وقال أبو الحسن الهَمَدَانيّ في كتاب «الوزراء» : أبو نصر محمد بن محمد ابن منصور.
وكُنْدُر قَرْيَة مِن نَوَاحي نَيْسَابُور بها وُلِدَ سنة خمس عشرة بها.
وتفقَّه لَأبي حنيفة، وتأدَّب، ثم صحب رئيسًا بنَيْسابور، فاستخدمه في ضياعه، ثم استنابه عنه في خدمة السُّلطان طُغْرُلْبَك، فطلبه منه، فوصل في خدمته، وصار صاحب خبرة. ثُمّ ولاه خُوَارِزْم، وعظُمَ جاهه.
وعصى بخُوَارِزْم، ثم ظفر به السُّلطان، ونقم عليه أنَّهُ تزوَّج امرأة ملك خُوَارِزْم فخصاه [1] . ثمّ رقّ له فداواه وعوفي. واستوزره وله إحدى وثلاثون سنة.
وقَدِمَ بغداد، وأقام بها مُدَّة، ولقَّبهُ الخليفة «سيِّد الوزراء» .
ونال من الجاه والحُرمة ما لم ينله أحد.
وكان كريمًا جوَّادًا، متعصِّبًا لمذهبه، مُعتزليًّا [2] ، مُتكلِّمًا له النّظم والنّثر.
__________
[ (-) ] وقال: عد غدا وأنشد فعاد في اليوم الثاني وأنشد هذه القصيدة:
أقوت مغانيهم بشطّ الوادي ... فبقيت مقتولا وشطّ الوادي
غرّ الأعادي منه رونق بشره ... وأفادهم بردا على الأكباد
هيهات لا يخدعهم إيماضه ... فالغيظ تحت تبسّم الآساد
فلما فرغ من إنشاده قال الوزير لأمراء العرب: لنا مثله في العجم، فهل لكم مثله في العرب؟
وأمر له بألف دينار» (زبدة التواريخ 67، 68، وانظر: معجم الأدباء 13/ 40، 41 ففيه اختلاف في الشعر) ، وكان الباخرزي قد هجاه قبل ذلك بأبيات أولها:
أقبل من كندر مسخرة ... للشؤم في وجهه علامات
(آثار البلاد 447)
[1] وقد مدحه الباخرزي على نقصان مذاكيره فقال:
قالوا: محا السلطان عنه بعدكم ... سمة الفحول وكان قرما صائلا
قلت: اسكتوا، فالآن زاد فحولة ... لما اغتدى من أنثييه عاطلا
فالفحل يأنف أن يسمّى بعضه ... أنثى، لذلك جذّه مستأصلا
(الأبيات في: زبدة التواريخ 69، والكامل في التاريخ 10/ 11، ومعجم الأدباء 13/ 43، ووفيات الأعيان 5/ 141، 142) .
[2] قال ابن الأثير إنه كان شديد التعصّب على الشافعية، كثير الوقيعة في الشافعيّ، رضي الله عنه، حتى بلغ من تعصّبه أنه خاطب السلطان ألب أرسلان السلجوقي في لعن الرافضة على منابر خراسان، فأذن في ذلك، فلعنهم وأضاف إليهم الأشعرية، فأنف من ذلك أئمة خراسان، منهم: أبو القاسم القشيري، وإمام الحرمين الجويني، وغيرهما، ففارقوا خراسان، وأقام إمام الحرمين بمكّة، شرّفها الله تعالى، أربع سنين يدرّس ويفتي، فلهذا قيل له إمام الحرمين، فلما-(30/423)
فلمّا مات طُغْرُلْبَك وتسلطن ابن أخيه ألْبُ أرسلان أقرَّه على وزارته قليلًا، ثُمّ عزله، واستوزر نظام المُلْك [1] .
ومن شِعره في غلامٍ له:
أنا في غَمْرة حُبِّهِ ... وهو مشغولٌ بلعبهْ
صانه اللَّه فما أكثر ... إعجابي بعجبهْ
لو أراد اللَّه نفعًا ... وصلاحًا لمحبّهْ
تُفْلِتُ رقّة خدّيه ... إلى قسوة قلبهْ
وقال أبو الحسن الهَمَذَانيّ في «تاريخه» إنَّ ابنة الْإِعرابيّ المُغنْية المشهورة وجَوْقتها غنَّت عميد المُلْك، فأطربته، فأمر لها بألف دينار، وأمر لَأولئك بألف دينار، وفرَّق في تلك الليلة أشياء، فلمَّا أصبح قال: كفَّارة ما جرى أن أتقرَّب بمثل ذَلِكَ، فتصدَّق بألفيّ دينار [2] .
وقال أبو رجاء: أنشد عميد الملك عند قتله:
__________
[ (-) ] جاءت الدولة النظامية أحضر من انتزح منهم وأكرمهم وأحسن إليهم، وقيل إنه تاب عن الوقيعة في الشافعيّ، فإن صحّ فقد أفلح. (الكامل في التاريخ 10/ 33، وفيات الأعيان 5/ 138، 139) .
وقال القزويني: كان شيعيا غاليا متعصبا. وكان السلطان معتزليا فأمر بلعن جميع المذاهب يوم الجمعة على المنبر، فشقّ ذلك على المسلمين، وفارق إمام الحرمين نيسابور وذهب إلى مكة، وكذلك الأستاذ أبو القاسم القشيري، ودخل على الناس من ذلك أمر عظيم. (آثار البلاد 447) .
أما ابن السمعاني فقال في ترجمة أبي المعالي الجويني في (الذيل على الأنساب) إن إمام الحرمين خرج إلى بغداد وصحب العميد الكندري أبا نصر مدّة يطوف معه ويلتقي في حضرته بالأكابر من العلماء ويناظرهم، وتحنّك بهم حتى تهذّب في النظر، وشاع ذكره. (وفيات الأعيان 5/ 138) .
وقال ابن القيسراني: سمعت الشيخ أبا ثابت الصوفي يحيى بن منصور الهمدانيّ رحمه الله يقول: لم أر صوفيا مثل أبي نصر الكندري. سمعته يقول: لا أشتغل بأمس وغدا وإنما أشتغل باليوم الّذي أنا فيه. قال الشيخ: يعني أن أمس قد فات، والاشتغال بالفائت لا يجدي نفعا، وغدا لم يأت. والاشتغال لما لم يأت تقصير في الوقت. (الأنساب المتّفقة 132) .
[1] هو: قوام الدين الحسن بن علي بن إسحاق الطوسي. (زبدة التواريخ 69) .
[2] سير أعلام النبلاء 18/ 114.(30/424)
إن كان بالنَّاس ضِيقٌ عن [1] مُنافستي [2] ... فالموتُ قد وسَّع الدُّنيا على النَّاسِ
مَضَيْتُ والشَّامِتُ المَغْبُونُ [3] يَتْبَعُني ... كُلٌّ بكأس [4] المنايا شاربٌ حاسي [5]
وقيل: إنَّهُ قال للتُّركيّ الّذي جاء لكي يقتله: قُل للسُّلطان ألْبِ أرسلان:
ما أسعدني بدولة آل سَلْجُوق. أعطاني طُغْرُلْبَك الدُّنيا، وأعطاني ألْبُ أرسلان الآخرة [6] .
وكانت وزارته ثمان سنين وثمانية أشهر. وزر لألب أرسلان شهرين وعزله.
فتوجّه إلى مروالرّوذ في صَفَر سنة سبعٍ وخمسين، ومعه زوجته وبنته، أَوْلَدها قبل أن يُخصى. وأخذ ألْبُ أرسلان ضياعه جميعها والاته وغلمانه، وكانوا ثلاثمائة مملوك. ثمّ كتب له بمائتيّ دينار في الشَّهر، وتركه قليلًا، ثم أرسل إليه من قتله صَبْرًا، وحَمَل إليهِ رأسه، وله نَيِّفٌ وأربعون سنة.
قلت: ويُقال إنَّ غُلامين دخلا عليه ليقتلاه، فأذنا له، فودَّع أهله، وصلَّى ركعتين، فأرادا خنقه فقال: لستُ بلصٍّ. وشرط خرقةً من كُمِّهِ وعصب عينيه، فضربوا عنقه [7] .
__________
[1] في زبدة التواريخ: «من» .
[2] في الكامل في التاريخ: «مناقشتي» .
[3] في زبدة التواريخ: «المقبور» ، وفي النجوم الزاهرة: «المغرور» .
[4] في الزبدة، والكامل: «لكأس» .
[5] البيتان في: زبدة التواريخ 69، والكامل في التاريخ 10/ 32، وسير أعلام النبلاء 18/ 114، والنجوم الزاهرة 5/ 76، وفيه جاء الشطر الأخير:
«إنّ المنيّة كاس كلّنا حاسي» .
[6] وقيل إنه قال له: قل للوزير نظام الملك: بئس ما فعلت، علّمت الأتراك قتل الوزراء أصحاب الديوان، ومن حفر مهواة وقع فيها، ومن سنّ سنّة سيئة فله وِزْرُهَا ووزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا إلى يوم القيامة. (زبدة التواريخ 70، راحة الصدور للراوندي 187، وفيات الأعيان 5/ 142) .
[7] قال ابن الجوزي: إن ألب أرسلان بعث غلمانا لقتله، «فدخلوا عليه، فقال له أحدهم: قم فصلّ ركعتين وتب إلى الله تعالى. فقال: أدخل أودّع أهلي ثم أخرج. فقالوا: افعل. فنهض، فدخل إلى زوجته، وارتفع الصياح وعلق الجواري به نشرن شعورهن، وحثون التراب على رءوسهنّ، فدخل الغلام فقال: قم، قال: خذ بيدي فقد منعني هؤلاء الجواري من الخروج.
فخرج إلى مسجد هناك، فصلّى فيه ركعتين، ثم مشى حافيا إلى وراء المسجد، فجلس وخلع فرجية سمّورا عليه فأعطاهم إياها، وخرّق قميصه وسراويله حتى لا يؤخذا، فجاءوا بشاروقة فقال: لست بعيّار ولا لص فأخنق، والسيف أروح لي. فشدّوا عينيه بخرقة خرّقها هو من طرف-(30/425)
وكان مُتعصِّبًا يقع في الشّافعيّ [1] .
180- محمد بْن هبة اللَّه بْن محمد بْن الحسين [2] .
الْإِمام أبو سهل ابن جمال الْإِسلام أبي محمد الموفّق ابن القاضي العلّامة أبي عمر البَسْطاميّ ثمّ النَّيْسَابُوريّ.
ذكره عبد الغافر فقال [3] : سلالة الْإِمامة، وقُرَّة عين أصحاب الحديث [4] ، انتهت إليه زعامةُ الشّافعيّة بعد أبيه، فأجراها أحسن مَجْرى. ووقعت في أيّامه وقائع ومحن للَأصحاب. وكان يقيم رسْم التَّدريس [5] . لكنَّهُ كان رئيسًا، ديّنًا، ذكيّا، صيِّنًا، قليل الكلام.
وُلِدَ سنة ثلاثٍ وعشرين وأربعمائة.
وسمع من مشايخ وقته بخُراسان، والعراق، مثل النّصرويّي، وأبي حسَّان المزكّيّ، وأبي حفص بن سرور.
وكان بيتهم مجمع العلماء ومُلتقى الأئِمّة، فَتُوُفّي أبوه سنة أربعين، فاحتفَّ به الأصحاب، وراعوا فيه حقَّ والده، وقدّموه للرئاسة. وقام أبو القاسم القُشيْريّ
__________
[ (-) ] كمّه، وضربوه بالسيف، وأخذوا رأسه وتركوا جثّته، فأخذتها أخته، فحملتها إلى كندر بلده، وكان عمره نيّفا وأربعين سنة» (المنتظم 8/ 238، 239/ 16/ 92، 93) .
وقال ابن السمعاني: «قتل بمروالروذ في حدود سنة ستين وأربعمائة» . (الأنساب 10/ 483) بينما جزم غيره بأنه قتل يوم الأحد السادس عشر من ذي الحجة سنة ست وخمسين وأربعمائة.
(زبدة التواريخ 70، وفيات الأعيان 5/ 142) .
وأقول إن قتله في شهر ذي الحجة من سنة 456 هـ، يتعارض مع قول المؤلّف الذهبي رحمه الله قبل قليل من أنه توجّه إلى مروالرّوذ مع زوجته وبنته في شهر صفر سنة 457 هـ! مع أنه ينصّ على قتله سنة 456 هـ. في (سير أعلام النبلاء 18/ 114) .
[1] ويبالغ في الانتصار لمذهب أبي حنيفة. (السير 18/ 114) .
[2] انظر عن (محمد بن هبة الله) في:
المنتخب من السياق 71، 72 رقم 154، وسير أعلام النبلاء 18/ 142، 143 رقم 77، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 390- 392 و 4/ 208- 210، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 226.
[3] في المنتخب 71.
[4] زاد بعدها: «وصاحب الدولة في رياسة الأصحاب» .
[5] حتى هنا تنتهي عبارة عبد الغافر في (المنتخب 71) .(30/426)
في تهيئة أسبابه، واستدعى الكُلّ إلى متابعته، وطلب من السُّلطان ذلك فأُجيب، وأرسل إليه الخِلع ولقّب بأبيه جمال الْإِسلام، وصار ذا رأيٍ وشجاعة ودهاء، فظهر له القَبول عند الخاصّ والعامّ، حتّى حسده الأكابر وخاصموه، فكان يخصمهم ويتسلَّط عليهم، فبدا له خُصُوم، واستظهروا بالسُّلطان عليه وعلى أصحابه، وصارت الأشعريَّة مقصودين بالْإِهانة والطَّرْد والنَّفْيّ، والمنع عن الوعظ والتَّدريس، وعُزِلوا عن خطابة الجامع.
ونبغ من الحنفيّة طائفة شربوا في قلوبهم الاعتزال والتَّشَيُّع، فخيَّلوا إلى وليّ الأمر الْإِزراء بمذهب الشَّافعيّ عمومًا، وتخصيص الأشعريَّة، حتّى أدَّى الأمر إلى توظيف اللعنة عليهم في الْجُمَع. وامتد الأمر إلى تعميم الطَّوائِف باللعن في الخُطَب.
واستعلى أولئك في المجامع، فقام أبو سهل أبلغ قيام، وتردّدَ إلى العسكر في دفع ذلك، إلى أن ورد الأمر بالقبض على الرّئيس الفُرَاتيّ، والقُشَيْرِيّ، وأبي المعالي بن الْجُوَيْنيّ، وأبي سهل بن الموفّق، ونَفْيهم ومَنْعهم عن المحافل. وكان أبو سهل غائبًا إلى بعض النَّواحي، ولمَّا قُرئ الكِتاب بنفيهم أُغْرِيَ بهم الغاغة والَأوباش، فأخذوا بأبي القاسم القُشَيْريّ والفُراتيّ يجُرونهُما ويستَخِفّون بهما، وحبسا بالقهندز.
وكان ابن الْجُوَيْنيّ أحسّ بالَأمر، فاختفى وخرج على طريق كَرْمان إلى الحجاز. وبقيا في السّجن مُفتَرِقين أكثر من شهر، فتهيَّأ أبو سهل من ناحية باخَرْز، وجمع من شاكريّته وأعوانه رجالًا عارفين بالحرب، وأتى بابن البلد، وطلب تسريح الفُرَاتيّ والقُشَيْريّ، فما أُجيب، بل هُدِّد بالقبض عليه، فما التفت، وعزم على دخول البلد ليلًا، والاشتغال بإخراجهما مُجاهرة ومُحاربة.
وكان مُتولّي البلد قد تهيَّأ للحرب، فزحف أبو سهل ليلًا إلى قرية له على باب البلد، وهيَّأ الأبطال، ودخل البلد مُغافصَةً إلى داره، وصاح من معه بالنّعرات العالية، ورفعوا عقائرهم، فلمّا أصبحوا تردّدت الرُّسُل والنُّصحاء في الصُّلح، وأشاروا على الأمير بإطلاق الرئيس والقُشَيْرِيّ، فأبى، وبرز برجاله، وقصد محلّة أبي سهل، فقام واحد من أعوان أبي سهل واستدعى منه كفاية تلك النّائرة إيّاه أصحابه، فأذِن لهم، فالتقوا في السُّوق، وثبُت هؤلاء حتّى فرغ نشّاب أولئك،(30/427)
ثم حمل هؤلاء عليهم فهزموهم إلى رأس المربَّعة، وهمُّوا بأسر الأمير، وسبّوه وردّوه مجروحًا أكثر رجاله، مقتولًا منهم طائفة، مسلوبًا سلاح أكثرهم. ثمّ توسَّط السَّادة العلويّة، ودخلوا على أبي سهل في تسكين الفتنة، وأخرجوا الْإِثنين من الحبس إلى داره، وباتوا على ظَفَر. وأحبَّ الشّافعيَّة أبا سهل.
ثمَّ تشاور الأصحاب بينهم، وعلموا أن مخالفة السُّلطان قد يكون لها تَبِعَة، وأنّ الخصوم لَا ينامون، فاتّفقوا على مهاجمة البلد إلى ناحية أَسْتُوا، ثُمَّ يذهبون إلى الملك. وبقي بعض الأصحاب بالنَّواحي مُتَفَرِّقين. وحُبِس أبو سهل في قلعة طورك أشْهُرًا. ثمّ صودِرً وأُبِيعتْ ضِيَاعُهُ، ثم عُفي عنه، وأُحيل ببعض ما أُخِذ منه، وَوُجِّه إليها، فخرج إلى فارس، وحصَّل شيئًا من ذلك. وقصد بيت اللَّه فحجَّ ورجع، وحسُن حاله عند السُّلطان، وأُذِن له في الرُّجوع إلى خُراسان، وأتى على ذلك سنون إلى أن تبدَّل الأمر، ومات السُّلطان طُغُرْلبَك، وتسلطن أبو شجاع ألْبُ أرسلان، فحظي عنده، ووقع منه موقعًا أرفع مِمَّا وقع أبوه من طُغْرُلْبَك. ولاح عليه أنَّهُ يستوزِره، فقُصِدَ سرًا، واحتيل في إهلاكه، ومضى إلى رحمة اللَّه في هذا العام، وحُمِلَ تابوته إلى نَيْسَابور، وأظهر أهلها عليه من الْجَزَع ما لم يُعهَد مثله، وبقيت النّوائح عليه مُدَّة بعده.
وكانت مراثيه تُنْشَد في الأسواق والَأزِقّة، وبقيت مُصيبته جُرحًا لَا يندمِل، وأفضت نوبة القبول بين الأعوام إلى نجله ولم يبق سواه أحد من نسله.
وكان إذا حضر السّلطان البلد يقدِّم له أبو سهل وللَأمراء من الحلواء والَأطعمة المُفتخرة أشياء كثيرة بحيث يتعجَّب السُّلطان والَأعوان.
ولقد دخل إليه يوم تلك الفِتنة زوج أخته الشَّريف أبو محمد الحسن بن زيد شفيعًا في تسكين النَّائِرة، فنثر على أقدامه ألف دينار، واعتذر بأنّه فاجأه بالدُّخول.
اختصرتُ هذا من «السّياق» لعبد الغافر [1] .
وذكر غيره أنَّ ألْبَ أرسلان بعثه رسولًا إلى بغداد، فمات في الطّريق.
__________
[1] انظر هذه الأخبار في طبقات الشافعية الكبرى للسبكى 3/ 389- 393 و 4/ 209، 210.(30/428)
181- المحسّن بن عيسى بن شهفيروز [1] .
أبو طالب البغداديّ الفقيه الشّافعيّ.
تُوُفّي ببغداد في رمضان.
وقد حدَّث عَن المُعافى بن زكريّا الجريريّ، وأبي طاهر المخلّص [2] .
__________
[1] انظر عن (المحسن بن عيسى) في:
تاريخ بغداد 13/ 157 رقم 7138.
[2] قال الخطيب: «لقيته بالنهروان في سنة ثلاثين وأربعمائة، وكتبت عنه، وكان شيخا فاضلا ثقة.
درس الفقه على أبي حامد الأسفرائيني» .(30/429)
سنة سبع وخمسين وأربعمائة
- حرف الألف-
182- أحمد بن عبد الرحمن بن الحسن [1] .
أبو الحسين الطَّرائفيّ الدّمشقيّ [2] .
سمع: تمَّام بن محمد الرّازيّ [3] ، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر.
رَوَى عَنْهُ: الخطيب، وهبة اللَّه بن الأكفانيّ.
183- أَحْمَد بْن عبد العزيز بْن أَحْمَد [4] .
أبو بَكْر [5] بن الأطروش القُدُوريّ، البغداديّ المقرئ.
قرأ القراءات على: أبي الفَرَج النَّهْرَوانيّ، وأبي الحسن الحماميّ.
وسمع من: أبي الحسن بن الصّلت، والسّوسنجرديّ، وطائفة.
قرأ عليه: هبة اللَّه بن الطّبر [6] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبد الرحمن) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 2/ 492، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 3/ 151 رقم 171.
[2] قال ابن عساكر: سمع الكثير من الشيوخ، وكتب واستورق، ولم يحدّث من أول عمره، ولم تطل مدّته، وكان مغفلا، وكان مقتّرا على نفسه، وجمع مالا كثيرا، وكان شحيحا على نفسه.
وذكر أنه قال لزوج بنت أخيه في علّته التي مات فيها، وقد حمله إلى عنده: أطعمني شواء فلي عشرون سنة أشتهيه.
وحكي عنه أنه كان له نطع يقعد عليه، فإذا جلس كشف عن مقعدته وجلس على النطع لئلّا يتخرّق الثوب الّذي يكون عليه.
سئل أبو القاسم علي بن إبراهيم النسيب عن الطرائفي فقال: ما كان إلّا ثقة.
[3] الروض البسّام بترتيب وتخريج فوائد تمّام 1/ 49 رقم 1.
[4] انظر عن (أحمد بن عبد العزيز) في:
غاية النهاية 1/ 69، 70 رقم 304.
[5] في غاية النهاية: «أبو العباس» .
[6] قرأ عليه لأبي عمرو في سنة 456 هـ.(30/430)
وحدّث عنه: رفيقه أبو عليّ بن البنّاء، والمختار بن سعيد، وأبو محمد عبد اللَّه بن الأبنُوسيّ.
قال أَحْمَد بن خَيْرون: وُلِدَ سنة 381، وتُوُفِّي في جُمَادَى الآخرة.
184- أَحْمَد بن القاسم بن ميمون بن حمزة [1] .
الشَّريف أبو إبراهيم الحُسيْنيّ المِصريّ.
تُوُفّي في هذه السَّنة أو بعدها. وكان يجتهِد بمصر في نشر السُّنّة.
روى عن: جدّه، وعن: أبي الحسن الحَلَبِيّ، وجماعة.
روى عنه: أبو عبد اللَّه الحُمَيْديّ، ومحمد بن أَحْمَد الرّازيّ، وعليّ بْن المؤمَّل بْن غسَّان الكاتب، وعليّ بن الحُسَين الفرّاء، وأبو الحسن بن المُشَرِّف الأنماطيّ.
185- إسماعيل بن عليّ بن محمد بن الحسين بن فيلة [2] .
أبو القاسم المَدِينيّ.
مات في ربيع الآخر بأصبهان.
- حرف السّين-
186- سعيد بن أبي سعيد أَحْمَد بن محمد بن نُعَيْم بن أَشْكاب [3] .
الشّيخ أبو عثمان الصّوفيّ، المعروف بالعيّار.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (سعد بن أبي سعيد) في:
الإكمال 6/ 287، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 15/ 369، 370، واللباب 1/ 66، والمنتخب من السياق 236 رقم 472، والتقييد لابن نقطة 288- 290 رقم 349، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 9/ 282، 283 رقم 125، والعبر 3/ 241، والإعلام بوفيات الأعلام 189، وسير أعلام النبلاء 18/ 86- 88 رقم 39، وميزان الاعتدال 2/ 140 رقم 3191، وأهل المائة فصاعدا (نشر في مجلّة المورد العراقية) 128، 129، والمعين في طبقات المحدّثين 132 رقم 1456، ومرآة الجنان 3/ 81، والوافي بالوفيات 15/ 197، 198، ولسان الميزان 3/ 23 رقم 75، وشذرات الذهب 3/ 304 وفيه: «أحمد بن محمد بن نعيم» وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 118، 119.(30/431)
حدّث عن: أبي الفضل عُبَيْد اللَّه بن محمد الفاميّ، والحسن بن أَحْمَد المَخْلَديّ، وأبي طاهر بن خُزَيْمة، والخفَّاف.
وحدَّث «بصحيح البُخاريّ» عن: محمد بن عمر بن شبُّوَيْه. وقد سمعه في سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة [1] .
وقد انتقى له البَيْهَقيّ، وخرَّج لهُ موافقات.
روى عنه: أبو عبد اللَّه الفرَّاويّ، وأبو القاسم الشّحّاميّ، وأبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسيّ.
وحدَّث بأصبهان فروى عنه: غانم بن أَحْمَد الْجُلُوديّ، وفاطمة بنت محمد البغداديّ، والحسين بن طلحة الصَّالحانيّ، وعتيق بن حُسيْن الرُّوَيدشتيّ، وغيرهم [2] .
قال عبد الغافر [3] : سمع بمرو «صحيح البُخاريّ» من أبي عليّ الشَّبويّ.
قلت: وسمع بهُراة من: عبد الرّحمن بن أبي شُريْح.
وتُوُفِّي بغَزْنَة في ربيع الأوَّل.
وقال السِّلفيّ: سمعت أبا بكر محمد بن منصور السِّمعانيّ يقول: سمعت صالح بن أبي صالح المؤذّن يقول: كان أبي سيّئ الرّأي في سعيد العيَّار ويتكلَّم فيه، ويطعن فيما رُوَى عَن بِشْر الْإِسْفِرَائِينيّ خاصّةً [4] .
قلت: ولهذا لم يُخرّج له البَيْهَقِيّ عن بِشْر شيئًا، وسماعه منه ممكن. فقد ذكر الحافظ ابن نُقطة أن مولده في سنة خمسٍ وأربعين وثلاثمائة [5] . وعلى هذا يكون قد عُمّر مائة وثلاث عشر سنة.
وفي الْجُملة فهو مِمَّن عُمّر، فإنَّهُ رحل بنفسه إلى مَرْو سنة ثمانٍ وسبعين وثلاثمائة كما ذكرنا، والله أعلم.
__________
[1] التقييد 289.
[2] التقييد 289.
[3] في المنتخب من السياق 236.
[4] التقييد 289 وفيه زيادة: «وذكر ابن السمعاني قصّة ذهبت عليّ» .
[5] التقييد 289.(30/432)
قال فضل اللَّه بن محمد الطُّبْسِيّ: كان الشَّيخ سعيد العيَّار شيخًا بهيًّا طريفًا، من أبناء مائة واثني عشرة سنة.
ذكِر أنَّهُ كان لا يروي شيئًا، فرأى بدمشق رؤيا حملته على رواية مسموعاته، وهي أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: فأردت أن أُسلّم، فتلقّاني أبو بكر برسالة رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَيْفَ لَا تروي أخباري وتنشرها؟
قال: فأنا منذ ذلك أطوف في البلدان وأروي مسموعاتي [1] .
قال غيث الأَرْمَنَازيّ: سألتُ جماعة لِمَ سُمِّي العيَّار؟ قالوا: لَأنَّهُ كان في ابتدائه يسلك مسالك العيَّارين [2] .
وقال ابن طاهر في «الضُّعفاء» [3] له: يتكلَّمون فيه لروايته كتاب «اللُّمَع» عن أبي نصر السَّرّاج، وكان يزعم أنَّهُ سمع «الأربعين» لابن أسلم، من زاهر السَّرْخَسِيّ [4] .
وقال محمد بن عبد الواحد الدَّقّاق: روى العيَّار، عن بِشر بن أَحْمَد، وبِئس ما فعل، أفسد سماعاته الصّحيحة بروايته عنه.
- حرف العين-
187- عبد الصمد بن أبي عبد اللَّه الحسين بن إبراهيم [5] .
الْأصبهانيّ الجمَّال أبو نصر.
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
__________
[1] تاريخ دمشق 15/ 369، 370، مختصر تاريخ دمشق 9/ 282، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 118، 119.
[2] تاريخ دمشق 15/ 370، مختصر تاريخ دمشق 9/ 283، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 119.
[3] اسم الكتاب كما ذكر ابن عساكر: «تكملة الكامل في ضعفاء المحدّثين» .
[4] تاريخ دمشق 15/ 370، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 119 وزاد ابن عساكر: «فذكر بعض أهل العلم أنه لم يسمع من زاهر شيئا» .
[5] لم أجد مصدر ترجمته.(30/433)
روى عن: أبي مسلم بن أبي جعفر بن المَرْزُبَان الأَبْهَريّ، عن أبيه عن الحَزُورُّيّ.
روى عنه: أبو عليّ الحدَّاد، وغيره.
وسماعه نازل بمرَّة. وما أدري كيف لم يسمع عاليا.
188- عبد العزيز بن محمد [1] .
أبو عاصم النَّخْشَبِيّ الحافِظ.
تُوُفّي في هذا العام في قول يحيى بن مَنْدَهْ.
وفي سنة ستٍّ في قول غيره، وقد تقدَّم.
189- عبد الملِك بن زيادة اللَّه بن عليّ بن حسين [2] .
التَّمِيميّ ثمّ الحمّانيّ أبو مروان الطُّبْنيّ.
من بيت علمٍ ودين. أصلهم من طُبْنَة: من عمل إفريقيّة.
سمع بقرطبة من: محمد بن سعيد بن نبات، ويونس بن عبد اللَّه بن مُغيث، وأبي المطرِّف القَنَازِعيّ، ومكّيّ بن أبي طالب، وطائفة.
وله رحلتان إلى المشرق [3] .
سمع من: أبي الحسن بن صَخْر، وطبقته.
وكان ذا عناية تامَّة بالحديث. وكان أديبًا، لُغويًّا، شاعِرًا.
عاش سِتِّين سنة، وقُتِل في داره في ربيع الآخر رحمه الله [4] .
__________
[1] تقدّمت ترجمة (عبد العزيز بن محمد) برقم (164) .
[2] انظر عن (عبد الملك بن زيادة الله) في:
جذوة المقتبس للحميدي 284، 285 رقم 629، والصلة لابن بشكوال 2/ 360- 363 رقم 474، وبغية الملتمس للضبيّ 378، 379 رقم 1065.
[3] الصلة 2/ 361.
[4] قال الحميدي: «من أهل بيت جلالة ورياسة، ومن أهل الحديث والأدب، إمام في اللغة، شاعر: وله رواية وسماع بالأندلس، وقد رحل إلى المشرق غير مرة على كبر، وسمع بمصر والحجاز، وحدّث بالمشرق عن إبراهيم بن محمد بن زكريا الزهري النحويّ الأندلسي، رأيته بالمدينة في آخر حجّة حجّها، ورجع إلى الأندلس، ومات بقرطبة بعد الخمسين وأربعمائة مقتولا فيما بلغني. وشعره على طريقة العرب، ومن ذلك قوله: -(30/434)
190- عبد الواحد بن محمد [1] .
أبو القاسم النصريّ الأصبهانيّ البقّال.
__________
[ (-) ]
وضاعف ما بالقلب يوم رحيلهم ... على ما به منهم حنين الأباعر
أتجزع آبال الخليط لبينهم ... وتسفح من دمع سريع البوادر؟
وأصبر على أحباب قلب ترحّلوا ... ألا إن قلبي صابر غير صابر
وأنشدني له الرئيس أبو رافع الفصل بن علي بن أحمد بن سعيد قال: أنشدني أبو مروان الطبني لنفسه:
دعني أسر في البلاد مبتغيا ... فضلا تراه إن لم يغر دانا
فبيذق النطع وهو أحقر ما ... فيه إذا سار صار فرزانا
وأخبرني أبو الحسن العابدي أن أبا مروان الطبني لما رجع إلى قرطبة أملى فاجتمع إليه في مجلس الإملاء خلق كثير، فلما رأى كثرتهم أنشد:
إني إذا احتوشتني ألف محبرة ... يكتبن حدّثني طورا وأخبرني
نادت بعقرتي الأقلام معلنة ... «هذي المفاخر لا قعبان من لبن»
(جذوة المقتبس 284، 285، بغية الملتمس 378، 379) والآبال: جمع إبل. والبيذق هو الجندي في رقعة الشطرنج، وأقلّ القطع فيها قيمة، وهو يتقدّم إلى الأمام ولا يرجع، وإذا وصل إلى آخر الرقعة عند الخصم يستبدل بقطعة أهمّ منه قيمة.
و «الفرزان» : كلمة فارسية الأصل معناها «الحكيم» ، وتتخذ معنى المشاور أو المستشار. وقد اقتبسها العرب واستعملوها بصيغتها، وأحيانا بصيغة «الفرز» ، وجمعوها بصيغة «فرازين» أو «فرازنة» ، ويطلق على (الوزير) في الشطرنج «الفرز» . انظر أنموذج القتال في نقل العوال لابن أبي حجلة التلمساني- تحقيق زهير أحمد القيسي- منشورات وزارة الثقافة بالعراق 1980- ص 22.
وأنشد ابن أبي مروان الطبني لأبيه عبد الملك بن زيادة الله يذكر كتاب «العين» وبغلة له سمّاها «النعامة» :
حسبي كتاب «العين» علق مضنّة ... ومن النعامة لا أريد بديلا
هذي تقرّب كلّ بعد شاسع ... و «العين» يهدي للعقول عقولا
وقال الضبيّ: وقرأت بخط شيخنا أبي الحسن بن مغيث قال: أنشدني أبو مضر زيادة الله بن عبد الملك التميمي قال: خاطبني أبي من مصر عند كونه بها في رحلته:
يا أهل الأندلس ما عندكم أدب ... بالمشرق الأدب النّفّاح بالطيب
يدعى الشباب شيوخا في مجالسهم ... والشيخ عندكم يدعى بتلقيب
وقال الضبيّ: قال أبو عليّ: ولد شيخنا أبو مروان في الساعة الثامنة من يوم الثلاثاء، وهو اليوم السادس من ذي الحجة من سنة ست وتسعين وثلاثمائة، وتوفي سنة ست وخمسين وأربعمائة.
كذا قال أبو علي سنة ست وخمسين، وهو وهم منه، إنما توفّي في ربيع الآخر سنة سبع وخمسين مقتولا في داره، رحمه الله. كذا ذكر ابن سهل في أحكامه وهو الأثبت إن شاء الله، وكذا ذكر ابن حيّان. (الصلة 2/ 362، 363) .
[1] لم أجد مصدر ترجمته.(30/435)
روى عن: محمد بن أَحْمَد بن جَشْنِس.
تُوُفّي في رجب. قاله أبو القاسم بن مَنْدَهْ.
191- عُبَيد اللَّه بْن عليّ بْن عُبَيد اللَّه [1] .
الشّيخ أبو المعالي الجيرُفْتِيّ [2] ، المعروف بالعالِم.
192- عليّ بن إبراهيم بن جعفر بن الصَّبّاح [3] .
أبو طالب الأَسَدِيّ الهمدانيّ المزكّيّ.
روى عَنْ: أَبِيه، وأبي بَكْر بْن لال، وابن خَيْرَان، وشعيب بن عليّ، وأبي بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي، وجماعة.
قال شيرويه: كان ثقة، صدوقا. وحدَّثني عنه أبو الفضل القُومسانيّ.
تُوُفّي في سادس المُحرَّم، وَوُلِدَ في سنة 361.
- حرف الفاء-
193- الفضل بن محمد بن إبراهيم [4] .
روى عن: أبي العبَّاس الأَسَديّ.
مات في ربيع الأوّل. قاله عبد الرَّحمن بن مَنْدَهْ.
- حرف الميم-
194- محمد بْن أَحْمَد بْن محمد بن علي [5] .
أبو الحسين بن الأبنوسيّ البغداديّ.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] الجيرفتي: بكسر الجيم وسكون الياء آخر الحروف وضم الراء وسكون الفاء وفي آخرها التاء ثالث الحروف. هذه النسبة إلى جيرفت وهي إحدى بلاد كرمان. (الأنساب 3/ 408، 409) .
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (محمد بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 1/ 356 رقم 286، والكامل في التاريخ 10/ 49.(30/436)
سمع: أبا القاسم بن حبابة، وأبا حفص عمر بن إبراهيم الكتاني.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان سماعه صحيحا [1] .
195- محمد بن علي [2] .
أبو بكر الحداد.
بغدادي زاهد صالح، كبير القدر. فقيه حافظ «مختصر الخرقي» .
وكان قوالا بالحق، نهاء عن المُنكر.
تُوُفّي في شوَّال من السَّنة، وشيَّعه خلائق.
حكى عنه الخطيب في ترجمة دَعْلَج [3] .
196- موحّد بن عليّ بن عبد الواحد بن الموحّد [4] .
أبو الفرج بن البَرِّيّ [5] الدَّمشقيّ.
سمع: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصْر.
روى عنه: أبو بكر الخطيب.
وله إخوة ذكرهم الأمير ابن ماكولا بالفتح [6] .
قال الحافظ أبو القاسم بن عساكر: كذا ذكرهم الأمير في باب بَرّي بفتح الباء، يعني أنّه بالضّمّ.
__________
[1] وزاد الخطيب: «ثقة من أهل القرآن، حسن الاعتقاد. وسألته عن مولده فقال: في سنة سبع وستين وثلاثمائة» . (تاريخ بغداد 1/ 356) .
[2] انظر عن (محمد بن علي الحدّاد) في:
تاريخ بغداد 8/ 389 (في ترجمة: دعلج بن أحمد بن دعلج) رقم 4495.
[3] فقال: «كان من أهل الدين والقرآن والصلاح، (حدّثني) عن شيخ سمّاه، فذهب عنّي اسمه» .
[4] انظر عن (موحّد بن علي) في:
الإكمال 1/ 401، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 43/ 516.
[5] بفتح الباء، وبالرّاء المهملة. (الإكمال) .
[6] ذكر ابن ماكولا اثنين من إخوته هما: عبد الواحد أبو الفضل، والحسن أبو محمد.(30/437)
سنة ثمان وخمسين وأربعمائة
- حرف الألف-
197- أحمد بن الحسين بن علي بن موسى [1] .
الْإِمام أبو بكر البَيْهَقِيّ الخِسْروجِرْدِيّ، مصنّف «السّنن الكبير» [2] ، و «السّنن الصّغير» [3] ، «السّنن والآثار» [4] ، و «دلائل النّبوّة» [5] و «شعب الإيمان» [6] ،
و
__________
[1] انظر عن (أحمد بن الحسين البيهقي) في:
تبيين كذب المفتري 265- 267، والمنتظم 8/ 242 رقم 292 (16/ 97 رقم 3387) ، والأنساب 2/ 381، ومعجم البلدان 1/ 538 و 2/ 370، والكامل في التاريخ 10/ 52، واللباب 1/ 165، والمنتخب من السياق 103، 104 رقم 231، والتقييد لابن النقطة 137- 139 رقم 157، وطبقات الشافعية لابن الصلاح (مخطوط) ورقة 32 ب، والمبهمات للنووي (مخطوط) ورقة 35 أ، وأسماء الرجال للطيبي (مخطوط) ورقة 47 أ، ووفيات الأعيان 1/ 75، 76، والمختصر في أخبار البشر 2/ 185، ودول الإسلام 1/ 269، والعبر 3/ 242، والمعين في طبقات المحدّثين 132 رقم 1457، والإعلام بوفيات الأعلام 189، وسير أعلام النبلاء 18/ 163- 170 رقم 86، وتذكرة الحفاظ 3/ 1132- 1135، وتاريخ ابن الوردي 1/ 371، 372، وفوات الوفيات 1/ 75، والوافي بالوفيات 6/ 354، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 8- 16، ومرآة الجنان 3/ 81، 82، والبداية والنهاية 12/ 94، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 198- 200، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 225- 227 قم 182، والوفيات لابن قنفذ 246، صلة الخلف بموصول السلف للروداني (نشر في مجلّة معهد المخطوطات العربية بالكويت) المجلّد 29 ج 1/ 36، 43، 63، و 2/ 490 و 3/ 361، 363 (سنة 1985) ، وتاريخ الخميس للدياربكري 2/ 400، ومفتاح السعادة 2/ 143، وطبقات الحفاظ 433، 434، وتاريخ الخلفاء 423، وكشف الظنون 1/ 9، 53، 175، 261، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 159، 160، وشذرات الذهب 3/ 304، 305، وروضات الجنات 69، 70، وهدية العارفين 1/ 78، والرسالة المستطرفة 33، والأعلام 1/ 116، ودائرة المعارف الإسلامية 4/ 429، 430، ومعجم المؤلفين 1/ 206، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 51 رقم 979. وانظر مقدّمة كتابه: الزهد الكبير، للشيخ عامر أحمد حيدر، وكتاب البعث والنشور.
[2] مطبوع في الهند. بحيدرآباد 1344- 1355 هـ في 10 مجلدات.
[3] في مجلد ضخم.
[4] في أربع مجلّدات. ويسمّى أيضا «معرفة السنن والآثار» ، طبع الجزء الأول منه بتحقيق السيد-- أحمد صقر، ونشره المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر.
[5] في أربع مجلّدات. واسمه بالكامل: «دلائل النبوّة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة» . طبع الجزء الأول والثاني منه بتحقيق عبد الرحمن محمد عثمان، ونشره محمد عبد المحسن الكتبي صاحب المكتبة السلفية بالمدينة المنورة 1389 هـ، وطبع ثانية بكاملة في دار الكتب العلمية ببيروت 1405 هـ. في 7 مجلدات، بتحقيق الدكتور عبد المعطي قلعجي.
[6] في مجلّدين. واختصره الشيخ الإمام أبو جعفر عمر القزويني المتوفى سنة 699 هـ.(30/438)
«الأسماء والصِّفات» [1] ، وغير ذلك.
كان واحد زمانه، وفرد أقرانه، وحافظ أوانه، ومن كبار أصحاب أبي عبد اللَّه الحاكم.
أخذ مذهب الشَّافعيّ عَن أبي الفتح ناصر بن محمد العُمَرِيّ المَرْوَزِيّ، وغيره.
وبرع في المذهب.
وكان مولده في شعبان سنة أربع وثمانين وثلاثمائة [2] .
وسمع الكثير من: أبي الحسن محمد بن الحسين العلويّ، وهو أكبر شيخ له.
ومن: أبي طاهر محمد بن محمد بن مَحْمِش الزِّياديّ، وأبي عبد اللَّه الحافظ الحاكم، وأبي عبد الرَّحمن السُّلَميّ، وأبي بكر بن فُورَك، وأبي عليّ الرُّوذَباريّ، وأبا بكر الحِيَرِيّ، وإسحاق بن محمد بن يوسف السّوسيّ، وعليّ ابن محمد بن عليّ السَّقّاء، وأبي زكريّا المزكّيّ، وخلقٌ من أصحاب الأصم.
وحجّ فسمع ببغداد من: هلال الحفَّار، وأبي الحسين بن بِشْران، وعبد اللَّه بن يحيى السُّكَريّ، وأبي الحسين القطَّان، وجماعة.
وبمكّة من: أبي عبد اللَّه بن نظيف، والحسن بن أَحْمَد بن فِراس.
وبالكوفة من: جَنَاح بن نذير المحاربيّ، وغيره.
وشيوخه أكثر من مائة شيخ.
__________
[1] في مجلّدتين. طبع في حيدرآباد بالهند سنة 1333 هـ. في مجلّد واحد، وأعيد طبعه في مطبعة السعادة بمصر سنة 1358 هـ. بتحقيق العلّامة المرحوم الشيخ محمد زاهد الكوثري.
ثم أعيد طبعه في دار الكتاب العربيّ ببيروت 1405 هـ. / 1985 م. في مجلّدين بتحقيق الشيخ عماد الدين أحمد حيدر.
[2] في الكامل في التاريخ 10/ 52 مولده سنة 387 هـ.(30/439)
لم يقع له «جامع التِّرْمِذِيّ» ولا «سُنَن النَّسائيّ» ، ولا «سُنَن ابن ماجه» .
ودائرته في الحديث ليست كبيرة، بل بورِك له في مرويّاته وحسن تصرُّفه فيها، لحذقه وخبرته بالَأبواب والرِّجال.
روى عنه جماعة كثيرة منهم: حفيده أبو الحسن عُبَيْد اللَّه بن محمد بن أبي بكر، وأبو عبد اللَّه الفرّاويّ، وزاهر بن طاهر الشّحّاميّ، وعبد الجبَّار بن محمد الحواريّ، وأخوه عبد الحميد بن محمد، وأبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسيّ، وعبد الجبَّار بن عبد الوهَّاب الدَّهّان، وآخرين.
بَعُدَ صِيتُهُ، وقيل: إنّ تصانيفه ألف جزء، سمعها الحافظان ابن عساكر، وابن السَّمعانيّ من أصحابه.
وأقام مُدَّة بِبَيْهَق يُصَنَّف كُتُبَه، ثم إنّه طُلِبَ إلى نَيْسَابور لِنَشْر العلم بها فأجاب، وذلك في سنة إحدى وأربعين وأربعمائة فاجتمع الأئِمَّة وحضروا مجلسه لقراءة تصانيفه [1] .
وهو أوّل من جمع نصوص الشّافعيّ، واحتجَّ لها بالكتاب والسُّنّة [2] .
وقد صنَّف «مناقب الشَّافعيّ» [3] في مجلّد، و «مناقب أَحْمَد» في مُجلَّد، وكتاب «المدخل إلى السُّنن الكبير» [4] ، وكتاب «البعث والنّشور» [5] في مجلّد،
__________
[1] قال عبد الغافر الفارسيّ: «استدعى منه الأئمة في عصره انتقاله إلى نيسابور من الناحية لسماع كتاب (المعرفة) لاحتوائه على أقاويل الشافعيّ على ترتيب المختصر الّذي صنّفه المزني بذكر المواضع التي منها نقلها من كتب الشافعيّ وذكر حججه ودلايله من الكتاب والسّنّة وأقاويل الصحابة والآثار التي خصّه الله تعالى بجمعها وبيانها وشرحها. فعاد إلى نيسابور سنة إحدى وأربعين وأربع مائة، وعقدوا له المجلس لقراءة ذلك الكتاب وحضره الأئمّة والفقهاء، وأكثروا الثناء عليه والدعاء له في ذلك، لبراعته ومعرفته وإفادته. وقرئ عليه غير ذلك من الكتب للحاكم» . (المنتخب 104) .
[2] المنتخب 104.
[3] حقّقه السيد أحمد صقر، ونشرته مكتبة دار التراث بالقاهرة 1971.
[4] في مجلّد. ويوجد منه نسخة في مكتبة الجمعية الآسيوية بكلكتّا.
[5] حقّقه الشيخ عامر أحمد حيدر، وصدر عن مركز الخدمات والأبحاث الثقافية ببيروت 1406 هـ. / 1986 م.(30/440)
وكتاب «الزُّهد الكبير» [1] في مُجَلّد وسط، وكتاب «الاعتقاد» [2] في مُجلَّد، وكتاب «الدَّعوات الكبير» ، وكتاب «الدّعوات الصّغير» [3] ، وكتاب «التّرغيب والتّرهيب» [4] ، وكتاب «الآداب» [5] ، وكتاب «الْإِسراء» [6] ، وله «خلافيّات» [7] لم يُصَنَّف مثلها، وهي مُجلَّدان، وكتاب «الأربعين» سمعته بِعُلُوٍّ [8] .
قال عبد الغافر [9] : كان على سيرة العُلماء، قانِعًا من الدُّنيا باليسير، مُتَجَمِّلًا في زُهْدِهِ وورعه. عاد إلى النّاحية في آخر عُمْرِه، وكانت وفاته بها. وقد فاتني السَّماع منه لغيبة الوالد، ولانتقال الشّيخ آخر عمره إلى النّاحية. وقد أجاز لي.
وقال غير عبد الغافر: قال إمام الحَرَمَيْن: ما من شافعيٍّ إِلَّا وللشافعيّ عليه مِنَّةٌ إلّا البيهقيّ، فإنّ له على الشّافعيّ مِنّة لتصانيفه في نْصُرة مذهبه [10] .
قلت: كانت وفاته رحمه اللَّه في عاشر جُمَادَى الأُولَى بنَيْسَابُور.
ونُقِل تابوته فَدُفِنَ بِبَيْهَق [11] ، وهي ناحية كَحْوران، على يومين من نيسابور وخسروجرد أمّ تلك النّاحية [12] .
__________
[1] حقّقه الشيخ عامر أحمد حيدر، وصدر عن دار الجنان ومؤسسة الكتب الثقافية، ببيروت 1408 هـ. / 1987 م.
[2] سمّاه المؤلّف الذهبي- رحمه الله- في سير أعلام النبلاء 18/ 166 «المعتقد» .
[3] ذكر في السير: كتاب الدعوات، مجلّد.
[4] في مجلّد.
[5] في مجلّد. وهو في التقييد 138 «الأدب» .
[6] في طبقات الشافعية للسبكي: «الأسرى» ، وفي هدية العارفين: «الأسرار» .
[7] هو «الخلافيات بين الشافعيّ وأبي حنيفة» ، ذكر فيه ما اختلف فيه أبو حنيفة والشافعيّ في الأحكام، وقد رتّبه على أبواب الفقه- منه نسخة مخطوطة في مكتبة السلطان أحمد الثالث بتركيا.
[8] قال السبكي: «وأما كتاب الاعتقاد، وكتائب دلائل النبوّة، وكتاب شعب الإيمان، وكتاب مناقب الشافعيّ، وكتاب الدعوات الكبير، فأقسم ما لواحد منها نظير» .
[9] في (المنتخب 104) .
[10] تبيين كذب المفتري 266، المختصر في أخبار البشر 2/ 186، تاريخ ابن الوردي 1/ 372.
[11] التقييد 138 و 139.
[12] الأنساب 2/ 381 وفيه قال ابن السمعاني: «البيهقي الحافظ، كان إماما فقيها حافظا، جمع بين معرفة الحديث وفقهه، وكان تتبع نصوص الشافعيّ، وجمع كتابا» فيها سمّاه «كتاب-(30/441)
198- أَحْمَد بن محمد [1] .
أبو العبَّاس الشّقّانيّ الحسنويّ الصُّوفيّ المُتكلِّم.
ذكره عبد الغافر فقال: واحد عصره في حالته وورعه وزهده، وتبحُّره في علم الأصول.
تخرَّج به جماعة. وكان قانِعًا باليسير [2] .
__________
[ (-) ] المبسوط» ، وكان أستاذه في الحديث الحاكم أبو عبد الله محمد بْن عَبْد اللَّه الحافظ، وتفقّه على أبي الفتح ناصر بن محمد العُمَرِيّ المَرْوَزِيّ، وسمع الحديث الكثير، وصنّف فيه التصانيف التي لم يسبق إليها، وهي مشهورة موجودة في أيدي الناس، سمعت منها: كتاب السنن الكبير، وكتاب السنن الصغير، وكتاب معرفة الآثار والسنن، وكتاب دلائل النبوّة، وكتاب شعب الإيمان، وكتاب الأسماء والصفات، وكتاب البعث والنشور، وكتاب الزهد الكبير، وكتاب الدعوات الكبيرة، والدعوات الصغيرة، وكتاب القدر، وكتاب الاعتقاد، وكتائب فضائل الأوقات، وغيرها من الكتب، وأدركت عشرة نفر من أصحابه الذين حدّثوني عنه» .
وقال عبد الغافر الفارسيّ: «الإمام، الحافظ، الفقيه، الأصولي، الدّيّن، الورع، واحد زمانه في الحفظ، وفرد أقرانه في الإتقان والضبط. من كبار أصحاب الحاكم أبي عبد الله الحافظ والمكثرين عنه، ثم الزائد عليه في أنواع العلوم.
كتب الحديث وحفظه في صباه إلى أن نشأ وتفقه وبرع فيه وشرع في الأصول ورحل إلى العراق والجبال والحجاز ... ثم اشتغل بالتصنيف فألّف من الكتب ما لعله يبلغ قريبا من ألف جزء مما لم يسبقه إليه أحد مثل كتاب السنن الكبرى، وكتاب المعرفة، والمبسوط، والجامع لشعب الإيمان، ومناقب الشافعيّ، والدعوات، والاعتقاد، وغير ذلك من التصانيف المتفرّقة المفيدة، جمع فيها بين علم الحديث وعلله، وبيان الصحيح والسقيم، وذكر وجوه الجمع بين الأحاديث ثم بيان الفقه والأصول وشرح ما يتعلّق بالعربية على وجه وقع من الأئمة كلهم ووقع الرضا، ونفع الله تعالى به المسترشدين والطالبين ولعلّ آثاره تبقى إلى القيامة» . (المنتخب 103، 104) .
وحدّث البيهقي عن نفسه فقال: حين ابتدأت بتصنيف هذا الكتاب- يعني كتاب معرفة السنن والآثار- وفرغت من تهذيب أجزاء منه سمعت الفقيه أبا محمد أحمد بن أبي علي يقول وهو من صالحي أصحابي وأكثرهم قراءة لكتاب الله عزّ وجل وأصدقه لهجة: رأيت الشافعيّ في المنام وبيده أجزاء من هذا الكتاب وهو يقول: قد كتبت اليوم من كتاب الفقيه أحمد سبعة أجزاء أو قال: قرأتها، ورآه يعتد بذلك. قال: وفي صباح ذلك اليوم رأى فقيه آخر من إخواني يعرف بعمر بن محمد في منامه الشافعيّ رحمه الله قاعدا على سرير في مسجد الجامع بخسروجرد وهو يقول: قد استفدت اليوم من كتاب الفقيه أحمد حديث كذا وكذا. (تبيين كذب المفتري 267) .
[1] انظر عن (أحمد بن محمد الشقّاني) في:
المنتخب من السياق 107 رقم 237.
[2] عبارة عبد الغافر: «تخرّج به جماعة من تلامذته، وكانت طريقته مرضيّة عند أهل التحقيق في-(30/442)
199- إبراهيم بن محمد بن موسى [1] .
الْإِمام أبو إسحاق السَّرَوِيّ [2] ، الفقيه الشَّافعيّ من أهل سارية.
قَدِمَ بغداد في صباه، وسمع بها من: أبي حفص الكتَّانيّ، وأبي طاهر المخلّص. وتفقّه على الشّيخ أبي حامد.
وأخذ الفرائض عن: ابن اللّبّان.
وصنَّف في المذهب وأُصُوله. وصار شيخ تِلك النَّاحية.
وولي قضاء سارية مُدّة.
ويُقال له: المُطَهَّريّ نسبةً إلى قرية مُطَهَّر، بفتح الهاء، وطاء مُهْمَلة [3] .
روى عنه: مالك بن سنَّان، وغيره.
تُوُفّي في صَفَر عن مائة سنة. من «الأنساب» للسَّمعانيّ [4] ومن «الذَيْل» له.
__________
[ (-) ] الكلام. وكان له حالة في السماع عالية وحنون في تلك الحالة، يظهر أثره على الحاضرين.
وكان من سكان مدرسة سورى، والقانعين من الدنيا باليسير مع وفور حظّه وعلوّ حاله. سمع الحديث، ولقي الكبار، وتلمذ لهم، وما روى إلّا اليسير. توفي بقصبة الراذكان» .
[1] انظر عن (إبراهيم بن محمد) في:
الأنساب 11/ 372، ومعجم البلدان 5/ 151، واللباب 3/ 226، وطبقات الشافعية لابن الصلاح (مخطوط) ورقة 31، وسير أعلام النبلاء 18/ 147، 148 رقم 80، والوافي بالوفيات 6/ 122، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 263، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 43.
[2] السّروي: بفتح السين المهملة والراء، وقد قيل: بسكون الراء أيضا. نسبة إلى سارية مازندران. (الأنساب 7/ 75) .
[3] وفتح الهاء المشدّدة. وهي قرية من قرى سارية مازندران. (الأنساب 11/ 372) .
[4] وفيه قال: كان إماما فاضلا زاهدا ورعا، وله تصانيف كثيرة في المذهب والخلاف والأصول والفرائض.
تفقّه ببلده على أبي محمد بن أبي يحيى، وببغداد على أبي حامد الأسفرايني، والفرائض على أبي الحسين اللّبان. وسمع ببغداد الحديث من أبي طاهر المخلص، وأبي حفص الكتّاني، وبمكة أبا العباس النسوي، وبجرجان أبا نصر محمد بن أبي بكر الإسماعيلي، وانصرف إلى سارية، وفوّض إليه التدريس والفتوى، وولي بها القضاء سبع عشرة سنة إلى أن مضى لسبيله» .(30/443)
- حرف الحاء-
200- الحسن بن غالب بن المبارك [1] .
أبو عليّ البغداديّ [2] .
شيَخ مُسِن، تُوُفّي في رمضان. وقد روى عن جماعة.
قال أبو الفضل بن خَيْرُون: حدَّث عن جماعة لم يوجد له عنهم ما يُعوَّل عليه، كأبي الفضل الزُّهريّ، ومحمد بن أَحْمَد المُفيد. وحدَّث «بمُختصر الخِرقيّ» في الفقه، عن ابن سمعون ولم يكن سماعه. وواقَفْتُهُ، وجَرَتْ لي معه نُوَبٌ. وأقرأ بقراءات عن إدريس بن عليّ، ووقِّف عليها وتاب منها، وكُتِبَ عليه محضر.
وقال الخطيب [3] : كتبنا عنه، وكان له سمْت [4] وظاهر صَلاح [5] ، وأقرأ بما خَرَقَ به الْإِجماع فاستُتِيب [6] .
قلتُ: روى عنه: أبو غالب بن البنّاء، وأبو بكر محمد بن عبد الباقيّ، وغيرهما.
__________
[1] انظر عن (الحسن بن غالب) في:
تاريخ بغداد 7/ 400 رقم 3941، والمنتظم 8/ 242، 243 رقم 293 (16/ 97، 98 رقم 3388) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 208 رقم 854، والمغني في الضعفاء 1/ 165 رقم 1461، وميزان الاعتدال 1/ 516، 517 رقم 1926، والبداية والنهاية 12/ 94، وغاية النهاية 1/ 226، 227 رقم 1036، ولسان الميزان 2/ 243 رقم 1024.
[2] قال الخطيب: كان زوج بنت إبراهيم بن عمر البرمكي.
[3] في تاريخ بغداد 7/ 400.
[4] زاد في التاريخ: «وهيبة» .
[5] في تاريخ بغداد: «وظاهر وصالح» .
[6] العبارة في (تاريخ بغداد 7/ 400) : «وكان يقرئ القرآن، فاقرأ بحروف خرق بها الإجماع، وادّعى فيها رواية عن بعض الأئمة المتقدّمين، وجعل لها أسانيد باطلة مستحيلة، فأنكر أهل العلم عليه ذلك إلى أن استتيب منها، وذكر أيضا أنه قرأ على إدريس المؤدّب، وأن إدريس قرأ على أبي الحسن بن شنبوذ، وأن ابن شنبوذ قرأ على أبي خلاد سليمان بن خلاد، وكل ذلك باطل، لأن ابن شنبوذ لم يدرك أبا خلّاد. وكان يروي عن قاسم الأنباري، عنه، وإدريس لم يقرأ على ابن شنبوذ، وادّعى ابن غالب أشياء غير ما ذكرناه تبيّن فيها كذبه، وظهر فيها اختلافه» .(30/444)
وقرأ عليه بالرّوايات أَحْمَد بن بدران الحَلْوَانيّ.
201- حمزة بن فَضَالة [1] .
أبو أَحْمَد الهَرَويّ.
سمع: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي شُرَيْح، وأبا مُعاذ شاه بن عبد الرّحمن.
- حرف الخاء-
202- الخضر بن الفتح [2] .
أبو القاسم الدّمشقيّ الصُّوفيّ.
سمع من: تمَّام الرّازيّ [3] ، وأبي نصر بن الجبّان.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر الخطيب، ونجا بْن أَحْمَد [4] .
- حرف العين-
203- عبد اللَّه بن موسى [5] .
أبو محمد الأنصاريّ الطُليطُليِّ الزَّاهِد، المعروف بالشَّارقيّ.
روى عن: يونس بن عبد اللَّه، وأبي عمر الطَّلَمَنْكِيّ، وطبقتهما.
وحجّ، وكان من العلماء العاملين، ذا ورعٍ وتَعَبُّد وتألُّه وتواضُع ونَفْع للخلق رحمه الله.
__________
[1] لم أحد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (الخضر بن الفتح) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 12/ 508 و 42/ 216، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 165، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 210 رقم 561.
[3] لم يذكر بين تلاميذه في (الروض البسّام 1/ 49) .
[4] قال ابن عساكر: سمع بصيداء: القاضي أبا الحسين عطية الله بن عطاء الله بن محمد بن أبي غيات، والحسن بن محمد بن أحمد بن جميع المعروف بالسكن، وأبا مسعود صالح بن أحمد بن القاسم الميانجي، وأبا محمد معاذ بن محمد الصيداوي. (تاريخ دمشق 42/ 216) .
[5] تقدّمت ترجمة (عبد الله بن موسى) برقم (161) .(30/445)
204- عبد اللَّه بن الْإِمام أبي عمر يوسف بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد البَرّ [1] .
أبو محمد النِّمريّ الأندلُسيّ.
روى عن: أبيه، وأبي العبّاس المهديّ.
وكان من أهل الأدب البارع والبلاغة الرَّائعة.
ولهُ شِعرٌ حَسَن [2] .
205- عبد الرَّزّاق بن عمر بن موسى بن شَمَة [3] .
أبو الطَّيّب الْأصبهانيّ التّاجر.
حدَّث عن: أبي بكر بن المقري بكتاب «السُّنَن» لَأبي قرَّة الزَّبِيديّ.
روى عنه: غانم بن خالد [4] ، وفاطمة بنت ناصر، وأحمد بن الفضل سيروَيْه، وسعيد بن أبي الرّجاء، والحسين بن عبد الملك، وغيرهم.
ومات في جُمَادَى الآخرة.
وشمة: بالفتح والتّخفيف، قيّده الحسين الخلال، وابن عساكر. وقيل:
شِمَة بكسر أوّله، كذا بخط أبي العلاء العطّار.
206- عَبْد العزيز بْن مُحَمَّد بْن الحُسين بْن الفضل [5] .
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن يوسف) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 279 رقم 611.
[2] قال ابن بشكوال: مات بعد الخمسين وأربعمائة، وقد دوّن الناس رسائله. وأنشدني له بعض أهل بلادنا:
لا تكثرنّ تأمّلا ... واحبس عليك عنان طرفك
فلربّما أرسلته ... فرماك في ميدان حتفك
[3] انظر عن (عبد الرزاق بن عمر) في:
التقييد لابن نقطة 351 رقم 1436 (وذكر في ترجمة: غانم بن خالد 420، 421 رقم 463) ، والإستدراك له، (المخطوط) ج 2/ ورقة 62، والإعلام بوفيات الأعلام 189، والعبر 3/ 242، وفيه «سمه» بالسين المهملة، وسير أعلام النبلاء 18/ 149، 150 رقم 82، وتذكرة الحفاظ 3/ 1135، وتبصير المنتبه 2/ 789، وشذرات الذهب 3/ 305.
[4] حدّث عنه بكتاب «السنن» لأبي قرّة موسى بن طارق الزبيدي بالسماع سوى الجزء الرابع.
(التقييد 420) .
[5] انظر عن (عبد العزيز بن محمد) في:
تاريخ بغداد 10/ 469، والمنتظم 8/ 243 رقم 294 (16/ 98 رقم 3389) .(30/446)
أبو القاسم القطّان.
سمع: أبا طاهر المخلّص، وعُبَيْد اللَّه بن أَحْمَد الصّيدلانيّ.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقًا.
تُوُفّي في ربيع الأوَّل [1] .
207- عُبَيْد اللَّه بن عبد اللَّه بن هشام [2] .
أبو القاسم العَنْسيّ [3] الدَّارانيّ.
سمع: عبد الرّحمن بن أبي نصر، والحسين بن أبي كامل الأطرابُلُسيّ.
روى عنه: أبو بكر الخطيب [4] ، وعبد الكّريم بن حمزة.
تُوُفّي في ربيع الأوَّل.
208- عليّ بن إسماعيل [5] .
__________
[1] وقع في (المنتظم) : «ربيع الآخر» .
[2] انظر عن (عبيد الله بن عبد الله) في:
موضح أوهام الجمع والتفريق للخطيب البغدادي 2/ 317، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 6/ 97 و 25/ 336، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 15/ 332 رقم 324، وملخّص تاريخ الإسلام لابن الملّا (مخطوطة مكتبة الأوقاف ببغداد) 7/ 49 ب، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 264 رقم 978.
[3] العنسيّ: بفتح العين المهملة، وسكون النون، وفي آخرها سين مهملة. هذه النسبة إلى عنس، وهو عنس بن مالك بن أدد بن زيد، وهو من مذحج في اليمن، وجماعة منهم نزل الشام، وأكثرهم بها. (الأنساب 9/ 79) .
[4] في موضح أوهام الجمع 2/ 317.
[5] انظر عن (علي بن إسماعيل) في:
طبقات الأمم لصاعد 119، وجذوة المقتبس للحميدي 311، 312 رقم 709 وفيه: «علي بن أحمد» ، ومطمح الأنفس للفتح بن خاقان (في مجلّة المورد العراقية) المجلّد 10 العدد المزدوج 3 و 4/ 364- 366، وفهرسة ما رواه عن شيوخه لابن خير الإشبيلي 423، والصلة لابن بشكوال 2/ 417، 48 رقم 892، وبغية الملتمس للضبيّ 418، 419 رقم 1205، ومعجم الأدباء 12/ 231- 235 رقم 61، والشوارد في اللغة للصغاني 55، وإنباه الرواة للقفطي 2/ 225- 227، والمغرب في حلي المغرب 2/ 259، ووفيات الأعيان 3/ 330، 331 رقم 449، وتخليص الشواهد للأنصاريّ 70، 152، 341، 471، والمختصر في أخبار البشر 2/ 186، وسير أعلام النبلاء 18/ 144، 145، والإعلام بوفيات الأعلام 189، والعبر 3/ 243، ودول الإسلام 1/ 269، وتلخيص ابن مكتوم 125، وتاريخ ابن الوردي 1/ 560، ومسالك الأبصار (المصوّر) ج 4 ق 2/ 259، 260، ومرآة الجنان 3/ 83، ونكت الهميان 204، 205، والبداية والنهاية 12/ 95، والديباج المذهب 2/ 106، 107، وطبقات-(30/447)
أبو الحسن المُرسيّ [1] اللُّغَويّ، المعروف بابن سِيدَه.
مُصنِّف «المُحْكَم» [2] في اللُّغة. ولهُ كتاب «المُخَصّص» ، وكتاب «الأنيق في شرح الحماسة» عشرة أسفار. وكذا «المُحْكم» مقداره.
وله كتاب «العالِم في اللُّغة على الأجناس» يكون نحو مائة مُجلَّد، بدأ بالفَلَك، وختم بالذَّرَّة. وله كتاب «شاذّ اللّغة» في خمس مجلّدات.
أخذ عن أبيه، وعن: صاعد بن الحسن البغداديّ.
قال أبو عمر الطَّلَمَنْكيّ: دخلت مُرْسِية، فتشبَّث بي أهلها ليسمعوا عليَّ «غريب المُصنَّف» ، فقلت: انظروا لي من يقرأ لكم. وأمسك أنا كتابي. فأتوني برجلٍ أعمى يُعرف بابن سِيدَه، فقرأه عليَّ كله، فعجبت من حفظه. وكان أعمى ابن أعمى [3] .
وقال الحُمَيْديّ [4] : إمام في اللُّغة والعربيّة، حافظًا [5] لهما، على أنَّهُ كان ضريرًا. قد جمع في ذلك جموعًا، وله مع ذلك في الشّعر حظّا وتصرُّف. مات بعد خروجي من الأندلُس.
وورّخه القاضي صاعد بن أَحْمَد [6] وقال: بلغ ستِّين سنة أو نحوها.
وذكره الْيَسَع بن حَزْم، فذكر أنَّهُ كان يُفضِّل العجم على العرب، وهو رأي الشّعوبيّة.
__________
[ (-) ] النحويين لابن قاضي شهبة 2/ 132- 140، ولسان الميزان 4/ 205، 206 رقم 541، وتاريخ الخلفاء 423، وبغية الوعاة 2/ 143 رقم 1657 وفيه: 1/ 114، 115، ونفح الطيب 4/ 27، 28، وكشف الظنون 1/ 691 و 2/ 1616، 1617، وشذرات الذهب 3/ 305، 306، وهدية العارفين 1/ 691، والأعلام 5/ 69، ومعجم المؤلفين 7/ 36، وديوان الإسلام 3/ 118، 119 رقم 1206.
[1] المرسي: بضم الميم وسكون الراء، نسبة إلى مرسية، مدينة في شرق الأندلس.
[2] اسمه الكامل: «المحكم والمحيط الأعظم» طبع منه أربعة مجلّدات.
[3] الصلة 2/ 417، 418.
[4] في جذوة المقتبس 311.
[5] في الجذوة «حافظ» .
[6] في طبقات الأمم 119.(30/448)
وحطَّ عليه السُّهَيْليّ في «الرَّوْض الأُنُف» [1] ، فَقَالَ إنَّهُ يعثر في «المُحْكَم» وغيره عَثَرَاتٍ يَدْمَى منها الأَظَلُّ [2] ويدحض دحضات تخرجه إلى سبيل من ضَلَّ، بحيث أنَّهُ قال في الْجِمار: هي الّتي تُرمى بعَرَفة، وكذا يهمُّ إذا تكلَّمَ في النَّسَب [3] وقال أبو عمرو بن الصَّلاح الشافعيّ: أضرّت به ضرارته.
قلت: ولكنَّهُ حجّةٌ في اللُّغة، موثّقٌ في نقلها. لم يكن في عصره أحد يدانيه فيها.
ولهُ شِعرٌ رائق. وكان مُنْقَطِعًا إلى الأمير أبي الجيش مجاهد العامريّ، فلمَّا تُوُفّي حَدَثت لَأبي الحَسَن نَبْوَة في أيَّام إقبال الدّولة، فهرب منه، ثمّ عمل فيه أبياتًا يستعطفه يقول فيها:
ألا هل إلى تقبيل راحتك اليُمْنَى ... سبيلٌ فإنَّ الأمن في ذاك واليُمْنَا
وإن تتأكَّد في دَمي لك نِيَّةٌ ... تصدَّق [4] فإني لَا أحبّ له حَقْنا
فيا مَلِكِ الأملاك إنّي مُحّومٌ [5] ... على [6] الوِرْدِ لَا عَنْهُ أُذَادُ ولا أُدْنَى
ونِضْوِ هُمُوم [7] طَلَّحَتْه طِيَاته [8] ... فلا غارِبًا [9] أبقيت منه ولا متْنا
إذا مِيَتَةٌ [10] أَرْضَتْكَ مِنّا فَهَاتِها ... حبيب إلينا ما رضيت به عنّا [11]
__________
[1] ج 2/ 128.
[2] الأظلّ: بطن الإصبع.
[3] علّق ابن حجر على ذلك بقوله: «والغلط في هذا يعذر لكونه لم يكن فقيها ولم يحجّ، ولا يلزم من ذلك أن يكون غلط في اللغة التي هي فنّه الّذي يحقّق به من هذا القبيل» . (لسان الميزان 4/ 205، 206) .
[4] في الجذوة، والبغية: «بسفك» . وفي معجم الأدباء: «بصدق» .
[5] في معجم الأدباء: «محلّا» .
[6] في معجم الأدباء: «عن» .
[7] في معجم الأدباء «ونضو زمان» .
[8] في الصلة: «طيانه» ، وفي البغية: «طبانه» ، وفي معجم الأدباء «ظباته» . و «طلّحته» : أعيته وألحّت عليه.
[9] الغارب: الكامل، أو ما بين السناق والعنق:
[10] في الجذوة: والبغية: «إذ قتلة» .
[11] الأبيات باختلاف في الترتيب، وزيادة عما هنا في: جذوة المقتبس 311، 312، وبغية الملتمس 418، 419، ومعجم الأدباء 12/ 234، 235.(30/449)
وهي طويلة.. ووقع بها الرِّضى عنه [1] .
209- عليّ بْن أَبِي طَالِب محمد بْن عليّ بن عطيَّة المَكّيّ [2] .
أبو الحسن.
وله مُصَنَّف «قوت القلوب» .
سمع: أباه، وأبا طاهر المُخلّص.
210- عمرو بن عبد الرّحمن بن أَحْمَد [3] .
أبو الحكم الكَرْمَانيّ، الأندلسيّ القُرْطُبِيّ، صاحِب الهندسة.
كان إمامًا لَا يُشقُّ غباره في عِلم أوقليدس ودقائقة.
رحل إلى المشرق، وأخذ بحرَّان عن فُضلائِها. ثم رجع وسكن مدينة سَرَقُسْطَة، وجلب معه رسائل إخوان الصّفاء.
ولهُ يدٌ طولى في الطّبّ، والجرح، والبط. وعمّر، عاش تسعين سنة.
ومات سنة ثمانٍ هذه. وهو من تلامذة سلمة المرجيطيّ.
- حرف الغين-
211- غانم بن أبي سهل عمرو بن أَحْمَد بن عمر الأصبهانيّ [4] .
الصّفار الفقيه.
__________
[1] وقال الحميدي: مات بعد خروجي من الأندلس قريبا من سنة ستين وأربعمائة. (الجذوة 312) وقال القاضي الجيّاني: «كان مع إتقانه لعلم الأدب والعربية متوفرا على علوم الحكمة، وألّف فيها تأليفات كثيرة، ولم يكن في زمنه أعلم منه بالنحو واللغة والأشعار وأيام العرب وما يتعلّق بعلومها، وكان حافظا. وله في اللغة مصنّفات منها: كتاب المحكم والمحيط الأعظم رتّبه على حروف المعجم اثنا عشر مجلّدا، وكتاب المخصّص مرتّب على الأبواب كغريب المصنف، وكتاب شرح إصلاح المنطق، وكتاب الأنيق في شرح الحماسة، عشرة أسفار، وكتاب العالم، في اللغة على الأجناس، في غاية الإيعاب، نحو مائة سفر، بدأ بالفلك وختم بالذّرّة. وكتاب العالم والمتعلّم على المسألة والجواب. وكتاب الوافي في علم أحكام القوافي، وكتاب شاذّ اللغة في خمس مجلّدات، وكتاب العويص في شرح إصلاح المنطق، وكتاب شرح كتاب الأخفش، وغير ذلك» . (معجم الأدباء 12/ 232، 233) .
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] لم أجد مصدر ترجمته.(30/450)
- حرف الفاء-
212- فَرَج الزَّنْجانيّ [1] .
الزَّاهد المعروف بفَرَج أخي.
من كبار الصّالحين بتلك الدِّيار. وهو الّذي لبسنا خرقة السَّهرَوَرديّ من طريقه.
قال السِّلَفيّ: سمعتُ أَبَا حَفْص عُمَر بْن محمد بن عمّوَيْه السَّهْرورديّ ببغداد يقول: قُدِّمْتُ إليه وأنا ابن أربع سِنين.
قال: ومات سنة ثمان وخمسين، رحمه اللَّه.
- حرف القاف-
213- قاسم بن محمد بن سليمان بن هلال [2] .
أبو محمد القيسيّ الطّليطليّ.
روى عن: عبدوس بن محمد، وأبي إسحاق بن شنظير، وأبي جعفر بن ميمون، وسعيد بن نصر، وابن الفَرَضيّ، ويونس بن عبد اللَّه القاضي، وجماعة.
وحج فأخذ عن: أبي الحسن بن جَهْضَم وهو في عَشْر التّسعين، وأبي ذَرّ، وغيرهما.
وعُني بالعلم مع زهد وصلاة وخشية.
__________
[1] انظر عن (فرج الزنجاني) في:
أهل المائة فصاعدا 129، وطبقات الأولياء لابن الملقّن 495 (في سلاسل خرقة ابن الملقّن) .
و «الزّنجاني» : بفتح الزاي وسكون النون وفتح الجيم وفي آخرها نون. نسبة إلى زنجان وهي بلدة على حدّ أذربيجان من بلاد الجبل. (الأنساب 6/ 306) .
[2] انظر عن (قاسم بن محمد) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 472، 473 رقم 1019.(30/451)
كتب بخطِّه الكثير. وكان ثِقَةً إمامًا في السُّنَّة، سيفًا على أهل الأهواء، صليبًا في الحقّ [1] .
تُوُفّي فِي رجب.
- حرف الميم-
214- مُحَمَّد بْن أحمد بْن محمد بْن محمد بْن عَبْد اللَّه بن عبّاد [2] .
القاضي أبو عاصم العَبَّاديّ الهَرَوِيّ. الفقيه الشّافعيّ.
تفقّه على القاضي أبي منصور محمد بن محمد الأزْديّ بهَرَاة، وعلى القاضي أبي عمر البِسْطَاميّ بنَيْسَابُور.
وكان إمامًا دقيق النَّظر تنقَّل في النَّواحي، وصنَّف كتاب «المبسوط» ، وكتاب «الهادي» [3] ، وكتاب «أدب القاضي» [4] .
وله مُصَنَّف في «طبقات الفقهاء» .
أخذ عنه: أبو سعد الهرويّ [5] ، وغيره.
__________
[1] وقال ابن بشكوال: «عني بالعلم وجمعه والاجتهاد فيه مع صلاح الحال، والفضل المتقدّم، والانقباض، والتحفّظ من الناس، ولزوم المساجد، وكثرة صلاة، وقد كان نسخ جلّ كتبه بخطّه، وكان كثير الكتب في الفقه والآثار، حسن الضبط لها، ثقة في روايته. وكانت له حلقة في الجامع يعظ فيها الناس، وكان لا يذكر عنده شيء من أمر الدنيا» .
[2] انظر عن (محمد بن أحمد الهروي) في:
الأنساب 8/ 336، 337، واللباب 2/ 309، وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 249، ووفيات الأعيان 4/ 214، والعبر 3/ 243، وسير أعلام النبلاء 18/ 180، 181 رقم 97، ومرآة الجنان 3/ 82، 83 وفيه: «محمد بن محمد بن أحمد» ، والوافي بالوفيات 2/ 82، 83، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 104- 112، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 190، 191، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 237، 238 رقم 191، وطبقات ابن هداية الله 161، 162، وكشف الظنون 47، 964، 1100، 1581، 2026، وشذرات الذهب 3/ 306، وإيضاح المكنون 2/ 269، وهدية العارفين 2/ 71، 72، ومعجم المؤلفين 9/ 10.
[3] في (الأنساب 8/ 337) : «الهادي إلى مذاهب العلماء» في الفقه، وفي (وفيات الأعيان) :
«الهادي إلى مذهب العلماء» .
[4] في (الأنساب) : «الرد على القاضي السمعاني» ، وفي (وفيات الأعيان) : «أدب القضاء» .
[5] قال ابن خلّكان: وعنه أخذ أبو سعد الهروي صاحب كتاب «الأشراف» في أدب القضاء وغوامض الحكومات، وسمع الحديث ورواه. (وفيات الأعيان 4/ 214) .(30/452)
ومات في شوَّال عن ثلاثٍ وثمانين سنة.
وكان من أعيان الشّافعية. رَوى الحديث عَنْ: أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سهل القراب، وغيره.
رَوى عَنْه: إِسْمَاعِيل بْن أَبِي صالح المؤذن.
215- مُحَمَّد بْن الحُسَين بْن مُحَمَّد بْن خلف بْن أَحْمَد [1] .
القاضي أَبُو يعلى ابن الفراء البغدادي الحنبلي، كبير الحنابلة.
ولد في أوّل سنة ثمانين وثلاثمائة.
وسمع: أبا الحسن الحربيّ، وإسماعيل بن سُوَيْد، وأبا القاسم بن حبابة، وعيسى بن الوزير، وابن أخي ميميّ، وأبا طاهر المخلّص، وأم الفتح بنت أَحْمَد بن كامل، وأبا الطَّيّب بن منْتاب، وابن معروف، وجماعة.
وأملى مجالس.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وابنه القاضي أبو الحسين محمد، وأبو- الخطَّاب الكلوذانيّ، وأبو الوفاء بن عقيل، وأبو غالب بن البنَّاء، وأخوه يحيى بن البنَّاء، وأبو العز بن كادش، وأبو بكر قاضي المرستان.
__________
[1] انظر عن (محمد بن الحسين الفرّاء) في:
تاريخ بغداد 2/ 256، رقم 730، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 37/ 399، 400، والمنتظم 8/ 243، 244 رقم 295 (16/ 98، 99 رقم 3390) ، والكامل في التاريخ 10/ 52، وطبقات الحنابلة 2/ 193- 230، والأنساب 9/ 246، ومناقب الإمام أحمد 520، 521، واللباب 2/ 413، 414، وتاريخ دولة آل سلجوق 35، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 22/ 20، 121 رقم 145، والمختصر في أخبار البشر 2/ 186، والإعلام بوفيات الأعلام 189، ودول الإسلام 1/ 269، وسير أعلام النبلاء 18/ 89- 91 رقم 40، والمعين في طبقات المحدّثين 132 رقم 1458، والعبر 3/ 243، 244، وتاريخ ابن الوردي 1/ 372، ومرآة الجنان 3/ 83، والوافي بالوفيات 3/ 7، 8، والبداية والنهاية 12/ 94، 95 وفيه: «محمد بن الحسن» ، والنجوم الزاهرة 5/ 78، وتاريخ الخلفاء 423، ومختصر طبقات الحنابلة للنابلسي 377، وكشف الظنون 1/ 193، 308، 564 و 2/ 1416، 1421، 1433، 1498، 1593، 1668، 1732، وشذرات الذهب 3/ 306، 307، وهدية العارفين 2/ 72، والأعلام 6/ 100، ومعجم المؤلفين 9/ 254، 255، ومختصر طبقات الحنابلة لابن شطي 32- 34.(30/453)
وآخر من روى عنه أبو سَعْد أَحْمَد بن محمد بن عليّ الزَّوْزَنيّ الصّوفيّ فيما علِمت.
وروى عنه من القدماء أبو عليّ الأهوازيّ، وبين وفاته ووفاته هذا تسعون سنة.
قال الخطيب [1] : ولَأبي يَعْلى تصانيف على مذهب أَحْمَد. ودرَّسَ وأفتى سنين كثيرة [2] . وولي القضاء بحريم دار الخلافة.
وكان ثِقة.
وتُوُفّي في شهر رمضان.
ذكره ابنه أبو الحسين في كتاب «الطَّبقات» [3] له، فقال: كان عالِم زمانه، وفريد أوانه [4] ، وفريد عصره، ونسيج وحده، وقريع دهره. وكان له في الأصول والفروع القدم العالي، وفي شرف الدِّين والدُّنيا المحلّ السَّاميّ، والحظّ [5] الرفيع عند الْإِمامين القادر، والقائم، وأصحاب الْإِمام أَحْمَد له يتبعون، ولتصانيفه يدرسون، وبقوله يُفتون [6] ، وعليه يُعوِّلون. والفُقَهاء على اختلاف مذاهبهم [7] كانوا عنده يجتمعون، ولمقاله يسمعون [8] ، وبه ينتفعون [9] .
وقد شُوُهِدَ له من الحال ما يغني عن المثال، لا سيما مذهب الْإِمام أَحْمَد، واختلافات الرّوايات عنه، وما صُحَّ لديه منه، مع معرفته بالقرآن وعلومه، والحديث، والفتاوى، والْجَدَل، وغير ذلك من العلوم، مع الزّهد، والورع،
__________
[1] في تاريخ بغداد 2/ 256.
[2] وفي تاريخ بغداد زيادة: «وشهد عند أبي عبد الله بن ماكولا، وعند قاضي القضاة أبي عبد الله الدامغانيّ، فقبلا شهادته» .
[3] طبقات الحنابلة 2/ 193 وما بعدها.
[4] قوله: «وفريد أوانه» ليس في (طبقات الحنابلة) .
[5] في (طبقات الحنابلة) : «والخطر» .
[6] في (طبقات الحنابلة) : «يفتنون» .
[7] في (طبقات الحنابلة) : زيادة: «وأصولهم» .
[8] في (طبقات الحنابلة) : زيادة: «ويطيعون» .
[9] في (طبقات الحنابلة) : «وبالاهتمام به يقتدون» .(30/454)
والعِفّة، والقناعة، والانقطاع عن الدُنيا وأهلها، واشتغاله بالعِلْم ونشره [1] .
وكان أبوه أحد شهود الحضرة [2] ، قد درس على الفقيه أبي بكر الرّازيّ مذهب أبي حنيفة [3] ، وتُوُفّي سنة تسعين، وكان سِنّ الوالد إذ ذاك عشر سنين إِلَّا أيَّامًا [4] ، وكان وصيَّه رَجُلٌ يُعْرَف بالحربيّ يسكن بدار القَزّ، فنقله من باب الطَّاق إلى شارع دار القَزّ وفيه مسجد يُصلِّي فيه شيخ يُعرف بابن مفرحة المقرئ يُقرئ القُرآن، ويُلَقِّن [5] العبارات من «مُختصر الخِرَقِيّ» فلقَّن الوالد ما جرت عادته، فاستزاده، فقال [6] : إنْ أردت الزِّيادة فعليك بالشّيخ أبي عبد اللَّه بن حامد، فإنَّهُ شيخ الطَّائِفة، ومسجده بباب الشَّعير. فمضى الوالِد إليه، وصحبه إلى أن تُوُفّي ابن حامد سنة ثلاث وأربعمائة، وتفقَّه عليه [7] .
ولمَّا خَرَج ابن حامد إلى الحجّ سنة اثنتين وأربعمائة سأله محمد بن عليّ:
على من ندرس؟ وإلى من نجلس؟ فقال: إلى هذا الفتى. وأشار إلى الوالد.
وقد كان لابن حامد أصحابٌ كُثُر [8] ، فتفرَّس في الوالد ما أظهره الله عليه.
__________
[1] العبارة في (طبقات الحنابلة) 2/ 194: «وانقطاعه عن الدنيا وأهلها، واشتغاله بسطر العلم وبثّه، وإذا عنه ونشره» .
[2] في طبقات الحنابلة 2/ 194: «وكان والده أبو عبد الله أحد شهود الحضرة بمدينة السلام، حضر عنده في داره محمد بن صبير قاضي الإمام الطائع للَّه، فشهد عنده في خلافة الطائع للَّه، ولم نسمع أن أحدا قصده من يشهد بين يديه، فشهد عنده في داره سواه، ولم يكن يومئذ قاضي قضاة، وكان ابن معروف معزولا، وقد أهّل ابن صبير لقضاء القضاة، وقد شوهد ذلك في درج بخط ابن صاحب النعمان، لما ذكر شهود باب الطاق» .
[3] زاد في (طبقات الحنابلة) بعدها: «وغير خاف محلّ أبي بكر الرازيّ، وأن المطيع للَّه ومعزّ الدولة خاطباه ليلي قضاء القضاة فامتنع، وكان محلّ جدّي أبي عبد الله منه أنه مرض مائة يوم، فعاده أبو بكر الرازيّ خمسين يوما، يعبر إليه من الجانب الغربي بالكرخ، من درب عبدة إلى باب الطاق بالجانب الشرقي، فلما عوفي وحضر عنده في مجلسه قال له أبو بكر الرازيّ: يا أبا عبد الله، مرضت مائة يوم، فعدناك خمسين يوما، وذاك قليل في حقك» .
[4] في (طبقات الحنابلة) : «إلا أيام» .
[5] في (طبقات الحنابلة) : زيادة: «من يقرأ عليه العبارات» .
[6] في (طبقات الحنابلة) : بعدها: «هذا القدر الّذي أحسنته، فإن أردت زيادة عليه» .
[7] طبقات الحنابلة 2/ 194، 195.
[8] في (طبقات الحنابلة) 2/ 195: «كثيرون» .(30/455)
وأوّل سماعه للحديث سنة خمس وثمانين وثلاثمائة من السُّكّريّ، ومن موسى بن عيسى السَّرّاج، وأبي الحسن عليّ بن معروف.
وسمَّى جماعة [1] ، ثم قال: ومن أبيه، ومن القاضي أبي محمد بن الأكفانيّ، ومن أبي نصر بن الشّاه.
وسمع بمكَّة، ودمشق، وحلب [2] .
قلت: سمع بدمشق من عبد الرحمن بن أبي نصر التَّميميّ [3] .
قال [4] : ولو بالَغْنَا في وَصْفِهِ لكُنَّا إلى التّقصير فيما نذكُرُه أقرب. إذ انتشر على لسان الخطير والحقير ذِكْرِ فضله [5] . قصده الشّريف أبو عليّ بن أبي موسى دفعات [6] ليشهد عند قاضي القُضاة أبي عبد اللَّه بن ماكولا، ويكون ولد القاضي أبي عليّ أبو القاسم تابعًا له، فأبى عليه، فمضى الشَّريف إلى أبي القاسم بن بِشْران، وسأله أن يشهد مع ولده، وقد كان ابن بِشْران قد ترك الشّهادة، فأجابه [7] .
وتُوُفّي الشّريف أبو عليّ سنة ثمانٍ وعشرين ثم تكرَّرت سؤالات ابن ماكولا إلى الوالد أن يشهد عنده، فأجاب وشهد كارِهًا لذلك [8] .
وحضر الوالد دار الخلافة في سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة مع الزَّاهِد أبي الحسن القزوينيّ لفسادِ قولٍ جرى من المُخالِفين لما شاع في كتاب «إبطال
__________
[1] انظر أسماءهم في (طبقات الحنابلة 2/ 195، 196) .
[2] طبقات الحنابلة 2/ 196.
[3] تاريخ دمشق 37/ 399.
[4] في طبقات الحنابلة 2/ 196.
[5] في طبقات الحنابلة زيادة: «سوى ما يضاف إلى ذلك من الجلالة والصبر على المكاره، واحتماله لكل جريرة إن لحقته من عدوّ، وزلل إن جرى من صديق، وتعطّفه بالإحسان على الكبير والصغير، واصطناع المعروف إلى الداني والقاصي، ومداراته للنظير والتابع، جاريا على سنن الإمام أحمد رضي الله عنهما حذو القذّة بالقذّة.
ولم يزل على طول الزمان يزداد جلالة ونبلا، وعلما وفضلا. قصده القاضي الشريف..» .
[6] إحداها في جمادى الأولى سنة إحدى أو اثنتين وعشرين وأربعين.
[7] طبقات الحنابلة 2/ 197.
[8] طبقات الحنابلة 2/ 197.(30/456)
التأويل» [1] ، فخرج إلى الولد الاعتقاد القادريّ في ذلك كما يعتقده الوالد. وكان قبل ذلك قد التمس منه حمّل كتاب «إبطال التأويل» [1] ليُتَأمَّل، فأُعيد إلى الوالد وشُكِر لهُ تصنيفه [2] .
وذكر بعض أصحاب الوالد أنَّهُ كان حاضرًا في ذلك اليوم فقال: رأيتُ قارئ التَّوقيع الخارج من القائم بأمر اللَّه قائمًا على قدميه، والمُوافق والمُخالِف بين يديه، ثم أُخِذت في تلك الصَّحيفة خطوط الحاضرين من العلماء على اختلاف مذاهبهم، وجُعِلت كالشَّرط المشروط. فكتب أوَّلًا القزوينيّ: هذا قول أهل السُّنَّة، وهو اعتقاديّ. وكتب الوالد بعده، والقاضي أبو الطَّيّب الطَّبَريّ، وأعيان الفقهاء بين موافقٍ ومخالف [3] .
قال: ثمّ تُوُفّي ابن القزوينيّ سنة اثنتين وأربعين، وحضره [4] عالم كثير، فجرت أمور، فحضر الوالد سنة خمسٍ وأربعين دار الخلافة، فجلس أبو القاسم عليّ بن رئيس الرُّؤساء، ومعه خلق من كبار الفقهاء والرُّؤساء، فقال أبو القاسم على رءوس الأشهاد: القرآن كلام اللَّه، وأخبار الصَّفات تمر كما جاءت.
وأصلح بين الفريقين [5] .
فلمَّا تُوُفّي قاضي القُضاة ابن ماكولا راسل رئيس الرُّؤساء الوالد لِيَلِيَ القضاء بدار الخلافة والحريم، فأبى، فكرَّر عليه السّؤال، فاشترط عليهم أن لا يحضر أيَّام الموكِب، ولا يقصد دار السُّلطان، ويستخلف على الحريم فأُجيب.
وكان قد ترشَّح لقضاء الحريم أبو الطَّيّب. ثم أُضِيف إلى الوالد قضاء حرَّان وحُلْوان، فاستناب فيهما.
وقال تلميذه عليّ بن نصر العُكْبَريّ:
رفع اللَّه رايةَ الْإِسلام ... حين رُدَّت إلى الأجلّ الْإِمام
__________
[1] في (طبقات الحنابلة 2/ 197) : «إبطال التأويلات» .
[2] في (طبقات الحنابلة 2/ 197) : «تصانيفه» :
[3] طبقات الحنابلة 2/ 197، 198.
[4] في (طبقات الحنابلة) : «وخصومنا» .
[5] طبقات الحنابلة 2/ 198.(30/457)
التقيّ النّقيّ ذي المنطِق الصائب ... في كلّ حجّةٍ وكلام
خائفُ مُشفقٌ إذا حضر الخصمان ... يخشى من هَوْل يوم الخصام
في أبيات [1] .
ولم يزل جاريا على سديد القضاء وإنفاذ الأحكام حتَّى تُوُفّى.
ولو شرحنا قضاياه السَّديدة كانت كتابًا قائِمًا بنفسه.
وقد قرأ القُرآن بالقراءات العشر، ولقد حضر النَّاس مجلسه وهو يُملي الحديث على كُرسيِّ عبد اللَّه ابن إمامنا أَحْمَد. فكان المُبلِّغون عنه والمستملون ثلاثة: خالي أبو محمد، وأبو منصور الأنباريّ، وأبو عليّ البَرَدَانيّ.
وأخبرني جماعة ممن حضر الْإِملاء أنَّهُم سجدوا على ظهور النَّاس، لكثرة الزَّحمة في صلاة الجمعة. وحُزر العدد بالَألوف. وكان يومًا مشهودا [2] .
وحضرتُ أنا أكثر أماليه.
وكان يُقسّم ليله أقسامًا: قسم للمنام، وقسم للقيام، وقسم لتصنيف الحلال والحرام [3] .
ومن شاهد ما كان عليه من السَّكينة والوقار، وما كسا [4] اللَّه وَجْهَهُ من الأنوار [5] ، شهد له بالدّين والفضل ضرورة.
وتفقَّه عليه: أبو الحسن [6] البغداديّ، والشَّريف أبو جعفر الهاشميّ، وأبو الغنائم بن الغباريّ، وأبو عليّ بن البنّاء، وأبو الوفاء بن القوَّاس، وأبو الحسن النّهريّ، وأبو الوفاء بن عَقِيل، وأبو الحسن بن جدّا [7] العكبريّ، وأبو الخطّاب
__________
[1] الأبيات وغيرها في: طبقات الحنابلة 2/ 199، 200.
[2] طبقات الحنابلة 2/ 201، 201.
[3] طبقات الحنابلة 2/ 203.
[4] في الأصل: «كسى» .
[5] في طبقات الحنابلة 2/ 203 زيادة: «مع السكون والسمت الصالح، والعقل الغزير الراجح» .
[6] في (طبقات الحنابلة 2/ 204) : «أبو الحسين» .
[7] في (طبقات الحنابلة 2/ 205) : «زفر» .(30/458)
الكلوذانيّ، وأبو يَعْلى الكَيَّال [1] ، وأبو الفرج المقدسيّ. ثم سمَّى جماعة [2] .
قال: ومصنَّفاته كثيرة، فمنها: «أحكام القرآن» ، و «مسائل الإيمان» ، و «المعتمد» ، و «مختصره» ، و «المقتبس» ، و «عيون المسائل» ، و «الرّدّ على الأشعريّة» ، و «الرّد على الكرّامية» ، و «الرّدّ على المجسّمة» ، و «الرّدّ على السّالميّة» ، و «إبطال التّأويلات لأخبار الصّفات» [3] ، و «مختصره» و «الإنتصار» لشيخنا أبي بكر، و «الكلام في الاستواء» ، و «الكلام في حروف المعجم» ، وأربع مُقدّمات في أصول الدّيانات، و «العمدة» في أصول الفقه، و «مختصره» ، و «الكفاية» في أصول الفقه، و «مختصرها» ، و «فضائل أَحْمَد» ، وكتاب «الطِّبّ» ، وكتاب «اللبّاس» ، وكتاب «الأمر بالمعروف» ، و «شروط أهل الذّمّة» ، و «التّوكّل» ، و «ذمّ الغناء» ، و «الاختلاف في الذّبح» ، و «تفضيل الفقر على الغنى» ، و «فضل ليلة الجمعة على ليلة القدر» ، و «إبطال الحيل» ، و «المجرّد في المذهب» ، و «شرح الخرقيّ» ، و «كتاب الروايتين» ، وقطعة من «الجامع الكبير» ، و «الجامع الصّغير» ، و «شرح المذهب» ، و «الخصال» ، و «الأقسام» ، وكتاب «الخلاف الكبير» .
وقد حمل النَّاس عنه علمًا كثيرًا، وهو مُسْتَغنٍ باشتهار فضله عن الْإِطناب في وصفه.
تُوُفّي فصلَّى عليه أخي أبو القاسم، فقيل إنَّهُ لم يُرَ في جنازة بعد جنازة أبي الحسن القَزْوِينيّ الْجَمْعُ الّذي حضر جنازته [4] .
وسمعت أبا الحسن النَّهريّ يقول: لمَّا قدِم الوزير ابن دارست عبرت أبصرته، ففاتني الدّرسُ، فلمَّا جِئتُ قلتُ للقاضي: يا سيّدي تتفضَّل وتُعيد لي الدَّرس. فقال: أين كنت؟
قال: مضيت أبصرت ابن دارس.
__________
[1] في (طبقات الحنابلة 2/ 205) : «أبو يعلى بن الكيّال» .
[2] في الطبقات 2/ 204، 205.
[3] أتى فيه بكل عجيبة، وترتيب أبوابه يدُل على التجسيم المحض، تعالى الله عن ذلك. (الكامل 10/ 52) (المختصر في أخبار البشر 2/ 186) (تاريخ ابن الوردي 1/ 372) .
[4] طبقات الحنابلة 2/ 216.(30/459)
فقال: وَيْحُك، تمضي وتنظر للظَّلْمَاء؟ وعنَّفني [1] .
قال: وكان ينهانا دائمًا عن مُخالطة أبناء الدُّنيا، وعن النَّظر إليهم والاجتماع بهم، ويأمُر بالاشتغال بالعِلم ومجالسة الصّالحين [2] .
سمعتُ خالي عبد اللَّه يقول: حضرت مع والدك في دار رئيس الرُّؤساء بعد مجيء طُغْرُلْبَك، وقد أنفذ إليه غير مرَّة ليحضِر، فلمَّا حضر زاد في إكرامه، وأجلسه إلى جانبه، وقال له: لم يزل بيت المُسلِمة وبيت الفرَّاء مُمتَزِجين، فما هذا الانقطاع؟
فقال له القاضي: رُوِيَ عن إبراهيم الحربيّ أنَّه استزاره المُعتّضِد، وقرَّبه وأجازه، فرصد جائزته، فقال له: أكتم مجلسنا، ولا تُخبِر بما فعلنا بك ولا بما قابلتنا.
فقال: لي إخوان لو علموا باجتماعي بك هجروني.
قال: فقال له رئيس الرُّؤساء كلامًا أسرَّهُ إليه، ومدَّ كُمَّهُ، فتأخَّر القاضي عنه، وسمعته يقول: أنا في كفايةٍ ودِعة.
فقلت له: يا سيِّدنا ما قال لك؟
قال: قال لي: معي شُويّ [3] من بقيّة ذلك الْإِرث المُستطاب، وأُحِبُ أن تأخُذه. فقلت: أنا في كفاية.
سمعت بعض أصحابنا يحكي، قال: لما حَصُبَ القائم وعُوفِيَ، حضر الشّيخ أبو منصور بن يوسف عند الوالد، وقال له: لو سهل عليك أن تمضي إلى باب القرية، لِتُهنِّئ الخليفة بالعافية.
فمضى إلى هُناك، فخرج إليه الحاجب، ومعه جائزة سنِّيّة، وعرَّفه شُكْرَ الْإِمام لسَعْيِه، وتبرُّكه بدعائه، وسأله قبول ذلك.
__________
[1] طبقات الحنابلة 2/ 222.
[2] طبقات الحنابلة 2/ 222 وفيه: «ومخالطة الصالحين» .
[3] في طبقات الحنابلة 2/ 223 «معي شيء» .(30/460)
قال: فو الله ما مسَّها، ولا قبِلها [1] .
سمعت جماعة من أهلي أنَّ في سنة إحدى وخمسين وقع النَّهب بالجانب الغربيّ، انتقل الوالد، وكان في بيته خُبْزٌ يابس، فنقله معه، وترك نقل رَحْله، لتعذُّر من يحمله، فكان يقتات منه وقال: هذه الأطعمة اليوم نُهُوبٌ وغُصُوب، ولا آكُل من ذلك شيئًا. فبقي ما شاء اللَّه يتقوَّت من ذلك الخُبز اليابس، ولحقه منه مرض [2] .
وكان الوالد يختم في المسجد في كلِّ ليلة جمعة ويدعو، ما أخلَّ بهذا سنين عديدة إِلَّا لعُذر [3] .
ولعلَّ يقول ناظِرٌ في هذا: كيف استجاز مدح والده؟ فإنَّما حَمَلَنا على ذلك كثرة قول المُخالفين، وما يُلْقون إلى تابعيهم من الزُّور والبُهْتان، ويتخرَّصون على هذا الْإِمام من التّحريف والعدوان [4] .
أنشدني بعض أصحابه، فقال:
من اقتنى وسيلةً وذُخْرا ... يرجو بها مَثُوبةً وأَجْرا
فحجَّتي يوم أُوَافي الحشرا ... معتقدي عقيدة ابن الفرّا [5]
قال أبو الحسين: اعلم، زادنا اللَّه وإيّاك عِلمًا ينفعنا به، وجعلنا مِمَّن آثر الآيات الصّريحة، والَأحاديث الصحيحة، على آراء المُتَكلِّمين، وأهواء المُتكلِّفين، أنَّ الّذي دَرَجَ عليه سائر [6] السَّلَف [7] التَّمسُّك بكتاب اللَّه، واتِّباع سُنَّة محمد صلّى اللَّه عليه وسلم، ثم ما روي عن الصَّحابة، ثم عن التّابعين والخالفين لهم من علماء المُسلمين الْإِيمان والتَّصديق بكل ما وصف اللَّه به نَفْسَهُ، أو وصفه به رسوله، مع ترك البحث والتَّنْقير، والتّسليم لذلك، من غير تعطيل، ولا تشبيه، ولا
__________
[1] طبقات الحنابلة 2/ 222، 223.
[2] طبقات الحنابلة 2/ 223.
[3] طبقات الحنابلة 2/ 223.
[4] طبقات الحنابلة 2/ 227.
[5] طبقات الحنابلة 2/ 226 وفيه: «معتقدي لمذهب ابن الفرّا» .
[6] في طبقات الحنابلة 2/ 207 «صالحو» .
[7] في الطبقات زيادة بعدها: «وانتهجه بعدهم خيار الخلف، هو ... » .(30/461)
تفسيرٍ، ولا تأويل، وهي الطَّائفة المنصورة، والفرقة النَّاجية، فهُم أصحاب الحديث والَأثر، والوالدُ تابِعُهم. هم خلفاء الرّسول، وورثة حكمته، بهم يلحق التَّالي، وإليهم يرجع الغالي. وهم الّذين نبذهم أهل البِدَع والضَّلال أنَّهُم مُشَبِّهَةٌ جُهَّال [1] .
فاعتقد الوالد وسَلَفهُ أن إثبات الصِّفات إنَّما هُوَ إثبات وجود، لَا إثبات تحديد وكيفيَّة، وأنّها صفات لا تُشبه صفات البرّيّة، ولا يُدْرَك حقيقةُ عِلمها بالفِكر والرَّويّة [2] .
فالحنبليّة لَا يقولون في الصِّفات بتعطيل المُعطِّلة، ولا بتشبيه المُشبِّهين، ولا بتأويل المُتأوّلين. بل مذهبهم حقٌّ بين باطِلَيْن، وهدًى بين ضلالتين. إثبات الأسماء والصِّفات، مع نفي التّشبيه والَأدوات [3] ، على أنَّ اللَّه لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ 42: 11 [4] .
وقد قال الوالد في أخبار الصِّفات والمذهب في ذَلِكَ قبول هذه الأحاديث على ما جاءت به، غير عدول عنه إلى تأويلٍ يُخالِف ظاهرها، مع الاعتقاد بأن اللَّه سبحانه بخلاف كُلِّ شيءٍ سواه. وكل ما يقع في الخواطر من تشبيه أو تكييف، فاللَّه يتعالى عن ذلك. واللَّه ليس كمثله شيء، لَا يوصف بصفات المخلوقين الدَّالة على حَدَثَهم، ولا يجوز عليه ما يجوز عليهم من التَّغيير، ليس بجسمٍ، ولا جوهر، ولا عَرَض، وإنَّهُ لم يزل ولا يزال [5] ، وصفاته لا تُشْبِه صفات المخلوقين [6] .
قلت: لم يكُن للقاضي أبي يَعْلَى خِبرَةٌ بعلل الحديث ولا برجاله، فاحتجّ بأحاديث كثيرة واهية في الأصول والفروع لعدم بصره بالأسانيد والرجال.
__________
[1] طبقات الحنابلة 2/ 207، 208.
[2] طبقات الحنابلة 2/ 208.
[3] طبقات الحنابلة 2/ 209.
[4] سورة الشورى، الآية: 11.
[5] زاد بعدها: «وأنّه الّذي لا يتصوّر في الأوهام» .
[6] طبقات الحنابلة 2/ 210، 211.(30/462)
وقد حطَّ عليه صاحب «الكامل» [1] فقال: هو مُصَنِّف كتاب «الصِّفات» أتى فيه بكل عجيبة، وترتيب أبوابه يدلّ على التّجسيم المحض، تعالى اللَّه عَن ذَلِكَ [2] .
وأمَّا في الفقه ومعرِفة مذاهب النَّاس، ومعرفة نصوص أَحْمَد، رحمه اللَّه، واختلافها، فإمام لَا يُدرَك قراره، رحمه اللَّه تعالى [3] .
216- محمد بن عبد الرّحمن بْن عُبَيْد اللَّه بْن الْحَسَن [4] .
أَبُو بَكْر بن أبي الحسن الْأصبهانيّ الكرّانيّ المعدّل.
مات في شوَّال.
217- محمد بن عليّ [5] .
218- محمد بن الفضل بن جعفر [6] .
أبو سعد التَّمِيميّ الهَمَدَانيّ المعروف بابن أبي اللَّيْث.
روى عن: أبي بكر بن لال، وأبي بكر الشّيرازيّ، وابن تركان، وطاهر بن ماهلة، وجماعة.
__________
[1] أي ابن الأثير في (الكامل في التاريخ 5280) .
[2] وزاد ابن الأثير فقال: «وكان ابن تميمي الحنبلي يقول: لقد خرئ أبو يعلى الفرّاء على الحنابلة خرية لا يغسلها الماء» . (الكامل، المختصر في أخبار البشر 2/ 186، تاريخ ابن الوردي 1/ 372) .
[3] «وقال أبو القاسم الأزهري: كان أبو الحسين ابن المحاملي يقول: ما تحاضرنا أحد من الحنابلة أعقل من أبي يعلى ابن الفرّاء» . (تاريخ بغداد 2/ 256) (تاريخ دمشق 37/ 400، مختصر تاريخ دمشق 22/ 120) .
وقال ابن عساكر: «بلغني أن البساسيري لما غلب على بغداد ولّاه القضاء تقرّبا إلى العامة، فدخل على قاضي القضاة أبي عبد الله الدامغاني، وهو في اعتقال البساسيري، فاستأذنه في النيابة عنه، فأذن له، فقضى حينئذ» . (تاريخ دمشق 37/ 399، مختصر تاريخ دمشق 22/ 12) .
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
[5] هكذا في الأصل دون ترجمة، ولعلّه أنسيه.
[6] لم أجد مصدر ترجمته.(30/463)
قال شيروَيْه: كان صدوقًا.
ومات في ذي الحجّة.
219- محمد بن وهب بن محمد الأندلُسيّ [1] .
الفقيه المعروف بنوع الغافقيّ.
له درّية علما وقراءة.
توفّي في رمضان.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.(30/464)
سنة تسع وخمسين وأربعمائة
- حرف الألِف-
220- أَحْمَد بن سعيد بن محمد بن أبي الفيَّاض [1] .
أبو بكر الأندلُسيّ الأستجيّ.
سمع ببلده من: يوسف بن عَمْرو.
وبالمَرِيّة من: أبي عمر الطَّلَمَنْكيّ، والمُهلَّب بن أبي صُفْرَة.
وله تاريخ على الأخبار.
وعاش قريبًا من ثمانين سنة.
221- أَحْمَد بن عبد اللَّه بن أَحْمَد بن مَهْران [2] .
أبو العبَّاس الْأصبهانيّ.
سمع «جُزء لُوَيْن» من ابن المَرْزُبان الأَبْهَرِيّ.
وعنه: أبو عليّ الحدّاد.
222- أَحْمَد بن عبد الباقي بن الحَسَن بْن محمد بْن عُبَيْد اللَّه بْن طَوْق [3] .
أبو نصر المَوْصِلِيّ.
حدَّث بالموصِل، وبغداد عن: نصر المُرَجَّى، وعبد اللَّه بن القاسم الصّوّاف.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن سعيد) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 60 رقم 126.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (أحمد بن عبد الباقي) في:
تاريخ بغداد 4/ 272 رقم 2022، والعبر 3/ 245، والمعين في طبقات المحدّثين 32، رقم 1459، ومرآة الجنان 3/ 83، وشذرات الذهب 3/ 307.(30/465)
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثِقة.
قال لي: ولدت سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة.
وتوفّي بالموصل في رمضان.
قلت: روى عنه ابن خميس.
223- أَحْمَد بن مُغِيث بن أَحْمَد بن مُغيث [1] .
أبو جعفر الصَّدَفيّ الطُّلَيْطُليّ.
كان من أهل البراعة والفهم والرئاسة في العِلم، مُتَفَنِّنًا عالِمًا بالحديث وعِلَلَه، وبالفرائِض، والحِساب، واللُّغة، والنَّحو. ولهُ يدٌ طولى في التَّفسير.
ولهُ كتاب «المُقْنِع» في عقد الشّروط.
روى عن: أبي بكر خَلَف بن أَحْمَد، وأبي محمد بن عبَّاس.
وكان كلِفًا بجمع المال.
تُوُفّي في صَفَر عن ثلاثٍ وخمسين سنة [2] .
224- أَحْمَد بن منصور بن خَلَفة حمّود [3] .
أبو بكر المغربيّ، ثمّ النّيسابوريّ، وبها وُلِد.
سمع من: أبي طاهر محمد بن الفضل بن خُزَيْمة، وأبي محمد عبد اللَّه بن أَحْمَد بن محمد الصّيرفيّ، وأبي بكر الجوزقيّ.
وحدّث عن الْجَوْزَقِيّ بكتاب «المُتَّفَق» بفوتٍ لهُ فيه.
قال عبد الغافر بن إسماعيل [4] : أمَّا شيخنا أبو بكر المغربيّ البزّاز أخو
__________
[1] انظر عن (أحمد بن مغيث) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 60 رقم 124، وإنباه الرواة 1/ 135 رقم 81، وتلخيص ابن مكتوم» ، وسلّم الوصول 152، وطبقات المفسّرين للسيوطي 6، وكشف الظنون 1809، ومعجم المؤلفين 2/ 181.
[2] في إنباه الرواة 1/ 135: توفي سنة 357، والمثبت هو الصواب كما في المصادر الأخرى.
[3] انظر عن (أحمد بن منصور) في:
التقييد لابن نقطة 183، 184 رقم 206، والعبر 3/ 245، والإعلام بوفيات الأعلام 190، وسير أعلام النبلاء 18/ 94، 95 رقم 42، وشذرات الذهب 3/ 307.
[4] في التقييد 184.(30/466)
خلف فشيخ نظيف، طاف به وبأخيه أبو هما الشّيخ منصور على مشايخ عصره، فسمع الكثير، وجمع لهُ الفوائد [1] .
سمع منهُ الأئِمَّة الكبار، ورزِقَ الرّواية سنين. وعاش عيشًا تقيًّا.
تُوُفّي سنة اثنتين وستّين وأربعمائة. هذا قال.
وقال غيره: تُوُفِّي سنة ستيّن.
وقال أبو القاسم بن مَنْدَهْ [2] . تُوُفّي في رمضان سنة تسعٍ وخمسين.
قلت: روى عنه: أبو عبد اللَّه الفرّاويّ، وزاهر الشَّحّاميّ، وعبد الرَّحمن بن عبد اللَّه البَحِيريّ، وعبد الغافر الفارسيّ، وآخرون.
- حرف الحاء-
225- الحسين بن محمد بن إبراهيم بن الحسين [3] .
أبو القاسم [4] الحنّائيِّ الدِّمَشقيّ المعدّل، صاحب الأجزاء الحنّائيّات العشرة التي خرَّجها لهُ النَّخشُبيّ.
قال النّسيب: سألتُ الشّيخ الثِّقة الدّين الفاضل أبا القاسم الحنَّائيّ المُحدِّث عن مولده، فقال: في شوَّال سنة ثمانٍ وسبعين وثلاثمائة [5] .
__________
[1] وزاد بعدها: «وسمع المتفق» .
[2] وقع في (سير أعلام النبلاء 18/ 94) : «أبو القاسم بن عساكر» . وقد بحثت في: تاريخ دمشق، ومختصره، وتهذيبه، فلم أجده، ولم يتنبّه محقّق «السير» السيد «محمد نعيم العرقسوسي» إلى هذا الوهم. وجلّ من لا يسهو.
[3] انظر عن (الحسين بن محمد بن إبراهيم) في:
الإكمال 3/ 60، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 29/ 185، والأنساب 4/ 244، 245، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 7/ 168 رقم 151، والعبر 3/ 245، والإعلام بوفيات الأعلام 190، وسير أعلام النبلاء 18/ 130، 131 رقم 68، والمعين في طبقات المحدّثين 132 رقم 1460، وشذرات الذهب 3/ 307، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 358، وفهرست مخطوطات الحديث بالظاهرية 259، 260، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 159 رقم 503.
[4] في الأنساب: «أبو عبد الله» .
[5] تاريخ دمشق 29/ 185.(30/467)
وقال ابن ماكولا [1] : كتبت عنه، وكان ثقةً. وهو منسوب إلى بيع الحِنَّاء.
وقال الكتَّانيّ: تُوُفّي في جُمَادَى الأولى. وهو آخر من حدَّث عَنِ الْحَسَن بْن محمد بن درسْتُوَيه. ودُفِن على أخيه عليّ بمقابر باب كَيْسان. وكانت له جنازة عظيمة ما رأينا مثلها من مُدَّة [2] .
قلت: روى عن: عبد الوهَّاب الكِلابيّ، وابن درستُوَيْه، وعبد اللَّه بن محمد، الحِنّائيّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن عُثْمَان بْن أَبِي الحديد، وتمَّام الرّازيّ [3] ، ومحمد بن عبد الرَّحمن القطَّان، وأبي الحسن بن جَهْضَم، وجماعة.
روى عَنْه: أبو سعد السَّمّان، ومات قبله، وأبو بكر الخطيب، ومكّيّ الرُّمَيْليّ، وسهل بن بِشر، وعبد المنعم بن عليّ الكِلابيّ، وأبو القاسم النّسيب، وهبة اللَّه بْن الأكْفَانيّ، وأبو طاهر محمد، وأبو الحسين عبد الرحمن ابناه، وأبو الحسين بن المَوَازِينِيّ، وطاهر بن سهل بن بِشْر، وعبد الكريم بن حمزة، وأبو الحسن بن سعيد الدِّمشقيِّون، وثعلب بن جعفر السّرّاج، وآخرون [4] .
226- الحسن بن عليّ بن وَهْب [5] .
أبو عليّ الدّمشقيّ الصُّوفيّ المقرئ، العبد الصَّالح.
روى عن: محمد بن عبد الرّحمن القطّان.
وعنه: أبو نصر بن ماكولا [6] ، وهبة اللَّه بن الأكفانيّ.
تُوُفِّي في جمادى الأولى.
__________
[1] في الإكمال 3/ 60.
[2] تاريخ دمشق 29/ 185.
[3] الروض البسام (المقدّمة) 1/ 49 رقم 6.
[4] ذكرهم ابن عساكر في: تاريخ دمشق.
[5] انظر عن (الحسن بن علي) في:
الإكمال 4/ 494، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 10/ 224، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 7/ 54 رقم 19، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 236.
[6] وذكره في باب «السبعي والشيعي» وقال: أبو علي الحسن بن علي بن وهب بن أبي مضر السبعي (بضم السين المهملة وبعدها باء معجمة بواحدة) شيخ صالح سمعنا منه بدمشق (الإكمال 4/ 494) .(30/468)
- حرف الخاء-
227- الخِضر بن منصور الدّمشقيّ [1] .
الضّرير ويُعرف بابن الحبَّال.
سمع: عبد الرَّحمن بن أبي نَصْر، وعقيل بن عبْدان.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وهبة اللَّه بن الأكفانيّ [2] .
- حرف السّين-
228- سعيد بن عُبَيْدة بن طَلْحة [3] .
أبو عثمان العَبْسيّ، خطيب إشبيليّة.
وُلِدَ سنة خمس وستّين وثلاثمائة، وصحب أبا بكر الزُّبيْديّ وأكثر عنه وعن غيره.
وحجّ، ورحل سنة ثمان عشرة وأربعمائة.
وكان من أهل الذَكاء والثِّقة.
تُوُفّي في شعبان.
229- سعيد بن محمد بن الحسن المَرْوَزِيّ الإدريسي [4] .
__________
[1] انظر عن (الخضر بن منصور) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 12/ 512، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 8/ 77 رقم 35، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 168.
[2] قال ابن عساكر: كانت له عناية بالحديث، وكان يحفظ القرآن حفظا جيدا.
[3] انظر عن (سعيد بن عبيدة) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 222، 223 رقم 508.
[4] انظر عن (سعيد بن محمد) في:
الرحلة في طلب الحديث للخطيب البغدادي 155- 157، والإكمال لابن ماكولا 4/ 421، والأنساب المتفقة لابن القيسراني (الطبعة الجديدة) 87، 88، 90 (وفيه: الأندلسي، بدل الإدريسي) ، والأنساب لابن السمعاني 356 أو 515 ب، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 15/ 640 و 16/ 10 و 34/ 56، 479، واللباب 1/ 29، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 10/ 8 رقم 3، وتبصير المنتبه 705، والنجوم الزاهرة 5/ 79، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 288- 290 رقم 630، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 171.(30/469)
إمام جامع صُور وخطيبها.
تُوُفّي أيضًا في شعبان.
حدَّث عن: أَحْمَد بن فِراس العَبْقَسِيّ، وأبي الحسين بن بِشْران المُعدّل، وجماعة.
روى عنه: مكّيّ الرُّمَيْليّ، وأجاز لهِبَةِ اللَّه بن الأكفانيّ [1] .
- حرف الصَّاد-
230- صاعد بن منصور بن محمد بن محمد الهَرَوِيّ الأَزْديّ [2] .
قاضي هَرَاة وابن قُضاتها.
صار زعيم أصحاب الحديث بهَرَاة. وهو ابن عمّ راوي التِّرْمِذيّ أبي عامر محمود بن القاسم.
- حرف العين-
231- عالي بن أبي الفتح عثمان بن جِنِّي [3] .
أبو سعد الموصليّ.
سمع من: نصر المُرَجِّي بالموصِل، وعيسى بن الوزير ببغداد.
__________
[1] قال ابن تغري بردي: «كان فاضلا سمع الحديث ورواه، ومن رواياته عن الحسن البصري أنه قال: لا تشتروا مودّة ألف رجل بعداوة رجل واحد» . (النجوم الزاهرة 5/ 79) .
وأفاد منه في صور الأمير ابن ماكولا، وانتقل الإدريسي إلى صيدا فأنشد بها أبا الحسن علي بن أحمد القرشي، وروى عنه أحمد بن الحسين بن أحمد الصوري، وحدّث عنه بمسجد الفرس بصور أبو الفضل يوسف بن الحسن بن إبراهيم المقراء.
وسمع الإدريسي: صالح بن أحمد الميانجي القاضي بصيداء، وأبا نصر الفتح بن الحسين بن أحمد بن سعدان الفارقيّ. وروى عن عيسى بن محمد بن الطيّب البغدادي الباقلّاني وقد سمعه بمدينة الكدراء، وأحمد بن علي بن الحسن بن إسحاق الكشفائي بزبيد اليمن.
روى عنه الخطيب البغدادي. (الرحلة في طلب الحديث 155- 157) وقال: حدّثنا من لفظه بصيداء. (انظر: موسوعة علماء المسلمين) .
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] تقدّمت ترجمة (علي بن أبي الفتح) في وفيات سنة 452 هـ. برقم (54) .(30/470)
وسكن صُور.
روى عنه: ابن ماكولا، ومكّي الرُّميليّ، وأبو زكريّا التِّبْرِيزِيّ.
وكان أديبًا فاضلًا.
أخذ عن أبيه، وهو صحيح السَّماع.
مات بصَيْداء سنة ثمانٍ أو تسعٍ وخمسين، ولهُ ثمانون سنة.
232- عبد الجّليل بن مخلوف [1] .
الْإِمام أبو محمد المالكيّ.
أفتى بمصر، ودرَّس أربعين سنة.
روى السِّلفيّ وفاته في هذه السَّنة، عن شخص فاضل رآه.
قال: وصلّى عليه رفيقه الفقيه عبد الحقّ بن محمد بن هارون السّبْتِيّ.
قال: وفيها مات عبد الحق هذا ببيت المقْدِس.
قال: وفيها مات الفقيه أبو إسحاق الأشِيريّ الفقيه.
233- عبد الصَّمد بن محمد بن تميم بن غانم التّميميّ [2] .
أبو الفتح الدّمشقيّ إمام جامع دمشق.
سمع: عبد اللَّه بن محمد الحِنَّائيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي نْصر.
رَوَى عَنْهُ: ابن بنته هبة اللَّه بن الأكفانيّ.
وتُوُفّي في المُحرَّم.
234- عبد الكريم بن عليّ [3] .
أبو عبد اللَّه التّميميّ، المعروف بابن السُّنّي.
بغداديّ.
روى عن: ابن زَنْبور الورَّاق، والقاضي أبي محمد الأكفانيّ.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (عبد الصمد بن محمد) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 24/ 147.
[3] انظر عن (عبد الكريم بن علي) في:
تاريخ بغداد 11/ 82، والمنتظم 8/ 247 رقم 296 (16/ 103، 104 رقم 3391) .(30/471)
قال الخطيب [1] : صدوق، كثير التِّلاوة.
235- عُبَيْد اللَّه بن محمد بن ميمون [2] .
أبو طاهر الأسديّ، قاضي الكوفة.
ثقة، انتخب عليه أبو الغنائم محمد بن عليّ النَّرْسيّ.
سمع من: محمد بن عبد اللَّه الْجُعَفيّ، وطبقته.
236- عليّ بن بكَّار [3] .
أبو الحسن الصُّوريّ الشّاهد.
رحل وسمع من: أبي الحسن بن السِّمْسَار، وابن الطُّبَّيْز، وصالح بن أَحْمَد المَيَانِجِيّ [4] ، وأبي ذرٍّ الهرويّ [5] .
وعنه: مكّيّ الرُّميليّ [6] ، وسهل بن بِشر، وغيرهما [7] .
237- عليّ بن الحسن بن عمر الزُّهْريّ الثَّمَانِينيّ [8] .
الرجل الصّالح.
__________
[1] في تاريخه.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (علي بن بكار) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 10/ 255 و 23/ 66 و (28/ 500، 501) ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 17/ 218 رقم 96، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 311، 312 رقم 1051.
[4] هو قاضي صيدا.
[5] وسمع أيضا: أبا محمد الحسن بن محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي المعروف بالسكن المتوفى سنة 437 هـ. وفاتك بن عبد الله المزاحمي الصوري.
[6] وقد سمعه بصور بقراءته عليه.
[7] قال غيث الأرمنازي: كان ثقة ديّنا خيّرا، سمع منه جماعة من أهل البلد ومن الغرباء، ولم يقدّر لي السماع منه على أمره اختلاط والدي به وجلوسي عنده.
توفي يوم الأربعاء 8 من جمادى الآخرة، ودفن بظاهر صور، وحضر غيث الأرمنازي دفنه.
[8] انظر عن (علي بن الحسن بن عمر) في:
موضح أوهام الجمع والتفريق. للخطيب البغدادي 1/ 438، وتاريخ بغداد، له 5/ 245 و 11/ 167، والأنساب 117 ب، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 11/ 161 و (29/ 27، 28) ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 17/ 220 رقم 116، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 320، 321 رقم 1065.(30/472)
روى عن: أبي خازم بن الفرَّاء، وأبي القاسم الحِنّائيّ.
روى عنه: أبو بكر الخطيب [1] ، ونَصْر المقدسيّ مع جلالتهما [2] .
238- عليّ بن الخِضر العثمانيّ الدّمشقيّ [3] .
الحاسب أبو الحسن. صاحب التّصانيف في الحساب.
روى عن: رشأ بن نظيف، ومحمد بن عبد الرَّحمن بن أبي نصر.
وجمع وفيات مشايخ.
روى عنه: أخوه لأمه الحسن بن الحسن الكلابي الماسح، وأبو بكر الخطيب، وهو أحد شيوخه.
تُوُفّي في شوال.
239- علي بْن محمد بْن الحسن بن يزداد [4] .
القاضي أبو تمام الواسطي مسند أهل واسط.
حدث عن: أبي الحسين محمد بن المُظفّر، وأبي الفضل الزُّهْريّ، وغيرهما.
وتُوُفّي في شوّال. ولعلَّهُ عاش تسعين سنة أو نحوها.
قال الخطيب [5] : تقلَّد قضاء واسط مُدَّة، وكان مُعتزليا [6] .
__________
[1] في ترجمة (محمد بن خازم السعدي) 5/ 245 رقم 2735، وموضح أوهام الجمع 1/ 438.
[2] وكان الثمانيني يعرف بنزيل بعلبكّ، وكان فقيها محدّثا نزل صور وتوفي فيها يوم الإثنين 11 من شهر رجب، وقال غيث: لم أسمع منه شيئا.
[3] انظر عن (علي بن الخضر) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 29/ 138، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 17/ 278 رقم 2148، والنجوم الزاهرة 5/ 80.
[4] انظر عن (علي بن محمد) في:
تاريخ بغداد 12/ 103 رقم 6541، والإكمال 2/ 291، وسؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي (51- 53 رقم 9) وانظر عنه: 73، 76، 77، 86، 101، 119، 125، 126، وسير أعلام النبلاء 18/ 212، 213 رقم 100، وميزان الاعتدال 3/ 155، 156، ولسان الميزان 4/ 261.
[5] في تاريخ بغداد 12/ 103.
[6] زاد الخطيب: وقدم بغداد فاستوطنها، وحدّث بها، فكتبنا عنه، وكان صدوقا. وسمعته يذكر أنه من ولد المنذر بن الجارود العبديّ. وقال لي أبو تمام: قال لي أبي: ولدت في سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة.(30/473)
روى عنه: أبو القاسم السّمرقنديّ بالإجازة [1] .
- حرف الفاء-
240- الفُضَيْل بن محمد بن الفُضَيْل [2] .
أبو عاصم الفُضَيْليّ الهَرَوِيّ.
سمع: أبا منصور محمد بن محمد الأَزْديّ، وأبا طاهر محمد بن محمد بن محمِش.
روى عنه: ابنه إسماعيل.
- حرف الميم-
241- محمد بن أَحْمَد بن عَدْل [3] .
أبو عبد اللَّه الأمويّ الأندلُسيّ الطُّلَيْطُلِيّ.
سمع من: عبد اللَّه بن ذَنّين، وعبد الرَّحمن بن عبّاس.
وكان ثقة عابدا خاشعا خائفا.
__________
[1] وقال السلفي: «وأبوه أبو خازم قاضي القادر أمير المؤمنين على واسط وأعمالها، كان غاليا في التسنّن، فقبض عليه أبو محمد بن سهلان وزير سلطان الدولة، وبعث به إلى ابن أبي الشوك فقتله في نواحي الدينور، واستقضي بعد أبيه فلم تستقم طريقته حتى عزل بالقاضي أبي الطيّب بن كماري، وكان أحد شهوده، فبقي معزولا إلى أن قتل أبو الطّيب، قتله اللصوص في داره سنة اثنتين وعشرين، السنة التي مات فيها القادر، فردّ أبو تمام فبقي قاضيا إلى شوال سنة أربع وثلاثين، فنقم عليه الملك العزيز أبو منصور بن جلال الدولة، فقبض عليه وأخرج من داره الخمور وآلاتها وقال: هذا كان يخفي هذا المنكر. فقوم قالوا: كان يفعله، وقوم قالوا: لا بل أدخل إلى داره مع الأجناد وقت دخولهم إليها، وخرجوا به طلبا لسوء السمعة، إلّا أنه كان قد سمع أبا الحسين بن المظفّر، وأبا الفضل الزهري، وبواسط أبا الفرج الخيوطي صاحب الزعفرانيّ، وأبا عبد الله العلويّ، وغيرهما، وأقام ببغداد بعد عزله. وكان رافضيّا يتظاهر به ويقول بخلق القرآن ويدعو إليه، إلّا أنه كان صحيح السماع، رحل إليه الناس، وسمع منه أهل الآفاق إلى أن مات في شوال من سنة تسع وخمسين» . (سؤالات الحافظ السلفي 51- 53) .
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (محمد بن أحمد بن عدل) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 541 رقم 1187 وفيه: «محمد بن عدل» .(30/474)
وكان يعظ النّاس.
242- محمد بن إسماعيل بن أَحْمَد بن عمرو [1] .
القاضي أبو عليّ الطُّوسيّ، المعروف بالعراقيّ لطول إقامته بالعراق، ولظُرفه [2] .
ولي قضاء طوس مُدَّة. وكان من كبار الشّافعيّة وأئِمّتهم.
لهُ شُهرة بخُراسان [3] .
سمع من: أبي طاهر المخلّص، وتفقّه على: أبي حامد الْإِسفرائينيّ، وأبي محمد البافيّ.
وناظر بجرجان في مجلس أبي سَعْد الْإِسماعيليّ.
أخذ عنه جماعة.
243- محمد بن الحبيب بن طاهر بن عليّ بن شمَّاخ [4] .
أبو عليّ الغافقيّ.
من أهل غافق.
سمع: بقرطبة من يونس بن عبد الله، ومكّيّ، وأبي محمد بن الشّقّاق، وجماعة.
وحجّ سنة إحدى وعشرين، فأخذ بمصر عن القاضي عبد الوهَّاب المالكيّ، وسمع منه كتاب «التَّلقين» له.
ولقي بمكّة أبا ذرّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن إسماعيل) في:
المنتظم 8/ 247، 249 رقم 297 (16/ 104 رقم 3392) ، والمنتخب من السياق 51 رقم 98، والبداية والنهاية 12/ 96 وفيه: «محمد بن إسماعيل بن محمد» .
[2] المنتظم.
[3] قال عبد الغافر الفارسيّ: الإمام العراقي الطوسي ذو الفضل الظاهر واللسان والتدريس ومجلس النظر والجاه العريض عند الخاص والعام.
[4] انظر عن (محمد بن الحبيب) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 541 رقم 1186.(30/475)
وكان من أهل الدّين والتواضع والطّهارة والَأحوال الصَّالحة.
قال ابن بَشْكُوال: أنا عنه أبو محمد بن عتّاب بجميع ما رواه عن عبد الوهَّاب.
تُوُفِّي فجأة بغافق في رمضان.
244- محمد بن عبد اللَّه بن عُمَر [1] .
أبو بكر العدويّ العُمَريّ الهرويّ الفقيه التّاجر.
سمع: أبا محمد بن أبي شُرَيْح.
روى عنه: زاهر الشّحّاميّ.
245- مُحَمَّد بْن عَليّ بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن مِهْرَبْزُد [2] .
أبو مسلم الْأصبهانيّ، الأديب المُفسِّر النّحوي المُعتزليّ.
قال يحيى بن مَنْدَهْ في «تاريخه» أنَّهُ صَنَّف «التَّفسير» ، وحدَّث عن أبي بكر بن المقري. وكان عارفا بالنحو، غاليا في مذهب الاعتزال. وهو آخر من حدّث بأصبهان عن ابن المقري.
مات في سنة تسعٍ وخمسين.
زاد غيره: في جمادى الآخرة.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (محمد بن علي بن محمد) في:
تاريخ إربل لابن المستوفي 1/ 405، وإنباه الرواة للقفطي 3/ 194، 195، ودول الإسلام 1/ 269 وفيه «مهر يزيد» ، والمعين في طبقات المحدّثين 132 رقم 1461، وفيه: «مهريزد» ، والعبر 3/ 245، وسير أعلام النبلاء 18/ 146، 147 رقم 79، والإعلام بوفيات الأعلام 190، وميزان الاعتدال 3/ 655، والمغني في الضعفاء 2/ 618، وتلخيص ابن مكتوم 226، ومرآة الجنان 3/ 83، والوافي بالوفيات 4/ 130، 131، ولسان الميزان 5/ 298، 299، وطبقات المفسّرين للسيوطي 32، وبغية الوعاة 1/ 188، وطبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 211، وشذرات الذهب 3/ 307، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 282 رقم 543 وفيه: «مهرايزد» ، وهدية العارفين 2/ 71، وإيضاح المكنون 1/ 208، ومعجم المؤلفين 11/ 49، 50 وفيه: «مهريزد» .(30/476)
وقال محمد بن عبد الواحِد الدَّقّاق: سألته عن مولده فقال: في سنة ستٍّ وستّين وثلاثمائة.
قلت: وله تفسير في عشرين مُجَلَّدًا، وكان به بمصر نُسخة للشَّرَف المُرْسيّ.
وآخر من حدَّث عنه إسماعيل بن عليّ الحمّاميّ الْأصبهانيّ، روى عنه «جزء مأمون» ، وغيره.
- حرف النُّون-
246- نجيب بن عمَّار [1] .
أبو السَّرايا بن أبي فراس الغَنَوِيّ.
شاعر رئيس، كان أبوه مُتَولِّي الرَّقّة.
سمع: أبا محمد بن نَصْر [2] ، وغيره.
وعنه: ابن الأكفاني [3] .
__________
[1] انظر عن (نجيب بن عمار) في:
مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 26/ 122 رقم 76 وفيه «عماد» (بالدال) .
[2] حدّث عنه سنة 457 هـ.
[3] وقال ابن عساكر: كان أبو السرايا هشّا خفيف الروح، له شعر جيّد، فمنه ما قال يمدح به الدريدي ويذكر قتله صالح بن مرداس:
أفسدت صالحا وأصلحت الفاسد ... أسيافك العضاب المواضي
وأنالتك في حروبك والسّلم ... قصارى الآراب والأغراض(30/477)
سنة ستين وأربعمائة
- حرف الألِف-
247- أَحْمَد بن سعيد [1] .
أبو جعفر اللَّوْزَنكيّ [2] ، الفقيه المالكّيّ، مُفتي طُلَيْطُلَة.
امتحنه المأمون رئيس طُلَيْطُلة هو وولد ابن مُغِيث، وولد ابن أسد، وثلاثة آخرين، وُشِي بهم عنده بالتُّهمة على سُلْطانه، فاستدعاهم مع قاضيهم أبي زيد [3] القُرْطُبيّ، وقيَّدهم. فهمَّت العامَّة بالنُّفور إلى السِّلاح، فبذل السّيف فيمن أعلن سِلاحًا، فسكنوا. واستُبيحت دُور المذكورين المُمْتحَنِين ونُهِبَت، وذلك في هذا العام [4] ، وسُجِنوا.
وسُجِن الوزير ابن غصْن الأديب [5] مُصَنِّف [6] كتاب «المُمْتَحِنين» من عهد آدم إلى زمانه من الأنبياء والصّدّيقين والعلماء.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن سعيد) في:
ترتيب المدارك 4/ 819- 821، والصلة لابن بشكوال 1/ 64، 65 رقم 136، وسير أعلام النبلاء 18/ 174، 175 رقم 91.
[2] في الصلة: «اللورانكي» ومثله في: ترتيب المدارك.
[3] في الأصل: «ابن زيدون» والصواب ما أثبتناه نقلا عن: الصلة، والترتيب، وهو: أبو زيد عبد الرحمن بن عيس بن محمد المعروف بابن الحشاء القاضي، المتوفى سنة 473 هـ. انظر عنه في: الصلة 2/ 340، 341، وترتيب المدارك 4/ 817 و 819.
[4] في شهر جمادى الأولى. (ترتيب المدارك 4/ 820) .
[5] هو أبو مروان عبد الملك بن غصن الحجاري من أهل وادي الحجارة. انظر عنه في:
جذوة المقتبس 402، 403، والذخيرة، ق 3 ج 1/ 331- 336، وبغية الملتمس 529، 530، وخريدة القصير (قسم شعراء المغرب والأندلس) 2/ 12، والتكملة لكتاب الصلة، رقم 1610، ومسالك الأبصار 11/ 447، والمغرب في حلي المغرب 2/ 33، ونفح الطيب 3/ 363، 364.
[6] في (سير أعلام النبلاء 18/ 175) : «فصنّف» .(30/478)
واتُّهِم بالسَّعي بالمذكورين ابن الحديديّ [1] ، وحاز رئاسة البلد وحده.
فمات المأمون، وولي بعده حفيده [2] القادر، والَأمر في البلد لابن الحديديّ، فقيل للقادر في شأنه، فأخرج أضداده، وقتلوا ابن الحديديّ، وطافوا برأسه، ومعهم ابن اللَّوْزَنْكِيّ وقد أَضَرَّ.
ولعلَّهُ بقي إلى بعد السَّبعين، فاللَّه أعلم [3] .
248- أَحْمَد بن الفضل بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن جعفر [4] .
أبو بكر الباطِرقانيّ [5] المقرئ الْأصبهانيّ الأُستاذ.
قال يحيى بن مَنْدَهْ: كتب الكثير عن أبي عبد اللَّه بن مندة، وإبراهيم بن
__________
[1] وهو: أبو الطيب ابن أبي بكر يحيى بن سعيد بن أحمد الحديدي، وبيته في العلم والرئاسة بطليطلة. (ترتيب المدارك 4/ 820) .
[2] في ترتيب المدارك 4/ 820 «ولده» . والمثبت هو الصحيح. انظر عنه في:
الذخيرة ق 3 ج 1/ 92، 93، وق 4 ج 1/ 149- 169، والمغرب في حليّ المغرب 2/ 13، وأعمال الأعلام 207، وتاريخ ابن خلدون 4/ 161، وشرح رقم الحلل 177 وفيه: يحيى الملقّب بالظافر.
[3] قال ابن بشكوال: «أحمد بن سعيد بن غالب الأموي.. كان من أهل الأدب والفرائض واللغة دربا بالفتيا، مشاورا في الأحكام، فقيها في المسائل، مشاركا في شرح الحديث والتفسير، وكان متواضعا، وتوفي في شوّال سنة تسع وستين وأربعمائة، وصلّى عليه عبد الرحمن بن مغيث» .
أقول: هكذا في (الصلة 1/ 65) سنة 469 هـ. فإذا صحّ ذلك فيجب أن تحوّل هذه الترجمة من هنا إلى الطبقة التالية.
[4] انظر عن (أحمد بن الفضل) في:
الأنساب 2/ 41، ومعجم الأدباء 4/ 100- 102 رقم 15، ومعرفة القراء الكبار 1/ 424- 426 رقم 364، وسير أعلام النبلاء 18/ 182، 183 رقم 98، والإعلام بوفيات الأعلام 190، والمعين في طبقات المحدّثين 132 رقم 1462، والعبر 3/ 246، والوافي بالوفيات 7/ 288، وغاية النهاية 1/ 96، 97 رقم 440، والنجوم الزاهرة 5/ 82، وشذرات الذهب 3/ 308، وإيضاح المكنون 2/ 79، وهدية العارفين 1/ 73، ومعجم المؤلفين 2/ 45.
[5] الباطرقاني: بفتح الباء وكسر الطاء المهملة وسكون الراء وفتح القاف وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى باطرقان وهي إحدى قرى أصبهان. (الأنساب 2/ 40) .
وقد قيّدها الدكتور بشّار عوّاد معروف بفتح الطاء في تحقيقه لكتاب «معرفة القراء الكبار» ، وكذا فعل السيد محمد نعيم عرقسوسي في «سير أعلام النبلاء» . مع أن ابن السمعاني ضبطها بالكسر، وتابعه ابن الأثير في (اللباب 1/ 110) .(30/479)
خُرْشيد [1] قُولَه، وعبد اللَّه بن جعفر، وأبي مسلم بن شهدل، وأحمد بن يوسف الثَّقفيّ، والحسن بن محمد بن يَوَه.
وهو كثير السَّماع، واسع الرِّواية، دقيق الخطّ.
قرأ القُرآن على جماعة من الأئِمَّة القُدَماء، وصنَّف كتاب «الشَّواذ» ، وكتاب «طبقات القُرَّاء» .
وقال لي: وُلِدْتُ سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة.
وتُوُفّي في ثاني وعشرين صَفَر.
ذكره عمِّي يومًا، والحافظ عبد الغنيّ النَّخْشَبِيّ وجماعة حاضرون، فقال عبد الغنيّ: صنَّف مُسْنَدًا ضمَّنَهُ ما اشتمل على «صحيح البُخاريّ» إِلَّا أنَّهُ كتب أكثره من الأصل ثمّ ألحقه الإسناد. وهذا ليس من شرط أصحاب الحديث وأهله.
ثم قال يحيى: تكَّلم في مسائل لا يسع الموضوع ذكرها، لو اقتصر على التَّحديث والْإِقراء كان خيرًا له [2] .
وهذا يدُل على أنَّه ثقةُ فيما روى، وإنَّما نُقِم عليه الكلام.
روى عنه: أبو عليّ الحدَّاد، وقرأ عليه بالرّوايات، وسعيد بْن أَبِي الرّجاء، والحسين بْن عَبْد الملِك الخلال، ومحمد بن عبد الواحد الدّقّاق، وأحمد بن الفضل المهاد، وشبيب بن محمد بن حورة [3] ، وأبو الخير عبد السَّلام بن محمد الحسناباذيّ، وجماعة سواهم.
وحدَّث عنه من القُدَماء: الحافظ عبد الغنيّ النَّخْشَبيّ، والقاضي أبو عليّ الوَخْشيّ.
وقد أمَّ بجامع أصبهان الكبير بعد أبي المظفّر بن شبيب.
__________
[1] تصحّف في (معجم الأدباء 4/ 101) إلى: «خرشيدة» .
[2] معجم الأدباء 4/ 102.
[3] هكذا في الأصل بالحاء المهملة، وفي (سير أعلام النبلاء 18/ 182) «جوره» بالجيم. وفي (الأنساب 2/ 41) : «خورة» بالخاء، وهو «المارباناني» .(30/480)
قال أبو عبد اللَّه الدَّقّاق في رسالته: ولم أرَ شيخًا بأصبهان جمع بين علم القُرآن، والقراءات، والحديث، والرّوايات، وكثرة كتابته وسماعه أفضل من أبي بكر الباطِرْقانيّ.
وكان إمام الجامع الكبير، حَسَن الخُلُق والهيئة والمنظر والقراءة والدِّراية.
ثقة في الحديث.
249- أَحْمَد بن محمد بن عيسى بن هلال [1] .
أبو عمر بن القطَّان القُرْطُبِيّ المالكيّ، رئيس المُفْتين بقُرْطُبة.
وُلِدَ سنة تسعين وثلاثمائة.
وروى عن: أبي بكر التُّجَيْبيّ، ويونس بن عبد اللَّه القاضي، وأبي محمد بن الشَّقّاق، وأبي محمد بن دحّون، وناظر عندهما [2] .
وكان فريد عصره بالَأندلُس حفظًا، وعِلمًا، واستِنْباطًا، ومعرِفَةً بأقوال العُلماء [3] .
صدمتهُ ريحٌ فخرج من قُرْطُبَة يُريد حمَّة المريّة، فتُوُفّي بكورة باغة لسبعٍ بقين من ذي القعدة [4] .
وقد قدمه المُسْتَظْهِر للشّورى سنة أربع عشرة وأربعمائة علي يد قاضيها عبد الرّحمن بن بِشْر [5] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن عيسى) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 61، 62 رقم 130، وترتيب المدارك 4/ 813، والعبر 3/ 246، وسير أعلام النبلاء 18/ 305، 306 رقم 145، والديباج المذهب 1/ 181، 182، والنجوم الزاهرة 5/ 82، وشذرات الذهب 3/ 308، وشجرة النور الزكية 119 رقم 335.
[2] الصلة 1/ 61.
[3] وقال ابن بشكوال: «وبرع الناس طرّا بمعرفة المسائل واختلاف العلماء من أهل المذاهب وغيرهم، والطبع في الفتاوى، والنفوذ في علم الوثائق والأحكام» . (الصلة 1/ 61، 62) .
[4] الصلة 1/ 62.
دفن ليلة الإثنين لسبع بقين من ذي القعدة سنة ستين وأربعمائة. ذكره ابن حبّان.
[5] الصلة 1/ 62 وفيه: ومولده سنة تسعين وثلاثمائة. وذلك أنه وجد بخطّ أبيه في سنة أربعمائة:
تم لابني أحمد عشرة أعوام.
وجاء في (شجرة النور الزكية 1/ 119) أنه ولد سنة 395 هـ.(30/481)
- أَحْمَد بن منصور [1] .
تقدَّم.
- حرف الثَّاء-
250- ثابت بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن خُبَيْش [2] .
أبو روح السَّعْدِيّ الهرويّ الأزديّ. محدِّث هراة ونسّابتها.
سمع: عبد الرحمن بن أبي شُرَيْح، وأباه، وأبا سعد الزُّهْريّ.
روى عنه: الخطيب محمد بن عبد اللَّه الهَرَوِيّ الواعظ، وغيره.
تُوُفّي فِي ربيع الآخر.
- حرف الحاء-
251- الْحَسَن بن أبي طاهر بن الحسن [3] .
الْإِمام أبو عليّ الخُتَليّ، الفقيه الشَّافعيّ القاضيّ.
روى عن: العارف أبي سعيد فضل اللَّه المَيْهَنيّ شيئًا يسيرًا.
روى عنه: عبد العزيز الكتَّانيّ، وقال: تُوُفِّي أبو علي الخُتّليّ إمام جامع دمشق في شعبان سنة ستّين وأربعمائة.
252- الحسن بن عليّ بن مكّيّ بن إسرافيل بن حمَّاد [4] .
الْإِمام أبو عليّ الحمّاديّ النّسفيّ الفقيه الحنفيّ، أحد الأعلام كان حنفيا فانتقل إلى مذهب الشّافعيّ.
__________
[1] تقدّمت ترجمته برقم (224) .
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (الحسن بن أبي طاهر) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 9/ 464، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 6/ 343، 344 رقم 220، والنجوم الزاهرة 5/ 81، 82، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 189.
[4] لم أقف على ترجمته.(30/482)
رحل وسمع بِنَيْسَابُور أبا نُعَيْم عبد الملك بن الحسن الْإِسفرائينيّ، وإسماعيل بن محمد حاجب الكشَّانيّ.
وعُمِّر دهرًا.
قال ابن السَّمعانيّ: ثنا عنه الحسين بن الخليل.
253- حنْبَل بن أَحْمَد بن حَنْبَل [1] .
أبو عبد الرحمن الفارسيّ البيِّع. [2] نزيل غَزْنَة.
ذكره عبد الغافر فقال: شيخٌ مشهور معروف، له الثّروة الظاهرة، والنّعمة الوافرة.
سمع بنَيْسَابور: الحاكم، وابن مَحْمِش، وأبا عبد الرَّحمن السُّلَمِيّ، والَأستاذ أبا سَعْد الزَّاهِد، وأبا بكر الحِيَرِيّ، وجماعة من شيوخ هَرَاة، وبُسْت.
وحدَّث بغَزْنَة.
- حرف الخاء-
254- خديجة بنت محمد بن عليّ الشَّاهْجَانيَّة [3] .
البغداديّة الواعظة.
كانت امرأة صالحة، كتبت عن ابن سمعون بعض أماليه بخطّها.
__________
[1] انظر عن (حنبل بن أحمد) في) المنتخب من السياق 212، 213 رقم 649.
[2] وقال عبد الغافر الفارسيّ: «ولقد رأيت مشيخة الأستاذ حنبل بن أحمد جمعها له بعض الحفّاظ، وذكر فيها أكثر مشايخ نيسابور، مثل: الحاكم أبي عبد الله، وأبي سعد الزاهد، وأبي الحسن السقا الأسفرايني، والزيادي، والسلمي، وأبي عبد الرحمن مُحَمَّدِ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْنُ مُحَمَّدِ بن محبوب الدهّان، والشريف أبي طلحة الزاهدي، وأبي نصر المفسّر، والقاضي الحيريّ، وجماعة جمّة من أصحاب الأصمّ، وجماعة من مشايخ هراة وبست، وسجستان، والحجاز، وغيرهم. وذلك مما أفادنيه الفقيه الزاهد محمد بن ايزديار الغزنوي» .
[3] انظر عن (خديجة بنت محمد) في:
تاريخ بغداد 14/ 446، والمنتظم 8/ 250 رقم 298 (16/ 107 رقم 3393) ، والعبر 3/ 246، والنجوم الزاهرة 5/ 82، وشذرات الذهب 3/ 308، والأعلام 2/ 303.(30/483)
وولدت سنة ستّ وسبعين وثلاثمائة.
قال أبو بكر الخطيب [1] : حدَّثتنا، وكانت صالحة صادقة.
تُوُفّيت في المُحرَّم.
- حرف الدَّال-
255- دُرِّيّ المُستنصريّ [2] .
شهاب الدّولة.
قدِم دمشق أميرًا عليها لصاحب مصر بعد عَزْل حَيْدَرة. ثُمّ عُزِل بعد قليل.
وولي الرَّملة، فقُتِل في ربيع الآخر.
- حرف العين-
256- عَبْد اللَّه بْن سُلَيْمان [3] .
أبو محمد المَعَافِريّ الطُّلَيْطُلِيّ، المعروف بابن المؤذِّن.
روى عن: أبي عمر الطَّلَمَنْكِيّ.
وكان عالِمًا ديّنا محدّثا مقرئا.
كتب الكثير، وسمع النَّاس منه [4] .
257- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [5] .
أبو الحسين الصَّيْداويّ الوكيل. ويعرف بابن المخّ.
__________
[1] في تاريخه.
[2] انظر عن (درّي المستنصري) في:
أمراء دمشق في الإسلام 31 رقم 104.
[3] انظر عن (عبد الله بن سليمان) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 279، 280 رقم 613.
[4] وقال ابن بشكوال: وكان من أهل العلم والفضل والخير، وكان الأغلب عليه الحديث والآثار والآداب والقراءات، وكان كثير الكتب جلّها بخطّه، وكان يلتزم بيته، وكان لا يخرج منه إلّا في يوم جمعة لصلاته أو لباديته، وكان صرورة لم يتزوّج قطّ ولا تسرّى. سمع الناس منه.
[5] انظر عن (عبد الله بن علي الصيداوي) في:
الإكمال لابن ماكولا 7/ 215، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 17/ 345، والأنساب-(30/484)
سمع من أبي الحُسَيْن بن جُمَيْع بعض مُعْجَمه [1] .
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وابن ماكولا [2] ، وعمر بن حسين الصُّوفيّ، وغيث الأرمنازيّ.
حدَّث في هذه السَّنة بصُور، وانقطع خبره [3] .
258- عبد الخالق بن عبد الوارث [4] .
أبو القاسم السُّيُوريّ المغربيّ المالكيّ.
خاتمة شيوخ القيروان. كان آيةً في معرفة المذهب، بل في معرفة مذاهب العلماء، زاهدًا صالحًا.
تفقَّه عليه جماعة، وطال عمره.
259- عبد الدَّائم بن الحُسين بن عُبَيْد اللَّه [5] .
أبو الحسن وأبو القاسم الهلاليّ الحَوْرَانيّ، ثمّ الدّمشقيّ.
هو آخر من سمع من عبد الوهّاب الكِلابيّ.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وعمر الرؤاسي، وهبة اللَّه بن الأكفانيّ، وطاهر بن سهل الْإِسْفَرائينيّ، وثعلب بن السّرّاج، وإسماعيل بن السَّمَرْقَنْديّ، وآخرون.
تُوُفّي في شعبان عن ثمانين سنة.
__________
[ (- 515] ب، واللباب 3/ 182، ومختصر تاريخ دمشق 13/ 149 رقم 32، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 199 رقم 889.
[1] هو «معجم الشيوخ» الّذي قمنا بتحقيقه ونشرناه.
[2] وهو قال إنه كتب عنه في حجرة البيّع في ذي الحجة سنة 460 وقال: ما وجدت عنده غير الجزء الثاني من معجم شيوخ ابن جميع. (الإكمال 7/ 215) .
[3] وسمع منه أبو عبد الله محمد بن فتوح الحميدي صاحب «جذوة المقتبس» . (انظر:
الموسوعة) .
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (عبد الدائم بن الحسن) في:
تاريخ دمشق (بتحقيق سكينة الشهابي) 40/ 59، 60، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 14/ 182، 183 رقم 117، والإعلام بوفيات الأعلام 190، والعبر 3/ 247.(30/485)
260- عَبْد المَلِك بْن مُحَمَّد بْن يوسف [1] .
أَبُو منصور البغداديّ المُلَقَّب بالشّيخ الأجلّ. سِبط أبي الحسن أَحْمَد السَّوسَنْجِرْديّ.
سمع: أبا عمر بن مهديّ، وأبا محمد بن البيّع، وابن الصُّلت الأهوازيّ.
روى عنه ابناه.
وقال الخطيب [2] : كان أوحد وقته في فعل الخير ودوام الصَّدقة والَأفضال على العُلماء، والنَّصرة لَأهل السُّنَّة، والقمع لَأهل البِدَع.
وتُوُفّي في عَشْر السَّبعين.
وقال ابن خيرون: تُوُفّي في المحرَّم، ودُفِن عند جدِّه لَأُمِّه، وحضره جميع الأعيان وكان صالحًا عظيم الصّدقة مُتَعَصِّبًا لَأهل السُّنّة. قد كفى عامة العُلماء والصلحاء رحمه اللَّه.
قلت: كان له صورة كبيرة عند الخليفة وحُرْمة زائدة. وكان رئيس بغداد وصدرها في وقته، مع الدّين والمروءة والصَّدَقات الوافرة. وقد استوفى أبو المُظفّر في «المرآة» [3] أخباره.
قال أُبيُّ النَّرْسيّ: رأيتُ في جنازته خلقًا لم أر مثلهم قطّ كثرة [4] .
__________
[1] انظر عن (عبد الملك بن محمد) في:
تاريخ بغداد 10/ 434، والمنتظم 8/ 250- 252 رقم 299 (16/ 107- 109 رقم 3394) ، والكامل في التاريخ 10/ 58 وفيه «أبو منصور بن عبد الملك» ، وتاريخ دولة آل سلجوق 35، والمختصر في أخبار البشر 2/ 186 وفيه: «عبد الملك بن يوسف» ، وسير أعلام النبلاء 18/ 333، 334 رقم 154، وتاريخ ابن الوردي 1/ 373، والبداية والنهاية 12/ 97، والنجوم الزاهرة 5/ 82.
[2] في تاريخ بغداد 10/ 434.
[3] أي مرآة الزمان لسبط ابن الجوزي.
[4] رثاه ابن الفضل وغيره من الشعراء، وعمّ مصابه المسلمين، وكان من أعيان الزمان، فمن أفعاله أنه تسلّم المارستان العضدي، وكان قد دثر واستولى عليه الخراب، فجدّ في عمارته، وجعل فيه ثمانية وعشرين طبيبا، وثلاثة من الخزّان، إلى غير ذلك، واشترى له الأملاك النفيسة بعد أن كان ليس به طبيب ولا دواء، وكان كثير المعروف والصلات والخير، ولم يكن يلقّب في زمانه أحد بالشيخ الأجلّ سواه. (الكامل في التاريخ 10/ 58) .(30/486)
261- عَبْد الوَهَّاب بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الوَهَّاب بن عبد القدوس [1] .
أبو القاسم الأنصاري القرطبي المقرئ.
رحل، وقرأ بالرّوايات على: أبي عليّ الأهوازيّ، وأبي القاسم الزَّيْدِيّ، وابن نفيس.
وسمع من: أبي الحسن بن السِّمْسار.
وكان خطيبًا بليغًا مُجوِّدًا للقراءات بصيرًا بها، عارفًا بطُرُقِها. رحل النَّاس إليه [2] .
مات في ذي القعدة وقد قارب السِّتّين. وقيل سنة إحدى فيُحَرَّر.
262- عُبَيْد اللَّه بن محمد بن مالك [3] .
أبو مروان القرطبيّ، الفقيه المالكيّ.
__________
[ (-) ] وقال البنداري:
«كان من أماثل بغداد وأعيانها، والمرجوع إليه في نوائب الليالي وحدثانها. وكان قد أجمع الناس على صلاحه، واستجادة رأيه واسترجاحه. ومن جملة خيراته أنه تسلّم البيمارستان العضدي، وقد استولى عليه الخراب، وناب أوقافه بالنوائب النوّاب. فعمّره وطبّقه، وأحسن في أحواله ترتيبا، وأقام فيه ثلاثة خزائن وثمانية وعشرين طبيبا. ورثاه أبو الفضل صرّ درّ بقصيدته التي أولها:
لا قبلنا في ذا المصاب عزاء ... أحسن الدهر بعده أم أساء
(تاريخ دولة آل سلجوق 35) .
[1] انظر عن (عبد الوهاب بن محمد) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 381 رقم 816، وغاية النهاية 1/ 482 رقم 2004، وكشف الظنون 1770، وإيضاح المكنون 2/ 527، وهدية العارفين 1/ 637، ومعجم المؤلفين 6/ 229.
[2] قال ابن الجزريّ: مقريء، محرّر، أستاذ كامل، متقن، كبير، رحّال، صاحب كتاب «المفتاح» في القراءات ... كان عجبا في تحرير هذا الشأن ومعرفة فنونه.
وقال ابن بشكوال: كانت الرحلة إليه في وقته.
ولد سنة 403 هـ.
ورّخ ابن الجزري وفاته بسنة 461 هـ.
[3] انظر عن (عبيد الله بن محمد) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 303، 304 رقم 670، وطبقات المفسّرين للسيوطي 22، ومعجم المؤلفين 6/ 245، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 253 رقم 324.(30/487)
روى عن: حاتم بن محمد، وأبي عمر بن خضر، وأبي بكر بن مغيث، وكان حافِظًا للفقه والحديث والتّفسير، عالمًا بوجوه الاختلاف بين فقهاء الأمصار، متواضعًا كثير الورع، مجاهدًا مُتَبَذِّلًا في لباسه، لهُ مُغَلٌّ يسيرٌ من سُمّاق وعِنبٌ يُنتَفع به.
ومن محفوظاته: كتاب «معاني القُرآن» للنحّاس. ولهُ مُصَنَّف «مُختَصر في الفقه» ، وله كتاب «ساطع البرهان» في سفر، قال ابن بشكوال [1] : قرأته على أبي الوليد بن طَرِيف، وقرأه على مؤلِّفه مرَّات [2] .
تُوُفِّي في جُمَادَى الأولى، ولهُ ستُّون سنة.
263- عليّ بْن مُحَمَّد بْن جعفر الطُّرْيثِيثيّ [3] .
أبو الحسن المعروف باللّحسانيّ، ويقال: اللّحسائيّ.
يروي عن: أبي مُعَاذ شاه بن عبد الرّحمن الهَرَويّ، وأبي الحسين الخفّاف، ومحمد بن جعفر المالينيّ.
وعنه: زاهر الشَّحّاميّ، ومنصور بن أَحْمَد الطُّرَيْثِيثيّ.
ولا أعلم متى تُوُفّي، لكن حدث في هذا العام.
وقع لي حديثه بعُلُوٍّ.
264- عمر بن الحسن بن عبد الرحمن [4] .
__________
[1] في الصلة 1/ 303.
[2] وقال ابن بشكوال: «أخبرني أبو طالب المرواني قال: أخبرني محمد بن فرج الفقيه قال:
جلست يوما إلى ابن مالك فقال لي: ما تمسك من الكتب؟ فقلت له «معاني القرآن» للنحاس، فقال: افتح منه أيّ مكان شئت، فنشرته فنظرت في أول صفح منه فقال: أعرضني فيه، فقرأه ظاهرا ما شاء الله ذلك نسقا كأنما يقرأه في كفّه. ثم قال لي: خذ مكانا آخر، ففعل كذلك، ثم قال: خذ مكانا ثالثا، ففعل مثل ذلك. فعجبت من قوة حفظه وعلمه» . (الصلة 1/ 303) .
[3] لم أجد مصدر ترجمته. و «الطريثيثي» : بضم الطاء المهملة وفتح الراء، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وبعدها الثاء المثلّثة بين الياءين، وفي آخرها مثلّثة أخرى، هذه النسبة إلى «طريثيث» وهي ناحية كبيرة من نواحي نيسابور، بها قرى كثيرة، ويقال لها بالعجمية «ترشيز» .
[4] انظر عن (عمر بن الحسن) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 402 رقم 865.(30/488)
أبو حفص الهَوْزَنيّ الْإِشبيليّ.
روى عن: محمد بن عبد الرحمن العوَّاد، وأبي القاسم بن عصفور، وابن الأحدب، وأبي عبد الله بن الباجيّ، وغيرهم.
وحجّ وأخذ عن: أبي محمد بن الوليد المالكيّ بمصر. وكان ذكيّا ضابطًا مُتَفَنِّنًا في العلوم.
وُلِد سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، وقتله المُعتَضِد باللَّه عبّاد ظُلمًا بقصر إشبيليّة في ربيع الآخر، ذبحه بيده ودُفِن بثيابه بالقصر من غير غُسلٍ ولا صلاة، رحمه اللَّه تعالى.
- حرف الميم-
265- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن أحمد بن محمد بن منصور [1] .
أبو غالب بن العتيقيّ.
حدَّث بدمشق عن: أبيه، وأبي عمر بن مهديّ.
روى عنه: هبة اللَّه بن الأكفانيّ، وغيره.
266- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن البطر [2] .
القارئ أبو الفضل الضّرير، أخو أبي الخطَّاب نصر.
روى عن: أبي عمر بن مَهْديّ، وأبي الحسن بن رزقويه، وأبي الحسين ابن بشران.
وبإفادته سمع أبو الخطَّاب.
روى عنه: أبو السُّعود أَحْمَد بن المُجْلي.
وكان من أعيان قُرَّاء الألحان. وكان يُصلّي بالْإِمام القائم الصّلوات.
267- محمد بن أحمد بن أبي العلاء [3] .
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] لم أجد مصدر ترجمته.(30/489)
أبو منصور السَّدوسيّ الصّيدلانيّ الكوفيّ.
قال أُبيُّ النَّرسيّ: حدَّثنا عن ابن غزال.
268- محمد بن الحسن [1] بن عليّ [2] .
أبو جعفر الطُّوسِيّ، شيخ الشّيعة وعالمهم.
تُوُفّي بالمشهد المبارك، مشهد أمير المؤمنين رضي اللَّه عنه، في المُحرَّم.
ولَأبي جعفر الطُّوسيّ تفسير كبير عشرون مُجلَّدة [3] ، وعِدَّة تصانيف مشهورة [4] قدم
__________
[1] في الأصل «الحسين» ، والتصحيح من كتاب «النهاية في مجرّد الفقه والفتاوي» ، وكتاب «رجال الطوسي» ، وكتاب «الفهرست» له، ومصادر ترجمته.
[2] انظر عن (محمد بن الحسن الطوسي) في:
الفهرست للطوسي صاحب هذه الترجمة 192- 194 رقم 713، والمنتظم 8/ 252 رقم 300 (16/ 110 رقم 3395) ، والكامل في التاريخ 10/ 58، وتاريخ دولة آل سلجوق 35، وفهرست أسماء علماء الشيعة ومصنّفيهم لابن بابويه 44، 80، 85، 99، 101، 108، 109، 153، 164، وسير أعلام النبلاء 18/ 334، 335 رقم 155، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 126، 127 والبداية والنهاية 12/ 97، والكنى والألقاب للقمي 1/ 219، والوافي بالوفيات 2/ 349، والدرّة المضيّة 387، ولسان الميزان 5/ 135، والنجوم الزاهرة 5/ 82، وطبقات المفسّرين للسيوطي 29، وطبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 126، 127، وروضات الجنّات 580، والرجال للنجاشي 287، 288، وكشف الظنون 452، 581، وخلاصة الأقوال في أحوال الرجال للحلّي 73، والوجيزة للمجلسي 163، ولؤلؤة البحرين للبحراني 245، ومجمع الرجال للقهبائي 5/ 191- 194، والذريعة إلى تصانيف الشيعة 2/ 14، 269، 486 و 3/ 328 و 5/ 145، وطبقات أعلام الشيعة (النابس في القرن الخامس) لآغابزرگ الطهراني 161، 162، ومنهج المقال 292، 293، ومنتهى المقال 269، 270، وتنقيح المقال 3/ 104، 105، ومصفّى المقال 402، 403، وفوائد الرضوية 470- 473، وإيضاح المكنون 1/ 223، 318، 341، 604 و 2/ 95، 212، 276، 286، 335، 424، 454، 573، 722، وهدية العارفين 2/ 72، وأعيان الشيعة 44/ 33- 52، والأعلام 6/ 84، 85، ومعجم المؤلفين 9/ 202، وانظر مقدّمة كتابه «الرجال» ، ففيه مصادر أخرى لترجمته، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 147- 152 (في ترجمة عبد العزيز بن نحرير البراج، رقم 824) ، وأمل الآمل (انظر فهرس الأعلام 2/ 410) ، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 274 رقم 476.
[3] يعرف باسم: «البيان في تفسير القرآن» ، ولم يذكره الطوسي في «الفهرست» الّذي وضعه بأسماء مؤلّفاته، وذكره السيد علي بن طاووس في كتابه «سعد السعود» ، وذكره غيره من أرباب المعاجم. طبع أولا في طهران في مجلّدين كبيرين 1360 و 1365 هـ. ثم طبع في النجف الأشرف 5 أجزاء، والباقي في بيروت. انظر مقدّمة كتابه (الرجال) - ص 93 و 96، 97.
[4] منها: «كتاب الرجال، وقد ألّفه إجابة لسؤال تلميذه وخليفته في الشام قاضي طرابلس عبد-(30/490)
بغداد وتعيِّن، وتفقَّه للشّافعيّ، ولزم الشّيخ المُفيد مُدَّة، فتحوَّل رافضيَّا.
وحدَّث عن هلال الحفَّار.
روى عنه ابنه أبو عليّ الحسن.
وقد أحرقت كتبه غير مرّة، واختفى لكونه ينقص السَّلف [1] .
وكان ينزل بالكَرْخ، ثمّ انتقل إلى مشهد الكوفة.
269- محمد بْن عبد اللَّه بْن مَسْلَمة [2] .
أبو بكر التُّجَيْبيّ، المُلَقَّب بالمظفّر، صاحب بَطَلْيُوس.
ويُعْرَف بابن الأفطس.
كان أديبًا جمَّ المعرفة، جمَّاعةٌ للكُتُب. لم يكن في ملوك الأندلُس من يفوقه في الأدب.
وله كتاب «التّذكرة» في عدَّة فنون، خمسين مُجَلَّدًا.
ورَّخهُ ابن الأبَّار.
270- محمد بن عليّ بن محمد بن موسى [3] .
__________
[ (-) ] العزيز بن نحرير المعروف بابن البرّاج، والفهرست، و «تهذيب الأحكام» ، وقد طبع في مجلّدين كبيرين بإيران سنة 1317 هـ. ثم أعيد طبعه في النجف الأشرف، و «الاستبصار فيما اختلف من الأخبار» ، وطبع أولا في المطبعة الجعفرية في لكهنو بالهند سنة 1307 هـ، ثم طبع في طهران سنة 1317 هـ، وطبع ثالثا في النجف الأشرف سنتي 1375- 1376 هـ. في 3 أجزاء. وله: الخلاف في الأحكام» ، وطبع في طهران سنة 1370 هـ. في مجلّدين، ثم أعيد طبعه في قمّ بإيران في ثلاثة أجزاء. و «الجمل والعقود» بطلب من قاضي طرابلس ابن البرّاج، و «النهاية في مجرّد الفقه والفتاوى» ، وطبع في إيران سنة 1276 هـ. ومعه كتاب «نكت النهاية» للحلّي، وكتاب «الجواهر» لقاضي طرابلس ابن البراج، وغيره ضمن مجلّد كبير باسم «جوامع الفقه» ، و «المبسوط» في الفقه، وطبع في إيران سنة 1271 هـ. وغيره.
[1] الكامل في التاريخ 10/ 58.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الله بن مسلمة) في:
البيان المغرب 3/ 220، والوافي بالوفيات 3/ 323، ومعجم المؤلفين 10/ 246.
[3] انظر عن (محمد بن علي السلمي) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) (39/ 9- 11) و 9/ 432، 433 و 11/ 507، وميزان الاعتدال 3/ 660، وملخّص تاريخ الإسلام (مخطوطة ابن الملّا) 7/ 54 أ، ولسان الميزان 5/ 315، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 309 رقم 1546.(30/491)
أبو بكر السُّلَميّ الدّمشقيّ الحدَّاد.
روى عن: أبي بكر بن أبي الحديد، وعبد الرحمن بن عمر بن نَصْر، والحسين بن أبي كامل الأطرابُلُسيّ، وعبد الرحمن بن أبي نصر، وطائفة كبيرة [1] .
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وعمر الرّواسيّ، وابن ماكولا، وهبة الله بن الأكفاني، وآخرون.
قال الكتاني: توفي في رمضان.
قال: وكان يكذب، يدعي شيوخا ما سمع منهم بجهل. حدَّث عن ابن الصَّلت المُجبّر، فقيل له في ذلك، فقال: كان مسجده عندنا. وذاك لم يبرح بغداد.
271- مُحَمَّد بْن عَلي بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بن رجاء بن أبي العَيْش [2] .
الَأطرابُلُسيّ الْجُمَحيّ أبو العَيْش القاضي.
حدَّث عن: منير بن أحمد بن الخلال، وأبي محمد بن النَّحّاس، وأبي عبد اللَّه بن أبي كامل الأَطْرَابُلُسِيّ.
وولي قضاء صيداء [3] .
__________
[1] ومنهم أيضا: أبو علي الحسن بن حمزة المعروف بابن أبي فجّة البعلبكي، وأبو القاسم حمزة بن عبد الله بن الشامّ الأطرابلسي الشاهد. (تاريخ دمشق 9/ 432، 433 و 11/ 507) .
[2] انظر عن (محمد بن علي الأطرابلسي) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 39/ 11، 12، ومعجم البلدان 2/ 492، وبغية الطلب لابن العديم الحلبي (وصوّره معهد المخطوطات) 1/ 16، وملخّص تاريخ الإسلام لابن الملّا (مخطوطة مكتبة الأوقاف العراقية ببغداد) 7/ 54 أو 69 أ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 307- 309 رقم 1545.
[3] قال ابن عساكر: استنابه القاضي ابن أبي عقيل على قضاء صيدا، وكان سنّيّا.
وقال ابن الأكفاني: وزار أبو العيش دمشق في شهر رمضان سنة 458 ولم يكن معه من أصوله شيء: ولم يسمع منه، وما حدّث بدمشق بشيء. وقال: كان صالحا.
وقال الكتاني: ورد الخبر من أطرابلس في شعبان سنة 460 بوفاة أبي العيش. وقال ابن العديم: سمعه بطرابلس أحمد بن الحسن بن الحسين الشيرازي الواعظ.(30/492)
روى عنه: عمر الرُّواسيّ، ومكّي الرُّمَيْلِيّ.
تُوُفّي في شعبان.
272- محمد بن محمد [1] .
أبو سعيد أميرجة الهَرَوِي الواعظ.
حدَّث عن: القاضي أبي منصور الأزديّ، ويحيى بن عمَّار.
سمع منه جماعة.
273- محمد بن موسى بن فتح [2] .
أبو بكر الأنصاريّ البَطَلْيُوسيّ، المعروف بابن القرّاب.
سمع بقرطبة من: عبد الوارث بن سُفْيان، وأبي محمد الأصيليّ، وخلف بن القاسم، وجماعة.
وكان عالِمًا بالَآثار والَأخبار، متفنِّنًا في العلوم، ديِّنًا مُنعزِلًا [3] .
روى عنه: أبو عليّ الغسَّانيّ.
تُوُفِّي ببَطْلُيوس في جُمادى الآخرة.
274- مُحَلَّم بن إسماعيل بن مُضَر الضَّبيّ [4] .
أبو مُضَر الهَرَويّ.
تُوُفّي بهراة، وكان عالي الْإِسناد.
قد سمع من: الخليل بن أَحْمَد السِّجْزيّ، وغيره.
روى عنه: محمد بن إسماعيل الفضيليّ، وطائفة.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (محمد بن موسى) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 542 رقم 1189.
[3] زاد ابن بشكوال: «وكان مع ذلك حسن الدين، ثقة في جميع أحواله، وكان على مذاهب أهل التفرّد والعزلة عن الدنيا، فكان ربّما عوتب في ذلك عتاب تخوّف من السلطان فمن دونه فيقول مقال أهل التوكل على الله» .
[4] لم أجد مصدر ترجمته.(30/493)
275- منتجع بن أَحْمَد بن محمد بن المنتجع [1] .
أبو طاهر الكاتب.
تُوُفِّي بأصبهان.
يروي عن: أبي عَبْد اللَّه بْن مَنْدَهْ.
روى عَنْهُ: أبو عليّ الحدَّاد.
- حرف الياء-
276- يحيى ابن الأمير إسماعيل بن عبد الرحمن بن عامر بن ذي النُّون [2] .
أبو زكريا المأمون الهوَّاريّ الأندلُسيّ.
تغلَّب أبوه على طُليْطُلَة سنة بضعٍ وعشرين وأربعمائة، وذلك أنَّهُم خلعوا طاعة بني أُميَّة، فرأس عليهم إسماعيل، ثم مات سنة خمسٍ وثلاثين، فولي الأمر بعده ولده الميمون خمسًا وعشرين سنة.
ثم ولي بعده يحيى القادر ولده فاشتغل بالخلاعة واللَّعِب، وهادنَ الفرنج، وصادر الرَّعيَّة واستعمل الرُّعَاع، فلم تزل الفرنج تطوي حصونه حتَّى تغلَّبت على طُلَيْطُلَة في سنة ثمانٍ وسبعين وأربعمائة. وتأخر هو إلى بَلَنْسِيَةَ.
ومن أخبار المأمون أنّهُ أراد أن يستعين بالفرنج على أخذ المدن والحصون، فكتب إلى ملك الفرنْج الّذي من ناحيته أنْ تعال إليَّ في مائةٍ من فرسانك والقني في مكان كذا.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (يحيى ابن الأمير إسماعيل) في:
الذخيرة لابن بسّام، القسم 4، مجلّد 1/ 147- 149، والكامل في التاريخ 9/ 288، 289، والحلّة السيراء 2/ 129، 130، 167، 169، 171، 172، 177، والمغرب في حلي المغرب 2/ 12، وسير أعلام النبلاء 18/ 220، 221 رقم 106، وشرح رقم الحلل لابن الخطيب 169، 172، 173، وتاريخ ابن خلدون 4/ 161، وأزهار الرياض 2/ 208، ونفح الطيب 1/ 529، 643، وأعمال الأعلام 2/ 205، 206، ومعجم الأنساب والأسرات الحاكمة 89، والأعلام 8/ 138.(30/494)
ثمَّ سار للقيه في مائتيّ فارس، وجاء ذلك في ستَّة آلاف، فأمرهم أن يكمنوا وقال: إذا رأيتمونا قد اجتمعنا، فأُحيطوا بنا، فلمّا اجتمعا أحاط بهم السِّتة آلاف، فلمَّا رآهم المأمون سُقِطَ في يده واضطرب، فقال له الفرنْجيّ: يا يحيى، وحقِّ الْإِنجيل ما كنت أظُنُّكَ إِلَّا عاقِلًا، وأنت أحمقُ خَلْقِ اللَّه تعالى، خرجت إليّ في هذا العدد القليل، وسلَّمت إليّ مُهْجَتك بلا عهد، ولا بيننا دين، فو حقّ الْإِنجيل لَا نجوت منِّي حتى تُعْطينيّ ما أشترطه.
قال المأمون: فاشترِطْ واقْتَصِد.
قال: تُعطيني الحصن الفلانيّ، والحصن الفُلانيّ، وسمَّى حصونًا، وتجعل لي عليك مالًا كل عام.
ففعل المأمون ذلك وسلّم إله الحصون، ورجع بِشَرِّ حال، وتراكم الخذلان عليه، ولا قوّة إِلَّا باللَّه.
تُوُفّي سنة ستِّين.
277- يحيى بن صاعد بن محمد [1] .
قاضي القُضاة أبو سعد ابن القاضي أبي سعيد ابن القاضي عماد الْإِسلام أبي العلاء النَّيْسابوريّ الحنفيّ.
ولد سنة إحدى وأربعمائة.
وسمع من جدِّه، وولي قضاء الرِّيّ بعد نيسابور.
وقد خرّج له الفوائد، وأملى سنين. وكان من وجوه القضاة والأئمّة الرؤساء [2] .
روى عنه: ابن أخيه قاضي القُضاة محمد بن أَحْمَد بن صاعد.
وتُوُفّي بالرّيِّ في ربيع الأوّل.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن صاعد) في:
المنتخب من السياق 484، 485 رقم 645، وفيه: «يحيى بن محمد بن صاعد» ، والمختصر الأول من المنتخب (مخطوط) ورقة 96 أ، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 219.
[2] المنتخب 484، 485.(30/495)
ذكر المُتَوَفّين تقريبًا في هذا الوقت
- حرف الألِف-
278- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن بلال المُرْسيّ النَّحويّ [1] .
صاحب «شرح غريب المُصّنَّف» لأبي عبيد، و «شرح إصلاح المنطق» لابن السُّكّيت. كان يُقرئ النَّاس العربيّة بالَأندلُس.
قال ابن الأبَّار: توفِّي قريبًا من سنة ستّين وأربعمائة.
279- أَحْمَد بن عليّ بن هارون بن البُنّ [2] .
أبو الفضل السّامريّ الأديب، من رؤساء الشّيعة وفُضلائهم.
سمع: الحسن بن محمد بن الفحَّام، وعليّ بن أَحْمَد الرَّفّاء السّامرييّن.
أخذ عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو نصر بن ماكولا [3] ، وأبو الكرم فاخر، ومحمد بن هلال بن الصّابيء.
280- أَحْمَد بن منصور بن أبي الفضل [4] .
الفقيه أبو الفضل الضّبعيّ السّرخسيّ الهوذيّ [5] الشّافعيّ.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد النحويّ) في:
الوافي بالوفيات 7/ 361 رقم 3350، وبغية الوعاة 1/ 157، وروضات الجنات 69، وكشف الظنون 108، 1209، ومعجم المؤلفين 2/ 66.
[2] انظر عن (أحمد بن علي بن هارون) في:
الإكمال لابن ماكولا 1/ 265، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 95، وتوضيح المشتبه 1/ 619.
و «البنّ» : بضم الباء الموحّدة، وتشديد النون.
[3] وهو قال: كانت لأبيه وعمّه رياسة وجلالة.. وكان يتشيّع.
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
[5] الهوذيّ: بضم الهاء والواو الساكنة وفي آخرها الذال المعجمة. هذه النسبة إلى هوذ، وهو بطن من عذرة، وهو الهوذ بن عمرو بن الأحبّ. (الأنساب 12/ 354) .(30/496)
من أقارب خارجة بن مُصْعَب الضّبعيّ، بضادٍ مُعَجَّمة.
قدِم بغداد شابًّا فتفقه على: أبي حامد الْإِسْفَرَائينيّ.
وسمع بها وبخُرَاسان من طائفة.
وكان بارعًا مُناظرًا واعظًا، كبير القدر.
قال أبو الفتح العيَّاضيّ في «رسالته» : وأبو الفضل الهوذيّ في الفقه ما أثبته، وعن مجلس النَّظر ما أنظره، وعلى المنبر ما أفصحه.
وقال ابن السّمعانيّ: حدَّث بِسَرْخَس «بسُنَن أبي داود» ، عن القاضي أبي عمر الهاشميّ [1] .
وكانت ولادته تقريبا في سنة سبعين وثلاثمائة.
قلت: أتوهّمه بقي إلى حدود الخمسين وأربعمائة.
281- أَحْمَد بن محمد بن الهيصم [2] .
أبو الفَرَج.
من أماثل أولاد أبيه فضلًا وورعًا وزُهدًا ووعظًا. خرج من خُراسان إلى غَزْنَة، فدرّس بها مُدّة. ووعظ، ثُمّ عاد إلى خُراسان وروى الحديث وخرَّج.
وكان حادّ الفراسة، قويّ الفِكْر.
تُوُفّي سنة نيِّفٍ وخمسين. وكان أبوه من كبار علماء زمانه، ومن أئِمّة السُّنّة، إِلَّا أنَّهُ من الكرّاميّة، نسأل اللَّه السلامة.
282- أحمد بن عبد الرحمن بن مندويه [3] .
__________
[1] هو: القاسم بن جعفر بن عبد الواحد بن العباس الهاشمي، قاضي البصرة وبها حدّث بسنن أبي داود. توفّي سنة 414 هـ. (تاريخ بغداد 12/ 451، 452 رقم 6935، الأنساب 12/ 304، 305) .
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (أحمد بن عبد الرحمن بن مندويه) في:
تاريخ الحكماء 438، وعيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة 2/ 21، 22، والوافي بالوفيات 7/ 53- 55 رقم 2986، وكشف الظنون 573، 849- 853، 856، 861، 880، 884، 888، 891، 895، 896، 900، 1393، 1643، 1755، 1975، 1984، وإيضاح المكنون 2/ 259، ومعجم المؤلفين 1/ 269.(30/497)
أبو عليّ الْأصبهانيّ، صاحب «الرّسائل الأربعين في الطّبّ» .
وله كتاب «الجامع المُختصر» في الطِّب، وكتاب «القانون الصّغير» المُلقَّب «بالكافي في الطِّب» ، وكتاب «المُغيث» في الطِّب [1] ، وغير ذلك [2] .
283- إبراهيم بن مسعود [3] .
أبو إسحاق التُّجَيْبِيّ الزَّاهِد، المعروف بالْإِلْبِيريّ.
كان من أهل غُرْنَاطة.
روى عن: أبي عبد اللَّه بن أبي زَمنين.
وكان شاعِرًا مُجَوِّدًا، لهُ في الحِكم والمواعظ.
روى عنه: عبد الواحد بن عيسى، وعمر بن خلف الإلبيريّان.
284- إبراهيم بن الحسين بن حاتم بن صولة [4] .
أبو نصر البغداديّ البزّاز، نزيل مصر.
روى عن: أبي أحمد بن أبي مسلم الفَرَضِيّ.
روى عنه: هبة اللَّه بن عبد الوارث الشِّيرازيّ، ومحمد بن أَحْمَد الرَّازيّ، وابنه عليّ بن إبراهيم.
__________
[1] انظر عن مؤلّفاته الكثيرة في: عيون الأنباء 2/ 21، 22، والوافي بالوفيات 7/ 53- 55.
[2] ومن شعره- وقيل لأبيه-:
ويمسي المرء ذا أجل قريب ... وفي الدنيا له أمل طويل
ويعجّل بالرحيل وليس يدري ... إلى ماذا يقرّ به الرحيل
وله:
ويحرز أموالا رجال أشحّة ... وتشغل عما خلفهنّ وتذهل
لعمرك ما الدنيا بشيء ولا المنى ... بشيء وما الإنسان إلا معلّل
(عيون الأنباء 2/ 22، الوافي بالوفيات 7/ 55) .
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] لم أجد مصدر ترجمته.(30/498)
- حرف الثّاء-
285- ثابت بن أسلم بن عبد الوهّاب [1] .
أبو الحسن الحلبيّ، أحد علماء الشّيعة.
وكان من كبار النُّحاة. صنَّف كتابًا في تعليل قراءة عاصم، وأنَّها قراءة قُريش.
وكان من كبار تلامذة أبي الصّلاح. تصدَّر للإفادة بعده، وتولّى خزانة الكُتُب بحلب، فقال من بحلب من الْإِسماعيليّة: إنَّ هذا يُفسِد الدَّعوة.
وكان قد صنَّف كتابًا في كشف عوارهم، وابتداء دعوتهم، وكيف بُنِيت على المخاريق.
فحُمِل إلى صاحب مصر فأمر بصَلْبِه، فصُلِبَ، فرحمه اللَّه ولعنَ من صلبه. وأُحْرِقت خزانة الكُتُب الّتي بحلب، وكان فيها عشرة آلاف مُجلَّدة من وقف سيف الدّولة بن حمدان، وغيره.
- حرف الحاء-
286- الحسين بن أحمد بن علي [2] .
أبو نصر النّيسابوريّ القاضي [3] .
__________
[1] انظر عن (ثابت بن أسلم) في:
سير أعلام النبلاء 18/ 176 رقم 92، والوافي بالوفيات 10/ 470، وبغية الوعاة 1/ 480، وروضات الجنات 142، وهدية العارفين 1/ 248، وأعيان الشيعة 15/ 12، وطبقات أعلام الشيعة (النابس في أعيان القرن الخامس) 414، ومعجم المؤلفين 3/ 99) .
[2] انظر عن (الحسين بن أحمد) في:
المنتخب من السياق 200 رقم 592.
[3] قال عبد الغافر: رجل نسيب من أولاد القضاة وبيت العلم.. تفقّه على القاضي أبي الهيثم، وتولّى قضاء قائن مدّة. وكان مولده في رجب سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة. وتوفي يوم الثلاثاء التاسع من ذي القعدة سنة خمس وستين وأربعمائة، ولم أسمع منه شيئا وإن سمعت فلم أظفر به.
أقول إن صحّ تاريخ وفاته فينبغي أن يحوّل من هنا ويؤخّر.(30/499)
سمع: أبا الحسين الخفَّاف.
روى عنه: زاهر الشَّحّاميّ، وغيره.
287- حَيْدرة بن الحسين [1] .
الَأمير مُعتَز الدَّولة أبو المكرَّم، المُلّقَّب بالمؤيّد.
ولي إمرة دمشق سنة إحدى وأربعين وأربعمائة، فبقي عليها إلى سنة خمسين. ثم عُزِل [2] ، ثم ولي بعده أمير الجيوش بدر.
روى عن الحسين بن أبي كامل الطَّرَابُلُسيّ.
وعَنْه: الخطيب، والنَّسيب.
288- حَيْدَرَة بن مَنْزُو بن النُّعْمَان [3] .
الَأمير أبو المعلّى الكُتّاميّ.
ولي إمرة دمشق بعد هرب أمير الجيوش عنها، فحكم بها شهرين في سنة ستّ وخمسين. وعزل بدريّ المُستَنْصِريّ.
- حرف الرَّاء-
289- رئيس العراقين أبو أَحْمَد النّهاونديّ [4] .
__________
[1] انظر عن (حيدرة بن الحسين) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 11/ 2 و (12/ 17، 18) ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور، وأمراء دمشق في الإسلام للصفدي 28 و 212، وملخّص تاريخ الإسلام لابن الملّا (مخطوطة مكتبة الأوقاف العراقية ببغداد) 7/ 55 ب، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 22، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 195، 196 رقم 547.
[2] ثم وليها دفعة ثانية يوم الإثنين 18 من ذي القعدة 453 من سبكتكين، فأقام واليا بها إلى أن انصرف عنها في ربيع الأول 455 لثماني عشرة خلت منه، ويقال في ربيع الآخر.
[3] انظر عن (حيدرة بن منزو) في:
ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 92، 96، 97، وأمراء دمشق في الإسلام 28 رقم 95، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 25.
[4] انظر عن (رئيس العراقين) في:
الجزء الأسبق من (تاريخ الإسلام) في الحوادث.(30/500)
ورُتبته دون رُتبة الوزارة بقليل.
جلس للمظالم بنفسه، وأباد المُفسِّرين من بغداد، واطرح كل راحةٍ إِلَّا النّظر في مصالح المسلمين، حتى أمن النَّاس، وصار الرجال والنِّساء يمشون بالليل والنَّهار مطمئنِّين ببغداد.
وكفَّ أذى العجم عن النَّاس، وأقام الخُفراء وضبط الأمور، وأقام العدل.
ونادى بأن السُّلطان قد رد المواريث إلى ذوي الأرحام. فاتَّفق موت إنسانٍ له بنت خلَّف ثلاثة آلاف دينار، فأخبروه، فقال: رُدُّوا عليها النِّصف الآخر.
وضرب للنَّاس الدراهم وأبطل قراضة الذّهب، ورفع بعض المكوس، فاتّصلت الألسن بالدُّعاء له.
وكانت سيرته تشبه سيرة عميد الجيوش.
وعُمرت بغداد من الجانبين بهمته وقيامه، وقبض على أميرك اللّصّ وغرّقه، وأراح النّاس منه. وكان يهجم دور النّاس نهارًا، ويأخذ أموالهم. وكان يؤدّي إلى عميد العراق كل يومٍ دينارًا. وعميد العراق هو الّذي غرَّقه البساسيريّ. فدخل أميرك على صَيْرَفيّ وأخذ كيسه، فاستغاث الصَّيْرَفيّ، فلم يشعُر إِلَّا بأميرك وقد قبض على يده وقال: ما لك؟ أنا أخذته من بيتك ولكنّ فيه ذَهَب زغل ولا أفكّك إلى عميد العراق.
فخاف وقال: أنت في حِلٍّ منه فدعني. وهو يقول: واللَّه ما أُفارقك.
فسألت النَّاسُ أميرَك، ودخلوا عليه حتّى أخذ خمسة دنانير منها ومضى.
- حرف الزَّاي-
290- زاهر بن عطاء النَّسويّ [1] .
سمع: أبا نعيم الأسفرائينيّ.
وعنه: زاهر.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.(30/501)
- حرف السِّين-
291- سعيد بن محمد بن محمد [1] .
أبو عثمان النَّيسابوريّ.
عن: الخفّاف.
وعنه: زاهر.
292- سعيد بن منصور بن مِسْعَر بن محمد بن حمدان [2] .
أبو المُظَفَّر القُشَيْريّ النّيْسَابوريّ المؤدِّب، الصائغ.
ثقة، صيِّن.
سمع من: أبي طاهر بن خُزَيْمة، وغيره.
وتُوُفّي في شعبان سنة نَيِّفٍ وخمسين.
روى عنه: أبو سعد عبد الواحد بن القُشَيْريّ، وزاهر الشَّحّاميّ.
- حرف الصَّاد-
293- صخر بْن مُحَمَّد [3] .
أبو عُبَيْد الطُّوسيّ الحاكم [4] .
عن: أبي الحسن العلويّ.
وعنه: زاهر.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (سعيد بن منصور) في:
المنتخب من السياق 235، 236 رقم 740.
[3] انظر عن (صخر بن محمد) في:
المنتخب من السياق 258 رقم 832 واسمه كاملا: «صخر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن أبي صخر الطوسي» .
[4] قال عبد الغافر: «أبو عبيد معروف فقيه فاضل من وجوه مشايخ طوس ومقدّميهم. قدم نيسابور متفقّها ومستفيدا، وسمع وعاد إلى وطنه، وعقد له مجلس الإملاء، وتوفي في صفر سنة ست وخمسين وأربعمائة» .
أقول: ينبغي أن تحوّل هذه الترجمة وتتقدّم إلى وفيات سنة 456 هـ.(30/502)
- حرف العين-
294- عائشة بنت القاضي أبي عمر البَسْطَاميّ [1] .
سمعت: الخفَّاف، وغيره.
روى عنها: زاهر في «مَشْيَخَتِه» .
295- عبد الرّحمن بن إسحاق [2] .
أبو أَحْمَد العامريّ النَّيْسَابُوريّ.
شيخُ مُسِن.
سمع من: أَحْمَد بن محمد الخفَّاف.
روى عنه: إسماعيل بن أبي صالح المؤذِّن، وغيره.
296- عبد الرحمن بن إسماعيل بن جَوْشن [3] .
أبو المُطرِّف الطُّليْطُليّ، الحافظ.
عن: عبدوس بن محمد، وفتح بن إبراهيم، وخَلَف بن القاسم، وأبي المُطرَّف القَنَازِعيّ، وخلق.
وعنه: الطّبنيّ، والزَّهْراويّ.
وكان ثقة مكثرًا، عارفًا بالَآثار وأسماء الرّجال [4] .
297- عَبْد الرَّحْمَن بْن عليّ بْن أَحْمَد بْن أبي صادق [5] .
__________
[1] انظر عن (عائشة بنت القاضي أبي عمر) في:
المنتخب من السياق 404 رقم 1377.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن إسماعيل) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 336 رقم 714.
[4] وكان من أهل الإكثار في ذلك والاحتفال، وكتب بخطّه علما كثيرا، وكان ثقة فاضلا، وذكر عنه أنه كان يختلف إلى عبدوس بن محمد بثياب الخزّ، فقال له: إن كنت تحبّ أن تختلف إليّ بثياب الكتّان وإلّا فلا تأتني، فامتثل قوله.
[5] انظر عن (عبد الرحمن بن عليّ) في:
المنتخب من السياق 316 رقم 140.(30/503)
الَأستاذ أبو القاسم النَّيْسَابُوريّ. إمام عصره في الطَّبّ بخُراسان.
له «شرح فصول بُقْرَاط» .
قد حدّث به في سنة ستّين وأربعمائة.
وكتبه في غاية الجودة. وكان شديد العناية بكتب جالينُوس. وقد اجتمع بابن سينا، وأخذ عنه.
وله «شرح مسائل حنين» ، و «شرح منافع الأعضاء» لجالينوس، أجاد فيه ما شاء، وغير ذلك. وجمع تاريخًا.
298- عليّ بن الحسين [1] .
أبو نصر بن أبي سَلَمَة الصُّيْداويّ الورَّاق المُعدّل.
روى عن: أبي الحسين بن جُمَيْع.
وعنه: الخطب، ومكي الرميلي، وأبو طالب عبد الرحمن بن محمد الشّيرازيّ.
299- علي بن عبد الله بن أحمد [2] .
أبو الحسن بن أبي الطيب النيسابوري.
كان رأسا في تفسير القرآن. له «التفسير الكبير» في ثلاثين مجلّدة، و «الأوسط» في إحدى عشرة مجلّدة، و «الصّغير» ثلاث مجلدات.
وكان يملي ذلك من حفظه، ولم يخلف من الكتب سوى أربع مجلدات، إلا أنَّهُ كان من حُفَّاظ العِلم. وكان ذا ورع وعبادة.
__________
[1] انظر عن (علي بن الحسين) في:
موضح أوهام الجمع والتفريق للخطيب البغدادي 1/ 191 و 418، وتاريخ بغداد 1/ 256 و 306 و 2/ 14 و 63 و 10/ 417، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 29/ 42، ومعجم البلدان 3/ 437، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 17/ 226 رقم 127، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 324 رقم 1070.
[2] انظر عن (علي بن عبد الله) في:
معجم الأدباء 13/ 273- 276، وسير أعلام النبلاء 18/ 173، 174 رقم 90، وطبقات المفسّرين للسيوطي 23، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 405، ومعجم المؤلفين 7/ 130، 131، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 256 رقم 353.(30/504)
قِيلَ إنَّهُ حُمِل إلى السُّلطان محمود بن سُبُكْتِكِين، فلّما دخل جلس بغير إذن، وأخذ في رواية حديثٍ بلا أمر. فأمر السُّلطان غُلامًا، فلكمه لكمه أطرشته. وكان ثمَّ من عرَّف السُّلطان منزلته من الدِّين والعِلم، فاعتذر إليه، وأمر له بمال، فامتنع، فقال السُّلطان: يا هذا، إنّ للملك صَوْلَة، وهو محتاجٌ إلى السِّياسة، ورأيتك تعدَّيت الواجب، فاجعلني في حِلٍّ.
قال: اللَّه بيننا بالمِرصاد، وإنَّما أحضرتني للوعظ وسماع أخبار الرَّسول صلّى اللَّه عليه وسلم وللخشوع، لَا لإقامة قوانين المُلْك. فخجل السُّلطان وعانقه [1] .
ذكره ياقوت في «تاريخ الأدباء» [2] وقال: مات في شوّال سنة ثمان وخمسين وأربعمائة بسانْزُوار.
300- عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ [3] .
أَبُو الْحَسَن الزّوزنيّ البحّائيّ [4] ، الأديب.
شيخ فاضل عالم. وهو والد القاضي أبي القاسم.
حدَّث عن: محمد بن أَحْمَد بن هارون الزَّوَزْنِيّ، عن أبي حاتم بن حبَّان.
ذكره عبد الغافر مُختَصرًا.
وروى عنه: هبة اللَّه بن سهل السِّيّديّ، وزاهر بن طاهر، وتميم بن أبي سعيد.
وحدَّث في سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.
وهو راوي كتاب «الأنواع والتَّقاسيم» .
301- عليّ بن محمد بن عليّ بن المصحّح [5] .
__________
[1] معجم الأدباء 13/ 274، 275.
[2] هو المعروف ب «معجم الأدباء» أو «إرشاد الأريب» .
[3] انظر عن (علي بن محمد بن علي) في:
المنتخب من السياق 382 رقم 1282.
[4] البحّاثي: بفتح الباء الموحّدة والحاء المهملة المشدّدة، وفي آخرها الثاء المثلّثة، هذه النسبة إلى البحّاث وهو لقب لبعض أجداد المنتسب إليه. (الأنساب 2/ 91) .
[5] انظر عن (علي بن محمد البكري) في:
مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 18/ 162، 163 رقم 86.(30/505)
أبو الحسن البكريّ الدّمشقيّ.
عن: عبد الرّحمن بن أبي نصر.
وعنه: هبة اللَّه بن الأكفانيّ، وأبو محمد بن السَّمرقنديّ.
302- عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ [1] .
أَبُو الْحَسَن بن الدُّوريّ.
عن: عبد الرحمن بن أبي نصر. روى عَنْهُ «جزء ابن أبي ثابت» .
سمعه منه: عمر الرُّواسيّ، وأبو محمد بن السَّمَرْقَنْديّ، وغيرهما.
303- عمر بن شاه بن محمد [2] .
أبو حفص النّيسابوريّ الصّوّاف. مقريء مُسْنِد.
سمع من: محمد بن أَحْمَد بن عبدوس المُزَكّيّ.
روى عنه: إسماعيل بن المؤذِّن.
- حرف الميم-
304- محمد بن أَحْمَد [3] .
أبو عبد الله المروزيّ الفقيه الشّافعيّ، المعروف بالخضريّ [4] .
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (عمر بن شاه) في:
المنتخب من السياق 368 رقم 1220 وفيه: «عمر بن شاه بن الحسين الصواف المقري، أبو حفص النيسابورىّ، سمع عن أبي أحمد المراري، وطبقته» .
[3] انظر عن (محمد بن أحمد الخضري) في:
طبقات فقهاء الشافعية للعبّادي 96، والإكمال لابن ماكولا 3/ 252، والأنساب 5/ 141، واللباب 1/ 451، وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 276، ووفيات الأعيان 4/ 215، 216، وسير أعلام النبلاء 18/ 172، 173 رقم 89، والوافي بالوفيات 2/ 72، 73، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 100، 101، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 469، وتبصير المنتبه 2/ 504، وتاريخ الخلفاء 423، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 109، وشذرات الذهب 3/ 82.
[4] في (تاريخ الخلفاء 423) : «الحضرميّ» . وهو غلط.
وفي الأصل، والإكمال 3/ 252، وتبصير المنتبه 2/ 504 بكسر الخاء وسكون الصاد المعجمتين. -(30/506)
كان يُضْرب به المثل في قوَّة الحِفظ وقِلَّة النِّسيان. وكان من كبار أصحاب القَفَّال [1] . وله في المَذهب وجوه غريبة نقلها الخُرَاسانيّون.
وقد روى أنّ الشَّافعيّ صحح دلالة الصبيّ على القِبلة. وكان ثقة في نقله، وله معرفة بالحديث.
ونسبته إلى الخِضْر بعض أجداده.
تُوُفِّي في عَشْر الثمانين.
305- محمد بن بيان بن محمد [2] .
الفقيه الكازرونيّ الشّافعيّ.
سكن آمِدْ.
تقدَّم في سنة 455.
306- محمد بن الحسن بن عبد الرّحمن بن عبد الوارث الرّازيّ [3] .
أبو بكر.
سمع بمصر: أبا محمد عبد الرّحمن بن النَّحّاس، وبأصبهان من: أبي نُعَيْم الحافظ، وبالَأندلُس من: أبي عمرو الدَّانيّ.
وكان صالحًا مُتواضِعًا حليمًا.
حدَّث عنه: أبو عمر بن عبد البر، وأبو محمد بن حزم، وأبو الوليد الباجيّ.
__________
[ (-) ] أما في (الأنساب 5/ 141) فقال ابن السمعاني: «الصحيح في هذه النسبة الخضري بفتح الخاء وكسر الضاد، ولكن لما ثقل عليهم قالوا: «الخضري» .
ونسبها (ابن خلّكان) في (وفيات الأعيان 4/ 215، 216) إلى «الخضر» في إحدى اللغتين، فقال: وأما من يقول: الخضر، فقياسه أن يقال: الخضري بفتح الضاد، كما قالوا في النسبة إلى نمرة: نمرى، وهو باب مطّرد لا يخرج عنه شيء.
[1] وفيات الأعيان 4/ 215، أما السبكي فقال: «وما أرى القفال إلا من المتفقهة عليه، وطالما قال القفال: سألت أبا زيد، وسألت الخضري» . (طبقات الشافعية الكبرى 3/ 100) .
[2] تقدّمت ترجمته برقم (143) .
[3] انظر عن (محمد بن الحسن) في:
جذوة المقتبس للحميدي 50 رقم 36 وفيه: «محمد بن الحسن الوارث الرازيّ» .(30/507)
قال الحُمَيْديّ: سمعنا منه.
ومات غريقًا بعد الخمسين وأربعمائة بالَأندلس.
307- محمد بن الحُسين بن يحيى بن سعيد بن بِشْر [1] .
الفقيه أبو سَعْد الهمذانيّ الصَّفّار، مفتي همذان.
روى عن: أبي بكر بن لال، وابن تركان، وأبي بكر أَحْمَد بن عبد الرحمن الشّيرازيّ، وأبي القاسم الصّرصريّ، والشّيخ أبي حامد الأسفرايينيّ، وأبي أحمد الفرضي، وأبي عمر بن مهدي، وجماعة كثيرة.
قال شيرويه: أدركته ولم يقض لي السَّماع منه، وكان ثقة.
ويُقال: جُنَّ في آخر عمره. وكان يعرف الحديث.
وُلِدَ سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.
قلت: وتُوُفّي سنة إحدى وستِّين فِي جُمَادَى الأولى.
308- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن محمد بْن عليّ بن تَوْبة [2] .
أبو طاهر البُخاريّ الزَّرّاد.
سمع: أبا عبد اللَّه الحسين ... [3] الحليميّ، وأبا نصر الكلاباذيّ، وعليّ بن أَحْمَد الخُزَاعيّ ببُخارى، وسمع: أبا نصر الحبَّان بدمشق.
روى عنه: أبو القاسم بن أبي العلاء المصّيصيّ، ومُحيي السُّنَّة الحسين بن مسعود البَغَويّ، وجماعة [4] .
309- محمد بن عليّ بن الحسن بن عليّ [5] .
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (محمد بن علي البخاري) في:
الأنساب 6/ 261، وفيه «بويه» ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 23/ 117 رقم 137 وفيه: «بويه» بدل «توبة» .
[3] بياض في الأصل.
[4] قال ابن السمعاني: كتب الحديث الكثير بالشام.
[5] انظر عن (محمد بن علي بن الحسن الصقلّي) في:
إنباه الرواة 3/ 210 بالحاشية، والمطرب لابن دحية 159، 160، وبغية الوعاة 1/ 178، 179 رقم 299.(30/508)
أبو بكر بن البرّ، وهو لقب جدّ أبيه عليّ التميميّ، الصِّقليّ الدَّار القيروانيّ الأصل، اللُّغويّ. أحد أئِمَّة اللُسان.
روى عن: أبي سعد المالينيّ، وغيره.
أخذ عنه العربيّة والَأدب: عبد الرحمن بن عمر القصديريّ، وعبد اللَّه بن إبراهيم الصَّيْرَفيّ، وعبد المنعم بن الكماد، والعلامة عليّ بن القطَّاع، وأبو العرب الشّاعر.
وكان حيًّا في سنة تسعٍ وخمسين وأربعمائة.
وكان يتعاطى المُسْكِر.
310- محمد بن محمد بن عليّ [1] .
الفقيه أبو سعد النَّيْسابوريّ الحنفيّ الوكيل [2] .
سمع من: يحيى بن إسماعيل الحربيّ، وأبي الحسن العَلَويّ، وغيرهما.
روى عنه: زاهر الشَّحّاميّ، وإسماعيل الفارسيّ.
311- محمد بن محمد بن [الحاكمي] [3] .
أبو الفضل الحاتميّ الْجُوينيّ، محدِّث رحَّال.
سمع: أبا نعيم عبد الملك الإسفرائيني، وأبا الحسن العلويّ، وأبا عبد الله الحاكم [4] .
وحدّث.
__________
[1] انظر عن (محمد بن محمد النيسابورىّ) في:
المنتخب من السياق 52 رقم 100.
[2] قال عبد الغافر: الحنيفي الحاكم أبو سعد المعروف بصرخ، فقيه، فاضل، ثقة، مفيد للطلبة، ويعرف بأبي سعد بن أبي نصر الأشقر الوكيل ... توفي حوالي الخمسين والأربعمائة.
[3] انظر عن (محمد الحاتمي) في.
المنتخب من السياق 63 رقم 125 والمستدرك منه.
[4] قال عبد الغافر: ثقة عفيف، كثير الحديث، من ناحية جوين.(30/509)
312- محمد بن الفرج بن عبد الوليّ [1] .
أبو عبد الله بن أبي الفتح الطُّلَيْطُليّ الصَّوّاف المُحدِّث.
رحل وسمع بالقيروان ومصر من: حسن بن القاسم القُرَيْشيّ، ومحمد بن عيسى بن مناس، وأبي محمد بن النَّحّاس المصريّ.
وبمكَّة من: أَحْمَد بن الحسن الرَّازيّ.
ومنه: الحُمَيْدِيّ.
سمع منه «صحيح مسلم» ، وقال: كان صالحا ثقة. توفّي بمصر بعد الخمسين [2] .
313- محمد بن سعيد.
أبو عبد اللَّه المَيُورقيّ، الفقيه الأُصُوليّ.
ذكره الأبَّار فقال: حجَّ صُحْبَةَ عبد الحق الصِّقَلّيّ، فقدِم أبو المعالي الجوينيّ مكَّة، فلَزِماه وحملا عنه تواليفه، ثم صدرا إلى مَيُورقة وقعد أبو عبد اللَّه للإشغال. فلمَّا دخلها أبو محمد بن حزم كتب هذا إلى أبي الوليد الباجيّ، فسار إليه من بعض السَّواحل، وتظافرا معًا، وناظرا ابن حزم، فأفحماه وأخرجاه. وهذا كان مبدأ العداوة بين ابن حَزْم والباجيّ.
314- محمد بن العبَّاس [3] .
أبو الفوارس الصَّرْيِفِينيّ الأوانيّ [4] المقرئ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن الفرج) في:
جذوة المقتبس للحميدي 85- 87 رقم 132.
[2] من شعره:
يا مستعير كتابي إنه علق ... بمهجتي وكذاك الكتب بالمهج
فأنت في سعة إن كنت تنسخه ... وأنت من حبسه في ضيّق الحرج
(الجذوة 87) .
[3] انظر عن (محمد بن العباس) في:
غاية النهاية 2/ 158 رقم 3090.
[4] الأواني: بفتح الهمزة والواو المخففة وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى أوانا وهي قرية على عشرة فراسخ من بغداد عند صريفين على الدجلة. (الأنساب 1/ 379) .(30/510)
قرأ القرآن ببغداد لعاصم على أبي حفص الكتَّانيّ صاحب ابن مجاهد.
قرأ عليه أبو العز القلانسيّ بأوانًا لَأبي بكر عن عاصم.
ورواها أبو العلاء العطَّار، عن أبي العز في القراءات له.
315- محمد بن عُبَيْد اللَّه بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْد اللَّه بْن علي بن الحسن [1] .
شرف السّادة أبو الحسن العلويّ الحسينيّ البَلْخيّ، صاحب النَّظْم والنَّثْر [2] .
قدِم رسولًا في سنة ستٍّ وخمسين من السُّلطان ألْبِ أرسلان، ومدح الْإِمام القائم.
روى عنه: شجاع الذُّهْليّ، وأبو سَعْد المَرْوَزيّ من شِعْره [3] .
316- محمد بن أبي سعيد بن شرف [4] .
أبو عبد اللَّه الجذاميّ القيروانيّ، أحد فحول شعراء المغرب.
روى عن: أبي الحسن القابسيّ، وغيره.
وله تصانيف أدبيّة.
قال ابن بَشْكُوال: أنبا عنه ولده الأديب أبو الفضل جعفر بن مُحَمَّد بالْإِجازة [5] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبيد الله) في:
المنتخب من السياق 61، 62 رقم 119.
[2] وقال عبد الغافر: «شيخ السادة وشرفهم جمال الأفاضل بخراسان من حسنات عصره، له الشرف الباذخ نسبا، والأدب الظاهر شرقا وغربا، والشعر والكتابة الفائقة الرائقة هزلا وجدلا، صار من كبراء أركان الدولة في وقته. دخل نيسابور وبلاد خراسان مرارا مع العسكر، وروى الأحاديث والأشعار» .
[3] قال عبد الغافر: توفي بنيسابور سنة خمس وستين وأربع مائة.
أقول: لهذا ينبغي أن يحوّل من هنا ويؤخر للطبقة التالية.
[4] انظر عن (محمد بن أبي سعيد) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 604 رقم 1324.
[5] وقال: كان من جلّة الأدباء، وفحول الشعراء، وله كتب مصنّفة في معنى ذلك كله، له رواية عن أبي الحسن القابسي الفقيه، وأبي عمران الفاسي، وصحبهما. وقد أثنى عليه أبو الوليد الباجي ووصفه بالعلم والذكاء.(30/511)
317- محمود بن عبد اللَّه بن عليّ بن ماشاذة [1] .
أبو منصور الْأصبهانيّ المؤدّب.
لهُ ذُرّيّة محدِّثون.
حجّ وسَمِعَ علي بن جعفر السِّيروانيّ شيخ الحرم بمكَّة، وأبا القاسم بن حبابة ببغداد.
روى عنه: سعيد بن أبي الرّجاء الصَّيْرَفيّ.
ثم وجدت وفاة هذا، ورّخها يحيى بن مَنْدَهْ في صَفَر سنة اثنتين وخمسين.
تقدَّم.
- حرف الهاء-
318- هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الحُسَين العلوي [2] .
أبو البركات بن أبي الحسن [3] .
سمع: أبا عليّ الرُّوذباريّ، وغيره.
روى عنه: زاهر الشّحّاميّ.
__________
[ (-) ] خرج عن القيروان عند اشتداد فتنة العرب عليها سنة سبع وأربعين وأربعمائة، وقدم الأندلس وسكن المريّة وغيرها.
لم يؤرّخ لوفاته.
[1] تقدّمت ترجمته باختصار، برقم (72) في وفيات سنة 452 هـ.
[2] انظر عن (هبة الله بن محمد) في:
المنتخب من السياق 475 رقم 1613، والمختصر الأول للسياق (مخطوط) ورقة 94 ب.
[3] قال عبد الغافر: جليل كبير محتشم محترم مقدّم في النسب على أقرانه في السن. ولد بعد ما نيّف أبوه على التّسعين من السنّ، واستبشر بمولده وسمّاه هبة الله، ثم توفي السيد أبوه، ونشأ هذا مع بني إخوته حتى ينع وكبر وحجّ قبل البلوغ فسمع في الطريق تبعا لهم. وأدرك الأسانيد بالعراق وخراسان، وعرف طريق الحديث على الرسم في مثله. وتوفي يوم الإثنين الثاني والعشرين من ذي القعدة سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.
وكان للمحدّثين والحديث نفاق وسوق في صوته لإمعانه في الجمع وإدمانه السماع والإسماع وحثّه على الرواية.
أقول: ينبغي أن تحوّل ترجمته من هنا لتدرج في وفيات سنة 452 هـ.(30/512)
- حرف الياء-
319- يوسف بن علي بن جبارة بن محمد بن عقيل بن سَوَادة [1] .
أبو القاسم الهُذَليّ المقرئ البَسْكريّ [2] ، وبَسْكرة بُليدة بالمغرب.
أحد الجوَّالين في الدُّنيا في طلب القراءات.
لَا أعلم أحدًا رحل في طلب القراءات بل ولا الحديث أوسع من رحلته فإنَّهُ رحل من أقصى المغرب إلى أن انتهى إلى مدينة فَرْغَانة، وهي من بلاد التُّرك.
وذكر أنّه لقي في هذا الشّأن ثلاثمائة وخمسة وستّين شيخا [3] .
ومن كبار شيوخه: الشّريف أبو القاسم عليّ بن محمد الزَّيْدِيّ، قرأ عليه بحرَّان.
وقرأ بدمشق على: أبي عليّ الأهوازيّ، وبمصر على: تاج الأئمّة
__________
[1] انظر عن (يوسف بن علي بن جبارة) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 680 رقم 1503، والإكمال لابن ماكولا 1/ 458، 459، والأنساب 2/ 220، ومعجم البلدان 1/ 422، والمنتخب من السياق 490 رقم 1665، والعبر 3/ 260، والإعلام بوفيات الأعلام 192، ومعرفة القراء الكبار 1/ 429- 433 رقم 367، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 669، ومرآة الجنان 3/ 93، ونكت الهميان 314، وغاية النهاية 2/ 397- 401 رقم 3329، وبغية الوعاة 2/ 359، وشذرات الذهب 3/ 324، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 230- 232 رقم 1871.
وستعاد ترجمته في الطبقة التالية في وفيات سنة 465 هـ. برقم (163) .
[2] البسكري: ضبطها الأمير ابن ماكولا بكسر الباء الموحّدة، بعدها سين مهملة. (الإكمال 1/ 458) وبها ذكره ابن السمعاني في (الأنساب 2/ 219 و 220) وقال: البسكري بكسر الباء المنقوطة بواحدة وسكون السين المهملة وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى بسكرة، وهي بلدة من بلاد المغرب.
أما المؤلّف الذهبي فذكره بعد «البشكري» بالفتح، وقال: بموحّدة ومهملة: أبو القاسم الهذلي البسكري مصنّف الكامل في القراءات، وبسكرة: بليدة بالمغرب. (المشتبه في أسماء الرجال 2/ 669) .
وأثبتها ياقوت بكسر أولها وقال: كذا ضبطها الحازمي وغيره. وعاد فضبطها بالفتح. ونسب إليها صاحب الترجمة. (معجم البلدان 1/ 422) .
[3] الصلة 2/ 680 وزاد فيه: «من آخر ديار الغرب إلى باب فرغانة» .(30/513)
أَحْمَد بن عليّ بن هاشم، وإسماعيل بن عمر، والحدّاد. وبحلب على:
إسماعيل بن الطّبر.
وبغيرها على: مهديّ بن طرادة، والحسن بن إبراهيم المالكيّ مُصَنِّف «الرّوضة» .
وببغداد على أبي العلاء الواسطيّ.
وروى عن: أبي نُعَيم الحافظ، وجماعة.
وصنَّف كتاب «الكامل» في القراءات المشهورة والشّواذ، وفيه خمسون رواية، من أكثر من ألف طريق.
روى عنه هذا الكتاب أبو العز محمد بن الحسين القَلَانِسِيّ وحدَّث عنه:
إسماعيل بن الأخشيد السِّرّاج.
وكان في ذهني أنَّهُ تُوُفّي سنة ستِّين أو قريبًا منها.
وقد قال ابن ماكولا: كان يدرس علم النّحو ويفهم الكلام.
وقال عبد الغافر فيه [1] : الضّرير. فكأنّه أضرّ في كِبَره.
وقال: من وجوه القُرَّاء ورءوس الأفاضل، عالم بالقراءات [2] .
بعثه نظام المُلْك ليقعد في المدرسة للإقراء، فقعد سِنِين وأفاد [3] ، وكان مُقدَّمًا في النَّحو والصَّرف، عارِفًا بالعلل.
كان يحضر مجلس أبي القاسم القُشَيْريّ، ويقرأ عليه الأُصُول. وكان أبو القاسم القُشَيْريّ يراجعه في مسائل النَّحْو ويستفيد منه.
وكان حضوره في سنة ثمانٍ وخمسين، إلى أن تُوُفّي [4] .
__________
[1] في (المنتخب من السياق 490) .
[2] العبارة في (المنتخب) : «من وجوه القراء الأفاضل، عالم بالقراءات، كثير الروايات» .
[3] العبارة في (المنتخب) : «بعثه نظام الملك ليقعد في المدرسة في المسجد للإقراء وأجرى عليه المرسوم، فقعد فيه سنين، واستفاد منه القراء» .
[4] في الأصل: «كان توفي» .(30/514)
الكنى
320- أبو حاتم القزوينيّ [1] .
العلّامة محمود بن الحسن الطَّبريّ، الفقيه الشّافعيّ المُتكلّم.
ذكره الشِّيخ أبو إسحاق فقال: ومنهم شيخنا أبو حاتم المعروف بالقَزْوِينيّ، تفقّه بآمل على شيوخ البلد، ثم قدِم بغداد، وحضر مجلس الشّيخ أبي حامد، ودرس الفرائض على ابن اللّبّان، وأصول الفقه على القاضي أبي بكر الأشعريّ.
وكان حافِظًا للمذهب والخلاف. صنَّف كُتُبًا كثيرة في الخلاف والَأصول والمذهب. ودرس ببغداد وآمُل. ولم أنتفع بأحد في الرِّحلة كما انتفعت به وبأبي الطِّيّب الطبريّ.
تُوُفّي بآمُل.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ: أَنَا جَعْفَرُ الْهَمَذَانِيُّ، أَنَا أَبُو طَاهِرٍ السَّلَفِيُّ، ثَنَا أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ الْقَزْوِينِيُّ إِمْلَاءً بِمَكَّةَ: أَنْبَأَ أَبِي بِآمُلَ، أَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ النَّاتِلِيُّ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، أَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدٍ الأَعْلَى: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، سَمِعَ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ بِغَائِطٍ وَلَا بَوْلٍ. وَلَكِنْ شَرِّقُوا أَوْ غَرِّبُوا» [2] .
__________
[1] انظر عن (أبي حاتم القزويني) في:
طبقات الفقهاء للشيرازي 109، وتبيين كذب المفتري لابن عساكر 260، والتدوين في أخبار قزوين للرافعي القزويني 4/ 70، وتهذيب الأسماء واللغات للنووي 2/ 207، وطبقات الشافعية لابن الصلاح (مخطوط) ، الورقة 75 أ، وآثار البلاد وأخبار العباد للقزويني 436، وسير أعلام النبلاء 18/ 128 رقم 66، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 312- 314، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 300، 301 رقم 921، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 222، 223 رقم 179، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 145، 146، وهدية العارفين 2/ 402، وديوان الإسلام لابن الغزّي 2/ 148، 149 رقم 760، وتاريخ الأدب العربيّ 1/ 386، وذيله 1/ 668، والأعلام 7/ 167، ومعجم المؤلفين 12/ 158.
وقد تقدّمت ترجمته في الطبقة الرابعة والأربعين (431- 440 هـ) في وفيات سنة 440 هـ.
برقم (308) .
[2] أخرجه أبو داود في الطهارة (9) باب: كراهية استقبال القبلة عن قضاء الحاجة، بهذا السند.(30/515)
(بعون الله وتوفيقه، أتمّ تحقيق هذه الطبقة من «تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام» لمؤرّخ الإسلام الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي، وضبط نصّه، وخرّج أحاديثه، وأشعاره، وأحال إلى مصادره، وعلّق عليه، ووثّق مادّته، وصنع فهارسه، طالب العلم وخادمه الحاجّ الأستاذ الدكتور أبو غازي «عمر عبد السلام تدمري» ، الطرابلسي مولدا وموطنا، الحنفي مذهبا، أستاذ التاريخ الإسلامي في الجامعة اللبنانية، والمشرف على رسائل الماجستير والدكتوراه بقسم التاريخ، عضو اتحاد المؤرّخين العرب، وذلك بعد عشاء يوم الإثنين الواقع في السابع عشر من شهر ربيع الأنور 1413 هـ. / الموافق للرابع عشر من أيلول (سبتمبر) 1992 م. وكان الفراغ منه في منزله بساحة النجمة من مدينة طرابلس المحروسة، حماها الله، وهو الموفّق) .(30/516)
[المجلد الحادي والثلاثون (سنة 461- 470) ]
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الطبقة السابعة والأربعون
سنة إحدى وستين وأربعمائة
[حَرِيقُ جَامِعِ دِمَشْقَ]
فِي نِصْفِ شَعْبَانَ حَرِيقُ جَامِعِ دِمَشْقَ.
قَالَ ابْنُ الأَثِيرِ [1] : كَانَ سَبَبُ احتراقه حرب وقع بَيْنَ الْمَغَارِبَةِ وَالْمَشَارِقَةِ، يَعْنِي الدَّوْلَةَ، فَضَرَبُوا دَارًا مُجَاوِرَةً لِلْجَامِعِ بِالنَّارِ فَاحَتْرَقَتْ، وَاتَّصَلَ الْحَرِيقُ إِلَى الْجَامِعِ. وَكَانَتِ الْعَامَّةُ تُعِينُ الْمَغَارِبَةَ، فَتَرَكُوا الْقِتَالَ وَاشْتَغَلُوا بِإِطْفَاءِ النَّارِ، فَعَظُمَ الأَمْرُ، وَاشْتَدَّ الْخَطْبُ، وَأَتَى الْحَرِيقُ عَلَى الْجَامِعِ، فَدُثِرَتْ مَحَاسِنُهُ، وَزَالَ مَا كَانَ فِيهِ مِنَ الأَعْمَالِ النَّفِيسَةِ، وَتَشَوَّهَ مَنْظَرُهُ، وَاحْتَرَقَتْ سُقُوفُهُ الْمُذَهَّبَةُ [2] .
[تَغَلَّبَ حِصْنُ الدَّوْلَةِ عَلَى دِمَشْقَ]
وَفِيهَا وَصَلَ حِصْنُ الدَّوْلَةِ مُعَلَّى بْنُ حَيْدَرَةَ [3] الْكُتَامِيُّ إِلَى دِمَشْقَ، وَغَلَبَ عَلَيْهَا قَهْرًا مِنْ غَيْرِ تَقْلِيدٍ، بَلْ بِحِيَلٍ نَمَّقَهَا وَاخْتَلَقَهَا. وَذُكِرَ أَنَّ التَّقْلِيدَ بَعْدَ ذَلِكَ وَافَاهُ، فصادر أهلها وبالغ، وعاث، وزاد في الجور إلى أن خربت أعمال دمشق،
__________
[1] في: الكامل في التاريخ 10/ 59.
[2] تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 12/ 12، تاريخ مختصر الدول 185، ذيل تاريخ دمشق 96، تاريخ دولة آل سلجوق 37، مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 15/ 259 (رقم 248) ، المختصر في أخبار البشر 2/ 186، نهاية الأرب 23/ 238، العبر 3/ 247، دول الإسلام 1/ 270، تاريخ ابن الوردي 1/ 373، اتعاظ الحنفا 2/ 300، 301، مرآة الزمان (في حاشية ذيل تاريخ دمشق 97، 98) ، تاريخ الخلفاء 421، شذرات الذهب 3/ 308، 309، أخبار الدول (الطبعة الجديدة) 2/ 163، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 24.
وجاء في: تاريخ الفارقيّ 192 أن الحريق كان في سنة 463 هـ، وفي الدرّة المضيّة سنة 462 هـ.
[3] أمراء دمشق في الإسلام 85 رقم 258.(31/5)
وَجَلا أَهْلُهَا عَنْهَا، وَتَرَكُوا أَمْلاكَهُمْ وَأَوْطَانَهُمْ، إِلَى أَنْ أَوْقَعَ اللَّهُ بَيْنَ الْعَسْكَرِيَّةِ الشَّحْنَاءَ وَالْبَغْضَاءَ، فَخَافَ عَلَى نَفْسِهِ، فَهَرَبَ إِلَى جِهَةِ بَانْيَاسَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ، فَأَقَامَ بِهَا وَعُمَرُ الحمام وَغَيْرُهُ بِهَا. وَأَقَامَ إِلَى سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسِبْعِينَ بِهَا، فَنَزَحَ مِنْهَا إِلَى صُورَ خَوْفًا مِنْ عَسْكَرِ الْمِصْرِيِّينَ.
ثُمَّ سَارَ مِنْ صُورَ إِلَى طَرَابُلْسَ، فَأَقَامَ عِنْدَ زَوْجِ أُخْتِهِ جَلالِ الْمُلْكِ بْنِ عَمَّارٍ مُدَّةً. ثُمَّ أُخِذَ مِنْهَا إِلَى مِصْرَ، وَأُهْلِك سَنَةَ 481، وللَّه الْحَمْدُ [1] .
[وُصُولُ الرُّومِ إِلَى الثُّغُورِ]
وَفِيهَا أَقْبَلَتِ الرُّومُ مِنَ الْقَسْطَنْطِينِيَّةِ ووصلت إلى الثّغور. [2]
__________
[1] ذيل تاريخ دمشق 95، 96، تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 43/ 37، تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ (تأليفنا) 1/ 369 (الطبعة الثانية) .
وانظر حوادث سنة 468 هـ-.
[2] انظر: تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور 347) (سويّم 14، 15) ، والمنتظم 8/ 254، 255 (16/ 114) ، وتاريخ الزمان 108، وذيل تاريخ دمشق 298، تاريخ ابن الوردي 1/ 373، البداية والنهاية 12/ 98.(31/6)
سنة اثنتين وستين وأربعمائة
[نزول ملك الروم على منبج]
أقبل صاحب القسطنطنية- لعنه الله- في عسكرٍ كبير إلى أن نزل على مَنْبج، فاستباحها قْتلًا وأسْرًا، وهرب من بين يديه عسكر قِنسرين والعرب، ورجع الملعون لشدّة الغلاء على جيشه، حتى أبيع فيهم رِطل الخبز بدينار [1] .
[محاصرة أمير الجيوش صور]
وفيها سار بدر أمير الجيوش فحاصر صور [2] ، وكان قد تغلَّب عليها القاضي عين الدولة بن أبي عَقِيل، فسار لنجدته من دمشق الأمير قرلوا في ستّة آلاف، فحصَر صَيْداء، وهي لأمير الجيوش، فترحّل بدر، فردّ العسكر النَّجدة.
ثمّ عاد بدر فحاصر صور بَرًا وبحرًا سنةً، فلم يقدر عليها، فرحل عنها [3] .
[إعادة الخطبة للعباسيّين بمكة]
وفيها ورد رسول أمير مكة محمد بن أبي هاشم وولد أمير مكة على السلطان ألْب أرسلان بأنّه أقام الخطبة العبّاسيّة، وقطع خطبة المستنصر
__________
[1] تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) 347 (سويّم) 15، المنتظم 8/ 256 (16/ 116) ، الكامل في التاريخ 10/ 60، ذيل تاريخ دمشق 98، تاريخ دولة آل سلجوق 37، زبدة الحلب 2/ 13، الدرّة المضيّة 388، العبر 3/ 248، 249، دول الإسلام 1/ 270، مرآة الجنان 3/ 85، تاريخ ابن الوردي 1/ 373 (حوادث 461 هـ.) ، شذرات الذهب 3/ 310، البداية والنهاية 12/ 99.
[2] في: أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 20 «صفد» وهو غلط. والمثبت أعلاه هو الصحيح.
[3] تاريخ حلب (زعرور) 347 (سويّم 15) ، الكامل في التاريخ 10/ 60، ذيل تاريخ دمشق 98، اتعاظ الحنفا 2/ 303.(31/7)
المصريّ، وتركّ الأذان بحيِّ على خير العمل، فأعطاه السلطان ثلاثين ألف دينار وخِلْعًا، وقال: إذا فعل مُهَنّا أمير المدينة كذلك أعطيناه عشرين ألف دينار [1] .
[القحط في مصر]
وسببُ ذلك ذِلّة المصريين بالقحْط المُفْرِط، واشتغالهم بأنفسهم حتى أذل بعضهم بعضًا، وتشتتوا في البلاد، وكاد الخراب يستولي على سائر الإقليم، حتى أبيع الكلبُ بخمسة دنانير، والهِرّ بثلاثة دنانير. وبلغ الإِرْدبّ مائة دينار [2] .
وردَّتِ التجارُ ومعهم ثياب صاحب مصر وآلاته نُهبت وأبيعت من الجوع.
وقد كان فيها أشياء نُهبت من دار الخلافة ببغداد وقت القبض على الطائع للَّه ووقت فتنة البساسيري. وخرج من خزائنهم ثمانون ألف قطعة بِلَّور، وخمسة وسبعون ألف قطعة من الديباج القديم، وأحد عشر ألف كزاغند، وعشرون ألف سيف مُحلَّى، هكذا نقله ابن الأثير [3] .
قال صاحب «مرآة الزمان» [4]- والعُهده عليه-: خَرجت امرأة من القاهرة وبيدها مُدّ جوهر فقالت: مَن يأخذه بِمُدّ بُرٍّ؟ فلم يلتفت إليها أحدٌ، فألقته في الطريق وقالت: هذا ما نفعني وقت الحاجة، ما أريده. فلم يلتفت أحد إليه [5] .
__________
[1] الكامل في التاريخ 10/ 61، تاريخ دولة آل سلجوق 38 وفيه أن أمير الحرمين محمد بن أبي هاشم الحسني هو الّذي ورد إلى بغداد بقصد الوفادة إلى السلطان، نهاية الأرب 23/ 238، العبر 3/ 249، مرآة الجنان 3/ 85، مآثر الإنافة 1/ 347، تاريخ ابن خلدون 3/ 470، اتعاظ الحنفا 2/ 304، تاريخ الخلفاء 421، شذرات الذهب 3/ 310، البداية والنهاية 12/ 99.
[2] تاريخ الخلفاء 421، البداية والنهاية 12/ 99، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 216، أخبار الدول (الطبعة الجديدة) 2/ 162.
[3] في: الكامل في التاريخ 10/ 61، 62، واقتبسه النويري في: نهاية الأرب 28/ 233.
[4] هو: سبط ابن الجوزي.
[5] انظر: المنتظم 8/ 257، 258 (16، 117، 118) ، وتاريخ الزمان 108، 109، والمختصر في أخبار البشر 2/ 186، وأخبار الدول المنقطعة 74، 75، وأخبار مصر لابن ميسّر 2/ 20 وفيه قال مؤلّفه: «رأيت مجلّدا يجيء نحو عشرين كرّاسا فيه ذكر ما خرج من القصر من التحف والأثاث والثياب والذهب وغير ذلك» ، ونهاية الأرب 28/ 233، ودول الإسلام 1/ 270، 271، تاريخ ابن الوردي 1/ 373، اتعاظ الحنفا 2/ 279- 300 وفيه تفصيلات كثيرة عن الغلاء بمصر، النجوم الزاهرة 5/ 84، شذرات الذهب 3/ 310، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 216- 218 (في حوادث سنة 440 هـ-.) ، أخبار الدول (الطبعة الجديدة) 2/ 162.(31/8)
وقال ابن الفضل [1] يهنّئ القائم بأمر الله بقصيدة، منها:
وقد علم المصريُّ أن جُنُوده [2] ... سِنُو [3] يوسفٍ فيها [4] وطاعونُ عَمَوَاسِ
أقامتْ [5] به حتى استراب بنفسه ... وأوجَس منها [6] خيفةً أيَّ إِيجاسِ [7]
__________
[1] في: أخبار الدول المنقطعة 75 «ابن صرّبعر» .
[2] في: أخبار الدول: «بلاده» .
[3] في: أخبار الدول: «سني»
[4] في الكامل 8/ 108 (طبعة دار الكتاب العربيّ) : منها، وكذا في طبعة صادر 10/ 62.
[5] في: أخبار الدول: «أحاطت» .
[6] في الكامل 8/ 108 (طبعة دار الكتاب العربيّ) : منه، وكذا في طبعة صادر 10/ 62، وفي أخبار الدول «منهم» .
[7] في أخبار الدول: «أنجاس» . وفيه زيادة بيت:
قصور على الفسطاط أضحت كأنها ... قصور ربوع بالسماوة أرداس(31/9)
سنة ثلاث وستين وأربعمائة
[الخطبة في حلب للخليفة القائم]
فيها خطب محمود بن شبل الدّولة بن صالح الكلابي صاحب حلب بها للخليفة القائم وللسلطان ألب أرسلان عند ما رأى من قوة دولتهما وإدبار دولة المستنصر، فقال للحلبيين: هذه دولة عظيمة نحن تحت الخوف منهم، وهم يستحلُّون دماءكم لأجل مذهبكم، يعني التشيُّع. فأجابوا ولبس المؤذنون السواد.
فأخذت العامة حصر الجامع وقالوا: هذه حصر الإمام علي، فليأتِ أبو بكر بحصر يُصلّي عليها الناس. فبعث الخليفة القائم له الخِلَع مع طراد الزَّيْنبي نقيب النُّقَباء [1] .
[مسير ألب أرسلان إلى حلب]
ثم سار ألب أرسلان إلى حلب من جهة ماردين، فخرج إلى تلقِّيه من ماردين صاحِبُها نصْر بن مروان [2] ، وقدَّم له تُحَفًا. ووصلَ إلى آمِد فرآها ثغرًا منيعًا فتبرَّك به، وجعل يمر يده على السور ويمسح بها صدره. ثم حاصر الرها فلم يظفر بها، فترحل إلى حلب وبها طِرادٌ بالرسالة، فطلب منه محمود الخروج عنه إلى السلطان، وأن يعفيه من الخروج إليه. فخرج وعرف السلطان بأنه قد لبس خلع القائم وخطب له. فقال: إيش تسوى خطبتهم ويؤذّنون بحيّ على خير
__________
[1] زبدة الحلب 2/ 16- 18، تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) 347، (سويّم) 15، الكامل في التاريخ 10/ 63، نهاية الأرب 23/ 238 و 26/ 312، العبر 3/ 250، مرآة الجنان 3/ 86، تاريخ ابن الوردي 1/ 373، مآثر الإنافة 1/ 347، تاريخ ابن خلدون 3/ 470، اتعاظ الحنفا 2/ 302 (حوادث سنة 462 هـ-.) و 303، تاريخ الخلفاء 421.
[2] هو: نصر بن أحمد بن مروان، نظام الدين. انظر: الأعلاق الخطيرة ج 3 ق 2/ 735 فهرس الأعلام. والمثبت يتفق مع: بغية الطلب (تراجم السلاجقة) 29.(31/10)
العمل؟ ولا بد أن يدوس بساطي.
فامتنع محمود فحاصرها مدة، فخرج محمود ليلةً بأمه، فدخلت وخدمت وقالت: هذا ولدي فافعل به ما تحب.
فعفا عنه وخلع عليه، وقدم هو تقادُم جليلة، فترحل عنه [1] .
[موقعة منازكرد]
وفيها الوقعة العظيمة بين الإسلام والروم.
قال عزّ الدين في «كامله» [2] : فيها خرج أرمانوس طاغية [3] الروم في مائتي ألف من الفرنج والروم والبجاك [4] والكرج [5] ، وهم في تجمل عظيم، فقصدوا بلاد الإسلام، ووصل إلى مَنَازْكِرْدٍ [6] بُليدة من أعمال خلاط. وكان السلطان ألب أرسلان بخويّ [7] من أعمال أَذْرَبَيْجان قد عاد من حلب، فبلغه كثرة جموعهم وليس معه من عساكره إلا خمس عشرة ألف فارس، فقصدهم وقال: أنا ألتقيهم صابرًا محتسبًا، فإن سلمت فبنعمة الله تعالى، وإن كانت الشّهادة فابني ملك شاه ولي عهدي.
فوقعت مقدمته على مقدمة أرمانوس فانهزموا وأسر المسلمون مقدّمهم،
__________
[1] تاريخ حلب (زعرور) 348 (سويّم) 15، الكامل في التاريخ 10/ 64، تاريخ الزمان 109، المختصر في أخبار البشر 2/ 187، نهاية الأرب 26/ 312، 313، بغية الطلب (تراجم السلاجقة) 17 و 18 و 19 و 23، 24، الدرّة المضيّة 391، 392، دول الإسلام 1/ 271، تاريخ ابن الوردي 1/ 373، تاريخ ابن خلدون 3/ 470، اتعاظ الحنفا 2/ 302.
[2] الكامل في التاريخ 10/ 65 وما بعدها.
[3] في الكامل 8/ 109 (طبعة دار الكتاب العربيّ) : «ملك» . وكذا في طبعة صادر 10/ 65، وهو الإمبراطور رومانوس الرابع.
[4] في الكامل 8/ 109 (طبعة دار الكتاب العربيّ) : «البجناك» ، وكذا في طبعة صادر 10/ 65.
[5] قال ابن العماد الحنبلي: الكزج بالزاي والجيم. (شذرات الذهب 3/ 311) .
[6] في الكامل 8/ 109 (طبعة دار الكتاب العربيّ) : «ملازكرد» ، وكذا في طبعة صادر 10/ 65، وفي (معجم البلدان 5/ 202) : منازجرد: بعد الألف زاي ثم جيم مكسورة، وراء ساكنة، ودال. وأهله يقولون منازكرد، بالكاف. بلد مشهور بين خلاط وبلاد الروم، يعدّ في أرمينية وأهله أرمن الروم.
[7] خويّ: بلفظ تصغير خوّ. بلد مشهور من أعمال أذربيجان، حصن كثير الخير والفواكه. (معجم البلدان 2/ 408) .(31/11)
فأحضر إلى السلطان فجدع أنفه، فلما تقارب الجمعان أرسل السّلطان يطلب المهادنة، فقال أرمانوس: لا هدنة إلا بالري. فانزعج السلطان فقال له إمامه أبو نصر محمد بن عبد الملك البخاري الحنفي: إنك تقاتل عن دين وعد الله بنصره وإظهاره على سائر الأديان. وأرجو أن يكون الله قد كتب باسمك هذا الفتح.
فالقهم يوم الجمعة في الساعة التي يكون الخطباء على المنابر، فإنهم يدعون للمجاهدين [1] .
فلما كان تلك الساعة صلى بهم، وبكى السلطان، فبكى [2] الناس لبكائه، ودعا فأمنوا [3] ، فقال لهم: من أراد الانصراف فلينصرف، فما هاهنا سلطان بأمر ولا ينهى [4] . وألقى القوس والنشاب، وأخذ السيف [5] ، وعقد ذنب فرسه بيده، وفعل عسكره مثله، ولبس البياض وتحنط وقال: إن قتلت فهذا كفني.
وزحف إلى الروم، وزحفوا إليه، فلما قاربهم ترجل وعفر وجهه بالتراب، وبكى، وأكثر الدعاء، ثم ركب وحمل الجيش معه، فحصل المسلمون في وسطهم، فقتلوا في الروم كيف شاءوا، وأنزل الله نصره، وانهزمت الروم، وقتل منهم ما لا يحصى، حتى امتلأت الأرض بالقتلى، وأسر ملك الروم، أسره غلام لكوهرائين فأراد قتله ولم يعرفه، فقال له خدم [6] مع الملك: لا تقتله فإنه الملك.
وكان هذا الغلام قد عرضه كوهرائين على نظام الملك، فرده استحقارًا له. فأثنى عليه أستاذُه، فقال نظام الملك: عسى يأتينا بملك الروم أسيرًا. فكان كذلك.
ولما أحضر إلى بين يدي السلطان ألب أرسلان ضربه ثلاث مقارع بيده
__________
[1] في (الكامل 10/ 66) زيادة: «بالنصر، والدعاء مقرون بالإجابة» .
[2] في الأصل: «فبكا»
[3] في الكامل 10/ 66: «ودعا ودعوا معه» .
[4] في الكامل: «يأمر وينهى» .
[5] زاد في الكامل: «والدبوس» .
[6] في الكامل 10/ 66: «خادم» .(31/12)
وقال: ألم أرسل إليك في الهدنة فأبيت؟.
فقال: دعني من التوبيخ وافعل ما تريد.
قال: ما كان عزمك أن تفعل بي لو أسرتني؟
قال: أفعل القبيح.
قال: فما تظن أنني أفعل بك؟
قال: إما أن تقتلني، وإما أن تشهرني في بلادك، والأخرى بعيدة، وهي العفو، وقبول الأموال، واصطناعي.
قال له: ما عزمتُ على غير هذه [1] .
ففدى نفسه بألف ألف دينار وخمسمائة ألف دينار، وأن ينفذ إليه عسكره كلما طلبه، وأن يطلق كل أسير في مملكته. وأنزله في خيمةٍ، وأرسل إليه عشرة آلاف دينار ليتجهز بها، وخلع عليه وأطلق له جماعة من البطارقة، فقال أرمانوس: أين جهة الخليفة؟
فأشاروا له، فكشَفَ رأسه وأومأ إلى الجهة بالخدمة، وهادنه السلطان خمسين سنةً، وشيعه مسيرة فرسخ [2] .
وأما الروم- لعنهم الله- فلما بلغهم أنه أسر ملكوا عليهم ميخائيل، فلما وصل أرمانوس إلى طرف بلاده بلغه الخبر، فلبس الصوف وأظهر الزهد، وجمع ما عنده من المال، فكان مائتي ألف دينار وجوهر بتسعين ألف دينار، فبعث به، وحلف أنه لا بقي يقدر على غير ذلك.
ثم إن أرمانوس استولى على بلاد الأرمن.
__________
[1] في الكامل 10/ 67: «هذا» .
[2] علّق ابن العبري على هذا الخبر بقوله: «هكذا رأينا هذا الخبر في نسختين أحدهما عربية والثانية فارسية، غير أن البطريرك ميخائيل المغبوط ذكر أن ابن أخت السلطان هو الّذي قبض على الملك وأن رجلا كرديّا وثب فقتله وأوثق الملك كأنه هو الّذي أحرز الغلبة، وأن السلطان لما سأل الملك: ما كانت نيّتك أن تصنع بي لو وقعت بيدك؟ وأن ديو جنيس قال له: كنت أحرقك بالنار. فعلى ما يظهر أن عبارة كهذه لا يعقل أن يقولها ملك لملك. زد عليه أن رجلا كرديا لا يتيسّر له أن يقتل ابن أخت السلطان ويخطف الملك من يده مدّعيا أنه هو الّذي أوثقه، إذا كان هذا الكردي يخشى أقلّه أن يفضح الملك كذبه» . (تاريخ الزمان 111، 112) .(31/13)
وكانت هذه الملحمة من أعظم فتح في الإسلام، وللَّه الحمد [1] .
[مسير أَتْسِز بن أبق في بلاد الشام]
قال: وفيها سار أَتْسِز [2] بن أبق [3] الخوارزمي من أحد أمراء ألب أرسلان في طائفةٍ من الأتراك، فدخل الشام، فافتتح الرملة، ثمّ حاصر بيت المقدس وبه عسكر المصريين فافتتحه، وحاصر دمشق، وتابع النهب لأعمالها حتى خربها، وثبت أهل البلد فرحل عنه [4] .
قلت: ولكن خرب الأعمال ورعى الزرع عدة سنين حتى عدمت الأقوات بدمشق، وعظم الخطب والبلاء.
فلا حول ولا قوّة إلّا باللَّه.
__________
[1] انظر عن (موقعة منازكرد) في:
تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) 348 (سويّم) 15، المنتظم 8/ 260- 265 (16/ 123- 128) ، الأعلاق الخطيرة لابن شدّاد ج 3/ ق 1/ 376، 377، تاريخ الفارقيّ 186- 192، الكامل في التاريخ 10/ 65- 67، تاريخ الزمان 110- 112، تاريخ مختصر الدول 185- 186، تاريخ دولة آل سلجوق 40- 44 المختصر في أخبار البشر 2/ 187، راحة الصدور 188، 189، زبدة الحلب 2/ 27- 30، نهاية الأرب 26/ 313- 315، زبدة التواريخ 107- 115، ومرآة الزمان 8/ 142- 148، بغية الطلب (تراجم السلاجقة) 17 و 18 و 19 و 25، 26 و 31، الإنباء في تاريخ الخلفاء 200، الدّرة المضيّة 390 و 392 تاريخ ابن خلدون 3/ 470، النجوم الزاهرة 5/ 86، تاريخ الخلفاء 421، 422، شذرات الذهب 3/ 311، البداية والنهاية 12/ 100، 101 (في حوادث سنة 462 هـ-.) ، لب التواريخ للقزويني 106، تاريخ كزيدة لحمد الله مستوفي القزويني 433، السلاجقة في التاريخ والحضارة 24- 26.
[2] يرد في المصادر: «أتسز» و «أتسيز» و «أطسز» و «أقسيس» . انظر: المنتفى من أخبار مصر 242، والكامل في التاريخ 10/ 99 بالمتن والحاشية، وتاريخ مختصر الدول 192.
وقال ابن الأثير: «هذا الاسم أقسيس، والصحيح أنه أتسيز، وهو اسم تركي» . (الكامل في التاريخ 10/ 103) .
[3] في الكامل 8/ 110 (طبعة دار الكتاب العربيّ) : «أوق» وكذا في طبعة صادر 10/ 68، وذيل تاريخ دمشق 98، ونهاية الأرب 26/ 316، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 4/ 204 والمثبت يتفق مع: المختصر في أخبار البشر 2/ 187.
[4] انظر المصادر السابقة. والعبر 3/ 252، ودول الإسلام 1/ 273، ومرآة الجنان 3/ 87، وتاريخ ابن الوردي 1/ 374، وتاريخ ابن خلدون 3/ 473، والنجوم الزاهرة 5/ 87.(31/14)
سنة أربع وستين وأربعمائة
[فتح نظام الملك حصن فضلون]
فيها سار نظام الملك الوزير إلى بلاد فارس، فافتتح حصن فضلون، وكان يضرب المثل بحصانته، وأُسِر فضلون صاحبه، فأطلقه السلطان [1] .
[الوباء في الغنم]
وفيها كان الوباء في الغنم، حتى قيل إنّ راعيا بطرف خراسان كان معه خمسمائة شاة ماتوا في يوم [2] .
[وفاة قاضي طرابلس ابن عمار]
ومات قاضي طرابلس أبو طالب بن عمار [3] الذي كان قد استولى عليها، توفي في رجب.
[تملك جلال الملك طرابلس]
وتملك بعده جلال الملك أبو الحسن بن عمّار، وهو ابن أخي القاضي [4] ،
__________
[1] الكامل في التاريخ 10/ 71، 72، نهاية الأرب 26/ 317، 318.
[2] المنتظم 8/ 273 (16/ 139) ، دول الإسلام 1/ 273، تاريخ الخلفاء 422.
[3] هو: عبد الله، أو الحسن، الملقّب أمين الدولة. انظر عنه في كتابنا: تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ ج 1/ 340- 352 (الطبعة الثانية) .
[4] الكامل في التاريخ 10/ 71، زبدة الحلب 2/ 35، المختصر في أخبار البشر 2/ 188، الأعلاق الخطيرة 1/ ق 2/ 107، تاريخ ابن الوردي 1/ 375، مآثر الإنافة 1/ 345، اتعاظ الحنفا 2/ 307، النجوم الزاهرة 5/ 89.(31/15)
فامتدت أيّامه إلى بعد الخمسمائة [1] ، وأخذت منه الفرنج طرابلس، ف لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ 18: 39 [2] .
__________
[1] هذا القول غير صحيح وفيه وهم، إذ أن جلال الملك أبا الحسن بن عمّار توفي سنة 492 هـ.
ولم تمتدّ أيامه إلى بعد الخمسمائة. أما الّذي امتدّت أيامه إلى بعد الخمسمائة. فهو «فخر الملك أبو علي عمّار» ، وهو أخو «جلال الملك» ، انظر عنه كتابنا: تاريخ طرابلس 1/ 379- 429 و 459- 461 (الطبعة الثانية) .
[2] كان أخذ الفرنج لطرابلس في أواخر سنة 502 هـ-. / 1109 م. انظر كتابنا: تاريخ طرابلس 438- 446 (الطبعة الثانية) . وسيأتي خبر ذلك في موضعه.(31/16)
سنة خمس وستين وأربعمائة
[مقتل ألب أرسلان]
فيها قتل السلطان ألب أرسلان، وقام في الملك ولده ملك شاه [1] .
[انتقال السلطنة إلى نظام الملك]
فسار أخو السلطان قاروت بك [2] صاحب كرمان بجيوشه يريد الاستيلاء على السلطنه، فسبقه إلى الري السلطان ملك شاه ونظام الملك، فالتقوا بناحية همذان في رابع شعبان، فانتصر ملك شاه، وأسر عمّه قاروت [2] ، فأمر بخنقه بوترٍ فخنق، وأقر مملكته على أولاده. ورد الأمور في ممالكه إلى نظام الملك، وأقطعه أقطاعًا عظيمةً، من جملتها مدينة طوس، ولقّبه «الأتابك» ، ومعناه الأمير
__________
[1] انظر عن (مقتل ألب أرسلان) في:
تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) 348 (سويم) 16، والمنتظم 8/ 276، 277 (16/ 144، 145) ، وتاريخ الفارقيّ 197، والكامل في التاريخ 10/ 73، 74، وتاريخ الزمان 113، وتاريخ مختصر الدول 186، وذيل تاريخ دمشق 106، وبغية الطلب (تراجم السلاجقة) 26- 39، وزبدة التواريخ 117- 119، ونهاية الأرب 26/ 318، 319، وتاريخ دولة آل سلجوق 47، 48، والمختصر في أخبار البشر 2/ 188، 189، والدرة المضيّة 398، والعبر 3/ 256، ودول الإسلام 1/ 274، ومرآة الجنان 3/ 89 و 90، تاريخ ابن الوردي 1/ 375، مآثر الإنافة 1/ 342، تاريخ ابن خلدون 3/ 471، النجوم الزاهرة 5/ 92، تاريخ الخلفاء 22، شذرات الذهب 3/ 318، 319، البداية والنهاية 12/ 106، أخبار الدول 2/ 163، لب التواريخ للقزويني 106، تاريخ كزيدة لحمد الله مستوفي القزويني 433، السلاجقة 36.
[2] في الكامل 8/ 114 (طبعة الدار) : «قاورت بك» ، وكذا في طبعة صادر 10/ 76 وبغية الطلب (تراجم السلاجقة) 20، والمثبت يتفق مع: تاريخ الزمان 113، وفي نهاية الأرب 26/ 321 «قاورد» ، وكذا في: تاريخ دولة آل سلجوق 48.(31/17)
الوالد. وظهرت شجاعته وكفايته، وحسن سيرته [1] .
[الفتنة بين جيش المستنصر العبيدي والعبيد والعربان]
وفيها، وفي حدودها وقعت فتنة عظيمة بين جيش المستنصر العبيدي، فصاروا فئتين: فئة الأتراك والمغاربة، وقائد هؤلاء ناصر الدولة، أبو عبد الله الحسين بن حمدان [2] ، من أحفاد [3] صاحب الموصل ناصر الدولة بن حمدان، وفئة العبيد وعربان الصعيد. فالتقوا بكوم الريش [4] ، فانكسر العبيد، وقتل منهم وغرق نحو أربعين ألفًا، وكانت وقعة مشهورة [5] .
وقويت نفوس الأتراك، وعرفوا حسن نية المستنصر لهم، وتجمعوا وكثروا، فتضاعفت عدتهم، وزادت كلف أرزاقهم، فخلت الخزائن من الأموال، واضطربت الأمور، فتجمع كثير من العسكر، وساقوا إلى الصعيد، وتجمعوا مع العبيد، وجاءوا إلى الجيزة، فالتقوا هم والأتراك عدة أيام، ثم عبر الأتراك إليهم النيل مع ناصر الدولة بن حمدان، فهزموا العبيد [6] .
ثم إنهم كاتبوا أم المستنصر واستمالوها، فأمرت من عندها من العبيد بالفتك بالمقدمين، ففعلوا ذلك، فهرب ناصر الدولة، والتفت عليهم الترك، فالتقوا، ودامت الحرب ثلاثة أيام بظاهر مصر، وحلف بن حمدان لا ينزل عن فرسه ولا يذوق طعامًا حتى ينفصل الحال. فظفر بالعبيد، وأكثر القتل فيهم،
__________
[1] الكامل في التاريخ 10/ 78، 79، تاريخ الزمان 113، 114، نهاية الأرب 26/ 321، تاريخ دولة آل سلجوق 50، 51، المختصر في أخبار البشر 2/ 189، تاريخ ابن الوردي 1/ 376، البداية والنهاية 12/ 106.
[2] في الكامل 8/ 115 (طبعة الدار) هو: «ناصر الدولة أبو علي الحسن بن حمدان» ، وكذا في طبعة صادر 10/ 80 وفي نهاية الأرب (المخطوط) «الحسين» ، وفي المطبوع 28/ 226 «الحسن» ، ومثله في: اتعاظ الحنفا 2/ 273.
[3] في الكامل: «من أولاد» .
[4] في: أخبار مصر 13، والنجوم الزاهرة 5/ 18 «كوم شريك» ، بفتح الشين وكسر الراء، هي اليوم إحدى قرى مركز كوم حمادة بمديرية البحيرة. (المواعظ والاعتبار 1/ 183، القاموس الجغرافي ج 2 ق 2/ 339) .
[5] يجعل النويري هذه الحوادث في سنة 459 هـ-. (نهاية الأرب 28/ 227) .
[6] اتعاظ الحنفا 2/ 274 (حوادث سنة 459 هـ-.)(31/18)
وزالت دولتهم بالقاهرة، وأخذت منهم الإسكندرية، وخلت الدولة للأتراك، فطمعوا في المستنصر [1] ، وقلت هيبته عندهم، وخلت خزائنه البتة.
وطلب ابن حمدان العروض، فأخرجت إليهم، وقومت بأبخس ثمن، وصرفت إلى الجند. فقيل: إنّ نقد الأتراك كان في الشّهر أربعمائة ألف دينار [2] .
[تغلب العبيد على ابن حمدان]
وأما العبيد فغلبوا على الصعيد، وقطعوا السبل، فسار إليهم ابن حمدان، ففروا منه إلى الصعيد الأعلى، فقصدهم وحاربهم، فهزموه. وجاء الفَلُّ إلى القاهرة. ثم نُصِر عليهم وعظم شأنه، واشتدت وطأته، وصارحوا الكُلّ، فحسده أمراء الترك لكثرة استيلائه على الأموال، وشكوه إلى الوزير، فقوى نفوسهم عليه وقال: إنما ارتفع بكم.
فعزموا على مناجزته، فتحول إلى الجيزة، فنهبت دوره ودور أصحابه، وذل وانحل نظامه [3] .
[انكسار ابن حمدان أمام المستنصر]
فدخل في الليل إلى القائد تاج الملوك شاذي واستجار به، وحالفه على قتل الأمير إِلْدِكْز، والوزير الخطير. فركب إِلْدِكْز فقتل الوزير. ونجا إلدكز، وجاء إلى المستنصر فقال: إن لم تركب وإلا هلكت أنت ونحن. فركب في السلاح، وتسارع إليه الجند والعوام، وعبى الجيش، فحملوا على ابن حمدان فانكسر واستحر القتل بأصحابه.
[تغلب ابن حمدان على خصومه من جديد]
وهرب فأتى بني سنبس، وتبعه فَلٌّ من أصحابه، فصاهر بني سنبس وتقوى بهم، فسار الجيش لحربه، فأراد أحد المقدمين أن يفوز بالظفر، فناجزه
__________
[1] العبر 3/ 257، دول الإسلام 1/ 275، تاريخ ابن الوردي 1/ 376، اتعاظ الحنفا 2/ 273 و 275 (حوادث سنة 459 و 460 هـ-.)
[2] يجعل النويري هذه الحوادث في سنة 460 هـ-. (نهاية الأرب 28/ 227) ، اتعاظ الحنفا 2/ 275 (حوادث سنة 460 هـ-.) و 276.
[3] اتعاظ الحنفا 2/ 276.(31/19)
بعسكره، والتقوا فأسره ابن حمدان، وقتل طائفة من جُنْده.
ثم عدَّى إليه فرقة ثانية لم يشعروا بما تم، فحمل عليهم، ورفع رءوس أولئك على الرماح، فرعبوا وانهزموا، وقتلت منهم مقتلة. وساق وكبس بقية العساكر، فهزمهم، ونهب الريف، وقطع الميرة عن مصر في البر والبحر، فغلت الأسعار، وكثر الوباء إلى الغاية، ونهبت الجند دور العامة، وعظم الغلاء، واشتد البلاء [1] .
[رواية ابن الأثير عن الغلاء في مصر]
قال ابن الأثير [2] : حتى أن أهل البيت الواحد كانوا يموتون كلهم في ليلةٍ واحدة.
واشتد الغلاء حتى حكي أن امرأة أكلت رغيفًا بألف دينار، فاستبعد ذلك، فقيل إنها باعت عروضها، وقيمته ألف دينار، بثلاثمائة دينار، واشترت به قمحًا، وحمله الحمال على ظهره، فنهبت الحملة في الطريق، فنهبت هي مع الناس، فكان الذي حصل لها رغيفًا واحدًا [3] .
[مصالحة الأتراك لناصر الدولة ابن حمدان]
وجاء الخلق ما يشغلهم عن القتال، ومات خلق من جند المستنصر، وراسل الأتراك الّذين حوله ناصر الدولة في الصلح، فاصطلحوا على أن يكون تاج الملك شاذي نائبًا لناصر الدولة بن حمدان بالقاهرة يحمل إليه المال [4] .
__________
[1] حتى هنا يجعل النويري هذه الحوادث ضمن سنة 461 هـ-. (نهاية الأرب 28/ 227- 230) ، وهي في سنة 463 هـ-. عند المقريزي. (اتعاظ الحنفا 2/ 305) .
[2] في الكامل 10/ 85.
[3] العبارة في الكامل: «فكان الّذي حصل لها ما عملته رغيفا واحدا» ، وفي نهاية الأرب 28/ 234 «فحصّل لها ما جاء رغيفا واحدا» . وانظر: اتعاظ الحنفا 2/ 278، والعبر 3/ 257، 258، ومرآة الجنان 3/ 89، 90، وتاريخ الخلفاء 422، وشذرات الذهب 3/ 318 و 299.
[4] يجعل النويري هذه الحوادث في سنة 463 هـ-. (نهاية الأرب 28/ 230) ومثله المقريزي في:
(اتعاظ الحنفا 2/ 306) .(31/20)
[الحرب بين ابن حمدان وتاج الملك شاذي]
فلمّا تقرّر شاذي استبدّ بالأمور، ولم يرسل إلى ابن حمدان شيئا، فسار ابن حمدان إلى أن نزل بالجيزة. وطلب الأمراء إليه فخرجوا، فقبض على أكثرهم، ونهب ظواهر القاهرة، وأحرق كثيرًا منها، فجهز إليه المستنصر عسكرًا، فبيتوه، فانهزم. ثم إنه جمع جمعًا وعاد إليهم، فعمل معهم مصافًا، فهزمهم، وقطع خطبة المستنصر بالإسكندرية ودمياط، وغلب على البلدين وعلى سائر الريف. وأرسل إلى العراق يطلب تقليدًا وخلعًا [1] .
[اضمحلال أمر المستنصر]
واضمحل أمر المستنصر وخمل ذكره. وبعث إليه ابن حمدان يطلب الأموال، فرآه الرسول جَالسًا على حصيرٍ، وليس حوله سوى ثلاثة خدم. فلما أدى الرسالة، قال: أما يكفي ناصر الدولة أن أجلس على مثل هذه الحال؟ فبكى الرسول وعاد إلى ناصر الدولة فأخبره بالحال، فرق له وأجرى له كل يومٍ [2] مائة دينار.
وقدم القاهرة وحكم فيها، وكان يظهر التسنن ويعيب المستنصر.
وكاتب عسكر المغاربة فأعانوه.
ثم قبض على أمّ المستنصر وصادرها.
فحملت خمسين ألف دينار. وكانت قد قل ما عندها إلى الغاية.
[تفرق أولاد المستنصر]
وتفرق عن المستنصر أولاده وكثير من أهله من القحط [3] ، وضربوا في البلاد. ومات كثير منهم جوعًا، وجرت عليهم أمورٌ لا توصف في هذه السنة بالديار المصرية من الفناء والغلاء والقتل [4] .
__________
[1] اتعاظ الحنفا 2/ 306.
[2] في نهاية الأرب 28/ 231: «في كل شهر» ، ومثله في: اتعاظ الحنفا 2/ 307.
[3] يجعل النويري هذه الحوادث إلى هنا في سنة 464 هـ-. (نهاية الأرب 28/ 231، 232) ، ومثله المقريزي في: اتعاظ الحنفا 2/ 307.
[4] انظر: أخبار الدول المنقطعة لابن ظافر الأزدي 73- 75، واتعاظ الحنفا 2/ 279، 280.(31/21)
وانحط السعر في سنة خمس وستين.
[المبالغة في إهانة المستنصر]
قال ابن الأثير [1] : وبالغ ناصر الدولة بن حمدان في إهانة المستنصر، وفرق عنه عامة أصحابه، وكان يقول لأحدهم: إنني أريد أن أوليك عمل كذا. فيسير إليه، فلا يمكنه من العمل، ويمنعه من العود. وكان غرضه من ذلك ليخطب للقائم بأمر الله أمير المؤمنين، ولا يمكنه ذلك مع وجودهم، ففطن له الأمير إِلْدِكْز، وهو من أكبر أمراء وقته، وعلم أنه متى تمّ له ما أراد، تمكّن منه ومن أصحابه. فأطلع على ذلك غيره من أمراء الترك.
[قتل ابن حمدان]
فاتفقوا على قتل ابن حمدان، وكان قد أمن لقوته وعدم عدوه. فتواعدوا ليلةً، وجاءوا سحرًا إلى داره، وهي المعروفة بمنازل العز [2] بمصر، فدخلوا صحن الدار من غير استئذان، فخرج إليهم في غلالةٍ، لأنه كان آمنًا منهم، فضربوه بالسيوف، فسبهم وهرب، فلحقوه وقتلوه، وقتلوا أخويه فخر العرب.
وتاج المعالي، وانقطع ذكر الحمدانية بمصر [3] .
[ولاية بدر الجمالي مصر]
فلما كان في سنة سبعٍ وستين [4] ولي الأمر بمصر بدر الجماليّ أمير
__________
[1] في: الكامل 10/ 86.
[2] منازل العزّ: دار أنشأتها السيدة تغريد أم العزيز باللَّه، تشرف على النيل. اتخذها الخلفاء الفاطميون متنزّها، وسكنها ناصر الدولة بن حمدان إلى أن قتل. (المواعظ والاعتبار 1/ 484 و 2/ 364) .
[3] الكامل في التاريخ 10/ 80- 87، نهاية الأرب 28/ 214- 232، اتعاظ الحنفا 2/ 279 و 309، 310، النجوم الزاهرة 5/ 91.
ويقول النويري: «وناصر الدولة هذا هو: الحسن بن الحسين بن ناصر الدولة الحسن بن عبد الله بن أبي الهيجاء حمدان بن حمدون» . (نهاية الأرب 28/ 232) .
[4] في تاريخ الفارقيّ 192: سنة 465 هـ، وفي الكامل في التاريخ 10/ 87 سنة ست وستين وأربعمائة. ومثله في: نهاية الأرب 28/ 235، وأخبار مصر لابن ميسر 2/ 22، وفي المختصر في أخبار البشر 2/ 190 (حوادث سنة 465 هـ-.) ، وتاريخ ابن الوردي 1/ 377.(31/22)
الجيوش، وقتل إِلْدِكْز، والوزير ابن كُدِينَه [1] ، وجماعةً، وتمكن من الدولة إلى أن مات.
[ولاية الأفضل]
وقام بعده ابنه الأفضل [2] .
__________
[1] هو: أحمد بن عبد الكريم بن عبد الحاكم بن أبي كدينة أبو أحمد الفارقيّ المعروف بأبي يعلى العرقي الملقّب جلال الملك. من أهل عرقة القريبة من طرابلس الشام، ومن أسرة عبد الحاكم الفارقيّ الّذي ولي قضاء طرابلس، كان ينتقل بين القضاء والوزارة. انظر عنه في: الإشارة إلى من نال الوزارة 50، وأخبار مصر لابن ميسّر 2/ 12- 16، وأخبار الدول المنقطعة 80، 81، واتعاظ الحنفا 2/ 271 و 272 و 274 و 276 و 296 و 333، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (تأليفنا 1/ 315، 316 رقم 139) .
[2] الكامل في التاريخ 10/ 87.(31/23)
سنة ستّ وستّين وأربعمائة
[الغرق العظيم ببغداد]
فيها كان الغرق العظيم ببغداد، فغرق الجانب الشرقي، وبعض الغربي، وهلك خلق كبير تحت الهدم. وقام الخليفة يتضرع إلى اللَّه، ويصلي.
واشتد الأمر وأقيمت الجمعة في الطيار على ظهر الماء مرتين، ودخل الماء في هذه النوبة من شبابيك المارستان العضدي. وارتفعت دجلة أكثر من عشرين ذراعًا، وبعض المحال غرقت بالكلية، وبقيت كأن لم تكن. وهلكت الأموال والأنفس والدواب. وكان الماء كأمثال الجبال.
وغرقت الأعراب والتركمان وأهل القرى. وكان من له فرس يركبه ويسوق إلى التُّلُول العالية.
وقيل إن الماء ارتفع ثلاثين ذراعًا. ولم يبلغ مثل هذه المرة أبدًا.
وركب الناس في السفن، وقد ذهبت أموالهم، وغرقت أقاربهم، واستولى الهلاك على أكثر الجانب الشرقي.
[رواية ابن الجوزي]
قال سبط الجوزي [1] : انهدمت مائة ألف دار وأكثر. وبقيت بغداد مَلَقَةً واحدة، وانهدم سورها، فكان الرجل يقف في الصحراء فيرى التاج.
ونهب للناس ما لا يحصيه إلا اللَّه. وجرى على بغداد نحو ما جرى على مصر من قريب.
__________
[1] في مرآة الزمان (حوادث 466 هـ-.) .(31/24)
[رواية ابن الصّابيء]
قال ابن الصّابيء في «تاريخه» : تشققت الأرض، ونبع منها الماء الأسود، وكان ماء سخطٍ وعقوبة. ونهبت خزائن الخليفة. فلما هبط الماء أُخْرِجَ الناس من تحت الهدْم وعلا الناسَ الذُّلُّ. ثم فسد الهواء بالموتى، ووقع الوباء، وصارت بغداد عِبْرةً ومَثَلًا [1] .
[أخْذُ صاحب سمرقند مدينة تِرْمِذ]
وكان صاحب سَمَرْقَنْد خاقان ألتكين [2] قد أخذ ترمذ بعد قتل السلطان ألب أرسلان، فلما تمكن ابنه ملك شاه سار إلى ترمذ وحصرها، وَطمَّ خندقها، ورماها بالمنجنيق، فسلموها بالأمان. فأقام فيها نائبًا، وحصنها وأصلحها وسار يريد سمرقند، ففارقها ملكها وتركها، وأرسل يطلب الصُّلْح، ويضرع إلى نظام الملك ويعتذر، فصالحوه.
[وفاة إياس ابن صاحب سمرقند]
وسار ملك شاه بعد أن أقطع أخاه شهاب الدين تكِش بلْخ وطخارِسْتان [3] .
ثم قدم الري، فمات ولده إياس، وكان فيه شرّ وشهامة، بحيث أن أباه كان يخافه، فاستراح منه [4] .
[بناء قلعة صَرْخَد]
وفيها بنيت قلعة صرخد، بناها حسّان بن مسمار الكلبيّ [5] .
__________
[1] انظر عن الغرق في:
المنتظم 8/ 284- 286 (16/ 154- 157، والكامل في التاريخ 10) 90، 91، وتاريخ الزمان 114، وذيل تاريخ دمشق 106، وتاريخ دولة آل سلجوق 51، والمختصر في أخبار البشر 2/ 190، ونهاية الأرب 23/ 239، 240، والإنباء في تاريخ الخلفاء 200، والدرّة المضيّة 397 و 401، والعبر 3/ 261، ودول الإسلام 1/ 275، ومرآة الجنان 3/ 93، وتاريخ ابن الوردي 1/ 377، وتاريخ الخلفاء 422، وشذرات الذهب 3/ 324، 325، والبداية والنهاية 12/ 109.
[2] في نهاية الأرب 26/ 322: «خاقان تكين» .
[3] الكامل في التاريخ 10/ 92، نهاية الأرب 26/ 321، 322، دول الإسلام 1/ 275.
[4] الكامل في التاريخ 10/ 92، تاريخ دولة آل سلجوق 51، النجوم الزاهرة 5/ 95.
[5] دول الإسلام 1/ 275، النجوم الزاهرة 5/ 95.(31/25)
سنة سبع وستين وأربعمائة
[دخول بدر الجمالي مصر وتمهيدها]
قال ابن الأثير [1] : قد ذكرنا في سنة خمسٍ ما كان من تغلب الأتراك، وبني حمدان على مصر، وعجْز صاحبها المستنصر عن منعهم، وما وصل إليه من الشدة العظيمة، والفقر المدقع، وقتل ابن حمدان. فلما رأى المستنصر أن الأمور لا تنصلح ولا تزداد إلا فسادًا، أرسل إلى بدر الجمالي [2] ، وكان بساحل الشام [3] ، فطلبه ليوليه الأمور بحضرته، فأعاد الجواب: إن الجند قد فسدوا، ولا يمكن إصلاحهم، فإن أذنت أن استصحب معي جندًا حضرت وأصلحت الأمور. فإذن له أن يفعل ما أراد. فاستخدم عسكرًا يثق بهم وبنجدتهم، وسار في هذا العام من عكا في البحر زمن الشتاء، وخاطر لأنه أراد أن يهجم مصر بغتةً.
وكان هذا الأمر بينه وبين المستنصر سرّا، فركب البحر في كانون الأوّل [4] ،
__________
[1] هذا القول غير موجود عند ابن الأثير في كتابه «الكامل في التاريخ» . والخبر في: نهاية الأرب 28/ 234، 235، وأعاده المؤلف في العبر 3/ 262، 263.
[2] هو: بدر بن عبد الله الأمير الجمالي وزير مصر للمستنصر. أرمنيّ الأصل، اشتراه جمال الملك ابن عمّار الطرابلسي وربّاه فترقّت به الأحوال إلى الملك، ولي دمشق سنة 455 هـ-. ثم هرب منها بعد ثورة أحداثها إلى صور. مات سنة 488 هـ-.
[3] قال ابن أيبك الدواداريّ: «وكان قبل ذلك بصور وعكا نائبا عن الظاهر بن الحاكم» . (الدرة المضيّة 399) .
[4] قال ابن ظافر الأزدي في (أخبار الدول المنقطعة 76) : «وركب البحر في وقت لم تجر العادة بركوبه في مثله، ووصل إلى القاهرة عشية يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من جمادى الأولى- وقيل:
الآخرة- سنة ست وستين» .
وقال النويري: «وسار في مائة مركب في أول كانون» (نهاية الأرب 28/ 235) .(31/26)
وفتح الله له بالسلامة، ودخل مصر، فولاه المستنصر جميع الأمر، ولقبه «أمير الجيوش» ، فلما كان الليل بعث من أصحابه عدة طوائف إلى أمراء مصر، فبعث إلى كل أمير طائفة ليقتلوه ويأتوه برأسه، ففعلوا. فلم يُصبحوا إلا وقد فرغ من أمراء مصر، ونقل جميع حواصلهم وأموالهم إلى قصر المستنصر، وسار إلى دمياط، وكان قد تغلب عليها طائفة، فظفر بهم وقتلهم، وشيد أمرها [1] .
وسار إلى الإسكندرية فحاصرها ودخلها عنوة، وقتل طائفةً ممن استولى عليها [2] .
وسار إلى الصعيد فهذّبه. وقتل به في ثلاثة أيام اثني عشر ألف رجل، وأخذ عشرين ألف امرأة، وخمسة عشر ألف فرس، وبيعت المرأة بدينار، والفرس بدينارٍ ونصف.
فتجمَّعوا بالصعيد لحربه، وكانوا عشرين ألف فارس، وأربعين ألف راجل، فساق إليهم فكبسهم وهم على غرةٍ في نصف الليل، فأمر النفاطين فأضرموا النيران، وضربت الطبول والبوقات، فارتاعوا وقاموا لا يعقلون. وألقيت النار في دَجْلةٍ هناك، وامتلأت الدّنيا نارًا، وبلغت السماء فولوا منهزمين، وقتل منهم خلق، وغرق خلق، وسلم البعض. وغنمت أموالهم ودوابُّهم.
ثم عمل بالصعيد مصافًا آخر، ونصر عليهم وأحسن إلى الرعية، وأقام المزارعين فزرعوا البلاد، وأطلق لهم الخراج ثلاث سنين، فعمرت البلاد وعادت، وذلك بعد الخراب، إلى أحسن ما كانت عليه [3] .
__________
[1] نهاية الأرب 28/ 235، أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 24، الدرّة المضيّة 399 وفيه: «ومما يعتدّ من مبادئ سعادة أمير الجيوش أنه حضر من بيروت في البحر وأقلع منها فوصل منها إلى دمياط ثاني يوم، وصحت له هذه الصحوة حتى ضرب بها المثل، فقيل: صحوة أمير الجيوش» . وقال المقريزي: «وواتتهم ريح طيبة سارت بهم إلى دمياط ولم يمسسهم سوء، فكان يقال إنه لم ير في البحر قطّ صحوة تمادت أربعين يوما إلّا في هذا الوقت» . (اتعاظ الحنفا 2/ 311) .
[2] أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 24.
[3] الدرّة المضيّة 399، 400، مرآة الجنان 3/ 94، تاريخ ابن الوردي 1/ 377، اتعاظ الحنفا 2/ 311، 312 و 314.(31/27)
[وفاة الخليفة القائم بأمر الله]
وفي شعبان تُوُفّي أمير المؤمنين القائم بأمر الله العباسي [1] ، واستخلف بعده حفيده عبد الله بن محمد، ولُقِّب بالمقتدي بأمر الله. وحضر قاضي القضاة أبو عبد الله الدامغاني، والشيخ أبو إسحاق الشيرازي، والشيخ أبو نصر بن الصباغ، ومؤيد الملك ولد نظام الملك، وفخر الدولة بن جهير الوزير، ونقيب النقباء طراد العباسي، والمعمر بن محمد نقيب العلويين، وأبو جعفر بن أبي موسى الهاشمي الفقيه. فكان أول من بايعه الشريف أبو جعفر، فإنه لما فرغ من غسل القائم بايعه وتمثل:
إذا سيد مضى قام سيد ثم ارتج عليه، فقال المقتدي:
قؤول لما قال الكرام [2] فعول فلما فرغوا من بيعته صلّى بهم العصر.
__________
[1] انظر عن (وفاة القائم بأمر الله) في:
تاريخ بغداد 9/ 399- 404، وتاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) 349 (سويّم) 16، والمنتظم 8/ 290، 291 و 295 رقم 347 (16/ 162، 163 و 168، 169 رقم 3441) ، والإنباء في تاريخ الخلفاء 200، وتاريخ الفارقيّ 193، 194 وفيه وفاته في يوم الجمعة عاشر جمادى الأولى سنة 468 هـ-. ويعود الفارقيّ فيقول «إن المقتدي صلّى على جدّه القائم يوم الجمعة عاشر جمادى الأولى سنة سبع وستين وأربعمائة. وقيل: بويع له ثالث عشر شعبان من السنة، لأن بقي الأمر إلى أن ورد السلطان من خراسان، وكلاهما صحيح، ولأنه بايعه أهل بغداد يوم مات جدّه. وبقي إلى أن ورد السلطان إلى بغداد وبايعه وأصحابه ثانيا، واستقر في الخلافة أمره» . (195، 196) ، والكامل في التاريخ 10/ 94، وتاريخ مختصر الدول 186، وتاريخ الزمان 114، وذيل تاريخ دمشق 107، وأخبار مصر لابن ميسّر 2/ 24، وتاريخ دولة آل سلجوق 53، وزبدة التواريخ 129، 130، وخلاصة الذهب المسبوك 267، والبيان المغرب 4/ 28، والفخري 292، 293، ومختصر التاريخ 208، والمختصر في أخبار البشر 2/ 191، ونهاية الأرب 23/ 240، والدرّة المضيّة 402 وفيه «القادر باللَّه» و «المقتدر بأمر الله» وهما غلط، ولم يتنبّه إليهما محقّقه د. المنجد، والعبر 3/ 264، ودول الإسلام 1/ 275، ومرآة الجنان 3/ 94، وتاريخ ابن الوردي 1/ 377، 378، والجوهر الثمين 195، 196، وشرح رقم الحلل 119، ومآثر الإنافة 1/ 335، وتاريخ ابن خلدون 3/ 472، وتاريخ الخميس 2/ 401، والنجوم الزاهرة 5/ 97، 798 وتاريخ الخلفاء 422، وشذرات الذهب 3/ 326، 327، والبداية والنهاية 12/ 110، وأخبار الدول (الطبعة الجديدة) 2/ 163.
[2] في المنتظم 8/ 293 (16/ 165) : «قؤول بما قال الرجال..» ، والمثبت يتفق مع: الكامل في التاريخ 10/ 96 وفيه: «بما» ، ونهاية الأرب 23/ 243.(31/28)
وكان أبوه الذخيرة أبو العباس محمد بن القائم قد توفي أيام القائم، ولم يكن له غيره، فأيقن الناس بانقراض نسل القائم، وانتقال الخلافة من البيت القادري. وكان للذخيرة جارية تسمى أرجوان [1] ، فلما مات، ورأت أباه قد جزع ذكرت له أنها حامل، فتعلقت الآمال بذلك الحمل. فولدت هذا بعد موت أبيه بستة أشهر، فاشتد سرور القائم به، وبالغ في الإشفاق عليه والمحبة له. وكان ابن أربع سنين في [2] فتنة البساسيري، فأخفاه أهله، وحمله أبو الغنائم بن المحلبان إلى حران، ولما عاد القائم إلى بغداد أعيد المقتدي، فلما بلغ الحلم جعله ولي عهده.
[وزارة ابن جهير]
ولما استخلف أقر فخر الدّولة ابن جهير على وزارته بوصيةٍ من جده [3] .
[أخذ البيعة من السلطان ملك شاه]
وسير عميد الدولة بن فخر الدولة إلى السّلطان ملك شاه لأخذ البيعة، وبعث معه تحفًا وهدايا [4] .
[قطع الخطبة للعباسيين بمكة]
وفيها بعث المستنصر باللَّه العبيدي إلى ابن أبي هاشم صاحب مكة هديةً جليلة، وطلب منه أن يعيد له الخطبة. فقطع خطبة المقتدي باللَّه، وخطب للمستنصر بعد أن خطب لبني العباس بمكة أربع سنين [5] .
ثم أعيدت خطبتهم في السنة الآتية.
__________
[1] وتدعى قرّة العين: (المنتظم 8/ 291) 16/ 164، وهي حبشية، كما يقول ابن العمراني في:
الإنباء في تاريخ الخلفاء 201 وفيه: «الأرجوانية» .
[2] في: المنتظم: «دون الأربع سنين» . (8/ 292) (16/ 164) .
[3] المنتظم 8/ 293 (16/ 166) الإنباء في تاريخ الخلفاء 201، الكامل في التاريخ 10/ 97.
[4] المنتظم 8/ 294 (16/ 166) ، الكامل في التاريخ 10/ 97، تاريخ دولة آل سلجوق 53، 54.
[5] المنتظم 8/ 294 (16/ 167) ، الكامل في التاريخ 10/ 97، 98، اتعاظ الحنفا 2/ 314، البداية والنهاية 12/ 111.(31/29)
[اختلاف العرب بإفريقية]
وفيها اختلفت العرب بإفريقية وتحاربوا، وقويت بنو رياح على قبائل زغبة، وأخرجوهم عن البلاد [1] .
[حريق بغداد]
وفيها وقع ببغداد حريق عظيم بمرة، هلك فيه ما لا يعلمه إلا الله [2] . قال صاحب «مرآة الزمان» [3] : أكلت النار البلد في ساعةٍ واحدة، فصارت بغداد تُلُولًا.
[تحديد المنجمين موعد النيروز]
وفيها جمع نظام الملك المنجمين، وجعلوا النيروز أول نقطةٍ من الْحَمَلِ، وقد كان النيروز قبل ذلك عند حلول الشمس نصف الحوت. وصار ما فعله النظام مبدأ التقاويم [4] .
[عمل الرّصد للسلطان ملك شاه]
وفيها عمل الرّصد للسّلطان ملك شاه، وأنفق عليه أموالًا عظيمة، وبقي دائرًا إلى آخر دولته [5] .
[وفاة صاحب حلب]
وفيها مات صاحب حلب عز الدولة محمود بن نصر، وتملّك ابنه نصر بعده [6] .
__________
[1] الكامل في التاريخ 10/ 98، البيان المغرب 1/ 300.
[2] المنتظم 8/ 294 (16/ 167) ، الكامل في التاريخ 10/ 97، تاريخ الخميس 2/ 400، 401، البداية والنهاية 12/ 111.
[3] في مرآة الزمان (حوادث 467 هـ-.)
[4] الكامل في التاريخ 10/ 98، المختصر في أخبار البشر 2/ 191، العبر 3/ 263، شذرات الذهب 3/ 326.
[5] الكامل في التاريخ 10/ 98، المختصر في أخبار البشر 2/ 191، 192، مرآة الجنان 3/ 94، تاريخ ابن الوردي 1/ 378، شذرات الذهب 3/ 325، البداية والنهاية 12/ 111.
[6] تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) 349 (سويّم) 16، العبر 3/ 266، دول الإسلام 2/ 3، النجوم الزاهرة 5/ 100، شذرات الذهب 3/ 329.(31/30)
سنة ثمان وستين وأربعمائة
[استرجاع منبج من الروم]
فيها أخذ صاحب حلب نصر بن محمود مدينة منبج من الروم [1] .
[محاصرة أَتْسِز دمشقَ]
وفيها حَصَرَ أَتْسِز مدينة دمشق، وَأَمِيرَهَا الْمُعَلَّى بْن حَيْدَرَةَ من جهة المستنصر، فلم يقدر عليها فترحل [2] .
[هرب المعلى من دمشق وقتله]
وفي ذي الحجة هرب المعلى بن حيدرة منها، وكان ظلومًا غشومًا للجند والرعية، فثاروا عليه، فهرب إلى بانياس، فأخذ إلى مصر، وحبس إلى أن مات [3] .
__________
[1] تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) 349 (سويّم) 17، الكامل في التاريخ 10/ 100، تاريخ الزمان 115، وفيه زاد ابن العبري: «وقد أقام الروم فيها ثماني سنوات لا يفتر العرب عن محاصرتها حينا فحينا» ، تاريخ دولة آل سلجوق 54، زبدة الحلب 2/ 13، 14، 146، نهاية الأرب 23/ 243، ديوان ابن حيّوس 1/ 205، دول الإسلام 2/ 13، 14 البداية والنهاية 12/ 112.
[2] الكامل في التاريخ 10/ 99، أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 24 وفيه تصحّف اسم «أتسز» إلى «أسد» ، وفيه أيضا: «حيدرة بن سدوا» ، وهذا وهم، والصواب: «المعلّى بن حيدرة» ، أما «سدوا» فهو تصحيف ل «منزو» ، المختصر في أخبار البشر 2/ 192، نهاية الأرب 26/ 316، تهذيب تاريخ دمشق 2/ 334، العبر 3/ 266، اتعاظ الحنفا 2/ 315 وفيه «حيدرة بن ميرز الكتامي» وهذا وهم.
[3] الكامل في التاريخ 10/ 99، ذيل تاريخ دمشق 108، تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ (تأليفنا) 369 (الطبعة الثانية) ، وقد تقدّم الخبر في حوادث سنة 461 هـ-. وذكره المقريزي في هذه السنة 468 هـ-. (اتعاظ الحنفا 3/ 315) ، وابن كثير في: البداية والنهاية 12/ 112.(31/31)
[ولاية المصمودي دمشق]
فلما هرب اجتمعت المصامدة، وهم أكثر جند البلد يومئذٍ، فولوا على البلد رزين الدولة انتصار بن يحيى المصمودي [1] . والمصامدة قبيلة من المغاربة [2] .
[عودة أَتْسِز إلى دمشق]
وكان أهل الشام في غلاءٍ مفرطٍ وقحط، فوقع الخلف بين المصامدة.
وأحداث البلد، فعرف أَتْسِز، فجاء من فلسطين ونزل على البلد يحاصره، وعُدِمت الأقوات [3] ، فسلّموا إليه البلد. وعَوَّض انتصار ببانياس ويافا [4] ، ودخلها في ذي القعدة، وخطب بها لأمير المؤمنين المقتدي، وقطع خطبة المصريين، وأبطل الأذان بحي على خير العمل، وفرح الناس به. وغلب على أكثر الشام وعظُم شانه، وخافته المصريون، لكن حل بأهل الشام منه قوارع البلاء، حتى أهلك الناس وأفقرهم، وتركهم على برد الدّيار [5] .
__________
[1] ترجمته في: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 5/ 60 رقم 60، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 137 و 334.
[2] الكامل في التاريخ 10/ 99، ذيل تاريخ دمشق 108، نهاية الأرب 26/ 316، 317، مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 7/ 166، 167، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 356.
[3] زاد ابن الأثير بعدها: «فبيعت الغرارة، إذا وجدت- بأكثر من عشرين دينارا» . (الكامل في التاريخ 10/ 100) ، واقتبس قوله ابن العبري في: تاريخ مختصر الدول 192.
[4] مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 5/ 60، تهذيب تاريخ دمشق 2/ 137، العبر 3/ 266.
[5] تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) 349 (سويّم) 17، المنتظم 8/ 297 (16/ 171) وهو لا يذكر سوى الغلاء بدمشق، فلا يتحدّث بشيء عن «أتسز» والأحداث. والخبر في: الكامل في التاريخ 10/ 99، 100، وباختصار في: أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 24، والمنتقى من أخبار مصر 242، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 192، وهو بكاملة في: ذيل تاريخ دمشق 108، و 109 وفيه «واضطرّ الناس إلى أكل الميتان، وأكل بعضهم بعضا» .
وورد الخبر باختصار في: أخبار الدول المنقطعة 76 على هذا النحو: «وفي ذي الحجة سنة سبع وستين خرجت دمشق عن أيدي المصريين بدخول الأفشين إليها» .
وهو باختصار أيضا في: المختصر في أخبار البشر 2/ 192، ونهاية الأرب 26/ 317، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 4/ 204، 205 وفيه: «وكان أتسز لما دخل البلد أنزل جنده أدر الدمشقيين، واعتقل من وجوههم جماعة، وشمّسهم بمرج راهط، حتى افتدوا نفوسهم منه بمال أدّوه إليه، ورحل جماعة منهم عن البلد إلى أطرابلس، إلى أن أريحوا منه بعد» ، تهذيب تاريخ(31/32)
__________
[ () ] دمشق 2/ 334 وفيه «أتسز بن آف» وهو تحريف، أمراء دمشق في الإسلام 4 رقم 8.
وقال ابن العبري في حوادث سنة 469 هـ.: «وحدثت حرب شديدة عام 469 للعرب في سورية بين عساكر التركمان والمصريين. وتبع الحرب غلاء ووباء ولا سيّما في دمشق إذ هلك سكانها كلهم تقريبا. وكان مجموعهم فيما سبق ثلاثمائة ألف نسمة فأمسوا ثلاثة آلاف نسمة فقط. وكان فيها مائتان وأربعون خبّازا، فلم يبق فيها سوى خبّازين لا غير. وبيعت الدار التي كانت قيمتها ثلاثة آلاف دينار بدينار واحد ولم يكن من يشتري. ولما صار فيها رخص تفاقمت الفيران على الأهالي بسبب موت الخنافس وكان لامرأة دمشقية داران اشترت الواحدة بثلاثمائة دينار والثانية بأربعمائة دينار، فباعت إحداهما بسبعة دراهم فقط واشترت قطّة لتنجو من أذى الفيران» . (تاريخ الزمان 119) ومثله في: مرآة الزمان (حوادث سنة 469 هـ.) الّذي قال إنه لم يبق من أهل دمشق «سوى ثلاثة آلاف إنسان بعد خمسمائة ألف» ، والخبر باختصار في:
العبر 3/ 266، ودول الإسلام 2/ 3، 4، ومرآة الجنان 3/ 96، وتاريخ ابن الوردي 1/ 378، ومآثر الإنافة 2/ 5، وتاريخ ابن خلدون 3/ 473، واتعاظ الحنفا 2/ 315، والنجوم الزاهرة 5/ 101 وتاريخ الخلفاء 424، والبداية والنهاية 12/ 113.(31/33)
سنة تسع وستين وأربعمائة
[انهزام أَتْسِز عن مصر]
فيها سار أَتْسِز بجيوشه الشامية، وقصد مصر وحاصرها، ولم يبق إلا أن يملكها، فاجتمع أهلها عند ابن الجوهري الواعظ، ودعوا وتضرَّعوا، فترحل عنهم شبه المنهزم من غير سبب [1] .
[دخول أَتْسِز دمشق]
وعصى عليه أهلُ القدس فقاتلهم، ودخل البلد عنوة، فقتل وعمل كل نحس، وقتل بها ثلاثة آلاف نفس، وذبح القاضي والشهود صبرًا بين يديه [2] .
وقيل إنه إنما جاء من مصر منهزمًا في أنحس حالٍ بعد مصافٍ كان بينه وبين بدر الجمالي، وهذا أشبه [3] .
[الفتنة بين القُشَيري والحنابلة]
وفيها قدم بغداد أبو نصر الأستاذ أبو القاسم القشيري، فوعظ بالنظامية، وبرباط شيخ الشيوخ. وجرى له فتنة كبيرة مع الحنابلة، لأنه تكلم على مذهب الأشعري، وحط عليهم. وكثر أتباعه والمتعصبون له، فهاجت أحداث السُّنّة، وقصدوا نحو النظامية، وقتلوا جماعة [4] نعوذ باللَّه من الفتن.
__________
[1] تاريخ حلب للعظيميّ 350 (زعرور) 17 (سويّم) ، أخبار مصر لابن ميسر 2/ 25، العبر 2/ 269، دول الإسلام 2/ 4، تاريخ ابن خلدون، 3/ 473، اتعاظ الحنفا 2/ 317، 318.
[2] العبر 3/ 269، دول الإسلام 2/ 40، تاريخ ابن خلدون 3/ 473، 474.
[3] الكامل في التاريخ 10/ 103، 104.
[4] المنتظم 8/ 305 (16/ 18، الكامل في التاريخ 10/ 104، 105، تاريخ دولة آل سلجوق(31/34)
[رواية ابن الأكفاني عن كسْرة أَتْسِز]
قال هبة الله بن الأكفاني: كان كسرة أَتْسِز بن أوق بمصر، ثم رجع وجمع، وطلع إلى القدس ففتحها، وقتل بها ذلك الخلق العظيم، فمنهم حمزة ابن علي العين زربي الشاعر.
[رواية ابن القلانسي]
وقال أبو يعلى حمزة: [1] سار أَتْسِز، فكسره أمير الجيوش. فأفلت في نفرٍ يسير وجاء إلى الرملة وقد قُتِل أخوه، وقُطِعِت يد أخيه الآخر. فسُرَّت نفوس الناس بمُصَابه، وتحكم السّيف في أصحابه [2] .
__________
[ (- 54،) ] نهاية الأرب 23/ 243، 244، العبر 3/ 269، مرآة الجنان 3/ 97، تاريخ الخلفاء 424.
[1] في ذيل تاريخ دمشق، الخبر بأطول مما هنا قليلا: «فيها جمع الملك أتسز واحتشد وبرز من دمشق ونهض في جمع عظيم إلى ناحية الساحل، ثم منها إلى ناحية مصر طامعا في ملكتها ومجتهدا في الاستيلاء عليها، والدعاء عليه من أهل دمشق متواصل، واللّعن له متتابع متّصل، فلما قرب من مصر وأظلّت خيلة عليها برز إليه أمير الجيوش بدر في من حشده من العساكر ومن انضاف إليها من الطائف والعرب، وكان قد وصل إليها واستولى على الوزارة، وعرف ما عزم عليه أتسز، فاستعدّ للقائه وتأهّب لدفع قصده واعتدائه، وجدّ في الإيقاع به، وحصلت العرب وأكثر العساكر من ورائه، وصدقوا الحملة عليه، فكسروه وهزموه، ووضعوا السيوف في عسكره قتلا وأسرا ونهبا، وأفلت هزيما بنفسه في نفر يسير من أصحابه ووصل إلى الرملة وقد قتل أخوه، وقطعت يد أخيه الآخر. ووصل بعد الفلّ إلى دمشق، فسرّت نفوس الناس بمصابه وتحكّم السيوف في أتباعه وأصحابه. فأمّلوا مع هذه الحادثة سرعة هلاكه وذهابه» .
(ذيل تاريخ دمشق 109- 112) .
[2] تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) 350 (سويّم) 17، أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 25، تاريخ الزمان 115، ذيل تاريخ دمشق 109- 112، مرآة الزمان (حوادث 469 هـ-.) المختصر في أخبار البشر 2/ 192، نهاية الأرب 28/ 237، المنتقى من أخبار مصر 44، اتعاظ الحنفا 2/ 317.(31/35)
سنة سبعين وأربعمائة
[الصلح بين ابن باديس وابن علناس]
فيها اصطلح تميم بن المعزّ بن باديس صاحب إفريقية مع الناصر بن علناس صاحب قلعة حماد بعد حروبٍ وفصول تطول. وَزَوَّجَهُ تميم بابنته، فبعث الصَّداق ثلاثين ألف دينار، فأخذ منها تميم دينارًا واحدًا ورد الباقي، وبعث معها جهازًا عظيمًا [1] .
[الفتنة ببغداد]
وفيها كانت ببغداد فتنة هائلة بسبب الاعتقاد، ونهب بعضهم بعضًا، فركب الجند وقتلوا جماعة، فسكنوا على حَنَقٍ، وتشفت الرافضة بهم [2] .
[نزول ناصر الدولة الجيوشي على دمشق]
وفيها نزل المصريون مع ناصر الدولة الجيوشي على دمشق، فأقام عليها مُدَيْدة، ثم ترحل عنها [3] .
[نزول تتش على حلب]
وفيها نزل تاج الدولة تتش على حلب مُحاصِرًا لها، ثم رحل عنها [4] .
__________
[1] الكامل في التاريخ 10/ 107، نهاية الأرب 24/ 229، البيان المغرب 1/ 300، تاريخ ابن خلدون 6/ 327، المؤنس 8 (حوادث سنة 467 هـ-.)
[2] المنتظم 8/ 312 (16/ 190، 191) ، العبر 3/ 272، مرآة الجنان 3/ 98، 99 وفيه قال اليافعي: «هكذا أطلق بعض المؤرّخين ولم يبن هذه الفتنة بين أهل السّنّة والرافضة، بين الأشعرية والحنبلية» ، البداية والنهاية 12/ 117.
[3] أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 26، ذيل تاريخ دمشق 112، دول الإسلام 2/ 4.
[4] تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) 350 (سويّم) 17، المنتظم 8/ 313 (16/ 192) ، ذيل تاريخ(31/36)
[منازلة دمشق ثانية]
ثم جاء جيش مصر، فنازلوا دمشق ثانيا [1] .
__________
[ (-) ] دمشق 112، زبدة الحلب 2/ 56، 57، الدرّة المضيّة 405، تاريخ ابن خلدون 3/ 474، البداية والنهاية 12/ 117.
[1] دول الإسلام 2/ 4.(31/37)
المتوفون في هذه الطبقة
سنة إحدى وستين وأربعمائة من المشاهير
- حرف الألف-
- أحمد بن إسحاق بن شيث [1] .
الإمام أبو نصر البخاري الصفار، الحنفيّ. المجاور بمكّة.
نشر علمه بالحرم، ومات بالطّائف [2] .
وابنه:
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إسحاق) في: تاريخ بغداد 6/ 403 رقم 3462، والأنساب 8/ 76، 77، وفيهما «إسحاق بن أحمد بن شيث» ، ومعجم الأدباء 6/ 66- 69 رقم 4، وفيه «إسحاق بن أحمد بن شبيب» ، والجواهر المضيّة 1/ 142، 143 رقم 76، والعقد الثمين 3/ 17، وكتائب أعلام الأخيار، رقم 259، والطبقات السنية، رقم 135، والفوائد البهيّة 14، 15، والوافي بالوفيات 8/ 401، 402، وبغية الوعاة 1/ 438، وكشف الظنون 2/ 1428، ومعجم المؤلفين 1/ 161 وفيه «أحمد بن إسحاق بن شبيب» ووفاته سنة 461-. وهذا وهم واضح. فالمتوفى في هذه السنة هو ابنه الآتي «إسماعيل» .
[2] قال الخطيب: «إسحاق بن أحمد بن شيث أبو نصر البخاري، ويعرف بالصفّار. قدم بغداد حاجّا في سنة خمس وأربعمائة، وحدّث بها عن نصر بن إسماعيل الكشاني صاحب جبريل بن مجّاع السمرقندي. حدّثني عنه الحسن بن علي بن محمد بن المذهب وأثنى عليه خيرا» .
(تاريخ بغداد 6/ 403) .
ونقل ياقوت الحموي قول الخطيب، ولكنّه ذكر: «ويعرف بالصدق» بدلا من «ويعرف بالصفار» ، وورد عنده «الكناني» بدل «الكشاني» (معجم الأدباء 6/ 69) .
وذكره ابن السمعاني أيضا باسم «إسحاق بن أحمد بن شيث بن نصر بن شيث بن الحكم بن أقلت بن عقبة بن يزيد بن سلمة بن رؤبة بن خفاثة بن وائل بن هيصم بن ذبيان، الأديب الصفّار البخاري، من أهل بخارى، له بيت في العلم إلى الساعة ببخارى، ورأيت من أولاده جماعة.
ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في (تاريخ نيسابور) فقال: أبو نصر الفقيه الأديب الصفّار، قدم علينا حاجّا، وما كنت رأيت ببخارى في سنّة في حفظ الأدب والفقه، وقد طلب الحديث في أنواع من العلم، وأنشدني لنفسه من الشعر المتين ما يطول شرحه..» . قال ابن السمعاني:
وسكن أبو نصر هذا مكة وكثرت تصانيفه وانتشر علمه بها، ومات بالطائف وقبره بها. (الأنساب 8/ 76، 77) .(31/39)
1- إسماعيل [1] .
كان قوالًا بالحق، إمامًا، عالمًا، عاملًا قتله الخاقان نصر بن إبراهيم [2] صبرًا لنهيه عن المنكر في سنة إحدى هذه. فالترجمة لإسماعيل لا لوالده.
فتُحَوَّل.
2- أحمد بن الحسن بن عليّ بن الفضل [3] .
أبو الحسن البغدادي، الكاتب. أخو الشاعر أبي منصور عليّ صُرّدرّ.
سمع: أبا الحسين بن بِشْران، وأبا الحسن الحماميّ، وأحمد بن علي الباداء.
وعنه: شجاع الذُّهْليّ، وأبو عليّ البرداني، وأبو الغنائم النرسي، وعلي ابن أحمد الموحد.
وكان صالحًا خيرًا كبير الذِّكْر [4] .
__________
[ (-) ] وذكر ياقوت اسمه كاملا، أيضا، وفيه اختلاف: «أقلذ» بدل: «أقلت» ، و «خفاتة» بدل «خفاثة» ، و «هضيم» بدل «هيصم» . وقال: «كان أحد أفراد الزمان في علم العربية، والمعرفة بدقائقها الخفيّة، وكان فقيها، وورد إلى بغداد، وروى بها، ومات بعد سنة خمس وأربعمائة، فإنه في هذه السنة حدّث ببغداد» .
وقال ياقوت أيضا: «ورأيت أنا له كتابا في النحو عجيبا، سمّاه كتاب «المدخل إلى سيبويه» ذكر فيه المبنيّات فقط، يكوّن نحوا من خمسمائة ورقة، ووقفت منه على كلام من تبحّر في هذا الشأن، واشتمل على غوامضه إلى أقصى مكان، وله غير ذلك من التصانيف في الأدب، وكتاب «المدخل الصغير» في النحو، وكتاب «الردّ على حمزة» في حدوث التصحيف» .
وذكر من شعره سبعة أبيات أولها:
العين من زهر الخضراء في شغل ... والقلب من هيبة الرحمن في وجل
(معجم الأدباء 6/ 66- 69) .
[1] هو أبو إبراهيم إسماعيل بن أحمد بن إسحاق بن شيث، انظر عنه في:
الأنساب 8/ 77، والجواهر المضيّة 1/ 395 رقم 321، والطبقات السنيّة، رقم 284، والفوائد البهيّة 46، وكتائب أعلام الأخيار، رقم 278، وسيعاد ثانية برقم (8) .
وهو المقصود بالترجمة هنا لوفاته في هذه السنة، وليس أباه الّذي تقدّمت وفاته في العشر الأول من هذا القرن. ولهذا أعطيت الرقم المتسلسل لإسماعيل، وتركت أباه «أحمد» دون ترقيم.
[2] المعروف بشمس الملك ببخارى. (الأنساب 8/ 77) .
[3] انظر عن (أحمد بن الحسن بن علي) في: المنتظم 8/ 255 رقم 301 (16/ 115 رقم 3396) وفيه: «أحمد بن الحسن بن الفضل» .
[4] في المنتظم 8/ 255 (16/ 115) : «وكان صالحا ثقة» .(31/40)
تُوُفّي فِي ربيع الآخر، وَلَهُ خمسٌ وثمانون سنة.
3- أحمد بن عبد الواحد بن مَعْمَر [1] .
أبو مَعْمَر الهَرَويّ البالكي [2] المزكي.
سمع: عبد الرحيم [3] بن أبي شُرَيْح، وغيره.
وتُوُفي في شوال.
وقد حدث «بالجعديات» كلها عن: ابن أبي شُرَيْح.
روى عنه أهلُ هَرَاة.
وكان من الفقهاء.
4- أحمد بن عليّ بن يحيى [4] أبو منصور الأَسَدَاباذيّ [5] المقرئ.
حدَّث ببغداد عن: أبي القاسم عبيد الله بن أحمد الصيدلاني.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان يذكر أنه سمع من الدّار الدّارقطنيّ، ويذكر أشياء تدلّ على تخليطه [6] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبد الواحد) في: الإكمال 1/ 471، 472، والأنساب 2/ 56، واللباب 1/ 113، ومعجم البلدان 1/ 329.
[2] البالكي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة، واللام. هذه النسبة إلى بالك، وظنّي أنها قرية من قرى هراة ونواحيها. قاله ابن السمعاني. (الأنساب 2/ 56) .
[3] في الإكمال، والأنساب: «عبد الرحمن» وهو أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن أبي شريح الأنصاري. (الأنساب) .
[4] انظر عن (أحمد بن علي بن يحيى) في: تاريخ بغداد 4/ 325، 326 رقم 2137، والمنتظم 8/ 258 رقم 306 (16/ 119 رقم 3401) في وفيات سنة 462 هـ.، وميزان الاعتدال 1/ 121 رقم 482 وفيه وفاته سنة 462 هـ، والمغني في الضعفاء 1/ 49، رقم 382، وسير أعلام النبلاء 18/ 237 رقم 112، ولسان الميزان 1/ 225، 226 رقم 703.
وسيعاد في وفيات السنة التالية برقم (28) .
[5] الأسداباذي: بفتح الألف والسين والدال المهملتين والباء المنقوطة بواحدة بين الألفين وفي آخرها الذال، نسبة إلى أسداباذ، وهي بليدة على منزل من همدان إذا خرجت إلى العراق، عمّرها أسد بن ذي السرو الحميري في اجتيازه مع تبّع.
وأسداباذ أيضا: قرية من أعمال بيهق من نواحي نيسابور أنشأها أسد بن عبد الله القسري.
(الأنساب، معجم البلدان) .
[6] الموجود في تاريخ بغداد: «كان يذكر أنه سمع الكثير من أبي بكر بن شاذان، وأبي الحسن(31/41)
وعاش خمسًا وتسعين سنة.
5- أحمد بن عمر بن الحسن بن يوسف [1] .
أبو القاسم الأصبهاني المؤدب.
في المحرم.
رحل، وروى عن: أبي عمر الهاشمي، وأبي عمر بن مهدي، وهلال الحفار.
6- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الحسن بن مسعود [2] .
أبو عمر الْجُذامي البِزِلْياني [3] ، القاضي ببَجَانَة.
صحب أبا بكر بن زرب، وأبا عبد الله بن مفرِّج، والزبيدي، وابن أبي زمنين [4] .
__________
[ (-) ] الدار الدّارقطنيّ، وكان يجزّف في كلامه، ويذكر أشياء تدلّ على تخليطه وقلّة تحصيله، واشترى وهو عندنا أصل أبي بكر بن شاذان بكتاب «التفسير» لأبي سعيد الأشجّ، وسمع عليه لنفسه، رأيت التسميع طريّا بخطّه ... سألت أبا منصور عن مولده فقال: ولدت بالكرج في سنة ست وستين وثلاثمائة. وخرج من بغداد في سنة أربع وأربعين وأربعمائة، وبلغني أنه مات سنة إحدى وستين وأربعمائة» . (4/ 326) .
وقال ابن الجوزي: روى عنه أبو الفضل بن خيرون، وأطلق عليه الكذب الصريح واختلاق الشيوخ الذين لم يكونوا، وادّعى ما لم يسمع. (المنتظم 8/ 258/ 16/ 119) .
ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» :
ورّخ الخطيب وفاته سنة 461، بينما ورّخه ابن الجوزي في وفيات 462 هـ. هكذا هنا. أما في (سير أعلام النبلاء 18/ 237) فقال المؤلّف الذهبي- رحمة الله-: قيل عاش ستّا وتسعين سنة. وهذا يعني أنه توفي سنة 462 هـ. وبها ورّخه في (ميزان الاعتدال 1/ 121) ، أما في (المغني في الضعفاء 1/ 49) فأرّخ وفاته كما قال الخطيب، ومثله ابن حجر في (لسان الميزان 1/ 225، 226) .
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن عبد الرحمن) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 62 رقم 131، ومعجم البلدان 1/ 410.
[3] في الأصل ضبط بالسكون فوق الزاي، وما أثبتناه عن (معجم البلدان) وفيه: «بزليانة» :
بكسرتين، وسكون اللام، وياء، وألف، ونون، بليدة قريبة من مالقة بالأندلس.
وانظر: نزهة المشتاق 2/ 565 (المتن والحاشية) .
[4] وقع في المطبوع من (معجم البلدان) : «ابن أبي زمين» . وهو غلط.(31/42)
وكان من العلماء [1] .
حدَّث عنه: ابن خزرج، وقال: ولد سنة ستّين وثلاثمائة.
قلت: فيكون مبلغ عمره مائة سنة وسنة [2] .
7- إبراهيم بن يحيى بن محمد بن حُسَين بن أسد [3] .
أبو بكر التميمي الحماني المقرئ، القرطبي، المعروف بابن الطُبْني [4] .
أخذ مع ابن عمه أبي مروان عن بعض شيوخه [5] .
وكان عالما بالطّبّ. من بيت حشمة. وكان صديقًا لأبي محمد بن حزْن [6] .
مولده سنة ستّ وتسعين وثلاثمائة [7] .
__________
[1] قال ابن بشكوال: «كان مخلفا للقضاة بإلبيرة وبجّانة، ... وكان من أهل العلم والفضل» .
[2] يقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : لقد فات المؤلّف- رحمه الله- أن يذكره في المتوفين من (أهل المائة فصاعدا) ، فليحرّر.
[3] انظر عن (إبراهيم بن يحيى) في: جذوة المقتبس للحميدي 158، 159، رقم 294، والصلة لابن بشكوال 1/ 95، 96، رقم 213، وبغية الملتمس للضبيّ 227 رقم 531.
[4] ويعرف بالوزير.
[5] وشاركه فيمن لقيه منهم. (الصلة 1/ 95) .
[6] الصلة 1/ 95.
[7] ووفاته في أول ليلة من سنة 461 هـ-.
قال الحميدي: أديب شاعر من أهل بيت أدب وعلم وجلالة. أخبرني أبو محمد علي بن أحمد قال: بات عندي أبو بكر إبراهيم بن يحيى في ليلة مطيرة، فاستدعيت ابن عمه أبا مروان عبد الملك بن زيادة الله بهذين البيتين:
صنواك في ربعي فثلثهما ... غيث السّواري وأبو بكر
صلني بلقياك التي ابتغي ... أصلك بالحمد وبالشكر
وأنشدني له من قصيدة طويلة في مدح أبي العاص حكم بن سعيد بن حكم القيسي وزير دولة المعتمد، قال أبو محمد وسمعته ينشده إيّاها، ومنها:
إنّ الرسوم، إذا اعتبرت نواطق ... فسل الربوع تجبك عند سؤالها
يأبى الفناء يرى فناء عامرا ... ويروم نقص الحال عند كمالها
قد أجملت جمل ولكن ضيّعت ... إجمالها يوم ارتحال جمالها
(جذوة المقتبس 158، 159. وقارن ببغية الملتمس 227 ففيه اختلاف طفيف ببعض الألفاظ) .
وقال ابن بشكوال: قال لي شيخنا أبو الحسن بن مغيث: أدركت هذا الشيخ وجالسته ...
وكان والده يحيى صاحب مواريث الخاصة. (الصلة 1/ 95 و 96) .(31/43)
8- إسماعيل بن أبي نصر الصفار [1] .
كان إمامًا، قوالًا بالحق. قتله الخاقان ببخاري صبرًا لأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر.
- حرف الحاء-
9- حيدرة بن إبراهيم بن العباس بن الحسن [2] .
النقيب أبو طاهر الحسيني ابن أبي الجن الدمشقي.
ولي نقابة العلويين.
قال ابن عساكر: بلغني أنه قتل بعكا [3] ، وسلخ في سنة إحدى [4] .
__________
[1] تقدّم برقم (1) .
[2] انظر عن (حيدرة بن إبراهيم) في: أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 19، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 12/ 12، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 94، 96، 97 ومعجم الأدباء 4/ 35 وفيه «ابن أبي الحسن» ، ومثله في: تذكرة الحفاظ 3/ 1142، والوافي بالوفيات 7/ 192، واتعاظ الحنفا 2/ 296، والنجوم الزاهرة 5/ 85، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 24.
[3] وقع في (تهذيب تاريخ دمشق 5/ 94) : «قتل بعكاظ» ، وهو غلط واضح.
[4] وقال ابن عساكر: سمع أبا بكر الخطيب، وما أظنّه حدّث بشيء. (تاريخ دمشق 12/ 12، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 24) .
وقال ابن القلانسي في حوادث سنة 460 هـ-. من (ذيل تاريخ دمشق 94) :
«وصل الأمير قطب الدولة بارزطغان إلى دمشق واليا عليها في شعبان منها، ووصل معه الشريف السيد أو طاهر حيدرة بن مستخصّ الدولة أبي الحسين، ونزل قطب الدولة في دار العقيقي، وأقام مدّة، ثم خرج منها ومعه الشريف المذكور في شهر ربيع الأول سنة 461 وورد الخبر بأنّ أمير الجيوش بدر ظفر بالشريف السيد المذكور، وكان بينهما إحن بعثته على الاجتهاد في طلبه والإرصاد له إلى أن اقتنصه، فلما حصل في يده قتله سلخا، فعظم ذلك على كافّة الناس وأكثروا هذا الفعل واستبشعوه في حقّ مثله» .
وقال سبط ابن الجوزي في ترجمة الشريف إنه لما دخل عسكر بدر الجمالي إلى دمشق هرب منها إلى عمّان البلقاء، فغدر به بدر بن حازم، وكان الشريف قد أطلق أباه حازم من خزانة البنود.
وقال محمد بن هلال الصابي: لما خرج الشريف وبارزطغان من دمشق يريدان مصر أشار عليه بارزطغان بأن لا يظهر بعمّان البلقاء لأن بها بدر بن حازم، وأن يسير في الليل، فلم يقبل وسار بارزطغان إلى حلّة بدر بن حازم وقال: جئناك لتذم لنا ولمن معنا. فقال: ومن معك؟ قالوا:
الشريف ابن أبي الجنّ. فقال قد ذمّ الله لكم إلّا الشريف فإنه لا بدّ من حمله إلى أمير الجيوش. وسار إليه وقبض عليه، ومضى به إلى عكاء وباعه بذهب وخلع وإقطاع. فأركبه أمير(31/44)
- حرف العين-
10- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سعيد [1] .
أبو محمد الأندلسي البشكلاري [2] . نزيل قرطبة.
وبشكلار: قرية من قرى جيان.
روى عن: أبي محمد الأصيلي، وأبي حفص بن نابل [3] وأحمد بن فتح الرسان، ومحمد بن أحمد بن حيوة، وخلف بن يحيى الطليطلي.
وكان ثقة فيما رواه [4] ، شافعي المذهب.
روى عنه: أبو علي الغساني، وأبو القاسم بن صواب وأجاز له بخطه [5] .
تُوُفي في رمضان. وولد سنة سبعٍ وسبعين وثلاثمائة [6] .
11- عبد الرحمن بن محمد بن فوران [7] .
__________
[ (-) ] الجيوش جملا وقتله أقبح قتلة، ثم سلخ جلده، وقيل: سلخه حيّا وصلبه. ولعن أهل الشام بدر بن حازم والعرب وقالوا: أما هذه عادتهم. ولقد كان الشريف من أهل الديانة والصيانة والعفّة والأمانة، محبّا لأهل العلم واصطناع المعروف.
وفي رواية أخرى لسبط ابن الجوزي أن بدر بن حازم باع الشريف من بدر الجمالي باثني عشر ألف دينار، فقتله أمير الجيوش بعكا خنقا. (مرآة الزمان لسبط ابن الجوزي- في حاشية ذيل تاريخ دمشق 94 و 96، 07) .
أقول: وهو الّذي اختبأ عنده الخطيب البغدادي بدمشق خوفا من أميرها الّذي أراد قتله قبل أن يخرج إلى صور سنة 457 هـ-. وسيأتي في ترجمة الخطيب رقم (64) .
[1] انظر عن (عبد الله بن محمد) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 280 رقم 615 وفيه: «عبد الله بن سعيد» بإسقاط «محمد» .
[2] هكذا ضبطت في الأصل، والصلة.
[3] في (الصلة) : «نائل» ، وفي الطبعة الأوروبية منه كما هو مثبت في المتن.
[4] زاد ابن بشكوال: «ثبتا فيه» .
[5] وقال أبو محمد بن عتّاب: كان أبو محمد هذا إماما بمسجد يوسف بن بسيل برحبة ابن درهمين.
[6] وقال ابن حيّان: وكان شيخا صالحا.
[7] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد بن فوران) في: الأنساب 9/ 341، واللباب 2/ 444، والكامل في التاريخ 10/ 68، والمنتخب من السياق 311 رقم 1023، وتهذيب الأسماء واللغات للنووي 2/ 280، 281 رقم 482، والطبقات، له (مخطوط) ورقة 89، ووفيات الأعيان 3/ 132 رقم 364، والمختصر في أخبار البشر 2/ 187، والعبر 2/ 247، والإعلام(31/45)
أبو القاسم المَرْوَزِيّ الفقيه، صاحب أبي بكر القفال.
له المصنفات الكثيرة في المذهب والأصول والجدل، والملل والنحل.
وطبق الأرض بالتلامذة.
وله وجوه جيدة في المذهب.
عاش ثلاثا وسبعين سنة، وتوفي في رمضان.
وكان مقدم اصحاب الحديث الشافعية بمرو [1] .
سمع: علي بن عبد الله الطيسفوني [2] ، وأبا بكر القفال.
روى عنه: عبد المنعم بن أبي القاسم القشيري، وزاهر، وعبد الرحمن ابن عمر المَرْوَزِيّ.
وصنف كتاب «الإبانة» ، وغيرها.
وهو شيخ أبي سعد المتولّي صاحب «التّتمّة» . و «التّتمّة» هي تتمة لكتاب «الإبانة» المذكور وشرحٌ لها.
وقد أثنى أبو سعد على الفُورَانيّ [3] هذا في خطبة «التّتمّة» .
__________
[ (-) ] بوفيات الأعلام 190، وسير أعلام النبلاء 18/ 264، 265 رقم 133، وتاريخ ابن الوردي 1/ 563، ومرآة الجنان 3/ 84، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 109- 115، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 255، 256، والبداية والنهاية 12/ 98، وطبقات الشافعية لابن قاضي شبهة 1/ 255، 256 رقم 212، ولسان الميزان 3/ 433، 434، و 5/ 222 (في ترجمة:
محمد بن عبد الله الخيام السمرقندي: رقم 776) ، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 162، 163، وكشف الظنون 1، 84، 1441، وشذرات الذهب 3/ 309، وهدية العارفين 1/ 517، وديوان الإسلام 3/ 422 رقم 1622، والأعلام 4/ 102، ومعجم المؤلفين 5/ 169.
[1] الأنساب 9/ 341.
[2] في الأصل: «الطيسفوري» ، والتصحيح من: الأنساب 8/ 292 و 9/ 341، وشرح السّنة للبغوي 1/ 72 رقم 35 و «الطيسفونيّ» : بفتح الطاء المهملة، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفتح السين المهملة، وضم الفاء، وسكون الواو، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى طيسفون، وهي قرية من قرى مرو على فرسخين. (الأنساب 8/ 291) .
وقد تصحفت هذه النسبة في (لسان الميزان 3/ 343) إلى: «الطسورني» .
[3] الفورانيّ: بضم الفاء، وسكون الواو، وفتح الراء، وبعد الألف نون. نسبة إلى جدّه فوران.
(الأنساب 9/ 341، اللباب 2/ 444، تهذيب الأسماء 2/ 280، وفيات الأعيان 3/ 132) .(31/46)
وقد سمع منه أيضًا: محيي السُّنَّةَ البَغَويّ [1] .
وكان أبو المعالي إمام الحرمين يحط على الفورَانيّ، حتى قال في باب الأذان: والرجل غير موثوقٍ بنقْله.
ونَقَمَ العلماء ذلك على أبي المعالي ولم يصوّبوا كلامه [2] .
12- عبد الرحيم بن أحمد بن نصر بن إسحاق بن عمرو [3] .
__________
[1] تهذيب الأسماء 2/ 281، ولم يذكر محقّق «شرح السنة للبغوي» (الفوراني) بين شيوخ البغوي، في مقدّمة الكتاب من الجزء الأول.
[2] تهذيب الأسماء 2/ 281.
وقال ابن خلّكان: «سمعت بعض فضلاء المذهب يقول: إن إمام الحرمين كان يحضر حلقته وهو شاب يومئذ، وكان أبو القاسم لا ينصفه ولا يصغي إلى قوله لكونه شابا، فبقي في نفسه منه شيء، فمتى قال في «نهاية المطلب» : وقال بعض المصنّفين كذا، وغلط في ذلك، وشرع في الوقوع فيه، فمراده أبو القاسم الفوراني» . (وفيات الأعيان 3/ 132) .
وقال السبكي: «والّذي أقطع به أن الإمام لم يرد تضعيفه في النقل من قبل كذب، معاذ الله، وإنما الإمام كان رجلا مدقّقا يغلب بعقله على نقله، وكان الفوراني رجلا نقالا، فكان الإمام يشير إلى استضعاف تفقّهه، فعنده أنه ربّما أتي من سوء الفهم في بعض المسائل، هذا أقصى ما لعل الإمام يقوله.
وبالجملة ما الكلام في الفوراني بمقبول، وإنّما هو علم من أعلام هذا المذهب، وقد حمل عنه العلم جبال راسيات وأئمة ثقات. وقد كان من التفقّه أيضا بحيث ذكر في خطبة «الإبانة» أنه يبيّن الأصحّ من الأقوال والوجوه، وهو من أقدم المنتدبين لهذا الأمر» . (طبقات الشافعية الكبرى 5/ 110) .
وقد أثنى عبد الغافر الفارسيّ على الفوراني فقال: «الإمام بكورة مرو، أحد أئمّة أصحاب الشافعيّ، صاحب الفتوى والتصنيف الحسن الفايق بحسن الترتيب، من وجوه أصحاب الإمام أبي بكر القفّال، له التدريس والتلامذة، مبارك النفس.
قدم نيسابور سنة سبع وخمسين، وحضره الفقهاء والأئمة، وروى الحديث وخرّج» . (المنتخب من السياق 311) .
[3] انظر عن (عبد الرحيم بن أحمد بن نصر) في: التكملة لكتاب الصلة لابن الأبّار، رقم 1671، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 11/ 197 و 24/ 46، والمختصر من تاريخ دمشق لابن منظور 15/ 85- 87 رقم 63، والمعين في طبقات المحدّثين 132 رقم 1463، والعبر 3/ 248، وتذكرة الحفاظ 3/ 1157- 1159، وسير أعلام النبلاء 18/ 257- 260 رقم 130، والإعلام بوفيات الأعلام 190، ومرآة الجنان 3/ 85، والنجوم الزاهرة 5/ 84، وطبقات الحفاظ 437، 438، وبغية الوعاة 1/ 539، ونفح الطيب 3/ 62- 64، وشذرات الذهب 3/ 309، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (تأليفنا) 3/ 123 رقم 792، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 112 رقم 984.(31/47)
الحافظ أبو زكريا التميمي البخاري المحدث، صاحب الرحلة الواسعة.
سمع بالشام، والعراق، ومصر، واليمن والثغور، والحجاز، وبُخَاري، والقيروان.
وحدَّث عن: أبي نصر أحمد بن علي الكاتب، وأبي عبد الله محمد بن أحمد الغُنْجار، وأبي عبد الله الحسين بن الحسن الحليمي الفقيه، وأبي يَعْلَى حمزة بن عبد العزيز المُهَلَّبي، وأبي عمر بن مهدي الفارسي، وهلال الحفار، وأبي محمد عبد الله بن عبيد الله بن البيع، وتمام بن محمد الرازي [1] ، وعبد الغني بن سعيد الأزدي، وابن النحاس، وابن الحاج الإشبيلي، وخلق كثير [2] .
روى عنه: أبو نصر بن الجبان، وهو من شيوخه، وعلي بن محمد الحنائي، والفقيه نصر المقدسي، ومشرف بن علي التمار، وجميل بن يوسف المادرائيّ، وأحمد بن إبراهيم بن يونس المقدسي، وأبو عبد الله محمد بن أحمد الرازي، وآخرون.
وكان مولده في سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة [3] .
وأكبر شيخ له إبراهيم بن محمد بن يزداد الرّازيّ، حدّثه عن عبد الرحمن ابن أبي حاتم، وذلك في مشيخة الرازي.
وفي الرواة عن أبي زكريا سابقٌ ولاحقٌ، بينهما في الموت مائة سنة، وهما عبد الوهاب بن الجبان، والرازي.
أَخْبَرَنَا الْمُسْلِمُ بْنُ مُحمَّدِ بْنِ عَلَّانَ كَتَابَةً، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَلِيِّ بِنِ الْحَسَنِ: أَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْمُسْلِمِ الْفَرَضِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الْكَتَّانِيُّ، أَنَا أَبُو نَصْرِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُرِّيُّ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ أَحْمَدَ بِنِ نَصْرٍ البخاريّ: قدم علينا طالب عِلْمٍ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ نَصْرٍ الكاتب ببخارى، ثنا
__________
[1] لم يذكره محقّق (الروض البسّام) بين تلامذته في المقدّمة 1/ 49.
[2] ومنهم أيضا: أبو عبد الله الحُسَيْن بن عبد الله بن أبي كامل الأطرابلسي، ومحمد بن عبد الصمد بن لاوي الأطرابلسي بطرابلس، وأبو عبد الله الحسين بن محمد بن الحسين الصوري الضرّاب النحويّ، بصور. (انظر: موسوعة علماء المسلمين 3/ 123) و (بغية الوعاة 1/ 538، 539 رقم 1122) .
[3] في شهر ربيع الأول. (ابن عساكر) .(31/48)
أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ، ثَنَا قَيْسُ بْنُ أَنَيْفٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَالِكِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَيْمُونٍ الْقَدَّاحُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اغْسِلُوا ثِيَابَكُمْ، وَخُذُوا مِنْ شُعُورِكُمْ، وَاسْتَاكُوا، وَتَزَيَّنُوا، فَإِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمْ يَكُونُوا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ، فَزَنَتْ نِسَاؤُهُمْ» [1] . قال أَبُو عَبْد اللَّه الرازي: دخل أَبُو زكريا عَبْد الرحيم بلاد الأندلس وبلاد المغرب، وكتب بها، وكتب عمن هُوَ دونه، وَفِي شيوخه كثرة، وكان من الحفاظ الأثبات.
قال السلفي هَذَا على لسان الرازي فِي مشيخته، وورخ وفاته ابن الأكفاني فِي سنتنا هَذِهِ [2] .
وقال ابن طاهر المقدسي في كتاب «تكملة الكامل فِي الضعفان» إن شيخه سعد بْن علي الزنجاني حدثه أنه لم يرو كتاب «مشتبه النسبة» عن مؤلفه عَبْد الغني إلا ابن بنته علي بْن بقاء، وأن عَبْد الرحيم حدث به.
وَفِي قول الزنجاني نظر، فَإِن رشأ بْن نظيف قد روى هَذَا الكتاب، عن عَبْد الغني أيضًا. وهو وعبد الرحيم بْن أَحْمَد ثقتان. وبمثل هَذَا لا يحلّ تضعيف الرجل العالم [3] .
__________
[1] رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق، وضعّفه بعبد الله بن ميمون. وذكره المؤلّف- رحمه الله- في:
تذكرة الحفاظ 3/ 1158 وقال: هذا لا يصحّ، وإسناده ظلمة. وذكره أيضا في: سير أعلام النبلاء 18/ 259، والسيوطي في (الجامع الكبير 1/ 125) وصاحب كنز العمّال، برقم 17175.
[2] ونقل المقّري عن ابن عساكر أنه توفي سنة إحدى وسبعين. (نفح الطيب 3/ 64) ولكن الموجود في تاريخ ابن عساكر أنه توفي سنة إحدى وستين وأربعمائة بالحوراء.
[3] مختصر تاريخ دمشق 15/ 87.
ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» :
إن تحت يدي وفي خزانتي نسختان مصورتان من «مشتبه النسبة» لعبد الغني بن سعيد، نسخة المتحف البريطاني، ونسخة المكتبة السليمانية، وهما تنصّان على قراءة عبد الرحيم البخاري هذا الكتاب على صاحب عبد الغني.
فقد جاء في نسخة المتحف البريطاني (ورقة 2 أ) :(31/49)
13- عَبْد الواحد بن عَليّ بْن عَبْد الواحد بن موحّد بن البرّي [1] ، بالفتح [2] .
__________
[ (-) ] «أخبرنا القاضي الفاضل البارع الأشرف المكين جمال الدين، بقيّة الثقات، علم الرواة أبو القاسم حمزة بن القاضي السعيد الأثير، أبي الحسن علي بن عثمان المخزومي، رضي الله عنه، بقراءتي عليه، في مجالس آخرها ليلة النصف من جمادى الأولى التي من سنة إحدى عشرة وست مائة، بالقاهرة، قال: أخبرنا الشريف أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن يحيى العثماني، قراءة عليه وأنا أسمع في العشر الأول من المحرّم من سنة إحدى وسبعين وخمسمائة، والفقيه الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي، فما أذن لي شفاها في روايته عنه، قالا: أخبرنا الشيخ الأجلّ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازيّ، قراءة عليه ونحن نسمع، في شهر رمضان وشوّال من سنة اثنتي عشرة وخمسمائة بالإسكندرية.
قال العثماني: وأخبرني به بقراءتي عليه الشيخ أبو الحسن علي بن المشرّف، في شوال سنة سبع وخمسمائة، قال الحافظ السلفي: وأخبرني به المذكور إجازة واللفظ للرازي، قالا:
أخبرنا أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر بن إسحاق البخاري، قال ابن المشرّف سنة أربع وخمسين وأربعمائة، وقال الرازيّ: سنة ثلاث وخمسين، وسنة سبع وخمسين وأربعمائة بمصر قال: أخبرنا أبو محمد عبد الغني بن سعيد بن علي الأزدي الحافظ ... » .
وجاء في نسخة السليمانية:
«أخبرنا الشيخ الحافظ أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر البخاري بقراءتي عليه بالقدس المحروس، في جمادى الأولى من سنة ست وخمسين وأربعمائة. قلت: قرأت على الشيخ ابن (كذا) محمد عبد الغني بن سعيد الأزدي الحافظ بمصر في سنة بضع وأربعمائة» .
[1] انظر عن (عبد الواحد بن علي) في: الإكمال 1/ 401، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 25/ 109، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 15/ 259، رقم 248، وتوضيح المشتبه 1/ 444. وعند ابن عساكر اسمه: «عبد الواحد بن علي بن عبد الواحد بن موحّد بن إسحاق بن إبراهيم بن البري» ، ويقال: «موحد بن إبراهيم بن إسحاق بن سلامة» .
[2] هكذا في الأصل: وهو يتفق مع: توضيح المشتبه 1/ 444 وقال المؤلّف الذهبي- رحمه الله- في «المشتبه في أسماء الرجال» 1/ 64: «وبالضم (البريّ) الحسن بن علي بن عبد الواحد بن الموحد السلمي البرّي، سمع عبد الرحمن بن أبي نصر، وعنه الدماشقة» .
ويقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» :
كيف يكون صاحب الترجمة «عبد الواحد بن علي» بالفتح، وأخوه «الحسن بن علي» بالضمّ؟
لا شك أنه وهم في ذلك. قال ابن ناصر الدين: «وبنو البرّي الدمشقيون: أبو الفرج الموحّد، وأبو الفضل عبد الواحد، والأمير سديد الدولة أبو محمد الحسن: بنو علي بن عبد الواحد بن الموحّد إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن سلامة بن البرّي السلمي الدمشقيّ ... » ، وعلّق على قول (البرّي) بالضم في «سديد الملك» فقال: هو الأمير سديد الدولة الّذي ذكرته مع إخوته آنفا، ونسبته بفتح الموحّدة لا بضمّها، ووهم المصنف في تقييدها بالضم، وقد ذكره بالفتح ابن ماكولا وابن عساكر وأبو حامد بن الصابوني، وغيرهم. (توضيح المشتبه 1/ 444) وقال ابن(31/50)
أَبُو الفضل السُّلَمي.
سمع: أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن القطَّان، وعبد الرَّحْمَن بْن أبي نصر.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وعمر الرؤاسي، وابن أَخِيهِ علي بْن الْحَسَن ابن البري.
مات فِي المحرم [1] .
14- عَبْد الغفار بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يعقوب [2] .
أَبُو مَنْصُور الأصبهاني المعدل.
عن: إِبْرَاهِيم بْن خرشيد قوله.
مات فِي ذي القعدة.
15- عَبْد الواحد بْن أَبِي جَعْفَر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن المرزبان [3] .
أَبُو مُسْلِم الأبهري [4] الأصبهاني.
روى «جزء لُوَيْن» عن والده.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد الصمد بْن الْحُسَيْن بْن إِبْرَاهِيم الجمال شيخ أَبِي علي الحداد.
تُوُفّي فِي رجب، وله ثلاث وتسعون سنة.
والعجب من الحداد كيف لم يسمع منه وروى عن رجل، عنه.
__________
[ (-) ] الصابوني مستدركا على ابن نقطة: «وذكر في باب (البريّ) بفتح الباء الموحّدة وبعدها راء مهملة، رجلين، وأغفل ذكر الأمير أبي محمد الحسن بن علي بن عبد الواحد بن البرّي السلمي» . (تكملة إكمال الإكمال 34، 35) وقد وهم محقّقه المرحوم الدكتور مصطفى جواد إذ قال في الحاشية (1) ص 35: «لعلّه بضم الباء بخلاف ما ذكر المؤلّف، واستند إلى قول الذهبي في «المشتبه» ، وهذا من أوهام الذهبي، (انظر: الإعلام بما وقع في مشتبه الذهبي من الأوهام، ورقة 9 أ) .
[1] توفي من نشابة أصابته. (تاريخ دمشق) .
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] الأبهري: بفتح الألف وسكون الباء المنقوطة بواحدة وفتح الهاء وفي آخرها الراء المهملة، هذا النسبة إلى موضعين أحدهما إلى أبهر، وهي بلدة بالقرب من زنجان. (الأنساب 1/ 124) .(31/51)
16- عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن صالح [1] .
أَبُو الفضل المعلم.
سمع: أَبَا عَبْد اللَّه بْن منده، وخلقًا.
17- عَبْد الوَهَّاب بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الوَهَّاب بن عَبْد القدوس [2] .
أَبُو القاسم الْأَنْصَارِيّ القرطبي.
حج وَسَمِعَ من: أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَليّ المطوعي بمكة.
وقرأ القراءات بدمشق على: أَبِي علي الأهوازي.
وسمع من أَبِي الْحَسَن السمسار، وأخذ بحران عن الشريف الزيدي.
وأخذ بمصر عن أَبِي الْعَبَّاس بْن نفيس، وبمَيَّافارقين عن مُحَمَّد بْن أَحْمَد الفارسي [3] .
وكان من جلة المقرءين، ومن الخطباء المجودين.
كَانَتِ الرحلة إليه فِي القراءات [4] .
توفي فِي ذي القعدة [5] ، ومولده سنة ثلاث وأربعمائة.
ولي خطابة قرطبة. وصنف «المفتاح» فِي القراءات.
18- عمر بن منصور بن أحمد بن محمد بْن مَنْصُور [6] .
الحافظ أَبُو حَفْص الْبُخَارِيّ البزاز.
محدِّث ما وراء النهر فِي وقته.
سمع: أَبَا عليّ بْن حاجب الكشاني، وأبا نصر أحمد بن محمد
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (عبد الوهاب بن محمد) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 381 رقم 816، وغاية النهاية 1/ 481 رقم 2004، وكشف الظنون 1770، وإيضاح المكنون 2/ 527، وهدية العارفين 1/ 637، ومعجم المؤلّفين 6/ 229.
[3] وقع في (الصلة 2/ 381) : «الفارسيّ» وهو غلط.
[4] الصلة 2/ 381.
[5] سنة 462 هـ. كما في الصلة. أما في (غاية النهاية 1/ 482) سنة 461 هـ-.
[6] انظر عن (عمر بن منصور) في: الأنساب 5/ 188، 189، واللباب 1/ 464، 465، وتذكرة الحفاظ 3/ 1158، وسير أعلام النبلاء 18/ 148، 149 رقم 81.(31/52)
الملاحمي [1] ، وأبا الفضل أَحْمَد بْن علي السليماني، وإبراهيم بْن مُحَمَّد الرازي، وطبقتهم.
رَوَى عَنْهُ: الحافظ عَبْد الغني النخشبي، ومحمد بْن علي بْن سَعِيد المطهري، ومحمد بْن عبد الله [2] السّرخكتيّ [3] ، وآخرون.
قال النخشبي: هُوَ مكثر، صحيح السماع، فيه هزل.
وقال أبو سعد بن السّمعانيّ [4] : مات بعد السّتّين وأربعمائة، وهو سبط مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن خنب [5] .
- حرف الميم-
19- مُحَمَّد بْن مكي بْن عُثْمَان [6] .
__________
[1] تصحّفت نسبته إلى «الملاجمي» بالجيم، في (الأنساب 5/ 188) .
[2] في الأصل: «محمد بن علي» ، والتصويب من (الأنساب 5/ 188) وفيه: «محمد بن عبد الله بن فامل السرخكتي» .
[3] في الأصل «السرخكي» ، ومثله في الأصل من (سير أعلام النبلاء) ، وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه، نسبة إلى سرخكت، بزيادة التاء المثنّاة بعد الكاف، قال ابن السمعاني:
«السّرخكتيّ» : بضم السين المهملة، والراء الساكنة، والخاء المعجمة، والكاف المفتوحتين، وفي آخرها التاء ثالث الحروف.
ذكر صدر الأفاضل القاسم بن الحسين الخوارزمي في «صلاة الرياحين» : سرخكت: اسم لقريتين من قرى ما وراء النهر، إحداهما بناحية خزار، والثانية بناحية أشروسنة. و «سرخكت» :
بليدة بغرجستان سمرقند.
وبما أن صاحب الترجمة كان محدّث ما وراء النهر، فهو منسوب إلى «سرخكت» . أما «السّرخكيّ» فهي نسبة إلى «سرخك» : قرية على باب نيسابور. (انظر: الأنساب 7/ 70، ومعجم البلدان 3/ 209، واللباب 2/ 112، 113، وتبصير المنتبه 2/ 732) وقد نصّ ابن السمعاني على أنه «السرخكتي» في (الأنساب 5/ 188) .
[4] في الأنساب 5/ 189.
[5] خنب: بفتح أوله وسكون ثانيه.
وزاد المؤلّف- رحمه الله- في (سير أعلام النبلاء 18/ 149) : «آخر من حدّث عنه: ركن الإسلام إبراهيم بن إسماعيل بن أبي نصر الصفّاري، شيخ قاضي خان» .
[6] انظر عن (محمد بن مكي) في: تاريخ بغداد 3/ 80، والفقيه والمتفقه للخطيب البغدادي 2/ 67، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 40/ 32، 33، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 233/ 253، 254 رقم 280، والمعين في طبقات المحدّثين 133 رقم 1464، والعبر(31/53)
أَبُو الْحُسَيْن الْأَزْدِيّ الْمَصْرِيّ.
سمع: أَبَا الْحَسَن علي بْن مُحَمَّد الحلبي، ومحمد بْن أَحْمَد الإخميمي، والمؤمل بْن أَحْمَد، والميمون بْن حَمْزَة الحسيني، وأبا مُسْلِم الكاتب [1] ، وعبد الكريم بْن أَحْمَد بْن أَبِي جرار [2] الصواف، وجده لأمه أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن رزيق [3] البغدادي، وأبا علي أَحْمَد بْن عُمَر بْن خرشيد قوله، وغيرهم.
حدث بمصر، ودمشق.
حدث عَنْهُ: أبو بكر الخطيب [4] ، ونصر المقدسيّ، وعبد الواحد وعبد اللَّه ابنا أَحْمَد السمرقندي، وأبو القاسم النسيب، وهبة اللَّه بْن الأكفاني، وأبو القاسم ابن بطريق، وعبد الكريم بْن حَمْزَة، وطاهر بْن سهل الإسْفَرائينيّ، وغيرهم.
مولده سنة أربعٍ وثمانين وثلاثمائة.
ووثقه الكتاني وقال: توفي فِي نصف جُمَادَى الأولى بمصر، رحمه اللَّه تعالى.
20- مُحَمَّد بْن وهْب بْن بُكَيْر [5] .
أَبُو عَبْد اللَّه الكناني [6] الأندلسي، قاضي قلعة رَبَاح.
روى عن: أَبِي مُحَمَّد بْن ذُنين، وأبي عَبْد اللَّه بْن الفخّار، ومحمد بن ممين [7] .
__________
[ (-) ] 3/ 248، وسير أعلام النبلاء 18/ 253، 254 رقم 126، والإعلام بوفيات الأعلام 190، وتذكرة الحفاظ 3/ 1158، ومرآة الجنان 3/ 85، والنجوم الزاهرة 5/ 84، وحسن المحاضرة 1/ 374، وشذرات الذهب 3/ 309، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 20 رقم 1614.
[1] سمعه بمصر، وحدّث عنه بصور.
[2] هكذا في الأصل بالراء المشدّدة. وفي (سير أعلام النبلاء 18/ 253) : «جدار» بالدال.
[3] بتقديم الراء.
[4] وهو سمعه بصور. (تاريخ بغداد 3/ 80، الفقيه والمتفقه 2/ 67) .
[5] انظر عن (محمد بن وهب) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 543 رقم 1191.
[6] هكذا في الأصل بالنون، وفي (الصلة) : «الكتاني» بالتاء.
[7] هكذا في الأصل. وفي (الصلة) : «يمن» .(31/54)
وكان ينصر مذهب مالك مع الدين والخير [1] .
استوطن طليطلة، وبها توفي.
21- المسيب بْن مُحَمَّد بْن المسيب [2] .
أَبُو عمرو الأرغياني. وأرغيان قرى من أعمال نيسابور.
رَحَل وسمع ببغداد: أَبَا عُمَر بْن مهدي، وبالبصرة: أَبَا عُمَر الهاشمي.
روى عنه: زاهر الشّحّاميّ.
وكان صالحًا، دينًا، سكن نيسابور [3] .
22- المظفر بْن الْحَسَن [4] .
أَبُو سعد الهمداني سبط أَبِي بَكْر بْن لال.
سكن بغداد، وحدث عن: جَدّه ابن لال، وأحمد بْن فراس العبقسي، وأبي أَحْمَد مُحَمَّد بْن عبد اللَّه بْن جامع الدهان.
قال الخطيب: كتبتُ عَنْهُ، وكان ثقة.
عاش ثمانين سنة.
- حرف النون-
23- نصر بْن عَبْد الْعَزِيز بْن أَحْمَد بْن نوح [5] .
أَبُو الْحسين الفارسي الشيرازي، المقرئ المجود، نزيل مصر.
أقرأ بها القرآن زمانًا، وأملى مجالس.
وكان قد قرأ بالروايات على: أَبِي الْحُسَيْن أَحْمَد بن عبد الله
__________
[1] قال ابن بشكوال: «كان يبصر المسائل، ومعاني الأحكام وولي قضاء قلعة رباح، وله فيه قدر وشرف لأنه كان معروفا بالتضحية، ظاهر الإخلاص لجماعة الناس، محبّبا إليهم، عفيفا، ليّنا طاهرا» .
[2] انظر عن (المسيب بن محمد) في: المنتخب من السياق 456 رقم 1550.
[3] قال عبد الغافر: شيخ صالح عفيف من بيت العلم والحديث. ولد سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.
[4] انظر عن (المظفّر بن الحسن) في: تاريخ بغداد 13/ 130 رقم 7117.
[5] انظر عن (نصر بن عبد العزيز) في: العبر 3/ 248، والإعلام بوفيات الأعلام 190، ومرآة الجنان 3/ 85، وغاية النهاية 12/ 336، 337 رقم 3729، والنجوم الزاهرة 5/ 84، وكشف الظنون 576، ومعجم المؤلفين 13/ 90.(31/55)
السوسنجردي، وبكر بْن شاذان الواعظ، وأبي أَحْمَد الفرضيّ، وأبي الحسين الحمامي، ومنصور بْن مُحَمَّد بْن مَنْصُور صاحب ابن مجاهد، وجماعة.
قرأ عليه: أَبُو الحسين الخشاب، وأبو القاسم بْن الفحام، وغيرهما.
وكان يتفرد بُنكتٍ عن: أَبِي حيان التوحيدي.
وروى الحديث عن: أَبِي أَحْمَد الفرضي، وابن الصلت المجبر، وابن بشران المعدل.
روى عنه: أبو عبد الله الرازي في مشيخته.
ورحل إلى مصر هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي، وعمر بن عبد الكريم الدهستاني في رأس سنة ستّين وأربعمائة فأدركاه وسمعا منه.
وروى عنه: أحمد بن يحيى بن الجارود، وروزبة بن موسى الخزاعي.
وكان من كبار أئمة القراء، قرأ بما فِي «الروضة» على جميع شيوخ مصنفها [1] .
- حرف الياء-
24- يعقوب بْن مُوسَى بْن طاهر بْن أَبِي الحسام [2] .
أَبُو أيوب المُرْسِي.
روى عن: أَبِي الْوَلِيد بْن ميْقل، وحاتم بْن مُحَمَّد، وجماعة.
قال ابن مدبر: كان فقيهًا حافظًا متفنّنا.
توفّي في صفر.
__________
[1] قال أبو القاسم بن الفحام: قال لنا أبو الحسين نصر الفارسيّ أنه قرأ بالطرق والروايات والمذاهب المذكورة في كتاب «الروضة» لأبي علي المالكي البغدادي على شيوخ أبي علي المذكورين في «الروضة» كلهم القرآن كله، وأنّ أبا علي كان كلّما قرأ جزءا من القرآن قرأت مثله، وكلّما ختم ختمة ختمت مثلها، حتى انتهيت إلى ما انتهى إليه من ذلك.
قال ابن الجزري: قلت: فتعلو لنا القراءات من طريقه، عن صاحب «الروضة» بواحد. (غاية النهاية 2/ 336، 337) .
[2] لم أجد مصدر ترجمته.(31/56)
25- يُونُس بْن عُمَر الأصبهاني [1] .
نزيل القدس.
روى عن: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر التميمي.
رَوَى عَنْهُ: نصر المقدسي، وأبو الفتيان الرؤاسي.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.(31/57)
سنة اثنتين وستين وأربعمائة
- حرف الألف-
26- أحمد بْن الحسن بْن أحمد بْن علي [1] .
أَبُو بَكْر بْن اللحياني، البغدادي الصفار المقرئ.
أحد قراء السبعة المحققين.
قرأ بالروايات على: أَبِي الْحَسَن الحمامي، وغيره.
وسمع من: أَبِي الفتح بْن أَبِي الفوارس، وأبي الْحُسَيْن بْن بشران.
قرأ عليه: علي بْن المجلي.
توفي فِي رجب، ورخه ابن خيرون وقال: قيل إنه نسي القرآن.
وقال أَبُو علي بْن البرداني: سَأَلْتُهُ عن مولده، فقال: في أول سنة تسع وثمانين وثلاثمائة.
27- أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن سعد الطرسوسي [2] .
أَبُو الْحُسَيْن البزاز الشاهد الدَّمشقيّ، من أَهْل سوق الأحد.
حدث عن: مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الشيرازي، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر.
رَوَى عَنْهُ: عُمَر الرؤاسي، وهبة اللَّه بْن الأكفاني.
28- أَحْمَد بن عليّ الأسداباذي [3] القوهيّ [4] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن الحسن اللحياني) في: المنتظم 8/ 258 رقم 305 (16/ 119 رقم 3400) ، وغاية النهاية 1/ 48 رقم 202.
[2] انظر عن (أحمد بن الحسين) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 3/ 341.
[3] في الأصل: «الأستراباذي» ، والتصويب من مصادر ترجمته.
[4] انظر عن (أحمد بن علي الأسداباذي) في: تاريخ بغداد 4/ 325، والمنتظم 8/ 258 رقم 306(31/58)
حدث بدمشق عَن: عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد الصيدلاني، ومحمد بْن عَبْد اللَّه الجعفي.
وعنه: عَبْد الْعَزِيز الكتاني، ونجا العطار.
قال ابن خيرون: فيها توفي، وكان كذابًا، سمع لنفسه [1] .
29- أَحْمَد بْن علي بْن أَبِي قُتَيْبَة الأصبهاني [2] .
سمع: الحافظ ابن منده.
30- أحمد بْن مُحَمَّد بْن سياوش [3] .
أَبُو بَكْر الكازروني [4] الفارسي البيع.
شيخ ثقة، صالح، مكثر.
قال أَبُو سعد: سمع: أَبَا أَحْمَد الفرضي، وابن الصلت المجبر، وهلالًا الحفار.
وأكثر عن هَذِهِ الطبقة. ثنا عَنْهُ: أَبُو بكر قاضي المرستان، وأبو عُبَد الله السلال.
توفي فِي جمادى الأولى.
31- أَحْمَد بْن مَنْصُور بْن خلف المغربيّ [5] .
__________
[ (-) ] (16/ 119 رقم 3401) وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 3/ 38، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 3/ 179 رقم 215، والمغني في الضعفاء 1/ 49 رقم 382، وسير أعلام النبلاء 18/ 237 رقم 112، وميزان الاعتدال 1/ 121 رقم 482، ولسان الميزان 1/ 225، 226 رقم 703.
وقد تقدّم في وفيات السنة الماضية برقم (4) . ولم أجد أحدا ذكر «القوهي» في نسبه، ولعلّ هذه النسبة مقحمة.
[1] قال ابن عساكر: توفي أبو منصور الأسداباذي سنة اثنتين وستين وأربع مائة. وكان شيخا كذابا يدّعي ما لم يسمع، ويدّعي سنّا ويختلق شيوخا. ولد بالكرخ سنة ست وستين وثلاث مائة.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] لم أجد مصدر ترجمته، وقد ذكره المؤلّف في (سير أعلام النبلاء 18/ 262) دون ترجمة.
[4] الكازروني: بفتح الكاف وسكون الزاي وضم الراء، وفي آخرها النون. نسبة إلى كازرون، إحدى بلاد فارس. (الأنساب 10/ 318) .
وفي (اللباب) : بفتح الزاي.
[5] تقدّمت ترجمة (أحمد بن منصور) في الطبقة السابقة، برقم (224) .(31/59)
قد ذكر في سنة تسع وخمسين وأربعمائة.
32- إِبْرَاهِيم بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن حاتم بن صولة [1] .
أبو نصر البغدادي البزاز، نزيل مصر، ووالد أَبِي الْحَسَن علي.
سمع: أَبَا أَحْمَد الفرضي.
وعنه: جَعْفَر السراج، وعلي بْن المؤمل بْن غسان الكاتب، وعلي بْن الْحَسَن الفراء، ومحمد بْن أَحمد الرازي المعدل، وغيرهم.
وكان محدثًا، ثقة، عالمًا.
33- إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد [2] .
أَبُو إِسْحَاق الْأَزْدِيّ القرطبي.
أَخَذَ عن: مكي، وأبي الْعَبَّاس المهدوي.
وأقرأ الناس بقرطبة.
- حرف الثاء-
34- ثابت بْن مُحَمَّد بْن علي [3] .
أَبُو مُحَمَّد، وَأَبُو القاسم الطبقي [4] الفزاري.
سمع: أَبَا الْحَسَن بْن الصلت المجبر.
وعنه: أَبُو عُبَد اللَّه البارع، وعبيد اللَّه بْن نصر الزاغوني.
حدث فِي هَذَا العام، ولم أعرف وفاته.
- حرف الحاء-
35- الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي عِيسَى [5] .
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (إبراهيم بن محمد) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 96 رقم 214.
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] لم أجد هذه النسبة في كتب الأنساب.
[5] انظر عن (الحسن بن علي) في: الأنساب 4/ 140 وفيه: «أبو الحسن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الحسناباذي المعروف بابن أبي عيسى.
من أهل أصبهان. كان شيخا ثقة صدوقا مكثرا من الحديث. يرجع إلى فضل ودراية. سمع(31/60)
أَبُو عليّ الحسناباذي [1] المحدث.
روى عن: أَبِي بكر بن مردويه الحافظ.
ورحل فسمع ببغداد من أبي الحَسَن بن رزقويه، وطبقته.
وكان يفهم.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد السلام الْحَسْنَاباذيّ، ومحمد بْن عَبْد الواحد الدقاق.
36- الْحَسَن بْن علي بْن عَبْد الصمد بْن مَسْعُود [2] .
أَبُو مُحَمَّد الكلاعي [3] اللباد [4] ، المقرئ الدَّمشقيّ.
كان آخر من قرأ على الجبني [5] أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد.
سمع من: تمام الرازي [6] ، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر، وعبد الوهاب الميداني.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر الخطيب، وعمر الرّؤاسيّ، وسبطه محمد بن أحمد
__________
[ (-) ] بأصبهان أبا بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ، وببغداد أبا الحَسَن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن رزق البزّاز، وغيرهما. روى لنا عَنْهُ ابن عمه أبو الخير عبد السلام بن محمود الحسناباذي، وأبو بكر محمد بن الفضل بن علي الخاني بأصبهان، وأبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن محمد الدقّاق الحافظ بمرو. وتوفي بعد سنة ستين وأربعمائة إن شاء الله» .
وذكره المؤلّف في (سير أعلام النبلاء 18/ 262) دون ترجمة.
[1] الحسناباذيّ: بفتح الحاء المهملة وسكون السين وبعدهما النون المفتوحة والباء المنقوطة بواحدة بين الألفين وفي آخرها الذال المعجمة. هذه النسبة إلى حسناباذ وهي قرية من قرى أصبهان. (الأنساب 4/ 138) .
[2] انظر عن (الحسن بن علي) في: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 7/ 48 رقم 4، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 231، وسير أعلام النبلاء 18/ 262 (دون ترجمة) .
[3] الكلاعي: بفتح الكاف وفي آخرها العين المهملة. نسبة إلى قبيلة يقال لها: كلاع، نزلت الشام، وأكثرهم نزل حمص. (الأنساب 10/ 514) .
[4] اللّبّاد: بفتح اللام وتشديد الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها الدال المهملة. نسبة إلى بيع اللّبود- وهي جمع لبد- وعمله. (الأنساب 11/ 5) .
[5] الجبنّيّ: ضبطت في الأصل بضم الجيم وسكون النون. وهكذا في «المشتبه في أسماء الرجال» 1/ 138 وذكر محمد بن أحمد الجبنّيّ، أما ابن السمعاني فقال: «الجبنّيّ» : بضم الجيم والباء المنقوطة من تحتها بواحدة وتشديد النون في آخره. هذه النسبة إلى الجبن وهو شيء يعمل من اللبن. (الأنساب 3/ 184) .
[6] الروض البسّام (المقدّمة) 1/ 44 رقم 4.(31/61)
اللباد، وأبو القاسم علي بْن إِبْرَاهِيم النسيب [1] ، وهبة اللَّه بْن الأكفاني وقال: هُوَ ثقة دين [2] . قال لي: وُلِدتُ سنة 79. ومات فِي صَفَر.
37- الْحُسَيْن بْن أَحْمَد [3] .
أَبُو عليّ الخفافي.
توفّي بنيسابور فِي شهر ربيع الآخر، وله تسع وستون سنة [4] .
38- حُسَيْنِ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد القاضي [5] .
أَبُو عليّ المروزي، يُقَالُ له أيضًا المرورّوذيّ، الشّافعيّ.
__________
[1] وهو قال: إنه ثقة.
[2] وقال: مضى على سداد وأمر جميل. (تهذيب تاريخ دمشق 4/ 231) .
[3] انظر عن (الحسين بن أحمد) في: المنتخب من السياق 203 رقم 607.
[4] قال عبد الغافر الفارسيّ: العميد الخفافي، محترم من رؤساء النواحي. وكان بين الوالد وبينه صحبة السفر لقيه بمدينة السلام وبواسط، سمع من أصحاب الأصمّ بنيسابور وبالعراق في حال الكبر.
[5] انظر عن (حسين بن محمد) في: طبقات فقهاء الشافعية للعبّادي 112، والأنساب 522 ب، والمنتخب من السياق 201 رقم 598، وتهذيب الأسماء واللغات 1/ 164 رقم 125، ووفيات الأعيان 2/ 134، 135 رقم 193، والعبر 3/ 249، ودول الإسلام 1/ 171، وسير أعلام النبلاء 18/ 260- 262 رقم 131، والإعلام بوفيات الأعلام 191، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 155، وطبقات الشافعية الوسطى، له (مخطوط) ورقة 178 أ، ومرآة الجنان 3/ 85، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 407، 408، والوافي بالوفيات 13/ 36، 37، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 250، 251 رقم 206، وتبصير المنتبه 4/ 1357، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 163، 164، وكشف الظنون 1/ 424، 517، وشذرات الذهب 3/ 310، وديوان الإسلام 2/ 124 رقم 729، وإيضاح المكنون 2/ 188، والأعلام 2/ 254، ومعجم المؤلفين 4/ 45.
وقد أضاف السيد محمد الحجيري إلى مصادر صاحب الترجمة كتاب: «أخبار القضاة لوكيع» (2/ 376) وذلك في تحقيقه لكتاب «الوافي بالوفيات» (13/ 36- الحاشية رقم 33) .
ويقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : إن المذكور في «أخبار القضاة» يروي عن جرير بن حازم. فجرير بن حازم هو أبو النضر البصري الأزدي العكي، توفي سنة 175 هـ. (تهذيب التهذيب 2/ 69- 71 رقم 111) والّذي يروي عنه هو: «الحسين بن محمد بن بهرام التميمي المروزي المتوفى سنة 213 أو 214 هـ. (تهذيب 2/ 366، 367 رقم 627) فبين وفاة «حسين بن محمد» الّذي يروي عن «جرير بن حازم» ، و «حسين بن محمد» صاحب الترجمة هنا نحو 250 سنة! فضلا عن أن القاضي وكيع صاحب «أخبار القضاة» ، توفي سنة 306 هـ. فكيف يذكر شخصا لم يولد بعد؟(31/62)
فقيه خراسان فِي عصره [1] .
وكان أحد أصحاب الوجوه، تفقه على أَبِي بَكْر القفال.
وله: «التعليق الكبير» [2] ، و «الفتاوى» .
وعليه تفقه صاحب «التتمة» وصاحب «التهذيب» محيي السنة [3] .
وكان يقال له: حبر الأمة [4] .
ومما نقل في تعليقه أن البيهقي نقل قولًا للشافعي فِي أن المؤذن إذا ترك الترجيع فِي الأذان لا يصح أذانه [5] .
ورَوَى عَنْهُ: عَبْد الرزاق المنيعي، ومحيي السنة البغوي فِي تصانيفه [6] .
قلت: توفي القاضي حسين بمروالرّوذ فِي المحرم من السنة.
ويقال: إن أَبَا المعالي تفقّه عليه أيضا [7] .
__________
[1] قال عبد الغافر الفارسيّ: «كان عصره تاريخا به» .
[2] قال النووي: «وما أجزل فوائده وأكثر فروعه المستفادة، ولكن يقع في نسخة اختلاف، وكذلك تعليق الشيخ أبي حامد» . (تهذيب الأسماء 1/ 164) .
[3] ذكر الأستاذ كحّالة في «معجم المؤلّفين» 4/ 45 أن من تصانيف القاضي المروزي: «تلخيص التهذيب» للبغوي في فروع الفقه الشافعيّ، وسمّاه «لباب التهذيب» فوهم، لأنّ البغوي- رحمه الله- هو الّذي لخّص التعليقة لشيخه هذا في كتابه الّذي سمّاه «التهذيب» ، أما «لباب التهذيب» الّذي هو «تلخيص التهذيب» فهو من تأليف الحسين بن محمد المروزي الهروي، وهذا متأخّر عن الأول. (شرح السّنّة للبغوي 1/ 23 بالحاشية) .
[4] قاله الرافعي، وزاد: «وسمعت سبطه الحسن بن محمد بن الحسين بن محمد بن القاضي حسين يقول: أتى القاضي- رحمه الله- رجل فقال: حلفت بالطلاق أنه ليس أحد في الفقه أو العلم مثلك، فأطرق رأسه ساعة وبكى، ثم قال، هكذا يفعل موت الرجال لا يقع طلاقك» .
(تهذيب الأسماء 1/ 165) .
[5] قال النووي: وفي هذا الكلام فوائد، منها فضيلة البيهقي بوصف القاضي له بهذا، ومنها تواضع القاضي، ومنها معرفة هذا القول الغريب، والمذهب الصحيح أن الأذان لا يبطل بتركه ولكن يتأكد المحافظة عليه. (تهذيب الأسماء 1/ 165) .
[6] انظر مقدّمة شرح السّنّة للبغوي 1/ 23 رقم 1 و 1/ رقم 129 و 130 و 147 وغيره.
[7] وقال النووي: يأتي كثيرا معرّفا بالقاضي حسين، وكثيرا مطلقا القاضي فقط. وهو من أصحابنا أصحاب الوجوه، كبير القدر، مرتفع الشأن، غوّاص على المعاني الدقيقة والفروع المستفادة الأنيقة، وهو من أجلّ أصحاب القفّال المروزي. (تهذيب الأسماء 1/ 164) .
وقال أيضا: إنه متى أطلق القاضي في كتب متأخّري الخراسانيين «النهاية» و «التتمّة» و «التهذيب» وكتب الغزالي ونحوها فالمراد القاضي حسين. ومتى أطلق في كتب الأصول(31/63)
39- حمد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْعَزِيز السكري [1] .
الأصبهاني العسال.
سمع: أَبَا عَبْد اللَّه بْن منده.
أرخه يحيى بْن منده.
- حرف الذال-
40- ذؤيب بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد [2] .
أَبُو عُمَر الْقُرَشِيّ الهروي.
روى عن: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي شريح.
- حرف الزاي-
41- زياد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن الحكم [3] .
أَبُو مُحَمَّد الأصبهاني الحلاب البقال.
سمع: أَبَا عَبْد اللَّه بْن منده، وجده.
شيخ صالح.
مات في شوال. قاله يحيى بن منده.
__________
[ (-) ] لأصحابنا فالمراد القاضي أبو بكر الباقلّاني الإمام المالكي في الفروع. ومتى أطلق في كتب المعتزلة أو كتب أصحابنا الأصوليين حكاية عن المعتزلة، فالمراد به القاضي الجبائي، والله أعلم. (تهذيب الأسماء 2/ 165) .
وقال اليافعي: «كلما أطلق العلماء الشافعية في الفروع «من لفظ القاضي» فالمراد به القاضي حسين المذكور» . (مرآة الجنان 3/ 85، 86) .
وأما في الأصول إذا أطلق ذلك أهل السّنّة فالمراد به القاضي أبو بكر الباقلّاني.
وإذا قالوا: القاضيان، فالمراد، بهما هو، والقاضي عبد الجبّار المعتزلي.
وإذا أطلقوا الإمام فالمراد به عند الفقهاء وبعض الأصوليين إمام الحرمين، وأكثر الأصوليين يريدون به فخر الدين الرازيّ.
وإذا أطلقوا الشيخ فالمراد به أبو الحسين القشيري. وعند الفقهاء المراد به الشيخ أبو محمد الجويني.
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] لم أجد مصدر ترجمته.(31/64)
- حرف السين-
42- سَعِيد بْن عِيسَى بْن أَحْمَد بْن لُبّ [1] .
أَبُو عُثْمَان الرعيني الطليطلي، ويعرف بالقرّيّ وبالأصغر ولد سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة، ودخل قرطبة طَالِب علمٍ فِي سنة تسعٍ وتسعين، فلقي علي بْن سُلَيْمَان الزهراوي، ومحمد بْن فضل اللَّه.
وَلقي بمالقة نافعًا الأديب، وسمع منهم ومن خلق.
وبرع فِي اللغة والنحو، وصنف شرحًا «للجمل» ، وجلس للإفادة [2] .
أَخَذَ عَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَن بْن أفلح، وغيره.
وعاش إحدى وثمانين سنة [3] .
- حرف الْعَيْنِ-
43- عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن بْن طَلْحَة [4] .
أَبُو مُحَمَّد التنيسي ابن النخاس [5] .
ويعرف أيضًا بابن الْبَصْرِيّ.
قدم دمشق، ومعه ابناه مُحَمَّد وطلحة، فسمعوا الكثير من أبي بكر الخطيب، وغيره.
__________
[1] انظر عن (سعيد بن عيسى) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 223 رقم 509، وتكملة الصلة لابن الأبّار 2/ 711، وإنباه الرواة 2/ 47، وكشف الظنون 289، وإيضاح المكنون 1/ 212، ومعجم المؤلفين 4/ 228.
[2] قال ابن بشكوال: كان عالما بالنحو واللغة والأشعار، وله مشاركة في المنطق وكتب الأخبار.
[3] قال ابن بشكوال: «توفي في نحو الستين وأربعمائة» .
[4] انظر عن (عبد الله بن الحسن) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 24/ 124، وتاريخ دمشق (عبد الله بن جابر- عبد الله بن زيد) 171- 173 رقم 238، ومعجم البلدان 2/ 54، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 12/ 116 رقم 78، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 634، وتبصير المنتبه 1434، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 363، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 177 رقم 859.
[5] في الأصل: «النحاس» بالحاء المهملة، والتصويب (بالخاء المعجمة) من: المشتبه 2/ 634، وتبصير المنتبه 1434، ووقع في (المختصر من تاريخ دمشق 12/ 116) «النحاس» بالحاء المهملة، وكذا في كتابنا «موسوعة العلماء» 3/ 177.(31/65)
وحدَّث عن: ابن نظيف الفراء، وجماعة [1] .
رَوَى عنه: نصر المقدسيّ، وهبة اللَّه بْن الأكفانيّ [2] ، وعبد الكريم بْن حَمْزَة. وعاش بضعًا وخمسين سنة [3] . توفي تقريبًا [4] .
44- عَبْد اللَّه بْن محمود الدَّمشقيّ [5] البرزي [6] .
سمع عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر، وغيره.
وعنه: هبة اللَّه الأكفاني، وغيره.
وكان يحفظ «مختصر المُزَنيّ» ، وكنيته أَبُو علي [7] .
__________
[1] حدّث بدمشق سنة 458 هـ-.
[2] وهو قال: سألت الشيخ أبا محمد بن النحاس عن مولده، فقال: ولدت يوم السبت السادس من ذي القعدة سنة أربع وأربعمائة. (تاريخ دمشق 172) .
[3] قال ابن الأكفاني: توفي في شهور سنة اثنتين وستين وأربعمائة. وكتب غيث بن علي الأرمنازي أنه توفي بتنيس سنة إحدى وستين وأربعمائة.
[4] وهو سمع: أبا الحسن عبد السلام بن محمد بن عبد الصمد بن لاوي الزرافي الطرابلسي الّذي حدّث بتنيس، وقرأ عليه بها في سنة 441 هـ-. (تاريخ دمشق- المخطوط) 24/ 124 (الموسوعة 3/ 177) .
[5] انظر عن (عبد الله بن محمود) في: ذيل تاريخ مولد العلماء ووفاتهم، ورقة 157، وتاريخ دمشق (عبد الله بن قيس- عبد الله بن مسعدة) 38/ 292، 293، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 14/ 32 رقم 12، وتوضيح المشتبه 1/ 434، وكنيته «أبو علي» .
[6] البرزي: بالباء المنقوطة بواحدة من تحتها، والراء الساكنة، ثم الزاي. نسبة إلى «برزة» ، قرية بغوطة دمشق.
وهو يعرف أيضا بالخشبي. قال ابن ناصر الدين: «وأبو علي عبد الله بن محمود بن أحمد البرزي المعروف بالخشبي- بموحّدة، وبعض الفقهاء قيّده بنون بدل الموحّدة مع ضمّ أوله-» .
(توضيح المشتبه 1/ 434) .
[7] قال ابن الأكفاني: وفيها- يعني سنة ست وستين وأربعمائة- توفي أبو علي عبد الله بن محمود بن أحمد البرزي الخشبي، رحمه الله، يوم الثلاثاء للسادس عشر من شوال، وكان قد سمع من أبي القاسم عبد العزيز بن عثمان القرقساني، وأبي محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر، وغيرهما.
وجئت إليه بجزء أعطانيه الشيخ الإمام الحافظ الثقة أبو محمد عبد العزيز بن أحمد رحمه الله فيه بلاغه من أبي نصر منصور بن رامش النيسابورىّ وقال لي: أسمعه منه. فأريته إيّاه. فقال لي: ما أحق أني سمعت من هذا شيئا. فقرأت عليه شيئا من حديث أبي الحسن محمد بن عوف المزني، وكان يحفظ سواد كتاب أبي إبراهيم المزني، رحمه الله. (تاريخ دمشق 293) .
ويقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : ينبغي أن تحوّل هذه الترجمة(31/66)
45- عَبْد اللَّه بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي العجائز [1] .
القاضي أَبُو مُحَمَّد الأزْديّ الدّمشقيّ.
ناب فِي الحكم بدمشق.
سمع: أباه، وأبا مُحَمَّد بْن أَبِي نصر، وأبا نصر بْن الْجُنْديّ.
رَوَى عَنْهُ: الضّحّاك بْن أَحْمَد الخولاني، وهبة اللَّه بْن الأكفانيّ، وجماعة.
تُوُفّي فِي رجب فِي الثمانين [2] .
46- عَبْد الباقيّ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرحمن بن الربيع ابن ثابت بن وهب بن مشجعة بن الحارث بْن عَبْدِ اللَّهِ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كعب بْن مالك الْأَنْصَارِيّ الْبَغْدَادِيّ [3] .
أَبُو طاهر.
والد القاضي أَبِي بَكْر.
ساق نسبه أَبُو سعد السَّمعاني، وقال: شيخ صالح ثقة، راغب فِي الخير، مختلط بأهل العلم.
سمع: أبا الحسن بن الصّلت المجبر، وأبا نصْر بْن حسنون النَّرْسيّ.
ثنا عَنْهُ ولده.
وذكره عَبْد الْعَزِيز النَّخْشَبيّ فِي مُعْجَمه.
وقال أَبُو طاهر البزّاز: شيخ صالح ثقة، له كَرَم ونفقه على أَهْل العلم.
وُلِد في حدود تسعين وثلاثمائة.
__________
[ () ] من هنا وتؤخر إلى وفيات سنة 466 هـ-. كما ورّخه ابن الأكفاني، وابن عساكر، وغيره. ولهذا سيعاد برقم (178) .
ويستدرك في وفيات هذه السنة أيضا: «عَبْد العزيز بْن مُحَمَّد بْن أحمد، أبو القاسم بن البرزي» . (مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 15/ 152 رقم 137، المشتبه في أسماء الرجال 1/ 62، توضيح المشتبه 1/ 433) .
[1] انظر عن (عبد الله بن عبد الرحمن) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 21/ 240، والكامل في التاريخ 10/ 62، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 12/ 336، 337 رقم 163.
[2] ولد في ذي الحجة سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة.
[3] انظر عن (عبد الباقي بن محمد) في: سير أعلام النبلاء 18/ 260 (دون ترجمة) .(31/67)
47- عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن يحيى بن منده [1] .
أبو الحسن بن الحافظ أبي عبد الله العبدي الأصبهاني التّاجر.
روى عن: أَبِيهِ، وإبراهيم بْن خُرَّشِيد قُوله، وأبي جَعْفَر بْن المرزبان الأبهري، وأبي مُحَمَّد بْن يوة، وعمر بْن إِبْرَاهِيم بْن الفاخر، والحسين بْن مَنْجُوَيْه، وجماعة.
قال شيرويه: قدم همدان. وكان صدوقًا، من بيت العلم. وحدَّث عَنْهُ أصحابنا.
وقال أخوه أَبُو القاسم عَبْد الرَّحْمَن: تُوُفّي أخي أَبُو الْحَسَن بجِيرَفْتْ [2] فِي عاشر ربيع الآخر.
وأما يحيى بْن عَبْد الوهاب فورَّخه كذلك، لكن قال فِي سنة أربعٍ وستين.
وأنّه ولد سنة أربع وثمانين وثلاثمائة.
فعلى هَذَا تكون مدة عمره ثمانين سنة.
قال: وله أعقاب.
قلت: روى عَنْهُ هُوَ، والحسين بْن عَبْد الملك الخلّال، وعدّة.
وكان يشبه أَبَاهُ، رحمهما اللَّه.
48- عُبَيْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد [3] .
أَبُو مُحَمَّد النجار الدَّمشقيّ، المعروف بابن كبيبة [4] .
__________
[1] انظر عن (عبيد الله بن محمد بن إسحاق) في: المنتخب من السياق 295 رقم 976، وسير أعلام النبلاء 18/ 355 رقم 169.
وسيعيده المؤلّف- رحمه الله- في وفيات سنة 464 هـ-. ويقول: «يرتّب هنا» . انظر رقم (112) .
[2] جيرفت: بالكسر ثم السكون، وفتح الراء، وسكون الفاء، وتاء فوقها نقطتان. مدينة بكرمان.
(معجم البلدان 2/ 198) .
[3] انظر عن (عبيد الله بن إبراهيم) في: الإكمال لابن ماكولا 7/ 158، وفيه: «عبد الله» ، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 11/ 2 و (25/ 242) ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 15/ 302، 303 رقم 303، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 543، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 260 رقم 972 وقيل إنه يسمّى: «عبد القادر» .
[4] كبيبة: بضم الكاف وباء بعدها معجمة بواحدة وياء معجمة باثنتين من تحتها وبعدها باء معجمة(31/68)
سمع من تمّام الرّازيّ [1] ، والحسين بْن أَبِي كامل [2] ، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: الخطيب، وابنه صاعد بْن عَبْد اللَّه، وهبة اللَّه بْن الأكفاني، وطاهر بْن الإسفرائيني، وإسماعيل بْن أَحْمَد السمرقندي.
قال ابن ماكولا [3] : هُوَ شيخ صالح، سمعنا منه بدمشق، وسمع منه الحُمَيْديّ.
تُوُفيّ فِي ربيع الآخر، وقد جاوز الثمانين [4] .
49- عليّ بْن أَحْمَد بْن المَلَطيّ السراج [5] .
الْبَغْدَادِيّ.
سمع: ابن الصلت المجبر، وابن مهدي.
وعنه: يحيى، وأبو غالب ابنا البناء، والمبارك بْن الطيوري.
مات فِي جمادى الأولى، وله تسع وسبعون سنة.
50- عليّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بن شريعة اللخمي الباجي [6] .
أَبُو الْحَسَن.
من أَهْل إشبيلية.
روى عن: والده.
__________
[ (-) ] بواحدة. (الإكمال 7/ 158) .
وقد وقع في كتابنا «موسوعة العلماء» : «ابن كدينة» .
[1] لم يذكر محقّق «الروض البسّام» ابن كبيبة بين تلامذة «تمّام الرازيّ» . انظر: الروض البسّام 1/ 49.
[2] هو الأطرابلسي.
[3] في الإكمال 7/ 158.
[4] وقع من سطح الجامع فمات. وهو روى عَنْ أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن القطان، بسنده عن عائشة قالت: رحم الله لبيدا إذ يقول:
ذهب الذين يعاش في أكنافهم ... وبقيت في خلف كجلد الأجرب
فقالت عائشة: رحم الله لبيدا، كيف لو أدرك زماننا هذا؟
[5] لم أجد مصدر ترجمته.
[6] انظر عن (علي بن محمد اللخمي) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 418 رقم 893.(31/69)
وكان نبيه البيت والحَسَب.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الْحَسَن شُرَيْح بْن مُحَمَّد.
ووُلِد فِي سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة، وتوفي فِي ربيع الآخر.
51- عُمَر بْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن الكَرَجيّ [1] .
حدِّث بإصبهان عن: هبة اللَّه اللالكائيّ.
وعنه: سَعِيد بْن أَبِي الرجاء.
توفي فِي صفر.
- حرف الميم-
52- مُحَمَّدُ بْن أَحْمَد بْن سهل [2] .
أَبُو غالب الواسطي، المعروف بابن بشران، وبابن الخالة، المعدل الحنفي اللُّغَوِيِّ، شيخ العراق فِي اللغة.
وأما نسبته إِلَى ابن بشران فلأن جَدّه لأمه هُوَ ابن عُمَر أَبِي الْحُسَيْن بْن بشران المعدل.
وُلد أبو غالب سنة ثمانين وثلاثمائة.
سمع: أَبَا القاسم علي بْن طَلْحَة بْن كُرْدان النحوي، وأبا الفضل التميمي، وأبا الْحُسَيْن علي بْن دينار، وأبا عَبْد اللَّه العلوي، وأبا عَبْد اللَّه بْن مهدي، وأبا الْحَسَن المطارديّ، وأبا الحسن الصّيدلانيّ، وأبا الحسين بن
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن سهل) في: الكامل في التاريخ 10/ 62، ودمية القصر للباخرزي 1/ 303- 305 رقم 114، وسؤالات الحافظ السلفي 58- 60 رقم 16 وص 69، 76، 85، 107، 108، 119، والمنتظم 8/ 259، 260 (16/ 120، 121 رقم 3404) ، ومعجم الأدباء 17/ 214- 224، وإنباه الرواة 3/ 44، 45، وأخبار المحمّدين من الشعراء 28، والإستدراك لابن نقطة (مخطوط) ج 1 ورقة 141 أ، والإعلام بوفيات الأعلام 191، والعبر 3/ 250، وميزان الاعتدال 3/ 459، 460، وسير أعلام النبلاء 18/ 235، 236 رقم 111، ومرآة الجنان 3/ 86، والبداية والنهاية 12/ 100، والوافي بالوفيات 2/ 82، 783 والجواهر المضيّة 2/ 11، 12، وطبقات ابن قاضي شهبة 1/ 12، ولسان الميزان 5/ 43، 44، وتبصير المنتبه 2/ 524، والنجوم الزاهرة 5/ 85، 86، وبغية الوعاة 1/ 26، 27، وشذرات الذهب 3/ 310، والأعلام 4/ 314، ومعجم المؤلفين 8/ 267.(31/70)
السماك، وأبا بَكْر أَحْمَد بْن عُبَيْد بْن بيري.
قال ابن السمعاني: كان الناس يرحلون إليه، يعني لأجل اللغة، وهو مُكْثر من كُتُب الأدب وروايتها.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الحُمَيْديّ، وهبة اللَّه بْن مُحَمَّد الشيرازي.
وبالإجازة: أَبُو القاسم بْن السمرقندي، والقاضي أَبُو عبد الله بن الجلابي.
قلت: رَوَى عَنْهُ: علي بْن مُحَمَّد والد الجلابي ومن خطه نقلت من الزيادات التالية «لتاريخ واسط» أنه توفي يوم الخميس الخامس عشر من رجب من سنة اثنتين وستّين وأربعمائة. وذكر مولده.
وقال خميس [1] : كان أحد الأعيان، تخصَّص بابن كُرْدان [2] النَّحْوي وقرأ عليه «كتاب سيبويه» ولازم حلقة أَبِي إسحاق الرِّفَاعِيّ [3] صاحب السيرافي [4] ، وكان يقول: قرأتُ عليه من أشعار العرب ألف ديوان [5] .
وكان مكثرا، حسن المحاضرة [6] ، إلا أنه لم ينتفع به أحدٌ [7] .
يعني أنه لم يتصدَّر للإفادة.
قال: وكان جيد الشعر، معتزليا [8] .
وممن رَوَى عَنْهُ: أَبُو المجد مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن جهور القاضي، وأبو نصر ابن ماكولا، وأهل واسط.
__________
[1] في سؤالات الحافظ السلفي 59.
[2] هو أبو القاسم علي بن طلحة بن كردان المتوفى سنة 464 هـ-.
[3] هو إبراهيم بن سعيد المتوفى سنة 411 هـ.
[4] هو الحسن بن عبد الله القاضي النحويّ المتوفى سنة 268 هـ-.
[5] وقع في (لسان الميزان 5/ 43، 44) : «وكان يقول: قرأت القرآن على أبي إسحاق الرفاعيّ تلميذ السيرافي وألّف ديوانا من أشعار العرب» ، وهذا تصحيف، والصواب هو المثبت.
وقد توهّم الأستاذ الزركلي بسبب العبارة في (لسان الميزان) . وغيره بأن لأبي غالب بن سهل ديوان شعر، وتابعه في هذا الوهم الأستاذ كحّالة، وقد علّق الأستاذ مطاع الطرابيشي على هذا الوهم في تحقيقه لكتاب «سؤالات الحافظ السلفي» ص 59 بالحاشية (7) فوفّق.
[6] في السؤالات 60 زيادة بعدها: «مليح العارضة» .
[7] في السؤالات زيادة: «بواسط ولم يبرع به أحد في الأدب» .
[8] زاد في السؤالات 60: «رأينا في كتبه بعده خطوط أشياخ عدّة بكتب كثيرة في الأدب وغيره» .(31/71)
وسمع هُوَ من خاله أَبِي الفرج مُحَمَّد بن عُثْمَان بْن مُحَمَّد بْن بشران الواسطي [1] .
53- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ القاضي أَبِي الْحَسَن أَحْمَد بْن سُلَيْمَان بْن حذلم [2] .
أَبُو الْحَسَن الأسدي الدَّمشقيّ.
سمع: أَبَاه، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر، وصدقه بْن المظفر، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر الخطيب، ونجا بْن أَحْمَد، وأبو القاسم النسيب، وعبد الكريم بن حمزة.
ووثّقه النّسيب [3] .
__________
[1] قال ابن الأثير: انتهت الرحلة إليه في الأدب، وله شعر، فمنه في الزهد:
يا شائدا للقصور كهلا ... أقصر، فقصر الفتى الممات
لم يجتمع شمل أهل قصر، ... إلا قصاراهم الشتات
وإنما العيش مثل ظل، ... منتقل ما له ثبات
(الكامل 10/ 62) والأبيات في: المنتظم 8/ 259 (16/ 120) .
وقال ياقوت: أحد الأئمة المعروفين والعلماء المشهورين، تجمّع فيه أشتات العلوم، وقرن بين الرواية والدراية والفهم وشدّة العناية، صاحب نحو ولغة وحديث وأخبار ودين وصلاح، وإليه كانت الرحلة في زمانه، وهو عين وقته وأوانه، وكان مع ذلك ثقة ضابطا محرّرا حافظا إلّا أنه كان محدودا ... قال الجلّابيّ: ودخلت إليه قبل موته، وجاءه من أخبره أن القاضي وجماعة معه قد ختموا على كتبه حراسة لها وخوفا عليها، فقال:
لئن كان الزمان عليّ أنحى ... بأحداث غصصت لها بريقي
فقد أسدى إليّ يدا بأنّي ... عرفت بها عدوّي من صديقي
قال: وهذا آخر ما قاله من الشعر. قال الحميدي: وما أظنّ البيتين إلّا لغيره ... وكان لابن بشران كتب حسنة كثيرة وقفها على مشهد أبي بكر الصّدّيق فذهبت على طول المدى. وسئل ابن بشران عن مقدّمة العسكر ومقدّمة الكتاب، فقال: أما مقدّمة العسكر فلا خلاف فيه أنه بكسر الدال، وأما مقدّمة الكتاب فيحتمل الوجهين، والوجه حمله على مقدّمة العسكر. (معجم الأدباء 17/ 214، 215 و 223، 224) .
وانظر شعره في:
دمية القصر، والمنتظم، وإنباه الرواة، ومعجم الأدباء، وغيره.
[2] انظر عن (محمد بن إبراهيم) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 36/ 535، والكامل في التاريخ 10/ 62، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 21/ 343 رقم 300.
[3] قال ابن عساكر: «لم يكن الحديث من شأنه، ولكن أباه سمّعه» .(31/72)
وتوفي فِي ذي القعدة.
54- مُحَمَّد بْن أَبِي الحزم جهور بْن مُحَمَّد بْن جهور بْن عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الغمر [1] .
الأمير أَبُو الْوَلِيد، رئيس قرطبة ومدبر أمرها لوالده.
قرأ القرآن على أَبِي مُحَمَّد مكّيّ.
وسمع من: أَبِي المطرِّف القَنَازِعي، ويونس بْن عَبْد اللَّه القاضي، وابن بُنّوش.
وكان معتنيا بالرواية، وسمع الكثير.
وتوفي معتقلًا فِي سجن المعتمد مُحَمَّد بْن عباد فِي نصف شوال، وقد جاوز السبعين.
لم يذكر ابن بشكوال شيئًا من سيرته [2] . وقد ولي إمرة قُرْطُبة بعد والده فِي سنة خمسٍ وثلاثين، فحكم فيها مدة ثمانية أعوام إِلَى أنْ قويت شوكة المعتمد ابن عباد واستولى على قرطبة فسجن ابن جهور فِي حصن.
55- مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي علانة [3] .
أَبُو سعد الْبَغْدَادِيّ.
سمع: أَبَا طاهر المخلص، وابن جمكان الفقيه.
قال الخطيب [4] : كتبت عنه، وكان سماعه صحيحا.
__________
[ (-) ] وقع في: مختصر تاريخ دمشق 21/ 343 «ولكن أبوه» وهذا غلط.
[1] انظر عن (محمد بن جهور) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 546، 547 رقم 1195.
[2] بلى قال: كان حافظا للقرآن الكريم، مجوّدا لحروفه، كثير التلاوة له. وكان معتنيا بسماع العلم من الشيوخ وروايته عنهم.
سمع في شبيبته علما كثيرا ورواه، وقرأت تسمية شيوخه المذكورين قبل هذا بخط يده، وفيه تسمية ما سمعه منهم، فرأيت فيها كتبا كثيرة تدلّ على العناية بالعلم والاهتمام به.
[3] انظر عن (محمد بن الحسين بن عبد الله) في: تاريخ بغداد 2/ 257، والمنتظم 8/ 260 رقم 310 (16/ 122 رقم 3405) .
[4] في تاريخه.(31/73)
56- مُحَمَّد بْن عتاب بْن محسن مَوْلَى عَبْد الملك بْن أَبِي عتاب الجذامي [1] .
أَبُو عَبْد اللَّه مفتي قرطبة وعالمها.
وُلِد سنة ثلاثٍ وثمانين وثلاثمائة.
وروى عن: أَبِي بَكْر عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد التُّجَيْبِي، وأبي القاسم خلف ابن يحيى، وأبي المطرف القنازعي، وسعيد بْن سلمة، وأبي عَبْد اللَّه بْن نبات، ويونس القاضي، وعبد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن بشر القاضي، وأبي بَكْر بْن واقد القاضي، وأبي مُحَمَّد بْن بنوش القاضي، وأبي أيوب بْن عمرو القاضي، وأبي عُثْمَان بْن رشيق، وغيرهم.
قال ابن بشكوال [2] : وكان فقيهًا، عالمًا، عاملًا، ورعًا، عاقلًا، بصيرًا بالحديث وطُرُقه، عالمًا بالوثائق [3] لا يُجارى فيها، كتبها عمره [4] فلم يأخذ عليها من أحدٍ أجرًا. وكان يحكي أنه لم يكتبها حَتَّى قرأ فيها أزيد من أربعين مؤلَّفًا.
وكان متفننا فِي علوم وفنون من العلم، حافظًا للأخبار والأمثال والأشعار [5] ، صليبًا فِي الحق، مريدًا [6] له [7] ، منقبضًا عن السلطان وأسبابه، جاريا على سنن الشيوخ [8] متواضعًا، مقتصدًا [9] فِي ملبسه، يتولّى حوائجه [10] بنفسه [11] وكان شيخ
__________
[1] انظر عن (محمد بن عتّاب) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 544- 546 رقم 1194، وترتيب المدارك للقاضي عياض 4/ 810، 811، وبغية الملتمس للضبيّ 115 رقم 241 وفيه:
«محمد بن عقاب» وهو تحريف، وفهرسة ما رواه عن شيوخه للإشبيلي 513، والإعلام في وفيات الأعلام 191، والعبر 3/ 250، والمعين في طبقات المحدّثين 133 رقم 1465، وسير أعلام النبلاء 18/ 328- 330 رقم 152، ومرآة الجنان 3/ 86، والوافي بالوفيات 4/ 79، والنجوم الزاهرة 5/ 86، وشذرات الذهب 3/ 311.
[2] في الصلة 2/ 544.
[3] في الصلة زيادة: «وعللها، مدقّقا لمعانيها» .
[4] عبارته في الصلة: «كتبها مدّة حياته» .
[5] زاد في الصلة: «كثيرا في كلامه» .
[6] في الصلة: «مؤيّدا» .
[7] زاد في الصلة: «مميّزا متحفظا من أهله» .
[8] زاد في الصلة: «في جميع أحواله» .
[9] في الصلة: «مقصدا» .
[10] في الصلة: «يتصرّف في حوائجه» .
[11] زاد في الصلة: «ويتولاها بذاته» .(31/74)
أَهْل الشورى فِي زمانه، وعليه كان مدار الفتوى.
دُعي إِلَى قضاء قُرْطُبَة مِرارًا، فأبى ذلك [1] ، وكان يهاب الفتوى ويخاف عاقبتها فِي الأخرى، ويقول: من يحسدني فيها جعله اللَّه مفتيا [2] . وددت أني نجوت منها كفافًا [3] .
وكانت له اختيارات من أقاويل العلماء، يأخذ بها فِي خاصة نفسه [4] .
وذكره أَبُو علي الغساني فقال: كان من جلّة العلماء الأثبات [5] ، وممن عني بالفقه وسماع الحديث وأقره [6] ، وقيده فأتقنه. وكتب بخطه علما كثيرا.
__________
[1] زاد في الصلة: «وكان قد دعي قبل ذلك إلى قضاء طليطلة والمرية فاستعفاهما، وقدّمه القاضي أبو المطرّف ابن بشر إلى الشورى والناس متوافرون، وذلك سنة أربع عشرة وأربعمائة. وهو ابن إحدى وثلاثين سنة» . (2/ 544، 545) .
[2] زاد في الصلة: «وإذا رغب في ثوابها وغبط بالأجر عليها يقول» .
[3] زاد في الصلة: «لا عليّ ولا ليا، ويتمثّل بقول الشاعر:
تمنونني الأجر الجزيل وليتني ... نجوت كفافا لا عليّ ولا ليا
[4] زاد في الصلة: «لا يعدو بها إلى غيره. منها: أنه كان يقرأ بفاتحة الكتاب في صلاة الجنائز على أثر التكبيرة الأولى أتباعا للحديث الثابت في ذلك عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، ومن قال بذلك من العلماء رحمهم الله. وكان يقرأ بها في صلاة الجمعة إذا لم يسمع قراءة الإمام، وكان إذا لم يسمع الخطبة في الجمعة والعيدين لبعده عن الإمام أقبل على الذكر والدعاء والاستغفار والقراءة. وكان يبدأ بالتكبير في العيدين من مساء ليلتهما إلى خروج الإمام وانقضاء الصلاة، وكان يتّقي المسح على الخفّين ما أمكنه ذلك، ولم تدعه الضرورة إلى ذلك ويقول: أنا لا أعيب المسح عليهما وأصلّي وراء من يمسح. وكان قد اعتقد قديما أن يشرك أبويه فيما يفعله من نوافل الخيرات مما ليس يفرض القيام به، وأن يكون ثواب ذلك بينه وبينهما سواء. وكان يقول: إني مضيت على هذه النيّة مدة، ثم إنه وقع بنفسي من ذلك شيء، إذ خشيت أن أكون أحدثت أمرا لم أسبق إليه، ولم أكن رأيت ذلك لغيري قبلي إلّا أني لم أقطع ما نويته من ذلك إلى أن مرّ بي لبعض المتقدّمين مثل ذلك، فطابت نفسي، وازددت بصيرة في فعلي.
وكان يقول فيما ترك عندنا من القضاء باليمين مع الشاهد: إني لو وجدت من يقضي بذلك لأفتيته به.
نقلت معظم ما تقدّم من مناقب هذا الشيخ بخط ابنه أبي القاسم» .
[5] العبارة في الصلة 2/ 546، «كان من جلّة الفقهاء وأحد العلماء الأثبات» .
[6] في الصلة: «وسماع الحديث دهره» .(31/75)
أخذتُ عَنْهُ [1] .
إِلَى أن قال: تُوُفي لعشرٍ بقيت من صفر، ومشى فِي جنازته المعتمد على اللَّه مُحَمَّد بْن عباد [2] .
قلت: رَوَى عَنْهُ: ولده عَبْد الرَّحْمَن، وخلْق من الأندلسيين. رحمه الله تعالى [3] .
__________
[1] زاد في الصلة: «وكان حسن الخط، جيد التقييد، وتقدّم في المعرفة بالأحكام وعقد الشروط وعللها، بذ في ذلك أقرانه. وكان على سنن أهل الفضل، جزل الرأي، حصيف العقل على منهاج السلف المتقدّم» .
[2] راجلا على قدميه. (الصلة 2/ 546) .
[3] وقال القاضي أبو الأصبغ عيسى بن سهل: كان إماما جليلا، متصرفا في كل باب من أبواب العلم، أحد الفقهاء بالأندلس، حافظا نظارا، مستنبطا، بصيرا بالأحكام والعقود، معه كان أكثر تفقّهي. وصحبته طويلا ورويت عنه كثيرا. وأجاز لي جميع ما رواه.
وقال غيره: إنه كان متواضعا يتصرّف راجلا، ويحمل خبزه إلى الفرن بنفسه، ويتولّى شراء حوائجه ويحملها إلى داره بنفسه، فإذا لقيه من يكبره من طلبته وغيرهم، وسأله أن يكفيه مئونتها قال له: لا أفعل، الّذي يأكلها يحملها. وهو مع ذلك في عيون الناس وقلوبهم النجم رفعة وجلالة، حتى رئيس البلد ابن جهور ينزل إلى مسجده في الأحيان، لمهمّ الأمور، ويأخذ فيها رأيه هناك، وربما جمع له بقية فقهاء الشورى، فيقضي قضاءه وينفّذ أحكامه هناك.
وكان ابنه يقول: كان أبي يقول: لا غنى للطالب عن الإجازة، وإن سمع الديوان أو الحديث قراءة على المحدّث أو منه، لجواز السهو والغفلة والسّنة على أحدهما قال: وعلى هذا اعتمدت في روايتي.
... أريد على القضاء غير مرة، فامتنع ولم يقدر عليه بشيء. طلبه أهل طليطلة، وأهل المرية لقضاء بلدهم على عادتهم معا في كون القضاء عندهم في غير بلدهم للتنافس الّذي كان بين أهل هذين البلدين في القضاء، فكانوا يطلبونه من غيرهم، فطلب أهل هذين البلدين ابن عتّاب لذلك، وبذلوا له ليقبل ذلك الرزق الواسع فامتنع، ولما مات القاضي بقرطبة سراج بن عبد الله رغبه ابن جهور بنفسه ولاطفه جهده، فلم يقدر عليه، وحلف بحضرته ألا يلي وقال: ما إبايتي إلّا إباية ضعف وقوة، لا من وهن وطاعة.
وحكي أنه كان خلّف صندوقا مقفلا قد أوصى ألّا يفتح إلّا بعد موته، فلما مات، فتح، فإذا فيه أربعة كتب من أربعة رؤساء: ابن عبّاد، وابن الأفطس. وابن صمادح، وابن هود، كل منهم يدعوه إلى نفسه وتقلّد القضاء ببلده وقد كتب على كل كتاب منها: «تركت هذا للَّه» .
وسأله رجل عن مسائل انتخبها وأعدّها فأجابه أحسن جواب، فأثنى عليه الرجل فقال له: يا ابن أخي لا تتّخذ هذا عادة، فلولا أني طالعتها البارحة ما أجبتك بمثل هذا، أو كما قال. (ترتيب المدارك 4/ 811، 812) .(31/76)
57- مُحَمَّد بْن عليّ بْن ممّوس [1] .
أَبُو سعْد الهَمَذانيّ البزّاز.
حدَّث عن: أَبِي بَكْر بْن لال، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي الليث، وأبي القاسم يوسف بن كج، والعلاء بن الحسين، وعلي بن إبراهيم بن حامد البزاز، وأبي بكر بن حمدويه الطوسي، وجماعة كبيرة.
وكان شيخا صالحا [2] .
58- محمد بن علي بن حميد بن علي بن حميد [3] .
أبو نصر الهمداني، إمام الجامع.
روى عن: علي بْن إِبْرَاهِيم بْن حامد، وعلي بْن شعيب، والحسن بْن أَحْمَد بْن مموش، وجماعة.
وهو صدوق.
59- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن مَنْصُور [4] .
أَبُو الغنائم بْن الغراء [5] الْبَصْرِيّ المقرئ.
رحل، وسمع: أَبَا الْحَسَن بْن جهضم بمكة، وأحمد بْن الْحَسَن الرازي بمكة وحدث عَنْهُ «بصحيح مُسْلِم» .
وسمع: أَبَا مُحَمَّد بْن النحاس بمصر، ومحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن القطَّان، وابن أبي نصر بدمشق.
__________
[1] انظر عن (محمد بن علي البزّاز) في: التقييد لابن نقطة 96 رقم 103 وفيه: «محرس» ، والكنية: «أبو سعيد» .
[2] وقال يحيى بن منه في تاريخه: كثير الحديث، صاحب أصول وفوائد، قدم أصبهان سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة، سمعت منه كتاب «السنن» لأبي داود بروايته عن أبي بكر بن لال عن أبي بكر يعني بن داسة التّمار- عنه، وسمعت منه كتاب «التاريخ» لأبي العباس السراج. وسمع من أبي بركات، وأبي طاهر بن مسلمة. (التقييد) .
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] انظر عن (محمد بن محمد بن محمد) في: الإكمال لابن ماكولا 7/ 45، والأنساب 9/ 131، واللباب 2/ 377، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 23/ 196، 197 رقم 239.
[5] الغرّاء: بفتح الغين المعجمة وبعدها الراء المشدّدة المفتوحة. هذه النسبة إلى الغراء وعمله.
(الأنساب 9/ 131) .(31/77)
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر الخطيب، وأبو نصر بْن ماكولا [1] ، ومكي الرميلي، والفقيه نصر المقدسي، وغيرهم.
سكن القدس، وبه تُوُفّي فِي شعبان وله ثمانون سنة [2] .
60- مُوسَى بْن هُذَيل بْن مُحَمَّد بْن تاجِيت البكْريّ [3] .
أَبُو مُحَمَّد القرطبي، ويعرف بابن أَبِي عَبْد الصمد.
روى عن: أَبِي عَبْد اللَّه بْن عابد، والقاضي يُونُس بن عبد الله، وأبي محمد ابن الشقاق، وأبي مُحَمَّد بْن دحون.
وكان من أَهْل المعرفة والحفظ والصلاح. وكان مشاورًا فِي الأحكام بقرطبة. عزم عليه مُحَمَّد بْن جهور أن يوليه القضاء بقرطبة فقال: أخرني ثمانية أيام حَتَّى نستخير اللَّه. فأخره، فعمي فِي تلك الأيام، فكانوا يرون أنه دعا على نفسه.
قال أَبُو القاسم بْن بشكوال: أخبرني مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن الفقيه:
سمعت أَبَا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن فَرَج الفقيه يقول: قال لي أَبُو عَبْد اللَّه بْن عابد ولابن أَبِي عَبْد الصمد معًا: لو رآكما مالك رحمه اللَّه لقرَّت عينه بكُما.
وُلِد سنة أربع وتسعين وثلاثمائة، وتُوُفيّ فِي ربيع الأول.
- حرف النون-
61- نزار بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد [4] .
أَبُو مُضَر القُرْشيّ الهَرَويّ.
يروي عن أَبِي مُحَمَّد بْن أبي شريح الأنصاريّ.
__________
[1] وهو قال: قال لي إنه سمع «بهجة الأسرار» من علي بن عبد الله بن جهضم الهمذاني وضاع كتابه وبقيت عنده الزيادات وهي خمسة أجزاء سمعتها منه بالقدس. (الإكمال 7/ 45) .
[2] في (الأنساب) : توفي سنة ستين وأربعمائة.
[3] انظر عن (موسى بن هذيل) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 609، 610 رقم 1335.
[4] لم أجد مصدر ترجمته.(31/78)
الكنى
62- أَبُو بَكْر بْن عُمَر البربري اللمتوني [1] .
ملك المغرب.
وكان ظهوره قبل الخمسين وأربعمائة، أو فِي حدود الأربعين. فذكر الأمير عزيز فِي كتاب «أخبار القيروان» ، وقد رَأَيْت له رواية فِي هَذَا الكتاب فِي أوله عن الحافظ أَبِي القاسم بْن عساكر، ولا أعرف له نسبا ولا ترجمة، قال: أخبرني عَبْد المنعم بْن عُمَر بْن حسّان الغسّاني قال: حَدَّثَنِي قاضي مركش علي بْن أَبِي فنون أن رجلًا من قبيلة جدالة من كبرائهم، يعني المرابطين، اسمه الجوهر، قدم من الصحراء إِلَى بلاد المغرب ليحج، وكان مؤثرًا للدين والصلاح، وذلك فِي عشر الخمسين وأربعمائة، فمر بالمغرب بفقيه يقرئ مذهب مالك والغالب أنه عِمْرَانَ الفاسي [2] بالقيروان.
قلتُ: أَبُو عِمْرَانَ مات بعد الثّلاثين وأربعمائة.
قال: فآوى إليه وأصغى إِلَى العلم، ثُمَّ حج وفيه قلبه من ذلك فعاد. وأتى ذلك الفقيه، وقال: يا فقيه، ما عندنا فِي الصحراء من العلم شيء إلا الشهادتين فِي العامة، والصلاة فِي بعض الخاصة.
فقال الفقيه: فخُذ معك من يُعلمّهم دينهم.
فقال له الجوهر: فابعث معي فقيهًا وعليَّ حِفْظُه وإكرامه.
فقال لابن أَخِيهِ: يا عُمَر اذهب مع هَذَا السيد إِلَى الصحراء، فعلم القبائل دين اللَّه ولك الثواب الجزيل والشكر الجميل، فأجابه.
__________
[1] انظر عن (أبي بكر بن عمر) في: الكامل في التاريخ 9/ 618- 622، ووفيات الأعيان 7/ 113 في ترجمة (يوسف بن تاشفين) رقم 844، والمختصر في أخبار البشر 2/ 174، 175، والبيان المغرب 3/ 243، ودول الإسلام 1/ 271، وسير أعلام النبلاء 18/ 425- 430 رقم 216، وتاريخ ابن الوردي 1/ 537، 538، والبداية والنهاية 12/ 134، وشرح رقم الحلل لابن الخطيب 180، 184، ومعجم الأنساب والأسرات الحاكمة 113، والأعلام 2/ 68.
[2] وكذا قال ابن الأثير في (الكامل في التاريخ 9/ 618) ، وهو خطأ كما قال المؤلّف الذهبي- رحمه الله.(31/79)
ثُمَّ جاء من الغد فقال: دعني من الصحراء، فَإِن أهلها جاهلية، وقد ألفوا ما نشئوا عليه.
وكان من طلبة الفقيه رَجُلٌ اسمه عَبْد اللَّه بْن ياسين الجزولي [1] ، فقال: أيها الشَّيْخ، أرسلني معه، والله المعين.
فأرسله معه، وكان عالمًا قوي النفس، ذا رأيٍ وتدبير، فأتيا قبيلةَ لمتُونة، وهي على ربوةٍ من الأرض، فنزل الجوهر، وأخذ بزمام الجمل الَّذِي عليه عَبْد اللَّه بْن ياسين تعظيمًا له، فأقبلت المشيخة يهنون الجوهر بالسلامة وقالوا:
من هَذَا؟ قال: هَذَا حامل سُنّة الرَّسُول عليه السلام.
فرحبوا به وأنزلوه، ثُمَّ اجتمعوا له، وفيهم أَبُو بَكْر بْن عُمَر، فقصَّ عليهم عَبْد اللَّه عقائد الْإِسْلَام وقواعده، وأوضح لهم حَتَّى فهم ذلك أكثرهم، فقالوا: أما الصلاة والزكاة فقريب، وأما قولك من قتل يقتل، ومن سرق يقطع، ومن زنا يجلد، فلا نلتزمه، فاذهب إِلَى غيرنا.
فرحل، وأخذ بزمامه الجوهر، [2] وَفِي تلك الصحراء قبائل منهم وهم ينتسبون إِلَى حمير، ويذكرون أن أسلافهم خرجوا من اليمن فِي الجيش الَّذِي جهزه الصديق إِلَى الشام، ثُمَّ انتقلوا إِلَى مصر، ثُمَّ توجّهوا إلى المغرب مع موسى بن نضير، ثُمَّ توجهوا مع طارق إِلَى طنجة، فأحبوا الانفراد فدخلوا الصحراء [3] ، وهم لمتونة، وجدالة، ولمطة، وإيتنصر، وإينواي، وسوفة، وأفخاذ عدّة، فانتهي الجوهر وعبد اللَّه إِلَى جدالة، قبيلة الجوهر، فتكلَّم عليهم عبدُ اللَّه، فمنهم من أطاع، ومنهم من عصى، فقال عَبْد اللَّه للذين أطاعوا: قد وجب عليكم أن تقاتلوا هؤلاء الذين أنكروا دين الإسلام، وقد استعدّوا لقتالكم وتحزّبوا عليكم، فأقيموا لكم رايةً وأميرًا.
فقال له الجوهر: أنت الأمير.
__________
[1] في (الكامل 9/ 619) : «الكزولي» .
[2] الكامل في التاريخ 9/ 618، 619.
[3] الكامل 9/ 618.(31/80)
قال: لا يمكنني هَذَا، أَنَا حامل أمانة الشهد، ولكن كن أنت الأمير.
قال: لو فعلت هَذَا تسلطت قبيلتي على الناس وعاثوا، فيكون وزر ذلك عليّ.
قال له: فهذا أَبُو بَكْر بْن عُمَر رأس لمتونة، وهو جليل القدر، محمود السيرة، مطاعٌ فِي قومه، فسر إليه وأعرض عليه الإمرة، والله المستعان.
فبايعوا أَبَا بَكْر، وعقدوا له رايةً، وسماه عَبْد اللَّه أمير المؤمنين. وقام حوله طائفة من جدالة وطائفة من قومه. وحضهم ابن ياسين على الجهاد وسماهم «المرابطين» .
فتألبت عليهم أحزاب الصحراء من أَهْل الشر والفساد، وجيشوا لحربهم، فلم يناجزوهم القتال، بل تلطَّف عَبْد اللَّه بْن ياسين وأبو بَكْر واستمالوهم، وبقي قوم أشرار، فتحيّلوا عليهم حَتَّى جمعوا منهم ألفين تحت زرب عظيم وثيق، وتركوهم فِيهِ أيامًا بغير طعام، وحصروهم فِيهِ، ثُمَّ أخرجوهم وقد ضعُفوا من الجوع وقتلوهم. فدانت لأبي بَكْر أكثر القبائل وقويت شوكته [1] .
وكان عَبْد اللَّه يبث فيهم العلم والسنة، ويقرئهم القرآن، فنشأ حوله جماعة فقهاء وصلحاء. وكان يعظهم ويخوّفهم، ويذكره سيرة الصحابة وأخلاقهم، وكثر الدين والخير فِي أَهْل الصحراء.
وأما الجوهر فإنه كان أخلصهم عقيدة، وأكثرهم صومًا وتهجُّدًا، فَلَمَّا رَأَى أن أَبَا بَكْر استبد بالأمر، وأن عَبْد اللَّه بْن ياسين ينفّذ الأمور بالسُّنّة، بقي الجوهر لا حكم له، فداخله الهوى والحسد، وشرع سرًا فِي إفساد الأمر. فعُلم بِذَلِك منه، وعَقَدوا له مجلسًا وثبت ما قبل عَنْه، فحكم فِيهِ بأنه يجب عليه القتل، لأنه شق العصا، فقال: وأنا أحب لقاء اللَّه. فاغتسل وصلّى ركعتين، وتقدّم فضربت عنقه، رحمه اللَّه [2] .
وكثرت طائفة المرابطين، وتتبعوا من خالفهم في القبائل قتلا ونهبا وسبيا
__________
[1] الكامل في التاريخ 9/ 620، والمختصر في أخبار البشر 2/ 1754، 175.
[2] الكامل 9/ 620، والمختصر 2/ 175.(31/81)
إلّا مَن أسلم. وبلغت الأخبار إِلَى الفقيه بما فعل عَبْد اللَّه بْن ياسين فعظم ذلك عليه وندم، وكتب إليه ينكر عليه كثرة القتل والسَّبْي، فأجابه: أما إنكارك عليَّ ما فعلت وندامتك على إرسالي، فإنك أرسلتني إِلَى أمةٍ كانوا جاهلية يُخرِج أحدُهم ابنه وابنته لِرَعْي السوام، فتأتي البنتُ حاملًا من أخيها، فلا يُنكرون ذلك، وما دَأْبهم إلا إغارة بعضهم على بعض، ويقتل بعضهم بعضًا. ففعلتُ وفعلتُ وما تجاوزت حكم اللَّه، والسلام.
وفي سنة خمسين وأربعمائة قحطت بلادهم وماتت مواشيهم، فأمر عَبْد اللَّه بْن ياسين ضعفاءهم بالخروج إِلَى السُّوس، وأخذ الزّكاة، فخرج منهم نحو سبعمائة [1] رَجُل، فقدموا سِجِلْماسَة، وسألوا أهلها الزكاة، وقالوا: نَحْنُ قومٌ مرابطون خرجنا إليكم نطلب حق اللَّه من أموالكم. فجمعوا لهم مالًا ورجعوا به.
ثمّ إن الصحراء ضاقت بهم، وأرادوا إظهار كلمة الحق، وأن يسيروا إِلَى الأندلس للجهاد، فخرجوا إِلَى السوس الأقصى، فاجتمع لهم أَهْل السوس وقاتلوهم وهزموهم، وقُتِل عَبْد اللَّه بْن ياسين.
وهرب أَبُو بَكْر بْن عُمَر إِلَى الصحراء، فجمع جيشًا وطلب بلاد السوس فِي ألفي راكب، فاجتمعت لحربه من قبائل بلاد السوس وزناتة اثنا عشر ألف فارس، فأرسل إليهم رُسُلًا وقال: افتحوا لنا الطريق فَمَا قصدنا إلا غزو المشركين. فأبوا عليه واستعدوا للحرب، فنزل أَبُو بَكْر وصلى الظهر على درقته وقال: اللَّهمّ إن كُنَّا على الحق فانصرنا عليهم، وإن كُنَّا على باطلٍ فأرِحْنا بالموتِ.
ثُمَّ ركب والتقوا فهزمهم، واستباح أَبُو بَكْر أسلابهم وأموالهم وعُددهم، وقويت نفسه. ثُمَّ تمادى إِلَى سِجِلْماسَة فنزل عليها، وطلب من أهلها الزكاة، فقالوا لهم: إنما أتيتمونا فِي عددٍ قليل فوسعكم ذلك، وضعفاؤنا كثير، وما هَذِهِ حال من يطلب الزكاة بالسلاح والخيل، وإنما أنتم محتالون. ولو أعطيناكم أموالنا ما عمّتكم.
__________
[1] في الكامل 9/ 621: «تسعمائة» .(31/82)
وبرز إليهم مسعود صاحب سجلماسة بجيشه، فحاربوه، وطالت بينهم الحربُ. ثُمَّ ساروا إِلَى جبلٍ هناك، فاجتمع إليهم خلق من كرونة، فزحفوا إلى سجلماسة وحاربوا مسعود بن واروالي إِلَى أن قتل، ودخلوا سِجِلْماسَة وملكوها، فاستخلف عليها أَبُو بَكْر بْن عُمَر يوسف بْن تاشفين اللمتوني، أحد بني عمه، فأحسن السيرة فِي الرعية، ولم يأخذ منهم شيئًا سوى الزكاة. وكان فتحها فِي سنة ثلاثٍ وخمسين وأربعمائة [1] .
ورجع أَبُو بَكْر إِلَى الصحراء فأقام بها مدة. ثُمَّ قدم سِجِلْماسةَ، فأقام بها سنة وخطب بها لنفسه، ثُمَّ استخلف عليها ابن أَخِيهِ أَبَا بَكْر بْن إِبْرَاهِيم بْن عُمَر، وجهز جيشًا عليهم يوسف بْن تاشفين إِلَى السوس فافتتحه [2] .
وكان يوسف دَيِّنًا حَازِمًا مُجَرِّبًا، داهية، سائسا [3] .
وفي سنة اثنتين وستين توفي أَبُو بَكْر بْن عُمَر بالصحراء، وتملك بعده يوسف [4] ، ولم يختلف عليه اثنان، وامتدّت أيّامه، وافتتح الأندلس، وبقي إلى سنة خمسمائة [5] .
وأول من كان فيهم الملك صنهاجة ثم كتامة ثم لمتونة، ثم مصمودة، ثم زناتة.
وذكر ابن دريد وغيره أن كتامة، ولمتونة، ومصمودة، وهوّارة من حمير،
__________
[1] الكامل 9/ 621، 622، وفيات الأعيان 7/ 130.
[2] الكامل 9/ 622.
[3] الكامل 9/ 622.
[4] الكامل 9/ 622، وقال صاحب «المغرب عن سيرة ملك المغرب» : إن أبا بكر بن عمر كان رجلا ساذجا خيّر الطباع مؤثرا لبلاده على بلاد المغرب غير ميّال إلى الرفاهيّة، وكانت ولاة المغرب من زناتة ضعفاء لم يقاوموا الملثّمين، فأخذوا البلاد من أيديهم من باب تلمسان إلى ساحل البحر المحيط. فلما حصلت البلاد لأبي بكر بن عمر المذكور سمع أن عجوزا في بلاده ذهبت لها ناقة في غارةٍ فبكت وقالت: ضيَّعَنَا أبو بَكْر بن عمر بدخوله إلى بلاد المغرب، فحمله ذلك على أن استخلف على بلاد المغرب رجلا من أصحابه اسمه يوسف بن تاشفين، ورجع إلى بلاده الجنوبية. (وفيات الأعيان 7/ 113) .
[5] الكامل في التاريخ 10/ 417، وفيات الأعيان 7/ 125.(31/83)
وما سواهم من البرير، وبربر ومن ولد قندار بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم عليهم السلام. ومن أمهات قبائل البربر: مليلة، وزنارة، ولواتة، وزواوة، وهوّارة، وزويلة، وعفجومة، ومطرة، وعمارة.
ويقال إن دار البربر كَانَتْ فلسطين، وتملكهم جالوت، فَلَمَّا قتله دَاوُد عليه السلام جلت البربر إِلَى المغرب وتفرقوا هناك فِي البرية والجبال، ونزلت لواتة أرض برقة، ونزلت هوارة أرض طرابلس، وانتشرت البربر إِلَى السوس الأقصى، وطول أراضيهم نحو من ألف فرسخ، والله أعلم.(31/84)
سنة ثلاث وستين وأربعمائة
- حرف الألف-
63- أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن الأزهر [1] .
النيسابوري الشروطي [2] ، أَبُو حامد الأزهري.
من أولاد المحدثين.
سَمِعَ مِنْ: أَبِي مُحَمَّد الْمَخْلَدِيّ، وأبي سَعِيد بْن حمدون، والخفّاف.
وأصوله صحيحة [3] .
رَوَى عَنْهُ: زاهر، ووجيه ابنا الشّحّامِي، وعبد الغافر بْن إِسْمَاعِيل وآخرون.
توفي فِي رجب. وولد فِي سنة أربعٍ وسبعين وثلاثمائة، وله خبرة بالشروط.
64- أَحْمَد بْن علي بْن ثابت بن أحمد بن مهديّ [4] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن الحسن الشروطي) في: التقييد لابن نقطة 135 رقم 152، والعبر 3/ 252، وتذكرة الحفاظ 3/ 1131، والإعلام بوفيات الأعلام 191، والمعين في طبقات المحدّثين 133 رقم 1466 وسير أعلام النبلاء 18/ 254، 255 رقم 127، ومرآة الجنان 3/ 87، وشذرات الذهب 3/ 311.
[2] الشروطي: بضم الشين المعجمة والراء المهملة. هذه النسبة لمن يكتب الصكاك والسجلّات لأنها مشتملة على الشروط، فقيل لمن يكتبها الشروطي. (الأنساب) .
[3] في التقييد: «سمع منه البلديون من أصول صحيحة» .
[4] انظر عن (أحمد بن علي بن ثابت) في: المنتظم 8/ 265- 270 رقم 312 (16/ 129- 135 رقم 3407) ، والأنساب 5/ 166، وأدب الإملاء والاستملاء لابن السمعاني 173، وتبيين كذب المفتري 268- 271، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 3/ 72- 80، وتاريخ دمشق (أحمد بن عتبة- أحمد بن محمد بن المؤمّل) 7/ 22- 30، وفهرسة ما رواه عن شيوخه(31/85)
الحافظ أَبُو بَكْر الخطيب، الْبَغْدَادِيّ.
أحد الحفاظ الأعلام، ومن خُتِم به إتقان هَذَا الشأن. وصاحب التصانيف المنتشرة فِي البلدان.
وُلِد سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، وكان أَبُوهُ أَبُو الْحَسَن الخطيب قد قرأ على أَبِي حَفْص الكتّاني، وصار خطيب قرية درزيجان، إحدى قرى العراق،
__________
[ (-) ] للإشبيلي 181- 182، ومعجم الأدباء 4/ 13- 45، ومعجم السفر (المصوّر) 2/ 345، 455، 406، 407، ومعجم البلدان 1/ 158، ومعجم الألقاب لابن الفوطي ج 4 ق 2/ 1127، والتقييد لابن نقطة 153- 155 رقم 176، والإستدراك (مخطوط) له، ورقة 4 ب- 5 أ، واللباب 1/ 453، 454، والكامل في التاريخ 10/ 68، وتاريخ دولة آل سلجوق 45، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 105 (في حوادث سنة 464 هـ-.) والمنتخب من السياق 107 رقم 236، ووفيات الأعيان 1/ 92، 93، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 3/ 173- 176 رقم 210، ومختار ذيل تاريخ بغداد المعروف بتاريخ ابن منظور (مخطوطة كمبرج) 63- 65، والمختصر في أخبار البشر 2/ 187، والمعين في طبقات المحدّثين 133 رقم 1417، والرواة الثقات 51 رقم 9، وسير أعلام النبلاء 18/ 270- 296 رقم 137، وتذكرة الحفاظ 3/ 1135- 1146، والعبر 3/ 253، والإعلام بوفيات الأعلام 191، وتذكرة الحفاظ لابن عبد الهادي 4/ 2، وتاريخ ابن الوردي 1/ 375، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد للدمياطي 18/ 54- 61، ومرآة الجنان 3/ 87، 88، والبداية والنهاية 12/ 101- 103 و (10/ 144) ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 12، والوافي بالوفيات 7/ 190- 199، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 201- 203، والوفيات لابن قنفذ 251، 252 رقم 463، وتاريخ الخميس 2/ 400، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 246- 248 رقم 201، والنجوم الزاهرة 5/ 87، وطبقات الحفاظ 434- 436، وتاريخ الخلفاء 423، وبغية الوعاة 1/ 158، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 164- 166، وكشف الظنون، 209، 288 و 2/ 1637، وشذرات الذهب 3/ 311، 312، وروضات الجنات 78، 79، وديوان الإسلام 2/ 215، 216 رقم 845، وإيضاح المكنون 1/ 30، 80، وهدية العارفين 1/ 79، وديوان الإسلام 2/ 215، 216 رقم 845، وإيضاح المكنون 1/ 30، 80، وهدية العارفين 1/ 79، والرسالة المستطرفة 52، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 399- 402، ودائرة المعارف الإسلامية 8/ 391- 393، وتاريخ آداب اللغة العربية 2/ 324، وتأنيب الخطيب للكوثري، الفهرس التمهيدي 165، 370، وموارد الخطيب للدكتور أكرم ضياء العمري 11- 84، وعلم التاريخ عند المسلمين لروزنثال (انظر فهرس الأعلام) 778، والأعلام 1/ 166، ومعجم المؤلفين 2/ 3، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 333- 349 رقم 162، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 434 رقم 982.
درزيجان: هكذا جوّدت في الأصل، بفتح أوله، وسكون ثانيه، وزاي مكسورة، وياء مثنّاة من تحت، وجيم، وآخره نون. قرية كبيرة تحت بغداد على دجلة بالجانب الغربي. (معجم البلدان 2/ 450) وقال حمزة: كانت درزيجان إحدى المدن السبع التي كانت للأكاسرة، وبها(31/86)
فحض ولده أَبَا بَكْر على السماع فِي صغره، فسمع وله إحدى عشرة سنة، ورحل إِلَى البصرة وهو ابن عشرين سنة، ورحل إِلَى نيسابور وهو ابن ثلاث وعشرين سنة. ثُمَّ رحل إِلَى إصبهان. ثُمَّ رحل فِي الكهولة إلى الشّام، فسمع: أبا عمر ابن مهدي الفارسي، وابن الصلت الأهوازي، وأبا الْحُسَيْن بْن المتيم، وأبا الْحَسَن بْن رزقويه، وأبا سعد الماليني، وأبا الفتح بْن أبي الفوارس، وهلال بن محمد الحفار، وأبا الحسين بن بِشْران، وأبا طَالِب مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن بَكْر، والحسين بْن الحسن الجواليقي الراوي عن مخلد العطّار، وأبا إسحاق إبراهيم ابن مخلد الباقرحي [1] ، وأبا الْحَسَن مُحَمَّد بْن عُمَر البلدي المعروف بابن الحِطراني [2] ، والحسين بْن مُحَمَّد العُكْبَرِيّ [3] الصّائغ، وأبا العلاء مُحَمَّد بْن الْحَسَن الورّاق، وأُممًا سواهم ببغداد.
وأبا عُمَر القاسمي بن جعفر الهاشمي راوي «السُّنَن» ، وعلي بْن القاسم الشاهد، والحسن بْن علي السابوري، وجماعة بالبصرة.
وأبا بَكْر أَحْمَد بْن الحسن الحِيري، وأبا حازم عمر بن أحمد العبدوييّ، وأبا سعيد محمد بن موسى الصيرفي، وعلي بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الطِّرَازي [4] ، وأبا القاسم عَبْد الرَّحْمَن السّرّاج، وجماعة من أصحاب الأصَمّ فَمَن بعده بنَيْسابور.
وأبا الْحَسَن بْن علي بن يحيى بن عبد كويه، ومحمد بن عبد الله بن
__________
[ (-) ] سمّيت المدائن المدائن، وأصلها درزيندان فعرّبت على درزيجان. وقد تحرّفت في (البداية والنهاية 12/ 101) إلى: درب ريحان، وفي (تهذيب تاريخ دمشق) إلى: «دريحان» .
[1] الباقر حيّ: بفتح الباء والقاف وسكون الراء وفي آخرها الحاء المهملة، هذه النسبة إلى باقرح وهي قرية من نواحي بغداد، (الأنساب 2/ 48) .
[2] الحطراني: بكسر الحاء وسكون الطاء المهملتين وفتح الراء وفي آخرها النون بعد الألف.
(الأنساب 4/ 169) وقد ضبطها بالأصل بكسر الحاء وسكون الطاء.
[3] العكبريّ: بضم العين وفتح الباء الموحّدة، وقيل: بضم الباء أيضا، والصحيح بفتحها. نسبة إلى بلدة على الدجلة فوق بغداد بعشرة فراسخ من الجانب الشرقي. (الأنساب 9/ 27، 28) .
[4] الطّرازي: بكسر الطاء المهملة، وفتح الراء، وفي آخرها الزاي بعد الألف، هذه النسبة إلى من يعمل الثياب المطرّزة، أو يستعملها، (الأنساب 8/ 224) .(31/87)
شهريار، وأبا نُعَيْم أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه الحافظ، وأبا عَبْد اللَّه الحمال، وطائفة بإصبهان.
وأبا نصر أَحْمَد بْن الْحُسَيْن الكسار، وجماعة بالدينور.
ومحمد بْن عِيسَى، وجماعة بَهَمذَان.
وسمع بالكوفة، والرِّيّ، والحجاز، وغيرها. وقدِم دمشقَ فِي سنة خمسٍ وأربعين ليحج منها، فسمع بها: أبا الحسين محمد بن عبد الرحمن بن أَبِي نصر، وأبا علي الأهوازي، وخلقًا كثيرًا حَتَّى سمع بها عامة رُواة عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر، لأنه سكنها مدة.
وتوجه إِلَى الحج من دمشق فحج [1] ، ثُمَّ قدمها سنة إحدى وخمسين فسكنها، وأخذ يُصنِّف فِي كُتُبه، وحدَّث بها بعامة تواليفه.
روى عَنْهُ من شيوخه: أَبُو بَكْر البرقاني، وأبو القاسم الأزْهري، وغيرهما.
ومِن أقرانه خَلْقٌ منهم: عَبْد الْعَزِيز بْن أَحْمَد الكتاني، وأبو القاسم بْن أَبِي العلاء.
وممّن روى هُوَ عَنْهُ فِي تصانيفه فرووا عَنْهُ: نصْر المقدسي الفقيه، وأبو الفضل أَحْمَد بْن خَيْرون، وأبو عَبْد اللَّه الحميديّ، وغيرهم.
__________
[1] كان حجّة سنة 446 هـ-. فقد رافقه في تلك السنة الفقيه سليم بن أيوب الرازيّ نزيل صور، وتوفي وهو عائد من الحجّ في بحر القلزم أول سنة 447 هـ-. كما رافقه إلى الحج في تلك السنة: «غيث بن علي الأرمنازي» المؤرّخ الصوريّ المتوفى سنة 509 هـ-.
قال غيث: كان الخطيب معنا في طريق الحج، وكان يختم كل يوم ختمة إِلَى قرب الغياب قراءة ترتيل. وقال: قلت للخطيب البغدادي: عظني، فقال: احذر نفسك التي هي أعدى أعدائك أن تتابعها على هواها فذاك أعضل دائك، واستشرف الخوف من الله تعالى بخلافها، وكرّر على قلبك ذكر نعوتها وأوصافها فإنّها لأمّارة بالسوء والفحشاء، والموردة من أطاعها موارد العطب والبلاء، واعمد في جميع أمورك إلى تحرّي الصدق، ولا تتبع الهوى فيضلّك عن سبيل الله، وقد ضمن الله لمن خالف هواه أن يجعل جنّة الخلد قراره ومأواه، ثم أنشد لنفسه:
إن كنت تبغي الرشاد محضا ... في أمر دُنياك والمَعَادِ
فخالِفِ النَّفْس فِي هواها ... إن الهوى جامع الفساد
(البداية والنهاية 10/ 144) .(31/88)
ورَوَى عَنْهُ: الأمير أَبُو نصر عليّ بْن ماكولا، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد السَّمَرْقَنْدي، وأبو الْحُسَيْن بْن الطُّيُوري، ومحمد بْن مرزوق الزَّعْفراني، وأبو بكر ابن الخَاضِبة، وأبو الغنائم أُبَيّ النَّرْسيّ.
وَفِي أصحابه الحفّاظ كثرة، فضلًا عن الرُّواة.
قال الحافظ ابن عساكر [1] : ثنا عَنْهُ: أَبُو القاسم النسيب، وأبو مُحَمَّد بْن الأكفاني، وأبو الْحَسَن بْن قُبَيس، ومحمد بْن عليّ بْن أَبِي العلاء، والفقيه نصْر اللَّه بْن مُحَمَّد اللّاذقي، وأبو تراب حَيْدرة، وغَيْث الأرمنازي، وأبو طاهر بْن الْجَرْجَرائي، وعبد الكريم بْن حَمْزَة، وطاهر بْن سهل، وبركات النّجّاد، وأبو الْحُسَيْن [2] بْن سَعِيد، وأبو المعالي بْن الشُّعَيري، بدمشق.
والقاضي أَبُو بَكْر الأنصاري، وأبو القاسم بْن السَّمَرْقَنْدي، وأبو السعادات أَحْمَد المتوكلي، وأبو القاسم هبة اللَّه الشُّرُوطي، وأبو بكر المزرفيّ [3] ، وأحمد ابن عَبْد الواحد بْن زُرَيْق [4] ، وأبو السُّعود بْن المجلي، وأبو منصور عبد الرحمن ابن رزيق [5] الشَّيْباني، وأبو مَنْصُور مُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن خَيْرون، وبدر بْن عَبْد اللَّه الشِّيحيّ ببغداد.
ويوسف بْن أيوّب الهَمَذَاني، بمَرْو.
قلتُ: وكان من كبار فقهاء الشّافعيّة. تفقّه على أَبِي الْحَسَن بْن المَحَامِلي، وعلى القاضي أَبِي الطّيّب.
وقال ابن عساكر [6] : أنا أبو مَنْصُور بْن خَيْرُون: ثنا الخطيب قال: وُلِدتُ في جمادى الآخرة سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، وأول ما سمعت فِي المحرَّم سنة ثلاثٍ وأربعمائة.
__________
[1] في تاريخ دمشق (أحمد بن عتبة- أحمد بن محمد بن المؤمّل) 7/ 22، 23.
[2] في تاريخ دمشق 7/ 23: «أبو الحسن» .
[3] المزرفيّ: بفتح الميم وسكون الزاي وفتح الراء وفي آخرها الفاء، هذه النسبة إلى المزرفة، وهي قرية كبيرة بغربي بغداد على خمسة فراسخ منها. (الأنساب 11/ 275) ،
[4] بتقديم الزاي.
[5] بتقديم الراء.
[6] في تاريخ دمشق 7/ 24.(31/89)
وقال: استشرتُ البَرْقانيّ فِي الرحلة إِلَى ابن النحاس بمصر، أو أخرج إِلَى نَيْسابور إِلَى أصحاب الأصم، فقال: إنك إنْ خرجت إِلَى مصر إنما تخرج إِلَى رَجُل واحد، إنْ فاتَكَ ضاعتْ رحلتك. وإنْ خرجتَ إِلَى نَيْسابور ففيها جماعة، إنْ فاتَكَ واحدٌ أدركتَ من بقي. فخرجت إِلَى نَيْسابور.
وقال الخطيب فِي تاريخه [1] : كنت كثيرا أذاكر البرقانيّ بالأحاديث، فيكتبها عني ويُضَمِّنها جُمُوعَه. وحدَّث عني وأنا أسمع، وَفِي غيبتي.
ولقد حدَّثني عِيسَى بْن أَحْمَد الهَمَذَانيّ: أَنَا أَبُو بَكْر الخوارزمي فِي سنة عشرين وأربعمائة: ثنا أَحْمَد بْن علي بْن ثابت الخطيب، ثنا مُحَمَّد بْن مُوسَى الصَّيْرَفي، ثنا الأصم، فذكر حديثًا [2] .
وقال ابن ماكولا: كان أَبُو بَكْر آخر [3] الأعيان مِمَّنْ شاهدناه معرفةً وحفظًا وإتقانًا وضبْطًا لَحَدِيثُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وتفنُّنًا فِي عِلَلِه وأسانيده [4] ، وعلمًا بصحيحه، وغريبه، وفَرْده، ومُنْكَره، [5] ومطروحه.
قال: ولم يكن للبغداديّين بعد أبي الحسن الدّار الدّارقطنيّ مثله [6] .
__________
[1] تاريخ بغداد 4/ 374 في ترجمة البرقاني.
[2] وبقية السند: حدّثنا محمد بن إسحاق الصاغاني، حدّثنا أبو يزيد الهروي، حدّثنا شعبة، عن محمد بن أبي النوادر، قال: سمعت رجلا من بني سليم يقال له خفّاف قال: سألت ابن عمر عن صوم ثلاثة في الحج وسبعة إذا رجعتم. قال: إذا رجعت إلى أهلك. قال أبو بكر- يعني الصاغاني- لم يرو هذا الحديث إلّا أبو زيد الهروي. ثم سمعت أنا أبا بكر البرقاني يرويه عنّي بعد أن حدّثنيه عنه، وكان أبو بكر قد كتبه عني في سنة تسع عشرة وأربعمائة، وقال لي: لم أكتب هذا الحديث إلا عنك، وكتب عني بعد ذلك شيئا كثيرا من حديث التوّزي، ومسعر، وغيرهما مما كنت أذاكره به. (تاريخ بغداد 4/ 374) و (تاريخ دمشق 7/ 23 و 24) .
[3] في (المستفاد من ذيل تاريخ بغداد) : «أحد» .
[4] زاد في تاريخ دمشق برواية ابن ماكولا: «وخبرة برواته وناقليه» .
[5] زاد في تاريخ دمشق: «وسقيمه» .
[6] عبارته في تاريخ دمشق: «بعد أبي الحسن علي بن عمر الدار الدّارقطنيّ رحمه الله من يجري مجراه، ولا قام بعده منهم بهذا الشأن سواه، وقد استفدنا كثيرا من هذا اليسير الّذي نحسنه به وعنه، وتعلّمنا شطرا من هذا القليل الّذي نعرفه بتنبيهه ومنه، فجزاه الله عنّا الخير، ولقّاه الحسنى، ولجميع مشايخنا وأئمتنا، ولجميع المسلمين» - (تاريخ دمشق 7/ 25، 26) وانظر:
مختصر تاريخ دمشق 3/ 174.(31/90)
وسألت أَبَا عَبْد اللَّه الصوري عن الخطيب وعن أَبِي نصر السجزي أيهما أحفظ؟ ففضل الخطيب تفضيلًا بينًا [1] .
وقال المؤتمن الساجي: ما أخرجت بغداد بعد الدّار الدَّارَقُطْنِيّ أحفظ من أَبِي بَكْر الخطيب [2] .
وقال أَبُو علي البرداني: لعل الخطيب لم ير مثل نفسه [3] .
روى القولين الحافظ ابن عساكر [4] فِي ترجمته، عن أَخِيهِ أَبِي الْحُسَيْن هبة اللَّه، عن أَبِي طاهر السلفي، عَنْهُمَا.
وقال فِي ترجمته: سمعتُ محمود بْن يوسف القاضي بتفليس يقول:
سمعتُ أَبَا إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن عَلِيّ الفيروزاباذي يقول: أَبُو بَكْر الخطيب يُشبَّه بالدارقُطْني ونُظَرائه فِي معرفة الحديث وحِفْظه [5] .
وقال أَبُو الفتيان عُمَر الرُّؤاسي: كان الخطيب إمام هذه الصّنعة، ما رَأَيْتُ مثله [6] .
وقال أَبُو القاسم النَّسيب: سمعت الخطيب يقول: كتبَ معي أَبُو بَكْر البرقاني كتابًا إِلَى أَبِي نعيم يقول فِيهِ: وقد رحل إِلَى ما عندكم [7] أخونا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن علي بْن ثابت أيده اللَّه وسلمه ليقتبس من علومك [8] ، وهو بحمد اللَّه مِمَّنْ له فِي هَذَا الشأن سابقه حسنة، وقدم ثابتة [9] . وقد رحل فِيهِ وَفِي طلبه،
__________
[1] تبيين كذب المفتري 268.
[2] تاريخ دمشق 7/ 26، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 31، سير أعلام النبلاء 18/ 276، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد 18/ 57، تهذيب تاريخ دمشق 1/ 400.
[3] تاريخ دمشق 7/ 26، معجم الأدباء 4/ 18، سير أعلام النبلاء 18/ 276، تذكرة الحفاظ 3/ 1137، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 31، تهذيب تاريخ دمشق 1/ 400.
[4] في تاريخ دمشق 7/ 26.
[5] تاريخ دمشق 7/ 26، سير أعلام النبلاء 18/ 276، تذكرة الحفاظ 3/ 1138، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 32، الوافي بالوفيّات 7/ 196، تهذيب تاريخ دمشق 1/ 400، 401.
[6] تاريخ دمشق 7/ 26، سير أعلام النبلاء 18/ 276، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 32.
[7] العبارة في (تاريخ دمشق 7/ 26) : «وقد نفذ إلى ما عندك، عمدا متعمّدا» .
[8] زاد في (تاريخ دمشق) : «ويستفيد من حديثك» .
[9] زاد في (تاريخ دمشق) : «وفهم به حسن» .(31/91)
وحصل له منه ما لم يحصل لكثير من أمثاله [1] ، وسيظهر لك منه عند الاجتماع من ذلك، مع التورُّع والتحفُّظ [2] ، ما يُحسن لديك موقعُه [3] .
وقال عَبْد الْعَزِيز الكتاني: إنه، يعني الخطيب، أسمع الحديث وهو ابن عشرين سنة. وكتب عَنْهُ شيخه أَبُو القاسم عُبَيْد الله الأزهريّ في سنة اثنتي عشرة وأربعمائة، وكتب عَنْهُ شيخه البرقاني سنة تسع عشرة، وروى عَنْهُ. وكان قد علق الفقه عن أَبِي الطَّيّب الطبري، وأبي نصر بْن الصباغ. وكان يذهب إِلَى مذهب أَبِي الْحَسَن الْأَشْعَرِيِّ رحمه اللَّه [4] .
قلتُ: مذهب الخطيب فِي الصفات أنها تمر كما جاءت.
صرَّح بِذَلِك فِي تصانيفه.
وقال أَبُو سعد بْن السمعاني فِي «الذيل» [5] فِي ترجمته: كان مهيبًا، وَقُورًا، ثقة، متحرّيا، حُجّة، حَسَن الخط، كثير الضَّبْط، فصيحًا، خُتِم به الحُفّاظ.
وقال: رحل إِلَى الشام حاجًا، فسمع بدمشق، وصور، ومكّة، ولقي بها أَبَا عَبْد اللَّه القضاعي [6] ، وقرأ «صحيح الْبُخَارِيّ» فِي خمسة أيام على كريمة المَرْوَزِيّة [7] ، ورجع إِلَى بغداد، ثُمَّ خرج منها بعد فتنة البساسيري، لتشوش الحال، إِلَى الشام سنة إحدى وخمسين، فأقام بها إِلَى صفر سنة سبعٍ وخمسين.
__________
[1] زاد في (تاريخ دمشق 7/ 27) : «الطالبين له» .
[2] زاد في (تاريخ دمشق) : «وصحّة التحصيل» .
[3] وبقية الرسالة في (تاريخ دمشق 7/ 27) : «ويجمل عندك منزلته، وأنا أرجو إذا صحّت لديك منه هذه الصفة، أن يلين له جانبك، وأن تتوفّر به، وتحتمل منه ما عساه يورده من تثقيل في الاستكثار، أو زيادة في الاصطبار، فقدما حمل السّلف من الخلف ما ربّما ثقل، وتوفّروا على المستحقّ منهم بالتخصيص والتقديم والتفضيل، ما لم ينله الكلّ منهم» .
وانظر: معجم الأدباء 4/ 41، 42، ومختصر تاريخ دمشق 3/ 174، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 401، وسير أعلام النبلاء 18/ 276، 277.
[4] تاريخ دمشق 7/ 30، سير أعلام النبلاء 18/ 277، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 32، الوافي بالوفيات 7/ 196.
[5] هو «ذيل الأنساب» .
[6] تقدّمت ترجمته في الطبقة الماضية.
[7] ستأتي ترجمتها برقم (84) في وفيات هذه السنة (463 هـ-.(31/92)
وخرج من دمشق إِلَى صور، فأقام بصور [1] ، وكان يزور البيت المقدس ويعود إِلَى صور، إلى سنة اثنتين وستّين وأربعمائة، فتوجه إِلَى طرَابُلس [2] ، ثُمَّ إِلَى حلب، ثُمَّ إِلَى بغداد على الرَّحْبة، ودخل بغداد فِي ذي الحجّة [3] .
وحدَّث فِي طريقه بحلب، وغيرها.
سمعتُ الخطيب مَسْعُود بْن مُحَمَّد بمرْو: سمعتُ الفضل بْن عُمَر النَّسَويّ يقول: كنتُ بجامع صور عند أَبِي بَكْر الخطيب، فدخل عليه علويّ وفي كمّه
__________
[1] يفهم من هذا أن الخطيب دخل صور سنة 457 هـ-. ولكنّه دخلها قبل ذلك سنة 446 هـ-. في طريقه إلى الحج، أو عند رجوعه. فقد ذكر في ترجمة أبي الفرج عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن برهان الغزّال البغدادي المتوفى سنة 447 هـ-. أنه انتقل عن بغداد إلى الشام فسكن بالساحل من مدينة صور وبها لقيته وسمعت منه عند رجوعي من الحج وذلك في سنة 446 هـ-.
(تاريخ بغداد 11/ 34، تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 21/ 543، الأنساب 408 ب) .
[2] يفهم من هذا أنه دخل طرابلس مرة واحدة، وذلك سنة 462 هـ-. والصحيح أنه دخلها مرتين.
أولاهما بحدود سنة 446 أو 447 هـ-. عند عودته من الحج، ويؤكد ذلك ما ذكره «الكراجكي» في رحلته من أن الخطيب كانت له مناظرة في الخطابة مع القاضي الحسين بن بشر صاحب دار العلم بطرابلس. والمعروف أن الكراجكي توفي سنة 449 هـ-. وهذا يعني أن الخطيب تناظر في طرابلس قبل تلك السنة، حيث شهد الكراجكي المناظرة ودوّنها في رحلته، ونقلها عنه «ابن أبي طيِّئ» ، ثم نقل «ابن حجر» هذا الخير نقلا عنه وذكره في (لسان الميزان 2/ 275) قال:
«الحسين بن بشر بن علي بن بشر الطرابلسي المعروف بالقاضي. ذكره ابن أبي طيّ في رجال الشيعة، وقال: كان صاحب دار العلم بطرابلس وله خطب يضاهي بها خطب ابن نباتة، وله مناظرة مع الخطيب البغدادي ذكرها الكراجكي في رحلته، وقال: حكم له على الخطيب بالتقدّم في العلم» .
ويقول خادم العلم وطالبه محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : إنّ هذه المعلومة تؤكّد أن «دار العلم بطرابلس» كانت موجودة قبل سنة 449 هـ-. على الأقلّ، مما يسقط القول من أن جلال الملك أبا الحسن علي بن محمد بن عمّار أسّس دار العلم بطرابلس سنة 472 هـ-. بل هو جدّد بناءها في تلك السنة، إذ هي أقدم من ذلك.
انظر معالجتي لهذا الموضوع في كتابي: «دار العلم بطرابلس في القرن الخامس الهجريّ» - صدر عن دار الإنشاء بطرابلس 1982، والبحث الّذي نشرته في مجلّة الرسالة الإسلامية ببغداد، العدد المزدوج 76 و 77 لسنة 1974 ص 60- 67 بعنوان «الخطيب البغدادي المؤرّخ في طرابلس الشام» ، والبحث الّذي نشرته في مجلّة «المجلّة العربية» بالرياض، العدد 1، كانون الأول 1978 ص 94- 96 بعنوان «مع الخطيب البغدادي في رحلته إلى بلاد الشام» .
[3] تاريخ دمشق 7/ 30، المنتظم 8/ 265 (16/ 129، 130) ، معجم الأدباء 4/ 18، الوافي بالوفيات 7/ 194.(31/93)
دنانير، فقال: هَذَا الذهب تصرفه فِي مهماتك. فقطب وجهه وقال: لا حاجة لي فِيهِ. فقال: كانك تستقله؟ ونفض كُمَّه على سجادة الخطيب، فنزلت الدّنانير، فقال: هذه ثلاثمائة دينار. فقام الخطيب خجلًا مُحْمرًّا وجهُهُ وأخذ سجادته ورمى الدنانير وراح، فَمَا أنسى عِزَّ خُرُوجِه، وَذُلَّ ذلك العلوي وهو يلتقط الدنانير من شقوق الحصير [1] .
وقال الحافظ ابن ناصر: حَدَّثَنِي أَبُو زكريا التبريزي اللغوي قال: دخلت دمشق فكنت أقرأ على الخطيب بحلقته بالجامع كتب الأدب المسموعة له، وكنت أسكن منارة الجامع، فصعِد إليَّ وقال: أحببتُ أن أزورك فِي بيتك. فتحدَّثنا ساعة، ثُمَّ أخرج ورقةً وقال: الهديّة مستحبّة، اشتر بهذا أقلاما و [نهض] [2] .
قال: فإذا هِيَ خمسة دنانير مصرية. ثُمَّ إنه صعد مرة أخرى، ووضع نحوًا من ذلك. وكان إذا قرأ الحديث فِي جامع دمشق يسمع صوته في آخر الجامع.
وكان يقرأ مُعْرَبًا صحيحًا [3] .
وقال أَبُو سَعِد: سمعت على ستة عشر نفسًا من أصحابه سمعوا منه، سوى نصر اللَّه المصيصي فإنه سمع منه بصور، وسوى يحيى بن عليّ الخطيب، سمع منه بالأنبار.
وقرأت بخط والدي: سمعت أَبَا مُحَمَّد بن الأبنوسي يقول: سمعت الخطيب يقول: كلما ذكرت فِي التاريخ عن رجلٍ اختلفَ فِيهِ أقاويل الناس فِي الجرح والتعديل، فالتعويل على ما أخّرت ذِكره من ذلك، وختمت به التَّرجمة [4] .
وقال ابن شافع فِي «تاريخه» : خرج الخطيب إلى الشام في صفر سنة
__________
[1] معجم الأدباء 4/ 15 و 31، 32، تذكرة الحفاظ 3/ 1138، سير أعلام النبلاء 18/ 277، 278، طبقات الشافعية للسبكي 4/ 34، 35.
[2] في الأصل بياض، والمستدرك من: معجم الأدباء وغيره.
[3] معجم الأدباء 4/ 32، 33 وفيه: «وكان يقرأ مع هذا صحيحا» ، تذكرة الحفاظ 3/ 1138، سير أعلام النبلاء 18/ 278.
[4] تذكرة الحفاظ 3/ 1138، 1139، سير أعلام النبلاء 18/ 278.(31/94)
إحدى وخمسين، وقصد صور، وبها «عز الدولة» [1] الموصوف بالكرم، وتقرب منه، فانتفع به، وأعطاه مالًا كثيرًا. انتهى إليه الحِفْظ والإتقان والقيام بعلوم الحديث [2] .
وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ [3] : سَمِعْتُ الْحُسَيْنَ بن محمد يحكي، عن أبي الفضل ابن خَيْرُونٍ أَوْ غَيْرِهِ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الْخَطِيبَ ذَكَرَ أَنَّهُ لَمَّا حَجَّ شَرِبَ مِنْ مَاءِ زمزم ثلاث شربات، وسأل الله تعالى ثلاث حَاجَاتٍ، أَخْذًا بِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ» [4] . فَالْحَاجَةُ الْأُولَى أَنْ يُحَدِّثَ «بتاريخ بغداد» ببغداد، والثانية أن يُملي الحديث بجامع المنصور، والثالثة أن يُدفن عند بِشْر الحافي، فقضى اللَّه الحاجات الثلاث له [5] .
وقال غَيْث الأرمنازي: ثنا أَبُو الفَرَجِ الإسْفَرَائيني قال: كان الخطيب معنا فِي الحج، فكان يختم كل يوم ختمة إِلَى قرب الغياب قراءة ترتيل. ثُمَّ يجتمع عليه الناس وهو راكب يقولون: حَدَّثَنَا. فيُحدِّثهم. أو كما قال [6] .
__________
[1] هكذا هنا، والتقييد لابن نقطة 154، وتذكرة الحفاظ، وسير أعلام النبلاء، وهو: «محمد أبو الحسن» تولّى قضاء صور سنة 450 واستقلّ بها سنة 455 ومات بها سنة 465 هـ-. (انظر كتابي: تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ عبر العصور- الطبعة الثانية- مؤسسة الرسالة ببيروت، ودار الإيمان بطرابلس 1404 هـ-. / 1984 م. - ص 350، ودراستي في مجلّة «تاريخ العرب والعالم» بيروت العدد 16 سنة 1980 بعنوان «أسرة بني أبي عقيل في مدينة صور» ص 9- 18) ووقع في (المستفاد من ذيل تاريخ بغداد 18/ 45) : «يمين الدولة» . وهو من أسرة بني أبي عقيل السّنية التي كانت تحكم مدينة صور لفترة من العهد الفاطمي، وكان أفراد الأسرة في معظمهم من القضاة والمحدّثين والأدباء الفضلاء.
أما ابن الفوطي فيجعل «عين الدولة» : «عَبْدِ الله بن علي بن عِياض بن أحمد بن أيوب أبو محمد ابن أبي عقيل» ويصفه بأنه صاحب الساحل، وكذلك يذكره غيث الأرمنازي في (تاريخ صور) ويصفه بالسخاء والمروءة، وكذا ابن تغري بردي، ولكنهم يؤرّخون وفاته بسنة 450 هـ-.
(معجم الألقاب ج 4 ق 2/ 1127، النجوم الزاهرة 5/ 63) والرواية تتحدّث عن دخول الخطيب إلى صور سنة 451 هـ-. أي بعد وفاة «عين الدولة عبد الله بن علي» ، وكان بها ابنه «محمد» ، فهو «عز الدولة» .
[2] التقييد 154، تذكرة الحفاظ 3/ 1139، سير أعلام النبلاء 18/ 278، 279.
[3] في تاريخ دمشق 7/ 24، 25.
[4] رواه أحمد في المسند 3/ 357.
[5] في تاريخ دمشق زيادة، سوف تأتي لاحقا في سياق الترجمة.
[6] تبيين كذب المفتري 268، تاريخ دمشق 7/ 26، تذكرة الحفاظ 3/ 1139، سير أعلام النبلاء(31/95)
وقال المؤتمن الساجي: سمعت عَبْد المحسن الشيحي يقول: كنت عديل أَبِي بَكْرٍ الخطيب من دمشق إِلَى بغداد، فكان له فِي كل يومٍ وليلة وختمة [1] .
وقال الحافظ أَبُو سعْد بْن السمعاني: وله ستة وخمسون مصنَّفًا [2] ، منها:
«التاريخ لمدينة السلام» فِي مائة وستة أجزاء [3] ، «شَرَف أصحاب الحديث» [4] ثلاثة أجزاء، «الجامع» [5] خمسة أجزاء، «الكفاية فِي معرفة الرواية» [6] ثلاثة عشر جزءًا، كتاب «السابق واللاحق» [7] عشرة أجزاء، كتاب «المتّفق والمفترق» [8]
__________
[ (- 18] / 279، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 34، تهذيب تاريخ دمشق 1/ 401.
[1] تذكرة الحفاظ 3/ 1139، سير أعلام النبلاء 18/ 279.
[2] وجعلها المرحوم الأستاذ يوسف العش 79 مصنّفا. (الأعلام 1/ 166) .
[3] طبع في 14 مجلّدا في مطبعة السعادة بالقاهرة 1931، ووقع سقط في القسم الخاص بالمحمّدين وتمّ استدراك السقط في المجلّد الخامس، ص 231- 477، وأعادت دار الكتاب العربيّ ببيروت إصداره مصوّرا عن طبعة السعادة، وألحقت به ثلاثة أجزاء من الموجود من «ذيل تاريخ بغداد» لابن النجار المتوفى سنة 643 هـ، ثم جزءا أخيرا هو: «المستفاد من ذيل تاريخ بغداد» لابن الدمياطيّ المتوفى سنة 749 هـ-.
[4] طبع في أنقرة سنة 1971 بتحقيق الدكتور محمد سعيد خطيب أوغلي.
[5] واسمه الكامل: «الجامع لأخلاق الراويّ وآداب السامع» وقد طبع في الكويت سنة 1981، ثم أعيد طبعه وصدر في مجلّدين عن مؤسسة الرسالة ببيروت 1412 هـ-. / 1991 م. بتحقيق الدكتور محمد عجاج الخطيب.
[6] طبع باسم «الكفاية في علم الرواية» في حيدراباد الدكن بالهند سنة 1357 هـ-، ثم أعيد طبعه بعناية عبد الحليم محمد عبد الحليم وعبد الرحمن حسن محمود، وتقديم محمد الحافظ التيجاني، وأصدرته مطبعة السعادة بالقاهرة 1972 م.
وقد سماه «ابن الجوزي» في (المنتظم) : (الكفاية في معرفة أصول علم الرواية) .
[7] واسمه الكامل: «السابق واللاحق في تباعد ما بين وفاة راويين عن شيخ واحد» . وقد حققه محمد بن مطر الزهراني، ونشرته دار طيبة بالرياض 1982 وقال الشيخ شعيب الأرنئوط والسيد محمد نعيم العرقسوسي في تعليقهما على كتاب «سير أعلام النبلاء» ج 18/ 290 في الحاشية رقم (1) ، عن كتاب «السابق واللاحق» أنه «كتاب نفيس لم يسبق الخطيب إلى مثله في هذا الباب أحد، ولم يحاكه أحد فيمن لحقه» .
ويقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : بلى، لقد سبق الخطيب إلى مثله في هذا الباب، فقد وضع القاضي أبو القاسم علي بن المحسّن التنوخي المتوفى سنة 447 هـ-. كتابا بعنوان «الفوائد العوالي المورخة من الصحاح والغرائب» ، وخرّجه الحافظ أبو عبد الله محمد بن علي الصوري شيخ الخطيب المتوفى 441 هـ-. وقد قمت بتحقيق الجزء الخامس الّذي وصلنا منه، نسخة المكتبة الظاهرية، وصدر عن مؤسسة الرسالة، بيروت، ودار الإيمان، طرابلس الطبعة الأولى 1406 هـ-. / 1986 م. والثانية 1408 هـ-. / 1988 م. ويمكن الزعم بأن الخطيب اقتبس فكرة كتابه «السابق» عن كتاب «الفوائد» لصاحبه التنوخي.
[8] لم أقف عليه.(31/96)
ثمانية عشر جزءًا، كتاب «تلخيص المتشابه» [1] ستة عشر جزءًا، كتاب «تالي التلخيص» [2] أجزاء، كتاب «الفصل للوصل والمُدْرَج فِي النَّقْل» [3] تسعة أجزاء كتاب «المكمل فِي المهمل» [4] ثمانية أجزاء، كتاب «غنية الملتمس فِي تمييز الملتبس» [5] ، كتاب «من وافقت كُنْيتُه اسم أَبِيهِ» [6] ، كتاب «الأسماء المبْهَمَة» [7] مجلَّد، كتاب «الموضح» [8] أربعة عشر جزءًا، كتاب «مَن حدَّث ونسي» [9] ، جزء، كتاب «التطْفيل» [10] ثلاثة أجزاء، كِتَابِ «القنوت» [11] ثَلَاثَةٌ أجزاء، كِتَابِ «الرواة عن مَالِكِ» [12] ستة أجزاء، كتاب «الفقيه والمتفقه» [13] ، اثنا عشر جزءًا، كتاب «تمييز متصل الأسانيد» [14] ثمانية أجزاء، كتاب «الحِيَل» [15] ثلاثة أجزاء، «الآباء عن
__________
[1] أصدرته دار طلاس بدمشق 1985 في جزءين، بعنوان: «تلخيص المتشابه في الرسم وحماية ما أشكل منه عن بوادر التصحيف والوهم» ، حقّقته الباحثة سكينة الشهابي.
[2] لم أقف عليه. وسمّاه ابن الجوزي: «باقي التلخيص» .
[3] لم أقف عليه. وسمّاه ابن الجوزي: «الفصل والوصل» ، وياقوت: «كتاب في الفصل والوصل» .
[4] لم أقف عليه، وسمّاه ابن الجوزي، وياقوت: «المكمل في بيان المهمل» .
[5] في المنتظم، ومعجم الأدباء، وسير أعلام النبلاء: «غنية المقتبس في تمييز الملتبس» .
[6] في الأصل: «ابنه» ، والتصحيح من: المنتظم 16/ 130، ومعجم الأدباء 4/ 20.
[7] في (المنتظم) : «الأسماء المبهمة والأنباء المحكمة» ، وفي (معجم الأدباء) : «الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة» .
[8] طبع في حيدرآباد الدكن بالهند سنتي 1959 و 1960 في جزءين، باسم «موضّح أوهام الجمع والتفريق» .
[9] في (المنتظم ومعجم الأدباء) : «من حدّث فنسي» .
[10] نشره حسام الدين القدسي بدمشق سنة 1346 هـ-. باسم «التطفيل وحكايات الطفيليين ونوادر كلامهم وأشعارهم» ، ثم طبع في النجف بالمطبعة الحيدرية سنة 1966 بعناية كاظم المظفر.
وقد سمّاه ياقوت (4/ 21) : «كتاب الطفيليين» .
[11] تحرف اسمه في (تذكرة الحفاظ 3/ 1140) إلى «الفنون» .
[12] لم أقف عليه.
[13] نشره الشيخ إسماعيل الأنصاري وصدر عن مطابع القصيم بالرياض سنة 1389 هـ، وأعادت طبعه دار إحياء السّنّة النبويّة سنة 1975 م. في جزءين. وقد حدّث الخطيب بهذا الكتاب في جامع صور سنة 459 هـ-.
[14] في (المنتظم، ومعجم الأدباء) : «تمييز المزيد في متصل الأسانيد» .
[15] لم أقف عليه.(31/97)
الأبناء [1] جزء، «الرحلة» [2] جزء، «مسألة الاحتجاج بالشافعي» [3] جزء، كتاب «البخلاء» [4] أربعة أجزاء، كتاب «المُؤْتَنِفْ لتكملة المؤتلف والمختلف» [5] ، كتاب «مُبهم المراسيل» [6] ، «كتاب أن البَسْمَلَة من الفاتحة» [7] ، كتاب «الجهر بالبَسْمَلة» [8] جزءان، كتاب «مقلوب الأسماء والأنساب» [9] ، كتاب «صحة العمل باليمين مع الشاهد» [10] ، كتاب «أسماء المدلسين» [11] ، كتاب «اقتضاء العلم العمل» [12]
__________
[1] في المنتظم ومعجم الأدباء: «رواية الآباء عن الأبناء» ، وفي (تذكرة الحفاظ) : «رواية الأبناء عن آبائهم» ، وفي (سير أعلام النبلاء 18/ 291) : «الإنباء عن الأبناء» .
[2] اسمه الكامل: «الرحلة في طلب الحديث» ، وقد طبع أولا ضمن «مجموعة رسائل في علوم الحديث» بعناية صبحي البدري السامرائي، ونشرته المكتبة السفية بالمدينة المنورة 1969، ثم أعيد طبعه في سلسلة روائع تراثنا الإسلامي، منشورات أمين دمج، سنة 1395 هـ-. / 1975 م.
[3] في (المنتظم) : «الاحتجاج عن الشافعيّ» ، وفي (معجم الأدباء) : «الاحتجاج للشافعي فيما أسند إليه والردّ على الجاهلين بطعنهم عليه» ، وقد أخطأ المحقّقان في (سير أعلام النبلاء 18/ 291، بالحاشية 6) فقالا: «.. والرد على الطاعنين بجهلهم عليه» .
[4] صدر عن مطبعة العاني ببغداد 1384 هـ-. / 1964 م. بتحقيق الدكتور أحمد مطلوب والدكتورة خديجة الحديثي، وأحمد ناجي القيسي، وساعد المجمع العلمي العراقي على نشره.
[5] في (معجم الأدباء 4/ 20) : «المؤتنف في تكملة المختلف والمؤتلف» ، ووقع خطأ في (المنتظم) في طبعتيه، الأولى بحيدرآباد، والثانية بطبعة دار الكتب العلمية ببيروت 1412 هـ-. / 1992 م. (16/ 130) فورد: «كتاب المؤتنف بكلمة المختلف والمؤتلف» ، والصحيح «بتكملة» ، فهو تكملة لكتاب «المختلف والمؤتلف» للدارقطني.
[6] في (المنتظم، ومعجم الأدباء) : «التفصيل لمبهم المراسيل» .
[7] في (المنتظم) : «كتاب لهج الصواب في أن التسمية من فاتحة الكتاب» ، وفي (معجم الأدباء) :» كتاب منهج الصواب في أن التسمية من فاتحة الكتاب» . وفي (المستفاد من ذيل تاريخ بغداد 59) : «منهج سبيل الصواب في أن التسمية آية في فاتحة الكتاب» .
[8] لم أقف عليه.
[9] في (المنتظم) و (معجم الأدباء) : «كتاب رافع الارتياب في المقلوب من الأسماء والألقاب» .
وقد وقع في (معجم الأدباء 4/ 20) : «القلوب» بدل: «المقلوب» .
[10] في (معجم الأدباء 4/ 19) : «كتاب الدلائل والشواهد على صحّة العمل باليمين مع الشاهد» .
[11] في (المنتظم، ومعجم الأدباء: «التبيين لأسماء المدلّسين» .
[12] في (المنتظم) في الطبعتين: «اقتفاء العلم بالعمل» . وهو خطأ، والصحيح «اقتضاء» ، وقد حقّقه الشيخ ناصر الدين الألباني، وصدر عن المكتب الإسلامي في بيروت لأول مرة سنة(31/98)
جزء، كتاب «تقييد العلم» [1] ثلاثة أجزاء، كتاب «القول فِي علم النجوم» ، جزء، كتاب «روايات الصحابة من التابعين» [2] ، جزء، «صلاة التسبيح» جزء، «مُسْنَد نُعَيْم بْن همار» [3] جزء، «النهي عن صوم يوم الشك» جزء، «الإجازة للمعدوم والمجهول» [4] جزء، «روايات السّتّة من التابعين بعضهم عن بعض» [5] .
وذكر تصانيف أُخَر، قال: فهذا ما انتهى إِلَيْنَا من تصانيفه. حج وحدَّث ونِعْمَ الشَّيْخ كان. ولما حج كان معه حمْل كُتُب ليُجاور، وكان فِي جملة كُتُبه «صحيح الْبُخَارِيّ» ، سمعه من الكشْمِيهني، فقرأتُ عليه جميعَه فِي ثلاثة مجالس.
وقد سُقنا هَذَا فِي سنة ثلاثين فِي ترجمة الحِيري، وهذا شيء لا أعلم أحدًا فِي زماننا يستطيعه.
وقد قال ابن النجار فِي «تاريخه» [6] : وجدت فهرست مصنفات الخطيب وهي نيّف وستّون مصنّفا، فنقلت أسماء الكُتُب التي ظهرت منها، وأسقطتُ ما لم يوجد، فَإِن كُتُبَه احترقت بعد موته، وسلمَ أكثرها.
ثمّ سرد ابن النّجّار أسماءَها، وقد ذكرنا أكثرها آنفًا، ومما لم نذكره:
كتاب «معجم الرواة عن شُعْبَة» ثمانية أجزاء، كتاب «المؤتلف والمختلف» أربعة
__________
[ (- 1386] هـ-. ثم أعيدت طباعته مرتين.
[1] حقّقه المرحوم يوسف العشّ، ونشره المعهد الفرنسي بدمشق سنة 1949 م، ثم أعادت دار إحياء السّنّة النبويّة نشره مصوّرا سنة 1974 م.
[2] في (سير أعلام النبلاء 18/ 292) : «رواية الصحابة عن تابعي» ، والمثبت يتفق مع: المنتظم، ومعجم الأدباء.
[3] في (المنتظم) و (سير أعلام النبلاء) : «مسند نعيم بن حمّاد» . وفي (معجم الأدباء) : «مسند نعيم بن همّاز» (بالزاي) ، والمثبت يتفق مع (موارد الخطيب 57) للدكتور أكرم ضياء العمري، وهو «الغطفانيّ» ، وذكره الأستاذ العش «هماز العصاني» .
[4] في (معجم الأدباء) : «الإجازة للمعلوم والمجهول» ، وفي (سير أعلام النبلاء) : «إجازة المعدوم و «المجهول» ، والمثبت يتفق مع (المنتظم) ، وقد طبع ضمن «مجموعة رسائل في علوم الحديث» بعناية صبحي البدري السامرائي، ونشرته المكتبة السلفية سنة 1969 م.
[5] في (المنتظم) - بطبعتيه-: «روايات السنة من التابعين» ، ومثله في (معجم الأدباء) وهو تحريف. أما في (سير أعلام النبلاء) : «ما فيه سنة تابعيّون» .
[6] في الجزء الّذي لم يصلنا من «ذيل تاريخ بغداد» .(31/99)
وعشرون جزءًا، «حديث مُحَمَّد بْن سوقة» أربعة أجزاء، «المسلسلات» ثلاثة أجزاء، «الرُّباعيّات» ثلاثة أجزاء، «طُرُق قبض العلم» [1] ثلاثة أجزاء، «غُسُل الجمعة» ثلاثة أجزاء [2] .
وفيها يقول الحافظ السِّلَفيّ:
تصانيف ابن ثابت الخطيبِ ... ألذُّ من الصبا [3] الغَضّ الرطيب
تراها إذْ رواها مَن حَواها ... رياضًا للفتى اليَقظِ اللّبيبِ [4]
ويأخذ حُسْنُ ما قد صاغ [5] منها ... بِلُبٍّ الحافظ الْفَطِن الأرِيبِ
فأيّةُ راحة ونعيم عيش ... يوازي كتبها [6] ، بل أيّ طيب؟ [7]
أنشدناها أبو الحسين اليُونيني [8] ، عن أَبِي الفضل الهَمَذَاني، عن السلفي.
وقد رواها أَبُو سعد بْن السمعاني فِي «تاريخه» ، عن يحيى بْن سعدون القُرْطُبّي، عن السِّلَفي، فكأني سمعتها منه.
وقال أَبُو الْحَسَن محمد بن عبد الملك الهمذاني في «تاريخه» : وفيها توفّي
__________
[1] في (المستفاد من ذيل تاريخ بغداد 9) : «قبض العلم» من غير «طرق» .
[2] زاد في (سير أعلام النبلاء 18/ 292) بعده: «الإجازة للمجهول» ، ولم يأت بشيء فهو قد ذكره قبل قليل باسم «الإجازة للمعدوم والمجهول» .
[3] في الأصل: «الصبي» .
[4] في معجم الأدباء:
تراها إذ حواها من رواها ... رياضا تركها رأس الذنوب
وفي الوافي بالوفيات:
تراها إذ حواها من رواها ... رياضا رأسها ترك الذنوب
[5] في (المستفاد) : «ما قد ضاع» .
[6] في معجم الأدباء: «يوازي كتبه» ومثله في (الوافي بالوفيات) ، وفي طبقات الشافعية الكبرى للسبكي: «يوازي عيشها» .
[7] الأبيات في: معجم الأدباء 4/ 33، 34، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 18/ 59، وسير أعلام النبلاء 18/ 293، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 12، والوافي بالوفيات 7/ 191 وفيه «أم أي طيب» ، وتذكرة الحفاظ 3/ 1140.
[8] هو: علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن عيسى اليونيني البعلي، ينسب إلى «يونين» بلدة بالقرب من بعلبكّ، ولذا يقال: «البعلي» اختصارا ل- «البعلبكي» . ولد ببعلبكّ سنة 621 وتوفي بها سنة 701 هـ-. (انظر ترجمته ومصادرها في كتابنا: موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي- القسم الثاني- ج 3/ 63- 66 رقم 761) .(31/100)
أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت المحدث. ومات هَذَا العلم بوفاته. وقد كان رئيس الرؤساء، تقدم إِلَى الخطباء والوعاظ أن لا يرووا حديثًا حَتَّى يعرضوه عليه، فَمَا صححه أوردوه، وما رده لم يذكروه [1] .
وأظهر بعض اليهود كتابًا ادّعى أنه كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بإسقاط الجزية عن أَهْل خيبر، وفيه شهادة الصحابة، وذكروا أنه خط علي رَضِيَ اللَّه عَنْهُ فِيه، وحُمِل الكتاب إِلَى رئيس الرؤساء فعَرضه على الخطيب فتأمله ثُمَّ قال: هَذَا مزوَّر.
قيل له: ومن أَيْنَ قلتَ ذلك؟
قال: فِيهِ شهادة مُعَاوِيَة وهو أسلم عام الفتح، وفتحت خيبر سنة سبْع، وفيه شهادة سعْد بْن مُعَاذ، ومات يوم بني قُرَيْظَة قبل فتح خيبر بسنتين.
فاستحسن ذلك منه، ولم يُجْرِهم على ما فِي الكتاب [2] .
وقال أَبُو سعد السمعاني: سمعت يوسف بْن أيوب الهَمَذَانيّ يقول: حضر الخطيب درس شيخنا أَبِي إِسْحَاق، فروى الشَّيْخ حديثًا من رواية بحر بْن كُنيز السقاء، ثُمَّ قال للخطيب: ما تقول فِيهِ؟
فقال الخطيب: إنْ أذِنْتَ لي ذكرت حاله.
فأسند الشَّيْخ: ظهره إِلَى الحائط، وقعد كالتلميذ، وشرع الخطيب يقول:
قال فِيهِ فلان كذا، وقال فِيهِ فلان كذا، وشرح أحواله شرحًا حسنًا، فاثني الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق عليه وقال: هُوَ دارقطني عصرنا [3] .
وقال أَبُو علي البرداني: أَنَا حافظ وقته أَبُو بَكْر الخطيب، وما رأيت مثله، ولا أظنه رَأَى مثل نفسه [4] .
__________
[1] معجم الأدباء 4/ 19.
[2] معجم الأدباء 4/ 18، المنتظم 8/ 265، 266 (16/ 129) ، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد 18/ 60، سير أعلام النبلاء 18/ 280، تذكرة الحفاظ 3/ 1141، الوافي بالوفيات 7/ 192، 193، البداية والنهاية 12/ 101، 102.
[3] سير أعلام النبلاء 18/ 280، 281، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد 18/ 57، 58، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 35، 36، الوافي بالوفيات 7/ 196.
[4] تقدّم هذا القول قبل قليل.(31/101)
وقال السلفي: سَأَلت أَبَا غالب شجاعًا الذهلي، عن الخطيب فقال: إمام مصنف حافظ، لم ندرك مثله [1] .
وقال أَبُو نصر مُحَمَّد بْن سَعِيد المؤدِّب: سمعتُ أَبِي يقول: قلت لأبي بَكْر الخطيب عند لقائي إياه: أنت الحافظ أبو بكر؟
فقال: انتهى الحفظ إلى الدّار الدَّارَقُطْنِي، أَنَا أَحْمَد بْن علي الخطيب [2] .
وقال ابن الآبنوسيّ: كان الحافظ الخطيب يمشي وَفِي يده جزءٌ يطالعه [3] .
وقال المؤتمن الساجي: كان الخطيب يقول: من صنف فقد جعل عقله على طبق يعرضه على الناس [4] .
وقال ابن طاهر فِي «المنثور» : ثنا مكي بْن عَبْد السلام الرميلي قال: كان سبب خروج أَبِي بَكْر الخطيب من دمشق إِلَى صور أنه كان يختلف إليه صبي مليح، سماه مكي، فتكلم الناس فِي ذلك. وكان أمير البلد رافضيا متعصبًا، فبلغته القصة، فجعل ذلك سببًا للفتك به، فأمر صاحب شرطته أن يأخذ الخطيب بالليل ويقتله. وكان صاحب الشرطة سنيا، فقصده تلك الليلة مع جماعةٍ ولم يمكنه أن يخالف الأمر فأخذه، وقال: قد أمرت فيك بكذا وكذا، ولا أجد لك حيلةً إلا أني أعبر بك عند دار الشريف ابن أبي الجن العلوي [5] ، فإذا حاذيت الباب اقفز وادخل الدار، فَإِنِّي لا أطلبك، وأرجع إِلَى الأمير، فَأَخْبَرَه بالقصة.
ففعل ذَلِكَ، ودخل دار الشريف، فأرسل الأمير إِلَى الشريف أن يبعث به، فقال: أيها الأمير، أنت تعرف اعتقادي فِيهِ وَفِي أمثاله، وليس في قتله مصلحة.
__________
[1] تذكرة الحفاظ 3/ 1141، سير أعلام النبلاء 18/ 281.
[2] تذكرة الحفاظ 3/ 1141، سير أعلام النبلاء 18/ 281.
[3] المنتظم 8/ 267 (16/ 131) ، معجم الأدباء 4/ 22، تذكرة الحفاظ 3/ 1141، سير أعلام النبلاء 18/ 281، الوافي بالوفيات 7/ 196.
[4] تذكرة الحفاظ 3/ 1141، سير أعلام النبلاء 18/ 281، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد 59، 60.
[5] هو الشريف حيدرة بن إبراهيم بن العباس نقيب العلويّين بدمشق، الّذي قتله أمير الجيوش بعكا سنة 461 هـ-. وقد تقدّمت ترجمته في هذه الطبقة برقم (9) .
وتحرّف «ابن أبي الجنّ» إلى «بن أبي الحسن» في: معجم الأدباء 4/ 35، وتذكرة الحفاظ 3/ 1142، والوافي بالوفيات 7/ 195.(31/102)
هَذَا مشهور بالعراق، إن قتلته قتل به جماعة من الشيعة، وخربت المشاهد.
قال: فَمَا ترى؟
قال: أرى أن يخرج من بلدك.
فأمرَ بإخراجه، فراح إِلَى صور، وبقي بها مدّة [1] .
قال ابنُ السمعاني: خرج من دمشق فِي صفر سنة سبعٍ [2] وخمسين، فقصد صور، وكان يزور منها القدس، ويعود، إِلَى أن سافر ستة اثنتين وستين إِلَى طرابلس، ومنها إِلَى حلب، فبقي بها أيامًا، ثُمَّ ورد بغداد فِي أعقاب السنة [3] .
قال ابن عساكر: سعى بالخطيب حسين بن عليّ الدّمنشيّ [4] إلى أمير الجيوش وقال: هو ناصبي، يروي فضائل الصحابة وفضائل الْعَبَّاس فِي الجامع [5] .
وقال المؤتمن الساجي: تحاملت الحنابلة على الخطيب حَتَّى مال إلى ما مال إليه. فَلَمَّا عاد إِلَى بغداد وقع إليه جزء فِيهِ سماع القائم بأمر اللَّه، فأخذ الجزء وحضر إِلَى دار الخلافة وطلب الإذن فِي قراءة الجزء.
فقال الخليفة: هَذَا رَجُل كبير فِي الحديث، وليس له فِي السماع من حاجة، ولعل له حاجة أراد أن يتوصل إليها بِذَلِك، فَسَلُوه ما حاجته؟
فَسُئل، فقال: حاجتي أن يؤذن لي أن أملي بجامع المنصور.
__________
[1] معجم الأدباء 4/ 34، 35، ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 105، 106 (نقلا عن مرآة الزمان لسبط ابن الجوزي) ، تذكرة الحفاظ 3/ 1141، 1142، سير أعلام النبلاء 18/ 281، 282، الوافي بالوفيات 7/ 195.
[2] في تاريخ دمشق 7/ 30: «سنة تسع وخمسين» ، وهو وهم، والصواب هو المثبت.
[3] تقدّم هذا القول قبل قليل، وقد علّقت عليه في موضعه.
[4] الدّمنشيّ: نسبة إلى دمنش. قال ياقوت: كذا وجدت صورة ما ينسب إليه الحسين بن علي أبو على المقرئ، المعروف بابن الدمنشي، ذكره الحافظ أَبُو القاسم في «تاريخ دمشق» وَقَالَ ...
وساق هذا الخبر. (معجم البلدان 2/ 71) .
[5] تذكرة الحفاظ 3/ 1142، سير أعلام النبلاء 18/ 282.(31/103)
فتقدم الخليفة إِلَى نقيب النقباء بالإذن له فِي ذلك، فأملي بجامع المنصور.
وقد دُفن إِلَى جانب بِشْر [1] .
وقال ابن طاهر: سألتُ أَبَا القاسم هبة اللَّه بْن عَبْد الوارث الشيرازي: هَلْ كان الخطيب كتصانيفه فِي الحفظ؟ قال: لا. كُنَّا إذا سألناه عن شيء أجابنا بعد أيام. وإن ألححنا عليه غضب. وكانت له بادرة وحشة، ولم يكن حفظه على قدر تصانيفه [2] .
وقال أَبُو الْحُسَيْن الُّطيُوري: أكثر كُتُب الخطيب، سوى «تاريخ بغداد» ، مُستقاة من كتب الصُّوري [3] . كان الصُّوري ابتدأ بها، وكانت له أخت [4] بصور خلِّف أخوها عندها اثني عشر عِدْلًا من الكُتُب، فحصَّل الخطيب من كتبه أشياء [5] .
__________
[1] تاريخ دمشق 7/ 25.
[2] معجم الأدباء 4/ 27، 28، تذكرة الحفاظ 3/ 1142، سير أعلام النبلاء 18/ 283، الوافي بالوفيات 7/ 194.
[3] هو الحافظ أبو عبد الله محمد بن علي الصوري المتوفى سنة 441 هـ-. وليس «عبد الله بن علي بن عياض أبا محمد الصوري الملقّب عين الدولة كما ذكر محقّق (النجوم الزاهرة 5/ 87 بالحاشية رقم 4) وقال أيضا إنه مات سنة 450 هـ-. وقد ذكر ابن تغري بردي وفاته في هذه السنة وقال: وهو الّذي أخذ الخطيب مصنّفاته وادّعاها لنفسه» . (النجوم 5/ 63) والمعروف أن الخطيب متّهم في أخذ كتب شيخه أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عليّ الصوري الحافظ. فليحرر.
[4] في مرآة الجنان 3/ 60، والبداية والنهاية 12/ 60 «أخيه» .
[5] معجم الأدباء 4/ 21، 22، المنتظم 8/ 143، 144 و 266، وزاد ابن الجوزي نقلا عن ابن الطيوري (8/ 144) : «قال: وأظنّه لما خرج إلى الشام أعطى أخته شيئا وأخذ منها بعض كتبه» .
وقد عقّب ابن الجوزي على قول ابن الطيوري فقال: «وقد يضع الإنسان طريقا فتسلك، وما قصّر الخطيب على كل حال» (المنتظم 8/ 266) وفي هذا القول ميل إلى رواية ابن الطيوري بأن الصوريّ وضع أبوابا مختلفة في مصنّفات أفاد منها الخطيب في مصنّفاته المختلفة الأبواب.
ولكن المؤلّف- الذهبي- رحمه الله- يقول: «ما الخطيب بمفتقر إلى الصوري، هو أحفظ وأوسع رحلة وحديثا ومعرفة» . (سير أعلام النبلاء 18/ 283) .
ويعتبر الدكتور أكرم ضياء العمري رواية ابن الطيوري بأنها فرية لا تصح، لأنّ معظم مصنّفات الخطيب أتمها قبل خروجه إلى الشام. وهو بهذا يؤيّد ما ذهب إليه المرحوم الأستاذ يوسف(31/104)
وكان الصوري قد قسم أوقاته فِي نيفٍ وثلاثين شيئًا [1] .
أخبرنا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الْخَلّالِ، أَنَا جَعْفَرٌ، أَنَا السلفي، أَنَا مُحَمَّد بْن مرزوق الزعفراني: ثنا الحافظ أَبُو بَكْر الخطيب قال: أما الكلام فِي الصفات فَإِن ما رُويَ منها فِي السُّنَن الصحاح مذهبُ السَّلف إثباتها وإجراؤها على ظواهرها، ونفي الكيفية والتشبيه عَنْهَا [2] .
وقد نفاها قوم، فأبطلوا ما أثبته اللَّه تعالى، وحققها قومٌ من المُثْبِتين، فخرجوا فِي ذلك إِلَى ضربٍ من التّشبيه والتّكليف، تعالى اللَّه عن ذَلِكَ، والقصد إنما هُوَ سلوك الطريقة المتوسطة بين الأمرين. ودين اللَّه تعالى بين الغالي فِيهِ والمقصَّر عَنْهُ. والأصلُ فِي هَذَا أن الكلام فِي الصفات فرع الكلام فِي الذات، ويُحْتَذَى فِي ذلك حَذْوُهُ وَمِثَالُهُ. فَإِذَا كَانَ معلومٌ أن إثبات رب العالمين إنما هُوَ إثبات وجود لا إثبات كيفية، فكذلك إثبات صفاته، إنما هُوَ إثبات وجود لا إثبات تحديد وتكليف. فَإِذَا قُلْنَا: للَّه يد وسمع وبصر، فَإنَّمَا هِيَ صفاتٌ أثبتها اللَّه تعالى لنفسه، ولا نقول أن معنى اليد القُدرة، ولا إن معنى السَّمْع والبصر العِلْم، ولا نقول إنها جوارح، ولا نشبهها بالأَيْدي والأسماع والأبصار التي هي جوارج وأدوات للفِعْل، ونقول: إنما وجب إثباتها لأن التوقيف وَرَدَ بها، ووَجَبَ نفْي التشبيه عنا لقوله تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ 42: 11 [3] ولَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ 112: 4 [4] [5] .
__________
[ (-) ] العش. (الخطيب البغدادي للعش 156، 157) إلّا أنه يضيف معلّقا علي ذلك بقوله: «ولا يتنافى مع هذا الرد أن الخطيب التقى بالصوري في بغداد وأخذ عنه، فإنّ التهمة تنصبّ على أخذ الخطيب مصنّفات الصوري بعد خروجه من بغداد إلى الشام» . (موارد الخطيب البغدادي 56 الحاشية رقم 1) .
[1] المنتظم 8/ 144.
[2] وقال المؤلّف الذهبي: «تكلم فيه بعضهم، وهو وأبو نعيم وكثير من علماء المتأخرين لا أعلم لهم ذنبا أكبر من روايتهم الأحاديث الموضوعة في تأليفهم غير محذّرين منها. وهذا إثم وجناية على السنن» . (الرواة الثقات 51) .
[3] سورة الشورى، الآية 11.
[4] سورة الإخلاص، الآية 4.
[5] تذكرة الحفاظ 3/ 1142، 1143، سير أعلام النبلاء 18/ 283، 284، الوافي بالوفيات(31/105)
وقال الحافظ ابن النجار فِي ترجمة الخطيب: وُلِد بقرية من أعمال نهر المُلْك، وكان أَبُوهُ يخطب بِدْرْزِيجان. ونشأ هُوَ ببغداد، وقرأ القرآن بالروايات، وتفقَّه على الطَّبَري، وعلّق عَنْهُ أشياء من الخلاف.
إِلَى أن قال: ورَوَى عَنْهُ: أَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن خَيْرُون، وأبو سعْد أَحْمَد بْن مُحَمَّد الزّوزنيّ، ومفلح بن أحمد الدّوميّ، والقاضي محمد ابن عُمَر الأرمُويّ وهو آخر من حدَّث عَنْهُ. قلتُ: يعني بالسماع. وآخر من حدَّث عَنْهُ بالإجازة: مَسْعُود الثّقفي [1] .
وخَط الخطيب خطٌّ مليح، كثير الشَّكل والضَّبْط. وقد قرأتُ بخطّه: أَنَا علي بن محمد السَّمْسار، أَنَا مُحَمَّد بْن المظفَّر، ثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحَجّاج، ثنا جَعْفَر بْن نوح، ثنا مُحَمَّد بْن عِيسَى: سمعتُ يزيد بْن هارون يقول: ما عزَّت النَّيّةُ فِي الحديث إلّا لشرفِه [2] .
وقال أَبُو مَنْصُور عليّ بْن علي الأمين: لما رجع الخطيب من الشام كَانَتْ له ثروة من الثياب والذهب، وما كان له عَقِب، فكتب إِلَى القائم باللَّه: إني إذا متُّ يكون مالي لبيت المال، فأْذَنْ لي حَتَّى أُفِّرق مالي على من شئت. فإذِن له، ففرَّقها على المحدِّثين [3] .
وقال الحافظ ابن ناصر: أخبرتني أمي أن أَبِي حدَّثها قال: كنتُ أدخل على الخطيب وأُمرَّضه، فقلت له يومًا: يا سيّدي، إن أَبَا الفضل بْن خيرون لم يُعطني شيئًا من الذَّهب الَّذِي أمرته أن يفرقه على أصحاب الحديث. فرفَع الخطيب رأسه عن المخدَّة وقال: خُذْ هَذِهِ الخِرْقة باركَ اللَّه لك فيها. فكان فيها
__________
[ (- 7] / 196 وفيه قال الصفدي: «الشيخ أبو الحسن الأشعري رحمه الله تعالى له في آيات الصفات مذهبان، أحدهما أنه إذا مرّت به آية ظاهرها يفهم منه الجسمية كاليد والجنب ردّها بالتأويل إلى ما ينفي الجسمية، والثاني أنه يمرّ بظاهرها كما جاءت لا يتأوّلها ويكل العلم بها إلى الله تعالى من غير اعتقاد الجسمية، فاختار الخطيب المذهب الثاني وهو الأسلم.
[1] تذكرة الحفاظ 3/ 1143، سير أعلام النبلاء 18/ 284، 285.
[2] سير أعلام النبلاء 18/ 285.
[3] المنتظم 8/ 269 (16/ 134) ، معجم الأدباء 4/ 217، تذكرة الحفاظ 3/ 1143، 1144، سير أعلام النبلاء 18/ 285، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 35.(31/106)
أربعون دينارًا. فأنفقتها مُدّةً فِي طلب العلم [1] .
وقال مكّيّ الرُّمَيْليّ: مرض الخطيب ببغداد فِي رمضان فِي نصفه، إِلَى أن اشتد به الحال فِي غُرّة ذي الحجة، وأوصى إِلَى أَبِي الفضل بْن خَيْرُون، ووقَفَ كُتُبه على يده، وفرَّق جميعَ ماله فِي وجوه البِرّ وعلى المحدَّثين، وتُوُفّي رابع ساعة من يوم الإثنين سابع ذي الحجة، ثُمَّ أخرج بُكرة الثلاثاء وعبروا به إِلَى الجانب الغربي، وحضره القضاة والأشراف والخلق، وتقدَّمهم القاضي أَبُو الْحُسَيْن بْن المهتدي باللَّه، فكبَّر عليه أربعًا، ودُفن بجنْب بِشْر الحافي [2] .
وقال ابن خيرون: مات ضَحْوة الإثنين ودُفِن بباب حرب. وتصدَّق بماله، وهو مائتا دينار، وأوصى بأن يُتصدَّق بجميع ثيابه، ووَقف جميع كُتُبه وأُخْرِجت جنازته من حجرةٍ تلي النظامية فِي نهر مُعَلَّى، وتبَعه الفُقهاء والخَلْق، وحُمِلت جنازته إِلَى جامع المنصور، وكان بين يدي الجنازة جماعة يُنادون: هَذَا الَّذِي كان يذبّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هَذَا الَّذِي كان يَنْفي الكذِب عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا الَّذِي كان يَحْفَظُ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وخُتِم على قبره عدّة ختمات [3] .
وقال الكتاني: وردَ كتابُ جماعةٍ أَن أَبَا بَكْر الحافظ تُوُفّي فِي سابع ذي الحجة، وكان أحدَ من حمل جنازته الْإِمَام أَبُو إِسْحَاق الشّيرازي، وكان ثقة، حافظًا، متقِنًا، مُتَحَرّيا، مصنّفًا [4] .
وقال أَبُو البركات إِسْمَاعِيل بْن أَبِي سعْد الصُّوفيّ: كان الشَّيْخ أَبُو بَكْر بْن زهْراء الصُّوفي، وهو أَبُو بَكْر بْن عليّ الطُّرَيْثِيثيّ الصُّوفي، برباطنا قد أعدّ لنفسه
__________
[1] تذكرة الحفاظ 3/ 1144، سير أعلام النبلاء 18/ 285، 286.
[2] تاريخ دمشق 7/ 29، مختصر تاريخ دمشق 3/ 175، وكان الخطيب- رحمه الله- يتمنّى أمرين: أن يعود إلى بغداد فيسمع منه تاريخه على كماله بها، وأن يموت فيها فيدفن عند بشر، فعاد إلى بغداد في ذي الحجة سنة اثنتين وستين وأربعمائة، وبلغ مناه في الأمرين، فسمع منه كتابه البغداديون في المدرسة النظامية، ومات فدفن عند بشر. (التقييد 155) .
[3] تاريخ دمشق 7/ 29، تبيين كذب المفتري 269، 270، معجم الأدباء 4/ 44، 45، مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 3/ 175، 176، التقييد لابن نقطة 154، 155، وفيات الأعيان 1/ 93، تذكرة الحفاظ 3/ 1144، سير أعلام النبلاء 18/ 286، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 37، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد 60، 61.
[4] سير أعلام النبلاء 18/ 287.(31/107)
قبرًا إِلَى جانب قبر بِشْر الحافي، وكان يمضي إليه، فِي كل أسبوع مرّة، وينام فِيه، ويقرأ فِيهِ القرآن كلّه. فلمّا مات أَبُو بَكْر الخطيب، وكان قد أوْصى أن يُدفن إِلَى جنب قبر بِشْر الحافي، فجاء أصحاب الحديث إِلَى أَبِي بَكْر بْن زهراء وسألوه أن يدفنوا الخطيب فِي قبره وأن يُؤْثِرُوه به، فامتنع وقال: موضع قد أعددته لنفسي يؤخذ منّي؟! فلمّا رأوا ذلك جاءوا إِلَى والد أَبِي سعْد، وذكروا له ذلك، فأحضرَ أَبَا بَكْر فقال: أَنَا لا أقول لك أعْطِهِم القبر، ولكن أقول لك لو أن بِشْرًا الحافي فِي الأحياء، وأنت إِلَى جانبه، فجاء أَبُو بَكْر الخطيب ليَقْعد دونك، أكان يَحْسُن بك أن تقعد أعلى [1] منه؟
قال: لا، بل كنت أقوم وأُجِلسه مكاني.
قال: فهكذا ينبغي أن تكون الساعة.
قال: فطاب قلبه، وأذِن لهم فدفنوه فِي ذلك القبر [2] .
وقال أَبُو الفضل بْن خَيْرُون: جاءني بعض الصالحين وأخبرني لمّا مات الخطيب أنه رآه فِي المنام، فقال له: كيف حالك؟ قال: أَنَا فِي رَوْح ورَيْحان، وجنّة نعيم [3] .
وقال أَبُو الْحَسَن علي بْن الْحُسَيْن بْن جدّاء: رَأَيْت بعد موت الخطيب كأنّ شخصًا قائمًا بحذائي، فأردتُ أن أسأله عن الخطيب، فقال لي: ابتِداءً أُنزِلَ وسطَ الجنّة حيث يتعارف الأبرار. رواها أَبُو عليّ البَرَدَانيّ فِي «المنامات» ، له، عن ابن جدّاء [4] .
وقال غَيْث الأرمنازيّ: قال مكّيّ بْن عَبْد السلام: كنت نائما ببغداد في
__________
[1] في الأصل: «أعلا» .
[2] تاريخ دمشق 7/ 24، 25، المنتظم 8/ 269 (16/ 134، 135) ، مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 3/ 173، 174، معجم الأدباء 4/ 16، التقييد 155، تذكرة الحفاظ 3/ 1139، سير أعلام النبلاء 18/ 279، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 35، الوافي بالوفيات 7/ 192، تهذيب تاريخ دمشق 1/ 400.
[3] سير أعلام النبلاء 18/ 287، 288، الوافي بالوفيات 7/ 197.
[4] تذكرة الحفاظ 3/ 1154، سير أعلام النبلاء 18/ 288، الوافي بالوفيات 7/ 197.(31/108)
ليلة ثاني عشر ربيع الأول سنة ثلاثٍ وستّين وأربعمائة، فرأيتُ عند السَّحَر كأنّا اجتمعنا عند أَبِي بَكْر الخطيب فِي منزله لقراءة «التاريخ» على العادة، فكأنّ الخطيب جالس، والشيخ أَبُو الفضل نصر بْن إِبْرَاهِيم الفقيه عن يمينه، وعن يمين الفقيه نصر رجلٌ لم أعرفْه، فسألتُ عَنْه، فَقِيل: هَذَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَاءَ ليسمع «التاريخ» ، فقلت فِي نفسي: هَذِهِ جلالة لأبي بَكْر، إذْ يَحْضُرْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مجلسَه.
وقلتُ: وهذا ردٌّ لقول من يعيب التاريخ، ويذكر أنه فِيهِ تحاملٌ على أقوام [1] .
وقال أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن مرزوق الزَّعْفرانيّ: حَدَّثَنِي الفقيه الصالح أَبُو علي الْحَسَن بْن أَحْمَد الْبَصْرِيّ قال: رَأَيْت الخطيبَ فِي المنام، وعليه ثياب بيض حسان، وعمامة بيضاء، وهو فرحان يبتسم. فلا أدري قلتُ: ما فعل اللَّه بك؟ أو هُوَ بَدَأَني فقال: غفر اللَّه لي أو رحِمَني، وكلّ مَن نَجَا. فوقع لي أنّه يعني بالتوحيد إليه يرحمه أو يغفر له، فأبشِروا. وذلك بعد وفاته بأيّام [2] .
وقال أَبُو الخطاب بْن الجرّاح يرثيه:
فاقَ الخطيبُ الوَرَى صِدْقًا ومعرفةً ... وأعجزَ الناسَ فِي تصنيفه الكُتُبَا
حَمَى الشريعَةَ مِن غاوٍ يُدَنّسها ... بوصْفه [3] ونَفَى التَّدليسَ والكذبا
جلا محاسن بغداد فأودعها ... تاريخا مخلصًا للَّه محتسبًا
وقال فِي الناس بالقِسْطاس منحرفا [4] ... عن الهوى، وأزال الشّكَّ والرِّيَبا
سَقَى ثراكَ أَبَا بَكْرٍ على ظَمًأ ... جَوْنٌ رُكامٌ تَسُحُّ الواكفَ السَّرِبا
ونُلْتَ فوزًا ورِضوانًا ومغفرةً ... إذا تحقَّقَ وعْدُ اللَّه واقتربا
يا أحمدَ بْن عليّ طِبْتَ مُضْطجِعًا ... وباءَ شانِئُكَ بالأَوْزار محتقبا [5]
__________
[1] المستفاد من ذيل تاريخ بغداد 61.
[2] تاريخ دمشق 7/ 30، مختصر تاريخ دمشق 3/ 176، سير أعلام النبلاء 18/ 288.
[3] هكذا في الأصل: وفي: معجم الأدباء، وتهذيب تاريخ دمشق، والوافي بالوفيات «بوضعه» .
[4] في تاريخ دمشق، وتهذيبه، ومعجم الأدباء: «منزويا» .
[5] الأبيات في: تاريخ دمشق 7/ 27، ومعجم الأدباء 4/ 37، 38، وسير أعلام النبلاء 8/ 294،(31/109)
وقال أبو الحسين بْن الطُّيُوريّ: أنشدنا أَبُو بَكْر الخطيب لنفسه:
تغيّب الخلق عن عيني سوى قمرٍ ... حسْبي من الخلْقِ طُرًّا ذلكَ القمرُ
محلُّه فِي فؤادي قد تملَّكَهُ ... وحاز رُوحي فَمَا لي [1] عَنْهُ مصطبرُ
والشّمسُ [2] أقربُ منه فِي تناولها ... وغايةُ الحظّ منه للوَرَى النّظرُ [3]
ودِدْتُ [4] تقبيلَه يومًا مُخَالَسَةً ... فصار من خاطري فِي خدّه أثرُ
وكم حليمٍ رآه ظنَّه مَلَكًا ... وردَّد [5] الفِكر فِيهِ أنّه بشر [6]
وقال غيث الأرمنازيّ: أنشدنا أَبُو بَكْر الخطيب لنفسه:
إن كنتَ تَبْغي الرَّشادَ مَحْضًا ... لأمرِ دُنياك والمَعَادِ
فخالِفِ النَّفْس فِي هواها ... إن الهوى جامعُ الفسادِ [7]
وقال أَبُو القاسم النسيب: أنشدنا أَبُو بَكْر الخطيب لنفسه:
لا تَغْبِطَنّ [8] أخا الدُّنيا لزُخْرُفِها [9] ... ولا لِلَذَّةِ وَقْتٍ عُجِّلَتْ فَرَحَا
فالدَّهْرُ أسْرَعُ شيءٍ فِي تَقَلُّبه ... وفِعْلُهُ بَيِّنٌ للخَلْق قد وَضَحا
كم شاربٍ عسلًا فِيهِ مَنِيَّتُهُ ... وكم تقلّد سيفا من به [10] ذبحا [11]
__________
[ (- 295،) ] والوافي بالوفيات 7/ 199، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 401، وورد البيت الأول منها في: النجوم الزاهرة 5/ 88.
[1] في معجم الأدباء، والوافي بالوفيات: «وما لي» .
[2] في المعجم، والوافي: «فالشمس» .
[3] في سير أعلام النبلاء: «انظر» .
[4] في المعجم، والوافي: «أردت» .
[5] في المعجم، والوافي: «وراجع» .
[6] الأبيات في: معجم الأدباء 4/ 37، 38، وسير أعلام النبلاء 18/ 395، والوافي بالوفيات 7/ 199.
[7] البيتان في: تذكرة الحفاظ 3/ 1145، وسير أعلام النبلاء 18/ 296، والبداية والنهاية 10/ 144.
[8] في البداية والنهاية: «لا يغبطن» .
[9] في المعجم، والوافي: «بزخرفها» .
[10] في البداية والنهاية: «وكم مقلد سيفا من قربه ذبحا» .
[11] الأبيات في: تاريخ دمشق 7/ 27، ومعجم الأدباء 4/ 25، ومختصر تاريخ دمشق 3/ 175، وسير أعلام النبلاء 18/ 296، والوافي بالوفيات 7/ 199، والبداية والنهاية 12/ 103،(31/110)
__________
[ (-) ] وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 401.
وللخطيب شعر ذكر ابن الجوزي 16 بيتا منه، أوله:
لعمرك ما شجاني رسم دار ... وقفت به ولا ذكر المغاني
ولا أثر الخيام أراق دمعي ... لأجل تذكّري عهد الغواني
(المنتظم 8/ 267/ 16/ 131، معجم الأدباء 4/ 22- 25) .
ومن شعره ما ذكره ياقوت، وأوله:
قد شاب رأسي وقلبي ما يغيّره ... كرّ الدهور عن الإسهاب في الغزل
وكم زمانا طويلا ظلت أعذله ... فقال قولا صحيحا صادق المثل ...
(معجم الأدباء 4/ 36) وقوله في أبي منصور بن النّقّور:
الشمس تشبهه والبدر يحكيه ... والدّرّ يضحك والمرجان من فيه
ومن سرى وظلام الليل معتكر ... فوجهه عن ضياء البدر يغنيه ...
(معجم الأدباء 4/ 38، 39 المستفاد من ذيل تاريخ بغداد 55، 56) وله:
بنفسي عاتب في كل حال ... وما لمحبّه ذنب جناه
حفظت عهوده ورعيت منه ... ذماما مثله لي ما رعاه ...
(معجم الأدباء 4/ 39، 40) وله:
خمار الهوى يربي على نشوة الخمر ... وذو الحزم فيه ليس يصحو من السّكر
وللحبّ في الأحشاء حرّ أقلّه ... وأبرده يوفي على لهب الجمر ...
(معجم الأدباء 4/ 40، 41) .
وله أيضا:
إلى الله أشكو من زماني حوادثا ... رمت بسهام البين في غرض الوصل ...
(معجم الأدباء 4/ 41) وله:
لو قيل لي: ما اتمنّى؟ قلت في عجل ... أخا صدوقا أمينا غير خوّان
إذا فعلت جميلا ظلّ بشكرني ... وإن أسأت تلقّاني بغفران ...
(المستفاد 56، الوافي بالوفيات 7/ 199) .
قال ابن نقطة: «وله مصنّفات في علوم الحديث لم يسبق إلى مثلها، ولا شبهة عند كل لبيب أنّ المتأخّرين من أصحاب الحديث عيال على أبي بكر الخطيب» . (التقييد 154) .
وقال ابن خلّكان: «كان من الحفّاظ المتقنين والعلماء المتبحّرين، ولو لم يكن له سوى «التاريخ» لكفاه، فإنه يدلّ على اطّلاع عظيم، وصنّف قريبا من مائة مصنّف، وفضله أشهر من أن يوصف» . (وفيات الأعيان 1/ 92) .
ولكن ابن تغري بردي هاجم الخطيب البغدادي وكتابه «التاريخ» هجوما قاسيا فقال: «يروى(31/111)
__________
[ (-) ] عن أبي الحسين بن الطيوري أنه قال: أكثر كتب الخطيب مستفادة من كتب الصوري يعني أخذها برمّتها، منها «تاريخ بغداد» الّذي تكلّم فيه في غالب علماء الإسلام بالألفاظ القبيحة بالروايات الواهية الأسانيد المنقطعة، حتى امتحن في دنياه بأمور قبيحة- نسأل الله السلامة وحسن العاقبة- ورمي بعظائم. وأمر صاحب دمشق بقتله لولا أنه استجار بالشريف ابن أبي الجنّ فأجاره، وقصّته مع الصبيّ الّذي عشقه مشهورة. ومن أراد شيئا من ذلك فلينظر في تاريخ الإمام الحافظ الحجّة أبي الفرج ابن الجوزي المسمّى ب «المنتظم» ، وأيضا ينظر في تاريخ العلّامة شمس الدين يوسف بن قز أوغلي (أعني مرآة الزمان) وما وقع له من الأمور والمحن، وما ربّك بظلّام للعبيد. أضربت عن ذكر ذلك كلّه لكونه متخلّقا بأخلاق الفقهاء، وأيضا من حملة الحديث الشريف. غير أنني أذكر من شعره ما تغزّله به في محبوبة المذكور، فمن ذلك قوله من قصيدة أولها:
تغيب الناس عن عيني سوى قمر ... حسبي من الناس طرّا ذلك القمر
وكلّه على هذه الكيفية» . (النجوم الزاهرة 5/ 87، 88) وقال ابن الجوزي: «وكان أبو بكر الخطيب قديما على مذهب أحمد بن حنبل فمال عليه أصحابنا لما رأوا من ميله إلى المبتدعة وأذوه، فانتقل إلى مذهب الشافعيّ وتعصّب في تصانيفه عليهم فرمز إلى ذمّهم وصرّح بقدر ما أمكنه، فقال في ترجمة أحمد بن حنبل سيّد المحدّثين، وفي ترجمة الشافعيّ تاج الفقهاء، فلم يذكر أحمد بالفقه وحكى في ترجمة حسين الكرابيسي أنه قال عن أحمد أيش نعمل بهذا الصبيّ؟ إن قلنا لفظنا بالقرآن مخلوق قال: بدعة، وإن قلنا:
غير مخلوق قال: بدعة، ثم التفت إلى أصحاب أحمد فقدح فيهم بما أمكن، وله دسائس في ذمّهم، من ذلك أنه ذكر مهنّأ وكان من كبار أصحاب أحمد، وذكر عن الدار الدّارقطنيّ أنه قال: مهنّأ ثقة نبيل، وحكى بعد ذلك عن أبي الفتح الأزدي أنه قال: مهنّأ منكر الحديث، وهو يعلم أن الأزدي مطعون فيه عند الكل.
قال الخطيب: حدّثني أبو النجيب عبد الغفار بن عبد الواحد الأرموي قال: رأيت أهل الموصل يهينون أبا الفتح الأزدي ولا يعدونه شيئا، قال الخطيب: حدّثني محمد بن صدقة الموصلي أن أبا الفتح قدم بغداد على ابن بويه فوضع له حديثا أن جبريل عليه السلام كان ينزل على النبي صلّى الله عليه وسلم في صورنا، فأعطاه دراهم. أفلا يستحيي الخطيب أن يقابل قول الدار الدّارقطنيّ في مهنّأ بقول هذا، ثم لا يتكلّم عليه، هذا ينبئ عن عصبيّة وقلّة دين.
وقال ابن الجوزي: ومال الخطيب على أبي علي بن المذهب بما لا يقدح عند الفقهاء وإنما يقدح ما ذكره في قلّة فهمه، وقد ذكرت ذلك في ترجمة ابن المذهب. وكان في الخطيب شيئان أحدهما الجري على عادة عوامّ المحدّثين في الجرح والتعديل فإنّهم يجرّحون بما ليس يجرح، وذلك لقلّه فهمهم. والثاني: التعصّب على مذهب أحمد وأصحابه، وقد ذكر في كتاب «الجهر» أحاديث نعلم أنها لا تصح، وفي كتاب «القنوت» أيضا، وذكر في مسألة صوم يوم الغيم حديثا يدري أنه موضوع فاحتجّ به، ولم يذكر عليه شيئا، وقد صحّ عن النبي صلّى الله عليه وسلم أنه قال: «من روى حديثا يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين» . وقد كشفت عن جميع ذلك في كتاب «التحقيق في أحاديث التعليق» وتعصّبه على ابن المذهب ولأهل البدع مألوف منه، وقد بان(31/112)
65- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن غالب بن زيدون [1] .
__________
[ (-) ] لمن قبلنا. فأنبأنا أبو زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي، عن أبيه، قال: سمعت إسماعيل بن أبي الفضل القومسي، وكان من أهل المعرفة بالحديث يقول ثلاثة من الحفّاظ لا أحبهم لشدّة تعصّبهم وقلّة إنصافهم: الحاكم أبو عبد الله، وأبو نعيم الأصبهاني، وأبو بكر الخطيب. قال المصنّف: لقد صدق إسماعيل وقد كان من كبار الحفاظ ثقة صدوقا له معرفة حسنة بالرجال والمتون، غزير الديانة، وقال الحق، فإنّ الحاكم كان متشيّعا ظاهر التشيّع والآخر سمع أبا الحسين بن المهتدي، وجابر بن ياسين، وابن النقور، وغيرهم، وقال الحق، فإن الحاكم كان متشيّعا ظاهر التشيّع والآخران كان يتعصبان للمتكلمين والأشاعرة، وما يليق هذا بأصحاب الحديث لأن الحديث جاء في ذمّ الكلام، وقد أكّد الشافعيّ في هذا حتى قال:
رأيي في أصحاب الحديث أن يحملوا على البغال ويطاف بهم» (المنتظم 8/ 267- 269/ 16/ 132- 134، معجم الأدباء 4/ 25- 27) .
وقال ياقوت الحموي: «ونقلت من خطّ أبي سعد السمعاني، ومنتخبه لمعجم شيوخ عبد العزيز بن محمد النخشبي، قال: ومنهم أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، يخطب في بعض قرى بغداد، حافظ فهم، ولكنه كان يتّهم بشرب الخمر، كنت كلّما لقيته بدأ في السلام، فلقيته في بعض الأيام فلم يسلّم عليّ، ولقيته شبه المتغيّر، فلما جاز عني لحقني بعض أصحابنا، وقال لي: لقيت أبا بكر الخطيب سكران، فقلت له: قد لقيته متغيّرا، واستنكرت حاله، ولم أعلم أنه سكران، ولعلّه قد تاب إن شاء الله» .
قال السمعاني: ولم يذكر عن الخطيب- رحمه الله- هذا إلّا النخشبي، مع أني لحقت جماعة كثيرة من أصحابه.
وقال في «المذيّل» : والخطيب في درجة القدماء من الحفّاظ. والأئمة الكبار، كيحيى بن معين، وعلي بن المديني، وأحمد بن أبي خيثمة، وطبقتهم ... (معجم الأدباء 4/ 29، 30) .
[1] انظر عن (ابن زيدون الشاعر) في: جذوة المقتبس 130/ 131 رقم 224، وقلائد العقيان 79، والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة لابن بسّام ج 1 ق 1/ 336- 428، وخريدة القصر وجريدة العصر لابن العماد الأصفهاني (قسم شعراء الأندلس) 2/ 48- 71، وبغية الملتمس للضبّي 186، 187 رقم 426، والمعجب في تلخيص أخبار المغرب للمراكشي 74، وإعتاب الكتّاب لابن الأبّار 207، والحلّة السيراء، له 1/ 250 و 2/ 43، 53، 99، 138، 159، والتذكرة الفخرية للإربلي 98، 99، والمغرب في حليّ المغرب 1/ 63- 69، ووفيات الأعيان 1/ 139- 141، والمختصر في أخبار البشر 2/ 187، والعبر 3/ 253، وسير أعلام النبلاء 18/ 240، 241 رقم 116، والإعلام بوفيات الأعلام 191، والمطرب من أشعار أهل المغرب لابن دحية 164، وتاريخ ابن الوردي 1/ 374، والبداية والنهاية 12/ 104، 105، ومرآة الجنان 3/ 14، 15، والوافي بالوفيات 7/ 87- 94 رقم 3031، والنجوم الزاهرة 5/ 88، ونفح الطيب 1/ 627 (وانظر فهرس الأعلام) ، وكشف الظنون 478، 481، وشذرات الذهب 3/ 312، 313، وإيضاح المكنون 1/ 485، ودائرة المعارف الإسلامية 1/ 186، وكنوز الأجداد لمحمد كردعلي 251- 260، ومعجم المؤلفين 1/ 284، وانظر ديوان ابن زيدون الصادر عن دار الكتاب العربيّ، بيروت، شرح د. يوسف فرحات 1991.(31/113)
أَبُو الْوَلِيد المخزومي الأندلسي القُرْطُبي، الشّاعر المشهور.
قال ابن بسام: [1] كان أَبُو الْوَلِيد غاية [2] منثور ومنظوم، وخاتمة شعراء بني مخزوم. أحدُ من جرَّ الأيام جرًّا، وفاق الأنام طُرًّا، وصرَّف السّلطان نَفْعًا وضُرًّا، ووسَّع البيانَ نظْمًا ونثرًا، إِلَى أدبٍ ليس [3] للبر تدفُّقُه، ولا للبدر تألُّقُه، وشِعرٍ ليس للسِّحْر بيانُه، ولا للنّجوم اقترانه، وحفظ من النَّثْر غريب المباني، شعْريّ الألفاظ والمعاني. وكان من أبناء وجوه الفقهاء بقُرْطُبة.
انتقل عن قُرْطُبة إِلَى المعتضد عَبَّاد صاحب إشبيلية بعد عام أربعين وأربعمائة، فجعله من خواصه، وبقي معه فِي صورة وزير.
فَمَنْ شِعره قَوله:
بَيْني وبَيْنَكَ ما لو شئت لم يضع ... سر [4] ، إذا ذاعت الأسرارُ لم يُذِعِ
يا بائعًا [5] حَظَّهُ مِنّي ولو بُذِلَتْ ... لِيَ الحياةُ بِحَظّي منهُ لم أبعِ
يكفيك أنَّكَ لو حمَّلت [6] قلبي ما ... لا تستطيعُ [7] قلوبُ الناس يَسْتَطِعَ
تِهْ أَحْتَمِل، وَاسْتَطِلْ أَصْبِر، وَعِزَّ أَهُنْ ... وَوَلِّ أُقْبِل، وقُلْ أَسْمَع، ومُرْ أُطِعِ [8]
وله:
أَيَّتُها النّفسُ إليْهِ اذْهَبي ... فَمَا لِقَلْبِي عَنْهُ مِنْ مَذْهَبِ
مُفَضَّضُ الثَّغْرِ لهُ نُقْطَةٌ ... مِن عَنْبَرٍ فِي خَدِّه المذهب
__________
[1] في الذخيرة ج 1 ق 1/ 336.
[2] في الذخيرة: «صاحب» .
[3] في الذخيرة: «ما» .
[4] في المختصر في أخبار البشر 2/ 187 «سرا» .
[5] في بغية الملتمس 186: «يا مانعا» .
[6] في الجذوة، والبغية: «حسبي بأنك إن حمّلت» .
[7] في المختصر في أخبار البشر: «ما لم تستطعه» ، ومثله في: تاريخ ابن الوردي 1/ 374، وهو يتفق مع ما في الديوان 163 ففيه:
يكفيك أنك إن حمّلت قلبي ما ... لم تستطعه قلوب الناس يستطع
[8] الأبيات في ديوان ابن زيدون 163، وجذوة المقتبس 130، وبغية الملتمس 186، والمختصر في أخبار البشر 2/ 187، والوافي بالوفيات 7/ 93.(31/114)
أيأسني [1] التَّوْبَةَ من حُبِّهِ ... طُلُوعُهُ شَمْسًا مِن المغربِ
وله القصيدة السائرة الباهرة:
بِنْتُمْ وَبِنَّا فَمَا ابْتَلَّتْ جَوَانِحُنَا ... شوقًا إليكُمْ ولا جفَّتْ مَآقِينا [2]
كُنّا نرى اليأسَ تُسْلِينا عَوَارِضُه ... وقَدْ يَئِسْنا فَمَا لليّأْسِ يُغْرِينا
نَكَادُ حينَ تُنَاجِيكُمْ [3] ضَمَائِرُنا ... يَقْضِي علَيْنا الأَسَى لولا تأسَينا [4]
طالت لِفَقْدكُم [5] أيَّامُنا، فَغَدَتْ ... سُودًا، وكانَتْ بِكُمْ بيضًا ليالينا
بالأمسِ كُنَّا وما يُخشَى تَفَرُّقُنا ... واليومَ نحنُ وما يُرْجَى تَلَاقينا [6]
إِذْ جانِبُ العَيْشِ طَلْقٌ من تَأَلُّفِنا ... ومورد [7] اللهو صافٍ من تصافينا
كأنَّنا لَمْ نَبِت، والوصْلُ ثالِثُنا ... والسَّعْدُ قَدْ غَضَّ من أجْفَانِ واشِينا
ليُسْقَ عَهدُكُمُ عَهدُ السُّرُورِ فَمَا ... كُنْتُمْ لأَرواحِنا إِلّا رَياحِينا [8]
وهي طويلة.
تُوُفّي ابن زيدون فِي رجب بإشبيلية.
وولي ابنه أَبُو بَكْر وزارة المعتمد بْن عَبَّاد، وقُتِل يوم أَخَذَ يوسف بْن تاشفين قُرْطُبة من المعتمد سنة أربعٍ وثمانين.
66- أَحْمَد بْن علي بْن أَحْمَد بْن عُقْبة الأصبهانيّ [9] .
__________
[1] في الديوان ص 51: «أنساني» ، وكذا في النجوم الزاهرة 5/ 88.
[2] ورد هذا البيت فقط في: النجوم الزاهرة 5/ 88.
[3] في جذوة المقتبس: «تناجينا» .
[4] ورد هذا البيت فقط في: المختصر في أخبار البشر 2/ 187.
[5] في الديوان، ص 299، حالت ومثله في: سير أعلام النبلاء 18/ 241، وفي التذكرة الفخرية 98 «حالت لبعدكم» ، وفي الجذوة 131 «حارت» ، ومثله في البغية 187.
[6] ورد هذا البيت في الديوان ص 298، بتأخير موضعه، وفيه:
وقد نكون، وما يخشى تفرّقنا ... فاليوم نحن وما يرجى تلاقينا
[7] في الديوان ص 299: ومربع.
[8] الأبيات في الديوان 298، 299 (طبعة صادر 141) ، والوافي بالوفيات 7/ 91، 92، وبعضها في: جذوة المقتبس 130، 131، وبغية الملتمس 186، 187، والتذكرة الفخرية 98، و 99، وسير أعلام النبلاء 18/ 240، 241، ومنها بيت واحد في المختصر في أخبار البشر، وبيت واحد في النجوم الزاهرة 5/ 88.
[9] لم أجد مصدر ترجمته.(31/115)
يروي عن: أبي عبد الله بن منده، وأبي إِسْحَاق بْن خُرَّشِيد قُولَه.
وكان رجلًا صالحًا عفيفًا.
مات فِي المحرَّم.
67- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْعَزِيز العُكْبَريّ [1] .
أَبُو طاهر.
تُوُفّي بعُكْبَرا.
- حرف الباء-
68- بدْر الفَخْريّ.
أَبُو النّجْم.
عن: عُثْمَان بْن دُوَست.
سمع منه: شجاع الذُّهْلي، وهبة اللَّه السَّقَطيّ.
وتُوُفّي فِي رمضان.
كان يلزم الخطيب. ذكره فِي تاريخه.
- حرف الحاء-
69- حسان بْن سَعِيد [2] .
أَبُو علي المَنِيعيّ المَرْوَرُّوذِيّ. بَلَغَنَا أَنَّهُ من ذُرّية خَالِد بْن الْوَلِيد رَضِيَ الله عنه [3] .
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (حسّان بن سعيد) في: شرح السّنّة للبغوي 1/ 23 رقم 5، والأنساب 11/ 509، 510، والمنتظم 8/ 370 رقم 313 (16/ 135 رقم 3408) ، والكامل في التاريخ 10/ 69، واللباب 3/ 265، 266، ومعجم البلدان 5/ 217، والمنتخب من السياق 214 رقم 655، والإعلام بوفيات الأعلام 191، وسير أعلام النبلاء 18/ 265- 267 رقم 134، والعبر 3/ 253، 254، وتذكرة الحفاظ 3/ 1131، ومرآة الجنان 3/ 88، والوافي بالوفيات 11/ 362، والبداية والنهاية 12/ 103، 104، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 299- 302، وشذرات الذهب 3/ 313، 314.
[3] في الهامش تعليق من الناسخ: ن: ذرية خالد رضي الله عنه انقطعت من الصدر الأول على الصحيح.(31/116)
سمع من: أبي طاهر بن مَحْمِش الزّيادي، وأبي الْقَاسِمِ بْنُ حبيب، وَأَبِي الْحَسَنُ السقاء، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: محيي السُّنَّةِ البغوي، وَأَبُو المظفّر عَبْد المنعم القُشَيْري، ووجيه الشّحّامي، وعبد الوهاب بْن شاه.
وذكره عَبْد الغافر الفارسيّ [1] فقال: هُوَ الرئيس أَبُو عليّ الحاجّي شيخ الْإِسْلَام المحمود الخصال السَّنِيَّة [2] . عَمَّ الآفاق بخيره وبرَّه. وكان فِي شبابه تاجرًا، ثُم عظُم حتّى صار من المخاطبين من مجالس السَّلاطين، لم يستغنوا عن الاعتضاد به وبرأيه، فرغب إِلَى الخيرات، وأناب إِلَى التَّقْوى والورع، وبنى المساجد والرَّباطات، وبنى جامع مدينته مروالرّوذ.
وكان كثير البِرّ والإيثار، يكسو [3] فِي الشتاء نحوًا من ألف نفس، وسعى فِي إبطال الأعشار عن البلاد، ورفع الوظائف عن القُرى. ومن ذلك أنه استدعى صدقةً عامة على أَهْل البلد، غنيّهم وفقيرهم، فكان يطوف العاملون على الدُّور والأبواب، ويُعدّون سكانها، فيدفع إِلَى كل واحدٍ خمسة دراهم. وتمّت هَذِهِ السُّنَّة بعد موته [4] .
وكان يُحيى اللَّيالي بالصلاة، ويصوم الأيام، ويجتهد فِي العبادة اجتهادًا لا يطيقه أحد.
قال: ولو تتبعنا ما ظهر من آثاره وحسناته لعجزنا [5] .
__________
[1] في المنتخب من السياق 214.
[2] في المنتخب: «المحمود بالخصال السنيّة والخلال المرضية» .
[3] في الأصل: «يكسي» .
[4] المنتظم 8/ 270 (16/ 135) ، الكامل في التاريخ 10/ 69، سير أعلام النبلاء 18/ 266، طبقات السبكي 4/ 301.
[5] وعبارته في (المنتخب) : «كان يدخل نيسابور في أوائل أمره ويعامل أهلها فلما رأى اضطراب الأمور وتزايد التعصّب من الفريقين قبل أن يجلس السلطان ألب أرسلان على سرير ملكه، ويرين وجه الآفاق بطلعة نظام ملكه انقطع حتى انقطعت مادّة الأهواء، وطوي بساط العصبية بذب نظام الملك عن حريم الملّة الحنيفية، ومساعدة السلطان الّذي هو سلطان الوقت المذعن إلى الخير المنقاد إلى المعروف ألب أرسلان، وعند ذلك سأل الرئيس أبو علي السلطان(31/117)
وقال أَبُو سعْد السمعاني [1] : حسّان بْن سَعِيد بن حسّان بن محمد بن أحمد ابن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن منيع بْن خَالِد بْن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْمَخْزُومِيُّ المنيعي، كان فِي شبابه يجمع بين الدّهْقَنة والتجارة، وسلك طريق الفتيان حَتَّى سادَ أَهْل ناحيته بالفُتُوّة والمروءة والثروة الوافرة. إِلَى أن قال: ولمّا تسلطت سلجوق ظهر أمره، وبنى الجامع بمروالرّوذ، ثُمَّ بنى الجامع الجديد بنَيْسابور. وبلغني أن عجوزًا جاءته وهو يبنيه [2] ، ومعها ثوبٌ يساوي نصف دينار وقالت: سمعتُ أنّك تبني الجامع، فأردت أن يكون لي فِي البقعة المباركة أثر.
فَدَعا خازنه واستحضر ألف دينار، واشترى بها منها الثوب، وسلَّم المبلغَ إليها، ثمّ قبضه منها الخازن، وقال له: أنفِقْ هَذِهِ الألف منها فِي عمارة المسجد.
وقال: احفظ هَذَا الثوب لكَفَنِي أَلْقى اللَّه فِيهِ [3] .
وكان لا يُبالي بأبناء الدنيا ولا يتضعضع لهم.
وحُكِي أنّ السلطان اجتاز بباب مسجده، فدخل مراعاةً له، وكان يُصلّي، فَمَا قطع صلاته، ولا تكلَّف حَتَّى أتمّها. فقال السلطان: فِي دولتي مَن لا يخافني ولا يخاف إلا اللَّه [4] .
وحيث وقع القحط سنة إحدى وستين كان ينصب القُدُور ويطبخ، ويُحضر كل يوم ألف منّا خبز ويطعم الفقراء.
وكان فِي الخريف يتّخذ الجباب والقُمُص والسراويلات للفقراء، ويجهّز بنات الفقراء، ورفع الأعشار من أبواب نَيْسابور. وكان متهجّدًا يقوم اللّيل،
__________
[ () ] والوزير في بناء الجامع المنيعي بنيسابور، فأجيب إلى مسألته، فعمد إلى خالص ما له وأنفق في بنائه الأموال الجزيلة، وكان لا يفتر آونة من ليل ولا ساعة من نهار مخافة تغيّر الأمور، واضطراب الآراء إلى أن تم، وأقيمت الجمعة فيه، وصار جامع البلد المشهور، وهو الّذي كان إمام الحرمين خطيبه.
حج وسمع وصحب المشايخ، وسمع من أبي بكر محمد بن ريذة، سمع منه أبو الحسن الحافظ، والجامع المنيعي ينسب إليه» .
[1] في ذيل الأنساب، ولم يصلنا.
[2] في الأصل: «وهي تبنيه» .
[3] سير أعلام النبلاء 18/ 266، 267، طبقات الشافعية للسبكي 4/ 300.
[4] المنتظم 8/ 270 (16/ 135) ، الكامل في التاريخ 10/ 69.(31/118)
ويصوم النهار ويلبس الخشن من اللّباس [1] .
تُوُفّي رحمه اللَّه يوم الجمعة السّابع والعشرين من ذي القعدة، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ [2] .
70- الْحَسَن بْن رشيق [3] .
أَبُو عليّ الأزْدي القيروانيّ.
شاعر أَهْل المغرب، ومصنْف كتاب «العمدة فِي صناعة الشّعر» ، وكتاب «الأنموذج» ، والرسائل الفائقة، وغير ذلك.
فَمَنْ شعره:
أحبُّ أخي وإنْ أعرضتُ عنه ... وقَلَّ على مَسَامِعه كلامي
ولي فِي وجهه تقطيبُ راضٍ ... كما قطّبت في وجه المدام [4]
__________
[1] وقال ابن الأثير: كان كثير الصدقة والمعروف والعبادة والقنوع بالقليل من القوت، والإعراض عن زينة الدنيا وبهجتها، وكان السلاطين يزورونه ويتبرّكون به، وأكثر من بناء المساجد والخانقاهات والقناطر، وغير ذلك من مصالح المسلمين. (الكامل 10/ 69) .
[2] وقال ابن السمعاني: «وروى لنا عنه أبو المظفر عبد المنعم بن أبي القاسم القشيري ولم يحدّثنا عنه أحد سواه» . (الأنساب 11/ 509) .
[3] انظر عن (ابن رشيق) في: الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة لابن بسّام ج 4 ق 2/ 597- 612، وخريدة القصر (قسم شعراء المغرب) 2/ 230، ومعجم الأدباء 8/ 110- 121، والحلّة السيراء 1/ 26 و 2/ 22، وإنباه الرواة 1/ 298- 304، ووفيات الأعيان 2/ 85، 89، والروض المعطار 101، 354، 367، 521، 529، وتلخيص ابن مكتوم 54، 55، ومسالك الأبصار 11/ 277، وسير أعلام النبلاء 18/ 324، 325 رقم 148، والوافي بالوفيات 12/ 11- 16 رقم 9، ومرآة الجنان 3/ 78، والبلغة في تاريخ أئمة اللغة للفيروزابادي 58، وطبقات ابن قاضي شهبة 1/ 301، وبغية الوعاة 1/ 504، وتاريخ الخلفاء 423، وكشف الظنون 1/ 185، 233، 301 و 2/ 973، 1029، 1103، 1169، 1323، 1444، 1907، 1918، وشذرات الذهب 297، 298، والحلل السندسية 101، 102، وروضات الجنات 217، 218، وعنوان الأريب 1/ 52، وإيضاح المكنون 1/ 577، 2/ 190، 235، 626، وهدية العارفين 1/ 276، وخلاصة تاريخ تونس 99، وديوان الإسلام 2/ 358، 359، رقم 1027، والأعلام 2/ 191، ومعجم المؤلفين 3/ 225، وانظر: ديوان ابن رشيق القيرواني، وجمع الأستاذ الميمني شعره في كتاب سمّاه «النتف من شعر ابن رشيق وابن شرف» ، ثم جمعه وزاد عليه الدكتور عبد الرحمن ياغي- طبعة دار الثقافة، بيروت 1962.
[4] في الديوان 171: «في أثر المدام» .(31/119)
وربّ تقطّب [1] من غير بغض ... وبغض كامن [2] تحت ابتسامِ [3]
وله:
يا ربّ لا أقوى على حَمْل الأَذَى ... وبك استعنْتُ على الضّعيف المؤذي
ما لي بعثتَ إِليَّ ألفَ بَعُوضةٍ ... وبعثتَ واحدةً إِلَى نُمْرُوذِ!
وكان أَبُوه مملوكًا روّميا ولاؤه للأزْد.
وُلد أَبُو عليّ بالمهديّة سنة تسعين وثلاثمائة، ودخل بلد القيروان سنة ستّ وأربعمائة ومدح ملوكها.
ودخل صقلّية.
وقيل: تُوُفّي سنة ست وخمسين، وسنة ثلاثٍ هَذِهِ أصحّ.
71- الْحَسَن بْن عَبْد اللَّه [4] .
أَبُو مُحَمَّد التميمي المطاميري [5] . ثُمَّ الْمَكِّيّ.
سمع: أَبَا القاسم عُبَيْد اللَّه السقطي.
وحدَّث.
ومطامير قرية بحُلْوان.
72- حمْد بْن أَحْمَد بْن عُمَر بْن ولْكيز [6] .
أَبُو سهْل الصَّيْرفيّ.
سمع مسند أَبِي دَاوُد السَّجِسْتاني، أعني «السُّنَن» ، من مُحَمَّد بْن الْحَسَن النِّيليّ فِي سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة.
وأخذ عن ابن مندة.
__________
[1] في معجم الأدباء: «وربّ تجهّم» .
[2] في معجم الأدباء: «وضغن كامن» ، وفي شذرات الذهب: «وبغض كان من» .
[3] الديوان 171، 172، معجم الأدباء 8/ 118، وفيات الأعيان 2/ 87، الوافي بالوفيات 12/ 13، شذرات الذهب 3/ 298.
[4] انظر عن (الحسن بن عبد الله) في: الأنساب 11/ 359.
[5] المطاميري: بفتح الميم والطاء المهملة وكسر الميم الثانية وسكون الياء المنقوطة باثنتين، وفي آخرها الراء المهملة. نسبة إلى المطامير وهي ضيعة بحلوان العراق.
[6] انظر عن (حمد بن أحمد) في: لسان الميزان 2/ 357 رقم 1448 وفيه «دلكيز» .(31/120)
مات فِي ذي الحجة سنة ثلاث.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو سعْد الْبَغْدَادِيّ.
قال يحيى بْن مَنْدَهْ: يُطْعَنُ فِي اعتقاده.
- حرف السين-
73- سَعِيد بْن أَحْمَد [1] أَبُو عُثْمَان الخواشتي [2] الهروي. نزيل مَرْو.
تُوُفّي فِي ربيع الآخر، ومولده فِي سنة أربع وسبعين وثلاثمائة.
- حرف الطاء-
74- طاهر بْن أَحْمَد بْن عَلِيِّ بْن محمود [3] .
أَبُو الحسين القائنيّ [4] الفقيه الشّافعي.
نزيل دمشق.
حدَّث عن: أَبِي الحسن بن رزقويه، وأبي الحسن الحماميّ المقرئ، وأبي طالب يحيى الدسكري، ومنصور بن نصر السّمرقنديّ الكاغديّ.
روى عنه: نصر المقدسيّ، وأبو طاهر الحنائي، وأبو الحسن بن الموازيني، وهبة الله بن الأكفاني ووثقه، وآخرون [5] .
- حرف العين-
75- عَبْد الله بْن علي بْن أبي الأزهر الغافقيّ [6] .
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] الخواشتيّ: بفتح الخاء والشين المعجمتين وفي آخرها التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، هذه النسبة إلى خواشت، وهي قرية من قرى بلخ. (الأنساب 5/ 198) .
[3] انظر عن (طاهر بن أحمد) في: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 11/ 170 رقم 99، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 50.
[4] القائني: بفتح القاف والياء المنقوطة باثنتين بعد الألف من تحتها، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى قاين، وهي بلدة قريبة من طبس بين نيسابور وأصبهان. (الأنساب 10/ 36) .
[5] خرج من دمشق سنة 461 قاصدا الحج وجاور بمكة، وتوفي بعد عوده من الحج بطريق الحجاز.
[6] انظر عن (عبد الله بن علي) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 281، 282 رقم 619.(31/121)
أبو بكر الطليطلي.
حج، وسمع من: أَبِي ذَرّ الهَرَوي، وأبي بَكْر المطَّوِّعي.
وكان من أَهْل المعرفة والذكاء.
حمل الناسُ عَنْهُ.
76- عَبْد الله بن محمد بن جماهير الحَجْري الطُّلَيْطِليّ [1] .
رَوَى عَنْ: أَبِي عَبْد اللَّه بْن الفَخَّارِ.
وحجّ أيضًا فأخذ عن أَبِي ذَرّ.
وكان رحمه اللَّه، مفتيا مرضيا.
77- عبد الله بن محمد بن عباس [2] .
أبو محمد بن الدباغ القرطبي.
روى عَن: مكّيّ القَيْسي، وأبي عَبْد اللَّه بْن عائذ.
وكان إمامًا دَيِّنًا، وَرِعًا، مُشَاوِرًا بقُرْطُبة [3] .
تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة.
78- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن سهْل المالِينيّ [4] .
الفقيه أَبُو سهل المزكّي.
روى عن: أبي منصور محمد بن محمد الأزْدي، وغيره.
تُوُفّي فِي صَفَر وله ثلاثٌ وسبعون سنة.
79- عَبْد الرّزّاق بْن عَبْد اللَّه بْن الحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الفُضَيْل [5] .
أَبُو القاسم الكَلاعيّ الحمصي، ثُمَّ الدَّمشقيّ.
سمع: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصْر، والمسدّد الأُمْلُوكي، وعبد الرحمن بن الطّبيز.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن محمد) في: الصلة 1/ 281 رقم 618.
[2] انظر عن (عبد الله بن محمد الدباغ) في: الصلة 1/ 281 رقم 617.
[3] وكان صاحبا للفقيه أبي عبد الله بن الفرج، ومفتيا معه.
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (عبد الرزاق بن عبد الله) في: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 15/ 92، 93 رقم 72.(31/122)
ورَوَى عَنْهُ: عُمَر الدَّهِسْتاني، وهبة اللَّه بْن الأكفانيّ، وأبو الفضل يحيى ابن عليّ القُرَشيّ.
تُوُفِي فِي ربيع الآخر كَهْلًا.
80- عَبْد الواحد بْن أَحْمَد بْن أَبِي القاسم بْن مُحَمَّد بْن دَاوُد بْن أَبِي حاتم [1] .
أَبُو عُمَر المَلِيحي [2] الهَرَوي، محدِّث هَرَاة فِي وقته ومُسْنِدُها.
سمع: أَبا مُحَمَّد المَخْلَدي، وأبا الْحُسَيْن الخفّاف، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي شُرَيْح، ومحمد بن محمد بْن سمعان، وأبا عَمْرو الفُراتي [3] ، وأبا حامد النُّعَيْمي [4] ، وغيرهم.
وحدَّث بالصّحيح عن: النُّعَيْمي، عن الفِرَبْريِّ.
رَوَى عَنْهُ: محيي السُّنَّة أَبُو مُحَمَّد البَغَوِي، وخَلَف بْن عطاء المَاوَرْدِي، وإسماعيل بْن مَنْصُور المقرئ، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل الفُضَيْلي، وغيرهم.
قال المؤتمن السّاجيّ: كان ثقة صالحًا قديم المولد. سمع «البخاريّ»
__________
[1] انظر عن (عبد الواحد بن أحمد) في: شرح السّنّة للبغوي 1/ 23 رقم 2، والإكمال لابن ماكولا 7/ 321، والأنساب 11/ 475، 476، ومعجم البلدان 5/ 196، واللباب 3/ 256، والتقييد لابن نقطة 383 رقم 496، وتذكرة الحفاظ 3/ 1311، والمعين في طبقات المحدّثين 133 رقم 1468، والعبر 3/ 254، وسير أعلام النبلاء 18/ 255، 256 رقم 128، والإعلام بوفيات الأعلام 191، ومرآة الجنان 3/ 89، وبغية الوعاة 2/ 119، وكشف الظنون 931، 1204، وشذرات الذهب 3/ 314، وروضات الجنات 464، وهدية العارفين 1/ 634، وديوان الإسلام 4/ 237 رقم 1989، والأعلام 4/ 174، ومعجم المؤلفين 6/ 205.
[2] تحرّف في (مرآة الجنان) : «أبو عمرو المنبجي» .
و «المليحي» : بفتح الميم، والياء المنقوطة باثنتين من تحتها الساكنة، بعد اللام، وفي آخرها الحاء المهملة. (الأنساب 11/ 475) قال ياقوت: قرية من قرى هراة. (معجم البلدان 5/ 196) وذكر منها صاحب الترجمة.
وقد وقع في آخر ترجمة «عبد الواحد» في (الأنساب 11/ 476) : «المليجي» بالجيم، وهذا خطأ.
[3] في الأصل: «الغرابي» ، وورد في أصل الأنساب: «الفراني» ، كما ورد في نسخة أخرى مهملا. والمثبت عن (الإكمال) 7/ 321) .
[4] تحرّف في (الأنساب) إلى: «التميمي» (11/ 476) : وقال: حدّث عنه بكتاب الصحيح للبخاريّ. وزاد ابن السمعاني: ولم يحدثني عنه أحد بالسماع.(31/123)
بقراءة أَبِي الفتح بْن أَبِي الفوارس.
وقال الْحُسَيْن الكُتُبيّ: تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة، وقال: مولده سنة سبع وستّين وثلاثمائة، فَعُمْرهُ ستٌ وتسعون سنة [1] .
ومَلِيح: قرية بهَرَاة [2] .
81- عليّ بْن عَبْد الوهاب بْن علي المقرئ الدَّمشقيّ [3] .
حدَّث بصور عن: عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي نصر.
روى عنه: غيث بن علي الأرمنازي، وقال: لا بأس به [4] .
82- عليَّ بْن يوسُف بْن عَبْد اللَّه بْن يوسف [5] .
أَبُو الْحَسَن، عمّ أَبِي المعالي الْجُوَيْني، ويُعرف بشيخ الحجاز.
كان كثير التّرْحال.
سمع: أَبَا نُعَيْم عَبْد الملك بْن الْحَسَن بخُراسان، وعبد الرَّحْمَن النّحاس بمصر، وابن أَبِي نصر بدمشق، وأبا عُمَر الهاشمي بالبصرة، وعبد اللَّه بْن يوسف ابن يامويه بنيسابور.
وعقد مجلس الإملاء بخراسان [6] .
روى عنه: أبو سعيد بْن أَبِي صالح المؤذّن، وأبو عُبَد اللَّه الفراويّ، وعبد
__________
[1] ذكر السيوطي أنه صنّف «الردّ على أبي عبيد في غريب القرآن» ، و «الروضة» ، فيها ألف حديث صحيح، وألف غريب، وألف حكاية، وألف بيت شعر. (بغية الوعاة 2/ 119) .
ووقع في (التدوين 384) أنه مات سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة.
[2] جاء في (شذرات الذهب 3/ 314) : «المليجي» (بالجيم) . نسبة إلى مليج بلد بمصر. مع أن الأصل: «المليحي» بالحاء المهملة. وهذا وهم من ابن المعاد الحنبلي- رحمه الله-.
[3] انظر عن (علي بن عبد الوهاب) في: مختصر تاريخ دمشق 18/ 132 رقم 36.
[4] وكان ثقة. مولده سنة 395 هـ-.
[5] انظر عن (علي بن يوسف) في: شرح السنّة للبغوي 1/ 123 رقم 67 و 1/ 151 رقم 82 وغيره، والأنساب 3/ 386، والمنتخب من السياق 384 رقم 1294، والمختصر الأول من السياق، ورقة 64 ب، والتقييد لابن نقطة 419 رقم 559، ومختصر تاريخ دمشق 18/ 191 رقم 132، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 519، وشذرات الذهب 3/ 262.
[6] قال عبد الغافر الفارسيّ: «سمع الكثير بخراسان، والعراق والحجاز، ومصر، وجاور بمكة مدّة، وجمع وحدّث وأملى في مسجد المطرّز مدّة» . (المنتخب 384) .(31/124)
الجبّار الحواري، وزاهر ووجيه ابنا الشّحّاميّ.
وتُوُفّي فِي ذي القعدة.
83- عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز بْن أَحْمَد [1] .
أَبُو طاهر الفاشاني [2] المَرْوَزِيّ. الفقيه الشافعي.
رحل فِي صباه وتفقه ببغداد على الشَّيْخ أَبِي حامد. وكان من بقايا أصحابه.
وسمع بالبصرة من أَبِي عُمَر الهاشمي «السُّنّن» [3] ، وبرعَ فِي علم الكلام والنظر.
رَوَى عَنْهُ: مُحيي السُّنّة البَغَوي [4] ، وغيره.
وقد أَخَذَ علم الكلام عن أَبِي جَعْفَر السِّمْنانيّ صاحب ابن الباقلّانيّ [5] .
- حرف الكاف-
84- كريمة بنت أحمد [6]
__________
[1] انظر عن (عمر بن عبد العزيز) في: شرح السّنّة للبغوي (المقدّمة) 1/ 24 رقم 10، والأنساب لابن السمعاني 9/ 226، 227 وفيه: «أبو حفص عمر بن عبد الله الفاشاني» .
[2] الفاشاني: بفتح الفاء والشين المعجمة وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى قرية من قرى مرو يقال لها فاشان، وقد يقال لها بالباء، وبهراة قرية أخرى يقال لها باشان بالباء الموحّدة.
(الأنساب 9/ 225، 226) .
[3] هو «سنن أبي داود» كما في (الأنساب 9/ 226) وقد حدّث به في مرو.
[4] انظر مقدّمة شرح السّنّة 1/ 24 رقم 10.
[5] وقال ابن السمعاني: وله أولاد فضلاء: عبد الله، وعبيد الله من أهل فاشان أيضا، ورأيت ابنا لعبد الله اسمه عمر تولّى الأمور الجليلة بمرو وبخوارزم وتوفي بذات عرق بعد فراغه من الحج في الرابع والعشرين من ذي الحجة سنة سبع وأربعين وخمسمائة (الأنساب 10/ 227) .
[6] انظر عن (كريمة بنت أحمد) في: الإكمال 7/ 171، والمنتظم 8/ 270 رقم 314 (16/ 135، 136 رقم 3409) ، والكامل في التاريخ 10/ 69، والمنتخب من السياق 427 رقم 1454، والتقييد لابن نقطة 499 رقم 683، والمختصر في أخبار البشر 2/ 188، والإعلام بوفيات الأعلام 191، وسير أعلام النبلاء 18/ 233- 235 رقم 110، والمعين في طبقات المحدّثين 133 رقم 469، وأهل المائة فصاعدا 129، والعبر 3/ 254، ودول الإسلام 1/ 274، وتاريخ ابن الوردي 1/ 375، ومرآة الجنان 3/ 89، والبداية والنهاية 12/ 105،(31/125)
بْن مُحَمَّد بْن حاتم [1] .
المَرْوَزِيّة.
تأتي فِي سنة خمسٍ وستين. ولكني جزمت بموتها فِي هَذِهِ السنة، لأن هبة اللَّه بْن الأكفاني قال فِي «الوَفَيَات» فِي سنة ثلاثٍ وستين: حَدَّثَني عَبْد الْعَزِيز بْن عليّ الصُّوفي قال: سمعتُ بمكة من يخبر بأن كريمة ابْنَة أَحْمَد المَرْوَزِيّ الهاشمي، رحمها اللَّه، تُوُفّيت فِي شهور هَذِهِ السنة.
وقال أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن عليّ الهَمَذَانيّ: حَجَجْتُ سنة ثلاث، فنُعيَتْ إلينا كريمة فِي الطريق، ولم أُدْرِكْها [2]
- حرف الميم-
8- مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن عليّ بْن داود بن حامد [3] .
__________
[ (-) ] والقاموس المحيط، مادّة (كشميهنة) ، والعقد الثمين 8/ 310، وشذرات الذهب 3/ 314، وتاج العروس (مادة: كرم) 9/ 43 ومادّة كشميهنة 9/ 321، والدرّ المنثور 458، والأعلام 5/ 225.
وستعاد في وفيات سنة 465 هـ-. برقم (147) .
[1] وقع في (المنتظم) في طبعتيه الأولى والثانية: «ابن أبي حاتم» .
[2] قال أبو المظفر منصور بن السمعاني: وهل رأى أحد مثل كريمة؟
وقال ابن الأثير: هي التي تروي صحيح البخاري، إليها انتهى علوّ الإسناد للصحيح إلى أن جاء أبو الوقت. (الكامل 10/ 69) .
وقال عبد الغافر: أم الكرام المجاورة بمكة، امرأة عفيفة صالحة مشهورة، جاورت سنين، وروت صحيح البخاري، عن الكشميهني. وسمعت عن أبي علي زاهر بن أحمد السرخسي، وعن طبقة المشايخ، وأجازت لنا بجميع مسموعاتها. (المنتخب 428) وهو أرّخ موتها في سنة 463 هـ.
وقال ابن نقطة: وكانت عالمة تضبط كتابها فيما بلغنا، سمع منها الحافظ أبو بكر الخطيب صحيح البخاري، وأبو طالب الحسين بن محمد الزينبي، وحدّث عنها أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي في معجم شيوخه.
ونقل عن محمد بن ناصر قال: توفيت كريمة بنت أحمد الزاهدة المروزية بمكة سنة خمس وستين وأربعمائة. (التقييد 499) .
وانظر ما ذكره المؤلّف الذهبي- رحمه الله عنها في (سير أعلام النبلاء 18/ 233، 234) .
[3] انظر عن (محمد بن إسحاق) في: تتمة يتيمة الدهر 2/ 30، ودمية القصر للباخرزي 274، والأنساب 2/ 91، واللباب 1/ 123، ومعجم الأدباء 18/ 18- 29، وإنباه الرواة 3/ 66- 68، والمنتخب من السياق 51 رقم 96، والوافي بالوفيات 2/ 197- 199، والمحمّدون من الشعراء 46، وتوضيح المشتبه 1/ 373، والجواهر المضية 2/ 31، وإيضاح المكنون 1/ 165، 629، ومعجم المؤلفين 9/ 41.(31/126)
القاضي أبو جَعْفَر الزَّوزني البحاثي [1] .
ذكره عَبْد الغافر فِي «سياق التاريخ» [2] ، فقال: أحد الفُضَلاء المعروفين، والشعراء المُفْلِقين، صاحب التصانيف العجيبة، المفيدة [3] جَدًّا وهزْلًا، والفائق أهلَ عصره ظرفا وفضلاء، المتعصب لأهل السُّنَّة، (المخصوص بخدمة البيت الموفَّقيّ) [4] . ولقد رُزق فِي [5] الهجاء فِي النَّظْم والنَّثْر طريقة لم يُسْبَق إليها، وما ترك من الكُبَراء والفقهاء [6] أحدًا إلّا هجاه. وكان صديق والدي، ومن البائتين عنده [7] فِي الأحايين، (والمقترحين عليه الأطعمة) [8] .
(سمعتً أَبِي يحكي عَنْهُ أحواله وتهتُّكَه، فممّا حكاه لي عَنْهُ أنه قال: ما وقع بَصَري قط على شخص إلا تصوَّرَ فِي قلبي هجاءُه إلا القاضي صاعد بْن مُحَمَّد، فَإِنِّي استحيت من اللَّه لعبادته وفضله.
ولقد خص طائفةً بوضع التصانيف فيهم، ورميهم بما برأهم اللَّه منه.
وبالغ فِي الإفحاش، وأغرب فِي فنون الهجاء، وأتى بالعبارات الرّشيقة.
وكان شِعْره فِي الطبقة العُليا فِي المديح أيضًا. وكان ينسخ كُتُب الأدب أحسَن نسْخ) [9] ولقد نسخ نسخةً «بغريب الحديث» للخطّابي، وقرأها على جدّي [10] .
__________
[1] البحاثي: بفتح الباء الموحدة والحاء المهملة المشدّدة وفي آخرها الثاء المثلثة، هذه النسبة إلى البحّاث وهو لقب لبعض أجداد المنتسب إليه. (الأنساب 2/ 91) .
[2] ص 51 رقم 96.
[3] في المنتخب: «المفيدة العجيبة» .
[4] ما بين القوسين ليس في المطبوع من (المنتخب) .
[5] في المنتخب: «من» .
[6] في المنتخب زيادة: «الكبراء والأئمة والفقهاء، مساير الأصناف من الناس» .
[7] زاد في المنتخب: «في داره» .
[8] ما بين القوسين ليس في المطبوع من (المنتخب) ، وهو في (معجم الأدباء) 18/ 18) وفيه:
«والمقترحين عليه ما يشتهبه من الطبائخ والمطعومات» .
[9] ما بين القوسين ليس في المطبوع من (المنتخب) ، وذكر بعضه ابن ناصر الدين في (توضيح المشتبه 1/ 373) ونسبه إلى قول ابن السمعاني. وهو موجود بأطول مما هنا في (معجم الأدباء 18/ 19، 20) .
[10] المنتخب 51 وزاد: «أبي الحسين عبد الغافر قراءة سماع، وعلى الحاكم أبي سعد بن دوست(31/127)
وقد ذكر الحافظ الحسكاني أنه روى له، عن خاله أَبِي الْحَسَن بْن هارون الزَّوْزَني، عن ابن حيّان [1] .
ومن شِعْره:
يرتاحُ للمجد مُهتزًّا كَمُطَّرِدٍ ... مُثَقَّفٍ من رماحِ الخَطّ عسّالِ
فمرّةً باسِمٌ عن ثغرِ بَرْقٍ حَيَاءً ... وَتَارَةً كاسرٌ [2] عن نابِ رِئبالِ
فَمَا أُسامةُ مَطْرُورًا بَرَاثِنُهُ ... ضخْمُ الجزارةِ يحمي خِيسَ أشبالِ
يومًا بأشْجَعَ منه حَشْوَ ملْحمةٍ ... والحربُ تصدُم [3] أبطالًا بأبطال
ولا خضاره صخّابا غواربه ... تسمو أو اذيّه حالًا على حالِ
أَنْدَى وأسْمحُ منه إذ بشّر [4] ... مبشّروهُ بزُوَّارٍ [5] وَنُزَّالِ [6]
وله:
وذي شَنَب لوْ أن جَمْرَة ظَلْمِهِ [7] ... أُشَبِّهُهَا بالخمر [8] خفتُ به ظُلْما
قبضتُ عليه خاليا واعتنقته ... فأوْسَعَني شَتْمًا وأوسعتُهُ لَثْما [9]
وله يصف البَرَد:
مُتَناثرٌ فوق الثَّرَى حبّاتُهُ ... كثُغُور مَعْسولِ الثّنايا أشْنَبِ
__________
[ (-) ] قراءة تصحيح وإتقان وسمع الأصمّ، وروى عنه أبو الحسن الطيسفوني، وغيره» .
وزاد في (معجم الأدباء 18/ 20، 21) :
«أقطع على الله تعالى أن لم يبق من ذلك الكتاب نسخة أبين ولا أملح منها، وهي الآن برسم خزانة الكتب الموضوعة في الجامع القديم موقوفة على المسلمين، ومن أراد صدقي في ادّعائي فليطالعه منها، ولم أظفر من مسموعاته في الأحاديث بشيء يمكنني أن أودعه هذا الكتاب مع أني لا أشكّ في سماعه» .
[1] في المنتخب 51 «حبان» ، والمثبت يتفق مع (معجم الأدباء 18/ 21) .
[2] في (المعجم) : «كاشف» .
[3] في (المعجم) : «تصدع» .
[4] في (المعجم) : «يبشّره» .
[5] في (المعجم) : «بروّاد» .
[6] الأبيات في (معجم الأدباء 18/ 21) .
[7] ظلمه: ريقه.
[8] في (المعجم) : «بالجمر» .
[9] البيتان في (معجم الأدباء 18/ 22) .(31/128)
برد تحدّر من ذرى صخّابةٍ ... كالدُّرِّ إلّا أنه لم يُثْقَبِ [1]
وديوان الزَّوْزَنيّ موجود، والله يسامحه.
تُوُفي بغَزْنَة سنة ثلاث [2] .
وقال غيره: سنة اثنتين [3] .
86- مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن علي [4] .
أبو نصْر الْجُلْفَرِيّ [5] القزّاز. وجُلْفَرِ قرية على فرسخين من مَرْو.
كان فقيهًا شهمًا.
رحل إِلَى الشام، وسمع من: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر التميمي، وغيره.
وحدَّث فِي هَذِهِ السنة.
روى عنه: محيي السُّنَّة البَغَوي، ومحمد بْن أَحْمَد بْن أَبِي العبّاس.
وكان من الدّهاة بمرو [6] .
__________
[1] البيتان في (معجم الأدباء 18/ 22) .
[2] المنتخب 51.
[3] وقال ابن السمعاني: «كان فاضلا عالما صنّف التصانيف والكتب منها كتاب «نحو القلوب» .
(الأنساب 2/ 91) .
وقال ياقوت: ولم أر من تصانيف البحاثيّ هذا شيئا إلا شرح ديوان البحتري، ولعمري إنّ هذا شيء ابتكره، فإنّي ما رأيت هذا الديوان مشروحا، ولا تعرّض له أحد من أهل العلم، ولا سمعت أحدا قال: إنّي رأيت ديوان أبي عبادة البحتري مشروحا، وتأمّلته فرأيته قد مليء علما وحشي فهما، وذاك أن شروح الدواوين المعروفة كأبي تمام والمتنبي وغيرهما تساعدت القرائح عليها، وتراقدت الهمم إليها، وما أرى له فيما أعتمده من شرح هذا الكتاب عمدة إلّا أن يكون كتاب «عبث الوليد» للمعرّي، وكتاب «الموازنة» للآمدي، لا غير. (معجم الأدباء 18/ 22، 23) .
وقال الثعالبي: وزينة زوزن، وظرف الظرف، وريحان الروح، وذكر شيئا من شعره. (تتمة اليتيمة) وقال محمد بن محمود النيسابورىّ في كتاب «سرّ السرور» إن شعر البحّاثيّ نيّف على عشرين ألف بيت، وأنه وقف عليه في تسع مجلّدات. (معجم الأدباء 18/ 26، 27) .
[4] انظر عن (محمد بن الحسن) في: الأنساب 3/ 280، ومعجم البلدان 2/ 154، واللباب 1/ 287.
[5] الجلفريّ: بضم الجيم وسكون اللام وفتح الفاء وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى جلفر، إحدى قرى مرو يقال لها كلبر. (الأنساب) .
[6] قال ابن السمعاني: «كان فقيها فاضلا داهيا كافيا، ذا شهامة، سافر الكثير، ورحل إلى العراق والشام، ولقي المشايخ والأكابر. وكانت رحلته إلى الشام في سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، وعاد(31/129)
87- مُحَمَّد بْن علي بْن علي بْن الْحَسَن [1] .
أبو الغنائم ابن الدجاجي [2] الْبَغْدَادِيّ.
ولي مرة حسبة بغداد، فلم يُجِد وعُزْل [3] .
قال الخطيب: [4] حدث عن علي بْن عُمَر الحربي [5] ، وابن معروف، وابن سُوَيْد.
وكان سماعه صحيحا [6] .
قلت: وأجاز له المُعَافى الْجَرِيريّ.
رَوَى عَنْهُ: أبو عَبْد اللَّه الحُمَيْدي، وشجاع الذُهْلي، وناصر بْن عليّ الباقِلّاني، وطلحة بْن أَحْمَد العاقُولي، ومحمد بْن عَبْد الباقي الْأَنْصَارِي، وأبو مَنْصُور بْن رُزَيق الشَّيْباني، وآخرون.
ومات فِي سلْخ شعبان وله ثلاثٌ وثمانون سنة. فإنه وُلِد سنة ثمانين [7] .
قال السمعاني: [8] قرأت بخط هبة اللَّه بن المبارك السّقطيّ: ابن الدّجاجيّ.
__________
[ (-) ] إلى بلده وحدّث ... وكان أحد الدهاة بمرو، مكينا عند الكبراء، اعتزل ولزم البيت في آخر عمره بعد أن ضرب على الشارع برأس سكة عبد الكريم، ومات بعد سنة ثلاث وستين وأربعمائة، فإنّه حدّث في هذه السنة» . (الأنساب 3/ 280) .
[1] انظر عن (محمد بن علي الدجاجيّ) في: تاريخ بغداد 3/ 108، والإكمال 4/ 208، رقم 1111، والأنساب 5/ 282، والمنتظم 8/ 271 رقم 316 (16/ 136، 137 رقم 3411) ، واللباب 1/ 492، والإعلام بوفيات الأعلام 191، وسير أعلام النبلاء 18/ 262- 264 رقم 132، والمعين في طبقات المحدّثين 133 رقم 1470، والعبر 3/ 254، 255، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 335، وتذكرة الحفاظ 3/ 1131، والوافي بالوفيات 4/ 136، 137، رقم 1648، ومرآة الجنان 3/ 89، وتبصير المنتبه 2/ 657، وشذرات الذهب 3/ 314.
[2] الدّجاجيّ: بفتح الدال المهملة والجيم، وفي آخرها الجيم الأخرى. هذه النسبة إلى بيع الدجاج. (الأنساب 5/ 282) .
وقد تحرّفت النسبة في المطبوع من (مرآة الجنان) إلى «الزجاجي» .
[3] في الوافي: بالوفيات 4/ 137، وسير أعلام النبلاء 18/ 263 «فلم يحمد، فصرف» .
[4] في تاريخ بغداد 3/ 108.
[5] في تاريخ بغداد: «السكري» .
[6] وقال: كتب عنه أصحابنا، ولم أسمع منه شيئا.
[7] تاريخ بغداد 3/ 108.
[8] في ذيل الأنساب، ولم يصلنا.(31/130)
كان ذا وَجَاهة وتقدُّم، وحالٍ واسعة. وعَهْدي به وقد أَخْنَى عليه الزمان بصروفِه، وقد قَصَدْتُهُ فِي جماعةٍ مُثْرين لنسمع منه وهو مريض، فَدَخلنا عليه وهو على بارِيَّة [1] ، وعليه جُبّة قد أكلتِ النار أكثرها، وليس عنده ما يُساوي درهمًا، فحمل على نفسه، حَتَّى قرأنا عليه بحسَب شَرَه أَهْل الحديث، وقمنا وهو متحمل للمشقة فِي إكرامنا، فَلَمَّا خرجنا قلت: هَلْ مع سادتنا ما نصرفه إِلَى الشَّيْخ؟ فمالوا إِلَى ذلك، فاجتمع له نحو خمسة مثاقيل، فدَعَوْت ابنته وأعطيتها، ووقفت لأرى تسليمها إليه، فَلَمَّا دخلت وأعطْته لطم حُرَّ وجهه ونادى:
وا فضيحتاه، آخُذُ عَلَى حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِوَضًا، لا والله.
ونهض حافيا ينادي: بحُرْمة ما بيننا إلّا رجعت، فعُدت إليه، فبكى وقال:
تفضحني مع أصحاب الحديث! الموت أهْوَن من ذلك. فأعدتُ الذَّهبَ إِلَى الجماعة، فلم يقبلوه، وتصدَّقوا به [2] .
88- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرحمن [3] .
أبو عبد الله الطّالقانيّ [4] الصّوفيّ.
__________
[1] الباريّة: الحصيرة.
[2] الخبر باختصار شديد في (المنتظم 8/ 271/ 16/ 136، 137) .
وقال ابن ماكولا: كان ثقة في الحديث.
وقال ابن السمعاني: توفي بعد سنة ستين وأربعمائة. (الأنساب 5/ 282) .
[3] انظر عن (محمد الطالقانيّ) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 39/ 319، 320، ومعجم البلدان 4/ 71، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 23/ 197 رقم 240، والوافي بالوفيات 1/ 273، ولسان الميزان 5/ 372، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 357، 358 رقم 1593.
[4] الطّالقاني، بفتح الطاء المهملة، وسكون اللام، بعدها القاف المفتوحة، وفي آخرها النون.
نسبة إلى طالقان: بلدة بين مروالروذ وبلخ مما يلي الجبال، وطالقان: ولاية أيضا عند قزوين.
ويقال للأولى: طالقان خراسان. والثانية: طالقان قزوين. (الأنساب 8/ 175) وقال ابن الأثير أيضا بسكون اللام. (اللباب 2/ 269) .
أما ياقوت فقال:
«الطالقان» : بفتح اللام والقاف. (المشترك وضعا 291، ومعجم البلدان 4/ 71) ومثله قال ابن خلّكان في (وفيات الأعيان 1/ 232) والقزويني في (آثار البلاد وأخبار العباد 402) وابن منظور في (مختصر تاريخ دمشق 23/ 197) .(31/131)
سمع: أَبَا عَبْد الرَّحْمَن السُّلَمي، وعبد الرَّحْمَن بن أبي نصر التميمي [1] .
روى عنه: الخطيب [2] ، وأبو عَبْد اللَّه الحُمَيْدي، وعمر الدهستاني، [3] وهبة اللَّه بْن الأكفاني.
وسكن صور.
تكلموا فِي سماعه من السُّلَميّ [4] .
89- مُحَمَّد بْن أبي نصر [5] .
أبو بكر المروزيّ [6] الصّوفيّ.
حدّث [7] عن: عَبْد الوهاب بْن عَبْد اللَّه المُرّي، وعبد الرَّحْمَن بْن الطُّبَيْز السّرّاج الدمشقيَّيْن.
تُوُفيّ فِي خامس رجب.
90- مُحَمَّد بْن أَبِي الهيثم عبد الصّمد [8] .
__________
[1] وسمع أيضا: أبا محمد الحسن بن محمد بن جميع الصيداوي المعروف بالسكن المتوفى سنة 437 هـ-.
[2] وقد سمعه بدمشق.
[3] وقد سمع منه بصور.
[4] قال غيث الأرمنازي خطيب صور: «هو من طالقان المروز. سافر قطعة كثيرة من البلاد، وتردّد إلى صور، ثم استوطن إلى أن مات فيها. وحدّث بها عن أبي عبد الرحمن السلمي صاحب «طبقات الصوفية» من تأليفه، كتبنا عنه، وكان سماعه صحيحا في الأصول الشامية، وحدثني أن وصوله إلى الشام سنة 415 وبها سمع من الستيتي، وابن أبي نصر، ورأيت أنا بدمشق وبصور على أحدهما سماعه بعد موته وقبله. وكان خيّرا، وكان كثير الدروس للقرآن. توفي الثلاثاء لخمس بقين من ذي القعدة سنة 466، وكنت سألته عن مولده فقال: في عشر الثمانين، ونيّف على الثمانين» .
ذكره ابن عساكر في موضعين من (تاريخ دمشق) وقال في الثاني: محمد بن أبي نصر سمع منه عيسى بن مكي، وكتب عنه شيخنا ابن الأكفاني، وفرّق بينه وبين محمد بن أبي نصر المروزي ذكر أنهما اثنان فيما قرأته بخط أبي الفرج الصوري. دفن يوم الأربعاء 6 ذي القعدة 466 عند قنطرة «منير الدولة» خلف مسجد عتيق بصور. (تاريخ دمشق 10/ 114 و 10/ 255) .
[5] انظر عن (محمد بن أبي نصر) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 10/ 255، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 23/ 281، 282 رقم 308.
[6] في المختصر: «المرّوزي» .
[7] بجامع دمشق سنة 461 هـ-.
[8] انظر عن (محمد بن أبي الهيثم) في: الإكمال لابن ماكولا 1/ 534، 535، والأنساب 3/ 35،(31/132)
أبو بَكْر المَرْوَزِيّ التُّرابيّ [1] .
روى عن: أَبِي سَعِيد عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عَبْد الوهاب الرازي، وعبد اللَّه بْن حَمُّوَيْه السَّرْخَسِيّ.
وعُمِّر دهرًا طويلًا.
رَوَى عَنْهُ: مُحيي السُّنَّة البَغَوي [2] ، وغيره.
وقد أورده أبو سعد السمعاني فِي كتاب «الأنساب» [3] ، وأنه روى أيضًا عن الحاكم أبي الفضل مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الحَدَّادي [4] ، الراوي عن أصحاب إسحاق ابن راهويه.
__________
[ (- 36،) ] واللباب 1/ 210، وسير أعلام النبلاء 18/ 251، 252 رقم 124، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 57، وتوضيح المشتبه 1/ 410، 411، وتاج العروس 2/ 71.
[1] التّرابيّ: بضم التاء المعجمة بنقطتين من فوق والراء المهملة المخفّفة. نسبة إلى جماعة بمرو ينتسبون بهذه النسبة يقال لهم «خاك فروشان» (أي: باعة التراب) ، ولهم سوق ينسب إليهم، يبيعون فيه البزور والحبوب. (الأنساب 3/ 35) .
[2] انظر مقدّمة (شرح السّنّة) للبغوي 1/ 24 رقم 6.
[3] ج 3/ 35، 36.
[4] الحدّادي: بفتح الحاء المهملة وتشديد الدال الأولى وكسر الثانية المهملتين، هذه النسبة إلى صنعة الحدادة وعمل الحديد، منها أبو الفضل المذكور. (الأنساب 4/ 73) . وجاء في (تاج العروس 2/ 71 مادة: ترب) : «أبو بكر محمد بن أبي الهيثم عبد الصمد بن علي المروزي.
حدّث عن أبي عبد الله بن حمويه السرخسي، وعنه البغوي، والسمعاني، وتوفي سنة 436، وفاته محمد بن الحسين الحدّاد الترابي، عن الحاكم، وعنه محيي السّنّة البغوي» .
ويقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» :
إن في هذه الترجمة أكثر من غلط، فابن أبي الهيثم توفي سنة 463، وليس 436 كما وقع في المطبوع بتحقيق الأستاذ علي هلالي، ومراجعة العلّامة عبد الله العلايلي، وعبد الستار أحمد فراج.
وقوله: «وفاته محمد بن الحسين الحدّاد الترابي، عن الحاكم، وعنه محيي السّنة البغوي» ، فيه خلط ووهم، إذ لم يعرف «محمد بن الحسين الحدّادي» بأنه «الترابي» ويروي عن «الحاكم» ، أما الّذي يعرف بالترابي فهو «أبو الحسن محمد بن أحمد بن الحسين المروزي الّذي يروي عن البسطامي، ويروي عنه أبو سعد الإدريسي، وأبو عبد الرحمن السّلمي. (انظر: الإكمال 1/ 534، والأنساب 3/ 36) .
والصواب: إن محمد بن الحسين الحدّاد (الحدّادي) هو «الحاكم» وكنيته «أبو الفضل» ، وهو شيخ ابن أبي الهيثم الترابي. أما محيي السّنّة البغوي، فهو بروي عن ابن أبي الهيثم، وليس عن «محمد بن الحسين الحدّاد» .(31/133)
روى عنه جدّي أبو المظفّر، وعليّ بْن الفضل الفَارَمْذِيّ [1] .
وقال ابن ماكولا [2] : وحدّث أيضا عن مُحَمَّد بْن أَحْمَد الزَّرْقيّ [3] عن أَبِي حامد الكُشْمِيهني، عن علي بْن حجْر [4] .
ثُمّ قال: وتُوُفّي فِي رمضان عن ستٍ وتسعين سنة [5] .
91- محمد بن وشاح [6] .
__________
[ (-) ] وبسبب الغلط والخلط والوهم الواقع في المطبوع من (تاج العروس) اختلط الأمر على الأستاذ «علي محمد البجاوي» في تحقيقه لكتاب «المشتبه» (1/ 57) فبعد أن ذكر «محمد بن أبي الهيثم عبد الصمد» ، أفرد في أول السطر: «محمد بن الحسين الحدّادي الحاكم، وأضاف بين «الحدادي» و «الحاكم» : «الترابي» وجعلها بين حاصرتين، وعنه محيي السّنّة البغوي.
وقد بينت فيما سبق أن محمد بن الحسين الحدّادي هو المعروف بالحاكم، ولم يعرف بالترابي، وأن البغوي روى عن ابن أبي الهيثم الترابي وليس عن الحدّادي.
وقد تنبّه إلى هذا الغلط السيد «محمد نعيم العرقسوسي» في تحقيقه لكتاب «توضيح المشتبه» ج 1/ 410، 411 بالحاشية رقم 224 فعلّق عليه وأصاب في تعليقه، ولكنه أخطأ في قوله:
«والصواب أن البغوي روى عن أصحابه» . (1/ 411 سطر 3 بالحاشية) والصواب: إن البغوي روى عن ابن أبي الهيثم الترابي مباشرة وليس عن أصحابه. انظر مقدّمة (شرح السّنّة للبغوي 1/ 24 رقم 6) وليحرّر.
[1] الفارمذيّ: بفتح الفاء والراء وسكون الميم. بينهما الألف، وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى فارمذ وهي قرية من قرى طوس. (الأنساب 9/ 218) .
[2] في الإكمال 1/ 534، 535.
[3] في الأصل هنا، وفي (سير أعلام النبلاء 18/ 251) : «الدورقي» ، والتصحيح من: الإكمال 1/ 534، والأنساب 6/ 267 ففيه: «الزرقيّ» : بفتح الزاي وسكون الراء وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى قرية من قرى مرو يقال لها زرق على ستة فراسخ منها بأعالي البلد. ثم قال ابن السمعاني: والمشهور منها أبو أحمد محمد بن أحمد بن يعقوب الزرقيّ المروزي.
[4] تحرّف في المطبوع من (الإكمال) إلى «هجر» بالهاء.
[5] قال ابن ماكولا: «تأخر موته فتوفي في شهر رمضان سنة ثلاث وستين وأربعمائة» ، (الإكمال 1/ 535) وتابعه في ذلك ابن السمعاني في (الأنساب 3/ 35) وابن الأثير في (اللباب 1/ 210) وبها ورّخه المؤلّف الذهبي- رحمه الله- في (سير أعلام النبلاء 18/ 252) ، وهنا.
أما في (المشتبه في أسماء الرجال) له 1/ 57 فقال: «مات بمرو في رمضان سنة اثنتين وستين وأربعمائة» وبها أرّخه ابن ناصر الدين في (توضيح المشتبه 1/ 411) .
ووقع في المطبوع من تاج العروس 2/ 71) سنة 436 وهذا خطأ لعلّه من الطباعة.
[6] انظر عن (محمد بن وشاح) في: تاريخ بغداد 3/ 336 رقم 1449، ودمية القصر للباخرزي 1/ 346 رقم 152، والمنتظم 8/ 271 رقم 315 (16/ 136 رقم 3410) ، والإعلام بوفيات(31/134)
أبو عليّ الزَّيْنبي، مَوْلَى أَبِي تمام.
بغداديّ فاضل، كان ذا رأي ودهاء.
قال ابن السّمعانيّ: كان يقول: أَنَا معتزليّ ابن معتزليّ.
قال: وسمعتُ أنه كان رافضيًّا.
سمع: أَبَا حَفْص بْن شاهين، وأبا القاسم الوزير، والمخلِّص [1] .
وحدَّثنا عَنْهُ: أبو بَكْر الْأَنْصَارِي، وأبو مَنْصُور القزّاز الشَّيْباني، وأبو عَبْد اللَّه السّلّال.
وقال الخطيب فِي تاريخه [2] : وكان معتزليّا [3] ، ذكر لي أنّه ولد سنة سبع [4] وسبعين وثلاثمائة.
قال السمعاني: تُوُفيّ فِي رجب، وصلّى عليه أبو نصر الزَّيْنَبي [5] .
9- الْمُبَارَك بْن مُحَمَّد بْن عُثْمَان [6] .
الشَّيْخ أبو الفضل بْن الحرمي الْبَغْدَادِيّ الصّوفيّ.
سمع من: عليّ بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن علّوَيْه الجوهري، وأبي الْحُسَيْن بْن الميتم.
سمع منه: أبو نصر بْن ماكولا، والحميديّ، وأبو بكر ابن الخاضبة، وأبو عليّ البَرَدَانيّ.
قال أبو نصْر بن المجلي: توفّي سنة ثلاث.
__________
[ (-) ] الأعلام 191، والعبر 3/ 250، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 547، والبداية والنهاية 12/ 104، والنجوم الزاهرة 5/ 89، وشذرات الذهب 3/ 314.
[1] وكان سماعه منهم صحيحا. (تاريخ بغداد 3/ 336) .
[2] ج 3/ 336.
[3] وأضاف: «وكان كاتبا، أديبا، مترسّلا، شاعرا» .
[4] في (المنتظم) : «سنة تسع وسبعين وثلاثمائة في جمادى الآخرة، وقيل: سنة ست وسبعين» .
[5] قال محمد بن طاهر: أنشدنا أبو علي بن وشاح لنفسه:
حملت العصا لا الضعف أوجب حملها ... على ولا أنّي انحنيت من الكبر
ولكنّني ألزمت نفسي بحملها ... لأعلّمها أنّي المقيم على سفر
(المنتظم 8/ 271) .
[6] لم أجد مصدر ترجمته.(31/135)
وقال غيره: سنة 462.
وشيخه ابن علُّوَيْه يروي عن المَحَامِليّ.
93- المشرِّف بْن علي بْن الخَضِر [1] .
أبو الطاهر التّمّار الأنماطي. مصري ثقة، محدِّث.
سمع أولاده. وكانت منيّتُه بصور فِي شوال.
ذكره ابن الأكفاني، ولم يذكره ابن عساكر.
- حرف الياء-
94- يوسف بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ البر بْن عاصم [2] .
الْإِمَام أبو عمر النّمريّ [3] القرطبيّ العلم الحافظ.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (ابن عبد البرّ) في: جمهرة أنساب العرب لابن حزم 302، وجذوة المقتبس للحميدي 367- 369 رقم 874، ومطمح الأنفس للفتح بن خاقان (القسم الثاني المنشور في مجلّة المورد العراقية- العدد المزدوج 3 و 4 لسنة 1981 بتحقيق هدى شوكة بهنام) ص 367- 369، وترتيب المدارك للقاضي عياض 4/ 808- 810، وفهرسة ما رواه عن شيوخه لابن خير الإشبيلي 214، والصلة لابن بشكوال 2/ 677- 679 رقم 1501، وبغية الملتمس للضبّي 489- 491 رقم 1443، ووفيات الأعيان 7/ 66- 72، والمختصر في أخبار البشر 2/ 187، 188، والمغرب في حليّ المغرب 2/ 407، والروض المعطار 435، وملء العيبة للفهري 2/ 101، 298، 319، 411، والحلّة السيراء لابن الأبّار 1/ 19، 20، 23، 127، والإعلام بوفيات الأعلام 191، وسير أعلام النبلاء 18/ 153- 163 رقم 85، والمعين في طبقات المحدّثين 133 رقم 1472، ودول الإسلام 1/ 253 وفيه: «يوسف بن محمد بن عبد الله» ، والعبر 3/ 255، وتذكرة الحفاظ 3/ 1128- 1132، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 117، وتاريخ ابن الوردي 1/ 374، 375، ومرآة الجنان 3/ 89، والبداية والنهاية 12/ 104، والديباج المذهب 2/ 367- 370، والقاموس المحيط (مادّة: نمر) ، والوفيات لابن قنفذ 249 رقم 463، وتاريخ الخلفاء 423، وطبقات الحفاظ 423، 433، وشرح ألفية العراقي 1/ 119، وكشف الظنون 1/ 12، 43، 78، 81، 142، وشذرات الذهب 3/ 314- 316، وتاج العروس 3/ 586 (مادّة: نمر) ، وروضات الجنات 4/ 339، 340، وإيضاح المكنون 2/ 266، وهدية العارفين 2/ 550، 551، وديوان الإسلام 3/ 345- 346 رقم 1528، والرسالة المستطرفة للكتاني 15، وشجرة النور الزكية 1/ 119 رقم 337، والأعلام 8/ 240، ومعجم المؤلفين 13/ 315، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 191 رقم 978، وتاريخ الفكر الأندلسي لبالتشيا 396.
[3] النّمريّ: قال ابن خلكان: بفتح النون والميم، وبعدها راء. هذه النسبة إلى النّمر بن قاسط،(31/136)
محدّث قرطبة.
روى عن: الحافظ خَلَف بْن القاسم، وعبد الوارث بْن سُفيان، وسعيد بْن نصر، وعبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد المؤمن، وعبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أسد الْجُهَني، وأحمد بْن فتح الرّسّان [1] ، والحسين بْن يعقوب البَجَّاني، وأبي الْوَلِيد عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الفَرَضي، ومحمد بْن عَبْد الملك بْن ضَيْفُون [2] ، والقاسم بْن عَسَلون الفراء، ويعيش بْن مُحَمَّد الورّاق، وأبي عُمَر بْن الْجَسُور، وأبي القاسم سَلَمَة بْن سَعِيد، ويحيى بْن مَسْعُود بْن وجه الجنة، وأبي عُمَر الطَّلَمَنْكي، وأبي المُطَرِّف القَنَازِعي، ويونس بْن عَبْد اللَّه القاضي، وآخرين.
وأجاز له أبو القاسم بْن عُبَيْد اللَّه السَّقَطي، وغيره من مكة، وأبو الفتح بْن سِيبُخْت، والحافظ عَبْد الغني بْن سَعِيد، وأبو مُحَمَّد النحاس من مصر.
قال طاهر من مفوّز: سمعته يقول: وُلِدتُ يوم الجمعة والإمام يخطُب لخمسٍ بقين من ربيع الآخر سنة ثمانٍ وستين وثلاثمائة [3] .
قلت: وطلب الحديث سنة بضْعٍ وثمانين، قبل أن يولد الحافظ أبو بَكْر الخطيب بأعوام [4] .
قال أبو الْوَلِيدِ الْباجيّ: لم يكن بالأندلس مثل أَبِي عُمَر بْن عَبْد البَرّ فِي الحديث [5] .
__________
[ (-) ] بفتح النون وكسر الميم، وإنما تفتح الميم في النسبة خاصة، وهي قبيلة كبيرة مشهورة.
(وفيات الأعيان 7/ 71) .
[1] ترجمته في: الصلة لابن بشكوال 1/ رقم 43.
[2] تحرّفت في (تذكرة الحفاظ 3/ 128) إلى «صيفون» بالصاد المهملة.
[3] الصلة 2/ 679 وفيه زيادة: «وهو اليوم التاسع [و] العشرون من نونبر. قال طاهر: أرانيه الشيخ بخط أبيه عبد الله بن محمد رحمه الله» . (وفيات الأعيان 7/ 71) .
أما في: جذوة المقتبس 367، وبغية الملتمس 490 فمولده في شهر رجب من سنة ثنتين وستين وثلاثمائة.
وجاء في (الروض المعطار للحميري 435) : «قال ابن عبد البر: ولدت مع أبي عمران (موسى بن عيسى الغفجومي) في سنة واحدة ثمان وستين وثلاثمائة» .
[4] في الجذوة 367، والبغية 490: «وسمع بنفسه قبل الأربعمائة بمدّة» .
[5] الصلة 2/ 677، وفيات الأعيان 7/ 66.(31/137)
وقال أبو مُحَمَّد بْن حزْم فِي رسالته في «فضائل الأندلس» : ومنها- يعني المصنفات- كتاب «التمهيد» لصاحبنا أَبِي عُمَر يوسف بْن عَبْد البر، وهو الآن بعْدُ فِي الحياة لم يبلغ سنّ الشيخوخة.
قال: وهو كتابٌ لا أعلم فِي الكلام على فقه الحديث مثله أصلًا، فكيف أحسن منه؟ [1] .
ومنها كتاب «الاستذكار» ، وهو اختصار «التمهيد» المذكور [2] . ولصاحبنا أَبِي عُمَر تواليف لا مثل لها فِي جميع معانيها، مِنّها كتابه المسمَّى بالكافي فِي الفقه، على مذهب مالك خمسة عشر كتابًا [3] ، مُغْنٍ عن المصنفات الطِّوال فِي معناه، ومنها كتابه فِي الصحابة، يعني «الاستيعاب» [4] ، ليس لأحد من المتقدّمين
__________
[1] قال الحميدي: «ومن مجموعاته: التمهيد لما فِي الموطأ من المعاني والأسانيد» سبعون جزءا ثم ذكر القول أعلاه. (ص 268) واقتبسه الضبّي في (بغية الملتمس 490) ولكنه قال: «في عشرة أسفار» بدل «سبعون جزءا» .
وذكر ابن بشكوال مثل الحميدي، وأضاف: «ورتّبه على أسماء شيوخ مالك على حروف المعجم» . (الصلة 2/ 678) .
وقال المؤلّف- رحمه الله- في (سير أعلام النبلاء 18/ 158) : «هي أجزاء ضخمة جدا» .
وفي (ترتيب المدارك 4/ 809) : «ألف أبو عمر رضي الله عنه على الموطّأ، كتاب التمهيد لما فِي الموطأ من المعاني والأسانيد، وهو عشرون مجلّدا» . وانظر: وفيات الأعيان 7/ 67.
[2] قال ابن بشكوال: «كتاب الإستذكار لمذاهب علماء الأمصار فيما تضمّنه موطّأ مالك من معاني الرأي والآثار، شرح فيه الموطّأ على وجهه، ونسق أبوابه» . (الصلة 2/ 678، وفيات الأعيان 7/ 67) .
وقد طبع الجزء الأول منه في مصر سنة 1971.
[3] في (جذوة المقتبس 268) : «على مذهب أهل المدينة، ستة عشر جزءا» . ومثله في (بغية الملتمس 490) .
[4] في (جذوة المقتبس 268) : «كتاب الاستيعاب في أسماء المذكورين في الروايات والسير والمصنّفات من الصحابة رضي الله عنهم، والتعريف بهم، وتلخيص أحوالهم، ومنازلهم، وعيون أخبارهم على حروف المعجم، اثنا عشر جزءا» .
وقال الضبيّ: «في أربعة أسفار، وهو كتاب حسن كثير الفائدة، رأيت أهل المشرق يستحسنونه جدا، ويقدّمونه على ما ألّف في بابه» . (بغية الملتمس 490) .
وقد طبع على هامش كتاب الإصابة لابن حجر في 4 أجزاء بعنوان: «الاستيعاب في أسماء الأصحاب» ، طبعة أولى في مصر سنة 1328 هـ-، وطبع أيضا بعنوان: «الاستيعاب في معرفة الأصحاب» بتحقيق علي محمد البجاوي، مكتبة ومطبعة نهضة مصر (دون تاريخ) .(31/138)
قبله مثله، على كثرة ما صنفوا فِي ذلك، ومنها كتاب «الاكتفاء فِي قراءة نافع وأبي عُمَرو» [1] ، ومنها كتاب «بهجة الْمَجَالِسْ وَأُنْسُ الْمُجَالِسِ» [2] نوادر وأبيات، ومنها كتاب «جامعُ بيانِ العِلْم وفضْلِه» [3] .
وقال القاضي عياض [4] : صنَّف أبو عمر بن عبد البر كتاب «التمهيد [لما] فِي الموطأ من المعاني والأسانيد» فِي عشرين [5] مجلَّدًا، وكتاب الاستذكار لمذهب علماء الأمصار لما تضمنه الموطأ من معاني «الرّأي والآثار» ، وكتاب «التّقصّي لحديث الموطّأ» [6] ، وكتاب «الإستيعاب لأسماء الصّحابة» ، وكتاب «العلم» [7] ، وكتاب «الإنباه على قبائل الرُّواة» [8] وكتاب «الانتقاء لمذاهب الثلاثة علماء مالك وأبي حنيفة والشافعي» [9] ، وكتاب «البيان فِي [10] تلاوة القرآن»
__________
[1] في (الجذوة 268، والبغية 490) : «الإكتفاء في قراءة نافع وأبي عمرو بن العلاء بتوجيه ما اختلفا فيه. جزء واحد» .
[2] في (الجذوة 268، 269، والبغية 490، 491) : «بهجة المجالس وأنس المجالس بما يجري في المذكرات من غرر الأبيات ونوادر الحكايات. مجلّدان» .
وقال ابن خلّكان: «في ثلاثة أسفار، جمع فيه أشياء مستحسنة تصلح للمذاكرة والمحاضرة» .
(وفيات الأعيان 7/ 67) .
وقد طبع في جزءين بعنوان: «بهجة المجالس وأنس المجالس وشحذ الذاهن والهاجس» .
بتحقيق محمد مرسي الخولي والدكتور عبد القادر القط، سلسلة تراثنا، طبعة دار الكتاب العربيّ للطباعة والنشر بمصر.
[3] اسمه الكامل: «جامع بيان العلم وفضله وما ينبغي في روايته وحمله» . (الصلة 2/ 679، والبغية 490، ووفيات الأعيان 7/ 67) ، وفي (جذوة المقتبس 268) : « ... وما ينبغي في روايته جملته ستة أجزاء» .
وقد نشرته المطبعة المنيرية بمصر 1398 هـ. / 1978 م، وصوّرته دار الكتب العلمية، بيروت.
[4] في (ترتيب المدارك 4/ 809، 810) .
[5] في الترتيب: «وهو عشرون» .
[6] في (جذوة المقتبس 268) : «التقصّي لما في الموطأ من حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلم، أربعة أجزاء» .
وفي (بغية الملتمس 490) : «مجلّد» .
[7] في الترتيب: «وكتاب جامع بيان العلم» .
[8] طبع في القاهرة سنة 1350 هـ-. مع كتاب «القصد والأمم في التعريف بأصول أنساب العرب والعجم» .
[9] في الترتيب: «الإنتقاء في فضائل الفقهاء مالك والشافعيّ وأبي حنيفة رضي الله عنهم» .
[10] في الترتيب: «عن» ، وكذا في الجذوة 268، والبغية 490.(31/139)
وكتاب «الأجوبة المُوعِبَة» [1] ، وكتاب «بهجة المجالس» ، وكتاب «المعروفين بالكنى» [2] ، وكتاب «الكافي فِي الفقه» [3] ، وكتاب «الدُّرَر فِي اختصار المغازي والسِّيَر» [4] ، وكتاب «القصد والأمم فِي أنساب العرب والعجم وأول من نطق بالعربية من الأمم» [5] ، وكتاب «الشواهد فِي إثبات خبر الواحد» [6] ، وكتاب «الاكتفاء في القراءات» [7] ، وكتاب «الإنصاف فيما في اسم الله من الخلاف» [8] ، وكتاب «الفرائض» [9] ، وأشياء من الكتب الصغار [10] .
قال أبو علي بن سكرة: سمعت أَبَا الْوَلِيد الباجي، وجرى ذكر ابن عَبْد البر، فقال: هُوَ أحفظ أَهْل المغرب [11] .
وقال الحافظ أبو عليّ الغساني: سمعت أَبَا عُمَر بْن عبد البرّ يقول: لم
__________
[1] في الترتيب: «الأجوبة الموعبة في الأسئلة المستغربة» . وقد ذكر قبله عدّة كتب.
[2] في الترتيب: «أسماء المعروفين بالكنى، سبعة أجزاء» .
[3] زاد في الترتيب: «في الاختلاف وأقوال مالك وأصحابه رحمهم الله، عشرون كتابا» .
[4] طبع في القاهرة سنة 1966 بتحقيق الدكتور شوقي ضيف.
[5] طبع باسم «القصد والأمم في التعريف بأصول أنساب العرب والعجم» ومعه «الإنباه على قبائل الرواة» بالقاهرة سنة 1350 هـ-.
[6] قال في (جذوة المقتبس، وبغية الملتمس) : «جزء» .
[7] في الترتيب: «الإكتفاء في القراءة» . وقد سبق أنه «الإكتفاء في قراءة نافع وأبي عمرو بن العلاء بتوجيه ما اختلف فيه» جزء واحد.
[8] في هامش الأصل: «ث كذا بخطه، وإنما هو فيما في البسملة» ، وفي الترتيب «في بسم الله» .
[9] في الترتيب: «الإشراف في الفرائض» .
[10] وفاته أن يذكر: «البستان في الإخوان» ، و «اختصار تاريخ أحمد بن سعيد» .
ومن مؤلّفات ابن عبد البرّ أيضا: «أخبار أئمة الأمصار» سبعة أجزاء.
«كتاب التجويد والمدخل إلى علم القرآن بالتجريد» ، جزءان.
«اختلاف أصحاب مالك بن أنس واختلاف رواياتهم عنه» ، أربعة وعشرون جزءا.
«كتاب العقل والعقلاء وما جاء في أوصافهم عن الحكماء والعلماء» ، جزء واحد. (الجذوة، والبغية.
ولابن عبد البرّ في وصف كتاب «التمهيد» :
سهير فؤادي من ثلاثين حجة ... وصاقل ذهني والمفرّج عن همّي
بسطت لكم فيه كلام نبيّكم ... لما في معانيه من الفقه والعلم.
وفيه من الآداب ما يهتدى به ... إلى البرّ والتقوى وينهى عن الظلم
(ترتيب المدارك 4/ 820) .
[11] الصلة 2/ 677، 678، وفيات الأعيان 7/ 66.(31/140)
يكن أحدٌ ببلدنا مثل قاسم بْن مُحَمَّد، وأحمد بْن خَالِد الجباب [1] .
قال الغساني: وأنا أقول إن شاء اللَّه إن أَبَا عُمَر لم يكن بدونهما، ولا متخلفًا عَنْهُمَا [2] .
وكان من النمر بْن قاسط، طلب وتفقه ولزم أَبَا عُمَر أَحْمَد بْن عَبْد الملك الإشبيلي الفقيه، فكتب بين يديه، ولزم ابن الفرضي، وعنه أَخَذَ كثيرًا من علم الحديث.
ودأب أبو عُمَر فِي طلب الحديث، وافتنَّ به، وبرعَ براعةً فاق بها مَن تقدَّمه من رجال. الأندلس [3] .
وكان [4] مع تقدُّمه فِي علم الأثر، وبصره بالفقه والمعاني [5] ، له بَسْطةٌ كبيرة فِي علم النَّسب والخبر. جلا [6] عن وطنه ومنشئِه قُرْطُبة، فكان فِي الغرب مدة، ثُمَّ تحول [7] إِلَى شرق الأندلس، وسكن دانية، وبَلَنْسِية، وشاطبة وبها تُوُفّي [8] .
وذكر غير واحد أن أبا عمر ولي القضاء بأشبونة فِي دولة المظفّر بْن الأفطس مدّة [9] .
وقد سمع «سُنَنَ أَبِي دَاوُد» عاليا من ابن عَبْد المؤمن، بسماعه من ابن داسه. وسمع منه فوائد عن إِسْمَاعِيل الصّفّار، وغيره.
وقرأ كتاب الزّعْفراني على ابن ضَيْفُون، بسماعه من ابن الأعرابي، عَنْهُ.
وسمع ابن عَبْد البر من جماعة حدَّثوه، عن قاسم بْن أصْبَغ.
__________
[1] الصلة 2/ 678.
[2] الصلة 2/ 678.
[3] الصلة 2/ 678، وفيات الأعيان 7/ 66، 67.
[4] في (الصلة 2/ 679) عبادة قبلها: «وكان موفّقا في التأليف، معانا عليه، ونفع الله بتواليفه» .
[5] في الصلة: «ومعاني الحديث» .
[6] في الصلة: «جلى» وهو غلط.
[7] في الصلة: «تجوّل» .
[8] ترتيب المدارك 4/ 808 و 809، الصلة 2/ 679.
[9] وفيات الأعيان 7/ 67.(31/141)
وكان مع إمامته وجلالته أعلى [1] أَهْل الأندلس إسنادًا فِي وقته [2] .
رَوَى عَنْهُ: أبو العبّاس الدِّلائي، وأبو مُحَمَّد بْن أَبِي قحافة، وأبو الْحَسَن بْن مفوّز، وأبو عَبْد اللَّه الحُمَيْدي، وأبو عليّ الغسّاني، وأبو بحر سُفْيان بْن العاص [3] ، ومحمد بْن فَتُّوح الْأَنْصَارِي، وطائفة سواهم، وأبو داود سليمان بن نجاح المقرئ وقال: تُوُفّي ليلة الجمعة سلْخ ربيع الآخر، ودُفن يوم الجمعة بعد العصر.
قلت: استكمل رحمه اللَّه خمسًا وتسعين سنة وخمسة أيام [4] .
وقال شيخنا أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَبِي الفتح، ومن خطّه نقلتُ: كان أبو عُمَر بْن عَبْد البر أعلم من بالأندلس فِي السُّنّن والآثار واختلاف علماء الأمصار.
وكان فِي أوّل زمانه ظاهريّ المذهب مدّةً طويلة، ثُمَّ رجع عن ذلك إِلَى القول بالقياس من غير تقليد أحد، إلا أنه كان كثيرًا ما يميل إِلَى مذهب الشافعي [5] رحمه اللَّه.
قلتُ: وجميع شيوخه الذين حمل عَنْهُمْ لا يبلغون سبعين نفْسًا، ولا رحلَ فِي الحديث، ومع هَذَا فَمَا هُوَ بدون الخطيب، ولا البَيْهقيّ ولا ابن حزْم فِي كثرة الإطلاع، بل قد يكون عنده ما ليس عندهم مع الصِّدْق والديانة والتَّثُّبت وحُسْن الاعتقاد، رحمه اللَّه تعالى.
قال الحُمَيْديّ [6] : أبو عُمَر فقيه حافظ مُكْثِر، عالم بالقراءات وبالخلاف، وبعلوم الحديث والرّجال، قديم السماع، لم يخرج من الأندلس، وكان يميل فِي الفقه إِلَى أقوال الشافعي.
قلت: وكان سلفيّ الاعتقاد، متين الدّيانة.
__________
[1] في الأصل: «أعلى» .
[2] كان سنده مما يتنافس فيه. (ترتيب المدارك 4/ 809) .
[3] وهو آخر من حدّث عنه من الجلّة. (ترتيب المدارك 4/ 809) .
[4] ترتيب المدارك 4/ 810.
وقال الحميدي: «وأخبرني أبو الحسن علي بن أحمد العابدي أنه مات في سنة ستين وأربعمائة بشاطبة من بلاد الأندلس» (جذوة المقتبس 369) وبها أرّخه الضبيّ في (بغية الملتمس 491) .
[5] جذوة المقتبس، بغية الملتمس.
[6] في جذوة المقتبس 367.(31/142)
سنة أربع وستين وأربعمائة
- حرف الألف-
95- أَحْمَد بْن أسعد بْن مُحَمَّد بْن حُسَين [1] .
أبو نصر الهَرَويّ التاجر.
سمع: أَبَاه، وعمَّه، وأبا عليّ مَنْصُور بْن عَبْد اللَّه الخالدي، وغيرهم.
96- أَحْمَد بْن عَبْد الْعَزِيز بْن عليّ بْن مُحَمَّد [2] .
القاضي أبو سعيد الثّقفي الأصبهاني.
روى عن: أَبِي عَبْد اللَّه بْن مَنْده.
وعنه: جماعة.
97- أَحْمَد بْن عُثْمَان بْن الفضل بْن جَعْفَر [3] .
أبو الفَرَج الْبَغْدَادِي، المعروف بابن المَخْبَزِيّ [4] .
من بيت حشمة. ذُكِر أنّ كُتُبَه ذهبت فِي حريق الكَرْخ.
قال أبو سعْد السَّمعانيّ [5] : كَبْر وضعف، وكان مُقِلًّا من الحديث، وسماعه صحيح.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (أحمد بن عثمان) في: تاريخ بغداد 4/ 302 رقم 2081، والإكمال لابن ماكولا 7/ 310، والمنتظم 8/ 274 رقم 318 16/ 140، 141 رقم 3413) ، والأنساب 11/ 77.
وهو أخو «عبد الوهاب بن عثمان، أبو الفتح» المتوفى سنة 450 هـ-. (تاريخ بغداد 11/ 34، 35) .
[4] المخبزيّ: بفتح الميم: وسكون الخاء المنقوطة، وفتح الباء المنقوطة بواحدة، وبعدها زاي، هذه النسبة إلى المخبز، وهو موضع يخبز فيه الرغفان. (الأنساب) .
[5] قوله ليس في (الأنساب) ولعلّه في (ذيل الأنساب) .(31/143)
قال: ورأيت بخطّ بعض المحدثين أنه كان يتشيَّع.
وقال الخطيب: [1] كتبتُ عَنْه، وكان صدوقًا.
ووثّقه ابن خيرون.
سمع: عِيسَى بْن الوزير، وعبيد اللَّه بْن حَبَابَة. ثنا عَنْهُ: أبو بَكْر الْأَنْصَارِيّ، ويحيى بْن الطّرّاح.
ومات فِي صَفَر [2] .
98- أَحْمَد بْن عليّ بْن شجاع بْن مُحَمَّد [3] .
أبو زَيْدُ المَصْقَليّ [4] الأصبهاني أخو شجَاع.
ثقة [5] ، سمع من: أَبِي عَبْد اللَّه بْن مَنْده [6] ، وغيره.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الدّقّاق [7] .
وتُوُفي فِي شوال.
وروى أيضًا عن: أَبِي جَعْفَر بْن المَرْزُبان «جُزء لُوَيْن» .
رواه عَنْهُ مُحَمَّد بْن أَبِي نصر هاجر، ومحمود بْن مُحَمَّد بْن مَاشَاذَة.
99- أَحْمَد بْن الفضل بْن أَحْمَد [8] .
الجصّاص [9] الأصبهاني.
رحّال جوّال.
سمع: أَبَا سَعِيد النّقّاش، وجماعة بإصبهان، وأبا عَبْد الرحمن السّلميّ
__________
[1] في تاريخ بغداد 4/ 302.
[2] وكان مولده في سنة 376 هـ-.
[3] انظر عن (أحمد بن علي بن شجاع) في: الأنساب 11/ 249، والتقييد 155 رقم 178.
[4] المصقليّ: بفتح الميم، وسكون الصاد المهملة، وفتح القاف. هذه النسبة إلى الجد، وهو مصقلة بن هبيرة. (الأنساب 11/ 348) .
[5] وثّقه ابن السمعاني.
[6] سمع منه «معرفة الصحابة» .
[7] روى عنه بمرو.
[8] لم أجد مصدر ترجمته.
[9] الجصّاص: بفتح الجيم والصاد المشدّدة المهملة وفي آخرها صاد أخرى، هذه النسبة إلى العمل بالجصّ وتبييض الجدران. (الأنساب 3/ 260) .(31/144)
بنيسابور، وعلي بْن أَحْمَد الرزاز ببغداد، ومنصور الكاغذيّ بسَمَرْقَنْد، وبمرو، وبلْخ، ومواضع.
وحدَّث فِي هَذَا العام في رمضان بكتاب فضل الصَّلَاةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ له.
100- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُسْلِم [1] .
أبو الْعَبَّاس الأصبهاني الأعرج المؤدِّب.
سمع: أَبَا عَبْد اللَّه بْن مَنْده.
وعنه: يحيى بْن مَنْده.
مات فِي صَفَر.
101- أَحْمَد بْن مُحَمَّد الكِنانيّ الفلسطينيّ [2] .
تُوُفّي فِي المحرَّم.
روى عَنْهُ: عليّ بْن مُحَمَّد الحِنّائيّ.
102- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يحيى بْن بُنْدار [3] .
أبو عليّ الهَمَذَانيّ المعدّل، المعروف بابن الشّيخ.
روى عن: أَبِيهِ أَبِي نصر، وابن لال، وشعيب بْن علي، وجماعة.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة بهَمَذَان.
- حرف الباء-
103- بَكْر بْن مُحَمَّد بْن علي [4] بْن حِيد [5] .
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد الكناني) في: تاريخ دمشق (أحمد بن عتبة- أحمد بن محمد بن المؤمّل) 7/ 177، 178 رقم 107، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 3/ 228 رقم 276.
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] انظر عن (بكر بن محمد) في: تاريخ بغداد 7/ 98، 98 رقم 3538، والأنساب 3/ 9، 10، والمنتظم 8/ 274 رقم 319 (16/ 141 رقم 3414) ، وفي الطبعتين: «حيدر» ، والمنتخب من السياق 170 رقم 422 والعبر 3/ 256، وسير أعلام النبلاء 18/ 252 رقم 125، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 181 بالحاشية رقم 6 و 1/ 182، والبداية والنهاية 12/ 105، ومرآة الجنان 3/ 89، وتبصير المنتبه 1/ 268، وشذرات الذهب 3/ 318.
[5] وقع في (المنتظم) في الطبعتين وفي شذرات الذهب: «حيدر» ، وفي (البداية والنهاية) ورد(31/145)
أبو مَنْصُور النَّيْسابوريّ التاجر. يُلقّب بالشّيخ المؤتمن.
حدَّث ببغداد، وهَمَذان، وتنقَّل.
وحدَّث عن: أَبِيه، وأبي الحسين أحمد بن محمد الخفّاف، ومحمد بن الحسين العلوي، وأبي بكر بن عبدوس، وعبد الله بن يوسف بن بامويه.
قال شيرويه: لم يقض لي السماع منه، وكنتُ أدور إذ ذاك وأسمع. وكان صدوقًا أمينًا. ثنا عَنْهُ: المَيْدانيّ.
وقال السمعاني [1] : ثنا عَنْهُ: مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي الْأَنْصَارِي، وسعيد بْن أَبِي الرجاء الصَّيرفي [2] ، وإِسْمَاعِيل بْن علي الحمامي الأصبهانيان.
وسمع منه: جدّي أبو المظفّر، وأبو بَكْر الخطيب وأثنى عَلَيْهِ [3] .
تُوُفّي فِي صَفَر [4] .
- حرف الجيم-
104- جَابِر بْن ياسين بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن محموَيْه [5] .
أبو الحسن الحنّائيّ [6] العطّار، بغداديّ.
__________
[ (-) ] اسمه محرّفا إلى: «زكريا بن محمد بن حيده» . وهو بكسر الحاء المهملة. (تبصير المنتبه) و (المشتبه في أسماء الرجال) .
[1] في الأنساب 3/ 10.
[2] لم يذكره في (الأنساب) ، بل ذكر آخر هو: «أبو بكر هبة الله بن الفرج الظفرآباذي بهمذان» .
[3] وهذه العبارة ليست في الأنساب، ولعلّ المؤلّف ينقل عن (ذيل الأنساب) لابن السمعاني.
[4] قال الخطيب: «كتبت عنه وكان ثقة حسن الاعتقاد، صحيح المذهب، كثير الدرس للقرآن، محبّا لأهل الخير، مفتقدا للفقراء بالبرّ والإرفاق ... سمعت ابن حيد يقول: ولدت في سنة ست وثمانين وثلاثمائة» .
وكرّر ابن السمعاني عبارة الخطيب، ولكنه قال في آخر الترجمة: مات سنة خمس وستين وأربعمائة (الأنساب 3/ 9، 10) .
أما ابن الجوزي فذكره في وفيات سن 464 هـ-. (المنتظم) وبها ورخه عبد الغافر الفارسيّ.
(المنتخب من السياق 170) والمؤلّف- رحمه الله- في مصنّفاته.
[5] انظر عن (جابر بن ياسين) في: تاريخ بغداد 7/ 239، 240 رقم 3734، والمنتظم 8/ 274 رقم 320 (16/ 141 رقم 3415) ، والأنساب 4/ 244، وفيه: «جابر بن ياسين محمويه» ، والعبر 3/ 256، والإعلام بوفيات الأعلام 192، وسير أعلام النبلاء 18/ 246 رقم 120، ومرآة الجنان 3/ 89 وفيه: «جابر بن نصر» ، وشذرات الذهب 3/ 316.
[6] تحرّفت هذه النسبة في (المنتظم 5/ 274) : «الجباني» ، وفي الطبعة الجديدة بتحقيق محمد(31/146)
قال الخطيب [1] : كتبت عنه، وكان سماعه صحيحا [2] .
سمع: أَبَا حَفْص الكتاني، وأبا طاهر المخلص.
قلتُ: رَوَى عَنْهُ: أبو بَكْر الْأَنْصَارِي، وأبو مَنْصُور القزّاز، ويحيى بْن عليّ الطّرّاح، وَغَيْرِهِمْ.
تُوُفّي فِي شوال [3] .
- حرف الخاء-
105- الخضر بْن عَبْد اللَّه بْن كامل [4] .
أبو القاسم المُرّيّ.
حدَّث بدمشق، أو بغيرها عن: عقيل بْن عُبَيْد اللَّه السِّمسار، وأبي طَالِب عَبْد الوهاب بْن عَبْد الملك الفقيه الهاشمي.
وعنه: ابن الأكفاني، وعلي بْن طاهر النَّحْوي [5] ، وغيرهما.
قال ابن الأكفانيّ: ولم يكن يدري شيئًا [6] .
- حرف العين-
106- عباد بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن عبّاد [7] .
__________
[ (-) ] عبد القادر عطا ومصطفى عبد القادر عطا 16/ 141: «الجبائي» .
[1] في تاريخ بغداد 7/ 239.
[2] وقال ابن الجوزي: «وكان ثقة من أهل السّنّة، حدّثنا عنه جماعة من مشايخنا» . (المنتظم) وقال ابن السمعاني: شيخ ثقة كان يبيع الحنّاء، وكان عطارا. (الأنساب 4/ 244) .
[3] قال الخطيب: سألته عن مولده فقال: لثمان خلون من المحرّم من سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة، قال: وأول سماعي في سنة تسع وثمانين وثلاثمائة. (تاريخ بغداد 7/ 240) .
[4] انظر عن (الخضر بن عبد الله) في: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 8/ 73 رقم 27، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 165، 166 ويقال: الخضر بن عبيد الله.
[5] وهو سئل عنه، فقال: ما عملت عليه إلّا خيرا.
[6] وزاد: وأنا لم أسمع منه.
[7] انظر عن (عبّاد بن محمد) في: جذوة المقتبس للحميدي 296، 297 رقم 672، والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة لابن بسّام ج 2 ق 1/ 23- 41، وبغية الملتمس للضبّي 395، 396 رقم 1118، والكامل في التاريخ 9/ 286، 287، والمعجب في تلخيص أخبار المغرب للمراكشي 151، والحلّة السيراء لابن الأبّار 2/ 39- 52 رقم 119، ووفيات الأعيان 5/ 23،(31/147)
المعتضد باللَّه أبو عَمْرو أمير إشبيلية ابن قاضيها أَبِي القاسم.
قد تقدَّمَ أنَّ أَهْلَ إشبيلية ملّكوا عليهم القاضي أَبَا القاسم، وأنّه تُوُفّي سنة ثلاثٍ وثلاثين، فقام بالأمر بعده المعتضد باللَّه [1] . وكان شَهْمًا صارمًا، جَرَى على سَنَن والده مدّة، ثُمَّ سَمَتْ هِمَّتُهُ وَتَلَقَّبَ بالمعتضد باللَّه، وخُوطب بأمير المؤمنين.
وكان شجاعًا داهية. قَتَل من أعوان أَبِيهِ جماعةً صبرًا، وصادرَ بعضهم، وتمكَّن من الملك، ودانت له الملوك. وكان قد اتّخذ خُشُبًا فِي قصره، وجلّلها برءوس ملوك وأعيان ومقدَّمين [2] .
وكان يُشبَّه بأبي جَعْفَر المنصور [3] . وكان ابنه ولي العهد إِسْمَاعِيل قد همَّ بقتل أَبِيه، وأراد اغتياله، فلم يتم له الأمر، فقبض عليه المعتضد، وضرب عُنقه، وعهد إِلَى ابنه أَبِي القاسم مُحَمَّد، ولقّبه المعتمد على اللَّه.
ويقال إنّه أَخَذَ مال أعمى، فنزح وجاورَ بمكّة يدعو عليه، فبلغ المعتضد، فندبَ رجلًا، وأعطاه حُقًّا فِيهِ جملة دنانير، وطلاها بِسُمٍّ. فَسَافَرَ إِلَى مَكَّة، وأعطى الأعمى الدنانير، فأنكر ذلك وقال: يظلمني بإشبيليّة، ويتصدّق عليّ هُنا. ثمّ أَخَذَ دينارًا منها، فوضعه فِي فمه فمات بعد يوم.
وكذلك فرّ منه رَجُل مؤذّن إِلَى طُلْيطُلَة، فأخذ يدعو عليه فِي الأسحار، فبعث إليه من جاءه برأسه.
__________
[ (- 24] رقم (205) ، والبيان المغرب 3/ 204- 285، والعبر 3/ 256، وسير أعلام النبلاء 18/ 256- 257 رقم 129، ودول الإسلام 1/ 274، والإعلام بوفيات الأعلام 192، ومرآة الجنان 3/ 89، وفوات الوفيات 2/ 147- 149، وفيه: «عبّاد بن إسماعيل» ، وتاريخ ابن خلدون 4/ 156- 158، وشرح رقم الحلل لابن الخطيب 167، 172، 173، والنجوم الزاهرة 5/ 90، ونفح الطيب 4/ 242- 244، وشذرات الذهب 3/ 316- 318، ومعجم الأنساب والأسرات الحاكمة 86.
[1] الحلّة السيراء 2/ 41.
[2] الذخيرة ج 2 ق 1/ 26، 27، فوات الوفيات 2/ 147.
[3] وقيل: كان ذا سطوة كالمعتضد العباسي ببغداد. (البيان المغرب 3/ 284) .(31/148)
وطالت أيامه إِلَى أن تُوُفّي فِي رجب [1] فقيل إنّ ملك الفرنج سَمَّهُ فِي ثيابٍ بعث بها إليه.
وقيل: مات حتْف أنفه، وقام بعده ابنه المعتمد.
وممّا تمَّ له فِي سنة أربع وأربعين أنه سكر ليلة، وخرج فِي الليل مع غلام، وسار نحو قرمونة، وهي بعض يوم من إشبيلية. وكان صاحب قرمونة إِسْحَاق بن سليمان البزاليّ قد جرت معه حروب، فلم يسر حَتَّى أتى قرمونة، وكان إِسْحَاق يشرب فِي جماعة، فأُعلِم بالمعتضد بأنه يستأذن، فزاد تعجُّبهم، وأذِن له، فسلَّم على إِسْحَاق، وشرع فِي الأكل، فزال عَنْهُ السُّكْر، وسُقِط فِي يده، لما بينه وبين برزال من الحرب، لكنّه تجلّد وأظهر السّرور، وقال: أريد أن أنام.
فنوّمه فِي فراش، فتناوم، وظنوا أنه قد نام، فقال بعضهم: هَذَا كبَشٌ سمين، واللهِ لو أنفقتم مُلْك الأندلس عليه ما قدرتُم، فإذا قتل لم تبق شوكة تَشُوككم.
فقام منهم مُعَاذ بْن أَبِي قُرَّة، وكان رئيسًا، وقال: واللهِ لا كان، هَذَا رجلٌ قَصَدَنا ونزلَ بنا، ولو علم أنّا نؤذيه ما أتانا مُسْتَأْمنًا. كيف تتحدَّث عنا القبائل أَنَا قتلنا ضيفنا وخفرنا ذمتنا؟
ثُمَّ انتبه، فقاموا وقبلوا رأسه، وجدّدوا السلام عليه، فقال لحاجبه: أَيْنَ نَحْنُ؟
قال: بين أهلك وإخوانك.
__________
[1] كرّر المؤلّف- رحمه الله- وفاة صاحب الترجمة في هذه السنة في مصنّفاته، وتابعه في ذلك كلّ من: اليافعي في (مرآة الجنان) وابن شاكر الكتبي في (فوات الوفيات) ، وابن تغري بردي في (النجوم الزاهرة) ، وابن العماد الحنبلي في (شذرات الذهب) . أما ابن بسّام، وابن الأثير، وابن الأبّار، وابن خلّكان، وابن خلدون، فأرّخوا وفاته بسنة 461 هـ-.
ولم يؤرّخ الحميدي، والضبّي لوفاته، بل قال الحميدي: «كان حيّا بعد الأربعين وأربعمائة» .
(جذوة المقتبس 297) .
وانفرد ابن عذاري المراكشي بالقول إنه توفي سنة 460 في شهر جمادى الآخرة وسنّه إذ ذاك سبع وخمسون سنة. (البيان المغرب 3/ 283، 284) .(31/149)
فقال: إيتُوني بدَوَاة. فأتوه بها، فكتب لكلٍ منهم بخِلْعة وذَهَب وأفراس وخَدَم، وأمَرَ كل واحد أن يبعث رسوله ليقبض ذلك. ثُمَّ ركب من فوره، وقاموا في خدمته.
ثمّ طلبهم بعد ستّة أشهر لوليمة، فأتاه ستون رجلًا منهم، فأنزلهم، وأنزل مُعَاذًا عنده. ثمّ أدخلهم حمّامًا، وطيَّن بابه فماتوا كلُّهم [1] . فعزَّ على مُعَاذ ذلك، فقال المعتضد: لا تُرَعْ فإنهم قد حَضَرَتْ آجالُهم، وقد أرادوا قتلي، ولولاك لقتلوني، فإنْ أردت أن أقاسمك جميع ما أملك فعلت.
فقال: أقيم عندك، وإلّا بأيّ وجهٍ أرجع إِلَى قرمونة وقد قتلتُ سادات بني بَرْزال.
فأنزله فِي قصْر وأقطعه، وكان من كبار أمرائه. ثُمَّ كان المعتمد يجلّه ويعظّمُه. فحدَّث بعض الإشبيليين أنه رَأَى مُعَاذًا يوم دخل يوسف بْن تاشفين، وعليه ثوب ديباج مذهب، وبين يديه نحو ثلاثين غلامًا، وأنه رآه فِي آخر النهار وهو مُكَتَّف فِي تِلّيسٍ.
ذكر هَذِهِ الحكاية بطولها عزيز فِي تاريخه، فإنْ صحّت فِيهِ تدل على لُؤْم المعتضد وعسْفِه وكُفْر نفسه. وقد لقّاه اللَّه فِي عاقبته.
وحكى عَبْد الواحد بْن علي فِي تاريخه أن المعتضد كان شَهْمًا شجاعًا داهيةً. فَقِيل إنه ادّعى أنه وقع إليه هشام المؤيد باللَّه بْن المستنصر الأُموي، فخطب له مدّةً بالخلافة، وكان الحامل له على تدبير هَذِهِ الحيلة ما رآه من اضطراب أَهْل إشبيلية عليه، لأنهم أنفوا من بقائهم بلا خليفة، وبلغه أنهم يطلبون أُمَويًّا ليقيموه فِي الخلافة، فأخبرهم بأن المؤيد باللَّه عنده بالقصر، وشهد له جماعةٌ من حَشَمه بِذَلِك، وأنه كالحاجب له. وأمر بذِكْره على المنابر، فاستمر ذلك سنين إِلَى أن نعاه إِلَى الناس فِي سنة خمسٍ وخمسين وأربعمائة.
وزعَم أنه عهد إليه بالخلافة على الأندلس، وهذا مُحَالٌ. وهشام هلك من سنة ثلاثٍ وأربعمائة، ولو كان بقي إِلَى الساعة لكان يكون ابن مائة سنة وسنة.
__________
[1] تاريخ ابن خلدون 4/ 157 باختصار شديد.(31/150)
107- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَد بْن جَعْفَر [1] .
القاضي أبو مُحَمَّد بْن أَبِي الرجاء الأصبهاني الكَوْسَج.
مفتي البلد.
وكان من الأشعرية الغُلاة.
سمع: أَبَا عَبْد اللَّه بْن مَنْدَهْ، وعمّ أَبِيهِ الْحُسَيْن، وعدّة.
مات فِي ربيع الأول. قاله يحيى بْن مَنْدَهْ.
108- عَبْد الرحمن بْنُ سوار بْنُ أَحْمَد بْنُ سوار [2] .
أَبُو المطرف القُرْطُبيّ، الْفَقِيهُ، قاضي الجماعة.
روى عن: أَبِي القاسم بْن دِنيال، وحاتم بْن مُحَمَّد.
استقضاه المعتمد على اللَّه بقُرْطُبة بعد ابن منظور فِي جُمَادَى الآخرة من هَذِهِ السنة.
وتُوُفّي بعد أشهُر فِي ذي القعدة، وله اثنان وخمسون عامًا.
وكان مِن أَهْل النباهة والذكاء. لم يأخذ على القضاء أجرًا.
109- عَبْد الرَّحْمَن بْن علي بْن مُحَمَّد بْن رجاء [3] .
أبو القاسم بْن أَبِي العَيْش الأطْرابُلُسيّ.
حدَّث عن: أَبِي عَبْد اللَّه بْن أبي كامل الأطرابلسيّ [4] ، وأبي سعد المالينيّ، وخلف الواسطي الحافظ.
ولعله آخر من حدَّث عن خَلَف.
رَوَى عَنْهُ: عُمَر الرُّؤاسي، ومكّيّ الرُّمَيْلي، وهبة اللَّه الشيرازيّ.
سمعوا منه بأطْرابُلُس.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن سوار) في: الصلة 2/ 237 رقم 718.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن علي الأطرابلسي) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 11/ 507 و 23/ 118 و 32/ 96، وبغية الطلب لابن العديم (المصوّر) 5/ 219، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 14/ 310 رقم 227، وملخّص تاريخ الإسلام لابن الملّا (المخطوط) 7/ 9 أ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 59، 60 رقم 773.
[4] وكان أخبره إجازة.(31/151)
تُوُفّي فِي جمَادَى الأولى [1] .
11- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم [2] .
أبو نصْر الهَمَذَاني، المعروف بابن شاذي شيخ الصُّوفيّة.
روى عَنْ: أَبِيه، وابن لال، وشعيب بْن علي، وأبي سهل محمود بن عمر العكبريّ.
قال شيرويه: لم يقض لي السماع منه، وكان يسلك سبيل الملامة.
صحِب طاهرًا الجصّاص. وبلغني أنه وقَف ثمانيا وعشرين وقفة.
وتُوُفّي فِي ذي الحجة.
111- عَبْد الْعَزِيز بْن مُوسَى [3] .
أبو عُمَر المَرْوَزِيّ القصاب المعلم.
قال السمعاني فيما خرج لولده عَبْد الرحيم: شيخ صالح سديد السّيرة، ومن المعمّرين.
أدرك أبا الحسين عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد الدّهّان المقرئ، وسمع منه «السُّنَن» لأبي مُسْلِم الكجّيّ [4] .
قرأ عليه جدّي هَذَا الكتاب فِي سنة أربع وستين هَذِهِ [5] .
وروى عَنْهُ بأخرة مُحَمَّد بْن علي بن محمد الكوّاز «الملحميّ» [6] .
__________
[1] نقل ابن عساكر من خط غيث بن علي خطيب صور أن محمد بن عبد الله بن الحسن كتب إليه من طرابلس يذكر أن أبا القاسم بن أبي العيش توفي في جمادى الأولى سنة أربع وستين وأربعمائة.
وقال غيث: ولي إجازة من أبي القاسم.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (عبد العزيز بن موسى) في: الأنساب 10/ 160، 161.
[4] وقع في المطبوع من (الأنساب 10/ 160) : «الكنجي» .
[5] ولهذا قال إنه مات في حدود سنة 465 هـ-.
[6] الملحميّ: بضم الميم، وسكون اللام، وفتح الحاء المهملة، وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى الملحم، وهي ثياب تنسج بمرو من الإبريسم قديما. (الأنساب 11/ 465) .(31/152)
112- عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن يحيى بن منده [1] .
أبو الحسن.
تقدّم في سنة اثنتين وستّين وأربعمائة. يُرتَّب هنا.
113- عتيق بْن عليّ بْن دَاوُد [2] .
الزّاهد أبو بَكْر الصّقلي الصُّوفيّ السَّمَنْطاريّ [3] .
أكثر التطواف.
وسمع من أَبِي القاسم الزَّيْديّ بَحرَّان، ومن أَبِي نُعَيم الحافظ، وبُشْرى الفاتنيّ.
وصنَّف كتابًا حافلًا فِي الزُّهد فِي اثنتي عشرة مجلدة سماه «دليل القاصدين» . وله معجم فِي جُزْءَين. وشيوخه نيِّفٌ وسبعون شيخًا.
وكان رجلًا زاهدا صالحا رحمه الله تعالى [4] .
__________
[1] تقدّم برقم (47) في وفيات سنة 462 هـ-.
[2] انظر عن (عتيق بن علي) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 26/ 107- 109، رقم 36، ومعجم البلدان 3/ 253، 254، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 16/ 70، 71، إيضاح المكنون 1/ 43، 44، 479 و 2/ 699، وهدية العارفين 6518، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 276 رقم 998.
[3] السّمنطاريّ: بفتح السين المهملة والميم، وسكون النون. نسبة إلى سمنطار قرية في جزيرة صقلّيّة، وقيل: سمنطاري الذهب بلسان أهل المغرب. (معجم البلدان) .
[4] قال ياقوت: «الرجل الصالح العابد، له كتاب كبير في الرقائق، وكتاب «دليل القاصدين» يزيد على عشرة مجلّدات، ذكره ابن القطاع فقال: العابد أبو بكر عتيق بن علي بن داود المعروف بالسمنطاري أحد عبّاد الجزيرة والمجتهدين وزهّادها العالمين وممّن رفض الأولى ولم يتعلّق منها بسبب وطلب الأخرى وبالغ في الطلب، وسافر إلى الحجاز فحجّ وساح في البلدان من أرض اليمن والشام إلى أرض فارس وخراسان، ولقي بها من العبّاد وأصحاب الحديث والزّهّاد، فكتب عنهم جميع من سمع وصنّف كل ما جمع، وله في دخول البلدان ولقياه العلماء وكتاب بناه على حروف المعجم في غاية الفصاحة، وله في الرقائق وأخبار الصالحين كتاب كبير لم يسبق إلى مثله في نهاية الملاحة، وفي الفقه والحديث تأليف حسان في غاية الترتيب والبيان.
وله شعر في الزهد ومكابد الزمان، فمنه قوله:
فتن أقبلت وقوم غفول ... وزمان، على الأنام يصول
ركدت فيه لا تريد زوالا، ... عمّ فيها الفساد والتضليل(31/153)
114- علي بْن الْحُسَيْن بْن سهل [1] .
أبو الْحَسَن المَرْوَزِيّ الدِّهْقان الفقيه.
تفقَّه بمرْو على: أَبِي عاصم النافلة، وأبي نصر المحسِّن بْن أَحْمَد الخالديّ.
وسمع جدَّه مُحَمَّد بْن الفضل.
وقدِم بغداد فسمع هبة الله بن الحسن اللالكائيّ.
رَوَى عَنْهُ: أبو المظفّر بْن القُشَيْريّ.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة [2] .
- حرف الميم-
115- الْمُبَارَك بْن الْحُسَيْن [3] .
أبو طاهر الْأَنْصَارِيّ الْبَغْدَادِيّ الصّفّار.
كان صالحًا خيِّرًا من أَهْل نهر القلّايين.
سمع: عَبْيد اللَّه بْن أَبِي مُسْلِم الفَرَضي، وأبا الْحُسَيْن بْن بشْران.
وعنه: أبو بَكْر الْأَنْصَارِي، وأبو مُحَمَّد بْن الطّرّاح، وأبو المعالي بن البدن.
__________
[ (-) ]
أيّها الخائن الّذي شأنه الإثم ... وكسب الحرام ماذا تقول؟
بعت دار الخلود بالثمن البخس ... بدنيا عمّا قريب تزول
(معجم البلدان 3/ 253، 254) .
وقد سمع عتيق بصيداء: الحسن بن محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي المعروف بالسكن، وبصور: سليم بن أيوب الرازيّ، وله سماع بأصبهان، ودمشق، والموصل، وبغداد، والأهواز، وحرّان، وآمد، والكرج، وبروجرد، ونهاوند، وهمدان، وميّافارقين.
قال ابن عساكر: جمع معجم البلدان التي سمع بها الحديث في جزءين ذكر فيه تسمية ما سمعه في كل بلد دخله عن كل شيخ، وجميع شيوخه سبعة وسبعون شيخا. توفي يوم الاثنين الثاني والعشرين من شهر ربيع الآخر» . (تاريخ دمشق 26/ 107- 109) .
[1] انظر عن (علي بن الحسين) في: المنتخب من السياق 387 رقم 1306، والمختصر الأول من المنتخب (مخطوط) ورقة 167.
[2] قال عبد الغافر الفارسيّ: «الدهقان المروزي أبو الحسن قاضيها، قدم نيسابور قدمات، وروى ونزل مدرسة المشطي سنة سبع وخمسين. وتوفي بمرو» .
[3] لم أجد مصدر ترجمته.(31/154)
مات فِي شعبان.
116- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن منظور [1] .
أبو بَكْر القَيْسيّ الإشبيليّ.
روى عن: أَبِي القاسم بْن عُصْفُور الحضْرميّ الزّاهد، ومحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن العوّاد.
وولي قضاء قُرْطُبة للمعتمد على اللَّه مُحَمَّد بْن عَبّاد.
وكان عدْلًا فِي أحكامه.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة.
رَوَى عَنْهُ: أبو الْوَلِيد بْن طريف.
117- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الصمد بن المهتدي باللَّه [2] .
أبو الْحَسَن الهاشمي العباسي، خطيب جامع المنصور.
كان عَدْلًا نبيلًا، يلبس القَلانس الدّنيَّة.
روى عن: أَبِي الْحَسَن بْن رزْقُوَيْه، وغيره.
وعنه: أبو بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي، ويحيى بْن الطّرّاح.
قال الخطيب: كان صدوقا، كتبتُ عَنْهُ. وقرأ القرآن على أَبِي القاسم الصّيدلانيّ رحمه الله [3] .
__________
[1] انظر عن (مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن منظور) في: الصلة لابن بشكوال، 2/ 547 رقم 1197 وفيه: «مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عِيسَى بْن مُحَمَّد بن منظور ... » .
[2] انظر عن (محمد بن أحمد الهاشمي) في: تاريخ بغداد 2/ 356، رقم 287، والمنتظم 8/ 274، 275 رقم 321 (16/ 141، 142 رقم 3416) ، والكامل في التاريخ 10/ 72، والبداية والنهاية 12/ 105، والنجوم الزاهرة 5/ 90.
[3] عبارة الخطيب في تاريخه: «حدّث شيئا يسيرا عن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير. وكان صدوقا شهد عند قاضي القضاة وأبي عبد الله بن شاكر، وقبلاه، وكتبت عنه وسألته عن مولده، فقال: سنة أربع وثمانين وثلاثمائة. قال لي: وقرأت القرآن على أبي القاسم بن الصيدلاني، وسمعت منه ولم يكن عنده عنه شيء» .
وقال ابن الأثير: «وكان قد أضرّ ... وكان إليه قضاء واسط، وخليفته عليها أبو محمد بن السمال» ؟ (الكامل 10/ 72) .(31/155)
118- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن شاذة بْن جَعْفَر [1] .
أبو عَبْد اللَّه الأصبهاني القاضي بدُجَيْل.
تفقه على مذهب الشافعي.
وسمع: أَبَا سعد الماليني، وحدَّث.
وكان ثقة صالحًا.
وسمع أيضًا أَبَا عُمَر بْن مَهْدِيّ.
رَوَى عَنْهُ: أبو بَكْر الأنصاريّ، ومفلح الدُّومي [2] ، ويحيى بْن الطّرّاح 119- مُحَمَّد بْن الْحَسَن [3] .
أبو عَبْد اللَّه المَرْوَزِي، المقرئ.
حدَّث عن، أَبِي الفتح بْن ودعان المَوْصِليّ بجزءين. قاله ابن الأكفاني.
120- مُحَمَّد بْن عَقِيل بْن أَحْمَد بْن بُنْدار [4] .
أبو عَبْد اللَّه الخُراساني، ثُمَّ الدَّمشقي، المعروف بابن الكُرَيْديّ.
سمع: مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عُثْمَان بْن أَبِي الحديد، وأبا مُحَمَّد بْن أَبِي نصر.
وتُوُفّي بصور.
روى عنه: هبة الله بن الأكفاني.
121- محمد بْن عليّ بْن الْحَسَن بْن زكريّا [5] .
أبو سَعِيد الطُّرَيْثيثي [6] ، المعروف بابن زهراء، أخو أَبِي بكر أحمد بن عليّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن شاذة) في: المنتظم 8/ 275 رقم 322 (16/ 142 رقم 3417) ، والبداية والنهاية 12/ 105 وفيه تحرّف اسم «شاذة» إلى «شارة» (بالراء المهملة) ، وفي المنتظم: «شاده» .
[2] الدّوميّ: بضم الدال المهملة والميم بينهما الواو، هذه النسبة إلى دومة الجندل، وهو موضع فأصل بين الشام والعراق. (الأنساب 4/ 367) .
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] انظر عن (محمد بن عقيل) في: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 23/ 58 رقم 90.
[5] لم أجد مصدر ترجمته.
[6] الطريثيثي: بضم الطاء المهملة، وفتح الراء، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وبعدها(31/156)
سمع: أَبَا القاسم الخرمي، وأبا الْحَسَن بْن مَخْلَد البزّاز.
رَوَى عَنْهُ: المعمر بْن مُحَمَّد البيع.
ومات فِي سلْخ رجب.
122- مُحَمَّد بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق [1] .
أبو بَكْر النَّيْسابوري [2] المعدّل.
كان عابدًا خائفًا ورِعًا.
سمع: أَبَا الْحَسَن العلوي، وأبا يَعْلَى المهلّبيّ [3] .
رَوَى عَنْهُ: زاهر الشّحّامي، وغيره [4] .
- حرف النون-
123- نصر بْن الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيم [5] .
أبو الفتح البالسيّ الجوهريّ.
حدَّث بجزء عن عَبْد الواحد بْن شماس الدّمشقيّ.
__________
[ (-) ] الثاء المثلّثة بين الياءين، وفي آخرها مثلّثة أخرى. هذه النسبة إلى طريثيث وهي ناحية كبيرة من نواحي نيسابور بها قرى كثيرة، ويقال لها بالعجمية «ترشيز» . (الأنساب 8/ 238) .
[1] انظر عن (محمد بن علي بن محمد) في: المنتخب من السياق 63 رقم 126.
[2] قال عبد الغافر في نسبته: «الحريري» .
[3] وقع في المطبوع من (المنتخب) . «المهبلي» .
[4] قال عبد الغافر الفارسيّ: الدّين، العدل، الرضى، الثقة من المحتاطين في الدين معيشة وأكلا ... ما روى إلّا القليل» .
[5] لم أجد مصدر ترجمته.(31/157)
الكنى
124- أبو طَالِب بْن عمار [1] .
قاضي طرَابُلس.
كان قد استولى على طرَابُلس، واستبدَّ بالأمور إلى أن مات في رجب من السّنة، فقام مكانه ابن أَخِيهِ جلال المُلْك أبو الْحَسَن بْن عمار، فضبطها أحسن ضبْط [2] ، وظهرت شهامته [3] .
__________
[1] انظر عن (أبي طالب بن عمّار) في: كتاب التفضيل للكراجكي 8 وفيه اسمه: «عبد الله بن محمد بن عمّار المعروف بالقاضي الجليل أبي طالب» ، والفقيه والمتفقّه للخطيب 39 و 236 وفيه: «أبو علي الحسن بن أحمد بن عمّار» ، والكامل في التاريخ 10/ 71، والإنصاف والتحرّي في دفع الظلم والتجرّي عن أبي العلاء المعري (مخطوطة دار الكتب المصرية- الخزانة التيمورية) ورقة 50، وفيه: «أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن عمّار» ، والأعلاق الخطيرة لابن شدّاد (قسم سورية ولبنان والأردن وفلسطين) ص 107، وفيه: «أبو الحسن بن علي بن محمد بن عمّار» ، ومرآة الزمان لسبط ابن الجوزي (مخطوط) ج 12 ق 2/ 138 (حوادث سنة 464 هـ-) ، وفيه: «عبد الله بن محمد بن عثمان بن الحسين بن قيدس أبو طالب القاضي أمين الدولة» ، وديوان ابن الخياط الدمشقيّ 22 وفيه: «أبو الحسن علي بن محمد بن عمّار» ، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 95، وزبدة الحلب 2/ 35، وديوان ابن حيّوس 1/ 132، والمختصر في أخبار البشر 2/ 188، وتاريخ ابن الوردي 1/ 375، وتاريخ سلاطين المماليك لمؤرّخ مجهول، نشره زترستين 246، وتاريخ ابن الفرات 8/ 77، واتعاظ الحنفا 2/ 47، 266، 307، وفيه: «عبد الله بن محمد بن عمّار بن الحسين بن قندس بن عبد الله بن إدريس بن أبي يوسف الطائي» ، وفي موضع آخر منه: «أبو طالب عبد الله بن عمّار بن الحسين» ، والإنافة في معالم الخلافة 1/ 345، والنجوم الزاهرة 5/ 89، والذريعة إلى تصانيف الشيعة 3/ 105، وطبقات أعلام الشيعة (النابس في القرن الخامس) 109، 132 وخطط الشام لمحمد كردعلي 6/ 191، ودائرة المعارف الإسلامية (مادّة بني عمّار) 353، ومعجم الأنساب والأسرات الحاكمة لزامباور 1/ 160، وطرابلس الشام في التاريخ الإسلامي للدكتور سيد عبد العزيز سالم 69، ولبنان من الفتح العربيّ لمحمد علي مكي (الطبعة الأولى) ص 100، وكتابنا: الحياة الثقافية في طرابلس الشام خلال العصور الوسطى 266- 268، وكتابنا: تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ عبر العصور (الطبعة الثانية) ج 1/ 337- 352 وفيه مصادر أخرى، ودراستنا في مجلّة تاريخ العرب والعالم، بيروت العدد 30، نيسان 1981 بعنوان أسرة بني عمّار في طرابلس ص 3- 10، والعدد 31 أيار 1981 ص 3- 10، وكتابنا:
دار العلم بطرابلس في القرن الخامس الهجريّ 23- 26.
[2] الكامل في التاريخ 10/ 71.
[3] قال ابن شدّاد في أبي طالب ابن عمّار: «وكان ابن عمّار هذا من أعقل الناس، وأسدّهم رأيا، فقيها على مذهب الشيعة. وكانت له دار علم بأطرابلس، فيها ما يزيد على مائة ألف كتاب(31/158)
__________
[ (-) ] وقفا. وهو الّذي صنّف كتاب «ترويج الأرواح ومفتاح السرور والأفراح» المنعوت بجراب الدولة» . (الأعلاق الخطيرة 107، تاريخ ابن الفرات 8/ 77) .
وقال سبط ابن الجوزي: «القاضي أمين الدولة الحاكم على طرابلس والمتولّي عليها، كان عظيم الصدقة، كثير المراعاة للعلويّين، تفرّد بذلك في زمانه ولم يدانه أحد من أقرانه» . (مرآة الزمان ج 12 ق 2/ ورقة 138) .
وقال ابن الفرات: «وكان ابن عمّار هذا رجلا عاقلا فقيها سديد الرأي» . (تاريخ ابن الفرات 8/ 77) .
وقد رثاه الشاعر «ابن حيّوس» في ديوانه بقصيدة وهو يعزّي ابن أخيه جلال الملك صاحب طرابلس: أولها:
ذد بالعزاء الهمّ عن طلباته ... لا تسخطنّ الله في مرضاته
لك من سدادك مخبر بل مذكّر ... إن الزمان جرى على عاداته
وفيها:
صبرا جلال الملك تحمد غب ما ... خوّلته فالصبر من آلاته
لا تشعرنّ الدهر أنك جازع ... من فعله فيلجّ في غدراته
فلأنت مجد ملوك دهرك فليعد ... عن قوله من قال مجد قضاته
(ديوان ابن حيّوس 1/ 132، مرآة الزمان ج 12 ق 2/ 138) .(31/159)
سنة خمس وستين وأربعمائة
- حرف الألف-
125- أَحْمَد بْن الْحسَن بْن عَبْد الودود بْن عَبْد المتكبر بْن مُحَمَّد بْن هارون بْن المهتدي باللَّه [1] .
الخطيب أبو يَعْلَى العباسي.
من سراة البغداديين.
سمع: جدّه عَبْد الودود، وابن الفضل القطّان.
وعنه: قاضي المَرِسْتان.
وسمع منه أيضًا الحُمَيْدي، وغيره عَنْ أَبِي الْحُسَيْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن المتيم.
تُوُفي فِي شوّال.
126- أَحْمَد بْن الفضل بْن أَحْمَد [2] .
أبو الْعَبَّاس الأصبهاني الجصّاص.
سمع: ابن رزقوَيْه البزّاز، وعلي بْن أَحْمَد الرّزّاز ببغداد، وأبا سَعِيد النّقّاش بإصبهان.
وسمع بمرْو، وبلْخ، وسَمَرْقَنْد فأكثر.
127- ألْب أرسلان بْن جُغْري بك، واسمه داود بن ميكائيل بن
__________
[1] انظر عن (أحمد بن الحسن بن عبد الودود) في: المنتظم 8/ 279 رقم 324 (16/ 147 رقم 3419) .
[2] لم أجد مصدر ترجمته.(31/160)
سلجوق بْن تُقاق بْن سلجوق [1] .
السّلطان عَضُد الدولة أبو شجاع، الملقَّب بالعادل. واسمه بالعربي مُحَمَّد بْن دَاوُد.
أصله من قرية يُقَالُ لها النور. وتُقاق: بالعربي قوس حديد. وهو أول مَن دخل فِي الْإِسْلَام [2] .
وألْب أرسلان أول مَن ذُكر بالسلطان على منابر بغداد.
قدِم حلبَ فحاصرها فِي سنة ثلاثٍ وستين، حَتَّى خرج إليه محمود بْن نصر بْن صالح بن مرداس صاحبها مع أمّه، فأنعم عليه بحلب، وسارَ إِلَى الملك ديوجانس، وقد خرج من القسطنطينية، فالتقاه وأسره، ثُمَّ مَنَّ عليه وأطلقه [3] .
ثُمَّ سار فغزا الخَزَر، والأبخاز [4] . وبلغ ما لم يبلغ أحدٌ من الملوك.
وكان ملكًا عادلًا، مَهِيبًا، مطاعا، معظَّمًا. ولي السَّلطنة بعدَ وفاة عمّه طُغْرُلْبَك بْن سلْجُوق فِي سنة سبْعٍ وخمسين [5] . وبلغ طغرلبك من العمر نيّفا وثمانين سنة.
__________
[1] انظر عن (ألب أرسلان) في: تاريخ حلب للعظيميّ 348 (16) ، والمنتظم 8/ 279 رقم 325 (16/ 147 رقم 3420) ، وتاريخ الفارقيّ 197، والكامل في التاريخ 10/ 73، 74، وتاريخ دولة آل سلجوق 30، 33، 39- 49، وآثار البلاد وأخبار العباد للقزويني 447، وزبدة التواريخ للحسيني 77- 119، والإنباء في تاريخ الخلفاء 196، 199، 200، وزبدة الحلب 1/ 244، وبغية الطلب لابن العديم (التراجم الخاصة بتاريخ السلاجقة) 16- 39، وتاريخ الزمان لابن العبري 113، وتاريخ مختصر الدول، له 186، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 106، ووفيات الأعيان 5/ 69- 71، ونهاية الأرب للنويري 26/ 318، 319، والمختصر في أخبار البشر 2/ 188، 189، والإعلام بوفيات الأعلام 192، وسير أعلام النبلاء 18/ 414، 418 رقم 210، والعبر 3/ 256، 257، ودول الإسلام 1/ 274، والدرّة المضيّة 398، وتاريخ ابن الوردي 1/ 375، ومرآة الجنان 3/ 89، 90، والوافي بالوفيات 2/ 308، 309، ومآثر الإنافة 341، 347، 348، والبداية والنهاية 12/ 107، وتاريخ ابن خلدون 3/ 471، والنجوم الزاهرة 5/ 92، 93، وتاريخ الخلفاء 422، وشذرات الذهب 3/ 318، 319، وأخبار الدول 2/ 163، ولبّ التواريخ للقزويني 106، وتاريخ گزيدة لحمد الله مستوفي القزويني 433، والسلاجقة 36، ومعجم الأنساب والأسرات الحاكمة 80.
[2] بغية الطلب 16.
[3] بغية الطلب 17.
[4] بغية الطلب 17.
[5] في بغية الطلب 16: «استقرّ في السلطنة حين توفي عمّه السلطان طغرلبك في النامن من شهر(31/161)
قال عَبْد الواحد بْن الحُصَيْن [1] : سار ألْب أرسلان فِي سنة ثلاثٍ وستين إِلَى ديار بَكْر، فخرج إليه نصر بْن مروان، وخَدَمه بمائة ألف دينار. ثُمَّ سار إِلَى حلب ومنَّ على ملكها. ثُمّ غزا الروم، فصادف مقدّم جيشه عند خِلاط عشرة آلاف، فانتصَر عليهم، وأسَر مقدّمهم. والتقى ألْب أرسلان وعظيم الروم بين خِلاط ومَنَازكُرْد فِي ذي القعدة من العام، وكان فِي مائتين ألوف، والسّلطان فِي خمسة عشر ألفًا. فأرسل إليه السلطان فِي الهدْنة. فقال الكلب: الهُدْنةُ تكون بالرّيّ. فعزم السلطان على قتاله، فلقِيَه يوم الجمعة فِي سابع ذي القعدة، فنُصِر عليه، وقَتَل فِي جيشه قتلًا ذريعًا، وأسره ثمّ ضربه ثلاث مقارع، وقطع عليه ألف ألف دينار وخمسمائة ألف دينار، وأيّ وقعت طلبه السلطان بعساكره حضر، وأن يُسلم إليه كلّ أسير من المسلمين عنده [2] . وأعزَّ اللَّه الْإِسْلَام وأذلَّ الشِّرْك.
وكان السلطان ألْب أرسلان فِي أواخر الأمر من أعدل الناس، وأحسنهم سيرة، وأرغبهم فِي الجهاد وَفِي نصر الدين. وقنعَ من الرّعّية بالخراج الأصليّ [3] . وكان يتصدَّق فِي كل رمضان بأربعة آلاف دينار ببلْخ، ومرْو، وهَراة، ونَيْسابور، ويتصدق بحضرته بعشرة آلاف دينار [4] .
ورافعَ بعضُ الكُتّاب نظامَ المُلْك بقصة، فدعا النّظَّامَ وقال له: خُذْ هَذِهِ الورقة، فإنْ صدقوا فيما كتبوه فهذِّب أحوالك، وإنْ كذبوا فاغفر لكاتبها وأَشْغِلْهُ بمهمٍ من مهمات الديوان حَتَّى يُعْرِض عن الكذب [5] .
وغزا السلطان في أوّل سنة خمس وستين جيْحُون. فعبر جيشه فِي نيِّفٍ وعشرين يومًا من صَفَر، وكان معه زيادة على مائتي ألف فارس [6] ، وقصد شمس
__________
[ (-) ] رمضان سنة خمس وخمسين وأربعمائة» .
[1] روايته في (بغية الطلب 29) مع اختلاف في بعض الألفاظ وزيادة.
[2] بغية الطلب 31.
[3] في نوبتين من كل سنة.
[4] زبدة التواريخ 77، بغية الطلب 35.
[5] زبدة التواريخ 77، بغية الطلب 35.
[6] بغية الطلب 36، وفي (زبدة التواريخ 117) : «وكان معه مائة ألف فارس مقاتل، خارجا عن الحشم والغلمان والسواد» .
وانظر: الكامل في التاريخ 10/ 25، والمنتظم 8/ 196.(31/162)
المُلْك تِكِين بْن طمغاج [1] . وأتاه أعوانه بوالي قلعة اسمه يوسف الخُوارَزْمي، وقربوه إِلَى سريره مع غلامين، فأمر أن تُضرب له أربعة أوتاد وتُشدّ أطرافه إليها، فقال يوسف للسلطان: يا مخنث، مثلي يُقتل هَذِهِ القتلة [2] ؟ فغضب السلطان، فأخذ القوس والنشاب وقال: حُلّوه.
ورماه فأخطأه، ولم يكن يُخْطئ له سهم، فأسرع يوسف إليه إِلَى السرير [3] ، فنهض السلطان، فنزل فعثر وخرَّ على وجهه، فوصل يوسف، فبرك عليه وضَرَبه بسِكَينٍ كَانَتْ معه فِي خاصرته [4] ، ولحِق بعضُ الخَدَم يوسف فقتلوه، وحُمِل السلطان وهو مُثْقَل، وقضى نَحْبَه. وجلسوا لعزائه ببغداد فِي ثامن جُمَادَى الآخرة [5] ، وعاش أربعين سنة وشهرين. وعهد إلى ابنه ملك شاه، ودُفن بمرْو.
ونقل ابن الأثير [6] : أنّ أَهْل سَمَرْقَنْد لما بلغهم عبور السلطان النَّهر [7] تجمّعوا ودَعُوا اللَّه تعالى، وختموا ختمات، وسألوا اللَّه أن يكفيهم أمره، فاستجاب لهم.
وقيل إنه قال: لما كان أمس صعدتُ إِلَى تلّ، فرأيت جيوشي، فقلتُ في
__________
[1] بغية الطلب 36، وفي زبدة التواريخ 117: «شمس الملوك صاحب طمغاج» .
وهو: شمس الملك أبو الحسن نصر الأول بن إبراهيم (1068- 1080 م) . يذكره ابن الأثير وهو يتحدّث عن «ما وراء النهر وصاحبه شمس الملك تكين» (10/ 25) وفي موضع آخر:
«التكين صاحب سمرقند» (10/ 26) ، وفي مرآة الزمان لسبط ابن الجوزي 196: «شمس الملك تكين بن طغماج صاحب سمرقند، بخارى وما وراء النهر» .
[2] بغية الطلب 36، وفي زبدة التواريخ 118: «يا مخنّث، هكذا تقتل الرجال» ؟.
[3] في بغية الطلب: «سدّة» ، وكذا في زبدة التواريخ.
[4] زاد الحسيني في (زبدة التواريخ 118) : «وكان سعد الدولة كوهرائين واقفا فجرحه يوسف عدّة جراحات، ولم يفتر، ولحق يوسف فرّاش أرمني ضربه بالمرزبة على رأسه فقتله، وتلاحقت الأتراك فقطّعوه بالسيوف» .
[5] في زبدة التواريخ 119 «وعاش السلطان بعد، ثلاثة أيام، وتوفي يوم السبت سلخ ربيع الأول سنة خمس وستين وأربع مائة، وكانت مدّة ملكه عشر سنين» .
وانظر: بغية الطلب 38، 39.
[6] في الكامل 10/ 73.
[7] زاد في (الكامل) : «وما فعل عسكره بتلك البلاد لا سيّما بخارى، اجتمعوا، وختموا» .(31/163)
نفسي أنا ملك الدّنيا، ومَن يقدر عليَّ؟ فعجَّزني اللَّه بأضعف من يكون. فأنا أستغفر اللَّه من ذلك الخاطر [1] .
- حرف الباء-
128- بَكْر بْن مُحَمَّد بْن أَبِي سهل [2] .
أبو علي النيسابوري الصوفي المعروف بالسبعي [3] .
وسئل عن ذلك فقال: كَانَتْ لي جدة أَوْصَتْ بسُبع مالها، فاشتهر بِذَلِك.
قدِم فِي هَذَا العام، فحدَّث عن: أَبِي بَكْر الحِيري [4] ، وجماعة [5] .
- حرف الحاء-
129- الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن عليّ بن فهد ابن العلّاف [6] .
عمّ عَبْد الواحد.
سمع منه سنة إحدى وأربعين جزءا. وعاش فوق المائة.
وكان صالحا عابدا كثير التّلاوة للختمة.
حدّث عنه: أبو غالب بن البنّاء.
130- الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد [7] .
القاضي أبو نصر ابن القاضي أَبِي الْحُسَيْن قاضي الحرمين النّيسابوريّ.
__________
[1] العبارة في (الكامل 10/ 74) : «ولما جرح السلطان قال: ما من وجه قصدته، وعدوّ أردته، إلّا استعنت باللَّه عليه، ولما كان أمس صعدت على تلّ، فارتجت الأرض تحتي من عظم الجيش وكثرة العسكر، فقلت في نفسي: أنا ملك الدنيا، وما يقدر أحد عليّ، فعجّزني الله تعالى بأضعف خلقه، وأنا أستغفر الله تعالى، وأستقيله من ذلك الخاطر» .
[2] انظر عن (بكر بن محمد) في: الأنساب 7/ 32، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 351 وفيه:
«بكر بن محمد بن سهل» بإسقاط «أبي» .
[3] السّبعيّ: بضم السين المهملة، وسكون الباء المنقوطة بواحدة من تحتها، والعين المهملة.
[4] في (الأنساب) : «ورد بغداد وحدّث بها بجزء من فوائد الفقيه أبي عثمان سهل بن الحسين النيسابورىّ سنة خمس وستين وأربعمائة» .
قال أبو الفضل محمد بن ناصر الحافظ: قرأت بخط أبي: سألت أبا علي بكر بن أبي بكر السبعي عن مولده، فقال: في سنة سبع وتسعين وثلاثمائة ... » .
[5] أرّخ المؤلّف الذهبي- رحمه الله- وفاته بسنة 475 هـ-. (المشتبه 1/ 351) فإن كان كذلك فينبغي أن تحوّل هذه الترجمة من هنا إلى الطبقة التالية.
[6] لم أجد مصدر ترجمته.
[7] انظر عن (الحسين بن أحمد) في: المنتخب من السياق 200 رقم 592.(31/164)
سمع من: أَبِي مُحَمَّد المَخْلَدي، وأبي زكريّا الْجَرْمي، وطبقتهما.
وتفقه على القاضي أَبِي الهيثم.
وولي قضاء قاين [1] مدة.
وتُوُفّي فِي تاسع ذي القعدة، وله اثنتان وثمانون سنة وأَشْهُر [2] .
131- الْحُسَيْن بْن الْحَسَن بْن الْحُسَيْن ابن الأمير صاحب الموصل ناصر الدولة أَبِي مُحَمَّد الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن الأمير ناصر الدولة حفيد الأمير ناصر الدولة بْن حمدان [3] .
توثَّب على الدّيار المصرية، وجَرَت له أمور طويلة وحروب ذكرناها فِي الحوادث [4] وكان عازمًا على إقامة الدعوة العباسية بمصر، وتهيَّأت له الأسباب، وقهر المستنصر العبّيْدي، وتركه على برد الدّيار، وأخذ أمواله، كما ذكرنا.
ثُمَّ وثبَ عليه إِلْدِكْز التُّركي فِي جماعة، فقتلوه فِي هَذِهِ السَّنَة [5] .
وقد ولي إمرةّ دمشق [6] هُوَ وأبوه ناصر الدّولة وسيفها [7] . والله أعلم.
__________
[1] قاين: بعد الألف ياء مثنّاة من تحت، وآخره نون. بلد قريب من طبس بين نيسابور وأصبهان.
كذا قال ابن السمعاني.
وقال ابن عبد الله البشاري: قاين قصبة قوهستان صغيرة ضيّقة غير طيّبة، لسانهم وحش وبلدهم قذر ومعاشهم قليل إلّا أن عليهم حصنا منيعا. (معجم البلدان 4/ 301) .
[2] قال عبد الغافر الفارسيّ: ولم أسمع منه شيئا وإن سمعت فلم أظفر به.
[3] انظر عن (الحسين بن الحسن بن حمدان) في: الكامل في التاريخ 10/ 80- 88، وفيه: «أبو علي الحسن بن حمدان» ، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 83 وفيه: «أبو محمد الحسن بن الحسين بن حمدان» 87، 90، 93، 95، 109، وأخبار مصر لابن ميسر 2/ 22، ونهاية الأرب 28/ 226 وفيه: «الحسن» ، وفي الأصل المخطوط: «الحسين» ، وسير أعلام النبلاء 18/ 335، 336 رقم 156، ومرآة الجنان 3/ 90، واتعاظ الحنفا 2/ 309، 310 وفيه «الحسن» ، والوافي بالوفيات 12/ 357، 358، والنجوم الزاهرة 5/ 13، 15، 19، 21، 83، 90، 91 وفيه: «الحسن بن الحسين بن حمدان» .
[4] انظر حوادث سنة 465 هـ-.
[5] الكامل في التاريخ 10/ 87، نهاية الأرب 28/ 232، اتعاظ الحنفا 2/ 310، المواعظ والاعتبار 1/ 484، و 2/ 364، النجوم الزاهرة 5/ 91.
[6] وليها في سنة 433 هـ-. (ذيل تاريخ دمشق 83) ثم في سنة 450 هـ-. (ذيل تاريخ دمشق 86) و (أمراء دمشق 27 رقم 91) .
[7] أمراء دمشق 26 رقم 88.(31/165)
132- الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الهاشمي الْبَغْدَادِيّ [1] .
أبو مُحَمَّد الدّلّال.
ليس بثقة ولا معروف.
حدّث عن الدّار الدّارَقُطْنيُّ بجزء عُهْدَتُهُ عليه.
مات فِي ربيع الآخر. وولد سنة ستّ وسبعين وثلاثمائة.
قال ان خَيْرون: فِيهِ بعض العُهْدة [2] .
133- حَمْزَة بْن مُحَمَّد [3] .
الشريف أبو يَعْلَى الْجَعْفريُّ الْبَغْدَادِيُّ، من أولاد جعفر بن أبي طالب.
__________
[1] انظر عن (الحسين بن محمد الهاشمي) في: المنتظم 8/ 279، 280 رقم 327 (16/ 148 رقم 3422) ، والمغني في الضعفاء 1/ 175 رقم 1570، وميزان الاعتدال 1/ 547 رقم 2050، ولسان الميزان 2/ 311 رقم 4277.
[2] قال ابن حجر: «عن أبي الحسن الدار الدّارقطنيّ، متّهم، بالكذب، لا شيء ذكره الخطيب» .
أقول: لم أجده في (تاريخ بغداد) .
وقال ابن حجر أيضا: «ما رأيت من اتّهمه بالكذب إلّا هبة الله السقطي، فإنه ذكره في شيوخه، فقال: كان يزعم أن سمع من الدار الدّارقطنيّ، وحدّث عنه بجزء سمعه من ابن خيرون وجماعة، ولم يصحّ عندي سماعه منه، وحدّث بعد ذلك بثلاث سنين عن أبي علي بن شاذان، وكان يخلط، وليس من أهل هذا الشأن. قلت: والسقطي لا يوثق به، لكن قال ابن خيرون: حدّث عن الدار الدّارقطنيّ بجزء فيه بعض العهدة.
مات سنة خمس وستين وأربع مائة. وقال: مولده سنة ست وسبعين وثلاث مائة» . (لسان الميزان 2/ 311) .
ولقد وقع في (المغني في الضعفاء 1/ 175) أنه مات سنة 468 هـ!.
وقال ابن الجوزي «توفي يوم الأحد رابع عشرين ربيع الآخر، ومرّ بجنازته في الكرخ، وجرت فتنة عظيمة» ! (المنتظم) .
[3] انظر عن (حمزة بن محمد) في: فهرست أسماء علماء الشيعة ومصنّفيهم لابن بابويه 62 رقم 135 وفيه كنيته «أبو طالب» واسمه: «حمزة بن محمد بن عبد الله الجعفري» ، والتدوين في أخبار قزوين للرافعي 2/ 108 وفيه أيضا كنيته «أبو طالب» (في ترجمة: إبراهيم بن الحسين بن محمد المشّاط الصوفي) ، والمسند لعبد الوهاب الكلابي (المطبوع ملحقا بمناقب أمير المؤمنين علي لابن المغازلي) ص 267 وفيه: «أبو طالب حمزة بن محمد بن عبد الله بن محمد بن الحسن الجعفري» ، وسير أعلام النبلاء 18/ 141، 142 رقم 76، والوافي بالوفيات 13/ 176، 177 رقم 203، ولسان الميزان 2/ 360 رقم 1468، وروضات الجنات 2/ 373، وأعيان الشيعة 28/ 59 رقم 5838 (والطبعة الجديدة) 6/ 251، ومعجم المؤلفين 40/ 80.(31/166)
كان من كبار علماء الشيعة. لزِم الشَّيخَ المفيد [1] ، وفاق فِي علم الأصلين والفقه على طريقة الإمامية.
وزوّجه المفيد بابنته، وخصَّه بكُتُبه.
وأخذ أيضًا عن السّيّد المرتضى [2] ، وصنَّف كُتُبًا حسانًا. وكان من صالحي طائفته وعُبّادهم وأعيانهم.
شيَّع جنازته خلق كثير، وكان من العارفين بالقراءات. وكان يحتجّ على حَدَث القرآن بدخول الناسخ والمنسوخ فيه [3] .
ذكره ابن أبي طيِّئ [4] .
- حرف الطاء-
134- طاهر بْن عَبْد اللَّه [5] .
أبو الرَّبِيع الإيْلاقيّ التُّركيّ. وإيْلاق هِيَ قصبة الشّاش.
كان من كبار الشّافعيّة، له وجه [6] .
__________
[1] الشيخ المفيد هو: أبو عبد الله محمد بن النعمان البغدادي الشيعي، المتوفى سنة 413 هـ-. وقد تقدّمت ترجمته في تلك السنة من تراجم هذا الكتاب وفيها المصادر.
[2] المرتضى هو: الشريف علي بن الحسين الموسوي العلويّ، المتوفى سنة 436 هـ-. وقد مرّت ترجمته ومصادرها في موضعها من هذا الكتاب.
[3] علّق المؤلّف الذهبي- رحمه الله- على ذلك فقال: «فأمّا ما زعمه من حدث القرآن، فإن عنى به خلق القرآن، فهو معتزليّ جهميّ، وإن عنى بحدوث إنزاله إلى الأمّة على لسان نبيّها صلّى الله عليه وسلم، واعترف بأنه كلام الله ليس بمخلوق، فلا بأس بقوله، ومنه قوله تعالى: ما يَأْتِيهِمْ من ذِكْرٍ من رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ 21: 2 [سورة الأنبياء، الآية 2] . أي محدث الإنزال إليهم» .
(سير أعلام النبلاء 18/ 142) .
[4] في كتابه «تاريخ الشيعة» وهو مفقود.
[5] انظر عن (طاهر بن عبد الله) في: طبقات الفقهاء الشافعية للعبّادي 113، والأنساب 1/ 406، ومعجم البلدان 1/ 291، واللباب 1/ 98، وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 230، 231، رقم 344، وسير أعلام النبلاء 18/ 326 رقم 149، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 50، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 62، 63، والعقد المذهب 60، وطبقات الشافعية لابن قاضي شبهة 1/ 253 رقم 209، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 166، وفيه: «طاهر بن محمد بن عبد الله» ، وشذرات الذهب 3/ 325.
[6] قال الإمام النووي: «ومن مسائله المستفادة ما حكيته عنه في «الروضة» ووافقه عليه رفيقه(31/167)
رحل وتفقَّه على أَبِي بَكْر القفال، وببُخَاري على الشَّيْخ أَبِي عَبْد اللَّه الحليمي، وحدَّث عَنْهُمَا وعن أَبِي نُعَيْم الأزهري.
وكان إمام بلاد التُّرْك.
عاش ستًا وتسعين سنة.
- حرف العين-
135- عَائِشَة بِنْت أَبِي عُمَر مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن البِسْطامي، ثُمَّ النَّيْسابوريّ [1] .
إنْ لم تكن ماتت فِي هَذِهِ السنة، وإلا ففي حدودها.
سمعت: أبا الحسين الخفّاف، وغيره.
روى عَنْهَا: إِسْمَاعِيل بْن أَبِي صالح المؤذّن، وزاهر الشّحّامي، وأخوه وجيه، ومحمد بْن حمُّوَيْه الْجُوَيْني، وآخرون.
وكان أبوها من كبار الأئمة رحمه اللَّه، مرَّ سنة ثمانٍ وأربعمائة.
136- عَبْد الباقي بْن مُحَمَّد بْن عَبْد المنعم [2] .
الفقيه أبو حاتم الأبْهَري المالكي.
روى عن: أَبِيهِ أَبِي جَعْفَر، وأبي مُحَمَّد بْن أَبِي زكريا البيع، وأبي الحسين ابن بشْران، وأهل بغداد.
قال شيروَيْه: قدِم علينا فِي ذي القعدة همذان، وسمعتُ منه، وكان ثقة.
137- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى [3] .
أبو المطرّف الطّليطليّ. عرف بابن الببرولة [4] .
__________
[ (-) ] القاضي حسين وغيره أنه لو غلت الخمر وارتفعت إلى أعلى الدّنّ ثم نزلت ثم تخلّلت طهر الموضع الّذي ارتفعت إليه كما يطهر ما يلاحقها» . (تهذيب الأسماء 2/ 231) .
[1] انظر عن (عائشة بنت أبي عمر) في: المنتخب من السياق 404 رقم 1377، وسير أعلام النبلاء 18/ 425 رقم 215، وأعلام النساء لكحّالة 3/ 187.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 338 رقم 719.
[4] هكذا ضبطها في الأصل بفتح الباء المنقوطة من تحتها بواحدة، وأضاف باء ثانية ساكنة.(31/168)
سمع: مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الخُشَني، وخَلَف بْن أَحْمَد، وأبي بَكْر بْن زُهْر، وأبي عُمَر بْن سُمَيْق.
وكان من أَهْل الذّكاء والفصاحة. كان يعِظ الناس.
تُوُفّي فِي ربيع الأول. وكان سليم الصَّدر، حَسَن السّيرة.
138- عَبْد الصمد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن الفضل بْن المأمون [1] .
أبو الغنائم الهاشمي الْبَغْدَادِيّ.
قال السّمعانيّ [2] : كان ثقة، صدوقا نبيلا، مهيبا، كثير الصّمت، وتعلوه سكينة ووقار. وكان رئيس بيت بني المأمون وزعيمهم. طعن فِي السِّن، ورحلَ الناسُ إليه، وانتشرت روايته في الآفاق.
سمع: الدّار الدارَقُطْني، وأبا الحسن السُّكّري، وأبا نصر المُلاحمي، وجدّه أَبَا الفضل بْن المأمون، وأبا القاسم عُبَيْد اللَّه بْن حَبَابَة.
روى لنا عَنْهُ: يُوسُفَ بْنُ أَيُّوبَ الهَمَذَانيّ، وَمُحَمَّد بْنُ عَبْد الباقي الفرضي، وَعَبُدَ الرحمن بْنُ مُحَمَّد القزاز، وَغَيْرِهِمْ قَالَ الخطيب [3] : كان صدوقًا، كتبتُ عَنْهُ. سَأَلتُ أَبَا القاسم إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد الحافظ، عن أَبِي الغنائم، فقال: شريف، محتشم، ثقة كثير السّماع.
وقال عَبْد الكريم بْن المأمون: وُلِد أخي أبو الغنائم فِي سنة ستٍّ وسبعين وثلاثمائة.
وقال غيره، سنة أربعٍ.
وقال شجاع الذُّهْليّ: توفّي في سابع عشر شوّال.
__________
[ (-) ] والتصحيح من (الصلة) وفيه بكسر أوله.
[1] انظر عن (عبد الصمد بن علي) في: تاريخ بغداد 11/ 46 رقم 5727، والمنتظم 8/ 280 رقم 329 (16/ 149 رقم 3424) ، والعبر 3/ 259، ودول الإسلام 1/ 274، والإعلام بوفيات الأعلام 192، وسير أعلام النبلاء 18/ 221، 222 رقم 107، ومرآة الجنان 3/ 90، 91، وشذرات الذهب 3/ 319.
[2] لعلّ قوله في (ذيل الأنساب) .
[3] في تاريخه 11/ 46.(31/169)
قلت: ورَوَى عَنْهُ: الحُمَيْدي، وأُبَيّ النَّرْسِي، وأحمد بْن ظَفَر المَغَازِلي، وأبو الفتح عَبْد اللَّه بْن البَيْضاوي، وأبو الفضل مُحَمَّد بْن عُمَر الأُرْمَويّ.
وآخر من روى عَنْهُ بالإجازة: مَسْعُود الثَّقفيّ الَّذِي أجاز لكريمة [1] ، وطعن فِي إجازته منه، فترك الرواية.
139- عَبْد الكريم بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن [2] .
أَبُو عَبْد اللَّه الشّالُوسيّ الفقيه. وشالوس: من نواحي طَبَرسْتان.
كان فقيه عصره بآمُل. وكان عالمًا واعظًا زاهدًا.
سمع بمصر من: أَبِي عَبْد اللَّه بْن نظيف.
وأثنى عليه عَبْد اللَّه بْن يوسف الْجُرْجانيّ وسمع منه، وقال: مات سنة خمسٍ وستين.
140- عَبْد الكريم بْن هوازن بْن عَبْد المُلْك بْن طلحة بن محمد [3] .
__________
[1] هي كريمة بنت أحمد المروزية، تقدّمت ترجمتها برقم (84) .
[2] انظر عن (عبد الكريم بن أحمد) في: الأنساب 3/ 290، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 8/ 29، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 260، 261 رقم 216.
[3] انظر عن (عبد الكريم بن هوازن) في: تاريخ بغداد 11/ 83، رقم 5763، وتبيين كذب المفتري 271، 276، ودمية القصر 2/ 243، 245 رقم 363، والأنساب 10/ 156، والمنتظم 8/ 280 رقم 328 (16/ 148، 149 رقم 3423) ، والكامل في التاريخ 10/ 88، واللباب 3/ 38، وطبقات ابن الصلاح (مخطوط) الورقة 61، والتدوين في أخبار قزوين 3/ 210، 212، والتقييد لابن نقطة 366 رقم 468، وإنباه الرواة 2/ 193، والمنتخب من السياق 334، 335 رقم 1104، ووفيات الأعيان 3/ 205- 208، والمختصر في أخبار البشر 2/ 190، والعبر 3/ 259، ودول الإسلام 1/ 274، والمعين في طبقات المحدّثين 134 رقم 1475، وسير أعلام النبلاء 18/ 227- 233 رقم 109، والإعلام بوفيات الأعلام 192، وتلخيص ابن مكتوم 114، وتاريخ ابن الوردي 1/ 377، ومسالك الأبصار (مخطوط) ج 5 ق 1/ 89- 91، ومرآة الجنان 3/ 91- 93، والبداية والنهاية 12/ 107، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 243- 248، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 313- 315، وطبقات الأولياء لابن الملقّن 257- 261 رقم 52، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 261، 262 رقم 217، وتاريخ الخميس 2/ 400، والوفيات لابن قنفذ 252 رقم 465، وطبقات المفسّرين للسيوطي 61 ج 63 رقم 64، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 238- 346 رقم 302، ومفتاح السعادة 2/ 107- 109، والنجوم الزاهرة 5/ 91، 92، وكشف الظنون 520، 1260، 1551، وشذرات الذهب 3/ 319- 322، ونفحات الأنس 354، ودرر الأبكار(31/170)
الْإِمَام أبو القاسم القُشَيْريّ [1] النَّيْسابوري.
الزاهد الصُّوفيّ، شيخ خُراسان وأستاذ الجماعة، ومقدَّم الطّائفة.
تُوُفّي أَبُوهُ وهو طفل، فوقع إِلَى أَبِي القاسم اليماني الأديب، فقرأ الأدب والعربية عليه. وكانت له ضَيْعة مُثْقَلَة الخراج بناحية أُسْتُوا [2] ، فرأوا من الرأي أن يتعلم طَرَفًا من «الاستيفاء» ، ويشرع في بعض الأعمال بعد ما أُوِنس رُشْدُه فِي العربية، لعله يصون قريته، ويدفع عَنْهَا ما يتوجه عليها من مطالبات الدولة.
فدخل نيسابور من قريته على هَذِهِ العزيمة، فاتفق حضوره مجلس الأستاذ أَبِي علي الدقاق، وكان واعظ وقته، فاستحلى كلامه، فوقع في شبكة الدّقّاق، ونسخَ ما عزم عليه. طلب القباء، فوجد العباء، وسلك الطريق الإرادة، فقبله الدّقّاق وأقبل عليه، وأشار إليه بتعلُّم العِلم، فمضى إِلَى درس الفقيه أَبِي بَكْر الطُّوسي، فلازمه حَتَّى فرغ من التعليق، ثُمَّ اختلف إِلَى الأستاذ أَبِي بَكْر بْن فُورَك الأُصُوليّ، فأخذ عَنْهُ الكلام والنَّظَر، حَتَّى بلغ فِيهِ الغاية. ثُمَّ اختلف إِلَى أَبِي إِسْحَاق الإسْفَرائيني [3] ، ونظر فِي تواليف ابن الباقِلّانيّ.
ثُمَّ زوجه أبو علي الدّقَاق بابنته فاطمة. فَلَمَّا تُوُفِّي أبو عليّ عاشَ أَبَا عَبْد
__________
[ (- 111،) ] وروضات الجنات 444، وهدية العارفين 607، 608، وديوان الإسلام 4/ 34، 35 رقم 1703، وإيضاح المكنون 1/ 194، والرسالة المستطرفة 166، والأعلام 4/ 57، وتاريخ الأدب العربيّ 1/ 432 و 2/ 117، وملحقه 1/ 771، ومعجم المؤلفين 6/ 6، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 251 رقم 302.
وانظر مقدّمة كتابه «الرسالة القشيرية» للدكتور المرحوم عبد الحليم محمود، ومحمود بن الشريف.
[1] القشيريّ: بضم القاف وفتح الشين وسكون الياء وفي آخرها راء. نسبة إلى قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.
[2] أستوا: بضم أوله وسكون السين المهملة، وضم التاء المثناة وواو وألف. ناحية من نيسابور كثيرة القرى.
[3] زاد ابن عساكر: وقعد يسمع جميع دروسه، وأتى عليه أيام فقال له الأستاذ: هذا العلم لا يحصل بالسماع، وما توهّم فيه ضبط ما يسمع، فأعاد عنده ما سمعه منه وقرّره أحسن تقرير من غير إخلال بشيء، فتعجّب منه وعرف محلّه وأكرمه، وقال: ما كنت أدري أنك بلغت هذا المحلّ فلست تحتاج إلى درسي، بل يكفيك أن تطالع مصنّفاتي وتنظر في طريقي، وإن أشكل عليك شيء طالعتني به، ففعل ذلك، وجمع بين طريقته وطريقة ابن فورك» . (تبيين كذب المفتري 273) (وفيات الأعيان 3/ 206) .(31/171)
الرَّحْمَن السُّلَمّي وصحِبَه.
وكتب الخط المنسوبَ الفائق.
وبرع فِي عِلْم الفُروسية واستعمال السلاح، ودقق فِي ذلك وبالغ [1] .
وانتهت إليه رئاسة التّصوُّف فِي زمانه لِما أتاه اللَّه من الأهوال والمجاهدات، وتربية المُريدين وتذكيرهم، وعباراتهم العذْبة. فكان عديم النّظير في ذلك، طيّب النَّفس، لطيف الإشارة، غوّاصًا على المعاني [2] .
صنَّف كتاب «نحر [3] القلوب» ، وكتاب «لطائف الإشارات» [4] ، وكتاب «الجواهر» ، وكتاب «أحكام السماع» ، وكتاب «آداب الصُّوفيّة» [5] ، وكتاب «عيون الأجوبة فِي فنون الأَسْوِلة» ، وكتاب «المناجاة» ، وكتاب «المنتهى فِي نُكَت أُولي النُّهَى» ، وغير ذلك.
أنشدنا أبو الْحُسَيْن عليّ بْن مُحَمَّد، أَنَا جَعْفَر بْن مُحَمَّد، أَنَا السِّلَفيّ، أَنَا القاضي حسن بْن نصر بْن مرهف بنهاوند: أنشدنا أبو القاسم القُشَيْريّ لنفسه:
البدرُ من وجهكَ مخلوقُ ... والسِّحْر من طَرْفِك مسروقُ.
يا سيّدًا يتمَّنَى حُبّهُ ... عَبْدُكَ من صَدِّكَ مرزوقُ [6]
سمع من: أَبِي الْحُسَيْن الخفاف، وأبي نُعَيْم الإسْفَراينيّ، وأبي بَكْر بْن عَبْدُوس الحِيريّ، وعبد اللَّه بْن يوسف الأصبهاني، وأبي نُعَيْم أَحْمَد بْن مُحَمَّد المهرجانيّ، وعلي بن أَحْمَد الأهوازي، وأبي عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ، وأبي سَعِيد مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الإسماعيليّ، وابن باكوَيْه الشّيرازيّ بنَيْسابور.
ومن: أَبِي الْحُسَيْن بْن بشْران، وغيره.
__________
[1] تبيين كذب المفتري 273.
[2] تبين كذب المفتري 273، 274، وفيات الأعيان 3/ 206، طبقات الشافعية للسبكي 3/ 244، طبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 314.
[3] هكذا في الأصل بالراء، وهو «نحو القلوب» بالواو في: سير أعلام النبلاء 18/ 229، وغيره.
[4] طبع الدكتور إبراهيم بسيوني الأقسام الثلاثة الأولى منه.
[5] لم يذكره في (سير أعلام النبلاء) .
[6] سير أعلام النبلاء 18/ 232.(31/172)
وكان إمامًا قُدوة، مفسّرًا، محدّثًا، فقيهًا، متكلِّمًا، نَحْويًّا، كاتبًا، شاعرًا.
قال أبو سعْد السَّمعانيّ [1] : لم يَر أبو القاسم مثْلَ نفسه فِي كماله وبراعته.
جمع بين الشريعة والحقيقة. أصله من ناحية أُسْتُوا، وهو قُشَيْريّ الأب، سُلَميّ الأمّ [2] .
رَوَى عَنْهُ: ابنه عَبْد المنعم، وابن ابنه أبو الأسعد هُبة الرَّحْمَن، وأبو عَبْد اللَّه الفُراويّ، وزاهر الشّحّاميّ، وعبد الوهاب بْن شاه الشاذياخي، ووجيه الشحامي، وعبد الجبار الخُواري، وعبد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه البَحِيريّ، وخلْق سواهم.
ومن القُدَماءَ: أبو بَكْر الخطيب، وغيره.
وقال الخطيب [3] : كتبنا عَنْهُ وكان ثقة. وكان يقص، وكان حَسَن الموعظة، مليح الإشارة، وكان يعرف الأصول على مذهب الْأَشْعَرِيّ، والفُروع على مذهب الشافعي.
قَالَ لي: وُلِدتُ فِي ربيع الأوّل سنة ستّ وسبعين وثلاثمائة.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ هِبَةَ اللَّه، عَنْ أُمِّ الْمُؤَيَّدِ زَيْنَبَ الشِّعْرِيَّةِ أَنَّ عَبْدَ الْوَهَّابِ بْنَ شَاهٍ أَخْبَرَهَا: أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْقُشَيْرِيّ، أَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ فورَك، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ خُرَّزَاذ: ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الحَارِثِ الأَهْوَازِيُّ، ثنا سَلَمَةَ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ صَدَقَة بْنُ [4] أَبِي عِمْرَانُ، ثنا عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَد، عَنْ زَاذَان، عَنِ الْبَرَاء قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «حَسِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُم، فَإِنَّ الصَّوْتَ الْحَسَنَ يَزِيدُ الْقُرْآنَ حسنا» [5] .
__________
[1] في الأنساب 10/ 156.
[2] تبيين كذب المفتري 272، التدوين في أخبار قزوين 3/ 210، المنتظم 8/ 280 (16/ 148) ، المنتخب من السياق 334.
[3] في تاريخ بغداد 11/ 83.
[4] وقع في الأصل: «صدقة بنت» ، والتصويب من: تهذيب الكمال 13/ 139 رقم 2866.
[5] أخرجه الدارميّ في فضائل القرآن، باب 34.(31/173)
قال القاضي شمس الدين بْن خلِّكان [1] : صنفّ أبو القاسم القُشَيْري «التفسير الكبير» وهو من أجود التفاسير، وصنَّف «الرسالة» فِي رجال الطريقة.
وحجَّ مع البَيْهقيّ، وأبي مُحَمَّد الْجُويني [2] .
وكان له فِي الفروسية واستعمال السلاح يد بيضاء [3] .
وقال فِيهِ أبو الحسن الباخَرْزي فِي «دُمْية القصر» [4] : لو قرع الصَّخْر بسَوْط تحذيره لَذَاب، ولو رُبِط إبليس فِي مجلسه لتاب، وله: «فصل الخِطاب، فِي فضل النُّطْق المُسْتطاب» [5] . كما هُوَ فِي التكلم على مذهب الْأَشْعَرِيّ، خارج أحاطته بالعلوم عن الحد البشري، كلماته للمستفيد فرائد وفوائد [6] ، وعَتَبات مِنْبره للعارفين وسائد. وله شعرٌ يتوِّج به دروس مماليه [7] إذا ختمت به أذناب أماليه.
قال عبد الغافر في «تاريخه» [8] : ومن جملة أحواله ما خصّ به من المحنة
__________
[1] في وفيات الأعيان 3/ 206.
[2] المنتظم 8/ 280 (16/ 148) .
[3] وفيات الأعيان 3/ 206.
[4] ج 2/ 243- 245 طبعة بغداد.
[5] في (سير أعلام النبلاء 18/ 231) «فضل النطق المستطاب» . والمثبت عن الدمية، ويتفق مع (كشف الظنون 2/ 1260) .
[6] في الدمية: «كلماته كلها- رضي الله عنه- للمستفيدين فوائد وفرائد» .
[7] في الدمية: «وله نظم تتوّج به رءوس معاليه» .
[8] العبارة التالية لم ترد في المطبوع من (المنتخب من السياق) لعبد الغافر الفارسيّ.
أما العبارة التي فيه فهي:
«أبو القاسم الإمام مطلقا الفقيه، المتكلّم الأصوليّ، المفسّر، الأديب، النحويّ، الكاتب الشاعر. لسان عصره، وسيّد وقته، وسرّ الله بين خلقه، شيخ المشايخ، وأستاذ الجماعة، ومقدّم الطائفة، ومقصود سالكي الطريقة، وبندار الحقيقة، وعين السعادة، وقطب السيادة، وحقيقة الملاحة، لم ير مثل نفسه، ولا رأى الراءون مثله من كماله وبراعته، جمع بين علمي الشريعة والحقيقة، وشرح أحسن الشرح أصول الطريقة.
أصله من ناحية أستوا من العرب الذين وردوا خراسان وسكنوا النواحي، فهو قشيريّ الأب، سلميّ الأمّ.
صنّف «التفسير الكبير» قبل العشر وأربعمائة، ورتّب المجالس.
وخرج إلى الحجّ في رفقة فيها: أبو محمد الجويني، وأحمد البيهقي، وجماعة من المشاهير،(31/174)
فِي الدين، وظهور التعصُّب بين الفريقين فِي عشر سنة أربعين إلى خمس وخمسين وأربعمائة، وميل بعض الوُلاة إِلَى الأهواء، وسعي بعض الرؤساء إليه بالتخليط، حَتَّى أدى ذلك إِلَى رفع المجالس، وتفرُّق شمل الأصحاب، وكان هُوَ المقصود من بينهم حَسَدًا، حَتَّى اضطر إِلَى مفارقة الوطن، وامتد فِي أثناء ذلك إِلَى بغداد: فورد على القائم بأمر اللَّه، ولقي فيها قبولًا، وعقد له المجلس فِي منازله المختصة به. وكان ذلك بمحضرٍ ومَرْأَى منه. وخرج الأمر بإعزازه وإكرامه فعاد إِلَى نيسابور: وكان يختلف منها إِلَى طوس بأهله وبعض أولاده، حَتَّى طلع صُبْح النَّوبة ألب أرسلانيّة [1] سنة خمسٍ وخمسين، فبقي عشر سِنين مرفَّهًا محترمًا مُطاعًا معظَّمًا [2] .
ولأبي القاسم:
سقى اللهُ وقتًا كنتُ أخلو بوجهكُمْ ... وثَغْرُ الهَوى فِي رَوْضة الأُنْس ضاحِكُ
أقمنا [3] زمانًا والعيونُ قريرةٌ ... وأصبحتُ يومًا والْجُفُون سَوَافِكُ [4]
قال عَبْد الغافر الفارسي: تُوُفّي الأستاذ عَبْد الكريم صبيحة يوم الأحد السّادس عشر من ربيع الآخر [5] .
قلت: وله عدة أولاد أئمة: عَبْد اللَّه، وعبد الواحد، وعبد الرحيم، وعبد المنعم، وغيرهم. ولمّا مرِض لم تَفُتْه ولا ركعة قائمًا حَتَّى توفّي [6] .
__________
[ (-) ] فسمع معهم ببغداد، والحجاز، مثل أبي الحسين ابن بشران، وأبي الحسين ابن الفضل ببغداد، وأبي محمد جناح بن نذير بالكوفة، وابن نظيف بمكة، وعاد إلى نيسابور.
[1] ي: دولة ألب أرسلان الّذي تقدّمت ترجمته في وفيات هذه السنة.
[2] رواية عبد الغافر الفارسيّ هذه أوردها ابن عساكر في (تبيين كذب المفتري 274، 275) ، وقيل: ولم يدخل أحد من أولاده بيته ولا مسّ ثيابه ولا كتبه إلّا بعد سنين احتراما له وتعظيما.
[3] في سير أعلام النبلاء 18/ 232 «أقمت» . والمثبت يتفق مع: وفيات الأعيان، وطبقات الأولياء.
[4] البيتان في: وفيات الأعيان 3/ 207، وسير أعلام النبلاء 18/ 232، وطبقات الأولياء 260.
[5] هذه العبارة لم ترد في (المنتخب من السياق) ، بل أضاف محقق المطبوع منه هذه العبارة بين الحاصرتين: و [توفي سنة 465 في ربيع الآخر..] . (المنتخب 335) .
[6] ومن عجيب ما وقع أن الفرس التي كان يركبها كانت قد أهديت له، فركبها عشرين سنة لم يركب غيرها، فذكر أنها لم تعلف بعد وفاته، وتلفت بعد أسبوع.(31/175)
ورآه فِي النوم أبو تُراب المَرَاغيَ يقول: أَنَا فِي أطيب عَيْش، وأكمل راحة [1] .
141- عدنان بن محمد [2] .
أبو المظفّر الخطيب العزيزيّ، والخطيب بغاوردان [3] ، الهَرَويّ.
سمع: إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الشاه صاحب المحبوبي.
142- علي بْن الْحَسَن بْن عليّ بن الفضل [4] .
__________
[1] وقال أبو الفداء: «كان فقيها أصوليا مفسّرا كاتبا ذا فضائل جمّة، وكان له فرس قد أهدي إليه فركبه نحو عشرين سنة، فلما مات الشيخ لم يأكل الفرس شيئا ومات بعد أسبوع، ومولده سنة ست وسبعين وثلاثمائة، وكان إماما في علم التصوّف، وقرأ أصول الدين على أبي بكر بن فورك، وعلى أبي إسحاق الأسفرايني، وله تفسير حسن، وله شعر حسن، فمنه:
إذا ساعدتك الحال فارقب زوالها ... فما هي إلّا مثل حلبة أشطر
وإن قصدتك الحادثات ببؤسها ... فوسّع لها ذرع التجلّد واصبر
(المختصر في أخبار البشر 2/ 190) تاريخ ابن الوردي 1/ 377.
وقال الرافعي: «وكان رحمه الله قد أتى ظاهر قزوين، والظاهر أنه أتى إلى باطنها أيضا. رأيت بخط عبد الملك بن المعافي. أنشدني أبو القاسم القشيري بظاهر قزوين سنة أربع وخمسين وأربعمائة، وكان في صحبة السلطان طغرلبك:
الدهر ساومني عمري فقلت له ... لا بعت عمري بالدنيا وما فيها
ثم اشتراه تفاريقا بلا ثمن ... تبّت يدا صفقة قد خاب شاريها
وأنشد لنفسه:
يا ليلة الوصل قد أورثني أسفا ... من قبل أن أتوفّى مرّة عودي
إني لما مسّني من طول فقدكم ... قلبي على النار مثل النّدّ والعود
(التدوين في أخبار قزوين 3/ 211، 212) .
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] لم أتبين هذا الموضع في معجم البلدان.
[4] انظر عن (علي بن الحسن بن علي) في: دمية القصر (طبعة بغداد) 1/ 331- 333 رقم 141، والمنتظم 8/ 280- 282 رقم 331 (16/ 149- 151 رقم 3426) ، والكامل في التاريخ 10/ 88، 89، ووفيات الأعيان 3/ 385، 386، والتذكرة الفخرية للإربلي 173، والمختصر في أخبار البشر 2/ 190 وفيه: «علي بن الحسين بن علي بن المفضّل» ، وسير أعلام النبلاء 18/ 303، 304 رقم 143، والعبر 3/ 259، والإعلام بوفيات الأعلام 192، وتاريخ ابن الوردي 1/ 377، والبداية والنهاية 12/ 108، وفيه: «علي بن الحسين» ، والنجوم الزاهرة 5/ 94، وكشف الظنون 773، وشذرات الذهب 3/ 322، 323، وهدية العارفين 1/ 691، 692، وديوان الإسلام 3/ 197 رقم 1316، والأعلام 4/ 272، ومعجم المؤلفين 7/ 66، وانظر ديوانه.(31/176)
أبو منصور، الكاتب الشاعر المشهور بلقب بصرّدرّ [1] .
صاحب الديوان الشعر، كان أحد الفُصَحاء المفوّهيّن، والشعراء المجوّدين له معرفة كاملة باللّغة والأدب.
وله فِي جارية سوداء:
عُلِّقْتُهَا سَوْدَاءَ مَصْقُولَةً ... سَوَادُ قَلْبِي صُفَّةٌ فِيهَا
مَا انْكَسَفَ الْبَدْرُ عَلَى تَمِّهِ ... وَنُورِهِ إِلّا لِيَحْكِيهَا [2]
ومن شعره:
تَزَاوَرْنَ عن أَذْرِعاتٍ يمينا ... نواشِر لَسْنَ [3] يطِقنَ البُرِينا
كَلِفْنَ بنَجْدٍ، كأنّ الرِّيَاض ... أَخَذْنَ لنجدٍ عليها يمينا
ولمّا استمعْنَ زفيرَ المَشُوقِ ... ونَوْحَ الحَمام تركْت [4] الحنينا
إذا جئتُما بانَةَ الوادييْن، ... فأَرْخُوا النَّسُوعَ حُلُّوا الوَضِينا [5]
وقد أنبأتْهُم مياهُ الْجُفُونِ ... أَنَّ بِقَلْبِكَ دَاءً دَفِينَا [6]
سمع الكثير من الحديث من: أبي الحسين بن بِشْران، وأبي الحَسَن الحمّاميّ.
ورَوَى عَنْهُ: فاطمة بِنْت أَبِي حكيم الخبري، وعلي بْن هبة اللَّه بْن عَبْد السلام، وأبو الزَّوْزَنيّ، وغيرهم.
وتُوُفّي فِي صفر، رَمَاهُ فرسه في زبية قد حفرت للأسد في قرية، فهلك هو
__________
[1] قال ابن الأثير: كان نظام الملك قال له: أنت ابن صرّدرّ، لا صرّ بعر، فبقي ذلك عليه.
(الكامل 7/ 88) .
[2] ديوان صردرّ، وفيات الأعيان 3/ 386، النجوم الزاهرة 5/ 94 وفيهما زيادة بيت:
لأجلها الأزمان أوقاتها ... مؤرّخات بلياليها
وفي الديوان: «من لياليها» .
[3] في المنتظم 8/ 281 (16/ 150) والكامل 10/ 89 «ليس» .
[4] في المنتظم 8/ 281 (16/ 150) والكامل 10/ 89 «تركن» .
[5] أضاف في المنتظم بعده بيتا:
فثم علائق من أجلها ... ملاء الدجى والضحى قد طوينا
[6] المنتظم 8/ 281 (16/ 150) ، الكامل في التاريخ 10/ 89.(31/177)
والفَرَس. وكان من أَهْل القرآن والسُّنّة. وكان أبوه يلقّب بصرّبعر [1] لبخله، وقد يُدعى هُوَ بِذَلِك.
وقيل كان مخلطًا على نفسه [2] .
143- علي بْن مُوسَى [3] .
الحافظ المفيد أبو سعد [4] النيسابوري السُّكّريّ الفقيه.
سمع من: جَدّه عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر السُّكّريّ، وأبي بَكْر الحِيريّ، وأبي سَعِيد الصَّيْرفيّ، وأبي حُسَيْنِ المزكّيّ، ومحمد بْن أَبِي الحق المزكي، وطبقتهم.
وكان يفهم الصَّنْعة، وانتقى على الشيوخ. وحدَّث، وتوفّي راجعا من الحجّ.
روى عنه: إِسْمَاعِيل بْن المؤذن، ويوسف بْن أيوب الهَمَذَانيّ.
144- عُمَر بْن القاضي أَبِي عُمَر مُحَمَّد بْن الحسين [5] .
__________
[1] في المختصر في أخبار البشر 2/ 190 «وكان أبوه يلقّب بشحنة صردر، فلما بلغ ولده المذكور وأجاد في الشعر قيل له: صردر» .
[2] وقال ابن الأثير: هجاه ابن البياضي فقال:
لئن نبز الناس قدما أباك، ... فسمّوه من شعره صرّبعرا
فإنك تنظم ما صرّه ... عقوقا له، وتسمّيه شعرا
وهذا ظلم من ابن البياضي، فإنه كان شاعرا محسنا. (الكامل 10/ 89) وقد ورد البيتان في المنتظم 8/ 281 (16/ 1507149) على هذا النحو:
لئن نبز الناس شحّا أباك ... فسمّوه من شحّه صربعرا
فإنك تنبز بالصربعرا ... عقوقا له وتسمّيه شعرا
وورد البيتان باختلاف في الألفاظ في: البداية والنهاية 12/ 108.
[3] انظر عن (علي بن موسى) في: المنتخب من السياق 385 رقم 1299، وذيل تاريخ نيسابور (مخطوط) ورقة 65 أ، وتذكرة الحفاظ 3/ 1161، 1162، وسير أعلام النبلاء 18/ 423، 424 رقم 213، والوافي بالوفيات 22/ 252 رقم 182، وطبقات الحفاظ 438، وشذرات الذهب 3/ 323، والرسالة المستطرفة 93، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 133 رقم 986.
وسيعاد برقم (186) .
[4] في معجم طبقات الحفاظ «أبو سعيد» .
[5] انظر عن (عمر بن القاضي أبي عمر) في: المنتخب من السياق 368، 369 رقم 1223، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 525.(31/178)
المؤيَّد أبو المعالي البِسْطاميّ، سِبْط أَبِي الطَّيِّب الصّعلوكيّ.
سمع: أَبَا الْحُسَيْن الخفاف، وأبا الْحَسَن العلوي.
وأملى [1] مجالس.
رَوَى عَنْهُ: سِبْطه هبة اللَّه بْن سهل السّيّديّ، وزاهر ووجيه ابنا طاهر الشّحّاميّ، وغيرهم.
وهو أخو عَائِشَة [2] .
145- عُمَر بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن درهم [3] .
أبو القاسم البغداديّ البزّاز.
حدَّث عن: أَبِي الْحُسين بْن بشران، وأبي الفتح بْن أَبِي الفوارس.
وكان ثقة.
روى عنه: أبو منصور القزاز، وغيره.
- حرف الغين-
146- غالب بْن عَبد اللَّه بْن أبي اليمن [4] .
أبو تمام القيسي الميورقي النحوي، المعروف بالقطيني.
- حرف الكاف-
147- كريمة بنت أحمد بن محمد بن حاتم المروزيّة [5] .
__________
[1] في الأصل: «وأملا» .
[2] قال عبد الغافر الفارسيّ: «المؤيّد أبو المعالي أخو الإمام الموفّق أبي محمد هبة الله بن محمد بن الحسن، نبيل كبير، بهيّ المنظر، من بيت الإمامة والرئاسة. وكان مع أخيه سبطي الإمام أبي الطيّب سهل بن محمد بن سليمان الصعلوكي، وفي بيتهم الرئاسة والزعامة لأصحاب الحديث من مدّة مائة وخمسين سنة. والموفّق، والمؤيّد لقبان سمّاهما جدّهما أبو الطيّب، وكانا ابني القاضي أبي عمر البسطامي.
وهذا المؤيّد من وجوه الأصحاب. سمع الكثير عن الخفّاف، وجدة أبي الطيّب، وأبيه القاضي أبي عمر، والأسفرايني، والسيد أبي الحسن، والزيادي، والحاكم أبي عبد الله، وابن فورك، وابن يوسف، والطبقة من أصحاب الأصمّ» . (المنتخب 369) .
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] ستعاد ترجمته في وفيات سنة 466 هـ. برقم (190) .
[5] انظر عن (كريمة) في: الإكمال لابن ماكولا 7/ 171، والمنتظم 8/ 270 رقم 314(31/179)
أمّ الكِرام، المجاورة بمكة.
كَانَتْ كاتبة فاضلة عالمة.
سمعت من: محمد بن مكّي الكُشْمِيهَنيّ [1] ، وزاهر بْن أَحْمَد السَّرْخسيّ، وعبد اللَّه بْن يوسف بْن بامُوَيْه.
وكانت تضبط كتابها [2] ، وَإِذَا حدَّثَت قابَلتْ بنسختها. ولها فهم ومعرفة.
حدَّثت «بالصحيح» ، وكانت بِكْرًا لم تتزوَّج. وطال عمرها. وأقامت بمكّة دهرًا.
وحمل عَنْهَا خلْقٌ من المغاربة والمجاورين، وعلا إسنادها.
روى عَنْهَا: أبو بَكْر الخطيب [3] ، وأبو الغنائم أُبَيّ النَّرْسيّ [4] ، وأبو طَالِب الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الزَّيْنَبيّ، ومحمد بْن بركات السَّعِيديّ، وعليّ بْن الحسين الفرّاء، وعبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن صدقة بْن الغزّال، وأبو القاسم عليّ بْن إِبْرَاهِيم النّسيب، وأبو المظفّر السَّمعاني.
قال أُبَيّ: أَخرجَت إِلَيَّ النسخة، فقعدتُ بحذائها، وكتبتُ سبع [5] أوراق.
__________
[ (-) ] (16/ 315، 136 رقم 3409) ، والكامل في التاريخ 10/ 69، والتقييد لابن النقطة 499 رقم 683، والمنتخب من السياق 426 رقم 1454، والمختصر في أخبار البشر 2/ 188، والإعلام بوفيات الأعلام 191، وسير أعلام النبلاء 18/ 233- 235 رقم 110، والمعين في طبقات المحدّثين 133 رقم 1469، وأهل المائة فصاعدا 129، والعبر 3/ 254، ودول الإسلام 1/ 274، وتاريخ ابن الوردي 1/ 375، ومرآة الجنان 3/ 89، والبداية والنهاية 12/ 105، والقاموس المحيط (مادّة: كشميهنة) ، والعقد الثمين 8/ 310، وشذرات الذهب 3/ 314، وتاج العروس (مادة: كرم) 9/ 43، و (مادّة كشميهنة) 9/ 321، والدرّ المنثور 458، والأعلام 5/ 222.
وقد تقدّمت ترجمتها برقم (84) .
[1] الكشميهنيّ: بضم الكاف وسكون الشين المعجمة وكسر الميم وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفتح الهاء وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى قرية من قرى مرو، على خمسة فراسخ منها في الرمل. إذا خرجت إلى ما وراء النهر. وكانت قرية قديمة، استولى عليها الخراب. (الأنساب 10/ 436) .
[2] التقييد 499.
[3] وقد سمع منها صحيح البخاري. (التقييد) .
[4] وحدّث عنها في معجم شيوخه. (التقييد) .
[5] في الأصل: «سبعة» .(31/180)
وكنت أريد أن أعارض وحدي، فقالت: لا، حتّى تعارضَ معي. فعارضت معها، وقرأتُ عليها من حديث زاهر.
وقال أبو بَكْر مُحَمَّد بْن مَنْصُور السّمعانيّ: سمعتُ الوالد يذكر كريمة ويقول: هَلْ رَأَى إنسانٌ مثل كريمة؟
قال أبو بَكْر: وسمعتُ ابْنَة أخي كريمة تقول: لم تتزوَّج كريمة قط، وكان أبوها من كُشْميَهن، وأَمّها من أولاد السَّيَّاريّ [1] ، وخرج بها أبوها إِلَى بيت المقدس، وعاد بها إِلَى مكّة، وكانت قد بلغت المائة.
قلتُ: الصّحيح وفاتها سنة ثلاثٍ كما مرّ، لكنْ قال ابن نُقْطة: [2] نقلتُ وفاتها من خطّ ابن ناصر فِي سنة خمسٍ وستين [3] .
- حرف الميم-
148- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمر بن الحسن بن عبيد بن عمرو ابن خالد بن الرّفيل [4] .
أبو جعفر ابن المُسْلِمة السُّلميّ الْبَغْدَادِيّ.
أسْلَمَ الرُّفَيْل [5] على يد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
__________
[1] السّيّاريّ: بفتح السين المهملة وتشديد الياء المثنّاة، هذه النسبة إلى سيّار، وهو جدّ المنتسب إليه.
[2] في التقييد 499.
[3] ورّخها عبد الغافر الفارسيّ في سنة 463 وقال: امرأة عفيفة صالحة مشهورة: جاورت سنين ... وأجازت لنا بجميع مسموعاتها. (المنتخب 427) .
[4] انظر عن (محمد بن أحمد بن محمد) في: تاريخ بغداد 1/ 356، 357، والإكمال لابن ماكولا 7/ 12، والأنساب 11/ 313، 314، والمنتظم 8/ 282 رقم 333 (16/ 151، 152 رقم 3429) ، واللباب 3/ 211، والمعين في طبقات المحدّثين 134 رقم 1436، والعبر 3/ 259، 260، ودول الإسلام 1/ 274، والإعلام بوفيات الأعلام 192، وسير أعلام النبلاء 18/ 215، 216 رقم 103، والمختصر المحتاج إليه 1/ 55، والوافي بالوفيات 2/ 83، وتبصير المنتبه 4/ 285، والنجوم الزاهرة 5/ 94، وشذرات الذهب 3/ 323.
[5] الرّفيل: أوله راء مضمومة بعدها فاء مفتوحة. جدّ بني المسلمة، من الفرس. قال ابن ماكولا:
أسلم أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ومن ولده جماعة من المحدّثين وغيرهم. (الإكمال 4/ 94 و 95) تاريخ بغداد 1/ 357، الأنساب 11/ 313.(31/181)
كان أبو جَعْفَر نبيلًا، ثقة، كثير السّماع، حسَن الطريقة، واسع الرّواية، رَحْلة العصر فِي عُلُوّ الإسناد. سمع: أَبَا الفضل الزُّهْريّ، وأبا مُحَمَّد بْن معروف القاضي، وإسماعيل بْن سُوَيد، وابن أخي ميمي، وعيسى بْن الوزير، وأبا طاهر المخلِّص [1] .
رَوَى عَنْهُ: الخطيب واستملى عليه، وقال [2] : وُلِد فِي ربيع الأوّل سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.
وقال أبو الفضل بْن خَيْرون: كان ثقة صالحًا.
وقال السمعاني [3] : سمعتُ إِسْمَاعِيل بْن الفضل بأصبهان يقول: هو ثقة محتشم [4] .
قلت: رَوَى عَنْهُ: أبو بَكْر الأنصاري، ومحمد بْن أَبِي نصر الحُمَيْديّ، وأُبَيّ النَّرْسِيّ، وأبو الفتح عَبْد اللَّه بْن البَيْضاويّ، وأبو مَنْصُور بْن خَيْرون، وَأَبُو مَنْصُور عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد القَزَّاز، ومحمد بْن علي بْن الدّاية، ومحمد بن أحمد الطّرائفيّ، وأبو الفضل مُحَمَّد بْن عُمَر الأُرمويّ، وأبو تمام أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْمُخْتَار الهاشمي، وآخرون كثيرون [5] .
وهو آخر من روى عن الزُّهْريّ وابن معروف.
تُوُفّي رحمه اللَّه فِي تاسع جُمَادَى الأولى.
149- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن قَفَرْجَل [6] .
أبو البركات الْبَغْدَادِيّ المكاتب.
__________
[1] قال ابن ماكولا: وهو آخر من حدّث عن أبي الفضل الزهري، وعثمان بن محمد الأدمي، وعيسى بن علي الوزير، وأبي طاهر المخلّص. كتبت عنه. (الإكمال 4/ 95) .
[2] في تاريخ بغداد 1/ 357، وقال: «كتبت عنه، وكان ثقة» .
[3] قوله ليس في (الأنساب) ولعلّه في (الذيل) .
[4] وقال: وكان أبو جعفر بن المسلمة حسن الطريقة، نبيلا، كثير السماع، ثقة، صدوقا.
(الأنساب 11/ 313) .
[5] بلغ الذين رووا لابن السمعاني عنه «نحو سبعة عشر نفسا» . (الأنساب) .
[6] انظر عن (محمد بن أحمد المكاتب) في: المنتظم 8/ 282، 283 رقم 334 (16/ 152 رقم 3429) ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 21/ 313 رقم 246.(31/182)
ثقة، واسع الرواية.
سمع: أَبَا أَحْمَد الفَرَضيّ، وأبا الحسين بْن بِشْران.
تصدَّق عند موته بألف دينار، وأوصَى بمثلها.
وتُوُفيّ فِي جُمَادَى الآخرة وله سبعون سنة [1] .
وحدَّث بدمشق.
رَوَى عَنْهُ: طاهر الخُشُوعيّ، وهبة اللَّه الأكفاني [2] .
150- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن ورقاء [3] .
أبو عُثْمَان الأصبهاني الصُّوفيّ.
سمع: أَبَا عَبْد اللَّه بْن مَنْدَهْ بإصبهان، وأبا عُمَر الهاشمي بالبصرة، وأبا الْحُسَيْن بْن بشْران ببغداد، وأبا سعْد المالِينيّ، وجماعة.
وقدِم الشام فِي شَيْبته وصار شيخ الصُّوفية ببيت المقدس.
وكان مولده سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة.
رَوَى عَنْهُ: نصْر المقدسيّ، وسلامة القطّان، ويحيى بْن تمّام الخطيب، وآخرون.
151- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مهدي [4] .
أبو القاسم العَلَويّ الشّيعيّ النَّيْسابوريّ.
سمع: عبد الله بن يوسف الأصبهاني، وأبا عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ، وغيرهما.
رَوَى عَنْهُ: زاهر ووجيه ابنا الشّحّاميّ، وعبد الغافر الفارسي، وقال: كان من دُعاة الشّيعة، عارف بطُرُقهم وعُلومهم، فتقدّم فيهم.
__________
[1] مولده سنة 395 هـ-.
[2] قال ابن الجوزي: وكان يملك نحوا من عشرين ألف دينار فأوصى بالثلث صدقة، وأخرج قبل موته ألف دينار فتصدّق بها. (المنتظم) .
[3] انظر عن (محمد بن أحمد الصوفي) في: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 21/ 312 رقم 245.
[4] انظر عن (محمد بن أحمد بن مهدي) في: المنتخب من السياق 62 رقم 120، ولسان الميزان 5/ 37 رقم 125.(31/183)
تُوُفّي فِي ذي القعدة [1] 152- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عُثْمَان [2] .
أبو بَكْر بْن البُنْدار الْبَغْدَادِيّ الأَدَميّ [3] البقّال.
روى عن: أَبِي الْحُسَيْن بْن بشْران، وأخيه عَبْد الملك، وأبي الفتح بْن أبي الفوارس، والحرفيّ.
رَوَى عَنْهُ: شجاع الذُّهليّ، وأبو علي أَحْمَد بْن مُحَمَّد البَرَدَانيّ.
وكان شيخًا صالحًا.
مات فِي ربيع الآخر.
ورّخه ابن خَيْرُون.
153- مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن عليّ بْن الْحَسَن [4] .
أبو المظفَّر الشُّجاعيّ النَّيْسابوريّ.
سمع: أَبَا الْحُسَيْن الخفاف، وأبا الْحَسَن العلوي، وغيرهما.
رَوَى عَنْهُ: وجيه بْن طاهر، وغيره.
وكان فاضلًا موصوفًا بكتابة الشُّروط، بارعًا فِيهِ [5] .
تُوُفّي فِي ربيع الأول.
154- مُحَمَّد بْن أَبِي الْحُسَيْن بْن الْعَبَّاس الفَضْلَويّ الهرويّ [6] .
__________
[1] وقع في (لسان الميزان) أنه توفي سنة خمس وعشرين وأربع مائة. وهو غلط.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] الأدمي: بفتح الألف والدال المهملة، وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى من يبيع الأدم.
(الأنساب 1/ 161) .
[4] انظر عن (محمد بن إسماعيل) في: المنتخب من السياق 53، 54 رقم 104.
[5] قال عبد الغافر الفارسيّ: «أبو المظفر الشجاعي الأميني المعتمد في مجلس الحكم بنيسابور، فاضل، مليح الخط، حسن المعرفة بالرسوم، صحيح الاعتقاد، متعصّب في المذهب، كان في شبابه يختلف إلى أبي علي الدقّاق، ويواظب على طريق الإرادة، ويشتغل بالعلم، وكان كالرفيق للإمام زين الإسلام في الطريق، وكان بينهما أخوة الإرادة إلى أن صار به الحال إلى الاشتغال بشغل القضاء هوايته في آخر عمره، كان إليه كتب السجلات وما يتعلّق به من المهمّات ويعتمد على قوله» .
[6] لم أجد مصدر ترجمته.(31/184)
حدّث في هذا العام، وانقطع خبره، بكتاب الأطعمة للدّارِمي، عن أَبِي حامد البشْريّ.
وعنه: أبو الوقت.
155- مُحَمَّد بْن حَمْد بْن مُحَمَّد بْن حامد [1] .
أبو نصْر بْن شيذلة [2] الهَمَذانيّ الفقيه.
روى عن: ابن لال [3] ، وعبد الرَّحْمَن الْإِمَام، والعلاء بن الحسين الزهيري وأبي طلحة [4] البوسنجيّ.
ورحل فأخذ عن: أَبِي الْحُسَيْن بْن بشران [5] ، وأبي محمد السّكّريّ، وأبي الحسن الحماميّ، وجماعة.
وكان صدوقًا. ولكنه متهم بالتشيُّع [6] .
وأما أبو العلاء الهَمَذَانيّ فقال: كان مُتَعَصِّبًا للحنابلة، سيفًا على الْأَشْعَرِيِّ.
مات فِي المحرَّم.
156- مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن علي [7] .
أَبُو الْحَسَن العلويّ الحُسينيّ، البلْخيّ، شيخ العلويين ببلخ، وخُراسان [8] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن حمد) في: لسان الميزان 5/ 148 رقم 501.
[2] في اللسان «سدلة» وهو تحريف.
[3] في اللسان: «ابن أبي لال» .
[4] في اللسان: «وابن» .
[5] في اللسان: «قران» .
[6] في اللسان: «لكنّه متّهم بالاعتزال، كثير الحطّ على الأشاعرة» .
[7] انظر عن (محمد بن عبيد الله العلويّ) في: المنتخب من السياق 61، 62 رقم 119 وقد ساق نسبه: «محمد بن عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن علي بن الحسن بن الحسين بْنِ جَعْفَرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أبي طالب الحسيني العلويّ» .
[8] قال عبد الغافر الفارسيّ: «السيد العالم، أبو الحسن البلخي، المعروف بنو دولت، شيخ السادة وشرفهم، جمال الأفاضل بخراسان، من حسنات عصره، له الشرف الباذخ نسبا، والأدب الظاهر شرقا وغربا، والشعر والكتابة الفائقة الرائعة هزلا وجدلا، صار من كبراء أركان الدولة في وقته.
دخل نيسابور وبلاد خراسان مرارا مع العسكر، وروى الأحاديث والأشعار.(31/185)
له ديوان شعر مشهور.
وقد حدَّث عن: عَبْد الصمد بْن مُحَمَّد العاصمي صاحب الخطّابيّ.
ومن نثره: معاداة [1] الأغنياء من عادات الأغبياء.
الغنيّ مُعان، ومن عادى مُعانًا عادَ مُهانًا.
ليس للفُسُوق سُوق، ولا للرياء رُواء.
وعَلَّقْت من شِعْرِه كذا.
157- مُحَمَّد بْن علي بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الصمد بْن مُحَمَّد بْن محمد بْن المهتدي باللَّه أَبِي إِسْحَاق مُحَمَّد بْن الواثق باللَّه هارون بْن المعتصم بْن الرشيد [2] .
الخطيب أبو الحُسَين العباسي الهاشمي الْبَغْدَادِي، المعروف بابن الغَرِيق [3] . سيّد بني العبّاس في زمانه وشيخهم.
سمع: الدّار الدَّارَقُطْنِيّ، وابن شاهين وهو آخر من حدَّث عنهُما، وعليّ بْن عمُر الحربي، ومحمد بْن يوسف بْن دُوَسْت، وأبا القاسم بْن حَبَابَة، وأبا الفتح القواس، وطائفة.
وله مشيخة فِي جُزْءين.
قال أبو بَكْر الخطيب: [4] وُلِد فِي ذي القعدة سنة سبعين وثلاثمائة، في
__________
[ (-) ] توفي بنيسابور سنة خمس وستين وأربع مائة، وحمل تابوته إلى بلخ. (المنتخب) .
[1] في الأصل: «معادات» ، بالتاء المفتوحة.
[2] انظر عن (محمد بن علي بن محمد العباسي) في: تاريخ بغداد 3/ 108، 109، والمنتظم 8/ 283 رقم 336 (16/ 152، 153 رقم 3431) ، والكامل في التاريخ 10/ 88، وتاريخ إربل لابن المستوفي 1/ 43، والتقييد لابن النقطة 94 رقم 98، ومعجم الألقاب لابن الفوطي 2/ 848 و 4/ 729، والإعلام بوفيات الأعلام 192، وسير أعلام النبلاء 18/ 241- 244 رقم 117، والعبر 3/ 260، ودول الإسلام 1/ 274، ومرآة الجنان 3/ 93، والبداية والنهاية 12/ 108، والوافي بالوفيات 4/ 137، ورفع الباس عن بني العباس للسيوطي 254، وشذرات الذهب 3/ 324، وتاج العروس 7/ 34 (مادة: غرق) ، والرسالة المستطرفة 71، وفهرس مخطوطات الخزانة التيمورية 3/ 295، والأعلام 6/ 276، ومعجم المؤلفين 11/ 54.
[3] في البداية والنهاية: «ابن العريف» وهو تصحيف.
[4] في تاريخه 3/ 108، 109 بتقديم وتأخير في العبارة.(31/186)
مستهلَّه. وكان ثقة نبيلًا. ولي القضاء بمدينة المنصور، وهو ممّن شاع أمره بالعبادة والصّلاح، حَتَّى كان يُقَالُ له: راهب بني هاشم. كتبتُ عَنْهُ.
وقال ابن السمعاني [1] : جازَ أبو الْحُسَين قَصَبَ السَّبْق فِي كلّ فضيلة عقلًا، وعِلمًا، ودينًا، وحزْمًا، ورأيا، وورعًا، ووقف عليه علوّ الإسناد. ورحل إليه الناس من البلاد. ثَقُل سمْعُه بأخرة، فكان يتولى القراءة بنفسه، مع عُلُوّ سِنّهِ، وكان ثقة حُجّة، نبيلًا مُكْثِرًا. وكان آخر من حدّث عن الدّار الدّارقطنيّ، وابن شاهين [2] .
وقال أبو بكر ابن الخاضبة: رَأَيْت كأنّ القيامة قد قامت، وكأنّ قائلًا يقول:
أَيْنَ ابن الخاضبة؟ فَقِيل لي: أدخل الجنة. فلما دخلت الباب، وصرت من داخل، استلقيت على قفاي، ووضعت إحدى رجلي على الأخرى وقلت: آه، استرحتُ واللهِ من النَسْخ. فرفعت رأسي، وَإِذَا ببغلة مُسْرَجَةٍ مُلْجَمَةٍ في يد غلام، فقلت: لمن هذه؟ فقال: للشريف أَبِي الْحُسَيْن بْن الغريق.
فَلَمَّا كان صبيحة تلك الليلة نُعِيَ إلينا الشريف بأنه مات فِي تلك الليلة [3] .
وقال أبو يعقوب يوسف الهمذانيّ: كان أبو الحسين بن طرَش، فكان يقرأ علينا بنفسه. وكان دائم العبادة. قرأ علينا حديث المَلَكَيْن، فبكى بُكاءً عظيمًا وأبكى الحاضرين.
وقال أُبَيُّ النَّرْسِيّ: كان ثقة يقرأ للناس، وكانت إحدى عينيه ذاهبة [4] .
وقال أبو الفضل بْن خَيْرُون: مات فِي أول ذي الحجّة.
قال: وكان صَائِمَ الدّهر زاهدا، وهو آخر من حدّث عن الدّار الدّارقطنيّ، وابن دوست. ضابط متحرّ، أكثر سماعاته بخطّه. ما اجتمع فِي أَحدٍ ما اجتمع فِيهِ.
قَضى [5] ستًا وخمسين سنة، وخطب ستًّا وسبعين سنة [6] ، لم يُعْرف له زلّة.
__________
[1] قوله ليس في (الأنساب) ولعلّه في (الذيل) .
[2] زاد ابن الجوزي: «وأبي بكر بن دوست» (المنتظم) .
[3] المنتظم 8/ 283 (16/ 153) .
[4] المنتظم.
[5] في الأصل: «قضا» .
[6] قال ابن الجوزي: «خطب وله ست عشرة سنة، وشهد في سنة سبع وأربعمائة، وولي القضاء(31/187)
وكانت تلاوته للقرآن أحسن شيء.
قلت: رَوَى عَنْهُ: يوسف الهَمَذَاني، وأبو بَكْر الْأَنْصَارِي، وخلق كثير آخرهم أبو الفضل مُحَمَّد بْن عُمَر الأُرْمَويّ.
وآخر من روى عَنْهُ فِي الأرض بالإجازة مَسْعُود الثّقفيّ، ثمّ ظهر بُطلان الإجازة.
158- مُحَمَّد بْن عَليّ بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن أَبِي عُثْمَان عمرو بْن مُحَمَّد بْن مُنتاب [1] .
أبو سعد [2] الدّقّاق الْبَغْدَادِيّ.
أكثر عن: أَبِي عُمَر بْن مَهْدِيّ، وأبي بَكْر البَرْقانيّ، وأبي عليّ بن شاذان، وجماعة.
وطلبَ بنفسه، وكان مليح الخطّ.
كتب عَنْهُ: أبو بَكْر الخطيب، وأبو عَبْد اللَّه الحُمَيْديّ [3] .
وتُوُفيّ فِي شوال.
159- مُحَمَّد بْن علي بْن عَبْد الْعَزِيز [4] .
أبو يَعْلَى الْبَغْدَادِيّ، الصَّيْرفيّ، المعروف بابن خرّاز.
روى عن: القاضي مُحَمَّد بْن عُثْمَان النَّصِيبيّ، عن أَبِي الطاهر الخاميّ.
رَوَى عَنْهُ: الحُمَيْديّ، وأبو السّعود بن المجلي.
مات في جمادي الآخرة عن 70 سنة.
__________
[ (-) ] في سنة تسع وأربعمائة، فبقي يخطب بجامعي المنصور والمهدي ستا وسبعين سنة، وشهد ستين سنة، وتقضى ستة وخمسين سنة» . (المنتظم) .
[1] انظر عن (محمد بن علي بن الحسن) في: الوافي بالوفيات 4/ 140، 141 رقم 1659.
[2] في (المنتظم 9/ 54 رقم 90/ 16/ 291 رقم 3612) : «أبو محمد» ، والتصحيح من: الوافي، ففيه ترجمة ثلاثة إخوة باسم «مُحَمَّد بْن عَليّ بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن أبي عثمان الدقاق» ، أوّلهم: «أبو سعد» ، وثانيهم «أبو تمّام» (رقم 1660) ، وثالثهم «أبو الغنائم» (رقم 1661) .
[3] قال الصفدي: «كتب بخطّه، وطلب بنفسه، وكان يكتب خطا حسنا، حدث باليسير، سمع منه أبو البركات بن السقطي، وكتب عنه الخطيب، وأبو عبد الله الحميدي شيئا من الأناشيد» .
[4] لم أجد مصدر ترجمته.(31/188)
16- مكّيّ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن المظفّر [1] .
أبو يَعْلَى بْن البصْريّ الهَمَذَانيّ.
روى عن: أَحْمَد بْن تركان، ويوسف بْن كجّ، وغيرهما.
روى عَنْهُ غير واحد.
وتُوُفّي فِي جمادى الآخرة بهمذان.
- حرف النون-
161- نصر بْن أَحْمَد [2] .
أبو الفضل الكرنكي الأمير.
تُوُفّي فِي رجب بسجِستان. وكان مولده فِي سنة ستٍّ وثمانين وثلاثمائة.
- حرف الهاء-
162- هَنَّادُ بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن نصْر [3] .
أبو المظفَّر النَّسَفيّ.
ونَسَف ممّا وراء النّهر.
سكن بغداد، وولي قضاء بَعْقُوبا، وغيرها.
وكان قد سمع وأكثر ورحل، وخرّج الفوائد. لكن الغالب على روايته الغرائب والمناكير. قال السمعانيّ [4] : حَتَّى كنتُ أقول متعجّبًا: لعلّه ما روى فِي مجموعاته حديثًا صحيحًا إلا ما شاء اللَّه.
سمع: أَبَا الحسين بْن بشران، وابن الفضل القطَّان ببغداد، وأبا عُمَر
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (هناد بن إبراهيم) في: تاريخ بغداد 14/ 97، 98 رقم 7440، والموضوعات لابن الجوزي 2/ 286، والمنتظم 8/ 284 رقم 337 (16/ 153 رقم 3432) ، والمغني في الضعفاء 2/ 713 رقم 6769، وميزان الاعتدال 4/ 310 رقم 9254، والعبر 3/ 260، والإعلام بوفيات الأعلام 192، والكشف الحثيث 449 رقم 820، ولسان الميزان 6/ 200 رقم 711.
[4] قول السمعاني ليس في (الأنساب) ولعلّه في (الذيل) .(31/189)
الهاشمي بالبصرة، والسُّلَميّ بنَيْسابور، والحافظ أَبَا عَبْد اللَّه الغُنْجار ببخاري، والمستغفريّ بنَسَف وهو تلميذه. وقيل: هُوَ الَّذِي سمّاه هَنَّادًا.
علّق عَنْهُ: الخطيب وأشار إلى تضعيفه [1] .
وقال ابن خَيْرُون: تُوُفّي يوم السبت ثاني ربيع الأول. ومولده فِي سنة أربعٍ وثمانين وثلاثمائة. فِيهِ بعضُ الشيء. سمعت منه.
رَوَى عَنْهُ: أبو علي البرداني، وأبو بَكْر الْأَنْصَارِيّ، وأبو مَنْصُور القزّاز، وأبو البدْر الكرْخيّ، وآخرون.
قرأتُ عَلَى أَبِي عَلِيِّ بْنِ الْخَلالِ: أَخْبَرَكُمْ جَعْفَرٌ، أَنَا أَبُو طَاهِرٍ السَّلَفِيُّ، أَنَا أَبُو عَلِيَّ البردانيّ، وَأَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الطُّيُورِيُّ قَالَا: أَنَا هَنَّادٌ النَّسَفِيُّ: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ غُنْجَارٌ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ يُوسُفَ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْقجروانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَمْرٍو الطَّوَاوِيسِيُّ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ وَهْبٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ شَدَّادَ بْنَ حَكِيمٍ يَذْكُرُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي الأَحَادِيثِ الَّتِي رُوِيَتْ أَنَّ اللَّهَ يَهْبِطُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا ... وَنَحْوَ هَذَا مِنَ الأَحَادِيثِ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ: هَذِهِ الأَحَادِيثُ قَدْ رَوَتْهَا الثِّقَاتُ، فَنَحْنُ نَرْوِيهَا ونؤمن بها ولا نفسّرها [2] .
__________
[1] قال الخطيب: «لما أردت الخروج إلى نيسابور دفع إليّ هنّاد كتابه وفيه أحاديث عن شيخ ذكر أنه حيّ بالنهروان يعرف بابن كردي، عن جعفر الخلدي، وأحمد بن سلمان النجاد، فعلّقت بعضها، ولما صرت بالنهروان اجتمعت إلى ذلك الشيخ وأردت قراءة تلك الأحاديث عليه، فأنكر أن يكون يعرف الخلدي والنجاد، وقال: إنما حدّثني عبد الملك بن بكران المقرئ بهذه الأحاديث، عمّن سمّيت من المشايخ.
ولم يزل هنّاد بالعراق، وسكن قرية من سواد عكبرا، وولي قضاء حربي، وكان يقدم إلى بغداد في الأحايين، وآخر عهدي به في سنة خمسين وأربعمائة» . (تاريخ بغداد 14/ 98) .
قال ابن حجر تعقيبا على قول ابن كردي: إنما حدّثني عبد الملك بن بكران المقرئ: «وهذا يحتمل أن يكون سقط عليه اسم الواسطة» . (لسان الميزان 6/ 200) .
[2] قال ابن الجوزي في (المنتظم) : «سمع منه شيوخنا وحدّثونا عنه، وكانوا يتّهمونه، لأن الغالب على حديثه المناكير» .
وذكر في (الموضوعات) في باب فضل البطيخ حديثا ثم قال: وأنا أتّهم به هنّادا، فإنه لم يكن ثقة.(31/190)
- حرف الياء-
163- يوسف بن علي بن جبارة [1] .
أبو القاسم أبو الحَجّاج الهُذليّ المغربي، المقرئ.
صاحب «الكامل فِي القراءات» .
قيل: إنه تُوُفّي فِي هَذِهِ السّنة [2] .
وقد مرَّ سنة ستِّين [3] .
__________
[1] تقدّمت ترجمة (يوسف بن علي بن جبارة) في الطبقة الماضية برقم (320) .
[2] أرّخه بها عبد الغافر الفارسيّ في (المنتخب من السياق 490) .
[3] الصحيح أنه مرّ في (المتوفين تقريبا) من عشر الخمسين.(31/191)
سنة ست وستين وأربعمائة
- حرف الألف-
164- أحمد بْن إبراهيم بْن محمد بْن حَميل [1] ، بحاء مهملة مفتوحة.
أبو عَبْد اللَّه العِجْليّ الكَرْخيّ الماسح.
روى عن: إِسْمَاعِيل بْن الْحَسَن الصَّرْصَريّ، وعن: علي بْن مُحَمَّد التهاميّ [2] من شعره.
وعنه: الحُمَيْدي، وأبو عليّ بْن البَرَدانيّ.
قال ابن النّجّار: يُقَالُ إنّه ألْحَقَ بخطّه اسمَه فِي أجزاء لم يسمعها، وكان مذموم السيّرة، يسكن بدرب القيّار.
وُلِد سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة، ومات فِي آخر جُمَادَى الآخرة غريقًا فِيمَنْ غرق.
165- أَحْمَد بْنُ مُحَمَّد بْنُ أَحْمَد بْنُ مُحَمَّد بْنُ أَحْمَد بْنُ مُحَمَّد بْنُ محمود بْن أَعْيَن [3] .
أبو الْحُسَيْن بْن أَبِي جَعْفَر السّمنانيّ [4] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إبراهيم) في: المغني في الضعفاء 1/ 33 رقم 236، وميزان الاعتدال 1/ 79 رقم 275، ولسان الميزان 1/ 130 رقم 400.
[2] هو أبو الحسن صاحب الديوان. توفي سنة 416 هـ.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد السمناني) في: تاريخ بغداد 4/ 382 رقم 2260، والمنتظم 8/ 287 رقم 338 (16/ 157، 158 رقم 3433) ، وتاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) 349 (سويّم) 16، والكامل في التاريخ 10/ 93، وسير أعلام النبلاء 18/ 304، 305 رقم 144، والبداية والنهاية 12/ 109، والجواهر المضيّة 1/ 254- 256 رقم 184، وتاريخ الخميس 2/ 400، والطبقات السنية، رقم 300.
[4] السّمناني: ضبطها ابن السمعاني بكسر السين المهملة، وفتح الميم، وقال: بلدة من بلاد(31/192)
وليَ أَبُوهُ قضاء حلب فِي سنة سبْعٍ وأربعمائة. وكان مع أَبِيه، فتفقّه على أَبِيهِ فِي مذهب أَبِي حنيفة [1] . وتنقلت به الأحوال إِلَى أن تزوَّج قاضي القضاة أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن علي الدّامغانيّ بابنته، واستنابه فِي القضاء.
وكان حسن الخلق والخلق، متواضعا في ذوي الهيئات والأقدار [2] .
وُلد بسِمْنان فِي سنة أربع وثمانين وثلاثمائة. وكان ثقة صدوقًا.
سمع: ابن أَبِي مُسْلم الفَرَضي، وإسماعيل الصَّرْصَريّ، وأحمد بْن مُحَمَّد بْن الصلت المُجْبِر، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أبو مَنْصُور القزّاز، ويحيى بْن الطراح، وأبو البدر الكرْخيّ.
قال الخطيب [3] : كتبتُ عَنْه، وكان صدوقًا.
قلتُ: تُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى ببغداد، وشيَّعه أرباب الدّولة. ودُفن فِي داره، ثُمَّ نقل منها إِلَى تربةٍ بشارع المنصور، ثُمَّ نُقِل منها إِلَى تُربة بالخَيْزُرانيّة [4] . وكان يدري الكلام [5] .
166- إِبْرَاهِيم بن أحمد [6] بن تفاحة [7] الأزجيّ [8] .
__________
[ (-) ] قومس بين الدامغان وجوار الري، يقال لها: سمنان، وذكر والد صاحب هذه الترجمة.
(الأنساب 7/ 148 و 149) .
أما ياقوت، وابن الأثير فقالا بسكون الميم. ونسب ياقوت أباه إلى سمنان التي بالعراق.
[1] قال ابن الأثير: «وكان هو وأبوه من المغالين في مذهب الأشعري، ولأبيه فيه تصانيف كثيرة، وهذا مما يستطرف أن يكون حنفيّ أشعريّا» . (الكامل 10/ 93) (المنتظم) .
[2] الجواهر المضيّة 1/ 255.
[3] في تاريخه 4/ 382 وعبارته: «كتبت عنه شيئا يسيرا، وكان صدوقا» .
[4] قال ابن الجوزي: «ودفن بداره بنهر القلّائين، وجلس قاضي القضاة للعزاء به، ثم نقل إلى الخيزرانية» . (المنتظم) ، وقال غيره: «ودفن في داره شهرا ... » . (الجواهر المضية 1/ 256) .
[5] في سير أعلام النبلاء 18/ 305: «وكان يدري العقليات» .
وقال ابن خيرون: كان ثقة، جيّد الأصول.
وسأل السلفي أبا غالب شجاع بن فارس الذهلي عنه فقال: سمعت منه كتاب «شفاء الصدور» للنقاش بتمامه، بقراءتي عليه، وشيئا من حديثه وفوائده. (الجواهر المضيّة 1/ 256) .
[6] انظر عن (إبراهيم بن أحمد) في: لسان الميزان 1/ 27، 28 رقم 38.
[7] في اللسان: «ساجد» !.
[8] الأزجي: بفتح الألف والزاي، وفي آخرها الجيم. هذه النسبة إلى باب الأزج، وهي محلّة(31/193)
سمع: إِسْمَاعِيل بْن الْحَسَن الصَّرْصَري [1] ، والحفار.
وعنه: عبد الله السّمرقنديّ.
كان عشّارا صاحب كبائر لا يحضر جمعة.
مات فِي شوال. أرّخه شجاع.
167- إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد [2] .
أبو إِسْحَاق [3] العَلويّ [4] الكوفيّ.
شريف فاضل، نحْويّ عارف باللّغة. شَرَحَ «اللُّمَع» [5] لابن جنّي.
ومات وله ثلاثٌ وستّون [6] .
وقد سكن مصر مدّة، ونفق [7] على أهلها. وله شعر جزل [8] .
__________
[ (-) ] كبيرة ببغداد، (الأنساب 1/ 197) .
[1] تحرّفت في اللسان إلى: «الضرصري» بالضاد المعجمة في أولها.
[2] انظر عن (إبراهيم بن محمد العلويّ) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 37/ 387، 388، والمنتظم 8/ 288 رقم 339 (16/ 158 رقم 3434) ، ومعجم الأدباء 2/ 10- 14 رقم 3 و 15/ 260، 261 (في ترجمة ابنه عمر، رقم 38) ، وإنباه الرواة 1/ 185، 186 رقم 113، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 4/ 158، 159 رقم 155، وتلخيص ابن مكتوم 33، وبغية الوعاة 1/ 430، 431 رقم 870، والوافي بالوفيات 6/ 119، 120 رقم 2552، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 296، 297، ومعجم المؤلفين 1/ 105.
[3] هكذا هنا. وفي مصادر ترجمته: «أبو علي» . انظر: تاريخ دمشق، ومختصره، وتهذيبه، والمنتظم، ومعجم الأدباء، وبغية الوعاة: والوافي بالوفيات.
[4] تحرّفت «العلويّ» إلى «العدوي» في (تهذيب تاريخ دمشق 2/ 296) ويشتهر ب «الزيدي» .
[5] وقد قيل إنه لابنه «عمر» .
[6] في (معجم الأدباء 2/ 10) نقلا عن ابن السمعاني: مات عن ست وستين سنة، وفي إنباه الرواة: مات وله ثلاث وعشرون سنة! (1/ 186) .
[7] هكذا في (معجم الأدباء 2/ 10) ، وفي (إنباه الرواة 1/ 185) : «فاق» .
[8] قال ياقوت: له معرفة حسنة بالنحو واللغة والأدب، وحظّ من الشعر جيد، ندر مثله ... وكان قد سافر إلى الشام ومصر، وأقام بها مدّة، ونفق على الخلفاء بمصر، ثم رجع إلى وطنه الكوفة، إلى أن مات بها.
وجدت بخط أبي سعد السمعاني: سمعت أبا البركات عمر بن إبراهيم، وسمعت والدي يقول:
كنت بمصر، وضاق صدري بها، فقلت:
فإن تسأليني كيف أنت فإنّني ... تنكّرت دهري والمعاهد والصّبرا
وأصبحت في مصر كما لا يسرّني ... بعيدا من الأوطان منتزحا عزبا(31/194)
رَوَى عَنْهُ: أبو البركات عُمَر بْن إِبْرَاهِيم العلويّ [1] .
__________
[ () ]
وإنّي فيها كإمرئ القيس مرّة ... وصاحبه لما بكي ورأى الدّربا
فإن أنج من بابي زويلا فتوبة ... إلى الله أن لا مسّ خفّي لها تربا
قال: وقال الشريف: مرض أبي إمّا بدمشق أو بحلب، فرأيته يبكي ويجزع، فقلت له: يا سيّدي، ما هذا الجزع؟ فإنّ الموت لا بدّ منه، قال: أعرف ولكنّي أشتهي أن أموت بالكوفة، وأدفن بها، حتى إذا أنشرت يوم القيامة أخرج رأسي من التراب فأرى بني عمّي، ووجوها أعرفها.
قال الشريف: وبلغ ما أراد.
قال: وأنشدني أبو البركات لوالده:
أرخ لها زمامها والأنسعا ... ورم بها من أعلا ما شسعا
وأجل لها مغتربا عن العدا ... توطئك من أرض العدا متّسعا
يا رائد الظّعن بأكناف العدا ... بلّغ سلامي إن وصلت لعلعا
وحيّ خدرا بأثيلات الغضا ... عهدت فيه قمرا مبرقعا
كان وقوعي في يديه ولعا ... وأوّل العشق يكون ولعا
ماذا عليها لو رثت لساهر ... لولا انتظار طيفها ما هجعا
تمنّعت من وصله فكلّما ... زاد غراما زادها تمنّعا
أنا ابن سادات قريش وابن من ... لم يبق في قوس الفخار منزعا
وابن عليّ والحسين وهما ... أبرّ من حجّ ولبّى وسعى
نحن بنو زيد وما زاحمنا ... في المجد إلّا من غدا مدفّعا
الأكثرين في المساعي عددا ... والأطولين في الضراب أذرعا
من كلّ بسّام المحيّا لم يكن ... عند المعالي والعوالي ورعا
طابت أصول مجدنا في هاشم ... فطال فيها عودنا وفرعا
قال: وأنشدني لأبيه:
لمّا أرقت بجلّق ... وأقضّ فيها مضجعي
نادمت بدر سمائها ... بنواظر لم تهجع
وسألته بتوجّع ... وتخضّع وتفجّع
صف للأحبّة ما ترى ... من فعل بينهم معي
واقر السلام على الحبيب ... ومن بتلك الأربع
(معجم الأدباء 2/ 10- 14) .
وقال ابن عساكر: قدم دمشق هو وأولاده عمر، وعمّار، ومعدّ، وعدنان، وسكن بها مدّة، وما أظنّه حدّث فيها بشيء، ثم رجع إلى الكوفة وحدّث بها عن الشريف زيد بن جعفر العلويّ الكوفي.
وذكر الأبيات السابقة. (تاريخ دمشق، المختصر، التهذيب) وفي (إنباه الرواة 1/ 186) الأبيات الأربعة الأولى، ومثله في (الوافي بالوفيات 6/ 119، 120) و (بغية الوعاة 1/ 430، 431) .
[1] هو ابن صاحب الترجمة. ولد سنة 442 وتوفي سنة 538 هـ. انظر ترجمته ومصادرها في(31/195)
وتُوُفّي فِي شوال، ودُفِن بالكوفة بمسجد السّهلة رحمه اللَّه.
- حرف الجيم-
168- جُماهر بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن جُماهر [1] .
أبو بَكْر الحجريُّ الطُّلَيْطِليّ المالكيّ الفقيه.
روى عَنْ: أَبِي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن دُنّين، وأبي مُحَمَّد بْن عَبَّاس الخطيب، ومحمد الفخار، وخلف بن أحمد، والقاضي أبي عبد الله بن الحذاء.
وحج سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة، فأخذ عن كريمة، وسمع من القُضاعيّ «شهابه» ، ومن أَبِي زكريّا الْبُخَارِيّ.
ولقي بالإسكندرية أَبَا علي حسن بْن مُعَافَى، وكان حافظًا للفقه، ذكيًّا، سريع الجواب، متواضعًا. له مجلس للنّظَر والوعظ. وكانت العامّة تحبّه وتعظّمه. وكان سُنّيا فاضلًا، قصير القامة جدًّا.
عاش ثمانين سنة. وازدحم الناسُ والخلْق على نعشه، ونادى منادٍ بين يديه: لا ينال الشَّفاعَة إلّا من أحبَّ السُّنَّة والجماعة.
- حرف الحاء-
169- الْحَسَن بْن سعيد بن محمد العطّار [2] .
__________
[ (-) ] كتابنا: موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي- القسم الثاني- ج 3/ 91، 92 رقم 793.
وجاء في (معجم الأدباء في ترجمته 15/ 260، 261) :
قال تاج الإسلام: سمعت عمر بن إبراهيم بن محمد الزيدي يقول: لما خرجنا من طرابلس الشام متوجّهين إلى العراق خرج لوداعنا الشريف أبو البركات بن عبد الله العلويّ الحسني، وودّع صديقا لنا يركب البحر إلى الإسكندرية، فرأيت خالك يتفكّر، فقلت له: أقبل على صديقك. فقال لي: قد عملت أبياتا أسمعها، فأنشدني في الحال ...
يقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» :
يتبيّن من هذه الرواية أن صاحب الترجمة دخل طرابلس مع ابنه عمر وأبنائه الآخرين، وذلك بعد عودته من مصر.
[1] انظر عن (جماهر) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 132، 133 رقم 302، وسير أعلام النبلاء 18/ 245، وذكره دون ترجمة.
[2] انظر عن (الحسن بن سعيد) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 9/ 443، وذيل تاريخ(31/196)
أبو عليّ الدّمشقيّ الشّاهد. مقدَّم الشّهود بدمشق.
وكان مذمومًا.
سمع: الحسين بْن أَبِي كامل الأطْرابُلُسي، وغيره.
رَوَى عَنْهُ: الفقيه نصْر المقدسيّ، وابن الأكفانيّ.
ولِيّ شيئًا من الأمور فظلم وعَسَف.
170- الْحَسَن بْن عليّ بْن أَبِي خلاد المقرئ [1] .
أبو الغنائم الْبَغْدَادِيّ البزّاز.
قرأ القرآن على أَبِي الْحَسَن الحمامي.
وروى عن: أبي عليّ بن شاذان.
أرّخه بن النّجّار فِي رَجَبها.
171- الْحَسَن بْن عُمَر بْن الْحسن بْن يُونُس [2] .
أبو عليّ الأصبهاني الحافظ. ثقة مكثر، رحّال.
سمع: عُثْمَان بْن أَحْمَد البُرْجيّ، وابن مردوَيْه، وأبا عُمَر الهاشميّ، وأبا الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الصلت، وأبا عُمَر بْن مهديّ، والحفار.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الدّقّاق، ومحمود بْن أَحْمَد بْن ماشاذة، وأبو سَعْد أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن ثابت الخُجَنْدِيّ [3] .
تُوُفّي فِي ذي القعدة.
وآخر مَن روى عَنْهُ إِسْمَاعِيل بْن عليّ الحماميّ.
__________
[ (-) ] دمشق لابن القلانسي 106، وفيه: «حسين» ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 6/ 337، رقم 214، وملخص تاريخ الإسلام لابن الملّا (مخطوط) 7/ 74 أ، وتهذيب تاريخ دمشق (446 هـ) 4/ 178، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 103، 104 رقم 418.
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (الحسن بن عمر) في: المنتخب من السياق 186 رقم 517، وسير أعلام النبلاء 18/ 337 رقم 158، والوافي بالوفيات 12/ 194.
[3] الخجنديّ: بضم الخاء وفتح الجيم، نسبة إلى خجند، بلدة كبيرة كثيرة الخير على طريق سيحون من بلاد المشرق.(31/197)
172- الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن مظفّر بْن أَبِي خريصة الهَمَدانيّ الدّمشقي [1] .
الفقيه المالكيّ الشّاهد.
سمع: أَبَا مُحَمَّد بْن أَبِي نصر، وأبا نصر عَبْد الوهاب بْن الجبّان، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد القادر بْن عَبْد الكريم، وهبة اللَّه الأكفانيّ وقال: كان أشعريًّا [2] .
173- الْحُسَيْن بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن عُمَيْر [3] .
أبو علي، أخو أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد العُمَيْريّ الهَرَويّ.
سمع: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي شُرَيْح، ورافع بْن عُصم، وأبا عليّ الخالدي، وجماعة.
- حرف الزاي-
174- زكريا بْن غالب [4] .
أبو يحيى الفِهْريّ الأندلسي القاضي.
روى عن: أَبِي مُحَمَّد بْن دُنّين، وخَلَف بْن عَبْد الغفور، وأبي عَبْد اللَّه بْن الفخّار.
ورحل فسمع من أَبِي ذَرّ الهَرَويّ.
قال ابن بَشْكُوال: أنبأ عَنْهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه المعدّل، وأثنى عَلَيْهِ [5] .
- حرف الشين-
175- شجاع بن عليّ المصقلي [6] .
__________
[1] انظر عن (الحسين بن أحمد) في: تبيين كذب المفتري 276، ومختصر ريح دمشق لابن منظور 7/ 92 رقم 84، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 289.
[2] وقال ابن عساكر: وكان قد كتب الكثير، وحدّث باليسير، وكان فقيها على مذهب مالك ويذهب مذهب الأشعري.
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] انظر عن (زكريا بن غالب) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 191، 192 رقم 438.
[5] قال: وكان رجلا ديّنا مواظبا على الصلوات في الجامع، وقدم طليطلة واستوطنها.
[6] ستأتي ترجمته برقم (211) .(31/198)
مات فيها.
وقيل: سنة سبْع.
- حرف العين-
176- عَائِشَة بِنْت الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيم [1] .
أمّ الفتح الوَرْكانيّة [2] ، الأصبهانية الواعظة ووَرْكان محلّة بإصبهان.
سَمعتُ: محمد بن أحمد بن جشنس [3] صاحب ابن صاعد، وعبد الواحد بْن مُحَمَّد بْن شاه، ومحمد بْن إِسْحَاق بْنُ منده الْحَافِظُ، وجماعة.
رَوَى عَنْهَا: أَبُو عَبْد الله الخلال، وسعيد بْنُ أَبِي الرجاء، وإسماعيل بْنُ مُحَمَّد بْنُ الفضل الحافظ.
إن لم تكن تُوُفّيت فِي هَذِهِ السّنة، وإلّا توفيت بعدها بيسير.
قال أبو سَعْد السَّمعاني: [4] سألتُ عَنْهَا إِسْمَاعِيل الحافظ فقال: امرأة صالحة عالمة تَعِظ النساء، وكتبت بخطّها أمالي ابن مَنْدَهْ عَنْهُ. وهي أوّل من سمعت منها الحديث. نفّدني أَبِي للسّماع منها.
قال: وكانت زاهدة [5] .
قلت: آخر من روى عَنْهَا إِسْمَاعِيل الحماميّ.
ومن الرُّواة عنها: محمد بن حمد الكبريتيّ [6] .
__________
[1] انظر عن (عائشة بنت الحسن) في: الأنساب 12/ 250، ومعجم البلدان 5/ 373، واللباب 3/ 371، والعبر 3/ 247، وسير أعلام النبلاء 18/ 302، 303 رقم 142، وشذرات الذهب 3/ 308، وتاج العروس (مادّة: ورك) 7/ 191.
[2] الوركانية: بفتح الواو وسكون الراء، وفي آخرها النون.
[3] في الأصل: «جشنش» ، والتصحيح من: سير أعلام النبلاء.
[4] قول السمعاني ليس في (الأنساب) ولعلّه في (الذيل) .
[5] وقال في (الأنساب) : «روت لنا عنها أمّ الرضا ضوء بنت حمد بن علي الحبّال، وغيرها من الرجال والنساء» .
[6] اختلف في تاريخ وفاتها. ففي (الأنساب) ، توفيت سنة ستين وأربعمائة، ومثله في (معجم البلدان 5/ 373) وفي (اللباب 3/ 361) توفيت سنة 463 هـ.
وفي العبر، والسير، وهنا: توفيت سنة 466 هـ. ومثلها في (شذرات الذهب) .(31/199)
177- عبد الله بن محمد بن سعيد بن سِنان [1] .
أبو مُحَمَّد الحلبيّ الخَفَاجي، الشاعر المشهور، صاحب «الدّيوان» .
أَخَذَ الأدب عن: أَبِي العلاء بْن سُلَيْمَان، وأبي نصر المنادي [2] .
وتُوُفّي بقلعة عَزَاز [3] .
178- عَبْد اللَّه بْن محمود [4] .
أبو عليّ البَرْزيّ الفقيه الشافعي.
من علماء دمشق. كان يحفظ «المُزَنيّ» .
سمع: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نَصْر.
رَوَى عَنْهُ: ابن الأكفاني.
179- عَبْد اللَّه بْن مُفَوّز [5] .
الْإِمَام أبو مُحَمَّد المَعَافِريّ، زاهد الأندلس.
أخو طاهر [6] بْن مفوّز الحافظ، وحيْدرة بْن مفوّز المعبّر.
كان عجْبًا فِي الزُّهد والتّقّلل والخير، مع البراعة فِي الفقه وجودة العربيّة.
__________
[ (-) ] وفي (تاج العروس 7/ 191) : توفيت سنة 495 هـ.!
[1] انظر عن (عَبْد الله بن مُحَمَّد بن سَعِيد) فِي: دمية القصر (طبعة بغداد) 1/ 142 رقم 41 (وتحقيق التونجي) 1/ 169، والأنساب 5/ 155، وتاريخ دمشق (عبد الله بن قيس- عبد الله بن مسعدة) 90- 95، والوافي بالوفيات 17/ 503- 508 رقم 434، وفوات الوفيات 2/ 220- 224، والنجوم الزاهرة 5/ 96، وأعيان الشيعة 8/ 71- 83.
[2] في تاريخ دمشق 38/ 90 «المناري» (بالراء) .
وقال ابن عساكر: سمع بدمشق: أبا بكر الخطيب سنة ثمان وخمسين وأربعمائة. وذكر له سماعا بالمعرّة، وميّافارقين، وحلب. وأورد له شعرا قاله في الأمير أبي سلامة محمود بن نصر ابن صالح بن مرداس.
[3] عزاز: بفتح أوله وتكرير الزاي. وربّما قيلت بالألف في أولها (أعزاز) . بليدة فيها قلعة ولها رستاق شمالي حلب. (معجم البلدان 4/ 118) وحمل الخفاجي من عزاز إلى حلب، وصلى عليه الأمير محمود بن صالح.
[4] تقدّم برقم (44) والصحيح وفاته في هذه السنة.
[5] انظر عن (عبد الله بن مفوّز) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 284 رقم 624 وفيه: «عبد الله بن مفوّز بن أحمد بن مفوز» .
[6] انظر عن (طاهر) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 240، 241 رقم 456 وهو توفي سنة 484 هـ-.(31/200)
تُوُفّي فِي شاطبة. وكانت جنازته مشهورة [1] .
وأمّا جدُّهم:
- مفوّز بْن عَبْد اللَّه بْن مفوّز بْن غَفُول.
فهو أبو عَبْد اللَّه الزّاهد. ويُسمى أيضًا محمدًا [2] .
سمع من وهْب بْن مَسَرّة بقُرْطُبة. وكتبَ بالقيروان عن أَبِي العبّاس بْن أَبِي العرب التميميّ.
قال طاهر بْن مُفَوَّز الْحَافِظُ: كان منقطع القرين فِي الزُّهد والعبادة، متقلّلًا من الدنيا، وعُرِف بإجابة الدعوة. سمع الناس منه كثيرًا. تُوُفّي سنة عشْرٍ وأربعمائة، أو أوّل سنة إحدى عشرة، وقد قارب المائة. وكانت جنازته مشهودة.
180- عَبْد الحقّ بْن مُحَمَّد بْن هارون [3] .
أبو مُحَمَّد السَّهْميّ الصَّقَلّي [4] ، الفقيه المالكي.
أحد علماء المغرب.
تفقَّه علي: أَبِي بَكْر بْن عَبْد الرَّحْمَن، وأبي عِمْرَانَ الفارسيّ، وعبد الله الأجدابيّ [5] .
__________
[1] قال ابن بشكوال: «روى عن أبي عمر بن عبد البر كثيرا. ثم زهد فيه لصحبته السلطان، وعن أبي بكر ابن صاحب الأحباس، وأبي تمّام القطيني، وأبي العباس العذري، وغيرهم.
وكان من أهل العلم والفهم والصلاح والورع والزهد، مشهورا بذلك كله. وتوفي سنة خمس وسبعين وأربعمائة، ذكره ابن مدبر» .
«أقول» : إن صحّت وفاته في سنة 475 هـ-. فينبغي أن تحوّل هذه الترجمة إلى الطبقة التالية.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الله بن مفوّز) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 503 رقم 1096.
[3] انظر عن (عبد الحق بن محمد) في: ترتيب المدارك 4/ 474- 776، وتذكرة الحفاظ 3/ 1660، وسير أعلام النبلاء 18/ 301، 302 رقم 141، والديباج المذهب 2/ 56، وكشف الظنون 1/ 515، وشجرة النور الزكية 1/ 116 رقم 324، وفهرس دار الكتب المصرية 1/ 206، ومعجم المؤلفين 5/ 94.
[4] الصّقلّيّ: بثلاث كسرات وتشديد اللام والياء أيضا مشدّدة، وبعض يقول بالسين، وأكثر أهل صقلّيّة يفتحون الصاد واللام. (معجم البلدان 3/ 416) .
[5] الأجدابي: بالفتح، ثم السكون، ودال مهملة، وبعد الألف باء موحّدة، وياء خفيفة وهاء، نسبة إلى أجدابية، بلد بين برقة وطرابلس الغرب. (معجم البلدان 1/ 100) .
وفي (ترتيب المدارك 4/ 774) : «الأجذابي» (بالذال المعجمة) وهو تحريف.(31/201)
وحجّ فَلَقِي الْقَاضِيَ عَبْدَ الْوَهَّابِ [1] صَاحِبَ «التَّلْقِينِ» ، وأبا ذَرّ الهَرَويّ.
وجالس بمكّة بعد ذلك إمام الحرمين أَبَا المعالي، فباحثه وسأله عن أشياء ألّفها، وهي مصنَّف معروف.
وكان مليح التصنيف. له كتاب «النُّكَت والفروق لمسائل المدوَّنة» ، وصنَّف أيضًا كتابًا كبيرًا سمّاه «تهذيب الطّالب» [2] ، وله استدراك على «مختصر البَرَاذِعيّ» [3] . وصنف «عقيدةً» .
توُفّي بالإسكندرية [4] .
181- عَبْد الْعَزِيز بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن علي بْن سليمان [5] .
__________
[1] هو القاضي أبو محمد عبد الوهاب بن علي البغدادي المالكي الفقيه. توفي سنة 422 هـ-.
[2] وقع في (كشف الظنون 1/ 515) : «المطالب» بإضافة ميم. وهو غلط.
[3] في الأصل، وترتيب المدارك 4/ 775 «البرادعي» بالدال المهملة، والمثبت عن (سير أعلام النبلاء 18/ 302) و «البراذعي» هو: أبو سعيد خلف بن أبي القاسم القيرواني المغربي المالكي. توفي بعد سنة 430 هـ-.
[4] قال القاضي عياض: كان عبد الحق يعترف بفضل أبي المعالي إمام الحرمين، ويقول: لولا كبر سنّي ما فارقت عتبة منزله. وكان الآخر يجلّه ويعترف بفضله.. وذكره ابن عمّار المتكلم فقال: إمام مشهور بكل علم متقدّم، مدرّس للأصول والفروع. وذكره ابن سعدون فقال: كان من الصالحين المتّقين، فيه قدر أهل العلم وسكينتهم، وإذعانهم للحق. كثير الإنصاف.
وأنشد له ابن القطان من شعره:
أرى فتن الدنيا تزيد وأهلها ... يخوضون بالأهواء في غمرة الجهل
فما أن ترى من مخلص ذي عقيدة ... وما أن ترى من صادق القول والفعل
فيا سوء حالي حين أصبح فارغا ... ولم أدّخر زادا وما زلت في شغل
وله أبيات يرثي فيها ابنه. (ترتيب المدارك 4/ 775، 776) .
[5] انظر عن (عبد العزيز بن أحمد) في: مقدّمة الروض البسّام 1/ 49 رقم 7، والإكمال 7/ 187، والأنساب 10/ 353، والتحبير لابن السمعاني 1/ 278، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) ج 10/ 174 أ- 175 أ، و (مخطوطة التيمورية) 24/ 163- 166 و 36/ 390، والمنتظم 8/ 288 رقم 340 (16/ 158، 159 رقم 3435) ، ومعجم البلدان 5/ 109، والكامل في التاريخ 10/ 93، واللباب 3/ 83، 84، والتقييد لابن نقطة 363 رقم 462، والمعين في طبقات المحدّثين 134 رقم 1478، وسير أعلام النبلاء 18/ 248- 250 رقم 122، والإعلام بوفيات الأعلام 192، وتذكرة الحفاظ 3/ 1170، 1171، والعبر 3/ 261، ودول الإسلام 1/ 275، ومرآة الجنان 3/ 94، والبداية والنهاية 12/ 109، وتاريخ الخميس 2/ 400، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد للدمياطي 18/ 163، وتبصير المنتبه 3/ 1206، والنجوم الزاهرة 5/ 96، وطبقات الحفاظ 438، وكشف الظنون 3019، وشذرات الذهب(31/202)
المحدِّث أبو مُحَمَّد التميمي الكتاني [1] الصُّوفيّ.
مفيد الدَّماشقة.
سمع الكثير، ونسخ ما لا ينحصر. وله رحلة ومعرفة جيّدة.
سمع: صَدَقَة بْن مُحَمَّد بْن الدَّلم، وتمام بْن مُحَمَّد الرازي [2] ، وأبا نصر بن هارون، وعبد الوهاب المري، وابن أبي نصر، وخلقا كثيرا بدمشق حتّى سمع من أقرانه.
ورحل فسمع ببَلَدَ [3] من: أَحْمَد بْن خليفة بْن الصّبّاح، وأخيه مُحَمَّد جزءًا من حديثه عليّ بْن حرب.
وسمع ببغداد من: أَبِي الْحَسَن الحمامي، وعليّ بْن داود الرّزّاز، والحرفيّ، ومحمد بْن الرُّوزْبَهَان.
وسمع بالموصل، ونصيبين [4] ومَنْبج [5] ، وأماكن.
رَوَى عَنْهُ: أبو بَكْر الخطيب، والحُمَيْديّ، وعمر الرؤاسي، وأبو القاسم النسيب، وأبو محمد بْن الأكفاني، وعبد الكريم بْن حَمْزَة، وإسماعيل بن أحمد
__________
[ (- 3] / 325، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 99، والأعلام 4/ 13، ومعجم المؤلفين 5/ 242، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 139، 140 رقم 813، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 113 رقم 989.
[1] الكتّاني: بفتح أوله، وتشديد التاء المفتوحة. وفي (البداية والنهاية 12/ 109) تحرّفت إلى «الكناني» بالنون.
[2] انظر مقدّمة: الروض البسّام بترتيب فوائد تمّام 1/ 49 رقم 7.
[3] بلد: بالتحريك. قال ياقوت: وربما قيل لها بلط، بالطاء. قال حمزة: بلد اسمها بالفارسية شهراباذ، وهي شهراباذ، وهي مدينة قديمة على دجلة فوق الموصل، بينهما سبعة فراسخ، وبينها وبين نصيبين ثلاثة وعشرون فرسخا، قالوا: إنما سمّيت بلط لأن الحوت ابتلعت يونس النبي عليه السلام في نينوى مقابل الموصل وبلطته هناك. (معجم البلدان 1/ 481) .
[4] نصيبين: بالفتح ثم الكسر ثم ياء علامة الجمع الصحيح، مدينة عامرة من بلاد الجزيرة على جادّة القوافل من الموصل إلى الشام. (معجم البلدان 5/ 288) وهي قريبة من القامشلي في القطر السوري.
[5] منبج: بالفتح، ثم السكون، وباء موحّدة مكسورة، وجيم، بلد قديم، بينها وبين حلب عشرة فراسخ. (معجم البلدان 5/ 205، 206) وهي تابعة لمحافظة حلب حاليا.(31/203)
السَّمَرْقَنْدي، وأحمد بْن عقيل الفارسي، وأبو الفضل يحيى بْن علي القُرَشي، وطائفة سواهم.
وُلِد سنة تسع وثمانين وثلاثمائة. وبدأ بالسّماع في سنة سبع وأربعمائة [1] .
قال ابن ماكولا [2] : كتبَ عنّي وكتبتُ عَنْه، وهو [3] مُكْثِر متقِن.
وقال النسيب، بل الخطيب: هُوَ ثقة أمين [4] .
ووصفه ابن الأكفاني بالصِّدْق والاستقامة، وسلامة المذهب ودوام الدّرس للقرآن. وذكر لي أن شيخه أَبَا القاسم عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد الأزهريّ سمع منه ببغداد، وكان قد رحل إليها فِي سنة سبْع عشرة وأربعمائة [5] .
وتُوُفيّ فِي العشرين من جُمَادَى الآخرة.
وقال القاضي أبو بَكْر بْن العربيّ: قال لنا أبو مُحَمَّد بْن الأكفاني: دخلنا على الشَّيْخ أَبِي مُحَمَّد عَبْد الْعَزِيز الكتانيّ فِي مرض موته، فقال: أَنَا أُشْهدُكم أَني قد أجزتُ لكل مَنْ هُوَ مولودٌ الآن فِي الْإِسْلَام يشهد أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رسول اللَّه [6] .
قلت: روى عَنْهُ بهذه الإجازة غير واحدٍ، منهم: محفوظ بْن صَصْرى التّغلبيّ [7] .
__________
[1] تاريخ دمشق 24/ 164.
[2] في الإكمال 7/ 187.
[3] قوله: «وهو» ليس في (الإكمال) .
[4] قاله في «فوائد النسب» ، كما في (تذكرة الحفاظ 3/ 1171) .
[5] تاريخ دمشق 24/ 165.
[6] تاريخ دمشق 24/ 165.
[7] وقال ابن عساكر: سمع الكثير، وكتب الكثير، ورحل في طلب الحديث «وكان ثقة أمينا، كتب عنه شيوخه وسمعوا منه.
وقال: وكان مديما للتلاوة، مكبّا على طلب الحديث، وقد اشتاق أبوه إليه، وسافر خلفه إلى بغداد، فوجده قد طبخ رزّا بلحم، فقرّبه إليه، فقال: يا بنيّ، قد عرفت عادتي- وكان قد هجر أكل الرزّ خشية أن يبتلع فيه عظما فيقتله- فقال: كل، لا يكون إلّا الخير، فأكل، فابتلع(31/204)
182- عَبْد الغافر بْن الْحُسَيْن بْن خَلَف بْن جبريل [1] .
أبو الفُتُوح الألمعي الكاشْغَرِيّ [2] .
سمع: أَحْمَد بْن أَبِي بَكْر الخطّابي، وعمّه عُثْمَان الكاشغَري، وأبا بَكْر الطُّرَيْثيثيّ، ومحمد بْن عَبْد الملك الدَّنْدانْقَاني [3] ، وأبا جعفر بْن المسِلمة، وجماعة كثيرة من أمثالهم بالعراق، وخُراسان.
رَوَى عَنْهُ: هبة اللَّه بْن الفَرَج الهَمَذَاني، ومحمد بْن أَبِي القاسم الغولْقاني [4] المَرْوَزيّ.
وكان فَهْمًا ذكيًّا، عارفًا بالحديث واللغة، حافظًا.
مات فِي أيّام طلبه رحمه الله، وعاش أبوه بعده مدّة [5] .
__________
[ (-) ] عظما، فمات. (تاريخ دمشق 24/ 165، 166) .
ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» :
نزل عبد العزيز الكتاني مدينة جونية على ساحل الشام بين بيروت وجبيل في سنة 441 فسمع بها إماما وخطيب جامعها أبا الحَسَن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَمْرو البغدادي، ونزل طرابلس الشام فسمع بها: أبا صالح أحمد بن منير بن عبد الرزاق الأطرابلسي، وعبد الصمد بن محمد بن عبد الصمد بن محمد بن لاوي الزرافي الأطرابلسي، وقرأ على ابن أبي كامل الأطرابلسي، وروى عن أبي إسحاق إبراهيم بن هبة الله القرشي الطرابلسي. وأجاز لأهل دمشق جزءا من حديث خيثمة الأطرابلسي.
من مؤلّفاته «الوفيات» على السنين. (موسوعة علماء المسلمين 3/ 139 و 140) .
وقال المؤلّف الذهبي- رحمه الله- في (سير أعلام النبلاء 18/ 249) : «ومعرفته متوسّطة» .
وقال في (تذكرة الحفاظ 3/ 1170) : «ويحتمل أن يوصف بالحفظ في وقته، ولو كان موجودا في زماننا لعدّ من الحفاظ» .
[1] انظر عن (عبد الغافر بن الحسين) في: الأنساب 10/ 325 و (9/ 192) في ترجمة «محمد بن أبي القاسم الغولقاني» .
[2] الكاشغريّ: بفتح الكاف وسكون الشين المعجمة وفتح الغين، وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى بلدة من بلاد المشرق يقال لها: كاشغر.
[3] الدّندانقانيّ: بفتح الدالين المهملتين بينهما النون ونون أخرى بعد الألف وبعدها القاف وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى الدندانقان. وهي بليدة على عشرة فراسخ من مرو في الرمل.
(الأنساب 5/ 344) .
[4] الغولقاني: بضم الغين المعجمة والواو واللام الساكنتين وفتح القاف وفي آخرها النون بعد الألف. هذه النسبة إلى قرية من قرى مرو يقال لها غولقان بنواحي كمسان، بينها وبين مرو خمسة فراسخ بأعلى البلد. منها محمد بن أبي القاسم المذكور. (الأنساب 9/ 192) .
[5] توفي أبوه بعد سنة 484 هـ-. ولم يكن كذلك، والابن كان خيرا من الأب بكثير.(31/205)
183- عَبْد الكريم بْن عُثْمَان بْن مُحَمَّد بْن يوسف بْن دُوَسْت العلّاف [1] .
أبو مُحَمَّد بْن الشَّيْخ أَبِي عَمْرو العِجْليُّ الْبَغْدَادِيّ المالكي، ويعرف أيضًا بابن الشَّوْكيّ [2] . من ساكني باب الشّام.
كان زاهدًا عابدًا منقطعًا مُعَمَّرًا. ذا سَمْت وهيبة.
سمع: أَبَا الْحَسَن بْن الصلت الأهوازي، وأحمد بْن عَبْد اللَّه السَّوْسَنْجِرديّ.
سمع منه: مكّيّ الرُّمَيْلي، وغيره.
184- عليّ بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه [3] .
قاضي القضاة أبو الْحَسَن الحَفْصُويي [4] المَرْوَزِيّ الفقيه.
تُوُفّي ببلاد الروم فِي رجب [5] .
185- عليّ بن عليّ بن عمر بْن بكرون [6] .
الفقيه أبو طَالِب النَّهْرواني [7] ، قاضي النّهروان.
__________
[ (-) ] وقال ابن السمعاني في ترجمة عبد الغافر: توفي قبل الأب بعشر سنين. (الأنساب 10/ 325) .
«وأقول» : الصحيح أكثر من عشر سنين.
[1] لم أجد مصدر ترجمته. بل ذكر ابن السمعاني أباه «عثمان بن محمد بن يوسف، في (الأنساب 9/ 98) وقال في: «العلّاف» : بفتح العين المهملة، وتشديد اللام ألف، وفي آخرها الفاء.
هذه النسبة لمن يبيع علف الدواب أو بجمعه من الصحاري ويبيعه.
[2] الشّوكيّ: بفتح الشين المعجمة، وسكون الواو، وفي آخرها الكاف. هذه النسبة إلى «الشوك» وحمله وتحصيله. وببغداد قنطرة يقال لها «قنطرة الشوك» . (الأنساب 7/ 412) وهي معروفة على نهر عيسى في غربي بغداد. (معجم البلدان) .
[3] انظر عن (علي بن الحسين) في: الأنساب 4/ 174 وفيه كنيته «أبو الحسن» .
[4] الحفصوييّ: بفتح الحاء وسكون الفاء وضم الصاد المهملة بعدها الواو وفي آخرها الياء آخر الحروف. هذه النسبة إلى حفصويه وهو اسم أو لقب لبعض أجداد المنتسب إليه.
[5] قال ابن السمعاني: «كان مقدّم أهل المدينة الأئمّة بمرو، وكان يليق به الرئاسة لفضله وجوده وكرمه وبرّه مع أهل الخير والعلم والصلحاء من المسلمين. سمع الحديث الكثير بنفسه، وحدّث بالشيء النزر اليسير» .
[6] لم أقف على مصدر ترجمته.
[7] النّهرواني: بفتح النون، وسكون الهاء، وفتح الراء المهملة والواو، وفي آخرها نون أخرى، هذه النسبة إلى بليدة قديمة على أربعة فراسخ من الدجلة يقال لها النهروان. (الأنساب 127/ 174) وقال ابن الأثير في (اللباب) : بضم الراء.(31/206)
حَكى عن المُعَافَى الْجَرِيري، وبقي إِلَى جُمَادَى الأولى من هَذِهِ السّنة.
رَوَى عَنْهُ: الحُمَيْدي، وأبو البركات بْن السَّقَطيّ.
عاش سبعا وثمانين سنة.
186- عليّ بْن مُوسَى بْن مُحَمَّد [1] .
أبو سعد السُّكَّريّ النَّيْسابوريّ الحافظ الفقيه.
سمع كثيرًا من أصحاب الأصم، وجمع وصنف، وأدركته المَنِية كهْلًا.
وقد خرَّج خمسة أجزاء للكَنْجَرُوذي سمعناها.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد الغافر [2] .
187- زعيم المُلْك [3] .
الوزير الكبير أبو الْحَسَن عليّ بْن الْحُسَيْن بْن عليّ بن عبد الرحيم العراقي.
وزر للملك أَبِي نَصْر خسرو بْن أَبِي كاليجار [4] بْن سلطان الدّولة البُوَيْهيّ بعد هلاك أَخِيهِ كمال المُلْك هبة اللَّه سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة [5] .
ثمّ لمّا غلب البساسيريّ على بغداد دخل زعيم المُلْك على يمينه [6] ، وكان يحترمه ويخاطبه بمولانا. ثمّ إنّه فرَّ إِلَى البَطِيحة [7] ، وبقي إِلَى أَنَ مات سنة ستٍّ وستين، وله سبعون سنة [8] .
__________
[1] انظر عن (علي بن موسى) في: المنتخب من السياق 385 رقم 1299، وقد تقدّم في السنة الماضية برقم (143) .
[2] وقال: ولم يرو الكثير.
[3] انظر عن (زعيم الملك) في: المنتظم 8/ 288 (16/ 159 رقم 3436) ، والكامل في التاريخ 9/ 641 و 10) 92، وسير أعلام النبلاء 18/ 328 رقم 151.
[4] في الأصل: «حسن بن كاليجار» . والتصحيح من ترجمة الملك الرحيم التي مرّت في وفيات سنة 450 هـ-.
[5] الكامل في التاريخ 9/ 575.
[6] الكامل 9/ 641.
[7] البطيحة: بالفتح ثم الكسر، وجمعها البطائح. أرض واسعة بين واسط والبصرة. (معجم البلدان 1/ 450) .
[8] هكذا في الكامل 10/ 92، أما في المنتظم 8/ 288 (16/ 159) : «وقد عبر التسعين» .(31/207)
188- عُمَر بْن عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر [1] .
أبو القاسم البَغَويّ [2] .
قال شيروَيْه الهَمَذَانيّ: قدِم علينا فِي رمضان سنة ستٍّ وستين، فروى عن: مُحَمَّد بْن عَبْد الْعَزِيز النِّيلي [3] ، وعليّ بْن مُحَمَّد الطّرّازي، وأحمد بْن مُحَمَّد بْن الْحَارِث الأصبهاني، وأبي حسّان مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن جَعْفَر، وجماعة.
وسمعتُ ثلاث مجالس من أماليه، وحضرَ مجلسه مشايخ هَمَذان. وكان مِن عمّال الظَّلَمة [4] .
189- عُمَر بْن عليّ بْن أَحْمَد بْن اللّيث [5] .
أبو مُسْلِم اللَّيْثيّ [6] الْبُخَارِيّ الْجِيراخَشتي [7] ، وهي قرية ببخارى.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] البغويّ: بفتح أوله وثانيه. هذه النسبة إلى بلدة من بلاد خراسان بين مرو وهراة يقال لها بغ وبغشور. (الأنساب 2/ 254) .
[3] النيليّ: بكسر النون وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين. هذه النسبة إلى النيل، وهي بليدة على الفرات بين بغداد والكوفة. (الأنساب 12/ 186) منها «محمد بن عبد العزيز النيلي» هذا المتوفى في حدود سنة 440 هـ-. (12/ 188) .
[4] أي السلاطين.
[5] انظر عن (عمر بن علي) في: سؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي 117، 118 رقم 113، والأنساب 3/ 407 و 11/ 48 ومعجم البلدان 2/ 197، واللباب 1/ 321 و 3/ 138، وتذكرة الحفاظ 4/ 1235، 1236، وسير أعلام النبلاء 18/ 407- 409 رقم 204، ولسان الميزان 4/ 319، 320، وطبقات الحفاظ 451، وهدية العارفين 1/ 782. ومعجم المؤلفين 7/ 297، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 135 رقم 1014.
[6] اللّيثيّ: بفتح اللام وتشديدها، وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين، في آخرها ثاء منقوطة بثلاث من فوقها. (الأنساب 11/ 47) قال ابن السمعاني إن أبا مسلم ممن ينسب إلى جدّه الليث لا إلى القبيلة. (الأنساب 11/ 48) .
[7] في الأصل: «الجيراخشني» . والتصحيح من (الأنساب 3/ 407) وضبطها بكسر الجيم، وسكون الياء آخر الحروف وفتح الراء والخاء المعجمة بينهما الألف، وسكون الشين المعجمة، وفي آخرها التاء ثالث الحروف. هذه النسبة إلى «جيراخشت» وهي قرية من بخارا.
وقد وقع في المطبوع من الأنساب «الجيزاخشتي» (بالزاي) بدل (الراء) .
أما ياقوت فقال: «جيراخشت» : بالكسر ثم السكون، وراء، وألف، وخاء معجمة مفتوحة، وشين معجمة ساكنة، والتاء فوقها نقطتان. (معجم البلدان 2/ 197) .(31/208)
كان أحد الحفاظ الرحّالة.
نزل إصبهان فِي الآخر. وحدَّث عن: عبد الغافر الفارسي، وأبي عُثْمَان الصابوني، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أبو عَبْد اللَّه الدّقّاق فأكثر، والحسين بْن عَبْد المَلِك الخلّال، ومحمد بْن أَبِي الرجاء الصّائغ.
قال السِّلَفيّ: سَأَلت الحَوْزي [1] عن: أَبِي مُسْلِم اللَّيْثيّ فقال: قدِم علينا فِي [2] سنة تسعٍ وخمسين وقال: كتبتُ وكُتب لي عشْرُ رواحل.
وقد سَأَلت عَنْهُ ابن الخاضبة [3] فأثنى عليه وقال: كان له أنسٌ بالصّحيح.
وأبو طاهر بركة بْن حسّان [4] يقول: ناظرتُ أَبَا الْحَسَن المَغازليّ [5] فِي التفضيل بين مالك والشافعي، ففضّلت الشافعي [6] ، وفضَّلَ مالكًا [7] ، وكان مالكيا، وأنا شافعي [8] فاحتكمنا إِلَى أَبِي مُسْلِم اللَّيْثي، ففضّل الشافعي، فغضب المَغَازِليّ وقال: لعلّك على مذهبه؟
فقال: نَحْنُ أصحاب الحديث، الناس على مذاهبنا، ولسنا على مذهب
__________
[1] في الأصل «الجوزي» ، بالجيم، وكذا في (لسان الميزان 4/ 319) وهو تحريف، وصوابه بالحاء المهملة، وهو: أبو الكرم خميس بْن علي بن أحمد بْن علي، والحوزي: بفتح الحاء المهملة وسكون الواو وفي آخرها الزاي، نسبة إلى الحوز، قرية بإزاء واسط من شرقيّها الأعلى يقال لها: حوز برقة، وظنّها السمعاني نسبة إلى الحويزة بنواحي البصرة، فاستدرك عليه ابن الأثير في اللباب. (انظر مقدّمة كتاب: سؤالات الحافظ السلفي بتحقيق مطاع الطرابيشي- ص 7) .
[2] في السؤالات 117: «قدم علينا واسطا» .
[3] في السؤالات 117: «وسألت عنه أبا بكر الدّقّاق ابن الخاضبة ببغداد» . ووقع في (لسان الميزان 4/ 319) : «ابن الخاصة» .
[4] في السؤالات 118: «وبلدينا أبو طاهر بركة بن سنان الحوزي» . والصواب: «بركة بن حسّان» كما في المتن. انظر ترجمته في (سؤالات السلفي 86 رقم 65) .
[5] هو علي بن محمد بن الطيب المغازلي، توفي سنة 483 هـ-. وستأتي ترجمته في الطبقة التاسعة والأربعين (481- 490 هـ-.) برقم (94) .
[6] زاد في السؤالات 118 «لأني أنتحل مذهبه» .
[7] زاد في السؤالات: «لأنه كان ينتحل مذهبه» .
[8] هذه العبارة ليست في السؤالات.(31/209)
أحد. ولو كنَّا ننتسب إِلَى مذهب أحد لقيل: أنتم تضعون له الحديث [1] .
وكان أبو مُسْلِم من بقايا الحفاظ. ذُكِر لإسماعيل بْن الفضل فقال: له معرفة بالحديث. سافَرَ الكثير وسمع، وأدرك الشيوخ.
وذكره أبو زكريا يحيى بن منده فقال: أحد من يدعي الحفظ والإتقان، إلا أنه كان يُدلس. وكان متعصّبًا لأهل البِدَع، أحوَل، شَرِه، وقّاح، كلّما هاجت ريحٌ قام معها. صنَّف «مُسْنَد الصحيحين» ، وخرج إِلَى خُوزستان [2] فمات بها [3] .
قال السمعاني [4] : أبو مُسْلِم خرج على عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عُبد اللَّه بْن مَنْده عم يحيى، وكان يُردّ عليه [5] .
وقال الدّقّاق: وَرَدَ أبو مُسْلِم إصبهان، فنزل فِي جوار الشَّيْخ عَبْد الرَّحْمَن، وتزوّج ثُمّ، وأحسن إليه الشَّيْخ. ثُمَّ فارقه وخرج على الشَّيْخ وأفرط، وبالغ فِي سفاهته، وطاف فِي المساجد والقُرى، وشنَّع عليه، وسمّاهُ «عدوّ الرَّحْمَن» ، ليأخذ منهم الشيء الحقير التّافه [6] .
وكان ممّن يعرف علم الحديث والصحيح، وجمع بين «الصّحيحين» في دفاتر كثيرة اشتريتها من تركته لا من بركته [7] .
__________
[1] في السؤالات: «الأحاديث» .
[2] في الأصل: «خوزستان» بالراء، وهي بالزاي، بضم أوله، وبعد الواو الساكنة زاي، وسين مهملة، وتاء مثنّاة من فوق، وآخره نون. اسم لجميع بلاد الخوز، ليس بها جبال ولا رمال إلّا شيء يسير يتاخم نواحي تستر وجنديسابور وناحية إيذج وأصبهان. (معجم البلدان 2/ 405) وفي (الأنساب 3/ 407) مات بكور الأهواز.
[3] تذكرة الحفاظ 4/ 1236، سير أعلام النبلاء 18/ 408، لسان الميزان 4/ 319.
[4] قوله ليس في (الأنساب) ولعلّه في (الذيل) .
[5] قال ابن حجر: «وتعقّبه أبو سعد ابن السمعاني بأن الليثي كان يحطّ على أبي القاسم بن مندة عم يحيى وكان بينهما اختلاف في المعتقد» . (لسان الميزان 4/ 319، 320) .
[6] قال المؤلّف الذهبي- رحمه الله- في (سير أعلام النبلاء 18/ 408) : «آل مندة لا يعبأ بقدحهم في خصومهم، كما لا نلتفت إلى ذمّ خصومهم لهم، وأبو مسلم ثقة في نفسه» .
[7] قال محمد بن عبد الواحد الدقاق: الحفّاظ الذين شاهدتهم: أبو مسلم الليثي، قدم علينا أصبهان، وكان أحفظ من رأيت للكتابين، جمع بين الصحيحين في أربعين سنة. (سير أعلام النبلاء 18/ 409) قال ابن حجر: «يعني عمل عليهما مستخرجا» ، (لسان الميزان 4/ 319) .(31/210)
ورّخه ابن مَنْدَهْ، أعني يحيى، فِي هَذِهِ السّنة [1] .
- حرف الغين-
190- غالب بْن عَبد اللَّه بن أبي اليمن [2] .
أبو تمام القيسي الميورقي [3] ، النّحويّ، المعروف بالقطينيّ [4] .
__________
[ (-) ] وقال شيرويه الديلميّ: قدم علينا- يعني همدان في سنة خمس وستين وأربع مائة- ولم يقض لي السماع منه، وكان يحفظ ويدلّس، (سير أعلام النبلاء 18/ 409، لسان الميزان 4/ 320) .
وقال شجاع الذهلي: كان يحفظ ويفهم، وكان قريب الأمر في الرواية. (تذكرة الحفاظ 4/ 1236، سير أعلام النبلاء 18/ 408، لسان الميزان 4/ 319) وقال المؤتمن الساجي: كان حسن المعرفة، شديد العناية بالصحيح. (تذكرة الحفاظ 4/ 1236، سير أعلام النبلاء 18/ 408) .
وقال ابن السمعاني: «كان حافظا من أهل بخارى، أحد حفّاظ الحديث، وممن رحل في طلبه، وتعب في جمعه، خرّج التخاريج، وجمع الجموع، وسمع بخراسان، والعراق، وبلاده، وسكن مدة أصبهان، (الأنساب 11/ 48) .
وقال في موضع آخر: «جمع بين الصحيحين في أربعين مشرسة، كل واحد منها قريبة من مجلّدة» . (الأنساب 3/ 407) وهكذا في تذكرة الحفاظ 4/ 1236) «مشرسة» .
[1] وقال أبو الفضل بن خيرون: مات بالأهواز سنة ثمان وستين، سمعت منه، وسمع مني. قال:
وكان فيه تمايل عن أهل العلم، وعجب بنفسه. (تذكرة الحفاظ 3/ 1236، سير أعلام النبلاء 18/ 409) وقال الحوزيّ: وعده أبو طاهر بلدينا بأرز يطعمه إيّاه، فتمادى الأمر فيه يومين أو ثلاثة، فقال: يا أبا طاهر، في الحديث الصحيح عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب، وإذا وعد خلف، وإذا ائتمن خان» ، قال: فطبخت له الأرزّ وأطعمته إيّاه.
وانحدر من عندنا إلى البصرة، وتوجّه منها إلى الأهواز، فبلغنا وفاته. (سؤالاته السلفي 118) .
[2] انظر عن (غالب بن عبد الله) في: جذوة المقتبس للحميدي 325 رقم 571 وفيه «غالب بن عبد الله الثغري» ، والصلة لابن بشكوال 2/ 457 رقم 980، وبغية الملتمس للضبيّ 439 رقم 1274، وفيه: «غالب بن محمد» ، وص 440 رقم 1276، وسير أعلام النبلاء 18/ 326، 327 رقم 150، وغاية النهاية 2/ 2، 3 رقم 2536، وبغية الوعاة 2/ 240 رقم 887 أوفيه بياض في الأصل، ورد اسمه فقط من غير ترجمة. وتحرّفت نسبته إلى «اليقطيني» ونفح الطيب 4/ 12.
[3] الميورقي: بفتح الميم وضم الياء المثنّاة من تحتها وسكون الواو والراء، وآخرها قاف. نسبة إلى ميورقة، جزيرة شرقي الأندلس، وبالقرب منها جزيرة يقال لها «منورقة» بالنون. (معجم البلدان 5/ 240) .
[4] القطيني: بفتح القاف وكسر الطاء المهملة ثم آخر الحروف ثم نون. (غاية النهاية 2/ 2، 3) وقد ضبطت في (الصلة) بضم القاف وكسر الطاء، وكذا في (بغية الملتمس) ، ووقع في (بغية(31/211)
وُلِد بِقَطِين من أعمال مَيُورْقَة سنة ثلاثٍ وتسعين، وتحوَّل منها إِلَى البلد سنة سبْعٍ وأربعمائة، فسمع من: حبيب بْن أَحْمَد صاحب قاسم بْن أَصْبَغ.
وسمع بقُرْطُبة من صاعد اللُّغويّ.
وقرأ بالروايات على أبي عمرو الداني، وعلم العربية، وحمل عَنْهُ طائفة.
وقرأ على: أَبِي الْحَسَن مُحَمَّد بْن قُتَيْبة الصّقِلّيّ صاحب أَبِي الطّيّب بْن غلبون، وعلى غيرهما.
وأخذ عن: أَبِي عُمَر بْن عَبْد البرّ.
وكان قائمًا على «كتاب سيبويه» ، بصيرا به، رأسا في معرفته. وكان متزهدا، منقبضا عن النّاس، متعفّفا، قد أراده إقبال الدّولة بن مجاهد على القضاء فامتنع [1] .
وممّن قرأ عليه: عَبْد الْعَزِيز بْن شفيع. وذلك مذكورٌ فِي إجازات الشّاطبيّ.
تُوُفّي رحمه اللَّه بدانِيّة [2] .
وله شعرٌ جيّد، فمنه:
يا راحلًا عن سواد المُقلتَين إِلَى ... سواد قلبٍ عن الإضلاع قد رحلا
بي للفِراق [3] جَوًى لو مرَّ أبْرَدُهُ ... بجامدِ الماء مرَّ البرْقِ لاشتعلا [4]
__________
[ (-) ] الوعاة «اليقطيني» ) ، وهو خطأ.
و «قطين» قرية في جزيرة ميورقة. (بغية الملتمس 439) .
[1] سير أعلام النبلاء 18/ 327.
[2] قال المؤلّف- رحمه الله- في (سير أعلام النبلاء 18/ 328) : «توفي سنة خمس وستين وأربع مائة. وقيل: سنة ست» . وأرّخه ابن بشكوال في سنة 466 هـ-. (الصلة 2/ 457، ووقع في (غاية النهاية 2/ 3) : مات سنة ست وأربعين وأربعمائة. وهذا خطأ.
[3] في جذوة المقتبس: «بي الفراق» .
[4] البيتان في: الجذوة 325، والصلة 2/ 457، والبغية 440.
وقد ورد في تلك المصادر بيت بين البيتين:
غدا كجسم وأنت الروح فيه فما ... ينفكّ مرتحلا إذ ظلت مرتحلا
والأبيات أنشدها أبو عبد الله محمد بن الأشبوني الأديب وقال إنه أنشدها في فراق صديق له.
ووصف غالب بأنه شاعر أديب. (جذوة المقتبس 325) .(31/212)
- حرف القاف-
191- قاسم بْن سَعِيد [1] .
أبو الفضل الهَرَويّ القطَّان.
سمع: أَبَا عليّ الزُّهْريّ.
- حرف الميم-
192- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الله [2] .
أبو سهْل الحفصيّ المَرْوَزِيّ.
روى «صحيح البخاريّ» عن أَبِي الهيثم الكُشْمِيهَنيّ [3] .
وحدَّث به بمرْو، وبنيسابور.
وكان رجلا مباركا من العوامّ. أكرمه نظام الملك ووصله.
توفّي بمرو.
روى عنه: إسماعيل بن أبي صالح المؤذن، وأبو حامد الغزاليّ، وهبة
__________
[ (-) ] وقال ابن بشكوال: «وكان أبو تمّام رجلا ناهدا فاضلا» . (الصلة 2/ 457) .
وذكره الضبيّ مرّتين:
الأولى برقم (1274) وسمّاه: «غالب بن محمد القيسي القطيني» ، وقال: «تصدّى لإقراء القرآن والأدب، وكان من أهل العفاف والتصاون» .
والثانية برقم (1276) وسمّاه: «غالب بن عبد الله الثغري» ، وذكر الشعر.
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن عبيد الله) في: الأنساب 4/ 175، 176، وفيه «عبد الله» بدل «عبيد الله» ، واللباب 1/ 376، والتقييد لابن نقطة 53 رقم 28، والمنتخب من السياق 60 رقم 114، والإعلام بوفيات الأعلام 192، وسير أعلام النبلاء 18/ 244، 245 رقم 118، وتذكرة الحفاظ 3/ 1160 (دون ترجمة) ، والعبر 3/ 61، والمعين في طبقات المحدّثين 134 رقم 1477، ومرآة الجنان 3/ 94، وشذرات الذهب 3/ 325.
[3] قال عبد الغافر الفارسيّ: «شيخ مستور، سليم النفس والجانب. ظهر له سماع صحيح البخاري عن الكشميهني بمرو، وهو آخر من رواه عنه فيما أظنّه، فسمع منه المشايخ بمرو، وظهر له العزّ والقبول بذلك السماع، وحمل إلى نيسابور بسبب ذلك، وأكرمه نظام الملك، وقرئ عليه الصحيح في المدرسة النظامية، وحضر أولاد القضاة والأئمة والرؤساء، واتفق له مجلس قام بهم وبالفقهاء قلّ ما عهدنا مثله، وكنّا حاضرين، ولما فرغ منه ردّه مكرما إلى مرو.
«وكان من جملة العوامّ، إلّا أنه كان صحيح السماع كما ذكر» . (المنتخب 60) .(31/213)
الرحمن القشيريّ، وعبد الوهاب بْن شاه الشاذياخي، ووجيه الشحامي، وآخرون حدّثوا عنه «بالصّحيح» .
توفّي بمرو.
وقال أبو سعد السّمعانيّ [1] : لم يحدث «بالصحيح» بمرْو، وحمله النظام إِلَى نيسابور، فحدَّث «بالصحيح» فِي النّظامية. وسمع منه عالم لا يُحْصَوْن، وانصرف فِي سنة خمسٍ وستين، وفيها مات [2] . وهو مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر بْن سَعِيد بْن حَفْص رحمه اللَّه [3] .
193- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن أسد.
أبو زَيْدُ الهَرَويّ الفقيه الحنفي، قاضي هَرَاة وعالمها ومفتيها.
روى عن: أَبِي الْحَسَن الديناري، والقاضي أَبِي مَنْصُور الأزْديّ.
194- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عليّ [4] .
أبو بَكْر الأصبهاني العطّار [5] الحافظ، مُستملي الحافظ أَبِي نُعَيْم.
قال أبو سعْد السمعانيّ [6] : هُوَ حافظ عظيم الشأن عند أهل بلده، أملى عدّة مجالس [7] .
__________
[1] قول السمعاني ليس في (الأنساب) ولعلّه في (الذيل) .
[2] سير أعلام النبلاء 18/ 245.
[3] قال السمعاني في (الأنساب 4/ 175، 176) : «شيخ سليم الجانب لا يفهم شيئا من الحديث، غير أنه صحيح السماع. سمع «الجامع الصحيح» عن أبي الهيثم محمد بن المكيّ الكشميهني، وحمله نظام الملك أبو علي الوزير إلى نيسابور حتّى حدّث بهذا الكتاب بها، وسمع منه أكثر علماء الوقت بنيسابور، وقرئ عليه الكتاب في المدرسة النظامية ... وقرئ عليه في سنة خمس وستين وأربعمائة، وتوفي فيما أظن سنة ست» .
[4] انظر عن (محمد بن إبراهيم بن علي) في: تاريخ بغداد 1/ 417 رقم 420، والمنتظم 8/ 288، 289 رقم 342 (16/ 159 رقم 3437) ، والعبر 3/ 261، 262، وسير أعلام النبلاء 18/ 338، 339 رقم 159، وتذكرة الحفاظ 4/ 1159، 1160، ومرآة الجنان 3/ 94، والوافي بالوفيات 1/ 355، والنجوم الزاهرة 5/ 97، وشذرات الذهب 3/ 325.
[5] وقع في (المنتظم) في طبعتيه القديمة والجديدة: «القطان» . وهو غلط.
[6] قول السمعاني ليس في (الأنساب) ولعله في (الذيل) .
[7] تذكرة الحفاظ 3/ 1159، 1160، سير أعلام النبلاء 18/ 339.(31/214)
سمع: أَبَا بَكْر بْن مردوَيْه، وأبا سَعِيد النّقّاش، وهذه الطّبقة بإصبهان، وأبا عُمَر الهاشمي، وعليّ بن القاسم النّجّاد، بالبصرة، والحرفيّ، وأبا عليّ بْن شاذان، وجماعة ببغداد.
حدَّث عَنْهُ: سَعِيد بْن أَبِي الرجاء، والحسين بْن عَبْد الملك الأديب، وإسماعيل بْن عليّ الحمامي، وفاطمة بِنْت مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ [1] .
وقال الدّقّاق: كان من الحفاظ يملي من حِفظه [2] .
تُوُفّي فِي صَفَر.
195- مُحَمَّد بْن سلطان بْن مُحَمَّد بْن حيُّوس [3] .
الفقيه أبو المكارم الغَنَويّ [4] الدّمشقيّ الفَرَضي، أخو الأمير الشّاعر أبي الفتيان محمد [5]
__________
[1] قال الخطيب البغدادي: «ورد بغداد أيام أبي علي بن شاذان وهو شاب، وكتب عني، وعلّقت عنه حديثا واحدا ذكره لي من حفظه. قال: حدّثنا أحمد بن موسى أبو بكر الحافظ قال: نبأنا أبو عمرو بن حكيم، قال: نبأنا محمد بن يعقوب الفرجي، قال: نبأنا محمد بن عبد الملك بن قريب الأصمعي قال: نبأنا أبي، عن أبي معشر، عن أبي سعيد المقبري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «السرعة في المشي تذهب بهاء المؤمن» . قال الخطيب: «لم أسمع لمحمد بن الأصمعيّ ذكرا إلا في هذا الحديث» . (تاريخ بغداد) .
[2] تذكرة الحفاظ 3/ 1160، سير أعلام النبلاء 18/ 339.
وقال ابن الجوزي: سمع الكثير بالبلاد ... وهو عظيم الشأن عند أهل بلده، ثقة. (المنتظم)
[3] انظر عن (محمد بن سلطان) في: الإكمال لابن ماكولا 2/ 370، وتاريخ مولد العلماء ووفاتهم (مخطوطة الظاهرية) ورقة 156، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 2/ 189 رقم 250، وسير أعلام النبلاء 18/ 245 (بدون ترجمة) ، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 211، والوافي بالوفيات 3/ 118 و 121 (في ترجمة أخيه الشاعر برقم 1057) ، والعبر 3/ 262، ومرآة الجنان 3/ 94.
[4] الغنويّ: بفتح الغين المعجمة والنون وكسر الواو.
هذه النسبة إلى غني وهو غني بن يعصر وقيل: أعصر، واسمه منبّه بن سعيد بن قيس بن عيلان بن مضر. (الأنساب 9/ 184) .
[5] واسمه كاسم أخيه، وهو صاحب الديوان، توفي سنة 473 هـ-. وستأتي ترجمته في الطبقة التالية، برقم (91) ولهذا اختلط أمره على الصفدي فذكر صاحب الترجمة أبا المكارم في آخر ترجمة أخيه الشاعر أبي الفتيان، ولم يتنبّه إلى هذا الخلط المستشرق س. ديدرينغ المعتني بالكتاب.
فقد قال الصفدي وهو يؤرخ لمولد ووفاة الشاعر: «مولد ابن حيّوس سنة أربع وتسعين وثلاثمائة(31/215)
سمع من: خاله أبي نصر بن الجندي، وأبي مُحَمَّد بْن أَبِي نصْر التميمي.
رَوَى عَنْهُ: الخطيب، وأبو نصر بْن ماكولا [1] ، وأبو الفتيان الرؤاسي، وأبو القاسم النسيب، وأبو مُحَمَّد بْن الأكفاني، وقال [2] : كان مستخلفًا مِن قبل الحكام على الفروض والتزويجات.
قال: وكان دينًا حسن الطّريقة، أوحدَ زمانه فِي الفرائض.
مات فِي سلْخ ربيع الآخر [3] .
196- مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن أبي الرعد [4] .
القاضي أبو نصْر الحنفي قاضي عُكْبَرَا.
ذكره ابن السمعاني [5] فقال: أحد أجِلَّاء الزّمان وعُظَمائهم وألِبّائهم.
سمع: هلال بْن عُمَر الصريفيني، وابن دُوسْت العلّاف. سمع منه جماعة من الحفاظ، وتُوُفّي بعُكْبَرا فِي ربيع الأول.
وقال غيره: تُوُفّي فِي ربيع الآخر، وسمع أَبَا أَحْمَد الفَرَضيّ.
رَوَى عَنْهُ: ابنه أبو الْحَسَن، ومكّيّ الرُّمَيْليّ.
197- مُحَمَّد بْن قاسم بْن مَسْعُود الطُّلَيْطِليّ [6] .
أبو عَبْد اللَّه.
روى عن: أبي عبد الله بن الفخار [7] وابن العشاريّ [8] .
__________
[ (-) ] بدمشق وتوفي بحلب في شعبان سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة، وقيل سنة ست وستين» ، ثم قال: «وكان أوحد زمانه في الفرائض، واستخلف من قبيل الحكام على الفرائض والتزويجات» . (الوافي بالوفيات 3/ 121) والّذي عرف بالفرائض هو صاحب الترجمة أبو المكارم وليس أخاه الشاعر.
[1] وهو قال: كتبت عنه بدمشق. (الإكمال 2/ 370) .
[2] في تاريخ مولد العلماء ووفاتهم 156.
[3] وكان مولده في سنة 410 هـ-.
[4] انظر عن (محمد بن عبيد الله) في: المنتظم 8/ 289 رقم 343 (16/ 159 رقم 3438) ، والنجوم الزاهرة 5/ 97.
[5] قوله ليس في (الأنساب) ولعلّه في (الذيل) .
[6] انظر عن (محمد بن قاسم) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 547 رقم 1198.
[7] في الأصل: «النجار» والتصحيح من (الصلة) .
[8] في الأصل: «القشاري» بالقاف. والتصحيح من (الصلة) .(31/216)
وكان فقيهًا مشاوَرًا [1] .
تُوُفّي فِي رمضان.
198- المسلّم بْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن [2] .
أبو الفضل [3] .
ويقال أبو الغنائم الْأَنْصَارِيّ الكعكيّ الحلاويّ الدّمشقيّ.
سمع: أَبَا مُحَمَّد بْن أَبِي نصر.
رَوَى عَنْهُ: أبو بَكْر الخطيب وهو أكبر منه، وعمر الدّهستاني، وجمال الْإِسْلَام أبو الْحَسَن السُّلّميّ [4] .
تُوُفّي فِي رمضان.
- حرف النون-
199- نوح بْن مَنْصُور [5] الشّاشيّ [6] .
الفقيه.
يروي عن: أَبِي بَكْر الحِيري، وغيره.
- حرف الياء-
200- يعقوب بن أحمد بن محمد [7] .
__________
[1] قال ابن بشكوال: «وكان من أهل العناية بالعلم والفقه والفتيا، مشاورا في الأحكام، وكتب للقضاة بطليطلة» .
[2] انظر عن (المسلّم بن أحمد) في: الإكمال 7/ 244، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 24/ 278 رقم 244، و «المسلّم» بتشديد اللّام.
[3] ويقال: أبو الغنائم، ويقال أبو القاسم. ويعرف بابن بخانية.
[4] قال ابن ماكولا: كتبت عنه.
[5] لم أجد مصدر ترجمته.
[6] الشاشي: بالألف الساكنة بين الشينين المعجمتين، هذه النسبة إلى مدينة وراء نهر سيحون يقال لها الشاش، وهي من ثغور الترك، (الأنساب 7/ 244) .
[7] انظر عن (يعقوب بن أحمد) في: التقييد لابن نقطة 495 رقم 675، والمنتخب من السياق 488 رقم 1660، والإعلام بوفيات الأعلام 192، وسير أعلام النبلاء 18/ 245، 246 رقم 119، وتذكرة الحفاظ 3/ 1160، والمعين في طبقات المحدّثين 134 رقم 1479، والعبر 3/ 262، ومرآة الجنان 3/ 94، وشذرات الذهب 3/ 325.(31/217)
أبو بَكْر النَّيْسابوريّ الصَّيْرَفيّ.
شيخ محتشم، ثقة.
سمع: أبا محمد المخلدي، وأبا الحسين الخفاف، وأبا نُعَيْم أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الأزهري، وأبا عَبْد اللَّه الحاكم، وغيرهم.
رَوَى عَنْهُ: أبو عَبْد اللَّه الفُراوي، وزاهر ووجيه ابنا الشّحّامي، وإسماعيل بْن أَبِي صالح المؤذّن، وهبة الرَّحْمَن بْن القُشَيْريّ.
ترجمه ابن نقطة [1] ، وغيره [2] .
تُوُفيّ فِي سابع ربيع الأوّل.
وثّقه ابن السمعانيّ [3] ، وغيره.
__________
[1] في (التقييد 495 رقم 675) وذكر نحو الّذي هنا ونسبه إلى السمعاني.
[2] وذكره عبد الغافر الفارسيّ وقال: شيخ نبيل، ثقة، من أولاده المياسير وذوي المروءة. لقي المشايخ والصدور، وخدم في صباه وشبابه مجلس الإمام أبي الطيب سهل بن محمد بن سليمان الصعلوكي.. وتوفي بغتة (المنتخب 488) .
[3] لم يذكره في (الأنساب) فلعله في (الذيل) .(31/218)
سنة سبع وستين وأربعمائة
- حرف الألف-
201- أَحْمَد بْن أَبِي نصر عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد [1] .
الشَّيْخ أبو بَكْر الكوفاني [2] الهَرَوِيّ الصَّوفي، ويُعرف بكاكو.
رحل، وسمع بمصر من أَبِي مُحَمَّد بْن النحاس جزءا، رواه عَنْهُ أبو الوقت السجزيّ.
توفي فِي ربيع الأول.
202- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يحيى بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يعقوب بْن دَاوُد [3] .
أبو عُمَر بْن الحذاء، مَوْلَى بني أمية.
قرطبي، مشهور، مُكثر عن والده الحافظ أَبِي عَبْد اللَّه.
ندبه أبوه صغيرًا إِلَى طلب العلم والسماع فأخذ عن: عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أسد [4] ، وعن: سَعِيد بْن نصر، وعبد الوارث بْن سُفْيَان، وأبي القاسم عبد الرحمن الوهراني. وهؤلاء من كبار شيوخ
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] لم أجده هذه النسبة.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد بن يحيى) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 62، 63 رقم 133، وبغية الملتمس للضبي 163 رقم 349، والمعين في طبقات المحدّثين 134 رقم 1480، والعبر 3/ 264، وسير أعلام النبلاء 18/ 344، 345 رقم 164، ومرآة الجنان 3/ 94، وشذرات الذهب 3/ 327.
[4] في سير أعلام النبلاء 18/ 344 «راشد» بدل «أسد» ، والمثبت كما في الأصل، وهو يتفق مع (الصلة) و (البغية) .(31/219)
ابن عَبْد البر. أدرك أبو عُمَر بهم درجة أَبِيهِ.
وأول سماعه فِي حدود سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة.
ونزح عن قرطبة فِي الفتنة [1] ، فسكن سرقسطة، والمرية، وولي القضاء بطليطلة، ثُمَّ بدانية. ثُمَّ رد فِي الآخر إِلَى قرطبة، وإشبيلية [2] .
رَوَى عَنْهُ: أبو عليّ الغساني [3] ، وخلق كثير.
وكان حسن الأخلاق، موطأ الأكناف، كيسًا عالمًا، سريع الكتابة.
ولد سنة ثمانين وثلاثمائة. وتوفي فِي ربيع الآخر، ومشى فِي جنازته المعتمد على اللَّه راجلًا [4] .
وكان أسند من بقي بأقطار الأندلس فِي زمانه [5] رحمه اللَّه [6] .
203- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن مُكْرَم [7] .
أبو حامد العطّار.
توفي بخراسان فِي رمضان، وله أربعٌ وثمانون سنة.
سمع: أَبَا الْحُسَيْن العلوي، وأبا بَكْر بْن عبدوس.
وحدّث [8] .
__________
[1] هي الفتنة التي وقعت بين المستعين باللَّه سليمان بن الحكم، وبين جيش بن محمد بن عبد الجبار المهدي عند قرطبة، وقتل فيها اثنا عشر ألفا.
[2] الصلة 1/ 63.
[3] وهو قال: «سمعت أبا عمر بن الحذّاء يقول: كتبت بخطّي «مختصر العين» في أربعين يوما بمدينة المرية. وكان أبو عمر أحسن الناس خلقا، وأوطأهم كنفا، وأطلقهم برّا وبشرا، وأبدرهم إلى قضاء حوائج إخوانه» .
[4] وكان يوم جنازته غيث عظيم. (الصلة 1/ 63) .
[5] وقال الضبيّ: «وكان سماع ابن مغيث عليه لكتاب البخاري بقراءة أبي علي الغساني» . (البغية 163) .
[6] وقال المؤلف الذهبي- رحمه الله- في (سير أعلام النبلاء 18/ 345) : «حدّث عنه الحافظ أبو علي الغساني، وجماعة ممن أعرفهم أولا أعرفهم، وكذا غالب مشايخ الأندلس، لا اعتناء لنا بمعرفتهم، لأن روايتهم لا تقع لنا» .
[7] انظر عن (أحمد بن محمد بن الحسن) في: المنتخب من السياق 106 رقم 235.
[8] قال عبد الغافر الفارسيّ: «أبو حامد العطار الصيدلاني، شيخ نظيف، مستور، ثقة، مشتغل بما يعنيه. كان يقعد على حانوته بباب معاذ والاعتماد في الأشربة والمعجونات أكثر عليه، وكان(31/220)
204- إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أسود [1] .
أبو إِسْحَاق الغساني الأندلسي البجاني.
سمع: أَبَا القاسم عَبْد الرَّحْمَن الوهراني، والمهلب بْن أَبِي صفرة، وأبا الْوَلِيد بْن ميقل.
وكان مشهورًا بالعلم والفهم والصّلاح.
ذكره ابن مدبر، حكاه ابن بشكوال عَنْهُ.
205- إِبْرَاهِيم بْن شكر بْن مُحَمَّد بْن عليّ [2] .
أبو إِسْحَاق العثماني [3] الْمَصْرِيّ المالكي الواعظ، نزيل دمشق. قدمها شابًا فسمع من: عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن ياسر، وعبد الرَّحْمَن بْن الطُّبَيز، ومحمد بْن عوف، وصالح بْن أَحْمَد الميانجي، وجماعة ثُمَّ سافر إلى العراق سنة بضع وعشرين وأربعمائة فذكر أنه سمع من أَبِي القاسم بْن بشران.
وكان ضعيفًا مُتَّهمًا. قيل: إنه ادعى السماع من هبة اللَّه بْن سلامة المفسر.
رَوَى عَنْهُ: غيث الأرمنازي، وأبو الْحَسَن علي بْن أَحْمَد بْن قبيس، وغيرهما.
توفي بدمشق في ذي الحجّة [4] .
__________
[ (-) ] أهل العلم والخير والصالحون ينتابون حانوته ويقعدون عنده ويعاملونه فيما يحتاجون إليه لصلاحه وأمانته وديانته» .
[1] انظر عن (إبراهيم بن أحمد) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 96 رقم 215.
[2] انظر عن (إبراهيم بن شكر) في: تاريخ دمشق لابن منظور 4/ 58، 59 رقم 62، وميزان الاعتدال 1/ 37 رقم 111، والمغني في الضعفاء 1/ 16 رقم 97، ولسان الميزان 1/ 68 رقم 175، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 217، 218، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 226، 227 رقم 25.
[3] العثماني: بضم العين المهملة، وسكون الثاء المنقوطة بثلاث، والميم، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى «عثمان بن عفان رضي الله عنه، إمّا نسبا، أو ولاء، واتّباعا وهو كأهل الشام قديما» . (الأنساب 8/ 395) .
ووردت النسبة في (تهذيب تاريخ دمشق 2/ 218) ، «العفاني» .
[4] قال ابن عساكر: سكن دمشق واشتغل بها برواية الحديث، فرواه عن أصحابه وأسمعه(31/221)
- حرف الحاء-
206- الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن مُوسَى [1] .
الشَّيْخ أبو مُحَمَّد الغَنْدَجاني [2] ، شيخ واسط ومسندها فِي زمانه.
وغندجان من كور الأهواز.
رحل وسمع مع ابن عمه أَبِي أَحْمَد عَبْد الوهاب الغَنْدَجانيّ من: أَبِي حَفْص الكتاني، والمخلص، وغيرهما.
وعنه: مُحَمَّد بْن عليّ الجلابي، وأهل واسط.
قال السمعاني [3] ولد ببغداد، وأقام بالأهواز مدّة، وكان ثقة صدوقا.
__________
[ (-) ] للطالبين ... قدم أبو إسحاق العفاني دمشق بعد العشرين وأربعمائة، ثم سافر إلى العراق وأقام ببغداد مدة، ثم ورد دمشق مرة ثانية سنة ثمان وخمسين وأربعمائة، وذكر أنه من ولد عثمان بن عفان.
وحكى عن نفسه أنه سمع كتاب «الناسخ والمنسوخ» من هبة الله بن سلامة بن نصر البغدادي المفسّر الضرير. وهبة الله بن سلامة هذا توفي سنة عشر وأربعمائة.
وقال ابن عساكر: وأراني غيث الأرمنازي جزءا دفعه إليه أبو إسحاق المترجم فيه أحاديث جمعها، فرأيت في أثنائه، أخبرنا الحسن بن أحمد بن فراس، أخبرنا أبو جعفر الدبيلي، وأظن أنه سمع من ابن فراس، وابن فراس لم يسمع من الدبيلي لأن الأول توفي سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة، والدبيلي توفي سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
ويقال إنه سمع معه علي بن محمد الرندي الحرّاني كتاب «شفاء الصدور» في تفسير القرآن للنقاش، وروى عنه «تفسير القرآن» أيضا لعليّ الماوردي.
وقال محمد بن الغمر: أريت عبد العزيز الكتاني جزءا من كتب إبراهيم بن شكر، وهو من مصنّفات الآجرّي محمد بن الحسن، وهو ملصق، والسماع عليه مزوّر بيّن التزوير، فقال: ما يكفي الرندي الحرّاني علي بن محمد أن يكذب حتى يكذب عليه؟! (تاريخ دمشق) أقول: «دخل صور ودفع إلى غيث جزءا فيه أحاديث جمعها، وسمع: أبا مسعود صالح بن القاسم الميانجي قاضي صيدا» . (موسوعة علماء المسلمين 1/ 226 و 227) .
[1] انظر عن (الحسن بن أحمد) في: سؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي 45، 46 رقم 2، والأنساب 9/ 180، 181، وسير أعلام النبلاء 18/ 247 رقم 121.
[2] الغندجاني: بفتح الغين المعجمة وسكون النون وفتح الدال المهملة والجيم وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى غندجان، وهي بلدة من كورة الأهواز من بلاد الخوز. قاله السمعاني في (الأنساب 9/ 179) أما ياقوت فضبطها بضم الغين وفتح الدال المهملة.
[3] قوله ليس في (الأنساب) ولعلّه في (الذيل) .
وقال في الأنساب 9/ 180: «كان شيخا صالحا ثقة صدوقا مكثرا، سكن واسط بأخرة، سمع ببغداد مع ابن عمّه أبا طاهر المخلّص، وأبا حفص الكتّاني، وأبا أحمد الفرضيّ، وأبا(31/222)
وقال خميس: [1] هُوَ جليل، نبيل [2] ، صدوق. فارق بغداد بعد [3] الثّلاثين وأربعمائة وأقام بواسط متدبرًا لها.
وقال السمعاني [4] : ولد فِي شوال سنة ثلاثٍ وثمانين، ومات بواسط سنة سبع هَذِهِ.
207- الْحَسَن بْن عَبْد الودود بْن عَبْد المتكبر [5] .
أبو علي بْن المهتدي باللَّه، خطيب جامع المنصور.
سمع: أَبَا القاسم عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد الصيدلاني.
رَوَى عَنْهُ: أبو بَكْر الخطيب [6] ، وأبو بَكْر الْأَنْصَارِي، وأبو مُحَمَّد بْن الطراح.
وكان نبيلًا متواضعًا، طريفًا، له أُبَّهَة.
208- الْحُسَيْن بْن عليّ [7] .
أبو عَبْد اللَّه السجستاني، الخازن: شيخ صالح.
سمع بدمشق من: ابن سلوان، وأبي عليّ الأهوازي.
رَوَى عَنْهُ: وجيه الشحامي.
توفي رحمه اللَّه بهراة [8] .
__________
[ (-) ] عبد الله بن دوست العلاف. روى لي عنه أَبُو عَبْد الله مُحَمَّد بْن علي بْن الخلال بواسط.
[1] في سؤالات الحافظ السلفي 46.
[2] في السؤالات: «صحيح الأصول» .
[3] في السؤالات: «بعيد» .
[4] في الأنساب 9/ 181.
[5] انظر عن (الحسن بن عبد الودود) في: تاريخ بغداد 7/ 344 رقم 3869، والمنتظم 8/ 295 رقم 346 (16/ 167، 168 رقم 3440) .
[6] وهو قال: «كتبت عنه، وكان صدوقا، مقبول الشهادة عند الحكام.... قال لي الحسن بن عبد الودود: سمعت ابن أبي طاهر المخلّص، إلّا أني لم يحصل عندي ما سمعته منه، وسألته عن مولده، فقال: في شهر رمضان من سنة ثمانين وثلاثمائة» . (تاريخ بغداد 7/ 344، 345) .
وأقول هو هاشميّ، وقد تحرّفت نسبته إلى «الشامي» في (المنتظم) .
[7] انظر عن (الحسين بن علي) في: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 7/ 114 رقم 124، وتهذيب التهذيب 4/ 314.
[8] قال ابن عساكر: كانت له عناية بالحديث، ورحل لأجله إلى دمشق ومصر.(31/223)
- حرف الزاي-
209- زَيْدُ بْن عليّ [1] .
أبو القاسم الفارسيّ النّحويّ اللّغويّ.
توفّي بأطرابلس الشّام [2] .
__________
[1] انظر عن (زيد بن علي) في: معجم الأدباء 11/ 176، 177، وبغية الطلب (مخطوط) 7/ 124- 126، وإنباه الرواة 2/ 17 و 325، ونزهة الألبّاء 295، وبغية الوعاة 1/ 573، ومفتاح السعادة 1/ 140، وروضات الجنات 3/ 394، وكشف الظنون 212، 691، والغدير للعاملي 2/ 388، وطبقات أعلام الشيعة (النابس في القرن الخامس» 2/ 83، ومعجم المؤلفين 4/ 190.
[2] قال ابن العديم: كان فضلا عالما، عارفا بعلوم كثيرة، وشرح «إيضاح» أبي علي الفارسيّ، و «حماسة» أبي تمّام الطائي، وأقرأ النحو بحلب وروى بها «الإيضاح» عن أبي الحسين ابن أخت أبي علي الفارسيّ، عن خاله أبي علي. قرأه عليه بحلب الشريف أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمد محمد الحسني الزيدي الكوفي في سنة 455، وروى الحديث عن أبي الحسن بن أبي الحديد الدمشقيّ، وأحمد بن أبي الفضل السلمي، وأبي عبيد نعيم بن مسعود الهروي.
سمع منه القاضي أبو المفضّل القرشي، وعمر بن أبي الحسن الدهستاني، وأبو الحسن علي بن طاهر النحويّ، وأبو محمد عبد الله بن محمد بن سعيد بن سنان الخفاجي الحلبي بميافارقين.
ونقل السّلفي من كتاب غيث الصوريّ قال: أنشدنا أبو الحسن علي بن طاهر الأديب، أنشدني زيد بن علي:
الزم جفاك لي ولو فيه الضنا ... وارفع حديث البين عمّا بيننا
فسموم هجرك في هواجره الأذى ... ونسيم وصلك في أصايله المنى
ما لي إذا ما رمت عتبا رمت لي ... ذنبا جديدا من هناك ومن هنا
مثن عليك وما استفاد رغيبة ... عجبا ومعتذر إليك وما جنى
ليس التلوّن من أمارات الرضا ... لكن إذا ملّ الحبيب تلوّنا
ما جرّ هذا الخطب غير تغرّبي ... لعن التغرّب ما أذلّ وأهونا
قال علي بن طاهر:
سمعت من شيخنا في العربية أبي القاسم الفارسيّ النحويّ غير مرة الإنكار لصحة أحكام المنجّمين واستخفاف عقل المصدّق بها. وكان زيد اطّلع على كل علم ومقالة.
قال ابن الأكفاني: توفي زيد بن علي على ما بلغني في شهر ذي الحجة سنة 467 بطرابلس.
وكان فهما عالما بعلم اللغة والنحو. وقع إليّ كتاب بخط بعض العلماء الدمشقيين- وأظنّه ابن عبدان، ذكر فيه وفيات جماعة من العلماء على السنين فذكر في سنة 467 وفاة زيد بطرابلس.
وذكر غيث في كتابه قال: حدّثني أبو محمد السميسمي أن زيدا توفي في شهر ذي القعدة.(31/224)
- حرف الشين-
210- شاذي بْن عَبْد اللَّه الأرمني [1] .
سمع: أَبَا عَبْد اللَّه الجرجاني.
توفي ببزد [2] فِي جمادى الآخرة.
211- شجاع بْن علي بْن شجاع [3] .
أبو مَنْصُور المصقلي [4] الأصبهاني الصوفي.
طلب وسمع الكثير من: أَبِي عَبْد اللَّه بْن منده، وأبي جَعْفَر الأبهري.
وأحمد بْن يوسف الخشاب.
قال يحيى بْن منده: هُوَ كثير السماع [5] ، معروف بالطلب. مات فِي المحرم.
قلت: رَوَى عَنْهُ: أبو عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن عَبْد الملك، وأبو طاهر مُحَمَّد بْن أَبِي القاسم المعروف بهاجر، ومحمود بْن مُحَمَّد بْن ماشاذة، وآخرون.
212- أبو زَيْدُ أَحْمَد بْن علي [6] .
يروي عن أَبِي عُمَر السلمي، وطبقته.
رَوَى عنه: غانم بن خالد [7] .
__________
[ (-) ] وقيّد ابن عساكر وفاته بسنة 497 وقال القفطي: في هذا القول نظر، فإنه يكون قد مات قبل ذلك.
(بغية الطلب 7/ 124- 126، معجم الأدباء 11/ 176، 177، إنباه الرواة 2/ 17، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 25) .
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] لم أتبيّن موقعها.
[3] انظر عن (شجاع بن علي) في: الأنساب 11/ 349، والتقييد لابن نقطة 297، 298، رقم 363. وقد تقدّم برقم (175) .
[4] المصقليّ: بفتح الميم، وسكون الصاد المهملة، وفتح القاف، هذه النسبة إلى الجدّ، وهو مصقلة بن هبيرة.
[5] زاد في التقييد: واسع الرواية.
[6] انظر عن (أحمد بن علي) في: الأنساب 11/ 349، والتقييد 155.
[7] قال ابن السمعاني: سمع «معرفة الصحابة» عن أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن مندة الحافظ، وسمع الظاهري أيضا. روى لنا عنه أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق الحافظ بمرو.
(الأنساب) .(31/225)
- حرف الْعَيْنِ-
213- عَبْد اللَّه أمير المؤمنين القائم بأمر الله [1] .
أبو جعفر ابن القادر باللَّه أَبِي الْعَبَّاس أَحْمَد بْن ولي العهد إِسْحَاق بْن المقتدر باللَّه أَبِي الفضل جَعْفَر بْن المعتضد، الهاشمي العباسي.
ولد فِي نصف ذي القعدة سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة، وبويع بالخلافة بقبة الْإِسْلَام مدينة السلام بغداد يوم الثلاثاء ثالث عشر ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة. وأمه أم ولد اسمها بدر الدجي الأرمنية، وقيل اسمها قطر الندى، كذا سماها الخطيب [2] . أدركت خلافته، وعاشت بعدها ثلاثين سنة.
بويع عند موت والده القادر، وكان ولي عهده فِي حياته، وهو الَّذِي لقبه بالقائم بأمر اللَّه.
قال ابن الأثير [3] : كان جميلًا، مليح الوجه، أبيض. مشربا حمرة، حسن
__________
[1] انظر عن (القائم بأمر الله) في: تاريخ بغداد 9/ 399- 404 رقم 5007، وطبقات الحنابلة 2/ 240، والمنتظم 8/ 295 رقم 347 (16/ 168 رقم 3441) وخريدة القصر (القسم العراقي) 1/ 22- 24، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 107، وتاريخ إربل 1/ 139، ومعجم الألقاب لابن الفوطي ج 4 ق 3/ 566، 567 رقم 2711، والفخري لابن الطقطقي 392، وآثار البلاد وأخبار العباد 418، وخلاصة الذهب المسبوك 264- 268، والإنباء في تاريخ الخلفاء 188- 200، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 202- 209، وتاريخ دولة آل سلجوق 13 وما بعدها، وتاريخ مختصر الدول 183- 192، وتاريخ الفارقيّ (انظر فهرس الأعلام) 326، والكامل في التاريخ 10/ 94، 95، والمختصر في أخبار البشر 2/ 158، 177- 179، 191، ونهاية الأرب 23/ 242- 253، والإعلام بوفيات الأعلام 193، وسير أعلام النبلاء 18/ 307- 318 رقم 146، والعبر 3/ 264، ودول الإسلام 1/ 275، وتاريخ ابن الوردي 1/ 512، 547- 549، 568، ومرآة الجنان 3/ 94، وفوات الوفيات 2/ 157، 158، والبداية والنهاية 12/ 21- 32 و 12/ 110، والوافي بالوفيات 17/ 20- 22 رقم 18، وتاريخ ابن خلدون 3/ 447، ومآثر الإنافة 2/ 1- 11، والقاموس المحيط (مادة: قام) ، وشرح رقم الحلل 118، 119، والجوهر الثمين 192- 196، والنجوم الزاهرة 5/ 4- 11 و 97، 98، وتاريخ الخلفاء 417، 418، 422، واتعاظ الحنفا 2/ 314، وتاريخ الخميس 2/ 357- 359، وتاج العروس (مادة: قام) ، وشذرات الذهب 3/ 236، 327، ومعجم الأنساب والأسرات الحاكمة 4، وأخبار الدول 2/ 160، والنزهة السنية لابن الطولوني 109.
[2] في تاريخ بغداد 9/ 399.
[3] في الكامل في التاريخ 10/ 95.(31/226)
الجسم، ورعًا [1] ، زاهدًا، عالمًا، قوي اليقين باللَّه، كثير الصدقة [2] والصبر، له عناية بالأدب، ومعرفة حسنة بالكتابة. ولم يكن يرضى [3] أكثر ما يكتب من الديوان، وكان يصلح فِيهِ أشياء، وكان مؤثرًا للعدل والإحسان [4] وقضاء الحوائج [5] ، ولا يرى المنع من شيءٍ يطلب منه.
قال: وكان سبب موته ماشرى [6] فافتصد ونام [7] ، فانفجر فصاده وخرج منه دم كثير [8] ، فاستيقظ وقد ضعف وسقطت قوته، فأيقن بالموت، وطلب [9] ولي العهد ووصاه، ثُمَّ توفي رحمه اللَّه.
وحكى الْحَسَن بْن مُحَمَّد القيلوي فِي «تاريخه» قال: ولما رجع الخليفة إِلَى داره، يعني نوبة البساسيري، لم يتجرد من ثيابه للنّوم إِلَى أن مات، ولا نام على فراش غير مصلاه. وكان يصوم، فيما حكي عَنْه، أكثر الزمان، ويقوم الليل، وعفا عن كل من عرفه بفساد وأحسن إليه، ومنع من أذية من أذاه.
قال السلفي: حَدَّثَنِي عَبْد السلام بْن على القيسراني المعدل بمصر، قال:
حَدَّثَنِي شيوخ بغداد أن القائم لم يسترد شيئًا مما نهب من قصره إلا بالثمن، ويقول: هَذِهِ أشياء احتسبناها عند اللَّه. وأنه منذ خرج من مقر عزه ما وضع رأسه على مخدة. وحين نهبوا قصره لم يجدوا فِيهِ شيئًا من آلات الملاهي.
قال الخطيب فِي تاريخه: [10] ولم يزل أمره مستقيمًا إِلَى أن قبض عليه فِي سنة خمسين. وكان السبب فِي ذلك أن أرسلان التركي البساسيريّ كان قد عظم
__________
[1] زاد بعدها: «ديّنا» .
[2] «الصدقة» غير موجودة في المطبوع من الكامل.
[3] في (الكامل) : «يرتضي» .
[4] في (الكامل) : «للعدل والإنصاف» .
[5] في (الكامل) : «يريد قضاء حوائج الناس» .
[6] في (الكامل) : «كان قد أصابه شرى» . و «الماشرا» ورم حادّ ينتج عن دم صفراوي يعمّ الوجه، وربّما غطّى العين.
[7] في (الكامل) : «ونام منفردا» .
[8] زاد في (الكامل) : «ولم يشعر» .
[9] في (الكامل) : «فأحضر» .
[10] تاريخ بغداد 9/ 399- 403.(31/227)
أمره، واستفحل شأنه، لعدم نُظرائه، وانتشر ذِكره، وتهيَّبته أمراء العرب والعجم، ودُعي له عَلَى المنابر، وجبي لَهُ الأموال، وخرب القُرى. ولم يكن القائم يقطع أمرًا دونه. ثُمَّ صحَّ عنده سوء عقيدته، وشهد عنده جماعة أن البساسيري عرَّفهم وهو باسط عزْمه على نْهب دار الخلافة، والقبض على أمير المؤمنين، فكاتب الخليفة أَبَا طَالِب مُحَمَّد بْن ميكال سلطان الغُزّ المعروف بطُغْرُلْبَك، وهو بالرِّيّ، يستنهضه فِي القدوم. ثُمَّ أُحرقت دار البساسيري.
وقدِم طُغْرُلْبَك فِي سنة سبعٍ وأربعين، فَذَهب البساسيري إِلَى الرحْبة، وتلاحق به خلْق من الأتراك، وكاتَبَ صاحب مصر، فأمدّه بالأموال.
ثُمَّ خرج طُغْرُلْبَك بعد سنتين إِلَى نصيبين، ومعه أخوه ينال [1] فِي سنة خمسين، فخالف عليه أخوه، وسار بجيش عظيم وطلب الرّي، وكان البساسيري قد كاتبه وأطمعه بمنصب أَخِيهِ طُغْرُلْبَك، فسار طُغْرُلْبَك فِي أثر أَخِيه، فتفرَّقت عساكره، وتواقَع هُوَ وأخوه بهَمَذان، فظهر عليه ينال [1] وحصَره بهمذان. فعزم الوزير الكُنْدُري والخاتون زَوْجَة طُغْرُلْبَك وابنها على نجدة طُغْرُلْبَك، فاضطرب أمر بغداد، وأرجفوا بمجيء البساسيري، فبطل عزم الوزير، فهمت خاتون بالقبض عليه وعلى ابنها، ففرّا إِلَى الجانب الغربي، وقطعوا الجسر، فنهبت دُورهما، ومضَتْ هِيَ بجمهور الجيش نحو هَمَذان، وخرج ابنُها والوزير نحو الأهواز. فَلَمَّا كان فِي ذي القعدة رحل البساسيري إِلَى الأنبار، ولم يحضر الخطيب يوم الجمعة، ونزلوا من المئذنة، فأخبروا أنهم رأوا عسكر البساسيري. وصلى الناسُ ظُهْرًا.
ثُمَّ وَرَدَ من الغد من عسكره مائتا فارس، فَلَمَّا كان يوم الأحد دخل البساسيري بغداد ومعه الرايات المصرية، فضرب مخيمه على دجلة، وأجمع أَهْل الكرْخ والعوام من الجانب الغربي على مُضافَرة البساسيري. وكان قد جمع العيّارين وأهل الرساتيق، وأطمعهم فِي نهب دار الخليفة، والناسُ إذ ذاك فِي قَحْط، وبقي القتال كل يومٍ بين الفريقين فِي السُّفن، فَلَمَّا كان يوم الجمعة المقبلة دُعي لصاحب مصر بجامع المنصور، وزِيد في الأذان بحيّ على خير
__________
[1] في تاريخ بغداد 9/ 400 «أينال» .(31/228)
العمل، وأصلحوا الجسر، وعَبَرَ الجيش، فنزلوا بالزاهر، وكفوا عن المحاربة أيامًا. وخندّق الخليفة حول داره، وأصلح سُورَها. ثُمَّ حشد البساسيري أَهْل الكرْخ وغيرهم، ونهضَ بهم إِلَى حرب الخليفة، فتحاربوا يومين، وقُتل قتلى كثيرة.
وَفِي اليوم الثالث أتى البساسيري وجُموعه نحو دار الخليفة، وأحرقَ الأسواق بنهر مُعَلَّى، ووقع النَّهْب، وأحاطوا بدار الخلافة، وأُخذ منها ما لا يُحصى. ووجَّه الخليفة إِلَى قُرَيْش العُقَيْليّ البدوي، وكان قد جاء ناصرًا للبساسيري، فأذم للخليفة فِي نفسه، ولقيه فقبَّل بين يديه الأرض، وخرج الخليفة معه من الدار راكبًا وبين يديه رايةٌ سوداء، والأتراك بين يديه. ثُمَّ نزل بمخيمٍ ضُرِب له بأمر قريش. وقبض البساسيري على الوزير وعلى القاضي الدامغاني، وجماعة، وقيد الوزير والقاضي. فَلَمَّا كان يوم الجمعة من ذي الحجة، خطب لصاحب مصر فِي كل الجوامع إلا جامع الخليفة. ولما كان يوم عَرَفَة بُعِث الخليفة إِلَى عانة على الفُرات، وحُبِس هناك.
وشُهِّر الوزير فِي أواخر الشهر على جملٍ وطِيف به. ثُمَّ صُلب حيّا، وهو أبو القاسم ابن المسلمة. ثُمَّ جعلوا فِي فكَّيْه كلوبين من حديد، فمات ليومه.
وأُطْلِق قاضي القضاة.
وأما طُغْرُلْبَك فظفر بأخيه وقتله. وكاتب متولي عَانَة فِي رد الخليفة إِلَى داره مُكْرَمًا.
وذُكر لنا أن البساسيري عزم على ذلك لما بلغه أن طُغْرُلْبَك متوجه إِلَى العراق. وحصل الخليفة فِي مقر عزّه فِي الخامس والعشرين من ذي القعدة من سنة إحدى وخمسين.
ثُمَّ جهز طُغْرُلْبَك جيشًا، فحاربوا البساسيري بِسَقي الفُرات، وظفروا به فقُتل وحمل رأسُه إِلَى بغداد [1] .
وقال أبو الْحَسَن عَلِيِّ بْن هبة اللَّه بْن عَبْد السّلام الكاتب: سمعت
__________
[1] إلى هنا ينتهي نقل المؤلّف عن تاريخ بغداد باختصار.(31/229)
الأستاذ، أَبَا الفضل مُحَمَّد بْن علي بْن عامر قال: دخلنا فِي يومنا هَذَا إِلَى المخزن، فلم يبق أحد لقيني إلا وأعطاني قصّة، فامتلأ كمّي بالرّقاع، فلمّا رَأَيْت كَثْرَتَها قلتُ: لو كان القائم بأمر اللَّه أخي لأَقلَّ المراعاة لي ولضجر مني.
وألقيتها فِي بركة. وكان القائم ينظر وأنا لا أعلم، فَلَمَّا وقفت بين يديه أمر بأخذ الرقاع من البركة وبُسِطت فِي الشمس، ثُمَّ حُمِلت إليه، ووقَّع على الجميع. ثُمّ قال: يا عامّي، ما حملك على ما فعلت؟ وهل كان عليك دركٌ فِي إيصالها إلينا؟
فقلتُ: خفت أن تملّ.
فقال: ويْحك، ما أطلقنا شيئًا من أموالنا، بل نَحْنُ خزّانهم فيها. واحذر أن تعود إِلَى ما فعلت [1] .
قال أبو يَعْلَى بْن حَمْزَة بْن القلانِسيّ فِي «تاريخه» [2] : رُوي أن القائم لمّا اعتُقِل نَوْبة البساسيري كتبَ قَصّةً ونفذها إِلَى بيت اللَّه مستعديا إِلَى اللَّه على من ظلمه، فعلّقت على الكعبة، وهي:
«إِلَى اللَّه العظيم من المسكين عبده.
اللَّهمّ [3] إنّك العالم بالسّرائر، [و] المطّلع على الضمائر [4] ، اللَّهمّ إنّك غنيٌّ بعلمك واطلاعك على خلقك، عن إعلامي، هَذَا عبدٌ [5] قد كفر نِعَمك [6] ومَا شَكَرها، وألقى [7] العواقب وما ذكرها، أطغاه حلْمُك [8] حَتَّى تعدّى علينا بغْيا، وأساء إلينا عتوّا وعدوا. اللَّهمّ قَلَّ الناصر، واعتزَّ الظالم، وأنت المطلع العالم، [و] المنصف الحاكم. بك نعتز عليه، وإليك نهربُ من يديه، فقد تعزّز علينا
__________
[1] المنتظم 8/ 59 (15/ 219) .
[2] ذيل تاريخ دمشق 107.
[3] بدأ قبلها بالبسملة.
[4] في ذيل تاريخ دمشق: «على مكنون الضمائر» .
[5] في الذيل: «هذا عبد من عبيدك» .
[6] في الذيل: «نعمتك» .
[7] في الذيل: «وألغي» .
[8] في الذيل: «حكمك وتجبّر بأناتك» .(31/230)
بالمخلوقين، ونحن نعززُ بك [1] . وقد حاكمنا إليك [2] ، وتوكلنا فِي إنصافنا منه عليك، ورفعنا ظلامتنا هَذِهِ إِلَى حَرَمَك، ووثقنا فِي كشْفها بكرمك، فاحكم بيننا بالحق وأنت خير الحاكمين» [3] .
تُوُفّي القائم بأمر اللَّه ليلة الخميس الثالث عشر من شعبان، ودُفن فِي داره بالقصر الحسني. وكانت دولته خمسًا وأربعين سنة، وغسّله الشريف أبو جَعْفَر بْن أَبِي مُوسَى الهاشمي شيخ الحنابلة [4] .
وبُويع بعده المقتدي.
214- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الهيصم الكرّامي [5] .
أبو بَكْر النَّيْسابوري، من وجوه أصحاب أَبِي عَبْد اللَّه بْن كرام [6] .
تُوُفّي أَبُوهُ الْإِمَام مُحَمَّد، ولهذا إحدى عشرة سنة. وكان قد قرأ عليه شيئا يسيرا، ثمّ قرأ على أَخِيهِ عَبْد السلام، وحصل سرائر المذهب ودقائقه عن أَخِيهِ.
واختلف إِلَى الأديب أَبِي بَكْر الخطابي، وأحكم عليه الأدب [7] .
وسمع من: أَبِي عَمْرو بْن يحيى، والقاضي أَبِي الهيثم، وعبد اللَّه بْن يوسف، وابن مَحْمِش، والحاكم أبي عبد الله.
__________
[1] في الذيل: «ونحن نعتزّ بك يا ربّ العالمين» .
[2] في الذيل: «اللَّهمّ إنّا حاكمناه إليك» .
[3] وتتمّة النص: «وأظهر اللَّهمّ قدرتك فيه، وأرنا ما نرتجيه، فقد أخذته العزّة بالإثم، اللَّهمّ فاسلبه عزّه، وملّكنا بقدرتك ناصيته يا أرحم الراحمين. وصلّ يا ربّ على محمد وسلّم وكرّم» .
[4] طبقات الحنابلة 2/ 240، ومن شعر القائم بأمر الله:
القلب من خمر التصابي منتش ... من ذا عذيري من شراب معطش؟
والنفس من برح الهوى مقتولة ... ولكم قتيل في الهوى لم ينعش
جمعت عليّ من الغرام عجائب ... خلّفن قلبي في إسار موحش
خلّ يصدّ، وعاذل متنصّح ... ومعاند يؤذي، ونمّام يشي
(خريدة القصر 1/ 23)
[5] انظر عن (عبد الله بن محمد بن الهيصم) في: المنتخب من السياق 287، 288 رقم 950.
[6] قال عبد الغافر: «كبير أصيل، فاضل، نسيب، من بيت الإمامة، نشأ في العلم والزهد والسداد، وصحب الكبار من أصحابهم» .
[7] وزاد عبد الغافر: «وحصّل الحديث» .(31/231)
وتُوُفّي يوم عيد الفِطْر.
وكان أَبُوهُ رأسا فِي بدعته.
215- عَبْد اللَّه بْن أَبِي مُعَاذ الصَّيْرَفيّ [1] .
الهَرَويّ.
وقد حج، وسمع: أَبَا الْحُسَيْن بْن بشران، وأبا أسامة المقرئ بمكة.
216- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن محمود [2] .
أبو سَعِيد الهَرَويّ المعلم.
سمع من: الأمير خَلَف السِّجْزِي، وأبا علي مَنْصُور الخالدي.
وحدَّث.
217- عَبْد الرَّحْمَن بْنُ مُحَمَّد بْن المظفر بْن مُحَمَّد بْن دَاوُد بْن أَحْمَد بْن مُعَاذ بْن سهل بْن الحكم بْن شيرزاد [3] .
أبو الْحَسَن بْن أبي طلحة الدّاوديّ البوشنجيّ [4] ، شيخ خُراسان جمال الْإِسْلَام رَضِيَ اللَّه عَنْهُ.
ذكره أبو سعد السمعاني فقال: [5] وجه مشايخ خُراسان فضلا عن ناحيته،
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد بن المظفّر) في: الأنساب 5/ 263، 264، والمنتظم 8/ 296 رقم 348 (16/ 168، 169 رقم 3442) ، والتقييد لابن نقطة 335، 336 رقم 405، واللباب 1/ 487، والمنتخب من السياق 312، 313 رقم 1024، وطبقات ابن الصلاح (مخطوط) الورقة 57 أ، وطبقات النووي (مخطوط) ، ورقة 89 ب- 91 أ، والعبر 3/ 264، 265، والإعلام بوفيات الأعلام 193، وسير أعلام النبلاء 18/ 22- 226، والمعين في طبقات المحدّثين 134 رقم 1481، ودول الإسلام 2/ 3، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 200 وفوات الوفيات 2/ 295، 296، ومرآة الجنان 3/ 95، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 228، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 525، 526، والبداية والنهاية 12/ 112، والنجوم الزاهرة 5/ 99، وطبقات المفسّرين 1/ 294، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 256، 257 رقم 213، وشذرات الذهب 3/ 327.
[4] انظر تعريف المؤلّف بها في آخر هذه الترجمة.
[5] في الأنساب 5/ 263، والمؤلف ينقل عنه بوساطة «المنتخب من السياق» لعبد الغافر الفارسيّ 312.(31/232)
المعروف [1] فِي أصله وفضله وسيرته وطريقته [2] . له قَدَمٌ فِي التَّقْوى راسخْ [3] ، يستحق [4] أن يُطْوَى للتبرُّك بلقائه فراسِخْ. وفضله فِي الفنون مشهور، وذِكْره فِي الكُتُب مسطور. وأيّامه غُرَر، وكلماته دُرَرْ.
قرأ الأدب على أَبِي علي الفَنْجُكِرْدي [5] ، والفقه على: أَبِي بَكْر القفال المَرْوَزِي، وأبي الطيب سهْل الصُّعْلُوكي، وأبي طاهر بْن مَحْمِش، والأستاذ أبي حامد الأسفرائينيّ، وأبي الْحَسَن الطَّبَسي [6] ، وأبي سَعِيد يحيى بْن مَنْصُور الفقيه البُوسنجيّ [7] .
وسمعتُ أن ما كان يأكله فِي حالة التّفقُّه والمُقام ببغداد وغيرها يحمل إليه من فوشنج [8] احتياطا فِي المأكول [9] .
وصحِب أَبَا عليّ الدّقّاق، وأبا عَبْد الرَّحْمَن السُّلَمّي بنَيْسابور، والإمام فاخر السِّجْزِيّ بِبُسْت فِي رحلته إِلَى غَزْنَة. ولقي يحيى بن عمّار [10] .
ودخل بغداد سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، ورجع إلى وطنه سنة خمس
__________
[1] في الأنساب: «المشهور» .
[2] في الأنساب: «وورعه» بدل «وطريقته» .
[3] في الأنساب: «وله قدم راسخ في التقوى» .
[4] من هنا ينتهي النقل عن (الأنساب) ولعلّه ينقل عن (الذيل) .
[5] في الأصل: «القلجردي» ، والتصحيح من (الأنساب 5/ 263 و 9/ 334) و «الفنجكرديّ» : بفتح الفاء وسكون النون وضمّ الجيم أو سكونها وكسر الكاف وسكون الراء، وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى فنجكرد وهي قرية من نواحي نيسابور.
[6] الطّبسيّ: بفتح الطاء المهملة، والباء المنقوطة بواحدة، والسين المهملة، هذه النسبة إلى طبس وهي بلدة في برّيّة، إذا خرجت منها إلى أيّ صوب منها سلكت وقصدت لا بدّ من ركوب البريّة، وهي بين نيسابور وأصبهان وكرمان. (الأنساب 8/ 209) .
[7] ترد «البوسنجي» بالسين المهملة، و «البوشنجي» بالشين المعجمة، وهذا هو الأكثر. وقال في (الأنساب 5/ 263) : «وبفوشنج على أبي سعيد يحيى بن منصور الفقيه» .
[8] فوشنج: بضم الفاء وفتح الشين المعجمة بعدها نون ساكنة وجيم، وهي «بوشنك» بلدة قديمة كثيرة الخير على سبعة فراسخ من هراة بخراسان، والنسبة إليها فوشنجي وبوشنجي بالفاء والباء المنقوطة بنقطة. (الأنساب 9/ 346) .
[9] الأنساب 5/ 263.
[10] المنتخب من السياق 312.(31/233)
وأربعمائة [1] ، وأخذ فِي مجلس التذكير والتدريس والفتوى والتصنيف، وكان له حظٌّ وافر من النَّظْم والنَّثْر [2] .
سمع ببوُشَنْج: عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حمُّوَيْه السَّرْخَسِي [3] ، وهو آخر من حدَّث عَنْهُ.
وبهَرَاة: أَبَا مُحَمَّد بْن أَبِي شُرَيْح.
وبنَيْسابور: أَبَا عَبْد اللَّه الحاكم، وأبا عَبْد اللَّه بْن باموَيْه، وابن مَحْمِش.
وببغداد: أَبَا الْحَسَن بْن الصَّلْت المُجْبِر، وأبا عُمَر بْن مَهْدِي، وعلي بْن عُمَر التّمّار.
حَدَّثَنا عَنْهُ: مسافر بْن مُحَمَّد، وأخوه أَحْمَد، وأبو المحاسن أسعد بْن زياد [4] الماليني، وأبو الوقت عَبْد الأول. وعائشة بِنْت عَبْد اللَّه البُوسَنْجيّة.
قال السمعاني [5] أبو سعْد: سمعتُ يوسف بْن مُحَمَّد بْن فارو الأندلسيّ:
سمعتُ عليّ بْن سُلَيْمَان المرادي يقول: كان أبو الْحَسَن عَبْد الغافر بْن إِسْمَاعِيل يقول: سمعتُ «الصحيح» من أَبِي سهل الحفصي، وأجازه لي أبو الْحَسَن الداودي، وإجازة الداودي أحب إلي من السماع من الحفصي [6] .
وسمعت أسعد يقول: كان شيخنا الداوديّ بقي أربعين سنة لا يأكل اللّحم وقت تشوشّ التُّرْكُمان واختلاط النَّهْب، فأضرَّ به، فكان يأكل السَّمَك ويُصطاد له من نهرٍ كبير، فحكي له أنّ بعض الأمراء أكل على حافة ذلك النهر، ونُفِضت سفرتُه، وما فضل منه فِي النَّهْر، فَمَا أكل السَّمَك بعد ذلك [7] .
__________
[1] المنتخب 312.
[2] المنتظم 8/ 296 (16/ 168) .
[3] سمع منه «صحيح البخاري» في صفر سنة 381 هـ. (التقييد 335) .
[4] هكذا هنا وفي سير أعلام النبلاء 18/ 224، أما في (الأنساب 5/ 264) : «أبو المحاسن أسعد بن علي الحنفي» .
[5] قوله ليس في الأنساب، لعلّه في (الذيل) .
[6] سير أعلام النبلاء 18/ 224، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 228.
[7] التقييد 336، سير أعلام النبلاء 18/ 224، طبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 525، والخبر باختصار في: (المنتظم) .(31/234)
قال أبو سعْد: وسمعتُ محمود بْن زياد الحنفي يقول: سمعتُ الْمُخْتَار بْن عَبْد الحميد البُوشَنْجيّ يقول: صلى الْإِمَام أبو الْحَسَن الداوديّ أربعين سنه، وكان يده خارجة من كُمّه استعمالًا للسُّنَّة، واحتياطًا لأحد القولين فِي وضع اليدين وهما مكشوفتان حالة السُّجود [1] .
قال أبو القاسم عبد الله بن عليّ أخو نظام المُلْك: كان أبو الْحَسَن الداودي لا تسكُن شفته من ذكر اللَّه، فحُكي أنّ مُزَيّنًا أراد أن يقص شاربه فقال: سكِّن شفَتَك. فقال: قلْ للزمان حَتَّى يَسْكُن [2] .
ودخل أخي النظام عليه، فقعد بين يديه، وتواضعَ له، فقال لَهُ: أيُّها الرجل، إنّك سلطان اللَّه على عباده، فانظر كيف تجيبه إذا سألك عَنْهُمْ [3] .
ومن شعر الداوديّ:
ربِّ تقبَّلْ عملي ... ولا تُخَيِّب أملي
أَصْلِحْ أُموري كلّها ... قبل حُلُول الأَجَلِ [4]
وله:
يا شاربَ الخمر اغتنِمْ توبةً ... قبل الْتِفاف الساقِ بالسّاق
الموتُ سلطانٌ له سَطْوةٌ ... يأتي على المَسْقِيّ والسّاقيّ [5]
__________
[1] سير أعلام النبلاء 18/ 225.
[2] سير أعلام النبلاء 18/ 215.
[3] المنتظم 8/ 296 (16/ 168) .
[4] البيتان في: سير أعلام النبلاء 18/ 225، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 525.
[5] البيتان في: سير أعلام النبلاء 18/ 225، 226.
وأنشد الداوديّ ببوشنج لنفسه:
كان اجتماع الناس فيما مضى ... يورث البهجة والسّلوه
فانقلب الأمر إلى ضدّه ... فصارت السّلوة في الخلوة
(سير أعلام النبلاء 18/ 226، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 228، فوات الوفيات 2/ 296) ومن شعره:
كان في الاجتماع للناس نور ... فمضى النور وادلهمّ الظلام
فسد الناس والزمان جميعا ... فعلى الناس والزمان السلام
(المنتظم 8/ 296/ 16/ 169) ، وهما في: سير أعلام النبلاء 18/ 226، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 228، وفوات الوفيات 2/ 296، والنجوم الزاهرة 5/ 99.(31/235)
قال عَبْد الغافر الفارسي [1] : وُلِد الداوديّ فِي ربيع الآخر سنة أربع وسبعين وثلاثمائة.
وقال الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الكُتُبيّ: تُوُفّي بفوُشَنْج فِي شوال [2] .
فُوشَنْج، ويقال بالباء، مدينة صغيرة بشين مُعْجَمَة على سبعة فراسخ من هَرَاة. رحمه اللَّه تعالى.
218- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بن عبد الكبير الطّليطليّ [3] الطّبيب ابن وافد [4] ، الوزير أبو المطرِّف اللَّخْميّ الأندلسي.
من كبار العالمين بالطِّب، لا سيما بالأدوية المفردة [5] ، فإنه لم يُدرِك شَأْوَه فيها أحدٌ. وألّف كتابًا حافلًا جمع فِيهِ بين قول ديسقوريدوس [6] ، وقول جالينوس [7] .
وَلَهُ يَدٌ طُولَى فِي الْمُعَالَجَة، وسكن طُلَيْطُلَة. وكان له فِي دولة ابن ذي النون ذِكرٌ. وكان حيًّا فِي سنة ستين وأربعمائة. وذكر أنّه ولد سنة سبع [8] وثمانين وثلاثمائة. وهو مشهور بابن وافد، بالفاءِ وله أيضًا كتاب «الرّشاد» فِي الطِّب، وكتاب «تدقيق النّظر فِي عِلَل حَاسَّةِ الْبَصَرْ» ، وكتاب «مجرَّبات الطّبّ» .
توفّي في رمضان سنة سبع وستّين.
__________
[1] في المنتخب من السياق 312.
[2] وأنشد أبو القاسم أسعد بن علي البارع لنفسه في أبي الحسن الداوديّ:
أئمّة العالم جرّبتهم ... من بين مذموم ومحمود
سيرة داوديهم خيرهم ... وخير درع درع داود
(الأنساب 5/ 264)
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد) في: التكملة لكتاب الصلة لابن الأبّار 2/ 551، وأخبار العلماء بأخبار الحكماء للقفطي 152 وفيه «عبد الكريم» بدل «عبد الكبير» ، وعيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة 2/ 49، ومعجم المؤلفين 5/ 180، 181.
[4] في أخبار العلماء بأخبار الحكماء: «واقد» بالقاف.
[5] في الأصل: «الفردة» .
[6] في أخبار العلماء: «ذيوسقوريذس» .
[7] وهو في الأدوية المفردة، رتّبه أحسن ترتيب، وهو مشتمل على قريب من خمسمائة ورقة.
[8] في أخبار العلماء: «سنة تسع» .(31/236)
ورّخه الأبّار [1] وقال: له كتاب «الفلاحة» . أَخَذَ الطبّ عن خلف بْن عَبَّاس الزَّهْراويّ [2] .
219- عَبْد السلام بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر [3] .
أبو الغنائم الْأَنْصَارِيّ الْبَغْدَادِيّ البابصري [4] . نقيب الأَنْصَار، من ولد زَيْدُ بْن وديعة الْأَنْصَارِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ.
كان من أماثل الشيوخ وأعيانهم، ذا سَمْتٍ ووقار، ودِين وتواضع. وكان ثقة، صحيح السماع.
سمع من: هلال الحفّار، وأبي الفتح بْن أَبِي الفوارس، وأبي الْحُسَيْن بْن بشران.
سمع منه: مكّيّ الرُّمَيْلي، وأبو الفضل مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن المقتدي باللَّه، وأبو عَبْد اللَّه الْحُسَيْن سبْط الخيّاط، وأبو المعالي بْن البدِن.
وُلِد سنة تسعٍ وثمانين وثلاثمائة. وقيل: سنة ستٍّ وثمانين.
وتُوُفّي فِي يوم الجمعة السابع والعشرين من رمضان، وهو والد أَبِي الفضل مُحَمَّد شيخ شهدة.
220- عَبْد الواحد بْن أَحْمَد بْن سعيد البقال الأصبهاني [5] .
مات في شعبان.
شيخ مستور عفيف صالح.
__________
[1] في التكملة 2/ 551.
[2] وقال القفطي: وله في الطب منزع لطيف ومذهب ظريف، وذلك أنه لا يرى التداوي بالأدوية ما أمكن التداوي بالأغذية أو ما كان منها قريبا فإذا دعت الضرورة إلى الأدوية فلا يرى التداوي بمركّبها ما وصل إلى الشفاء بمفردها، فإن اضطرّ إلى المركّب منها لم يكثر التركيب بل اقتصر على ما يمكنه منه.
وله نوادر محفوظة وغرائب مشهورة في الإبراء من العلل الصعبة بأيسر علاج وأقربه، وكان قريبا من وسط المائة والخامسة متوطّنا طليطلة.
[3] انظر عن (عبد السلام بن أحمد) في: المنتظم 8/ 296 رقم 349 (16/ 169 رقم 3443) .
[4] لم أجد هذه النسبة.
[5] لم أجد مصدر ترجمته.(31/237)
روى عن: أَبِي عُمَر بْن عَبْد الوهاب، وأبي الْعَبَّاس المَخْلَديّ.
221- عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن أَبِي الطيّب [1] .
الرئيس الأديب، أبو الحسن [2] الباخرزي [3] الشّاعر، مصنّف «دمية القصر» [4]
__________
[1] انظر عن (علي بن الحسن الباخرزي) في: الأنساب 2/ 21، ومعجم البلدان 1/ 316، ومعجم الأدباء 13/ 33- 48 رقم 11، والكامل في التاريخ 10/ 11 واللباب 1/ 104، ووفيات الأعيان 3/ 387- 389، رقم 475، وبدائع البدائه 57، 58، 150، 254، 299 308، 351، وآثار البلاد وأخبار العباد 447، والتذكرة الفخرية للإربلي 227، وزبدة التواريخ للحسيني 68- 70، والعبر 3/ 265، والإعلام بوفيات الأعلام 193، وسير أعلام النبلاء 18/ 363، 364 رقم 174، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد للدمياطي 18/ 185، 186، ومرآة الجنان 3/ 95، والبداية والنهاية 12/ 112، والوافي بالوفيات (مخطوط) 12/ 26، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 298، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 234- 236، والنجوم الزاهرة 5/ 99، ومفتاح السعادة 1/ 263، وكشف الظنون 761- 778، وشذرات الذهب 3/ 327، 328، وديوان الإسلام 1/ 243، 244 رقم 372، وهدية العارفين 1/ 692، وتاريخ الأدب العربيّ 5/ 26، 27، ومعجم المؤلفين 7/ 65، ودائرة معارف الأعلمي 22/ 242.
[2] قال أبو الحسن البيهقي: كنية الباخرزي أبو القاسم وهو الصحيح. (معجم الأدباء 13/ 33) .
[3] الباخرزي: بفتح الباء الموحّدة وفتح الحاء المعجمة وسكون الراء وفي آخرها الزاي. هذه النسبة إلى باخرز وهي ناحية من نواحي نيسابور. (الأنساب 2/ 21) .
[4] اسمه الكامل: «دمية القصر وعصرة أهل العصر» . وفي (معجم الأدباء) «دمية القصر في شعراء العصر» .
قال العماد الأصفهاني: وطالعت هذا الكتاب بأصفهان في دار الكتب التي لتاج الملك بجامعها، وبعثني ذلك على تأليف كتابي هذا. (يعني كتابه الّذي سمّاه «خريدة القصر في شعراء العصر» . (معجم الأدباء 13/ 33، 34) والمعروف أن كتاب العماد اسمه: «خريدة القصر وجريدة العصر» .
وقد طبع كتاب الباخرزي «دمية القصر» عدّة طبعات: الأولى طبعة الشيخ راغب الطباخ الحلبي بمطبعة العلمية بحلب في سنة 1349 هـ. 1930 م. في (316 صفحة) وأضاف إليها:
«الملتقط من ديوان الباخرزي» وما جمعه من شعر الباخرزي، وأثبت في آخره خمس تراجم سقطت من الكتاب عثّر عليها المستشرق سالم الكرنكوي في نسخة المتحف البريطاني بلندن.
قال البحاثة محمد بهجة الأثري: إن النسخة التي اعتمد عليها نسخة مشوّهة ومحرّفة، وفيها نقص كبير جدا يبلغ زهاء نصف الكتاب، وعدّة التراجم في طبعة الشيخ راغب 292 ترجمة، بينما يوجد في النسخة التي يغلب عليها الصحة 537 ترجمة (انظر: مقدّمة خريدة القصر- القسم العراقي- ج 1/ 85 بالحاشية 4) الطبعة الثانية: بتحقيق عبد الفتاح الحلو، صدر(31/238)
كان واحدًا فِي فنه.
تفقه فِي مذهب الشافعي، ولازم أَبَا مُحَمَّد الْجُوَيْنيّ والد إمام الحَرَمَين، ثُمَّ شرع فِي الأدب، وأقبل على الكتابة والإنشاء، واختلف إِلَى ديوان الرسائل وتنقلت به الأحوال، ورأى عجائب فِي أسفاره، وسمع الحديث، وألف كتاب «دُمية القصر» ، وهو ذيل «ليتيمة الدّهر» للثّعالبي فِي الشعراء، ذكر فِيهِ خلقًا كثيرًا. وقد وضع على كتابه أبو الْحَسَن عليّ بْن زَيْدُ البَيْهَقيّ كتابًا سماه «وشاح الدُّمية» ، كذا سماه أبو سعد السمعاني في «الذّيل» . وسمّاه العماد فِي كتاب «الخريدة» شرف الدين على بْن الْحُسَيْن البَيْهَقيّ.
وللباخَرْزِيّ ديوان شِعْر كبير، منه:
يا فالقَ الصُّبْح من لألاءٍ غُرّتِهِ ... وجاعِلَ الليلِ من أصْداغه سَكَنا
بصورة الوَثَن استعبدتني، وبها ... فتنتني، وقديما هجت لي شَجَنا
لا غَرْو أَنْ أحرقَتْ نار الهَوَى كَبِدي، ... فالنار حقُّ على من يعبُد الوَثَنا [1]
قُتِل بباخَرز، وهي ناحية من نواحي نَيْسابور، وذهبَ دمُه هَدْرًا فِي شهر ذي القعدة [2] .
__________
[ (-) ] المجلّد الأول منه بالقاهرة سنة 1968.
الطبعة الثالثة: بتحقيق الدكتور سامي مكي العاني. صدر المجلّد الأول منه ببغداد سنة 1970.
الطبعة الرابعة: تحقيق الدكتور محمد التونجي، صدرت بدمشق. عن دار الفكر.
وقد وضع «أبو المعالي سعد بن علي الحظيري الكتبي» ذيلا على «الدمية» سمّاه: «زينة الدهر وعصرة أهل العصر» .
[1] الأبيات في: وفيات الأعيان 3/ 388، ومرآة الجنان 3/ 95، وفي (معجم الأدباء 13/ 48) بيتان: الأول والثالث.
[2] قال العماد الأصفهاني: قتل في مجلس أنس بباخرز وذهب دمه هدرا، قال: وكان واحد دهره في فنّه، وساحر زمانه في قريحته وذهنه، صاحب الشعر البديع، والمعنى الرفيع، وأثنى عليه وقال: ولقد رأيت أبناء العصر بأصفهان مشغوفين بشعره، متيمين بسحره، وورد إلى بغداد مع الوزير الكندريّ، وأقام بالبصرة برهة، ثم شرع في الكتابة معه مدّة، واختلف إِلَى ديوان الرسائل، وتنقلت به الأحوال في المراتب والمنازل. (معجم الأدباء 13/ 34) .
قال السمعاني: ولما ورد إلى بغداد مدح القائم بأمر الله بقصيدته التي صدّرها ديوانه وهي:
عشنا إلى أن رأينا في الهوى عجبا ... كلّ الشهور وفي الأمثال عش رجبا(31/239)
222- عليّ بْن الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن الحسين [1] .
أبو الحسن التّغلبي [2] ابن صَصرى. أصلهم من مدينة [3] بلدٍ.
حدَّث عن: تمام الرّازي [4] ، وأبي عَبْد اللَّه بْن سهل، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر التميمي، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن نصر، وجماعة.
رَوَى عنه: أبو بكر الخطيب [5] ، وعمر الرؤاسي، وأبو القاسم النسيب، وأبو مُحَمَّد بْن الأكفاني وقال: تُوُفّي فِي الثالث والعشرين من المحرَّم بدمشق.
وكان ثقة كتب له تمام الجزء الأول من فوائد الْحُسَيْن بْن يحيى الشّعراني، وكتب عليه علامة السماع له من أَبِي بَكْر بْن أَبِي الحديد، فدَفعه إليَّ وقال: لم أسمع من أَبِي بَكْر شيئًا، كتب لي تمّام هَذَا الجزء، ولم يتَّفق لي سماعه من أبي بكر [6] .
__________
[ () ]
أليس من عجب أني ضحى ارتحلوا ... أوقدت من ماء دمعي في الحشا لهبا
وأنّ أجفان عيني أمطرت ورقا ... وأنّ سلعة خدّي أنبتت ذهبا
وإن تلهّب برق من جوانبهم ... توقّد الشوق في جنبيّ والتهبا
قال: فاستهجن البغداديون شعره وقالوا: فيه برودة العجم، فانتقل إلى الكرخ وسكنها وخالط فضلاءها وسوقتها مدّة وتخلّق بأخلاقهم، واقتبس من اصطلاحاتهم. ثم أنشأ قصيدته التي أولها:
هبّت عليّ صبا تكاد تقول ... إني إليك من الحبيب رسول
سكرى تجسمت الربَّى لتزورني ... من علّتي وهبوبها تعليل
فاستحسنوها وقالوا: تغيّر شعره ورقّ طبعه. (معجم الأدباء 13/ 34 و 38، 39) .
[1] انظر عن (علي بن الحسين التغلبي) في: موضح أوهام الجمع والتفريق للخطيب البغدادي 2/ 87، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 11/ 2 و 507 و 29/ 43، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 17/ 226 رقم 128، والعبر 3/ 265 وفيه: «علي بن الحسن» ، والنجوم الزاهرة 5/ 100، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 324، 325 رقم 1071.
[2] تحرّفت هذه النسبة إلى «الثعلبي» في (النجوم الزاهرة 5/ 100) .
[3] كتبت كلمة «مدينة» في الأصل فوق «بلد» .
[4] لم يذكره المعتني ب «الروض البسّام بترتيب فوائد تمّام» بين تلاميذه. انظر مقدّمة الجزء الأول- ص 49.
[5] في (موضح أوهام الجمع 2/ 87) .
[6] وحدّث التغلبي عن: الحسين بن عبد الله بن أبي كامل الأطرابلسي، وحمزة بن عبد الله بن الحسين بن الشامّ الأطرابلسي، (تاريخ دمشق 11/ 2 و 11/ 507، موسوعة العلماء 3/ 324، 325) .(31/240)
- حرف الميم-
223- مُحَمَّد بْن بديع الأَسَدَاباذي [1] .
أبو الفتح.
سمع: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نَصْر.
رَوَى عَنْهُ: الخطيب مع تقدَّمه، وغَيْث الأرمنازيّ.
مات بالرملة قاصدًا القدس.
224- مُحَمَّد بْن المحدِّث أَبِي مُحَمَّد الجوهري [2] .
أبو الحسن.
سمع: أَبَا عليّ بْن شاذان.
وعنه: أبو عليّ البَرَدَاني، وشجاع الذُّهْلي، وطائفة.
225- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن عَبْد اللَّه بْن عليّ [3] .
أبو الحُسَين الأزْديّ الدِّمشقيّ المعروف بابن أَبِي العجائز، الخطيب.
نزيل بيروت، وبها تُوُفّي.
روى عن: عبد الرحمن بن أبي نصر، وأبي نصر بْن هارون.
وعنه: عُمَر الرُّؤاسي، وابن الأكفاني، وغيرهما.
226- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ [4] .
أَبُو بَكْر القصّار المَدِيني، يُعرف بالغزّال.
مات فِي جُمَادَى.
227- مُحَمَّد بْن عَبْد الْوَاحِدِ بْن أَحْمَد بْن الْعَبَّاس بْن الحُصَين [5] .
أبو عَبْد اللَّه الشَّيْباني، والد هبة اللَّه بن الحصين.
مات فيها.
__________
[1] انظر عن (محمد بن بديع) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 37/ 198.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (ابن أبي العجائز) في: تاريخ مولد العلماء ووفاتهم لابن الأكفاني (مخطوط) ورقة 158، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 22/ 280، 281 رقم 356.
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
[5] لم أجد مصدر ترجمته.(31/241)
ومات ابنُه عَبْد الواحد بعده بأيام.
228- مُحَمَّد بن عقيل بن محمد بن عبد المنعم بْن هاشم [1] .
أبو عَبْد اللَّه القُرَشيّ الدّمشقيّ البزّاز.
صدوق.
سمع من: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نَصْر.
رَوَى عَنْهُ: غَيْث الأرمنازي، وابن الأكفانيّ [2] .
229- مُحَمَّد بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى [3] .
أبو بَكْر الخيّاط المقرئ الْبَغْدَادِيّ.
قرأ القراءات على: أَبِي أَحْمَد بْن أَبِي مُسْلِم الفَرَضي، وأبي الْحَسَن السَّوْسَنْجِرْدي [4] ، وبكر بْن شاذان، والحماميّ.
وتفرَّد بالعُلُو، فِي رواية أَبِي نشيط، عن قالون [5] . وَفِي اختيار خَلَف، وَفِي رواية سجّادة، عن اليزيْديّ. وكان عالمًا، متقنًا، ورِعًا، صالحًا، خشن الطّريقة، حنبلي المذهب.
سمع الحديث من: ابن الصَّلْت المُجْبِر، والفَرَضي، وأبي عُمَر بن
__________
[1] انظر عن (محمد بن عقيل) في: الإكمال لابن ماكولا 6/ 239، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 38/ 453، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 23/ 60 رقم 93.
و «عقيل» : بفتح العين المهملة.
[2] وكان ثقة. (تاريخ دمشق، والمختصر) .
[3] انظر عن (محمد بن علي الخياط) في: طبقات الحنابلة 2/ 232- 234 رقم 669 وفيه اسمه:
«أبو بكر بن علي بن محمد بن موسى» ، والمنتظم 8/ 297 رقم 351 (16/ 170 رقم 3445) ، ومناقب الإمام أحمد لابن الجوزي 521، والإعلام بوفيات الأعلام 193، وسير أعلام النبلاء 18/ 436، 437 رقم 221، والعبر 3/ 265، 266، ومعرفة القراء الكبار 1/ 426، 427 رقم 365، والوافي بالوفيات 4/ 136 رقم 1645، وغاية النهاية 2/ 208، 209 رقم 3279، وشذرات الذهب 3/ 329.
[4] السّوسنجرديّ: بالواو بين السينين المهملتين، وسكون النون، وكسر الجيم، وسكون الراء، وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى قرية بنواحي بغداد يقال لها سوسنجرد.
[5] في الأصل: «قانون» . والمثبت هو الصحيح. وهو: عيسى بن ميناء بن وردان بن عيسى الزرقيّ مولى بني زهرة قارئ المدينة في زمانه ونحويّهم. توفي سنة 220 هـ-. (انظر: معرفة القراء الكبار 1/ 155، 156 رقم 64) .(31/242)
مَهْدي، وإسماعيل بْن الحَسَن الصَّرْصَري، وجماعة.
وتصدَّر للإقراء، وكان بقية شيوخ العراق، فقيرًا قانعًا بكّاءً عند الذَّكْر.
رَوَى عَنْهُ: الخطيب فِي تاريخه، ومكّيّ الرُّمَيْلي، وأبو مَنْصُور القزّاز، وعبد الخالق بْن البدِن، ويحيى بْن الطّرّاح، وأحمد بن ظفر المغازليّ.
وقرأ عليه القرآن جماعة، منهم: أبو الحسين بْن الفراء الحنبلي [1] ، وهبة اللَّه بْن الصبر الحريري، وأبو بَكْر مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن المَزْرَفي [2] ، وأبو عَبْد اللَّه البارع.
وكان مولده في سنة ستّ وسبعين وثلاثمائة.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى [3] .
230- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد [4] .
أبو يَعْلَى بْن الحرْبيّ [5] البزّاز.
روى عن: هلال الحفّار.
__________
[1] وهو قال: قرأت عليه ختمتين لنافع. وكان ختمي عليه في ذي الحجة سنة أربع وستين وأربعمائة، وكان شيخي قرأ بها في المحرم سنة أربعمائة.
والختمة الثانية في المحرّم سنة خمس وستين وأربعمائة. وقال: كان شيخا خيّرا أديبا ثقة.
وكان يتردّد إلى الوالد السعيد الدفعات الكثيرة، ويسمع درسه، ويحضر أماليه بجامع المنصور وغيره. وكان ثقة ديّنا، يقرأ عليه القرآن والحديث في كل يوم في بيته، وفي مسجده، وفي جامع المنصور، ويكثر عنده الناس. وكان من شدّة تحنبله أنه كان إذا كتب إجازة أو سماعا، أو قراءة: كتب في آخر نسبه: «الحنبلي» . (طبقات الحنابلة) .
[2] المزرفيّ: بفتح الميم وسكون الزاي وفتح الراء، وفي آخرها الفاء، هذه النسبة إلى المزرفة، وهي قرية كبيرة بغربيّ بغداد على خمسة فراسخ منها. (الأنساب 11/ 275) قال ياقوت: فوق بغداد على دجلة.
[3] وقال السلفي: سألت المؤتمن الساجي عن أبي بكر الخياط، فقال: كان شيخا ثقة في الحديث والقراءة، صالحا، صابرا على الفقر.
وقال ابن الجوزي: توحّد في عصره في القراءات، وسمع الحديث الكثير، وحدّث بالكثير، وكان ثقة صالحا، حدّثنا عنه أشياخنا. (المنتظم) .
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
[5] الحربي: بفتح الحاء وسكون الراء المهملتين وفي آخرها الباء المعجمة بواحدة. هذه النسبة إلى محلّة الحربية بغربيّ بغداد. (الأنساب 4/ 99) .(31/243)
وعنه: أبو عليّ البَرَدَانيّ [1] وقال: تُوُفّي فِي المحرم.
231- محمود بْن نصر بْن صالح بْن مرداس الكِلابيّ [2] .
الأمير عزّ الدولة صاحب حلب.
كَانَتْ مدّة مملكته حلب بعد أن تسلَّمها من عمه عطية عشر سنين.
وكان شجاعًا كريمًا عادلًا، يُداري المصريين والعراقيين.
مَدَحه ابن حيّوس بقصائد.
تُوُفّي سنة سبْعٍ هَذِهِ [3] . وتملَّك بعده ابنه الأمير نصْر، وأمُّه هِيَ بِنْت الملك العزيز أبي منصور جلال الدّولة ابن بُوَيْه. فبقي سنة قتله بعض الأتراك بظاهر حلب.
232- المسلم بْن الْحَسَن بْن هلال الأزْديّ [4] .
البزّاز المقرئ.
__________
[1] البرداني: بفتح الباء الموحّدة والراء والدال المهملة وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى بردان، وهي قرية من قرى بغداد. (الأنساب 2/ 135) وأبو علي البرداني هو: أحمد بن محمد، حافظ ثقة صدوق توفي سنة 498 هـ-.
[2] انظر عن (محمود بن نصر) في: المنتظم 8/ 300 رقم 364، 468 هـ-. (16/ 175 رقم 3458) ، وديوان ابن حيّوس (في عدّة مواضع) ، والكامل في التاريخ 10/ 105، 106، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 108، وزبدة الحلب 2/ 42، والمختصر في أخبار البشر 2/ 192، 193، والعبر 3/ 266، وسير أعلام النبلاء 18/ 358، 359 رقم 172، ودول الإسلام 2/ 3، ومرآة الجنان 3/ 95، وتاريخ ابن الوردي 1/ 570، 571، والبداية والنهاية 12/ 115، وفيه «محمد» ، والنجوم الزاهرة 5/ 100، 101، وشذرات الذهب 3/ 329.
وقد أسقط المؤلّف الذهبي- رحمه الله- اسم أبيه في (سير أعلام النبلاء) فقال: «محمود بن الملك صالح بن مرداس» .
[3] أرّخه بها ابن العديم في (زبدة الحلب 2/ 42) وقال: مرض محمود بن نصر بن صالح في حلب في جمادى الأولى من سنة سبع وستين وأربعمائة، وحدثت به قروح في المعى كانت سبب منيّته.
وكان محمود في أول ملكه حسن الأخلاق، ليّن الجانب، كريم النفس، عفيفا عن الفروج والأموال، ثم تنكّر وزاد عليه حبّ الدنيا، وجمع المال فلحقه من البخل ما لا يوصف.
وذكره ابن الجوزي. وابن الأثير في المتوفين سنة 468 هـ-. (المنتظم، الكامل) .
[4] انظر عن (المسلّم بن الحسن) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 41/ 374، 375، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 24/ 279 رقم 246، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 65 رقم 1673.(31/244)
تُوُفّي بصور فِي ربيع الأول.
قرأ بعدّة روايات، وتلا على: عليّ بْن الْحَسَن بْن أَبِي زروال [1] الرَّبَعي [2] .
وسمع من عَبْد الرَّحْمَن بْن الطّبَيْز، والعَقِيقيّ.
قال ابن الأكفاني: لم يحدث بشيء [3] .
- حرف الياء-
233- يوسف بْن أَحْمَد بْن صالح [4] .
أبو القاسم الغُوريّ [5] .
لقّن خلْقًا ببغداد [6] ، وكان من أعيان أصحاب الحماميّ.
مات فِي رجب.
سمع منه: مكّيّ الرُّمَيْلي، وأبو مُحَمَّد بْن السَّمَرْقَنْديّ.
234- يوسف بْن مُحَمَّد بْن يوسف بْن حسن بْن عُثْمَان [7] .
أبو القاسم الرّازيّ، الخطيب.
__________
[1] هكذا في الأصل. وفي تاريخ دمشق 41/ 374 «زوران» ، وفي غاية النهاية 1/ 532 «ذروان» .
[2] الرّبعيّ: بفتح الراء والباء المنقوطة بواحدة، وفي آخرها العين المهملة، هذه النسبة إلى ربيعة بن نزار. ويقال: الربعي أيضا لمن ينتسب إلى ربيعة الأزد. (الأنساب 6/ 76) .
[3] وقال: كتب كثيرا واستورق، وكتب مصنّفات الخطيب البغدادي.
[4] انظر عن (يوسف بن أحمد) في: الأنساب 9/ 190، 191، واللباب 2/ 38.
[5] الغوري: بضم الغين المعجمة، وفي آخرها الراء المهملة، هذه النسبة إلى الغور وهي بلاد في الجبال قريبة من هراة بخراسان.
[6] قال ابن السمعاني: كان عالما صدوقا يلقّن كتاب الله عليه، حدّث بشيء يسير لأنّ الغالب عليه تلقين القرآن.
[7] لم أجد مصدر ترجمته.(31/245)
سنة ثمان وستين وأربعمائة
- حرف الألف-
235- أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن عُمَر [1] البَرْمَكيّ [2] .
أبو الْحُسَيْن بْن الشَّيْخ أَبِي إِسْحَاق.
ديِّن خيِّر منعزل.
سمع: أَبَا الفتح بْن أَبِي الفوارس.
ورَوَى عَنْهُ: قاضي المَرِستان أبو بَكْر. وأصلهم من قرية اسمها البرمكية.
تُوُفّي فِي ذي القعدة.
236- أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن أَحْمَد [3] .
أبو بَكْر المقدسي القطّان المقرئ.
قرأ القراءات على جماعةٍ منهم: أبو القاسم عليّ بْن مُحَمَّد الزَّيديّ بحَرّان، وأبو علي الأهوازيّ بدمشق، ومحمد بْن الْحُسَيْن الكارَزِينيّ [4] بمكّة، وعُتْبَة بْن عَبْد الملك العثماني، وجماعة ببغداد.
وسمع الكثير.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إبراهيم البرمكي) في: المنتظم 8/ 298 رقم 355 (16/ 172 رقم 3449) .
[2] البرمكيّ: بفتح الباء المنقوطة بواحدة، وسكون الراء وفتح الميم، وفي آخرها الكاف. هذه النسبة إلى محلّة قديمة ببغداد تعرف بالبرامكة، وقيل: بل قرية يقال لها البرمكية. (الأنساب 2/ 168) .
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] الكارزيني: بفتح الكاف والراء وكسر الزاي بعدها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها نون. هذه النسبة إلى كارزين، وهي من بلاد فارس، بنواحيها مما يلي البحر. (الأنساب 10/ 316) .(31/246)
رَوَى عَنْهُ: أبو بَكْر المَزْرَفيّ [1] .
237- أَحْمَد بْن علي بْن القاضي أَبِي عَبْد اللَّه محمد بْن الْحُسَيْن النصيبيّ [2] .
ثُمَّ الدَّمشقي، جلال الدولة أبو الْحَسَن.
سمع: أَبَا عَبْد اللَّه بْن أَبِي كامل [3] فيما زعم، وهو جدُّه لأُمّه [4] .
وولي قضاء دمشق فِي دولة المستنصر العُبَيْديّ [5] . وهو آخر قضاة العُبَيْدييّن بدمشق. ولي بعده الشريف أبو الفضل. وكان يُرمَى بالكذِب.
أَخَذَ عَنْهُ هبة اللَّه بْن الأكفاني.
وحكى الشريف النسيب عن أبي الفتيان بن حيّوس أنه كان يومًا مع الشريف أَحْمَد، فقال الشريف: ودِدْت أَنّي كنتُ فِي الشجاعة مثل علي، وَفِي السّخاء مثل حاتم. فقال له ابن حيُّوس: وَفِي الصِّدْق مثل أَبِي ذَرّ [6] . يُعرّض بأنّه كذّاب [7] .
قال ابن الأكفانيّ: تُوُفّي قاضيا بدمشق وأعمالها [8] .
__________
[1] تقدم التعريف بهذه النسبة في حاشية الترجمة رقم (229) .
[2] انظر عن (أحمد بن علي النصيبي) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 3/ 61، وأخبار مصر لابن ميسّر 2/ 24 وفيه: «أبو الحسين بن أحمد النصيبيني» ، وميزان الاعتدال 1/ 121 رقم 478، والمغني في الضعفاء 1/ 49 رقم 381، ولسان الميزان 1/ 224 رقم 698، واتعاظ الحنفا 2/ 315، والنجوم الزاهرة 5/ 102، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 409، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 354، 355 رقم 168.
[3] وهو الأطرابلسيّ.
[4] وسمع جدّه لأبيه: أبا عبد الله محمد بن الحسين بن عبيد الله النصيبي قاضي دمشق وخطيبها ونقيبها المتوفى سنة 408 هـ-.
[5] بعد الشريف ابن أبي الجن الّذي تقدّمت ترجمته في هذا الجزء.
[6] وهو أبو ذرّ الغفاريّ الصحابي الجليل.
[7] زاد ابن عساكر: فخجل الشريف لأنه كان يتزيّد في كلامه.
وقال ابن ميسّر: فيه مقال.
[8] وفيه يقول أبو الفتيان بن حيّوس:
حاشى سميّك أن تدعى له ولدا ... لو كنت من نسله ما كنت كذا(31/247)
238- أَحْمَد بْن عليّ بْن أَحْمَد [1] .
أبو سَعِيد بْن الأزرق السوسي [2] ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ.
وُلِد سنة تسعين وثلاثمائة.
وسمع من: أَبِي أَحْمَد الفَرَضي، وأبي عُمَر بْن مَهْديّ.
وكانت أُصوله جيّدة.
سمع منه: مكي الرُّمَيْليّ، وغيره.
وتُوُفّي ليلة عيد الفِطْر رحمه للَّه [3] .
رَوَى عَنْهُ: إِسْمَاعِيل السَّمَرْقَنْديّ.
239- أَحْمَد بْن مَنْصُور بْن مُحَمَّد الغساني الغَنْميّ [4] .
الفقيه أبو العبّاس الدّارَانيّ الدَّمشقي، الفقيه المالكي المعروف بابنُ قُبيس.
سمع: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصْر، وعبد الرَّحْمَن المَيْداني، وأبا نصر عَبْد الوهاب المُرِّي، وابن ياسر الْجَوْبَرِيّ [5] .
وأوّل سماعه سنة اثنتين وأربعمائة بداريّا.
رَوَى عَنْهُ: ابنه علي، وعمر الرّؤاسي، وهبة اللَّه بْن الأكفاني، وعليّ بْن المسلم.
ومات فِي شعبان وقت نزول التُّرْك على دمشق.
قال هبة اللَّه: كان ثقة حافظًا متحرِّزًا، مشتغلًا بالعلم [6] .
قلت: وأخذ من الفقه عن القاضي عَبْد الوهّاب المالكيّ رحمه اللَّه لمّا مرّ بدمشق.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن علي بن أحمد) في: المنتظم 8/ 298 رقم 354 (16/ 172 رقم 3448) .
[2] في المنتظم: أبو سعد السدوسي. ولم أتبين أيّهما الصواب لأنه لم يذكر في الأنساب.
[3] قال ابن الجوزي: توفي بواسط.
[4] انظر عن (أحمد بن منصور) في: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 3/ 305، 306 رقم 396، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 100.
[5] الجوبريّ: بفتح الجيم وسكون الواو وفتح الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى قرية من قرى دمشق يقال لها جوبر. (الأنساب 3/ 344) .
[6] في تاريخ دمشق: «وكان ثقة متحرّزا ضابطا مشتغلا بالعلم مواظبا عليه طول عمره» .(31/248)
240- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر [1] .
أبو طاهر الأصبهاني البقال النّقّاش.
حدَّث فِي هَذِهِ السنة عن: عَبْد اللَّه بْن مَنْدَهْ الحافظ.
رَوَى عَنْهُ: أبو عَبْد اللَّه الخلال، وأبو سعْد الْبَغْدَادِيّ.
241- إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الطيب [2] .
القاضي أبو عليّ بْن كَمَارِيّ [3] الواسطي، الفقيه.
سمع من أَحْمَد بْن عُبَيْد بْن بِيري، وجماعة.
مات فِي جُمَادَى الأولى عن أربعٍ وثمانين سنة [4] .
وولي قضاء واسط مدّة.
وسمع أيضًا من: عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أسد، وابن خَزَفَة [5] ، وابن دينار، وأبي عَبْد اللَّه بْن مَهْدِيّ.
أخذ عنه أَهْل بلده. وقد وُثّق [6] .
242- انتصار بْن يحيى [7] .
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (إسماعيل بن محمد) في: الإكمال لابن ماكولا 7/ 175، والأنساب 10/ 467، واللباب 3/ 50، وفيه اختلطت ترجمته بترجمة جدّه الطيّب، وسؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي 66، 67 رقم 30، والمنتظم 8/ 298 رقم 353 (16/ 172 رقم 3447) ، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 107، والجواهر المضيّة 1/ 159.
[3] كماري: بفتح الكاف والميم، ثم راء مكسورة. وقد تحرّفت في (المنتظم) إلى: «كمادى» بالدال.
[4] قال ابن ماكولا: مولده سنة أربع وثمانين وثلاثمائة يوم الفطر. (الإكمال 7/ 175) .
[5] هو: أبو الحَسَن عَليّ بن مُحَمَّد بن الحَسَن بن خزفة الصيدلاني. توفي سنة 409 هـ-.
[6] وثّقه ابن ماكولا. وقال السلفي في سؤالاته: «وكان كاتبا مترسّلا فصيحا، حسن العقل والتثبت، فقيها على مذهب أبي حنيفة وأصحابه، قرأ على أبيه أبي الحسين محمد بن أحمد، وكان أبوه قرأ على أبي بكر الرازيّ، وهم بيت معروف بالصون والعلم والمعرفة بالقضاء والأحكام. وكان ابنه أبو المفضّل محمد بن إسماعيل قاضيا بعده على واسط، وكان ليّن الجانب كيّس الأخلاق، إلّا أنه كان يزعم أنهم من ولد علي بن محمد صاحب الزنج بالبصرة، ولم يثبت ذلك، ورأيت بخطّه بعد موته أشياء تدلّ على رفضه» . (سؤالات الحافظ السلفي 67، 68) .
[7] انظر عن (إنتصار بن يحيى) في: ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 108، ومختصر تاريخ(31/249)
زين [1] الدولة المصموديّ المغربي.
غلب فِي هَذَا العام على دمشق عند هروب مُعَلَّى بْن حَيْدرة عَنْهَا، فاجتمعت المَصَامِدة إِلَى انتصار وقوَّوا نفسه، ورضي به أكثر الناس لجودة سيرته، فبقي متوليّها تسعة أشهُر، حَتَّى قدم أَتْسِز، فعوّضه عن دمشق بانياس ويافا، وذهب إليهما.
- حرف الحاء-
243- الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن مجالد بْن بِشْر [2] .
أبو عليّ البَجَليّ الكوفيّ.
ذكره أُبَيّ النَّرْسيّ فقال: كان أوحد عصره فِي علم الشّروط. ثنا عن جدّه، عن أَبِي العبّاس بْن عُقْدَة.
قلت: جدّه مات سنة أربعمائة.
244- الْحَسَن بْن القاسم بْن عليّ الواسطي المقرئ [3] .
أبو عليّ إمام الحرمين، المشهور بغلام الهرّاس.
أحد من عني بالقراءات، وسافر فيها إلى النّواحي.
قرأ في حدود الأربعمائة على شيوخ العراق.
__________
[ (-) ] دمشق لابن منظور 5/ 60 رقم 20، وأمراء دمشق 13 رقم 44، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 137.
[1] هكذا في الأصل، وذيل تاريخ دمشق، وأمراء دمشق. أما في مختصر تاريخ دمشق، وتهذيب تاريخ دمشق: «رزين» (بالراء في أوله) .
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (الحسن بن القاسم) في: تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) ج 4، الورقة 169 ب، و (مخطوطة التيمورية) 10/ 259، 260، والمنتظم 8/ 298، 299 رقم 356 (16/ 173 رقم 3450) ، وسؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي 88- 90 رقم 69، والكامل في التاريخ 10/ 101، ودول الإسلام 2/ 4، والإعلام بوفيات الأعلام 193، والعبر 3/ 266، 267، ومعرفة القراء الكبار 1/ 427- 429 رقم 366، وميزان الاعتدال 1/ 518 رقم 1932، والمغني في الضعفاء 1/ 166 رقم 1466، ومرآة الجنان 3/ 96، والوافي بالوفيات 12/ 204 رقم 179، وغاية النهاية 1/ 228، 229 رقم 1040، ولسان الميزان 2/ 245 رقم 1031، وشذرات الذهب 3/ 329، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 242.(31/250)
قال خميس الحوزيّ [1] : قرأ على عَبْد اللَّه بْن أَبِي عَبْد اللَّه العَلَويّ.
وهذا العَلَويّ قرأ على النّقّاش [2] .
قال: ورحل إِلَى بغداد فقرأ على: عَبْد الملك بْن بَكْران النَّهْرواني، والسَّوْسَنْجِرْدي، والحماميّ.
وقرأ بمكّة على الكارَزِيني [3] ، وبمصر على ابن نفيس، وبحرّان على العلوي [4] ، وبدمشق على: الرَّهَاوي [5] ، والأهوازي [6] ، وسمع منه مصنَّفاته وكان يُقرئ معه بجامع دمشق. ثُمَّ عاد إِلَى واسط وقد كُفّ بصرُه، وكان قديمًا أعور، ورحل الناس إليه من الآفاق، وقرءوا عليه. رَأَيْته وقبّلت يده، وجلست بين يديه كثيرًا. [7] وتُوُفّي فِي أواخر سنة سبْعٍ وستين، وكان يلقّب إمام الحرمين.
قال: والبغداديون لهم فيه كلام.
روى الحديث عن ابن خَزَفَة. وسمعت من أصحابنا مَن يقول: سمعتُ أَبَا الفضل بْن خَيْرُون، وقيل له أبو عليّ غلام الهرّاس، عن أَبِي عليّ الأهوازي، فقال: مُطرَّزٌ مُعْلَمٌ كذّابٌ عن كذّاب [8] .
قلت: قرأ عليه أبو العزّ القلانِسيّ بروايات كثيرة، وجميع كتابيه «الكفاية» و «الإرشاد» مَدارُهُما على أَبِي علي، وفيهما أنّه قرأ على: الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن يحيى بْن دَاوُد بْن الفحّام، والقاضي أَحْمَد بْن عَبْد الله بن عبد الكريم، وأبي أحمد عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي مُسْلِم الفَرَضي، وأبي العلاء مُحَمَّد بْن عليّ بْن يعقوب الواسطي، وأبي القاسم بُكَير بْن شاذان الواعظ، والقاضي أبي عبد الله محمد بن
__________
[1] في: سؤالات الحافظ السلفي 88.
[2] هذه العبارة للمؤلّف وليست في (السؤالات) .
[3] تقدّم التعريف بهذه النسبة قبل قليل في الترجمة رقم (236) .
[4] العلويّ السّنّي وهو أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ الهاشمي الحسيني الزيدي الحرّاني الحنبلي. توفي سنة 322 هـ-.
[5] هو أبو علي الحسين بن علي بن عبيد الله: شيخ القراء بدمشق، توفي سنة 414 هـ-.
[6] هو أبو علي الحسن بن علي بن أبرواز بن هرمز. شيخ القراء في عصره. توفي سنة 446 هـ-.
[7] زاد الحوزي 89: «إلّا أنني لم أقرأ عليه» .
[8] سؤالات الحافظ السلفي 90، وفيه زيادة: «وكان اشتغاله بالقرآن أكثر» .(31/251)
عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن الْجُعْفيّ الهَرَواني، وأبي الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن هارون التميمي النَّحْوي شيخ الكوفة، والحسن بْن عليّ بْن بشار السابُوري [1] المصري، وعليّ بْن مُوسَى الصابوني الْبَغْدَادِي، والحسن بْن ملاعب الحلبي، وجماعة مذكورين فِي الكتابَيْن، أكبرهم أبو القاسم عبيد الله بن إبراهيم مقريء أَبِي قرّة، قرأ عليه لأبي عَمْرو فِي سنة تسع وثمانين وثلاثمائة، وأخبره أنه قرأ على ابن مجاهد.
ونبّه على هَذَا الشَّيْخ أيضًا أبو سعْد السَّمعاني، ثُمَّ قال [2] : قال هبة اللَّه بْن الْمُبَارَك السّقطي: كنت أحد من رحل إِلَى أَبِي علي غلام الهرّاس، فألفيتُ شيخًا عالِمًا، فهمًا، صالحًا، صدوقًا، متيقظًا، مُسْنِدًا، نبيلًا، وَقُورًا [3] .
قال: ووجدت بخطّ أَحْمَد بْن خَيْرُون الأمين: غلام الهرّاس، كان مقرئًا، غير أنه خلّط فِي شيءٍ من القراءات، وادعى إسنادًا فِي شيء لا حقيقة له، وروي عجائب [4] . ولد سنة أربع وسبعين وثلاثمائة.
قال: وتُوُفّي يوم الجمعة سابع جُمَادَى الأولى سنة ثمانٍ وستين بواسط [5] .
قلتُ: هَذَا أصح مما ورّخ خميس.
قال الحافظ ابن عساكر [6] : روى عَنْهُ مكّيّ الرُّمَيْلي، وجماعة، وأجازَ لجماعةٍ من شيوخنا.
وقال ابن السمعاني [7] : قرأ بالأمصار، وسافر فِي طلب إسناد القراءات، وأتعب نفسَه في التّجويد والتّحقيق، حتّى صار طبقة العصر، ورحل إليه النّاس من الأقطار.
__________
[1] السابوري: بفتح السين المهملة والباء الموحّدة بعد الألف بعدها الواو وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى سابور الّذي يقولها الناس بالعجمية بشاوور. (الأنساب 7/ 4) .
[2] قول السمعاني ليس في (الأنساب) ولعلّه في (الذيل) .
[3] غاية النهاية 1/ 229.
[4] المنتظم 8/ 299 (16/ 173) .
[5] وبها أرّخه ابن الجوزي في (المنتظم) .
[6] في: تاريخ دمشق 4/ 169 ب. (مخطوطة الظاهرية) .
[7] قول السمعاني ليس في (الأنساب) ولعلّه في (الذيل) .(31/252)
قلتُ: وممن قرأ عليه: عليّ بْن عليّ بْن شِيران، وأبو المجد مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن جَهْوَر قاضي واسط، والمبارك بْن الْحُسَيْن الغسّال، وأحمد بْن عَبْد السلام بْن حيوخار [1] .
245- حَمْدُ بْن أَحْمَد بْن عُمَر بْن وُلْكِنْز [2] .
أبو سهل الصَّيْرَفيّ الأصبهاني.
سمع: أَبَا عَبْد اللَّه بْن مَنْدَهْ.
وعنه: أبو عَبْد اللَّه الخلّال، وأبو سعْد الْبَغْدَادِي، وعبد المغيث بْن أَبِي عدنان.
تُوُفّي فِي ذي الحجة.
246- حَمْزَة بْن أَبِي الْحُسَيْن بْن أَبِي حَمْزَة الغُورَجي الهَرَويّ [3] .
أبو المظفَّر.
مات فِي رجب.
- حرف السين-
247- سُفيان بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن حُسَيْنِ بْن عَبْد اللَّه بْن فَنْجُوَيْه الثَّقفِيّ [4] .
الدِّينَوَرِي، ثُمَّ الهَمَذَانيّ أبو القاسم.
روى عن: أبيه أبي عبد الله، وأبي عمر محمد بن الحسين البسطاميّ،
__________
[1] لم يذكر المؤلّف هذا الأخير في (معرفة القراء الكبار) ، كما لم يذكره ابن الجزري في (غاية النهاية) ، وذكر مكانه: «أحمد بن سعيد» .
وقال ابن الجزري: «ولبعض البغداديين فيه كلام، وعندي أنه ثقة، ربّما يهمّ» . (غاية النهاية 1/ 229) .
وقال ابن حجر: «متّهم في لقاء بعض شيوخه في القراءات، وبكل حال فهو أمثل حالا من أبي علي الأهوازي، وشيوخه معروفون بالعراق والشام وبمصر، لقيهم على رأس الأربع مائة» .
(لسان الميزان 2/ 245) .
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] انظر عن (سفيان بن الحسين) في: المشتبه في أسماء الرجال 2/ 510.(31/253)
ويحيى بن إبراهيم المزكّي، وأبي حازم العَبْدَوِيّ [1] .
قال شيروَيْه: سَمِعْتُ منه. ثقة زاهد، كُفّ بَصَرُه فِي آخر عمره. وقال لي: ولدت سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، وأخي أبو بَكْر سنة أربعٍ وتسعين.
مات بَهَمَذان.
- حرف الظاء-
248- ظفْرُ بْنُ عَبْد الرحيم بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان [2] .
أبو الفتح الأصبهاني.
سمع: إِبْرَاهِيم بْن خُرَّشِيد قُولَه، وغيره.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى.
- حرف الْعَيْنِ-
249- عَبْد الجبار بْن عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن بُرْزَة [3] .
أبو الفتح الرّازيّ الأرْدَسْتانيّ [4] الجوهريّ الواعظ.
أحد التّجّار المعروفين.
__________
[1] هو عمر بن أحمد بن إبراهيم بن عبدويه بن سدوس. توفي سنة 417 هـ-. و «العبدوي» : بفتح العين المهملة، وسكون الباء الموحّدة، وفتح الدال المهملة، وقيل في هذه النسبة:
«العبدويي» . (الأنساب 8/ 353) .
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (عبد الجبّار بن عبد الله) في: الإكمال لابن ماكولا 1/ 238، 239، والأنساب 1/ 179، وفيه سقط لفظ: «عبد» ، والمنتظم 8/ 299 رقم 357 (16/ 173 رقم 3451) ، وتاريخ دمشق (عبد الله بن مسعود- عبد الحميد بن بكار) 39/ 425- 427، والمنتخب من السياق 343 رقم 1126، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 14/ 158 رقم 88، والعبر 3/ 267، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 56، ومرآة الجنان 3/ 267، وتوضيح المشتبه 1/ 406، وشذرات الذهب 3/ 330.
و «برزة» : بضم الأول، كما قال ابن ماكولا.
[4] الأردستاني: بفتح الألف وسكون الراء وفتح الدال وسكون السين المهملتين وفتح النون المنقوطة باثنتين من فوقها وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى أردستان وهي بليدة قريبة من أصبهان على طرف البرية عند ازوارة بينهما، وهي على ثمانية عشر فرسخا من أصبهان. وقال ابن السمعاني: ورأيت بخط والدي- رحمه الله- وكان ضبطها عن الحافظ الدقاق بكسر الألف والدال. (الأنساب 1/ 177) .(31/254)
كان يسافر كثيرًا إِلَى خُراسان، والعراق، والشّام، ثُمَّ سكن فِي الآخر إصبهان، وبها مات فِي المحرَّم [1] .
وقد سكن دمشق مدّةً.
وحدَّث عن: علي بْن مُحَمَّد القصّار، وأبي طاهر بْن مَحِمِش، والسُّلَمّي، وعبد اللَّه بْن يوسف بْن بامويّه، والحسن بْن شهاب العُكْبَرِي، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أبو بَكْر الخطيب، وسهل بْن بِشْر، وهبة اللَّه بْن الأكفاني، وَأَبُو سعْد أَحْمَد بْن مُحَمَّد الْبَغْدَادِي، وجماعة آخرهم موتًا إِسْمَاعِيل بْن عليّ الحمامي.
وكان سَمَاعه من القصّار قديما في سنة خمس وثمانين وثلاثمائة وله سبْعُ سِنين. وَهُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ.
قَالَ ابْنُ ماكولا [2] : كان عَبْد الجبّار يبيع الجوهر. سمعتُ منه بدمشق، وبغداد [3] .
250- عَبْد الرَّحْمَن بْنُ عَلِيَّ بْنُ مُحَمَّد بْنُ أَحْمَد بْنُ الْحُسَيْن بْنُ مُوسَى [4] .
أبو نصر النَّيْسابوريّ المزكيّ التّاجر.
سمع: أَبَا الحسين الخفّاف، ويحيى بن إسماعيل الحربيّ، وأبا القاسم عليّ بْن أَحْمَد الخُزَاعي، وأبا أَحْمَد بْن أَبِي مُسْلِم الفَرَضي، وأبا عُمَر بْن مهدي، وطائفة سواهم بنيسابور، وبغداد.
__________
[1] وكان مولده في شهر ربيع الأول سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة.
[2] في الإكمال 1/ 238، 239.
[3] قال ابن عساكر: قال لي أبو محمد بن الأكفاني: ولد أبو الفتح عبد الجبار في سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، وكان شيخا كبيرا. قلت له: هل مات بدمشق؟ فقال: لا، بل خرج منها قبل حريق الجامع بسنة أو نحوها إلى بغداد ومات بها. (تاريخ دمشق 39/ 426) .
[4] انظر عن (عبد الرحمن بن علي بن محمد) في: المنتخب من السياق 313، 314 رقم 1027، والعبر 3/ 267، والإعلام بوفيات الأعلام 193، وسير أعلام النبلاء 18/ 355، 356 رقم 170، وشذرات الذهب 3/ 330.(31/255)
قال عَبْد الغافر الفارسي [1] : رحل إِلَى العراق فِي صباه، وسمع من أصحاب ابن صاعد، والمحاملي، وحدَّث، حَتَّى حدث بالكثير.
وقال السمعاني [2] : ثنا عَنْهُ زاهر ووجيه ابنا الشحامي، وهبة الرَّحْمَن القُشَيْري، وغيرهم. وكان ثقة صالحًا مكثِرًا [3] .
251- عَبْد الغفار بْن الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن حبشان [4] .
أبو الفَرَج الهَمَذَانيّ البزّاز.
روى عن: ابن عبدان الشّيرازيّ، والقاضي أَبِي عُمَر القاسم بْن جَعْفَر الهاشمي، وأبي علي بْن فَضَالة، وجماعة.
وقال شيروَيْه: سمعتْ منه، وكان مائلًا إِلَى المبتدعة.
تُوُفّي فِي رابع عشر صَفَر.
252- عَبْد الكريم بْن أَحْمَد بْن طاهر [5] .
أبو سعد التيمي الطَّبري، المعروف بالوزّان.
روى بهَمَذَان وولي قضاءها فِي هَذِهِ السنة. ولا أعرف كم عاش بعدها.
روى عن: مَنْصُور السَّمَرْقَنْديّ الكاغدي، وأبي بَكْر عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد القفال المَرْوَزِي، وأبي بَكْر الحيري، وعليّ بْن مُحَمَّد الطّرّازي، وعبد الرحمن السّرّاج.
__________
[1] عبارته في (المنتخب 313، 314) : «رحل إلى العراق، فسمع من أصحاب يحيى بن صاعد، والمحاملي، وابن مخلد، وابن عقدة. وسمع بنيسابور من أبي زكريا يحيى بن إسماعيل الحربي، وأبي العباس السليطي، وكان من المكثرين في الحديث. وسمع من بعدهم من السيد أبي الحسن، والحاكم، والزيادي، وابن يوسف، والطبقة إلى أصحاب الأصمّ، وروى الكثير.
وطعن في السنّ، وتوفي سنة ثمانٍ وستّين وأربع مائة. روى عَنْهُ أبو الحسن وغيره» .
[2] قول السمعاني ليس في (الأنساب) ولعلّه في (الذيل) .
[3] سير أعلام النبلاء 18/ 356.
[4] انظر عن (عبد الغفار بن الحسين) في: لسان الميزان 4/ 41.
[5] انظر عن (عبد الكريم بن أحمد) في: المنتخب من السياق 335، 336 رقم 1105، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 242، 243.(31/256)
قال شيروَيْه: كان صدوقًا، سمعتُ منه. وكان واسع العلم قد استمليت عليه.
قلت: تُوُفّي سنة ثمانٍ أو تسعٍ وستين.
رَوَى عَنْهُ: زاهر الشّحّامي، وأبو عليّ أَحْمَد بْن سعْد العِجْليّ.
وقال السمعاني [1] : نزل الرِّي، وسكنها. وكان من كبار عصره فضلا وحشمة وجاها. له القَدَم الرّاسخ فِي المناظرة وإفحام الخصوم: تفقه على القفال، وبرع فِي الفقه. ووُلِد سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة. ومات سنة 68، وقيل: سنة 69 [2] .
253- علي بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن علي [3] .
__________
[1] قال السمعاني ليس في الأنساب، ولعلّه في (الذيل) .
[2] وقال عبد الغافر الفارسيّ: «أبو سعد مشهور معروف من كبار علماء وقته فضلا وحشمة ونعمة، له القَدَم الرّاسخ فِي المناظرة وإفحام الخصوم. والكرم الباذخ الراقي إلى مناط النجوم. دخل نيسابور سنة ثمان وخمسين وأربعمائة، وعقد له مجلس الإملاء، وتكلّم على رءوس الكبار والسادة من الإملاء، وخرج. وتوفي سنة تسع وستين وأربعمائة. روى عنه زاهر بن طاهر، عن القفال، وكان قد دخل قديما نيسابور» . (المنتخب) .
وقال القاضي أبو الفضل عبد الله بن يوسف الحافظ إنه ولي قضاء ساوة، ثم قضاء همذان.
وقال عبد الله بن يوسف الجرجاني إنه توفي سنة 468 هـ-. (طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 243) .
[3] انظر عن (علي بن أحمد الواحدي) في: دمية القصر للباخرزي 2/ 255، 256 رقم 370، ومعجم الأدباء 12/ 257- 270 رقم 63، والكامل في التاريخ 10/ 101، وإنباه الرواة 2/ 223- 225، المنتخب من السياق 387 رقم 1305، ووفيات الأعيان 3/ 303، 304 رقم 438، والمختصر في أخبار البشر 2/ 192، والمعين في طبقات المحدّثين 134 رقم 1483، ودول الإسلام 2/ 4، والعبر 3/ 267، وسير أعلام النبلاء 18/ 339- 342 رقم 168، والإعلام بوفيات الأعلام 193، وتاريخ ابن الوردي 1/ 378، وتلخيص ابن مكتوم 125، ومسالك الأبصار ج 4 ق 2/ 307- 309، ومرآة الجنان 2/ 96، 97، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 289، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 538، 539، والبداية والنهاية 12/ 114، والبلغة في تاريخ أئمة اللغة للفيروزابادي 145، وغاية النهاية 1/ 523 رقم 2161، وطبقات النحاة لابن قاضي شهبة 2/ 135- 138، وطبقات الشافعية، له 1/ 264، 265 رقم 219، والوفيات لابن قنفذ 253 رقم 468، والنجوم الزاهرة 5/ 104، وطبقات المفسّرين للسيوطي 23، وبغية الوعاة 2/ 145، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 387- 390، ومفتاح السعادة 2/ 66، 67، وتاريخ الخميس 2/ 359، وطبقات الشافعية لابن هداية(31/257)
أبو الْحَسَن الواحديّ [1] النَّيْسابوري، من أولاد التُّجّار.
أصله من ساوة [2] ، وله أخٌ اسمه عَبْد الرحمن قد تفقّه وحدث أيضًا.
كان الأستاذ أبو الْحَسَن واحد عصره فِي التفسير. لازم أَبَا إِسْحَاق الثعلبي [3] المفسر، وأخذ عَنْهُ.
وأخذ العربية عن: أَبِي الْحَسَن القُهُنْدُزيّ [4] الضرير. ودأبَ فِي العلوم.
وسمع: ابن مَحْمِش، وأبا بَكْر أَحْمَد بْن الْحَسَن الحِيري، وأبا إِبْرَاهِيم إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم الواعظ، ومحمد بن المزكّي إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن يحيى، وعبد الرَّحْمَن بْن حمدان النصروي، وأحمد بْن إِبْرَاهِيم النّجّار، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أَحْمَد بْن عُمَر الأرْغِياني [5] ، وعبد الجبار بْن مُحَمَّد الخُواري [6] ، وطائفة من العلماء.
__________
[ (-) ] الله 168، وكشف الظنون 1/ 76، 245، 355، 809 و 2/ 2002، وشذرات الذهب 3/ 330، والفلاكة والمفلوكين للدلجي 197، وروضات الجنات 484، وإيضاح المكنون 2/ 673، 674، وهدية العارفين 1/ 692، وديوان الإسلام 4/ 372، 373 رقم 2174، والأعلام 4/ 255، ومعجم المؤلفين 7/ 26، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 255 رقم 339.
[1] الواحدي: بفتح الواو وبعد الألف حاء مهملة مكسورة وبعدها دال مهملة. قال ابن خلّكان: لم أعرف هذه النسبة إلى أي شيء هي، ولا ذكرها السمعاني. ثم وجدت هذه النسبة إلى الواحد بن الدين بن مهرة، ذكره أبو أحمد العسكري، (وفيات الأعيان 3/ 304) .
[2] ساوة: مدينة بين الري وهمذان.
[3] هو أحمد بن محمد بن إبراهيم النيسابورىّ الثعلبي. توفي سنة 427 هـ-.
[4] القهندزيّ: بضم القاف والهاء وسكون النون وضم الدال المهملة وفي آخرها الزاي. هذه النسبة إلى قهندز، بلاد شتّى، وهي المدينة الداخلة المسوّرة. والمراد هنا: قهندز نيسابور فمنها أبو الحسن الضرير وهو أحمد بن أبي الفضل محمد بن يوسف الفقيه. توفي سنة 392 هـ-. (الأنساب 10/ 274 و 277) أما ياقوت فقال: بفتح القاف والهاء والدال. (معجم البلدان) .
وقد تحرّفت هذه النسبة في (بغية الوعاة) إلى «القهندري» بالراء، وكذا في طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة.
[5] الأرغياني: بفتح الألف وسكون الراء وكسر الغين المعجمة وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى أرغيان، وهي اسم الناحية من نواحي نيسابور بها عدّة قرى. (الأنساب 1/ 185، 186) .
[6] الخواريّ: بضم الخاء المنقوطة، والراء بعد الواو والألف. هذه النسبة إلى خوار الريّ، وهي(31/258)
صنّف التّفاسير الثلاثة «البسيط» و «الوسيط» و «الوجيز» [1] ، وبهذه الأسماء سمّي الغزالي كُتُبَه الثلاثة فِي الفقه، وصنّف «أسباب النّزول» [2] في مجلّد، و «التحبير في شرح أسماء الله الحسنى» [3] ، و «شرح ديوانَ المتنبي» [4] .
وكان من أئمة العربية واللغة.
وله أيضًا كتاب «الدعوات» ، وكتاب «المغازي» ، وكتاب «الإغراب فِي الإعراب» ، وكتاب «تفسير النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم» [5] ، وكتاب «نفي التحريف عن القرآن الشريف» [6] .
وتصدَّر للإفادة والتدريس مدّة. وكان معظَّمًا محترمًا، لكنه كان يُزْري على العلماء فيما قيل، ويبسط لسانه فيهم بما لا يليق [7] .
وله شِعرٌ مليح.
تُوُفّي بنيسابور فِي جُمَادَى الآخرة، وعاش بعده أخوه تسع عشرة سنة [8] .
وقد قال الواحدي فِي مقدمة «البسيط» : وأظنني لم آلُ جهْدًا فِي إحكام
__________
[ (-) ] مدينة على ثمانية عشر فرسخا من الري. (الأنساب 5/ 195) .
[1] طبع «الوجيز» بهامش كتاب «التفسير المنير لمعالم التنزيل» المسمّى ب «مراح لبيد لكشف ومبنى قرآن مجيد» تأليف الشيخ محمد نووي الجاوي، سنة 1305 هـ-.
[2] طبع بمصر سنة 1315 هـ-. ثم قام بتحقيقه السيد أحمد صقر وطبع سنة 1980 م.
[3] في (وفيات الأعيان) و (طبقات الشافعية) للسبكي: «التحبير في شرح الأسماء الحسنى» بإسقاط لفظ الجلالة، وفي (سير أعلام النبلاء) : «التحبير في الأسماء الحسنى» ، وفي (طبقات الشافعية) لابن قاضي شهبة: «التنجيز ... » .
[4] طبع عدّة طبعات، الأولى طبعة حجر في بومباي سنة 1271 هـ-. باعتناء عبد الحسين حسام الدين، والثانية في برلين بين سنتي 1858- 1861 بتحقيق المستشرق فريدرخ ديتريصي، وقامت مكتبة «المثنى» ببغداد بتصويره بالأوفست. قال ابن خلّكان: وشرح ديوان أبي الطيب المتنبّي شرحا مستوفى، وليس في شروحه مع كثرتها مثله. وذكر فيه أشياء غريبة. (وفيات الأعيان 3/ 303) .
[5] في (طبقات الشافعية) لابن قاضي شهبة 1/ 464: «تفسير أسماء النبيّ صلّى الله عليه وسلم» .
[6] ومن مؤلّفاته: «الوسيط في الأمثال» ، وقد طبع في الكويت سنة 1975 بتحقيق الدكتور عفيف محمد عبد الرحمن، وفي مقدّمته أسماء مؤلّفات أخرى لم تذكر هنا.
[7] معجم الأدباء 12/ 260.
[8] توفي أخوه في سنة 487 هـ-. (معجم الأدباء 12/ 258) .(31/259)
أُصُول هَذَا العلم على حَسب ما يليق بزماننا. إِلَى أن قال: فأما اللغة فقد درسْتُها على أَبِي الفضل أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يوسف العَرُوضي، وكان قد خنقَ التسعين فِي خدمة الأدب، وروي عن أَبِي مَنْصُور الأزهريّ كتاب «التهذيب» وأدرك العامري، وجماعة، وسمع أَبَا الْعَبَّاس الأصم، وله مصنّفات كبار. وقد لازمتُه سِنين. وأخذتُ التفسير عن الثعلبي، والنحو عن أَبِي الْحَسَنِ عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الضرير، وكان من أبرع أَهْل زمانه فِي لطائف النحو وغوامضه، علّقتُ عَنْهُ قريبًا من مائة جزء فِي المسائل المُشْكِلة، وسمعت منه أكثر مصنّفاته. وقرأت القراءات على جماعة، وسمّاهم وأثنى عليهم [1] .
وقد قال الواحديُّ كلمةً تدلُّ على حُسْن نقيّته فيما نقله أبو سعْد السمعانيّ فِي كتاب «التذكرة» له [2] فِي ذِكر الواحديّ.
قال: وكان حقيقًا بكل احترام وإعظام، لكن كان فِيهِ بسْطُ اللسان فِي الأئمة المتقدمين، حَتَّى سمعت أَبَا بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن بشار بنيسابور مذاكرة يقول: كان عليّ بْن أَحْمَد الواحدي يقول: صنَّف أبو عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ كتاب «حقائق التفسير» ، ولو قال إن ذاك تفسير للقرآن لَكَفَرَ بِهِ [3] .
قلت: صدق والله [4] .
__________
[1] معجم الأدباء 12/ 262- 268 وفيه توسّع.
[2] ذكره السبكي في (طبقات الشافعية الكبرى 3/ 289) .
[3] في (طبقات الشافعية للسبكي، وسير أعلام النبلاء) : «لكفّرته» .
[4] وقال عبد الغافر الفارسيّ: «الإمام المصنّف المفسّر النحويّ، أستاذ عصره. قرأ الكثير على المشايخ، وأدرك الإسناد العالي من الأستاذ والإمام أبي طاهر الزيادي وأقرانه، وأكثر عن أصحاب الأصمّ، ثم عن مشايخ الطبقة الثانية، كالشيخ أبي سعد النصروي، وأبي حسّان المزكّي، وأبي عبد الله بن إسحاق، والنصرآباذيّ، والزعفرانيّ، ومن بعدهم من أبي حفص بن مسرور، والكنجروذي، وأبي الحسين عبد الغافر، وشيخ الإسلام الصابوني، والسادة العلوية، وغيرهم.
وتوفي عن مرض طويل بنيسابور في شهر جمادى الآخرة سنة ثمان ستين وأربعمائة. وقد أجاز لي بجميع مسموعاته ومصنّفاته» . (المنتخب 387) .
ذكره ابن تغري بردي في وفيات سنة 469 هـ. وقال: الصحيح في التي قبلها. (النجوم الزاهرة 5/ 104) .(31/260)
254- عَبْد الغني بْن الحاجي الهوسمي [1] .
أبو مُحَمَّد النَّيْسابوري، أحد الزُّهّاد المنقطعين إِلَى اللَّه تعالى.
تفقّه وسمع من: أَبِي عَبْد الرَّحْمَن السُّلَمي، وغيره.
ثُمَّ ترهَّب وتوحَّد فِي جبل نيسابور نحوًا من ثلاثين سنة، ويحضر الجمعة.
ثُمَّ شاخ وعجز. وكان يُزار، وعنده قمح من بذر إِبْرَاهِيم عليه السلام، فكان يزرعه ويخبز منه، ويطعم من يزوره. قاله أبو سعْد السَّمعاني [2] .
قال: ومات فِي رمضان سنة ثمانٍ أو تسع [3] وستّين وأربعمائة وشيّعه الخلْق.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن مَنْصُور الحَرَضي، وغيره. رحمه اللَّه.
255- عَبْد الْعَزِيز بْن طاهر [4] .
أبو طاهر البابصري [5] .
سمع: بْن رزقَوَيْه.
وعنه: أبو السعود بن المجليّ.
وكان مختلّ العقل. قاله الحُمَيْديّ.
مات فِي جُمَادَى الأولى.
256- عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن عليّ [6] بْن جَنِيّ [7] البيع [8] .
__________
[1] انظر عن (عبد الغني بن الحاجّي) في: المنتخب من السياق 362 رقم 1195 وفيه:
«الهومشي» بميم ثم شين معجمة.
ولم أجد هذه النسبة في كتب الأنساب لأتحقّق من صحّتها.
[2] قول السمعاني ليس في (الأنساب) ولعلّه في (الذيل) . وهو في (المنتخب 362) مع اختلاف بسيط في الألفاظ.
[3] في المطبوع من (المنتخب) بياض، فلم تتّضح سنة الوفاة بالتحديد.
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
[5] لم أجد هذه النسبة في المصادر التي تحت يدي.
[6] انظر عن (علي بن أحمد) في: المشتبه في أسماء الرجال 1/ 260.
[7] في الأصل ضبطت: «جنّي» بكسر الجيم وتشديد النون المفتوحة. والمثبت عن (المشتبه) ففيه: بنون مكسورة، وقد ضبط الحاء المهملة بالفتح، وتشديد الياء آخر الحروف.
[8] البيّع: بفتح الباء الموحّدة، وكسر الياء المشدّدة آخر الحروف، وفي آخرها العين المهملة(31/261)
أبو الْحَسَن.
بغدادي، روى عن: أَبِي الْحَسَن بْن رزقويه.
رَوَى عَنْهُ: هبة اللَّه السَّقَطي، وشجاع الذُّهْليّ.
257- علي بْن الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن جَدَّا [1] .
أبو الْحَسَن العُكْبَرِي [2] ، الفقيه الحنبلي.
كان شيخًا صالحًا، متعبّدًا، حسَن التلاوة، فصِيحًا، لسِنًا، مناظِرًا مباحِثًا، له مصنَّفٌ فِي السُّنّة، ومصنَّف فِي الْجَدَل والمناظَرَة.
سمع: أَبَا عليّ بْن شاذان، والبرقاني، وأَبَا علي بْن شهاب العُكُبَرِي، وأبا القاسم بْن بِشْران، وغيرهم.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي الْأَنْصَارِي، وعبد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد القزّاز.
قال ابن خَيْرُون: كان مستورًا صَيِّنًا، ثِقَةً.
وقال أبو الحسين بْن الفرّاء [3] : تُوُفّي فجأةً فِي الصلاة فِي شهر رمضان.
258- عليّ بْن عَبْد الرحمن بن الحسن [4] بن عليّك [5] .
__________
[ (-) ] هذه اللفظة لمن يتولّي البياعة والتوسّط في الخانات بين البائع والمشتري من التجار للأمتعة.
(الأنساب 2/ 370) .
[1] انظر عن (علي بن الحسين العكبريّ) في: طبقات الحنابلة 2/ 234، 235 رقم 671، والمنتظم 8/ 299 رقم 358 (16/ 173 رقم 3452) ، وسير أعلام النبلاء 18/ 391، 392، رقم 192، والوافي بالوفيات (مخطوط) 12/ 47، وذيل طبقات الحنابلة 1/ 11، 12، وشذرات الذهب 3/ 331، ومعجم المؤلفين 7/ 71.
[2] العكبريّ: بضم العين، وفتح الباء الموحّدة، وقيل بضم الباء أيضا، والصحيح بفتحها، بلدة على الدجلة فوق بغداد بعشرة فراسخ من الجانب الشرقي. (الأنساب 9/ 27، 28) .
[3] في (طبقات الحنابلة 2/ 235، وذيل طبقات الحنابلة 1/ 12) .
[4] انظر عن (علي بن عبد الرحمن بن الحسن) في: تاريخ بغداد 12/ 33 رقم 6402، والإكمال لابن ماكولا 6/ 262، والمنتخب من السياق 384 رقم 1295، والمنتقى الأول من السياق (مخطوط) ورقة 64 ب، والتقييد لابن نقطة 412، 413 رقم 547، والإعلام بوفيات الأعلام 193، وسير أعلام النبلاء 18/ 299، 300 رقم 139، والعبر 3/ 267، 268، وتبصير المنتبه 3/ 966، وشذرات الذهب 3/ 330، 331.
[5] عليّك: بفتح العين المهملة، وكسر اللام وفتح الياء المشدّدة، وآخره كاف، وانظر حاشية(31/262)
أبو القاسم النَّيْسابوريّ.
فاضل عالم من أولاد المحدِّثين.
تنقَّل فِي البلاد، وسكن إصبهان مدّة، وحدَّث بها، وببغداد، وأذَرْبَيْجان.
قال الخطيب فِي «تاريخه» [1] : حدَّث عن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن العلوي، وأبي نعيم عبد الملك الأسفرائينيّ، والحافظ ابن البَيِّع، وحمزة المُهَلَّبيّ. كتبتُ عَنْه، وكان صدوقًا.
وقال ابن نقطة [2] : حدَّث عن: أَبِي الحسين الخفّاف، وعبد الرَّحْمَن بْن إِبْرَاهِيم المُزَكّيّ.
سمع منه: أبو نصر بْن ماكولا، والمؤتمن السّاجيّ.
قلتُ: ورَوَى عَنْهُ: سَعِيد بْن أَبِي الرجاء [3] ، وأبو بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي القاضي، وأبو سعد أحمد بن محمد البغدادي، وإسماعيل بْن مُحَمَّد بْن الفضل الحافظ، وأحمد بْن عُمَر الناتاني [4] المقرئ شيخ السِّلَفّي وقال: قدِم علينا تِفْلِيس [5] وتُوُفّي بها. قال: ثنا الخفّاف.
قلت: وهو من أكبر شيوخ إِسْمَاعِيل المذكور.
قال ابن السمعاني [6] : سَأَلت إِسْمَاعِيل عَنْه، فقال: كتبت عنه وله سماع، ولأبيه حديث. وكان سيّئ الرأي فِيهِ.
وسمعتُ مُحَمَّد بْن أَبِي نصْر اللَّفْتُوانيّ [7] يقول: كان أبو القاسم بْن عَليَّك على أوقاف الجامع بإصبهان، فحُوسِب، فانكسر عليه مال، وكان للوقف دكان
__________
[ (-) ] (الإكمال 6/ 261 رقم 1) .
[1] تاريخ بغداد 12/ 33.
[2] في التقييد 413.
[3] ذكره ابن نقطة في (التقييد 413) .
[4] لم أجد هذه النسبة.
[5] تفليس: بفتح أوله ويكسر. بلد بأرمينية.
[6] قوله ليس في (الأنساب) .
[7] اللّفتواني: بفتح اللام وسكون الفاء وضم التاء، هذه النسبة إلى لفتوان، إحدى قرى أصفهان.
(الأنساب 11/ 27) .(31/263)
حلواني أَخَذَ من صاحبها حلاوة كثيرة. فكان الناس يضحكون منه ويقولون: ترى الجامع أكل الحلاوة؟! سألتُ أَبَا سَعِيد [1] الْبَغْدَادِيّ عن ابن عَلِيَّك فقال: كان فاضلًا، ما سمعت فِيهِ إلّا خيرًا. وكان والده محدِّثًا كتبَ الكثير، وما سمعت قَدْحًا فِي سماعاته، وكتبَ عَنْهُ الْجَمُّ الغفير «مُسْنَد أَبِي عَوَانَة» إلّا أنّه كان أشعريا [2] .
وقرأتُ بخطّ أَبِي عليّ البَرَدَانيّ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن الخاطئ قال: مات ابن عَلِيَّك فِي رابع رجب بِتَفْلِيس.
قلتُ: وللحافظ ابن ناصر من أَبِي القاسم بْن عَلِيَّك إجازة [3] .
259- علي بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الحميد [4] .
أبو الفَرَج البَجَليّ الْجَرِيريّ [5] الهَمَذَاني.
روى عَنْ: أَبِيه، وأبي بَكْر بْن لال، وابن تُرْكوان، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن أَبِي اللَّيْث، وأبي بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي، وعلي بن أحمد بن عبدان، وطائفة بهمذان، وأبي القاسم الحرفي، وأحمد بن علي الجعفري الكوفي، ومحمد بن الحسين بن يوسف الأصبهاني نزيل صنعاء.
قال شيرويه: سمعت منه عامة ما مر له، وكان ثقة عدلا، من بيت الإمارة.
__________
[1] في (سير أعلام النبلاء 18/ 300) : «أبا سعد» .
[2] قال السلفي: سألت مؤتمن الساجي عن أبي القاسم بن عليّك، فقال: رأيت سماعه في كتاب أبي عوانة ثابتا صحيحا، في كتاب أبي نعيم، قال: حدّثني بعض من كان يتعرّض لسماع الحديث أن إنسانا كاتبا من كتبة بعض الدواوين حدّثه أنه كان يعطيه الأجزاء ليسمّع له فيها.
قال مؤتمن: ولا أعتمد على هذه الحكاية. (التقييد 413) .
[3] وصفه عبد الغافر الفارسيّ بأنه: «جليل فاضل، من بيت العلم والحديث، ونشأ بنيسابور، وخالط المشايخ والصدور ...
كان كثير الحديث، كثير الشيوخ، من أولاد المحدّثين، أملى سنين بأصبهان وأجاز لي» .
(المنتخب 384) .
[4] انظر عن (علي بن محمد بن الجريريّ) في: الإكمال لابن ماكولا 2/ 206، والأنساب 3/ 242، 243، والتقييد لابن نقطة 414 رقم 550، وسير أعلام النبلاء 18/ 300، 301 رقم 140.
[5] الجريريّ: بفتح الجيم والياء المنقوطة باثنتين من تحتها بين الراءين المهملتين. هذه النسبة إلى جرير بن عبد الله البجلي وإلى أتباع مذهب محمد بن جرير الطبري. (الأنساب 3/ 242) .(31/264)
والعلم، من أولاد جرير بْن عَبْد اللَّه [1] رَضِيَ اللَّه عَنْهُ. وكان أحدَ تُنّاءِ [2] بلدنا.
وتُوُفّي فِي ثامن وعشرين رمضان. وسمعته يقول: ولدت سنة سبع وثمانين وثلاثمائة [3] .
قال ابن نُقْطة [4] : حدَّث عن ابن لال «بالسُّنَن» لأبي دَاوُد. حدَّث عَنْهُ: هبة اللَّه ابن أخت الطّويل، وأحمد بْن سعْد [5] العِجْليّ [6] .
260- عليّ بْن مُحَمَّد بْن نصْر الدِّينَوَرِيّ [7] .
أبو الْحَسَن اللَّبّان، نزيل غَزْنَة.
كان أحد الجوالين فِي الحديث، المَعْنِييّن بجَمْعه.
سمع الكثير، وعمَّر حَتَّى رحل الناس إِلَى لُقِيّه. وروى الكثير بغَزْنَة.
سمع: أَبَا عُمَر بْن مَهْدِيّ ببغداد، وأبا عمر الهاشميّ بالبصرة، وأبا عَبْد الرَّحْمَن السُّلَمي، وأبا بَكْر الحِيري، وأبا بَكْر أَحْمَد بْن منجوَيْه الحافظ بنَيْسابور، ومحمد بْن عليّ النّقّاش بإصبهان، وهذه الطّبقة.
رَوَى عَنْهُ: مسافر وأحمد أبنا مُحَمَّد بْن عليّ البِسْطاميّ. وأجاز لحنبل بْن عليّ.
قال أبو سعد السَّمعانيّ: [8] سمعت الموفّق بْن عَبْد الكريم الهَرَويّ يقول:
كان شيخنا أبو الْحَسَن بْن اللّبّان الدِّينورِيّ بغَزْنَة وعنده «الحِلية» عن أبي نعيم،
__________
[1] التقييد 414.
[2] تناء: مفردها: تانيء. وهو الدّهقان رئيس البلد أو الإقليم.
[3] التقييد 414.
[4] في (التقييد 414) .
[5] في (التقييد) : «سعيد» .
[6] وقال ابن ماكولا: وكان مكثرا سمعت منه بهمذان، وهو ثقة. (الإكمال 2/ 206) .
وقال ابن السمعاني: روى لنا عنه: أبو علي أحمد بن سعد بن علي العجليّ، وأبو بكر هبة الله بن الفرج الظفراباذي بهمذان، ولم يحدّثنا عنه سواهما، (الأنساب 3/ 243) .
[7] انظر عن (علي بن محمد الدينَوَريّ) في: التقييد لابن نقطة 415 رقم 553، وسير أعلام النبلاء 18/ 369، 370 رقم 178، والوافي بالوفيات 22/ 149 رقم 94.
وسيعاد ذكره دون ترجمة برقم (297) وبرقم (363) .
[8] قوله ليس في (الأنساب) .(31/265)
فأتاه صوفي ليسمع الكتاب، فقال له: إنّ هَذَا كتابٌ فِيهِ ذكر المُمْتَحَنين، فإنْ أردت أن تقرأه فوطّن نفسك على المحنة. فقال الصُّوفيّ: نعم.
فابتدأ فِي قراءته، فقرأ أيامًا إِلَى أن انتهى إِلَى ذِكر أَبِي حنيفة وذَمَّه، فكان فِي المجلس حنفي، فسَعى بالشيخ إِلَى القاضي، ورُفع الأمر إِلَى السلطان، فأمرَ الشيخَ بلُزُوم بيته، وأغلَق مسجده، ومُنِعَ من التحديث، وكان ذلك فِي آخر عمره. وضُرِب الصُّوفيّ ونُفي، وصحَّت فراسة الشَّيْخ [1] .
تُوُفّي بعد سنة سبْعٍ وستين سنة ثمانٍ [2] .
261- عَليّ بْن أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن الْحَسَن بْن زكريا [3] .
الحافظ أبو الحسن الزَّبَحيّ [4] الْجُرْجاني، مصنف «تاريخ جُرْجان» ، وخال الحافظ عبد الله بن يوسف الْجُرْجانيّ.
سمع: أبا بكر الحيري، وأبا سعيد الصيرفي، وحمزة بن يوسف السَّهْمي، وعبد الله بن عبد الرحمن البُنَاني [5] الحُرُضي [6] ، وعبد الواحد بن محمد المُنيريّ الْجُرْجاني، وعليّ بن محمد الحنّاطيّ [7] المؤدّب.
__________
[1] سير أعلام النبلاء 18/ 369، 370.
[2] وقال ابن نقطة: «سمع السنن لأبي داود من القاسم بن جعفر الهاشمي بقراءته ست مرات فيما ذكر. قال ابن شافع في تاريخه: بلغتنا وفاة أبي الحسين عليّ بْن مُحَمَّد بْن نصر بْن اللبّان بغزنة في أول سنة تسع وستين وأربعمائة، وكان سمع الحديث ببغداد، وواسط، والبصرة، وبلاد خراسان، وسمع الشيء الكثير، وحدّث، وجمع، وهو ثقة» (التقييد 415) .
[3] انظر عن (علي بن أبي بكر) في: الأنساب 6/ 240، ومعجم البلدان 3/ 130، واللباب 2/ 58، والمنتخب من السياق 385 رقم 1297، وذيل تاريخ نيسابور (مخطوط) 64 ب، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 133، وسير أعلام النبلاء 18/ 364، 365 رقم 175، والوافي بالوفيات 22/ 49 رقم 10، وتبصير المنتبه 2/ 660، 661، وكشف الظنون 1/ 290، وهدية العارفين 1/ 692، ومعجم المؤلفين 7/ 212.
[4] الزّبحيّ: بفتح الزاي والباء المنقوطة بواحدة، وكسر الحاء المهملة.
[5] البنانيّ: بضم الباء المنقوطة من تحتها بنقطة والنون المفتوحة، هذه النسبة إلى بنانة وهو بنانة بن سعد بن لؤيّ بن غالب. هكذا قال أبو حاتم بن حبّان البستي. قال ابن السمعاني:
وصارت بنانه محلّة بالبصرة لنزول هذه القبيلة بها. (الأنساب 2/ 306) .
[6] الحرضيّ: بالضم وثانية يضم ويفتح، والضاد معجمة.
[7] الحنّاطي: بفتح الحاء المهملة والنون المشدّدة وفي آخرها الطاء المهملة، هذه النسبة لجماعة(31/266)
قال السمعاني [1] : هو منسوب إلى الزِّبَح، وظنّي أنها من قرى جُرْجان.
سكن هَرَاة، وتُوُفّي بها في صفر، وله ستٌّ وسبعون سنة.
روى عنه: إسماعيل بن أبي صالح المؤذن، وأبو العلاء صاعد بن سيّار.
والزَّبَحيّ: ضبطه أبو نُعَيْم بن الحدّاد، ومحمد بن إبراهيم الْجَرْبَاذْقانيّ [2] بالحَرَكَة، وكنتُ أحسب الزَّبْحيّ بالسُّكون، فقيّده ابن نُقْطَة بالفتح [3] .
- حرف الميم-
262- محمد بن أحمد بن أسِيد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الْحسن بْن أسِيد ابن عاصم الثقفي [4] .
الشَّيْخ الصالح أبو بَكْر المَدِينيّ.
مات فِي شعبان بإصبهان.
روى عن: أَبِي عَبْد اللَّه بْن مَنْدَهْ.
وعنه: أبو نصر البار، ويحيى بن منده، والحسين بن عبد الملك.
وكان عالما، من أكابر أهل أصبهان.
263- محمد بن أحمد [5] .
الشيخ أبو الفضل التميمي المروزي. أحد أئمّة مرو ورؤسائها.
__________
[ (-) ] من أهل طبرستان، لعلّه كان بعض أجداده يبيع الحنطة. (الأنساب 4/ 242) .
[1] في الأنساب 6/ 240) .
[2] الجرباذقانيّ: بفتح الجيم وسكون الراء والباء الموحّدة المفتوحة بعدها الألف وسكون الذال المعجمة والقاف المفتوحة، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى بلدتين إحداهما بين جرجان وأستراباذ، والثانية بين أصبهان والكرج. ومحمد بن إبراهيم المذكور من جرباذقان أصبهان.
انظر (الأنساب 3/ 219) .
[3] قال عبد الغافر الفارسيّ: ثقة سديد، كثير الحديث والسماع، حافظ عارف بطرق الحديث.
دخل نيسابور ومعه ابن أخته أبو محمد عبد الله بن يوسف الجرجاني، وسمعا من أصحاب الأصمّ القاضي، والصيرفي، وسمعا من حمزة السهمي بجرجان، وأكثرا عن الطبقة الثانية، وصنّف، وعاد إلى جرجان وحدّث بها سنين، وعاد إلى هراة واستوطنها. وتوفي بهراة.
(المنتخب 385) .
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
[5] لم أجد مصدر ترجمته.(31/267)
سمع: الحسين بن علي المنصوري.
روى عنه: زاهر ووجيه ابنا الشحامي.
264- محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز [1] .
أبو نعيم الواسطي المعدل.
سمع: علي بن عبد الرحيم بن غيلان صاحب المحاملي.
وتوفي رحمه الله في شعبان [2] .
265- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى [3] .
أبو تمام الهاشمي العباسي.
من ولد مَعْبَد بْن الْعَبَّاس.
سمع: أَبَاه، والحسين بْن الْحَسَن الغَضَائريّ [4] .
وعنه: ابنه عَبْد الرحيم، وأبو بَكْر قاضي المَرِسْتان.
وكان صالحًا رئيسًا [5] .
266- مُحَمَّد بْن عَمُّوَيه [6] .
واسم عَمُّوَيْه عَبْد اللَّه بْن سعد السُّهْرَوَرْدي [7] ، جدّ الشَّيْخ أَبِي النجيب ووالد جد الشَّيْخ شهاب الدّين السّهرورديّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الواحد) في: سؤالات الحافظ السلفي 65 رقم 26 وفيه: «ابن خصية» .
[2] قال الحوزي: كان عدلا مستقيما، سمع ابن خزفة، ورأينا سماعه في الأصول.
[3] انظر عن (محمد بن علي الهاشمي) في: المنتظم 8/ 299 رقم 361 (16/ 174) رقم 3455) ، والبداية والنهاية 12/ 113 وفيه: «محمد بن علي بن أحمد بن عيسى» .
[4] الغضائري: بفتح الغين والضاد المعجمتين والياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى الغضارة وهو إناء يؤكل فيه الطعام. (الأنساب 9/ 155) .
[5] وقال ابن الجوري: سمع الحديث، وولي نقابه الهاشميين. وهو ابن عم أبي جعفر بن أبي موسى الفقيه الحنبلي. روى عنه شيخنا أبو بكر بن عبد الباقي. (المنتظم) .
[6] لم أجد مصدر ترجمته، بل وجدت ابنه أبا حفص عمر بن محمد بن عمويه، وقد ذكره ابن السمعاني. في مادّة: السهروردي، وحفيده: عبد القاهر بن عبد الله بن محمد بن عمويه.
[7] السّهرورديّ: بضم السين المهملة، وسكون الهاء، وفتح الراء والواو وسكون الراء الأخرى، وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى سهرورد، وهي بلدة عند زنجان. (الأنساب 7/ 197) .(31/268)
قال السِّلَفيّ: سمعت أَبَا حَفْص عُمَر بْن مُحَمَّد بْن عَمُّوَيْه [1] يقول: مات أَبِي سنة ثمان وستّين وأربعمائة، وقد بلغ من العُمر مائةً وعشرين سنة.
267- مُحَمَّد بْن القاسم بْن حبيب بْن عَبْدُوس [2] .
أبو بَكْر النَّيْسابوريّ الصَّفّار الفقيه المفتي الشافعي.
سمع: أبا نعيم عبد الملك الإسفرائيني، وأبا الْحَسَن العَلوي، وأبا عَبْد اللَّه الحاكم، وعبد اللَّه بْن يوسف.
رَوَى عَنْهُ: زاهر ووجيه الشحاميّان.
تُوُفّي فِي ربيع الأوّل.
وذكره ابن السمعاني [3] فقال: تفقه على أَبِي مُحَمَّد الْجُوَيْنيّ وخلفَه فِي حلقته لمّا حجّ. وسمعتُ أَبَا عاصم العبّادي يقول: ما رَأَيْت أحسن فُتْيا منه وأَصْوَب [4] .
قال: وتُوُفّي رحِمَه اللَّه فِي ربيع الآخر [5] .
268- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أحمد [6] .
__________
[1] كان أبو حفص جميل الأمر، مرضيّ الطريقة. توفي سنة 532 هـ. (الأنساب 7/ 197، 198) .
[2] انظر عن (محمد بن القاسم) في: المنتظم 8/ 299، 300 رقم 362 (16/ 174 رقم 3456) ، والمنتخب من السياق 56 رقم 106، والكامل في التاريخ 10/ 101، وطبقات ابن الصلاح (مخطوط) الورقة 28، والعبر 3/ 268، وسير أعلام النبلاء 18/ 437، 438 رقم 223، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 342، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 139، والبداية والنهاية 12/ 113، وشذرات الذهب 3/ 331.
[3] قوله ليس في (الأنساب) ، وهو في طبقات الشافعية للسبكي 3/ 342، وطبقات الإسنوي 2/ 139، وسير أعلام النبلاء 18/ 438.
[4] وقال عبد الغافر الفارسيّ: «من أبناء المشايخ وأهل البيوتات والمياسير. وكان من خواصّ تلامذة الإمام أبي محمد الجويني، ومن المدرّسين وأهل الفتوى. لقي المشايخ ... وأملى سنين في مسجد المطرّز، وكان حسن الخلق، سليم الجانب، محمود الطريقة والسيرة، صاحب التجمّل في قلّة ذات اليد، بهيّ المنظر» . (المنتخب 56) .
[5] وقيل: في ربيع الأول. (السير) .
[6] انظر عن (محمد بن محمد البيضاوي) في: تاريخ بغداد 3/ 239 رقم 1320، والأنساب 2/ 368، والمنتظم 8/ 300 رقم 363 (16/ 174، 175 رقم 3457) ، ومعجم البلدان 1/ 529، واللباب 1/ 198، والكامل في التاريخ 10/ 101، والبداية والنهاية 12/ 113،(31/269)
القاضي أبو الْحَسَن البَيْضاويّ [1] الْبَغْدَادِي الفقيه، قاضي الكرْخ.
خَتَنُ القاضي أَبِي الطيب الطَّبَريّ [2] . وعليه تفقَّه حَتَّى صار من كبار الْأَئِمَّةِ. وكان خيرًا صالحًا، سليم المعتَقَد.
سمع من: أَبِي الْحَسَن بْن الْجُنْدي، وإسماعيل بْن الْحَسَن الصَّرْصَريّ.
رَوَى عَنْهُ: أبو مُحَمَّد بْن الطراح، وأبو عَبْد اللَّه السلال، وقاضي المَرِسْتان.
وقال الخطيب [3] : كتبتُ عَنْهُ، وكان صدوقًا.
وُلِد أبو الْحَسَن سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة [4] .
وتوفي رحمه الله في شعبان [5] .
269- محمد بن مُحَمَّد بْن مَخْلَد [6] .
أبو الْحَسَن الأَزْديّ الواسطي البزّاز.
تُوُفّي فِي رمضان.
سمع [بإفادة أَبِيهِ أَبِي طَالِب من [7] أَحْمَد بْن عُبَيْد بْن بيريّ [8] ، وأبي عبد الله
__________
[ (-) ] وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 81.
[1] البيضاوي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفتح الضاد المعجمة، وفي آخرها الواو. هذه النسبة إلى بيضاء وهي بلدة من بلاد فارس. (الأنساب 2/ 368) .
[2] تاريخ بغداد 3/ 239.
[3] في تاريخه.
[4] وقال الخطيب: «وذكر لي أن أباه سمّاه لما ولد أحمد، ثم سمّاه إدريس، ثم سمّاه محمدا، وثبت على محمد» .
[5] في يوم الجمعة 17 من شعبان بالكرخ، وتقدّم بالصلاة عليه أبو نصر بن الصّبّاغ، وصلّى عليه قاضي القضاة أبو عبد الله الدامغانيّ مأموما. (المنتظم 8/ 300) .
ووقع في (طبقات الشافعية للسبكي 3/ 81) : «توفي في شعبان سنة ثمان وأربعمائة عن ست وسبعين سنة» . وهذا خطأ، فقد سقطت كلمة «وستين» بعد «ثمان» .
[6] انظر عن (محمد بن محمد بن مخلد) في: سؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي 62 رقم 19، والأنساب 3/ 278، واللباب 1/ 286، وسير أعلام النبلاء 18/ 411، 412 رقم 207، وتبصير المنتبه 2/ 551.
[7] ما بين الحاصرتين استدركته من: سؤالات السلفي 62.
[8] بيري: أوّله باء معجمة بواحدة، وراء مكسورة ثم ياء باثنتين من تحتها. (الإكمال 1/ 521) .(31/270)
العَلَوي، وأبي عليّ بْن مُعَاذ [1] . وابن خَزَفَة، والناس.
قال السِّلَفيّ: سَأَلت الحَوْزيّ عَنْهُ فقال [2] : سمع بإفادة أَبِيه، وكان جيّد الأصول، ثقة [3] ، جيّد الخَطّ.
تُوُفّي سنة ثمان وستين.
قلت: وقال الحَوْزيّ [4] : إنّ العَلَويّ المذكور، واسمه الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد، ثقة روى عن عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن مبشر «مُسْنَد أَحْمَد بْن سِنَان» . وإنّ آخر من حدَّث عَنْهُ أبو الحسن ابن مَخْلَد، والد أَبِي المفضل.
وذكر الحوْزي [5] أن العَلَويّ أيضًا آخر من حدَّث عن الخليل بْن أَبِي رافع الطّحَان [6] صاحب تميم بْن المنتصر [7] .
270- مَسْعُود بْن الْمُحْسِن بْن عَبْد الْعَزِيز [8] .
__________
[1] في السؤالات، بعده: «وأبي الحسين بن دينار» .
[2] في السؤالات 62.
[3] في السؤالات: «ثقة فيما يرويه ويقول» .
[4] في السؤالات ص 47 رقم 4.
[5] في السؤالات 110 رقم 96.
[6] توفي سنة 313 هـ-.
[7] ذكره ابن السمعاني في مادّة: «الجلختيّ» بعد أن ذكر ابنه أَبَا الكَرَم نصر اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بن مخلد، وقال: يعرف بابن الجلخت، من بيت الحديث، ثم قال: أبوه أبو الحسن من مشاهير المحدّثين، سمع أبا بكر أحمد بن عبيد بن بيري الواسطي وغيره. روى لنا عنه ابنه، وأبو عبد الله محمد بن علي الجلابي، ولم يحدّثنا عنه سواهما. (الأنساب 3/ 278) .
[8] انظر عن (مسعود بن المحسن) في: دمية القصر 1/ 378، والمنتظم 8/ 300، 301، رقم 365 (16/ 175، 176 رقم 3459) ، والكامل في التاريخ 10/ 101، 102، وفيه:
«مسعود بن المحسن بن الحسن بن عبد الرزاق) . وتاريخ إربل لابن المستوفي 1/ 39، ووفيات الأعيان 5/ 197- 199 رقم 719، (وسيأتي قوله في اسم صاحب الترجمة) ، والمختصر في أخبار البشر 2/ 192 وفيه: «مسعود بن عبد العزيز» ، وسير أعلام النبلاء 18/ 409، 410 رقم 205 وفيه: «مسعود بن عبد العزيز بن المحسن» ، وتاريخ ابن الوردي 1/ 378، ومرآة الجنان 3/ 97، والبداية والنهاية 12/ 113، 114، وروض المناظر لابن الشحنة (بهامش الكامل) 12/ 29، والنجوم الزاهرة 5/ 103، وشذرات الذهب 3/ 331، 332، والأعلام 7/ 218، وديوان الإسلام 1/ 305، 306 رقم 478، ومعجم المؤلفين 12/ 227.
قال ابن خلّكان: «الشريف أبو جعفر مسعود بن عبد العزيز بن المحسن بن الحسن بن(31/271)
أبو جَعْفَر البياضي [1] العباسي الشريف، أحد شعراء بغداد المجوّدين.
قال أبو سعد السمعاني [2] : ما أظن أنه سمع شيئًا من الحديث. رُوي لنا من شِعره.
قال أبو القاسم بْن السَّمَرْقَنْدي، وأبو سعد الروني [3] ، وغيرهما: تُوُفّي فِي ثامن عشر ذي القعدة [4] .
وله ديوان شِعْرٍ معروف، فمنه:
يقولون لي: إنْ كان سمعْك عاشقًا ... فَمَا بال، دمْعُ العين فِي الخدّ
فقلت لهم: قد لُمْتُ طَرْفي، فقال لي: ... أَتَمْنَعُني من أن أساعد جاريا؟
وله
يا مَن لَبُسْتُ بِهَجْرِهِ [5] ثَوْبَ الضَّنَا ... حَتَّى خَفِيتُ بِهِ عَنِ الْعُوَّادِ
وَأَنِسْتُ بِالسَّهَرِ [6] الطَّوِيلِ فأُنْسِيَتْ ... أَجْفَانُ عَيْنِي كَيْفَ كَانَ رُقَادِي
إِنْ كَانَ يُوسُفُ بِالْجَمَالِ مُقَطِّعَ ... الْأَيْدِي، فَأَنْتَ مُقَطِّعُ [7] الْأَكْبَادِ [8]
__________
[ (-) ] عبد الرزاق البياضي، الشاعر المشهور، هكذا وجدته بخط بعض الحفاظ المتقنين، ورأيت في أول ديوانه أنه أبو جعفر مسعود بن المحسن بن عبد الوهّاب بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ القرشي الهاشمي، والله أعلم بالصواب» .
وقد أضاف السيّد «سيّد كسروي حسن» في تحقيقه لكتاب «ديوان الإسلام» 21 ج 1/ 306 بالحاشية، إلى مصادر الشاعر «مسعود» : كتاب «طبقات فحول الشعراء للجمحي، و «معجم الشعراء» (للمرزباني) ، و «الأغاني» لأبي الفرج. وجميع مؤلّفي هذه الكتب ماتوا قبل صاحب الترجمة بمدّة طويلة، وهذه من الأوهام في حشد المصادر دون تدبّرها.
[1] وقيل له البياضي لأن بعض أجداده كان مع جماعة من بني العباس وكلهم قد لبسوا أسود غيره، فسأل الخليفة عنه وقال: من ذلك البياضي؟ فبقي عليه لقبا، (الأنساب المتفقة 1/ 3، الأنساب 2/ 356، 357، ووفيات الأعيان 5/ 199، والمختصر في أخبار البشر 2/ 192، تاريخ ابن الوردي 1/ 378، 379) .
[2] قول السمعاني ليس في (الأنساب) .
[3] هكذا في الأصل، ولم أتحقّق من صحّة هذه النسبة.
[4] في (تاريخ إربل 1/ 39) وفاته في سنة 468 أو 469 هـ-.
[5] في تاريخ ابن الوردي: «يا من لبست لبعده» . وفي (المنتظم) : «لهجره» .
[6] في (المنتظم) : «بالسحر» .
[7] في (الكامل في التاريخ، والمختصر في أخبار البشر) : «فأنت مفتّت» .
[8] الأبيات في: المنتظم 8/ 300، 301 (16/ 175، 176) ، والكامل في التاريخ 10/ 102،(31/272)
271- مكّيّ [1] بْن جَابار [2] .
أبو بَكْر الدينوري الحافظ الفقيه.
رحل، وسمع بمصر والشام، ولقي: خَلَف بْن مُحَمَّد الواسطي، وعبد الغني بْن سَعِيد الأزْدي، وصَدَّقَة بْن الدَّلَم [3] الدَّمشقي [4] ، وجماعة.
وكتب الكثير. وكان سُفْيانيّ [5] المذهب.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد الْعَزِيز الكتاني، وغَيْث الأرمنازي، وأبو طاهر الحِنَّائيِّ.
قال هبة اللَّه الأكفاني: كَانَتْ له عناية جيدة بمعرفة الرجال.
حدَّث بشيءٍ يسير، وولي القضاء بدَمِيرَة [6] ، وامتنع بأَخَرَة من إسماع الحديث. وكان الخطيب قد طلب أن يسمع منه، فأبى عليه [7] .
تُوُفّي فِي رجب.
- حرف النون-
272- ناصر بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن العبّاس [8] .
__________
[ (-) ] والمختصر في أخبار البشر 2/ 192، وتاريخ ابن الوردي 1/ 378.
[1] ورد في الأصل بعد ترجمة «ناصر بن أحمد بن محمد» ، فأثبتناه هنا.
[2] انظر عن (مكي بن جابار) في: الإكمال لابن ماكولا 2/ 11، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 43/ 363، 364، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 25/ 236، 237 رقم 71، وسير أعلام النبلاء 18/ 412، 413 رقم 208، وتبصير المنتبه 1/ 330، وشذرات الذهب 3/ 232، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 91، 92 رقم 1702.
[3] في الأصل: «الديلم» وهو غلط.
[4] وسمع: أبا عبد الله بن أبي كامل الأطرابلسي.
[5] على مذهب الصحابيّ الجليل «سفيان الثوري» .
[6] دميرة: بفتح أوله وكسر ثانيه. قرية كبيرة بمصر قرب دمياط.
[7] قال ابن ماكولا: رحل إلى بغداد في طلب الحديث، وسمع الكثير، وخرج إلى مصر وأدرك ابن النحاس، وغيره. وكان بدمشق وامتنع من التحديث، وتركته حيّا في أول سنة 457 وكان قد ولي القضاء بدميرة. (الإكمال 2/ 11) .
[8] انظر عن (ناصر بن أحمد) في: المنتخب من السياق 461، 362 رقم 1571، والمختصر الأول من المنتخب (مخطوط) ورقة 91 ب. وفيه اسمه بالكامل: «ناصر بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن العباس بن مسلم بن عبد الله بن الفضل بن سليمان الطوسي» ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 27. (دون ترجمة) .(31/273)
أبو نصر الطُّوسيّ الفقيه الشافعي.
من كبار الأئمة.
تفقه على أَبِي مُحَمَّد الْجُويني. وكانت له كُتُب مفتخرة كثيرة.
روى عن: ابن مَحْمِش الزيادي، وأبي بَكْر الحِيريّ.
وأكثر عن المتأخرين [1] .
273- ناصر بْن مُحَمَّد بْن علي بْن عُمَر [2] .
أبو مَنْصُور الْبَغْدَادِيّ التُّركيّ الأصل، صهر أَبِي حكيم الخَبْرِيّ [3] ووالد الحافظ أَبِي الفضل مُحَمَّد بْن ناصر. أفنى عمره فِي القراءات وطلب أسانيدها.
وكان حاذقًا مجوّدًا لُغَوِيًّا.
سمع الكثير من كتب اللُّغة، وسمع الناس بقراءته الكثير.
وكان أبو بَكْر الخطيب يرى له ويقدمه على من حضر، ويأمره بالقراءة.
وهو الَّذِي قرأ عليه «التاريخ» للناس. وكان ظريفًا صبيحًا [4] مليحًا حيِّيًّا.
مات فِي الشبيبة. وقد روى القليل.
__________
[1] قال عبد الغافر: «مشهور معروف، من وجوه أصحاب الشافعيّ بنيسابور، أديب فقيه فاضل، جمع الكثير من العلوم، وتفقّه على أبي محمد الجويني، وسمع تصانيف زين الإسلام وكتبها، وكان عنده نفائس من الكتب في الأنواع حصّلها بحيث لا يوجد مثلها، مثل ديوان الأدب بخط أبي الحسن السرخسي وتصحيحه، وغرائب الحديث لأبي سليمان الخطابي بخط القاضي أبي جعفر البحائي الزوزني وتصحيحه.
وسمع العالي من أبي طاهر الزيادي، ومن أصحاب الأصمّ كالقاضي، والصيرفي، وكان أهلا لأن يعقد له الإملاء لصيانته وأمانته وإسناده العالي فلم يتفق. وتوفي شهور سنة ثمان وستين وأربعمائة.
وما روى إلا القليل» . (المنتخب 461، 462) .
[2] انظر عن (ناصر بن محمد التركي) في: المنتظم 8/ 301- 303 رقم 366 (16/ 176- 179 رقم 3460) ، والبداية والنهاية 12/ 114، وورد اسمه في (الأنساب 5/ 39) : «ناصر بن محمد بن علي السلامي» .
[3] الخبريّ: بفتح الخاء المعجمة وسكون الباء المنقوطة بنقطة واحدة، في آخرها الراء المهملة، هذه النسبة إلى خبر، وهي قرية بنواحي شيراز من فارس. وأبو حكيم هو عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله المعلم الخبري. كان فاضلا معلّما ببغداد. (الأنساب 5/ 39) .
[4] المنتظم 8/ 301 (16/ 176) .(31/274)
سمع: الخطيب، وأبا جَعْفَر بْن المسلمة، والصَّرِيفيني، وهذه الطبقة قال ابن ناصر [1] : وُلِد أَبِي في جمادى الأولى سنة سبع وثلاثين وأربعمائة، وأخبرتني والدتي رابعة [2] بِنْت الخَبْرِيّ أن والدي توفي فِي رابع عشر ذي القعدة سنة ثمانٍ وستين، رحمه اللَّه تعالى.
قَلت: تُوُفّي وابنه طفل يرضع بعد. وكان قد قرأ بواسط على غلام الهراس، وببغداد على: أَبِي بكر محمد بن علي الخياط، وأبي علي بن البنّاء، وجماعة. وكتب بخطّه المليح كثيرا، وصنَّف فِي القراءات كتابًا.
وقد رثاه البارع [3] بقصيدة [4] .
274- نصر بْن محمود بْن نصر بْن صالح بْن مرداس [5] .
تملّكَ حلب بعد أَبِيهِ سنة، ووثب عليه الأتراك فقتلوه بظاهر حلب [6] .
وكان جوادا ممدّحا جيّد السّيرة [7] .
__________
[1] اسمه «محمد» وكنيته «أبو الفضل» . (الأنساب) .
[2] هي البنت الكبرى لأبي حكيم. (الأنساب) .
[3] هو: أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الوهاب الدبّاس، يعرف بالبارع.
[4] مطلع القصيدة التي تتألّف من (49) بيتا) :
سلام وأنّى يردّ السّلاما ... معاشر في التّرب أمسوا رماما
لدى البيد صرعى كأنّ الحمام ... سقاهم بكأس المنايا مداما ...
(المنتظم 8/ 301 ج 303/ 16/ 176- 179) .
[5] انظر عن (نصر بن محمود) في: المنتظم 8/ 304 (16/ 180) وزبدة الحلب 2/ 45- 49، ديوان ابن حيّوس (في أكثر من موضع) ، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 108، 109، والكامل في التاريخ 10/ 100، 105، ووفيات الأعيان 4/ 438- 441 في ترجمة (ابن حيّوس الشاعر) ، (وسير أعلام النبلاء 18/ 349 في آخر ترجمة الهمدانيّ رقم 167) ، والنجوم الزاهرة 5/ 101.
[6] قال ابن القلانسي: قتل يوم الأحد عيد الفطر، وذاك أنه قبض على مقدّم الأتراك المعروف بالأمير أحمد شاه، وخرج إليهم لينهيهم، فرماه أحدهم بسهم فقتله. (ذيل تاريخ دمشق 109، زبدة الحلب 2/ 49) .
[7] قال ابن العديم: أمن الناس في أيام نصر، وكانت سيرته أصلح من سيرة أبيه، وأحسن إلى أهل حلب، وأطلق من كان في اعتقال أبيه من أحداثهم، وعمّ الناس بجوده، وكان بحرا للمكارم، إلّا أنه كان لا يستطيع أن يرى أحدا يأكل طعامه مع كرمه وجوده. (زبدة الحلب 2/ 45) .(31/275)
ولابن حيوس فِيهِ مدائح. وقد أجازه مرّةً بألف دينار [1] .
وتملك بعده أخوه سابق آخر ملوك بني مرداس [2] .
- حرف الياء-
275- يحيى بْن سَعِيد بْن أَحْمَد بْن يَحْيَى [3] .
أَبُو بَكْر بْن الحديدي الطُّلَيْطِليّ.
سمع من: أَبِي مُحَمَّد بْن عَبَّاس، وحماد بْن عمار.
وناظر على: أَبِي بَكْر بْن مغيث.
وكان نبيلًا، متفننًا، فصيحًا [4] ، مقدَّمًا فِي الشورى، وكان له مكانة عند المأمون يحيى بْن ذي النون [5] . دخل معه قرطبة إذ ملكها. وكان غالبًا عليه. فَلَمَّا تُوُفّي المأمون استثقله حفيده القادر باللَّه حَتَّى قُتِل بقَصره فِي محرَّم سنة ثمانٍ.
276- يَعْلَى بْن هبة اللَّه بْن الفُضَيْل [6] .
أبو صاعد الفُضِيلي [7] ، الهَرَويّ، القاضي.
من بقايا الشيوخ بهَرَاة.
روى عن: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي شريح، وغيره.
__________
[1] وذلك على قصيدته التي أولها:
كفى الدّين عزّا ما قضاه لك الدّهر ... فمن كان ذا نذر فقد وجب النذر
(ديوان ابن حيّوس 1/ 342) .
وفيها قال ابن حيّوس:
فجاد ابن نصر لي بألف تصرّمت ... وإنّي لأرجو أن سيخلفها نصر
فأطلق له نصر ألف دينار وقال: وحياتي، لو قال: سيضعفها نصر لأضعفتها. (زبدة الحلب 2/ 46، وفيات الأعيان 4/ 439) .
[2] انظر: زبدة الحلب 2/ 53 وما بعدها.
[3] انظر عن (يحيى بن سعيد) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 669، 670 رقم 1475.
[4] زاد ابن بشكوال بعدها: «فطنا» .
[5] زاد ابن بشكوال بعدها: «وكان لا يقطع في شيء من أوامره إلّا عن مشورته» .
[6] انظر عن (يعلى بن هبة الله) في: التحبير في المعجم الكبير لابن السمعاني 2/ 183، 184، والمعين في طبقات المحدّثين 134 رقم 1484.
[7] الفضيليّ: بضم الفاء وفتح الضاد المعجمة، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفي آخرها اللام. هذه النسبة إلى الفضيل وهو اسم لجدّ المنتسب إليه. (الأنساب 9/ 315) .(31/276)
وعنه: أبو الوقت وهو آخر من حدَّث عَنْهُ.
عاش أربعًا وثمانين سنة.
ومن الرواة عَنْهُ: أبو الفخر جَعْفَر بْن أَبِي طَالِب الهروي [1] .
277- يوسف بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحمد [2] .
أبو القاسم المِهْرَواني [3] الهَمَذَانيّ.
كان يسكن رباط الزوزني. وكان صالحًا، زاهدًا، ورِعًا، ثقة، معَمَّرًا.
سمع: أَبَا أَحْمَد بْن أبي مسلم الفرضي، وأبا عمر بن مهدي، وأبا الحسن ابن الصلت، وأبا مُحَمَّد بْن البيع، وأبا الْحُسَيْن بْن بشران.
وخرج له أبو بَكْر الخطيب خمسة أجزاء، وابن خيرون ثلاثة أجزاء [4] .
رَوَى عَنْهُ: يوسف بْن أيوب الهَمَذَاني، وأبو بَكْر الْأَنْصَارِي، وإسماعيل بْن السَّمَرقندي، وأبو مَنْصُور القزّاز، ويحيى بْن الطراح، والأرموي.
تُوُفّي فِي رابع عشر ذي الحجّة [5] ودُفِن على باب رباط الزَّوْزنيّ.
278- يوسف بْن مُحَمَّد بْن يوسف بْن حسن [6] .
__________
[1] وروى عَنْهُ أيضا: أبو الفتح محمد بْن علي بن عبد الله المضري من أهل هراة توفي سنة 530 هـ-. (التحبير 2/ 183، 184) .
[2] انظر عن (يوسف بن محمد بن أحمد) في: الأنساب 11/ 537، والمنتظم 8/ 303، 304 رقم 367 (16/ 179 رقم 3461) ، ومعجم البلدان 5/ 233، واللباب 3/ 274، والإعلام بوفيات الأعلام 193، وسير أعلام النبلاء 18/ 346، 347 رقم 166، والمعين في طبقات المحدّثين 135 رقم 1485، والعبر 3/ 268، ومرآة الجنان 3/ 97، والبداية والنهاية 12/ 114، وتبصير المنتبه 3/ 1445، وشذرات الذهب 3/ 331.
[3] المهروانيّ: بكسر الميم وسكون الهاء وفتح الراء، والواو، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى مهروان، وهي ناحية مشتملة على قرى بهمذان. (الأنساب 11/ 537) وتابعه ياقوت في (المعجم) ، وابن الأثير في (اللباب) ، وقد قيّدها محقّقا (سير أعلام النبلاء) بفتح الميم.
ووردت النسبة محرّفة في (المنتظم) بطبعتيه القديمة والجديدة، إلى: «النهرواني» ، ولم يأت محقّقا الطبعة الجديدة ومراجعها بأي جديد في التحقيق فبقيت الأغلاط هي هي كما في الطبعة القديمة.
[4] انظر: الأنساب 11/ 537.
[5] وكان مولده في سنة 380 هـ-. (المنتظم) .
[6] انظر عن (يوسف بن محمد بن يوسف) في: المنتظم 8/ 304 رقم 368 (16/ 179 رقم(31/277)
أبو القاسم الهَمَذَانيّ الخطيب المحدِّث.
رحل، وصنَّف، وجمعَ الجموع، وانتشرت روايته.
سمع بهمذان: أَبَا سهل عُبَيْد اللَّه بْن زِيرَك، وأبا بَكْر بْن لال، وأحمد بْن إِبْرَاهِيم التميمي، وأبا طاهر بْن سلمة.
وببغداد: أَبَا أَحْمَد الفرضي، وأبا الْحَسَن بْن الصلت، وابن مَهْديّ الفارسي، وأبا الفتح بْن أَبِي الفوارس.
رَوَى عَنْهُ: حفيده أبو مَنْصُور سعد بْن سَعِيد الخطيب، وأبو عليّ أَحْمَد بْن سعد العجلي، وهبة اللَّه بْن الفَرَج، والرئيس أبو تمام إِبْرَاهِيم بْن أحمد الهَمَذَانيّ البُرُوجِرْديّ [1] .
قال أبو سعد السمعاني: سمعت هبة اللَّه بْن الفَرَج يقول: كان يوسف بْن مُحَمَّد الخطيب شيخًا كبيرًا صاحب كرامات.
وذكره الكيا شيرويه الدَّيْلَمي فأثنى عليه، ووصفه بالصِّدق والدّيانة. وقال:
مولده في سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة [2] .
قال: وتوفّي في خامس ذي القعدة.
__________
[ (- 3462] ، وسير أعلام النبلاء 18/ 348، 349 رقم 167، والعبر 3/ 268، ومرآة الجنان 3/ 97، والبداية والنهاية 12/ 114، وشذرات الذهب 3/ 331.
[1] البروجرديّ: بضم الباء والراء، بعدها الواو وكسر الجيم وسكون الراء وفي آخرها الدال المهملة، وهذه النسبة إلى بروجرد، وهي بلدة حسنة كثيرة الأشجار والأنهار من بلاد الجبل على ثمانية عشر فرسخا من همدان. (الأنساب 2/ 174) .
[2] سير أعلام النبلاء 18/ 349.(31/278)
سنة تسع وستين وأربعمائة
- حرف الألف-
279- أَحْمَد بْن عَبْد الرحيم بْن أَحْمَد [1] .
أبو الْحَسَن الإسماعيلي [2] النَّيْسابوري، الحاكم المعدل.
حدَّث عن: أَبِي الْحُسَيْن الخفّاف، ويحيى بْن إِسْمَاعِيل الحربي، وأبي العباس السليطي [3] ، وأبي علي الروذباري [4] .
وعمر دهرا.
روى عنه: إسماعيل بن أبي صالح المؤذّن، وزاهر ووجيه ابنا الشحامي، وعبد الغافر الفارسي ووثقه.
وكذا وثقه ابن السمعاني [5] . وكان يعظ.
إلى أن قال السمعاني: وروى «السُّنَن» لأبي دَاوُد، عن أَبِي عليّ الْحَسَن بْن دَاوُد بْن رضوان السّمرقنديّ صاحب ابن داسة [6] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبد الرحيم) في: المنتخب من السياق 105، 106 رقم 234، والتقييد لابن نقطة 147 رقم 168، وتذكرة الحفاظ 4/ 1275، وسير أعلام النبلاء 25088، 251 رقم 123
[2] الإسماعيلي: نسبة إلى جماعة اسمهم إسماعيل.
[3] السّليطيّ: بفتح السين المهملة، وكسر اللام، وبعدها الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين، وفي آخرها الطاء المهملة، هذه النسبة إلى سليط، وهو اسم لجدّ المنتسب إليه. منهم أبو العباس مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم السليطي هذا. (الأنساب 7/ 119) .
[4] الرّوذباريّ: بضم الراء وسكون الواو والذال المعجمة وفتح الباء الموحّدة وفي آخرها الراء بعد الألف. هذه اللفظة لمواضع عند الأنهار الكبيرة يقال لها الروذبار. (الأنساب 6/ 180) .
[5] لم يذكره في الأنساب.
[6] وقال عبد الغافر الفارسيّ: الحاكم أبو الحسن السراجي المزكي، شيخ مشهور، ثقة، بيته بيت(31/279)
وقيل: إنه سمعه أيضًا من الرُّوذَبَاريّ.
تُوُفّي رحمه اللَّه فِي رابع عشر جُمَادَى الآخرة [1] .
280- أحمد بْن عبد الواحد بْن أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عُثْمَان بْن الحَكَم السُّلَميّ الدَّمشقيّ [2] .
أبو الْحَسَن بْن أَبِي الحديد.
سمع: جدّه، وأباه لِأُمِّهِ أَبَا نصر بْن هارون، وأبا الْحَسَن عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن جهضم، لقِيَه بمكّة، وابن أَبِي كامل [3] ، وابن أَبِي نصر.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وعمر الرّؤاسيّ، وأبو القاسم النّسيب، وأبو محمد ابن الأكفاني، وعبد الكريم بْن حَمْزَة، وعليّ بْن المسلم الفقيه، وطاهر بْن سهل الإسْفَرَائينيّ، وإسماعيل بْن السَّمَرْقَنْدي، وآخرون [4] .
وكان ثقة جليلًا، متفقدًا لأحوال الطَّلَبة الغرباء. وُلد سنة ستٍّ وثمانين وثلاثمائة.
__________
[ (-) ] التزكية والعدالة، وأبوه القاضي المختار أبو سعد من المذكورين والمنظور إليهم في البلد ومحافل السادة والأكابر. وهذا الحاكم أحمد من أعيان مجلس القضاء وهو من المعتمدين المقبولين عند الطوائف. وكانت له نوبة عقد مجلس التذكير والوعظ يوم الجمعة بعد الصلاة في الجامع القديم بنيسابور، وهو حسن الاعتقاد، سنيّ الطريقة، وله مصاهرة مع البيت الناصحي، وله أولاد من تلك الدوحة. (المنتخب 106) .
[1] وصلّى عليه القاضي الإمام أبو القاسم منصور بن صاعد في مدرسة جدّه، ودفن في مقبرتهم.
(المنتخب) .
[2] انظر عن (أحمد بن عبد الواحد) في: موضح أوهام الجمع والتفريق للخطيب البغدادي 2/ 88، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 38/ 529، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 112، ومعجم البلدان 1/ 158 و 454، واللباب 2/ 34، وتاريخ إربل لابن المستوفي 1/ 91، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 3/ 160 رقم 188، والعبر 3/ 269، والمعين في طبقات المحدّثين 135 رقم 1486، وسير أعلام النبلاء 18/ 418، 419 رقم 211، ومرآة الجنان 3/ 97، وشذرات الذهب 3/ 332، وفهرست مخطوطات الحديث بالظاهرية 8، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 324، 325 رقم 151.
[3] هو الأطرابلسي.
[4] منهم: غيث بن علي الأرمنازي خطيب صور المتوفى سنة 509 هـ، وأبو المضاء محمد بن علي بن أبي المضاء البعلبكي المتوفى سنة 509 هـ-.(31/280)
وقال ابن الأكفاني: كان ثقة عَدْلًا رِضي، توفي، في ربيع الأول [1] .
281- أحمد بْن مُحَمَّدِ بْن أَحْمَد بْن القاسم بْن سهلويه [2] .
أبو العبّاس الطّهرانيّ الأصبهانيّ. وطهران: قرية على باب إصبهان.
سمع: أَبَا عَبْد اللَّه بْن مَنْدَهْ [3] .
رُويَ عَنْهُ: أَبُو سَعْد أحمد البغداديّ.
ومات في رمضان.
وروى عَنْهُ: يحيى بْن مَنْدَهْ، وأبو عليّ الحدّاد [4] .
وهو ابن أخت الجوّاز.
282- أَسْبَهْدُوست بْن مُحَمَّد بن الحسن [5] .
أبو منصور الدّيلميّ الشّاعر [6] .
__________
[1] وهو في عشر التسعين من عمره. له مصنّفات منها «الفوائد» ، منها «الجزء الباقي من الفوائد المخرّجة» بتخريج عبد العزيز بن أحمد الكتاني، وهو مخطوط بدار الكتب الظاهرية بدمشق، ضمن مجموع رقم 80 حديث، ورقة 18 وما بعدها. (فهرست مخطوطات دار الكتب الظاهرية) - المنتخب من الحديث، للألباني- ص 8- دمشق 1970.
قال المؤلّف الذهبي رحمه الله- في (سير أعلام النبلاء 18/ 419) :
«أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد الفقيه ببعلبكّ، أخبرنا عبد الواحد بن أحمد القاضي، سنة ست وعشرين وست مائة، حدّثنا علي بن الحسن الحافظ إملاء، سنة 551 ببعلبكّ، أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الخطيب، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أحمد، أخبرنا جدّي، أخبرنا محمد بن جعفر السامري، أنشدني محمد بن طاهر الرقي:
ليس في كل حالة وأوان ... تتهيّأ صنائع الإحسان
فإذا أمكنت فبادر إليها ... حذرا من تعذّر الإمكان
[2] انظر عن (أحمد بن محمد الطهراني) في: الأنساب 8/ 271.
[3] وروى عنه مجالس من أماليه.
[4] وقال ابن السمعاني: روى لي عنه جماعة بأصبهان مثل: أبي نصر أحمد بن عمر الغازي.
[5] انظر عن (أسبهدوست بن محمد) في: المنتظم 8/ 308، 309 رقم 369 (16/ 184. 185 رقم 3463) ، في الطبعتين: «اسبهندوست» ، والكامل في التاريخ 10/ 106، ووفيات الأعيان 3/ 246، 247 (في ترجمة ابن جني، رقم 412) ، والبداية والنهاية 12/ 116، والنجوم الزاهرة 5/ 104.
[6] قال ابن خلّكان: «وأمّا أبو منصور الديلميّ فالمشهور عنه غير هذه التسمية، وأنه أبو الحسن علي بن منصور، وكان أبوه من جند سيف الدولة بن حمدان، وكان شاعرا مجيدا خليعا، وكان بفرد عين، وله في ذلك أشياء مليحة، فمن ذلك قوله:(31/281)
أَخَذَ عن: عَبْد السلام بْن الْحُسَيْن البصري اللغوي، والحسين بْن أَحْمَد بْن حجاج المحتسب، وأبي نصر عَبْد الْعَزِيز بْن نباتة وروي عنه ديوانه.
وكان شيعيّا غاليا، ثُمَّ ترك ذلك [1] .
وَفِي شعره سُخْفٌ ومُجُون، ومعانٍ بديعة.
رَوَى عَنْهُ: أَحْمَد بْن خَيْرون، وعبيد اللَّه بْن عَبْد الْعَزِيز الرسولي، وأبو بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي الْأَنْصَارِي، وأبو سعد أَحْمَد بْن مُحَمَّد الزوزني، وأبو مَنْصُور القزّاز، وآخرون.
وله فِي أَبِي الفتوح الواعظ، ولم يكن فِي زمانه أحسن منه صورة:
وواعظٍ تَيَّمَنَا وعْظُهُ ... فَعُرْفُه شِيبَ بإنكارِ
ينْهى عن الذَّنْب وألْحاظه ... تأمرُ فِي الذَّنْب بإصرار
وما رأينا قبله واعظًا ... مُكسِب آثامٍ وأوزارٍ
لسانُهُ يدعو إِلَى جنّةٍ ... ووجهُهُ يدعو إِلَى النارِ
تُوُفّي رحمه اللَّه فِي ربيع الأوّل، وله سبع وثمانون سنة.
__________
[ () ]
يا ذا الّذي ليس له شاهد ... في الحبّ معروف ولا شاهده
شواهدي عيناي إنّي بها ... بكيت حتى ذهبت واحده
وأعجب الأشياء أن التي ... قد بقيت في صحبتي زاهده
وله في غلام جميل الصورة بفرد عين، وقد أبدع فيه:
له عين أصابت كلّ عين ... وعين قد أصابتها العيون»
(وفيات الأعيان 3/ 247) .
[1] أنشد قصيدة في توبته قال فيها:
لاح الهدى فجلا عن الأبصار ... كالليل يجلوه ضياء نهار
ورأت سبيل الرشد عيني بعد ما ... غطّى عليها الجهل بالأستار
لا بدّ فاعلم للفتى من توبة ... قبل الرحيل إلى ديار بوار
يمحو بها ما قد مضى من ذنبه ... وينال عفو إلهه الغفّار ...
(المنتظم) وقال ابن الجوزي: وسئل شيخنا عبد الوهاب الأنماطي عن اسبهندوست فقال: كان شاعرا يشتم أعراض الناس.(31/282)
- حرف الحاء-
283- حاتم بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن حاتم [1] .
أبو القاسم التميمي القرطبي، المعروف بابن الطَّرابُلسيّ.
أصله من طرَابُلس الشام.
شيخ معمَّر محدّث مُسْند، مولده بخطّ جدّه في نصف شعبان سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة.
سمع من: عمر بن بْن حُسَين بْن نابِل الأُمَويّ صاحب قاسم بْن أصْبغ، ومن أَبِي المطرِّف بْن فُطَيْس الحاكم، ومحمد بْن عُمَر بْن الفخار، وحماد الزّاهد، والفقيه أبي محمد ابن الشّقّاق، والطّلمنكيّ.
ورحل سنة اثنتين وأربعمائة فلازم أَبَا الْحَسَن القابسي وأكثر عَنْه، إِلَى أن تُوُفّي الشَّيْخ فِي جمادي الأولى سنة ثلاث. فحج فِي بقية السنة.
وأدرك أَحْمَد بْن فراس العبقسي وسمع منه، وحمل «صحيح مسلم» عن أَبِي سَعِيد السِّجْزِيّ عُمَر بْن مُحَمَّد صاحب الْجُلُودي، ولم يكتب بمصر شيئًا.
وأخذ عن أبي عبد الله محمد بن سفيان كتابه «الهادي» في القراءات.
__________
[1] انظر عن (حاتم بن محمد) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 157- 160 رقم 354، وبغية الملتمس 270 رقم 658، والغنية (فهرست شيوخ القاضي عياض) 106، 161، 187، 228، 280، ومعجم البلدان 2/ 180، وفهرست ما رواه عن شيوخه لابن خير الإشبيلي 44، 45، 57- 59، 82- 84، 87، 88، 90- 92، 97، 100، 112، 123، 141، 142، 145، 147، 149، 154، 155، 192، 205، 206، 234، 236، 242، 244، 250، 258، 260، 267، 269، 272، 298، 300، 303، 308، 435، 440، وترتيب المدارك 4/ 691، 710، 712، 718، 728، 730، 734، 735، 739، 750، 752، 754، 760، والإعلام بوفيات الأعلام 193، والمعين في طبقات المحدّثين 135 رقم 1487، والعبر 3/ 269، 270، وسير أعلام النبلاء 18/ 336، 337 رقم 157، ومرآة الجنان 3/ 97، وصلة الخلف للروداني (القسم السادس) نشر في محلّة معهد المخطوطات العربية، بالكويت، المجلّد 29- ج 2/ 495، 513، سنة 1406 هـ. / 1985 م، وشذرات الذهب 3/ 333، وهدية العارفين 1/ 259، وشجرة النور الزكية 1/ 120، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 67- 74 رقم 385، والحياة الثقافية في طرابلس الشام 207، 208.(31/283)
وتفقه بالقيروان [1] ، ودخل بلد الأندلس بعلمٍ جم. وسكن طُلَيْطُلَة، وأخذ بها عن أَبِي مُحَمَّد بْن عَبَّاس الخطيب، وخَلَف بْن أَحْمَد، وعليّ بْن إِبْرَاهِيم التِّبْرِيزيّ.
وسمعَ ببجّانة من أَبِي القاسم عَبْد الرَّحْمَن الوهْراني.
قال الغساني: كان شيخنا مِمَّنْ عني بتقييد العلم وضبطه، ثقة فيما يروي، كتب أكثر كُتُبه بخطّه، وكان مليح الكتابة [2] .
وقال أبو الْحَسَن بْن مغيث [3] : كَانَتْ كُتُبه غي نهاية الإتقان، ولم يزل مثابرًا على حمل العلم وبثه، والقعود لإسماعه، والصبر على ذلك مع كبر السنّ [4] .
أَخَذَ عَنْهُ الكبار والصغار لطول سِنّه.
قال: وقد دُعي إِلَى القضاء بقُرْطُبة، فأبى، وكان فِي عِداد المشاورين بها.
وممن روى عن حاتم: أبو محمد بن عتّاب [5] .
__________
[1] قال ابن بشكوال إنه انصرف إليها سنة أربع، وبقي في مقابلة كتبه، وانتساخ سماعاته من أصول الشيخ أبي الحسن، وأخذ بها عن أبي عبد الله محمد بن مناس القروي، وأبي جعفر أحمد بن محمد بن مسمار، جالس أبا عمران الفاسي الفقيه، وأبا بكر بن عبد الرحمن الفقيه، وأبا عبد الملك مروان بن علي البوني، وأخذ عنهم كلهم، وهم جلّة أصحابه عند أبي الحسن القابسي، وممّن ضمّهم مجلسه وشهد معهم السماع عليه. (الصلة 1/ 157، 158) .
[2] في (الصلة 1/ 158) : «كتب أكثر كتبه بخطّه وتأنّق فيها، وكان حسن الخط» .
[3] في (الصلة 1/ 158) : «شيخ جليل فاضل نشأ في طلب العلم وتقييد الآثار، واجتهد في النقل والتصحيح» .
[4] زاد في (الصلة) : «وانهداد القوّة» .
[5] وهو قال: قرأت على أبي القاسم حاتم بن محمد قال: نا أبو الحسن علي بن محمد القابسي بمنزلة بالقيروان سنة اثنتين وأربعمائة، قال: أخبرني حمزة بن محمد الكناني بمصر وقد اجتمع عنده الطلبة يسأله كل واحد منهم برغبته في دواوين أرادوا أخذها عنه، فقال: اجتمع قوم من الطلبة بباب قتيبة بن سعيد، فسأله بعضهم أن يسمعه من الحديث، وبعضهم من الفقه، وأكثر كل واحد منهم برغبته، وألحّ عليه الرحّالون، وكان روى كثيرا، ولقي رجالا، فتبسّم ثم قال:
تسألني أمّ صبيّ جملا ... يمشي رويدا ويكون أولا
مهلا خليلي فكلانا مبتلى
قال أبو علي: قال لنا أبو القاسم حاتم بن محمد: كنّا عند أبي الحسن علي بن محمد بن خلف القابسي في نحو من ثمانين رجلا من طلبة العلم من أهل القيروان والأندلس، وغيرهم من المغاربة في علية له. فصعد إلينا الشيخ وقد شقّ عليه الصعود فقام قائما، وتنفّس الصّعداء(31/284)
وكان أسند من بالأندلس فِي زمانه.
تُوُفّي رحمه الله في عاشر ذي القعدة [1) .]
__________
[ (-) ] وقال: والله لقد قطعتم أبهري. فقال له رجل من أصحابنا الأندلسيّين من أهل الثغر من مدينة وشقة: نسأل الله تعالى أن يحبسك علينا أيها الشيخ ولو ثلاثين سنة. فقال: ثلاثون كثيرا. ثم أنشدنا:
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ... ثمانين حولا لا أبا لك يسأم
فقلنا له: أصلحك الله، وانتهيت إلى الثمانين؟ فقال: زدتها بشهرين أو نحوهما، ثم توفي إلى شهرين أو ثلاثة، رحمه الله. (الصلة 1/ 158، 159) .
[1] وقال ابن بشكوال: وصلّى عليه أبو الأصبغ عيسى بن خيرة صاحبنا. قال: وأخبرنا- رحمه الله- قال: قرأت بخطّ جدّي عبد الرحمن بن حاتم: ولد حفيدي حاتم في النصف من شعبان من سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة. (الصلة 1/ 159، 160) .
ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» :
قرأ عليه الشيخان أبو محمد عبد الله بن محمد بن عتّاب، وأبو عليّ الغسّاني كثيرا من المصنّفات، منها:
«الوقف والابتداء» لأبي بكر بن الأنباري، و «تفسير القرآن» لأبي بكر النقاش المعروف ب «شفاء الصدور» ، و «تفسير القرآن» للنسائي، و «الموطّأ» للإمام مالك، وقد قرئ عليه في سنة 447 هـ، وقرأ عليه أبو علي الغسّاني مرتين في سنة 445 و 458، و «تفسير الموطأ» لأبي المطرّف القنازعي، و «تفسير الموطّأ» لأبي جعفر الداوديّ المسمّى «الكتاب النامي» ، و «تفسير الموطّأ» للبوني، و «الملخّص لمسند موطّأ مالك» ، وهو سمعه من القابسي سنة 402، وسمعه منه يونس بن مغيث قراءة عليه في أصل كتابه في ذي القعدة من سنة 466، وسمعه الغسّاني سنة 444، و «تفسير غريب الموطّأ» لأحمد بن عمران الأخفش، و «المستقصية» لابن مزين، و «صحيح البخاري» و «صحيح مسلم» وسمعه من أبي سعد السجزيّ بمكة سنة 403، و «الجامع الصحيح» للترمذي، و «المنتقى» في السنن المسندة لأبي محمد بن الجارود، و «مسند أسد بن موسى» ، و «مسند حديث مالك بن أنس» للنسائي، وقد سمعه عليه الغسّاني سنة 444، و «مسند حديث ابن جريج» للنسائي، و «مسند حديث عقيل بن خالد الأيلي» ، و «مسند حديث الأوزاعي» لدحيم، وكتاب «الأربعون حديثا» للآجرّي، و «شرح غريب الحديث ومعانيه» وهو يسمّى بكتاب «الدلائل» لقاسم بن ثابت السرقسطي، و «التاريخ الكبير المبسوط» للبخاريّ، وهو في ثلاثين جزءا، و «تاريخ أبي بكر بن أبي خيثمة» ، و «سيرة رسول الله» لابن إسحاق، بتهذيب ابن هشام، و «المغازي» لعبد الرزاق بن همّام، و «المستخرجة» للعتبي، و «الرسالة» للتفزي المعروف بابن أبي زيد، و «مناسك الحج» للقابسي، و «رسالة الطائي فيما التمسه فقهاء أهل الثغر بباب الأبواب من شرح أصول مذاهب المتّبعين للكتاب والسّنّة» ، و «رسالة في رتب العلم لطالبه» لأبي الحسن القابسي، و «عبارة الرؤيا» لابن قتيبة، و «الزهد» لابن حنبل، و «الرعاية لحقوق الله تعالى» للمحاسبي، و «رسالة مالك بن أنس إلى هارون الرشيد» ، و «رسالة مالك بن أنس إلى الليث بن سعد» ، وكتاب «البرّ والصلة» ، و «فضل عاشوراء» لأبي ذرّ الهروي،(31/285)
284- حيان بْن خلف بْن حُسَيْنِ بْن حيان [1] .
أبو مروان القرطبي، مَوْلَى بني أمية. شيخ الأدب ومؤرخ الأندلس.
لزم الشَّيْخ أَبَا عُمَر بْن أَبِي الحُباب النحوي صاحب الفالي، وأبا إعلاء صاعد بْن الْحَسَن.
وسمع الحديث من: أَبِي حَفْص عُمَر بْن حُسَيْنِ بْن نابل [2] ، وغيره.
ورَوَى عَنْهُ: أبو مُحَمَّد عَبْد الرَّحْمَن بْن عتاب، وأبو الْوَلِيد مالك بْن عَبْد اللَّه السّهليّ، وأبو عليّ الغسّانيّ ووصفه بالصّدق وقال: ولد سنة سبع وسبعين وثلاثمائة [3] .
وقال أبو عبد اللَّه بْن عَوْن: كان أبو مروان بْن حيّان فصيحًا بليغًا. وكان لا يتعمد كذِبًا فِيما يحكيه فِي تاريخه من القصص والأخبار [4] .
قلت: له كتاب «المقتبس فِي تاريخ الأندلس» [5] فِي عشر مجلَّدات، وكتاب «المتين فِي تاريخ الأندلس» أيضًا ستين مجلّدًا. ذكرهما ابن خَلِّكان القاضي رحمه الله.
__________
[ (-) ] «الجمل» للزّجّاجيّ، و «فهرسة الشيخ الفقيه أبي بكر الإيادي» . (انظر فهرست ابن خير، وموسوعة علماء المسلمين. (تأليفنا) 2/ 69- 74) .
[1] انظر عن (حيّان بن خلف) في: الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة لابن بسّام المجلّد 1 القسم 2/ 573- 602، وجذوة المقتبس للحميدي 200 رقم 397، والصلة لابن بشكوال 1/ 153، 154 رقم 345، وبغية الملتمس للضبّي 275 رقم 679، والمغرب في حلي المغرب 117 رقم 54، وفهرست ابن خير 125، والحلّة السيراء لابن الأبّار 1/ 136، 204، 210، 269، ووفيات الأعيان 2/ 218، 219 رقم 210، والعبر 3/ 270، وسير أعلام النبلاء 18/ 370- 372 رقم 179، ومرآة الجنان 3/ 79 وفيه: «حبان» (بالباء الموحّدة) ، والبداية والنهاية 12/ 117، والوافي بالوفيات 13/ 124، 125 رقم 268، وكشف الظنون 2/ 1456، 1792، وشذرات الذهب 3/ 333، ونفح الطيب (انظر فهرس الأعلام) ، والأعلام 2/ 289، ومعجم المؤلفين 4/ 88، وتراجم أندلسية لعبد الله عنان 271- 281، وتكملة تاريخ الأدب العربيّ 1/ 578، وانظر مقدّمة: المقتبس من أبناء أهل الأندلس للدكتور محمود علي مكي.
[2] نابل: بكسر الباء الموحدة. وهو في (الإكمال 7/ 325، 326) .
[3] وفيات الأعيان 3/ 219.
[4] الصلة 1/ 153، وفيات الأعيان 3/ 219.
[5] توجد من هذا الكتاب عدّة قطع مخطوطة، نشرت منها ثلاث قطع، الأولى بعناية المستشرق ملشور أنطونية، وصدرت في باريس سنة 1937، والثانية بعناية الدكتور عبد الرحمن الحجّي، وصدرت في بيروت سنة 1965، والثالثة بعناية الدكتور محمود مكي، وصدرت في القاهرة سنة 1971 بعنوان «المقتبس من أنباء أهل الأندلس» .(31/286)
ورآه بعضهم فِي النوم، فسأله عن «التاريخ» الَّذِي عمله، فقال: لقد ندِمُت عليه، إلا أن اللَّه أقالني وغفر لي بلُطْفه [1] .
تُوُفّي فِي أواخر ربيع الأول [2] .
285- حيْدر بْن عليّ بْن مُحَمَّد [3] .
أبو المُنَجَّا [4] القحطاني الأنطاكي المالكي، المعبر.
حدَّث بدمشق عن: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر، والقاضي عَبْد الوهاب بْن عليّ المالكي، والحسن بْن علي الكَفَرْطابيّ.
رَوَى عَنْهُ: أبو مُحَمَّد بْن الأكفاني، وأبو الْحَسَن بْن المسلم الفقيه، وعليّ بْن أَحْمَد بْن قُبَيْس، وأبو الفضل بْن يحيى بْن عليّ القُرَشيّ.
قال ابن الأكفانيّ: كان من أَهْل الدين.
__________
[1] الصلة 1/ 153، 154، وفيات الأعيان 3/ 219.
[2] وذكره أبو علي الغسّاني في شيوخه فقال: كان عالي السّنّ، قويّ المعرفة، مستبحرا في الآداب بارعا فيها، صاحب لواء التاريخ بالأندلس، أفصح الناس فيه، وأحسنهم نظما له. لزم الشَّيْخ أَبَا عُمَر بْن أَبِي الحُباب النحويّ صاحب أبي علي البغدادي، ولزم أبا العلاء صاعد بن الحسن الربعي البغدادي، وأخذ عنه كتابه المسمّى ب «الفصوص» . قال أبو علي: سمعت أبا مروان بن حيّان يقول: التهنئة بعد ثلاث استخفاف بالمودّة، والتعزية بعد ثلاث إغراء بالمصيبة. (الصلة 1/ 153) .
وقيل إنّ حيّانا ثلب أبا الحزم بن جهور «فتوعّده حفيده عبد الله بن جهور، وحلف أن يسفك دمه، فأحضره أبوه أبو الوليد وقال: والله، لئن طرأ على ابن حيّان أمر لا آخذنّ أحدا فيه سواك، أتريد أن يضرب بنا المثل في سائر البلدان بأنّا قتلنا شيخ الأدب والمؤرخين ببلدنا تحت كنفنا مع أن ملوك البلاد القاصية تداريه وتهاديه؟ وأنشد له نظما، وقال: سبحان من جعله إذا نثر في السماء، وإذا نظم تحت تخوم الماء» . (المغرب في حليّ المغرب رقم 54) .
وقد سمع ابن حيّان من الفقيه أبي علي الحسن بن أيوب الحدّاد، (الحلّة السيراء 1/ 204) .
ووصف ابن الأبّار «ابن حيّان» بأنه «جهينة أخبار المروانية، ومؤرّخ آثارها السلطانية» . (الحلّة السيراء 1/ 210) .
[3] انظر عن (حيدر بن علي) في: الإكمال 7/ 268، وترتيب المدارك 4/ 766، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 12/ 18، 19، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 7/ 295، 296 رقم 295، والعبر 3/ 270، 271، وسير أعلام النبلاء 18/ 405، و (410 رقم 206) ، و (18/ 450 برقم 206 أيضا) ، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 25.
[4] تحرّف في (تهذيب تاريخ دمشق) إلى «النجا» ، وكذا في: «ترتيب المدارك» .(31/287)
قال: وكان يذكر انه يحفظ فِي علم تعبير الرّؤيا عشرة آلاف ورقة.
وثلاثمائة ونيّفًا [1] وسبعين. كان يقول: زدتُ على أستاذي عَبْد الْعَزِيز بْن عليّ الشهرُزُوريّ المالكي بحِفْظ ثلاثمائة وسبعين [2] ورقة [3] .
قلتُ: هكذا كَانَتْ أيُّها اللَّعابُ هِمَمُ العلماء وأذهانهم؟ وأين هَذَا من محفوظات علمائنا اليوم؟ [4] .
- حرف الراء-
286- رِزْقُ اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الأخضر الأنباريّ [5] .
أخو أَبِي الْحَسَن الأقطع [6] .
كان ثقة.
روى عن: أَبِي عُمَر بْن مَهْديّ [7] .
وتُوُفّي ليلة عيد الفطر [8] .
روى عنه: قاضي المارستان.
__________
[1] في الأصل، وتاريخ دمشق، وتهذيبه: «ونيّف» . والصواب ما أثبتناه.
[2] في تاريخ دمشق، وتهذيبه: «ثلاثمائة ونيّف وسبعين» .
[3] تاريخ دمشق 12/ 19، التهذيب 5/ 25، وعلّق المؤلّف الذهبي- رحمه الله- على ذلك بقوله:
«يكون هذا القدر نحوا من أربعين مجلّدا، فاللَّه أعلم بصحة ذلك» . (سير أعلام النبلاء 18/ 410 و 450) .
[4] وقال ابن ماكولا: حيدرة المالكي المعبّر شيخ كتبت عنه بدمشق. (الإكمال 7/ 268) واقتبسه القاضي عياض في (ترتيب المدارك 4/ 766) .
[5] انظر عن (رزق الله بن محمد) في: المنتظم 8/ 309 رقم 370 (16/ 185، 186 رقم 3464) ، والكامل في التاريخ 10/ 106، والجواهر المضيّة 2/ 201 رقم 589، والطبقات السنية، رقم 878.
[6] ورد اسمه في (المنتظم) : «رزق الله بن محمد بن محمد بن أحمد بن علي أبو سعد الأنباري الخطيب، ويعرف بابن الأخضر من أهل الأنبار» .
[7] وأبي أحمد الفرضيّ، وغيرهما. وتفقّه على مذهب أبي حنيفة وحدّث، وكان يفهم ما يقرأ عليه، ويحفظ عامّة حديثه، وانتشرت عنه الرواية، وكان صدوقا، ثقة، حسن الصوت والسمت. وهو أخو أبي الحسن علي بن محمد بن محمد الخطيب. (المنتظم) .
[8] ومولده سنة 399 نقله ابن النجار فيما قرأه بخط عبد المحسن البغدادي. وقال أبو سعد: ناهز المائة، وكان ثقة، أمينا، تفقّه على مذهب أبي حنيفة. (الجواهر المضيّة 2/ 201) .
وقال ابن الأثير: الفقيه الحنفي، سمع الحديث الكثير، كان ثقة حافظا. (الكامل 10/ 106) .(31/288)
- حرف السين-
287- سُلَيْمَان بْن عَبْد الرحيم بْن مُحَمَّد [1] .
أبو العلاء الحَسْنَابَاذيّ [2] الأصبهاني [3] .
روى عن: أبي عبد الله بن منده، وإبراهيم بن خُرَّشِيد قوله.
روى عنه: أبو عبد الله الخلال، وغيره [4] .
مات في ذي الحجة.
- حرف الطاء-
288- طاهر بن أحمد [5] بن بابشاذ [6] .
أبو الحسن المصريّ الجوهريّ النّحويّ، صاحب التّصانيف.
__________
[1] انظر عن (سليمان بن عبد الرحيم) في: الأنساب 4/ 138، 139، ومعجم البلدان 2/ 259، واللباب 1/ 365، 366.
[2] ويقال: «الرفّاء» .
[3] الحسناباذي: بفتح الحاء المهملة، وسكون السين المهملة، وبعدهما النون المفتوحة، والباء المنقوطة بواحدة بين الألفين، وفي آخرها الذال المعجمة. هذه النسبة إلى حسناباذ وهي قرية من قرى أصبهان.
[4] قال يحيى بن أبي عمرو بن مندة: رأيته ولم أرزق السماع منه، والحمد للَّه رب العالمين، كان ينتحل مذهب أبي الحسن فيما قيل. (الأنساب 4/ 139) .
وقال ياقوت: وكان فاضلا. (معجم البلدان) .
[5] انظر عن (طاهر بن أحمد) في: نزهة الألبّاء للأنباري 363، والمنتظم 8/ 309 رقم رقم 371 (16/ 186 رقم 3465) ، ومعجم الأدباء 12/ 17- 19، و 4/ 274، وإنباه الرواة 2/ 95- 97، والكامل في التاريخ 10/ 106، ووفيات الأعيان 2/ 515- 517، والمختصر في أخبار البشر 2/ 193، وسير أعلام النبلاء 18/ 439، 440 رقم 225، والعبر 3/ 271، وتلخيص ابن مكتوم 87، 88، وتاريخ ابن الوردي 1/ 379، ومسالك الأبصار (المخطوط) ج 4 ق 3/ 459- 461، والوافي بالوفيات 16/ 390، ومرآة الجنان 3/ 98 وفيه «باشاذ» ، والبداية والنهاية 12/ 116، وإشارة التعيين (مخطوط) الورقة 22، 23، وطبقات النحويين لابن قاضي شهبة 2/ 87، واتعاظ الحنفا 2/ 318، والنجوم الزاهرة 5/ 105، وحسن المحاضرة 1/ 306، وبغية الوعاة 2/ 17، وكشف الظنون 1/ 111- 423 و 603، 6043 و 2/ 1612، 1794، 1804، وشذرات الذهب 3/ 333، وديوان الإسلام 1/ 332، 333 رقم 519، وهدية العارفين 1/ 429، والفلاكة والمفلوكون 116، وروضات الجنات 338، والأعلام 3/ 220، ومعجم المؤلفين 5/ 32.
[6] بابشاذ: كلمة عجمية يتضمّن معناها الفرح والسرور. (مرآة الجنان 3/ 98) .(31/289)
ورد العراق تاجرًا فِي اللؤلؤ، وأخذ عن علمائها. ثُمَّ رجع وخدم بمصر فِي ديوان الرّسائل لإصلاح المكاتبات وإعرابها. وقرّروا له فِي الشهر خمسين دينارًا، ثُمَّ استعفى من ذلك فِي آخر عمره، وتزهَّد فِي منارة جامع عَمْرو بْن العاص [1] .
وكان شيخ الديار المصرية فِي الأدب. ألَّف شرحًا للجُمَل [2] فِي غاية الحُسْن، وصنَّف كتاب «المحسبة فِي النحو» [3] ثُمَّ شرحها.
أَخَذَ عَنْهُ: أبو القاسم بْن الفحام المقرئ، ومحمد بْن بركات السَّعِيديّ شيخ ابن برّيّ.
وصنف كتابًا سماه «تعليق الفرقة» [4] فِي النحو ألّفه أيام انقطاعه [5] .
وبَلَغنَا أن سبب تزهُّدِه أنه كان إذا جلس للغداء جاءه سنور فوقف بين يديه، فإذا ألقى له شيئًا لا يأكله، بل يحمله ويمضي، فتبِعَه يومًا لينظر أَيْنَ يذهب، فإذا هُوَ يحمله إلى موضع مظلم في الدّار، فيه سِنَّورٌ أُخرى عمياء، فيُلْقِيه لها فتأكله. فبُهِتَ من ذلك، وقال: إن الَّذِي سخر هَذَا السنور لهذه المسكينة ولم يهمله، قادرٌ أن يُغْنِيني عن هَذَا العالم. فلزم منارة الجامع كما ذكرنا.
__________
[1] انتفع الناس بعلمه وتصانيفه كان بمصر إمام عصره في النحو، وكانت وظيفته أن ديوان الإنشاء لا يخرج حتى يعرض عليه ويتأمّله، فإن كان فيه خطأ من جهة النحو واللغة أصلحه كاتبه وإلّا استرضاه، فيسير إلى الجهة التي كتب إليها، وكان له على ذلك راتبة من الخزانة يتناوله في كل شهر، وأقام على ذلك زمانا. (معجم الأدباء 12/ 18، وفيات الأعيان 2/ 516، مرآة الجنان 3/ 98) .
[2] هو للزّجّاجيّ. كما في (معجم الأدباء) .
[3] هكذا في الأصل: وهو «المحتسب» كما في (معجم الأدباء 12/ 19) .
[4] معجم الأدباء 12/ 19.
[5] قال ابن خلكان: «وجمع في حال انقطاعه شدّة كبيرة في النحو، ويقال إنها لو بيّضت قاربت خمس عشرة مجلّدة، وسمّاها النّحاة بعده الذين وصلت إليهم: «تعليق الغرفة» ، وانتقلت هذه التعليقة إلى تلميذه أبي عبد الله محمد بن بركات السعدي النحويّ اللغوي المتصدّر في موضعه، ثم انتقلت منه إلى صاحبه أبي محمد عبد الله بن برّي النحويّ المتصدّر في مكانه، ثم انتقلت بعده إلى صاحبه أبي الحسين النحويّ المنبوز بثلط الفيل، المتصدّر في موضعه، وقيل: إن كل واحد من هؤلاء كان يهبها لتلميذه ويعهد إليه بحفظها. ولقد اجتهد جماعة من الطلبة في نسخها، فلم يتمكّنوا من ذلك. (وفيات الأعيان 2/ 515، 516) .(31/290)
ثُمَّ خرج ليلة لشيء عرض له، والليلة مقمرة، وَفِي عينيه بقية من النوم، فسقط من المنارة إِلَى سطح الجامع، فمات [1] .
وأبوه من مشيخة أَبِي عَبْد اللَّه الرازي، وقد مرَّ [2] .
- حرف الْعَيْنِ-
289- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [3] .
أبو القاسم الطوسي [4] الزاهد، المعروف بكركان، من أَهْل الطابران: شيخ الصوفية فِي عصره، ذو المجاهدة والأحوال. خدم الكبار، ولازم الفقراء.
وله الدُّوَيَرة والأصحاب الذين اهتدوا بهداه. وكان زكي النَّفْس، مبارَك الصُّحْبَة. بقيت آثاره على المنتمين فِي الطريقة إليه.
سمع: عَبْد اللَّه بْن يوسف، وحمزة بْن عَبْد الْعَزِيز المهلبي، وأحمد بْن الْحَسَن الحِيري، وأصحاب الأصمّ.
قدِم بغدادَ فِي صِباه، وسمع بمكة من: محمد بن أبي سعيد الأسفرائينيّ، وغيره.
__________
[1] المنتظم (باختصار شديد) ، ومعجم الأدباء 12/ 18، 19، ووفيات الأعيان 2/ 516، 517، وإنباه الرواة 2/ 96، 97، والمختصر في أخبار البشر 2/ 193، وتاريخ ابن الوردي 1/ 379، ومرآة الجنان 3/ 98.
[2] ومن مؤلّفات طاهر: «المقدّمة» المشهورة، وشرحها، و «شرح كتاب الأصول» لابن السرّاج.
وقال ابن الأنباري: كان من أكابر النحويين، حسن السيرة، منتفعا به وبتصانيفه شرح كتاب «الجمل» للزّجّاجيّ، وصنّف مقدّمة في النحو وسمّاها «المحتسب» ، وشرحها للشيخ أبي القاسم بن أبي بكر بن أبي سعيد الصقلّي القرشي. وكان هو وأبو الحسن علي بن فضال المجاشعي من حذّاق نحاة المصريين، على مذهب البصريين. (نزهة الألباء 263) .
[3] انظر عن (عبد الله بن علي الطوسي) في: الأنساب 9/ 219، والمنتخب من السياق 282 رقم 932، والعبر 3/ 271، ودول الإسلام 2/ 4، وسير أعلام النبلاء 18/ 405 رقم 202، والوافي بالوفيات 17/ 326 رقم 278، وطبقات الأولياء لابن الملقّن 505، 506، وشذرات الذهب 3/ 334.
[4] الطوسي: بضم الطاء المهملة، وفي آخرها السين المهملة أيضا. هذه النسبة إلى بلدة بخراسان يقال لها «طوس» ، وهي محتوية على بلدتين يقال لإحداهما: الطابران، وللأخرى:
نوقان، ولهما أكثر من ألف قرية. (الأنساب 8/ 263) .(31/291)
قال السمعاني [1] : ثنا عَنْهُ ابن بنته عَبْد الواحد ابن القُدوة أَبِي علي الفضل الفارمذي [2] ، وعبد الجبار [3] .
مات فِي ربيع الأول [4] .
290- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَر بْن أَحْمَد بن مجيب [5] بْن المجمع بْن بحر بن معبد [6] بْن هَزَارْمَرْد [7] .
أبو مُحَمَّد الصريفيني [8] . خطيب صريفين.
اختلفوا فِي نسبه فِي تقديم «مجيب» على «مجمِّع» [9] . وُلِد فِي صفر سنة أربعٍ وثمانين.
وسمع: أَبَا القاسم بْن حَبَابَة [10] ، وابن أخي ميمي الدّقّاق، وأبا حفص
__________
[1] الموجود في (الأنساب) : سمع عبد الواحد بطوس جدّه أبا القاسم الكركاني (9/ 219، 220) .
[2] انظر: التحبير 1/ 607.
[3] هو عبد الجبّار بن محمد الخواريّ. (سير أعلام النبلاء 18/ 405) .
[4] في: الوافي بالوفيات: توفي في حدود الستين والأربعمائة.
[5] انظر عن (عبد الله بن محمد الصريفيني) في: تاريخ بغداد 10/ 146، 147 رقم 5294، والأنساب المتّفقة 89، والأنساب 8/ 59، والمنتظم 8/ 309، 310 رقم 372 (16/ 186، 187 رقم 3466) ، رقم 5294، ومعجم البلدان 3/ 403، 404، والكامل في التاريخ 10/ 106، واللباب 2/ 240، والعبر 3/ 271، والإعلام بوفيات الأعلام 193، والمعين في طبقات المحدّثين 135 رقم 1488، وسير أعلام النبلاء 18/ 330- 332 رقم 153، ودول الإسلام 2/ 4، والبداية والنهاية 12/ 116، 117، والوافي بالوفيات 17/ 502 رقم 432، وتبصير المنتبه 3/ 1452، وشذرات الذهب 3/ 334.
[6] في تاريخ بغداد: « ... أحمد بن المجمع بن مجيب بن معبد بن بحر ... المعروف والده بهزارمرد» . وفي المنتظم: « ... أحمد بن المجمع بن مجيب بن بحر بن معبد» . وفي البداية والنهاية: «ابن أحمد بن المجمع بن محمد بن يحيى بن معبد ... ويعرف بابن المعلّم» .
[7] هزارمرد: بفتح أوله وثانيه، وسكون الراء، وفتح الميم، وسكون الدال المهملة، ودال مهملة في آخره.
[8] الصّريفيني: بفتح الصاد المهملة وكسر الراء، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، والفاء بين الياءين، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى «صريفين» ، قريتين إحداهما من أعمال واسط، والأخرى صريفين بغداد. (الأنساب 8/ 58، 59) ونسبه ابن القيسراني إلى «صريفين عكبرا» . (الأنساب المتّفقة 89) .
[9] انظر: تاريخ بغداد، والبداية والنهاية، والمنتظم.
[10] تصحّف في (البداية والنهاية) إلى «حبانة» .(31/292)
الكتاني، وأبا طاهر المخلّص، وأَمَةَ السلام [1] بِنْت القاضي أَحْمَد بْن كامل، وجماعة.
ذكره الخطيب [2] فقال: المعروف والده بَهَزارْمَرد، قدِم بغداد دُفعات، وحدَّث بها، وكان صدوقًا، وقال أبو سعد السمعاني [3] : هُوَ شيخ صالح خير، صارت إليه الرحلة من الأقطار. وُلد ببغداد وسكن صريفين.
قال: وكان أَحْمَد الناس طريقة، وأجلهم طبقة، وأخلصهم نيّة، وأصفاهم طويّة، سمع من الكبار [4] مثل قاضي القضاة أَبِي عَبْد اللَّه الدامغاني، وأبي بَكْر الخطيب، والحميدي، وجدّي أَبِي المظفر السمعاني، وهبة اللَّه الشيرازي، ومحمد بْن طاهر المقدسي.
وثنا عَنْهُ أبو بكر الأنصاري، وأبو القاسم بن السمرقندي، وعبد الوهاب الأنماطي، وعلي بْن علي بْن سكينة.
وحكى ابن طاهر أن هبة اللَّه بْن عبد الوارث كان مصعدا إلى الشّام، منصرفًا من بغداد، فدخل صريفين، فرأى شيخًا ذا هيئةٍ قاعدًا على باب داره، فسأله: هَلْ سمعت شيئًا؟ فقال: سمعت ابن حَبَابَة، والمخلِّص، وأبا حَفْص الكتاني [5] ، وطبقتهم فتعجب من ذلك، وطالبه بالأُصُول، فأخرج له أُصولًا عُتْقًا بخط ابن البقال، وغيره، وفيها سماعه. فقرأ هبةُ اللَّه ما كان عنده ونَسَخه. ونمَّ الخبر إِلَى عُكْبَرَا، وبغداد.
قال: فرحل الناسُ إليه وسمعوا منه [6] .
__________
[1] في تاريخ بغداد: «أمة السلم» .
[2] في تاريخ بغداد 10/ 146، 147.
[3] قوله ليس في (الأنساب) .
[4] سير أعلام النبلاء 18/ 331.
[5] في معجم البلدان: «الكناني» ، بنونين، وهو تحريف.
[6] سير أعلام النبلاء 18/ 331، والحكاية هنا عن «هبة الله بن عبد الوارث» ، عن شيخ لم يذكر اسمه! بينما يحكي ابن القيسراني الحكاية عن «هبة الله بن عبد الوارث» في كتابه (الأنساب(31/293)
وقال أبو الفضل بْن خَيْرُون، أبو مُحَمَّد بْن هَزَارْمَرْد ثقة، وله أصول جِياد.
قرأتُ بخطّ والده: وُلِد ابني ليلة الجمعة لخمسٍ خَلَوْن من صَفَر، وسمع من المخلّص كتاب «النّسب» ، وكتاب «الفتوح» ، وكتاب «المزنيّ» ، و «أخبار الأصمعي» ، وكتاب «البرّ والصِّلَة» ، وكتاب «الزُّهْد» لابن الْمُبَارَك، وكتاب «مُزاح النَّبِيّ صلى الله عليه وسلّم» ، ومن الفوائد جملة.
توفّي ابن هزارمرد في ثالث جمادى الآخرة.
__________
[ (-) ] المتفقة) عن الصريفيني. قال ابن القيسراني إن الخطيب الصريفيني «هو آخر من حدّث بكتاب عليّ بن الجعد، وكان قد انقطع من بغداد. سمعت أَبَا القاسم هبة اللَّه بْن عَبْد الوارث الشيرازي صاحبنا- رحمه الله- يقول: دخلت بغداد وسمعت ما قدرت عليه من المشايخ، ثم خرجت أريد الموصل، فدخلت صريفين، وكنت في مسجدها، فدخل أبو محمد الصريفيني وأمّ الناس، فتقدّمت إليه، وقلت له: سمعت شيئا من الحديث؟ فقال: كان أبي يحملني إلى أبي حفص الكتاني، وابن حبابة وغيرهما، وعندي أجزاء. فقلت: أخرجها إليّ حتى انظر فيها، فأخرج إليّ حزمة فيها كتاب علي بن الجعد بالتمام مع غيره من الأجزاء، فقرأته عليه، ثم كتبت إلى أهل بغداد فرحلوا إليه، وأحضره الكبراء من أهل بغداد، وسمعت الكتاب لما أحضره قاضي قضاة بغداد أبو عبد الله الدامغانيّ ليسمع أولاده منه، فكلّ من سمعه من الصريفيني فالمنّة لأبي القاسم الشيرازي- رحمه الله- فقد كان من هذا الشأن بمكان» .
(الأنساب المتفقة 89) والحكاية في (معجم البلدان 3/ 404، والمنتظم) ، وقد سقط من (المنتظم) بطبعتيه القديمة والحديثة اسم «هبة الله بن عبد الوارث» بعد ابن طاهر المقدسي، فأصبحت الحكاية كأنها عن ابن طاهر المقدسي المعروف بابن القيسراني، وكأنه هو الّذي دخل بغداد، ثم دخل صريفين ...
وسقط من حكايته أيضا اسم الصريفيني فلم يعرف من الّذي كان يحمل إلى أبي حفص الكتاني وابن حبابة، فجاء النص فيه: «أنبأنا محمد بن طاهر المقدسي قال: دخلت بغداد وسمعت ما قدرت عليه من المشايخ ثم خرجت أريد الموصل فدخلت صريفين فكنت في مسجدها فقال: كان أبي يحملني إلى أبي حفص الكتّاني ... » ! ولم يتنبّه المحقّقون للطبعة الجديدة من (المنتظم) إلى هذا السقط، فبقيت الطبعة على أغلاطها كما في القديمة.
وقال ابن الجوزي في آخر الحكاية:
«وفي بعض ألفاظ هذه الحكاية من طريق آخر: إن الأصول التي أخرجها كانت بخط ابن الصقال وغيره من العلماء، وأنه سمع منه أبو بكر الخطيب، وكان ثقة محمود الطريقة، صافي الطويّة» .
ويلاحظ تحريف «ابن البقال» إلى «ابن الصقال» في الطبعتين!.
وقال ابن السمعاني في (الأنساب 8/ 59) : «كان أحد الثقات ... وروى لي عنه ببغداد قريب من عشرين نفسا» .(31/294)
291- عَبْد الباقي بْن أَحْمَد بْن عُمَر [1] .
أبو نصر الواعظ [2] .
من أَهْل الأدب واللغة والشِّعْر.
سمع: أَبَا الْحُسَيْن بْن بشران، وأبا عليّ بْن شاذان.
رَوَى عَنْهُ: يحيى بْن الطراح.
ومات فِي شعبان [3] .
292- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم [4] .
العلامة أبو مُحَمَّد الأصبهاني الشافعي الكروني [5] ، مفتي البلد وإمام الجامع العتيق.
سمع: ببغداد من الحمامي، وابن بِشْران.
أرّخه يحيى بْن مَنْدَهْ.
293- عَبْد الْحَمِيدِ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد [6] .
أبو مُحَمَّد البَحِيريّ النَّيْسابوريّ.
فقيه خير.
روي مُسْنَد أَبِي عَوَانة عن أَبِي نُعَيْم الأسْفَرائينيّ.
رَوَى عَنْهُ: وجيه الشّحّامي، وهبة الرَّحْمَن القُشَيْريّ.
قرأ عليه أبو المظفّر السّمعانيّ. جميع «مسند أبي عوانة» [7] .
__________
[1] انظر عن (عبد الباقي بن أحمد) في: المنتظم 8/ 310 رقم 374 (16/ 187 رقم 3468) .
[2] أضاف ابن الجوزي إلى نسبته: «الداهداري» . ولم أجد هذه النسبة في كتب الأنساب.
[3] وقال ابن الجوزي: «ولا نعلم به بأسا» .
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
[5] لم أجد هذه النسبة في كتب الأنساب.
[6] انظر عن (عبد الحميد بن عبد الرحمن) في: المنتخب من السياق 345، 346 رقم 1135.
[7] قال عبد الغافر الفارسيّ: «أبو محمد المزكّي الفقيه، شيخ عشيرته في وقته، والمقدّم منهم، والأفضل فيما بينهم، والأكثر احتياطا وتيقّظا، وقد تكرّر ذكر أسلافهم، وكان عفيفا ورعا كثير العبارة.
سمع الكثير من الحاكم أبي عبد الله، والمسند من أبي نعيم الأسفرايني، عن أبي عوانة، وقرأ عليه مرارا، وسمع منه الأئمة والكبار. وسمع أيضا من أصحاب الأصمّ، وكان ثقة في الرواية،(31/295)
294- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن طاهر [1] .
أبو زَيْدُ المُرْسيّ [2] .
روى عن: أَبِي الْوَلِيد بْن مِيقل، وأبي القاسم الإفليليّ.
وحجّ فسمع من أَبِي ذر، وجماعة.
وكان فقيهًا مُفْتيا. عاش اثنتين وستين سنة.
295- عَبْد الكريم بْن الْحَسَن بْن عليّ بْن رزْمة [3] .
أبو طاهر الخبّاز الكَرْخيّ.
صالح صدوق، صاحب أُصول جِياد.
سمع: أَبَا عُمَر بْن مَهْدي، وأبا الْحَسَن بْن رزقُوَيْه.
رَوَى عَنْهُ: يوسف بْن أيوب الهَمَذَاني، وإسماعيل بْن السَّمَرْقَنْدي، وعليّ بْن عَبْد السلام، وغيرهم.
ووثقه أبو الفضل بْن خَيْرُون، وقال: تُوُفّي فِي ثاني عشرين ربيع الآخر [4] .
296- عُبَيْد الله [5] .
أبو القاسم، ولد القاضي أبي يَعْلَى بْن الفراء الفقيه، أخو أَبِي الْحُسَيْن وأبي حازم.
__________
[ (-) ] صدوقا، حسن الاستماع، فاضلا. سمعنا منه معرفة علوم الحديث من تصنيف أبي عبد الله، وغيره.
توفي سنة ... وستين وأربعمائة. روى عنه أبو الحسن» .
يقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : هكذا ورد في الأصل بياض.
ولم يثبت محقّقه سنة وفاته.
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 339 رقم 724.
[2] «المرسي، بضم الميم وسكون الراء. نسبة إلى مرسيه، وهي بلدة من بلاد المغرب» .
(الأنساب 11/ 245) .
[3] انظر عن (عبد الكريم بن الحسن) في: المنتظم 8/ 310 رقم 375 (16/ 188 رقم 3469) .
[4] ومولده سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة.
[5] انظر عن (عبيد الله بن أبي يعلى) في: طبقات الحنابلة 2/ 235، 236، رقم 672، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار 16/ 117- 120 رقم 359.(31/296)
قرأ القراءات على: أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عليّ الخيّاط [1] ، وأبي عليّ بن البنّاء.
وتفقه على والده، ثُمَّ على: أَبِي جعفر بْن أَبِي مُوسَى [2] .
وسمع من الخطيب. وأكثر من الحديث، وتوسَّع من العلم.
وتوفي شابًّا بطريق مكّة، وهو ابن سبْعٍ وعشرين سنة [3] .
حدَّث عَنْهُ: أخوه أبو الْحُسَيْن، وعمر الرُّؤاسي، والمبارك بْن عَبْد الجبّار.
297- عليّ بْن مُحَمَّد بْن نصر بْن اللبّان [4] .
المحدِّث.
ذُكِر فِي العام الماضي.
298- عُمَر بْن أَحمد بْن مُحَمَّد بن موسى [5] .
__________
[1] في الأصل: «الحنّاط» ، والتصحيح من: غاية النهاية 2/ 218 رقم 3279.
[2] زاد ابن النجار: «وعلّق عنهما مسائل الخلاف، وسافر إلى آمد وقرأ بها على أبي الحسن البغدادي تلميذ والده قطعة صالحة من المذهب والخلاف، وسمع الحديث الكثير ببغداد وسافر في طلبه إلى الكوفة، والبصرة، وواسط، والموصل، والجزيرة، وآمد، وصحب أبا بكر الخطيب، وأبا عبد الله الصوري، ونقل عنهما معرفة الحديث وتحقيق أسماء الرواة وأنسابهم، وكتب بخطه كثيرا من الحديث والفقهيات ومصنّفات الخطيب. وكان يكتب خطّا حسنا صحيحا، ويحضر مجالس النظر في الجمع وغيرها، ويتكلّم مع شيوخ عصره في مسائل الخلاف. وكان شابا عفيفا نزها متديّنا فاضلا عالما، كان والده يؤمّ به في صلاة التراويح إلى حين وفاته» .
قال القاضي: أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفرّاء: أنشدني أخي أبو القاسم عبيد الله لبعضهم قوله:
وليس خليلي بالملول ولا الّذي ... إذا غبت عنه باعني بخليل
ولكن خليلي من يدوم وصاله ... ويحفظ سرّي عند كل دخيل
[3] قال ابن النجار: قرأت بخط أبي علي بن البناء قال: ولد أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن الحسين بن الفراء في ليلة الأحد لثمان خلون من شعبان سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة. قرأت في كتاب القاضي أبي الحسين بن الفرّاء بخطه قال: وكانت وفاة الأخ عبيد الله في مضيّه إلى مكة بموضع يعرف بمعدن النقرة في أواخر ذي القعدة من سنة تسع وستين وأربعمائة وله ست وعشرون سنة وثلاثة وأشهر ونيّف وعشرون يوما.
[4] تقدّمت ترجمته برقم (260) .
[5] انظر عن (عمر بن أحمد) في: الإكمال لابن ماكولا 3/ 11 بالحاشية، والأنساب 3/ 350، 360، والمنتخب من السياق 369 رقم 1224، ومعجم البلدان 2/ 182، واللباب 1/ 307،(31/297)
الحافظ أبو مَنْصُور الْجُوري [1] الحنفي الصوفي [2] .
كان متعبدًا منعزلًا على طريقة السلف، ومن خواص أصحاب أَبِي عَبْد الرَّحْمَن السلمي، أكثر عَنْه، وكتب عَنْهُ مُصنفاته.
وسمع قبله من: أَبِي الْحُسَيْن الخفّاف، وأبي نُعَيْم عَبْد الملك بْن الْحَسَن، ومحمد بْن الْحُسَيْن العلوي، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: زاهر ووجيه ابنا الشّحّاميّ.
وتُوُفّي فِي جمادى الآخرة.
__________
[ (- 308،) ] والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 188.
[1] الجوريّ: بضم الجيم، وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى الجور، وهي بلدة من بلاد فارس.
وإليها ينسب الماوردجوري. (الأنساب 3/ 358) .
[2] يقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» :
وفي (الإكمال، والأنساب، واللباب، والمشتبه، والتبصير، والتوضيح) رجل آخر اسمه «عمر بن أحمد بن محمد الجوري. حدّث عن أبي حامد أحمد بن محمد بن الحسن الشرقي، روى عنه أبو عبد الرحمن إسماعيل بن أحمد بن عبد الله النيسابورىّ» .
وقد علّق العلّامة «المعلمي اليماني» على هذه الترجمة فقال في (حاشية الإكمال- ج 3/ 10 رقم 2) : «يأتي في كلام ابن نقطة ذكر أبي منصور عمر بن أحمد بن محمد، والظاهر أنه هذا كما يأتي» . ثم أورد ما ذكره ابن نقطة في كتاب «الإستدراك» من تراجم في باب «الجوري» ، وفيهم: «أبو منصور عمر بن أحمد بن محمد بن موسى الجوري» وترجمته كما هي أعلاه في المتن، وعلّق العلامة «المعلمي» على المذكور في (الإستدراك) بقوله: «أليس هذا هو عمر بن أحمد بن محمد الجوري الّذي ذكره الأمير، فإنه نيسابوريّ، والطبقة واحدة، ولخّص أبو سعد في الأنساب كلام الإكمال، وفيه: عمر المذكور، ثم ذكر أبا منصور هذا ورفع نسبه وذكر له عدّة أشياخ آخرين، وذكر رواية الشحاميين عنه. وفي المشتبه ذكر الاسمين، وكذا في التبصير، وكذا في التوضيح، وأشار إلى القضية، وجعلهما ياقوت في معجم البلدان واحدا فيما يظهر، وهو الظاهر» . (الإكمال 3/ 11 بالحاشية) .
وقد عاد العلّامة «الميمني» وأكّد اعتقاده بأن الترجمة التي في (الإكمال) ، والترجمة التي في (الاستدراك) هي ترجمة لشخص واحد. وذلك في تحقيقه لكتاب (الأنساب) انظر: ج 3/ 359 الحاشية رقم (9) .
يقول خادم العلم «عمر تدمري» : إن تعليق العلّامة «الميمني» في «الإكمال» يحتاج إلى وقفة ومناقشة.
1- «أليس هذا هو عمر بن أحمد بن محمد الجوري الّذي ذكره الأمير، فإنه نيسابوري، والطبقة واحدة» ؟(31/298)
وروى عنه أيضا: عبد الغافر بن إسماعيل، وإسماعيل بْن المؤذّن، وأبو عَبْد اللَّه الفُراوي.
__________
[ (-) ] أقول: إنهما ليسا من طبقة واحدة، بدليل أنّ الّذي في (الإكمال) حدّث عن: «أبي حامد أحمد بن محمد بن الحسن الشرقي» ، والشرقيّ هذا توفي سنة 325 هـ. (انظر: الأنساب 7/ 320) . فمتى سمعه «أبو منصور الجوري» ليحدّث عنه، وهو قد توفي سنة 469 هـ.
ويكون بين سماعه من الشرقي ووفاته نحو 150 عاما، فهل عاش هذه المدّة؟ إذا فالجوري الّذي حدّث عن الشرقيّ هو غير أبي منصور الجوري، وإن تشابهت الأسماء.
(2) وقال: «ولخّص أبو سعد في الأنساب كلام الإكمال وفيه عمر المذكور، ثم ذكر أبا منصور هذا ورفع نسبه وذكر له عدّة أشياخ آخرين، وذكر رواية الشحاميّين عنه» .
- أقول: لم يلخّص أبو سعد في (الأنساب) كلام (الإكمال) ، بل ذكر «عمر» الّذي في (الإكمال) لوحده، ثم ذكر (أبا منصور) لوحده، كما جاء في المنتخب من السياق لعبد الغافر الفارسيّ، والإستدراك لابن نقطة: ولم يشر في الترجمتين إلى احتمال أنهما ترجمة واحدة لشخص واحد، بدليل أنه أفردهما، وفصل بين الترجمتين بترجمتين أخريين. (انظر: الأنساب ج 3/ 358 و 359) .
3- وقال: «وفي المشتبه ذكر الاسمين، وكذا في التبصير، وكذا في التوضيح، وأشار إلى القضية» .
- أقول: هذا يؤكّد على أنهما اثنان.
(4) وقال: «وجعلهما ياقوت في معجم البلدان واحدا فيما يظهر، وهو الظاهر» .
- أقول: جاء في (معجم البلدان 2/ 182) ما يلي:
«عمر بن أحمد بن موسى بن (!) منصور الجوري. روى عن أبي حامد بن الشرقي النيسابورىّ، وأبي الحسن عبد الرحمن بن إبراهيم بن محمد بن يحيى الزاهد. حدّث عنه أبو عبد الرحمن إسماعيل بن أحمد بن عبد الله النيسابورىّ الخير (!) ، وأبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذّن» .
أ- في النص: «بن منصور» ، والصواب: «أبو منصور» .
ب- في النص: «النيسابورىّ الخير» ، والصواب: «النيسابورىّ الحيريّ» .
ج- أوضحت في أول تعليقي أن ابن الشرقي توفي سنة 35 هـ. ولا يحتمل رواية أبي منصور الجوري عنه لعدم لقائهما.
د- إسماعيل بن أحمد بن عبد الله النيسابورىّ الحيريّ، توفي بعد سنة 430 هـ. وهو إمام عالم، مفسّر، مقريء، واعظ، فقيه، محدّث، زاهد، قرأ عليه الخطيب البغدادي (صحيح البخاري) ، ولم يذكروا في ترجمته أنه حدّث عن أبي منصور الجوري المتوفى سنة 469 هـ.
(انظر عنه في: المنتخب من السياق 129، 130 رقم 301، والأنساب 4/ 289، والعبر 3/ 171، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 115، وشذرات الذهب 3/ 245) .
وكذا يقال في «عبد الرحمن بن إبراهيم» ، و «أحمد بن عبد الملك المؤذّن» .
إذا فالترجمة في (معجم البلدان) فيها خلط. وقد أصاب (ابن الأثير) حين أسقط الترجمة(31/299)
وهو من جُور نَيْسابُور [1] .
- حرف الفاء-
299- الفضل بْن الفَرَج [2] .
أبو القاسم الأصبهاني الأحدب. من سادة الصُّوفيّة.
كان عابدًا قانتًا مجتهدًا. ترك فراشه ثلاثين سنة، وكان يقوم أكثر الليل.
وقد جاوَر مدّةً.
قال يحيى بْن مَنْدَهْ: كان والله للقرآن تاليا، وعن الفَحْشَاء ساهيا، وعن المُنْكَر ناهيا، ومن دُنياه خاليا، وَفِي الأحوال للَّه شاكرًا.
مات فِجأة فِي الحمام فِي شوال.
- حرف الميم-
300- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن هارون [3] .
أبو الْحَسَن البَرَدَاني [4] الحنبلي الفَرَضيّ.
وُلِد بالبَرَدَان فِي سنة ثمان وثمانين [5] وثلاثمائة، وسكن بغداد من صغره.
__________
[ (-) ] الأولى، وأثبت الثانية فقط في (اللباب) ، وفرّق المؤلّف الذهبي- رحمه الله- بينهما في (المشتبه) ، وهنا.
[1] قال عبد الغافر الفارسيّ: «أبو منصور بن أبي بكر، فاضل ثقة من أصحاب أبي حنيفة، مستور بالحال، من مجاوري الجامع القديم وجيرانه، كان في شبابه من خواصّ أصحاب أبي عبد الرحمن السلمي وصاحب كتبه، كتب عنه الكثير، وسمع من تصانيفه وقرأ الحديث الكثير.
وأدرك الإسناد العالي من الخفّاف، وأبي نعيم، والسيد أبي الحسن، وأبي الحسن بن أبي إسحاق، وأبي العباس السليطي، والحاكم أبي عبد الله، والزيادي، وابن يوسف، وأبي زكريا، وأبي عبد الرحمن، وطبقة أصحاب الأصمّ» . (المنتخب من السياق) واقتبسه ابن السمعاني في (الأنساب) .
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (محمد بن أحمد البرداني) في: الأنساب 2/ 136، والمنتظم 8/ 311 رقم 378 (16/ 188، 189 رقم 3472) ، ومعجم البلدان 1/ 376، واللباب 1/ 135، وذيل طبقات الحنابلة 1/ 13- 15 رقم 10، وهدية العارفين 2/ 33، ومعجم المؤلفين 9/ 4.
[4] البرداني: بفتح الباء الموحّدة والراء والدال المهملة، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى بردان وهي قرية من قرى بغداد. (الأنساب 2/ 135) .
[5] وقيل: سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة. (ذيل طبقات الحنابلة 1/ 13) .(31/300)
وسمع: أَبَا الْحَسَن بْن رِزْقُوَيْه [1] ، وأبا الحسين بْن بشْران، وأبا الفتح بْن أَبِي الفوارس، وأبا الفضل التميمي، وأبا الْحَسَن بْن الباداء، والحفّار.
رَوَى عَنْهُ: ابنه أبو عليّ الحافظ، وأبو بَكْر الْأَنْصَارِيّ.
وكان دينًا ثقة، عارفًا بالفرائض. كتب الكثير [2] .
تُوُفّي فِي ذي القِعْدَة [3] .
301- مُحَمَّدُ بْن أَحْمَد بن سعيد [4] .
__________
[1] في (الأنساب) : «رزق» ، والمثبت يتفق مع: ذيل طبقات الحنابلة، والمنتظم.
[2] قال القاضي أبو الحسين بن أبي يعلى: صحب الوالد، وتردّد إلى مجالسه في الفقه وسماع الحديث، وكان رجلا صالحا.
وقال ابن النجار: وكان رجلا صالحا صدوقا، حافظا لكتاب الله تعالى، عالما بالفرائض وقسمة التركات. كتب بخطّه الكثير، وخرّج تخاريج، وجمع فنونا من الأحاديث، وغيرها. وخطّه رديء كثير السقم، وكان أمين القاضي أبي الحسين بن المهتدي، ثم ذكر عن ابنه أبي ياسر عبد الله: أن أباه أبا الحسن سرد الصوم ثلاثين سنة.
وذكر عن السلفي أنه جرى ذكر ابنه أبي علي، فقال الحافظ أبو محمد السمرقندي: لو رأيت أباه وصلاحه لرأيت العجب. روى لنا عن ابن رزقويه وطبقته، وكان فقيها ووضيئا، محدّثا، مرضيّا.
وذكر عن ابن خيرون: أن البرداني كان رجلا صالحا ثقة.
وقال ابن الجوزي: كان له علم بالقراءات والفرائض، وكان ثقة عالما صالحا أمينا. (ذيل طبقات الحنابلة 1/ 14) .
[3] يوم الخميس ثامن عشرين ذي القعدة. ذكره ابن النجار. وذكر ابن شافع: أنه توفي ليلة الجمعة تاسع عشرين ذي القعدة، ثم قال: قرأت بخط ابنه أبي علي، أن أباه توفي يوم الخميس مستهل ذي الحجة من السنة. قال: وصلّيت عليه يوم الجمعة في المقصورة، وتبعه خلق عظيم.
وأرّخ ابن أبي يعلى وفاته: ليلة الجمعة الثالثة من ذي الحجّة. (طبقات الحنابلة 2/ 236) .
قال ابن رجب الحنبلي: له كتاب «فضيلة الذكر والدعاء» رواه عنه ابنه أبو علي. (ذيل طبقات الحنابلة 1/ 14، 15) .
ذكر ابن السمعاني اسمه كاملا فقال: أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن بن الحسين بن علي بن هارون البرداني، من أهل درب الشوا إحدى محالّ شارع دار الرقيق. أحد المتميّزين ... روى لنا عنه أبو بكر محمد بن عبد الباقي البزّاز، ولم يحدّثنا عنه سواه.
(الأنساب 2/ 136) .
[4] انظر عن (محمد بن أحمد بن سعيد) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 548 رقم 199، وغاية النهاية 2/ 63 رقم 2832.(31/301)
أبو عبد اللَّه بْن الفراء الجياني [1] المقرئ [2] .
كان فاضلًا زاهد. أَخَذَ القراءات عن مكّيّ بْن أَبِي طَالِب.
وأقرأ الناس، وحج فِي آخر عمره.
ومات بمكّة [3] .
قرأ عليه بالروايات عليّ بْن يوسف السالمي.
302- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عِيسَى بْن مُحَمَّد بْن منظور بْن عَبْد اللَّه بْن منظور القَيْسيّ [4] .
أبو عُبَد اللَّه الإِشْبيليّ [5] .
حجَّ وجاور سنةً. وسمع «الصحيح» من أَبِي ذَرّ.
وكان من أفاضل الناس، حسن الضَّبْط. جيّد التقييد. صدوقًا نبيلًا.
تُوُفّي فِي شوال.
رَوَى عَنْهُ: نسيبه أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن منظور، وأبو عليّ الغسّاني، ويونس بْن مُحَمَّد بْن مغيث، وشُرَيْح بْن مُحَمَّد، وآخرون.
وكان موصوفًا بالصلاح والفضل، من كبار الأئمّة.
لقي أيضًا أَبَا النجيب الأُرْمَوِي، وأبا عَمْرو السَّفاقسيّ.
وعاش سبعين سنةً رحمه اللَّه [6] .
__________
[1] الجيّانيّ: بفتح الجيم وتشديد الياء المعجمة بنقطتين من تحتها، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى جيّان، وهي بلدة كبيرة من بلاد الأندلس من المغرب. (الأنساب 3/ 404) .
[2] زاد ابن بشكوال في نسبته: «المعافري» .
[3] قال ابن بشكوال: قرأت وفاته بخط القاضي يحيى بن حبيب، وكان ممّن أخذ عنه.
[4] انظر عن (محمد بن أحمد بن عيسى) في: الصلة لابن بشكول 2/ 548، 549 رقم 1200.
[5] في الأصل: «الأسيلي» . والتصحيح من (الصلة) .
[6] وقال ابن بشكوال: قرأت بخط أبي محمد بن خزرج: أخبرني أبو عبد الله بن منظور أنه خرج من إشبيلية إلى المشرق في شعبان سنة ثمان وعشرين وأربعمائة، وأنه وقف وقفتين سنة ثلاثين وسنة إحدى وثلاثين. وأنه دخل إشبيلية منصرفا سنة أربع وثلاثين وأربعمائة. قرأت وفاته بخط القاضي يحيى بن حبيب وكان ممّن أخذ عنه.
قال أبو علي: كان من أفاضل الناس، حسن الضبط، جيّد التقييد للحديث، كريم النفس، خيارا.
قرأت بخط بعض الشيوخ: أخبرني من أثق به أن أهل إشبيلية أصابهم قحط في بعض الأعوام(31/302)
303- مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن وهْب [1] .
أبو الْحُسَيْن الهَمَذَانيّ البيع.
روى عن: ابن تُرْكان، وأبي عُمَر بْن مَهْديّ الفارسي.
قال شيرويه: سمعتُ منه، وكان صدوقًا. قال لي: وُلِدت سنة 84.
وتُوُفّي ثالث عشر جُمَادَى الأولى.
304- مُحَمَّد بْن عليّ بْن الْحُسَيْن بْن سِكّينة [2] .
أبو عُبَد اللَّه الْبَغْدَادِيّ الأنْماطي [3] .
صالح ورع، ثقة. ولد سنة تسعين وثلاثمائة [4] .
سمع الكثير، لكن ذهبت أصوله فِي النَّهْب، نهْب البساسيري.
سمع: عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد الصيدلاني، ومحمد بْن فارس الغوريّ.
رَوَى عَنْهُ: أبو بكر الأنصاري، وأبو القاسم بن السمرقندي، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن يوسف، وعبد المنعم بْن أَبِي القاسم القُشَيْريّ.
ومات فِي ذي القعدة رحمه الله.
__________
[ (-) ] وبلغ قفيزهم أحد عشر مثقالا، وزيتهم ثمانية مثاقيل القسط، فانصرف بعض أهلها مهتمّا بذلك في بعض الأيام، ولم يتعشّ أحد في دار ذلك الرجل لهمّهم بذلك، فرأت بنته في السحر شيخا حسن الهيئة لا يشبه رجال أهل الدنيا فكأنها شكت إليه تلك الحال، فقال لها: سيحطّ السعر. قد سقيتم بدعوة أبي عبد الله بن منظور البارحة، فنهضت إليه أمّها يوما آخر، وكان بينهما متات، فتحدّثت معه ثم سألته: هل سألت ربك البارحة حاجة؟ فاستحى وقال لها: ما الخبر؟ فأخبرته برؤيا ابنتها، فخرّ ساجدا للَّه، ثم أمر بخمسين قفيزا ففرّقت في المساكين.
وكان له ابن عمّ يؤمّ بجامع إشبيلية، فشكاه إليه الناس ونهض إليه وقال: تترك عيالك وتعطى في مثل هذه السنة خمسين قفيزا؟ فقال له: إنما أعطيتها للَّه تعالى، فما انقضى النهار حتى سقاهم الله تعالى.
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (محمد بن علي الأنماطي) في: تاريخ بغداد 11/ 401، والإكمال 4/ 320، والمنتظم 8/ 311 رقم 379 (16/ 189 رقم 3473) ، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 364، وسير أعلام النبلاء 18/ 346 رقم 165، والبداية والنهاية 12/ 117، وتاج العروس 9/ 240 (مادّة: سكن) .
[3] الأنماطي: بفتح الألف وسكون النون وفتح الميم وكسر الطاء المهملة، هذه النسبة إلى بيع الأنماط، وهي الفرش التي تبسط. (الأنساب 1/ 376) .
[4] المنتظم.(31/303)
قال الخطيب: كتبتُ عَنْه، وكان لا بأس به [1] .
305- مُحَمَّد بْن عليّ بْن أَحْمَد بْن صالح [2] .
الأستاذ أبو طاهر الجبُّلي [3] ، ويُعرف بصاحب الجبُّلي، وبابن العلّاف، وبالمؤدِّب الشاعر [4] .
روى عن: أَبِي علي بْن شاذان.
رَوَى عَنْهُ: الْمُبَارَك بن الطّيوريّ، وأبو غالب القزّاز، وهبة الله بن عبد الله الواسطيّ، وجماعة.
قال السّلفيّ: أنشدنا محمد بن عبد الملك الأسديّ: أنشدنا أبو طاهر صاحب الْجَبُّليّ لنفسه:
قد سَتَرَتْ وجْهَها عن البَشَرِ [5] ... بساعدٍ جلّ عِقْدَ مُصْطَبَري
كأنه والعيونُ ترمُقُهُ ... عَمُودُ نورٍ [6] فِي دارة القمرِ [7]
وممّا سار له قوله:
أتأذَنُ لي فِي أن أبُثَّك ما ألقي؟ ... فلستُ وَإنْ دام التَّجَلُّد ليّ أبقا [8]
حَظَرت على طَرْفي الهجوع فلم أَنَمْ ... وأطْلقت عيني بالدموع فَمَا ترقا
جرى فِي مجاري الروح حُبُّكَ وانْثَنَى ... فلم يُبْق لي عظمًا ولم يُبْقِ لي عِرْقا
أيا مُتْلِفي شَوْقًا، ويا مُحْرِقي جَوًى ... ويا مُلْبِسي سقما، ويا قاتلي عشقا
__________
[1] وقال ابن الجوزي: وكان كثير السماع، ثقة، حدّثنا عنه جماعة من مشايخنا.
[2] انظر عن (محمد بن علي الجبليّ) في: سير أعلام النبلاء 18/ 438 رقم 224، والوافي بالوفيات 4/ 128.
[3] الجبليّ: بفتح الجيم، وضم الباء المشدّدة المنقوطة بنقطة واحدة، وهذه النسبة إلى جبّل، وهي بلدة على الدجلة بين بغداد وواسط. (الأنساب 3/ 182) .
[4] ويعرف بابن المكوّر صاحب أبي الخطّاب الجبليّ. وأبو الخطّاب هو: مُحَمَّد بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الشاعر المعروف بالجبّلي. وكان رافضيا شديد الترفّض. توفي سنة 439 هـ. (تاريخ بغداد 3/ 101- 103 رقم 1098) .
[5] في الوافي: «وسترت وجهها عن النظر» .
[6] في الوافي: «عمود صبح» .
[7] البيتان في: الوافي بالوفيات 4/ 128.
[8] هكذا في الأصل للقافية.(31/304)
أرى كل مملوكٍ يُسَرّ بعتْقِه ... سواي، فَإِنِّي عاشقٌ أكْره العتْقا
توفي رحمه اللَّه فِي المارستان عن ستٍ وثمانين سنه. [1] 306- مُعَاوِيَة بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُعارك [2] .
أبو عَبْد الرحمن العقيقيّ القرطبيّ.
شيخ محدّث ومقريء مجوّد.
روى عن: عُمَر بْن حُسَيْنِ بْن نابِل، وأبي بَكْر بْن وافد القاضي، وأبي القاسم الوَهْراني، وأبي المطرِّف القَنَازِعي، وأبي مُحَمَّد بْن بنّوش، ويونس بْن مغيث.
وعني بالعلم وسماعه وتقييده. وكان مجوِّدًا للقرآن.
وكان ينوب في إمامة جامع قُرْطُبة.
ودُفِن يوم عيد الفِطْر [3] .
307- مغيث بْن مُحَمَّد بْن يُونُس بْن عَبْد الله بن محمد بن مغيث [4] .
أبو الْحَسَن القرطبي.
لزِم جدَّه يُونُس وأكثر عَنْهُ.
رَوَى عَنْهُ: حفيده يُونُس بْن مُحَمَّد بْن مغيث.
وتوفي فِي ربيع الأوّل محبوسًا بإشبيلية للمحنة التي نزلت به قدّس اللَّه روحه، عن ستّ وسبعين سنة [5] .
__________
[1] ومن شعره أيضا:
ستروا الوجوه بأذرع ومعاصم ... ورنوا بنجل للقلوب كوالم
حسروا الأكمّة عن سواعد فضّة ... فكأنّما انتضيت متون صوارم
أغروا سهام عيونهم بقلوبنا ... فلنا حديث وقائع وملاحم
[2] انظر عن (معاوية بن محمد) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 614، 615 رقم 1345، وغاية النهاية 2/ 303 رقم 3626 وفيه «معاوية بن محمد بن معارك» بإسقاط اسم جدّه «أحمد» .
[3] وقال أبو الحسن بن مغيث- وكان قد جلس إليه وسمع منه-: كان قديم الطلب، كريم العناية بالعلم والصحبة لأهله.
[4] انظر عن (مغيث بن محمد) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 629، 630 رقم 1385.
[5] وقال حفيده أبو الحسين يونس بن محمد بن مغيث: أخبرني أبو طالب محمد بن مكي أنه رأى فيما يرى النائم في غرّة ربيع الآخر رجلا يعلم أنه ميت. فكان يسأله عن حاله، فكان يقول(31/305)
- حرف النون-
308- نجا بْن أَحْمَد بْن عَمْرو بْن حرب [1] .
أبو الْحُسَيْن الدَّمشقيّ العطار المحدِّث.
سمع: أَبَا الْحَسَن بْن السِّمْسار، وأبا علي، وأبا الْحُسَيْن ابنا عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر، ومحمد بْن الْحُسَيْن الطّفّال الْمَصْرِي، وخلقًا سواهم.
وكتب الكثير وخرّج لنفسه مُعْجَمًا.
رَوَى عَنْهُ: الحافظ عَبْد الْعَزِيز الكتاني وهو من شيوخه، وعمر الرّؤاسيّ، وأبو مُحَمَّد بْن الأكفاني، وأبو الْحَسَن بْن المسلّم الفقيه.
وقد سمع ببيروت من عَبْد الوهاب بْن برهان [2] ، وبمكّة، ومصر.
قال غيث الأرمنازي: كان سماعه صحيحًا، إلا أنه لم يكن له فَهْمٌ بالحديث. ففي مُعْجَمه من الخطأ والتصحيف ما اللَّه بْه عليم [3] . ولد سنة أربعمائة. وتُوُفّي فِي عاشر صَفَر. وأوّل سماعه بعد الثّلاثين [4] .
__________
[ (-) ] له: شرّ حال. فكان يقول له: مم ذا؟ فكان يقول لتضييعي الصلاة. فكان يقول له: فما تنتظر؟
فيقول: النار. فكان يسأله أيضا عن رجل لم يسمّه، فكان يخبره بحاله ثم كان يسأله عن مغيث بن محمد، فكان يقول له: انتفع بما دار عليه- يعني من ذلك المحنة-.
[1] انظر عن (نجا بن أحمد) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 12/ 508 و 39/ 41، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 26/ 120 رقم 72، والمغني في الضعفاء 2/ 695 رقم 6603، وميزان الاعتدال 4/ 248 رقم 9018، ولسان الميزان 6/ 148، 149 رقم 524، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 121، 122 رقم 1740، ومعجم المؤلّفين 13/ 76.
[2] هكذا، وهو: أبو الفرج عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن برهان الغزّال الصوري. توفي بصور سنة 447 هـ-. (انظر عنه في كتابنا: موسوعة علماء المسلمين 3/ 251- 253 رقم 960) .
[3] تاريخ دمشق، والمختصر، وفيه زيادة عن غيث قال:
ومن أعجب شيء رأيته فيه أنه ذكر في باب اللام ألف من حروف المعجم حين أعوزه ذكر شيخ ابتداء اسمه لام ألف:
لا، والّذي خلق السماوات العلا ... أفضل من المبعوث بالآيات
خير البريّة كلّها وأتقاهما ... ذاك النبي محمد المبعوث
قال: وهذا غاية ما يكون من الجهل، وأشنع ما يكون من سخيف الشعر والعقل.
[4] أقول: ومن شيوخه الذين روى عنهم: إمام جامع صور أبو بكر محمد بن عمر الدينَوَريّ(31/306)
- حرف الياء-
309- يحيى بْن علي بْن محمد [1] .
أبو القاسم الحمدوييّ [2] الكُشْمِيهَنيّ، المَرْوَزِي، الفقيه الشافعي.
قال السمعاني: [3] كان فقيهًا، مدرسًا، ورِعًا، متقنًا. قيل إنه تفقه على أَبِي مُحَمَّد والد إمام الحرمين. وسمع الحديث وأملى عدة مجالس.
وحجّ سنة ثلاثٍ وعشرين وأربعمائة [4] .
سمع: أَبَاه، وأبا الهيثم مُحَمَّد بْن مكّيّ الكُشْمِيهَني، كذا قال ابن السمعاني، وأبا سعد الماليني، وأَبَا بَكْر البَرْقاني، وأبا علي بْن شاذان.
__________
[ (-) ] الطرايفي الّذي حدّث بدمشق وتوفي سنة 447 هـ-.
وأبو القاسم الخضر بن الفتح بن عبد الله الصوفي المزيّن الّذي كان له سماع بصيداء. (انظر:
تاريخ دمشق 12/ 508 و 39/ 41، وموسوعة علماء المسلمين 5/ 121، 122 رقم 1740) .
[1] انظر عن (يحيى بن علي) في: الأنساب 4/ 211، واللباب 1/ 387 وفيه: «يحيى بن علي بن حمدويه» .
[2] الحمدوييّ: بفتح الحاء المهملة، وسكون الميم وضمّ الدال المهملة، وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، هذه النسبة إلى حمدويه، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه.
[3] قوله في (الأنساب) : «كان إماما فاضلا مفتيا مناظرا صالحا ورعا متّقيا» .
[4] وكانت ولادته في سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة.(31/307)
سنة سبعين وأربعمائة
- حرف الألف-
310- أَحْمَد بْن أَحْمَد بْن سُلَيْمَان [1] .
أَبُو عَبْد اللَّه الواسطي التاجر.
سمع: أَبَا أحمد بن أبي مسلم الفرضي، وأبا عمر بْن مَهْدي، وعليّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله بن بشران.
وروي اليسير.
وتُوُفّي بخوزستان.
رَوَى عَنْهُ: أبو الْحَسَن بْن عَبْد السلام، وإسماعيل بْن السَّمَرْقَنْديّ [2] .
تُوُفّي فِي ربيع الأوّل، وقد خانق السبعين [3] .
311- أَحْمَد بْن عَبْد الملك بْن عليّ بن أحمد عبد الصّمد بن بكر [4] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن أحمد بن سليمان) في: سؤالات الحافظ السلفي 86، والمنتظم 8/ 313 رقم 380 (16/ 192 رقم 3474) .
[2] وسمعه: بركة بن حسان بن عيسى الحوزي أبو طاهر. (سؤالات الحافظ السلفي 86) .
[3] وقال ابن الجوزي: «وكان سماعه صحيحا، وحدّث عنه شيخنا أبو القاسم بن السمرقندي» .
[4] انظر عن (أحمد بن عبد الملك) في: تاريخ بغداد 4/ 267 رقم 2009، والمنتظم 8/ 314 (16/ 193 رقم 3478) ، والمنتخب من السياق 107- 109 رقم 238، ومعجم الأدباء 3/ 224- 226، والتقييد لابن نقطة 146، 147 رقم 167، والكامل في التاريخ 10/ 108، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 3/ 158، 159 رقم 184، والإعلام بوفيات الأعلام 174، وسير أعلام النبلاء 18/ 419- 422 رقم 212، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1162- 1165، والمعين في طبقات المحدّثين 135 رقم 1489، ودول الإسلام 2/ 4، والعبر 3/ 252، ومرآة الجنان 3/ 99، والبداية والنهاية 12/ 118، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 408، 409 رقم 1064، والوافي بالوفيات 7/ 156، والنجوم الزاهرة 5/ 106، وطبقات الحافظ 438، وشذرات(31/308)
أبو صالح النَّيْسابوري، المؤذن الحافظ الصُّوفيّ.
محدِّث نَيْسابور.
سمع: أَبَا نُعَيْم عَبْد الملك الإسْفَرائينيّ، وأبا الْحَسَن العَلَوي، وأبا طاهر الزيادي، وأبا يَعْلي المهلّبي، وعبد اللَّه بْن يوسف بْن ماموَيْه، وأبا عَبْد اللَّه الحاكم، وأبا عَبْد الرَّحْمَن السُّلميّ، وخلْقًا من أصحاب الأَصمّ.
ورحل فسمع بجُرْجَان من حَمْزَة بْن يوسف الحافظ، وبإصبهان من أبي نعيم، وببغداد من أبي القاسم بن بشْران، وبدمشق من: المسدَّد الأُمْلُوكي [1] ، وعبد الرَّحْمَن بْن الطُّبَيز [2] ، وأمثالهم.
وبمكّة من أَبِي ذَرّ الهَرَوي، وبَمْنبج من الْحَسَن بْن الأشعث المَنْبِجِيّ.
وصحِب فِي الطريقة أَبَا عليّ الدّقّاق، وأحمد بْن نصر الطالقانيّ.
وعمل مسوَّدَة «تاريخ مَرْو» .
قال زاهر الشّحّاميّ: خرج أبو صالح ألف حديث عن ألف شيخ له [3] .
وقال الخطيب [4] : قدِم أبو صالح علينا فِي حياة ابن بشران، وكتب عنّي، وكتبت عَنْهُ. وقال لي: أوّل سماعي سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، وكنتُ إذ ذاك قد حفظت القرآن. وكان ثقة.
__________
[ (-) ] الذهب 3/ 335، وإيضاح المكنون 1/ 119، وديوان الإسلام 3/ 203 رقم 1323، والأعلام 1/ 163، ومعجم طبقات الحفّاظ والمفسّرين 54 رقم 987، وهدية العارفين 1/ 79، ومعجم المؤلفين 1/ 303.
[1] الأملوكي: بضم الألف وسكون الميم وضم اللام، وفي آخرها كاف، هذه النسبة إلى أملوك، وهو بطن من ردمان، وردمان بطن من رعين، وهو ردمان بن وائل بن رعين. (الأنساب 1/ 349) .
[2] الطّبيز: بضم الطاء المهملة المشدّدة، وفتح الباء المنقوطة بواحدة من تحتها، والياء المثنّاة من تحتها وهي ساكنة، والزاي آخر الحروف. (انظر المشتبه 2/ 418) .
[3] المنتظم 8/ 314 (16/ 193) ، التقييد لابن نقطة 147، تذكرة الحفاظ 3/ 1163، سير أعلام النبلاء 18/ 420.
[4] في تاريخ بغداد: «قدم علينا حاجّا وهو شاب ... ثم عاد إلى نيسابور، وقدم علينا مرة ثانية في سنة أربع وثلاثين وأربعمائة ... » .(31/309)
قلت: وُلِد سنة ثمانٍ وثمانين [1] . وأول سماعه كان من أَبِي نُعَيْم الإسْفَرائيني لمّا قدِم نيسابور، وحدَّث بمُسْنَد الحافظ أَبِي عَوَانَة.
وذكره أبو سعد السمعاني [2] فقال: صوفي، حافظ، متقن، نسيج وحده فِي الجمع والإفادة، وكان الاعتماد عليه فِي الودائع من كُتُب الحديث التي فِي الخزائن الموروثة عن المشايخ والموقوفة على أصحاب الحديث، فيتعهّد حفظها. ويتولّى أوقاف المحدثين من الحبر والكاغد، وغير ذلك [3] . ويؤذن فِي المدرسة البَيْهَقّية مدة سنين احتسابًا. ووعظ المسلمين وذكّرهم الأذكار في اللّيالي في المئذنة. وكان يأخذ صَدَقَات الرؤساء والتُّجّار ويوصلها إِلَى المستحقين والمستورين [4] .
قلت: روى عَنْهُ ابنه إِسْمَاعِيل، وزاهر ووجيه ابنا الشّحّامي، وعبد الكريم بْن الحسين البسطاميّ، ومحمد بْن الفضل الْفُرَاوِيّ، وعبد المنعم بْن القُشَيْري، وأبو الأسعد القُشَيْري، وآخرون.
__________
[1] الكامل في التاريخ 10/ 108، المنتظم 8/ 314 (16/ 193) ، المنتخب من السياق 109، التقييد 147، مختصر تاريخ دمشق 3/ 159.
[2] في غير كتابه (الأنساب) ، وقد أثبته ياقوت في (معجم الأدباء 3/ 224، 225) .
[3] زاد في (معجم الأدباء) : «ويقوم بتفرقتها عليهم، وإيصالها إليهم» .
[4] زاد في (المعجم) : «ويقيم مجالس الحديث، وكان إذا فرغ جمع وصنّف وأفاد، وكان حافظا ثقة ديّنا خيّرا كثير السماع، واسع الرواية، جمع بين الحفظ والإفادة والرحلة، وكتب الكثير بخطّه» .
ثم ذكر أبو سعد جماعة كثيرة ممّن سمع عليه بجرجان، والريّ، والعراق، والحجاز، والشام، ثم قال كما ينطق به تصانيفه وتخريجاته، ولم يتفرّغ للإملاء لاشتغاله بالمهمّات التي هو بصددها، ثم ذكر جماعة رووا عنه.
ثم قال: وصنّف التصانيف، وجمع الفوائد، وعمل التواريخ، منها: كتاب التاريخ لبلدنا مرو، ومسوّدته عندنا بخطّه، وأثنى عليه ثناء طويلا. وذكر أن الخطيب أبا بكر ذكره في تاريخه، وأنه كتب عنه، وكتب هو عن الخطيب ووصفه بالحفظ والمعرفة، والذّبّ عن حديث النبيّ صلّى الله عليه وسلم، ثم روى عنه أخبارا وأسانيد كثيرة، منها ما أسنده إليه. وقال: أنشد الشريف أبو الحسن عمران بن موسى المغربي لنفسه:
حذيت وفائي منك غدرا وخنتني ... كذاك بدور التّمّ شيمتها الغدر
وذكر ثلاثة أبيات أخرى. (معجم الأدباء 3/ 224- 226) .(31/310)
وقال الحافظ عَبْد الغافر بْن إِسْمَاعِيل: [1] أبو صالح المؤذن، الأمين، المتقن، المحدث، الصوفي، نسيج وحده فِي طريقته، وجمعه، وإفادته. ما رأينا مثله، حفظ القرآن، وجمع الأحاديث، وسمع الكثير، وجمع [2] الأبواب والشيوخ [3] ، وأذن سنين [4] حسبةً. وتوفي فِي سابع رمضان. وكان يحثني على معرفة الحديث. ولم أتمكن من جمع هَذَا الكتاب إلا من مسودَّاته ومجموعاته، فهي المرجوع إليها فيما أحتاج إِلَى معرفته وتخريجه [5] .
إِلَى أن قال: ولو ذهبت أشرح ما رَأَيْت منه لسودت أوراقًا جمة، وما انتهيت إِلَى استيفاء ذلك. سمعتُ منه كتاب «الحلية» لأبي نُعَيْم بتمامه، «ومعجم» الطّبرانيّ، و «مسند الطّيالسيّ» ، و «الأحاديث الألف» . وما تفرّغ لعقد الإملاء من كثيرة ما هُوَ بصدده من الاشتغال والقراءة عليه.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدَ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الْمُعِزِّ الْهَرَوِيِّ، أَنَا زَاهِرٌ، أَنَا أَبُو صَالِحٍ الْمُؤَذِّنُ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزِّيَادِيُّ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْبَزَّازُ، ثنا عبد الرحمن بن بشر، ثنا بِشْرِ بْنِ السُّرِّيُّ، ثَنَا حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ سَالِمٍ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُراجِعَها [6] .
__________
[1] في (المنتخب) من السياق 107.
[2] في (المنتخب) : «وصنّف» .
[3] في (المنتخب) زيادة: «وأفاد أولاد الأئمة، وسعى في الخيرات، وصحب مشايخ الصوفية، ولزم زين الإسلام أبا القاسم القشيري في طريقته بعد أن لقي أبا علي الدقّاق وطبقة الأئمة كالأستاذ أبي بكر بن فورك، ثم جمع الأربعينات للأحفاد، وجمع لنفسه الآحاد الألف عن ألف شيخ من مشايخ خراسان، والعراق، والحجاز، والشام، وكنت ممّن يخصّني بالإقبال عليه لحقوق الأسلاف، ويفيدني السماع منه ومن غيره مع أولاده» .
[4] في المطبوع من (المنتخب 108) : «سنن» .
[5] زاد في (المنتخب) : «وقد كانت له صحبة واختصاص بالشيخ أبي الحسين عبد الغافر جدّي، ومداخلة وعناية بتربية مجلسه ونصب القراءة لكتابي «الصحيح» و «الغريب» والمختصّين به وبروايته. ثم كان عليه الاعتماد في الودايع وكتب الحديث المجموعة في الخزائن الموروثة عن المشايخ ... » .
[6] صحيح الإسناد، وله طرق كثيرة عن ابن عمر في الموطّأ لمالك 2/ 576، ومسند الشافعيّ 2/ 368، 369، وصحيح البخاري (4908) و (5251) و (5252) و (5253) و (5258)(31/311)
وقال أبو جعفر محمد بن أبي علي الهَمَذَانيّ: سمعتُ أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن أَبِي زكريا المزكي يقول: ما يقدر أحد أن يكذب فِي الحديث فِي هَذِهِ البلدة وأبو صالح حيٌ.
وسمعتُ أَبَا المظفر مَنْصُور بْن السمعاني يقول: إذا دخلتم على أَبِي صالح فادخلوا بالحُرْمة، فإنه نجم الزمان، وشيخ وقته فِي هَذَا الأوان [1] .
قال أبو سعد السمعاني: رآه بعض الصالحين ليلة وفاته، وكأن النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قد أَخَذَ بيده وقال له: جزاك اللَّه عني خيرًا، فنِعْمَ ما أقمت بحقي، ونِعْمَ ما أدَّيتَ من قولي، ونشرت من سُنَّتي [2] .
312- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن النَّقُّور [3] .
__________
[ (-) ] و (5264) و (5332) و (5333) و (7160) ، وصحيح مسلم (1471/ 1- 14) ، وسنن أبي داود (2179) و (2180) و (2181) و (2182) و (2184) و (2185) ، والجامع الصحيح للترمذي (1175) و (1176) ، وسنن ابن ماجة (2019) ، ومسند ابن الجارود (733) و (734) و (735) و (736) ، والمسند لأحمد 2/ 6 و 43 و 51 و 54 و 61 و 63 و 64 و 79 و 80 و 81 و 102 و 104 و 145 و 146، ومشكل الآثار للطحاوي 3/ 51، 52، 53، ومسند الطيالسي 1/ 313، وسنن الدارميّ 2/ 160، وسنن الدار الدّارقطنيّ 4/ 5 و 6 و 7 و 8، والسنن الكبرى للبيهقي 7/ 323 و 324 و 325 و 326 و 327.
[1] تذكرة الحفاظ 3/ 1163، 1164، سير أعلام النبلاء 18/ 421.
[2] تذكرة الحفّاظ 3/ 1164، سير أعلام النبلاء 18/ 421.
وأنشد أبو صالح المؤذن بسنده لمهدي بن سابق:
يا ربّ ساع له في سعيه أمل ... يفنى ولم يقض من تأميله وطرا
ما ذاق طعم الغنى من لا قنوع له ... ولن ترى قانعا ما عاش مفتقرا
العرف من يأته يحمد مغبّته ... ما ضاع عرف ولو أوليته حجرا
وكان أبو صالح قد سأل الله بمكة أن لا يقبضه إلّا في شهر رمضان، فكان إذا دخل شهر رجب تفرّغ للعبادة إلى أن يخرج شهر رمضان. (مختصر تاريخ دمشق 4/ 158 و 159) .
[3] انظر عن (أحمد بن محمد النّقور) في: تاريخ بغداد 4/ 381، 382، رقم 2259، والمنتظم 8/ 314 رقم 383 (16/ 193 رقم 3477) ، والكامل في التاريخ 10/ 107، 108، وفيه:
«أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد» ، وصلة الخلف بموصول السلف للروداني (القسم السادس) نشر في مجلّة معهد المخطوطات العربية، بالكويت العدد 29 ج 2/ 443، والعبر 3/ 272، 273، والإعلام بوفيات الأعلام 194، وسير أعلام النبلاء 18/ 372- 374 رقم 180، والمعين في طبقات المحدّثين 135 رقم 1490، ودول الإسلام 2/ 4، وتذكرة الحفّاظ(31/312)
أبو الْحُسَيْن الْبَغْدَادِيّ البزّاز، مُسْنِد العراق فِي وقته.
رحل الناسُ إليه من الأقطار، وتفرد فِي الدنيا بنسخٍ رواها البغوي عن أشياخه، ونسخة هُدْبة بْن خَالِد، ونسخة كامل بْن طَلْحَة، ونسخة عمر بن زرارة، ونسخة مُصْعب الزُّبَيْريّ.
وكان مُتَحَرِّيا فيما يرويه [1] .
سمع: علي بْن عُمَر الحربي، وعلي بْن عَبْد العزيز بن مردك، وعبيد اللَّه بْن حَبَابَة [2] ، وعمر بْن إِبْرَاهِيم الكتاني، ومحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن المخلص، ومحمد ابن أخي ميمي الدّقّاق.
رَوَى عَنْهُ: الخطيب، وأبو بكر ابن الخاضبة، وابن طاهر المقدسي، والمؤتمن السَّاجي، والحسين بْن عليّ سبط الخياط، وإسماعيل بْن أَحْمَد السَّمَرْقَنْدي، وأبو البركات عمرو بْن إِبْرَاهِيم الحسيني الكوفي، وأبو الْحَسَن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن صرما [3] ، وأبو الفضل مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن المهتدي باللَّه، وأبو نصر أَحْمَد بْن علي الغازي الأصبهاني، وأبو سعد أَحْمَد بْن مُحَمَّد الزوزني، وأبو نصر إِبْرَاهِيم بْن الفضل البأر [4] ، وأبو البدر إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الكرخي، والقاضي مُحَمَّد بْن عُمَر الأرموي [5] ، وخلق كثير.
قال الخطيب [6] : كان صدوقًا.
وقال ابن خيرون: هُوَ ثقة.
وقال الْحُسَيْن سبط الخيام: كُنَّا نكون في مجلس ابن النّقّور، فإذا تكلّم
__________
[ (- 3] / 1164، ومرآة الجنان 3/ 99 وفيه: «محمد بن محمد أبو الحسن» ، والبداية والنهاية 12/ 118، والوافي بالوفيات 8/ 35، 36 رقم 3438، والنجوم الزاهرة 5/ 106، وشذرات الذهب 3/ 335، 336.
[1] المنتظم (8/ 314 (16/ 193) .
[2] تحرّفت في المطبوع من تاريخ بغداد 4/ 381 إلى: «جابه» .
[3] بكسر الصاد المهملة، وسكون الراء.
[4] البأّر: بفتح الموحّدة وهمزة مشدّدة ممدودة، ثم راء. (المشتبه في أسماء الرجال 1/ 39، توضيح المشتبه 1/ 307) .
[5] الأرموي: بضم الهمزة، وسكون الراء، وفتح الميم.
[6] في تاريخ بغداد 4/ 387.(31/313)
أحدٌ من الحلقة قال لكاتب الأسماء: لا تكتب اسمه [1] .
وقال أبو الْحَسَن بْن عَبْد السلام: كان أبو مُحَمَّد التميمي يحضر مجلسه ويسمع منه، ويقول: حديث ابن النَّقُّور سبيكة الذَّهَب [2] .
وكان يأخذ على نسخة طالوت بْن عَبّاد دينارًا [3] .
قال ابن ناصر: وإنمّا أَخَذَ ذلك لأن الشَّيْخ أَبَا إِسْحَاق الشيرازي أفتاه بِذَلِك، لأن أصحاب الحديث كانوا يمنعونه من الكسب لعياله [4] ، وكان أيضًا يمنع من ينسخ فِي سماع الحديث [5] .
وقال أبو عليّ الْحَسَن بْن مَسْعُود الدَّمشقيّ ابن الوزير: كان ابن النَّقُّور يأخذ على جزء طالوت دينارًا، فجاء غريب فقير، فأراد أن يسمعه، فقرأه عليه، عن شيخه، قال: ثنا البغوي، ثنا أبو عثمان الصّيرفيّ، فما عرف بن النَّقُّور أنه طالوت، وحصل للغريب الجزء كذلك [6] .
ولد سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة فِي جُمَادَى الأولى [7] .
ومات فِي سادس عشر رجب [8] .
وآخر من روى حديثه عاليا الأَبَرْقُوهيّ [9] .
__________
[1] سير أعلام النبلاء 18/ 373.
[2] سير أعلام النبلاء 18/ 373، الوافي بالوفيات 8/ 36.
[3] المنتظم 8/ 314 (16/ 193) ، سير أعلام النبلاء 18/ 373، الوافي بالوفيات 8/ 36، البداية والنهاية 12/ 118.
[4] في (المنتظم 8/ 314 (16/ 193) : «كانوا يشغلونه» ، سير أعلام النبلاء 18/ 373، مرآة الجنان 3/ 990، البداية والنهاية 12/ 118.
[5] سير أعلام النبلاء 18/ 373.
[6] سير أعلام النبلاء 18/ 373، 374.
[7] تاريخ بغداد 4/ 382، المنتظم 8/ 314 (16/ 193) .
[8] عن تسعين سنة. (سير أعلام النبلاء 18/ 374) ، وفي (البداية والنهاية 12/ 118) : عن تسع وثمانين سنة.
[9] الأبرقوهيّ: بفتح الألف والباء المنقوطة بواحدة وسكون الراء وضم القاف وفي آخرها الهاء:
هذه النسبة إلى أبرقوه، وهي بليدة بنواحي أصبهان على عشرين فرسخا منها. (الأنساب 1/ 115) .
وقال ابن الجوزي: حدّثنا عنه جماعة من أشياخنا آخرهم أبو القاسم بن الحاسب، وهو آخر(31/314)
313- أحمد بن محمد بن يعقوب [1] بن حُمَّدُوه [2] . ويقال حُمَّدُوَيْه.
أبو بَكْر الْبَغْدَادِيّ المقرئ الرّزّاز [3] .
من أَهْل النَّصْرية [4] .
عُمّر، وكان آخر من حدَّث عن أَبِي الْحُسَيْن بْن سمعون.
سمع: ابن سمعون، وأبا الفتح بْن أَبِي الفوارس، وأبا الْحُسَيْن بْن بشْران، وأبا نصر بْن حسْنُون النَّرْسيّ [5] .
وقرأ لعاصم على الحمامي.
ووُلِد في صفر سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة [6] .
__________
[ (-) ] من حدّث عنه. (المنتظم 8/ 314/ 16/ 193) .
«أقول» : روى مسند عائشة لابن أبي داود السجستاني عن أحمد بن محمد الجندي. رواه عنه:
يحيى بن علي الطراح. (صلة الخلف- القسم السادس- نشر في مجلّة معهد المخطوطات العربية، بالكويت، المجلّد 29- ج 2/ 442، 443- سنة 1406 هـ-. / 1985 م.) .
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن يعقوب) في: تاريخ بغداد 4/ 381 رقم 2258، وطبقات الحنابلة 2/ 242، 243 رقم 676 وفيه: «أحمد بن محمد بن أحمد الرزاز المقرئ المعروف بابن حمدويه» ، والإكمال لابن ماكولا 2/ 557، والمنتظم 8/ 313، 314 رقم 382، وفيه:
«أحمد بن محمد بن يعقوب بن أحمد» ، (16/ 192، 193 رقم 3476) ، وفيه: «أحمد بن محمد بن أحمد بن يعقوب بن حمد» ، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 249، والبداية والنهاية 12/ 118 وفيه: «أحمد بن محمد بن أحمد بن يعقوب بن أحمد أبو بكر اليربوعي» ، وشذرات الذهب 3/ 338.
[2] حمّدوه: قال ابن نقطة، بالضم. حدّثني أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد الجبليّ بالجبل من ظاهر دمشق، قال: أنا أبو طاهر السلفي إجازة قال: سألت أبا علي البرداني عن ابن حمدويه صاحب ابن سمعون فقال: هو بضمّ الحاء وتشديد الميم وضمّه أيضا.
قال ابن نقطة: وغير أبي علي يقول بخلاف قوله، منهم من يقول: حمّدوه بضمّ الحاء وتشديد الميم وفتحها بغير ياء بعد الواو. (الإكمال 2/ 557 بالحاشية، المشتبه في أسماء الرجال 1/ 249) .
[3] تحرّفت في (المنتظم) بطبعتيه: «الوزّان» .
[4] النّصريّة: بالفتح ثم السكون، وراء وياء مشدّدة للنسبة، وهاء التأنيث. وهي محلّة بالجانب الغربي من بغداد في طرف البريّة متصلة بدار القزّ، منسوبة إلى أحد أصحاب المنصور يقال له نصر. (معجم البلدان 5/ 287، 288) .
[5] النّرسي: بفتح النون وسكون الراء وكسر السين المهملة، هذه النسبة إلى النرس، وهو نهر من أنهار الكوفة عليه عدّة من القرى. (الأنساب 12/ 69) .
[6] تاريخ بغداد 4/ 381، طبقات الحنابلة 2/ 242.(31/315)
روى عنه: إسماعيل بن السمرقندي، وعبد الوهاب الأنْماطي، والمبارك السِّمِّذِيّ [1] وأبو بَكْر القاضي.
قال أبو سعْد السمعاني [2] : كان زاهدًا، منقطعًا، حسن الطريقة، خشنها، أجهد نفسه فِي الطاعة والعبادة. ودرس عليه خلق القرآن.
قال الخطيب [3] : كتبتُ عَنْه، وكان صدوقًا.
وقال غيره: تُوُفّي فِي ذي الحجة [4] .
314- أَحْمَد بْن مُحَمَّد [5] .
أبو صالح السّواجيّ [6] الفقيه.
شيخ رئيس، بهيّ ظريف لطيف.
سمع من: عَبْد الغافر بْن مُحَمَّد الفارسي.
ولم يحدِّث.
وقد صاهر بيت القُشَيْريّ.
315- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يحيى [7] .
أبو طاهر الحربي الدلّال.
سمع: ابن رزقُوَيْه، وأبا الْحُسَيْن بْن بشران.
__________
[1] السّمّذيّ: بكسر السين المهملة وكسر الميم المشدّدة، وقيل بفتحها، وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى السّمّذ، وهو نوع من الخبز الأبيض كانت تعمله الأكاسرة والملوك.
(الأنساب 7/ 135) .
[2] قوله ليس في (الأنساب) : وانظر: المنتظم.
[3] في تاريخ بغداد 4/ 381.
[4] ورّخه فيه ابن الجوزي في المنتظم، وابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة 2/ 243 وهو قال:
تفقّه على الوالد السعيد في السنة التي تفقّه فيها شيخنا الشريف أبو جعفر، وكانا يصطحبان إلى مجلس الوالد السعيد. وكان كثير القراءة للقرآن والإقراء له. وختم ختمات كثيرة ... قلت أنا:
وسمعت منه ما كان عنده، عن ابن سمعون.
[5] انظر عن (أحمد بن محمد الفقيه) في: المنتخب من السياق 118 رقم 262.
[6] في المنتخب «السواحي» (بالحاء المهملة) ، ولم أجد هذه النسبة.
[7] انظر عن (أحمد بن محمد الدلّال) في: المنتظم 8/ 313 رقم 381 وفيه: «أحمد بن محمد بن طالب، أبو طالب الدلّال وهو أحمد بن القزويني» ، و (16/ 192 رقم 3475) وفيه: «حمد بن محمد بن طالب، أبو طالب الدلّال، وهو حمو ابن القزويني الزاهد» .(31/316)
وعنه: عَبْد اللَّه بْن السَّمَرْقَنْدي، وغيره.
تُوُفّي فِي ربيع الآخر [1] .
316- إِبْرَاهِيم بْن سَعِيد بْن عُثْمَان بْن وَرْدُون [2] .
أبو إِسْحَاق النُّمَيْريّ الأندلسي.
من أَهْل المَرِيّة.
روى عَنْ: أَبِي القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه الوَهْراني، وأبي عَبْد اللَّه بْن حمّود، وعمر بْن يوسف.
وكان مَعْنِيا [3] بالعلم والرّواية.
أَخَذَ الناس عَنْهُ الكثير.
قال ابن بَشْكُوال: أنبأ عَنْهُ غير واحد من شيوخنا، واسْتُقْضِيّ [4] بالمَرِيّة (فِي سنة تسع وخمسين وأربعمائة، وعُزِل بعد سنتين) [5] .
وعاش إحدى وثمانين سنة.
- حرف الحاء-
317- الحُسَيْن بن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن الحسين بن أحمد بن طلّاب [6] .
__________
[1] في المنتظم: توفي يوم الاثنين سابع عشر ربيع الأول.
[2] انظر عن (إبراهيم بن سعيد) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 96، 97 رقم 217.
[3] في الصلة: «معتنيا» .
[4] تحرّفت في الصلة إلى: «استقصي» . (بالصاد المهملة) .
[5] ما بين القوسين ليس في المطبوع من (الصلة) .
[6] انظر عن (الحسين بن محمد القرشي) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 11/ 288- 290، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 112، ومرآة الزمان لسبط ابن الجوزي 8/ 591، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 7/ 166، 167 رقم 147، والإعلام بوفيات الأعلام 194، وسير أعلام النبلاء 18/ 37، 376 رقم 182، والمعين في طبقات المحدّثين 135 رقم 1491، ودول الإسلام 2/ 4، والعبر 3/ 273 وفيه: «الحسين بن أحمد بن محمد» ، وتذكرة الحفاظ 3/ 1164، والوافي بالوفيات 13/ 48، 49 رقم 54، والنجوم الزاهرة 5/ 107، وشذرات الذهب 3/ 336 وفيه: «الحسين بن أحمد بن محمد القرشي» ، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 356، 357، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 163، 164 رقم 507، وتاج العروس 15/ 198، 199.(31/317)
أبو نصْر القُرَشيّ [1] الدَّمشقيّ الخطيب.
مَوْلَى عِيسَى بْن طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيِّ.
رَوَى عَنْ أَبِي الْحُسَيْن بْن جُمَيْع «مُعْجَمَه» [2] .
وعن: أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي الحديد، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر، وعطية اللَّه الصَّيْداويّ، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أبو عَبْد الله بن أبي الحديد، وعمر الرّواسيّ، وأبو القاسم النسيب، وأبو الْحَسَن بْن قُبَيْس، وجمال الْإِسْلَام [3] ، وإسماعيل بْن السَّمَرْقَنْديّ.
وقال النسيب: هُوَ ثقة أمين [4] .
وقال ابن قُبَيْس: كان ابن طَلَّاب قد كَسب فِي الوكالة كسْبًا عظيما،
__________
[1] ساق ابن عساكر نسبه مطوّلا، وفيه: «مولى طلحة بن عيسى بن طلحة بن عبد الله» . (تاريخ دمشق 11/ 288) .
[2] أي «معجم شيوخ» أبي الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغسّاني الصيداوي، المتوفى سنة 402 هـ-. وقد قمت بتحقيقه عن النسخة الفريدة المحفوظة بمكتبة جامعة ليدن بأمستردام بهولندة، ونشرته دار الإيمان، طرابلس، ومؤسسة الرسالة، بيروت، وصدرت طبعته الأولى سنة 1405 هـ-. / 1985 م. وطبعته الثانية 1407 هـ-. / 1987 م.
وجاء في افتتاحية الكتاب ما نصّه:
«أخبرنا الشيخ الإمام، الأجلّ، القاضي، الفقيه، العالم، العامل، جمال الدين، شيخ الإسلام، أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري- أيّده الله بطاعته- قراءة عليه ونحن نسمع.
أخبرنا الفقيه، الإمام، جمال الإسلام، أبو الحسين علي بن المسلم بن محمد بن علي بن الفتح السلمي، قراءة عليه وأنا أسمع في ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وخمسمائة، قال:
أنبأنا الشيخ أبو نصر الحسين بن محمد بن أحمد بن طلّاب الخطيب قراءة عليه بدمشق، قال:
أنبأنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغسّاني الصيداوي، قراءة عليه في داره بصيداء، في شهور سنة أربع وتسعين وثلاثمائة، قال:
هذا ما اشتمل عليه ذكر شيوخي الذين لقيتهم في سائر الآفاق، بمكة، والعراق، وفارس، وأرض إصطخر، والثغور، وديار بكر، والشام، ومصر، مرتّب ذلك على حروف المعجم، وابتدأنا بمن اسمه «محمدا» تبركا به صلّى الله عليه وسلم وعلى آله، ثم نتبعه باب الألف، وإن كان أحمد ومحمد واحدا، ونخرّج عن كل واحد منهم حديثا أو حكاية مستحسنة.
والله أسأل التوفيق لذلك» . (ص 55، 56) .
[3] هو أبو الحسن علي بن المسلم بن محمد السلمي. انظر الحاشية التي سبقت.
[4] تاريخ دمشق 11/ 288.(31/318)
فحدَّثني قال: لمّا استوفيت سبعين سنةً قلت: أكثر ما أعيش عشر سِنين أخرى، فجعلت لكلّ سنة مائة دينار.
قال: فعاش أكثر من ذلك، وكان له مِلْكٌ بالشّاغور [1] .
وقال النسيب [2] : سَأَلْتُهُ عن مولده، فقال: فِي آخر سنة تسعٍ وسبعين ودُفِن بباب الصغير.
قال: وكان فاضلًا كثير الدّرْس للقرآن، ثقة، مأمونا.
قال: وكان يخطب للمصريين، ثُمَّ تخلّى عن ذلك.
وذكر النّسيب أنّه مات بصيداء في المحرّم، والأوّل أصحّ [3] .
__________
[1] الشاغور: بالغين المعجمة، محلّة بالباب الصغير من دمشق مشهورة، وهي في ظاهر المدينة.
(معجم البلدان 3/ 310) .
وبقية الرواية:
«فاحتاج إلى ضمانة، فضمّنه من بعض المصامدة، فلم يوفّه أجر ذلك المكان، فتحمّل عليه بالرئيس أبي محمد بن الصوفي، فسأله، فلم ينفع فيه سؤله، فقال له أبو محمد: إنه يشكوك إلى الأمير رزين الدولة. فقال المصمودي: دعه يمرّ إلى الله عزّ وجلّ. فقال أبو نصر: «والله لا أشكونّه إلّا إلى الّذي قال. فتشبّث به ابن الصوفيّ فلم يجبه. ثم دخلت الأتراك دمشق ومضت المصامدة، ولم يمض ذلك المصمودي، وقال: لا أدع ملكي وأمضي، فقبض عليه، فقيل لأبي نصر: قد بقي له، ثم صدور وجرى عليه أمر عظيم. ثم ضربت عنقه، فقيل له. فقال:
هذا الّذي كنت أنتظر له.
أنشد أبو نصر لأمير المؤمنين عليّ:
إذا كنت تعلم أن الفراق ... فراق النفوس قريب قريب
وأنّ المقدّم ما لا يفوت ... على ما يفوت معيب معيب
وأنّ المعدّ أداة الرحيل ... ليوم الرحيل مصيب مصيب
وقلبك من موبقات الذنوب ... وما قد جنيت كئيب كئيب
فزاد أبو نصر من قوله هذين البيتين:
وأنت فمع ذاك لا ترعوي ... فأمرك عندي عجيب عجيب
فاخلص لمولاك واضرع إليه ... فمولاك ربّ قريب مجيب
(تاريخ دمشق) .
[2] هو: علي بن إبراهيم.
[3] وذكر أبو عبد الله بن قبيس أنه مات سنة 471 وقد وهم في ذلك. (تاريخ دمشق 11/ 290) .
«أقول» : وهو روى أيضا عن: الحسين بن محمد بن أحمد بن جميع المعروف بالسكن، وأبي مسعود صالح بن أحمد الميانجي قاضي صيدا، والمحسن بن علي بن كوجك، وأبي القاسم(31/319)
- حرف السين-
318- سعد بْن عليّ [1] .
أبو الوفاء النَسَويّ [2] .
حدَّث بأطْرابُلُس «بالبخاري» فِي هَذِهِ السَّنة، وادّعى أنه سمعه من مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عُلَيْجَة [3] ، عن الفِرَبْريّ [4] . وكذا افترى أنه سمع من إِبْرَاهِيم الشرابي [5] وحدَّثه عن عَلِيِّ بْن أَبِي طَالِب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، فكَذَب [6] .
__________
[ (-) ] حمزة بن الشامّ الأطرابلسي، وعبد المحسن بن محمد الصوري الشاعر، وأبي المعمّر المسدّد بن علي الأملوكي. وغيره. (انظر: تاريخ دمشق 11/ 288، 889، وموسوعة علماء المسلمين (من تأليفنا- 2/ 163) .
[1] انظر عن (سعد بن علي) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 43/ 365، ومعجم البلدان 2/ 233، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 9/ 248 رقم 117، والمغني في الضعفاء 1/ 255 رقم 2348، وميزان الاعتدال 2/ 124 رقم 3121، ولسان الميزان 3/ 18 رقم 65، وملخّص تاريخ الإسلام لابن الملا (مخطوطة مكتبة وزارة الأوقاف العراقية ببغداد) 7/ ورقة 87 أ، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 92، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 271، 272 رقم 608.
[2] النّسويّ: بفتح النون والسين المهملة والواو. هذه النسبة إلى نسا.
[3] في تاريخ دمشق 43/ 365 «غلنجة» بالغين المعجمة، والنون.
[4] الفربريّ: بفتح الفاء أو كسرها، وفتح الراء، وسكون الباء الموحّدة، وراء أخرى. نسبة إلى فربر بلدة على طرف جيحون مما يلي بخارى.
[5] تحرفت في (لسان الميزان) إلى: «الشوالي» .
[6] حدّث عن أبي إسحاق إبراهيم الشرابي- قرية على باب نهاوند بمدينة سهرورد- قال: رأيته بها سنة ثمان وتسعين وثلاث مائة، ثم رأيته بعد ذلك فسمعته يقول: سمعت علي بن أبي طالب يقول: خمسة من خمسة محال: الأمن من العدوّ محال، والنصيحة من الحسود محال، والحرية من الفاسق محال، والهيبة من القبر محال، والوفاء من النساء محال.
قال: وحدّثني أبو إسحاق قال: سمعت عليّا يقول بالكوفة على باب الجامع: أربع لا تدرك بأربع: لا يدرك الشباب بالخضاب، ولا الغنى بالمنى، ولا البقاء بالدواء، ولا الصحة بالاحتماء. (تاريخ دمشق 43/ 365) .
وجاء في (مختصر تاريخ دمشق 9/ 248) أنه رأى الشرابي سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة.
وجاء في (لسان الميزان) 3/ 18) أنّه روى في سنة خمس وسبعين وأربعمائة. وهذا خطأ.
«أقول» : وسمعه بطرابلس: أبو طاهر إبراهيم بن محمد بن عبد الرزاق الحافظ الحيفي الّذي حدّث بصور سنة 486 هـ. وأبو الحزم مكي بن الحسن بن المعافي، السلمي الجبيليّ.
(الموسوعة 2/ 271، 272) .(31/320)
- حرف الطاء-
319- طَلْحَة بْن أَحْمَد [1] .
أبو القاسم الأصبهاني القصّار [2] الغسّال [3] ، المالكّي.
سمع: أَبَا عَبْد اللَّه بْن مَنْدَهْ.
رَوَى عَنْهُ: أبو نصر البئّار [4] ، وأبو عَبْد اللَّه الخلّال.
مات فِي ربيع الآخر.
- حرف الْعَيْنِ-
320- العاص بْن خَلَف [5] .
أبو الحَكَم الإشبيليّ المقرئ.
مصنِّف «المذكرة» فِي القراءات السَّبْع، وكتاب «التّهذيب» .
ذكره ابن بَشْكُوال مختصرًا [6] .
321- عَبْد اللَّه بْن الحافظ أَبِي مُحَمَّد الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عليّ الخلال [7] .
أبو القاسم البغداديّ.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] القصّار: بفتح القاف وتشديد الصاد المهملة وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى قصارة.
[3] الغسّال: بتشديد السين المهملة، أي الّذي يغسّل الموتى، ولهذا يلقّب بالقصّار. (الأنساب 10/ 163/ 164) .
[4] بفتح الباء الموحّدة، وتشديد الهمزة الممدودة. وقد تقدّم قبل قليل.
[5] انظر عن (العاص بن خلف) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 451 رقم 968، وغاية النهاية 1/ 346 رقم 1495 وفيه: «العاص بن خلف بن محرز» ، ومثله في: معجم المؤلفين 5/ 51.
[6] وقال: «كان من أهل المعرفة بالقراءات وطرقها» . (الصلة) .
وقال ابن الجزري: وقد حسبه أبو عبد الله الحافظ اثنين وترجمه ترجمتين، وجعل جدّ أحدهما محمدا وهما واحد. أخذ القراءات عن أبي عمرو الداني، ومكي القيسي فيما أحسب.
قرأ عليه عبد الله بن محمد بن خلف الداني. (غاية النهاية) .
[7] انظر عن (عبد الله بن الحسن الخلّال) في: تاريخ بغداد 9/ 439، والمنتظم 8/ 314، 315 رقم 385 (16/ 194 رقم 3479) ، والعبر 3/ 273، وسير أعلام النبلاء 18/ 368، 369 رقم 177، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1164، والبداية والنهاية 12/ 118، وشذرات الذهب 2/ 336.(31/321)
قال السمعاني [1] : كان شيخًا صالحًا صدوقًا، صحيح السماع، من أولاد المحدثين. بَكْر به أَبُوهُ لسماع الحديث، وسمعه من عُمَر بْن إِبْرَاهِيم الكتّانيّ [2] ، وأبي الحسن ابن الْجُنْدي، وأبي طاهر المخلص، وأبي القاسم الصَّيْدلاني، وغيرهم.
وعُمِّرَ حَتَّى نقل عَنْهُ الكثير.
روى لنا عَنْهُ: أبو القاسم بْن السَّمَرْقَنْدي، وأبو الفضل بْن المهتدي باللَّه، وأبو الْحَسَن بْن صِرْما، وجماعة سواهم [3] .
ووثّقه أبو الفضل بْن خَيْرُون [4] .
وقال الخطيب [5] : كتبتُ عَنْهُ، وكان صدوقًا. وقال لي: ولدت في سنة خمس وثمانين وثلاثمائة [6] .
وقال شجاع الذُّهْليّ: تُوُفّي فِي ثامن عشر صَفَر [7] .
322- عَبْد الخالق بْن عِيسَى بْن أَحْمَد [8] بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى بْن أَحْمَد بْن
__________
[1] قوله ليس في (الأنساب) .
[2] قال ابن الجوزي: «وهو آخر من حدّث عن الكتّاني، وعمّر، ونقل عنه الكثير، وروى عنه أشياخه وكان ثقة» . (المنتظم 8/ 314- 16/ 194) .
وقد علّق المؤلّف الذهبي رحمه الله- على سماعه من الكتّاني فقال:
«سماعه من الكتّاني في الخامسة، ومن هذا الحين أخذ الطلب في تسميع أولادهم في سنّ الحضور، ففسد النظام، بل الإجازة أجود من الحضور في القوة، إذ من سمع حضورا بلا فهم لم يتحمّل شيئا، والمجاز له قد يحمل، أما إذا كان مع الحضور إذن من الشيخ في الرواية، فهو أجوده» . (سير أعلام النبلاء 18/ 369) .
[3] سير أعلام النبلاء 18/ 368، 369.
[4] السير 18/ 369.
[5] في تاريخ بغداد 9/ 439.
[6] المنتظم 8/ 314، 315 (16/ 194) .
[7] المنتظم 8/ 315 (16/ 194) .
[8] انظر عن (عبد الخالق بن عيسى) في: طبقات الحنابلة 2/ 237- 241 رقم 674، والمنتظم 8/ 315- 318 رقم 388 (16/ 195- 197 رقم 3482) ، والإعلام بوفيات الأعلام 194، وسير أعلام النبلاء 18/ 546- 548 رقم 276، والعبر 3/ 273، 274، ودول الإسلام 2/ 5، والبداية والنهاية 12/ 119، وذيل طبقات الحنابلة 1/ 15- 26 رقم 11، ومناقب أحمد 521،(31/322)
مُوسَى بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن معْبد بْن العبّاس بْن عَبْد المطّلب بْن هاشم.
الشريف أبو جَعْفَر بْن أَبِي مُوسَى الهاشميّ الفقيه.
إمام الطائفة الحنبلية فِي زمانه بلا مُدافعة [1] .
سَمِعَ: أَبَا القاسم بْن بِشْران، وأبا الحسين بْن الحَرَّاني، وأبا مُحَمَّد الخلّال، وأبا إِسْحَاق البرمكي، وأبا طَالِب العُشَاريّ [2] .
رَوَى عَنْهُ: أبو بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي، وغيره.
وهو أجلّ أصحاب القاضي أَبِي يَعْلَى.
قال السمعاني [3] : كان حَسَن الكلام فِي المناظرة، ورِعًا زاهدا، متقِنًا، عالمًا بأحكام القرآن والفرائض. مَرْضِيّ الطريقة [4] .
وقال أبو الْحُسَيْن بْن الفراء: لِزمَتُه خمسَ سِنين [5] .
قال: [6] وكان إذا بلغه مُنْكَر قد ظهر عظُم ذلك عليه جدًّا [7] ، وكان شديدًا على المبتدِعة [8] ، لم تَزَلْ كلمته عالية عليهم، وأصحابُه يقمعونهم [9] ، ولا يردّ يده
__________
[ (-) ] والنجوم الزاهرة 5/ 106، وشذرات الذهب 3/ 336، والأعلام 3/ 292، ومعجم المؤلفين 5/ 110، 111.
[1] العبارة لابن السمعاني. (انظر: ذيل طبقات الحنابلة 1/ 16) .
[2] العشاريّ: بضم العين المهملة، وفتح الشين المعجمة، والراء بعد الألف. وهو لقب جدّ أبي طالب المذكور لأنه كان طويلا، فقيل له العشاريّ لذلك. (الأنساب 8/ 459) .
[3] قوله ليس في (الأنساب) .
[4] سير أعلام النبلاء 18/ 547، وذيل طبقات الحنابلة 1/ 16 وفيه زيادة: «ثم ذكر بعض شيوخه وقال: روى لنا عنه أبو بكر محمد بن عبد الباقي البزار، ولم يحدّثنا عنه غيره» .
[5] عبارة ابن الفرّاء في (طبقات الحنابلة 2/ 238) : «وبدأت أنا بالتعليق عنه والدرس عليه في أول سنة خمس وستين وأربعمائة وصحبته إلى أن توفي» .
ثم ذكر وفاته فقال: «وتوفي يوم الخميس النصف من صفر سنة سبعين وأربعمائة» (2/ 241) ، وقد اختصر المؤلّف الذهبي- رحمه الله- العبارتين، فقال إن ابن الفرّاء لزمه خمس سنين.
[6] في (طبقات الحنابلة 2/ 238) .
[7] في الطبقات: «عظم عليه ذلك» .
[8] عبارته في الطبقات: «عظم عليه ذلك جدّا، وعرف فيه الكراهة الشديدة، وكان شديد القول واللسان في أصحاب البدع والقمع لباطلهم، ودحض كلمتهم وإبطالها» .
[9] في الطبقات: «وأصحابه متظاهرين على أهل البدع» .(31/323)
عَنْهُمْ أحد. وكان عفيفًا نزها [1] . وكان يدرّس بمسجده، ثُمَّ انتقل إِلَى الجانب الشرقي يدرس فِي مسجد. ثُمَّ انتقل فِي سنة ستٍّ وستين لأجل ما لحق نهر المُعَلَّى من الغرق إِلَى باب الطاق، ودرس بجامع المهديّ [2] .
ولما احتضر القاضي أبو يَعْلَى أوصى أن يغسّله الشّريف أبو جعفر. فلمّا احْتِضِر القائم بأمر اللَّه أوصى أيضًا أن يغسّله، ففعل [3] .
__________
[1] في الطبقات: «وكان حسن الصيانة، عفيفا نزها» .
[2] العبارة في الطبقات بأطول ممّا هنا: «وكان أحد الشهود المذكورين، شهد عند قاضي القضاة أبي علي عبد الله الدامغانيّ في يوم الثلاثاء الثاني من شهر ربيع الأول من سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة. وشهد بعده القاضي أبو علي يعقوب، وأبو الحسن المبارك بن عمر الخرقي، وتولّى تزكيتهم الوالد السعيد. ولم يزل يشهد سنين كثيرة، إلى أن ترك الشهادة قبل وفاته بسنين كثيرة تورّعا. ولم يزل على الطريقة الحسنة المرضيّة، سالكا نهج الوالد السعيد، والسلف الصالح الرشيد.
ثم انتقل في سنة ست وستين إلى باب الطاق، وسكن درب الديوان من الرصافة لأجل ما لحق نهر المعلّى من الغرق. ودرّس بجامع المهدي، وبالمسجد الّذي على باب درب الديوان.
وكنت أمضي إليه في طلب العلم إلى هناك، أنا وجماعة من الأصحاب، فكان له مجلس للنظر في كل يوم اثنين. ويقصده جماعة من الفقهاء والمخالفين. ويتكلّم في بعض الأوقات تارة مبتدئا، وتارة مستدلّا إلى سنة تسع وستين.
فوصل إلى مدينة السلام، بالجانب الشرقي ولد القشيري، وأظهر على الكرسي مقالة الأشعري، ولم تكن ظهرت قبل ذلك على رءوس الأشهاد، لما كان يلحقهم من أيدي أصحابنا وقمعهم لهم، فعظم ذلك عليه، وأنكره غاية الإنكار. وعاد إلى نهر المعلّى منكرا لظهور هذه البدعة، وقمع أهلها، فاشتدّ أزر أهل السّنّة، وقويت كلمتهم، وأوقعوا بأهل هذه البدعة دفعات، وكانت الغلبة لطائفتنا، طائفة الحق.
فلما أدحض الله تعالى مقالتهم، وكسر شوكتهم، عظم ذلك على رؤسائهم، وأجمعوا للهرب والخروج عن بلدنا إلى خراسان.
فبلغ ذلك وزير الوقت فقال: ما الّذي حملكم على ذلك؟ فأظهروا الشكاية ممّا قد تمّ عليهم.
فوعدهم بأن يكفّ عنهم ذلك، واجتمعوا ودبّروا على حضور شيخنا الشريف عندهم. فأنفذ إليه وزير الوقت، فقال: قد عرض أمر لا بدّ من مشاورتك فيه. فلما دخل إلى باب العامّة عدلوا به إلى دار في القرية، قد أفردت له، ومنع معظم الأصحاب من الدخول عليه، وكانوا قد تخرّصوا عليه، ورفعوا إلى إمام الوقت الكذب والزور والبهتان، في أشياء لا يحتمل كتابنا ذكرها. قد نزّه الله تعالى مذهبنا وشيخنا عنها.
ولم يزل عندهم مدّة أشهر، وكانوا قد عرضوا عليه أشياء من دنياهم، فلم يقبلها، ولم يأكل لهم طعاما مدّة مقامه عندهم، وداوم الصيام في تلك الأيام» . (2/ 238، 239) .
[3] طبقات الحنابلة 2/ 240.(31/324)
وكان قد وصى له القائم بأمر اللَّه بأشياء كثيرة، فلم يأخذْها. فَقِيل له: خُذْ قميص أمير المؤمنين للبركة، فأخذ فُوطته فنشّف بها القائم وقال: قد لحِق الفُوطة بركة أمير المؤمنين [1] .
ثُمَّ استدعاه المقتدي، فبايعه منفردًا [2] .
ولمّا تُوُفّي كان يوم جنازته يومًا مشهودًا، وحُفِر له إِلَى جانب قبر الْإِمَام أَحْمَد، ولزم النّاس قبره ليلًا نهارًا، حَتَّى قيل: خُتِم على قبره أكثر من عشرة آلاف ختمة [3] .
__________
[1] طبقات الحنابلة 2/ 240.
[2] قال ابن أبي يعلى: «وكان الوالد السعيد- في مرضه الّذي مات فيه- قد أوصى أن يغسّله الشريف أبو جعفر، فحضر وتولّى ذلك بنفسه، وعرف ذلك الإمام القائم بأمر الله. فلما حضرت القائم بأمر الله الوفاة قال: يغسّلني الّذي غسّل ابن الفراء، ابن أبي موسى. وعدل عن جميع أهل العلم والقضاة والأشراف. ففعل. وكان ذلك في يوم الخميس ثالث عشر شعبان سنة سبع وستين وأربعمائة. فصعد باب الغرفة وأدخل من هناك إلى حجرة الإمام القائم بأمر الله، وهو ميت مسجّى فيها. فغسّله وعاونه في غسله- من صبّ ماء وغيره- عفيف، وصافي، وسلامة، ومسعود، في المطبوع تحرّف إلى: «مسعود» .
وتنزّه أن يأخذ ممّا هناك شيئا، فقيل له: قد أوصى لك أمير المؤمنين بأشياء كثيرة من المال والثياب، هي حاضرة هناك، لها قيمة، فأبي أخذها، فقيل له: فقميص أمير المؤمنين تتبرّك به.
فأخذ فوطة نفسه، فنشّف بها الإمام القائم بأمر الله وقال: قد لحق هذه الفوطة- وهي ملكي- بركة أمير المؤمنين، ولم يأخذ القميص.
فقلت له بعد اجتماعي معه: أين سهمنا ممّا كان هناك؟ فقال: أحببت حال شيخنا والدك الإمام أبي يعلى، يقال: هذا غلامه تنزّه عن هذا القدر الكثير. فكيف لو كان الوالد السعيد؟
... وقد بلغ من قدره ومحلّه عند الإمام المقتدي بأمر الله، أنه لما فرغ شيخنا الشريف من غسل الإمام القائم بأمر الله، لم يأذن له بالمصير إلى منزله، حتى بايع الناس الإمام المقتدي بأمر الله على الإجماع، واستدعاه لبيعته مفردا مخليا به، فبايعه، ثم قال له شيخنا الشريف في جملة كلامه له:
إذا سيّد منّا مضى، قام سيّد ... قؤول بما قال الكرام فعول
ثم أذن له بالمضيّ إلى منزله بعد بيعته.
وانتهى إليه في وقته الرحلة بطلب مذهب إمامنا أحمد» . (طبقات الحنابلة 2/ 240، 241) .
[3] المنتظم 8/ 317، ذيل طبقات الحنابلة 1/ 24 وفيه: «وصلّي عليه يوم الجمعة ضحى بجامع المنصور، وأمّ الناس أخوه الشريف أبو الفضل محمد، ولم يسع الجامع الخلق وانضغطوا، ولم يتهيّأ لكثير منهم الصلاة، ولم يبق رئيس ولا مرءوس من أرباب الدولة، وغيرهم إلّا حضره، إلّا من شاء الله، وازدحم الناس على حمله. وكان يوما مشهودا بكثرة الخلق، وعظم(31/325)
ورئي فِي النوم، فَقِيل لَهُ: ما فعل اللَّه بك؟
قال: لَقِيني أَحْمَد بْن حنبل فقال: يا أَبَا جَعْفَر، لقد جاهدتَ فِي اللَّه حقَّ جهاده، وقد أعطاك اللَّه الرضا [1] .
وطوّل ترجمته ابن الفراء إِلَى أن قال فيها: وأُخِذ الشريف أبو جَعْفَر بْن أَبِي مُوسَى فِي فتنة أَبِي نصر بْن القُشَيْري، وحُبِس أيامًا، فسرد الصَّوم وقال: ما آكل لأحدٍ شيئًا [2] .
ودخلتُ عليه فِي تلك الأيام، فرأيته يقرأ فِي المصحف، فقال لي: قال اللَّه تعالى: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ 2: 45 [3] الصَّبرُ الصوم، ولم يُفْطِر إِلَى أن بلغ منه المرض، فَلَمَّا ثَقُل وضجّ الناس من حبْسه، أُخرج إِلَى الحريم الطاهري [4] ، فمات هناك.
ومولده سنة إحدى عشر وأربعمائة [5] .
__________
[ (-) ] البكاء والحزن. وكانت العامة تقول: ترحّموا على الشريف الشهيد، القتيل المسموم، لما ذكر من أنّ بعض المبتدعة ألقى في مداسه سمّا، ودفن إلى جانب الإمام أحمد.
قال ابن السمعاني: سمعت أبا يعلى بن أبي حازم بن أبي يعلى بن الفراء الفقيه الحنبلي يوم خرجنا إلى الصلاة على شيخنا أبي بكر بن عبد الباقي، ورأى ازدحام العوام، وتزاحمهم لحمل الجنازة. فقال أبو يعلى: العوام فيهم جهل عظيم. سمعت أنه في اليوم الّذي مات فيه الشريف أبو جعفر حملوه ودفنوه في قبر الإمام أحمد، وما قدر أحد أن يقول لهم: لا تنبشوا قبر الإمام أحمد بن حنبل، وادفنوه بجنبه. فقال أبو محمد التميمي- من بين الجماعة: كيف تدفنونه في قبر الإمام أحمد بن حنبل وبنت أحمد مدفونة معه في القبر؟ فإن جاز دفنه مع الإمام لا يجوز دفنه مع ابنته. فقال بعض العوام: اسكت، فقد زوّجنا بنت أحمد بن الشريف، فسكت التميمي، وقال: ليس هذا يوم كلام.
ولزم الناس قبره، فكانوا يبيتون عنده كل ليلة أربعاء، ويختمون الختمات، ويخرج المتعيّشون، فيبيعون الفواكه والمأكولات، فصار ذلك فرجة للناس. ولم يزالوا على ذلك مدّة شهور، حتى دخل الشتاء ومنعهم البرد» . (ذيل طبقات الحنابلة 1/ 23، 24) .
[1] طبقات الحنابلة 2/ 241، ذيل طبقات الحنابلة 1/ 24.
[2] طبقات الحنابلة 2/ 239، ذيل طبقات الحنابلة 1/ 22.
[3] سورة البقرة، الآية 45.
[4] في (طبقات الحنابلة 2/ 240) تحرّفت إلى «الظاهري» بالظاء المعجمة وكذا في (المنتظم) بطبعتيه، والمثبت يتفق مع (ذيل الطبقات 1/ 22) .
[5] طبقات الحنابلة 2/ 237، المنتظم 8/ 315 (16/ 195) ، ذيل طبقات الحنابلة 1/ 15.(31/326)
وقال شجاع: تُوُفّي فِي نصف صفر سنة سبعين رحمه اللَّه ورضي عَنْهُ [1] .
323- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن يحيى بْن مَنْدَهْ، واسمه إِبْرَاهِيم، بْن الْوَلِيد [2] .
أبو القاسم بن الحافظ أَبِي عَبْد اللَّه العبدي [3] الأصبهاني.
كان كبير الشأن، جليل المقدار، حسن الخطّ، واسع الرواية، أمّارا
__________
[1] وقال ابن الجوزي: «وقرأت بخط أبي علي بن البنّاء قال: جاءت رقعة بخط الشريف أبي جعفر ووصيّته إلى الشيخ أبي عبد الله بن جردة، فكتبتها وهذه نسختها:
«ما لي يشهد الله سوى الدلو والحبل أو شيء يخفى عليّ لا قدر له. والشيخ أبو عبد الله لئن راعاكم بعدي، وإلّا فاللَّه لكم. قال الله عزّ وجلّ: وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا من خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا الله 4: 9 (النساء، الآية 9) . ومذهبي: الكتاب والسّنّة وإجماع الأمّة وما عليه مالك، وأحمد، والشافعيّ، وغيرهم ممّن يكثر ذكرهم، والصلاة بجامع المنصور إن سهل ذلك عليهم، ولا يقعد لي عزاء، ولا يشقّ عليّ جيب، ولا يلطم خدّ، فمن فعل ذلك فاللَّه حسيبه» . (المنتظم) .
وللشريف أبي جعفر تصانيف عدّة، منها: «رءوس المسائل» ، وهي مشهورة، ومنها «شرح المذهب» وصل فيه إلى أثناء الصلاة، وسلك فيه مسلك القاضي في «الجامع الكبير» ، وله جزء في «أدب الفقه» ، وبعض «فضائل أحمد» وترجيح مذهبه. (ذيل طبقات الحنابلة 1/ 17) .
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق) في: طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 2/ 242 رقم 675، ومناقب الإمام أحمد 523، والمنتظم 8/ 315 رقم 386 (16/ 194، 195 رقم 3480، والمنتخب من السياق 310 رقم 1018، والتقييد لابن نقطة 336، 337 رقم 406، والكامل في التاريخ 10/ 108، والمختصر في أخبار البشر 2/ 193، والإعلام بوفيات الأعلام 194، وسير أعلام النبلاء 18/ 349- 354 رقم 168، والمعين في طبقات المحدّثين 135 رقم 1492، ودول الإسلام 2/ 5، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1165- 1170، والعبر 3/ 274، وتاريخ ابن الوردي 1/ 379، ومرآة الجنان 3/ 99، وفوات الوفيات 2/ 288، 289، والبداية والنهاية 12/ 118، وذيل طبقات الحنابلة 1/ 26- 31، والنجوم الزاهرة 5/ 105، والمقصد الأرشد (مخطوط) ورقة 165، وطبقات الحفّاظ 439، والدرّ المنضّد في ذكر أصحاب الإمام أحمد، ورقة 51 ب، وكشف الظنون 1671، وشذرات الذهب 3/ 337، 338، وهدية العارفين 1/ 517، ومعجم المؤلفين 5/ 171.
[3] العبديّ: بفتح العين المهملة، وسكون الباء المنقوطة بواحدة، وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى «عبد القيس» في ربيعة بن نزار، وهو: عبد القيس بن أقصى بن دعميّ بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار، والمنتسب إليه مخيّر بين أن يقول «عبدي» أو «عبقسيّ» . (الأنساب 8/ 355، 356) .(31/327)
بالمعروف، نهّاءً عن المنكر، ذا وقارٍ وسكون وسَمْتٍ. له أصحاب وأتْباع يقتفون بآثاره [1] .
وُلِد سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة [2] ، وهو أكبر الإخوة. أجاز له زاهر بْن أَحْمَد السَّرْخَسِي، وسمع الكثير من: أَبِيه، وإبراهيم بْن خُرَّشِيد قُوله، وإبراهيم بْن مُحَمَّد الجلاب [3] ، وأبي بَكْر بْن مردويه، وأبي جَعْفَر بْن المرزبان الأبهريّ، وأبي ذرّ بن الطَّبَراني [4] ، وأبي عُمَر الطَّلْحيّ.
وسافر إِلَى بغداد سنة ستّ وأربعمائة، فأدرك نفرًا من أصحاب المَحَامِلي، وسمع بواسط من ابن خزَفَة [5] الواسطي، وبمكة من أَبِي الْحَسَن بْن جَهْضَم، وابن نظيف الفرّاء.
وسمع بشيراز، والدِّينَور، وهَمَذَان. ودخل نيسابور، وسمع من: أَبِي بَكْر الحِيري، ولم يروِ عَنْهُ لأشعريته، كما فعل شيخ الْإِسْلَام عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الْأَنْصَارِي [6] ، فإنه قال: تركت الحِيريّ للَّه.
وقال أبو عَبْد اللَّه الدّقّاق: وُلِد الشَّيْخ السديد أبو [7] القاسم عَبْد الرَّحْمَن فِي سنة إحدى وثمانين، فِي السنة التي مات فيها أبو بَكْر بْن المقري [8] .
قال: وفضائله ومناقبه أكثر من أن تُعَدّ. وأقول أَنَا، ومَن أنا لنشر فضيلته؟ [9]
__________
[1] انظر: المنتظم 8/ 315 (16/ 194) .
[2] في طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 2/ 242، وتذكرة الحفاظ 3/ 1165، وذيل طبقات الحنابلة 1/ 27: «مولده سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة» . وفي: المنتظم 8/ 315 (16/ 194) : «ولد سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة» . والمثبت هنا يتفق مع: سير أعلام النبلاء 18/ 350، والمنتخب من السياق 310، ففيه توفي عن تسع وثمانين سنة.
[3] تحرّفت في (تذكرة الحفّاظ) إلى: «الحلاب» بالحاء المهملة، وكذا في (التقييد 336) .
[4] تحرّفت في (تذكرة الحفّاظ) إلى: «ذراين» .
[5] بالتحريك، والخاء والزاي المعجمتين.
[6] ذيل طبقات الحنابلة 1/ 27.
[7] في الأصل: «أبي» ، وهو غلط.
[8] تذكرة الحفّاظ 3/ 1165.
[9] ذيل طبقات الحنابلة 1/ 27.(31/328)
سمع من أَبِيهِ. ثُمَّ سمى أشياخه، إِلَى أن قال: وكان صاحب خُلُق وفُتُوة، وسخاء وبهاء. والإجازة كَانَتْ عنده قوية [1] .
وكان يقول: ما حدَّثتُ بحديث إلا على سبيل الإجازة، كي لا أُوبَق، فأدخل فِي كتاب أَهْل البِدْعة [2] .
وله تصانيف كثيرة، ورُدُود جَمَّة على المبتدعين والمنحرفين فِي صفات اللَّه تعالى وغيرها [3] .
وقال أبو سعد السمعاني: له إجازة من زاهر، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي شُرَيْح، وأبي عَبْد اللَّه الحاكم، وحمد بْن عَبْد اللَّه الأصبهاني ثُمَّ الرّازي، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بن زكريّا الجوزقيّ [4] .
روى لنا عَنْهُ: أبو نصر الغازي، وأبو سعد الْبَغْدَادِي، وأبو عَبْد اللَّه الخلّال، وأبو بَكْر الباغْبان [5] ، وأبو عَبْد اللَّه الدّقّاق، وجماعة كثيرة [6] .
قال ابن طاهر المقدسي: سمعتُ أَبَا علي الدّقّاق بإصبهان يقول: سمعتُ أَبَا القاسم بْن مَنْدَهْ يقول: قرأتُ على أَبِي أَحْمَد الفَرَضيّ ببغداد جزءًا فأردت أخْذَ خطّه بِذَلِك، فقال: يا بُنيّ لو قال لك قائلٌ بإصبهان: ليس هَذَا خطّ فلان، بم [7] كنت تجيبه؟ ومَن كان يشهد لك؟
قال: فبعد ذلك لم أطلب من شيخٍ خطًّا [8] .
قال السمعاني: سمعتُ الْحُسَيْن بْن عَبْد الملك الخلّال يقول: سمعت أبا
__________
[1] ذيل طبقات الحنابلة 1/ 27، 28.
[2] تذكرة الحفّاظ 3/ 1165، 1166، سير أعلام النبلاء 18/ 350.
[3] ذيل طبقات الحنابلة 1/ 28.
[4] الجوزقي: بفتح الجيم وسكون الواو وفتح الزاي وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى جوزقين:
أحدهما إلى جوزق نيسابور، منه محمد بن عبد الله المذكور. (الأنساب 3/ 365) .
[5] الباغبان: بفتح الباء الموحّدة، وسكون الغين المعجمة، وباء أخرى، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى الباغ وهو البستان. (الأنساب 2/ 44) .
[6] تذكرة الحافظ 3/ 1166، سير أعلام النبلاء 18/ 351.
[7] في الأصل: «بما» .
[8] تذكرة الحفّاظ 3/ 1166، سير أعلام النبلاء 18/ 351.(31/329)
القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عَبْد اللَّه الحافظ يقول: قد تعجبت من حالي فِي سَفَري وحَضَري مع الأقربين منّي والأبعدين، والعارفين بي والمُنْكِرين، فإنّي وجدتُ بمكة وبخُراسان وغيرهما من الآفاق التي قصدتها، من صِبايّ وإلى هَذَا الوقت، أكثر من لقيته بها، موافقًا أو مخالفًا، دعاني إِلَى مساعدته على ما يقوله، وتصديق قوله، والشهادة له فِي فِعْله على قبولٍ ورِضى. فإنْ كنت صدقته فيما كان يقوله، وأجزت له ذلك كما يفعل أَهْل هَذَا الزّمان، سماني موافقًا، وإنْ وقفتُ فِي حرف من قوله، وَفِي شيء من فِعله، سماني مخالفًا. وإنْ ذكرتُ فِي واحدٍ منهما أن الكتاب والسُّنّة بخلاف ذلك، سماني خارجيًّا. وإنْ قُرئ عليَّ حديثٌ فِي التوحيد، سماني مشبِّهًا، وإنْ كان فِي الرؤية سماني سالميًّا.
إِلَى أن قال: وأنا متمسكٌ بالكتاب والسُّنّة، متبرّئ إِلَى اللَّه من الشِّبْه والمِثْل، والضد والنّد، والجسم والأعضاء والآلات متبرّئ إِلَى اللَّه مِن كل ما يشبه الناسبون إليَّ ويدّعيه المدَّعون عليّ، مِن أن أقول فِي اللَّه شيئًا مِن ذلك، أو قلته، أو أراه، أو أتوهّمه، أو أتجرّأه، أو أنتحله [1] ، أو أصفه به [2] ، وإن كان على وجه الحكاية. سبحانه وتعالى عمّا يقولُ الظالمون عُلُوًّا كبيرًا.
وقال أبو زكريا يحيى بن منده: كان عميّ رحمه اللَّه سيفًا على أَهْل البِدَع، وأكبر من أن يُثني عليه مثلي. كان والله آمرا بالمعروف، ناهيا عن المنكر، وفي الغدوّ والآصال ذاكرًا، ولنفِسه فِي المصالح قاهرًا. فأعقب اللَّه من ذَكَره بالشّرّ الندامة إِلَى يوم القيامة. وكان عظيم الحِلْم كثير العلم [3] .
وُلِد سنة ثلاثٍ وثمانين [4] .
قرأت عليه حكاية شُعْبة: مَن كتبَ عَنْهُ حديثًا فأنا له عبدٌ. فقال عمي: من كتب عني حديثًا فأنا له عبد [5] .
__________
[1] إلى هنا في: ذيل طبقات الحنابلة 1/ 28، 29، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1167.
[2] إلى هنا في: سير أعلام النبلاء 18/ 351.
[3] سير أعلام النبلاء 18/ 352، ذيل طبقات الحنابلة 1/ 28.
[4] تقدّم في أول الترجمة أنه ولد سنة 381، وانظر التعليق في الحاشية.
[5] سير أعلام النبلاء 18/ 352.(31/330)
وسمعت أبي أبا عمرو يقول: اتّفق أن ليلةً كُنَّا مجتمعين للإفطار فِي رمضان، وكان الحَرُّ شديدًا. وكنا نأكل ونشرب. وكان عَبْد الرَّحْمَن يأكل ولا يشرب، فقلتُ أَنَا على سبيل اللَّعِب: مِن عادة أخي أن يأكل ليلةً ولا يشرب، ويشرب ليلةً أخرى ولا يأكل.
قال: فَمَا شرب تلك الليلة. وَفِي الليلة الآتية كان يشرب ولا يأكل. فَلَمَّا كَانَتِ الليلة الثالثة قال: أيها الأخ، لا تلعب بعد هَذَا بِمِثْلِه، فَإِنِّي ما اشتهيت أن أكذِّبك [1] .
قلت: وقال الدّقّاق فِي رسالته: أول شيخ سمعتُ منه الشَّيْخ الْإِمَام السّيّد السديد الأوحد أبو القاسم بْن مَنْدَهْ، فرزقني اللَّه جلّ جلاله ببركته وحُسْن نيّته، وجميل سيرته، وعزيز طريقته، فَهْم حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَكَانَ جِذْعًا فِي أعيُن المخالفين أَهْل البِدَع والتّبدّع المتنطّعين. وكان مِمَّنْ لا يخاف فِي اللَّه لومه لائم. ووَصْفُه أكثر من أن يُحْصَى [2] .
ذكر أبو بَكْر أَحْمَد بْن هبة اللَّه بْن أَحْمَد اللُّورُدجاني [3] أنه سمع من لفظ أَبِي القاسم سعد الزنجاني بمكة يقول: حفظ اللَّه الْإِسْلَام برجُلَين أحدهما بإصبهان، والآخر بهَرَاة عَبْد الرَّحْمَن بْن مَنْدَهْ، وعبد اللَّه بْن مُحَمَّد الْأَنْصَارِيّ [4] .
وقال السمعاني: سمعتُ الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الرّضا العَلَويّ يقول:
سمعتُ خالي أَبَا طَالِب بْن طَبَاطَبَا يقول: كنت أشتمُ أبدًا عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عَبْد اللَّه بْن مَنْدَهْ إذا سمعتُ ذِكره، أو جرى ذِكْره فِي محفَل، فسافرت إِلَى جَرْباذَقْان [5] ، فرأيت أمير المؤمنين عُمَر بْن الخطاب رَضِيَ الله عنه في المنام،
__________
[1] سير أعلام النبلاء 8/ 352.
[2] تذكرة الحفّاظ 3/ 1167، سير أعلام النبلاء 18/ 352، ذيل طبقات الحنابلة 1/ 28.
[3] اللّوردجاني: نسبة إلى لوردجان، من ناحية كور الأهواز. (معجم البلدان 5/ 25) .
[4] المنتظم 8/ 315، تذكرة الحفّاظ 3/ 1167، سير أعلام النبلاء 18/ 352، 353.
[5] جرباذقان: بالفتح. قال ياقوت: والعجم يقولون: كرباذكان. بلدة قريبة من همذان بينهما وبين الكرج وأصبهان، كبيرة ومشهورة. وجرباذقان أيضا: بلدة بين أستراباذ وجرجان من نواحي طبرستان. (معجم البلدان) .
وقد تحرّفت في (فوات الوفيات) إلى: «جرداباقان» .(31/331)
ويده فِي يد رَجُل عليه جُبّة زرقاء، وَفِي عينه نكتة، فسلّمتُ عليه، فلم يردّ وقال: لِمَ تشتُم هَذَا إذا سمعتَ اسمه؟ فَقِيل لي فِي المنام: هَذَا أمير المؤمنين عُمَر، وهذا عَبْد الرَّحْمَن بْن مَنْدَهْ.
فانتبهت، ثُمَّ رجعتُ إِلَى إصبهان، وقصدت الشَّيْخ عَبْد الرَّحْمَن، فَلَمَّا دخلت عليه ورأيته، صادفته على النَّعْت الَّذِي رَأَيْته فِي المنام، وعليه جُبّة زرقاء، فلمّا سلمت عليه قال: وعليك السلام يا أَبَا طَالِب. وقبل ذلك ما رآني ولا رَأَيْته، فقال لي قبل أن أكلّمّه: شيءٌ حرَّمه اللَّه ورسوله، يجوز لنا أنْ نُحِلَّه؟
فقلتُ له: اجعلني فِي حِلٍّ. ونَشَدْتُه اللَّه، وقبّلتُ عينيه، فقال: جعلتك فِي حِلٍّ فيما يرجع إليَّ [1] .
قال السمعاني: سَأَلت أَبَا القاسم إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن الفضل الحافظ، عن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عَبْد اللَّه، فسكت ساعة وتوقّف، فراجعته، فقال: سمع الكثير، وخالف أَبَاهُ فِي مسائل، وأعَرض عَنْهُ مشايخ الوقت، وما تركني أَبِي أسمع منه.
ثُمَّ قال: كان أخوه خيرًا منه [2] .
وقال المؤيّد ابن الإخوة: سمعت عَبْد اللطيف بْن أَبِي سعد الْبَغْدَادِي، سمعت أَبِي، سمعتُ صاعد بْن سيّار الهَرَويّ: سمعت الْإِمَام عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الْأَنْصَارِيّ يقول فِي عَبْد الرَّحْمَن بْن مَنْدَهْ: كان مَضَرّته فِي الْإِسْلَام أكثر من مَنْفَعَته [3] .
ذكر يحيى أن عمّه تُوُفّي فِي سادس عشر شوال، وغسّله أَحْمَد بْن مُحَمَّد
__________
[1] تذكرة الحفّاظ 3/ 1167، 1168، سير أعلام النبلاء 18/ 353، فوات الوفيات 2/ 288، 289، ذيل طبقات الحنابلة 1/ 29.
[2] تذكرة الحفّاظ 3/ 1168، سير أعلام النبلاء 18/ 353، ذيل طبقات الحنابلة 1/ 28.
[3] التقييد لابن نقطة 337، تذكرة الحفّاظ 3/ 1168، سير أعلام النبلاء 18/ 353، 354، ذيل طبقات الحنابلة 1/ 28، وفيه قال ابن رجب: «وهذا ليس بفادح- إن صحّ- فإن الأنصاريّ والتيميّ وأمثالهما يقدحون بأدنى شيء ينكرونه من مواضع النزاع، كما هجر التيمي عبد الجليل الحافظ كوباه على قوله: «ينزل بالذات» ، وهو في الحقيقة يوافقه على اعتقاده، لكن أنكر إطلاق اللفظ لعدم الأثر به» .(31/332)
البقال، وصلى عليه أخوه عَبْد الوهاب، وحضَر جنازته مَن لا يعلم عدَدَهم إلا اللَّه عزّ وجلّ [1] .
وأوّل ما قُرِئ عليه الحديث سنة سبع وأربعمائة [2] .
سمع عليه: عليّ بْن عَبْد الْعَزِيز بْن مُقرِن [3] .
324- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرحمن [4] .
أبو القاسم النّيسابوريّ، المعروف بالحافظ.
قدم همذان فِي هَذَا العام، وحدَّث عن: أَبِي إسحاق إبراهيم بن محمد
__________
[1] المنتظم 8/ 315.
[2] سير أعلام النبلاء 18/ 354، تذكرة الحفّاظ 3/ 1168.
[3] تذكرة الحفّاظ 23/ 1168، وقال ابن الأثير: «وله طائفة ينتمون إليه في الاعتقاد من أهل أصبهان، يقال لهم العبد رحمانيّة» . (الكامل 10/ 108) (المختصر في أخبار البشر 2/ 193) (تاريخ ابن الوردي 1/ 379) .
وقال المؤلّف الذهبي- رحمه الله-: «أطلق عبارات بدّعه بعضهم بها، الله يسامحه، وكان زعرا على من خالفه، فيه خارجيّة، وله محاسن، وهو في تواليفه حاطب ليل، يروي الغثّ والسمين، وينظم رديء الخرز مع الدّرّ الثمين» . (سير أعلام النبلاء 18/ 354) .
ونقل اليافعي أن الذهبي قال: وفيه تسنّن مفرط أوقع ببعض العلماء في الكلام في معتقده وتوهموا في التجسيم. قال: وهو بريء منه فيما علمت، ولكن لو قصر من شأنه لكان أولى به.
قال اليافعي: وكلام الذهبي هذا يحتاج إلى إيضاح، فقوله «فيه تسنن مفرط» أي مبالغ في الأخذ بظواهر السّنّة والاستدلال بها وجحد حملها على التأويل. وقوله: «أوقع بعض العلماء» يعني بعض العلماء المتكلمين المتأوّلين. وقوله: «توهّموا فيه التجسيم» ، لأن الجري على اعتقاد الظواهر ومنع التأويل فيها يدل على ذلك، والكلام فيه يطول، وقد أوضحت ذلك في الأصول. وقوله: «لو قصّر من شأنه لكان أولى به أي لو ترك المبالغة في التظاهر بذلك والاستشهاد به لكان أولى. وأما قوله: «وهو بريء منه» فشهادة على أمر باطن والله أعلم بحقيقته نهاية مأثم أنه ما يصرّح بالتجسيم بلسانه لكن يقول بالجهة، وأسلم ما في ذلك أنه يلزم منه القول بالتجسيم وفي لزوم المذهب خلاف مشهور عند العلماء هل هو مذهب أم لا، هذا إذا اقتصر على اعتقاد الجهة: فأما إذا اعتقد الحركة والنزول والجارحة فصريح في الجسم، لا دوران حوله. (مرآة الجنان 3/ 99، 100) .
ولابن مندة تصانيف كثيرة، منها: «حرمة الدّين» ، وكتاب «الردّ على الجهميّة» بين فيه بطلان ما روى عن الإمام أحمد في تفسير حديث: «خلق الله آدم على صورته» بكلام حسن. وله كتاب «صيام يوم الشك» . (ذيل طبقات الحنابلة 1/ 29) .
[4] لم أجد مصدر ترجمته.(31/333)
الإسفرائيني، وأبي العلاء صاعد بْن مُحَمَّد، ويحيى بْن إِبْرَاهِيم المزكيّ.
325- عَبْد الرزّاق بْن سلْهب الأصبهاني [1] .
صالح خير.
روى عن: أَبِي عَبْد الله بن مندة.
وقع من سُلَّمٍ فمات فِي ذي القعدة.
وكان خيّاطًا.
326- عَبْد الكريم بْن أَبِي حاتم السِّجِسْتانيّ [2] .
أبو بِشْر الحافظ.
تُوُفّي فِي هَذَه السنة بسِجِسْتان.
327- عَبْد الملك بْن عَبْد الرَّحْمَن [3] .
أبو سعْد السَّرْخَسِيّ الحنفي. من علماء بغداد.
ولي قضاء البصرة، وبها مات فِي شوال [4] .
سمع من: هلال الحفار ببغداد، ومن عليّ بْن مُحَمَّد الطّرّازي بنيسابور، ومن عليّ بْن مُحَمَّد بْن نصر الدِّينَوري.
كتب عَنْهُ: أبو طاهر بْن سوار، وغيره.
ورَوَى عَنْهُ: عَبْد المغيث بْن مُحَمَّد العَبْديّ [5] .
328- عَبْد الملك بْن عَبْد الغفار بن محمد [6] .
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (عبد الملك بن عبد الرحمن) في: ذيل تاريخ بغداد لابن النجار 15/ 96- 99 رقم 27، والجواهر المضيّة 2/ 470، 471، والطبقات السنية، رقم 1333.
[4] قال ابن النّجار: شهد عند قاضي القُضاة أَبِي عَبْد اللَّه بن ماكولا في يوم الخميس لسبع يقين من شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة، فقبل شهادته، وولي قضاء البصرة ومضى إليها وحدّث بها وبأصبهان. (ذيل تاريخ بغداد 15/ 97) .
[5] في ذيل تاريخ بغداد 15/ 98 «البردي» ، وكان من عباد الله الصالحين. وقد سمع أبا سعد في ربيع الأول سنة 469.
[6] انظر عن (عبد الملك بن عبد الغفار) في: البداية والنهاية 12/ 118 وفيه: «عبد الملك بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْعَزِيز بْن مُحَمَّد بْن المظفّر بن علي يلقّب ببجير» .(31/334)
أبو القاسم الهمذانيّ الفقيه الملقّب ينجير.
روى عن: أَبِيه، وأبي طاهر بْن سَلَمَة، وأبي سَعِيد بْن شبَانة، وابن عبدان، وأبي القاسم بْن بِشْران، والحسن بْن دُوما النّعّالي، وأبي نُعَيْم الحافظ، والحسين الفلاكيّ.
قال شيروَيْه: سمعتُ منه، وكان فقيهًا حافظًا، أحد أولياء اللَّه. ما رأيتُ مثله. تُوُفّي فِي المحرَّم.
كان يكتب لنا ويقرأ لنا.
قلت: رَوَى عَنْهُ: أَحْمَد بْن سعد العجلي، وأبو بَكْر مُحَمَّد بْن بطال، لقِيه بهمذان.
329- عَبْد الوهاب بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان [1] .
أبو عمرو بْن أَبِي عقيل السلمي النَّيْسابوريّ المائقي [2] ابن خال الأستاذ أَبِي القاسم القُشَيْري [3] .
شيخ كبير نبيل ثقة، من كبار شيوخ الصُّوفية العارفين بلغة القوم ورموزهم فِي الحقائق.
تُوُفّي فِي حدود هَذِهِ السنة.
سمع: أَبَا طاهر بْن مَحْمِش، وعبد اللَّه بْن يوسف.
وببغداد: أَبَا الحسين بْن بِشْران.
رَوَى عَنْهُ: حفيده عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ الوهّاب، وأبو الأسعد هبة الرحمن القشيريّ.
__________
[1] انظر عن (عبد الوهاب بن عبد الرحمن) في: الأنساب 11/ 108، 109، ومعجم البلدان 5/ 50، واللباب 3/ 158.
[2] المائقي: بفتح الميم، والياء المكسورة المنقوطة من تحتها باثنتين بعد الألف، وفي آخرها القاف. هذه النسبة إلى مائق الدّشت، وهي قرية بنواحي أستوا من نواحي بنيسابور. (الأنساب) قال ياقوت: ومعنى الدّشت بالفارسية. الصحراء. (معجم البلدان) .
[3] وختنه على ابنته الكبرى من أسباط أبي علي الدقّاق، وشريك الأستاذ أبي القاسم القشيري في الإرادة والانتماء إلى الدّقّاق. له الأحوال السنية، والكلمات والأشعار بالفارسية في بيان الطريقة والمجاهدات والرياضات. (الأنساب 11/ 109) .(31/335)
وعادل القُشَيْريّ فِي المحمل إِلَى الحجاز.
330- عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عُثْمَان [1] .
أبو مُحَمَّد بْن أَبِي الحديد، السلمي الدَّمشقيّ المعدل.
سمع: جَدّه، وأباه، وعبد الرحمن بن أبي نصر.
روى عنه: غيث بْن علي، وعمر الرَّؤاسي، وأبو القاسم النسيب.
روى عن جَدّه شيئًا يسيرًا [2] .
331- عليّ بْن الْحَسَن بْن عليّ العطار [3] .
أخو فاطمة بِنْت الأقرع.
سمع من: ابن مخلد «جزء ابن عَرَفَة» .
وعنه: القاضي أبو بَكْر.
332- عليّ بْن الْحَسَن بْن القاسم بْن عنان [4] .
القاضي أبو الْحَسَن الأَسَدَاباذي، نزيل قسنان.
روى عن: القاضي أَبِي مُحَمَّد عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّيْميّ.
قال شِيرُوَيْه: سمعت منه، وكان صدوقًا متعبّدًا فاضلًا. ومولده سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة.
333- عليّ بْن الخَضِر بْن عبدان بْن أَحْمَد بْن عبدان [5] .
أبو الْحَسَن الدَّمشقيّ المعدل.
حدَّث عن: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصْر، ومنصور بْن رامش.
رَوَى عَنْهُ: طاهر الخُشُوعي، وهبة اللَّه بْن الأكفاني، وأبو الْحَسَن بْن المسلم.
__________
[1] انظر عن (عبيد الله بن عبد الواحد) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 25/ 358، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 15/ 340 رقم 328.
[2] وكان مولده سنة 392 هـ.
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (علي بن الخضر) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 29/ 141، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 17/ 279 رقم 150.(31/336)
تُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى.
334- عليُّ بْن مُحَمَّد بْن عليّ [1] .
أبو القاسم التّميميّ الكوفي، ثُمَّ النَّيْسابوريّ.
سمع: أَبَا زكريا يحيى بْن المزكي، وأبا بَكْر الحيري [2] .
رَوَى عَنْهُ: إِسْمَاعِيل بْن السَّمَرْقَنْدي، وعبد المنعم بْن القُشَيْريّ.
وكان صوفيًّا.
حجّ مرات، وحدَّث بهمذان [3] .
وتُوُفّي رحمه اللَّه بطريق مكّة. وكان صدوقًا.
335- عليّ بْن ناعم بْن عليّ بْن سهل [4] .
أبو الحسن البغداديّ البزّاز الحنبليّ.
صالح ورع، مقريء.
سمع: أبا الفتح بن أبي الفوارس، وأبا الْحَسَن بْن بشْران.
وعنه: قاضي المَرِسْتان، وابن السمرقندي، وأبو الحسن بن عبد السلام.
تُوُفّي فِي رجب.
- حرف الميم-
336- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن مَخْلَد بن عبد الرحمن بن أحمد بْن بَقِيّ بْن مَخْلَد بْن يزيد القُرْطُبيّ [5] .
أبو عَبْد اللَّه قاضي قُرْطُبَة.
روى عن: أَبِيه، وعمه عَبْد الرَّحْمَن.
وولي القضاء مرَّتين، ولم تحفظ له قضيّة جور.
__________
[1] انظر عن (علي بن محمد بن علي) في: التقييد لابن نقطة 414، 415 رقم 551.
[2] حدّث عنه ببغداد بمسند الشافعيّ، قرأه عليه مؤتمن بن أحمد الحافظ في سنة سبعين وأربعمائة وسمعه معه شيخ الشيوخ أبو البركات إسماعيل بن أحمد بن محمد الصوفي النيسابورىّ.
[3] قال شيرويه في (تاريخ همدان) : «سمعت منه بهمذان وبغداد، وكان صدوقا» .
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (محمد بن أحمد بن مخلد) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 550 رقم 1203.(31/337)
روى عنه: أبو عليّ الغسّانيّ، وابناه أبو الْحَسَن وأبو القاسم ابنا أَبِي عَبْد اللَّه.
وعُزِل ثاني مرة، وامتْحن بسبب القضاء محنة عظيمة.
ومات بعد إطلاقه من السجن فِي صَفَر بإشبيلية، وله ثلاث وسبعون سنة [1] .
337- مُحَمَّد بْن أَحمد بْن مأمون [2] .
أبو عَبْد اللَّه الكرتيّ [3] .
تُوُفّي فِي هَذِهِ السنة ببلده.
338- مُحَمَّد بْن هبة اللَّه [4] .
أبو الْحَسَن بْن الورّاق النَّحْوي، شيخ العربية ببغداد.
قال السمعانيّ: تفرَّد بعِلم النَّحْو، وانتهى إليه علم العربية فِي زمانه. وكان له فِي القراءات وعلوم القرآن يدٌ ممتدّة، وباعٌ طويل.
وكان صدوقًا مأمونًا متحرِّيا صالحًا وَقُورًا.
سمع: أَبَا القاسم بْن بِشْران.
وكان ضريرًا.
رَوَى عَنْهُ: عليّ بْن عَبْد السلام.
وتُوُفّي فِي رمضان.
وقد استدعاه القائم أمير المؤمنين ليعلم أولاده، فَلَمَّا خرج قال: هذا البحر [5] .
__________
[1] كان مولده في صفر سنة 397 هـ-.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] لم أجد هذه النسبة.
[4] انظر عن (محمد بن هبة الله) في: إنباه الرواة 3/ 227، 228 رقم 725، وبغية الوعاة 1/ 255، 256 رقم 475.
[5] قيل: استدعاه القائم بأمر الله لتعليم أولاده، وكان ضريرا، فلما وصل إلى الباب الّذي فيه الخليفة، قال له الخادم: وصلت، فقبّل الأرض، فلم يفعل، وقال: السلام عليك ورحمة الله يا أمير المؤمنين، وجلس، فقال القائم: وعليك السلام يا أبا الحسن ادن منّي، فدنا، فسأله(31/338)
قال ابن النّجّار: هُوَ سِبْط أَبِي سَعِيد السّيرافيّ. ولد سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة.
وسمع من: أَبِي عليّ بْن شاذان.
وقال أبو البركات بْن السَّقَطيّ فِي مُعْجَمه: انتهى إليه علم العربية [1] .
قرأتُ عليه كتاب «الإقناع» لجدّه لأمّهِ أَبِي سَعِيد [2] .
339- مُحَمَّد بْن عَليّ بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن أَبِي عُثْمَان [3] .
أبو تمّام الدّقّاق، أخو أَبِي سعد المذكور سنة خمسٍ وستين.
روى عن: أَبِي عُمَر بْن مَهْدِيّ، وابن رِزْقوَيْه.
سمع منه: ولده أَحْمَد، وأبو عَبْد اللَّه الحُمَيْديّ.
قال شُجاع الذُّهْليّ: تُوُفّي سنة سبعين.
340- مُحَمَّد بْن عِيسَى بْن أَحْمَد [4] .
أبو الفضل الهاشمي، أخو الشريف أَبِي جَعْفَر عَبْد الخالق.
سمع: أَبَا القاسم بْن بِشْران، وغيره.
وكان من كبار علماء الحنابلة.
كتب عَنْهُ: شجاع الذُّهْليّ، وغيره.
341- مَنْصُور أبو القاسم [5] .
قاضي قضاة نيسابور ابن قاضي القُضاة أبي الحسن إسماعيل ابن القاضي
__________
[ (-) ] عن قوله:
ألا يا صبا نجد ... متى هجت من نجد
فشرحه، ثم سأله عن غوامض العروض والنحو، فأجاب، فلما خرج قال القائم: هذا هو البحر.
[1] وزاد: وكان قيّما بالنحو والتصريف والأبنية، وكان طبقة في عصره في علوم القرآن والأدب، ثقة صدوقا، متحرّيا مأمونا، حجّة من بيوت العلم والأدب.
[2] ولد في سنة 398 هـ-.
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] انظر عن (محمد بن عيسى) في: طبقات الحنابلة 2/ 241 (في ترجمة أخيه: عبد الخالق) ، وذيل طبقات الحنابلة 1/ 23 (في ترجمة أخيه) .
[5] انظر عن (منصور) في: المنتخب من السياق 440، 441 رقم 1490.(31/339)
أَبِي العلاء صاعد بْن مُحَمَّد النَّيْسابوريّ الحنفي.
سمع: جدَّه، وأبا عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ، وغيرهما.
ومات في ربيع الأوّل.
وكان سنيا سليمان مِن الاعتزال، وكان عارِفًا بالعربية، عالمًا بالحديث، وكانت إليه الفتوى على مذهب أَبِي حنيفة. سافر إِلَى ما وراء النَّهر وإلى بغداد.
رَوَى عَنْهُ: عُثْمَان بن إِسْمَاعِيل الخفّاف شيخ السمعاني.
وقد سمع أيضًا من: أَبِي القاسم السّرّاج، وجماعة [1] .
342- مُوسَى بْن علي بْن مُحَمَّد بْن علي [2] .
أبو عِمْرَانَ الصَّقَلّيّ [3] النَّحْويّ.
قدِم الشام، وسمع: أَبَا ذَرّ الهَرَويّ بمكّة، ومحمد بْن جَعْفَر الميماسيّ [4] ، والحسن بْن جُمَيْع، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: من شيوخه، عَبْد الْعَزِيز الكتاني، وغيث الأرمنازيّ.
وكان مؤدِّب الشريف النسيب.
تُوُفّي بصور [5] .
__________
[1] قال عبد الغافر: سبق أهل بيته بالعلم والتدريس والفتوى والتذكير والخطابة ... تولّى القضاء مدّة نيابة عن أبيه، ثم صار قاضي القضاة. وسمع الكثير من أصحاب الأصمّ ومن جدّه ومن الطبقة الثانية، وقرأ لنفسه الكثير وحصّل النسخ وجمع الكثير، وكان حسن القراءة، عارفا بالعربية وبطرق الحديث، وسمع من المتأخّرين أيضا، وسمّع ابنه وأفاده الكثير.
وقال: سمعنا منه «شرح آثار الطحاوي» بتمامه والمتفرّقات.
[2] انظر عن (موسى بن علي) في: الفقيه والمتفقّه للخطيب البغدادي 1/ 78 و 116 و 157 و 236 و 2/ 74 و 146 و 205، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 10/ 212 و 255، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 25/ 299، رقم 139، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 105 رقم 1723.
[3] الصّقلّيّ: بفتح الصاد المهملة، والقاف، وفي آخرها اللام. قال ابن السمعاني: هكذا رأيت بخط عمر الرؤاسيّ مقيّدا مضبوطا بفتح الصاد المهملة والقاف وفي آخرها اللام، نسبة إلى جزيرة صقلّيّة. (الأنساب 8/ 80) .
[4] الميماسي: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وميم أخرى، وآخره سين. نسبة إلى الميماس، وهو نهر الرستن وهو العاصي بعينه. (معجم البلدان 5/ 244) .
[5] قال ابن عساكر: وكان من أهل العلم والفضل والثقة. وكان يقول: حفظت القرآن ولي تسع(31/340)
- حرف الهاء-
343- هبة اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد [1] .
أبو الْحَسَن البرونيّ النَّيْسابوري.
روى عَن: الحاكم، وغالب بْن عليّ الحافظ، وجماعة.
توفي في حدود السبعين.
روى عنه: عثمان الخفاف.
344- هبة اللَّه بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن محمد بن الطيب [2] .
أبو الفتح القرشي المخزومي الكوفي. نزيل بغداد.
حدث عن: مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن الْجُعْفيّ، ومحمد بْن جَعْفَر النّجّار.
وعنه: أبو القاسم بْن السَّمَرْقَنْديّ.
قال الخطيب: كتبت عَنْهُ، وكان سماعه صحيحًا.
وقال هبة اللَّه السَّقَطيّ: كان زَيْديًّا.
وقال ابن خَيْرُون: تُوُفّي هبة اللَّه بن عليّ بن الجاز في ربيع الأوّل.
__________
[ (-) ] سنين، وجوّدته في الحادية عشرة، ودخلت مصر سنة ثلاث عشرة وأربعمائة.
وذكر أنه قدم دمشق أيضا سنة 432 وخرج منها في شوّال سنة 443.
وهو سمع بجامع صور الجزء الثاني من كتاب «الفقيه والمتفقّه» على الخطيب البغدادي في شهر ربيع الأول سنة 459 (الفقيه والمتفقّه 1/ 78 و 116 و 157 و 236 و 2/ 74 و 146 و 205) .
سمعه بصور: عبد الله بن الحسن بن أحمد الديباجي العثماني. (تاريخ دمشق 20/ 212)
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (هبة الله بن علي) في: تاريخ بغداد 14/ 73 رقم 7422.(31/341)
المتوفون تقريبًا
- حرف الألف-
345- أَحْمَد بْن عليّ بْن عُبَيْد اللَّه [1] .
أبو نصر الدِّينَوَريّ السُّلَميّ الصُّوفيّ المقرئ.
سمع: أَبَا الْحَسَن بْن جَهْضَم، وأبا مُحَمَّد بْن النحاس، وأبا سعد الماليني، وأبا مُحَمَّد بْن أَبِي نصر.
رَوَى عَنْهُ: نصر المقدسيّ، ومكّيّ الرّميليّ، وأبو بكر ابن الخاضبة، وغيرهم.
توفّي بعد السّتّين وأربعمائة، أو قبلها [2] .
346- إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد [3] .
أبو القاسم البْصريّ المناديليّ [4] المقرئ المعدّل.
سمع من أحمد بن يعقوب المعدّل سنة سبع وتسعين وثلاثمائة، ومن:
القاضي أَبِي عُمَر الهاشمي، وعليّ بْن أَحْمَد بْن غسّان الحافظ، وطائفة.
وعنه: الغِطْرِيف بْن عَبْد اللَّه، ومحمد بْن أَبِي نصر الأشنانيّ [5] شيخ
__________
[1] انظر عن (أحمد بن علي) في: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 3/ 183- 185 رقم 221.
[2] سمع بدمشق، ومكة، ومصر، وبغيرها. وحدّث ببيت المقدس.
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] المناديلي: بفتح الميم والنون والدال المهملة المكسورة بعد الألف وبعدها الياء الساكنة المنقوطة من تحتها باثنتين، واللام في آخرها. هذه النسبة إلى بيع المناديل ونسجها.
(الأنساب 11/ 480) .
[5] الأشناني: بضم الألف وسكون الشين المنقوطة وفتح النون الأولى وكسر الثانية. هذه النسبة إلى بيع الأشنان وشرائه، (الأنساب 1/ 280) .(31/342)
السِّلَفيّ، وغير واحد.
حدَّث سنة ستٍّ وستين بالبصرة. وقَعَ لنا من حديثه جزءان.
347- إِسْمَاعِيل بْن عليّ [1] .
الأديب أبو مُحَمَّد الدَّمشقيّ، الكاتب. المعروف بابن العين زَرْبِيّ [2] .
شاعرٌ مُفْلِقٌ.
تُوُفّي سنة سبع وستّين وأربعمائة. وهو القائل:
ترك الظّاعنون جسمي بلا قد ... ب وعيني عينًا من الهَمَلانِ
وَإِذَا لم تِفضْ دَمًا سُحُبُ أجفاني ... على بُعْدكمْ [3] فَمَا أجفاني
حلَّ فِي مقلتي فلو فتّشوها ... كان ذاك الْإِنْسَان فِي إنساني [4]
- حرف التاء-
348- تُبَّع بْن القاسم بْن نصر [5] .
أبو الْحَسَن التُبَّعيّ [6] الهَمَذَانيّ، نزيل بغداد.
__________
[1] انظر عن (إسماعيل بن علي) في: معجم البلدان 4/ 178، وخريدة القصر (قسم شعراء الشام 2/ 180) ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 4/ 371- 373 رقم 390، وفوات الوفيات 8/ 182، 183 رقم 70، والوافي بالوفيات 9/ 168- 170، رقم 4080، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 36.
[2] العين زربيّ: بفتح العين المهملة، والياء الساكنة، وبعدهما النون، والزاي المفتوحة، والراء الساكنة، والباء والموحّدة. هذه النسبة إلى عين زربة. هكذا قال ابن السمعاني وذكر أيضا أنها بلدة من بلاد الجزيرة ممّا يقرب الرها وحرّان. (الأنساب 9/ 108، 109) .
وقال ياقوت: زربى: بالألف المقصورة، وهو بلد بالثغر من نواحي المصّيصة. (معجم البلدان 4/ 177) .
وعقّب ابن الأثير على قول ابن السمعاني فقال إن عين زربى كانت قديما من ثغور المسلمين الموغلة في بلاد الروم تقارب طرسوس وأذنة، وملكها الروم من المسلمين أيام سيف الدولة بن حمدان سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة. (اللباب) .
[3] في مختصر تاريخ دمشق: «بعدهم» .
[4] في مختصر تاريخ دمشق 4/ 372: «في الإنسان» .
وانظر له شعرا في مصادر ترجمته.
[5] لم أجد مصدر ترجمته.
[6] التّبعيّ: بضم التاء المنقوطة من فوقها باثنتين، وفتح الباء الموحّدة المشدّدة، وفي آخرها العين المهملة، هذه النسبة إلى تبّع. (الأنساب 3/ 22) .(31/343)
وكان له بها آثار جميلة من قنوات، ومنائر.
وكان فقيرًا مُعانًا كثير التّلاوة.
سمع: أَبَا بَكْر أَحْمَد بْن عليّ بْن لال.
روى عَنْهُ: أبو القاسم بْن السَّمَرْقَنْديّ.
- حرف الثاء-
349- ثابت بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الفَزَاريّ [1] .
أبو القاسم ابن الطبقيّ [2] .
سمع: ابن الصّلت المجبر.
رَوَى عَنْهُ: أبو عَبْد اللَّه البارع، وغيره.
- حرف الحاء-
350- الْحَسَن بْن مَكّيّ بْن الْحَسَن [3] .
أبو مُحَمَّد الشَّيْزَرِيّ [4] المقرئ.
سمع: أَبَا عَبْد اللَّه بْن أَبِي كامل صاحب خيثمة [5] ، وأبا الفوارس أَحْمَد بْن مُحَمَّد الشَّيْزَرِيّ.
وعنه: المؤتمن السّاجّي، ومحمد بْن طاهر المقدسيّ، وعمر الدّهسْتانيّ بحلب.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] لم أجد هذه النسبة.
[3] انظر عن (الحسن بن مكي) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 10/ 304 و 11/ 2، والأنساب المتفقة لابن القيسراني 11، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 7/ 74 رقم 59، وملخص تاريخ الإسلام لابن الملّا (مخطوطة وزارة الأوقاف العراقية) 7/ ورقة 89 أ، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 251، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 129، 130 رقم 459.
[4] الشّيزريّ: بفتح الشين المعجمة، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفتح الزاي، وفي آخرها الراء المهملة، هذه النسبة إلى شيزر، وهي مدينة وقلعة حصينة بالشام قريبة من حمص. (الأنساب 7/ 469) .
[5] ابن أبي كامل هو الأطرابلسي، وخيثمة هو الحافظ خيثمة بن سليمان القرشي الأطرابلسي (250- 343 هـ-.) . وقد سمع الشيزري من ابن أبي كامل بطرابلس، كما سمع الحديث بميّافارقين.(31/344)
351- الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن الشُّوَيْخ [1] .
الفقيه أبو عَبْد اللَّه الأُرْمَويّ [2] الشافعي.
سمع: أَبَا مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن عُبَيْد اللَّه بْن البيِّع، وعبد الواحد بْن مُحَمَّد بْن سَبَنَك ببغداد، ومحمد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن بَكْر الهِزّانيّ بالبصرة.
رَوَى عَنْهُ: عمر الرّواسيّ.
وتوفّي بمصر بعد السّتين وأربعمائة.
قاله السمعاني.
وروى عَنْهُ الرّازيّ فِي مشيخته.
- حرف الشين-
352- شبيب بن أحمد بن محمد بْن خُشْنَام [3] .
أبو سعْد البَسْتِيغيّ [4] الخبّاز النَّيْسابوريّ الكرّاميّ.
حدَّث عن: أَبِي نُعَيْم عَبْد الملك الإسفرائيني، وأبي الْحَسَن العلوي، وغيرهما.
وعنه: أبو عبد الله الفراوي، وزاهر ووجيه ابنا الشحامي، وهبة الرَّحْمَن بْن القُشَيْريّ، وإسماعيل بْن أَبِي صالح المؤذّن، وعبد الغافر بن إسماعيل الفارسيّ
__________
[1] انظر عن (الحسين بن عبد الله) في: الأنساب 1/ 190، 191، ومعجم البلدان 1/ 159، واللباب 1/ 44، 45،
[2] الأرمويّ: بضم الألف وسكون الراء وفتح الميم وفي آخرها الواو. هذه النسبة إلى أرمية وهي من بلاد أذربيجان. (الأنساب 1/ 190) .
[3] انظر عن (شبيب بن أحمد) في: الأنساب 2/ 207، 208، وفيه: «شبيب بن أحمد بن خشنام أحمد» ، والمنتخب من السياق 252 رقم 812، ومعجم البلدان 1/ 419، 420، واللباب 1/ 151، وفيه: «مسيب بن أحمد بن محمد بن هشام» ، وسير أعلام النبلاء 18/ 406، 407 رقم 203، وتبصير المنتبه 2/ 26، ولسان الميزان 3/ 137، 138 رقم 479.
وسيعاد في الطبقة التالية (471- 480 هـ.) برقم (344) . و «خشنام» كلمة فارسية معناها:
الاسم الطيب.
[4] البستيغيّ: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون السين المهملة وكسر التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وبعدها الغين المعجمة. هذه النسبة إلى بستيغ وهي قرية بسواد نيسابور. (الأنساب 2/ 207) .(31/345)
وقال: هو شيخ صالح صحيح السماع، مشتغل بكسبه [1] .
قال: وتُوُفّي سنة نيّف وستّين وأربعمائة [2] .
وقال ابن ناصر: ذكر لي زاهر الشّحّامي أنه سمع مِنْهُ، فسألته عَنْهُ فقال:
لم يكن يعرف الحديث، وكان كرّاميًّا مُغاليا فِي معتَقَدة [3] .
وقال ابن السمعاني: كان شيخًا صالحًا عفيفا، سديد الرأي [4] . ولد قبل التّسعين وثلاثمائة [5] .
روى عَنْهُ جدّي أبو المظفّر فِي «أماليه» . وتوفّي في حدود السّبعين وأربعمائة وروى لأبي عَنْهُ: سَعِيد بْن الحُسين الجوهري، وأبو الأسعد بْن القُشَيْريّ.
- حرف الْعَيْنِ-
353- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم [6] .
أبو مُحَمَّد الكروني الأصبهاني. أحد أئمة الشافعية.
تفقه على أَبِي الطَّيِّب الطّبريّ ببغداد.
وسمع من: أَبِي الْحُسَيْن بْن بِشْران، وهبة اللَّه اللالْكائي، وجماعة كثيرة.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الدّقّاق، وغانم بْن خَالِد، ومحمود بْن أَحْمَد الخانيّ.
قال السمعاني: تُوُفّي سنة نيِّفٍ وستين.
354- عبد الله بن عبد الرحمن [7] .
__________
[1] الموجود في المطبوع من (المنتخب من السياق 253) : «شيخ صالح عفيف ثقة، سمع العلي عن السيد أبي الحسن محمد بن الحسين بن داود، وأبي نعيم الأسفرائيني، والطبقة، وكان يقرأ عليه على حانوته. سمعنا منه الكثير» .
[2] في المنتخب، وعنه ياقوت في (معجم البلدان) ، أما في: الأنساب، واللباب: «توفي في حدود السبعين والأربعمائة» .
[3] سير أعلام النبلاء 18/ 407.
[4] هذا القول غير موجود في (الأنساب) .
[5] في: الأنساب، قال ابن السمعاني: سَأَلْتُهُ عن مولده فقال: فِي سنة ثلاثٍ وتسعين وثلاثمائة.
[6] لم أجد مصدر ترجمته.
[7] انظر عن (عبد الله بن عبد الرحمن) في: المنتخب من السياق 281 رقم 929.(31/346)
أبو الْحَسَن البَحِيريّ [1] المزكّي النَّيْسابوريّ.
سمع: أَبَا نُعَيْم عَبْد الملك بْن الْحَسَن العلويّ، وأبا عبد الله الحاكم، وعبد الله بن يوسف، ومحمد بْن أَحْمَد بْن عبدوس المزكّي، وطبقتهم.
وحدَّث وأملى [2] .
رَوَى عَنْهُ: أبو القاسم الشّحّاميّ.
وابنه عَبْد الرَّحْمَن هُوَ المذكور فِي سنة أربعين وخمسمائة.
355- عبد الله بْنُ عُبَيْد الله بْنُ مُحَمَّد [3] .
أَبُو مُحَمَّد المصريّ المَحَامِليّ [4] .
سمع: مُحَمَّد بْن الحسن بْن عُمَر الصَّيْرفيّ، وغيره.
رَوَى عَنْهُ: صالح بْن حُمَيْد اللّبّان، وعلي بْن الْحُسَيْن الفرّاء، وغيرهما.
أخبرنا أبو بَكْر بْن عُمَر النَّحْويّ: أَنَا الْحَسَن بْن أَحْمَد الأوقيّ [5] ، أَنَا السَّلَفيّ، أَنَا صالح بْن حُمَيْد، أَنَا عَبْد اللَّه بْن عُبَيْد اللَّه المَحَامِليّ، أَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن، أَنَا مُحَمَّد بْن مُوسَى النّقّاش: نا مُحَمَّد بْن صالح الخَوْلانيّ، نا مُحَمّد بْن إِبْرَاهِيم الخَوْلانيّ، نا سَعِيد بْن نصر، ثنا حُسَيْنُ الْجُعْفي قال: كان أبو يُونُس يطوف فِي كل يومٍ سبعين أسبوعًا.
356- عَبْد الجليل بن أبي بكر [6] الرّبعيّ [7] القرويّ [8] .
__________
[1] البحيريّ: بفتح الباء الموحّدة وكسر الحاء بعدها الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى بحير، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه. (الأنساب 2/ 97) .
وقد ضبطه محقّق (المنتخب) بضم الباء وفتح الحاء. وهو غلط.
[2] وقال عبد الغافر: وكان ثقة ثبتا في الرواية.
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] المحامليّ: بفتح الميم، والحاء المهملة، والميم بعد الألف، وفي آخرها اللام. هذه النسبة إلى المحامل التي يحمل فيها الناس على الجمال إلى مكة. (الأنساب 11/ 152) .
[5] هكذا في الأصل. ولم أجد هذه النسبة.
[6] لم أجد مصدر ترجمته.
[7] الرّبعيّ: بفتح الراء والباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها العين المهملة، هذه النسبة إلى ربيعة بن نزار، ويقال الربعي أيضا لمن ينتسب إلى ربيعة الأزد. (الأنساب 6/ 76) .
[8] القرويّ: بفتح القاف والراء وكسر الواو. ذكر ابن ماكولا أن هذه النسبة إلى القيروان، البلد المعروف بالمغرب. والنسبة إلى القرية أيضا: قروي. ويمكن أنّ من لم يكن من البلد وكان(31/347)
أبو القاسم الدّيباجيّ، المعروف بالصابوني، المتكلم.
أَخَذَ عن: أَبِي عِمران الفارسي، وأبي عَبْد اللَّه الأزديّ [1] صاحب ابن الباقِلّانيّ.
وصنَّف كتاب «المستوعب» فِي أصول الفقه، وكتاب «نُكَت الانتصار» .
وألَّفَ معتقدًا.
درَّس بقلعة حمّاد، وبفاس.
أَخَذَ عَنْهُ الأصول: أبو عَبْد اللَّه بْن شبرين.
ورَوَى عَنْهُ: أبو عبد الله بْن الخير، وأبو عَبْد اللَّه بْن خليفة، ومحمود بْن دَاوُد القلعيّ، وأبو الحَجّاج يوسف بْن الملجوم.
357- عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحَسَن بْن أَحْمَد [2] .
أبو حنيفة الزَّوْزَنيّ [3] ، الفقيه الشّافعيّ، نزيل نَيْسابور.
شيخ بهيّ رئيس، كثير التلاوة، بارع الخط.
كان يداوم على كتابة المصاحف ويتأنَّق فيها. ونَفَقَ سُوقه وازدحموا على مصاحفه.
سمع: أَبَا بَكْر الحِيريّ، ومنصور بْن رامش.
تُوُفّي سنة نيِّفٍ وستين.
358- عَبْد الكريم بْن أَحْمَد بْن طاهر بْن أَحْمَد [4] .
__________
[ (-) ] من السواد يقال له القروي. (الأنساب 10/ 116) .
وقال ياقوت: وينسب إلى القيروان: قيروانيّ وقيرويّ. (معجم البلدان 4/ 421) .
[1] هو الحسين بن حاتم الأزدي. درس عليه علم الأصول بالقيروان أبو بكر عتيق بن محمد بن هبة الله التميمي القيرواني المتكلّم المتوفى سنة 512 هـ-. (معجم البلدان) .
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن الحسن) في: المنتخب من السياق 316 رقم 1039.
[3] الزّوزنيّ: بسكون الواو بين الزايين المعجمتين وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى زوزن وهي بلدة كبيرة حسنة بين هراة ونيسابور، وكان بعض الكبراء قال: زوزن هي البصرة الصغرى، لكثرة فضلائها وعلمائها. قيل إن إمارتها تعدل إمارة مدينة كبيرة بخراسان، وكذلك القضاء بها، وحدودها متّصلة بحدود البوزجان، ومن الناحية الأخرى بقهستان. (الأنساب 6/ 320) .
[4] انظر عن (عبد الكريم بن أحمد) في: المنتخب من السياق 335، 336 رقم 1105.(31/348)
أبو سعد التّيميّ الوزّان، من أَهْل طَبَرِسْتان.
سكن الرَّيّ، وكان من كبار عصره فضلا وحشمة وجاها. له قَدَم فِي المناظرة، وإفحام الخصوم [1] .
تفقّه بمَرْو علي الْإِمَام أَبِي بَكْر القفّال.
359- عَبْد الملك بْن مُحَمَّد بْن مروان بْن زهر.
أبو مروان الإيَاديّ [2] الإشبيليّ.
تفقَّه وتفنّن فِي العِلْم، ثُمَّ حجّ، وتعلم الطّبّ، فتقدم فِيهِ وسكن دانية.
وَفِي ذرّيته أطبّاء.
وهو والد الطبيب أَبِي العلاء بْن زُهْر.
مات فِي حدود السّبعين وأربعمائة.
360- عَبْد الوهاب بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن أَحْمَد [3] .
أبو عَمرو السُّلَميّ الزّاهد.
من نُبلاء مشيخة نَيْسابور، ومن أعيان الصّوفيّة [4] .
__________
[1] زاد عبد الغافر: والكرم الباذخ الراقي إلى مناط النجوم. دخل نيسابور سنة ثمان وخمسين وأربعمائة، وعقد له مجلس الإملاء، وتكلّم على رءوس الكبار والسادة من الإملاء، وخرّج.
وتوفي سنة تسع وستين وأربعمائة.
روى عنه: زاهر بن طاهر، عن القفّال.
وكان قد دخل قديما نيسابور، وسمع أصحاب الأصمّ كالقاضي الحيريّ، وأبي الحسن الطرازي، والإمام أبي إسحاق الأسفرايني، وخرج إلى مرو وسمع بها، وسمع مشايخ الري والعراق، وسمع بما وراء النهر من الكاغذي، عن الهيثم بن كليب الشاشي، وله أعقاب من الصدور.
«أقول» : لقد حدّد عبد الغافر تاريخ وفاة أبي سعد الوزّان، لذا ينبغي أن تحوّل الترجمة من هنا لتوضع في وفيات سنة 469 هـ-.
[2] الإيادي: بكسر الألف وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الدال. هذه النسبة إلى إياد بن نزار بن معدّ بن عدنان وتشعّبت منه القبائل. (الأنساب 1/ 394) .
[3] انظر عن (عبد الوهاب بن عبد الرحمن) في: المنتخب من السياق 355 رقم 1175.
[4] زاد عبد الغافر: له الأحوال السنيّة، والكلمات في بيان الطريقة، والمجاهدات والرياضيات، حجّ مع زين الإسلام وكان عديله في المحمل ورفيقه في الطريقة.
سمع ببغداد، والكوفة، والحجاز، وبنيسابور من الزيادي، والأصبهاني، وأصحاب الأصمّ، وأكثر عن القاضي، والصيرفي.(31/349)
سمع: عَبْد اللَّه بْن يوسف، وابن مَحْمِش، وأبا الْحُسَيْن بْن بِشْران، وعدّة.
وعاش تسعين سنة.
رَوَى عَنْهُ: أبو الأسعد هبة الرَّحْمَن.
361- عَقِيل بْن مُحَمَّد بْن عليّ [1] .
أبو الفضل الفارسي ثُمَّ البَعْلَبَكِّيّ [2] ، الفقيه الشافعي.
روى عَنْ: أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن القطَّان، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر.
رَوَى عَنْهُ: عُمَر الرؤاسي، وهبة اللَّه بْن الأكفاني، وابنه أَحْمَد بْن عقيل.
وكان يحفظ «مختصر المُزَنيّ» [3] .
362- عليّ بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر [4] .
أبو الْحُسَيْن اللّحْسانيّ [5] الطُّرَيْثيثي [6] .
وطُرَيْثِيث من نواحي نَيْسابور.
قال السمعاني: كان شيخًا صالحًا عفيفًا صوفيًّا ظريفًا.
حجّ مرات، وكان يحدَّث بَنْيسابور ويرجع إِلَى ناحيته.
سمع بَهَراة: شاه بْن عَبْد الرَّحْمَن، ومحمد بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر المالِينيّ، وبنَيْسابور: أَبَا الْحُسَيْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الخفّاف.
رَوَى عنه: أبو عبد الله الفراوي، وأبو القاسم الشّحّاميّ.
__________
[1] انظر عن (عقيل بن محمد) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 36/ 103، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 17/ 128، 129 رقم 40، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 270، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 294 رقم 1022.
[2] البعلبكيّ: بفتح الباء الموحّدة، وسكون العين المهملة، وفتح اللام والباء الموحّدة، وكسر الكاف المشدّدة. نسبة إلى بعلبكّ مدينة معروفة في لبنان.
[3] قيل: كان يحفظه حفظا جيّدا، وكان يمتنع من الرواية، ويقول: لست أصلح لرواية حديث النبيّ صلّى الله عليه وسلم. وسمع منه أبو محمد بن الأكفاني بعد جهد، وكان مكثرا.
[4] انظر عن (علي بن محمد اللحساني) في: المنتخب من السياق 383 رقم 1289، وسير أعلام النبلاء 18/ 238.
[5] لم أجد هذه النسبة. ويقال: اللحاسي. (سير أعلام النبلاء) .
[6] تقدّم التعريف بهذه النسبة.(31/350)
وتُوُفّي بعد سنة ستين. وقد جاوز الثمانين [1] .
363- عليّ بْن مُحَمَّد بْن نصر الدِّينَوَريّ [2] .
نزيل غزنة.
ذُكِر فِي سنة ثمانٍ وستين ظنًّا.
364- عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن [3] .
أبو الْحَسَن بْن أَبِي عِيسَى الحَسْنَابَاذِيّ الأصبهاني.
مشهور، صدوق، عارف بالرواية.
سمع: أَبَا بَكْر بْن مردوَيْه، وببغداد أَبَا الْحَسَن بْن الصَّلْت، وابن رزقوّيْه قال السمعاني: روى لنا عَنْهُ: ابن عمه أبو الخير عَبْد السلام بْن محمود، ومحمد بْن الفضل الخانيّ، ومحمد بْن عَبْد الواحد الدّقّاق.
365- عليّ بْن محمد بن عبد الرحمن [4] .
أبو الحسين الْبَغْدَادِيّ الحنْبليّ.
أحد الأئمة الكِبار.
خرج فِي فتنةِ البساسيريّ فسكن ثغر آمِد.
كان أحد الأذكياء المعدودين.
تفقّه على القاضي أَبِي يَعْلَى [5] .
وسمع من: أَبِي القاسم بْن بِشْران، وأبي الحسين بن الحرّانيّ، وأبي عليّ ابن المذهب.
ورحل إليه أبو القاسم بْن الفراء للتّفقُّه عليه.
تُوُفّي بآمد [6] سنة سبع أو ثمان وستّين وأربعمائة.
__________
[1] وقال عبد الغافر: من شيوخ الصوفية، كثير الاستفادة، من سكان ناحية بست.
[2] تقدّمت ترجمته برقم (260) .
[3] انظر عن (علي بن محمد الحسناباذي) في: الأنساب 4/ 140.
[4] انظر عن (علي بن محمد الحنبلي) في: طبقات الحنابلة 2/ 234 رقم 670.
[5] وأجلس في حلقة النظر والفتوى بجامع المنصور في الموضع الّذي كان يجلس فيه شيخ الوالد ابن حامد. ولم يزل على ذلك يدرّس ويفتي ويناظر إلى أن خرج من بغداد سنة خمسين وأربعمائة إلى ثغر آمد لما جرى على الإمام القائم بأمر الله، واستوطنها، ودرّس بها.
[6] وكان يدرّس في مقصورة بجامعها.(31/351)
366- عليّ بْن غنائم [1] .
أبو الْحَسَن الأوْسيّ المصريّ، المالكيّ.
سمع: ابن نظيف، وصِلَة بْن المؤمل، وأبا حازم بْن الفرّاء، وجماعة.
وعنه: عليّ بْن طاهر، وجمال الْإِسْلَام عليّ بْن المسلّم، وإسماعيل بْن السَّمَرْقَنْديّ.
وثقة ابن الأكفاني [2] .
- حرف الفاء-
367- الفضل بْن عطاء [3] .
أبو إِبْرَاهِيم المِهْرانيّ [4] النَّيْسابوريّ.
شيخ بهيّ فاضل، من بيت الزُّهْد والورع.
سمع الكثير من: أَبِي عَبْد اللَّه الحاكم، وغيره.
وكان مبالغًا فِي الزُّهْد والورع.
روى عنه: عبد الرحمن بن عبد الله البَحِيريّ.
وتُوُفّي سنة نيّف وستين، وله سبعون سنة.
- حرف الميم-
368- مُحَمَّد بْن خَلصَة [5] .
أبو عبد الله النّحويّ الشّذونيّ [6] ، نزيل دانية.
__________
[1] انظر عن (علي بن غنائم) في: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 18/ 146 رقم 49.
[2] قال ابن عساكر: قدم دمشق مجتازا إلى بغداد، وكان ديّنا ثقة.
[3] انظر عن (الفضل بن عطاء) في: المنتخب من السياق 409، 410 رقم 1395، والمختصر الأول من المنتخب (مخطوط) ورقة 75 أ، وفيهما اسمه: «الفضل بن عطاء بن محمد بن أحمد بن محمد المهراني» .
[4] المهراني: بكسر الميم، وسكون الهاء، وفتح الراء، وفي آخرها النون بعد الألف. هذه النسبة إلى مهران، وهو اسم لجدّ المنتسب إليه. (الأنساب 11/ 531) .
[5] انظر عن (محمد بن خلصة) في: جذوة المقتبس للحميدي 54، 55 رقم 49، والأنساب 7/ 304، ومعجم البلدان 3/ 329، واللباب 2/ 189، والوافي بالوفيات 3/ 42، 43 رقم 931، وبغية الوعاة للسيوطي 1/ 100 رقم 164.
[6] قال ياقوت: بفتح أوله، وبعد الواو الساكنة نون. مدينة بالأندلس تتصل نواحيها بنواحي موزور(31/352)
كان كفيفا ذكيّا ظريفًا، من كبار النُّحَاة المذكورين، والشعراء المشهورين أخذ عن أَبِي الْحَسَن بْن سِيدَه.
وبرعَ فِي اللغة والنّحو، وأشغل مدّة.
أخذ عنه: أبو عمر بن شرف، وأبو عبد الله بن مطرف، وغيرهما.
وشعره مدوّن، فمنه:
أمد نف نفسي بالهوى [1] أَمْ جَلِيدُهَا ... غَدَاةَ غَدَتْ فِي حَلْبةِ الْبَيْنِ غِيدُهَا
تَخُدُّ بِأَلْحَاظٍ لَهَا وَجَنَاتُهَا [2] ... وَتُرْهَبُ أن تَنْقَدَّ لِينًا قُدودُها
فَيا لَدِماء الأُسْد تسفكها الدِّما ... وللصيد من عُفْرِ الظِّباء تَصِيدُها [3]
قال الأَبّار: بقي إِلَى بعد سنة ثمان وستّين وأربعمائة [4] .
369- محمد بن أحمد [5] .
__________
[ (-) ] من أعمال الأندلس، وهي منحرفة عن موزور إلى الغرب مائلة إلى القبلة.
وقال: قال أبو سعد: الشّذونيّ، بالفتح، ثم السكون وفتح الواو ونون، قال: وهي من أعمال إشبيلية، ونسب إليها أبو عبد الله محمد بن خلصة الشذوني النحويّ، كان حيّا بعد سنة 444، وكان ضريرا، وما أظنّ السمعاني أصاب فإنّهما واحد وإعرابه الثانية تصحيف منه أو من الراويّ له. (معجم البلدان 3/ 329) . وردت «موزور» بالزاي، وهي في (الروض المعطار 339) «مورور» بالمهملتين.
[1] في: جذوة المقتبس: «نفس ذو هوى» .
وقال الصفدي: توفي سنة سبعين وأربع مائة، أو ما قبلها. ورأيت ابن الأبّار قد ذكر في «تحفة القادم» ابن خلصة النحويّ الشاعر في أول كتابه، لكنه محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن أحمد بن فتح بن قاسم بن سليمان بن سويد، وقال: هو من أهل بلنسية، وأقرأ وقتا بدانية، وذكر وفاته في سنين مختلفة وصحّح سنة إحدى وعشرين وخمسمائة، ولعلّه غير هذا لبعد ما بين الوفاتين. (الوافي بالوفيات 3/ 42) .
[2] في الجذوة: «تخدّ بألحاظ العيون خدودها» .
[3] الأبيات مع أبيات أخرى في: جذوة المقتبس 54، 55.
[4] وقال الحميدي: كان من النحويين المتصدّرين، والأسانيد المشهورين، والشعراء المجوّدين، رأيته بدانية فيما بعد الأربعين، ولم أسمع منه شيئا. (الجذوة 54) .
[5] انظر عن (محمد بن أحمد التميمي) في: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 21/ 325 رقم 274.(31/353)
الفقيه أبو المظفّر التميمي المَرْوَرُّوذِيّ [1] الشافعي الواعظ.
روى عن: عبد الرحمن بن أبي نصر التميمي الدَّمشقيّ، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد الْعَزِيز الكتاني، وعليّ بْن الخَضِر، ومُحيي السُّنَّة أبو مُحَمَّد البَغَويّ [2] .
370- مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد [3] .
القاضي أبو عمرو [4] النّسويّ، والملقّب بأقضى القُضاة.
من أكابر أهل خُرَاسان فضلًا وحشمةً وإفضالًا وجاهًا.
وكان رسول الملوك إِلَى الخلافة المشرفة.
سمع: أَبَا بَكْر الحِيريّ، وأبا إِسْحَاق الإسفْرائيني، ومحمد بْن زهير النَّسائيّ.
وبمكّة: أَبَا ذَرّ الهَرَويّ، وابن نظيف.
وبدمشق: أَبَا الْحَسَن بْن السِّمْسار.
أملى سنين وتكلَّم على الأحاديث.
رَوَى عَنْهُ: أبو عَبْد اللَّه الفراوي، وأبو المظفَّر القُشَيريّ، وإسماعيل بْن أَبِي صالح المؤذّن، وعبد الغافر الفارسيّ في تاريخه وأطنب في وصفه، وقال: [5]
__________
[1] المروروذيّ: بفتح الميم، والواو، بينهما الراء الساكنة، بعدها الألف واللام، وراء أخرى مضمومة، بعدها الواو، وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى مروالرّوذ، وقد يخفّف في النسبة إليها فيقال المروذي أيضا. هذه بلدة حسنة مبنية على وادي مرو، بينهما أربعون فرسخا. والوادي بالعجمية يقال له: الروذ، فركّبوا على اسم البلد الّذي ماؤه في هذا الوادي والبلد اسما وقالوا: مروالروذ. (الأنساب 11/ 253) .
[2] قال ابن عساكر: كان أبو المظفّر هذا حيّا إلى بعد الخمسين وأربعمائة.
[3] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن) في: المنتخب من السياق 71 رقم 153، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 22/ 346 رقم 411، وسير أعلام النبلاء 18/ 477، 478 رقم 241، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 74، 75، وطبقات المفسّرين للسيوطي 36، وطبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 178- 181 رقم 519.
[4] في طبقات الشافعية للسبكي، وطبقات المفسّرين للداوديّ: «أبو عمر» .
[5] قول عبد الغافر غير موجود في (المطبوع من المنتخب) ، والموجود فيه: «وله شعر يتفق مثله للفقهاء مثل قوله في أماليه:
أحسن شيء على الرجال ... صدق حديث وصدق حال
كل كريم حبا بوعد ... حقق ذا الوعد بالفعال(31/354)
وقَفَ بعضَ بساتينة بنَسَا على مدرسة الصُّوفيّة المنسوبة إِلَى أَبِي علي الدّقّاق بنَسَا. وله بخُوارَزْم مدرسة اتخذها لمّا ولي قضاءها. وعاش ثمانين سنة وولي قضاء خُوارَزْم وأعمالها، وصنَّف كتبا في التّفسير والفقه [1] .
__________
[ (-) ] ولد سنة 378 وتوفي سنة 478» (المنتخب) .
[1] قال ابن عساكر: أنشد أبو عمرو محمد بن عبد الرحمن لنفسه:
اتّخذ طاعة الإله سبيلا ... تجد الفوز بالجنان وتنجو
واترك الإثم والفواحش طرّا ... يؤتك الله ما تروم وترجو
(المختصر 22/ 346) .
وقال السبكي: ذكره كل واحد من عبد الله بن محمد الجرجاني في «طبقات الشافعية» وأبي سعيد السمعاني في «الذيل» ، ومحمود الخوارزمي في «تاريخ خوارزم» .
وقال ابن السمعاني: هو المعروف بالقاضي الرئيس. كان من أكابر أهل عصره فضلا وحشمة وقبولا عند الملوك، بعث رسول إلى دار الخلافة ببغداد من جهة الأمير طغرلبك، وله آثار وجدت بخراسان وخوارزم، وولي قضاءها مدة، وبني بها مدرسة.
وقال الخوارزمي: فاق أهل عصره فضلا وإفضالا، وتقدّم على أبناء دهره رتبة وجلالة وحشمة ونعمة وقولا وإقبالا له الفضل الوافر في فنون العلوم الدينية وأنواعها الشرعية، وكان لغويّا، نحويا، مفسّرا، مدرّسا فقيها، مفتيا، مناظرا، شاعرا، محدّثا، إلى أن قال: وله الدّين المتين، الوازع عن ارتكاب ما يشين. إلى أن قال: وكان سلاطين السلجوقية يعتمدونه فيما يعنّ لهم من المهمّات: وذكر أن السلطان ملك شاه ابن ارسلان استحضره بإشارة نظام الملك من خوارزم إلى أصبهان وجهّزه إلى الخليفة ليخطب له ابنته، فلما مثل بين يدي الخليفة وضعوا له كرسيّا جلس عليه، والخليفة على السرير، فلما بلغ من إبلاغ الرسالة نزل عن السرير وقال: هذه الرسالة، وبقيت النصيحة. قال: قل. قال: لا تخلط بيتك الطاهر النبوي بالتركمانية. فقال الخليفة: سمعنا رسالتك وقبلنا نصيحتك، فرجع عن حضرة الخليفة، وقد بلغ الوزير نظام الملك الخبر قبل وصوله إليه، فلما دخل إلى أصبهان قال له: دعوتك من خوارزم لإصلاح أمر أفسدته، فقال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «الدين النصيحة» ، وأنا لا أبيع الدين بالدنيا، ولم تنقص حشمته بذلك.
ومن شعره قوله:
من رام عند الإله منزلة ... فليطع الله حقّ طاعته
وحقّ طاعاته القيام بها ... مبالغا فيه وسع طاقته
ثم ذكر البيتين اللذين ذكرهما ابن عساكر.
قال محمود الخوارزمي: ولم يكن له كل قضاء خوارزم إنما كان قاضيا بالجانب الشرقي منها.
قال: وكان أبو القاسم محمود الزمخشريّ يحكى أنه كان لا يذكر أحدا إلّا بخير، وأنه ذكر له فقيه كثير المساوي، فقال: لا تقولوا ذلك، فإنه يتعمّم حسنا، يعني لم يجد وصفا جميلا إلّا حسن عمّته، فذكره به.
توفي سنة ثمان وسبعين وأربعمائة. ولم يذكره ابن النجار. (طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 74، 75) .(31/355)
- حرف الواو-
371- واصل بْن حَمْزَة بْن علي [1] .
أبو القاسم الخُنْبُونيّ [2] . وخُنْبُون: قرية من قرى بُخارَى. الصُّوفي الحافظ، ثقة صالح، خيرّ، رحّال.
سمع: عَبْد الكريم بْن عَبْد الرَّحْمَن الكَلّابَاذيّ [3] ، وأحمد بْن ماما الأصبهاني الحافظ، وإبراهيم بْن سَلْم الشِّكَّاني [4] ببُخَارَى، وأبا العبّاس المستغفريّ بنسف، وأبا الحسين بْن فاذشاه، وأصحاب الطَّبَراني بإصبهان.
قال الخطيب: [5] كتبتُ عَنْهُ، ولم يكن به بأس [6] .
ورَوَى عَنْهُ: أبو بَكْر قاضي المارِسْتان [7] .
قال أبو زكريا بْن مَنْدَهْ: كان يرجع إِلَى الحِفْظ والدّيانة، وجمعَ الأبواب والطُّرُق. ثُمَّ ترك ذلك كلَّه واشتغل بشيء لا يرضاه اللَّه.
وقال السمعاني: حدَّث في سنة سبع وستّين [8] .
__________
[1] انظر عن (واصل بن حمزة) في: تاريخ بغداد 13/ 493 رقم 7345، والأنساب 5/ 189، 190، ومعجم البلدان 2/ 391، واللباب 1/ 465.
[2] الخنبونيّ: بضم الخاء المعجمة وسكون النون وضم الباء الموحّدة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى خنبون. قاله ابن السمعاني في (الأنساب) ، وتابعه ابن الأثير في (اللباب) . أما ياقوت فقال: بفتح أوله. من قرى بخارى بما وراء النهر، بينها وبين بخارى أربعة فراسخ على طريق خراسان. (معجم البلدان) .
[3] الكلاباذي: بفتح الكاف والباء الموحّدة وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى محلتين:
إحداهما محلّة كبيرة بأعلى البلد من بخارى، يقال لها كلاباذ. (الأنساب 10/ 506) .
[4] الشّكّانيّ: بكسر الشين المعجمة، وفتح الكاف، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى «شكّان» .
قال ابن السمعاني: وظنّي أنها من قرى بخارى، والله أعلم. وقرأت في كتاب «القند في معرفة علماء سمرقند» أنّ شكّان من قرى كس، ثم كتب على الحاشية. وثبت أنّ شكان قرية من قرى بخارى. (الأنساب 7/ 373) .
[5] في تاريخ بغداد 13/ 493.
[6] وذكر الخطيب حديثا سمعه منه في سنة 450 هـ-.
[7] قال ابن السمعاني: روى لي عنه أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، ولم يحدّثنا عنه أحد سواه. (الأنساب 5/ 189، 190) .
[8] الموجود في (الأنساب 5/ 190) : «وتوفي في سنة سبع وستين وأربعمائة بقريته» ، وتابعه ابن الأثير في (اللباب) .(31/356)
[المجلد الثاني والثلاثون (سنة 471- 480) ]
بسم الله الرحمن الرحيم
الطبقة الثامنة والأربعون
سنة إحدى وسبعين وأربعمائة
عزل ابن جَهِير من الوزارة
فيها عزل فخر الدّولة بن جَهِير من وزارة المقتدي باللَّه بأبي شجاع بن الحسين [1] ، لكونه شَذَّ من الحنابلة [2] .
وكتب أبو الحسن محمد بن علي بن أبي الصَّقر [3] الفقيه الواسطيّ إلى نظام المُلْك هذه الأبيات:
يا نظامَ المُلْك قد ... حُلّ ببغدادَ النّظامُ
وابنُك القاطنُ فيها ... مُسْتهانٌ مُسْتضامُ
وبها أوْدَى له قتيلًا [4] ... غلامٌ، وغلامٌ
والّذي منهم تبقَّى ... سالمًا فيه سِهام
يا قِوامَ الدّين لم يبقَ ... ببغداد مُقام
عظم الخطب، وللحر ... ب اتّصالٌ، ودوامُ
فمتى لم تحسم الدّاءَ ... أياديكَ الحسامُ
ويكفّ القومَ في بغداد ... قتلٌ، وانتقامُ
فعلى مدرسةٍ فيها ... ومَن فيها السّلامُ
واعتصامٌ بحريم ... لك، من بعد، حرام
[5]
__________
[1] هو: محمد بن الحسين.
[2] المنتظم 8/ 317، 319 (16/ 198، 199) ، تاريخ دولة آل سلجوق 55، تاريخ ابن خلدون 4/ 268، البداية والنهاية 12/ 119.
[3] وقع في المطبوع من نهاية الأرب 23/ 244 «القصر» وهو تصحيف.
[4] في الكامل في التاريخ: «قتلى» : ومثله في: نهاية الأرب.
[5] الأبيات في: الكامل في التاريخ 10/ 109، 110، ونهاية الأرب 23/ 244.(32/5)
فَعَظم هذا الخَطْب على النّظام، وأعاد كوهرائين إلى شحنكية بغداد، وحمّله رسالة إلى المقتدي تتضّمن الشّكوى من ابن جهير. وأمر كوهرائين بأخْذ أصحاب ابن جهير، وإيصال المكروه والأذى إليهم.
فسار عميد الدّولة بن فخر الدّولة بن جَهير إلى النظام، وتلطّف في القضيّة إلى أن لانَ لهم [1]
دخول تاج الدّولة تتش دمشق ومقتل أتْسِز
وفيها سار المَلك تاج الدّولة تُتُش أخو السّلطان ملك شاه فدخل الشّام، وتملك دمشق بأمر أخيه بعد أن افتتح حلب. وكان معَه عسكر كثيرٌ من التُّركمان. وذلك أن أتْسِز، وَالعامّة تُغيُّره يقولون أقسيس، صاحب دمشق لمّا جاء المصريّون لحربه استنجد بتنش، فسارَ إليه من حلب، وطمع فيه. فلمّا قارب دمشق أجفل العسكر المصريّ بين يديه شبهه الهاربين، وفرح أتسز، وخرج لتلقيه عند سور المدينة، فأبدى تتش صورةً، فأظهر الغَيْظ من أتسِز، إذ لم يُبعِد في تلقّيه، وعاتبه بغضبٍ فاعتذر إليه، فلم يقبل، وقبض عليه وقتله في الحال، وملك البلد. وأحسن السيرة، وتحبَّب إلى النّاس [2] .
ومنهم مَن ورَّخ فتْحَ تُتش لدمشق في سنة اثنتين وسبعين [3] .
__________
[1] الكامل في التاريخ 10/ 109، 110، تاريخ دولة آل سلجوق 55، نهاية الأرب 23/ 244، 245.
[2] تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) 350 (سويّم) 17، 18، الكامل في التاريخ 10/ 111، وفيات الأعيان 1/ 295، أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 26 (حوادث سنة 472 هـ.) ، زبدة الحلب 2/ 65، المختصر في أخبار البشر 2/ 193، 194، تاريخ دولة آل سلجوق 71، 72، نهاية الأرب 27/ 64، 65، الدرة المضيّة 390 (حوادث سنة 472 هـ.) و 406 (حوادث سنة 472 هـ.) العبر 3/ 274، 275، دول الإسلام 2/ 5، مرآة الجنان 3/ 100، تاريخ ابن الوردي 1/ 380، تاريخ ابن خلدون 3/ 474، اتعاظ الحنفا 2/ 320، أمراء دمشق في الإسلام 21 رقم 73، ولاة دمشق في العهد السلجوقي للدكتور المنجد 18.
[3] قال ابن الأثير: «قد ذكر ابن الهمدانيّ وغيره من العراقيين أن ملك تتش دمشق كان هذه السنة [أي 471 هـ.] ، وذكر الحافظ أبو القاسم بن عساكر الدمشقيّ في كتاب «تاريخ دمشق» أنّ ملكه إياها كان سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة» . (الكامل في التاريخ 10/ 111) .
ذكر ابن خلكان أيضا أن أتسز «خرج إلى تتش لما وصل إلى دمشق، فقبض عليه تتش وقتله(32/6)
وكان أهل الشّام في ويْلٍ شديد مع أتسز الخوارزميّ المقتول.
__________
[ () ] واستولى على مملكته، وذلك في سنة إحدى وسبعين وأربعمائة لإحدى عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر ... ورأيت في بعض التواريخ أن ذلك كان في سنة اثنتين وسبعين، والله أعلم» . (وفيات الأعيان 1/ 295) .
ويقول طالب العلم وخادمه محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : إنّ ابن عساكر الدمشقيّ ورّخ فتح تتش لدمشق في سنة 471 هـ.
فقد جاء الخبر في ترجمة «أتسز بن أوق» وفيه أن تتش «قدم دمشق سنة إحدى وسبعين وأربعمائة، فغلب على البلد، وقتل أتسز لإحدى عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر من هذه السنة» . (مختصر تاريخ دمشق 4/ 205، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 334) . وقد عاد ابن عساكر فأكد مقتل أتسز في ربيع الآخر سنة 471 هـ. مرة ثانية في آخر ترجمته. (تهذيب تاريخ دمشق 2/ 334) إلّا أنه قال في ترجمة «تتش» أنه قدم دمشق «سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة فقتل أتسز» (تهذيب تاريخ دمشق 2/ 343) ، ونقل أيضا في آخر الترجمة أن «يحيى بن زريق» قال: دخل تاج الدولة دمشق في ربيع الآخر سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة، وحسنت السيرة في أيامه.
ويقول ابن القلانسي: «في هذه السنة (471 هـ.) خرج من مصر عسكر كبير مع نصر الدولة الجيوشي ونزل على دمشق محاصرا لها ومضايقا عليها واستولى على أعمالها وأعمال فلسطين، وأقام عليها مدة مضايقا لها وطامعا في تملكها، وأضر على منازلتها إضرارا اضطر اتسز صاحبها إلى مراسلة تاج الدولة يستنجده ويستصرخ به ويعده بتسليم دمشق إليه ويكون في الخدمة بين يديه، فتوجه نحوه في عسكره، فلما عرف نصر الدولة الخبر وصحّ عنده قربه منه رحل عنه مجفلا، وقصد ناحية الساحل. وكان ثغرا صور وطرابلس في أيدي قضاتهما قد تغلبا عليهما ولا طاعة عندهما لأمير الجيوش بل يصانعان الأتراك بالهدايا والملاطفات. ووصل السلطان تاج الدولة إلى عذراء في عسكره لإنجاد دمشق، وخرج أتسز إليه وخدمه وبذل له الطاعة والمناصحة وسلم البلد إليه، فدخلها وأقام بها مديدة، ثم حدّثته نفسه بالغدر بأتسز ولاحت له منه أمارات استوحش بها منه مستهله (كذا) ، فقبض عليه في شهر ربيع الأول منها، وقتل أخاه أولا، ثم أمر بخنقه فخنق بوتر في المكان المعتقل فيه، وملك تاج الدولة دمشق واستقام له الأمر فيها وأحسن السيرة في أهلها، وفعل بالضد من فعل أتسز فيها، وملك أعمال فلسطين» .
(ذيل تاريخ دمشق 112) .
أما ابن ميسر فيذكر الخبر في سنة 472 هـ. وأن مقتل أتسز في شهر ربيع الأول منها. (أخبار مصر 26) ، ومثله ورّخه العظيمي في (تاريخ حلب- زعور- 350- سويّم 18) ، وابن أيبك في الدرة المضية 406، والمقريزي في: اتعاظ الحنفا 2/ 320. وذكره ابن العديم في حوادث سنة 471 هـ. (زبدة الحلب 2/ 65) ومثله أبو الفداء في (المختصر في أخبار البشر 2/ 193) ، والبنداري في (تاريخ دولة آل سلجوق 71، 72) .(32/7)
سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة
أخذ مسلم بن قريش حلب
كتب شرف الدّولة مسلم بن قُريش بن بدران العُقَيْليّ صاحب الموصل إلى السّلطان جلال الدّولة ملك شاه ابن السلطان عضُد الدّولة ألْب أرسلان السَّلجوقيّ يطلب منه أن يُسلِّم إليه حلب على أن يحمل إليه في العام ثلاثمائة ألف دينار.
فأجابه إلى ذلك وكتب له توقيعًا بها. فسار إليها وبها «سابق» آخر ملوك بني مرداس. فأعطاه مسلم بن قريش إقطاعًا بعشرين ألف دينار، على أن يخرج من البلد، فأجاب. فوثب عليه أخواه فقتلاه واستوليا على القلعة، فحاصرهما مسلم، ثمّ أخذها صلحًا [1]
وفاة صاحب ديار بكر
وفيها مات نصر بن أحمد بن مروان صاحب ديار بكر، وتملَّك بعده ابنه منصور [2]
__________
[1] تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) 351 (سويم) 18 (حوادث 473 هـ.) ، المنتظم 8/ 323 (16/ 206) ، الكامل في التاريخ 10/ 114، 115، ذيل تاريخ دمشق 113، زبدة الحلب 2/ 67، 68، المختصر في أخبار البشر 2/ 194، تاريخ دولة آل سلجوق 72، دول الإسلام 2/ 5، تاريخ ابن الوردي 1/ 380، تاريخ ابن خلدون 4/ 275.
[2] الكامل في التاريخ 10/ 116، 117، المختصر في أخبار البشر 2/ 194، تاريخ ابن الوردي 1/ 380، النجوم الزاهرة 5/ 108 وفيه: «توفي منصور بن بهرام الأمير نظام الملك صاحب ميافارقين من ديار بكر، وملك بعده ابنه ناصر الدولة» . وقال محققه في الحاشية (3) : كذا ورد في الأصل، ولم نعثر عليه في المصادر التي بين أيدينا» !.(32/8)
غزوة صاحب الهند
وفيها غزا صاحب الهند إبراهيم بْن مسعود بْن محمود بْن سُبُكْتِكِين [1] في الكفّار غزوة كبرى [2] .
__________
[1] في الأصل: «الا سبكتكين» .
[2] الكامل في التاريخ 10/ 113، 114، المختصر في أخبار البشر 2/ 194، تاريخ ابن الوردي 1/ 380، البداية والنهاية 12/ 120.(32/9)
سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة
الخلاف بين السلطان ملك شاه وأخيه
فيها عرض السّلطان ملك شاه جيشه بالرَّيّ، فأسقط منهم سبعة آلاف لم يرض حالهم. فساروا إلى أخيه تكش، فقوي بهم وأظهر العصيان، واستولى على مَرْو وتِرْمذ، وسار إلى نَيْسابور، فسبقه إليها السّلطان، فَرَدَّ وتحصّن بتِرْمذ، ثمّ نزل إليه، فعفا عنه [1] .
__________
[1] الكامل في التاريخ 10/ 118، 119، نهاية الأرب 26/ 322، 323، النجوم الزاهرة 5/ 110، البداية والنهاية 12/ 121.(32/10)
سنة أربع وسبعين وأربعمائة
خطبة الخليفة المقتدي بنت السّلطان
فيها بعث الخليفة المقتدي باللَّه الوزير أبا نصر بن جهير يخطُب ابنَة السّلطان. فأجابوا: على أن لا يتسرّى عليها، ولا يبيت إلّا عندها [1]
حصار مدينة قابس
وفيها حاصر تميم صاحب إفريقية مدينة قابس، وأتلفَ جُندُه بساتينها، وضيَّق على أهلها [2]
فتح تتش لأنطرطوس
وفيها سار تتش صاحب دمشق، فافتتح أَنْطَرَطُوس، وغيرها [3]
أخذ صاحب الموصل لحرّان
وفيها أخذ شرف الدّولة صاحب الموصل حرّان من بني وثّاب النُّمَيْريّين،
__________
[1] الكامل في التاريخ 10/ 120، نهاية الأرب 23/ 245، تاريخ دولة آل سلجوق 72، وفيات الأعيان 5/ 287 وفيه أن السفير في الخطبة كان الشيخ أبو إسحاق الشيرازي، وأنفذه الخليفة إلى نيسابور لهذا السبب، البداية والنهاية 12/ 122.
[2] الكامل في التاريخ 10/ 121.
[3] الكامل في التاريخ 10/ 121، نهاية الأرب 27/ 65، تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) 352 (سويّم) 19 (حوادث سنة 475 هـ.) وفيه: «فتح تاج الدولة بعلبكّ» . ذيل تاريخ دمشق 115 (حوادث سنة 475 هـ.) وفيه: سار السلطان تاج الدولة إلى ناحية طرابلس وافتتح أنطرطوس وبعض الحصون.
وجاء في (تاريخ الزمان لابن العبري 116) أن سائر الجيوش انضموا إلى سليمان بن قتلميش وغادروا بلاد الروم وزحفوا عام 475 للعرب إلى بعض المدن الساحلية كانطرطس وطرسوس وفتحوها.(32/11)
وصالحه صاحب الرُّها وخطب له [1]
وفاة الأمير داود بن ملك شاه
وفيها مات الأمير داود ولد السلطان ملك شاه، فجزع عليه، ومنع مِن دفنه حتّى تغيرت رائحته، وأراد قتل نفسه مرّات فيمنعونه. الحديبية نقل صاحب «الكامل» [2]
تملّك عليّ بن مقلّد حصن شَيْزر
وفيها تملك الأمير سديد الدولة أبو الحَسَن عَليّ بْن مُقَلّد بْن نَصْر بْن مُنْقذ الكِنَانيّ [3] حصن شَيْزَر، وانتزعه من الفرنج. وكان له عشيرة، وأصحاب، وكانوا ينزلون بقرب شَيْزَر، فنازلها ثمّ تسلّمها بالأمان [4] .
فلم تزل شَيْزَر بيده ويد أولاده، إلى أن هدمتها الزَّلْزلة وقتلت أكثر مَن بها [5] ، فأخذها السّلطان نور الدين محمود، وأصلحها وجدّدها [6]
__________
[ () ] وذكر ابن أيبك الخبر في سنة 475 هـ. وقال إنه فتح أنطرطوس وبانياس. (الدرة المضية 407) وفي العبر 3/ 280: افتتح طرسوس.
وورد الخبر مشوشا في: مرآة الجنان 3/ 108 هكذا: «توفي تاج الدولة أخو السلطان ملك شاه طرسوس» ! وهو صحيح في: النجوم الزاهرة 5/ 113 (حوادث سنة 474 هـ.) ، ولكنه عاد في سنة 475 هـ. فقال: «وفيها فتح ابن قتلمش حصن أنطرطوس من الروم، وبعث إلى ابن عمّار قاضي طرابلس وصاحبها يطلب منه قاضيا وخطيبا» . ولم يعلق محققه على هذا التناقض.
[1] الكامل في التاريخ 10/ 122، تاريخ الزمان 117 (حوادث سنة 476 هـ.) ، دول الإسلام 2/ 6، تاريخ ابن خلدون 4/ 267، النجوم الزاهرة 5/ 113، البداية والنهاية 1/ 122.
[2] الكامل في التاريخ 10/ 122، نهاية الأرب 26/ 323، النجوم الزاهرة 5/ 113.
[3] انظر عنه ترجمة وافية في كتابنا: الحياة الثقافية في طرابلس الشام خلال العصور الوسطى- طبعة دار فلسطين للتأليف والترجمة، بيروت 1392 هـ. / 1972 م. - ص 294- 297.
[4] تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) 351 (سويّم) 18، ذيل تاريخ دمشق 113، مرآة الزمان (حوادث 474 هـ.) ، زبدة الحلب 2/ 76، 77، بغية الطلب (المخطوط) 1/ 223، معجم الأدباء 5/ 221، الدرّة المضيّة 421، 422، درر التيجان لابن أيبك (المخطوط) 442- 446، تاريخ ابن الفرات 8/ 77، دول الإسلام 2/ 6. النجوم الزاهرة 5/ 113.
[5] كان ذلك في سنة 552 هـ.
[6] الدرّة المضيّة 422، دول الإسلام 2/ 6، النجوم الزاهرة 5/ 114.(32/12)
وفاة سديد الدّولة ابن منقذ
وأما سديد الدّولة فلم يحيى بعد أن تملّكها إلّا نحو السّنة [1] . وكان فارسًا شجاعًا شاعرًا. وتملَّك بعبده ابنه أبو المرهف نصر [2]
وفاة الأمير دُبَيْس الأسَديّ
وفيها مات نور الدّولة دُبَيْس بن الأمير سند الدّولة عليّ بن مزيد الأسديّ، وقد وُلْي الإمارة صبيًّا بعد أبيه من سنة ست وأربعمائة وبَقِي رئيس العرب هذه المدّة كلّها. وكان كريما عاقلا شريفا، قليل الشّرّ والظلم [3] .
__________
[1] قيل توفي سنة 475 هـ. وقيل سنة 479 هـ.
[2] معجم الأدباء 5/ 241.
[3] الكامل في التاريخ 10/ 121، نهاية الأرب 22/ 245، تاريخ مختصر الدول 192، دول الإسلام 2/ 6، تاريخ ابن خلدون 4/ 280، النجوم الزاهرة 5/ 114، البداية والنهاية 12/ 123.(32/13)
سنة خمس وسبعين وأربعمائة
الخلاف بين الواعظ الأشعريّ والحنابلة ببغداد
فيها قدِم الشريف أبو القاسم البكْريّ الواعظ الأشعريّ بغداد، وكان جاء من الغرب وقصد نظام المُلْك، فأحبّه ومال إليه، وبعثه إلى بغداد، فوعظ بالنّظامية، وأخذ يذكر الحنابلة ويرميهم بالتّجسيد، ويثني على الإمام أحمد ويقول: وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا 2: 102 [1] .
ثمّ وقَعَ بينه وبين جماعة من الحنابلة سَبُّ، فَكَبَس دُورَ بني الفرّاء، وأخذ كتابَ أبي يَعْلَى الفرّاء، رحمه الله، في إبطال التّأويل، فكان يُقرأ بين يديه وهو جالس على المنبر، فيُشنِّع به، فلقّبوه عَلَم السُّنَّة.
ولمّا مات دفنوه عند قبر أبي الحَسَن الأشعريّ [2]
إيفاد الشيرازيً رسولًا
وفي آخر السّنة بعث الخليفة الشّيخ أبا إسحاق الشّيرازيّ رسولًا إلى السّلطان يتضمّن الشكْوى من العميد أبي الفتح [3]
ضرب الطبول لمؤيد المُلْك
وفيها قدِم مؤيّد الملك بن نظام الملك من أصبهان، ونزل بالنّظامية،
__________
[1] سورة البقرة، الآية: 102.
[2] المنتظم 8/ 3، 4 (16/ 224، 225) الكامل في التاريخ 10/ 124، 125، تاريخ دولة آل سلجوق 75، المختصر في أخبار البشر 2/ 194، نهاية الأرب 23/ 246، 247، العبر 3/ 281، 282، مرآة الجنان 3/ 109، تاريخ ابن الوردي 1/ 380.
[3] الكامل في التاريخ 10/ 125، المختصر في أخبار البشر 2/ 194، الإنباء في تاريخ الخلفاء 203، تاريخ ابن الوردي 1/ 380، مآثر الإنافة 2/ 2، تاريخ الخلفاء 424، البداية والنهاية 12/ 123.(32/14)
وضُربت على بابه الطُّبول أوقات الصَّلوات الثلاثة، فأعطي مالًا جزيلًا حتّى قطعها وبعث بها إلى تكريت [1] .
__________
[1] الكامل في التاريخ 10/ 127، 128، تاريخ دولة آل سلجوق 73، نهاية الأرب 23/ 247، دول الإسلام 2/ 6، البداية والنهاية 12/ 123.(32/15)
سنة ست وسبعين وأربعمائة
وزارة ابن المسلمة
فيها عُزِل عميد الدّولة بن جَهير عن وزارة الخليفة، ووُلْي أبو الفتح المظفّر بن رئيس الرؤساء ابن المسلمة.
وسار ابن جَهير وأبوه السّلطان فأكرمهم [1]
ولاية فخر الدّولة على ديار بكر
وعقد لابنه فخر الدّولة على ديار بكر وأعطاه الكوسات والعساكر، وأمره أن ينتزعها من بني مروان [2]
عصيان أهل حرّان على مسلم بن قريش
وفيها عصى أهلُ حرّان على شرف الدّولة مسلم بن قريش، وأطاعوا قاضيهم ابن جلبة [3] الحنبليّ، وعَزَموا على تسليم حَرّان إلى جَنق أمير التّركمان لكونه سُنّيا، ولكون مسلم رافضيًّا. وكان مسلم على دمشق يحاصر أخا السّلطان تاج الدّولة تُتُش في هوى المصريّين، فأسرع إلى حرّان ورماها بالمنجنيق،
__________
[1] المنتظم 9/ 5، 6 (16/ 227) ، الكامل في التاريخ 10/ 129، تاريخ دولة آل سلجوق 75، تاريخ الفارقيّ 219، نهاية الأرب 23، 247، 248، تاريخ ابن خلدون 3/ 474 و 475، النجوم الزاهرة 5/ 116، البداية والنهاية 12/ 124.
[2] المنتظم 9/ 6 (16/ 227) ، الكامل في التاريخ 10/ 129، تاريخ الفارقيّ 209، نهاية الأرب 23/ 248، مفرّج الكروب لابن واصل 1/ 11، الدرة المضية 408، 409، دول الإسلام 2/ 7، البداية والنهاية 12/ 124.
[3] في: الكامل في التاريخ 10/ 129 «ابن حلبة» (بالحاء المهملة) ، وفي (مرآة الزمان) : «ابن جبلة» . والمثبت يتفق مع: زبدة الحلب 2/ 83، والعبر 3/ 283، وفي تاريخ ابن خلدون 4/ 268 «ابن حلبة» (بالحاء المهملة) .(32/16)
وافتتح البلد، وقتل القاضي وولديه [1] ، رحمهم اللَّه
قصْد تاج الدّولة أنطاكية
وكان تاج الدّولة قد سار فقصد أنطاكية
عزل المظفّر ووزارة أبي شجاع
وفيها عُزِل المظفّر بن رئيس الرؤساء من وزارة الخليفة، وولي أبو شجاع محمد بن الحُسين، ولقّبه الخليفة ظهير الدّين، ومَدَحته الشعراء فأكثروا [2] .
مقتل سيّد الرؤساء ابن كمال المُلْك
وفيها قتلة سيد الرؤساء أبي المحاسن بن كمال المُلْك بن أبي الرّضا، وكان قد قرب من السّلطان ملك شاه إلى الغاية. وكان أبوه كمال المُلْك يُكْتَب الإنشاء للسلطان. فقال أبو المحاسن: أيُّها الملك، سلِّم إليَّ نظام المُلْك وأصحابَه وأنا أعطيك ألف ألف دينار، فإنَّهم قد أكلوا البلاد.
فبلغ ذلك نظام المُلْك، فمدَّ سماطًا وأقام عليه مماليكه، وهم أُلُوف من الأتراك، كذا قال «ابن الأثير» [3] ، وأقام خَيْلهم وسلاحهم. فلمّا حضر السّلطان قال له: إنّني في خدمتك وخدمة أبيك وجدّك، وُلْي حقّ خدمة. وقد بَلَغَكَ أخذي لأموالك، وصَدَق القائل. أنا آخذ المال وأعطيه لهؤلاء الغلمان الذين جمعتهم لك. وأصرفه أيضًا في الصَّدقات والوقوف والصِّلات التي مُعظم ذِكرها وأجرها لك. وأموالي وجميع ما أملكه بين يديك، وأنا أقنع بمُرَقَّعَةٍ وزاوية.
فصفَا له السّلطان، وأمر أن تُسْمَل عينا أبي المحاسن، ونَفَّذه إلى قلعة ساوة. فسمع أبوه الكمال المُلْك الخبر، فاستجار بنظام المُلْك وحمل مائتي ألف
__________
[1] تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) 352 (سويم) 19، الكامل في التاريخ 10/ 129، 130، ذيل تاريخ دمشق 116، مرآة الزمان (حوادث 476 هـ.) تاريخ الزمان 117، زبدة الحلب 2/ 83، الأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 46، 47، نهاية الأرب 23/ 248، الدرة المضيّة 429 (حوادث سنة 480 هـ.) العبر 3/ 283، مرآة الجنان 3/ 109، 110، تاريخ ابن خلدون 4/ 267، 268، شذرات الذهب 3/ 349، البداية والنهاية 12/ 124.
[2] الكامل في التاريخ 10/ 130، تاريخ الخلفاء 424.
[3] في الكامل في التاريخ 10/ 131.(32/17)
دينار، وعُزِل عن الطُّغراء، يعني كتابة السّرِّ، ووليها مؤيد المُلْك بن النظام [1]
محاصرة المهدية والقيروان
وفيها خرج على تميم بن المُعزّ: ملكُ بنُ علويّ أمير العرب، وحاصر المهديّة، وتعب معه تميم، ثمّ سار إلى القيروان فملكها، فجهز إليه تميم جيوشه، فحاصروه بالقيروان، فعجز وخرج منها، وعادت إلى يد تميم [2]
رخْص الأسعار
وفيها رخصت الأسعار بسائر البلاد، وعاش النّاس [3] ، وللَّه الحمد.
__________
[1] الكامل في التاريخ 10/ 131، نهاية الأرب 26/ 323، 324.
[2] الكامل في التاريخ 10/ 132، وانظر: مآثر الإنافة 1/ 349.
[3] الكامل في التاريخ 10/ 132، تاريخ الخلفاء 424.(32/18)
سنة سبع وسبعين وأربعمائة
الحرب بين العرب والتركمان عند آمِد
فيها بعث السّلطان جيشًا عليهم الأمير أُرْتُق بن أكسُب [1] نجدةً لفخر الدّولة بن جَهير. وكان ابن مروان قد مضى إلى مشرف الدّولة صاحب الموصل، واستنجد به، على أن يُسلّم إليه آمد، وحلف له على ذلك، وكانت بينهما إحَنٌ قديمة، فاتفقا على حرب ابن جهير وسارا، فمالَ ابنُ جهير إلى الصُّلْح، وعلمت التُّرْكُمان نيّته، فساروا في الليل، وأتوا العرب فأحاطوا بهم، والْتَحم القتال، فانهزمت العرب، وأُسِرَت أمراء بني عقيل، وغنمت التُركمان لهم شيئا كثيرا [2] .
__________
[1] في: المختصر في أخبار البشر 2/ 195 «أرتق بن أكسك وقيل: أكسب، والأول أصح» ومثله في: تاريخ ابن الوردي 1/ 381.
[2] روى ابن العبري هذا الخبر على هذا النحو: «وفي سنة 477 للعرب كان ابن مروان متوليا من الموصل حتى ساحل الفرات واثقا بالعساكر المعدّيين، لا يخضع كما يجب للسلطان ملك شاه. فأرسل السلطان إلى الأمير أرتق ليحشد جنود التركمان ويتأهب للقتال. فسمع ابن مروان وأرسل إلى شرف الدولة بن قريش أمير المعدّيين الكبير يستنجده. فاحتشدوا وشارفوا آمد، وأقبل أرتق كذلك. ولما رأى شرف الدولة كثرة التركمان أرسل يقول لأرتق: إني أن وابن مروان عبدان للسلطان، فعلام هذا النزاع؟ أرجو إذا أن تعودوا فأعود أنا أيضا ويتم الصلح بيننا. فوافق الأمير أرتق، لكن التركمان تذمّروا لأنهم عائدون فارغين دون غنيمة يغتنمونها. وركبوا عند نصف الليل وحملوا على المعدّيين صباحا وفتكوا بالكثيرين منهم، وانهزم شرف الدولة مأيوسا إلى آمد ولاذ بابن مروان، وسار التركمان إلى خيام المعديين وأوثقوا النساء والفتيان، واحتووا على ما فيها. ثم ربطوا أعناق الأمراء المعدّيين ومضوا بهم نحو سور آمد وباعوا البعض بعشرة دنانير والبعض بأقلّ من خمسة دنانير. وبيع الحصان العربيّ الجيد بخمسة دنانير، والناقة بدينار، والجحش بخمسة دراهم، والحروف بنصف درهم، وحطّموا أكثر من عشرة آلاف رمح وأحرقوها تحت القدور، ثم ثار نزاع ما بينهم فتركوا آمد وانصرفوا وانطلق شرف الدولة إلى الرقة. (تاريخ الزمان 117) .
وانظر: زبدة الحلب 2/ 84.(32/19)
واستظهر ابن جَهير وحاصر شرف الدّولة. فراسَلَ شرف الدّولة أرتق وبذل له مالًا، وسأله أن يمُن عليه، ويمكنه من الخروج من آمد. فإذن له، فساق على حَمِية، وقصد الرَّقَّة، وبعث بالمال إلى أرتق. وسافر فخر الدّولة إلى خلاط.
وبلغ السّلطان أنّ شرف الدّولة قد انهزم وحُصر بآمد، فجهز عميد الدّولة بن جُهير في جيش مَدَدًا لأبيه، فقدِم الموصل، وفي خدمته من الأمراء:
قسيم الدّولة آقسنقر جد السّلطان نور الدين رحمه الله، والأمير أرتق، وفتح له أهل الموصل البلد فتسلّمه [1]
مصالحة السّلطان وشرف الدّولة
وسار السّلطان بنفسه ليستولي على بلاد شرف الدّولة بن قريش، فأتاه البريد بخروج أخيه تكش بخُراسان، فبعث مؤيد الدّولة بن النظام إلى شرف الدّولة، وهو بنواحي الرحبة، وحلف له، فحضر إلى خدمة السّلطان، فخلع عليه، وقدم هو خيلًا عربيّة من جملتها فرسَه بَشّار، وكان فرسًا عديم النظير في زمانه، لا يُسْبق. فأُجري بين يديه، فجاء سابقًا، فوثب قائمًا من شدّة فرحه، وصالح شرف الدّولة [2]
عصيان تكش على أخيه السّلطان
وعاد إلى خُراسان لحرب أخيه، وكان قد صالحه. فلما رأى تكش الآن بُعد السّلطان عنه عاد إلى العصيان، فظفر به السّلطان فكحّله وسجنه [3] ، وليته قتله، فإنّه قصد مَرْو، فدخلها وأباحها لعسكره ثلاثة أيّام، فنهبوا الأموال، وفعلوا
__________
[1] تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) 352 (سويم) 19، الكامل في التاريخ 10/ 134، 135، ذيل تاريخ دمشق 117، تاريخ دولة آل سلجوق 75، 76، المختصر في أخبار البشر 2/ 195، تاريخ الفارقيّ 211، 212، 221، نهاية الأرب 23/ 248، الدرّة المضيّة 409، 410، تاريخ ابن الوردي 1/ 381، 382، تاريخ ابن خلدون 3/ 475 و 4/ 268، البداية والنهاية 12/ 126.
[2] تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) 352 (سويّم) 19، الكامل في التاريخ 10/ 136، التاريخ الباهر في الدولة الأتابكية 5، ذيل تاريخ دمشق 117، زبدة الحلب 2/ 84- 86، تاريخ دولة آل سلجوق 76، 77، المختصر في أخبار البشر 2/ 195، تاريخ ابن الوردي 1/ 382، تاريخ ابن خلدون 3/ 475.
[3] الكامل في التاريخ 10/ 137، 138، البداية والنهاية 12/ 126.(32/20)
العظائم، وشربوا في الجامع في رمضان
استرجاع أنطاكية من الروم
وفيها سار سُليمان بن قُتْلُمِش [1] السلْجوقيْ صاحب قونية وأقصرا [2] بجيوشه إلى الشّام، فأخذ أنطاكية، وكانت بيد الروم من سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة، وسبب أخذها أنّ صاحبها كان قد سار عنها إلى بلاد الروم، ورتب بها شحنة.
وكان مسيئًا إلى أهلها وإلى جُنده حتّى أنه حبس ابنه. فاتفق ابنه والشحنة على تسليم البلد إلى سُليمان، فكاتبوه يستدعونه، فركب في البحر في ثلاثمائة فارس، وجمع من الرّجّالة، وطلع من المراكب، وسار إلى في جبال وعرة ومضايق صعبة حتّى وصل إليها بغتةً ونصب السلالم ودخلها في شعبان. وقاتلوه قتالًا ضعيفًا، وقتل جماعة وعفا عن الرعيّة، وعدل فيهم، وأخذ منها أموالًا لا تُحصى [3] ثمّ أرسل إلى السّلطان ملك شاه يبشّره، فأظهر السّلطان السرور، وهنأه النّاس.
وفيها يقول الأبِيوَرْدِيّ قصيدته:
لَمَعْت كناصية الحِصان الأشقرِ ... نار بمعتلج الكثيب الأعفر
منها:
__________
[1] يرد في المصادر: «قتلمش» ، و «قتلميش» و «قطلمش» و «قطلومش» .
[2] أقصرا: وأقصرى: بفتح الهمزة وسكون القاف وفتح الصاد والراء مع المدّ، من بلاد الروم.
الأرجح أنها مدينة آق سراي المعروفة الآن في تركيا بين أنطاكية وأنقرة. (ومعناها: القصر الأبيض) .
[3] روى ابن العبري هذا الخبر على هذا النحو:
«وسمع سليمان بن قتلميش الّذي قتل أبوه في العاصمة كما ذكرنا أن قيلردس انتزح عن أنطاكية فجهز السفن وزحف من أنطرطوس وطرسوس إلى أنطاكية من جهة الجبل واحتلها بمساعدة حاكمها إسماعيل المذكور. وفتح كنيسة القسيان الكبرى واحتوى على أمتعتها وآتيتها الذهبية والقضية وعلى ما أهداه إليها الأنطاكيون من التحف الوافرة وحوّلها إلى مسجد. ونادى بالأمان في المدينة وحرّم على الأتراك الضرب بالسيف ودخول أيّ بيت من بيوت المسيحيين ومصاهرة بناتهم على الإطلاق. وفرض عليهم أن يبيعوا كل ما غنموه من الأنطاكيين في أنطاكية عينها وبثمن بخس، وهكذا طيب قلوب الأهالي، وولى الحاكم حراسة القلعة، فاستراح الأنطاكيون وتمتعوا بالطمأنينة من أيام قيلردس النصراني بالاسم» .
وانظر: زبدة الحلب 2/ 86، 88.(32/21)
وفتحتَ أنطاكيَّة الرّوم التي ... نَشَرَتْ مَعَاقِلَها على الإسكندرِ
وطِئَتْ مناكبَها جيادُك فانْثَنَت ... تُلقِي أجِنِّتها بناتُ الأصفرِ
[1] وأرسل شرف الدّولة مسلم بن قريش إلى سُليمان يطلب منه الحَمل الذي كان يحمله إليه صاحبُ أنطاكية. فبعث يقول له: إنّما ذاك المال كان جزية رأس الفردروس [2] وأنا بحمد الله فمؤمن، ولا أعطيك شيئًا [3] .
فنهب شرف الدّولة بلاد أنطاكيّة، فنهب سُليمان أيضًا بلاد حلب، فاستغاث له أهلُ القرى، فرقَّ لهم، وأمرَ جُنْدَه بإعادة عامّة ما نهبوه [4]
مقتل شرف الدولة بنواحي أنطاكية
ثمّ إنّ شرف الدّولة حشد العساكر، وسار لحصار أنطاكية، فأقبل سُليمان بعساكره، فالتقيا في صَفَر سنة ثمانٍ وسبعين بنواحي أنطاكية، فانهزمت العرب، وقُتل شرف الدّولة بعد أن ثبت، وقتِل بين يديه أربعمائة من شباب حلب.
وكان أخوه إبراهيم في سجنه، فأخرجوه وملّكوه [5]
__________
[1] الكامل في التاريخ 10/ 139، المختصر في أخبار البشر 2/ 195، نهاية الأرب 23/ 248، الدرة المضية 410، 411 و 427 (حوادث سنة 479 هـ.) ، العبر 3/ 285، 286، دول الإسلام 2/ 7، تاريخ ابن الوردي 1/ 382، تاريخ ابن خلدون 4/ 269، تاريخ الخلفاء 424.
[2] يسميه ابن الأثير: «الفردوس» (10/ 138 و 139) وفي نسخة خطية أخرى كما هو مثبت أعلاه.
ومثله في التاريخ الباهر 6، وفي زبدة الحلب 2/ 86 «الفلادرس» و «الفلاردوس» .
[3] زبدة الحلب 2/ 89، الكامل في التاريخ 10/ 138، التاريخ الباهر 6، المختصر في أخبار البشر 2/ 195، الدرة المضية 411، العبر 3/ 286، دول الإسلام 2/ 7، مرآة الجنان 3/ 120، تاريخ ابن الوردي 1/ 382.
[4] تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) 352 (سويّم) 19، الكامل في التاريخ 10/ 140، العبر 3/ 286.
[5]- تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) 353 (سويم) 20 (حوادث سنة 478 هـ.) ، الكامل في التاريخ 10/ 140، 141، ذيل تاريخ دمشق 118، تاريخ الزمان 119، زبدة الحلب 2/ 91، 92، و 95، تاريخ دولة آل سلجوق 77، المختصر في أخبار البشر 2/ 196، الأعلاق الخطيرة ج 3 ق 2/ 48، الدرة المضيّة 411، العبر 3/ 286، دول الإسلام 2/ 7، تاريخ ابن الوردي 1/ 382، مآثر الإنافة 2/ 5، تاريخ ابن خلدون 45/ 269، البداية والنهاية 12/ 126.(32/22)
حصار حلب
وسار سُليمان فنازل حلب وحاصرها أكثر من شهر، وترحّل عنها [1]
ولاية آقسنقر شحنكية بغداد
وفيها وُلْي شِحْنكيّة [2] بغداد قسيم الدّولة آقسنقر.
__________
[1] تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) 353 (سويم 20 (حوادث سنة 478 هـ.) ، ذيل تاريخ دمشق 118، زبدة الحلب 2/ 95، الدرة المضيّة 411.
[2] الشحنكيّة من الشحنة، وهي الجماعة التي يقيمها الملك لضبط البلد، أو الرباط من الخيل.(32/23)
سنة ثمان وسبعين وأربعمائة
استيلاء الأدفُونش على طليطلة
كان قد جمع الأدفونش، لعنه الله، جيوشَه، وسار فنزل على مدينة طُليطلَة من بلاد الأندلس في السّتين الماضية، فحاصرها سبْع سِنين، وأخذها في العام من صاحبها القادر باللَّه ولد المأمون يحيى بن ذي النون، فازداد قوّةً وطغى وتجبَّر [1]
موقعة الملثّمين بالأندلس
وكان ملوك الأندلس، حتّى المعتمد صاحب قُرْطُبة وإشبيلية، يحمل إليه قطيعة كلّ عام [2] فاستعان المعتمد بن عبّاد [3] على حربه بالملثّمين من البربر، فدخلوا إلى الأندلس [4] فكانت بينهم وقعة مشهورة، ولكن أساء يوسف بن تاشفين ملك الملثمين إلى ابن عبّاد، وعمل عليه، وأخذ منه البلاد، وسجنه بأغمات إلى أن مات
رواية ابن حزم عن كتاب الأدفونش إلى المعتمد بن عبّاد
وذكر اليَسَع بن حَزْم قال: كان وجّه أدفونش بن شانجة رسولا إلى
__________
[1] الكامل في التاريخ 10/ 142، وفيات الأعيان 5/ 27، المختصر في أخبار البشر 2/ 196، نهاية الأرب 23/ 248، دول الإسلام 2/ 8، العبر 3/ 289، تاريخ ابن الوردي 1/ 383، مآثر الإنافة 2/ 10، شذرات الذهب 3/ 357.
[2] الكامل في التاريخ 10/ 142.
[3] انظر عن (المعتمد بن عبّاد) في: الذخيرة لابن بسّام ق 3/ 14، والمعجب 158، ووفيات الأعيان 5/ 21- 29، والحلة السيراء 2/ 52، وأعمال الأعلام 157، والبيان المغرب 3/ 257، والوافي بالوفيات 3/ 183، ونفح الطيب (في مواضع متفرقة)
[4] العبر 3/ 289.(32/24)
المعتمد. وكان من أعيان ملوك الفرنج يقال له البرهنس، معه كتاب كتبه رجلُ من فقهاء طُلَيْطلة تنصَّر ويُعرف بابن الخيّاط، فكان إذا عُيِّر قال: إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ 28: 56 [1] والكتاب:
«من الانبراطور ذي الملّتين الملك أدفونش بن شانجة، إلى المعتمد باللَّه، سدّد الله آراءه، وبصّره مقاصد الرشاد. قد أبصرت تَزَلْزُل أقطار طُلَيْطُلة، وحصارها في سالف هذه السّنين، فأسلمتم إخوانكم، وعطّلتم بالدّعة زمانكم، والحذر من أيقظ بالَهَ قبل الوقوع في الحبالة. ولولا عهدٍ سَلَفَ بيننا نحفظ ذِمامه نهض العزم، ولكن الإنذار يقطع الأعذار، ولا يعجل إلّا من يخاف الفوت فيما يرومه، وقد حمّلنا الرّسالة إليك السّيد البرهانس، وعنده من التسديد الذي يلقى به أمثالك، والعقل الذي يدبّر به بلادك ورجالك، ما أوجب استنابته فيما يدق ويجلّ» . فلمّا قدم الرسول أحضر المعتمد الأكابر، وقرئ الكتاب، فبكى أبو عبد الله بن عبد البَر وقال: قد أبصرنا ببصائرنا أنَّ مآل هذه الأموال إلى هذا، وأن مسالمة اللّعين قوّة بلاده، فلو تضافرنا لم نصبح في التّلاف تحت ذلّ الخلاف، وما بَقِي إلّا الرجوع إلى الله والجهاد.
وأما ابن زيدون وابن لَبُون فقالا: الرأي مهادنته ومسالمته. فجنح المعتمد إلى الحرب، وإلى استمداد ملك البربر، فقال جماعة: نخاف عليك من استمداده. فقال: رعْي الْجِمال خيرٌ من رعي الخنازير
جواب المعتمد بن عبّاد إلى الأدفونش
ثمّ أخذ وكتب جواب أدفونش بخطِّهِ، ونصّه:
الذّلُّ تأباه الكرامُ ودِيننا ... لك ما ندين به من البأساء
سلمناك سلمًا ما أردت وبعد ذا ... نغزوك في الإصباح والإمساء
الله أعلى من صليبك فادرع ... لكتيبة خطبتك في الهيجاء
سوداء غابت شمسها في غيمها ... فجرت مدامعها بفيض دماء
__________
[1] سورة القصص، الآية 56.(32/25)
ما بيننا إلّا النّزال وفتنة ... قدحت زِناد الصّبر في الغماءِ
من الملك المنصور بفضل الله المعتمد على الله محمد بن المعتضد باللَّه، إلى الطّاغية الباغية أدفونش الّذي لقّب نفسه ملك الملوك، وتسمّى بذي الملَّتَيْن. سلام على من اتّبع الهُدى، فأول ما نبدأ به من دعواه أنه ذو المِلَّتين والمسلمون أحقّ بهذا الاسم لأنّ الذي نملكه من نصارى البلاد، وعظيم الاستعداد، ولا تبلغه قدرتكم، ولا تعرفه ملّتكم. وإنّما كانت سِنَةُ سعدِ اتعظ منها مناديك، وأغفل من النّظر السّديد جميل مُناديك، فركبنا مركب عجز يشحذ الكيس، وعاطيناك كؤوس دعةٍ، قلت في أثنائها: ليس. ولم تستحي أن تأمر بتسليم البلاد لرجالك، وإنّا لنعجب من استعجالك وإعجابك بصُنْع وافقك فيه القَدَر، ومتى كان لأسلافك الأخدمين مع أسلافنا الأكرمين يد صاعدة، أو وقفة مساعدة، فاستعد بحرب، وكذا وكذا. إلى أن قال: فالحمد للَّه الذي جعل عقوبة توبيخك وتقريعك بما الموت دونه، والله ينصر دينه ولو كره الكافرون، وبه نستعين عليك.
ثمّ كتب إلى يوسف بن تاشفين يستنجده فأنجده
استيلاء ابن جهير على آمد وميافارقين
وفيها استولى فخر الدّولة بن جهير على آمد وميافارقين، وبعث بالأموال إلى السّلطان ملك شاه [1]
ملْكَ ابن جهير جزيرة ابن عَمْر
ثمّ ملك جزيرة ابن عَمْر بمخامرة من أهلها، وانقرضت دولة بني مروان [2]
__________
[1] المنتظم 9/ 14 (16/ 240) ، الكامل في التاريخ 10/ 143 و 144، المختصر في أخبار البشر 2/ 196، تاريخ الفارقيّ 209- 221 وفيه تفصيل مسهب، الأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 385، 386، تاريخ ابن الوردي 1/ 383، البداية والنهاية 12/ 127.
[2] الكامل في التاريخ 10/ 144، المختصر في أخبار البشر 2/ 196، تاريخ ابن الوردي 1/ 383، البداية والنهاية 12/ 127.(32/26)
محاصرة أمير الجيوش دمشق
وفيها وصل أمير الجيوش في عساكر مصر، فحاصر دمشق، وضيّق على تاج الدّولة تُتُش، فلم يقدر عليها، فعاد إلى مصر [1]
الفتنة بين السُّنة والشيعة
وفيها كانت فتنة كبيرة بين أهل الكرْخ الشيعة وبين السّنة، وأحرقت أماكن واقتتلوا [2]
الزلزلة بأرّجان
وجاءت زلزلة مهُولة بأرّجان، مات خَلقُ منها تحت الردم [3]
الريح والرعد والبرق ببغداد
وفيها كانت الرّيح السّوداء ببغداد، واشتدّ الرعد والبرق، وسقط رملُ وتراب كالمطر، ووقعت عدّة صواعق، وظنّ النّاس أنّها القيامة، وبقيت ثلاث ساعات بعد العصر، نسأل الله السلامة [4] .
وقد سقت خبر هذه الكائنة في ترجمة الإمام أبي بكر الطّرطوشي لأنّه شاهدها وأوردها في أماليه [5] . وكان ثقة ورعًا، رحمه الله تعالى.
__________
[1] تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) 353 (سويم) 20، الكامل في التاريخ 10/ 145، المختصر في أخبار البشر 2/ 196، العبر 3/ 289، دول الإسلام 2/ 8، تاريخ ابن الوردي 1/ 383.
[2] المنتظم 9/ 15 و 16 (16/ 241 و 242) ، الكامل في التاريخ 10/ 145، العبر 3/ 289، مرآة الجنان 3/ 122، والبداية والنهاية 12/ 127.
[3] المنتظم 9/ 14 (16/ 239) ، الكامل في التاريخ 10/ 145، كشف الصلصلة 181، البداية والنهاية 12/ 127.
[4] المنتظم 9/ 14 (16/ 240، 241) ، الكامل في التاريخ 10/ 145، تاريخ الزمان 119، نهاية الأرب 23/ 249، دول الإسلام 2/ 8، تاريخ ابن الوردي 1/ 383، البداية والنهاية 12/ 127، النجوم الزاهرة 5/ 120، تاريخ الخلفاء 424.
[5] تاريخ ابن الوردي 1/ 383.(32/27)
سنة تسع وسبعين وأربعمائة
مقتل ابن قُتْلُمش عند حلب
لمّا قُتِل شرف الدّولة نازل سُليمان بن قُتْلُمش حلب، وأرسل إلى نائبها ابن الحُتَيْتيّ العباسي يطلب منه أن يسلّمه إليه، فقدّم تقدمة، واستمهله إلى أن يكاتب السّلطان ملك شاه. وأرسل العبّاسيّ إلى صاحب تُتُش، وهو أخو السّلطان يحرضه على المجيء ليتسلم البلد. فسار تُتُش بجيشه، فقصده قبل أن يصل إليها سُليمان، وكان مع تُتُش أرتق التركماني جدّ أصحاب ماردين، وكان شجاعًا سعيدًا، لم يحضر مصَافًا إلًا وكان الظفر له. وقد كان فارق ابن جَهير لأمر بدا منه، ولحق بتاج الدّولة تُتُش، فأعطاه القدس. والتقى الجمعان، وبلى يومئذٍ أرتق بلاءً حسنًا، وحرَّض العرب على القتال، فانهزم عسكر سُليمان، وثبت سُليمان بخواصه إلى أن قُتِل، وقيل: بل أخرج سِكّينًا عند الغَلَبة قتلَ بها نفسه.
ونهب أصحاب تُتُش شيئًا كثيرًا.
ثمّ إنه سار لأخذ حلب، فامتنعوا، فحاصرها وأخذها بمُخَامرةٍ جَرَت [1]
دخول السّلطان حلب
وأما السّلطان فإنّ البُرْدَ وصلت إليه بشُغُور حلب من ملكٍ، فساق بجيوشه من إصبهان، فقدمها في رجب، وهرب أخوه عنها ومعه أرتق.
وكانت قلعة حلب عاصيةً مع سالم ابن أخي شرف الدّولة، فسلمها إلى
__________
[1] تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) 353 (سويم) 20، الكامل في التاريخ 10/ 147، 148، ذيل تاريخ دمشق 118، 119، تاريخ الزمان 119، زبدة الحلب 2/ 95- 99، المختصر في أخبار البشر 2/ 197، الدرة المضيّة 412، العبر 3/ 293، دول الإسلام 2/ 9، تاريخ ابن خلدون 4/ 269، اتعاظ الحنفاء 2/ 322، النجوم الزاهرة 5/ 124، البداية والنهاية 12/ 130.(32/28)
السّلطان، وعوضه عنها بقلعة جَعْبَر [1] ، فبقيت في يده ويد أولاده إلى أن أخذها نور الدين [2]
إقرار الأمير نصر بن عليّ على شَيْزَر
وأرسل الأمير نصر بن عليّ بن منقذ إلى السّلطان ملك شاه ببذل الطّاعة، وسلّم إليه لاذقية وكفرطاب وفامية [3] ، فترك قصده وأقره على شَيْزَر. ثمّ سلم حلب إلى قسيم الدّولة آق سنقر، فعمرها وأحسن السيرة [4]
افتقار ابن الحُتَيتي
وأمّا ابن الحُتَيتيّ [5] فإنّ أهلها شكوه، فأخذه السّلطان معه، وتركه بديار بكر، فافتقر وقاسى.
وأمّا ولده فقتلته الفرنج بأنطاكية لمّا ملكوها [6]
خبر وقعة الزلاقة بالأندلس
وهو أنّ الأدفونش، لعنه الله، تمكّن وتمرد، وجمع الجيوش فأخذ طُلَيْطُلة فاستعان المسلمون بأمير المسلمين يوسف بن تاشفين صاحب سبتة
__________
[1] وتسمى قلعة دوسر. (زبدة الحلب 2/ 100) و «جعبر: بفتح أوله وسكون ثانية: على الفرات بين بالس والرقة قرب صفّين. كانت قديما تسمّى دوسر، فملكها رجل من بني قشير أعمى يقال له جعبر بن مالك» (معجم البلدان) .
[2] تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) 354 (سويّم) 20، 21، الكامل في التاريخ 10/ 148، 149، التاريخ الباهر 7، 8، ذيل تاريخ دمشق 119، زبدة الحلب 2/ 99- 101، المختصر في أخبار البشر 2/ 1197، نهاية الأرب 23/ 249 و 26/ 324، 325، الدرة المضيّة 412، 413، مرآة الجنان 3/ 131، تاريخ ابن الوردي 1/ 284 و 2/ 2، مآثر الإنافة 2/ 2، تاريخ ابن خلدون 3/ 476 و 4/ 275.
[3] يقال: «فامية» و «أفامية» .
[4] الكامل في التاريخ 10/ 149، 150، التاريخ الباهر 8، ذيل تاريخ دمشق 119 (حوادث سنة 480 هـ.) ، زبدة الحلب 2/ 102 و 103، 104، المختصر في أخبار البشر 2/ 197، 198، نهاية الأرب 26/ 325 و 23/ 249، الدرة المضية 421 و 430، مفرّج الكروب 1/ 19، تاريخ ابن الوردي 2/ 2، تارخ ابن خلدون 3/ 476 و 4/ 276.
[5] في: نهاية الأرب 26/ 324، والمختصر في أخبار البشر 2/ 197 «ابن الجيبي» .
[6] الكامل في التاريخ 10/ 150، تاريخ ابن خلدون 3/ 477 و 4/ 276.(32/29)
ومراكش، فبادر وعدّى بجيوشه، واجتمع بالمعتمد بن عبّاد بإشبيلية، وتهيأ عسكرها وعسكر قُرْطُبة، وأقبلت المطوعة من النواحي [1] .
وسار جيش الإسلام حتّى أتوا الزّلّاقة. ومن عمل بطليوس، وأقبلت الفرنج، وتراءى الجمعان. فوقع الأدفونش على ابن عبّاد قبل أن يتواصل جيش ابن تاشفين، فثبت ابن عبّاد وأبلى بلاءً حسنًا، وأشرف المسلمون على الهزيمة، فجاء ابن تاشفين عرضًا، فوقع على خيام الفرنج، فنهبها وقتل من بها، فلم تتمالك النصارى لما رأت ذلك أن انهزمت، فركب ابن عبّاد أقفيتهم، ولقيهم ابن تاشفين من بين أيديهم، ووضع فيهم السيف، فلم ينج منهم إلّا القليل.
ونجا الأدفونش في طائفة. وجمع المسلمون من رءوس الفرنج كومًا كبيرًا، وأذّنوا عليه، ثمّ أحرقوها لما جيفت [2] .
وكانت الوقعة يوم الجمعة في أوائل رمضان [3] وأصاب المعتمد بن عبّاد جراحات سليمة في وجهه. وكان العدو خمسين ألفًا، فيقال: لم يصل منهم إلى بلادهم ثلاثمائة نفس. وهذه ملحمة لم يعهد مثلها. وحاز المسلمون غنيمة عظيمة [4]
استيلاء ابن تاشفين على غرناطة
وطابت الأندلس للملثّمين فعمل ابن تاشفين على أخذها، فشرع أوّلًا، وقد سار في خدمة ملك غرناطة، فقبض عليه وأخذ بلده، واستولى على قصره بما حوى، فيقال إنّ في جملة ما أخذ أربعمائة حيّة جوهر، فقُوِّمت كلّ واحدةٍ بمائة دينار [5]
__________
[1] وفيات الأعيان 5/ 28، 29.
[2] تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) 353 (سويم) 20، الكامل في التاريخ 10/ 154، ذيل تاريخ دمشق 118 (حوادث سنة 478 هـ.) ، المختصر في أخبار البشر 2/ 198، العبر 3/ 293، دول الإسلام 2/ 9، مرآة الجنان 3/ 131، تاريخ ابن الوردي 2/ 3، شذرات الذهب 3/ 362.
[3] ويقول ابن خلّكان: «والصحيح أن هذه الوقعة كانت في منتصف رجب من السنة المذكورة» .
(وفيات الأعيان 5/ 29) ، ومثله في: الحلة السيراء 2/ 55 و 101.
[4] الكامل في التاريخ 10/ 151- 154.
[5] الكامل في التاريخ 10/ 154، 155، المختصر في أخبار البشر 2/ 198، تاريخ ابن الوردي(32/30)
تلقيب ابن تاشفين بأمير المسلمين
ونقل «ابن الأثير» [1] أنّ ابن تاشفين أرسل إلى المقتدي باللَّه العباسيّ يطلب أن يسلطنَه، فبعث إليه الخِلع والأعلام والتّقليد، ولُقِّب بأمير المسلمين
دخول السلطان ملك شاه بغداد
ولمّا افتتح السّلطان ملك شاه حلب و [غيرها] [2] رجع ودخل بغداد، وهو أوّل دخوله إليها، فنزل بدار المملكة ولعب بالكُرة، وقدّم تقادم للخليفة، ثمّ قدِم بعده نظام المُلْك. ثمّ سار فزار قبور الصالحين [3] .
وفيه يقول ابن زكَرَوْيه الواسطيّ:
زُرْتَ المشاهدَ زَوْرةً مشهودةً ... أرْضت مضاجع من بها مدفونُ
فكأنّك الغَيْثُ استهلّ بتُربها، ... وكأنّها بك رَوْضةٌ ومَعِينٌ
[4] ثمّ خرج وتصيد، وأمر بعمل منارة القرون من كثيرة ما اصطاد من الغزلان وغيرها [5] .
ثمّ جلس له الخليفة ودخل إليه وأفرغ الخِلَع عليه. ولم يزل نظام الملك
__________
[ () ] 2/ 3، شذرات الذهب 3/ 362، وفيات الأعيان 5/ 29، 30.
[1] في الكامل 10/ 155، تاريخ الخلفاء 424، 425، شذرات الذهب 3/ 363.
[2] في الأصل بياض.
[3] المنتظم 9/ 29 (16/ 259، 260) ، تاريخ الزمان 120، تاريخ دولة آل سلجوق 79، المختصر في أخبار البشر 2/ 198، نهاية الأرب 26/ 326 (حوادث سنة 477 هـ.) ، وفيات الأعيان 5/ 285، العبر 3/ 293، تاريخ ابن الوردي 2/ 3، مآثر الإنافة 2/ 2 وقد وقع في المطبوع أن دخوله بغداد كان سنة 499 هـ. وهو غلط، تاريخ ابن خلدون 3/ 477، وتاريخ الخلفاء 425.
[4] زاد ابن الأثير في (الكامل 10/ 156) .
فازت قداحك بالثواب وأنجحت ... ولك الإله على النجاح ضمين
[5] قال ابن خلكان إن ملك شاه «خرج من الكوفة لتوديع الحاج، فجاوز العذيب وشيعهم بالقرب من الواقصة وصاد في طريقة وحشا كثيرا فبني هناك منارة من حوافر الحمر الوحشية وقرون الظباء التي صادها في ذلك الطريق، والمنارة باقية إلى الآن، وتعرف بمنارة القرون، وذلك في سنة ثمانين وأربعمائة» . (وفيات الأعيان 5/ 285) .
والخبر باختصار في: العبر 3/ 293، ودول الإسلام 2/ 9، ومرآة الجنان 3/ 131، البداية والنهاية 12/ 131.(32/31)
قائمًا يقدّم أميرًا أميرًا إلى الخليفة، وكلما قدّم أميرًا قال: هذا العبد فلان، وأقطاعه كذا وكذا، وعدّة رجاله وأجناده كذا وكذا، إلى أن أتى على آخرهم. ثمّ خلع على نظام المُلْك. وكان يومًا مشهودًا.
وجلس نظام المُلْك بمدرسته، وحدّث بها، وأملى مجلسًا.
ثمّ سار السّلطان من بغداد إلى إصبهان في صفر من سنة ثمانين [1]
الفتنة بين السُّنة والشيعة
وفيها كانت فتنة هائلة بين السُّنّة والشّيعة، وكادت الشيعة أن تملك، ثمّ حجز بينهم الدّولة [2]
تدريس الدبّوسيّ بالنظامية
وفيها قدِم الشريف أبو القاسم عليّ بن أبي يَعْلَى الحُسينيّ الدّبّوسيّ بغداد في تَجَمُّلٍ عظيم لم يُرَ مثلُه لِعالِم، ورُتب مدرسًا بالنظامية بعد أبي سعْد المتولّي [3]
زواج ابن صاحب الموصل وإقطاعه البلاد
وفيها زوّج السّلطان أخته زليخا بابن صاحب الموصل، وهو محمد بن شرف الدّولة مسلم بن قريش، وأقطعه الرحْبَة، وحَرّان، والرَّقَّة، وسَرُوج، والخابور، وتسلَّم هذه البلاد سوى حَرّان، فإنّ محمد بن الشّاطر امتنع من تسليمها مدّة، ثمّ سلمها [4]
__________
[1] الكامل في التاريخ 10/ 156، 157، نهاية الأرب 26/ 326.
[2] المنتظم 9/ 26، 27 (16/ 256) ، الكامل في التاريخ 10/ 157.
[3] المنتظم 9/ 27 (16/ 257) ، الكامل في التاريخ 10/ 158، الإنباء في تاريخ الخلفاء 204، البداية والنهاية 12/ 131.
[4] المختصر في أخبار البشر 2/ 198، الأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 48، العبر 3/ 293، 294، دول الإسلام 2/ 9، تاريخ ابن الوردي 2/ 3، تاريخ ابن خلدون 4/ 269، البداية والنهاية 12/ 130، 131.(32/32)
عزْل ابن جهير عن ديار بكر
وفيها عُزِل فخر الدّولة بن جهير عن ديار بكر بالعميد أبي على البلْخيّ، بعثه السّلطان وجعله عاملًا عليها [1]
الخطبة للمقتدي بالحرمين
وفيها أسقطت خطبة صاحب مصر المستنصر بالحرمين، وخطيب لأمير المؤمنين المقتدي [2]
إسقاط المكوس بالعراق
وفيها أسقط السّلطان المُكوُس والاجتيازات بالعراق [3]
محاصرة قابس وسفاقس
وفيها حاصر تميم بن باديس قابِس وسفاقس، وفرق عليهما جيوشه [4] .
__________
[1] الكامل في التاريخ 10/ 158، تاريخ دولة آل سلجوق 76، تاريخ الفارقيّ 221، الأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 389، البداية والنهاية 12/ 131.
[2] الكامل في التاريخ 10/ 158، نهاية الأرب 23/ 249، دول الإسلام 2/ 9، العبر 3/ 294، مرآة الجنان 3/ 132، تاريخ الخلفاء 425.
[3] تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) 353 (سويم) 20، المنتظم 9/ 35 (16/ 267) (حوادث سنة 480 هـ.) ، الكامل في التاريخ 10/ 159، ذيل تاريخ دمشق 118، نهاية الأرب 23/ 249.
[4] الكامل في التاريخ 10/ 159، البيان المغرب 1/ 300(32/33)
سنة ثمانين وأربعمائة
عرس الخليفة المقتدي
في أوّلها عُرْسُ أمير المؤمنين على بنت السّلطان ملك شاه، عند ما ذهب السّلطان للصّيد. فنُقل جهازها إلى دار الخليفة، فيما نقل «ابن الأثير» [1] ، على مائةٍ وثلاثين جَمَلًا مجلَّلة بالدّيباج الروميّ، وعلى أربعة وسبعين بغلًا مجلَّلة بألوان الدّيباج، وأجراسها وقلائدها الذّهَب، فكان على ستة بغال اثنا عشر صندوقا فيها الحلبيّ والمَصَاغ، وثلاثة وثلاثون فرشًا عليها مراكب الذَّهَب مرصّعة بأنواع الجوهر والحُلِيّ، ومهْد كبير كثير الذّهب، وبين يدي الجهاز الأميران كوهرائين وبُرسق. فأرسل الخليفة وزيره أبا شجاع إلى تركان خاتون، وبين يديه ثلاثمائة مركبيّة، ومثلها مشاعل. ولم يبق في الحريم دكّان إلّا وقد أشعل فيها الشّمع.
وأرسل الخليفة محفّة لم يُرَ مثلها.
وقال الوزير لتُرْكان: يقول أمير المؤمنين: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أن تؤدّوا الأمانات إلى أهلها، وقد أَذِن في نقل الوديعة إليه.
فأجابت، وحضر نظام المُلْك فمن دونَه، وكل معهم الشمع والمشاعل.
وكان نساء الأمراء بين أيديهن الشّمع والمشاعل. ثمّ أقبلت الخاتون في محفّةٍ مجلّلة بألوان الذّهب والجواهر الكوشيّ، قد أحاط بالمحفة. مائتا جارية من الأتراك بالمراكب العجيبة، فسارت إلى دار الخلافة. وكانت ليلة مشهودة لم يُرَ ببغداد مثلها. وعمل الخليفة من الغد سِماطًا لأمراء السّلطان، يحكى أنّ فيه
__________
[1] في الكامل في التاريخ 10/ 160.(32/34)
أربعين ألف مَنًّا من السُّكَّر، وخلع عليهم. وجاءه منها ولد في ذي القعدة سمّاه جعفرًا.
وجاء السّلطان في هذه السّنة من تركان خاتون ولده محمود الذي ولي الملك [1] .
__________
[1] المنتظم 9/ 36، 37 (16/ 268، 269) ، الكامل في التاريخ 10/ 160، 161، تاريخ الزمان 120، وفيات الأعيان 5/ 288، نهاية الأرب 23/ 250، العبر 3/ 296، دول الإسلام 2/ 10، مرآة الجنان 3/ 132، البداية والنهاية 12/ 132، 133(32/35)
بسم الله الرحمن الرحيم
[تراجم رجال هذه الطبقة]
سنة إحدى وسبعين وأربعمائة
- حرف الألف-
1- أحمد بن الحافظ أبي عَمْرو عثمان بْن سَعِيد الدّاني [1] .
المقرئ أبو العبّاس.
قرأ على أبيه، وأقرأ الناس بالروايات.
أخذ عنه: أبو القاسم بن مُدير [2] .
تُوُفّي في ثامن رجب.
2- أحمد بن عليّ بن محمد بن الفضل [3] أبو الحَسَن بن أبي الفرج البغداديّ البَشّاريّ [4] ، المعروف أيضًا بابن الوازع.
شيخ معمّر، وجدَ ابن ماكولا سماعَه من أبي الطّاهر المخلّص في جزء من «الفتوح» لسيف. فأفادَه الناسَ، وسمعوه منه [5] .
روى عنه: مكّيّ الرّميليّ، وإسماعيل بن السّمرقنديّ.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن أبي عمرو) في: غاية النهاية 1/ 80 رقم 365.
[2] في غاية النهاية: «أبو القاسم بن مدى» ، وهو تصحيف.
[3] انظر عن (أحمد بن علي) في: الإكمال لابن ماكولا 7/ 443، والأنساب 2/ 222، 223، واللباب 1/ 155، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 669.
وفيها جميعا: «أَحْمَد بن عَليّ بن أَحْمَد بن أَبِي الفرج أحمد بن الفضل بن الوازع البشاري الرفّاء» .
[4] في الأصل بضم الباء الموحدة. والصحيح بالفتح كما في مصادر ترجمته. قال ابن ماكولا: أوله باء معجمة بواحدة، وشين معجمة.
[5] وقال ابن ماكولا: «وأنا أول من سمع منه» ، وقد سمع الحميدي أيضا منه. (الإكمال 7/ 443) .(32/36)
تُوُفّي فِي ربيع الأوّل وله 94 سنة.
3- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن هبة اللَّه [1] .
أبو الحسين الدّمشقيّ الأكفانيّ والد الأمين أبي محمد.
حدَّث عن: المسدد الأملوكيّ، وعبد الرحمن بن الطُّبَيْز.
وعنه: ابنه.
مات في ربيع الأوّل.
4- أتْسِز بن أوّق الخُوارَزْميّ التُركيّ [2] .
صاحب دمشق.
قال ابن الأكفاني: غلت الأسعار في سنة حصار الملك أتْسِز بن الخُوارَزْميّ دمشق، وبلغت الغرارة أكثر من عشرين دينارًا. ثمّ ملك البلد صُلحًا، ونزل دار الإمارة داخل باب الفراديس، وخطب لأمير المؤمنين المقتدي باللَّه عبد الله بن أبي العبّاس، وقُطِعت دعوة المصريّين، وذلك في ذي القعدة سنة ثمانٍ وستّين [3] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد) في: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 3/ 288 رقم 369، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 82.
[2] انظر عن (أتسز بن أوق) في: تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) 350، (بتحقيق سويم) 17، 18، والكامل في التاريخ 10/ 68، 99، 100، 103، 104، 111، وأخبار مصر لابن ميسر 2/ 26 (حوادث سنة 472 هـ.) ، وزبدة الحلب 2/ 65، ومرآة الزمان لسبط ابن الجوزي ج 12/ ق 2/ ورقة 160 ب، وتاريخ دولة آل سلجوق 71، 72، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 108، 112، ووفيات الأعيان 1/ 295، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 4/ 204، 205 رقم 203، والمختصر في أخبار البشر 2/ 187 وفيه «يوسف بن أبق» ، و 192، 193، 194، ونهاية الأرب 27/ 64، 65، والعبر 3/ 252، 266، 269، 274، 275، ودول الإسلام 1/ 273 و 2/ 3- 5، وسير أعلام النبلاء 18/ 431، 432 رقم 218، والإعلام بوفيات الأعلام 194، وتاريخ ابن الوردي 1/ 380، ومرآة الجنان 3/ 100، والدرة المضيّة 390 (حوادث سنة 463 هـ.) و 406 (حوادث سنة 472 هـ.) ، والوافي بالوفيات 6/ 195، وأمراء دمشق في الإسلام 21 رقم 72، والبداية والنهاية 12/ 112، 113 و 119، وفيه «أتسز بن أوف» ، وتاريخ ابن خلدون 3/ 474، واتعاظ الحنفا 2/ 320، والنجوم الزاهرة 5/ 87، 101، 102، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 334، وفيه «أتسز بن آف» ، ومعجم الأنساب والأسرات الحاكمة لزامباور 46، وولاة دمشق في العهد السلجوقي، للدكتور المنجد 18.
[3] تهذيب تاريخ دمشق 2/ 334، وانظر: الكامل في التاريخ 10/ 99، والمختصر 2/ 192.(32/37)
وقال ابن عساكر [1] : إنّه ولي دمشق بعد حصاره إيّاها دفعات، وأقام الدّعوة لبني العبّاس، وتغلب على أكثر الشّام، وقصد مصر ليأخذها فلم يتمّ له ذلك.
ثمّ وجّه المصريّون إلى الشّام عسكرًا ثقيلًا في سنة إحدى وسبعين، فلمّا عجز عنهم راسل تُتُش بن ألب أرسلان يستنجد به. فقدم تتش دمشق، وغلب على دمشق، وقتل أتْسِز في ربيع الآخر، واستقام الأمر لتتش.
وكان أتسز لمّا أخذ دمشق أنزل جُنْدَه في دُور النّاس، واعتقل من الرُّؤساء جماعةً وشمّسهم بمرج راهط حتّى افتدوا نفوسهم منه بمالٍ كثير، ونزح جماعة إلى طرابُلُس. وقَتَلَ بالقُدس خلقًا كثيرًا كما مرَّ في الحوادث إلى أن أراح النّاس منه.
5- إبراهيم بن إسماعيل [2] .
أبو سعْد اليعقوبيّ.
مات بمرْو في شعبان.
6- إبراهيم بن عليّ [3] .
الشّيخ أبو إسحاق القبانيّ [4] .
شيخ الصُّوفيّة بدمشق.
أقام بدمشق، وأقام بصور أربعين عامًا.
وسمع بالرملة من شيخه أبي الحسين بن الترجمان، وبصيداء من الحَسَن بن جُمَيْع.
روى عنه: نصْر المقدسيّ، وغيث الأرمنازيّ [5] ، وجماعة.
__________
[1] في: مختصر تاريخ دمشق 4/ 204، 205، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 334، وانظر: ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 112.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (إبراهيم بن علي القباني) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 4/ 278 و (10/ 255) ، ومعجم البلدان 4/ 302، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 4/ 86، 87 رقم 106، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 233، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 238، 239 رقم 39.
[4] تصحفت هذه النسبة في المصادر إلى: «العتابي» ، و «القبائي» و «التباني» .
[5] وهو قال: كان القباني شيخ الصوفية بالثغر، وكان ذا سمت حسن وطريقة مستقيمة، كثير(32/38)
وكان صالحًا صدوقًا له معاملة
- حرف الحاء-
7- الحَسَن بن أحمد بن عبد الله [1] .
الفقيه أبو عليّ بن البنّاء البغداديّ الحنبليّ، صاحب التّصانيف والتّخاريج.
سمع من: هلال الحفّار، وأبي الفتح بْن أَبِي الفوارس، وأبي الحَسَن بن رزقوَيْه، وأبي الحسين بن بُشَران، وعبد الله بن يحيى السُّكَّريّ، وهذه الطبّقة فأكثر.
روى عنه: أحمد بن ظَفَر المَغَازِليّ، وأبو منصور عبد الرحمن القزّاز، وإسماعيل بن السَّمَرْقَنديّ، وجماعة، وولداه يحيى وأحمد، وأبو الحسين بن الفرّاء، وقاضي المرِستان.
وقرأ بالرّوايات على أبي الحسن الحماميّ [2] .
__________
[ () ] الدرس للقرآن، طويل الصمت، ملازما لما يعنيه، ولد بما وراء النهر، وخرج صغيرا، وتغرّب وسافر قطعة إلى خراسان والعراق والحجاز، ثم نزل صور فأقام بها واستوطنها إلى أن مات.
وحدّث بها كثير عنه، وكان سماعه صحيحا. وحدّثني أنه أدرك من أصحاب القفال الشاشي أربعة، وأنه سمع من ثلاثة منهم. وسمع من أحدهم كتاب «دلائل النّبوة» . وأقام بصور نحوا من أربعين سنة. وسئل عن مولده فقال سنة أربع وتسعين أو خمس وتسعين وثلاثمائة، وتوفي عاشر جمادى الآخرة سنة إحدى وسبعين وأربعمائة، ودفن بين يدي باب المسجد المعروف ب «عتيق» . وذكر لي جماعة من الفقراء أنه لم يبق في الشام ولا في الحجاز شيخ لهذه الطائفة يجري مجراه. (تاريخ دمشق 4/ 278) .
[1] انظر عن (الحسن بن أحمد) في: المنتظم 8/ 319، 320 رقم 391 (16/ 200، 201 رقم 3485) ، ومعجم الأدباء 7/ 265- 270) ، والكامل في التاريخ 10/ 112، وإنباه الرواة 1/ 276، 277، وتاريخ إربل 1/ 271، وطبقات الحنابلة 2/ 243، 244 رقم 677، والإعلام بوفيات الأعلام 194، وسير أعلام النبلاء 18/ 380- 382 رقم 185، والمعين في طبقات المحدّثين 135 رقم 1493، والعبر 3/ 275، ودول الإسلام 2/ 5، ومعرفة القراء الكبار 1/ 433، 434 رقم 368، وتذكرة الحافظ 3/ 1177، وتلخيص ابن مكتوم، ورقة 50، ومرآة الجنان 3/ 100، والوافي بالوفيات 11/ 381- 383، وذيل طبقات الحنابلة 1/ 32- 37 رقم 14، وغاية النهاية 1/ 206 رقم 949، ولسان الميزان 2/ 195، 196، والنجوم الزاهرة 5/ 107، والمقصد الأرشد في ذكر أصحاب أحمد لابن مفلح، ورقة 87، وبغية الوعاة 1/ 495، 496، وكشف الظنون 1/ 212، 892 و 2/ 1105، 2001، وشذرات الذهب 3/ 338، 339، وهدية العارفين 1/ 276، وديوان الإسلام 1/ 338 رقم 529، ومعجم المؤلفين 300/ 201.
[2] طبقات الحنابلة 2/ 243.(32/39)
وعلّق الفقه والخلاف عن القاضي أبي يَعْلَى قديمًا [1] .
ودرّس في أيّامه، وله تصانيف في الفقه والأصول والحديث.
وكان له حلقتان [2] للفتوى وللوعْظ، وكان شديدًا على المُبْتَدِعَة، ناصرًا للسُّنّة.
آخر من روى عنه بالإجازة الحافظ محمد بن ناصر.
قال القفطيّ [3] : كان من كبار الحنابلة. سأل فقال: هل ذكرني الخطيب في تاريخه مع الثقات أو مع الكذابين؟
فقيل له: ما ذكرك أصلًا.
فقال: ليته ذكرني ولو مع الكذابين.
قال القفطيّ [4] : كان مشارًا إليه في القراءات واللّغة والحديث. حُكي عنه أنه قال: صنّفتُ خمسمائة مصنَّف.
قال: إلًا أنّه كان حنبليّ المعتَقَد، تكلّموا فيه بأنواع.
تُوُفّي في رجب.
قلت: ما تكلم فيه إلّا أهل الكلام لكونه كان لهجا بمخالفتهم، كثير الذّمّ لهم، مَعْنِيا بأخبار الصِّفات.
قرأ عليه جماعة. ولم يذكره الخطيب في تاريخه لأنّه أصغر منه، ولا ذكر أحدًا من هذه الطّبقة إلّا من مات قبله.
وذكره ابن النّجّار فقال: كان يؤدِّب بني جَرْدَة. قرأ بالرّوايات على الحماميّ، وغيره. وكتب بخطه كثيرًا.
إلى أن قال: وتصانيفه تدلّ على قلّة فَهْمه، كان صحفيًّا قليل التحصيل.
روى الكثير، وأقرأ، ودرّس، وأفتى، وشرح «الإيضاح» لأبي عليّ الفارسيّ. إذا
__________
[1] طبقات الحنابلة 2/ 243.
[2] إحداهما في جامع المنصور، والأخرى في جامع القصر. (طبقات الحنابلة 2/ 243) .
[3] في: إنباه الرواة 1/ 276، وقوله: «كان من كبار الحنابلة» ليس في «الإنباء» .
[4] في: إنباه الرواة 1/ 276.(32/40)
نظرت في كلامه بانَ لك سوء تصرُّفه.
ورأيت له ترتيبًا في «غريب» أبي عُبَيْد قد خَبَطَ كثيرًا وصحّف [1] .
حدَّث عنه: أولاده أحمد ومحمد ويحيى، وابن الحُصَين، وإسماعيل بن السَّمَرْقَنديّ، وأبو منصور القزاز، وأحمد بن ظَفَر المَغَازِليّ.
قال شجاع الذُّهْليّ: كان أحد القراء المجوّدين، سمعنا منه قطعة من تصانيفه [2] .
وقال المؤتمن السّاجيّ: كان له رواه ومنظر، ما طاوعتْني نفسي للسّماع منه [3] .
وقال إسماعيل بن السَّمَرْقَنديّ: كان واحدُ من المحدّثين اسمه الحَسَن بن أحمد بن عبد الله النّيسابوريّ. سمع الكثير، فكان ابن البناء يكشط «بوريّ» منه ويمد السّين، فتصير «البنّاء» كذا قيل إنّه كان يفعل ذلك [4] .
__________
[1] سير أعلام النبلاء 18/ 381.
[2] سير أعلام النبلاء 18/ 381، لسان الميزان 2/ 195 وزاد فيه: «ولا أذكر عنه أكثر من هذا» .
قال السلفي: كأنه أشار إلى ضعفه.
[3] سير أعلام النبلاء 18/ 381، لسان الميزان 2/ 195، وفيه زيادة: «قال السلفي: كان يتصرف في الأصول بالتغيير والحكّ» .
[4] المنتظم 8/ 320 (16/ 201) ، ومعجم الأدباء 7/ 267.
قال ابن الجوزي تعليقا على ذلك: «وهذا بعيد الصحة لثلاثة أوجه، أحدها أنه قال: كذا قيل.
ولم يحك عن علمه بذلك فلا يثبت هذا.
والثاني: أن الرجل مكثر لا يحتاج إلى الاستزادة لما يسمع، ومتدين، ولا يحسن أن يظن بمتدين الكذب.
والثالث: أنه قد اشتهرت كثرة رواية أبي علي بن البنّاء، فأين هذا الرجل الّذي يقال له:
الحسن بن أحمد بن عبد الله النيسابورىّ؟ ومن ذكره؟ ومن يعرفه؟ ومعلوم أن من اشتهر سماعه لا يخفى، فمن هذا الرجل؟ فنعوذ باللَّه من القدح بغير حجّة» .
وقال المؤلّف الذهبي- رحمه الله-: «هذا جرح بالظنّ، والرجل في نفسه صدوق، وكان من أبناء الثمانين- رحمه الله- وما التّحنبل بعار- والله- ولكنّ آل مندة وغيرهم يقولون في الشيخ:
إلّا أنه فيه تمشعر. نعوذ باللَّه من الشرّ» . (سير أعلام النبلاء 18/ 382) .
وقال ابن رجب: وكان نقيّ الذهن، جيد القريحة، تدلّ مجموعاته على تحصيله لفنون من العلوم، وقد صنف قديما في زمن شيخه الإمام أبي يعلى في المعتقدات وغيرها، وكتب له خطّه عليها بالإصابة والاستحسان.
وقد رأيت له في مجموعاته من المعتقدات ما يوافق بين المذهبين: الشافعيّ، وأحمد. ويقصد(32/41)
8- الحسن بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن جعفر [1] .
الحافظ أبو عليّ البلْخيّ [2] الوَخْشي [3] ، ووَخْش: من أعمال بلْخ [4] .
رحال حافظ كبير. سمع بدمشق من: تمّام الرّازيّ [5] ، وعَقِيل بن عَبْدان.
وببغداد من: أبي عَمْر بن مهديّ.
__________
[ () ] به تأليف القلوب، واجتماع الكلمة، مما قد استقرّ له وجود في استنباطه، مما أرجو له به عند الله الزلفى في العقبي. فلقد كان من شيوخ الإسلام النصحاء. الفقهاء الألباء، ويبعد غالبا أن يجتمع في شخص من التفنن في العلوم ما اجتمع فيه.
وقد جمع من المصنّفات في فنون العلم فقهاء وحديثا، وفي علم القراءات والسير والتواريخ والسنن، والشروح للفقه، والكتب النحوية إلى غير ذلك جموعا حسنة، تزيد على ثلاثمائة مجموع، كذا قرأته محققا بخط بعض العلماء.
وذكر ابن رجب أسماء مؤلفاته. ثم أورد ما أنشده ابن البنّاء لنفسه على البديهة:
إذا غيبت أشباحنا كان بيننا ... رسائل صدق في الضمير تراسل
وأرواحنا في كل شرق ومغرب ... تلاقى بإخلاص الوداد تواصل
وثم أمور لو تحققت بعضها ... لكنت لنا بالعذر فيها تقابل
وكم غائب والقلب منه مسالم ... وكم زائر في القلب منه بلابل
فلا تجزعن يوما إذا غاب صاحب ... أمين، فما غاب الصديق المجامل
(ذيل طبقات الحنابلة 1/ 33، 34 و 35 و 36، 37) .
[1] انظر عن (الحسن بن علي البلخي) في: الإكمال لابن ماكولا 7/ 391، والأنساب 12/ 228، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 10/ 216، 217، والمنتخب من السياق 182، 183، رقم 498، ومعجم البلدان 5/ 365، واللباب 3/ 355، والمختصر الأول للسياق، ورقة 16، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 7/ 52 رقم 13، والعبر 3/ 275، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 659، وسير أعلام النبلاء 18/ 365- 367 رقم 176، والإعلام بوفيات الأعلام 194، والمعين في طبقات المحدّثين 135 رقم 1494، وتذكرة الحفاظ 3/ 1171- 1174، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 1002، 1003 رقم 68، ومرآة الجنان 3/ 100، والوافي بالوفيات 12/ 163 رقم 136، ولسان الميزان 2/ 241، 242 رقم 1013، وتبصير المنتبه 4/ 1479، وطبقات الحفاظ 439، وكشف الظنون 163، 508، وشذرات الذهب 3/ 339، وإيضاح المكنون 1/ 340، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 234، 235، ومعجم المؤلفين 3/ 260، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 118، 119 رقم 438، ومعجم طبقات الحفاظ 76 رقم 990.
[2] تحرفت هذه النسبة إلى «التجيبي» في (مرآة الجنان 3/ 100) .
[3] بخاء معجمة.
[4] الإكمال، الأنساب، معجم البلدان، اللباب، المشتبه، التبصير.
[5] لم يذكره «الدوسري» في مقدمة (الروض البسّام) 1/ 49.(32/42)
وبالبصرة من: أبي عَمْر الهاشميّ.
وبمصر من: أبي محمد عبد الرحمن بن عَمْر بن النّحّاس.
وبخُراسان من أصحاب الأصمّ.
قال أبو بكر الخطيب: علّقت عنه ببغداد، وإصبهان [1] .
وقال ابن السَّمعانيّ: كان حافظًا فاضلًا ثقة، حَسَن القراءة. رحل إلى العراق، والجبال، والشّام، والثغور، ومصر. وذاكَرَ الحُفّاظ.
وسمع ببلْخ من أبي القاسم عليّ بن أحمد الخُزَاعيّ، وبنَيْسابور من أبي زكريّا المزكّي، والحِيريّ، وببغداد من أبي مهديّ، وابن أبي الفوارس، وبإصبهان من أبي نُعَيْم.
روى لنا عنه: عمر بن محمد بن عليّ السَّرْخَسيّ، وعمر بن عليّ المحموديّ.
روى عنه الخطيب في تصانيفه، وذكر الحافظ عبد العزيز النَّخْشبيّ أنّه كان يُتَّهم بالقَدَر.
قال السَّمعانيّ: ولد سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.
وتُوُفّي في خامس ربيع الآخر سنة إحدى وسبعين ببلْخ [2] .
قلت: انتقى على أبي نُعَيم خمسة أجزاء مشهورة «بالوَخْشِيّات» ، وسمعنا جزءًا من حديثه رواه من حِفْظه.
سُئِل عن إسماعيل بن محمد التَّيْميّ فقال: حافظ كبير [3] .
قلت: روى عن الوخْشِيّ كتاب «السُّنَن» لأبي داود: الحسنُ بن عليّ الحُسَيْنيّ البلْخيّ، والذي قيّد وفاته صاحبُه عَمْر السَّرْخَسيّ. وقد حدَّث المحموديّ عنه في سنة ست وأربعين وخمسمائة وقال: كنت قد راهقت لما
__________
[1] تاريخ دمشق 10/ 216، الأنساب 12/ 228 نقلا عن «المؤتنف» للخطيب، وهو «المؤتلف والمختلف» كما في (المستفاد من تاريخ بغداد 102) . وانظر: (كشف الظنون 2/ 1637) .
[2] انظر: تذكرة الحفاظ 3/ 1172، ولسان الميزان 2/ 241، وقول السمعاني ليس كلّه في (الأنساب 12/ 228) .
[3] سير أعلام النبلاء 18/ 366.(32/43)
تُوُفّي الوخْشِيّ وحضرتُ جنازته، فلمّا وضعوه في القبر، سمعنا صيحةً، فقيل إنّه لمّا وضع في القبر خرجت الحشرات من المَقْبُرَة، وكان في طَرفنا وادي، فانحدَرَت إليه الحشرات، فذهبتُ وأبصرتُ البَيْضَ الصِّغار، والعقارب، والخنافس، وهي منحدرة إلى الوادي بعينيّ، والنّاس ما كانوا يتعرضون لها [1] .
قال ابن النّجّار: سمع ببلْخ من عليّ بن أَحْمَد الخزاعيّ، وبهَمَذان محمد بن أحمد بن مَزْدين [2] ، وبحلب، وبعَكّا [3] .
وسمع منه نظام المُلْك ببلخ، وصدّره بمدرسته ببلْخ.
وقال: جُعتُ بعسقلان أيامًا حتّى عجزت عن الكتابة، ثم فتح الله [4] .
وقال فيه إسماعيل التّيميّ: حافظ كبير [5] .
__________
[1] انظر: تذكرة الحفّاظ 3/ 1172، وسير أعلام النبلاء 18/ 366، ولسان الميزان 2/ 241.
[2] في الأصل: «مردين» بالراء المهملة.
[3] انظر تاريخ دمشق 10/ 216، 217.
[4] قال ابن السمعاني: كان يتّهم بالقدر. ووقعت له قصّة ببغداد، فأمر الخليفة بتغريقه، فهرب إلى مصر، ثم رجع بعد مدّة، فأقام ببغداد شبه المختفي. ثم رجع إلى بلخ، فسمع به نظام الملك، فبنى له مدرسة ورتبه فيها مسمعا للحديث، فحدّث.
وقال الوخشي يوما: رحلت، وقاسيت الذل والمشاق، ورجعت إلى وخش، وما عرفت أحد قدري، فقلت: أموت ولا ينتشر ذكري، ولا يترحّم أحد عليّ، فسهل الله، ووفق نظام الملك حتى بنى هذه المدرسة، وأجلسني فيها أحدّث، لقد كنت بعسقلان أسمع الحديث من أبي بكر بن مصحّح، وغيره. فضاقت علي النفقة، وبقيت أياما مع لياليها ما وجدت شيئا من الطعام، فأخذت جزءا من الحديث لأكتبه، فعجزت عن الكتابة للضعف الّذي لحقني، فمضيت إلى دكان خباز وقعدت قريبا منه، وكنت أشم رائحة الخبز وأتقوى بها إلى أن كتبت الجزء، ثم فتح الله بعد ذلك.
[5] تاريخ دمشق 10/ 217، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد 103.
«أقول» : أخذ الوخشيّ عن الحسين بن عبد الله بن محمد بن إسحاق بن أبي كامل الأطرابلسي المتوفى سنة 414 هـ. وروى عنه: (تاريخ دمشق 10/ 216، موسوعة علماء المسلمين 2/ 118) .
وقال ابن السمعاني: كنت علقت عنه أحاديث يسيرة ببغداد، وأصبهان. (الأنساب 12/ 228) .
وقال يحيى بن مندة: الوخشيّ قدم أصبهان سنة سمع عشرة، ورحل منها سنة إحدى وأربعين، كثير السماع، قليل الرواية، أحد الحفاظ، عارف بعلوم الحديث، خبير بأطراف من اللغة والنحو. (تذكرة الحفاظ 3/ 1173) .
وقال عبد الغافر الفارسيّ: قدم نيسابور وسمع بها مرارا، ثم ارتحل إلى الحجار فسمع بها،(32/44)
9- الحسين بن عَقِيل [1] بن محمد بن عبد المنعم بن ريش [2] الدّمشقيّ البّزار [3] .
الشاعر [4] .
سمع: عبد الرحمن بن أبي نصر [5] .
روى عنه: الخطيب مع تقدُّمِهِ، وأبو الحَسَن بن المسلم الفقيه [6]
- حرف السين-
10- سعْد بْن علي بْن مُحَمَّد بْن علي بْن حسين [7] .
__________
[ () ] وبمصر وبالعراق، والشام، والجبال، وجدّ واجتهد في جمع الصحيح. (المنتخب من السياق 182) .
ورّخ ابن الأكفاني تاريخ وفاته في حاشية أصله بسنة 456، وقال ابن عساكر: وقيل: إن هذا التاريخ وهم. (تاريخ دمشق 10/ 217) .
[1] انظر عن (الحسين بن عقيل) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 10/ 102، 103، ومعجم الأدباء 1/ 124- 126، رقم 9، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 7/ 111 رقم 131، والنجوم الزاهرة 5/ 107 وفيه: «الحسين بن أحمد بن عقيل» ، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 311، 312 وقال محقق «معجم الأدباء» بالحاشية: «لم نعثر له على ترجمة سوى ترجمته في ياقوت» !.
[2] في مختصر تاريخ دمشق: «عبد المنعم بن هاشم بن ريش» .
[3] في الأصل: «البزاز» بالزاي في آخره والتصحيح من المصادر.
[4] كنيته: أبو علي، ويقال: أبو عبد الله. (تاريخ دمشق) .
[5] حدّث عنه في مسجد الزلاقة سنة 467 هـ. بسنده عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وآله سلّم قال:
«إذا صلّى أحدكم فخلع نعليه فلا يؤذي بهما أحدا، ليجعلهما تحت رجليه أو ليصل فيهما» .
[6] قال ياقوت: كان أديبا شاعرا، وله عناية بالحديث» . وذكر له أبياتا، منها قوله:
على لام العذار رأيت خالا ... كنقطة عنبر بالمسك أفرط
فقلت لصاحبي هذا عجيب ... متى قالوا بأنّ اللّام تنقط؟
(معجم الأدباء 10/ 124- 126)
[7] انظر عن (سعد بن علي) في: الإكمال لابن ماكولا 4/ 229، والأنساب 6/ 307، والمنتظم 8/ 320 رقم 392 (16/ 201 رقم 3486) ، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 15/ 177، 178، ومعجم البلدان 3/ 152، 153، ومختصر تاريخ دمشق 7/ 247، 248 رقم 116، والإعلام بوفيات الأعلام 194، وسير أعلام النبلاء 18/ 385- 389 رقم 189، والمعين في طبقات المحدّثين 136 رقم 1495، والعبر 3/ 276، ودول الإسلام 2/ 5، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1174- 1178، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 324، ومرآة الجنان 3/ 100، 101، والبداية والنهاية 12/ 120، والوافي بالوفيات 15/ 180 رقم 245، والعقد الثمين 4/ 535، 536، وتبصير المنتبه 2/ 661، والنجوم الزاهرة 5/ 108، وشذرات الذهب 3/ 339، 340،(32/45)
أبو القاسم الزِّنْجانيّ [1] ، الحافظ الزّاهد.
سمع: أبا عبد الله محمد بن الفضل بن نظيف، وأبا عليّ الحسين بن ميمون الصّدَفيّ بمصر، وبغزة عليّ بن سلامة، وبزَنْجَان محمد بن أبي عُبَيْد [2] وبدمشق عبد الرحمن بن ياسر، وأبا الحَسَن الحبّان، وجماعة.
روى عنه: أبو بكر الخطيب وهو أكبر منه، وأبو المظفّر منصور السمعانيّ الفقيه، ومكّيّ الرُّمَيْليّ، وهبة الله بن فاخر، ومحمد بن طاهر المقدسيّ، وعبد المنعم القُشَيْريّ، وآخرون.
وجاوَرَ بمكة زمانًا، وصار شيخ الحَرَم.
قال أبو الحَسَن محمد بن أبي طالب الفقيه الكَرَجيّ: سألت محمد بن طاهر عَنْ أفضل مِن رَأَى، فقال: سعْد الزَّنْجانيّ، وعبد الله بن محمد الأنصاريّ، فسألته أيُهما أفضل؟ فقال: عبد الله كان متفننًا، وأمّا الزَّنْجانيّ فكان أعرف بالحديث منه. وذلك أنّي كنت أقرأ على عبد الله فأترك شيئًا لأجرّبه، ففي بعْضٍ يرُد، وفي بعضٍ يسكت، والزَّنْجانيّ، كنتُ إذا تركت اسمَ رجلٍ يقول: تركتَ بين فُلان وفُلان اسمَ فُلان [3] .
قال ابن السَّمعانيّ: صَدَق. كان سعد أعرف بحديثه لقِلته، وعبد الله كان مكثرًا [4] .
قال أبو سعد السَّمعانيّ: سمعتُ بعض مشايخي يقول: كان جدّك أبو المظفّر قد عزم على أن يُقيم بمكّة ويجاور بها، صُحْبَةَ الإمام سعْد بن عليّ، فرأى ليلةً من اللّيالي والدته كأنّها قد كشفت رأسها وقالت له: يا بنيّ، بحقيّ
__________
[ () ] وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 94.
وقد أضاف «بيرند راتكه» محقّق: الوافي بالوفيات، كتاب «صفة الصفوة» إلى مصادر ترجمة الزنجاني. ولم أجده فيه. انظر: الوافي 15/ 180 بالحاشية رقم (245) .
[1] الزّنجاني: بفتح الزاي، وسكون النون، وفتح الجيم، وفي آخرها نون. هذه النسبة إلى زنجان وهي بلدة على حدّ أذربيجان من بلاد الجبل، منها يتفرّق القوافل إلى الريّ وقزوين وهمذان وأصبهان. (الأنساب 6/ 306) .
[2] في معجم البلدان 3/ 152 «محمد بن عبيد» . والمثبت عن الأصل والمصادر.
[3] انظر: تذكرة الحفّاظ 3/ 1175، وسير أعلام النبلاء 18/ 388.
[4] سير أعلام النبلاء 18/ 388.(32/46)
عليك إلّا ما رجعت إلى مرو، فإنّي لا أطيق فِراقَك.
قال: فانتبهتُ مغمومًا، وقلت: أشاور الشّيخَ سعْد، فمضيتُ إليه وهو قاعد في الحَرَم، ولم أقدر من الزّحام أن أكلّمه، فلمّا تفرق النّاس وقام تبِعْتُه إلى داره، فالتفت إليّ وقال: يا أبا المظفّر، العجوز تنتظرك. ودخل البيت.
فعرفت أنّه تكلّم على ضميري، فرجعتُ مع الحاجّ تلك السّنة [1] .
قال أبو سعْد: كان أبو القاسم حافظًا، متقِنًا، ثقة، ورِعًا، كثير العبادة، صاحب كرامات وآيات. وإذا خرج إلى الحَرَم يُخْلُوا المطاف، ويقبّلون يده أكثر ممّا يقبلون الحجر الأسود [2] .
وقال محمد بن طاهر: ما رأيت مثله، سمعتُ أبا إسحاق الحبّال يقول: لم يكن في الدّنيا مثل أبي القاسم سعْد بن عليّ الزَّنْجانيّ في الفضل. وكان يحضر معنا المجالس، ويُقرأ الخطأ بين يديه، فلا يردّ على أحدٍ شيئًا، إلّا أن يُسأل فيُجيب [3] .
قال ابن طاهر: وسمعت الفقيه هياج بن عبيد إمام الحرم ومفتيه يقول: يوم لا أرى فيه سعد بن علي لا أعتد أني عملت خيرًا.
وكان هياج يعتمر ثلاث مرات [4] . وسيأتي ذكره [5] .
قال ابن طاهر: كان الشّيخ سعْد لمّا عزم على المجاورة عزم على نَيِّفٍ وعشرين عزيمة أنّه يُلْزِمَها نفسَه من المجاهدات والعبادات. ومات بعد أربعين
__________
[1] انظر: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 9/ 248، والخبر ليس في: تاريخ دمشق لابن عساكر، ولعله من زيادات ابن منظور، وتذكرة الحفاظ 3/ 1174، وسير أعلام النبلاء 18/ 385، 386.
[2] الأنساب 6/ 307، المنتظم 8/ 320 (16/ 201) ، تذكرة الحفاظ 3/ 1175.
[3] انظر: تذكرة الحفّاظ 3/ 1175، وسير أعلام النبلاء 18/ 386، وهذا الخبر يتناقض مع الخبر السابق الّذي جاء فيه أن ابن طاهر جربه في الحفظ، فكان يردّ في بعض الحديث، ويسكت في بعضها، ويقول: تركت بين فلان وفلان اسم ف
[4] أي يعتمر في اليوم ثلاث عمر. انظر: معجم البلدان 3/ 1175، وسير أعلام النبلاء 18/ 386.
[5] في وفيات سنة 472 هـ. برقم (61) .(32/47)
سنة ولم يخلّ منها بعزيمةٍ واحدة [1] .
وكان يُملي بمكّة، ولم يكن يُمْلي بها حين تولّى مكة المصريّون وإنّما كان يُمْلي سرًّا في بيته [2] .
وقال ابن طاهر: دخلتُ على الشّيخ أبي القاسم سعْد وأنا ضيّق الصَّدر من رجلٍ من أهل شيراز لا أذكره، فأخذت يده فقبَّلْتها، فقال لي ابتداءً من غير أن أُعْلِمه بما أنا فيه: يا أبا الفضل، لا تضيِّقْ صدْرَك، عندنا في بلاد العجم مَثَلٌ يُضْرَب، يقال: بُخْلُ أهوازيّ، وحَمَاقةُ شِيرازيّ، وكَثْرةُ كلام رازيّ [3] .
ودخلتُ عليه في أول سنة سبعين لمّا عزمتُ على الخروج إلى العراق حتّى أودّعه، ولم يكن عنده [4] خبرٌ من خروجي، فلمّا دخلت عليه قال:
أَرَاحِلُون فنبكي، أم مُقِيمونا؟
فقلت: ما أمر الشّيخ لا نتعدّاه.
فقال: على أيِّ شيء وعزمت؟ قلت: على الخروج إلى العراق لألحق مشايخ خُراسان.
فقال: تدخل خُراسان، وتبقى بها، وتفوتك مصر، ويبقى في قلبك.
فاخرج إلى مصر، ثمّ منها إلى العراق وخراسان، فإنه لا يفوتك شيء.
ففعلتُ، وكان في ذلك البركة.
سمعتُ سعد بن عليّ- وجرى بين يديه ذِكْر الصّحيح الذي خرجه أبو ذَر الهَرَويّ- فقال: فيه عن أبي مسلم الكاتب، وليس من شرط الصّحيح [5] .
قال أبو القاسم ثابت بن أحمد البغداديّ: رأيتُ أبا القاسم الزَّنْجانيّ في
__________
[1] المنتظم 8/ 320 (16/ 201) .
[2] يعني خوفا من دولة العبيدة. انظر: تذكرة الحفّاظ 3/ 1175، 1176، وسير أعلام النبلاء 18/ 387.
[3] معجم البلدان 3/ 153.
[4] في الأصل: «عندي» . وصحّحته ليستقيم المعنى.
[5] انظر: تذكرة الحفاظ 3/ 1176، وسير أعلام النبلاء 18/ 387.(32/48)
المنام يقول لي مرة بعد أخرى: إنّ الله بنى لأهل الحديث بكلّ مجلسٍ يجلسونه بيتًا في الجنّة [1] .
وُلِد سعد في حدود سنة ثمانين وثلاثمائة، أو قبلها.
وتُوُفّي في سنة إحدى وسبعين [2] ، أو في أواخر سنة سبعين [3] بمكّة.
وله قصيدة مشهورة في السنّة [4] .
وقد سئل عنه إسماعيل الطّلْحيّ فقال: إمامٌ كبيرٌ عارفٌ بالسُّنّة.
11- سُلمان بن الحَسَن بن عبد الله [5] .
أبو نصر، صاحب ابن الذّهبيّة البغداديّ رجل صالح معمر.
__________
[1] تاريخ دمشق 15/ 178، ومختصر تاريخ دمشق 9/ 248، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 94.
[2] وهو المشهور. قال المؤلّف الذهبي- رحمه الله-: «توفي الزنجاني في أول سنة إحدى وسبعين وأربعمائة، وله تسعون عاما، ولو أنه سمع في حداثته للحق إسنادا عاليا، ولكنه سمع في الكهولة» . (سير أعلام النبلاء 18/ 388) (تذكرة الحفّاظ 3/ 1176) .
[3] في (الأنساب 6/ 307) : توفي بمكة سنة سبعين وأربعمائة. وبها ورّخه ياقوت الحموي في (معجم البلدان 3/ 153) .
[4] منها:
تدبر كلام الله واعتمد الخبر ... ودع عنك رأيا لا يلائمه أثر
ونهج الهدى فالزمه وأقتد بالألى ... هم شهدوا التنزيل علك تنجبر
وكن موقنا أنا وكلّ مكلف ... أمرنا يقفوا الحقّ والأخذ بالحذر
وحكم فيما بيننا قول مالك ... قدير حليم عالم الغيب مقتدر
سميع بصير واحد متكلم ... مريد لما يجري على الخلق من قدر
فمن خالف الوحي المبين بعقله ... فذاك امرؤ قد خاب حقا وقد خسر
وفي ترك أمر المصطفى فتنة فذر ... خلاف الّذي قد قاله واتل واعتبر
ومنها:
وما أجمعت فيه الصحابة حجة ... وتلك سبيل المؤمنين لمن سبر
ففي الأخذ بالإجماع- فاعلم- سعادة ... كما في شذوذ القول نوع من الخطر
(سير أعلام النبلاء 18/ 387، 388 و 389) .
وقال الذهبي: وقد كان الحافظ سعد بن علي هذا من رءوس أهل السّنة وأئمة الأثر وممّن يعادي الكلام وأهله، ويذمّ الآراء والأهواء ... (تذكرة الحفاظ 3/ 1177) .
[5] انظر عن (سلمان بن الحسن) في: المنتظم 8/ 321 رقم 394 (16/ 202 رقم 3488) .(32/49)
روى عن: أَبِي الحَسَن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن محمد بْن مَخْلَد صاحب الصّفّار [1] .
روى عنه: محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وعبد الوهّاب الأنماطيّ [2] .
وقال: عاش أكثر من مائة سنة [3] .
مات أبو نصر في رجب.
12- سهل بن عَمْر بن محمد بن الحسين [4] .
أبو عمر بن المؤيَّد أبي المعالي البِسْطاميّ ثمّ النَّيْسابوريّ.
من بيت الإمامة والحشمة وهو خَتَن عمه الموفّق بابنته.
روى عن: أبي الفضل عَمْر بن إبراهيم الهَرَويّ، وأصحاب الأصم [5] .
تُوُفّي في شوّال
- حرف الطاء-
13- طاهر بن محمد شاه فور [6] .
أبو المظفّر الطوسيّ.
مات بطوس في شوّال.
يروي عن: ابن مَحْمِش الزّياديّ، وغيره.
وعنه: زاهر الشّحاميّ.
__________
[1] وسمع أيضا: الخرقي. (المنتظم) .
[2] وهو أثنى عليه وشهد له بالخير والصلاح.
[3] كان مولده سنة 366 هـ.
[4] انظر عن (سهل بن عمر) في: المنتخب من السياق 246 رقم 782.
[5] قال عبد الغافر الفارسيّ: «سمع من أصحاب الأصم فمن بعدهم من الطبقة الثانية ولم يرزق الرواية لأنه توفي في حدّ الكهولة وقت المغرب» .
[6] انظر عن (طاهر بن محمد) في: تبيين كذب المفتري 276، وفيه: «شاهفور بن طاهر» ، والمنتخب من السياق 253 رقم 814، وفيه: «شاهفور بن طاهر» أيضا، وسير أعلام النبلاء 18/ 401، 402 رقم 199، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 175، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 252 رقم 208، والعقد المذهب لابن الملقن 330، وطبقات المفسرين للداوديّ 1/ 212، 213 رقم 206 وفيه: «شاهفور بن طاهر» ، وطبقات المفسّرين للأدنه ورقة 34 أ، وكشف الظنون 1/ 268، 340، وهدية العارفين 1/ 430، ومعجم المؤلفين 4/ 310.(32/50)
وكان إمامًا مفسِّرًا أُصوليا [1] .
وسمّاه عبد الغافر [2] : شاهفور
- حرف العين-
14- عَبْد اللَّه بْن سبعون [3] بْن يحيى.
أبو محمد المسلّميّ القيروانيّ.
محدِّث عارف. سكن بغداد ونقل بخطّه الكثير، وقرأ بنفسه.
سمع: أبا القاسم عبد العزيز الأَزَجيّ [4] ، وأبا طالب بن غيلان، وجماعة.
وبمكة: أبا نصر السِّجْزيّ، وأبا الحَسَن بن صخْر.
وبمصر: عليّ بن منير.
روى عنه: أبو القاسم السمرقندي، وأبو الحسن بن عبد السلام.
توفي في رمضان.
15- عبد الباقي بن محمد بن غالب [5] .
__________
[1] قال ابن عساكر: ارتبطه نظام الملك بطوس. (تبيين كذب المفتري 276) .
[2] في المنتخب من السياق 253 وفيه قال: الإمام الكامل الفقيه الأصولي المفسر، جامع بارع، صنف التفسير الكبير المشهور، وصنف في الأصول، وسافر في طلب العلم، وحصّل الكثير.
سمع عن أصحاب الأصمّ، وأصحاب أبي علي الرفّاء، والطبقة، وكان له اتصال مصاهرة بالأستاذ أبي منصور البغدادي الإمام. روى عنه أبو الحسن الحافظ إجازة وإذنا.
وقال الداوديّ: وأنشد الإمام شاهفور لنفسه:
ليس الجواد هو المبذول لماله ... إنّ الجواد هو المحقر للندى
من غير شكر يبتغيه بجوده ... كلا، ولا من لذاك ولا أذى
وذكر أبياتا أنشدها هلال بن العلاء. (طبقات المفسّرين 1/ 283) .
أما كتاب في التفسير فهو في (كشف الظنون 1/ 268) : «تاج التراجم في تفسير القرآن للأعاجم» ، وله: «التبصير في الذين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين» ، طبع في القاهرة سنة 1955 بعناية العلامة الشيخ محمد زاهد الكوثري.
[3] انظر عن (عبد الله بن سبعون) في: المنتظم 8/ 321 رقم 395 (16/ 202 رقم 3489) ، والبداية والنهاية 12/ 120 وفيه: «شمعون» .
[4] الأزجي: بفتح الألف والزاي. هذه النسبة إلى باب الأزج، وهي محلّة كبيرة ببغداد. (الأنساب 1/ 197) .
[5] انظر عن (عبد الباقي بن محمد) في: تاريخ بغداد 11/ 91، رقم 5781، والمنتظم 8/ 321 رقم 398 (16/ 203 رقم 3492) ، والعبر 3/ 276، وسير أعلام النبلاء 18/ 400، 401 رقم(32/51)
أبو منصور بن العطّار الأزجيّ [1] ، وكيل أميرَيِ المؤمنين: القائم، والمقتدي.
قال السمعانيّ: كان حَسَن السِّيرة، جميل الأمر، صحيح السّماع.
سمع: أبا طاهر المخلّص، وأحمد بن محمد بن الْجُنْديّ.
روى عنه: يوسف بن أيّوب الهَمذانيّ، وعبد المنعم القُشَيْريّ، وأبو نصر أحمد بن عَمْر الغازي، وآخرون.
قلت: كان قليل الرّواية، رئيسًا.
قال الخطيب [2] : كتبتُ عنه، وكان صدوقًا. قال لي: ولدت سنة أربع وثمانين وثلاثمائة.
تُوُفّي ابن العطّار في ربيع الآخر [3] .
16- عبد الحميد بن الحَسَن بن محمد [4] .
أبو الفَرَج الهَمَذانيّ الدّلّال الفُقَاعيّ [5] .
روى عن: أبي بكر بن لال، وعبد الرحمن الإمام، وعبد الرحمن المؤدب الهمذانيين.
قال شيرويه: سمعتُ منه وليس التّحديث من شأنه. وسماعه مع أخيه علي.
ولد سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة.
وتوفي في ثامن عشر ذي القعدة.
__________
[198،) ] والإعلام بوفيات الأعلام 194، والمعين في طبقات المحدّثين 136 رقم 1496، وتذكرة الحفاظ 3/ 1177، وشذرات الذهب 3/ 340.
[1] تقدم التعريف بهذه النسبة في الترجمة السابقة (14) .
[2] في تاريخ بغداد 11/ 91.
[3] وقال المؤلف الذهبي: «وسماعاته قليلة» . (سيرة أعلام النبلاء 18/ 401) .
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
[5] الفقاعي: بضم الفاء وفتح القاف وفي آخرها العين المهملة. هذه النسبة إلى بيع الفقاع وعمله. (الأنساب 9/ 322) .(32/52)
17- عبد الرحمن بن علي بن عبد الله بن منصور الطبري [1] .
قال السَّمعانيّ: أبو القاسم بن الزُّجَاجيّ [2] كان ينزل باب الطّاق من بغداد، وكان خيّرًا ثقة صدوقًا.
سمع من: أبي أحمد الفَرَضيّ، وثنا عنه أبو بكر الأنصاريّ، وأبو محمد بن الطّرّاح، وإسماعيل بن السمرقندي، وأبو نصر أحمد بن عمر الغازي [3] .
تُوُفّي فِي ربيع الأوَّل [4] 18- عَبْد الرَّحْمَن بْن عُلْوان بن عَقِيل [5] .
أبو القاسم [6] الشَّيْبانيّ البغداديّ، أخو عبد الواحد.
سمع من: عبد القاهر بن عِترة. [7] روى عنه: قاضي المَرِسْتان، ووثَّقه أبو الفضل بن خَيْرُون [8] .
19- عبد العزيز بن عليّ بن أحمد بن الحسين الأنْماطيّ [9] .
أبو القاسم ابن بنت السُّكّريّ العتّابيّ [10] . من محلّة العتابين ببغداد.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن أحمد) في: الإكمال لابن ماكولا 4/ 207 بالمتن والحاشية، والأنساب 6/ 259، والمشتبه في الرجال 1/ 335.
[2] الزجاجيّ: بضم الزاي وفتح الجيم المخفّفة، وكسر الجيم الأخرى. نسبة إلى بيع الزجاج وعمله.
[3] قال ابن ماكولا: «سمعت منه» . (الإكمال) .
[4] وقال ابن السمعاني: «توفي في حدود سنة سبعين وأربعمائة ببغداد» . (الأنساب) .
[5] انظر عن (عبد الرحمن بن علوان) في: المنتظم 8/ 421 رقم 397 (16/ 202 رقم 3491) .
[6] في المنتظم: أبو أحمد.
[7] بكسر العين المهملة وسكون التاء المثناة. (المشتبه 2/ 482) .
[8] قال ابن الجوزي: توفي يوم الإثنين رابع ربيع الآخر، وقد حدّثنا عنه أشياخنا.
[9] انظر عن (عبد العزيز بن علي الأنماطي) في: تاريخ بغداد ج 1/ 469، 470، رقم 5650، والأنساب 8/ 377، والمنتظم 8/ 321، 322 رقم 399 (16/ 203 رقم 3493) ، ومعجم الآداب لابن الفوطي 3/ 550، وسير أعلام النبلاء 18/ 395، 396 رقم 195، والإعلام بوفيات الأعلام 194، والمعين في طبقات المحدّثين 136 رقم 1497، والعبر 3/ 276، 277، ومرآة الجنان 3/ 101 وشذرات الذهب 3/ 340.
[10] بفتح العين المهملة، وتشديد التاء المنقوطة من فوقها بنقطتين، والباء المنقوطة بواحدة بعد الألف. (الأنساب 8/ 376) .(32/53)
قال الخطيب [1] : حدَّث عن أبي طاهر المخلص. كتب عنه، وكان سماعه صحيحًا. قلت: روى عنه: أبو بكر الأنصاريّ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ، وإسماعيل بن السَّمَرْقَنديّ.
وقال عبد الوهّاب الأنماطيّ: هو ثقة [2] .
وُلِد أبو القاسم في سنة ثمانٍ وثمانين وثلاثمائة، ومات في رجب. وآخر من حدّث عنه أحمد ابن الطّلّاية [3] .
قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ: أَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ أَبِي الْجُودِ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي غَالِبٍ الزَّاهِدُ، أَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعِمَائَةٍ: أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذَّهَبِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، ثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ شُرَحْبِيلَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله سلّم قَالَ: «لأَنْ يَتَصَدَّقَ الرَّجُلُ فِي حَيَاتِهِ بِدِرْهَمٍ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَتَصَدَّقَ بِمَائَةِ دِينَارٍ عِنْدَ موته» [4] . 20- عبد القاهر بن عبد الرحمن [5] .
__________
[1] في تاريخ بغداد 10/ 469.
[2] المنتظم 8/ 322 (16/ 203) وهو قال: «وكنا عنده يوما نقرأ عليه، فاحتاج إلى القيام، فقلنا له: تقيم ساعة، ما بقي إلا ورقة، فأقعدنا وقرأنا عليه، ثم قلنا: قد فرغت الورقة، فقال: وأنا أيضا قد بلت في ثيابي» .
[3] هو الشيخ الزاهد أبو الخير أحمد بن أبي غالب بن الطّلاية العتابي. وكان سمع منه في محلّته في مسجده. (الأنساب 8/ 377) .
[4] صححه ابن حبّان (821) ، وأخرجه أبو داود في السنن (2866) في أول باب الوصايا، عن طريق أحمد بن صالح بهذا الإسناد، مع إن إسناده ضعيف لضعف شرحبيل، وهو ابن سعد الخطميّ، انظر: الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 187 رقم 713، وتهذيب التهذيب 4/ 320.
[5] انظر عن (عبد القاهر بن عبد الرحمن) في: دمية القصر للباخرزي 2/ 10- 13 رقم 240، والجامع الكبير لابن الأثير 64، 76، 83، ونزهة الألباء 264، 265، وإنباه الرواة 2/ 188- 190، وآثار البلاد وأخبار العباد 351، ووفيات الأعيان 2/ 93 و 3/ 337، والإعلام بوفيات الأعلام 194، وسير أعلام النبلاء 18/ 432، 433 رقم 219، والعبر 3/ 277، ودول الإسلام 2/ 5، وتلخيص ابن مكتوم 112، 113، وفوات الوفيات 2/ 369، 370، ومرآة الجنان 3/ 101، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 242، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 491،(32/54)
أبو بكر الْجُرْجانيّ النَّحْويّ المشهور.
أخذ النَّحْو بجُرْجان عن: أبي الحسين محمد بن الحَسَن الفارسيّ ابن أخت الشّيخ أبي عليّ الفارسيّ.
وعنه أخذ عليّ بن أبي زيد الفَصِيحيّ [1] .
وكان من كبار أئمّة العربيّة. صنَّفَّ كتاب «المغني في شرح الإيضاح» [2] .
في نحوٍ من ثلاثين مجلَّدًا، وكتاب «المقتصد» [3] في شرح «الإيضاح» أيضًا، ثلاث مجلّدات، وكتاب «إعجاز القرآن» [4] الكبير، وكتاب «إعجاز القرآن» الصغير، وكتاب «العوامل المائة» [5] ، وكتاب «المفتاح» ، وكتاب «شرح الفاتحة» في مجلّد، وكتاب «العُمَد [6] في التّصريف» ، وكتاب «الْجُمَل» [7] وهو مشهور. وله كتاب «التّلْخيص» في شرح هذا «الْجُمَل» [8] .
وكان شافعيّ المذهب، متكلّمًا على طريقة الأشعريّ، مع دين وسكون.
وقد ذكره السِّلَفيّ في مُعْجَمه فقال: كان ورِعًا قانعًا، دخل عليه لص وهو
__________
[ () ] 492، وطبقات النحاة لابن قاضي شهبة 2/ 94، 95، وطبقات الشافعية، له 1/ 259، 260 رقم 215، وتاريخ الخميس 2/ 401، والنجوم الزاهرة 5/ 108، وبغية الوعاة 2/ 106، وتاريخ الخلفاء 426، وطبقات المفسرين للداوديّ 1/ 330، 331، ومفتاح السعادة 1/ 177، وكشف الظنون 1/ 83، 120، 212، 453، 454، 602، 759 و 2/ 1169، 1179، 1621، 1769، وشذرات الذهب 3/ 340، 341، وإيضاح المكنون 1/ 516، وديوان الإسلام 3/ 283، 284 رقم 1436، وهدية العارفين 1/ 606، وروضات الجنات 343، والأعلام 4/ 174، ومعجم المؤلفين 5/ 310.
[1] وفيات الأعيان 2/ 93، و 3/ 337، والفصيحي توفي سنة 516 هـ.
[2] كتاب «الإيضاح» لأبي على الفارسيّ المتوفى سنة 377 هـ.
[3] وهو مختصر لكتاب «المغني» . ورد في (طبقات الشافعية) لابن قاضي شهبة 1/ 259 «الاقتصاد» .
[4] طبع في مصر.
[5] وهو في النحو، وقد طبع في ليدن سنة 1617 م.، ثم في كلكتّة سنة 1803 م.، ثم في بولاق بمصر سنة 1247 هـ.
[6] ورد باسم «العمدة» في: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي، وفوات الوفيات، وكشف الظنون.
[7] في وفيات الأعيان 2/ 93 و 3/ 337: «الجمل الصغرى» .
[8] ومن مؤلفاته المشهورة غير هذه: كتاب «أسرار البلاغة» في علم البيان، وكتاب «دلائل الإعجاز» في علم المعاني، وهما مطبوعان.(32/55)
في الصلاة فأخذ ما وجد، وعبد القاهر ينظر، فلم يقطع صلاته [1] .
سمعتُ أبا محمد الأبِيوَردِيّ يقول: ما مَقَلَتْ عيني لُغَويًّا مثله. وأمّا في النَّحْو فعبد القاهر.
وله نَظْمٌ، فمنه:
كبير على العقل لا تَرُمْه [2] ... ومِلْ إلى الْجَهْل مَيْلَ هائِمْ
وعِشْ [3] حمارًا تَعشْ سعيدًا [4] فالسَّعدُ في طالِع البَهَائِم
[5] تُوُفّي عبد القاهر، رحمه الله سنة إحدى وسبعين، وقيل: سنة أربعٍ وسبعين، فاللَّه أعلم.
21- عليّ بن أحمد بن عليّ [6] أبو القاسم السَّمْسار الأصبهانيّ.
مات في ربيع الأول.
__________
[1] انظر: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 242، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 492، وسير أعلام النبلاء 18/ 433، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 260.
[2] في فوات الوفيات: «كبر على العقل يا خليلي» .
[3] في الفوات: «وكن» .
[4] في الفوات: «بخير» .
[5] والبيتان في فوات الوفيات 3/ 370، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 260 وله أبيات أخرى، منها:
لا تأمن النفثة من شاعر ... ما دام حيا سالما ناطقا
فإن من يمدحكم كاذبا ... يحسن أن يهجوكم صادقا
وله أيضا.
أرخ باثنتين وخمسينا ... فليت شعري ما قضى فينا
نسر بالحول إذا ما انقصى ... وفي تقضيه تقضينا
(فوات الوفيات 2/ 370) .
وقال ابن الأنباري: أخذ عن أبي الحسين محمد.. وكان يحكي عنه كثيرا، لأنه لم يلق شيخا مشهورا في علم العربية غيره، لأنه لم يخرج عن جرجان في طلب العلم، وإنما طرأ عليه أبو الحسين، فقرأ عليه. (نزهة الألباء 264) .
وقال القزويني: «كان عالما فاضلا أديبا عارفا بعلم البيان. له كتاب في إعجاز القرآن في غاية الحسن ما سبقه أحد في ذلك الأسلوب، من لم يطالع ذلك الكتاب لا يعرف قدره، ودقّة نظره، ولطافة طبعه، واطلاعه على معجزات القرآن» . (آثار البلاد 351) .
[6] لم أجد مصدر ترجمته.(32/56)
22- عليّ بْن مُحَمَّدُ بْنُ أحمد بن حمدان بن عبد المؤمن [1] .
أبو الحَسَن المَيْدانيّ، ميدان زياد الذي على باب نَيْسابور [2] .
سكن هَمَذان.
روى عن: محمد بن يحيى العاصميّ، وأبي حفص بن مسرور.
ورحل فسمع من: عبد الملك بن بُشْران، وبِشْر الفاتنيّ، وطائفة كبيرة.
قال شيرويه: سمعت منه. وكان ثقة، صدوقا، معنيّا بهذا الشأن، متقنا، اهدا، صامتًا، لم تَرَ عيناي مثله.
وسمعتُ أحمد بن عمر الفقيه يقول: لم يَرَ أبو الحَسَن المَيْدانيّ مثلَ [3] نفسه.
قال شيروَيْه: ازدحموا على جنازته، وأطنبوا في وصْفه وفضله.
تُوُفّي يوم الجمعة ثامن عشرة صَفَر.
قلت: روى عنه هبة الله بن الفَرَج.
23- عليّ بن محمد بن عليّ بن هارون [4] .
أبو القاسم التَّيْميّ الكوفيّ ابن الإدلابيّ النَّيْسابوريّ.
حدَّث عن: أبي بكر بن المُزكّى، وعبد الرحمن بن محمد السّرّاج، وأبي بكر الحِيريّ، وابن نظيف المصريّ، وعبد الملك بن بشرْان.
وحدَّث ببغداد «بمُسْنَد الشّافعيّ» .
روى عنه: إسماعيل بن السَّمَرْقَنديّ، وأبو البركات بن أبي سعّد، ومحمد بن طلحة الرّازيّ.
وكان ثقة.
مات في ربيع الأوّل سنة إحدى وسبعين.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] الأنساب 11/ 562.
[3] في الأصل: «مثله» .
[4] انظر عن (علي بن محمد بن علي) في: المنتظم 8/ 322 رقم 402 (16/ 204 رقم 3496) .(32/57)
24- عَمْر بْن عَبْد الملك بْن عَمْر بن خَلَف [1] .
أبو القاسم بن الرّزّاز [2] .
أحد عُدول بغداد وفقهائها.
سمع: أبا الحَسَن بن رزقوَيْه، وأبا القاسم الحرفيّ، وابن شاذان.
روى عنه: ابن السَّمَرْقَنديّ.
تُوُفّي في رجب [3] .
25- عَمْر بْن عَبْد اللَّه بْن عَمْر [4] .
أَبُو الفضل بن البقّال البغداديّ الأَزَجيّ المقرئ.
قرأ القرآن على أبي الحَسَن الحمّاميّ.
وسمع: أبا أحمد بن أبي مسلم الفَرَضيّ.
وختم عليه خلْق.
وكان وِرْدُه كلَّ يومٍ ختمة.
روى عنه: أبو بكر الأنصاريّ، وأبو القاسم بن السَّمَرْقَنديّ، وأحمد بن عَمْر الغازي [5] .
__________
[1] انظر عن (عمر بن عبد الملك) في: المنتظم 8/ 322 رقم 400 (16/ 203 رقم 3494) ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 8، والوافي بالوفيات 22/ 517 رقم 369 وقد أحال السيدان: محمد عبد القادر عطا ومصطفى عبد القادر عطا بمراجعة وتصحيح نعيم زرزور في تحقيقهم لكتاب المنتظم (طبعة دار الكتب العلمية، ببيروت) إلى كتابي: الأنساب، وتاريخ بغداد، لينظر إلى صاحب الترجمة. فوهموا بذلك، (انظر حاشية المنتظم 16/ 203 رقم 4) .
فالمذكور في (تاريخ بغداد 10/ 433 رقم 5597) هو والد صاحب الترجمة هذا «عبد الملك بن عمر بن خلف» المتوفى سنة 448 هـ. ولم يأت الخطيب على ذكر صاحب الترجمة «عمر بن عبد الملك» مطلقا. ومثله في (الأنساب 6/ 108) لابن السمعاني الّذي ينقل عن الخطيب. فليصحح.
[2] الرزّاز: بفتح الراء وتشديد الزاي المفتوحة والألف بين الزايين المعجمتين. هذه النسبة إلى الرزّ وهو الأرز، وهو اسم لمن يبيع الرزّ. (الأنساب 6/ 105) .
[3] قال ابن الجوزي: كان زاهدا، وابتلي بمرض أقعد منه.
وقال السبكي: مولده سنة ست وأربعمائة.
[4] انظر عن (عمر بن عبد الله) في: المنتظم 8/ 322 رقم 401 (16/ 203 204 رقم 401) وفيه «عمر بن عبيد الله» .
[5] وثقه ابن الجوزي.(32/58)
وكان مولده سنة 395
- حرف الفاء-
26- الفُضيل بن يحيى بن الفُضَيل [1] .
أبو عاصم الفُضَيْليّ الهَرَويّ، الفقيه.
راوي المائة وغيرها.
عن: عبد الرحمن بن أبي شريح، وأقرانه.
ذكره أبو سعد السمعانيّ [2] ، فقال: كان فقيهًا، مُزَكيا، صدوقًا، ثقة. عُمِّر حتّى حُمِل عنه الكثير [3] .
روى عنه: أبو الوقف.
وكان مولده في سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة، وتوفي في جمادى الأولى.
روى عن: أبي عليّ منصور بن عبد الله الخالديّ، وأبي الحسين بن بشران.
وقدم بغداد.
وروى عنه: عبد السّلام بَكْبَرة [4] ، ومحمد بن الحسين العَلَويّ
- حرف الميم-
27- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أبي توبة [5] .
أبو بكر الكشميهنيّ.
__________
[1] انظر عن (الفضيل بن يحيى) في: العبر 3/ 277، والإعلام بوفيات الأعلام 195، وسير أعلام النبلاء 18/ 397، 398 رقم 196، والمعين في طبقات المحدّثين 136 رقم 149، وتذكرة الحفاظ 3/ 1177، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 10، 11، ومرآة الجنان 3/ 101، وتوضيح المشتبه 1/ 596، وشذرات الذهب 3/ 341.
وقد ورد اسمه في الأصل، وفي (المعين في طبقات المحدّثين) : «الفضل» ، وكذا في: تذكرة الحفاظ 3/ 1177.
[2] في غير كتاب (الأنساب) .
[3] انظر: سير أعلام النبلاء 18/ 397، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 310.
[4] بكبرة: بفتح الباءين الموحدتين، بينهما كاف ساكنة، ثم الراء المفتوحة. انظر: المشتبه في الرجال 1/ 90، وتوضيح المشتبه 1/ 596.
[5] انظر عن (محمد بن عبد الله بن أبي توبة) في: شرح السّنة للبغوي 5/ 174 رقم 1374.(32/59)
تُوُفّي بمرّو، وكان واعظًا فقيهًا.
تفقَّه على أبي بكر القفّال، وسمع من جماعة [1] .
28- محمد بن عبد الواحد بْن عَبْد الله [2] .
أبو بكر المستعمل [3] السَّمْسار.
سمع: البرقانيّ، وأبا عليّ بن شاذان.
روى عنه: عبد الله، وإسماعيل ابنا السَّمَرْقَنديّ.
29- محمد بن عثمان بْن أَحْمَد [4] بْن مُحَمَّد بْن علي بْن مَزْدِين [5] .
أبو الفضل القومساني [6] ، ثمّ الهَمَذانيّ، ويُعرف بابن زيرَك.
قال شيرُوَيْه: هو شيخ عصره ووحيد وقته في فنون العلم، روى عن:
أبيه، وعمّه أبي منصور محمد، وخاله أبي سعد عبد الغفار، وابن جانجان، وعلي بن أحمد بن عبدان، ويوسف بن كج، والحسين بن فنجويه [7] الثقفي، وعبد الله بن الأفشين، وجماعة.
وروى بالإجازة عن أبي عبد الرحمن السُّلميّ، وأبي الحَسَن بن رزقوَيْه.
وسمعتُ منه عامة ما مرَّ له. وكان صدوقًا ثقة، له شأن وحشمة. وله يد في التفسير، حَسَن العبارة والخطّ، فقيهًا، أديبًا، متعّبدًا. تُوُفّي في سَلْخ ربيع الآخر. وقبره يُزار ويُتبرَّك به.
وسمعته يقول: ولدت سنة تسع وتسعين وثلاثمائة.
قَالَ شِيرُوَيْهِ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَكِّيٍّ: سَمِعْتُ أَبَا الْفَضْلِ الْقُومَسَانِيّ يَقُولُ
__________
[1] رُوِيَ عَنِ أبي طاهر محمد بن أحمد بن الحارث. روى عنه البغوي.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] هكذا في الأصل. ولم أتبين صحّتها.
[4] انظر عن (محمد بن عثمان بن أحمد) في: معجم البلدان 4/ 414، والعبر 3/ 277، وسير أعلام النبلاء 18/ 433- 435 رقم 220، وتذكرة الحفاظ 3/ 1177، ومرآة الجنان 3/ 101، والوافي بالوفيات 4/ 84، وشذرات الذهب 3/ 341.
[5] في: معجم البلدان: والوافي بالوفيات: «مردين» بالراء المهملة.
[6] القومساني: أو القومسيّ: ناحية يقال لها بالفارسية: كومش، وهي من بسطام إلى سمنان، وهما من قومس، وهي على طريق خراسان، إذا توجّه العراقيّ إليها. (الأنساب 10/ 261) .
[7] في الأصل: «منجويه» ، وفي (العبر) : «فتحويه» .(32/60)
فِي مَرَضِهِ: رَأَيْتُ رَجُلا دَفَعَ إِلَيَّ كِتَابًا، فَأَخْذُتُه، فَإِذَا فِيهِ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْقُومَسَانِيِّ، سَلامٌ عَلَيْكُمْ.
وسمعتُ إبراهيم بن محمد القزّاز الشّيخ الصّالح يقول: رأيتُ ابن عَبَدان ليلة مات أبو الفضل القُومَسَانّي، فأخذ بيدي ساعة، ثمّ قرأ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها من أَطْرافِها 13: 41 [1] يريد موته.
سَمِعْتُ أَبَا الْفَضْلِ الْقُومَسَانِيّ يَقُولُ: روي عن النّبي صلى الله عليه وآله سلّم أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ:
«اللَّهمّ أَمْتِعْنِي بِسَمْعِي وَبَصَرِي، وَاجْعَلْهُمَا الْوَارِثَ مِنِّي» [2] .
مَعْنَاهُ مُشْكِلٌ، فَإِنَّ الْعُلَمَاءَ قَالُوا: كَيْفَ يَكُونُ سَمْعُهُ وَبَصَرُهُ يَرِثَانِهِ بَعْدَهُ دُونَ سَائِرِ أَعْضَائِهِ؟ فَتَأَوَّلُوهُ أَنَّهُ أَرَادَ بِذَلِكَ الدُّعَاءَ لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، بِدَلِيلِ قَوْلِهِ: «إِنِّي لَا غِنَى بِي عَنْهُمَا، فَإِنَّهُمَا مِنَ الدِّينِ بِمَنْزِلَةِ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ مِنَ الرَّأْسِ» [3] . فَكَأَنَّهُ دَعَا بِأَنْ يُمَتَّعَ بِهِمَا فِي حَيَاتِهِ، وَأَنْ يَرِثَاهُ خِلَافَةَ النُّبُوَّةِ بَعْدَ وَفَاتِهِ. وَلَا يَجِدُ الْعُلَمَاءُ لِهَذَا الْحَدِيثِ وَجْهًا وَلَا تَأْوِيلًا غَيْرَ هَذَا [4] .
__________
[1] سورة الرعد، الآية 41.
[2] الحديث بتمامه، عن ابن عمر قال: فلما كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه: «اللَّهمّ أقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما يهون علينا مصيبات الدنيا، ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوّتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منّا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همّنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلّط علينا من لا يرحمنا» .
رواه الحاكم في (المستدرك على الصحيحين 1/ 528) ، وتابعه الذهبي في (تلخيص المستدرك) ، وأخرجه الترمذي في الدعوات (3502) وحسنه، وابن السّني في (عمل اليوم والليلة 440) ، وأخرجه الحاكم من حديث أبي هريرة بلفظ: «كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
اللَّهمّ متّعني بسمعي وبصري، واجعلهما الوارث مني، وانصرني على من ظلمني، وأرني فيه ثاري» . (المستدرك 1/ 523، التلخيص للذهبي) ، وسنده صحيح.
[3] الحديث قويّ وصحيح، رواه الترمذي (3671) ، والحاكم في (المستدرك 3/ 69) من حديث: عبد الله بن حنطب، ولفظه: «هذان السمع والبصر يعني أبا بكر وعمر» . وأخرجه الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد 8/ 459، 460) من حديث جابر بن عبد الله، ولفظه: «أبو بكر وعمر من هذا الدين كمنزلة السمع والبصر من الرأس» . وانظر: مجمع الزوائد للهيثمي 9/ 52، 53.
[4] قال البغوي في (شرح السّنة 5/ 175) : «قيل: أراد بالسمع: وعي ما يسمع والعمل به، وبالبصر: الاعتبار بما يرى. وقيل: يجوز أن يكون أراد بقاء السمع والبصر بعد الكبر وانحلال القوى، فيكون السمع والبصر وارثي سائر القوى، والباقين بعدها، وردّ الهاء إلى الإمتاع،(32/61)
فرأيتُ أبا هريرة في النّوم، وكنتُ مارًا في مقبرة سراكسلهر فقال لي:
أتعرفني؟ فقلت: لا. قال: أنا أبو هريرة. أصبتَ ما قلتَ، أنا رويتُ هذا الحديث وكذا أراد به النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ما فسرتَ.
سمعتُ أبا الفضل يقول: مرضتُ حتّى غلب علي ظنّي أنّي سأموت، فأشتدّ الأمرُ وعندي أبي وعمر خادم لنا، فكان أبي يقول: يا بُنَيّ أَكْثِر من ذِكْر الله. فأشهدته وعمر على نفسي، أنّي على دين الإسلام، وعلى السُّنّة. فرأيتُ وأنا على تلك الحال كأنّ هَيْبةً دخلت قلبي، فنظرتُ فإذا أنا برجل يأتي من جهة القِبْلة، ذو هَيْبة وجمال، كأنّه يسبح في الهواء، فازدَدْتُ له هيبة. فلمّا قرُب مني قال لي: قلْ.
قلت: نعم. وهِبْته أنْ أقول له: ماذا أقول.
وكرَّر عليّ وقال: قلْ.
قلت: نعم، أقول.
فقال: قل الإيمان يزيد وينقُص، والقرآن كلام الله غير مخلوق بجميع جهاته، وأنّ الله تعالى يُري في الآخرة، وقُلْ بفضل الصّحابة، فإنّهم خيرٌ من الملائكة بعد الأنبياء.
قلتُ: لست أطيق أن أقول ذلك من الهيبة.
فقال: قُلْ معي. فأعاد الكلام فقلتها معه. فتبسم وقال: أنا أشهد لك عند العرش.
فلمّا تبسم سكن قلبي، وذهبت عنّي الهَيبة، فأردت أن أسأله هل أنا ميت؟
فكأنه عرف فقال: أنا لا أدري. أو قال: من أين أدري؟
فقلت في نفسي: هذا ملك. وعُوفيتُ من المرض.
وسمعته يقول: أصابني وجعٌ شديد، فرأيتُ في المنام كأنّ قائلًا يَقُولُ لي:
أقرأ على وجعلك الآيات التي فيها اسمُ الله الأعظم.
فقلت: ما هي؟
__________
[ () ] فلذلك وحده، فقال: «واجعله الوارث منّا» .(32/62)
قال: بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ 6: 101 إلى قوله اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ 6: 103 [1] فقرأته فعُوفيت [2] .
وسمعته يقول: أتاني رجلٌ من خُراسان فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم أتاني في منامي وأنا في مسجد المدينة، فقال لي: إذا أتيتَ هَمَذان فاقرأ على أبي الفضل بن زيرَك منّي السَّلَام.
قلت: يا رسول الله، لماذا؟
قال: لأنه يُصلّى عليّ في كلّ يومٍ مائة مرّة.
وقال: أسألك أن تعلمنيها.
فقلتُ: إنّي أقولُ كل يوم مائة مرّة أو أكثر: اللَّهمّ صلِّ على محمد النّبيّ الأُمّيّ، وعلى آل محمد، جزى [3] الله محمدًا، صلى الله عليه وآله وسلّم، عنّا ما هو أهله. فأخذها عنّي، وحَلَفَ لي: وإني ما كنتُ عرفتك ولا اسمك حتّى عرَّفك لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فعرضت عليه بِرًّا لأنّي ظنَنْتُه متزيِّدًا في قوله، فما قبِل منّي وقال: ما كنتُ لأبيع رسالة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعرض من الدّنيا.
ومضى فما رأيته بعد ذلك.
30- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى بن المهديّ باللَّه [4] .
الهاشميّ العبّاسيّ البغدادي الشّاعر. ويعرف بابن الحنْدَقُوقيّ [5] .
سمع: أبا الحَسَن بن رزقوَيْه، وأبا الحسين القطّان.
وسمع بالبصرة من القاضي أبي عمر الهاشميّ [6] .
روى عنه: إسماعيل بن السَّمَرْقَنديّ.
تُوُفّي فِي ذي الحِجّة، وهو فِي عَشْرِ الثمانين.
__________
[1] سورة الأنعام. الآيات 101- 103.
[2] انظر: سير أعلام النبلاء 18/ 434، 435.
[3] في الأصل: «جزا» .
[4] انظر عن (محمد بن علي الهاشمي) في: المنتظم 8/ 322 رقم 403 (16/ 204 رقم 3497) .
[5] في الأصل: «الجندقوقي» بالجيم.
[6] وقال ابن الجوزي: وكان سماعه صحيحا.(32/63)
31- محمد بن عَمْر [1] .
أبو طاهر الأصبهاني، النّقّاش.
32- محمد بن أبي عمران موسى بن عبد الله [2] .
أبو الخير [3] المَرْوَزِيّ الصّفّار.
آخر من روى «صحيح البخاريّ» في الدّنيا بعُلُوّ.
رواه عن أبي الهيثم الكُشْمِيهنيّ.
قال ابن طاهر المقدسي: ظهر سماعه على الأصل بالصّحيح، فقُرئ عليه. ثمّ استحضره الوزير نظام المُلْك، وسمعوا منه. فسقط يومًا عن دابّته، وحُمِل إلى بيته فمات [4] .
قلت: روى عنه: أبو بكر محمد بن إسماعيل المروزي الخراجي، والحافظ أبو جعفر محمد بْن أبي عليّ الهَمَذَانيّ، وأبو الفتح محمد بن عبد الرحمن الكشميهني الخطيب، وهو آخر أصحابه.
قال الحافظ ابن طاهر: سمعتُ عبد الله بن أحمد السَّمَرْقَنديّ يقول: لم يصحّ لهذا الرجل، أبي الخير بن أبي عمران، من الكُشْمِيهنيّ سَمَاع، وإنّما وافق الاسمُ الاسمَ، وكان هذا آخر من روى الكتاب بمرْو.
حُمِل إلى الوزير نظام المُلْك ليقرأ عليه، وفقرئ عليه بعضه، وطرحته البغلة فمات، ولم يتمّ. وقد رأيتُ أهل مرْو يحكون: إذا قيل إنّ أبا الخير بن أبي عمران سمع من أبي الهيثم، ويشيرون إلى أنّ هذا غير ذلك [5] .
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته، ولم يزد المؤلّف في ترجمته.
[2] انظر عن (محمد بن أبي عمران) في: التقييد لابن نقطة 109، 110 رقم 124، وتذكرة الحفاظ 3/ 1177، والإعلام بوفيات الأعلام 195، وسير أعلام النبلاء 18/ 382- 384 رقم 187، والعبر 3/ 277، والمعين في طبقات المحدّثين 136 رقم 1499، والمغني في الضعفاء 2/ 638، وميزان الاعتدال 4/ 52، والوافي بالوفيات 5/ 87، ولسان الميزان 5/ 401، وشذرات الذهب 3/ 341.
[3] في تذكرة الحفاظ: «أبو الحسين» وهو وهم.
[4] التقييد 110.
[5] انظر: ميزان الاعتدال 4/ 52، وسير أعلام النبلاء 18/ 383، والوافي بالوفيات 5/ 87، ولسان الميزان 5/ 401.(32/64)
وقال أبو سعد السَّمعانيّ: كان صالحًا سديد السِّيرة. حدَّث بالبخاريّ، وحدَّث ببعض «الجامع» للتِّرْمِذيّ، عن أحمد بن محمد بن سراج الطّحّان.
وعُمّر، وصار شيخ عصره. تكلّم بعضهم في سماعه، وليس بشيء. أنا رأيتُ سماعَه في القدر الموجود من أصل أبي الهيثم، وأثنى عليه والدي [1] .
وقال الأمير ابن ماكولا: سألتُ أبا الخير عن مولده، فقال: كان لي وقت ما سمعتُ «الصحيح» عشْر سِنين [2] .
وسمع في سنة 88، وتُوُفّي في رمضان.
33- محمد بن المهديّ [3] .
وهو محمد بن عبد العزيز بن العبّاس ابن المهديّ الهاشميّ البغداديّ، والد أبي عليّ محمد.
روى عن: أبي عَمْر الهاشمي البصْريّ.
وعَنْه: ابنه.
34- مَهْدِيّ بنُ نصْر [4] .
أبو الحَسَن الهَمَذانيّ الفقيه المِشظّيّ [5] .
روى عن: نافع القاضي، وطاهر الإمام.
قال شيرُوَيْه: صدوق، سمعتُ منه
__________
[1] انظر: سير أعلام النبلاء 18/ 383، ولسان الميزان 5/ 401.
[2] سير أعلام النبلاء 18/ 383، لسان الميزان 5/ 401.
[3] في (تاريخ بغداد 2/ 354، 355 رقم 862) يوجد أيضا:
«محمد بن عبد العزيز بن العباس بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن محمد بن عبيد الله بن المهدي بن المنصور بن محمد» ... ، وهذا توفي سنة 444 هـ.
فلعل صاحب الترجمة ابنه.
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
[5] في الأصل: «المشطي» ، و «المشظّيّ» : بكسر الميم، وفتح الشين المعجمة، وفي آخرها الظاء المعجمة المشددة، هذه النسبة إلى المشظ وهو اسم لجد البياع بن قيس بن عبد مالك بن مخزوم بن سفيان بن المشظ. (الأنساب 11/ 332، 333، اللباب 3/ 217) .(32/65)
- حرف الهاء-
35- هبة الله بن حسين بن المُهَلَّب البزّاز [1] .
أبو محمد.
بغداديّ.
سمع: أبا عمر بن مهدي، وأبا الحسين بن بشران، وابن رزقوَيْه، وغيرهم.
روى عَنْهُ: أبو القاسم بْن السَّمَرْقَنديّ، وأبو بكر القاضي، وأبو نصر الغازي.
قال ابن خيرون: كان سماعه صحيحًا.
قال السمعانيّ: كان من ملاح البغداديّين ممّن يُشار إليه في الدّعابة والولع. مات في ربيع الآخر.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.(32/66)
سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة
- حرف الألف-
36- أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد [1] .
أبو العبّاس القارئ مسكُوَيْه.
مات في جُمَادَى الآخرة.
37- أحمد بن محمد بن أحمد [2] .
أبو ذَرّ الإسكاف.
حدَّث بأصبهان عن: أبي سعيد محمد بن موسى الصّيرفيّ.
روى عنه: سعيد بْن أَبِي الرجاء.
38- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عثمان [3] .
الأستاذ أبو عمر [4] البَشْخُوانيّ [5] .
شيخ الصّوفية.
كان مولده في سنة أربعمائة، وهو من ذرّية الحسن بن سُفيان النَّسَويّ.
وبَشْخُوان: [6] من قرى نَسَا.
وُلْي الخطابة ونيابة القضاء، ثمّ ترك ذلك وتجرَّد، وحجّ ورجع، فخدم أبا
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد البشخواني) في: المنتظم 8/ 324 رقم 404 (16/ 206، 307 رقم 3498) ، والمنتخب من السياق 116 رقم 254.
[4] في المنتخب: «أبو عمرو» ، والمثبت يتفق مع: المنتظم.
[5] في المنتظم: «السنخواني» ، والمثبت يتفق مع: المنتخب.
[6] لم يذكرها ياقوت في (معجم البلدان) .(32/67)
سعيد المِيهنيّ، وأبا القاسم القُشَيْريْ، وظهرت عليه أحوال الطريقة، وصار من أصحاب الكرامات، وسمع من شيخ الإسلام أبي عثمان الصّابونيّ، وبنى بقريته الخانقاه، وصار شيخ تلك الناحية [1] .
أضرّ في آخر عمره.
وذكره السمعانيّ [2]
- حرف التاء-
- تُبّع.
تقدّم في السّنة الماضية في تقريبها
- حرف الحاء-
39- الحسن بن إسماعيل بن صاعد بن محمد [3] .
قاضي القضاة أبو عليّ الحنفيّ النَّيْسابوريّ.
سمع الكثير من: أبي يَعْلَى حمزة، وعبد الله بن يوسف، وأبي الحسن بن عبدان.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى [4] .
40- الحَسَن بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الحَسَن بْن محمد بْن أحمد بْن إبراهيم بن عبد الله بن العبّاس بن جعفر بن أبي جعفر المنصور العباسيّ [5] .
أبو عليّ المكيّ [6] الشافعيّ الحنّاط.
__________
[1] المنتظم.
[2] في غيرها (الأنساب) .
[3] انظر عن (الحسن بن إسماعيل) في: المنتخب من السياق 187 رقم 523.
[4] قال عبد الغافر: شيخ محترم ... لم يحدّث.
[5] انظر عن (الحسن بن عبد الرحمن) في: الأنساب المتفقة لابن القيسراني 84 رقم 136، والأنساب لابن السمعاني 7/ 256، والإعلام بوفيات الأعلام 195، وسير أعلام النبلاء 18/ 384، 385 رقم 188، والمعين في طبقات المحدّثين 136 رقم 1500، والعبر 3/ 278، ومرآة الجنان 34/ 103، والعقد الثمين 4/ 84، والنجوم الزاهرة 5/ 110، وشذرات الذهب 3/ 342.
[6] تصحفت «المكيّ» في (مرآة الجنان 3/ 103) إلى «المالكي» .(32/68)
شيخ ثقة، كان يبيع الحنطة.
روى عن: أحمد بن إبراهيم بن فِراس، وعُبَيْد الله بن أحمد السَّقطيّ.
وغيرهما.
روى عنه: أبو المظفر منصور السمعاني، وعبد المنعم بن القشيري، ومحمد بن طاهر، وأحمد بن محمد العباسي المكي، وطائفة من حجاج المغاربة، وغيرهم.
قيل إنه توفي في شهر ذي القعدة. وكان أسند من بقي بالحجاز.
وثقه ابن السمعاني في «الأنساب» [1] .
وقال محمد بن محمد بن يوسف الفاشاني: كنت أقرأ على هبه الله بن عبد الوارث الشيرازي فقال: قرأتُ على أبي عليّ الشّافعيّ بمكة:
ألَا لَيْتَ شِعْري هِل أبِيتَنَّ ليلةً ... بفَخٍّ...............
[2] قال هبة الله: فقرأته بالتّصحيف بفجّ.
فقال أبو عليّ، وأخرجني إلى ظاهر مكة، وأتى بي إلى موضع فقال: يا بني، هذا هو الفخ، بالخاء المعجمة، وهو الموضع الّذي تمنى بلال أن يكون به.
وقد سأل ابنَ السّمعانيّ إسماعيلُ بنُ محمد الحافظ، عن أبي عليّ المذكور فقال: عدل ثقة، كثير السّماع [3] .
__________
[ () ] وقال ابن القيسراني: سئل عن هذه النسبة فقال: كان أبي يسمع الحديث، وكان في القوم رجل يسمّى الحسن بن عبد الرحمن المالكي، فكتب لنفسه: الشافعيّ، ليقع الفرق بينهما، فثبت علينا هذا النسب. (الأنساب المتفقة 84) .
[1] 7/ 256.
[2] تتمّة البيت: «بفخ وعندي إذخر وجليل» .
وفخ: من فجاج مكة بينه وبين مكة ثلاثة أميال. وقيل: ستة أميال.
والإذخر: نبات يظهر بمكة طيّب الرائحة.
والجليل: نوع من النبات وهو ما يسمونه التمام.
والبيت كان يقوله بلال مؤذّن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إذا تركته الحمّى، حيث يضطجع بفناء البيت ثم يرفع عقيرته به. (انظر: سيرة ابن هشام- بتحقيقنا- طبعة دار الكتاب العربيّ 2/ 230) .
[3] سير أعلام النبلاء 18/ 384، 385.(32/69)
41- الحسين بْن عليّ بْن أبي شريك الحاسب [1] .
كان آيةً في الهندسة والحساب، ولم يكن بذاك.
سمع: عبد الودود بن عبد المتكبِّر.
روى عنه: أبو القاسم هبة الله الحاسب
- حرف العين-
42- عبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه بْن عثمان [2] .
أبو محمد بن أبي الخير البغداديّ السُّكَّريّ. صاحب الزّاهد عبد الصّمد.
كان أمينًا مطبوعًا، صحيح الأُصُول.
سمع: أبا أحمد الفَرَضيّ، ومحمد بن بكران الرّازيّ.
روى عنه: أبو نصر الغازي بإصبهان، ويحيى بن الطّرّاح، وإسماعيل بن السَّمَرْقَنديّ.
وكان يعرف بابن المطوَّعة [3] .
43- عبد الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَحّاف [4] .
أبو المطرِّف المَعَافِريّ، الفقيه البَلَنْسيّ.
قاضي بَلَنْسِيَة.
روى عن: خَلَف بن هانئ الطُّرْطُوشيّ [5] .
روى عنه: أبو بحر سُفيان بن العاص الأسَديّ، وأبو الليْث السَّمَرْقَنديّ.
وسمع خَلَف من أحمد بن الفضل الدينَوَريّ [6] .
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (عبد الله بن أحمد السكري) في: المنتظم 8/ 324 رقم 405 (16/ 207 رقم 3499) .
[3] وكان مولده في سنة 395 هـ.
[4] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الله) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 340 رقم 727.
[5] في الأصل: «الطرسوسي» ، وهو وهم.
[6] قال ابن بشكوال: وقد نيف على الثمانين، ومولده سنة أربع وثمانين وثلاثمائة. قرأت مولده ووفاته بخط النميري.(32/70)
44- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بن عبّاس [1] .
أبو محمد القُرْطُبيّ المقرئ.
قرأ على: مكّيّ بن أبي طالب بالروايات.
وسمع من: حاتم بن مُحَمَّد، وَأَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بن عتّاب.
قال ابن بشكوال [2] : كان من جلّة المقرءين، وخيارهم. عارفًا بالقراءات، ضابطًا لها، مجودًا، مع الدّين والعَفاف.
أنبا عنه جماعة. وتُوُفّي رحمه الله في ذي الحِجّة [3] .
45- عَبْد الرَّحْمَن بْنِ مُحَمَّدِ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْنُ مُحَمَّدِ بن مسلم [4] أبو سعيد الأبْهريّ المالكيّ.
سمع بمصر من: عليّ بن منير، وعبد الله بن الوليد الأندلسيّ.
وحدَّث بدمشق [5] .
روى عنه: نصر المقدسيّ، وهبة الله بن الأكفانيّ، ونصر الله المصِّيصيّ، وآخرون.
46- عبد الملك بن الحسين بن خَيْران [6] .
أبو نصر الدّلّال. سمع: أبا بكر بن الإسكاف.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد القرطبي) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 339، 340 رقم 726، ومعرفة القراء الكبار 1/ 439 رقم 374 وفيه «عياش» وغاية النهاية 1/ 377 رقم 1606.
[2] في الصلة.
[3] قال ابن بشكوال: ومولده سنة إحدى أو اثنتين وتسعين وثلاثمائة. الشك من ابن شعيب، قال لي ذلك أبو جعفر الفقيه.
[4] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد الأبهري) في: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 15/ 30 رقم 21.
[5] ببعض كتاب «الصحيح» لمسلم.
[6] انظر عن (عبد الملك بن الحسين) في: المنتظم 8/ 324 رقم 406 وفيه: «عبد الملك بن أحمد» 16/ 207 رقم 3500) وفيه: «عبد الملك بن الحسن بن أحمد بن أحمد بن خيرون» ، والبداية والنهاية 12/ 120 وفيه «ابن خيرون» .(32/71)
مات في جُمَادَى الأولى.
47- عليّ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد [1] .
أَبُو القاسم المَحْميّ [2] .
شيخ رئيس من بيت الرواية والتزكية [3] .
سمع: ابن مَحْمِش، وأبا بَكْر الحِيريّ، وجماعة.
مولده سنة أربعمائة [4] .
روى عنه: إسماعيل بن عبد الرحمن العَصَائِديّ [5] ، وغيره.
48- عليّ بن أبي القاسم بن عبد الله بن علي [6] .
أبو الحَسَن السَّرَقُسْطيّ، نزيل طُلَيْطُلة.
حجّ، وأخذ عن أبي ذر الهَرَويّ، وأبي الحَسَن بن صخْر، والقاضي عبد الوهّاب المالكيّ، وجماعة.
وكان رجلًا صالحًا، فاضلًا، لم تكن له خبرة بالإسناد. وفي كُتُبه تخليط كثير [7] .
تُوُفّي في ربيع الأوّل، وكانت له جنازة مشهودة بقرطبة
__________
[1] انظر عن (علي بن عبد الرحمن) في: المنتخب من السياق 386 رقم 1303، والمختصر الأول للمنتخب (مخطوط) ورقة 65 ب.
[2] المحميّ: بالحاء المهملة الساكنة بين الميمين أولاهما مفتوحة، هذه النسبة إلى محم، وهو بيت كبير بنيسابور يقال لهم المحمية. (الأنساب 11/ 173) .
[3] وصفه عبد الغافر بأنه «مشهور موسر مذكور» .
[4] لم يؤرّخ عبد الغافر لمولده.
[5] العصايدي: بفتح العين والصاد المهملتين، والياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الدال، هذه النسبة إلى عمل «العصيدة» . (الأنساب 8/ 463) .
[6] انظر عن (علي بن أبي القاسم) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 419 رقم 896.
[7] قال ابن بشكوال: كتب إلى شيخنا أبي محمد بن عتّاب بإجازة ما رواه، وأراني خطّه بذلك وفيها تسمية بعض روايته وكتبه، فرأيت فيها تخليطا كثيرا وزيادة في الإسناد ونقصا. ولم يكن هذا الشأن بابه، وإنما كان الغالب عليه الخير والصلاح وإقراء القرآن.
وقدم قرطبة في آخر عمره ... وكان منقبضا منذ دخل قرطبة، وأقام فيها سبعة أشهر في الفندق الّذي نزل فيه، ولم يتعرض للقاء أحد.(32/72)
- حرف الفاء-
49- الفضل بن عبد الله بن محمد بن المحبّ [1] .
قال عبد الغافر: تُوُفّي في المحرَّم سنة اثنتين [2] .
وقال غيره: تُوُفّي في سنة ثلاثٍ وسبعين وهو هناك
- حرف الميم-
50- محمد بن حسّان بن محمد [3] .
أبو بكر المُلْقَابَاذيّ [4] النَّيْسابوريّ.
سمع «مُسْنَد أبي عَوَانه» من أبي نُعَيم [5] ، وحدَّث به.
وكان من كبار الفقهاء.
روى عنه: وجيه الشّحّاميّ، وعُبَيْد الله بن جامع الفارسيّ، وأحمد بن سهل المطَرِّزيّ، وآخرون مِن آخرهم وفاةً أبو طالب محمد بن عبد الرحمن الحنْزَبارانيّ.
قال أبو سعْد: محمد بن أبي الوليد حسّان بن محمد بن القاسم فقيه، ثقة، عدل مشتغل بنفسه، غير دخّال في الأمور، أدرك الأسانيد العالية.
سمع: أبا الحَسَن العلويّ، وعبد الله بن يوسف، وابن محمش.
__________
[1] انظر عن (الفضل بن عبد الله) في: المنتخب من السياق 410 رقم 1396، والمختصر الأول من المنتخب (مخطوط) ورقة 75 أ، والأنساب 11/ 158، والعبر 3/ 279، والمعين في طبقات المحدّثين 136 رقم 1502، والإعلام بوفيات الأعلام 195، وسير أعلام النبلاء 18/ 378، 379 رقم 184، ومرآة الجنان 3/ 103، وشذرات الذهب 3/ 343.
وسيعاد في وفيات سنة 473 هـ. برقم (87) .
[2] وقال: «الأستاذ الواعظ أبو القاسم، مستور من أهل بيت الحديث والعلم، حدّث أبوه وجدّه، وكلّهم من أهل الصلاح والزهد، وهذا معروف بالوعظ والتخرج فيه. وله تصانيف مستفادة.
سمع عن الخفاف، والسيد أبي الحسن، وأبي طاهر، وابن يوسف، وطبقتهم، ثم عن أصحاب الأصمّ، وقرأ عليه» . (المنتخب 410) .
[3] انظر عن (محمد بن حسّان) في: المنتخب من السياق 59 رقم 112، وسير أعلام النبلاء 18/ 390، 391 رقم 191.
[4] الملقاباذي: بالضم ثم السكون والقاف وآخره ذال معجمة. نسبة إلى محلّة بأصبهان، وقيل بنيسابور. (معجم البلدان) .
[5] أي الأسفرائيني.(32/73)
وروى عنه جدي أبو المظفّر في الأحاديث الألف [1] وُلِد في المحرَّم سنة أربعٍ وتسعين وثلاثمائة. ومات بَنْيسابور في ذي القعدة سنة اثنتين.
51- محمد بن الحَسَن بن محمد بن الأنماطيّ الخُزاعيّ الكوفيّ [2] .
أبو عبد الله.
سمع: أبا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجُعفيّ القاضي، وغيره.
وعنه: إسماعيل بن السَّمَرْقَنديّ.
ولد سنة أربعمائة.
ومات في شوّال.
52- محمد بن الحسين بن أحمد بن إبراهيم بن دينار بن يزدانيار [3] .
أبو جعفر السَّعيديّ الهَمَذانيّ الصُّوفيّ. ويُعرف بالقاضي.
روى عن: يوسف بن أحمد بن كَجّ، وأبي عبد الله بن فَنْجُوَيْه، ومحمد بن أحمد بن حَمْدَوَيْه الطُّوسيّ، وعبد الرحمن بن الإمام، وأحمد بن الحسن الإمام، وأحمد بن عمر حموش، ونصر بن الحارث، وجماعة كبيرة.
قال شيرويه: سمعت منه، وكان ثقة صدوقا فقيرًا. وكان أصمّ، وكنتُ إذا دخلتُ بيته ضاق لمّا أرى من حاله.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى. وكان مولده في سنة ثمانين وثلاثمائة.
53- محمد بن أبي مسعود عبد العزيز بن محمد [4] .
أبو عبد الله الفارسي الهَرَويّ.
راوي جزء أبي الْجَهْم، ونُسْخة مُصْعَب الزُّبَيريّ، وأجزاء ابن صاعد السّتّة وغير ذلك عن عبد الرحمن بن أبي شريح.
__________
[1] سير أعلام النبلاء 18/ 391.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] انظر عن (محمد بن أبي مسعود) في: المعين في طبقات المحدّثين 136 رقم 1501، والعبر 3/ 278، ودول الإسلام 2/ 5، وسير أعلام النبلاء 18/ 376، 377 رقم 183، والنجوم الزاهرة 5/ 110، وشذرات الذهب 3/ 342.(32/74)
روى عنه: محمد بن طاهر المقدسيّ، وعبد السّلام بن أحمد بن بَكْبَرَة [1] .
وأبو الفتح محمد بن عليّ المُضَريّ [2] ، وأبو الوقت عبد الأوّل، وأهل هراة.
ورحل ابن طاهر إليه بالقصد إلى هُرَاة، فحكى أنّه مُنِع من الدخول، فتنازل إلى أن يدخل ويقرأ عليه حديثًا واحدًا، فإذن له. فلمّا دخل عليه قرأ عليه الحديث الذي في ذِكْر خيبر، وقد رواه البخاريّ [3] بواسطة ثلاثة بينه وبين مالك، والشيخ يروي هذا الحديث بواسطة ثلاثة كالبخاريّ، فقال لابن طاهر: لِمَ اخترت هذا الحديث.
فوصف له عُلُوّه فيه. فقال: اقرأ باقي الجزء. ولازمة حتّى أكثر عنه [4] .
تُوُفّي في شوّال.
54- محمد بن عبد العزيز بن محمد [5] أبو يَعْلَى بن المناطقيّ [6] البغداديّ الدّلّال في الملك.
سمع: ابن رزقُوَيْه، وأبا الحسين بن بِشْران [7] .
وعنه: أحمد بن المجلّيّ، وإسماعيل بن السمرقنديّ.
ومات في رمضان.
__________
[1] بكبرة: بفتح الباءين الموحدتين، بينهما كاف ساكنة. وقد تقدّم.
[2] هكذا ضبطت في الأصل. وفي (سير أعلام النبلاء 18/ 377) : «المصري» .
[3] في المغازي، باب غزوة خيبر (4234) ، وتمام الحديث عن المسندي: حدّثنا معاوية بن عمرو، حدّثنا أبو إسحاق الفزاري، حدّثنا مالك، قال: حدّثني ثور، قال: حدّثني سالم مولى ابن مطيع أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: افتتحنا خيبر ولم نغنم ذهبا ولا فضة إنما غنمنا البقر والإبل والمتاع والحوائط، ثم انصرفنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى وادي القرى ومعه عبد له يقال له مزعم أهداه له أحد بني الضباب، فبينما هو يحط رحل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ جاءه سهم غائر حتى أصاب ذلك العبد، فقال الناس: هنيئا له الشهادة، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: «بلى والّذي نفسي بيده إنّ الشملة التي أصابها يوم خيبر من المغانم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه نارا» ، فجاء رجل حين سمع ذلك من النبي صلى الله عليه وآله وسلّم بشراك أو بشراكين، فقال: هذا شيء كنت أصبته، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: «شراك أو شراكان من نار» .
[4] سير أعلام النبلاء 18/ 377.
[5] انظر عن (محمد بن عبد العزيز) في: المنتظم 8/ 325 رقم 408 (16/ 208 رقم 3502) .
[6] في المنتظم تحرفت إلى: «المناتقي» في الطبعتين.
[7] وقال ابن الجوزي: وكان سماعه صحيحا.(32/75)
55- محمد بن عليّ بن محمود بن إبراهيم بن ماخرة [1] .
أبو بكر الزَّوْزَنيّ [2] الصُّوفيّ.
ولد الشّيخ أبي الحَسَن.
سمع: أبا الحَسَن بن مَخْلَد، وأبا القاسم الخِرَقيّ [3] .
روى عنه: أبو عليّ البَرْدانيّ، وإسماعيل بن السَّمَرْقَنديّ.
ومات رحمه الله في ذي القعدة عن ستين سنة [4] .
56- محمد بن قاسم بن هلال التِّنِّيسيّ [5] .
الطُّلَيْطُليّ، الفقيه [6] .
حدَّث عن: أبيه، وأبي عمر الطَّلَمَنْكيّ.
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة [7] .
57- مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن الحُسَيْن بن عبد العزيز [8] .
أبو منصور العُكْبريّ [9] الإخْباريّ النّديم، فارسيّ الأصل.
__________
[1] انظر عن (محمد بن علي الزوزني) في: الأنساب 6/ 322، والمنتظم 8/ 325 رقم 410 (16/ 209 رقم 3504) .
[2] الزوزني: بسكون الواو بين الزايين المعجمتين وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى زوزن، وهي بلدة كبيرة حسنة بن هراة ونيسابور. (الأنساب 6/ 320) .
[3] في الأصل: «الحرضي» ، والتحرير من (المنتظم) .
[4] وصفه ابن السمعاني بأنه شيخ صالح.
[5] انظر عن (محمد بن قاسم) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 551 رقم 1207 وفيه نسبته «القيسي» .
[6] كنيته: أبو عبد الله.
[7] قال ابن بشكوال: «وكان له حظّ من الفقه والآثار، والآداب» .
[8] انظر عن (محمد بن أحمد العكبريّ) في: تاريخ بغداد 3/ 239 رقم 1319، والمنتظم 8/ 325 رقم 409 (16/ 208، 209 رقم 3503) ، والأنساب 9/ 28، والكامل في التاريخ 10/ 117 وفيه: «محمد بن عبد العزيز العكبريّ» ، والعبر 3/ 278، وسير أعلام النبلاء 18/ 392، 393 رقم 193، ومرآة الجنان 3/ 102، والبداية والنهاية 12/ 120، وشذرات الذهب 3/ 342.
[9] العكبريّ: بضم العين وفتح الباء الموحدة، وقيل بضم الباء أيضا، والصحيح بفتحها، بلدة على الدجلة فوق بغداد بعشرة فراسخ من الجانب الشرقي وهي أقدم من بغداد. (الأنساب 9/ 27، 28) .(32/76)
كان راوية للأخبار والحكايات، مليح النادرة، حادّ الخاطر، طيب العشرة، من أولاد المحدّثين.
وُلِد سنة اثنتين [1] وثمانين وثلاثمائة.
وسمع بالكوفة من: محمد بن عبد الله الْجُعْفيّ، وببغداد من: هلال الحفار، وابن رزقُوَيْه، وأبي الحَسَن بن بِشْران.
روى عنه: عبد الله النَّحْوي، والحسين سِبْط الخيّاط، ويحيى بن الطّرّاح، وإسماعيل بن السَّمَرْقَنديّ.
وقال الخطيب: [2] كتبتُ عنه، وكان صدوقًا [3] .
وقال عبد الله بن عليّ سبط الخيّاط: كان يتشيِّع [4] .
وقال ابن خَيْرُون: إنّه خلّط في غير شيء، وسمّع لنفسه فيه [5] .
وتُوُفّي في رمضان.
قال أبو سعْد السَّمعانيّ: قول ابن خَيْرُون لا يقدح فيه، لأنّ عُمدة قدْحه كَوْنه استعار منه جزءًا، فنقل فيه سماعَه وردّه وما زالت الطَّلَبَة يفعلون ذلك [6] .
قلت: وقع لنا «المُجْتَبَى» لابن دُرَيْد بعُلُوّ من طريقه، سمعناه من أبي حفص ابن القوّاس، عن الكِنْديّ إجازة: أنا سِبْط الخياط، أنا أبو منصور النديم، أنا أبو الطّيّب محمد بن أحمد بن خَلَف بن خاقان العُكْبريّ، أنا أبو بكر بن دريد.
__________
[1] في الكامل: «مولده سنة أربع وثمانين وثلاثمائة» . (10/ 117) ، ووقع في تاريخ بغداد: «في رجب سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة» ، وهو وهم. حيث أضيفت «وأربعمائة» بين حاصرتين.
[2] في تاريخ بغداد 3/ 239.
[3] وكذا قال ابن الأثير في (الكامل 10/ 117) .
[4] المنتظم سير أعلام النبلاء 18/ 392.
[5] قال ابن الجوزي: ذكره أبو الفضل بن خيرون فغمزه وقال: خلط، ونسبه إلى التشيع، وقال:
استعار مني جزءا فسمع لنفسه فيه. ومن الجائز أن يكون قد عارض نسخة فيها سماعه، فلا يجوز القطع بالتضعيف من أمر محتمل، والأثبت في حاله أنه صادق، إلا أنه كان صاحب جد وهزل، وكان نديما، يحكي الحكايات المستحسنة، وكان مليح النادرة، وله هيئة حسنة، وما زال يخالط أبناء الدنيا.
[6] سير أعلام النبلاء 18/ 393.(32/77)
والنّديم أيضا بنزول، عن ابن أيّوب الشّافعيّ، عن ابن الجّراح، عنه [1] .
58- مُحَمَّد بْن هبة اللَّه بْن الحَسَن بْن منصور [2] .
أبو بكر بن الحافظ أبي القاسم الطّبريّ [3] اللّالَكائيّ [4] ثمّ البغداديّ. ثقة، مكثر. سمّعه أبوه من هلال الحفَّار، وأبي الحسين بن بِشْران، وأبي الحسين بن الفضل القطّان.
روى عنه: إسماعيل بن السَّمَرْقَنديّ، وأبو محمد سبط الخيّاط، وعبد الوهّاب الأنماطيّ.
ومولده في ذي الحجة سنة تسع وأربعمائة [5] .
قلت: فيكون سماعه من الحفار حُضُورًا.
تُوُفّي في جمادى الأولى.
وكان شافعيّ المذهب، تبادر من أورده في علماء الشّافعيّة، فإنّه ليس هناك [6] .
__________
[1] وقال أبو نصر أحمد بن محمد الطوسي: أنشدنا أبو منصور بن عبد العزيز العكبريّ:
أطيل تفكري في أي ناس ... مضوا عنا وفيمن خلفونا
هم الأحياء بعد الموت حقّا ... ونحن من الخمول الميتونا
لذلك قد تعاطيت التحافي ... وإن خلائقي كالماء لينا
ولم أبخل بصحبتهم لدهر ... ولكن هات ناسا يصحبونا
(المنتظم) .
[2] انظر عن (محمد بن هبة الله) في: الأنساب 12/ 372، 373، والمنتظم 8/ 324، 325 رقم 407 (16/ 207، 208 رقم 3501) ، والكامل في التاريخ 10/ 117، واللباب 3/ 401، وسير أعلام النبلاء 18/ 447، 448 رقم 230، وطبقات ابن الصلاح، ورقة 36 ب، والوافي بالوفيات 5/ 151، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 207، 208، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 366، 367.
[3] انظر ترجمة أبيه أبي القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور، في (تاريخ بغداد 14/ 70، 71 رقم 7418) .
[4] اللالكائيّ: بفتح اللام ألف واللام والكاف بعدها الألف وفي آخرها الياء آخر الحروف. هذه النسبة إلى بيع اللوالك، وهي التي تلبس في الأرجل. (الأنساب 12/ 372) .
[5] الأنساب 12/ 473، اللباب 3/ 401، المنتظم.
[6] وقال ابن السمعاني: «كان شيخا مأمونا ثقة، صدوقا» .(32/78)
59- محمد بن يحيى بن سعيد [1] .
أبو عبد الله السَّرَقُسْطيّ، خطيب سَرَقُسْطَة. ويعرف بابن سَمَاعة.
حدث عن: أبي عمر الطَّلَمَنْكيّ.
روى عنه: أبو عليّ بن سُكَّرَة.
وهو مشهور بالصلاح التّامّ [2]
- حرف النون-
60- نصر بن أحمد بن مروان الكُرْديّ [3] .
صاحب ديار بكر.
مات عن سن عالية [4] ، وتملك ابنه منصور سنة اثنتين وسبعين [5]
__________
[1] انظر عن (محمد بن يحيى) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 551 رقم 1205.
[2] وكان خطيب سرقسطة. توفي ودفن هو وأبو الحسين بن القاضي أبي الوليد الباجي، وصلي عليهما في وقت واحد، وموضع واحد.
[3] انظر عن (نصر بن أحمد) في: الأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 217، 257، 366- 371، 375، 376، 378 (379) ، 381، 382، 388، 389 وج 3 ق 2/ 552، وتاريخ الفارقيّ 147، 163، 177- 182، 185- 192، 197- 200، 202- 204، 206، 218، 248، 256، والمختصر في أخبار البشر 2/ 194، وتاريخ ابن الوردي 1/ 380، والدّرّة المضية 405.
وهو الملقب: «نظام الدين» .
[4] قال ابن الأزرق الفارقيّ: كان ملكا عادلا، خفيف الوطأة، حسن السيرة، كثير الإحسان إلى الناس. وعمرت ميافارقين في أيامه أحسن عمارة، ولقي الناس منه الخير والبركة في ولايته.
وكان يتفقد أحوال الناس ويسأل عن أحوالهم ومن غاب منهم، وما شوهدت ميافارقين أعمر ممّا كانت في أيام نظام الدين، ولا أغنى من أهلها في أيامه، وعلا في سور ميّافارقين وسور آمد مواضع عديدة، واسمه على المواضع ظاهرا وباطنا، وبنى الجسر على دجلة شرقيّ آمد تحت الصخرة وباب التل، وغرم عليه من ماله بتولّي الوزير أبي الفضل إبراهيم بن الأنباري في سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة. (تاريخ الفارقيّ 199، 200) .
وقال ابن شدّاد: «مات بميّافارقين في ذي الحجّة، فكانت ولايته ثلاثين سنة وأشهرا» .
(الأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 379) .
وقد أرخ ابن أيبك الدواداريّ وفاته في سنة 471 هـ. (الدرّة المضية 405) .
[5] تاريخ الفارقيّ 200، 201.(32/79)
حرف الهاء-
61- هياج بن عُبَيْد بن حسين [1] .
الفقيه الزّاهد أبو محمد الحِطّينيّ. وحِطّين قرية بين عكّا وطبرية [2] ، بها قبر شعيب عليه السلام فيما قيل.
سمع: أبا الحَسَن عليّ بن موسى السَّمْسار، وعبد الرحمن بن عبد العزيز ابن الطُّبَيْز، ومحمد بن عَوْف المُزَنّي، وجماعة بدمشق، وأبا ذر الهَرَويّ بمكة، وعبد العزيز الأزَجيّ، وغيره ببغداد.
ومحمد بن الحسين الطّفّال، وعليّ بن حِمِّصَة بمصر.
والسَّكَن بن جميع بصيداء.
ومحمد بن أحمد بن سهل بقَيْسارية.
روى عنه هبة الله الشّيرازيّ في «مُعْجَمه» فقال: أنا هيّاج الزّاهد الفقيه، وما رأت عيناي مثله في الزّهد والورع [3] .
__________
[1] انظر عن (هيّاج بن عبيد) في: الأنساب المتفقة (الطبعة الجديدة) 56، والمنتظم 8/ 326 رقم 412 (16/ 209، 210 رقم 3506) ، والأنساب 4/ 170، وفيه: «هياج بن محمد بن عبيد» ، ومعجم البلدان 2/ 273، 274، وفيه مثل الأنساب، والمشترك وضعا والمفترق صقعا 138، واللباب 1/ 374، وفيه مثل الأنساب، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 27/ 164، 165 رقم 78، وفيه: «هياج بن عبيد بن الحسين، ويقال: ابن عبيد الله بن الحسن» ، والإعلام بوفيات الأعلام 195، وسير أعلام النبلاء 18/ 393- 395 رقم 194، والعبر 3/ 278، 279، ودول الإسلام 2/ 5، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 529، (دون ترجمة) ، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 427، 428، والبداية والنهاية 12/ 120، 121، وفيه: «هياج بن عبد الله» ، ومرآة الجنان 3/ 102، والعقد الثمين 7/ 380، 381، والنجوم الزاهرة 5/ 109، وشذرات الذهب 3/ 342، 343.
[2] قال القيسراني في الأنساب المتفقة 56: «بين أرسوف وقيسارية، خرج منها شيخنا الفقيه الزاهد أبو محمد هيّاج بن عبيد الحطيني المقيم بالحرم» ، وكذا في: (الأنساب 4/ 170) وقال: «الحطيني بكسر الحاء والطاء المهملتين وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها والنون» .
أما ياقوت فقال مثل المؤلف الذهبي: حطّين قرية بين عكا وطبرية بالشام، ونسب هياجا إليها.
(المشترك 138) وتابعه ابن الأثير في (اللباب 1/ 374) وعلّق على قول ابن السمعاني بأن حطين بين أرسوف وقيسارية غير صحيح. غير أن ابن عساكر ذكر أن هياجا من حطين، بين أرسوف وقيسارية. (مختصر تاريخ دمشق 27/ 164) .
[3] الأنساب المتفقة 56 سير أعلام النبلاء 18/ 394، طبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 482، العقد(32/80)
وروى عنه: محمد بن طاهر، وعَمْر الرُّؤاسيّ، ومحمد بن أبي عليّ الهَمَذانيّ، وثابت بن منصور القَيْسرانيّ، وإبراهيم بن عثمان الرّازقيّ، وأبو نصر هبة الله السجزيّ، وغيرهم.
قال ابن طاهر المقدسيّ: كنّا جلوسًا بالحرم، فتمارى اثنان أيُهما أحسن:
مصر، أو بغداد؟ فقلت: هذا يطول، ولا يفصل بينكما إلا من دخل البلدَين.
فقالوا: من هو؟
قلت: الفقيه هَيَّاج.
فقمنا بأجمعنا إليه، قال: فِيَم جئتم؟ فقصصت عليه وقلت: قد احتكما إليك.
فأطرق ساعةً ثمّ قال: أقول لكما أيُّهما أطيب؟
قلنا: نعم.
فقال: البصرة.
قلت: إنّما سألا عن مصر وبغداد، فقال: البصرة أطيب، ذاك الخراب وقلة الناس، ويطيب القلب بتلك المقابر والزيارات. وأما بغداد ومصر، فليس فيهما خير من الزحمة والأكاسرة.
وكان هياج فقيه الحرم بعد رافع الحمال.
وسمعته يقول: كان لرافع الحّمّال في الزُّهد قدم، وإنّما تفقّه أبو إسحاق الشيرازيّ، وأبو يَعْلَى بن الفرّاء بمُراعاة رافع. كانوا يتفقهون، وكان يكون معهما، ثمّ يروح يحمل على رأسه، ويعطيهما ما يتقوتان به.
قال ابن طاهر: وكان هَيّاج قد بلغ من زُهْده أنه يصوم ثلاثة أيام، ويواصل ولا يُفْطِر إلّا على ماء زمزم. فإذا كان آخر اليوم الثالث من أتاه بشيء أكله، ولا يسأل عنه.
وكان قد نيف على الثمانين، وكان يعتمر في كلّ يوم ثلاث عمر على
__________
[ () ] الثمين 7/ 380.(32/81)
رِجْلَيه، ويدرس عدّة دروس لأصحابه. وكان يزور عبد الله بن عبّاس بالطائف كلّ سنة مرّة، يأكل بمكة أكله، وبالطائف أخرى.
وكان يزور النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم كلّ سنة مع أهل مكّة. كان يتوقّف إلى يوم الرحيل، ثمّ يخرج، فأوّل من أخذ بيده كان في مونته إلى أن يرجع، وكان يمشي حافيا من مكّة إلى المدينة ذاهبًا وراجعًا [1] .
وسمعته يقول: وقد شكى إليه بعض أصحابه أنّ نَعْلَه سُرقت في الطّواف:
اتِّخِذ نَعْلَين لا يسرقهما أحد [2] .
ورُزق الشهادة في وقعةٍ وقعَتَ لأهل السُّنّة بمكّة، وذلك أنّ بعض الرّوافض شكى إلى أمير مكّة: أنّ أهل السُّنّة ينالون منّا ويبغضونا. فأنفذ وأخذ الشّيخ هيَّاجًا، وجماعة من أصحابه، مثل أبي محمد بن الأنماطي، وأبي الفضل بن قوّام، وغيرهما. وضربهم، فمات الاثنان في الحال، وحُمل هيّاج إلى زاويته، وبَقِي أيّامًا، ومات من ذلك رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ [3] .
وقال السّمعانيّ: سألت إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ، عن هيّاج بن عُبَيْد، فقال: كان فقيها زاهدا. وأثنى عليه [4]
__________
[1] الأنساب المتفقة 56، الأنساب 4/ 170، المنتظم 8/ 326 (16/ 209، 210) ، اللباب 1/ 374، مختصر تاريخ دمشق 27/ 165، سير أعلام النبلاء 18/ 394.
[2] الأنساب المتفقة 56.
[3] الأنساب المتفقة 56، الأنساب 4/ 170، 171، المنتظم 8/ 326 (16/ 209، 210) ، معجم البلدان 2/ 273، 274، مختصر تاريخ دمشق 27/ 165، سير أعلام النبلاء 18/ 394، النجوم الزاهرة 5/ 109 وفيه أنه لما مات قال بعض العلماء: لو ظفرت النصارى بهيّاج لما فعلوا فيه ما فعله به صاحب مكة هذا الخبيث.
[4] سير أعلام النبلاء 18/ 395.
وقال ابن عساكر: وقيل إنه أقام بالحرم نحو أربعين سنة لم يحدّث في الحرم. وإنّما كان يحدّث في الجلّ حين يخرج للإحرام بالعمرة.
وقيل: توفي هياج سنة أربع وسبعين وأربعمائة. ودفن جانب قبر الفضيل بن عياض. (مختصر تاريخ دمشق 27/ 165) .
وقال فيه بعضهم:
أقول لمكة ابتهجي وتيهي ... على الدنيا بهيّاج الفقيه
إمام طلق الدنيا ثلاثا ... فلا طمع لها من بعيد فيه
(النجوم الزاهرة 5/ 109) .(32/82)
- حرف الياء-
62- يحيى بن محمد بن الحسين [1] .
الشريف أبو محمد بن الأقساسيّ العلويّ الكوفيّ.
من ولد زيد بن عليّ بن الحسين. وأقساس: قرية من قرى الكوفة.
ثقة، روى عن: محمد بن عبد الله الجعفيّ.
روى عنه: إسماعيل بن السَّمَرْقَنديّ، وأبو الفضل الأُرْمَويّ.
توفي في حدود هذه السنة [2] .
__________
[1] انظر عن (يحيى بن محمد) في: الأنساب 1/ 333 وفيه: «يحيى بن محمد بن الحسن» ، ومثله في: اللباب 1/ 80، 81، ومعجم البلدان 1/ 236، وسيعاد في وفيات سنة 473 هـ. برقم (99) وهو هناك: «يحيى بن محمد بن الحسن» .
[2] وكانت ولادته في شوال سنة 395، وتوفي سنة نيف وسبعين وأربعمائة. كذا قال ابن السمعاني، وتابعه ياقوت، وابن الأثير.(32/83)
سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة
- حرف الألف-
63- أحمد بن حاتم بن بسّام بن عامر [1] .
أبو العبّاس البكريّ التَّيْميّ الأصبهاني الشاهد.
له رحلة إلى خُراسان وإلى بغداد سنة عشرين، فسمع من جماعة.
روى عن: أبي علي بن شاذان.
روى عنه: الحسين بن عبد الملك الأديب.
وتُوُفّي في صَفَر.
64- أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن علي بْن سرابان [2] .
أبو طاهر الرُّوذَباريّ [3] الصّائغ ابن الزّاهد.
روى عن: أحمد بن تُركان، وعبد الرحمن المؤدب، وأبي سَلَمة الهمدانيين، ومنصور بن رامش.
قال شيرويه: سمعتُ منه، وكان ثقة متقنًا.
تُوُفّي في شوّال، وله ثمانون سنة.
65- أحمد بن محمد بن أحمد الأخضر البغداديّ المقرئ [4] .
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] الروذباريّ: بضم الراء وسكون الواو والذال المعجمة وفتح الباء الموحدة وفي آخرها الراء بعد الألف، هذه اللفظة لمواضع عند الأنهار الكبيرة يقال لها الروذبار، وهي في بلاد متفرّقة منها موضع على باب الطابران يقال لها الروذبار. (الأنساب 6/ 180) .
[4] انظر عن (أحمد بن محمد المقرئ) في: المنتظم 8/ 327 رقم 413 (16/ 212 رقم 3507) ، والبداية والنهاية 12/ 121.(32/84)
كان من أحسن النّاس تلاوة في المحراب. وكان مُقِلًّا قانعًا.
روى عن: أبي عليّ بن شاذان.
وعنه: ابن السَّمَرْقَنديّ، وعلي بن أحمد بن بكار المقرئ [1] .
66- أحمد بن محمد بن الحسين بن الحسن [2] .
الخياط الأنصاري.
روى عن: ابن خُرَّشِيد قُولَه، وأبي الفَرَج البُرْجيّ.
67- إسماعيل بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الحيري [3] .
أبو محمد النَّيْسابوريّ، البزاز.
شيخ معمَّر، صالح، مجاور بالجامع.
سمع الكثير، وحدَّث عن أبي الحسين العلويّ، وأبي طاهر بن مَحْمِش، وعبد الله بن يوسف بن ماموَيْه، وأبي عبد الرحمن السُّلميّ.
روى عنه: عبد الغافر الفارسيّ وقال: تُوُفّي في رابع ذي الحِجّة، والحسين بن عليّ الشحّاميّ، وسعيدة بنت زاهر الشحّاميّ، وآخرون.
68- أَمَةُ الرحمن بنت عَمْر بن محمد بن يوسف بن دوست العلاف [4] .
أمّ الخير.
صالحة مستورة، رَوَت عن: عمّها عثمان بن دُوَسْت.
وماتت في شوّال.
69- أَمَةُ القاهر بنت محمد بن أبي عَمْرو بن دوست العلاف [5] .
أمّ العزّ.
عن: جدّها.
__________
[1] قال ابن الجوزي: روى عنه أشياخنا وكان يذهب إلى مذهب أهل الظاهر، وكان أحسن الناس تلاوة للقرآن في المحراب، حسن الطريقة، حميد السيرة، مقلا من الدنيا، قنوعا. (المنتظم) .
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (إسماعيل بن أحمد) في: المنتخب من السياق 143 (دون رقم) .
[4] لم أجد مصدر ترجمتها.
[5] لم أجد مصدر ترجمتها.(32/85)
وعنها: إسماعيل بن السَّمَرْقَنديّ، وغيره.
أرخها ابن النجّار
- حرف الحاء-
70- الحسين بن عليّ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيّ [1] .
أَبُو عَبْد اللَّه الأنطاكي.
كان ينوب بدمشق في القضاء عن أبي الفضل بن أبي الْجِنّ العلويّ.
سمع من: تمام الرازي [2] ، وعبد الرحمن بن أبي نصر.
وكان يسكن بالشاغور [3] ، وهو آخر من حدَّث عن تمّام.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وهبة الله بن أحمد الأكفانيّ، وجمال الإسلام أبو الحَسَن، وعليّ بن قُبيس.
وسأله غيث [4] عن مولده، فقال: سنة أربع وتسعين وثلاثمائة.
وتُوُفّي في المحرَّم.
71- الحسين بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إسحاق [5] .
أبو القاسم النَّيْسابوريّ المختار.
حدَّث عن: عبد الله بن يوسف، وابن محمش، والأستاذ أبي سعْد، وأصحاب الأصمّ.
ودفن إلى جانب ابن نُجَيْد.
وله كلام في المعرفة.
__________
[1] انظر عن (الحسين بن علي) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 11/ 158، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 7/ 160 رقم 132، وسير أعلام النبلاء 18/ 382 رقم 186 وهو باسم: «الحسن بن علي» ، و 18/ 550، 551 رقم 186 وهو «الحسين» كما هنا، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 349.
[2] لم يذكر الدوسري صاحب الترجمة بين تلامذة تمّام في مقدّمة (الروض البسّام 1/ 49) .
[3] الشاغور: بالغين المعجمة. محلّة بالباب الصغير من دمشق مشهورة، وهي في ظاهر المدينة.
(معجم البلدان 3/ 310) .
[4] هو غيث بن علي الأرمنازي خطيب صور. توفي سنة 509 هـ.
[5] انظر عن (الحسين بن علي المختار) في: المنتخب من السياق 200، 201 رقم 595.(32/86)
72- الحسين بن محمد بن مبشر [1] .
أبو علي الأنصاري السَّرَقُسْطيّ. ويعرف بابن الإمام.
أخذ القراءة من: أبي عَمْرو الدّانيّ، وأبي عليّ الإلبِيريّ.
ورحل وسمع من: أبي ذر عبد بن أحمد، وإسماعيل الحدّاد المقرئ.
وأقرأ النّاس. وكان خيِّرًا فاضلًا، رحمه الله [2]
- حرف السين-
73- سعيد بن يوسف [3] .
أبو طالب.
صَلَبوه بَهَمَذَان في شوّال.
رحمه الله.
74- سُفيان بن الحسين بن محمد بن فَنْجُوَيْه.
ورّخه بعضهم فيها، والصحيح ما تقدَّم
- حرف الشين-
75- شيبان بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد [4] .
أبو المعمّر البُرْجيّ [5] الأصبهاني المحتسب.
تُوُفّي في ربيع الآخر.
شيخ صالح صاحب سُنّة. يعِظ في القُرى.
سمع: أبا عبد الله بن مَنْدَهْ، والْجُرْجانيّ، وأبا سعْد المالينيّ، وأبا بكر بن مَرْدَوَيْه.
أرخه يحيى بن مندة
__________
[1] انظر عن (الحسين بن محمد) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 142 رقم 328، وغاية والنهاية 1/ 252 رقم 1144.
[2] أرّخ ابن بشكوال وفاته في هذه السنة. أما ابن الجزري فقال: «تصدر للإقراء بسرقسطة بالجامع نحوا من أربعين سنة، وطال عمره، توفي بعد الثمانين وأربعمائة» . (غاية النهاية) .
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
[5] البرجيّ: بضم الباء المعجمة بنقطة، وسكون الراء المهملة وفي آخرها الجيم. هذه النسبة إلى قرية برج وهي من قرى أصبهان. (الأنساب 2/ 132) .(32/87)
- حرف العين-
76- عبد الله بن عبد العزيز [1] .
أبو محمد بن عزّون [2] التّميميّ المهدويّ المغربيّ المالكيّ.
من أصحاب أبي عمران الفاسيّ، وأبي بكر عبد الرحمن. وكان أحد الفقهاء الأربعة الذين نزحوا بعد خراب القيروان عنها، وهم: عبد الحميد الصائغ، وأبو الحَسَن اللخميّ، وهذا، وأبو الرّجال المكفوف.
وكان ابن عزون متفنِّنًا في العلوم [3] .
تخرّج به ابن حسّان، والقاضي ابن شُغْلان، وكان من أقيم النّاس على «المُدَوَّنَة» ، وأبحثِهم في أسرارها [4] .
تُوُفّي رحمه اللَّه فِي حدود هذا العام.
77- عَبْد الرَّحْمَن بْن الحَسَن بْن عَبْد الرَّحْمَن بن علي بن أيوب [5] .
أبو القاسم العُكْبريّ.
من بيت العلم والعدالة. كان ثقة ورعًا، أضرّ في آخر عمره.
سمع: عمّ أبيه الحسين، وعَمْر بن أحمد بن أبي عَمْرو، وعبد الله بن عليّ بن أيّوب العُكْبريّين.
روى عنه: ابن السَّمَرْقَنديّ، وأبو الحَسَن بن عبد السّلام.
حدَّث في هذا العالم.
78- عبد الرحمن بن عيسى بن محمد [6] .
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن عبد العزيز) في: ترتيب المدارك للقاضي عياض 4/ 796، 797، ومدرسة الحديث في القيروان 2/ 768، وتاريخ الخلفاء 422.
[2] في ترتيب المدارك: «ابن غرور» .
[3] في ترتيب المدارك: «وكان أبو محمد هذا فقيها فاضلا، مفتيا» .
[4] في ترتيب المدارك: «وكان رأس الفقهاء بالمهدية في وقته، وكان من أقيم الناس على كتب المدونة، وأحثّهم على أسرارها، وإثارة الخلاف من آثارها. وكان الفقيه حسان يرفعه جدا، ويصفه بفهم عظيم، وكان من أهل العبادة والفضل. يقال: إنه أفتى ابن نيف وعشرين، وأزيد، وطلب على القضاء فامتنع» .
[5] لم أجد مصدر ترجمته.
[6] انظر عن (عبد الرحمن بن عيسى) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 340، 341 رقم 728 وفيه:(32/88)
أبو زيد الأندلسيّ، قاضي طُلَيْطُلة.
ويُعرف بابن الحشاء.
سمع بقُرْطُبة من: يونس بن عبد الله، وأبي المطرّف القَنَازعيّ.
وسمع بدَانِيَة من: أبي عَمْرو المقرئ، وأبي الوليد بن فَتْحُون.
وبمكّة من: أبي ذَرّ الهَرَويّ، وأبي الحَسَن بن صَخْر.
وبالمغرب من: عبد الحقّ بن هارون الصَّقِلّيّ.
وبمصر من: أبي القاسم عبد الملك بن الحَسَن، وعليّ بن إبراهيم الحَوْفيّ.
وبالقيروان من: أبي عمران الفاسيّ الفقيه.
استقضاه المأمون يحيى بن ذي النُّون بطُلَيْطُلة بعد أبي الوليد بن صاعد [1] .
وحُمدت سيرتُه [2] ، ثم استُقْضى بدانِيَة.
وقال أبو بكر الطّرْطُوشيّ: ولمّا ولي جدّي، يعني لأمّه، أبو زيد بن الحَشَاء القضاء بطُلَيْطُلة جمع أهلَها وأخرج لهم صندوقًا فيه عشرة آلاف دينار، وقال:
هذا مالي، فلا تحسبوا ظهور حالي من ولايتكم، ولا نُمُوَّ مالي مِن أموالكم [3] .
79- عبد السلام ابن شيخ الشيوخ أبي الحَسَن بن سالبة [4] .
أبو الفتح.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى. كأنه إصبهانيّ [5] .
80- عبد الواحد بن محمد بن عُبَيْد الله [6] .
__________
[ () ] «عبد الرحمن بن محمد بن عيسى» ، وكذا في: مدرسة الحديث في القيروان 2/ 768.
[1] وذلك في سنة 450 هـ. (الصلة 2/ 341) .
[2] ثم صرف عنها في سنة ستين وصار إلى طرطوشة واستقضي بها. (الصلة) .
[3] هذا الخبر ليس في (الصلة) .
[4] انظر عن (عبد السلام بن شيخ الشيوخ) في: الكامل في التاريخ 10/ 119 وفيه: «عَبْد السلام بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن جعفر أبو الفتح الصوفي» ، والمنتظم 8/ 328 رقم 414 (16/ 212، 213 رقم 3508) .
[5] قال ابن الأثير: «من أهل فارس، سافر الكثير، وسمع الحديث بالعراق، والشام، ومصر، وأصبهان، وغيرها، وكانت وفاته بفارس» .
[6] لم أجد مصدر ترجمته.(32/89)
أبو القاسم البغداديّ الزّجّاج. ثمّ الخبّاز.
سمع: ابن بِشْران، وابن رزقُوَيْه.
وعنه: إسماعيل بن السَّمَرْقَنديّ.
ومات في ربيع الأوّل سنة ثلاث وسبعين.
81- عبد الواحد بن المطهر بن عبد الواحد [1] بن محمد البُزَانيّ [2] الأصبهاني [3] .
قدِم بغداد عميدًا على العراق [4] ، ومات كهْلًا قبل أبيه [5] .
82- علي بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن حمزة [6] .
القاضي أبو الحَسَن الهاشميّ العبّاسيّ، الفقيه الشّافعيّ [7] .
__________
[1] انظر عن (عبد الواحد بن المطهر) في: الإكمال 1/ 537 بالمتن والحاشية والأنساب 2/ 187، 188، والمشتبه في الرجال 1/ 57، وتوضيح المشتبه 1/ 409.
[2] البزاني: بضم الباء الموحدة في أوله، وبعدها زاي مفتوحة مخففة، وبعد الألف نون.
[3] كنيته: أبو مضر. كما في (الإكمال) .
[4] قال ابن ماكولا: تميمي لم يصل إلى بغداد أحد يجري مجراه كتابة ومعرفة، سمع بأصبهان غير واحد من أصحاب الطبراني، وغيره. (الإكمال 1/ 537) .
وقال ابن السمعاني: سمعت من بنته ست العراق. (الأنساب 2/ 188) .
[5] فقد توفي أبوه سنة 480 هـ.
[6] انظر عن (علي بن محمد بن عبيد الله) في: الفقيه والمتفقّه للخطيب 1/ 39، 77، 116، 157، 236 و 2/ 74، 205، ومعجم السفر للسلفي (مخطوط مصوّر بدار الكتب المصرية) ق 2/ 345، وبتحقيق د. بهيجة الحسني 1/ 136، 150، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 44/ 273، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 18/ 161 رقم 82، ولسان الميزان 5/ 207، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 361، 362 رقم 1122.
[7] كان أحد القضاة الأشراف من أهل صور. سمع بجامعها الجزء الأول من كتاب «الفقيه والمتفقّه» على الخطيب في شهر ربيع الأول سنة 459 هـ. وسمع أبا الحسن علي بن موسى بن الحسين الدمشقيّ، وبصور مياس بن مهدي بن الصقيل القشيري الّذي حدّث بها سنة 462 هـ. وسمعه: أبو تمّام كامل بن ثابت بن عمّار الصوري الفرضيّ المتوفى سنة 518 أو 519 هـ.، وأبو الفرج أحمد بن الحسن بن علي بن زرعة الصوري، ومحمد بن طاهر المقدسي الحافظ المتوفى سنة 507 هـ.، وأحمد بن سرور المتوفى سنة 517 هـ.
وهو يروي حديثا من طريق خيثمة بن سليمان الأطرابلسي، عن العباس بن الوليد بن مزيد العذري البيروتي، عن الوليد بن مزيد، عن الأوزاعي، بسنده إلى أبي سعيد الخدريّ. (انظر كتابنا: موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 361، 362) .
وكان تحديثه بصور سنة 468 هـ. وتوفي وقد نيف على الستين. (تاريخ دمشق) .(32/90)
سمع: عبد الرحمن بن أبي نصر.
وعنه: جمال الإسلام.
83- عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ [1] .
أَبُو الحَسَن [2] الصُّلَيْحيّ، الخارج باليمن.
ذكره القاضي ابن خَلِّكان [3] فقال: كان أبوه [4] قاضيا باليمن، سُنِّيّ المذهب [5] . وكان الدّاعي عامر بن عبد الله الزّواخيّ [6] يلاطف عليًّا، فلم يزل به حتّى استمال قلبَه وهو مراهق، وتفرَّس فيه النّجابة [7] .
وقيل: كانت عنده حليته في كتاب «الصور» ، وهو من الذّخائر القديمة،
__________
[1] انظر عن (علي بن محمد بن الصليحي) في: دمية القصر للباخرزي 1/ 131، 132 رقم 3، والأنساب 8/ 87، وكشف أسرار الباطنية للحمادي (ملحق بكتاب «التبصير في الدين» لأبي المظفر الأسفرائيني) 219، وتاريخ اليمن لعمارة 47، وبهجة الزمن 46، والمنتظم 8/ 165، 232، وطبقات فقهاء اليمن 87، وتاريخ ثغر عدن 2/ 159، واللباب 2/ 246، والكامل في التاريخ 9/ 614، 615 و 10/ 30، 55، 56، وخريدة القصر (قسم شعراء الشام) 3/ 346، وأخبار الدول المنقطعة 71، ووفيات الأعيان 3/ 411- 415، والمختصر في أخبار البشر 2/ 181، 182، ودول الإسلام 2/ 6، وسير أعلام النبلاء 18/ 359- 362 رقم 173، وتاريخ ابن الوردي 1/ 544- 557، والبداية والنهاية 12/ 96، 121، ومرآة الجنان 3/ 103- 108، والدرّة المضيّة 414، والوافي بالوفيات 22/ 75- 80 رقم 27، وتاريخ ابن خلدون 4/ 214- 218، وشفاء الغرام (بتحقيقنا) 2/ 310، 361، والعقد الثمين 3/ 154، وبلوغ المرام 15، واتعاظ الحنفا 2/ 268، 269، والنجوم الزاهرة 5/ 58، 72، 112، وأخبار الدول وآثار الأول 2/ 395، وشذرات الذهب 3/ 346، وغاية الأماني 247، ومعجم الأنساب والأسرات الحاكمة 181، 183.
[2] هكذا في الأصل وبعض المصادر. وفي المنتظم، والكامل في التاريخ، والنجوم الزاهرة: «أبو كامل» .
[3] في وفيات الأعيان 3/ 411.
[4] في الوفيات: «أبوه محمد» .
[5] زاد في الوفيات: «وكان أهله وجماعته يطيعونه» .
[6] في الأصل: «الرواحي» بالراء والحاء المهملتين. وفي وفيات الأعيان 3/ 411، «الزواحي» بالزاي، والحاء المهملة. وما أثبتناه عن ياقوت، قال: الزواخي بوزن القوافي، وهو مهمل في استعمالهم. قرية من أعمال مخلاف حراز، ثم من أعمال النجم في أوائل اليمن، وإليها ينسب عامر بن عبد الله الزواخي صاحب الدعوة، عن الصليحي. (معجم البلدان 3/ 155) .
وقال ابن خلدون: عامر بن عبد الله الزوايي نسبة إلى زواية من قرى حرّان. (تاريخ ابن خلدون 4/ 214) .
[7] قارن بالنص في (وفيات الأعيان) ففيه اختلاف طفيف بالألفاظ.(32/91)
فأوقف عليًّا منه على تنُّقل حالِه، وشَرَف مآله، وأطلعه على ذلك سِرًا من أبيه [1] .
ثمّ مات عامر عن قريب، وأوصى لعليّ بكُتُب، فعكف علي على الدّرس والمطالعة، فحصّل تحصيلات جيدًا. وكان فقيهًا في الدّولة المصرية الإماميّة، مستبصرًا في علم التأويل، يعني تأويل الباطنّية، وهو قلبُ الحقائق، ولُبّ الإلحاد والزندقة.
ثمّ صار يحجّ بالنّاس على طريق السّراة والطائف خمس عشرة سنة.
وكان النّاس يقولون له: بَلَغَنَا أنك ستملك اليمن بأسره، فيكره ذلك، ويُنْكر على قائله. فلمّا كان في سنة تسع وعشرين وأربعمائة، ثار عليٌ بجبل مسار [2] ، ومعه ستون رجلًا، قد حلفوا له بمكّة [3] على الموت والقيام بالدّعوة.
وآووْا إلى ذرْوةٍ منيعة برأس الجبل، فلم يتمّ يومهم إلّا وقد أحاط بهم عشرون ألفّا، وقالوا: إنْ لم تنزل وإلّا قتلناك ومن معك جوعًا وعطشًا.
فقال: ما فعلتُ هذا إلّا خوفًا علينا وعليكم أن يملكه غيرنا، فإن تركتموني أحرسه، وإلّا نزلت إليكم.
وخَدعهم، فانصرفوا عنه. ولم تمض عليه أشهر حتّى بناه وحصّنه، وأتقنه، وازداد أتباعه، واستفحل أمره، وأظهر الدّعوة فيما بين أصحابه لصاحب مصر المستنصر.
وكان يخاف من نجاح صاحب تهامة، ويلاطفه، ويعمل عليه، فلم يزل به حتّى سقاه سُمًّا مع جارية مليحة أهداها له في سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.
وكتب إلى المستنصر يستأذنه في إظهار الدّولة، فإذن له. فطوى البلاد طيًّا، وطوى الحصون والتّهائم. ولم تخرج سنة خمسِ وخمسين حتّى ملك اليمن
__________
[1] زاد في الوفيات: «وأهله» .
[2] هكذا في الأصل، وفي وفيات الأعيان 3/ 412 «رأس مسار» . وفي (معجم البلدان 5/ 131) :
مشار: بالشين المعجمة، قلة في أعلى موضع من جبال حراز، منه كان مخرج الصليحي في سنة 448 وجاهر فيه، لم يكن فيه بناء فحصنه وأتقنه وأقام به حتى استفحل أمره، وقال شاعر الصليحي:
كأنا وأيام الحصيب وسردد ... دوادم عقرن الأجلّ المظفرا
ولم نتقدّم في سهام وبأزل ... وبيش ولم نفتح مشارا ومسورا
[3] في وفيات الأعيان 3/ 412: «قد حالفهم بمكة في موسم سنة ثمان وعشرين وأربعمائة» .(32/92)
كلَّه حتّى أنه قال يومًا وهو يخطب في جامع الْجُنْد [1] : في مثل هذا اليوم نخطب على منبر عَدَن. ولم يكن أخذها بعد. فقال بعض من حضر: سُبُّوح قُدُّوس. يستهزئ به. فأمر بالحوطة عليه، وخطيب يومئذٍ على منبر عدن كما قال. واتّخذ صنعاءَ كرسيّ مملكته، وأخذ معه ملوك اليمن الذّين أزال مُلكهم، وأسكنهم معه، وبنى عدّة قصور، وطالت أيامه [2] .
وقال صاحب «المرآة» : في سنة خمس وخمسين دخل الصُّلَيْحيّ إلى مكّة، واستعمل الجميل مع أهلها، وطابت قلوبُ النّاس، ورخصت الأسعار، ودعوا له.
وكان شابًا أشقر، أزرق، إذا جاز على جماعةٍ سلَّم عليهم. وكان ذكيًّا فطنًا لبيبًا، كسا البيت ثيابًا بيضاء، ودخل البيتَ ومعه الحُرّة زوجته [3] التي خُطِب لها على منابر اليمن.
وقيل: إنّه أقام بمكّة شهرًا ورحل، وكان يركب فَرَسًا بألف دينار، وعلى رأسه العصائب. وإذا ركبت الحُرّة ركبت في مائتي جارية، مُزيّنات بالحُلِيّ والجواهر، وبين يديها الجنائب بسُرُوج الذَّهَب.
قال ابن خَلِّكان [4] : وقد حجّ في سنة ثلاثٍ وسبعين، واستخلف مكانه ولده الملك المكرَّم أحمد. فلمّا نزل بظاهر المَهْجَم وثب عليه جيّاش بن نجاح وأخوه سعيد فقتلاه بأبيهما نجاح الّذي سمّه، فانذعر النّاس، وكان الأخوان قد خرجا في سبعين راجلًا بلا مركوب ولا سلاح بل مع كلّ واحدٍ جريدة في رأسها
__________
[1] الجند: بالتحريك. قال أبو سنان اليماني: اليمن فيها ثلاثة وثلاثون منبرا قديمة وأربعون حديثة. وأعمال اليمن في الإسلام مقسومة على ثلاثة ولاة، فوال على الجند ومخاليفها، وهو أعظمها، ووال على صنعاء ومخالفيها، وهو أوسطها، ووال على حضرموت ومخاليفها، وهو أدناها، والجند مسماة بجند بن سهران بطن من المعافر قال عمارة: وبالجند مسجد بناه معاذ بن جبل، رضي الله عنه، وزاد فيه وحسن عمارته حسين بن سلامة وزير أبي الجيش بن زياد، وكان عبدا نوبيا، قال: ورأيت الناس يحجون إليه كما يحجون إلى البيت الحرام، ويقول أحدهم: أصبر لينقضي الحج، يراد به حجّ مسجد الجند. (معجم البلدان 2/ 169) .
[2] انظر وفيات الأعيان 3/ 412، 413.
[3] اسمها: أسماء ابنة شهاب. (وفيات الأعيان 3/ 413) .
[4] في وفيات الأعيان 3/ 413.(32/93)
مسمار حديد، وساروا نحو السّاحل. وسمع بهم الصُليحيّ فسيّر خمسة آلاف حَرْبة من الحبشة الذين في ركابه لقتالهم فاختلفوا في الطّريق. ووصل السبعون إلى طرف مخيّم الصُّلَيْحيّ، وقد أخذ منهم التّعب والحفا، فظنَّ النّاس أنّهم من جملة عُبَيْد العسكر، فلم يشعر بهم إلّا عبد الله أخو الصُّلَيْحيّ، فدخل وقال:
يا مولانا أركب، فهذا والله الأحول سعيد بن نجاح. وركبَ عبد الله، فقال الصُّلَيْحيّ: إنّي لا أموت إلّا بالدُّهَيْم وبئر أمّ مَعْبَد. معتقدًا أنّها أمّ مَعْبَد التي نزل بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لمّا هاجر. فقال له رجل من أصحابه: قاتِلْ عن نفسك، فهذه والله الدُّهَيْم، وهذه بئر أمّ مَعْبَد. فلمّا سمع ذلك لحِقَه زَمَع اليأس من الحياة على بغْتة وبال، ولم يبرح من مكانه حتّى قطع رأسه بسيفه، وقُتِل أخوه وأقاربه، وذلك في ذي القعدة من السنّة.
ثمّ أرسل ابن نجاح إلى الخمسة آلاف فقال: إنّ الصُّلَيْحيّ قد قُتِل، وأنا رجلٌ منكم، وقد أخذت بثأر أبي، فقدِموا عليه وأطاعوه. فقاتَلَ بهم عسكر الصليحيّ، فاستظهر عليهم قتلا وأسرار، ورفع رأس الصُّلَيْحيّ على رمح، وقرأ القارئ: قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ 3: 26 [1] . ورجع فملك زبيد، وتِهَامَة، إلى أن عملت على قتله الحُرّة، ودبّرت عليه، وهي امرأة من أقارب الصُّلَيْحيّ. فقُتِل سنة إحدى وثمانين وأربعمائة [2] .
__________
[1] سورة آل عمران، الآية 26.
[2] وفيات الأعيان 3/ 413، 414.
وقد علّق اليافعي على هذه الرواية فقال:
هكذا نقل بعض المؤرخين، وقد ذكرته عن بعضهم في كتاب المرهم أنّ داعي الإسماعيلية دخل اليمن ودعا إلى مذهبهم ونزل في الجبل المذكور، ولم يزل يدعو سرا حتى كثرت أتباعهم وظهرت دعوتهم وملكوا جبال اليمن وتهامتها ولكن ذلك مخالف بما قدمناه عن بعض في هذا التاريخ من وجوه.
منها: إنهم ذكروا أن داعيهم الّذي أظهر مذهبهم في اليمن وملكهم اسمه علي بن فضل من ولد خنفر، بفتح الخاء المعجمة وسكون النون وفتح الفاء في آخره راء، ابن سبا والّذي تقدّم في هذا التاريخ اسمه علي بن محمد الصليحي.
ومنها: إن دعوتهم ظهرت في سنة سبعين ومائتين، والمذكور فيما تقدم من هذا التاريخ أن دعوتهم ظهرت في سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة.(32/94)
قال محمد بن يحيى الزُّبَيْديّ الواعظ: أنشدني الفقيه عبد الغالب بن الحَسَن الزُّبَيْديّ لنفسه بزبيد:
أيهذا المغرور لم يدُم الدَّهْرُ ... لعادٍ الأولى ولا لثَمُودِ
نقّبوا في البلاد، واجتاب ... مُجْتابُهُم الصَّخْر، باليَفَاع المشيدِ
والذي قد بنى [1] بأيْد متين ... إرمًا هل وراءها من مزيد؟
وقرونا من قبل ذاك ومن بعد ... جنودًا أهلكن بعد جنود
والصُّلَيْحيّ كان بالأمس ملكًا ... ذا اقتدار وعدّة وعديد
دخل الكعبة الحرام، وزارت ... منه للشحر خافقات البنود
فرماه ضحى بقاصمة الظهر ... قضاء أتيح غير بعيد
وأبو الشبل [2] إذ يتيه بما أعطي ... من مخلب وناب حديد
وأخو المخطم [3] المدل بنابين كجذعين من سقى مجود
وهي قصيدة طويلة.
84- عليّ بن أحمد بن الفَرَج [4] .
أبو الحَسَن العُكْبريّ البزّاز الفقيه الحنبليّ، ويعرف بابن أخي أبي نصر.
كان مفتي عُكْبَرا وعالمها. وكان ورعًا، زاهدًا، ناسكًا، فرضيا، مقرِئًا، له محلٌ رفيع عند أهل عكبرا.
__________
[ () ] ومنها: أنهم ذكروا أنّ علي بن الفضل المذكور كان داعيا للإسماعيلية، والصليحي المذكور في هذا التاريخ كان داعيا للرافضة الإمامية، ولكن يمكن الجمع بينهما على هذا الوجه وهو أنهم في ظاهر الدعوة يقرّون إلى مذهب الإمامة وفي الباطن متدينون لمذهب الباطنية، ولهذا قال الإمام حجّة الإسلام في وصف الباطنية ظاهر مذهبهم الرفض، وباطنه الكفر المحض. ومنها:
أنّ الداعي علي بن الفضل الّذي ملك اليمن كان داعيا لإمام لهم كان مستترا في بلاد الشام، والصليحي المذكور كان داعيا للمستنصر العبيدي صاحب مصر.
ومنها: أن علي بن الفضل لما استولى على اليمن تظاهر بالزندقة وخلع الإسلام وأمر جواريه أن يضربن بالدفوف على المنبر وتغنّين بشعر قاله.
(مرآة الجنان 3/ 106، 107) .
[1] في الأصل: «بنا» .
[2] يعني الأسد.
[3] يعني الفيل.
[4] انظر عن (علي بن أحمد) في: ذيل طبقات الحنابلة 1/ 47، 38 رقم 18 وفيه: «علي بن محمد بن الفرج» .(32/95)
سمع: أبا عليّ بن شاذان، والحسن بن شهاب العُكْبريّ.
روى عنه: مكّيّ الرُّمَيْليّ، وإسماعيل بن السَّمَرْقَنديّ.
وتُوُفّي في ربيع الآخر [1] .
85- عليّ بن مقلّد بن عبد الله بن كرامة [2] .
أبو الحَسَن الأَطْهَريّ [3] البوّاب الحاجب.
صَدوق، خيّر.
سمع: محمد بن محمد بن الرُّوزْبَهان، والحسين بن الحَسَن الغضائريّ [4] .
روى عنه: هبة الله الكاتب، وإسماعيل بن السَّمَرْقَنديّ.
تُوُفّي في ربيع الآخر [5] .
__________
[1] قال الفراء: ذكر ابن الجوزي في «الطبقات» ، وكان له تقدّم في القرآن والحديث والفقه والفرائض، وجمع إلى ذلك النسك والورع.
وذكر ابن السمعاني نحو ذلك وقال: كان فقيه الحنابلة بعكبرا، والمفتي بها. وكان خيرا، ورعا، متزهدا، ناسكا، كثير العبادة. وكان له ذكر شائع في الخبر، ومحل رفيع عند أهل بلدته.
وذكر ابن شافع وغيره: أنه حدّث بشيء يسير.
ومما أنشده لنفسه:
أعجب لمحتكر الدنيا وبانيها ... وعن قليل على كره يخليها
دار عواقب مفروحاتها حزن ... إذا أعارت أساءت في تقاضيها
يا من يسر بأيام تسير به ... إلى الفناء وأيام يقضيها
قف في منازل أهل العز معتبرا ... وانظر إلى أيّ شيء صار أهلوها
صاروا إلى جدث قفر، محاسنهم ... على الثرى ودويّ الدّود يعلوها
[2] انظر عن (علي بن مقلد) في: الأنساب 1/ 306، واللباب 1/ 73، ووفيات الأعيان 3/ 362 (في ترجمة ابن الرومي رقم 463) ، والوافي بالوفيات 22/ 222، 223 رقم 159.
[3] الأطهري: بفتح الألف وسكون الطاء المهملة وفتح الهاء وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى أطهر وهو بعض السادة العلوية ببغداد، نسب إليه.
[4] في الأصل: «القصائري» ، وفي الأنساب: «العصاري» ، وما أثبتناه هو الصحيح كما ورد في الأنساب 9/ 155 «مادّة: الغضائري» وفيه: الحسين بن الحسن الغضائري، المتوفى سنة 414 هـ.
[5] وقال ابن السمعاني: كان شيخا صالحا صدوقا مأمونا، وكان مقللا من الحديث. وكان ولادته في محرّم سنة أربعمائة.(32/96)
86- عليّ بن عبد الغافر بن عليّ بن الحَسَن [1] .
أبو القاسم الخُزاعيّ النَّيْسابوريّ.
حدَّث عن: عبد الله بن يوسف الأصبهاني، وابن مَحْمِش، وجماعة.
تُوُفّي في ثاني شوّال [2]
- حرف الفاء-
87- الفضل بن عبد الله بن المُحِبّ [3] .
أبو القاسم النيسابوريّ، الواعظ.
سمع: أبا الحسين الخفّاف، وتفرد في وقته عنه.
وسمع: السّيد أبا الحَسَن العلويّ، وعبد الله بن يوسف، وابن مَحْمِش.
وهو معروف بالوعظ، قد صنّف فيه. وكان من أهل الخير والسّداد والعلم. أثنى عليه ابن السَّمعاني فيما انتقى لولده عبد الرحيم.
وممّن حدَّث عنه: سعيد بن الحسين الجوهريّ، والحسين بن عليّ الشّحّاميّ، ومحمد بن إسماعيل بن أحمد المقرئ، وهبة الرحمن بن القُشَيْريّ، وَمُلَيْكَة بنت أبي الحَسَن الفَنْدُورَجيّ [4] ، ومحمد بن طاهر، وزاهر الشّحّاميّ، وأبو طالب محمد بن عبد الرحمن الكَنْجَروذيّ [5] الحِيريّ، ومحمد بن إسماعيل الشاماتيّ، وآخرون.
__________
[1] انظر عن (علي بن عبد الغافر) في: المنتخب من السياق 386، 387 رقم 1304، والمختصر الأول للسياق، ورقة 66 أ.
[2] وكان مولده سنة 396 هـ. وكان مشهورا من الأقارب المختصين بأبي الحسين عبد الغافر بمنزلة الأولاد له.
[3] انظر عن (الفضل بن عبد الله) في: المنتخب من السياق 410 رقم 1396، والمختصر الأول للسياق (مخطوط) ورقة 75 أ، والأنساب 11/ 158، والإعلام بوفيات الأعلام 195، وسير أعلام النبلاء 18/ 378، 379 رقم 184، والمعين في طبقات المحدّثين 136 رقم 1502، والعبر 3/ 279، ومرآة الجنان 3/ 103، وشذرات الذهب 3/ 343.
وقد تقدّم في وفيات سنة 472 هـ. برقم (49) .
[4] الفندورجيّ: بفتح الفاء وسكون النون وضم الدال المهملة وسكون الواو وفتح الراء وفي آخرها الجيم. هذه النسبة إلى فندورجة، وهي قرية بنواحي نيسابور. (الأنساب 9/ 335) ،
[5] الكنجروذي: بفتح الكاف وسكون النون وفتح الجيم وضم الراء بعدها الواو وفي آخرها الدال المعجمة. هذه النسبة إلى كنجروذ، وهي قرية على باب نيسابور، في ربضها، وتعرب فيقال لها: جنزروذ. (الأنساب 10/ 479) .(32/97)
وبالإجازة: وجيه الشّحّاميّ، والحافظ ابن ناصر.
وقال ابن طاهر: رحلت من مصر إلى نيْسابور لأجل الفضل بن عبد الله المحبّ صاحب الخفّاف، فلمّا دخلتُ قرأتُ عليه في أوّل المجلس جزءين من حديث السَّرَّاج، فلم أجد لذلك حلاوة، واعتقدتُ أنّي نلْته بلا تعبٍ، لأنّه لم يمتنع علي، ولا طالبني بشيء، وكل حديثٍ من الجزءين يَسْوَى رحلة [1]
- حرف الميم-
88- محمد بن حارث بن [2] أحمد بن منيوه [3] .
أبو عبد الله السَّرَقُسْطيّ النَّحْوِيُّ.
كان من جِلّة الأُدباء.
روى عن: أبي عَمْر أحمد بن صارِم الباجيّ كثيرًا من كتب الأدب.
أخذ عنه بغَرْناطَة: أبو الحَسَن عليّ بن أحمد المقرئ في هذا العام.
وبَقِي بعده.
89- محمد بن الحَسَن بن الحسين [4] .
أبو عبد الله المَرْوَزِيّ، الفقيه الشّافعيّ.
تفقّه بمَرْو على أبي بكر القفّال.
وسمع بهَرَاة من: عَمْر بن أبي سعد، وجماعة.
وكان إمامًا، متفننا، متقنا، ورِعًا، عابدًا.
وقيل: تُوُفّي سنة 74، فاللَّه أعلم.
__________
[1] سير أعلام النبلاء 18/ 379.
وقال عبد الغافر الفارسيّ: الأستاذ الواعظ أبو القاسم، مستور من أهل بيت الحديث والعلم، حدّث أبوه، وجدّه، وكلّهم من أهل الصلاح والزهد، وهذا المعروف بالوعظ والتخريج فيه، وله تصانيف مستفادة.
وأرّخ وفاته في الثاني عشر من المحرم سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة. (المنتخب 410) .
[2] انظر عن (محمد بن حارث) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 552 رقم 1208.
[3] هكذا ضبطه في الأصل، وطبعة أوروبا، وقد تحرّف في طبعة الدار المصرية إلى «مغيرة» .
[4] انظر عن (محمد بن الحسن بن الحسين) في: الأنساب 11/ 534، ومعجم البلدان 5/ 233، واللباب 3/ 273. وستعاد ترجمته في وفيات سنة 474 هـ. برقم (124) .(32/98)
90- محمد بن الحسين بن عبد الله [1] .
أبو عليّ بن الشِّبْل البغداديّ، الشّاعر المشهور.
له ديوان سائر، وقد سمع غريب الحديث من: أحمد بن عليّ بن الباديّ [2] ، وكان ظريفًا، نديمًا، مطبوعًا، رقيق الشِّعْر.
روى عَنْهُ: أبو القاسم بْن السَّمَرْقَنديّ، وأبو الحَسَن بن عبد السلام، وأبو سعد الزَّوْزَنيّ.
وهو القائل:
ما أطيبَ العَيْش في التّصابي ... لو أنّ عهد الصّبَى يدوم
أو كان طِيب الشّباب يبقى ... لم يتْلُهُ الشّيْب والهموم
وله:
خُذْ ما تعجّل واتْرُكْ ما وُعِدْتَ به ... فِعْل الأريب [3] فللتّأخير آفاتُ
فلِلسّعادة أوقاتٌ مُيَسَّرةٌ [4] ... تُعطي السُّرور [5] وللأحزان أوقات
[6]
__________
[1] انظر عن (محمد بن الحسين الشاعر) في: دمية القصر 2/ 907، 908، والأنساب المتفقة 85، والمنتظم 8/ 328، 329، رقم 417 (16/ 213، 214 رقم 3511) ، والأنساب 7/ 284، ومعجم الأدباء 10/ 23- 25، وفيه: «الحسين بن عبد الله بن يوسف» ، واللباب 2/ 10، وخريدة القصر (قسم شعراء العراق) 2/ 247، والمحمدون من الشعراء للقفطي 462- 470، وتاريخ إربل لابن المستوفي 1/ 249، وطبقات الأطباء 1/ 247- 252 وفيه:
«الحسين بن عبد الله» ، ووفيات الأعيان 54/ 393 (في ترجمة ابن نقطة) وفيه: «محمود بن الحسن بن أبي الشبل» ، وسير أعلام النبلاء 18/ 430، 431 رقم 217، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 8، 9، والوافي بالوفيات 3/ 11- 16، والبداية والنهاية 12/ 121، 122، وفوات الوفيات 3/ 340- 344، والبدر السافر 91، والنجوم الزاهرة 5/ 111، وكشف الظنون 766، 313، ودائرة معارف بطرس البستاني 3/ 251، والأعلام 6/ 100.
[2] تحرفت في (المنتظم) - في الطبعتين- إلى «البلدي» . وفي (المستفاد) و (الوافي) إلى «الباذي» بالذال المعجمة.
[3] في (معجم الأدباء) : «وكن لبيبا» .
[4] في (معجم الأدباء 10/ 32) : «مقدرة» .
[5] في معجم الأدباء: «فيها السرور» .
[6] البيتان في: معجم الأدباء 10/ 32.
وقال ياقوت: ولد في بغداد، وبها نشأ، وبها توفي ستة أربع وسبعين وأربعمائة، كان متميّزا بالحكمة والفلسفة، خبيرا بصناعة الطب، أديبا فضلا وشاعرا مجيدا. أخذ عن أبي نصر(32/99)
91- محمد بن سلطان بن محمد [1] بن حيوس [2] .
الأمير مصطفى الدّولة أبو الفتيْان الغَنَويّ الدّمشقيّ [3] .
أحد فُحُول الشعراء، له ديوان كبير.
سمع من: خاله أبي نصر بن الْجُنْديّ [4] .
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو محمد بن السّمرقنديّ.
__________
[ () ] يحيى بن جرير التكريتي، وغيره. هو صاحب القصيدة الرائية التي نسبت للشيخ الرئيس ابن سينا وليست له، وقد دلت هذه القصيدة على علو كعبه في الحكمة، والاطلاع على مكنوناتها، وقد سارت بها الركبان، وتداولها الرواة، وهي:
بربك أيها الفلك المدار ... أقصد ذا المسير أم اضطرار
مدارك قل لنا في أي شيء؟ ... ففي أفهامنا منك انبهار ...
(معجم الأدباء 10/ 23، 24) .
[1] انظر عن (محمد بن سلطان) في: الإكمال لابن ماكولا 2/ 370، وتاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) 351 (وتحقيق سويم) 18، وتاريخ مولد العلماء ووفاتهم لابن الأكفاني 126، والكامل في التاريخ 10/ 117، والمحمدون من الشعراء للقفطي 129، 130، ووفيات الأعيان 4/ 438- 444، ومعجم الأدباء 5/ 221، وسنا البرق الشامي 1/ 54، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 74، وفيه: «الأمير أبو القينان» ، وهو تحريف، ومرآة الزمان (مخطوط) 12 ق 2/ ورقة 138، وزبدة الحلب 2/ 40، والمختصر في أخبار البشر 2/ 194، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 22/ 190، 191، رقم 251، والإعلام بوفيات الأعلام 195، والعبر 3/ 279، وسير أعلام النبلاء 18/ 413، 414 رقم 209، والمشتبه في الرجال 1/ 211، وتاريخ ابن الوردي 1/ 380، ومرآة الجنان 3/ 101، 102، و 103، والوافي بالوفيات 3/ 118- 121، وتبصير المنتبه 1/ 400، والنجوم الزاهرة 5/ 112، ومعاهد التنصيص 2/ 278- 282، وديوان الإسلام 2/ 257، 258 رقم 906، وكشف الظنون 765، 773، وشذرات الذهب 3/ 343، 344، ومقدّمة الديوان لخليل مردم بك، طبعة المجمع العلمي العربيّ بدمشق 1951، وتاريخ الأدب العربيّ لبروكلمان 5/ 48، 49، وهدية العارفين 2/ 74، والأعلام 6/ 147، ومعجم المؤلفين 10/ 44، وكتابنا: الحياة الثقافية في طرابلس الشام خلال العصور الوسطى 322، ومجلة المجمع العلمي العربيّ بدمشق، ج 3- مجلّد 33- ص 353 وما بعدها، وكتابنا: دار العلم في طرابلس 43.
[2] حيوس: بفتح الحاء المهملة وتشديد الياء المثناة من تحتها. وفي شعراء المغاربة «ابن حبوس» بالموحدة المخففة. (مرآة الجنان 3/ 101) ، وقد ورد: «جيوش» في: المختصر في أخبار البشر 2/ 194.
[3] في الكامل لابن الأثير 10/ 117: «وحدّث عن جدّه لأمه القاضي أبي نصر محمد بن هارون بن الجندي» .
[4] ولقد خلط الصفدي في آخر الترجمة ترجمة أخيه أبي المكارم محمد بن سلطان. (الوافي 3/ 121) وأوضحت ذلك في ترجمة أبي المكارم في الطبقة الماضية برقم (195) .(32/100)
وروى عنه من شعره: أبو القاسم النّسيب، وأبو المفضل يحيى بن عليّ القُرَشيّ.
وقال ابن ماكولا: [1] لم أدرك بالشام أشعر منه.
وقال النّسيب: مولده بدمشق في سنة 394. وورد أنّ أباه كان من أمراء العرب. وقد مدح في شِعره ملوكًا وأكابر، وتُوُفّي بحلب في شعبان [2] .
ومن شِعره:
طالما قلتُ للمُسائل عنهْم ... واعتِمَادي هدايةُ الضُّلّال
إنّ تُرِد عِلْمَ حالهم عن يقين ... فالْقَهُمْ في مَكارمٍ أو نزال
تلْقَ بِيضَ الأَعْراضِ [3] سُوَد مُثار النَّقْعِ ... خُضْرَ الأكنافِ حُمْرَ النِّضَالِ
[4] وله:
أسُكانَ نُعمان الأراك تَيَقَّنُوا ... بأنكم في ربع قلبي سُكّانُ
ودُوموا على حفْظ الوداد فطَال ما ... منينا [5] بأقوام إذا استحفظوا [6] خانوا
سلوا الليل عنّي قد تناءت دياركم ... هل اكتحلت بالنّوم لي فيه أجفان
__________
[1] في الإكمال 2/ 370.
[2] كتب أبو الفرج غيث بن علي الصوري بخطّه: ذكر لي الشريف النسيب أن مولد أبي الفتيان في سنة أربع وتسعين وثلاثمائة بدمشق، وقرأته بخطه أيضا قال: وذكر لي- يعني أبا تراب عليّ بن الحسين الربعي- عن أبي الفتيان أنه مات وقد بلغ التسعين. وأنه قال: كنت في سنة أربعمائة وحدودها غلاما مشتدا أقاتل مع صالح. (مختصر تاريخ دمشق 22/ 190) .
ويقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» :
اختلف المؤرخون في تاريخ وفاته، ففي (الكامل في التاريخ) و (المختصر في أخبار البشر) و (تاريخ ابن الوردي) توفي سنة 472 هـ.
وفي (مرآة الجنان) ذكر مرتين، مرة في وفيات سنة 471 هـ. (ج 3/ 101، 102) ، ومرة في وفيات سنة 473 هـ. (ج 3/ 103) وقال: توفي السلطان الغنوي! أما ولادته فتحرفت في (شذرات الذهب) إلى: «أربع وسبعين وثلاثمائة» .
[3] في الوافي بالوفيات: «بيض الوجوه» .
[4] الأبيات في ديوانه 2/ 260، ووفيات الأعيان 4/ 441، وسير أعلام النبلاء 18/ 413، 414 والبيتان الثاني والثالث في: الوافي بالوفيات 3/ 120.
[5] في مختصر تاريخ دمشق: «بلينا» .
[6] في المختصر: «إذا حفظوا» .(32/101)
وهل جَرَّدَتْ أسياف برقٍ دياركم ... فكانتْ لها إلا جفوني أجفان
[1] .
92- مُحَمَّد بن عَبْد العزيز بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [2] .
أبو سعيد الكرابيسيّ الصّفّار المؤذّن.
سمَّعه أبوه من: عبد الله بن يوسف بن ماموَيْه، وأبي عبد الرحمن السُّلميّ.
روى عنه: وجيه الشّحّاميّ، وغيره.
ومات في ذي الحِجّة.
وروى عَنْهُ أيضًا: عَبْد الغافر بن إسماعيل.
__________
[1] الأبيات في الديوان، القصيدة رقم 645، ومختصر تاريخ دمشق 22/ 191.
وقد لقي ابن حيّوس جماعة من الملوك والأكابر ومدحهم، وأخذ جوائزهم، وكان منقطعا إلى بني مرداس أصحاب حلب، وله فيهم القصائد الأنيقة، ودخل طرابلس وصور. قال الصفدي:
كان أوحد زمانه في الفرائض، واستخلف من قبل الحكّام على الفرائض والتزويجات.
دخل طرابلس في أوائل سنة 464 هـ. بعد أن ترك دمشق مغيظا محنقا وخائفا يترقّب، وإلى ذلك يشير بقوله:
وللحمية لا عن زلة حكمت ... بالبعد فارقت أفدانا وخلانا
تخيفني بلد حتى أعود إلى ... أخرى كأني عمران بن حطّانا
ولم يكد يستقرّ في طرابلس ويترفق في الوصل إلى صاحبها القاضي أمين الدولة ابن عمّار حتى توفي أمين الدولة في منتصف رجب من سنة 464، وخلفه ابن أخيه جلال الملك ابن عمار، فقال ابن حيّوس قصيدة يرثي بها أمين الدولة ويعزي جلال الملك:
ذد بالعزاء الهمّ عن طلباته ... لا تسخطنّ الله في مرضاته
لك من سدادك مخبر بل مذكر ... إن الزمان جرى على عادته..
وكتب ابن حيّوس وهو بطرابلس إلى سديد الملك ابن منقذ وهو بحلب:
أمّا الفراق فقد عاصيته فأبى ... وطالت الحرب إلا أنه غلبا
أراني البين لمّا حمّ عن قدر ... وداعنا كل جدّ بعده لعبا
وحين أتى سديد الملك إلى طرابلس نصح ابن حيّوس بالخروج من طرابلس لنفور بني عمّار منه ومن مواقفه نحو الفاطميين، وأشار عليه بالذهاب إلى حلب، فانتقل إليها سنة 465 هـ وانقطع إلى بني مرداس، وبها التقى بالشاعر ابن الخياط الدمشقيّ ونصحه بأن ينزل طرابلس.
وقد نزل ابن حيّوس مدينة صور، وكتب بها إلى قاضيها الناصح عين الدولة أبي الحسن بن عياض يعاتبه في وقوف ما كان له في دار وكالته، ويشكو إليه ابن السمسار الّذي سطا على ماله وعامله بالجور:
كلانا إذا فكرت فيه على شفا ... وقد مرّ في التعليل والمطل ما كفا
وإني لأخفي ما لقيت صيانة ... لعرضك فامنن قبل أن يبرح الخفا
[2] انظر عن (محمد بن عبد العزيز الكرابيسي) في: المنتخب من السياق 61 رقم 117.(32/102)
وسمع أيضًا من: ابن مَحْمِش، وأكثر عن السُّلميّ. وكان من الصّالحين الثّقات.
روى عنه أيضًا: هبة الرحمن بن القُشَيْريّ، وجامع السّقّاء، ومحمد بن منصور الكاغذِيّ بالإجازة [1] .
93- محمد بن محمد بن عليّ [2] .
أبو الفضل العُكْبريّ المقرئ.
من نُبلاء القرّاء. قرأ عَلَى أبي الفرَجَ عبد الملك النَّهْرَوَانيّ، وأبي الحَسَن الحمّاميّ، والحسن بن محمد بن الفحّام.
وأتقن القراءات.
وسمع من: ابن رزقُوَيْه. وكان صدوقًا.
تُوُفّي في ربيع الآخر بعُكْبَرا عن سنٍّ عالية.
روى عنه: أبو القاسم بن السَّمَرْقَنديّ، وأخوه.
وقد حدَّث عن ابن رزقُوَيْه [3] ، وكان ضريرًا.
ويقال له الْجَوْزَرَانيّ [4] ، بجيم ثم زاي.
94- محمد بن يحيى الهاشميّ السرقسطيّ [5] .
__________
[1] قال عبد الغافر الفارسيّ: «ثقة مستور، من بيت الحديث. كان أبوه من المختصين بزين الإسلام جدي قديما، ومن منتابي المدرسة. كتب الكثير وجمع، وسمع ابنه أبا سعيد من مثل عبد الله بن يوسف والزيادي، وأكثر عن السلف، وكتب أكثر تصانيفه وسمعها هو وابنه أبو سعيد منه.
وأبو سعيد من عباد الله الصالحين، سليم الجانب. أذن في خان عبد الكريم سنين، وتوفي فجأة في ذي الحجة» . (المنتخب) .
[2] انظر عن (محمد بن محمد بن علي) في: الأنساب 3/ 364، ومعجم البلدان 2/ 182، واللباب 1/ 308، ومعرفة القراء الكبار 1/ 434 رقم 369، وغاية والنهاية 2/ 258، 259 رقم 3455.
[3] في الأنساب: سمع الحديث من أَبِي الحَسَن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق البزّاز.
[4] الجوزانيّ: بفتح الجيم وسكون الواو وفتح الزاي والراء وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى جوزران، قرية بنواحي عكبرا من سواد بغداد. (الأنساب 3/ 364) .
[5] انظر عن (محمد بن يحيى) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 552 رقم 1209، وهو في طبعة الدار المصرية: «محمد بن هاشم» بإسقاط اسم أبيه «يحيى» .(32/103)
تُوُفّي في هذه الحدود [1] سمع بمصر: أبا العبّاس بن نفيس [2] .
وكان يحفظ «صحيح البخاريّ» كلّه، و «الموطّأ» رحمه الله [3] .
95- محمود بن جعفر بن محمد [4] .
أبو المظفّر الأصبهاني الكَوْسَج التّميميّ.
سمع من: عمّ أبيه الحسين بن أحمد الكَوْسَج، والحسن بن عليّ بن أحمد بن سُليمان البغداديّ ثمّ الأصبهاني، وغير واحد.
وسُئِل عنه إسماعيل بن محمد الحافظ فقال: عَدْلٌ مرضيّ رحمه الله
- حرف النون-
96- نصر بن أحمد بن مزاحم الخطيب [5] .
أبو الفتح السِّمِنْجَانيّ [6] البلْخيّ.
سمع: أبا عليّ بن شاذان البزّاز، وغيره.
روى عنه: أبو بكر محمد بن عبد الباقي القاضي، وأبو غالب بن البنّاء.
وكتب عنه: أبو الفضل بن خَيْرُون مع تقدُّمه.
وكان يترسّل إلى الإطراف من الدّيوان. وقد سمع ببُخَارى من: منصور بن نصر الكرمينيّ، وغيره [7] .
__________
[1] كنيته: أبو عبد الله.
[2] سمع منه: «مسند الجوهري» .
[3] سئل أبو علي بن سكرة عنه فقال: رجل صالح، كان يحفظ الموطأ، والبخاري، وغير شيء، ورأيته يقرأ من حفظه كتاب البخاري على الناس فيما بين العشاءين بالسند والمتابعة، لا يخلّ بشيء من ذلك.
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (نصر بن أحمد) في: الأنساب 7/ 150، 151، والمنتظم 8/ 329 رقم 418 (16/ 214 رقم 3152) .
[6] السمنجاني: بكسر السين والميم، وسكون النون، والجيم. نسبة إلى سمنجان: بليدة من طخارستان وراء بلخ، وهي بين بلخ وبغلان. (الأنساب) .
[7] قال ابن السمعاني: كان شيخا ثقة مشهورا.(32/104)
97- نصر بن المظفّر بن طاهر البُوسَنْجيّ [1] .
أبو الحَسَن.
تُوُفّي بإصبهان في رجب
- حرف الهاء-
98- هيّاج بن عُبَيْد الحِطّينيّ الزّاهد [2] .
ورد أيضًا أنه تُوُفّي في ذي الحِجّة من هذه السّنة.
وقد مرّ في سنة اثنتين
- حرف الياء-
99- يحيي بن أبي نصر الهَرَويّ [3] .
الفقيه أبو سعد.
سمع من: أبي منصور محمد بن محمد الأزْديّ القاضي، وأبي بكر الحِيريّ.
100- يحيى بْن مُحَمَّد بْن الحَسَن [4] .
أَبُو مُحَمَّد بْن الأقساسيّ العلويّ الحُسَينيّ الكوفيّ.
روى عن: محمد بن عبد الله الجعفيّ.
وعنه: ابن الطُيُوريّ، والمؤتمن الساجيّ، وإسماعيل بن السَّمَرْقَنديّ، وأبو الفضل الأرمويّ.
ولد سنة 395- ومات سنة 73.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته. ويقال: بوسنجي وبوشنجي: بضم الباء الموحدة وفتح الشين المعجمة وسكون النون، وفي آخرها الجيم. هذه النسبة إلى بوشنج وهي بلدة على سبعة فراسخ من هراة يقال لها بوشنك. (الأنساب 2/ 332، 333) .
[2] تقدم برقم (61) .
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] تقدّمت ترجمته في وفيات سنة 472 هـ. برقم (62) وهو هناك: «يحيى بن محمد بن الحسين» .
وقد جاء في حاشية الأصل: «ث. توفي السنة الماضية» .(32/105)
سنة أربع وسبعين وأربعمائة
- حرف الألف-
101- أَحْمَد بْن عَبْد العزيز بْن عليّ [1] .
أبو طالب الشُّرُوطيّ [2] الْجُرْجانيّ، ثمّ البغداديّ.
ولد سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة.
وسمع: أباه، وبكر بن شاذان الواعظ، وأبا عليّ بن شاذان.
وأوّل سماعه سنة أربع وأربعمائة من أبيه عن بِشْر الإسفرائينيّ.
روى عنه: إسماعيل بن السَّمَرْقَنديّ، ويحيى بن الطّرّاح.
وتُوُفّي في المحرَّم.
102- أَحْمَد بْن عَليّ بْن الحَسَن بْن مُحَمَّد بْن عَمْرو بن مُنْتاب [3] .
أبو محمد بن أبي عثمان البصْريّ، ثمّ البغداديّ الدّقّاق، المقرئ.
كان ثقة، مكثرًا من الحديث، مهيبًا، جليلًا. ختم عليه جماعة.
سمع: أباه، وإسماعيل بن الحَسَن الصَّرْصَريّ، وأحمد بن محمد المُجْبِر، وأبا عمر بن مهديّ، وأبا أحمد الفَرَضي، والحسن بن القاسم الدّبّاس، وابن البيِّع.
وعنه: مكّيّ الرُّمَيْليّ، وهبة الله الشيرازيّ، وعبد الغافر بن الحسين الكاشْغَرِيّ، وعَمْر الرُّؤاسيّ، ومحمد بن عبد الباقي الأنصاريّ، وإسماعيل بن
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبد العزيز) في: المنتظم 8/ 332 رقم 421 (16/ 219 رقم 3515) .
[2] الشروطيّ: بضم الشين المعجمة، والراء، وبعدهما الواو، وفي آخرها الطاء المهملة. هذه النسبة لمن يكتب الصّكاك والسجلات، لأنها مشتملة على «الشروط» ، فقيل لمن يكتبها «الشروطي» . (الأنساب 7/ 321) .
[3] انظر عن (أحمد بن علي الدقاق) في: المنتظم 8/ 332، 333 رقم 423 (16/ 219، 220 رقم 3157) .(32/106)
السَّمَرْقَنديّ، ومحمد بن عبد الملك بن خَيْرون.
ومولده سنة سبع وتسعين وثلاثمائة.
قال يحيى بن الطّرّاح: أنا أبو محمد بن أبي عثمان: أنا الحَسَن بن القاسم سنة أربعمائة حضورًا، أنا أحمد وكيل أبي صخرة، فذكر حديثًا.
وقال إسماعيل بن السَّمَرْقَنديّ: سُئِل أبو محمد أخو أبي الغنائم بن أبي عثمان أن يستشهد، فامتنع، فكُلِّف، فقال: أصبروا إلى غد. ودخل البيت، فأصبح ميتًا رحمه الله.
ومثلها حكاية نصْر بن عليّ الْجَهْضَميّ لمّا ورد عليه الكتاب بتوليته القضاء، فاستصبرهم وبات يُصلّي إلى السَّحَر، فسجد طويلًا ومات.
تُوُفّي أبو محمد في ذي القعدة، وشيعه قاضي القُضاة الدّامغانيّ، والشيخ أبو إسحاق، وخلائق، وأمهم أخوه أَبُو الغنائم.
103- أحمد بن محمد بن إبراهيم بن علي [1] .
أبو طاهر الخُوارَزْميّ القصار [2] .
سمع: أبا عَمْر بن مهديّ، وإسماعيل بن الحَسَن الصَّرْصَريّ.
روى عنه: ابنه محمد، وإسماعيل بن السَّمَرْقَنديّ، وجماعة.
مات في ذي الحِجّة. وكان صحيح السَّماع، فاضلًا [3] .
104- أحمد بن محمد بن عبد الله شاهكويه [4] .
الصوفي.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد الخوارزمي) في: الأنساب 10/ 165، والمنتظم 8/ 332 رقم 420 (16/ 218، 219 رقم 3514) .
[2] قال ابن السمعاني: القصار: هو الّذي يقصر الثياب، ولعلّ بعض أجداد المنتسب إليه يستعمل هذا الشغل ومثل هذا الانتساب- أعني- إلى الحرف، اختص بها أهل خوارزم وآمل طبرستان.
(الأنساب 10/ 165) وفي المنتظم: «القصاري» .
[3] وقال ابن السمعاني: سكن بغداد، وكان رسولا من حضرة الخلافة إلى غزنة، ولم يكن يعرف شيئا غير أنه كان فطنا كيسا. هكذا ذكره لي عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي.
وكانت ولادته سنة 395 هـ.
[4] لم أجد مصدر ترجمته.(32/107)
كأنّه إصبهانيّ.
105- أحمد بن المطهّر بن الشّيخ أبي نزار محمد بن عليّ [1] .
أبو سعْد العبْديّ العَبقسيّ [2] الأصبهاني.
روى عن: جدّه، والحافظ أبي بكر بن مَرْدَوَيْه.
106- أَحْمَد بْن هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن يوسف بن صَدَقَة [3] .
أبو بكر الرحْبيّ [4] الدّبّاس [5] .
قِيلَ إنّه من ولد سعد بن معاذ رضي الله عنه.
كان شيخًا مَعمّرًا، نيف على المائة، ويسكن بغداد محلّة النَّصريّة.
سمع: أبا الحَسَين بن بِشْران، ومحمد بن الحسين القطّان.
روى عنه: أبو بكر الأنصاريّ، وأبو القاسم السّمرقنديّ.
قال شجاع الذهليّ: حدَّثني غير مرّة أنّه وُلِد سنة سبعين وثلاثمائة.
وقال ابن ناصر: مات أبو بكر الرَّحْبيّ في رجب، وقد بلغ مائة وأربع سنين.
وقال ابن النّجّار: كان يذكر أنّه سمع من أبي الْحُسَيْن بن سمعون، والمخلِّص، وأنّ أُصوله ذهبت في النَّهْب.
107- إبراهيم بن عقيل بن حبش [6] .
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] العبديّ: بفتح العين المهملة، وسكون الباء المنقوطة بواحدة، وفي آخرها الدال المهملة هذه النسبة إلى عبد القيس في ربيعة بن نزار، والمنتسب إليه مخير بين أن يقول: «عبدي» أو «عبقسي» (الأنساب 8/ 355، 356) .
[3] انظر عن (أحمد بن هبة الله) في: المنتظم 8/ 332 رقم 422 (16/ 219 رقم 3516) ، وسير أعلام النبلاء 18/ 548 رقم 277.
[4] الرّحبيّ: بفتح الراء ويكون الحاء المهملتين، وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة، هذه النسبة إلى الرحبة، وهي بلدة من بلاد الجزيرة في آخر حدّ هاب على أول حدّ الشام يقال لها: رحبة مالك بن طوق على شط الفرات. (الأنساب 6/ 88، 89) .
[5] الدبّاس: بفتح الدال المهملة وتشديد الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها السين المهملة. هذه الحرفة لمن يعمل الدبس أو يبيعه. (الأنساب 5/ 267) .
[6] انظر عن (إبراهيم بن عقيل) في: تلخيص المتشابه في الرسم للخطيب البغدادي 1/ 82،(32/108)
أبو إسحاق القُرَشيّ السّاميّ [1] النَّحْويّ، المعروف بالمَكْبَرَيّ [2] .
روى عن: عليّ بن أحمد الشّرابيّ، وعن خَيْثَمَة الأطْرَابُلُسيّ [3] .
روى عنه: الخطيب في كتاب «التلخيص» [4] .
__________
[ () ] والإكمال 2/ 356 و 6/ 239، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 4/ 273، ومعجم الأدباء 1/ 206، رقم 22، والكامل في التاريخ 10/ 122، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 4/ 84 رقم 102، وميزان الاعتدال 1/ 49 رقم 150، والكشف الحثيث 42 رقم 14، والوافي بالوفيات 6/ 56، رقم 2496، وملخّص تاريخ الإسلام لابن الملا 7/ 99 ب، ولسان الميزان 1/ 82، 83 رقم 1/ 229 وبغية الوعاة 1/ 419، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 231، 232، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 236، 237، رقم 36، ومعجم المؤلفين 1/ 60 وقد اختلف في اسم الجدّ، فقيل: «حبش» ، وقيل: «جيش» ، وقيل «حبيش» .
وأورد ابن ماكولا صاحب الترجمة مرتين، فقال في الأولى: «إبراهيم بن عقيل بن جيش..
حدّث عن علي بن أحمد الشرابي، عن خيثمة. كتب عنه أصحابنا ولم أكتب عنه» . (الإكمال 2/ 356) وقال في الثانية: «إبراهيم بن عقيل بن حبيش» ، وأي أثبت الباء الموحدة بعد الحاء المهملة. بينما نقل ابن عساكر عن ابن ماكولا قوله الأول فقط: «جيش بجيم مفتوحة بعدها ياء معجمة باثنتين من تحتها، وعقيل بفتح العين» . (تاريخ دمشق 4/ 273، تهذيب تاريخ دمشق 2/ 231) ، وفي (معجم الأدباء 1/ 206) قال محققه بالحاشية: «جاء في عنوان الترجمة ما نصّه: إبراهيم بن عقيل بن حبش» بدلا من جيش. وأثبت العنوان وضبطه: «إبراهيم بن عقيل (بضم العين) بن جيش» هكذا بتحريك الجيم والياء والمثناة من تحتها! وورد في (الكامل في التاريخ 10/ 122) طبعة صادر: «عقيل بن حبش» بضم العين.
وفي (مختصر تاريخ دمشق 4/ 84) : «إبراهيم بن عقيل بن جيش» .
وفي (ميزان الاعتدال 1/ 49) : «إبراهيم بن عقيل بن حبيش» .
ومثله في (الكشف الحثيث 42) .
وفي (الوافي بالوفيات 6/ 56) : «إبراهيم بن عقيل بن جيش» .
وفي (لسان الميزان 1/ 82) : «إبراهيم بن عقيل بن جيش» .
وفي (بغية الوعاة 1/ 419) : «إبراهيم بن عقيل بن جيش» .
[1] السّامي: بالسين المهملة. نسبة إلى سامة بن لؤيّ بن غالب. (الأنساب 7/ 16) .
[2] هكذا في الأصل، وتاريخ دمشق، ومختصره، وتهذيبه، وكتابنا: موسوعة علماء المسلمين.
أما في (معجم الأدباء 1/ 206) فقد ضبطه محققه: «المكبريّ» بكسر الباء الموحدة. وكذا في (الوافي بالوفيات 6/ 56) .
وتحرفت في (الكشف الحثيث 42) إلى: «البكريّ» .
وفي (لسان الميزان 1/ 82) إلى: «الكبري» .
وضبطها محقّق (بغية الوعاة 1/ 419) : «المكبريّ» بتشديد الباء الموحدة المكسورة.
[3] هو: خيثمة بن سليمان القرشي الأطرابلسي (250- 343 هـ.) انظر عنه كتابنا: من حديث خيثمة الأطرابلسي- طبعة دار الكتاب العربيّ بيروت 1980 م.
[4] هو كتاب: «تلخيص المتشابه في الرسم» ، وقد حققته الباحثة سكينة الشهابي، وصدر بدمشق(32/109)
ضعفه ابن الأكفانيّ [1] ، واطّلع عليه بتركيب سَندٍ مستحيلٍ للنَّحْو [2] .
108- أرسلان تكين بن ألْطُنْطَاش [3] .
أبو الحارث التركيّ.
__________
[ () ] في جزءين.
وقال الخطيب: كان صدوقا.
وفي قوله نظر.
[1] وهو قال: توفي سنة أربع وسبعين وأربعمائة، ودفن بباب الصغير، ثم عدّ من كتب عنه، ثم قال: وكتب عنه الشيخ الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي في كتابه الّذي سماه: «تلخيص المتشابه في الرسم، وحماية ما أشكل منه من بوادر التصحيف والوهم» في ترجمة إبراهيم بن عقيل وهو بالضم، وإبراهيم بن عقيل بالفتح» .
وكان أبو إسحاق يذكر أنّ عنده تعليقة أبي الأسود الدّؤلي التي ألقاها عليه علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكان كثيرا ما يوعد بها ولا سيما لأصحاب الحديث، وكان كثيرا ما يوعدني بها فأطلبها منه وهو يرجئ الأمر إلى أن وقعت إليّ في حال حياته، دفعها إليّ الشيخ الفقيه أبو العباس أحمد بن منصور المالكي، وكان كتبها عنه على ما ذكر لي إذ حملها إلي المعروف برزين الدولة المصمودي لما كان يقرأ عليه شيئا من علم العربية وسمعها منه في سنة ست وستين وأربعمائة، وإذا به قد ركّب عليها إسنادا لا حقيقة له، عن شيخ له، عن يحيى بن أبي بكر الكرماني، عن إسرائيل، قال: فبينت ذلك للفقيه أبي العباس وقلت له: إنّ ابن أبي بكر مات سنة ثمان ومائتين فكيف يمكن أن يكون بين هذا وبينه رجل واحد، فرجع عنه.
قال ابن الأكفاني: ولم يقع أمر هذا الإسناد وهذه التعليقة للشيخ الخطيب ولا وقف عليه لابن ابن عقيل كان لا يظهر ذلك، وهذه التي سماها التعليقة في أول «أمالي» أبي القاسم الزّجّاجي نحوا من عشرة أسطر، فجعلها هذا الشيخ قريبا من عشرة أوراق، وصورة الإسناد، قال:
حدّثني أبو طالب عبيد الله بن أحمد بن نصر بن يعقوب بالبصرة، حدّثني يحيى بن أبي بكر الكرماني، حدّثني إسرائيل، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، قال: وحدّثني محمد بن عبيد الله، عن الحسن بن عيّاش، عن عمّه، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، قال: وحدثني محمد بن عبيد الله بن الحسن بن عيّاش، عن عمّه، عن عبيد الله بن أبي رافع، أن أبا الأسود دخل على عليّ. فذكرها. (تاريخ دمشق 4/ 273، لسان الميزان 1/ 83) .
وانظر: أمالي الزّجاجي- ص 238، 239.
[2] وقال ابن عساكر: حدّث عن ابن الشرابي بجزءين أحدهما عن جدّه أبي بكر بن محمد بن علي الرمادي الشرابي البغدادي، والآخر عن خيثمة بن سليمان. (تاريخ دمشق 4/ 273) .
وقال ياقوت: «وله كتاب في النحو، رأيته قدر «اللّمع» ، وقد أجاز فيه» . (معجم الأدباء 1/ 207) .
«أقول» : هكذا وردت «أجاز» بالزاي، ولعلها: «أجاد» بالدال المهملة. وقد وردت هكذا، بالدال، في (الوافي بالوفيات 6/ 56) .
[3] لم أجد مصدر ترجمته. وهمزة «ألطنطاش» همزة قطع.(32/110)
ببغداد. ويُعرف أبوه بسيف المجاهدين.
روى عن: أبي عليّ بن شاذان.
وعنه: أبو القاسم بن السَّمَرْقَنديّ.
مات في جُمَادَى الأولي
- حرف الحاء-
109- الحسين بن عبد الرحمن بن عليّ الْجُنَابَذِيّ [1] .
أبو عليّ الفقيه.
حدَّث عن: ابن مَحْمِش، وأبي إسحاق الإسْفَرائينيّ، والحيريّ.
ومات رحمه الله بنَيْسابور.
110- الحُسين بْن علي بْن عبد الرحمن بن محمد بن محمود [2] .
أبو بكر النَّيْسابوريّ الحاكم الحنفيّ الدّهّان.
من أعيان مذهبه.
روى عن: أبي الحَسَن بن عَبْدان، وجماعة من أصحاب الأصمّ.
وتُوُفّي في ذي الحِجّة [3] .
111- حَمْدُ بنُ عبد العزيز [4] .
أبو القاسم الأصبهاني المعدّل.
حدَّث في هذه السّنة عن: أبي عبد الله الْجُرْجانيّ.
روى عنه: مسعود الثّقفيّ، والحسن بن العبّاس الرُّسْتُميّ.
112- حَمْد بن محمد بن أحمد بن العباس [5] .
__________
[1] انظر عن (الحسين بن عبد الرحمن) في: المنتخب من السياق 203 رقم 608.
و «الجنابذيّ» : بضم الجيم وفتح النون وفتح الباء المنقوطة بواحدة بعد الألف وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى كونابذ ويقال لها بالعربي جنابذ وهي قرية بنواحي نيسابور.
(الأنساب 3/ 306) .
[2] انظر عن (الحسين بن علي) في: المنتخب من السياق 200 رقم 594.
[3] وكان مولده سنة 390 هـ.
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (حمد بن محمد الأسدي) في: المنتخب من السياق 213 رقم 652، وطبقات(32/111)
أبو عبد الله الأسديّ الزُّبَيريّ [1] الآمُليّ.
ولي القضاء والرئاسة بآمُل، وطَبَرسْتان سِنين.
وكان من رجال الدّهر رأيا وكفاءة.
وصاهر نظام الملك. وكان يُلقّب بناصر السّنة.
روى عن: أبيه، وناصر العُمريّ، وأبي محمد الْجُوَيْنيّ.
وتُوُفّي في ربيع الأوّل، وله بضعٌ وخمسون سنة
- حرف الدال-
113- دُبَيْس بن عليّ بن مَزْيَد الأسديّ [2] .
نور الدّولة [3] أمير عرب العراق.
كان نبيلًا، جوادا، ممدّحا، بعيد الصّيت.
__________
[ () ] الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 164 وفيه: «حمد بن محمد بن العباس بن محمد بن موسى» ، والوافي بالوفيات 13/ 160 رقم 178.
[1] قال السبكي: يتصل نسبه بالزبير بن العوام. سمع الحديث الكثير وسافر في طلبه إلى خراسان، ولقي الأئمة.
قال شيرويه: قدم علينا همذان وسمعت منه ببغداد.
وقال ابن السمعاني: ولد قبل العشرين وأربعمائة، وتوفي بنيسابور ليلة الجمعة لخمس بقين من ربيع الأول، وحمل تابوته إلى آمل ودفن بها.
وقال الصفدي: كان له تقدّم عند السلاطين والوزراء، وكان يطوف مع العسكر، ويراسل به إلى الأطراف. وقد جمع في الحديث السنن وفضائل الصحابة، وغير ذلك من التاريخ. وكان متمسكا بآثار السلف، وله لسان في النظر والوعظ، وقدم بغداد وناظر في حلق الفقهاء، فأبان عن فضل وافر. (الوافي بالوفيات) .
[2] انظر عن (دبيس بن علي في: دمية القصر 1/ 145، 146 رقم 12، والمنتظم 8/ 333 رقم 426 (16/ 220 رقم 3520) ، والكامل في التاريخ 10/ 121، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 192، وخريدة القصر (قصم شعراء العراق) ج 4 ق 1/ 153- 183، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 109- 111، ومعجم البلدان (مادّة: الحلّة) ، ووفيات الأعيان 2/ 491 (في ترجمة، صدقة بن منصور رقم 602) ، والمختصر في أخبار البشر 2/ 150، ودول الإسلام 2/ 6، وفيه «دبيس بن مزيد» ، وسير أعلام النبلاء 18/ 557، 558 رقم 286، ومرآة الجنان 3/ 256، والوافي بالوفيات 13/ 510 رقم 605، والبداية والنهاية 12/ 123، وتاريخ ابن خلدون 4/ 590- 625، والنجوم الزاهرة 5/ 114، وشذرات الذهب 3/ 138، ومعجم الأنساب والأسرات الحاكمة 207، والأعلام 2/ 337.
[3] كنيته: أبو الأغرّ.(32/112)
عاش ثمانين سنة [1] ، ومات في شوّال فرثاه الشّعراء فأكثروا [2] .
وولي بعده ابنه بهاء الدّولة أبو كامل منصور، فسارَ إلى السّلطان، وخلع عليه الخليفة أيضًا، وأعطاه الحِلَّة كأبيه [3]
- حرف السين-
114- سعْد بن محمد بن يحيى [4] .
أبو المظفّر الجوهريّ الأصبهاني، المؤدّب الضرير.
حدَّث أيضًا في هذه السّنة عن عثمان البُرجيّ.
وعنه: مسعود، والرُّسْتُميّ.
وهو أخو سعيد شيخ السّاميّ.
115- سُليمان بْن خَلَف بْن سعد بن أيّوب بن وارث [5] .
__________
[1] وكان مولده سنة 394 هـ. وولي الإمارة سنة 408 هـ. وقيل إنّ سنة كان في ذلك الوقت أربع عشرة سنة. وأقام أميرا نيفا وستين سنة. (المنتظم، الوافي بالوفيات) .
وقال ابن خلكان: وكانت إمارته سبعا وستين سنة. وكان أبو الحسن علي بن أفلح الشاعر المشهور كاتبا بين يديه في شبيبته. (وفيات الأعيان 2/ 491) .
[2] ومن شعره:
حدا الحادي بشعري حين ساروا ... وبالأسحار بقظهم أنيني
وكنت علي فراقهم معينا ... لذلك لم أجد صبري معيني
ومنه أيضا.
حبّ عليّ بن أبي طالب ... للناس مقياس ومعيار
يخرج من في أصلهم مثل ما ... تخرج غش الذهب النار
(الوافي بالوفيات 13/ 510) .
[3] الكامل في التاريخ 10/ 121 و 150، وتوفي سنة 479 هـ. وستأتي ترجمته برقم (310) .
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (سليمان بن خلف) في: الإكمال 1/ 468، وقلائد العقيان 215، 216، والذخيرة لابن بسام ق 2 مجلد 1/ 94- 105، وترتيب المدارك 4/ 802- 808، والأنساب 2/ 19، و 20، والصلة لابن بشكوال 1/ 200- 202 رقم 454، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 16/ 442، 446، والزيادات على الأنساب المتفقة لأبي موسى الأصبهاني 158 رقم 12، وبغية الملتمس للضبي 302، 303، والمغرب في حلي المغرب 1/ 404، 405، وتاريخ قضاة الأندلس 95، ومعجم الأدباء 4/ 246- 251 رقم 79، واللباب 1/ 103، ووفيات الأعيان 2/ 408، 409، وفهرسة ما رواه عن شيوخه للإشبيلي 204، وخريدة القصر (قسم(32/113)
الإمام أبو الوليد التُّجَيْبيّ [1] القُرْطُبيّ الباجيّ [2] .
صاحب التصانيف.
أصله بَطَلْيُوسيّ [3] ، وانتقل آباؤه إلى باجة، وهي مدينة قريبة من إشبيلية.
وُلد في ذي القعدة سنة ثلاث وأربعمائة.
أخذ عَنْ: يونس بْن عَبْد اللَّه بْن مُغيث، ومكّيّ بن أبي طالب، ومحمد بن إسماعيل، وأبي بكر محمد بن الحَسَن بن عبد الوارث، وجماعة.
ورحل سنة ستٍّ وعشرين، فجاور ثلاثة أعوام.
__________
[ () ] شعراء الأندلس) ج 2 ق 2/ 337، 499، 500، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 10/ 115- 117 رقم 69، والروض المعطار 75، وملء العيبة للفهري 2/ 223، 225، والإعلام بوفيات الأعلام 195، والمعين في طبقات المحدّثين 136 رقم 1503، وسير أعلام النبلاء 18/ 535- 545 رقم 274، والعبر 3/ 280، 281، ودول الإسلام 2/ 6، وتذكرة الحفاظ 3/ 1178- 1183، والمشتبه في الرجال 1/ 40، و 2/ 2628، وتاريخ ابن الوردي 1/ 380، ومرآة الجنان 3/ 908، 109، والبداية والنهاية 12/ 122، 123، وفوات الوفيات 2/ 64، 65، رقم 173، والوافي بالوفيات 15/ 372- 374 رقم 520، والديباج المذهب 1/ 377- 385، والوفيات لابن قنفذ 255 رقم 474، وشرح ألفية العراقي 2/ 61، 62، وتبصير المنتبه 1/ 117، وتوضيح المشتبه 1/ 310، والنجوم الزاهرة 5/ 114، وطبقات الحفاظ 440، 441، وطبقات المفسّرين للسيوطي 14، وتاريخ الخلفاء، له 426، وطبقات المفسرين للداوديّ 1/ 202- 207، ونفح الطيب 2/ 67- 85، وكشف الظنون 19، 20، 419، وشذرات الذهب 3/ 344، 345، وروضات الجنات 322، وإيضاح المكنون 1/ 48، 74، وهدية العارفين 1/ 397، وديوان الإسلام 1/ 231، و 232 ويضاح المكنون 1/ 48، 74، وهدية العارفين 1/ 397، وديوان الإسلام 1/ 231، 232 رقم 351، وشجرة النور الزكية 1/ 120، 121 رقم 341، والرسالة المستطرفة 207، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 250- 252، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 317، 318 رقم 656، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسرين 98 رقم 992 وص 235 رقم 197، ومعجم المؤلفين 4/ 261.
[1] التجيبيّ: بضم التاء المعجمة بنقطتين من فوق وكسر الجيم وسكون المنقوطة باثنتين من تحتها في آخرها باء منقوطة بواحدة هذه النسبة إلى تجيب وهي قبيلة وهو اسم امرأة وهي أم عديّ وسعد ابني أشرح بن شبيب بن السكون. (الأنساب 3/ 24) .
[2] الباجي: بالباء المفتوحة المنقوطة بنقطة من تحتها والجيم المكسورة بعد الألف. هذه النسبة إلى ثلاثة مواضع أحدها إلى باجة وهي بلدة من بلاد الأندلس. (الأنساب 2/ 18) .
[3] بطليوسي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة والطاء المهملة وسكون اللام وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وسكون الواو وفي آخرها السين المهملة. هذه النسبة إلى بطليوس وهي مدينة من مدن الأندلس من بلاد المغرب. (الأنساب 2/ 241) .(32/114)
ولزِم أبا ذر، وكان يروح معه إلى السّراة [1] ، ويتصرف في حوائجه، وحمل عنه عِلمًا كثيرًا.
وذهب إلى بغداد، فأقام بها ثلاثة أعوام [2] . وأظنه قدِمها من على الشّام، لأنّه سمع بدمشق أبا القاسم عبد الرحمن بن الطُّبَيْز [3] ، وعليّ بن موسى السَّمْسار، والحسين بن جُمَيْع [4] .
وسمع ببغداد: أبا طالب عَمْر بن إبراهيم الزُّهْريّ، وعبد العزيز الأَزَجيّ [5] ، وعُبَيْد الله بن أحمد الأزهريّ، وابن غَيْلان، والصُّوريّ [6] ، وجماعة.
وأخذ الفقه عن: أبي الطّيّب الطّبريّ، وأبي إسحاق الشّيرازيّ.
وأقام بالموصل على أبي جعفر السِّمَنانيّ سنةً يأخذ عنه علم الكلام والأصول [7] .
وأخذ أيضًا عن القاضي: أبي عبد الله الحسين بن عليّ الصَّيْمري [8] الحنفي، وأبي الفضل ابن عَمْرُوس [9] المالكيّ، وأحمد بن محمد العَتِيقيّ، وأبي
__________
[1] السّراة: الجبال والأرض الحاجزة بين تهامة واليمن ولها سعة. وهي باليمن أخصّ. (معجم البلدان 3/ 204) .
[2] الصلة 1/ 201.
[3] الطبيز: بضم الطاء المهملة، وفتح الباء الموحدة وسكون الياء المثناة، والزاي آخر الحروف.
وقد توفي أبو القاسم بن الطبيز في حدود سنة 430 هـ. (المشتبه 2/ 418) .
[4] هو: الحسين بن جميع الصيداوي المعروف بالسّكن. توفي سنة 437 هـ. انظر عنه في:
(معجم الشيوخ لابن جميع بتحقيقنا) .
وقد ورد في الأصل: «الحسن» ، والتصحيح من مصادر ترجمته في كتابنا: موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 165- 172 رقم 509.
وانظر: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 16/ 242 ففيه رواية سليمان بن خلق عن ابن جميع.
[5] تقدم التعريف بهذه النسبة.
[6] هو الحافظ أبو عبد الله محمد بن علي الصوري المتوفى سنة 441 هـ. (الصلة 1/ 201) .
[7] الصلة 1/ 201.
[8] الصيمريّ: بفتح الصاد المهملة، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفتح الميم، وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى موضعين. أحدهما منسوب إلى نهر من أنهار البصرة يقال له «الصيمر» ، عليه عدّة قرى. منه أبو عبد الله المذكور. (الأنساب 8/ 127، 128) .
[9] في الديباج المذهب 1/ 378 «عروس» ، وهو تحريف.(32/115)
الفتح [1] الطَّناجِيريّ، ومحمد بن عبد الواحد بن رزمة [2] ، وطبقتهم.
حتّى برع في الحديث وبرز فيه على أقرانه، وأحكم الفقه وأقوال العلماء.
وتقدّم في علم النظر بالكلام.
ورجع إلى الأندلس بعد ثلاث عشرة سنة بعلومٍ كثيرة [3] .
روى عنه: الحافظ أبو بكر الخطيب، والحافظ أبو عمر بن عبد البَرّ، وهما أكبر منه، ومحمد بن أبي نصر الحُمَيْدِيّ، وعليّ بن عبد الله الصّقلّيّ، وأحمد بن عليّ بن غَزْلُون، وأبو عليّ بن سُكَّرَة الصَّدَفيّ، وابنه العلّامة الزّاهد أبو القاسم أحمد بن سُليمان، وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد القاضي، وأبو بكر محمد بن الوليد الطُّرْطُوشيّ [4] ، وابن شبرين [5] القاضي، وأبو عليّ بن سهل السَّبْتيّ [6] ، وأبو بحر سُفيان بن العاص، ومحمد بن أبي الخير القاضي، وآخرون.
وتفقه به جماعة كثيرة.
وكان فقيرًا قانعًا، خَدَم أبا ذر بمكّة [7] .
قال القاضي عياض [8] : وأجّر نفسه ببغداد لحراسة درب. وكان لمّا رجع إلى الأندلس يضرب ورق الذَّهَب للغزل، ويعقد الوثائق.
__________
[1] هكذا في الأصل، والصلة 1/ 201، وجاء في هامش الأصل للصلة: «الفرج» وأشير فوقها بعلامة الصحة. وفي (الأنساب 8/ 251) : «أبو الفرج» أيضا.
«الطناجيري» : بفتح الطاء المهملة، والنون، والألف، وكسر الجيم، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى «طناجير» وهي جمع طنجير، ولعلّ واحدا من أجداده يعمل بهذا. (الأنساب) .
[2] في ترتيب المدارك 4/ 802 «رومة» وهو تحريف.
[3] الصلة 1/ 201، ترتيب المدارك 4/ 803.
[4] الطرطوشي: بسكون الراء بين الطاءين المهملتين المضمومتين، وبعدهما الواو، وفي آخرها الشين المعجمة، هذه النسبة إلى طرطوشة، وهي بلدة من آخر بلاد المسلمين بالأندلس، (الأنساب 8/ 234) .
[5] شبرين: بالشين المعجمة، والباء المنقوطة بواحد من تحتها، وراء مهملة.
[6] السبتي: بفتح السين المهملة، نسبة إلى مدينة سبتة بالمغرب.
[7] الصلة 1/ 201، ترتيب المدارك 4/ 802.
[8] في ترتيب المدارك 4/ 804، 805.(32/116)
وقال لي أصحابه: كان يخرج إلينا للقراءة عليه، وفي يده أثَرُ المِطْرقة، إلى أن فشا عِلْمُه، وهُنّيَت [1] الدنيا به، وعظُم جاهه، وأُجْزِلَت صِلاتُه، حتّى مات عن مالٍ وافر. وكان يستعمله الأعيان في التَّرَسُّل بينهم، ويقبل جوائزهم. وولي قضاء مواضع من الأندلس.
صنّف كتاب «المُنْتَقَى» [2] في الفقه، وكتاب «المعاني» في شرح «الموطّأ» ، عشرين مجلّدًا، لم يؤلف مثله. وكان قد صنّف كتابًا كبيرًا جامعًا بلغ فيه الغاية سمّاه كتاب «الاستيفاء» [3] ، وصنّف كتاب «الإيماء» [4] في الفقه، خمس مجلَّدات، وكتاب «السراج» [5] في الخلاف. لم يتمم، و «مختصر المختصر [6] في مسائل المدوَّنة» ، وكتاب «اختلاف الموطآت» [7] ، وكتاب «الجرح والتعديل» [8] ، وكتاب «التّسديد إلى معرفة التّوحيد» [9] وكتاب «الإشارة» في أُصُول الفقه، وكتاب «إحكام الفصول في أحكام الأصول» [10] ، وكتاب «الحدود» [11] ، وكتاب «شرح المنهاج» [12] ، وكتاب «سُنن الصّالحين وسُنن العابدين» [13] ، وكتاب «سبل [14]
__________
[1] في سير أعلام النبلاء 18/ 538: «وهيتت» .
[2] شرح فيه «موطّأ» مالك، وفرع عليه تفريعا حسنا. وقد طبع بسبعة أجزاء بعناية ابن شقرون، في مصر سنة 1914 م.
قال ياقوت: «والمنتقى مختصر الاستيفاء» . (معجم الأدباء 11/ 248) .
[3] قال القاضي عياض: لم يصنع مثله، في مجلدات. (ترتيب 4/ 806) .
[4] وهو مختصر لكتاب «المنتقى» . (ترتيب المدارك 4/ 806، معجم الأدباء 11/ 248، 249) .
[5] في ترتيب المدارك: «السراج في عمل الحجاج» ، وفي معجم الأدباء «السراج في ترتيب الحجاج» .
[6] في ترتيب المدارك، ومعجم الأدباء: «المهذب في اختصار المدونة» .
[7] في الأصل: «احلاف الموطّآت» ، والمثبت عن: ترتيب المدارك 4/ 806، ومعجم الأدباء 11/ 249، وفي شجرة النور الزكية 1/ 121 «اختصار الموطّآت» .
[8] في ترتيب المدارك، ومعجم الأدباء: «التعديل والتجريح لمن خرّج عنه البخاري في الصحيح» .
[9] في ترتيب المدارك: «التسديد إلى معرفة طرق التوحيد» ، وفي خريدة القصر ج 4 ق 2/ 499 «التسديد في أصول الدين» ، وفي الديباج المذهب: «التشديد إلى معرفة طريقة التوحيد» ، وفي الوافي بالوفيات 15/ 373: «التشديد ... » .
[10] في خريدة القصر ج 4 ق 2/ 499: «الوصول إلى معرفة الأصول» .
[11] في الأصول. (معجم الأدباء) .
[12] في ترتيب المدارك: «تفسير المنهاج في ترتيب طرق الحجّاج» .
[13] في ترتيب المدارك: « ... وسنن العائدين» وهو تحريف. وفي معجم الأدباء: «السنن في الدقائق (!) والزهد» .
[14] في ترتيب المدارك: «سبيل» .(32/117)
المهتدين» ، وكتاب «فرق الفقهاء» [1] ، وكتاب «تفسير القرآن» ، لم يتمّه، وكتاب «سُنَن المنهاج وترتيب الحُجَّاج» [2] .
ابن عساكر: [3] حدَّثني أبو محمد الأشِيريّ: سمعتُ أبا جعفر بن غَزْلُون الأُمَويّ الأندلسيّ: سمعتُ أبا الوليد الباجيّ يقول: كان أبي من تجّار القَيْروان من باجة القيروان، وكان يختلف إلى الأندلس ويجلس إلى فقيهٍ بها يقال له أبو بكر بن سماح [4] ، فكان يقول: تُرى أرى لي ابنًا مثلك؟ فلمّا أكثر من ذلك القول قال: إنْ أحببت ذلك [5] فاسكُنْ قُرْطُبة، والزَمْ أبا بكر القَبْريّ [6] ، وتزوج بنته، عسى أن تُرزق ولدًا مثلي. ففعل ذلك، فجاءه أبو الوليد، وآخر صار صاحب صلاة [7] ، وثالثُ كان من الغزاة [8] .
وقال أبو نصر بن ماكولا [9] : أمّا الباجيّ ذو الوزارتين أبو الوليد سُليمان بن خَلَف القاضي، فقيه، متكلّم، أديب، شاعر، رحل وسمع بالعراق، ودَرَس الكلام على القاضي السمناني، وتفقه على أبي إسحاق الشيرازي، ودرس وصنف.
__________
[1] لم يذكره القاضي عياض، وهو في معجم الأدباء.
[2] هو: «تفسير المنهاج في ترتيب طرق الحجاج» كما في (ترتيب المدارك 4/ 807) ، وهو:
«السراج في ترتيب الحجّاج» كما في (معجم الأدباء 11/ 249) ومن مؤلفاته أيضا:
كتاب تهذيب الزاهر لابن الأنباري، والناسخ والمنسوخ، لم يتمّ، وكتاب الأنصار لأعراض الأئمة الأخيار. (ترتيب المدارك 4/ 807) ، والمقتبس في علم مالك بن أنس، وكتاب النصيحة لولده. (معجم الأدباء 11/ 249) .
[3] في تاريخ دمشق 16/ 444، ومختصر تاريخ دمشق 10/ 116.
[4] في الأصل: «سماخ» بالخاء.
[5] في تاريخ دمشق: «إن أحببت أن ترزق ابنا مثلي» .
[6] في تاريخ دمشق: «والزم أبا بكر محمد بن عبد الله القبري» .
[7] بسرقسطة.
[8] في تاريخ دمشق: «وابن ثالث كان من أدلّ الناس ببلاد العدو في الغزو حتى إنه كان يعرف الأرض بالليل بشمّ التراب» .
[9] في الإكمال 1/ 468.(32/118)
وكان جليلا رفيع القدر والخطر. توفي بالمرية من الأندلس، وقبره هناك يزار.
وقال أبو علي بن سكرة: ما رأيت أحدا على سمته وهيبته وتوقير مجلسه مثل أبي الوليد الباجي. ولما كنت ببغداد قدم ولده أبو القاسم، فسرت معه إلى شيخنا قاضي القضاة أبي بكر محمد بن المظفر الشامي، وكان ممن صحبه أبو الوليد الباجي قديما، فلما دخلت عليه قلت له: أدام الله عِزَّك، هذا ابن شيخ الأندلس. فقال: لعلّه ابن الباجي؟ قلت: نعم. فأقبل عليه [1] .
وقال عياض القاضي [2] : حَصَلت لأبي الوليد من الرؤساء مكانة، وكان مخالطًا لهم، يترسَّل بينهم في مهِم أمورهم، ويقبل جوائزهم. وهم له في ذلك على غاية التِّجِلَّة، فكثُرت القالة فيه من أجل هذا.
وولي قضاء مواضع من الأندلس تصغُر عن قدره كأوريُولة [3] وشبهها، فكان يبعث إليها خلفاء، وربما أتاها المرة ونحوها.
وكان في أول أمره مقلا حتى احتاج في سفره إلى القصد بشعره، واستئجار نفسه في مقامه ببغداد فيما سمعته مستفيضا لحراسة درب، فكان يستعين بإجارته على نفقته و [بضوئه] [4] على دراسته، وكان بالأندلس يتولى ضرب ورق الذهب للغزال والأنزال، ويعقد الوثائق.
وقد جمع ابنه شعره. وكان ابتدأ كتابا سماه «الاستيفاء» في الفقه، لم يضع منه غير الطهارة في مجلدات.
قال عياض [5] : ولما قدم الأندلس وجد بكلام ابن حزم طلاوة إلّا أنّه كان خارجًا عن المذهب، ولم يكن بالأندلس مَن يشتغل بعلمه، فقَصُرت أَلْسِنةُ الفقهاء عن مجادلته وكلامه، واتبعه على رأيه جماعة من أهل الجهل، وحلّ
__________
[1] ترتيب المدارك 4/ 804.
[2] في ترتيب المدارك 4/ 804- 806 بتصرف في ألفاظ النصّ.
[3] في ترتيب المدارك 4/ 805 «كأريولة» .
[4] في الأصل بياض، والمستدرك من: ترتيب المدارك 4/ 804.
[5] في ترتيب المدارك 4/ 805.(32/119)
بجزيرة مَيُورقَة، فَرَأس فيها، واتبعه أهلّها. فلّما قدِم أبو الوليد كُلم في ذلك، فدخل إلى ابن حزْم وناظَرَه، وشهرَ باطلَه، وله معه مَجَالس كثيرة. ولمّا تكلّم أبو الوليد في حديث البخاريّ ما تكلّم من حديث المقاضاة يوم الحُدَيْبية، وقال بظاهر لفظه، أنكرَ عليه الفقيه أبو بكر بن الصائغ وكفّره بإجازته الكَتْبَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ الآي [1] ، وأنّه تكذيبُ للقرآن، فتكلّم في ذلك مَن لم يفهم الكلام، حتّى أطلقوا عليه الفتنة، وقبّحوا عند العامة ما أتى به، وتكلّم به خطباؤهم في الجمع.
وفي ذلك يقول عبد الله بن هند الشّاعر قصيدة منها:
بَرئتُ ممّن شَرَى [2] دُنْيا بآخِرةٍ ... وقال: إنّ رسولَ الله قد كَتَبَا
[3] فصنّف أبو الوليد في ذلك رسالةً بيَّن فيها أن ذلك لا يقدح في المعجزة، فرجع جماعة بها [4] .
ومن شعره:
قد أفلح القانتُ في جُنْح الدُّجَى [5] ... يتلو الكتابَ العربيَّ النيِّرا
له حنينٌ وشهيقٌ وبُكا ... بيلَ من أَدْمُعِهِ ترب الثّرى
إنّا لَسَفْر نبتغي نَيْل المَدَى ... ففي السُّرا بغيتنا لا في الكرى [6]
__________
[1] هكذا في الأصل، وفي ترتيب المدارك 4/ 805، وسير أعلام النبلاء 18/ 540 «الأميّ» .
[2] في الأصل: «شرا» .
[3] ترتيب المدارك 4/ 805.
[4] قال القاضي عياض: «أخبرني الثقة أنه سمع خطيب دانية ضمّنها خطبته يوم الجمعة، فأنشدها على رءوس الناس، رحمه الله، فألف هذا الكتاب وبين فيه وجوه المسألة لمن لم يفهمها وأنها لا تقدح في المعجزة كما لم تقدح القراءة في ذلك بعد أن لم يكن قارئا، بل في هذا معجزة أخرى. وأطال في ذلك الكلام، وذكر من قال بهذا القول من العلماء وكان المقرئ أبو محمد بن سهل من أشدّ الناس عليه في ذلك. ولم ينكر عليه في ذلك، ولم ينكر عليه أولو التحقيق في العلم والمعرفة بأسراره وخفائه شيئا من قوله، وكتب بالمسألة إلى شيوخ صقلّيّة وغيرها، فأنكروا إنكارهم عليه وأثنوا عليه وسوغوا تأويله. منهم ابن الجزار» (ترتيب المدارك 4/ 806) .
[5] في الأصل: «الدجا» .
[6] في الأصل: «الكرا» .(32/120)
مَن ينصَبِ اللّيلَ يَنَلْ راحتَه ... عند الصّباح يَحْمَدُ القَومُ السُّرا
وله:
إذا كنت أعلمُ عِلْمًا يقينًا ... بأنّ جميعَ حياتي كساعَة
فلِمْ لا أكون ضنينًا بها ... وأجعلها في صلاح وطاعة؟
[1] وله يرثي أمّه وأخاه رحمهما الله تعالى:
رعى اللهُ قبرَيْن [2] استكانا ببلدةٍ ... هما أسكناها في السّواد من القلب
لئن غُيِّبا عن ناظري وتَبَوَّءَا ... فؤادي لقد زاد التباعد في القُرب
يقر بعيني [3] أن أزور رباهما [4] ... وألزق [5] مكنون التّرائب بالتّرب [6]
وأبكي، وأبكي ساكنيها لعلني ... سأنجد من صحب وأسعد [7] من سحب
فما ساعدت ورق الحمام أخا أسي ... ولا روحت ريح الصبا عن أخي كرب [8]
ولا استعذبت عيناي بعدهما كرى [9] ... ولا ظمئت نفسي إلى البارد العذب
أحن ويثني اليأس نفسي على الأسى ... كما اضطرّ محمول على المركب الصّعب
[10]
__________
[1] البيتان في: الإكمال 7/ 468، والذخيرة ق 2 ج 1/ 98، وترتيب المدارك 4/ 807، والأنساب 2/ 19، والصلة 1/ 201، 202، وتاريخ دمشق 16/ 643، ومعجم الأدباء 11/ 250، والمغرب في حلي المغرب 1/ 404، وقلائد العقيان 215، 216، وخريدة القصر ج 4 ق 2/ 500، ووفيات الأعيان 2/ 408، 409، والروض المعطار 75، وبغية الملتمس 303، ومختصر تاريخ دمشق 10/ 117، وتذكرة الحفاظ 3/ 1182، وسير أعلام النبلاء 18/ 542، وتاريخ ابن الوردي 1/ 381، ومرآة الجنان 3/ 109، وفوات الوفيات 2/ 65، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 252، والوافي بالوفيات 15/ 374.
[2] في المغرب، وقلائد العقيان، وتاريخ دمشق: «رعى الله قلبين» .
[3] في ترتيب المدارك: «العيني» .
[4] في القلائد، ونفح الطيب: «ثراهما» .
[5] في ترتيب المدارك، ومعجم الأدباء: «وألصق» وكذا في المغرب، ونفخ الطيب.
[6] في المغرب: «في الترب» .
[7] في ترتيب المدارك: «وأمطر» .
[8] هذا البيت لم يرد في معجم الأدباء.
[9] في الأصل: «كرا» ، وفي الخريدة: «بعد كما كرى» .
[10] الأبيات في: ترتيب المدارك 4/ 807، ومعجم الأدباء 10/ 250، 251، والمغرب 1/ 404، وقلائد العقيان 216، وخريدة القصر ج 4 ق 2/ 500، ونفح الطيب 2/ 82، وتاريخ دمشق 16/ 445.(32/121)
وله:
إلهي [1] ، قد أفنيت عمري بطالة ... ولم يثنني عنها وعيد ولا وعد
وضيعته ستين عامًا أعدها ... وما خير عمر إنما خيره العدُ
وقدمت إخواني وأهلي، فأصبحوا ... تضمهم أرض ويسترهم لحد
وجاء نذير الشيب لو كنت سامعًا ... لوعظ نذير ليس من سمعه بد
تلبست بالدنيا، فلمّا تنكرت ... تمنيت زهدًا حين لا يمكن الزهد
وتابعت نفسي في هواها وغيها ... وأعرضت عن رشدي وقد أمكن الجهد
ولم آت ما قدمته عن جهالة ... يمكنني عذر ولا ينفع الجحد
وها أنا من ورد الحمام على مدى ... أراقب أن أمضي إليه وأن أعدو
ولم يبق إلّا ساعة إنّ أضعتها ... فما لي في التوفيق نقد ولا وعد
قال ابن سُكَّرة: تُوُفّي بالمَريّة لتسع عشرة ليلة خَلَت من رجب [2] .
ذكره ابن السّمعانيّ [3] فقال: باجة بين إشبيلية وشنترين من الأندلس.
وذكر ابن عساكر في تاريخه [4] أنّ أبا الوليد قال: كان أبي من باجة القيروان تاجرًا، كان يختلف إلى الأندلس. وهذا أصحّ
__________
[1] في الأصل: «إلا هي» .
[2] وقال ابن سكرة وقد ذكر شيخه هذا أبا الوليد: ما رأيت مثله، وما رأيت على سمته، وهيئته، وتوقير مجلسه. وقال هو أحد أئمة المسلمين. (الصلة 1/ 202) .
وقال القاضي عياض: «كان أبو الوليد- رحمه الله- فقيها نظارا محققا راوية محدّثا، يفهم صيغة الحديث ورجاله، متكلما أصوليا، فصيحا، شاعرا مطبوعا، حسن التألف، متقن المعارف. له في هذه الأنواع تصانيف مشهورة جليلة، ولكن أبلغ ما كان فيها في الفقه وإتقانه، على طريق النظار من البغداديين وحذاق القرويين، والقيام بالمعنى والتأويل، وكان وقورا بهيّا مهيبا، جيّد القريحة، حسن الشارة» (ترتيب المدارك 4/ 803) .
وقال القاضي عياض: وكان جاء إلى المرية سفيرا بين رؤساء الأندلس يؤلّفهم على نصرة الإسلام، ويروم جمع كلمتهم مع جنود ملوك المغرب المرابطين على ذلك، فتوفي قبل تمام غرضه. (ترتيب المدارك 4/ 808) .
[3] في الأنساب 2/ 19، 20.
[4] تاريخ دمشق 16/ 444، مختصر تاريخ دمشق 10/ 116.(32/122)
- حرف العين-
116- العبّاس بن محمد بن عبد الواحد بن العبّاس [1] .
أبو الفضل الدّارانيّ.
إصبهانيّ.
تُوُفّي في صَفَر.
117- عبد الله بن عبد العزيز بن الشدّاد [2] .
بغداديّ.
سمع من: أبي الحَسَن بن رزقُوَيْه، ومحمد بن فارس الغُوريّ.
روى عنه: قاضي المرستان، وعبد الوهاب الأنماطي.
وكان صدوقًا.
118- عبد الرحمن بن منصور بن رامش الزّاهد [3] .
أبو سعْد الدينَوَريّ، نزيل نَيْسابور.
سمع: أباه وأبا طاهر بن مَحْمِش، وعبد الله بن يوسف الأصبهاني، والحاكم أبا عبد الله، وجماعة.
وكان ثقة، صوفيا، نبيلا، رئيسا، كثير الكتابة [4] .
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن منصور) في: المنتخب من السياق 314، 315 رقم 1031، والتقييد 337 رقم 407 وهو في ترجمة «الحسين بن محمد بن الحسين بن فنجويه الدينَوَريّ» رقم 298 ص 248.
[4] وقال عبد الغافر الفارسيّ: «جليل، مشهور، أصيل، صوفي، ثقة في الحديث، كثير السماع والأصول، مستقيم الخط، كثير الكتابة. ولد في حجر الرئاسة، وهو أكبر أولاد أبيه ... اختصّ بصحبة شيخ الإسلام أبي عثمان الصابوني وسمع منه الكثير، وكان نائبا مدة في الرئاسة عن أبيه في زمان الكبار من الصدور، فلقي الحشمة التامة والثروة والنعمة، ثم ترك ذلك ومال إلى التصوف وصحب أوحد وقته أبا سعيد بن أبي الخير، وتحول إلى خانقانك وكذلك كان يحضر مجلس أبي القاسم ويأخذ عنه الطريقة، وكان بعد وفاة أبيه معدودا من جملة الصوفية.
سمع من أبيه وعن مشايخ بغداد، وكتب عن الدار الدّارقطنيّ، وعقد له مجلس الإملاء في المدرسة النظامية يوم الجمعة وقت العصر، ثم ترك ذلك، وكان يقرأ عليه بعد صلاة الجمعة من مسموعاته مثل (غريب الحديث) لأبي عبيد، و (سنن أبي عبد الرحمن النسائي) ، و (معاني(32/123)
روى عنه: زاهر ووجيه ابنا الشحامي، وعبد الغافر الفارسيّ.
تُوُفّي في شعبان.
119- عبد القاهر بن عبد الرحمن [1] .
أبو بكر الْجُرْجانيّ.
قيل: تُوُفّي فيها. وقد مرّ.
120- علي بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ [2] .
أَبُو القاسم البُسْريّ [3] البغداديّ البنْدار. والد الحُسَين.
قال أبو سعْد السّمعانيّ: كان شيخًا صالحًا، ثقة، فهمًا، عالمًا، عمر، وحدّث بالكثير، وانتشرت عنه الرّواية [4] .
__________
[ () ] الفراظ والمذبح) ، و (أنساب الزبير بن بكار) ، و (المتفرقات) ، وغير ذلك إلى وقت وفاته ...
وكان مولده سنة أربع وأربعمائة في شهر رمضان» . (المنتخب من السياق 314، 315) .
توفي عن مرض طويل. (التقييد 337) .
[1] تقدّمت ترجمة (عبد القاهر بن عبد الرحمن) في وفيات سنة 471 هـ. برقم (20) .
[2] انظر عن (علي بن أحمد البسري) في: تاريخ بغداد 11/ 335، والإكمال 1/ 486، والأنساب 2/ 211، والمنتظم 8/ 333 رقم 428 (16/ 221 رقم 3522) ، والكامل في التاريخ 10/ 122، ومعجم الألقاب لابن الفوطي 1/ 480، وتاريخ إربل لابن المستوفي 1/ 42، والاستدراك لابن نقطة (مخطوط) ج 1/ ورقة 56 أ، والمشتبه في الرجال 1/ 42، والإعلام بوفيات الأعلام 195، ودول الإسلام 2/ 6، والعبر 3/ 281، والمعين في طبقات المحدّثين 136 رقم 1504، وسير أعلام النبلاء 18/ 402، 403 رقم 200، وتذكرة الحفاظ 3/ 1183، وتبصير المنتبه 1/ 153، وتوضيح المشتبه 1/ 504، وشذرات الذهب 3/ 346.
[3] قال ابن السمعاني في مادّة «البسريّ» : وجماعة من أهل العراق نسبوا إلى بيع البسر وشرائه وفيهم كثرة، وظني أن أبا القاسم علي بن أحمد بن محمد بن البسري البندار منهم، وهو شيخ بغداد في عصره. (الأنساب 2/ 211) .
وقال ابن نقطة: الصحيح في هذه النسبة أنها إلى البسرية. قرية على فرسخين من بغداد.
(الإستدراك 1/ ورقة 56 أ) .
وقال ابن ناصر الدين الدمشقيّ: اعترض ابن نقطة على أبي الفضل بن طاهر حيث قال في أبي القاسم بن البسري: إنه منسوب إلى بيع البسر وشرائه، وفيهم كثرة من العراقيين. (انظر:
الأنساب المتفقة 34 رقم 20) فقال ابن نقطة: ولا تعرف هذه النسبة عندنا إلى بيع البسر البتّة، ولا يقال لمن يبيع البسر بسريّ بغداد، والّذي هو الصحيح عندي في هذه النسبة أنها إلى البسرية: قرية على فرسخين من بغداد. واعترض عليه أيضا في قوله: وفيهم كثرة، بأنه إنما هو أبو القاسم وابنه، وهو الّذي ذكره المصنف بعد. (توضيح المشتبه 1/ 504) .
[4] سير أعلام النبلاء 18/ 403.(32/124)
سمع: أبا طاهر المخلّص، وأبا أحمد الفَرَضيّ، وأبا الحَسَن بن الصَّلْت المُجْبر، وإسماعيل بن الحَسَن الصَّرْصَريّ، وأبا عمر بن مهديّ، وجماعة.
وأجاز له: نصر بن أحمد بن الخليل المُرجي، وأبو عبد الله بن بطّة [1] ، وأبو الحَسَن محمد بن جعفر التّميميّ.
وكان حسن الأخلاق متواضعًا، ذا هَيْبَة ورُواء [2] .
قال الخطيب [3] : كتبتُ عنه، وكان صدوقًا [4] .
قال أبو سعْد: وسألت إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ عنه فأثنى عليه وقال: شيخ ثقة [5] .
وسأله الخطيب عن مولده فقال: في صفر سنة ستّ وثمانين وثلاثمائة [6] .
روى عنه: أبو الفضل محمد بن المهتديّ باللَّه، وعليّ بن طِراد الزَّيْنبيّ، وإسماعيل بن أحمد السَّمَرْقَنديّ، والزاهد يوسف بن أيّوب الهَمَذانيّ، وأبو نصر أحمد بن عمر الغازي، وأبو منصور موهوب الجواليقيّ [7] ، والإمام أبو الحَسَن عليّ بن الزّاغونيَّ [8] ، وأخوه أبو بكر محمد، ومحمد بن طاهر المقدسيّ، والحافظ عبد الوهّاب الأنْماطيّ، وأبو القاسم سعيد بن البنّاء، وأبو الفضل محمد بن ناصر، ونصر بن نصر العُكْبريّ، وخلْق كثير.
وآخر من روى عَنْهُ بالإجازة، والله أعلم، أبو المعالي بن اللّحاس.
__________
[1] المنتظم 8/ 333 (16/ 221) .
[2] سير أعلام النبلاء 18/ 403.
[3] في تاريخ بغداد 11/ 335.
[4] وقال ابن الأثير: «وكان ثقة صالحا» . (الكامل 10/ 122) .
[5] سير أعلام النبلاء 18/ 403.
[6] ومثله في (الكامل 10/ 122) .
[7] الجواليقيّ: بفتح الجيم والواو وكسر اللام بعد الألف وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها القاف. هذه النسبة إلى الجواليق وهي جمع جوالق، ولعل بعض أجداد المنتسب إليها كان يبيعها أو يعملها. (الأنساب 3/ 335) .
[8] الزاغوني: بالزاي، بعدها ألف، والغين المعجمة، والواو، والنون. قال ياقوت: زاغونى قرية ما أظنّها إلا من قرى بغداد. وذكر منها أبا الحسن علي المتوفى سنة 527 هـ. (معجم البلدان 3/ 126، 127) .(32/125)
وتُوُفّي في سادس رمضان.
121- عليّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد [1] .
أَبُو الحَسَن البغداديّ الصابونيّ.
سمع: أبا عَمْر بن مهديّ.
روى عنه: عَبْد الوهّاب الأَنْماطيّ.
وتُوُفّي رحمه اللَّه فِي ذي الحِجّة
- حرف القاف-
122- قُتَيْبة بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن عثمان بن عبد الله [2] .
أبو رجاء العثماني النَّسَفيّ الحافظ، نافلة أبي العبّاس المستغفريّ.
سمع الكثير بسَمَرْقَنْد، وأملى بها وبنَسَف مجالس كثيرة.
روى عنه: المستغفريّ، وعبد الملك بن القاسم، وطائفة.
قال عمر بن محمد النَّسَفيّ في كتاب «القند» : مولده سنة تسع وأربعمائة، وهو أول من سمعت منه، أملى علينا في صفر من السّنة. وتُوُفّي في ربيع الآخر
- حرف الميم-
123- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بن فارس [3] .
أبو عبد الله الشّيرازيّ [4] الكاغَذِيّ [5] .
كان له دُكّان يبيع فيها الكُتُب ببغداد. وكان ظاهريّ المذهب.
ولد سنة خمس وتسعين وثلاثمائة بشيراز. وسمع بها من:
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (محمد بن إبراهيم) في: ميزان الاعتدال 3/ 449، 450 رقم 7120، والمغني في الضعفاء 2/ 545 رقم 5215، ولسان الميزان 5/ 26 رقم 100.
[4] تحرفت هذه النسبة في (المغني في الضعفاء) إلى: «الرازيّ» .
[5] الكاغذيّ: بفتح الغين وكسر الذال المعجمتين. هذه النسبة إلى عمال الكاغذ الّذي يكتب عليه وبيعه، وهو لا يعمل في المشرق إلا بسمرقند. (الأنساب 10/ 326) .(32/126)
عبد الرحمن بن محمد الرّشيقيّ.
وبمصر من: ابن نظيف الفرّاء.
وبدمشق من: الحسين بن محمد الحلبيّ.
روى عنه: أبو الحسين بن الطُّيُوريُ، وأبو بكر قاضي المَرِسْتان، وإسماعيل بن السَّمَرْقَنديّ، ومحمد بن القاسم بن المظفّر الشَّهْرُزُوريّ.
قال شجاع بن فارس: كان غير ثقة [1] .
وقال ابن ناصر: سمَّع لنفسه [2] .
وقال أحمد بن خيرون: تُوُفّي في نصف المحرَّم.
وحدَّث عن أبي القاسم بن بِشْران.
قال: وقيل إنّه حدَّث عن أبي حيّان التّوحيديّ [3] ، ولم يكن له عنه ما يُعَوَّل عليه.
124- محمد بن الحَسَن بن الحسين [4] .
أبو عبد الله المروزيّ المهر بندقشائي [5] . نسبة إلى قريةٍ على بريدٍ من مَرْو.
كان إمامًا ورعًا، عابدًا، فقيهًا، مُفْتيا.
سمع الكثير، وتفقّه على أبي بكر القفال [6] .
__________
[1] قال السلفي: سألت شجاعا الذهلي عن هذا فقال: سمعنا منه وكان غير موثوق به فيما يدّعيه من السماع. (لسان الميزان 5/ 26) (ميزان الاعتدال 3/ 450) .
[2] وروى شيئا لم يسمعه. (لسان الميزان) .
[3] في لسان الميزان: «الترمذي» ، وزاد: وعن رجل، عن ابن خلاد الرامهرمزيّ، ولم يكن له عنهما ما يعول (في المطبوع: يقول) عليه، ولا أصل صحيح.
وقال هبة الله السقطي: عرفني عن مولده سنة خمس وتسعين وثلاثمائة.
وقال ابن حجر: وقع لنا من حديثه في مشيخة قاضي المرستان. (لسان الميزان) .
[4] انظر عن (محمد بن الحسن بن الحسين) في: الأنساب 11/ 534، ومعجم البلدان 5/ 233، واللباب 3/ 273 وقد تقدّمت ترجمته باختصار في وفيات سنة 473 هـ. برقم (89) .
[5] المهربندقشائي: بكسر الميم، وسكون الهاء، وفتح الراء، والباء الموحدة، وسكون النون، وفتح الدال المهملة، وسكون القاف، وفتح الشين المعجمة، وفي آخرها الياء المنقوطة من تحتها باثنتين. هذه النسبة إلى مهربندقشائي، وهي قرية على ثلاثة فراسخ من مرو، في الرمل، خرب أكثرها. (الأنساب 11/ 533) .
وقال ياقوت: والعامة يسمونها بندكشاي. (معجم البلدان 5/ 233) .
[6] الأنساب 11/ 534.(32/127)
وَسَمِعَ منه، ومن: مسلم بن الحَسَن الكاتب، ومحمد بن محمود السَّاسجِرْديّ [1] .
ورحل إلى هَرَاة، فسمع أبا الفضل عمر بن إبراهيم بن أبي سعد، وأبا أحمد محمد بن محمد المعلّم، وأحمد بن محمد بن الخليل.
روى عنه: محمد بن أبي ناصر المسعوديّ، ومحمد بن أبي النَّجْم البزّاز، ومُصْعَب بن عبد الرزّاق، وعبد الواحد بن أبي عليّ الفارْمَذِيّ [2] ، وآخرون.
تُوُفّي في سنة أربعٍ. وقيل: سنة ثلاث، وقد ذكرته فيها مختصرًا.
125- مُحَمَّد بْنُ عَبْد الرَّحْمَن بْنِ عَبْد الرَّحِيم بن أحمد بن العجوز [3] .
الفقيه أبو عبد الله الكُتَاميّ السَّبْتيّ.
من كبار فُقهاء المالكيّة، وعليه وعلى ابن الثُّريا كانت العُمدة في الفتوى.
أخذ عن أبي إسحاق التُّونسيّ بالقيروان. وكانت بينه وبين المذكور وبين حمّود مطالبات ومشاحنات، جرت عليه منها محنة بسبب كلمةٍ قالها. وذلك أنّه خطب الخطيب فقال: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ من 8: 60 [4] عُدَّة. فقال النّاس:
أخطأ الخطيب، أبدل مكان (قوة) (عدة) . فقال هو: الوزن واحد. فقيل: كَفَر.
وأفتى عليه أولئك الفُقهاء بالاستتابة، فسُجن، ثمّ أخرج، فرحل إلى فاس، فولاه أمير المؤمنين ابن تاشفين قضاء فاس، فأحسن السيرة.
تفقه عليه أبو عبد الله بن عيسى التّميميّ، والفقيه أبو عبد الله بن عبد الله.
__________
[1] هكذا في الأصل. أما في (الأنساب 11/ 534) : «الساسنجردي» .
ولم يذكر ابن السمعاني نسبة «الساسنجردي» في (الأنساب) ، بل ذكر «السّاسجردي» : بالألف بين السينين المهملتين وكسر الجيم، وسكون الراء، وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى ساسجرد، وهي قرية من قرى مرو على أربعة فراسخ منها على طرف الرمل. (الأنساب 7/ 8) .
[2] الفارمذي: بفتح الفاء والراء والميم، بينهما الألف وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى فارمذ وهي قرية من قرى طوس. (الأنساب 9/ 218) .
[3] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن) في: ترتيب المدارك 4/ 782، وسير أعلام النبلاء 18/ 551 رقم 280، والديباج المذهب 1/ 476.
[4] سورة الأنفال، الآية 60.(32/128)
تُوُفّي في رمضان، وخلّف ثلاثة أولاد: عبد الرحمن وهو فقيههم وكبيرهم، وعبد الله، وعبد الرّحيم.
126- محمد بْن عليّ بْن محمد بن جعفر بن جُولة [1] .
أبو بكر الأبْهَريّ الأصبهاني المؤدّب.
روى عن: محمد بن إبراهيم الْجُرْجانيّ.
وعنه: مسعود الثّقفيّ.
تُوُفّي في حدود هذا العام.
127- محمد بن محمد بن أحمد [2] .
أبو جعفر الشاماتيّ النَّيْسابوريّ الأديب.
سمع: عبد الله بن يوسف الأصبهاني، وأبا طاهر بن مَحْمِش، وأبا عبد الرحمن السُّلميّ.
روى عنه: الحافظ عبد الغافر وقال: شيخ فاضل، عفيف [3] . تخرج به جماعة من المتأدّبين، وله الخَطّ المنسوب المشهور بالحسن، والحظّ الوافر في التّأديب [4] .
وروى عنه: وجيه الشحامي، وأبو نصر الغازي.
أخبرنا أحمد بن هبة الله: أنا إسماعيل بن عثمان كتابةً: أنا وجيه بن طاهر حضورًا: أنا أبو جعفر محمد بن محمد، أنا أبو عبد الرحمن السُّلميّ: نا جدّي إسماعيل بن نُجَيْد قال: سمعتُ أبا بكر محمد بن إسحاق بن خُزَيْمَة، وسُئِل هل تكفّر من قال: القرآن مخلوق؟ قال: نعم. ولِمَ لا أُكفّره وقد سمعتُ المُزَنّي، والربيع يقولان: من قال القرآن مخلوق فهو كافر. وقالا: سمعنا الشّافعيّ يقول:
من قال القرآن مخلوق فهو كافر. ثمّ قال: وما لي لا أكفره وقد كفره مالك، وابن
__________
[1] انظر عن (محمد بن علي بن محمد) في: المشتبه في الرجال 1/ 274، و «جولة» بالجيم المضمومة.
[2] انظر عن (محمد بن محمد الشاماتي) في: المنتخب من السياق 63 روق 624.
[3] زاد في (المنتخب) : «مفيد» .
[4] زاد عبد الغافر: «وعنده الإسناد العالي عن أصحاب الأصمّ، وعبد الله بن يوسف الزيادي وغيره- رأيته وهو شيخ منحن طاعن في السن، وسمعت منه بقراءة والدي، وكان مؤدّبه» .(32/129)
أبي ذئب قالا: مَن قال القرآن مخلوق لا يُستتاب، بل يُقتل، فإنه كُفْرٌ به وارتداد.
128- محمد بن محمد بن المختار [1] .
أبو الفتح الواسطيّ النَّحْويّ.
أخذ عن: أبي القاسم بن كُرْدان، وأبي الحَسَن بن دينار.
وسمع من: أبي الحَسَن بن عبد السلام بن عبد الملك البزّاز، ومحمد بن أحمد السَّقَطيّ.
وكان حَسَن الفَهْم، متيقظًا في الشّهادة [2] .
عاش تسعين سنة [3] قاله خميس الحَوْزيّ [3] .
129- محمد بن مكّيّ بن أبي طالب بن محمد بن مختار [4] .
أبو طالب القيسيّ، القرطبيّ.
روى الكثير عن أبيه، وعن: يونس بن عبد الله القاضي، وأبو القاسم بن الإفليليّ.
وولي إمامة [5] جامع قُرْطُبة، وأحكام السُّوق [6] .
وكان عالمًا، مشكور السيرة [7] .
تُوُفّي في المحرم عن ستين سنة [8] .
130- محمد بن يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى بن سختوَيْه [9] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن محمد بن المختار) في: سؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي 53، 54 رقم 10، ومعجم الأدباء 19/ 5، وبغية الوعاة 1/ 221.
[2] زاد الحوزي: وكان حسن الإيراد، جيد المحفوظ.
[3] ووقع في (معجم الأدباء) أنه مات سنة أربع وسبعين وخمسمائة، وهو خطأ.
[4] انظر عن (محمد بن مكي) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 552، 553 رقم 1210.
[5] وقع في: الصلة: «أمانة» .
[6] قال ابن بشكوال: وولي أحكام الشرطة والسوق بقرطبة مع الأحباس.
[7] وقال ابن بشكوال: وكان له حظ وافر من الأدب، وكان حسن الخط، جيد التقييد.
[8] وكان مولده سنة 414 هـ.
[9] انظر عن (محمد بن يحيى) في: تاريخ بغداد 3/ 435، والمنتخب من السياق 757 58 رقم 109، والتقييد لابن نقطة 123 رقم 139، والإعلام بوفيات الأعلام 195، وسير أعلام(32/130)
أبو بكر المزكّى [1] النَّيْسابوريّ، المحدّث ابن المحدّث أبي زكريّا بن المزكّى أبي إِسْحَاق.
قال عبد الغافر الحافظ [2] : هو من أظراف المشايخ الذين لقيناهُم، وأكثرهم سماعًا وأُصوُلًا. جمع لنفسه [3] فبلغ عدد شيوخه خمسمائة شيخ. وكان يروي عن نحو من خمسين من أصحاب الأصَمّ.
وأكثر عَن أبيه، وعن أبي عبد الرحمن السُّلميّ.
وأملى ببغداد، فحضر مجلسه القاضي أبو الطّيّب الطّبريّ، وحضره أكثر من خمسمائة محبرة [4] . وأوصى لي بعد وفاته بالكُتُب والأجزاء [5] .
وقال أبو سعد السّمعانيّ: كان من أظراف الشيوخ وأرغبهم في التّجمُّل والنظافة، وأحفظهم لأيّام المشايخ خرج إلى الحجّ، وبقي بالعراق وغيرها نحو من عشرين سنة، ثمّ رجع إلى نيسابور وأملى، ورزق الرواية، ومتع بما سمع.
سمع: أبا عبد الله الحاكم، وعبد الله بن يوسف، ومحمد بن محمد بن مَحْمِش، والسُّلميّ.
__________
[ () ] النبلاء 18/ 398- 400 رقم 197، والمعين في طبقات المحدّثين 136 رقم 1505، والعبر 3/ 281، ومرآة الجنان 3/ 109، والوافي بالوفيات 5/ 197، وشذرات الذهب 3/ 346.
[1] المزكّي: بضم الميم، وفتح الزاي، وفي آخرها الكاف المشددة. هذا اسم لمن يزكّي الشهود ويبحث عن حالهم ويبلّغ القاضي حالهم. (الأنساب 11/ 278) .
[2] في: المنتخب 57.
[3] في التقييد: «جمع للنسبة الفوائد» .
[4] في المطبوع من «التقييد» : «حبرة» .
[5] عبارة عبد الغافر الفارسيّ في (المنتخب) : «المحدّث ابن المحدّث الظريف العزيز الّذي نشأ في حجور الأئمة والرؤساء لمكان أبيه وحرمة جدّه. أما جدّه أبو إسحاق المزكي فهو محدّث خراسان والعراق، وقد ذكره الحاكم، وأما أبوه أبو زكريا فهو محدّث وقته، خرج له الفوائد أحمد بن علي بن فنجويه الحافظ وكان سمع مشايخ خراسان والعراق ... وأما أبو بكر فأظرف من رأينا من المشايخ وأجرأهم على سيرة الأسلاف، وأرغبهم في التجميل ونظافة الثياب، وأحفظهم لأيام المشايخ، وكان من المكثرين.
وسمع عبد الله بن يوسف، والحاكم أبا عبد الله، والزيادي، والقاضي أبا زيد.
ولقد عقد له مجلس الإملاء بمدينة السلام. يحكى أنه كان يحرز في مجلس إملائه أكثر من خمسمائة محبرة» . (ص 57) .(32/131)
ثنا عنه: وجيه الشّحّاميّ، وهبة الرحمن القُشَيْريّ، وأبو نصر الغازي [1] .
وقال الخطيب في ترجمته في تاريخه: [2] أنا محمد بن يحيى، نا عبد الرحمن بن بالويه: نا محمد بن الحسين القطّان، ثنا قطن، فذكر حديثًا.
وقع لنا عاليا في مجلس ابن بالويه هذا [3] .
قال السّمعانيّ: كان الخطيب متوقفًا فيه، فإنّه قال [4] كتبتُ عنه، ثمّ عاد إليّ بعد ستّ سنين، فحدّث عن الحاكم، ولم يكن حدَّث فيما تقدَّم. ولم نر له أصلًا، وإنما كان يروي من فروع [5] .
وتُوُفّي في رجب وله ثمانون سنة
- حرف الياء-
131- يعقوب بن أحمد [6] .
أبو سعْد [7] الأديب النَّيْسابوريّ.
من علماء العربيّة.
روى عن: أبي بكر الحِيريّ وغيره.
__________
[1] سير أعلام النبلاء 18/ 400.
[2] تاريخ بغداد 3/ 435.
[3] سير أعلام النبلاء 18/ 399.
[4] في تاريخ بغداد 3/ 435.
[5] علق المؤلف الذهبي- رحمه الله- على هذا بقوله: «هذا لا يدلّ على شيء» . (سير أعلام النبلاء 18/ 399) .
وقال عبد الغافر: «وله فوائد خرجها لنفسه، ذكر عن كل شيخ حديثا واحدا، يبلغ عدد مشايخه فيها قريبا من خمسمائة أكثر من العوالي» . (المنتخب 58) .
وقال ابن نقطة، نقلا عن عبد الغافر أنه قال: «وأوصى لي بعد وفاته بالكتب الأجزاء» . (التقييد 123) .
[6] انظر عن (يعقوب بن أحمد) في: تتمة يتيمة الدهر 2/ 201 رقم 118، ودمية القصر للباخرزي 2/ 236- 243 رقم 362، والمنتخب من السياق 488، 489، رقم 1661، والمختصر الأول من المنتخب (مخطوط) ورقة 96 ب، وفيها اسمه: «يعقوب بن أحمد بن محمد بن أحمد» ، وإنباه الرواة 1/ 197 و 3/ 10- 12، وطبقات النحاة واللغويين لابن قاضي شهبة 539، ومعاهد التنصيص للعباسي 3/ 203، وبغية الوعاة 2/ 347 رقم 2156، وكشف الظنون 1/ 253، وتاريخ الأدب العربيّ 1/ 341، ومعجم المؤلفين 13/ 241.
[7] كنيته في (المنتخب) : «أبو يوسف» وكذا في: (دمية القصر) ، و (البغية) .(32/132)
روى عنه: وجيه الشّحّاميّ.
وتُوُفّي في رمضان.
قال: عبد الغافر [1] فيه: أستاذ البلد في العربيّة واللّغة، كثير التصانيف والتلامذة.
تلمذ للحاكم أبي سعيد بن دُوسْت، وقرأ عليه الأصول.
وقرأ الحديث الكثير على المشايخ. وأفاد أولاده.
وحدّث عن: أبي القاسم السّرّاج، وابن فَنْجُوَيْه، وطبقة أصحاب الأصمّ.
ثمّ روى عنه عبد الغافر حديثًا [2] .
132- يونس بن أحمد بن يونس [3] .
أبو الوليد الأزْديّ الطُّلَيْطُليّ. ويُعْرَف بابن شَوْقَةْ.
روى عن: قاسم بن هلال، وأبي عمر بن سُمَيْق، وجماهر بن عبد الرحمن.
وكان خيِّرًا، فاضلًا، زاهدًا، له بَصَر بالفِقه، وتصرُّف في الحديث، وفيه مروءة [4] .
توفي بمجريط [5] .
__________
[1] عبارته في (المنتخب) : «استاذ البلد وأستاذ العربية واللغة، معروف مشهور، كثير التصانيف والتلامذة، مبارك النفس، جم الفوائد، والنكت، والطّرف، مخصوص بكتب أبي منصور الثعالبي.
تلمذ للحاكم أبي سعد بن دوست وقرأ الأصول عليه وعلى غيره. وصحب الأمير أبا الفضل الميكالي، ورأى العميد أبا بكر القهستاني ... » .
[2] صنّف: البلغة، وجونة الندّ. (بغية الوعاة 2/ 347) .
وله نثر حسن وشعر بارع كقوله في الثعالبي مؤلّف «تتمّة الدهر» :
لئن كنت يا مولاي أغليت قيمتي ... وأغليت مقداري وأورثتني مجدا
وقصرّت في شكريك فالعذر واضح ... وهل يشكر المولى إذا أكرم العبد؟
[3] انظر عن (يونس بن أحمد) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 687 رقم 1515.
[4] وقال ابن بشكوال: كان الأغلب عليه من الحديث ما فيه الزهد والرقائق، ... وكان بارّا بإخوانه، جميل المعاشرة لهم، أحسن الناس خلقا، وأكثرهم بشاشة، لا يخرج من منزلة إلا لأمر مؤكّد.
[5] وهي حاليا: مدريد.(32/133)
سنة خمس وسبعين وأربعمائة
- حرف الألف-
133- أحمد بن الحَسَن المانْدكانيّ [1] .
أبو نصْر الأصبهاني المعروف بالقاضي [2] .
تُوُفّي فِي شوّال [3] .
134- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن محمد بْن أحمد بن حَسْنَوَيْه [4] .
أبو نصر الخُراسانيّ [5] .
سمع: أبا بكر الحِيريّ، والصَّيْرفيّ، والطّرازيّ
- حرف الباء-
135- بديل بن عليّ بن بديل [6] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن الحسن) في: معجم البلدان 5/ 44 وفيه: «أحمد بن الحسن بن أحمد بن عبد الرحمن» . و «الماندكاني» : نسبة إلى ماندكان، من قرى أصبهان.
[2] في معجم البلدان: «يعرف بقاضي الليل» .
[3] في معجم البلدان: «شعبان» .
[4] انظر عن (أحمد بن عبد الله بن محمد) في: المنتخب من السياق 115 رقم 249 وفيه «حسكويه» .
[5] قال عبد الغافر: أبو نصر النيسابورىّ التاجر ابن أبي بكر بن حسكويه، معروف، مشهور، من أولاد المشايخ، وبيته بيت التجارة، وجدّه أبو عمرو بن حسكويه رئيس الباعة والتجار في وقته، وأبوه أبو بكر من دهاة الرجال ومعاملي السلطان.
وهذا الشيخ أبو نصر كان يعيش متجملا في خفّة وتراجع من الثروة والضياع والعقار. وقيد سكنت وريحهم وانقرضت دولتهم.
[6] انظر عن (بديل بن علي) في: معجم البلدان 1/ 382.(32/134)
أبو محمد [1] البَرْزَنْديّ [2] الشّافعيّ.
سكن بغداد، وتفقه، وسمع من: أبي الطّيّب الطّبريّ، والبرمكّي [3] .
وكتب الكثير- روى عنه: إسماعيل بن السَّمَرْقَنديّ، وأبو العزّ بن كادش، وجماعة.
صالح، خيِّر، من أهلِ السّنة.
قال ابن خَيْرُون: مات في جُمَادَى الآخرة.
136- بكر بن محمد بن أبي سهل [4] السُّبْعيّ [5] الصُّوفيّ.
أبو عليّ النَّيْسابوريّ.
حدَّث ببغداد عن: أَبِي بكَر الحِيريّ [6] .
روى عنه: إسماعيل بن السَّمَرْقَنديّ.
وكان جدّه مُثْرِيا فوقف سبع أملاكه، فلذا قيل له السبعيّ [7] .
توفي ببغداد.
__________
[1] في معجم البلدان: «أبو القاسم» .
[2] البرزندي: بفتح الباء المعجمة بواحدة وسكون الراء وفتح الزاي وسكون النون وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى برزند وهي بلدة من ديار أذربيجان من نواحي تفليس.
(الأنساب 2/ 148) .
[3] في الأصل: «البرملي» .
[4] انظر عن (بكر بن محمد) في: الأنساب 7/ 32، واللباب 2/ 100، والمشتبه في الرجال 1/ 351.
[5] السبعيّ: بضم السين المهملة وسكون الباء المنقوطة بواحدة، وفي آخرها العين المهملة.
(الأنساب 7/ 31) .
[6] قال ابن السمعاني: ورد بغداد وحدّث بها بجزء من فوائد الفقيه أبي عثمان سهل بن الحسين النيسابورىّ سنة خمس وستين وأربعمائة.
قال أبو الفضل محمد بن ناصر الحافظ: قرأت بخط أبي: سألت أبا علي بكر بن أبي بكر السبعي عن مولده، فقال: في سنة سبع وتسعين وثلاثمائة بنيسابور، وذكر أنه سمع من أبي بكر الحيريّ، وأبي سعيد الصيرفي ونظرائهما.
[7] في الأنساب: قال أبو الفضل محمد بن ناصر الحافظ: قال أبي، وسألته: لم سميت السبعي؟
فقال: جدّة لنا أوصت بسبع مالها، فيها سمّيت السبعية.
وتابعه (اللباب 2/ 100) .(32/135)
- حرف الجيم-
137- جعفر بْن عَبْد اللَّه بْن أحمد القرطبي، ثم الطليطلي [1] .
أبو أحمد.
قرأ القرآن على أبي المطرف عبد الرحمن بن مروان القنازعي، وسمع منه الكثير في سنة إحدى عشرة وأربعمائة [2] .
وقرأ الأدب على: قاسم بن محمد بن المرواني، وحكم بن منذر.
وأخذ أيضا عن: أبي محمد بن عباس الخطيب، وغير واحد.
قال ابن بشكوال: [3] وكان ثقة فيما رواه، فاضلا مقبضا. سمع الناس منه. وأخذ عنه أبو علي الغساني، وأنبا عنه محمد بن أحمد الحاكم وقال لي:
قتل بداره ظلما ليلة عيد الأضحى، ومولده سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة.
قلت: هذا من مسندي الأندلس في عصره، وشيخه القنازعي، قرأ على الأنطاكي
- حرف الحاء-
138- الحَسَن بنِ مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن حمُّوَيْه [4] .
أَبُو عليّ النَّيْسابوريّ، الصّفّار الفقيه.
سمع: أبا بكر الحِيريّ.
وعنه: زاهر الشّحّاميّ، وأبو طالب محمد بن عبد الرحمن الحِيريّ، وغيرهما.
مات في صفر [5] .
__________
[1] انظر عن (جعفر بن عبد الله) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 129 رقم 295.
[2] قال ابن بشكوال: تلا عليه القرآن، وسمع منه الحديث ثلاثة أعوام سنة إحدى عشرة، واثنتي عشرة، وثلاث عشرة.
[3] في الصلة.
[4] انظر عن (الحسن بن محمد بن محمد) في: المنتخب من السياق 186، 187 رقم 522.
[5] قال عبد الغافر الفارسيّ: كتب وسمع من أصحاب الأصم كالقاضي والصيرفي، ثم من بعدهم من مشايخ الوقت.
قرأت من خطّ الفقيه صالح بن أبي صالح المؤذن أنه قال: سألته عن مولده؟ فقال: ولدت سنة أربع وأربعمائة.(32/136)
139- الحسين بْن عَبْد الله بْن عليّ [1] .
أبو عَبْد الله بن عُرَيبة الرَّبعيّ [2] البغداديّ، والد أبي القاسم عليّ.
سمع مع ولده من: أبي الحَسَن بن مَخْلَد البزّاز.
روى عنه: أبو بكر محمد بن عبد الباقي.
وتُوُفّي في ذي الحِجّة.
140- حَمْد بن الفضل بن أحمد بن منصور الرّازيّ [3] .
الفقيه.
تُوُفّي في ربيع الآخر
- حرف الخاء-
141- خَلَف بن محمد بن جعفر [4] .
أبو القاسم الأندلسيّ.
من أهل المريّة.
حجّ، وأخذَ عن: أبي عِمران الفاسيّ، وأبي ذَرّ عبد بن أحمد.
روى عنه: أبو جعفر بن أحمد بن سعيد.
ولي خَطَابة بلده [5] . وعاش ثمانين سنة
- حرف السين-
142- سهل بن عبد الله بن علي [6] .
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] الربعيّ: بفتح الراء والباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها العين المهملة. هذه النسبة إلى ربيعة بن نزار. ويقال الربعي أيضا لمن ينتسب إلى ربيعة الأزد. (الأنساب 6/ 76، 77) .
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] انظر عن (خلف بن محمد) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 171 رقم 389 وفيه: «خلف بن أحمد بن جعفر الجراوي» .
[5] قال ابن بكشوال: أخبرنا عنه أبو جعفر أحمد بن سعيد في كتابه إلينا وغيره من شيوخنا، وكان معتنيا بالعلم، راوية له، وتولى الخطابة بالمريّة، ثم أقعد عنها.
[6] لم أجد مصدر ترجمته.(32/137)
أبو الحَسَن الغازي [1] الأصبهاني الزّاهد.
سمع: عثمان بن أحمد البُرْجيّ، ومحمد بن إبراهيم الْجُرْجانيّ، وابن مَرْدَوَيْه.
روى عنه: مسعود الثقفيّ، وأبو عبد الله الرُّسْتُميّ.
مات في ربيع الآخر.
- حرف العين-
143- عَبْد الله بْن أحمد بن أبي الحسين [2] .
أبو الحسين النَّيْسابوريّ الشّاماتيّ، الأديب.
سمع من: أبي الحسين بن عبد الغافر، وغيره.
وأدَّب بالعربيّة بنيسابور، وصنّف شرحًا «لديوان المتنّبي» ، وشرحًا «للحماسة» وشرحًا «لأمثال أبي عُبَيْد» وغير ذلك.
وتُوُفّي في رابع عشر رجب [3] .
144- عبد الله بْن مُفوَّز بْن أَحْمَد بْن مُفَوَّز [4] .
أبو محمد المَعَافِريّ الشّاطبيّ.
روى الكثير عن أبي عمر بن عبد البَرّ، ثمّ زهَدَ فيه لصُحْبته السّلطان.
وروى عن: أبي تمّام القُطينيّ، وأبي العبّاس العذْريّ.
وكان رحمه الله مشهورًا بالعِلْم والزهد. وهو أخو الحافظ طاهر.
__________
[1] بفتح الغين المعجمة وكسر الزاي. هذه النسبة إلى الغزو والجهاد مع الكفّار. (الأنساب 9/ 114) .
[2] انظر عن (عبد الله بن أحمد الشاماتي) في: المنتخب من السياق 287 رقم 949، والوافي بالوفيات 17/ 31 رقم 24، وبغية الوعاة 2/ 32 رقم 1357، وكشف الظنون 1/ 692، وهدية العارفين 1/ 452، ومعجم المؤلفين 6/ 23.
[3] وقال عبد الغافر: مشهور بالتأديب في نيسابور، مبارك النفس، بالغ في التخريج والإرشاد.
وتوفي وما سمع منه كثير شيء. (المنتخب) .
[4] انظر عن (عبد الله بن مفوز) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 284 رقم 624.(32/138)
145- عبد الوهّاب بْن الحافظ أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بن محمد بن يحيى بن مَنْدَهْ [1] .
أبو عمرو [2] العَبْديّ [3] الأصبهاني.
وكان أصغر من أخويه عبد الرحمن، وعُبَيْد الله. وكان حسن الأخلاق، متواضعًا، رحيمًا باليتامى والأرامل، حتّى كان يقال له أبو الأرامل [4] .
وسمع الكثير من والده، وسمع من: إبراهيم بن خُرَّشِيد قوله، وأبي عمر بن عبد الوهّاب، وأبي محمد الحسن بن يَوَه.
وسمع بمكّة الحَسَن بن أحمد بن فِراس.
ووقع لنا أجزاء من حديثه. وروى بالإجازة عن أبي الحسين الخفّاف القَنْطَرِيّ، وأبي عبد الله الحاكم، وجماعة.
وحديثه في هذا الوقت بالإجازة من العوالي.
روى عنه: إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ، ومحمد بن طاهر [5] ، وأبو نصر أحمد بن عمر الغازي، وأخوه خالد بن عمر، وأبو سعيد البغداديّ، وأحمد بن محمد بن أحمد بن الفتح الْفيج [6] ، والحسن بن العبّاس الرُّسْتُميّ، وأبو الخير محمد بن أحمد بن الباغْبان، ومسعود بن الحَسَن الثّقفيّ، وآخرون.
ورحل النّاس إليه من البلدان.
__________
[1] انظر عن (عبد الوهاب بن محمد العبديّ) في: مقدّمة كتاب الإيمان لابن مندة 1/ 60، والمنتظم 9/ 5 رقم 2/ 16/ 225، 226 رقم 3524) ، والمنتخب من السياق 355 رقم 1174، والتقييد لابن نقطة 370، 371 رقم 474، والكامل في التاريخ 10/ 128، ودول الإسلام 2/ 6، والعبر 3/ 282، وسير أعلام النبلاء 18/ 440- 442 رقم 226، والمعين في طبقات المحدّثين 136 رقم 1506، والإعلام بوفيات الأعلام 196، والبداية والنهاية 12/ 123، وتاريخ الخميس 2/ 401، وشذرات الذهب 3/ 348.
[2] في البداية والنهاية: «أبو عمر» ، وهو تحريف.
[3] تقدّم التعريف بهذه النسبة.
[4] سير أعلام النبلاء 18/ 441.
[5] وهو قال: رحلت إلى طوس إلى أبي عمرو بن مندة من أجل حديث واحد. (التقييد 371) .
[6] هو الأصبهاني الفرضيّ. و «الفيج» بكسر الفاء، والياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وجيم.
(المشتبه في الرجال 2/ 498) .(32/139)
قال أبو سعْد السّمعانيّ: رأيتُ النّاس بإصبهان مُجْمِعِين على الثناء عليه والمدْح له. وكان شيخنا إسماعيل الحافظ كثير الثناء عليه والرواية عنه. وكان يفضله على أخيه أبي القاسم [1] .
وقال ابنه أبو زكريّا يحيى: تُوُفّي ليلة تاسع عشر من جُمَادَى الآخرة [2] .
قرأتُ على فاطمة بنت سُليمان، وغيرها، عن محمود بن إبراهيم، أنّ أبا الخير محمد بن أحمد أخبرهم: أنبا عبد الوهّاب بن محمد: ثنا أبي: سمعتُ الحسين بن عليّ النَّيْسابوريّ: سَمِعْتُ محمد بْن إِسْحَاق بْن خُزَيْمة يَقُولُ: دخلَ إليَّ جماعة من الكُلابية، وسماهم بأسمائهم، قال: فقلت لهم: إنْ كان كما تزعمون أنّ الله لم يكن خالقًا حتّى خلق الخلْق، فأنتم تزعمون أن الله ليس بالآخر، والله يقول هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ 57: 3 [3] ، وأنّه ليس بمالِك يوم الدين، لأنّ يوم الدّين يوم القيامة. فبُهِتوا ورجعوا.
وقال السِّلَفيّ: سألت المؤتمن السّاجيّ، عن أبي عَمْرو بن مَنْدَهْ فقال: لم أر شيخنا أَقْعَدَ منه وأثبتَ منه في الحديث. قرأتُ عليه إلى أن فاظت نفْسُه، ولم أُفْجَع بموت شيخٍ لقيتُهُ كما فجعت به رحمه الله [4] .
146- علي بن عبد الملك بن محمد بن عَمْر بن إبراهيم بن بِشْر [5] .
أبو الحَسَن الحفصيّ.
من أهل إسْتِراباذ [6] . قدِم بغداد، وسمع من: هلال الحفار، وغيره.
__________
[1] انظر: سير أعلام النبلاء 18/ 441.
[2] وكان مولده سنة 386 هـ. (التقييد 371) .
[3] سورة الحديد، الآية 2.
[4] وقال عبد الغافر الفارسيّ: «شيخ جليل نبيل من بيت العلم والحديث، وأبوه من مشاهير أئمّة الحديث. قدم نيسابور، وحدث، وخرج» . (المنتخب 355) .
«أقول» : وهو راوي كتاب «الإيمان» لأبيه محمد بن إسحاق بن يحيى بن مندة الحافظ المتوفى سنة 395 هـ. وقام بتحقيقه الدكتور علي بن محمد بن ناصر الفقيهي، ونشرته مؤسسة الرسالة في بيروت، طبعة ثانية 1406 هـ. / 1985 م.، في مجلدين.
[5] لم أجد مصدر ترجمته.
[6] أستراباذ: بكسر الألف وسكون السين المهملة وكسر التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وفتح الراء والباء الموحدة بين الألفين، وفي آخرها الذال المعجمة. وقد يلحقون فيه ألفا أخرى بين التاء(32/140)
وحدَّث بإسْتِراباذ.
سمع منه: محمد بن طاهر، وعبد الله بن أحمد السَّمَرْقَنديّ، ومحمد بن أبي عليّ الهَمَذانيّ.
وُلِد سنة ستٍّ وتسعين وثلاثمائة.
وتُوُفّي بإسْتِراباذ.
147- عليّ بن هبة الله بن ماكولا [1] .
الحافظ.
يقال إنّه قُتِل فيها [2] . وسيأتي في سنة سبع وثمانين [3]
__________
[ () ] والراء فيقولون، استاراباذ، إلا أنّ الأشهر هذا. وهي بلدة مازندران بين سارية وجرجان.
(الأنساب 1/ 314) .
[1] انظر عن (علي بن هبة الله) في: تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) ج 12/ 280 أ- 281 أ، و (مخطوطة التيمورية) 18/ 617، و (تراجم: عاصم- عائذ) ص 103 (في ترجمة «عالي بن عثمان بن جني» ) ، والأنساب 515 ب، والمنتظم 9/ 3 رقم 3 (16/ 226 رقم 3525) ، ومعجم الأدباء 15/ 102- 111، والكامل في التاريخ 10/ 128، واللباب 3/ 182، ووفيات الأعيان 3/ 305- 306، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 18/ 184 رقم 121، والمختصر في أخبار البشر 2/ 194، ودول الإسلام 2/ 17، وسير أعلام النبلاء 18/ 569- 578 رقم 298، والإعلام بوفيات الأعلام 200، والمعين في طبقات المحدثين 140 رقم 1534، وتذكرة الحفاظ 3/ 1201، والعبر 3/ 317، ومرآة الجنان 3/ 143، 144، وتاريخ ابن الوردي 1/ 381، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 201- 203، وفوات الوفيات 3/ 110- 112، والبداية والنهاية 12/ 123، 124، و 145، 146، والوافي بالوفيات 22/ 280- 282 رقم 208، وعقود الجمان للزركشي 234 أ، وطبقات ابن قاضي شهبة (في وفيات 475 هـ.) ، والنجوم الزاهرة 5/ 115، 116، وطبقات الحفاظ 444، وكشف الظنون 1637، 1758، وشذرات الذهب 3/ 381، 382، وهدية العارفين 1/ 693، وديوان الإسلام 4/ 274، 275 رقم 2035، والرسالة المستطرفة 116، وتاريخ الأدب العربيّ 6/ 176- 178، وتاريخ آداب اللغة العربية 3/ 69، والأعلام 5/ 30، ومعجم المؤلفين 7/ 257، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 364- 367 رقم 1127، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 134، وكتابنا: الحياة الثقافية في طرابلس الشام 297، 298، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسرين 133 رقم 698.
وانظر مقدمة كتابه «الإكمال» .
ومقدّمة كتابه «تهذيب مستمر الأوهام» .
[2] قيل: ولد سنة 421، وقيل 422 هـ. وتوفي سنة 475، أو 476، أو 479، أو 485، أو 486، أو 487، أو 489 هـ.
[3] انظر الطبقة التالية من الكتاب (481- 490 هـ.) برقم (233) .(32/141)
- حرف القاف-
148- قُتَيْبة بن سعْد بن محمد البقّال [1] .
تُوُفّي بكَرْمان [2]
- حرف الميم-
149- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَليّ [3] .
أبو بكر السَّمْسار.
إصبهانيّ، مُسْنِد.
سمع: إبراهيم بن خُرَّشِيد قوله، وجعفر بن محمد بن جعفر، وأبا الفضل عَبْد الواحد بْن عَبْد العزيز التّميميّ، وغيرهم.
روى عنه: أبو عبد الله الرُّسْتُميّ، ومسعود الثّقفيّ.
ومات في نصف شوّال عن سنٍ عالية.
قال السّمعانيّ: سألتُ أبا سعْد البغداديّ عنه، فأثنى عليه وقال: كان من المعمَّرين. سمعته يقول: وُلدت سنة خمس وسبعين. وعاش مائة سنة [4] .
150- محمد بن أحمد بن عِلّان [5] .
أبو الفرج الكرجيّ [6] ، ثمّ الكوفيّ.
__________
[1] انظر عن (قتيبة بن سعد) في: الأنساب 2/ 262 وفيه «قتيبة بن سعيد» ، وقد ضبطت «سعد» في الأصل بسكون العين المهملة. وهو «سعيد» في: تاريخ بغداد 9/ 114 رقم 4722.
[2] كنيته: أبو رجاء. قال ابن السمعاني: يروي عن أبي نعيم الأصبهاني، روى لنا عَنْهُ أبو عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن عَبْد الملك الخلال بأصبهان.
وأخته: «لامعة» بنت سعيد البقال: حدّثونا عنها.
[3] انظر عن (محمد بن أحمد السمسار) في: سير أعلام النبلاء 18/ 484 رقم 248، والإعلام بوفيات الأعلام 196، والعبر 3/ 282، والنجوم الزاهرة 5/ 116، وفيه: «محمد بن أحمد بن عيسى» ، وشذرات الذهب 3/ 348.
[4] وقال المؤلّف الذهبي- رحمه الله-: «وكان يمكنه السماع من أبي بكر بن المقرئ، فما اتفق له» . (سير أعلام النبلاء 18/ 484) .
[5] لم أجد مصدر ترجمته.
[6] الكرجيّ: بفتح الكاف والراء والجيم في آخرها. هذه النسبة إلى الكرج، وهي بلدة من بلاد الجبل، بين أصبهان وهمذان. (الأنساب 10/ 379) .(32/142)
حدَّث في هذا العام عَنْ القاضي أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عبد الله الهَرَوانيّ الكوفيّ.
روى عنه: أبو الحَسَن بن عَنْبَرة.
151- محمد بن الحَسَن بن عليّ [1] .
كمال [2] المُلْك أبو جعفر ابن الوزير نظام المُلْك.
كان هُمَام الطَّبع، شجاع القلْب. كانت فيه نَخْوَةُ الوزارة وكِبْرياء المُلْك.
جمع خزائن أموالًا، وعدّة غلمان وحجاب، وأشياء لم تجتمع إلّا لأبيه.
ووَزَرَ مدّةً للأمير تِكِش. وكان أكبر أولاد أبيه، ففجع به [3] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن الحسن) في: المنتظم 9/ 5 رقم 4 (16/ 226 رقم 3526) وفيه: «أبو منصور بن نظام الملك» ، والكامل في التاريخ 10/ 123، 124 وفيه: «جمال الملك منصور بن نظام الملك» ، وتاريخ دولة آل سلجوق 74، 75 وفيه: «جمال الملك أبو منصور بن نظام الملك» .
[2] في الكامل: «جمال» ، ومثله في: تاريخ دولة آل سلجوق.
[3] قال ابن الجوزي: أبو منصور بن نظام الملك وكان يلي خراسان، توفي في هذه السنة، وقيل إنه أراد ملك شاه قتله فسم لئلا ينكر بذلك أبوه. (المنتظم) .
وقال البنداري:
كان كبير أولاد نظام الملك، وفيه دهاء وجرأة، وعزّة ونخوة، وخاطبة أبوه في أيام ألب أرسلان أن يوزر لولده ملك شاه، فأظهر امتناع أبيّ، وقال: مثلي لا يكون وزيرا لصبيّ، ثم أقام ببلخ متوليا، وعلى تلك الممالك مستوليا، فسمع أن جعفرك مسخرة السلطان تكلّم على والده نظام الملك بأصفهان، وقرر الوزارة لابن بهمنيار، فهاج وتغيظ وثار، وأغذّ السير من بلخ، حتى وصل إلى الحضرة، وأخذ جعفرك من بين يدي سلطانه، وتقدّم بشقّ قفاه، وإخراج لسانه، فقضى في مكانه، ثم أوقع التدبير في حق ابن بهمنيار حتى أخذه وسلمه، ثم توجّه مع والده في خدمة السلطان إلى خراسان وأقاموا بنيسابور، ودبروا الأمور. فلما أراد السلطان أن يرتحل، استدعى بعميد خراسان أبي علي وقال: أنا مفض إليك بسرّ خفيّ، فقال: أنا من كل ما تأمرني به على أقوم سنن، فقال: رأسك أحبّ إليك أم رأس أبي منصور بن حسن؟ فقال: بل رأسي أحب، وأنا لما تستطبني من دائه أطب. فقال له: إن لم تقتله قتلتك، وصرفتك عن ولاية الحياة وعزلتك.
فخرج من عنده، ولقي خادما بخدمة جمال الملك مختصا، وعرف في عقله نقصا، فقال: إن السلطان قد عزم على أخذ صاحبكم وقتله غدا، والصواب أن تصوفوا بإبادته حرمتكم أبدا.
فظنّ السخيف العقل، أن ذلك عن أصل، وجهل النظر ونظر عن جهل. وخاف على تشتت آل النظام بهذا الوليد، فعمد إلى كوز فقاع فسمّه، ولما انتبه صاحبه بالليل وطلب الفقاع أتاه بالكوز المسموم، فلما شربه أحسّ بالموت، فاستدعى أخته ليوصي إليها، فقضى نحبه قبل أن(32/143)
152- مُحَمَّد بْن عَمْر بْن محمد بن تانَة [1] .
أبو نصر الأصبهاني الخَرْجانيّ [2] .
وخَرْجان: محلّة بإصبهان.
تُوُفّي في شهر رجب.
يروي عن: الحافظ ابن مَرْدَوَيْه.
ورحل فسمع من أبي علي بن شاذان.
روى عنه: أبو سعْد أحمد بن محمد البغداديّ، وأبو عبد الله الرُّسْتُميّ، وإسماعيل الحافظ.
وكان عارفا بالقراءات، ليس بالصّالح [3] .
153- محمد بن فارس بن عليّ [4] .
أبو الوفاء الأصبهاني الصُّوفيّ.
سمع: أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ.
وعنه: الرستميّ.
__________
[ () ] تقع عليها عينه. وكان السلطان قد رحل، ونظام الملك قد سبقه، فسار مغذا أربع منازل، حتى لحقه، ودخل إلى الوزير ولم يعلم بوفاة ولده فعزاه وقال: أنا ولدك، والخلف عمن ذهب، وأنت أولى من صبر واحتسب. (تاريخ دولة آل سلجوق 74، 75) وانظر رواية مماثلة في:
(الكامل في التاريخ 10/ 123، 124) .
[1] انظر عن (محمد بن عمر) في: الإكمال 1/ 178 بالحاشية نقلا عن «الإستدراك» لابن نقطة، وفيه: تانة: بفتح التاء المعجمة من فوقها باثنتين، وبعد الألف نون، والأنساب 3/ 13، 14، و 1/ 577، 578 بالحاشية، واللباب 1/ 205، والمشتبه في الرجال 1/ 45 بالحاشية رقم (2) ، وتوضيح المشتبه 1/ 335 وفيه: «لقبه تانة، ويقال ابن تانة» .
وقال ابن السمعاني في مادّة «التاني» : بالتاء المشددة المعجمة من فوقها بنقطتين والنون بعد الألف، هذه النسبة إلى التناية، وهي الدهقنة، ويقال لصاحب الضياع والعقار: التاني.
(الأنساب 3/ 13) وذكر صاحب الترجمة وقال: يعرف بابن تانة، وقيل له التاني لهذا.
(3/ 13، 14) .
[2] الخرجاني: بفتح الخاء المنقوطة بنقطة، وسكون الراء المهملة، وفتح الجيم، وكسر النون، هذه النسبة إلى خرجان، وأهل أصبهان يقولون لها: خورجان. (الأنساب 5/ 75) .
[3] هكذا، وقال السمعاني: شيخ ثقة صالح.. وكان له مجلس إملاء بأصبهان. (الإكمال 1/ 178 بالحاشية) وقال في (الأنساب 3/ 14) : «كان شيخا صالحا مقرئا، سديد السيرة، مكثرا من الحديث» . ومولده في سنة 398 هـ.
[4] لم أجد مصدر ترجمته.(32/144)
تُوُفّي رحمه الله ليلة عيد الفِطْر.
154- محمد بن المحسن بن الحَسَن بن عليّ [1] .
أبو حرب العَلَويّ الدينَوَرِيّ النَّسَّابة.
قال شيرُوَيْه: قدِم علينا من بغداد في جُمَادَى الآخرة سنة خمسٍ وسبعين.
وروى عن: أبيه، وأبي عليّ بن شاذان وأبي الطّيّب الطّبريّ.
وكان فاضلًا، استمليتُ عليه.
155- مسعود بن عبد الرحمن بن القاضي أبي بكر أحمد بن الحَسَن [2] .
أبو البركات الحيري النَّيْسابوريّ.
سمع الكثير من جدّه، ومن جماعة.
وتوفي في ربيع الآخر عن إحدى وسبعين سنة.
وعنه: عبد الغافر [3] .
156- مسعود بن عليّ [4] .
أبو نصر النَّيْسابوريّ المحتسب.
روى عن: أبي بكر الحِيريّ، والصَّيْرفيّ، والطّرازيّ.
ومات في رجب [5] .
157- المطهّر بن عبد الواحد بن محمد [6] .
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (مسعود بن عبد الرحمن) في: المنتخب من السياق 432 رقم 1465، والمختصر الأول من المنتخب (مخطوط) ورقة 77 ب.
[3] وهو قال: «حافد القاضي أبي بكر أحمد بن الحسن الحيريّ، مشهور، من بيت العلم والقضاء والتزكية والثروة والنعمة» .
ولد سنة 404 هـ.
[4] انظر عن (مسعود بن علي) في: المنتخب من السياق 435 رقم 1473، والمختصر الأول من المنتخب (مخطوط) ورقة 78 أ، واسمه فيهما: «مسعود بن علي بن أحمد بن محمد بن يوسف المحتسب» .
[5] وقال عبد الغافر: حافد الأستاذ أبي عمرو بن يحيى، مستور، صالح، سمع الكثير بإفادة جدّه وأقاربه.. ولد كما قال في شعبان سنة 413 هـ.
[6] انظر عن (المطهر بن عبد الواحد) في: الإكمال لابن ماكولا 6/ 536، 537، والأنساب(32/145)
أبو الفضل اليَرْبُوعيّ [1] البُزانيّ [2] الأصبهاني.
سمع: أبا جعفر بن المَرْزُبان، وأبا عبد الله بن مَنْدَهْ، وأبا عَمْر بن عبد الوهّاب السُّلميّ، وجماعة، وإبراهيم بن خُرَّشِيد قوله أيضًا.
وطال عُمره، وأكثر النّاسُ عنه.
ولا أعلم متى تُوُفّي، ولكنّه بقي إلى هذا العصر [3] .
روى عنه: مسعود الثّقفيّ، والرُّسْتُميّ. وكان رئيسًا كاتبًا.
سأل السّمعانيّ أبا سعْد البغداديّ عنه، فقال: كان والده محدّثا، أفاده في صغره.
__________
[2] / 187، والإستدراك لابن نقطة (مخطوط) ورقة 70 أ، وسير أعلام النبلاء 18/ 549 رقم 278، والإعلام بوفيات الأعلام 196، والمعين في طبقات المحدّثين 137 رقم 1507، والعبر 3/ 282، والمشتبه في الرجال 1/ 57، ومرآة الجنان 3/ 109، وتبصير المنتبه 1/ 131، وتوضيح المشتبه 1/ 409، وشذرات الذهب 3/ 348.
[1] اليربوعيّ: بفتح الياء المنقوطة بنقطتين من تحتها، وسكون الراء، وضم الباء المنقوطة بنقطة وفي آخرها العين المهملة، هذه النسبة إلى بني يربوع وهو بطن من بني تميم. (الأنساب 12/ 395) .
[2] البزاني: بضم الباء المنقوطة بواحدة وفتح الزاي وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى بزان، وهي قرية من أصبهان. (الأنساب) .
وقد تحرفت هذه النسبة في (شذرات الذهب) إلى: «البراني» بالراء.
[3] قال ابن السمعاني: توفي في حدود سنة ثمانين وأربعمائة. (الأنساب 2/ 187) ، وقال ابن نقطة في (الاستدراك، ورقة 70 أ) : «توفي في ربيع الأول سنة أربع وسبعين وأربعمائة» .
وقال المؤلف الذهبي- رحمه الله-: وعاش إلى خمس وسبعين وأربعمائة، (سير أعلام النبلاء 18/ 549) ، وقال في (العبر 3/ 282) : في سنة خمس وسبعين وأربعمائة: توفي فيها أو في حدودها. وأثبته في وفيات السنة 495 هـ. في (الإعلام بوفيات الأعلام 196) ، وكذا جاء في (مرآة الجنان) ، و (شذرات الذهب) .(32/146)
الكنى
158- أبو عَبْد الله بْن أَبِي الحَسَن بْن أَبِي قدامة [1] .
القرشيّ الخراسانيّ الأمير.
مات في رجب.
159- الأمير أبو نصر بن ماكولا [2] .
تُوُفّي فيها في قَوْلٍ، ويُذكر في سنة سبع وثمانين.
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] انظر رقم (147) .(32/147)
سنة ست وسبعين وأربعمائة
- حرف الألف-
160- أحمد بن عليّ [1] .
أبو الخطّاب.
يُذكر بكنيته.
161- أحمد بن محمد بن الفضل [2] .
الإمام أبو بكر الفَسَويّ.
تُوُفّي بسَمَرْقَنْد.
ذكره عبد الغافر في تاريخه فقال: الإمام ذو الفنون، دخل نَيْسابور، وحصّل بها العلوم.
قرأ على الإمام زَين الإسلام، يعني القُشَيْريّ، الأُصول. وسمع من أبي بكر الحِيريّ، وأقام بَنْيسابور مدّةً، ثمّ خرج إلى ما وراء النّهر.
وصار من أعيان الأئمّة. وشاع ذِكره، وانتشر علمه.
162- إبراهيم بن عليّ بن يوسف [3] .
__________
[1] انظر رقم (189) .
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن الفضل) في: المنتخب من السياق 117 رقم 256.
[3] انظر عن (إبراهيم بن علي) في: تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) 352 (سويم) 19، والأنساب 9/ 361، 362، وتبيين كذب المفتري 276- 278، وطبقات فقهاء اليمن 270، والمنتظم 9/ 7، 8 رقم 5 (16/ 228- 231 رقم 3527) ، وصفة الصفوة 4/ 66 67 رقم 646، والمنتخب من السياق 124 رقم 277، وزبدة التواريخ لصدر الدين الحسيني 142، 143، ومعجم البلدان 3/ 381، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 203، والكامل في التاريخ(32/148)
الشيخ أبو إسحاق الشّيرازيّ الفيروزآبادي.
شيخ الشّافعيّة في زمانه. لقبه: جمال الدّين.
ولد سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة [1] .
تفقه بشيراز على: أبي عبد الله البَيْضاويّ [2] ، وعلى: أبي أحمد عبد الوهّاب بن رامين.
وقدِم البصرة فأخذ عن الخَرَزَيّ [3] . ودخل بغداد في شوال سنة خمس
__________
[10] / 132، 133، واللباب 2/ 451، وتاريخ الفارقيّ 205، وطبقات ابن الصلاح (مخطوط) ورقة 29، 30، وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 172- 174، والمجموع للنووي 1/ 25- 28، والطبقات للنووي (مخطوط) ، الورقة 46- 48، ووفيات الأعيان 1/ 29- 31، والمختصر في أخبار البشر 2/ 194، 195، ودول الإسلام 2/ 7، والعبر 3/ 283، 284، والمعين في طبقات المحدّثين 137 رقم 1508، وسير أعلام النبلاء 18/ 452- 464 رقم 237، والإعلام بوفيات الأعلام 196، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 42- 46، وتاريخ ابن الوردي 1/ 381، ومرآة الجنان 3/ 110- 119، والبداية والنهاية 12/ 124، 125، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 88، 111، وطبقات الشافعية الوسطى، له (مخطوط) ورقة 137 أ، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 83- 85، والوفيات لابن قنفذ 256 رقم 476، والوافي بالوفيات 6/ 62- 66 رقم 2504، وتاريخ الخميس 2/ 401، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 244- 246 رقم 200، والنجوم الزاهرة 5/ 117، 118، ومفتاح السعادة 2/ 318- 321، وتاريخ الخلفاء 426، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 170، 171، وكشف الظنون 1/ 339- 391، 489 و 2/ 1562، 1743، 1818، 1912، وشذرات الذهب 3/ 349 351، وهدية العارفين 1/ 8، وشرح الفية العراقي 1/ 342، وديوان الإسلام 1/ 68 69 رقم 73، وعنوان الدراية 89، 197، وروضات الجنات 1/ 170، وذيل تاريخ الأدب العربيّ لبروكلمان 1/ 669، والفتح المبين في طبقات الأصوليين 1/ 255- 257، وفهرست المخطوطات بدار الكتب المصرية لفؤاد سيد 1/ 242، والأعلام 1/ 51، ومعجم المؤلفين 1/ 69، ومعجم المطبوعات لسركيس 1/ 1171- 1172. وانظر: «الإمام الشيرازي حياته وآراؤه الأصولية» للدكتور محمد حسن هيتو.
ومقدّمة كتابه «طبقات الفقهاء» بتحقيق الدكتور إحسان عباس. طبعة بيروت 1970.
[1] الكامل في التاريخ 10/ 132، صفة الصفوة 4/ 66، وفي (المنتخب 124) : مولده سنة سبع وتسعين وثلاثمائة.
[2] تحرفت في (الأنساب 9/ 361) إلى: «البيضاوي» .
[3] في الأصل: «الخزري» بتقديم الزاي، ثم راء مهملة. والصحيح ما أثبتناه، قال ابن السمعاني:
«الخرزي: بفتح الخاء المعجمة والراء وبعدها الزاي، هذه النسبة إلى الخرز وبيعها.
(الأنساب 5/ 81) وقد تحرفت هذه النسبة فيه في ترجمة الشيرازي (9/ 361) إلى:
«الخوزي» ، ومثله في (اللباب 2/ 451) ، وفي (وفيات الأعيان) إلى: «الحوزي» بالحاء(32/149)
عشرة وأربعمائة، فلازمَ القاضي أبا الطّيّب [1] وصحبَه، وبرع في الفقه حتّى نابَ عن أبي الطّيّب، ورتبه مُعِيدًا في حلقته. وصار أنظر أهل زمانه.
وكان يُضرب به المَثَل في الفصاحة [2] .
وسمع من: أبي عليّ بن شاذان، وأبي الفَرَج محمد بن عُبَيْد الله الخَرْجُوشيّ [3] . وأبي بكر البَرْقانيّ، وغيرهم.
وحدَّث ببغداد، وهَمَذَان، ونَيْسابور.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو الوليد الباجيّ، وأبو عبد الله الحُمَيْدِيّ، وأبو القاسم بن السَّمَرْقَنديّ، وأبو البدر إبراهيم بن محمد الكَرْخيّ، ويوسف بن أيّوب الهَمَذانيّ، وأبو نصر أحمد بن محمد الطُّوسيّ، وأَبُو الحسن بن عبد السّلام، وطوائف سواهم.
وقرأت بخطّ ابن الأنْماطيّ أنّه وجد بخطٍ قال: أبو عليّ الحَسَن بن أحمد الكَرْمانيّ الصوفيّ، يعني الّذي غسّل الشيخ أبا إسحاق، سمعته يقول: ولدت سنة تسعين وثلاثمائة، ودخلتُ بغداد سنة ثماني عشرة وله ثمانٍ وعشرون سنة.
ومات لم يخلّف دِرهمًا، ولا عليه درهم. وكذلك كان يقضي عُمْرَه.
قال أبو سعْد السّمعانيّ: أبو إسحاق إمام الشّافعيّة، والمدرّس بالنّظاميّة، شيخ الدّهر، وإمام العصر. رحل النّاس إليه من البلاد، وقصدوه من كلّ الجوانب، وتفرَّد بالعلم الوافر مع السيرة الجميلة، والطريقة المَرْضيّة. جاءته الدّنيا صاغرة، فأباها واقتصر على خشونة العَيْش أيّام حياته. صنف في الأصول، والفروع، والخلاف، والمذهب. وكان زاهدًا، ورعًا، متواضعًا، ظريفًا، كريمًا، جوادًا، طلْق الوجه، دائم البشر، مليح المجاورة [4] .
__________
[ () ] المهملة والواو، وفي (تهذيب الأسماء واللغات) إلى: «الجوزي» بالجيم والواو، وتصحفت في (المنتظم) و (الوافي بالوفيات) (وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة) و (الفتح المبين) و (طبقات الشافعية لابن هداية الله) إلى: «الجزري» بالجيم والزاي، ثم الراء.
[1] هو القاضي أبو الطيب الطبري طاهر بن عبد الله.
[2] تهذيب الأسماء 2/ 173.
[3] الخرجوشي: بفتح الخاء، وسكون الراء، وضم الجيم، وفي آخرها الشين المعجمة. هذه النسبة إلى خرجوش، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه. (الأنساب 5/ 79) .
[4] تهذيب الأسماء واللغات 2/ 173 وفيه: «حسن المحاورة، مليح المجاورة» ، وانظر: المجموع(32/150)
تفقه بفارس على أبي الفَرَج البَيْضاويّ، وبالبصرة على الخَرَزيّ [1] .
إلى أن قال: حدثّنا عنه جماعة كثيرة.
وحُكي عنه أنّه قال: كنتُ نائمًا ببغداد، فرأيتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ ومعه أبو بكر وعمر، فقلت: يا رسول الله بلغني عنك أحاديث كثيرة عن ناقلي الأخبار، فأريد أن أسمع منك خبرًا أتشرف به في الدنيا، وأجعله ذخيرةً للآخرة.
فقال: يا شيخ، وسمّاني شيخًا وخاطبني به، وكان يفرح بهذا. ثمّ قال:
قُلْ عنّي: مَن أراد السّلامة فلْيَطْلُبْها في سلامة غيره [2] .
رواها السّمعانيّ، عن أبي القاسم حَيْدَر بن محمود الشّيرازيّ بمرْو، أنّه سمع ذلك من أبي إسحاق.
وورد أنّ أبا إسحاق كان يمشي، وإذا كلبٌ، فقال فقيه معه: اخسأ. فنهاه الشّيخ، وقال: لِمَ طَرَدْتَه عن الطريق؟ أما علِمت أنّ الطريق بيني وبينه مُشْتَرَكٌ؟ [3] .
وعنه قال: كنتُ أشتهي ثَرِيدًا بماء باقِلّاء [4] أيّام اشتغالي، فما صحّ لي أكْلَةٌ، لاشتغالي بالدّرس، وأخْذي النَّوْبَة [5] .
قال السّمعانيّ: قال أصحابنا ببغداد: كان الشّيخ أبو إسحاق إذا بَقِي مدة
__________
[ () ] للنووي 1/ 26، وفي (سير أعلام النبلاء 18/ 454) : «مليح المحاورة» بالحاء المهملة، ومثله في: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 92، والمنتظم.
[1] في الأصل: «الخزري» بالزاي ثم الراء. وقد تقدّم التنبيه عليها. كما تقدم الخبر في أول الترجمة.
[2] المنتظم 9/ 8 (16/ 230) ، صفة الصفوة 4/ 66، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 173، سير أعلام النبلاء 18/ 454، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 94، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 245، 246، الوافي بالوفيات 6/ 63، مرآة الجنان 3/ 112.
[3] صفة الصفوة 4/ 67، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 173، سير أعلام النبلاء 18/ 454، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 94، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد 45، 46، الوافي بالوفيات 6/ 65، 66، مرآة الجنان 3/ 113.
[4] في الأصل: «باقلى» .
[5] المنتظم 9/ 8 (16/ 229) ، صفة الصفوة 4/ 67، المجموع 1/ 25، سير أعلام النبلاء 18/ 455، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 90.(32/151)
لا يأكل شيئًا صعِد إلى النَّصْريّة، فله فيها صديق، فكان يثرد له رغيفا، وبشربه بماء الباقِلّاء. فربما صعِد إليه، وقد فرغ، فيقول أبو إسحاق: تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ 79: 12 [1] . ويرجع [2] .
قال أبو بكر الشّاشيّ: الشّيخ أبو إسحاق. حجة الله تعالى على أئمّة العصر [3] .
وقال الموفّق الحنفيّ: أبو إسحاق، أمير المؤمنين فيما بين الفقهاء [4] .
قال السّمعانيّ: سمعتُ محمد بن عليّ الخطيب: سمعتُ محمد بن محمد بن يوسف الفاشانيّ [5] بمرْو، وسمعت محمد بن محمد بن هاني [6] القاضي يقول: إمامان ما اتفق لهما الحَجّ: أبو إسحاق، والقاضي أبو عبد الله الدّامغانيّ. أما أَبُو إسحاق فكان فقيرًا، ولكن لو أيّدوه لحملوه على الأعناق، والدّامغانيّ، لو أراد الحجّ على السُّنْدُس والإسْتَبْرَق لأَمْكَنَه [7] .
قال: وسمعتُ القاضي أبا بكر محمد بن القاسم الشَّهْرُزُوريّ بالمَوْصل يقول: كان شيخنا أبو إسحاق إذا أخطأ أحدٌ بين يديه قال: أيُّ سكتةٍ فاتتك [8] .
وكان يتوسوس.
__________
[1] سورة النازعات، الآية 12.
[2] سير أعلام النبلاء 18/ 455، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد 45، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 90.
[3] سير أعلام النبلاء 18/ 455، طبقات الشافعية الكبرى 3/ 94، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 245، ومرآة الجنان 3/ 116.
[4] المرجعان السابقان، ومرآة الجنان 3/ 116.
[5] الفاشاني: بفتح الفاء، والشين المعجمة، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى قرية من قرى مرو يقال: لها فاشان، وقد يقال لها بالباء. وبهراة قرية أخرى يقال لها باشان بالباء الموحدة.
(الأنساب 9/ 225، 226) .
[6] هكذا هنا وسير أعلام النبلاء 18/ 455، أما في (تهذيب الأسماء واللغات) و (طبقات الشافعية الكبرى للسبكي) : «محمد بن محمد الماهاني» ، وكذا في: مرآة الجنان 3/ 116.
[7] المنتظم 9/ 8، (16/ 231) ، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 174، سير أعلام النبلاء 18/ 455، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 95، مرآة الجنان 3/ 116.
[8] سير أعلام النبلاء 18/ 455، الوافي بالوفيات 6/ 64، حلقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 245 وفيه: «أي سكتة تأتيك» ، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 95.(32/152)
سمعتُ عبد الوهّاب الأنماطيّ يقول: كان أبو إسحاق يتوضأ في الشّطّ، وكان يشك في غَسْل وجهه، حتّى غسّله مرات، فقال له رجل: يا شيخ، أما تستحي، تغسل وجهك كذا وكذا نَوْبَة؟ فقال له: لو صحّ لي الثلاث ما زدتّ عليها [1] .
قال السّمعانيّ: دخل أبو إسحاق يومًا مسجدًا ليتغذّى على عادته، فنسي دينارًا معه وخرج، ثمّ ذكر، فرجع، فوجده، ففكّر في نفسه وقال: ربّما وقع هذا الدّينار من غيري، فلم يأخذه وذهب [2] .
وبَلَغَنَا أنّ طاهرًا [3] النَّيْسابوريّ خرَّج للشّيخ أبي إسحاق جزءًا، فكان يذكر في أوّل الحديث: أنا أبو عليّ بن شاذان، وفي آخر: أنا الحَسَن بن أحمد البزّاز، وفي آخر: أنا الحَسَن بن أبي بكر الفارسي، فقال: من هذا؟ قال: هو ابن شاذان، فقال: ما أريد هذا الجزء. هذا فيه تدليس، والتّدليس أخو الكذِب.
وقال القاضي أبو بكر الأنصاريّ: أتيت الشّيخ أبا إسحاق بفُتْيا في الطّريق، فناولته، فأخذ قلم خبّازٍ ودَوَاته، وكتب لي في الطريق، ومسح القلم في ثوبه [4] .
قال السّمعانيّ: سمعتُ جماعة يقولون: لمّا قدِم أبو إسحاق رسولًا إلى نَيْسابور، تلقّاه النّاسُ لمّا قدِم، وحَمَلَ الإمام أبو المعالي الْجُوَيْنيّ غاشيةَ فرسِهِ، ومشى بين يديه، وقال: أنا أفتخر بهذا [5] .
وكان عامّة المدرّسين بالعراق والجبال تلامذته وأشياعه وأتباعه، وكفاهم
__________
[1] سير أعلام النبلاء 18/ 455، 456، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 95 وفيه تتمة للخبر، مرآة الجنان 3/ 116.
[2] تهذيب الأسماء واللغات 2/ 173، المجموع 1/ 25، 26، سير أعلام النبلاء 18/ 456، طبقات الشافعية الكبرى 3/ 89.
[3] في سير أعلام النبلاء 18/ 456 «ظاهرا» . بالظاء المعجمة.
[4] تهذيب الأسماء واللغات 2/ 173، المجموع 1/ 26، سير أعلام النبلاء 18/ 456، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 90.
[5] المنتظم 9/ 8، (16/ 230) ، سير أعلام النبلاء 18/ 456، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 91، 92، مرآة الجنان 3/ 112.(32/153)
بذلك فَخْرًا. وكان يُنِشد الأشعار المليحة ويُوردُها، ويحفظ منها الكثير [1] .
وصنّف «المهذّب» [2] في المذهب، «والتنبيه» [3] و «اللّمع» [4] في أصول الفقه، و «شرح اللّمع» ، و «المعونة في الجدل» ، و «الملخص في أصول الفقه» ، وغير ذلك [5] .
وعنه قال: العلم الذي لا ينتفع به صاحبه، أن يكون الرجال عالِمًا، ولا يكون عاملًا [6] .
ثمّ أنشد لنفسه:
علِمْتَ ما حلّل المَوْلَى وحرَّمَه فاعملْ بعِلْمك، إنّ العلم للعمل [7] وقال: الجاهل بالعلم يقتدي، فإذا كان العالِم لا يعمل، فالجاهل ما يرجو
__________
[1] تهذيب الأسماء واللغات 2/ 173، المجموع 1/ 26، سير أعلام النبلاء 18/ 456، 457.
[2] بدا به سنة 455 وفرغ منه سنة 469 هـ. وقد أخذه من تعليق شيخه أبي الطيب الطبري.
(طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 246) ، وقد نظم اليافعي أبياتا في «المهذب» لما اشتمل عليه من الفقه والمسائل النفيسات. انظر: مرآة الجنان 3/ 118. وقد طبع في مصر سنة 1323 هـ. وله شروح كثيرة من أجلها شرح الإمام النووي (المجموع) .
[3] بدا فيه أوائل رمضان سنة 452 وفرع منه في شعبان من السنة الآتية. (طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 246) .
وفيه نظمت أبيات وجدت بخط أبي الحسين هبة الله بن الحسن بن عساكر للرئيس أبي الخطاب ابن الجراح الكاتب البغدادي: انظر: تبيين كذب المفتري 277.
وقد طبع في المطبعة الميمنية بمصر سنة 1329 هـ.
وقيل في «التنبيه» : إن فيه اثنتي عشرة ألف مسألة ما وضع فيه مسألة حتى توضأ وصلّى ركعتين وسأل الله أن ينفع المشتغل به. وقيل: ذلك إنما هو في «المهذّب» . (الوافي بالوفيات 6/ 63) .
[4] طبع في مطبعة السعادة بمصر سنة 1326 هـ.
[5] ومن مؤلفاته أيضا: «تذكرة المسئولين» وهو كتاب كبير في الخلاف، وآخر دونه سمّاه: «النكت والعيون» (طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 246) ، وله «رسالة» في علم الأخلاق، و «الطب الروحانيّ» في المواعظ. (معجم المطبوعات لسركيس 1171، 1172) ، و «طبقات الفقهاء» وقد حقّقه الدكتور إحسان عباس، وطبع في بيروت 1970، و «التبصرة في أصول الفقه» وحققه الدكتور محمد حسن هيتو، وطبع بدار الفكر في دمشق 1980.
[6] سير أعلام النبلاء 18/ 457، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 94.
[7] طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 94 وفيه: «بالعمل» .(32/154)
من نفسه؟ فاللَّه الله يا أولادي، نعوذ باللَّه من علم يصير حُجَّةً علينا [1] .
وقيل: إنّ أبا نصر عبد الرحيم بن القُشَيْريّ جلس بجنْب الشّيخ أبي إسحاق، فأحسّ بثِقَلٍ في كُمّه، فقال: ما هذا يا سيدنا؟
قال: قُرْصي الملّاح. وكان يحملهما في كُمْه طَرْحًا للتكلُّف [2] .
قال السّمعانيّ: رأيتُ بخطّ أبي إسحاق رحمه الله في رُقْعة: «بسم الله الرحمن الرحيم، نسخةُ ما رآه الشّيخ السّيّد أبو محمد عبد الله بن الحَسَن بن نصْر المَزْيَدِيّ، أبقاه الله. رأيتُ في سنة ثمان وستين وأربعمائة ليلة جُمعة أبا إسحاق إبراهيم بن عليّ بن يوسف الفيروزآبادي- طول الله عمر- في منامي يطير مع أصحابه، وأنا معهم استعظامًا لتلك الحال والرؤية. فكنتُ في هذه الفكرة، إذ تلقى الشّيخ مَلَكٌ، وسلَّم عليه، عن الرّبّ تبارك وتعالى، وقال له: إنّ الله تعالى يقرأ عليك السّلام ويقول: ما الذي تدرِّس لأصحابك؟
فقال: له الشّيخ: أدرَّس ما نُقِل عن صاحب الشَّرْع.
فقال له الملك: واقرأ عليّ شيئًا لأسمعه.
فقرأ عليه الشّيخ مسألة لا أذكرها، فاستمع إليه المَلَك وانصرف، وأخذ الشّيخ يطير، وأصحابه معه. فرجع ذلك المَلَك بعد ساعة، وقال للشيخ: إنّ الله يقول: الحقُّ ما أنت عليه وأصحابك، فادخُلِ الجنة معهم [3] .
وقال الشّيخ أبو إسحاق: كنت أعيدُ كلّ قياسٍ ألف مرة، فإذا فرغت، أخذتُ قياسًا آخر على هذا، وكنتُ أُعيد كلّ درسٍ مائة مرة، فإذا كان في المسألة بيتٌ يُستشهد به حفظت القصيدة التي فيها البيت [4] .
كان الوزير عميد الدّولة بن جَهِير كثيرا ما يقول: الإمام أبو إسحاق وحيد
__________
[1] سير أعلام النبلاء 18/ 457، طبقات الشافعية للسبكي 3/ 94.
[2] المنتظم 9/ 7 (16/ 230) ، سير أعلام النبلاء 18/ 457 وفيه: «يحملهما في كمّه للتكلف» ، بإسقاط كلمة «طرحا» .
[3] سير أعلام النبلاء 18/ 457، 458، طبقات السبكي 3/ 94.
[4] صفة الصفوة 4/ 66، المجموع 1/ 25، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 173، سير أعلام النبلاء 18/ 458، طبقات الشافعية للسبكي 3/ 90، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 245.(32/155)
عصره، وفريد دهره، ومستجاب الدّعوة [1] .
وقال السّمعانيّ: لمّا خرج أبو إسحاق إلى نَيْسابور، وخرج في صحبته جماعة من تلامذته، كانوا أئمّة الدّنيا، كأبي بكر الشاشيّ، وأبي عبد الله الطّبريّ، وأبي مُعاذ الأندلسيّ، والقاضي عليّ المَيَانِجيّ، وأبي الفضل بن فتيان قاضي البصرة، وأبي الحَسَن الآمدي، وأبي القاسم الزَّنْجانيّ، وأبي عليّ الفارقيّ، وأبي العبّاس بن الرطبيّ [2] .
وقال أبو عبد الله بن النّجّار في «تاريخه» [3] : وُلِد، يعني أبا إسحاق، بفيروزآباد، بُلَيدة بفارس، ونشأ بها. ودخل شِيراز. وقرأ الفقه على أبي عبد الله البَيْضاويّ، وابن رَامِين. وقرأ على أبي القاسم الدّارَكيّ [4] ، وقرأ الدّارَكيّ على المَرْوَزِيّ صاحب ابن سُرَيْج.
وقرأ أبو إسحاق أيضًا على الطّبريّ، عن الماسَرْجِسيّ [5] ، عن المَرْوَزِيّ.
وقرأ أبو إسحاق أيضًا على الزَّجّاجيّ، وقرأ الزّجاجيّ على ابن القاصّ صاحب ابن سُرَيْج.
وقرأ أصول الكلام على أبي حاتم القَزْوينيّ، صاحب أبي بكر بن الباقلّانيّ.
وكان أبو إسحاق خطُّه في غاية الرداءة [6] .
أنبأني الخشوعي، عن أبي بكر الطُّرْطُوشيّ قال: أخبرني أبو العبّاس
__________
[1] سير أعلام النبلاء 18/ 458، طبقات الشافعية للسبكي 3/ 95.
[2] سير أعلام النبلاء 18/ 458، طبقات الشافعية للسبكي 3/ 91.
[3] انظر: المستفاد من ذيل تاريخ بغداد 43.
[4] الداركيّ: بفتح الدال المهملة المشدّدة، والراء، بينهما الألف، وفي آخرها الكاف. هذه النسبة إلى دارك، قرية من قرى أصبهان. (الأنساب 5/ 248) .
[5] الماسرجسي: بفتح الميم، والسين المهملة، وسكون الواو، وكسر الجيم، وفي آخرها سين أخرى، هذه النسبة إلى ما سرجس وهو اسم لجد أبي علي بن الحسن بن عيسى بن ماسرجس النيسابورىّ الّذي أسلم على يدي عبد الله بن المبارك. (الأنساب 11/ 78) .
والمذكور هنا هو: أبو الحسن محمد بن علي بن سهل بن مصلح الماسرجسي أحد أئمة الشافعيين بخراسان. سمع منه أبو الطيب الطبري، والحاكم أبو عبد الله. توفي سنة 384 هـ.
[6] سير أعلام النبلاء 18/ 458.(32/156)
الْجُرْجانيّ القاضي بالبصرة قال: كان أبو إسحاق لا يملك شيئًا من الدنيا، فبلغ به الفقر حتّى كان لا يجد قُوتًا ولا مَلْبَسًا. ولقد كنّا نأتيه وهو ساكن في القطيعة، فيقوم لنا نصف قَوْمة، كي لا يظهر منه شيء من العُرْي [1] . وكنتُ أمشي معه، فتعلّق بنا باقِلّاني وقال: يا شيخ، أفقرتني وكسرتني، وأكلت رأس مالي، ادفع إليّ ما لي عندك.
فقلنا: وكم لك عنده؟
قال: أظنّه قال: حبّتان [من] ذهب أو حبتان ونصف [2] .
وقال أبو بَكْر محمد بْن أحمد بْن الخاضبة: سمعتُ بعض أصحاب الشّيخ أبي إسحاق يقول: رأيتُ الشّيخ كان يركع رَكْعَتين عند فراغ كلّ فصل من «المَهذب» [3] .
قال: قرأتُ بخطّ أبي الفُتُوح يوسف بن محمد بن مقلّد الدّمشقيّ: سمعتُ الوزير ابن هبيرة: سمعت أبا الحسين محمد بن القاضي أبي يَعْلَى يقول: جاء رجل من مَيَّافارقين إلى والدي ليتفقه عليه، فقال: أنت شافعيُّ، وأهل بلدك شافعية، فكيف تشتغل بمذهب أحمد؟
قال: قد أحببته لأجلك.
فقال: يا ولدي ما هو مصلحة. تبقى وحدك في بلدك ما لكَ من تذاكره، ولا تذكر له درسًا، وتقع بينكم خصومات، وأنت وحيد لا يطيب عَيْشُك.
فقال: إنّما أحببته وطلبته لِمَا ظهر من دينك وعِلْمك.
قال: أنا أدلّك على من هو خيرٌ مني، الشّيخ أبو إسحاق.
فقال: يا سيدي، إنّي لا أعرفه.
فقال: أنا أمضي معك إليه.
__________
[1] الخبر حتى هنا في: طبقات الشافعية للسبكي 3/ 90.
[2] سير أعلام النبلاء 18/ 459 والإضافة منه والتصحيح. وفي الأصل: «حبتين ذهب، أو حبتين ونصف» .
[3] سير أعلام النبلاء 18/ 459، طبقات السبكي 3/ 89.(32/157)
فقام معه وحمله إليه، فخرج الشّيخ أبو إسحاق إليه، واحترمه وعظّمه، وبالغ.
وكان الوزير نظام المُلَك يُثني على الشّيخ أبي إسحاق ويقول: كيف لنا مع رجلٍ لا يفرق بيني وبين بهروز الفرّاش في المخاطبة؟ لمّا التقيتُ به قال:
بارك الله فيك. وقال لبهروز لما صبّ عليه الماء: بارك الله فيك [1] .
وقال الفقيه أبو الحَسَن محمد بن عبد الملك الهَمَذانيّ: حكى أبي قال:
حضرتُ مع قاضي القضاة أبي الحَسَن الماوَرْديّ عزاء النّابتيّ [2] قبل سنة أربعين، فتكلم الشّيخ أبو إسحاق وأجاد، فلمّا خرجنا قال الماوَرْديّ: ما رأيت كأبي إسحاق، لو رآه الشّافعيّ لتجمَّل به [3] .
أنا ابن الخلال، أنا جعفر، أنا السّلَفيّ قال: سألت شُجاعًا الذُّهْليّ، عن أبي إسحاق فقال: إمام الشّافعيّة، والمقدَّم عليهم في وقته ببغداد. كان ثقة، ورِعًا، صالحًا، عالمًا بمعرفة الخلاف، عِلْمًا لا يُشاركه فيه أحد [4] .
أنبئونا عن زَيْن الأُمَناء: أنا الصائن هبة الله بن الحَسَن، أنا محمد بن مرزوق الزَّعْفرانيّ: أنشدنا أبو الحَسَن عليّ بن فضّال القَيْروانيّ [5] لنفسه في «التّنبيه» ، للإمام أبي إسحاق:
أكتابُ «التّنبيه» ذا، أم رياض ... أم لآلئ فَلَوْنُهُن البَياضُ
جمع الحسن والمسائل طرَّا ... دخلت تحت كله الأبعاض
كل لفظ يروق من تحت معنى ... جرية الماء تحته الرضراض
قل طولًا، وضاق عرضا مداه ... وهو من بعد ذا الطّوال العراض
يدع العالم المسمى إمامًا ... كفتاةٍ أتى عليها المخاض
__________
[1] سير أعلام النبلاء 18/ 459.
[2] النابتي: بفتح النون وكسر الباء الموحدة بعد الألف، وفي آخرها التاء ثالث الحروف. هذه النسبة إلى نابت. وهو اسم رجل فيما يظن ابن السمعاني (الأنساب 12/ 7) .
[3] سير أعلام النبلاء 18/ 459، طبقات السبكي 3/ 95، مرآة الجنان 3/ 116.
[4] سير أعلام النبلاء 18/ 460، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد 46.
[5] توفي سنة 479 هـ. وستأتي ترجمته برقم (294) .(32/158)
أيها المدعون ما ليس فيهم ... ليس كالدر في العقود الحضاض
كل نعمى عليّ يا ابن عليّ ... أنا إلا بشكرها نهاض
ما تعداك من ثنائي محال ... لَيْسَ في غير جوهر أعراض
أنت طود لكنه لا يسامى، ... أنت بحر، لكنه لا يخاض
فأبق في غبطة وأنت عزيز ... ما تعدى عن المنال انخفاض
وقال أبو الحسن محمد بن عبد الملك الهَمَذانيّ: نَدَب المقتدي باللَّه الشّيخ أبا إسحاق الشيرازيّ للخروج في رسالة إلى المعسكر، فتوجه في ذي الحِجّة سنة خمس وسبعين، وكان في صُحْبَته جماعةُ من أصحابه، فيهم الشاشيّ، والطّبريّ، وابن فتيان، وإنّه عند وصوله إلى بلاد العجم كان يخرج إليه أهلُها بنسائهم وأولادهم، فيمسحون أردانه، ويأخذون تراب نَعْلَيْه يستشْفُون به [1] .
وحدّثني القائد كامل قال: كان في الصُّحبة جمال الدّولة عفيف، ولمّا وصلنا إلى ساوة خرج بياضها وفُقهاؤها وشهودُها، وكلّهم أصحاب الشّيخ، فخدموه. وكان كلّ واحدٍ يسأله أن يحضر في بيته، ويتبرَّك بدخوله وأكْله لمّا يحضره.
قال: وخرج جميع مَن كان في البلد من أصحاب الصناعات، ومعهم من الذي يبيعونه طُرَفًا ينثرونه على مِحَفَّته. وخرج الخبازون، ونثروا الخبز، وهو ينهاهم ويدفعهم من حَوَاليه ولا ينتهون.
وخرج من بعدهم أصحاب الفاكهة والحلْواء وغيرهم، وفعلوا كفِعْلهم.
ولمّا بلغت النَّوْبة إلى الأساكفة خرجوا، وقد عملوا مداساتٍ لطافًا للصِّغار ونثروها، وجعلت تقع على رءوس النّاس، والشيخ أبو إسحاق يتعجَّب.
فلمّا انتهوا بَدَأ يُداعبنا ويقول: رأيتم النّثار ما أحسنه، أيّ شيء وصل إليكم منه؟ فنقول لعْلمِنا أنّ ذلك يعجبه: يا سيدي؟ وأنت أيّ شيء كان حظَّك منه؟ فيقول: أنا غطّيت نفسي بالمحفة [2] .
__________
[1] طبقات الشافعية للسبكي 3/ 91، مرآة الجنان 3/ 113.
[2] سير أعلام النبلاء 18/ 60، طبقات السبكي 3/ 91.(32/159)
وخرج إليه من النِسْوة الصُّوفيات جماعة، وما منهن إلّا من بيدها سُبْحة، وألقوا الجميع إلى المحفة، وكان قصدهن أنْ يلمسها بيده، فتحصل لهنّ البَرَكَة، فجعل يُمِرَّها على بَدَنه وجسده، وتبرَّك بهنّ، ويقصد في حقّهنّ ما قَصَدْن في حقّه [1] .
وقال شيرُوَيْه الدَّيْلميّ في «تاريخ هَمَذان» : أبو إسحاق الشيرازيّ إمام عصره، قدِم علينا رسولًا من أمير المؤمنين إلى السّلطان ملك شاه. سمعتُ منه ببغداد، وهَمَذان، وكان ثقة، فقيهًا، زاهدا في الدّنيا. على الحقيق أوحد زمانه [2] .
قال خطيب المَوْصل: حدَّثني والدي قال: توجَّهْت من الموصل سنة تسع وخمسين وأربعمائة إلى بغداد، قاصدًا للشّيخ أبي إسحاق، فلمّا حضرتُ عنده بباب المراتب، بالمسجد الذي يدرّس فيه رحّب بي، وقال: من أين أنت؟
قلت: من المَوْصل. قال مرحبًا: أنت بلدييّ.
فقلت: يا سيّدنا، أنت من فَيْروزاباد، وأنا من المَوْصل! فقال: أما جَمَعتنا سفينةُ نوحٍ عليه السلام؟ [3] .
وشاهدتُ من حُسن أخلاقه ولطافته وزهده ما حبَّبَ إليَّ لزومه، فصحبتُه إلى أن تُوُفّي [4] .
قلت: وقد ذكره ابن عساكر في «طبقات الأشعرية» [5] .
ثمّ أورد ما صورته قال: وجدتُ بخطّ بعض الثقات: ما قول السّادة الفُقّهاء في قومٍ اجتمعوا على لعن الأشعريّة وتكفيرهم؟ وما الّذي يجب عليهم؟ أفْتُونا.
فأجاب جماعة، فمن ذلك: الأشعريّة أعيان السُّنّة انتصبوا للردّ على
__________
[1] طبقات الشافعية للسبكي 3/ 91.
[2] سير أعلام النبلاء 18/ 460، وفيه: «على التحقيق» .
[3] سير أعلام النبلاء 18/ 460، 461، طبقات الشافعية للسبكي 3/ 93.
[4] سير أعلام النبلاء 18/ 461.
[5] هو كتاب: «تبيين كذب المفتري» ص 276- 278.(32/160)
المبتدعة من القدرية والرّافضة وغيرهم. فَمَن طعن فيهم فقد طعن على أهل السُّنّة، ويجب على النّاظر في مر المسلمين تأديبه بما يرتدع به كلّ أحدٍ. وكتبَ إبراهيم بن عليّ الفَيْروزاباديّ [1] .
وقال: خرجت إلى خُراسان، فما دخلت بلدةً ولا قريةً إلّا كان قاضيها، أو خطيبها، أو مُفْتيها، تلميذي، أو من أصحابي [2] .
ومن شعره:
أُحِبّ الكأس من غير المدام ... وألهو بالحسان [3] بلا حرام
وما حبي لفاحشة ولكنْ ... رأيتُ الحبّ أخلاق الكرامِ
[4] وله:
سألت النّاسَ عن خِلّ وفيٍّ ... فقالوا: ما إلى هذا سبيلُ
تمسكْ إنْ ظفِرت بودّ [5] حُرٍّ ... فإنّ الحُرَّ في الدّنيا قليلُ
[6] وله:
حكيم يرى [7] أنّ النّجومَ حقيقةٌ ... ويذهب في أحكامها كلّ مَذْهبِ
يُخبّر عن أفلاكها وبُرُوجِها ... وما عنده علم بما في المغيب
[8]
__________
[1] تبيين كذب المفتري 332.
[2] المختصر في أخبار البشر 2/ 195، سير أعلام النبلاء 18/ 463، طبقات الشافعية للسبكي 3/ 89، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 245، تاريخ ابن الوردي 1/ 381.
[3] في مرآة الجنان 3/ 110 «وأهوى للحسان» .
[4] البيتان في: سير أعلام النبلاء 18/ 462، ومرآة الجنان 3/ 110.
[5] في وفيات الأعيان، والبداية والنهاية: «بذيل» .
[6] البيتان في: تبيين كذب المفتري 278، والمنتظم 9/ 8، ووفيات الأعيان 1/ 29، والمختصر في أخبار البشر 2/ 194، ومرآة الجنان 3/ 110، والبداية والنهاية 12/ 125، وسير أعلام النبلاء 18/ 462، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 93، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 83، والوافي بالوفيات 6/ 66، والنجوم الزاهرة 5/ 118، والفتح المبين 1/ 256، وتاريخ ابن الوردي 1/ 381 وفيه: وهذا قريب من قول بعض الناس:
أكثر وطء الناس من شبهة ... أو من زنا والحل فيهم قليل
فابن حلال نادر نادر ... والنادر كالمستحيل
[7] في طبقات الشافعية للسبكي: «رأى» .
[8] طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 94.(32/161)
ولسَلار العقبيّ.
كفاني إذا عنّ [1] الحوادث صارمُ ... يُنيلُني المأمول [2] في الإثْر والأَثَرْ
يُقدّ ويغري [3] في اللّقاء كأنّه ... لسان أبي إسحاق في مجلس النّظرْ
[4] ولعاصم بن الحَسَن فيه:
تراه من الذّكاء نحيفَ جسمٍ ... عليه من تَوَقُّده دليلُ
إذا كان الفتى ضخْمَ المَعَالي [5] ... فليس يَضيره [6] الجسمُ النحيل
[7] ولأبي القاسم عبد الله بن ناقِيا [8] يرثي أبا إسحاق، رحمه الله تعالى:
أجرى المدامع بالدّم المُهْراقِ ... خَطْبٌ أقام قيامةَ الآماقِ [9]
خَطْبٌ شَجَا منّا القلوبَ بلوعةٍ ... بين التَّراقِي ما لها من رَاق
ما للّيالي لا تألّف [10] شملّها ... بعد ابن بَجْدَتها أبي إسحاقِ
إنْ قيل: مات، فلم يَمُتْ من ذِكْرُهُ ... حيُّ على مرّ الليالي باقي
[11]
__________
[1] في: مرآة الجنان 3/ 117: «إذا عزّ» ومثله في المنتظم.
[2] تحرفت في المنتظم في الطبعتين إلى «المأكول» !
[3] في: مرآة الجنان: «تقد ويقرى» .
[4] مرآة الجنان 3/ 117، المنتظم 79 (16/ 229) ، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 89
[5] في سير أعلام النبلاء: «المعاني» .
[6] في وفيات الأعيان، والوافي بالوفيات: «يضره» ،
[7] البيتان في: وفيات الأعيان 1/ 31، وسير أعلام النبلاء 18/ 462، ومرآة الجنان 3/ 117 والوافي بالوفيات 6/ 64
[8] وقيل عبد الباقي بن محمد بن ناقيا الأديب الشاعر- توفي سنة 485 هـ. (وفيات الأعيان 2/ 284) .
[9] في مرآة الجنان 3/ 118: «الإباق» .
[10] في مرآة الجنان: «تؤلف» ، وكذا في وفيات الأعيان، وسير أعلام النبلاء.
[11] الأبيات في: وفيات الأعيان 1/ 30 ما عدا البيت الثاني، وكلها في: سير أعلام النبلاء 18/ 463، وهي في مرآة الجنان 3/ 118 ما عدا البيت الثاني، وفي الوافي بالوفيات 6/ 64 البيتان الأول والثالث.
ومن شعر أبي إسحاق الشيرازي.
لبست ثوب الرجا والناس قد رقدوا ... وقمت أشكو إلى مولاي ما أجد
وقلت: يا عدتي في كل نائبة ... ومن عليه لكشف الضرّ أعتمد
وقد مددت يدي والضرّ مشتمل ... إليك يا خير من مدّت إليه يد
فلا تردّنها يا ربّ خائبة ... فبحر جودك يروي كل من يرد(32/162)
تُوُفّي ليلة الحادي والعشرين من جُمَادَى الآخرة، ودُفن من الغد، وأحضِر إلى دار المقتدي باللَّه أمير المؤمنين، فصلّى عليه، ودُفن بباب أبْرز. وجلس أصحابه للعزاء بالمدرسة النظاميّة. وكان الذي صلّى عليه صاحبه أبو عبد الله الطّبريّ.
ولمّا انقضى العزاء رتَّب مؤيَّد الدّولة ابن نظام الملك أبا سعد المتولّي مدرّسًا، فلمّا وصل الخبر إلى نظام المُلْك، كتب بإنكار ذلك، وقال: كان من الواجب أن تُغلق المدرسة سنةً من أجل الشّيخ. وعابَ على من تولّى مكانه، وأمر أنّ يدرس الشّيخ أبو نصر عبد السّيّد بن الصّبّاغ مكانه [1]
__________
[ () ] وقال ابن السمعاني: أنشدنا أبو المظفر شبيب بن الحسين القاضي، أنشدني أبو إسحاق- يعني الشيرازي- لنفسه:
جاء الربيع وحسن ورده ... ومضى الشتاء وقبح برده
فاشرب على وجه الحبيب ... ووجنتيه وحسن خدّه
قال ابن السمعاني: قال لي شبيب: ثم جاء بعد أن أنشدني هذين البيتين بمدة كنت جالسا عند الشيخ، فذكر بين يديه أن هذين البيتين أنشدا عند القاضي يمين الدولة حاكم صور، بلدة على ساحل بحر الروم، فقال لغلامه: أحضر ذاك الشأن- يعني الشراب- فقد أفتانا به الإمام أبو إسحاق. فبكى الإمام ودعا على نفسه، وقال: ليتني لم أقل هذين البيتين قط. ثم قال لي:
كيف تردّها من أفواه الناس؟ فقلت: يا سيدي هيهات! قد سارت به الركبان. (المستفاد من ذيل تاريخ بغداد، 44، 45، الوافي بالوفيات 6/ 65) وفيه «عين الدولة حاكم صور» وهو الصحيح. وهو ابن أبي عقيل.
وقال ابن الخاضبة: كان ابن أبي عقيل يبعث من صور إلى الشيخ أبي إسحاق البذلة والعمامة المثمنة، فكان لا يلبس العمامة حتى يغسلها في دجلة، ويقصد طهارتها.
وقيل إن أبا إسحاق نزع عمامته- وكانت بعشرين دينارا- وتوضأ في دجلة، فجاء لصّ، فأخذها، وترك عمامة، رديئة بدلها، فطلع الشيخ، فلبسها، وما شعر حتى سألوه وهو يدرس، فقال: لعلّ الّذي أخذها محتاج. (سير أعلام النبلاء 18/ 459) .
[1] المنتظم 9/ 8 (16/ 230، 231، وفيات الأعيان 1/ 31، طبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 131، البداية والنهاية 12/ 125، سير أعلام النبلاء 18/ 461.
وقال ابن الأثير: «أكثر الشعراء مراثيه. فمنهم: أبو الحسن الخباز، والبندنيجيّ، وغيرهما، وكان رحمة الله عليه، واحد عصره علما وزهدا وعبادة وسخاء، وصلي عليه في جامع القصر، وجلس أصحابه للعزاء في المدرسة النظامية ثلاثة أيام، ولم يتخلف أحد عن العزاء.
وكان مؤيد الملك بن نظام الملك ببغداد، فرتب في التدريس أبا سعد عبد الرحمن بن المأمون المتولي، فلما بلغ ذلك نظام الملك أنكره، وقال: كان يجب أن تغلق المدرسة بعد الشيخ أبي إسحاق سنة. وصلي عليه بباب الفردوس، وهذا لم يفعل على غيره. وصلى عليه الخليفة المقتدي بأمر، الله، وتقدّم في الصلاة عليه أبو الفتح ابن رئيس الرؤساء، وهو ينوب في الوزارة،(32/163)
- حرف الطاء-
163- طاهر بن الحسين بن أحمد بن عبد الله [1] .
أبو الوفا القوّاس البغدادي، الفقيه الحنبليّ الزّاهد، من أهل باب البصرة.
ولد سنة تسعين وثلاثمائة [2] .
وسمع من: هلال الحفار، وأبي الحسين بن بِشْران، وأبي سهل محمود العُكْبريّ، وجماعة.
روى عنه: أبو محمد، وأبو القاسم ابنا السَّمَرْقَنديّ، وأبو البركات عبد الوهّاب الأنماطيّ، وعليّ بن طراد، وآخرون.
ذكره السّمعانيّ فقال: من أعيان فقهاء الحنابلة وزُهّادهم، أجَهَد نفسه في الطاعة والعبادة، واعتكف في بيت الله تعالى خمسين سنة. وكان يواصل ليله بنهاره. وكان قارئًا للقرآن، فقيها، ورعا، خشن العيش [3] . كانت له حلقة بجامع المنصور.
قال عبد الوهّاب الأنْماطيّ: سأله رجلٌ في حلقته عن مسألةٍ، فقال: لا أجيبك حتّى تقوم وتخلع سراويلك وتتكشف. وكان قد رآه كذلك في الحمام.
فقال: هذا لا يمكن، وأنا أستحيي.
فقال: يا فلان، فهؤلاء بعينهم هم الذين رأوك في الحمّام بلا مِئْزر، إيش الفرق بين هنا وبين الحمام؟ فخجل [4] .
__________
[ () ] ثم صلي عليه بجامع القصر، ودفن بباب أبرز» . (الكامل 10/ 132، 133) .
[1] انظر عن (طاهر بن الحسين) في: المنتظم 9/ 8، 9 رقم 6/ 16/ 231 رقم 3528) ، وطبقات الحنابلة 2/ 244 رقم 678، والعبر 3/ 284، وسير أعلام النبلاء 18/ 452 رقم 236، ومرآة الجنان 3/ 119، والبداية والنهاية 12/ 125، والوافي بالوفيات 16/ 394 رقم 421، وذيل طبقات الحنابلة 1/ 38- 42 رقم 19، وشذرات الذهب 3/ 351، 452.
[2] طبقات الحنابلة 2/ 244، ذيل طبقات الحنابلة 1/ 38.
[3] ذيل طبقات الحنابلة 1/ 39.
[4] ذيل طبقات الحنابلة 1/ 40.(32/164)
وذكر الشيخ فصلا في النهي عن كشف العورة [1] .
تُوُفّي يوم الجمعة سابع عشر شعبان
- حرف العين-
164- العباس بن أحمد بن محمد بن العبّاس بن بكران [2] .
أبو الفضل الهاشميّ البغداديّ.
روى عن: الحُسين بن الحسين الغضائريّ.
روى عنه: قاضي المَرِسْتان، وإسماعيل بن السَّمَرْقَنديّ.
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة.
165- عَبْد اللَّه بن إبراهيم بن عبد الله [3] .
__________
[1] وقال ابن أبي يعلى: «تفقه على الوالد السعيد، وكانت له حلقة بجامع المنصور يفتي ويعظ.
وكان يقرأ القرآن ويدرس الفقه في مسجده بباب البصرة. وكان قرأ القرآن على أبي الحسن الحمامي وغيره ... وكان ثقة صالحا، أمارا بالمعروف، ملازما لمسجده، وأقام فيه خمسين سنة تقريبا» (طبقات الحنابلة 2/ 244) .
وقال ابن عقيل: كان حسن الفتوى، متوسطا في المناظرة في مسائل الخلاف، إماما في الإقراء، زاهدا شجاعا مقداما، ملازما لمسجده، يهابه المخالفون، حتى إنه لما توفي ابن الزوزني، وحضره أصحاب الشافعيّ- على طبقاتهم وجموعهم- في فورة أيام القشيري وقوّتهم بنظام الملك حضر، فلما بلغ الأمر إلى تلقين الحفار قال له: تنحّ حتى ألقنه أنا، فهذا كان على مذهبنا، ثم قال: يا عبد الله وابن أمته، إذا نزل عليك ملكان فظان غليظان، فلا تجزع ولا ترع، فإذا سألاك فقل: رضيت باللَّه ربّا، وبالإسلام دينا، لا أشعريّ ولا معتزليّ، بل حنبليّ سني. فلم يتجاسر أحد أن يتكلم بكلمة، ولو تكلم أحد لفضخ رأسه أهل باب البصرة، فإنّهم كانوا حوله قد لقن أولادهم القرآن والفقه، وكان في شوكة ومنعة، غير معتمد عليهم، لأنه أمة في نفسه. (ذيل طبقات الحنابلة 1/ 40) .
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (عبد الله بن إبراهيم) في: الإكمال لابن ماكولا 3/ 51، بالحاشية، والأنساب 5/ 39، والمنتظم 9/ 99، 100 رقم 140 (17/ 34 رقم 3661) ، ومعجم الأدباء 12/ 46، 47، رقم 19، ومعجم البلدان 2/ 344، واللباب 1/ 343، والإستدراك لابن نقطة (مخطوط) 1/ ورقة 154 ب- 155 أ، وإنباه الرواة 2/ 98، رقم 313، والإعلام بوفيات الأعلام 196، وسير أعلام النبلاء 18/ 558، 559، رقم 287، والمشتبه في الرجال 1/ 184، وتلخيص ابن مكتوم 88، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 203، 204، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 471، 472، والبداية والنهاية 12/ 153، والوافي بالوفيات 17/ 5 رقم 1، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 253، 254 رقم 210، وتبصير المنتبه 1/ 362، والنجوم(32/165)