمه الموافق لأبي عليّ راوي «موطّأ» أَبِي مصعب.
وقد حدّث عنه: أبو سعد [3] .
__________
[1] أخرجه مسلم في صلاة المسافرين (143) و (144) باب صلاة الأوّابين حين ترمض الفصال، وأحمد في المسند 2/ 265، 505 و 4/ 366، 367، 471، 375، 419.
[2] انظر عن (زاهر بن أحمد) في: التحبير 1/ 287 رقم 215، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 7/ 293 رقم 1183، والوافي بالوفيات 14/ 167، 8 د 1 رقم 230، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 76 ب.
[3] وهو قال: كان شيخا صالحا، سديد السيرة، من بيت الحديث وأهله ... سمعت منه بسرخس في سنة ثمان وعشرين أحاديث، ثم سمعت منه جزءا من حديث رافوكة في سنة إحدى وأربعين وخمسمائة.(37/219)
- حرف السين-
265- سليمان بْن سعيد [1] .
أبو الربيع العبْدَرِيّ، الدّانيّ، القاضي، المعروف باللُّوشِيّ [2] .
سَمِعَ من: أبيه، وأبي داود المقرئ، وأبي عليّ الصَّدَفيّ.
وولي قضاء دانية عشرة أعوام، وصرف سنة أربعين وخمسمائة.
وكان فاضلا، جبّارا، عَلَى غَفْلةٍ كانت فيه.
تُوُفّي في ربيع الآخر بدانية.
- حرف الصاد-
266- صافي [3] .
أبو سعيد الْجَمَاليّ، عتيق أَبِي عليّ بن جردة.
سمع: أبا عليّ بن البنّاء، وأبا الحسين بن النّقور.
قَالَ ابن السّمعانيّ: وجدنا لَهُ مجالس من أمالي أبي عليّ بن البنّاء، ومن أمالي ابن أَبِي الفوارس، فقرأتُ عَلَيْهِ منها. وكان شيخا مليح الشَّيْبة، حَسَن المشاهدة. وكان شيخنا ابن ناصر يَقُولُ: إنّ صافي كَانَ غلاما آخر لابن جَردة.
فأُخبر صافي بذلك، فحضر يوما دار أَبِي منصور الجواليقيّ، ونحن نسمع منه، ومن ابن ناصر، وسعد الخير «غريب الحديث» لأبي عُبَيْد، فقال لابن ناصر:
سَمِعْتُ أنّك تَقُولُ إنّ هذه الأجزاء ليست سماعي على ابن البنّاء، وكان لسيّدي غلام آخر باسمي. وما الأمر كما تظنّ، ما كَانَ لَهُ غلامٌ اسمه صافي غيري، وأنا أذكر أبا عليّ بْن البنّاء، وكنت أقرأ عَلَيْهِ القرآن والعِلْم، ولست ممّن يشتهي الرّواية ويتشوَّف بها.
فعلم الحاضرون صِدْقَه، واعتذر ابن ناصر إليه، ورجع [4] .
__________
[1] انظر عن (سليمان بن سعيد) في: معجم شيوخ الصدفي 303، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة، بقية السفر الرابع 69 رقم 166.
[2] في معجم الصدفي: اللوشي: بين الجيم والشين. وفي الذيل: بشين معقود.
[3] انظر عن (صافي) في: المنتظم 10/ 144 رقم 217 (18/ 79، 80 رقم 4166) ، والأنساب 3/ 298، والوافي بالوفيات 16/ 245، 246 رقم 267.
[4] المنتظم.(37/220)
تُوُفّي في ربيع الأوّل، في الثّالث والعشرين منه.
قلت: وروى عَنْهُ أبو الفَرَج بْن الجوزيّ، وغيره.
- حرف العين-
267- عَبْد الله بْن علي بْن محمد [1] .
أبو البَرَكات الكَرْخيّ، النَّهْرِيّ.
سَمِعَ: عاصم بْن الحَسَن، وعبد الواحد بْن فهد العلّاف.
وعنه: ابن مشتف، وعمر بْن طَبَرْزَد، وغيرهما.
قَالَ ابن الدَّبِيثيّ: مات في شوّال سنة خمسٍ.
268- عبد الله بْن محمد [2] .
أبو القاسم البَنْدِيهيّ [3] ، الخَمْقَرِيّ [4] .
سَمِعَ: أبا سعد محمد بن عليّ البَغَويّ، الدّبّاس.
وعنه: أبو سعد السّمعانيّ [5] .
مات في ذي الحجَّة.
269- عبد الله بْن هبة اللَّه بْن السّامريّ [6] .
أبو الفتح الحنْبليّ.
مُكْثِر من الرواية.
روى عَنْ: أَبِي سعد بْن خُشَيْش، وغيره.
وتُوُفّي في المحرّم [7] .
__________
[1] لم أجده.
[2] انظر عن (عبد الله بن محمد) في: التحبير 1/ 377، 378 رقم 328، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 76 ب.
[3] البنديهي البنجديهي، نسبة إلى بنديه.
[4] تقدّم التعريف بهذه النسبة.
[5] وهو قال: من بيت الحديث وأهله، وكان من أهل العلم ... سمعت منه بمرست، وكانت ولادته في حدود سنة سبعين وأربعمائة تقديرا.
[6] انظر عن عبد الله بن هبة الله) في: الذيل على طبقات الحنابلة 1/ 219 رقم 106.
[7] مولده في 12 ذي الحجة سنة 485، وحدّث باليسير.(37/221)
270- عَبْد الباقي بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهيم بْن عليّ بْن النَّرْسيّ [1] .
أبو البَرَكات الأَزَجيّ، المعدّل، المحتسب.
قَالَ ابن السّمعانيّ: شيخ مُسِنّ، بَهيّ المنظر، به طرش.
وجدنا له ثلاثة أجزاء عَنْ أَبِي القاسم عبد الله بْن الحَسَن الخلّال، قرأناها عَلَيْهِ. وقال لي: وُلِدتُ في سنة تسع وخمسين وأربعمائة.
وتُوُفّي في عاشر شعبان.
قلت: سمعنا عَلَى أَبِي النّداء بْن الفرّاء جزءا من حديث ابن صاعد.
بسماعه من أَبِي القاسم بْن صَصْرَى، والطّبقة بخطّ الحافظ الضّياء، بإجازته من عبد الباقي النَّرْسِيّ، بسماعه من القاضي أَبِي يَعْلَى، وفرحتُ بذلك، فلمّا انتبهت في الحديث بان لي أنّ هذا غَلَط وأنّ عبد الباقي وُلِد بعد موت أَبِي يَعْلَى بسنة.
271- عبد الرحمن بْن أحمد بْن خَلَف بْن رضا [2] .
أبو القاسم القُرْطُبيّ، خطيب قُرْطُبة.
روى القراءات عَنْ أَبِي القاسم بْن مُدير.
وسمع «الموطّأ» من أبي عبد الله محمد بن فرج.
وسمع أيضا من: أَبِي عليّ الغسّانيّ، وأبي الحسن العبْسيّ.
وتأدّب بأبي الوليد مالك العُتبيّ واختصّ بِهِ. وبرع في الآداب وشُوور في الأحكام. وكان محمودا في جميع ما نواه، رفيع القدر، عالي الذِّكْر.
تُوُفّي عاشر جُمادَى الآخرة. قاله ابن بَشْكُوال.
قَالَ: وتُوُفّي أَبُوهُ وهو حمل له في سنة سبعين وأربعمائة.
قلت: أخذ عَنْهُ القراءات أبو بَكْر بْن سَمْحُون، وحسن بْن عليّ بْن خَلَف، وعُبَيْد اللَّه بْن الصَّيْقَل، وعبد الرحمن بْن الشّرّاط.
__________
[1] انظر عن (عبد الباقي بن أحمد) في: المشتبه في الرجال 2/ 638، والوافي بالوفيات 18/ 14 رقم 13.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن أحمد) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 352، 353 رقم 756.(37/222)
272- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحمد بن الإخوة [1] .
أخو عبد الرحيم، أبو القاسم البغداديّ، العطّار.
سَمِعَ: أبا عبد الله النِّعَاليّ، وابن البَطِر، وجماعة.
كتب عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ، وقال: تُوُفّي في صَفَر.
273- عبد الرحمن بْن أَبِي رجاء [2] .
أبو القاسم البَلَويّ، الأندلسيّ، اللّبسيّ، نسبة إلى قرية من قرى وادي آش.
أخذ القراءات بغَرْنَاطة عَنْ: أَبِي الحسن بْن كرْز، وجماعة.
وحجّ سنة سبْعٍ وتسعين، فأخذ القراءات عن أبي عليّ بن أبي العرجاء.
وسمع من أَبِي حامد الغزّاليّ، وأجاز لَهُ.
وأخذ بالمَهْدِيَّة عَنْ: عليّ بْن محمد بْن ثابت الخَوْلانيّ الأقْطع، وانصرف إلى الأندلس، وتصدَّر للإقراء.
أخذ عَنْهُ: ابنه عبد الصّمد، وأبو القاسم بْن حُبَيْش، وأبو القاسم بْن بَشْكُوال.
قَالَ الأبّار: وكان زاهدا، صُوفّيًا، مُجَاب الدّعوة. خرج عَن المَرِيَّة في سنة إحدى وأربعين قبل تغلُّب الروم عليها بعامٍ، ونزل وادي آش إلى أن تُوُفّي بِهِ وله ثمان وسبعون سنة.
274- عبد الغنيّ بْن أحمد بْن محمد [3] .
أبو اليمن الدّارميّ، البوشنجيّ [4] .
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن أحمد) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن أبي رجاء) في: تكملة الصلة لابن الأبّار (مخطوط) ج 3/ ورقة 8، ك وبغية الملتمس للضبيّ 363. رقم 1013، ومعرفة القراء الكبار 2/ 522، 523 رقم 465، وغاية النهاية 1/ 368، 369 رقم 1567.
[3] انظر عن (عبد الغني بن أحمد) في: التحبير 1/ 468، 469 رقم 435، ومعجم البلدان 2/ 950 (طبعة لا يبزك 1866) ، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 77 أ.
[4] زاد في التحبير: «الزندجاني الصوفي المعروف بكردياز، من أهل الزندجان، إحدى قرى فوشنج» .(37/223)
شيخ صالح عفيف.
سَمِعَ: أبا إسماعيل عبد الله الأنصاريّ، وأبا عطاء عبد الرحمن الجوهريّ.
وولد سنة بضع وستّين وأربعمائة.
وتُوُفّي في ثامن عشر رجب.
روى عَنْهُ بالإجازة: عبد الرحيم السّمعانيّ.
275- عبد الكريم بْن محمد بْن أَبِي منصور [1] .
أبو القاسم الدّامغانيّ.
قَالَ أبو سعد السّمعانيّ: كَانَ من أهل الفضل والإفضال [2] .
وُلِد في ربيع الأوّل سنة 453، ودخل نَيْسابور، وتفقّه مدَّة عَلَى إمام الحرمين، وكتب بها عن: أَبِي القاسم إسماعيل النُّوقانيّ، وأبي بَكْر بْن خَلَف الشّيرازيّ.
وبجُرْجان عَنْ: كامل بْن إبراهيم الخَنْدقيّ، والمظفَّر، بْن حمزة التّميميّ.
كتبتُ عَنْهُ بالدّامغان عند توجّهي إلى أصبهان، وعُمِّر دهرا.
وتُوُفّي في ذي القعدة.
تُوُفّي النّوقانيّ سنة 479، وكان آخر من حدَّث عَن النّوقانيّ.
276- عبد الملك بْن عَبْد الوهاب بْن الشَّيْخ [3] .
أَبِي الفَرَج الشّيرازيّ، ثمّ الدّمشقيّ، القاضي الأوحد، بهاء الدّين ابن الحنبليّ، شيخ الحنابلة ورئيسهم بدمشق.
__________
[1] انظر عن (عبد الكريم بن محمد) في: الأنساب 6/ 166، والتحبير 1/ 480، 481 رقم 450، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 261، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 529، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 77 أ.
[2] وقال في التحبير: كان عالما فاضلا، فقيها، حسن السيرة، جميل الأمر، سخيّ النفس، مكرما للغرباء، ورد نيسابور وأقام فيها مدة يتفقّه على الإمام أبي المعالي الجويني، ثم عاد إلى بلده وولي الحكومة بها، وحمدت سيرته فيها، وكان من أهل السنّة على خلاف عقيدة ناحيته ...
كتبت عنه بالدامغان، وأقمت عنده يوما واحدا، وكان أخرج إلينا شدّة من مسموعاته.
[3] انظر عن (عبد الملك بن عبد الوهاب) في: ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 311، وكتاب الروضتين 1/ 195، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 207، وعيون التواريخ 12/ 439، والبداية والنهاية 12/ 228، والذيل على طبقات الحنابلة 1/ 219 رقم 105.(37/224)
قَالَ حمزة بْن القَلانِسِيّ [1] : مات في رجب.
قال: وكان إماما، مناظرا، مُفْتيًا عَلَى مذهب أَبِي حنيفة وأحمد بْن حنبل.
تفقّه بخُراسان مدَّة، [2] وكان يوم دفْنه في جوار جدّه وأبيه يوما مشهودا بكثْرة العالَم والباكِين حول سريره.
277- عبد الملك بْن عليّ بْن محمد بْن حسن [3] .
الإمام، أبو سعد القُرَشيّ، الزُّهْريّ، العَوْفيّ، الأيُّوبي، الأَبِيَورْديّ.
قَالَ أبو سعد السّمعانيّ: كَانَ إماما، صالحا، زاهدا، عفيفا. روى عَنْ أبيه بأَبِيوَرْد، وبها وُلِد في سنة إحدى وستّين وأربعمائة.
وتوفّي في أحمد الرّبيعَيْن.
روى عَنْهُ: عبد الرّحيم بْن السّمعانيّ، وأبوه عَنْهُ.
278- عبد الملك بْن أَبِي نصر بْن عُمَر [4] .
الفقيه أبو المعالي الجيليّ، الفقير، نزيل بغداد.
قَالَ أبو الفَرَج بْن الْجَوْزيّ: [5] كَانَ فقيها، صالحا، خيِّرًا، عاقلا، كثير التّعبُّد، يأوي المساجد.
حجّ في هذا العام، فأغارت العرب على الحُجّاج، فتوصّل وأقام بفِيد [6] .
وتُوُفّي في هذه السّنة.
__________
[1] في ذيل تاريخ دمشق 311.
[2] زاد ابن القلانسي: وكان فصيح اللسان بالعربية والفارسية، حسن الحديث في الجدّ والهزل.
[3] انظر عن (عبد الملك بن علي) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.
[4] انظر عن (عبد الملك بن أبي نصر) في: المنتظم 10/ 144، 145 رقم 218 (18/ 80 رقم 4167) وفي الطبعتين «ابن أبي نضر» (بالضاد المعجمة) ، ومرآة الزمان ج 78 ق 1/ 207، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 262، والبداية والنهاية و 12/ 228.
[5] في المنتظم.
[6] وقال ابن السمعاني: فقيه، صالح، دين خيّر، عامل بعلمه، كثير العبادة والصلاة، ليس له مأوى معلوم ومنزل مشهور يسكنه، يبيت بأيّ موضع اتفق.
وقال: إنه سمعه مذاكرة يقول: سمعت أرباب القلوب تقول: من عرف أنّ جميع اللّذّات المتفرقة على الأعضاء تنطوي تحت هذه اللذة، ثم أنشأ يقول:
كانت لقلبي أهواء مفرّقة ... فاستجمعت مذ رأتك العين أهواي
يظلّ يحسدني من كنت أحسده ... فصرت مولى الورى مذ صرت مولاي
تركت للناس دنياهم ودينهم ... شغلا بحبّك يا ديني ودنياي(37/225)
279- عثمان بْن إسماعيل بْن أحمد [1] .
أبو بَكْر الخفّاف، من المَزكّين المشهورين بنَيْسابور.
قَالَ ابن السّمعانيّ: كَانَ صالحا، خيِّرًا، سَمِعَ: هبة اللَّه بن أحمد البرويّيّ [2] ، والقاضي أبا نصر أحمد بْن محمد بْن صاعد، وغيرهما.
روى عَنْهُ: أبو المظفَّر بْن السّمعانيّ، وقال: تُوُفّي بنَيْسابور في ربيع الأوّل [3] .
280- عليّ بْن أحمد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد [4] .
أبو الحَسَن البغداديّ، الأحدب، المؤدّب، المقرئ.
قَالَ أبو سعد: شيخ، صالح، فاضل، عارف بالأدب. دخلت مكتبه وذاكَرْتُه، فقال: سَمِعْتُ من رزق اللَّه التّميميّ، وطِراد الزَّيْنبيّ، ولكنّ أصولي نُهِبت. فعلّقت عَنْهُ شِعْرًا [5] .
وقال: وُلِدت سنة أربعٍ وسبعين وأربعمائة، وتُوُفّي في تاسع عشر شعبان سنة خَمسٍ هذه.
__________
[1] انظر عن (عثمان بن إسماعيل) في: التحبير 1/ 546، 547 رقم 532، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 77 أ.
[2] البرويي: بفتح الموحّدة، والراء، وكسر الواو وياء مثنّاة. نسبة إلى برويه اسم لرجل اشتهر من أولاد جماعة.
وقد تحرّفت في الأصل إلى: «البردي» ، وفي ملخص تاريخ الإسلام إلى «الهروي» .
[3] وكان مولده في سنة 457 هـ.
[4] انظر عن (علي بن أحمد) في: ذيل تاريخ بغداد لابن النجار 17/ 153، 154 رقم 637.
[5] وقال: سمعته يقول أنشدت بيتا، وبيته:
كأن لم يكن بيني وبينكم هوى ... ولم يك موصولا بحبلكم حبلي
قال: فأجزته:
ولم يجتمع في الدهر يوما وليلة ... بشملكم ما نتن (؟) في مجمع شملي
وقال الأحدب يرثي ميتا له:
ولست براض بالبكاء بتتي (؟) ... عليك إلى أن أمزج الدمع بالدم
فلو أن جفني دائما ببكائه ... على قدر حزن تستحقينه عمي
وإني بمثل الكأس بعد شارب ... كما شرب المأمون من أرن أدم
فلا بليت تلك العظام فإنّها ... بقية جسمي لم يدنّس بمأثم(37/226)
281- عليّ بْن دُبَيْس الأَسَديّ [1] .
أمير العرب، وصاحب الحلّة.
كان شجاعا، جوادا، مُمَدَّحًا، كبير الشّأن.
يُقال إنّه سُقِيَ السُّمّ. وقيل: مات في القُوَلنْج.
وولي بعده ابنه مُهَلْهَل.
282- عليّ بْن أَبِي سعد بْن حسين [2] .
أبو الحَسَن البغداديّ، الأقْراصيّ، الحلاويّ.
شابّ صالح، ديِّن، خيِّر، عابد.
روى عَنْ: جعفر السّرّاج.
قَالَ ابن السّمعانيّ: كتبت عَنْهُ أحاديث.
وتُوُفّي في ربيع الأوّل.
283- عمر بن عبّاد بن أيّوب [3] .
أبو حفص اليَحْصُبيّ، الشُّرَيشيّ.
حجّ، وسمع: أبا عبد الله الرّازيّ بالإسكندريَّة، ورزين بْن معاوية بمكَّة.
حدَّث عَنْهُ: أبو بَكْر بْن خير ب (تجويد الصّحاح) لرزِين.
وحدَّث عَنْهُ: عبد الحقّ الإشبيليّ، وعبد اللَّه بْن حُمَيْد بالإجازة.
وتُوُفّي في ذي الحجّة. قاله الأبّار.
284- عمر بن محمد بن طاهر [4] .
__________
[1] انظر عن (علي بن دبيس) في: ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 301، والكامل في التاريخ 11/ 105، 122، 133، 143، 152، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 207، والمختصر في أخبار البشر 3/ 22، وتاريخ ابن الوردي 2/ 50، وعيون التواريخ 12/ 440، والوافي بالوفيات 21/ 102، رقم 49، وتاريخ ابن خلدون 4/ 623- 625، والنجوم الزاهرة 5/ 299، والأعلام 4/ 287.
[2] انظر عن (علي بن أبي سعيد) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.
[3] انظر عن (عمر بن عبّاد) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
[4] لم أجده.(37/227)
أبو حفص الفَرْغانيّ [1] ، الترْكيّ.
شيخ صالح، نزل فاشان، إحدى قرى مَرْو.
سَمِعَ ببُخَارَى: بَكْر بْن محمد الزّرَنجريّ، وبمَرْو: المؤمّل بْن مسرور.
وحدَّث.
- حرف الفاء-
285- فاطمة بِنْت محمد بْن عبد الله [2] .
أمّ الفُتُوح القَيْسيَّة الأصبهانيَّة. صالحة، خيّرة، معمّرة.
كتب عَنْهَا: السّمعانيّ، وقال: سَمِعَت من عائشة بنت الحسن الوركانيّة.
مات في رمضان.
286- فضل اللَّه بْن جعفر [3] .
السّيّد أبو المعالي الحَسَنّي، المَرْوَرّوذِيّ.
ارتحل إلى بلْخ، وسمع مسند الهيثم الشّاشيّ من أَبِي القاسم أحمد بْن محمد الزّياديّ.
وكان زاهدا، خيِّرًا [4] .
مات في رمضان.
__________
[1] الفرغاني: بفتح الفاء وسكون الراء وفتح الغين المعجمة، وفي آخرها النون. نسبة إلى فرغانة ما وراء النهر.
[2] انظر عن (فاطمة بنت محمد) في: التحبير 2/ 433، رقم 1190، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 77 ب، وأعلام النساء 4/ 107.
[3] انظر عن (فضل الله بن جعفر) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 192 ب، والتحبير 2/ 26، 27 رقم 623، والتقييد لابن نقطة 425، 426 رقم 570، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 77 ب.
[4] وقال ابن السمعاني: كان علويا زاهدا، حسن السيرة، متصوّفا (لعلّ الصحيح: متصوّنا) ، وكان رحل إلى بلخ وسمع «مسند أبي سعيد الهيثم بن كليب الشاشي، إما الكلّ أو البعض ...
سمعت منه أحاديث يسيرة. وكانت ولادته في حدود سنة ستين وأربعمائة أو بعدها. (التحبير) .(37/228)
- حرف الميم-
287- محمد بْن أحمد بْن أميركا [1] .
أبو عبد الله الجيليّ [2] ، نزيل الدواليب [3] عَلَى وادي مرو.
[شدا قليلا] [4] من الفقه.
وسمع من: أَبِي المظفَّر بْن السّمعانيّ، ومحمد بْن إسماعيل بْن عُبَيد اللَّه المؤدّب.
ومولده بمرْو في سنة سبعين وأربعمائة.
وتُوُفّي في نصف المحرّم.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم بْن السّمعانيّ، وغيره.
288- محمد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الواحد بْن أَحْمَد بن محمد بن تولة [5] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن أميركا) في: الأنساب 3/ 415 و 6/ 181، والتحبير 2/ 57- 59 رقم 659، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 77 ب، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 6/ 95، 96.
وقد ذكره ابن السمعاني مرتين، الأولى في نسبة «الجيلي» فسمّاه:
«أبوه عبد الله أحمد بن أبي حامد محمد بن أميرك الجيلي، قاضي القرينين والدواليب. شيخ نظيف متميّز. قرأ على جدّي، وصحب والدي، كتبت عنه مرو ونواحيها وبالدولاب، وتوفي بدولاب الخازن في سنة نيّف وأربعين وخمسمائة» . (3/ 415) .
وفي الثانية:
«أبو عبد الله محمد بن أبي حامد أميركا بن أبي فيركا الجيلي الروذباري القاضي، من أهل مرو، أصله من جيلان طبرستان، ووالده ولي القضاء بالروذبار بنواحي مرو وهي الدواليب بين تركدر وجيرنج، ثم ولي القضاء بها بعده أو بعده الله هذا أكثر من ثلاثين سنة، وكان قد رأى جدّي الإمام وتفقّه على والدي رحمهما الله، وكان حسن الخط مليحه، شدا طرفا من الأدب وقليلا من الفقه، وكان مشتغلا بما يعنيه من نسخ الكتب بخطه ومطالعتها. سمع جدّي الإمام أبا المظفّر السمعاني، وأبا الفتح محمد بن عبيد الله الأديب وغيرهما. كتبت عنه بمرو وبالروذبار بدولاب الخازن، ومات بها، في سنة نيّف وأربعين وخمسمائة» قبل سنة ست» . (6/ 181، 182) .
[2] الجيلي: بكسر الجيم وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها. هذه النسبة إلى بلاد متفرقة وراء طبرستان- ويقال لها: كيل وكيلان فعرب ونسب اليها وقيل: جيلي وجيلاني.
[3] في الأصل: «الدوليب» .
[4] بياض في الأصل. والمستدرك من (الأنساب 6/ 181) .
[5] لم أجده.(37/229)
أبو بَكْر الأصبهانيّ، القصّاب.
روى عَنْ: جدّه أَبِي بَكْر عبد الواحد، وإبراهيم بْن عُمَر بْن يونس.
روى عَنْهُ: أبو موسى المَدِينيّ، وقال: مات في جُمَادَى الأولى، وكان مولده في سنة ثلاث وستّين وأربعمائة.
289- محمد بْن أَبِي بَكْر بْن رَيْحان [1] .
أبو الفتح الهَرَويّ، الدّلّال، النّشّابيّ، الزَّمِن، كانت لَهُ عَجَلَة يركبها ويسيّرها إمّا بنفسه وإمّا بغيره.
سَمِعَ: أبا إسماعيل الأنصاريّ، ومحمد بْن عليّ العُمَيْريّ.
وتُوُفّي في هذه السّنة أو في سنة ستّ.
290- محمد بْن الحسن بْن تميم بن الحسن بن محمد [2] .
أبو عبد الله بْن أَبِي غسّان الطّائيّ، الزَّوْزَنيّ.
أحد المشهورين بالعِلْم والأدب.
حدَّث بنَيْسابور، وبغداد عَنْ: محمد بْن عبد الرحمن الخطيبيّ الزَّوزنيّ، الرّاوي عَن الحسن بْن أحمد المَخْلَدِيّ.
وحدَّث عَنْ: أَبِي بَكْر بْن خَلَف، وأبي القاسم الحسن بْن محمد الخوافيّ، وأملي مجالس، وله شِعْر جيّد.
وقد سَمِعَ منه: أبو المعمر الأنصاري، وأبو القاسم بْن عساكر، وأبو سعد ابن السّمعانيّ، وابنه عبد الرحيم.
قَالَ أبو سعد: ولم يكن حَسَن السَّمْت [3] .
قرأنا عَلَى أَحْمَدَ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْن عبد الكريم: أنشدنا أبو عبد الله بْن أَبِي غسّان لنفسه مِن لفظه:
سرّي وسنّي بعد الشَّيْب قد بَطَلا ... والعينُ والأنْفُ من وجه به انهملا
__________
[1] لم أجده.
[2] انظر عن (محمد بن الحسن) في: معجم الشيوخ لابن السمعاني، ورقة 208 أ، والتحبير 2/ 106، 107 رقم 716.
[3] عبارته في (التحبير 2/ 107) : «ولم يكن له سمت الصالحين» .(37/230)
ورعْشَةٌ لزِمَت نفسي بجُملتِها ... وجُملةٌ صَيَّرَتْني في الوَرَى مَثَلا
ولست أزْعُم أَنّ الشَّيْب يظلمني ... بعد الثّمانين لا واللهِ قد عدلا
تُوُفّي في غُرَّة المحرَّم، وهو في عَشْر التّسعين، فإنّه وُلِد في أوّل سنة تسعٍ وخمسين [1] .
291- مُحَمَّد بْن الحَسَن بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن حمدون [2] .
الأديب أبو نصر.
من كُتّاب الإنشاء ببغداد. وله شِعر ورسائل.
روى عَنْ: أَبِي عبد الله بْن البُسْريّ.
وعنه: المبارك بْن كامل.
مات في ذي الحجّ، وله ثمان وخمسون سنة.
292- محمد بْن عَبْد الْعَزِيز بْن علي بْن مُحَمَّد بن عمر [3] .
أبو بكر بن أبي حامد الدّينوريّ، ثمّ البغداديّ، البيّع.
من أهل باب المراتب.
قال أبو سعد: كان من أولاد المياسير، وكان شيخا متودّدا، مطبوعا، كيّسا، غير أنّه يلعب بالحَمَام.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وأبا نصر الزَّيْنبيّ، وعاصم بْن الحَسَن، ورزق اللَّه التّميميّ، وابن طلْحة النّعاليّ.
سمعتُ منه أجزاء، وقال لي: وُلدت في المحرَّم سنة خمسٍ وسبعين.
قلت: فيكون سماعه من أبي نصر حضورا.
__________
[1] وقال ابن السمعاني: كان إماما فاضلا، لطيف الطبع، رقيق الشعر، كثير المحفوظ.. لقيته أولا بنيسابور سنة ثلاثين، ولم يتفق لي السماع منه، ثم كتبت عنه سنة أربع وأربعين. وكانت ولادته غرّة المحرّم سنة تسع وخمسين وأربعمائة.
[2] لم أجده.
[3] انظر عن (محمد بن عبد العزيز) في: الإعلام بوفيات الأعلام 224، وسير أعلام النبلاء 20/ 221، 222، رقم 139، والعبر 4/ 124، والنجوم الزاهرة 5/ 300، وشذرات الذهب 4/ 140.(37/231)
روى عَنْهُ: ابن أخيه محمد بْن هبة اللَّه شيخ الأَبَرْقُوهيّ، وغير واحد.
وتُوُفّي في ثلاث وعشرين المحرّم.
293- مُحَمَّد بْن عَليّ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّدِ بْن دُوَسْت [1] .
أبو عُمَر النَّيْسابوريّ، الحاكم.
وُلِد سنة أربعٍ وستّين وأربعمائة.
وسمع: أبا المظَفَّر موسى بْن عِمران الصُّوفيّ، وأبا بَكْر بْن خَلَف، وأحمد بْن محمد بْن صاعد، وأبا تُراب عبد الباقي بْن يوسف.
وحدَّث بمَرْو.
قَالَ أبو سعد: كَانَ من بيت الحديث، وسكن مدَّةً بسرخس، وكانوا يقعون فيه، ويسئون الثّناء عَلَيْهِ، بكونه عَلَى أبواب القُضاة، وأنّه يزوّر، ولكنّ سماعه صحيح [2] .
تُوُفّي في ثامن عشر ورمضان.
قلت: روى عنه: هو، وابنه عبد الرحيم، وغيرهما.
أخبرنا أحمد بْن عساكر، عَن ابن السّمعانيّ: أَنَا أبو عُمَر، أَنَا موسى بْن عِمران، أَنَا أبو الحسن العَلَويّ، نا أبو حامد بْن الشّرْقيّ، فذكر حديثا.
294- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله بن مسلمة [3] .
أبو بَكْر القُرْطُبيّ. أحد رؤساء البلد.
أكثر عَنْ: أَبِي عليّ الغسّانيّ، وأبي الحسن العَبْسيّ.
وأجاز لَهُ أبو عبد اللَّه بْن فرج.
__________
[1] انظر عن (محمد بن علي النيسابورىّ) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 229 ب، ومذكور في (الإكمال 3/ 337 بالحاشية) نقلا عن (الإستدراك) لابن نقطة، عن (التحبير 2/ 188، 189 رقم 824) .
[2] عبارة ابن السمعاني في (التحبير) : من أولاد العلماء والفضلاء والمحدّثين. جدّة الأعلى أبو سعد بن دوست من مفاخر خراسان، وأبو عمر هذا كان شيخا خفيفا، صحيح السماع، غير أن الألسنة متفقة على أنه يزوّر على باب دار الحكام ... كتبت عنه بنيسابور، ثم بسرخس ثم بمرو.
[3] انظر عن (محمد بن محمد بن محمد) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 592 رقم 1300.(37/232)
وكان فاضلا، سَرِيًّا، عالي القدر، متصاونا، طويل الصّلاة، كثير الذِّكْر، مُسارِعًا في الخيرات.
تُوُفّي في جُمادى الأولى. قاله ابن بَشْكُوال.
259- المبارك بْن أحمد بْن بَرَكَة [1] .
أبو محمد الكِنْديّ، البغداديّ، الخبّاز [2] .
شيخ صُعْلُوك، ديِّن، يخبز بيده ويبيعه [3] .
سَمِعَ الكثير مَعَ عبد الوهّاب الأنْماطيّ.
سَمِعَ: أبا نصر الزَّيْنبيّ، وعاصم بْن الحَسَن، وطِراد بن محمد.
وولد سنة ستّ وستّين وأربعمائة [4] .
روى عنه: أبو سعد السمعاني، وعمر بن طَبَرْزَد، وجماعة.
وأجاز لأبي منصور بْن عُفَيْجَة، وغيره.
وتُوُفّي في خامس شوّال.
296- محفوظ [5] بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن أحمد بْن الحسين بْن صَصْرَى [6] .
أبو البَركات التّغْلبيّ، الدّمشقيّ، من رؤساء البلد وأعيانهم.
وُلِد في حدود سنة خمس وستّين وأربعمائة، وعاش ثمانين سنة.
وسمع سنة ستٍّ وثمانين من نصر اللَّه بْن أحمد الهَمَذَانيّ، جزءا، رواه
__________
[1] انظر عن (المبارك بن أحمد) في: التقييد لابن نقطة 439، 440، رقم 584، والإعلام بوفيات الأعلام 224، وسير أعلام النبلاء 20/ 222 (دون ترجمة) ، والعبر 4/ 124، ومرآة الجنان 3/ 284، والنجوم الزاهرة 5/ 300.
[2] تحرّفت في (النجوم) إلى: «الحبار» .
[3] وقال ابن نقطة: وكان مكثرا من السماع، وسماعه صحيح.
[4] التقييد.
[5] في الأصل: «محمود» والتصويب من المصادر.
[6] انظر عن (محفوظ بن الحسن) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 40/ 568، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 312 وفيه تصحّفت (صصريّ) إلى (مصري) ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 24/ 115 رقم 87، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (تأليفنا) قسم 2 ج 3/ 172 رقم 863.(37/233)
عنه أبو القاسم بن عساكر [1] ، وقال: توفي في ذي الحجَّة، ودُفِن بباب تُوما.
وقال حمزة التّميميّ [2] : كَانَ مشهورا بالخير والعفاف، وسلامة الطَّبْع.
297- محمود بْن غانم بْن أَبِي الفتح أحمد بْن محمد [3] .
أبو الفُتُوح الأصبهانيّ، الحدّاد، جدّه البّيِّع. أخو أَبِي عبد الله.
سَمِعَ من: جدّه، وزرق اللَّه التّميميّ.
سافر إلى ديار مصر في طلب مالٍ ورِثه من بعض أقاربه.
روى عنه: أبو سعد السمعاني، وقال: تُوُفّي في غرَّة صَفَر.
298- مساعد بْن أحمد بْن مساعد [4] .
أبو عبد الرحمن الأصْبَحيّ، الأندلسيّ، الأُورْيُوليّ، المعروف بابن زعوقة.
روى عَنْ أَبِي عبد الله الحسين بْن عليّ الطَّبَريّ «صحيح مسلم» .
وسمع في رحلته من جماعة.
وبالأندلس من: أَبِي عمران بْن أَبِي تليد، وأبي عليّ الصَّدَفيّ.
وسمع النّاس منه لعُلُوّ سِنّه.
قَالَ الأبّار: وكان من أهل المعرفة، والصّلاح، والوَرَع.
روى عنه: عَبْد المنعم بْن الفَرَس، وَأَبُو القاسم بْن بَشْكُوال وغَفَل عَنْ ذكره في «الصِّلَة» ، وأبو الحَجّاج الغَرْناطيّ.
وكان مولده في سنة ثمان وستّين وأربعمائة [5] .
299- مُكْرَم بْن حمزة بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أبي جميل [6] .
__________
[1] وهو قال: سمعت منه خبرا واحدا، وقرأت عليه في داره بباب توما أنّ أبا القاسم نصر المؤدّب أخبره في شهر رمضان سنة 486 وسألته عن مولده فقال: لا أحقّقه غير أنه كان عند موت أبي سنتان وكان أبي بعد خروج منزو من دمشق بأيّام. (تاريخ دمشق) .
[2] في ذيل تاريخ دمشق 312.
[3] انظر عن (محمود بن غانم) في: معجم شيوخ السمعاني.
[4] انظر عن (مساعد بن أحمد) في: تكملة الصلة لابن الأبّار،: وشجرة النور الزكية 1/ 141 رقم 413.
[5] في الأصل: «سنة ثمان وستين وأربعين وأربعمائة» وهو وهم.
[6] انظر عن (مكرم بن حمزة) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 265 أ، والتحبير 2/ 312،(37/234)
أبو المفضّل بْن أَبِي الصَّقر القُرَشيّ، الدّمشقيّ.
سَمِعَ: أبا الحسن بْن الموازينيّ.
وحدَّث باليسير [1] .
قَالَ ابن عساكر: كَانَ يدخل في العمالات، ولم يكن مَرْضيًّا.
قلت: وفي هذه السّنة كانت وفاته بدمشق. وهو عمّ نجم الدّين مُكْرَم شيخ شيوخنا، رحمهم اللَّه.
- حرف النون-
300- نابت بْن مُفَرّج بْن يوسف [2] .
أبو الزَّهْراء، الخثْعميّ، الشّاعر البَلَنْسيّ، نزيل مصر.
تفقّه بها عَلَى مذهب الشّافعيّ، وله شِعْر في الذُّرْوة.
ورَّخ السِّلَفّي موته في رجَبْ بمصر سنة خمس.
- حرف الياء-
301- يحيى بْن أحمد بْن بَقِيّ [3] .
أبو بَكْر الطُّلَيْطُليّ، ثمّ الإشْبيليّ.
قَالَ الأَبّار: كَانَ يتقدَّم أدباء عصره تفنُّنًا في الآداب وتصرُّفًا في النَّظْم.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر عبد الله بْن طلْحة، ومحمد بْن جابر.
302- يحيى بْن عبد الغفّار بْن عبد المنعم بْن إسماعيل [4] .
أبو الكَرَم الدّمشقيّ، الخاطب.
سَمِعَ ببغداد من رزق اللَّه التّميميّ كتاب «النّاسخ والمنسوخ» لهبة اللَّه.
روى عَنْهُ: أبو القاسم بْن عساكر، وأبو المواهب بْن صَصْرَى، وأخوه أبو القاسم بن صصرى وهو آخر من روى عَنْهُ، وسماعة منه في رجب من هذه السّنة.
__________
[313] رقم 1006.
[1] قال ابن السمعاني: سمعت منه قدر ورقتين من حديث يوسف الميانجي، بروايته عن شيخه..
وكانت ولادته قبل سنة خمسمائة بدمشق.
[2] انظر عن (نابت بن مفرّج) في: معجم السفر للسلفي (مصوّرة دار الكتب المصرية، ق 2) .
[3] انظر عن (يحيى بن أحمد) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
[4] انظر عن (يحيى بن عبد الغفار) في: مشيخة ابن عساكر.(37/235)
سنة ست وأربعين وخمسمائة
- حرف الألف-
303- أحمد بْن المبارك بْن عبد الباقي بن محمد بْن قَفَرْجَل [1] .
أبو محمد القطّان، المقرئ، أخو أَبِي القاسم أحمد. وكان أبو محمد الأصغر.
سَمِعَ من: طِراد، وأبي الحَسَن بْن أيّوب، وأبي طاهر أحمد بْن الحسن الكَرَجيّ.
وعنه: المبارك بْن كامل، وأحمد بْن طارق الكَرَكيّ.
مات في شوال.
304- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي عثمان الحسين بْن عثمان [2] .
أبو المعالي بْن المَذَاريّ [3] .
وُلِد في سنة اثنتين وستّين وأربعمائة.
وسمع: أبا القاسم بْن البُسْريّ، وأبا عليّ بن البنّاء الفقيه.
وقال: أنّه سَمِعَ من أَبِي الحسين بن النَّقُّور.
وكان محلّه الصّدق. وهو رجل من أهل البيوتات.
قَالَ ابن الْجَوْزيّ [4] : كَانَ سماعه صحيحا، وقرأتُ عليه كثيرا من حديثه.
__________
[1] لم أجده.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن أحمد) في: المنتظم 10/ 145 رقم 219 (18/ 81، 82 رقم 4168) ، والأنساب 11/ 212.
[3] المذاري: بفتح الميم، والذال المعجمة، وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى مذار، وهي قرية بأسفل أرض البصرة. (الأنساب 11/ 211) .
[4] في المنتظم.(37/236)
وروى عَنْهُ أيضا: عبد الخالق بْن أسد، وأبو سعد بْن السّمعانيّ، وابن سُكَيْنَة، وأحمد بْن العاقُوليّ، وأحمد بْن أزهر، وجماعة من المتأخّرين.
وتُوُفّي في الثامن والعشرين من جُمادى الأولى.
والمَذَار قرية تحت البصْرة، قريبة من عَبَّادان، سكنها أَبُوهُ زمانا، فنُسِب إليها.
305- أَحْمَد بْن محمد بْن عُبَيْد الله بْن سهل [1] .
أبو الفتوح النّيسابوريّ، البزّاز.
سَمِعَ من: عبد الجبّار بْن سعد بْن محمد البَحِيريّ.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم بْن السّمعانيّ.
306- إبراهيم بْن أحمد بْن محمد بْن الحسين بْن أحمد بْن سهل [2] .
أبو إسحاق البلْخيّ، الضّرير، الواعظ.
شيخ صالح من أهل العِلم، قدِم بغداد، وسمع من: جعفر السّرّاج، والحسن بْن محمد بْن عبد العزيز النَّكليّ [3] ، وأبي غالب الباقِلّانيّ.
وحدَّث ببلْخ.
سَمِعَ منه: أبو عليّ بْن الوزير الدّمشقيّ.
وتُوُفّي في ربيع الآخر ببلْخ.
307- إبراهيم بْن الشّيخ أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن الحَسَن بْن مُحَمَّد بْن سعيد بْن الفَرَس [4] .
أبو إسحاق الدّانيّ.
حجّ مَعَ والده، وقرأ عَلَيْهِ.
وقرأ عَلَى أَبِي عليّ بْن العرجاء بجميع ما في كتاب «متون العروس» لأبي مَعْشَر، وفيه ألف وخمسمائة وخمسون رواية وطريقا، وقرأ عَلَيْهِ جزءين ونصف من الختمة بداخل الكعبة. وذلك في سنة تسع وعشرين وخمسمائة.
__________
[1] لم أجده.
[2] لم أجده.
[3] لم أجد هذه النسبة.
[4] انظر عن (إبراهيم بن أبي عبد الله) في: المقفّى الكبير للمقريزي 1/ 295 رقم 343.(37/237)
وسمع «صحيح البخاريّ» .
وتُوُفّي في آخر السّنة، قبل أبيه بأشهر.
308- إبراهيم بْن مروان [1] .
الإشْبيليّ.
حجّ، وسمع من: ابن الحُصَيْن ببغداد.
وحدَّث بإشبيليّة.
- حرف الباء-
309- بوشتكين بْن عبد الله [2] .
الرّضْوانيّ، البغداديّ.
سَمِعَ: أبا القاسم بْن البُسْريّ، وغيره.
روى عَنْهُ: جماعة آخرهم الفتح بْن عبد السّلام.
- حرف الجيم-
310- جعفر بْن محمد بْن يوسف [3] .
أبو الفضل الشّنْتَمَرِيّ.
ولي قضاء شنت مريّة [4] .
روى عَنْ أبيه، عَنْ جدّه أَبِي الحَجّاج يوسف الأعلام جميع رواياته وتصانيفه.
روى عَنْهُ: أبو محمد بْن عَبْدان، وابن خَيْر.
وكان فقيها، مُشاوَرًا، مفتيا، كاتبا، شاعرا.
استشهد بشنتمريّة.
__________
[1] لم أجده.
[2] لم أجده.
[3] لم أجده.
[4] شنت مريّة: بفتح الميم وكسر الراء وتشديد الياء. قال ياقوت: وأظنه يراد به مريم بلغة الإفرنج.
وهو حصن من أعمال شنت بريّة. (معجم البلدان 3/ 367) .(37/238)
311- الْجُنَيْد بْن يعقوب بْن حَسَن [1] .
أبو القاسم الْجِيليّ [2] ، الحنبليّ.
وُلِد بجِيلان، واستوطن بغداد.
تفقَّه وتأدّب، وكتب العلم.
وسمع: رزْق اللَّه التّميميّ، وأبا الحسن الهَكّاريّ [3] .
روى عَنْهُ: أبو القاسم بْن عساكر.
مات في جُمادى الآخرة [4] .
312- جرجي الإفْرَنجيّ [5] .
وزير الملك رُجّار [6] المتغلّب عَلَى مملكة صَقَلِّية.
كَانَ بطلا شجاعا، من دُهاة النَّصارَى. سار في البحر وأخذ المَهْديَّة من المسلمين. ثمّ سار في البحر بالجيوش، فحاصر القُسْطنطينيَّة، ودخل فم الميناء، وأخذ عدَّة شواني، ورمى أصحابه بالنّشّاب في قصر الملك. وجَرَت لَهُ مع صاحب القسطنطينيَّة عدَّة حروب يُنْصَر في جميعها عَلَى ملك القسطنطينيَّة.
وكان لا يُصْطَلَى لَهُ بنار، فهلك بالبواسير والحصى في ستٍّ هذه، وفرح النّاس لموته، والله الحمد على هلاكه.
__________
[1] انظر عن (الجنيد بن يعقوب) في: مشيخة ابن عساكر، والذيل على طبقات الحنابلة 1/ 216- 219 رقم 104.
[2] الجيلي: بكسر الجيم وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها. هذه النسبة إلى بلاد متفرّقة وراء طبرستان ويقال لها: كيل وكيلان فعرّب ونسب إليها وقيل: جيلي وجيلاني. (الأنساب 3/ 414) .
[3] الهكّاري: بفتح الهاء والكاف المشدّدة وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى الهكّارية وهي بلدة وناحية عند جبل. وقيل: جبال وقرى كثيرة فوق الموصل من الجزيرة. (الأنساب 12/ 336) .
[4] قيل ولد سنة 450 وقيل 451، وقال ابن النجار: كان فاضلا ديّنا، حسن الطريقة. جمع كتابا كبيرا في استقبال القبلة ومعرفة أوقات الصلاة.
وقال ابن السمعاني: شيخ صالح، حسن السيرة.
وقال أبو العباس بن لبيدة عنه: كان صادقا، زاهدا، ثبتا، لم يعرف عليه إلا خيرا.
[5] انظر عن (جرجي الإفرنجي) في: الكامل في التاريخ 11/ 125- 127، 145.
[6] في الأصل قيّد بالزاي وتشديد الجيم. والتصحيح من الكامل.(37/239)
- حرف الحاء-
313- الحَسَن بْن محمد بْن الحسين [1] .
أبو عليّ الرّاذانيّ [2] . نزيل بغداد.
سَمِعَ من: المبارك بْن عبد الجبّار بْن الطُّيُوريّ.
وتفقّه عَلَى: أَبِي سعيد المخرّميّ.
ووعظ، وسمع الكثير.
وتُوُفّي فجأة في رابع صَفَر.
314- الحسين بْن إسماعيل بْنِ الحَسَن بْن علي [3] .
أبو عبد الله بْن النّعمانيّ [4] ، النَّيْسابوريّ.
شيخ صالح، من بيت الحديث.
سَمِعَ: أبا القاسم الواحديّ، وابا بكر بن خلف، وأبا السنابل هبة الله بْن أَبِي الصَّهْباء.
روى عَنْهُ: ابن السّمعانيّ [5] ، وابنه عبد الرحيم.
وتُوُفّي في العشرين من المحرَّم.
وروى عَنْهُ: عُمَر العليميّ، والمؤيَّد، الطُّوسيّ، والقاسم الصّفّار.
__________
[1] انظر عن (الحسن بن محمد الراذاني) في: المنتظم 10/ 146 رقم 220 (18/ 82 رقم 4169) ، والأنساب 6/ 37، والذيل على طبقات الحنابلة 1/ 220، رقم 108، وشذرات الذهب 4/ 143.
[2] الراذاني: بفتح الراء والذال المعجمة بين الألفين، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى راذان، وهي قرية من قرى بغداد. (الأنساب 6/ 36) .
[3] انظر عن (الحسين بن إسماعيل) في: التحبير 1/ 226، 227 رقم 130، وتكملة الإكمال (مخطوط) ورقة 140 ب، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 79 أ، 79 ب.
[4] في التحبير، وتكملة الإكمال: «العماني» ، والمثبت يتفق مع ملخص تاريخ الإسلامي.
[5] وهو قال: واعظ: حسن السيرة، متودّد. وسمع منه أبو الحسن بن عبدوس الحرّاني الفقيه جزءا فيه أجوبة عن مسائل وردت من الموصل، تتضمّن عدّة مسائل من أصول الدين، أجاب عنها في كرّاس، بجواب حسن موافق لمذهب أهل الحديث.
وذكر عبد المغيث الحربي في بعض مؤلفاته فتيا من فتاويه، في تحريم السماع. (الذيل على طبقات الحنابلة) .
وقال ابن الجوزي: وكان موته فجأة، فإنه دخل إلى بيته ليتوضّأ لصلاة الظهر، فقاء فمات.
وكان قد تزوّج وعزم تلك الليلة على الدخول بزوجته، (المنتظم) .(37/240)
315- الحُسين بْن مُحَمَّد بْن علي بْن أَحْمَد بْن حَمْدي [1] .
أبو عبد الله الخِرَقيّ، الشّاهد.
سَمِعَ: أبا عبد الله النِّعَاليّ. وحدَّث.
تُوُفّي في ذي القعدة.
- حرف الخاء-
316- خَلَف بْن عبد الكريم بن خلف بن طاهر بن محمد بْن محمد [2] .
أبو نصر النَّيْسابوريّ، الشّحّاميّ.
سَمِعَ: عبد الجبّار بْن سعيد بْن محمد البَحِيريّ، وأبا عليّ نصر اللَّه الخُشْناميّ.
روى عنه: أبو سعد السمعاني، وابنه عبد الرحيم وقال: تُوُفّي في المحرَّم، ودُفِن عند الشّحّاميّين.
- حرف السين-
317- سعد بْن الرّضا بْن يزيد [3] .
أبو محمد الهاشميّ، الجعفريّ، الأصبهانيّ.
سَمِعَ: عبد الوهّاب بْن مَنْدَهْ، وطِراد الزَّيْنبيّ.
أخذ عَنْهُ: السّمعانيّ، وقال: مات في جُمادى الآخرة وله ثمانون سنة.
318- سعد بْن محمد بْن محمود بْن المشّاط [4] .
أبو الفضائل الرّازيّ، المتكلّم، الواعظ.
قَالَ أبو سعد السَّمعانيّ [5] : لَهُ يدٌ باسطة في علم الكلام، وكان يذبّ عَن الأشعريّ، وله قوَّةٌ في الْجِدال. وكان يعِظ ويتكلَّم في مسائل الخلاف، لقيته
__________
[1] لم أجده.
[2] لم أجده.
[3] انظر عن (سعد بن الرضا) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.
[4] انظر عن (سعد بن محمد) في: التحبير 1/ 295، 296، رقم 228، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 79 ب، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 221، والوافي بالوفيات 15/ 181 رقم 248.
[5] في التحبير 1/ 295، 296.(37/241)
بالرَّيّ، وكان يلبس الحرير، ويخْضِب بالسّواد، ويحمل معه سيفا مشهورا.
وسمعت أنّ طريقته ليست مُرْضِيَّة [1] .
سَمِعَ من أبيه «حلْية الأولياء» ، بسماعه من أَبِي نُعَيْم.
وسمع من: أَبِي الفَرَج محمد بْن محمود القَزْوينيّ.
وقال لي: وُلِدتُ سنة 479.
وتُوُفّي بالرَّيّ في خامس عشر رمضان.
319- سعيد بْن أَبِي بَكْر بْن أَبِي نصر بْن الشّعريّ [2] .
النَّيْسابوريّ.
سَمِعَ: عثمان بْن محمد المَحْمِيّ، وأبا بَكْر بْن خَلَف.
وعنه: أبو المظفَّر عبد الرحيم السّمعانيّ.
تُوُفّي في صفر.
- حرف الشين-
320- شجاع بْن عليّ بْن حسن [3] .
أبو المظفَّر الشُّجاعيّ، السَّرْخَسيّ، البنّاء.
رَجُل صالح. وهو أصغر من أخويه عبد الصّمد، والحسن.
سَمِعَ: محمد بْن عبد الملك المظفَّريّ، وأحمد بْن عبد الرحمن الدّغُوليّ.
مولده قبل السّبعين.
أخذ عَنْهُ: السّمعانيّ [4] ، وقال: مات فجأة في شوّال سنة ستّ وأربعين.
__________
[1] وزاد في (التحبير) : ولما دخلت داره لم أر به سمت الصالحين، وسمعت منه شيئا يسيرا منصرفي من العراق.
[2] لم أجده.
[3] انظر عن (شجاع بن علي) في: التحبير 1/ 325 رقم 266، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 79 ب.
[4] وهو قال: كان شيخا صالحا، من بيت العلم، غير أنه لم يكن يعرف شيئا ... سمعت منه أحاديث يسيرة في الرحلة الأولى إلى سرخس سنة ثمان وعشرين.(37/242)
321- شُكْرُ بْن أَبِي طاهر أحمد بْن أَبِي بَكْر [1] .
أبو زيد الأَبْهريّ، الأصبهانيّ، المؤدّب، الأديب.
سَمِعَ: أبا عبد الله الثّقفيّ، الرئيس.
وتُوُفّي في ذي القعدة.
- حرف الصاد-
322- صافي [2] .
أبو الفضل، مولى ابن الخِرَقيّ. بغداديّ، مقرئ، مجوِّد، صالح، متعبّد. وله إسناد عالي في القراءات، فإنّه قرأ عَلَى رزْق اللَّه التّميميّ، ويحيى بْن أحمد السِّيبيّ.
وسمع: مالك بْن أحمد البانياسيّ، وغيره.
واحترقت كُتُبُه.
قَالَ السّمعانيّ: سَمعْتُهُ يَقُولُ: سَلُوا القلوب عَن المَوَدّات، فإنّها لا تقبل الرّشا.
سمعتُ منه أحاديث. وتُوُفّي أظنّ في سنة ستٍّ وأربعين، ولم يبق إلى سنة سبْع، رحمه اللَّه.
- حرف العين-
323- عبد الله بْن أحمد بْن عَمْرُوس [3] .
أبو محمد الشِّلبيّ [4] ، الأندلسيّ، المالكيّ. كَانَ فقيها، حافظا، مشاوَرًا، لغويّا، فاضلا.
__________
[1] انظر عن (شكر بن أبي طاهر) في: التحبير 1/ 326 رقم 269، وتكملة الإكمال (مخطوط) ورقة 79 ب، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 80 أ.
[2] انظر عن (صافي) في: معرفة القراء الكبار 1/ 503، 504، رقم 454، وغاية النهاية 1/ 331، والوافي بالوفيات 16/ 244، 245 رقم 265.
[3] لم أجده.
[4] الشّلبيّ: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وآخره باء موحّدة، قال ياقوت: هكذا سمعت جماعة من أهل الأندلس يتلفّظون بها. وقد وجدت بخط بعض أدبائها شلب، بفتح الشين. وهي مدينة بغربي الأندلس بينها وبين باجة ثلاثة أيام، وهي غربي قرطبة، وهي قاعدة ولاية أشكونية،(37/243)
سَمِعَ: أبا الحسن بْن مُغيث، وأبا بَكْر بْن العربيّ.
324- عبد الله بْن خَلَف بْن بَقِيّ [1] .
القيسي، البَيَّاسيّ [2] ، أبو محمد.
أخذ القراءات عَنْ: ابن البَيّاز، وابن الدّوش.
وحجّ فلقي ابن الشّحّام. وبمكَّة عبد الله بْن عُمَر بن العرجاء صاحب ابن نفيس، وعبد الباقي بْن فارس، فحملَ عَنْهُمُ القراءات، وبرع فيها وتصدّر ببلده.
وتلا عَلَيْهِ: أبو بَكْر محمد بن حَسْنُونَ، وغير واحد.
وكان زاهدا، صالحا، مجاهدا.
تُوُفّي بعد الأربعين.
325- عبد الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْنِ عَبْد الرحمن [3] .
أبو سعيد [4] الرّازيّ، الحصيريّ [5] ، الضّرير.
سَمِعَ «سُنَن ابن ماجة» من أَبِي منصور محمد بْن الحسين المقوّميّ.
وسمع: واقد بْن الخليل القَزْوينيّ، والفضل بْن أَبِي حرب الْجُرْجانيّ، وعبد الواحد بْن إسماعيل الرّويانيّ الفقيه، وجماعة سواهم.
__________
[ () ] وبينها وبين قرطبة عشرة أيام للفارس المجدّ، بلغني أنه ليس بالأندلس بعد إشبيلية مثلها، وبينها بين شنترين خمسة أيام، وسمع ممن لا أحصي أنه قال: قلّ أن ترى من أهلها من لا يقول شعرا ولا يعاني الأدب، ولو مررت بالفلّاح خلف فدّانه وسألته عن الشعر قرض من ساعته ما اقترحت عليه وأبي معنى طلبت منه. (معجم البلدان 3/ 357، 358) .
[1] انظر عن (عبد الله بن خلف) في: تكملة الصلة لابن الأبّار 827، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة، السفر الرابع 221، 222 رقم 378، وغاية النهاية 1/ 418 رقم 1766.
[2] البيّاسي: بفتح الباء الموحّدة، وياء مشدّدة، نسبة إلى بيّاسة، مدينة كبيرة بالأندلس معدودة في كورة جيّان، بينها وبين أبّدة فرسخان، وزعفرانها هو المشهور في بلاد الغرب، دخلها الروم سنة 542، وأخرجوا عنها سنة 552 هـ. (معجم البلدان 1/ 87 پ 5) .
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الله) في: التحبير 1/ 395- 397 رقم 350، والأنساب 4/ 157 (بالحاشية) ، والتقييد 342 رقم 419، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 245، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 436، وملخص تاريخ الإسلام 8/ 80 أ.
[4] في التحبير: «أبو سعد» .
[5] في طبقات السبكي تصحفت إلى «الخضيري» ، وفي طبقات الإسنوي: «الحضيري» .(37/244)
روى عنه: أبو سعْد السَّمْعانيّ [1] ، وأبو القاسم بْن عساكر.
وكان فقيها، صالحا، خيِّرًا.
روى عَنْهُ: المؤيَّد الطُّوسيّ، بالإجازة.
تُوُفّي فِي شوّال، وله أربعٌ وثمانون سنة.
326- عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن الحَسَن بن أحمد بن عبد الواحد بْن أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عثمان بْن أَبِي الحديد [2] ، واسمه الحسين بْن أَبِي القاسم.
السُّلَميّ: أبو الحسين الدّمشقيّ، خطيب دمشق.
سَمِعَ: جدّه أبا عبد الله، وأبا القاسم بْن أَبِي العلاء المصِّيصيّ، وابن الفُرات.
روى عَنْهُ: أبو القاسم بْن عساكر، وابنه القاسم، وأبو اليُمْن الكِنْديّ، وغيرهم.
وتوفّي في جمادى الآخر، وله اثنتان وثمانون سنة [3] . وخطب بعده ابنه الفضل.
وروى عَنْهُ أبو سعد السّمعانيّ فقال: شيخ، صالح، سليم الجانب، سديد السِّيرة: سمعتُ منه أجزاء، ودخلتُ داره المليحة، ورأيت نعْل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معه.
دُفِن بمقبرة باب الصّغير.
327- عبد الرحمن بْن عبد الجبّار بن عثمان بن منصور [4] .
__________
[1] وهو قال: إمام صالح، ديّن، حسن السيرة، مشتغل بما يعنيه ... أضرّ على كبر السّنّ، وهو على طريقة أهل العلم.. انتخب عليه من شيوخه الأصبهانيين جزءا، وكانت ولادته في سنة اثنتين وستين وأربعمائة بالري.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الله) في: ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 316، 317، وتاريخ دمشق، وكتاب الروضتين 1/ 207، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 211، 212، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 14/ 277 رقم 196.
[3] وقال ابن أبي الحديد إنه ولد سنة أربع وستين وأربعمائة، وذكر قبل ذلك أنه ولد سنة اثنتين وستين. (تاريخ دمشق) .
[4] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الجبار) في: العبر 4/ 124، والمعين في طبقات المحدّثين(37/245)
أبو النَّصْر [1] الفاميّ، الحافظ الهَرَويّ.
وُلِد سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة بهَرَاة.
قَالَ أبو سعد السّمعانيّ: كَانَ حسن السّيرة، جميل الطّريقة، دمِث الأخلاق، كثير الصّدقة، والصّلاة، دائم الذّكْر، متودّدا، متواضعا، لَهُ معرفة بالحديث والأدب، يُكرم الغُرباء، ويفيدهم عَن الشّيوخ.
سَمِعَ: أبا إسماعيل عبد الله بْن محمد الأنصاريّ، وأبا عبد الله العُمَيْريّ، ونجيب بْن ميمون الواسطيّ، وأبا عامر الأزديّ.
وورد بغداد حاجّا، فسمع من ابن الحُصَيْن، وهبة اللَّه بْن النّجّار. كتبتُ عَنْهُ بهَرَاة ونواحيها. وكان ثقة، مأمونا.
مات في الخامس والعشرين من ذي الحجَّة.
قلت: وروي عَنْهُ الحافظ ابن عساكر [2] ، وأبو رَوْح الهَرَويّ، وجماعة.
وجمع «تاريخ هَرَاة» . وليس بمستوعِب. ولَقَبُه: ثقة الدّين.
328- عبد الرحمن بْن عبد الصّمد بْن أَبِي سعيد [3] .
أبو سعيد القائنيّ [4] ، النَّيْسابوريّ، المقرئ، مقدّم القرّاء، وشيخهم، وإمامهم.
قرأ عَلَى الإمام أَبِي الحَسَن الغزّال وتلْمَذَ لَهُ وحده، وخدمه مدَّة.
قَالَ ابن السّمعانيّ: كَانَ إماما، فاضلا، صالحا، ورعا، كثير العبادة،
__________
[162] رقم 1747، وتذكرة الحفاظ 4/ 1308، والإعلام بوفيات الأعلام 224، وسير أعلام النبلاء 20/ 297 رقم 202، ومرآة الجنان 3/ 284، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 245، 246 وفيه: «عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن عثمان» ، النجوم الزاهرة 5/ 301، وطبقات الحفاظ 470، وشذرات الذهب 4/ 140.
[1] هكذا بالصاد المهملة، ومثله في: تذكرة الحفاظ، والعبر، والشذرات.
وفي السير 20/ 297 «النضر» بالضاد المعجمة.
[2] في مشيخته، ورقة 107 ب.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الصمد) في: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 246 وفيه توفي سنة 547 هـ..
[4] القائني: بفتح القاف، والياء المنقوطة باثنتين بعد الألف من تحتها، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى قاين، وهي بلدة قريبة من طبس بين نيسابور وأصبهان. (الأنساب 10/ 36) .(37/246)
وعُمِّر حتّى رحلوا إِلَيْهِ في عِلْم القراءات، فظهر لَهُ أصحاب وتلامذة.
وقد سَمِعَ من: المعتز بْن أَبِي مسلم البيهقي، وأبي بَكْر محمد بْن المأمون علي المتولي، وعلي بْن أحمد المديني، ونصر اللَّه الخشنامي.
ولد في رجب سنة خمس وسبعين وأربعمائة. وكان أَبُوهُ من قاين.
روى عَنْهُ: أبو سعد، وابنه عبد الرحيم.
وتوفي في شوال أو ذي القعدة.
329- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الواحد بْن عَبْد الكريم [1] .
أبو القاسم الغسّانيّ، الدّمشقيّ، السّمسار.
كَانَ رجلا خيّرا.
وروى عَنْهُ: ابن عساكر [2] ، وابنه القاسم [3] .
تُوُفّي في ربيع الآخر.
330- عبد الرحمن بْن محمد بْن سهل بْن المحبّ [4] .
أبو البركات النَّيْسابوريّ.
نظيف، شريف، متودّد.
سَمِعَ: أبا الحسن المَدِينيّ، وعبد الغفّار الشّيروييّ، وأبا سعيد القُشَيْريّ، وعمر الرُّؤاسيّ الحافظ.
وحدَّث.
مات في ثالث ذي القعدة في ذِكرٍ وخير، وله ستّون سنة.
331- عبد الفتّاح بْن أميرجة بن أبي سعيد [5] .
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الواحد) في: التحبير 1/ 400 رقم 353، وملخص تاريخ الإسلام 8/ 80 ب، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 14/ 298 رقم 211.
[2] وهو قال: كان خيّرا مواظبا على الجماعة، فيه ذكاء ومعرفة.
[3] وقال ابن السمعاني: سمعت منه أربعة أحاديث. وكان ولادته في حدود سنة سبعين وأربعمائة.
[4] لم أجده.
[5] انظر عن (عبد الفتاح بن أميرجة) في: التحبير 1/ 469، 470 رقم 437، والأنساب 11/ 413، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 46 ب.(37/247)
الصَّيْرفيّ، الهَرَويّ [1] ، أبو الفتح [2] ، نزيل مَرْو.
شيخ صالح، بهيّ المنظر.
سَمِعَ من: أَبِي إسماعيل عَبْد الله بْن محمد الأنصاريّ.
روى عَنْهُ: ابن السمعاني [3] ، وولده عبد الرحيم.
توفي في غُرَّة رمضان [4] .
332- عبد الملك بْن عَبْد الرّزّاق بْن عَبْد اللَّه بْن علي بْن إسحاق بْن العبّاس [5] .
الطُّوسيّ، أبو المكارم، ابن أخي نظام المُلْك.
محتشما، بذولا، كريما، من رِجال العلم.
سَمِعَ: عليّ بْن أحمد المَدِينيّ، وعبد الغفّار الشّيرويّي.
تُوُفّي بطُوس في رجب.
وقد كتب عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ [6] ، وابنه عبد الرحيم.
333- عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الباقي بن أبي جرادة [7] .
__________
[1] زاد في الأنساب: «المعيّر» .
[2] في الأنساب: «أبو النجيب» .
[3] وهو قال في (التحبير) : كان شيخا، صالحا، ظريفا، راغبا في الخير ... اتفق أني وجدت مجلسا من إملاء الأنصاري عنه، فنقلت سماعه وحملت المجلس إلى مرو، وقرأت عليه ذلك المجلس، فسمع جماعة منه. وكتاب ولادته بهراة في حدود سنة سبعين وأربعمائة.
وقال في الأنساب: سمعت منه مجلسا من إملائه بمرو، ولم يقرأ عليه أحد الحديث قبلي.
[4] في التحبير ذكر وفاته في هذه السنة 546 هـ. أما في الأنساب فقال: مات بمرو في سنة نيّف وأربعين وخمسمائة.
[5] انظر عن (عبد الملك بن عبد الرزاق) في: ذيل تاريخ بغداد لابن النجار 15/ 100، 101 رقم 28.
[6] وهو قال أنشدنا من حفظه ببغداد لبعضهم:
سلام عليكم ها فؤادي لديكم ... ثوى لكم ثاو فثاو لديكم
وإنّي أشم المسك من مدرج الصبا ... إذا ما الصّبا مرّت فهبت عليكم
وبي مرض والنار ذا العذب أنّتي ... فيا ليت شعري هل سبيل إليكم؟
وقال ابن السمعاني: كان رجلا من الرجال، بذولا، سخيّ النفس، شهما. ورد بغداد وكتب بها وأقام مدّة، ثم خرج إلى الحجاز ... كتبت عنه بمرو وبلخ، وسألت عن مولده فقال: في رجب سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة بنيسابور.
[7] انظر عن (عليّ بن عبد الله) في: التحبير 1/ 569- 571 رقم 555، ومعجم الأدباء 14/ 5،(37/248)
أبو الحسن العُقَيْليّ، الحلبيّ، المعروف بالأنطاكيّ لسُكْناه بحلب عند باب أنطاكية.
ذكره ابن السّمعانيّ [1] ، وقال: عزير الفضل، وافر [2] العقل، دمِث الأخلاق، لَهُ معرفة بالأدب، والحساب، والنّجوم، وله خطّ حَسَن. رأيته بحلب، وقد قدِم بغداد سنة سبْع عشرة وخمسمائة. وكتب عَنْ جماعة.
وسمع بحلب من: عبد الله بْن إسماعيل الحلبيّ، وهو أجْوَد شيخٍ لَهُ، وأبا الفُتْيان محمد بْن سلطان بْن حَيُّوس.
وقرأتُ عَلَيْهِ الأجزاء في منزله، وعلّقت عَنْهُ قصائد، وخرجت من عنده يوما فرآني، بعض الصّالحين، فقال: أين كنت؟ قلت: عند أَبِي الحسن بْن أَبِي جرادة، قرأتُ عَلَيْهِ شيئا من الحديث.
فأنكر عليَّ وقال: ذاك يُقرأ عَلَيْهِ الحديث؟! قلت: هل هُوَ إلّا متشيّع يرى رأيي الحسين. فقال: ليته اقتصر عَلَى هذا، بل يَقُولُ بالنّجوم، ويرى رأي الأوائل.
قَالَ: وسمعت بعض الحلبيّين بدمشق يتّهمه بمثل هذا.
وقال أبو الحسن: وُلِدتُ في سنة إحدى وستّين وأربعمائة.
تُوُفّي ظنّا سنة ستٍّ وأربعين.
قَالَ: وقرأت عليه «الموطّأ» لابن وهب بروايته عَنْ أَبِي الفتح بْن الجلِّيّ عبد الله بْن إسماعيل، عَنْ أَبِي الحسن بْن الطُّيُوريّ، عَن القاضي أَبِي محمد الصّابونيّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الكريم، عَنْهُ.
334- عليّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السّمّاك [3] .
سَمِعَ: أبا نصر الزَّيْنَبيّ، ورزْق الله التّميميّ، وجماعة.
__________
[ () ] وإنباه الرواة 2/ 285- 287، وتلخيص ابن مكتوم 142، والوافي بالوفيات 21/ 210، 411 رقم 133، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 80 ب.
[1] في التحبير 1/ 569- 571.
[2] في الأصل: «وافل» .
[3] انظر عن (علي بن عبد العزيز) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.(37/249)
قَالَ ابن السَّمْعانيّ: كَانَ يحضر معنا مجالس الحديث، ويسمع عَلَى كِبَر السِّنّ.
قَالَ لي: ولدت سنة أربع وستّين وأربعمائة.
وقال ابن الْجَوْزيّ [1] : كَانَ ثقة من أهل السُّنَّة الْجِياد. روى لنا عَنْ: أَبِي الفضل بْن الطَّيِّب.
قلت: وروى عَنْهُ: عبد الخالق بْن أسد، وعبد الرّزّاق الْجِيليّ، ويوسف بْن المبارك، وجماعة.
وتُوُفّي في شوّال.
335- عليّ بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الفرّاء [2] .
أبو الفَرَج بْن أَبِي خازم بْن القاضي أَبِي يَعْلَى الحنبليّ.
سَمِعَ: أبا عبد الله النِّعَاليّ فمَن بعده.
وتُوُفّي في ثاني عشر رمضان. وصلّى عَلَيْهِ ولده القاضي أبو القاسم عُبَيْد اللَّه.
كتب عَنْهُ ابن السّمعانيّ أحاديث.
336- عليّ بْن مُرْشد بْن عَليّ بْن مُقَلّد بْن نَصْر بْن مُنْقِذ [3] .
عزّ الدّولة، أبو الحَسَن الكِنانيّ، الشَّيْزَريّ.
وُلِد بشَيْزَر، وكان أكبر إخوته، في سنة سبع وثمانين وأربعمائة. وكان ذكيّا، شاعرا، جُنْديًا.
دخل بغداد، وسمع من: قاضي المرستان أبي بكر، وغيره.
__________
[1] هكذا، وأظنّه وهم، أراد ابن السمعانيّ. فابن الجوزي لم يترجم له.
[2] لم أجده. ولم يذكره ابن رجب في (الذيل على طبقات الحنابلة) . وهو في (معجم شيوخ ابن السمعاني) .
[3] انظر عن (علي بن مرشد) في: الإعتبار 97، والأنساب 7/ 469، وخريدة القصر (قسم شعراء الشام) 1/ 548- 551، والمنازل والديار 1/ 52، 53، 148، 149، 283، 284، و 2/ 113، 118، 119. ومعجم الأدباء 5/ 214- 220، واللباب 2/ 225، ومعجم الألقاب لابن الفوطي 1/ 268، وعيون التواريخ 12/ 444، والوافي بالوفيات 22/ 191، 192 رقم 140، والنجوم الزاهرة 5/ 301.(37/250)
وله إلى أخيه أسامة:
لقد حمل الغادون عنك تحيَّةً ... إليَّ كنشْر المِسْك شيبت بِهِ الخمرُ
فيا ساكنا قلبي على خَفَقَانِهِ ... وطَرْفي وإن رواه من أدمُعي بحرُ
لك الخير همّي مذْ نأيتَ مروِّعٌ ... وصبْري غريبٌ لا يُنَهْنِهَه الزَّجْرُ
[1] ولو رام قلبي سلْوةً عنك صدَّهُ ... خلائقُكَ الحُسْنَى وأفعالُكَ الغرّ
كأنّ فؤادي كلّما مرّ راكبٌ ... إليك جناحٌ رام نهضا بِهِ كسْرُ [2]
استُشْهِد عزّ الدّولة بعسقلان في هذه العام [3] .
337- عليّ بْن هبة اللَّه بْن عليّ بْن رهموَيْه [4] .
أبو الحَسَن الأَزَجيّ [5] .
سَمِعَ: أبا نصر الزَّيْنبيّ، وعاصم بْن الحَسَن، وأبا جعفر محمد بْن أحمد البخاريّ قاضي حلب.
قَالَ ابن السّمعانيّ: كتبت عَنْهُ، وكان لَهُ تقدّم وثروة. وسماعه صحيح.
تُوُفّي في سادس ذي القعدة.
__________
[1] جاء في هامش الأصل قرب هذه الأبيات: هنا هو المجلد الخامس عشر من تجزئة المؤلف بخطه.
[2] وأنشد له ابن السمعانيّ:
ودّعت صبري ودمعي يوم فرقتكم ... وما علمت بأنّ الدمع يدّخر
وضلّ قلبي عن صدري فعدت بلا ... قلب فيا ويح ما آتي وما أذر
ولو علمت ذخرت الصبر مبتغيا ... إطفاء نار بقلبي منك تستعر
ووصل الأمير علي بن مرشد من شيزر إلى بعلبكّ فأقام عند معين الدين أنر، فقال:
لأشكرنّ النوى والعيس إذ قصدت ... بي معدن الجود والإحسان والكرم
فصرت في وطني إذا سرت عن وطني ... فمن رأى صحّة جاءت من السقم؟
وقد ندمت على عمر مضى أسفا ... إذا لم أكن لك جاراً فيه في القدم
فأسلم ولا زلت محروس العلا أبدا ... ما لاحت الشهب في داج من الظلم
[3] وقال أسامة عن أخيه: إنه كان من فرسان المسلمين، يقاتل للدين لا للدنيا، وكان من علماء المسلمين وفرسانهم وعبّادهم. (الإعتبار 18) .
[4] انظر عن (علي بن هبة الله) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.
[5] الأزجي: بفتح الألف والزاي وفي آخرها الجيم. هذه النسبة إلى باب الأزج وهي محلّة كبيرة ببغداد. (الأنساب 1/ 197) .(37/251)
338- عليّ بْن يحيى بْن رافع بْن عافية [1] .
أبو الحسن النّابُلُسيّ، المؤذّن بمنارة باب الفراديس.
سَمِعَ: أبا الفتح نصر بْن إبراهيم المقدسيّ، وأحمد بْن عبد المنعم الكريديّ، وجماعة.
روى عَنْهُ: القاسم بْن عساكر، ووالده. وقال: كَانَ ملازما للحضور في حلقتي، وسقط من المنارة في جمادى الآخرة، فبقي ثلاثة أيّام ومات، رحمه اللَّه تعالى.
339- عُمَر بْن عليّ بْن الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي ذَرّ [2] .
أبو سعد المحموديّ، الطّالْقانيّ، ثمّ البلْخيّ.
ولد ببلْخ سنة سبْعٍ وخمسين وأربعمائة.
وسمع: الحافظ أبا عليّ الحَسَن بْن عليّ الوَخْشيّ، ومنصور بْن محمد البِسْطاميّ، وغيرهما.
وهو آخر من حدَّث عَنْهُمَا.
قَالَ ابن السّمعانيّ: كَانَ فاضلا، عالما، صالحا، كثير التّهجُّد والعبادة، لطيف السَّمْع [2] .
تُوُفّي في أواخر [3] رمضان.
قلت: وأجاز لعبد الرحيم بْن السّمعانيّ، وروى عَنْهُ الإفتخار الهاشميّ، وغيره.
__________
[1] انظر عن (علي بن يحيى) في: تاريخ دمشق، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 18/ 186 رقم 124.
[2] انظر عن (عمر بن علي) في: التحبير 1/ 524، 525 رقم 511، والأنساب 11/ 173، والعبر 4/ 124، والإعلام بوفيات الأعلام 124.
[3] عبارة ابن السمعاني في (التحبير) : ولد القاضي الحميد، ولي القضاء ببلخ مدّة، وحمدت سيرته في ولايته بخلاف أبيه، وكان فاضلا، كثير المحفوظ، من بيت العلم والقضاء والتقدم، وكان ممن له العبادة الكثيرة والقيام بالليل على الدوام، لطيف الطبع، يراعي حقوق الأصدقاء ... كتبت عنه ببلخ، وسألته عن ولادته.(37/252)
- حرف الفاء-
340- الفَرَج بْن أحمد بْن محمد بْن الخُراسانيّ [1] .
أبو عليّ البغداديّ، الخَريميّ، ويُعرف بابن الأُخُوَّة [2] .
قَالَ ابن السّمعانيّ: شابّ فاضل، ديِّن، لَهُ معرفة كاملة باللّغة والآداب.
سَمِعَ: أبا الحسين بْن الطُّيُوريّ، وأبا الحسن بْن العلّاف [3] .
كتبت عَنْهُ، وتُوُفّي في رابع عشر جُمَادَى الآخرة.
- حرف الميم-
341- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الفضل [4] .
الإمام أبو بَكْر المِهْرجَانيّ [5] ، الإسْفَرَائينيّ، البيِّع.
فقيه صالح، سَمِعَ: الحَسَن بْن أحمد السّمرقنديّ، وعبد الواحد بن
__________
[1] انظر عن (الفرج بن أحمد) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، وخريدة القصر (قسم شعراء العراق) 2/ 186- 194 وفيه: «الفرج بن محمد» .
[2] هكذا قيّدها العلّامة محمد بهجت الأثري في الخريدة، بتشديد الواو.
[3] وقال العماد الكاتب: المؤدّب البغدادي. من الشعراء المشهورين. مشهود له بالفضل الوافر، وحدّة الخاطر، واختراع المعاني الأبكار، وافتراع بنات الأفكار، كان أوحد عصره، في نظمه ونثره. سلس اللفظ، رائق المعنى، سلس الأسلوب، ذو الدّرّ الجلوب، والبشر الخلوب.
وأورد مقطّعات كثيرة من شعره، ومنه:
خليليّ، صبع الليل ليس يحول ... وما للنجوم الطالعات أفول
خليليّ، قوما، فانظرا: هل لديكما ... لقلبي إلى قلب الصباح رسول؟
لعلّ به مثل الّذي بي من الهوى ... فتخفيه عني دقّة، ونحول
ولما التقينا بن «لبنان» ف «النّقا» ... وقد عزّ صبر يا «أميم» جميل
ولاحت أمارات الوداع، وبيننا ... أحاديث، لا يشفى بهنّ غليل
بكيت إلى أن حنّ نضوي صبابة ... ورقّ وجيف للبكا وذميل
وقال الهوى: للبين فيه بقية ... وقال الغواني: إنه لقتيل
وله:
يا حامل السيف الصّقيل مجرّدا ... في جفنه المعشوق، لا في جفنه
الله في كلف الفؤاد كئيبه ... والنار بين ضلوعه من حزنه
وسجنته في ناظريك تعمّدا ... لتميته، وحويته في سجنه
[4] لم أجده.
[5] المهرجاني: بكسر الميم، وسكون الهاء، وكسر الواو، وفتح الجيم، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى بلدة أسفرايين ويقال لها المهرجان. (الأنساب 11/ 535) .(37/253)
القشيريّ، وغيرهما.
وولد سنة سبعين وأربعمائة، وخرج ليحجّ فتُوُفّي بالكوفة في ذي القعدة.
قال عبد الرحيم بن السمعاني: سمعت منه جزءا. قَالَ: أنبا الحَسَن السَّمَرْقَنْديّ، أَنَا منصور بْن نصر الكاغذيّ، فذكره.
342- محمد بْن أحمد بْن عُمَر بْن بكران [1] .
أبو الفتْح الأنباريّ، ابن الخلّال.
إمام جامع الأنبار.
قرأ الحديث عَلَى أَبِي الحَسَن الأنباريّ، الأقطع.
وسمع من: أَبِي طاهر بْن أَبِي الصَّقْر.
وكان مولده في سنة خمس وستّين وأربعمائة.
روى عَنْهُ: أبو القاسم عبد الله بْن محمد بْن النّفيس الأنباريّ، وغيره.
343- محمد بْن أحمد بْن مكّيّ بْن الغريب [2] .
أبو السَّعادات المقرئ، الضّرير.
كَانَ طيّب الصّوت، عارفا بالألحان، مشهورا.
سَمِعَ: أبا نصر الزَّيْنبيّ.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة.
344- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن عِيسَى بْن هشام.
أبو عبد الله الخَزْرَجيّ، الأنصاريّ، الْجَيّانيّ، المعروف بالبغداديّ لسُكْناه بها.
أخذ عن: أَبِي عليّ الغسّانيّ، وحجّ ودخل بغداد ولقي: إلْكِيا أبا الحسن، وأبا بَكْر الشّاشيّ، وأبا طالب الزَّيْنبيّ.
وكان فقيها، مشاوَرًا، فاضلا.
حدَّث عَنْهُ: أبو عبد الله النُّمَيْريّ، وأبو محمد بن عبيد الله الحجري، وأبو عبد الله بْن حُمَيْد، وعبد الرحمن بْن الملْجوم، وغيرهم.
__________
[1] لم أجده.
[2] لم أجده.(37/254)
ومولده في سنة سبعين وأربعمائة.
وتُوُفّي بفاس في ذي الحجَّة، وكان قد قدمها، وحدّث بها.
345- محمد بْن إدريس بْن عُبَيْد اللَّه [1] .
أبو عبد الله البَلَنْسيّ، المخزوميّ.
لقي أبا الوليد الوقشيّ ولازمه.
وصحِب: أبا محمد الرّكليّ، وأبا عبد الله بْن الجزّار.
ومع من: عبد الباقي بن بزال، وخليص بن عبد الله.
قال الأبّار: كان متحقّقا بالحديث، واللّغة، والأدب.
روى عَنْهُ: أحمد بْن سليمان، وعليّ بْن إدريس الزّناتيّ، وأبو محمد بْن سُفْيان.
346- محمد بْن أسعد بْن عليّ بْن الموفّق [2] .
أبو الفتح الهَرَويّ.
سَمِعَ: محمد بْن نصر السّاميّ، وغيره.
كتب عَنْهُ: السّمعانيّ. [3] 347- محمد بْن إسماعيل بْن أميرك بْن أميرك بْن إسماعيل بْن جعفر بْن القاسم بْن جعفر بْن محمد بْن زيد بْن عليّ بْن رَيْحَانَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحسين [4] .
السّيّد أبو الحسن العَلَويّ، الحسينيّ، الهَرَويّ.
قَالَ ابن السّمعانيّ: كَانَ عالما زاهدا، كثير الخير، سُنّيًّا، حَسَن السّيرة.
سَمِعَ: شيخ الإسلام، وأبا عطاء الجوهريّ، وأبا سهل الواسطيّ.
سمعتُ منه الكثير بهراة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن إدريس) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
[2] انظر عن (محمد بن أسعد) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 204 أ، والتحبير 2/ 88 رقم 694.
[3] وهو قال: جدّة أبو القاسم كان من المحدّثين، ووالده أبو المحاسن شيخ وقته، سمعناه منه الكثير، وأبو الفتح هذا كان كهلا خيّرا، سمع أبا نصر محمد بن مضر بن بسطام السامي. (في المطبوع من التحبير: الشامي) ، سمعت منه شيئا يسيرا في النوبة الأولى ببيت والده.
[4] انظر عن (محمد بن إسماعيل) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 204، والتحبير 2/ 90، 91 رقم 697.(37/255)
ولد سنة إحدى وسبعين وأربعمائة، وتُوُفّي بهَرَاة في ذي القعدة.
قلت: أَنَا ابن عساكر، عَنْ أَبِي رَوْح، أَنَا الإمام أبو الحسن محمد بْن إسماعيل بْن أميرك الحسينيّ، أَنَا أبو عامر الأزْديّ، فذكر حديثا.
348- محمد بْن الحَسَن بْن أَبِي قُدَامة [1] .
الأمير أبو قُدَامة القُرَشيّ، الهَرَويّ.
صدر معظَّم، سَمِعَ إسماعيل بْن عبد الله الخازميّ، ونجيب الواسطيّ.
أخذ عَنْهُ: السّمعانيّ [2] .
كَانَ مولده في رجب سنة سبعين.
349- محمد بْن زيادة اللَّه [3] .
أبو عبد الله بْن الخلّال المُرْسيّ، والد القاضي أَبِي العبّاس.
قَالَ الأبّار: سَمِعَ من أَبِي عليّ بْن سُكَّرة. وكان شيخا جليلا، معظَّمًا.
تُوُفّي فِي ذي القعدة.
- مُحَمَّد بْن عَبْد الله [4] .
أبو بَكْر بْن العربيّ. مَرّ.
350- محمد بن عبد الرحمن بن أحمد [5] .
العلّامة أبو عبد الله البخاريّ، الواعظ، المفسّر.
قَالَ السمعانيّ: كَانَ إماما متقنا. قِيلَ إنّه صنَّف في التّفسير كتابا أكثر من ألف جزء.
__________
[1] انظر عن (محمد بن الحسن) في: التحبير 2/ 110 رقم 723، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 82 أ.
[2] وهو قال: كتبت عنه بهراة ومن جملة ما كتبت عنه كتاب «الجواهر» لشكر، بروايته عن الخازمي.
[3] انظر عن (محمد بن زيادة الله) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
[4] تقدّمت ترجمته في وفيات سنة 543 هـ.، برقم (171) .
[5] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن) في: التحبير 2/ 153، 154، رقم 782، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 82 أ، والوافي بالوفيات 3/ 232، وتاج التراجم 42، والجواهر المضيّة 2/ 76، وطبقات المفسّرين للسيوطي 36، وكشف الظنون 454، 458، وهدية العارفين 2/ 91، والفوائد البهية 175، 176، ومعجم المؤلفين 10/ 133.(37/256)
وأملى في آخر عمره عَنْ: أَبِي نصر أحمد بْن عبد الرحمن الربغذمونيّ [1] ، ولكنّه كَانَ مجازفا متساهلا [2] .
مات في جمادى الآخرة. كتب إليَّ بالإجازة.
351- محمد بْن عبد الخالق بْن عزيز بْن أحمد [3] .
أبو النّور [4] المُضَرِيّ، الأصبهانيّ.
سَمِعَ حضورا من أَبِي عَمْرو بْن مَنْدَهْ.
مولده في حدود سنة سبعين.
أخذ عَنْهُ: السّمعانيّ.
352- محمد بْن محمد بْن حسين بْن صالح.
العلّامة، زين الأئمَّة، أبو الفضل البغداديّ، الفقيه، الحنفيّ، الضّرير.
سَمِعَ: أبا الفضل بْن خَيْرُون، وأبا طاهر أحمد بْن الحسن الكَرْخيّ، وغيرهما.
وعنه: ابنه إسماعيل، ويوسف بْن المبارك الخفّاف.
وكان من كبار الحنفيَّة. درَّس بمشهد أَبِي حنيفة نيابة عَنْ قاضي القُضاة أَبِي القاسم الزّينيّ. ثمّ درّس بالغياثيَّة.
وكان صالحا، ديِّنًا.
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
353- محمد بْن الموفّق بْن محمد [5] .
__________
[1] في الأصل: «الربغدموي» .
[2] وقال ابن السمعاني: كتب إليّ أبو الفضل مسعود بن محمود الطرازي قال: كنا ليلة معه- يعني مع الزاهد- بائنا في موضع، وكان من الغد يوم إملائه، فقال لنا: هل معكم جزء من الحديث؟ فقلنا: وما نفعل به؟ قال: أملي منه. قلنا: وأيش ينفعك ذلك، وليس في ذلك الجزء سماعك؟ فقال: لا حاجة إلى السماع إذا صحّ لك أن الحديث مسموع لشيخ يجوز لك أن تروي عنه كتابا هذا معناه. كتب إليّ الإجازة، ولم ألحقه ببخارى لأنه توفي.
[3] انظر عن (محمد بن عبد الخالق) في: التحبير 2/ 155 رقم 784، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 182 أ.
[4] هكذا في الأصل، ونسخة خطيّة من التحبير. أما في المطبوع منه: «أبو الفوز» .
[5] انظر عن (محمد بن الموفق) في: التحبير 2/ 241 رقم 896، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 82 ب.(37/257)
أبو الفتح الْجُرْجانيّ.
عدل عالم.
سَمِعَ: العُمَيْريّ، ونجيب بْن ميمون.
وعنه: السّمعانيّ [1] .
354- منصور بْن حاتم [2] .
أبو القاسم الهَرَويّ، رَجُل صالح.
سَمِعَ: محمد بْن أَبِي مسعود الفارسيّ، وأبا عطاء الجوهريّ.
كتب عَنْهُ: السّمعانيّ، وقال: تُوُفّي بَهَراة في شعبان.
- حرف النون-
355- نصر اللَّه بْن منصور بْن سهل [3] .
أبو الفُتُوح الدُّوِينيّ [4] ، الْجَنْزِيّ [5] .
ودُوِين: بُلَيْدة من آخر بلاد أَذَرْبَيْجان من جهة الرّوم.
__________
[1] وهو قال: كان شيخنا عالما، متميّزا، من أهل الخير والدين، سمع الكثير وعمّر.. انتخبت عليه جزءا عن شيوخه، وسمعت عليه في النوبة الأولى، وكانت ولادته في الحادي والعشرين من جمادى الآخرة سنة ست وأربعين وخمسمائة.
«أقول» : هكذا ورد في المطبوع من التحبير، والصحيح: «وكانت وفاته» .
[2] انظر عن (منصور بن حاتم) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.
[3] انظر عن (نصر الله بن منصور) في: الأنساب 5/ 275.
[4] الدّويني: بضم الدال المهملة وكسر الواو وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون. (الأنساب) .
[5] الجنزي: بفتح الجيم وسكون النون وفي آخرها الزاي المكسورة. هذه النسبة إلى جنزة وهي بلدة من بلاد أذربيجان مشهورة من ثغرها. (الأنساب 3/ 323، 324) .
وقد أثبتها العلّامة المعلمي في (الأنساب) : «الحيريّ» بالحاء والياء والراء. وقال بالحاشية (3) : «اضطربت النسخ والمراجع في نقط هذه الكلمة، وربّما كان الصواب (الحيريّ) والحيرة محلّة بنيسابور، وسيأتي أنه سكن نيسابور، فلعلّه نزل تلك المحلّة، والله أعلم» .
ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» :
لم يصب العلّامة المعلمي في تعليقه هنا ووهم، كما أن صاحب الترجمة لم يسكن نيسابور للإقامة، بل سمع بها ثم انتقل عنها وسكن بلخ وبها توفي كما في ترجمته.
وما أثبتناه «الجنزي» هو الصحيح، فقد قال ابن السمعاني إنها بلدة من بلاد أذربيجان، كما تقدّم. فليصحّح ويحرّز.(37/258)
كَانَ فقيها، صالحا، مستورا، لَقَبُه: كمال الدّين.
قدِم بغداد وتفقَّه بها بالنّظاميَّة عَلَى أَبِي حامد الغزّاليّ.
وسمع بنَيْسابور من: أَبِي الحَسَن المَدِينيّ، وأبي بَكْر أحمد بْن سهل السّرّاج، وعبد الواحد بْن القُشَيْريّ، وغيرهم.
وحدَّث ببلْخ. كتب عنه أبو سعد السمعاني، وقال: مات ببلْخ في أواخر رمضان. وقد انتخبتُ عَلَيْهِ جزأين.
356- نوشتكين بْن عبد الله [1] .
الرّضْوانيّ، مولى أَبِي الفَرَج مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن رضوان المراتبيّ.
قَالَ السّمعانيّ: شيخ صالح، متودّد، كثير الذِّكْر، أصابته علَّة أقعدته في بيته. وقرأت عَلَيْهِ الجزء الثّالث من انتقاء البقّال عَلَى المخلّص، وكان يكتب اسمه أنوشتكيَن، بألِف.
سَمِعَ: أبا القاسم بْن البُسريّ، وعاصم بْن الحَسَن، وغيرهما.
روى عَنْهُ: عبد الخالق بْن أسد، وأبو سعد السّمعانيّ، وأبو اليُمْن الكِنْديّ، والفتح بْن عبد السّلام.
وبالإجازة أبو منصور بْن عُفَيْجَة، وأبو المحاسن محمد بْن لُقمة، وغير واحد.
وقد سَمِعَ أيضا من الإمام أَبِي إسحاق الشّيرازيّ.
وقع لنا الجزء الأوّل من فوائده.
وتُوُفّي في سادس عشر ذي القعدة، وله اثنتان وثمانون سنة.
قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَاسِطِيِّ [2] : أَخْبَرَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ السَّيِّدِ الْأَنْصَارِيُّ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وستّمائة، وبالمزّة، أنا نوشتكين الرّضوانيّ في
__________
[1] انظر عن (نوشتكين بن عبد الله) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، والنجوم الزاهرة 5/ 301.
[2] توفي سنة 699 هـ. انظر عنه: معجم شيوخ الذهبي 2/ 531- 533 رقم 793، والمعين في طبقات المحدّثين 224، وتذكرة الحفاظ 4/ 1489، والعبر 5/ 403، والنجوم الزاهرة 8/ 193، وشذرات الذهب 5/ 453.(37/259)
كِتَابِهِ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْبُنْدَارُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَأَرْبَعِمَائَةٍ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: ثَنَا الْبَغَوِيُّ، ثَنَا شُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ، نَا هُشَيْمٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: نُهِينَا أَنْ يَبِيعَ حَاضِرٌ لِبَادٍ وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لِأَبِيهِ وأمّه.
رواه مسلم [1] عن يَحْيَى بْنِ هُشَيْمٍ، وَسَقَطَ مِنْ سَمَاعِنَا لَفْظَةُ:
عَنْ.
- حرف الهاء-
357- هبة اللَّه بْن عبد الواحد بْن أَبِي القَاسِم عَبْد الكريم بْن هَوَازن [2] .
أبو الأسعد [3] القُشَيريّ، النَّيْسابوري، خطيب نَيْسابور، وكبير القُشَيريَّة في وقته.
قَالَ أبو سعد السّمعانيّ [4] : كَانَ يرجع إلى فضلٍ وتمييز، ومعرفةٍ بعلوم القوم، ظريف، حَسَن الأخلاق، متودّد، سليم الجانب [5] .
ورد بغداد حاجّا، وسمع «جزء ابن غرفة» من ابن نبات حضورا من جدّه.
وسمع من: جدّته فاطمة بِنْت الدّقّاق، وأبيه، وعمّيه أبي سعيد، وأبي
__________
[1] في البيوع (1523) باب تحريم بيع الحاضر للبادي.
[2] انظر عن (هبة الرحمن بن عبد الواحد) في: التحبير 2/ 368- 371 رقم 1091، والأنساب 10/ 156، والمنتخب من السياق 479 رقم 1629، والتقييد لابن نقطة 480 رقم 651، والعبر 4/ 825، 126، والمعين في طبقات المحدّثين 162 رقم 1748، والإعلام بوفيات الأعلام 224، وسير أعلام النبلاء 20/ 180- 182 رقم 116، ودول الإسلام 2/ 61، وتذكرة الحفاظ 4/ 1309، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 251- 253، ومرآة الجنان 3/ 284، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 7/ 329، ولسان الميزان 6/ 187، وتاريخ الخلفاء 442، وشذرات الذهب 4/ 140، 141، والأعلام 9/ 55.
[3] وقال عبد الغافر الفارسيّ: والغالب المعروف من اسمه أسعد، اشتهر به تخفيفا. (المنتخب) .
[4] في التحبير 2/ 369.
[5] زاد ابن السمعاني: «سخيّ النفس، عمّر العمر الطويل حتى حدّث بالكثير، وانتشرت رواياته، وأحضر مجلس جدّه، وقرئ عليه أجزاء من حديث الخفّاف وسمعها، وحضر مجالس من أماليه. وحدث به طرش سنين في أواخر عمره، فبعضها كان يحدّث من لفظه، وبعضها كان القارئ يقرأ عليه بصوت رفيع جهوريّ» .(37/260)
منصور، وأبي صالح المؤذّن، وأبي نصر عبد الرحمن بْن عليّ التّاجر، وأبي سهل الحفْصيّ، ومحمد بن عبد العزيز الصفّار، وأبي بَكْر محمد بْن يحيى بْن إبراهيم المزكّي، وأبي الفتح نصر بْن عليّ الحاكميّ، ويعقوب بْن أحمد الصَّيْرفيّ، وإسماعيل بْن مَسْعَدَة الإسماعيليّ، وطائفة سواهم.
قلت: وحدَّث «بمُسْنَد أَبِي عَوَانَة» ، عَنْ عبد الحميد بْن عبد الرحمن البَحِيريّ، عَنْ أبي نعيم الأسفرايينيّ، عنه.
وسمع «سنن أبي داود» ، عن نصر الحاكم و «صحيح البخاريّ» من أَبِي سهل الحفْصيّ.
روى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ [1] ، وابنه أبو المظفَّر عبد الرحيم، وأبو القاسم بْن عساكر [2] ، والمؤيَّد بْن محمد الطُّوسيّ، والمؤيَّد بْن عبد الله القُشَيْريّ، والقاسم بْن عبد الله بْن عُمَر الصّفّار، وسمعنا منه «مُسْنَد أَبِي عَوَانَة» ، وأبو رَوْح المطهَّر بْن أَبِي بَكْر البَيْهقيّ، وأبو الفُتُوح محمد بْن محمد بْن محمد البكْريّ، وآخرون.
ومولده في العشرين من جُمَادَى الأولى سنة ستّين وأربعمائة. وسمع في الخامسة من جدّه أَبِي القاسم. وأملى مجالس كثيرة. ولم يقل في شيء منها ولا في الأربعين السّباعيّات: أبا جدّي حضورا.
وقد سَمِعَ أيضا من: الزّاهد عبد الوهّاب بْن عبد الرحمن السُّلَمّي، والسّيّد أَبِي الحسن محمد بْن محمد بْن زيد العَلَويّ، وأبي سعد عبد الرحمن بْن منصور بْن رامِش، وإسماعيل بْن عبد الله الخشّاب، وشبيب بن أحمد البستيغيّ [3]
__________
[1] وقال: سمعت منه الكثير في النوب الثلاث، فمن جملة ما سمعت منه كتاب «عيون الأجوبة في فنون الأسولة» من جمع أبي القاسم القشيري، بروايته عنه. وكتاب «بستان العارفين» لأبي الفضل الطبسي، وكتاب «فضائل الصحابة ومناقبهم» لأبي يعلى حمزة بن عبد العزيز المهلّبيّ.
وكتاب «تاريخ جرجان» للسهمي، ومن كتاب «السنن» لأبي داود. سمعت منه عدّة أجزاء بروايته عن أبي فتح الحاكمي. وسمعت منه خمسة أجزاء ضخمة من حديث أبي العباس السّراج. (التحبير) .
[2] مشيخة ابن عساكر، ورقة 238.
[3] البستيغي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون السين المهملة وكسر التاء المنقوطة باثنتين من(37/261)
وروى بالإجازة عَنْ: أَبِي نصر محمد بْن محمد الزَّيْنبيّ، وغيره.
وسماعه ل «صحيح البخاريّ» في سنة خمس وستّين وأربعمائة من الحفْصيّ، عَن الكُشْمِيهَنيّ [1] .
وكان أسند من بقي بخُراسان وأعلاهم رواية [2] .
قَالَ أبو سعد: [3] وكانت الرحلة إِلَيْهِ، وظهر بِهِ صَمَم، ومع ذَلكَ كَانَ يسمع إذا رفع القارئ صوتَه.
وسمعت أصحابنا يقولون: إنّه ادّعى سَمَاع الرّسالة من جدّه، وما ظهر لَهُ عَنْ جدّة إلّا أجزاء من حديث السّرّاج، ومجالس من أماليه، وكتاب «عيون» الأجْوِبة في فنون الأَسْوِلَة» .
تُوُفّي في ثالث عشر شوّال، ودُفِن من الغد.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُثْمَانَ النَّيْسَابُورِيُّ، ثَنَا أَبُو سَعْدٍ هِبَةُ الرَّحْمَنِ إِمْلَاءً، أَنَا أَبُو بَكْرٍ يَعْقُوبُ بْنُ أَحْمَدَ، أَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَخْلَدِيُّ، نَا الْمُؤَمَّلُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمَاسَرْجِسِيُّ [4] ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، ثَنَا بَكْرُ بْنُ بَكَّارٍ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ جُعِلَ قَاضِيًا فَقَدْ ذُبِحَ بِغَيْرِ سِكِّينٍ» [5] . تَفَرَّدَ بِهِ بَكْرٌ [6] ، وَلَيْسَ بِحُجَّةٍ.
__________
[ () ] فوقها وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وبعدها الغين المعجمة. هذه النسبة إلى بستيغ وهي قرية بسواد نيسابور. (الأنساب 2/ 207) .
[1] الكشميهني: بضم الكاف وسكون الشين المعجمة، وكسر الميم، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفتح الهاء، وفي آخرها النون.
[2] وقال عبد الغافر الفارسيّ: اختلف مع الأقارب إلى درس إمام الحرمين. (المنتخب) .
[3] قوله ليس في التحبير، ولا الأنساب، ولعلّه في (الذيل) .
[4] الماسرجسي: بفتح الميم، والسين المهملة، وسكون الواو، وكسر الجيم، وفي آخرها سين أخرى. هذه النسبة إلى ما سرجس. وهو اسم للجدّ. (الأنساب 7/ 78) .
[5] أخرجه. ابن عديّ في (الكامل في ضعفاء الرجال 2/ 465) وقال: وهذا الحديث لا أعلم يرويه عن الثوريّ غير بكر بن بكار.
[6] وهو بَكْر بْن بكّار أبو عَمْرو القَيْسيّ الْبَصْرِيّ: انظر ترجمته ومصادرها وأقوال العلماء فيه، في الجزء (حوادث ووفيات 201- 210 هـ.) ص 79، 80 رقم 55 من هذا الكتاب.(37/262)
- حرف الياء-
358- يوسف بْن عَبْد العزيز بْن يوسف [1] بْن عُمَر بْن فِيرَّة [2] .
الحافظ، أبو الوليد، ابن الدّبّاغ، اللَّخْميّ، الأندلسيّ، الأُنْدِيّ [3] ، نزيل مُرْسِية.
قَالَ ابن بَشْكُوال [4] : روى عَنْ أَبِي عليّ الصَّدَفيّ كثيرا، ولازَمَه طويلا.
وأخذ عَنْ جماعة من شيوخنا، وصحبنا عند بعضهم. وكان من أجلّ أصحابنا وأعرفهم بطريقة الحديث، وأسماء الرجال، وأزمانهم، وثقاتهم، وضُعفائهم وأعمارهم، وآثارهم، ومِن أهل العناية الكاملة بتقييد العِلْم، ولقاء الشّيوخ. لقي منهم كثيرا، وكتب عَنْهُمْ، وسمع منهم، وشوور في الأحكام ببلده، ثمّ خطب بِهِ وقتا. وقال لي مولده في سنة إحدى وثمانين وأربعمائة.
قلت: روى عَنْهُ ابن بَشْكُوال، والوزير أبو عبد الملك مروان بْن عبد العزيز التُّجَيْبيّ البَلَنْسِيّ، وأحمد بْن أَبِي المطرِّف البَلَنْسِيّ، وأحمد بْن سَلَمَةَ الدَّوْرَقيّ، ومحمد بْن الشّيخ أَبِي الحسن بْن هُذَيْل، وآخرون.
وله جزء صغير في تسمية طبقات الحفّاظ، وعاش خمسا وستّين سنة.
رَأَيْت برنامجه، وفيه كُتُب كثيرة من مرويّاته [5] .
__________
[1] انظر عن (يوسف بن عبد العزيز) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 682، 683 رقم 1510، وبغية الملتمس للظبّيّ 491، 492 رقم 1446، ومعجم البلدان 1/ 264، والإستدراك لابن نقطة، باب: الأندي والأبدي، والمعين في طبقات المحدّثين 162 رقم 1749، والإعلام بوفيات الأعلام 224، وسير أعلام النبلاء 20/ 220، 221 رقم 138، والعبر 4/ 126، وتذكرة الحافظ 4/ 1310- 1312، والمشتبه في الرجال 1/ 5، وفيه وفاته سنة 544 هـ.، ومرآة الجنان 3/ 285، وتبصير المنتبه 1090، وتوضيح المشتبه 1/ 126 وورد في نسختيه المخطوطتين وفاته سنة 544 هـ.، والنجوم الزاهرة 5/ 302، وطبقات الحفاظ 485، وتاريخ الخلفاء 442، وشذرات الذهب 4/ 142، وهدية العارفين 2/ 552، وفهرس الفهارس 1/ 308، ومعجم المؤلفين 13/ 309، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 190 رقم 1052.
[2] فيرّه: بكسر الفاء وسكون الياء وضم الراء المشدّدة، آخرها هاء. (المشتبه 2/ 514) .
[3] الأندي: بنون ساكنة قبلها همزة مضمومة. مدنية من أعمال بلنسية بالأندلس. (معجم البلدان 1/ 264، المشتبه 1/ 5، توضيح المشتبه 1/ 126، تبصير المنتبه 1090) .
[4] في الصلة 2/ 682.
[5] وقال ابن الزبير: هو أحد الأئمة المهرة المتقنين، ومن جهابذة النّقّاد. أعتمده الناس فيما قيّده، وكان سمحا مؤثرا على قلّة ذات يده، نزه النفس، ولي خطابة مرسية، ثم قضاء دانية. (تذكرة(37/263)
359- يوسف بْن عُمَر الحربيّ [1] .
الزّاهد، العابد، أبو يعقوب الحربيّ [2] ، المقرئ.
والد يعقوب، وعبد المحسن.
زاهد، ورِع، قَوّال بالحقّ، بقيَّة سَلَف.
روى عن: أحمد بن عبد القادر بن يوسف.
روى عنه: أحمد بن طابق، وعمر بْن أحمد المقرئ، وغيرهما.
قَالَ مرَّةً: ما يعرف المتكبّر إلّا متكبّر، مثلُه.
مات في ذي الحجّة.
قلت: يمكن أن يعرفه بأنّه كَانَ متكبِّرًا وتاب.
360- يحيى بْن أحمد بْن بدر [3] .
أبو القاسم المَوْصِليّ.
سَمِعَ: ابن طَلْحة النِّعاليّ، والطُّرَيْثيثيّ.
وعنه: محمد الخشّاب.
361- يحيى بْن المظفَّر بْن محمد [4] .
أبو المواهب الكاتب.
سَمِعَ: أبا نصر الزَّيْنبيّ، وأبا منصور بْن عبد العزيز العُكْبَرِيّ.
وعنه: أبو شُجاع بْن القزون.
مات في ربيع الآخر، وله ستّ وثمانون سنة.
__________
[ () ] الحفاظ 4/ 1310، سير أعلام النبلاء 20/ 221) .
[1] لم أجده.
[2] الحربيّ: بفتح الحاء وسكون الراء المهملتين وفي آخرها الباء المعجمة بواحدة، هذه النسبة إلى محلّة الحربيّة وهي معروفة بغربيّ بغداد. (الأنساب 4/ 99) .
[3] لم أجده.
[4] لم أجده.(37/264)
سنة سبع وأربعين وخمسمائة
- حرف الألف-
362- أحمد بْن إسحاق بْن أحمد بْن إسحاق بْن أَبِي دُلَف [1] .
الفقيه، أبو دُلَف الطُّوسيّ، الرّزّانيّ. ورَزّان: عَلَى فرسخين من طُوس.
فقيه، إمام، عارف بالمذهب، حَسَن السّيرة.
سَمِعَ: أبا منصور محمد بْن عليّ الكَرَاعيّ، ويحيى بْن عليّ الحلوانيّ.
وتُوُفّي كهلا في أواخر رجب.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم السّمعانيّ.
363- أحمد بْن جعفر بْن عبد الله بْن جحّاف [2] .
أبو محمد المَعَافِريّ، البَلَنْسِيّ.
سَمِعَ من: أبي داود المقرئ، وأبي عليّ بْن سُكَّرَة.
وولي قضاء بَلَنْسِيَة، وحُمِدت سيرته.
وكان من سَرَوات الرجال وعُلَمائهم [3] .
364- أحمد بْن عُبَيْد اللَّه بْن الحسين [4] .
__________
[1] لم أجده.
[2] انظر عن (أحمد بن جعفر) في: تكملة الصلة لابن الأبّار 1/ 55، 56، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة ج 1 ق 1/ 84، 85 رقم 95 وفيه: «أحمد بن جعفر بن عبد الرحمن بن جعفر بن عبد الرحمن بن جحاف» .
[3] قال ابن الأبّار: «والمراكشي: استقضي ببلده مرتين مكث فيهما خمس عشرة سنة، حميد السيرة، مرضيّ الطريقة، وكان من سروات الرجال يجمع إلى وسامة المنظر وحسن الشارة ونباهة السلف الحلم والأناة واللّين والتّؤدة وخفض الجناح، واحتمال أذى الخصوم، والصبر عليهم والرّفق بهم، وله في ذلك أخبار مأثورة، وحمله كان أغلب عليه من علمه.
[4] انظر عن (أحمد بن عبيد الله) في: سؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي 79، 80 رقم(37/265)
أبو محمد بْن الأغلاقيّ، الواسطيّ، المقرئ، الزّاهد.
سَمِعَ من: أَبِي المعالي بْن شاندة [1] ، وأبي البركات أحمد بْن نفيس، ونصر بْن البَطِر، وأحمد بْن يوسف.
وقرأ القرآن عَلَى أَبِي الخطّاب بْن الجرّاح. وكان يُقرئ النّاسَ، ويُقصد للتّبرُّك.
روى عَنْهُ: عبد الوهاب بْن سُكَيْنَة.
وقد سَأَلَ السِّلفيُّ خميسا، عَنْ أَبِي محمد الآمديّ هذا، فقال: متحقّق بالسّنّة، صاحب مسجد لا يُعاب بشيء [2] .
وقال السّمعانيّ: ولد سنة اثنتين وستّين وأربعمائة، وكتبت عنه بواسطة.
قلت: مات في العشرين من شوّال، وشيّعه الخلْق، رحمه اللَّه.
365- أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن جعفر [3] .
أبو الفتح الخُلْميّ، وخُلْم [4] : من نواحي بلْخ.
تفقّه ببُخَارَى مدَّةً، وكان صالحا، متصوّنا. كانت إِلَيْهِ ببلْخ التّزكية، وكان ينوب عَنْ قاضيها.
وحجّ سنة سبْع عشرة.
وسمع ببغداد من: أَبِي سعد بْن الطُّيُوريّ.
وسمع بمكَّة، وببُخَارى، وكان مولده سنة 475.
وتُوُفّي في صفر.
__________
[55،) ] ومشيخة ابن عساكر، ورقة 8 أ، وغاية النهاية 1/ 76 رقم 339 وفيه: «أحمد بن عبد الله» .
[1] شاندة: هو أبو المعالي محمد بن عبد السّلام بن عُبَيْد الله بن أحموله الأصبهاني. توفي سنة نيّف و 480 هـ. (انظر: سؤالات السلفي 55 رقم 12) .
[2] سؤالات السلفي 80.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد الخلمي) في: المشتبه في الرجال 1/ 268.
[4] خلم: بضم الخاء المنقوطة بواحدة وسكون اللام. (الأنساب 5/ 164) .
وقد ذكر ابن السمعاني في مادّة: «الخلمي» : أبا بكر محمد بن محمد الخلمي الحاج الملقّب بشيخ الإسلام. وقال: توفي في شعبان سنة 547 هـ.. وسيأتي برقم (394) .(37/266)
366- أحمد بن منير [1] .
الطّربلسيّ، الشّاعر.
يأتي في سنة ثمانٍ.
وقيل: تُوُفي سنة سبْعٍ.
367- إبراهيم بْن صالح [2] .
أبو إسحاق بن السّمّاذ [3] المراديّ، الأندلسيّ، المربّي [4] .
أخذ القراءات عَنْ: أَبِي الحسن بْن شفيع، وعلي بْن محمد البُرْجيّ.
وسمع من: أبي عليّ بن سكّرة.
وحجّ وأخذ بالإسكندرية عَن الطُّرْطُوشيّ، والرّازيّ صاحب السُّداسيّات.
روى عَنْهُ: أبو عبد الله بْن حُمَيْد، وأبو بَكْر بْن أَبِي جمرة [5] .
تُوُفّي بلُورقَة [6] .
- حرف التاء-
368- تَمِرْتاش بْن إيلغازي بْن أُرْتُق [7] .
الأمير حسام الدّين التّركمانيّ، الأرتقيّ، صاحب ماردِين، وميّافارقِين.
ولي الملك بعد والده، فكانت مدّته نيّفا وثلاثين سنة [8] .
__________
[1] سيأتي في وفيات سنة 548 هـ. برقم (418) .
[2] انظر عن (إبراهيم بن صالح) في: المقفى الكبير للمقريزي 1/ 182، 183 رقم 172.
[3] في الأصل: «البيماذ» ، والتصحيح من (المقفّى) .
[4] المريّيّ: بفتح الميم وكسر الراء، وياء مشدّدة مكسورة، نسبة إلى مدينة المريّة.
[5] وقال المقريزي: فلما عاد من رحلته تصدّر للإقراء ببلده. ثم ولي القضاء والخطبة بلورقا، وأسمع. وكان وقورا، إماما في صنعة الإقراء.
[6] وقال المقريزي: مات في لورقا سنة سبع وأربعين. وقيل: سنة ثمان وأربعين وخمسمائة.
[7] انظر عن (تمرتاش بن إيلغازي) في: الكامل في التاريخ 11/ 175، وذيل تاريخ دمشق 329، وتاريخ دولة آل سلجوق 223، والأعلام الخطيرة 54، 121، 133، 148، 432، 434، 435، 437، 438، 440، 442، 444، 445، 512، 543، 555، 556، وبغية الطلب (التراجم الخاصة بتاريخ السلاجقة) 205- 207، 228، 229، 223، 62، 63، وتاريخ ابن الوردي 2/ 53، وعيون التواريخ 12/ 472 (وفيات 548 هـ.) ، والنجوم الزاهرة 5/ 300، ومعجم الأنساب والأسرات الحاكمة 2/ 345، وأخبار الدول (الطبعة الجديدة) 2/ 468، 470، 471، والإمارات الأرتقية في الجزيرة والشام للدكتور عماد الدين خليل 277- 292.
[8] اختلف في تاريخ وفاته، ففي الأعلاق الخطيرة ج 3 ق 2/ 442 توفي سنة 448 هـ. وفي(37/267)
وولي بعده ابنه نجم الدّين النبيّ، والمُلْك في عَقِبه إلى اليوم [1] .
- حرف الجيم-
369- جامع بْن عبد الرحمن بْن إبراهيم بْن أَبِي نصر [2] .
أبو الخير النَّيْسابوريّ، الصُّوفيّ، السّقّاء، الرّامِ.
كَانَ يعلّم الشُّبّان الرَّميّ، وكان صالحا، مستورا.
سَمِعَ: أبا سعيد محمد بْن عبد العزيز الصّفّار، وأبا بَكْر بْن خَلَف، وأبا بَكْر محمد بْن يحيى المزكّي.
روى عَنْهُ: المؤيَّد الطُّوسيّ، وعبد الرحيم بْن السّمعانيّ، وغيرهما.
وُلِد سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة.
وتُوُفّي سنة سبْعٍ أو ثمانٍ وأربعين.
قَالَ عبد الرحيم: سمعتُ منه كتاب «الأمثال والاستشهادات» للسُّلَميّ، عَن الصّفّار، عَن السُّلَميّ، وكتاب «طبقات الصُّوفيَّة» ، عَن السُّلَميّ المصنِّف، وكتاب «مِحَن مشايخ الصُّوفيَّة» ، عَنْ محمد بْن يحيى المزكّي، عَنْ مصنّفه السّلميّ.
370- الجنيد بن محمد [3] .
__________
[ () ] الصفحة 556 منه توفي سنة 547 هـ.، وورّخه ابن القلانسي في سنة 549 هـ.، وكذا في تاريخ دولة آل سلجوق 223، وفي النجوم الزاهرة 5/ 300، توفي سنة 545 هـ.، وفي معجم الأنساب لزامباور 2/ 345 ينتهي حكمه في سنة 547 هـ. وبها ورّخ الدكتور عماد الدين خليل وفاته في: الإمارات الأرتقية 277 وما بعدها.
[1] أي إلى العهد الّذي صنّف به المؤلّف الذهبي- رحمه الله- هذا الكتاب.
[2] انظر إلى (جامع بن عبد الرحمن) في: الوافي بالوفيات 11/ 40، 41، وهو مذكور في سير أعلام النبلاء 20/ 185 دون ترجمة، وفيه اسمه: «جامع بن عبد الملك» .
[3] انظر عن (الجنيد بن محمد) في: التحبير 1/ 167- 171 رقم 90، والأنساب 5/ 269 و 10/ 37، واللباب 1/ 489، والمختار من ذيل السمعاني (مخطوط) ورقة 169، وطبقات الفقهاء الشافعية لابن الصلاح 1/ 436، 437 رقم 152، وسير أعلام النبلاء 20/ 272، 273 رقم 181، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 7/ 54- 57، والوافي بالوفيات 11/ 203، 204، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 365، وطبقات الشافعية لابن كثير (مخطوط) ورقة 132 ب، 123 أ، وملخّص تاريخ الإسلام (مخطوط) 8/ 83 ب، 84 ب.(37/268)
أبو القاسم القائنيّ [1] ، نزيل هَرَاة.
تُوُفّي في شوّال في هذه، وقيل سنة ستّ.
وقد تقدَّم ذِكره [2] . فيُحوَّل إلى هنا، لأنّه ظهر لي أنّ سنة ستٍّ وهْم وكان إماما، ورِعًا، متعبّدا. وكان شيخ الصُّوفيَّة في رباط فيروزاباد بظاهر هَرَاة أربعين سنة [3] .
سَمِعَ بطَبَس أبا جعفر محمد بْن أحمد الحافظ، وبأصبهان: أبا بَكْر بْن ماجة الأبْهَريّ، وسليمان الحافظ، وبمَرْو: أبا المظفَّر السّمعانيّ، وأبا منصور بْن شكروَيْه، وبهَرَاة: محمد بْن عليّ العُمَيْريّ، ونجيب بْن ميمون.
قَالَ أبو سعد السّمعانيّ: سَمِعْتُ منه جماعة كُتُب [4] .
ولد سنة اثنتين وستّين وأربعمائة.
قَالَ: وتُوُفّي في رابع عشر شوّال.
وقد أورده ابن النّجّار في «تاريخه» فقال: كَانَ فقيها، فاضلا، محدّثا، صدوقا، موصوفا بالزُّهد والعبادة، تفقّه عَلَى أَبِي المظفّر السَّمعانيّ، وسمع الكثير، وحصَّل الأصول، وحدَّث بجميع ما سَمِعَ.
سَمِعَ بقاين: الحسن بن إسحاق التّونيّ [5] .
__________
[1] تقدّم التعريف بهذه النسبة.
[2] لم يذكر في وفيات سنة 546 هـ. ولا في وفيات هذه الطبقة كلها.
[3] التحبير 1/ 167، 168.
وزاد ابن السمعاني: «ومقدّمهم، وما كان يعرف أحد منهم لأنه ما كان يتقدّم عليهم، ويعاشرهم معاشرة واحد منهم، ولا يخصّ نفسه بشيء دونهم، ولا يظهر أنه يعلم شيئا من العلم البتّة، حتى يظنّه من يراه من جملة الصوفية، وكان متواضعا، سخيّ النفس، مكرما للغرباء» .
[4] وهي: «تقريع الخلف مما يؤثر من شمائل السلف» لأبي الحسن الفارسيّ، و «الوصية بانتهاز الفرصة قبل الغصة» للفارسي، و «منامات الشيخ» لابن باكويه الشيرازي، و «بستان العارفين» للطبسي، و «الوصايا والمواعظ» له، و «فضائل الصحابة» و «الخمسون للمتصوفة» له، و «ديوان» ، أبي عبد الرحمن النيلي النيسابورىّ، و «مقامات أهل الصفوة من المستورين المتشبّهين من العقلاء بالمجانين» لأبي الحسن الفارسيّ، و «جزء من فوائد أبي الفتح المطهّر بن محمد بن البيّع» ، وجزء من فضائل بسم الله الرحمن الرحيم» من جمع أبي محمد السمرقندي.
[5] التوني: بضم التاء المثنّاة وسكون الواو، وكسر النون. نسبة إلى تون: بليدة عند قاين يقال لها(37/269)
وبطَبَس: الحافظ محمد بْن أحمد بْن أَبِي جعفر.
وبنَيْسابور: وبهَرَاة، وأصبهان.
روى عَنْهُ: ابن ناصر، وابن عساكر.
- حرف الحاء-
371- الحسين بْن أَبِي القاسم بْن أَبِي سعد [1] .
أبو الفتح النَّيْسابوريّ، القُمّاصِيّ، [2] ، نسبة إلى بيع القُمص.
قَالَ ابن السّمعانيّ: شيخ، صالح، خيِّر.
سَمِعَ: أبا الحسن أحمد بْن محمد الشُّجاعيّ، وعبد الواحد بْن القُشَيْريّ.
وببغداد: أبا القاسم بْن بيان.
روى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ، وسأله عَنْ نسْبته، فقال: كَانَ جدّي يبيع القمصان. ومولديّ في سنة خمسٍ وسبعين [3] .
وقال: تُوُفّي إن شاء اللَّه بنَيْسابور في سنة سبْعٍ وأربعين، رحمه اللَّه.
- حرف الراء-
372- رزق اللَّه بْن الإمام أَبِي الحسن محمد بْن عبد الملك بْن محمد [4] .
الكَرَجيّ، أبو مَعْشَر.
ورد بغداد مَعَ والده.
وسمع: أبا الحسن بْن العلّاف، وابن بيان.
وبنَيْسابور: عبد الغفّار بْن محمد الشّيرويّيّ.
مات بهراة في ربيع الآخر [5] .
__________
[ () ] تون قهستان. (الأنساب 3/ 112) .
[1] انظر عن (الحسين بن أبي القاسم) في: الأنساب 10/ 222، 223.
[2] القمّاصيّ: بفتح القاف وتشديد الميم وفي آخرها الصاد المهملة.
[3] وقال ابن السمعاني: لقيته ببغداد سنة اثنتين وثلاثين، وسمع بقراءتي أجزاء من أَبِي سعْد أَحْمَد بْن مُحَمَّد الزَّوْزَنيّ، ثم لما انصرفت من العراق كتبت عنه بنيسابور.
[4] انظر عن (رزق الله بن أبي الحسن) في: المنتخب من السياق 224 رقم 702.
[5] قال عبد الغافر: فاضل، صوفي، مواظب على تحصيل الحديث والسماع والكتابة، عارف ببعض طرق الحديث. سمع بالجبال وبخراسان، ودخل نيسابور مرّات.(37/270)
- حرف السين-
373- سعد بْن المعتزّ بْن الفضل بْن محمد [1] .
الرّئيس، أبو الوفاء، الإسْفَرَائينيّ، من رؤساء بلده.
سَمِعَ: محمد بْن الحسين بْن طلْحة المِهْرَجانيّ.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم بْن السّمعانيّ.
وكان مولده في سنة ثمانٍ وسبعين وأربعمائة.
374- سعيدة بِنْت زاهر بْن طاهر بْن محمد [2] .
أمّ خَلَف الشّحّاميَّة.
صالحة، عالمة. تفرَّدت بأشياء. وسمّعها أبوها، وهي إن شاء اللَّه أكبر أولاد زاهر.
سَمِعْتُ من: جدّها، ومن: عبد الرحمن بْن رامش، وعثمان بْن محمد المَحْمِيّ، وأبي بَكْر بْن خَلَف.
ووُلِدت سنة ثمانٍ [3] وستّين وأربعمائة.
قَالَ ابن السّمعانيّ: وقيل إنّها لمّا مرضت كانت تقرأ سورة الكهف، فلمّا بلغت إلى قوله: لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا 18: 107 [4] ماتت، وذلك في سابع رمضان.
روى عَنْهَا: عبد الرحيم بْن السّمعانيّ، وأبوه.
375- سُفيانُ بْن إبراهيم بْن أَبِي عَمْرو عبد الوهّاب بْن الحافظ أبي عبد الله بن مندة [5] .
__________
[1] لم أجده.
[2] انظر عن (سعيدة بنت زاهر) في: التحبير 2/ 411 رقم 1150، والمنتخب من السياق 250 رقم 800، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 84، وأعلام النساء 2/ 195، 196 وفيه تصحّف اسم «زاهر» إلى «ذاهد» .
[3] في التحبير والمنتخب: ولدت سنة ثمان أو سبع وستين وأربعمائة.
[4] الآية 107 من سورة الكهف.
[5] لم أجده.(37/271)
أبو محمد الفَيْدِيّ [1] ، الأصبهانيّ.
قَالَ ابن السّمعانيّ: شيخ صالح، كثير الصّلاة.
سَمِعَ: أبا عبد الله الثّقفيّ، وأحمد بْن عبد الرحمن الذَّكْوانيّ، وجماعة.
وببغداد: أبا الخطّاب بْن البَطِر. وقال: قرأت عَلَيْهِ ثلاثة عشر جزءا من فوائد ابن مردَوَيْه.
وتُوُفّي في ربيع الأوّل بأصبهان.
376- سهل بْن عبد الرحمن بْن أحمد بْن سهل بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حمدان [2] .
أبو القاسم السّرّاج، الزّاهد، النَّيْسابوريّ، نزيل طُوس.
تفقّه عَلَى: أَبِي نصر بْن القُشَيْريّ، وبرع في الفقه، والكلام، واللّغة. ثمّ اشتغل بالعبادة، ولزِم العُزْلة.
سَمِعَ أبا الحسن عليّ بْن أحمد المؤذّن، ونصر اللَّه الخُشْناميّ، وأبا عليّ بْن نبهان، وابن بيان.
قَالَ ابن السّمعانيّ: ورد علينا مَرْو، فسمعتُ منه «مُسْنَد الشّافعيّ» ، بروايته عَن الخُشْناميّ، عَن الحِيريّ.
وتُوُفّي، رحمه اللَّه، بالرَّيّ، في أوّل ذي القعدة.
- حرف العين-
377- عاصم بْن خَلَف بْن محمد بْن عتّاب [3] .
أبو محمد التّجيبيّ، البلنسيّ.
__________
[1] الفيدي: بفتح الفاء وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى فيد، وهي قلعة بالنجد على منتصف الطريق في ناحية العراق. (الأنساب 9/ 359) .
ووردت في الأصل «الفيذي» بالذال المعجمة.
[2] انظر عن (سهل بن عبد الرحمن) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.
[3] انظر عن (عاصم بن خلف) في: تكملة الصلة لابن الأبّار، رقم 1948، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة، السفر الخامس، ق 1/ 101، 102 رقم 183.(37/272)
روى عَنْ: صهره أَبِي الحسن بْن واجب.
وتفقّه بأبي محمد عبد الله بْن سعيد الوجديّ.
وأخذ عَنْ أَبِي محمد البَطَلْيُوسيّ.
قَالَ الأَبّار: وكان لَسِنًا، فصيحا، جَزْلًا، مَهِيبًا، صَادعًا بالحقّ، مُقِلًّا، صابرا، غلب عَلَيْهِ عِلم الرّأي. ودرس «المدوّنة» دهره.
وتُوُفّي في سجن بَلَنْسِيَة، وقد بلغ السّبعين.
378- عبد الله بْن أَبِي مطيع أحمد بْن محمد بْن مُظَفَّر [1] .
أبو بَكْر الهَرَويّ، ثمّ المَرْوَزِيّ.
قَالَ السّمعانيّ: كَانَ شيخا، مُسِنًّا، جلْدًا، من أولاد العلماء.
سَمِعَ «البخاريّ» من: أَبِي الخير محمد بْن موسى الصّفّار.
وسمع من: نظام المُلْك أَبِي عليّ.
ووُلِد في جُمادى الأولى سنة ستٍّ وستّين وأربعمائة.
وتُوُفّي في نصف صفر.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم بْن السّمعانيّ، وأبوه.
379- عبد الرحمن بْن الحَسَن بْن أحمد بْن سَهْل بْن أَحْمَد بْن سهل بْن أَحْمَد بْن عَبْدُوس [2] .
أبو القاسم الْجُرْجانيّ، الشَّجَرِيّ، الصّوفيّ، ثمّ النَّيْسابوريّ.
قَالَ أبو سعد: كَانَ صالحا، مُكْثِرًا من الحديث، حريصا عَلَى طلبه.
يختصّ بالشّمّاسيَّة، ويصلّي عندهم. ولد سنة إحدى وسبعين وأربعمائة، وكتب بخطّه عَنْ جماعةٍ من أصحاب الحِيريّ مَعَ والدي.
سَمِعَ: أبا الحسن المَدِينيّ، وأبا سعيد القُشَيْريّ، والفضل بْن عبد الواحد التّاجر.
وحجّ سنة إحدى وخمسمائة.
وسمع: أبا سعيد بن خشيش، وغيره.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن أبي مطيع) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن الحسن) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.(37/273)
وسمع بشِيراز: أبا شجاع محمد بْن سَعْدان، وجماعة.
وأخرج جزءا وقال: سَمعْتُهُ من أَبِي نصر الزَّيْنَبيّ. فقلت: لا تَقُلْ هذا، فإنّك ما لحِقْتَه، ولعلّك سَمعْتُهُ من أَبِي طالب الحسين أخيه.
وقلت لَهُ: ترجع عَنْ هذا القول؟ فكان متوقّفا في الرجوع. والظّاهر أنّه ما تعمّد الكذِب في هذا القول.
وكان قد انتقل إلى مسجدٍ وخلا لنفسه، ولا يدخل البلد إلّا في بعض الأوقات.
قلت: روى [عَنْهُ] أبو نصر السّمعانيّ، وهو والد عبد الرحيم، وزينب الشّعريَّة.
تُوُفّي سنة سبْعٍ أو ثمانٍ وأربعين. قاله أبو سعد.
380- عبد الرّزّاق بْن عليّ بْن الحسين بْن عبد الرّزّاق [1] .
أبو بَكْر الكَرْمانيّ، ثمّ الهَمَذَانيّ، إمام، فقيه، فاضل، عارفِ بالفقه واللّغة.
سَمِعَ: أَبَا القاسم بْن بَيَان، وأبا عليّ بْن نبهان الكاتب.
وولد بكرمان سنة ثمانين وأربعمائة.
وتُوُفّي، رحمه اللَّه في جُمَادى الآخرة.
381- عبد المعزّ بْن عطاء بْن عُبَيْد اللَّه [2] .
المعدّل، أبو المظفَّر الهَرَويّ، الشُّرُوطيّ.
كَانَ يُضرب بِهِ المَثَل في حُسْن كتابة السِّجِلّات والوثائق [3] .
سَمِعَ: أبا سهل نجيبا الواسطيّ، وأبا عَطاء بْن المليحيّ.
توفّي في خامس رجب [4] .
__________
[1] لم أجده.
[2] انظر عن (عبد المعزّ بن عطاء) في: التحبير 1/ 474، 485 رقم 457، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 84 ب.
[3] وقال ابن السمعاني: كان شيخا فاضلا، ثقة، عدلا، صدوقا.
[4] وكانت ولادته في سنة 474 هـ. بهراة.(37/274)
382- عبد المولى بْن محمد بْن أَبِي عبد الله [1] .
الفقيه، أبو محمد المهّدَويّ اللّبْنِيّ، بالسُّكُون [2] . ولبْنة من قرى المَهْدِيَّة.
قَالَ شيخنا أبو حامد بْن الصّابونيّ، فيما أجاز لنا: سَمِعَ من جماعة ببغداد، ومكَّة، والشّام، ومصر، وحدَّث عَن الفقيه نصر بْن إبراهيم المقدسيّ بمصر، وبها تُوُفّي في سنة سبْعٍ وأربعين.
سَمِعَ منه: ابنه الفقيه محمد، والشّيخ عليّ بْن إِبْرَاهِيم ابن بِنْت أَبِي سعْد.
وتُوُفّي ابنه سنة أربعٍ وتسعين.
383- عليّ بْن نجا بْن أسد [3] .
مؤذّن مئذنة [4] العروس بدمشق.
سَمِعَ: سهل بْن بِشْر الإسْفَرَائينيّ.
روى عَنْهُ: أبو القاسم بْن عساكر، وقال: تُوُفّي في صَفَر. ورأيته يبوّل غير مرَّة عند الحوض، مكشوف العَوْرة.
384- عِمران بْن عليّ [5] .
أبو موسى الفاسيّ، المغربيّ، الضّرير، الفقيه المالكيّ، المقرئ.
جال في الآفاق، ودخل مصر، والشام، واليمن، وفارس، وخُراسان، ووراء النّهر.
قَالَ أبو سعد السّمعانيّ: كتبتُ عَنْهُ، وسمع بقراءتي، وكان قد حُبِّب إِلَيْهِ التَّطْواف في الأقاليم. ومات ببلخ.
__________
[1] لم أجده، وذكر المؤلّف- رحمه الله- ابنه القاضي محمد في (المشتبه 2/ 562) .
[2] قال في المشتبه: بالسكون والخفّ.
[3] انظر عن (علي بن نجا) في: تاريخ دمشق، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 18/ 183، 184 رقم 120.
[4] في الأصل: «مأذنة» .
[5] لم أجده.(37/275)
- حرف الغين-
385- غالب بْن أحمد بْن المسلم [1] .
أبو نصر الأَدَميّ، الدّمشقيّ.
سَمِعَ: أبا الفضل بْن الفرات، وأبا الحسين بْن زهير.
وعنه: ابن عساكر، وابنه القاسم.
- حرف اللام-
386- لوط بْن عليّ [2] .
الأصبهانيّ، أبو مطيع الخبّاز.
سَمِعَ: أبا مطيع المصريّ، وغيره.
أخذ عَنْهُ: السّمعانيّ [3] .
لعلّه تُوُفّي في هذا العام.
- حرف الميم-
387- محمد بْن إسماعيل بْن الحافظ أَبِي صالح أحمد بْن عَبْد المُلْك [4] .
النَّيْسابوريّ، المؤذّن، الإمام أبو عبد الله.
إمام كبير، فاضل، مُنَاظِر، فقيه.
سَمِعَ: أبا بَكْر بْن خَلَف الشّيرازيّ، وعليّ بْن أحمد المَدِينيّ.
ومولده في سنة ثمانين وأربعمائة.
وقد انتقل بِهِ أَبُوهُ إلى كَرْمان فسكنها.
__________
[1] انظر عن (غالب بن أحمد) في: تاريخ دمشق، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 20/ 199 رقم 66.
[2] انظر عن (لوط بن علي) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 196 أ، والتحبير 2/ 47 رقم 650.
[3] وقال: كان كهلا، صالحا، من أولاد المحدّثين ... سمعت منه مجلسا من أمالي أبي سعيد النقاش. وكانت ولادته بعد سنة ثمانين وأربعمائة، وتوفّي بعد سنة ست وأربعين وخمسمائة، فإنه كتب الإجازة لأولادي في هذه السنة.
[4] انظر عن (محمد بن إسماعيل) في: المنتظم 10/ 149 رقم 224 (18/ 86 رقم 4173) ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 66، 67.(37/276)
قَالَ أبو الفَرَج بْن الْجَوْزيّ [1] : قدِم إلى بغداد رسولا من صاحب كَرْمان في سنة ستٍّ وثلاثين. وقدِم رسولا إلى السّلطان في سنة أربعٍ وأربعين.
وتُوُفّي في ذي القعدة سنة سبْعٍ بكَرْمان.
وقد سَمِعَ منه ابن السّمعانيّ، وابنه عبد الرحيم بنَيْسابور لمّا قدِمَها بعد الأربعين.
قَالَ ابن النّجّار: روى عَنْهُ عبد الواحد بْن سلطان.
388- محمد بْن جعفر بْن خيرة.
أبو عامر، مولى ابن الأفْطَس، البَلَنْسِيّ.
سَمِعَ: أبا الوليد الوقْشيّ، ولازَمَه. وقد تُكلِّم في روايته عَنْهُ لِصِغَره.
وسمع من: أَبِي داود، وطاهر بْن مفوَّز.
وولي خَطابة بَلَنْسِية مدَّةً. وطال عُمره، وجمع كُتُبًا كثيرة.
حدَّث عَنْهُ: أبو القاسم بْن بَشْكُوال، وأبو عبد الله بْن حُمَيْد، وأبو بَكْر بْن أَبِي جمرة، وعبد المنعم بْن الفَرَس.
وتُوُفّي في ذي القعدة رحمه اللَّه، وقد قارب المائة.
389- مُحَمَّد بْن الحَسَن بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد [2] .
الأستاذ، المقرئ، أبو عبد الله الدّانيّ، المعروف بابن غلام الفَرَس، وبابن الفَرَس. وهو لَقَبُ رجلٍ من تُجّار دانية.
أخذ أبو عبد الله القراءات عَنْ: أبي داود، وأبي الحسن بن الدوش، وأبي
__________
[1] في المنتظم.
[2] انظر عن (محمد بن الحسن) في: بغية الملتمس للضبيّ 70، وإنباه الرواية 3/ 105، 106، وتكملة الصلة لابن الأبّار 1/ 475، ومعجم شيوخ الصدفي 164، 165، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة، السفر السادس 163- 166، والعبر 4/ 126، ومعرفة القراء الكبار 1/ 505، 506 رقم 456، والمعين في طبقات المحدّثين 162، رقم 1750، والإعلام بوفيات الأعلام 124، وتلخيص ابن مكتوم 201، ومرآة الجنان 3/ 285، وغاية النهاية 2/ 221، 222، رقم 2939، والمقفّى الكبير للمقريزي 5/ 562، 563 رقم 2092، وتبصير المنتبه 1075، والنجوم الزاهرة 5/ 303، وتاريخ الخلفاء 442، وشذرات الذهب 4/ 144، وشجرة النور الزكية 1/ 142 رقم 414 وهو في سير أعلام النبلاء 10/ 185 دون ترجمة.(37/277)
الحسين بْن يحيى بْن أَبِي زيد بْن البياز، وأبي الحسن بْن شفيع.
وسمع من: أبي علي بن سكرة، وأبي محمد بن أَبِي جعفر.
وحجَّ سنة سبْعٍ وعشرين، فسمع من: أبي طاهر السّلفيّ، وأبي شجاع البسطاميّ.
ذكره الأبّار [1] قال: تصدّر بعد الثّلاثين وخمسمائة للإقراء، والرواية، وتعليم العربيَّة، وكان صاحب ضبْطٍ وإتقان، مشاركا في علوم جمّة يتحقّق منها بعلم القرآن والأدب. وكان حسن الضّبط والخطّ، أنيق الوراقة. رحل النّاس إليه للسّماع منه والقراءة عليه، وولي خطابة دانية. وكان مولده في سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة.
قلت: قرأ عَلَيْهِ جماعة منهم محمد بْن عليّ بْن أَبِي العاص النفزيّ شيخ الشّاطبيّ، وأبو جعفر أحمد بْن عليّ الحصّار شيخ عَلَم الدّين القاسم اللُّورَقيّ، وعبد اللَّه بْن يحيى بْن صاحب الصّلاة، ويوسف بْن سليمان البَلَنْسيّ، وأبو الحجّاج يوسف بن عبد الله الدّانيّ.
390- محمد بن خلف [2] .
أبو الحسن الغسّانيّ، اللّبليّ [3] ، الشّلبيّ [4] .
أخذ القراءات عَنْ: إسماعيل بْن غالب، وأبي القاسم بْن النّخّاس، وسمع منه، ومن: ابن شِيرِين.
وعُنِي بالفقه، وشوّوِر في الأحكام، وولي قضاء شِلْب.
وتُوُفّي في جَمادى الآخرة.
391- محمد بْن علي بْن المبارك [5] .
أبو المفضّل الواسطيّ، ثمّ البغداديّ، الحمّاميّ، الصّائغ.
__________
[1] في تكملة الصلة 1/ 475.
[2] انظر عن (محمد بن خلف) في: المقفّى الكبير للمقريزي 5/ 632 رقم 2230.
[3] اللّبليّ: بفتح أوله ثم السكون، ولام أخرى. نسبة إلى لبلة. قصبة كورة بالأندلس كبيرة يتصل عملها بعمل أكشونية وهي شرق من أكشونية وغرب من قرطبة. (معجم البلدان 5/ 10) .
[4] الشلبي: بكسر الشين المعجمة وسكون اللام. نسبة إلى مدينة شلب. وقد تقدّم التعريف بها.
[5] انظر عن (محمد بن علي بن المبارك) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.(37/278)
سَمِعَ: رزق اللَّه التّميميّ، وأبا طاهر بْن الباقِلّانيّ.
كتب عَنْهُ: السّمعانيّ، وقال: تُوُفّي في جُمادَى الآخرة.
392- محمد بْن علي بْن الحسن بْن سَلْم بْن العبّاس [1] .
الخصيب، التّميميّ، الأَزَجيّ.
سَمِعَ: رزق اللَّه التّميميّ، وابن طلحة النِّعاليّ، وغيرهما.
وعنه: أبو سعد السّمعانيّ، وأحمد بْن الحسن العاقوليّ.
وهو ابن عمّ الخصيب ابن المؤمَّل تُوُفّي في رجب، وله اثنتان وثمانون سنة.
393- مُحَمَّد بْن عُمَر بْن يوسُف بْن مُحَمَّد [2] .
القاضي، أبو الفضل الأُرْمَويّ [3] ، الفقيه، الشّافعيّ. من أهل أُرْمِية.
وُلِد سنة تسعٍ وخمسين وأربعمائة ببغداد.
وسمّعوه من: أَبِي جعفر ابن المسلمة، وأبي الحسين بْن المهتديّ باللَّه، وعبد الصّمد بْن المأمون، وأبي بَكْر محمد بْن عليّ الخيّاط، وجابر بْن ياسين.
وتفرّد بالرّواية عَنْهُمْ بالسّماع.
وسمع أيضا من: أَبِي الحسين بْن النَّقُّور، وأبي نصر الزَّيَنْبيّ.
قَالَ ابن السّمعانيّ: هُوَ فقيه، إمام، متديّن، ثقة، صالح، حَسَن الكلام في المسائل، كثير التّلاوة للقرآن.
تفقَّه عَلَى الشّيخ أَبِي إسحاق الشّيرازيّ.
وقال ابن الجوزيّ [4] : سَمِعْتُ منه بقراءة شيخنا ابن ناصر، وقرأت عليه
__________
[1] انظر عن (محمد بن علي بن الحسن) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.
[2] انظر عن (محمد بن عمر) في: المنتظم 10/ 149 رقم 225 (18/ 85 رقم 4174) ، والأنساب 1/ 191، 192، ومعجم البلدان 1/ 159، والكامل في التاريخ 11/ 175، والإعلام بوفيات الأعلام 224، وسير أعلام النبلاء 20/ 183- 185 رقم 119، ودول الإسلام 2/ 62، والعبر 4/ 127، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 33، 34، ومرآة الجنان 3/ 285، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 92، والوافي بالوفيات 4/ 245، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 112، 113، والنجوم الزاهرة 5/ 303، وشذرات الذهب 4/ 145.
[3] الأرمويّ: نسبة إلى أرمية، بضم الهمزة وسكون الراء وفتح الميم، وهي من بلاد أذربيجان.
[4] في المنتظم 10/ 149 (18/ 86) .(37/279)
كثيرا، من حديثه. وكان فقيها. تفقه عَلَى أَبِي إسحاق. وكان ثقة، ديّنا، كثير التّلاوة.
وكان شاهدا فَعُزِلَ.
وتُوُفّي في رجب.
قلت: في رابعه.
وقد حدَّث عَنْهُ: السِّلَفيّ، وابن عساكر [1] ، وابن السّمعانيّ، وعبد الخالق بْن أسد، وعمر بْن طَبَرْزَد، وإبراهيم بْن هبة اللَّه بْن البُتَيت، والقاضي أبو المعالي أسعد بْن المُنَجّى [2] ، ومحمد بْن عليّ بْن الطُرّاح، والمبارك بْن صَدَقَة الحاسب، ويونس بْن يحيى الهاشميّ، والشّيخ عُمَر بْن مسعود البزّاز، وعليّ بْن يحيى الحماميّ ابن أخت ابن الْجَوْزيّ، وزاهر بْن رستم، وعبد اللّطيف بْن أَبِي النَجيب الشّهْرُزُوريّ، وعثمان بْن إبراهيم بْن فاس السِّيبيّ، وأخوه إسماعيل، وشجاع بْن سالم البيطار، وأبو اليُمْن زيد بْن الحسين الكِنْديّ، وداود بْن مُلاعِب، وأخته حفْصَة، وسِبْط الأُرْمَوِيّ، يوسف بْن محمد بْن محمد بْن عُمَر، وموسى بْن سعيد ابن الصَّيْقَليّ الهاشميّ، وإسماعيل بْن سعد اللَّه بْن حمدي، وعبد الرحمن بْن عبد الغَنِيّ الغسّال الحنبليّ، والمظفَّر بْن غَيْلان الدّقّاق، وسعيد بن محمد الرّزّاز، وبزغش عتيق ابن حمدي، وأبو الفتح أحمد بْن عليّ الغَزْنويّ الحَنَفيّ، ويحيى بْن محمد بْن عبد الجبّار العَوْفيّ، ومسمار بْن العُوَيس النَّيَّار، وعبد الرحمن بْن المبارك بْن المشتري، وأحمد بْن يوسف بْن صرما.
وآخر من روى عَنْهُ بالسّماع الفتْح بْن عبد السّلام.
وكان أسند من بقي بغداد. ولي في شبيبته قضاء دير العاقول مدَّة.
394- محمد بْن محمد بْن محمد [3] .
أبو بَكْر الخُلْميّ [4] ، الحنفيّ، المعروف بدِهْقان خُلْم. إمامٌ كبير من أهل
__________
[1] في مشيخته، ورقة 204 أ.
[2] في الأصل: «المنجا» .
[3] انظر عن (محمد بن محمد الخلمي) في: الأنساب 5/ 165، والمنتظم 10/ 150 رقم 226 (18/ 86، 87 رقم 4175) .
[4] تقدّم التعريف بهذه النسبة في الترجمة رقم 365) .(37/280)
بلْخ، انتهت إِلَيْهِ رئاسة أصحاب أَبِي حنيفة ببلْخ. وكان إمام الجامع ببلْخ.
وكان مولده في سنة خمس وسبعين وأربعمائة.
قَالَ ابن السّمعانيّ: كَانَ إمامًا فاضلًا، مُفْتِيًا، مناطرا، حَسَن الأخلاق، حجّ سنة ستٍّ وعشرين. وسمع ببلْخ من جماعة. حضرتُ بمجلس إملائه ببلْخ.
ومات في ثاني شعبان، ودُفِن بداره.
395- محمد بْن المحسّن بْن أحمد [1] .
أبو عبد الله السُّلَمّي، الدّمشقيّ، الأديب، المعروف بابن المَلَحيّ. ومَلَح قرية بحَوْران. ويقال ابن الملحي بالتّخفيف. كَانَ أَبُوهُ قد غلب عَلَى حلب ووليها مدَّة، وكان معه بها. ثمّ سكن دمشق.
ولقي جماعة من الأدباء. وسمع عدَّة دواوين. وكان شرّيبا للخمر، قاله الحافظ ابن عساكر.
وقد سَمِعَ من: جعفر السّرّاج، وغيره.
وتُوُفّي في شعبان. وكتب لي بخطّه جزأين، يعني شِعرًا وفوائد.
396- محمد بْن منصور بْن إبراهيم [2] .
أبو بَكْر القصْريّ.
سَمِعَ من: ثابت بْن بُنْدار، وأبي طاهر بْن سِوَار.
وقرأ القراءات.
وكان حافظا، مجوِّدًا، متفنِّنًا. وكان يُطالع «تفسير النّقاش» ويورد منه. قاله ابن الْجَوْزيّ.
وقال: كانت لَهُ شَيْبة طويلة تَعْبُر سُرّتَه.
تُوُفّي في سابع شعبان.
وقال ابن النّجّار: قرأ بالرّوايات عَلَى ابن سِوَار، وثابت بْن بُنْدار، وكان عالما بالقراءات، لَهُ حلقة بجامع المنصور يفسّر فيها كلّ جمعة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن المحسّن) في: ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 319، وكتاب الروضتين 1/ 222.
[2] انظر عن (محمد بن منصور) في: المنتظم 10/ 150 رقم 227 (18/ 87 رقم 4179) .(37/281)
قرأ عليه وجماعة.
وروى عَنْهُ: عبد الرحمن بْن عبد السّيّد.
قَالَ أبو محمد بْن الخشّاب: سَمِعَ بالسَّنَد، ورأى الشّيخ أبا بَكْر القصْريّ، فكأنّه قد رآهم.
وعاش سبعين سنة. ومات رحمه اللَّه تعالى.
397- محمد بْن منصور بْن عبد الرحيم [1] .
أبو نصْر بْن الحُرْضِيّ [2] ، النَّيْسابوريّ، الأُشْنانيّ.
شيخ صالح، من أبناء المياسير والنِّعَم، فضربه الزّمان وافتقر.
وكان مولده في ربيع الأوّل سنة ثمان وخمسين وأربعمائة.
وسمع: أبا القاسم القُشَيْريّ، ويعقوب بْن أحمد الصَّيْرفيّ، وأحمد بْن محمد البسّاميّ الأديب، والفضل بْن المحِبّ، وعثمان المَحْميّ، وأبا بَكْر محمد بْن يحيى المزكّي.
قَالَ عبد الرحيم السّمعانيّ: سَمِعْتُ منه بنَيْسابور أربعة مجالس لأبي القاسم القُشَيْريّ، وثلاثة مجالس المَخْلَديّ، وكتاب «التّاريخ للصّوفيَّة» ، جمْع السُّلَميّ، رواه لنا عَنْ محمد بْن المزكّي، عَنْهُ.
وتُوُفّي في خامس شعبان.
أخبرنا أحمد بْن عساكر، عَنْ عبد الرحيم بْن أَبِي سعد، أَنَا محمد بْن منصور الحُرْضيّ، ثنا أبو القاسم القُشَيْريّ إملاء، أَنَا أبو عبد الله بْن باكوَيْه الشّيرازيّ: سَمِعْتُ أبا الطَّيْب بْن الفرِّخان قَالَ: قَالَ الْجُنَيْد: يَقْبُح بالفقير أن تكون عَلَيْهِ خِلْقان وسرُّه متشوّف للعالم.
__________
[1] انظر عن (محمد بن منصور) في: التحبير 2/ 239، 240 رقم 983، والمعين في طبقات المحدّثين 162 رقم 1752، والإعلام بوفيات الأعلام 224، والمشتبه في الرجال 1/ 225، والعبر 4/ 127، وسير أعلام النبلاء 20/ 258 رقم 174، ومرآة الجنان 3/ 285، وملخص تاريخ الإسلام (مخطوط) 8/ ورقة 86 أ، وتبصير المنتبه 2/ 494، والنجوم الزاهرة 5/ 303، وشذرات الذهب 4/ 145.
[2] الحرضي: بضم الحاء، وسكون الراء، وكسر الضاد. نسبة إلى بيع الحرض وشرائه. والحرض أي الأشنان، وحرض الرجل ثوبه إذا صبغه بالإحريض أي العصفر. (تاج العروس 5/ 19 مادّة حرض) .(37/282)
قلت: وروى عَنْهُ: زينب الشّعريَّة.
398- مُحَمَّد بْن هِبَة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن علي بن المطَّلب [1] .
أبو عبد الله، ابن الوزير أَبِي المعالي، الكَرمَانيّ.
سَمِعَ: ابن طلْحة النِّعَالِيِّ، وثابت بْن بُنْدار، وأبا عبد الله بْن البُسْريّ، وجماعة. وحدَّث.
قَالَ: ابن السّمعانيّ: قرأتُ عَلَيْهِ أحاديث، وكان متشيّعا.
تُوُفّي في المحرَّم ببغداد.
وروى عَنْهُ أبو أحمد بْن سُكَيْنَة.
399- محمد بْن يحيى بْن خليفة بْن ينق [2] .
أبو عامر الشّاطبيّ.
قَالَ الأَبّار: قرأ عَلَى محمد بْن فرح المِكْناسيّ.
وسمع من: أَبِي عليّ بْن سُكَّرَة.
وأخذ بقُرْطُبة عَنْ: أَبِي الحسن بْن سِراج. ومَهَرَ في الأدب، والعربيَّة، وبلغ الغاية من البلاغة، والكتابة، والشّعر.
ولقي أبا العلاء بْن زهر، فأخذ عَنْهُ عِلْم الطّبّ ولازَمَه وساعده الجدّ، وبَعُد صِيتُه في ذَلكَ، مَعَ المشاركة في عدَّة علوم.
وكان رئيسا، معظَّمًا، جميل الرواء.
وله تَصْنيف كبير في الحماسة، وتصنيف آخر في ذكر ملوك الأندلس، والأعيان والشّعراء.
روى عَنْهُ: أبو عبد الله المِكْناسيّ.
وعاش بضْعًا وستّين سنة.
وتُوُفّي في آخر العام.
__________
[1] انظر عن (محمد بن هبة الله) في: المنتظم 10/ 150 رقم 228 (18/ 87 رقم 4177) .
[2] انظر عن (محمد بن يحيى) في: التكملة لابن الأبّار 198، والوافي بالوفيات 5/ 196، وبغية الوعاة 1/ 261 وفي الأخيرين: «نيق» بتقديم النون.
وورد في سير أعلام النبلاء 20/ 185 دون ترجمة.(37/283)
400- محمد بْن يحيى بْن محمد بْن أَبِي إسحاق بْن عَمْرو بْن العاص [1] .
أبو عبد الله الأنصاريّ، الأندلسيّ، اللُّرّيّ. ولُرِّيَّة [2] من عمل بلنسية.
أخذ عن مشيخة بلده، ثمّ نزح عَنْهُ في الفتنة سنة ثمان وثمانين وأربعمائة.
وسكن جَيَّان سبعة أعوام.
وأخذ القراءات عَنْ: أَبِي بَكْر بْن الصّبّاغ.
وكان قصد أبا داود سنة ستّ وتسعين، فلقيه مريضا مرض الموت.
وسمع من: أبي محمد البطليوسيّ.
وأقرأ النّاس. وكان ذا بصر بالتّجويد.
ترجمه الأبّار، وقال: روى عَنْهُ شيخنا أبو عبد الله بْن نوح الغافِقيّ، وأبو عبد الله بْن الحسين الأُنْدِيّ.
تُوُفّي في شوّال، وقد قارب الثّمانين.
401- محمد بْن يونس بْن محمد بْن مغيث [3] .
أبو الوليد القُرْطُبيّ.
من بيت العِلم والجلالة.
سَمِعَ من: أَبِي عليّ الغسّانيّ، ومحمد بْن فَرَج، وأبي الحسن العَبْسيّ، وخازم بْن محمد.
وأكثر عَنْ والده. وكان صالحا، خيِّرًا، كثير الذّكر، والصّلاة، طويلها.
وكان إمام جامع قُرْطُبَة. وقد شوِّور في الأحكام.
مات في شعبان. ومولده في أول سنة ثمانين.
وسمع وله خمس عشرة سنة.
402- محمد بن أبي أحمد بن محمد [4] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن يحيى بن محمد) في: تكملة الصلة لابن الأبّار 2/ 478، ومعرفة القراء الكبار 2/ 520 رقم 463، وغاية النهاية 2/ 277 رقم 3529.
[2] لرّيّة: بضم اللام، وكسر الراء وتشديد الياء.
[3] انظر عن (محمد بن يونس) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 592 رقم 1301.
[4] انظر عن (محمد بن أبي أحمد) في: الأنساب 12/ 157، والتحبير 2/ 255، 256 رقم 911، ومعجم البلدان 5/ 311، وملخص تاريخ الإسلام 8/ 86 ب.(37/284)
أبو الفتح الحضِيريّ [1] . صالح، كثير التّلاوة، ضرير.
سَمِعَ: أبا الخير بْن أَبِي عِمران الصّفّار.
أخذ عَنْهُ: ابن السّمعانيّ [2] .
ومات في ذي القعدة عَنْ بضْعٍ وثمانين سنة بقرْيته.
403- المبارك بْن هبة اللَّه بْن سليمان [3] .
أبو المعالي بْن الصّبّاغ، البغداديّ، الواعظ، المعروف بابن سُكرة، المحدِّث.
سَمِعَ الكثير، وأفاد.
وأخذ عَنْ: أَبِي سعد بْن الطُّيُوريّ، وأبي طالب عبد القادر بْن يوسف، وطبقتهما.
وتُوُفّي في ربيع الآخر عَنْ: سبْعٍ وخمسين سنة.
404- مدبّر بْن عَلِيِّ بْن أَحْمَدَ بْن عليّ [4] .
أبو بَكْر التّميميّ، الخُراسانيّ، المقرئ بالألحان بأصبهان بين يدي الوعّاظ.
كان صالحا، مستورا.
__________
[1] في الأنساب، والتحبير: «الحصيري» بالصاد المهملة. والمثبت يتفق مع: معجم البلدان، والملخص، والأصل.
[2] وهو قال: قرأت عليه بعض «الصحيح» للبخاريّ، وسألته عن ولادته فقال: تقديرا سنة اثنتين وأربعمائة. (التحبير) وفي نسبته زيادة: «النّوسي» أو «النّوشي» . قال ابن السمعاني:
«النّوسي» : بفتح النون، وسكون الواو، وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى نوس، وهي قرية بمرو. واختص بهذه التسمية ثلاث قرى، إحداها: نوس بايه المعروفة بنوس كارنجان، والثانية: نوس فراهينان، قريتان، متصلتان، والثالثة: نوس مخلدان عند مرغوم.
ويقال بالعجمية لكل واحدة منها: نوج، بالجيم. وأبو الفتح من أهل نوس كارنجان.
(الأنساب) . وفي (التحبير) : «نوس كنارنجان» . وفي (معجم البلدان) : نوش، ويقال: نوج بالجيم. وقال: قال في التحبير: «محمد بن أحمد بن محمد بن أبي سعيد الحضيري أبو الفتح النوشي بالرحمة من أهل قرية نوش كناركان. وأقول: الموجود في التحبير: «محمد بن أبي أحمد» . وليس فيه: «المعروف بالرحمة» .
[3] انظر عن (المبارك بن هبة الله) في: المنتظم 10/ 88 رقم 4179 (18/ 151 رقم 230) .
[4] انظر عن (مدبر بن علي) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.(37/285)
سَمِعَ: أبا مطيع المصريّ، وأبا العبّاس بْن أشته.
كتب عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ، وقال: تُوُفّي في ذي الحجَّة. كتبَ إليَّ بذلك معمّر بن الفاخر.
405- مسعود بن محمد بن ملك شاه [1] .
السّلطان غياث الدّين، أبو الفتح، السَّلْجُوقيّ.
سلّمه والده السّلطان محمد في سنة خمس وخمسمائة إلى الأمير مودود صاحب المَوْصل ليربّيه. فلمّا قُتِلَ مودود وولي الموصل الأمير آقسُنْقُر البُرْسُقيّ، سلّمه والده إِلَيْهِ أيضا، ثمّ سلّمه من بعده إلى خُوشْ بَك صاحب الموصل أيضا، فلمّا تُوُفّي والده وتملَّك بعده ولده السّلطان محمود، حسّن خُوش بَك للسّلطان مسعود الخروجَ عَلَى أخيه، وطمّعه في السّلْطَنَة. فجمع مسعود العساكر، وقصد أخاه، فالتقيا بقرب هَمَذَان في سنة أربع عشرة، أو في أواخر سنة ثلاث عشرة وخمسمائة، فكان الظَّفَر لمحمود. ثمّ تنقلت الأحوال بمسعود، وآل بِهِ الأمر إلى السّلطنة، واستقلّ بها في سنة ثمانٍ وعشرين. ودخل بغداد، واستوزر الوزير شرف الدّين أنوشروان بْن خَالِد وزير المسترشد باللَّه.
قَالَ ذَلكَ ابن خَلِّكان [2] ، وقال: كان سلطانا، عادلا، ليّن الجانب، كبير
__________
[1] انظر عن (مسعود بن محمد) في: المنتظم 10/ 151 رقم 231 (18/ 88، 89 رقم 4180) ، وتاريخ دولة آل سلجوق 152، 161، 196، 208، والكامل في التاريخ 11/ 160- 163، والتاريخ الباهر 105، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 218- 222، وذيل تاريخ دمشق 319، وكتاب الروضتين 1/ 222، 223، وزبدة التواريخ 228- 230، وتاريخ مختصر الدول 208، وتاريخ الزمان 169، ووفيات الأعيان 5/ 200- 202، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 129، والمختصر في أخبار البشر 3/ 23، 24، ونهاية الأرب 27/ 52، والعبر 4/ 128، 147، وسير أعلام النبلاء 20/ 384- 386 رقم 259، والإعلام بوفيات الأعلام 224، ودول الإسلام 2/ 62، وتاريخ ابن الوردي 2/ 51، وعيون التواريخ 12/ 462- 464، والبداية والنهاية 12/ 230، ومرآة الجنان 3/ 285، 286، والجواهر الثمين 207، 208، وتاريخ ابن خلدون 5/ 45، والكواكب الدرّية 140، ومآثر الإنافة 2/ 37، والسلوك للمقريزي ج 1 ق 1/ 34، والنجوم الزاهرة 5/ 303، وتاريخ الخلفاء 439، وتاريخ ابن سباط (بتحقيقنا) 1/ 95، وأخبار الدول 274، وشذرات الذهب 4/ 145، والعراضة في الحكاية السلجوقية لليزدي (طبعة ليدن 1327 هـ. / 1909 م.) ، والسلاجقة للدكتور أحمد كمال الدين حلمي 75.
[2] في وفيات الأعيان 5/ 200.(37/286)
النَّفْس، فرَّق مملكته عَلَى أصحابه، ولم يكن لَهُ من السّلطنة غير الاسم، ومع هذا فما ناوأه أحمد إلّا وظَفَر بِهِ. وقتل خلقا من كبار الأمراء، ومن جملة مَن قتل الخليفتين المسترشد والرّاشد، لأنّه وقع بينه وبين المسترشد وحشة قبل استقلاله بالمُلْك، فلمّا استقلّ استطال نوّابه عَلَى العراق، وعارضوا الخليفة في أملاكه، فتجهَّز وخرج لمحاربته، وكان السّلطان مسعود بهَمَذَان، فجمع جيشا عظيما، وخرج للقائه، فتصافّا بقرب هَمَذَان، فكُسِر جيش الخليفة وانهزموا، وأسِر الخليفة في طائفةٍ من كبار أمرائه، وأخذه مسعود أسيرا، وطاف بِهِ معه في بلاد أَذَرْبَيْجان، فقتل على باب مراغة كما ذكرنا.
ثمّ أقبل مسعود عَلَى اللَّهْو واللّذّات، إلى أن حَدَثَ لَهُ علَّة القَيْء والغَثَيَان، واستمرّ بِهِ ذَلكَ إلى أن مات في جُمادى الآخرة. ثمّ حُمِل إلى أصبهان ودُفِن.
وعاش خمسا وأربعين سنة.
قَالَ ابن الأثير [1] : كان كثيرا المزاح، حَسَن الأخلاق، كريما، عفيفا عَنْ أموال الرعيَّة، من أحسن السّلاطين سيرة، وأَلْيَنهم عريكة.
قلت: وجرت بينه وبين عمّه سَنْجَر منازعة، ثمّ تهادنا، وخُطِب لَهُ بعد عمّه ببغداد قبل سنة ثلاثين.
وقد أبطل في آخر أيّامه مُكُوسًا كثيرة، ونشر العدْل.
وقد استقلّ بدَسْت الخلافة في أيّام المقتفي، واتّسع ملكُه، ودانت لَهُ الأُمم. وكان فيه خيرٌ في الجملة ومَيْل إلى العلماء والصُّلَحاء، وتواضع لهم.
قَالَ ابن النّجّار: أَنَا محمد بْن سعيد الحافظ، أنبأنا عليّ بْن محمد النَّيْسابوري، أَنَا السّلطان مسعود، أَنَا أبو بَكْر الأنصاريّ، فذكر حديثا من جزء الأنصاريّ.
قَالَ أبو سعد السّمعانيّ: كَانَ بطلا، شجاعا، ذا رأيٍ وشهامة، تليق بِهِ السّلْطَنة. سمّعه عليّ بْن الحسن الغزنويّ الواعظ من القاضي أبي بكر.
__________
[1] في الكامل 11/ 160، 161.(37/287)
سَمِعَ منه جماعة.
وتُوُفّي في جُمادى الآخرة.
406- المُظَفَّرُ بْن أردشير بْن أَبِي منصور [1] .
أبو منصور العبّاديّ، المَرْوَزِيّ، الواعظ، المعروف بالأمير.
كَانَ من أحسن النّاس كلاما في الواعظ، وأرشقهم عبارة، وأحلاهم إشارة، بارِعًا في ذَلكَ مَعَ قلَّة الدّين.
سَمِعَ من: نصر اللَّه بْن أحمد الخُشْناميّ، وعبد الغفّار الشِّيرُوِيّي، والعبّاس بْن أحمد الشّقّانّي، ومحمد بْن محمود الرشيديّ، وجماعة.
ووعظ ببغداد في سنة نيِّفٍ وعشرين وخمسمائة. ثمّ قدِمهَا رسولا من جهة السّلطان سَنْجَر سنة إحدى وأربعين، فأقام نحوا من ثلاث سِنين يعقد مجلس الوعظ بجامع القصر وبدار السّلطان، وظهر لَهُ الْقَبُولُ التّامّ من المقتفي لأمر اللَّه ومن الخواصّ. وأملى بجامع القصر.
روى عَنْهُ: عبد العزيز بْن الأخضر، وحمزة بْن القُبِّيطيّ، وأبو جعفر بْن المُكّرَّم، وغيرهم.
وكان يُضرب بِهِ المَثَل في الوعظ.
وروى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ، وقال: لم يكن موثوقا في دينه، وطالعت رسالة بخطّه جَمَعَهَا في إباحة شُرْب الخمر. وكان يلقّب قطب الدّين.
وقال أبو الفَرَج بْن الْجَوزيّ [2] : كَانَ يعظ، فوقع مطر، فلجأ الجماعة إلى ظلّ العقود والْجُدُر، فقال: لا تفرّوا [3] من رشاش ماء رحمة، قطر عن سحاب
__________
[1] انظر عن (المظفر بن أردشير) في: المنتظم 10/ 150، 151 رقم 229 (18/ 87، 88 رقم 4178) ، والأنساب 8/ 337، 338، واللباب 2/ 310، ووفيات الأعيان 4/ 300، وتاريخ دولة آل سلجوق 217، وفيه «قطب الدين العبادي» ، وسير أعلام النبلاء 20/ 231، 232 رقم 150، وميزان الاعتدال 4/ 131 رقم 8603، والمغني في الضعفاء 2/ 663 رقم 6296، وعيون التواريخ 12/ 463، 464، والبداية والنهاية 12/ 230، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 310، ولسان الميزان 6/ 51، 53 رقم 194، والنجوم الزاهرة 5/ 303.
[2] في المنتظم 10/ 150 (18/ 87) .
[3] هكذا في الأصل. وفي المنتظم: «لا تفرّقوا» .(37/288)
رحمه [1] . ولكن فرّوا من شرار نار اقتدح من زناد الغضب.
ثمّ قَالَ: ما لكم لا تعجبون، ما لكن لا تطربون؟
فقال قائل: وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ 27: 88 [2] .
فقال: التّمالك عَن المرح عند تملُّك الفَرَح قدْح في القرح [3] .
قَالَ ابن الجوزيّ [4] : وكان مثل هذا الكلام المستحسن يندر [5] في كلامه، وإنّما كَانَ الغالب عَلَى كلامه ما لَيْسَ تحت كبير مَعْنَى. وكُتِب ما قاله في مدَّة جلوسه، فكان مجلّدات كثيرة. ترى المجلّد من أوّله إلى آخره، لَيْسَ فيه خمس كلمات كما ينبغي، وسائرها لا معنى لَهُ. وكان يترسّل بين السّلطان والخليفة، فتقدَّم إِلَيْهِ أن يصلح بين ملك شاه بْن محمود وبين بدر الجوهريّ، فمضى وأصلح بينهما، وحصل لَهُ منهما مال كثير، فأدركه أجَلُه في تِلْكَ البلدة، فمات في سلْخ ربيع الآخر بعسكر مُكْرَم. وحُمِل إلى بغداد ودُفن في دكَّة الْجُنَيْد. ورثة ولدُه، ثمّ تُوُفّي، وعادت الأموال الّتي جمعها للسّلطان. وفي ذَلكَ عبرة.
وقال ابن السّمعانيّ: لم يكن لَهُ سيرة مَرْضِيَّة، ولا طريقة جميلة. سَمِعْتُ من أثق بِهِ، وهو الفقيه حمزة بْن مكّيّ الحافظ ببروجرد قال: كنت معه بأذربيجان، وبقيناه مدَّةً، فما رأيته صلّى العشاء الآخرة. كَانَ إذا احضر السّماع، وأرادوا أن يُصلّوا يَقُولُ: الصّلاة بعد السّماع. فإذا فرغوا السّماع كَانَ ينام.
ولمّا تُوُفّي حكى لي بعضُهم أنّه وجد في كُتُبه رسالة بخطّه في إباحة الخمر.
وقال ابن النّجّار: من وعْظه قولُه: لا تظنّوا أنّ الحيّات تجيء إلى القبور من خارج. إنّما أفعالكم أبقى لكم، وحيّاتكم ما أكلتم من الحرام أيّامَ حياتكم.
وعاش ستّا وخمسين سنة.
__________
[1] في المنتظم: «نعمة» .
[2] سورة النمل، الآية 88.
[3] هكذا. وفي المنتظم: «قدح في القدس» .
[4] في المنتظم.
[5] في المنتظم: «يبدر» .(37/289)
قَالَ أبو المظفَّر بْن الْجَوزيّ: [1] حكى جماعة من مشايخنا قَالَ: جلس المظفّر بْن أردشير بالتّاجيَّة بعد العصر، وأورد حديث «ردّت الشّمس» لعليّ كرّم اللَّه وجهه، وأخذ في فضائله، فنشأت سحابة غطّت الشّمس، وظنّ النّاس أنّها غابت، فأومأ إلى الشّمس وارتجل:
لا غربي يا شمسُ حتّى ينتهي ... مَدْحي لآل المُصْطَفَى ولنجلِهِ
واثْنِي عِنَانَكِ إن أَرَدْتِ ثناءَهُم ... أَنَسِيتِ إذ كَانَ الوقوفُ لأجلِهِ
إنْ كَانَ للمولَى وقوفٌ فلْيَكُنْ ... هذا الوقوفُ لخَيْلِهِ ولرَجْلِهِ.
فطلعت الشّمس من تحت الغيم، فلم يُدرى ما رُمي [عَلَيْهِ] من الأموال والثّياب.
407- المنصور بْن محمد بْن الحاجّ داود بْن عُمَر [2] .
أبو عليّ اللّمْتُونيّ، الصَّنْهاجيّ، الأمير.
سَمِعَ بقُرْطُبة من: أَبِي مُحَمَّد بْن عَتّاب، وأبي بحر بْن العاص، وبُمْرسِية من: أَبِي عليّ بْن سُكَّرَة.
وكان من رؤساء لمتُونَة وأُمرائهم، موصوفا بالذّكاء، عارفا بالحديث والآثار. جمع من الكتب النّفيسة ما لم يجمعْه أحد. وكان متولّيا عَلَى بَلَنْسِية ليحيى بْن عليّ بْن [غانية] [3] أيّام كونه بها نحوا من أحد عشر عاما.
وعاش ستّين سنة. وهو فخر صَنْهاجَة ما لهم مثله. قال الأَبّار.
408- موسى بْن الخليفة المقتدي عبد الله بْن محمد [4] .
العبّاسيّ، أخو المستظهر باللَّه.
وُلِد في سنة اثنتين وسبعين. وعاش خمسا وسبعين وسنة.
توفّي في ذي القعدة.
__________
[1] قول ابن الجوزي ليس في المنتظم. وأظنّ أن المؤلّف- رحمه الله- وهم به، لأنه لم يقل ذلك في سير أعلام النبلاء 20/ 232 بل عزا القول إلى مجهول فقال: وقيل.
[2] انظر عن (المنصور بن محمد) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
[3] بياض في الأصل. والمستدرك من: البيان المغرب 67 وغيرها.
[4] انظر عن (موسى بن المقتدي) في: الكامل في التاريخ 10/ 116.(37/290)
- حرف الهاء-
409- هبة اللَّه بْن سعد بْن طاهر [1] .
أبو الفوارس الطَّبَريّ، الفقيه، سِبْط الإمام أَبِي المحاسن الرُّويانيّ.
قَالَ ابن السّمعانيّ: هُوَ شيخ من أهل آمُل طَبَرِسْتان، لَهُ معرفة بالمذهب، حافظٌ لكتاب اللَّه، كثير التّلاوة، دائم الذِّكْر، سريع الدّمْعة، كَانَ رئيس آمُل، ثمّ درّس بالنّظاميَّة بآمُل. وأملى الحديث. كتبتُ عَنْهُ بآمل. وقال لي: ولدت سنة سبعين وأربعمائة.
سَمِعَ من: جدّه أَبِي المحاسن، وطاهر بْن عبد الله الخُوزيّ، الصُّوفيّ، وأبي عليّ الحدّاد، وأبي سعد المطرّز.
وسمعته يَقُولُ: سَمِعْتُ جدّي أبا المحاسن عبد الواحد يَقُولُ: الشُّهرة آفة، وكلٌّ يتحرَّاها، والخمول راحة، وكلٌّ يتوقّاها.
- حرف الياء-
410- يعقوب البغداديّ [2] .
الكاتب.
كَانَ غاية في حُسْن الخطّ وجَوْدته.
تُوُفّي في جُمادَى الآخرة، قاله ابن الجوزيّ [3] .
411- يوسف بْن إبراهيم بْن مرزوق [4] .
أبو يعقوب المقدسيّ، الفهيبيّ، من قرية بيت جيزين.
كَانَ فقيها، ورِعًا، عابدا، صالحا.
قدِم بغدادَ في سنة ستّ عشرة وخمسمائة.
ودخل مرْو فسكنها إلى أن مات بها.
__________
[1] انظر عن (هبة الله بن سعد) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.
[2] انظر عن (يعقوب البغدادي) في: المنتظم 10/ 152 رقم 232 (18/ 89 رقم 4181) ، والكامل في التاريخ 11/ 175، والبداية والنهاية 12/ 230.
[3] في المنتظم.
[4] انظر عن (يوسف بن إبراهيم) في: تاريخ دمشق، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 28/ 67 رقم 53) .(37/291)
وسمع بنيْسابور: سهل بْن إبراهيم المسجديّ، وجماعة.
وبمَرْو: محمد بْن عليّ بْن محمود الكَراعيّ.
قَالَ ابن السّمعانيّ [1] : سَمِعَ معنا بمَرْو «شُعَب الإيمان» للبَيْهَقيّ عَلَى زاهر الشّحّاميّ. وكان نِعْم الصَّديق.
ولد في حدود التّسعين وأربعمائة. ولم أسمع منه.
وثنا أبو القاسم الدّمشقيّ بها: حدَّثني يوسف بْن إبراهيم بْن مرزوق لفظا، أنبا محمد بْن عليّ بقرية زولاب، أَنَا جدّي أبو غانم.
ح وأناه [2] عاليا أبو منصور محمد المذكور، أَنَا جدّي، أَنَا أبو العبّاس النّضريّ، ثنا الحارث، ثنا روح بن عبادة، ثنا ابن جريح، فذكر حديثا [3] .
__________
[1] في الذيل، كما في تاريخ دمشق.
[2] اختصار: «وأخبرناه» .
[3] وقال ابن السمعاني: ولما قربت وفاته، وكنت غائبا بهراة في رحلتي الثانية إليها أوصى بأكثر كتبه أن توضع في الخزانة النظامية، وتكون موقوفة على المسلمين ممن ينتفع بها. وشيء منها وضع في الخزانة التي عملها أبو الفضل الكرماني. وأوصى بالأجزاء المتفرّقة التي حصّلها ونسخها أن تكون عندي، وفي يدي، والله تعالى يرحمه، ويغفر له، فإنه كان نعم الصديق.
وكان قليل المخالطة والمجالسة مع الناس. وفي أكثر الأوقات في مدرسة السلطان. وكان يردّ الباب على نفسه ويشتغل، إمّا بالعبادة، أو المطالعة. وكان يزورني وأزوره في بعض الأوقات.
ونقل ابن عساكر عن ابن السمعاني قوله: ومات سنة أربعين وخمسمائة. (انظر: مختصر تاريخ دمشق) .(37/292)
سنة ثمان وأربعين وخمسمائة
- حرف الألف-
412- أحمد بْن أبي سهل بْن محمد بن يزداد [1] .
أبو عبد الله القائنيّ، الفارسيّ، الصُّوفيّ. من أهل هَرَاة.
صالح، كثير العبادة.
سَمِعَ: أبا عطاء عبد الرحمن بْن محمد المالينيّ.
ولد سنة ستّين وأربعمائة.
وتُوُفّي في هذا العام، أو بعده.
413- أحمد بْن العبّاس بْن أحمد [2] .
الشَّقَّانيّ [3] ، النَّيْسابوريّ.
شيخ صالح.
سَمِعَ: عثمان المَحْمِيّ، وأبا بَكْر بْن خَلَف.
وحدَّث.
414- أَحْمَد بْن عَبْد الباقي بْن أحمد بْن إبراهيم [4] .
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (أحمد بن العباس) في: الأنساب 7/ 361.
[3] الشّقّاني: بفتح الشين المعجمة، وتشديد القاف، وفي آخرها النون. قال ابن السمعانيّ:
وسمعت صاحبي أبا بكر محمد بن علي بن عمر البروجرديّ يقول: سمعت الإمام محمدا الشّقّاني يقول: بلدنا «شقّان» بكسر الشين، ثم قال: ثمّ جبلان، وفي كل واحد منهما شقّ يخرج منه ماء الناحية، فقيل لها: الشّقّان، والنسبة الصحيحة إليها بالكسر، واشتهر بالفتح.
(الأنساب 7/ 359) .
[4] لم أجد مصدر ترجمته.(37/293)
أبو المظفَّر بْن النَّرْسِيّ.
ولي حسْبَة بغداد، ثمّ ولي قضاء باب الأَزَج معها.
وحدّث عن: الحسين بْن البُسْريّ.
روى عَنْهُ: عبد العزيز بْن الأخضر.
تُوُفّي في جُمادى الأولى، وله 88 [1] سَنَة.
415- أحمدُ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد [2] .
الخطيب البَنْجَدِيهيّ.
سَمِعَ: أبا سعيد الدّبَّاس.
كتب عَنْهُ: السّمعانيّ.
416- أحمد بْن أَبِي غالب بْن أحمد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّدِ [3] .
أبو العبّاس ابن الطّلّايَة [4] البغداديّ، الورّاق، الزّاهد.
ولد سنة اثنتين وستّين وأربعمائة، وقرأ القرآن، وروى اليسير من الحديث.
قَالَ ابن السّمعانيّ: شيخ كبير، أفنى عُمره في العبادة، وقيام اللّيل والصّوم عَلَى الدّوام. ولعلّه ما طرف ساعة من عُمره إلّا في عبادة، رضي الله عنه. وانحنى حتّى بقي لا يتبيّن قيامُه من ركوعه إلّا بيسير. وكان حافظا مرّاتٍ في مسجده بالعتّابِيّين [5] . وسألته: هل سمعت شيئا؟
__________
[1] هكذا في الأصل.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (أحمد بن أبي غالب) في: الأنساب 8/ 37، والمنتظم 10/ 153 رقم 233 (18/ 91 رقم 4182) ، ومناقب الإمام أحمد 531، والكامل في التاريخ 11/ 190، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 215- 217، والإعلام بوفيات الأعلام 255، والمعين في طبقات المحدّثين 163 رقم 1753، ودول الإسلام 2/ 64، وسير أعلام النبلاء 20/ 260- 263 رقم 177، والعبر 4/ 129، 130، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 65، ومرآة الجنان 3/ 286، 287، وعيون التواريخ 12/ 466، 467، والوافي بالوفيات 7/ 277، والذيل على طبقات الحنابلة 1/ 224 رقم 112، والنجوم الزاهرة 5/ 304، وشذرات الذهب 4/ 145، 146.
[4] تحرّفت في (مناقب الإمام أحمد) إلي: «الطلابة» . قال الدمياطيّ، والصفدي إن والدته كانت تطلي الورق عند عمله بالدقيق المعجون بالماء رقيقا قبل صقله، فاشتهرت بذلك. (المستفاد بن الوافي) .
[5] محلّة ببغداد. (الأنساب 8/ 37، المشتبه 2/ 441) ، وفي الأصل: «بالعتابين» .(37/294)
فقال: سَمِعْتُ من أَبِي القاسم عبد العزيز بْن عليّ الأنماطيّ.
قَالَ ابن السّمعانيّ: وما ظفرنا بسماعه، لكن قرأتُ عَلَيْهِ «الرَّدّ عَلَى الْجَهْميَّة» لأبي عبد الله نفْطوَيْه، سمعه من شيخ متأخِّر يقال له أبو العبّاس بْن قُرَيش، وحضر سماعه معنا شيخنا أبو القاسم بْن السَّمَرَقَنْديّ.
وقال أبو المظفّر بْن الْجَوْزيّ [1] : سَمِعْتُ مشايخ الحربيَّة يحكون عَنْ آبائهم.
وأجدادهم أنّ السّلطان مسعود لمّا دخل بغداد، كَانَ يحبّ زيارة العُلماء والصّالحين، فالتمس حضور ابن الطَّلّاية إِلَيْهِ، فقال لرسوله: أَنَا منذ سِنِين في هذا المسجد أنتظر داعي اللَّه في النّهار خمس مرّات.
فعاد الرَّسُول، فقال السّلطان: أَنَا أَوْلَى بالمَشْي إِلَيْهِ. فزاره من الغد، [فرآه] يصلّي الضُّحى، وكان يصلّيها بثمانية أجزاء، فصلّى معه بعضها.
فقال لَهُ الخادم: السّلطان قائم عَلَى رأسك.
فقال: وأين مسعود؟
قَالَ: ها أنا.
قَالَ: يا مسعود اعدِل، وادْعُ لي. اللَّه أكبر. ثمّ دخل في الصّلاة.
فبكى السّلطان، ورقم بخطّه بإزالة المُكُوس والضّرائب، وتاب توبة صادقة.
قلت: روى عَنْهُ الجزء الّذي قَالَ إنّه سمعه من عبد العزيز الأنْماطيّ، وهو التّاسع من «المخلّصيّات» تخريج ابن البقّال، جماعة. وظهر سماعه لَهُ بأجرة [2] خلْقٍ منهم: يونس بْن يحيى الهاشميّ، وأحمد بْن الحسن بْن هلال بْن العربيّ، وشُجاع بْن سالم البيطار، ومحمد بْن عليّ بْن البَلّ الدُّوريّ، وسعيد بْن المبارك بْن كَمُّونَة [3] ، وعُبَيْد اللَّه بْن أحمد المنصوريّ، وعمر بْن طَبَرْزَد، وأحمد ابن سلمان بن الأصفر، وبزغش عتيق ابن حمدي، وريحان بن تيكان الضّرير،
__________
[1] في مرآة الزمان ج 8 ق 1/ 216.
[2] هكذا في الأصل، ولعلّها: «بإجازة» .
[3] في الأصل: «مونة» .(37/295)
ومظفَّر بْن أَبِي يَعْلَى بْن جحشُوَيْه، وعبد الرحمن بْن أَبِي سعد بْن نُمَيْرَة [1] ، وعبد اللَّه بْن محاسن بْن أَبِي شَرِيك، وعبد الخالق بْن عبد الرحمن الصّيّاد، وعبد السّلام بْن المبارك البَرْدَغُوليّ، وأحمد بْن يوسف بْن صرْما.
وآخر من روى عَنْهُ: المبارك بْن عليّ بْن أَبِي الْجُود، شيخ الأَبَرْقُوهيّ.
تُوُفّي في حادي عشر رمضان. وكان لَهُ يومٌ مشهود مثل يوم أَبِي الحسن بْن القَزْوينيّ الزّاهد. وحمل على الرّؤوس، ودُفِن إلى جانب أَبِي الحسين بْن سَمْعون. ولم يخلف بعده مثلَه في زُهده وعبادته.
417- أحمد بْن أَبِي المختار [2] .
أبو العبّاس بْن جبْر.
من أولاد أمراء البَطَائح. وله شِعْر فائق.
قدِم بغدادَ، ومدح المستظهر، والمسترشد.
مات في شعبان.
418- أحمد بْن مُنِير بْن أحمد بن مفلح [3] .
__________
[1] في سير أعلام النبلاء 20/ 262 «تميرة» بالتاء المثنّاة.
[2] لم أجده.
[3] انظر عن (أحمد بن منير) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 2/ 462- 465 و 5/ 115، وخريدة القصر (قسم شعراء الشام) ج 1/ 76- 96، و (قسم شعراء العراق) ج 3 ق 1/ 135، 136، وبغية الطلب (مصوّرة معهد المخطوطات) 2/ 75- 81، و 4/ 234، 235، و 8/ 151، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 322، والأنساب 1/ 300، وكتاب الروضتين 1/ 50- 57، 83، 84، 89، 99، 100- 103، 106، 107، 114، 115، 123، 127، 128، 131، 144، 147، 149، 156، 163، 168، 169، 176، 177، 181- 183، 190- 194، 196- 220، 203- 205، 210- 221- 228- 238، 254- 258، 277، 278 وج 1/ ق 2/ 347، 356، 358، 677، 678، والكامل في التاريخ 11/ 149، 150، 163، 164، 208، 209، 305، 306، والتاريخ الباهر 100، 101، 104، 106، 109، 110، 127، 131، 190، 191، ووفيات الأعيان 1/ 156- 160 والأعلاق الخطير ق 2/ 343، 344، وديوان الصبابة لابن أبي حجلة 2/ 160، وأخبار الملوك ونزهة المالك والمملوك في طبقات الشعراء للملك الأيوبي (مخطوطة ليدن) ورقة 177- 183، ب، 185 أ- 187 ب، وتاريخ إربل لابن المستوفي 1/ 280، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 218، ومعجم الأدباء 8/ 126، 127، و 16/ 32، ومسالك الأبصار (مخطوط) 4/ 321 (في ترجمة ملك النحاة) والبديع في نقد الشعر لأسامة بن منقذ 71، والدرّ النفيس للنواحي(37/296)
__________
[ () ] (مخطوطة المعهد) ورقة 196، ومراتع الغزلان في وصف الحسان من الغلمان (مخطوطة دار الكتب المصرية) ورقة 19، ورياض الألباب ومحاسن الآداب (مخطوطة الأزهر) رقم 247 أدب (ومكتبة أباظة) رقم 63 ب، والتذكرة للنواجي (مخطوط) ورقة 72 ب، وحلبة الكميت، له 239، وبدائع البدائه 152، 257، وجمهرة الإسلام ذات النثر والنظام لابن رسلان (مخطوط بدار الكتب المصرية) ورقة 82- 84، وخلاصة السيرة الجامعة المنسوب لنشوان بن سعيد (مخطوط بدار الكتب المصرية) ورقة 99 ب- 101 أ، وتاريخ حلب للعظيميّ 383، ومعجم البلدان 1/ 50، و 2/ 129 و 3/ 220 و 4/ 386، ونهاية الأرب 2/ 53، 78، 79، 224، 225، ولمح الملح (مخطوط) ورقة 12 و 41، والتذكرة الفخرية للإربلي 194، 195، 196، 233- 235، 400، 401، وملحقات وفيات الأعيان 1/ 459، وتذكرة الحفاظ 4/ 1313، وسير أعلام النبلاء 20/ 223، 224، رقم 143، والعبر 4/ 130، والإعلام بوفيات الأعلام 225، وتاريخ ابن الوردي 2/ 85، والدرّ المطلوب لابن أبيك 389، والوافي بالوفيات 8/ 193- 197، والبداية والنهاية 12/ 231، ومرآة الجنان 3/ 287، وذيل تاريخ بغداد 1/ 491، والذيل على طبقات الحنابلة 1/ 201، ونزهة الأبصار لابن درهم 2/ 459- 463، وعيون التواريخ 12/ 341، 342، 467- 470، وصبح الأعشى 1/ 183، وطراز المجالس للخفاجي 237، والنجوم الزاهرة 5/ 299 (في وفيات 545 هـ.) ، والغيث المسجم للصفدي 2/ 168، وثمرات الأوراق لابن حجّة الحموي 2/ 44- 48، 290، وخزانة الأدب، له 182- 185- 237، وتزيين الأشواق لداود 2/ 183- 187، وتاريخ الخلفاء 442، وتأهيل الغريب لابن حجّة 139، وذخائر القصر لابن طولون (مخطوطة التيمورية) ورقة 19 أ، وسلوة الغريب لابن معصوم (في مجلّة المورد العراقية) عدد 2 مجلّد 8/ 153، 154، وسلك الدرر للمرادي 1/ 248، وأمل الآمل للعاملي 1/ 38، 39، والكشكول للبحراني 1/ 420- 425، وكشف الظنون 769، وشذرات الذهب 4/ 146، 147، وروضات الجنات 72، 73، ومجموع مخطوط في الأدب للوائلي البشاري (مخطوطة آل الزيني بطرابلس) ورقة 1 و 32- 35، ونفحات الأزهار للنابلسي 261، ومجموع مخطوط في الأدب للبارودي (مخطوطة المحامي عمر مسقاوي بطرابلس) ورقة 421- 423، والكواكب الدرّية للجسر (مخطوط بمكتبتي) ورقة 91، 98، وإعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء 4/ 232، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 100- 102، وبلوغ الأرب للمطران جرمانوس مطر (مخطوطة الأحمدية بحلب) ورقة 310، وتراجم علماء طرابلس وأدبائها لنوفل 13- 16، والغدير للأميني 4/ 331، 336، وذيل ثمرات الأوراق للأحدب الطرابلسي 2/ 224، وتاريخ آداب اللغة العربية 3/ 20، وتاريخ الأدب العربيّ 5/ 47، وثلاث رسائل للشهاب الحجازي 79، 80، ومجموع مزدوجات لجماعة سادات 80، 81، والحياة الأدبية في عصر الحروب الصلبية للدكتور أحمد بدويي 139، والأدب في بلاد الشام للدكتور عمر موسى باشا (في مواضع كثيرة) ، وشعر الجهاد في الحروب الصلبية في بلاد الشام، للدكتور محمد علي الهرفي 255- 288، والروض الفتيق الفائق ومؤنس الكئيب العاشق لابن داود الهمذاني 298، والحروب الصليبية وأثرها في الأدب العربيّ للكيلاني 271، والقدس في شعر القرن السادس الهجريّ للدكتور ناظم رشيد (مجلّة المورد) عدد 1 مجلّد 11 (1982) ص 7، وزبدة(37/297)
أبو الحسين الأطْرابُلُسيّ، الشّاعر، المشهور بالرَّفَّاء. صاحب الدّيوان المعروف [1] .
وُلِد بأطْرابُلُس سنة ثلاثٍ وسبعين وأربعمائة. وكان أَبُوهُ يُنْشِد في أسواق طرابُلُس، ويغنّي. فنشأ أبو الحسين، وتعلّم القرآن، والنَّحْو، واللّغة.
وقال الشِّعْر الفائق، وكان يُلقَّب مهذَّب الدّين، ويقال لَهُ: عين الزّمان.
قَالَ ابن عساكر [2] : سكن دمشق، ورأيته غير مرَّة. وكان رافضيّا خبيثا، خبيث الهَجُو والفُحْش، فلمّا كثُر ذَلكَ منه سجنه الملك بُوري بْن طُغْتِكِين مدَّةً، وعزم عَلَى قطْع لسانه، فاستوهبه يوسف بْن فيروز الحاجب، فوهبه لَهُ ونفاه، فخرج إلى البلاد الشّماليَّة [3] .
وقال غيره [4] : فلمّا ولي ابنه إسماعيل بْن بُوري عاد إلى دمشق، ثمّ تغيَّر عَلَيْهِ لشيءٍ بَلَغَه عَنْهُ، فطلبه وأراد صلْبَه، فهرب واختفى في مسجد الوزير أياما، ثمّ لحِق بحماه، وتنقّل إلى شَيْزَر، وحلب. ثمّ قدِم دمشقَ في صُحبة السّلطان نور الدّين محمود، ثمّ رجع مَعَ العسكر إلى حلب، فمات بها.
وقال العماد الكاتب [5] : كَانَ شاعرا، مجيدا، مكثرا، هجّاء، معارضا
__________
[ () ] الحلب 2/ 300، وكنوز الذهب في معرفة تاريخ حلب لأبي ذرّ الحموي (مصوّرة معهد المخطوطات) ورقة 53، ومفرّج الكروب لابن واصل، 1/ 122، والمختصر في أخبار البشر 3/ 24، وأوراق تشتمل على حلّ رموز القصيدة في ذكر مدّة الخلفاء الراشدين فمن بعدهم لمؤلّف مجهول (مجموع مخطوط بدار الكتب المصرية، رقم 1779، تاريخ، ورقة 24، وتلخيص مجمع الآداب لابن الفوطي ج 4 ق 3/ 324، وديوان الإسلام 4/ 285 رقم 2050، والأعلام 1/ 260، ومعجم المؤلفين 2/ 184، والحياة الثقافية في طرابلس الشام (تأليفنا) ص 104- 190، والشاعر أحمد بن منير الطرابلسي (من جمعنا) طبعة دار الجيل، بيروت، ومكتبة السائح، طرابلس، 1986، وفيه مصادر أخرى.
[1] جمعت أكثر من (1800) بيت من شعره المتناثر في عشرات المصادر وأصدرته بعنوان «ديوان ابن منير الطرابلسي» ، والديوان مفقود.
[2] في تاريخ دمشق 4/ 642.
[3] تاريخ دمشق 16/ 89، وانظر: ديوان ابن منير 27، 28 و 34، 35 و 36.
[4] انظر الديوان 36، 37.
[5] في الخريدة (قسم شعراء الشام) ج 1.(37/298)
للقَيْسَرانيّ [1] في زمانه، وهما كَفَرسَيْ رِهان، وجوادَيْ مَيْدان. وكان القَيْسرانيّ سنِّيًا متورِّعًا، وابن منير غاليا متشَيّعًا. وكان مقيما بدمشق إلى أن أحْفَظ أكابرها، وكدَّر بهَجْوه مواردها ومصادرها، فأوى إلى شَيْزَر، وأقام بها. ورُوسل مِرارًا في العَوْد إلى دمشق، فأبي، وكتب رسائل في ذَمّ أهلها.
واتَّصل في آخر عمره بخدمة نور الدّين، ووافى [2] إلى دمشق رسولا من جانبه قبل استيلائه عليها.
ومن شِعْره:
أحلى الهوى ما تُحِلُّهُ [3] التُّهَمْ ... باح بِهِ العاشقون أو [4] كتموا
ومُعْرِضٌ صرَّحَ الوُشاةُ لَهُ ... فعلَّموه قتلي وما علموا
يا ربّ خُذْ لي من الوُشاةِ إذا ... قاموا وقُمْنا إليك [5] نحتكمُ
سَعَوْا بنا لا سَعَتْ بهم قَدَمٌ ... فلا لنا اصطلحوا [5] [6] ولا لهُمُ [7]
وله:
وَيْلي من المُعْرِضِ الغَضْبان إذْ نقل ... الواشي إِلَيْهِ حديثا كُلُّهُ زُور
سَلَّمْتُ فازْوَرَّ يَزْوي [8] قوسَ حاجِبهِ [9] ... كأنّني كأس خَمْرٍ وهْوَ مخْمُور [10]
وشِعْره سائر.
وتُوُفّي سنة ثمان، وقيل: سنة سبْعٍ. لا، بل في جُمادَى الآخرة سنة ثمان.
__________
[1] ستأتي ترجمته في وفيات هذه النسبة برقم (472) .
[2] في الأصل: «ووافا» .
[3] في أعيان الشيعة: «تحلله» .
[4] في التذكرة الفخرية: «أم» .
[5] في الخريدة: «لديك» .
[6] في المصادر: «أصلحوا» .
[7] انظر: ديوان ابن منير 95، 96.
[8] وفي ديوان الصبابة 2/ 160: «يثني» ، وفي ذيل تاريخ بغداد 1/ 420: «يلوي» .
[9] ورد هذا الشطر في الكواكب الدرّية للشيخ حسين الجسر- ص 98:
«فأزورّ عني يثني قوس حاجبه» .
[10] البيتان من جملة أبيات في الخريدة، وغيره. انظر الديوان لنا 89، 90 رقم 12.(37/299)
419- إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن الدّواتيّ [1] .
أبو إسحاق الأصبهانيّ.
سَمِعَ: أبا منصور بْن شكروَيْه، وأبا عبد الله الثّقفيّ، ورزق اللَّه التّميميّ.
من شيوخ السّمعانيّ.
420- أسعد بْن أحمد بن يوسف [2] .
الإمام، الخطيب، أبو الغنائم اليامنجيّ، الخُرَاسانيّ.
تُوُفّي في المحرّم، أو في صَفَر.
وروى عَنْ: عُمَر بْن أحمد بْن مُحَمَّد بْن الخليل البَغَويّ.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم بْن السّمعانيّ.
- حرف الباء-
421- بِهرام شاه ابن الملك مسعود بْن إبراهيم بْن محمود بْن سُبُكْتِكِين [3] .
سلطان غَزْنَة.
قَالَ ابن الأثير: مات في رجب من هذه السّنة. وقام بالمُلْك بعده ولده نظام الدّين خسرو شاه.
وكانت ولاية بِهْرام شاه ستّا وثلاثين سنّة.
وكان عادلا، حَسَن السّيرة، محِبًّا للعُلماء، جامعا للكُتُب، تُقرأ بين يديه، ويفهم، ويدْري.
- حرف الجيم-
422- جعفر بْن أَبِي طَالِب أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن عوانة [4] .
__________
[1] لم أجده. ولعلّه في (معجم شيوخ ابن السمعاني) .
[2] انظر عن (أسعد بن أحمد) في: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 202، 203.
[3] انظر عن (بهرام شاه سلطان غزنة) في: الكامل في التاريخ 11/ 188، وزبدة التواريخ 55، 181- 184.
[4] انظر عن (جعفر بن أبي طالب) في: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 207.(37/300)
أبو الفخر القائنيّ، الشّافعيّ. قاضي غُورَج [1] ، وهي قرية كبيرة عَلَى باب هراة.
سمع جزاءة من حديث عليّ بْن الْجَعْد، من أَبِي صاعد يَعْلَى بْن هبة اللَّه الفُضَيْليّ.
وسمع من شيخ الإسلام أَبِي إسماعيل.
روى عَنْه: أبو سعد السمعاني، وابنه عبد الرحيم، وقال: كَانَ مولده في صفر سنة 459. وتُوُفّي بغورج في أثناء هذا العام.
- حرف الحاء-
423- الحَسَنُ بْن عليّ بْن الحَسَن بْن محمد [2] .
أبو عليّ البخاريّ، ثمّ المَرْوَزِيّ، القطّان، الطّبيب.
كَانَ فاضلا، عالما بالطّبّ، واللّغة، والآداب وعلوم الفلاسفة ومذاهبهم، ويميل إليهم. وكان يجلس في دُكّانٍ، ويطبّب، ويؤذي النّاس ويشتمهم.
وكان سَمِعَ الحديث عَلَى كِبَر سِنّه، وقد جلس ليسمع «فضائل القرآن» من أَبِي القاسم عبد الله بْن عليّ الطُّرَيْثِيثيّ.
وروى عَنْهُ: عبد الرحيم بْن السّمعانيّ.
قُتِلَ بمَرْو في وقعة الغُزّ في وسط رجب، وله ثلاث وثمانون سنة.
424- الحَسَن بْن مُحَمَّد بْن أحمد [3] .
أبو عليّ السَّنْجَبَسْتيّ [4] ، النَّيْسابوريّ.
فقيه، صالح، معمّر.
__________
[1] غورج: بالضم ثم السكون ثم فتح الراء، وجيم، وأهل هراة يسمّونها غورة. (معجم البلدان 4/ 216) .
[2] لم أجده.
[3] انظر عن (الحسن بن محمد) في: الأنساب 7/ 163، ومعجم البلدان 3/ 263، وسير أعلام النبلاء 20/ 230، 231، رقم 149.
[4] السّنجبستي: بفتح السين المهملة وسكون النون، وفتح الجيم والباء، وسكون السين الثانية، وكسر التاء المثنّاة من فوقها. نسبة إلى سنج بست، وهو منزل معروف بين نيسابور، سرخس يقال له: سنك بست.(37/301)
ولد سنة سبع وخمسين وأربعمائة.
سَمِعَ: أبا بَكْر بْن خَلَف.
وسمع ببُوشَنْج خمسة أجزاء من عبد الرحمن بْن محمد كلار صاحب ابن أَبِي شُرَيْح. وتُوُفّي في غرَّة ربيع الأوّل.
روى عَنْهُ: المؤيَّد الطُّوسيّ، وعبد الرحيم السّمعانيّ.
425- الحسن بْن محمد بْن أَبِي جعفر [1] .
القاضي، أبو المعالي البلْخيّ، الشّافعيّ، تلميذ محيي السُّنَّة البَغَويّ.
روى عَنْهُ أبو سعد السّمعانيّ، وأثنى عَلَيْهِ في سيرته وأحكامه، وقال: مات رحمه اللَّه في رمضان بالدّزَق [2] العليا من أعمال مَرْو [3] .
426- حَمْدين بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عبد العزيز بْن حمدين [4] .
الثّعلبيّ، القُرْطُبيّ، أبو جعفر، قاضي الجماعة بقُرْطُبَة.
سَمِعَ: أَبَاهُ.
وولي القضاء سنة تسعٍ وعشرين بعد مقتل أَبِي عبد الله بن الحاجّ.
__________
[1] انظر عن (الحسن بن محمد بن أبي جعفر) في: التحبير 1/ 211، 212 رقم 118، ومعجم البلدان 2/ 454، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 252، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 89 ب، وشذرات الذهب 4/ 148.
[2] في الأصل: «الدرق» بالراء المهملة، والتصويب من (معجم البلدان) وفيه قال ياقوت: أصله ذره يزيدون فيه القاف إذا أرادوا النسبة، وهي قرى في عدّة مواضع، منها: دزق حفص بمرو، ودزق شيرازا بمرو أيضا، ودزق باران، ودزق مسكين، كل هذه بمرو الشاهجان. ودزق العليا: من قرى مروالروذ.
[3] وقال ابن السمعاني: ولي القضاء بها، وكان من صالحي القضاة، كثير الخير، فقير اليد عن أموال المسلمين، سخيّ النفس، مكرما لأهل العلم.. سمعت منه «الأربعين الصغير» له، وكنت نازلا عنده في داره مدّة مقامي بالدزق قريبا من عشرة أيام. وكانت ولادته في حدود سنة ثمانين وأربعمائة أو بعدها، (التحبير 1/ 211، 212) .
[4] انظر عن (حمدين بن محمد) في: الحلّة السيراء لابن الأبّار 2/ 204، 206، 211- 214، 218، 219، 227، 229، 230، 241، 242، 251، وتكملة الصلة لابن الأبّار 1/ 286، 287 رقم 771، وبقية الملتمس للضبي 261 رقم 685، وفيه توفي سنة 543 بغرناطة، والإحاطة في أخبار غرناطة للسان الدين الخطيب 4/ 245، 346، وسير أعلام النبلاء 20/ 243، 244 رقم 159، ونفخ الطيب 3/ 37، والوافي بالوفيات 13/ 167، 168 رقم 192، وشجرة النور الزكية 1/ 142.(37/302)
وكان من بيت حشمةٍ وجلالة. صارت إِلَيْهِ الرئاسة عند اختلال أمر الملثّمين، وقيام ابن قَسِيّ عليهم بغرب الأندلس، وهو حينئذٍ عَلَى قضاء قُرْطُبة، ودُعي لَهُ بالإمارة في رمضان سنة تسعٍ وثلاثين، وتسمّى بأمير المسلمين المنصور باللَّه، ودُعي لَهُ عَلَى أكثر منابر الأندلس.
ويقال إنّ مدَّة دولته كانت أربعة وعشرين يوما، وتعاوَرَتْه المِحَن، فخرج إلى العُدْوة، في قصصٍ طويلة. ثمّ قفل، وترك مالقَة، إلى أن تُوُفّي في هذا العام.
وأمّا ابن قَسِيّ، فإنّه خرج بغرب الأندلس، واسمه أحمد، وكان في أول أمره يدعي الولاية. وكان ذا حِيَل وشَعْبَذَة، ومعرفة بالبلاغة، وقام بحصن مارتلة.
ثمّ اختلف عَلَيْهِ أصحابه، ودسّوا عَلَيْهِ من أخرجه من الحصن بحيلة، حتى أسلموه إلى الموحدين، فأتوا به عبد المؤمن، فقال لَهُ: بلغني عنك أنّك دعيت إلى الهداية.
فكان من جوابه أن قال: أليس الفجر فجرين، كاذب وصادق؟ فأنا كانت الفجر الكاذب.
فضحك عبد المؤمن وعفا عَنْهُ، ولم يزل بحضرته إلى أن قتله صاحبٌ لَهُ.
427- حَيْدَرَةُ بْن المفرّج بْن الحَسَن [1] .
الوزير زَيْن الدّولة ابن الصُّوفيّ، أخو الرئيس الوزير مُسَيَّب.
لم يزل إلى أن عمل عَلَى أخيه وقَلَعَه من وزارة صاحب دمشق مُجير الدّين، ووُلّي في منصبه، فأساء السّيرة، وظلم، وعَسَف، وارتشى، ومُقِت في العام الماضي والآن. وبلغ ذَلكَ مجير الدّين، فطلبه إلى القلعة عَلَى العادة، فعدل بِهِ الْجُنْدَاريَّة إلى الحَمّام وذُبح صبْرًا، ونصِب رأسُه على حافّة الخندق [2] .
__________
[1] انظر عن (حيدرة بن المفرّج) في: تاريخ دمشق، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 307، 321، 324، والتاريخ الباهر 59، 88، 106، 108، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 4/ 191 (في ترجمة أبق بن محمد) ، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 209، 215، وسير أعلام النبلاء 20/ 242 رقم 157، والوافي بالوفيات 13/ 227 رقم 274، والنجوم الزاهرة 5/ 300.
[2] ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 324.(37/303)
- حرف الخاء-
428- خاصّ بَك التُّرْكُمانيّ [1] .
صبيّ نَفَقَ عَلَى السّلطان مسعود وأحبّه، وقدّمه عَلَى جميع الأمراء. وعظُم شأنه، وصار لَهُ من الأموال ما لا يُحصى، فلمّا مات مسعود خطب لملكشاه، وقال لَهُ: إنّي أريد أن أقبض عليك، وأُنْفِذ إلى أخيك محمد، فأخبره بذلك ليأتي فنسلّمه إليك، وتحوز المُلْك. فقال: افعل. فقبض عَلَيْهِ، ونفّذ إلى أخيه إلى خُوزسْتان بأنّي قد قبضت عَلَى أخيك، فتعال حتّى أخطب لك، وأسلّم إليك السّلطنة. فعرف محمد خُبْثه، فجاء إلى هَمَذَان، وجاء النّاس إِلَيْهِ يخاطبونه في أشياء، فقال: ما لكم معي كلام، وإنّما خطابكم مَعَ خاصّ بَك فمهما أشار بِهِ فهو الوالد والصّاحب، والكلّ تحت أمره.
فوصل هذا القول إلى خاصبَك فاطمأنّ. فلمّا التقيا خدمه خاص بَك، وقدّم لَهُ تُحَفًا وأموالا، فأخذ الكلّ، وقتل خاصبَك.
قَالَ أبو الفَرَج بْن الْجَوزيّ [2] : ووُجِد لَهُ ترِكَةٌ عظيمة، من جُملتها خمسون ألف ثوب أطلس.
وَقُتِلَ في هذا العام.
- حرف الراء-
429- رُجّار [3] .
ملك الفرنج المتغلّب على صقلّيّة.
__________
[1] انظر عن (خاص بك) في: المنتظم 10/ 153، 154، رقم 234 (18/ 191، 92 رقم 4183) ، وتاريخ دولة آل سلجوق 206، 208- 213، والكامل في التاريخ 11/ 162، 163، والتاريخ الباهر 105، وعيون التواريخ 12/ 462، 463، والوافي بالوفيات 13/ 244، رقم 297، والسلوك ج 1 ق 1/ 38.
[2] في المنتظم.
[3] انظر عن (رجا) في: الكامل في التاريخ 11/ 185، 187، والمختصر في أخبار البشر 3/ 27، والعبر 4/ 130، وتاريخ ابن الوردي 2/ 84، والوافي بالوفيات 14/ 105- 107 رقم 130، وشذرات الذهب 4/ 147، والمكتبة الصقلّيّة 15، 26، 29، 41، 63، 71، 151، 276، 278، 281، 285، 289، 295، 299، 370، 414، 416، 447، 454، 457، 463، 484، 497، 502، 533، 657.(37/304)
ملك عشرين سنة، وعاش ثمانين سنة، وهلك بالخوانيق في أوائل ذي القعدة.
وكان في أوّل هذا العام قد جهّزا أُصْطولًا إلى مدينة بُونة، وقدّم عليهم مملوكه فيليب المهدويّ، فحاصرها، واستعان بالعرب، فأخذها في رجب، وسبي أهلها، غير أنّه أغضى عَنْ طائفةٍ من العلماء والصّالحين، وتلطّف في أشياء. فلمّا رجع إلى صَقَلِّية قبض عَلَيْهِ رُجّار لذلك. ويقال إنّ فيليب كَانَ هُوَ وجميع خواصّه مسلمين في الباطن، فشهدوا عَلَيْهِ أنّه لا يصوم مَعَ الملك، فجمع لَهُ الأساقفة والقُسُوس، وأحرقه في رمضان، فلم يُمهَلْ بعده. وتملّك بعده ابنُه غُلْيَالْم [1] ، فاختلّت دولتهم في زمانه [2] .
- حرف الزاي-
430- زياد بْن عليّ بْن الموفَّق بْن زياد [3] .
الرّئيس، أبو الفضل الزّياديّ، الهَرَويّ، الحنفيّ.
كَانَ خيّرا، صالحا. قِيلَ إنّه ما فاته الصّلاة في جامع هَرَاة نحوا من أربعين سنة.
سَمِعَ: أبا عطاء بْن المَلِيحيّ.
وبأصبهان: أبا الفتح الحدّاد، وغيره.
وُلِد سنة إحدى وسبعين وأربعمائة.
وتُوُفّي رحمه اللَّه في جُمادَى الآخرة.
روى عنه: عبد الرحيم السّمعانيّ.
__________
[1] وهو: وليم.
[2] وقال الصفدي: وهو الّذي استقدم الشريف الإدريسي صاحب كتاب «نزهة المشتاق في اختراق الآفاق» من العدوة إليه ليضع له شيئا في شكل صورة العالم. فلما وصل إليه أكرم نزله وبالغ في تعظيمه. فطلب منه شيئا من المعادن ليصنع منه ما يريد. فحمل إليه من الفضّة الحجر وزن أربع مائة ألف درهم. فصنع منها دوائر كهيئة الأفلاك، وركّب بعضا على بعض. ثم شكّلها على الوضع المخصوص، فأعجب بها رجّار.
وقد طوّل في ترجمته.
[3] انظر عن (زياد بن علي) في: الجواهر المضيّة 2/ 214 رقم 602، والطبقات السنية، رقم 898.(37/305)
- حرف السين-
431- سعيد بْن محمد بْن طاهر بْن سعيد بْن الشّيخ أَبِي سعيد بْن أبي الخير [1] .
أبو طاهر الميهنيّ، الصّوفيّ. نزيل مَرْو.
شيخ رباط يعقوب.
سَمِعَ من: أَبِي الفتح، وعُبَيْد اللَّه الهشاميّ.
قَالَ عبد الرحيم السّمعانيّ: سمعتُ بمَرْو جزءا من حديث أَبِي الموجّه الفَزَاريّ. وعُوقِب في وقعة الغُزّ، وبقي عليلا إلى أن مات في ثامن شعبان. وله سبْعٌ وستّون سنة.
- حرف الظاء-
432- ظريفة بِنْت أَبِي الحسن [2] بْن أَبِي القاسم.
أمّ محمد الطَّبَريَّة، مِن أهل آمل طَبَرِسْتان.
كانت عالمة، صالحة، عفيفة. سكنت بلْخ.
وروت عَنْ: أَبِي المحاسن عبد الواحد الرُّويَانيّ.
تُوُفّي في سلْخ ربيع الآخر.
- حرف العين-
433- عبد الله بْن عيسى بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن سَعِيد [3] .
أبو محمد بْن أَبِي بَكْر الأندلسيّ، الشِّلْبيّ المولد، الإشبيليّ المنشأ. من بيت العِلم والوزارة.
قَالَ ابن السّمعانيّ: صرف عُمره في طلب حتّى حصل لَهُ ما لم يحصل
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] في الأصل: «الحسين» . والتصحيح من: التحبير 2/ 421، رقم 1167، وتكملة الإكمال، ورقة 110 ب، وأعلام النساء 2/ 366.
[3] انظر عن (عبد الله بن عيسى) في: المنتظم 10/ 54 رقم 235 (18/ 92 رقم 4184) ، وتكملة الصلة لابن الأبار 2/ 834، 835، ومعجم ابن الأبّار 235، وأخبار وتراجم أندلسية للسلفي 57، 58، وسير أعلام النبلاء 20/ 297 رقم 201، والوافي بالوفيات 17/ 396 رقم 329، ونفخ الطيب 2/ 136، 137، 650.(37/306)
لغيره. وولي القضاء بالأندلس مدَّة. ثمّ حجَّ، وجاور سنة، وقدِم بغدادَ فأقام بها، ثمّ وافى خراسان. واجتمعت به بهارة، فوجدته بحرا لا ي [نزف] [1] في العلوم من الحديث، والفقه، والنَّحْو، وغير ذَلكَ. وسمعتُ بقراءته، وسمع بقراءتي.
ثمّ قدِم علينا مَرْو، وكثُرت الفوائد منه.
سَمِعَ بالأندلس: الحسن بْن عُمَر الهَوْزَنيّ، وأبا بحر بْن العاص، وأبا الوليد محمد بْن ظَريف القُرْطُبيّ.
وببغداد: هبة اللَّه بْن الطَّبر، ويحيى بْن البنّاء، وأبا بَكْر محمد بْن عبد الباقي الأنصاريّ.
وبهَمَذَان: أبا جعفر الحافظ. وبنَيْسابور: أبا القاسم الشّحّاميّ، وجماعة كثيرة.
قَالَ الأَبّار [2] : وسمع وروى بالإجازة عَنْ: أَبِي عبد الله الخَوْلاني، وولي قضاء شِلْب. وكان من أهل العلم بالأصول، والفروع، والحِفْظ للحديث والعربيَّة، مَعَ الزُّهد والخير. وامتُحِن بالأمراء في قضاء بلده بعد أن تقلّده تسعة أعوام، لإقامته الحقّ، وإظهاره العدْل، حتّى أدّى ذَلكَ إلى اعتقاله. ثمّ سرح وحجّ سنة سبْعٍ وعشرين، ودخل العراق، وخُراسان. وطار ذِكره في هذه البلاد، وعظُم شأنه.
قَالَ ابن السّمعانيّ: قَالَ لي مولده في سنة أربع وثمانين وأربعمائة.
قَالَ: وتُوُفّي في الخامس والعشرين من شوّال سنة ثمانٍ وأربعين بهَرَاة.
قلت: وقيّد أبو عبد الله الأَبّار وفاته في جُمادَى الآخرة سنة إحدى وخمسين، وهو وهْم.
وقد روى عنه: ابن السّمعاني، وولده عبد الرحيم.
__________
[1] في الأصل بياض. والمستدرك من سير أعلام النبلاء.
[2] في تكملة الصلة 2/ 834.(37/307)
وقال عبد الرحيم: هُوَ عبدُ الله بْن عيسى بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن سَعِيد بْن سليمان بْن محمد بْن أَبِي حبيب الأنصاريّ، الخزْرَجيّ.
434- عَبْد اللَّه بْن يوسف بْن أيّوب بْن القاسم.
أبو محمد القُرَشيّ، الفِهْريّ، الشّاطبيّ. شيخ، مُسْنِد كبير.
أجاز لَهُ في سنة سبعين وأربعمائة أبو العبّاس بْن دِلْهاث العُذْريّ.
وسمع «الموطّأ» من: طاهر بْن مُفَوَّز.
وسمع من: أبيه، وأبي عليّ بْن سُكَّرَة.
حدَّث عَنْهُ: ابنه، وأبو الحَجّاج صاحب الأحكام.
وتُوُفّي رحمه اللَّه يوم عاشوراء المحرّم بِدّانية.
435- عبد الخالق بْن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف [1] .
المفيد، أبو الفَرَج البغداديّ.
شيخ، محدّث، فاضل، حَسَن الخطّ، كثير الضَّبْط، خيِّر، متواضع، متودّد، مُحْتَاط في قراءة الحديث.
سَمِعَ الكثير، وكتب، وحصّل لنفسه. وصفه بهذا وبأكثر منه أبو سعد السّمعانيّ.
وقال السِّلَفيّ، كَانَ من أعيان المسلمين فضلا، وَدِينًا، ومروءة، وَثَبْتًا.
سَمِعَ معي كثيرا، وبه كَانَ أُنْسي ببغداد، ولمّا حججت أودعت كُتُبي عنده.
وقال السّمعانيّ: سَمِعَ أَبَاهُ، وأبا نصر الزَّيْنبيّ، وعاصم بْن الحَسَن، وأبا عبد الله النِّعالي، ونصر بْن البَطِر، فمَن بعدهم.
وسمع بالأهواز، وأصبهان، وسمعتُ منه الكثير، وقال لي: ولدت سنة أربع وستّين وأربعمائة.
__________
[1] انظر عن (عبد الخالق بن أحمد) في: المنتظم 10/ 154 رقم 236 (18/ 92 رقم 4185) ، والتقييد لابن نقطة 378، 379 رقم 487، والمعين في طبقات المحدّثين 163 رقم 1754، وتذكرة الحفاظ 4/ 1313، والإعلام بوفيات الأعلام 225، وسير أعلام النبلاء 20/ 279، 280 رقم 187، والعبر 4/ 130، 131، والنجوم الزاهرة 5/ 305، وشذرات الذهب 4/ 148.(37/308)
قلت: روى عَنْهُ: السِّلَفيّ، وابن السّمعانيّ، وابن الْجَوْزيّ، وأبو اليُمْن الكِنْديّ، وأبو بَكْر عبد الله بْن مبادر، وعبد الوهّاب بْن عليّ بن الأُخُوَّة، وعبد السّلام بْن المبارك البَرْدغُوليّ.
وتُوُفّي في الرابع والعشرين ومن المحرَّم [1] .
436- عَبْد الرَّحْمَن بْن الحَسَن بْن عَبْد اللَّه [2] .
أبو القاسم الفارسيّ، ثمّ البغداديّ.
شيخ صالح، حَسَن السّيرة.
قَالَ ابن السّمعانيّ: صحِب أبا الوفاء أحمد بْن عليّ الفَيْرُوزاباذيّ مدَّةً طويلة، وسافر معه إلى الشّام.
وسمع من: عليّ بْن أحمد بْن يوسف الهَكَّاريّ.
تُوُفّي في ذي القعدة.
437- عبد الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْنِ عَبْد الرَّحْمَن [3] .
العلّامة أبو محمد النِّيهيّ [4] ، المَرْوَرُّوذِيّ، شيخ الشّافعية، وتلميذ محيي السُّنَّةِ البَغَويّ.
سَمِعَ: البَغَويّ، وعبد اللَّه بْن الحَسَن [الطَّبَسيّ] [5] ، وعبد الرّزّاق بْن حسّان المَنِيعيّ، ومحمد بن عبد الواحد الدّقّاق، وعدّة.
__________
[1] وقال ابن النجار: روى الكثير، وجمع لنفسه مشيخة في أربعة عشر جزءا، وكان صدوقا فاضلا متديّنا، كتب بخطّه كثيرا، ولم يزل يطلب ويفيد إلى حين وفاته. روى عنه الحفّاظ. أحسن ابن ناصر الثناء عليه وعلى بيته. (السير 20/ 280) .
[2] لم أجده.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الله) في: الأنساب 12/ 189، والتحبير 1/ 392- 394 رقم 348، ومعجم البلدان 5/ 340، واللباب 3/ 253، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 91 ب، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 245، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 325 رقم 290، وشذرات الذهب 4/ 148، وانظر: الذيل على طبقات ابن الصلاح 2/ 770.
[4] النّيهيّ: بكسر النون وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الهاء، هذه النسبة إلى نيه، وهي بلدة بين سجستان وإسفزار، صغيرة.
[5] في الأصل بياض، والمستدرك من المصادر.(37/309)
وتخرّج به أئمّة بمروالرّوذ.
وأخذ عَنْهُ السّمعانيّ وقال: مات رحمه اللَّه في شعبان [1] .
438- عبد الرحمن بْن عُمَر بْن محمد بْن أَبِي مَعْشَر [2] .
أبو القاسم الغَزْنَوِيّ، ثمّ المَرْوَزِيّ.
سَمِعَ من: القاضي أَبِي نصر محمد بْن محمد الماهانيّ، وطبقته بإفادة أَبِي بَكْر محمد بْن منصور السّمعاني.
روى عَنْهُ، عبد الرحيم السّمعانيّ.
ومات، بعد أن عاقَبَتْه الغُزّ بأنواع العقوبات، في شوّال.
439- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن مَنْصُور بْن جبريل [3] .
الفقيه، أبو نصر الخطيبيّ، الخَرْجِرْديّ [4] .
سكن بمَرْو، وتفقّه مدَّةً بنَيْسابور، وهَرَاة، ومَرو، وبرع في الفقه. وكان يحفظ كثيرا من النُّتَف والطُّرَف.
وكان صالحا، عفيفا، متعبّدا.
سَمِعَ من: أَبِي نصر عبد الرحيم بْن القُشَيْريّ، والفضل بْن محمد الأَبِيوَرْديّ وخرّج لنفسه جزءين عَنْ جماعة.
وروى عَنْهُ عبد الرحيم بْن السّمعانيّ، وقال: أحرقه الغزّ في رجب. وكان
__________
[1] وقال ابن السمعاني: إمام، فاضل، ديّن، حافظ للمذهب، مصيب في الفتاوى، راغب في الحديث ونشره، حسن الأخلاق.. وكان مبارك النفس، كثير الصلاة والعبادة. جمع بين العلم والعمل.. وقرأت عليه كتاب «المعجم الصغير» لأبي القاسم الطبراني، وحضرت مجالس أماليه بمروالرّوذ مدّة مقامي بها، وورد مرو سنة ثلاث وأربعين، وحدّث ب «المعجم الصغير» .
(الأنساب) .
وقال ابن قاضي شهبة: وله كتاب في المذهب وقف عليه ابن الصلاح، وانتخب منه غرائب.
(طبقات الشافعية) .
[2] لم أجده.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد الخطيبيّ) في: الأنساب 5/ 77، 78، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 47، 248، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 211، 212.
[4] الخرجرديّ: بفتح الخاء المعجمة، وسكون الراء، وكسر الجيم، وسكون الراء الأخرى. وكسر الدال المهملة. نسبة إلى خرجرد، وهي بلدة من بلاد فوشنج هراة. (الأنساب) .(37/310)
في المنارة، فأحرقوا المنارة، فاحترق فيها جماعة.
440- عَبْد الرحيم بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن الأُخُوَّة [1] .
البغداديّ، اللُّؤْلُؤيّ، أبو الفضل بْن أَبِي العبّاس، وأخو عبد الرحمن.
نزل أصبهان وسكنها.
قَالَ ابن السّمعانيّ: شيخ فاضل، يَعرف الأدب، وله شِعْر رقيق، صحيح القراءة وَالنَّقْلِ. قرأ كثيرا بنفسه، وَنَسَخَ بخطّه ما لا يدخل تحت الحدّ، مليح الخطّ، سريعه.
سافر إلى خُراسان، وسمع بها. وسمّعه خاله أبو الحسن بْن الزّاغُونيّ الفقيه من: أَبِي عبد الله النِّعَاليّ، ونصر بْن البَطِر، ومَن دونهما.
وكتب إليّ جزءا بخطّه بأصبهان. وسمعتُ منه.
سمعتُ يحيى بْن عبد الملك المكّيّ، وكان شابّا صالحا، يَقُولُ: أفسد عليَّ عبد الرحيم ابن الأُخُوَّة سماع «معجم» الطَّبَرانيّ. حضرت دار بعض الأكابر، وكان يقرأ فيها «المعجم الكبير» عَلَى فاطمة الجوْزدَانيَّة، وكان يقرأ في ساعةٍ جزءا أو جزءين، حتّى قلت في نفسي: لعلّه يقلب ورقتين. فقعدت يوما قريبا منه، وكنت أُسارِقُه النَّظَر، فعمل كما وقع لي من تَرْك حديث وحديثين، وتصفّح ورقتين، فأحضرت معي نسخة، وقعدت أُعارِض، فما قرأ في ذَلكَ المجلس إلّا شيئا يسيرا، وظهر ذَلكَ للحاضرين، وَثَقُلَ عَلَيْهِ ما فعلت، فانقطعتُ وتركت سماع الكتاب، أو كما قَالَ. وأنا فما رَأَيْت منه إلّا الخير.
وسمعتُ بقراءتي جزءا، وسمع ولده بقراءتي الكثير، والله أعلم.
وتُوُفّي بشِيراز في شعبان.
قَالَ ابن النّجّار: ورحل، وسمع من عبد الغفّار الشّيرويّيّ، وعدّة. وأكثر
__________
[1] انظر عن (عبد الرحيم بن أحمد) في: خريدة القصر (قسم شعراء العراق) 1/ 126 وج 3 مجلّد 1/ 138- 215، والإعلام بوفيات الأعلام 225، وسير أعلام النبلاء 20/ 280، 281 رقم 188، وميزان الاعتدال 2/ 603، والوافي بالوفيات 18/ 322، 323 رقم 375، وفوات الوفيات 2/ 309، 310، ولسان الميزان 4/ 3 وفيه تحرّف «ابن الإخوة» إلى «ابن الأفوه» .(37/311)
عن أبي عليّ الحدّاد فمن بعده. وكتب ما لا يدخل تحت الحدّ، وكان مليح الخطّ، سريع القراءة.
رَأَيْت بخطّه كتاب «التّنبيه» لأبي إسحاق الشّيرازيّ، فذكر في آخره أنّه كتبه في يَوْمٍ واحد [1] . وكانت لَهُ معرفة بالحديث والأدب. وكان مولده في سنة ثلاثٍ وثمانين وأربعمائة.
441- عبد العزيز بْن بدر [2] .
أبو القاسم [3] القصْريّ [4] ، قصر كنكور [5] .
سَمِعَ: أبا غالب أحمد بْن محمد الهَمَذَانيّ، ومحمد بْن نصْر الأعمش.
مات في المحرَّم في عَشْر الثّمانين.
روى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ [6] .
__________
[1] وكان يقول: كتبت بخطّي ألف مجلّدة.
ومن شعره:
ما الناس ناس فسرّح إن خلوت بهم ... فأنت ما حضروا في خلوة أبدا
ولا يغرّنك أثواب لهم حسنت ... فليس حاملها من تحتها أحدا
القرد قرد وإن حلّيته ذهبا ... والكلب كلب وإن سمّيته أسدا
ومنه:
أنفقت شرخ شبابي في دياركم ... فما حظيت ولا أحمدت إنفاقي
وخير عمري الّذي ولّى وقد ولعت ... به الهموم فكيف الظّن بالباقي
ومنه:
ولما التقى للبين خدّي وخدّها ... تلاقي بهار ذابل وجنى ورد
ولفّت يد التوديع عطفي بعطفها ... كما لفّت النكباء ما يستي رند
وأذرى النوى دمعي خلال دموعها ... كما نظم الياقوت والدّرّ في عقد
وولّت وبي من لوعة الوجد ما بها ... كما عندها من حرقة البين ما عندي
[2] انظر عن (عبد العزيز بن بدر) في: الأنساب 10/ 174، والتحبير 1/ 462، 463، ومعجم البلدان وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 92 أ.
[3] في معجم البلدان: «أبو سعد» .
[4] زاد في الأنساب، والتحبير، ومعجم البلدان: «الولاشجردي» أو «الولاشجردي» .
[5] في الأصل: «كنور» . وقد سمّي قصر اللصوص لأنه سرقت فيه دوابّ المسلمين، وهو قصر شيرين.
[6] وقال: كان شجاعا، عالما، فاضلا، كثيرا المحفوظ، حسن المحاورة، مليح المعاشرة، بهيّ المنظر.. سمعت منه بكنكور، وكانت ولادته في سنة خمس وسبعين وأربعمائة. (التحبير) .(37/312)
442- عبد المغيث بْن محمد بْن أحمد بْن المطهَّر [1] .
أبو تميم العبْديّ، الخطيب، الصّالح، الأصبهانيّ.
سَمِعَ: حَمْد بْن ولكيْز [2] ، والمطهَّر البزّانيّ.
قَالَ السّمعانيّ: مات في صَفَر عَنْ أربعٍ وثمانين سنة [3] .
443- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سهل بْن القاسم بْن أَبِي منصور بْن ماح [4] .
أبو الفتح الكَرُوخيّ [5] ، الهَرَويّ.
قَالَ ابن السّمعانيّ: شيخ، صالح، ديِّن، خيِّر، حَسَن السّيرة، صَدُوق، ثقة. قرأتُ عَلَيْهِ «جامع» التِّرْمِذِيّ، وقُرئ عَلَيْهِ عدَّة نُوَب ببغداد وكتبَ نسخة بخطّه ووقفها.
وسمع: أبا إسماعيل عبد الله بْن محمد الأنصاريّ، وأبا عامر محمود بْن القاسم الأزْديّ، وأبا نصر التِّرْيَاقيّ، وأبا بَكْر الغُورَجيّ، وأبا المظفَّر عُبَيْد اللَّه الدّهّان، وأبا عطاء، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (عبد المغيث بن محمد) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 160 أ، والتحبير 1/ 485 رقم 458، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 92 أ.
[2] في ملخص تاريخ الإسلام: «لكيزة» .
[3] وقال: من بيت الحديث وأهله، كان شيخا صالحا، ثقة، صدوقا، من أهل الخير. ولي الخطابة بقرية لاذان.. وكانت ولادته سنة أربع وستين وأربعمائة.
[4] انظر عن (عبد الملك بن عبد الله) في: المنتظم 10/ 154، 155 رقم 237 (18/ 392، 93 رقم 4186) ، والأنساب 10/ 409، ومعجم البلدان 5/ 458، والتقييد لابن نقطة 355، 356 رقم 446، والاستدارك، له، باب: رماح وماخ، والإعلام بوفيات الأعلام 225، والمشتبه في الرجال 2/ 563، والمعين في طبقات المحدّثين 163 رقم 1755، ودول الإسلام 2/ 64، وسير أعلام النبلاء 20/ 273- 275 رقم 183، وتذكرة الحفاظ 4/ 1313، والعبر 4/ 131، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار 1/ 81- 85، ومرآة الجنان 3/ 288، والعقد الثمين 5/ 501، 502، والوفيات لابن قنفذ 281 رقم 548، ولب اللباب للسيوطي 221، وشذرات الذهب 4/ 148 و «ماح» بالحاء المهملة، كما في الأصل، والإستدراك، والمشتبه، وغيره. وقد تصحّف في (الأنساب 10/ 409) إلى «ماخ» بالخاء المعجمة، وكذلك في (التقييد 355) و (ذيل تاريخ بغداد 1/ 81) مع أن النسخ الخطية من الذيل بالحاء المهملة. انظر الحاشية.
[5] الكروخي: بفتح الكاف، وضم الراء، وفي آخرها الخاء المعجمة. هذه النسبة إلى الكروخ وهي بلدة بنواحي هراة على عشرة فراسخ منها. (الأنساب) .
وقد تصحّفت في (تذكرة الحفاظ 4/ 1313) إلى «الكروجي» بالجيم.(37/313)
ووجدوا سماعة في أُصول المؤتَمَن السّاجيّ، وأبي محمد بْن السَّمَرْقَنْديّ، وغيرهما.
وكنت أقرأ عَلَيْهِ «جامع» أَبِي عيسى، فمرض، فنفذ لَهُ بعض من كَانَ يحضر معنا السّماع شيئا من الذّهب، فما قبل، وقال: بعد السّبعين واقتراب الأجل آخُذُ عَلَى حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيئا؟! وردّه مَعَ الاحتياج إِلَيْهِ.
ثمّ انتقل في آخر عُمره إلى مكَّة، وجاوَرَ بها حتّى تُوُفّي. وكان ينسخ التِّرْمِذيّ بالأُجرة ويأكل منها [1] .
وقال لي: وُلِدتُ في ربيع الأوّل سنة اثنتين وستّين وأربعمائة بهَرَاة.
وكَرُوخ: عَلَى عشرة فراسخ من هَرَاة.
وقال الحافظ ابن نُقْطَة [2] : كَانَ صُوفيًّا، وحدَّث بالجامع عَنْ أَبِي عامر الأزْديّ، وأحمد بْن عبد الصّمد التّاجر، وعبد العزيز بْن محمد التّرْياقيّ، سوى الجزء الأخير لَيْسَ عند التّرْياقيّ، وأوّل الجزء: مناقب ابن عبّاس. وقد سَمِعَ الجزء المذكور من أَبِي المظفَّر عُبَيْد اللَّه بن عليّ الدّهّان. قَالُوا: أَنَا عبد الجبّار الْجَرّاحيّ، عَن المحبوبيّ، عَن التِّرْمِذِيّ.
وقد سَمِعَ من: أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَليّ العُمَيْريّ، وشيخ الإسلام، وحكيم بْن أحمد الإسْفَرَايينيّ.
وثنا عَنْهُ: أبو أَحْمَد عَبْد الوَهَّاب بْن سُكَيْنَة، وَعُمَر بْن طَبَرْزَد، وأبو بَكْر المبارك بْن صَدَقَة الباخَرْزِيّ، وعبد العزيز بْن الأخضر، وأحمد بْن عليّ الغَزْنَوِيّ، وعليّ بْن أَبِي الكَرَم المكّيّ ابن البنّاء خاتمة أصحابه. وهؤلاء الجماعة سمعوا منه كتاب «الجامع» لأبي عيسى.
وقال الحافظ يوسف بْن أحمد البغداديّ: هُوَ مِن جملة مَن لَحِقَتْهُ بركةُ شيخ الإسلام. ولازَمَ الفقر والورع إلى أن تُوُفّي بمكَّة في خامس وعشرين ذي الحجَّة، بعد رحيل الحاجّ بثلاثة أيّام [3] .
__________
[1] التقييد 356.
[2] في التقييد 355.
[3] التقييد 356.(37/314)
قلت: كذا ورَّخ ابن السّمعانيّ، وغيره.
وقد روى عَنْهُ خلْق من المغاربة والمَشَارقة، منهم: ابن عساكر، وابن السّمعانيّ، وأبو الفَرَج بْن الْجَوْزيّ، والخطيب عبد الملك بْن ياسين الدَّوْلَعيّ، وأبو اليُمْن الكِنْديّ، وأبو القاسم عبد المُعزّ بْن عبد الله الهَرَوِيّ الأنصاريّ، وعبد السّلام بْن مكّيّ القيّاريّ، والمبارك بْن صَدَقة الباخَرْزِيّ، وزاهر بْن رستم، وعبد الملك بْن المبارك الحريميّ، ومحمد بن معالي ابن الحلاويّ الفقيه، وأحمد بْن يحيى بْن الدَّبِيقيّ، وثابت بْن مُشَرِّف البنّاء.
444- عبد الملك بْن عبد الله بْن عُمَر بْن محمد [1] .
الشّريف العُمَريّ، مِن ذرِّيَّة سالم بْن عبد الله بْن عُمَر الهَرَويّ. سكن أرجاه [2] واستوطنها، وهي من ناحية خابران.
قَالَ ابن السّمعانيّ: كَانَ شريفا، فاضلا، عالما، متواضعا، حَسَن السّيرة.
قدِم علينا مَرْو قبل وقعة الغُزّ. وكان بمَرْو حين الوقعة، وعذّبوه بأنواع العقوبة.
وتُوُفّي في شعبان، وولد سنة إحدى وسبعين وأربعمائة.
وسمع: محمد بْن عليّ العُمَيْريّ، ونجيب بْن ميمون الواسطيّ، والحافظ عبد اللَّه بْن يوسف الجرجاني.
روى عنه: عبد الرحيم بن السمعاني.
445- عبد الواحد بْن محمد بْن عبد الجبّار بْن عبد الواحد [3] .
الإمام أبو محمد التّوثيّ، المَرْوَزِيّ. وتُوث: من قُرى مَرْوَ [4] .
كَانَ فقيها، مُسِنًّا، صحِب أبا المظفَّر السّمعانيّ، وتفقّه عَلَيْهِ مُدَّة.
قَالَ عبد الرحيم بْن السّمعانيّ: عمّر العمر الطّويل حتّى قارب المائة.
__________
[1] انظر عن (عبد الملك بن عبد الله) في: الأنساب 9/ 58، ومرآة الجنان 3/ 288.
[2] لم يذكرها ياقوت في المعجم.
[3] انظر عن (عبد الواحد بن محمد) في: التحبير 1/ 495، 496 رقم 473، ومعجم البلدان 2/ 55، 56، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 269، وطبقات الشافعية للإسنويّ، 1/ 311، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 92 ب.
[4] على خمسة فراسخ منها. وقد يقال لها توذ (بالذال) . (الأنساب 3/ 103) وهي بضم أوله، وفي آخره ثاء مثلّثة.(37/315)
سمع: محمد بن الحسن المهر بند قسانيّ [1] ، وأبا الفضل محمد بْن أحمد العارف، وجدّي الأعلى [2] أبا المظفَّر شيخه.
وحملني والدي إِلَيْهِ إلى قريته لأسمع منه، فسمعت منه. وهلك في وقعة الغُزّ في خامس شعبان. وكان مولده في حدود سنة خمسين وأربعمائة.
446- عبد الوهّاب بْن عبد الباقي بْن مدلّل [3] .
أبو الفَرَج البغداديّ، الغزّال [4] .
سَمِعَ من: طِرَاد، وأبي طاهر بْن سِوَار.
روى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ [5] .
447- عتيق بْن نصر بْن منصور [6] .
الطّبيب، الأستاذ، موفّق الدّين، أبو نصر ابن العَيْن زَرْبيّ [7] .
اشتغل بالطِّبّ، والفلسفة ببغداد، وَمَهَرَ فيها وفي التّنْجيم، ثمّ سكن مصر، وخدم الخلفاء الباطنيَّة. ونال دُنيا واسعة، وصنَّف كُتُبًا كثيرة في الطِّبّ، والمنطق، والدِّيَات. وتخرَّج بِهِ جماعة. وكان في صِباه منجِّمًا.
وقرأ مَعَ ذَلكَ العربيَّة، وكتب الخطّ المليح.
تُوُفّي في هذه السّنة.
448- عليّ بْن أحمد بْن محمد بْن المقرئ [8] .
__________
[1] في الأصل: «المهر بدقسامي» .
[2] في الأصل: «الأعلا» .
[3] انظر عن (عبد الوهاب بن عبد الباقي) في: ذيل تاريخ بغداد 15/ 341، 342 رقم 210.
[4] من أهل سوق العزل.
[5] وقال: شيخ بهيّ المنظر، حسن الشيبة. قرأت عليه وسألته عن مولده فقال: في محرّم سنة تسع وسبعين وأربعين. قرأت في كتاب التأريخ لأبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي بخطه، قال:.. سمعنا منه، وكان شيخا خيّرا، مقلّا، وسماعه صحيح، وكان من أهل السّنّة.
[6] لم أجده.
[7] العين زربي: بفتح العين المهملة، والياء الساكنة، وبعدهما النون والزاء المفتوحة، والراء الساكنة، والباء الموحّدة. هذه النسبة إلى «عين زربة» وهي بلدة من بلاد الجزيرة مما يقرب الرها وحرّان. (الأنساب 9/ 108، 109) .
[8] لم أجد مصدر ترجمته.(37/316)
أبو الحَسَن البغداديّ، الخيّاط، أخو أَبِي نصر محمد.
سمع من: طِرَاد، والنِّعَاليّ.
وعنه: يوسف بْن كامل.
مات سنة ثمانٍ فِي ذي القعدة.
449- علي بْن الْحسَن بْن محمد [1] .
أبو الحَسَن البلْخيّ، الحنفيّ، الفقيه.
سَمِعَ بما وراء النّهْر، وسمع بمكَّة من زَيْن العَبْدريّ، وتفقَّه عَلَى جماعة. ووعظ بدمشق، ثمّ درَّس بالصّادريَّة [2] وتفقّه عَلَيْهِ جماعة.
وجُعِلت لَهُ دار الأمير طَرْخان مدرسة [3] ، وقامت عَلَيْهِ الحنابلة لأنّه أظهر خلافهم، وتكلَّم فيهم.
ورُزق وجاهة من النّاس. وكان كثير التّبذُّل، لا يَدَّخِرُ شيئا.
وتُوُفّي في شعبان بدمشق. وإليه تُنْسَب المدرسة البلْخيَّة الّتي داخل المدرسة الصّادريَّة.
وكان يلقَّب برهان الدّين. وكان معظَّمًا في الدّولة. ودرَّس أيضا بمسجد خاتون، وأقبلت عَلَيْهِ الدّنيا، فما التفت إليها.
قِيلَ إنّ نور الدّين حضر مجلسَ وعْظِه بالجامع، فناداه: يا محمود. وهو الّذي قام بإبطال «حيَّ عَلَى خير العمل» من الأذان بحلب. وقد أخذ جُلّ عِلْمه ببُخَارَى عَن البُرهان بْن مازة.
وقدِم دمشقَ، ونزل بالصّادريَّة، ومدرّسها عليّ بن مكّيّ الكاسانيّ، وناظر
__________
[1] انظر عن (علي بن الحسن) في: كتاب الروضتين لأبي شامة 1/ 91، ودول الإسلام 2/ 64، وسير أعلام النبلاء 20/ 276 رقم 184، والعبر 4/ 131، وعيون التواريخ 12/ 474، ومرآة الجنان 3/ 288، والجواهر المضية 2/ 560- 562، والدارس في تاريخ المدارس 1/ 481، والنجوم الزاهرة 5/ 301، وطبقات الفقهاء لطاش كبرى زاده 94، وكتائب أعلام الأخيار، رقم 345، والطبقات السنية، رقم 1475، ومختصر تنبيه الطالب 80، 87، 94، 95، وشذرات الذهب 4/ 148، والفوائد البهية 120، 121.
[2] وهي مدرسة حنفية. انظر الدارس 1/ 413 و 2/ 255.
[3] انظر: مختصر تنبيه الطالب 94، 95.(37/317)
في الخلافيّات. ثمّ حجّ وجاور، وَأَمَّ بمكَّة. ثمّ إنّ الكاسانيّ قَالَ لأصحابه:
كاتِبُوه ورغِّبُوه في الرجوع. ثمّ إنّه قدِم دمشقَ وتسلَّم المدرسة، وكَثُر أصحابه.
ووجّه من أحضر كُتُبَه من خُراسان.
قَالَ ابن السّمعانيّ: روى عَنْ أَبِي المعين المكحوليّ، وأبي بَكْر محمد بْن الحسن النَّسَفيّ.
كتبتُ عَنْهُ.
450- عليّ بْن الحسن بْن محمد [1] .
أبو الحسن الطُّوسيّ، الطَّابَرَانيّ، الصُّوفيّ، المقرئ.
كَانَ عارفا بالقراءات.
سَمِعَ من: أحمد بْن عبد الجبّار النَّيْسابوريّ، وغيره.
روى عَنْهُ: حفيده المؤيَّد بْن محمد الطُّوسيّ، وهو ضَبَطَ موته [2] .
451- عليّ بن السّلّار [3] .
__________
[1] انظر عن (علي بن الحسن الطوسي) في: التحبير 1/ 566 رقم 551، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 178 أ، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 93 أ.
[2] وقال ابن السمعاني: سكن نيسابور في المسجد المطرّز، وكانت له القراءة والختمة والإمامة، في الصلوات الثلاث التي يهجر فيها، وكان فاضلا، عالما بالقراءات، ورواياتها، حسن الإقراء، سديد السيرة، جميل الأمر، عفيفا، نظيفا، نزه النفس، تلمذ للمقرئ أبي الحسن بن الغزال وقرأ عليه، ثم صار يقرئ الناس، وظهر له الأولاد والأصحاب، وكان مأمون الصحبة.
سمع علي بن عبد الملك بن محمد المقرئ وجماعة من المشايخ المتأخرين. سمعت منه أحاديث يسيرة. وكنت أتبرّك به وأستريح بلقائه. (التحبير) .
[3] انظر عن (علي بن السلّار) في: ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 319، 320، والإعتبار لابن منقذ 18، 19، والكامل في التاريخ 11/ 184، 185، وتاريخ دولة آل سلجوق 225، ونزهة المقلتين لابن الطوير 57- 59- 61- 66، 72، وأخبار مصر لابن ميسّر 2/ 92، وكتاب الروضتين 1/ 226، 227، وأخبار الدول المنقطعة لابن ظافر 102- 107، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 214، 215، ووفيات الأعيان 3/ 416- 419، رقم 485، والمختصر في أخبار البشر 3/ 39، والعبر 4/ 131، ودول الإسلام 2/ 63، والإعلام بوفيات الأعلام 225، وسير أعلام النبلاء 20/ 281- 283 رقم 189، وتاريخ ابن الوردي 2/ 84، وعيون التواريخ 12/ 475، والدرّة المضيّة 552، والبداية والنهاية 12/ 231، ومرآة الجنان 3/ 288، 289، والوافي بالوفيات 21/ 138، 139 رقم 82، واتعاظ الحنفا 3/ 204- 207، وحسن المحاضرة 2/ 205، والنجوم الزاهرة 5/ 299 (في وفيات 545 هـ.) ، وشذرات الذهب 4/ 149.(37/318)
الوزير أبو الحَسَن الكُرْديّ، العَبْديّ، الملقّب بالملك العادل سيف الدّين، وزير الخليفة الظّافر العُبَيْديّ، صاحب مصر.
كَانَ كُرْديًّا، زرْزاريًّا فيما قِيلَ، وتربّي في القصر بالقاهرة. وتنقّلت بِهِ الأحوال في الولايات بالصّعيد وغيره إلى أنّ وُلّي الوزارة في رجب سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة.
وقد كَانَ الظّافر استوزر نجم الدّين سليم بْن مَصّال في أوّل دولته، وكان ابن مَصّال من كبار أمراء دولته، ثمّ تغلّب عَلَيْهِ ابن السَّلَّار، فعدّى ابن مَصّال إلى الجيزة في سنة أربع وأربعين، عند ما سَمِعَ بقدوم ابن السّلّار من ولاية الإسكندريَّة طالبا الوزارة ليأخذها بالقَهْر، فدخل ابن السَّلّار القاهرَة، وغلب عَلَى الأمور، وتولّي تدبير المملكة. ونُعِت بالعادل أمير الجيوش. فحشر ابن مَصّال وَجَمَعَ عسكرا من المغاربة وغيرهم، وأقبل، فجرّد ابن السّلّار لحربه جيشا، فالتقوا، فكُسِر ابن مَصّال بدَلاص [1] من الوجه القَبْليّ، وَقُتِلَ، وأُخذ رأسُه ودُخِل بِهِ القاهرة عَلَى رُمْحِ في ذي القعدة من السّنة.
وكان ابن السَّلّار شَهْمًا، شجاعا، مِقدامًا، مائلا إلى أرباب العِلْم والصّلاح، سُنّيًّا، شافعيّا. وُلّي ثغر الإسكندريَّة مدَّةً، واحتفل بأمر أَبِي طاهر السِّلَفيّ، وزاد في إكرامه وبنى لَهُ المدرسة العادليَّة، وجعله مدرّسَها، وليس بالثّغر مدرسة للشّافعيّة سواها، إلّا أنّه كَانَ جبّارا، ظالما، ذا سَطْوة، يأخذ بالصّغائر والمحقَّرات. فممّا نقل ابن خَلِّكان [2] في ترجمته عَنْهُ لمّا كَانَ جُنْديًّا دخل عَلَى الموفّق بْن معصوم التِّنِّيسيّ متولّي الدّيوان، فشكى لَهُ غرامة لزِمَتْه في ولايته بالغربيَّة، فقال: إنّ كلامك ما يدخل في أُذُني. فحقدها عَلَيْهِ. فلمّا وزر اختفى الموفَّق، فنودي في البلد: إنّ من أخفاه فَدَمُهُ هَدَر. فأخرجه الّذي خبَّأه، فخرج في زِيّ امْرَأَة، فعُرف، وأخُذِ، فأمر العادل بإحضار لوح خشبٍ، ومِسْمارٍ طويل، وعُمِل اللَّوحُ تحت أُذُنه، وضُرِب المِسْمار في الأُذُن الأخرى حتّى تسمَّر في اللّوح، وصار كلّما صرخ يَقُولُ لَهُ: دخل كلامي في أذنك أم لا؟
__________
[1] دلاص: بفتح أوله وآخره صاد مهملة. كورة بصعيد مصر على غربيّ النيل، تشتمل على قرى وولاية واسعة. (معجم البلدان 2/ 459) .
[2] في وفيات الأعيان 3/ 416.(37/319)
وكان قد وصل من إفريقيَّة أبو الفضل عبّاس بْن أَبِي الفُتُوح بْن يحيى بْن تميم بْن المُعِزّ بْن باديس الصَّنْهاجيّ، وهو صبيّ مَعَ أُمّه، فتزوَّج بها العادل قبل الوزارة، وأقامت عنده مدَّةً، وتزوَّج عبّاس، وجاءه ولد، فسمّاه نصرا، فأحبّه العادل، وعزَّ عنده. ثمّ إنّ العادل جهّز عبّاسا إلى الشّام بسبب الجهاد، وفي صُحْبته أُسامة بْن مُنْقِذ، فلمّا قدِم بُتُلْبَيْس تذاكر هُوَ وأُسامة طِيب الدّيار المصريّة، وكرِها البيكار والقتال، وأشار عَلَيْهِ أُسامة، عَلَى ما قِيلَ، بقتل العادل، وأن يستقلّ هُوَ بالوزارة، وتقرَّر الأمر بينهما أنّ ولده نصرا يباشر قتْل العادل إذا نام.
وحاصل الأمر أنّ نصرا قتل العادل عَلَى فراشه في سادس المحرّم بالقاهرة.
ونصر المذكور هُوَ الّذي قتل الخليفة الظافر إسماعيل بْن الحافظ أيضا في العام الآتي.
452- عليّ بْن مِعْضاد [1] .
الدّمشقيّ، الدّبّاغ، المقرئ بالألحان، الطُّفَيْليّ.
روى عَنْ: أَبِي عبد اللَّه بْن أَبِي الحديد.
روى عَنْهُ: ابن عساكر، وابنه القاسم.
453- عُمَر بْن عليّ بْن الحسين [2] .
أبو حفص البلْخيّ، الأديب. ويُعرف بأديب شيخ، ويلَّقب أيضا بالشّيخيّ [3] .
سمع: أبا القاسم أحمد بن محمد الخليلي، ومحمد بْن حسين السِّمِنْجَانيّ [4] .
قَالَ أبو سعد السّمعانيّ: قرأتُ عَلَيْهِ «الشّمائل» للتِّرْمِذِيّ ببلْخ.
مات في جمادى الأولى سنة 8 [5] .
__________
[1] انظر عن (علي بن معضاد) في: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 18/ 178 رقم 112.
[2] انظر عن (عمر بن علي) في: التحبير 1/ 526 رقم 513، والأنساب 7/ 446، ومعجم البلدان وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 93 ب.
[3] زاد في التحبير: «الطوركي» .
[4] في الأصل: «السمعاني» . والمثبت عن: الأنساب 7/ 150 و 446، وسمنجان: بكسر السين والميم، وسكون النون والجيم. بليدة من طخارستان وراء بلخ. وهي بين بلخ وبغلان.
[5] هكذا. أي 548 هـ. وقال ابن السمعاني: يسكن سكة طورك. شيخ أديب، صالح، عفيف،(37/320)
- حرف الفاء-
454- أبو الفتوح ابن الصّلاح [1] .
الفيلسوف. ورَّخ موته فيها أبو يَعْلَى حمزة في «تاريخه» [2] وقال: كَانَ غاية في الذّكاء وصفاء الحسّ، والنّفاذ في العلوم الرياضيّة الطّبّ، والهندسة، والمنطق، والحساب، والنّجوم، والفقه، والتّواريخ، والآداب، بحيث وقع الإجماع عَلَيْهِ بأنّه لم يُرَ مثله في جميع العلوم. وكان لا يقبل من الوُلاة صِلَة.
قدِم دمشقَ في أوائل العام من بغداد، ومات [3] .
455- الفضل بْن سهل بْن بِشْر بْن أحمد [4] .
الإسْفَرَائينيّ، الدّمشقيّ، أبو المعالي بْن أَبِي الفُتُوح، ويُعرف بالأثير الحلبيّ.
وُلِد بمصر ونشأ ببيت المقدس. وسافر إلى العراق، وخراسان تاجرا. وله شعر وسط.
__________
[ () ] فقير، قانع ... وكانت ولادته في رجب إما سنة ست أو سبع وستين وأربعمائة. ببلخ، الشك منه.
[1] انظر عن (أبي الفتوح ابن الصلاح) في: تاريخ دولة آل سلجوق 225، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 323.
[2] ذيل تاريخ دمشق 323.
[3] وقيل فيه:
سررت أبا الفتوح نفوس قوم ... رأوك وحيد فضلك في الزمان
حويت علوم أهل الأرض طرّا ... وبيّنت الحليّ من البيان
دعيت الفيلسوف. وذاك حقّ ... بما أوضحت من غرر المعاني
ووافاك القضاء بعيد دار ... غريبا ما له في الفضل ثان
فأودعت القلوب عليك حزنا ... يعضّ عليه أطراف البنان
لئن بخل الزمان عليّ ظلما ... بأني لا أراك ولن تراني
فقد قامت صفاتك عند مثلي ... مقام السمع مني والعيان
سقى جدثا به أصبحت فردا ... ملاك الغيث يهمي غيروان
[4] انظر عن (الفضل بن سهل) في: المنتظم 10/ 155 رقم 238 (18/ 93 رقم 4187) ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 20/ 276 رقم 109، والإعلام بوفيات الأعلام 225، وتذكرة الحافظ 4/ 1313، وميزان الاعتدال 3/ 352 رقم 6729، وسير أعلام النبلاء 20/ 226 رقم 145، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 215- 217، ولسان الميزان 4/ 442 رقم 1352، وكشف الظنون 1189، وهدية العارفين 1/ 819، ومعجم المؤلفين 8/ 68.(37/321)
سَمِعَ بدمشق: أَبَاهُ، وأبا القاسم بْن أَبِي العلاء المصِّيصيّ.
وأجاز لَهُ أبو بَكْر الخطيب الحافظ، وأقام بحلب مدَّة فنُسب إليها، ووعظ بها.
وكان مليح الخطّ. وداخَلَ الشّيخَ أبا الفتح الإسْفَرائينيّ، وزعم أنّ بينه وبينه قرابة. وكان قد سَمِعَ من أبيه كتاب «السُنَن الكبير» للنَّسائيّ، الْقَدْرَ الّذي سمعه أَبُوهُ بمصر. وحدَّث بأكثر «تاريخ بغداد» ومكَّة عَن الخطيب إجازة.
قَالَ السّمعانيّ: سمعتهم يتّهمونه بالكذِب في حكاياته، وسماعه صحيح [1] .
قلت: روى عَنْهُ ابن السّمعانيّ، والحافظ ابن عساكر، وجماعة.
وآخر من روى عنه بالإجازة: أبو الحسن بن المقير.
تُوُفّي في رجب ببغداد.
- حرف اللام-
456- اللَّيْثُ بْن أحمد بْن أَبِي الفضل [2] .
أبو الفضل البَغَويّ. وقيل: اسمه صالح [3] .
شيخ من أهل القرآن والعبادة.
سَمِعَ «جامع التِّرْمِذِيّ» من أَبِي سعيد محمد بْن علي بْن أَبِي صالح.
روى عَنْهُ: السّمعانيّ، وقال: عُدِم في إغارة الغزّ وهو في عشر التّسعين [4] .
__________
[1] وقال ابن الجوزي: حكى شيخ الشيوخ إسماعيل بن أبي سعد الصوفي قال: كان عندي الشيخ أبو محمد المقرئ، فدخل الأثير الحلبي، فجعل يثني على أبي محمد، وقال: من فضائله أن رجلا أعطاني مالا، فجئت به إليه، فلم يقبله، فلما قام قال أبو محمد: والله ما جاءني بشيء ولا أدري ما يقول، والحمد للَّه الّذي لم يقل عنده وديعة لأحد. (المنتظم) .
[2] انظر عن (الليث بن أحمد) في: التحبير 2/ 45 رقم 646، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 195 ب، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 94 أ.
[3] وقيل: «محمد» ، وقيل المعروف عبدوسه. وفي المعجم «مدوسه» .
[4] وزاد: شيخ صالح من أهل القرآن والستر، كثير العبادة والخير، أضرّ في آخر عمره.. سمعت منه «الأربعين» . التي انتخبتها من «الجامع» ، وكانت ولادته بعد سنة ستين وأربعمائة.(37/322)
- حرف الميم-
457- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَليّ بْن مجاهد [1] .
أبو سعد الخُسْرُوشَاهيّ [2] ، المَرْوَزِيّ.
تفقّه عَلَى الإمام أَبِي المظفَّر السَّمْعانيّ، والفقيه محمد بْن عبد الرّزّاق الماخوانيّ. وكان شيخا، صالحا، سليم الجانب.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم السّمعانيّ، وقال: مات بعد وقعة الغُزّ بمرو في رجب [3] .
458- مُحَمَّد بْن أحمد بْن مُحَمَّد بن الخليل بن أحمد [4] .
الإمام أبو سعد الخليليّ، النّوقانيّ [5] .
ولد في سنة سبع وستّين وأربعمائة.
وسمع: أبا بكر بن خلف الشّيرازيّ.
روى عنه: عبد الرحيم السمعاني، وقال: توفي في أواخر المحرّم بنوقان.
قَالَ أبو سعد في «التّحبير» [6] : هُوَ من أهل نوقان طُوس، إمام، حافظ، فقيه، مفسّر، أديب، شاعر، واعظ، حَسَن السّيرة.
سَمِعَ: محمد بْن سعيد الفرخزاذيّ [7] ، وأبا الفضل محمد بن أحمد
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن علي) في: الأنساب 5/ 129، والتحبير 2/ 65، 66 رقم 668، ومعجم البلدان 2/ 441، وملخص تاريخ الإسلام، 8/ ورقة 94 أ، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 486.
[2] الخسروشاهيّ: بضم الخاء، وسكون السين، وفتح الراء. هكذا ضبطها ابن السمعاني. أما ياقوت فضبطها بضم الراء. وهي نسبة إلى خسروشاه إحدى قرى مرو على فرسخين منها.
[3] وقال أبو سعد بن السمعاني: سألته عن ولادته فقال: ولدت يوم الإثنين وقت العصر الثاني عشر من المحرّم من سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة مرو.
[4] انظر عن (محمد بن أحمد بن الخليلي) في: معجم شيوخ ابن السمعانيّ، ورقة 200، والتحبير 2/ 69- 71 رقم 672، والأنساب 5/ 189، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 63.
[5] النّوقاني: قال ابن السمعانيّ: بفتح النون، وسكون الواو وفتح القاف وفي آخرها النون. وقال ياقوت: بضم النون. وهي نسبة إلى نوقان، إحدى بلدتي طوس. (الأنساب 1/ 161) .
[6] ج 2/ 70.
[7] في الأصل: «الفرخارادي» ، والتحرير من: التحبير.(37/323)
العارف. كتبتُ عَنْهُ بنوقان في المرّات الأربع. وكان من مَفَاخِر خُراسان [1] .
459- محمد بْن الحَسَن بْن أَبِي جعفر [2] .
أبو بَكْر الزَّوْزَنيّ [3] ، الأديب. من أهل مَرْو.
كَانَ فقيها، صالحا، أديبا، ديّنا، قرأ الفقه [4] .
وسمع من: عبد لغفّار الشّيرُوِيّيّ.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم السّمعانيّ.
وعُدِم في وقعة الغُزّ [5] .
460- محمد بْن الحَسَن بْن محمد [6] .
أبو نصر المَرْوَزِيّ، الأديب.
ثقة، خيّر، تخرَّج بِهِ جماعة.
سَمِعَ: محمد بْن الفضل الخرقيّ، وعبيد الله بن محمد الهشاميّ، وكامكار المَرْوَزِيَّين.
أخذ عَنْهُ: السّمعانيّ، وقال، مات في رجب في معاقبة الغُزّ، وله ستٌّ وثمانون سنة.
461- محمد بْن أَبِي سعيد بْن محمد [7] .
أبو بَكْر المَرْوَزِيّ، الذّرغانيّ [8] . البزّاز، الفقيه، شريك أبي بكر محمد بن
__________
[1] زاد ابن السّمعانيّ: فمن جُملة ما سمعت منه كتاب «الشفقة والوصل» لابن فنجويه الثقفي، وكتاب «أخلاق النبي صلّى الله عليه وسلم» لابن رستم الأصبهاني، وكتاب «المرض والكفارات» لابن أبي الدنيا.
[2] انظر عن (محمد بن الحسن الزوزني) في: التحبير 2/ 113، 114 رقم 727، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 94 أ.
[3] الزّوزنيّ: نسبة إلى زوزن، بلدة كبيرة حسنة بين هراة ونيسابور.
[4] زاد ابن السمعاني: كثير المحفوظ، قانعا باليسير، حسن السيرة، جميل الأمير. تفقّه على والدي رحمه الله، وسمع الحديث منه.. سمعت بقراءته عن جماعة من الشيوخ، وكتبت عنه.
وكان سريع القراءة، مجيدا. وكانت ولادته يوم الخميس التاسع من ذي الحجة سنة ثمان وثمانين وأربعمائة.
[5] وقال ابن السمعاني: ولا يدري أقتل صبرا؟ أو مات في العقوبة؟ ولم يعرف له خبر.
[6] لم أجده.
[7] لم أجده.
[8] لم أجد هذه النسبة.(37/324)
[1] السّمعانيّ. قرأ قطعة من الفِقْه عَلَى: أَبِي المظفَّر بْن السّمعانيّ، ثمّ أقبل عَلَى جمّع الدّنيا. وكان يشرب الخمر ويرى رأي الأوائل عَلَى ما قِيلَ.
وكان مظلما، وكان مولده سنة نيّف وخمسين وأربعمائة.
وكان يروّض نفسه ويُداريها بالأغذية.
سَمِعَ: أبا الفتح عُبَيْد اللَّه الهشاميّ، وإسماعيل بْن محمد الزّاهريّ.
قُتِلَ تحت عقوبة الغُزّ في رجب. قاله عبد الرحيم بْن السّمعانيّ، وحدَّث عَنْهُ.
462- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الحُسين بْن بُكَيْر [1] .
أبو عليّ الفارقيّ [2] ، ثمّ الكرْخيّ، التّاجر.
حدَّث بمَرْو عَنْ أصحاب أَبِي عليّ بْن شاذان.
تُوُفّي بنواحي جُوَيْن [3] ، فِي شَعْبان.
463- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي صالح [4] .
البِسْطاميّ، أبو عليّ الفقيه، المعروف بإمام بغداد.
قَالَ السَّمعانيّ: كَانَ فقيها، مُناظِرًا، وشاعرا مجوّدا، تفقّه على الكيا الهرّاسيّ.
__________
[1] لم أجده.
[2] الفارقيّ: بفتح الفاء، والراء المكسورة بينهما الألف وفي آخرها القاف. هذه النسبة إلى ميّافارقين غير أن الأشهر في هذه النسبة على التخفيف، وقيل لهذه البلدة ميّافارقين لأنّ ميّا بنت أدّ هي التي بنت المدينة، وفارقين هو خندق المدينة بالعجمية يقال لها: باركين، فقيل:
ميافارقين. وقيل: ما بني منه بالصخر فهو بناء أنوشروان، وما بني بالآجرّ فهو بناء أبرويز، وهي من بلاد الجزيرة قريبة من آمد. (الأنساب 9/ 218) .
[3] جوين: بضم الجيم، وفتح الواو، وسكون الياء المثنّاة من تحتها ونون. اسم كورة جليلة نزهة على طريق القوافل من بسطام إلى نيسابور، تسمّيها أهل خراسان كويان، فعرّبت فقيل جوين.
حدودها متّصلة بحدود بيهق من جهة القبلة، وبحدود جاجرم من جهة الشمال، وقصبتها أزاذوار. (معجم البلدان 2/ 192) .
[4] انظر عن (محمد بن عبد الله بن محمد) في: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 76، وعيون التواريخ 12/ 475، 476 وفيه: «محمد بن صالح» بدل «بن أبي صالح» ، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 253، وطبقات الشافعية لابن كثير 124 ب، وشذرات الذهب 4/ 149.(37/325)
وسمع من: أَبِي الحسن بْن العلّاف.
وتُوُفّي في رجب ببلْخ، ولم يحدِّث [1] .
464- مُحَمَّدِ بْن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن أَبِي تَوْبَة [2] .
أبو الفتْح الكُشْمِيهَنيّ [3] ، الخطيب، المَرْوَزِيّ. شيخ الصُّوفيَّة بمَرْو، وآخر من روى في الدّنيا عَنْ أَبِي الخير محمد بْن أَبِي عمران، سَمِعَ منه «صحيح البخاريّ» . وكان مولده في سنة اثنتين وستّين وأربعمائة.
روى عنه: عبد الرحيم السمعاني، وقال: تُوُفّي في الثّالث والعشرين مِن جُمادَى الأولى، وسمعت منه كتاب «الصّحيح» مرّتين.
__________
[1] ومن شعره:
إذا كنت في دار القناعة ثاويا ... فذلك كنز في يديك عتيد
وإن ساءك الآتي بما لا تريده ... فذلك همّ لا يزال يزيد
(طبقات السبكي) ومن شعره:
على تلك العراص يجرّ جرّا ... من الأنواء أنواع التحايا
ديار كنت ألفها وأغشى ... بها هيفاء واضحة الثنايا
فغيّر أنسها صرف الليالي ... وبدّل أهلها بالقرب نايا
غدت أيامها سودا وكانت ... ليالينا بهم بيضا وضايا
وبتّ الدهر حبل الوصل لما ... تواصلت النوائب والرزايا
وقال:
ما محنة إلّا لها غاية ... في تناهيها تفضيها
فاصبر فإنّ السعي في دفعها ... قبل التناهي زائد فيها
(عيون التواريخ) .
[2] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن الكشميهني) في: التحبير 2/ 150- 152 رقم 780، والتقييد 79 رقم 68، والعبر 4/ 133، والمعين في طبقات المحدّثين 163 رقم 1757، والإعلام بوفيات الأعلام 225، وسير أعلام النبلاء 20/ 251، 252 رقم 170، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 94 ب، ومرآة الجنان 3/ 291، 292، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 77، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 351، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 124 ب، 125 أ، والجواهر المضيّة 2/ 76، 77، والنجوم الزاهرة 5/ 305، وشذرات الذهب 4/ 150.
[3] الكشميهنيّ: بضم الكاف وسكون الشين المعجمة وكسر الميم وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفتح الهاء وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى قرية من قرى مرو على خمسة فراسخ منها في الرمل، إذا خرجت إلى ما وراء النهر. (الأنساب 10/ 436) .(37/326)
وقال ابن نُقْطَة [1] : سَمِعَ منه «صحيح البخاريّ» جماعة منهم ابنه أبو عبد الرحمن محمد بْن محمد، وشريفة بِنْت أحمد بْن عليّ العيَّاريّ، ومسعود بْن محمود المَنِيعيّ.
وقال: قَالَ أبو سعد [2] : كَانَ شيخ مَرْو في عصره، تفقّه عَلَى جدّي وصاهَرَهُ عَلَى بِنْت أخيه [3] . لم أر في شيوخ الصُّوفيَّة مثله. وكان لي مثل الوالد للمودَّة الأكيدة. سَمِعَ من الجدّ، ومن: أَبِي الفضل محمد بْن أحمد العارف المِيهَنيّ، وهبة اللَّه بْن عبد الوارث.
سمعتُ منه الكثير، وأضرّ في الآخر. ومولده في ذي القعدة سنة إحدى وستّين.
إلى أن قَالَ السَّمْعانيّ: كَانَ عالما، حَسَن السّيرة، جميل الأمر، سخيّا، مُكْرِمًا للغُرباء [4] . وكان سماعة للصّحيح سنة إحدى وسبعين بقراءة الحافظ أَبِي جعفر الهَمَذَانيّ، وعمره تسع سِنين.
465- محمد بْن عبد الكريم بن أحمد [5] .
__________
[1] في التقييد 79.
[2] في التحبير.
[3] في التحبير: «بنت أخيه» .
[4] وزاد ابن السمعاني: داهيا في الأمور، كيّسا، فطنا، مبالغا في الاحتياط في خدمة الصوفية، وما كان يقبل من أهل العسكر شيئا من أموالهم. خدم الصوفية والمجتازين قريبا من خمسين سنة.
[5] انظر عن (محمد بن عبد الكريم) في: التحبير 2/ 160- 162 رقم 791، والأنساب 7/ 28، ومعجم البلدان 3/ 377، واللباب 2/ 99، وطبقات الفقهاء الشافعية 1/ 212، 213 رقم 48، وتاريخ حكماء الإسلام 141- 144، ووفيات الأعيان 4/ 273- 275، وطبقات الشافعية للنووي (مخطوط) ورقة 27 أ، 27 ب، وآثار البلاد وأخبار العباد للقزويني 398، والعسجد المسبوك، المنسوب للخزرجي (مصوّرة كلية الآداب بجامعة بغداد) ورقة 68 أ، والإعلام بوفيات الأعلام 225، وسير أعلام النبلاء 20/ 286- 288 رقم 194،: والعبر 4/ 132، ودول الإسلام 2/ 64، والمشتبه في الرجال 1/ 348، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 78، 79، والمختصر في أخبار البشر لأبي الفداء 3/ 27، ومرآة الجنان 3/ 289، 290، وعيون التواريخ 12/ 476، 477، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 106، 107، والوافي بالوفيات 3/ 278، 279، وطبقات الشافعية لابن كثير (مخطوط) ورقة 125 أ، وتاريخ ابن الوري 2/ 85، 86، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 330، و 331 رقم 297، ولسان الميزان(37/327)
أبو الفتح بْن أَبِي القاسم الشَّهْرَسْتَانيّ [1] ، المتكلِّم، ويلقَّب بالأفضل. كَانَ إماما، مبرِّزًا في عِلم الكلام والنَّظَر، تفقَّه عَلَى أحمد الخَوَافيّ [2] ، وبرع في الفِقْه، وقرأ الكلام والأُصول عَلَى أَبِي نصر بْن القُشَيْريّ، وأخذ عَنْهُ طريقة الأَشْعَريّ.
وقرأ الكلام أيضا عَلَى الأستاذ أَبِي القاسم الأنصاريّ. وصنَّف كتاب «الْمِلَلِ وَالنِّحَلِ» [3] ، وكتاب «نهاية الإقدام» ، وغير ذلك.
وكان كثير المحفوظ، مليح الوعظ. دخل بغداد سنة عشر وخمسمائة، وأقام بها ثلاث سنين، ووعظ بها، وظهر له قبول عند العوامّ [4] .
وقد سَمِعَ بنَيْسابور من: أَبِي الحسن عليّ بن أحمد المدينيّ، وغيره.
قَالَ ابن السّمعانيّ [5] : كتبت عَنْهُ بمَرْو، وقال لي: وُلِدتُ بشهرسْتان في سنة سبْعٍ [6] وستّين وأربعمائة، وبها تُوُفّي في أواخر شعبان. غير أنّه كان متّهما
__________
[5] / 263، 264، رقم 907، والنجوم الزاهرة 5/ 305، وتاريخ الخلفاء 442، وروضات الجنات 186- 188، والجواهر المضيّة 2/ 35، وتبصير المنتبه 2/ 719، وشذرات الذهب 4/ 147، ومفتاح السعادة 1/ 264، 265، وكشف الظنون 57، 291، 472، 1097، 1703، 1821، 1987، وهدية العارفين 2/ 791 وديوان الإسلام 3/ 159 رقم 1263، ومعجم المطبوعات لسركيس 1153، 1154، والأعلام 6/ 215، ومعجم المؤلفين 10/ 187.
[1] الشّهرستاني: نسبة إلى شهرستان. وفي (التحبير) : «شهرستانة» . بليدة بخراسان قرب نسا مما يلي خوارزم.
قال ابن خلّكان: وهي مركّبة. فمعنى شهر: مدينة، ومعنى، ستان: الناحية، فكأنه قال: مدينة الناحية.
[2] الخوافي: نسبة إلى خواف، ناحية من نواحي نيسابور. وقد تحرّفت النسبة في (لسان الميزان) إلى: «الجواني» ، وفي (مفتاح السعادة) إلى «الحوافي» بالحاء المهملة.
[3] وهو مطبوع مشهور. قال السبكي: وهو عندي خير كتاب صنّف في هذا الباب، ومصنّف ابن حزم وإن كان أبسط منه إلّا أنه مبدّد ليس له نظام، ثم فيه من الحطّ على أئمّة السّنّة ونسبة الأشاعرة إلى ما هم بريئون منه ما يكثر تعداده، ثم ابن حزم نفسه لا يدري علم الكلام حقّ الدراية على طريق أهله.
[4] طبقات الفقهاء الشافعية لابن الصلاح 1/ 213 نقلا عن (الذيل) لابن السمعاني.
[5] في التحبير 2/ 162.
[6] هكذا في الأصل: «سبع» ومثله في (وفيات الأعيان 4/ 274) وقال ابن خلّكان: «هكذا وجدته بخطّي في مسوّداتي، وما أدري من أين نقلته» ! وفي جميع المصادر: «تسع» .(37/328)
بالمَيْل إلى أهل القلاع، يعني الإسماعيليَّة، والدّعوة إليهم والنُّصْرة لطامَّتهم.
وقال في «التّحبير» [1] : هُوَ من أهل شَهْرسْتان، كَانَ إماما أُصوليًّا، عارفا بالأدب والعلوم المهجورة، وهو مُتَّهَمٌ بالإلحاد والمَيْل إليهم، غال في التّشيّع [2] .
__________
[ () ] وقال الأستاذة منيرة ناجي سالم في تحقيقها للتحبير 2/ 162 بالحاشية (3) .
«في ن. م. عن ذيل ابن السمعاني: قال ابن السمعاني: سألته عن مولده، فقال سنة 479 هـ. وكذلك ورد مثل هذا التاريخ في (لسان الميزان ج 5 ص 263) ، بينما جاء في (معجم البلدان، وملخص تاريخ الإسلام) كما في التحبير» .
ويقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» .
إن ما جاء في المطبوع من التحبير، وفي معجم البلدان هو سنة «تسع» ، على خلاف ما يوحي كلام الأستاذة منيرة من وجود اختلاف بين المصادر حول تاريخ السنة، فليراجع.
[1] ج 2/ 160، 161.
[2] وقال أبو محمد محمود بن محمد بن عباس بن أرسلان الخوارزمي في (تاريخ خوارزم) في: دخل خوارزم واتّخذ بها دارا وسكنها مدة ثم تحوّل إلى خراسان، وكان عالما حسنا، حسن الخط والحفظ، لطيف المحاورة، خفيف المحاضرة، طيّب المعاشرة.. ولولا تخبّطه في الاعتقاد، ومطله إلى هذا الإلحاد لكان هو الإمام، وكثيرا ما كنا نتعجّب من وفور فضله، وكمال عقله، كيف مال إلى شيء لا أصل له، واختار أمرا لا دليل عليه لا معقولا ولا منقولا، ونعوذ باللَّه من الخذلان والحرمان من نور الإيمان، وليس ذلك إلّا لإعراضه عن نور الشريعة، واشتغاله بظلمات الفلسفة، وقد كان بيننا محاورات ومفاوضات، فكان يبالغ في نصرة مذاهب الفلاسفة والذّبّ عنهم. وقد حضرت عدّة مجالس من وعظه فلم يكن فيها لفظ: قال الله، ولا قال رسول الله، صلّى الله عليه وسلم ولا جواب عن المسائل الشريعة، والله أعلم بحاله. وخرج من خوارزم سنة 510، وحجّ في هذه السنة، ثم أقام ببغداد ثلاث سنين، وكان له مجلس وعظ في النظامية، وظهر له قبول عند العوام، وكان المدرّس بها يومئذ أسعد الميهني، وكان بينهما صحبة سالفة بخوارزم قرّبه أسعد لذلك. سمعت محمد بن عبد الكريم يقول: سئل يوما في محلّة ببغداد عن سيّدنا موسى، عليه السلام، فقال: التفت موسى يمينا ويسارا، فما رأى من يستأنس به صاحبا ولا جارا، فآنس من جانب الطور نارا، خرجنا نبتغي مكة حجّاجا وعمّارا، فلما بلغ الحياة حاذى جملي جارا، فصادفنا بها ديرا ورهبانا وخمّارا. وكان قد صنّف كتبا كثيرة في علم الكلام، منها: كتاب نهاية الإقدام، وكتاب الملل والنّحل، وكتاب غاية المرام في علم الكلام، وكتاب دقائق الأوهام، وكتاب الإرشاد إلى عقائد العباد، وكتاب المبدإ والمعاد، وكتاب شرح سورة يوسف بعبارة لطيفة فلسفية. وكتاب الأقطار في الأصول. ثم عاد إلى بلده شهرستان فمات بها في سنة 549 أو قريبا منها، ومولده سنة 469 (معجم البلدان 3/ 377) .
وقال السبكي: وفي تاريخ شيخنا الذهبي أن ابن السمعاني ذكر أنه كان متّهما بالميل إلى أهل القلاع يعني الإسماعيلية والدعوة إليهم والنصرة لطامّاتهم، وأنه قال في (التحبير) إنه متّهم بالإلحاد والميل إليهم، غال في التشيّع. انتهى مختصرا. فأمّا (الذيل) فلا شيء فيه من ذلك، وإنما ذلك في (التحبير) وما أدري من أين ذلك لابن السمعاني، فإن تصانيف أبي الفتح دالّة على خلاف ذلك، ويقع لي أنّ هذا دسّ على ابن السمعاني في كتابه (التحبير) وإلا فلم يذكره(37/329)
ثم ذكر نحْوًا ممّا تقدَّم، لكن قَالَ في مولده سنة تسعٍ، بَدَل سبْع. والله أعلم.
466- محمد بْن عُمَر بْن محمد بْن عليّ [1] .
الإمام أبو الفتح الشّيرازيّ [2] ، السَّرْخَسِيّ، ثمّ المَرْوَزِيّ.
فقيه، فاضل، مُنَاظِر، شاعر. سَمِعَ بنفسه من جماعة كأبي نصر محمد بْن محمد الماصَانيّ، ومحمد بْن عبد الواحد الدّقّاق، وأبي بَكْر عبد الغفّار الشِّيرُوِيّيّ.
قُتِلَ في عاشر رجب بمَرْو فيمن قُتِلَ.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم السّمعانيّ.
467- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أبي سهل بن أبي طلحة [3] .
__________
[ () ] في (الذيل) . لكن قريب منه قول صاحب (الكافي) : لولا تخبّطه في الاعتقاد وميله إلى أهل الزيغ والإلحاد لكان هو الإمام في الإسلام، وأطال في النيل منه. (طبقات الشافعية الكبرى 4/ 79) .
وقال القزويني: وكان رجلا فاضلا، متكلّما، ويزعم أنه انتهى إلى مقام الحيرة، وهو القائل:
لقد طفت في تلك المعاهد كلّها ... وصيّرت طرفي بين تلك المعالم
فلم أر إلّا واضعا كفّ حائر ... على ذقن أو قارعا سنّ نادم
(آثار البلاد 398) وانظر: وفيات الأعيان 4/ 274 و 275.
وقد تعجّب الحافظ ابن حجر من عدم ذكر المؤلّف الذهبيّ- رحمه الله- للشهرستاني في (ميزان الاعتدال) ، فقال: هو على شرط المؤلّف ولم يذكره. والعجب أنه يذكر من أنظاره من ليست له رواية أصلا، ويترك هذا وله رواية، فإنه حدّث عن علي بن أحمد المدائني، وغيره.
فقال تاج الدين السبكي في طبقاته: لم أقف في شيء من تصانيفه على ما نسب إليه من ذلك لا تصريحا ولا رمزا، فلعلّه كان يبدو منه ذلك على طريق الجدل، أو كان قبله أشرب محبّة مقالتهم لكثرة نظره فيها. والله أعلم. (لسان الميزان 5/ 263، 264) .
[1] انظر عن (محمد بن عمر) في: التحبير 2/ 174 رقم 809، والأنساب 7/ 460، ومعجم البلدان 3/ 382، وتكملة الإكمال، ورقة 92 ب، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 95 أ.
[2] في الأصل: «الشيرازي» ، والتصويب من: الأنساب وغيره. وهو بكسر الشين المعجمة، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفتح الراء، وكسر الزاي في الآخر. هذه النسبة إلى «شيرز» وهي قرية كبيرة بنواحي سرخس.
[3] انظر عن (محمد بن محمد السنجي) في: الأنساب 7/ 166، والمنتظم 10/ 155 رقم 240 (18/ 93، 94 رقم 4189) ، والتقييد لابن نقطة 105 رقم 114، والمعين في طبقات المحدّثين 163 رقم 1756، وتذكرة الحفاظ 4/ 1312، والإعلام بوفيات الأعلام 225، وسير(37/330)
الحافظ أبو طاهر بْن أَبِي بَكْر المَرْوَزِيّ، السِّنْجيّ [1] ، المؤذّن، الخطيب.
وُلِد بقرية سَنْج العُظْمَى في سنة ثلاث وستّين وأربعمائة أو قبلها. وسمع الكثير، ورحل إلى نَيْسابور، وبغداد، وأصبهان، وتفقَّه أولا عَلَى الإمام أَبِي المظفَّر بْن السّمعانيّ.
وعلى: عبد الرحمن الرّزّاز.
وكتب الكثير، وحصّل.
قَالَ أبو سعد السّمعانيّ: كان إماما، ورعا، متهجّدا، متواضعا، سريع الدّمْعة.
سَمِعَ: إسماعيل بْن محمد الزّاهريّ، وأبا بَكْر محمد بْن عليّ الشّاشيّ، الفقيه، وعليّ بْن أحمد المَدِينيّ، ونصر اللَّه بْن أحمد الخُشْنَاميّ، وفَيْدَ بْن عبد الرحمن الشّعرانيّ الهَمَذَانيّ، والشّريف محمد بْن عبد السّلام الأنصاريّ، وثابت بْن بُنْدار، وجعفر السّرّاج، وأبا البقاء المعمّر الحبّال، وعبد الملك ابن بنته لمّا حَجّ، وأبا بَكْر أحمد بْن محمد الحافظ ابن مردوَيْه، وأبا سعد المطرّز، وعبد الرحمن بْن حَمْد [2] الدُّونيّ، وعبد اللَّه بْن أحمد النَّيْسابوريّ صاحب عبد الغافر الفارسيّ، وخلْقًا سواهم. [3] وكان من أخصّ أصحاب والدي في الحَضَر والسَّفَر.
سَمِعَ الكثير معه، ونسخ لنفسه ولغيره، وله معرفة بالحديث. وهو ثقة، ديِّن، قانع بما هُوَ فيه، كثير التّلاوة. وحجّ مَعَ والدي، وكان يتولّى أموري بعد والدي. وسمعتُ من لفْظه الكثير. وكان يلي الخطابة بمَرْو في الجامع الأقدم.
وتُوُفّي في التّاسع والعشرين من شوّال.
قلت: سَمِعَ منه: عبد الرحيم بن السّمعانيّ «سنن النّسائيّ» ، «وصحيح
__________
[ () ] أعلام النبلاء 20/ 284، 285، رقم 192، والمشتبه في الرجال 1/ 349، والعبر 4/ 132، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 100، وطبقات الشافعية للإسنويّ 3/ 152، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 125 أ، ومرآة الجنان 3/ 291، وطبقات الحفاظ 472، وشذرات الذهب 4/ 150.
[1] السّنجيّ: بالسين المهملة، والنون الساكنة والجيم.
[2] وقد تصحّفت النسبة في (تذكرة الحفاظ) إلى «السبحي» بالباء الموحّدة والحاء المهملة.
[3] تحرّف في (تذكرة الحفاظ) إلى: «أحمد» .(37/331)
مسلم» ، وكتاب «الرِّقاق» لابن المبارك، بروايته لَهُ عَنْ إسماعيل الزّاهريّ، عَنْ إسماعيل بْن ينال المحبوبيّ، وكتاب «حيلة الأولياء» لأبي نُعَيْم، وكتاب «الأحاديث الألف» لشيخه الإمام أَبِي المظفّر عبد الجبّار بْن السّمعانيّ، وأشياء أُخَر.
468- محمد بْن محمد بْن محمد بْن خَلَف [1] .
العدْل، أبو نصر البلْخيّ.
سَمِعَ من: أحمد بْن محمد الخليليّ.
قَالَ السّمعانيّ: كتبت عَنْهُ ببلْخ. ووُلد في سنة اثنتين وسبعين، وله إجازة من القاضي الخليل بْن أحمد السِّجْزِيّ [2] .
مات في صَفَر.
469- محمد بْن محمد بْن منصور [3] .
أبو سعد المَرْوَزِيّ، الغزّال، الغازي.
قُتِلَ في وقعة الغُزّ بمَرَو.
روى عنه: عبد الرحيم السّمعانيّ. ثنا أبو الفتح عُبَيْد اللَّه بْن محمد بْن أَزْدَشير بْن محمد الهشاميّ، أَنَا جدّي، فذكر حديثا [4] .
470- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي الخير [5] .
أبو بَكْر الصُّوفيّ، الشِّيرازيّ، ثمّ المَرْوَزِيّ.
حدَّث عَنْهُ عبد الرحيم السَّمْعانيّ. ومن كُهُول شيوخه.
وقتل في وقعة الغزّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن محمد البلخي) في: التحبير 2/ 227، 228 رقم 876، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 240 أ.
[2] وقال ابن السمعاني: كان من العدول الموثوقين، وكان شيخا صالحا، سديد السيرة.
[3] انظر عن (محمد بن محمد بن منصور) في: التحبير 2/ 230 رقم 880، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 241 ب.
[4] وقال أبو سعد بن السمعاني: كان شيخا صالحا، صائنا، مستورا، من بيت الخير والعلم.
سمعت منه جزءا، وكانت ولادته تقديرا سنة تسعين أو إحدى وتسعين وأربعمائة على ما ذكره.
[5] انظر عن (محمد بن محمد الصوفي) في: الكامل في التاريخ 11/ 181.(37/332)
471- محمد بْن المفضّل بْن سيار بْن محمد [1] .
أبو عبد الله الهَرَويّ، الدّهّان، وهو أميرجة.
سَمِعَ بإفادة عمّه صاعد بْن سَيّار من: أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَليّ العميري، والقاضي أَبِي عامر الأزْديّ، وأبي عطاء عبد الأعلى بْن عبد الواحد المليجيّ، ونجيب بْن ميمون، وجماعة.
وحدَّث بمَرْو، وهَرَاة.
قَالَ عبد الرحيم بْن السّمعانيّ: سَمِعْتُ منه «جامع التِّرْمِذيّ» ، وسمعتُ منه «درجات التّائبين» لإسماعيل بْن المقري، بروايته عَنْ أَبِي عطاء المليجيّ، عَنْهُ. ووُلِد في سنة خمسٍ وسبعين.
وتُوُفّي في ذي الحجَّة بمَرْو.
وترجمة أَبِي نصر أخيه في سنة 557.
472- محمد بْن نصر بْن صغير بْن خالد [2] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن المفضل) في: التحبير 2/ 237، 238 رقم 890، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 243 أ.
[2] انظر عن (محمد بن نصر بن صغير) في: ديوان ابن منير الطرابلسي (من جمعنا) ، انظر فهرس الأعلام 326، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 322، والأنساب 10/ 291، والتحبير 2/ 242- 244، رقم 898، وتاريخ دمشق، وخريدة القصر (قسم شعراء الشام) 1/ 96- 160، ومعجم الأدباء 19/ 64- 81، والتاريخ الباهر 92، وتاريخ دولة آل سلجوق 225، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 213، 214 في وفيات 547 هـ، وكتاب الروضتين (في مواضع كثيرة) ، ووفيات الأعيان 4/ 458- 461، ومسالك الأبصار (مخطوط) 10/ 470، 471، وأخبار الملوك ونزهة المالك والمملوك في طبقات الشعراء للملك الأيوبي (مخطوط) رقم 336، ورقة 177 أ، وجمهرة الإسلام ذات النثر والنظام لابن رسلان الشيزري (مخطوطة دار الكتب المصرية، رقم 9223 أدب) ورقة 83، وبدائع البدائه لابن ظافر الأزدي 257، وبغية الطلب في تاريخ حلب لابن العديم (مصوّرة معهد المخطوطات) ج 7/ 64، 65 و 8/ 160، وتكملة إكمال الإكمال للصابوني 241، 242، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 23/ 276، 277 رقم 302، والإعلام بوفيات الأعلام 225، ودول الإسلام 2/ 64، والعبر 4/ 133، وتذكرة الحفاظ 4/ 1313، وسير أعلام النبلاء 20/ 224- 2426 رقم 144، والتذكرة الفخرية للإربلي 243، 373، والوافي بالوفيات 5/ 112- 121، وعيون التواريخ 12/ 467، 471 و 480 483 (وفيه وفاته 547 هـ.) ، والبداية والنهاية 12/ 231، وتاريخ ابن الوردي 2/ 84، 85، ومرآة الجنان 3/ 287، 288، والعسجد المسبوك (مخطوط) ورقة 68 أ، وصبح الأعشى 2/ 31، والكواكب الدرّية في السيرة النورية لابن قاضي شهبة 75 وما بعدها، وخزانة الأدب(37/333)
أبو عبد الله القَيْسَرانيّ، الأديب، صاحب الدّيوان المشهور، وحامل لواء الشِّعْر في زمانه.
وُلِد بعكّا، ونشأ بقَيْساريَّة فنُسِب إليها. وسكن دمشق وامتدح الملوك والكبار. وتولّى إدارة السّاعات الّتي عَلَى باب الجامع، وسكن فيها في دولة تاج المُلوك وبعده.
ثمّ سكن حلب مدَّةً، وولي بها خزانة الكُتُب. وتردَّد إلى دمشق، وبها مات. وقد قرأ الأدب عَلَى توفيق بْن محمد. وأتقن الهندسة، والحساب، والنّجوم.
وصحِبَ أبا عبد الله بْن الخيّاط الشّاعر، فتخرَّج بِهِ في الفرائض، وانطلق لسانُه بشِعْرٍ أرَقّ من نسيم السَّحَر، وألذّ من سماع الوَتَر.
ودخل بغداد، ومدح صاحب ديوان إنشائها سديد الدّولة محمد بْن الأنباريّ.
ومن شِعره:
مَن لقلْب يألَفُ الفَكَرا ... ولِعَينٍ ما تذوق كَرَا
ولصَبٍّ بالغرامِ قَضَى ... ما قضى من حُبّكم [1] وَطَرَا
ويْحَ قلبي من هَوى قمر ... أنكرتْ عيني له القمرا
__________
[ () ] لابن حجّة الحموي 175، والنجوم الزاهرة 5/ 202، وتاريخ الخلفاء 442، وكشف الظنون 768، وشذرات الذهب 4/ 150، والدارس في تاريخ المدارس 2/ 388، وديوان الإسلام 4/ 47 رقم 1722، وقلادة النحر بأعيان وفيات الدهر لابن أبي مخرمة (مخطوطة دار الكتب المصرية، رقم 4410 تاريخ) ج 4/ 158، والفهرس التمهيدي 301، وتاريخ الأدب العربيّ 5/ 48، وذيله 1/ 455، وإعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء 4/ 237، والأعلام 7/ 347، ومعجم المؤلفين 12/ 77، والحياة الأدبية في عصر الحروب الصليبية للدكتور احمد بدوي 141- 148، ودائرة المعارف الإسلامية 1/ 266، والأدب في بلاد الشام للدكتور عمر موسى باشا 158- 185، وصدى الغزو الصليبي في شعر ابن القيسراني للدكتور محمود إبراهيم، نشر المكتب الإسلامي بدمشق ومكتبة الأقصى بعمّان 1971، وشعر الجهاد في الحروب الصليبية في بلاد الشام للدكتور محمد علي الهرفي 224- 254، وكتاب «محمد بن نصر القيسراني حياته وشعره» لفاروق أنيس جرّار، نشرته دار الثقافة والفنون في عمّان 1974، والحياة الثقافية في طرابلس الشام خلال العصور الوسطى (تأليفنا) 334، 335.
[1] في تاريخ دمشق: «من وصلكم» .(37/334)
حالَفَتْ أجفانَهُ سِنَة ... قتلتْ عُشّاقَه سَهَرا
يا خليليَّ اعْذُرا دَنِفًا ... يصْطَفي في الحبّ مَن غَدَرَا
وذَرَاني من مَلامِكُما ... إنّ لي في سَلْوتي نَظَرا [1]
وله [2] :
سقى اللَّه بالزَّوْراء من جانب الغرب ... مها وردت ماء الحياة من القلبِ
عفائف إلّا عَنْ مُعَاقَرَة الهَوَى ... ضعائف إلّا عَنْ مغالبةِ الصَّبِّ
تظلّمت من أجفانِهنّ إلى النَّوَى ... سِفَاهًا، وهل يُعْدَى البِعادُ عَلَى القُربِ
ولمّا دنا التّوديعُ قلتُ لصاحبي ... حَنَانَيْكَ، سِرْ بي عَنْ ملاحَظَة السِّرْبِ
إذا كانت الأحداق نوعا من الظُّبَى ... فلا شكّ أنّ اللَّحْظ ضَرْبٌ من الضَّرْبِ
تقضّي زماني بين بين وهجرة ... فحتّام لا يصحوا فؤادي من حُبِّ
وأهوى الّذي أهوى لَهُ البدرُ ساجدا ... أَلَسْتَ تَرى في وجهه أثَرَ التُّرْبِ
وأَعجب ما في خمر عينيهِ أيّها ... يُضاعف سُكْري كُلَّما أقْلَلْتُ شُرْبي
وما زال عُوّادي يقولون: من بِهِ ... وأَكتُمُهُم حتَى سألتُهُم: مَن بي
فصرت إذا ما هزّني الشَّوْقُ هزَّةً ... أُحِيل عَذُولي في الغرام عَلَى صَحْبي
وعند الصبي منّا حديثٌ كأنَّه ... إذا دار بين الشّرب رَيْحانة الشُّرْب
تنمُّ عَلَيْهِ نفحةٌ بالبليّة ... نمت من ثناياها إلى البارد العَذْبِ
تُراحُ لها الأرواحُ حتّى تظنّها ... نسيمَ جمال الدّين هبّ عَلَى الرَّكْبِ
وخرج إلى مديح الوزير جمال الدّين أَبِي المحاسن عليّ بْن محمد.
ومن شِعْره:
يا هِلالًا لاح في شَفَقٍ ... أَعْفِ أَجْفاني من الأرَقِ
فُكَّ قلبي يا معذّبه ... فهو من صدغيك في حنق [3]
__________
[1] وردت الأبيات الأربعة الأولى في تاريخ دمشق، مختصر تاريخ دمشق 23/ 267، وكلها في خريدة القصر 1/ 76.
[2] ورد ثلاثة أبيات منها في: معجم الأدباء 19/ 77 وهي الثالث والرابع والخامس. وورد البيت السابع في وفيات الأعيان 4/ 460، والبيتان الرابع والخامس في الوافي بالوفيات 5/ 114، والبيت السابع 5/ 121، وكلها في الخريدة.
[3] البيتان في الخريدة.(37/335)
وله في خطيب:
شُرِحَ المنبرُ صدْرًا ... لِتَلَقِّيك رحيبا
أتُرَى ضَمَّ خطيبا ... منكَ، أمْ ضُمِّخ طِيبا؟ [1]
قَالَ ابن السّمعانيّ [2] : هُوَ أشعر رَجُل رأيته بالشّام، غزير الفضل، لَهُ معرفة تامَّة باللّغة والأدب، وله شِعْر أرقُّ من الماء الزُّلال. سَأَلْتُهُ عَنْ مولده، فقال لي:
سنة ثمان وسبعين وأربعمائة بعكّا.
وقال الحافظ ابن عساكر [3] : لمّا قدِم القَيْسَرانيّ دمشق آخر قدمة نزل بمسجد الوزير ظاهر البلد، وأخذ لنفسه طالَعًا، فلم ينفعه تنجيمه، ولم تَطُلْ مدّتُه. وكان قد أنشد والي دمشق قصيدة، مدحه بها يوم الجمعة، فأنشده إياها وهو محموم، فلم تأتِ عَلَيْهِ الجمعة الأخرى. وكنت وجدتُ أخي قاصدا عيادته فاستصحبني معه، فقلت لأخي في الطّريق: إنّي أظنّ القيسرانيّ سيلحق ابن منير كما لحق جرير الفرزدق. فكان كما ظننتُ. ولمّا دخلنا عَلَيْهِ وجدناه جالسا، ولم نر من حاله ما يدلّ عَلَى الموت. وذكر أنّه تناول مُسْهِلًا خفيفا. فَبَلَغَنَا بعد ذلك
__________
[1] قال ابن خلّكان: وهذا الجناس في غاية الحسن. ثم وجدت هذين البيتين لأبي القاسم بن زيد بن أبي الفتح أحمد بن عبيد بن فضل الموازيني الحلبي المعروف أبوه بالماهر، وأن ابن القيسراني المذكور أنشدهما للخطيب ابن هاشم لما تولّى خطابة حلب فنسبا إليه، ورأيت الأول على هذه الصورة، وهو:
قد زها المنبر عجبا ... إذ ترقّيت خطيبا
(وفيات الأعيان 4/ 459) .
وقال ابن العديم الحلبي: أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي فيما أذن لي في روايته عنه قال: أخبرنا أبو عبد الله مُحَمَّد بن نصر بن صغير القيسراني في كتابه قال: وقال لي أبو عبيد الله يعني ابن الخياط: رأيت ابن الماهر بطرابلس وهو يعمل أشعارا ضعيفة ركيكة، وكان يعتمد الجناس المركّب فلا يأتي بشيء، فعمل أبياتا يهنّي بها إنسانا تولّى الخطابة فقال بعد ذكر المنبر:
أتُرَى ضَمَّ خطيبا منكَ ... أمْ ضُمِّخ طِيبا؟
فأحسن والله وأتى بالعجب. قال أبو عبد الله يعني ابن الخياط: فلما لقيت أبا الفتيان بحلب حكيت له الحكاية وأنشدته هذه البيت، فقال لي: والله إن عمري أسلك هذه الطريقة ما وقع لي مثله. (بغية الطلب 7/ 46، 65) .
[2] في التحبير 2/ 243.
[3] تاريخ دمشق، بغية الطلب 7/ 64، 65.(37/336)
أنّه عمل معه عملا كثيرا، فمات ليلة الأربعاء الثّاني والعشرين من شعبان، ودُفِن بباب الفراديس.
قلت: وفي أولاده جماعة وزراء وفُضلاء.
473- محمد بْن يحيى بْن منصور [1] .
العلّامة أبو سعد النَّيْسابوريّ، الفقيه الشّافعيّ محيي الدّين، تلميذ الغزاليّ.
تفقّه عَلَى: أَبِي حامد الغزاليّ، وأبي المظفَّر أحمد بْن محمد الخَوَافيّ.
وبرع في الفقه، وصنَّف في المذهب والخلاف. وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الفُقهاء بنَيْسابور. ورحل الفقهاء إلى الأخْذ عَنْهُ من النّواحي. واشتهر اسمه.
وصنّف كتاب «المحيط في شرح الوسيط» ، وكتاب «الإنتصاف [2] في مسائل الخلاف» أو درّس بنظاميَّة نَيْسابور. وتخرَّج بِهِ أئمَّة.
قَالَ القاضي ابن خَلِّكان [3] : هُوَ أستاذ المتأخَرين، وأوحدهم عِلْمًا وزُهدًا.
سَمِعَ الحديث سنة ستٍّ وتسعين من أَبِي حامد أحمد بْن عليّ بْن عَبْدُوسَ، وكان مولده سنة ستٍّ وسبعين بطُرَيْثِيث. ويُنسب إليه من الشّعر بيتان وهما:
__________
[1] انظر عن (محمد بن يحيى) في: التحبير 2/ 252، 253، رقم 908، والكامل في التاريخ 11/ 178، 181، وتهذيب الأسماء واللغات 1/ 95، ووفيات الأعيان 4/ 223، 224، ودول الإسلام 2/ 64، والإعلام بوفيات الأعلام 225، والمعين في طبقات المحدّثين 163 رقم 1758، وفيه: «محيي الدين محمد بن يحيى بن أبي منصور» ، والعبر 4/ 133، وسير أعلام النبلاء 20/ 312- 315 رقم 208، وعيون التواريخ 12/ 477، ومرآة الجنان 3/ 290، 291، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 197، 198، والوافي بالوفيات 5/ 197، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 559، 560، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 332، 333، رقم 299، والنجوم الزاهرة 5/ 305، وتاريخ الخلفاء 442، وشذرات الذهب 4/ 151، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 205، 206، وكشف الظنون 1/ 174 و 2/ 2008، وروضات الجنات 186، وهدية العارفين 2/ 91، والأعلام 8/ 7، وديوان الإسلام 4/ 135 رقم 1843، ومعجم المؤلفين 12/ 111، والكنى والألقاب للقمّي 3/ 144، 145.
[2] في الأصل: «التصاف» . والمثبت عن سير أعلام النبلاء 20/ 313.
[3] في وفيات الأعيان 4/ 223.(37/337)
وقالوا: يصيرُ الشِّعْرُ [1] في الماء حيَّةً ... إذا الشَّمْسُ لاقَتْه فما خِلْتُهُ حقّا [2]
فلمّا الْتَوَى صُدْغَاهُ في ماء وجهِهِ ... وقد لَسَعا قلْبي تَيَقَّنتُهُ صِدْقا [3]
ولعليّ بْن أَبِي القاسم البَيْهَقيّ فيه يرثيه وقد قتلته الغُزّ:
يا سافكا دَمَ عالِمٍ مُتَبَحِّرٍ ... قد طال في أقْصى الممالكِ صيتُهُ
باللَّه قُلْ لي يا ظَلُومُ ولا تَخَفْ ... من كَانَ مُحيي الدّينِ كيف تُمِيتُهُ؟ [4]
وممّا قِيلَ فيه:
وفاةُ [5] الدّين والإسلام تُحيى [6] ... بمُحيي الدّين مولانا ابن يحيى
كأنّ اللَّه ربَّ العرشِ يُلقي ... عَلَيْهِ حين يُلْقي الدّرْسَ وَحْيا [7]
قَتَلَتْه الغُزْ، قاتَلَهَم اللَّه، حين دخلوا نَيْسابور في رمضان، دسّوا في فيه التّراب حتّى مات، رحمه اللَّه.
وقال السّمعانيّ [8] : سنة تسعٍ في حادي عشر شوّال بالجامع الجديد قَتَلَتْه الغُزّ لمّا أغاروا عَلَى نَيْسابور.
قَالَ: ورأيته في المنام، فسألته عَنْ حاله، فقال: غُفِر لي.
وكان والده من أهل جَنْزَة [9] ، فقدِم نَيْسابور، لأجل القُشَيْريّ، وصحِبَه مدَّة، وجاور، وتعبّد. وابنه كان أنْظَرَ الخُراسانيّين في عصره.
وقد سَمِعَ من: نصر الله الخشناميّ، وجماعة.
__________
[1] في الأصل: «بالشعر» .
[2] في وفيات الأعيان، والوافي بالوفيات، وشذرات الذهب: «فما خلته صدقا» .
[3] وفيات الأعيان 4/ 224، سير أعلام النبلاء 20/ 315، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 7/ 26، والوافي بالوفيات 5/ 197، وشذرات الذهب 4/ 151.
[4] وفيات الأعيان 4/ 224، وسير أعلام النبلاء 20/ 314، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 7/ 37، والوافي بالوفيات 5/ 197، وشذرات الذهب 4/ 151.
[5] هكذا في الأصل هنا وأصل سير أعلام النبلاء. وفي المصادر: «رفاة» .
[6] في الأصل: «تحيا» .
[7] وفيات الأعيان 4/ 223، طبقات الشافعية الكبرى 7/ 27، والوافي بالوفيات 5/ 197.
[8] في التحبير 2/ 253.
[9] جنزة: بالفتح اسم أعظم مدينة بأرّان، وهي بين شروان وأذربيجان، وهي التي تسمّيها العامّة كنجة. بينها وبين بردعة ستة عشر فرسخا. (معجم البلدان 2/ 171) .(37/338)
قَالَ: وكتبتُ عَنْهُ رحمه اللَّه.
474- محمود بْن الحسين بْن بُنْدَار بْن محمد [1] .
أبو نَجِيح بْن أَبِي الرّجاء الطَّلْحيّ [2] ، الأصبهانيّ، الواعظ.
قَالَ ابن السّمعانيّ: وُلِد في سنة إحدى وسبعين وأربعمائة.
وسمع: مكّيّ بْن منصور الثَّقَفيّ، وأحمد بْن عبد الله السّوذَرْجانيّ، وأبا مطيع محمد بْن عبد الواحد.
وورد بغداد، وسمع الكثير بقراءته عَلَى ابن الحُصَيْن، وطبقته. وله قبولٌ تامٌّ في الوعظ عند العامّة. وهو شيخ، ومتودّد، مطبوع، كريم، حريص عَلَى طلب الحديث. كتبت عَنْهُ، وكتب عنّي.
وتُوُفّي في سَلْخ ربيع الآخر.
قلت: وروى عَنْهُ: ابن عساكر، وأبو أحمد بْن سُكَيْنَة.
475- محمود بْن كاكوَيْه بْن أَبِي عليّ [3] .
أبو القاسم المَرْوَرُّوذِيّ.
وُلِد سنة ستّين وأربعمائة.
وحدّث ب «جامع» أَبِي عيسى، عَنْ عمّه أَبِي عَبْد الله مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عبد اللَّه العلاويّ، عَن الجرّاحيّ.
وتُوُفّي في أحد الرَّبيعَيْن أو الجمادين.
476- منير بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الأستاذ [4] .
كَانَ يخدمهم، ويحصّل الأموال، ويُنْفق عليهم.
__________
[1] انظر عن (محمود بن الحسين) في: المنتظم 10/ 155 رقم 241 (18/ 94 رقم 4190) ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 304 وفيه «محمود بن الحسن» ، وشذرات الذهب 4/ 151.
[2] الطّلحيّ: بفتح الطاء المهملة، وسكون اللام، وفي آخرها الحاء والمهملة. هذه النسبة إلى طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه. (الأنساب 8/ 246) .
[3] انظر عن (محمود بن كاكويه) في: التقييد لابن نقطة 443، 444 رقم 592، و 106 رقم 116 في ترجمة شيخه «محمد بن محمد بن العلاء» .
[4] لم أجده.(37/339)
حدَّث عَنْ: أَبِي الفتح ناصر البيّاضيّ.
وَقُتِلَ صبرا بمَرْو في فتنة الغُزّ في رجب.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم السّمعانيّ.
- حرف النون-
477- ناصر بْن حمزة [1] .
أبو المناقب بْن طَبَاطَبَا العلويّ، الأصبهانيّ.
سَمِعَ جزء لُوَيْن من ابن ماجة الأَبْهَرِيّ.
أخذ عَنْهُ: السّمعانيّ، وقال: مات في ربيع الآخر [2] .
478- نَصْر بْن أحمد بْن مُقَاتِل [3] بْن مَطْكُود [4] .
أبو القاسم السُّوسيّ، ثمّ الدّمشقيّ.
سَمِعَ من: جدّه. وأبي القاسم بْن أَبِي العلاء المصِّيصيّ، وأبي عبد الله بْن أَبِي الحديد، وسهل بْن بِشْر الإسْفَرَائينيّ.
روى عنه: أبو القاسم بن عساكر، وابنه القاسم، والحافظ أبو المواهب بن صصرى، وأخوه أبو القاسم، وطُرْخان بْن ماضي الشّاغوريّ، وآخرون.
قَالَ ابن عساكر [5] : كَانَ شيخا مستورا، لم يكن الحديث من شأنه.
تُوُفّي في تاسع عشر ربيع الأوّل.
قلت: وهو راوي جزء عليّ بْن حرب، رواية البلديّين [6] .
479- النُّعْمان بْن محمد بن النّعمان [7] .
__________
[1] انظر عن (ناصر بن حمزة) في: التحبير 2/ 337 رقم 1047، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 97 أ.
[2] وكانت ولادته قبل سنة ثمانين وأربعمائة.
[3] انظر عن (نصر بن أحمد) في: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 26/ 125، 126 رقم 83، والعبر 4/ 134، والمعين في طبقات المحدّثين 163 رقم 1759، والإعلام بوفيات الأعلام 225، وسير أعلام النبلاء 20/ 248 رقم 163، وشذرات الذهب 4/ 151.
[4] في الأصل: «مطلود» . باللام. وفي مختصر تاريخ دمشق «مظكود» بالظاء المعجمة.
[5] في تاريخ دمشق.
[6] ذكر له ابن عساكر أبياتا عن أبي الفرج سهل بن بشر، بسنده إلى منصور الفقيه.
[7] انظر عن (النعمان بن محمد) في: الأنساب 2/ 11، 12، والتحبير 2/ 348 رقم 1061،(37/340)
أبو سهل الباجْخُوسْتي [1] ، وهي من قُرى مَرْو.
شيخ صالح، متعبّد، خيِّر، فلّاح يأكل من زراعته. ثمّ عجز ولزِم بيته.
روى عَن الأديب كامكار المحتاجيّ.
قَالَ عبد الرحيم بْن السّمعانيّ: سمعتُ منه أوراقا.
تُوُفّي في أواخر رمضان، وله نيِّفٌ وثمانون سنة.
- حرف الهاء-
480- هِبة اللَّه بْن الحُسين بْن علي بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله [2] .
أبو القاسم بْن أبي عبدا للَّه بْن أَبِي شَرِيك البغداديّ، الحاسب.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وأبا الحسين بْن النَّقُّور.
قَالَ أبو سعد السّمعانيّ: كتبت عَنْهُ، وكان عَلَى التَّرِكات. وكانت الألسنة مُجْمِعَة عَلَى الثّناء السّيّء عَلَيْهِ. وكانوا يقولون إنّه ليست لَهُ طريقة محمودة، وقال لي وُلِدتُ في صَفَر سنة إحدى وستّين وأربعمائة.
تُوُفّي فيما بين أواخر صفر وأوائل ربيع الأوّل [3] .
قلت: روى عَنْهُ: أبو الفُتُوح محمد بْن عليّ الجلاجليّ، والحافظ أبو الفَرَج بْن الجوزيّ، والفتح بْن عبد السّلام، وآخرون.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا الْفَتْحُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ، أَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَرِيكٍ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَزَّازُ، قَالَ: ثَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، نَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عن زيد بن خلاد قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا أَوْ حَاجًّا أَوْ
__________
[ () ] ومعجم البلدان 1/ 313، واللباب 1/ 82.
[1] الباجخوستيّ: بفتح الباء، وسكون الجيم، وضم الخاء، وسكون السين المهملة. نسبة إلى باجخوست قرية من قرى مرو على أربعة فراسخ منها.
وفي (معجم البلدان) : على فرسخين من مرو، وبفتح الجيم.
[2] انظر عن (هبة الله بن الحسين) في: الأنساب 4/ 19، والعبر 4/ 134، والمعين في طبقات المحدّثين 163 رقم 1760، وميزان الاعتدال 4/ 292، والإعلام بوفيات الأعلام 225، وسير أعلام النبلاء 20/ 257، 258 رقم 173، ومرآة الجنان 3/ 292، وشذرات الذهب 4/ 152.
[3] في (الأنساب) توفي سنة 547 هـ.(37/341)
معتمرا وخلفه فِي أَهْلِهِ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ» [1] . 481- هبة الكريم بْن خَلَف بْن الْمُبَارَك بْن البَطِر [2] .
أبو نصر بْن الحنبليّ، البغداديّ، البَيِّع.
تفقّه عَلَى أسعد المِيهَنيّ، ثمّ ترك الفِقْه، واشتغل بالكَسْب والتّجارة.
سَمِعَ قريبة أبا الخطّاب بِهِ البَطِر.
روى عَنْهُ: أبو سعد بْن السّمعانيّ، وقال: تُوُفّي في ثامن ربيع الآخر.
- حرف الياء-
482- يحيى بْن الحسين بْن سعيد [3] .
أبو زكريّا الغَزْنَويّ [4] ، الصُّوفيّ.
سافر من غَزْنَة إلى خُراسان، والعراق، والشّام، وركب البحار.
وسمع بسِجِسْتَان من: أبي نصر هبة الله بن عبد الجبار.
وبكَرْمان: أبا غانم أحمد بْن رضوان.
روى عَنْهُ: عبد الكريم بْن السّمعانيّ، وقال: مات رحمه اللَّه في أواخر السّنة، وقد جاوز السّبعين.
483- يوسف بن محمد بن فارّو [5] .
أبو الحَجّاج الأنصاريّ، الأندلسيّ.
نشأ بجَيَّان [6] ، وقدِم العراق، ودخل خُراسان. وسمع الكثير ونَسَخ وجَمَع.
__________
[1] إسناده ضعيف لتدليس ابن جريج. قال الشيخ شعيب الأرنئوط: أورده السيوطي في «الجامع الكبير» ص 770 ونسبة للبيهقي في «الشّعب» . وأخرجه دون قوله «أو حاجّا أو معتمرا» من حديث زيد بن خالد: البخاري (2843) ، ومسلم (1895) ، وأبو داود (2509) ، والترمذي (1628) و (1631) ، والنسائي 6/ 46، وأحمد 4/ 115، و 116 و 5/ 192، والدارميّ 2/ 209، وابن ماجة (2759) .
[2] انظر عن (هبة الكريم بن خلف) في: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 322.
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] الغزنوي: بفتح الغين المعجمة والزاي الساكنة المعجمة وفي آخرها النون المفتوحة. هذه النسبة إلى غزنة، وهي بلدة أول من بلاد الهند. (الأنساب 9/ 142) .
[5] انظر عن (يوسف بن محمد) في: معجم البلدان 2/ 195.
[6] جيّان: بالفتح، ثم التشديد، وآخره نون. مدينة لها كورة واسعة بالأندلس تتصل بكورة البيرة(37/342)
وسمع مع ابن عساكر، وابن السّمعانيّ.
قَالَ ابن السّمعانيّ: كَانَ شابّا، صالحا، ديِّنًا، خيِّرًا، حريصا عَلَى طلب العِلم، مُجِدًّا في السَّماع، صحيح النَّقْل، حَسَن الخطّ، لَهُ معرفة بالحديث.
كتب عنّي وكتبت عَنْهُ.
وكان حَسَن الأخلاق، متودّدا، متواضعا، يفيد النّاس ويُسْمِعُهم ويقرأ لهم. ثمّ دخل بلخ، وصار إمام مسجد رانجوم إلى أن مات.
وقال لي: وُلِدتُ سنة بِضْعٍ وتسعين وأربعمائة. وقد أسره الفَرَنْج وقاسي شدائد، وخلّصه اللَّه.
تُوُفّي ببلْخ في سلْخ ذي القعدة [1] .
قلت: لم يذكره أبو عبد الله الأَبّار.
الكنى
484- أبو الحسين بْن عبد الله بْن حمزة [2] .
المَقْدِسيّ، الزّاهد. من أُولي المقامات والكرامات.
قد جمع الضّياء المقدسيّ جزاء من أخباره، فسمعه منه ابنا أخَوَيه:
الفخر بْن عليّ البخاريّ، والشّمس محمد بْن الكمال.
وقال: حدَّثني الإمام عبد الله بْن أَبِي الحسين الجيّانيّ، بأصبهان قَالَ:
مضيت إلى زيارة الشّيخ أَبِي الحسين الزّاهد بحلب، ولم تكن نيّتي صادقة في زيارته، فخرج إليَّ وقال: إذا جئت إلى المشايخ فلْتَكُنْ نيّتُك صادقة في الزّيارة.
وقال: كَانَ لي شَعْرٌ قد طال، وكنت قد حلقْته قبل ذَلكَ، فقال لي أبو الحسين: إذا كنت قد جعلت شيئا للَّه فلا ترجع فيه.
__________
[ () ] مائلة عن البيرة إلى ناحية الجوف في شرقي قرطبة. (معجم البلدان 2/ 195) .
[1] في معجم البلدان توفي سنة 545 هـ.
[2] انظر عن (أبي الحسين بن عبد الله) في: دول الإسلام 2/ 64، والمعين في طبقات المحدّثين 163 رقم 1761، والإعلام بوفيات الأعلام 225، وسير أعلام النبلاء 20/ 380- 384 رقم 258، والعبر 4/ 134، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 219، 220، وفيه «أبو الحسن» ، ومرآة الجنان 3/ 292، وشذرات الذهب 4/ 152.(37/343)
سَأَلت خالي أبا عُمَر عَن الشّيخ أَبِي الحسين، وقلت لَهُ: هل رأيته يأكل شيئا؟ قَالَ: رأيته يأكل خَرُّوبًا، يمصّه ثمّ يرمي بِهِ. ورأيته يأكل بَقْلًا مسلوقا.
قَالَ: ونقلت من خطّ الإمام أَبِي سعد السّمعانيّ قَالَ: سَمِعْتُ سِنَان بْن مُشيّع الرَّقّيّ يَقُولُ: رَأَيْت أبا الحسين المقدسيّ برأس العين، في موضعٍ قاعدا عُريانًا، وقد اتّزر بقميصه، ومعه حمار، والنّاس قد تكابّوا عَلَيْهِ، فجئت وطالعته، فأبصرني وقال: تعال: فتقدَّمتُ، فأخذ بيدي وقال: نَتَوَاخَى؟ قلت:
ما لي طاقة.
فقال: أيْش لك في هذا. وآخاني.
وقال لواحدٍ من الجماعة: حماري يحتاج إلى رَسَن، بِكَمْ رسَنَ؟
قَالُوا: بأربعة فلوس.
فقال لواحدٍ، وأشار بيده إلى موضع في الحائط: فإنّي جزت هاهنا وقتا، وخبّأت ثمّ أربع فلوس، اشتروا لي بها حَبْلًا. فأخذ الرجل الأربع فلوس من الحائط.
ثمّ قَالَ: أريد أن تشتري لي بدينار سمك.
قلت لَهُ: كرامة، ومن أين لك ذهب؟
قَالَ: بلى. معي ذهب كثير.
قلت: الذّهب يكون أحمر.
قال: أحمر. قال: أَبْصِر تحت الحشيش، فإنّي أظنّ أنّ لي فيه دينارا.
وكان ثمَّ حشيش، فنحّيت الحشيشَ، فخرج دينار وازن، فاشتريت لَهُ بِهِ سَمَكًا [1] . فنظّفه بيده، وشواه، ثمّ قلاه، ثمّ أخرج منه الجلْد والعَظْم، وجعله أقراصا، وجفّفه، وتركه في الْجُراب، ومضى.
وكان قُوتُه مِن ذا. وله كذا وكذا سنة ما أكل الخبز.
وكان يسكن جبال الشّام، ويأكل البلُّوط والخرنوب.
قَالَ: وقرأت بخطّ أَبِي الحَجّاج يوسف بْن محمد بن مقلّد الدّمشقيّ أنّه
__________
[1] في الأصل: «سمك» .(37/344)
سَمِعَ من الشّيخ أَبِي الحسين أبياتا من الشِّعْر بمسجد باب الفراديسي، ثمّ قَالَ:
وهذا الشّيخ عظيم الشّأن، يقعد نحو خمسة عشر يوما لا يأكل إلّا أكلة واحدة، وأنّه يتقوّت من الخرنوب البرّيّ، وأنّه يجفِّف السّمك ويدقّه، ويَسْتَفُّه.
وحدَّثني الإمام يوسف بْن الشّيخ أَبِي الحسين الزّاهد المقدسيّ أنّ رجلا كَانَ مَعَ الشّيخ، فرأى معه صُرَّة يَسْتَفُّ منها، فمضى الشّيخ يوما وتركها، فأبصر الرجل ما فيها، فإذا فيها شيء مرّ، فتركها. فجاء الشّيخ، فقال لَهُ: يا شيخ ما في هذه الصرَّة؟ فأخذ منها كَفًّا وقال: كُل.
قَالَ: فأكلته، فإذا هُوَ سُكّر مَلْتُوت بقلْب لَوْز.
وَأَخْبَرَنَا أبو المظفَّر بْن السّمعانيّ، عَنْ والده قَالَ: سمعتُ الشّيخ عبد الواحد بْن عبد الملك الزّاهد بالكَرْخ يَقُولُ: سمعتُ أبا الحسين المقدسيّ، وكان صاحب آيات وكرامات عجيبة، وكان طاف الدّنيا، يَقُولُ: رَأَيْت أعْجميًا بخُراسان يتكلَّم في الوعظ بكلامٍ حَسَن.
قلت: في أيّها رَأَيْت؟ قَالَ: في مَرْو، واسمه يوسف، يعني يوسف بْن أيّوب الزّاهد.
قَالَ عبد الواحد: ورأيته في غير الموسم، يعني أبا الحسين، بمكَّة مرّات، فسلّمت عَلَيْهِ، فعرفني وسألني، فقلت لَهُ: أيْش هذه الحالة؟ فقال: اجتزت هاهنا، فأردت أن أطوف وأزور.
قَالَ: وحدَّثني أبو تَمّام أحمد بْن تُرْكي بْن ماضي بْن معرّف بقرية دجانية، قَالَ: حدَّثني جدّي قَالَ: كنّا بعسقلان في يوم عيدٍ، فجاء أبو الحسين الزّاهد إلى امرأةٍ معها خُبْزٌ سُخْن، فقال: يا أُمَّ فلان، نشتهي من هذا الخبز السُّخْن لزوجك. وكان في الحَجّ. فناولتْه رغيفين، فلفّهما [1] في مِئْزَر، ومضى إلى مكَّة، فقال: خُذ هذا من عند أهلك. وأخرجه سُخْنًا، ورجع.
فقالوا إنّهم رأوه ضَحْوةً بعسقلان، ورأوه ذَلكَ اليوم بمكَّة فجاء الرجل من الحَجّ، فلقي أبا الحسين، فقال: ما أنت أعطيتني رغيفين؟! قَالَ: لا تفعل قد اشتبه عليك.
__________
[1] في الأصل: «فلفها» .(37/345)
وحدّثني قَالَ: حدّثني جدّي قَالَ: كَانَ أبو الحسين بعسقلان فوصّوا البوّابين أن لا يخلّوه يخرج لئلّا تأخذه الفِرَنج، فجاء إلى باب، وعمل أبو الحسين طرف قميصه في فيه، وسعى من الباب.
قَالَ: فإذا هُوَ في جبال لبنان.
قَالَ: فقال في نفسه: ويْلَك يا أبا الحسين، وأنت ممّن بلغ إلى هذه المنزلة! أو كما قَالَ.
وسمعت الإمام الزّاهد أحمد بْن مسعود القُرَشي اليَمَانيّ: حدّثني أَبِي قَالَ: قَالَتِ الفرنج: لو أنّ فيكم رجلا آخر مثل أَبِي الحسين لاتَّبعناكم عَلَى دينكم.
مرّوا يوما فإذا هُوَ راكبٌ عَلَى سَبُعٍ، وفي يده حيَّة، فلمّا رآهم نزل ومضى.
وقال أبو سعد السّمعانيّ: سَمِعْتُ الزّاهد عبد الواحد بالكرج قال: سمعنا الكُفّار يقولون: الأُسُود والنُّمور كأنّها نِعم أَبِي الحسين المقدسيّ.
قَالَ الضّياء: وقد سمِعْنا لَهُ غير ذَلكَ من مَشْيِ الأسد معه.
وحكى لَهُ الضّياء، فيما رواه، أنّه عمل مرَّةً حلاوة من قُشُور البِطِّيخ، فعرف حلاوة من أحسن الحلاوة.
وقال: حدّثني الإمام عبد المحسّن بْن محمد بْن الشّيخ أَبِي الحسين:
حدّثني أَبِي قَالَ: كَانَ والدي يعمل لنا الحلاوة مِن قُشور البِطِّيخ ويسوطها بيده.
قَالَ: فعمِلْنا بعد موته من قُشور البِطّيخ، فلم تنعمل، فقالت أمّي: بقيت تُعْوِزُ المِغْرَفَة. تعني يَدَه.
حدّثني الإمام عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْجَبَّار: حدَّثني جمال الدّولة سُنْقُر بْن اليمانيّ قَالَ: جاء الشّيخ أبو الحسين عندنا مرَّةً إلى سوق العرب، فقلنا لَهُ: يا شيخ ما تُطْمعنا حلاوة.
قَالَ: هاتوا إليَّ مِرْجَل. فجِئنا لَهُ بمِرْجَلٍ، فجمع قُشور البِطّيخ وتركه فيه،(37/346)
وأوقد تحته، وجعل يسوطه بيده، فصار حلاوة ما رأينا مثلَها، لا قراضيَّة ولا صابونيَّة.
قَالَ: وسمعت عبد الله بْن عبد الجيّار البَدَويّ بديرةٍ بظاهرة القدس:
حدّثني عيسى المصريّ، قَالَ: جاء أبو الحسين إلى حلب، فقال لَهُ رَجُل: تنزل عندي.
قَالَ: عَلَى شرط أنزل أين أردت.
فقال: نعم.
فجاء فنزل في الحشّ.
حدّثني الحاجّ نجم بْن سعد بدجانية قَالَ: حدَّثني الشّيخ أحمد بْن مسعود اليَمَانيّ قَالَ: جاء أبو الحسين إلى أَبِي وأنا صبيّ، فقال: يا شيخ قُلْ للجماعة يُعْطوني جردي من العِنَب. فجاء ذا بسَلّ عِنَب، وذا بسلّ، حتّى صار منه شيء كثير، فقال لي: تعالَ اعصُرْه. قَالَ: فبقيت أَطَأُهُ حتّى ينعصر، وجعله في قِدْرٍ، وغلى عَلَيْهِ، فصار دبْسًا، وجاء إلى خرْقٍ في الأرض، وصبّه فيه، ويقول:
امْضِ إلى أخي الفلانيّ في البلد الفُلانيّ، ويسمّي أصدقاءه حتّى فرغ منه.
وحدَّثني خالي الزّاهد أبو عُمَر، قَالَ: كَانَ أبو الحسين يأتي إلى عندنا، وكان يقطع البطّيخ ويطبخه، واستعار منّي سِكِّينًا يقطع بها البِطِّيخ فَجَرَحَتْه فقال:
ما سِكّينُك إلّا حمقاء.
ومشى هُوَ وسالم أبو أحمد وعمّي إلى صَرْخَد، ومعه رجلٌ مصريّ، فحمّله إلى رأسه جَرَّةً صغيرة فيها ماء بِطّيخ مطبوخ، وفي يده شربة أيضا. فلمّا وصلوا إلى الغَوْر انكسرت الشّرْبة، وبقيت تِلْكَ عَلَى رأسه، فانعفر رأسُه منها.
فلمّا وصلوا إلى حَوْران قَالَ: هاتِ حتّى نزرع البِطّيخ. فقلبها في الأرض.
سَمِعْتُ خالي أبا عُمَر: حدّثني خالي إسماعيل قَالَ: جاء أبو الحسين إلى عندي مرَّةً، فقال: اطبخوا لي طبيخا. فطبخنا، فأخذه ومضى إلى الْجَبَل، وجاء إلى زردة فصبَّه فيها.
قَالَ الضّياء: والحكايات عَنْهُ في طبْخه لماء البِطّيخ مشهورة.(37/347)
قَالَ: ذكر أنّ النّار كَانَ يدخلها وحملها في ثوبه. سَمِعْتُ الحاجّ حَرَميّ بْن فارس بالأرض المقدّسة قَالَ: حدّثتني امرأةٌ كبيرة من قريتنا أنّ أختها كانت زَوْجَة أَبِي الحسين الزّاهد، فذكرت عَنْهُ أنّه دخل تَنُّورًا [1] فيه نار، وخرج منه.
قَالَ: وسمعت الزّاهد عبد الحميد بْن أحمد بْن إسماعيل المقدسيّ: حدّثني أَبِي أنّه رَأَى أبا الحسين يوقد نارا يطبخ رِبًّا، ومعه سلّ يسقي فيه، أظنّه قَالَ بيده، ثمّ يبدّد النّار، ويأتي بالماء في السّلّ، فيقلبه عَلَى الرِّبّ.
حدَّثني الإمام أبو عبد الله محمد بْن إسماعيل بْن أحمد بقرية مَرْو، أَنَا أبو يوسف حَسَن قَالَ: كنت مَعَ أَبِي الحسين الزّاهد، فجئنا إلى قريةٍ، وإذا عندهم نار عظيمة، فقال: اعطوني من هذه النّار. فجاءوا إِلَيْهِ بقطعة جرّة فملئوها فقال:
صُبُّوها في مِلْحَفَتي. فصبّوها في مِلْحَفَتِه، فأخذها ومضى.
وحدَّثني آخر هذه الحكاية عَنْ أَبِي يوسف.
وحدَّثني الإمام أبو أحمد محمد بْن أحمد بْن إسماعيل المقدسيّ قَالَ:
سَمِعْتُ مشايخ من أهل بلدنا، أنّ أبا الحسين كَانَ يجيء إلى الأَتُون وهم يوقّروه، فيقول: دَعُوني أدفأ. فيعبُرُ فيه، ويخرج من الموضع الّذي يخرجون منه الرّماد، وهو ينقض ثيابه من الرّماد، ويقول: دفِيت.
سَمِعْتُ الإمام أبا الثّناء محمود بْن هَمّام الأنصاريّ: حدَّثني الحافظ يوسف قَالَ: كَانَ بدمشق أبو عبد الله الطَّرائفيّ رَجُل لَهُ معروف قَالَ لي: أشتهي الشّيخ أبا الحسين يدخل بيتي.
فقلت لَهُ، فقال: نعم، ولكنْ إن كَانَ عنده للأتان موضِع. فقلت للطّرائفيّ، فقال:
نعم.
فبقي سنة، ثمّ قَالَ لي يوما: ألا تمضي بنا إلى عند الرّجل الّذي وعدْناه؟
فمضيت وهو عَلَى حماره، فدخلنا الدّار، وللطّرائفيّ أُخْتٌ مُقْعَدَة، فقال لَهُ عَنْهَا، فقال: ائتني بماءٍ من هذا البئر. فجاءه بماءٍ في قدح، فرقي فيه، ثمّ قال:
__________
[1] في الأصل: «تنور» .(37/348)
رشّ منه عليها.
قَالَ: فرشّ عليها، فقامت، وجاءت وسلّمت عَلَى الشّيخ.
هذا معنى ما حكاه لي.
وحدّثني الإمام الزّاهد يوسف بْن الشّيخ أَبِي الحسين الزّاهد: حدَّثتني أمّي أنّ أَبِي كَانَ يصلّي مرَّةً في البيت، فرأت السّقْف قد ارتفع، وقد امتلأ البيت نورا.
سَمِعْتُ خالي الإمام مُوَفَّق الدّين يَقُولُ: حُكي أنّ الشّيخ أبا الحسين كَانَ راكبا مرَّةً عَلَى حمار عند غباغب، وهو مُمَدّد عَلَى الحمار، فرآه رجل فقال:
أقتل هذا وآخذا حماره. فلمّا حاذاه أراد أن يمدّ يده إِلَيْهِ، فيبست يداه، فمرّ أبو الحسين وهو يضحك منه، فلمّا جاوزه عادت يداه. فسأل عَنْهُ، فقيل لَهُ: هذا الشّيخ أبو الحسين.
قَالَ الضّياء: وكان فيما بلغني ينزع سراويله فيلبسه للحمار. فإذا رآه النّاس تعجّبوا وقالوا: أيْش هذا؟ فيقول: حتّى توارى عَوْرة الحمار. فيضحكون منه.
وبلغني أنّه فعل هكذا [1] بحمارة، وكان ينقل عَلَيْهِ حجارة لعمل شيءٍ من قلعة دمشق، وكان النّاس يتفرّجون عَلَيْهِ، فجاء رَجُل عَلَى بغْلة فعرفه، فنزل وجاء إِلَيْهِ، وأظنّه قبّل رِجْلَيه، فقال: ما تركْتَنَا نكسب الأجْرَ، وما كَانَ أحدٌ يعرفنا.
وسمعت خالي أبا عُمَر يَقُولُ: حدَّثني أبو غانم الحلبيّ قَالَ: دخلت امْرَأَة الشّيخ أَبِي الحسين إلى عند امْرَأَة السّلطان، فأعطتها شِقَّة حرير، فجاء أبو الحسين فعملها سراويل للحمار.
سَمِعْتُ عُمَر بْن يحيى بْن شافع المؤذّن: حدَّثني عبد الغنيّ، رَجُل خيِّر، بمصر قَالَ: جاء أبو الحسين إلى عندنا، فخرج فرأى حمّالا قفص معه فُخّارًا قد وقع وتكسّر، فجمعه فقال: يا شيخ أيش نفع جَمْعُه؟ فأتى معه إلى صاحبه وحطّه عَنْهُ، فإذا كلّه صحيح.
__________
[1] في الأصل: «فعل من هكذا» .(37/349)
وقبر أَبِي الحسين بحلب يُزار عند مقام إبراهيم.
وأخبرني ولده أبو الحَجّاج يوسف أنّه فيما يغلب عَلَى ظنّه تُوُفّي والده سنة ثمانٍ وأربعين قَالَ: تُوُفّي بعد أخْذ عسقلان بسنة.
أنشدنا شهاب الشّذيانيّ: أَنَا أبو سعد السّمعانيّ، أَنَا يوسف بْن محمد الدّمشقيّ: أنشدني أبو الحسين الزّاهد:
ما لنفسي ما لها ... قد هوت في مطالها
كلّما قلت قد دنا ... وتجلّى صلالها
رجعت تطلب الحرامَ ... وتأبى حلالها
عاتِبُوها لعلّها ... تَرْعَوي عَنْ فِعالها
وأَعْلِمُوها بأنّ لي ... ولها من يسألها(37/350)
- سنة تسع وأربعين وخمسمائة
- حرف الألف-
485- أحمد بْن الحسن بْن أحمد بْن يحيى بْن يحيى [1] .
أبو عبد الرحمن النّيسابوريّ، الكاتب، والشّاعر.
سَمِعَ: أبا بَكْر بْن خَلَف الشّيرازيّ، وعثمان بْن محمد المَحْمِيّ.
روى عَنْهُ: ابن السّمعانيّ، وابنه عبد الرحيم وقال: كَانَ ينحل بعض الأجزاء ويُثْبت اسمه، ويدّعي أشياء لم يسمعها والدي.
قرأنا عَلَيْهِ، إنّما هُوَ من الأُصُول.
تُوُفّي في شوّال مقتولا بعد أن عاقَبَتْه الغُزّ. وكان مولده في سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة.
وروى عَنْهُ أيضا: المؤيَّد الطُّوسيّ.
وقد أغارت الغُزّ عَلَى مَرْو في شوّال، فقتلوا، وعذّبوا، وصادروا، ونهبوا.
كما فعلوا عام أوّل. وكذا فعلوا بنَيْسابور، وهَرَاة وطُوس، وَقُتِلَ خلق كثير، فلا قوَّة إلّا باللَّه.
486- أحمد بْن الحسن بْن محمد بْن أحمد الآمِديّ [2] .
المحدّث، أبو حامد التّنّيسيّ [3] .
__________
[1] لم أجده.
[2] انظر عن (أحمد بن الحسن التنيسي) في: الأنساب 3/ 96.
[3] التّنّيسيّ: بكسر التاء المنقوطة باثنتين من فوق، وكسر النون المشدّدة والياء المنقوطة باثنتين من تحتها والسين غير المعجمة، بلدة من بلاد ديار مصر في وسط البحر والماء بها محيط، وهي كور من الخليج وسمّيت بتنيس بن حام بن نوح.(37/351)
فقيه، فاضل.
سَمِعَ الكثير بنفسه، ورحل. وكان مولده بتنّيس في حدود الخمسمائة وتُوُفّي بآمُل طَبَرِسْتان كهلا.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم السّمعانيّ.
487- أحمد بْن طاهر بْن سعيد بْن الشّيخ أَبِي سَعِيد فضل اللَّه بْن أَبِي الخَير المِيهَنيّ [1] .
أبو الفضل الصُّوفيّ، مولده بميهنة في سنة أربع وستّين وأربعمائة، وسمع بنَيْسابور: أبا جعفر بْن عِمران الصُّوفيّ، وأبا بَكْر بْن خَلَف، وأبا الحسين الواسطيّ، وأبا الحسن المَدِينيّ.
وحدَّث ببغداد.
وروى كُتُب الواحديّ عَنْهُ بالإجازة. ونزل برِباط الشّيخ إسماعيل بْن أَبِي سعد.
قَالَ ابن السّمعانيّ: سافر الكثير، وخدم المشايخ والصُّوفيَّة. وهو ظريف الخلَّة، حسَنَ الشّمائل، متواضع.
تُوُفّي في ثامن رمضان، ودُفِن عَلَى دكَّة الْجُنَيْد.
قلت: وروى عَنْهُ: أبو اليُمْن الكِنْديّ، والفتح بْن عبد السّلام. وجماعة.
وآخر من روى عَنْهُ بالإجازة: أبو الحسن بْن المُقَيَّر.
488- أحمد بْن عبد الرحمن بْن ربيع [2] .
الأشْعريّ، أبو عامر القُرْطُبيّ. جدّ آل بني الرّبيع.
أخذ القراءات عَنْ: أَبِي القاسم بْن النّحّاس.
ولازم أبا بَكْر بْن العربيّ مدَّةً، وتفقّه بِهِ.
روى عَنْهُ: ولده عبد الرحمن المتوفّى سنة خمس وثمانين [3] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن طاهر) في: سير أعلام النبلاء 20/ 196، 197 رقم 127.
[2] انظر عن (أحمد بن عبد الرحمن بن ربيع) في: تكملة الصلة لابن الأبّار 1/ 34، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة، السفر الأول، ق 1/ 203 رقم 277.
[3] قال المراكشي: كان بقرطبة حيّا سنة ست عشرة وستمائة.(37/352)
489- أحمد بْن الحافظ عبد الغافر بْن إسماعيل بْن أَبِي الحسين عبد الغافر الفارسيّ [1] .
شيخ، صالح، عالم.
سمع: نصر الله الخشناميّ، والشّيروييّ.
مات في عُقوبة الغُزّ في شوّال، وله ستّون سنة بنَيْسابور. قاله السّمعانيّ.
490- أحمد بْن عبد الملك بْن محمد [2] .
أبو عُمَر الأنصاريّ، الإشبيليّ، المعروف بابن أَبِي مروان.
حافظ كبير، ذكره أبو عبد الله بْن الأَبّار [3] ، فقال: سَمِعَ من: شُرَيْح بْن محمد، وأبي الحكم بْن حَجّاج، ومفرِّج بْن سعادة.
وكان حافظا، محدّثا، فقيها، ظاهريّ المذهب. وله مصنَّف في الحديث سمّاه «المُنْتَخَب المُنْتَقَى» ، وعليه بنى [4] كتابه أبو محمد عبد الحقّ في الأحكام.
وكان عبد الحقّ تلميذه. استشهد إلى رحمة اللَّه ورضوانه بلَبْلة عند ثورة أهلها والتّغلُّب عليهم في شعبان.
قلت: وكان ابن قريوته أبا جعفر [5] .
491- أحمد بْن عَلِيّ بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بن السّمين [6] .
__________
[ () ] «أقول» : وعلى هذا ينبغي أن تؤخّر هذه الترجمة إلى وفيات القرن التالي!.
[1] لم أجده.
[2] انظر عن (أحمد بن عبد الملك) في: التكملة لابن الأبّار 1/ 58، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة، السفر الأول، ق 1/ 265، 266 رقم 346.
[3] في التكملة 1/ 58،.
[4] في الأصل: «بنا» .
[5] وقال المراكشي: وكان محدّثا حافظا لأسانيد الحديث ومتنه، يستظهر من كتب الحديث جملة منها صحيح مسلم، حتى ليؤثر عنه أنه نسخ منه نسخا من حفظه ذاكرا لأسماء الرجال وتواريخهم وتعديلهم وتجريحهم، مميّزا لهم، بذّ في ذلك كله أهل عصره، حتى كان يقال فيه: ابن معين وقته. وكان أبو محمد بن جمهور يقول فيه: كان بخاريّ زمانه.
وقال أبو العباس ابن خليل: سألته أن يملي عليّ كتابا في رجال الحديث، فأملى عليّ من ذلك كثيرا دون تأمّل في كتاب ولا استمداد من ديوان. ثم إنه نقّر بعد عن صحّة ما أملاه، فوافق ما قيّده المحقّقون والحفّاظ المتقدّمون من أصحاب التواريخ في أسماء الرجال وأحوالهم.
[6] انظر عن (أحمد بن علي) في: لسان الميزان 1/ 228 رقم 711.(37/353)
أبو المعالي البَغداديّ، الخبّاز.
سَمِعَ الكثير، ونسخ بخطّه عَنْ: نصر بْن البَطِر، وابن طلْحة النّعاليّ، وجماعة.
قال ابن السّمعانيّ: كتبت عنه جزءا، وسألته عَنْ مولده، فقال: سنة إحدى وسبعين وأربعمائة.
وتُوُفّي في رابع عشر رمضان. وصلّى عَلَيْهِ أبو جعفر، ثمّ الشّيخ عبد القادر.
قَالَ ابن النّجّار: كَانَ قليل العِلم، وفيه غَفْلَة. روى لنا عَنْ: ابن سُكَيْنَة، وابن الأَخضر، وأبي الفَرَج بْن القُبَّيْطيّ، ويحيى بْن الحسين الأُوَانيّ.
قال ابن ناصر: كاذب، لا يجوز السّماع منه.
492- أحمد بْن أَبِي الفضل العبّاس بْن أحمد بْن محمد بْن أحمد [1] .
الإمام، أبو الحَسَن [2] الشَّقَّانيّ [3] ، الحَسْنَويّ، النَّيْسابوريّ.
شيخ، صالح.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وأبا بَكْر بْن خَلَف الشّيرازيّ، وأبا بَكْر محمد بْن إسماعيل التَّفْلِيسيّ، وأبا عبد الرحمن الشّحّاميّ.
ووُلِد في سنة خمسٍ وسبعين وأربعمائة.
روى عَنْهُ: ابن السّمعانيّ، وابنه، فقال: تُوُفّي في أواخر السّنة، وقيل:
سنة ثمانٍ في كائنة الغُزّ، قاتَلَهم اللَّه.
493- أحمد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عليّ بْن بِشْر [4] .
أبو محمد النُّوقانيّ.
فقيه، صالح، خيِّر. أُحْرِق في معاقبة الغُزّ في رمضان وهو صائم، والله يكافئ من ظلمه على بغيهم.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن أبي الفضل) في: الأنساب 7/ 361.
[2] في الأنساب: «أبو العباس» .
[3] الشّقّاني: بفتح الشين المعجمة، وتشديد القاف، وفي آخرها النون.
[4] لم أجده.(37/354)
494- إبراهيم بْن عتيق بْن أَبِي العَيْش [1] .
البَلَنْسِيّ، المقرئ، أبو إسحاق.
قال الأبّار. أخذ عن أبي داود.
وأقرأ النّاس ببلده، وحملوا عنه.
توفّي بشاطبة.
495- إبراهيم بن مهديّ بن عليّ بن محمد بن قلنبا [2] .
الإمام أبو الحسين الإسكندريّ.
قال أبو سعد السّمعانيّ: كان إماما، فاضلا، بارعا، مناظرا، منقبضا عَن النّاس. ورد خُراسان في سنة ثمانٍ وثلاثين وخمسمائة.
قلت: وإليه يُنسب جزء ابن قلنبا، أظنّه انتقاه من روايات السِّلَفيّ. رواه جعفر الهَمَذَانيّ، عَن السِّلَفيّ.
496- إسماعيل بْن جامع بْن عبد الرحمن بْن سَوْرة [3] .
أبو القاسم النَّيْسابوريّ.
سكن بلْخ، وولي الأعمال الكبار، واتّصل بالدّولة. وكان يُحبَس ويُطْلَق، واتّصل بعسكر الغُزّ، وقدِم مَرْوَ معهم، وشرع في مصادرة المسلمين وأَذِيّتهم.
وكان يَقُولُ: إنّي صائم ولا أُفْطِر إلّا عَلَى الحلال.
وقد سَمِعَ من: أَبِي عَمْرو المَحْمِيّ، وأبي بكر بن خلف.
ترجمه عبد الرحمن بْن السّمعانيّ في «مُعْجَمه» ، وقال: حملني والدي إِلَيْهِ، وقرأ عَلَيْهِ جزءا، وتَرْك الرّواية عَنْهُ أولى. وصُلِب ببلْخ في أواخر ربيع الأوّل. صلبه الغُزّ بإشارة السُّلطان سَنْجَر.
قلت: روى عنه: أبو سعيد الصّفّار، والمؤيَّد الطُّوسيّ سمعا منه أربعين حديثا خرّجت له.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن عتيق) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
[2] لم أجده.
[3] انظر عن (إسماعيل بن جامع) في: التحبير 1/ 86- 88 رقم 15، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 99 ب.(37/355)
ومن مشايخه: عبد الرحمن الواحديّ، وعبد الباقي المَرَاغِيّ وإسماعيل بْن عبد الله السّاويّ.
497- إسماعيل الظّافر باللَّه [1] .
أبو منصور بْن الحافظ لدين الله عبد المجيد بن محمد بن المستنصر باللَّه معد بن الظاهر علي بن الحاكم المصريّ، العُبَيْديّ، أحد الخلفاء المصريّين، الشّيعة، الخارجين على الإمام.
قام بالأمر بعد أبيه الحافظ، وبقي في الخلافة خمس سِنين.
ووَزَرَ لَهُ سليم بْن مصّال الأفضل إلى أن خرج على ابن مصّال العادل ابن السَّلَّار واستأصله، وتمكَّن من المملكة إلى أن قتله ابن ابن امرأته نصر بْن عبّاس سنة ثمانٍ [2] ، كما ذكرنا.
وقام بعده في الوزارة أَبُوهُ عبّاس.
ثمّ إنّ نصرا وأباه وَثَبا عَلَى الظّافر فقتلاه، وأخفياه، وجحداه في سلْخ شعبان، وأجلسا مكانه ولده الفائز عيسى. والظّافر كَانَ شابّا، صبيًّا، لعّابًا، له
__________
[1] انظر عن (إسماعيل الظافر باللَّه) في: ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 308، 320، 322، 329، 330، 361، والمنتظم 10/ 158 (18/ 98) ، والإعتبار 7- 9، 18، 21، 28، ونزهة المقلتين لابن الطوير 53/ 56، 59، 60، 62، 66، 67، والكامل في التاريخ 11/ 191، 192، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 208، وتاريخ الزمان، له 170، والمغرب في حلي المغرب 89- 91، 97، 221، 257، 361، وكتاب الروضتين 1/ 243، وأخبار الدول المنقطعة 98، 102، 107- 109، 117، والمختصر في أخبار البشر 3/ 28، ونهاية الأرب 28/ 315- 317، وأخبار مصر لابن ميسّر 2/ 92، 93، ووفيات الأعيان 1/ 237، 238 و 3/ 110، 416، 419، 491، 493، 494، و 7/ 158، 206، 220، 312، وتاريخ دولة آل سلجوق 225، والمنتقى من أخبار مصر 147، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 223، ودول الإسلام 2/ 65، والعبر 4/ 136، وتاريخ ابن الوردي 2/ 55، والدرّة المضيّة 562، 563- 565، 566، وعيون التواريخ 12/ 480، 484، 485، والإعلام بوفيات الأعلام 226، ومرآة الجنان 3/ 295، والكواكب الدريّة 146، والجوهر الثمين 263، 264، والمؤنس 71، واتعاظ الحنفا 3/ 324- 327، والمواعظ والاعتبار 1/ 375، والوافي بالوفيات 9/ 151- 153 رقم 4057، وحسن المحاضرة 2/ 16، وتاريخ الخلفاء 440، وتحفة الأحباب للسخاوي 73، 311، والنجوم الزاهرة 5/ 306- 308، وتاريخ ابن خلدون 4/ 74، 75، وتاريخ ابن سباط (بتحقيقنا) 1/ 100، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 227، 228، وأخبار الدول 2/ 247.
[2] راجع الحوادث.(37/356)
نهمة في الجواري والأغاني، وكان يَأْنَس بنصر بْن عبّاس، فدعاه إلى دار أبيه ليلا، فجاء متنكّرا لم يعلم بِهِ أحد، وهذه الدّار هِيَ اليوم المدرسة السّيُوفيَّة، فقتله وطمره. وقيل: كَانَ ذَلكَ في نصف المحرَّم، وقيل: في سَلْخه.
وكان من أحسن النّاس صورة، عاش اثنتين وعشرين سنة، وكان نصر أيضا في غاية الملاحة، وكان الظّافر، يحبّه، فقتله نصر بأمر أبيه، ثمّ ركب عبّاس من الغد إلى القصر.
فقال: أين مولانا؟ ففقدوه، وخرج إِلَيْهِ أَخَواه جبريل ويوسف.
فقال: أين هُوَ مولانا؟
فقال: سَلْ ولدك، فإنّه أعلم بِهِ منّا.
فقال: أنتما قتلتماه. وأمَرَ بهما فضُرِبت رِقابهما. ثمّ جَرَت أمور ستأتي.
498- إسماعيل بْن عبد الله بْن أَبِي سعد [1] .
أبو طاهر التُّونيّ [2] ، خادم مسجد عَقِيل بنَيْسابور.
كَانَ صالحا، خيّرا، خدم الإمام أبا نصر محمد بْن عبد الله الأَرْغيانيّ أكثر من ثلاثين سنة، وسمع معه الكثير. وقدِم بغداد معه حاجّا سنة عشر وخمسمائة.
ومولده بتون.
ودخل نَيْسابور وهو مُراهق، وسمع بها: أبا عليّ نصر اللَّه الخُشْناميّ، وعبد الغفّار الشّيُروِيّيّ.
قُتِلَ بنَيْسابور، بعد أن عُوقب وأُخذ منه ألف دينار، في رمضان.
- حرف الباء-
499- ألْبُقش [3] .
مقدّم جيش. جاء هُوَ ومسعود بلال إلى شهربان، فنهبوا وبدّعوا، ثمّ
__________
[1] انظر عن (إسماعيل بن عبد الله) في: الأنساب 3/ 109.
[2] التّوني: بضم التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وسكون الواو وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى تون، وهي بليدة عند قاين يقال لها تون قهستان.
[3] انظر عن (البقش) في: المنتظم 10/ 156، 157، 159، رقم 242 (18/ 96- 98 رقم 4191) ، والكامل في التاريخ 11/ 195، 196 وفيه: «ألبقش كون خر» .(37/357)
حاربهم المقتفي لأمر اللَّه بنفسه في هذه السّنة.
ثمّ مات البقش في رمضان، وتصرّف في ولايته قَيْمَاز السُّلْطانيّ.
- حرف الحاء-
500- حامد بْن أَبِي الفتح أحمد بْن محمد [1] .
الحافظ، أبو عبد الله المَدِينيّ، من كبار الطَّلَبَة.
سَمِعَ: الحدّاد، وأبا زكريّا بْن مَنْدَهْ، وابن الحُصَيْن، وابن فارس.
وعنه: السّمعانيّ، وولده عبد الرحيم، وعبد الخالق بْن أسد.
وكان صالحا، ورِعًا، إماما، زاهدا. مات في شعبان بِيَزْد.
أرّخه أبو موسى المَدِينيّ.
501- الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ [2] .
أَبُو عَلِيٍّ البَطَلْيُوسيّ [3] ، الأندلسيّ.
ورد نيسابور قبل العشرين وخمسمائة.
وسمع من: أَبِي نصر عبد الرحيم بْن القُشَيْريّ، والأديب أحمد بْن محمد المَيْدانيّ، وسَهْل بْن إبراهيم المسجديّ.
وبالإسكندريَّة: أبا بَكْر محمد بْن الوليد الطُّرْطُوشيّ.
سَمِعَ منه: أبو يوسف السّمعانيّ، وقال: تُوُفّي بنَيْسابور سنة ثمانٍ أو تسعٍ وأربعين. فَوَهِم. وسيأتي في سنة 68.
502- الحسين بْن أَبِي الأسعد هبة الرحمن بْن عبد الواحد بن القشيريّ [4] .
روى عن: الشّيرويّيّ.
__________
[1] لم أجده.
[2] انظر عن (الحسن بن علي) في: الأنساب 2/ 241، 242.
[3] البطليوسيّ: بفتح الباء المنقوطة بواحدة والطاء المهملة وسكون اللام وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وسكون الواو وفي آخرها السين المهملة. هذه النسبة إلى بطليوس وهي مدينة من مدن الأندلس من بلاد المغرب.
[4] لم أجده.(37/358)
وعنه: عبد الرحيم بْن السّمعانيّ، وقال: عاقَبَتْه الغُزّ بالنّار فهلك.
503- الحسين بْن محمد بْن الفضل بْن عليّ بْن طاهر [1] .
التَّيْميّ. أبو الْمُرَجَّى الأصبهانيّ، البقّال، المعروف بجُوجي.
أخو الإمام الكبير إسماعيل.
ولد سنة تسع وستّين وأربعمائة.
وسمّعه أخوه من عبد الوهّاب بْن مَنْدَهْ، وجماعة.
روى عَنْهُ: الحافظ أبو موسى المَدِينيّ وقال: تُوُفّي في سابع ربيع الأوّل، ودُفن عَنْ والده.
قلت: وحجّ، وسمع من رزق اللَّه التّميميّ، وغيره.
روى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ.
504- الحسين بْن محمد بْن الحسين [2] .
السّيد أبو عليّ العَلَويّ، الطَّبَريّ، نزيل هَرَاة.
سَمِعَ: أبا الفتح عبد الله بْن أحمد الدّبّاس، وأبا المحاسن عبد الواحد الرُّويَانيّ.
وكان يستملي عَلَى المشايخ. وتُوُفّي في المحرَّم.
505- حمزة بْن محمد بْن بَحْسُول بْن فَتْحان [3] .
أبو الفَتْح الهَمَذَانيّ، نزيل هَرَاة مدَّةً، ثمّ انتقل إلى بلْخ.
قَالَ أبو سعد السّمعانيّ: عارف بطُرق الحديث، سافر الكثير، ودخل بغداد، وسمع: أَبَا القاسم بْن بيان، وأبا عليّ بْن نبهان، وبأصبهان من: غانم البُرْجيّ، وأبي عليّ الحدّاد.
وعقد مجلس الإملاء ببلْخ.
وسمع أهل هَرَاة بقراءته كثيرا.
وتُوُفّي ببلْخ في ربيع الأوّل.
__________
[1] لم أجده.
[2] لم أجده.
[3] لم أجده.(37/359)
- حرف الراء-
506- رقية بِنْت سعد اللَّه بْن أسعد بن سعيد بن الشيخ أبي سعيد المِيهَنيّ [1] .
أم الرّضا.
سَمِعْتُ بإسْفَرَايين: محمد بْن الحسين بْن طلْحة الإسْفَرَايينيّ.
وبساوَة من: محمد بْن أحمد الكامِخيّ.
وعنها: أبو سعد السّمعانيّ.
تُوُفِّيَت في رمضان وقت دخول الغُزّ مِيهَنَة، سجدت فوقعت ميتَّة.
- حرف السين-
507- سالم بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَرَ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَرَ بْن مُحَمَّد بْن جعفر بْن محمد بْن حفص بْن بَكْر بْن سالم بْن عَبْد الله بْن عُمَر [2] .
أبو الفتح العَدَويّ، العُمَريّ، الهَرَويّ.
قَالَ ابن السّمعانيّ: كَانَ شيخا، صالحا، عفيفا، من بيت الحديث.
سَمِعَ: أَبَاهُ أبا عاصم بْن أَبِي الفتح، وأبا عبد الله الحسين الكُتُبيّ، وأبا العلاء صاعد بْن سَيّار، وأبا عطاء بْن أَبِي عُمَر المَلِيحيّ، والحافظ عبد الله بْن يوسف الجرجانيّ.
ومولده سنة ستّ وسبعين وأربعمائة بهَرَاة.
وتُوُفّي في شوّال.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم بْن السّمعانيّ، وأبو رَوْح.
508- سعد بْن سعد اللَّه بْن أسعد بْن سعيد بْن الشّيخ أَبِي سعيد فضل اللَّه المِيهَنيّ [3] .
أبو بَكْر بْن أَبِي سعيد.
قَالَ ابن السّمعانيّ: شيخ، صالح، جميل الطّريقة، كثير العبادة. سافر به
__________
[1] لم أجدها.
[2] انظر عن (سالم بن عبد الله) في: الأنساب 9/ 58، 59.
[3] لم أجده.(37/360)
أَبُوهُ إلى العراق. وسمع منه جماعة.
سَمِعَ من: جدّ أبيه سعيد، ومن أَبِي الفضل محمد بْن أحمد بْن الحَسَن العلّاف، وعبد الرحمن بْن أَبِي صالح النَّيْسابوريّ، ومحمد بْن أحمد الكامِخيّ، ومحمد بْن المظفَّر الشّاميّ، ورزق اللَّه التّميميّ، وجماعة.
قَالَ لي: وُلِدتُ فِي ربيع الأوّل سنة تسع وستّين وأربعمائة، وتُوُفّي قتيلا في ذي الحجَّة بأيدي الغُزّ.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم السّمعانيّ، وأبوه.
- حرف العين-
509- عائشة بِنْت أحمد بْن منصور بْن محمد بْن القاسم الصّفّار [1] .
النَّيْسابوريَّة أخت الإمام عُمَر.
قَالَ ابن السّمعانيّ: امْرَأَة صالحة كثيرة الخير.
سَمِعْتُ: أبا المظفَّر موسى بْن عِمران، وابا بَكْر بن خلف، وأبا السنابل هبة اللَّه القُرَشيّ، وجماعة كثيرة.
ومولدها في سنة إحدى وسبعين وأربعمائة.
روى عَنْهَا ابني، وغيره. وفُقِدت في أيّام الغارة في نصف شوّال.
510- العبّاس بْن محمد بْن أَبِي منصور [2] .
أبو محمد الطَّابَرَانيّ، الطُّوسيّ، العصّاريّ، والواعظ، ولَقَبُهُ: عناسَة [3] .
قَالَ ابن السّمعانيّ [4] : شيخ صالح، سكن نيسابور، وكان يعظ بعض
__________
[1] انظر عن (عائش بنت أحمد) في: أعلام النساء 3/ 7.
[2] انظر عن (العباس بن محمد) في: التحبير 1/ 602- 604 رقم 593، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 186 أ، ومعجم البلدان 4/ 3، 4، والتقييد لابن نقطة 109 رقم 123 وفيه:
«محمد بن محمد أبو العباس» ، والمعين في طبقات المحدّثين 163 رقم 1762، والمشتبه في الرجال 2/ 463، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 100، وتبصير المنتبه 1011.
وهو في: سير أعلام النبلاء 20/ 288، 289 رقم 195، وقال محقّقاه بالحاشية: «لم نعثر على مصادر ترجمته» !.
[3] هكذا في الأصل. وفي التحبير، وطبقات السبكي: «عباسة» . وفي معجم البلدان «عباية» .
[4] في التحبير 1/ 603.(37/361)
الأوقات، وتفرّد برواية «الكشف والبيان في التّفسير» للأستاذ أَبِي إسحاق الثّعالبيّ، بروايته عَن القاضي محمد بن سعيد الفرّخزاديّ، عَنْهُ [1] .
وسمع: أبا الحسن المَدِينيّ، وأبا عثمان إسماعيل الأبريسميّ.
ولد قبل السّبعين وأربعمائة.
وروى عَنْهُ: عبد الرحيم بْن السّمعانيّ، والمؤيَّد الطُّوسيّ وهو سِبْطُه، وأبو سعد الصّفّار.
وعُدِم في نَوْبة الغُزّ في شوّال بنَيْسابور، رحمه اللَّه، وقد قارب السّبعين [2] .
511- عبد الله بْن أحمد بْن المفضَّل بْن الأيْسَر [3] .
أبو البَرَكَات البغداديّ، الكاتب.
سَمِعَ: مالك بْن أحمد البانْياسيّ، وأبا الغنائم بْن أَبِي عثمان.
وتُوُفّي في عاشر صفر.
روى عَنْهُ: أبو سعد السَّمعانيّ، وعمر بْن طَبَرْزَد، وغيرهما.
512- عبد الله بْن محمد بن الفضل بن أحمد [4] .
__________
[1] زاد ابن السمعاني: وعمّر العمر الطويل حتى مات من يرويه، وتفرّد هو برواية هذا الكتاب بنيسابور، وقرئ عليه مرّات عدّة. وكانت ولادته في شهور سنة ستين وأربعمائة بطوس.
وقال في (معجم الشيوخ) : ولما انصرفت من العراق سنة سبع وثلاثين كان جماعة يقرءون عليه فختم الكتاب عليه عند قبر مصنّفه، وحضرت الختم وسمعت المجلس الأخير.
[2] وقال السبكي: مما أنشده ابن السمعاني في (التحبير) في ترجمة العباس بن محمد المعروف بعباسة:
لا تعرض فيما قضى ... واشكر لعلّك ترتضي
اصبر على مرّ القضا ... إن كنت تعبد من قضى
وذكر أبياتا أخرى. وكل ذلك لم يرد في التحبير: وقد روى أبو سعد السمعاني هذين البيتين من الشعر في ترجمته في معجم شيوخه، الورقة 186، ولعلّ السبكي أخذها عن المعجم فوهم ونسبها إلى التحبير، وربما اعتمد السبكي على النسخة الأصلية للتحبير. (انظر حاشية التحبير، رقم 998) .
[3] لم أجده.
[4] انظر عن (عبد الله بن محمد الفراوي) في: التقييد 325، 326 رقم 390، والإعلام بوفيات الأعلام 226، والعبر 4/ 136، 137، ودول الإسلام 2/ 66، والمعين في طبقات المحدّثين 164 رقم 1763، وسير أعلام النبلاء 20/ 227، 228 رقم 146، ومرآة الجنان 3/ 295، والنجوم الزاهرة 5/ 319، وشذرات الذهب 4/ 153.(37/362)
أبو البركات ابن فقيه الحرم كمال الدّين أَبِي عبد الله الصّاعديّ، الفُرَاويّ [1] ، النَّيْسابوريّ، صفيّ الدّين.
سَمِعَ من: جدّه الفضل، وجدّه لأمّه أَبِي عبد الرحمن طاهر الشّحّاميّ، ومحمد بْن عُبَيْد اللَّه الصّرّام، ومحمد بْن إسماعيل التَّفْلِيسيّ، والرئيس عثمان بْن محمد المَحْمِيّ، وأبي نصر محمد بْن سهْل السّرّاج، وفاطمة بِنْت أَبِي عليّ الدّقّاق، وأبي المظفَّر موسى بْن عِمران الصُّوفيّ، والحسن بْن أحمد السَّمَرْقَنْديّ، والحَسَن بْن عليّ البُسْتيّ الفقيه، وأبي القاسم عبد الرحمن بْن أحمد الواحديّ، وأبي بَكْر بْن خَلَف الشّيرازيّ، وآخرون.
روى عَنْهُ: ابن عساكر، وابن السّمعانيّ، وابنه عبد الرحيم بْن السّمعانيّ، وحفيده منصور بْن عبد المنعم، والمؤيَّد الطُّوسيّ، والقاسم بْن عبد الله الصّفّار، وزينب الشِّعْريَّة، وآخرون.
قَالَ ابن السّمعانيّ: إمام، فاضل، ثقة، صدوق، ديّن، حَسَن الأخلاق، لَهُ باعٌ طويل في الشُّرُوط وكتب السِّجِلّات، لا يجري أحدٌ مجراه في هذا الفنّ.
وهو إمام مسجد المُطَرّز.
وقال عبد الرحيم بْن السّمعانيّ: سَمِعْتُ من لفْظه «معرفة علوم الحديث» للحاكم، بسماعه من ابن خَلَف، عَنْهُ.
وسمعت منه «مُسْنَد أَبِي عَوَانَة» ، بروايته من أوَّله إلى فضائل المدينة، عَنْ أَبِي عَمْرو المْحميّ، ومن ثَمّ إلى فضائل القرآن، بروايته، عَنْ أَبِي الفضل الصّرّام، ومن فضائل القرآن إلى آخر الكتاب، من فاطمة بِنْت الدّقّاق، برواية الثّلاثة، عَنْ عبد الملك، عَنْ أَبِي عَوَانَة.
وُلِد في سنة أربع وسبعين وأربعمائة، ومات في ذي القعدة من الجوع بنَيْسابور.
513- عَبْد اللَّه بْن هبة اللَّه بْن المظفر ابن رئيس الرؤساء ابن المسلمة [2] .
__________
[1] الفراوي: ضبطها ابن السمعاني وابن الأثير بضم الفاء. وضبطها ياقوت. بفتحها. وهي نسبة إلى فراوة: بليدة من أعمال نسا بينها وبين دهستان وخوارزم.
[2] انظر عن (عبد الله بن هبة الله) في: المنتظم 10/ 159 رقم 243 (18/ 99 رقم 4192) ،(37/363)
أبو الفُتُوح، أستاذ دار الخليفة المقتفي.
قَالَ ابن الْجَوْزيّ [1] : لَهُ صَدَقات، وأعطية، ومُجَالسة للفقراء، والصُّوفيَّة، وإنفاقٌ عليهم.
وولي بعده ابنه عضُد الدّين محمد.
514- عبد الأعلى [2] بْن عزيز بْن أَبِي الفخر [3] .
السّيّد، الشّريف، أبو يَعْلَى العَلَويّ، الحُسَينيّ، المالِينيّ، الهَرَويّ. سِبْط عبد الهادي بْن شيخ الإسلام الأنصاريّ.
كَانَ مفضَّلًا، جوادا، سخيّ النَّفْس.
سَمِعَ: أبا عبد الله العُمَيْريّ، وأبا عطاء المليحِيّ.
سَمِعْتُ منه بمَرْو. قاله عبد الرحيم بْن السّمعانيّ.
تُوُفّي في المحرَّم.
515- عبد الجبّار بْن أَبِي سعد بْن أَبِي القاسم [4] .
أبو الفَتْح الدّهّان، الهَرَويّ، الطَّبيب.
شيخ مُسِنّ. سَمِعَ من: بِيبي الهَرْثَمِيَّة أحاديث ابن أَبِي شُرَيْح. وُلِد سنة إحدى وستّين.
وتُوُفّي بهَرَاة في السّادس والعشرين من ذي القعدة.
روى عَنْهُ: ابن السّمعانيّ، وابنه عبد الرحيم.
516- عبد الحكيم بن مظفّر [5] .
أبو نصر الكرجيّ [6] .
__________
[ () ] والكامل في التاريخ 11/ 200.
[1] في المنتظم.
[2] في الأصل: «عبد الأعلا» .
[3] انظر عن (عبد الأعلى بن عزيز) في: التحبير 1/ 419 رقم 377 وفيه «عبد الأعلى بن عبد العزيز» والمثبت يتفق مع نسخة خطّية من التحبير، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 101 أ.
[4] لم أجده.
[5] انظر عن (عبد الحكيم بن مظفّر) في: الأنساب 10/ 381، 382.
[6] الكرجي: بالتحريك. وزاد ابن السمعاني في نسبه: «الفحفحي» ووصفه بالأديب.(37/364)
مات في المحرَّم عَنْ إحدى وتسعين سنة.
روى «جزء لوين» عن ابن ماجة.
وعنه: السَّمْعانيّ.
517- عبد الخالق [1] بْن زاهر بْن طاهر بْن محمد [1] .
أبو منصور الشّحّاميّ، النَّيْسابوريّ.
سَمِعَ من: جدّه، وأبي عَمرو المَحْمِيّ، وأبي بَكْر بْن خَلَف، وأبي القاسم عبد الرحمن بْن أحمد بالواحديّ، ومحمد بْن إسماعيل التَّفْلِيسيّ، والفضل بْن أَبِي حرب الْجُرْجَانيّ، وأحمد بْن سَهْل السّرّاج، وعبد الملك بْن عبد الله الدّشْتيّ، وهبة اللَّه بْن أَبِي الصَّهْباء، وأبي المظفَّر موسى بْن عِمران، ومحمد بْن عليّ بْن حسّان البُسْتيّ، ومحمد بْن عُبَيْد اللَّه الصّرّام، وطائفة سواهم.
وولد في سنة خمس وسبعين وأربعمائة.
روى عنه: ابن عساكر [2] ، وابن السمعاني، وابنه عبد الرحيم، والمؤيَّد الطُّوسيّ، والقاسم بْن الصّفّار، وجماعة.
قَالَ ابن السّمعانيّ: كَانَ ثقة، صدوقا، حَسَن السّيرة، والمُعَاشرة، لطيف الطَّبْع. مُكْثِرًا من الحديث. ولمّا كبر كَانَ يستملي للشّيوخ والأئمَّة بنَيْسابور كوالده وجدّه. ولمّا شاخ كَانَ يُملي في موضع أبيه وجدّه، بجامع المَنِيعيّ. وفُقِد في وقعة الغُزّ، فلا يُدرى قُتِلَ أو هلك من البَرْد في شوّال بنَيْسابور.
ثمّ سَمِعْتُ بعد ذَلكَ أنّه أُحرق.
قلت: أنبأني أبو العلاء الفَرَضيّ أنّه مات في العُقُوبة والمطالبة، وقد وقع لنا من حديثه أربعينان. وكان متميّزا في الشّرُوط.
518- عبد الرحمن بْن عبد الصّمد بن أحمد بن أحمد [3] .
__________
[1] انظر عن (عبد الخالق بن زاهر) في: التقييد 379 رقم 488، والعبر 4/ 137، ودول الإسلام 2/ 66، والإعلام بوفيات الأعلام 226، وسير أعلام النبلاء 20/ 254، 255 رقم 171، والمعين في طبقات المحدّثين 164 رقم 1764، والنجوم الزاهرة 5/ 319، وشذرات الذهب 4/ 153، 154.
[2] في مشيخته، ورقة 104 ب.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الصمد) في: الأنساب 1/ 335، 336، والتحبير 1/ 398-(37/365)
أبو القاسم بْن الأكّاف [1] ، من أهل نَيْسابور.
سَمِعَ: أبا سعد الحِيريّ، وأبا بَكْر الشّيرِويّيّ.
وكان إماما، ورِعًا، فقيها، مُناظِرًا، مُفِيدًا، قانعا باليسير، كبير القدْر.
قَالَ أبو الفَرَج بْن الْجَوْزيّ [2] : لمّا استولى الغُزّ عَلَى نَيْسابور قبضوا عَلَيْهِ، وأخرجوه ليعاقبوه، فشفع فيه السّلطان سَنْجَر، وقال: كنت أمضي إِلَيْهِ متبرّكا بِهِ، ولا يمكّنني من الدّخول عَلَيْهِ، فاتركوه لأجلي. فتركوه. فدخل شَهْرسْتَان وهو مريض، فبقي أيّاما ومات، رحمه اللَّه [3] .
519- عبد الرحمن بْن محمود بْن إبراهيم [4] .
أبو المَعاليّ، الفاسيّ، نزيل مَرْو. شيخ جَلْد، حَسَن الصّلاة. كَانَ يخدم بيت السّمعانيّ.
سمع: سهل بن محمد الشّاذْياخيّ، وأبا بَكْر الشّيرُوِيّيّ، وإسماعيل بْن البَيْهَقي. وحدَّث، روى عَنْهُ: عبد الرحيم السّمعانيّ.
تُوُفّي في شعبان.
520- عبد الرحمن بْن مكّيّ بْن يحيى [5] .
أبو المطهَّر، الهَمَذَانيّ، الأديب.
تخرَّج بِهِ جماعة. وسمع من: عَبْدُوس بْن عبد الله.
__________
[400] رقم 352، والمنتظم 10/ 159 رقم 244 (18/ 99 رقم 4193) ، والكامل في التاريخ 11/ 200، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 223، 224، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 246، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 113، 114، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 101 ب.
[1] الأكاف: من يعمل أكاف البهائم وهي برذعة الحمار ونحوه. (الأنساب) .
[2] في المنتظم 10/ 59 (18/ 99) .
[3] وقال ابن السمعاني: إمام ورع، عالم، عامل بعلمه، يضرب به المثل في دقيق الورع، حسن السيرة والديانة، والتجنب عن السلطان والأمور التي تشين العلم وأهله، وكان يعظ وعظا نافعا مفيدا. وهو قانع بالحلال الموروث عن والده.. وكان في حال شبيبته يتكلم في المسائل الخلافية ويحسن فيها. ثم اشتغل بالعبادة والعزلة وقلّة المخالطة.. وقرأ الكثير بنفسه على شيوخنا ومن لم نلحقهم. سمعت منه أحاديث يسيرة من لفظه في منزله. (التحبير) .
[4] لم أجده.
[5] لم أجده.(37/366)
روى عَنْهُ: السّمعانيّ، وقال: مات في رجب عَنْ إحدى وثمانين سنة.
521- عبد الملك بْن بوانة بْن سعيد بْن عصام [1] .
أبو مروان العُبْدرِيّ، الغَرْنَاطيّ، المعروف بابن بيطار. نزيل مالقة.
سَمِعَ من: ثَمَال بْن عطيَّة، وأبي محمد بْن عَتّاب، وأبي جعفر البَطْرُوجيّ، وجماعة.
وكان عارفا بصناعة الحديث، معتنيا بالآثار. ولي قضاء مالقة.
وقد روى عَنْهُ: أبو القاسم السُّهَيْليّ، وأبو عبد الله بْن الفخّار.
وتُوُفّي سنة تسعٍ وأربعين، وقيل: سنة ثلاثٍ، وقد جاوز السّبعين.
522- عبد المؤمن بْن عبد الجليل بْن عليّ بْن بُنَان [2] .
الأصبهانيّ، أبو نصر.
سَمِعَ جزء لُوَيْن، عَن ابن ماجة الأَبْهَرِيّ.
مات في المحرَّم [3] .
523- عبد الواسع بْن عبد الرحمن بْن مُوَفَّق بْن عبد الله [4] .
الواعظ، أبو مُوَفَّق.
ساق ابن السّمعانيّ نَسَبَه إلى سَرِيّ السَّقَطيّ، وقال: كَانَ واعظا متميّزا، من أهل هَرَاة.
سَمِعَ: حاتم بْن محمد المحموديّ، وأبا عطاء المليحيّ.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم بْن السّمعانيّ، وقال: تُوُفّي فِي ربيع الآخر وله سبعون سنة [5] .
__________
[1] انظر عن (عبد الملك بن بوانة) في: تكملة الصلة لابن الأبّار، رقم 1712، ومعجم الصدفي 250 رقم 230، وبغية الملتمس للضبيّ 376 رقم 1060، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة، السفر الخامس، ق 1/ 15، 16 رقم 21.
وفي المصادر: «عبد الملك بن بونة» من غير ألف بعد الواو.
[2] انظر عن (عبد المؤمن بن عبد الجليل) في: التحبير 1/ 493 رقم 470، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 162 أ، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 101 ب.
[3] قال ابن السمعاني: لم يتفق أني سمعت منه شيئا.. وكتب إليّ الإجازة.
[4] انظر عن (عبد الواسع بن عبد الرحمن) في: التحبير 1/ 500 رقم 477، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 101 ب.
[5] كانت ولادته في ذي الحجة سنة 85 هـ.(37/367)
524- عُبَيْد [اللَّه] [1] بْن المظفَّر [2] .
أبو الحَكَم الباهليّ، الأندلسيّ، الطّبيب، الشّاعر، الأديب، نزيل دمشق.
كَانَ ماهرا بالطِّبّ، خليعا، ماجنا، لَهُ مَرَاثٍ في قومٍ لم يموتوا عَلَى طريق اللَّعِب، وكان مُدْمِنًا للشّرْب، يجلس بجيرون للطَّبّ، وسكن بدار الحجارة، وكان كثير المدائح في رؤساء دمشق.
تُوُفّي في ذي القعدة.
وكان يلعب بالعُود.
ولِعِرْقِلَة [3] الشّاعر يهجوه:
لنا طبيبٌ شاعرٌ أَشِر ... أراحنا من وجهه اللَّه
ما عاد في بكرةِ يومٍ فتى ... إلّا وفي بابيه رثّاه
وديوانه موجود، وقد سمّاه: «نهج الوضاعة» ، وفيه أشياء ظريفة مضحِكَة من الهَجْو والغَزَل. وله مقصورة في المجون كصريع الدِّلاء.
525- عَرَفَةُ بْن محمد [4] .
أبو الفتوح [5] السّمرقنديّ [6] .
__________
[1] في الأصل بياض. والمستدرك من مصادر ترجمته.
[2] انظر عن (عبيد الله بن المظفّر) في: ديوان ابن منير الطرابلسي (من جمعنا) 277، 284، 285، وخريدة القصر (قسم شعراء المغرب والأندلس) ج 4 ق 1/ 369- 382، ومعجم البلدان 2/ 327 وفيه: «عبد الله» ، ووفيات الأعيان 3/ 123- 125، وعيون الأنباء في طبقات الأطباء 2/ 240 رقم 472، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 15/ 366 رقم 351، وعيون التواريخ 12/ 480- 484، وشذرات الذهب 4/ 135، ونفح الطيب 2/ 17، و 7/ 15- 21، وكشف الظنون 771، 1993، وهدية العارفين 1/ 456، ومعجم المؤلفين 6/ 246، 247.
[3] هو أبو الندى حسّان بن نمير بن عجل الكلبي المعروف بعرقلة الدمشقيّ، أو الأعور، أو الكلبي. ولد سنة 486 بدمشق وتوفي بها سنة 567 هـ. انظر: ديوان ابن منير (من جمعنا) 62 وفيه مصادر ترجمته.
[4] انظر عن (عرفة بن محمد) في: التحبير 1/ 605 رقم 594 وفيه: «عرفة بن علي بن محمد السمذي النيسابورىّ» ، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 186 أ، 186 ب، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 102 أ.
[5] في معجم الشيوخ: «أبو الفتح» .
[6] هكذا هنا وملخص تاريخ الإسلام. وفي التحبير ومعجم الشيوخ: «السمّذي» .(37/368)
روى عَنْ: أَبِي بَكْر بْن خَلَف الشّيرازيّ [1] .
وعنه: المؤيَّد الطُّوسيّ، والقاسم بْن الصّفّار، وغيرهما [2] .
526- علي بْن محمد بْن عبد العزيز بْن الحافظ أَبِي حامد بْن محمد بْن جعفر [3] .
أبو الحَسَن المَرْوَزِيّ، الشّاوانيّ [4] ، من قرية شاوان.
تفقه على: أبي المظفر السمعاني، وسمع منه.
ومن: إسماعيل بْن محمد الزّاهريّ، وجماعة.
وعنه: السّمعانيّ [5] .
مات في ربيع الأول عَنْ بضْعٍ وثمانين سنة.
527- عليّ بْن محمد بْن يحيى [6] .
أبو الحسن الدّرينيّ [7] .
__________
[1] وزاد في التحبير: أبا المظفّر موسى بن عمران الأنصاريّ، وأبا القاسم عبد الرحمن بن أحمد الواحدي. وقال: شيخ صالح، نظيف الثياب، جميل الأمر، من أهل الخير.. سمعت منه.
وتوفّي ليلة الأحد الخامس عشر من شهر ربيع الآخر سنة تسع وثلاثين وخمسمائة.
وقال في معجم الشيوخ: سمعت منه كتاب الأربعين للحاكم أبي عبد الله الحافظ، بروايته عن ابن خلف، عنه.
[2] ورّخ ابن السمعاني وفاته في سنة 539 هـ. وهنا في ملخص تاريخ الإسلام 549 هـ.
[3] انظر عن (علي بن محمد بن عبد العزيز) في: التحبير 1/ 585، 586، رقم 572، والأنساب 7/ 272، 273، ومعجم البلدان 3/ 249.
[4] الشاواني: بفتح الشين المعجمة، والواو بين الألفين، وبعدها النون. هذه النسبة إلى قرية من قرى مرو، يقال لها شاوان، على ستة فراسخ.
[5] وهو قال: وكان لا يعرف شيئا، بل صحب الأئمة. وكان مزّاحا مطايبا، عمّر العمر الطويل حتى صار لا يتماسك، وكنت آنس به، وكان يحضر مع السواد والرساتيق، وكان بحيث لا يتماسك ويبدر منه ما يقبح ذكره. قرأت عليه مجالس من أمالي جدّي في البلد، وبقرية كوردروقوت.
وكانت ولادته في سنة ثلاث وستين وأربعمائة. (الأنساب) وقال في التحبير: وكان من الفتانين الشطارين، وعمّر العمر الكبير حتى مات أقرانه.
[6] انظر عن (علي بن محمد بن يحيى) في: المنتظم 10/ 160 رقم 246 (18/ 100 رقم 4195) ، والكامل في التاريخ 11/ 200، وخريدة القصر (قسم شعراء العراق) 1/ 144، والجامع المختصر لابن الساعي 9/ 24، ووفيات الأعيان 2/ 478 (في ترجمة شهدة بنت الإبري) ، والمختصر المحتاج إليه لابن الدبيثي 1/ 48 (بالحاشية) ، والمشتبه في الرجال 1/ 200، وتبصير المنتبه 575، والوافي بالوفيات 22/ 153، 154 رقم 98.
[7] في الكامل: «الدويني» . وهو تصحيف.(37/369)
كَانَ يخدم أبا نصر الإبَرِيّ، فزوّجه بنته شُهْدَة الكاتبة.
وسمع من: طِراد، وأبي عبد الله النِّعَاليّ، وابن البَطِرِ.
روى عَنْهُ: ابن السّمعانيّ، وابن عساكر، وغيرهما.
قَالَ ابن السّمعانيّ: ثمّ عَلَتْ درجته، وصار خِصِّيصًا بالمقتفي لأمر اللَّه، يشاوره، ويُدْنيه، ويراجع في الأمور. وكان متودّدا متواضعا، كبير القدْر، يُعرف بثقة الدّولة ابن الأنباريّ. وقد بنى مدرسة ووَقفها عَلَى الفُقهاء.
تُوُفّي في شعبان، ودُفِن بداره [1] .
528- عليّ بن محمد بن عتيق [2] .
أبو الحَسَن النَّيْسابوريّ، المطرّز. نزيل مَرْو.
أديب فاضل، ساكن، وقور، علّم أولاد الأمير ابن العباديّ.
وحدّث عن: نصر اللَّه الخشنامي.
روى عنه: عبد الرحيم بن السمعاني، وقال: قتلته الغُزّ في شوّال.
529- عليّ بْن محمد بْن أَبِي عُمَر [3] .
البغداديّ، الدّبّاس، البزّاز. ويُعرف بابن الباقِلّانيّ.
وُلِد سنة سبعين.
وسمع من: رزق اللَّه التَّميميّ، وطِراد بْن محمد، وابن البَطِر.
روى عَنْهُ: أبو الفَرَج بْن الْجَوْزيّ، وغيره.
وتُوُفّي في شوّال.
تفقّه بابن عقيل.
__________
[1] ومن شعره:
ألا هل لأيام الصّبا من يعيدها ... فيطرب صبّ بالغضا يستعيدها
وهل عذبات الدّوح من رمل حاجر ... يميل إلى نوحي مع الورق عودها
سقى الله أيامي بها كل مزنة ... تصوب ثراها بالحيا وتجودها
وردّ ليالينا بجرعاء مالك ... فقد طال ما ابيضّت من العيش سودها
[2] لم أجده.
[3] انظر عن (علي بن محمد الدبّاس) في: المنتظم 10/ 160 رقم 245 (18/ 99 رقم 4194) .(37/370)
530- عليّ بْن ناصر بْن محمد [1] .
أبو الحَسَن النّوقانيّ، الفقيه الشّافعيّ.
قَالَ ابن السّمعانيّ: مصيب في الفتاوى، كثير العبادة. تفقّه بِهِ جماعة [2] .
وروى جزءا عَنْ: عليّ بْن حمزة النّوقانيّ.
مات في رمضان عَنْ ثلاثٍ وسبعين سنة.
531- عُمَر بْن عليّ بْن سهل [3] .
أبو سعد الدّامغانيّ، المعروف بالسّلطان.
قَالَ ابن السّمعانيّ: كَانَ إماما مُنَاظِرًا، فَحْلًا، واعظا، حَسَن الباطن والظّاهر، رقيق القلب، سريع الدّمعة [4] .
سَمِعَ: أبا بَكْر بْن خَلَف الشّيرازيّ، وأبا تُراب عبد الباقي المَرَاغيّ، والحسن بْن أحمد السَّمَرْقَنْدي الواعظ، وأحمد بْن محمد الشّحّاميّ.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم بْن السّمعانيّ، لقِيه بمَرْو.
وكان قد تفقَّه بأبي حامد الغزاليّ.
تفقه عَلَيْهِ القُطْب النَّيْسابوريّ مفتي دمشق.
وقيل: توفّي سنة ثمان.
__________
[1] انظر عن (علي بن ناصر) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 84 أ، 184 ب، والتحبير 1/ 594، 595 رقم 582، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 284، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 495.
[2] عبارته في التحبير: إمام فاضل، حافظ لمذهب الشافعيّ رحمه الله، مصيب في الفتاوى، حسن السيرة، كثيرة العبادة، واجتمع عليه جماعة من الفقهاء البلديين والغرباء، وتفقهوا عليه واقتبسوا منه، وأظهر بركته عليهم.. وكتبت عنه كتب «الأربعين» للحسن بن سفيان. وكانت ولادته بنوقان في رمضان سنة ست وسبعين وأربعمائة، هكذا ذكر لي لما سألته.. قيل إنه مرارته انشقّت من خوف الغزّ وإحاطتهم بالمشهد ونزولهم به.
وقال في معجم الشيوخ: كيّس، حادّ الخاطر. متصرّف في الفقه، اشتهر بذلك.
[3] انظر عن (عمر بن علي) في: التحبير 1/ 525 رقم 512، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 290، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 51، 52، وطبقات الشافعية لابن كثير (مخطوط) ورق 124 أ.
[4] وزاد: سمعت منه بنيسابور شيئا يسيرا. (التحبير) .(37/371)
532- عَمْرو بْن زكريّا بْن بَطّال [1] .
أبو الحَكَم البَهْرانيّ، اللَّبْلِيّ [2] .
أخذ القراءات عَنْ: شُرَيْح، والعربيَّة عَنْ: أَبِي الحسن بْن الأخضر.
وسمع الكثير من القاضي أَبِي بَكْر بْن العربيّ.
وولي القضاء والخطابة بِلَبْلة.
روى عَنْهُ: أبو العبّاس بْن خليل، ويحيى بْن خَلَف الهَوْزَنيّ، وأبو محمد بْن جمهور، وجماعة.
وَقُتِلَ في الوقعة الكائنة عَلَى لَبْلَة في هذا العام.
- حرف الفاء-
533- فاتك [3] بْن موسى بْن يعيش [4] .
أبو محمد المخزوميّ، المَنْصَفيّ [5] ، ومَنْصَف: من قُرَى بَلْنِسية.
سَمِعَ: بَرَكَة بْن الحسين بْن عليّ الطَّبَريّ، وأبي بَكْر الطُّرْطُوشيّ.
وكان صالحا، زاهدا، مُجَاب الدّعوة.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر بْن بحر، وطارق بْن موسى، والقُدَماء.
ثمّ حجّ في آخر عُمره، وجاور بمكَّة حتّى مات.
534- الفضل بْن أَبِي بَكْر بْن أَبِي نصر [6] .
أبو محمد النّيسابوريّ، السكّاف [7] التّاجر، المقرئ.
روى عنه: نصر الخشناميّ.
__________
[1] لم أجده.
[2] اللّبليّ: بفتح أوله ثم السكون، ولام أخرى. نسبة إلى لبلة. قصبة كورة بالأندلس كبيرة يتصل عملها بعمل أكشونية. (معجم البلدان 3/ 10) .
[3] وردت هذه الترجمة في الأصل قبل ترجمة «عائشة بنت أحمد بن منصور» التي تقدّمت برقم (509) ، وقد أخّرتها إلى هنا حسب ترتيب الحروف.
[4] لم أجده.
[5] المنصفي: بالفتح ثم السكون، وفتح الصاد.
[6] لم أجده.
[7] في الأصل: «الكافر» .(37/372)
وعُدِم في وقعة الغُزّ.
وعنه: عبد الرحيم.
535- فضل اللَّه بْن المفضَّل بْن فضل اللَّه بْن أحمد بْن إبراهيم [1] .
أبو بَكْر حفيد الإمام الزّاهد أَبِي سعيد المِيهنيّ.
قَالَ ابن السّمعانيّ: لم يبق من عشيرته أقرب إلى الشّيخ منه. وكان شيخا ظريفا، بهيّ المنظر، خرّاجا ولّاجا.
سَمِعَ: أبا طاهر سعيد، وأبا الفضل محمد بْن أحمد العارف، وأبا المظفَّر موسى بْن عِمران الصُّوفيّ.
قلت: روى عَنْهُ: ابن السّمعانيّ، وابنه عبد الرحيم.
وقتلته الغُزّ بِمِيهَنة، فماتَ في الضَّرْب والعقوبة في ذي الحجة [2] .
- حرف الميم-
536- محمد بن أحمد بن الْجُنَيْد بْن محمد [3] .
أبو بَكْر الزّاهد، خطيب مِيهَنَة.
إمام، ورِع، مُصِيب في الفتاوى.
سَمِعَ: جدّه، وأبا الفضل محمد بْن أحمد العارف، وسعيد بْن أَبِي سعيد المِيهَنيّ، وأبا سهل عبد الملك الدَّشتيّ.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم بْن السّمعانيّ، وغيره.
قتلته الغُزّ بِمِيهَنَة في ذي القعدة سنة تسعٍ، وهو ابن بضْعٍ وثمانين سنة [4] .
__________
[1] انظر عن (فضل الله بن المفضّل) في: التحبير 2/ 30، 31 رقم 627، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 102 ب.
[2] وكانت ولادته في سنة 461 بميهنة.
[3] انظر عن (محمد بن أحمد الجنيد) في: معجم شيوخ ابن السمعاني 198 أ، والتحبير 2/ 59، 60 رقم 660، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 102 ب.
[4] وقال ابن السمعاني: كان إماما فاضلا، ورعا، متديّنا، كيّسا، فهما، ذكيا، حسن الأخلاق، متواضعا، متودّدا. تفقّه على الإمام عبد الكريم بن يونس الأزجاهي، وعلّق عليه المذهب، وعمّر العمر الطويل، وجاوز التسعين، وكانت الخطابة إليه بميهنة. وله رحلة إلى نيسابور..
كتبت عنه في النوب الثلاثة، وكانت ولادته في الثاني من صفر سنة ثلاث وستين وأربعمائة.(37/373)
537- محمد بْن إبراهيم بْن مكّيّ [1] .
أبو طاهر الأصبهانيّ، الطَّرَازيّ [2] .
صالح، خيِّر، روى الكثير.
سَمِعَ: أحمد، وشجاعا ابني المَصْقَليّ، ومحمود بْن جعفر.
قَالَ السّمعانيّ [3] : قرأتُ عَلَيْهِ «معرفة الصّحابة» لابن مَنْدَهْ من ابني المَصْقِليّ.
مولده في سنة ستّين وأربعمائة [4] .
ومات في جُمادّى الأولى.
538- محمد جامع بْن أَبِي نصر بْن إبراهيم [5] .
أبو سعد [6] النَّيْسابوريّ، الصّيرفيّ، خيّاط الصّوف.
__________
[ () ] (التحبير) .
وقال في (معجم شيوخه) : ولما دخلت ميهنة أول نوبة دخلتها في شوال سنة تسع وعشرين وكان غائبا عنها إلى قرية كاريزان على نصف فرسخ من ميهنة فمضيت إليها وقرأت عليه أوراقا من حديث الأصمّ بروايته عن أبي سعيد الصيرفي، عنه، وسمعت جميع كتاب «التوبة» لأبي بكر بن أبي الدنيا.
[1] انظر عن (محمد بن إبراهيم) في: التحبير 2/ 52، 53 رقم 655، والأنساب 8/ 224، ومعجم البلدان 3/ 524، واللباب 2/ 84، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 102 ب.
[2] الطّرازي: بفتح الطاء والراء المهملتين، وكسر الزاي المعجمة في آخرها. هذه النسبة إلى طراز وهي بلدة على حدّ ثغر التّرك.
[3] قوله في الأنساب 8/ 224.
[4] وقال في التحبير: كان شيخا صالحا، سديدا، راغبا في الرواية والتحديث، وكان أكثر الأوقات فارغا قاعدا في الجامع بأصبهان، مستعدّا للقراءة عليه حتى كنّا نقول له: محمد بن أبي نصر ابن أبي القاسم الفارغ.. وكانت له إجازة عن أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب. كتبت عنه بأصبهان، وقرأت عليه «معرفة الصحابة» جميعه لأبي عبد الله بن مندة، عن الأخوين، عنه. وقرأت عليه جميع كتاب «الجامع لأخلاق الراويّ وآداب السامع» لأبي بكر الخطيب، بروايته عن المصنف إجازة، وقرأت عليه جزء لوين أيضا بروايته عن الأخوين، عن الأبهري، عن الخروري. وكتاب «المنهاج» تصنيف معمر بن أحمد الأصبهانيّ، عن شجاع بن علي المصقلي، عنه.
[5] انظر عن (محمد بن جامع) في: التحبير 2/ 103، 104 رقم 713، والعبر 4/ 137، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 102 ب، وسير أعلام النبلاء 20/ 245 رقم 160، والنجوم الزاهرة 5/ 319.
[6] في العبر: «أبو سعيد» .(37/374)
قال ابن السمعاني: كان شيخا، صالحا، مكثرا، صاحب أُصُول.
سَمِعَ: فاطمة بِنْت أَبِي عليّ الدّقّاق، وأبا بَكْر بْن خَلَف، وأبا المظفَّر موسى بْن عِمران، وإسماعيل بْن زاهر النّوقانيّ، ومحمد بْن سهْل السّرّاج، وغيرهم.
روى عَنْهُ: ابن السّمعانيّ، وابنه عبد الرحيم، والمؤيَّد الطُّوسيّ، وعمّه محمد بْن عليّ بْن حَسَن.
وُلِد في رجب سنة ثلاثٍ وسبعين.
وتُوُفّي في سابع ربيع الآخر.
لَهُ أربعون حديثا، وهو من أحفاد أَبِي بَكْر بْن مِهْران المقرئ. سَمِعَ «سُنَن الصُّوفيَّة» من ابن خَلَف، بسماعه من السّلميّ، «تاريخ أهل الصَّفْوَة» بالسَّنْد.
539- محمد بْن الحسن بْن سعد [1] .
أبو بَكْر السَّعْديّ، البخاريّ، نزيل هَرَاة.
قَالَ ابن السّمعانيّ: كَانَ شيخا، عفيفا، مستورا، نظيفا، مشتغلا بما يعنيه.
رحل إلى العراق، وخُراسان.
وسمع: أحمد بْن عليّ الطُّرَيْثيثيّ ببغداد، وعبد الرحمن بْن حَمْد الدُّونيّ، ومكّيّ بْن بُجَيْر بهَمَذَان، وأبا الفتح الأَبّار بأصبهان.
وكان مولده سنة سبعين.
وتُوُفّي في أوّل رجب.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم، وأبوه.
540- محمد بْن الخليل بن فارس [2] .
__________
[1] لم أجده.
[2] انظر عن (محمد بن الخليل) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 37/ 476، والمعين في طبقات المحدّثين 164 رقم 1765، والإعلام بوفيات الأعلام 226، وسير أعلام النبلاء 20/ 294 رقم 198، والعبر 4/ 137، ومرآة الجنان 3/ 296، والنجوم الزاهرة 5/ 319، وشذرات الذهب 4/ 154، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (القسم(37/375)
أبو العشائر القَيْسيّ، الدّمشقيّ، المعروف بالكُرْديّ.
صحِب الفقيه أبا الفتح المقدسيّ مدَّةً، وسمع منه، ومن: أَبِي القاسم بْن أَبِي العلاء، وأبي عبد الله بْن أَبِي الحديد.
ثمّ تشاغل بأعمال السَّلْطَنَة. ثمّ سكن بَعْلَبَكّ، وخدم صاحبها، ثمّ قدم دمشق.
روى عنه: الحافظ ابن عساكر [1] ، وابنه القاسم، وابن أخيه زين الأمناء أبو البَرَكَات، وغيرهم.
تُوُفّي في سادس ذي الحجَّة ببعلبكّ.
وقع لي جزء زَيْن الأُمُناء، عَنْهُ في الخامسة.
541- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي سَعْد [2] .
الواعظ، المعمّر، أبو الفتح الهَرَويّ، الصُّوفيّ، الملقّب بالشّيرازيّ.
ولد سنة سبع وأربعين وأربعمائة [3] .
قَالَ ابن السّمعانيّ: كَانَ يسكن قرية بهَرَاة يقال لها: نُبَاذَان [4] . وكان قد بلغ مائة سنة أو جاوزها. وكان صالحا يعِظ ويذكّر بقرى هَرَاة.
وكان من أصحاب شيخ الإسلام عبد الله الأنصاريّ.
وسُئل عَن الشّيرازيّ، فقال: كنت أحبّ الشّيراز، وهي نوع من اللَّبَن.
قَالَ: وكنت آكُل منه كثيرا، فلقَّبَني الصّبيان بالشّيرازيّ.
سَمِعَ: شيخ الإسلام، وبِيبي الهَرْثَمِيَّة، وأبا سعد محمد بْن الحسين الحَرَميّ، وهبة اللَّه بن الشّيرازيّ الحافظ.
__________
[ () ] الثاني) ج 4/ 5 رقم 1000.
[1] وقال: سمعنا منه شيئا يسيرا. (تاريخ دمشق) .
[2] انظر عن (محمد بن عبد الله) في: التحبير 2/ 145، 146 رقم 774، والأنساب 7/ 451، واللباب 2/ 39، والعبر 4/ 137، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 103 أ، والعسجد المسبوك، ورقة 69 أ.
[3] في الأنساب 7/ 451: وكانت ولادته في حدود سنة خمسين وأربعمائة.
[4] نباذان: بضم النون، وباء موحّدة، وألف، وذال معجمة، بعدها ألف ونون. وترد في المصادر مصحّفة. وهي في الأصل: «نياذان» .(37/376)
قلت: تُوُفّي في سابع ربيع الأوّل [1] .
وحدَّث عَنْهُ: ابن السّمعانيّ، وابنه عبد الرحيم.
542- محمد بْن عبد الصَّمَد بْن الطَّرَسُوسيّ [2] .
القاضي فخر الدّين، أبو منصور الحلبيّ.
كَانَ ذا هَيْئة ومُرُوءة ظاهرة، لَهُ أمرٌ نافذ في تصرُّفه في أعمال حلب، وأَثَر صالح في الوقوف. ثمّ انعزل، ومات في وسط سنة تسعٍ.
وفي ذرّيته فقهاء و [أدباء] [3] بحلب، ثمّ بدمشق.
543- محمد بْن عبد الواحد بْن عبد الصّمد [4] أبو الوفاء الأصبهانيّ: السِّمْسار، الفقيه، الشّافعيّ.
شيخ، صالح، وَقُور.
سَمِعَ: أبا منصور بْن شكرُوَيْه، وابن ماجة، ورزق اللَّه.
أخذ عَنْهُ: السّمعانيّ [5] .
544- مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن أَبِي بَكْر [6] .
أبو جعفر الأصبهانيّ، القطّان، يعرف بويرج.
سَمِعَ: رزق اللَّه التّميميّ.
صالح، راغب في السّماع. كتب عَنْهُ السّمعانيّ [7] ، وقال: مات في جمادى الأولى.
__________
[1] ورّخه في (التحبير) في سنة 549 هـ. أما في (الأنساب) فقال: مات سنة تسع أو ثمان وأربعين وخمسمائة.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الصمد) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 38/ 355.
[3] في الأصل بياض.
[4] انظر عن (محمد بن عبد الواحد) في: التحبير 2/ 163 رقم 794، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 103 أ.
[5] وهو قال: سمعت منه أحاديث.
[6] انظر عن (مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن أَبِي بَكْر) في: التحبير 2/ 167 رقم 798، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 223 أ.
[7] وقال: كان يسمّع أولاده معنا.. سمعت منه شيئا يسيرا، وسمع مني.(37/377)
545- محمد بْن عُمَر بْن أحمد [1] .
أبو منصور بْن البَيِّع الهَمَذَانيّ.
سَمِعَ: أَبَاه أبا حفص الملقَّب بقُدْوة الأئمَّة، وأبا الفتح عَبْدُوسًا.
مات في شعبان عَنْ 72 سنة [2] .
546- محمد بْن عليّ بْن هارون بْن الشّريف [3] أبو جعفر المُوسَوِيّ، النَّيْسابوريّ، النّسَابة، البارع.
كَانَ من غُلاة الشَّيعة، ثمّ تحوَّل شافعيّا، وترضّى عَن الصّحابة، وتأسَّف عَلَى ما سَلَف منه، وصحِب محمد بْن يحيى الفقيه [4] .
وسمع الكثير. قاله السّمعانيّ، وأخذ عَنْهُ. وقال: قُتِلَ في وقعة الغُزّ بنيسابور في شوّال، عَنْ بضعٍ وستّين سنة.
547- محمد بْن الفضل بْن عليّ [5] .
المارِشْكيّ [6] . ومارِشْك من قرى طوس.
إمام مبرّز، مفت، حَسَن السّيرة، من نُجَبَاء أصحاب الغزاليّ.
سَمِعَ: أبا الفتيان الرّؤاسيّ، ونصر اللَّه بْن أحمد بن الخشنامي.
روى عنه: عبد الرحيم بن السمعاني، وقال: مات من الخوف يوم عيد الفِطْر بطوس في وقعة الغزّ [7] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن عمر) في: التحبير 2/ 169 رقم 802، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 103 أ.
[2] قال ابن السمعاني: شيخ عالم، متميّز، من أولاد المحدّثين.. كتبت عنه بهمذان شيئا يسيرا.
وكانت ولادته يوم الأحد التاسع والعشرين من شعبان سنة سبع وسبعين وأربعمائة بهمذان.
[3] انظر عن (محمد بن علي بن هارون) في: التحبير 2/ 199 رقم 837، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 232 أ، 232 ب، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 103 أ.
[4] هو محمد بن يحيى الجنزي. قال ابن السمعاني: لقيته معه بمرو، وسمع الحديث الكثير، وكنت لقيته بنيسابور وكتب الإجازة. وذكر أن ولادته كانت يوم السبت الثالث من صفر سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة بنيسابور.
[5] انظر عن (محمد بن الفضل) في: التحبير 2/ 205، 206 رقم 847، والأنساب 11/ 68، 69، ومعجم البلدان 5/ 39، واللباب 3/ 79، والكامل في التاريخ 11/ 181، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 95، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 234.
[6] المارشكي: بفتح الميم، وكسر الراء، وسكون الشين المعجمة، وفي آخرها الكاف.
[7] وقال ابن السمعاني: برع في الفقه، وكان مصيبا في الفتاوى، حسن الكلام في المسائل،(37/378)
548- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن طاهر بْن سعيد بْن الشّيخ فضل اللَّه المِيهَنيّ [1] .
أبو المكارم. شيخ صالح، سَمِعَ الكثير، وحصّل الأصُول.
سمع من: جدّه طاهر، وعبيد الله الهشاميّ، وسليمان بن ناصر الأنصاريّ، النّيسابوريّ.
روى عنه: عبد الرحيم السّمعانيّ، وقال: عُوقب وخرج في رمضان، ومات من ذَلكَ [2] .
549- محمد بْن هبة اللَّه بْن الحسين بْن عليّ [3] .
أبو بَكْر الْجَعْفَريّ، العُكْبَريّ، يُعرف بابن المندوف.
بغداديّ، صالح، ديِّن، خيِّر.
سَمِعَ: أبا عبد الله بْن السّرّاج.
روى عَنْهُ: أبو سعد السَّمْعانيّ، وقال: وُلِد في سنة ستٍّ وستّين.
وتُوُفّي في رجب.
550- محمد بْن الهيثم بْن محمد بْن الهيثم [4] .
أبو سعيد السُّلَميّ، الأصبهانيّ.
حجّ سنة ثمانٍ وتسعين، وسمع من أصحاب أَبِي عليّ بْن شاذان، وغيره.
وسمع ببلده وحدَّث. وكان بارِعًا في اللّغة، والأدب، مليح الخطّ. لازَمَ منزله.
تُوُفّي في شعبان، وهو في عشر التّسعين.
__________
[ () ] وكان عارفا بالأصول.. سمعت منه أحاديث يسيرة بطوس، ورأيته بمرو غير مرّة، وتكلّمت معه في المسائل. (الأنساب) .
وقال في (التحبير) : كان إماما فاضلا، مفتيا، مصيبا، مناظرا، فحلا، أصوليّا، حسن السيرة، جميل الأمر، كثير العبارة.
[1] انظر عن (محمد بن محمد بن طاهر) في: التحبير 2/ 221 رقم 865، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 238 ب.
[2] قال ابن السمعاني: كان شيخا صائنا، خدوما، حسن الأخلاق.. كتبت عنه بسرخس، ثم بميهنة، وكانت ولادته سنة تسع وسبعين وأربعمائة بميهنة.
[3] لم أجده.
[4] لم أجده.(37/379)
أثنى عَلَيْهِ الحافظ أبو موسى، وروى عَنْهُ.
551- محمد بْن يحيى بْن منصور [1] .
العلّامة أبو سعد النَّيْسابوريّ.
الفقيه الشّافعيّ.
مرّ في عام 48.
552- محمد بْن يوسف بْن عُمَيْرَة [2] .
أبو عبد الله الأنصاريّ، الأُورِيُوليّ [3] .
أخذ القراءات عَنْ: محمد بْن فَرَج المِكْناسيّ، وأبي القاسم بْن النّحّاس، وشُرَيْح.
وتفقّه عَلَى: أَبِي محمد بْن أَبِي جعفر، وسمع منه.
ومن: أَبِي عليّ الصَّدَفيّ، وجماعة.
وكان عالما، متفنّنا.
حدَّث عَنْهُ: أبو عبد الله بْن عبد الرحمن المِكْناسيّ.
553- محمد بْن الحسن بْن عُمَر [4] .
أبو بَكْر الفرّاء، الخبّاز. بغداديّ، صالح.
سَمِعَ: ثابت بْن بُنْدار، والحسين بْن البُسْريّ.
روى عَنْهُ: أبو سعد بْن السّمعانيّ، وقال: تُوُفّي في شعبان.
554-[المبارك] [5] بْن أحمد بْن عبد العزيز بْن المعمَّر بن الحسن [6] .
__________
[1] تقدّمت ترجمته برقم (473) .
[2] لم أجده.
[3] الأوريولي: بالضم ثم السكون، وكسر الراء، وياء مضمومة، ولام، وهاء. مدينة قديمة من أعمال الأندلس من ناحية تدمير. (معجم البلدان 1/ 280) .
[4] لم أجده.
[5] في الأصل بياض.
[6] انظر عن (المبارك بن أحمد) في: المنتظم 10/ 160 رقم 247 (18/ 100 رقم 4196) ، والتقييد لابن نقطة 440 رقم 585، والمعين في طبقات المحدّثين 164 رقم 1766، والإعلام بوفيات الأعلام 226، وسير أعلام النبلاء 20/ 260 رقم 176، ومرآة الجنان 3/ 296، والنجوم الزاهرة 5/ 319، وكشف الظنون 2019، وشذرات الذهب 4/ 154.(37/380)
أبو المعمّر الأنصاريّ، الأَزَجيّ، الحافظ.
قَالَ ابن السّمعانيّ: سَمِعَ الكثير بنفسه، وتعانى في جمْعه ونسْخه، ودار عَلَى الشّيوخ. وكان سريع القراءة، جميل الأمر، لَهُ أَنَسَة بالحديث من كثرة ما قرأ.
سَمِعَ: نصر بْن البَطِر، وأبا عبد الله النِّعَاليّ، وجماعة كثيرة من أصحاب أَبِي عليّ بْن شاذان، وأبي القاسم بْن بِشْران.
وكتب لي جزءا بخطّه عَنْ شيوخه، وجمع لنفسه مُعْجَمًا في خمسة أجزاء ضخمة، سَمعْتُهُ منه. وأفادني عَنْ جماعة، وقال لي: وُلِدتُ في ذي القعدة سنة خمسٍ وسبعين وأربعمائة.
قلت: روى عنه: ابن عساكر، وابن السمعاني، وأبو الفَرَج بْن الْجَوْزيّ، وأبو اليُمْن الكِنْديّ، وآخرون.
وتُوُفّي في رمضان في حادي عشره.
وثّقه ابن نقطة، وقال: ثنا عَنْهُ جماعة.
555- المُظَفَّر بْن سلطان [1] .
أبو الوفاء الدّمشقيّ، النّجّار.
روى عَنْ: سهل بْن بِشْر الإسْفَرَائينيّ، وأبي البَرَكَات أحمد بْن طاوس.
روى عَنْهُ: ابن عساكر، وابنه القاسم.
تُوُفّي في رجب.
556-[مسعود] [2] بْن أحمد بْن أَبِي عليّ نَصْر اللَّه بْن أحمد بْن عثمان [3] .
أبو بَكْر الخُشْناميّ، النَّيْسابوريّ.
سَمِعَ من: جدّه، والفضل بْن عبد الواحد التّاجر، وأبي عليّ الجاجَرْميّ.
روى عَنْهُ: ابن السّمعانيّ، وابنه عبد الرحيم.
__________
[1] انظر عن (المظفّر بن سلطان) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 42/ 176.
[2] في الأصل بياض.
[3] انظر عن (مسعود بن أحمد) في: التحبير 2/ 296 رقم 977، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 259 ب.(37/381)
قُتِلَ في فتنة الغُزّ في شوّال [1] .
557- المُسَيَّب [2] بْن أَبِي الذَّوَّاد المفرّج بْن الحَسَن [3] .
الكِلابيّ ابن الصُّوفيّ، رئيس دمشق ومدبّرها.
لَهُ ذِكْر في الحوادث، وأنّه امتنع بدمشق وجيّش، واستخدم الأحداث، حتّى لاطَفَه صاحب دمشق، ثمّ عزله ناحية، ثمّ أبعده إلى صَرْخَد. فلمّا تملّك نور الدّين دمشقَ قدِمَها متمرِّضًا، ثمّ مات.
وكان ظالما، جبّارا، كذا قَالَ أبو يَعْلَى حمزة بْن أسد التّميميّ في «تاريخه» [4] وهو مؤيَّد الدّولة ابن الصُّوفيّ وزير دمشق في دولة مجير الدّين أبق.
تُوُفّي في ربيع الأوّل، ودُفن بداره بدمشق، وسُرَّ النّاس بموته، فإنّه كَانَ ظالما.
558- المُطَّلِب بْن أحمد بْن الفضْل [5] .
الشّريف، أبو الكنديّ، القُرَشيّ، الأُمَويّ، الهَرَويّ، خطيب هَرَاة.
سَمِعَ: أحمد بْن أَبِي عاصم الصَّيْدلانيّ.
وعنه: عبد الرحيم بْن السّمعانيّ.
وتُوُفّي بهَرَاة في رمضان.
559-[المظفَّر] [6] بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن جهير [7] .
__________
[1] قال ابن السمعاني: كان مشتغلا بالعلم في أيام شبابه، وعقد له مجلس الوعظ بحضور الأئمة، ثم اختلّ حاله في آخر عمره حتى اشتغل بالاكتساب، ونسج الثياب العتابية.. وسمعت منه كتاب «الأقران» لأبي عبد الله محمد بن يعقوب المعروف بالأخرم.
وكانت ولادته في 12 من ربيع الأول سنة 498 بنيسابور.
[2] في الأصل بياض. والمثبت عن ترجمة أخيه «حيدرة بن المفرّج» التي تقدّمت برقم (427) .
[3] انظر عن (المسيّب بن أبي الذواد) في: ذيل تاريخ دمشق 261، 277، 278، 307- 311، 314، 315، 319، 321، 324، 328، 329، وسير أعلام النبلاء 20/ 242، 243 رقم 158، والبداية والنهاية 12/ 232، ومرآة الزمان ج 8 15/ 209، 215، ومرآة الجنان 3/ 296، وديوان ابن منير الطرابلسي (جمعنا) 27.
[4] ذيل تاريخ دمشق 328.
[5] لم أجده.
[6] بياض في الأصل.
[7] انظر عن (المظفّر بن علي) في: المنتظم 10/ 160 رقم 248 (18/ 100 رقم 4197) ، والعبر(37/382)
أبو نصر الوزير بْن الوزير أَبِي القاسم.
كَانَ مُعْرِقًا في الوزارة. ولي أستاذ داريَّة المسترشد باللَّه، وولي الوزارة في أوّل دولة المقتفي، وعُزِل سنة اثنتين وأربعين. وكانت وزارته سبْع سِنين.
سَمِعَ: أبا عبد الله الحَسَن بْن عليّ البُسْريّ، وأبا الحسين العلّاف، وجماعة.
روى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ، ومحمد بْن عليّ الدُّوريّ شيخ لابن النّجّار.
وُلِد في حدود سنة 487.
وتُوُفّي في سادس ذي الحجَّة.
560- منصور بْن محمد بْن منصور [1] .
أبو نصر الهلاليّ، الباخَرْزِيّ، الفقيه.
سكن المدرسة البَيْهَقِيَّة بنَيْسابور.
وقال أبو سعد السّمعانيّ: كَانَ فقيها، صالحا، ورِعًا، كثير العبادة، مُكْثِرًا من الحديث.
سَمِعَ: أبا بَكْر بْن خَلَف، وموسى بْن عِمران الأنصَاريّ، وأبا تُراب عبد الباقي المَرَاغيّ.
قَالَ عبد الرحيم بْن السّمعانيّ: سَمِعْتُ منه أربعة أجزاء من «تاريخ الحاكم» ، عَنْ موسى، عَنْهُ. وولد في سنة ستّ وستّين وأربعمائة.
قُتِلَ في وقعة الغُزّ في شوّال.
وروى عَنْهُ المؤيَّد الطُّوسيّ أيضا.
561- المُوَفَّق بْن محمد بن عمر [2] .
__________
[4] / 138، وسير أعلام النبلاء 20/ 283 رقم 190، وعيون التواريخ 12/ 486، والنجوم الزاهرة 5/ 318، وشذرات الذهب 4/ 154.
[1] انظر عن (منصور بن محمد) في: التحبير 2/ 320، 321 رقم 1020، ومعجم البلدان 4/ 398، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 253، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 125 ب.
وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 104.
[2] انظر عن (الموفّق بن محمد) في: التحبير 2/ 324 رقم 1026، وملخص تاريخ الإسلام(37/383)
الإمام أبو المعالي بن الصّحّاك الطُّوسيّ، الشُّرُوطيّ.
إِلَيْهِ كَانَ كتابة السِّجِلّات بطُوس [1] .
سَمِعَ: عُبَيْد اللَّه بْن طاهر الرَّوَقيّ [2] ، وأبا سعد الحَسَن بْن عبد الله القطّان.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم السّمعانيّ، وقال: وُلِد في حدود الثّمانين وأربعمائة، وقتلته الغُزّ بطُوس في رمضان.
- حرف النون-
562- نصر بْن محمود بْن عليّ [3] .
أبو الفضائل القُرَشيّ، الدّمشقيّ، الصّائغ.
سَمِعَ من: الفقيه نصر المقدسيّ، وعليّ بْن زهير ... [4] وكان صالحا، كثير التّلاوة.
روى عنه: الحافظ ابن عساكر، وابنه القاسم.
563- نصر بْن المظفَّر بْن الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يحيى بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن خَالِد بْن يحيى بْن خَالِد بن برمك بن آذروندار [5] .
ويقال: آذر بندار.
أبو المَحَاسِن البَرْمكيّ، الهَمَذَانيّ، الْجُرْجانيّ الأصل، البغداديّ المولد، المعروف بالشّخص العزيز.
وهو أخو أَبِي الفُتُوح الفَتْح.
سأله ابن السّمعانيّ عَنْ مولده، فقال: بلغت في سنة الغَرَق، وهي سنة
__________
[8] / ورقة 104 ب.
[1] وكان شيخا عالما، فاضلا، عدلا، ثقة، صدوقا.
[2] الرّوقي: بفتح الراء والواو، وفي آخرها القاف. هذه النسبة إلى قرية بنواحي طوس يقال لها:
روه. (الأنساب 6/ 186 بالمتن والحاشية) .
[3] انظر عن (نصر بن محمود) في: مشيخة ابن عساكر.
[4] في الأصل بياض.
[5] انظر عن (نصر بن المظفّر) في: الأنساب 2/ 169، والتقييد 465 رقم 625، والعبر 4/ 138، وسير أعلام النبلاء 20/ 263، 264 رقم 178، والمعين في طبقات المحدّثين 164 رقم 1767، والإعلام بوفيات الأعلام 226، والنجوم الزاهرة 5/ 319، وشذرات الذهب 4/ 154.(37/384)
ستّ وستّين وأربعمائة.
ونشأ ببغداد، ثمّ سكن هَمَذَان.
سَمِعَ: أبا الحسين بْن النَّقُّور، وإسماعيل بْن مَسْعَدَة الإسماعيليّ ببغداد، وعبد الوهّاب بْن مَنْدَهْ، وأبا عيسى بْن عبد الرحمن بْن زياد، وسليمان بْن إبراهيم الحافظ بأصبهان.
وانفرد بأكثر مسموعاته، وقصده النّاس.
قَالَ أبو سعد: هُوَ شيخ مُسِنّ، كَانَ يصلّي ببعض الأتراك، وكان يُلَقَّب بشخص.
قرأت عَلَيْهِ كتاب «الاستئذان» لابن المبارك.
قلت: روى عَنْهُ: هُوَ، وأبو العلاء الهَمَذَانيّ، وابنه عبد البَرّ بْن أَبِي العلاء، وداود بْن معمّر بْن الفاخر، ومحمد بْن أحمد الرُّوذَرَاوَريّ، وأحمد بْن شهريار بْن شِيرُوَيْه، وعبد الهادي بْن عليّ الواعظ، ووكيع بْن مانكديم، وعبد الجليل بْن منْدُوَيْه، وجماعة.
قَالَ ابن النّجّار: أكْثَر الأسفارَ، ودخل إلى خُرَاسان، وبخارى، وسَمَرْقَنْد، وكاشْغَر، والسِّنْد. ووصل إلى دمشق، وبقي ليلة القدر سنة تسعٍ وأربعين.
وقيل: تُوُفّي في ربيع الآخر سنة خمسين [1] .
564- نصر بْن موسى بْن شبرق [2] .
البغداديّ، البيّع، المعروف بالرّفّاء.
روى عَنْ: جعفر السّرّاج، وغيره.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر النّاقداريّ، وأحمد بْن صالح الْجِيليّ.
- حرف الواو-
565- وهْب بْن سليمان بْن أحمد بْن الزّلق [3] .
__________
[1] التقييد 465.
[2] لم أجده.
[3] انظر عن (وهب بن سليمان) في: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 26/ 385 رقم 227.(37/385)
الفقيه أبو القاسم السُّلَميّ، الدّمشقيّ، الشّافعيّ.
تفقَّه عَلَى جمال الإسلام أَبِي الحَسَن، وأعاد بالأمينيَّة.
وسمع: أبا الحسن، وأبا الفضل ابني المَوَازِينيّ، وهبة اللَّه بْن الأكْفانيّ.
وقرأ بالرّوايات عَلَى محمد بْن إبراهيم النَّسَائيّ.
روى عَنْهُ: أبو القاسم بْن عساكر، وجماعة.
وتُوُفّي في رمضان وله إحدى وخمسون سنة [1] . وهو والد محمد وأحمد.
- حرف الهاء-
566- هاشم بْن فُلَيْتَة بْن قاسم بْن أَبِي هاشم [2] .
العَلَويّ، الحَسَنيّ، أمير الحَرَمَيْن.
تُوُفّي في ذي الحجَّة أيّام الموسم بمكَّة. وقام بعده ولده قاسم، فبقي إلى سنة ستٍّ وخمسين، فظلم وعسَف، فعُزل، وولي بعده عمّه عيسى.
567- هبة اللَّه بْن سعد الله بن أسعد بن سعيد بن الشيخ أَبِي سَعِيد فضل اللَّه بْن أَبِي الخَير المِيهَنيّ [3] .
أبو محمد بْن أَبِي سعيد، أخو أَبِي بَكْر سعيد.
كيّس، ظريف، خفيف الرّوح، خَدُوم.
سَمِعَ: محمد بْن أحمد العارف، ومحمد بْن الحسين بْن طلْحة المِهْرَجَانيّ، ومحمد بْن أحمد الكامِخيّ، وقاضي بغداد محمد بْن المظفَّر الشّاميّ، وغيرهم.
روى عَنْهُ: ابن السّمعانيّ، وابنه عبد الرحيم.
وتُوُفّي بِمِيهَنَة في رمضان وقد قارب الثّمانين.
__________
[1] مولده في سنة 498 هـ.
[2] انظر عن (هاشم بن فليتة) في: الكامل في التاريخ 11/ 103.
[3] لم أجده.(37/386)
- سنة خمسين وخمسمائة
- حرف الألف-
568- أحمد بْن الحُسَيْن بْن عبد الرحمن بْن عبد الرّزّاق [1] .
أبو الفتح العَبْسيّ، الشّاشيّ، الخِرْقانيّ، الفَرَابيّ [2] .
شيخ، صالح، سديد السّيرة، أديب.
روى بالإجازة عَن السّيّد محمد بْن محمد بْن زيد الحَسَنيّ.
قَالَ أبو المظفَّر بْن السّمعانيّ: سَمِعْتُ منه كتاب «العُقُوبات» ، وهو ثلاثة عشر جزءا، وكتاب «شرف الأوقات» ، وكتاب «عيون الأخبار في مناقب الأخيار» ، وكتاب «الفِتَن» ، وكتاب «غُرر الأنساب في شرف الرَّسُول والأصحاب» ، وكتاب «أدب المشروب والمأكول» ، وكتاب «مذهب خيار الأمَّة في معالم السُّنَّةِ» ، وكتاب «تحفة العالِم وفرحة المتعلّم» ، وكتاب «الأربعين» والجميع من مصنَّفات السّيّد رحمه اللَّه.
وُلِد بخرقان سنة تسع وستّين [3] وأربعمائة.
وتُوُفّي بقرية فَرَاب في منتصف ذي الحجَّة.
569- أحمد بْن محمد بْن محمد بْن سليمان [4] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن الحسين الشاشي) في: الأنساب 9/ 249.
[2] الفرابي: بفتح الفاء والباء المنقوطة من تحت بنقطة واحدة. نسبة إلى فراب على ثمانية فراسخ من سمرقند بسفح الجيل، عند قرية تسمّى «سكي» .
[3] في الأنساب: «خمس وستين» .
[4] انظر عن (أحمد بن محمد الحويزي) في: المنتظم 10/ 161، 162 رقم 249 (18/ 102 رقم 4198) ، ومعجم البلدان 2/ 327، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 224، 225، وعيون التواريخ 12/ 487، 488، وشذرات الذهب 4/ 155، ومعجم البلدان 2/ 327.(37/387)
أبو العبّاس الحويزيّ [1] . وحويزة: بليدة بخوزستان.
قدِم بغداد، وتفقّه بالنّظاميَّة وتأدَّب، وقال الشِّعْر. ثمّ خدم في الدّيوان، وترقِّت حاله، وارتفعت منزلته، وصار عاملا عَلَى نهر المُلْك، فلم تُحمد سِيرتُه، وظَلَم في السّواد، وعَسَف.
وكان عابدا، قانتا، متهجّدا، كثير البكاء والخُشُوع والأوراد. وربما أتاه الأعوان فقالوا: إنّ فلانا قد ضربناه ضربا عظيما، فلم يحمل شيئا وهو عاجز.
فيبكي ويقول: يا سبحان اللَّه، قطعتم عليَّ وِرْدي واصلوا الضَّرب عَلَيْهِ. ثمّ يعود إلى وِرْده. ولا يخون في مال الدّولة، بل يتحرّى الأمانة حتّى في الشّيء اليسير.
قَالَ ابن الْجَوْزيّ [2] : كأنّه طمع بذلك أن يَرْقَى إلى مرتبةٍ أعلى [3] من مرتبته، وكنت في خَلْوة حمّام، وهو في خَلْوةٍ أخرى، فقرأ نَحْوًا من جزءين.
هجم عَلَيْهِ ثلاثةٌ من الشّرَاة فضربوه بالسّيوف، فجيء بِهِ إلى بغداد، فمات بعد ويْلات. وذلك في شعبان. وحُفَظ قبرُهُ من النَّبْش.
وظهر في قبره عَجَب، وهو أنّه خُسِف بقبره بعد دفْنه أذْرُعًا، وظهر من لعْنه وسبّه [4] ما لا يكون لِذِمّيّ.
قلت: روى عَنْهُ أبو جعفر عبد الله المظفَّريّ، رئيس الرؤساء جملة من شِعره، ومنه قوله:
الصَّبُّ مغلوبٌ عَلَى آرائه ... فَذَرُوهُ معشَرَ عاذِلِيه لِدَائِهِ
متى يُرَجَّى اللّائمون سلْوةً ... باللّوم وهو يزيد في إغرائهِ
ما كنت أبخل بالفؤاد عَلَى اللَّظَى ... لولا حبيب حَلّ في حَوْبائهِ
ولقد سكنت إلى مصاحبه الضّنا ... لمّا حمدت إليه حسن وفائه [5]
__________
[1] الحويزي: بضم الحاء المهملة وفتح الواو وسكون الياء المنقوطة بنقطتين من تحتها وفي آخرها الزاي. هذه النسبة إلى حويزة وهي قرية كبيرة بنواحي البصرة في وسط طريق الأهواز.
[2] في المنتظم.
[3] في الأصل: «أعلا» .
[4] في الأصل: «من بيت سلعته» .
[5] وقد هجاه أبو الحكم عبيد الله بن المظفّر الباهلي الأندلسي فقال:
رأيت الحويزيّ يهوى الخمول ... ويلزم زاوية المنزل
لعمري! لقد صار حلسا له ... كما كان في الزمن الأول(37/388)
570- أحمد بْن مَعَدّ بْن عيسى بْن وكيل [1] .
الزّاهد أبو العبّاس، التُّجَيْبيّ، الأُقْلِيشيّ [2] ، ثمّ الدّانيّ.
سَمِعَ: أَبَاهُ أبا بَكْر، وليس بالمشهور، وسمع من: صِهْره طارق بْن يَعيش، وأبا العبّاس بْن عيسى، وتلمَذَ لَهُ، وأبا الوليد بْن الدّبّاغ، وجماعة.
وحجّ، فسمع بمكَّة من الكَرُوخيّ [3] .
وكان من الأئمَّة والعلماء العاملين. لَهُ عدَّة مصنَّفات.
روى عَنْهُ: الوزير أبو بَكْر بْن سُفْيان، وغيره.
وكان كثير البكاء، والخشْية، والعُزُوب عَن الدّنيا، عارِفًا باللّغة، والعربيَّة، والحديث، كبير القدْر.
سَمِعَ الكثير بالإسكندريَّة من السِّلَفيّ.
ومِن شِعْره:
أسِيرُ الخطايا عند بابِكَ واقِف ... لَهُ عَنْ طريق الحقّ قلبٌ مُخَالِف
قديما عصى عَمْدًا، وجَهْلًا، وغرَّةً ... ولم يَنْهَهُ قلبٌ من اللَّه خائف
تَزِيدُ سنُوهُ وهو يزداد ضِلَّةً ... فها هو في ليل الضّلالة عاكف
__________
[ () ]
يدافع بالشعر في أوقاته، ... وإن جاء طالع في «المجمل»
(معجم البلدان 2/ 327 وقد ورد فيه: «عبد الله بن المظفر» وهو تصحيف) .
[1] انظر عن (أحمد بن معدّ) في: معجم البلدان 1/ 237، وإنباه الرواة 1/ 136، 137 رقم 84، وتكملة الصلة لابن الأبّار 60- 62، والذيل والتكملة للمراكشي، السفر الأول ق 2/ 543- 550 رقم 837، وأخبار وتراجم أندلسة 64، والعبر 4/ 139، وسير أعلام النبلاء 20/ 358 رقم 248، وتلخيص ابن مكتوم 23، ومرآة الجنان 3/ 296، والوافي بالوفيات 8/ 183، 184، والديباج المذهب 1/ 246، 247، وعيون التواريخ 12/ 490، والعقد الثمين 3/ 182، 185، والنجوم الزاهرة 5/ 321، وبغية الوعاة 1/ 392، ونفح الطيب 2/ 598 600، وسلّم الوصول 152، وكشف الظنون 171، 186، 218، 988، 1032، 1050، 1523، 1930، وشذرات الذهب 4/ 154، 155، وتاج العروس (مادّة: قلش) 4/ 340، وإيضاح المكنون 1/ 451، 452 و 2/ 316، وهدية العارفين 1/ 85، وديوان الإسلام 1/ 144، 145 رقم 204، ومعجم المطبوعات لسركيس 627، 629، وتاريخ الأدب العربيّ 6/ 276، 277، وشجرة النور الزكية 1/ 142، 143، ومعجم المؤلفين 2/ 181.
[2] الأقليشي: بضم الهمزة وسكون القاف وكسر اللام. منسوب إلى أقليش، وهي بلدة من أعمال طليطلة بالأندلس. ويقال: الأقليجي، بالجيم.
[3] هو عبد الملك بن عبد الله. تقدّمت ترجمته برقم (443) .(37/389)
فطلع صُبْح الشَّيْب والقلبُ مظلمٌ ... فما طاف فيه من سَنَا الحقّ طائف
ثلاثون عاما قد تولّت كأنّها ... حلومٌ نَقَضَت أو بُرُوقٌ خواطف
وجاء المَشِيبُ المُنْذِر [1] المرءَ أنّه ... إذا رحلت عَنْهُ الشّبيبةُ تالف
فيا أيُّها الخَوّان [2] قد أدبر الصِّبى ... وناداك من سنّ الكُهُولة هاتف
فجدْ بالدُّموع الحُمْر حُزْنًا وحَسْرةً ... فدمْعُكَ يُنْبي أنَّ قلبَكَ آسف [3]
قَالَ الأبّار [4] : تُوُفّي بقوص سنة خمسين أو سنة إحدى وخمسين وخمسمائة [5] .
571- إسماعيل بن عبد الرحمن بن سعيد [6] .
__________
[1] في الأصل: «مشيب منذر» .
[2] في الذيل والتكملة 1 ق 1/ 546: «فيا أحمد الخوان» .
[3] الأبيات وغيرها في: الذيل والتكملة 1 ق 1/ 546- 549.
[4] في تكملة الصلة 62.
[5] ومن شعره:
كان حقّي ألّا أذكّر غيري ... وأنا ما كفيت شرّي وضيري
غير أنّي برحمة الله ربّي ... أرتجي أن يفيدني كلّ خير
وله:
تتحدّر العبرات من أحداقه ... فترى لها في خدّه آثارا
ولربّما امتزجت دما من قلبه ... حتى كأنّ الدمع يطلب ثارا
(إنباه الرواة) .
وقال المراكشي: كان مفسّرا للقرآن العظيم، عالما. عاملا، محدّثا، رواية، عدلا، بليغا، فصيحا، شاعرا، مجوّدا، أديبا، متصوّفا صالحا، فاضلا، ورعا، غزير الدمعة، بادي الخشية والخشوع، كثير اللزوم لمطالعة كتب العلم، عاكفا على التقييد، صنّف في علوم القرآن والحديث، وله إنشاءات في سبل الخير والرقائق نظما ونثرا يلوح فيها برهان صدقه. قال أبو بكر أحمد بن محمد بن سفيان: كنّا ندخل عليه فنجده جالسا والكتب قد أحاطت به يمينا وشمالا، وكنا نحضر عنده للسماع عليه فكان القارئ يقرأ ويضع أبو العباس يده على وجهه ويبكي حتى يعجب الناس من بكائه.
ومن تصانيفه: «النجم من كلام سيّد العرب والعجم» ، و «الكوكب الدّرّي» ضاهى بها «الشهاب» للقضاعي، و «الغرر من كلام سيّد البشر» ، و «ضياء الأولياء» وهو في أسفار عدّة ومعشرات زهدية وفصول زهدية على حروف المعجم نظما ونثرا على طريقة «ملقى السبيل» للمعرّي.
(الذيل والتكملة) .
[6] انظر عن (إسماعيل بن عبد الرحمن) في: الأنساب 8/ 463، 464، والعبر 4/ 139، وسير أعلام النبلاء 20/ 271 (مذكور دون ترجمة) ، وشذرات الذهب 4/ 155.(37/390)
أبو عثمان العصائديّ [1] ، النّيسابوريّ.
روى عن: أَبِي سعيد بْن رامِش، وأبي عبد الرحمن طاهر الشّحّاميّ، وأصحاب أَبِي بَكْر الحِيريّ.
روى عنه: أبو سعد السمعاني، وابنه أبو المظفر، وجماعة.
ولد بعد السّتّين وأربعمائة [2] بنَيْسابور.
وتُوُفّي في جُمادَى الآخرة سنة خمسين.
وكان ذا رأيٍ سديد، وعقل، وفِكْر.
- حرف الحاء-
572- الحسن بْن أحمد بْن محبوب [3] .
أبو عليّ البغداديّ القزّاز.
شيخ صالح، سَمِعَ الكثير من: طِراد، وأبي طلْحة النِّعَاليّ، ونصر بْن البَطِر، والطَّبَقَة.
وكان يغسّل الموتى في المارِسْتان العَضُديّ.
روى عَنْهُ: ابن السّمعانيّ، وابن الأخضر، وأبو الفَرَج بْن الْجَوْزيّ [4] ، وجماعة.
وتُوُفّي في المحرَّم، وقد جاوز الثّمانين.
وكتب وخرَّج مَعَ الصِّدْق والدّين والتّلاوة.
573- الحسن بْن أحمد بْن أبي الفضل [5] .
النّيسابوريّ، الصّوفيّ، المعروف بجانا.
__________
[1] العصائدي: بفتح العين والصاد المهملتين، والياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها الدال. هذه النسبة إلى عمل العصيدة.
وقد تحرّفت نسبته في (شذرات الذهب) إلى: «الغضائري» .
[2] في الأنساب: سنة خمس وستين.
[3] انظر عن (الحسن بن أحمد بن محبوب) في: المنتظم 10/ 162 رقم 250 (18/ 102، 103 رقم 4199) .
[4] وقال: قرأت عليه كثيرا من حديثه.
[5] لم أجده.(37/391)
شيخ ظريف، عفيف، كثير العبادة. من مشهوري الصُّوفيَّة.
سَمِعَ: هبة اللَّه بْن أَبِي الصَّهْباء، ومحمد بْن عبد الحميد المقرئ، وغيرهما.
وتُوُفّي في المحرَّم أيضا.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم بْن السَّمْعانيّ.
- حرف الخاء-
574- الخَضِر بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عليّ [1] .
أبو الفضائل [2] السُّلَمّي، المعروف بابن الدّارِميّ [3] .
سَمِعَ: الحَسَن بْن عليّ بْن صَصْرَى، وأحمد بْن عبد المنعم الكُرَيْديّ، وغيرهما بدمشق.
روى عَنْهُ: أبو القاسم بْن عساكر [4] ، وقال: تُوُفّي في شعبان [5] .
575- الخليل بْن أحمد [6] .
السَّكُونيّ، اللَّبَليّ [7] .
قَالَ ابن فَرْتُون: ديِّن، فاضل، متواضع، حافظ للفروع، مفت.
__________
[1] انظر عن (الخضر بن عبد الرحمن) في: التحبير 1/ 264 رقم 182، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 101 ب، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 8/ 71، 74 رقم 28، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 166، 167.
[2] في التحبير، والمعجم: «أبو المفضل» .
[3] هكذا في الأصل. وفي: مختصر تاريخ دمشق، والتهذيب: «الدواتي» .
[4] وقال: كتبت عنه ثلاثة أحاديث.
[5] في تهذب تاريخ دمشق 5/ 167: توفي في جمادى الأولى سنة خمسين وخمسمائة، ودفن في مقبرة مسجد شعبان.
أقول: إن المؤلّف وهم بقراءة عبارة ابن عساكر فاختلط عليه «مسجد شعبان» ب «شهر شعبان» ، ولذا قيّد وفاته فيه. فليراجع.
وقال ابن السمعاني: كتبت عنه أحاديث يسيرة، وكانت ولادته في سنة سبع وسبعين وأربعمائة.
ووفاته بعد سنة خمس وثلاثين وخمسمائة، فإنّي كتبت عنه في المحرّم سنة ست.
[6] لم أجده.
[7] اللّبلي: بفتح أوله، ثم السكون، ولام أخرى. نسبة إلى لبلة قصبة كورة بالأندلس. وقد تقدّمت.(37/392)
أَمّ بِلَبْلَةَ، وأقرأ القرآن، والنَّحْو، واللُّغة، والفِقْه، والحديث.
حدَّث عَنْ: ابن السّيّد، وأبي محمد بْن عَتّاب.
لقيت حفيده أبا الفضل محمد بْن أحمد بْن الخليل، فروى لي عَنْ أبيه، عَنْ جدّه في سنة 635.
- حرف السين-
576- سعيد بْن أَبِي غالب أحمد بْن الحسين بْن أحمد بْن البنّاء [1] .
أبو القاسم البغداديّ.
شيخ، صالح خيِّر، من أولاد الشّيوخ.
سَمِعَ: أبا القاسم بن البُسْريّ، وأبا نصر الزينبي، وعاصم بْن الحَسَن، وجماعة.
ووُلِد في سنة سبع وستّين وأربعمائة.
روى عنه: أبو سعد السمعاني، وأبو الفَرَج بْن الْجَوْزيّ، وعبد الرحمن بْن عُمَر بْن الغزّال، الواعظ، وعبد اللَّه بْن محاسن الحربيّ، وعليّ بْن المبارك الأَزَجيّ الصّائغ، ورَيْحان بْن تيكان الضّرير، والحسين بْن أحمد الغزّال، وموسى بْن الشّيخ عبد القادر، وأبو العبّاس محمد بْن عبد الله الرّشيديّ المقرئ، وعليّ بْن محمد بْن المهنّد السّقّاء، وعبد الرحمن بْن المبارك بْن المشتري [2] ، وثابت بْن مشرّف البنّاء، وصالح بْن القاسم بْن كوّار [3] ، وظَفَر بْن سالم البيطار، والفتح بْن عبد السّلام الكاتب، ومِسْمار بْن العُوَيْس، وخلْق آخرهم موتا ابن اللُّتَّيّ.
وآخر من روى عَنْهُ بالإجازة: أبو الحسن بْن المُقَيَّر.
تُوُفّي رابع عشر ذي الحجّة.
__________
[1] انظر عن (سعيد بن أبي غالب) في: المنتظم 10/ 162 رقم 251 (18/ 103 رقم 4200) ، ودول الإسلام 2/ 67، والمعين في طبقات المحدّثين 164 رقم 1768، والإعلام بوفيات الأعلام 226، وسير أعلام النبلاء 20/ 264، 265 رقم 179، والنجوم الزاهرة 5/ 321، وشذرات الذهب 4/ 155.
[2] في الأصل: «الشنتري» .
[3] في الأصل: «كوز» .(37/393)
577- سعيد بْن الحسين بْن إسماعيل بْن أَبِي الفضل [1] .
أبو سعد النَّيْسابوريّ، الرِّيوَنْدِيّ [2] ، الجوهريّ.
شيخ صالح.
قَالَ ابن السّمعانيّ: قَالَ لي: وُلِدتُ سنة إحدى وستّين وأربعمائة.
سَمِعَ: الفضل بْن عبد الله بْن المُحِبّ المفسّر، وإسماعيل بن مسعدة الإسماعيليّ، وأبا سعد إسماعيل بْن عَمْرو البَحِيريّ، وغيرهم.
وسمع ببغداد من: أَبِي القاسم بْن بَيَان. كتبتُ عَنْهُ.
وتوفّي في حدود الخمسين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ: ابن عساكر، وعبد الرحيم بْن السّمعانيّ.
578- سليمان بْن عبد الرحمن بْن أحمد بْن عثمان [3] .
أبو الربيع العَبْدَريّ، الأندلسيّ.
سَمِعَ: أبا عليّ الصَّدَفيّ، وجماعة.
وحجّ، فسمع كتاب «غريب الحديث» من: أَبِي عبد الله بْن منصور بْن الحَضْرميّ، بروايته عَنْ أَبِي بَكْر الخطيب إجازة.
أخذ عَنْهُ أبو عُمَر بن عبّاد، وأثنى عليه وقال: ثقة، من أهل العلم بالأصول، والحديث، والطّبّ، احترف بِهِ بقُرْطُبة، ثمّ نزل كورة ألش [4] خطيبا بها.
وتوفّي في هذا العام وقد بلغ السّبعين.
__________
[1] انظر عن (سعيد بن الحسين) في: المعين في طبقات المحدّثين 164 رقم 1769.
[2] الرّيونديّ: بكسر الراء وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفتح الواو وسكون النون وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى ريوند وهي اسم لأحد أرباع نيسابور، وهي قرى كثيرة، قيل هي أكثر من خمسمائة قرية، وربّما زاد. (الأنساب 6/ 212) .
[3] انظر عن (سليمان بن عبد الرحمن) في: تكملة الصلة لابن الأبّار، رقم 1983، ومعجم شيوخ الصدفي 304، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة، السفر الرابع 72 رقم 184.
[4] ألش: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وشين معجمة. اسم مدينة بالأندلس من أعمال تدمير.
(معجم البلدان 1/ 245) .(37/394)
- حرف الشّين-
579- شافع بْن عليّ بْن أَبِي الحسن [1] .
أبو الفُتُوح الشّعريّ: فقيه، صوفيّ، نظيف.
سَمِعَ: القاضي أبا الحسين المبارك بْن محمد الواسطيّ، ونصر اللَّه الخُشْناميّ.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم السَّمْعانيّ.
- حرف العين-
580- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن الحافظ أَبِي مُحَمَّد الْحَسَن بْن محمد بْن الحسن [2] .
أبو القاسم ابن الخلّال البغداديّ. من أولاد المحدّثين.
سَمِعَ: ابن خَيْرُون، ونصر بْن البَطِر.
وُلِد سنة ثمان وسبعين وأربعمائة.
قال أحمد بْن صالح الْجِيليّ: كَانَ نِعْم الرجل، لا بأس به.
توفّي في أوّل في الحجَّة.
قلت: روى عَنْهُ: أبو شجاع محمد بْن المقرون، وابن الأخضر.
581- عبد الفتّاح بْن عطاء بْن عُبَيْد اللَّه [3] .
أبو المعالي، الصَّيْرفيّ، الهَرَويّ. عدْل، عالم، مليح الخطّ.
سَمِعَ: أبا عطاء عبد الأعلى المَلِيحيّ، ونجيب بْن ميمون الواسطيّ، ومحمد بْن الحَسَن النّهاوَنْدي، وطائفة.
وُلِد سنة سبعين وأربعمائة.
وُتُوُفّي في صَفَر بَهَرَاة.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم بن السّمعانيّ، ووالده.
__________
[1] لم أجده.
[2] لم أجده.
[3] انظر عن (عبد الفتاح بن عطاء) في: التحبير 1/ 470 رقم 438، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 106 ب.(37/395)
582- عبد الكريم بْن بدر [1] .
أبو المكارم المُشْرِقيّ [2] ، الكوفيّ، منسوب إلى الأمير مشرق السّامانيّ.
ولي قضاء كوفن [3] ، وكان يخلّ بالصّلاة.
سَمِعَ: إسماعيل بْن محمد الزّاهريّ، وأبا المظفَّر السّمعانيّ.
وعنه: السّمعانيّ [4] ، وابنه عبد الرحيم.
مات في المحرَّم بأَبِيوَرْد عَنْ ثمانين سنة.
583- عبد المعزّ بْن بِشْر بْن محمد بْن بِشْر بْن عبد الله بْن محمد [5] .
الواعظ أبو العبّاس المُزَنيّ، النّتليّ، الهَرَويّ.
سَمِعَ: أبا عامر الأَزْديّ، ونجيب بْن ميمون الواسطيّ، وعبد الأعلى بْن أَبِي عمر المليحيّ، وجماعة.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم، وأبوه.
وتُوُفّي في ربيع الآخر سنة، وله 74 [6] . وزمِنَ بأخرة.
584- عُبَيْد اللَّه بْن حمزة بْن حمزة بْن محمد بن المجدّر بْن أحمد بْن القاسم بْن جُمَيْع بْن موسى الكاظم بْن جعفر الصّادق [7] .
السّيّد، أبو القاسم العَلَويّ، المُوسَوِيّ، الهَرَويّ، أخو عليّ.
ذكره السّمعانيّ، فقال: زاهد، ورِع، متعبّد، كثير العبادة والمجاهدة.
__________
[1] انظر عن (عبد الكريم بن بدر) في: التحبير 2/ 472، 473 رقم 441، والأنساب 11/ 330، 331، ومعجم شيوخ السمعاني، ورقة 157 أ، والمشتبه في الرجال 2/ 592، 593.
[2] المشرقي: بضم الميم، وسكون الشين المعجمة، وكسر الراء، وفي آخرها القاف.
[3] كوفن: بليدة صغيرة بخراسان على ستة فراسخ من أبيورد.
[4] وقال: كان من بيت العلم والحديث.. لقيته بكوفن في انصرافي من نسا إلى مرو ولم تكن معه أصول بما سمع وكان سماعه في أصول بمرو، ووجدت سماعه في كتاب الرقاق لابن مبارك عن الزاهريّ. سمعت منه الكتاب بمرو ولا أحبّ الرواية عنه لأنّي سمعت بأنه كان يخلّ بالصلوات، والله يعفو عنه. وكانت ولادته تقديرا في سنة سبعين وأربعمائة. (الأنساب) .
[5] انظر عن (عبد المعزّ بن بشر) في: التحبير 1/ 483، 484، رقم 455، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 159 ب.
[6] وكانت ولادته يوم النحر وقت صلاة العيد في ذي الحجة سنة 476 بهراة.
[7] لم أجده.(37/396)
وضيء الوجه، قليل الكلام، مشتغل بما يعنيه، لم نر في العَلَويَّة، مثله.
كَانَ يسكن في رِباطٍ لَهُ بظاهر باب خشك، فسمع: أبا عامر بْن محمود بْن القاسم الأَزْديّ، ونجيب بْن ميمون الواسطيّ.
وقال لي: ولدتُ في سنة ستّ وستّين وأربعمائة.
وتُوُفّي رحمه اللَّه يوم الجمعة الرابع والعشرين من ذي القعدة.
قلت: روى عَنْهُ: هُوَ، وابنه عبد الرحيم، وأبو رَوْح عبد المعزّ، وطائفة.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ: أَنَا عَبْدُ الْمُعِزِّ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ حَمْزَةَ الْمُوسَوِيُّ، أَنَا أَبُو عَامِرٍ الْأَزْدِيُّ، أَنَا الْجَرَّاحِيُّ، أَنَا الْمَحْبُوبِيُّ، نَا أَبُو عِيسَى: ثَنَا قُتَيْبَةُ، ثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عُمَرَ قَالَ: «الَّذِي تَفُوتُهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ فَكَأَنَّمَا وُتِرَ [1] أَهْلُهُ وَمَالُهُ» [2] . سَقَطَ مِنْهُ ذِكْرُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا بُدَّ مِنْهُ.
585- عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر بْن هشام [3] .
أبو محمد، وأبو مروان، الحضْرميّ، الإشبيليّ، ويُعرف بعُبَيْد.
أخذ القراءات عَنْ: أَبِي القاسم بْن النّحّاس، وأبي الحَسَن عَوْن اللَّه، وغيرهما.
وسمع من: أبي محمد بن عتّاب.
__________
[1] قال أبو عبد الله: يتركم أعمالكم، وترتب الرجل إذا قتلت له قتيلا أو أخذت له مالا.
[2] أخرجه البخاري في مواقيت الصلاة 1/ 138 باب: وقت العصر، ومسلم (200/ 626) باب:
التغليظ في تفويت صلاة العصر. وأبو داود في الصلاة (414) ، والترمذي في الصلاة (175) باب ما جاء في الوقت الأول من الفضل، والنسائي في الصلاة 1/ 238 باب صلاة العصر في السفر، والمواقيت 1/ 255، وابن ماجة في الصلاة (685) باب المحافظة على صلاة العصر، ومالك في وقت الصلاة (20) باب جامع الوقوت، وأحمد في المسند 2/ 8، 13، 27، 48، 54، 64، 75، 76، 102، 124، 145، 148، و 5/ 469.
[3] انظر عن (عبيد الله بن عمر) في: تكملة الصلة لابن الأبّار 2/ 933، والبلغة في تاريخ أئمّة اللغة 117، ومعرفة القراء الكبار 2/ 521، 522، وغاية النهاية 1/ 490، 491، رقم 2040، وبغية الوعاة 320، وكشف الظنون 1709، وإيضاح المكنون 2/ 547، وهدية العارفين 1/ 649، وأخبار مكناس لابن زيدان 4/ 492، ومعجم المؤلفين 6/ 242.
ويرد: «عبيد الله بن عمرو» بالواو.(37/397)
وأَحْكَم العربيَّة. وكان شاعرا، فاضلا جوّالا. تصدَّر بمَرّاكُش للإقراء والتّعليم مدَّةً، ثمّ سكن مُرْسِيَة، وخطب بها. وله تصانيف مفيدة، منها «الإفصاح في اختصار المصباح» ، و «شرح مقصورة ابن دُرَيْد» ، وكتاب «قراءة نافع» .
حدَّث عَنْهُ: أبو ذَرّ الخُشَنيّ، واختصّ بِهِ. وأخذ عَنْهُ القراءات والنَّحْو: أبو عُمَر بْن عيّاد، وابنه أبو عبد الله.
وكان مولده في سنة تسع وثمانين وأربعمائة. وكان حيا في هذه السنة.
586- علي بن محمد بْن أحمد [1] .
الخطيب، أبو الحسن الرُّوذْرَاوَرِيّ المُشْكانيّ، الخطيب بمُشْكان [2] ، وهي من قُرى رَوذرَاوَر عَلَى ستّ فراسخ من هَمَذَان.
مولده في رمضان سنة ستّ وستّين وأربعمائة بمُشْكان. وقدِم عليهم سنة ستٍّ وسبعين القاضي أبو منصور محمد بْن الحَسَن بْن محمد بْن يونس النَّهاوَنْديّ، فسمعوا منه «التّاريخ الصّغير» للبخاريّ، بسماعه من ابن زِنْبِيل النَّهَاوَنْدِيّ في حدود سنة أربعمائة. وحدَّث ببغداد بالكتاب، بقراءة ابن السّمعانيّ.
وسمعه منه: الحافظ أبو العلاء العطّار، وابنه عبد البَرّ، وأبو القاسم بْن عساكر، وطائفة كبيرة.
وحدَّث عَنْهُ، أبو القاسم بْن الحَرَسْتَانيّ إجازة.
وسماعه لَهُ بقراءة المحدِّث حمزة الرُّوذرَاوَرِيّ، وهو صدوق.
آخر من رحل إِلَيْهِ: الحافظ يوسف بْن أحمد الشّيرازيّ في ربيع الآخر سنة خمسين، وسمع منه.
ثمّ قَالَ: وفيها مات رحمه الله [3] .
__________
[1] انظر عن (علي بن محمد المشكاني) في: الأنساب 11/ 334، 335، ومعجم البلدان 5/ 135، واللباب 3/ 217، 218، والمعين في طبقات المحدّثين 164 رقم 1770، وسير أعلام النبلاء 20/ 311، 312 رقم 207، وشذرات الذهب 4/ 155.
[2] مشكان: بضم الميم وسكون الشين المعجمة، وفتح الكاف، وفي آخرها النون. قرية من أعمال روذراور قرية منها من نواحي همذان.
[3] وقع في الأنساب 11/ 335: «توفي في حدود سنة أربعين وخمسين مائة بروذراور!» .(37/398)
587- عليّ بْن معصوم بْن أَبِي ذَرّ [1] .
أبو الحسن المغربيّ، الفقيه، نزيل إسْفَرَايين. وبها تُوُفّي.
كَانَ إماما، فقيها، بارعا، علّامة في الحساب.
تفقّه عَلَى الفَرَج بْن عُبَيْد اللَّه الخُوَيّي، وأفتى وأفاد.
قَالَ ابن السّمعانيّ فيه ذَلكَ، وقال: كتبتُ عَنْهُ شيئا. وتُوُفّي في شعبان بإسْفَرَايين.
588- عليّ بْن نصر بْن محمد بْن عبد الصّمد [2] .
أبو الحَسَن الفَنْدُورَجيّ [3] ، وهي قرية من نواحي نَيْسابور.
وسمع من: عبد الغفّار الشّيْروِيّيّ، وغيره.
وكان كاتبا، منشئا، لُغَويًا، شاعرا، فصيحا. كَانَ ينشئ الكُتُب من ديوان الوزارة بخُراسان.
قَالَ ابن السّمعانيّ: علّقت عَنْهُ.
وتُوُفّي في حدود سنة خمسين [4] .
__________
[ () ] وقال ابن السمعاني: وكان شيخا، عالما، بهيّا، حسن المنظر، مليح الشيبة، مطبوع الأخلاق، متودّدا. قدم علينا بغداد في سنة اثنتين وثلاثين في صحبة رئيس روذراور، ونزل بنواحي باب الأزج.
[1] لم أجده.
[2] انظر عن (علي بن نصر) في: التحبير 1/ 595، 596، رقم 583، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 184 ب، والأنساب 9/ 335، 336 وفيه: «علي بن نضر» (بالضاد) ، ومعجم الأدباء 15/ 98- 101 رقم 26، وطبقات النحاة لابن قاضي شهبة، ورقة 225 أ، 225 ب، وبغية الوعاة 2/ 211.
[3] الفندورجي: بفتح الفاء، وسكون النون، وضم الدال المهملة، وسكون الواو، وفتح الراء، وفي آخرها الجيم. هذه النسبة إلى فندورجة. (الأنساب) .
وقال ياقوت: بضم الفاء. (معجم البلدان 4/ 278) .
وورد في التحبير: «الفندورجي» .
[4] وكانت ولادته في سنة 489 بنيسابور.
ومن شعره:
تحيّة مزن يتحف الروض سحرة ... بصوب الحيا في كل يوم عليكم
فجسمي معي لكنّ قلبي أكرموا ... بلطفكم مثواه فهو لديكم
وأورد ابن السمعاني مجموعة أبيات من شعره في معجم شيوخه، ونقلها ياقوت في (معجم الأدباء) .(37/399)
589- عُمَر بْن عثمان بْن الحسين بْن شعيب [1] .
أبو حفص الْجَنْزيّ، الأديب.
من أهل ثغر جَنْزَة.
أحد الأعلام في الأدب والشِّعْر.
قدِم بغداد، وصحِب الأئمَّة، ولازَم الأديب أبا المظفَّر الأَبِيوَرْدِيّ، مدَّة ثمّ رجع إلى جَنْزَة.
ثمّ عاد إلى بغداد، وذاكَرَ الفُضَلاء، وبرع في العِلْم حتّى صار علّامة زمانه، وأوحد عصره. قاله ابن السّمعانيّ.
وقال أيضا: كَانَ غزير الفضل، وافر، العقل، حَسَن السّيرة، متودِّدًا، كثير العبادة، سخيّ النّفس. صنّف التّصانيف، وشرع في إملاء تفسيرٍ لو تمّ لكان لا يوجد مثله.
سَمِعَ بهَمَذَان كتاب «السُّنَن» للنَّسَائيّ، وكتاب «يوم وليلة» من عبد الرحمن بْن حَمْد الدّونيّ، اجتمعتُ معه بسرخس، وقدِم علينا مَرْو غير مرَّة.
وشاعت تصانيفه في الآفاق.
وتُوُفّي في رابع عشر ربيع الأوّل.
ووُلِد في حدود سنة بضْعٍ وسبعين.
قلت: روى عَنْهُ: هُوَ، وابنه عبد الرحيم [2] .
__________
[1] انظر عن (عمر بن عثمان) في: التحبير 1/ 521، 522، رقم 509، والأنساب 3/ 324، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 169 أ، ومعجم البلدان 2/ 132، ومعجم الأدباء 16/ 62- 67 رقم 6) ، واللباب 1/ 241، والتقييد 395 رقم 516، وإنباه الرواة 2/ 329، 330، ومجمع الآداب ج 4 ق 1/ 507، وطبقات المفسّرين 2/ 6، وبغية الوعاة 2/ 221، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 260 رقم 386.
[2] وذكره أبو الحسن بن أبي القاسم البيهقي في كتاب «الوشاح» فقال: هو إمام في النحو والأدب لا يشقّ فيهما غباره، ومع ذلك فقد تحلّى بالورع ونزاهة النفس، لكنّ الزمان عانده، وما بسط في أسباب معاشه يده، جاس خلال الديار، وقال: أدركت زمان الأشجّ، ورأيت مصلّاة في طنجة المغرب، إلّا أني لم أمكث حتى أراه، وأدّب بنيسابور أولاد الوزير فخر الملك، ثم ارتحل من نيسابور في شهور سنة خمس وأربعين وخمسمائة للهجرة ثم لم يعد إليها، وقضى نحبه بعد انتقاله من نيسابور بأيام قلائل. وأنشد له قصيدة واحدة في مدح الإمام محمد بن حمّويه، منها:(37/400)
- حرف الفاء-
590- الفضل بْن محمد بْن إبراهيم [1] .
أبو محمد بْن الزّياديّ، السَّرْخَسيّ، قاضي سَرخس.
فقيه، عابد، متزهّد. تارك للتّكلُّف، متودّد.
قَالَ ابن السّمعانيّ: كتبتُ عَنْهُ مجلسا من إملائه، وكان عنده عَنْ أَبِي منصور محمد بْن عبد الملك المظفَّرِيّ، وأبي ذَرّ عبد الرحمن بْن أحمد الأديب.
وقال لي: وُلِدتُ سنة ثمان وخمسين وأربعمائة.
وتُوُفّي في سادس عشر شوّال [2] . جاءني نعيُه وأنا بنسف.
__________
[ () ]
ألم تذكرا ربعا بعسفان عامرا ... وبيضا يودّعن الأحبّة خرّدا
يشعّثن بالعنّاب ضغث بنفسج ... ويضربن بالأسروع خدّا مورّدا
كأنّ النّوى لم تلق غير جوانحي ... ومقلتي العبري مرادا وموردا
وقال ابن السمعاني: وأنشدني لنفسه:
أحاوي عيسى إن بلغت مقامي ... فبلّغ صحابي لا عدمت سلامي
وخبّرهم عمّا أعاني من الجوى ... ومن لوعتي في هجرهم وسقامي
وقال لهم: إنّي متى ما ذكرتكم ... غصصت لذكراكم بكل طعام
وإنّ دموعي كلّما لاح كوكب ... ترقرقت في خدّي كصوب غمام
وإن هبّ من أرض الحبيب نسيمه ... تغلغل أحشائي وهاج غرامي
وإن غرّدت وهنا حمامة أيكة ... أحنّت بنوحي لحن كلّ حمام
وله:
قالت: وخطتك شيبة كالعين ... كم تذرف عيناك ذروف العين
قد قلت لها: أيا سواد العين ... يزداد من الثلوج ماء العين؟
وله أبيات يعزّي فيها الكمال المستوفي بزوجته، منها:
إذا جلّ قدر المرء جلّ مصاب ... وكلّ جليل بالجليل يصاب
يروح الفتى في غفلة عن ماله ... ويشغله عنه هوى وشباب
فلم يتفكّر أنّ من عاش ميّت ... وأنّ الّذي فوق التراب تراب
وهي طويلة. (معجم الأدباء) .
[1] انظر عن (الفضل بن محمد) في: الأنساب 6/ 336، 337، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 294.
[2] وقال ابن السمعاني في (الأنساب) : إمام سرخس في عصره، وكان مسنّا كبيرا، جليل القدر، فقيها ... كتبت عنه شيئا يسيرا بسرخس، وحضرت مجلس إملائه في مسجد المربعة. ثم قال:
توفي سنة إحدى وخمسين وخمسمائة بسرخس.(37/401)
591- فضل اللَّه بْن المعمَّر بْن أَبِي شكر [1] .
أبو سعيد الأصبهانيّ، الجوهريّ. نزيل بغداد.
كَانَ يسكن المُعِيديَّة.
سَمِعَ: رزق اللَّه التّميميّ، والقاسم الثّقفيّ الرئيس.
وكان يعمل في ديوان الخاتون.
قَالَ ابن السّمعانيّ: كتبت عَنْهُ.
وتُوُفّي في شوّال.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم.
- حرف الميم-
592- محمد بْن إسماعيل بْن سعيد بْن عليّ [2] .
أبو منصور اليَعْقُوبيّ، البُوسَنْجيّ، الواعظ، الصُّوفيّ.
سكن هَرَاة، ووعظ بها. وكان لَهُ أتباع من الصُّوفيَّة يُنفق عليهم من الفُتُوح.
قَالَ ابن السّمعانيّ: غير أنّ النّاس يُسِيئون الثّناء عَلَيْهِ.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وعبد الرحمن بْن محمد بْن عفيف كلار.
وتُوُفّي بقرية نابر [3] في سلْخ رجب.
قلت: روى عَنْهُ: هُوَ [4] ، وابنه عبد الرحيم.
593- محمد بْن الحَسَن بْن محمد [5] .
أبو عبد الله البَلَديّ، البَنْجَدِيهيّ [6] ، الصُّوفيّ.
سَمِعَ: أبا سعيد البغويّ، الدّبّاس.
__________
[1] لم أجده.
[2] انظر عن (محمد بن إسماعيل) في: التحبير 2/ 91، 92 رقم 698، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 204.
[3] في التحبير: «نابر من نواحي ماراباذ» .
[4] وقال: سمعت منه جزءا واحدا، من حديث علي بن الجعد.
[5] انظر عن (محمد بن الحسن) في: التحبير 2/ 109، 110 رقم 722.
[6] تفدّم التعريف بهذه النسبة. وانظر: معجم البلدان 1/ 498.(37/402)
ومات في عَشْر الثّمانين.
أخذ عَنْهُ: السّمعانيّ أبو سعد [1] .
594- محمد بْن عبد الباقي بْن محمد بْن فِرْطاس [2] .
أبو سعد البغداديّ، البيِّع، المقرئ.
قرأ القراءات، وطلب الحديث، وسمع بنفسه من: ابن بَيَان، وابن نَبْهان، وأُبَيّ النَّرْسِيّ، وأبي سعد بْن الطُّيُوريّ، وطائفة.
ولم يزل يسمع إلى آخر شيء.
روى عَنْهُ: ابن الأخضر، وغيره.
وما في رجب سنة خمسين، وله ستٌّ وستّون سنة، رحمه اللَّه.
595- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد [3] .
أَبُو عَبْد اللَّه النَّحْويّ، الحليّ، ويُعرف بابن حُمَيْدَة.
نحْويّ، بارع، حاذق بالفَنّ، بصير باللّغة، شاعر. لَهُ «شرح أبيات الْجُمَل» ، وكتاب «شرح اللُّمَع» ، وكتاب في التّصريف، وكتاب «شرح المقامات» ، إلى غير ذَلكَ.
قرأ عَلَى أَبِي محمد بْن الخشّاب.
وتُوُفّي شابّا فيما أظنّ.
596- محمد بْن عليّ بْن الحسن [4] .
أبو المظفَّر بن الشّهرزوريّ، الفرضيّ.
__________
[1] وقال: شيخ صالح، متميّز، راغب في الخير وأهله.. كتبت عنه بمرو، وكان ولادته قبل سنة ثمانين وأربعمائة بسنين.
[2] لم أجده.
[3] انظر عن (محمد بن علي الحلّي) في: معجم الأدباء 18/ 252، 253، والوافي بالوفيات 4/ 153، 154، وبغية الوعاة 1/ 33، 34، وكشف الظنون 604، 931، 1388، 1435، 1563، 1788، وهدية العارفين 2/ 92، وروضات الجنات 188، ومعجم المؤلفين 10/ 303.
[4] انظر عن (محمد بن علي بن الحسن) في: المنتظم 10/ 163 رقم 253 (18/ 104 رقم 4202) .(37/403)
من شيوخ بغداد، وُلِد سنة تسعٍ وسبعين وأربعمائة.
سَمِعَ: ابن طلْحة النِّعَاليّ، وأبا الفضل بْن خَيْرُون، وغيرهما.
قَالَ ابن السّمعانيّ: شيخ، ديِّن، خيِّر، ثقة، لَهُ معرفة تامَّة بالفرائض، والحساب، انفرد بذلك في وقته.
وكان يسكن درب نُصَيْر، وله دُكّان بالرَّيْحَانيّين يبيع فيها العِطْر، ويعلّم النّاسَ الفَرَائض والحساب. وخرج إلى المَوْصِل لِدَيْنٍ رَكِبَهُ، وبقي بها مدَّة، وخرج إلى أَذَرْبَيْجان، ومات بها.
كتبتُ عَنْهُ.
وتُوُفّي بمدينة خِلاط في رجب.
قلت: روى عَنْهُ: يوسف بْن كامل، والقاضي يوسف بْن إسماعيل اللّمغانيّ.
597- مُحَمَّد بْن عَلِيِّ بْن هبة اللَّه بْن عَبْد السلام [1] .
أبو الفَتْح بْن أَبِي الحَسَن البغداديّ، الكاتب.
من بيت رئاسة ورواية. وولد سنة إحدى وثمانين وأربعمائة، وسمّعه أَبُوهُ من: رزق التّميميّ، وأبي الفضل بْن خَيْرُون، وأبي عبد الله الحُمَيْديّ، وابن طلْحة النِّعَاليّ، وطِراد، ونصر بْن البَطِر.
وخرَّج لَهُ أَبُوهُ مشيخة. وحدَّث.
تُوُفّي في سلْخ صفر.
قلت: روى عَنْهُ: عُمَر بْن طَبَرَزْد، وابن الأخضر، وجماعة آخرهم حفيده الفتح بْن عبد الله بْن عبد السّلام.
وَأَخْبَرَنَا الأَبَرْقُوهيّ، عَن الفتح، عَنْهُ بالجزء الأوّل من حديث سعدان بْن نصر، وكان صَدُوقًا.
598- محمد بْن ناصر بْن مُحَمَّد بْن علي بْن عُمَر [2] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن علي بن هبة الله) في: الإعلام بوفيات الأعلام 226، والعبر 4/ 140، وسير أعلام النبلاء 20/ 271، مذكور دون ترجمة) ، وشذرات الذهب 4/ 155.
[2] انظر عن (محمد بن ناصر) في: الأنساب 7/ 209، والمنتظم 10/ 162، 163 رقم 252(37/404)
الحافظ، أبو الفضل السُّلاميّ.
تُوُفّي أَبُوهُ شابا، ومحمد صغير، فكفله [1] جدُّه لأنّه أبو حكيم الخَبْرِيّ [2] ، وسمّعه شيئا يسيرا، وحفّظه القرآن.
وكان مولده ليلة نصف شعبان سنة سبْعٍ وستّين وأربعمائة.
سَمِعَ: أبا القاسم بْن البُسْريّ، وأبا طاهر محمد بْن أحمد بْن أَبِي المظفَّر، وعاصم بْن الحسين، ومالكا البانياسيّ، وأبا الغنائم بْن أَبِي عثمان، ورزق اللَّه التّميميّ، وطِراد بْن محمد الزَّيْنَبيّ، وأبا عبد الله بْن طَلْحَةَ، وابن البَطِر، وخلقًا مِن أصحاب أَبِي عليّ بْن شاذان ومن بعدهم، وخلْقًا من أصحاب ابن غَيْلان، والجوهريّ.
وعُنِي بطلب الحديث أتمّ عناية، لكنّه لم يرحل.
وتفقّه عَلَى مذهب الشّافعيّ، وقرأ الأدب واللّغة عَلَى أَبِي زكريّا التّبْرِيزيّ.
ولازم أبا الحسين بْن الطُّيُوريّ فأكثر عَنْهُ، ثمّ خالَطَ الحنابلة ومالَ إليهم.
وانتقل إلى مذهب أحمد لمنامٍ رآه.
قَالَ تلميذه أبو الفَرَج بْن الجوزيّ [3] : كَانَ حافظا، ضابطا، ثقة، متفنّنا [4] ،
__________
[ () ] (18/ 103، 104 رقم 4201) ، ومناقب الإمام أحمد 530، 531، واللباب 2/ 161، ووفيات الأعيان 4/ 293، 294، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 225، 226، والمعين في طبقات المحدّثين 164 رقم 1771، والإعلام بوفيات الأعلام 226، ودول الإسلام 2/ 67، وتذكرة الحفاظ 4/ 1292، وسير أعلام النبلاء 20/ 265- 271 رقم 180، والعبر 4/ 140، وتذكرة الحفاظ 4/ 1289- 1293، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 38- 40 رقم 30، والبداية والنهاية 12/ 233، ومرآة الجنان 3/ 296 و 297 (وقد ذكر مرتين) ، وعيون التواريخ 12/ 488، 489، والذيل على طبقات الحنابلة 1/ 225- 229 رقم 113، والنجوم الزاهرة 5/ 320، وتاريخ الخلفاء 442، وكشف الظنون 163، وشذرات الذهب 4/ 155، 156، وهدية العارفين 2/ 92، وإيضاح المكنون 2/ 560، والرسالة المستطرفة 160، والأعلام 7/ 343، ومعجم المؤلفين 12/ 72.
[1] في الأصل: «فكلفه» ، وهو غلط.
[2] الخبري: بفتح الخاء المعجمة وسكون الباء الموحّدة وفي آخرها الراء المهملة، هذه النسبة إلى خبر، وهي قرية بنواحي شيراز من فارس. (الأنساب) وهو: عبد الله بن إبراهيم الخبري الشافعيّ الإمام الفرضيّ. توفي سنة 476 هـ. وقيل في غيرها. وقد تقدّم. «وأقول» : ضبطه محقّقا (سير أعلام النبلاء 20/ 265) بضم الخاء. وهو غلط.
[3] في المنتظم 10/ 163 (18/ 103) .
[4] في المنتظم: «متقنا» .(37/405)
من أهل السُّنَّة، لا مَغْمَزَ فيه. وهو الَّذِي تولّى تسميعي الحديث. فسمعت بقراءته «المُسْنَد» للإمام أحمد، وغيره من الكُتُب الكبار والأجزاء.
وكان يُثَبّت لي ما أسمع، وعنه أخذت عِلْم الحديث. وكان كثير الذِّكر، سريع البكاء.
ذكره ابن السّمعانيّ في «المُذَيَّل» فقال: كَانَ يحبّ أن يقع في النّاس [1] .
قَالَ ابن الْجَوْزيّ [2] : وهذا قبيحٌ من أَبِي سعد، فإنّ صاحب الحديث ما يزال يجرّح ويعدّل. فإذا قال قائل: إن هذا وقوع في الناس دلّ عَلَى أنّه لَيْسَ بمحدِّث، ولا يعرف الجرح من الغيبة. و «مذيّل» ابن السّمعانيّ ما سمّاه إلّا ابن ناصر، ولا دلّه عَلَى أحوال الشّيوخ أحدٌ مثل ابن ناصر، وقد احتجّ بكلامه في أكثر التّراجم، فكيف عوَّل عَلَيْهِ في الْجَرْح والتّعديل، ثمّ طعن فيه؟ ولكنّ هذا منسوبٌ إلى تعصُّبُ ابن السّمعانيّ عَلَى أصحاب أحمد. ومن طالَعَ كتابه رَأَى تعصُّبه البارد وسوء قَصْده. ولا جَرَم لم يُمتّع بما سمِع، ولا بلغ رُتْبة الرواية [3] .
انتهى كلام ابن الجوزيّ.
قلت: يا أبا الفَرَج، لا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وتأتيَ مثلَه. فإنّه عليك في هذا الفصل مؤاخذات عديدة، منها أنّ أبا سعد لم يقُلْ شيئا في تجريحه وتعديله، وإنّما قَال: إنّه يتكلّم في أعراض النّاس. ومن جرّح وعدّل لم يسمّ في عرف أهل الحديث أنّه يتكلَّم في أعراض النّاس، بل قَالَ ما يجب عَلَيْهِ، والرجل فقد قَالَ في ابن ناصر عبارتك بعينك الّتي سَرَقْتَها منه وصَبَغْتَه بها. بل وعامَّة ما في كتابك «المنتظم» من سنة نيّف وستّين وأربعمائة إلى وقتنا هذا مِن التّراجم، إنّما أَخَذْتَهُ من «ذيل» الرجل، ثمّ أنت تتَفَاجَمُ عَلَيْهِ وتتفاحج.
ومَن نظر في كلام ابن ناصر في الجرح والتعديل أيضا عرف عترسته
__________
[1] المنتظم.
[2] في المنتظم.
[3] وزاد ابن الجوزي: «بل أخذ من قبل أن يبلغ إلى مراده، ونعوذ باللَّه من سوء القصد والتعصب» .(37/406)
وتعسُّفَه في بعض الأوقات.
ثمّ تَقُولُ: فإذا قال قائل إن هذا وقوع في الناس دلّ عَلَى أنّه لَيْسَ بمحدِّث، ولا يعرف الجرح من الغَيْبة، فالرجل قَالَ قوله، وما تعرّض لا إلى جرحٍ ولا غَيْبة حتّى تُلْزِمَه شيئا [1] ما قاله. وقد علِم الصالِحُون بالحديث أنّه أعلم منك بالحديث، والطُّرق، والرجال، والتّاريخ، وما أنت وهو بسواء. وأين من أضنى عُمره في الرحلة والفنّ خاصَّة وسمع من أربعة آلاف شيخ، ودخل الشّام، والحجاز، والعراق، والجبال، وخُراسان، وما وراء النّهر، وسمع في أكثر من مائة مدينة، وصنَّف التّصانيف الكثيرة، إلى من لم يسمع إلّا ببغداد، ولا روى إلّا عَنْ بضعةٍ وثمانين نفْسًا؟! فأنت لا ينبغي أن يُطْلَق عليك اسمُ الحِفْظ باعتبار اصطلاحنا، بل باعتبار أنّك ذو قوَّةٍ حافِظَة، وعلْمٍ واسع، وفنون كثيرة، واطّلاعٍ عظيم. فغفر اللَّه لنا ولك.
ثمّ تنسبه إلى التّعصُب عَلَى الحنابلة، وإلى سوء القَصْد، وهذا- والله- ما ظَهَر لي من أَبِي سعد، بل، والله، عقيدتُهُ في السُّنَّة أحسن من عقيدتك، فإنّك يوما أشْعَرِيّ، ويوما، حنبليّ، وتصانيفك تُنْبئ بذلك. فما رأينا الحنابلة راضين بعقيدتك، ولا الشّافعية، وقد رأيناك أخرجت عدَّة أحاديث في الموضوعات، ثمّ في مواضع أخر تحتجّ بها وتحسّنها. فخلنا مساكتة [2] .
قَالَ أبو سعد، وذكر ابن ناصر: كَانَ يسكن درب الشّاكريَّة، حافظ، ديِّن، ثقة، متقِن، ثَبْت، لُغَوِيّ، عارف بالمُتُون والأسانيد، كثير الصّلاة والتّلاوة، غير أنّه يحبّ أن يقع في النّاس. كَانَ يطالع هذا الكتاب، ويُخشى عَلَيْهِ ما يقع لَهُ من مَثَالبهم، والله يغفر لَهُ. وهو صحيح القراءة والنَّقْل. وأوّل سماعه من أَبِي الصَّقْر، وذلك في سنة ثلاثٍ وسبعين.
وقال أبو عبد الله بْن النّجّار: كانت لابن ناصر إجازات قديمة من جماعةٍ، كأبي الحسين بْن النَّقُّور، وابن هَزَارمَرْد الصَّرِيفِينيّ، والأمير ابن ماكولا الحافظ، وغيرهم. أخذها لَهُ ابن ماكولا في رحلته إلى البلاد.
__________
[1] في الأصل: «شيء» .
[2] انظر ما قاله المؤلّف الذهبي- رحمه الله- في: سير أعلام النبلاء 20/ 268.(37/407)
قلت: وقرأت بخطّ الحافظ الضّياء: أجاز لأبي الفضل بْن ناصر: أبو نصر ابن ماكولا، وأبو القاسم عليّ بْن عبد الرحمن بْن عُلَيَّك في سنة ثمان وستّين وأربعمائة، ومحمد بْن عُبَيْد اللَّه الصّرّام، وأبو صالح أحمد بْن عبد الملك المؤذّن، وفاطمة بِنْت أَبِي عليّ الدّقّاق، والفضل بْن عبد الله بْن المُحِبّ، وعبد الحميد بْن عبد الرحمن البَحِيريّ، وأحمد بْن عليّ بْن خَلَف الشّيرازيّ.
قلت: ولعلّه تفرّد بالإجازة عَنْ بعض هَؤُلّاءِ.
وقال ابن النّجّار: كَانَ ثقة، ثَبْتًا، حَسَن الطّريقة، متديّنا، فقيرا، متعفّفا، نظيفا، نَزِهًا. وَقَفَ كُتُبَه، وخَلَّف ثيابه وثلاثة دنانير. وكانت ثيابه. [خِلَقًا مغسولة] [1] . ولم يُعْقِب. وسمعت مشايخنا ابن الْجَوْزيّ، وابن سُكَيْنَة، وابن الأخضر يُكْثِرون الثّناء عَلَيْهِ، ويصِفُونَه بالحِفْظ، والإتقان، والدّيانة، والمحافظة عَلَى السُّنَن، والنوافل.
وسمعت جماعة من شيوخي يذكرون أنّ ابن ناصر، وأبا منصور ابن الجواليقيّ كانا [2] يقرءان الأدب على أبي زكريّا التّبريزيّ، ويسمعان الحديث، فكان النّاس يقولون: تخرَّج ابن ناصر لُغَوِيَّ بغداد، وابنُ الْجَوَاليقيّ مُحَدِّثَها، فانعكس الأمر.
قلت: قد كَانَ ابن ناصر مُبَرزًا في اللّغة أيضا.
وقال ابن النّجّار: قرأت بخطّ ابن ناصر، وأخبرنيه يحيى بْن الحسين عَنْهُ سماعا من لفظه قَالَ: بقيت سِنين لا أدخل مسجد الشّيخ أَبِي منصور، يعني الخيّاط المقرئ، واشتغلت بالأدب عَلَى أَبِي زكريّا التّبْرِيزيّ، فجئت في بعض الأيّام لأقرأ عَلَى أَبِي منصور الحديث، فقال: يا بُنيّ، تركت قراءة القرآن، واشتغلت بغيره، عُدْ إلينا لتقرأ عليَّ، ويكون لك إسْناد، ففعلت وعُدْت إلى المسجد، وذلك في سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة. وكنت أقرأ عَلَيْهِ، وأسمع منه الحديث. وكنت أقول في أكثر وقتي: اللَّهمّ بَيِّن لي أيَّ المذاهب خير. وكنت مِرارًا قد مضيت لأقرأ عَلَى القَيْروانيّ المتكلّم كتاب «التّمهيد» للباقِلّانيّ، وكأنّ
__________
[1] في الأصل بياض. وما أضفته بالاستناد إلى: الذيل على طبقات الحنابلة 1/ 226.
[2] في الأصل: «كان» .(37/408)
إنسانا [1] يردّني عَنْ ذَلكَ، حتّى كَانَ في بعض اللّيالي رأيتُ في المنام كأنّي قد دخلت إلى المسجد عند شيخنا أَبِي منصور، وهو قاعد في زاويته، وبجَنْبِه رجلٌ عَلَيْهِ ثيابُ بياضٍ، ورداء عَلَى عِمامته يشبه الثّياب الرّيفيَّة، دُرّيُّ اللّون، وعليه نورٌ وبَهاء، فسلّمت، وجلست بين أيديهما، ووقع في نفسي لَهُ هيبةٌ، وأنّه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما جلست التفتَ إليَّ الرجل، فقال لي: عليك بمذهب هذا الشّيخ، عليك بمذهب هذا الشّيخ، عليك بمذهب هذا الشّيخ.
فانتبهت مرعوبا، وجسمي يرجف ويرعد، فقصصت ذَلكَ عَلَى والدتي، وبكّرت إلى الشّيخ لأقرأ عَلَيْهِ، فحكَيْتُ لَهُ ذَلكَ، وقصصت عَلَيْهِ الرؤيا، فقال لي: يا ولدي، ما مذهب الشّافعيّ الّذي هُوَ مذهبك إلّا حَسَن، ولا أقول لك.
اتْرُكْ مذهبك، ولكن لا تعتقد اعتقاد الأشْعريّ.
فقلت: ما أريد أن أكون نصفين، فإنا أُشْهِدُك وأُشْهِد الجماعةَ أنّني منذ اليوم عَلَى مذهب أحمد بْن حنبل في الأُصُول والفُروع.
فقال لي: وفَّقك اللَّه.
ثمّ أخذت من ذَلكَ الوقت في سماع كُتُب أحمد بْن حنبل ومسائله، والتَّفَقُّه عَلَى مذهبه، وسماع مُسْنَدِه. وذلك في شهر رمضان من سنة ثلاثٍ وتسعين وأربعمائة.
قَالَ: وسمعتُ شيخنا عبد الوهّاب بْن سُكَيْنَة غير مرّة بقول: قلت لشيخنا ابن ناصر: أريد أن أقرأ عليك «شرح ديوان المتنبّي» لأبي زكريّا، وكان يرويه عَنْهُ، فقال: إنّك دائما تقرأ عليَّ الحديث مَجّانًا. وهذا شِعْر، ونحن نحتاج إلى دفْع شيءٍ من الأجر عَلَيْهِ، لأنّه لَيْسَ من الأمور الدّينيَّة. فذكرت ذَلكَ لأبي، فأعطاني خمسة دنانير، فدفعتها إِلَيْهِ، وقرأت عَلَيْهِ الكتاب.
قلت: روى عنه: ابن عساكر [2] ، وابن السمعاني، وأبو طاهر السِّلَفيّ، وقال: سَمِعَ معنا كثيرا، وهو شافعيّ المذهب، أشْعَرِيّ المعتَقَد، ثمّ انتقل إلى مذهب أحمد في الأُصول والفُروع، ومات عليه. وكان هو وأبو منصور الجواليقيّ
__________
[1] في الأصل: «وكأن إنسان» .
[2] في مشيخته، ورقة 217 أ.(37/409)
رفيقين يقرءان اللّغة عَلَى أَبِي زكريّا التّبْريزيّ اللُّغَويّ. وكان ابن ناصر لَهُ مَيْلٌ إلى الحديث، وله جودة حفظٍ وإتقان، وحُسْن معرفة، وكلاهما ثقة، ثَبْت إمام.
وروى عَنْهُ أبو موسى المَدِينيّ، وقال فيه: الأديب أبو الفضل بْن ناصر الحافظ، مقدَّم أصحاب الحديث في وقته ببغداد.
وروى عَنْهُ: عبد الرّزّاق الْجِيليّ، وأبو محمد بْن الأخضر، وعبد الواحد بْن سلطان، ويحيى بْن الربيع الفقيه، ومحمد بْن عبد اللَّه البنّاء، ويحيى بْن مظفَّر السّلاميّ، وعُبَيْد اللَّه بْن أحمد المنصوريّ، وعبد اللَّه بْن المبارك بْن سُكَيْنَة، وعبد الرحيم بْن المبارك ابن القابلة، ومحمود بْن أَيْدِكِين البوّاب، ومحمد بْن عليّ بْن البلّ الواعظ، ومحمد بْن معالي بْن غُنَيْمة الفقيه، ومحمد بْن أَبِي المعالي بْن موهوب ابن البنّاء الصُّوفيّ، وعبد اللَّه بْن الحَسَن الوزّان، وأبو اليُمْن الكِنْديّ، وعبد الرحمن بْن عبد الغنيّ بْن الغسّال، وعبد الرحمن بْن سعد اللَّه الطّحّان، وإسماعيل بْن مظفّر بن الأقفاحي، وعبد الرحمن بْن عُمَر بْن الغزّال، وداود بْن مُلاعِب، وعبد العزيز بْن أحمد ابن النّاقد، وموسى بْن عبد القادر الْجِيليّ، وأبو الفتح أحمد بْن عليّ الغُزْنَوِيّ، ومِسْمار بْن عُمَر بْن العُوَيْس، وعبد الرحمن بْن المبارك بن المُشْتَريّ، وعمر بْن أَبِي السّعادات بْن صرما، وثابت بْن مُشَرف، وأحمد بْن ظَفَر بْن هُبَيْرة، وأبو جعفر محمد بْن عبد الله بْن مكرَّم، وأحمد بْن يوسف بْن صرما، وعبد السّلام بْن يوسف العبريي، وأبو منصور محمد بْن عبد الله بْن عُفَيْجَة.
وآخر من روى عَنْهُ: أبو محمد الحَسَن بْن الأمير السّيّد العلويّ، وبقي إلى سنة ثلاثين وستّمائة.
وآخر من روى عَنْهُ بالإجازة في الدّنيا ابن المُقَيّر.
تُوُفّي ابن ناصر ليلة ثامن عشر شعبان.
قَالَ ابن الجوزيّ [1] : وحدَّثني أبو بَكْر بْن الحُصريّ الفقيه قَالَ: رَأَيْت ابن ناصر في المنام، فقلت لَهُ: يا سيّدي، ما فعل اللَّه بك؟
قَالَ: غُفِر لي، وقال لي: قد غفرت لعشرة من أصحاب الحديث في
__________
[1] في المنتظم 10/ 163 (18/ 104) .(37/410)
زمانك، لأنّك رئيسُهم وسيّدُهُم.
قرأتُ بخطّ الحافظ أَبِي بَكْر بْن مُسْدِي المجاور في «مُعْجَمه» قَالَ: قرأتُ عَلَى ابن المُقَيّر، عَن ابن ناصر قَالَ: كتب إليَّ عبد الواحد بْن أحمد المَلِيحيّ قَالَ: أَنَا ابن أَبِي شُرَيْح، فذكر حديثا.
قلت: عندي «الْجَعْديّات» نسخة قديمة مكتوبة عَن ابن أَبِي شُرَيْح وكلّها سماع غير واحد، عَن المَلِيحيّ، منه، ولكنّ هذا من تخبيطات ابن مُسْدِي، لأنّ المَلِيحيّ، مات في سنة ثلاثٍ وستّين قبل مولد ابن ناصر بأزيد من أربع سنين.
599- محمد بْن نصر بْن منصور بْن عليّ بْن محمد [1] .
أبو بَكْر [2] العامريّ، الصُّوفي، المَدِينيّ، الخطيب الدِّهقان، خطيب سَمَرْقَنْد.
قَالَ أبو سعد: كَانَ إماما، زاهدا، تفقّه عَلَى: أَبِي الحسين عليّ بْن محمد البَزْدَوِيّ [3] ، وسمع: أبا عليّ الحسن بْن عبد الملك النَّسَفيّ القاضي، والسّيّد أبا المعالي محمد بْن محمد بْن زيد العَلَويّ، والملك العالم أبا الفتح نصر بْن إبراهيم الخاقان.
وعُمّر دهرا.
وذكر عُمَر بْن محمد النَّسَفيّ الحافظ أنّه وُلِد سنة أربعٍ وخمسين وأربعمائة.
روى عنه: عبد الرحيم بن السمعاني، وقال: تُوُفّي في الرابع والعشرين من شعبان.
وقال في «التّحبير» [4] : يقال جاوز المائة، وسمعتُ منه «دلائل النُّبُوَّة» للمستغفريّ. أَنَا أبو عليّ النَّسَفيّ، عَنْهُ، وسمع، وكتب الإملاء في سنة أربعٍ وستّين وأربعمائة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن نصر) في: التحبير 2/ 245، 246 رقم 900، والأنساب 11/ 208، 209، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 109 أ، والجواهر المضيّة 2/ 136، 137.
[2] في الأنساب: «أبو المعالي» .
[3] في الأنساب: «البرجدي» : وعاد فذكر «البزدوي» .
[4] ج 2/ 245، 246.(37/411)
600- المبارك بْن الحسن بْن أحمد بْن عليّ بْن فتحان بْن منصور [1] .
الإمام، أبو الكَرَم بْن الشَّهْرُزُورِيّ، البغداديّ، المقرئ. شيخ القرّاء، ومصنِّف «المصباح الزّاهر في العَشْرة البواهر» في القراءات.
قَالَ أبو سعد: شيخ صالح، ديِّن، خيِّر، قيّم بكتاب اللَّه تعالى، عارف باختلاف الرّوايات والقراءات، حَسَن السّيرة، جيّد الأَخْذ عَلَى الطّلّاب. لَهُ روايات عالية.
سَمِعَ الحديث من: أَبِي القاسم إسماعيل بْن مَسْعَدَة، ورزق اللَّه التّميميّ، وأبي الفضل بن خيرون، ويراد الزَّيْنَبيّ، وجماعة كبيرة.
وله إجازة من: أَبِي الحسين بْن المهتدي باللَّه، وأبي الغنائم عبد الصّمد ابن المأمون، وأبي الحسين بن النَّقُّور، وأبي محمد الصَّرِيفِينيّ.
كتبتُ عَنْهُ، وذكر أنّ مولده في ربيع الآخر سنة اثنتين وستّين وأربعمائة.
قلت: وقرأ بالرّوايات عَلَى: عبد السّيّد بْن عَتّاب، والزّاهد أَبِي عليّ الحَسَن بْن محمد بْن الفضل الكِرمانيّ صاحب الحسين بْن عليّ بْن عُبَيْد اللَّه الرّهاويّ، والشّريف عبد القاهر بْن عبد السّلام العبّاسيّ، ورزق اللَّه التّميميّ، ويحيى بْن أحمد السِّيبيّ، ومحمد بْن أَبِي بَكْر القَيْروانيّ، وأحمد بْن المبارك الأكْفانيّ، وأبي البَرَكات محمد بْن عبد الله الوكيل، ووالده الحسن.
قرأ عَلَيْهِ خلْق، منهم: عُمَر بْن أحمد بن بكرون النّهروانيّ، ومحمد بن
__________
[1] انظر عن (المبارك بن الحسن) في: الأنساب 7/ 720، وخريدة القصر (قسم شعراء العراق) ج 3 ق 2/ 53، والمنتظم 10/ 164 (18/ 104 رقم 4203) ، ومعجم البلدان 3/ 342، ومعجم الأدباء 6/ 227، 228، وتلخيص مجمع الآداب 5/ 315، والإعلام بوفيات الأعلام 226، والمعين في طبقات المحدّثين 164 رقم 1772، وتذكرة الحفاظ 4/ 1292، ودول الإسلام 2/ 67، والعبر 4/ 141، وسير أعلام النبلاء 20/ 289- 291 رقم 196، ومعرفة القراء الكبار 1/ 506- 508 رقم 457، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 222، 223، ومرآة الجنان 2/ 296، وغاية النهاية 2/ 38- 40 رقم 2652، والنشر في القراءات العشر 1/ 0، وعقد الجمان (مخطوط) 16/ 261، والنجوم الزاهرة 5/ 322، وتاريخ الخلفاء 442، وكشف الظنون 822، وشذرات الذهب 4/ 157، وهدية العارفين 2/ 2، وديوان الإسلام 4/ 61، 62 رقم 1743، والأعلام 5/ 269، ومعجم المؤلفين 8/ 171.(37/412)
محمد بْن هارون الحلّي ابن الكمال، وصالح بن علي الصرصري، وأبو يعلى حمزة بْن القُبِّيطيّ، وأبو الفضل عبد الواحد بْن سُلْطان، ويحيى بْن الحسين الأُوَانيّ الضّرير، وأحمد بْن الحسين بْن أَبِي البقاء العاقُوليّ، وزاهر بْن رستم إمام المقام بمكَّة، وعبد العزيز بن أحمد بن النّاقذ المقرئ، ومُشَرّف بْن عليّ الخالص الضّرير، وعليّ بْن أحمد بْن سعيد الواسطيّ، الدّبّاس، وأبو العبّاس محمد بْن عبد الله الرّشِيديّ الضّرير.
وروى عَنْهُ الحديث: محمد بْن أَبِي المعالي الصُّوفيّ ابن البنّاء، وأسعد بْن عليّ، وعليّ بْن صُعْلُوك، والفَتْح بْن عبد السّلام، وآخرون.
ولم يخلِّف بعده في عُلُوّ سَنَده في القراءات مثلَه، فإنّه قَالَ: قرأت لقالون عَلَى رزق الله التّميميّ، وقرأ على الحمّاميّ في سنة أربع عشرة وأربعمائة.
وقرأتُ لوَرش عَلَى أَبِي سعد أحمد بْن المبارك قَالَ: قرأت بها إلى سورة «سَبَأ» عَلَى الحمّاميّ. وقرأتُ للدُّوريّ، عَلَى رزق اللَّه، ويحيى بن أحمد بن السِّيبيّ، وأبي الفتح عليّ، وأبي نصر أحمد بن عليّ الهاشميّ، وأخبروني أنّهم قرءوا عَلَى الحمّاميّ. وقرأتُ بها عَلَى ابن عَتّاب، والوكيل، وثابت بْن بُنْدار، وابن الجرّاح قَالُوا: قرأنا عَلَى أَبِي محمد الحسن بْن الصَّقْر الكاتب، وقرأ هُوَ والحمّاميّ عَلَى زيد بْن أَبِي بلال، بسَنَدْه.
تُوُفّي أبو الكَرَم في الثّاني والعشرين من ذي الحجَّة، ودُفِن إلى جانب الحافظ أَبِي بَكْر الخطيب.
601- مُجَلِّي بْن جميع بن نجا [1] .
__________
[1] انظر عن (مجلّي بن جميع) في: معجم البلدان 2/ 194، واللباب 1/ 318، وأخبار مصر لابن ميسّر 2/ 95، ووفيات الأعيان 4/ 154 رقم 156، وسير أعلام النبلاء 20/ 291 (مذكور دون ترجمة) ، ومرآة الجنان 3/ 302، 303، وفيه «محلى» وهو تحريف، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 30- 303، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 488، 489، والوافي بالوفيات (مخطوط) 11/ 113، 114، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 328، 329، رقم 295، وطبقات الشافعية لابن كثير (مخطوط) ورقة 124 ب، واتعاظ الحنفا 3/ 127، 223، 228، وحسن المحاضرة 1/ 228، وكشف الظنون 30، 359، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 206، 207، وشذرات الذهب 4/ 162، وإيضاح المكنون 2/ 557، وهدية العارفين 1/ 313، والفهرس التمهيدي 448، وديوان الإسلام (انظر فهرس الأعلام) 4/ 467 رقم(37/413)
قاضي القُضاة أبو المعالي القُرَشيّ، المخزوميُّ، الأَرْسُوفيّ [1] الأصل، المصريّ، الفقيه الشّافعيّ. ولي قضاء ديار مصر في سنة سبْعٍ وأربعين بتفويضٍ من العادل ابن السّلّار سلطان مصر ووزيرها.
وقد صنَّف كتاب «الذّخائر» في الفقه، وهو من الكُتُب المعتبرة، جمع فيه شيئا كثيرا من المذْهَب [2] .
عُزِل قبل موته، وتُوُفّي رحمه اللَّه في ذي القعدة.
ذكره ابن خَلِّكان.
- حرف النون-
602- ناصر بْن عبد الرحمن بْن محمد [3] .
أبو الفتح القرشيّ، الدّمشقيّ، كالمعروف بابن الراشِن [4] النّجار.
سَمِعَ: أبا القاسم بْن أَبِي العلاء، ونصر بْن إبراهيم الفقيه، وصَحِبَه مدَّة وخَدَمَه.
تُوُفّي في ذي القعدة.
روى عَنْهُ: ابن عساكر، وغيره.
603- نصر بْن عبّاس بْن أَبِي الفُتُوح بْن يحيى بْن تميم بن المعزّ بن باديس [5] .
__________
[1486] (وهو لم يذكر تحت هذا الرقم) ، ومعجم المؤلفين 8/ 178، وفهرس مخطوطات التاريخ بالمكتبة الظاهرية بدمشق 695.
[1] الأرسوفيّ: بالفتح ثم السكون، وضم السين المهملة، وسكون الواو، وفاء. نسبة إلى أرسوف، مدينة على ساحل بحر الشام بين قيسارية ويافا. (معجم البلدان 1/ 151) .
[2] وقال ابن خلّكان: وفيه نقل غريب ربّما لا يوجد في غيره.
[3] انظر عن (ناصر بن عبد الرحمن) في: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 26/ 101 رقم 59.
[4] الراشن: لم أجد هذه النسبة. ولعلّه من الروشن: أي النافذة، فكأنّه كان نجّارا للرواشن.
[5] انظر عن (نصر بن عباس) في: أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 92- 94، ونزهة المقلتين لابن الطوير 60، 63- 68، 73، والمغرب في حلى المغرب 90، 91، والإعتبار لأسامة 18- 23، 26- 29، 93، والكامل في التاريخ 11/ 184، 191، 192، ووفيات الأعيان 1/ 237، 417 و 2/ 526 و 3/ 417، 418، 419، 491- 493، وأخبار الدول المنقطعة 103، 105، 106، 108، واتعاظ الحنفا 3/ 55، 199، 204، 206، 208، 213- 217، 220، 221، 244، والدرّة المضيّة 553، 554، 557- 560، 564، 566، 567.(37/414)
الصَّنْهاجيّ، الأمير ابن الأمير، اللَّذين قتلا الظّاهر باللَّه العُبَيْديّ، المصريّ.
ذكرت أخبارهما في ترجمة الظّافر، والفائز، وغيرهما استطرادا.
وقد قتل في هذه السّنة.
- حرف الواو-
604- وكيع بْن إبراهيم بْن أَبِي سعد [1] .
أبو بَكْر المزارع، البغداديّ.
أسمعه خاله عليّ بْن أَبِي سعد الخبّاز كثيرا من أَبِي طالب بْن يوسف، وطبقته.
روى عَنْهُ: ثابت بْن مُشَرّف، وأحمد بْن حمزة بْن المَوَازِينيّ.
- حرف الهاء-
605- هارون بْن المقتدي باللَّه [2] .
عمّ أمير المؤمنين المقتفي.
توفّي في الثّالث والعشرين من شوّال.
ومنشّيء الأمراء والدّولة، فلمّا حُمِل في المركب كَانَ الجميع قياما في السُّفن إلى أن وصلوا بِهِ التُّرَب.
وتُوُفّي وله نحوٌ من سبعين سنة أقلّ أو أكثر.
- حرف الياء-
606- يحيى بن إبراهيم السّلماسيّ [3] .
أبو زكريّا الواعظ.
__________
[1] لم أجده.
[2] انظر عن (هارون بن المقتدي باللَّه) في: المنتظم 18/ 104، 105، رقم 4204 وترجمته غير موجودة في طبعة حيدرآباد.
[3] انظر عن (يحيى بن إبراهيم) في: المنتظم 10/ 164 رقم 255 (18/ 105 رقم 4205) ، وسير أعلام النبلاء 20/ 270، 280 (مذكور دون ترجمة) ، والمختصر المحتاج إليه لابن الدبيثي 3/ 237 رقم 1333.(37/415)
كنت قد ذكرته في سنة ثمانٍ لكونه حدَّث بدمشق، ولم أظفر بوفاته، ثمّ ظفرت بها في شعبان سنة خمسين بسَلَمَاس [1] . قاله ابن الدَّبِيثيّ في «تاريخه» [2] ، واستدركه عَلَى ابن السّمعانيّ لأنّه ما ذكره.
وقال أبو الفَرَج بْن الْجَوزيّ [3] : قدِم بغداد ووعظ بها، وكان لَهُ القبول التّامّ، ثمّ غاب عَنْهَا نحوا من أربعين سنة، ثمّ قدِم.
وسمعنا منه قراءة شيخنا ابن ناصر، ثمّ رحل عَنْ بغداد فتُوُفّي بسَلَمَاس.
وآخر من روى عَن السَّلَمَاسيّ بالإجازة: أبو الحسن بْن المُقَيَّر.
__________
[1] سلماس: بالتحريك. من بلاد أذربيجان على مرحلة من خويّ.
[2] في المختصر المحتاج إليه 3/ 237.
[3] في المنتظم.(37/416)
ذِكْر المُتَوَفّين في عَشْر الخمسين
- حرف الألف-
607- أحمد بن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بْن عليّ [1] .
القاضي أبو الخَطّاب الطَّبَريّ، ثمّ البخاريّ.
قَالَ عبد الرحيم بْن السّمعانيّ، هُوَ أستاذي في علم الخلاف.
قلت: هذا القول يدلّ عَلَى أنّه بقي إلى عَشْر السّتّين وخمسمائة فإنّ أبا المظفَّر إنّما اشتغل بعد الخمسين.
ثمّ قَالَ: جمع بين شرف النَّسَب والعِلْم، وحاز قَصَب السَّبْق في عِلْم النَّظَر، وتفقّه على والده، وعلى الإمام البرهانيّ، وسمع منها، ومن: محمد بْن عبد الواحد الدّقّاق.
ووُلِد سنة 497.
608- أحمد بْن إِسْمَاعِيل بْن أَبِي سَعْد [2] .
الشَّيْخ أَبُو الفضل النَّيْسابوريّ، الخبزبارائيّ [3] .
جليل، نبيل.
سَمِعَ: أبا بَكْر بْن خَلَف الشّيرازيّ، وغيره.
روى عَنْهُ: أبو المظفَّر بْن السّمعانيّ، وغيره.
__________
[1] لم أجده.
[2] انظر عن (أحمد بن إسماعيل) في: التحبير 2/ 443 رقم (بالملحق) ، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 6 أ، ومعجم البلدان.
[3] في التحبير: «الجيزاباذي أبو الجيرآباذي العطار الصيدلاني، ويقال أبو عبد الله» .(37/417)
609- أحمد بْن ثُعْبان بْن أَبِي سعيد بْن حَرَز [1] .
أبو العبّاس الكلْبيّ، الأندلسيّ، نزيل إشبيلية.
ويُعرف بابن المكّيّ، لطُول سُكْناه بمكَّة.
أدرك أبا مَعْشَر الطَّبَريّ وصحِبَه طويلا، وسمع منه كتاب «التّلخيص في القراءات» . وتصدَّر للإقراء بإشبيليّة، وطال عُمره، وكثُر الانتفاع بِهِ.
أخذ عَنْهُ: ابن رزق، وابن خَيْر، وابن حُمَيْد، وغيرهم.
قال الأبّار [2] : توفّي بعد الأربعين وخمسمائة [3] .
610- أحمد بن سعيد بن الإمام أبي محمد بْن حَزْم [4] .
القُرْطُبيّ الظّاهريّ، أبو عُمَر الفقيه.
كَانَ عَلَى مذهب جَدّه، وكان عارفا بِهِ، مصمِّمًا عَلَيْهِ، صليبا فيه، عارفا بالنَّحْو والشِّعْر.
تُوُفّي رحمه اللَّه بعد امتحانٍ طويلٍ من الضَّرْب والحبْس وأخْذ أمواله لِما نُسِب إِلَيْهِ من الثّورة عَلَى السّلطان، وذلك بعد الأربعين. نسأل اللَّه العاقبة.
611- أحمد بْن عبد الله بْن مرزوق [5] .
أبو العبّاس الأصبهانيّ.
فقيه، متودّد، من أصحاب إسماعيل بْن محمد بْن الفضل الحافظ.
سَمِعَ: غانما البُرْجيّ، وأبا سعيد المطرِّز، وأبا عليّ الحدّاد،
__________
[1] انظر عن (أحمد بن ثعبان) في: تكملة الصلة لابن الأبّار 1/ 51، والعقد الثمين 3/ 22، وغاية النهاية 1/ 44، والذيل والتكملة للمراكشي، السفر الأول 1/ 78، 79 رقم 88.
و «حرز» بفتح الحاء المهملة والراء، وفي آخره الزاي.
[2] في تكملة الصلة 1/ 51.
[3] وكان من جلّة المقرءين وكبار المجوّدين، متقدّما في حسن الضبط وجودة الأخذ على القراء وإفادة التعليم، وعمّر وامتدّ أمد الانتفاع به والاستفادة منه، وانفرد في الأندلس بالرواية عن أبي معشر.
[4] انظر عن (أحمد بن سعيد) في: تكملة الصلة لابن الأبّار 1/ 51، والوافي بالوفيات 6/ 391، رقم 2905، والذيل والتكملة، السفر الأول، ق 1/ 121- 123 رقم 167.
[5] انظر عن (أحمد بن عبد الله بن مرزوق) في: تاريخ دمشق، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 3/ 141، 142 رقم 161، والوافي بالوفيات 7/ 117، 118 رقم 3045.(37/418)
وببغداد: أبا عليّ بْن المَهْديّ، وأبا سعد بْن الطُّيُوريّ، وأبا طالب اليُوسُفيّ.
وبشيراز: أبا منصور عبد الرحيم بْن أحمد الشّرابيّ الشّيرازيّ، شيخ تفرّد بالسّماع من أَبِي بَكْر محمد بن الحسين بن أَبِي اللّتّ الشّاهد الشّيرازيّ.
روى عَنْهُ: أبو سعيد بْن السّمعانيّ، وداود بْن يونس الأنصاريّ، وغيرهما.
وكان مولده في سنة 476 [1] .
روى الشّيخ الموفّق، عَنْ رجلٍ، عَنْهُ [2] .
612- أحمد بْن عبد الجبّار بْن محمد بْن أحمد بْن أَبِي النّضْر [3] .
الشّيخ أبو نصر البَلَديّ، النَّسَفيّ.
حدَّث بالكثير.
قَالَ ابن السّمعانيّ: كَانَ ثقة، صالحا. سَمِعَ «صحيح البخاريّ» ، و «صحيح البجيريّ» ، و «أخبار مكَّة» للأَزْرَقيّ. وهو مُكْثِر.
قَالَ عبد الرحيم بْن أَبِي سعد السّمعانيّ: سَمِعْتُ منه صحيح عَمْرو بْن محمد بْن بُجَيْر، بروايته عَنْ جدّه محمد بْن أحمد البَلَديّ، إلّا قدْر جزأين فبالإجازة.
قَالَ: أنبا أبو نصر محمد بْن يعقوب بْن إسحاق السّلاميّ، عَنْ محمد بْن أحمد الكَرمينيّ، عَنْهُ، قَالَ: وسمعت لَهُ «أخبار مكَّة» عَنْ: جدّه، عَنْ أَبِي المعالي المكحوليّ، عَنْ هارون بْن أحمد الأسْتِرابَاذِيّ، عَنْ إسحاق بن أحمد
__________
[1] في الوافي بالوفيات 7/ 118: وكان مولده سنة ست وثمانين.
[2] وقال ابن عساكر: كان يروي كتاب «الترغيب والترهيب» ، فجلست معه لما شرع في التحديث به حرصا مني علي معارضة نسختين مرة ثانية، فكان إذا أخطأ في قراءته رددت عليه، فيشقّ عليه. ولقد جاء في نسخته حديث من حديث سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة، فسقط منه ذكر سهيل، عن أبيه، فرددت عليه، فأراد أن يماري فيه. فقلت: هذا لا يخفى على الصبيان، ولم أعد للحضور معه.
قدم دمشق وحدّث بها سنة سبع وأربعين وخمسمائة.
وكان قدم بغداد سنة 515 وتفقّه بالنظاميّة، ثم قدم إليها سنة 536 وحدّث بها، ثم قدم إليها مرة ثالثة بعد سنة 540 وحدّث بها.
[3] انظر عن (أحمد بن عبد الجبار) في: الأنساب 2/ 289.(37/419)
الخُزَاعيّ، عَن المصنِّف.
ومولده في سنة ثمانين وأربعمائة.
وسمعنا منه بنَسَف.
قلت: ويجوز أن يكون عاش إلى بعد السّتّين وخمسمائة.
وقال أبو سعد: تركته حيّا سنة إحدى وخمسين.
613- أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه بْن الحُسَيْن [1] .
أَبُو محمد بْن الآمِديّ، الواسطيّ.
شيخ صالح، خيّر، كثير التّلاوة، لَهُ عِلْم ومعرفة وفَهْم.
سَمِعَ: نصر بْن البَطِر.
وحدَّث.
614- أحمد بْن محمد بْن عبد الجليل بْن إسماعيل [2] .
الفقيه أبو نصر السَّمَرْقَنْديّ، الإبْرِيسَميّ.
شيخ، فاضل، صالح.
سَمِعَ: إسحاق بْن محمد النّوحيّ، الخطيب، وغيره.
قَالَ عبد الرحيم السّمعانيّ: سَمِعْتُ منه كتاب «تنبيه الغافلين» لأبي اللّيث نصر بْن محمد بْن إبراهيم السَّمَرْقَنْديّ، بروايته عَن النّوحيّ، عَنْ أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن التِّرْمِذِيّ، المقرئ، عَنْهُ.
ووُلِد في حدود سنة 477.
615- أحمد [3] بْن ياسر بْن محمد بْن أحمد [4] .
أبو عبد الله البَنْجَدِيهيّ، المَرْوَزِيّ، المقرئ.
وُلِد تقريبا سنة سبعين وأربعمائة، وحمله والده إلى بغْشُور، فسمع بها «جامع» التِّرْمِذِيّ، من أَبِي سعيد محمد بْن أَبِي صالح البغويّ.
__________
[1] لم أجده.
[2] لم أجده.
[3] في الأصل: «محمد» والتحرير من سياق التراجم.
[4] لم أجده.(37/420)
وسمع ببَنْجَدِيه من: أَبِي القاسم هبة اللَّه الشّيرازيّ.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم بْن السّمعانيّ.
616- أحمد بْن يحيى بْن عَبْد اللَّه بْن الحُسين [1] .
القاضي أبو نصر النَّيْسابوريّ، النّاصحيّ.
من بيت القضاء والعِلْم.
سَمِعَ: أبا بَكْر محمد بْن محمد التَّفْلِيسيّ، وأبا بَكْر بْن خَلَف.
روى عنه: عبد الرحيم بن السمعاني.
- حرف التاء-
617- ألْتُنْتَاش [2] .
الأمير، مملوك الأمير أمين الدّولة صاحب بُصْرَى وصَرْخَد، وواقِف الأمينيَّة بدمشق.
لمّا تُوُفّي أمين الدّولة كَانَ هذا نائبا عَلَى قلعة بُصْرَى، فاستولى عليها وعلى صَرْخَد، واستعان بالفِرَنْج، فنجدوه، فسار لقتاله الأمير معين الدّين أنر بعسكر دمشق، فالتقاهم، فكسرهم وانهزم معهم أَلْتُنْتَاش. ونازل معين الدّين بُصْرَى وصَرْخَد، فأخذهما بعد شهرين في سنة إحدى وأربعين وخمسمائة.
ثمّ ترك ألْتُنْتاش الفِرَنج، وقدِم دمشقَ بوجهٍ مُنْبَسِط، وقد كَانَ أذَى أخاه خطْلخ وكحلّه وأبعده، فجاء المسكين إلى دمشق، فلمّا قدِم ألْتُنْتاش حاكَمَه أخوه وكحّله بالشَّرع قصاصا، فبقيا أعْمَيَيْن.
وقرَرَ معين الدّين في القلعتين أجنادا، ثمّ صارتا بعد للملك نور الدّين.
مات أَلْتُنْتاش في هذه السّنة.
- حرف الحاء-
618- الحسين بْن أَبِي القاسم بْن أَبِي سعد [3] .
أبو الفتح النّيسابوريّ، القاضي، مقرئ، صالح، خيّر.
__________
[1] لم أجده.
[2] انظر عن (ألتنتاش) في: ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 289، 290.
[3] لم أجده.(37/421)
سمع: أبا الحسن أحمد بن محمد الشجاعي.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم بْن السّمعانيّ.
619- الحسين بْن محمد بْن محمد بْن نصر [1] .
أبو عليّ الأنصاريّ، الخَزْرَجيّ، النَّسَفيّ، الأديب.
سَمِعَ بنَسَف: طاهر بْن الحسين، وأبا بَكْر محمد بْن أحمد البَلَديّ، وبسَمَرْقَنْد: أبا القاسم عبد الله الكِسَائيّ.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم. وقال: ووُلِد في حدود السّبعين وأربعمائة.
620- حيدر بْن زيرك [2] .
أبو تُراب الجوبَاريّ [3] ، النَّسَفيّ.
سَمِعَ من: مولاه الإمام أَبِي بَكْر محمد بْن أحمد البلديّ في سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة «أخبار مكَّة» للأزرقيّ.
وكان عبدا، صالحا.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم السّمعانيّ.
- حرف السين-
621- سُكَيْنَة بِنْت الحافظ عبد الغافر بْن إسماعيل بْن عبد الغافر بْن محمد [4] .
أمّ سَلَمَةَ النَّيْسابوريَّة، امْرَأَة عبد الخالق بْن زاهر الشّحّاميّ.
امْرَأَة، صالحة، خيّرة.
سَمِعت من: جدّها إسماعيل، وأبي بَكْر بْن خَلَف الشّيرازيّ، وأبي نصر بْن رامش.
ومولدها سنة سبع وسبعين وأربعمائة.
__________
[1] لم أجده.
[2] انظر عن (حيدر بن زيرك) في: التحبير 1/ 258 رقم 173، وملخّص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 111 أ.
[3] في الأصل: «الخوباري» بالخاء. والمثبت عن: التحبير.
[4] لم أجده.(37/422)
روى عَنْهَا: عبد الرحيم السّمعانيّ.
622- سعيد بْن الحَسَن [1] .
أبو سعد النَّيْسابوريّ، الرِّيوَنْدِيّ، الجوهريّ.
صالح، عفيف، سَمِعَ: الفضل بْن المُحِبّ، وإسماعيل بْن مسعدة.
ولد سنة إحدى وستّين وأربعمائة.
كتب عَنْهُ: ابن السّمعانيّ، وطائفة.
623- سليمان بْن يحيى بْن سعيد [2] .
الأستاذ أبو داود المَعَافِريّ، القُرْطُبيّ، المقرئ، المجوّد. ويُعرف بأبي داود الصّغير [3] .
أخذ القراءات عَنْ: أَبِي داود، وأبي الحسن بْن الدّوش، وأبي الحسين بْن البَيَاز، وأبي الحسين الخُضَرِيّ، وأبي عبد الله محمد بْن المفرِّج، وروى عَنْهُمْ.
وعن: القاسم بْن عبد العزيز، وخلف بن مدير.
وتصدّر للإقرار بقرطُبة، ولتعليم العربيَّة.
قَالَ أبو عبد الله الأَبّار: كَانَ مُقرئًا، محقِّقًا، ماهرا.
تُوُفّي بعد الأربعين.
أخذ عَنْهُ: أبو بَكْر بْن خَيْر، وأبو الحسن بن الضّحّاك، وأبو القاسم القنطريّ، وأبو زيد السُّهَيْليّ، وابن الخَلُوق الغَرْنَاطيّ، وغيرهم.
624- سليمان بن محمد بن ملك شاه بْن ألْب أرسلان [4] .
السَّلْجُوقيّ، المدعو شاه، أخو السّلطان مسعود.
قَالَ ابن الدَّبِيثيّ: قدِم بغدادَ في أيّام المقتفي، وخُطِب لَهُ بالسَّلْطنة عَلَى
__________
[1] لم أجده.
[2] انظر عن (سليمان بن يحيى) في: الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة، بقية السفر الرابع 96، 97 رقم 206.
[3] وكان قديما يكنى أبا الربيع. قال: فلما قرأت على أبي داود الهاشمي قال لي: تكنّ بكنيتي، فكان ذلك.
[4] انظر عن (سليمان بن محمد) في: الكامل في التاريخ 11/ 205، 254، 266- 268، وزبدة النّصرة 240، والوافي بالوفيات 15/ 424، 425 رقم 574.(37/423)
منابر العراق، ونُثِر عَلَى الخُطباء عند ذِكْره الدّنانير، ولُقِّب غياث الدّنيا والدّين، وأُعطِي الأعلام والكوسات، وخرج متوجّها نحو الجبل.
ولقي ملك شاه بن محمد، فجرى بينهما حربٌ نُصِر فيه سليمان، وعاد إلى بغداد عَلَى طريق شَهرْزُور، فخرج إِلَيْهِ عسكر من المَوْصِل، فظفروا بِهِ [1] .
وحُبِس بالموصل حتّى مات بها [2] .
- حرف العين-
625- عَبْد الله بْن طاهر بْن علي بْن مُحَمَّد بْن علي بْن فارس [3] .
أبو المظفَّر البغداديّ، الخيّاط، التّاجر.
قَالَ ابن السّمعانيّ: شيخ، فاضل، عالم، صائن، ثقة، حَسَن السّيرة، متواضع. لَهُ أَنَسَة بالحديث، يحفظ الأجزاء والكتب التي سمعها والطرق، وأسماء شيوخه. تغرَّب عَنْ بغداد، ودخل خُراسان، والهند. وسكن لَوْهَوْر [4] ، وتأهّل بها. وكان يسافر عَنْهَا ويعود.
ولد سنة إحدى وثمانين وأربعمائة.
وسمع: الحسين بْن البُسْريّ، وثابت بْن بُنْدار، وجعفر السّرّاج، والمبارك بْن عبد الجبّار، وأبا بَكْر أحمد بْن عليّ الطُّرَيْثيثيّ، وأبا غالب الباقِلّانيّ.
وبأصبهان: أبا القاسم البُرْجيّ، والحدّاد.
وبنَيْسابور أبا بَكْر الشّيرُوِيّيّ.
وقدِم علينا بلْخَ في مدَّة مُقامي بها، وذلك في سنة ستٍّ وأربعين. وقرأت عليه.
__________
[1] الكامل 11/ 254 (حوادث سنة 555 هـ.) .
[2] وكان موته في سنة 556 هـ. (الكامل 11/ 266) . وينبغي لهذه الترجمة أن تحوّل من هنا إلى وفيات الطبقة التالية.
[3] لم أجده.
[4] هكذا ضبطها في الأصل. وفي الأنساب: لوهوور: بفتح اللام، وضم الهاء بين الواوين، ثم واو ثالثة، وفي آخرها الراء. (11/ 43) وهي مدينة لاهور المعروفة الآن بالباكستان. وانظر معجم البلدان.(37/424)
قلت: روى عَنْهُ: عبد الرحيم السّمعانيّ.
626- عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه الكَرمانيّ [1] .
أبو القاسم.
نَيْسابوريّ، صالح. وهو أخو عبد الوهّاب الّذي يأتي سنة تسعٍ وخمسين.
شيخ، صالح، أديب، سَمِعَ: أبا بَكْر بْن خَلَف، وأبا القاسم الواحديّ، وأبا تُراب المَرَاغيّ.
سَمِعَ منه: أبو المظفَّر بْن السّمعانيّ بنَيْسابور سنة نيِّفٍ وأربعين وقال:
كانت ولادته في ربيع الأوّل سنة خمس وسبعين وأربعمائة.
627- عبد الرحمن بْن الحسن [2] .
الشَّجَريّ.
مرّ في سنة سبع وأربعين وخمسمائة.
628- عبد الرحمن [3] بْن موفور بْن زياد بْن محمد.
أبو الفضل الحنفيّ، الهَرَويّ.
شيخ صالح.
روى عَنْهُ: شيخ الإسلام الأنصاريّ، وعبد الأعلى [4] بْن المَلِيحيّ، وغيرهما.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم، وأبوه.
629- عبد الرحمن بْن يحيى بْن عَبْد اللَّه بْن الحُسين.
القاضي أبو سعيد النّاصحيّ، النّيسابوريّ.
روى عَنْ: أَبِي عَمْرو المَحْمِيّ، وأبي بَكْر بْن خلف.
__________
[1] لم أجده.
[2] في الأصل: «عبد الله بن الحسين الشعري» ، والتصحيح من ترجمته التي تقدّمت برقم (379) .
[3] لم يذكره ابن أبي الوفاء القرشي في (الجواهر المضيّة) مع أنه حنفيّ.
[4] في الأصل: «الأعلا» .(37/425)
وعنه: عبد الرحيم، وأبوه.
630- عبد الرّشيد بْن عثمان [1] .
أبو محمد المالِينيّ، الفاميّ.
سَمِعَ: محمد بْن علي العُمَيْريّ.
روى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ، وقال: تُوُفّي بعد الأربعين.
وقد حدَّث ببغداد [2] .
631- عبد السّلام بْن أحمد بْن إسماعيل بْن محمد [3] .
أبو الفتح الهَرَويّ، الإسكاف، المقرئ، ولَقَبُه: بكَيْرة [4] .
قَالَ ابن السمعاني: كَانَ شيخا، صالحا، سديد السيرة، جميل الأمر، كثير العبادة [5] .
سَمِعَ: محمد بْن أَبِي مسعود القلُوسيّ، والفُضَيْل بْن يحيى الفُضَيْليّ، وأبا إسماعيل عبد الله الأنصاريّ.
قَالَ: ووُلِد في ربيع الأوّل سنة إحدى وستّين وأربعمائة.
قلت: ولم يؤرّخ لَهُ وفاة.
وقال ابن نُقْطة،: حدَّث عَنْ أَبِي المظفَّر عبد الله بْن عطاء بكتاب التِّرْمِذيّ.
وقال عبد الرحيم بْن السّمعانيّ: سَمِعْتُ منه نسخة مُصْعَب الزُّبَيْريّ، وثمانية أجزاء من حديث ابن صاعد، بسماعه من القلُوسيّ، عَن ابن أَبِي شُرَيْح.
قلت: روى عَنْهُ: هُوَ. وأبوه أبو سعد، وأبو الضّوء شهاب الشّذيانيّ،
__________
[1] انظر عن (عبد الرشيد بن عثمان) في: التحبير 1/ 444 رقم 408، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 111 ب.
[2] زاد ابن السمعاني: شيخ صالح: سمعت منه حديثا واحدا في الرحلة الأولى إلى هراة، وسألته عن ولادته فقال: ولدت في شهر رمضان سنة سبع وسبعين وأربعمائة بهراة. وتوفي بها سنة أربعين وخمسمائة.
[3] انظر عن (عبد السلام بن أحمد) في: التحبير 1/ 447، 248 رقم 413، والتقييد 353 رقم 441، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 111 ب.
[4] في التحبير: «بكبرة» بالباء الموحّدة.
[5] وزاد: سريع الدمعة، راغبا إلى الخيرات وحضور مجالس العلم، عاملا بما يسمع. زجّى عمره في صحبة الصالحين والأكابر، وعمّر العمر الطويل، حتى حدّث بما سمع. قرئ عليه الكثير.(37/426)
ونصر بْن عبد الجامع الفاميّ، وحمّاد بْن هبة اللَّه الحَرَّانيّ، وأبو رَوْح عبد المعزّ الهرويّ، وآخرون.
وبقي إلى حدود الخمسين وخمسمائة. ولعلّه هلك في دخول الغُزّ هَرَاة.
632- عبد الكريم بْن عبد الوهّاب بْن إسماعيل [1] .
الْجُوَيْنيّ، أبو المظفّر، القاضي بجُوَيْن [2] .
سَمِعَ: أبا الحسن المؤذّن المَدِينيّ، وطبقته.
وعنه: أبو سعد السّمعانيّ، وابنه عبد الرحيم.
وكان مولده بحَيْراباذ [3] بعد السّبعين وأربعمائة.
633- عبد الكريم بْن محمد بْن حامد بْن مكّيّ [4] .
أبو منصور النَّيْسابوريّ، الخيّام، الصُّوفيّ، الواعظ.
قَالَ أبو سعد: كَانَ أَبُوهُ من مشاهير الوُعّاظ والمحدّثين. كَانَ شيخا، صالحا، واعظا، مُكْثِرًا من الحديث، صُوفيًّا.
سافر مَعَ والده إلى العراق والجبال، سَمِعَ بنَيْسابور: الفضل بْن المُحِبّ، وأبا سعيد شبيبا، وأبا المظفَّر موسى بْن عِمران.
وأجاز لي ولابني عبد الرحيم من زَنْجان في سنة ستٍّ وأربعين، وتُوُفّي بعد هذا التّاريخ، ووُلِد سنة ثلاثٍ وستّين.
634- عبد الواحد بْن محمد بْن خَلَف بْن بَقِيّ [5] .
أبو محمد القيسيّ، الفقيه، نزيل دانية.
__________
[1] انظر عن (عبد الكريم بن عبد الوهاب) في: الأنساب 3/ 387، 388.
[2] تقدّم التعريف بها.
[3] في الأصل: «بخيرآباذ» بالخاء المعجمة. والتصحيح من: الأنساب، ومعجم البلدان (بالحاء المهملة) وهي إحدى قرى جوين وقصبتها.
[4] لم أجده، ولعلّه في (الذيل) لابن السمعاني.
[5] انظر عن (عبد الواحد بن محمد) في: تكملة الصلة لابن الأبّار، رقم 1802، ومعجم شيوخ الصدفي 266، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة، السفر الخامس، ق 1/ 69 رقم 146.(37/427)
قَالَ الأَبّار: هُوَ من ثغر بُنُشْكُلَة [1] ، واشتهر بالنّسبة إليها. وسمع من: أَبِي محمد البَطَلْيُوسيّ، وأبي عليّ بْن سُكَّرَة، وابن محمد بْن عَتّاب، وجماعة.
وكان فقيها، حافظا، مشاوَرًا، مُفْتيًا، درّس، وأقرأ الفِقه [2] .
وتُوُفّي في حدود الخمسين.
635- عُبَيْد اللَّه بْن محمد بْن الحسين [3] .
أبو القاسم الحُسَيْنيّ، الأسْتُوائيّ [4] ، الْجُرْجانيّ، الخُراسانيّ.
ذكره ابن السّمعانيّ فقال: كَانَ شيخا، معمَّرًا، صالحا، كثير التّلاوة والعبادة.
وقد رَأَى الشّيخ أبا القاسم كركان. وسمع بطُوس من: الفضل بْن محمد الفارْمَذِيّ، وببغداد: أبا بَكْر الطُّرَيْثيثيّ، وجماعة. لقِيتُه بجُرْجان، وكان أصَمَّ، فقرأتُ عَلَيْهِ بصوتٍ رفيع. وقد جاوز المائة.
قَالَ بعض أقربائه ما دلّ على أنّ مولده بعد أربعين وأربعمائة.
636- عُبَيْد اللَّه بْن محمد بْن الفَرَج [5] .
الغَرْناطيّ، أبو محمد بْن الفَرَس.
سَمِعَ من: أَبِي داود بْن نجاح، وغيره.
وعنه: ابن أخيه محمد بْن عبد الرحيم القاضي.
637- عُبَيْد الله بن إبراهيم بن أبي بكر [6] .
__________
[1] في الأصل: «بشكلة» والتصحيح من المصادر، ومن (نزهة المشتاق للإدريسي 2/ 555) وفيه:
«ومن رابطة كشطالي غربا إلى قرية يانة قرب البحر ستة أميال، ومنها إلى حصن بنشكلة ستة أميال، وهو حصن منيع على ضفة البحر» .
[2] وقال المراكشي: وكان فقيها، حافظا، ذاكرا للمسائل، عرف بذلك وتصدّر لتدريسها ونوظر فيها عليه. وكان أنيق الوراقة، كتب بخطّه الكثير، وقفت على خطّه بنقله «البيان والتحصيل» لابن رشد من أصله سنة تسع عشرة وخمسمائة.
[3] لم أجده، ولعلّه في (الذيل) لابن السمعاني.
[4] الأستوائي: بضم الألف وسكون السين المهملة، وفتح التاء المنقوطة من فوقها بنقطتين أو ضمّها وبعدها الواو والألف، وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها. هذه النسبة إلى أستوا وهي ناحية بنيسابور كثيرة القرى.. (الأنساب 1/ 221) .
[5] لم أجده.
[6] انظر عن (عبيد الله بن إبراهيم) في: الأنساب 3/ 64، 65.(37/428)
الإمام أبو بَكْر النَّسائيّ، التّفْتازانيّ [1] ، وتفتازان، من قرى نَسَا قَالَ السّمعانيّ: كَانَ إماما، مُفْتِيًا، مفسِّرًا، محدّثا، واعظا، مشتغلا بالعبادة، يتولّى الحَرْث والحَصَاد والدَّرْس بنفسه، ويأكل من كَدِّه.
سَمِعَ بنَيْسابور: نصر اللَّه الخُشْناميّ، وعليّ بْن عبد الله بْن أَبِي صادق، وإسماعيل بْن عبد القاهر، وصاعد بْن سَيّار الحافظ.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم بْن السّمعانيّ، وأبوه.
638- عليّ بْن محمد بْن الحسين بْن عقيل [2] .
أبو الحسن السّاويّ [3] ، سبط المدبر، بغداديّ، متكلّم.
روى عن: مالك البانْياسيّ.
روى عَنْهُ: أبو سَعْد السّمعانيّ، وقال: كَانَ يعرف الكلام والْجَدَل، وله يدٌ باسطة فيه. وكان يقع في الصّالحين والأخيار.
- حرف الكاف-
639- كوثرناز بِنْت مُضَر بْن إلياس التّميميّ البالكيّ [4] .
الهَرَويَّة، أَمَةُ الرحمن. امْرَأَة صالحة، خيّرة، عفيفة.
سَمِعت: جدّها أبا عُمْرو البالكيّ، وشيخ الإسلام الأنصاريّ.
ووُلدَت في حدود السّبعين.
سَمِعَ منها: عبد الرحيم بَهَراة.
- حرف الميم-
640- محمد بْن أحمد بن عثمان [5] .
__________
[1] التفتازاني: بالتاءين المنقوطتين باثنتين من فوقهما وبينهما الفاء والزاي بين الألفين وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى تفتازان وهي قرية كبيرة بنواحي نسا في الجبل.
[2] لم أجده، ولعلّه في (الذيل) لابن السمعاني.
[3] السّاوي: بفتح السين المهملة، وفي آخرها الواو بعد الألف. نسبة إلى ساوة بلدة بين الريّ وهمذان. (الأنساب 7/ 19) .
[4] لم أجدها.
[5] لم أجده.(37/429)
النَّوقَاني [1] ، الطُّوسيّ، أبو عثمان المقرئ.
أَنَا ابْنُ عَسَاكِرٍ: أَنَا أَبُو الْمُظَفَّرِ عَبْدُ الرَّحِيمِ كِتَابَةً: أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بِنَوْقَانَ، أَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْفَرَّخْزَادِيُّ، أَنَا ابْنُ مَحْمِشٍ الزِّيَادِيُّ، أَنَا حَاجِبُ بْنُ أَحْمَدَ، أَنَا عَبْدُ الرَّحَمْنِ الْمَرْوَزِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، نَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ، عَنْ أَنَسٍ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَيُسْنِدُ ظَهْرَهُ إِلَى خَشَبَةٍ، فَلَمَّا كَثُرَ النَّاسُ قَالَ: «ابنو مِنْبَرًا» . فَسُوِّيَ لَهُ مِنْبَرٌ. وَإِنَّمَا كَانَتْ عَتَبَتَيْنِ، فَتَحَوَّلَ مِنَ الْخَشَبَةِ إِلَى الْمِنْبَرِ، فَحَنَّتْ، وَاللَّهِ، الْخَشَبَةُ حَنِينَ الْوَالِهِ، وَأَنَا، وَاللَّهِ، فِي الْمَسْجِدِ أَسْمَعُ ذَلِكَ. فَمَا زَالَتْ تَحِنُّ حَتَّى نَزَلَ مِنَ الْمِنْبَرِ، فَمَشَى إِلَيْهَا فَاحْتَضَنَهَا، فَسَكَنَتْ.
641- محمد بْن إسماعيل بْن أحمد بْن إبراهيم [2] .
أبو سعد السّامانيّ [3] ، النَّيْسابوري.
شيخ مستور.
سَمِعَ: أبا القاسم الفُضَيْل بْن المُحِبّ، وعبد الباقي المَرَاغيّ، وأبا بَكْر التَّفْلِيسيّ. وُلِد سنة 464. وهو مذكور في شيوخ عبد الرحيم بْن السّمعانيّ.
642- محمد بْن إسماعيل بْن أَبِي بَكْر أحمد [4] .
المَرْوَزِيّ السّاسيانيّ [5] . وساسيان: محلَّة بظاهر مَرْو.
كَانَ شيخا، صالحا، متميّزا. سَمِعَ «صحيح البخاريّ» من أَبِي بَكْر بْن أَبِي عِمران الصّفّار. قاله عبد الرحيم، وسمع منه.
643- محمد بْن أَبِي أحمد بْن محمد [6] .
أبو الفتح المَرْوَزِيّ، الحُضيريّ، المقرئ.
__________
[1] النوقاني: بفتح النون عند ابن السمعاني، وسكون الواو وفتح القاف وفي آخرها النون. وعند ياقوت بضم النون الأولى. نسبة إلى نوقان وهي إحدى بلدتي طوس.
[2] لم أجده.
[3] الساماني: بفتح السين المهملة. هذه النسبة إلى جماعة من ملوك سامان. (الأنساب 7/ 12) .
[4] انظر عن (محمد بن إسماعيل الساسياني) في: الأنساب 7/ 8، 9.
[5] الساسياني: بالألف بين السينين المهملتين الثانية منهما مكسورة وبعدها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون.
[6] لم أجده.(37/430)
فقيه، صالح، عابد، كثير التّلاوة.
من شيوخ عبد الرحيم.
قَالَ: سَمِعَ من أَبِي الخير الصّفّار أيضا.
644- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [1] .
الإمام أبو الفتح الحَمْدُويي [2] ، البَنْجدِيهيّ، المَرْوَزِيّ، الفقيه.
تفقّه عَلَى: أَبِي بَكْر محمد بْن السّمعانيّ.
وسمع من: القاضي أَبِي سعيد محمد بْن علي بْن أَبِي صالح البَغَويّ، وإسماعيل بن أحمد بن البَيْهَقيّ، وهبة اللَّه بْن عبد الوارث الحافظ، وغيرهم.
قَالَ عبد الرحيم بْن السّمعانيّ: لقِيته بالدرق السُّفلَى، وسمعت منه جميع التِّرْمِذِيّ، ووُلِد سنة بضع وستين وأربعمائة، وكان فقيها، زاهدا، نظيفا، حَسَن السَّمْت [3] ، رحمه اللَّه تَعَالَى.
645- مُحَمَّد بْن عليّ بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم [4] .
أبو عَبْد اللَّه الْجُوَيْنيّ، البخاريّ، المعكانيّ، الفقيه، الواعظ.
وُلِد بقرية معكان [5] ، من أعمال بخارى، في سنة خمس وسبعين وأربعمائة.
وسمع من: عليّ بْن محمد بْن حِذَام البخاريّ، صاحب منصور بن نصر الكاغذيّ في سنة إحدى وتسعين وأربعمائة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن) في: التحبير 1/ 148- 150 رقم 778، والأنساب 4/ 211، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 6/ 123، 124، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 434.
[2] في الأصل: «الحمدويني» . والمثبت من (الأنساب 4/ 215) وفيه: الحمدوييّ: بفتح الحاء المهملة وسكون الميم وضم الدال المهملة وفي آخرها المنقوطة باثنتين من تحتها. هذه النسبة إلى حمدويه وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه.
[3] وقال أبو سعد السمعاني: وكان فقيها نظيفا محتاطا في الوضوء، وغسل الثياب، حسن السمت، كثير الذكر.. وكانت ولادته تقديرا في سنة سبع وستين وأربعمائة بمسدوة إحدى القرى الخمس. (التحبير) .
[4] لم أجده.
[5] لم يذكرها ياقوت في معجمه.(37/431)
روى عنه: عبد الرحيم بن السمعاني.
646- محمد بن الحسين بن الحسين بْن الحسين [1] .
أبو غانم الأصبهانيّ، المعدّل، المحدّث، ويُعرف بزينة.
قَالَ السّمعانيّ: لَهُ فَهْم وكياسة. سَمِعَ من والدي الكثير بأصبهان، ونسخ بخطّه. خرّج له الحافظ أبو القاسم إسماعيل بن محمد التّيميّ.
سمع من: جدّه لأمّه أبي بكر محمد بن الحسن بن سليم، وأبي بكر محمد بن عليّ بن جولة، وابن أشتة، وعبد الرحمن الدّونيّ، وأصحاب أبي عبد الله الجرجانيّ.
سمعت منه، وسمع منه: أبو القاسم الدّمشقيّ، وغيره ببغداد.
647- محمد [2] بْن هبة اللَّه بْن العلاء [3] .
الحافظ أبو الفضل البُرُوجِرْديّ [4] ، تلميذ ابن طاهر المقدسيّ.
سَمِعَ: أبا محمد الدّونيّ، ومكّيّ بْن بُجَيْر، ويحيى بْن مَنْدَهْ.
قال السّمعانيّ: أوّل ما لقيته كنت أنسخ بجامع بُرُوجِرْد، فدخل شيخ رثّ الهيئة، ثمّ قَالَ: أيش تكتب؟
فكرهت جوابه، فقلت: الحديث.
فقال: كأنّك تطلب الحديث؟ قلت: بلى. قَالَ: من أين أنت؟ قلت: من مرو.
قَالَ: عمّن يروي البخاريّ من أهل مَرْو؟ قلت: عن عبدان، وصدقة، وعليّ بن حجر.
__________
[1] انظر عن (محمد بن الحسين) في: التحبير 2/ 117، 118 رقم 732، ومعجم البلدان 1/ 404، 405، وسير أعلام النبلاء 20/ 319 رقم 212، وملخص تاريخ الإسلام 8/ 9 أ، وطبقات المفسّرين للسيوطي 29.
[2] وردت هذه الترجمة والتي قبلها مباشرة بعد ترجمة «يحيى بن عبد الله بن فتوح الداني» الآتية برقم (657) ، فجرى تقديمهما إلى هنا انسجاما مع التسلسل الألفبائي.
[3] لم أجده. ولعلّه في (الذيل) لابن السمعاني.
[4] البروجردي: بضم الباء والراء، وبعدها الواو، وكسر الجيم، وسكون الراء، وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى بروجرد، وهي بلدة حسنة من بلاد الجبل على ثمانية عشر فرسخا من همذان. (الأنساب 2/ 174) .(37/432)
قال: ما اسم عبدان؟ قلت: عبد الله بْن عثمان.
فقال: لِم قِيلَ لَهُ عَبْدان. فتوقّفت، فتبسّم، فنظرت إِلَيْهِ بعين أخرى، وقلت: يذكر الشّيخ. فقال: كنيته أبو عبد الرحمن، فاجتمع في اسمه وكنْيته العَبْدان، فقيل: عَبْدان.
فقلت: عمّن هذا؟ فقال: سَمِعْتُ من محمد بْن طاهر المقدسيّ.
ثمّ بعد ذَلكَ انتخبت عَلَيْهِ. وسمعت منه.
قلت: لم أر لَهُ ذِكر وفاةٍ ولا مولد. فكتبته هنا عَلَى التّوهُّم.
648- مالك بْن وهْب [1] .
أبو عبد الله الإشبيليّ، المتكلِّم.
قَالَ الْيَسَعُ بْنُ حزْم فيه: الفقيه، الأديب، الورع، المتواضع، إمامٌ في فنون، ومخرج جواهر البلاغة من درجها المكْنُون، وعقل تتعلّم منه العقول، وذِهن انصَقَلَ بِهِ كلُّ مصقول، وأدبٌ بارع، وشِعْرُ، لا يُجَارَى.
إلى أن قَالَ: نظره في عِلْم الشّريعة والحديث والتّفاسير نظر مَن اتّسَع.
وكان قد نزل من قلب أمير المسلمين عَلَى منزلة، يخلو بِهِ إذا خلا، ويتحلّى بأدبه البارع إذا تحلّا. أحلّه محلّ المُطاع الّذي من عصاه عصا، ومن أطاعه أطاع، حتّى بنى لَهُ قصرا يدخل إِلَيْهِ من خوصته، لتبين مكانه لرتبته.
ومع هذا فكان يتواضع في لبسه، ويبتذل في حوائجه، ويبدو في أكثر أوقاته في صورة الباكي عَلَى الذَّنْب، النّادم، أدرك أبا عبد الله بْن مُعَاذ، فأكثر عَنْهُ وأخذ عَنْهُ الهندسة. أدركتُه رحمة اللَّه.
قلت: وكان أشار عَلَى ابن تاشفين باعتقال ابن تُومَرْت.
649- المبارك بْن ثابت بْن عليّ [2] .
أبو طالب البغداديّ الذّهبيّ.
__________
[1] انظر عن (مالك بن وهب) في: الحلّة السيراء لابن الأبار 2/ 76، 77 وفيه «مالك بن وهيب» ، والمعجب 185، 186، وأخبار المهدي بن تومرت 68 (تحقيق ليقي بروقنسال، باريس 1928) للبيدق، ووفيات الأعيان 3/ 320 و 5/ 49، 50، 52 وفيه «مالك بن وهيب» .
[2] لم أجده.(37/433)
سَمِعَ من: حَمْد بْن أحمد الحدّاد.
روى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ، وغيره.
650- محمود بْن أحمد بْن عليّ بْن الفَرَج [1] .
الإمام أبو المحامد السّمرقنديّ، السّغديّ [2] ، والسّاغرجيّ [3] ، أحد الأعلام ذكره السّمعانيّ في «الذَّيْل» فقال: إمام، بارع، مبرّز في أنواع الفقه والتّفسير، والحديث، والأصول، والمتّفق، والمفترق، والوعْظ حَسَن السّيرة، كثير الخير والعبادة، بهيّ المنظر.
قَالَ لي: أوّل ما كتبت الحديث سنة إحدى وتسعين وأربعمائة [4] .
سَمِعَ: يوسف بْن صالح، والحَسَن بْن عطاء السُّغْديّ، وأبا إبراهيم إسحاق بْن محمد النّوحيّ، وميمون المكحوليّ، وعليّ بْن أحمد الكَلَاباذيّ.
كتبت عَنْهُ بسَمَرْقَنْد، وقرأت عَلَيْهِ «تنبيه الغافلين» ، بروايته عَن النّوحيّ، عَنْ سِبْط التِّرْمِذِيّ، عَنْ مؤلّفه.
وقال لي: ولدت سنة ثمانين وأربعمائة [5] .
651- محمود بن خلف [6] .
__________
[1] انظر عن (محمود بن أحمد) في: التحبير 2/ 272- 274 رقم 940، والأنساب 7/ 9، 10، واللباب 3/ 242، والجواهر المضية 2/ 156، وطبقات المفسّرين 41، وتاج التراجم 69، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 290 رقم 619.
[2] السّغدي: بضم السين المهملة، وسكون الغين المعجمة، وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى السّغد.
[3] تصحفت في الجواهر المضيّة إلى «الساغوجي» بالواو. وقال محقّقه بالحاشية: الساغوجي:
نسبة إلى ساغوج قرية من قرى الصغد على خمسة فراسخ من سمرقند. وقال: كذا ذكره المؤلّف في النسب. والصحيح ما جاء في الأنساب، ومعجم البلدان 3/ 11، واللباب 1/ 522.
[4] وقال في الأنساب: صار شيخ الإسلام بسمرقند، وكان فاضلا مفتيا، مصيبا، وعارفا بالمتفق والمختلف، كثير العبادة.
[5] الأنساب 7/ 9، 10.
[6] انظر عن (محمود بن خلف) في: التحبير 2/ 280، 281، والأنساب 11/ 43، ومعجم البلدان 4/ 372، واللباب 3/ 73.(37/434)
أبو القاسم اللهاوريّ [1] ، ثمّ الإسْفَرائينيّ.
قَالَ السّمعانيّ: تفقّه عَلَى جدّ أَبِي المظفّر. وسمع: أبا بَكْر بْن خَلَف بنَيْسابور، وعبد الرّزّاق بْن حسّان المَنِيعيّ، وجماعة.
وقال: مات سنة نيّفٍ وأربعين [2] .
652- محمود بْن محمد بْن أحمد بْن محمد [3] .
أبو الشُّكْر البابَصْريّ، الشُّرُوطيّ.
كَانَ لَهُ حانوت مقابل باب النّوبيّ للشُرُوط، وله شِعْر فائق مدوُّن.
روى عَنْهُ: المبارك بْن كامل وهو أَسَنّ منه بكثير، ومحمد بْن عليّ بْن إبراهيم الكاتب. ومات شابّا.
ومن شِعره:
أفدي الّذي بِتُّ من هَواهُ ... إِلَيْهِ دون الأنام أشْكُو
كاتبُ خطٍّ لَهُ عِذَار ... لَيْسَ لمن يحتويه سَبْكُ
خطّان ما استُجْمِعا بشخصٍ ... إلّا وستْر المحبّ هتْكُ
هذا مراد عَلَى بياضٍ ... وذاك ورد عَلَيْهِ مسْكُ
- حرف النون-
653- نصر اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الموفَّق بْن أَبِي المظفَّر بْن عبد الواحد [4] .
الفقيه، أبو الفُتُوح الكِسائيّ، الهَرَويّ.
سَمِعَ: نجيب بْن ميمون الواسطيّ، وأبا عطاء المَلِيحيّ، وغيرهما.
روى عَنْهُ: أبو المظفَّر عبد الرحيم وقال: تُوُفّي بعد سنة ستّ وأربعين.
__________
[1] اللهاوري: لوهوري: نسبة إلى لوهور مدينة كبيرة من بلاد الهند، وهي المعروفة الآن بلاهور.
(الأنساب، اللباب) .
[2] وفي الأنساب: فقيه، مناظر. تفقّه على جدّي الإمام أبي المظفّر السمعاني وسمع منه ومن غيره. سمعت منه شيئا يسيرا بأسفرايين، وكان قد سكنها، وتوفي في حدود سنة أربعين وخمسمائة.
[3] لم أجده.
[4] لم أجده.(37/435)
654- نصر بْن مهديّ بْن محمد [1] .
السّيد أبو الفتح العَلَويّ، الحُسَيْنيّ، الوَنَكيّ [2] ، الرّاوي، المعدّل.
الفقيه الزَّيْديّ.
سَمِعَ: طاهر بْن الحسين السّمّان، وسليمان بْن داود الغَزْنَويّ بمرو.
وورد بغداد حاجّا. وسمع بها أبا يوسف عبد السّلام القَزْوِينيّ.
قَالَ أبو سعد: كتبت عَنْهُ بالرَّيّ، وقال لي: ولدت سنة ثمان وستّين وأربعمائة.
- حرف الهاء-
655- هبة اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن عُمَر السَّمَرْقَنْديّ [3] .
أبو المظفّر المدير بين يدي قاضي القضاة الزَّيْنبيّ.
سمّعه أَبُوهُ من ابن طلْحة النِّعَاليّ، وجماعة.
كتب عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ.
656- هَمّام بْن يوسف بْن أحمد [4] .
العاقُوليّ أبو محمد.
سَمِعَ: أبا الحسن بْن الأخضر الأنباريّ، وغيره.
وكان يخدم القُضاة.
كتب عَنْهُ ابن السّمعانيّ.
- حرف الياء-
657- يحيى بْن عَبْد اللَّه بْن فتوح.
أبو زكريّا الحضْرميّ، الدّانيّ. ويُعرف بابن صاحب الصّلاة.
روى عَنْ: أَبِي محمد بْن البطَلْيُوسيّ، وغيره.
وكان أديبا، لغويّا.
__________
[1] انظر عن (نصر بن مهدي) في: الأنساب 12/ 291، 292.
[2] الونكيّ: بفتح الواو والنون وفي آخرها الكاف. هذه النسبة إلى ونك وهي إحدى قرى الريّ.
[3] لم أجده.
[4] لم أجده.(37/436)
روى عَنْهُ: ابنه الأُستاذ أبو محمد عَبْدُون.
وتُوُفّي في حدود الخمسين.
الكنى
658- أبو الحسين بْن المَوْصِليّ، الأندلسيّ.
الرئيس، العالم. أحد أكابر الأندلُسِيّين وقاضي إشبيلية. قصد حضرة أمير المسلمين يستعطفه في مصالح ثغور الجزيرة، فأكرمه واحترمه، واعتمد عَلَيْهِ، وقضى أشغاله، وقال: فهل لك من حاجة تخصّك؟
قَالَ: يا أمير المؤمنين، إنّ اللَّه قد وسَّع عليّ فيما رزق.
وقد كَانَ خرج من غَزَاةٍ فأُسِر، فلمّا جنّ عَلَيْهِ اللّيل أتاه روميّ فقال: أنت ابن الْمَوْصِلِيِّ؟ قَالَ: لا.
قَالَ الْيَسَع: فحدَّثني قَالَ: أنكرتُ خوفا من التّغالي، لأنّي كنت أحصل في سهْم الملك، ولا أخرج بأقل من خمسين ألفا، وربّما عُذّبت لأوقع إليهم بلدا.
فقال لي الرّوميّ ما أوجب اعترافي، وقال: لا تَنَمْ، أَنَا أخلّصك. فأركبني في وسط اللّيل، ووجَّه معي صاحبا لَهُ تواعَدَ معه إلى موضعٍ، ثمّ تلاقينا في آخر اللّيل. ثمّ أصبح عَلَى باب حصن المسلمين فدخلته. ففرح بي أهله لمّا عرفوني، فقلت: أريد الوفاء لهذا الصّاحب المجمل، فجعل الرجال يأتي بالدّنانير، والمرأة بالسِّوار والعِقْد. وقد أخفيت الرّوميّ شفقة عليه، ثمّ أتيته فأرضتيه، وقلت: هذا ما حضر، فلعلَّك أنْ تقدم إشبيلية. فقدم بعد أشهر، فدفعت إليه تتمّة ألف دينار، وانفصل يشكر ويحمد.
تمت الطبقة من تاريخ الإسلام للذهبي(37/437)
(بعون الله وتوفيقه تم تحقيق هذه الطبقة من موسوعة مؤرّخ الإسلام الحافظ محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، الملقّب شمس الدين، المتوفّى بدمشق سنة 748 هـ. «تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام» ، وقام بمقارنة نصّها وضبطه، وتخريج أحاديثها، وتوثيق مادتها، والإحالة إلى مصادرها، والتعليق عليها بقدر الإمكان، وصنع فهارسها، خادم العلم، راجي عفو ربّه، الحاج أبو غازي، الأستاذ الدكتور عمر عبد السلام تدمري، أستاذ التاريخ الإسلامي في الجامعة اللبنانية، عضو الهيئة العربية العليا لإعادة كتابة تاريخ الأمة في اتحاد المؤرّخين العرب، الطرابلسي مولدا وموطنا، الحنفي مذهبا، ووافق الانتهاء من تحقيق هذه الطبقة عند أصيل يوم الإثنين 15 من محرّم الحرام 1414 هـ. الموافق 5 من تموز (يوليو) 1993 م. وذلك بمنزله بساحة النجمة من مدينة الفيحاء طرابلس الشام، المحروسة بعناية الله ثغرا ورباطا للإسلام والمسلمين. ومن يتوكّل على الله فهو حسبه) .(37/438)
[المجلد الثامن والثلاثون (سنة 551- 560) ]
[الطبقة السادسة والخمسين]
بسم الله الرحمن الرّحيم
حوادث سنة إحدى وخمسين وخمسمائة
[دخول السلطان سُلَيْمَان شاه بغداد والخلعة عليه]
قدِم فِي أواخر سنة خمسين إلى بغداد السلطان سليمان شاه بن محمد بن ملك شاه مستجيرا بالخلافة، فخرج لتلقَيه ولد الوزير عون الدِّين، ولم يترجَّل أحدٌ منهما للآخر ولم يحتفل بمجيئه لتمكّن الخليفة وقوَّته، وكَثرة جيوشه.
فَلَمّا كان فِي نصف المحرَّم استُدعي إلى باب الحجرة، وحلف على النُّصْح ولُزوم طاعة أمير المؤمنين. ثُمَّ خُطِب له فِي آخر الشّهر [1] . وذُكر فِي الخطبة بعد اسم السّلطان سَنْجر ولُقب بألقاب أبيه.
وفي وسط صَفَر أُحضِر وألبس الخلعة والتّاج والسِّوَارَيْن، وقرّر بأنَّ العراق لأمير المؤمنين، ولا يكون لسليمان شاه إلّا ما يفتحه من بلاد خُرَاسان.
ثُمَّ خرج، فقدّم له الخليفة عشرين ألف دينار ومائتي كرّ، وخلع على أمرائه.
ثُمَّ سار الخليفة ومعه سُلَيْمَان شاه إلى أن وصل حُلْوان، ونفذ معه العسكر [2] .
__________
[1] الدرّة المضيّة 569.
[2] المنتظم 10/ 164، 165 (18/ 106) ، دول الإسلام 2/ 67، العبر 4/ 141، 142، البداية(38/5)
[هرب السلطان سنجر من يد الغُزّ]
وفيها، في رمضان، هرب السّلطان سنجر بن ملك شاه من يد الغُزّ فِي جماعة من الأمراء، فساروا إلى قلعة تِرْمِذ، فاستظهر بها على الغُزّ. وكان خُوارزم شاه أتْسِز هُوَ والخاقان مُحَمّود بْن مُحَمَّد ابن أُخت سَنْجَر يقاتلان الغُزّ، والحرب بينهم سجال، فذلّت الغُزّ بموت عَلَى بك، وكان أشدّ شَيْءٍ، على السّلطان سَنْجَر وعلى غيره. ثُمَّ مضت الأتراك الفارغليّة إلى خدمة سَنْجَر، وتجمّع جيش ورُدَّ إلى دار ملكه مَرْو، فكانت مدَّة أسْره مع الغزّ إلى أن رجع إلى دَسْت سَلْطنته ثلاث سنين وأربعة أشهر [1] .
[الزلازل بالشام]
وفيها، كَمَا قال أبو يَعْلَى التّميميّ [2] ، كانت بالشّام زلازل عظيمة، انهدم كثير من مساكن شَيْزَر على أهلها. وأمّا كفر طاب فهرب أهلُها منها خوفا على أرواحهم، وأمّا حماه فكانت كذلك.
قلت: وقد ذكر ابن الْجَوْزيّ [3] الزلزلة كَمَا يأتي فِي سنة اثنتين، فبالغ ونقل ما لم يقع.
[موادعة نور الدين للفرنج وغدرهم]
قال حمزة [4] : وفي رمضان وصل الملك نور الدِّين إلى دمشق من
__________
[ () ] والنهاية 12/ 233، عيون التواريخ 12/ 491، النجوم الزاهرة 5/ 322.
[1] ذيل تاريخ دمشق 336 (حوادث سنة 551 هـ.) و 337، 338 (حوادث سنة 552 هـ) ، الكامل في التاريخ 11/ 210، نهاية الأرب 26/ 338، المختصر في أخبار البشر 3/ 30، مرآة الزمان 8/ 227، سير أعلام النبلاء 20/ 410، دول الإسلام 2/ 67، العبر 4/ 142، تاريخ ابن الوردي 2/ 56، البداية والنهاية 12/ 234، عيون التواريخ 12/ 491، الكواكب الدرّية 149، تاريخ ابن سباط (بتحقيقنا) 1/ 103، النجوم الزاهرة 5/ 322.
[2] في ذيل تاريخ دمشق 334- 336.
[3] في المنتظم.
[4] وهو ابن القلانسي، في: ذيل تاريخ دمشق 336.(38/6)
حلب بعد أن تفقّد أحوالها وهذّبها. وفي شوّال تقرّرت الموادعة بينه وبين ملك الفرنج سنة كاملة، وأنّ المقاطعة المحمولة إليهم من دمشق ثمانية آلاف دينار صوريَّة. وكُتبت الموادعة بذلك، وأكِّدت الأيمان، فبعد شهرين غدرت الفرنج لوصول نجدة فِي البحر، [ونهضوا] [1] إلى الشعرا من ناحية بانياس، وبها جشارات [2] الخيول، فاستاقوا الجميع، وأسروا خلقا [3] .
[الحريق ببغداد]
وفيها كثُر الحريق ببغداد، ودام أَيَّامًا ووقع فِي تسع دروب سمّاها ابن الْجَوْزِيّ [4] .
[سفر الخليفة إلى دُجَيل]
وفيها سافر أمير المؤمنين إلى ناحية دُجَيل بعد قُدومه من حُلوان يتصَّيدُ [5] .
[المصافّ بين سُلَيْمَان شاه ومحمد شاه]
وانضاف إلى سليمان ابن أخيه ملك شاه وألْدَكز [6] وتحالفوا، فسار لقتالهم مُحَمَّد شاه، فعملوا مصافا فانتصر مُحَمَّد شاه، ووصل إلى بغداد من عسكرها خمسون فارسا بعد أن خرجوا ثلاثة آلاف. ولم يُقتل منهم أحدٌ، إنّما
__________
[1] في الأصل بياض، والمستدرك من: ذيل تاريخ دمشق.
[2] الجشار: مكان رعي الماشية من خيل وغيرها.
[3] ذيل تاريخ دمشق 337، كتاب الروضتين 1/ 258، 259.
[4] في المنتظم 1/ 165 (18/ 107) وهي: درب فراشا، ودرب الدواب، ودرب اللبان، وخرابة ابن جردة، والظفرية، والخاتونية، ودار الخلافة، وباب الأزج، وسوق السلطان. وانظر:
الكامل في التاريخ 11/ 216، والمختصر في أخبار البشر 3/ 30، وتاريخ ابن الوردي 2/ 56، 57، والدرة المضية 569، وشذرات الذهب 4/ 157.
[5] المنتظم 10/ 165 (18/ 107) .
[6] يرد: «ألدكز» و «إيلدكز» .(38/7)
نُهِبوا، وأُخذت خيولهم، وتشتّتوا. وردّ سُلَيْمَان شاه فِي حالة نحِسةٍ، فخرج عليه أمير المَوْصِل، فقبض عليه وطالعة إلى القلعة [1] .
وسار مُحَمَّد شاه يقصد بغداد، فوصل إلى ناحية بَعْقُوبا، وبعث إلى كَوْجُك، فتأخّر عَنْهُ، فانزعجت بغداد، وأُحضِرت العساكر، واستعرضهم الوزير [2] .
[تسلُّم نور الدِّين بعلبكّ]
وفيها تسلّم نور الدين بعلبكّ [3] .
__________
[1] ذيل تاريخ دمشق 337، الكامل في التاريخ 11/ 205، التاريخ الباهر 8، 10، المختصر في أخبار البشر 3/ 29، دول الإسلام 2/ 67، العبر 4/ 142، تاريخ ابن الوردي 2/ 56، عيون التواريخ 12/ 491، البداية والنهاية 12/ 233، تاريخ ابن سباط 1/ 102.
[2] المنتظم 10/ 165 (18/ 107) ، الكامل في التاريخ 11/ 212- 215، تاريخ دولة آل سلجوق 228، المختصر في أخبار البشر 3/ 30، تاريخ الزمان 173، العبر 4/ 142، دول الإسلام 2/ 68 (حوادث سنة 5552) ، تاريخ ابن الوردي 2/ 56، عيون التواريخ 12/ 495، مرآة الجنان 3/ 299 (حوادث سنة 552 هـ) ، البداية والنهاية 12/ 234، تاريخ ابن سباط 1/ 104.
[3] الكامل في التاريخ 11/ 227، 228 (حوادث سنة 552 هـ) ، زبدة الحلب 2/ 305، كتاب الروضتين 1/ 250، المختصر في خبار البشر 3/ 33، نهاية الأرب 27/ 161، تاريخ ابن الوردي 2/ 59، البداية والنهاية 12/ 236 (حوادث سنة 552 هـ) وفيه: «وقد قيل إن ذلك كان في سنة خمسين» .(38/8)
سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة
[الحرب بين مُحَمَّد شاه والخليفة]
ثُمَّ قَرُب مُحَمَّد شاه بْن محمود من بغداد وجاءه زين الدِّين عليّ كَوْجَك صاحب إربل نَجْدَةً، فحصرا بغداد، واختلف عسكر الخليفة عليه، وفرَّق الخليفة سبعة آلاف جَوْشَن، وعُمِلت الأتْرسة الكِبار، والمجانيق الكثيرة، وأذِن للوعّاظ فِي الجلوس، بعد منْعهم فِي سنةٍ وخمسة أشهر.
ثُمَّ ركب مُحَمَّد شاه وعليّ كَوْجَك، وصاروا فِي ثلاثين ألفا، ورموا بالنّشّاب إلى ناحية التّاج، وقاتَلَت العامَّة، ونهِب الجانب الغربيّ، وأحرقوا مائتين وسبعين دولابا.
وقاتل عسكر الخليفة فِي السُّفُن، كلّ ذلك فِي المحرَّم.
فَلَمّا كان ثالث صَفَر جاء عسكر مُحَمَّد فِي جَمْعٍ عظيم، وانتشروا على دجلة، وخرج عسكر الخليفة فِي السُفُن يقاتلون. وكان يَوْمًا مشهودا. فَلَمّا كان يوم سادس عشر صفر، وصلت سفن للقوم، فخرجت سفن الخليفة تمنعها من الإصعاد، وجرى قتال عظيم، وقاتل سائر أهل البلد.
وجاء الحاجّ سالمين فدخلوا بغداد من هذا الجانب. فَلَمّا كان يوم سادس وعشرين جاء بريد يخبر بدخول ملك شاه بْن السّلطان مَسْعُود همذان، وكبس بيوت المخالفين ونهبها. ففرح النّاس [1] .
__________
[1] الكامل في التاريخ 11/ 212- 214 (حوادث سنة 551 هـ) .(38/9)
فَلَمّا كان يوم سلْخ صَفر عبر فِي السُّفُن ألف فارس، وصعدوا فدخلوا دار السَّلطنة فنزل منكورس [1] الشِّحْنَة، وكان أحد الأبطال المذكورين، فأحاط بهم وقتل منهم جماعة، ورمى الباقون أنفسهم فِي الماء. واتّصل القتال، وكان الخليفة يفرّق كلّ يوم نحوا من مائة كرّ [2] . وفي بعض الأيّام فرّق على الْجُنْد خمسة وعشرين ألف نشابة، والكلّ من عنده، لم يكلّف أحدا ولا استقرض.
وحكى الزَّجّاج الحلبي [3] أنَّه عمل فِي هذه النَّوبة ثمانية عشر ألف قارورة للنِّفْط.
وفي خامس ربيع الأوّل خرج منكورس، وقيَماز السُّلْطانّي، والخيّالة، والرَّجّالة، فحملوا اثنتي عشر حملة، واقتتلوا.
وفي العشرين من ربيع الأوّل جاءوا بالسّلالم [4] التي عملوها، وكانت أربعمائة سُلَّم، لينصبوها على السُّور فلم يقدروا، وأصبحوا يوم الجمعة، فلم يجر يومئذ كبيرُ قتال، وهي الجمعة الثّالثة الّتي لم تُصَلَّ بها الجمعةُ ببغداد فِي غير جامع القصر.
ثُمَّ قَدِمَتْ بِنْت خُوارَزْم شاه زَوْجَة سليمان شاه، وكانت قد أصلحت بين ملك شاه وبين الأمراء جميعهم فِي هَمَذان، وجاءت فِي زيّ الحُجَّاج الصُّوفية إلى المَوْصِل وعليها مُرَقَّعَة، ومعها رِكابيّ فِي زِيّ شحّاذ. ثُمَّ جاءت حَتَّى صارت فِي عسكر مُحَمَّد شاه، وتوصّلت وعبرت إلى الخليفة، فأُكرِمت وأُفْرِدت لها دار. وأخبرت بدخول ملك شاه همذان، وبأنّه نهب دور المخالفين.
__________
[1] في المنتظم: «منكوبرس» .
[2] في المنتظم: وخرج بعض الأيام إلى الأتراك من الخزانة خمسة وعشرون ألف نشّابة ومائتان ستون كرّا.
[3] في المنتظم: «زجاج الخاص» .
[4] في المنتظم: «بالسلاليم» .(38/10)
وفي الخامس والعشرين منه صعِد أهل بغداد السُّوَر بالسّلاح، وجاء العدوّ ومعهم السّلالم، وهمّوا بطمّ الخندق، فخرج النّاس واقتتلوا.
وفي التّاسع والعشرين منه نادوا: اليوم يوم الحرب العظيم، فلا يتأخَّرنَّ أحدٌ، فخرج النّاس ولم يجر قتال.
وبعث مُحَمَّد شاه إلى علي كَوْجَك يعاتبه ويقول: أنت وعدتني بأخْذ بغداد، فبغداد ما حصَّلْت، وخرجت من يدي هَمَذَان، وأخربت بيوتي وبيوت أمرائي. فأنا عازم على المُضِيّ، فشجّعه ونخّاه وقال: نمدّ الجسر، ونعبر، ونطمّ الخندق، وكانوا قد صنعوا غرائر وملئوها ترابا، وننصب هذه السّلالم الطِّوال، ونحمل حملة واحدة، ونأخذ البلد.
ثُمَّ أخذوا يتسلّلون، وقَلَّتْ عليهم الميرة، وهلك منهم خلْق. ثُمَّ استأمن خلْقٌ كثير منهم وخامروا، ودخلوا، وأخبروا بأنَّ القوم على رحيل.
وفي العشرين من ربيع الآخر جرى قتال، وعُطّلت الجمعة إلّا من جامع القصر، وهي الجمعة السّابعة، ووقع الواقع بين مُحَمَّد شاه وبين كَوْجَك. وهو يُطْمِعُه ويهوّن عليه أخْذَ بغداد.
ثُمَّ نصبوا الجسر، وعبر أكثر عسكر مُحَمَّد شاه، وعبر مُحَمَّد شاه من الغَد فِي أصحابه إلى عَشِيَّة، فَلَمّا كان العشاء قطع كوجك الجسر، وقلع الخِيَم، وبعث نقْله طول اللّيل. ثُمَّ أصبح وضرب النّار فِي زواريق الجسر، وأخذ خزانة مُحَمَّد شاه وخزانة وزيره، ورحل [1] . وبقي مُحَمَّد شاه وأصحابه بقيّة يوم الثّلاثاء. ثُمَّ وثب هُوَ وعسكره، فمنع الخليفة العسكر من أن يلحقوه، ونهب أصحاب مُحَمَّد شاه بعض الأعمال، ثُمَّ قال الخليفة: اذهبوا إلى هَمَذَان فكونوا مع ملك شاه. وخلع عليهم، وفرح النّاس بالسّلامة.
__________
[1] الخبر باختصار في: ذيل تاريخ دمشق 337 (حوادث سنة 551 هـ) .(38/11)
ثمّ ركب الخليفة [يفتقد السّور] [1] من أوّله إلى آخره، وكثُرت الأمراض وغَلَت الأسعار.
ثُمَّ جاء الخبر بوفاة السّلطان سَنْجَر، فقُطِعت خطْبته [2] .
[غزو رستم الإسماعيلية]
وفيها غزا رستم بْن عليّ بْن شهريار الملك مازِنْدَران بلاد أَلَمُوت وأوطأ الإسماعيليّة ذُلا، وخرّب بلادهم، وسبى النّساء والأولاد، وغنم، وخُذِلت الإسماعيليّة، وخربت عامَّة قراهم [3] .
[خروج الإسماعيلية على الحجَّاج]
وفيها خرجت الإسماعيليّة لعنهم اللَّه، على حُجّاج خُراسان، فاقتتلوا وثبت الفريقان إلى أن قُتل أمير الحاج، فذلّوا وألقوا بأيديهم، وقتلهم الإسماعيلية قتلا ذريعا، وعظُم المُصاب ف إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ 2: 156 [4] .
وصبَّحهم من الغد شيخ فِي المقتلة ينادي: يا مسلمين، يا حُجّاج، ذهب الملاحدة وأنا مُسْلِم، فمن أراد الماء سقيته. فكان كلّ من كلَمه أجهز عليه، فهلكوا أجمعين إلّا القليل [5] .
[خراب خُراسان]
وأمّا خُراسان فخربت على يد الغزّ، ومات سلطانها سنجر، واختلف
__________
[1] ما بين الحاصرتين من المنتظم، وفي الأصل بياض.
[2] المنتظم 10/ 168- 176 (18/ 111- 118) وانظر: زبدة التواريخ للحسيني 247، 256، وتاريخ دولة آل سلجوق للبنداري 246- 255، وكتاب الروضتين 1/ 285، وتاريخ الزمان 173، ودول الإسلام 2/ 68، والعبر 4/ 145، ومرآة الجنان 3/ 299، والبداية والنهاية 12/ 235، 236، والمختصر في أخبار البشر 3/ 30، 33، وعيون التواريخ 12/ 495 و 501، 502. والكواكب الدرّية 154، والنجوم الزاهرة 5/ 325.
[3] الكامل في التاريخ 11/ 224.
[4] سورة البقرة، الآية رقم 156.
[5] الكامل في التاريخ 11/ 225، دول الإسلام 2/ 68، العبر 4/ 146، مرآة الجنان 3/ 299، البداية والنهاية 12/ 236، شذرات الذهب 4/ 161.(38/12)
أمراؤه بعده، وغلب كلّ مقدَّم على ناحية واقتتلوا، وَجَرت أمورٌ طويلةٌ بخُراسان، فالأمر للَّه.
واشتد بخُراسان القَحْط، وأُكِلت الْجِيف.
قال ابن الأثير: فكان بِنَيْسَابُور طبّاخ، فذبح إنسانا علويّا وطبخه، ثُمَّ ظهر ذلك فقتل الطّبّاخ [1] .
[سفر الخليفة إلى أوانا]
وسافر الخليفة إلى أوانا ودُجَيْل، ثُمَّ رجع. ثُمَّ راح يتصيَّد، ورجع بعد عشرة أيّام [2] .
[انتصار نور الدِّين على الفرنج عند صفد]
وفيها كانت وقعة عظيمة بين نور الدِّين وبين الفرنج على صفد، ونصر عليهم. ثُمَّ جاء إلى الخليفة رسولُهُ برءوس الفرنج وبتُحَفٍ وهدايا [3] .
[الزلازل بالشام]
وفيها، وفي سنة إحدى وخمسين، كان بالشّام زلازل عظيمة هدّمت فِي ثلاثة عشر بلدا، منها خمسة للفرنج، وبدَّعُت فِي شَيْزَر، وحماه، والَمَعَرَّة وَحصن الأكراد، وطرابُلُس، وأنطاكية، وحلب. فأمّا حلب فهلك فيها تحت الرّدم خمسمائة [4] نفس، وأمَّا حماه فهلكت جميعها إلّا اليسير، وأمّا شَيْزَر فما سلِم منها إلّا امْرَأَة وخادم، وهلك جميع من فيها، (وتسلّمها نور الدّين،
__________
[1] البداية والنهاية 12/ 236.
[2] المنتظم 10/ 176 (18/ 119) ، سير أعلام النبلاء 20/ 410.
[3] سير أعلام النبلاء 20/ 41، العبر 4/ 146، مرآة الجنان 3/ 299، شذرات الذهب 4/ 161، الإعلام والتبيين 27 وفيه وردت «صفت» بالتاء المثناة بدل الدال. وفي حاشية المحقّق رقم (203) ، «وصفر» بالراء، وقال: هي المعروفة الآن بفلسطين المحتلّة.
[4] في المنتظم 10/ 176 (18/ 119) : «مائة نفس» .(38/13)
فجدّد عمارتها وحصّنها. وهي على جبل منيع بقي فِي يدي بني مُنْقِذ نحو مائةٍ وعشرين سنة أو أكثر) [1] .
وأمّا كفر طاب فما سِلم منها أحد، وأمّا فامية فهلكت وساخت قلعتها.
وأمّا حمص فهلك بها عالَمٌ عظيم، وأمّا المَعَرَّة فهلك بعضها. وأمّا تلّ حَرّان فإنّه انقسم نصفين، وظهر من وسطه نواويس وبيوت كثيرة. وأما حصن الأكراد وعِرْقة فهلكا [2] جميعا، وسِلم من اللّاذقية نفر.
وأمّا طرابُلُس فهلك أكثرها، وأمّا أنطاكية فسِلم نصفُها [3] .
قال ابن الجوزيّ فِي «المنتظم» [4] : وصل الخبر فِي رمضان بزلازل كانت بالشّام عظيمة فِي رجب، ثمّ ذكر هذا الفصل.
قلت: اللَّه أعلم بصحَّة ذلك وبحقيقة تفاصيله [5] .
[إنفاق الوزير ابن هبيرة للإفطار]
قال: وفي رمضان أنفق الوزير ابن هُبَيْرة للإفطار طول الشّهر ثلاثة آلاف
__________
[1] ما بين القوسين لم يرد في (المنتظم) .
[2] هكذا في الأصل، وفي المنتظم: «فهلكتا» .
[3] في المنتظم: «فسلم بعضها» .
[4] 10/ 176 (18/ 119) .
[5] انظر خبر الزلزلة في: الكامل في التاريخ 11/ 218، والتاريخ الباهر 110، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 208، وتاريخ الزمان، له 172، 173، وكتاب الروضتين لأبي شامة 1/ 261- 268، وذيل تاريخ دمشق 337، وزبدة الحلب لابن العديم 2/ 306، ورحلة بنيامين التطيلي- ترجمة عزرا حدّاد 87، 88 (طبعة بغداد 1945) ، والمختصر في أخبار البشر 3/ 31، ومرآة الزمان 8/ 228، 229، ومسالك الأبصار لابن فضل الله العمري (مخطوط) ج 16 ق 2/ 318، والعبر 4/ 146، ودول الإسلام 2/ 67، وتاريخ ابن الوردي 2/ 57، ومرآة الجنان 3/ 299، والدرّة المضيّة 569، 570، والبداية والنهاية 12/ 216، وعيون التواريخ 12/ 495، والكواكب الدرّية 151، وكشف الصلصلة للسيوطي 187- 192، وتاريخ ابن سباط 1/ 104- 106، والنجوم الزاهرة 5/ 325، وشذرات الذهب 4/ 160.(38/14)
دينار، وكان يحضر عنده الأماثل. وخلع على المُفْطرين عنده الخِلَع [السَّنِيَّة] [1] .
[استعادة غزَّة من الفرنج]
وفيها افتتح عسكر المسلمين غزَّة واستعيدت من الفرنج [2] .
[تَسَلُّم بانياس]
وتسلَّم نور الدِّين بانياس من الفرنج [3] .
[انقراض دولة الملثّمين]
وفيها انقرضت دولة الملثمين بالأندلس وتملّك عَبْد المؤمن مدينة المَرِيَّة، واستعمل أولاده على الأندلس، ولم يبق للملثّمين إلّا جزيرة مَيُورقَة [4] .
[تسلُّم المريَّة من الفرنج]
وكانت المَرِيَّة بيد الفرنج من عشر سنين، فنازلها أبو سَعِيد بْن عَبْد المؤمن، وحاصرها برا وبحرا ثلاثة أشهر، وبنى بإزائها سورا، وجاع أهلها فسلّموها بالأمان [5] .
[كتابة السلطان سَنْجَر إلى نور الدِّين بخلاصه من الغُزّ]
وفي صَفَر ورد على نور الدِّين كتاب السّلطان أبي الحارث سنجر بن ملك شاه بالتّشوُّق إليه، وما ينتهي إليه من جميل أفعاله، وإعلامه بما منَّ اللَّه عليه من خلاصه من الشّدَّة، والخلاص من أيدي الغُزِّ بحيلة دبّرها بحيث عاد
__________
[1] في الأصل بياض. والمستدرك بين الحاصرتين من المنتظم 10/ 177 (18/ 119) .
[2] المنتظم 10/ 176 (18/ 119) ، أخبار مصر لابن ميسر 2/ 96، دول الإسلام 2/ 68، سير أعلام النبلاء 20/ 410، الكواكب الدرية 154، اتعاظ الحنفا 3/ 230 وفيه أن العسكر نهبت أطرافها فقط، تاريخ ابن سباط 1/ 106
[3] كتاب الروضتين 1/ 269، 270، العبر 4/ 146.
[4] الكامل في التاريخ 11/ 223، العبر 4/ 146، المختصر في أخبار البشر 3/ 30، تاريخ ابن الوردي 2/ 59، شذرات الذهب 4/ 161.
[5] الكامل في التاريخ 11/ 223، 224، دول الإسلام 2/ 68، 69، تاريخ ابن الوردي 2/ 59.(38/15)
إلى منصبه من السَّلْطنة، ووعده بنصره على الفرنج. فأمر نور الدِّين بزينة دمشق، وفعل فِي ذلك ما لم تَجْرِ بهِ عادةٌ فيما تقدَّم فِي أيّام ملوكها. وأمر بزينة قلعتها، فجُلِّلت أسوارُها بالْجَوَاشن، والدّروع، والتّراس، والسّيوف، والأعلام، وأنواع الملاهي، وهرعت الخلائق والغُرباء لمشاهدة هذا فأعجبهم وبقي أسبوعا [1] .
[هزيمة الفرنج عند بانياس]
ثُمَّ جاءته الأخبار بإغارة الفرنج على أعمال حمص وحماه [2] .
ثُمَّ سارت الفرنج فِي سبعمائة فارس، سوى الرّجّالة إلى ناحية بانياس، فوقع عليهم عسكر الْإِسْلَام ونزل النَّصر، فلم ينْجُ من الملاعين إلّا القليل، وصاروا بين أسيرٍ وجريح وقتيل، وذلك فِي ربيع الأوّل. وجاءت الرءوس والأسرى، وكان يوما مشهودا [3] .
ثُمَّ تهيَّأ نور الدِّين للجهاد، وجاءته الامداد، ونودي فِي دمشق بالتَّأهب والحثّ على الجهاد، فتبِعَه خلْقٌ من الأحداث والفقهاء والصّلحاء، ونازل بانياس. و [جدّ] [4] ملك الفرنج فِي حصارها، فافتتحها بالسّيف.
ثُمَّ إنّ الفرنج تحزّبوا وأقبلوا لينصروا هنفري صاحب بانياس وهو بالقلعة، فوصل ملك الفرنج بجموعه على حين غفْلة، فانقطع جيش الإسلام، ووصلوا هُمْ إلى بانياس، فحين شاهدوا ما عمّها من خراب سورها ودُورها يئسوا منها [5] .
[إنتصار نور الدِّين على الفرنج عند طبرية]
ثُمَّ إنّ الملك نور الدِّين عرف أن الفرنج على الملّاحة [6] بقرب طبريّة،
__________
[1] ذيل تاريخ دمشق 337، 338.
[2] ذيل تاريخ دمشق 338.
[3] ذيل تاريخ دمشق 338، 339.
[4] في الأصل بياض، والمستدرك يقتضيه السياق.
[5] ذيل تاريخ دمشق 341، كتاب الروضتين 1/ 268- 271.
[6] قريبة جدا من الركن الشمالي الغربي لبحيرة الحولة.(38/16)
فنهض بجيوشه، وجَدّ فِي السَّيْر، فشارفهم وهم غارُّون [1] ، وأظّلَّتْهم عصائبه، فبادروا الخيل، وافترقوا أربع فِرَق، وحملوا على المسلمين، فترجَّل نور الدِّين، وترجَّلت معه الأبطال، ورموا بالسّهام، ونزل النّصر، ووقع القتل والأسر فِي الكَفَرة.
قال أبو يَعْلَى [2] : فلم يفلت منهم، على ما حكاه الخبير الصّادق، غيرُ عشرة نَفَر، قيل إنَّ ملكهم فيهم، وقيل قُتِلَ. ولم يُفْقَد من المسلمين الأجناد سوى رجلين، أحدهما من الأبطال قتل أربعة من شجعان الفرنج واستشهد.
وفرح المؤمنون بهذا النّصر العزيز، وجيء بالرءوس والأسرى إلى دمشق، والخيّالة على الْجِمال، والمقدَّمون على الخيل بالزَّرِدِيّات والخوَذ، وفي أيديهم أعلامهم. وضجَّ الخلْق بالدّعاء لنور الدِّين [3] .
[الزلازل بالشام]
وفيها جاءت عدة زلازل عظيمة بالشّام [4] .
[مهادنة نور الدِّين للفرنج]
ثُمَّ جاءت الأخبار بوصول السّلطان مَسْعُود للنّزول على أنطاكية، فاضطرّ نور الدِّين إلى مهادنة الفرنج، ثُمَّ توجّه إلى حلب [5] .
[خراب المدن بالزلازل]
وجاءت الأخبار من الشّمال بما يُرعب النّفوس من شأن الزّلزلة، بحيث انهدمت حماه وقلعتها ودُورها على أهلها ولم ينج إلّا اليسير. وأمّا شيزر فانهزم حصنها على واليها تاج الدّولة ابن منقذ. وأمّا حمص فهرب أهلُها منها وتلفت قلعتُها. وأمّا حلب فهدّمت بعض دُورها، وتلفت سلمية وغيرها.
__________
[1] وردت «غازون» بالزاي المشدّدة في: ذيل تاريخ دمشق، وكتاب الروضتين.
[2] في ذيل تاريخ دمشق 341.
[3] كتاب الروضتين 1/ 271، 272.
[4] ذيل تاريخ دمشق 343.
[5] ذيل تاريخ دمشق 343، كتاب الروضتين 1/ 273.(38/17)
ثُمَّ جاءت عدَّة زلازل فِي أشهُرٍ مختلفة، ورّخها حمزة التّميميّ [1] .
[مرض نور الدِّين]
وفي رمضان مرض [2] الملك نور الدِّين مرضا صعبا، فاستدعى أخاه نُصرة الدِّين أمير ميران، وأسد الدّين شيركوه والأمراء، فقرّر معهم أنّ الأمر من بعده لأخيه لاشتهاره بالشجاعة، فيكون بحلب، وينوب عَنْهُ بدمشق شيركوه، وحلفوا لَهُ وتوجه فِي المحفّة إلى حلب، فتمرّض بالقلعة، وهاج النفاق والكُفْر، وشنّعوا بموت نور الدّين. وذهب نضرة الدِّين إلى حلب، فأغلق مجد الدِّين والي القلعة بابها وعصى، فثارت أحداث حلب وقالوا: هذا ملكنا بعد أخيه، وحملوا السّلاح، وكسروا باب البلد، ودخله النّضرة.
واقترحوا على النّضرة أشياءَ منها إعادة التأذين بحيَّ على خير العمل، مُحَمَّد وعلي خير البَشَر، فأجابهم ونزل فِي داره.
ثُمَّ عوفي نور الدِّين وتوجه النُّصرة إلى حَرّان، وكان قد وليها، وقدِم نور الدين دمشق [3] .
__________
[1] في ذيل تاريخ دمشق 343- 347.
[2] في الأصل: «ملك» وهو سبق قلم.
[3] ذيل تاريخ دمشق 349، 350، البداية والنهاية 12/ 236 (باختصار شديد) ، الدرّة المضيّة 569، كتاب الروضتين 1/ 274، 275، بغية الطلب (التراجم الخاصة بتاريخ السلاجقة) 275.(38/18)
سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة
[الاتفاق بين ملك شاه وأخيه]
وقع الاتّفاق بين ملك شاه وأخيه مُحَمَّد شاه، وأمدّه بعسكر ففتح به خوزستان، ودفع عَنْهَا شملة التُرْكمانيّ [1] .
[زيارة المقتفي مشهد الْحُسَيْن]
وفي ربيع الآخر زار المقتفي مشهد الْحُسَيْن رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، ومضى إلى واسط، وعبر فِي سوقها [2] .
[إنفاق الوزير على مرضه]
وكان الوزير مريضا، فأنفق فِي مرضته نحو خمسة آلاف دينار لابن التلميذ الطبيب حمله [3] .
[خروج الخليفة إلى المدائن]
وخرج الخليفة إلى المدائن، ثُمَّ خرج مرَّة أخرى إلى المدائن. وخرج يوم الفِطْر. وكان موكبه بتجمُّلٍ وحشمة لم يعهد مثلها من الأعمار [4] .
__________
[1] المنتظم 10/ 181 (18/ 125) ، دول الإسلام 2/ 69، العبر 4/ 151، تاريخ ابن الوردي 2/ 59، النجوم الزاهرة 5/ 328.
[2] المنتظم 10/ 181 (18/ 125) ، سير أعلام النبلاء 20/ 410، العبر 4/ 151، البداية والنهاية 12/ 238.
[3] المنتظم 10/ 181 (18/ 125) .
[4] المنتظم 10/ 181 (18/ 125) ، سير أعلام النبلاء 20/ 410.(38/19)
[وقوع المطر]
ووقع فِي شوال مَطَر وبَرَد أكبر من البَيْض [1] .
[حروب الغُزّ]
وأمّا خُراسان فكانت الغُزّ قد شبعوا، وسكنت سَوْرَتُهم، واستوطنوا بلْخ، وتركوا النَّهْب. واتفقوا على طاعة الخاقان محمود بْن مُحَمَّد ابن أخت سَنْجَر، وأتابكه الأمير أي به، فَلَمّا دخل شعبان سارت الغُزّ إلى مَرْو، فنهض لحربهم الأمير المؤيَّد، فظفر بهم، وقتل بعضهم، فدخلوا مرْو. فجاء الخاقان من سرخس، وانضمّ إليه المؤيَّد، فالتقوا فِي شوّال، فكان بينهم مصافّ لم يُسْمَع بِمِثْلِهِ، وبقي القتال يومين. وتواقعوا مرّات عديدة وانهدم الغُز ثلاث مرّات، ثُمَّ يعودون للقتال، فَلَمّا طلع الضّوء من اللّيلة الثانية انجلت الحرب عن هزيمة الخُراسانيَّة، وظفر الغُزِ بهم قتْلًا وأسْرًا، وعادوا إلى مَرْو، وقد استغنوا عن الظُّلْم المُفرِط فشرعوا فِي العدْل وإكرام العلماء.
ثُمَّ أغاروا على سرخس وأخربوا رساتيقها، وعملوا كلّ شرّ. وَقُتِلَ من أهل سرخس نحوٌ من عشرة آلاف نفس، وعادوا إلى مَرْو، وتقهقر الخاقان بعساكره إلى جُرْجان. فَلَمّا دخلت سنة أربعٍ بعث إليه الغُزّ يسألونه القُدوم ليملكوه كَمَا كان فلم يركن إليهم.
فأرسلوا يطلبون ابنه جلال الدِّين مُحَمَّد. وتردّدت الرُّسُل، فبعث إليهم ابنه، ولمَّا اطمأنَّ هُوَ سار إليهم، وكان مستضعفا معهم فِي السَّلطنة [2] .
[حجّ ابن الْجَوْزِيّ]
قال ابن الْجَوْزِيّ [3] : وحججت فيها، وتكلّمت بالحرم مرّتين.
__________
[1] المنتظم 10/ 181 (18/ 126) ، الدرّة المضيّة 571، الكواكب الدريّة 155.
[2] الكامل في التاريخ 11/ 230- 232، العبر 4/ 151 (باختصار شديد) ، البداية والنهاية 12/ 237.
[3] في المنتظم 10/ 182 (18/ 126) ، ومرآة الزمان لسبطه 8/ 230.(38/20)
[مصرع الإسماعيلية الخُراسانية]
وفيها مصرع الإسماعيلية الخُراسانييّن. وذلك أنّهم نزلوا في ألف وسبعمائة رَجُل على زُوق [1] كبير للتُّرْكُمان، فلم يجدوا به الرّجال، فسبُوا الذُّرّيَّة، وحازوا الزّوق، وقتلوا الرجال وأحرقوا الأشياء الثّقيلة. وبلغ الخبر عسكر التُّركُمان، فأسرعوا فأدركوا الإسماعيلية لعنهم اللَّه، وهم يقتسمون الغنيمة، فأحاطوا بهم، ووضعوا فِيهِم السّيف، وألقى اللَّه الذّلّ على الإسماعيليّة، واستولى عليهم القتْل والأسر، فلم ينْج منهم إلّا تسعة أنفُس.
قاله ابن الأثير [2] .
[غارة جيش مصر على غزَّة وعسقلان]
وفي صَفَر خرج جيشٌ من مصر فأغاروا على غزة، وعسقلان، ونواحيها، فالتقاهم الفرنج، فانتصر المصريّون، ووضعوا فِي الفرنج السّيف بحيث لم يفلت إلّا الشّريد، ورجعوا بالغنائم [3] .
[غارة نور الدِّين على صيدا]
وخرج نور الدِّين من دمشق بآلات الحرب مجدّا فِي جهاد الفرنج، وأغار عسكره على أعمال صيدا، فقتلوا خلْقًا [4] .
[السَّيْل الأحمر]
وفي أوّل تمّوز جاء سَيْلٌ أحمر بِبَرَدٍ كَمَا يجيء في الشتاء، وكثر التعجب منه [5] .
__________
[1] هكذا بالزاي في الأصل، ومعناه البلد أو الناحية. وفي دول الإسلام «روق» بالراء المهملة، وهي الخيام التي بها المتاع والذراري. وقد تصحّفت في مرآة الجنان 3/ 303 إلى: «رزق» ، وفي شذرات الذهب 4/ 166 «روق» بالراء المهملة.
[2] في الكامل 11/ 238، دول الإسلام 2/ 69، 70، سير أعلام النبلاء 20/ 411 العبر 4/ 151، مرآة الجنان 3/ 303، عيون التواريخ 12/ 506، الكواكب الدرّية 155.
[3] ذيل تاريخ دمشق 351، أخبار مصر لابن ميسر 2/ 97، البداية والنهاية 12/ 238، كتاب الروضتين 1/ 288، سير أعلام النبلاء: 2/ 411.
[4] ذيل تاريخ دمشق 352، كتاب الروضتين 1/ 300.
[5] ذيل تاريخ دمشق 352، كتاب الروضتين 1/ 300 وكان هذا السيل بالبقاع، الكواكب الدرّية 155.(38/21)
[نجاة نور الدِّين بعد انهزام عسكره]
ثمّ التقى نور الدِّين الفرنج، فانهزم عسكره، وثبت هُوَ ساعة، ثُمَّ ولّى العدوّ خوفا من كمينْ يكون للمسلمين، ونجّى اللَّهُ نورَ الدِّين وسلَّمه [1] .
[تحريض نور الدِّين على فرض الرسوم]
وفي رجب تجمَّع قومٌ من الظَّلمة وعزموا على تحريض نور الدِّين على إعادة ما كان أبطله، وتملك دمشق من رسوم دار البِطّيخ [2] والأنهار، وضمنوا القيام بعشرة آلاف دينار حتّى أُجيبوا إلى ما راموه، وعَسَفُوا النّاس، ثُمَّ أبطل نور الدِّين ذلك كلّه بعد أربعين يوما [3] .
[خروج ملك القسطنطينية لقتال المسلمين]
وفيها بدر ملك الروم من القُسطنطينيَّة بجيوشه، وقصد ممالك الإسلام، ووصلت خيله غائرة على أعمال أنطاكية، فتأهّب المسلمون للجهاد [4] .
__________
[1] ذيل تاريخ دمشق 352، البداية والنهاية 12/ 238، كتاب الروضتين 1/ 300- 2- 3، سير أعلام النبلاء 20/ 411.
[2] في الأصل: «دار بطيخ» ، والتصحيح من ذيل تاريخ دمشق.
[3] ذيل تاريخ دمشق 352، 353، كتاب الروضتين 1/ 302، 303.
[4] ذيل تاريخ دمشق 354، كتاب الروضتين 1/ 303، 304، سير أعلام النبلاء 20/ 411.(38/22)
سنة أربع وخمسين وخمسمائة
[الرضا عن ترشك]
فيها وقع ترشك ولم يُشعر به إلّا وقد ألقى نفسه تحت التّاج ومعه كَفَن، فوقع الرضا عَنْهُ [1] .
[انتهاب الغُزّ نَيْسابور]
وفيها عاد الغُزّ ونهبوا نيسابور، وكان بها ابن أخت سَنْجَر، فهرب إلى جُرْجان [2] .
[وقوع الخليفة]
وفيها سافر الخليفة إلى واسط، فرماه فرسه، وشُجَّ جبينه بقبيعة السّيف [3] .
[وقوع البَرد]
ووقع بَرد كبار أهلك أماكن.
وذُكِر أنّه كان فِي البَرَد ما وزْنه خمسة أرطال ونحو ذلك [4] .
__________
[1] المنتظم 10/ 189 (18/ 134) ، الكامل في التاريخ 11/ 252.
[2] المنتظم 60/ 189 (18/ 134) ، الكامل في التاريخ 11/ 236 (حوادث 553 هـ) ، دول الإسلام 2/ 70، العبر 4/ 153، سير أعلام النبلاء 20/ 411.
[3] المنتظم 10/ 189 (18/ 134) ، العبر 4/ 153، البداية والنهاية 12/ 240، عيون التواريخ 12/ 517.
[4] المنتظم 10/ 189 (18/ 135) ، البداية والنهاية 12/ 240، شذرات الذهب 4/ 169.(38/23)
وقيل إنّهم رأوا بَرَدَة فيها تسعة أرطال [1] .
وفيها كان الغرق ببغداد، ووقع بعض سورها، وسقطت الدُّور [2] .
قال ابن الْجَوْزِيّ [3] : لم نعرف درْبَنَا إلّا بمنارة المسجد، فإنّها لم تقع.
وغرقت مقبرة الإمام أَحْمَد، وخرجت الموتى على وجه الماء، وكانت آية عجيبة [4] .
[أخْذُ عَبْد المؤمن المهديَّة بالأمان]
وفيها سار عَبْد المؤمن فِي نحو مائة ألف فنازل المَهْدية، فحاصرها برّا وبحرا سبعة أشهر، وأخذها بالأمان [5] .
[غرق الفرنج]
وركب الفرنج فِي البحر قاصدين صَقَلِّية فِي الشّتاء، فغرق أكثرهم.
وكان ملك الفرنج قال: إن قتل عَبْد المؤمن نصارى المهديَّة فلأقتلنّ من عندي من المسلمين بصَقَلّية. ولعلّ أكثر رعِيّته بصَقَلّية مسلمون، فأهلك اللَّه النصارى بالغرق. وكان مدَّة ملكهم للمهديَّة اثنتي عشرة سنة، ودخلها عَبْد المؤمن يوم عاشوراء سنة خمسين فبقي بها أيّاما. وكان قد افتتح تونس، فنازلها أسطولُه فِي البحر ستون شينيا، وأخذها بالأمان على مشاطرة أهلها أموالهم، لكونه عرض عليهم أولا التّوكيد والأمان، فأبوا عليه. وبعدها افتتح المهديّة [6] .
__________
[1] عيون التواريخ 12/ 517، الكواكب الدرّية 157، مرآة الزمان 8/ 232.
[2] تاريخ مختصر الدول 209، عيون التواريخ 12/ 517.
[3] في المنتظم 10/ 190 (18/ 135) .
[4] البداية والنهاية 12/ 240، الكواكب الدرّية 157، مرآة الزمان 8/ 232، النجوم الزاهرة 5/ 329، شذرات الذهب 4/ 169.
[5] الكامل في التاريخ 11/ 241 وما بعدها، آثار البلاد وأخبار العباد 276، 277 وفيه أخذها سنة 555 هـ. المختصر في أخبار البشر 3/ 34، دول الإسلام 2/ 70، العبر 4/ 153، 154، تاريخ ابن الوردي 2/ 60، الدرّة المضيّة 570، عيون التواريخ 12/ 517، مرآة الجنان 3/ 307، تاريخ ابن سباط 1/ 108، البداية والنهاية 12/ 240.
[6] انظر الخبر مطوّلا في: الكامل في التاريخ 11/ 241- 245، وسير أعلام النبلاء 20/ 412، وشذرات الذهب 4/ 69.(38/24)
[القتال بين العلويَّة والشافعية]
وكان رئيس نَيْسابور هُوَ نقيب العلويّين ذُخْر الدِّين زَيْدُ بْن الحسن الحسيني، فقتل بعض أصحابه أبو الفتوح الفستقاني الشافعيّ، فبعث إلى رئيس الشّافعيَّة مؤيَّد الدِّين الموفّقي يطلب منه القاتل ليقتصّ منه، فامتنع المؤيَّد وقال: إنّما حكمك على العَلَويَّة. فخرج النّقيب وقصد الشّافعيَّة، فاقتتلوا وَقُتِلَ جماعة، وأحرق النّقيب سوق العطّارين وسكَّة معاد، وعظُم البلاء. ثُمَّ جمع المؤيَّد جموعا وجيّش، والتقى هُوَ والعلويَّة فِي شوّال سنة أربع، واشتدّ الحرب، وأُحرقت المدارس والأسواق. واستمرّ القتل بالشّافعية، فالتجأ المؤيَّد إلى قلعة فرخك، وخربت نَيْسابور بسبب هذه المصيبة الكبرى. وأمّا المؤيَّد أبه الأمير فإنّه جرت لَهُ فصول وأسر، ثُمَّ هرب، وقدِم نَيْسابور، فنزل إليه المؤيِّد رئيس الشّافعيَّة، وتحصّن العَلَويّ بنَيْسابور، واشتدّ الخَطْب على المُعَتَّرِين الرّعية، وتمنّوا الموت، وسُفِكت الدّماء، وهُتِكت الأستار، وخرّبوا ما بقي من البلد، وبالَغَ الشّافعيَّة فِي الانتقام، وخرّبوا مدرسة الحَنَفِيَّة، واستؤصلت نَيْسابور، فلا حول ولا قوة إلّا باللَّه. هذا ملخّص ما نقله ابن الأثير فِي «كامله» [1] .
[الخلاف بين قطب الدِّين مودود وأمير ميران]
ومرض نور الدِّين فِي آخر الماضية وأوّل سنة أربعٍ وضعف، فعهد بالأمر بعده لأخيه قُطْب الدِّين مودود صاحب الموصل. وقال: ابن أخي أمير ميران لا أرتضيه لتولية أمور المسلمين لسوء أفعاله وأخلاقه. فحلفت له الأمراء وكاتب جماعة من الكبار أمير ميران يحثُّونه على المجيء ليستولي على الشام، فبادر وقطع الفُرات، فبعث أسد الدِّين عسكرا فردّوه. وبلغ صاحبَ الموصل الخبرُ، فبعث وزيره كمال الدّين محمد بن عليّ الجواد، فدخل
__________
[1] 11/ 250، العبر 4/ 154، مرآة الجنان 3/ 307، البداية والنهاية 12/ 237 (حوادث سنة 553 هـ) ، الكواكب الدرّية 156، 157.(38/25)
دمشق فِي أحسن زِيّ، وأبهى تَجَمُّل، وهو حميد الخِلال، كثير الإنفاق فِي وجوه البِرّ، فصادف نور الدِّين قد عوفي [1] .
[الزلازل بدمشق]
وجاءت بدمشق زلازل مهولة صعْبة، فسبحان من حرَّكها وسكَّنها [2] .
[مصالحة نور الدِّين ملك القسطنطينية]
وصالح نور الدِّين ملك الروم القادم من القسطنطينيّة وأجيب ملك الروم إلى ما التمسه من إطلاق مقدَّمي الفرنج، فأطلقهم نور الدِّين، فبعث لنور الدِّين عدَّة أثواب مثمّنة وجواهر، وخيمة من الدّيباج، وخَيْلًا، وردّ إلى بلاده، ولم يؤذِ أحدا. واطمأنّ المسلمون [3] .
[إقامة نور الدِّين سِماطًا لقطب الدِّين]
وجاء الخبر إلى دمشق بأنّ الملك نور الدِّين صنع لأخيه قُطْب الدِّين ولجيشه الَّذِين قدموا للجهاد فِي يوم جمعة سِماطًا عظيما هائلا، تناهى فِيهِ بالاستكثار من ذَبْح الخيل والبقر والأغنام، بحيث لم يُشاهَد مثلُه. وقام ذلك بجملةٍ كثيرة. وفرَّق من الخيل العربيَّة جملة، ومن الخِلَع شيئا كثيرا. وكان يوما مشهودا [4] .
[تسليم حرّان لزين الدِّين]
ثُمَّ توجّه إلى حرّان وانتزعها من يد أخيه أمير ميران، وسلّمها إلى الأمير زين الدِّين عليّ إقطاعا له.
إلى هنا زدْتُه من «تاريخ ابن القلانسيّ» [5] .
__________
[1] ذيل تاريخ دمشق 355، الكامل في التاريخ 11/ 251، 252، كتاب الروضتين 1/ 305، 306، عيون التواريخ 12/ 517، مرآة الزمان 8/ 232، سير أعلام النبلاء 20/ 411.
[2] ذيل تاريخ دمشق 357، كتاب الروضتين 1/ 307.
[3] ذيل تاريخ دمشق 357، 358، كتاب الروضتين 1/ 307 و 308، الكواكب الدرّية 156.
[4] ذيل تاريخ دمشق 358، كتاب الروضتين 1/ 308.
[5] ذيل تاريخ دمشق 358، كتاب الروضتين 1/ 308، 309.(38/26)
[أسر ابن أخت ملك الروم]
وفيها جمع ملك الروم جَمْعًا عظيما، وقصد الشّام، فضاق بالمسلمين الأمر، فنصر اللَّه تعالى، وأُسر ابن أخت ملكهم، وغنم المسلمون، وعادوا خائبين [1] .
[موت مُحَمَّد شاه]
وفيها مات مُحَمَّد شاه ابن السّلطان محمود الَّذِي [2] حاصر بغداد. مات بهَمَذان [3] .
[خروج عَبْد المؤمن إلى بلاد إفريقية]
قال عَبْد المنعم بْن عُمَر المغربي فِي أخبار ابن تُومَرْت: وفي سنة أربع وخمسين توجّه أمير المؤمنين عَبْد المؤمن إلى بلاد إفريقية، فتجهّز فِي مائة ألف فارس مُحصاةٍ فِي ديوانه، ومعهم من السُّوقة والصُّنّاع والأتباع أضعافهم مِرارًا.
قال: وكان هذا الجمع الحفل يمشون بين الزُّرُوع فِي الطُّرُق الضّيّقة، فلا يكسرون سُنْبلة، ولا يطئونها من هيبة الأمير، وكان حملهم وأسواقهم مسافة فرسخين، وكلّهم يصلّون الخَمْس وراء إمام واحد بتكبيرة واحدة، ولا
__________
[1] المنتظم 10/ 190 (18/ 135، 136) ، دول الإسلام 2/ 70، العبر 4/ 154، عيون التواريخ 12/ 517.
[2] في الأصل: «الذين» ، وهو غلط.
[3] انظر عن وفاة محمد شاه في: المنتظم 10/ 191 رقم 281 (18/ 137 رقم 4232) ، والكامل في التاريخ 11/ 250، 251، ووفيات الأعيان 4/ 270، وتاريخ مختصر الدول 209، ومفرّج الكروب 1/ 320، وتاريخ دولة آل سلجوق 262، 263، والمختصر في أخبار البشر 3/ 34، ودول الإسلام 2/ 70، والعبر 4/ 155، وتاريخ ابن خلدون 5/ 76، وتاريخ ابن الوردي 2/ 60، 61، والدرّة المضيّة 572، والبداية والنهاية 12/ 240، 241، وعيون التواريخ 12/ 518، ومرآة الجنان 3/ 308، ومآثر الإنافة 2/ 38، 39، وشذرات الذهب 4/ 172، وتاريخ ابن سباط 1/ 108، وأخبار الدول للقرماني 275، والنجوم الزاهرة 5/ 330.(38/27)
يتخلّف أحدٌ عن الصّلاة إذا قامت، كائنا من كان من أصناف الجيش والسُّوقة وغيرهم.
وكان عَبْد المؤمن يسير وحده منفردا أمام الجيوش ليس معه فارس إلّا ابنه وليّ عهده وراءه. وحوله من عبيده السّودان ألوف بالرماح والدّرَق.
قال: ولم يكن فِي دولته أحدٌ يُسمّى بالأمير ولا بالوالي، وإنّما يسمّون الطَّلبة لأنّها دولة مَبْنية على العِلْم، ومَن دون الطَّلَبة يُسمّون الحُفّاظ. وأمّا أولاد أمير المؤمنين فيُسَمَّوْن بالسّادة. ولا يجتمع النّاس عنده فينصرفون إلّا عن دعاءٍ منه، ويؤمَّن الحاضرون. وما لبس إلّا ثياب الصّوف طول عمره [1] .
__________
[1] انظر: الكامل في التاريخ 11/ 246، 247، وسير أعلام النبلاء 20/ 411.(38/28)
سنة خمس وخمسين وخمسمائة
[سلطنة سُلَيْمَان شاه]
فيها أفرج عليّ كَوْجَك عن سُلَيْمَان شاه بْن مُحَمَّد وسلطنه وخطب له، وبعثه إلى هَمَذان، وذهب ابن أخيه ملك شاه بْن محمود إلى أصبهان طالبا للملك [1] ، فمات بها.
[منع المحدَثين من السماع بجامع القصر]
وفيها منع المُحْدَثُون من السَّماع فِي جامع القصر لأنّ بعض الأحداث قرءوا شيئا من الصّفات وأَتْبَعوه بذمّ المناوئين [2] ، فمُنِعوا.
[وفاة المقتفي لأمر اللَّه]
وفي ثاني ربيع الأوّل تُوُفّي المقتفي لأمر اللَّه، وطُلِبت النّاس نصف النّهار لبيعة المستنجد باللَّه، فأوّل من بايعه عمه أبو طالب ثم أخوه أبو جَعْفَر، وكان أسنّ من أخيه المستنجد، ثُمَّ بايعه ابن هبيرة، وقاضي القضاة [3] .
__________
[1] في المنتظم 10/ 192 (18/ 138) : «للأجمة» ، الكامل في التاريخ 11/ 254، زبدة التواريخ 255، 256، راحة الصدور للراوندي 383، دول الإسلام 2/ 71، العبر 4/ 156، تاريخ ابن الوردي 2/ 62، شذرات الذهب 4/ 172.
[2] في المنتظم 10/ 192 (18/ 138) : «المتأولين» .
[3] المنتظم 10/ 192 (18/ 139) ، تاريخ الفارقيّ (ملحق بذيل تاريخ دمشق) 360، 361، الكامل في التاريخ 11/ 256، زبدة التواريخ 268، الإنباء في تاريخ الخلفاء 225، التاريخ الباهر 114، مفرّج الكروب 1/ 131، الفخري 310، مختصر التاريخ لابن الكازروني 228- 232، كتاب الروضتين 1/ 310، النبراس 156، مرآة الزمان 8/ 144، خلاصة(38/29)
[الخطبة لرسلان شاه] [1]
وفي شوّال اتّفق الأمراء. بهَمَذَان على القبض على سُلَيْمَان شاه وخطبوا لرسلان شاه ابن طُغْرُل [2] .
[العفو عن عليّ كَوْجَك]
وفيه ورد عليّ كَوْجَك إلى بغداد قاصدا للحجّ، فخُلع عليه وعُفي عَنْهُ ما أسلف من حصار بغداد مع مُحَمَّد شاه [3] .
[وفاة قاضي القضاة الثقفي]
وولي قضاء القضاة أبو جَعْفَر الثّقفي، وعُزِل أبو الْحَسَن عليّ بْن أَحْمَد الدّامغَانيّ فلم يبق الثّقفيّ إلا أشهُرًا ومات، فولي مكانه ولده جَعْفَر [4] .
[موت الفائز]
وفيها مات الفائز خليفة مصر، وعاش عشر سنين أو أكثر، وكان [صبيّا] [5] . وقام بعده العاضد آخر خلفاء الباطنيّة.
__________
[ () ] الذهب المسبوك 275، 276، المختصر في أخبار البشر 3/ 37، تاريخ الزمان لابن العبري 174، تاريخ مختصر الدول، له 209، سير أعلام النبلاء 20/ 399- 412 رقم 273، العبر 4/ 158، دول الإسلام 2/ 71، مرآة الجنان 3/ 310، تاريخ ابن الوردي 2/ 62، 63، عيون التواريخ 12/ 521، الوافي بالوفيات 2/ 94، 95، البداية والنهاية 12/ 241، الدرّ المطلوب 11، تاريخ ابن خلدون 3/ 522، مآثر الإنافة 2/ 35- 44، تاريخ الخميس 2/ 362، الجوهر الثمين 1/ 207- 209، الكواكب الدرّية 157، النجوم الزاهرة 5/ 332، 333، تاريخ الخلفاء 437- 442، تاريخ ابن سباط 1/ 111، شذرات الذهب 4/ 172- 174، أخبار الدول 175، 176.
[1] زبدة التواريخ 257، راحة الصدور 396، 397، تاريخ دولة آل سلجوق 296.
[2] المنتظم 10/ 196 (18/ 142، 143) .
[3] العبر 4/ 156، تاريخ ابن الوردي 2/ 62، سير أعلام النبلاء 20/ 415.
[4] المنتظم 10/ 196 (18/ 143) ، مرآة الجنان 3/ 308.
[5] في الأصل بياض، والمستدرك من: المنتظم 10/ 196 (18/ 143) وتاريخ الفارقيّ (في(38/30)
[عمارة المؤيِّد نَيْسابور]
وأمّا نَيْسابور فشرع فِي عمارتها المؤيِّد أي أَبَه، واستقلّ بمملكتها، وأحسن إلى النّاس، فتراجعت بعض الشّيء [1] .
__________
[ () ] حاشية ذيل تاريخ دمشق) 360، 361، وكتاب الروضتين 1/ 311، والمؤنس 72، والمنتقى من تاريخ مصر 149- 157، ونزهة المقلتين لابن الطوير 69، 70، والكامل في التاريخ 11/ 255، والنجوم الزاهرة في حلى حضرة القاهرة 93، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 212، وأخبار الدول المنقطعة 106، 108- 110، ونهاية الأرب 28/ 322، والمختصر في أخبار البشر 3/ 37، والعبر 4/ 156، ودول الإسلام 2/ 71، 72، وسير أعلام النبلاء 15/ 205- 207 و 20/ 415، وتاريخ ابن الوردي 2/ 62، والدرّة المضيّة 571 (حوادث 554 هـ.) ، والدرّ المطلوب 11، والبداية والنهاية 12/ 242، والكواكب الدرّية 158، وعيون التواريخ 12/ 521، ومرآة الجنان 3/ 308، 309، والجوهر الثمين 1/ 265، 266، وتاريخ ابن خلدون 4/ 75، 76 والمواعظ والاعتبار 1/ 357، واتعاظ الحنفا 3/ 238، 239، ومآثر الإنافة 2/ 39، وتاريخ ابن سباط 1/ 109، وشذرات الذهب 4/ 174، وأخبار الدول 193، والنجوم الزاهرة 5/ 317، 318، وحسن المحاضرة 2/ 18، وتحفة الأحباب للسخاوي 311، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 228- 230.
[1] الكامل في التاريخ 11/ 259.(38/31)
سنة ستّ وخمسين وخمسمائة
[قطْع خطبة سُلَيْمَان شاه]
فِي المحرَّم قُطِعت خطبة سُلَيْمَان شاه من المنابر، ثُمَّ خُطِب لأرسلان شاه [1] .
[الخطبة لأرسلان شاه]
قال ابن الأثير [2] : لمّا قتِل سُلَيْمَان شاه أرسلوا إلى إيلدكز صاحب أَرَّان وأكثر أَذَرْبَيْجان، فطلبه الأمير كُردباز [3] ليخطب لأرسلان الَّذِي معه. وكان إيلدكز قد تزوَّج بأُمّ أرسلان، وولدت له البَهْلَوان بْن إيلْدَكز. وكان إيلْدَكز أتابَكَه وأخوه لأمّه البَهْلَوان حاجبه.
وكان إيلدكز مملوكا للسّلطان مَسْعُود، فأقطعه أرَّان وبعض أَذَرْبَيْجان، ووقع الاختلاف، فلم يحضر إيلدكز عند فرقتهم أصلا. وعظُم شأنه، وجاءته الأولاد من أمّ السّلطان أرسلان فسار إيلْدَكز فِي العساكر، وهم نحوٌ من عشرين ألفا، ومعه أرسلان بْن طُغْرُل بْن مُحَمَّد بن ملك شاه فتلقّاهم ابن كردباز، وأنزله بهمذان في دار السّلطنة، وخطب لأرسلان [4] .
__________
[1] المنتظم 10/ 198 (18/ 146) ، البداية والنهاية 12/ 243.
[2] في الكامل 11/ 266 وما بعدها.
[3] في الكامل: «كردبازو» ، ومثله في: زبدة التواريخ للحسيني 257، والمختصر في أخبار البشر 3/ 36، وتاريخ ابن الوردي 2/ 62 ووردت فيه الصيغتان.
[4] زيدة التواريخ للحسيني 256- 258، تاريخ دولة آل سلجوق 296، 297، المختصر في أخبار البشر 3/ 36، 37، تاريخ ابن الوردي 2/ 62.(38/32)
ثُمَّ بعثوا إلى بغداد يطلبون له السّلطنة، فأُهين رسولهم.
وكان قد تغلّب على الرَّيّ الأمير إينانج، وقوي حاله، فصالحه، إيلْدَكز، وزوَّج ولده البَهْلَوان بابنة إينانج وزُفَّت إليه بهَمَذان [1] .
[انهزام البَهْلَوان]
ثُمَّ التقى البَهْلَوان وصاحب مَرَاغَة آقْسُنْقُر، فانهزم البَهْلَوان فجاء إلى هَمَذَان على أسوأ حال [2] .
[النهب والإحراق بنيسابور]
وفيها كثُر اللّصوص والحراميّة بنيسابور، ونهبوا دُور النّاس نهارا جهارا، فقبض المؤيِّد على نقيب العلويّين أبي القَاسِم زَيْدُ الحسينيّ وعلى جماعةٍ، وقتل جماعة، وخُرِّبت نَيْسابور. وممّا خُرّب [3] سبع عشرة مدرسة للحنفيَّة [4] ، وأُحرقت خمسُ خزائن للكُتُب، ونُهِبَت سبْعُ خزائن، وبيعت بأبخس الأثمان. وخرب مسجد عقيل [5] .
[الخوف من الفتنة بين الرافضة والسُّنَّة]
وانتشر فِي هذه الأيّام، وقت عاشوراء، الرَّفْض والتّسِنُّن حَتَّى خيف من فتنة تقع.
__________
[1] الكامل في التاريخ 11/ 267، 268.
[2] الكامل في التاريخ 11/ 268.
[3] في الأصل: «حرق» .
[4] في الكامل: «وخرّب أيضا من مدارس الحنفية ثماني مدارس، ومن مدارس الشافعية سبع عشرة مدرسة» .
[5] انظر الخبر في الكامل 11/ 272، والمختصر في أخبار البشر 3/ 38، وتاريخ ابن الوردي 2/ 63، والكواكب الدرّية 159.(38/33)
[ركوب المستنجد للصيد]
وفيه ركب المستنجد باللَّه وراح إلى الصَّيد، ثُمَّ بعد أيّام خرج أيضا إلى الصَّيد [1] .
[الرخص ببغداد]
وكان الرخص كثيرا ببغداد، فأُبيع اللَّحْم أربعة أرطال بقيراط، والبيض كلّ مائة بقيراط [2] .
[مقتل الصالح طلائع بْن رُزّيك]
وفيها كان مقتل الملك الصّالح طلائع بْن رُزّيك، واستولى على مصر شَاوَر [3] .
__________
[1] سيعاد هذا الخبر في السنة التالية، وهو في: العبر 4/ 159، وسير أعلام النبلاء 20/ 415.
[2] المنتظم 10/ 200 (18/ 148) ، البداية والنهاية 12/ 245، الكواكب الدرّية 159.
[3] انظر عن مقتل ابن رزّيك في: النكت العصرية في أخبار الوزارة المصرية، لعمارة اليمني 32، والكامل في التاريخ 11/ 274، وخريدة القصر (قسم مصر) 1/ 173- 185، ونزهة المقلتين 70- 72، 90، 122، وأخبار الدول المنقطعة 85، 108- 113، وكتاب الروضتين 1/ 311، 316، ووفيات الأعيان 2/ 526- 530، والإعتبار لأسامة بن منقذ 22، 23، 26، 34، والمختصر في أخبار البشر 3/ 38، 39، والنجوم الزاهرة في حلى حضرة القاهرة 217- 223، والمنازل والديار 154، 155، وبدائع البدائه لابن ظافر 185، 249، 250، 260، 392، ومرآة الزمان 8/ 146، ونهاية الأرب 28/ 324- 328، والدرّ المطلوب 16، ودول الإسلام 2/ 72، والعبر 4/ 160، وسير أعلام النبلاء 20/ 397- 399 رقم 272، والمشتبه في الرجال 1/ 337، وتاريخ ابن الوردي 2/ 63، والبداية والنهاية 12/ 397- 399 رقم 272، ومرآة الجنان 3/ 311، 312، والانتصار لواسطة عقد الأمصار لابن دقماق 1/ 56 و 2/ 45، والكواكب الدرية 159، والجوهر الثمين 1/ 265، 266، وتبصير المنتبه 2/ 243، والنجوم الزاهرة 5/ 345، 359، 360، وتحفة الأحباب 74، وحسن المحاضرة 2/ 205- 215، واتعاظ الحنفا 3/ 246، والمواعظ والاعتبار 2/ 293، وتاريخ ابن سباط 1/ 112 وشذرات الذهب 4/ 177، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 231.(38/34)
سنة سبع وخمسين وخمسمائة
[رجوع الحاجّ العراقي]
فمن الحوادث فيها أنّ الحاجّ العراقيّ وصلوا مكَّة، فلم يدخل أكثرهم لَفتَنٍ جرت، وإنّما دخلت شِرْذِمَة، ورجع أكثر النّاس بلا حَجّ [1] .
[خروج الخليفة للصيد]
وفيها خرج الخليفة للصّيد على طريق واسط [2] .
[الحريق ببغداد]
ووقع فيها حريقٌ عظيم ببغداد، احترق سوق الطَّير، والبُزُورييّن وإلى سوق الْصفر والخان، واحترق كثير من الطّيور [3] .
[انتصارُ المسلمين على الكُرج]
وفيها كان مصافٌ كبير وحرب شديد بين جيوش أَذَرْبَيْجان، وأرمينية، وبين الكُرْج، فنُصِر المسلمون، وغنموا ما لا يحُدّ ولا يوصف [4] .
__________
[1] المنتظم 10/ 202، 203 (18/ 152) ، الكامل في التاريخ 11، 287، 288، العبر 4/ 162، مرآة الجنان 3/ 312، المختصر في أخبار البشر 3/ 39، تاريخ ابن الوردي 2/ 64، الكواكب الدرّية 160، مرآة الزمان 8/ 241.
[2] المنتظم 10/ 203 (18/ 152) ، دول الإسلام 2/ 72.
[3] المنتظم 10/ 203 (18/ 152) ، الكامل في التاريخ 11/ 288.
[4] الكامل في التاريخ 11/ 286، 287، دول الإسلام 2/ 72، العبر 4/ 161، البداية والنهاية 12/ 245، المختصر في أخبار البشر 3/ 39، تاريخ ابن الوردي 2/ 64.(38/35)
سنة ثمان وخمسين وخمسمائة
[عودة الحجيج]
جاءت الأخبار بما تمّ على الحجيج، عاث عُبَيْد مكَّة فِي الركْب، فثار عليهم أصحاب أمير الحاجّ، فقتلوا منهم جماعة، فردّوا إلى مكَّة وتجمّعوا، ثُمَّ أغاروا على جمال الحاجّ، فانتهبوا نحْوًا من ألف جَمَل، فركب أمير الحاجّ وجُنْده بالسّلاح، ووقع القتال وَقُتِلَ طائفة. ثُمَّ جمع الأمير النّاس، ورجع بهم ولم يطوفوا [1] .
[بناء كشك الخليفة والوزير]
وفيها بُني ببغداد كشْك للخليفة وكشْك للوزير، وأنفق عليهما مبلغ عظيم [2] .
[ثورة بني خفاجة]
وثارت بنو خَفَاجة بالعراق، فعاثت وأفسدت. وكانت القوافل تؤخذ إلى باب الحربيّة [3] .
__________
[1] المنتظم 10/ 205 (18/ 155) ، الكامل في التاريخ 11/ 288 (حوادث 557 هـ) ، المختصر في أخبار البشر 3/ 39، الكواكب الدرّية 160.
[2] المنتظم 10/ 205 (18/ 156) .
[3] المنتظم 10/ 206 (18/ 156) : وانظر عن بني خفاجة في: البداية والنهاية 12/ 244 (حوادث سنة 556 هـ) .(38/36)
[قتل العادل بْن الصالح طلائع]
وفيها قُتِلَ العادل بْن الصّالح طلائع بْن رُزّيك، وقام بعده شَاور [1] .
[استيلاء المؤيِّد على بسطام ودامغان]
وفيها سار المؤيِّد أي أَبَه صاحب نَيْسابور، فاستولى على بسطام، ودامغان، واستعمل عليهما مملوكه تنكز [2] .
[انتصار المؤيِّد على صاحب مازندران]
وفيها التقى المؤيِّد وصاحب مازَنْدَرَان وانتصر المؤيِّد.
[الخِلَع للمؤيّد]
وفيها بعث السلطان أرسلان بْن طُغْرُل خِلَعًا وأَلْوِيةً معقودة وتقادم إلى المؤيِّد، وأمره أن يهتمّ باستيعاب بملك خُرَاسَان، فلبس الخِلَع.
وكان السّبب فِي ذلك شمس الدِّين إِيلْدَكز أتابَك السلطان. وكان إِيلْدَكز هُوَ الكلّ، وبينه وبين المؤيِّد ودّ وإخاء. وكانت الخطبة فِي مَرْو، وبلْخ، وهَرَاة وهذه البلاد للغُزَ سوى هَرَاة، فإنّها بيد أيْتكِين وهو مسالم للغزّ [3] .
__________
[1] انظر عن مقتل العادل بن طلائع في: النكت العصرية 49 و 53، والكامل في التاريخ 11/ 290، 291، وخريدة القصر (قسم مصر) 1/ 180، والنجوم الزاهرة في حلى حضرة القاهرة 94، وكتاب الروضتين ج 1 ق 2/ 331، وأخبار الدول المنقطعة 85، 112- 114، والمختصر في أخبار البشر 3/ 40، ونهاية الأرب 28/ 328، 329، والدرّ المطلوب 25، ودول الإسلام 2/ 72، والوافي بالوفيات 14/ 118 رقم 149، والكواكب الدرّية 163، واتعاظ الحنفا 3/ 251- 254 و 257- 259، والجوهر الثمين 1/ 267، وتاريخ ابن الوردي 2/ 66، والنجوم الزاهرة 5/ 346، 347، 363، وحسن المحاضرة 2/ 123، وتاريخ ابن سباط 1/ 113.
[2] الكامل في التاريخ 11/ 292، المختصر في أخبار البشر 3/ 41.
[3] الكامل في التاريخ 11/ 292، 293، تاريخ ابن الوردي 2/ 67.(38/37)
[مقتل صاحب الغور]
وفيها قتل صاحب الغور سيف الدِّين مُحَمَّد [1] .
[نجاة نور الدِّين عند حصن الأكراد]
وفيها جمع نور الدِّين جيشه، وسار لغزو الفرنج، ونزل تحت حصن الأكراد ومن عزْمه محاصرة طرابُلُس، فتجمعت الفرنج وكبسوا المسلمين، فلم يشعر التُّرْك إلّا بظهور الصُّلْبان من وراء الجبل، فبعثوا إلى نور الدِّين يعرّفونه، وتقهقروا فرهقتهم الفرنج بالجملة فهربوا، والفرنج فِي أقْفية التُّرْك، إلى المخيم النُّوريّ، فلم يستمكن المسلمون من الأُهْبة، فوقع فيهم القَتْل والأسْر، وقصدوا خيمة السّلطان نور الدِّين وقد ركب فرسه، وطلب النّجاة، فلدهْشته ركب والشَّبْحة فِي رِجْل الفَرَس، فنزل كُرْديّ فقطعها، فنجا نور الدِّين، وَقُتِلَ ذلك الكُرْديّ. ونزل نور الدِّين على بُحَيْرة حمص وقال: والله لا أستظلّ بسقْفٍ حَتَّى آخذ بالثأر. وأحضر الأموال والأمتعة، ولَمَّ شعث عساكره [2] .
[القضاء على بني أسد]
وفيها أمر المستنجد بقتال بني أسد أصحاب الحِلَّة وإجلائهم عن العراق، فتجمَّع لحربهم عدَّة أمراء وخلْق من العسكر، فخُذِلت بنو [3] أسد وزالت دولتهم، وَقُتِلَ منهم نحو أربعة آلاف، وتفرّق الباقون، وقُطِع دابرهم.
ولم يبق فِي هذا الوقت أحد يعرف بالعراق من الأسديّين [4] .
__________
[1] الكامل في التاريخ 11/ 293، 294، دول الإسلام 2/ 72، البداية والنهاية 12/ 246.
[2] التاريخ الباهر 116- 118، الكامل في التاريخ 11/ 294- 296، كتاب الروضتين 1/ 318- 320، 422، زبدة الحلب 2/ 313، تاريخ الزمان 176، المختصر في أخبار البشر 3/ 41، دول الإسلام 2/ 73، العبر 4/ 163، سير أعلام النبلاء 415، تاريخ ابن الوردي 2/ 67، الإعلام والتبيين (حوادث سنة 557 هـ.) ، الكواكب الدرّية 161، البداية والنهاية 12/ 246، تاريخ ابن سباط 1/ 114، وكتابنا: تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ 1/ 511- 513.
[3] في الأصل: «بتوا» .
[4] الكامل في التاريخ 11/ 296، 297، دول الإسلام 2/ 73، العبر 4/ 164، البداية والنهاية 12/ 246، المختصر في أخبار البشر 3/ 41، تاريخ ابن الوردي 2/ 67، شذرات الذهب 4/ 181.(38/38)
سنة تسع وخمسين وخمسمائة
[مقتل بعض اللصوص]
فيها خرج ببغداد تسعة من اللُّصوص فقُتِلوا [1] .
[كسرة الفرنج]
وفيها كسر نور الدِّين الفرنج كسْرةً هائلة وأخذ الإبرنس والقُومّص أسيرين [2] .
[قتل الملك المنصور ضرغام]
وفيها جهّز نور الدِّين جيشا عليهم أسد الدِّين شيركوه إلى مصر نجدة لشاور، لكونه قصده واستجار به. فأوّل دخولهم قتل الملك المنصور ضرغام الَّذِي كان قد قهر شاوَر، وأخذ وزارة مصر منه فِي آخر العام الماضي [3] .
__________
[1] المنتظم 10/ 208 (18/ 160) .
[2] الكامل في التاريخ 11/ 301- 304، التاريخ الباهر 122- 126، كتاب الروضتين 1/ ق 2/ 339- 343، زبدة الحلب 2/ 319، مفرّج الكروب 1/ 244، سنا البرق الشامي 61، 62، مرآة الزمان 8/ 247، 248، تاريخ الزمان 176، المختصر في أخبار البشر 3/ 41، نهاية الأرب 28/ 332، العبر 4/ 166، دول الإسلام 2/ 74، البداية والنهاية 12/ 248، مرآة الجنان 3/ 341، تاريخ ابن الوردي 2/ 67، تاريخ ابن الفرات 8/ 79، الكواكب الدرّية 166- 168، مشارع الأشواق 2/ 934، تاريخ ابن سباط 1/ 115، تاريخ طرابلس 1/ 513.
[3] الكامل في التاريخ 11/ 298، أخبار الدول المنقطعة 114، نهاية الأرب 28/ 332، 333، الدرّ المطلوب 26، اتعاظ الحنفا 3/ 267- 272، دول الإسلام 2/ 73، العبر 4/ 167،(38/39)
[تمكّن شاور من مصر]
ثُمَّ تمكّن شاوَر ولم يلتفت على شيركوه، فاستولى على بِلْبِيس وأعمال الشرقيّة [1] .
[استنجاد شاور بالفرنج]
وأرسل شاوَر يستنجد بالفرنج، فسارعوا إليه، وبذل لهم ذَهَبًا عظيما، فجاءوا من القُدس والسواحل، والتجأ شيركوه وعسكر الشام إلى بِلْبِيس، وجعلها ظهرا له، وحصروه ثلاثة أشهر ومَنَعته مع قِصَر سُورها وعدم خندقٍ لها. فبينا هُمْ كذلك إذ أتاهم الفرنج أنّ نور الدِّين أخذ حصن حارم منهم وسار إلى بانياس، فسقط فِي أيديهم، فهمّوا بالعَودة إلى بلادهم ليحفظوها، وطلبوا الصُّلْح مع شيركوه، فأجابهم لقلَّة الأقوات عليه، وسار إلى الشام سالما [2] .
[وقعة حارِم]
وفيها وقعة حارِم، وذلك أنّ نجم الدِّين [ألبى] [3] الأرتقيّ صاحب ماردين نازل حارِم ونصب عليها المجانيق، فجاءتها نجدات الفرنج من كلّ
__________
[ () ] المختصر في أخبار البشر 3/ 41 تاريخ مختصر الدول 212، الكواكب الدرّية 164، البداية والنهاية 12/ 247، 248.
[1] الكامل في التاريخ 11/ 298- 301، كتاب الروضتين ج 1 ق 2/ 331- 339، النوادر السلطانية 29، التاريخ الباهر 119- 122، تاريخ مختصر الدول 212، تاريخ الزمان 176، زبدة الحلب 2/ 316، 317، النجوم الزاهرة في حلى حضرة القاهرة 94، نهاية الأرب 28/ 334، 335، المختصر في أخبار البشر 3/ 41، العبر 4/ 167، 168، دول الإسلام 2/ 73، تاريخ ابن الوردي 2/ 67، البداية والنهاية 12/ 247، 248، مرآة الجنان 3/ 341، الكواكب الدرّية 164- 166، اتعاظ الحنفا 3/ 266- 275، تاريخ ابن سباط 1/ 114، 115.
[2] الكامل في التاريخ 11/ 298، 299، نهاية الأرب 28/ 334، دول الإسلام 2/ 73، العبر 4/ 168، البداية والنهاية 12/ 248، كتاب الروضتين ج 1 ق 2/ 336، 337، تاريخ الزمان 177، تاريخ مختصر الدول 212، النجوم الزاهرة في حلى حضرة القاهرة 94، الكواكب الدرية 165، 166.
[3] في الأصل بياض، والمستدرك من الكامل.(38/40)
ناحية، واجتمع طائفة من ملوكهم، وعلى الكل بِيمُند صاحب أنطاكية، فكشفوا عن حارِم، وترحّل عَنْهَا صاحب ماردين، فقصدهم نور الدِّين رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، فالتقى الْجَمْعَان، فحملت الفرنج على ميمنة الإسلام فهزمتْها، فيُقال إنّهم انهزموا عن خديعةٍ قُرِّرت، فتبِعَتْهم الفرنج الفُرسان، فمال المسلمون من الميسرة، فحصدت رجاله الفرنج، ثُمَّ ردّت الفُرسان عليهم اللّعنة، فأحاط بهم المسلمون، واشتدّت الحرب، وطاب القتل فِي سبيل اللَّه، وكثُر القتل فِي الفرنج والأسر، فكان فِي جملة الأسرى سلطان [1] أنطاكية، وصاحب طرابُلُس، والدُّوك مقدّم الرّوميّين، وابن جوسلين. وزادت عدَّة القتلى منهم على عشرة آلاف، فلله الحمد على هذا الفتح المبين [2] .
[فتح قلعة بانياس]
ثُمَّ سار نور الدِّين بعد أن افتتح حارِم، فافتتح قلعة بانياس فِي آخر السّنة. وكان لها بيد الفرنج ستَّة عشر عاما [3] . ولمّا عاد منها إلى دمشق، قال ابن الأثير [4] : كان فِي يده خاتم بفَصّ ياقوت يُسمّى الجبل لكبره وحسنه،
__________
[1] هكذا، والشائع استعمال مصطلح: «صاحب أنطاكية» .
[2] التاريخ الباهر 122- 126، الكامل في التاريخ 11/ 301- 304، كتاب الروضتين 1/ ق 2/ 339- 342، زبدة الحلب 2/ 319، تاريخ إربل 1/ 273 (558 هـ.) ، مفرج الكروب 1/ 144، مرآة الزمان 1/ 247، 248، تاريخ الزمان 176، سنا البرق الشامي 61، 62، المختصر في أخبار البشر 3/ 41، الدرّ المطلوب 32، 33، سير أعلام النبلاء 20/ 415، العبر 4/ 126، دول الإسلام 3/ 74، تاريخ ابن الوردي 2/ 68، البداية والنهاية 12/ 248، مرآة الجنان 3/ 341، تاريخ ابن الفرات 8/ 79، الإعلام والتبيين 28، 29، مشارع الأشواق 2/ 934، تاريخ ابن سباط 1/ 115، تاريخ طرابلس 1/ 513 وقيل قتل في هذه الموقعة: أبو القاسم عيسى بن لل الكردي الفقيه الشافعيّ، صاحب كتاب «الاعتقاد» .
(تاريخ إربل 1/ 272، 273 رقم 169) .
[3] التاريخ الباهر 130، 131، الكامل في التاريخ 11/ 304، 305، زبدة الحلب 2/ 321، مرآة الزمان 8/ 251، كتاب الروضتين ج 1 ق 2/ 236، الأعلاق الخطيرة 2/ 141، 142، تاريخ الزمان 177، المختصر في أخبار البشر 3/ 41، العبر 4/ 167، دول الإسلام 2/ 74، الكواكب الدرّية 168، تاريخ ابن الوردي 2/ 67، تاريخ ابن سباط 1/ 115.
[4] في الكامل 11/ 305، والتاريخ الباهر 131، وانظر: سير أعلام النبلاء 20/ 415.(38/41)
فسقطُ من يده فِي شعرة بانياس، فنفذ وراءه من فتّش عليه فلقِيَه، فقال فِيهِ بعض الشّعراء:
إن يَمْتَرِي [1] الشُّكّاك فيك بأنّ [2] ... المَهْديّ مُطْفئ جمرة الدّجّال
فلعَودة الْجَبَل الَّذِي أضْللتَه [3] ... بالأمس بين غياطل [4] وجبال
فِي أبياتٍ [5] .
[مقتل الملك أيتكين]
وفيها قتل الملك أيتكين صاحب هَرَاة فِي مصافٍّ بينه وبين عسكر الغور [6] .
[استيلاء ملك مازندران على قومس وبسطام]
وفيها استولى ملك مازَنْدَران على قُومس، وبِسْطام، بعد أن هزم تنكز مملوك المؤيّد أي أبه [7] .
__________
[1] في التاريخ الباهر: «تمتر» .
[2] في الروضتين: «فإنك» .
[3] في الروضتين: «أظللته» .
[4] في الروضتين: «عناطل» .
[5] انظر الأبيات في: التاريخ الباهر 131، والكامل في التاريخ 11/ 305، والروضتين ج 1 ق 2/ 356، 357، وديوان ابن منير الطرابلسي (بعنايتنا) 269، 270 رقم 128 وقد علّق «أبو شامة» على هذا بقوله:
«هذه الأبيات لابن منير بلا شك، ولكن في غير هذه الغزاة، فإنّ ابن منير قد سبق أنه توفي سنة ثمان وأربعين، وفتح بانياس كما تراه في سنة ستين. وقد قرأت في ديوان ابن منير، وقال يمدحه، يعني نور الدين، ويهنئه بالعود من غزاة، وضياع فص ياقوت جبل من يده لاشتغاله بالصيد، شراؤه ألف ومائة دينار.
وفي نسخة: ووجد أن خاتما ضاع منه في الصيد قيمته ألف ومائة دينار، وأنشده إياها بقلعة حمص، فذكر القصيدة أولها:
يوماك يوم ندي ويوم نزال
(الروضتين)
[6] الكامل في التاريخ 11/ 311، 312.
[7] الكامل في التاريخ 11/ 312.(38/42)
[رجوع ملك القسطنطينية بالخيبة]
وفيها سار ملك القسطنطينيّة، لعنه الله، بجيش عرمرم وقصد الإسلام والبلاد الّتي لقلج أرسلان وابن دانْشمَند، فكان التُّرْكُمان يبيتونهم ويغيرون عليهم باللّيل حَتَّى قتلوا منهم نحْوًا من عشرة آلاف، فرجعوا خائبين. وكفى اللَّه شرّهم، وطمع المسلمون فيهم، وأخذوا لهم عدّة حصون [1] .
__________
[1] الكامل في التاريخ 11/ 313، 314، دول الإسلام 2/ 74، سير أعلام النبلاء 20/ 415، العبر 4/ 167، مرآة الجنان 3/ 341.(38/43)
سنة ستين وخمسمائة
[القبض على الأمير ثوبة البدويّ]
فيها خرج الخليفة إلى الصَّيْد، فقبض على الأمير ثوبة البدويّ، وسُجِن ثُمَّ أُهلِك، وكان قد واطأ عسكر هَمَذَان على الخروج [1] .
[مولد أربعة توائم]
وفي يوم النحْر ولدت امْرَأَة من درب بهْرُوز يقال لَهَا بِنْت أبي العزّ [2] الأهوازي أربع بنات، ولم يُسْمَع بمثل هذا [3] .
[طرد الغُزّ عن هَرَاة]
وفيها كاتب أهل هَرَاة المؤيِّد صاحب نَيْسابور، فبعث إليهم مملوكه تنكز، فتسلّمها وطرد الغُزّ عن حصارها [4] .
[الفتنة بأصبهان]
وفيها وقعت فتنةٌ عظيمة آلت إلى الحرب بأصبهان بين صدر الدِّين عَبْد اللّطيف بن الخُجَنْديَ وغيره من أصحاب المذاهب، وسببها التّعُّصب للمذاهب، فدام القتال بين الفريقين ثمانية أيّام، قُتل فيها خلْق كثير، وأحُرق كثير من الدّروب والأسواق. قاله ابن الأثير [5] .
آخر الطبقة
__________
[1] المنتظم 10/ 210 (18/ 162) .
[2] في المنتظم: «بنت أبي الأعزّ» .
[3] المنتظم 10/ 210 (18/ 163) ، دول الإسلام 2/ 74، سير أعلام النبلاء 20/ 416، البداية والنهاية 12/ 249، تاريخ الخميس 2/ 408، الكواكب الدرّية 168، مرآة الزمان 8/ 251.
[4] الكامل في التاريخ 11/ 316.
[5] في الكامل 11/ 319، سير أعلام النبلاء 20/ 416، العبر 4/ 169، مرآة الجنان 3/ 343، البداية والنهاية 12/ 249، شذرات الذهب 4/ 188.(38/44)
بسم الله الرّحمن الرّحيم
المتوفون في هذه الطبقة
سنة إحدى وخمسين وخمسمائة
- حرف الألف-
1- أَحْمَد بْن أبي المجد صاعد بْن أبي الغنائم [1] .
الحربيّ [2] الإسكاف والد عَبْد اللَّه بْن أبي المجد، وهو أخو عُمَر بْن عَبْد اللَّه الحربيّ لأمّه [3] .
روى عن: أَبِي طَلْحَةَ النّعَالّيّ، والمطرِّف بْن الطُّيُوري، وجماعة.
روى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن ياسين.
وكان صالحا. حافظا للقرآن، يؤمّ النّاس، ويغسّل الموتى ب ... [4] .
تُوُفّي فِي شعبان عن سبعين سنة رحمه الله تعالى.
__________
[1] لم أجده.
[2] الحربيّ: بفتح الحاء وسكون الراء المهملتين وفي آخرها الباء المعجمة بواحدة. هذه النسبة إلى محلة معروفة بغربي بغداد، بها جامع وسوق. قَالَ أبو بَكْر محمد بْن عبد الباقي الأنصاري ببغداد: إذا جاوزت جامع المنصور فجميع المحالّ يقال لها الحربية مثل النصرية، والشارسوك، ودار البطيخ، والعتابين، وغيرها. كلها من الحربية، (الأنساب 4/ 99) وانظر:
معجم البلدان 2/ 237.
[3] ذكره، ابن السمعاني في: الأنساب 4/ 100.
[4] في الأصل بياض.(38/45)
2- أَحْمَد بْن الفَرَج بْن راشد [1] .
أبو الْعَبَّاس المدنيّ [2] ، ثمّ البغداديّ. قاضي دجيل.
ولد سنة تسعين وأربعمائة.
وسمع من: أبي غالب بن رزيق، وغيره.
كتب عَنْهُ أبو سَعْد السَّمْعانيّ وقال: كان يسمّع معنا ولده من القاضي أبي سكر [3] .
3- أتْسِز بْن مُحَمَّد بْن أَنُوشْتِكِين [4] .
الملك خُوارَزْم شاه.
أصابه فالج فعالجوه بكُل ممكِنٍ فلم يبرأ، فأعطوه حرارات عظيمة [5] بغير أمر الطّبيب، فاشتدّ مرضه وخارت قواه، ومات فِي جُمادى الآخرة، وكان يقول عند الموت: مَا أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ، هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ 69: 28- 29 [6] .
ووُلد فِي رجب سنة تسعين، وامتدّت أيّامه.
وتملّك بعده ابنه أرسلان فقَتَل نفرا من أعمامه [7] .
وكان أتْسِز عادلا، عافّا عن أموال الرعيّة، محبّبا إليهم، خيّرا، ذا
__________
[1] انظر عن (أحمد بن الفرج) في: الذيل على طبقات الحنابلة 1/ 230 رقم 115، وشذرات الذهب 4/ 157، 158.
[2] المدنيّ: نسبة إلى المدينة وهي قرية فوق الأنبار.
[3] وشهد ابن الفرج عند قاضي القضاة الزينبي.
[4] انظر عن (أتسز بن محمد) في: الكامل في التاريخ 11/ 209، والمختصر في أخبار البشر 3/ 30، والعبر 4/ 142، وسير أعلام النبلاء 20/ 322، 323 رقم 215، ودول الإسلام 2/ 67، وتاريخ ابن الوردي 2/ 88، والوافي بالوفيات 6/ 195، ومآثر الإنافة 2/ 42.
[5] في الكامل: «فاستعمل أدوية شديدة الحرارة» .
[6] سورة الحاقّة، الآيتان 28 و 29.
[7] زاد ابن الأثير: وسمل أخا له، فمات بعد ثلاثة أيام، وقيل بل قتل نفسه(38/46)
إحسان. وكان تحت طاعة السّلطان سَنْجَر [1] .
4- آمنة بِنْت الشّريف أبي الفضل مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن المهتدي باللَّه الهاشميّ.
سَمِعت: أَبَا عَبْد اللَّه النِّعاليّ، وطِراد.
كتب عَنْهَا: ابن السَّمْعانيّ.
وتُوُفّيت فِي رجب.
روى عَنْهَا: ابن الأخضر.
5- إِسْمَاعِيل بْن عليّ بْن الْحُسَيْن بْن أبي نصر [2] .
أبو القَاسِم النَّيْسَابُوريّ، ثُمَّ الأصبهانيّ، الصُّوفيّ المعروف بالحمّاميّ.
شيخ معمَّر، عالي الرواية. ولد في حدود سنة خمسين وأربعمائة. وبكّر به أَبُوهُ بالسّماع.
فسمع: أَبَا مُسْلِم مُحَمَّد بْن عليّ بْن مِهْرَبُزد [3] صاحب ابن المقرئ، وأبا مَنْصُورٌ بَكْر بْن مُحَمَّد بْن حِيد، ومسعود بْن ناصر السِّجْزيّ الحافظ، وأبا الفتح عَبْد الجبّار بْن عَبْد اللَّه بْن بُرْزَة الواعظ، وأبا سهل حمد بْن وَلْكيز، وأبا بَكْر مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عليّ العَطَّار، وعبد اللَّه بْن مُحَمَّد الكَرَوْنيّ، وأبا طاهر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر النّقّاش، وأبا بَكْر بْن أسيد، والحسن بْن عُمَر بْن يونس، وعائشة بْنت الْحَسَن الوَرْكانيَّة، وانفرد بالرواية عَنْهُمْ.
وأوّل سماعه سنة تسع وخمسين وأربعمائة، وعاش بعد ما سمع نيّفا وتسعين سنة. ولعلّ الّذين اتّفق لهم هذا لا يصلون إلى عشرة أنفس ليس فيهم
__________
[1] الكامل 11/ 209.
[2] انظر عن (إسماعيل بن علي) في: تاريخ إربل 1/ 405، والمعين في طبقات المحدّثين 165 رقم 1773، ودول الإسلام 2/ 68، وسير أعلام النبلاء 20/ 245، 246 رقم 161، والعبر 4/ 143، والإعلام بوفيات الأعلام 227، ودول الإسلام 2/ 68، ومرآة الجنان 3/ 298، والنجوم الزاهرة 5/ 324، وشذرات الذهب 4/ 158.
[3] في الأصل: «مهر برد» براءين مهملتين.(38/47)
الأصمّ، ولا الطَّبَرَانيّ، ولا القَطِيعيّ، ولا ابن غَيْلان، ولا الجوهريّ، ولا ابن البَطِر، ولا ابن الحُصَيْن، ولا أبو الوقت، ولا السِّلَفيّ، ولا ابن كُلَيْب، ولا الكِنْديّ، ولا ابن اللّتّيّ.
رَوَى عَنْهُ: السِّلَفِيُّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَابْنُ السَّمْعَانِيِّ، وَأَبُو مُوسَى، وَيُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَغْدَادِيُّ وَقَالَ: أنبا الشَّيْخُ الْمُعَمَّرُ الْمُمَتَّعُ بِالسَّمْعِ وَالْبَصَرِ وَالْعَقْلِ، وَقَدْ جَاوَزَ الْمَائَةَ، أَبُو الْقَاسِمِ الصُّوفِيُّ، أَنَا أَبُو مُسْلِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ النَّخْوِيُّ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا عَبْدَانُ بْنُ أَحْمَدَ الْجَوَالِيقِيُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ عِيسَى، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عن وكيع ابن حَدَسٍ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ قَالَ: قُلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] : أَيْنَ كَانَ رَبُّنَا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ؟
قَالَ: كَانَ فِي غَمَامَةٍ [1] فَوْقَهُ هَوَاءٌ وَتَحْتَهُ هَوَاءٌ. قُلْتُ: أَنَا بِهِ جَمَاعَةٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمَدِينِيِّ، أَنَّ أَبَا الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلَ أَخْبَرَهُمْ، فَذَكَرَهُ مِثْلَهُ، إِلَّا أَنَّ عِنْدَنَا عُمَرُ بْنُ مُوسَى، وَهُوَ الصَّحِيحُ.
روى عَنْهُ أيضا: أبو المجد زاهر بْن أبي طاهر الثّقفيّ، وعبد الخالق بْن أسد الدّمشقيّ، وأحمد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد ويرج، وإسماعيل بْن ماشاذة، وحمزة بن أبي المطهّر الصَّالْحانيّ، وخضِر بْن معمَّر بْن الفاخر، وأخوه يُوسُف، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الواحد بن المستملي، ومحمد بن محمود بن خمار تاش الواعظ، ومحمد بن محمود الصّبّاغ، ومودود بْن مَسْعُود الفهّاد، وأحمد بْن مُحَمَّد الفاريابيّ، وأحمد بْن مُحَمَّد بْن عثمان الأصبهانيّون.
وآخر من روى عَنْهُ مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد المذكور.
وسماع السِّلَفيّ مِنْهُ فِي سنة نيف وتسعين وأربعمائة.
__________
[1] في الأصل: غماما.(38/48)
أخبرنا أبو عليّ الخلّال أنّ كريمة الأَسَديَّة أخبرتهم عَنْ عَبْد الرحيم بْن أَبِي ألوفا الحافظ قال: تُوُفّي أبو القَاسِم إِسْمَاعِيل بْن أبي الْحَسَن الحمّاميّ يوم السّبت السّابع من صفر سنة إحدى وخمسين.
- حرف التاء-
6- تُرْكانشاه بْن مُحَمَّد بْن تُرْكانشاه.
الحاجب أبو المظفّر البغدادي المَرَاتبيّ.
سمع: هبة اللَّه بْن أَحْمَد المَوْصِليّ ببغداد، والإمام أَبَا المحاسن الرُّويانيّ بالرّيّ، وجماعة.
وتُوُفيّ فِي رابعِ عشر ذي القَعْدَةِ وله سبْعٌ وستّون سنة.
روى عَنْهُ: ابن الأخضر.
- حرف الجيم-
7- جَابِر بْن مُحَمَّد [1] .
أبو الْحُسَيْن اللّاذانيّ، الأصبهانيّ، القصّار.
سمع: أَبَا مَنْصُور بْن شكرُوَيْه، ورزق اللَّه.
روى عَنْهُ: أبو سَعْد السَّمْعانيّ [2] ، وقال: مات فِي شوّال.
- حرف الحاء-
8- حُذَيْفَة بْن يحيى [3] .
أبو بَكْر البطائحيّ [4] المقرئ.
__________
[1] انظر عن (جابر بن محمد) في:
التحبير 1/ 152 رقم 79، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 62 ب، 62 أ.
[2] وهو قال: كتبت عنه بأصبهان.
[3] انظر عن (حذيفة بن يحيى) في: الأنساب 2/ 240.
[4] البطائحي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة والطاء المهملة والياء المنقوطة باثنتين من تحتها بعد(38/49)
شيخ صالح، سمع: أَبَا عليّ بْن المهديّ، وأبا طَالِب الزَّينبيّ.
وعنه: السَّمْعانيّ [1] ، وعمر بْن طَبَرْزَد.
وعاش إحدى وستِّين سنة.
9- الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد [2] .
أبو عليّ البَحِيريّ [3] ، المُلْقاباذيّ [4] ، النَّيْسَابُوريّ.
سمع: أَحْمَد بْن مُحَمَّد الشُّجاعيّ، وأبا سعد [5] البَحِيريّ [6] .
روى عَنْهُ: عبد الرحيم بْن السّمعانيّ وقال: تُوُفّي فِي شوّال [7] ، أو ذي القعدة [8] .
__________
[ () ] الألف وفي آخرها الحاء، هذه النسبة إلى البطائح وهي موضع بين واسط والبصرة وهي عدّة قرى مجتمعة في وسط الماء. (الأنساب 2/ 239) .
[1] وهو قال عنه: شاب صالح، سديد، من أهل القرآن، سمع معي وبقراءتي الكثير من أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي الأَنْصَارِيّ، وكان سمع قبلنا من أبي طالب الحسين بن محمد بن علي الزيني (كذا) ، وأبي الخير المبارك بن الحسين الغسّال، وغيرهما، سمعت منه أحاديث يسيرة ببغداد. وكانت ولادته في سنة تسعين وأربعمائة.
[2] انظر عن (الحسن بن أحمد) في: التحبير 2/ 455 رقم 18 (بالملحق) ، ومعجم البلدان 5/ 193 وفيهما: «الحسن بن محمد بن أحمد» .
[3] البحيري: بفتح الباء الموحّدة وكسر الراء بعدها الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى بحير وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه. (الأنساب 2/ 97) . وقد تحرّفت هذه النسبة إلى «البحتري» في: الأنساب، ومعجم البلدان، والمثبت هو الصحيح، فالبحيري من بيت العدالة والتزكية بنيسابور، وينسب أيضا إلى ملقاباذ.
[4] الملقاباذي: بالضم ثم السكون، والقاف، وآخره ذال معجمة محلّة بأصبهان، وقيل:
بنيسابور. (معجم البلدان) .
[5] في (معجم البلدان) : «أبا سعد محمد بن المظهّر بن يحيى العدل البحتري» . وورد في (التحبير) مرتين:
ففي ترجمة الملقاباذي المذكور، برقم (18) : «أبا سعد المظهر بن يحيى العدل البحتري» .
وفي الترجمة رقم (954) ورد: «أبا القاسم المطهر بن بجير بن محمد البجيري» .
[6] تحرّفت في التحبير (بالملحق) رقم (18) إلى «البحتري» ، وفي الترجمة رقم (954) إلى «البجيري» ، وفي (معجم البلدان) إلى «البحتري» .
[7] وكانت ولادته في سنة 470 هـ.
[8] عبارة «أو ذي القعدة» ليست في (معجم البلدان) .(38/50)
10- الْحُسَيْن بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد [1] .
أبو القَاسِم بْن البُنّ الأسَديُ، الدّمشقيّ، الفقيه.
سمع: أَبَا القَاسِم بْن أبي العلاء، وسهْل بْن بِشْر، وأبا عَبْد اللَّه الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن أبي الحديد، وأبا البركات بْن طاوس، والفقيه نصر المقدسيّ وعليه تفقّه.
وخلط على نفسه لكنّه تاب توبة نَصُوحًا. وكان حَسَن الظّنّ باللَّه. قاله الحافظ ابن عساكر [2] وقال: قال: ولدت في رمضان سنة ستّ وستّين وأربعمائة.
قلت: روى عَنْهُ: هُوَ، وابنه القَاسِم، والحافظ أبو المواهب بن صصرى، وأخوه أبو القاسم بْن صَصْرى وهو آخر من حدّث عَنْهُ، وأبو القاسم بن الحرستانيّ، وأبو محمد الحسن بن عليّ بن الحسين الأسديّ حفيده، وآخرون.
وتوفّي في نصف ربيع الآخر، ودفن بمقبرة باب الفراديس [3] .
- حرف السين-
11- سلمان بن مسعود بن الحسن [4] .
أبو محمد البغداديّ، الشّحّام.
__________
[1] انظر عن (الحسين بن الحسن) في: التحبير 1/ 227، 228، رقم 131، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 89 أ، 89 ب، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 7/ 98 رقم 99، والمشتبه في الرجال 1/ 95 و 2/ 649، وسير أعلام النبلاء 20/ 246، 247 رقم 162، والعبر 4/ 143، ودول الإسلام 2/ 68، والمعين في طبقات المحدّثين 165 رقم 1774، والإعلام بوفيات الأعلام 227، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 255، والنجوم الزاهرة 5/ 324، والدارس 1/ 182، وشذرات الذهب 4/ 158، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 294.
[2] مختصر تاريخ دمشق.
[3] قال ابن عساكر: كان متديّنا ثم تغيّرت حاله وأدمن الخمر، ثم تاب، وكان إذا قرئ عليه الحديث الّذي فيه: (ما من حافظين رفعا إلى الله ما حفظا، فيرى الله في أول الصحيفة خيرا وفي آخرها خيرا، إلا قال الله لملائكته: اشهدوا أني قد غفرت ما بين طرفي الصحيفة) ، فرح به ورجا أن يجري أمره كذلك.
[4] انظر عن (سلمان بن مسعود) في: المنتظم 10/ 166 رقم 257 (18/ 108 رقم 4207) ، والإعلام بوفيات الأعلام 227.(38/51)
سمع الكثير بنفسه من: أبي المعالي ثابت بن بندار، وجعفر السراج، والمبارك بن عبد الجبّار الصّيرفيّ، وعليّ بن محمد العلّاف، وطائفة.
وخرّج له الحافظ اليونازتيّ [1] خمسة أجزاء فوائد.
قال أبو سعد السّمعانيّ: سَمِعت عليه، وهو شيخ صالح، مشتغل بكسبه.
توفّي في المحرَّم، ووُلِد سنة سبْعِ وسبعين.
قال ابن الجوزيّ [2] : قرأت عليه كثيرا من حديثه، وكان من أهل السُّنَّة، صحيح السَّمَاع.
قلت: روى عَنْهُ: عَبْد الخالق بْن أسد، وأبو الْحَسَن مُحَمَّد بْن أَحْمَد القطيعيّ.
وآخر من روى عَنْهُ بالإجازة أبو الْحَسَن بْن المقُيّر.
تُوُفّي فِي الثّاني والعشرين من المحرّم. كذا أرّخه السَّمْعانيّ.
ثُمَّ قرأت بخطّ عُمَر بْن الحاجب قال: سَمِعت أَبَا الْحَسَن القَطِيعيّ يقول فِي وفاة سلمان الشّحّام إنّها سَهْوٌ لأنّه أجاز فِي ذي القعدة من السَّنة لأبي دَحْرُوج، وقرأ عليه فيها فِي ربيع الأوّل ابن الخشّاب جزءا.
- حرف الشين-
12-[شُكْرُ] [3] بِنْت سهل بْن بشر بن أحمد الأسفرائينيّ.
أمة العزيز.
__________
[1] اليونارتي: بضم الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وسكون الواو وفتح النون وسكون الراء وفي آخرها التاء المنقوطة باثنتين من فوقها. هذه النسبة إلى يونازت، وهي قرية على باب أصبهان. (الأنساب 12/ 433، 434) .
[2] في المنتظم.
[3] في الأصل بياض. والمستدرك من: تاريخ دمشق (تراجم النساء) 198، وأعلام النساء 2/ 302، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (تأليفنا) ق 2 ج 5/ 189، 190 رقم 1564.(38/52)
سَمِعت بدمشق من: أبيها، وأبي نصر أَحْمَد الطُّرَيْثِيثيّ.
ومولدها بصور فِي سنة اثنتين وسبعين.
روى عَنْهَا: الحافظ ابن عساكر، وغيره.
وتُوُفّيت بدمشق فِي جُمادَى الْأولى.
- حرف الصاد-
13- صَدَقة بْن مُحَمَّد بْن حُسَيْنِ بْن المحلبان.
أبو القَاسِم سِبْط ابن السّياف البغداديّ.
شيخ متجمّل، ظاهره الخير، وكان على العمائر.
سمع الكثير من: مالك البانياسيّ، وأبي الفضل بْن خَيْرون، وأحمد بْن عثمان بْن نفيس الواسطيّ، وأبي الفضل حَمْد الحداد.
روى عَنْهُ: أبو سَعْد السَّمْعانيّ، وجماعة.
وتُوُفيّ فِي وسط جُمادَى الأولى.
وروى عَنْهُ: ابن الأخضر، وعبد الرزّاق.
- حرف العين-
14- عَبْد [اللَّه] [1] بْن مُحَمَّد بْن حُسَيْنِ بن المحلبان.
الكرجيّ الأديب، شيخ معمّر.
ولد سنة ثمان وخمسين وأربعمائة.
روى عَنْهُ: أبو مُوسَى المَدِينيّ، وقال: سَمِعت منه بالكْرخِ.
15- عَبْد الحميد بْن مظَّفر بْن أَحْمَد.
أبو نصر البنّاء، الصُّوفيّ، الهَرَويّ.
سمع: حاتم بْن مُحَمَّد الْأَزْدِيّ، ومحمد بْن أبي عمر النّرسيّ، والحسين بن محمد الكتبيّ.
__________
[1] في الأصل بياض.(38/53)
حدَّث ببغداد، وسمع منه: أبو سَعْد السَّمْعانيّ.
قلت: عاش نيِّفًا وتسعين سنة.
16- عَبْد السّميع بْن أبي تمام عَبْد اللَّه بْن عَبْد السّميع.
الهاشميّ، أبو المظفَّر الواسطيّ. من ذُرّية جَعْفَر بْن سُلَيْمَان الأمير.
قرأ القرآن على: المبارك بْن مُحَمَّد بْن الرّوّاس، وأحمد بْن مُحَمَّد بْن العُكُبَرِيّ، والقلانسي.
ورحل إلى بغداد فقرأ على: أبي الخَطَّاب الجرّاح، وثابت بْن بُنْدار.
وسمع من: جَعْفَر السّرّاج.
قرأ عليه بحرف أبي عَمْرو أبو مُحَمَّد بْن سُكّيْنَة.
وأخذ عَنْهُ: السَّمْعانيّ.
وُلِدَ سنة ستٍّ وستِّين وأربعمائة. وكان عابدا، صوّاما، مات رحمه اللَّه فِي ذي القعدة.
17- عَبْد القاهر بْن عَبْد اللَّه بْن حُسَيْنِ [1] .
أبو الفَرَج الشَّيْبَانيّ، الحلبيّ، الشاعر المعروف بالوأواء.
له ديوان مشهور. تردَّد إلى دمشق غير مرَّة، وأقرأ بها النَّحْو. وكان حاذقا به. وصنف «شرح المتنبّي» ، ومدح جماعة من الأكابر.
تُوُفّي فِي شوّال بحلب. وكان مِنْ فُحُولِ الشُّعَرَاءِ.
18- عَبْد الملك بْن مُحَمَّد بن هشام بن سعد [2] .
__________
[1] انظر عن (عبد القاهر بن عبد الله) في: ديوان ابن منير (جمعنا) 71، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 24/ 298، وإنباه الرواة 2/ 186، 187، وخريدة القصر (قسم شعراء الشام) 1/ 76، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 15/ 169، 170 رقم 162، والكامل في التاريخ 11/ 217) ، والوافي بالوفيات (مصوّر) 19/ 41، والنجوم الزاهرة 5/ 262، وعيون التواريخ 12/ 492، وبغية الوعاة 1/ 310، وشذرات الذهب 4/ 158.
[2] انظر عن (عبد الملك بن محمد) في: تكملة الصلة لابن الأبار، رقم 1715، ومعجم شيوخ الصدفي 251 رقم 232، وبغية الملتمس للضبيّ 374 رقم 1055، والذيل والتكملة لكتابي(38/54)
الْإِمَام أبو الْحَسَن بْن الطلّاء، القَيْسيّ، الشِّلْبيّ. من كبار أئمَّة الأندلس.
كان أَبُوهُ طلّاء فِي اللّجم.
وسمع أبو الْحَسَن من: أبي عَبْد اللَّه بْن شبرين [1] ، وأبي الْحُسَيْن [2] بْن الأخضر، وأبي مُحَمَّد بْن عتّاب، وأبي الْحَسَن شُرَيْح، وأبي بحر بْن العاص، وأبي الوليد بْن ظريف، وخلْق كثير.
أجاز له: أبو عبد الله بن الطلاع، وأبو علي الغساني، وأبو القَاسِم الهَوْزنيّ.
وأجاز له من بغداد أبو الفضل بْن خَيْرُون، وغيره.
قال أبو عَبْد اللَّه الأبّار [3] : وكان من أهل العلم بالحديث والعُكُوف عليه، مع المعرفة باللّغة والآداب والنَّسَب والمشاركة فِي الأُصُول.
ولي خطابة مدينة شِلْب [4] مدَّةً.
وتُوُفيّ فِي صَفَر.
وكان مولده في سنة خمس وسبعين وأربعمائة.
قال: وأجاز روايته لجميع المسلمين قبل موته بيومين [5] .
__________
[ () ] الموصول والصلة، السفر 5 ق 1/ 42- 44 رقم 92.
[1] أخذ عنه علم الكلام وأصول الفقه.
[2] في الذيل 43 «أبو الحسن» ، واختلف إليه كثيرا في علوم اللسان وعليه معوّله فيها.
[3] في تكملة الصلة.
[4] شلب: بكسر أوله وسكون ثانيه، وآخره باء موحّدة. قال ياقوت: هكذا سمعت جماعة من أهل الأندلس يتلفّظون بها، وقد وجدت بخط بعض أدبائها: شلب. بفتح الشين. وهي مدينة بغربي الأندلس يتلفّظون بها، وقد وجدت بخط بعض أدبائها: شلب. بفتح الشين. وهي مدينة بغربي الأندلس بينها وبين باجة ثلاثة أيام، وهي غربي قرطبة، وهي قاعدة ولاية أشكونية.
(معجم الأدباء 3/ 357) .
[5] وقال المراكشي: وكان محدّثا حافظا، متّسع الرواية، حسن الخط، ضابطا، متقنا، بصيرا بالحديث، عاكفا عليه، عارفا بالفقه وأصوله، وعلم الكلام. وافر الحظ من علوم اللسان نحوا وأدبا ولغة ونسبا، معروف الفضل، كريم الخلق، جميل العشرة، واستقضي بحصن مرجيق في فتنة ابن قسيّ، وشوور ببلده وخطب به، ثم صرف عنهما معا، واستمرّ على إمامة الفريضة بجامع بلده إلى أن توفي به ضحوة يوم الأربعاء لخمس بقين من صفر. (الذيل والتكملة 44) .(38/55)
19- عَبْد الواسع بْن المؤمن بْن أميرك.
أبو مُحَمَّد الْهَرَوِيَّ الصَّيْرَفيّ.
شيخ صالحٌ، عابدٌ، قانت.
سمع الكثير من: شيخ الإسلام عَبْد اللَّه الأنطاكيّ، وأبي عطاء عَبْد الرَّحْمَن الجوهريّ، وأبي عامر الْأَزْدِيّ، وجماعة.
قال عَبْد الرحيم بْن السَّمْعانيّ: سَمِعتُ منه قدْر خمسة عشر جزءا من أمالي الْأَنْصَارِيّ.
وتُوُفيّ رحمه اللَّه فِي خامس رمضان.
20- عتيق بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن [1] .
أبو بَكْر الْأَزْدِيّ، الأندلسيّ، الأُوُرْيُوليّ [2] .
حجّ سنة تسع وثمانين وأربعمائة، ولقي بمكَّة أَبَا الفوارس طِراد الزَّيْنَبيّ فسمع منه، وطال عمره، وتفرَّد عَنْهُ فِي الأندلس بالرواية.
وقد حجّ سنة عشرين وخمسمائة أيضا، وجاور.
وسمع من: أَبِي عَبْد اللَّه الرَّازِيّ صاحب «السُّدَاسيّات» ، وزين العَبْدَرِيّ، وزاهر الشّحّاميّ، وجماعة من القادمين للحجّ.
قال الأَبّار [3] : وكان ثقة، مُعْتنيًا بالرّواية.
روى عَنْهُ: أبو طاهر السّلَفيّ، وأبو القَاسِم بْن بَشْكُوال، وأبو عُمَر بْن عيّاد، وأبو بَكْر بْن أبي ليلى، وغيرهم.
__________
[1] انظر عن (عتيق بن أحمد) في: صلة الصلة 55، وتكملة الصلة لابن الأبار، رقم 1936، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة، السفر 5 ق 1/ 114، 115 رقم 221، والعبر 4/ 343، وشذرات الذهب 4/ 147.
[2] الأوريولي: بضم الأول وسكون الراء ثم ياء مضمومة ولام، نسبة إلى أوريولة مدينة بالأندلس قريبة من مرسية. (معجم البلدان) .
[3] في تكملة الصلة.(38/56)
وكان مولده بأوريولة سنة 467 وبها توفّي.
قلت: رواية السِّلَفيّ عَنْهُ فِي «الوجيز» له.
وسمع منه السَّمْعانيّ بمكَّة مجلسا.
21- العزيز بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن صاعد بْن مُحَمَّد.
القاضي أبو المفاخر الصّاعديّ، النَّيْسَابُوريّ. قاضي نيسابور.
ولد سنة إحدى وثمانين وأربعمائة.
وسمع: أبا بكر بن خَلَف، وأبا القَاسِم عَبْد الرَّحْمَن الواحديّ، وعليّ بْن مُحَمَّد الجوزجانيّ [1] ، وغيرهم.
وبكّروا به وسمّعوه حضورا.
روى عَنْهُ: عَبْد الرحيم بْن السَّمْعانيّ، وقال: تُوُفّي فِي صَفَر.
22- عليّ بْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن مَحْمُوَيْه [2] .
الْإِمَام أبو الْحَسَن اليَزْديّ، الشّافعيّ، المُقرئ، المحدّث، الزّاهد، نزيل بغداد.
ولد بيزد [3] في سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة ظنّا.
وسمع: الحسين بن الحسن بن جوان شير، وأبا المكارم مُحَمَّد بْن عليّ الفَسَويّ [4] ، ومحمد بن الحسين بن بلّوك.
__________
[1] الجوزجاني: نسبة إلى مدينة بخراسان مما يلي بلخ يقال لها: الجوزجان. (الأنساب 3/ 361) .
[2] انظر عن (علي بن أحمد) في: الأنساب 12/ 400، والمعين في طبقات المحدّثين 165 رقم 1775، والعبر 4/ 143، 144، وسير أعلام النبلاء 20/ 334- 336 رقم 226، والإعلام بوفيات الأعلام 227 وفيه: «علي بن محمويه» ، ومعرفة القراء الكبار 2/ 531، 532، رقم 475، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 7/ 211، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 564، 565، وفيه: «علي بن الحسين بن أحمد» ، ومرآة الجنان 3/ 298، وغاية النهاية 1/ 517، والفلاكة والمفلوكين 124، 125، والنجوم الزاهرة 5/ 324، وشذرات الذهب 4/ 159، وهدية العارفين 1/ 698.
[3] يزد: بفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وسكون الزاي وفي آخرها الدال المهملة. مدينة من كور إصطخر فارس بين أصبهان وكرمان. (الأنساب 12/ 399) .
[4] تحرّفت هذه النسبة في: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 7/ 211 إلى: «الفوي» . وهي:(38/57)
ورحل إلى أصبهان فقرأ بها على: أَبِي الفتح أَحْمَد بْن مُحَمَّد الحدّاد، وأبي سَعْد المطرّز، وأبي عليّ الحدّاد.
وسمع من: أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحافظ أبي بَكْر بْن مَرْدُوَيْه.
وسمع بهَمَذان من: ناصر بْن مهدي المشطبيّ، وبالدُّون [1] من عَبْد الرَّحْمَن بْن حَمْد الدّوني.
ودخل بغداد سنة خمسمائة فسمع بها: الْحُسَيْن بْن الطُّيُوريّ، وأبا القَاسِم عليّ بْن الْحُسَيْن الرَّبَعيّ، وأبا سَعْد بْن خشيش، وأبا الْحَسَن العلّاف، وجماعة.
وتفقّه على الإمام أبي بَكْر الشاشيّ. ورحل إلى واسط، وتفقّه على قاضيها أَبِي عليّ الفارقيّ.
وسمع بالكوفة، والبصرة، والحجاز. وصنَّف فِي الفقه، والحديث، والزُّهْد.
وحدَّث «بسُنَن النَّسَائيّ» ، عن الدُّونيّ.
قال أبو سَعد السَّمْعانيّ: فقيه، فاضل، زاهد، حَسَن السّيرة، عزيز النَّفسْ، سخيّ بما يملك، قانع بما هُوَ فِيهِ، كثير الصَّوم والعبادة. صنَّف تصانيفا فِي الفقه، وأورد فيها أحاديث بأسانيده. سَمِعت منه وسمع منّي.
وكان حسن الأخلاق دائم البشر، متواضعا. وكان له عمامة وقميص بينه وبين أخيه، إذا خرَج ذاك قعد ذا، وإذا خرج ذا قعد الآخر [2] .
__________
[ () ] بفتح الفاء والسين. نسبة إلى نساء وهي بلدة من بلاد فارس يقال لها: بسا. (الأنساب 90/ 305) .
[1] الدّون: بضم أوله، وآخره نون. قرية من أعمال دينور، (معجم البلدان 2/ 490) .
[2] وقال ابن السمعاني: الأخوان الإمامان علي ومحمد ابنا أحمد بن الحسين بن محمويه اليزديان، نزلا بغداد، وكانا من الدين والعلم بمكان. سمعت منهما. وكان عليّ يقول: أنا وأخي نحيي الليل، أنا أطالع النصف الأول، ومحمد أخي يصلّي النصف الأخير. كتبت عنهما ببغداد. (الأنساب 12/ 400) .(38/58)
وقال ابن النّجّار فِي «تاريخه» : كان من أعيان الفُقهاء مشهوري العُبّاد.
سَمِعت أَبَا يَعْلَى حمزة بْن عليّ يقول: كان شيخنا أبو الْحَسَن اليَزْديّ يقول لنا: إذا مِتُّ فلا تدفنوني إلّا بعد ثلاثٍ، فإنّي أخاف أَن يكون بي سكْتَة.
وكان جَثِيثًا صاحب بَلْغَم. وكان يصوم رجب، فَلَمّا كان سنة موته قبل رجب بأيّام قال: قد رجعت عن وصيّتي، ادفنوني فِي الحال، فإنّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوم وهو يقول: يا عليّ، صُمْ رجب عندنا.
قال: فمات ليلة رجب.
قال: وقرأت بخطّ أَحْمَد بْن شافع وفاته فِي تاسع عشر جُمادى الآخرة، وقال: زادت مصنَّفاته على خمسين مصنَّفًا.
قلت: روى عنه: ابن السمعاني، وعبد الخالق بْن أسد، وعبد الملك بْن ياسين الدَّوْلَعيّ الخطيب، وعليّ بْن أَحْمَد بْن سَعِيد الواسطيّ الدّبّاس وقرأ عليه القراءات، وأبو أَحْمَد عَبْد الوهاب بن سكينة، وعبد العزيز بن الأخضر، وآخرون.
23- عليّ بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه [1] .
أبو الْحُسَيْن الغَرْنويّ [2] الواعظ، نزيل بغداد.
سمع بغزنة من حمزة بن الحسين القائنيّ «صحيح البخاريّ» بروايته عن العيّار.
__________
[1] انظر عن (علي بن الحسين) في: المنتظم 10/ 166- 168 رقم 258 (18/ 108- 110 رقم 4208) ، والكامل في التاريخ 11/ 216، 217، وتاريخ إربل 1/ 197 وفيه: «أبو الحسن النوري» ، ومرآة الزمان وخريدة القصر (قسم شعراء العراق) 2/ 282، وسير أعلام النبلاء 20/ 324، 325 رقم 217، والوافي بالوفيات 21/ 29، 30 رقم 11، وعيون التواريخ 12/ 493، 494، والبداية والنهاية 12/ 234، 235، والنجوم الزاهرة 5/ 323، 324، وشذرات الذهب 4/ 159.
[2] الغزنويّ: بفتح الغين المعجمة والزاي الساكنة المعجمة، وفي آخرها النون المفتوحة. هذه النسبة إلى غزنة وهي بلدة أول بلاد الهند. (الأنساب 9/ 142) .(38/59)
وسمع ببغداد [1] : أَبَا سَعْد بْن الطُّيُوريّ، وابن الْحُسَيْن.
قال أبو الفَرَج بْن الْجَوْزِيّ [2] : كان مليح الإيراد، لطيف الحركات، بَنَت له زَوْجَة المستظهر باللَّه رباطا بباب الأزَج [3] أوقفت عليه الوقوف، وصار له جاهٌ عظيم لمَيْل الأعاجم إليه.
وكان السّلطان يأتيه يزوره والأمراء والأكابر. وكَثُرَت عنده المحتشمون والقُرّاء، واستعبد كثيرا من العلماء والفقراء بنواله وعطائه. وكان محفوظُه قليلا [4] .
وسمعته يقول: حزمة حزن خيرٌ من أعدال أعمال.
وقال ابن السَّمْعانيّ: سمعته يقول: رُبَّ طالبٍ غير واجد، وواجد غير طَالِب.
وقال: نشاط القائل على قدْر فَهْمِ المستمع.
وقال ابن الْجَوْزِيّ: كان يميل إلى التّشيُّع ويدلّ بمحبَّة الأعاجم له، ولا يعظّم بيتَ الخلافة كَمَا ينبغي، فسمعته يقول: تتولّانا وتغفل عنّا، فما تصنع بالسّيف إذا لم تكن قتّالا، فغيّر حلية السيف وضعها لك خلخالا. ثُمَّ قال:
تُوَلّي اليهودَ فيسُبُّون نبيَّك يوم السّبت، ويجلسون عن يمينك يوم الأحد. ثُمَّ صاح: اللَّهمّ هَلْ بلّغت.
قال: فبقيَتْ هذه الأشياء فِي النُّفوس حَتَّى مُنِع من الوعظ. ثُمَّ قدِم السّلطان مَسْعُود، فجلس بجامع السّلطان، فحدّثني فقيه أنّه لمّا جلس قال لمّا
__________
[1] وكان قدم إليها سنة 516.
[2] في المنتظم.
[3] بالتحريك. محلّة معروفة ببغداد.
[4] في المنتظم زيادة: فكان يردّد ما يحفظه.
قال ابن الجوزي: وحدّثني جماعة من الفقراء أنه كان يعيّن لهم ما يقرءون بين يديه ويتحفّظ الكلام عليه.
سمعته يوما يقول في مجلس وعظه: الحكمة في المعراج لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ رأى ما في الجنة والنار ليكون يوم القيامة على سكون لا انزعاج فيه فلا يزعجه ما يرى لتقدّم الرؤية، ولهذا المعنى قلبت العصا حيّة يوم التكليم لئلا ينزعج موسى عند إلقائها بين يدي فرعون.(38/60)
حضر السّلطان: يا سُلطان العالم، مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه أمرني أن أجلس، ومحمد أبو عَبْد اللَّه منعني أن أجلس، يعني المقتفي.
وكان إذا نبغ واعظٌ سعى فِي قطْع مجلسه. وكان يلقّب بالبرهان. فَلَمّا مات السّلطان أُهين الغَزْنَويّ، وكان معه قريةٌ فأُخِذَت منه، وطولب بمُغَلِّها عند القاضي. وحُبِس ثُمَّ أُطلق، ومنع من الوعظ.
وتشفّع في أمر القرية، فقال المقتفي: ألا ترضى أن نحقن دمه [1] ؟
ما زال الغَزْنَويّ يلقى الذُّلّ بعد العزّ الوافر [2] .
وتُوُفيّ فِي المُحَرَّم.
وهو والد المُسْنِد أبي الفتح أَحْمَد بْن عليّ الغَزْنَويّ، راوي التّرمذيّ [3] .
__________
[1] وقال ابن الجوزي: وحدثني عبد الله بن نصر البيع قال: أخذت من الغزنوي القرية التي كانت وقفت عليه، فاستدعاني وسألني أن أقول لابن طلحة صاحب المخزن أن يسأل فيه وقال:
هذه القرية اشترتها خاتون من الخليفة والّذي وقع عليه الشهادة صاحب المخزن فهو أعرف الخلق بالحال. قال: فجئت فأخبرته، فقال: أنا رجل منقطع عن الأشغال، وكان قد تزهد وترك العمل فعدت إليه فأخبرته فقال: لا بدّ من إنعامه في هذا، فكتب صاحب المخزن إلى المقتفي: هذا رجل قد أوى إلى بلدكم، وهو منسوب إلى العلم، فقال المقتفي: أو لا يرضى أن يحقن دمه؟
[2] وقال أبو بكر بن الحصري: سمعته يقول: من الناس من الموت أحبّ إليه من الحياة، وعنى نفسه، وكان لا يحتمل الذلّ، فمرض، فحكى الطبيب الداخل عليه أنه قد ألقى كبده، وكان مرضه في المحرّم هذه السنة، فبلغني أنه كان يعرق في مرضه ويفيق ويقول: رضا وتسليم.
وقال ابن الأثير: وكان له قبول عظيم عند السلاطين والعامّة والخلفاء، إلّا أنّ المقتفي أعرض عنه بعد موت السلطان مسعود لإقبال السلطان عليه. (الكامل)
[3] ومن شعره:
كم حسرة لي في الحشا ... من ولد إذا نشا
وكم أردت رشده ... فما نشا كما أشا
وله:
يحسدني قومي على صنعتي ... لأنني في صنعتي فارس
سهرت في ليلي واستنعسوا ... هل يستوي الساهر والناعس؟(38/61)
24- عليّ بْن حَيْدَرة بْن جَعْفَر بْن المحسن [1] .
أبو طَالِب الحسينيّ، العَلوَيّ، الشريف الدّمشقيّ، نقيب العَلَوييّن.
سمع: أَبَا القَاسِم بْن أبي العلاء المصِّيصيّ، والفقيه نصر بْن إِبْرَاهِيم.
روى عَنْهُ: ابن عساكر، وولده القَاسِم، وأبو المواهب، وأبو القَاسِم ابنها صَصَرَى، وغيرهم.
وهو راوي السّابع من «فضائل الصّحابة» لخيثمة [2] .
__________
[ () ] وله:
فما تصنع بالسيف ... إذا لم تك قتّالا
فغيّر حلية السيف ... وضعه لك خلخالا
ولما مال الناس إلى ابن العبادي قلّ زبونه فكان يبالغ في ذمّه، فقام بعض أذكياء بغداد في مجلس العبادي فأنشده:
للَّه قطب الدين من واعظ ... طبّ بأدواء الورى آس
مذ ظهرت حجّته في الورى ... قام بها البرهان في الناس
(المنتظم) وورد في (تاريخ إربل 1/ 197) : الشيخ أبو الحسن النوري، والمرجّح أنه هو «أبو الحسين الغزنوي» ، قال: أنشدنا ابن الجواليقيّ:
ذهب المبرّد وانقضت أيامه ... وسينقضي بعد المبرّد ثعلب
بيت من الآداب أصبح نصفه ... خربا وباقي بيتها فسيخرب
فابكوا لما سلب الزمان ووطنوا ... للدهر أنفسكم على ما يسلب
وتزوّدوا من ثعلب فبكأس ما ... شرب المبرّد من قليل يشرب
وأرى لكم أن تكتبوا أنفاسه ... إن كانت الأنفاس مما يكتسب
[1] انظر عن (علي بن حيدرة) في: مشيخة ابن عساكر (مخطوط) 1/ ورقة 143، وتاريخ دمشق، له، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 17/ 277 رقم 147، وسير أعلام النبلاء 20/ 250، 251 رقم 168.
[2] فضائل الصحابة، كتاب في الحديث، وضعه المسند الحافظ خيثمة بن سليمان بن حيدرة القرشي الأطرابلسي، المتوفى سنة 343 هـ. ولم يصلنا منه سوى الجزء الثالث، منه نسخة خطّية ضمن مجموع رقم 110 قسم 3 في المكتبة الظاهرية، ونسخة أخرى ضمن مجموع رقم 92/ 8 قسم 3 بالظاهرية أيضا، وقد قمت بتحقيقهما ونشرتهما في كتاب بعنوان «من حديث خيثمة بن سليمان الأطرابلسي» ، وأصدرته دار الكتاب العربيّ، بيروت 1400 هـ/ 1980 م.(38/62)
تُوُفّي فِي جُمادى الآخرة، ودُفِن بمقابر باب الصّغير.
25- عليّ بْن أبي تراب بْن فيروز.
أبو الْحَسَن الزّنْكويّ [1] ، ثُمَّ البغداديّ، الخيّاط.
سمع: أَبَا الفضل مُحَمَّد بْن عَبْد السّلام، وأبا الْحُسَيْن بْن المبارك بْن الصَّيْرَفيّ.
قال ابن السَّمْعانيّ: كتب لي جزءا عن شيوخه، وقرأته عليه ووُلِد سنة أربع وسبعين.
ومات فِي ثاني ربيع الأوّل.
- حرف الميم-
26- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه [2] بْن خِيَرَة [3] .
أبو الوليد القُرْطُبيّ.
قال ابن بشكوال [4] : روى عن جماعةٍ من شيوخنا وصحِبنَا عندهم، وكان من جِلَّة العلماء الحفّاظ، متفنّنا فِي المعارف كلّها، جامعا لها، كثير الدّراية، واسع المعرفة، حافل الأدب [5] .
وتُوُفيّ بزَبِيد فِي شوّال، وله اثنتان وستّون سنة [6] .
__________
[1] لم أجد هذه النسبة.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الله القرطبي) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 592 رقم 1302، والديباج المذهب 321، والمقفّى الكبير للمقريزي 6/ 105، 106 رقم 2548.
[3] خيرة: بكسر الخاء المعجمة وفتح الياء المنقوطة من تحتها باثنتين.
[4] في الصلة 2/ 592، 593.
[5] مولده سنة 489 هـ.
[6] وقال المقريزي: خرج من قرطبة في الفتنة بعد ما درّس بها وانتفع الناس به فروع الفقه وأصوله، وأقام بالإسكندرية، خوفا من بني عبد المؤمن بن علي، ثم قال: كأني والله بمراكبهم قد وصلت إلى الإسكندرية، فسافر إلى مصر بعد ما روى عنه السلفي، وأقام بها مدّة. ثم قال: والله ما مصر والإسكندرية بمتباعدتين، فسافر إلى الصعيد، وحدّث في قوص بالموطأ، ثم قال: والله ما يصلون إلى مصر ويتأخّرون عن هذه البلاد! فمضى إلى مكة وأقام بها. ثم قال: وتصل إلى هذه البلاد ولا تحجّ؟ ما أنا إلّا هربت منه إليه! ثم دخل اليمن،(38/63)
27- مُحَمَّد بْن عَبْد الخالق [1] .
الإمام أبو المحامد السَّمَرْقَنْديّ، الكِنْديّ [2] .
وَرِعٌ، عارفٌ بالفِقْه، له حلقة إشغال.
كتب عَنْهُ أبو سَعْد السَّمْعانيّ [3] . وكُندي من قرى سَمَرْقَند [4] .
28- مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن سلامة بْن عُبَيْد اللَّه بْن مَخْلَد [5] .
أبو عَبْد الكَرْخيْ، البغداديّ، الُّرطَبيّ [6] . من كرْخ جدّان [7] ، لا كرخ بغداد.
__________
[ () ] فلما رآها قال: هذه أرض لا يتركها بنو عبد المؤمن، فتوجّه إلى الهند، فأدركته وفاته بها سنة إحدى وخمسين وخمسمائة.
وقيل: بل مات بزبيد من مدن اليمن.
وكان من كبار فقهاء المالكية، يتصرّف في علوم شتّى، حفظة للآداب، عارفا بشعراء الأندلس، وكان علمه أو في من منطقه. ولم يرزق فصاحة ولا حسن إيراد.
[1] انظر عن (محمد بن عبد الخالق) في: الأنساب 10/ 487، ومعجم البلدان 4/ 482، واللباب 3/ 115، والمشتبه في الرجال 2/ 554، وتوضيح المشتبه 7/ 341، والإستدراك لابن نقطة (مخطوط) باب: الكندي والكندي.
[2] الكندي: بضم الكاف.
[3] وهو قال: كان فقيها فاضلا، وإماما مبرّزا، ورعا، حسن السيرة. كانت له حلقة يوم الجمعة في جامعها. وسمعت منه أحاديث يسيرة، (الأنساب) .
[4] وهي إحدى قرى ساغرج. (توضيح المشتبه) .
[5] انظر عن (محمد بن عبيد الله بن سلامة) في: الأنساب 6/ 137 بالحاشية و 10/ 392، ومشيخة ابن عساكر (مخطوط) 2/ ورقة 191، وتاريخ إربل (انظر فهرس التراجم) 2/ 333 رقم 4، ومعجم الآداب لابن الفوطي 1/ 181، والاستدراك لابن نقطة (مخطوط) باب: الرطبي والزطني، والمشتبه في الرجال 1/ 319، وسير أعلام النبلاء 20/ 277 رقم 185، والعبر 4/ 144، ودول الإسلام 2/ 68، والمعين في طبقات المحدّثين 615 رقم 1776، والإعلام بوفيات الأعلام 227، وتوضيح المشتبه 4/ 202، والقاموس المحيط (مادّة: الرطب) ، وتبصير المنتبه 2/ 629، والنجوم الزاهرة 5/ 324، وشذرات الذهب 4/ 159، وتاج العروس 1/ 271.
[6] الرطبي: بضم الراء، وفتح الطاء، وفي آخرها باء موحّدة.
[7] كرخ جدّان: بضم الجيم. قال ياقوت: وسمعت بعضهم يفتحها، والضم أشهر، والدال مشدّدة، وآخره نون. زعم بعض أهل الحديث أن كرخ باجدّا وكرخ جدان واحد، وليس بصحيح. فأمّا باجدّا فهو كرخ سامرّا، وأما كرخ جدّان فإنه بليدة في آخر ولاية العراق يناوح خانقين عن بعد، وهو الحدّ بين ولاية شهرزور والعراق. (معجم البلدان 4/ 449) .(38/64)
وهو ابن أخي الكرخي القاصّ أبي الْعَبَّاس أَحْمَد بْن سلامة ابن الرُّطَبيّ.
كان أحد الشُّهود المعدَّلين. كان جميل الأمر، لازما بيته، مشتغلا بما يعنيه [1] .
سمع: أَبَا القَاسِم بْن البُسْريّ، وأبا نصر الزينبي، وعاصم بن الحسن، وجماعة. وتُوُفيّ فِي شوّال.
وكان مولده فِي سنة ثمان وستّين وأربعمائة [2] .
روى عنه: ابن السمعاني، وعبد الخالق بن أسد، وداود بْن مُلاعب، وابن الأخضر، وعمر بْن أَحْمَد بْن بكْرون، ومحمد بْن عليّ بْن يحيى بْن الطّرّاح، وجماعة.
29- مُحَمَّد بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله [3] .
أبو الفتح بْن أبي الْحَسَن البِسْطاميّ، ثُمَّ البلْخيّ [4] . أخو الحافظ أبي شجاع عُمَر.
قال ابن السَّمْعانيّ: كان إماما صالحا، كثير العبادة، متواضعا [5] .
سمع الكثير ببلْخ من: أَبِيهِ، وأبي هُرَيْرَةَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الملك بْن يحيى القَلانِسيّ، وأبي القَاسِم أَحْمَد بْن مُحَمَّد الخليليّ، وإبراهيم بْن أبي نصر الأصبهانيّ، والوزير نظام المُلْك.
__________
[1] الأنساب 10/ 392.
[2] الأنساب.
[3] انظر عن (محمد بن محمد بن عبد الله) في: التحبير 2/ 222، 223 رقم 868، والأنساب 5/ 204، ومعجم البلدان 2/ 490، واللباب 12/ 393، والجواهر المضيّة 2/ 119.
[4] زاد ابن السمعاني: «الخورنقي» . وهي قرية على نصف فرسخ من بلخ، يقال لها خبنك.
(معجم البلدان/ 2/ 490) .
[5] عبارته في التحبير: شيخ من أهل العلم، خيّر، عفيف كثير العبادة، متواضع، متودّد، سليم الجانب ... كتبت عنه الكثير ببلخ، وبقريته الخورنق. كانت له إجازة عن أبي علي الوخشي الحافظ، ومن جملة ما سمعت منه كتاب «المحتضرين» لأبي بكر بن أبي الدنيا، بروايته عن أبي علي الوخشي إجازة.. وكتاب التاريخ لأبي عيسى الترمذي.
وقال في الأنساب: وكان يحضر أيام الجمعات جامع بلخ فأقرأ عليه أيضا.(38/65)
وأجاز له الحافظ أبو عليّ الوخْشي القاضي.
ولد في رمضان ستة ثمان وستّين وأربعمائة.
وتُوُفيّ فِي رمضان أيضا. روى عَنْهُ بالإجازة عبد الرحيم بن السَّمْعانيّ.
30- محمود بْن إِسْمَاعِيل بْن قادوس [1] .
القاضي، أبو الفتح الْمَصْرِيّ الكاتب، صاحب ديوان الإنشاء بالدّيار المصريّة.
أصله من دِمْياط، وهو أحد من اشتغل عليه الفاضل، وكان يعظّمه ويصفه ويُسمّيه ذا البلاغتين. وكان لا يتمكّن من اقتباس فوائده غالبا إلّا فِي ركوبه من القصر إلى منزله، ومن منزله إلى القصر، فيُسايرُهُ الفاضل ويُجاريه فِي فنون الإنشاد والشِّعْر.
وله فيمن يوسوس ويكثر التكبير وقت الإحرام:
وفاتر النيّة عنينها ... مع كثرة الرعدة والهزَّة
يكبّر [2] سبعين [3] فِي مرَّةٍ ... كأنّه صلى [4] على حمزة [5]
__________
[1] انظر عن (محمود بن إسماعيل) في: خريدة القصر (قسم شعراء مصر) 1/ 226، والروضتين 1/ ق 1/ 259، 26، والبداية والنهاية 12/ 235 وحسن المحاضرة 1/ 324، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 231 وفيه وفاته سنة ست وخمسين وخمسمائة. وهو غلط.
[2] في الروضتين، والخريدة: «مكبّر» .
[3] في الكامل، طبعة دار الكتاب العربيّ: «التسعين» .
[4] في الكامل، طبعة دار الكتاب العربيّ: «يصلي» .
[5] البيتان في: الخريدة 1/ 266، والكامل، والروضتين 1/ ق 1/ 259، والبداية والنهاية 12/ 235 وله في وصف كتاب:
مداده في الطرس لما بدا ... قبله الصّب ومن يزهد
كأنما قد حلّ فيه اللّمى ... أو ذاب فيه الحجر الأسود
ومن شعره:
زارني في الدّجا فنمّ عليه ... طيب أردانه لهذي الرقباء
والثّريا كأنها كف خود ... برزت من غلالة زرقاء(38/66)
31- مَسْعُود بْن قِلج أرسلان بْن سُلَيْمَان بْن قتلمِش [1] .
السَّلْجُوقيّ، صاحب الروم.
مات بقُونية، وتمَّلك بعده ولده قلج أرسلان.
32- المرتضى بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن الْحُسَيْن [2] .
أبو القَاسِم العلويّ. شيخ معمّر [3] .
سمع: نجيب بْن ميمون الواسطيّ.
مات بِسجسْتان فِي ذي الحجَّة، ورّخه أبو سَعْد.
- حرف النون-
33- نبا بْن مُحَمَّد بْن محفوظ [4] .
__________
[1] انظر عن (مسعود بن قلج) في: الكامل في التاريخ 11/ 210.
[2] انظر عن (المرتضى بن محمد) في: التحبير 2/ 294 رقم 974، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 259 أ، 259 ب.
[3] قال ابن السمعاني: من أهل هراة. كان علويا حسن السيرة، من بيت مشهور، عمّر العمر الطويل حتى أقعد في داره ... وأظنّ أنّ لي عنه إجازة.
[4] انظر عن (نبا بن محمد) في: ذيل تاريخ دمشق 333، ومعجم الأدباء 19/ 213، 214، والروضتين ج 1 ق 1/ 260، ومرآة الزمان 8/ 227، 228، والعبر 4/ 144، 145، والمشتبه في الرجال 1/ 122، وسير أعلام النبلاء 20/ 226، 327، رقم 219، والمعين في طبقات المحدّثين 165 رقم 1777، والإعلام بوفيات الأعلام 227، ودول الإسلام 2/ 68، ومرآة الجنان 3/ 298، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 7/ 318- 320، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 234، والبداية والنهاية 12/ 235، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 333، 334 رقم 300، وعيون التواريخ 12/ 493 وتبصير المنتبه 1/ 221، والنجوم الزاهرة 5/ 324، وبغية الوعاة 2/ 312، ومختصر تنبيه الطالب 160، 161، وشذرات الذهب 4/ 160، وتاج العروس 9/ 152 و 10/ 355، وهدية العارفين 2/ 489، ومنتخبات التواريخ لدمشق 481، ومعجم المؤلفين 13/ 75.
و «نبا» : بنون بعدها الباء الموحدة كما في: المشتبه 1/ 122، وتبصير المنتبه 1/ 221، وقد تصحفت في: الكامل في التاريخ، وطبقات الشافعية للإسنويّ، والبداية والنهاية إلى «بنا» بتقديم الباء الموحّدة على النون، وتحرّفت في مرآة الزمان إلى «بيان» .
وذكره كحّالة في (معجم المؤلّفين) مرتين: 3/ 79 باسم «بنا» بتقديم الباء على النون، وهو غلط، و 13/ 75 على الصواب، ولم يتنبّه إلى أنهما واحد.(38/67)
الشَّيْخ أبو البيان رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، شيخ الطّائفة البيانيَّة بدمشق.
كان كبير القدر، عالما، عاملا، زاهدا، قانتا، عابدا، إماما فِي اللّغة، فقيها، شافعيّ المذهب، سَلَفيَّ المعتَقَد، داعية إلى السُّنَة. له تواليف ومجاميع، وشِعر كثير، وأذكار مسموعة مطبوعة، وقبره يُزار بمقابر باب الصّغير.
ولم يذكره ابن عساكر فِي «تاريخه» ، ولا ابن خلَّكان فِي «الأعيان» .
تُوُفّي وقت الظُّهْر يوم الثّلاثاء ثاني ربيع الأوّل، ودُفِن من الغد، وشيّعه خلْقٌ عظيم.
وقرأت بخطّ السَّيّف بن المجد الشَّيْخ الفقيه أبو البَيَان نَبَا بْن محمد بن محفوظ القرشيّ، الشّافعيّ، رحمه الله، المعروف بابن الحورانيّ [1] ، سمع:
أبا الحسين عليّ بْن المَوَازينيّ، وأبا الْحُسَيْن عليّ بْن أَحْمَد بْن قُبَيْس المالكيّ.
وكان حَسَن الطّريقة، قد نشأ صبيّا إلى أن قضى متديّنا، عفيفا، مُحِبًّا للعِلم والأدب والمطالعة للغة العرب.
قلت: روى عَنْهُ: يُوسُف بْن عَبْد الواحد بْن وفا السُّلَميّ، والقاضي أسعد بْن المُنَجّا، والفقيه أَحْمَد العراقيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن الْحُسَيْن بْن عَبْدَان، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ: أَنَا العلامَّة أبو مُحَمَّد بْن قُدَامة: حَدَّثَنِي أبو المعالي أسعد بْن المُنَجّا قال: كنت يَوْمًا قاعدا عند الشَّيْخ أبي البَيَان، رحمه اللَّه، فجاءه ابن تميم الَّذِي يُدعَى الشّيخ الأمين، فقال الشَّيْخ بعد كلامٍ جرى بينهما: ويْحك، ما أنْحَسَكم، فإنّ الحنابلة إذا قيل لهم: ما الدّليل على أنّ القرآن بحرفٍ وصوت؟ قَالُوا: قال اللَّه كذا، وقال رسوله كذا، وذكر الشَّيْخ الآيات والأخبار، وأنتم إذا قيل لكم: ما الدّليل على أنّ القرآن مَعْنَى فِي النَّفْس؟ قلتم: قال الأخطل إنّ الكلام من الفؤاد.. أيش
__________
[1] في الأصل: «الحوارني» . والتصحيح من ذيل تاريخ دمشق 333، وغيره.(38/68)
هذا نصرانيٌّ خبيثٌ بَنَيْتُمْ مذهبَكم على بيت شِعْرٍ من قوله وتركتم الكتاب والسّنة!!.
وحدُّث أبو عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم المعدَّل فِي «تاريخه» قال: حكى جماعة من ثقات الدّمشقيّين أنّ طائفة من أصحاب الشَّيْخ أبي البَيَان، بعد وفاته بأربع سنين، اجتمعوا وجمعوا دراهم واتّفقوا على أن يبنوا لهم مكانا يجتمعون فيه للذِّكْر، واشتروا أخصاصا وبَوارِي ومصابيح، وشرعوا فِي حفر الأساس، والفقراء قد فرحوا وهم يعملون، فبلغ ذلك نور الدِّين، فسيَّر إليهم من منعهم، فنزل إليهم الرَّسُول من القلعة، فالتقاه الشَّيْخ نصر صاحب أبي البَيَان، فقال له: أنت رسول محمود بمنع الفقراء من البناء؟ قال: نعم. قال: ارجع إليه وَقُلْ بعلامة ما قمت فِي جوف اللّيل وسألت اللَّه أن يرزقك ولدا ذَكَرًا من فلانة وواقَعْتَها لا تتعرَّض إلى جماعة الشَّيْخ ولا تمنعهم.
فعاد الرَّسُول إلى السّلطان وأخبروه فقال: والله العظيم ما تفوّهت بهذا لمخلوق. ثُمَّ أمر بعشرة آلاف درهم ومائة حِمْل خشب ليبنوا بها. فبنوا الرباط، ووقف عليه مزرعة بجسرين.
هذه الحكاية منقطعة لا تصحّ.
وقال الشَّيْخ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الأرْمُوِيّ: أخبرني والدي، عن جدّي، عن الشَّيْخ عَبْد اللَّه البطائحيّ قال: رأيت الشَّيْخ أَبَا البَيَان والشيخ رسلان مجتمعين بجامع دمشق، فسألت اللَّه أن يحجبني عَنْهُمَا حَتَّى لا يشتغلا بي، وتبِعْتُهما حَتَّى صعِدا إلى أعلى [1] مغارة الدّم، وقعدا يتحدّثان، وإذا بشخص قد أتى كأنّه طائر فِي الهواء، فجلسا بين يديه كالتّلميذين، وسألاه عن أشياء من جُملتها: على وجه الأرض بلد ما رَأَيْته؟ قال: لا، فقالا: هَلْ رَأَيْت مثل دمشق؟ قال: ما رَأَيْت مثلها. وكانوا يخاطبونه يا أَبَا الْعَبَّاس، فعلمت أنّه الخَضِر عليه السّلام، فقلت: لو أنّ صحَّة هذه الحكاية عن عبد الله البطائحيّ
__________
[1] في الأصل: «أعلا» .(38/69)
فهو ظنٌّ منه فِي أنّ ذلك الشّخص الخضِر، ومن النّاس من يقول إنّ الخضِر مرتبة من وصل إليها يُسمّى الخضِر كالقُطْب والغَوْث، والله أعلم [1] .
- حرف الواو-
34- الواثق بْن تمّام بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن أبي عِيسَى [2] .
أبو مَنْصُورٌ الهاشميّ، الْعَبَّاسيّ، العِيسَوِيّ، البغداديّ، العتّابيّ [3] .
سمع: عَبْد الخالق بْن هبة اللَّه المفسّر، ومحمد بْن عَبْد اللَّه المستعمل.
روى عَنْهُ: يحيى بْن الْحُسَيْن الأواني [4] ، وعبد العزيز بْن الأخضر.
تُوُفّي فِي شعبان عن بضعٍ وثمانين سنة [5] .
- حرف الياء-
35- يحيى بْن سلامة بن الحسين بن عبد الله [6] .
__________
[1] وقال ابن القلانسي: وكان حسن الطريقة مذ نشأ، صيّنا إلى أن قضى، متديّنا، ثقة، عفيفا، محبّا للعم والأدب والمطالعة للغة العرب، وكان له عند خروج سريره لقبره في مقابر الصغيرة المجاورة لقبور الصحابة من الشهداء رضي الله عنهم يوم مشهور من كثرة المناسقين والمتأسفين عليه. (ذيل تاريخ دمشق) .
وقال سبط ابن الجوزي: وحكى لي بعض مشايخه بدمشق أن أبا البيان دخل يوما من باب الساعات إلى جامع دمشق، فنظر إلى أقوام في الحائط الشمالي وهم يبلون أعراض الناس، فاستقبل القبلة ورفع يديه وقال: اللَّهمّ كما أنسيتهم ذكرك فأنسهم ذكري (مرآة الزمان 8/ 228) .
[2] انظر عن (الواثق بن تمّام) في: معجم الألقاب لابن الفوطي 4/ 862، وتاريخ إربل 1/ 198.
[3] ووصف بالمقرئ المحدّث.
[4] الأواني: بفتح الهمزة والواو المخفّفة، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى أوانا وهي قرية على عشرة فراسخ من بغداد عند صريفين على الدجلة (الأنساب 1/ 379) .
[5] وكان مولده سنة 466 هـ. وقال ابن الفوطي إن ابن الجوزي ذكره في تاريخه، ولكنه غير موجود في المطبوع من (المنتظم) .
[6] انظر عن (يحيى بن سلامة) في: الأنساب 4/ 154 (الحصكفي) و 8/ 256، 257 (الطنزي) ، وخريدة القصر (قسم شعراء الشام) 2/ 431- 540، والمنتظم 10/ 183- 188 رقم 276 (18/ 128- 133 رقم 4227) وفيات سنة 553 هـ، ومعجم البلدان 4/ 44، ومعجم الأدباء 20/ 18، 19، والكامل في التاريخ 11/ 239، 240 وفيات سنة 553 هـ.) وفيه:(38/70)
الخطيب، مُعِين الدِّين أبو الفضل الحَصْكَفِيّ، نسبة إلى حصن كِيفا [1] .
تأدَّب ببغداد على أبي زَكَرِيّا التَّبْريزيّ.
وقرأ الفقه وجوَّدَه، ثُمَّ نزل ميّافارقين وولي خطابتها والفتوى بها.
واشتغل عليه أهلُها. وله ديوان معروف، وخُطَب، ورسائل.
قال العماد فِي «الخريدة» [2] : كان علّامة الزّمان فِي علمه، ومقرئ العصر فِي نَثْره ونظْمه، له الرجيع البديع، والتّجنيس النّفيس، والتّقسيم المستقيم، والفضل السّائر المقيم [3] .
ومن شعره:
وخَليع بِثُّ أعذُلُهُ ... ويرى عَذْلي من العَبَثِ
قلتُ: إنَّ الخَمرَ مَخْبَثَةٌ ... قال: حاشاها من الخَبَثِ
قلت: فالأَرْفاث تمنعها [4] ... قال: طَيِّبُ العَيْشِ فِي الرَّفَثِ
قلت: منها القَيْءُ قال: أَجَلْ ... شَرُفَتْ عن مَخْرَج الحَدَث
وسأجْفُوها [5] ، فقلت: مَتَى؟ ... قال: عند الكَوْن في الجدث [6]
__________
[ () ] «يحيى بن سلامة بن الحسن بن محمد» ، واللباب 1/ 369 و 2/ 286، ومرآة الزمان 8/ 232 في وفيات 553 هـ.، ووفيات الأعيان 6/ 205- 210، وتاريخ إربل 5/ 251، والمختصر في أخبار البشر 3/ 34، والبدر السافر (مخطوط) ورقة 222، وتاريخ ابن الوردي 2/ 93، 94، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 7/ 330- 332، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 438، 439، والبداية والنهاية 12/ 238- 240، وعيون التواريخ 12/ 511- 516، ومرآة الجنان 3/ 298، والنجوم الزاهرة 5/ 328، وشذرات الذهب 4/ 168، 169، وذيل تاريخ الأدب العربيّ 1/ 733، والأعلام 9/ 183، وفهرس مخطوطات الموصل للحلبي 48.
وسيعاد في وفيات 553 هـ. برقم (167) .
[1] حصن كيفا: بين جزيرة ابن عمر وميافارقين.
[2] قسم شعراء الشام 2/ 431.
[3] وقال ابن الأثير: الأديب بميافارقين، وله شعر حسن ورسائل جيّدة مشهورة، وكان يتشيّع، ومولده بطنزة. (الكامل) .
[4] في الكامل: «تتبعها» .
[5] في الكامل: «وسأسلوها» .
[6] الكامل في التاريخ 11/ 240، معجم الأدباء 7/ 282، عيون التواريخ 12/ 511.(38/71)
وله فِي مُغَنّ:
ومُطرب قولُهُ بالكُره مسموعُ ... مُحَجَّبٌ عن بيوت النّاس ممنوع
غنّى فبرَّق عينيه وحوّل لِحْيَيْه ... فقلنا: الفتى، لا شكّ، مصروع
وقطَع الشَّعْر حَتَّى ودّ أكثَرُنا ... أنّ اللّسان الَّذِي فِي فِيهِ مقطوع
لم يأتِ دعوةَ أقوامٍ بأمرهم ... ولا مضى قَطُّ إلّا وهو مصفُوع
تُوُفّي الخطيب الحَصْكَفيّ سنة إحدى وخمسين، وقيل: سنة ثلاثٍ.
36- يحيى بن عبد الباقي بن محمد [1] .
أبو بَكْر البغداديّ، الغزّال.
سمع: مالكا البانياسي، ورِزق اللَّه التّميميّ، وحمد الحدّاد الأصبهانيّ، وجماعة [2] .
روى عَنْهُ: أبو سَعْد السَّمْعانيّ، وأحمد بْن حمزة بْن المَوَازِينيّ، وجماعة.
وتوفّي في شوّال.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن عبد الباقي) في: المنتظم 10/ 168 رقم 260 (18/ 110 رقم 4210) ، والتقييد 485 رقم 658، وتجريد الوافي بالوفيات لابن حجر (مخطوط) ورقة 258.
[2] وقال ابن نقطة: سمع «مسند أبي داود الطيالسي» و «حلية الأولياء» من حمد بن أحمد الحدّاد ... حدثنا عنه غير واحد من أشياخنا، فسماعه صحيح. (التقييد) .(38/72)
سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة
- حرف الألف-
37- أَحْمَد بْن أَحْمَد بْن علي بْن أَحْمَد بْن الخرّاز [1] .
أبو عليّ الحَريمّي [2] ، البغداديّ.
قال ابن السَّمْعانيّ: شيخ صالح، مستور، متديّن، لازم لمسجده.
سمع: أَبَا الغنائم مُحَمَّد بْن عليّ الدّقّاق، وولد فِي سنة خمسٍ وسبعين وأربعمائة قرأتُ عليه جزءا من «أمالي المَحَامِليّ» - قلت: هُوَ الجزء الأوّل، لأنَّه كان يرويه عن أبي الغنائم، وتفرّد به- وما كأنّه روى سواه.
بلى، روى جزءا عن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الجبَّان العَطَّار، عن أَحْمَد بْن عُمَر بْن الإسكاف، وروى جزءا عن، طراد الزَّيْنَبيّ، وآخر عن مالك البانياسيّ.
وتُوُفيّ فِي أوّل ذي الحجَّة.
وقد روى عَنْهُ: عَبْد الخالق بْن أسد، وعمر بْن طَبَرْزَد، وأبو عليّ الْحُسَيْن بْن الزَّبِيديّ، ومحمد وعبد الواحد ابنا المبارك ابن المستعمل.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن أحمد) في: الإعلام بوفيات الأعلام 227، والعبر 4/ 147، وسير أعلام النبلاء 20/ 327 رقم 220، والمشتبه في الرجال 1/ 161، وتبصير المنتبه 1/ 331، وشذرات الذهب 4/ 161 وقد اختلطت ترجمته فيه بترجمة شمس الملوك إبراهيم بن رضوان.
[2] الحريمي: بفتح الحاء المهملة وكسر الراء، بعدهما الياء آخر الحروف وفي آخرها الميم.
نسبة إلى الحريم الطاهري محلّة كبيرة ببغداد بالجانب الغربي منها.(38/73)
وآخر من روى عنه بالإجازة ابن المقير، فَأَخْبَرَنَا صُبَيْحٌ فَتَى صَوَابٍ الْمَالِقِيُّ، أَنَا ابْنُ الْمُقَيَّرِ، أَنَا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ إِجَازَةً، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْبَيِّعِ، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ الْمَحَامِلِيُّ، ثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، نا جَرِيرٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ أُمِّ مُوسَى قَالَتْ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ الله يَقُولُ: أَمَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنَ مَسْعُودٍ أَنْ يَصْعَدَ شَجَرَةً فَيَأْتِيَهُ بِشَيْءٍ مِنْهَا. فَنَظَرَ أَصْحَابُهُ إِلَى حُمُوشَةِ سَاقَيْهِ، فَضَحِكُوا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ما تضحكون لرجل عند اللَّهِ فِي الْمِيزَانِ أَثْقَلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ أُحُدٍ» [1] . قيل اسم أمّ مُوسَى حبيبة.
وقال ابن النّجّار: كان شيخا صالحا، له سَمْتٌ حَسَنٌ، وعليه وَقار وسكينة.
قال لي بعض أهل العِلْم إنّهم يقولون إنَّ وجهه يَشْبه وجه أبي بَكْر الصَّديَّق رَضِيَ اللَّه عَنْهُ.
38- أَحْمَد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن اليُعْسُوب.
أبو الفتح البغداديّ.
سمع: أَبَا غالب مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد القزّاز، وأبا العزّ مُحَمَّد بن المختار.
وكان أديبا شاعرا.
__________
[1] حديث صحيح. أخرجه أحمد في المسند 1/ 114 و 420 و 421، وابن سعد في الطبقات الكبرى 3/ 155، وأبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 137، والبسوي في المعرفة والتاريخ 3/ 546، والحاكم في المستدرك على الصحيحين 3/ 317، وصحّحه ووافقه الذهبي في تلخيصه.
وأخرجه ابن جميع الصيداوي في معجم الشيوخ 35 رقم 87 من طريق: أبي عتّاب، عن شُعْبَة، عَنْ معاوية بْن قُرّة، عَنْ أَبِيهِ.
وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 9/ 75 رقم 8452 و 8453 و 8454.
وابن الجوزي في صفة الصفوة 1/ 399.
والهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 289 وقال: رواه البزّار، والطبراني، ورجالهما رجال الصحيح.(38/74)
روى عَنْهُ: أبو المُنَجّا بْن اللَّتَيّ.
قال ابن النّجّار: تُوُفّي رحمه اللَّه فِي سادس عشر جُمادى الآخرة.
39- أحمد بْن بختيار بْن علي بْن مُحَمَّد [1] .
القاضي أبو الْعَبَّاس المَنْدائيّ [2] ، الواسطيّ.
ولد سنة ستّ وسبعين وأربعمائة [3] ، ورحل إلى بغداد.
وسمع من: أبي القَاسِم بْن بَيَّان، وأبي غالب أَحْمَد بْن المعبّر، وأبي عليّ بْن نبهان.
وكان فقيها، إماما، بارعا فِي كتابة الشّروط، بارعا فِي اللّغة والأدب، ولي قضاء واسط مدَّةً، وهو والد أبي الفتح المَنْدَائيّ.
وحدَّث عن الحريريّ «بالمقامات» ، وصنَّف كتاب «القضاة» وغير ذلك [4] . وكان ثقة صدوقا [5] .
قال أبو سَعْد السَّمْعانيّ: قرأت عليه «مقامات الحريريّ» .
وتُوُفيّ فِي نصف جُمادى الأولى.
قلت: وقد أجاز لابن المُقَيّر.
وعنه: ابنه، وجماعة [6] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن بختيار) في: معجم الأدباء 2/ 231، 232، والمنتظم 10/ 177، 178 رقم 262 (18/ 120 رقم 4212) ، والكامل في التاريخ 11/ 218، وسير أعلام النبلاء 20/ 393 (دون ترجمة) ، والمشتبه في الرجال 2/ 624، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 6/ 14، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 436 رقم 1113، والوافي بالوفيات 6/ 261، 262 رقم 2750، والبداية والنهاية 12/ 236، وتبصير المنتبه 4/ 1399، وبغية الوعاة 1/ 129، وكشف الظنون 291 و 300، ومعجم المؤلفين 1/ 172.
[2] المندائي: بفتح الميم وسكون النون، ودال مهملة، ويقال: الماندائي. وفي (الكامل) :
«الماندايّ» . وقد تحرّفت هذه النسبة في (البداية والنهاية) إلى: «المارداني» .
[3] معجم الأدباء 2/ 231.
[4] وصنّف كتاب «تاريخ البطائح» .
[5] وقال ابن الجوزي: وكان يسمع معنا على شيخنا ابن ناصر، (المنتظم) .
[6] وقال أبو محمد عبد الله بن أحمد بن الخشّاب: أنشدني صديقنا الشيخ أبو العباس أحمد بن بختيار لنفسه في ابن المرخّم:(38/75)
40- أَحْمَد بْن جُبَيْر بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن جُبَيْر [1] .
الوزير أبو جَعْفَر الكِنَانيّ، من وُلِدَ بَكْر بْن عَبْد مَنَاة بْن كِنَانة بْن خُزيمة.
كان من وجوه أهل بَلَنْسِية.
روى عن: صهره أبي عِمران بْن أبي تليد، وأبي عَبْد اللَّه بْن خلصة وعليه قرأ الأدب.
ووَزَرَ لمروان بْن عبد العزيز عند ثورته وخروجه ببَلَنْسَية لمّا انقرضت دولة الملثّمين. وامتُحِن يوم خلْع مروان، فقبض عليه الجند، ثمّ انتقل إلى شاطبة [2] .
__________
[ () ]
قد نلت بالجهل أسبابا لها خطر ... يضيق فيها على العقل المعاذير
مصيبة عمّت الإسلام قاطبة ... لا يقتضي مثلها حزم وتدبير
إذا تجاري ذوو الألباب جملتها ... قالوا: جهول أعانته المقادير
(معجم الأدباء 2/ 232، 233) .
وقال الصفدي: إن ابن المندائي من نواحي البطيحة، نشأ بها وقرأ الأدب على أبي محمد الحريري، ودخل واسط بعد الخمسمائة واستوطنها وتفقّه بها للشافعي على قاضيها أبي عبد الله الفارقيّ وشهد عنده، وسمع الحديث من جماعة، وولي قضاء الكوفة نيابة عن أبي الفتح ابن البيضاوي قاضي الكوفة وعزل، ثم قدم بغداد وولي الإعادة بالنظاميّة، وكتب بخطه الكتب المطوّلة من الفقه والحديث والتاريخ، وكان يكتب خطا حسنا صحيحا.
أورد له ابن النجار:
إذا وعدت نعجّل ما وعدت به ... فالمطل من غير عذر آفة الجود
فإن تعذّر مطلوب بمانعة ... فاليأس أقرب مشكور ومحمود
إنّ السؤال وإن قلّت مصادره ... يوفي على كل مأمول ومعهود
وصون ماء المحيّا للفتى شرف ... وفي القناعة عزّ غير مفقود
وأورد له أيضا:
خلق أرقّ من النسيم إذا سرى ... سحرا على روض الربيع الزاهر
لو خالط البحر الأجاج أعاده ... عذبا يروق صفاؤه للناظر
(الوافي بالوفيات 6/ 262) .
[1] انظر عن (أحمد بن جبير) في: تكملة الصلة لابن الأبار 1/ 63، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة، ج 1 ق 1/ 79- 81 رقم 90.
[2] شاطبة: بالطاء المهملة والباء الموحّدة، مدينة في شرقي الأندلس وشرقيّ قرطبة. (معجم البلدان 3/ 309) .(38/76)
روى عَنْهُ: ولده أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد [1] .
41- أَحْمَد بْن عُمَر بْن مُحَمَّد بْن لقمان [2] .
أبو اللَّيْث النَّسَفيّ، ثُمَّ السَّمَرْقَنْديّ، الفقيه، مجد الدِّين الواعظ.
قال ابن السَّمْعانيّ: كان فقيها، فاضلا، واعظا، كاملا، سمّعه أبوه من جماعة.
وكان مولده في سنة سبع وخمسمائة بسمرقند.
وكان أَبُوهُ حافظا. قدم مجد الدِّين بغداد حاجّا، ثُمَّ ردّ إلى وطنه [3] ، فَلَمّا وصل إلى قُومِس [4] خرج طائفةٌ كبيرة من أهل القلاع الإسماعيليّة وقطعوا الطّريق على القافلة، وقتلوا مقتلة عظيمة من الحاجّ والعلماء، أكثر من سبعين نفْسًا، منهم مجد [الدِّين] النَّسفيّ رحمه اللَّه.
42- أَحْمَد بْن هبة اللَّه بْن أَحْمَد.
أَبُو الفضائل بْن الزَّيْتُونيّ [5] ، الهاشميّ، الْعَبَّاسيّ، الواثقيّ، البغداديّ.
سمع: طِرادًا الزَّيْنَبيّ، وثابت بْن بندار.
__________
[1] وهو صاحب الرحلة المعروفة برحلة ابن جبير.
ومن شعر أحمد بن جبير وقد قاله عند ما امتحن:
لا تكترث لعلّه ... واصبر في الله العوض
وإذا سلمت فلا يكن ... لك في حطامك من غرض
فالنفس عندي جوهر ... والمال عندي كالعرض
[2] انظر عن (أحمد بن عمر) في: المنتظم 10/ 177 رقم 211 (18/ 120 رقم 4211) ، وعيون التواريخ 12/ 499، والبداية والنهاية 12/ 236 وفيه: «أَحْمَد بن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن مُحَمَّد بْن أحمد بْن إسماعيل» ، والنجوم الزاهرة 5/ 326.
[3] وقال ابن الجوزي: وكان ينشد وقت الوداع:
يا عالم الغيب والشهادة ... مني بتوحيدك الشهادة
أسأل في غربتي وكربي ... منك وفاة على الشهادة
[4] قومس: بالضم ثم السكون، وكسر الميم، وسين مهملة. كورة كبيرة واسعة تشتمل على مدن وقرى ومزارع، وهي في ذيل جبال طبرستان وأكبر ما يكون في ولاية ملكها، وقصبتها المشهورة دامغان، وهي بين الري ونيسابور. (معجم البلدان 4/ 414) .
[5] الزّيتوني: بفتح الزاي وسكون الياء آخر الحروف وضم التاء ثالث الحروف بعدها الواو وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى اسم الجدّ. (الأنساب 60/ 339) .(38/77)
روى عَنْهُ: المبارك بْن كامل مع تقدّمه فِي مُعْجَمه، وثابت بْن مشرف، وعمر بْن أَحْمَد العَلَويّ.
وتُوُفيّ فِي صَفَر وله اثنتان وثمانون سنة.
43- إِبْرَاهِيم بْن رضوان بْن تُتش بْن ألب أرسلان [1] .
شمس الملوك، أبو نصر.
ولد سنة ثلاث وخمسمائة، ونزل على حلب مُحاصرًا لها فِي سنة ثمان عشرة وخمسمائة، وكان معه الأمير دُبَيْس بْن صَدَقة الأسَدِيُ. صاحب الحِلَّة، وبغدوين [2] ملك الفرنج.
وفي سنة إحدى وعشرين قدم أبو نصر إبراهيم هذا إلى حلب أيضا فدخلها وملكها، وفرحوا به، ونادوا بشعاره. وخرج صاحب أنطاكية فأتاها ونازَلَها، فتردّدت الرّسل لمّا ضايق حلب، فركب أبو نصر وعزيز الدّولة في خلق عظيم، فتراسلوا، فانعقدت الهدنة، وحلف لهم، وحملوا إليه ما افترضه، ولطف الله.
ثمّ بعد مدّة سار أبو نصر، وأعطاه الأتابك زنكي نصيبين، فملكها إلى أن مات فِي ثاني عشر شعبان سنة اثنتين وخمسين.
قال ابن العديم فِي «تاريخه» [3] : أخبرني بذلك بعض أحفاده.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن رضوان) في: بغية الطلب (التراجم الخاصة بالسلاجقة) انظر فهرس الأعلام 391، وزبدة الحلب 2/ 238، 243، ومفرّج الكروب 1/ 39، العبر 4/ 147، وسير أعلام النبلاء 20/ 328 رقم 221، ومرآة الجنان 3/ 299، 300، والوافي بالوفيات 5/ 347، وعيون التواريخ 12/ 505، وشذرات الذهب 4/ 161 وقد سقط من ترجمته جزء، واختلط الباقي بترجمة أَحْمَد بْن أَحْمَد بْن علي بْن أَحْمَد بْن الخرّاز.
[2] يرد في مصادر المؤرّخين المسلمين: «بغدوين» و «بلدوين» .
[3] زبدة الحلب.(38/78)
- حرف الحاء-
44- الْحَسَن [1] بْن الْحُسَيْن بْن الْحُسَيْن [2] .
الأستاذ أبو عليّ [3] الأنَدَقيّ [4] ، العارف، شيخ الصُّوفية، وكبير القوم بما وراء النَّهر. صحِب يُوسُف بْن أيّوب الهَمَذانِيّ الزّاهد بمرو مدَّةً طويلة وكان يسافر معه.
وجالس جَدّه أَبَا المظفَّر عَبْد الكريم بْن أبي حنيفة الأنْدَقيّ الفقيه المذكور فِي سنة إحدى وثمانين.
قال أبو سعد السَّمْعانيّ: هُوَ شيخ عصره أبو عليّ الأَنْدَقيّ من أهل بُخارى. وأَندقي من قُرى بُخارى. ظهرت بركتُه على جماعةٍ كثيرةٍ من أهل العِلْم والدّين، وكان صاحب طريقةٍ حسنة فِي ترتيبه المُرِيدين ودعاء الخلق إلى اللَّه تعالى، مع ما رَزَقه اللَّه تعالى من صفاء الوقت، ودوام العبادة والرياضة، واتَّباع الأثر والسُّنة النّبويّة.
وكان مهيبا، حَسَن الكلام، يتكلّم على الخواطر، وابتُلِي وامتُحِن، وظهر له جماعة من الخصوم ممّن قصد قتله، فصبر ودفع اللَّه عَنْهُ، وسلّمه من أيديهم.
وُلِدَ فِي ذي الحجّة سنة ثلاث وستّين وأربعمائة.
وتُوُفيّ فِي السّادس والعشرين من رمضان، وله تسعٌ وثمانون سنة.
قلت: ذكره أبو سَعْد في «الأنساب» [5] ، وفي معجم ولديه.
__________
[1] في الأصل: «الحسين» والتصحيح من المصادر.
[2] انظر عن (الحسن بن الحسين) في: الأنساب 1/ 363، 364، وسير أعلام النبلاء 21/ 293 (دون ترجمة) .
[3] كنيته «أبو محمد» في (الأنساب) .
[4] الأندقيّ: بفتح الألف وسكون النون وفتح الدال المهملة وفي آخرها القاف. هذه النسبة إلى أندقي وهي قرية من قرى بخارا على عشرة فراسخ. (الأنساب 10/ 363) .
[5] وفيه قال: لقيته أولا بمرو في خانقاه الشيخ (يوسف بن أيوب الهمدانيّ) ولم أكن عرفته، ثم(38/79)
وروى عَنْهُ ولده عَبْد الرحيم حديثا واحدا بروايته عن يُوسُف الهَمَذانِيّ.
45- الْحُسَيْن بْن سَعْد [1] .
أبو شجاع ابن القَوَارِيريّ [2] ، البغداديّ، البزّاز، أخو يعيش بْن سَعْد قاضي باب البصْرة.
سمع: ثابت بْن بُندار، وابن سَوْسَن التّمّار.
قال ابن الأخضر: كان متكلّما أشعريّا.
وقال السَّمْعانيّ: شيخ صالح.
روى عَنْهُ: هُوَ، وابن عساكر.
مات فِي شوّال.
46- الْحُسَيْن بْن نصر بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن القَاسِم بْن خميس [3] .
الْجُهَنيّ [4] ، الكَعْبيّ [5] ، المَوْصِليّ، القاضي أبو عَبْد اللَّه، قاضي رحْبَة مالك بن طوق.
__________
[ () ] لقيته ببخارا وتردّدت إليه وتبرّكت به، وكان يكرمني غاية الإكرام، والله تعالى يرحمه ويجزيه أحسن الأجزاء، سمعت منه أحاديث يسيرة بروايته عن شيخنا يوسف الهمدانيّ متبركا به.
[1] انظر عن (الحسين بن سعد) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، ومشيخة ابن عساكر.
[2] القواريري: بفتح القاف والواو، والراء المكسورة بعد الألف والياء المنقوطة من تحتها باثنتين بعد الراءين. هذه النسبة إلى القوارير. وهي عمل القارورة وبيعها. (الأنساب 10/ 254) .
[3] انظر عن (الحسن بن نصر) في: معجم البلدان 2/ 194، واللباب 1/ 318، ووفيات الأعيان 2/ 139، 140، وسير أعلام النبلاء 20/ 291، 292 رقم 197، ومرآة الجنان 3/ 302، 303، والوافي بالوفيات 13/ 78 رقم 66، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 7/ 81، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 488، 489، وكشف الظنون 30، 359، وشذرات الذهب 4/ 162، وإيضاح المكنون 2/ 557، وهدية العارفين 1/ 313، والفهرس التمهيدي 448، وفهرس مخطوطات التاريخ بالظاهرية 695، ومعجم المؤلفين 4/ 66، وفهرس المخطوطات المصورة، لطفي عبد البديع 2/ 167.
[4] الجهنيّ: بضم الجيم وفتح الهاء وفي آخرها النون: هذه النسبة إلى جهينة وهي قرية من قرى الموصل. قال ابن الأثير إنّ ابن السمعاني فاته أن يذكرها مع أن منها شيخه هذا. (اللباب 1/ 318، وانظر: معجم البلدان 2/ 194، ووفيات الأعيان 2/ 139) .
[5] الكعبي: بفتح الكاف وسكون العين المهملة وبعدها ياء موحّدة، هذه النسبة إلى بني كعب، وهم أربع قبائل ينسب إليها. قال ابن خلكان: ولا أعلم المذكور إلى أيّها ينتسب. (وفيات الأعيان 2/ 140) .(38/80)
قال ابن السَّمْعانيّ: إمام فاضل، حَسَن الأخلاق، بهيّ المنظر. قدم بغداد قبل الثّمانين وأربعمائة، وسمع بها: قاضي القُضاة أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن المظفَّر السّامي، وطِرادًا الزَّيْنَبيّ، وأحمد بْن عَبْد القادر بْن يُوسُف، ونصر بْن البَطِر.
وسمع بالموصل: أَبَا نصر بْن وَدْعان وأثبت عليه أحاديث.
وقال لي: وُلِدت فِي المُحَرَّم سنة ستّ وستين وأربعمائة بالموصل.
ثمّ ظفرت بوفاته، وأرّخها ابن خلِّكان وابن النّجّار سنة اثنتين وخمسين [1] .
- حرف السين-
47-[سرخاك] [2] .
الأمير الكبير فخر الدِّين، متولي قلعة بُصْرَى.
قُتِلَ فِي شوّال غِيلةً بالقلعة بتدبير من زوج بنته الأمير عليّ بن جولة ومن وافقه من أعيان خاصَته مع أنّه كان رحمه اللَّه يبالغ فِي التّحرُّز والتيقّظ، لكنّه الأَجَل.
48- سَعْد بْن مُحَمَّد بْن أبي عُبَيْد [3] .
أبو مُحَمَّد الدَّسْتَجِرْديّ [4] ، المرْوَزِيّ، خطيب دَسْتِجِرْد. فقيه صالح.
__________
[1] وذكر المؤلّف الذهبي- رحمه الله- في (سير أعلام النبلاء 20/ 292) : وما وقع لنا حديثه بعلوّ وله مصنّفات: «منهج التوحيد» ، و «تحريم الغيبة» ، و «أخبار المنامات» ، و «لؤلؤة المناسك» ، و «مناقب الأبرار» ، و «فرح الموضح على مذهب زيد بن ثابت» ، و «منهج المريد» .
[2] في الأصل بياض، واستدركت الاسم من: كتاب الروضتين ج 1 ق 1/ 286.
[3] انظر عن (سعد بن محمد) في: معجم البلدان 2/ 454، 455.
[4] الدستجردي: ضبطها ابن السمعاني بفتح الدال وسكون السين المهملتين، وكسر التاء المنقوطة من فوقها بنقطتين وكسر الجيم وسكون الراء وكسر الدال المهملة، (الأنساب(38/81)
سمع: أَبَا الفتح عُبَيْد اللَّه [1] بْن مُحَمَّد الهشاميّ، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل اليعقوبيّ.
روى عَنْهُ: عَبْد الرحيم بْن السَّمْعانيّ.
وتُوُفيّ [فِي] رمضان رحمه الله [2] .
49- سنجر بن السّلطان ملك شاه بْن السّلطان ألْب رسلان بْن السّلطان جغربيك بْن ميكائيل بْن سُلَيْمَان بْن سلْجُوق [3] .
سلطان خُرَاسَان، وغَزْنَة، وما وراء النّهر. وخُطِب له بالعراق، والشّام، والجزيرة، وأَذَرْبَيْجان، وأرّان، وديار بَكْر، والحرمين [4] . ولقبه السّلطان
__________
[5] / 309) أما ياقوت فضبطها مثله ولكن بفتح التاء. (معجم البلدان 2/ 454) .
وهذه النسبة إلى عدّة من القرى اسمها دستجرد، منها بمرو قريتان، ومنها بطوس قريتان أيضا، ومنها ببلخ، ومنها بسرخس، ومنها بأصبهان عدّة قرى تسمّى كل واحدة دستجرد.
وقال البشاري: دستجرد مدينة بالصغانيان.
أما دستجرد المقصودة هنا فهي دستجرد مرو، قرية عند الرمل من نواحيها.
[1] في معجم البلدان «عبد الله» .
[2] وكان مولده سنة 477 هـ.
[3] انظر عن (سنجر بن ملك شاه) في: الأنساب 7/ 159 (السنجاري) ، والمنتظم 10/ 178 رقم 263 (18/ 121 رقم 4213) ، ومعجم البلدان 3/ 262 (سنجر) ، وتاريخ دولة آل سلجوق 236- 259، والكامل في التاريخ 11/ 222، 223، وبغية الطلب (التراجم الخاصة بتاريخ السلاجقة) 230، 238، 256، ووفيات الأعيان 2/ 427، 428، والروضتين ج 1 ق 1/ 288، وآثار البلاد وأخبار العباد 386، 396، 415، 473، 587، وزبدة التواريخ 233، ونهاية الأرب 26/ 389- 391، والمختصر في أخبار البشر 3/ 33، والعبر 4/ 147، 148، والإعلام بوفيات الأعلام 227، وسير أعلام النبلاء 20/ 362- 365 رقم 252، ودول الإسلام 2/ 69، وتاريخ ابن الوردي 2/ 92، والوافي بالوفيات 15/ 471، 472، ومرآة الجنان 3/ 300، والبداية والنهاية 12/ 237، وعيون التواريخ 12/ 501، ومآثر الإنافة 2/ انظر فهرس الأعلام 383، وتاريخ ابن خلدون 5/ 56 و 70 و 73 و 74، والكواكب الدرّية 154، وتبصير المنتبه 2/ 297، والنجوم الزاهرة 5/ 326، 327، وشذرات الذهب 4/ 161، 162 وفيه: «أحمد سنجر» ، وأخبار الدول (الطبعة الجديدة) 2/ 169، 177، 456، 463، 464، وتاج العروس 3/ 280، ومعجم الأنساب والأسرات الحاكمة 333.
[4] قال ابن الأثير: أطاعه السلاطين وخطب له على أكثر منابر الإسلام بالسلطنة نحو أربعين سنة، وكان فيها يخاطب بالملك عشرين سنة. (الكامل 11/ 222) .(38/82)
الأعظم معزّ الدِّين، أبو الحارث، واسمه بالعربيّ أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن دَاوُد. كذا ساقه ابن السَّمْعانيّ، وقال فِي أَبِيهِ الْحَسَن إن شاء اللَّه.
ثُمَّ قال: وُلِدَ بسِنْجَار [1] من بلاد الجزيرة فِي رجب سنة تسع [2] وسبعين [3] وأربعمائة حين تَوَجَّه أَبُوهُ إلى غَزْو الرّوم، ونشأ ببلاد الخَزَر، وسكن خُرَاسَان، واستوطن مرْو [4] .
وقال ابن خِلِّكان [5] : تولّى المملكة نيابة عن أخيه بركياروق سنة تسعين وأربعمائة، ثمّ استقلّ بالسّلطنة سنة اثنتي عشرة وخمسمائة.
وقال ابن السَّمْعانيّ: وكان فِي أيّام أخيه يُلقَّب بالملك المظفَّر إلى أن تُوُفّي أخوه السّلطان مُحَمَّد بالعراق فِي ذي الحجَّة سنة إحدى عشرة، فلقِّب بالسّلطان.
وقال: ورث المُلْك عن آبائه وزاد عليهم. ملك البلاد، وقهر العباد، وخُطِب له على أكثر منابر الإسلام. وكان وقورا، حييّا، سخيا، كريما، مشفقا، ناصحا لرعيّته، كثير الصّفح. صارت أيّام دولته تاريخا للملوك، وجلس على سرير المُلْك قريبا من ستّين سنة. أقام ببغداد، وانصرف منها إلى خُرَاسَان، ونزل مَرْو، وكان يخرج منها ويعود.
قال: وحكى أنه دخل مع أخيه مُحَمَّد إلى الإمام المستظهر باللَّه، قال:
فَلَمّا وقفنا بين يديه ظنّ أني أَنَا هُوَ السّلطان، فافتتح كلامه، فخدمتُ وقلت:
يا مولانا أمير المؤمنين السّلطان هُوَ وأشّرْتُ إلى أخي. ففوَّض إليه السّلطنة، وجعلني وليّ العهد بعده بلفظه [6] .
__________
[1] سنجار: بكسر السين، وسكون النون، وفتح الجيم، والراء. مدينة بالجزيرة، ولد بها سنجر فسمي باسمها. (الأنساب 7/ 159، معجم البلدان 3/ 262) .
[2] في تاريخ دولة آل سلجوق، ص 236: مولده سنة 471 هـ.
[3] في الأصل: «تسع وتسعين» ، وهو غلط.
[4] الكامل 11/ 222.
[5] في وفيات الأعيان 2/ 428.
[6] المنتظم.(38/83)
قال ابن السَّمْعانيّ: واتّفق أنّ فِي سنة إحدى وتسعين لمّا هزم عساكر أخيه والأمير حبشيّ كان فتْحًا عظيما فِي الإسلام، فإنْ أكثر ذلك العسكر كان ممّن يميل عن الحقّ. فبلغ ذلك الإمام أَبَا الْحَسَن عليّ بْن أَحْمَد المَدِينيّ المؤذّن، فصلّى ركعتين، وسجد شكرا للَّه تعالى.
ثمّ أجاز للسّلطان سَنْجَر جميع مسموعاته، فقرأت عليه بها أحاديث.
وكان قد حصل له طَرَش [1] .
قال ابن الْجَوْزِيّ [2] : واتّفق أنّه حارب الغُزّ، يعني قبل الخمسين، فأسروه، ثُمَّ تخلص بعد مدَّة وجمع إليه أطرافه بمرو.
وقال ابن خِلِّكان [3] : كان من أعظم الملوك هِمَّةً، وأكثرهم عطاء.
ثُمَّ قال: ذُكر أنّه اصطبح خمسة أيّام متوالية، ذهب فِي الْجُود كلّ مذْهب، فبلغ ما ذهب من العين سبعمائة ألف دينار، سوى الخلع والخيل [4] .
قال: وقال خازنه: اجتمع فِي خزائنه من الأموال ما لم يُسمع أنّه اجتمع فِي خزائن أحدٍ من ملوك الأكاسرة. وقلتُ له يَوْمًا: حصل فِي خزائنك ألف ثوب ديباج أطلس، وأُحبّ أن تنظرها. فسكت، فأبرزْتُ جميعَها فحمد اللَّه، ثُمَّ قال: يَقْبُحُ بمِثْلي أن يُقال: مالَ إلى المالِ. وأذِن للأمراء فِي الدّخول، فدخلوا عليه، ففرَّق عليهم الثّياب وتفرَّقوا [5] .
قال: اجتمع عنده من الجواهر ألف وثلاثون رِطْلًا، ولم يُسمع عند أحدٍ من الملوك يُقارب هذا.
وقال ابن خِلِّكان [6] : ولم يزل أمره فِي ازديادٍ إلى أن ظهرت عليه الغُزّ فِي سنة ثمانٍ وأربعين، وهي واقعة مشهورة استشهد فيها الفقيه محمد بن
__________
[1] المنتظم.
[2] في المنتظم.
[3] في وفيات الأعيان.
[4] تاريخ دولة آل سلجوق 251.
[5] تاريخ دولة آل سلجوق 251، 252.
[6] في وفيات الأعيان.(38/84)
يحيى فكسروه وانْحَل نظام مُلْكه، وملكوا نَيْسابور، فقتلوا بها خلْقا كثيرا، وأسروا السّلطان سَنْجَر، وأقام فِي أسْرهم خمسَ سِنين [1] .
قلت: بل بقي فِي أسرهم ثلاث سِنين وأربعة أشهر.
وتغلَّب خُوارَزْم شاه على مرْو، يعني بعده. وتفرّقت مملكة خُراسان.
وتُوُفيّ فِي رابع عشر ربيع الأوّل سنة اثنتين بعد خلاصه من الأَسْر [2] ، وانقطع بموته استبداد الملوك السّلجوقيَّة بخُراسان. واستولى على أكثر مملكته السّلطان خُوارزْم شاه أَتْسِز بْن مُحَمَّد بْن نُوشْتِكين.
أتْسِز تُوُفّي قبله، فلعلّه أراد خُوارَزْم شاه أرسلان بْن أتسز بْن مُحَمَّد، والله أعلم.
وقال ابن السَّمْعانيّ: تُوُفّي فِي رابع وعشرين ربيع الأول، وهو الصحيح. وأظنّ ذَلِكَ غلطا من النّاسخ. ودُفِن فِي قبّة بناها وسمّاها دار الآخرة.
قال ابن الْجَوْزِيّ [3] : ولمّا بلغ خبر موته إلى بغداد قُطعت خطْبته، ولم يُعقد له العزاء، فجلست امْرَأَة سُلَيْمَان للعزاء، فرآها المقتفي باللَّه وأقامها.
وقال ابن السَّمْعانيّ: تسلطن بعده ابن أخته الخاقان محمود بْن مُحَمَّد بْن بغراجان.
- حرف الصاد-
50- صلاح [الدِّين] [4] .
متولّي حمص.
__________
[1] وأسرت خاتون زوجة السلطان وبقيت في الإسار إلى أن فديت بخمسمائة ألف دينار. (تاريخ دولة آل سلجوق 254) .
[2] هكذا قال العماد باختصار البنداري في تاريخ دولة آل سلجوق 236.
[3] في المنتظم.
[4] في الأصل بياض، والمستدرك من: ذيل تاريخ دمشق 347، وكتاب الروضتين ج 1 ق 1/ 286.(38/85)
وكان قد تقدَّم عند الأتابَك زنْكيّ بالمناصحة وسَداد الرأي، فَلَمّا شاخ عجز عن ركوب الفَرَس. وكان يُحمل فِي المِحَفَّة.
وخَلَفَه من بعده فِي حمص أولاده، ثُمَّ تملّكها أسد الدِّين وذُريته.
- حرف الطاء-
51- طاهر بْن حَيْدَرة بْن مفوَّز بْن أَحْمَد بْن مُفّوَّز [1] .
أبو الْحَسَن المَعَافِريّ، الشّاطبيّ.
سمع: أخاه أَبَا بَكْر، وأبا علي الصَّدَفيّ.
وأجاز له عمّه طاهر بْن مُفَوَّز الحافظ.
قال الأبّار [2] : وكان فقيها حافظا، مُقَدَّمًا فِي عِلم الفرائض يُلجأ إليه فِي ذلك. وولي قضاء شاطِبَة. ثُمَّ استعفى فأُعْفي.
روى عَنْهُ: ابناه أبو بَكْر عَبْد اللَّه، ومُفوَّز.
وتُوُفيّ فِي المُحَرَّم.
- حرف العين-
52- عبد الباقي بن محمد بن عبد الباقي [3] .
أبو مَنْصُورٌ التّميميّ، المَوْصِليّ، الدّمشقيّ.
قرأ القرآن على أبي الوحش سبيع.
__________
[1] انظر عن (طاهر بن حيدرة) في: تكملة الصلة لابن الأبار 342، ومعجم شيوخ الصدفي 91، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (بقية السفر الرابع) 153 رقم 279.
[2] في تكملة الصلة 342.
[3] انظر عن (عبد الباقي بن محمد) في: تاريخ دمشق (المطبوع) 39/ 415، 416، سير أعلام النبلاء 20/ 293 (دون ترجمة) .(38/86)
وسمع: الشّريف النّسيب، وأبا طاهر الحِنّائيّ، وأبا الْحَسَن بْن المَوَازِينيّ. وكتب الحديث بخطٍّ حَسَن.
وكان شاهدا متودَّدًا.
روى عَنْهُ: ابن عساكر [1] ، وابن السَّمْعانيّ، وأبو الْحَسَن عليّ بْن مُحَمَّد بْن يحيى القاضي ابن الزّكيّ، وأبو المواهب بْن صَصَرَى، وأخوه أبو القاسم.
تُوُفّي فِي رمضان [2] .
53- عَبْد الصَّبور بْن عَبْد السّلام بْن أبي الفضل [3] .
أبو صابر الهَرَويّ، الفاميّ، التّاجر.
قال ابن السَّمْعانيّ: وُلِدَ فِي رمضان سنة سبعين وأربعمائة. وكان صالحا، كثير الخير، مشتغلا بنفسه.
سمع: أبا إِسْمَاعِيل عَبْد اللَّه الْأَنْصَارِيّ، وأبا عامر محمود بن القاسم الأزدي، ونجيب بن ميمون الواسطيّ، وإلياس بْن مُضَر البالكيّ.
وحدَّث «بجامع التِّرْمِذيّ» عن أبي عامر [4] .
وكان من التّجّار المعروفين، صَدوقًا أمينا. ورد بغداد حاجّا سنة تسع وثلاثين وحدَّث بها «بجامع التِّرْمِذيّ» ، ورواه أيضا بهمذان.
__________
[1] وهو قال: وكان من جملة الشهود المعدّلين، مؤثرا لموادّة الناس، تاركا لمشارّتهم، مشغولا بشغله عمّا سواه.
[2] وكان مولده في شهر ربيع الأول سنة تسع وثمانين وأربعمائة.
[3] انظر عن (عبد الصّبور بن عبد السلام) في: التقييد 386 رقم 500، والإعلام بوفيات الأعلام 227، والعبر 4/ 148، وسير أعلام النبلاء 20/ 328، 329 رقم 222، والنجوم الزاهرة 5/ 327، وشذرات الذهب 4/ 162.
[4] التقييد 386.(38/87)
قلت: روى عنه: ابن السمعاني، وابنه عبد الرحيم، وأبو الْحَسَن عليّ بْن نجا الواعظ الحنبليّ، وأحمد بْن الْحَسَن العاقُوليّ [1] ، وآخرون.
تُوُفّي بَهَراة فِي شعبان.
54- عَبْد القاهر بْن عليّ بْن أبي جَرَادة [2] .
الأمين مخلص الدِّين العُقَيْليّ، الحلبيّ، ناظر خزانة الملك نور الدِّين بحلب.
قال أبو يَعْلَى حمزة: راعَني فَقْدُه لأنَّه كان خيَّرًا، بليغا، حَسَن البلاغة.
نظْمًا ونثْرًا، بديع الكتابة، يتوقَّد ذكاء. وكانت بيننا مودَّة من الصّبى بحكم تردّده إلى دمشق. ورثيته بأبيات، فذكر منها:
وقد كان ذا فضْلٍ وحُسْن بلاغةٍ ... ونظْمٍ كَدُرّ فِي قلائد حُور
يفوق بحُسْن اللَّفْظ كلَّ فصاحةٍ ... وخطٍّ بديع في الطّروس منير [3]
__________
[1] وقال ابن نقطة: حدثنا عنه أحمد بن الحسن العاقولي بأحاديث، (التقييد) .
[2] انظر عن (عبد القاهر بن علي) في: ذيل تاريخ دمشق 345، وكتاب الروضتين لأبي شامة ج 1 ق 1/ 286.
[3] وبقيّة الأبيات:
فجعت بخلّ كان يونس وحشتي ... تذكره في غيبة وحضور
فتى كان ذا فضل يصول بفضله ... وليس له من مشبّه ونظير
وقد كان ذا ...
يفوق بحسن اللفظ ...
وقد كنت ذا شوق إليه إذا نأى ... فقد صرت ذا حزن بغير سرور
سأشكو زمانا روعتني صروفه ... بفقدي من أهوى بغير مجير
وما نافعي شكوى الزمان وقد غدا ... على كل ملك في الزمان خطير
وأجناده بالمرهفات تحوطه ... وكل شجاع فاتك ونصير
سقى الله قبرا ضمّه بمجلجل ... بكل أصيل حادث وبكور
ليصبح كالروض الأنيق إذا بدا ... بزهر يروق الناظرين نضير
برحمة من يرجى لرحمة مثله ... وغفران ربّ للعباد غفور(38/88)
55- عَبْد الملك بْن عليّ بْن حَمْد [1] .
أبو الفضل الهَمَذانِيّ، البزّاز.
عاش اثنتين وثمانين سنة.
سمع: أَحْمَد بْن عُمَر البيّع، وفند الشّعرانيّ، والدُّونيّ [2] .
وببغداد: أَبَا سَعد الصَّيْرَفيّ.
مات فِي ربيع الأوّل [3] .
56- عَبْد الملك بْن مَسَرَّة بْن فَرَج بْن خَلَف بْن عُزَيْر [4] .
أبو مروان اليَحْصُبِيّ، الشَّنْتَمَرِيّ [5] ، ثُمَّ القُرْطُبِيّ. أحد الأئمّة الأعلام.
أخذ «الموطّأ» عن أبي عَبْد اللَّه بْن الطّلّاع سماعا، واختصّ بالقاضي أبي الوليد ابن رشد، وتفقّه معه.
وصحب أبا بكر بن مفوّز، فانتفع به معرفة الحديث.
__________
[1] انظر عن (عبد الملك بن علي) في: التقييد 356، 357 رقم 447، وتاريخ إربل 1/ 299 ومنه «عبد الملك بن علي بن محمد» ، ومعجم الألقاب 1/ 533 و 3/ 60 و 570، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار (مخطوطة كمبرج) ورقة 49.
[2] سمع منه عبد الملك سنن النسائي في سنة خمس وتسعين وأربعمائة. سمعها منه جماعة منهم: أبو محمد عبد اللطيف بن أبي النجيب السهروردي، وسليمان وعلي ابنا محمد بن علي الموصلي. (التقييد) .
[3] قال ابن المستوفي: حدّث عنه مسعود بن عبد الله البغدادي بإربل في كتابه الأربعين، عن شيوخه. (تاريخ إربل 1/ 299) .
وقال ابن نقطة: ثقة صدوق. (التقييد) .
[4] انظر عن (عبد الملك بن مسرّة) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 348، وبغية الملتمس للضبي 382 رقم 1079، والعبر 4/ 148، وفهرسة ابن خير 493، 512، 517، وملء العيبة للفهري 2/ 144، ومرآة الجنان 3/ 300 وفيه: «عبد الملك بن ميسرة» ، والنجوم الزاهرة 5/ 327، وشذرات الذهب 4/ 162.
و «عزير» بضم العين المهملة، وفتح الزاي، وسكون الياء، ثم راء.
[5] الشّنتمري: بفتح الشين المعجمة، وسكون النون، وفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، وفتح الميم، وكسر الراء، وتشديد الياء. قال ياقوت: وأظنّه يراد به مريم بلغة الإفرنج، وهو حصن بالأندلس من أعمال شنت بريّة. (معجم البلدان 3/ 367) وانظر: الروض المعطار 347.
وفي الأصل: «السنتمري» بالسين المهملة.(38/89)
قال ابن بشكوال [1] : كان ممن جمع الله له الحديث والفقه، مع الأدب البارع، والخط الحسن، والدّين، والورع، والتّواضع والهدي الصّالح. كان على منهاج السّلف المتقدّم.
أخذ النّاس عنه، وكان أهلا لذلك لعلوّ ذكره، ورفعة قدره.
توفّي لثمان بقين من رمضان.
آخر من سمع منه أَبُو القَاسِم بْن بَقيّ. قاله ابن الزُّبَيْر.
57- عَبْد الوهّاب بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن غالب [2] .
أبو العَرَب التُّجَيْبيّ، الأندلُسيّ، البَلَنْسيّ، المعروف بالبقسانيّ، نسبة إلى قرية بغربيّ بَلَنْسِيَة.
سمع: أَبَا الْحَسَن بْن واجب، وأبا مُحَمَّد بْن خيرون، وخليص بْن عَبْد اللَّه، وأبا علي الصَّدَفيّ، وأبا بحر الأسَدِيُ، وأبا مُحَمَّد بْن أبي جَعْفَر الفقيه. وأجاز له طائفة آخرون.
وكان خطيبا مفوّها، فصيحا، شاعرا، ذا لسانٍ وبلاغة وعربيَّة، وله مشاركة فِي العلوم.
ولي قضاء المَرِيَّة، وحدَّث [3] .
أخذ عَنْهُ: أبو عُمَر بْن عيّاد، وأبو الْحَسَن بْن سعد الخير، وأبو
__________
[1] في الصلة.
[2] انظر عن (عبد الوهاب بن محمد) في: تكملة الصلة لابن الأبار، رقم 1970، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة، السفر 5 ق 1/ 94، 95 رقم 172.
[3] وقال ابن الأبار: وترك الرواية عنه شيوخنا البلنسيون ولا بأس به فيما قرأ أو سمع، ولم يكن مسموعه من الحديث متسعا.
وكان عارفا بالفقه، بصيرا بفقد الشروط، مشاركا في النحو والعروض، حافظا للآداب واللغات، ممتع المجالسة، ذاكرا لغرائب الأخبار، وملح الحكايات وطرف الفوائد، أديبا شاعرا محسنا، خطيبا بالغا، حسن الخط، كتب الكثير وأحكم ضبطه. ولاه بأخرة من عمره أبو الحسن زيادة الله بن الحلّال قضاء لرية سنة أربعين وخمسمائة. مولده ببلنسية في شعبان سنة تسع وسبعين وأربعمائة.(38/90)
مروان بْن الجلّاد.
وتُوُفيّ فِي المُحَرَّم عن ثلاثٍ وسبعين سنة.
58- عثمان بْن علي بْن مُحَمَّد بْن علي [1] .
أبو عَمْرو البَيْكَنْديّ [2] ، مُسْنَد أهل بُخارى.
قال ابن السَّمْعانيّ: وُلِدَ فِي شوّال سنة خمس وستّين وأربعمائة، وكان إماما فاضلا، ورعا، عفيفا، نزها، قانعا باليسير، كثير العبادة، ثقة، صالحا.
سمع: أَبَا مُحَمَّد عَبْد الواحد بْن عَبْد الرَّحْمَن الزَّبِيديّ المعمّر، وأبا بَكْر بْن الْحُسَيْن خُواهرزادة، وأبا الخَطَّاب الطَّبَريّ القاضي، والإمام مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أبي سهل الفقيه، وطائفة كبيرة.
روى عَنْهُ: تاسع شوّال، وشيَّعه أُمم. وهو آخر من حدَّث عن الإمام أبي المظفَّر عَبْد الكريم الأَنْدَقيّ [3] .
59- عليّ بْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن أبي نصر بْن الأشعث بْن حاشد [4] .
الكندكينيّ [5] ، السّغديّ، السّمرقنديّ [6] .
__________
[1] انظر عن (عثمان بن علي) في: الأنساب 1/ 363، والعبر 4/ 149، وسير أعلام النبلاء 20/ 336، 337 رقم 228، والإعلام بوفيات الأعلام 227، والمعين في طبقات المحدّثين 165 رقم 1778، والنجوم الزاهرة 5/ 327، وشذرات الذهب 4/ 162.
[2] البيكندي: نسبة إلى بيكند، بلدة كبيرة قريبة من بخارى. وقد تحرّفت في شذرات الذهب إلى «السكندري» .
[3] توفي الأندقي سنة 481 هـ. وقال ابن السمعاني: روى لنا عنه أبو عمرو عثمان بن علي البيكندي ببخارا ولم يحدّثنا عنه سواه. (الأنساب 1/ 363) .
[4] انظر عن (علي بن أحمد) في: الأنساب 10/ 485، ومعجم البلدان 4/ 482، واللباب 3/ 114، 115.
[5] الكندكيني: بفتح الكاف وسكون النون وضم الدال المهملة وكسر الكاف الثانية وسكون الياء المنقوطة بنقطتين وفي آخرها نون أخرى. نسبة إلى كندكين وهي قرية على نصف فرسخ من الدبّوسية من سغد سمرقند.
[6] قال ابن السمعاني: والده كان قاضي كندكين. وورد هو على كبر السّنّ بخارى، وبها لقيناه.(38/91)
روى بالإجازة عن السيد محمد بن محمد بْن زَيْدٍ.
سمع منه: ابن السَّمْعانيّ، وولده عَبْد الرحيم.
تُوُفّي فِي ربيع الأوّل.
60- عليّ بن الوزير أبي عليّ الْحَسَن بْن عليّ بْن صَدقَة [1] .
صدْرٌ معظَّم [2] ، يلقَّب شرف الدّولة [3] .
سمع: أَبَا القَاسِم الرَّبَعيّ، وغيره.
وعنه: أبو سَعْد السَّمْعانيّ [4] .
61- عليّ بن الحَسَن بن عَليّ.
أَبُو الحَسَن بن شليها الدمشقي.
سمع: أَبَا القَاسِم بْن أبي العلاء المصِّيصيّ، وأبا الفتح نصر بْن إِبْرَاهِيم المقدسيّ، وأبا الفضل بن الفرات.
__________
[ () ] وسمعنا منه. وذكر أن السيد أبا المعالي محمد بْن محمد بْن زيد الحسيني البغدادي ورد قريتهم، فقرأ والده له عليه ورقة من الكتاب، واستجاز الباقي، ووجدنا سماعه في الجزء الثالث من كتاب «الحروف» للحسن بن سفيان، عن القاضي أبي علي الحسن بن عبد الملك بن الحسين النسفي، عن أبي نعيم الغوبديني، عن أبي القاسم النسوي، عن المصنّف، وقرأنا عليه. وذكر ما يقتضي أن ولادته في سنة ثمان وأربعين وأربعمائة، أو قبلها بسنة أو سنتين.
[1] انظر عن (علي بن الوزير أبي علي) في: المنتظم 10/ 178، 179 رقم 264 (18/ 121 رقم 4214) ، وتلخيص مجمع الآداب ج 4 ق 2/ 808 وج 5/ رقم 1853، والفخري 311، والمختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي 3/ 126 رقم 1006 والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 225، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 228 و 231، وخلاصة الذهب المسبوك 275 و 276.
[2] كنيته: أبو القاسم.
[3] ويلقّب: قوام الدين، ومؤتمن الدولة.
[4] وقال ابن طباطبا: بيته بيت مشهور بالوزارة معروف بالرياسة. وكان مؤتمن الدولة حسن الصورة والخلق لكن لا علم عنده بقوانين الوزارة، وكان كثير التعبّد والصدقة. استوزره الخليفة المقتفي لأمر الله. قالوا: كان هذا مؤتمن الدولة الوزير قليل الاشتغال بالعلم، وكان ضعيف القراءة في الكتب، وكان قد أدمن في قراءة جزء واحد من أجزاء القرآن وفي كتاب واحد من كتب الأدب، فكان لا يزال الجزء المذكور والكتاب بين يديه يقرأ فيهما قراءة جيدة، فخفي على الناس حاله مدّة وزارته. فلما مات ظهر ذلك عنه. ولم يكن له من السيرة ما يؤثر. (الفخري) .(38/92)
روى عَنْهُ: ابن عساكر، وابنه القَاسِم، وغيرهما.
وتُوُفيّ رحمه اللَّه فِي رمضان.
62- عليّ بْن صَدَقة بْن عليّ بْن صَدقَة [1] .
الوزير أبو القَاسِم قِوام الدِّين. استوزره أمير المؤمنين المقتفي سنتين، ثُمَّ عزله سنة خمس وأربعين.
تُوُفّي فِي الثّالث والعشرين من جُمادى الأولى.
ذكره ابن الْجَوْزِيّ.
قال ابن النّجّار: هُوَ ابن أخي الوزير جلال الدِّين.
63- عليّ بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الضّحاك [2] .
أبو الْحَسَن الفَزَاريّ، الغَرْنَاطيّ، المعروف بابن المقري.
روى عن: أبي الوليد بْن بقوي، وشُرَيْح بْن مُحَمَّد، وأبي الْحَسَن بْن مغيث، وجماعة.
قال الأَبَّار [3] : اعتنى بالحديث، وشارك فِي غيره. وعُرف بصحَّة العقل.
حدُّث عَنْهُ: أبو بَكْر بْن أبي زمنين، وأبو جَعْفَر بْن شراحيل ابن أخته، وأبو الحسن بن جابر القرطبيّون [4] .
__________
[1] انظر عن (علي بن صدقة) في: المنتظم 10/ 178، 179 (18/ 121 رقم 4214) ، وانظر الترجمة السابقة رقم (60) .
[2] انظر عن (علي بن محمد) في: صلة الصلة 94، وتكملة الصلة لابن الأبّار، رقم 1754، والديباج المذهب 210، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة، السفر الخامس، ق 1/ 282- 285 رقم 566، وكشف الظنون 1059، ومعجم المؤلفين 7/ 177.
[3] في التكملة، رقم 1754.
[4] وقال المراكشي: وكان محدّثا نبيلا، حافظا للتواريخ وطبقات الرواة وتعديلهم وتجريحهم، مميّزا صحيح الحديث من سقيمه، عني بهذا الشأن طويلا، ماهرا في علمي الكلام وأصول الفقه، أديبا، وله مصنّفات كثيرة في الحديث وتواريخه والكلام، منها: شرح إرشاد أبي(38/93)
64- عُمَر بْن عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أبي طاهر [1] .
أبو حفص الحربيّ، المقرئ شيخ صالح، خيّر، قيّم بكتاب اللَّه.
سمع بنفسه الكثير، وأفاد غيره. وتلا للكسائي، على ثابت بن بنذار.
وسمع: أَبَا عَبْد اللَّه النَّعَاليّ، وأبا الخَطَّاب القارئ، وأبا بَكْر الطُّرَيْثِيُثيّ، وأبا الفوارس الزَّيْنَبيّ، وجماعة.
روى عَنْهُ: الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن الحباريّ النّساج، وعمر بْن طَبَرْزَد، وابن اللَّتّيّ، وآخرون.
وهو الَّذِي روى عَنْهُ ابن اللَّتّيّ الجزء الأوّل من «مشيخة الفسويّ» و «الأمالي والقراءة» لابن عفّان.
تُوُفّي فِي حادي عشر شعبان.
وقرأ عليه: رَيْحان بْن تنكان الضّرير المقرئ، وعبد العزيز بْن النّاقد.
65- عِيسَى بْن مُحَمَّد بْن فَتُّوح بْن فَرَج [2] .
الأستاذ أبو الأَصْبَغ الهاشميّ، الأندلسيّ، المقرئ، المعروف بابن المرابط. نزيل بلنسية.
__________
[ () ] المعالي، وأصول الفقه، وأجوبة على مسائل اقتضى منه الجواب عليها، وردّ على مقالات في أنواع شتّى ظهر في ذلك كلّه إدراكه وحسن نظره، وكتب بخطّه كثيرا وجوّده على شدّة إدماجه.
مولده آخر جمادى الآخرة سنة 509 هـ. وفي هامش نسخة خطية من: الذيل والتكملة تعليقة نصّها: «هكذا قال المصنف اثنتين وخمسين، تبع في ذلك لابن الأبار. وقال شيخنا أبو جعفر ابن الزبير: توفي في الكائنة بغرناطة سنة سبع وخمسين وخمسمائة، خرج في جملة من خرج من غرناطة يريد وادي آش ففقد قبل أن يصل إليها ولم يوقع له على خبر» .
وفي الديباج المذهب: توفي سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة.
[1] انظر عن (عمر بن عبد الله الحربي) في: سير أعلام النبلاء 20/ 293 (دون ترجمة) ، ومعرفة القراء الكبار 1/ 509 رقم 460، والعبر 4/ 149، وغاية النهاية 1/ 593، 594، والنجوم الزاهرة 5/ 357، وشذرات الذهب 4/ 162.
[2] انظر عن (عيسى بن محمد) في: تكملة الصلة لابن الأبّار، وغاية النهاية 1/ 614 رقم 2502.(38/94)
أخذ القراءات عن: أبي زَيْدٍ الورّاق، وأبي عَبْد اللَّه بْن ثابت، وأبي بَكْر بْن الصّبّاغ الهدهد.
وتصدَّر للإقراء. وكان من جلَّة المقرءين.
أخذ عَنْهُ القراءات: أبو عَبْد اللَّه بْن الحبّاب [1] .
وحدَّث عَنْهُ: أبو عُمَر بْن عيّاد، وابنه مُحَمَّد، وأبو عَبْد اللَّه بْن سعادة.
وتُوُفيّ فِي رجب، وقد جاوز السّبعين. قاله الأَبَّار.
- حرف القاف-
66- أبو القَاسِم بْن الخليفة المستظهر باللَّه [2] .
تُوُفّي فِي ثامن عشر جُمادى الأولى، وحُمل إلى التُّربة الّتي للخلفاء فِي الماء.
ومضى معه الوزير وأرباب الدّولة، وجلسوا للعزاء يومين. ثُمَّ خرج توقيعٌ بإقامتهم من العزاء.
وكان أصغر أولاد المستظهر، وأخا أمير المؤمنين المقتفي.
- حرف الميم-
67- مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن [3] .
الأديب الكامل أبو المكارم بْن الآمِديّ، البغداديّ.
مِنْ فُحُولِ الشُّعَرَاءِ. تأخَّر حَتَّى مدح ابن هبيرة.
ومات في هذه السّنة [4] .
__________
[1] في الأصل: «الخيار» .
[2] انظر عن (أبي القاسم ابن المستظهر باللَّه) في: المنتظم 10/ 179 رقم 266 (18/ 122 رقم 4216) .
[3] انظر عن (محمد بن الحسين) في: الوافي بالوفيات 3/ 17 رقم 875.
[4] من شعره:
أبا حسن كففت عن التقاضي ... بوعدك لاعتصابك بالمطال(38/95)
68- مُحَمَّد بْن خُذَادَاذ بْن سلامة [1] .
الفقيه أبو بكر البغدادي، الحدّاد [2] .
كان إماما أصوليّا، مناظرا، من أعيان الحنابلة.
تفقّه على أبي الخَطَّاب، وسمع عن: ابن طَلْحَةَ النَّعاليَ، وطِراد، وابن البَطِر.
روى عَنْهُ: ابن الأخضر، وثابت بْن مُشَرَّف [3] .
وتُوُفيّ فِي جُمادى الأولى.
69- مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن خَلَف.
أبو عَبْد اللَّه النَّفْزيّ [4] ، الشّاطبيّ، المعروف بابن بركة.
__________
[ () ]
ومن ذمّ السؤال فلي لسان ... فصيح دابه حمد السؤال
جزى الله السؤال الخير أنّى ... عرفت به مقادير الرجال
[1] انظر عن (محمد بن خذاداذ) في: الأنساب 11/ 115، والإستدراك 2/ 414، والوافي بالوفيات 3/ 36، 37 رقم 922 والذيل على طبقات الحنابلة 1/ 231 رقم 117، وتوضيح المشتبه 3/ 409.
وفي الأصل: «خداذاد» ، والتصحيح من المصادر. وهو بدال مهملة بين ذالين معجمتين.
[2] ذكره ابن السمعاني في نسبة «المباردي» ، وقال: كان ينقش المبارد مثل أبيه.
[3] وقال ابن السمعاني: سمعت منه أحاديث يسيرة ببغداد.
وقال ابن نقطة: حدّث، وسماعه صحيح. وحدّث عنه ابن عساكر.
وذكره ابن القطيعي فقال: من أهل القرآن والفقه، وطريقته في النسخ معروفة بالسرعة. ومما أنشده لنفسه:
لما رأيت أوار الحبّ في كبدي ... أجريت دمعي على الخدّين مهمولا
وقلت: يا قلب صبرا بعد بينهم ... ليقضي الله أمرا كان مفعولا
وقال ابن النجار: كان فقيها مناظرا، أصوليا، تفقّه على أبي الخطاب، وعلّق عنه مسائل الخلاف، وقرأ الأدب، وقال الشعر. وكان خطّه رديئا.
روى لنا عنه: ابن الأخضر، وثابت بن شرف، وكان صدوقا.
[4] النّفزي: بفتح النون، ثم سكون الفاء، وزاي. نسبة إلى نفزة. مدينة بالأندلس. وقال السّلفي: نفزة بكسر النون، قبيلة كبيرة منها بنو عميرة وبنو ملحان المقيمون بشاطبة. (معجم البلدان 5/ 296) .(38/96)
سمع من: أبي عِمران بْن أبي تليد، وأبي جعفر بن جحدر، وأبي عليّ بْن سُكَّرَة.
وأخذ رواية نافع عن: أَبِي الْحَسَن بْن شفيع. وكان إماما مُفْتيًا، نافذا فِي عقد الشُّرُوط، متقدّما فيها.
روى عَنْهُ: المُعَمَّر أبو عَبْد اللَّه بْن سعادة، وابن أخته محمد بن أحمد النّحويّ.
وقد جاوز السّبعين، وتُوُفيّ رحمه اللَّه تعالى فِي هذا العام أو بعده.
70- مُحَمَّد بْن صافي بْن خَلَف [1] .
أبو عَبْد اللَّه الْأَنْصَارِيّ، الأندلسيّ، قاضي أوريولة.
يروي عن: أبي علي بن سكرة، وأبي محمد بْن أبي جَعْفَر الفقيه.
71- مُحَمَّد بْن عَبْد الحميد بْن الْحُسَيْن بْن الْحَسَن [2] .
أبو الفتح الأُسْمَنْدي [3] ، السَّمَرْقَنْديّ، المعروف بالعلاء العالم.
قال ابن السَّمْعانيّ [4] : كان فقيها، مناظرا، بارِعًا، صنَّف تصنيفا فِي الخلاف، وسار فِي البلدان، وتخرَّج على الإمام الأشرف [5] ، وصار من فحول المناظرين.
وسمع من: عليّ بْن عُمَر الخرّاط، وغيره.
لقِيته بسمرقند، وكان يقول لي: أَنَا تلميذ والدك، فإنّي دخلت مرو لأتفقّه على مذهبه.
__________
[1] انظر عن (محمد بن صافي) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الحميد) في: الأنساب 1/ 255، 256 ومعجم البلدان 1/ 189، واللباب 1/ 59، والوافي بالوفيات 3/ 218 رقم 1209.
[3] الأسمندي: بضم الألف وسكون السين المهملة وفتح الميم وسكون النون وفي آخرها الدال المهملة هذه النسبة إلى أسمند وهي قرية من قرى سمرقند.
[4] وفي الأنساب 1/ 256.
[5] في الأنساب: «أشرف العلويّ» .(38/97)
قال ابن السّمعانيّ: كان على التّفسير. ولم أسمع منه لأنّه كان مدمنا للخمر على ما سَمِعت عامَّة النّاس يقولون، ولم يكن يُخْفى ذلك. وسمعت أَبَا الْحَسَن إِبْرَاهِيم بْن مهديّ بْن قلينا الإسكندرانيّ يقول: سمعتُ من أثِق به أنّ العلاء العالم قال: ليس فِي الدّنيا راحة إلّا فِي شيئين: كتاب أطالعه، وباطية خمْرٍ أشرب منها.
وُلِدَ فِي سنة ثمان وثمانين وأربعمائة بِسَمَرْقَنْد، وقدِم بغداد حاجّا فِي سنة اثنتين هذه.
وقال أبو سَعْد: حَدَّثَنِي ولدي أبو المظفَّر، نا أبو الفتح مُحَمَّد بْن عَبْد الحميد، نا عليّ بْن إِسْمَاعِيل الخرّاط، ثنا عليّ بْن أَحْمَد بْن الربيع، نا أبي..
فذكر حديثا [1] .
72- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّطيف بْن مُحَمَّد بْن ثابت [2] .
العلّامة أبو بَكْر الْخُجَنْدِيُّ [3] ، ثُمَّ الأصبهانيّ.
سمع: أبا عليّ الحدّاد، وجماعة.
وقال ابن السَّمْعانيّ: لَقَبُه صدر الدِّين. كان صدْر العراق فِي وقته على الإطلاق، إماما، مناظِرًا، فَحْلًا، واعظا، مليح الوعظ، سخيّ النّفس، جوادا
__________
[1] وقال ابن السمعاني: وسمع ولدي أبو المظفّر منه أحاديث، ولما وافى مرو منصرفا من الحجاز والحج والزيارة سنة ثلاث وخمسين قرأت عليه أحاديث بقرية سيد (؟) على طرف البرية. (الأنساب 1/ 256) .
أقول: هذا يعني أن وفاته تأخّرت إلى ما بعد سنة 552 هـ.
[2] انظر عن (محمد بن عبد اللطيف) في: المنتظم 10/ 179 رقم 268 (18/ 122 رقم 4218، والكامل في التاريخ 11/ 228، والمختصر في أخبار البشر 3/ 33، والعبر 4/ 149، وسير أعلام النبلاء 20/ 386، 387 رقم 260، وتاريخ ابن الوردي 2/ 92، ومرآة الجنان 3/ 300، والوافي بالوفيات 3/ 284، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 6/ 133، 134، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 490، والبداية والنهاية 12/ 237، وعيون التواريخ 12/ 502، وشذرات الذهب 4/ 163.
[3] الخجنديّ: نسبة إلى خجند، وهي بلدة كبيرة على طرف سيحون من بلاد المشرق، ويقال لها أيضا: خجندة. بزيادة التاء. (الأنساب 5/ 52) .(38/98)
مَهِيبًا. دخل بغداد مرّات، وكان حَسَن التقّدُّم عند السّلطان. كان السّلطان محمود يصدر عَنْ رأيه. وكان بالوزراء أشبه منه بالعلماء.
وكان يروي الحديث على المنبر من حفْظه.
قال ابن الجوزيّ [1] : قدِم بغداد، وتولّى تدريس النّظاميَّة، وكان مليح المناظرة. حضرتُ مناظرَته وهو يتكلَّم بكلماتٍ معدودة كأنَّها الدُّرر. ووعظ بجامع القصر والنّظاميَّة. وما كان يُدارِي فِي الوعظ، وكان مَهِيبًا، وحوله السّيوف.
قال ابن السَّمْعانيّ: خرج إلى أصبهان من بغداد، فنزل قرية بين هَمَذَان والكَرَج، نام فِي عافيةٍ وأصبح ميتا فِي الثّامن والعشرين من شوّال فحُمِل إلى أصبهان.
قال ابن الأثير [2] : وقعت لموته فتنة عظيمة قتل فيها خلق بأصبهان.
73- مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن نصر بْن السَّريّ [3] .
أبو بَكْر بْن الزّاغُوني [4] ، البغداديّ، المجلّد.
سمّعه أخوه الإمام أبو الْحَسَن من: أَبِي القاسم بْن البُسْريّ، وأبي نَصْر الزَّيْنَبيّ، وعاصم بْن الْحَسَن، وأبي الفضل بْن خَيْرون، ومالك البانياسيّ، ورِزق اللَّه التّميميّ، وطِراد، وطائفة.
وطال عمره، وتفرّد في عصره.
__________
[1] في المنتظم.
[2] في الكامل 11/ 228.
[3] انظر عن (محمد بن عبيد الله) في: المنتظم 10/ 179 رقم 267 (18/ 127 رقم 4217) ، ومعجم البلدان 3/ 127، والتقييد 80، رقم 73، وتاريخ إربل 1/ 102 و 131، والإعلام بوفيات الأعلام 227، ودول الإسلام 2/ 69، والعبر 4/ 150، وسير أعلام النبلاء 20/ 278، 279، رقم 186، والمعين في طبقات المحدّثين 165 رقم 1779 وفيه «محمد بن عبد الله» ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 7/ 338، وعيون التواريخ 12/ 505، والنجوم الزاهرة 5/ 327، وشذرات الذهب 4/ 164، وتاج العروس 9/ 226.
[4] الزّاغوني: نسبة إلى زاغونى. قال ياقوت: قرية ما أظنها إلّا من قرى بغداد.(38/99)
روى عَنْهُ: ابن السَّمْعانيّ، وابن الْجَوْزِيّ، وعمر بْن طَبَرْزَد، والتّاج الكِنْديّ، وابن مُلاعب، ومحمد بن عبد الله بن البنّاء الصُّوفيّ، وعبد السّلام بْن يُوسُف العَبَرتيّ [1] ومحاسن بْن عُمَر الخزائنيّ، وأبو عليّ الْحَسَن بْن إسحاق بْن الجواليقيّ، وعبد السّلام بْن عَبْد اللَّه الدّاهريّ [2] ، وأبو الْحَسَن مُحَمَّد بْن أَحْمَد القَطِيعيّ وهو آخر من روى عَنْهُ بالسّماع.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْعَلَوِيُّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَطِيعِيُّ، أَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الزَّاغُونِيِّ، أَنَا أَبُو نَصْرٍ الزَّيْنَبِيُّ، أَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْمُخَلَّصُ، نا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، ثنا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ بِلَالٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلَّى بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ فِي جَوْفِ الْكَعْبَةِ.
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [3] ، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ، فَوَافَقْنَاهُ. قال ابن السَّمْعانيّ: أبو بَكْر بْن الزّاغُونيّ، شيخ صالح، متديّن، مَرْضِيّ الطّريقة. قرأتُ عليه أجزاء، وكان له دُكّان يجلّد فيها. ولد سنة ثمان وستّين وأربعمائة، وتوفي في الثالث والعشرين من ربيع الآخر.
قلت: وفي هذا الشّهر سمع منه: الدّاهريّ. وآخر من روى عنه بالإجازة ابن المقير. عاش بعده نيّفا وتسعين سنة.
__________
[1] في الأصل: «اليرني» والتصحيح من: المشتبه في الرجال 2/ 477، والنسبة إلى عبرتا: بفتح العين المهملة والباء الموحّدة، وتاء مثناة من فوقها. وهي كرخ عبرتا. (التكملة لوفيات النقلة 3/ 137 رقم 2013، توضيح المشتبه 6/ 385 و 7/ 315) ، وقال ياقوت: كرخ عبرتا.
وعبرتا: من نواحي النهروان ينسب إليه أبو محمد عَبْد السّلام بْن يوسُف بْن مُحَمَّد بْن عبد السلام العبرتي الكرخي من كرخ عبرتا وهو خطيبها. سمع من أبي الفضل محمد بن ناصر السلامي مجلدين من أماليه الرابع والخامس، وهو حيّ في سنة 260 فيما أحسب. (معجم البلدان 4/ 449) قلت هكذا وقع في المعجم، وهو سهو، والصحيح 620 هـ. إذ المعروف أن العبرتي هذا توفي سنة 622 هـ.
[2] الداهري: بالدال المهملة المشدّدة. نسبة إلى الداهرية، قرية من قرى نهر عيسى، من أعمال بغداد. (توضيح المشتبه 4/ 261، وانظر المشتبه 1/ 331) .
[3] في الحج (389) باب استحباب دخول الكعبة للحاج وغيره، والصلاة فيها.(38/100)
وكان غاية فِي حُسن التّجليد اصطفاه المقتفي باللَّه لتجليد خزانة كُتُبه، رحمه اللَّه تعالى [1] .
74- مُحَمَّد بْن المباركُ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الخلّ [2] .
الإمام أبو الْحَسَن بْن أبي البقاء البغداديّ، الفقيه الشّافعيّ.
كان إماما بارعا، خبيرا بالمذهب.
تفَقه على: أَبِي بَكْر الشّاشيّ، والمستظهريّ. ودرّس، وأفتى، وصنَّف، وتفرَّد بالفتوى ببغداد فِي المسألة الشّرعيّة.
وصنّف كتابا سمّاه «توجيه التّنبيه على صورة الشَّرْح» وهو مختصر، وذاك أوّل شرح صُنِّف للتّنبيه. وصنَّف كتابا فِي أصول الفقه.
وقد سمع الحديث مِنْ جماعة من الكبار، وحدَّث عن أبي عَبْد اللَّه النِّعاليّ، ونصر بْن أبي الخَطَّاب بْن البَطِرِ، وثابت بْن بُنْدار، وأبي عَبْد اللَّه بْن البُسْريّ، وجعفر السّرّاج، وأبي بَكْر الطُّرَيْثيثيّ، وأبي الفضل مُحَمَّد بْن عَبْد السّلام الْأَنْصَارِيّ، وأبي غالب الباقِلانيّ، وأبي الْحَسَن بن الطّيوريّ، وآخرين.
__________
[1] وقال ابن نقطة: حدّث بكتاب «الصحيح» لمسلم عن أبي الفتح- ويقال- أبو الليث- نصر بن الحسن بن القاسم الشاشي التنكيّ ... وكان ثقة. (التقييد) .
[2] انظر عن (محمد بن المبارك) في: المنتظم 10/ 179، 180 رقم 269 (18/ 122، 123 رقم 4219، وتاريخ إربل (انظر تراجم الأعلام) 2/ 42، والكامل في التاريخ 11/ 217 وذكره في وفيات سنة 551 هـ.، وطبقات الفقهاء الشافعية لابن الصلاح 1/ 244، 245 رقم 66، ووفيات الأعيان 4/ 227، 228، والمختصر في أخبار البشر 3/ 31، ومعجم الألقاب 4/ 870، والعبر 4/ 150، وسير أعلام النبلاء 20/ 300- 302 رقم 204، والإعلام بوفيات الأعلام 227، والمشتبه 1/ 168، والمختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي 1/ 187، ودول الإسلام 2/ 69، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 36، والوافي بالوفيات 4/ 381، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 6/ 176، 177، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 486، 487، والبداية والنهاية 12/ 237، ومرآة الجنان 3/ 302، 303، وطبقات الشافعية لابن كثير (مخطوط) ورقي 27 أوب، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 338، 332، رقم 298، والنجوم الزاهرة 2/ 327، وكشف الظنون 1/ 489، وشذرات الذهب 4/ 164، 165، وهدية العارفين 2/ 93، والأعلام 7/ 239، ومعجم المؤلفين 11/ 170، وديوان الإسلام 2/ 241، 242 رقم 882.(38/101)
روى عنه: عبد الخالق بن أسد، وأبو سَعْد بْن السَّمْعانيّ، وأحمد بْن طارق الكَرْكيّ، والفتح بْن عَبْد السّلام، وجماعة آخرهم وفاة أبو الْحَسَن القَطِيعيّ.
وقيل: كان النّاس يتحيّلون على أخذ خطّه فِي الفتاوى لحُسْن خطّه لا للحاجة إلى الفُتْيا.
وُلِدَ سنة خمس وسبعين وأربعمائة.
قال ابن السَّمْعانيّ: هُوَ أحد الأئمّة الشافعيَّة ببغداد، بَرَع فِي العِلْم وهو مُصيب فِي فتاويه، وله السّيرة الحَسَنَة والطّريقة الجميلة. خشن العَيْش، تارك للتكلُّف، على طريقة السَّلَف. حِلْسٌ [1] بمسجده الَّذِي بالرّحْبَة لا يخرج منه إلّا بقدْر الحاجة [2] .
وقال أبو الفَرَج بْن الْجَوْزِيّ [3] : تُوُفّي فِي المُحَرَّم. ودُفِن بالورديَّة [4] .
وتُوُفيّ أخوه:
أبو الْحُسَيْن أَحْمَد بْن الخَلّ الشّاعر [5] فِي ذي القعدة من السَّنَة أيضا.
قلت: وكان فقيها أيضا، وعاش سبعا وسبعين سنة [6] .
__________
[1] حلس: بالحاء المهملة وسكون اللام، أي ملازم له.
[2] طبقات الفقهاء الشافعية لابن الصلاح 1/ 244، 245، وزاد ابن السمعاني: وهو الّذي تفرّد في الفتوى بالسريجية الساعة ببغداد.
[3] في المنتظم 10/ 180 (18/ 123) .
[4] في المنتظم: «باللوزية» . وذكر ابن الأثير وفاته في سنة 551 هـ. وقال: جمع بين العلم والعمل، وكان يؤمّ بالخليفة في الصلاة. (الكامل 11/ 217) .
[5] انظر عن (أحمد بن الخلّ) في: وفيات الأعيان 4/ 227، 228، وسير أعلام النبلاء 20/ 302 (في ترجمة أخيه محمد بن المبارك) ، والوافي بالوفيات 7/ 303، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 488، وشذرات الذهب 4/ 165، وعيون التواريخ 12/ 499.
وقيل: اسم أبي الحسين: الحسن. كذا سمّاه ابن النجار. (سير أعلام النبلاء 20/ 302) .
وفي تاريخ إربل 1/ 172 رقم 77 ترجمة لأبي على الحسن بن أبي الحسن محمد بن خلّ الإربلي الكردي. توفي سنة 558 هـ.
[6] في السير: مات عن سبعين سنة.(38/102)
وقع الجزء الأوّل من مشيخة أبي الْحَسَن لنا بعُلُوّ [1] .
75- مُحَمَّد بْن عُمَر بْن عَبْد الصّمد.
أبو الفتح المطيع البلْخيّ، الفقيه الحنفيّ.
سمع: أبا القاسم أحمد بن محمد الخليلي.
أخذ عَنْهُ: السَّمْعانيّ.
مات فِي شعبان عن اثنتين وستِّين سنة.
76- مُحَمَّد بْن مَسْعُود بْن أَحْمَد بْن الشَّدَنْك [2] .
أبو الغنائم المَيْدَانيّ، البغداديّ. كان يسكن الميدان عند دار البَسَاسِيريّ.
قال ابن السَّمْعانيّ: شيخ صالح: مستور. سمع: أَبَا الْحُسَيْن عاصم بْن الْحَسَن. كتبت عَنْهُ.
وتُوُفيّ فِي الثامن والعشرين من ربيع الأول.
قلت: وسمع: ابن رزق اللَّه التّميميّ، وغيره.
روى عَنْهُ: ابن السَّمْعانيّ، وهبة اللَّه بْن وجيه بْن السَّقَطيّ، وعبد العزيز بْن الأخضر.
77- مُحَمَّد بْن يحيى بْن مُحَمَّد بْن مذّال [3] .
أبو الفضل بن النّفيس البغداديّ، العطّار.
__________
[1] وقال أبو الحسين أحمد بن حمزة ابن الموازيني الشافعيّ في «الأربعين» له: أنشدنا الإمام المفتي أبو الحسن محمد بن المبارك ابن الخلّ الشافعيّ ببغداد قال: أنشدنا الإمام أبو محمد جعفر بن أحمد بن الحسين القارئ لنفسه:
لاح شيب بمفرقي يتلالأ ... وتولى عنّي الشباب فزالا
لاذ بالفكر في القيامة قلبي ... وتذكّرت النار والأغلالا
لا وربّ العباد لا حلت عن طاعة ... ربّي ولو بقيت خيالا
لا تلم هاربا إلى الله خوفا ... من ذنوب قد أورثته خبالا
لا تظنّنّ ما حييت بخلّاقك ... سوءا سبحانه وتعالى
(طبقات الفقهاء الشافعية لابن الصلاح 1/ 245) .
[2] انظر عن (محمد بن مسعود) في: سير أعلام النبلاء 20/ 293 (دون ترجمة) ، والوافي بالوفيات 5/ 21 رقم 1981.
[3] انظر عن (محمد بن يحيى) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.(38/103)
شيخ صالح، روى عن: أبي الْحُسَيْن بْن الطّيوريّ.
روى عنه: ابن السّمعانيّ، وابن سكينة، وأبو الفرج بن الجوزيّ.
توفّي في صفر.
78- مبشّر بْن أحمد بْن محمود بْن عَبْد اللَّه بن أحمد [1] .
أبو الفتوح النّكويّ، الأصبهانيّ، الزّاهد، الواعظ.
سمع: رزق الله التّميميّ، وأبا منصور بن شكرويه، وأبا حفص عمر بن أحمد السّمسار.
روى عَنْهُ: ابن السَّمْعانيّ وقال: سَأَلْتُهُ عن مولده فقال: فِي حدود سنة تسعٍ وسبعين وأربعمائة.
وروى عَنْهُ: يُوسُف بْن المبارك الخفّاف.
وقال مُعَمَّر بْن الفاخر: تُوُفّي مبشّر بْن أبي سَعْد الزّاهد رحمه اللَّه فِي الثّامن والعشرين من صفر.
79- محمود بْن إِبْرَاهِيم [2] .
أخو أَبِي بَكْر [3] الصّالْحانيّ، الزّاهد.
سمع: أَبَا الخير بْن ررا.
كتب عَنْهُ: أبو سَعْد بْن السَّمْعانيّ [4] .
80- محمود بْن حُسَيْنِ بن محمد [5] .
الأصبهانيّ.
__________
[1] انظر عن (مبشر بن أحمد) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.
[2] انظر عن (محمود بن إبراهيم) في: التحبير 2/ 270، 271، رقم 937، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 252 ب.
[3] كنيته: أبو محمد.
[4] وهو قال: شيخ صالح. سمعت منه أوراقا من تاريخ أصبهان لأبي بكر بن مردويه، بروايته عن أبي الخير، عنه.
[5] انظر عن (محمود بن حسين) في: التحبير 2/ 278 رقم 945، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 254 ب.(38/104)
سمع: رزق اللَّه التّميميّ، والثّقفيّ [1] .
ويكُنّى أَبَا الفتح.
روى عَنْهُ: السَّمْعانيّ، وقال: مات فِي شوّال [2] رحمه اللَّه تعالى.
81- المغيث بْن يونس بْن مُحَمَّد بْن مغيث [3] .
أبو يونس القُرْطُبيّ، من بيت العِلم والرواية.
روى عن: أَبِيهِ، وأبي القاسم بن صواب، وأبي بحر بن العاص، وجماعة. وشُووِّر بقُرْطُبة. وشرّق [4] بنفسه وببيته، وتُوُفيّ رحمه اللَّه فِي رجب عن ستٍّ وستِّين سنة [5] .
82-[مَنْصُور] [6] بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن صاعد بْن مُحَمَّد [7] .
برهان الدِّين أبو القَاسِم بْن أبي سَعْد بْن أبي نصر الصّاعديّ، النَّيْسَابُوريّ، قاضي نَيْسابور.
سمع من: جَدّه أبي نصر، وَأَبِي بَكْر بْن خَلَف الشّيرازيّ، وأبي القَاسِم عَبْد الرَّحْمَن الواحديّ، وإسماعيل بْن عَبْد الغافر الفارسيّ، وغيرهم.
روى عَنْهُ: ابن السَّمْعانيّ، وابنه عَبْد الرحيم.
وقال أبو سَعْد: كان جيّد الولاية، مشتغلا بالعبادة. لزِم الجامع مدّة معتكفا. وكان شديد الامتناع عن التّحديث [8] .
__________
[1] هو الرئيس أبو عبد الله القاسم الثقفي.
[2] وكانت ولادته في حدود سنة ثمانين وأربعمائة.
[3] انظر عن (المغيث بن يونس) في: بغية الملتمس للضبّي 469، 470 رقم 1371.
[4] في البغية: «وشهد» .
[5] مولده سنة 486 هـ.
[6] في الأصل بياض، والمستدرك من مصادر الترجمة.
[7] انظر عن (منصور بن محمد) في: التحبير 2/ 315، 316 رقم 1014، والكامل في التاريخ 11/ 228، وسير أعلام النبلاء 20/ 294، والجواهر المضيّة 2/ 183، 184، والعسجد المسبوك (مخطوط) ورقة 71 ب.
[8] وعبارته في التحبير: من بيت العلم والقضاء، وكان حميد السيرة في ولايته، وقورا،(38/105)
وقال عَبْد الرحيم بْن السَّمْعانيّ فِي «مُعْجَمه» ، وهو كلام أَبِيهِ على لسان عَبْد الرحيم: كان إماما، فاضلا. عالِمًا، مَهيبًا، وَقُورًا، قصير اليد عن أموال النّاس، غير أنّه كان شديد المَيْل إلى مذهب أهل العذْل، يعني المعتزلة، قرأ والدي عليه جزءا ضخْمًا بجَهْدٍ. وسمعت منه الأوّل من «تاريخ نَيْسابور» بروايته عن مُوسَى بْن عِمْرَانَ، عَنْهُ.
تُوُفّي فِي ربيع الآخر [1] .
- حرف النون-
83- ناصر بْن سَلْمان بْن ناصر بْن عِمران بْن مُحَمَّد [2] .
أبو الفتح، العلّامة بْن أبي القَاسِم الْأَنْصَارِيّ، النَّيْسَابُوريّ.
قال ابن السَّمْعانيّ [3] : كان إماما، مُناظرًا، بارعا فِي الكلام، حاز قَصَب السَّبق فِيهِ على أقرانه. وصار فِي عصره واحدَ مَيْدانه.
وصنَّف التَّصانيف، وترسَّل من جهة السّلطان سَنْجَر إلى الملوك. مولده سنة تسع وثمانين وأربعمائة.
قال: وكان صاحب أوقاف الممالك، وكان لا يتورَّع عن مال الوقف، ولا عن بيع رِقاب أوقاف المساجد والُّرُبط. وكان يقول: يجب صرفها إليَّ لأنيّ أذبّ عن الدِّين.
سمع: أَبَاهُ، وأبا الْحَسَن المَدِينيّ المؤذّن، والفضل بْن عبد الواحد التّاجر.
__________
[ () ] ساكنا، حسن الطريقة، مشتغلا بالعبادة، لزم الجامع القديم بنيسابور، وكان أكثر أوقاته معتكفا فيه.. فرأت عليه شيئا يسيرا بجهد. ثم لما رحلت بابني أبي المظفّر إلى نيسابور، قرأت عليه جزءا. وقدم علينا مرو في سنة اثنتين وخمسين.
[1] وكانت ولادته في جمادى الأولى سنة خمس وسبعين وأربعمائة بنيسابور.
[2] انظر عن (ناصر بن سلمان) في: التحبير 2/ 337، 338 رقم 1048، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 7/ 317، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 65.
[3] في التحبير 2/ 338.(38/106)
وتُوُفيّ بمَرْو فِي جُمادى الأولى.
قلت: روى عَنْهُ: عَبْد الرحيم السَّمْعانيّ، وأبوه.
84-[نصر] [1] بْن نصر بْن عليّ بْن يونس [2] .
أبو القَاسِم العُكْبَرِيّ [3] الواعظ، الشّافعيّ.
قال ابن السَّمْعانيّ: شيخ واعظ، متودّد، متواضع.
وقال ابن النّجّار: كان يتكلّم في الأعزية.
سمع: أبا القاسم بن البسري، وعاصم بن الْحَسَن التُّنْكَتِيّ.
ثنا عَنْهُ: ابن ابنه مُحَمَّد بْن عليّ، وأبو أَحْمَد بْن سُكَيْنة، وابن الأخضر، وعبد السّلام الدّاهريّ، وعمر بْن كَرم، وجماعة.
قلت: وروى عَنْهُ: ابن السَّمْعانيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْن الشَّيْخ عَبْد القادر، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن الغزّال، وسعيد بْن مُحَمَّد بْن الرزاز، وداود بْن ملاعب الوكيل، ويوسف بْن عُمَر بْن نظام المُلْك، والحسن بْن إسحاق بْن الجواليقيّ، وأبو الْحَسَن القَطِيعيّ وهو آخرهم.
وآخر من روى عَنْهُ بالإجازة أبو الْحَسَن بْن المقيّر.
قال ابن الْجَوْزِيّ [4] : كان ظاهر الكياسة، يعِظ وعظ المشايخ، ويتخَّيره النّاس لعمل الأعزية.
وُلِدَ سنة ستٍّ وستين وأربعمائة، وتُوُفيّ فِي ذي الحجَّة. ونشأ ولده أبو مُحَمَّد على طريقته إلى أن مات سنة خمس وسبعين.
__________
[1] في الأصل بياض.
[2] انظر عن (نصر بن نصر) في: المنتظم 10/ 180 رقم 270 (18/ 123 رقم 4221، والعبر 4/ 150، وسير أعلام النبلاء 20/ 296، 297 رقم 200، ودول الإسلام 2/ 69، والمعين في طبقات المحدّثين 165 رقم 1780، والإعلام بوفيات الأعلام 227، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 7/ 320، والنجوم الزاهرة 5/ 327، وشذرات الذهب 4/ 166.
[3] تحرّفت النسبة في شذرات الذهب إلى «الطبري» .
[4] في المنتظم.(38/107)
- حرف الياء-
85- يحيى بْن عِيسَى بْن حَسَن بْن إدريس [1] .
أبو البركات الأنباري، الواعظ، الزّاهد، بغداديّ كبير القذر.
ذكره أبو الفَرَج بْن الْجَوْزِيّ [2] فقال: قرأ القرآن على جماعة، وسمع من: عَبْد الوهّاب الأنماطيّ، وغيره.
وقرأ النَّحو على الزَّبِيديّ وصَحِبَه مدّه.
وتفقّه على القاضي الحرّانيّ، ووعظ. وكان يبكي على المنبر من حين صعوده إلى حين نزوله. وتعبّد فِي زاويته نحو خمسين سنة. وكان ورِعًا حَتَّى إِنَّهُ عطِش مرَّةً فجيء بماءٍ [بارد] من بعض دُور الحكّام فلم يشرب.
وكان لا يفعل شيئا إلّا بنيَّة. وكان من جياد أَهْل السَّنَة ورزق أولادا صالحين فسمّاهم أَبَا بَكْر، وعثمان، وعمر، وعليّ. وكان أمّارا بالمعروف نهّاء عن المُنْكر مُسْتجاب الدّعوة، له كرامات ومنامات صالحة، رَأَى فِي بعضها رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [3] .
وَكَانَ هُوَ وزوجته يصومان النّهار ويقومان اللّيل، ويُحييان بين العشائين، ولا يُفْطِران إلّا بعد العشاء. وحتّما أولادهما القرآن، وأقرءا جماعة من النّساء والرجال، فَلَمّا تُوُفّي إلى رحمة اللَّه قَالَتْ زوجته: اللَّهمّ لا تُحييني بعده. فماتت بعده بخمسة عشر يوما [4] .
__________
[1] انظر عن (يحيى بن عيسى) في: المنتظم 10/ 180 رقم 271 (18/ 123، 124، رقم 4222) ، والمختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي 3/ 246، 247 رقم 1355، ومرآة الزمان 8/ 229، وعيون التواريخ 12/ 502، والبداية والنهاية 12/ 237.
[2] في المنتظم.
[3] زاد ابن الجوزي: وفي بعضها أحمد بن حنبل، فقال المروذي: يا أبا عبد الله هذا من أصحابنا. فقال: وهل يشك فيه؟
[4] في مرآة الزمان: فعاشت خمسة وعشرين يوما.(38/108)
سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة
- حرف الألف-
86- أحمدُ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن إِسْمَاعِيل.
المقدسيّ. جدّ الحافظ الضّياء.
قرأت بخطّ الحافظ حفيده أنّه تُوُفّي فِي شعبان بجبل قاسيون بجُنينة الحمصيّ. وكان قد هاجر من نحو سنة. وخلَّف من الولد عَبْد الرَّحْمَن، وإبراهيم والد البهاء، وعبد الواحد والد الضّياء، والرّضا، وفاطمة. وأُمّهم مباركة عمَّة الشَّيْخ موفّق الدِّين.
وقد حجّ فأخذتهم العرب، وسلم له ذَهَبٌ جعله فِي شمعة ألْزَقَها بكفّه.
- حرف الجيم-
87- جَعْفَر بْن الْحَسَن بْن مَنْصُورٌ [1] .
أبو الفضل الكثيري القُومسيّ، البياريّ [2] المعبّر. وكان كُثَيْرٌ جَدّهُ لأُمِّهِ.
ذكره ابن السَّمْعانيّ فقال: أديب، فاضل، شاعر، عابر [3] .
سمع: عَبْد الواحد بْن القشيريّ، وطبقته.
__________
[1] انظر عن (جعفر بن الحسن) في: التحبير 2/ 454، 455 رقم 17 (بالملحق) ، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 64 ب، ومعجم البلدان 1/ 517.
[2] البياري: بالكسر. مدينة لطيفة من أعمال قومس، بين بسطام وبيهق.
[3] أي مفسّر للأحلام.(38/109)
وتُوُفيّ ببُخارى عن اثنتين وثمانين سنة [1] .
روى عَنْهُ: هُوَ، وولده عَبْد الرحيم [2] .
- حرف الحاء-
88- الحسن بن أحمد بن محمد بن أحمد [3] .
أبو عليّ المُوسِيَابَاذيّ [4] ، الصُّوفيّ، الهَمَذانِيّ.
سمع: الفضل بْن أَبِي حرب الْجُرْجانيّ، وأبا الفتح عَبْدوس بْن مُحَمَّد الهَمَذانِيّ.
مات فِي نصف رجب، وله تسعون سنة، فإنّه وُلِدَ فِي المُحَرَّم سنة اثنتين وستِّين.
روى عَنْهُ: السَّمْعانيّ فِي «التّحبير» [5] .
وقال ابن النّجار: سمع مِن أَحْمَد بْن عِيسَى بْن عَبّاد الدّيَنَوريّ صاحب ابن لال.
وعنه: المبارك بْن كامل.
__________
[1] مولده سنة 471 هـ.
[2] وقال ابن السمعاني: أنشدني أبو الفضل البياري من حفظه لنفسه ببخارى:
محق الزمان لها عواقب تنقضي ... لا بدّ فاصبر لانقضاء أوانها
إنّ المحالة في إزالة شرّها ... قبل الأوان تكون من أعوانها
[3] انظر عن (الحسن بن أحمد) في: التحبير 1/ 176 رقم 95، والأنساب 11/ 520، ومعجم البلدان 5/ 222، والمختار من ذيل تاريخ بغداد لابن السمعاني (مخطوط) ورقة 198.
[4] الموسياباذي: بضم الميم، وكسر السين المهملة، وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفتح الباء المنقوطة بواحدة بين الألفين، وفي آخرها الذال المعجمة هذه النسبة إلى موسياباذ، وهي إحدى قرى همذان. (الأنساب) . وقيّدها ياقوت: «موسياباذ» بفتح السين المهملة. (معجم البلدان) وقال: منسوبة إلى رجل اسمه موسى.
[5] وفيه قال: كان شيخا، صالحا، ظريفا، كيسا، حسن الأخلاق، له رباط بهمذان يخدم الصوفية فيه بنفسه، ويعتقدون فيه ... كتبت عنه بهمذان في النوبة الثانية.(38/110)
وله رِباط بهَمَذان. وكان ظريفا مطبوعا، رحمه اللَّه تعالى.
89- الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيم بْن زكوّن.
أبو عليّ القَلانِسيّ.
دخل إلى الأندلس، وسمع منه ابن سُكّرة، وطبقته.
تُوُفّي ليلة عيد الفِطْر.
90- الْحَسَن بْن عليّ بْن عَبْد الملك بْن يُوسُف.
أبو مُحَمَّد الإسكافيّ. وإسكاف [1] بلدة بالنّهْروان.
كان حافظا للقرآن. قرأ على الشَّيْخ أبي مَنْصُورٌ الخيّاط وسمع منه، ومن: أبي الفَرَج القَزْوينيّ، وَأَبِي الفضل مُحَمَّد بْن عَبْد السّلام الْأَنْصَارِيّ، وأبي مُحَمَّد السّرّاج.
روى عَنْهُ: أَحْمَد بْن صالح الجبليّ، وأحمد بْن طارق، وعبد العزيز بْن الأخضر.
تُوُفّي فِي ربيع الآخر عن ثمانين سنة ببغداد.
- حرف السين-
91- سَعِيد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد [2] .
أبو الفخر الكرابيسيّ [3] ، الهَمَذانِيّ، الصُّوفيّ، الرجل الصّالح.
سمع: جَدّه عَبْد الأحد بْن عليّ، وعبد الغفّار بْن منصور السّمسار، وعبد الرحمن الدّونيّ.
__________
[1] إسكاف: بكسر الألف وسكون السين المهملة وفي آخرها الفاء. ناحية ببغداد على صوب النهروان وهي من سواد العراق. (الأنساب 1/ 45) .
[2] انظر عن (سعيد بن محمد) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.
[3] الكرابيسي: نسبة إلى بيع الثياب.(38/111)
مات فِي شوّال عن ثمانين سنة غير أشهر.
أخذ عَنْهُ السَّمْعانيّ.
- حرف العين-
92- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن نبهان بْن محرز [1] .
أبو مُحَمَّد الغَنَويّ [2] ، الزَّمِن، أخو الشّيخ أبي إسحاق الغَنَويّ.
شيخ صالح، ساكن، مقرئ. تلا على أَبِي الخَطَّاب بْن الجرّاح.
قال ابن السَّمْعانيّ: وُلِدَ بالرّافقة ونشأ بحَرَّان وسكن بغداد. وأجاز له على يد أخيه طِراد الزَّيْنَبيّ، ورزق اللَّه التّميميّ، وجماعة.
وسمع من: أبي القَاسِم بْن بنان، وجماعة.
كتبتُ عَنْهُ، وقال لي: وُلِدتُ سنة ثمانٍ وسبعين.
وتُوُفيّ رحمه اللَّه فِي ثاني عشر ربيع الآخر.
93- عَبْد الأوّل بْن عِيسَى بْن شُعَيب بْن إِبْرَاهِيم بن إسحاق [3] .
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن محمد) في: معجم الشيوخ لابن السمعاني.
[2] الغنوي: بفتح الغين المعجمة والنون، وكسر الواو. هذه النسبة إلى غنيّ وهو غني بن يعصر وقيل أعصر، واسمه منبّه بن سعد بن قيس بن عَيْلان بن مضر. (الأنساب 9/ 184) .
[3] انظر عن (عبد الأول) في: التحبير 1/ 111، 612 في ترجمة أبيه «عيسى» ، والأنساب 7/ 47، والمنتظم 10/ 182، 383 رقم 274 (18/ 127 رقم 4225) ، والإستدراك لابن نقطة (مخطوط) باب: السجزيّ، والشجري، ومعجم البلدان 3/ 41، والتقييد 386، 87 رقم 501، والكامل في التاريخ 11/ 239، واللباب 2/ 105، ووفيات الأعيان 3/ 226، 227، والروضتين 1/ 304، والعبر 4/ 151، 152، ودول الإسلام 2/ 70، وسير أعلام النبلاء 20/ 303- 311 رقم 206، والمعين في طبقات المحدّثين 165 رقم 1781، والإعلام بوفيات الأعلام 228، وتذكرة الحفاظ 4/ 1315، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 150- 152، ومرآة الجنان 3/ 304، والبداية والنهاية 12/ 238، والوافي بالوفيات 18/ 10/ 8، والوفيات لابن قنفذ 282 رقم 553، وعيون التواريخ 12/ 506، 507 وفيه:
«عبد الأول بن شعيب» ، والنجوم الزاهرة 5/ 328، وشذرات الذهب 4/ 166، ودول الإسلام 4/ 379 رقم 2183.(38/112)
مُسْند الوقْت، أبو الوقْت بْن أبي عَبْد اللَّه السِّجْزيّ [1] الأصل، الهَرَوَيّ، المالينيّ [2] ، الصُّوفيّ، رحمه الله.
ولد سنة ثمان وخمسين وأربعمائة.
وسمع «الصّحيح» ، و «منتخب مسند عبد» ، و «كتاب الدّارميّ» ، من جمال الإسلام أبي الْحُسَيْن عَبْد الرحمن بن محمد الدّاوديّ فِي سنة خمسٍ وستِّين ببوشَنج، حمله أَبُوهُ إليها، وهي مرحلة من هَرَاة [3] .
وسمع من: أبي عاصم الفُضَيْل بْن يحيى، ومحمد بْن أبي مَسْعُود الفارسيّ، وأبي يَعْلَى صاعد بْن هبة اللَّه الفُضَيْليّ، وبِيبي بِنْت عَبْد الصّمد الهَرْثَميَّة، وأبي مَنْصُور عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عفيف البُوسَنْجيّ كلار، وأحمد بْن أبي نصر الكُوفانيّ [4] كاكو، وعبد الوهّاب بْن أَحْمَد الثّقفيّ، وأبي القَاسِم أَحْمَد بْن مُحَمَّد العاصميّ، ومحمد بن الحسين الفضلويي، وأبي عطاء عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي عاصم الجوهريّ، وأبي عامر محمود بْن القَاسِم الْأَزْدِيّ، وشيخه شيخ الإسلام عَبْد اللَّه الْأَنْصَارِيّ، وأبي المظفَّر عَبْد اللَّه بْن عطاء البغاوَرْدَانيّ، وأبي سعد حكيم بْن أَحْمَد الإسْفَرَائينيّ، وأبي عدنان القَاسِم بْن عليّ الْقُرَشِيّ، وأبي القَاسِم عَبْد اللَّه بْن عُمَر الكَلْوَذَانيّ، وأبي الفتح نصر بْن أحمد الحنفيّ، وغيرهم.
__________
[1] السّجزيّ: بكسر السين المهملة، وسكون الجيم، وفي آخرها. الزاي. هذه النسبة إلى سجستان. قال ابن ماكولا: هذه النسبة على غير قياس. (الأنساب 7/ 43) .
[2] الماليني: بالياء المنقوطة باثنتين تحتها، بعد اللام المكسورة، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى مالين، وهي في موضعين. أحدهما قرى مجتمعة على فرسخين من هراة يقال لجميعها مالين، وأهل هراة يقولون: مالان. ومالين أيضا قرية من قرى باخرز. (الأنساب 11/ 100) وأبو الوقت منسوب إلى الأولى.
[3] التحبير 1/ 611، 612.
[4] في الأصل: «الكرماني» ، والتصحيح من: التقييد 386، وتوضيح المشتبه 7/ 345 وفيه:
«الكوفاني» بضم أوله، وسكون الواو، وفتح الفاء، تليها ألف، ثم نون مكسورة.(38/113)
وحدَّث بخُراسان، وأصبهان، وكَرْمان، وهَمَذَان، وبغداد، واشتهر اسمه وازدحم عليه الطَّلَبة، وبقي كلّما قدِم مدينةٌ تسامَعَ به الخلْق وقصدوه.
وسمع منه أُمم لا يُحْصَوْن.
روى عَنْهُ: ابن عساكر [1] ، وابن السَّمْعانيّ، وابنه عَبْد الرحيم، وأبو الفتح بْن الْجَوْزِيّ، ويوسف بْن أَحْمَد الشّيرازيّ، وأحمد بْن حمْد اللَّيْثيّ الأصبهانيّ، وحامد بْن محمود الرّوذَرَاوَرِيّ المؤدَّب، والحسن بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن نظام المُلْك، والحسين بْن أَحْمَد الخَبّازيّ، والحسين بْن مُعَاذِ الهَمَذانِيّ، وسفيان بْن إِبْرَاهِيم بْن مَنْدَهْ، وأبو ذَرّ سُهَيْل بْن مُحَمَّد البُوسَنجيّ [2] ، وأبو الضوء شهاب الشَّذَبَانيّ، وأبو رَوْح عَبْد المُعِزّ، وعبد الْجَبَّار بْن بُنْدار الهَمَذانِيّ القاضي، وعبد الجليل بْن مَنْدوَيْه، وأحمد بْن عَبْد اللَّه السُّلَميّ العَطَّار، وعثمان بْن عليّ الوَرْكانيّ الهَمَذانِيّ، وعثمان بْن محمود الأصبهانيّ، وفضل اللَّه بْن مُحَمَّد البُوسَنْجيّ، ومحمد بْن ظَفَر بْن الحافظ الطّرقيّ، وأخوه محمود، ومحمد بْن عَبْد الرّزّاق الأصبهانيّ، ومحمد بْن عَبْد الفتّاح البُوسَنْجيّ، ومحمد بْن عطّيَّة اللَّه الهَمَذانِيّ، ومحمد بْن مُحَمَّد بْن سرايا البلديّ المَوْصِليّ، ومحمد بْن مَسْعُود البُوسَنْجيّ، ومحمود بْن الواثق البَيْهَقِيّ، ومحمود شاه بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل اليعقوبيّ الهَرَويّ، ومقرَّب بْن عليّ الهَمَذانِيّ الزّاهد، ويحيى بن سعد الرّازيّ الفقيه، ويوسف بْن عُمَر بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن نظام المُلْك البغداديّ، وحمّاد بْن هبة اللَّه الحربيّ، وعمر بْن طَبرْزَد، وأبو مَنْصُور بْن سَعِيد بْن مُحَمَّد الرّزّاز، وعمر بن محمد الدّينوريّ السّديد الصّوفيّ، ويحيى بن عبد الله بن السّهرورديّ، وأنجب بن عليّ الدارقزيّ الدّلّال، وعبد العزيز بْن أَحْمَد بْن النّاقد، ومحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي العزّ الواسطىّ نزيل المَوْصِل، ومحمد بْن أَحْمَد بْن هبة اللَّه الرُّوذَرَاوَريّ، وداود بْن بُندار الجيليّ، وأبو العبّاس محمد بن عبد الله
__________
[1] في مشيخته (مخطوط) ورقة 98 أ.
[2] ترد: البوسنجي والبوشنجي.(38/114)
الرّشيديّ المقرئ، ويحيى بْن عَبْد الْجَبَّار الصُّوفيّ، ومحمد بْن أبي عليّ الشَّطَرَنْجِيّ، وعليّ بْن أبي الكَرَم العُمَريّ، وأحمد بْن ظَفَر بْن الوزير ابن هُبَيْرة، وإسماعيل بْن مُحَمَّد بْن خُمارتِكِين، وعبد الواحد بْن المبارك الخُرَيْميّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن العريسة الحاجب، ومحمد بْن هبة الله بن المُكْرَم، وعبد الغني بْن عبد العزيز بْن البُنْدار، ومظفَّر بْن أبي السّعادات بْن حَرِّكْها، وعليّ بْن يُوسُف بْن صَبُوخا، وأحمد بْن يُوسُف بْن صِرْما، ومحمد بْن أبي القَاسِم المَيْبُذِيّ [1] ، وزيد بْن يحيى البَيْع، وعبد اللّطيف بْن المُعَمَّر بْن عساكر، وعمر بْن مُحَمَّد بْن أبي الرّيّان، وأسعد بْن عليّ بْن صعلوك، والنّفيس بن كرم، وعبد الله ابن إِبْرَاهِيم الهَمَذانِيّ الخطيب، وأبو جَعْفَر عَبْد اللَّه ابن شريف الرحبة، وعبد الرَّحْمَن بْن أبي العزّ ابن الخبّازة، ومحمد بْن عُمَر بْن خليفة الرُّوبَانيّ [2] ، وأبو المحاسن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن المراتبيّ البَيِّع، وأبو الْحَسَن عليّ بْن بُورْنداز، وأبو حفص عُمَر بْن أعَزّ السُّهْرَوَرْدِيّ [3] ، وأبو هُرَيْرَةَ مُحَمَّد بْن لَيْث بْن الوسطاني، وصاعد بْن عليّ الواعظ بإربل، وأبو بَكْر مُحَمَّد بْن المبارك المستعمل، وأبو عليّ الْحَسَن بْن الجواليقيّ، وأبو الفتح مُحَمَّد بْن النّفيس بْن عطاء، وأبو نصر المهذّب بْن قُنَيْدة، وعبد السّلام بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن سُكَيْنَة، وعبد الرَّحْمَن بْن عتيق بْن صيلا، وأبو الرِّضا مُحَمَّد بْن أبي الفتح المبارك بْن عَصِيَّة، وعبد السّلام بْن عَبْد اللَّه بْن بَكْر بْن الزَّبِيديّ، وعمر بْن كَرَم الحمّاميّ، وأمَةُ الرّحيم بنت عفيف
__________
[1] الميبذي: بفتح الميم وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وضمّ الباء المنقوطة بواحدة، وفي آخرها الذال المعجمة. هذه النسبة إلى ميبذ وهي بلدة بنواحي أصبهان من كور إصطخر فارس قريبة من يزد. (الأنساب 11/ 557) .
وفي سير أعلام النبلاء 20/ 305 «الميندي» ، بضم النون بدل الباء الموحّدة، ودال مهملة.
[2] الرّوباني: بالباء الموحّدة، كما نصّ المؤلّف رحمه الله على ذلك في سير أعلام النبلاء 20/ 305.
[3] في الأصل: «الشهرزوريّ» ، والتصحيح من: التكملة لوفيات النقلة 3/ 202 رقم 2152، وسير أعلام النبلاء 20/ 305.(38/115)
النّاسخ، وعبد الخالق بن أبي الفضل بن عريبة، وظَفَر بْن سالم البيطار، وإبراهيم بْن عَبْد الرَّحْمَن المواقيتيّ، وعبد البَرِّ بْن أبي العلاء الهَمَذانِيّ، وأحمد بْن شِيرُوَيْه بْن شهروار الدَّيْلَميّ وبقي إلى سنة خمس وعشرين، وعبد اللَّه بْن عَبْد اللَّه عتيق ابن باقا [1] ، وزكريّا بْن علي التغلبي، وعليّ بْن أبي بَكْر بن روزبه القَلانِسِيّ، ومحمد بْن عَبْد الواحد المَدِينيّ، وأبو الْحَسَن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عُمَر القَطِيعيّ، وأبو المُنَجّا عَبْد اللَّه بْن عِمران اللَّتّيّ، وأبو بَكْر مُحَمَّد بْن مَسْعُود بْن بهروز.
وآخر من ذُكِر أنّه سمع منه أبو سَعْد ثابت بْن أَحْمَد بْن أبي بَكْر مُحَمَّد بْن الخُجَنْدِيّ الأصبهانيّ، نزيل شِيراز، فإنْ كان سمع منه فسماعه عَنْهُ فِي الخامسة، فإنّهُ وُلِدَ سنة ثمانٍ وأربعين.
وسماع الأصبهانيّين من أبي الوقْت سنة اثنتين وخمسين أو قبلها.
وتُوُفيّ هذا الخُجَنْدِيّ فِي سنة سبْعٍ وثلاثين.
وروى عَنْهُ بالإجازة: جَهْمة أخت رشيد بْن مَسْلَمَة الدّمشقيّ وتُوُفيّت سنة ثمانٍ وثلاثين، وأبو الكَرَم مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن أَحْمَد المتوكّلي، ويُعرف بابن شفتين، ومات سنة أربعين، وكريمة بِنْت عَبْد الوهّاب الْقُرَشِيَّة وتُوُفيّت فِي جُمادى الآخرة سنة إحدى وأربعين وهي آخر من روى عَنْهُ بالإجازة الخاصَّة.
وذكره ابن السَّمْعانيّ فقال: شيخ صالح، حَسَن السَّمْت والأخلاق، متودَّد، متواضع، سليم الجانب، استسعد بصُحْبة الإمام عَبْد اللَّه الْأَنْصَارِيّ وخدمه مدَّة، وسافر إلى العراق، وخُوزسْتان، والبصْرة، وقدِم بغدادَ ونزل رِباط البِسْطاميّ، فيما ذكره لي وسمعتُ منه بَهَرَاة، ومالين.
وكان صَبُورًا على القراءة، محِبًّا للرواية. وحدّث «بالصّحيح» ،
__________
[1] في السير 20/ 305 «وعبد الرحمن مولى ابن باقا» .(38/116)
«ومُسْند عَبْد» ، والدّارميّ، عدَّة نُوَب. وسمعتُ أنّ أَبَاهُ سمّاه مُحَمَّدًا، فسمّاه الإمام عَبْد اللَّه الْأَنْصَارِيّ عَبْد الأوّل، وكنّاه بأبي الوقْت.
وقال الصُّوفيّ: ابن وقته.
وقال أبو سَعْد فِي «التّحبير» [1] فِي ترجمة والد أبي الوقْت إِنَّهُ ولد بسجستان في سنة عشر وأربعمائة، وإنّه سمع من عليّ بْن بُشْرَى اللَّيْثيّ الحافظ كتاب «مناقب الشّافعيّ» لمحمد بْن الْحُسَيْن الآبُرِيّ [2] ، إلّا مجلسا واحدا، وهو من باب ما حكى عَنْهُ مالك إلى باب سخائه وكرمه، بسماعه من الآبُرِيّ.
وقال: سكن هَرَاة، وهو صالح مُعَمَّر، له جدّ فِي الأمور الدّينيَّة، حريص على سماع الحديث وطلبه حَمَلَ ابنه أَبَا الوقت على عاتقه إلى بوشَنْج، وكان عَبْد اللَّه الْأَنْصَارِيّ يُكرمه ويراعيه.
قال: وسمع بغَزْنَة من الخليل بْن أبي يَعْلَى، وبهَرَاة من أبي القَاسِم عَبْد الوهّاب بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى الخَطَّابيّ. وكتب إليَّ بالإجازة لمسموعاته سنة سبْعٍ وخمسين، ومات بمالِين هَرَاة فِي ثاني عشر شوّال سنة اثنتي عشرة، وقيل: سنة ثلاث عشرة. عاش مائة وثلاث سِنين.
وقال زكيّ الدِّين البرْزَاليّ وغيره: طاف أبو الوقت العراق، وخُوزسْتان، وحدَّث بِهَرَاة، ومالِين، وبُوشَنْج، وكَرْمان، ويَزْد، وأصبهان، والكَرَج، وفارس، وهَمَذَان. وقعد بين يديه الحفاظ والوزراء، وكان عنده كُتُب وأجزاء. وسمع عليه من لا يُحصى ولا يُحصر.
__________
[1] ج 1/ 611، 612.
[2] الآبريّ: بفتح الألف الممدودة وضم الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها الراء المهملة.
هذه النسبة إلى آبر وهي قرية من قرى سجستان. (الأنساب 1/ 89) وهو توفي سنة 363 هـ.
وانظر ترجمته ومصادرها في (حوادث ووفيات 351- 380 هـ) ص 313.(38/117)
وقال ابن الْجَوْزِيّ [1] : كان صَبُورًا على القراءة عليه، وكان شيخا صالحا كثير الذكْر والتَّهجُّد والبكاء، على سَمْت السَّلَف. وعزم فِي هذه السَّنَة على الحجّ، وهيّأ ما يحتاج إليه فمات [2] .
وقال الحافظ يُوسُف بْن أَحْمَد فِي «الأربعين البلديّة» له، ومن خطّه نقلت: ولمّا رحلت إلى شيخنا شيخ الوقْت ومُسْنَد العصْر ورحلة الدنيا أَبِي الوقت، قدَّر اللَّه لي الوصول إليه فِي آخر بلاد كَرْمان على طرف بادية سجستان، فسلّمت عليه وقبّلتهُ، وجلستُ بين يديه، فقال لي: ما أَقْدَمَكَ هذه البلاد؟
قلت: كان قصْدي إليك، ومُعَوَّلي بعد اللَّه عليك. وقد كتبت ما وقع إليَّ من حديثك بقلمي، وسعيت إليك بقدمي لأُدرك بركة أنفاسك، وأحظى بعُلُوّ إسنادك.
فقال: وفقك اللَّه وإيّانا لمرضاته، وجعل سعْيَنا له، وقصْدنا إليه، لو كنت عرفتني حقّ معرفتي لَمَا سلّمت عليّ، ولا جلست بين يديّ. ثُمَّ بكى بكاء طويلا وأبكى من حَضَرَه، ثُمَّ قال: اللَّهمّ استُرْنا بسترك الجميل، واجعل تحت السّتْر ما ترضى به عنّا. وقال: يا ولدي، تعلم أنّي رحلت أيضا لسماع الصّحيح ماشيا مع والدي من هَرَاة إلى الدّاوديّ ببُوشَنْج، وكان لي من العُمر دون عشر سِنين، فكان والدي يضع على يديّ حَجَرين ويقول: احملهما فكنت من خوفه أحفظهما بيديّ، وأمشي وهو يتأمّلني، فإذا رآني قد عَيِيت أمرني أن أُلقي حَجَرًا واحدا، فألقيه ويخفّ عني، فأمشي إلى أن يتبيَّن له تعبي، فيقول لي: هل عييت؟
__________
[1] في المنتظم 10/ 183.
[2] وقال ابن الأثير: وكان قدم إلى بغداد سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة يريد الحج، فسمع الناس بها عليه «صحيح البخاري» ، وكان عالي الإسناد، فتأخّر لذلك عن الحجّ، فلما كان هذه السنة عزم على الحجّ فمات. (الكامل 11/ 239) .(38/118)
فأخافه فأقول: لا.
فيقول: لِمَ تُقَصَّر فِي المشْي؟
فأُسرع بين يديه ساعة، ثُمَّ أَعجز، فيأخذ الحجر الآخر من يدي ويُلْقيه عنّي، فأمشي حَتَّى أعطَبَ، فحينئذٍ كان يأخذني ويحملني على كتفه [1] .
وكنّا نلتقي على أفواه الطُّرق بجماعةٍ من الفلّاحين وغيرهم من المعارف، فيقولون: يا شيخ عِيسَى، ادفع إلينا هذا الطِّفْل نُرْكِبه وإيّاك إلى بُوشَنْج، فيقول: مَعَاذَ اللَّه أن نركب فِي طلب أحاديث رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورجاء ثوابه والانتفاع به.
وكان ثمرة ذلك حسن نيَّة والدي، رحمه اللَّه، أنّي انتفعت بسماع هذا الكتاب وغيره، ولم يبق من أقراني أحدٌ سِوايَ، حَتَّى صارت الوفود ترحل إليَّ من الأمصار.
ثُمَّ أشار إلى صاحبنا عَبْد الباقي بْن عَبْد الْجَبَّار الهَرَوي أن يقدِّم لي شيئا من الحَلْواء، فقلت: يا سيّدي قراءتي بجزء عليّ بْن الْجَهْم أحبّ إليَّ من أكل الحَلْواء. فتبسَّم وقال: إذا دخل الطّعام خرج الكلام. وقدَّم لنا صحنا فِيهِ حلْواء الفانِيذ. فأكلنا، ثُمَّ أخرجت الجزء وسألته إحضار الأصل، فأحضره وقال: لا تَخَفْ ولا تَحْرص، فإنّي قد قبرت ممّن سمع عليَّ خلْقًا، فَسَل اللَّه السّلامة. فقرأت الجزء وَسُرِرْتُ به، ويسَّرَ اللَّهُ سماع «الصّحيح» وغيره مِرارًا، ولم أزل فِي صُحْبته وخدمته إلى أن تُوُفّي فِي بغداد فِي ليلة الثّلاثاء من ذي القعدة.
قلت: بيّض لليوم، وهو سادس الشّهر.
__________
[1] وقال أبو سعد بن السمعاني: سمعت أن والده عيسى حمله على رقبته من هراة إلى بوسنج، وسمّعه «مسند الدارميّ» ، و «صحيح البخاري» ، و «المنتخب من حديث عبد بن حميد» ، وسمعت أن والده سمّاه مُحَمَّدًا فسمّاه الإمام عَبْد اللَّه الْأَنْصَارِيّ:
عبد الأول، وكنّاه بأبي الوقت.(38/119)
قَالَ: وَدَفَنَّاهُ بِالشُّونِيزِيَّةِ. قَالَ لِي: تَدْفِنِّي تَحْتَ أَقْدَامِ مَشَايِخِنَا بِالشُّونِيزِيَّةِ. وَلَمَّا احْتَضَرَ سَنَدْتُهُ إِلَى صَدْرِي، وَكَانَ مُشْتَهِرًا بِالذِّكْرِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْعُوفِيُّ، فَأَكَبَّ عَلَيْهِ وَقَالَ: يَا سَيِّدِي، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ» [1] . فَرَفَعَ طَرْفَهُ إِلَيْهِ، وَتَلَا هذه الآية: يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي من الْمُكْرَمِينَ 36: 26- 27 [2] فدهش إليه هو ومن حضر من الأصحاب، ولم يزل يقرأ حتى ختم السّورة، وقال: الله الله الله، ثمّ توفي وهو جالس على السّجّادة [3] .
وقال ابن الجوزيّ [4] : حدّثني محمد بن الحسين التكريتيّ الصّوفيّ قال:
أسندته إليّ فمات وكان آخر كلمة قالها: يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي من الْمُكْرَمِينَ 36: 26- 27.
قرأت بخطّ الحافظ يُوسُف بْن أَحْمَد: أنشدنا الزَّيْنَبيّ أبو الفضل مُحَمَّد بْن الفَضَل بْن بركاهَويْه لنفسه وقد دخل على أَبِي الوقت فِي النّظاميَّة بأصبهان، وشاهد اجتماع العلماء والحُفّاظ فِي مجلسه عند الإمام صدْر الدِّين مُحَمَّد بْن عَبْد اللّطيف الخُجَنْديّ، والحافظ أبو مَسْعُود كُوتاه يقرأ عليه الصّحيح:
أتاكُمُ الشَّيْخ أبو الوقتِ ... بأحسن الأخبار عن ثَبْتِ
طوى إليكم علمه ناشِرًا ... مراحِل الأبرق والخبثِ
الحَقَ بالأشياخ أطفالكم ... وقد رمى الحاسد بالكتب
__________
[1] أخرجه أبو داود في الجنائز، رقم 311 باب في التلقين، وأحمد في المسند 5/ 233، والحاكم في المستدرك على الصحيحين 1/ 351، ووافقه الذهبي في تلخيصه.
[2] سورة يس، الآيتان 26 و 27.
[3] وقال ابن شافع في تاريخه: كان شيخا صالحا، ألحق الصغار بالكبار، ورأى في رئاسة التحديث ما لم ير أحد من أبناء جنسه.
وقال ابن نقطة: وكان حاضر الذهن، مستقيم الرأي وسماعه بعد الستين وأربعمائة، وصحب شيخ الإسلام- يعني أبا إسماعيل- نيفا وعشرين سنة. (التقييد) .
[4] في المنتظم 10/ 183.(38/120)
فمِنَّة الشَّيْخ بما قد روى ... كمِنَّةِ الغَيْث على النَّبْتِ
بارك فِيهِ اللَّه مِن حامِلٍ ... خُلاصَةَ الفِقْه إلى المُفْتي
انتهِزُوا الفرصة يا سَادَتي ... وحصِّلُوا الإسْنَادَ فِي الوقْت
فإنّ مَن فَوَّتَ ما عِنْدَه ... يَصِيرُ ذا الحَسْرة والمَقْتِ [1]
94- عَبْد الْجَبَّار بْن عَبْد الْجَبَّار بْن مُحَمَّد بْن ثابت بْن أَحْمَد [2] .
أبو مُحَمَّد الثّابتيّ [3] ، الخَرَقيّ [4] ، المَرْوَزَيّ.
فقيه بارع فاضل. تفقَّه على تاج الإسلام أبي بَكْر بْن السَّمْعانيّ، وعلى الإمام أبي إسحاق إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد المَرْوَرُّوذيّ، ثُمَّ اشتغل فِي الحساب والهندسة، وتجاوزها إلى علوم الأوائل، ومع ذلك كان حَسَن الصّلاة [5] .
سمع الكثير من الحديث فانتفع به، وجمع تاريخا لمَرْو [6] .
وسمع: أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن السَّمْعانيّ، وإسماعيل بْن أَحْمَد البَيْهَقِيّ.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم بن السَّمْعانيّ، وقال: وُلِدَ بقرية خَرَق فِي سنة سبع وسبعين وأربعمائة.
وتُوُفيّ بمرْو يوم عيد الفِطْر. قاله أبو سعد وحدّث عنه في «التّحبير» .
__________
[1] في سير أعلام النبلاء 20/ 310: أنبأنا طائفة عن ابن النجار قال: أنشدنا داود بن معمر بأصبهان، أنشدنا محمد بن الفضل العقيلي لنفسه في سنة إحدى وخمسين. وذكر الأبيات.
[2] انظر عن (عبد الجبار بن عبد الجبار) في: التحبير 1/ 421، 422 رقم 380، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 7/ 143، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 331، 332، والوافي بالوفيات 18/ 39 رقم 38، والجواهر المضيّة 1/ 305، والفوائد البهية 78، 79.
[3] تحرّفت هذه النسبة في (طبقات الشافعية للإسنويّ) إلى: «التابتي» .
[4] تحرّفت هذه النسبة في (طبقات الشافعية للإسنويّ) إلى: «الحرقي» .
[5] زاد في (التحبير) : «نظيف الثياب» .
[6] وقال ابن السمعاني: جمع تاريخا لمرو غير مسند ذكر فيه أحوال الأئمة والمحدّثين والعلماء أستحسنه. سمعت منه أحاديث يسيرة قبل خروجي إلى الرحلة.(38/121)
95- عَبْد الجليل بن مُحَمَّد بن عَبْد الواحد بن إبراهيم [1] بن شهر مرد [2] ابن مهرة.
الحافظ الكبير، أبو مَسْعُود الأصبهاني كُوتَاه [3] .
ذكره الحافظ أبو مُوسَى، وروى عَنْهُ، وقال فِيهِ: أوحد وقته فِي علمه مع طريقته وتَوَاضعه. ثنا لفْظًا وحفظا [4] على مِنْبر وعْظه سنة تسع عشرة [5] وخمسمائة، وسمعته يقول: ولدت سنة ستّ وسبعين وأربعمائة.
وقال ابن السَّمْعانيّ [6] : من أولاد المحدّثين: حَسَن السِّيرة، مكرم الغُرباء، فقير، قَنُوع، صحِب والدي مدَّة مُقامه بأصبهان، وسمع بقراءته الكثير، وله معرفة تامَّة بالحديث، وهو مِن متقدّمي أصحاب شيخنا إِسْمَاعِيل الحافظ [7] .
سمع: رزق اللَّه التّميميّ، وأحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الذَّكْوانيّ، وأبا بَكْر بْن ماجة الأَبْهَريّ، وأبا عَبْد اللَّه الثّقفيّ، وجماعة كبيرة من أصحاب أبي سَعِيد النّقّاش، وأبي نعيم.
__________
[1] انظر عن (عبد الجليل بن محمد) في: الأنساب 3/ 341، 342، والتحبير 1/ 432- 434 رقم 392، والمنتظم 10/ 182 رقم 273 (18/ 126، 127 رقم 4224) ، ومعجم البلدان 2/ 76) واللباب 1/ 302، وتذكرة الحفاظ 4/ 1314، 1315، وسير أعلام النبلاء 20/ 329- 331 رقم 223، والمعين في طبقات المحدّثين 166 رقم 1782، والإعلام بوفيات الأعلام 228، والعبر 4/ 152، والوافي بالوفيات 18/ 50 رقم 47، ومرآة الجنان 3/ 304، وتبصير المنتبه 1326، والنجوم الزاهرة 5/ 329، وطبقات الحفاظ 471، وشذرات الذهب 4/ 167، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 107 رقم 1054.
[2] في الأصل: «شهرد» والتصحيح من: التحبير.
[3] كوتاه: بالفارسية: القصير. وفي نسبه زيادة: «الجوباري» . نسبة إلى جوبارة محلّة معروفة بأصبهان (التحبير) .
[4] في المنتظم: كان واحد بلدته حفظا وعلما ونفعا وصحّة عقيدة.
[5] في شذرات الذهب: «سبع عشرة» .
[6] في التحبير 1/ 432، 433.
[7] زاد في التحبير: «وعنه أخذ العلم وتخرّج عليه، غير أنه وقع بينهما شيء قبل أن دخلت أصبهان فإن أبا مسعود كان يقول في النزول بالذات. والإمام إسماعيل الحافظ كان ينكر عليه ويقول: إنّ السلف ما نقل عنهم هذا» .(38/122)
كتبتُ عَنْهُ وحضرت مجلس إملائه، وسمعتُ أَبَا القَاسِم الحافظ بدمشق يُثني عليه ثناء حَسَنا، ويفخَّم أمره، ويَصِفُه بالحِفْظ والإتقان.
قال أبو سَعْد [1] : ولمّا وردتُ أصبهان كان لا يخرج من داره إلّا لحاجةٍ مهمَّة كان شيخه إِسْمَاعِيل الحافظ هَجَره ومنعه من حضور مجلسه لمسألةٍ جَرَت فِي النُّزُول، وكان كُوتَاه يقول: أقول النّزول بالذّات، وكان شيخنا إِسْمَاعِيل يُنكر هذا، وأمره بالرجوع عن هذا الاعتقاد، فما فعل، فهجره لهذا [2] .
قلت: ورحل بعد الخمسمائة إلى بغداد، وحجّ وسمع، ورحل إلى نَيْسابور، ولقي أَبَا بَكْر الشَّيرُويّيّ [3] .
وقد رُوِيَ عن ابن ماجة [4] بجزء لوَيْن [5] ، وكان عاليا له. وقد روى عَنْهُ الكبار.
وَقَالَ ابْنُ السَّمْعَانِيِّ: ثنا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ زَاهِرٍ بِنَيْسَابُورَ، نا أَبُو الْعَلاءِ صَاعِدُ بْنُ سَيَّارٍ الْحَافِظُ إِمْلاءً، ثنا عَبْدُ الْجَلِيلِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بِمَدِينَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَا رَوْحُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنَا أَبُو الْحَسَنِ الخرجانيّ [6] ، أنا ابن خرّزاذ،
__________
[1] في التحبير 1/ 533.
[2] وقال ابن السمعاني: سمعت منه بأصبهان وقرأت عليه، وكتبت عنه مجلسا في إملائه.
[3] الشيرويّيّ: بكسر الشين المعجمة، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، ضم الراء، وفي آخرها ياء أخرى. هذه النسبة إلى شيرويه، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه.
(الأنساب 7/ 466) .
[4] هو أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن بن ماجة الأبهري الأصبهاني. سمع جزء لوين من أبي جعفر بن المرزبان، وتفرّد بعلوّه في الدنيا. توفي سنة 481 هـ.
[5] لوين: هو الحافظ أبو جعفر محمد بن سليمان بن حبيب الأسدي. توفي سنة 246 هـ.
(تقدّمت ترجمته في الطبقة 25 (حوادث ووفيات 241- 250 هـ. / ص 438 رقم 437) .
[6] الخرجاني: بفتح الخاء المعجمة وسكون الراء ثم جيم. نسبة إلى خرجان، محلّة كبيرة بأصبهان. وهو: علي بن أحمد بن محمد بن الحسين الخرجاني الأصبهاني. توفي سنة 420 هـ. (تقدّمت ترجمته في الطبقة 42- حوادث ووفيات 401- 420 هـ- ص 485، 486 رقم 409) .(38/123)
ثنا عَلِيُّ بْنُ رَوْحَانَ، نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ: سَمِعْتُ شَيْبَانَ بْنَ يَحْيَى يَقُولُ: مَا أَعْلَمُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ أَقْصَرَ مِمَّنْ سَلَكَ طَرِيقَ الْحَدِيثِ.
قلت: وهذا من جملة ما رَوَتْه كريمة بالإجازة عن عَبْد الجليل كُوتَاه، وبين وفاتها ووفاة صاعد بْن سَيّار مائة وعشرون سنة، وذلك مُسْتفاد فِي السّابق واللّاحق [1] .
وقد روى عَنْهُ: ابن عساكر، ويوسف بْن أَحْمَد الشّيرازيّ، وآخرون.
وتُوُفيّ فِي أوّل شعبان، وقيل فِي ثامنه [2] ، رحمه اللَّه.
96- عَبْد الرَّحْمَن بْن مدرك بْن عليّ [3] .
أبو سهل التّنوخيّ، المَعَرّيّ، الشّاعر.
زُلْزِلت حماه فِي رجب، فهلك جماعة تحت الردْم منهم أبو سهل.
روى عَنْهُ من شِعره أَبُو اليُسْر شاكر التُّنوخيّ الكاتب مُقَطَّعات، فيها قوله:
سارَقْتُهُ نظرَة طال بها ... عذابُ قلبي وما له ذَنْبُ
يا جَوْر حُكْم الهَوَى ويا عَجَبًا ... تُسْرقُ عيني ويُقْطع القلبُ
97- عَبْد الكريم بْن الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن يَحْيَى [4] .
أَبُو القَاسِم التّميميّ، النَّيْسَابُوريّ، الكاتب.
رئيس فاضل، لغويّ، شاعر.
__________
[1] ليس المقصود هنا كتاب «السابق واللاحق» للخطيب البغدادي.
[2] قال ابن السمعاني: توفي في أواخر سنة خمس أو أوائل سنة ست وخمسين وخمسمائة، وقيل: صوابه في آخر رجب سنة ثلاث وخمسين، وبخط أحمد النايني: مستهل شعبان ليلة الخميس سنة ثلاث وخمسين.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن مدرك) في: عيون التواريخ 12/ 507، وتاريخ دمشق، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 15/ 34، 35 رقم 29، وخريدة القصر (قسم شعراء الشام) 2/ 46، 47، والوافي بالوفيات 18/ 265، 266 رقم 322.
[4] انظر عن (عبد الكريم بن الحسن) في: معجم الشيوخ ابن السمعاني.(38/124)
سمع: إِسْمَاعِيل بْن زُهْر النّوقانيّ، وأبا إسحاق الشّيرازيّ الفقيه، وأبا بَكْر بْن خَلَف، وغيرهم.
روى عنه: ابن السمعاني، وابنه عبد الرحيم، والمؤيّد الطُّوسيّ.
قال أبو سَعْد: كان صحيح السَّماع.
تُوُفّي رحمه اللَّه فِي رمضان.
ومن شعره:
سئمت تكاليف هذا الزّمان ... إلى كم أقاسي وحتّى مَتَى
فهل من إياب لوْصلٍ مضى ... وصل من ذَهاب لهجرٍ أتى
98- عَبْد الواحد بْن الحَسَن بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن مَخْلَد بْن جَعْفَر [1] .
الإمام أبو الفتح الباقَرْحيّ [2] ، البغداديّ، من بيت الحديث.
تغرَّب وجال فِي الآفاق. وسمع ببغداد، وخراسان.
سمع: أباه، وأبا الْحَسَن العلّاف.
وتفقه على إلْكِيا الهَراسيّ.
وبخُراسان على الغَزَاليّ. وسمع بها من: إِسْمَاعِيل بْن الحسن الفرائضيّ، وعبد الغفّار الشّيرويّيّ [3] .
وكان فقيها فاضلا، سكن غَزْنَة. ومولده سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة.
وتوفّي بغزنة في في أواخر العام ظنّا.
__________
[1] انظر عن (عبد الواحد بن الحسن) في: ذيل تاريخ بغداد لابن النجار 15/ 218- 222 رقم 120، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 268.
[2] الباقرحي: بفتح الباء والقاف وسكون الراء وفي آخرها الحاء المهملة. هذه النسبة إلى باقرح وهي قرية من نواحي بغداد. (الأنساب 2/ 48) .
وقد تحرّفت النسبة في طبقات السبكي إلى «الباقرجي» بالجيم.
[3] تقدّم التعريف بهذه النسبة في حاشية الترجمة رقم (95) .(38/125)
قال ابن النّجّار: كان مقدَّمًا فِي الأدب وفي التَّرَسُّل درّس بالنّظاميَّة ثُمَّ عُزِل بأسعد المِيهَنيّ [1] .
99- عليّ بْن عساكر بْن سرور [2] .
أبو الْحَسَن المقدسيّ، ثُمَّ الدّمشقيّ، الخشّاب، الكيّال.
سمع: الفقيه أَبَا الفتح نصر بْن إِبْرَاهِيم ببيت المقدس، وأبا عَبْد اللَّه الْحَسَن بْن أبي الحديد بدمشق وكان قد جاء إليها تاجرا، ثُمَّ سكنها بعد أخْذ القدس.
وكان يصحب الفقيه نصر اللَّه المَصِّيصيّ.
وُلِدَ سنة ثمانٍ وخمسين وأربعمائة، وسمع سنة سبعين من أبي الفتح.
وتُوُفيّ فِي سنّ أبي الوقت صحيح الذِّهْن والجسم [3] .
__________
[1] وقال ابن النجار: قدم بغداد في يوم الأربعاء السابع والعشرين من جمادى الآخرة سنة سبع عشرة وخمسمائة ومعه كتب من السلطان سنجر بن ملك شاه وابن أخيه محمود بن محمد إلى الديوان بتسليم المدرسة النظامية إليه ليدرّس بها، فأجيب إلى ذلك بعد أن نفد الفقهاء بها من ذلك واجتهدوا في منعه، فألزمهم الديوان بمتابعته، فدرّس بها إلى شعبان من السنة المذكورة، ثم وصل أسعد الميهني. حدّث ابن الباقرحي ببغداد بيسير. سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل الخفّاف، وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه، وروى عنه في كتاب «سلوة الأحزان، من جمعه.
وقال إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن الفرّاء: سمعت أبا الفتح عبد الواحد بن الحسن ابن الباقرحي يقول: بتّ ليلة مفكرا في قلّة حظّي من الدنيا، فرأيت في النوم مغنيا يغنّي، فالتفت إليّ وقال: اسمع أي شيخ:
أقسمت بالبيت العتيق وركنه ... والطائفين ومنزل القرآن
ما العيش في المال الكثير وجمعه ... بل في الكفاف وصحّة الأبدان
[2] انظر عن (علي بن عساكر) في: مشيخة ابن عساكر (مخطوط) 1/ ورقة 147، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 18/ 135 رقم 42، والعبر 4/ 152، 153، وسير أعلام النبلاء 20/ 355، 356 رقم 245، والمعين في طبقات المحدّثين 166 رقم 1783، والإعلام بوفيات الأعلام 228، وعيون التواريخ 12/ 516، والنجوم الزاهرة 5/ 329، وشذرات الذهب 4/ 167، 168.
[3] مختصر تاريخ دمشق.(38/126)
روى عنه: أبو القاسم بن عساكر، وابنه القاسم، وأبو القاسم بن صصريّ، وآخرون.
توفّي فِي شوّال.
100- عليّ بْن هبة اللَّه بْن عليّ بْن عَبْد الملك بْن يُوسُف.
الصُّوفيّ، أبو الْحَسَن.
كان كثير الكلام فيما لا يعنيه.
روى عَنْ: ثابت بْن بُنَدَار، والحسين بْن عليّ بْن البُسْريّ، وغيرهما.
وتُوُفيّ إن شاء اللَّه فِي هذه السَّنَة.
101- عُمَر بْن أَحْمَد بْن مَنْصُور بْن أبي بَكْر مُحَمَّد بْن القَاسِم بْن حبيب [1] .
العلّامة أبو حفص بْن الصّفّار النَّيْسَابُوريّ، خَتَن أبي نصر القُشَيْريّ على ابنته.
ولد سنة سبع وسبعين وأربعمائة.
وسمع بقراءة جَدّه إِسْمَاعِيل بْن عَبْد الغافر بْن أبي بَكْر بْن خَلَف، وأبي المظفَّر مُوسَى بْن عِمْرَانَ، وأبي تُراب عَبْد الباقي المَرَاغيّ، وأبي القَاسِم عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد الواحديّ، وأبي الْحَسَن المَدِينيّ، وجماعة.
روى عَنْهُ: ابنه أبو سَعْد عَبْد اللَّه، وابن ابنه القَاسِم بْن عَبْد اللَّه، وأبو سَعْد بْن السَّمْعانيّ، وابنه المظفَّر عَبْد الرحيم، والمؤيَّد الطُّوسيّ، ومنصور الفُرَاويّ، ويحيى بْن الربيع الواسطيّ الفقيه، وسليمان الموصليّ، وأخوه
__________
[1] انظر عن (عمر بن أحمد) في: المنتخب من السياق 372 رقم 1238، والتقييد 395 رقم 517، والعبر 4/ 153، ومعجم الألقاب ق 1/ 431، وسير أعلام النبلاء 20/ 337، 338 رقم 229، والمشتبه 1/ 233، وتذكرة الحفاظ 3/ 1315، والإعلام بوفيات الأعلام 228، والمعين في طبقات المحدّثين 166 رقم 1784، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 7/ 240، 241، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 142، 743، والوافي بالوفيات 22/ 419 رقم 300، وعيون التواريخ 12/ 516، وتبصير المنتبه 661، والنجوم الزاهرة 5/ 329، وشذرات الذهب 4/ 168.(38/127)
عليّ، وأبو الفضل مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم الرافعيّ، وزينب الشّعْريَّة، وآخرون.
ولَقَبُه: عصام الدِّين. وكان من كبار أئمّة الشّافعيَّة.
قال حفيده القَاسِم: كان جدّي نظيرا لمحمد بْن يحيى، وكان يزيد على ابن يحيى بعلم الأصلين.
وقال ابن السَّمْعانيّ: إمام، بارع، مبرّز، جامع لأنواع الفضل من العلوم الشّرعيَّة، وكان سديد السّيرة، مُكْثِرًا من الحديث.
تُوُفّي يوم عيد الأضحى.
وقد ذكره عَبْد الغافر [1] فقال: شابّ فاضل، ديّن ورع، أصيل، من أحفاد الْإِمَام أبي بَكْر بْن فُورَك، والفقيه أبي بَكْر الصّفّار، ومِن أسباط أبي القَاسِم القُشَيْريّ. نشأ معي وفي حجْر الوالد مع أخيه أبي بَكْر، وسمعا الكثير بإفادة جدّهما والدي، وأدركا إسناد السّيد أبي الْحَسَن، والحاكم، وعبد اللَّه بْن يُوسُف، وهذا الإمام أحد وجوه الفُقَهاء الآن، يُرجى له البقاء إنْ شاء اللَّه إلى وقت الرّواية [2] .
102- عِيسَى بْن هارون.
أبو موسى المغربيّ، المالكيّ.
__________
[1] في المنتخب من السياق 372.
[2] وقال ابن نقطة: حدّث بمسند الإمام أبي عبد الله، الشافعيّ، عن نصر الله بن أحمد بن عثمان الخشنامي، وعلي بن أحمد المديني، وحدّث أيضا عن أبي القاسم الفضل بن أحمد بن محمد بن أبي حرب، وقدم بغداد وحدّث بها عن أبي بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي وغيره. وكان ثقة.
حدّثنا عنه جماعة من أشياخنا، وحدّث عنه بالمسند يَحْيَى بْن الربيع بْن سُلَيْمَان بْن حَرَّاز الفقيه أبو علي الواسطي، وثنا عنه سليمان، وعلي ابنا محمد بن علي الموصلي بغيره.
رأيت بخط عمر بن الصفار في إجازة يذكر أن مولده في شهور سنة سبع وستين وأربعمائة.
وكانت وفاته في ذي القعدة من سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة. قاله ابن الإخوة الغرناطي، وكان عمر ثقة. (التقييد) .(38/128)
مدرس حلقة المالكيَّة بدمشق. إمام فِي المذهب والفرائض.
- حرف الميم-
103- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن ثابت [1] .
أبو العزّ بن الشَّيْرَجِيّ [2] ، البغداديّ.
روى عن: أبي الْحَسَن بْن أيّوب، وأبي سَعْد بْن خُشَيش.
وعنه: أبو سَعْد السَّمْعانيّ، ومحمد بْن أبي غالب الباذرائيّ.
تُوُفّي فِي رمضان.
104- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أبي القَاسِم [3] .
أبو بَكْر النَّسَفيّ، اللُّؤلؤُيّ، نزيل بُخَارى.
سمع بنَسَف من: أبي بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد البَلّديّ.
روى عَنْهُ: عَبْد الرحيم السَّمْعانيّ.
وتُوُفيّ فِي نصف ربيع الآخر ببُخَارى.
105- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يَعْلَى.
أبو البركات ابن الصّائغ البغداديّ، المؤدّب.
كان مليح الخطّ، جيّد النّظم.
صحب أبا النّجيب السّهرورديّ مدَّةً طويلة.
وحدَّث عن: أَحْمَد بْن عَبْد القادر بْن يُوسُف.
روى عَنْهُ: المبارك بْن كامل، ويوسف بْن مقلّد.
وعاش إحدى وثمانين سنة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد الشيرجي) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.
[2] الشيرجي: بكسر الشين المعجمة، وسكون الياء، وفتح الراء، وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى بيع دهن الشيرج، وهو دهن السمسم، وببغداد يقال لمن يبيع الشيرج: الشيرجي والشيرجاني. (الأنساب 7/ 454) .
[3] انظر عن (محمد بن أحمد اللؤلؤي) في: الأنساب 11/ 40.(38/129)
106- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُعَاذ [1] .
أبو بَكْر اللَّخْميّ، الإشبيليّ، المعروف بالفَلَنْقيّ.
أخذ القراءات من شُرَيْح، وخَلَفَه في حلقته، وترحّل إلى قلعة حَمَّاد، فقرأ بها على أبي بَكْر عتيق بْن مُحَمَّد المقرئ تلميذ الْعَبَّاس بْن نفيس الْمَصْرِيّ.
وروى عَن: أبي الْحَسَن بْن الأخضر، وأبي مروان الباجيّ، وأبي مُحَمَّد بْن عَتّاب.
قال الأَبَّار [2] : كان إماما فِي صناعة الأقراء، مُجَوِّدًا، مُسْندًا، مشارِكًا فِي العربيَّة، مليح الخطّ، له تأليف فِي القراءات «سمّاه كتاب الإنماء إلى مذاهب السَّبْعة القراء» .
أخذ عَنْهُ: أبو الْحَسَن نجبة، وأبو مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه، وأبو ذرّ الخَشَنيّ.
واستوطن فارس وأقرأ بها.
وتُوُفيّ فِي المُحَرَّم.
وآخر من تلا عليه بالسَّبْع الإمام مُحَمَّد بْن البوت الفاسيّ.
107- مُحَمَّد بْن أبي مَنْصُورٌ مُعَمَّر بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد [3] .
أبو رَوْح العبْديّ اللُّنبَانيّ [4] ، الأصبهانيّ.
روى عن: أبي مطيع، وسليمان بن إبراهيم الحافظ، ورزق الله.
__________
[1] انظر عن (محمد بن محمد بن عبد الله) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/ 488، ومعرفة القرّاء الكبار 2/ 529، 530 رقم 473، والوافي بالوفيات 1/ 126، وغاية النهاية 2/ 242 رقم 3420.
[2] في تكملة الصلة.
[3] انظر عن (محمد بن أبي منصور) في: الأنساب 11/ 33، وتوضيح المشتبه 7/ 362.
[4] اللّنباني: بضم اللام، وسكون النون، وفتح الباء المنقوطة بواحدة، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى محلّة كبيرة بأصبهان، ولها باب يعرف بهذه المحلّة، يقال له: باب لنبان.(38/130)
روى عنه: مُحَمَّد بْن أبي المكارم المَدِينيّ شيخ الأَبَرْقُوهيّ، وأحمد بْن عُمَر بْن لَبِيدة، وعليّ بْن يعيش، وجماعة.
حجَّ، وحدَّث ببغداد.
ومات فِي شوّال. وقع لنا حديثه عاليا.
108- المبارك بْن أَحْمَد بْن زُرَيق [1] .
أبو الفتح الواسطيّ، الحدّاد مقرئ أهل واسط وإمام جامعها، وأحد الموصوفين بالحذق في القراءات.
قرأ علي: أبي العزّ القلانِسِيّ، وسِبْط الخيّاط.
وسمع من: أبي نُعَيْم الْجُماريّ [2] ، وخميس الحَوْزيّ، وأبي القَاسِم بْن الحُصَيْن.
وصنَّف فِي القراءات.
روى عَنْهُ: ابنه المبارك بْن المبارك، وابن إِبْرَاهِيم بن البنّاء.
قَالَ ابن الدّبيثيّ [3] : سَمِعتُ الثّناء عَنْهُ جميلا.
وتُوُفيّ فِي المُحَرَّم.
109- المبارك بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد.
أبو القَاسِم البغداديّ، الصَّيْرَفيّ، صاحب أبي بكر المزرفيّ.
سمع: طِرادًا الزَّيْنَبيّ، والنّعاليّ، وهبة الله بن عبد الرّزّاق.
وعنه: ابن سكينة، وعبد العزيز بن الأخضر.
__________
[1] انظر عن (المبارك بن أحمد) في: المختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي 3/ 166 رقم 1114، ومعرفة القراء الكبار 2/ 43 رقم 484، تذكرة الحفاظ 4/ 1315، وسير أعلام النبلاء 20/ 311 (دون ترجمة) ، وغاية النهاية 2/ 37 رقم 2649.
وهو في الأصل: «رزيق» بتقديم الراء، وفي بعض المصادر «زريق» بتقديم الزاي.
[2] في الأصل «الحماري» بالحاء المهملة. والتصويب من: معرفة القراء، ومختصر ابن الدبيثي.
[3] في المختصر.(38/131)
وكان شيخا صالحا، عاش نيّفا وسبعين سنة.
وتوفّي في ربيع الأوّل سنة ثلاث.
110- الْمُبَارَك بْن أَحْمَد بْن مَنْصُور [1] .
أبو مُحَمَّد بن الشّاطر [2] ، بغداديّ.
روى عنه: أبي سَعْد الأسَدِيُ [3] .
روى عَنْهُ: ابن الأخضر [4] ، وغيره.
وتوفّي في رمضان.
111- المبارك بن المبارك بن عليّ بن نصر [5] .
الإمام الزّاهد الكبير، أبو محمد بن التّعاويذيّ [6] ، الجوهريّ.
ولد سنة 476، وسمع: النَّعاليّ، وطِرادًا الزَّيْنَبيّ، وابن البطر وحصّل الأجزاء، وصحب الشّيخ حمّادا الدّبّاس.
قال ابن النّجّار [7] : كان يتكلّم على لسان القوم، وله رياضات ومقامات. ثنا عَنْهُ: ابن سُكَيْنَة، وابن الأخضر، وابن الحصريّ. وكان صدوقا [8] .
__________
[1] انظر عن (المبارك بن أحمد) في: المختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي 3/ 166 رقم 1115.
[2] في المختصر: «أبو محمد بن أبي السعادات ابن الشاطر» .
[3] وروى عن: هبة الله بن علي بن الشريحي.
[4] وهو عبد العزيز بن الأخضر، وأبو المحاسن القرشي.
[5] انظر عن (المبارك بن المبارك) في: الأنساب 3/ 59، 60، واللباب 1/ 217.
[6] التّعاويذي: بفتح التاء والعين المهملة وكسر الواو بعد الألف، بعدها الياء آخر الحروف وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى كتابة التعاويذ.
[7] في الجزء المفقود من ذيل تاريخ بغداد.
[8] وقال ابن السمعاني: كَانَ شيخا صالحا، سديد السيرة، يقعد في سوق الجوهريين ببغداد، وكان الناس يتبركون به، ولعلّ والده كان يرقي ويكتب التعاويذ.. كتبت عنه أحاديث يسيرة، وعلّقت عنه بيتين من شعره أنشدناهما من لفظه لنفسه.(38/132)
تُوُفّي فِي جُمادى الأولى في سنة ثلاث.
112- المباركة بِنْت أبي بَكْر مُحَمَّد بْن مَنْصُور بْن عُمَر الكرْخيّ.
وتُعرف بستّ الإخوة، أخت أَبِي البدر الكَرْخيّ.
سَمِعت من: عاصم بْن الْحُسَيْن.
وتُوُفيّت فِي ذي الحجَّة.
روى عَنْهَا: ابن طَبْرَزَد، وابن الأخضر، وثابت بْن مشرّف، وآخرون.
113- مَسْعُود بْن مُحَمَّد بْن غانم بْن مُحَمَّد [1] .
أبو المحاسن الغانِميّ [2] الهَرَويّ، الأديب.
وُلِدَ بطوس، ونشأ بنَيْسَابور، وتفقَّه ببلْخ، وسكن هَرَاة.
أجاز له: الأستاذ أبو القَاسِم القُشَيْريّ، وأبو صالح المؤذّن.
وسمع «مُسْند الهَيْثَم» من أبي القَاسِم أَحْمَد بْن مُحَمَّد الخليليّ.
وسمع: أَبَا إسحاق إِبْرَاهِيم الأصبهانيّ، وأبا جَعْفَر السَّمِنْجانيّ [3] ، وغيرهم.
قال ابن السَّمْعانيّ [4] : كان إماما فاضلا، ورِعًا، كثير العبادة. كان يتورَّع عند طعام والده لاختلاطه بالدّولة. وعمّر العمر الطّويل فِي طاعة اللَّه.
وكان سريع النَّظْم، ويسمّي أشعاره «السّحريّات» .
__________
[1] انظر عن (مسعود بن محمد) في: الأنساب 9/ 120، والتحبير 2/ 301، 302، والإستدراك لابن نقطة (مخطوط) باب الغانمي والقائمي، واللباب 2/ 374، وسير أعلام النبلاء 20/ 359، 360 رقم 250، والجواهر المضيّة 2/ 170، 171.
[2] الغانمي: بفتح الغين المعجمة وكسر النون وفي آخرها الميم. هذه النسبة إلى غانم وهو اسم لجدّ المنتسب إليه.
[3] السّمنجاني: بكسر السين والميم، وسكون النون والجيم. نسبة إلى سمنجان: بليدة من طخارستان وراء بلخ، وهي بين بلخ وبغلان. (الأنساب 7/ 150) .
وأبو جعفر السمنجاني توفي سنة 504 هـ.
[4] في التحبير.(38/133)
ولد سنة أربع وستّين وأربعمائة، وتُوُفيّ فِي ربيع الأوّل.
قلت: هُوَ آخر مَن روى عن القُشَيْريّ.
وروى عَنْهُ: ابن السَّمْعانيّ [1] ، وولده عَبْد الرحيم، وابن عساكر.
سمع منه عَبْد الرحيم «مُسْند الهَيْثَم بْن كليب» ، و «رسالة القُشَيْريّ» .
114- مَسْعُود [2] بْن مُحَمَّد بْن شُنَيْف [3] .
الورّاق [4] ، أخو أَحْمَد.
سمع: أَبَا غالب مُحَمَّد بْن مُحَمَّد العَطَّار، والحسين بْن مُحَمَّد السّرّاج.
سمع منه: أَحْمَد بْن يحيى بْن هبة اللَّه، وابن عمّه الْحُسَيْن بْن شُنَيْف، وابن اللَّتّيّ [5] ، وإبراهيم بْن مُحَمود الشّعّار، وغيرهم.
كنيته أَبُو الفتح.
تُوُفّي فِي شعبان سنة ثلاثٍ وخمسين.
- حرف النون-
115- نصر بْن مَنْصُور بْن حُسَيْنِ [6] .
أبو القَاسِم بْن العَطَّار، الحرّانيّ، التّاجر، نزيل بغداد.
كان متموَّلًا، كثير الصَّدَقات، وفَكِّ الأسارى، وصلة المحدّثين، مع
__________
[1] وهو قال: كتبت عنه الكثير، وسمعت منه جميع مسند الهيثم بن كليب، والشمائل لأبي عيسى الترمذي، وغيرهما من الفوائد، وكتبت عنه من أشعاره الشيء الكثير. (الأنساب) .
[2] في الأصل: «منصور» ، والمثبت عن مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (مسعود بن محمد) في: المختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي 3/ 190 رقم 1198.
[4] كنيته: أبو الفتح.
[5] في المختصر: «أبو المنجي ابن الليثي» .
[6] انظر عن (نصر بن منصور) في: المنتظم 10/ 183 رقم 275 (18/ 127، 128 رقم 4226) ، والكامل في التاريخ 11/ 239، ومرآة الزمان 8/ 230، وعيون التواريخ 12/ 509، والبداية والنهاية 12/ 238، وشذرات الذهب 4/ 168.(38/134)
الدِّين والخير.
قال ابن الأخضر: سَأَلْتُهُ يَوْمًا عن زكاة ماله فضحك وقال: سبعة آلاف دينار.
قال ابن النّجّار: حَدَّثَونا أنّه غرق له مركب، فأحضر الغوّاصين، فلم يزالوا يُصعدون ما فِيهِ حَتَّى قال: قد بقي طشْتٌ وإبريق، فإنّ هذا المال مُزَكّى لا يضيع منه شيء. فغاصوا فوجدوه.
تُوُفّي فِي شعبان ببغداد، وله أربعٌ وثمانون سنة [1] . ولم يروِ شيئا.
وكان يحفظ القرآن.
قال أبو المظفَّر [2] : كان خِصّيصًا بجدّي، يحبّه ويُحسن إليه. حكى لي جماعة عَنْهُ أنّ عينه ذهبت، قال: فتوضّأت من دِجلة، وإذا بفقيرٍ عليه أطْمار رَثَّة، فقلت: امسح على عيني. فمسح عليها، فعادت صحيحة، فناولتُه دنانير، فامتنع وقال: إن كان معك رغيفٌ فَنَعَم. فقمت وأتيت بخُبزٍ، فلم أره [3] .
فكان نصر رحمه اللَّه لا يمشي إلّا وفي كُمّه خبز.
وسمعت جماعة يحكون أنّ نصْرًا اشترى مملوكا تُرْكيًّا بألف دينار، وأعطاه تجارة بألف دينار، وجهّزه إلى بلاد التُّرْك. وكان جدّي قد جمع كتاب «المغفّلين» فكتب نصر إليه فعاتبه، وقال: أَنَا من جملة المحبّين لك، وأنت تُلْحقُني بالمغفّلين؟ فقال: بلغني كذا وكذا، وكيف يعود إليك وقد صار ببلاده
__________
[1] وكان مولده بحرّان سنة 484 هـ.
[2] في مرآة الزمان 8/ 230.
[3] وقال ابن الجوزي: وحدّثني أبو محمد العكبريّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي المنام، فقلت:
يا رسول الله امسح بيدك عيني فإنّها تؤلمني، فقال: اذهب إلى نصر ابن العطار يمسح عينك.
قال: فقلت في نفسي: أترك رسول الله وأمضي إلى رجل من أبناء الدنيا، فعاودته القول: يا رسول الله امسح عيني بيدك، فقال لي: أما سمعت الحديث «إن الصدقة لتقع في يد الله» وهذا نصر قد صافحته يد الحق فامض إليه. قال: فانتبهت فقصدته، فلما رآني قام فتلقّاني حافيا، فقال: الّذي رأيته في المنام قد تقدّم في حقك بشيء. فقرأ على عيني الفاتحة والمعوّذات، فسكن الألم ووجدت العافية. (المنتظم) .(38/135)
ومعه ألف دينار؟ قال: فإنّه عاد. قال جدي: أَمْحُو اسمك واكتب اسمه.
قلت: هُوَ والد الوزير ظهير الدِّين مَنْصُور العَطَّار [1] المقتول فِي سنة 75 [2] .
- حرف الياء-
116- يَحْيَى بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد [3] .
أبو طاهر بْن أبي الفُتُوح الطّائيّ، الهَمَذانِيّ سلّار الحاجّ، وأخو المحدّث أبي الفُتُوح مُحَمَّد صاحب «الأربعين» .
حج أكثر من عشرين حجة.
قال ابن السَّمْعانيّ: كان جَلدًا، خيّرا مُتَحَرِّيًا، عارفا بالطُّرُق، دخّالا فِي الأمور.
سمع بهَمَذان: أَبَا الْحَسَن طريف بْن مُحَمَّد الحِيريّ، وأبا المظفَّر مُحَمَّد بْن أَحْمَد الأبِيوَرْدِيّ الأديب.
سمعتُ منه بالحجاز، وكان يختم القرآن كلَّه فِي ليلةٍ قائما فِي مسجد النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
تُوُفِّيَ فِي شعبان.
117- يحيى بن سلامة [4] .
__________
[1] الكامل 11/ 239 وهو أستاذ دار المضيء.
[2] وقال سبط ابن الجوزي إنه كان يأتي إليه في كل سنة فقير من دار القزّ فيعطيه من الزكاة خمس دنانير. ومضت مدة ولم يذهب إليه، فعبر ذلك الفقير يوما إلى خان الحسبة وتحت يده منديل فيه ثياب عتابي ونصر جالس في الخان، فناداه: يا فقير، تعال خذ رسمك. فقال له: أنا اليوم لا يجب عليّ الزكاة. قال: وكيف؟ قال: الخمس دنانير التي أعطيتني إياها اتّجرت بها فصارت عشرين دينارا، فبكى نصر وقال: الحمد للَّه على هذه النعمة.
[3] انظر عن (يحيى بن محمد) في: مشيخة ابن السمعاني.
[4] تقدّم برقم (35) .(38/136)
تقدَّم فِي سنة إحدى وخمسين.
وقال أبو الفَرَج بْن الْجَوْزِيّ: تُوُفّي سنة ثلاث فِي ربيع الأوّل بِميَّافارقين، ثُمَّ ذكر له أشعارا كثيرة.
118- يحيى بْن عَبْد الملك بْن شُعَيْب [1] .
أبو زَكَرِيّا الكافوريّ [2] ، التّاجر، الصّالح.
ورِع، خيِّر، صحِب حَمَّاد الدّبّاس ولازمه، وجمع كلامه بعد وفاته.
سمع: أَبَا غالب النَّعَاليّ، وأبا الْحُسَيْن بْن الطُّيُوريّ.
وعنه: ابن الأخضر.
مات فِي جُمادى الآخرة فِي عشْر الثّمانين [3] .
الكنى
119- أبو إسحاق بْن المستظهر [4] .
أخو الخليفة المقتفي لأمر اللَّه.
تُوُفّي فِي منتصف المُحَرَّم، واغتم عليه الخليفة غما شديدا.
وماتت بعده والدته بيومين.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن عبد الملك) في: الأنساب 10/ 328، 329، واللباب 3/ 77.
[2] الكافوري: بفتح الكاف وضم الفاء وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى كافور، وهو من الطيب وبيعه.
[3] قال ابن السمعاني: بغدادي المنشأ والمقام، كان ساكنا، سليم الجانب، عفيفا، ذا سمت ووقار صاحب الشيخ حمّادا الدباس وانتفع بصحبته ولازمه، وكان قد جمع كلامه بعد وفاته.. سمعت منه أحاديث يسيرة، وكانت ولادته سنة ست وسبعين وأربعمائة بحلب.
[4] انظر عن (أبي إسحاق بن المستظهر) في: المنتظم 10/ 182 رقم 272 (18/ 126 رقم 4223) .(38/137)
120- أبو بَكْر السَّمَرْقَنْديّ [1] .
ظهير الدّين.
من كبار الحنفيّة. درّس بدمشق بمسجد خاتون [2] .
__________
[1] انظر عن (أبي بكر السمرقندي) في: تاريخ دمشق، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 28/ 198 رقم 142.
[2] وقال ابن عساكر: قدم دمشق وأقام بها مدّة، وعقد له مجلس التدريس في الخزانة الشرقية بالشام من جامع دمشق التي جعلت مسجدا، ثم فوّض إليه التدريس بمسجد خاتون إلى أن مات بدمشق في شوّال سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة.(38/138)
سنة أربع وخمسين وخمسمائة
- حرف الألف-
121- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن بركة [1] .
أبو القَاسِم بْن ناجية [2] الحربيّ [3] ، الفقيه.
تفقّه على أبي الخَطَّاب، وبرع فِي مذهب أَحْمَد، ثُمَّ صار حنفيّا، ثُمَّ تحوَّل شافعيّا، وكان إماما بارِعًا، بصيرا بالفقه، فقيه النّفس، قيّما بالمناظرة، مليح الوعْظ، ديِّنًا.
قال ابن السَّمْعانيّ: اجتمعت به يَوْمًا فقال لي: أَنَا السّاعة متّبع الدّليل ما أقلّد أحدا.
سمع من: ثابت بن بندار.
وحدّث.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبد الله بن بركة) في: المنتظم 10/ 190 رقم 277 (18/ 136 رقم 4228) وفيه: «أحمد بن معالي بن بركة» ، وسير أعلام النبلاء 20/ 315 رقم 209، والوافي بالوفيات 7/ 112، والبداية والنهاية 12/ 240، وفيه: «أحمد بن معالي بن بركة» ، وذيل طبقات الحنابلة 1/ 232، 233، وشذرات الذهب 4/ 170.
[2] تصحّفت في (الوافي بالوفيات) إلى: «باجية» بالباء الموحّدة بدل النون. وناجية هي أمّه.
وهو: أحمد بن معالي، كما في: المنتظم، والبداية والنهاية، وذيل طبقات الحنابلة. وفي:
سير أعلام النبلاء 20/ 315: أبو القاسم أحمد بن أبي المعالي عبد الله، ومثله في: الوافي بالوفيات، ثم قال: يعرف بأحمد بن معالي بن ناجية.
[3] تقدّم التعريف بنسبة «الحربي» في الترجمة الأولى من هذه الطبقة، بالحاشية رقم (2) .(38/139)
وتُوُفيّ فِي جُمادى الآخرة.
رُوِيَ عَنْهُ: ابن الأخضر، وأحمد بْن يحيى بْن هبة اللَّه.
ومولده سنة 475 [1] .
122- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز بْن عليّ بْن إِسْمَاعِيل بْن سُلَيْمَان بْن يَعْقُوب بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن الأمير إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاس [2] .
أبو جَعْفَر [3] الْعَبَّاسيّ، المكّيّ، نقيب الهاشميّين بمكَّة.
سمع من: أبي عليّ بْن عَبْد الرَّحْمَن الشّافعيّ، وغيره، وأبي مكتوم عِيسَى بْن أبي ذرّ، وعبد القاهر بْن عَبْد السّلام الْعَبَّاسيّ المقرئ.
ورد بغداد وحدَّث بها وبأصبهان. وولد سنة ثمان وستّين وأربعمائة.
وتُوُفيّ فِي شعبان.
قال أبو سَعْد: شيخ، ثقة، صالح، متواضع، ما رَأَيْت فِي الأشراف مثله [4] . قدِم علينا أصبهان، وأنا بها، لِدَيْنٍ رَكِبَه ومعه خمسة أجزاء فسمعت منه. وسمع في الكهولة ونسخ الكُتُب. ثمّ قدم أصبهان راجعا من كرمان في
__________
[1] وقال ابن الجوزي: تفقه على أبي الخطاب الكلواذاني، وبرع في النظر. سمعت درسه مدّة وكان قد انتقل إلى مذهب الشافعيّ ثم عاد إلى مذهب أحمد ووعظ، وتوفي في جمادى الأولى من هذه السنة، ودفن بمقبرة باب حرب، وكان سبب موته أنه ركب دابّة فانحنى في مضيق ليدخله فاتكأ بصدره إلى قربوس السرج فأثّر فيه وانضم إلى ذلك إسهال فضعفت القوة وكان مدّة يومين أو ثلاثة. (المنتظم) .
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن عبد العزيز) في: المنتظم 10/ 191 رقم 278 (18/ 136 رقم 4229) ، والتقييد 180 رقم 200، وتاريخ إربل (تراجم الأعلام) 2/ 49 والتكملة لوفيات النقلة 1/ 128، ومعجم الألقاب لابن الفوطي 3/ 100، والعبر 4/ 155، وسير أعلام النبلاء 20/ 331، 332، رقم 224، والمعين في طبقات المحدّثين 166 رقم 1786، والإعلام بوفيات الأعلام 228، والمختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي 1/ 3، ومرآة الجنان 3/ 307، والعقد الثمين 3/ 148، والنجوم الزاهرة 5/ 331، وشذرات 4/ 170.
[3] وأبو العباس أيضا: كما في التقييد 180.
[4] وقال ابن الجوزي نحوه في (المنتظم) .(38/140)
سنة سبع وأربعين وخمسمائة.
قلت: تفرّد في وقته عن أبي عليّ الشّافعيّ.
روى عَنْهُ: ابن عساكر، والقاضي أبو المعالي أسعد بن المنجّا، وثابت بن مشرّف، وعبد السّلام بْن عَبْد اللَّه الدّاهريّ، وأبو الحسن محمد بن أحمد القطيعيّ، وطائفة.
وآخر من روى عنه بالإجازة ابن المقير.
وسماعه من الشّافعيّ في الخامسة من عمره فإنّه قال: وُلِدتُ فِي إحدى الْجُمَادّين سنة ثمانٍ وستِّين.
وهو من أولاد إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاس.
قال ابن النّجّار: كان صَدُوقًا، زاهدا، عابدا. قرأت بخطّه قال: سمعتُ الحديث من أبي عليّ الشّافعيّ سنة اثنتين وسبعين ولي من العُمر سبْع سِنين.
قلت: وهذا مخالف لِما مرّ [1] .
123- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن زيادة اللَّه [2] .
قاضي القُضاة أبو الْعَبَّاس بْن الخلّال [3] الثّقفيّ، المُرْسيّ.
روى عن: أبي عليّ بْن سُكَّرة، وصحِبَ أبا بَكْر بْن فَتْحُون.
وتفقَّه على أبي القَاسِم بْن أبي حمزة.
ومال إلى الفِقْه والمسائل. ووُليّ القضاء بأُوريُولَة، ثُمَّ استعفى ثُمَّ وُلّي
__________
[1] وقال ابن نقطة: حدّث بصحيح مسلم عَنْ أَبِي عبد الله الحسين بْن عليّ الطبري نزيل مكة..
وكان موصوفا بالخير والصلاح، ثقة في الرواية، حدّثنا غير واحد من شيوخنا عنه.
(التقييد) .
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن زيادة الله) في: بغية الملتمس للضبيّ 168 رقم 367، وتكملة الصلة لابن الأبّار 6/ 64، ومعجم أصحاب الصدفي 40، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة ج 1 ق 2/ 425، 426 رقم 627.
[3] في الذيل والتكملة «الحلال» بالحاء المهملة. والمثبت يتفق مع: بغية الملتمس.(38/141)
القضاء للأمير مُحَمَّد بْن سَعْد، ثُمَّ قَبَض عليه وسجنه، وأخذ أمواله، ثُمَّ قتله [1] .
روى عَنْهُ: أبو بَكْر عتيق بْن عطّاف، وعبد المنعم الخَزْرجيّ، وابن واجب [2] .
124- أَحْمَد بْن مهلهل بْن [3] [عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد] [4] .
أَبُو العَبَّاس البَرْدانيّ [5] ، البغداديّ، الضّرير، العبد الزّاهد.
كان فقيها، عابدا، قانتا للَّه. تفقَّه على أَبِي الخَطَّاب الكَلْوَذَانيّ [6] .
وسمع من: أبي غالب البقّال. ومن أبي طَالِب بْن يُوسُف، وغيره.
وحدَّث.
__________
[1] وكان مولده سنة 498 هـ.
[2] وقال المراكشي: وكان فقيها مشاورا، ذاكرا للمسائل، بصيرا بالفتاوى في النوازل، مشاركا في الأدب، ولي خطّة الشورى، واستقضي بأوريولة، واستعفى منها فأعفي وعاد إلى الفتيا إلى أن قلّده الأمير محمد بن سود القضاء بمرسية وأعمالها مضافا إلى قضاء قضاته بسائر أعماله كلّها بعد أن خلّصه من نكبة محمد بن عياض الأمير قبله، وأطلعه من معتقله، وفوّض إليه في أموره، فكان قاضي قضاة شرق الأندلس كافة، ولم يكن بالحصيف الرأي ولا الراجح العقل، وسعي به عند أميره محمد بن سعد فقبض عليه واستصفى أمواله وغرّبه إلى أندة، واعتقل بها شهورا ثمّ قتل ليلا.
[3] انظر عن (أحمد بن مهلهل) في: المشتبه في الرجال 1/ 61، والذيل على طبقات الحنابلة 1/ 236، 237 رقم 122، وتوضيح المشتبه 1/ 427، وتبصير المنتبه 1/ 137 وفيه «محمد بن مهلهل» ، وشذرات الذهب 4/ 170، 171.
[4] ما بين الحاصرتين إضافة على الأصل.
[5] البرداني: بفتح الباء الموحدة، وسكون الراء. نسبة إلى قرية بردانية. (توضيح المشتبه 1/ 427) .
وقد وقع في (الذيل على طبقات الحنابلة 1/ 236) : «قرية برد» .
[6] الكلوذاني أو الكلواذانيّ: بفتح الكاف وسكون اللام وفتح الواو والذال المعجمة بين الألفين وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى كلواذان وهي قرية من قرى بغداد على خمسة فراسخ منها. (الأنساب 10/ 460) . وأبو الخطاب الكلوذاني هو: محفوظ بن أحمد بن الحسن، المتوفى سنة 510 هـ. (انظر ترجمته ومصادرها في الطبقة الحادية والخمسين (501- 520 هـ.) ص 251 رقم 302) .(38/142)
وكان المقتفي لأمر اللَّه يزوره، والنّاس كافَّة.
وبَرْدَانِية: قرية من قُرى إسكاف. وكان يُعرف بالأَزَجِيّ.
تُوُفّي فِي جُمادى الأولى [1] .
- حرف الجيم-
125- جَعْفَر بْن زَيْدِ بْن جامع [2] .
أبو زَيْدٍ الحمويّ، الشّاميّ.
قَدِمَ بغداد، وسمع: أَبَا سَعْد أَحْمَد بْن عَبْد الْجَبَّار الصَّيْرَفيّ، وأبا طَالِب بْن يُوسُف، وأبا القَاسِم بْن الْحُسَيْن، وأبا العلاء بْن كادش، وغيرهم.
ذكره ابن السَّمْعانيّ [3] وذكر أنّه سمع من أبي الْحُسَيْن بْن الطُّيُوريّ، وهو وهْم من ابن السَّمْعانيّ. ثُمَّ قال: شيخ صالح، كثير العبادة، دائم التّلاوة.
كتبتُ عَنْهُ أحاديث يسيرة.
قلت: ذكره ابن النّجّار [4] ، فقال: ويُكنّى أَبَا الفضل، حمويّ نزل بغداد، إلى حين وفاته كان نقطعيا. سمع الكثير من: أبي الْحُسَيْن بْن المبارك، وأبي سَعْد أَحْمَد بْن عَبْد الْجَبَّار. بهذا قال ابن النّجّار أيضا ومشى فِيهِ خَلف أبي سعد.
__________
[1] وذكره ابن القطيعي وقال: سمعت أبا الحسن البراندسي الفقيه يقول: كان هذا الشيخ يصلّي في كل يوم أربعمائة ركعة.
وقال ابن النجار: كان منقطعا في مسجده لا يخالط أحدا، مشتغلا باللَّه عزّ وجلّ. وكان الإمام المقتفي يزوره، وكذلك وزيره ابن هبيرة، والناس كافة يتبركوا به.
[2] انظر عن (جعفر بن زيد) في: المنتظم 10/ 191 رقم 279 (18/ 136، 137 رقم 4230، والعبر 4/ 155، وسير أعلام النبلاء 20/ 340، 341 رقم 232، والإعلام بوفيات الأعلام 228، ومرآة الجنان 3/ 307، والوافي بالوفيات 11/ 105، وعيون التواريخ 12/ 520، والنجوم الزاهرة 5/ 331، وكشف الظنون 850، وشذرات الذهب 4/ 171، وهدية العارفين 1/ 253.
[3] في معجم شيوخه.
[4] في الجزء الضائع من ذيل تاريخ بغداد.(38/143)
قال: وكتب بخطّه كثيرا، وجمع وخرَّج، وكان مشهورا بالصّلاح. وكان مولده سنة ثلاثٍ أو خمس وثمانين وأربعمائة.
روى عَنْهُ: أبو الفَرَج بْن الْجَوْزِيّ [1] ، وأبو عَبْد اللَّه بْن الزَّبِيديّ وعنده عَنْهُ «رسالة البرهان» من تصنيفه ينتصر فيها لِقدَم القرآن ويردّ على المخالفين.
تُوُفّي فِي ذي الحجَّة [2] .
قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ مُؤْمِنٍ: أَخْبَرَكُمُ الْحُسَيْنُ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَنَا أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ زَيْدٍ الْحَمَوِيُّ فِي رِسَالَتِهِ، أَنَا أَبُو الْعِزِّ الْعُكْبَرِيُّ، أَنَا أَبُو طَالِبٍ الْحَرْبِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، ثنا يُونُسُ بْن عَبْد الأعلى: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: بنيت هَذِهِ الصِّفَاتُ الَّتِي جَاءَ بِهَا الْقُرْآنُ وَوَرَدَتْ بِهَا السُّنَّةُ، وَانْتَفَى التَّشْبِيهُ عَنْهُ، كَمَا نَفَى ذَلِكَ عَنْ نَفْسِهِ، فَقَالَ تَعَالَى:
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ 42: 11 [3] .
- حرف الحاء-
126- الْحَسَن بْن أَحْمَد [4] .
أبو المعالي بْن الكَرْخِيّ، الأَزَجيّ، المعدَّل.
سمع: ابن طَلْحَةَ النَّعَاليّ، والحسين بْن البُسْريّ.
وعنه: ابن السَّمْعانيّ وأثنى عليه، وابن الأخضر.
متعبّد ورع.
مات فِي ذي القعدة عن أربعٍ وسبعين سنة رحمه الله تعالى.
__________
[1] وهو قال: قرأ القرآن وكان كثير الدراسة.. وانقطع عن مخالطة الناس متشاغلا بنفسه.
(المنتظم) .
[2] ودفن في صفّة ملاصقة لمسجده في محلّته المعروفة بقطفتا. (المنتظم) .
[3] سورة الشورى، الآية: 11.
[4] انظر عن (الحسن بن أحمد) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.(38/144)
127- الْحَسَن بْن جَعْفَر بْن عَبْد الصّمد بْن المتوكّل على اللَّه [1] .
أبو عليّ الهاشميّ، الْعَبَّاسيّ، البغداديّ.
سمع: أَبَا الْحَسَن بْن العلّاف، وأبا غالب الباقِلانيّ، وجماعة.
روى عَنْهُ: ابن السَّمْعانيّ وقال: له معرفة: بالأدب والشَّعْر [2] ، قال لي إنّه ولد سنة سبع وسبعين وأربعمائة.
وكان شيخا صالحا، له أصُول ببعض ما سمع.
وقال ابن النّجّار: صنَّف كتاب «سرعة الجواب» [3] أتى فِيهِ بكلّ مليح.
وقال أبو الفرج بن الجوزي [4] : كان فيه لُطْف وظُرْف. جمع مسيرة المسترشد، وسيرة المقتفي [5] .
وتُوُفيّ فِي جُمادى الآخرة [6] .
قلت: وكان يلقّب بهاء الشَّرَف.
روى عَنْهُ: عَبْد المغيث بْن زُهَير، وعبد اللَّه بْن عُمَر بْن اللَّتّيّ، وغيرهما [7] .
__________
[1] انظر عن (الحسن بن جعفر) في: المنتظم 10/ 191 رقم 280 (18/ 137 رقم 4231) ، والعبر 4/ 155، وسير أعلام النبلاء 20/ 387، 388، رقم 261، والإعلام بوفيات الأعلام 228، ومرآة الجنان 3/ 307، والوافي بالوفيات 11/ 414، وعيون التواريخ 12/ 520، وذيل طبقات الحنابلة 1/ 233- 236، رقم 120، وفيه: «الحسين» ، وشذرات الذهب 4/ 171، وهدية العارفين 1/ 278.
[2] الذيل على طبقات الحنابلة 1/ 233.
[3] اسمه الكامل: «سرعة الجواب ومداعبة الأحباب» . (الذيل على طبقات الحنابلة 1/ 233) .
[4] في المنتظم.
[5] وجمع لنفسه مشيخة.
[6] هكذا ورّخه ابن الجوزي. أما ابن القطيعي فقال إنه توفي ليلة الاثنين لخمس عشرة ليلة مضت من جمادى الأولى من السنة المذكورة.
[7] وقال ابن رجب: وكان يؤمّ في مسجد ابن الثعلبي الزاهد.
وقال ابن النجار: وكان أديبا فاضلا، يقول الشعر، ويروي الحكايات والنوادر. وكان صالحا، متديّنا، صدوقا.
ومن شعره مما كتبه في بعض الأجايز:(38/145)
128- حَمَّاد بْن مجد بْن هبة اللَّه الغسّانيّ.
الدّمشقيّ الشَّيْخ أبو مُحَمَّد القطائفيّ، المقرئ.
قرأ القرآن على أَبِي الوحش سُبَيْع، وأقرأه. وكان شيخا مستورا.
تُوُفّي فِي رمضان.
- حرف الزاي-
129- زيد بن سعد بن علي بن أحمد بن عليّ [1] .
__________
[ () ]
أجزت للسادة الأخيار ما سألوا ... فليرووا عنّي بلا بخس ولا كذب
مهما أحيوه من شعر ومن خبر ... ومن جميع سماعاتي من الكتب
وليحذروا السهو والتصحيف من غلظ ... ويسلكوا سنّة الحفّاظ في الأدب
وذكر له ابن النجار قصيدة طويلة مطلعها:
الدهر يعقب ما يضرّ وينفع ... والصبر أحمد ما إليه المرجع
والمرء فيما منه كان مصيره ... حينا، وليس عن المنيّة مدفع
فاحذر مفاجئات المنون، فإنه ... لا يلتجى منها ولا يستشفع
ومن شعره:
يا ذا الّذي أضحى يصول ببدعة ... وتشيّع وتمشعر وتمعزل
لا تنكرنّ تحنبلي وتسنّني ... فعليهما يوم المعاد معولي
إن كان ذنبي حبّ مذهب أحمد ... فليشهد الثّقلان أنّي حنبلي
ومن شعره أيضا:
بشرقيّ بغداد لي حاجة ... سأقضي وما خلتها تنقضي
ديون على ماطل ظالم ... ووجد بمستكبر معرض
أحنّ إليه حنين المحبّ ... ويهجرني هجر المبغض
ومن شعره:
ألا بأبي من صدّ عنّي، وإنّه ... على صدّه شخص إليّ حبيب
تجنّبني خوف الوشاة وفي الحشا ... رسيس جوى ما ينقضي ووجيب
ولي كبد حرّى عليه قريحة ... وقلب معنّى في هواه يذوب
هموا نسبوا حبّي إلى غير عفّة ... وظنّوا بنا سوءا وذلك حوب
وو الله، ما حدّثت نفسي بريبة ... وحاشا لمثلي أن يقال مريب
[1] انظر عن (زيد بن سعد) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.(38/146)
أبو إِسْمَاعِيل العَلوَيّ، الْحَسَنيّ، الهَمَذانِيّ.
سمع: أَبَا الفتح عِبْدُوس بْن عَبْد اللَّه، وأبا العلاء مُحَمَّد بْن طاهر.
روى عَنْهُ: ابن السَّمْعانيّ.
مات بهَمَذان، وله ثمانون سنة.
- حرف السين-
130- سَعِيد بْن الْحُسَيْن بْن شُنَيْف [1] .
أبو عَبْد اللَّه الدارقَزّيّ [2] . أمين القُضاة. وهو والد الْحُسَيْن بْن شُنَيْف.
سمع: الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد السّرّاج، وابن طَلْحَةَ النَّعَاليّ.
روى عَنْهُ: ابنه، وعمر بْن طَبَرْزَد، وعبد العزيز بْن الأخضر [3] .
تُوُفّي فِي آخر السَّنَة [4] .
ذكره ابن السَّمْعانيّ، لكنّه غلط فسمّاه عَبْد اللَّه.
- حرف الظاء-
131- ظهير بْن أبي سَعْد بْن عليّ الرّفّاء [5] .
أبو الفتوح الهمذانيّ.
كذا سمّاه السَّمْعانيّ، وسمّاه ابن عساكر: خبّاثا.
سمع: عَبْدُوس بْن عَبْد اللَّه.
وتُوُفيّ فِي شوّال، وله تسعون سنة.
__________
[1] انظر عن (سعيد بن الحسين) في: المختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي 2/ 85 رقم 688، والذيل على طبقات الحنابلة 1/ 237 رقم 123، وشذرات الذهب 4/ 171، 172.
[2] الدارقزّي: بفتح القاف وكسر الزاي المشدّدة، نسبة إلى دار القزّ، وهي محلّة كبيرة ببغداد في طرف الصحراء (معجم البلدان 2/ 422) .
[3] قال ابن رجب: تفقّه في المذهب، وكان إماما بجامع دار القزّ، وأمينا للقاضي بمحلّته وما يليها. وكان شيخا صالحا، ثقة.
[4] ومولده سنة 479 هـ.
[5] انظر عن (ظهير بن أبي سعد) في: مشيخة ابن عساكر، ومعجم شيوخ ابن السمعاني.(38/147)
- حرف العين-
132- عبد الحليم بْن مُحَمَّد [1] بْن أبي القَاسِم [2] بْن عليّ بْن أبي الفوارس.
أبو مُحَمَّد البَرَّانيّ [3] ، الْبُخَارِيّ، المعروف بالحَليميّ، النَّحْويّ، المقرئ.
قال عَبْد الرحيم بْن السَّمْعانيّ: كان أديبا فاضلا، ومقرِئًا صالحا، عالما بالنَّحْو. كان يعلّم الصِّبْيان، ويُقرئ القرآن، وله حلقة بجامع بخارى يختم فيها القرّاء يقرءون عليه.
سمع: عثمان الفُضَيْليّ، وعبد اللَّه بْن عطاء الهَرَويّ، وأبا الفضل بَكْر الزّرنجريّ، ومحمد بْن عَبْد الواحد الدّقّاق.
سمعتُ منه كتاب «الزّهد» [4] لهَنَاد بْن السَّرِيّ [5] . وكان مولده، تقديرا، فِي سنة ثلاثٍ وتسعين بالبَرَّانية.
وتُوُفيّ ببُخَارى فِي رجب.
133- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن أبي القَاسِم بْن أَحْمَد.
أبو القَاسِم المَرْوَزِيّ، المؤذّن، المقرئ.
__________
[1] انظر عن (عبد الحليم بن محمد) في: الأنساب 2/ 122، 123.
[2] في الأنساب 2/ 222 «بن أبي بكر» .
[3] البرّاني: بفتح الباء المعجمة بنقطة وتشديد الراء المهملة: منسوب إلى قرية فراني ببخارا على خمسة فراسخ منها.
[4] عني بطبعه ونشره عبد الله بن إبراهيم الأنصاري، بتحقيق محمد أبو الليث الخيرآبادي، وصدر في مجلّدين كبيرين على نفقة أمير دولة قطر الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني 1406 هـ. / 1986 م.
[5] توفي سنة 243 هـ. تقدّمت ترجمته في الجزء الخاص بحوادث ووفيات 241- 250 هـ. ص 529- 531 رقم 578.(38/148)
قرأ بالرّوايات على الأستاذ أبي مُحَمَّد الكركانجيّ فأتقنها: وسمع بمَرْو، ثُمّ سمع ببغداد «جزء الْأَنْصَارِيّ» وغيره على قاضي المارستان.
روى عَنْهُ: عَبْد الرحيم بْن السَّمْعانيّ.
وُلِدَ سنة ستٍّ وثمانين وأربعمائة، وتُوُفّي فِي ذي القِعْدة.
134- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن مَنْصُور [1] .
أبو القَاسِم الحضْرميّ، الإسكنْدَريّ.
ولد سنة ستّ وستّين وأربعمائة.
وسمع من: أبي إسحاق الحبّال، وعبد المحسن الشّيحيّ، التّاجر.
ورّخه ابن المفضّل المقدسيّ. وأبوه ممّن قرأ على ابن نفيس.
وقرأ عليه ابن الخطيَّة من سنة عشر.
ورأيت فِي «مُعْجَم السّفر» للسِّلَفيّ: أَنَا أبو القَاسِم الحضْرميّ قال: أَنَا زَيْدُ بْن الْحُسَيْن الطّحّان سنة سبعين وأربعمائة، ثنا المحسن بْن جَعْفَر بْن أبي الكرام، نا أبو بَكْر أَحْمَد بْن عُبَيْد الحمصيّ، ثنا مُوسَى بْن عِيسَى بْن المنذر، فذكر حديثا.
قال السِّلَفيّ: عَبْد الرَّحْمَن من أولاد المحدّثين. تُوُفّي أَبُوهُ قبل دخولي الثَّغْر بمُدَيْدة قريبة، وهو مُحَمَّد بْن مَنْصُور بْن مُحَمَّد بْن الفَضْلُ بْن مَنْصُور بْن أَحْمَد بْن يونس بن عبد الرحمن بن الليث بن المغيث بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن العلاء بْن الحضْرميّ. أخرج إليَّ هذه النّسبة عَبْد الرَّحْمَن بخطّ أبيه.
كتب عَبْد الرَّحْمَن بخطّه كُتُبا كِبارًا، وكتب عن أجزاء كثيرة.
قلت: وقد سمَّع ولديه أَحْمَد ومحمد من أبي عبد الله الرّازيّ.
قال ابن المفضّل: توفّي في رمضان.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد) في: المقفّى الكبير للمقريزي 4/ 97 رقم 1462، وذكره المؤلّف الذهبي- رحمه الله- عرضا في ترجمة ابنيه: محمد وأحمد، في (سير أعلام النبلاء 21/ 216، 217 رقم 106 و 107) .(38/149)
135- عَبْد الرَّحْمَن بن محمد بْن عدنان بن محمد بن عليّ [1] .
أبو شجاع الزّينبيّ، الخريميّ.
قال ابن السّمعاني: أحد الأشراف، سمع الكثير بقراءة شجاع الذّهليّ، فسمع: ثابت بْن بُنَدَار، وأبا سَعْد بْن خُشَيْش.
كتبتُ عَنْهُ، وتُوُفيّ فِي ذي القعدة.
136- عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن مهذَّب بْن المفضّل [2] .
أبو المجد التُّنوخيّ، المَعَرّي.
سمع من أبيه بالمعرّة في سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة نسخة أبي هدْبَة عن آبائه. وسكن دمشق حين أخذت الفرنج المَعَرَّة.
وسمع: أَبَا القَاسِم بْن النّسيب، وغيره.
ثُمَّ انتقل إلى المَعَرَّة بعد مدَّة طويلة حين استُنقِذت مِن العدوّ.
روى عَنْهُ: أبو سَعْد بْن السَّمْعانيّ، وغيره.
137- عَبْد الواسع بْن عطاء بْن عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد.
أبو أَحْمَد الهَرَويّ، الصَّيْرَفيّ، أخو عَبْد المعزّ وعبد الفتّاح.
سمع من: القاضي صاعد بْن سَيّار الكِنانيّ.
روى عَنْهُ: عَبْد الرحيم بْن السَّمْعانيّ، وقال: تُوُفّي رحمه اللَّه فِي ربيع الآخر.
138- عَبْد الوهّاب بْن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن عُمَر [3] .
أبو الفتح النَّيْسَابُوريّ الصَّيْرَفيّ سِبْط أَبِي القَاسِم القُشَيْريّ.
عالم فاضل، مليح الخطّ.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد) في: معجم الشيوخ ابن السمعاني.
[2] انظر عن (عبد الواحد بن محمد) في: تاريخ دمشق، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 15/ 263، 264 رقم 256.
[3] انظر عن (عبد الوهاب بن إسماعيل) في: سير أعلام النبلاء 20/ 341 (دون ترجمة) .(38/150)
سمع الكثير، وسمع: فَاطِمَة بْنت أبي عليّ الدّقّاق جدّته، وأبا بَكْر بْن خَلَف، والفضل بْن أَحْمَد الْجُرْجانيّ.
روى عَنْهُ: عَبْد الرحيم بْن السَّمْعانيّ.
وتُوُفيّ فِي شوّال وله إحدى وثمانون سنة.
روى عَنْهُ: المؤيِّد الطُّوسيّ.
139-[عَبْد الوهاب] [1] بْن عِيسَى.
أبو مُحَمَّد [2] اليَشْكُريّ، المغربيّ، الفقيه المالكيّ، نزيل دمشق.
قَدِمَها سنة خمس وثلاثين، واعتنى به بعض الأمراء. واجتمع عليه جماعةٌ من المغاربة. ودرّس ووعظ وفُتِح عليه، فَلَمّا قُتِلَ الفَنَدْلاوي رحمه اللَّه جلس أبو مُحَمَّد فِي حلقة المالكيَّة. ثُمَّ بنى السّلطان نور الدِّين دار الحجر الذّهب عند المارستان، وجعلها مدرسة، وولّى هذا تدريسَها.
وتُوُفيّ فِي رجب.
140- عليّ بْن عليّ بْن نصر.
أبو الْحَسَن بْن أبي تراب البصْريّ الأديب، الشّاعر.
سمع ببغداد من: أبي البركات الوكيل، وأبي الْحُسَيْن الطُّيُوريّ.
وعنه: حمزة بْن القبّيطيّ.
مات فِي ذي الحجَّة عن بضْعٍ وتسعين سنة.
141- عُمَر بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عَبْد اللَّه [3] .
أبو حفص الهَمَذانِيّ، المعروف بالزّاهد.
ورد بغداد بعد الخمسمائة، وتفقّه على أسعد الميهنيّ.
__________
[1] في الأصل بياض، والمستدرك من الروضتين ج 1 ق 1/ 42.
[2] في الروضتين: «أبو القاسم» .
[3] انظر عن (عمر بن محمد) في: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 287.(38/151)
قال ابن السَّمْعانيّ: كان ورِعًا، صالحا، متديّنا.
ثُمَّ ورد خُرَاسَان، وسكن مرْو مدَّة.
وصحِب يُوسُف الهَمَذانِيّ الزّاهد، وكان يُروِّض نفسه ويُداوم على التّهجّد والصّوم وأكل الحلال. وكان لا يخاف فِي اللَّه لومة لائمٍ، يأمر بالمعروف ويَنْهَى عن المُنكر.
وصحِب ببغداد الشَّيْخ حَمَّاد الدّبّاس، ثُمَّ سكن قرية بأرض مَرْو، وتأهَّل ورُزِق الأولاد، واشتغل بالعبادة ودعوة الخَلْق إلى الحقّ.
وسمع «صحيح الْبُخَارِيّ» من أبي طَالِب الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الزَّيْنَبيّ.
روى عَنْهُ: أبو سَعْد، وقال: تُوُفّي فِي أحد الربيعين أو الْجُمَادَيْن، وله أربعٌ وستّون سنة.
- حرف الفاء-
142- فاطمة بنت سعد الله بن سعد بن سعيد بن الشيخ أبي سعيد الميهني [1] .
أمّ عطيّة.
قَدِمَتْ بغداد وأقامت، وروت عن: مُحَمَّد بْن أَحْمَد الكامخيّ، ومحمد بْن الْحَسَن الإسْفَرَائينيّ.
وعنها: عُمَر بْن كَرَم.
تُوُفّيت فِي جُمَادَى الآخرة رحمها اللَّه.
- حرف الميم-
143- مُحَمَّد بْن عُمَر بْن عَبْد الملك بْن عبد العزيز.
الفقيه أَبُو ثابت المستملي الْبُخَارِيّ، الصّفّار. إمام الجامع.
__________
[1] قيّدها في الأصل بفتح الميم. وضبطها ابن السمعاني بكسر الميم وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين وفتح الهاء وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى ميهنة وهي إحدى قرى خابران ناحية بين سرخس وأبيورد. (الأنساب 11/ 580) .(38/152)
سمع: أَبَا عليّ النَّسَفيَ.
روى عَنْهُ: عَبْد الرحيم بْن السَّمْعانيّ.
وتُوُفيّ فِي رمضان ببُخَارى، وله سبْعٌ وثمانون سنة رحمه اللَّه تَعَالَى.
144- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مكتوم بْن الربيع.
أبو القَاسِم الشَّيْبَانيّ، الخُوارَزْميّ، الصُّوفيّ.
تغرّب ورأى المشايخ ودخل الشّام بعد الخمسمائة.
وسمع بأصبهان، وخَدَم بمرْو يُوسُف الهَمَذانِيّ.
وتُوُفيّ فِي ربيع الأوّل فِي عَشْر التّسعين.
145- مُحَمَّد شاه بن محمود بن محمد بن ملك شاه [1] .
السَّلْجُوقيّ. طلب أن يُخطَب له ببغداد، فلم يُجَب إلى ذلك، فسار إليها وحاصَرَها على ما هُوَ مذكور فِي الحوادث [2] .
ثُمَّ رحل عن بغداد، وتُوُفيّ فِي ذي الحجَّة بقُرب هَمَذَان بعِلَّة السّلِّ وله ثلاثٌ وثلاثون سنة [3] .
وكان موصوفا بالعقل والكرم والتأنّي فِي أموره. واختلفت الأمراء بعده، فطائفة طلبت أخاه ملك شاه، وطائفةٌ طَلَبَت أخاه الآخر سُلَيْمَان شاه وهم الأكثر، وطائفة طلبت أرسلان الَّذِي مع إِلْدِكِز [4] .
__________
[1] انظر عن (محمد شاه) في: المنتظم 10/ 191 رقم 281 (18/ 137 رقم 4232) ، وبغية الطلب (قسم السلاجقة) 301، ووفيات الأعيان 4/ 270، وتاريخ دولة آل سلجوق 259، 260، 261، 262، والكامل في التاريخ 11/ 250، 251، والعبر 4/ 155، ودول الإسلام 2/ 70، والبداية والنهاية 12/ 240، وعيون التواريخ 12/ 518، ومرآة الجنان 3/ 308، ومآثر الإنافة 2/ 37- 39، وشذرات الذهب 4/ 172.
[2] انظر حوادث سنة 552 هـ. وما بعدها.
[3] وكان مولده في سنة 522 هـ.
[4] تاريخ دولة آل سلجوق 262، 263، والكامل 11/ 251 وفيه: وكان حليما كريما عاقلا، كثير التأنّي في أموره.(38/153)
146- مسعود بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي يَعْلَى.
أَبُو عليّ الشّيرازيّ، ثُمَّ البغداديّ الخيّاط.
سمع: الْحُسَيْن بْن الطُّيُوريّ، وأبا سَعْد بْن خَشَيْش.
روى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عليّ الصُّوفيّ.
تُوُفّي فِي المُحَرَّم عن ثمانٍ وسبعين سنة.
147- مَسْعُود بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الغفّار بْن عَبْد السّلام [1] .
أبو سَعْد الغِياثيّ، الماهانيّ، المَرْوَزِيّ فقيه عالم بمذهب أبي حنيفة، واعظ كثير المحفوظ، كثير الرغبة فِي تحصيل المال.
سمع: أَبَا نصر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الماهانيّ، ومحمد بْن عَبْد الواحد الدّقّاق.
روى عَنْهُ: ابن السَّمْعانيّ [2] ، وولده.
وتُوُفيّ فِي ذي الحجّة. وعظ ببغداد.
148- مُنجْح بْن مُفْلح بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد [3] .
أبو سَعْد بْن أبي الفتح الروميّ، البغداديّ.
سمع: أَبَا عَبْد اللَّه النَّعَاليّ، وأبا طاهر الباقِلانيّ، وجماعة.
وكان فقيها، يعمل الورق.
كتب عَنْهُ: أبو سَعْد بْن السَّمْعانيّ، وقال: تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة.
روى عَنْهُ بالإجازة ابن المُقَيَّر.
- حرف النون-
149- نيروز بْن مُسْلِم بْن عَبْدُون بْن أبي فوناس.
الْإِمَام أبو عليّ الرزهونيّ الفاسيّ.
__________
[1] انظر عن (مسعود بن محمد) في: الأنساب 9/ 199، والتحبير 2/ 304.
[2] وقال: سمعت منه شيئا يسيرا بالآخرة.
[3] انظر عن (منجح بن مفلح) في: الإكمال (بالحاشية) 3/ 371، والإستدراك لابن نقطة (مخطوط) باب: الدومي، والرومي، وسير أعلام النبلاء 20/ 165 (في ترجمة أبيه رقم 100) .(38/154)
مولده سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة، ودخل إلى الأندلس، وسمع من:
أبي عليّ بْن سُكَّرَة، وعَبّاد بْن سَرْحان.
وكان فقيها بارعا، تخرَّج به أهل فاس.
ورّخه ابن فرتون وقال: ثنا عنه محمد بن أحمد بْن وسون، وعبد الرحيم بْن الملجوم.
- حرف الياء-
150- يحيى بْن نزار المَنْبِجِيّ [1] .
فاضل، شاعرٌ محسِن.
قال ابن الْجَوْزِيّ [2] : كان يحضر مجلسي، وَجَدَ فِي أُذُنِهِ ثقَلًا فخاف الطَّرَش، فاستدعى طُرُقِيًّا فامتصّ أذُنَه حَتَّى خرج شيءٌ من مُخّه، وكان سبب موته.
وقد ذكره أبو سَعْد بْن السَّمْعانيّ.
وقدِم الشّام ومدح السّلطان نور الدِّين، فمِن شِعره:
لو صَدَّ عني دلالا أو مُعاتبةَ ... لكنتُ أرجو تلاقيه وأعتذِرُ
لكن ملالا فلا أرجو لعطْفه ... جَبْرُ الزُّجاج عسير حين ينكسر [3]
__________
[1] انظر عن (يحيى بن نزار) في: المنتظم 10/ 191 رقم 282 (18/ 137 رقم 4233) ، وخريدة القصر (قسم العراق) 2/ 234، ووفيات الأعيان 5/ 293- 297، وعيون التواريخ 12/ 519.
[2] عبارته في المنتظم: «كان فيه فضل وأدب، ويقول الشعر، وكان يحضر مجلسي، ويدهشه كلامي» .
[3] عيون التواريخ.(38/155)
سنة خمس وخمسين وخمسمائة
- حرف الألف-
151- أَحْمَد بْن عَبْد الجليل [1] .
أبو الْعَبَّاس التُّدْمِيريّ [2] ، الأندلسي.
روى عن: أبي عليّ بْن سُكَّرَة، وأبي مُحَمَّد بْن عطيَّة، وجماعة.
وكان عالما باللُّغَة والنَّحْو، مصنَّفًا نبيلا. أدّب أولاد صاحب مَرّاكُش.
وتُوُفيّ بفاس [3] .
152- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن.
أَبُو بَكْر البغداديّ، المراوحيّ المقرئ.
سمع: ابن بيان، وأُبيًّا النَّرْسيّ، وأبا الخَطَّاب الكَلْوَذَانيّ.
روى عَنْهُ: ابن الأخضر، وغيره.
وكان يؤمّ بمسجد.
توفّي في شعبان.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبد الجليل) في: بغية الوعاة 1/ 321 رقم 608، وكشف الظنون 508، 604، 273، والأعلام 1/ 140، ومعجم المؤلفين 1/ 260.
[2] التدميري: بالضم ثم بالسكون، وكسر الميم، وياء ساكنة، وراء، نسبة إلى تدمير، كورة بالأندلس تتّصل بأحواز كورة جيّان، وهي شرقيّ قرطبة. (معجم البلدان 2/ 19) .
[3] من مصنفاته: التوطئة في النحو، وشرح الفصيح، وشرح أبيات الجمل، ومختصره، وشرح شواهد الغريب للعزيريّ، وغير ذلك.(38/156)
153- أَحْمَد بْن هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن البيضاويّ.
أبو طَالِب.
سَمِعَ: ثابت بْن بُنَدَار، وغيره.
روى عَنْهُ: عُمَر بْن عليّ الْقُرَشِيّ الحافظ.
تُوُفّي فِي شوّال. وكان من الحُجّاب.
154- إِبْرَاهِيم بْن منبّه بْن عُمَر.
أَبُو أُميَّة الغافقيّ، الأندلسيّ. من أهل المريَّة.
أخذ القراءات عن: ابن شفيع.
وسمع: أَبَا عليّ بْن سُكَّرَة، وابن رَغيبة، وأبا مُحَمَّد بْن عتّاب.
وحجّ، فسمع من سلطان بْن إِبْرَاهِيم المقدسيّ.
وولي الخطابة والقضاء بمُرْسِية.
سمع منه: أبو القَاسِم بْن حنيش، وغيره.
ولم تُحفظ وفاته، لكنّه حدُّث فِي هذا العام «بصحيح الْبُخَارِيّ» عن رجلٍ، عن كريمة.
- حرف الباء-
155- بُزَان [1] بْن مامين [2] .
الأمير الكبير مجاهد الدِّين الكُرْدِيّ، أحد الموصوفين بالشّجاعة، والرّأي، والسّماحة، وصاحب الصَّدَّقات الكثيرة.
مات بداره عند باب الفراديس، ودُفِن بمدرسته الْجَمَاليَّة، ولم يَخْلُ من باكٍ عليه ومتأسّف لفقده. ورثي بقصائد.
__________
[1] في الأصل: «بزار» ، وفي الكامل لابن الأثير: طبعة دار الكتاب العربيّ، «نزار» ، والمثبت عن ذيل تاريخ دمشق، والكامل طبعة دار صادر، والروضتين.
[2] انظر عن (بزان بن مامين) في: ذيل تاريخ دمشق 359، والكامل في التاريخ 11/ 207، والروضتين ج 1 ق 1/ 309، ودول الإسلام 2/ 71 وفيه: «نزار» ، والبداية والنهاية 12/ 242 وفيه: «نزار» .(38/157)
وكان من أمراء دمشق، وبقي فِي الإمرة زمانا.
ورّخه حمزة التّميميّ أو إنسانٌ بعده، فإنّ حمزة [مات فِي هذه السَّنَة] [1] .
وقد تُوُفّي فِي أوائل العام.
- حرف الحاء-
156- حمزة بْن أسد بْن عليّ بن محمد [2] .
__________
[1] ما بين الحاصرتين مكانه بياض في الأصل. وقد أضفته على الأصل لاقتضاء السياق.
ويظهر أنّ المؤلّف الذهبيّ- رحمه الله- شكّ في أن يكون حمزة التميمي المعروف بابن القلانسي ترجم له، بل هو الّذي ترجم له في تاريخه، وقال إنه موصوف بالشجاعة والبسالة والسماحة مواظب على بثّ الصّلات والصدقات في المساكين والضعفاء والفقراء مع الزمان وكل عصر ينقضي وأوان، جميل المحيّا، حسن البشر في اللقاء.
ورثي بهذه الأبيات المختصرة:
كم عاقل وسهام الموت مصمية ... تصميه في غفلة منه ونسيان
بينا تراه سريع الخطو في وطر ... حتى تراه سريعا بين أكفان
كذاك كان بزان في إمارته ... ما بين جند وأنصار وأعوان
هبّت رياح الرزايا في منازله ... فغادرتها بلا أنس وجيران
أمسى بقبر وحيدا جنب مدرسة ... بلا رفيق ولا خلّ وإخوان
ما عاينت نعشه عين مؤرّقة ... إلّا بكته بأنواء وتهتان
فرحمة الله لا ينفكّ زائره ... لحدا حوى جسمه منه بغفران
ولا أغبّت ثراه كلّ مرعدة ... تهمي عليه بغيث ليس بالواني
حتى تروّضه منها بصيّبها ... بكل زهر غضيض ليس بالغاني
ما دامت الشهب في الأفلاك دائرة ... وناحت الورق ليلا بين أغصان
من يفعل الخير في الدنيا فقد ظفرت ... يداه بالحمد من قاص ومن دان
[2] انظر عن (حمزة بن أسد) في: تاريخ دمشق، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 7/ 259 رقم 241، ومعجم الأدباء 10/ 278- 280، وتلخيص مجمع الآداب 1/ 912، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 7/ 259 رقم 241، والعبر 4/ 156، وسير أعلام النبلاء 20/ 388، 389، 389 رقم 262، والمعين في طبقات المحدّثين 166 رقم 1787، والإعلام بوفيات الأعلام 228، ومرآة الجنان 3/ 308، والنجوم الزاهرة 5/ 332، وشذرات الذهب 4/ 174، وفيه: «حمزة بن راشد» ، ومنتخبات(38/158)
أبو يَعْلَى التّميميّ، الدّمشقيّ، العميد بْن القلانِسِيّ، الكاتب.
حدّث عن: سهل بْن بِشْر، وحامد بْن يُوسُف التِّنِّيسيّ.
قال الحافظ ابن عساكر [1] : سمع منه بعض أصحابنا، ولم أسمع منه.
قال: وكان أديبا كاتبا. تولّى رئاسة دمشق مرَّتين، وكانَ يكتب له فِي سماعه أبو العلاء المسلم بْن القلانِسيّ، فذكر أَنّه هُوَ ذاته. كذلك كان يُسمّى.
وقد صنَّف تاريخا للحوادث [2] من بعد سنة أربعين وأربعمائة إلى حين وفاته [3] .
وقرأت من شِعْره:
يا نفسُ لا تَجْزعي من شِدَّةٍ عَرَضَتْ ... وأيقَني من إله الخَلْقِ بالفَرَجِ
كم شِدَّةٍ عظمت [4] ثُمَّ انْجَلَت ومضت ... من بعدِ تأثيرها فِي المالِ والمُهَجِ [5]
تُوُفّي فِي ربيع الْأَوَّل.
قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ: ابن صَصَرَى، ومُكْرَم بْن أبي الصَّقْر، وجماعة.
وجمع بين كتابة الإنشاء وكتابة الحساب، وحُمِدتْ ولايته. وتُوُفيّ فِي عَشْر التّسعين [6] .
__________
[ () ] التواريخ لدمشق 477، ومعجم المطبوعات العربية لسركيس 218، 219، وكنوز الأجداد لمحمد كردعلي 295- 298، وتاريخ الأدب العربيّ 6/ 68، 69، ومعجم المؤلفين 4/ 77، والأعلام 2/ 308، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 442، 443.
[1] في تاريخه.
[2] هو: ذيل تاريخ دمشق. نشره آمدروز، وطبعته مطبعة الآباء اليسوعيين ببيروت 1908، ثم نشرته دار حسّان بدمشق 1403 هـ/ 1983 م. بتحقيق د. سهيل زكار.
[3] الصحيح أن تاريخه يبدأ بسنة 360 هـ.
[4] في تاريخ دمشق وتهذيبه ومختصره ومعجم الأدباء: «كم شدّة عرضت» .
[5] تاريخ دمشق، والتهذيب، والمختصر، ومعجم الأدباء 10/ 280.
[6] ومن شعره:
يا من تملّك قلبي طرفه فغدا ... معذّبا بين أشواق وأشجان(38/159)
157- حمزة بْن عَليّ بْن هبة اللَّه بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ [1] .
الثّعلبي [2] ، أبو المعالي، الدّمشقيّ، المعروف بأبي الحُبُوبيّ [3] ، البزّار.
سمع: أَبَا القَاسِم بْن أبي العلاء المصِّيصيّ، وأبا الفتح المقدسيّ، وسهْل بْن بِشْر الإسْفَرَائينيّ.
سمّعه عمّه أبو المجد معالي بْن هبة اللَّه.
قال ابن عساكر [4] : كان شيخا لا بأس به. سمعته يقول: ولدت في آخر
__________
[ () ]
امنن بوصل لعلّي أستجير به ... من سطوة البين في صدّ وهجران
ما لي منيت بممنوع يعذّبني ... ولا يزيد فؤادي غير أحزان
لا برّد الله قلبي من تحرّقه ... إن شبت حبّي له يوما بسلوان
إذا ترنّم قمريّ على فنن ... في ليلة زاد في حزني وأشجاني
وكم أسرّ غرامي ثم أعلنه ... وليس يخفى بكم سرّي وإعلاني
لا برّد الله شوقي إن نويت لكم ... تغيّرا ما بأشكال وألوان
وله أيضا:
إيّاك تقنط عند كلّ شديدة ... فشدائد الأيام سوف تهون
وانظر أوائل كلّ أمر حادث ... أبدا فما هو كائن سيكون
[1] انظر عن (حمزة بن علي) في: مشيخة ابن عساكر (مخطوط) 2/ ورقة 58، وتاريخ دمشق، له، والإستدراك لابن نقطة (مخطوط) باب: الحبوبي والحني، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 7/ 263، 264 رقم 252، والعبر 4/ 156، 157، وسير أعلام النبلاء 20/ 357، 358 رقم 247، والمشتبه في الرجال 1/ 256، والإعلام بوفيات الأعلام 228، والمعين في طبقات المحدّثين 166 رقم 1788، والطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 7/ 7، والنجوم الزاهرة 5/ 333، وشذرات الذهب 4/ 174، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 449.
[2] في الأصل غير معجمة، والمثبت عن مصادر الترجمة.
[3] الحبوبي: بحاء مهملة مضمومة، وموحّدتين بينهما واو. وقد تحرّفت في شذرات الذهب، وتهذيب تاريخ دمشق إلى: «الحبري» .
[4] في تاريخ دمشق.(38/160)
سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة. ومات فِي جُمَادَى الأولى. ودُفِن بسَفْح قاسيون.
قلت: روى عَنْهُ: ابن عساكر، وابنه البهاء، وأبو المواهب بن صصرى، وأخوه أبو القاسم، وعبد الخالق بْن أسد، وابنه غالب، وحمزة بْن عَبْد الوهّاب الكِنْديّ، وأحمد بْن المُسْمِع، ومُكْرَم بْن أبي الصَّقْر، وأبو نصر مُحَمَّد بْن الشّيرازيّ.
وآخر من روى عَنْهُ كريمة القرشيّة.
- حرف الخاء-
158- خسرو شاه [1] .
سلطان غَزْنَة، وابن سلاطينها. ولي المُلْك بعد أَبِيهِ الملك بهرام شاه بْن مَسْعُود بْن إِبْرَاهِيم بْن مَسْعُود بْن مُحَمَّد بْن سُبُكْتكين.
قال ابن الأثير [2] : تُوُفّي فِي رجب من سنة خمس. وكان عادلا حَسَن السّيرة فِي رعيّته، مُحِبًّا للخير، مقرِّبًا للعلماء، راجعا إلى أقوالهم. وكان ملكه تسع سِنين. وملك بعد ابنه ملك شاه، فَلَمّا ملك نزل علاء الدِّين ملك الغُور فحاصَر غَزْنة، وكان الثّلج كثيرا، فلم يمكنُه المُقام وعاد إلى بلاده.
- حرف الطاء-
159- طاهر بْن عثمان بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الحميد بْن عَبْد الرَّحْمَن.
أبو الطَّيِّب الْقُرَشِيّ، الزُّهْرِيّ، العوفيّ، البخاريّ، فاضل، طريف،
__________
[1] انظر عن (خسرو شاه) في: الكامل في التاريخ 11/ 262، والمختصر في أخبار البشر 3/ 38، والعبر 4/ 157، وسير أعلام النبلاء 20/ 389، 390 رقم 263، وتاريخ ابن الوردي 2/ 98، والوافي بالوفيات 13/ 316، 317 رقم 391، والبداية والنهاية 12/ 242، والسلوك 1/ ق 1/ 80، والنجوم الزاهرة 5/ 333، وشذرات الذهب 4/ 175، ومعجم الأنساب والأسرات الحاكمة 418.
[2] في الكامل.(38/161)
كيّس، مطبوع الحركات. طلب الحديث وتفقُّه، ووعظ وعْظًا مليحا.
وسمع من: جَدّه مُحَمَّد بْن عَبْد الحميد العَوْفيّ، وعثمان بْن إِبْرَاهِيم الفُضَيْلي، وبكر بْن الرزنجريّ [1] .
وتُوُفيّ فِي رجب وله إحدى وسبعون سنة.
- حرف العين-
160- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن إِسْمَاعِيل بْن مَنْصُور.
أبو عَبْد الكريم المَقْدِسيّ.
شيخ صالح، مقرئ. هاجر إلى دمشق قبل الجماعة. وتعلَّم بها شيئا من العِلم، ثُمَّ عاد. وكان كثير الخير، نظيف الثّياب صالحا. ثُمَّ جاء ومضى إلى حرّان المرح [2] ، فأمّ بأهلها، وعاد مريضا إلى دمشق، فمات فِي رجب.
وهو عمّ الحافظ الضّياء.
قال: سَأَلتُ خالي موفَّق الدِّين عَنْهُ، فقال: كان أكبر إخوته. انتقل إلى قرية جحا وأمّ بأهلها، ثُمَّ قَدِمَ علينا بعد أن انتقلنا إلى الجبل من مسجد أبي صالح، فأسّس له بيتا فِي الدَّيْر، وخرج إلى حَران المرح.
وسمعتُ شيخنا العِماد إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الواحد قال: كان يخطب فِي حَرّان، فقال فِي خطبته: اللَّهمّ ارحم أمير المؤمنين المقتفي، بدل أصلح، فَلَمّا كان بعد أيّام جاءنا الخبر بموت المقتفي.
161- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي سَعْد مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُوسَى.
أبو القاسم الفارسيّ، ثمّ السّرخسيّ [3] .
__________
[1] لم أجد هذه النسبة، وقد تكون: «الزرنجري» بتقديم الزاي.
[2] قرية بغوطة دمشق.
[3] السّرخسي: هذه النسبة إلى بلدة قديمة من بلاد خراسان يقال لها: سرخس،(38/162)
فقيه ورع، قانع، خيّر. تفقَّه على مُحيي السُّنَّة البَغَوَيّ، وبعده على عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه النِّيهيّ [1] ، وأتقن مذهب الشّافعيّ.
وتُوُفيّ فِي الكهولة بنَسَا فِي هذا العام ظنّا.
162- عبد الرّشيد بن أبي بكر بن أبي الفضل بن ينال.
أبو محمد الهرويّ، الطّائيّ، البنّاء. شيخ صالح.
سمع كثيرا من: مُحَمَّد بْن عليّ العُمَيْريّ.
روى عَنْهُ: عَبْد الرحيم بْن السَّمْعانيّ وغيره.
توفّي بسجستان في ربيع الأوّل.
163- عَبْد الرشيد بْن أبي بَكْر بْن ينال [2] .
أبو مُحَمَّد الهرَوَيّ، المهندس.
شيخ صالح، سمع كثيرا من مُحَمَّد بْن عليّ العُمَيْريّ وحده، من ذلك:
«العوالي فِي التّاريخ» لابن عَدِيّ، رَوَاهُ عن العُمَيْريّ، عن البُوشَنْجيّ [3] ، عَنْهُ.
سمعه منه السَّمْعانيّ وقال: مات بسِجِسْتان فِي ربيع الآخر عن ثمانين سنة.
164- عَبْد [ ... ] [4] بْن مكيّ بْن أيّوب.
أبو مُحَمَّد التَغْلبيّ، الشّاطبيّ، فقيه، حافظ، شُرُوطيّ حاذق، شاعر.
وُلّي خطَّة الشُّورَى بشاطبة.
__________
[ () ] وسرخس، وهو اسم رجل من الذّعّار في زمن كيكاوس سكن هذا الموضع وعمره.
(الأنساب 7/ 69) .
[1] النّيهي: بكسر النون وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الهاء هذه النسبة إلى نيه، وهي بلدة بين سجستان وإسفزار، صغيرة، (الأنساب 12/ 188) .
[2] هو الّذي قبله.
[3] بضم الباء الموحّدة وفتح الشين المعجمة وسكون النون، وفي آخرها الجيم. هذه النسبة إلى بوشنج وهي بلدة على سبعة فراسخ من هراة يقال لها بوشنك، وقد تعرّب فيقال لها:
فوشنج. (الأنساب 2/ 332، 333) .
[4] في الأصل بياض.(38/163)
وروى عَنْ أبيه، وأبي عَبْد اللَّه بْن سيف، وأبي بَكْر بْن مُفوَّز، وأبي عليّ بْن سُكَّرَة.
165- عَبْد الواحد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حمزة بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه [1] .
الثّقفيّ، أبو جَعْفَر قاضي القُضاة.
سمع: أَبَا الغنائم مُحَمَّد بْن عليّ النَّرْسيّ، ووُلّي قضاء الكوفة مدَّة. ثُمَّ ولّاه المستنجد باللَّه فِي هذا العام قضاء العراق، فتُوُفيّ فِي آخر العام وقد ناهز الثّمانين.
قال أبو سعد السّمعانيّ: [من] بيت القضاء والعلم، فصيح العبارة، يحفظ التّواريخ. سمع ببغداد أَبَا الخَطَّاب بْن البَطِر، وأبا عَبْد اللَّه بْن البُسْريّ، وقال لي: وُلِدتُ في صفر سنة 479 بالكوفة. وقرأت عليه جزءا من «المَحَاملِيَات» .
166- عَبْد الواحد بْن ثابت بْن رَوْح بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد [2] .
أبو القَاسِم الصُّوفيّ، الرَّارّانيّ [3] ، الأصبهانيّ. ورَارَان قرية.
قال أبو سَعْد: صالح، خيّر، من بيت الحديث والتّصوُّف [4] .
سمع: الحافظ سُلَيْمَان بْن إِبْرَاهِيم، وطراد بْن مُحَمَّد الزَّيْنَبيّ، وجماعة بأصبهان. وتُوُفيّ فِي السابع والعشرين من ذي الحجَّة.
167- عليّ بْن حسّان بْن عليّ [5] .
__________
[1] انظر عن (عبد الواحد بن أحمد) في: المنتظم 10/ 196 رقم 283 (18/ 143 رقم 4234) ، والعبر 4/ 157، ومرآة الجنان 3/ 3008، والبداية والنهاية 12/ 243، وشذرات الذهب 4/ 175.
[2] (عبد الواحد بن ثابت) في: الأنساب 6/ 39، وتوضيح المشتبه 4/ 86.
[3] الراراني: راران بالراءين المفتوحتين المنقوطتين من تحتها بنقطة واحدة (علامة الإهمال) . قرية من قرى أصبهان.
[4] وقال: سمعت منه بأصبهان، ثم قدم علينا بغداد وكتبت عنه بها شيئا يسيرا.
[5] انظر عن (علي بن حسان) في: المختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي 3/ 125 رقم 1003، والتاريخ المجدّد لمدينة السلام (مصوّرة الظاهرية) ورقة 199 أ.(38/164)
أبو الْحَسَن بْن العُلْبيّ [1] والد زَكَرِيّا. شيخ بغداديّ.
سمع من: طِراد الزَّيْنَبيّ.
روى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن مشّق، وغيره.
تُوُفّي رحمه اللَّه فِي شعبان.
168- عِيسَى بْن الظّافر إِسْمَاعِيل بْن الحافظ عبد المجيد بْن مُحَمَّد بْن المستنصر باللَّه [2] .
العُبَيْديّ. الفائز بنصْر اللَّه أبو القَاسِم، خليفة مصر.
بُويع بالقاهرة يوم قُتِلَ والده وله خمسُ سِنين، وقيل: بل سنتان، فحمله الوزير عَبَّاس على كتِفِه، ووقف فِي صحن الدّار به، مُظهِرًا الحزن والكآبة، وأمر أن يدخل الأمراء، فدخلوا فقال: هذا وُلِدَ مولاكم، وقتل عَمّاهُ مولاكم، وقد قتلتُهُما كَمَا تَرَوْن به، والواجب إخلاص الطّاعة لهذا الطّفل. فقالوا
__________
[1] العلبي: بضم العين المهملة وسكون اللام وكسر الباء الموحّدة. وبعضهم بفتح اللام.
[2] انظر عن (عيسى بن الظافر: الفائز بنصر الله) في: النكت العصرية 32 و 170، والمنتظم 10/ 196 (18/ 143) ، وتاريخ الفارقيّ (في حاشية ذيل تاريخ دمشق) 360، 361، والكامل في التاريخ 11/ 255، وأخبار مصر لابن ميسّر 2/ 93، والمنتقى من تاريخ مصر 149، 150، وكتاب الروضتين 1/ 311، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 212، والمؤنس 72، ونزهة المقلتين لابن الطوير 69، 70، وأخبار الدولة المنقطعة 106، 108- 110، والمغرب في حلى المغرب 93، والمختصر في أخبار البشر 3/ 37، ونهاية الأرب 28/ 322، والدرّ المطلوب (من كنز الدرر) 11، ووفيات الأعيان 3/ 491- 494، والعبر 4/ 156، ودول الإسلام 2/ 71، 72، وسير أعلام النبلاء 15/ 205- 207 رقم 77 و 20/ 415، والإعلام بوفيات الأعلام 228، والدرة المضيّة 571 (حوادث سنة 554 هـ.) ، وتاريخ ابن الوردي 2/ 62، والبداية والنهاية 12/ 242، والكواكب الدرّية 158، وعيون التواريخ 12/ 521، ومرآة الجنان 3/ 308، 309، وتاريخ ابن الفرات (مصوّرة التيمورية) 3/ 181 أ، والجوهر الثمين 1/ 265، 266، وتاريخ ابن خلدون 4/ 75، 76، والمواعظ والاعتبار 1/ 357، واتعاظ الحنفا 3/ 238، 239، ومآثر الإنافة 2/ 39، والنجوم الزاهرة 5/ 306- 317، وتاريخ ابن سباط 1/ 109، وحسن المحاضرة 2/ 18، وتحفة الأحباب للسخاوي 311، وشذرات الذهب 4/ 174، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 228- 230، وأخبار الدول 1193.(38/165)
كلّهم: سمِعْنا وأَطَعْنا. وضجّوا ضجَّةً واحدة بذلك، ففزع الغلام، وبال على كتِفِ عَبَّاس من الفَزَع. وسمّوه الفائز، وسيّروه إلى أمّه، واختلّ عقله من تلك الصَّيْحة فيما قيل، فصار يتحرّك فِي بعض الأوقات ويُصْرع. ولم يبق على يد عَبَّاس يدٌ، ودانت له الممالك [1] .
وأمّا أهل القصر فإنّهم اطَّلعوا على باطن القضيَّة، فأخذوا فِي إعمال الحيلة فِي قتل عَبَّاس وابنه، فكاتبوا طلائع بْن رزُيّك الأرمنيّ والي مُنْيَة بني خصيب [2] ، وكان موصوفا بالشّجاعة والرأي، فسألوه النُّصْرَة، وقطعوا شُعور النِّسْوان والأولاد، وسيّروها فِي طيّ الكتاب، وسوّدوا الكتاب. فَلَمّا وقف عليه اطلَع من حوله من الْجُنْد عليه، وأظهر الحُزْن، ولبس السّواد، واستمال عرب الصّعيد، وحشد وجمع. ثُمَّ كاتَبَ أمراء القاهرة فِي الطَّلَب بدم الظافر، فوعدوه بما يحبّ فسار إلى القاهرة، فَلَمّا قرُب خرج إليه الأمراء، والْجُنْد، والسُّودان، وبقي عَبَّاس فِي نَفَرٍ يسير، فهرب هُوَ وابنه وغلمانه والأمير أسامة بْن منقذ [3] .
وقيل هُوَ الَّذِي أشار عليهما بقتل الظّافر [4] ، والعلم للَّه.
فنقل ابن الأثير [5] قال: اتّفق أنّ أسامة بْن منقذ قَدِمَ مصر، فاتّصل بعبّاس، وحسَّن له قتْل زوج أمّه العادل عليّ بْن السّلّار فقتله، وولّاه الظّافر الوزارة، فاستبدَّ بالأمر، وتمّ له ذلك [6] .
__________
[1] أخبار الدول المنقطعة 108، وفيات الأعيان 3/ 492، نزهة المقلتين 70.
[2] في الكامل: «حصيب» بالحاء المهملة، والمثبت يتفق مع: أخبار الدول المنقطعة، والانتصار لواسطة عقد الأمصار لابن دقماق، ق 2/ 21، ووفيات الأعيان 3/ 492، وأخبار مصر لابن ميسّر 2/ 94.
[3] أخبار الدول المنقطعة 108، ووفيات الأعيان 3/ 492، أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 94، نزهة المقلتين 70، 71.
[4] نزهة المقلتين 72.
[5] في الكامل 11/ 191.
[6] أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 92، نزهة المقلتين 72، 73.(38/166)
وعلم الأمراء أنّ ذلك من فِعل ابن منقذ، فعزموا على قتْله، فخلا بعبّاسٍ وقال له: كيف تصبر على ما أسمع من قبيح القَول مِن النّاس: أنّ الظّافر يفعل بابنك نصر؟ وكان من أجمل النّاس، وكان ملازما للظّافر.
فانزعج لذلك فقال: كيف الحيلة؟
قال: اقتله فيذهب عنك العار.
فاتفق مع ابنه على قتله [1] .
وقيل: إنَّ الظّافر أقطع نصر بْن عَبَّاس قَلْيُوب كلَّها، فدخل وقال:
أَقْطَعَني مولانا قليوب. فقال ابن مُنْقذ: ما هِيَ فِي مَهْرك بكثير. فجرى ما ذكرناه [2] .
وهربوا فقصدوا الشَّام على ناحية أيْلَة فِي ربيع الأوّل سنة تسعٍ وأربعين [3] .
وملك الصّالح طلائع بْن رُزِّيك ديار مصر من غير قتال، وأتى إلى دار ابن عَبَّاس المعروفة بدار الوزير المأمون ابن البطائحي التي هِيَ اليوم المدرسة السيُّوفيَّة الحنفيَّة [4] ، فاستحضر الخادم الصّغير الَّذِي كان مع الظافر لمّا نزل سرّا، وسأله عن الموضع الَّذِي دفن فِيهِ الظّافر، فعرَّفه به، فقلع البلاطة الّتي كانت عليه، وأخرج الظّافر ومَن معه من المقتولين، وحُمِلوا، وقُطَّعَت عليهم الشُّعور، وناحوا عليهم بمصر، ومشى الأمراء قُدّام الجنازة إلى تربة [القصر] [5] . وتكفّل الصّالح بالصّغير ودبّر أحواله.
وأمّا عَبَّاس ومن معه، فإنّ أخت الظّافر كاتبت الفرنج بعسقلان الّذين
__________
[1] أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 93.
[2] الكامل.
[3] وفيات الأعيان 3/ 492.
[4] انظر: أخبار مصر لابن ميسر 2/ 92.
[5] في الأصل بياض. والمستدرك من: الكامل 11/ 193، ووفيات الأعيان 3/ 493، وأخبار مصر لابن ميسّر 2/ 94، وهي «تربة آبائه» كما في: (نزهة المقلتين لابن الطوير 72) .(38/167)
استولوا عليها من مُدَيْدةٍ يسيرة، وشَرَطَتْ لهم مالا جزيلا إذا خرجوا عليه وأخذوه. فخرجوا عليه، فواقَعَهُم، فَقُتِلَ عَبَّاس، وأُخِذت أمواله، وهرب ابن منقذ فِي طائفةٍ إلى الشَّام [1] . وأرسلت الفرنج نصر بْن عَبَّاس إلى مصر فِي قفص حديد، فَلَمّا وصل تسلّم رسولهم المال، وذلك فِي ربيع الأوّل سنة خمسين. ثُمَّ قُطِعت يد نصر، وضُرِب ضربا مُهْلكًا وقُرِض جسمه بالمقاريض، ثُمَّ صُلِب على باب زَويْلة حيّا، ثُمَّ مات. وبقي مصلوبا إلى يوم عاشوراء سنة إحدى وخمسين، فأُحرِقت عظامه [2] .
وهلك الفائز سنة خمسٍ، وهو ابن عشر سِنين أو نحوها.
وقيل: إنّ الملك الصّالح ابن رُزِّيك بعث إلى الفرنج يطلب منهم نصر بْن عَبَّاس، وبذل لهم أموالا، فَلَمّا وصل سلّمه الملك الصّالح إلى نساء الظّافر، فأقمن يضربْنه بالقباقيب واللّوالك أيّاما، وقطَّعْن لحمه، وأطعمنه إيّاه إلى أن مات، ثُمَّ صُلِب.
ولمّا مات الفائز باللَّه بايعوا العاضد لدين اللَّه أَبَا مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن يُوسُف بْن الحافظ عبد المجيد بْن مُحَمَّد بْن المستنصر العُبَيْديّ، ابن عمّ الفائز، وأجلسه الملك الصالح طلائع بن رزّيك على سرير الخلافة، وزوّجه بابنته [3] . ثمّ استعمل الصّالح على بلد الصّعيد شاور البدويّ الّذي وزر.
- حرف الفاء-
169- فضل بن حسن [4] .
أبو القاسم الأنصاريّ، الدّمشقيّ، الكتّانيّ.
__________
[1] الكامل 11/ 194، وفيات الأعيان 3/ 493، نزهة المقلتين 73، أخبار الدول 109.
[2] أخبار الدول المنقطعة 109، وفيات الأعيان 3/ 493.
[3] الكامل 11/ 255.
[4] انظر عن (فضل بن حسن) في: تاريخ دمشق، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 20/ 274 رقم 105 وفيه: «فضائل» .(38/168)
كان يخرج إلى الغوطة [1] ويقارض الكتّان بالغزل.
روى عَنْ: سهل بْن بِشْر.
روى عَنْهُ: الحافظ بْن عساكر، وقال: مات فِي ذي الحجَّة.
170- الفضل بْن الْحَسَن بْن عليّ بْن مُحَمَّد.
الخطيب أبو نصر الطُّوسيّ، المقرئ.
قال ابن السَّمْعانيّ: كان يؤمّ الوزراء. قَدِمَ علينا مع الوزير محمود بْن أبي تَوْبة، وخطب بجامع مَرْو. وكان حَسَن الصّوت، عالما، كثير المحفوظ.
حجّ وسمع أَبَا القَاسِم بْن بيان، وأبا الرّضا عليّ بْن يحيى النَّسَفيَ، وهادي بْن إِسْمَاعِيل الْحُسَيْنيّ.
وكان قد سمع: أَبَا تُراب عَبْد الباقي المَرَاغيّ [2] ، ونصر اللَّه بْن أَحْمَد الحسناميّ [3] على ما ذكر لي يَوْمًا، وما رَأَيْت له أصلا يفرح به.
وُلِدَ سنة ستّ وسبعين وأربعمائة، وتُوُفيّ بمَرْو فِي جُمَادَى الآخرة.
قلت: روى عَنْهُ: عَبْد الرحيم.
- حرف القاف-
171- القَاسِم بْن الْحُسَيْن بْن القَاسِم [4] .
أبو بَكْر الهَرَويّ، الحَصيريّ [5] .
__________
[1] في تاريخ دمشق: «القرى» .
[2] في الأصل: «المرادغي» ، والتصحيح من الأنساب 11/ 224 وفيه: المراغي: بفتح الميم والراء وفي آخرها الغين المعجمة. هذه النسبة إلى القبيلة والبلد. وعبد الباقي المذكور منسوب إلى مراغة البلدة التي من بلاد أذربيجان.
[3] لم أجد هذه النسبة.
[4] انظر عن (القاسم بن الحسين) في: التقييد 431، 432 رقم 578، والتحبير 2/ 39، 40 رقم 639.
[5] الحصيري: بفتح أوله وكسر الصاد المهملة، وسكون المثنّاة تحت، وكسر الراء. نسبة إلى الحصير. محلّة ببخارى يعمل فيها الحصر. (توضيح المشتبه 3/ 249) .(38/169)
قال عَبْد الرحيم فِي «مُعْجمه» : كان شيخا صالحا، حَسَن الخطّ، حملني والدي إليه ليُسَمّعني منه «صحيح الإسماعيليّ» . فسمعت منه.
سمع: أَبَا عامر محمود بْن القَاسِم الْأَزْدِيّ، وإسماعيل بْن حمزة الهَرَويّ، وأبا أَحْمَد إِسْمَاعِيل بْن عَبْد الله القهندزيّ [1] .
ولد سنة سبع وسبعين [2] وأربعمائة، وتُوُفيّ بِهَرَاة فِي رابع جُمَادَى الآخرة.
وقال أبو سَعْد فِي «التّحبير» [3] : سَمِعت منه «الجامع الصّحيح» للإسماعيليّ بروايتين، عن إِسْمَاعِيل بْن حمزة بْن فَضَالة العَطَّار، ثُمَّ الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الباشانيّ [4] ، عَنْهُ. وسمعت منه «الجواهر» لمحمد بْن المنذر شكر [5] .
__________
[1] القهندزي: بضم القاف والهاء وسكون النون وضم الدال المهملة وفي آخرها الزاي. هذه النسبة إلى قهندز، بلاد شتّى، وهي المدينة الداخلة المسوّرة، وأما قهندز بخارى فهي المدينة الداخلة (الأنساب 11/ 274) .
[2] في التقييد 431، 432 سنة سبع وستين. والمثبت يتفق مع التحبير 2/ 40.
[3] ج 2/ 39.
[4] في التقييد 431 «الباساني» بالسين المهملة. والمثبت يتفق مع التحبير. وهي: الفاشاني ويقال: باشاني، بالفاء والباء الموحّدة والشين المعجمة، نسبة إلى فاشان أو باشان من قرى هراة. (توضيح المشتبه 7/ 21) .
[5] توفي المعروف بشكر في سنة 303 هـ.
وقال ابن السمعاني عن الحصيري القاسم إنه كان سليم الجانب، مليح المجاورة، صحب القضاة بهراة، وكان يكتب الصكاك بجامع هراة. ولما أردت الانصراف من هراة استصحبته وحملته إلى مرو لأسمع منه. (التحبير) .
وقال ابن نقطة: حدّث عن إسماعيل بن حمزة بن فضالة، عن الحسين بن محمد الباشاني بجميع صحيح الإسماعيلي، وحدّث عن أبي عامر محمود بن القاسم الأزدي، لا أعلم سمع منه جميع كتاب الجامع لأبي عيسى أو بعضه.
حدّث عنه أبو القاسم بن عساكر في معجم شيوخه. (التقييد) .(38/170)
- حرف الكاف-
172- كريمة بِنْت أَحْمَد بْن عليّ الكوفيّ، الأبيورديّ [1] .
أمّ الحسين العابدة.
نزلت مَرْو، وسمعت مع السَّمْعانيّ [2] . وكانت صوَّامة، قوَّامة، متهجِّدة قانتة، عابدة.
- حرف الميم-
173- مُحَمَّد المقتفي لأمر الله [3] .
__________
[1] انظر عن (كريمة بنت أحمد) في: ملحق التحبير 2/ 435، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 298 أ.
[2] وهو زاد في نسبها: الغازي، الكوفني، من أهل أبيورد، وقال: سكنت مرو في دارنا، امرأة صالحة، كثيرة العبادة من الصوم والتهجّد، وأعمال الخير. تعلّمت قراءة القرآن على كبر السّنّ، وحفظت التواريخ، وكانت تديم التلاوة. سمعت: الإمام أبا يعقوب يوسف بن أيوب الهمذاني، وأبا طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السخيمي ... سمعت منهم بقراءتي عليهم كتبت عنها شيئا يسيرا ... وكانت ولادتها سنة نيّف وثمانين وأربعمائة بكوفن أبيورد، وماتت بمرو ليلة الخميس الثامن والعشرين من صفر. (معجم الشيوخ) .
[3] انظر عن (المقتفي لأمر الله) في: المنتظم 10/ 197 رقم 286 (18/ 144 رقم 4237) ، والتاريخ الباهر 114، والكامل في التاريخ 11/ 256، والنبراس 156، وتاريخ الفارقيّ (ملحق يذيل تاريخ دمشق) 360، 361، وزبدة التواريخ للحسيني 268، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 225، وكتاب الروضتين 1/ 310، ومفرّج الكروب 1/ 131، والفخري 310، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 228- 232، ومرآة الزمان 8/ 144، وخلاصة الذهب المسبوك 275، 276، وتاريخ الزمان لابن العبري 174، وتاريخ مختصر الدول، له 209، والمختصر في أخبار البشر 3/ 37، وبغية الطلب (التراجم الخاصة بتاريخ السلاجقة) 257، 259، 300، 301، والاعتبار لابن منقذ 173، 174، وخريدة القصر (قسم العراق) ج 1 ق 1/ 34، 35، وانظر فهرس الأعلام 403، ووفيات الأعيان (انظر فهرس الأعلام) 8/ 216، 217، وآثار البلاد وأخبار العباد 267، 472، والعبر 4/ 158، ودول الإسلام 2/ 71، وسير أعلام النبلاء 20/ 399- 411 رقم 273، والإعلام بوفيات الأعلام 228، 229، وتاريخ ابن الوردي 2/ 62، 63، وعيون التواريخ 12/ 521، ومرآة الجنان 3/ 310، والوافي بالوفيات 2/ 94، 95، والبداية والنهاية 12/ 241، والدرّ المطلوب (من كنز الدرر) 11، وتاريخ ابن خلدون 3/ 522، والجوهر الثمين 1/ 207-(38/171)
أمير المؤمنين أبو عَبْد اللَّه بْن المستظهر باللَّه أَحْمَد بْن المقتدي باللَّه جَعْفَر بْن المعتضد الهاشميّ، الْعَبَّاسيّ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ.
من سَرَوات الخلفاء، كان عالِمًا، ديَّنًا، شُجاعًا، حليما، دمِث الأخلاق، كامل السُّؤدُد، خليقا للإمامة، قليل المِثْل فِي الأئمَّة عليهم السلام، لا يجري في دولته أمرٌ وإن صَغُر إلّا بتوقيعه. وكتب فِي خلافته ثلاث رَبْعات منها رَبْعةٌ نُفّدت إلى بلاد فارس.
ووَزَرَ له عليّ بْن طِراد الزَّيْنَبيّ، ثُمَّ أبو نصر بْن جَهِير، ثُمَّ أبو القَاسِم عليّ بْن صَدَقة، ثُمَّ أبو المظفَّر يحيى بْن هُبَيْرة، وحَجَبَه أبو المعالي بْن الصّاحب، ثُمَّ كامل بْن مسافر، ثُمَّ أبو غالب بْن المعوّج، ثُمَّ أبو الفتح بْن الصُّيْقل، ثُمَّ أبو القَاسِم عليّ بْن الصّاحب.
وكان آدَمَ، مجدُور الوجه، مليح الشّيبة، له هَيْبة عظيمة، وأمّه حَبَشِيَّة.
ولد سنة تسع وثمانين وأربعمائة فِي الثّاني والعشرين من ربيع الأوّل، وبوُيع بالخلافة فِي السادس والعشرين من ذي القعدة سنة ثلاثين وخمسمائة، وقد جاوز الأربعين.
وسمع من مؤدّبه أبي البَرَكات بْن أبي الفَرَج بْن السّيبيّ [1] .
قال ابن السَّمْعانيّ: وأظنّ أنّه سمع «جزء ابن عَرَفَة» من أبي القَاسِم بْن بيان، مع أخيه المسترشد باللَّه، واتَّفق أني كتبتُ قصَّةً إليه، وسألته الإنعام بالأحاديث، والإذن فِي السّماع منه، فأنعم وفتّش على الجزء ونفذه إليَّ على يد شيخنا أبي مَنْصُور بْن الجواليقيّ وكان يؤمّ به الصّلوات، فخرجت من بغداد
__________
[ () ] 209، ومآثر الإنافة 2/ 35- 44، والكواكب الدرّية 157، وتاريخ الخميس 2/ 362، والنجوم الزاهرة 5/ 332، 333، وتاريخ الخلفاء 437- 442، وتاريخ ابن سباط 1/ 111، وشذرات الذهب 4/ 172- 174، وأخبار الدول 175، 176.
[1] السّيبي: بالسين المهملة.(38/172)
قبل أن أسمعه منه، غير أنّي سمعته من ابن الجواليقيّ، وكان قد قرأه عليه.
حَدَّثَنَا أَبُو مَنْصُورٍ، ثنا الْمُقْتَفِي لِأَمْرِ اللَّهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، أَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الصَّرِيفِينِيُّ، أَنَا الْمُخَلَّصُ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ الْوَرَّاقُ، ثنا حَفْصُ بْنُ عَمْرٍو الرَّبَالِيُّ، نا أَبُو سُحَيْمٍ، عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَزْدَادُ الْأَمْرُ إِلَّا شِدَّةً وَلَا النَّاسُ إِلَّا شُحًّا، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا عَلَى شِرَارِ الْخَلْقِ» [1] . قلت: أَنَا أبو المعالي الهَمَذانِيّ، أَنَا أبو عليّ بْن الجواليقيّ، أَنَا أبو المظفَّر يحيى بْن مُحَمَّد الوزير قال: قرأت على مولانا المقتفي لأمر اللَّه سنة اثنتين وخمسين حدَّثكم السّيبيّ، فذكره.
وأجاز لنا جماعة سمعوه من الكِنْديّ، أَنَا أبو الفتح عَبْد اللَّه بْن البيضاويّ، أَنَا أبو محمد بن هزارمرد الصَّرِيفينيّ، فذكره.
وقد جدَّد المقتفي بابا، واتَّخذ من العتيق تابوتا لدفنه. وكان محمود السّيرة، مشكور الدّولة، يرجع إلى دين، وعقل، وفضل، ورأي، وسياسة، جدّد معالم الإمامة، ومهَّد رسوم الخلافة، وباشر الأمور بنفسه، وغزا غير مرَّةٍ في جنوده، وامتدّت أيّامه.
__________
[1] إسناده ضعيف لضعف أبي سحيم مولى عبد العزيز بن صهيب، وهو المبارك بن سحيم.
قال الشيخ شعيب الأرنئوط:
وفي الباب عن معاوية عند الطبراني في (المعجم الكبير) 19/ 357، والبيهقي في (بيان خطأ من أخطأ على الشافعيّ) ص 301، ورجاله ثقات.
وأورده الهيثمي في (مجمع الزوائد 8/ 14) وقال: رجاله رجال الصحيح.
وعن أبي أمامة عند الحاكم في (المستدرك على الصحيحين) 4/ 440، والطبراني في المعجم الكبير، رقم (7757) ، والبيهقي في (بيان خطأ من أخطأ على الشافعيّ) ص 302.
وفي سنده عندهم عبد الله كاتب الليث وهو سيّئ الحفظ، لكن قال البيهقي: تابعه معن بن عيسى، عن معاوية بن صالح، وباقي رجاله ثقات. وصحّحه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وله طريق آخر عند الطبراني في (المعجم الكبير) رقم (7894) ، وانظر: مجمع الزوائد 7/ 285 والفقرة الأخيرة من الحديث أخرجها مسلم في صحيحه (2949) من حديث ابن مسعود.(38/173)
وذكر أبو طَالِب عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد السّميع الهَاشِميّ فِي كتاب «المناقب الْعَبَّاسيَّة» المقتفي، فقال: كانت أيّامه نَضِرة بالعدْل، زَهِرة بفعل الخيرات، وكان على قَدَم من العبادة قبل إفضاء الأمر إليه ومعه.
وكان فِي أوّل عمره متشاغلا بالدِّين، ونسخ [ربعات] [1] وقرأ القرآن إلى أن قال: ولم يُر مع سماحته ولِين جانبه ورأفته بعد المعتصم خليفة فِي شهامته وصرامته وشجاعته، مع ما خُصَّ به من زُهده وورعه وعبادته. ولم تزل جيوشه منصورة حيث يمَّمت.
قال ابن الْجَوْزِيّ [2] : مات بالتَّرَاقي، وقيل: دُمّل فِي عُنُقه، فتُوُفّي ليلة الأحد ثاني ربيع الأوّل، عن ستٍّ وستِّين سنة [إلّا] [3] ثمانيةٍ وعشرين يَوْمًا.
قال: ومن العجائب أنّهُ وافق أَبَاهُ فِي علَّة التّراقي، وماتا جميعا فِي ربيع الأوّل.
وتقدَّم موت شاه مُحَمَّد على موت المقتفي بثلاثة أشهر، وكذلك المستظهر مات قبله السّلطان محمد بن ملك شاه بثلاثة أشهر. ومات المقتفي بعد الغَرَق بسنة، وكذلك القائم مات بعد الغرق بسنة [4] .
وكان من سلاطين دولته السّلطان سَنْجَر صاحب خُرَاسَان، والسّلطان نور الدِّين صاحب الشَّام.
واستوزر عَوْنَ الدِّين يحيى بْن هُبَيْرة. وكان هُوَ الَّذِي قام بحشمة الدّولة العبّاسيَّة، وقطع عَنْهَا أطماع الملوك السّلجوقيّة وغيرهم من المتغلّبين. ومن
__________
[1] في الأصل بياض.
[2] في المنتظم 10/ 197 (18/ 144) .
[3] في الأصل: «ست وستين سنة وثمانية» . والتصويب من (المنتظم) .
[4] زاد ابن الجوزي: قال لنا عفيف الناسخ- وكان رجلا صالحا-: رأيت في المنام قبل دخول سنة خمس وخمسين قائلا يقول: إذا اجتمعت ثلاث خاءات كان آخر خلافته. قلت: خلافة من؟ قال: خلافة المقتفي. قلت: ما معنى اجتماع الخاءات؟ قال: سنة خمس وخمسين وخمسمائة.(38/174)
أيّام المقتفي عادت بغداد والعراق إلى يد الخلفاء، ولم يبق لهم فيها مُنَازع.
وقبل ذلك لعلّ من دولة المقتدر إلى وقته كان الحكم للمتغلّبين من الملوك، وليس للخليفة معهم إلّا اسم الخلافة.
وكان رَضِيَ اللَّه عَنْهُ كريما، جوادا، محِبًا للحديث وسَمَاعه، معتنيا بالعِلم، مُكرِمًا لأهله.
وبُويع بعده ولده أبو المظفَّر يُوسُف، ولُقِّب بالمستنجد باللَّه.
174- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عليّ بْن الْحَسَن [1] .
أبو المظفَّر بْن التُّرَيْكيّ [2] ، الهاشميّ، الْعَبَّاسيّ، خطيب جامع المهتدي.
كان من كبار العُدول ببغداد، وله إسناد عال على قلّته [3] .
روى عن: أبي نصر الزَّيْنَبيّ، وعاصم، ورزق اللَّه.
ولد سنة سبعين وأربعمائة.
روى عَنْهُ: أبو سَعْد السَّمْعانيّ، وعليّ بْن هارون الحِلّيّ النَّحْويّ، وأبو الفَرَج مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن [4] ، والشّطّيّ التّاجر، وعبد السّلام بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن سُكَيْنَة، ويحيى بْن أبي المظفّر الحنفيّ مدرّس النّفيسيّة،
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن علي) في: المنتظم 10/ 197 رقم 287 (18/ 144 رقم 4238) ، والأنساب 10/ 197، واللباب 1/ 215، ومعجم الألقاب لابن الفوطي 1/ 289 و 599 و 2/ 843، والإعلام بوفيات الأعلام 229، والمعين في طبقات المحدّثين 166 رقم 1790، والعبر 4/ 159، وسير أعلام النبلاء 20/ 359 رقم 249، وذيل طبقات الحنابلة 1/ 238، وتبصير المنتبه 1/ 145، والنجوم الزاهرة 5/ 333، وشذرات الذهب 4/ 175، والدرّ المنضّد في رجال أحمد (مخطوط) ورقة 70 ب.
[2] التّريكي: بلفظ تصغير الترك. وقد تحرّفت هذه النسبة في (ذيل طبقات الحنابلة) إلى:
«البرمكي» ، وفي (شذرات الذهب) إلى: «النويلي» .
[3] وقال ابن رجب: وكان جليل القدر، وكان من رجالات الهاشميين. ذا أدب وعلم، وله نظم، وخطب بجامع له.
[4] وهو قال: كان يخطب في الجمع والأعياد، وكان حسن الصورة، فاضلا. (المنتظم) .(38/175)
وآخرون تُوُفّي فِي نصف ذي القعدة.
175- مُحَمَّد بْن عليّ بْن عُمَر.
الخطيب أبو بَكْر البُرُوجِرْديّ [1] .
قَدِمَ بغداد، وتفقّه على أسعد الميهَنيّ. وتفقّه بمَرْو مدَّة حَتَّى برع فِي المذهب، وصار من أئمَّة الشّافعيَّة. وانقطع إلى صُحبة يُوسُف بْن أيّوب الزَّاهد، وتعبَّد ولزِم الطّاعة، وحجّ.
روى عَنْهُ: أبو سَعْد السَّمْعانيّ أناشيد، وقال: يُعرف بالموفَّق، وأثنى عليه وروى عن: أبي منصور محمد بْن عليّ الكُرَاعيّ [2] ، والفقيه عمر بن مُحَمَّد السَّرْخَسِيّ، وجماعة.
وسمع الكثير، وقرأ بنفسه ببغداد على قاضي المَرِسْتان.
ومات فِي ربيع الأوّل وله 61 سنة.
176- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الحَسَن بْن علويّ بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن زَيْدِ بْن غَبَرَة [3] .
الهاشميّ، أبو الْحَسَن الحارثيّ، الكوفيّ، المعروف بابن المعلّم. أحد عُدُول الكوفة.
من وُلِدَ ربيعة بْن الحارث بْن عبد المطّلب.
__________
[1] البروجردي: بضمّ الباء والراء بعدها الواو وكسر الجيم وسكون الراء وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى بروجرد وهي بلدة حسنة على ثمانية عشر فرسخا من همذان.
(الأنساب 2/ 174) .
[2] الكراعي: بضم الكاف وفتح الراء وفي آخرها العين المهملة. هذه النسبة إلى بيع الأكارع والرءوس. (الأنساب 10/ 373، 374) .
[3] انظر عن (محمد بن محمد بن محمد) في: سير أعلام النبلاء 20/ 333 رقم 225، والمشتبه في الرجال 2/ 482، وتبصير المنتبه 3/ 1038.(38/176)
ولد سنة ثمان وستّين وأربعمائة، وسمع سنة خمسٍ وسبعين مِن العَدْل أبي الفَرَج مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن علّان، وأبي عليّ مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن حمدان الخالديّ، وأبي القَاسِم الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الدَّهْقان، وأبي غالب بْن المنثور الجهنيّ، وجماعة.
وتفرّد بالرّواية عن بعضهم.
ورحل إليه الطّلبة إلى الكوفة.
قال ابن النّجّار: روى لنا عن جماعة سمعوا منه بالكوفة، وقد سمع منه: أبو الفضل أَحْمَد بْن صالح بْن شافع، وأبو الفَرَج بْن النَّقُّور.
وحدَّث ببغداد قديما.
مات بالكوفة فِي سلْخ ذي الحجَّة سنة خمس. قاله مَسْعُود بْن النّادر.
وقال أبو الفضل بْن شافع: تُوُفّي فِي أواخر محرّم سنة ستٍّ.
قال: وكان ثقة فِي روايته، سَمِعت عليه بقراءتي الأجزاء الّتي ظهرت له جميعها.
قلت: آخر من روى عَنْهُ بالإجازة كريمة الدّمشقيَّة.
177- مُحَمَّد بْن أبي جَعْفَر مُحَمَّد بْن علي بْن مُحَمَّد [1] .
أبو الفُتُوح الطّائيّ، الهَمَذانِيّ، صاحب «الأربعين الطّائيَّة» .
ولد سنة خمس وسبعين وأربعمائة بهَمَذان.
وسمع: فَيْدَ بْن عَبْد الرَّحْمَن الشّعْرانيّ، وعبد الرحمن بن حمد الدّونيّ،
__________
[1] انظر عن (محمد بن أبي جعفر) في: العبر 4/ 159، وسير أعلام النبلاء 20/ 360، 361 رقم 251، والمعين في طبقات المحدّثين 166 رقم 1789، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 6/ 188، 189، والوافي بالوفيات 1/ 144، ومرآة الجنان 3/ 310، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 172، 173، والنجوم الزاهرة 5/ 333، وكشف الظنون 56، وشذرات الذهب 4/ 175، وهدية العارفين 2/ 93، وتاريخ الأدب العربيّ 6/ 247، ومعجم المؤلفين.(38/177)
وظريف بْن مُحَمَّد، ومحمد بْن أبي الْعَبَّاس الأَبِيوَرْدِيّ الأديب، وإسماعيل بْن الْحَسَن الفرائضيّ، وعبد الغفّار الشَّيرُوييّ، وفخر الإسلام عَبْد الواحد بْن إِسْمَاعِيل الرُّويَانيّ، وتاج الإسلام أَبَا بَكْر السَّمْعانيّ، وشِيرُوَيّه الدَّيْلَميّ الحافظ، وابن طاهر المَقْدِسيّ، وأبا القَاسِم بْن بيان الرّزّاز.
وتفقّه بمرو على مُحيي السُّنَّة البَغَوَيّ، وعلى أَبِي بَكْر السَّمْعانيّ.
قال: أبو سَعْد بْن السَّمْعانيّ: يرجع إلى نصيب من العلوم، فقه، وحديث، وأدب، ووعظ.
حضرتُ وعْظه بهَمَذان فاستحسنته.
قلت: روى عَنْهُ: محمد بن عبد الله بن البنّاء الصُّوفيّ بْن الْحَسَن بْن الزَّبِيديّ، وأخوه الْحَسَن، وجماعة.
وتُوُفيّ فِي شوّال بهَمَذان، وآخر من روى عَنْهُ ابن اللَّتّيّ.
178- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم.
أبو المفضّل بْن زَنْبَقَة الواسطيّ، المعدّل [1] .
ولد سنة خمس وسبعين وأربعمائة، وعدّل سنة خمسمائة.
وسمع: أَبَا تمّام، وأبا الفضل مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن السُّواديّ [2] ، وأبي غالب مُحَمَّد بْن حمد.
وسمع «الْبُخَارِيّ» ببغداد من نور الهدى أبي طَالِب.
روى عَنْهُ: أبو يَعْلَى مُحَمَّد بْن عليّ بْن القارئ، وأبو طَالِب بْن عبد
__________
[1] المعدّل: بضم الميم، وفتح العين، والدال المشدّدة المهملتين، وفي آخره اللام. هذا اسم لمن عدّل وزكّي وقبلت شهادته عند القضاة. (الأنساب 11/ 396) .
[2] السّوادي: بضم السين المهملة وفتح الواو، وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى سواديزه، وهي قرية من قرى نخشب، وكان أهل نسف ينسبون إليها، ويقولون: السوائي، والنسبة الصحيحة: السّوادي. (الأنساب 7/ 179) .(38/178)
السّميع، وغيرهما.
وتُوُفيّ فِي ذي الحجَّة.
179- مُحَمَّد بن بركة بن بكّا.
شيخ صالح سُنّيّ.
سمع: أَبَا غالب الباقِلانيّ، وأبا الْحُسَيْن بْن الطُّيُوريّ.
وعنه: ابن الأخضر.
180- مُحَمَّد بْن يحيى بْن عليّ بْن مُسْلِم بْن مُوسَى بْن عِمْرَانَ [1] .
الْقُرَشِيّ، اليمنيّ، الزَّبِيديّ [2] ، الواعظ، أبو عَبْد اللَّه.
وُلِدَ فِي المُحَرَّم سنة ستّين وأربعمائة [3] ، وقدم دمشق في حدود سنة ستّ وخمسمائة فوعظ وأخذ يأمر بالمعروف ويَنْهَى عن المُنْكَر، فلم يحتمل طُغْتِكِين أتابَك له ذلك، وأخرجه عن دمشق، فذهب إلى العراق، ودخلها سنة تسع وخمسمائة [4] ، ووعظ. وكان له معرفة بالنَّحْو والأدب. وكان صَبُورًا على الفقر، متعفَّفًا.
ثُمَّ قَدِمَ دمشق رسولا من المسترشد باللَّه فِي أمر الباطنيّة وعاد. وكان حنفيّ المذهب، على طريقة السّلف في الأصول.
__________
[1] انظر عن (محمد بن يحيى) في: الأنساب 6/ 247، 248، والمنتظم 10/ 197، 198 رقم 288 (18/ 145 رقم 4239) ، ومعجم الأدباء 19/ 106- 108، والكامل في التاريخ 11/ 264، ومرآة الزمان 8/ 235، 236، والمعين في طبقات المحدّثين 167 رقم 1791، وسير أعلام النبلاء 20/ 316- 319 رقم 211، والوافي بالوفيات 5/ 198، والبداية والنهاية، 12/ 243، والجواهر المضيّة 2/ 142، وفيه ورد «مسلمة» بدل «مسلم» ، وتبصير المنتبه 2/ 654، وبغية الوعاة 1/ 263، 264، وهدية العارفين 2/ 93، وذيل تاريخ الأدب العربيّ 1/ 764، ومعجم المؤلفين 12/ 106، 107.
[2] الزّبيديّ: بفتح الزاي المشدّدة، وكسر الباء الموحّدة. نسبة إلى زبيد بلدة باليمن.
[3] في المنتظم 10/ 197 (18/ 145) : «مولده على التقريب سنة ثمانين وأربعمائة» ، ومثله في:
مرآة الزمان 8/ 235.
[4] في مرآة الزمان 8/ 235 «سنة 519» .(38/179)
قال أبو الفَرَج بْن الْجَوْزِيّ: حَدَّثَني البراندسيّ [1] قال: جلستُ مع الزَّبِيديّ من بكرة إلى قريب الظُّهْر، وهو يلوك شيئا فِي فِيه، فسألته، فقال: لم يكن لي شيء، فأخذت نَواةً أتعلّل بها.
قال ابن الْجَوْزِيّ [2] : وكان يقول الحقّ وإن كان مرّا، ولا تأخذه فِي اللَّه لومةُ لائم. ولقد حُكي أنّه دخل على الوزير الزَّيْنَبيّ وقد خُلِعَتْ عليه خِلَع الوزارة، والنّاس يهنّونه بالخِلْعة، فقال هُوَ: هذا يوم عزاء لا يوم هناء. فقيل له، فقال: أهنّئُ [3] على لبْس الحرير!؟
قال أبو الفَرَج [4] : وحدّثني عَبْد الرَّحْمَن بْن عِيسَى الفقيه قال: سَمِعت مُحَمَّد بْن يحيى الزَّبِيديّ قال: خرجت إلى المدينة على الوحدة، فأواني اللّيل إلى جبلٍ، فصعدت ونادَيت: اللَّهمّ إنّي اللّيلة ضَيْفُك. ثُمَّ نزلت فتَوَارَيْت عند صخرة، فسمعت مناديا يُنادي: مرحبا يا ضيفَ اللَّه. لك [5] مع كلّ طلوع الشّمس تَمُرُّ بقومٍ [على] [6] بئرٍ يأكلون خُبزًا وتمرا، فإذا دَعوْك فأجِبْ، فهذه ضيافتك.
فَلَمّا كان من الغد سِرْتُ، فَلَمّا طلعت الشّمسُ لاحت لي أهداف بئرٍ، فجئتُها، فوجدت عندها قوما يأكلون خُبزًا وتمرا، ودَعَوْني، فأجبت.
قال ابن السَّمْعانيّ: كان يعرف النَّحْو معرفة حَسَنة، ويعِظ، ويسمع معنا مِن غير قصْد من القاضي أبي بَكْر الْأَنْصَارِيّ، وغيره. وكان فنّا عجيبا.
وكان فِي أيّام المسترشد يَخْضِب بالحِنّاء، ويركب حمارا مخضوبا بالحِنّاء، وكان يجلس ويجتمع عليه العوامّ، ثُمَّ فَتَر سوقه. ثُمَّ إنّ الوزير عَوْن الدِّين ابن هُبَيْرة نَفَقَ عليه الزَّبِيديّ ورِغب فِيهِ.
__________
[1] في الأصل: «حدّثني الوزير ابن هبيرة» . والتحرير من (المنتظم) .
[2] في المنتظم 10/ 198 (18/ 145) .
[3] في المنتظم: «الهناء» .
[4] في المنتظم.
[5] في المنتظم: «إنك» .
[6] إضافة من المنتظم.(38/180)
وسمعت جماعة يحكون عَنْهُ أشياء السكُّوت عَنْهَا أَوْلَى.
ثُمَّ قال: وقيل لي إنّه يذهب إلى مذهب السّالميَّة، ويقول إنَّ الأموات يأكلون ويشربون وينكحون فِي قبورهم، والسّارق والشّارب للخمر والزّاني لا يُلام على فِعْله لأنّه يفعل بقضاء اللَّه.
وسمعت عليّ بْن عَبْد الملك الأندلسيّ يقول: زاد الزَّبِيديّ فِي أسماء اللَّه تعالى أسامي، ويقول: هُوَ المتمّم، والمبهم، والمظهر، والزّارع.
وقال أبو البركات عَبْد الوهّاب الأنماطيّ: حمل إليَّ الزَّبِيديّ جزءا صنَّفه وذكر فِيهِ أنّ لكلّ ميّتٍ بيتا فِي الجنَّة وبيتا فِي النّار، فإذا دخل الجنَّة هُدِم بيته الَّذِي فِي النّار، وإذا دخل النّار هُدِم بيته الَّذِي فِي الجنَّة.
قلت: وحفيداه اللذان رويا «الصّحيح» هما الْحَسَن والحسين ابنا المبارك بْن مُحَمَّد.
وقال ابن عساكر: قال ولده إِسْمَاعِيل: كان أبي فِي كلّ يومٍ وليلة من أيّام مرضه يقول: اللَّه اللَّه، قريبا من خمسة عشر ألف مرَّة، وما زال يَقُولُ اللَّه اللَّه حَتَّى لقي رحمة اللَّه. تُوُفّي فِي ربيع الآخر.
وقال أَحْمَد بْن صالح بْن شافع: كان له فِي علم الأصُول وعِلْم العربيَّة حظٌّ وافر، وقد صنَّف كُتُبًا فِي فنون العِلم تزيد على مائة مصنَّف. ولم يضيّع شيئا من عمره.
ثُمَّ بالغ الْجِيلي فِي تعظيمه وقال: كان يَخْضِب بالحنّاء ويعتمّ متلحّيا دائما. حُكيت لي عَنْهُ من جهاتٍ صحيحة غير كرامة، منها رؤيته للخَضِر وجماعة من الأولياء.
181- مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر بْن عثمان بْن محمد [1] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن أبي بكر) في: التحبير 2/ 258، 259، والأنساب 7/ 28، ومعجم البلدان 3/ 183، واللباب 2/ 99، وسير أعلام النبلاء 20/ 286 رقم 193، والمشتبه في(38/181)
أبو طاهر السّبخيّ [1] ، البزدويّ، الْبُخَارِيّ، الصّابونيّ، الفقيه الزَّاهد.
سمّعه أَبُوهُ بقرية وَرْكي [2] أجزاء من الإمام المعمّر أبي مُحَمَّد عَبْد الواحد بْن عَبْد الرَّحْمَن الزُّبَيْريّ.
وسمع القاضي: أَبَا اليُسْر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الحسين البَزْدَوِيّ، وعليّ بْن أَحْمَد بْن خدام، وأبا صادق أَحْمَد بْن الْحُسَيْن الزَّنْدي [3] ، وجماعة.
وُلِدَ بعد الثّمانين وأربعمائة. وكان فقيها صالحا صحِب يُوسُف الهَمَذانِيّ الزَّاهد، وإبراهيم الصّفّار الزّاهد واختصّ به [4] .
__________
[ () ] الرجال 1/ 94 و 1/ 348، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 6/ 188، والجواهر المضيّة 2/ 35، وتبصير المنتبه 2/ 719، وتوضيح المشتبه 1/ 615 و 5/ 30.
[1] السّبخيّ: بالسين المهملة، والباء الموحّدة المفتوحتين، والخاء المعجمة. (الأنساب، اللباب، الجواهر المضيّة تبصير المنتبه) .
وفي (المشتبه في الرجال) ضبطها المؤلّف- رحمه الله-: «السّبحي» بضم السين المهملة وفتح الموحّدة وبالحاء المهملة. وقد علّق الحافظ ابن حجر على ذلك بقوله: ضبطه السمعاني بفتحتين وخاء معجمة، وهو أعرف بشيخه. (تبصير المنتبه) .
و «السّبخة» نسبة إلى الدباغة بالسبخة. وهي التراب المالح الّذي لا ينبت فيه النبات. وقد تصحّفت في (طبقات الشافعية الكبرى للسبكي) إلى «السنجي» بالنون والجيم.
[2] الوركي: بالفتح ثم السكون، وكاف، من قرى بخارى. (معجم البلدان 5/ 373) .
[3] الزّندي: بفتح الزاي، وسكون النون، وفي آخرها الدال المهملة هذه النسبة إلى قرية ببخارى. (الأنساب 6/ 315) .
[4] وجاء في (توضيح المشتبه لابن ناصر الدين ج 5/ 30) في مادّة «السّبحيّ» ، وهو ينقل عن المؤلّف الذهبي- رحمه الله- في كتابه «المشتبه 1/ 348» قال: «وأبو طاهر محمد بن أبي بكر عثمان البخاري الصوفي السّبحي الصابوني. يروي عن عبد الواحد الوركي، وعنه أبو سعيد السمعاني، وابنه عبد الرحيم، مات سنة خمس وخمسين وخمسمائة.
قلت: كذا نقلته من خط المصنّف، وفيه وهمان:
أحدهما: أنه جعل والد أبي طاهر عثمان، وكنيته أبا بكر، وليس كذلك، بل هو ابن أبي بكر بن عثمان، فعثمان جدّه، ومحمد بن أبي بكر بن عثمان بن محمد بن أحمد بن إسماعيل البزدوي الصابوني، وكناه أبو العلاء الفرضيّ: أبا عبد الله.
والثاني: أن المصنف جعله السّبحي، بمهملتين، الأولى مضمومة، والحاء مكسورة، بينهما موحّدة مفتوحة، وإنما هو السّبخي، بفتح المهملة والموحّدة معا، وكسر الخاء المعجمة،(38/182)
روى عنه: أبو سعد السمعاني، وابنه.
أبو طاهر مُحَمَّد بْن أبي بَكْر المَرْوَزِيّ المؤذّن، ويشتبه بأبي طاهر مُحَمَّد بْن أبي بَكْر السّبخيّ هذا، فينبغي أن يتفطّن له [1] .
__________
[ () ] ذكره كذلك ابن السمعاني، وهو أعرف بشيخه، وهي نسبة- عند ابن السمعاني على ما سمع- إلى الدّباغ بالسّبخة، ولم يجوّده ابن نقطة (في الإستدراك، باب السبحي والسبخي) ، فقاله السّنجي، بالمهملة المكسورة، ثم نون ساكنة، ثم جيم مكسورة، وقد ذكره المصنّف على الصواب في نسبه ونسبته في حرف الموحّدة، فقال في ترجمة الثيابي: ونسبة إلى حفظ الثياب في الحمّام، أبو بكر محمد بن عمر الثيابي البخاري، حدّث عنه محمد وعمر ابنا أبي بكر بن عثمان السّبخي البخاري. انتهى. كذا وجدته بخط المصنّف، وضبط السّبخي، وصحّح فوقه، وهو الصواب.
ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : إن المؤلف الذهبي- رحمه الله- قد أثبت اسم صاحب الترجمة «محمد بن أبي بكر بن عثمان» في تاريخه هنا، وفي (سير أعلام النبلاء) على الصحيح، فلعلّ لفظ «بن» بين «أبي بكر» و «عثمان» سقط سهوا من كتابه «المشتبه» ، والله أعلم.
[1] وقال ابن ناصر الدين في (توضيح المشتبه 5/ 32- 34) معقّبا على قول المؤلّف الذهبي- رحمه الله- في (المشتبه 1/ 349) في مادّة «السّنجي» :
قال: والحافظ محمد بن أبي بكر السّنجي، رحل وسمع نصر الله بن أحمد الخشنامي وخلقا، وعنه عبد الرحيم بن السمعاني.
قلت: هو الشيخ الفقيه الزاهد أبو طاهر محمد بن أبي بكر بن عثمان بن محمد بن أحمد بن إسماعيل السّنجي البزدوي الصابوني، من أهل مدينة بخارى، هكذا نسبه أبو سعد عبد الكريم بن السمعاني في «ثبت» ولده أبي المظفر عبد الرحيم، وقد ذكره المصنّف قبل مختصرا، فوهم في إعادته هنا ونسبته أيضا، وقد ذكره في ثلاثة مواضع من الكتاب، فالأول وهو الصواب قيّد نسبته في حرف الموحّدة: السّبخي، فتح السين المهملة والموحّدة معا، وذكره بخاء معجمة وصحّح فوقه، والثاني ذكره قريبا في ترجمة السّبحي، بضم السين المهملة، وفتح الموحّدة، تليها حاء مهملة، وهذا خطأ، وتقدّم التنبيه على ذلك قريبا، والثالث جعله هنا في ترجمة السّنجي بكسر السين المهملة، ثم نون ساكنة، ثم جيم، وهو خطأ أيضا، وقد نقلت نسبته مجوّدة كما ذكرها المصنّف على الصواب في حرف الموحّدة من خط الحافظ الضياء محمد بن عبد الواحد المقدسي في «ثبت» شيخه الإمام أبي المظفّر عبد الرحيم بن السمعاني فيما قرأه عليه في سنة تسع وست مائة بمرو، توفي أبو طاهر السّبخي هذا ببخارى في جمادى الأولى سنة خمس وخمسين وخمس مائة فيما ذكره أبو سعد ابن السمعاني، وقال: كان والده من الفقهاء الورعين، وكان يكتب مجالس الإملاء التي كانت(38/183)
182- الْمُبَارَك بْن الْمُبَارَك بْن هبة اللَّه بْن معطوش [1] .
أبو القَاسِم بْن أبي المعالي البغداديّ، التّاجر، السّفّار.
سمع: أَبَا العزّ مُحَمَّد بْن الْمُخْتَارِ، وحدَّث [2] .
قال أخوه أبو طاهر المبارك بن المعطوش: تُوُفّي أخي بدمشق سنة خمسٍ وخمسين.
قلت: وسمع من: ابن بيان أيضا.
روى عَنْهُ: دَاوُد بْن الفاخر.
183- المبارك بْن هبة اللَّه بْن عليّ بْن العقّاد [3] .
أبو المعالي البغداديّ، المؤدِّب.
سمع من: طِراد الزَّيْنَبيّ، وأبي الْحَسَن الأنباريّ الأقطع، وابن طَلْحَةَ النَّعَاليّ.
وقد سمّاه السَّمْعانيّ فِي «الذَّيل» : المبارك بْن الْحُسَيْن، وإنّما هُوَ ابن أبي الْحُسَيْن.
روى عَنْهُ: أبو الحسن الشّهرستانيّ، وأبو محمد بن الأخضر.
__________
[ (-) ] للأئمة في وقته حسبة وديانة، وكان يحضر ولديه: محمدا هذا، وأخاه عمر في أكثر المجالس، انتهى.
وأما أبو طاهر السّنجي بكسر السين المهملة، وسكون النون تليها جيم مكسورة، فهو أول شيخ ذكره أبو سعد ابن السمعاني في «ثبت» ابنه أبي المظفّر، وهو أبو طاهر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أبي سهل بن أبي طلحة المؤذّن الخطيب، ولد في سنة اثنتين أو سنة ثلاث وستين وأربع مائة بقرية سنج، وتوفي بمرو في شوال سنة ثمان وأربعين وخمس مائة، وكان فيما ذكره أبو سعد ابن السمعاني ديّنا ثقة مكثرا متواضعا قانعا بما هو فيه، رحمه الله.
[1] انظر عن (المبارك بن المبارك) في: المختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي 3/ 176 رقم 1151.
[2] سمع منه: عمر القرشي.
[3] ترجمة (المبارك بن هبة الله) في: الذيل على تاريخ بغداد لابن السمعاني، وهو ضائع.(38/184)
مات فِي صَفَر سنة خمس، وله خمسٌ وثمانون سنة.
184- المبارك بْن أبي الفضل [1] .
البغداديّ، الطّبّاخ، المؤدِّب.
سمع: أَبَا الفضل بْن خَيْرُون.
وتُوُفيّ فِي ذي القعدة.
روى عَنْهُ: عُمَر الْقُرَشِيّ الدّمشقيّ، وغيره.
185- مجاهد الدِّين [2] .
واقف المدرسة المجاهديَّة. واسمه بُزَان. وقد ذُكِر.
186- مَسْعُود بْن عَبْد الواحد بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَحْمَدَ بْن الْعَبَّاس بْن الحُصَين [3] .
أبو مَنْصُور بْن أبي الفَرَج الشَّيْبَانيّ، الكاتب.
بغداديّ جليل. حَدَّث عن: أبي الخَطَّاب بْن البطِر، وطبقته.
قال ابن السَّمْعانيّ: كتبتُ عَنْهُ. ولا أعرف من حاله شيئا. وسمعته يقول: وُلِدتُ سنة سبع وستّين وأربعمائة. وتُوُفيّ فِي أواخر ذي الحجَّة.
قلت: وأخبرونا عن ابن المُقَيّر أنّ مَسْعُود بْن الحُصَيْن أجاز له. أَنَا أبو الخَطَّاب عليّ بْن عَبْد الرحيم بْن الجرّاح.
وقد سمع أيضا من: رزق اللَّه، وأبي الْحَسَن الأنباريّ، وطِرَاد [4] .
__________
[1] انظر عن (المبارك بن أبي الفضل) في: المختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي 3/ 180 رقم 1163.
[2] تقدّمت ترجمته باسم «بزان بن مامين» رقم (155) .
[3] انظر عن (مسعود بن عبد الواحد) في: الإعلام بوفيات الأعلام 229 وفيه: «مسعود بن الحصين» ، وسير أعلام النبلاء 20/ 362 (دون ترجمة) ، ومعرفة القراء الكبار 2/ 519، 520 رقم 462.
[4] وقال المؤلّف الذهبي- رحمه الله- في (معرفة القراء) : روى عنه ابن الأخضر، وأحمد بن صدقة، وداود بن يونس الأنصاري، وعبد الرحمن بن عمر الغزال.(38/185)
وقرأ القراءات على أَبِي مَنْصُور الخيّاط. وطلب، وكتب ما لا يوصف.
وكان ثقة.
187- ملك شاه بْن السّلطان محمود بْن مُحَمَّد السَّلْجُوقيّ [1] .
تُوُفّي بأصبهان في ربيع الأوّل. قاله ابن الْجَوْزِيّ [2] . فقيل إنّه سُمّ، وسبب ذلك أنّه لمّا كثُر جَمْعُه بأصبهان فِي السَّنَة الماضية أرسل إلى بغداد وطلب أن تُقْطَع خطْبة عمّه سُلَيْمَان شاه بْن مُحَمَّد، وتُقام له الخطْبة، ويعيدوا [3] القواعد القديمة. فوضع ابن هبيرة الوزير خادما اسمه غلبك [4] الكوهرائيّ [5] فمضى واشترى جارية بألف دينار، وباعها لملِكْشاه، وقرَّر معها أنْ تسُمَّه، ووعدها أمورا عظيمة، فسمّته فِي لحمٍ مَشْويّ، فأصبح ميّتا، فضُرِبتْ فأقَرَّت. وملك أصبهان بعده عمُّه سُلَيْمَان شاه، فلم تطل مدّته، ومات بعد سنة [6] .
__________
[ (-) ] وقال أحمد بن شافع: كان قديما للتلاوة، قرأ بالروايات العالية، وسمع ما لا يدخل تحت الحصر، إلّا أنّ أكثره على كبر السّنّ، وتفقّه وتميّز، وهو من بيت الكتابة والحديث، ما أظنّ أنّ أحدا من أهل بيته مثله زهادة وخيرا ودينا، وكان ثقة، فهما.
[1] انظر عن (ملك شاه) في: المنتظم 10/ 198 رقم 289 (18/ 145 رقم 4240) ، والكامل في التاريخ 11/ 263، وتاريخ دولة آل سلجوق 262 و 269، 270، والبداية والنهاية 12/ 242، ومآثر الإنافة 2/ 37، 38.
[2] في المنتظم.
[3] في الأصل: «يعيدون» ، وهو غلط نحوي.
[4] في الكامل: «أغلبك» .
[5] في الأصل: «اللوهراني» .
[6] الخبر في الكامل 11/ 263. وقال العماد باختصار البنداري: وكان مغرورا بالشباب مشبوب الغرار، مقدار للآمن آمنا من الأقدار، فلم ينقض عليه شهر حتى اشتهر أنه قضى ومضى، وأن برقه ويومه مضى، وذلك في يوم الإثنين الحادي عشر من شهر ربيع الأول من غير مرض سبق، ولا عرض عرض. بل كانت له مغنيّة قد استهوته واستغوته، وخبلت خلبه، وسلبت لبّه، فصار يأكل من يدها ويشرب، ويجيء بحبّها ويذهب. وقيل إنها بغت موته فمات بغتة. وقيل: بل أصابه سكتة، وأنها قد رغّبت حتى سقته سمّا، وكان قدرا حتما، قد أحاط الله به علما. (تاريخ دولة آل سلجوق 270) .(38/186)
188- مَنْصُور بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن مَسْعُود بْن عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود [1] .
أبو المظفَّر بْن أبي الفضل المسعوديّ، المَرْوَزِيّ.
قال ابن السَّمْعانيّ: كان أحد الفُضَلاء المبرّزين، وأحد الدُّهاة الأجلاد وكان كثير المحفوظ، مليح الشّغر.
سمع: الإمام أَبَا المظفَّر جدّي، وإسماعيل النّاقديّ، وأبا جَعْفَر أَحْمَد بْن الْحُسَيْن الخُزَاعيّ.
وبنَيْسَابور: أَبَا بَكْر الشِّيرُويّيّ، وغيره.
روى عَنْهُ: ابن السّمعانيّ، وابنه عبد الرحيم، وآخرون.
وولد سنة إحدى وثمانين وأربعمائة.
وتُوُفيّ فِي أواخر رجب.
- حرف الياء-
189- يحيى بْن سَعِيد بْن مُظَفَّر [2] .
القاضي أبو ألوفا البغداديّ. عُرِف بابن المرخّم.
اشتغل بالطَّبّ والنّجوم ومذهب الأوائل، حَتَّى انطفأ نور إيمانه، وتقدَّم، ورَأس إلى أن ناب فِي القضاء عن عليّ بْن الْحُسَيْن الزَّيْنَبيّ، وعلا شأنه. ثُمَّ وُلّي أقضى القُضاة، وظَلَم، وعَسَف، وارتشى. وكان من سيئات المقتفي.
وكان يتظاهر بالفلسفة، فَلَمّا مات مخدومه واستُخِلف المستنجد سجنه مُدَيدة، ثُمَّ أخرج من السِّجن ميّتا فِي شوّال سنة خمس.
وله نظم جيّد.
__________
[1] انظر عن (منصور بن محمد) في: الأنساب 11/ 309، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 312.
[2] انظر عن (يحيى بن سعيد) في: المنتظم 18/ 48 و 56.(38/187)
ذكره عليّ بْن أنجب فِي قضاة بغداد.
190- يحيى بن عبد الرحمن بن محمد بن رافع [1] .
أبو اليُمْن ابن تاج القُرّاء الطُّوسيّ، أخو عليّ.
سمع: البانياسيّ، وأبا الْحَسَن الأنباريّ، ورزق اللَّه.
وعنه: ابن سُكَيْنَة، وابن الأخضر.
وُلِدَ سنة 477- ومات رحمه اللَّه فِي ربيع الآخر.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن عبد الرحمن) في: سير أعلام النبلاء 20/ 362 (دون ترجمة) .(38/188)
سنة ست وخمسين وخمسمائة
- حرف الألف-
191- أَحْمَد بْن ظَفَر.
أبو الوفاء الثّقفيّ، الأصبهانيّ، المُعَدَّل.
مات فِي أوّل السَّنَة.
192- أَحْمَد بْن كبيرة بْن مقلّد.
أبو بَكْر الأَزَجيّ، الخزّاز، الصّالح، العابد.
سمع: أَبَا القَاسِم بْن بيان، وابن ملَّة المحتسب.
روى عَنْهُ: أَحْمَد بْن يحيى بْن هبة اللَّه، وعبد العزيز بْن الأخضر.
تُوُفّي فِي ربيع الأوّل.
193- أحمد بن المبارك بن عبد الباقي بن مُحَمَّد بْن قَفَرْجَل [1] .
القطّان الذّهبيّ، أبو القَاسِم البغداديّ.
شيخ مُسْنِد، مستور.
سمع: عاصم بْن الْحُسَيْن، وطِراد بْن مُحَمَّد الزَّيْنَبيّ، ورزق اللَّه
__________
[1] انظر عن (أحمد بن المبارك) في: سير أعلام النبلاء 20/ 356، 357 رقم 246، والإعلام بوفيات الأعلام 228 (وفيات سنة 554 هـ) ، والمعين في طبقات المحدّثين 166 رقم 1785 (وفيات 554 هـ) ، والنجوم الزاهرة 5/ 331 في وفيات 554 هـ، وشذرات الذهب 4/ 170 (وفيات 554 هـ) .(38/189)
التّميميّ، والفضل ابن أبي حرب الْجُرجانيّ، وأبا الغنائم بْن أبي عثمان، وابن خَيْرون، وأبا طاهر الباقِلانيّ، وغيرهم.
روى عَنْهُ: أبو سَعْد بْن السَّمْعانيّ، وسعد بْن طاهر البلْخيّ، وزيد بْن يحيى البيّع، وأبو هُرَيْرَةَ مُحَمَّد بْن ليث الوسطانيّ، وجماعة.
وآخر من روى عنه بالإجازة ابن المقير.
وكان له أخٌ اسمُه باسمه أَحْمَد حدُّث أيضا بشيء عن شيوخ أخيه، وتُوُفيّ قديما [1] .
194- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الوهّاب.
أبو المحاسن بْن أبي نصر ابن الدّبّاس. من أرباب البيوتات الكبار ببغداد، ومن ذريَّة القَاسِم بْن عُبَيْد اللَّه الوزير.
أديب، كاتب، شاعر، قعد به الوقت، وصار ينسخ بالأجرة.
سمع: النَّعَاليّ، وطِراد الزَّيْنَبيّ.
روى عَنْهُ: ابن سُكَيْنَة، ويوسف بْن المبارك الخفّاف.
وتُوُفيّ رحمه اللَّه فِي المُحَرَّم.
195- أَحْمَد بْن هبة الله بن محمد [2] .
أبو عبد الله بن الفُرْضيّ، بسكون الراء [3] . البغداديّ المقرئ.
قرأ بالروايات على: أبي ياسر الحمّاميّ، وثابت بْن بُنْدَار، وعبد العزيز بْن عليّ الخبّاز، ومحمد بْن أحمد الوقاياتيّ [4] ، وجماعة.
__________
[1] توفي قبل عشر سنين من وفاة أخيه.
[2] انظر عن (أحمد بن هبة الله) في: الاستدراك (الفرضيّ) ، والمشتبه في الرجال 2/ 506، وتوضيح المشتبه 7/ 80.
[3] وضم الفاء.
[4] الوقاياتي: بكسر الواو وفتح القاف والياء المنقوطة باثنتين من تحتها بين الألفين وفي آخرها التاء المنقوطة باثنتين من فوقها. هذه النسبة إلى الوقاية وهي المقنعة، ويقال لمن يبيعها(38/190)
وسمع من: رزق اللَّه التّميميّ، وعليّ بْن قريش، وجماعة.
روى عَنْهُ: أَحْمَد بْن طارق، وابن الأخضر، وجماعة.
وقرأ عليه بالرّوايات أبو الفتوح بْن الحُصْريّ. وكان عالي الإسناد فِي القراءات. سكن الدَّسْكَرة وخطب بها. وكان القرّاء يقصدونه لعُلُوّ روايته.
وكان صالحا، خيّرا، مُسِنًّا.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة. ذكره ابن الدَّبِيثيّ، والمحبّ بْن النّجّار.
196- إِبْرَاهِيم بْن دينار بْن أَحْمَد [1] .
أبو حكم النَّهْرَوَاني [2] ، الفقيه الحنبليّ، من علماء بغداد.
كان من المشهورين بالزّهد والورع، والحلم الزّائد، وإليه كان المرجع فِي عِلم الفَرَائض. أنشأ مدرسة من ماله بباب الأَزَج، وانقطع بها للعِلْم والعمل. وكان يُؤثِر الخُمول والتّواضع والعَيْش الخَشِن، ويقتات من خياطة يده، فيأخذ على القميص حبَّتين فقط.
ولقد اجتهد جماعةٌ فِي إغضابه وإضجاره فلم يقدروا.
وكان صَبُورًا على خِدْمة الفقراء والعجائز والزَّمْنَى، ولم يُرَ عابسا قَطّ.
سمع: أَبَا الْحَسَن العلّاف، وابن بيان الرّزّاز، وغيرهما.
__________
[ () ] الوقاياتي. (الأنساب 12/ 282) .
[1] انظر عن (إبراهيم بن دينار) في: المنتظم 10/ 201، 202 رقم 290 (18/ 149، 150 رقم 4241، ومرآة الزمان 8/ 236، والعبر 4/ 159، وسير أعلام النبلاء 20/ 396 رقم 270، والإعلام بوفيات الأعلام 229، ومرآة الجنان 3/ 310، والوافي بالوفيات 5/ 346، 347، والبداية والنهاية 12/ 245، وذيل طبقات الحنابلة 1/ 239- 241 رقم 239، والنجوم الزاهرة 5/ 360، والدرّ المنضّد في رجال أحمد للعليمي (مخطوط) ورقة 70 ب و 71 أ، وشذرات الذهب 4/ 176، وهدية العارفين 1/ 9، ومعجم المؤلفين 1/ 31.
[2] النهرواني: بفتح النون وسكون الهاء وفتح الراء المهملة والواو وفي آخرها نون أخرى. هذه النسبة إلى بلدة قديمة على أربعة فراسخ من الدجلة يقال لها النهروان. (الأنساب 12/ 174) .(38/191)
روى عَنْهُ: أبو الفَرَج بْن الْجَوْزِيّ، وابن الأخضر، وأبو نصر عُمَر بْن مُحَمَّد المقرئ.
وكان صدوقا، صحيح السّماع. وُلِدَ سنة إحدى وثمانين وأربعمائة [1] .
وسمع أيضا من أبي الخطّاب الكَلْوَذَانيّ. وتفقّه على صاحبه أبي سَعْد بْن حمزة، وقرأ عليه كثيرا.
وقال ابن الْجَوْزِيّ [2] : أعَدْتُ درسَه بمدرسة ابن الشَمحل، فَلَمّا تُوُفّي درّست بعده بها. وكان يُضرب به المَثَل فِي الحُلم والتّواضع. قرأت عليه القرآن والمذهب.
وقرأتُ بخطّه على ظهر جزءٍ له:
رَأَيْتُ ليلة الجمعة عاشر رجب سنة خمسٍ وأربعين فيما يرى النّائم، كأنّ شخصا فِي وسط داري، فقلت له: من أنت؟ قال: الخَضِر، وقال:
تأهّب لِلذي لا بُدّ منه ... من الموت الموكَّل بالعباد
ثُمَّ كأنّه علِم أنّني أريد أن أقول له: هَلْ ذلك عن قُرْبٍ، فقال: قد بقي من عُمرك اثنتا عشرة سنة تمام سِنِيّ أصحابك. وعُمري يومئذ خمسٌ وستّون [3] سنة.
قال ابن الجوزيّ [4] : فكنت أترقَّب صحَّة هذا، ولا أفاوضه، فمرض اثنين وعشرين، وتوفّي في ثالث عشر جمادى الآخرة سنة ستّ وخمسين.
__________
[1] في المنتظم 10/ 201 (18/ 149) : «ولد سنة ثمانين وأربعمائة» ، ومثله في مرآة الزمان 8/ 236.
[2] في المنتظم 10/ 201 (18/ 149، 150) .
[3] في المنتظم 10/ 201 (18/ 150) : «خمس وسبعون» ، والمثبت هو الصحيح لأنه ولد سنة 480 ورأى المنام سنة 545 هـ. فيكون عمره عندئذ 65 سنة.
[4] في المنتظم.(38/192)
قلت: إنّما يكون اثنتي عشرة سنة إذا حسبنا السَّنَة الّتي رَأَى فيها والّتي تُوُفّي فيها [1] .
197- إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عليّ.
أبو إسحاق الهَمَذانِيّ الخطيب.
وُلِدَ سنة خمسٍ وسبعين.
وسمع من: نصر بْن مُحَمَّد بْن زيرك المقرئ.
كتب عنه: السّمعانيّ.
__________
[1] وقال ابن القطيعي: سمعت ابن الجوزي يقول: كان الشيخ أبو حكيم تاليا للقرآن، يقوم الليل ويصوم النهار، ويعرف المذهب والمناظرة، وله الورع العظيم، وكان يكتب بيده فإذا خاط ثوبا فأعطي الأجرة مثلا قيراطا، أخذ منه حبّة ونصفا وردّ الباقي، وقال: خياطتي لا تساوي أكثر من هذا. ولا يقبل من أحد شيئا.
وقال ابن رجب: وقد صنّف أبو حكيم تصانيف في المذهب والفرائض، وصنّف شرحا للهداية، كتب منه تسع مجلّدات، ومات ولم يكمله.
وقال ابن القطيعي: أنشدني أحمد التاجر، أنشدني إبراهيم بن دينار الفقيه لنفسه:
يا دهر إن جارت صروفك واعتدت ... ورميتني في ضيقة وهوان
إني أكون عليك يوما ساخطا ... وقد استفدت معارف الإخوان
قال القطيعي: وقرأت في كتاب أبي حكيم النهرواني بخطه:
وإني لأذكر غور الكلام ... لئلّا أجاب بما أكره
أصم عن الكلم المحفظات ... وأحكم والحكم بي أشبه
إذا ما آثرت سفاه السفيه ... عليّ، فإنّي أنا الأسفه
فكم من فتى يعجب الناظرين ... له ألسن وله أوجه
ينام إذا حضر المكرمات ... وعند الدناءة يستنبه
قال: وقرأت في كتابه بخطّه:
عجبا وقد مررت بآثارك ... إني اهتديت نهج الطريق
أتراني أنسيت عهدك ... فيها؟ صدقوا، ما لميت من صديق
وقد امتدحه الصرصري في قصيدته اللامية، التي مدح فيها الإمام أحمد وأصحابه، فقال:
وبالحلم والتقوى وصفة الرضا ... أبو الحكيم غدا للفقه أكبر مجمل
(ذيل طبقات الحنابلة 1/ 239- 241) .(38/193)
- حرف الحاء-
198- حاتم بْن شافع بْن صالح.
أبو الفتح الجيليّ [1] . بوّاب دار الخلافة. أخو صالح بْن شافع.
روى عن: جَعْفَر بْن الحكَّاك، وأبي مَنْصُور الخيّاط.
وعنه: ابن الأخضر، وداود بْن مُعَمَّر، وغيرهما.
مات فجأة فِي ربيع الآخر سنة ستٍّ وخمسين، وله سبعون سنة.
199-[الْحُسَيْن] [2] بْن الْحُسَيْن.
الملك علاء الدِّين الغوريّ صاحب الغُور.
تُوُفّي بعد رجوعه من محاصرة مدينة غَزْنَة. وكان من أجْوَد الملوك سِيرةَ.
وكان قد كثُر فِي جبالهم الإسماعيليَّة، فأخرجهم من تلك الأرض، ونظّفها منهم، وراسل الملوك وهاداهم، واستَمال صاحب نَيْسابور المؤيِّد أي أَبَه وهادنه.
200- حمزة بْن عليّ بن طلحة [3] .
أبو الفتوح [4] البغداديّ.
__________
[1] الجيلي: بكسر الجيم وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها. هذه النسبة إلى بلاد متفرقة وراء طبرستان ويقال لها كيل وكيلان فعرّب ونسب إليها وقيل جيلي وجيلاني. (الأنساب 3/ 414) .
[2] بياض في الأصل. والمستدرك من: الكامل في التاريخ 11/ 271، والعبر 4/ 160، ومرآة الجنان 3/ 310، وشذرات الذهب 4/ 176، ومآثر الإنافة 2/ 49.
[3] انظر عن (حمزة بن علي) في: المنتظم 10/ 202 رقم 291 (18/ 150 رقم 4242) ، والكامل في التاريخ 11/ 280، 281، وتلخيص مجمع الآداب ج 5 رقم 340، ومرآة الزمان 8/ 236، 237، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 45 بالحاشية، وتاريخ ابن الدبيثي (مخطوطة باريس) ورقة 202، والمختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي 2/ 48، 49 رقم 633، والبداية والنهاية 12/ 245، والوافي بالوفيات 13/ 179، 180 رقم 207.
[4] في مرآة الزمان: أبو الفتح.(38/194)
روى عن: أبي القَاسِم بْن بيان.
وولي حَجَبَة الباب، ثُمَّ الخزانة. وكان قريبا من المسترشد، وولي المقتفي وهو على ذلك.
وبنى مدرسة إلى جانب داره، وحجَّ، وتزهَّد، وانقطع فِي بيته حَتَّى تُوُفّي [1] ، وكان محتَرمًا يزوره الأكابر والدّولة [2] .
- حرف السين-
201- سُلَيْمَان شاه بْن السّلطان محمد بن السّلطان ملك شاه [3] .
السّلطان السَّلْجُوقيّ.
كان فاسقا، مُدمْن الخمر، أَهْوج، أحمق.
__________
[1] قال ابن الجوزي، وابن الأثير: انقطع في بيته نحوا من عشرين سنة.
وعند ما عاد من الحج وتزهّد أنشده أبو الحسين ابن الخلّ الشاعر:
يا عضد الإسلام يا من سمت ... إلى العلى همّته الفاخرة
كانت لك الدنيا فلم ترضها ... ملكا فأخلدت إلى الآخرة
(المنتظم) و (الكامل) .
[2] قال ابن الدبيثي في تاريخه: «كان أحد الأماثل الأعيان وممن رزق الحظوة عند السلطان، وتخصّص بالقرب من خدمة الإمام المسترشد باللَّه- رضي الله عنه- فولّاه حجابته في أواخر سنة اثنتي عشرة. وفي صفر سنة أربع عشرة وخمسمائة جعله صاحب مخزنة ووكّله وكالة جامعة شرعية شهد عليه بها، ولم تزل حاله عنده عالية ومنزلته وافية مدّة خلافته وكذلك من بعده في أيام المقتفي لأمر الله- قدّس الله روحه- إلى أن حجّ واستعفى من الخدمة في سنة سبع أو ست وثلاثين وخمسمائة فأعفي ولزم بيته منقطعا إلى الاشتغال بالخير وأسبابه. وكان كثير الحج والمجاورة بمكة- شرّفها الله- وبنى مدرسة للفقهاء الشافعيين مجاورة لداره بباب العامة المحروس ووقف عليها ثلث أملاكه، ورتب فيها أبا الحسن محمد بن الخلّ مدرّسا.
وقد سمع الحديث من الإمام المسترشد باللَّه، ومن أبي القاسم علي بن أحمد بن بيان، وغيرهما. وحدّث عنهم» . (مخطوطة باريس، ورقة 202) .
[3] انظر عن (سليمان شاه) في: تاريخ دولة آل سلجوق 262، 273 و 267، 268، والكامل في التاريخ 11/ 266، 267، وزبدة التواريخ للحسيني 171 و 174 و 219 و 221 و 239 و 240 و 253- 258، والعبر 4/ 160، ومرآة الجنان 3/ 310، وشذرات الذهب 4/ 177، ومآثر الإنافة 2/ 39.(38/195)
قال ابن الأثير [1] : شرب الخمر فِي رمضان نهارا، وكان يجمع المَسَاخِر، ولا يلتفت إلى الأمراء، فأهمل العسكر أمْرَه، وصاروا لا يحضرون بابه. وكان قد ردّ الأمور إلى الخادم شرف الدِّين كُرْدباز [2] ، أحد مشايخ الخَدَم السَّلْجُوقيَّة، وكان الخادم يرجع إلى دين وعقل، فاتّفق أنّ سُلَيْمَان شرب يَوْمًا بظاهر هَمَذَان، فحضر عنده كُرْدَباز فكشف له بعضُهُم سَوْأتَهُ، فخرج مُغْضِبًا. ثُمَّ إنّه بعد أيّام عَمَد إلى مَسَاخِر سُلَيْمَان شاه فقتلهم، وقال:
إنّما أفعل هذا صيانة لمُلْكك. فوقعت الوَحْشَة.
ثُمَّ إنّ الخادم عمل دعوة حَضَرَها السّلطان، فقبض الخادم على السّلطان بمعونة الأمراء، وعلى وزيره محمود بْن عبد العزيز الحامديّ فِي شوّال سنة خمس وخمسين، وقتلوا الوزير، وجماعة من خاصَّة سُلَيْمَان شاه، وحبسه فِي قلعة، ثُمَّ بعث من خنقه فِي ربيع الآخر سنة ستٍّ. وقيل: بل سمّه.
وقد ذكرنا من أخباره فِي الحوادث.
- حرف الطاء-
202- طلائع بْن رزُيّك [3] .
__________
[1] في الكامل 11/ 266.
[2] في تاريخ دولة آل سلجوق 263 «كردبازو» ومثله في الكامل.
[3] انظر عن (طلائع بن رزّيك) في: أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 94- 97، والنكت العصرية 1/ 32 وما بعدها، والمنازل والديار لابن منقذ 1/ 154، والإعتبار، له 22، 23، 26، 43، وخريدة القصر (قسم مصر) 1/ 173- 185، والكامل في التاريخ 11/ 174، ونزهة المقلتين لابن الطوير 70- 72، 90، 122، وكتاب الروضتين 1/ 311، 316، ووفيات الأعيان 2/ 526- 530، وأخبار الدول المنقطعة 85، 108- 113، والمختصر في أخبار البشر 3/ 38، 39، وبدائع البداية 185، 249، 250، 260، 392، ومرآة الزمان 8/ 146، ونهاية الأرب 28/ 324- 328، والدرّ المطلوب (من كنز الدرر) 16، والعبر 4/ 160، ودول الإسلام 2/ 72، وسير أعلام النبلاء 20/ 397- 399 رقم 372، والمشتبه في الرجال 1/ 337، والإعلام بوفيات الأعلام 229، وعقود الجمان للزركشي (مخطوط) 1/ ورقة 141 ب، والوافي بالوفيات 16/ 503- 506 رقم 552، وتاريخ ابن الوردي 2/ 63، والمغرب في حلى المغرب 217- 223، والبداية والنهاية 12/ 243، 244، ومرآة(38/196)
الأرمنيّ، ثُمَّ الْمَصْرِيّ، الشّيعيّ، الرّافضيّ، أبو الغارات، وزير الدّيار المصريّة، الملقَّب بالملك الصّالح.
كان واليا على الصَّعيد، فَلَمّا قُتِلَ الظّاهر سيَّر أهل القصر إلى ابن رزُيّك واستصرخوا به، فحشد وأقبل وملك ديار مصر، كَمَا ذكرنا فِي ترجمة الفائز [1] ، واستقلّ بالأمور.
وكانت ولايته فِي سنة تسعٍ وأربعين. وكان أديبا، شاعرا، سَمْحًا، جوادا، محِبًّا لأهل الفضائل، وله دِيوان شِعْر صغير [2] .
ولمّا مات الفائز وبويع العاضد استمرّ ابن رُزّيك فِي وزارته، وتزوَّج العاضد بابنته. وكان العاضد من تحت قبضته، فاغترَ بطول السّلامة، وقطع أرزاق الخاصَّة، فتعاقدوا على قتله، ووافقهم العاضد، وقرَّر مع أولاد الراعي قتْله، وعيَّن لهم موضعا فِي القصر يكمنون فِيهِ، فإذا عبر أبو الغارات قتلوه، فخرج من القصر ليلة، فقاموا إليه، فأراد أحدهم أن يفتح الباب فأغلقه، وما علم لتأخير الأَجَل. ثُمَّ جلسوا له يَوْمًا آخر، ووثبوا عليه عند دخوله القصر نهارا وجرحوه عدَّة جراحات، ووقع الصَّوت، فدخل حَشَمُه، فقتلوا أولئك، ثُمَّ حملوه إلى داره جريحا، ومات ليومه فِي تاسع عشر رمضان، وخرجت الخِلَع لولده العادل رزّيك بالوزارة [3] .
__________
[ () ] الجنان 3/ 311، 312، والانتصار لواسطة عقد الأمصار لابن دقماق 1/ 56 و 2/ 45، والكواكب الدرّية 159، والجوهر الثمين 1/ 265، 266، وتبصير المنتبه 2/ 243، وتحفة الأحباب للسخاوي 74، والنجوم الزاهرة 5/ 345، 359، 360، وحسن المحاضرة 2/ 205- 215، واتعاظ الحنفا 3/ 246، والمواعظ والاعتبار 2/ 293، وتاريخ ابن سباط 1/ 112، وشذرات الذهب 4/ 177، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 231، ومعجم الأنساب والأسرات، الحاكمة 150، وأخبار الدول 2/ 248، 249، وأعيان الشيعة 36/ 328- 335، والأعلام 32/ 329، 330، ومعجم المؤلفين 5/ 41 و «رزّيك» : بضم الراء وتشديد الزاي المكسورة وسكون الياء المثنّاة من تحتها وبعدها كاف.
[1] انظر الترجمة رقم (168) من هذا الجزء.
[2] وقال ابن خلّكان: وقفت على ديوان شعره وهو في جزأين.
[3] وفيات الأعيان 2/ 528.(38/197)
ورثاه عُمَارة اليمنيّ بعدَّة قصائد [1] .
ومن شِعْر أبي الغارات:
ومُهَفْهَفٍ ثملِ القوامِ سَرَتْ إلى ... أعطافه النّشواتُ [2] من عَيْنيهِ
ماضي اللّحاظِ كأنَّما سَلَّتْ يدي ... سيفا [3] غداةَ الروع من جَفْنَيهِ
قد قلتُ إذ خطّ [4] العِذارُ بمسكةٍ [5] ... فِي خدّه [6] إلْفَيْهِ لا لامَيْهِ
ما الشَعْر دَبّ [7] بعارِضَيْهِ، وإنّما ... أصْداغُهُ تَقَبّضتْ [8] على خَدَّيهِ
النّاسُ طَوْعُ يدي وَأمري نافِذٌ ... فيهمْ وقلبي الآنَ طَوْعُ يَدَيهِ
فاعْجَبْ لسلطان يعمُّ بعدْلِهِ ... ويجُورُ سلطانُ الغرامِ عليهِ [9]
وله أشعار كثيرة فِي أهل البيت تدلّ على تشيّعه، وسوء مذهبه [10] ، حَتَّى قال الشّريف الجوانيّ: كان فِي نصر المذهب كالسّكَّة المُحْمَاة، لا يفرى فرِيَّة، ولا يُبارَى عَبْقَريَّة، وكان يجمع العلماء من الطّوائف، ويناظرهم على الإمامة.
قلت: وكان يرى القَدَر، وصنَّف كتابا سمّاه: «الاعتماد فِي الرّدّ على أهل العناد» يقرّر فِيه قواعد الرّفْض، وتعظيم بني عبيد [11] .
__________
[1] انظر كتابه «النكت العصرية في أخبار الوزارة المصرية» .
[2] في المغرب: «الفترات» .
[3] في ديوان ابن رزّيك، وخريدة القصر: «سيفي» ، والمثبت يتفق مع: المغرب في حلى المغرب.
[4] في المغرب: «إذ كتب» .
[5] في المغرب: «بخدّه» .
[6] في المغرب: «في ورده» .
[7] في المغرب: «لاح» .
[8] في الديوان، والخريدة: «نفضت» .
[9] ديوان ابن رزّيك 74، خريدة القصر (شعراء مصر) 1/ 177، وفيات الأعيان 2/ 526، 527، والمغرب في حلى المغرب 219، 220.
[10] المغرب: 222.
[11] زاد المؤلّف- رحمه الله- في (سير أعلام النبلاء 20/ 399) : «ولقد قال لعليّ بن الزّبد لما ضجّت الغوغاء يوم خلافة العاضد وهو حدث: يا عليّ، ترى هؤلاء القوّادين دعاة الإسماعيلية يقولون: ما يموت الإمام حتى ينصّها في آخر، وما علموا أني من ساعة كنت أستعرض لهم خليفة كما أستعرض الغنم!» .(38/198)
وقال عُمارة [1] : دخلت عليه قبل قتله بثلاثة أيّام، فناولني قِرطاسًا [2] فِيهِ بيتان من شِعره، وهما:
نَحْنُ فِي غفلةٍ ونومٍ، وللموتِ ... عيون يَقْظانة لا تنامُ
قد دخلنا إلى الحمّامْ سِنينًا [3] ... ليت شِعْري مَتَى يكون الحِمَامُ؟ [4]
وقد كان أبو مُحَمَّد بْن الدّهان النّحْويّ نزيل الموصل شرح بيتا من شعر ابن رزّيك وهو هذا:
تجنَّب سمعي ما تقولُ العَوَاذلُ ... وأصبح لي شُغلٌ، من الغُرّ شاغلُ
فبَلَغه ذلك، فبعث إليه هديَّة سنيَّة.
ولمّا قُتِلَ رثاه عُمارة اليمنيّ، فأبلغ وأجاد حيث يقول:
خزَتْ رُبُوعُ [5] المكْرَمات لراحلٍ ... عُمِرتْ به الأَجْدَاثُ وهي قِفارُ
شَخَصَ الأَنَامُ إليه تحت جنازةٍ ... خُفِضَتْ بِرِفْعة قِدْرِها الأقدارُ
وكأنّه [6] تابوت مُوسَى أُودِعَتْ ... فِي جانبَيْه سَكِينَةٌ وَوَقارُ
وتغايَرَ الحَرَمانِ والهَرَمانِ [7] فِي ... تابوته وعلى الكريم يُغارُ [8]
أنبأني أَحْمَد بْن سلامة، عن علي بْن نجا الواعظ قال: قرأت على الملك الصّالح طلائع لنفسه:
قولوا لمغرورٍ بطُول العُمرٍ: ... ويْحَك، ما عرفت صرف الدّهر
__________
[1] في النكت العصرية 48، 49.
[2] في الأصل: «قرطاس» .
[3] في مرآة الزمان: «قد دخلنا الحمّام عاما ودهرا» .
[4] النكت العصرية 49.
[5] في الأصل: «الربوع» .
[6] في النكت: «وكأنها» .
[7] في النكت: «للهرمان والحرمان» .
[8] النكت العصرية 63، 64.(38/199)
نَحْنُ قُعُودٌ والزّمانُ يجري ... والموتُ يغدو نحونا ويسري
يطرق فِي غَسَق وفجرٍ ... وبعده أهوالُ يوم الحشرِ
طُوبَى لِمَنْ جانب طُرُق الشرّ ... ومَرَّ جذْلانَ خفيفَ الظَّهرِ
يمضي ويبقى منه حُسْنُ الذِّكْرِ
- حرف العين-
203- عبد الحميد بْن إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَد [1] .
أبو الفَرَج المُوسِيَاباذيّ [2] ، الهَمَذانِيّ، الصُّوفيّ.
سمع: عَبْدُوس بْن عَبْد اللَّه، والفضل بْن أَحْمَد الزَّجّاجيّ.
مات فِي رمضان عن اثنتين وثمانين سنة.
أخذ عَنْهُ السَّمْعانيّ.
204-[عبد العزيز] [3] بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن مُحَمَّد.
أبو مُحَمَّد البَغَوَيّ [4] الخطيب، من أَهل بَغْشُور [5] .
شيخ صالح، ورع، تقيّ، قانتٌ للَّه. وُلّي خطابة بغشور مدَّةَ، وكان النّاس يتبرَّكون به.
__________
[1] انظر عن (عبد الحميد بن إسماعيل) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.
[2] الموسياباذي: بضم الميم، وكسر السين المهملة، وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفتح الباء المنقوطة بواحدة بين الألفين، وفي آخرها الذال المعجمة. هذه النسبة إلى موسياباذ وهي إحدى قرى همذان، (الأنساب 11/ 520) وضبطت في (معجم البلدان 5/ 222) بفتح السين المهملة.
[3] في الأصل بياض.
[4] البغويّ: بالتحريك. نسبة إلى بغ، وهي على غير قياس. ويقال لها بغشور. (معجم البلدان 1/ 468) وهي بلدة من بلاد خراسان بين مرو وهراة. (الأنساب 2/ 254) وفي (المشتبه 1/ 85) للمؤلّف- رحمه الله-: «البغوي من بغشور: بين هراة وسرخس» .
وتعقبه ابن ناصر الدين الدمشقيّ فقال: هي قصبتان بغ وبغشور. (توضيح المشتبه 1/ 566) فخالفه وخالف ابن السمعاني وياقوت.
[5] بغشور: بضم الشين المعجمة، وسكون الواو، وراء. بليدة بين هراة ومروالروذ. ويقال لها: بغ، أيضا. (معجم البلدان 1/ 467) .(38/200)
سمع من: القاضي أبي سَعِيد بْن أبي صالح البَغَوَيّ، الدّبّاس.
روى عَنْهُ: عَبْد الرحيم بْن السّمعانيّ وقال: وُلِدَ سنة إحدى وثمانين وأربعمائة.
وتُوُفيّ بِهَرَاة فِي ربيع الأوّل.
205- عَبْد الكريم بن أبي الفتح عبيد الله [1] بن الإمام أبي القَاسِم القُشَيْريّ [2] .
أبو المعالي الواعظ.
سمع: أَبَاهُ، والفضل بْن أَحْمَد الْجُرْجانيّ.
لقيه السّمعانيّ بأسفرايين، وقال: كان بنَيْسَابور ويقع فِي الرّوافض، فقتلوه فِي أحد الْجُمَادَيْن سنة ستٍّ هذه.
206- عَبْد الملك بْن عَبْد السّلام بْن عَبْد الملك بْن الصَّدْر [3] .
التَّيْميّ [4] ، البغداديّ [5] .
سمع: الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد السّرّاج.
وحدَّث وتُوُفيّ فِي رمضان، وهو مُقِلّ.
سمع منه: أَحْمَد بْن طارق الكَرْكيّ [6] .
__________
[1] ذكر ابن السمعاني أباه «أبا الفتح عبيد الله» في ترجمة جدّه الإمام أبي القاسم عبد الكريم.
في (الأنساب 10/ 156) .
[2] القشيريّ: بضم القاف، وفتح الشين المعجمة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى بني قشير. (الأنساب 10/ 152، 153) .
[3] انظر عن (عبد الملك بن عبد السلام) في: المختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي 3/ 30 رقم 792، والتاريخ المجدّد لمدينة السلام لابن النجار (مخطوطة المجمع العلمي العراقي المصوّرة) ورقة 15 أ، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار 1/ 104- 106 رقم 31.
[4] كنيته: أبو محمد.
[5] في التاريخ المجدّد: ويعرف بابن الأبيض أيضا من ساكني دار القزّ.
[6] وسمع منه: عمر القرشي.(38/201)
207- عبد ال [وهّاب] [1] بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْن [2] .
أبو الفتح بْن الصّابونيّ، المالكيّ [3] ، المقرئ، الخفّاف.
وهو من قرية المالكيَّة الّتي على الفُرات [4] .
وُلِدَ سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة [5] .
وسمع من: أبي عَبْد اللَّه النَّعَاليّ، ونصر بْن البِطِر، وأبا طاهر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن قيداس، وثابت بْن بُنْدَار، والمبارك بْن الطُّيُوريّ، وخلْقًا كثيرا.
وسمع ونسخ، وحصّل الأصول، وروى الكثير. وقرأ القراءات على أبي بَكْر بْن بدران الحلْوانيّ، وأبي العزّ القَلانِسِيّ.
وأقرأ النّاس، وكان قيّما بالرّوايات ومعرفتها، ثَبْتًا، صالحا، حَسَن الطّريقة.
روى عَنْهُ: عبد العزيز بْن الأخضر، وسِبْطه عُمَر بْن كَرَم.
قال ابن السَّمْعانيّ: هُوَ شيخ صَدُوق، قيِّم بكتاب اللَّه، يأكل من كدّ يده كتبتُ عَنْهُ [6] .
وقال عُمَر بْن عليّ الْقُرَشِيّ: تُوُفّي فِي صَفَر.
قلت: وله أربعون حديثا. رواها عَنْهُ عُمَر بن كرم [7] .
__________
[1] في الأصل بياض، والمستدرك من مصادر الترجمة.
[2] انظر عن (عبد الوهاب بن محمد) في: الأنساب 11/ 96، ومعجم البلدان 5/ 43، 44، واللباب 3/ 152، ومعرفة القراء الكبار 2/ 523، 26 رقم 466، والعبر 4/ 160، 161، والمعين في طبقات المحدّثين 167 رقم 1792، وسير أعلام النبلاء 20/ 354، 355 رقم 244، ومرآة الجنان 3/ 312، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار 1/ 386- 388 رقم 229، وغاية النهاية 1/ 481 رقم 2002، والنجوم الزاهرة 5/ 361، وشذرات الذهب 4/ 177.
[3] وهو حنبليّ المذهب.
[4] وقال ابن النجار: من سكان الجعفرية.
[5] وقيل: سنة 481 هـ. (ذيل تاريخ بغداد 1/ 388) .
[6] وقال ابن السمعاني: سمعت منه أجزاء في دكّانه بدرب الدّواب. (الأنساب) .
[7] وقال ابن النجار: وله دكان يبيع فيه خفاف النساء. (معرفة القراء 2/ 524) .(38/202)
208- عَبْد المنعم بن أبي سهل مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن سعدوَيْه.
أبو مُحَمَّد الأصبهانيّ.
روى عن: أبي الخير بْن رَرَا [1] .
روى عَنْهُ: محمود بْن مَنْدَهْ أبو ألوفا.
تُوُفّي فِي الثّالث والعشرين من شعبان.
209- عدنان بْن مُحَمَّد بْن عدنان [2] .
أبو هاشم الزَّيْنَبيّ.
سمع من: أبي القَاسِم الرَّبَعيّ، وأبي سعد بن خشيش.
روى عنه: ابن السّمعانيّ، وعبد العزيز بن الأخضر [3] .
210- عليّ بن محمد بن طاهر بن عليّ [4] .
أبو تراب التّميميّ، الكرمينيّ [5] ، أحد الأئمّة الكبار.
قال ابن السّمعانيّ: أديب عديم النّظير، حافظ، لأصول اللّغة. لا نعرف فِي زماننا له نظيرا. ومع هذا الفضل كان ورِعًا، عفيفا، كثير التّلاوة والتَّهَجُّد، مُتَدَيّنًا، مُتْقِنًا لِما ينقله.
سمع من: القاضي أبي بَكْر محمود بْن مَسْعُود، وغيره.
لقيتُهُ ببُخارى، ومات بكرمينية فِي صَفَر.
قلت: وروى عنه: ابنه عبد الرحيم بن السّمعانيّ.
__________
[1] براءين مفتوحتين.
[2] انظر عن (عدنان بن محمد) في: ذيل تاريخ بغداد لابن النجار 2/ 247، 248 رقم 475.
[3] وكان مولده ليلة الثلاثاء ثالث عشري ذي الحجة سنة ست وتسعين وأربعمائة. (الذيل 2/ 248) .
[4] انظر عن (علي بن محمد) في: الأنساب 10/ 405، 406 و 407.
[5] الكرميني: بفتح الكاف وسكون الراء وكسر الميم والياء المنقوطة باثنتين من تحتها والنون في آخرها. هذه النسبة إلى كرمينية، وهي إحدى بلاد ما وراء النهر على ثمانية عشر فرسخا من بخارى.(38/203)
211- العلاء بْن علي بْن مُحَمَّد بْن علي [1] .
أبو الفَرَج بْن السّواديّ [2] ، الواسطيّ، الكاتب، الشّاعر المشهور، من بيت تقدُّم وحشمة.
وقد كان أبو الفضل هبة اللَّه بْن الفضل القطّان هجا قاضي القُضاة أَبَا القَاسِم الزَّيْنَبيّ بقصيدته الّتي أوَّلها:
يا أخي الشّرط أَمْلَكُ ... لستُ للثَّلْبِ [3] أترُكُ
وهي زيادة على مائة بيت مشهورة.
فأحضر الزّينبيّ أَبَا الفضل وصفعه، وحبسه مدَّة. ثُمَّ بعد ذلك مدح أبو الفَرَج هذا قاضي القُضاة الزَّيْنَبيّ لمّا قدِم من واسط، فتأخرَّت عَنْهُ جائزته، وتردّد مرّات، فما أجْدَى، فاجتمع بابن القطّان وشرح له حاله، ثُمَّ كتب إلى صديق لقاضي القضاة الزّينبيّ:
يا أَبَا الفتح الهجاء [4] إذا ... جاش صدرٌ منه متسعُ
وقوافي الشَّعْر دانيةٌ [5] ... ولها الشَيطانُ متَّبعُ
فاحْذَرُوا كافاتِ منحدَرٍ ... ما لكم فِي صَنْعه طمعُ [6]
واتّصلت الأبيات بالزَّيْنَبيّ، فأجاز ابن السّواديّ وأرضاه.
ولد سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة بواسط، والسّواديّ نسبة إلى سواد العراق.
__________
[1] انظر عن (العلاء بن علي) في: وفيات الأعيان 3/ 481، 482 رقم 510.
[2] السّوادي: بفتح السين المهملة والواو، وبعد الألف دال مهملة، هذه النسبة إلى سواد العراق، وإنما قيل له السواد لأنّ العرب لما رأت خضرة الأشجار قالت: ما هذا السواد؟
فبقي الاسم عليه.
[3] في الأصل: «للترك» والتصحيح من: وفيات الأعيان 3/ 482.
[4] في الأصل: «أهجا» .
[5] في وفيات الأعيان: «واثبة» .
[6] وفيات الأعيان 3/ 482.(38/204)
ومن شِعْره:
أشكو إليك ومن صُدُودك أشتكي ... وأظنّ من شَغَفي بأنّك منصفي
وأصدّ عنك مخافة من إن يُرى ... منك الصدود فيشتفي من يشتفي [1]
212- عُمَر بْن أَحْمَد بْن أبي الْحَسَن [2] .
الإمام أبو مُحَمَّد الفَرْغَانيّ [3] ، المَرغِينَانيّ [4] . نزيل سَمَرْقَنْد.
فقيه، إمامٌ، ورعٌ، متواضع.
سمع ببلْخ من: أبي جَعْفَر مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السَّمِنْجَانيّ [5] ، وإسماعيل بْن أَحْمَد البَيْهَقِيّ، ومحمد بْن أبي القصر السَّجْزِيّ.
روى عَنْهُ: عَبْد الرحيم بْن أبي سَعْد السَّمْعانيّ.
وتُوُفيّ رحمه اللَّه فِي المُحَرَّم سنة ستٍّ [6] وله سبعون سنة.
213- عُمَر بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الملك [7] بْن بَنْكي [8] .
__________
[1] الوفيات 3/ 481.
[2] انظر عن (عمر بن أحمد) في: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 285.
[3] الفرغاني: بفتح الفاء وسكون الراء وفتح الغين المعجمة وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى موضعين: أحدهما فرغانة وهي ولاية وراء الشاش من بلاد المشرق وراء نهر جيحون وسيحون. (الأنساب 9/ 274، 275) .
[4] المرغيناني: بفتح الميم، وسكون الراء، وكسر الغين، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفتح النون، وفي آخرها نون أخرى. هذه النسبة إلى مرغينان، وهي بلدة من بلاد فرغانة. (الأنساب 11/ 248) .
[5] السّمنجاني: بكسر السين والميم، وسكون النون، والجيم. نسبة إلى سمنجان، بليدة من طخارستان وراء بلخ، وهي بين بلخ وبغلان. (الأنساب 7/ 150) .
[6] في الأصل: «اد» .
[7] انظر عن (عمر بن محمد) في: الأنساب 9/ 266، والتحبير 1/ 533- 535 رقم 520، ومعجم البلدان 1/ 524 و 4/ 247، واللباب 2/ 419، 420.
[8] بنكي: بفتح الباء الموحّدة، وسكون النون، وكاف وياء. وزاد في (التحبير 1/ 533) : «بن مذكور» .(38/205)
أبو حفْص الفَرْخُوزْدِيزِجيّ [1] ، النَّسَفيَ [2] ، نزيل بُخَارَى.
شيخ صالح، عالم، متميّز.
سمع: أَبَا بَكْر البَلَدي [3] .
روى عَنْهُ: عَبْد الرحيم بْن السَّمْعانيّ.
وعاش خمسا وستين سنة [4] .
__________
[1] في الأصل: «الفرخودويزجي» ، والتصويب من مصادر الترجمة.
و «الفرخوزديزجيّ» : بالفاء المفتوحة، وسكون الراء، وضم الخاء المعجمة، وسكون الواو، والزّاي، وكسر الدال المهملة، وياء منقوطة من تحتها باثنتين، وفتح الزاي، وكسر الجيم. نسبة إلى: فرخوزديزه. وهي قرية من قرى نسف على بعد فرسخين منها من العوالي. (انظر: الأنساب) وفي (معجم البلدان) : على بعد فرسخ.
[2] زاد في معجم البلدان 1/ 524، والتحبير 1/ 534: «البيراني» (بالراء المهملة) من أهل بيران قرية عند فرخوزديزه على فرسخ من نسف.
أقول: وردت في المطبوع من (التحبير» : «فرخورديزه» بالراء بدل الزاي.
وقد علّقت الأستاذة منيرة ناجي سالم في تحقيقها للتحبير 1/ 534 بالحاشية رقم (695) أن في (الأنساب 2/ 365، 366) و (اللباب 1/ 197) : «البيزاني: بكسر الباء وسكون الياء، نسبة إلى بيزان وهو جدّ أبي علي محمد بن همام بن سهل بن بيزان الكاتب. وأرى أنها تصحيف البيراني» .
ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : لا أظنّ أن لأبي علي محمد بن همام بن سهل بن بيزان الكاتب علاقة بصاحب الترجمة «عمر بن محمد» ، ولهذا أرى أن «البيزاني» ليست تصحيفا ل «البيراني» . وعلى المتأمّل أن يراجع المصادر المذكورة للتحقّق.
[3] قال ابن السمعاني: «سمعه بنسف مع أخيه الأكبر أحمد، ثم سمع مع أخيه عثمان الأصغر، وسمع الثلث من «الجامع الصحيح» للبجيري، وكذلك سمع «أخبار مكة» لأبي الوليد الأزرقي. سمعت منه» . (التحبير 1/ 534) وقال في (الأنساب 9/ 266) :
«.. وكتاب أخبار مكة للأزرقي إلا جزءين من أوله بروايته عن أبي بكر البلدي، ولم يسمع منه أحد الحديث قبلي» .
وقد وقع في المطبوع: «البخاري» بدل: «البجيري» وهو غلط فليصحّح، إذ ليس للبخاريّ كتاب باسم «الجامع الصحيح» . و «البجيري» هو: أبو حفص عمر بن محمد بن بجير الخشوفغني. ولد سنة 223 ومات سنة 310 هـ.
[4] مولده تقديرا سنة 491 هـ.(38/206)
- حرف القاف-
214- قاسم بْن هاشم بْن فُلَيْتَة بن قاسم بن أبي هاشم [1] .
العلوي، الحسني، صاحب مكَّة.
كان ظالما جبّارا، صادر المجاورين وأهل مكَّة، وهرب من عسكر الخليفة، فَلَمّا وصل أمير الحاجّ أُرْغُش رتَّب مكانه عمّه عِيسَى، فبقي كذلك إلى رمضان من السَّنَة المقبلة، فجمع قاسم العرب، وقصد عمَّه، فهرب منه، فأقام بمكَّة أيّاما ولم يكن له مالٌ يوصله إلى العرب. ثُمَّ إنّه قتل قائدا كان معه، فتغيَّرت نيّات أصحابه وكاتبوا عسكرَ عِيسَى فقدِم. وهرب قاسم، فصعِد جبل أبي قُبَيْس، فسقط عن فَرَسه، فأخذه أصحاب عِيسَى فقتلوه. فتألّم لقتله عمُّه وغسَّله، ودفنه عند أَبِيهِ فُلَيْتَة [2] .
واستقرّ الأمر لعيسى.
ينبغي أن يُحَوَّل إلى سنة سبْعٍ.
- حرف الميم-
215-[مُحَمَّد] [3] بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد.
القاضي أبو طاهر بن الكرخيّ [4] ، قاضي باب الأزج [5] .
__________
[1] انظر عن (قاسم بن هاشم) في: النكت العصرية 32، والكامل في التاريخ 11/ 113 و 279، والمختصر في أخبار البشر 3/ 39، ووفيات الأعيان 3/ 432، وتاريخ ابن الوردي 2/ 63، 64، وشفاء الغرام (بتحقيقنا) 2/ 313، ومآثر الإنافة 2/ 47، 48.
[2] وقال قاضي مكة: ووجدت بخط بعض المكّيّين ما يقتضي أنه قتل سنة ست وخمسين. (شفاء الغرام 2/ 313) .
[3] في الأصل بياض. والمستدرك من: المنتظم 10/ 202 رقم 292 (18/ 151 رقم 4243) ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 64.
[4] في طبقات السبكي: «الكرجي» بالجيم.
[5] باب الأزج: محلّة مشهورة ببغداد.(38/207)
ولي قضاء واسط أيضا، وطالت أيّامه فِي القضاء [1] ، وهو الَّذِي حكم بفسْخ خلافة الراشد.
تُوُفّي فِي ربيع الأوّل [2] .
سمع من النَّعَاليّ، والحسين بْن البُسْريّ.
وعنه: ابن الأخضر.
216-[مُحَمَّد] [3] بْن أَحْمَد بْن صَدَقة.
الوزير جلال الدِّين أبو الرِّضا.
وَزَرَ للراشد باللَّه، وكان هُوَ المدبّر لأموره. وكان الراشد مهيبا، جبّارا، ذا سطْوةٍ، فخاف منه ابن صدَقَة، فصار إلى متولّي المَوْصِل الأتابَك زنكي، ثُمَّ صلُح أمرُه عند الراشد، فعاد إلى بغداد، فَلَمّا خرج الراشد من بغداد سنة ثلاثين تأخّر الوزير ابن صَدَقة عَنْهُ، فَلَمّا خُلِع الراشد وبويع المقتفي استخدم ابن صَدَقة فِي غير الوزارة.
وكان يرجع إلى خيرٍ ودين وحدَّث عن أبي الْحُسَيْن بْن العلّاف.
سمع منه: أَحْمَد بْن شافع، وعمر بْن عليّ الْقُرَشِيّ.
وُلِدَ سنة ثمان وتسعين وأربعمائة.
وتُوُفيّ فِي شعبان ببغداد.
وروى عَنْهُ: أَحْمَد بن طارق الكركيّ [4] .
__________
[1] قال ابن الجوزي: ولي قضاء باب الأزج، وقضاء واسط، وقضاء الحريم، وقد ولي في زمن خمسة خلفاء: المستظهر، والمسترشد، والراشد، والمقتفي، والمستنجد.
[2] وهو يعرف بشرف القضاة. قال ابن السمعاني: شافعيّ المذهب وهو أحد نواب قاضي القضاة الزينبي ببغداد، مرضيّ الطريقة في القضاء والأحكام وحسن المعاشرة، مليح المجالسة ... سَأَلْتُهُ عن مولده فقال: فِي سنة خمسٍ وسبعين وأربعمائة.
(طبقات السبكي) .
[3] في الأصل بياض، والمستدرك من: العبر 4/ 161، وشذرات الذهب 4/ 177.
[4] الكركي: بفتح الكاف وسكون الراء المهملة، نسبة إلى قرية الكرك في أصل جبل-(38/208)
217-[محمد] [1] ابن المقرئ أبي طاهر أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه بْن سِوار.
أبو الفتوح البغداديّ، الوكيل [2] .
سمع: أَبَاهُ، وطِرادًا، وأبا الفضل عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الدّقّاق، وجماعة.
وعنه: ثابت بْن مشرِّف، وغيره.
وكان عسِرًا فِي التَّحديث.
ومات فِي جُمَادَى الآخرة.
218- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الكريم بْن مُحَمَّد [3] .
أبو مُحَمَّد بْن المادح [4] التّميميّ، البغداديّ.
شيخ مُعَمَّر عالي الرّواية. كان يروي السِّتة أجزاء ونحوها.
سمع: أَبَا نصر الزَّيْنبيّ، وأبا الغنائم بْن أبي عثمان، وأبا الحسن الأنباريّ، وابن البطر.
__________
[ () ] لبنان، وليس هو من قلعة الكرك، بفتح الراء، التي بالأردن. (انظر: معجم البلدان 4/ 452) .
وهو: أحمد بن طارق بن سنان بن محمد، أبو الرضا القرشي العلويّ الكركي، وكان رافضيّا. ولد ببغداد سنة 527 ومات سنة 592 هـ.
انظر ترجمته في كتابنا: موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 ج 1/ 303- 305 رقم 143 وفيه ذكرت مصادر الترجمة.
[1] في الأصل بياض، والمستدرك من سياق التراجم.
[2] الوكيل: اسم لمن يتوكّل لأحد على باب دار القاضي أو يكون كذاخدي واحد من المعروفين في قضاء حوائجه ومهمّاته. (الأنساب 12/ 285) .
و «كذاخدي» : تركية. يقال: كتخدا، أي وكيل أعمال.
[3] انظر عن (محمد بن أحمد بن عبد الكريم) في: العبر 4/ 161، وسير أعلام النبلاء 20/ 391 رقم 265، والمعين في طبقات المحدّثين 167 رقم 1793 وفيه «محمد بن عبد الكريم» ، والإعلام بوفيات الأعلام 229، والنجوم الزاهرة 5/ 361، وشذرات الذهب 4/ 178.
[4] تحرّف في شذرات الذهب إلى «ابن المارح» بالراء.(38/209)
روى عَنْهُ: إِبْرَاهِيم بْن محمود الشّعّار، وأحمد بْن طارق، وعمر بْن مُحَمَّد الدِّيَنَوَريّ، وأحمد بْن يحيى بْن هبة اللَّه، وعبد الحقّ بْن مُحَمَّد بْن المقرون، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن الغزّال، ونصر بْن أبي الفَرَج بْن الحُصْريّ، وعليّ بْن بُورنْداز [1] ، وثابت بْن مشرِّف، وعبد اللّطيف بْن عَبْد الوهّاب بْن مُحَمَّد الطَّبَريّ، وأبو الْحَسَن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أبي حرب النَّرْسيّ، وطائفة سواهم.
وتُوُفيّ فِي ذي القعدة، وكان [أَبُوهُ] [2] ينوح على الصَّحابة بالقصائد، ويمدحهم فِي المواسم بصوتٍ طيّب مُلَحَّن.
219- مُحَمَّد بْن عليّ بْن إِبْرَاهِيم بْن زِبْرِج [3] .
أبو مَنْصُور البغداديّ، النَّحْويّ، المعروف بالعتَّابيّ [4] ، صاحب الخطّ المنسوب.
أَخَذَ العربيَّة عن: أَبِي السّعادات بْن الشَّجريّ، وأبي مَنْصُور بْن الجواليقيّ.
وسمع من: قاضي المرستان.
__________
[1] في الأصل: «بورندار» براءين مهملتين. والتحرير من (سير أعلام النبلاء 20/ 391) ولم أقف على هذا الاسم في المصادر التي تحت يدي.
[2] إضافة على الأصل اعتمادا على السير 20/ 391.
[3] انظر عن (محمد بن علي بن إبراهيم) في: معجم الأدباء 8/ 251 رقم 57، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي 2/ 113، 114 رقم 336، والمختصر المحتاج إليه لابن الدبيثي 1/ 88 وإنباه الرواة 3/ 188 رقم 687، ووفيات الأعيان 4/ 389 رقم 658، والوافي بالوفيات 4/ 152 رقم 1681، وبغية الوعاة 1/ 173 رقم 291 و «زبرج» بالزاي المكسورة، وسكون الباء الموحّدة، والراء المكسورة، وآخره جيم.
[4] العتّابيّ: بفتح العين المهملة وتشديد التاء المثنّاة من فوقها وبعد الألف باء موحّدة.
هذه النسبة إلى العتّابين، وهي إحدى محالّ بغداد في الجانب الغربيّ منها، وكان أبو منصور المذكور قد تركها وسكن في الجانب الشرقي. (وفيات الأعيان 4/ 389) .(38/210)
وكان من كبار النُّحاة، وخطُّه يتنافس فِيهِ الفُضَلاء [1] .
تُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى، وقد جاوز السّبعين [2] رحمه اللَّه تعالى.
220- مُحَمَّد بْن عُمَر بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد [3] .
أبو عَبْد اللَّه الشّاشيّ [4] ، فقيه، عابد، خيّر.
تفقَّه بمَرْو علي مُحيي السُّنَّة البَغَوَيّ، وحدَّث عَنْهُ «بالأربعين الصُّغرى» له.
رواها عَنْهُ عَبْد الرحيم بْن السَّمْعانيّ.
وتُوُفيّ فِي شعبان، وله بِضْعٌ وسبعون سنة.
221- مُحَمَّد بْن محفوظ بْن مَسْعُود بْن الْحَسَن بْن القَاسِم بْن الفضل.
الثّقفيّ، الأصبهانيّ، أبو طَالِب الرئيس.
تُوُفّي فِي ذي القعدة. قاله عَبْد الرحيم الحاجّيّ.
222- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عبد الرحمن بن يعيش [5] .
__________
[1] قال ابن خلّكان: وكتب الكثير، وكل كتاب يوجد بخطّه فهو مرغوب فيه.
وقال ياقوت: كان إماما في النحو والعلوم العربية، وتصدّر للقرّاء، وكتب الخطّ المليح مع الصحّة والضبط، وكان بينه وبين أبي محمد بن الخشّاب البغدادي النحويّ منافرات ومناظرات. (معجم الأدباء 18/ 251) .
زاد الصفدي: كان يقول ابن الخشّاب: الناس يتعجّبون إذا رأوا حمارا عتّابيا فكيف لا أتعجّب إذا رأيت عتّابيا حمارا؟ ويقول: عندي ثلاث نسخ ب «الإيضاح» ، و «التكملة» ، لا تطيب نفسي أن أفرّط في واحدة. منهنّ واحدة بخطّي، وأخرى بخطّ شيخي ابن الجواليقيّ، وأخرى بخطّ العتّابيّ، كلّما نظرت فيها ضحكت عليه.
(الوافي بالوفيات 4/ 152) .
[2] وكان مولده سنة 484 هـ.
[3] انظر عن (محمد بن عمر) في: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 92.
[4] الشاشي: بالألف الساكنة بين الشينين المعجمتين. هذه النسبة إلى مدينة وراء نهر سيحون يقال لها: الشاش، وهي من ثغور الترك.
[5] انظر عن (محمد بن محمد اللخمي) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.(38/211)
أبو عَبْد اللَّه اللَّخْميّ، البَلَنْسِيّ، نزيل شاطِبَة.
روى عن: أبي علي بن سكرة، وأبي محمد بن خيرون.
وحجّ سنة ستّ وخمسمائة، وأقام بمصر مدَّة.
وسمع: أَبَا بَكْر عَبْد اللَّه بْن طَلْحَةَ بْن الفابريّ، وأبا الْحَسَن بْن الفرّاء، وأبا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد الرّازيّ، وأبا بَكْر الطُّرْطُوشيّ، ورافع بْن دغش.
قال أبو عَبْد اللَّه الأَبَّار: كان ثقة ولم يكن له كبيرُ معرفة.
حَدَّثَ عَنْهُ صهْرُه أبو عَبْد اللَّه بْن الخبّاز، وأبو عُمَر بْن عبّاد.
وكان مولده سنة 480.
223- مُحَمَّد بْن المؤيِّد بْن عَبْد المنعم بْن رَوْج.
الأصبهانيّ، أبو عَبْد اللَّه.
تُوُفّي فِي آخر السّنة.
224- محمود بْن مُحَمَّد [1] .
الخاقان التُّركيّ، صاحب ما وراء النّهر، وابن أخت السّلطان سنجر السّلجوقيّ.
قد ذكرنا من أخباره في الحوادث، وأنّه ولي ملك خراسان من تحت يد الغزّ، لا بارك اللَّه فيهم، فَلَمّا كان فِي وسط سنة ستٍّ هذه سار بالغُزّ، وحاصر نَيْسابور شهرين، وكان من تحت حكمة الغُزّ، فأظهر أنّه يريد الحمّام، وهرب من الغُزّ إلى المؤيِّد أي أَبَه صاحب نَيْسابور.
ثُمَّ ترحّلت الغُزّ عن نَيْسابور بعد أشهُر، فعاثوا وأفسدوا، ونهبوا طُوس، والمشهد. ثُمَّ أمهله المؤيِّد إلى رمضان من سنة سبْعٍ الآتية، فقبض عليه وعلى ابنه الملك جلال الدِّين مُحَمَّد، وكحّلهما، وسجنهما، واستولى على ذخائر محمود وجواهره، وقطع خطْبته، وخطب لنفسه بعد الخليفة، فلم تطل
__________
[1] انظر عن (محمود الخاقان) في: العبر 4/ 161، وسير أعلام النبلاء 20/ 392 (دون ترجمة) ، ومرآة الجنان 3/ 312، وشذرات الذهب 4/ 178، ومآثر الإنافة 2/ 42.(38/212)
أيّامُهما فِي الحبْس. ومات السّلطان محمود، ثُمَّ مات بعده ابنه مُحَمَّد. وكان قد أكرمهما فِي الحبس بعضَ الشَّيء، ونقل إليهما سراريهما، ولا أعلم مَتَى تُوُفّيا، فلعلّه فِي سنة ثمانٍ وخمسين.
225- مقبل [1] بْن أَحْمَد بْن بركة بْن الصَّدْر [2] .
أبو القَاسِم الْقُرَشِيّ، التَّيْميّ، الطّلْحيّ، البغداديّ، القزّاز، المعروف بابن الأبيض الحنبليّ، فقيه، إمام، فَرَضِيّ، صالح، مقرئ، مجوّد.
قرأ بالرّوايات على: أبي غالب مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد القزّاز، وسمع من ثابت بْن بُنْدَار، وأبي الْحَسَن المبارك بْن الْجَبَّار، وأبي القَاسِم الرَّبَعيّ، والعلّاف، وجماعة.
ووُلِد فِي سنة ستٍّ وثمانين وأربعمائة.
وعاش سبعين سنة.
روى عَنْهُ: أبو مُحَمَّد بْن الأخضر، وزَنْجان بْن تيكان، ومحمد بْن مُحَمَّد بْن اليُعْسُوب، وثابت بْن مُشرف، وغيرهم.
وتوفّي في ربيع الآخر، قاله ابن النّجّار.
وآخر من روى عَنْهُ: ابن اللَّتّيّ.
226- مَنْصُور بْن أبي فوناس.
أبو عليّ، فقيه مُشَاوَر.
روى بالأندلس عن: أبي عليّ الصَّدَفيّ، وأبي مُحَمَّد بْن عتّاب.
ومات فِي عشر التّسعين.
يعرف بالزّرهونيّ.
__________
[1] في الأصل «مقاتل» ، والتصحيح عن مصدر ترجمته، وعمّا سيأتي في ترجمة أخيه:
«سلامة بن أحمد» في وفيات السنة 558 هـ. برقم (273) .
[2] انظر عن (مقبل بن أحمد) في: سير أعلام النبلاء 20/ 392 (دون ترجمة) .(38/213)
تفقَّه به أهل فاس، وحدَّث عَنْهُ جماعة.
227- مَنْصُور بْن مُحَمَّد بْن أبي القَاسِم بْن مُحَمَّد بْن أبي جَعْفَر بْن الميني.
الكُشْمَيْهَنيّ [1] ، الأمير أبو الغنائم ابن الأمير أبي جَعْفَر، صاحب التّقدّم والرئاسة بمَرْو.
نظر فِي الفلسفة والنُّجوم، وضيّع أمواله فِي اللَّهْو والعِشْرة، وقَلّ ما بيده، وأصابته فِي الآخر زمانَةٌ من النّقْرس.
سمع: أَبَا المظفَّر مَنْصُور بْن السَّمْعانيّ، وأبا نصر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن صاعد القاضي، وجماعة.
وعنه: عَبْد الرحيم بْن السَّمْعانيّ.
وتُوُفيّ فِي رمضان وله خمسٌ وثمانون سنة وأشْهُر.
- حرف الهاء-
228- هبة اللَّه بْن عبد العزيز بْن المفرّج بْن عَمْرو بْن مَسْلَمَة.
أبو المعالي التّنوخيّ، الدّمشقيّ، المعدّل، الطّيّبيّ.
سمع: هبة اللَّه بْن الأكْفانيّ.
روى عَنْهُ: أبو القَاسِم بْن الصَّصرَى.
وقد حجّ مرّات. وكان صالحا، كثير الصَّدَقَة.
تُوُفّي فِي رجب، ودفن بقاسيون.
__________
[1] الكشميهني: بضم الكاف وسكون الشين المعجمة وكسر الميم، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفتح الهاء وفي آخرها النون. نسبة إلى قرية من قرى مرو، على خمسة فراسخ منها في الرمل إذا خرجت إلى ما وراء النهر (الأنساب 10/ 436) .
وضبطها ياقوت بفتح الميم. (معجم البلدان 4/ 463) .(38/214)
- حرف الياء-
229- يحيى بْن مُحَمَّد بْن يحيى بْن سَعِيد بْن سعدون بْن زيدون [1] .
أبو بَكْر القَهْرَميّ، القُرْطُبيّ.
روى عَنْ: أبيه وتفقّه به. وروى عن: أبي عَبْد اللَّه بْن الطّلاع، وخازم بْن مُحَمَّد، وأبي عَبْد اللَّه بْن حمدين، وأبي عَبْد اللَّه بْن خليفة المَروانيّ، وجماعة.
قال الأَبَّار: وكان فقيها، حافظا، مُشَاوَرًا فِي الأحكام. ثُمَّ انتقل إلى قُرْطُبَة إلى لبلة وتجوّل فِي الأندلس.
حَدَّثَ عَنْهُ: أبو القَاسِم القَنْطريّ، وأبو بَكْر بْن خير، وأبو القَاسِم بْن الملجوم.
وكان مولده فِي رمضان سنة سبع وسبعين وأربعمائة.
وتوفّي بإشبيليّة.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن محمد) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.(38/215)
سنة سبع وخمسين وخمسمائة
- حرف الألف-
230- أَحْمَد بْن عُمَر بْن أَبِي بَكْر بْن خالُوَيْه.
الأصبهانيّ.
فِي رمضان.
231- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الفتح.
الأصبهانيّ.
سمع: عَبْد الوهّاب بْن أبي عَبْد اللَّه بْن مَنْدَهْ.
روى عَنْهُ: أبو الوفاء محمود بْن مَنْدَهْ.
وتُوُفيّ فِي ربيع الآخر.
232- أَحْمَد بْن يحيى بْن أَحْمَد بْن زَيْدِ بْن ناقة [1] .
أبو الْعَبَّاس المُسْليّ [2] الكوفيّ.
شيخ محدّث سمع بنفسه، ورحل إلى بغداد، ونسخ وحصَّل.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن يحيى) في: الأنساب 11/ 216، والإستدراك لابن نقطة (مخطوط) باب:
نافه وناقة، واللباب 3/ 212، والمعين في طبقات المحدّثين 167 رقم 1794، والإعلام بوفيات الأعلام 229، وسير أعلام النبلاء 20/ 393 (دون ترجمة) ، والوافي بالوفيات 8/ 231، وتبصير المنتبه 4/ 1365، وبغية الوعاة 1/ 395 وفيه «ناقد» بدل «ناقة» .
[2] المسلي: بضم الميم وسكون السين المهملة، نسبة إلى مسلية محلّة بالكوفة. وقد تحرّفت هذه النسبة في (الوافي) إلى «المسكي» بالكاف، وفي (بغية الوعاة) إلى «المسبكي» .(38/216)
سمع: أَبَا البقاء الحبّال، وأبا الغنائم النَّرْسيّ، وهبة اللَّه بْن أَحْمَد المَوْصِليّ، وأبا مُحَمَّد التّككيّ.
وله شَعْرٌ وسَط.
روى عَنْهُ: أبو سَعْد السَّمْعانيّ [1] .
ومولده فِي سنة سبْعٍ وسبعين وأربعمائة.
وممّن روى عَنْهُ: مسمار بْن العُوَيْس، ونصر اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مدلّل.
وآخر من روى عنه بالإجازة أبو الحسن بن المقير.
وتُوُفيّ يوم عيد الفِطْر بالكوفة [2] .
233- أَحْمَد بْن أبي المظفَّر مُحَمَّد بْن أبي مطيع أَحْمَد بْن مُحَمَّد [3] .
القاضي أبو مُطيع الهَرَويّ، ثُمَّ المَرْوَزِيّ.
عالم، فاضل، كثير المحفوظ [4] .
سمع: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد السَّرْخَسِيّ، وأبا عَمْرو الفضل [5] بْن أَحْمَد بْن مَتُّوَيْه.
روى عَنْهُ: عَبْد الرحيم بن السمعاني، وقال: توفي في ربيع الأوّل.
وكان مولده فِي نصف ذي الحجَّة سنة سبع وسبعين.
__________
[1] وهو قال: وكان شيخا، فاضلا، شاعرا، له أنس بالحديث، سمع الكثير، وجمع كتابا في الحديث سمّاه «الأمثال» ... كتبت عنه أولا ببغداد لما قدمها، ثم بالكوفة، وكنت أقرأ عليه بالكوفة على باب داره في بني مسلية. (الأنساب) .
[2] أجمعت المصادر على وفاته في سنة 559 هـ.
[3] انظر عن (أحمد بن أبي المظفر) في: التحبير 2/ 451 رقم 11 (بالملحق) ، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 25 أ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 6/ 44، 45، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 432، 533.
[4] في التحبير: كان شيخا، عالما، بهيّ المنظر، كثير المحفوظ، واعظا، مليح الوعظ، يحفظ الحكايات وأحوال الناس.
[5] في الأصل: «أبا عمرو بن الفضل» ، وهو وهم. والتصحيح من: التحبير 1/ 268، والأنساب 472 ب، واللباب 3/ 23.(38/217)
234- أسعد بْن الْحُسَيْن [1] .
أبو المعالي بْن الشّهرستاني، الدّمشقيّ.
سمع: أَبَا البركات بْن طاوس، وأبا طاهر مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الحِنّائيّ، وهبة اللَّه بن الأكفاني.
روى عنه: أبو القاسم بن عساكر.
كان خيّرا نزل الرّبوة مدَّة [2] .
- حرف الباء-
235- جُهيْس بْن عَبْد الخالق بْن زاهر بْن طاهر [3] .
الشّحّاميّ، أبو هُرَيْرَةَ النَّيْسَابُوريّ.
سمع: جَدّه، وأبا سَعْد مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن صاعد.
كتب عَنْهُ أبو سَعْد السَّمْعانيّ، وقال: مات تحت الهدم.
__________
[1] انظر عن (أسعد بن الحسين) في: تاريخ دمشق، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 4/ 326، 327 رقم 331، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 466، 467.
[2] وقال ابن عساكر: سمعت منه شيئا يسيرا، وكان خيّرا، وسكن الربوة مدّة، فكان يحسن إلى زوّارها، ثم أخرج منها فانقطع، وسكن النّيرب. وكان له بستان بين النهرين يظلّ أكثر أوقاته فيه منفردا عن الناس.
حكى عن أبي محمد ابن الأكفاني، بسنده عن حسين الصيرفي، قال: قال لي العتّابيّ: قدمت على أبي ومعي حمار موقر كتبا، فقال لي: يا كلثوم، ما على حمارك؟ قلت: كتب يا أبه.
فقال: والله، إن ظننت عليه إلّا مالا. فعدلت كما أنا إلى يعقوب بن صالح أخي عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس، فدخلت عليه فأنشدته، فقلت:
حسن ظنّي إليك أصلحك الله ... دعاني فلا عدمت الصلاحا
ودعاني إليك قول رسول الله ... إذا قال مفصحا إفصاحا:
إن أردتم حوائجا من وجوه ... فتنقّوا لها الوجوه الصّباحا.
فلعمري لقد تنقّيت وجها ... ما به خاب من أراد النجاحا
فقال لي: يا كلثوم، ما حاجتك؟ قلت: بدرتان. قال: فأمر لي بها. قال: فأتيت أبي وهما معي، فقلت له: يا أبه، هذا بالكتب التي أنكرت.
[3] انظر عن (جهيس) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.(38/218)
- حرف الحاء-
236-[الْحَسَن] [1] بْن عَليّ بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد الكريم.
القاضي أبو ثابت النَّسَفيَ، البَزْدَوِيُّ [2] .
سمع جميع «مُسْنَد الْحَسَن بْن سُفْيَان» من أبي عليّ الْحَسَن بْن عَبْد الملك النَّسَفيَ.
وسمع من عليّ بْن مُحَمَّد بْن خدام [3] صاحب أبي الفضل مَنْصُور الكاغدِيّ «مُسْنَد» عليّ بْن عبد العزيز البَغَوَيّ [4] .
روى عَنْهُ: عَبْد الرحيم بْن السَّمْعانيّ.
تُوُفّي بِسَمَرْقَنْد وله ثمانون سنة [5] .
237- الْحُسَيْن بْن عليّ بْن القَاسِم [6] بْن مظفَّر بن الشّهْرُزُورِيُّ [7] .
المَوْصِليّ، أبو عَبْد اللَّه قاضي بغداد، مُشاركًا لأبي البركات جعفر الثّقفيّ.
__________
[1] في الأصل بياض، والمستدرك من: الأنساب 2/ 188، 189، ومعجم البلدان 1/ 409، 410.
[2] البزدويّ: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الزاي وفتح الدال المهملة وفي آخرها الواو، هذه النسبة إلى بزدة وهي قلعة حصينة على ستة فراسخ من نسف على طريق بخارا.
(الأنساب) وكان أبوه من هذه القرية.
[3] خدام: بالخاء المعجمة والدال المهملة.
[4] وولّي أبو ثابت القضاء بسمرقند، وكذلك ولّي القضاء ببخارى ثم عزل، فانصرف إلى بزدة فسكنها، وسمع الحديث ورواه.
[5] ومولده سنة نيّف وسبعين وأربعمائة.
[6] انظر عن (الحسين بن علي بن القاسم) في: المختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدّبيثي 2/ 37 رقم 614.
[7] الشّهرزوري: بفتح الشين المعجمة، وسكون الهاء، وضم الراء والزاي، وفي آخرها راء.
هذه النسبة إلى شهرزور، وهي بلد بين الموصل وزنجان، بناها زور بن الضحّاك، فقيل «شهرزور» يعني: بلد زور. (الأنساب 7/ 417) وبعضهم يضبط الراء بالفتح، مثل ياقوت في (معجم البلدان) .(38/219)
روى عن: أَبِي البركات مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن خَمِيس.
أخذ عَنْهُ: عُمَر بْن عليّ القرشيّ.
وتوفّي في جمادى الآخرة [1] .
238- حمزة بْن أَحْمَد بْن فارس [2] بْن المُنَجّا بْن كَرُّوس [3] .
أبو يَعْلَى السُّلَميّ، الدّمشقيّ.
وُلِدَ يوم النّحر سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة [4] .
وسمع من: نصر بْن إِبْرَاهِيم الفقيه، وسَهْل بْن بِشْر الإسْفَرَائينيّ، ومكّيّ بْن عَبْد السّلام الرّميليّ.
قال ابن عساكر [5] : كتبت عنه بعد ما تاب، وكان شيخا حَسَن السَّمْت، تُوُفّي فِي صَفَر.
قلت: وروى عَنْهُ: عُمَر بْن عليّ الْقُرَشِيّ، وأخوه عَبْد الوهّاب بْن عليّ، والقاضي عَبْد الرَّحْمَن بْن سُلطان الْقُرَشِيّ، وأبو القَاسِم بن صصريّ.
__________
[1] قال ابن الدبيثي في أصل كتابه: «من البيت المشهور بالقضاء والولاية والتقدّم. قدم بغداد واستوطنها إلى حين وفاته وولي القضاء بها مطلقا في يوم الخميس ثامن عشر صفر سنة ست وخمسين وخمسمائة مع قاضي القضاة ابن البركات جعفر بن عبد الواحد ابن الثقفي، وأسكن بدار بباب العامة من دار الخلافة، وكان يجلس للحكم بباب النوبي المحروس. وفي شهر ربيع الآخر من السنة تقدّم إلى الشهود بمدينة السلام أن يحضروا مجلسه ويشهدوا عنده وعليه فيما يسجّله، وأذن له أن يسجّل عن الإمام المستنجد باللَّه، فحضر الشهود عنده وسمع البيّنة يوم الأربعاء سابع عشري الشهر المذكور، وهو أول مجلس أثبت فيه بدعوى الوكلاء المثبتين على المديرين وقد سمع الحديث بالموصل.
[2] انظر عن (حمزة بن أحمد) في: تاريخ دمشق، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 7/ 257 رقم 239، العبر 4/ 162، وسير أعلام النبلاء 20/ 392، 393 رقم 266، والمعين في طبقات المحدّثين 167 رقم 1795، والإعلام بوفيات الأعلام 229، والنجوم الزاهرة 5/ 362، وشذرات الذهب 4/ 178، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 442.
[3] في الأصل: «كردوس» والتصحيح من المصادر.
[4] تاريخ دمشق.
[5] في تاريخ دمشق.(38/220)
وآخر من روى عَنْهُ: إسحاق بْن طرخان الشّاغُوريّ.
وآخر من روى عَنْهُ «الموطّأ» من رواية يحيى بْن بُكَيْر: مُكْرَم بْن أبي الصَّقْر.
وقد طلب بنفسه وكتب الحديث بخطّه.
- حرف الخاء-
239- خَلَف بْن مُحَمَّد بْن خَلَف بْن سُلَيْمَان بْن خَلَف بْن مُحَمَّد بْن فَتْحُون [1] .
أبو القَاسِم الأندلسيّ، الأُوريُوليّ.
سمع: أَبَاهُ أَبَا بَكْر.
وتفقّه بأبي عليّ بْن سُكَّرَة، وسمع منه.
وأجاز له جَدّه أبو القَاسِم خلف المذكور في سنة خمس وخمسمائة.
وقرأ على أَبِي بَكْر بْن عمّار.
وكتب إليه أبو عَبْد اللَّه الخَوْلانيّ، وغيره.
ووُلّي قضاء مُرْسِيَة، ثُمَّ قضاء أُوريُولَة.
قال أبو عَبْد اللَّه الأَبَّار: كان من قُضاة العدل، صارما، مَهِيبًا.
تُوُفّي فِي جُمادى الأولى وله اثنتان وستّون سنة، وثَكِلَهُ أهلُ بلده، وبَكَوْهُ دهْرًا.
- حرف الزاي-
240-[زُمُرُّد] [2] بِنْت الأمير جاولي بن عبد الله [3] .
__________
[1] انظر عن (خلف بن محمد) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
[2] في الأصل بياض، والمستدرك من المصادر.
[3] انظر عن (زمرّد) في: تاريخ دمشق (مخطوط) 48/ 238، (والمطبوع) تراجم النساء 112 رقم 29، وبغية الطلب لابن العديم (قسم تراجم السلاجقة) 222، ومرآة الزمان 8/ 241، 242، والعبر 4/ 162، وسير أعلام النبلاء 20/ 393، والوافي بالوفيات 14/ 213، 214 رقم 296، والبداية والنهاية 12/ 245، ومختصر تنبيه الطالب 86، وشذرات الذهب-(38/221)
الخاتون الجهة، صَفْوة المُلْك، أخت الملك دُقَاق لأمّه، وزوجة الملك بُوري تاج الملوك، وأمّ الملك إِسْمَاعِيل شمس الملوك، ومحمود.
سَمِعت من: أبي الْحُسَيْن بْن قُبَيْس المالكيّ، ونصر اللَّه بْن مُحَمَّد المصِّيصيّ الفقيه، واستنسخت الكُتُب، وقرأت القرآن على: أبي مُحَمَّد هبة اللَّه بْن طاوس، والقُرْطُبيّ.
وبَنَت المسجدَ الكبير الَّذِي فِي [صنعاء] [1] دمشق ووَقَفته مدرسة على الحنفيَّة، وهي من كبار مدارسهم وأجْودها معلوما.
وكانت كبيرة القدر، وافرة الحُرْمة، ولمّا خافت من ابنها شمس الملوك دبّرت الحيلة فِي قتْله حَتَّى قُتِلَ فِي حضرتها. وأقامت فِي المُلْك أخاه شهاب الدِّين محمود.
ثُمَّ تزوّجها الأتابَك قسيم الدّولة زنكيّ والد السّلطان نور الدِّين وسارت إليه إلى حلب سنة اثنتين وثلاثين. فَلَمّا مات عادت إلى دمشق. ثُمَّ حجّت على درب بغداد، وجاورت إلى أن ماتت بالمدينة، ودفنت بالبقيع.
قاله أبو القَاسِم بْن عساكر [2] بمعناه.
وأمّا خاتون بِنْت مُعين الدِّين أُنُرْ فتأخّرت ولها مدرسة بدمشق وخانكاه غربيّ البلد.
__________
[ () ] 4/ 178، وأعلام النساء 2/ 37، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 ج 5/ 177، 178 رقم 1545.
[1] في الأصل بياض. والمستدرك من مرآة الزمان 8/ 242.
[2] في تاريخ دمشق.(38/222)
- حرف السين-
241- سَعْد [اللَّه] [1] بْن مُحَمَّد بْن عَلِيِّ بْن أَحْمَد بن حمدي.
أبو البركات، أخو الْحُسَيْن.
بغداديّ، صالح، خيّر، يتّجر فِي البُرّ عند باب النُّوبيّ.
سمع: نصر بْن البَطِر، والحسين بْن أَحْمَد النَّعَاليّ، وأبا بَكْر الطُّريثيثيّ.
روى عَنْهُ: أبو سَعْد السَّمْعانيّ، وقال: تُوُفّي فِي رابع شعبان.
وروى عَنْهُ: أبو الفرج بن الجوزيّ [2] ، وابن سكينة المقري، وجماعة.
ومات ابنه إِسْمَاعِيل سنة أربع عشرة، وسيأتي.
242- سهل بْن مُحَمَّد بْن سهل [3] .
الكَمّونيّ [4] ، أبو القاسم السّرخسيّ، ثمّ المروزيّ.
__________
[1] في الأصل بياض، والمستدرك من: المنتظم 10/ 204 رقم 294 (18/ 153، 154 رقم 4245) ، ومن ترجمة ابنه التي ستأتي في وفيات سنة 614 هـ.
[2] وهو قال: سمع أبا الخطاب الكلوذاني، وأبا عبد الله بن طلحة، وأبا بكر الشاشي، وكان خيّرا. وسمعت عليه كتاب «السّنّة» للّالكائي، عن الطريثيثي، عنه.
[3] انظر عن (سهل بن محمد) في: الاستدراك لابن نقطة (مخطوط) باب: الكمّوني والكنوني، وتوضيح المشتبه 7/ 339.
[4] جاء في (توضيح المشتبه) : «الكمّوني: بتشديد الميم: أبو القاسم بن محمد بن عبد الله الكمّوني السرخسي، كان بعض أجداده يبيع الكمّون، وكان فقيها شافعيا، توفي سنة ثمان وستين وأربعمائة.
وأبو القاسم سهل بن محمد بن سهل الكمّوني، سمع من أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد الدّقّاق بمصر، شدّده ابن نقطة» .
وقد علّق محقّق «التوضيح» السيد «محمد نعيم العرقسوسي» في الحاشية رقم (5) بقوله:
«ولا أدري أهو الّذي قبله نفسه أم لا فأبو القاسم الأول اسمه سهل أيضا» .
ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» :
لقد اعتمد السيد «العرقسوسي» في أنّ أبا القاسم الأول اسمه «سهل» أيضا، على كتاب «الأنساب» لابن السمعاني 10/ 471، 472 الّذي جاء فيه في مادّة: «الكموني» (من غير تشديد الميم) : «بفتح الكاف وضم الميم وفي آخرها النون.. وأبو القاسم سهل بن محمد بن عبد الله الكموني السرخسيّ، والظنّ أنه قيل له الكموني، لأن بعض أجداده كان يبيع(38/223)
شيخ صالح خيّر متواضع.
سمع: أَبَا نصر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الماهانيّ، ومحمد بْن عَبْد الواحد الدّقّاق.
وتُوُفيّ فِي رمضان وله سبعون سنة.
روى عَنْهُ: أبو المظفَّر عَبْد الرحيم.
243-[سهل] [1] بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عليّ.
__________
[ () ] الكمّون، وهو من الحبوب. كان إماما فاضلا، ورعا، سديد السيرة، تفقّه على أبي طاهر السنجي، وتخرّج عليه. وجرى بينه وبين شريكه أبي الفضل التميمي وحشة ومنافرة، فمدّ أبو الفضل يده إلى السكين وجذبه، فأمسك أبو القاسم، وقرأ عليه هذه الآية لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي ما أَنَا بِباسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخافُ الله رَبَّ الْعالَمِينَ 5: 28 (سورة المائدة، الآية 28) . فسمع أستاذهما أبو طاهر بالقصّة، فأخرج التميمي من البلد ونفاه. وسمع الحديث الكثير، وحدّث باليسير روى لي عنه أبو سعد ناضر بن سهل البغدادي بنوقان.
وخرج في محنة الإمام جدّي موافقة له ولسائر الأئمّة إلى طوس، فمرض بميهنة، وتوفي بها في سنة ثمان وستين وأربعمائة، أظنّ في شهر رمضان، وزرت قبره بها» .
ويقول خادم العلم «عمر» :
كيف يكون الاثنان اللذان ذكرهما ابن ناصر الدين في «التوضيح» واحدا، والأول قد توفي سنة 468 هـ. كما يؤكد ابن السمعاني، وابن ناصر الدين نفسه، بينما الثاني توفي سنة 557 هـ.
أي بعده بنحو تسعين عاما؟! وكيف لم يتنبّه السيد «العرقسوسي» إلى الفرق بين الاسمين؟ فالأول اسمه «سهل بن محمد بن عبد الله» ، والثاني: «سهل بن محمد بن سهل» رغم اتفاقهما بالكنية، والنسبة، والبلد.
ولدينا أهمّ من هذا وذاك.. فإذا كان الأول أبو القاسم سهل بن محمد بن عبد الله توفي سنة 468 هـ. فكيف يكون سماعه من أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق بمصر المتوفى سنة 516 هـ؟ أو من محمد بن محمد الماهاني المتوفى قريبا من الدقّاق؟
ثم إنّ الأول كان معاصرا لجدّ صاحب «الأنساب» ، وزار ابن السمعاني قبره كما يقول في كتابه، بينما نجد الثاني- وهو صاحب الترجمة هنا- حيّا، حيث يروي عنه أبو المظفّر عبد الرحيم ابن مصنّف «الأنساب» . والّذي أخلص إليه هو أنّ ابن ناصر الدين قد أصاب عند ما جعلهما اثنين. وكان على السيد «العرقسوسي» أن يتحقّق من ذلك بالطريقة التي يتطلّبها «التحقيق» فعلا، دون الاكتفاء بطرح التساؤلات التي لا تغني عن الحقيقة.
[1] في الأصل بياض.(38/224)
أبو مُحَمَّد المَرْوَزِيّ، الخيّاط، الزَّاهد. من صُلحاء مُرِيدي الشَّيْخ يُوسُف الهَمَذانِيّ.
قال عَبْد الرحيم بْن السَّمْعانيّ: كان صالحا، خيّرا، ورِعا، كثير العبادة، متواضعا، يأكل من الخياطة. حملني أبي إليه فِي سنة خمسٍ وخمسين عائدا وزائرا، وقرأ عليه حديثين وحكاية.
- حرف الشين-
244-[شجاع] [1] .
الفقيه الحَنَفِيّ.
مدرّس مشهد أبي حنيفة ببغداد.
وتفقّه عليه جماعة. وتُوُفيّ فِي ذي القعدة.
قاله أبو الفَرَج بْن الْجَوْزِيّ [2] .
- حرف الصاد-
245- صَدَقة بْن الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن وزير [3] .
__________
[1] في الأصل بياض. والمستدرك من المنتظم 10/ 204 رقم 295 (18/ 154 رقم 4246) ، والكامل في التاريخ 11/ 289، والبداية والنهاية 12/ 245، والوافي بالوفيات 16/ 112، 113 رقم 124، والجواهر المضية 2/ 246، 247 رقم 640، وكتائب أعلام الأخيار، رقم 376، والطبقات السنية، رقم 966، والفوائد البهية 83.
[2] وهو قال: جيّد الكلام في النظر.
وقال ابن أبي الوفاء القرشي: شجاع بن الحسن بن الفضل البغدادي أبو الغنائم. أحد المبرّزين من الفقهاء، مع دين اشتهر به.. تفقّه عليه ولده عبد الرحمن بن شجاع. كان عالما بالمذهب والخلاف، متديّنا، حسن الطريقة. روى شيئا من الأناشيد عن الشريف أبي طالب الزينبي، والكيا عليّ بن محمد الهرّاسي. روى عنه أحمد بن طارق.
أنشد شجاع ما أنشده أبو طالب الزينبي وقد دخل عليه الموفق رسول ملك غزنة:
يا نازحا شطّ المزار به ... شوقي إليك يزيد عن وصفي
أغفي لكي ألقاك في حلمي ... ومن العجائب عاشق يغفي
وكان مولده سنة 479 هـ.
[3] انظر عن (صدقة بن الحسين) في: المنتظم 10/ 204 رقم 296 (18/ 154 رقم 4247) ،(38/225)
أبو الْحُسَيْن [1] الواسطيّ، الواعظ.
قال ابن الدَّبِيثيّ [2] : كان أَبُوهُ من تنّاء [3] قرية خُسْرُو [4] ، بها وُلِدَ صَدَقة، وأحبَّ العِلْم، وأقبل عليه.
وقرأ القراءات عَلَى: المبارك بْن زُريق الحدّاد، وغيره.
وطلب الحديث فسمع فِي حدود الخمسين بالبصْرة من إمامها إِبْرَاهِيم بْن عطيَّة.
وبالكوفة من: أبي الْحَسَن بْن غَبَرة.
وببغداد من: أَبِي الوقْت، وأبي جَعْفَر الْعَبَّاسي، وأحمد بْن قَفَرْجَل، وجماعة.
وتكلَّم فِي الوعظ، وحصل له الْقَبُولُ، وأخذ نفسه بالمجاهدة والرياضة وإدامة الصَّوم والتَّعَبُّد. وله أتباع من أهل الخير.
وسكن بغداد، وأكثَرَ من طَلَب الحديث، وبنى له رِباطًا بقراح القاضي [5] وسكن فِيهِ جماعة، فكان يخدمهم بنفسه، ويأخذ نفسه بكثرة المجاهدة.
سمع منه: الشّيخ أحمد بن أبي الهيّاج الّذي خَلَفَه بعد موته، وأحمد بْن مبشّر، وعمر بْن مُحَمَّد المقري، وجماعة.
أَنَا عُمَر بْن مُحَمَّد بْن هارون، نا صَدَقة، أَنَا مُحَمَّد بن حمزة بن أبي
__________
[ () ] والكامل في التاريخ 11/ 289، ومعجم الألقاب 5/ رقم 83 و 1/ 470، ومرآة الزمان 8/ 242، 243، وتاريخ إربل 1/ 138، 39 و 388، 389، وسير أعلام النبلاء 20/ 393 (دون ترجمة) ، والمختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي 2/ 106، 109 رقم 727، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 7/ 112، والبداية والنهاية 12/ 245، والوافي بالوفيات 16/ 291، 292 رقم 322.
[1] في الوافي: «أبو الحسن» .
[2] في المختصر المحتاج إليه 2/ 107، 108.
[3] تناء: مثل عمّال. مفردها التاني، وهو رئيس القرية أو الضيعة.
[4] هي قرية خسرو سابور، والعامّة تقول: خسّابور. قرية معروفة قرب واسط بينهما خمسة فراسخ معروفة بجودة الرمّان.
[5] قراح القاضي: محلّة من محالّ شرقيّ بغداد. (معجم البلدان) .(38/226)
الصّقْر بمكّة، أَنَا ابن قُبَيْس: أَخْبَرَنَا أبو الْحَسَن بْن أبي الحديد، نا جدّي، نا الخرائطيّ، فذكر حديثا من مساوىء الأخلاق.
وقد روى [عن] [1] ابن أبي الصَّقْر: مُحَمَّد بْن عَبْد الهادي، وعاش بعد صَدَقة مائة [2] سنة وأشهرا [3] .
وقال ابن الْجَوْزِيّ فِي «المنتظم» [4] : دخل صَدَقة بْن وزير إلى بغداد، ولازم التَّقشُّف زائدا فِي الحدّ ووَعَظ. وكان يصعد إلى المِنْبر وليس عليه فرش. وأخذ قلوب العوامّ بثلاثة أشياء، أحدها التّقَشْف الخارج، والثّاني التَّمَشْعُر، فإنْه كان يميل إلى مذهب الأشعريّ، والثّالث الرّفض، فإنّه كان
__________
[1] إضافة من المختصر 2/ 109.
[2] في المختصر 2/ 109 «ثمانين سنة» .
[3] وقال مكي بن الخطيب بخسرسابور: أنشدنا أبو الحسن (كذا) صدقة بن وزير الزاهد لنفسه من قصيدة طويلة في طريق مكة:
الحمد للَّه حمدا لا نفاد له ... حتى الممات ويوم الحشر آمله
مهيمن جلّ عن شبه وعن صفة ... بلا نظير ولا حدّ يشاكله
دعا الأنام إلى البيت الحرام فمن ... هدي أجاب ولم يشغله شاغله
من كل برّ تقيّ مخلص ورع ... صفت سرائره عفّت شمائله
ومن مخدّرة عفّت وزيّنها ... طرف جريح بدمع فاض هاطله
كم فدفد قد قطعناه وكم حدب ... أعيت ركائبنا منه جنادله
وفي منى بلغ الأحباب منيتهم ... والحب محبوبه الأدنى مواصله
وفي آخرها:
يا خسرسابور لا نابتك نائبة ... ولا عداك من الوسميّ هاطله
لا زلت في سعة، لا زلت في دعة ... لا باد ربعك واخضرّت منازله
وأنشد الشيخ صدقة لنفسه:
أخيّ لولا اشتياقي لم أزرك فإن ... تبعد فما دنوّي منك إرباح
أبدي الجميل تكافيني بمحزنة ... كأنني طائر كافاه تمساح
(تاريخ إربل 1/ 388، 389) .
[4] ج 10/ 204 (18/ 154) .(38/227)
يقول [1] : سلَّموه إلى أصحابي. فتمّ له ما أراد، وبنى رِباطًا اجتمع فِيهِ جماعة.
وتُوُفيّ فِي ثامن ذي القعدة [2] .
- حرف العين-
246- عَبْد الرَّحْمَن بْن مروان بْن سالم [3] .
أبو مُحَمَّد التُّنوخيّ، المَعَرِّيّ، المعروف بابن المنجّم، الواعظ. كان
__________
[1] في المنتظم بعدها: «أنا لا آخذ» .
[2] زاد ابن الجوزي: وبنى يزدن في رباطه منارة، وتعصّب لهم لأجل ما كان يميل إليه من التشيّع، فصار رباطه مقصودا بالفتوح.
وقال أبو الفَرَج مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي العزّ الواسطىّ: سمعت الشيخ الإمام صدقة بن وزير الخسروسابوري على الكرسي في مجلس وعظه ببغداد ينشد، وقد رفعت إليه رقعة فيها شكاية من يهوديّ يدعى ابن كمّونة متولّي دار الضرب بها، والمستنجد باللَّه يسمع وعظه من حيث لا يرى. قال: ولا أعلم أهي له أم لغيره:
يا ابن الخلائف من قريش والّذي ... طهرت مناسبه من الأدناس
ولّيت أمر المسلمين عدوّهم ... ما هكذا كان بنو العباس
ما العذر إن قالوا غدا: هذا الّذي ... ولّى اليهود على رقاب الناس
في موقف ما فيه إلّا خاضع ... أو مهطع أو مقنع للرأس
أعضاؤهم فيه الشهود وسجنهم ... نار وحاكمهم شديد الباس
إن كنت ماطلت الديون مع الغنى ... فغدا تؤدّيها مع الإفلاس
أنشد: «مطلت» رباعيا فقدّم الألف، ثم قال: يا ابن هاشم، أذكر غدا يوم يكون الحاكم الله والشهود الجوارح، وأخذ في وعظه ثم نزل، فما أحسّ إلا وقطب الدين قد أوثق اليهودي كتافا. وأتى به إلى الشيخ صدقة وقال له: مر فيه بأمرك. فأمر به أن يعزل وتكفّ يده. فقال قطب الدين: أنفعل به زيادة على ما أمرت؟ فقال: أنتم أخبر. فأخذ جميع ماله ولم يبق له شيء. (تاريخ إربل 1/ 138، 139) .
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن مروان) في: تاريخ دمشق، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 15/ 36 رقم 30، وخريدة القصر (قسم شعراء الشام) 2/ 92- 97، وسير أعلام النبلاء 20/ 393 (دون ترجمة) ، وفوات الوفيات 2/ 300، 301، والوافي بالوفيات 18/ 266، 267 رقم 324، وشذرات الذهب 4/ 178، 179.(38/228)
أَبُوهُ ينجّم بدمشق، وكان هُوَ يمشي على الدّكاكين يُنْشِد فِي الأسواق بصوتٍ مُطْرِب. خرج عن دمشق ورجع بعد مدَّةٍ، فكان يعظ فِي الأعزية، ثُمَّ وعظ على الكُرسيّ ورُزِقَ القبول.
ثُمَّ سافر إلى العراق وتزَّهد، وظهر له بها سُوق. ثُمَّ رجع إلى دمشق فوعظ، وأقبلوا عليه.
قال ابن عساكر [1] : وكان يُظهِر لكلّ طائفةٍ أنّه منهم حِرصًا على التّحصيل، وطلع صبيّ يتوب فحمله وقال: هذا صغير ما أتى صغيرة فهل كبيرٌ ركب الكبائر. فضجّ النّاس وبكوا.
وحضرنا عزاء أمير المؤمنين المتّقي، فقام ورثاه بأبيات، فخلع عليه القاضي أبو الفضل ابن الشّهْرُزُوريّ ثوبه، وقال فِي ذلك اليوم: أَبَا المُعرَّى لا المُعزَّى.
وذكر أشياء أضحك منها الحاضرين.
وقال ابن النّجّار: قدم بغداد، قبل الأربعين وخمسمائة وعليه مسح مثل السّيّاح، وصار له ناموس عظيم ووعْظ. ازدحموا عليه، وجلس بدار السّلطان، فحضر السّلطان مجلسه، وصار له الجاه العظيم. ونفّذه الخليفة رسولا إلى المَوْصِل. ومشى أمره.
وكان مستهترا بنكاح الأبكار وأكثر من ذلك، حَتَّى قيلت فِيهِ الأشعار فِي الأسواق، وصار له جوار ومغنّين. وفرَّ من بغداد هاربا من الغُرَماء، وأقام بدمشق.
وله ديوان شِعْر رَأَيْته فِي مجلَّدة. وأنشدنا عَنْهُ ابن سُكَيْنَة.
ومن شِعْره:
يا ساهرا عبراته ذرف ... في الحدّ إلّا أنّها علق
__________
[1] في تاريخ دمشق.(38/229)
أتُقيمُ بعدَها وقد رحلوا ... ومَطيَّتَاكَ الشَّوْقُ وَالْقَلْقُ
وله:
أرى حبّ ذات الطَّوْق يزداد لوعة ... إذا نخت أَوْ ناح الحَمَام المُطَوِّق
وقلبي على جَمْر الوداع مُوَدِّعٌ ... وإنسان عيني بالمدامع يطرقُ
247- عَبْد الملك بْن زُهر بْن عَبْد الملك بْن مُحَمَّد بْن مروان [1] .
الإشبيليّ، شيخ الأطبّاء. له مصنَّفات فِي الطّبّ.
أخذ عن والده، وتقدَّم فِي الطّبّ، وشاع ذِكْره، ولحِق بأبيه أبي العلاء ابن زُهْر فِي الصّناعة، وأقبل الأطبّاء على حِفْظ مصنَّفاته.
وكان فاضلا عند عَبْد المؤمن، عالي القدْر، صنّف له «التِّرْياق السّبعينيّ» ونال من جهته دُنيا عريضة. ومن أجلّ تلامذته أبو الْحُسَيْن بْن سدون المصدوم، وأبو بَكْر بْن الفقيه ابن قاضي إشبيلية، والزَّاهد أبو عِمْرَانَ بْن أبي عِمْرَانَ.
ومات بإشبيليّة.
248- عَدِيُّ بْن مسافر بْن إِسْمَاعِيل بْن مُوسَى [2] .
__________
[1] انظر عن (عبد الملك بن زهر) في: عيون الأنباء 1/ 66، 67، وتكملة الصلة لابن الأبار 2/ 616، والعبر 4/ 193، وشذرات الذهب 4/ 179، ومرآة الجنان 3/ 312، وكشف الظنون 520، وهدية العارفين 1/ 626، 627، والأعلام 4/ 303، ومعجم المؤلفين 6/ 182.
[2] انظر عن (عديّ بن مسافر) في: الكامل في التاريخ 11/ 298، وتاريخ إربل 1/ 114، 115 رقم 41، وفيه «عديّ بن سافر» ، ووفيات الأعيان 3/ 254، 255، والحوادث الجامعة 271- 274، وبهجة الأسرار 100- 105، والمختصر في أخبار البشر 3/ 40، ودول الإسلام 2/ 72، وسير أعلام النبلاء 20/ 342- 344 رقم 233، والمعين في طبقات المحدّثين 167 رقم 1796 والعبر 4/ 163، والإعلام بوفيات الأعلام 229، وتاريخ ابن الوردي 2/ 100- 103، ومرآة الجنان 3/ 39، والبداية والنهاية 12/ 243، وروضة المناظر 12/ 68، والكواكب الدرّية 2/ 93، والنجوم(38/230)
الزَّاهد الشَّاميّ، ثُمَّ الهَكَّاريّ [1] سَكَنًا، وذكره الحافظ عَبْد القادر فسمّاه عَدِيّ بْن صخْر الشَّاميّ، وقال: ساح سِنين كثيرة، وصحِب المشايخ، وجاهد أنواعا من المجاهدات. ثُمَّ إنّه سكن بعض جبال المَوْصِل فِي موضع ليس به أنيس، ثُمَّ آنسَ اللَّه تلك المواضع به، وعمّرها ببركاته حَتَّى صار لا يخاف أحدٌ بها بعد قطْع السّبيل، وارتدع جماعة من مُفْسِدي الأكراد ببركته. وعمّره اللَّه حَتَّى انتفع به خلْق، وانتشر ذِكره [2] .
وكان معلّما للخير، ناصحا، متشرّعا، شديدا فِي أمر اللَّه، لا تأخذه فِي اللَّه لومةُ لائم.
عاش قريبا من ثمانين سنة [3] ما بَلَغَنا أنّه باع شيئا قَطّ، ولا اشترى، ولا تلبّس بشيءٍ من أمر الدّنيا.
كانت له غليلة يزرعها بالقدّوم فِي الجبل ويحصدها، وصار يتقوّت منها. وكان يزرع القطن ويكتسي منه. ولا يأكل من مال أحدٍ شيئا، ولا يدخل منزل أحد. وكان يجيء إلى المَوْصِل فلا يدخلها.
وكان له أوقات لا يُرى فيها محافظة على أوراده. وقد طفتُ معه أيّاما فِي سواد المَوْصِل، فكان يُصلّي معنا العشاء، ثُمَّ لا نراه إلى الصُّبْح. ورأيته إذا أقبل إلى القرية يتلقّاه أهلها من قبل أن يسمعوا كلامه تائبين، رجالُهم ونساؤهم، إلّا من شاء الله منهم. ولقد أتينا معه على دَيْرٍ فِيهِ رُهْبان، فتلقّاه منهم راهبان، فَلَمّا وصلا إلى الشَّيْخ كشفا رأسيهما وقبّلا رجليه وقالا: ادع
__________
[ () ] الزاهرة 5/ 261، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 81، وشذرات الذهب 4/ 179، وجامع كرامات الأولياء للنبهاني 2/ 147، وهدية العارفين 1/ 662، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 ج 2/ 313، 314 رقم 669، والأعلام 5/ 11، وفهرس دار الكتب المصرية 2/ 72.
[1] الهكّاري: نسبة إلى جبل الهكارية من أعمال الموصل.
[2] الكامل 11/ 289.
[3] في تاريخ إربل 1/ 114 عاش تسعين سنة.(38/231)
لنا، فما نَحْنُ إلّا فِي بركاتك. وأخرجا طبقا فِيهِ خُبْزٌ وعَسَل فأكل الجماعة.
وأوّل مرّة خرجت إلى زيارته مع طائفة، فَلَمّا أقبلنا أخذ يحادثنا ويسائل الجماعة ويؤانسهم، وقال: رَأَيْت البارحة فِي النّوم كأنّنا فِي نجوم، ونحن ينزل علينا شيءٌ مثلُ البَرَد. ثُمَّ قال: الرحمة. فنظرت إلى فوق، فرأيت ناسا، فقلت: مَن هؤلاء؟ فقيل: أهل السُّنَّة والصِّيت الحنابلة. وسمعت شخصا يقول: يا شيخ، لا بأس بمداراة الفاسق؟ فقال: يا أخي، دِينٌ مكتومٌ دِينٌ مَيْشُوم.
وكان يواصل الأيّام الكثيرة على ما اشتهر عَنْهُ، حَتَّى أنّ بعض النّاس كان يعتقد أنّه لا يأكل شيئا قَطّ. فَلَمّا بلغه ذلك أخذ شيئا، وأكله بحضرة النّاس.
واشتهر عَنْهُ من الرّياضات، والسّير، والكرامات، والانتفاع به ما لو كان في الزّمان القديم لكان أُحْدُوثة.
ورأيته قد جاء إلى المَوْصِل فِي السَّنَة الّتي مات فيها، فنزل فِي مشهدٍ خارج المَوْصِل، فخرج إليه السّلطان وأصحاب الولايات والمشايخ والعوامّ، حَتَّى آذوه ممّا يقبّلون يده فأُجِلس فِي موضع بينه وبين النّاس شُبّاك، بحيث لا يصل إليه أحد، فكانوا يسلّمون عليه وينصرفون. ثُمَّ رجع إلى زاويته فمات على أحسن حالاته.
وقال القاضي ابن خِلِّكان [1] : أصله من قرية بيت فار من بلاد بَعْلَبَكّ، والبيت الَّذِي وُلِدَ فِيهِ من بيت فار يُزار إلى اليوم. وتوجّه إلى جبل الهكّارية من أعمال المَوْصِل، وانقطع فِيهِ. وبنى هناك له زاوية، ومال إليه أهل البلاد مَيْلًا لم يُسْمَع بِمِثْلِهِ، وساد ذِكْره فِي الآفاق، وتَبِعَه خلْق، وجاوز اعتقادُهم فِيهِ الحّدَ حَتَّى جعلوه قِبْلَتهم الّتي يُصلّون إليها، وذخيرتهم في الآخرة الّتي يعوّلون عليها.
__________
[1] في وفيات الأعيان.(38/232)
صحِب الشَّيْخ عقيل المَنْبجِيّ، والشّيخ حَمَّاد الدّبّاس، وغيرهما. وقُبِر بزاويته، وقبرُهُ من كِبار المزارات عندهم.
وعاش تسعين سنة.
وتُوُفيّ سنة سبْعٍ، وقيل: سنة خمسٍ وخمسين.
قلت: قرأت بخطّ الحافظ الضّياء. سَمِعت الشَّيْخ نصر يقول: قَدِمَ الشَّيْخ عديّ المَوْصِل سنة ستٍّ وخمسين، وفيها: أخذ من شِعْري.
وتُوُفيّ يوم عاشوراء وقت طلوع الشّمس سنة سبْعٍ [1] .
249-[علي] [2] بْن مُحَمَّد بْن عبد العزيز.
أبو القَاسِم العِجْليّ، البُنْدُكانيّ [3] ، المروزيّ.
__________
[1] وقال الشيخ حمّاد بن محمد بن جسّاس: ما رأيت أحسن سيرة ولا أكثر هيبة، ولا أكثر خشوعا، ولا أغزر دمعة من عديّ. وكان حمّاد هذا من أصحابه.
وقال حمّاد: ركب عديّ جوادا ما نزل عنه حتى مات، ما أفطر في النهار، ولا نام في الليل، ولا أكل وشرب غذاء أحد، ولا أخذ أحد عليه سوء خلق.
وقال البلهثي: جاء رجل أعمى إلى عديّ يزوره، فقلت له: كل خطوة حسنة. فقال عديّ: بل كل خطوة حجّة، أورد ذلك- أدام الله سلطانه- على طريق الإنكار له، ومدح العلماء وذمّ الجهّال.
وذكر أحمد بن شجاع بن منعة، عن الخضر بن عبد الله القلانسي قال: سمعت الشيخ عديّا يقول وقد ذكرنا عنده قلعة إربل- فقال: بها وليّان، أحدهما بالباب الغربي، والآخر بالباب الشرقي، في السور كلاهما، كان بالباب الغربي موضع تنذر له النذور، تزعم النصارى أنه الشهيد الّذي كان في حبس القلعة المعروف الآن بحبس الحلبي، وهو الّذي أشار إليه عديّ، وهو أولى. وعديّ هو الّذي نبّه على القبر الّذي بعقبة داران.
وقال ابن المستوفي: وحدّثني أبو سعيد كوكبوري قال: رأيت بالموصل عديّا- وأنا صغير وهو رجل قصير، أسمر.
وقال ابن المستوفي: أخبرني حسن بن عديّ أنّ عديّا توفي سنة 555!
[2] في الأصل بياض، والمستدرك من: الأنساب 2/ 312، 313، ومعجم البلدان 1/ 499.
[3] البندكاني: بضم الباء الموحّدة وسكون النون وضم الدال المهملة وفي آخرها النون.(38/233)
وبَنْدُكان: على بريدٍ من مَرْو.
سمع: الإمام أَبَا المظفَّر السَّمْعانيّ.
روى عَنْهُ: عَبْد الرحيم السَّمْعانيّ.
وتُوُفيّ فِي عاشر رمضان [1] .
250-[عليّ] [2] بْن موجود [3] بْن حُسَيْنِ.
أبو الْحَسَن النَّظَرِيّ [4] ، الكُشَانيّ [5] . وكُشَانِيَّة من سُغْد سَمَرْقَنْد.
إمام، مُنَاظِر، علّامة. تفقَّه ببُخارَى على البُرْهان عبد العزيز، وبمَرْو على مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن [6] النَّسَفيَ [7] ، وسمع من جماعة.
وعاش سبعين وسبع سِنين.
مات فِي ربيع الأوّل. قاله السَّمْعانيّ [8] .
251-[عُمَر] [9] بْن مُحَمَّد بن واجب.
__________
[1] وقال ابن السمعاني: كان يدخل البلد أحيانا، وكان مليح الشيبة، جميل الظاهر.
سمعت منه مجالس من أماليه. (الأنساب) .
[2] في الأصل بياض، والمثبت من: الأنساب 10/ 433، والتحبير 1/ 592، 593 رقم 581، واللباب 3/ 42، والجواهر المضية 2/ 616، 617 رقم 1016، وكتائب أعلام الأخيار، رقم 347، والطبقات السنية، رقم 1580، والفوائد البهية 138، 139.
[3] في الفوائد البهية: «مودود» .
[4] النظري: بالتحريك.
[5] كشانية: بضم الكاف، والشين المعجمة، وفي آخرها النون.
[6] في الأصل: «الحسن» .
[7] في الجواهر المضية: «الأرسابندي» .
[8] قال في (الأنساب) : إمام، فاضل، مناظر فحل، واعظ، قوّال بالحق، سمع عمّه مسعودا، وأبا بكر محمد بن عبد الله بن فاعل السّرخكتي، وغيرهما. تولّى التدريس بالمدرسة الخاقانية بمرو وسكنها، لقيته بمرو ثم ببخارى، ثم بسمرقند وكتبت عنه شيئا يسيرا بمرو، وكانت بيني وبينه صداقة أكيدة. وورّخ ولادته في (التحبير) سنة 480 هـ.
[9] في الأصل بياض، والمستدرك من: تكملة الصلة لابن الأبّار.(38/234)
أبو حفص القَيْسيّ، البَلَنْسيّ.
شيخ المالكيَّة، وصاحب الأحكام بَبَلنْسِية.
سمع من: أَبِيهِ، وأبي مُحَمَّد بْن خَيْرُون، وأبي بحر بْن العاص، وأبي مُحَمَّد البَطَلْيُوسيّ. وتفقّه بأبي مُحَمَّد بْن سَعِيد، وعرض عليه مختصر «المدوَّنة» .
وكان بصيرا بالأحكام، مُفْتيًا، إماما كبيرا. نُوظر عليه فِي حياة أَبِيهِ وبعده وكان متواضعا، نَزِهًا، قانعا، متعفِّفًا، منقبضا عن السّلطان، حَسَن السَّمْت. وُلّي قضاء دانية، وكان مولده فِي حدود سنة ستٍّ وسبعين وأربعمائة.
روى عَنْهُ: حفيده أبو الخَطَّاب أَحْمَد بْن واجب، وأبو عُمَر بْن عيّاد، وأبو عَبْد اللَّه بْن سعادة، وأبو مُحَمَّد بْن سُفْيَان.
وتُوُفيّ فِي سَلْخ رمضان.
قال الأَبَّار: وهو آخر حُفّاظ المسائل بشرق الأندلس، رحمه اللَّه.
- حرف الكاف-
252-[إلْكِيا] [1] الصّبّاحيّ [2] .
صاحب الأَلْمُوت، ومُقَدَّم الإسماعيليَّة ورئيس الضُّلال الباطنيَّة.
هلك فِي هذا العام، وقام بعده ابنه فأظهر التّوبة وأَلْزَم الإسماعيليّة الّذين عنده الصّلوات وصوم رمضان، وبعثوا إلى قزوين يطلبون مَن يصلّي بهم ويعَّلمهم حدود الإسلام، والله أعلم بالنّيّات [3] .
__________
[1] في الأصل بياض، والمستدرك من المصدر.
[2] انظر عن (الكيا الصبّاحي) في: الكامل في التاريخ 11/ 288، واللباب 3/ 234، وسير أعلام النبلاء 20/ 393 (دون ترجمة) .
[3] الكامل 11/ 288، 289.(38/235)
- حرف الفاء-
253-[فضل اللَّه] بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم.
أبو بَكْر المَرْوَزِيّ، الفقيه، الأديب، العالم، العابد، الصَوَّام.
أخذ عَنْهُ السَّمْعانيّ وعاش نيِّفًا وسبعين سنة.
مات فِي المُحَرَّم.
- حرف الميم-
254- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن تَغْلِب [1] .
أبو عَبْد اللَّه البغداديّ، التّاجر، السّفّار.
تأدَّب على ابن الجواليقيّ.
وحدّث عن: أبي القاسم بن بيان، وابن نبهان بدمشق، وغيرهما.
روى عَنْهُ: الحافظ ابن عساكر، وابنه القَاسِم.
وقال الحافظ: بلغني أنّه تُوُفّي سنة ثمانٍ وخمسين.
وقال ابن مَشِّقْ: تُوُفّي سابع وعشرين ذي القعدة سنة سبْعٍ وخمسين.
255- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن محمود [2] .
أبو نصر العراقيّ الأَوَانيّ [3] ، الكاتب المعروف بالفروخي.
كان مستوفيا على السّواد من قِبَلِ الوزير ابن هُبَيْرة، وله يد طُولَى فِي النَّظْم والنّثر والرسائل [4] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن تغلب) في: الأنساب 1/ 105، وتاريخ دمشق لابن عساكر، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 21/ 264 رقم 168، والمقفى الكبير للمقريزي 5/ 149، 150، رقم 1688.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن الحسين) في: تاريخ إربل 1/ 69، 70 (في ترجمة عمر بن شمّاس الخزرجي) ، ومعجم الألقاب لابن الفوطي 1/ 196، وعقود الجمان في شعراء هذا الزمان لابن الشعار (مخطوط أسعد أفندي 2323- 2330) ج 3 ورقة 238، والمحمدون من الشعراء للقفطي 56، وفوات الوفيات 4/ 168، والوافي بالوفيات 2/ 109.
[3] الأواني: بفتح الهمزة والواو المخففة وفي آخرها النون هذه النسبة إلى أوانا هي قرية على عشرة فراسخ من بغداد عند صريفين على الدجلة. (الأنساب 1/ 379) .
[4] وقال عمر بن شمّاس الخزرجي: اجتازني العميد ابن الأواني وقد خلع عليه ورتّب عميدا فقلت:(38/236)
256- مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن عليّ بْن صَدَقة.
أبو العزّ بْن الوزير أبي عليّ.
سمع «المقامات» من أبي مُحَمَّد الحريريّ، وسمع من أبي سَعْد بْن الطُّيُوريّ.
روى عَنْهُ إِبْرَاهِيم بْن محمود الشّعّار.
انقطع إلى العبادة وصحِبَ الصُّوفية، ومات- رحمه اللَّه- كَهْلًا.
257- مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد.
أبو الفتح الأنباريّ، الخطيب، المُعَدَّل.
سمع: أَبَا الْحُسَيْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الأنباريّ.
روى عَنْهُ: عُمَر بْن عليّ الْقُرَشِيّ، وأحمد بْن الْحُسَيْن العاقوليّ.
حدُّث فِي هذه السَّنَة، ولم تُحْفَظْ وفاته.
258- محمد بن حمزة بن أحمد [1] .
__________
[ () ]
رأيت نجل الأواني ... في خلعة مختالا
قد رتّبوه عميدا ... يثمّر الأموالا
والناس طرّا حواليه ... يهرعون عجالا
وأنفه فوق روقيه ... ، قد ترامى وطالا
فقلت: لا تتدانى ... فأنت ثور ولالا
قد رتّبوك لكي ... منك يقطّعوا الأوصالا
(تاريخ إربل)
[1] انظر عن (محمد بن حمزة) في: معجم السفر (نشره شير محمد زمان، بإسلام آباد 1988) ص 341 رقم 1194، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 236، وملء العيبة للفهري 2/ 241، والمقفّى الكبير للمقريزي 5/ 610، 611 رقم 2173، وطبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 248، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (تأليفنا) ق 2 ج 4/ 12، 13 رقم 995، وانظر كتابنا: «لبنان» في العصر الفاطمي- القسم الحضاريّ، أعلام من عرقة» طبعة دار الإيمان بطرابلس.
وورد في الأصل: «محمد بن حمزة بن محمد» ، والتصويب من المصادر.(38/237)
العِرْقيّ [1] ، التُّنوخيّ، المقرئ [2] . من شيوخ السِّلَفيّ.
قال: ولد بمصر سنة خمس وستّين وأربعمائة.
وذكر أنّه سمع من الخِلَعيّ، وغيره.
وقرأ اللّغة على ابن القَطّاع [3] .
259- مُحَمَّد بْن طاهر بْن عَبْد اللَّه بْن علي بْن إسحاق.
أبو بَكْر الطُّوسيّ رئيس نَيْسابور.
صدْرٌ كبير. سمع فِي أيّام عمّه النّظّام بأصبهان من ابن شكروَيْه، وأبي بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن ماجة، وسُليمان الحافظ.
أخذ عَنْهُ السَّمْعانيّ.
ومات فِي أوائل العام.
260- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن.
أبو الفتح الْبُخَارِيّ، ثُمَّ المروزيّ، الصّفّار، الفقيه.
تفقّه على القاضي عبد الرحمن بن عبد الرحيم.
__________
[1] العرقي: بكسر العين المهملة، وسكون الراء، وكسر القاف. نسبة إلى عرقة، مدينة وحصن مهم كان على مسافة نحو عشرين كيلومترا إلى الشمال الشرقي من طرابلس الشام، اندثرت في أوائل العهد العثماني.
[2] كنيته: أبو البركات.
[3] زاد السّلفي: وسمع عليّ كثيرا هو وأخوه أبو الحسن أحمد بالإسكندرية، وكان لي بهما أنس تامّ، وعلقت عنهما فوائد أدبية. (معجم السفر) .
أقول: وهو القاضي، وليّ الدولة، المعدّل، كان أبوه يتولّى قضاء القضاة بديار مصر لبدر الجمالي، وأخوه هو أبو الحسن أحمد وكان أديبا، توفي قبله بالإسكندرية، فصلّى عليه بعد أن حمل تابوته إلى مصر. (انظر عنه في: معجم السفر، بتحقيق بهيجة الحسني، بغداد ج 1/ 129، 130 رقم 17، ومعجم البلدان 4/ 109، وإنباه الرواة 1/ 40، تلخيص ابن مكتوم (مخطوط) 11، ورفع الإصر عن قضاة مصر، للسخاوي ق 1/ 217- 219، وكتابنا:
موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 1 ج 2/ 185) .
وقال المقريزي: ولأبي البركات هذا أخ اسمه محمد وكنيته أبو عبد الله، يروي عن ابن القطّاع، وعنه أبو العباس أحمد بن عبد الله ابن الأستاذ الحلبي. (المقفى 5/ 611) .(38/238)
وسمع منه، ومن سَعْد بْن مُحَمَّد الباهليّ.
أخذ عَنْهُ: السَّمْعانيّ، وقال: مات بخُوارَزْم فِي رجب فِي عَشْر الثّمانين.
261- مُحَمَّد بْن مفضَّل بْن سَيّار.
أبو نصر.
وُلِدَ سنة سبْعٍ وثمانين. وسمع من: أبي عطاء المَلِيحيّ، وصاعد بْن سَيّار القاضي.
روى عَنْهُ: عَبْد الرحيم بْن السَّمْعانيّ.
وبقي بعد أخيه المذكور فِي سنة 48.
وجدت وفاته فِي «التحبير» [1] للسّمعانيّ فِي ربيع الأوّل هذه السَّنَة.
262- مُحَمَّد بْن النُّعمان بْن مُحَمَّد بْن أبي عاصم.
أبو الفتح الباقِلانيّ، المَرْوَزِيّ، ويُعرف بأبي حنيفة.
كان كثير التلاوة، ملازِمًا لصلاة الجماعة، غير أنّه كان يشرب الخمر، ويعرف النّجوم. قاله ابن السَّمْعانيّ.
سمع: أَبَا المظفَّر بْن السَّمْعانيّ، وإسماعيل بْن مُحَمَّد الزُّهْرِيّ.
وُلِدَ سنة ستٍّ وسبعين.
ومات بِهَرَاة فِي شوّال أو ذي القعدة.
روى عَنْهُ: عَبْد الرحيم بْن السَّمْعانيّ.
263- مُحَمَّد بْن أبي بَكْر بْن أبي الخليل.
أبو بَكْر التّميميّ، الأندلسيّ، المَرِينيّ.
أخذ القراءات عن شُرَيْح.
وروى عن: ابن خَلَصة النَّحْويّ، وأبي عَبْد اللَّه بن أبي الخصال. وكان
__________
[1] لم أجده في (التحبير) كما قال المؤلّف- رحمه الله-.(38/239)
ذا فَهْمٍ ومعرفة:
أخذ عَنْهُ: أبو عَبْد الله بن نوح الغافقيّ، وغيره.
264- محمود بن المبارك بن أبي غالب.
أبو [ ... ] [1] البوّاب. بغداديّ.
روى عن: أبي الحسن بن العلّاف، وابن الطّيوريّ.
روى عنه: أبو محمد بن الأخضر.
وتوفّي في رمضان.
265- المؤيِّد [2] بْن مُحَمَّد بْن عليّ [3] .
أبو سَعِيد الأُلُوسِيّ [4] الشَاعر.
كان منقطعا إلى الوزير ابن هُبَيْرة.
وكان بزيّ الأَجناد. وله ديوان شِعر. وقد أكثر من الهجاء والغَزَل، وجرت له أقاصيص، وسُجِن مدَّة، ثُمَّ أخرج عن بغداد.
وتُوُفيّ بالمَوْصِل فِي رمضان وهو فِي عَشْر السّبعين [5] .
__________
[1] في الأصل بياض. ولم أقف على صحّته.
[2] في الأصل «محمد» والتصويب من مصادر ترجمته.
[3] انظر عن (المؤيّد بن محمد) في: الأنساب 1/ 343 (بالحاشية) ، ومعجم الأدباء 19/ 207- 209 رقم 69 وفيه: «المؤيّد بن عطّاف بن محمد بن علي بن محمد» ، ومعجم البلدان 1/ 246، 247، واللباب 1/ 83، وتاريخ إربل 1/ 58 ووفيات الأعيان 5/ 346- 350 رقم 753، وخريدة القصر (قسم العراق) 2/ 172- 179، والمختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي 3/ 198 رقم 1223، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار (مخطوطة كمبرج 10/ 1403) ورقة 428، وفوات الوفيات 2/ 453- 455 رقم 328، وفيه «عطاف بن محمد بن علي» ، ومرآة الجنان 3/ 314 وحياة الحيوان الكبرى للدميري (طبعة إيران) 277، وشرح نهج البلاغة 1/ 308، والتاريخ المجدّد لمدينة السلام (مخطوطة الظاهرية) ورقة 139 أ، وشذرات الذهب 4/ 185 وفيه: «المؤيد محمد الألوسي» .
[4] تقرأ في الأصل: «الأنوشي» .
[5] وقال ياقوت: ولد بألوس سنة أربع وتسعين وأربعمائة، ونشأ بدجيل واتّصل بخدمة ملك شاه مسعود بن محمد السلجوقي فعلا ذكره وتقدّم وأثرى، ودخل بغداد في أيام المسترشد فصار(38/240)
والأُلُوس: بالضّمّ وهي ناحية عند حديثة عانة [1] .
__________
[ () ] جاويشا، ولمّا صارت الخلافة إلى المقتفي تكلّم فيه وفي أصحابه بما لا يليق، فقبض عليه وسجن، فلبث في السجن عشر سنين وأخرج منه في خلافة المستنجد.
ومن شعره:
رحلوا فأفنيت الدموع لبعدهم ... من بعدهم وعجبت إذ أنا باق
وعلمت أنّ العود يقطر ماؤه ... عند الوقود لفرقة الأوراق
وأبيت مأسورا وفرحة ذكركم ... عندي تعادل فرحة الإطلاق
لا تنكر البلوى سواد مفارقي ... فالحرق يحكم صنعة الحرّاق
وقال في صفة القلم:
ومثقّف يغني ويفني دائما ... في طوري الميعاد والإيعاد
فلم يفلّ الجيش وهو عرمرم ... والبيض ما سلّت من الأغماد
وهبت به الآجام حين نشا بها ... كرم السّيول وهيبة الآساد
وقال العماد الكاتب:
بغداديّ الدار، ترفّع قدره، وأثرت حاله، ونفق شعره، وكان له قبول حسن، واقتنى أملاكا وعقارا، وكثر رياشه، وحسن معاشه، ثم عثر به الدهر عثرة صعب منها انتعاشه، وبقي في حبس أمير المؤمنين المقتفي بأمر الله أكثر من عشر سنين إلى أن خرج في زمان أمير المؤمنين المستنجد باللَّه سنة خمس وخمسين وخمس مائة عند توليته، من الحبس. ولقيته حينئذ وقد عشي بصره من ظلمة المطمورة التي كان فيها محبوسا. (الخريدة) .
[1] قال ابن السمعاني: الألوسي نسبة إلى ألوس وهو موضع بالشام في الساحل عند طرسوس.
(الأنساب 1/ 343) ، وعقّب ياقوت على قوله بأنه سهو منه، والصحيح أنها على الفرات قرب عانات والحديثة. (معجم البلدان 1/ 246) وتابعه ابن الأثير في (اللباب 1/ 83) وقيّدها ابن شاكر الكتبي: «آلس» . بمدّ الألف. (فوات الوفيات 2/ 453) . وقال محمد محيي الدين عبد الحميد في تحقيقه لفوات الوفيات (طبعة مطبعة السعادة بمصر) 2/ 76: «عطاف بن محمد بن علي أبو سعيد البالسي (كذا) الشاعر المعروف المؤيّد. ولد ببالس (كذا) . ثم قال في الحاشية: «لم أعثر له على ترجمة فيما بين يديّ من كتب الرجال» ! وقد علّق الدكتور مصطفى جواد على ذلك بقوله: «ليت شعري ما الّذي كان بين يديه من كتب الرجال» ! (المختصر المحتاج إليه، بالحاشية) .
وقال ياقوت: واتفق للمؤيّد الشاعر هذا الألوسي قصّة قلّ ما يقع مثلها، وهو أنّ المقتفي لأمر الله اتّهمه بممالأته السلطان ومكاتبته، فأمر بحبسه فحبس وطال حبسه، فتوصل له ابن المهتدي صاحب الخبر في إيصال قصّة إلى المقتفي يسأله فيها الإفراج عنه، فوقّع المقتفي:
أيطلق المؤبّد؟ بالباء الموحّدة. فزاد ابن المهتدي نقطة في «المؤيّد» وتلطّف في كشف الألف من «أيطلق» ، وعرضها على الوزير، فأمر بإطلاقه، فمضى إلى منزله، وكان في أول النهار، فضاجع زوجته، فاشتملت على حمل، ثم بلغ الخليفة إطلاقه فأنكره وأمر بردّه إلى محبسه-(38/241)
- حرف النون-
266-[نصر اللَّه] بْن علي بْن صالح.
أبو الفتح البغداديّ، الصُّوفيّ.
سمع: أَبَا البركات مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الوكيل.
سمع منه بواسط مُحَمَّد بْن عليّ الْأَنْصَارِيّ فِي هذه السَّنَة.
- حرف الهاء-
267- هبة اللَّه بْن أَحْمَد بْن محمد بن الشِّبْليّ [1] .
أبو المظفَّر القصّار، الدّقّاق، المؤذّن.
وُلِدَ سنة سبعين وأربعمائة.
وسمع من: أبي نصر الزَّيْنَبيّ، وهو آخر من سَمِعَ منه.
وسمع من: طِراد، وأبي الغنائم بْن أبي عثمان، وأبي نصر بْن المُجْلي، وغيرهم.
روى عَنْهُ: إِبْرَاهِيم الشّعّار، وأحمد بْن طارق، وأبو طَالِب بْن عَبْد السِّميع، وأبو الفتوح بْن الحصْريّ، وعبد العزيز بْن الأخضر، وظفر وياسين
__________
[ () ] من يومه وبتأديب ابن المهتدي، فلم يزل محبوسا إلى أن مات المقتفي فأفرج عنه فرجع إلى منزله. وله ولد حسن قد ربّي وتأدّب واسمه محمد. (معجم البلدان 1/ 247) .
وقال أبو محمد الموصلي: أنشدني الألوسي لنفسه:
أضحت ديار كمال الدين نازحة ... عنكم فغالبكم في صفوه القدر
أما اشتفت سودة الأقدار من فلك ... نأت به الشمس حتى يخسف القمر
(تاريخ إربل 1/ 58) .
[1] انظر عن (هبة الله بن الشبلي) في: الإستدراك لابن نقطة (مخطوط) باب: الشبلي والسلي، وتاريخ الإربلي 1/ 138 و 192، ومعجم الألقاب 1/ 520، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 127، والعبر 4/ 163، وسير أعلام النبلاء 20/ 393، 394 رقم 267، ودول الإسلام 2/ 72، والمعين في طبقات المحدّثين 167 رقم 1797، والإعلام بوفيات الأعلام 229، والمختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي 3/ 219، 220 رقم 1278، والنجوم الزاهرة 5/ 362، وشذرات الذهب 4/ 181.(38/242)
ولدا سالم البيطار، وأبو حفص عُمَر بْن مُحَمَّد السُّهْروردِيّ، وعليّ بْن أبي سَعْد بْن نُمَيْرة، وأخته فَرْحة، وزيد بْن يحيى البيَّع، والنَّفيس بْن كرم، وعُبَيْدِ اللَّه بْن عليّ بن جوبا.
وآخر من روى عَنْهُ: هبة اللَّه بْن عُمَر بْن كمال القطّان [1] ، وتُوُفيّ هُوَ وياسمين فِي سنة أربعٍ وثلاثين.
وتُوُفيّ الشّبْليّ فِي سَلْخ ذي الحجَّة.
وقع لي من طريقه جزءان.
وآخر من روى عَنْهُ بالإجازة: نجيبة [2] بِنْت الباقداريّ [3] .
268- هبة اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد [4] .
أبو بَكْر البغداديّ، الحفّار.
سمع من: رزق اللَّه التّميميّ.
كتب عَنْهُ: عُمَر بْن عليّ، وإبراهيم بْن الشّعّار.
وآخر من روى عَنْهُ إجازة كريمة الزُّبَيْريَّة.
وتُوُفيّ فِي شوّال.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْفَقِيهُ، وَجَمَاعَةٌ آخِرُهُمْ مَوْتًا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الشِّيرَازِيِّ قَالُوا: أَخْبَرَتْنَا كَرِيمَةُ، أَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْحَفَّارُ فِي كِتَابِهِ، أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ، أَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاعِظُ، نا الْمَحَامِلِيُّ، نا أَبُو الْأَشْعَثِ، نا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، نا ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنّ
__________
[1] في المختصر المحتاج إليه: آخر من سمع منه شهاب الدين السهروردي، وياسمين بنت البي [طار] ، وهبة الله بن عمر الحلّاج.
[2] في سير أعلام النبلاء 20/ 394 «عجيبة» .
[3] لم أجد هذه النسبة.
[4] انظر عن (هبة الله بن أحمد الحفّار) في: ابن الدبيثي 3/ 220 رقم 1279، والعبر 4/ 163، وسير أعلام النبلاء 20/ 394 (في آخر الترجمة رقم 267) ، وشذرات الذهب 4/ 181.(38/243)
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْعُو عَلَى أَرْبَعَةِ نَفَرٍ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ لَيْسَ لَكَ من الْأَمْرِ شَيْءٌ، 3: 128 [1] الآيَةَ [2] .
- حرف الياء-
269-[يحيى] [3] بْن بختيار.
أبو زَكَرِيّا الشّيرازيّ، ثُمَّ الدّمشقيّ [4] .
حدُّث عن الفقيه نصر المَقْدِسيّ.
وروى عَنْهُ: أبو القَاسِم بْن عساكر، وقال: تُوُفّي فِي رجب، وله ثمانون سنة [5] .
وروى عَنْهُ: أبو المواهب بْن صَصْرَى، وقال: كان صوفيّا، صالحا، خيّرا [6] .
__________
[1] سورة آل عمران، الآية 128.
[2] أخرجه الترمذي في التفسير من سورة آل عمران (4091) وقال: هذا حديث حسن غريب صحيح يستغرب من هذا الوجه من حديث نافع، عن ابن عمر.
ورواه يحيى بن أيوب، عن ابن عجلان.
[3] في الأصل بياض، والمستدرك من: تاريخ دمشق، ومختصر تارخ دمشق لابن منظور 27/ 218، 219 رقم 106.
[4] زاد ابن عساكر: «القرقوبي المعروف بابن كثامة العالمة» .
[5] وكان مولده سنة 475 أو 476 هـ.
[6] وحدّثه نصر المقدسي قال: أنشدني نصر بن معروف المسافر:
نل ما بدا لك أن تنال من الغنى ... إن أنت لم تقنع فأنت فقير
يا جامع المال الكثير لغيره ... إنّ الصغير غدا يكون كبير
(في البيت إقواء) .
وبه قال:
وإذا ائتمنت على عيوب فاخفها ... واستر عيوب أخيك حين تطلع
لا تفش سرّك ما حييت إلى امرئ ... يفشي إليك سرائر تستودع
فكما تراه بسرّ غيرك صانعا ... فكذا بسرّك لا محالة يصنع(38/244)
270-[يحيى] [1] بْن مُحَمَّد بْن يُوسُف.
أبو بَكْر الْأَنْصَارِيّ، الغَرْناطيّ، الشّاعر، المعروف بابن الصَّيْرَفيّ [2] .
ألّف «تاريخ الدّولة اللَّمْتُونيَّة» [3] . وكان من أعيان شُعرائها، ومُدَّاح أمرائها.
تُوُفّي بأُورْيُولَة وله تسعون سنة [4] .
__________
[ (-) ]
وكتاب ربّك كن به متهجّدا ... إنّ المحبّ لربّه لا يهجع
[1] في الأصل بياض، والمستدرك من: تكملة الصلة لابن الأبّار 723، وبغية الوعاة 2/ 343 رقم 2143، وإيضاح المكنون 1/ 11، 215، 482، وهدية العارفين 2/ 520، والأعلام 9/ 208، ودليل مؤرّخ المغرب لبن سودة 151، ومعجم المؤلفين 13/ 230.
[2] وقال ابن الزبير: كان من أهل المعرفة بالعربية والآداب واللغات والتاريخ، ومن الكتّاب المجيدين والشعراء المكثرين. أخذ عن أبي بكر بن العربيّ.
[3] واسمه: «الأنوار الجليّة في أخبار الدولة المرابطية» ، وله: «إبراز اللطائف» ، و «رسالة الدوريات في قول المديون لربّ الدين» .
[4] قال السيوطي: ومات في حدود السبعين وخمسمائة، أو قبل ذلك عن سنّ عالية.(38/245)
سنة ثمان وخمسين وخمسمائة
- حرف الألف-
271- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن قُدَامة بْن مِقْدام بْن نصر [1] .
الرجل الصّالح، أبو الْعَبَّاس المَقْدِسيّ، الْجَمَاعيليّ، الحنبليّ. والد الشَّيْخ أبي عُمَر، والشّيخ الموفَّق، نزيل سَفْح قاسيون رَضِيَ الله عنه.
ولد سنة إحدى وتسعين وأربعمائة، وهاجر إلى دمشق سنة إحدى وخمسين وخمسمائة، فنزل بمسجد أبي صالح بظاهر باب شرقيّ نحو سنتين، وانتقل إلى الجبل، وبنى الدَّيْرَ المبارك، وسكن بالجبل.
وقد حجّ وجاور. وسمع من: زين العَبْدَريّ «صحيح مُسْلِم» . وحدَّث به.
روى عَنْهُ ابناه.
وتُوُفيّ فِي شوّال.
وكان صالحا، زاهدا، عابدا، قانتا، صاحب كرامات وأحوال.
جمع أخباره سِبْطُه الحافظ ضياء الدِّين، وساق له عدَّة كرامات، وحكى عن خاله الموفّق، أنّ أَبَاهُ قرأ فِي شهر رمضان بمسجد أبي صالح خمسا وستّين ختمة.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن قدامة) في: العبر 4/ 164، وسير أعلام النبلاء 20/ 377 (دون ترجمة) ، والوافي بالوفيات 8/ 83، ومرآة الجنان 3/ 314، والنجوم الزاهرة 5/ 364 دون ترجمة، وشذرات الذهب 4/ 182.(38/246)
ثُمَّ حكاها عن الشَّيْخ العماد، عن الشَّيْخ أَحْمَد، أنّه قرأ ذلك.
وقال العماد: كان الشَّيْخ أَحْمَد بين عينيه نور لا يكاد أحد يراه إلّا قبّل يده.
قلت: قبره بمقبرة المقادسة الّتي فوق مرقد الحورانيّ، مقصود بالزّيارة، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ.
272- أَحْمَد بْن مَسْعُود بْن يحيى بْن إِبْرَاهِيم [1] .
أبو جَعْفَر بْن سكينة القيسيّ، السّرقسطيّ، ثمّ الشّاطبيّ.
سمع من: أبي عامر بن حبيب، وعبد الحقّ بن عطيّة، وجماعة.
ووُلّي خطْبة الشُّورّى بشاطِبَة.
قال ابن الأَبَّار: وكان محدِّثًا، حافظا، متقنا.
أخذ عَنْهُ: أبو القَاسِم بْن فِيرَّة [2] الضّرير، وغيره.
قال ابن عَيّاد: لم أر بعد أبي الوليد بْن الدّبّاغ أحفظ منه لأسماء الرجال. وكان ورِعًا، مُنْقَبِضًا، متواضعا، تزهّد فِي آخر عُمره، حَتَّى عُرِف بإجابة الدّعوة.
تُوُفّي فِي رمضان. ويُقال، تُوُفّي سنة سبْعٍ وخمسين.
ومولده سنة خمسٍ وخمسمائة.
وكان رحمه اللَّه بارعا فِي كتابة الوثائق [3] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن مسعود) في: تكملة الصلة لابن الأبار 1/ 65، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة ج 1 ق 2/ 540، 541 رقم 828 وفيهما: «أحمد بن مسعود بن إبراهيم بن يحيي» .
[2] فيرّه: بكسر الفاء، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وضم الراء المشدّدة، ثم هاء.
[3] وقال المراكشي: وكان محدّثا، حافظا، متقنا فيما قيّد، ثقة فيما روى على منهاج أهل(38/247)
- حرف السين-
273- سخاء بِنْت المبارك بْن عليّ البغداديّ [1] .
وتُدْعى مهناز.
سَمِعت من: أبي القَاسِم الرَّبَعيّ.
روى عَنْهَا: أبو المعالي بْن هبة، ونصر بْن الحصْريّ.
وعاشت إلى هذه السَّنَة.
سديد الدِّين بْن الأنبَاريّ.
اسمه مُحَمَّد، سيأتي إن شاء اللَّه [2] .
274- سلامة بْن أَحْمَد بْن عَبْد الملك بْن الصَّدْر [3] .
أبو بَكْر البغداديّ التّاجر، أخو «مقبل» المذكور سنة سبْعٍ [4] .
سمع: رزق اللَّه التّميميّ، وطِرادًا، والنِّعاليّ.
وتُوُفيّ فِي ثامن ربيع الأوّل [5] .
__________
[ () ] الحديث ومن أهل المعرفة به والتمييز لعلله والذكر لرواته بأسمائهم وكناهم وموالدهم ووفياتهم، عالما بالشروط، بصيرا بعقدها، حسن الخط، دؤوبا على النسخ، يتنافس فيما يكتب ويقيّد له تنابيه مفيدة.
[1] انظر عن (سخاء بنت المبارك) في: المختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي 3/ 263 رقم 1408.
[2] في وفيات هذه السنة برقم (291) وهو «محمد بن عبد الكريم بن إبراهيم» .
[3] انظر عن (سلامة بن أحمد) في: المختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي 2/ 99، 100 رقم 712، وسير أعلام النبلاء 20/ 377 (دون ترجمة) .
[4] كذا في الأصل، والصواب سنة ست. انظر ترجمة «مقبل بن أحمد» في وفيات سنة 556 هـ. برقم (225) .
[5] قال ابن الدبيثي: من بيت معروف بالرواية. وذكر من شيوخه: نصر بن البطر. سمع منه: عمر القرشي، وإبراهيم الشعار. روى عنه: ابن الأخضر، وعمر بن محمد الدينَوَريّ، ويحيى بن القاسم.(38/248)
روى عَنْهُ: ابن الحصْريّ، وأحمد بْن البَنْدنيجيّ [1] .
- حرف الشين-
275- شَهْرَدار [2] بْن شِيرَوَيْه بْن شُهْردَار بْن شِيرَوَيْه [3] بْن فَنّاخسرو بْن خُسَرُكان بْن رينوَيْه بْن خُسْرُو بْن زرّود بْن دَيْلم بْن الدّبّاس بْن لَشْكريّ بْن راجي بْن كيّوس بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه ابن صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الضّحّاك بْن فيروز الدَّيْلَميّ.
أبو مَنْصُور ابن المحدّث المؤرّخ أبي شجاع الهَمَذانِيّ.
قال ابن السَّمْعانيّ فِي «الذّيل» : كذا قرأت نَسَبَه فِي ديباجة كتابه.
ثُمَّ قال: كان أبو مَنْصُور حافظا، عارفا بالحديث، فَهِمًا، عارفا بالأدب، ظريفا، خفيفا، لازما مسجده، مُتّبِعًا أثر والده فِي كتابة الحديث وسماعه وطلبه [4] .
__________
[1] البندنيجيّ: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون النون وفتح الدال المهملة وكسر النون وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها الجيم هذه النسبة إلى بندنيجين وهي بلدة قريبة من بغداد دونهما عشرين فرسا. (الأنساب 2/ 313) .
[2] انظر عن (شهردار) في: التحبير 1/ 327- 330، وطبقات الفقهاء الشافعية لابن الصلاح 1/ 484، 485 رقم 175، والوفيات لأبي مسعود الأصبهاني 43، والتقييد لابن نقطة 297 رقم 362، وتلخيص مجمع الآداب ق 3 ج 4/ 182، 183، والعبر 4/ 164، وسير أعلام النبلاء 20/ 375- 377 رقم 255، والإعلام بوفيات الأعلام 230، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 7/ 110، 111، والوافي بالوفيات 16/ 193، 194، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 205، وتوضيح المشتبه 1/ 534، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 324 رقم 288، والنجوم الزاهرة 5/ 364، وتاريخ الخلفاء 444، وكشف الظنون 1684، وشذرات الذهب 4/ 182، وهدية العارفين 1/ 419، والرسالة المستطرفة 75، وفهرس المخطوطات المصوّرة 1/ 102، ومعجم المؤلفين 4/ 309.
[3] في الأصل: «شهرويه» ، والتصحيح من المصادر.
[4] التقييد 297.(38/249)
رحل إلى أصبهان مع والده سنة خمسٍ وخمسمائة، ثُمَّ رحل إلى بغداد سنة سبْعٍ وثلاثين.
سمع: أَبَاهُ، وأبا الفتح عَبْدُوس بْن عَبْد اللَّه، ومكّيّ بْن مَنْصُور الكرجيّ، وحَمْد بْن نصر الْأَعْمَشُ، وقَيْدس بْن عَبْد الرَّحْمَن الشّعرانيّ، وأبا مُحَمَّد الدُّونيّ.
وبِزَنْخَان: الفقيه أَبَا بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن زَنْجُوَيْه. وذكر أنّه سمع منه «مُسْنَد أَحْمَد بْن حنبل» سنة خمسمائة، بروايته عن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الفلّاكيّ، عن القَطِيعيّ. وله إجازة من أبي بَكْر بْن خَلَف الشّيرازيّ، وأبي مَنْصُور الْحُسَيْن بْن المُقَوّميّ.
كتبتُ عَنْهُ، وكان يجمع أسانيد كتاب «الفِرْدَوس» لوالده، ورتّب لذلك ترتيبا عجيبا حَسَنًا. ثُمَّ رَأَيْت الكتاب سنة ستٍّ وخمسين بمَرْو فِي ثلاث مجلدَّات ضخمة، وقد فرغ منه، وهذّبه ونقّحه. وقال: أَنَا المقوّميّ سنة ثلاثٍ وثمانين إجازة، وفيها وُلِدْتُ.
قلت: روى عَنْهُ: ابنه أبو مُسْلِم أَحْمَد وأبو سهل عَبْد السّلام السرنولي، وطائفة.
وسمعنا من طريقه كتاب «الألقاب» لأبي بَكْر الشّيرازيّ.
وقيَّد وفاته فِي هذه السَّنَة عَبْد الرحيم الحاجّيّ.
زاد السَّمْعانيّ: فِي رَجَبَها.
- حرف العين-
276- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيّ بْن حُسَيْنِ [1] .
أَبُو القَاسِم الْأَنْصَارِيّ، الدّمشقيّ، الشّاهد، المعروف بابن الشّيرجيّ.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن علي) في: تاريخ دمشق، ومختصر تاريخ دمشق 13/ 145 رقم 29.(38/250)
سمع من: سَعْد بْن أَحْمَد البَسَويّ الَّذِي استُشْهد بالقدس.
روى عَنْهُ: ابن عساكر، وغيره.
وتُوُفيّ فِي ربيع الآخر، رحمه اللَّه.
277- عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه [1] .
أَبُو مُحَمَّد الكِنَانيّ، الدّارانيّ، الدّمشقيّ ابن أخت مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم النَّسَائيّ.
سمّعه خاله من: أبي الفضل بْن الفُرات. وسهل بْن بِشْر، وعبد اللَّه بْن عَبْد الرّزّاق.
روى عَنْهُ: ابن عساكر وقال [2] : لم يكن الحديث من صنعته، وابنه القَاسِم، والمسلم بْن أَحْمَد المازِنيّ، ومُكْرَم بْن أبي الصَّقْر، وكريمة، وآخرون.
تُوُفّي فِي الخامس والعشرين من جُمَادَى الأولى.
وقد سمع قطعة كبيرة من «السُّنن» الكبير للنَّسَائيّ على سهل بْن بِشْر الإسْفَرَائينيّ.
278- عَبْد الرَّحْمَن بْن زَيْدِ بْن الفضل [3] .
أبو مُحَمَّد الورّاق. بغداديّ، ثقة.
ذكره ابن السَّمْعانيّ وقال: شيخ صالح، ديِّن، كثير التّلاوة، والصّلاة، والعبادة، مشتغل بما يعنيه.
سمع: أَبَا الْحَسَن بْن العلّاف، وابن نبهان، وابن الزّينبيّ.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن أبي الحسن) في: تاريخ دمشق 40/ 264 (مطبوع) ، ومشيخة ابن عساكر (مخطوط) ورقة 106 ب، ومختصر تاريخ دمشق 14/ 237 رقم 162، وسير أعلام النبلاء 20/ 348، 349 رقم 235.
[2] في تاريخ دمشق، والمشيخة.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن زيد) في: سير أعلام النبلاء 20/ 377 (دون ترجمة) .(38/251)
ولد في حدود سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة. كتبتُ عَنْهُ.
قلت: هذا كان من الصّالحين ببغداد.
روى عن: ابن طَلْحَةَ النَّعَاليّ أيضا.
وعنه: إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن برهان النّسَّاج، وعبد الواحد بن علوان السَّقْلاطُونيّ، ومحمد بْن عُمَر العَطَّار، وهبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الحلّاج، والحَرَمِيُّون.
وتُوُفيّ فِي العشرين من شوّال. وأصله مدنيّ.
279- عَبْد اللّطيف ابن المحدّث أبي سَعْد أَحْمَد بْن مُحَمَّد.
البغداديّ، ثُمَّ الأصبهانيّ.
سمع: أَبَا مطيع، وأبا الفتح الحدّاد.
وكان صدوقا.
قرأ عليه ابن ناصر.
مات فِي ذي القعدة بأصبهان.
280- عَبْد المؤمن بْن عليّ بْن علويّ [1] .
القَيْسيّ المغربيّ، الكوميّ [2] التّلمسانيّ.
__________
[1] انظر عن (عبد المؤمن بن علي) في: الكامل في التاريخ 11/ 291، 292، والمعجب 284- 303 و 327- 344، وخريدة القصر (شعراء الأندلس) 2/ 339 و 3/ 438، والروضتين ج 1 ق 1/ 322، وتاريخ إربل 1/ 250 (في ترجمة الفقيه الصنهاجي معاذ بن علي بن يونس، رقم 148) ، ومرآة الزمان 8/ 144، 163، 172، 269، 451، 462، 522، 540، 562، 578، والمختصر في أخبار البشر 3/ 40، ودول الإسلام 2/ 73، وسير أعلام النبلاء 20/ 366- 375 رقم 254، والعبر 4/ 165، والإعلام بوفيات الأعلام 230، وتاريخ ابن الوردي 2/ 104، والبداية والنهاية 12/ 246، 247، والحلل الموشّية 107- 119، وشرح رقم الحلل 190، 199، وبغية الرواد 1/ 87، ومآثر الإنافة 2/ 30، 43، 44، 49، 252، وتاريخ ابن خلدون 6/ 229، والنجوم الزاهرة 5/ 363، 364، وجذوة الاقتباس 272، ونفح الطيب 1/ 442، وشذرات الذهب 4/ 183، والخلاصة النقية 55، والاستقصاء 2/ 99- 145، وأخبار الدول 2/ 410، ومعجم الأنساب 113، وأخبار المهدي 21، وأعمال الأعلام 307، ودائرة المعارف الإسلامية ج 1/ 321.
[2] الكومي: نسبة إلى كومية، وهي قبيلة صغيرة نازلة بساحل البحر من أعمال تلمسان. (وفيات(38/252)
وُلِدَ بقرية من ضياع تِلِمْسان، وكان أَبُوهُ صانعا فِي الفخّار.
نقل عَبْد الواحد المَرَاكُشيّ فِي كتاب «المُعْجِب» [1] فقال إنَّ عَبْد المؤمن قال: إنّما نَحْنُ لقَيْس، لقَيْس غَيْلان من مُضَر بْن نِزَار، ولكُومِيَة علينا حقٌّ الولادة فِيهِم والمنشأ، وهم أخوالي. وأمّا خُطَباء المغرب فكانوا يقولون إذا ذكروا الملك عَبْد المؤمن بعد ابن تُومِرْت. قسيمُهُ فِي النَّسَب الكريم.
ولد سنة سبع وثمانين وأربعمائة، واستقلّ بالمُلك إحدى وعشرين سنة، وعاش إحدى وسبعين سنة [2] .
واستوسق [3] له أمراءُ العرب بموت أمير المسلمين علي بْن يُوسُف بْن تاشفين.
قال: وكان أبيض، ذا جسم عَمَمٍ [4] تعلوه [حُمْرة] [5] وكان أسود الشَّعر، معتدل القامة، رصينا، جهوريّ الصّوت، فصيحا، جَزْل المنطق، لا يراه أحدٌ إلّا أحبّه بديهة.
قال: وبَلَغَني أنّ ابن تُومَرت كان إذا رآه أنشد:
تكامَلَتْ فيك [6] أخلاقٌ [7] خُصصْتَ بها ... فكُّلنا بك مسرورٌ ومغتبطُ
فالسّنُّ ضاحكةٌ والكفُّ مانحةٌ ... والصَّدْرُ مُنْشَرِحٌ [8] والوجه منبسط [9]
وقال ابن خَلِّكان [10] : كان عند موته شيخا نقيّ البياض، معتدل القامة،
__________
[ (-) ] الأعيان 3/ 240، الاستقصاء 2/ 99) .
[1] ص 288.
[2] وقيل: كانت ولادته سنة خمسمائة، وقيل: سنة تسعين وأربعمائة. (وفيات الأعيان 3/ 239) .
[3] استوسق: اجتمع.
[4] عمم: بالتحريك. عظم الخلق في الناس وغيرهم. (القاموس المحيط) .
[5] ما بين الحاصرتين ساقطة من الأصل، والمستدرك من (المعجب) .
[6] في الأصل: «بك» .
[7] في وفيات الأعيان: «أوصاف» .
[8] في الوفيات: «والنفس واسعة» .
[9] وفيات الأعيان 3/ 238.
[10] في وفيات الأعيان 3/ 239.(38/253)
عظيما، أشْهَل العينين، كثّ اللّحْية، شَثنَ الكَفَّين [1] ، طويل القعدة، واضح بياض الأسنان. بخدّه الأيمن خال، عظيم الهامة [2] .
قال صاحب سيرته: هكذا رَأَيْته.
قال ابن خِلِّكان [3] : وحُكي أنّ عَبْد المؤمن كان فِي صباه نائما، فسمع أَبُوهُ دَوِيًّا، فرفع رأسه، فإذا سحابة سوداء من النَّحل قد أهوت مُطْبِقَة على بيته، فنزلت كلُّها على عَبْد المؤمن وهو نائم، فلم يستيقظ، ولا أذاه شيء منها، فصاحت أمّه، فَسَكَّتَهَا أَبُوهُ، وقال: لا بأس، ولكنّي متعجّب ممّا يدلّ عليه هذا. ثُمَّ طار عَنْهُ النّحل كلُّه، واستيقظ الصّبيّ سالما فمشى أَبُوهُ إلى زاجر فأخبره الأمر، فقال: يوشك أن يكون له شأن يجتمع على طاعته أهل المغرب.
وقد ذكرنا فِي ترجمة ابن تُومَرْت كيف وقع بعبد المؤمن، وأفضى إليه بسِرَه. وكان ابن [4] تُومَرْت يقول لأصحابه: هذا غلّاب الدّول.
وقد مرَّ أيضا فِي ترجمة ابن تُومَرْت: وفي سنة إحدى وعشرين جرت وقعة البحيرة على باب مرّاكش استؤصلت فيها عامَّة عسكر الموحّدين، ولم ينْجُ منهم إلّا أربعمائة مقاتل، وولّت المَصَامِدة. فَلَمّا تُوُفّي ابن تومرت سنة أربعٍ وعشرين أخْفُوا موته، فكان عَبْد المؤمن وغيره يخرج الرجل منهم ويقول: قال المهديّ كذا. وأمَرَ بكذا. وجعل عَبْد المؤمن يخرج بنفسه، ويُغير على البلاد، وأمْرهم يكاد أن يُدْثر، حَتَّى وقع بين المرابطين وبين الفلاكيّ ما أوجب عليه الهرب منهم فقدِم إلى جبلٍ، فتلقّاه عَبْد المؤمن بالإكرام، واعتضد به اعتضادا كليّا.
فلمّا كان في سنة تسعٍ وعشرين صرّحوا بموت المهديّ، ولقَّبوا عَبْد
__________
[1] في الأصل: «الكتفين» .
[2] قوله: «عظيم الهامة» ليس في (وفيات الأعيان) .
[3] في وفيات الأعيان 3/ 37، 238.
[4] في الأصل: «أبو» .(38/254)
المؤمن بأمير المؤمنين. ورجعت حصون الفلاكيّ كلُّها للموحّدين والفلاكيّ يُغِير على نواحي السُّوس، وأغْمات، وهم كلّهم تنمو أحوالهم وتستفحل.
قال صاحب «المَعْجب» [1] : قبل وفاة ابن تُومَرْت بأيّام استدعى المسمّين بالجماعة، وأهلَ الخمسين، والقوّاد الثّلاثة: عُمَر بْن عَبْد اللَّه الصّنْهاجيّ المعروف بعمر أرتاج [2] ، وعمر بْن ومْزَال المعروف بعمر إينتي، وعبد اللَّه بْن سُلَيْمَان، فحمد اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ سبحانه، وله الحمد، مَنَّ عليكم أيَّتُها الطّائفة بتأييده، وخصَّكم من بين أهل هذا العصر بحقيقة توحيده، وقيَّض لكم مَن ألْفاكم ضُلالا لا تهتدون، وعُمْيًا لا تُبْصِرون، لا تعرفون معروفا، ولا تُنكِرونُ مُنْكَرًا، قد فَشَتْ فيكم البِدَعُ، واستهوَتْكُمُ الأباطيل، وزَّين لكم الشّيطان أباطيل وتُرَّهات، أُنزِّه لساني عن النُّطْق بها، فهداكم اللَّه به بعد الضّلالة، وأبصَرَكُم به بعد العَمَى، وجَمَعَكُم بعد الفُرْقَة، وأعزَّكم بعد الذّلَّة، ورفع عنكم سلطان هؤلاء المارِقين، وسِيُورِثكُمُ أرضَهم وديارَهُم، وذلك بما كَسَبَت أيديكُم، وأضمرته قلوبكم، فجدّدوا للَّه خالص نيّاتكم، وأروه من الشُّكْر قولا وفِعلًا ما يزكّي به سَعْيَكُمْ، واحذروا الفُرقة، وكونوا يدا واحدة على عدوّكم، فإنّكم إنْ فعلتم ذلك هابكم النّاس، وأسرعوا إلى طاعتكم، وإنْ لا تفعلوا شملكُمُ الذُّلُ، واحتقرتكُم العامَّة. وعليكم بمزج الرّأفة بالغِلْظة، واللّين بالعُنف. وقد اخترنا لكم رجلا منكم، وجعلناه أميرا عليكم بعد أن بَلَوْنَاه، فرأيناه ثَبْتًا فِي دينه، متبِّصرًا فِي أمره، وهو هذا، وأشار إلى عبد المؤمن، فاسمعوا له وأطيعوا، ما دام سامعا مطيعا لربّه تعالى وتقدَّس، فإنْ بدّل ففي الموحّدين بركةٌ وخير، والأمر أمر اللَّه يقلّده من يشاء.
فبايع القوم عَبْدَ المؤمن، ودعا لهم ابن تُومَرْت، ومسح صدورهم.
وأمّا ابن خِلِّكان فقال [3] : لم يصحّ عنه أنّه استخلفه، بل راعى أصحابه
__________
[1] ص 285- 287.
[2] في (المعجب) : «أزتاج» .
[3] في وفيات الأعيان 3/ 239.(38/255)
فِي تقديمه إشارته، فتمّ له الأمر.
قال: وأوّل ما أخذ من البلاد وَهْران، ثُمَّ تلمسان، ثُمَّ فاس، ثُمَّ سلا، ثُمَّ سَبْته. ثمّ إنّه حاصر مرّاكش أحد عشر شهرا، ثُمَّ أخذها فِي أوائل سنة اثنتين وأربعين. وامتدّ مُلْكه إلى أقصى المغرب وأدناه، وبلاد إفريقية، وكثيرٍ من الأندلس، وسمّى نفسه: أمير المؤمنين، وقصدته الشُّعراء وامتدحوه.
ولمّا قال فِيهِ الفقيه مُحَمَّد بْن أبي الْعَبَّاس التّيفاشيّ هذه القصيدة وأنشده إيّاها:
ما [هزّ] [1] عطْفَيْه بين البِيض والأَسَلِ ... مثل الخليفة عَبْد المؤمن بْن عليّ [2]
فَلَمّا أنشده هذا المطلع أشار إليه أن يقتصر عليه، وأجازه بألف دينار.
وقال صاحب «المُعْجِب» [3] : ولم يزل عَبْد المؤمن بعد موت ابن تُومَرْت يَقْوى، ويظهر على النّواحي، ويدوّخ البلاد. وكان من آخر ما استولى عليه مَرَاكُش كرسيّ ملك أمير المسلمين علي بْن يُوسُف بْن تاشفين. وكان لمّا تُوُفّي عليّ عَهَد إلى ابنه تاشفين، فلم يتَّفق له ما أمَّلَهُ فِيهِ من استقلاله بالأمور، فخرج قاصدا نحو تلمسان، فلم يتهيّأ له من أهلها ما يحبّ، فقصد مدينة وهران، وهي على ثلاثة مراحل من تلمسان، فأقام بها، فحاصره جيش عَبْد المؤمن، فَلَمّا اشتدّ عليه الحصار خرج راكبا فِي سلاحه، فاقتحم البحر، فهلك.
ويقال: إنّهم أخرجوه وصلبوه، ثُمَّ أحرقوه فِي سنة أربعين. فكانت ولايته ثلاثة أعوام فِي نَكَدٍ، وخوف، وضعْف.
ولمّا ملك عَبْد المؤمن مَرّاكُش طلب قبر أمير المسلمين، وبحث عَنْهُ، فما وقع به. وانقطعت الدّعوة لبني العبّاس بموت أمير المسلمين وابنه
__________
[1] في الأصل بياض، والمستدرك من: الكامل والوفيات.
[2] الكامل في التاريخ 11/ 244، وفيات الأعيان 3/ 239، سير أعلام النبلاء 20/ 370.
[3] ص 288.(38/256)
تاشفين، فإنّهم كانوا يخطبون لبني الْعَبَّاس. ثُمَّ لم يُذكروا إلى الآن، خلا أعوام يسيرة بإفريقية فقط، فإنّه تملَّكها الأمير يحيى بْن غانية ... [1] من جزيرة مَيُورْقَة.
وقال [سِبط] ابن الْجَوْزِيّ فِي «المرآة» [2] : استولى عَبْد المؤمن على مَرّاكُش، فقتل المقاتلة، ولم يتعرَّض للرّعيّة، وأحضر الذّميَّة وقال: إنَّ المهديّ أمرني أن لا أُقِرّ النّاس إلّا على مِلَّة الإسلام، وأنا مُخَيِّرُكُم بين ثلاث:
إمّا أنْ تُسْلِموا، وإمّا أن تَلْحَقُوا بدار الحرب، وإمّا القَتْل. فأسلم طائفة، ولحِق بدار الحرب آخرون وخرَّب الكنائس وردَّها مساجد، وأبطل الجزية.
وفعل ذلك فِي جميع مملكته. ثُمَّ فرّق فِي النّاس بيت المال وكَنَسَه، وأمر النّاس بالصّلاة فِيه اقتداء بعليّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ وليعلم النّاس أنّه لا يُؤثِر جَمْعَ المال. ثُمَّ أقام معالم الإسلام مع السّياسة الكاملة، وقال: مَن ترك الصّلاة ثلاثة أيّام فاقْتُلُوه. وكان يصلّي بالنّاس الصّلوات، ويقرأ كلّ يوم سُبْعًا، ويلبس الصُّوف، ويصوم الإثنين والخميس، ويُقَسِّم الفَيْءَ على الوجه الشّرعيّ، فأحبّه النّاس.
وقال عزيز فِي كتاب «الجمع والبيان» : كان يأخذ الحقّ إذا وجب على ولده، ولم يدع مشركا فِي بلاده، لا يهوديّا، ولا نصرانيّا، ولا كنيسَةً فِي بقعة من بلاده، ولا بيعة، لأنّه من أوّل ولايته كان إذا ملك بلدا إسلاميّا لم يترك ذِميًّا إلّا عرض عليه الإسلام، ومن أبى [3] قُتِلَ، فجميع أهل مملكته مسلمون لا يخالطهم سواهم.
قال عَبْد الواحد بْن عليّ [4] : ووَزَرَ لعبد المؤمن أوَلًا عُمَر أرتاج [5] ، ثُمَّ أحّلهُ عن الوزارة ورفعه عَنْهَا، واستوزر أَبَا جعفر أحمد بن عطيّة الكاتب،
__________
[1] بياض في الأصل.
[2] مرآة الزمان 8/ 195 (حوادث سنة 542 هـ) .
[3] في الأصل: «أبا» .
[4] في المعجب 290.
[5] في المعجب: «أزتاج» .(38/257)
وجمع له بين الوزارة والكتابة، فَلَمّا افتتح بجّاية استكتب من أهلها أبا القَاسِم القالميّ [1] .
ودامت وزارة ابن عطيَّة إلى أن قتله فِي سنة ثلاثٍ وخمسين، وأخذ أمواله، ثُمَّ استوزر بعده عَبْد السّلام الكُوميّ، ثُمَّ قتله سنة سبْعٍ وخمسين، واستوزر ابنه عُمَر.
وكان قاضيه أبو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن جَبَل الوهْرانيّ، ثُمَّ عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن المالقيّ، فلم يزل قاضيا له وصدْرًا من أيّام ابنه يُوسُف بْن عَبْد المؤمن.
قال: ولمّا دان له أقصى [2] المغرب ممّا كان يملكه المرابطون قبله، سار من مَرّاكُش إلى بِجَايَة، فحاصر صاحبها يحيى الصّنْهاجيّ، فهرب يحيى فِي البحر حَتَّى أتى مدينة يُولة، وهي أوّل حدّ إفريقية، ومضى منها إلى قُسَنطينة [3] المغرب، فأرسل عَبْد المؤمن وراءه جيشا، فأخذه بالأمان، وأتوا به عَبْد المؤمن.
وتملّك عَبْد المؤمن بِجَاية وأعمالها، وكان يحيى بْن العزيز، وأبوه، وجدّه المنصور، وجدّ أَبِيهِ المنتصر، وجدّهم حَمَّاد من الشّيعة الرّافضة بني عُبَيْد، والقائمين بدعوتهم. وطالت أيّامهم حَتَّى أخرجهم عَبْد المؤمن.
واستعمل عَبْد المؤمن على مملكة بِجَايَة ابنه عبد الله، ثمّ رجع إلى مرّاكش ومعه يحيى بْن العزيز، وجماعة من أمراء دولة يحيى، فأمر لهم بِخَلع، وبوّأهم المنازل، وخصّ يحيى به [وصيّره من قوّاده] [4] ، ونال يحيى عنده مرتبة لا مزيد عليها.
__________
[1] في الأصل: «الغايمي» ، والتصحيح من المعجب، وسير أعلام النبلاء 20/ 371.
[2] في الأصل: «أقصا» .
[3] في الأصل «قسطنطينية» .
[4] ما بين الحاصرتين استدركته من المعجب 290، وفي الأصل بياض.(38/258)
قال: وكان عَبْد المؤمن مُؤثِرًا لأهل العلم، مُحبًّا لهم يستدعيهم من البلاد، ويُجري عليهم الصِّلات، ويُنَوِّه بهم.
قال [1] : وتسمَّى المَصَامِدة الموحّدين، لأجل خوض ابن تُومَرْت بهم فِي عِلم الاعتقاد. وكان عَبْد المؤمن فِي نفسه كامل السُّؤدُد، خليقا للإمارة، سَرِيّ الهمَّة، لا يرضى إلّا بمعالي الأمور، كأنّه، ورِث المُلْك كابرا عن كابر. وكان شديد السّطْوة، عظيم الهيبة.
قال عزيز فِي تاريخه: أخبرني رَجُل من أهل المهديّة سنة إحدى وخمسين وخمسمائة بصَقَلَّية قال: افتتح عَبْد المؤمن بِجَايَة، فأتيتها بأحمالٍ لنبتاع، فَلَمّا كنّا على مرحلةٍ منها سُرِقت لي شَدَّةٌ من المتاع، فدخلت وبعت المتاع، وأفدت فِيهِ فائدة يسيرة. فقلت لتاجر: سرقت لي شَدَّة، وأخاف اللَّه عليّ فِي الباقي. فقال: وما أَنْهَيْتَ ذلك إلى أمير المؤمنين عَبْد المؤمن؟
قلت: لا.
قال: واللهِ إنْ عَلِم بك للحِقَكَ ضَرَرٌ. فرحتُ إلى القصر، فأدخلني خادمٌ عليه، فأعلمته ورجعت.
فَلَمّا كان صبيحة اليوم الثّالث جاءني غلامٌ فقال: أجِبْ أمير المؤمنين.
فخرجت معه، فإذا جماعة كبيرةٌ، والمصامدة محيطةٌ بهم، فقال الغلام لي:
هؤلاء أهل الصَّقع الَّذِي أُخذ رَحْلُكَ فِيهِ. فدخلت وأُجلِستُ بين يديه، فاستدعى [2] مشايخهم، وقال لي: كَم [كان] [3] لك فِي الشَّدَّة الّتي فقَدْتَ أُخْتَها؟ قلت: كذا وكذا.
فأمر من وَزَنَ لي المبلغ وقال: قم، أنت أخذت حقَّك، وبقي حقّي وحقُّ اللَّه. وأمر بإخراج المشايخ، وبقتل الجميع، فأقبلوا يتضرّعون ويبكون
__________
[1] في المعجب.
[2] في الأصل: «فاستدعا» .
[3] في الأصل بياض.(38/259)
وقالوا: تؤاخذ، سيّدنا، الصُّلحاء بالمفسدين؟ فقال: يخرج كلّ طائفة منكم من فيها من المفسدين.
فصار الرجل يُخْرج ولَده، وأخاه، وابنَ عمّه، إلى أن اجتمع نحو مائة نفْسٍ، فأمر أهلهم أن يتولَّوْا قتْلهم، ففعلوا.
فخرجتُ من المغرب إلى صَقَلِّيةَ خوفا على نفسي من أهل المقتولين.
قال عَبْد الواحد: قلت: كان عَبْد المؤمن من أفراد العالم فِي زمانه على هَنَاته.
قال عَبْد المؤمن بْن عُمَر الكحّال فِي أخبار ابن تُومَرت: توجّه أمير المؤمنين عَبْد المؤمن إلى بلاد إفريقية، فسار فِي مائة ألف فارس مُحصاةٍ فِي ديوانه، سوى من يتْبعها، وكانوا يصلّون كلُّهم خلْفَ إمامٍ واحد.
قال: وكان هُوَ يصلّي الُّصبْح مُبْكِرًا، ثُمَّ يركب، ويقف عند باب خيثمة، وبين يديه منادي يقول بصوتٍ عالٍ: الاستعانة باللَّه، والتوكّل عليه.
فينتظم حوله الكُبَراء على خَيْلهم، ويدعوا، ويؤمّنون. ثُمَّ يأخذ فِي قراءة حزب من القرآن، وهم يقرءون معه بصوتٍ واحدٍ.... [1] .
فإذا فرغ أمسك عنان فَرَسه، فيدعوا ويؤمّنون، ثُمَّ يلحق أولئك الأعيان، ويُلقَّبون بالطَّلَبَة والحُفّاظ، لا بالأمراء والقُوّاد، إلى عساكرهم، ويبقى وحده، وحوله أُلُوفٌ من عبيده السُّود، رَجّالةً بالرّماح والدُّرَق.
وكان إذا مرّ على قومٍ سلَّم ودعا لهم، فيؤمِّنون. وكان فصيحا بالعربيَّة، حَسَن العبارة.
قال: وكان فِي جُوده بالمال كالسِّيل، وفي محبّته لحُسْن الثّناء كالعاشق. مجلسه مجلسَ وقار وهيبة، مع طلاقة الوجه. انعمرت البلاد فِي أيّامه، وما لبس قَطّ إلّا الصُّوف طُول عُمره. وما كان فِي مجلسه حصر، بل
__________
[1] بياض في الأصل.(38/260)
مفروشٌ بالحَصْباء، وله سجّادة من الخُوص تحته خاصَّة.
وأمّا الأندلس فاختلّت أحوالها اختلالا بيّنا، أوجب تخاذل المرابطين وَميلهم إلى الراحة، فهانوا على النّاس، واجترأ عليهم الفرنج، وقام بكلّ مدينة بالأندلس رئيسٌ منهم، فاستبدّ بالأمر، وأخرج مَن عنده مِن المرابطين.
وكادت الأندلس تعود إلى مثل سيرتها بعد الأربعمائة عند زوال دولة بني أميَّة.
وأمّا بلاد مَرَاغَة فاستولى عليها صاحب أرغن، لعنه اللَّه، ثُمَّ أخذ سَرَقُسْطَة ونواحيها، فلا قوَّة إلّا باللَّه.
وأمّا أهل شرق الأندلس بَلَنْسية ومُرْسِية، فاتّفقوا على تقديم الزَّاهد عَبْد الرَّحْمَن بْن عِياض. بَلَغَني عن غير واحدٍ أنّه كان مُجاب الدّعوة، بكَّاءً، رقيقا، فإذا ركب للحرب لا يقوم له أحدٌ. كان الفرنج يعدّونه بمائة فارس، فحمى اللَّه بابن عِياض تلك النّاحية مدَّة إلى أن تُوُفّي، رحمه اللَّه، ولا أتحقّق تاريخ وفاته، فقام بعده خادمُه مُحَمَّد بْن سَعْد وهو خليفته على النّاس، فاستمرَّت أيّامه إلى أن مات سنة ثمانٍ وستّين وخمسمائة.
وأمّا أهل المَرِيَّة فأخرجوا عَنْهُمْ أيضا المرابطين، وندبوا للأمر عليهم الأمير أَبَا عَبْد اللَّه بْن ميمون الدّانيّ، فأبى عليهم وقال: إنّما وظيفتي البحر وبه عُرفت. فقدَّموا عليهم عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الزّيميّ، فلم يزل على المَرِيَّة إلى أن دخلها الفرنج واستباحوها.
وأمّا جَيّان، وحصن شَقُّورَة، وتلك النّاحية فاستولى عليها عَبْد اللَّه بْن همشك، وربّما تملّك قُرْطُبة أيّاما يسيرة.
وأمّا إشبيلية، وغَرْنَاطة فأقامت على طاعة المرابطين.
وأمّا غرب الأندلس، فقام به دُعاةُ فِتَنٍ ورءوس ضلالة، منهم أَحْمَد بْن قسيّ، وكان فِي أوّل أمره يدَّعي الولاية، وكان ذا حِيَل وشَعْوَذَة، ومعرفة بالبلاغة، فقام بحصن مارتلة، ثُمَّ اختلف عليه أصحابه وتحيّلوا، فأخرجوه(38/261)
وأسلموه إلى جُنْد عَبْد المؤمن، فأتوه به، وهو الّذي قال له عَبْد المؤمن:
بَلَغَني أنّك دعيت إلى الهداية. فقال: أليس الفَجر فجرَيْن، كاذب وصادق؟
فأنا كنت الفجر الكاذب. فضحك وعفا عَنْهُ [1] .
وجهّز عَبْد المؤمن الشَّيْخ أَبَا حفص عُمَر إينتي، فعدّى البحر إلى الأندلس، فافتتح الجزيرة الخضراء، رُنْدَة، ثُمَّ افتتح إشبيلية، وغَرْنَاطة، وقُرْطُبة. وسار عَبْد المؤمن فِي جيوشه وعبر من زُقاق سَبْتَة، فنزل جبلَ طارق، وسمّاه: جبل الفتح. فأقام هناك شهرا، وابتنى هناك قصرا عظيمة ومدينة، فوفد إليه رؤساء الأندلس، ومدحه شُعراؤها، فمن ذلك:
ما للعِدَى جِنَّةٌ أَوْفَى من الهربِ ... أين المفرُّ وخيل اللَّه فِي الطَّلبِ
فأين يذهب من فِي رأس شاهقةٍ ... وقد رَمَتْه سهامُ اللَّه بالشُّهُبِ
حدُّث عن الروم فِي أقطار أندلسٍ ... والبحر قد ملأ البرّيْن بالعربِ [2]
فَلَمّا أتمّ القصيدة [3] قال عَبْد المؤمن: بمثل هذا تُمدح الخلفاء.
ثُمَّ استعمل على إشبيلية ولَدَه يُوسُف الَّذِي ولي الأمر بعده، واستعمل على قُرْطَبة وبلادها أَبَا حفص إينتي، واستعمل على غَرْنَاطة ابنه عثمان بن عبد المؤمن.
وكان قد استخدم العرب الّذين ببلاد بِجَاية، وهم قبائل من بني هلال بْن عامر، خرجوا إلى البلاد حين خلَّى بنو [4] عُبيد بينهم وبين الطّريق إلى المغرب، فعاثوا فِي القيروان عَيْثًا شديدا وجب خرابها إلى اليوم، ودوَّخوا مملكة بني زيرك بْن مَنَاد، وهذا كان بعد موت المُعِزّ بْن باديس، فانتقل ابنه تميم إلى المهديَّة، وسار هؤلاء العربان حَتَّى نزلوا على المنصور الحماديّ، فصالحهم على أن يجعل لهم نصف غلَّة البلاد، فأقاموا على ذلك إلى أن
__________
[1] سيعيد المؤلف هذه الحكاية في ترجمة أحمد بن قسيّ الآتية برقم (374) .
[2] المعجب 314، 315.
[3] هكذا في الأصل. ولم يذكر اسم المنشد.
[4] في الأصل: «بني» .(38/262)
حاربوا عَبْد المؤمن فِي سنة ثمانٍ وأربعين، فتحزَّبوا عليه، وهم بنو هلال، وبنو الأثجّ، وبنو عَدِيّ وبنو رَبَاح، وغيرهم من القبائل، وقالوا: لو جاورنا عَبْد المؤمن أجلانا وتحالفوا عليه. فبذل لهم رُجار الفرنجيّ ملك صَقَلّية نجدة بخمسة آلاف مقاتل، فقالوا: لا نستعين إلّا بمسلم. وساروا فِي عددٍ عظيم، وسار جيش عَبْد المؤمن فِي ثلاثين ألفا، عليهم عبد الله بن عمر الهنتانيّ.
فالتقوا، وانهزمت العرب، وأخذت البربر جميع متاعهم ونسائهم وأطفالهم، وأتوا بها عَبْد المؤمن، فقسّم المتاع والمال، وصان الحريم وأحسن إليهم، وكاتب العرب واستمالهم، وحلف لهم، فأتوا مَرّاكُش، فخلع عليهم، وبالَغَ فِي إكرامهم.
ثُمَّ استخدمهم عَبْد المؤمن، وأنزلهم بنواحي إشبيلية وشريش، فهم باقون إلى وقتنا.
قال: وعبور عَبْد المؤمن إلى الأندلس فِي سنة ثمان وأربعين وخمسمائة. وكان قد كتب إلى أمراء هؤلاء العربان رسالة فيها أبياتٌ قالها هُوَ وهي:
أَقيموا إلى العَلْيَاءِ هَوْجَ الرَّوَاحِلِ ... وَقُودُوا إلى الهيجاءِ جُرْدَ الصَّوَاهِلِ
وقوموا لِنَصْرِ الدِّينِ قومَةَ ثَائِرٍ ... وشُدُّوا على الأعداء شَدَّة صَائِلِ
فما العِزُّ إلّا ظَهْرَ أجْرَدَ سابحٍ ... وأبيضُ مأثورٌ وليسَ بسائل [1]
بني العمّ من عليا هلال ابن عامرٍ ... وما جَمَعْتَ من باسلٍ وابن باسِلِ
تعالَوْا فقد شُدَّتْ إلى [الغزْو نيَّة] [2] ... عواقِبُها منصورةٌ بالأوائِلِ
هِيَ الغزوةُ الغَرّاءُ والموعدُ الَّذِي ... تَنَجَّزَ من بعد المَدَى المتطاوِلِ
بها نفتحُ الدُّنيا بها نبلُغُ المُنَى ... بها نُنْصِفُ التّحقيقَ من كلّ باطل
__________
[1] في (المعجب 329) جعل هذا البيت بيتين:
فما العزّ إلّا ظهر أجود سابح ... يفوت الصبا في شدّه المتواصل
وأبيض مأثور كأنّ فرنده ... على الماء منسوج، وليس بسائل
[2] في الأصل بياض، والمستدرك من: المعجب، وسير أعلام النبلاء.(38/263)
فلا تَتَوَانَوْا فالبِدارُ غنيمةٌ ... وللمُدْلِجِ السّاري صَفَاءُ المناهِلِ [1]
قال عَبْد الواحد بْن عليّ المُرَاكُشيّ: أَخْبَرَني غير واحدٍ ممّن أرضى [2] نقله، أنّ عَبْد المؤمن لمّا نزل مدينة سَلا، وهي على البحر المحيط، ينصبّ إليها نهر عظيم يصبُّ فِي البحر، عَبَر النَّهر، وضُرِبت له خيمة، وجعلت الجيوش تعبر قبيلة قبيلة، فخرَّ ساجدا، ثُمَّ رفع رأسه، وقد بلَّ الدَّمْعُ لحيَتَه، والتفَّ إليه الخواصّ وقال: أعرفُ ثلاثة وردوا هذه المدينة لا شيء لهم إلّا رغيفٌ واحدٌ، فراموا عبور هذا النّهر، فبذلوا الرّغيف لصاحب القارب على أن يُعدّي بهم، فقال: لا آخذه إلّا على اثنين خاصَّة. فقال له أحدهم، وكان شابّا، خُذ ثيابي، وأنا أعبر سباحة. ففعل ذلك. فكان كلّما أعيا من السّباحة دنا من القارب ووضع يده عليه ليستريح، فيضربه صاحبه بالمجذاف الَّذِي معه، فما عدّى إلّا بعد جَهْد.
قال: فما شكّ السّامعون أنّه هُوَ العابر سباحة، وأنّ الآخرين ابن تومرت، وعبد الواحد الشّرقيّ [3] .
ثُمَّ نزل عَبْد المؤمن مَرّاكُش، وأقبل على البناء والغِراس [4] ، وترتيب المملكة، وبسْط العدْل، وجعل ابنه عَبْد اللَّه الَّذِي على بجاية يشنّ الغارات على نواحي إفريقيَّة بعد القيروان، فحاصرها، وقطع أشجارها، وغَور مياهها، وبها يومئذٍ عَبْد اللَّه بْن خُرَاسَان نائب صاحبها لُوجار [5] بْن الدّوقة الروميّ، لعنه اللَّه، وهو صاحب صَقَلّية. فَلَمّا طال على ابن خُرَاسَان الحصارُ، أجمع رأيه على مناجزة المَصَامدة، فخرج، فالتقوا، فانهزم المصامدة، وَقُتِلَ منهم خلْق، وردّ ابن خُرَاسَان إلى البلد، فكتب عَبْد الله بن عبد المؤمن إلى أبيه
__________
[1] الأبيات في المعجب 329، 330 وفيه زيادة ثلاثة أبيات أخرى قبل البيت الأخير.
[2] في الأصل: «أرضا» .
[3] المعجب 331.
[4] وذكر القزويني إنه كان له بها بستان يعرف باسمه، طوله ثلاثة فراسخ، وكان ماؤه من الآبار فجلب إليها ماء من أعماق تسير تسقي بساتين لها. (آثار البلاد 112) .
[5] في الكامل 11/ 185 «رجّار» .(38/264)
يخبره. فَلَمّا كان فِي آخر سنة ثلاثٍ وخمسين تهيّأ عَبْد المؤمن لتونس، وسار حَتَّى نازلها، ثُمَّ افتتحها عَنْوةً، وفصل عَنْهَا إلى المهديَّة، وبها النّصارى أصحاب ابن الدُّوقة، وهي له، ولكنّ نائبة بها يحيى بْن حَسَن بْن تميم بْن المُعِزّ بْن باديس، فحاصرها عَبْد المؤمن أشدّ الحصار، لأنّها حصينة إلى الغاية.
بَلَغَني أنّ عرض سورها مَمَرَّ ستّة أفراس، وأكثرها فِي البحر، فكانت الأمداد تأتيها فِي البحر من صَقَلّية. فأقام يحاصرها سبعة أشهر، فنقل ابن الأثير [1] : نازَل عَبْد المؤمن المهديَّة، فكانت الفرنج تخرج شُجعانهم لقتال العسكر ويعودون، فأمر ببناء سورٍ من غربيّها، وأحاط أسطوله بالبحر، وركب عَبْد المؤمن فِي شيني، ومعه الْحَسَن بْن عليّ بْن باديس الَّذِي كان صاحبها، وأخذتها الفرنج منه من سنوات، فطاف بها فِي البحر، فهال عَبْد المؤمن ما رَأَى من حصانتها، وعرف أنّها لا تؤخذ بقتالٍ، وليس إلّا المطاولة، فأمر بجلْب الأقوات، وترك القتال، فلم يمض إلّا أيّام حَتَّى صار فِي العسكر كالجبلين من القمح والشّعير، وكان من يجيء من بعيدٍ يقول: مَتَى حدثت هذه الجبال؟ فيقال: إنّما هِيَ غلَّة. وتمادى الحصار. وفي مدّته أخذ بالأمان سفاقُس، وبلد طَرَابُلُس، وقصورَ إفريقيَّة، وافتتح قابس بالسّيف. وكانت عساكره تغير. وجاءت جيوش صاحب صَقَلَّية، لعنه اللَّه، فكانت مائتين وخمسين شِينيًّا، فنصر اللَّه عليهم أسطول عَبْد المؤمن.
قال عَبْد المؤمن: قال عَبْد الواحد: واشتدّ على جيشه الغلاء. بلغني عن غير واحدٍ أنهم اشتروا سبْع باقِلات بدِرهم مؤمنيّ، وهو نصف درهم ... [2] ، ثُمَّ افتتحها بعد أن أمّن النّصارى على أن يلحقوا بصَقَلّية.
ثُمَّ جهّز إلى قابس من افتتحها، ثمّ افتتح طرابُلُس الغرب. وأرسل إلى تَوْزَر وبلاد الجريد، فافتُتحت كلّها، وأخرج الفرنج منها وألحقهم ببلادهم،
__________
[1] في الكامل 11/ 241- 245 حوادث سنة 554 هـ.
[2] في الأصل بياض.(38/265)
وتطهَّرت افريقية من الكُفْر، وتمَّ له مَلْك المغرب من طرابُلُس إلى سوس الأقصى، وأكثر جزيرة الأندلس.
قال: وهذه مملكة لا أعلمها انتظمت لأحدٍ قبله منذ أيام مروان الحمار.
وقيل: إنّه بدا له أن يمرّ في هذا الوجه على قرية باجسرى، وبها وُلِدَ، ليزور قبر أمّه وَلْيصِلْ مَنْ هناك مِنْ ذوي رَحِمه، فَلَمّا أطلّ عليها والجيوشُ قد نُشِرت بين يديه، والرّايات قد خفقت على رأسه، أكثر من ثلاثمائة راية من بنود وأَلْوية، وهزَّت أكثر من مائتي طبل، وطبولهم فِي نهاية الكِبَر، وغاية الضّخامة، يُخَيَّل لسامعها إذا ضُرِبت أنّ الأرض من تحته تهتزّ، فخرج أهل القرية للقائه، فقالت عجوزٌ منهم: هكذا يعود الغريب إلى بلده، ورفعت صوتها [1] .
وفي سنة ثمانٍ وخمسين أمر النّاس بالجهاد لغزو الروم بالأندلس، واستنفر أهل مملكته ثُمَّ سار حَتَّى نزل مدينة سَلا، فمرض، ثُمَّ مات بها فِي السّابع والعشرين من جُمَادَى الآخرة. وكان قد جعل وليَّ عهده مُحَمَّد، ولَدَه الكبير، وكان لا يصلح، لإدمانه الخمور، وكَثْرة طَيْشه. وقيل كان به جُذَام.
فَلَمّا مات اضطرب مُحَمَّد هذا، وخلعوه بعد شهرٍ ونصف، وأجمعت الدّولة على تولية أحد أخَوَيه يُوسُف أو عمر، فأباها عُمَر، فبايعوا أَبَا يَعْقُوب يُوسُف، فبقي فِي الخلافة اثنتين وعشرين سنة.
وخَلَّف عَبْد المؤمن ستّة عَشْر ابنا، وهم: مُحَمَّد المخلوع، وعليّ، وعمر، ويوسف، وعثمان، وسليمان، ويحيى، وإسماعيل، والحَسَن، والحسين، وعبد الله، وعبد الرَّحْمَن، وعيسى، وموسى، وإبراهيم، ويعقوب [2] .
__________
[1] المعجب 339، 340.
[2] المعجب 289.(38/266)
قال صاحب «الجمع والبيان» : وقفت على كتاب كتبه عَنْهُ بعض كُتّابه، يقول بعد البَسْملة: من الخليفة المعصوم الرضيّ الزَّكيّ، الَّذِي وردت البشائر به من النَّبيّ العربيّ، القامع لكلّ مُجَسِّم غَوِيّ، النّاصر لدين اللَّه الكبير العليّ، أمير المؤمنين الوليّ، عَبْد المؤمن بْن عليّ [1] .
281- عليّ بن أحمد [2] .
أبو الحسن ابن الدّلاء الدّمشقيّ.
روى عَنْ نصر الدّمشقيّ مجلسا، سمعه منه أبو القَاسِم بْن عساكر [3] ، وقال: تُوُفّي فِي شعبان، وله ثلاثٌ وثمانون سنة [4] .
__________
[1] وقال أبو الخير معاذ بن علي بن يونس بن المنصور الفقيه المغربي الصنهاجي: حدّثني غير واحد ممن أدرك عبد المؤمن أمير المغرب، قال: كان عبد المؤمن رجلا، عالما، ورعا، فقيها. وكان لا يخلو مجلسه من العلماء بكل فن من فنون العلم، ومتى خاضوا فنّا خاض معهم فيه كأحدهم، فاتفق أن حضر مجلسه خلق كثير من العلماء والفقهاء والشعراء، فجرت مسألة فسكتوا لاستماع كلامه فقال لهم: لم لا تتكلّمون؟ فابتدر أحدهم فقال: لا علم لنا إلّا ما علّمتنا. فسمع بعض من كان حاضرا، فكتب في الحال رقعة لطيفة، فيها:
يا ذا الّذي قهر العباد بسيفه ... ماذا يصدّك أن تكون إلها؟
أنطق بها فيما ابتدعت، فإنه ... لم يبق شيء لم تقله سواها
ثم ألقاها في غمار المجلس، من غير أن يعلم أحد. فلمّا قاموا لمحها عبد المؤمن فدعا بها واعتقد أنها لمظلوم أو طالب حاجة، فلما قرأها أمر بكل من يعرف بقول الشعر أن يحبس، فحبس جماعة كثيرة، فلما رأى ذلك قائلها، لم ير أن يؤخذ بها غيره ممن ليس له ذنب، فطالع عبد المؤمن بذلك. فدعاه، فلما وقف بين يديه قال له: ما الّذي دعاك إلى هذه؟
فأعلمه أنه فعله غير مرة غيرة على دينه، ولم يرض ما خوطب به من قول القائل: لا علم لنا إلا ما علّمتنا، إذ هذا خطاب الملائكة للَّه- جلّ وعلا- فقال: يا شيخ مثلك من نبّه على حسن ونهى عن مكروه. ووصله وصلة حسنة، ولم يهجه بما خاطبه به من قوله: انطق بها فيما ابتدعت، ولا أنكره عليه. (تاريخ إربل 1/ 250) .
[2] انظر عن (علي بن أحمد) في: تاريخ دمشق، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 14/ 176 رقم 57.
[3] وهو قال: كان يجيد اللعب بالشطرنج، ويحاضر الأمراء لأجله، ثم صلحت طريقته قبل موته.
[4] سئل ابن الدلاء عن مولده فقال: في سنة خمس وسبعين وأربعمائة.(38/267)
282- عليّ بْن عَبْد الرحيم بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن أبي مُوسَى.
الهاشميّ الشّريف أبو المظفَّر البغداديّ.
نبيل. ذَكَر وفاته أبو بَكْر مُحَمَّد بْن مَشّقَ.
- حرف الكاف-
283- كمال [1] بِنْت المحدث أَبِي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عمر بن أبي الأشعث ابن السَّمَرْقَنْديّ.
أمّ الْحُسَيْن.
صالحة خيّرة. وهي زَوْجَة أبي الفَرَج عَبْد الخالق بْن أَحْمَد اليُوسُفيّ.
سمَّعها أبوها من: طِراد الزَّيْنَبيّ، وأبي عَبْد اللَّه النَّعَاليّ، وابن البَطِر، وجماعة فِي سنة إحدى وخمسين.
ومولدها سنة نيّف وأربعمائة.
روى عَنْهَا: إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن بُرهان النَّسّاج.
- حرف الميم-
284- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن سُفْيَان.
أبو بَكْر السُّلَميّ، المُرْسيّ.
روى عَنْ: أبي مُحَمَّد بْن أبي جَعْفَر الفقيه، وأبي القَاسِم بْن أبي المتان.
روى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه بن عَبْد الحقّ التِّلْمِسَانيّ.
تُوُفّي فِي هذا العام ظنّا أو قبله.
285- مُحَمَّد بن أحمد بن محمد.
الدّبّاس، المنقريّ [2] .
__________
[1] انظر عن (كمال بنت أبي محمد) في: سير أعلام النبلاء 20/ 420 رقم 276، وذكرها في صفحة 377 (دون ترجمة) ، وأعلام النساء 4/ 262.
[2] المنقري: بكسر الميم وسكون النون وفتح القاف، وراء، هذه النسبة إلى بني منقر بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب ... بن عدنان. (الأنساب 11/ 502) .(38/268)
هُوَ ابن أخي أبي عَبْد اللَّه البارع. كان صالحا مقرئا، ورَّاقًا.
سمع: مالكا البانياسيّ، والنَّعَاليّ.
وعنه: ابن الأخضر.
عاش ثمانين سنة.
مات فِي صَفَر.
286- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أبي العافية.
أبو عَبْد اللَّه الملَحمِيّ [1] ، المُرْسيّ، يُعرف بالقَسْطَليّ.
روى عن: أبي عليّ بْن سكّرة، وتفقّه عليه.
وكان بصيرا بمذهب الْإِمَام مالك، موصوفا بذلك.
تفقَّه عليه: أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن بَرْطَلَة.
287- مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن [2] .
الملك سيف الدِّين ابن الملك علاء الدِّين الغُوريّ، صاحب الغُور.
تفرّد من عسكره يتفرّج ويتصيَّد، فشعر به أمراء الغُزّ، فأسرعوا إليه وأحاطوا به، فقاتلهم أشدّ قتال، إلى أن قُتل هُوَ وجماعة، وأُسِر الباقون.
وبلغ جيشَه الخبرُ، فانهزموا.
وكان عاملا، حَسَن السّيرة. لمّا ملك منع جُنْده من أذِيَّة المسلمين.
قُتِلَ فِي رجب وله نحوٌ من عشرين سنة.
288- مُحَمَّد بْن حَمَّاد.
أبو غالب المُوسَويّ، المَرْوَزِيّ.
سمع: أَبَا المظفَّر بْن السَّمْعانيّ وخدمه مدَّة، وإسماعيل بن محمد الزّاهريّ.
__________
[1] الملحميّ: بضم الميم وسكون اللام وفتح الحاء المهملة، وفي آخرها الميم. هذه النسبة إلى الملحم، وهي ثياب تنسج من الإبريسم.
[2] انظر عن (محمد بن الحسين) في: الكامل في التاريخ 11/ 293، 294، ودول الإسلام 2/ 72، والبداية والنهاية 12/ 246.(38/269)
قال أبو سَعْد الحافظ: اتّصل بالأمراء، وكان يوافقهم على شرب الخمر، وكان رافضيا مبالِغًا.
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة وله ثمانون سنة.
289- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن سُفْيَان بْن سيّد ... [1] .
التُّجْيبيّ، الشّاطبيّ.
روى عن: أبي القَاسِم بْن الجنان، وأبي بكر بن أسد.
وتفقّه بصهره أبي بَكْر بْن أسد. وكان عارفا بالحديث. له مجموع فِي رجال الأندلس ذيَّل به على «الصَّلة» لابن بَشْكُوال.
وتُوُفيّ قبله سنة ثمانٍ هذه.
290- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن البيضاويّ [2] .
القاضي أبو عَبْد اللَّه، بغداديّ، فاضل، نبيل.
وُلِدَ سنة ستٍّ وثمانين وأربعمائة، وحَدّث.
وتُوُفيّ فِي شوّال.
روى عن: ابن طَلْحَةَ النَّعَاليّ، وابن البَطِر، وأبي الْحَسَن بْن الطُّيُوريّ.
وعنه: أبو الفَرَج بْن الْجَوْزِيّ [3] ، وأبو محمد بن الأخضر، وإسماعيل بن حمدي [4] .
__________
[1] في الأصل بياض.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الله البيضاوي) في: المنتظم 10/ 206 رقم 298 (18/ 157 رقم 4249) ، وتاريخ إربل 1/ 368، 369 رقم 267 وفيه «مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي الفتح الإربلي» .
[3] وهو قال: قرأت عليه أشياء من مسموعاته.
[4] وقال ابن المستوفي: «محمد الإربلي هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الفتح الإربلي. كذا وجدت في آخر جزء سمعه على أبي بكر محمد بن علي الأنصاري الجياني، جماعة بجامع(38/270)
291- مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الكريم بْن رفاعة [1] .
سديد الدّولة الشَّيْبَانيّ، المعروف بابن الأنبَاريّ.
كاتب الإنشاء بالدّيوان العزيز. أقام بديوان الإنشاء خمسين سنة [2] ، وناب فِي الوزارة، ونُفِّذ رسولا إلى ملوك الشَّام، وخُراسان، وكان ذا رأيٍ وتدبيرٍ وحُسْن سِيرة. وكان بينه وبين أبي مُحَمَّد الحريريّ مصنَّف «المقامات» رسائل، وقد دُوِّنَت.
حدُّث عن: ابن الحُصَيْن، وأبي مُحَمَّد بْن السَّمَرْقَنْديّ.
وسمع من أَحْمَد بْن مُحَمَّد الخيّاط [3] ، وأبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن نصر القَيْسرانيّ بعضَ شِعْرهما.
سمع منه: أَحْمَد بْن صالح بْن شافع، والمبارك بْن عَبْد اللَّه بْن النَّقُّور، وعبد المحسن بْن خطلخ.
وعاش نيّفا وثمانين سنة.
__________
[ () ] الموصل يوم الجمعة سادس عشر المحرّم، سنة ثمان وخمسين وخمسمائة، محمد بن عبد الله هذا منهم. ووجدته سمع كتاب «الدعاء» للحسين بن إسماعيل المحاملي، على محمد بن بركة بن خلف بن الحسن بن كرما الصلحي بالموصل في محرّم سنة ثمان وخمسين وخمسمائة.
[1] انظر عن (محمد بن عبد الكريم) في: المنتظم 10/ 206 رقم 299 (18/ 157 رقم 4250) ، والكامل في التاريخ 11/ 297، والمختصر في أخبار البشر 3/ 41، والعبر 4/ 165، 166، وسير أعلام النبلاء 20/ 350، 351 رقم 238، وصفحة 377، والوافي بالوفيات 3/ 279، 280، والبداية والنهاية 12/ 247، ومرآة الجنان 3/ 318. والنجوم الزاهرة 5/ 364، وشذرات الذهب 4/ 184، 185.
[2] وقال ابن الجوزي: كان شيخا مليح الشيبة، ظريف الصورة، فيه فضل وأدب، وانفرد بإنشاء المكاتبات، وبعث رسولا إلى سنجر وغيره من السلاطين، وخدم الخلفاء والسلاطين من سنة ثلاث وخمسمائة، وعمّر حتى قارب التسعين. (المنتظم) .
[3] في الأصل «الحناط» بالحاء المهملة والنون، وكذا في: الوافي بالوفيات 3/ 3/ 279 وهو غلط، والصحيح ما أثبتناه. وابن الخياط هو الشاعر الدمشقيّ المشهور صاحب الديوان.
توفي سنة 517 هـ.(38/271)
وشيّعه ابن هُبَيْرة الوزير فَمَن دونه. وكان رائق اللّفْظ، بليغ الكتابة، مليح الخطّ.
وقد مدحه إبراهيم الغزّيّ، وأبو بكر الأرّجانيّ، ومحمد بن نصر القيسرانيّ. وللأرّجانيّ فيه أشعار لو دوّنت لجاءت تخلّده. وله قصَّة فِي كتابته للإنشاء، فأنبأني أَحْمَد بْن سَلامة، عن أَحْمَد بْن طارق، أنّه سمع سديد الدّولة ابن الأنبَاريّ يقول: كتب إليَّ صديقي هبة اللَّه بْن السَّقَطيّ المحدِّث سنة ستّ وخمسمائة رُقْعةً، وقد مات كاتب الإنشاء ابن رضوان:
قُلْ لسديد الدّولة المجتبى ... فِي الأصْل والإفضال والغَرْس
قد عنّت لرُتبة فانهضْ لها ... واخطُبْ جديدَ كتبة المجلس
قال: فكتبت على ظهرها:
يا من هَوَى مع فضله همَّةً ... بغير ثوب الشُّكر لا تكتسي
أرْهَقْتُ عزمي فِي طلب العُلا ... لو رغبوا فِي كاتب مُفْلِس [1]
__________
[1] ومن شعر سديد الدولة:
يا قلب إلام لا يفيد النصح ... دع مزحك كم هوى جناه المزح
ما جارحة منك خلّاها جرح ... ما تشعر بالخمار حتى تصحو
ومن شعره أيضا:
لا تيأسنّ إذا حويت فضيلة ... من العلم من نيل المرام الأبعد
بينا ترى الإبريز يلقى في الثّرى ... إذ صار تاجا فوق مفرق أصيد
وله:
يا ابن الكرام نداء من أخي ثقة ... تطويه نحوك أشواق وتنشره
ما اختار بعدك لكن للزمان يد ... على خلاف الّذي يهواه تجيره
وله:
إن قدّم الصاحب ذا ثروة ... وعاف ذا فقر وإفلاس
فاللَّه لم يدع إلى بيته ... سوى المياسير من الناس
(الوافي بالوفيات) -(38/272)