قل لجيران الغضا: آهٌ [1] على ... طِيب عَيْشٍ بالغضا [2] لو كان داما
حَمَّلُوا ريحَ الصَّبَا نَشْركُمُ ... قبل أنْ تحمل شَيحًا وتماما
وابعثوا أشْباهَ حلم [3] لي في الكرَى ... إنّ أذِنْتُم لجُفُوني أن تناما [4]
وله:
ظنَّ غداة البَيْنِ أن قد سَلِما ... لمّا رأى سهْمًا لم تجرِ دمًا
وعاد يسْتَقْري حشاهُ فإذا ... فؤاده من بينها قد عُدِما
لم يدْرِ من أين أُصِيب قلْبُهُ ... وإنّما الرّامي دَرَى كيف رما
يا قاتَلَ الله العيونَ خُلِقَتْ ... جَوَارِحًا، فكيف عادت أسْهُمًا؟
وتُوُفّي في جُمَادى الآخرة [5] .
284- ميمون بن سهل [6] .
أبو نجيب الواسطيّ، ثمّ الهرويّ. الفقيه.
مات في رمضان.
وروى عن: أبي بكر محمد بن أحمد المفيد، وأبي القاسم بكر بن أحمد، وجماعة.
روى عنه: ابنه نجيب، وأبو عليّ جُهَانْدار.
- حرف الياء-
285- يوسف بن حمّود بن خلف [7] .
__________
[1] هكذا في الأصل. وفي ديوانه ووفيات الأعيان: «آها» .
[2] هكذا في الموضعين. وفي الديوان والوفيات: «الغضي» .
[3] هكذا في الأصل. وفي الديوان والوفيات: «وابعثوا أشباحكم» .
[4] الأبيات في: ديوان مهيار 3/ 327، ووفيات الأعيان 5/ 361، 362.
[5] وقال الخطيب: «كان شاعرا جزل القول، مقدّما على أهل وقته. وكنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات ويقرأ عليه ديوان شعره، فلم يقدّر لي أن أسمع منه شيئا» . (تاريخ بغداد 13/ 276) .
وقال أبو الحسن الباخرزي: هو شاعر، له في مناسك الفضل مشاعر، وكاتب، تجلّي تحت كل كلمة من كلماته كاعب وما في قصيدة من قصائده بيت، يتحكّم عليه لو وليت، وهي مصبوبة في قوالب القلوب، وبمثلها يعتذر الزمان المذنب عن الذنوب» . (دمية القصر 1/ 303) .
[6] لم أقف على مصدر ترجمته.
[7] انظر عن (يوسف بن حمود) في:(29/247)
أبو الحجّاج الصَّدفيّ [1] السِّبْتيّ [2] الفقيه المالكيّ. قاضي سبْته نَيِّفًا وعشرين سنة [3] .
سمع بالأندلس من: أبي بكر الزُّبَيْديّ، وأبي محمد الأصيليّ، وخَطَّاب ابن مَسْلَمة، وعبد الله بن محمد الباجيّ.
وكان صالحًا متواضعًا، أديبًا شاعرًا، رحمه الله تعالى.
__________
[ () ] الصلة لابن بشكوال 2/ 683 رقم 158، وترتيب المدارك 4/ 721- 723، وبغية الملتمس للضبي 489 رقم 1439، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 227، 228 رقم 1867. وسيعاد في أخر هذا الجزء برقم (397) .
[1] في: ترتيب المدارك: «الصفي» ، والمثبت يتفق مع: الصلة، والبغية.
[2] السّبتي: قال ياقوت: الفعلة الواحدة من الإسبات. أعني التزام اليهود بفريضة السبت المشهور، بفتح أوله.
وضبطه الحازمي: بكسر أوله. وهي بلدة مشهورة من قواعد بلاد المغرب ومرساها أجود مرسى على البحر، وهي على برّ البربر تقابل جزيرة الأندلس على طرف الزقاق الّذي هو أقرب ما بين البرّ والجزيرة. (معجم البلدان 3/ 182) .
[3] قال ابن بشكوال: «كان آخر قضاة بني أميّة بسبتة، قدّمه المستعين سليمان بن حكم، لقضائها، فاستمرّ على ذلك نيّفا وعشرين سنة، وخرج إلى الحج تخلّصا منها فلم يحلّ، وأمر بالاستخلاف فسمع في رحلته من أبي ذرّ الهروي، وأبي عبد الله الصوري، وغيرهما، وانصرف فرجع إلى خطته. وكان له سماع قديم بالأندلس ... وكان رجلا صالحا متواضعا، وكانت له جنان يحفرها بيده، وكان أديبا شاعرا. ومولده سنة سبع وخمسين وثلاثمائة» . (الصلة 2/ 683) .
وقال القاضي عياض: وكان على مكانه من الجلالة، كثير التواضع، يمتهن نفسه في تناول أسبابه وفلاحته جنّته. ويمتطى حمارا في تصرّفاته ... ولم يزل ابن أبي مسلم يتردّد في الاستعفاء من القضاء إلى آخر أيام إدريس، فصرفه وألحقه غضاضته، وسبّب عليه من يطلبه بما تولّاه من الأحباس والأوقاف. فوقاه الله شرّهم. توفي إثر ذلك في نحو ثلاثين وأربعمائة.
(ترتيب المدارك 4/ 722 و 723) .(29/248)
سنة تسع وعشرين وأربعمائة
- حرف الألف-
286- أحمد بْن عَبْد اللَّه بْن الحسين بن إسماعيل [1] .
أبو عبد الله المَحَامليّ [2] .
سمع: أبا بكر النّجّاد، وأبا سهل بن زياد، ودَعْلَج بن أحمد، والشّافعيّ.
ووُلِد في سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة [3] .
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو الفضل بن خَيْرُون، وأبو غالب الباقِلّانيّ، وجماعة من مشيخة السِّلَفيّ الّذين ببغداد.
وقال الخطيب [4] : كان سماعه صحيحًا [5] . وحدث له صممٌ في أوّل سنة ثمانٍ وعشرين [6] .
وتُوُفّي في ربيع الآخر.
قال: عاش ستًّا وثمانين سنة رحمه الله.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبد الله بن الحسين) في:
تاريخ بغداد 4/ 238 رقم 1962، والأنساب 11/ 154، 155، وسير أعلام النبلاء 17/ 538 رقم 357.
[2] المحامليّ: بفتح الميم، والحاء المهملة، والميم بعد الألف، وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى المحامل التي يحمل فيها الناس على الجمال إلى مكة وهذا بيت كبير ببغداد لجماعة من أهل الحديث والفقه، (الأنساب 11/ 152) .
[3] تاريخ بغداد، الأنساب.
[4] في تاريخه 4/ 238.
[5] وزاد: «في كتب أبي الحسين محمد بن أحمد بن القاسم المحاملي. وأما هو فلم يكن له كتاب» .
[6] وقال الخطيب: وآخر ما حدّث في أول سنة ثمان وعشرين وأربعمائة، ولم يرو بعد ذلك شيئا لأنه صار أصمّ لا يسمع ما يقرأ عليه.(29/249)
287- أحمد بن عثمان بن أحمد بن محمد بن خُشْنَام [1] .
أبو مسعود الخُشْنَاميّ [2] النَّيْسابوريّ.
تُوُفّي يوم النَّحر [3] .
288- أحمد بن عليّ بن منصور بن شعيب [4] .
القاضي أبو نصر البُخَاريّ.
سمع: أبا عِمْرو بن صابر البخاريّ، وغيره.
289- أحمد بن عمر بن عليّ [5] .
قاضي دَرْزنْجان [6] .
سمع: ابن المظفّر، وأبا حفص الزّيّات، وعدّة.
سكن درزنجان [6] .
روى عنه: الخطيب [7] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عثمان) في:
الأنساب 5/ 131، والمنتخب من السياق 101 رقم 226.
[2] الخشنامي: بضم الخاء وسكون الشين المعجمتين وفتح النون، وفي آخرها الميم. هذه النسبة إلى اسم بعض أجداده وهو خشنام. (الأنساب) .
[3] قال ابن السمعاني: «كان أديبا شاعرا معروفا فاضلا، له الشعر الأنيق السائر والتصرّفات الحسنة في كل فن» . (الأنساب) .
وقال عبد الغافر الفارسيّ: «الأديب الشاعر، معروف فاضل، من أبناء البلد وأرباب الصنعة والكفاية. كان من المخصوصين بخدمة أبي عثمان الصابوني» . (المنتخب) .
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (أحمد بن عمر) في:
تاريخ بغداد 4/ 295 رقم 2061.
[6] في الأصل: «درزنجان» في الموضعين. وفي (تاريخ بغداد) : «درزنجان» بنونين. وفي معجم البلدان 2/ 450:
«درزيجان» : بفتح أوله، وسكون ثانية، وزاي مكسورة، وياء مثنّاة من تحت، وجيم، وآخره نون، قرية كبيرة تحت بغداد على دجلة بالجانب الغربي، منها كان والد أبي بكر أحمد بن ثابت الخطيب البغدادي، وكان أبوه يخطب بها، ورأيتها أنا. وقال حمزة: كانت درزيجان إحدى المدن السبع التي كانت للأسرة، وبها سمّيت المدائن: المدائن، وأصلها: درزيندان، فعرّبت على درزيجان.
قال خادم العلم «عمر» : ولا فرق بين: «درزنجان» و «درزيندان» فهذا يحتمله التعريب.
[7] وقال: ولي القضاء بدرزيجان وانتقل إليها فسكنها، وكان أبوه أحد المقرءين للقرآن ببغداد.(29/250)
290- أحمد بن محمد بن أحمد بن ميمون [1] .
أبو نصر بْنُ الوتّار [2] .
شيعيّ ببغداد.
سمع منه: الخطيب [3] .
يروى عن: ابن المظفّر، وأبي بكر بن شاذان.
ضعيف [4] .
291- أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي عيسى لبّ بن يحيى [5] .
__________
[ () ] سمعت منه ولم يكن له كتاب، وإنما وقع إليّ بعض أصول من المظفّر وغيره وفيه سماعه فقرأته عليه، ولا أعلم سمع منه غيري، وذكر لي أنه سمع من ابن مالك القطيعي، فسألت عن مولده، فقال: في سنة ست وخمسين وثلاثمائة.
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 4/ 377 رقم 2250، وميزان الاعتدال 1/ 130 رقم 527، ولسان الميزان 1/ 252 رقم 792.
[2] في الأصل: «الفربار» ، والتصحيح من: تاريخ بغداد، وميزان الاعتدال. ووقع في: لسان الميزان، «الوبار» .
[3] وقال: كتبت عنه ولم يكن ممن يعتمد عليه في الرواية، ولا أعلم سمع منه غيري، وكان يتشيّع.
[4] ذكره المؤلّف- رحمه الله- باسم:
«أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر بن ميمون، أبو نصر السلمي الغزّال، عرف بابن الوتّار» .
وذكر قول الخطيب فيه، ثم قال:
وقال شجاع الذّهليّ: روى عن ابن المظفّر. كتبت عنه مشيخة يعقوب الفسويّ، فكان إذا مرّ به فضيلة لأبي بكر وعمر تركها.
قال الذهبي: هذا خطأ، لم يدركه شجاع، ذا آخر، (ميزان الاعتدال 1/ 130) .
وقد تعقبه الحافظ ابن حجر فقال:
«والخطأ ممن جمعهما، كان ينبغي أن يفردهما، فأما الأول، قال الخطيب: كتبت عنه ولا أعلم سمع منه غيري. توفي سنة تسع وعشرين وأربع مائة وأما الّذي روى عنه شجاع الذهلي فلا أتحقق الآن من هو» . (لسان الميزان 1/ 252) .
[5] انظر عن (أحمد بن محمد بن عبد الله) في:
جذوة المقتبس للحميدي 114 رقم 187، وترتيب المدارك للقاضي عياض 4/ 749- 751، والصلة لابن بشكوال 1/ 44، 45 رقم 92، وبغية الملتمس للضبّي 162 رقم 347، ومعجم البلدان 4/ 39، وملء العيبة للفهري 2/ 74، 366، والروض المعطار 393، والعبر 3/ 168، وتذكرة الحفاظ 3/ 1098- 1100، والمعين في طبقات المحدّثين 125 رقم 1390، وسير أعلام النبلاء 17/ 566- 569 رقم 374، والإعلام بوفيات الأعلام 179، ومعرفة القراء الكبار 1/ 385- 387 رقم 322، وعيون التواريخ (المخطوط) 12/ 173 أ،(29/251)
أبو عمر المعافريّ الأندلسيّ، الطلمنكيّ [1] ، المقرئ.
نزيل قُرْطُبة. وأصله من طَلَمَنْكَة.
أوّل سماعه سنة اثنتين وستّين وثلاثمائة.
روى عَنْ: أَبِي عيسى يحيى بْن عَبْد اللَّه الَّلْيثيّ، وأبي بكر الزُّبَيْديّ، وأحمد بْن عَوْن الله، وأبي عَبْد الله بْن مفرج، وأبي محمد الباجيّ، وخَلَف بن محمد الخَوْلانيّ، وأبي الحسن الأنطاكيّ المقرئ.
وحجّ فلقي بمكّة: أبا الطّاهر محمد بن محمد العُجَيْفيّ، وعمر بن عِرَاك المصريّ، وبالمدينة: يحيى بن الحسين المُطَّلبيّ [2] ، وبمصر: أبا بكر محمد بن عليّ الأُدْفُويّ [3] ، وأبا الطّيّب بن غَلْبُون، وأبا بكر المهندس، وأبا القاسم الْجَوْهَريّ، وأبا العلاء بن ماهان، وبدِمْيَاط: محمد بن يحيى بن عمّار، وبإفريقيّة: أبا محمد بن أبي زيد، وأبا جعفر أحمد بن رحمون.
ورجع بعِلمٍ كثير.
روى عنه: أبو عمر بن عبد البَرّ، وأبو محمد بن حزم، وعبد الله سهل الأندلسيّ.
وكان خبرا في علم القرآن، قراءاته، وإعرابه، وناسخه، ومنسوخه،
__________
[ () ] وفهرسة ما رواه عن شيوخه 44، 45، والوافي بالوفيات 8/ 32، 33، والديباج المذهب 1/ 178- 180، وغاية النهاية 1/ 120 رقم 554، والمقفّى للمقريزي (مخطوط) ورقة 128، والنجوم الزاهرة 5/ 28، وطبقات الحفاظ 423، 424، وطبقات المفسّرين للسيوطي 17، 18 رقم 8، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 77- 79، وطبقات المفسّرين للأدنه وي (مخطوط) ورقة 30 ب، وصفة جزيرة الأندلس 128، وشذرات الذهب 3/ 243، 244، وشجرة النور الزكية 1/ 113، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 69 (في ترجمة:
حاتم بن محمد الطرابلسي رقم 385) ، ومعجم طبقات الحفّاظ 60 رقم 959 وفيه: «أحمد بن محمد بن عبد الله بن غالب بن يحيى» ، ومدرسة الحديث في القيروان 2/ 851، 852.
[1] الطّلمنكيّ: بفتح أوله وثانيه، وبعد الميم نون ساكنة، وكاف. مدينة بالأندلس من أعمال الإفرنج اختطّها محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام. (معجم البلدان 4/ 39) بينها وبين وادي الحجارة عشرون ميلا. (الروض المعطار 393) .
[2] المطّلبي: هذه النسبة إلى: المطّلب بن عبد مناف، وهو بضم الميم وتشديد الطاء المهملة وفتحها، وكسر اللام.
[3] الأدفوي: بضم الهمزة والفاء وسكون الدال المهملة.(29/252)
وأحكامه، ومعانيه. صنّف كُتُبًا حِسَانًا نافعةً على مذاهب السّنّة، ظهر فيها عِلْمه، واستبان فهمه. وكان ذا عناية تامّة بالأثر ومعرفة الرّجال، حافظًا للسُّنَن، إمامًا عارفًا بأصول الدّيانات. قديم الطّلب، عالي الإسناد، ذا هَدْيٍ وسُنَّةٍ واستقامة [1] .
قَالَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ: أَخَذَ الْقِرَاءَةَ عَرْضًا عَنْ: أبي الحسن الأنطاكي، وابن غَلْبُون، ومحمد بن الحسين بن النُّعْمَان.
وسمع من محمد بن عليّ الأُدْفُويّ ولم يقرأ عليه.
وكان فاضلًا ضابطًا، شديدًا في السُّنَّة رحمه الله.
قال ابن بَشْكُوَال [2] : كان سيفًا مجرّدًا على أهل الأهواء والبِدَع، قامِعًا لهم، غَيُورًا على الشّريعة، شديدًا في ذات الله. أقرأ النّاس محتسِبًا، وأسمع الحديث، والتزم الإمامة بمسجد مُنْعَة [3] . ثمّ خرج إلى الثَّغْر، فتجوّل فيه. وانتفع النّاس بعلمه، وقصد بلده في آخر عمرو فتُوُفّي بها.
أخبرني أبو القاسم إسماعيل بن عيسى بن محمد بن بقيّ الحجازيّ، عن أبيه قال: خرج إلينا أبو عمر الطَّلَمَنْكيّ يومًا ونحن نقرأ عليه فقال: اقرأوا وأَكْثِرُوا، فإنّي لا أتجاوز هذا العام.
فقلنا له: ولِمَ يرحمك الله؟
فقال: رأيتُ البارحة في منامي مَن يُنشدني:
اغْتَنِمُوا البرَّ بشيخٍ ثَوَى ... تَرْحَمُه السَّوقَةُ والصِّيدُ
قد خَتَمَ العُمْرَ بعيدٍ مضى ... ليس له من بعده عِيدُ
فتُوُفّي في ذلك العام [4] .
وُلِد سنه أربعين وثلاثمائة، وتوفّي في ذي الحجّة [5] .
__________
[1] الصلة 1/ 45.
[2] في الصلة 1/ 45.
[3] في: الصلة: «متعة» (بالتاء) ، ومثله في: تذكرة الحفاظ 3/ 1099، والمثبت يتّفق مع: معرفة القراء الكبار 1/ 347، وسير أعلام النبلاء 17/ 568.
[4] الصلة 1/ 45.
[5] الصلة 1/ 45، وفي: جذوة المقتبس 114: مات بعد العشرين وأربعمائة. وفي: بغية(29/253)
روى عنه جماعة كثيرة. وقد امتُحِن بفَرْط إنكاره. وقام عليه طائفة من المخالفين، وشهدوا عليه بأنّه حَرُورِيّ يرى وضع السَّيف في صالحي المسلمين.
وكانوا خمسة عشر شاهدًا من الفقهاء والنّبهاء، فنصره قاضي سَرَقُسْطَة في سنة خمسٍ وعشرين. وأشهد على نفسه بإسقاط الشُّهود. وهو القاضي محمد بن عبد الله بن فَرْتُون [1] رحمه الله [2] .
292- أحمد بْن محمد بْن إسماعيل [3] .
أبو بَكْر القَيْسيّ المعروف بابن السَّبْتيّ.
حجّ بعد السبعين وثلاثمائة.
وسمع من: أبي محمد بن أبي زيد، والدّاوديّ، وعطيّة بن سعيد.
وسمع بقُرْطُبة من ابن مفرّج القاضي.
وكان زاهدا عالما فاضلًا.
تُوُفّي بسَنْبَتَه وقد شاخ.
293- أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر [4] .
__________
[ () ] الملتمس 151 توفي في ذي الحجة سنة 428 وله تسع وثمانون سنة. وذكر القاضي عياض التاريخين في: (ترتيب المدارك 4/ 750) .
[1] هكذا في الأصل. وفي: تذكرة الحفاظ 3/ 1100 «فربون» ، وفي: سير أعلام النبلاء 17/ 568 «قرنون» .
[2] وقال القاضي عياض: «سمع منه وحدّث عنه الجلّة، وسماعا وإجازة. منهم: حاتم الطرابلسي، وأبو عبد الله بن عتاب، وابن المرابط، وابن فوريش، والموفشي، وأبو عمرو بن الحرار، واتسعت روايته. وتعيّن في علوم الشريعة. وغلب عليه القرآن والحديث، وألف تواليف نافعة كثيرة كبارا ومختصرة، احتسابا. ككتاب «الدليل إلى معرفة الجليل» نحو مائة جزء. وكتابه في «تفسير القرآن» ، نحو هذا. وكتاب «البيان في إعراب القرآن» ، و «فضائل مالك» ، و «رجال الموطّأ» ، وكتاب «الردّ على ابن مسرّة» ، وكتاب «الوصول إلى معرفة الأصول» ، وغير ذلك من تواليفه. قال حاتم [بن محمد الطرابلسي] : كان أبو عمر من أهل الإقامة بالعلم والضبط له، وله علوم ما شاء حسنة.
قال ابن الحصار الخولانيّ: كان من الفضلاء الصالحين، على هدى وسنّة، قديم الطلب والعلم، مقدّما في الفهم مجوّدا للقرآن، حسن اللفظ، فضائله جمّة أكثر من أن تحصى قال أبو معمر عمر المقرئ: وكان خيّرا فاضلا، ضابطا لما روى. قال ابن الحذّاء: وكان فاضلا شديدا في كتاب الله تعالى، سيفا على أهل البدع، سكن قرطبة وأقرأبها، ثم سكن المرية، ثم إلبيرة ثم سرقسطة، ثم عاد إلى بلده طلمنكة مرابطا» . (ترتيب المدارك 4/ 750) .
[3] انظر عن (أحمد بن محمد بن إسماعيل) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 45، 46 رقم 93.
[4] انظر عن (أحمد بن محمد بن أحمد) في: الأنساب 12/ 400.(29/254)
أبو بكر اليَزْديّ [1] الحافظ.
حافظ رحّال، مصنِّف كبير، وهو خال أبي بكر أحمد بن منجويه الحافظ.
روى عن: أبي الشّيخ [2] ، وهو غيره.
سمع منه: أبو عليّ الحدّاد في هذه السّنة [3] .
294- أحمد بن محمد بن عُبَيْد الله بن محمد [4] .
أبو بكر البُسْتيّ، الفقيه الشّافعيّ.
كان من كبار الأئمة بنَيْسابور، ومن أُولي الرئاسة والحشمة.
سمع الكثير، وأملى مدّة عن الدَّارَقُطْنيّ، وطبقته.
روى عنه: مسعود السِّجَزيّ.
وتُوُفّي في ثالث عشر رجب [5] .
295- إسحاق بْن أَبِي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عبد الرحمن [6] .
__________
[1] اليزدي: بفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وسكون الزاي، وفي آخرها الدال المهملة. نسبة إلى يزد مدينة من كور إصطخر فارس بين أصبهان وكرمان. (الأنساب 12/ 399) .
[2] هو: عَبْد اللَّه بْن محمد بْن جعْفَر بْن حيان الأصفهاني، صاحب كتاب: طبقات المحدّثين بأصبهان.
[3] وقال ابن السمعاني: روى عنه أبو بكر أحمد بن علي الخطيب الحافظ. قال خادم العلم «عمر» : لم يترجم له الخطيب في تاريخه.
[4] انظر عن (أحمد بن محمد بن عبيد الله) في:
المنتخب من السياق 93 رقم 201، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 33.
[5] قال عبد الغافر الفارسيّ: «من كبار فقهاء أصحاب الشافعيّ والمدرّسين المناظرين بنيسابور.
وكانت له المروءة الظاهرة والثروة الوافرة. بني لأهل العلم مدرسة على باب داره برأس سكة ووقف عليها جملة من ماله، وهو معروف بأوقاف أبي بكر بشتيان ... سمع الكثير بنيسابور والعراق، وعقد له الإملاء فأملى مدّة في دار السّنّة مدرسة الصبغي بباب الجامع القديم» .
[6] انظر عن (إسحاق بن أبي إسحاق) في:
المنتخب من السياق 157، 158 رقم 351، وطبقات ابن الصلاح (مخطوط) 41 ب، والعبر 3/ 168، وتذكرة الحفاظ 3/ 1100- 1102، وسير أعلام النبلاء 17/ 570- 572 رقم 376، والإعلام بوفيات الأعلام 179، والمعين في طبقات المحدّثين 125 رقم 1391، وعيون التواريخ (المخطوط) 12/ 172 ب، والوافي بالوفيات 8/ 394، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 264، 265، ومرآة الجنان 3/ 52، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 311، وتبصير المنتبه 3/ 1068، وطبقات الحفاظ 244، وكشف الظنون 1059، والأعلام 1/ 293، ومعجم المؤلفين 2/ 228، وتاريخ التراث العربيّ 2/ 297، 298 رقم 4، ومعجم طبقات الحفاظ 63 رقم 960.(29/255)
الحافظ أبو يعقوب السَّرْخَسيّ [1] ، ثمّ الهَرَويّ القرّاب [2] .
الإمام الجليل، محدِّث هَرَاة.
له مصنّفات كثيرة.
ولد سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة. وطلب الحديث فأكثر.
قال أبو النَّضْر الفَامِيّ: حتّى أنّ عدد شيوخه زاد على ألف ومائتي نفس، وله «تاريخ السِّنين» [3] الّذي صنّفّه في وفاة أهل العلم، من زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى سنة وفاته سنة تسعٍ وعشرين. ومنها: «كتاب المُهَج» ، وكتاب «الأُنْس والسَّلْوَة» ، وكتاب «شمائل العُبّاد» [4] .
قال: وكان زاهدًا مُقِلًّا من الدّنيا.
قلت: سمع: العبّاس بن الفضل النّضرويي، وجدّه محمد بن عمر بن حَفْصُوَيْه، وأبا الفضل محمد بن عبد الله السّيّاريّ [5] ، وعبد الله بن أحمد بن حَمُّوَيْه السَّرْخَسِيّ، وزاهر بن أحمد الفقيه، وأحمد بن عبد الله النُّعَيْميّ، والخليل بن أحمد القاضي، وأبا الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن حمزة، والحسين بن أحمد الشّمَّاخِيّ [6] الصّفّار، وأبا منصور محمد بن عبد الله البزّاز، وهذه الطّبقة فمن بعدهم، حتّى كتب عمّن هو أصغر منه.
وحدَّث عن: الحافظ أبي عليّ الحسن بن عليّ الوخشيّ وهو من أصحابه.
__________
[1] السّرخسيّ: هذه النسبة إلى بلدة قديمة من بلاد خراسان يقال لها: سرخس، وسرخس، وهو اسم رجل من الذّعار في زمن كيكاوس، سكن هذا الموضع وعمره وأتمّ بناءه، ومدينته ذو القرنين. (الأنساب 7/ 69) .
[2] القرّاب: بفتح القاف وتشديد الراء وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة. هذه النسبة لمن يعمل القرّابة، وهي آنية زجاجيّة. (الأنساب 10/ 80، 81) .
[3] في الأصل: «تاريخ السنن» ، والتصويب من المصادر.
[4] وله أيضا: «فضائل الرمي في سبيل الله» ، وهو يتضمّن أحاديث حول رمي القوس. منه نسخة في مكتبة كوبريلي باستنبول، رقمها 384 (الأوراق 1/ 10) من القرن السابع الهجريّ، ونسخة في جامعة ميتشجان، بالولايات، المتحدة الأمريكية، رقمها 479، كتبت سنة 600 هـ. وقد طبع مع ترجمة إنكليزية أعدّها فضل الرحمن بافي. (انظر: تاريخ التراث العربيّ 2/ 298) .
[5] السّيّاريّ: بفتح السين المهملة وتشديد الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها راء مهملة. هذه النسبة إلى الأجداد. (الأنساب 7/ 212) .
[6] الشّماخي: بفتح الشين المعجمة، والميم، وفي آخرها الخاء المعجمة. هذه النسبة إلى «الشمّاخ» وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه. (الأنساب 7/ 380) .(29/256)
روى عنه: شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري، وأبو الفضل أحمد بن أبي عاصم الصَّيْدلانيّ، والحسين بن محمد بن مَتّ، والهَرَويّون.
وقد احتجّ به شيخ الإسلام في الجرْح والتَّعديل [1] .
296- إسماعيل بن عمرو الحدّاد المقرئ ابن إسماعيل بن راشد [2] .
أبو محمد المصريّ.
رجلٌ صالح جليل القدر.
روى عن: الحسن بن رشيق، وأحمد بن محمد بن سلمة الخياش، والعباس بن أحمد الهاشمي.
روى عنه: القاضي أبو الحسن الخلعي، والمصريون، وسعد الزنجاني.
توفي في صفر.
وقد قرأ بالرّوايات وأقراها.
أخذ عن: أبي محمد غزوان بن القاسم المازنيّ، وأبي عديّ عبد العزيز ابن عليّ الإمام، وقُسَيْم [3] بن مُطَيّر، وحمدان بن عَوْن الخَوْلانيّ، وغيرهم.
قرأ عليه أبو القاسم الهُذَليّ، وجماعة.
عُمِّر دهرًا.
297- إسماعيل بن محمد بن مؤمن [4] .
أبو القاسم الحَضْرميّ الإشبيليّ.
حجّ [5] وقرأ بمصر على: طاهر بن غَلْبُون.
وسمع من: أبي الحسن القابسيّ.
__________
[1] قال عبد الغافر الفارسيّ: «كتب الكثير وجمع وسافر وصنّف الأبواب والتواريخ، قدم نيسابور واجتازها ورجع إلى بلدته» . (المنتخب) .
[2] انظر عن (إسماعيل بن عمرو) في:
معرفة القراء الكبار 1/ 385 رقم 321، وتذكرة الحفاظ 3/ 1100، وغاية النهاية 1/ 167 رقم 775، وحسن المحاضرة 1/ 493.
[3] في الأصل: «يحيى» ، والتصحيح من مصادر الترجمة.
[4] انظر عن (إسماعيل بن محمد) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 103، 104 رقم 238.
[5] في سنة 373 هـ.(29/257)
وكان مُتفنّنًا في العلوم جامعًا لها.
تُوُفّي في صَفَر، وقد نَيّف على السّبعين.
- حرف الحاء-
298- حَجّاج بن محمد بن عبد الله [1] .
أبو الوليد اللَّخْميّ، الأسيليّ [2] .
رحل وسمع من: أبي الحسن القابِسيّ الدّاوديّ.
وكان معتنيا بالعلم [3] .
ذكره أبو محمد بن خَزْرَج.
299- حجّاج بن يوسف [4] .
أبو محمد اللّخْميّ الإشبيليّ، ويُعرف بابن الزّاهد.
سمع من: أبي محمد الباجِيّ، وأبي بكر بن السّليم القاضي، وابن القُوطِيّة، وجماعة قدماء.
وكان مقدَّمًا في العلم والفَهْم والشِّعْر.
تُوُفّي عن نحو ثمانين سنة.
300- الحَسَن بْن أحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن حمديه [5] .
أبو عليّ البغداديّ. أخو عبد الله.
حدَّث بمجلسٍ واحدٍ عن أبي بكر الشّافعيّ.
قال الخطيب: لم أسمع منه، وكان صدوقًا.
مات في رمضان.
301- الحسن بن عليّ بن الصّقر [6] .
__________
[1] انظر عن (حجّاج بن محمد) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 152 رقم 342 وفيه «عبد الملك» بدل «عبد الله» .
[2] هكذا في الأصل، وفي (الصلة) : «المرليشبيّ» ، والله أعلم بالصواب.
[3] وزاد: «والبحث عن رواياته، واكتساب كتبه» .
[4] انظر عن (حجّاج بن يوسف) في الصلة لابن بشكوال 1/ 152 رقم 341.
[5] انظر عن (الحسن بن أحمد) في: تاريخ بغداد 7/ 280 رقم 3774.
[6] انظر عن (الحسن بن علي) في:(29/258)
أبو محمد البغداديّ، المقرئ، الكاتب.
كان كثير التّلاوة، عالي الإسناد.
قرأ لأبي عَمْرو على زيد بن أبي بلال الكوفيّ، وهو آخر من تلا عليه.
تلا عليه القرآن: عبد السيد بن عتاب، وأبو البركات محمد بن عبد الله بن يحيى الوكيل، وثابت بن بُنْدَار، وأبو الخطّاب عليّ بن عبد الرحمن بن الجرّاح، وأبو الفضل بن خَيْرُون، وغيرهم.
وكان رئيسًا جليلًا مُعمَّرًا.
وُلِد سنة خمسٍ وثلاثين وثلاثمائة. وكان يمكنه السّماع من إسماعيل الصّفّار، وطبقته.
تُوُفّي ثالث عشر جُمَادى الأولى رحمه الله تعالى.
302- الحسين بن أحمد بن سَلَمَة [1] .
القاضي أبو عبد الله الرَّبَعيّ الدّمشقيّ. الفقيه المالكيّ.
قاضي ديار بكر.
سمع من: يوسف المَيَانَجِيّ، وأبي حفص بن الزّيّات، والقاضي أبي بكر الأبْهَريّ، ومحمد بن المظفّر، وجماعة.
روى عنه: عبد العزيز الكتّانيّ، وعمرو بن أحمد الآمِديّ، وأبو القاسم بن أبي العلاء، وآخرون.
حدَّث في هذا العام بصور [2] .
__________
[ () ] تاريخ بغداد 6/ 390 رقم 3926، وتذكرة الحفاظ 3/ 1100، ومعرفة القراء الكبار 1/ 394 رقم 332، وغاية النهاية 1/ 224 رقم 1016، والنجوم الزاهرة 5/ 28.
[1] انظر عن (الحسين بن أحمد) في:
تاريخ الفارقيّ 127، 146، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 10/ 394، ومختصر تاريخ دمشق 7/ 81، 89 رقم 75، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 284، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 135 رقم 469.
[2] قال الفارقيّ: توفي سنة 429، وقيل 428 هـ. وكان إليه قضاء ميّافارقين وآمد يحكم في كل بلد شهرا واحدا ويعود إلى الآخر، وكان له قرار مليح، وذلك أنه كان يخرج من ميّافارقين ليلة الرابع عشرة من الشهر عند كمال القمر، ويخرج كل الشهود [في المطبوع: الشهور (بالراء) وهو غلط] من ميّافارقين والمغنّين ومعهم كل ما يحتاج إليه من المأكول والشمع والطيب وغيره. فيصل إلى القاسمية في وسط الطريق، فيصادف قد خرج عدول آمد بأسرهم ومعهم(29/259)
303- الحسين بن أحمد بن عبد الله [1] .
الإمام أبو عبد الله بن الحربيّ [2] المقرئ.
قرأ على: عمر بن محمد بن عبد الصّمد، والحسن بن عثمان البُرْزَاطيّ [3] ، وأبي العبّاس عبد الله بن محمد أصحاب ابن مجاهد.
تلا عليه عبد السّيّد بن عتّاب [4] .
وقد حدَّث عن النّجّاد.
روى عنه: أبو الفضل بن خَيْرُون، ومحمد بن محمد المُسْلِمَة.
وكان ظاهر الصّلاح.
قال لنا ابن البنّاء: كان من أولياء الله، يُقرئ النّاس ويُلقي عليهم ما ينفعهم من الفقه والأحاديث، وله كرامات كثيرة.
مات في جُمَادى الأولى.
304- الحسين بن ميمون بن حسنون [5] .
__________
[ () ] المغنّون وما يحتاجون إليه، فيجتمعون ليلتهم في أطيب عيش إلى عدوة، ثم يسير مع عدول آمد، ويرجع الفارقيّون، ويبقى في آمد إلى مثل هذا الوقت، ويخرج من آمد ومعه جميع مقدّمي آمد ومعهم ما يحتاجون إليه، فيصادفون الفارقية قد خرجوا إلى القاسمية، فيجتمعون ليلتهم في أطيب عيش إلى غدوة، ثم يعود أهل آمد ويسير مع الفاروقية. وكان هذا قانونه في مدّة ولايته قضاء البلدين. (تاريخ الفارقيّ 127) .
[1] انظر عن (الحسين بن أحمد) في:
غاية النهاية 1/ 238 رقم 1086.
[2] الحربي: بفتح الحاء وسكون الراء المهملتين وفي آخرها الباء المعجمة بواحدة. هذه النسبة إلى محلة، وإلى رجل. فأما النسبة إلى المحلّة فهي الحربية، محلّة معروفة بغربي بغداد، بها جامع وسوق. قال ابن السمعاني: وسمعت أبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ببغداد يقول: إذا جاوزت جامع المنصور فجميع المحالّ يقال لها الحربية مثل النصرية والشارسوك ودار البطيخ والعتابيين، وغيرها، قال: كلها من الحربية. (الأنساب 4/ 99) .
[3] هكذا في الأصل. وفي (غاية النهاية) : «البرصاطي» .
قال خادم العلم «عمر» : إنهما لا يبعدان.
و «البرزاطيّ» : بضم الباء الموحّدة وسكون الرّاء وفتح الزاي بعدها الألف وفي آخرها الطاء المهملة، هذه النسبة إلى برزاط. قال ابن السمعاني: وظنّي بها من قرى بغداد. (الأنساب 2/ 146) . وانظر: معجم البلدان 1/ 381.
[4] في سنة 421 هـ.
[5] لم أقف على مصدر ترجمته.(29/260)
أبو عليّ المصريّ.
رجل صالح، ورّخه الحبّال.
- حرف الخاء-
305- خَلَف، مولى جعفر الفتى [1] .
المقرئ أبو سعيد [2] : مولى بني أُمية الأندلسيّ.
حجّ وسمع من: أبي بكر الأدفُويّ، وأبي القاسم الْجَوْهَريّ، وأبي محمد بن أبي زيد، وأبي القاسم عُبَيْد الله السَّقَطيّ.
قال الخَوْلانيّ: كان نبيلًا من أهل القرآن والعلم، مائلًا إلى الزّهد والانقباض.
روى عنه: أبو عبد الله بن عتّاب وأثنى عليه.
قال أبو عَمْرو الدَّانيّ: تُوُفّي في ربيع الآخر. وقرأ القرآن على: أبي أحمد السّامرّيّ، والأُدْفُويّ.
حدَّث بقُرْطُبة، وغيرها [3] .
- حرف السين-
306- سعيد بن إدريس [4] .
أبو عثمان السُّلَميّ الإشبيليّ، المقرئ.
رحل وحجّ، ولقي بمصر أبا الطّيّب بن غَلْبُون، وكانت له عنده حظوة ومنزلة. وسمع تصانيفه.
__________
[1] انظر عن (خلف مولى جعفر الفتى) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 166 رقم 373.
[2] في (الصلة) كنيته: «أبو القاسم» .
[3] وقال ابن بشكوال: أقام بالمشرق سبعة عشر عاما، وحجّ ثلاث حجج، وقرأ القرآن بمصر على أبي الطيب بن غلبون المقرئ، ودخل بغداد، والبصرة، والكوفة. قرأت خبره كلّه بخط أبي بكر المصحفي، وذكر أنه لقيه بطلبيرة وقال: كان رجلا صالحا متبتّلا، دائم الصيام دهره، عابدا، وكان يسكن المسجد ويقرأ عليه، ويحاول عجن خبزه وقوته بيده. وكان قصيرا مفرط القصر، وكان فقيها يقظا. وذكر أنه أخذ عنه سنة ثمان وأربعمائة.
[4] انظر عن (سعيد بن إدريس) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 220 رقم 499، وغاية النهاية 1/ 304 رقم 1337.(29/261)
ولقي أبا بكر الأُدْفُويّ، وأخذ عنه.
وسمع من عبد العزيز بن عبد الله الشُّعَيْريّ كتاب «الوقف والابتداء» بسماعه من ابن الأنباريّ.
ورجع إلى الأندلس، وقد برع في علم القراءات.
وكان حَسَنَ الحِفْظ، مجوِّدًا، فصيحًا، طيّب الصّوت، معدوم المِثْل. وكان إمامًا للمؤيّد باللَّه هشام بن الحَكَم بقُرْطُبة. فلمّا وقعت الفتنة خرج إلى إشبيليّة فسكنها، وبها تُوُفّي وله سبعٌ وثمانون سنة.
ورّخه أبو عَمْرو الدَّانيّ، وترجمه الخَوْلانيّ.
وقال أبو محمد بن خَزْرج: تُوُفّي في ذي الحجّة سنة ثمانٍ وعشرين، وقد كمّل الثمانين.
307- سعيد بن عبد الله بن دُحَيْم [1] .
أبو عثمان الأزْديّ القُرَيْشيّ النَّحْويّ نزيل إشبيليّة.
كان إمامًا في معرفة «كتاب سيبويه» ، بارعا في اللّغة والشّعر، إخباريّا.
أخذ عن: أبي نصر هارون بن موسى، ومحمد بن عاصم، ومحمد بن خطّاب.
ذكره ابن خَزْرَج.
308- سفيان بن الحسين [2] .
أبو العزّ الغيسقانيّ [3] الهرويّ.
روى عن: بِشْر بن محمد المُزَنيّ.
روى عنه: الحسين بن محمد الكُتُبيّ، وأبي بكر القبّاب.
سمع منه: عليّ بن أحمد بن مهران، وابن مادُوَيْه.
من بيت العدالة والصّلاح بإصبهان.
__________
[1] انظر عن (سعيد بن عبد الله) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 220، 221 رقم 501.
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] لم أقف على هذه النسبة في كتب الأنساب والبلدان.(29/262)
- حرف الصّاد-
309- صلة بن المؤمّل بن خَلَف [1] .
أَبُو القاسم البغداديّ، نزيل مصر.
رَوَى عَنْ: القَطِيعيّ، وأبي محمد بن ماسي، ونحوهما.
وحدَّث بالكثير.
روى عنه: ابن أبي الصّقر الأنباريّ [2] .
- حرف الظّاء-
310- ظَفْرُ بن مُظَفَّر [3] بن عبد الله بن كِتنّة [4] .
الفقيه أبو الحسين الحلبيّ الشافعيّ.
سمع: عبد الرحمن بن عمر بن نصر، وعبيد الله بن الورّاق.
روى عنه: السّمّان، وعبد العزيز الكتّانيّ، ومحمد بن أحمد بن أبي الصَّقْر الأنباريّ.
مات رحمه الله في الكُهُولة [5] .
- حرف العين-
311- عبد الله بن رضا بن خالد بن عبد الله بن رِضا [6] .
أبو محمد اليابُرِيّ [7] المغربيّ، من رهْط الأخطل [8] الشّاعر.
__________
[1] انظر عن (صلة بن المؤمّل) في: تاريخ بغداد 9/ 337 رقم 4883.
[2] وقال الخطيب: ذكر لي أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصَّقْر الإمام بالأنبار أنه كتب عنه بمصر في سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة، وكان صدوقا.
[3] انظر عن (ظفر بن مظفّر) في:
مختصر تاريخ دمشق 1/ 233 رقم 129، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 121، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 52، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 423، 424 رقم 379.
[4] في: تهذيب تاريخ دمشق: «كتبه» وهو تصحيف.
[5] وذكر أبو بكر الحداد أنه كان فقيها شافعيا ثقة. (التهذيب 7/ 121) .
[6] انظر عن (عبد الله بن رضا) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 267 رقم 589.
[7] اليابري: بياء مثناة من تحتها، والباء الموحّدة المضمومة، وراء مهملة. نسبة إلى: يابرة، بلد في غربي الأندلس، (معجم البلدان 5/ 424) .
وقد وقع في (الصلة) : «يابره» (بياءين) وهو تصحيف.
[8] وقع في المطبوع من (الصلة) : «الأخطال» .(29/263)
كان بارعًا في الأدب والبلاغة والنَّظْم والإنشاء، له ذِكْر وتُوُفّي بإشبيليّة في ذي الحجّة عن بضعٍ وسبعين سنة [1] .
312- عبد الله بن علي بن محمد بن عبد الله بن بِشْران [2] .
البغداديّ الشّاهد.
أبو محمد بن الشّيخ أبي الحسين.
سمع: أبا بكر القَطِيعيّ، وابن ماسيّ، وجماعة.
قال الخطيب: كان سماعه صحيحًا.
وتُوُفّي في شوّال [3] .
313- عبد الرحمن بن أحمد بن أشجّ [4] .
أبو زيد القرطبيّ.
روى عن: أحمد بن عبد الله بن العَنان، وأبي جعفر بن عَوْن الله، وابن مُفَرِّج القاضي.
قال ابن حيّان: كان من أهل العدالة والمروءة، وكان قليل العلم.
تُوُفّي في رجب هو والقاضي يونس في يوم.
314- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن عبد الرحمن بن سعيد بن خالد ابن حُمَيْد بن أبي العجائز [5] .
الأزْديّ الدّمشقيّ، المعدّل.
سمع من: أبيه، وأبي بكر المَيَانِجِيّ، والرَّبَعيّ.
روى عنه: ابنه عبد الله، وأبو سعْد السّمّان، وعبد العزيز الكتّانيّ.
وقال: مات في محرّم.
__________
[1] مولده سنة 354 هـ.
[2] انظر عن (عبد الله بن علي) في:
تاريخ بغداد 10/ 14 رقم 5130.
[3] وكان مولده سنة 355 هـ.
[4] انظر عن (عبد الرحمن بن أحمد) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 238 رقم 700.
[5] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الله) في:
مختصر تاريخ دمشق 14/ 291 رقم 202.(29/264)
315- عبد القاهر بن طاهر [1] .
الأستاذ أبو منصور البغداديّ.
مات بإسْفَرايين، وكان أحد الفُقهاء.
سمع: أبا عَمْرو بن نُجَيْد، وأبا عَمْرو محمد بن جعفر بن مطر.
روى عنه: أبو بكر البَيْهَقيّ، وعبد الغفّار بن محمد بن شِيرُوَيْه، وأبو القاسم عبد الكريم القُشَيريّ.
وكان أبو منصور تلميذ الأستاذ أبي إسحاق الإسْفَرائينيّ. وكان يدرّس في سبعة عشر فنًّا، وكان محتشمًا متموِّلًا. صنّف كتاب «التَّكملة» في الحساب.
وقال أبو عثمان شيخ الإسلام الصّابونيّ: كان الأستاذ أبو منصور من أئمّة الأصول، وصدور الإسلام، بإجماع أهل الفضل والتّحصيل. بديع التّرتيب، غريب التّأليف والتّهذيب. تراهُ الْجِلَّةُ صدْرًا مقدَّمًا، ويدعوه الأئمّة إمامًا مُضَخَّمًا.
ومن خراب نَيْسابور أنِ اضطُّرَّ مثلُه إلى مفارقتها [2] .
وقيل: إنّه لمّا حصَل بإسْفَرايين ابتهجوا بمَقْدِمِهِ إلى الغاية، ودُفِنَ إلى جانب الأستاذ أبي إسحاق [3] .
وقد أفردتُ له ترجمةً، ووقع لي من عواليه [4] .
__________
[1] انظر مصادر ترجمة (عبد القاهر بن طاهر) في ترجمته المختصرة التي تقدّمت برقم (229) في وفيات سنة 427 هـ. من هذا الجزء.
[2] تبيين كذب المفتري 253.
[3] تبيين كذب المفتري 253.
[4] وقال ابن عساكر: حدّثني الشيخ أبو بكر يحيى بن إبراهيم بن أحمد بن محمد السلماسي، عن أبيه القاضي أبي طاهر قال: قال أبو علي الحسن بن نصر بن كاكا المرندي الفقيه في ذكر أبي عثمان الصابوني أنه ذكر أبا منصور المتكلّم. قال أبو علي: وكنت قد أهملت ذكر اسمه ونسبه اعتمادا على شهرته، فقال لي أبو عثمان: قيّد ذكره بإثبات اسمه، وأزل الشبهة عن فضله، وأثبت فوق الكنية «عبد القاهر بن طاهر» ، لئلّا يظنّ أنك أردت أبا منصور الآخر، فكأنه أشار إلى خلاف في الاعتقاد كان بينهما، ومهما نفيت الاحتمال والشركة ورفعت الظنّ والشبهة بأن إني أردت ببياني أبا منصور البغدادي.
وقال: كتب إليّ الشيخ أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل النيسابورىّ قال في: «ذيل تاريخ نيسابور» : عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي أبو منصور الأستاذ الإمام الكامل ذو الفنون الفقيه الأصولي الأديب الشاعر النحويّ، الماهر في علم الحساب، العارف بالعروض، ورد بنيسابور مع أبيه أبي عبد الله طاهر وكان ذا مال وثروة ومروءة، وتفقّه على أهل العلم والحديث،(29/265)
- عبد الملك بن محمد [1] .
أبو منصور الثّعالبيّ.
الأصحّ موته في سنة ثلاثين.
316- عبد الملك بن سليمان بن عمر بن عبد العزيز [2] .
أبو الوليد الإشبيليّ ابن القُوطِيّة.
كان متصرِّفًا في الفقه والحساب والآداب، بارعًا في عقْد الوثائق، راويةً للأخبار.
روى عن: أبي بكر بن السّليم القاضي. وأبان بن السّرّاج، وجماعة.
وأوّل ما سمع سنة ستّ وخمسين وثلاثمائة.
317- عليّ بن الحسن [3] .
الأديب أبو طاهر بن الحَمَاميّ [4] الشّاعر.
خَدَم بني بُوَيْه، وترسّل إلى الأطراف.
روى عنه: القاضي أبو تمام الواسطيّ، والحسين بن الصّابيء.
__________
[ () ] وابنه أنفق ماله على أهل العلم حتى افتقر. صنّف في العلوم، وأربي على أقرانه في الفنون، ودرس في سبعة عشر نوعا من العلوم، وكان درس على الأستاذ أبي إسحاق الأسفرايني وأقعده بعده في مسجد عقيل للإملاء مكانه، وأملى سنين. واختلف إليه الأئمّة، فقرءوا عليه، مثل الإمام ناصر المروزي، وأبي القاسم القشيري، وغيرهما ... أنشدنا الشيخ أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الفاضلي بنوقان قال: أنشدنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد المديني المؤذّن بنيسابور، قال: أنشدنا الأستاذ الإمام أبو منصور البغدادي لنفسه:
يا من عدا ثم اعتدى ثم اقترف ثم انتهى ثم ارعوى ثم اعترف أبشر بقول الله في آياته (إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف) (تبيين كذب المفتري 253 و 254) .
[1] انظر ترجمة (عبد الملك بن محمد الثعالبي) ومصادرها في وفيات سنة 430 هـ. برقم (349) .
[2] انظر عن (عبد الملك بن سليمان) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 359 رقم 770.
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
[4] الحمامي: بتخفيف الميم. هذه النسبة إلى شيئين، أحدهما إلى الحمام التي هي الطيور واقتنائها، وببغداد جماعة يقال لهم أصحاب الحمام التي يطيّرونها ويرسلونها إلى البلاد.
(الأنساب 4/ 208) .(29/266)
- حرف الميم-
318- محمد بْن أَحْمَد بْن محمد بن إسحاق [1] .
أبو الفضل الدَّنْدَانْقانيّ [2] ، الفقيه المعروف بالزّاهريّ. وهي نسبة إلى زاهر ابن أحمد السَّرْخَسِيّ [3] ، لكونه رحلَ إليه، وتفقَّه عليه.
روى عنه، وعن: أحمد بن سعيد ... [4] ، وأبي القاسم بن حبيب المفسِّر، وغيرهم.
روى عنه: ابنه إسماعيل، وأبو حامد أحمد بن محمد الشّجاعيّ، ومحمد ابن أحمد الطَّبَسيّ [5] .
وتُوُفّي بقريته عن نَيِّفٍ وتسعين سنة.
319- محمد بن سعيد بن محمد بن نَبَات [6] .
أبو عبد الله الأُمويّ القُرْطُبيّ.
روى عن: أبي عيسى اللَّيْثيّ، وأبي جعفر بن عَوْن الله، وأبي الحسن الأنطاكي المقرئ.
وكان ثقة صالحا، معتنيا بالعلم، جيد المشاركة، من أهل السّنّة [7] .
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] في الأصل: «الدنداتفاني» ، والتصويب من (الأنساب 5/ 344) وفيه:
«الدّندانقانيّ» بفتح الدّالين المهملتين، بينهما النون، ونون أخرى بعد الألف وبعدها القاف وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى الدندانقان، وهي بليدة على عشرة فراسخ من مرو في الرمل.
[3] انظر: الأنساب 7/ 69.
[4] في الأصل بياض، ولم تسعفني المصادر لأسوّده.
[5] الطّبسيّ: بفتح الطاء المهملة، والباء المنقوطة بواحدة، والسين المهملة. هذه النسبة إلى «طبس» وهي بلدة في برّيّة، إذا خرجت منها إلى أيّ صوب منها سلكت وقصدت لا بدّ من ركوب البرّيّة، وهي بين نيسابور وأصبهان وكرمان. (الأنساب 8/ 209) ومنها: محمد بن أحمد الطبسي المذكور، وهو أيضا كتب عن: أبي القاسم بن حبيب المفسّر. وكانت وفاته في حدود سنة 480 هـ.
[6] انظر عن (محمد بن سعيد) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 519، 520 رقم 1136.
[7] قال ابن بشكوال: «وكان معتنيا بالآثار، جامعا للسنن، ثقة في روايته، ضابطا لكتبه، وكان شيخا فاضلا، صالحا ديّنا ورعا، منقبضا عن الناس، مقبلا على ما يعنيه. وذكره أبو عمر ابن مهدي المقرئ في كتاب رجاله الذين لقيهم فقال: كان رجلا صالحا مسنّا، كثير الرواية، ثقة فيما نقله، ضابطا له، يؤدّب بالقرآن، وكانت عنايته بنقل العلم عظيمة. ونسخ أكثر روايته بخطه.
وذكره الخولانيّ وقال: كان شيخا صالحا من أهل العناية بالعلم، حافظا للحديث مع الفهم،(29/267)
توفي في المحرم عن ثلاثٍ وتسعين سنة، رحمه الله.
320- محمد بن سعيد الخطّابيّ الهَرَويّ [1] .
عاش نَيِّفًا وتسعين سنة.
كنيته: أبو عبد الله.
روى عن: حامد الرّفّاء.
روى عنه: أبو عبد الله العُمَيْريّ، وأهل هَرَاة.
321- محمد بن عليّ بن محمد [2] .
أبو بكر السَّقَطيّ.
سمع: أبا بكر القَطِيعيّ، وغيره.
روى عنه: الخطيب. وصدَّقه.
تُوُفّي في ذي الحجّة [3] .
322- محمد بن عمر بن محمد القاضي [4] .
أبو بكر بن الأخضر الدّاوديّ الفقيه.
بغداديّ ثقة، إمام.
سمع: أبا الحسن بن لؤلؤ، وأبا الحسين بن المظفَّر، وجماعة.
وثّقه الخطيب وروى عنه.
عاش ستًّا وسبعين سنة [5] .
__________
[ () ] قديم الطلب، متكرّرا على الشيوخ وسمع منهم، وكتب عنهم محتسبا متسنّنا مجانبا لأهل البدع والأهواء. سيفا مجرّدا عليهم. كتب بخطه علما كثيرا ما علمت أحدا ممن أدركنا بلغ مبلغه في فنون العلم وضروبه» .
[1] لم أقف على مصدر ترجمته. و «الخطّابي» بفتح الخاء المنقوطة وتشديد الطاء المهملة وكسر الباء الموحّدة. نسبة إلى عمر بن الخطّاب رضي الله عنه. (الأنساب 5/ 144) .
[2] انظر عن (محمد بن علي بن محمد) في:
تاريخ بغداد 3/ 95 رقم 1093.
[3] وكان مولده سنة 357 هـ.
[4] انظر عن (محمد بن عمر) في:
تاريخ بغداد 3/ 38 رقم 972، والمنتظم 8/ 99 رقم 119 (15/ 266 رقم 3213) .
[5] وكان مولده سنة 353 هـ.(29/268)
323- محمد بن محمد بن محمد [1] .
أبو الموفَّق النَّيْسَابوري.
محدِّث رحّال.
سمع ببغداد أبا الحسين بن الجنديّ [2] ، وبدمشق عبد الوهّاب الكِلابيّ، وبمصر الحافظ عبد الغنيّ.
روى عنه: عبد العزيز الكتّانيّ، وأبو القاسم بن الفرّات، والخطيب [3] .
324- محمد بن يوسف بْن محمد [4] .
أبو عَبْد الله [5] الأُمويّ القُرْطُبيّ النّجّاد.
خال الحافظ أبي عَمْرو الدَّانيّ.
أخذ القراءة عَرْضًا عن: أبي أحمد السّامريّ بمصر، وأبي الحسن الأنطاكيّ بقُرْطُبة.
وكان صدوقًا، متقنًا، عارفًا بالقراءات والعربيّة والحساب. أقرأ النّاسَ بقُرْطُبة، ثمّ استوطن الثَّغْر، وأقرأ الناسَ به دهرا [6] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن محمد بن محمد) في:
معجم الشيوخ لابن جميع (بتحقيقنا) 27 رقم 19، وتاريخ بغداد 3/ 233 رقم 1305، والمقفّى للمقريزي (المخطوط) 4/ 81، ومختصر تاريخ دمشق 23/ 196 رقم 238.
[2] هكذا في الأصل دون تحريك أو ضبط. ويشكل فيها بين: «الجندي» بفتح الجيم وسكون النون، و «الجندي» بفتح الجيم والنون معا، وفي آخرها الدال المهملة. والأولى: بلد يقال لها: الجند، من حدود الترك على طرف سيحون. والأخرى: بلدة من بلاد اليمن مشهورة.
(انظر: الأنساب 3/ 319 و 320) .
[3] وقال الخطيب: قدم بغداد بعد سنة تسعين وثلاثمائة، فكتب عنه جماعة من شيوخها ... ، ورجع إلى بغداد فأقام، بها مدّة وحدّث، وعلّقت عنه شيئا يسيرا، وخرج من بغداد إلى نيسابور في سنة إحدى وعشرين وأربعمائة. وحدّثني أبو القاسم الأزهري عنه أنه لما قدم بغداد في الابتداء ادّعى أنه هاشمي النسب، فطلبه النقيب فهرب خوفا منه، ولم يعد إلى البلد إلّا بعد سنين كثيرة. (تاريخ بغداد 3/ 233) .
[4] انظر عن (محمد بن يوسف) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 520، 521 رقم 1137، ومعرفة القراء الكبار 1/ 388، و 389 رقم 325، وغاية النهاية 2/ 287 رقم 3560.
[5] في: غاية النهاية: «أبو الفرج» .
[6] الصلة 2/ 521.(29/269)
وتُوُفّي في ذي القعدة وقد قارب الثّمانين [1] .
- حرف النّون-
325- نصر بن شعيب [2] .
أبو الفتح الدِّمياطيّ.
قدِم الأندلس تاجرًا [3] ، وكانت له رواية واسعة عن جماعة [4] .
روى عن أبي بكر الأُدْفُويّ كثيرًا.
وكان مجوّدًا للقرآن، عارفًا للعربية.
قدم الأندلس في هذا العالم [5] .
- حرف الياء-
326- يونس بن عبد الله بن محمد بن مغيث بن محمد بن عبد الله [6] .
قاضي القضاة بقرطبة أبو الوليد بن الصفار، شيخ الأندلس في عصره ومسندها وعالمها.
ولد سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة.
وحدث عن: أبي بكر محمد بن معاوية القرشيّ صاحب النّسائيّ، وأبي
__________
[1] وكان مولده بعد سنة 350 هـ. بيسير.
[2] انظر عن (نصر بن شعيب) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 639 رقم 1400.
[3] في سنة 429 هـ.
[4] من المصريين، والحجازيين، والشاميّين.
[5] وكان مولده سنة 353 هـ.
[6] انظر عن (يونس بن عبد الله) في:
جذوة المقتبس للحميدي 384، 385، رقم 910، وترتيب المدارك 4/ 739- 741، ومطمح الأنفس 59، 60، والصلة لابن بشكوال 2/ 684- 686 رقم 1512، وتاريخ قضاة الأندلس 95، 96، وبغية الملتمس للضبّي 512، 513، ووفيات الأعيان 5/ 275، والعبر 3/ 169، والمعين في طبقات المحدّثين 126 رقم 1393، والإعلام بوفيات الأعلام 179، وسير أعلام النبلاء 17/ 569، 570 رقم 375، ودول الإسلام 1/ 255، وتذكرة الحفاظ 3/ 1100، ومرآة الجنان 3/ 52، والديباج المذهب 2/ 374- 376، والمغرب في حلي المغرب 1/ 159، والوفيات لابن قنفذ 238، وكشف الظنون 495، 1707، وشذرات الذهب 3/ 244، وإيضاح المكنون 1/ 285- 287، وهدية العارفين 2/ 572، وشجرة النور الزكية 1/ 133، ومدرسة الحديث في القيروان 2/ 845، ومعجم المؤلّفين 13/ 348، 349.(29/270)
عيسى اللّيْثيّ، وإسماعيل بن بدر، وأحمد بن ثابت التَّغْلبيّ، وتميم بن محمد القروي، والقاضي محمد بن إسحاق بن السليم.
وتفقه مع القاضي أبي بكر بن زرب، وجمع مسائله.
وروى أيضا عن: أبي بكر بن القُوطِيّة، واحمد بن خالد [التّاجر] [1] ، ويحيي بن مجاهد، وأبي جعفر بن عون الله، وابن م [جلس الكبير] [2] ، وأبي زكريا بن عائذ، والزبيدي، وأبي الحسن عبد الرحمن بن أحمد بن بقي، وأبي محمد عبد المؤمن، وأبي عبد الله بن أبي دليم.
وسمع منهم وأكثر عنهم، وقد أجاز له من المشرق: الحسن بن رشيق، وأبو الحسن الدارقطني [3] .
وولي أولا قضاء بطليوس، ثم صرف.
وولي خطابة مدينة الزهراء [4] .
ثم ولي القضاء والخطبة بقرطبة مع الوزارة. ثم صرف عن جميع ذلك ولزِم بيته.
ثمّ ولي قضاء الجماعة والخطبة سنة تسع عشرة وأربعمائة [5] ، فبقي قاضيا إلى أن مات [6] .
قال صاحبه أبو عمر بن مهديّ: كان من أهل العلم بالحديث والفقه، كثير الرّواية، وافر الحظّ من العربيّة واللّغة، قائلًا للشِّعر النَّفيس، بليغًا في خُطَبه، كثير الخشوع فيها، لا يتمالك من سمعه عن البكاء، مع الزُّهد والفضل والقنوع باليسير. ما لقيت في شيوخنا مَن يُضاهيه في جميع أحواله.
كنتُ إذا ذاكَرْتُهُ شيئًا من أمر الآخرة يصفرُّ وجهه ويدافع البكاء، وربّما غلبه. وكان الدَّمْع قد أثّر في عينيه وغيّرها لكثرة بكائه. وكان النّور باديا على
__________
[1] في الأصل بياض، والمستدرك من: الصلة 2/ 684.
[2] في الأصل بياض، والمستدرك من: ترتيب المدارك 4/ 739.
[3] الصلة 2/ 684.
[4] زاد ابن بشكوال: «مضافة له إلى خطّته في الشورى، ثم ولي خطّة الرد مكان ابن ذكوان بعهد العامرية والخطبة بجامع الزهرة» . (الصلة 2/ 684) .
[5] قلّده إيّاها «المعتدّ» .
[6] الصلة 2/ 684، 685.(29/271)
وجهه. وصَحِب الصّالحين، وما رأيتُ أحفظ منه لأخبارهم وحكاياتهم. صنّف كتاب «المنقطعين إلى الله» ، وكتاب «التّسليّ عن الدّنيا» ، وكتاب «فضل المتهجّدين» ، وكتاب «التّسبّب والتّيسير» [1] ، وكتاب «محبّة الله والابتهاج بها» ، وكتاب «فضل المستصرخين باللَّه عند نزول البلاء» [2] .
روى عنه: مكّيّ بن أبي طالب القيسيّ، وأبو عبد الله بن عائد، وأبو عَمْرو الدّانيّ، وأبو عَمْر بن عبد البَرّ، ومحمد بن عتّاب، وأبو عمر بن الحذّاء، وأبو محمد بن حزْم، وأبو الوليد سليمان بن خَلَف الباجيّ، وأبو عبد الله الخَوْلانيّ، وحاتم بن محمد، ومحمد بن فرج مولى ابن الطّلّاع، وخلْق سواهم.
ودُفِنَ يوم الجمعة العصر لليلتين بقيتا من رجب، وشيّعه خلق عظيم.
وكان وقت دفنه غيث وابل [3] رحمه الله.
ومن شِعره:
فررتُ إليكَ من ظُلمي لنفسي ... وأوحَشَني العِبادُ فأنتَ أُنْسي
رِضاكَ هو المُنى، وبكَ [4] افتخارِي ... وذِكْرُكَ في الدُّجَى قَمَري وشمسي
قصدتُ إليكَ منقطِعًا غريبًا ... لتُؤْنِسَ وحْدَتي في قَعْر رمسي
وللعُظْمى من الحاجات عندي ... قصدت وأنت تعلم سرّ نفسي [5]
__________
[1] في (ترتيب المدارك 4/ 741) : «التسبيب والتقريب» .
[2] الصلة 2/ 685، ومن مؤلّفاته الأخرى: «الموعب في تفسير الموطّأ» ، وكتاب «المنقطعين إلى الله عزّ وجلّ» ، وكتاب «فضائل الأنصار» ، وكتاب «التسلّي عن حبّ المدينة» ، و «تكملة كتاب العبادة» ، وكتاب «الموجز الكافي ودعاء الصالحين» ، وكتاب «المراقب والمحاضر» ، وكتاب «المعمرين» ، وكتاب «الحكايات» ، وكتاب «فضائل السّير في الزهد» (ترتيب المدارك 4/ 741) .
[3] الصلة 2/ 686.
[4] في (الجذوة) : «وبه» ، والمثبت يتفق مع (بغية الملتمس) .
[5] الأبيات في: جذوة المقتبس 385، وبغية الملتمس 513.
وقال القاضي عياض في ترجمته: كان أولا يتولّى بني أميّة، فلما انقرضت دولتهم انتمى في الأمصار ... قال محمد بن عبد الله الخولانيّ: كان رجلا صالحا قديم الخير والطلب مع الأدب، مقدّما في الفقهاء والأدباء، مشاركا في كل فنّ، قدّمه ابن زرب للشورى، وسمع منه الناس ... قال ابن حيّان: كان يونس من أكابر أصحاب ابن زرب، المقدمين في بسط العلم وسعة الرواية وجودة الخطابة، وبراعة الشعر. أخر الخطباء المعدودين، وأسند من بقي من المحدّثين، وأوسعهم جمعا وأعلاهم سندا، وكان خاتمة قضاة بني أميّة في الفتنة، وتولى(29/272)
__________
[ () ] للسلطان أعمالا كثيرة من القضاء بالكور والعمل بخطة الرد والشورى، وولي الشورى بقرطبة والزهراء الزاهرة، وولي قضاء الجماعة أيام المعتمد [كذا، والصواب: المعتدّ] وهو ابن نيّف وثمانين، وكان يقال بقرطبة: إن مات يونس ولم يل القضاء الجماعة مات شهيدا. وكان يميل مع هذا إلى التصرّف والعبادة والنسك. مع هذا كله. وكان مقدّما في علم اللسان والأدب، حسن البلاغة، سريع الدمعة، ولم يكن بالبارع في فقهه، وتوالي مرضه فاستخلف على الصلاة والخطبة مكي بن أبي طالب، ولازم الحكم متحاملا إلى أن مات. وأشهد على عهده بالقضاء لحفيده مغيث بن محمد بن يونس، فلم ينفّذ فيه عهده بعد موته. فكانت مدّته في قضاء قرطبة تسع سنين ونصفا. وذكره الأمير أبو نصر في كتابه فقال: مختلف فيه. قال الباجي: هو مشهور بالعلم. قال ابن الحصّار: وكان في سيرة يونس أيام قضائه إباحته المقصورة لجميع الناس، ومنع المارّة في صحن الجامع. قال أبو مروان الطبني: شهدت يوما شيخا جاء إلى القاضي يونس يرغب إليه أن يجيز له ما رواه، ولم يرو بعد هذا، فلم يجبه، فغضب السائل. فنظر إلى يونس فقال: يا هذا نعطيك ما لم نأخذ؟ هذا محال محال. فقال يونس: هذا جوابي.
وأنشد له ابن حيّان:
أدافع أيامي بقصد وبلغة ... والزم نفسي العبر عند الشدائد
وأعلم أني في مكابدة البلاء ... بعين الّذي يرجوه كل مكابد
وله أيضا رحمه الله:
سارع إلى الخير وبادر به ... فإنّ من خلفك ما تعلم
لا تسأم الكدّ وطول السري ... فطالب الفردوس لا يسلم
وله أيضا رحمه الله.
النوم من مرسلة رحمة ... وراحة للبدن المتعب
فخذ النوم بحظّ فإن ... قضيت منه وطرا فانصب
(ترتيب المدارك 4/ 739- 741) .(29/273)
سنة ثلاثين وأربعمائة
- حرف الألف-
327- أحمد بن الحسن بن فُورك بن محمد بن فُورك بن شَهْريار [1] .
روى عن: الطَّبْرانيّ، وأبي الشّيخ.
روى عنه: سعيد بن محمد البقّال.
حدَّث في هذه السَّنة في آخرها.
328- أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مِهْران [2] .
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (أحمد بن عبد الله بن أحمد أبي نعيم الأصبهاني) في:
من حديث خيثمة الأطرابلسي (بتحقيقنا) 35 رقم 3، وتقييد العلم للخطيب 32، 84، 91، وتبيين كذب المفتري 246، 247، والمنتظم 8/ 100 رقم 120 (15/ 268 رقم 3214) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 73 رقم 205، ومعجم البلدان 1/ 201، والكامل في التاريخ 9/ 466، والمنتخب من السياق 91، 92 رقم 198، والتقييد، لابن النقطة 144- 146 رقم 165، (وانظر 45 في ترجمة: محمد بن أحمد الصواف) ، والمبهمات للنووي (مخطوط) 35 أ، ووفيات الأعيان 1/ 91، 92، وانظر: 1/ 77 و 2/ 372، 407، 486، 499 و 3/ 168، 275، 297 و 4/ 292 و 5/ 368 و 7/ 309، وعيون الأنباء 108، والمختصر في أخبار البشر 2/ 162، والعبر 3/ 170، ودول الإسلام 1/ 255، 256، والمعين في طبقات المحدّثين 126 رقم 1394، والإعلام بوفيات الأعلام 179، وميزان الاعتدال 1/ 111 رقم 438، وتذكرة الحفاظ 3/ 1092- 1098، وسير أعلام النبلاء 17/ 453- 464 رقم 305، والرواة الثقات 49 رقم 5، وتاريخ ابن الوردي 1/ 345، والوافي بالوفيات 7/ 81- 84، وعيون التواريخ (المخطوط) 12/ 176 ب، ومرآة الجنان 3/ 52، 53، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 7، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 474، 475، والبداية والنهاية 12/ 45، والوفيات لابن قنفذ 239، وغاية النهاية 1/ 71 رقم 311، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 206، 207 رقم 163، وتاريخ الخميس 2/ 399، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد لابن الدمياطيّ 49- 52 رقم 35، ولسان الميزان 1/ 201 رقم 637، والنجوم الزاهرة 5/ 30، وطبقات الحفاظ 432 رقم 960، وتاريخ الخلفاء 422، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 141، 142، ومنهج المقال 37، وتنقيح المقال 1/ 65، ومنتهى المقال 36،(29/274)
أبو نُعَيْم الأصبهاني الصُّوفيّ الأحْوَل، سِبْط الزّاهد محمد بن يوسف البنّاء.
كان أحد الأعلام ومَن جمع الله له بين العُلُوّ في الرّواية والمعرفة التّامة والدّراية.
رحلَ الحفّاظ إليه من الأقطار، وأَلحقَ الصِّغار بالكبار.
ولد سنة ستّ وثلاثين وثلاثمائة بأصبهان. واستجاز له أبوه طائفةً من شيوخ العصر تفرّد في الدّنيا عنهم.
أجاز له خَيْثَمة بن سُليمان [1] وجماعة من الشّام، وجعفر الخُلْديّ وجماعة من بغداد، وعبد الله بن عمر بن شَوْذَب من واسط، والأصَمّ من نيسابور، وأحمد ابن عبد الرّحيم القَيْسرانيّ.
وسمع سنة أربعٍ وأربعين وثلاثمائة من: عَبْد اللَّه بْن جعْفَر بْن أَحْمَد بْن فارس، والقاضي أبي أحمد محمد بن أحمد العسّال، وأحمد بن مَعْبَد السِّمسار، وأحمد بن محمد القصّار، وأحمد بن بُنْدَار الشّعّار، وعبد الله بن الحسين بن بُنْدَار، والطَّبْرانيّ، وأبي الشّيخ، والجِعَابيّ [2] .
ورحلَ سنة ستٍّ وخمسين وثلاثمائة، فسمع ببغداد: أبا عليّ بْنُ الصّوّاف، وأبا بكر بن الهيثم الأنباريّ، وأبا بحر البَرْبَهَاريّ، وعيسى بن محمد الطُّوماريّ [3] ، وعبد الرحمن والد المخلّص، وابن خلّاد النَّصِيبيّ، وحبيبًا القزّاز، وطائفة كبيرة.
__________
[ () ] وشذرات الذهب 3/ 245، وديوان الإسلام 4/ 311، 312 رقم 2087، وروضات الجنات 75، وهدية العارفين 1/ 74، 75، وأعيان الشيعة 9/ 5- 13، والأعلام 1/ 15، ومعجم المؤلفين 1/ 282، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 88، 101، 104، 117، 140، 197، 200، 203، 214 و 2/ 286 و 3/ 415، 635، 664، 665، ومعجم طبقات الحفّاظ 53 رقم 958.
[1] وهو الأطرابلسي المتوفى سنة 343 هـ. انظر: من حديث خيثمة (بتحقيقنا) ص 35.
[2] الجعابيّ: بكسر الجيم وفتح العين المهملة وفي آخرها الباء الموحّدة. وهو: أبو بكر محمد بن عمر المعروف بابن الجعابيّ قاضي الموصل، المتوفى سنة 355 هـ. (الأنساب 3/ 263، 264) .
[3] الطّوماريّ: بفتح الطاء المهملة، وسكون الواو، وفتح الميم، وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى «طومار» وهو لقب رجل. (الأنساب 8/ 276) وقد اشتهر عيسى بن محمد بصحبة أبي الفضل بن طومار الهاشمي، فقيل له: الطوماريّ، وهو من أهل بغداد.(29/275)
وسمع بمكة: أبا بكر الآجُرِّيّ، وأحمد بن إبراهيم الكِنْديّ.
وبالبصرة: فاروق بن عبد الكبير الخطّابيّ، ومحمد بن عليّ بن مُسْلم العامريّ، وأحمد بن جعفر السَّقَطيّ، وأحمد بن الحسن اللّكّيّ، وعبد الله بن جعفر الجابريّ، وشَيْبان بن محمد الضُّبَعيّ [1] ، وجماعة.
وبالكوفة: إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الله بْن أبي العزائم، وأبا بكر عبد الله بن يحيى الطَّلْحيّ، وجماعة.
وبنَيْسابور: أبا أحمد الحاكم، وحُسَيْنك التّميميّ، وأصحاب السّرّاج، فَمَن بعدهم.
وصنّف مُعْجمًا لشيوخه، وصنَّف كتاب «حِلْية الأولياء» ، وكتاب «معرفة الصّحابة» ، وكتاب «دلائل النُّبُوَّة» ، وكتاب «المستخرج على البخاري والمستخرج على مسلم» ، وكتاب «تاريخ بلده» ، وكتاب «صفة الجنَّة» ، وكتاب «فضائل الصحابة» .
وصنّف شيئًا كثيرًا من المصنَّفات الصِّغار. وحدَّث بجميع ذلك.
روى عنه: كوشيار بن لياليزور الجيليّ [2] وأبو سعْد المالِينيّ وتُوُفّي قبله بثماني عشرة، وتُوُفّي كوشيار قبله ببضع وثلاثين سنة، وأبو بكر بن أبي عليّ الذَّكْوَانيّ وتُوُفّي قبله بإحدى عشرة سنة، والحافظ أبو بكر الخطيب، والحافظ أبو صالح المؤذّن، والقاضي أبو عليّ الوَخْشيّ، ومستمليه أبو بكر محمد بن إبراهيم العطّار، وسليمان بن إبراهيم الحافظ، وهبة الله بن محمد الشّيرازيّ، ويوسف ابن الحَسَن التَّفَكُّريّ، وعبد السّلام بن أحمد القاضي، ومحمد بن عبد الجبّار بن ييّا [3] ، وأبو الفضل حمد، وأبو عليّ الحسن ابنا أحمد الحدّاد، وأبو سعد محمد
__________
[1] الضّبعيّ: بضم الضاد المعجمة، وفتح الباء المنقوطة بواحدة، وفي آخره العين المهملة. هذه النسبة إلى «ضبيعة» بن قيس بن ثعلبة بن عكّابة بن صعب ... نزل أكثرهم البصرة، وكانت بها محلّة تنسب إليهم يقال لهم: بنو ضبيعة. (الأنساب 8/ 140) .
[2] هكذا في الأصل وسير أعلام النبلاء 17/ 456، وفي (الأنساب 3/ 414) : «لياليروز» (بتقديم الراء وتأخير الزاي) . و «الجيليّ» : بكسر الجيم وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها. هذه النسبة إلى بلاد متفرّقة وراء طبرستان ويقال لها: كيل وكيلان، فعرّب ونسب إليها، وقيل:
جيلي وجيلاني.
[3] بياءين، الثانية ثقيلة. انظر: تبصير المنتبه 1/ 221، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 122.(29/276)
ابن محمد المطرِّز، وأبو منصور محمد بن عبد الله الشُّرُوطيّ، وغانم البُرْجيّ، وخلْق كثير، آخرهم وفاة أبو طاهر عبد الواحد بن محمد الدَّشْتيّ [1] الذَّهَبيّ.
قال أبو محمد بن السَّمَرْقَنْديّ: سمعت أبا بكر الخطيب يقول: لم أر أحدا أطلق عليه أسم الحفظ غير رجلين: أبو نعيم الأصفهانيّ، وأبو حازم العبدوييّ [2] .
وقال ابن المفضل الحافظ: قد جمع شيخنا السِّلفيّ أخبار أبي نُعَيْم وذَكَرَ من حدَّث عنه وهُم نحو ثمانين رجلًا.
وقال: لم يُصنَّف مثل كتابه «حِلْية الأولياء» ، سمعناه على ابن المظفّر القاشانيّ [3] عنه سوى فوتٍ يسير [4] .
وقال أحمد بن محمد بن مَرْدَوَيْه: كان أبو نُعَيْم في وقته مَرْحولًا إليه، ولم يكن في أُفُقٍ من الآفاق أسْنَدُ ولا أحْفَظُ منه. كان حُفَّاظ الدّنيا قد اجتمعوا عنده، فكان كلِّ يومٍ نَوْبة واحدٍ منهم يقرأ ما يريده إلى قريب الظُّهْر، فإذا قام إلى داره ربّما كان يُقرأ عَلَيْهِ في الطّريق جزء، وكان لا يضْجَر لم يكن له غذاء سوى التّصنيف أو التّسميع [5] .
وقال حمزة بن العبّاس العلويّ: كان أصحاب الحديث يقولون: بقي أبو
__________
[1] في: سير أعلام النبلاء 17/ 458 «الدّشتج» .
و «الدّشتيّ» : بفتح الدال المهملة وسكون الشين المعجمة وفي آخرها التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، هذه النسبة إلى الجدّ وإلى قرية. فالجدّ هو: أبو سهل عبد الملك بن عبد الله بن محمد ابن أحمد الدشتي من أهل نيسابور. وأما القرية فهي دشتي من قرى أصبهان. (الأنساب 5/ 314 و 315) .
[2] التقييد 145، وقد قال الحافظ السبكي عن عدم ذكر الخطيب لأبي نعيم في تاريخه: «والحافظ أبو بكر الخطيب وهو من أخصّ تلامذته، وقد رحل إليه، وأكثر عنه، ومع ذلك لم يذكره في «تاريخ بغداد» ، ولا يخفى عليه أنه دخلها، ولكن النسيان طبيعة الإنسان، وكذلك أغفله الحافظ أبو سعد ابن السمعاني، فلم يذكره في «الذيل» . (طبقات الشافعية الكبرى 4/ 20) .
[3] هكذا في الأصل بالشين المعجمة، ومثله في: تذكرة الحفاظ 3/ 1093، ويقال لها «قاساني» بالسين المهملة، كما في (سير أعلام النبلاء) 17/ 458) ، نسبة إلى «قاسان» وهي بلدة عند قمّ على ثلاثين فرسخا من أصبهان. (الأنساب 10/ 17) وفي (طبقات الشافعية الكبرى 4/ 21) تصحّفت إلى «الفاشاني» (بالفاء) .
[4] تذكرة الحفاظ 3/ 1093، سير أعلام النبلاء 17/ 458، طبقات الشافعية الكبرى 4/ 21.
[5] تذكرة الحفاظ 3/ 1094، سير أعلام النبلاء 17/ 459، طبقات الشافعية الكبرى 4/ 21.(29/277)
نُعَيْم أربعَ عشرةَ سنةٍ بلا نظير، لا يوجد شرقًا ولا غربًا أعلا [1] إسنادًا منه ولا أحفظ منه. وكانوا يقولون لمّا صنَّف كتاب «الحِلْية» : حُمِل إلى نَيْسابور حال حياته، فاشتروه بأربعمائة دينار [2] .
وقد روى أبو عبد الرّحمن السُّلَميّ مع تقدّمه عن رجلٍ عن أبي نُعَيْم، فقال في كتاب «طبقات الصُّوفيّة» [3] : ثنا عبد الواحد بن أحمد الهاشميّ، حدّثنا أبو نُعَيْم أحمد بْن عَبْد اللَّه، أَنَا محمد بْن عليّ بن حُبَيْش المقرئ ببغداد، أنا أحمد بن محمد بن سهل الأَدَميّ، فذكر حديثًا [4] .
وقال السُّلَميّ: سمعت أبا العلاء محمد بن عبد الجبّار الفِرْسانيّ [5] يقول:
صرتُ إلى مجلس أبي بكر بن أبي عليّ المعدَّل في صِغَري مع أبي، فلمّا فرغ من إملائه قال إنسان: مَن أراد أن يحضر مجلس أبي نُعَيْم فلْيَقُمْ- وكان أبو نُعَيْم في ذلك الوقت مهجورًا بسبب المذهب، وكان بين الحنابلة والأشْعَريّة تعصُّبٌ زائدٌ يؤديّ إلى فتنةٍ وقال وقيل، وصراعٍ طويل- فقام إليه أصحاب الحديث بسكاكين الأقلام، وكاد يُقْتَل [6] .
وقال أبو القاسم عليّ بن الحسن الحافظ: ذكر الشّيخ أبو عبد الله محمد بن محمد الأصبهاني عمّن أدرك من شيوخ أصبهان أنّ السّلطان محمود بن سُبُكْتِكِين لمّا استولى على إصبهان أمرَّ عليها واليا من قِبَله ورحل عنها، فوثب أهلها بالوالي فقتلوه. فردّ السّلطان محمود إليها، وأمّنهم حتّى اطمأنوا. ثمّ قصدهم يوم جمعة وهم في الجامع فقتل منهم مقتلة عظيمة. وكانوا قبل ذلك قد منعوا أبا
__________
[1] هكذا في الأصل.
[2] تذكرة الحفاظ 3/ 1094، سير أعلام النبلاء 17/ 459، طبقات الشافعية الكبرى 4/ 21.
[3] ص 266.
[4] الحديث عن أبي واقد الليثي قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، والناس يجبّون أسمة الإبل، ويقطعون أليات الغنم، فقال صلى الله عليه وسلم: «ما قطع من البهيمة- وهي حيّة- فهو ميتة» . (طبقات الصوفية 266، 267) .
[5] الفرساني: بكسر الفاء أو ضمّها، وسكون الراء المهملة وبعدها السين المهملة وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى فرسان، وهي قرية من قرى أصبهان. قال ابن السمعاني: وكنت أظن أنها بضمّ الفاء إلى أن رأيت بخط الأمير ابن ماكولا بكسر الفاء. ومنها محمد بن عبد الجبار المذكور. (الأنساب 9/ 270) ،
[6] تذكرة الحفاظ 3/ 1095، سير أعلام النبلاء 17/ 459، 460.(29/278)
نُعَيْم الْحَافِظُ من الجلوس في الجامع، فَسَلِم ممّا جرى عليهم. وكان ذلك من كرامته [1] .
وقال أبو الفضل بن طاهر المقدسيّ: سمعت عبد الوهّاب الأنماطيّ يقول:
رأيت بخطّ أبي بكر الخطيب: سألت محمد بن إبراهيم العطّار مستملي أبي نُعَيْم [2] ، عن «جزء محمد بن عاصم» كيف قرأتَه على أبي نُعَيْم؟ وكيف رأيت سماعَه؟
فقال: فأخرج إليَّ كُتُبًا وقال: هو سَمَاعيّ.
فقرأتُ عليه.
قال الخطيب: وقد رأيت لأبي نُعَيْم أشياء يتساهل فيها منها أن يقول في الإجازة: «أخبرنا» ، من غير أن يُبَيْن [3] .
قال الحافظ أبو عبد الله بن النّجّار: جزء محمد بن عاصم قد رواه الأثبات عن أبي نُعَيْم. والحافظ الصّادق إذا قال: هذا الكتاب سماعي، جاز أخْذُهُ عنه بإجماعهم [4] .
قلتُ: وقول الخطيب كان يتساهل في الإجازة إلى آخره، فهذا يفعله نادرًا. فإنه كثيرًا ما يقول: كتب إليَّ جعفر الخُلْديّ، كتب إليّ أبو العبّاس الأصمّ، أنبا عبد الله بن جعفر فيما قُرئ عليه، والظّاهر أنّ هذا إجازة. وقد حدَّثني الحافظ أبو الحجّاج القُضَاعيّ قال: رأيت بخطّ ضياء الدّين المقدسيّ الحافظ أنّه وجد بخطّ أبي الحجّاج يوسف بن خليل أنّه قال: رأيت أصل سماع الحافظ أبي نُعَيْم لجزء محمد بن عاصم فبطل ما تخيّله الخطيب [5] .
__________
[1] تبيين كذب المفتري 247، تذكرة الحفاظ 3/ 1095، سير أعلام النبلاء 17/ 460، طبقات الشافعية الكبرى 4/ 21، 22.
[2] ترجم له الخطيب في (تاريخ بغداد 1/ 417 رقم 420) ولم يذكر فيها هذا الخبر.
[3] انظر: المنتظم 8/ 100 (15/ 268) ، وتذكرة الحفاظ 3/ 1095، 1096، وسير أعلام النبلاء 17/ 460، والوافي بالوفيات 7/ 83، وطبقات الشافعية الكبرى 4/ 23.
[4] تذكرة الحفاظ 3/ 1096، سير أعلام النبلاء 17/ 461، الوافي بالوفيات 7/ 83، طبقات الشافعية الكبرى 4/ 24.
[5] زاد المؤلّف- رحمه الله- في (سير أعلام النبلاء 17/ 461) : «وما أبو نعيم بمتّهم، بل هو صدوق عالم بهذا الفنّ، ما أعلم له ذنبا- والله يعفو عنه- أعظم من روايته للأحاديث الموضوعة في تواليفه، ثم يسكت عن توهيتها» .(29/279)
وقال يحيى بن مَنْدَهْ الحافظ: سمعت أبا الحسين القاضي يقول: سمعت عبد العزيزي النَّخْشَبيّ يقول: لم يسمع أبو نُعَيْم «مُسْنَد الحارث بن أبي أُسَامة» بتمامه من أبي بكر بن خلّاد، فحدَّث به كله [1] .
قال الحافظ ابن النّجّار: وَهِم في هذا، فأنا رأيت نسخة الكتاب عتيقة، وعليها خطّ أبي نُعَيْم يقول: سمع منّي فلان إلى آخر سماعي من هذا المُسْنَد من ابن خلّاد، فلعلّه روى الباقي بالإجازة، والله أعلم.
لو رَجَمَ النَّجْمَ جميعُ الوَرَى ... لم يصِل الرَّجْمُ إلى النَّجْم [2]
تُوُفّي أبو نُعَيْم، رحمه الله، في العشرين من المحرَّم سنة ثلاثين، وله أربعٌ وتسعون سنة.
329- أحمد بن قاسم بن محمد بن قاسم بن أصْبَغ البَيّانيّ [3] .
أبو عَمْرو القُرْطُبيّ.
روى عن أبيه قاسم بن محمد عن جدّه قاسم بن أصْبَغ جميع ما رواه.
حدّث عنه: أبو محمد بن حزْم، والطّبْنيّ.
وكان عفيفًا طاهرًا، شديد الانقباض [4] .
أصابه فالج قبل موته [5] .
__________
[1] المنتظم 8/ 100 (15/ 268) .
[2] تذكرة الحفاظ 3/ 1096، 1097، سير أعلام النبلاء 17/ 462، الوافي بالوفيات 7/ 83، 84، وزاد المؤلّف- رحمه الله- في: السّير:
«قد كان أبو عبد الله بن مندة يقذع في المقال في أبي نعيم لمكان الاعتقاد المتنازع فيه بين الحنابلة وأصحاب أبي الحسن، ونال أبو نعيم أيضا من أبي عبد الله في تاريخه، وقد عرف وهن كلام، الأقران المتنافسين بعضهم في بعض. نسأل الله السماح. وقد نقل الحافظان: ابن خليل والضياء جملة صالحة إلى الشام من تواليف أبي نعيم ورواياته، أخذها عنهما شيوخنا، وعند شيخنا أبي الحجّاج من ذلك شيء كثير بالإجازة العالية كالحلية، والمستدرك على صحيح مسلم» .
[3] انظر عن (أحمد بن قاسم) في:
جذوة المقتبس للحميدي 142، 143، رقم 243، والصلة لابن بشكوال 1/ 47، 48، رقم 98، وبغية الملتمس للضبيّ 20 رقم 461.
[4] الصلة 1/ 48.
[5] قال أبو محمد علي بن أحمد بن حزم: أنشدني أبو عمرو البيّاني:
إذا القرشيّ لم يشبه قريشا ... بفعلهم الّذي بذّ الفعالا(29/280)
330- أحمد بن الغمْر بن محمد [1] .
أبو الفضل الأبِيوَرْديّ.
سمع من: أبي أحمد بن ماسيّ، وغيره.
ومن: مَخْلَد بن جعفر البَاقَرْحيّ.
روى عنه: شيخ الإسلام الأنصاري.
331- أحمد بن محمد بن هشام بن جَهْوَر بن إدريس [2] .
أبو عَمْرو المَرْشَانيّ، من أهل مَرْشَانة [3] .
سكن قُرْطُبة.
روى عن: أبيه، وعمّه، وأبي محمد الباجيّ.
وحجّ سنة خمسٍ وتسعين، وجاور.
وسمع من: أبي القاسم عُبَيْد الله السَّقَطيّ، وابن جَهْضَم.
وأجاز له أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّي من مكّة قديمًا في سنة ثمانٍ وخمسين وثلاثمائة.
حدَّث عنه: القاضي يونس بن عبد الله بن مغيث، وأبو مروان الطُّبْنيّ، وأبو عبد الله الخَوْلانيّ، وأبو عمر بن عبد البَرّ.
وكان رجلًا صالحًا على سُنَّةٍ واستقامة، ومعرفة بالشّروط وعِلَلها.
تُوُفّي في جُمَادى الآخرة وله خمسٌ وسبعون سنة.
332- أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بْنُ الحارث [4] .
أبو بكر التّميميّ الأصبهاني الزّاهد، المقرئ، النَّحْويّ، المحدِّث.
نزيل نيسابور.
__________
[ () ]
فتيس من تيوس بني تميم ... بذي العبلات أحسن منه حالا
(جذوة المقتبس 143، الصلة 1/ 48، البغية 202) .
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن هشام) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 47 رقم 97.
[3] مرشانة: بالفتح ثم السكون، وشين معجمة، وبعد الألف نون. مدينة من أعمال قرمونة بالأندلس. (معجم البلدان 5/ 107) .
[4] انظر عن (أحمد بن محمد بن أحمد) في: العبر 3/ 170، وشذرات الذهب 3/ 245.(29/281)
روى عن: أبي الشّيخ بن حبّان، وأبي الحَسَن الدَّارَقُطْنيّ، وعبد الله بن محمد القرّاب، وجماعة.
روى عنه: أبو بكر البَيْهَقيّ، وعبد الغفّار بن محمد الشّيرُوِييّ، ومنصور بن بكر بن حَيْد، ومحمد بن يحيى المُزَكّيّ، وغيرهم.
وكان إمامًا في العربيّة. تخرَّج به أهل نَيْسابور.
وتُوُفّي في ربيع الأوّل وله إحدى وثمانون سنة.
333- أحمد بن محمد بن يوسف [1] .
أبو نصر الدُّوغيّ [2] الْجُرْجَانيّ.
سمع: عبد الله بن عَدِيّ.
تُوُفّي قريبًا من سنة ثلاثين.
334- أحمد بن محمد بن إسحاق [3] .
أبو منصور المقرئ البغدادي. عُرِف بالحبّال.
قرأ على: أبي حفص الكتّانيّ.
قال الخطيب: ثقة، كتبتُ عنه، وكنتُ أتلقنُ عليه.
مات في ذي الحجّة.
335- إسماعيل بن أحمد بن عبد الله [4] .
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] الدّوغيّ: بضم الدال المهملة بعدها الواو وفي آخرها الغين المعجمة. هذه النسبة إلى الدّوغ وهو اللبن الحامض نزع منه السمن. (الأنساب) .
[3] انظر عن (أحمد بن محمد بن إسحاق) في:
تاريخ بغداد 4/ 393 رقم 2285.
[4] انظر عن (إسماعيل بن أحمد) في:
السابق واللاحق 67، وتاريخ بغداد 6/ 313، 314 رقم 3360، والأنساب 4/ 289، والمنتظم 8/ 105 رقم 133 (15/ 274 رقم 3227) ، ومعجم الأدباء 6/ 128، 129، والتقييد لابن النقطة 202، 203 رقم 233، والمنتخب من السياق 129، 130 رقم 301، والعبر 3/ 171، والإعلام بوفيات الأعلام 179، وسير أعلام النبلاء 17/ 539، 540 رقم 359، والوافي بالوفيات 9/ 84، ونكت الهميان 119، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 115، وطبقات ابن قاضي شهبة 1/ 210، 211 رقم 167، والبداية والنهاية 12/ 47، وطبقات الشافعية الواسطي (مخطوط) 147 أ، وطبقات المفسرين للسيوطي 7، وطبقات(29/282)
أبو عبد الرحمن الحِيريّ [1] ، النَّيْسابوريّ الضّرير، المفسِّر.
حدَّث عن: أبي الفضل محمد بن الفضل بن خزيمة، وأبي محمد الحسن ابن أحمد المَخْلَديّ، وزاهر بن أحمد السَّرْخَسِيّ، وأبي الحسين الخَفّاف، ومحمد بن مكّيّ الكُشْمِيهَنيّ [2] .
قال الخطيب [3] : قدِم علينا حاجًا سنة ثلاثٍ وعشرين، ونِعْم الشّيخ عِلْمًا وأمانة وصدقًا وخُلُقًا [4] .
وُلِد سنة إحدى وستّين وثلاثمائة. ولمّا حجّ كان معه حمْل كُتُب ليُجاور، فرجع النّاس لفساد الطّريق، فعاد إلى نَيْسابور، وكان في جملة كُتُبه «البُخَاري» ، قد سمعه من الكشْمِيهني [5] . فقرأتُ عليه جميعَه فِي ثلاثة مجالس [6] ، اثنان منها في ليلتين، كنتُ أبتدئ بالقراءة وقت المغرب، وأقطعها عند صلاة الفجر.
وقبل أنْ أقرأ الثّالث عبر الشّيخ إلى الجانب الشّرقيّ مع القافلة، فمضيت إليه مع طائفة كانوا حضروا اللّيلتين الماضيتين، فقرأتُ عليه من ضَحْوَة نهارٍ إلى المغرب، ثمّ من المغرب إلى طُلُوع الفجر، ففرغ الكتاب، ورحل الشّيخ صبيحتئذٍ [7] .
وقال عبد الغافر [8] : أبو عبد الرحمن الحبري المفسّر المقرئ الزّاهد،
__________
[ () ] المفسّرين للداوديّ 1/ 104، 105، وكشف الظنون 442، وشذرات الذهب 3/ 245، وهدية العارفين 1/ 209، 210، وديوان الإسلام 4/ 322 رقم 2101، والأعلام 1/ 303، ومعجم المؤلفين 2/ 260.
[1] تصحّفت في (شذرات الذهب 3/ 245) إلى «الجيزي» بالجيم والزاي.
[2] الكشميهنيّ: بضم الكاف وسكون الشين المعجمة وكسر الميم وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفتح الهاء، وفي آخرها النون هذه النسبة إلى قرية من قرى مرو، على خمسة فراسخ منها في الرمل إذا خرجت إلى ما وراء النهر، وكانت قرية قديمة استولى عليها الخراب. (الأنساب 10/ 436) .
[3] في تاريخه 6/ 313 و 314.
[4] في: تاريخ بغداد: كان فضلا وعلما ومعرفة وفهما وأمانة وصدقا وديانة وخلقا.
[5] عن الفربري.
[6] المنتظم 8/ 105.
[7] تاريخ بغداد 6/ 314.
[8] في (المنتخب من السياق 129) .(29/283)
أحد أئمة المسلمين، كان من العلماء العالمين [1] . له التّصانيف المشهورة في [علوم] [2] ، القرآن، والقراءات، والحديث، والوعظ [3] رحل في طلب الحديث كثيرًا [4] .
وكان نفّاعًا للخلق، مفيدًا مباركًا في علمه وسماعه [5] . أنبا عنه مسعود بن ناصر [6] .
قلت: ذكر ابن خَيْرُون وفاتَه في سنة ثلاثين. وله تفسير مشهور. رحمه الله [7] .
336- إسماعيل بن عبد الله بن الحارث بن عمر [8] .
أبو عليّ المصريّ، الأديب البزّاز.
دخل الأندلس تاجرًا في هذه السّنة.
وقد سافر إلى العراق، وخُراسان، واليمن، ولقي: أبا بكر الأبْهَريّ، وغيره.
واستكثر من الرّواية. وبرع في اللُّغة والعربيّة.
وكان من أهل الدّين والفضل [9] .
وُلِد بعد سنة خمسين وثلاثمائة.
- حرف الحاء-
337- الحَسَن بْن أحمد بْن محمد [10] .
__________
[1] وزاد: «بالعلم» .
[2] إضافة من (المنتخب)
[3] زاد بعدها: «والتذكير، وله حفظ الحديث ومعرفة» .
[4] وزاد بعدها: «وسمع الصحيح للبخاريّ من أبي الهيثم، وسمع منه ببغداد» .
[5] كلمة (وسماعه) ليست في (المنتخب 130) .
[6] وهو قال: مات بعد سنة ثلاثين وأربعمائة بنيسابور. (التقييد 203) .
[7] أرّخ ابن الجوزي وفاته بسنة 431 هـ. (المنتظم 8/ 105) .
[8] انظر عن (إسماعيل بن عبد الله) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 106 رقم 247.
[9] وكان يقول الشعر.
[10] انظر عن (الحسن بن أحمد البلخي) في:
تاريخ بغداد 7/ 280 رقم 3779، والمنتظم 8/ 100 رقم 122 15/ 268، 269 رقم 3216، والمنتخب من السياق 181، 182 رقم 492.(29/284)
الخطيب أبو عليّ البَلْخيّ.
قدِم بغداد حاجًّا، فحدَّث عن: محمد بن أحمد بن شاذان البلْخيّ، وغيره.
قال الخطيب أبو بكر [1] . كان ثقة.
عاش ستًّا وتسعين سنة [2] .
338- الحسن بن أحمد بن محمد بن عمر [3] .
الشّيخ أبو محمد بن المسلِمة المعدّل.
حدَّث عن: محمد بن المظفّر.
قال الخطيب: صدوق.
مات في صفر، رحمه الله.
339- الحسين بن شُعَيْب [4] .
أبو عليّ المَرْوَزيّ السِّنْجِيّ [5] ، الفقيه الشّافعيّ.
عالم أهل مَرْو في وقته.
تفقّه بأبي بكر القفّال المَرْوَزيّ، وصَحِبه حتّى برع. ورحل وسمع من:
__________
[1] في تاريخه.
[2] قال عبد الغافر الفارسيّ: ولد سنة 334 ووصفه بالخطيب الزاهد.
[3] انظر عن (الحسن بن أحمد بن المسلمة) في:
تاريخ بغداد 7/ 280 رقم 3775، والمنتظم 8/ 100، رقم 121 (15/ 268 رقم 3215) .
[4] انظر عن (الحسين بن شعيب) في:
الأنساب 7/ 165، 166، ومعجم البلدان 3/ 264، واللباب 2/ 147، وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 261، ووفيات الأعيان 2/ 135، 136، وسير أعلام النبلاء 17/ 526، 527 رقم 351 وفيه: «الحسن بن محمد بن شعيب، ويقال اسمه الحسين بن شعيب» ، والوافي بالوفيات 12/ 378، وعيون التواريخ (المخطوط) 12/ 183، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 150، وطبقات الشافعية الواسطي (المخطوط) 176 ب، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 28، 29، رقم 602، والبداية والنهاية 12/ 57، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 212، 213 رقم 169، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 48، وكشف الظنون 479، وهدية العارفين 1/ 309، وديوان الإسلام 3/ 108 رقم 1190، والأعلام 2/ 258، ومعجم المؤلفين 4/ 11.
[5] السّنجيّ: هذه النسبة إلى سنج، بكسر السين المهملة، وسكون النون وفي آخرها جيم، وهي قرية كبيرة من قرى مرو، على سبعة فراسخ منها، بها الجامع والسوق. (الأنساب 7/ 165) .(29/285)
السّيّد أبي الحسن العلويّ، وأصحاب المَحَامليّ.
وهو أوّل من جمع في المذهب بين طريقتي الخُراسانيّين والعراقيّين [1] . وله وجه في المذهب.
وتفقّه ببغداد على الشّيخ أبي حامد [2] ، رحمه الله [3] .
340- الحسين بن محمد بن الحسن [4] .
أبو عبد الله البغداديّ الخلّال المؤدِّب.
سمع: أبا حفص بن الزّيّات، وجماعة.
ودخل إلى ما وراء النّهر. وسمع في طريقه بجُرجَان وهَمَذَان.
وسمع «صحيح البخاري» بكشمير من إسماعيل صاحب الكُشَانيّ [5] .
ورواه ببغداد.
قال الخطيب [6] : كتبنا عنه ولا بأس به. وهو أخو الحافظ أبي محمد الخلّال.
روى عنه: أبو الفضل بن خَيْرُون.
341- الحسين بن محمد بن عليّ [7] .
__________
[1] الأنساب 7/ 165.
[2] وقال ابن خلّكان: وشرح الفروع التي لأبي بكر ابن الحدّاد المصري شرحا لم يقاربه فيه أحد، مع كثرة شروحها، فإنّ القفّال شيخه شرحها، والقاضي أبو الطّيب الطبري شرحها، وغير هما، وشرح أيضا كتاب التلخيص لأبي العباس ابن القاصّ شرحا كبيرا، وهو قليل الوجود، وله كتاب «المجموع» ، وقد نقل منه أبو حامد الغزالي في كتاب «الوسيط» .
وكان يقال في عصره: الأئمّة بخراسان ثلاثة: مكثر محقّق ومقلّ محقّق ومكثر غير محقّق، فالمكثر المحقّق أبو علي السنجي، والمقلّ المحقّق أبو محمد الجويني، والمكثر غير المحقّق ناصر المروزي. (وفيات الأعيان 2/ 135، 136) .
[3] وقع في (البداية والنهاية 12/ 157) أن وفاته في سنة 439 هـ.
[4] انظر عن (الحسين بن محمد) في:
السابق واللاحق 67، وتاريخ بغداد 8/ 108 رقم 4224، والمنتظم 8/ 102 رقم 125 (15/ 270 رقم 3219) ، وسير أعلام النبلاء 17/ 597 رقم 399، والبداية والنهاية 12/ 45.
[5] الكشانيّ: بضم الكاف والشين المعجمة وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى الكشانيّة، وهي بلدة من بلاد السّغد بنواحي سمرقند على اثني عشر فرسخا منها. (الأنساب 10/ 431) .
[6] في تاريخه 8/ 108.
[7] انظر عن (الحسين بن محمد بن على) في:
والتقييد لابن النقطة 249 رقم 301، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 494.(29/286)
أبو عبد الله الباسانيّ [1] .
روى عن: أبي بكر الإسماعيلي، وأبي أحمد الغطريفي.
وحدَّث بصحيح الإسماعيليّ.
روى عنه: شيخ الإسلام أبو إسماعيل عبد الله بن محمد، وأبو عبد الله محمد بن عليّ العُمَيْريّ، وأبو العلاء صاعد بن سَيَّار، وإسماعيل بن حمزة بن فَضَالة، والهَرَويّون.
تُوُفّي في جُمَادى الآخرة [2] .
- حرف الزاي-
342- زياد بْن عَبْد اللَّه بْن محمد بْن زياد بن أحمد بن زياد [3] .
أبو عبد الله، قرطبيّ.
روى عن: أبيه، وأبي محمد الباجيّ وأجاز له.
روى عنه: أبو إسحاق بن شنْظِير مع تقدُّمه، وأبو عبد الله بن عَتّاب.
وعاش خمسًا وثمانين سنة [4] . ولم يكن له كبير عِلْم [5] .
- أبو زيد الدَّبُّوسيّ [6] .
هو عبد الله، يأتي.
343- زياد بن عبد العزيز بن أحمد بن زياد الجذاميّ [7] .
__________
[1] هكذا في الأصل والتقييد 249 (بالسين المهملة) . وفي (المشتبه في أسماء الرجال 2/ 494) :
«الفاشاني» (بالفاء والشين المعجمة) .
يقول خادم العلم «عمر» : الفاء تقلب (باء) في الفارسية. وفي (الأنساب 2/ 38) : «الباشاني» ، نسبة إلى باشان وهي قرية من قرى هراة.
[2] ورّخ وفاته: الحسين بن محمد بن الحسين بن الجنيد الجنيدي الكتبي، في تاريخه. (التقييد 249) .
[3] انظر عن (زياد بن عبد الله) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 188 رقم 429.
[4] وكان مولده في سنة 347 هـ.
[5] وقال ابن بشكوال: وتولّى القضاء في الفتنة في بعض الكور، وكان الثغ.
[6] هو: عبد الله بن عمر، وستأتي ترجمته برقم (347) .
[7] انظر عن (زياد بن عبد العزيز) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 188، 189 رقم 430، ومعجم المؤلفين 4/ 188.(29/287)
أبو مروان الشّاعر.
كان بارعًا في الآداب، بليغًا إخباريا.
له تصانيف في فُنُون.
عاش اثنتين وثمانين سنة وأشْهُرًا. وهو من أدباء الأندلس [1] .
- حرف السّين-
344- السّرِيّ بن إسماعيل بن الإمام أبي بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيليّ [2] .
أبو العلاء الْجُرْجَانيّ.
عالم عصره في الفقه والأدب.
كان متواضعا، ومحبّا للعلماء والفقراء.
رحل، وسمع بالرِّيّ، وهَمَذَان، والكوفة، وبغداد.
وروى عن: جدّه أبي بكر [3] ، وأبي أحمد الغِطْريفيّ، وأبي الحسن الدَّارَقُطْنيّ، وأبي حفص بن شاهين.
تُوُفّي في ذي الحجّة.
وكان مفتي جُرْجَان بعد والده العلّامة أبي سعْد [4] .
تفقّه به جماعة، وتفرّد عن جدّه ببعض الكتب [5] . واستكمل سبعين سنة [6] .
__________
[1] وقال ابن بشكوال: «حسن الشعر، روضة من رياض الأدب، وله تواليف في الاعتقادات، وشرح لبعض الأشعار، وله كتاب «منار السراج» في الردّ على القبري، وردّ علي منذر القاضي بأرجوزة مطوّلة» .
[2] انظر عن (السريّ بن إسماعيل) في:
تاريخ جرجان للسهمي 226 رقم 360، وسير أعلام النبلاء 17/ 520 رقم 344، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 381.
[3] سمع منه أحاديث محمد بن عثمان بن أبي شيبة وتفسير شبل في سنة ثمان وستين وثلاثمائة.
(تاريخ جرجان) .
[4] تاريخ جرجان.
[5] كان جدّه قد خصّه بسماع تفسير شبل ولم يقرأ لأجد بعده.
[6] وكان مولده سنة 360 هـ.(29/288)
- حرف الطّاء-
345- طاهر بن محمد بن دُوَسْت بن حسن القُهُسْتانيّ [1] .
تُوُفّي بنَيْسابور.
- حرف الْعَيْنِ-
346- عبد الله بن ربيعة بن عمر [2] أبو سهل الكِنْديّ البُسْتيّ [3] .
قدِم دمشق [4] ، وحدَّث بها.
عن: أبي سليمان الخطّابيّ، وغيره.
روى عنه: نجا بن أحمد، وعبد العزيز الكتّانيّ، ومحمد بن عليّ الفرّاء، وأبو القاسم بن أبي العلاء.
سمعوا منه في هذه السّنة.
347- عبد الله بن عمر بن عيسى [5] .
__________
[1] انظر عن (طاهر بن محمد) في:
المنتخب من السياق 265 رقم 857 وفيه:
«طاهر بن محمد بن دوست نام بن الحسن القهستاني التاجر أبو الحسن القاني ثم النيسابورىّ.
أمين، معروف، ثقة.
سمع الكثير ببغداد مع أبي عبد الرحمن السلمي، وأبي سعد بن عليك الحافظ من ابن شاهين، والدارقطنيّ، والقوّاس، والحربي، وطبقتهم.
روى عنه مسعود بن ناصر.
[2] انظر عن (عبد الله بن ربيعة) في:
تاريخ دمشق (عبد الله بن جابر- عبد الله بن زيد) 298- 300 رقم 282، ومختصر تاريخ دمشق 12/ 147 رقم 108، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 389، 390.
[3] البستي: هذه النسبة إلى بست بضم الباء المعجمة الموحّدة وسكون السين المهملة والتاء المنقوطة بنقطتين في آخرها، وهي بلدة من بلاد كائل بين هراة وغزنة. (الأنساب 2/ 208) .
[4] قدمها حاجّا سنة 340 هـ.
[5] انظر عن (عبد الله بن عمر) في:
الأنساب 5/ 273، ومعجم البلدان 2/ 437، واللباب 1/ 490، ووفيات الأعيان 3/ 48، رقم 333، والعبر 3/ 171، والإعلام بوفيات الأعلام 179، وسير أعلام النبلاء 17/ 521 رقم 345، والبداية والنهاية 12/ 46، 47، والجواهر المضيّة 2/ 499، 500، وفيه: «عبيد الله» ، والنجوم الزاهرة 5/ 76، 77 (في وفيات سنة 457 هـ) ، وتاج التراجم لابن قطلوبغا، رقم(29/289)
القاضي أبو زيد الدَّبُّوسيّ الفقيه الحنفيّ.
ودبُّوسيّة بلدة صغيرة بين بُخَارَى وسَمَرْقَنْد [1] .
كان ممّن يضرب به المثل في النّظر واستخراج الحج. وهو أوّل من وضع علم الخلاف وأبرَزَه إلى الوجود.
صنَّف كتاب «الأسرار» ، وكتاب «تقويم الأدِلّة» [2] ، وكتاب «الأمد الأقصى» [3] ، وغير ذلك [4] .
وكان شيخ تلك الدّيار [5] .
تُوُفّي ببُخَارَى رحمه الله.
348- عَبْد الملك بْن محمد بْن عَبْد الله بن بِشْرَان بن مِهْرَان [6] .
مولى بني أُميّة.
__________
[ () ] 107، ومفتاح السعادة 1/ 307، 308، وطبقات الفقهاء لطاش كبرى زاده 71، وكتائب أعلام الأخيار، رقم 242، والطبقات السنية، رقم 1079، وكشف الظنون 84، 168، 196، 334، 352، 467، 568، 703، وشذرات الذهب 3/ 245، 246، والفوائد البهية 109، وهدية العارفين 1/ 648، وتاريخ الأدب العربيّ 1/ 175 رقم 13، والأعلام 4/ 248، ومعجم المؤلفين 6/ 96، وتاريخ التراث العربيّ 3/ 124- 126 رقم 27.
[1] الأنساب 5/ 273، معجم البلدان 2/ 437، اللباب 1/ 490.
[2] هكذا في الأصل، وسير أعلام النبلاء 17/ 521، أما في (وفيات الأعيان 3/ 48) فجاء: «وله كتاب «الأسرار والتقويم للأدلّة» ، مما يفهم معه أنهما كتاب واحد. وهما كذلك فعلا» انظر:
تاريخ التراث العربيّ 3/ 125.
[3] انظر عن نسخه المخطوطة في: تاريخ التراث العربيّ 3/ 124، 125.
[4] وله: «تأسيس النظر» أو «النظائر» في الخلافات الفقهية. وكتاب «التعليقة في مسائل الخلاف بين الأئمّة» . (تاريخ التراث 3/ 125 و 126) .
[5] وروى أنه ناظر بعض الفقهاء فكان كلّما ألزمه أبو زيد إلزاما تبسّم أو ضحك، فأنشد أبو زيد:
ما لي إذا ألزمته حجّة ... قابلني بالضحك والقهقهه
إن كان ضحّك المرء من فقهه ... فالدّبّ في الصحراء ما أفقهه
(وفيات الأعيان 3/ 48) .
[6] انظر عن (عبد الملك بن محمد) في:
تقييد العلم للخطيب 43، 79، وتاريخ بغداد 10/ 432، 433 رقم 5595، والمنتظم 8/ 102 رقم 127 (15/ 270، 271 رقم 3221) ، والمنتخب من السياق 328 رقم 1078، والعبر 3/ 171، 172، ودول الإسلام 1/ 256، وسير أعلام النبلاء 17/ 450- 452 رقم 303، وتذكرة الحفاظ 3/ 1097، والإعلام بوفيات الأعلام 179، والمعين في طبقات المحدّثين 126 رقم 1395، والبداية والنهاية 12/ 46، ومرآة الجنان 3/ 54، والنجوم الزاهرة 5/ 30، وشذرات الذهب 3/ 246، وكشف الظنون 1/ 123، وإيضاح المكنون 1/ 123،(29/290)
أبو القاسم البغداديّ الواعظ [1] . مُسْنِد العراق في زمانه.
سمع: أبا سهل بن زياد القطّان، وأبا بكر النّجّاد، وحمزة الدِّهْقان، وأحمد بن خُزَيْمَة، ودَعْلَج بن أحمد، وأبا بكر الشّافعيّ، وعبد الخالق بن أبي رُوبا، وأبا بكر الآجُرِّيّ، وعبد الله الفاكِهيّ، وعمر بن محمد الْجُمَحيّ المكينيّ.
قال الخطيب [2] : كتبنا عنه، وكان ثقة ثَبْتًا صالحًا [3] .
وُلِد في شوّال سنة تسعٍ وثلاثين.
قلت: روى عنه: أبو القاسم بن أبي العلاء المصِّيصيّ، وأبو الفضل بن خيرون، ومحمد بن سليمان بن لُوَيْن، وأبو بكر محمد بن أحمد بن الفقيرة، وأبو غالب محمد بن عبد العزيز. وإمام جامع الرَّصافة، ومحمد بن المنذر بن طيْبان، وأبو نصْر أحمد بن الحسن المُزَرِّر، وأبو الحسن عليّ بن أحمد بن الخَلّ، وأبو منصور محمد بن أحمد الخيّاط المقرئ، وأبو الخطّاب عليّ بن الجرّاح، وأبو سعيد الأسَديّ، وأبو غالب الباقِلّانيّ، وعليّ بن أحمد بن فَتْحان الشَّهْرُزُورِيّ، وعدّة.
تُوُفّي في ربيع الآخر.
قال الخطيب [4] : وأوصى أن يُدْفَن بجنب أبي طالب المكّي. وكان الْجَمْع في جنازته يتجاوز الحَدّ ويفوق الإحصاء.
349- عبد الملك بن محمد بن إسماعيل [5] .
__________
[ () ] وهدية العارفين 1/ 625، ومعجم المؤلفين 6/ 190، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 478 رقم 331.
[1] في (المنتخب من السياق) : «عَبْد الملك بْن محمد بْن عَبْد الله الواعظ الزاهد أبو القاسم ابن أبي الحسين القصار ابن أخت أبي نصر أحمد بن محمد بن حسكان الحذّاء، فاضل سمع الكثير» .
[2] في تاريخه 10/ 432.
[3] وزاد الخطيب: «وكان يشهد قديما عند الحكام ثم ترك الشهادة رغبة عنها» . (تاريخ بغداد 10/ 432) .
[4] في تاريخه 10/ 433.
[5] انظر عن (عبد الملك بن محمد) في:
طبقات النحويين واللغويين 387- 389، ودمية القصر للباخرزي 2/ 966، والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة، القسم الرابع، المجلّد الثاني 556- 583، والحلّة السيراء 1/ 28، 210، 263، 2/ 36، ونزهة الألباء 365، وأخبار الحمقى والمغفلين 45، ووفيات الأعيان 3/ 178- 180، وانظر فهرس الأعلام 8/ 80، وآثار البلاد وأخبار العباد للقزويني 257،(29/291)
أبو منصور الثَّعَالبيّ النَّيْسابوريّ، الأديب الشَّاعر، صاحب التَّصانيف الأدبية. منها: كتاب «المُبْهِج» ، وكتاب «يتيمة الدّهر» ، وكتاب «فقه اللُّغة» ، وكتاب «ثمار القلوب» ، وكتاب «التّمثيل والمحاضرة» ، وكتاب «غُرَر المَضَاحك» ، وكتاب «الفرائد والقلائد» ، وكُتُبه كثيرة جدًا. وكان يُلقَّب بجاحظ أوانه.
وفيه يقول يعقوب الشّاعر:
سحرتَ النّاسَ في تأليف سِحْركْ ... فجاء قِلادةً في جَيد دهركْ
وكم لك من مقالٍ في مَعَانٍ ... شواهد عندنا بعُلُوّ قدْركْ
وُقِيتَ نَوائبَ الدُّنيا جميعًا ... فأنت اليوم جاحظ أهل عصركْ
وقد سارت مصنَّفاته سَيْر المثلْ، وضُرِبت إليه آباط الإبل [1] .
ومن شِعْره في الأمير أبي الفضل الميكاليّ:
لك في المَفَاخِرِ مُعْجِزاتٌ جَمَّةٌ ... أيْدًا لغَيرك في الورى لم تُجْمَع
بحران: بحرٌ [2] في البلاغة شأنُهُ ... شِعر الوليد [3] وحُسْنُ لَفْظ الأصمعيّ
كالنُّور أو كالسِّحْرِ أو كالبدر أو ... كالوشي في برد عليه مُوَسَّعِ
شُكْرًا فكم من فقرةٍ لكم كالغني ... وافى الكريمَ بُعَيْدَ فَقْرٍ مُدْقِع
وإذا تفتّق نَوْرُ شِعرك ناظرًا ... فالحُسْنُ بين مُرصَّع ومُصرَّعِ [4] .
__________
[ () ] 275، والمختصر في أخبار البشر 2/ 162، والعبر 2/ 172، وسير أعلام النبلاء 17/ 437، 438 رقم 292، والإعلام بوفيات الأعلام 179، وتاريخ ابن الوردي 1/ 345، وعيون التواريخ (المخطوط) 12/ 179 ب- 181 ب، والبداية والنهاية 12/ 44، ومرآة الجنان 3/ 53 و 54، والوفيات لابن قنفذ 237، 238 رقم 429، ومعاهد التنصيص 3/ 266- 271 رقم 170، ومفتاح السعادة 1/ 187، 213، وشذرات الذهب 3/ 246، 247، وروضات الجنات 462، 463، وهدية العارفين 1/ 625، وإيضاح المكنون 1/ 138 وغيرها، وكشف الظنون 14، 120، وغيرها، وديوان الإسلام 2/ 55 رقم 636، والأعلام 4/ 163، ومعجم المؤلفين 6/ 189.
[1] وفيات الأعيان 3/ 178.
[2] في (مرآة الجنان) : «يجرب» ، وهو وهم.
[3] يقصد: أبا عبادة البحتري.
[4] الأبيات في: وفيات الأعيان 3/ 178، ومرآة الجنان 3/ 53، 54 وأنقص البيت الرابع.(29/292)
ولد سنة خمسين وثلاثمائة. وتُوُفّي على الصّحيح سنة ثلاثين، وقيل:
تسعٍ وعشرين [1] .
350- عُبَيْد الله بن منصور [2] .
أبو القاسم البغداديّ المقرئ الغزّال.
سمع أبا بكر القَطِيعيّ.
قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صالحًا ثقة خاشعًا. أُقْعَد في آخر عمره.
وتُوُفّي في صفر.
351- عدنان بن محمد بن الحسين [3] .
أبو أحمد الهَرَويّ.
روى عن: أبي الحسن الخيّاط، وغيره.
روى عنه: أبو عبد الله العُمَيْريّ، والمليحيّ عبد الأعلى.
352- عليّ بن إبراهيم بن سعيد [4] .
__________
[1] وممّن ورّخ وفاته في سنة 429 هـ. «ابن قنفذ» (الوفيات 337، 338) وهو قد خلط بينه وبين الثعلبي صاحب التفسير المتوفى سنة 427 هـ.
وقال الباخرزي في (دمية القصر) : «وكان هو ووالدي بنيسابور لصيقي دار وقريني جوار، فكم حملت كتبا تدور بينهما في الإخوانيات، وقصائد يتقارضان بها في المجاوبات، وما زال بي رءوفا وعليّ حانيا، حتى ظننته أبا ثانيا» . (2/ 966) .
[2] انظر عن (عبيد الله بن منصور) في:
تاريخ بغداد 10/ 383 رقم 5555، والمنتظم 8/ 102 رقم 126 (15/ 270 رقم 220) .
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] انظر عن (علي بن إبراهيم) في:
الأنساب 4/ 273، ومعجم الأدباء 12/ 221، 222، ومعجم البلدان 2/ 322، وإنباه الرواة 2/ 219، واللباب 1/ 402، ووفيات الأعيان 3/ 300، 301، والعبر 3/ 172، وسير أعلام النبلاء 17/ 521، 522 رقم 346، والإعلام بوفيات الأعلام 179، وتلخيص ابن مكتوم 124، والبداية والنهاية 12/ 47، وطبقات النحاة لابن قاضي شهبة 2/ 132، وطبقات المفسّرين للسيوطي 25، وحسن المحاضرة 1/ 532، وبغية الوعاة 2/ 140، وطبقات المفسرين للداوديّ 1/ 381، 382، ومفتاح السعادة 2/ 107، وكشف الظنون 241، 1905، وشذرات الذهب 3/ 247، وهدية العارفين 1/ 687، وديوان الإسلام 2/ 179 رقم 802، وإيضاح المكنون 1/ 62 و 2/ 598، ومعجم المؤلفين 7/ 5، ومعجم طبقات الحفاظ 254 رقم 332.(29/293)
أبو الحسن الحَوْفيّ [1] المصريّ النَّحْويّ الأوحد.
له تفسيرٌ جيّد، وكتاب «إعراب القرآن» في عشر مجلّدات، وكُتُب أُخَر.
واشتغل عليه خلق من المصريّين.
أخذ عن محمد بن عليّ الأُدْفُويّ.
353- علي بن أيوب بن الحسين القُمّيّ [2] .
أبو الحسن بن الساربان الكاتب.
روى عن المتنبيّ ديوانه بقوله.
وعن: أبي سعيد السِّيرافيّ، وجماعة.
قال الخطيب: قرأت عليه شِعْر المتنبيّ، وكان رافضيًّا [3] .
مات ببغداد.
وذكر أنّ مولده سنة سبْعٍ وأربعين وثلاثمائة.
- حرف القاف-
354- القاسم بن محمد بن القاسم بن حمّاد [4] .
أبو يَعْلَى القُرَشيّ الخطيب، الهَرَويّ.
من علماء هَرَاة وأعيانها.
355- القاسم بن محمد بن إسماعيل [5] .
أبو محمد القُرَشيّ المَروانيّ القُرْطُبيّ.
روى عن: أبي بكر بن القُوطِيّة.
وكان فصيحًا مفوَّهًا، أديبًا نبيلا.
عاش ستًا وثمانين سنة.
__________
[1] تقدّم التعريف بهذه النسبة في هذا الجزء.
[2] انظر عن (علي بن أيوب) في:
تاريخ بغداد 11/ 351 رقم 6199.
[3] وقال أيضا: كتبنا عنه ولم يكن له كتاب وإنما وجدنا سماعاته في كتاب غيره، وحدّثنا من حفظه ... وذكر لنا أنه سمع من المتنبّي ديوان شعره سوى القصائد الشيرازيات.
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (القاسم بن محمد القرشي) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 469 رقم 1014.(29/294)
- حرف الميم-
356- محمد بن الحسين بن محمد بن خلف [1] .
أبو خازم بن الفراء، البغدادي.
سمع: أبا الحسن الدارقطني، وأبا عمر بن حيّويه، وأبا حفص بن شاهين، وأبا الحسين الحربي.
وحدث بمصر، والشام.
روى عنه: الخطيب، وعبد العزيز الكتاني، وعلي بن المشرف التمار، وأبو الحسن علي بن الحسين الخلعي.
قال الخطيب [2] : لا بأس به. ثمّ بَلَغَنَا أنّه خلّط بمصر، واشترى صُحُفًا فحدَّث منها. وكان يذهب إلى الاعتزال.
وقال الحبّال: مات في المحرَّم.
357- محمد بن سليمان [3] .
أبو عبد الله بن الحنّاط الرُّعَينيّ.
الأديب، شاعر أهل الأندلس. كان يناوئ أبا عامر أحمد بن شهيد ويعارضه.
وله في ابن شُهَيْد قصيدة، وهي:
أمّا الفِراق فلي من يومِهِ فَرَقٌ ... وقد أَرِقْتُ له لو ينفعِ الأرِقُ
أظعانُهم سابَقَتْ عيني الّتي انْهَمَلَتْ ... أُمُّ الدّموعِ مع الأظْعان تسْتَبِقُ
عاق «العقيقُ» [4] عن السُّلْوان واتّضَحَتْ ... في «تُوضح» لي من نَهْج الهوى طرق [5] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن الحسين بن محمد) في:
تاريخ بغداد 2/ 252 رقم 722، ومختصر تاريخ دمشق 22/ 18 و 19 رقم 143، والمنتظم 8/ 102، 103 رقم 128 (15/ 271 رقم 3222) ، والبداية والنهاية 12/ 26.
[2] في تاريخه 2/ 252.
[3] انظر عن (محمد بن سليمان) في:
جذوة المقتبس للحميدي 57، 58 رقم 60، وبغية الملتمس للضبيّ 77، 78، رقم 125.
[4] العقيق: عقيق المدينة: انظر: معجم ما استعجم 3/ 952.
[5] توضح: بضم أوله، وبالضاد المعجمة المكسورة والحاء المهملة. من الحمى بالحرم. وفي:
بغية الملتمس 78 «الطرق» بدل «طرق» .(29/295)
لولا النّسيم الّذي تأتي الرّياحُ به ... إذا تضوّع مِن عَرْفِ الحِمَى الأفق
لم أدْرِ أنّ بُيُوتَ الحيّ نازلة ... نَجْدًا ولا اعْتادَني نحو الحِمَى القَلَقُ
ما في الهوادجِ إلّا الشمس طالعةً ... وما بقلبي إلّا الشَّوْق والحُرَقُ [1]
358- محمد بن العبّاس بن حسين [2] .
أبو بكر البغداديّ القاصّ.
فقيرٌ يقصُّ في الطُّرُقات.
روى عن: أبي بكر القَطِيعيّ، ومحمد بن أحمد المفيد.
روى عنه: الخطيب.
359- محمد بن عبد الرزاق بن أبي الشيخ عَبْد اللَّه بْن محمد بْن جعْفَر بْن حيان [3] .
أبو الفتح الأصبهاني.
سمع من جده.
روى عنه: أبو علي الحداد، وغانم البرجي، وجماعة.
360- مُحَمَّد بْن عبد العزيز بْن أحمد [4] .
أبو الوليد ابن المعلم الخشني القرطبي.
روى عَنْ: أَبِي بَكْر بْن الأحمر، وأبي محمد الباجيّ.
وكان إمامًا في فنون الأدب، وفكّ المعمّى، ونظْم الشِّعْر. ثاقب الذّهن، فحْل النَّظْم.
لَهُ تصانيف فِي الأدب.
روى عنه: ابن خزرج، وقال: عاش تسعا وسبعين سنة.
361- محمد بن عليّ [5] .
__________
[1] في: جذوة المقتبس 58، وبغية الملتمس 78: «والأرق» .
[2] انظر عن (محمد بن العباس) في:
تاريخ بغداد 3/ 123 رقم 1141.
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] انظر عن (محمد بن عبد العزيز) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 521 رقم 1140.
[5] انظر عن (محمد بن علي) في:(29/296)
أبو بكر الدَّيْنَوَرِيّ الزّاهد. نزيل بغداد.
كان عابدًا قانتًا، خشن العيش، منقبضًا عن النّاس.
قال ابن النّجّار: كان أبو الحسن القَزْوينيّ الزّاهد يقول: عبرَ الدَّيْنَوَرِيّ قنطرةً خَلَّف مَن بعدَه وراءه [1] .
وروى شيخ الإسلام أبو الحسن الهكاريّ، عن أبي بكر الدَّيْنَوَرِيّ أربعين حديثًا لسَلْمان الفارسيّ.
قلت: موضوعةٌ هي.
تُوُفّي لتسعٍ بقيت من شهر شَعبان، واجتمع الناس في جنازته من سائر أقطار بغداد. وكان كثير الدخول، فيما بلغنا، على القادر باللَّه [2] .
362- محمد بن عمر بن جعفر [3] .
أبو بكر الخرقي. بغدادي معروف بابن درهم.
سمع: أبا بكر بن خلاد النصيبي، والقطيعي، وابن سلم الختلي.
روى عنه: الخطيب، وقال: كان صدوقًا. عاش سبعًا وثمانين سنة.
363- محمد بن عيسى [4] .
أبو عبد الله الرُّعَيْنيّ.
ابن صاحب الأحباس.
روى بقُرْطُبة عن: أبي عيسى اللّيْثيّ، وأبي محمد الباجيّ، وهارون بن موسى النّحويّ.
وكان نحويّا لغويّا.
__________
[ () ] المنتظم 8/ 103 رقم 130 (15/ 271، 272 رقم 3224) وفيه: «محمد بن عبيد الله» ، والبداية والنهاية 12/ 46 وفيه: «محمد بن عبد الله» .
[1] في: المنتظم: «وكان أبو الحسن القزويني يقول عند الدينَوَريّ فنظرة خلف من بعده وراءه» .
والعبارة مضطربة. وقال محقّقه في الحاشية (2) : «لعله» عبر ... قنطرة» . وهو الصحيح.
[2] وقال ابن الجوزي: «وكان السلطان جلال الدولة يأتيه فيزوره، وسأله يوما في ضريبة الملح كانت كل سنة ألفي دينار، فتركها السلطان» .
[3] انظر عن (محمد بن عمر) في: تاريخ بغداد 3/ 38 رقم 973.
[4] انظر عن (محمد بن عيسى) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 521 رقم 1139.(29/297)
حدث عنه: ابنه الحافظ أبو بكر عيسى.
364- محمد بن عيسى [1] .
أبو منصور الهمذاني.
من كبار المشايخ [2] ، يقال: قتل في هذه السنة في شعبان، رواه الخطيب عن عيسى بن أحمد الهَمَذَانيّ.
وسيأتي سنة إحدى وثلاثين.
365- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أحمد بْن عليّ [3] .
أبو بكر المُولْقَابَاذِيّ [4] السُّورِينيّ [5] النَّيْسابوريّ.
وسُورِين: قرية على نصف فَرْسَخ من نَيْسابور.
وهو ابن عمّ أبي حسّان المزكّيّ.
سمع. أَبَوَيْ عَمْرو: ابن مطر وابن نُجَيْد.
وتُوُفّي في رجب [6] .
366- محمد بن المغلّس بن جعفر بن المغلّس [7] .
الفقيه أبو الحسن المصريّ الدّاوديّ.
سمع: المحسن بن رشيق، وغيره.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عيسى الهمذاني) في:
تاريخ بغداد 2/ 406 رقم 938.
[2] قال الخطيب: كان صديقا، قدم بغداد، وخرّج له محمد بن أبي الفوارس عدّة من الأجزاء.
فحدّثني محمد بن علي القاري أنه كتب عنه ببغداد مجلسا أملاه، وكتبت أنا عنه بهمذان في رحلتي جميعا إلى خراسان وإلى أصبهان.
[3] انظر عن (محمد بن محمد بن أحمد) في:
المنتخب من السياق 34، 35 رقم 40.
[4] المولقاباذيّ: بضم الميم وسكون الواو واللام، وفتح القاف والباء المنقوطة بواحدة بين الألفين، وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى مولقاباذ وهي محلّة كبيرة على طرف الجنوب من نيسابور، ويقال لها ملقاباج. (الأنساب 11/ 527) .
[5] السّوريني: بضم السين المهملة بعدها الواو ثم الراء المكسورة، ثم الياء الساكنة آخر الحروف، وفي آخرها النون هذه نسبة إلى سورين.
[6] وثقه عبد الغافر الفارسيّ فقال: «صالح ثقة» .
[7] لم أجد مصدر ترجمته.(29/298)
367- المحسن بن أحمد [1] .
القاضي أبو نصر.
مات بمَرْو في رمضان.
368- موسى بن عيسى [2] بن أبي حاجّ [3] ، واسمه يَحُجّ [4] .
الإمام أبو عمران الفاسيّ الدّار، الغُفْجُوميّ [5] النَّسب. وغُفْجُوم قبيلة من زَنَاتَة.
البربريّ، الفقيه المالكيّ، نزيل القيروان. وإليه انتهت بها رئاسة العلم.
تفقّه على أبي الحسن القابسيّ، وهو أجلُّ أصحابه. ودخل إلى الأندلس، فتفقّه على أبي محمد الأصيليّ.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (موسى بن عيسى) في:
الإكمال لابن ماكولا 7/ 80، 81 و 189، وجذوة المقتبس للحميدي 338 رقم 791، وترتيب المدارك 4/ 702- 706، ومشارق الأنوار للقاضي عياض 1/ 38، والأنساب 9/ 224، والصلة لابن بشكوال 2/ 611، 612 رقم 1337، وبغية الملتمس للضبيّ 457 رقم 1333، ومعجم البلدان 4/ 207، واللباب 2/ 407، وسير أعلام النبلاء 17/ 545- 548 رقم 364، والإعلام بوفيات الأعلام 179، والمعين في طبقات المحدّثين 126 رقم 1396، ومعرفة القراء الكبار 1/ 312، والعبر 3/ 172، 173، ومعالم الإيمان للدبّاغ 3/ 159، والديباج المذهب 2/ 337، 338، وغاية النهاية 1/ 321، 322 رقم 3691، والوفيات لابن قنفذ 239 رقم 430، والبيان المغرب 1/ 275، والإحاطة في أخبار غرناطة 4/ 348، والحلل السندسية للأندلسي ج 1 ق 1/ 272، وتبصير المنتبه 4/ 1410، والنجوم الزاهرة 5/ 30، وشذرات الذهب 3/ 247، 248، وشجرة النور الزكية 1/ 106 رقم 276، ودليل مؤرّخ المغرب، رقم 1010، والفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي للحجوي 1/ 203، وفهرس الفهارس 1/ 159، وتاريخ معالم التوحيد لابن الخوجة 124، وأعلام الفكر الإسلامي في تاريخ المغرب العربيّ لابن عاشور 7، وأعلام المغرب العربيّ لعبد الوهاب بن منصور 2/ 96، ومدرسة البخاري في المغرب للكتاني 225، والأعلام 7/ 278، وألف سنة من الوفيات 54، وتراجم المؤلفين التونسيين لمحمد محفوظ 4/ 8، والقراءات بإفريقية لهند شلبي 329، ومدرسة الحديث في القيروان 2/ 762- 771 رقم 7.
[3] تحرّف في (الوفيات لابن قنفذ) و (الديباج المذهب) إلى: «حجّاج» .
[4] يحجّ: بفتح الياء وضم الحاء المهملة، ثم جيم مشدّدة. (الإكمال 7/ 189، تبصير المنتبه 4/ 1410) .
[5] هكذا جوّزها في الأصل. وهي بفتح الغين المعجمة والفاء كما في: ترتيب المدارك 4/ 792، والديباج المذهب 2/ 337.(29/299)
وسمع من: عبد الوارث بن سفيان، وسعيد بن نصر، وأحمد بن قاسم التّاهَرْتيّ.
قال ابن عبد البَرّ: كان صاحبي عندهم، وأنا دلَلْتُه عليهم [1] .
قلت: وحجَّ حججًا. وأخذ القراءات [2] عَرْضًا ببغداد عن أَبِي الْحَسَن الحمّاميّ وغيره.
وسمع من أَبِي الفتح بن أبي الفوارس. ودرس علم الأصول على القاضي أبي بكر الباقِلّانيّ.
وكان ذَهابه إلى بغداد في سنة تسع وتسعين وثلاثمائة [3] .
قال حاتم بن محمد: كان أبو عمران الفاسيّ من أعلم النّاس وأحفظهم.
جمع الفقه إلى الحديث ومعرفة معانيه. وكان يقرأ القراءات ويجوّدها مع معرفته بالرّجال، والجرح والتّعديل.
أخذ عنه النّاسُ من أقطار المغرب. ولم ألقَ أحدًا أوسع منه علمًا ولا أكثر رواية [4] .
وقال ابن بَشْكُوال [5] : أقرأ النّاسَ مدّة بالقَيْروان. ثمّ ترك الإقراء ودرّس الفقه وروى الحديث.
وقال ابن عبد البَرّ: وُلدت مع أبي عمران في عام واحد سنة ثمانٍ وستّين وثلاثمائة [6] .
وقال أبو عمْرو الدَّانيّ: تُوُفّي في ثالث عشر رمضان سنة ثلاثين [7] .
قلت: تخرَّج به خلْق من المغاربة في الفقه.
وذكر القاضي عيّاض [8] أنّه حَدَثَ في القيروان مسألة: الكُفّار هل يعرفون
__________
[1] الصلة لابن بشكوال 2/ 611.
[2] في الأصل: «القراءاة» .
[3] ترتيب المدارك 4/ 702.
[4] الصلة 2/ 612، ترتيب المدارك 4/ 703، 704.
[5] في (الصلة 2/ 611) .
[6] الصلة 2/ 612.
[7] الصلة 2/ 612.
[8] في (ترتيب المدارك 4/ 705) .(29/300)
الله تعالى أم لا؟ فوقع فيها اختلاف العلماء، ووقعت في أَلْسِنة العامّة، وكثر المراء، واقتتلوا في الأسواق إلى أن ذهبوا إلى أبي عمران الفاسيّ فقال: إنْ أنْصَتُّم علّمتكم؟
قالوا: نعم.
قال: لا يكلّمني إلّا رجلٌ ويسمع الباقون.
فنصبوا واحدًا منهم، فقال له: أرأيتَ لو لقيتَ رجلًا فقلت له: أتعرف أبا عِمران الفاسيّ؟
فقال: نعم.
فَقُلْتُ: صفه لِي.
فقال: هو بقّال بسوق كذا، ويسكن سَبْتَه. أكان يعرفني؟
قال: لا.
فقال: لو لقيتَ آخر فسألته كما سألت الأوّل فقال: أعرفه يدرّس العلم ويُفْتي، ويسكن بغرب الشّماط [1] . أكان يعرفني؟
قال: نعم.
قال: كذلك الكافر، قال: لربِّه صاحبةٌ وولد، وأنّه جسمٌ لم يعرف الله، ولا وصَفَه بصفته، بخلاف المؤمن.
قالوا: شَفَيْتَنَا.
ودعوا له، ولم يخوضوا في المسألة بعدها [2] .
__________
[1] هكذا في الأصل وسير أعلام النبلاء 17/ 547، أما في (ترتيب المدارك 4/ 705) : «بقرب السماط» .
[2] وقال سليمان بن خلف بن سعد الباجي: أخبرني أبي رضي الله عنه أن الفقيه أبا عمران الفاسي مضى إلى مكة، وكان قرأ على أبي ذرّ شيئا فوافق أبا ذرّ في السّراة موضع سكناه. فقال لخازن كتبه: أخرج إليّ من كتبه كتاب كذا وكذا أنتسخه ما دام هو غير حاضر، فإذا حضر قرأته عليه، فقال الخازن: أما أنا فلا أجترئ على مثل هذا، ولكن هذه المفاتيح إن شئت أنت فخذها وافعل ذلك، فأخذها الفقيه أبو عمران وفتح وأخرج ما أراد، فسمع الشيخ أبو ذرّ بالسّراة بالأمر، فركب وطرّق إلى مكة وأخذ كتبه وأقسم ألّا يحدّثه. فلقد أخبرت أنّ أبا عمران كان بعد ذلك إذا حدّث عن أبي ذرّ شيئا مما كان حدّثه قبل يوري عن اسمه ويقول: أخبرني أبو عيسى.
وذلك أن أبا ذرّ كان تكنّيه العرب بأبي عيسى، لأنه كان له ابن يسمّى عيسى، والعرب إنما تكنّي الرجل باسم ابنه.(29/301)
- حرف النّون-
369- نصر بن محمد [1] .
أبو منصور العُبَيْديّ الهَرَويّ.
روى عن: المفتي أبي حامد أحمد بن محمد الشّارِكيّ.
روى عنه: الحسين بن محمد الكتبيّ.
__________
[ () ] ذكره أبو القاسم حاتم بن محمد وقال: لقيته بالقيروان في رحلتي سنة اثنتين وأربعمائة، وكان من أحفظ الناس وأعلمهم، وكان قد جمع حفظ المذهب المالكي، وحفظ حديث النبي عليه السلام والمعرفة بمعانيه. وكان يقرئ القرآن بالسبعة ويجوّدها مع المعرفة بالرجال والمعدّلين منهم والمجرّحين. رحل إلى بغداد وحجّ حججا. تركته حيّا، وعاش بعدي إلى أن توفي سنة تسع وعشرين وأربعمائة. (الصلة 2/ 611، 612) .
وقال الحميديّ إنه توفي بعد سنة عشرين وأربعمائة. (جذوة المقتبس 338) .
[1] لم أجد مصدر ترجمته.(29/302)
وممّن كان في هذا الوقت
- حرف الألِف-
370- أَحْمَد بن الحسين بن عليّ [1] التّرّاسيّ [2] .
أبو الحسن.
حدَّث بالمراغة عن: أحمد بن الحسن بن ماجه القَزْوينيّ، وأحمد بن طاهر بن النّجم الميانجيّ، وغير هما.
روى عنه: أبو علّان سعْد بن حُمَيْد، وعليّ بن هبة الله التّرّاسيّ شيخا السِّلَفيّ.
371- أحمد بن الحسين بن محمد [3] .
المحدِّث الأمام أبو حاتم بن خاموش الرّازي البزّاز.
من علماء السُّنَّة.
يروي عن: أبي عبد الله الحسين بن عليّ القطّان، وأحمد بن محمد بن إبراهيم المَرْوَزِيّ الفقيه، والحسين بن محمد المهلّبيّ، والحافظ ابن مَنْدَهْ، وخلْق.
روى عنه: أبو منصور حجر بن المظفّر، وأبو بكر عبد الله بن الحسين التُّوَبيّ [4] .
بقي إلى حدود سنة ثلاثين، بل أربعين.
__________
[1] لم أجد مصدرا لترجمته.
[2] التّرّاسي: بفتح التاء المنقوطة بنقطتين من فوقها وتشديد الراء المهملة وفي آخرها السين المهملة أيضا. هذه النسبة إلى عمل الترسة وهي الحجفة والدرق وبيعها. (الأنساب 3/ 37) .
[3] لم أجد مصدرا لترجمته.
[4] لم أجد هذه النسبة.(29/303)
وحكاية شيخ الإسلام الأنصاريّ معه مشهورة. وقوله: مَن لم يكن حنبليًّا فليس بمسلم. يريد في النِّحْلة.
وذلك في ترجمة الأنصاريّ.
وقع لنا حديثه في أربعين الطّائيّ.
372- أحمد بن إبراهيم بن أحمد [1] .
أبو الحسن الأصبهاني، الشّافعيّ، النّجّار.
شيخ نبيل، ثقة، عالي الإسناد.
عنده عن الطَّبْرانيّ.
سكن نَيْسابور، وسمع من بِشْر بن أحمد أيضًا.
روى عنه: مسعود بن ناصر، وأحمد بن عبد الملك الإسكاف.
373- أحمد بن عليّ [2] .
الحافظ أبو بكر الرّازيّ، ثمّ الإسْفرائينيّ الزّاهد.
ثقة، حافظ. مفيد، كثير الحديث.
أملى بجامع إسْفرايين.
وحدَّث عن: زاهر السَّرْخَسِيّ، وشافع بن محمد بن أبي عَوَانَة، وأبي محمد المَخْلَديّ، وأبي الفضل محمد بن أحمد الخطيب المَرْوَزِيّ، وأبي بكر محمد بن أحمد بن الغِطْرِيف، وطائفة.
وكان يخرّج للشّيوخ. ومات كَهْلًا.
روى عنه: أبو صالح المؤذّن.
ومرَّ سميّه سنة ثمان وعشرين وأربعمائة [3] .
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (أحمد بن علي الرازيّ) في:
تذكرة الحفاظ 3/ 1087، وسير أعلام النبلاء 17/ 522 رقم 347، وطبقات الحفاظ 421، والأعلام 1/ 171، ومعجم طبقات الحفاظ 54 رقم 953.
[3] يشير إلى: «أحمد بن علي بن محمد بن إبراهيم بن منجويه، أبي بكر الحافظ الأصبهاني اليزدي نزيل نيسابور» ، تقدّم برقم (252) .(29/304)
374- أحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن يزداد [1] .
أبو منصور الصَّيْرِفيّ.
عن: أبي الشّيخ.
وعنه: أبو عليّ الحدّاد، والوخْشيّ.
375- إسماعيل بن أبي أحمد الحسين بن عليّ بن محمد [2] .
أبو المظفّر ابن حُسَيْنَك التّميميّ النَّيْسابوريّ.
وُلِد سنة سبْعٍ وخمسين وثلاثمائة.
وسمع من: أبيه، وبِشْر بن أحمد، وأبي الحسن محمد بن إسماعيل السّرّاج، وأبي عَمْرو بن نُجَيْد.
روى عنه: أولاد القُشَيْريّ.
- حرف الثّاء-
376- ثابت بن يوسف بن إبراهيم [3] .
أبو الفضل القُرَشيّ السَّهْميّ. أخو الحافظ حمزة الْجُرْجَانيّ. شيخٌ نبيل.
حدَّث بنَيْسابور في سنة إحدى وعشرين، وردّ إلى جُرجان.
روى عن: أبي بكر الإسماعيليّ، وأبي الحسن عليّ بن عبد الرحمن البكّائيّ، وأبي العبّاس الهاشميّ.
وحدث بالكثير.
- حرف الخاء-
377- خلف بن أبي القاسم [4] .
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (ثابت بن يوسف) في: تاريخ جرجان للسهمي 173 رقم 220.
[4] انظر عن (خلف بن أبي القاسم) في:
ترتيب المدارك 4/ 708، 709، ومختصر تاريخ دمشق 8/ 82 رقم 44، وسير أعلام النبلاء 17/ 523 رقم 348، والديباج المذهب 1/ 349- 351، ومعالم الإيمان 3/ 183، وهدية العارفين 1/ 347، وشجرة النور الزكية 1/ 105 رقم 270، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 170،(29/305)
العلّامة أبو سعيد الأزْديّ القَيْروانيّ المغربيّ، المشهور بالبَرَاذِعيّ [1] .
قال القاضي عيّاض [2] : كان من كبار أصحاب ابن أبي زيد، وأبي الحسن القابسيّ.
ألّف كتاب «التّهذيب في اختصار المدوَّنة» [3] ، فظهرت بَرَكة هذا الكتاب على الفُقهاء، وعليه المعوَّل في المغرب. وله تصانيف جمّة.
سكن صِقِلّية وتقدَّم عند صاحبها، واشتهرت كُتُبه بِصِقِلّية.
وكان يَصْحَبُ السّلاطين.
ويقال لَحِقَه دُعاء شيخه أبي محمد بن أبي زيد لأنّه كان ينتقصه ويطلب مَثَالبَه، فدَعَا عَلَيْهِ، فَلَفَظَتْه القيروان.
وله اختصار «الواضحة» لابن حبيب [4] ، رحمه الله.
378- خَلَف بن أحمد بن خَلَف [5] .
أبو بكر الأنصاريّ الرّحويّ.
من أهل طُلَيْطُلة.
رحل إلى المشرق، وأخذ عن: أبي محمد بن أبي زيد.
وكان إماما ورعا. دعي إلى قضاء طليطلة فامتنع، وهرب.
وله حظّ وافر من الصّلاة والصّيام [6] .
__________
[ () ] والأعلام 2/ 359، 360، وتاريخ الأدب العربيّ (الملحق) 1/ 362 رقم 4، ومعجم المؤلفين 4/ 106، وتاريخ التراث العربيّ 3/ 178 رقم 34.
[1] في (ترتيب المدارك) : «البرادعي» بالدال المهملة.
[2] في (ترتيب المدارك 4/ 708) .
[3] انظر: تاريخ التراث العربيّ 3/ 178.
[4] ترتيب المدارك 4/ 709.
[5] انظر عن (خلف بن أحمد) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 168 رقم 378، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 68 (في ترجمة حاتم بن محمد الطرابلسي) رقم 385.
[6] وقال ابن بشكوال: «وكان كثير الصدقة. أخرج طائفة من حمامه، تحبيسا على أن يبتاع من الغلّة خيلا يجاهد عليها في سبيل الله كان. عارفا بالأحكام، ناهضا، عالما بالمسائل، كان أكثر دهره صائما» .
وقال ابن بشكوال: وتوفي بعد سنة عشرين وأربعمائة.(29/306)
حدّث عنه: حاتم بن محمد الطّرابلسيّ، وأبو الوليد الباجيّ، وجماعة.
- حرف الراء-
379- رافع بن محمد بن رافع بن القاسم بن أيوب [1] .
أبو العلاء، قاضي همذان.
روى عن: إبراهيم بن محمد بن يعقوب، ومحمد بن أحمد بن جعفر الفامي، وابن برزة، وإسحاق بن سعد النسوي، وجماعة.
قال شيرويه: ثنا عنه: عَبْدُوس، ومحمد بن الحسين الصُّوفيّ، وأحمد بن عمر البزّاز، ومهديّ بن نصر.
وهو صدوق، من أصحاب الرّأي.
380- الرّشيقيّ [2] .
هو عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد بْن مُحَمَّد بْن يوسف.
أبو أحمد بن الشّيرازيّ.
محدِّث فاضل. رحل إلى خُراسان، وبُخَارى.
وسمع الكثير. سمع بفارس من القاضي أبي محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلّاد الرَّامَهُرْمُزِيّ [3] ، وببُخَارى من إسماعيل بن حاجب الكُشَانيّ.
رَوَى عَنْهُ: الحافظ عَبْد الغنيّ النَّخْشَبيّ [4] ، ومحمد بن إبراهيم بن فارس.
تُوُفّي بعد العشرين.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (الرشيقي) في:
الأنساب 6/ 128، 129، واللباب 2/ 28، 29.
[3] الرامهرمزي: بفتح الراء والميم، بينهما الألف، وضم الهاء وسكون الراء الأخرى وضم الميم وفي آخرها الزاي. هذه النسبة إلى رامهرمز وهي إحدى كور الأهواز من بلاد خوزستان.
(الأنساب 6/ 52) .
[4] النخشبي: بفتح النون وسكون الخاء وفتح الشين المعجمتين وفي آخرها الباء الموحّدة. هذه النسبة إلى نخشب، وهي بلدة من بلاد ما وراء النهر عرّبت فقيل لها: «النخسبي» . (الأنساب 12/ 59، 60) .(29/307)
- حرف الشّين-
381- شريك بن عبد الملك بن حسن [1] .
أبو سعْد المِهْرجانيّ [2] الإسْفَرائينيّ.
روى عن: بِشْر بن أحمد الإسْفَرائينيّ، وغيره.
روى عنه: أبو بكر البَيْهَقيّ.
382- عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن فَضَالَة [3] .
أبو عليّ النَّيْسابوريّ الحافظ. نزيل الرِّيّ ومحدَّثها.
كتب الكثير، وطوّف وجمع، وحدَّث عن: أبي أحمد الغطريفيّ، وأبي بكر بن المقري، وطبقتهما.
روى عنه: أبو مسعود البَجَليّ، وأبو بكر الخطيب، وغيرهما.
ذكره أبو الحسن الرّيحيّ في تاريخه فقال: رحل إلى العراق، وخُرَاسان، وما وراء النّهر، وإصبهان. إلّا أنّه كان يُخالط المعتزلة ويغلو في التَّشيُّع [4] .
383- عليّ بن إبراهيم بن أحمد بن حَمُّوَيْه [5] .
أبو الحسن الأزْديّ الشّيرازيّ، ثمّ المصريّ.
سمع: الحسن بن رشيق، وأبا الطّاهر الذُّهْليّ، وأبا يعقوب النَّجِيرميّ، وأبا القاسم الْجَوْهَريّ، وأبا أحمد السّامرّيّ، وأبا بكر أحمد بن نَصْر الشَّذَائيّ، وأبا بكر محمد بن عليّ الأدفويّ.
__________
[1] انظر عن (شريك بن عبد الملك) في:
البعث والنشور للبيهقي 213.
[2] المهرجاني: بكسر الميم، وسكون الهاء، وكسر الراء، وفتح الجيم، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى شيئين. أحدهما: بلدة أسفرايين ويقال لها المهرجان. (الأنساب 11/ 535) .
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد) في:
ميزان الاعتدال 2/ 587 رقم 4962، والمغني في الضعفاء 2/ 386 رقم 3627، ولسان الميزان 3/ 433 رقم 1696.
[4] في: المغني في الضعفاء: «مقلّ» . وفي (ميزان الاعتدال) وضع محقّقه بين حاصرتين [جبل] بدل «مقلّ» .
[5] انظر عن (علي بن إبراهيم) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 430، 431 رقم 921.(29/308)
وأجاز له الفقيه أبو إسحاق بن شَعبان وهو ابن خمسة أعوام. وحجّ مع والده.
ودخل إلى بغداد سنة سبْعٍ وستّين فلقي علماءها. ودخل البصرة.
ترجمَه ابن خزرج وقال: كان من أهل الثّقة والفضْل والسُّنَّة.
وُلِد بمصر سنة سبْعٍ وأربعين.
وقال غيره: وُلِد سنة خمسين وثلاثمائة.
روى عنه: أبو عَمْرو المَرْشَانيّ، وأبو عمر بن عبد البَرّ.
وتُوُفّي بإشبيليّة بعد سنة ستٍّ وعشرين.
384- عليّ بن القاسم بن محمد [1] .
الإمام أبو الحسن البصْريّ، الطّابِثيّ، المالكيّ.
وطابِث: من قرى البصرة [2] .
أخذ عن ابن الجلّاب، وعبد الله الضّرير.
نزل مصر، وحمل عنه الفقهاء.
385- علي بن إبراهيم بن حامد [3] .
أبو القاسم الهمذاني البزاز. يعرف بابن جولاه.
روى عن: أبي القاسم بن عُبَيْد، والزُّبَيْر بن عبد الواحد، وابن أبي زكريّا، وغيرهم.
قال شيرويه: توفي سنة نيف وعشرين. وثنا عنه: محمد بن الحسين، وأحمد بن طاهر القُومَسَانيّ، وسعْد القَصْريّ.
وروى عنه: ابن عزو بنهاوند، وسليمان بن إبراهيم الحافظ.
وكان صدوقًا، رحمه الله.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] قال ياقوت: طابث: بكسر الباء الموحّدة: بليدة قرب شهرابان من أعمال الخالص من نواحي بغداد. (معجم البلدان 4/ 3) .
[3] لم أجد مصدر ترجمته.(29/309)
- حرف الفاء-
386- الفضل بن سهل [1] .
أبو العبّاس المَرْوَزِيّ الصّفّار.
حدَّث بدمشق عن: لاحق بن الحسين، ومنصور بن محمد الحاكم، وجماعة.
وعنه: الكتّانيّ، وأبو القاسم بن أبي العلاء، وأبو الحسن بن أبي الحديد، وابنه الحسن بن أبي الحديد.
- حرف الميم-
387- محمد بن إبراهيم بن أحمد بن محمد [2] .
القاضي أبو بكر الفارسيّ، ثمّ النَّيْسابوريّ المشّاط.
سمع: أبا عَمْرو بن مطر، ومحمد بن الحسن السّرّاج، وإبراهيم بن عبد الله، وجماعة.
روى عنه: أبو بكر البَيْهَقيّ، وعليّ بن أحمد المؤذّن، وعليّ بن عبد الله ابن أبي صادق، وأبو صالح المؤذّن.
واسْتُشْهِد بإسْفَرايين على أيدي التُّركُمان. قتلوه، رحمه الله، ظُلمًا سنة ثمانٍ وعشرين.
388- محمد بْن أحمد بْن محمد بْن محمد بن علي بن الحسن [3] .
أبو الحسين الأصبهاني الكِسائيّ المقرئ.
سمع: أبا الشّيخ، وغيره.
وعنه: أبو سعْد محمد بن محمد المطّرز.
389- محمد بن أحمد بن عمر [4] .
__________
[1] انظر عن (الفضل بن سهل) في: مختصر تاريخ دمشق 20/ 277 رقم 110.
[2] تقدّمت ترجمة (محمد بن إبراهيم المشّاط) في وفيات سنة 424 هـ. برقم (142) ، وفي وفيات سنة 428 هـ. برقم (276) ، وهو في الجزء السابق أيضا.
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] انظر عن (محمد بن أحمد بن عمر) في: غاية النهاية 2/ 77، 78 رقم 2766.(29/310)
أبو عمر الأصفهانيّ الخِرَقيّ المقرئ.
شيخ معمّر. قرأ بالرّوايات على محمد بن أحمد بن عبد الوهّاب السُّلَميّ، وهو آخر أصحابه موتًا.
قرأ عليه، وقرأ على خاله محمد بن جعفر الأشْنانيّ.
قرأ عليه: محمد بن عبد الله بن المَرْزُبان، ومحمد بن محمد بن عبد الوهّاب، وأبو الفتح الحدّاد الأصبهانيون [1] .
390- محمد بن الحسن بن يوسف [2] .
أبو عبد الله الصَّنَعانيّ.
روى بمكّة عن: أبي عبد الله النَّقَويّ [3] صاحب إسحاق الدَّبَريّ.
روى عنه: عيسى بن أبي ذَرّ، وسماعُه منه بعد العشرين وأربعمائة.
391- محمد بن الحسن بن الهيثم [4] .
أبو عليّ الفيلسوف.
صاحبُ المصنَّفات الكثيرة في علوم الأوائل لا رحمهم الله.
__________
[1] قال ابن الجزري: وعمّر دهرا طويلا، أظنّه بقي إلى حدود العشرين وأربعمائة.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] النّقوي: بفتح النون والقاف بعدها الواو. هذه النسبة إلى نقو، وهي من قرى صنعاء اليمن.
منها: أبو عبد الله النقويّ هذا. (الأنساب 12/ 133) .
[4] انظر عن (محمد بن الحسن بن الهيثم) في:
تاريخ الزمان لابن العبري 81، وتاريخ مختصر الدول 182، 183، 238، وعيون الأنباء في طبقات الأطباء 2/ 90- 98، وكشف الظنون 1389، وإيضاح المكنون 1/ 23، 93، 226، 292، 311، 315، 318 و 2/ 285، 320، 331، 337، 431، 559، 675، وتاريخ فلاسفة الإسلام للطفي جمعة 267- 274، وتاريخ فلاسفة الإسلام لدي بور 189- 195، وعقود الجوهر لجميل العظم 154- 161، وفي أدب مصر الفاطمية لكامل حسين 78- 82، والخالدون العرب لقدري طوقان 117- 126، والأعلام 6/ 314، وهدية العارفين 2/ 66، 67، ومعجم المؤلفين 9/ 225، 226، ودراسات في حضارة الإسلام لدي بور 189- 195، ودراسات في حضارة الإسلام لهاملتون جب 25، وحضارة الإسلام لجوستاف جروينبام 347، 348، والعرب والعلم للدكتور توفيق الطويل 33- 37، وشمس الله على الغرب لسيغريد هونكه 107- 113.(29/311)
أصله بصْريّ، سكن الدّيار المصريّة إلى أن مات في حدود الثّلاثين وأربعمائة.
كان من أذكياء بني آدم، عديم النَّظير في عصره في العلم الرّياضيّ. وكان متزهِّدًا زُهْدَ الفلاسفة. لخّص كثيرًا من كُتُب جالينوس، وكثيرا من كتب أرسطوطاليس. وكان رأسًا في أُصول الطِّبّ وكُلِّيّاته.
وكان قد وَزَرَ في أوّل أمره، ثمّ تزهّد وأظهر الجنون، وانْمَلَس إلى ديار مصر.
وكان مليح الخطّ فنسخ في بعض السّنة ما يكفيه لعامه من إقليدس والمَجِسّطيّ. وكان مقيمًا بالجامع الأزهر. وكان على اعتقاد الأوائل. صرّح بذلك نسأل الله العافية.
وقد سَرَدَ ابنُ أبي أُصَيْبَعَة [1] مصنّفات هذا في نحو من كرّاس، وأكثرها في الرّياضيّ والهندسة، وباقيها في الإلهي. وعامّتها مقالاتٌ صِغَار.
392- محمد بن عبد الملك بن مسعود بن أحمد [2] .
الإمام أبو عبد الله المسْعوديّ المَرْوَزِيّ الشّافعيّ.
صاحب أبي بكر القفّال المَرْوَزِيّ. إمام مبرّز، وزاهد ورع.
صنَّف «شرح مختصر المُزَنيّ» ، فأحسن فيه [3] .
له ذكر في «الوسيط» ، وفي «الرّوضة النّواويّة» [4] .
__________
[1] في: عيون الأنباء 2/ 90- 98.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الملك) في:
الأنساب 11/ 308 وفيه: «محمد بن عبد الله» ، ومثله في: وفيات الأعيان 4/ 213، 214 رقم 585، وفي: تهذيب الأسماء واللغات للنووي 2/ 286 رقم 493، «عبد الملك» ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 72، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 414 رقم 1030، ومرآة الجنان 3/ 40، والوافي بالوفيات 3/ 321، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 221، 22 رقم 177، وكشف الظنون 1635، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 46، وديوان الإسلام 4/ 183 رقم 1914، ومعجم المؤلفين 10/ 224.
وهو يقال فيه: «محمد بن عبد الملك» و «محمد بن عبد الله» .
[3] الأنساب 11/ 308، وزاد فيه: «سمع الحديث القليل من أستاذه أبي بكر عبد الله بن أحمد القفّال» .
[4] ذكر الإمام النووي في «الروضة» جلالة المسعودي، فإن الفوراني رفيقه في صحبة القفّال(29/312)
تُوُفّي سنة نَيِّفٍ وعشرين.
393- محمد بن أبي عَمْرو محمد بن يحيى [1] .
المحدِّث أبو عبد الله النَّيْسابوريّ.
حدَّث ببغداد عن: أبي محمد المَخْلَديّ [2] ، وأبي بكر الْجَوزقيّ.
روى عنه: الخطيب [3] .
394- أبو الرّيْحان محمد بن أحمد البيرُونيّ [4] .
وبيرُون: من بلاد السّند.
__________
[ () ] فحكايته عنه في تصنيفه دليل على عظم جلالته، ومنها أن صاحب «البيان» يقول فيه: قال المسعودي، ويكثر من هذا ويريد به صاحب «الإبانة» وهذا غلط فاحش فأعرفه واجتنبه، وسببه أن «الإبانة» وقعت في اليمن واختلفوا لبعد الديار في نسبتها فنسبها بعضهم إلى المسعودي وبعضهم إلى الفوراني. هكذا ذكره شارح «الإبانة» وهو: أبو عبد الله الطبري صاحب «العدّة في خطبة العدّة» ، ومن طرف المسعودي ما حكاه في «الوسيط» عنه في مسألة: من حلف على البيض. (تهذيب الأسماء واللغات 2/ 286) ومسألة الحلف على البيض ذكرها ابن خلّكان في (وفيات الأعيان 4/ 213، 214) .
[1] انظر عن (محمد بن أبي عمرو) في:
تاريخ بغداد 3/ 232، 233 رقم 1304.
[2] في الأصل: «المخلد» والتصحيح من: تاريخ بغداد.
[3] وقال: قدم بغداد في سنة أربع وعشرين وأربعمائة. كتبت عنه وما علمت من حاله إلّا خيرا.
[4] انظر عن (أبي الريحان البيروني) في:
الأنساب 2/ 363، وعيون الأنباء لابن أبي أصيبعة 2/ 20، 21، والمشترك وضعا 101، ومعجم الأدباء 17/ 180- 190، واللباب 1/ 160- 161، وتاريخ مختصر الدول 186، 187، وتاريخ حكماء الإسلام للبيهقي 72- 74، وكشف الظنون 9، 70، 79، 81، 345، 403، 424، 463، 488، 594، 771، 907، 1065، 1126، 1314، 1385، 1434، 1437، 1594، 1622، 1784، وروضات الجنات 179، 180، وهدية العارفين 2/ 65، 66، وبغية الوعاة 1/ 20، 21، وكنوز الأجداد 238- 240 (لكرد علي) ، وتراث العرب العلمي لطوقان 275- 285، والعرب والعلم للدكتور توفيق الطويل 26، 34، 37، 38، 42، 54، 58، 62، 69، 70، 97، 99، وحضارة الإسلام لجرينباوم 271، 312، 459، وشمس الله على الغرب 114، والخالدون لطوقان 127- 137، وفهرس المخطوطات المصورة 3/ 13، 21، 22، 79، وأعيان الشيعة 43/ 232- 244، ومعجم المؤلفين 8/ 241، 242، وتاريخ التراث العربيّ 4/ 56.
«والبيرونيّ» : بكسر الباء الموحّدة وسكون الياء آخر الحروف وضم الراء بعدها الواو وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى خارج خوارزم، فإن بها من يكون من خارج البلد ولا يكون من نفسها يقال له: فلان بيروني هست، ويقال بلغتهم: انبيذك هست. والمشهور بهذه النسبة أبو ريحان المنجّم البيروني. (الأنساب 2/ 363) .(29/313)
من أعيان الفلاسفة. وكان معاصرا لل [شيخ الرّئيس] [1] ابن سينا، فاضلًا في الهيئة والنّجوم، خبيرًا بالطّبّ.
صنّف كتاب «الجماهر في الجواهر» ، وكتاب «الصَّيْدلة في الطّبّ» ، وكتاب «مقاليد الهيئة» ، وكتاب «تسطيح الهيئة» مقالة في استعمال الأصْطِرْلاب الكُرِيّ، كتاب «الزّيج المسعوديّ» ، صنّفه للملك مسعود بن السّلطان محمود بن سُبُكْتِكِين، وتصانيف أُخَر ذكرها ابن أبي أُصَيْبَعَة في تاريخه [2] .
وينقل من كلامه صاحب حماة الملك المؤيّد.
- حرف النّون-
395- نعيْم بن حمّاد بن محمد بن عيسى بن الحسن بن نُعَيْم بن حمّاد ابن معاوية بن الحارث [3] .
أبو عبد الله [4] الخُزَاعِيّ.
قال الخطيب: قدِم علينا من الدّينَوَر، وثنا عن أصحاب ابن أبي حاتم [5] .
- حرف الياء-
396- يحيى بن عليّ بن محمد بن الطّيّب [6] .
أبو طالب الدّسكريّ [7] الصّوفيّ.
__________
[1] بياض في الأصل.
[2] عيون الأنباء 2/ 20، 21.
[3] انظر عن (نعيم بن حمّاد) في:
تاريخ بغداد 13/ 314 رقم 7286.
[4] هكذا في الأصل، وفي: تاريخ بغداد: «أبو القاسم» . ويقول خادم العلم «عمر» : لعلّ المؤلّف الذهبي- رحمه الله- قد وهم في سمّي صاحب هذه الترجمة «نعيم بن حمّاد بن معاوية» وهو خزاعيّ أيضا، كنيته: أبو عبد الله، وترجمته مطوّلة في تاريخ بغداد 13/ 306- 314 رقم 7285 قبل هذه الترجمة مباشرة. وهو توفي سنة 229 هـ. أي أن بين وفاة الاثنين نحو مائتي سنة.
[5] قال الخطيب: أحسبه من أهل الدينور، قدم بغداد، وحدّث بها عن: عيسى بن علي بن زيد الدينَوَريّ، وأحمد بن محمد بن خالد القاضي. كتبنا عنه في مسجد أبي عمر بن مهدي في سنة تسع وأربعمائة.
[6] لم أجد مصدر ترجمته.
[7] الدّسكري: بفتح الدال وسكون السين المهملتين، وفتح الكاف وفي آخرها الراء، هذه النسبة(29/314)
نزيل حُلْوان.
سمع بجُرْجَان من: أبي أحمد الغِطْريفيّ، وعليّ بن الحسن بن الأسْتِراباذيّ، وأبا نصر بن الإسماعيليّ، وغيرهم.
روى عنه: أبو مسعود البَجَليّ، وعبد الكريم بن محمد الشّيرازيّ.
397- يوسف بن حمود بن خلف [1] .
أبو الحجاج الصَّدَفيّ القاضي المالكيّ.
من أعيان مالكيّة المغرب.
كان خيِّرًا، صالحًا، زاهدًا، فقيهًا، أديبًا، شاعرًا. ولي قضاء سَبْتَة بعد قتْل القاضي بن زوبع. ولّاه المستعين.
أخذ عن: أبي محمد الأصِيليّ، وأبي بكر الزُّبَيْديّ.
روى عنه: ابنه حَمُّود، وابن أخيه إبراهيم بن الفضل، وقاسم بن عليّ، وأبو محمد المَسيليّ، وغيرهم.
قال القاضي عياض: تُوُفّي في حدود الثّلاثين وأربعمائة.
انتهت الطبقة للَّه الحمد
__________
[ () ] إلى الدسكرة، وهي قريتان، إحداهما على طريق خراسان، يقال لها: دسكرة الملك، وهي قرية كبيرة تنزلها القوافل. وقرية أخرى من أعمال نهر الملك ببغداد، على خمسة فراسخ، يقال لها: الدسكرة أيضا. (الأنساب 5/ 311، 312) .
[1] تقدّمت ترجمة (يوسف بن حمّود) في وفيات سنة 428 هـ. من هذا الجزء، برقم (285) .(29/315)
بعون الله وتوفيقه تمّ تحقيق هذا الجزء المتضمّن للطبقة الثالثة والأربعين، من «تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام» للمؤرّخ الحافظ الذهبي المتوفى سنة 748 هـ. وضبط نصّه، وتخريج أحاديثه وأشعاره، وتوثيق مادّته، والإحالة إلى مصادره، على يد طالب العلم وخادمه الحاج الأستاذ الدكتور «أبو غازي عمر عبد السلام تدمري» أستاذ التاريخ الإسلامي في الجامعة اللبنانية، عضو الهيئة العربية العليا لإعادة كتابة تاريخ الأمة، الطرابلسيّ مولدا وموطنا، الحنفيّ مذهبا، وذلك عند تمام الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر يوم السبت الواقع في الخامس والعشرين من شهر رمضان المبارك لسنة 1412 هـ. الموافق للثامن والعشرين من آذار (مارس) 1992 م، وكان الفراغ منه في منزله بساحة النجمة من مدينة طرابلس الشام المحروسة. والحمد للَّه ربّ العالمين.(29/316)
تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام للحافظ المؤرّخ شمس الدّين محمّد بن أحمد بن عثمان الذهبيّ.
المتوفى سنة 748 هـ حوادث وفيات 431- 440 هـ تحقيق الدّكتور عمر عبد السّلام تدمري استاد التاريخ الإسلاميّ في الجامعة اللبنانية عضو الهيئة الاستشاريّة للمنشورات التاريخية في اتحاد المؤرخين العرب الناشر دار الكتاب العربيّ(29/317)
بسم الله الرّحمن الرّحيم
[الطبقة الرابعة والأربعون]
سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة
[شغب الأتراك]
فيها شَغَبَ الأتراكُ، وخرجوا بالخِيَم، وتَشَكَّوا من تأخُّر النَّفَقات ووقوع الاستيلاء على إقطاعهم. فعرفَ السُّلطان، فكاتبَ دُبيس بن عليّ بن مَزْيَد. وأبا الفتح بن ورّام، وأبا الفوارس بن سعْدى في الاستظهار بهم. وكتبَ إلى الأتراك رقعة يلومهم.
وحاصل الأمر أنّ النّاس ماجوا وانزعجوا، ووقع النّهب وغلت الأسعار وزاد الخوفُ، حتى أنّ الخطيبَ يوم الجمعة صلّى صلاة الجمعة بجامع براثا وليس وراءه إلّا ثلاثة أنفُس بدِرْهم خفارة [1] .
[زيارة جلال الدّولة المَشَاهد]
وخرج الملك جلال الدّولة لزيارة المشهدين بالحيْر والكوفة، ومعه أولاده والوزير كمال المُلْك، وجماعة من الأتراك فبدأ بالحائر [2] . ومشي حافيا من العلميّ. ثمّ زار مشهد الكوفة فمشي حافيا مَن الخندق، وقدْر ذلك فَرْسخ [3] .
__________
[1] المنتظم 8/ 104، 105، (الطبعة الجديدة لدار الكتب العلمية ببيروت) 15/ 273، 274، الكامل في التاريخ 9/ 471، وانظر: تاريخ ابن خلدون 3/ 450، والبداية والنهاية 12/ 47.
[2] في الأصل: «فيهم أبا الخير» ، وهذا وهم، والتصحيح من: المنتظم 8/ 105 (الطبعة الجديدة) 15/ 274.
و «الحائر» هو قبر الحسين بن علي رضي الله عنه. (معجم البلدان 2/ 208) .
[3] المنتظم 8/ 105 (15/ 274) ، نهاية الأرب 26/ 259.(29/319)
سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة
[استيلاء الغُزُّ والسّلاجقة على خُراسان]
فيها نزلت الغُزُّ الرّيّ، وانصرف مسعود إلى غَزْنَة [1] . وعاد طغرلبك إلى نَيْسابور.
واستولتِ الغُزُّ والسّلجوقيّة على جميع خُراسان، وظهر من خَرْقهم الهيبة واطِّراحهم الحشْمة وقتْلهم النّاس ما جاوز الحدّ. وقصدوا خلْقًا كثيرًا من الكُتّاب فقتلوا منهم وصادروا وبدّعوا [2] .
[الفتنة بين السُّنّة والشِّيعة]
وتجدّدت الفِتَنُ. ووقع القتال بين أهل الكَرْخ والسُّنّة، واستمرّ ذلك. وقُتِل جماعة.
وسببُ ذلك انخراق الهيبة وقلّة الأعوان [3] .
__________
[1] الكامل في التاريخ 9/ 484، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 184، العبر 3/ 176، مرآة الجنان 3/ 54، مآثر الإنافة 1/ 8348.
[2] المنتظم 8/ 107 (15/ 277) ، العبر 3/ 176، دول الإسلام 1/ 256.
[3] المنتظم 8/ 107 (15/ 277) ، العبر 3/ 176، مرآة الجنان 3/ 54.(29/320)
سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة
[دفْع الغُزُّ عن همذان]
فيها دخل الملك أبو كاليجار ودفَعَ الغُزَّ عن هَمَذَان [1] .
[شغب الأتراك وإفسادهم]
وفيها شغبت الأتراك وتبسّطوا في أخذ ثياب النّاس، وخطف عمائمهم.
وأفسدوا إلى أن وُعِدوا بإطلاق أرزاقهم [2] .
[التعريف بالبلغر]
وقدِم رجلٌ من البَلْغَر مِن أعيان قومه، ومعه خمسون نفسًا قاصدًا للحجّ، فأُهْدِي له شيءٌ من دار الخلافة. وكان معه رجل يقال له القاضي عليّ [3] بن إسحاق الخوارزميّ، فَسُئل عن البَلْغَر من أيّ الأمم هم؟ قال: قوم تولّدوا بين الأتراك والصَّقَالبة، وبلادهم من أقصى بلاد التُّرْك. وكانوا كُفَّارًا، ثمّ ظهر فيهم الإسلام. وهم على مذهب أبي حنيفة. ولهم عُيُونٌ وأنهارٌ، ويزرعون على المطر.
وحكى أنّ اللّيل يَقْصُر عندهم حتّى يكون ستّ ساعات، وكذلك النّهار [4] .
[موت علاء الدّولة بن كاكويه]
وفيها مات علاء الدّولة أبو جعفر بن كاكويه متولّي أصبهان [5] .
__________
[1] المنتظم 8/ 108، (15/ 279) ، العبر 3/ 177، دول الإسلام 1/ 256، البداية والنهاية 12/ 49.
[2] المنتظم 8/ 108، (15/ 279) ، البداية والنهاية 12/ 49 وفيه: «الأكراد» بدل «الأتراك» ، وهذا وهم.
[3] هكذا في الأصل. وفي «المنتظم» 8/ 108، (15/ 279) : «يعلي» .
[4] المنتظم 8/ 108، 109، (15/ 279) ، البداية والنهاية 12/ 49.
[5] الكامل في التاريخ 9/ 495، المختصر في أخبار البشر 2/ 165، تاريخ ابن الوردي 1/ 348.(29/321)
[الدعوة لأبي كاليجار في بلاد ابن كاكويه]
وولي بعده ابنه [أبو] منصور، فأقام الدّعوة والسّكّة للملك أَبِي كاليجار في جميع بلاد ابن كَاكوَيْه [1] .
[نيابة ناصر الدّولة دمشق]
وفيها ولي نيابة دمشق للمستنصر الأمير ناصر الدّولة الْحَسَن بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد الله بْن حمدان، فحكم بها سبع سِنين [2] .
[قراءة الاعتقاد القادريّ]
وفيها قُرئ الاعتقاد القادريّ بالدّيوان. أخرجه القائم بأمر الله، فقُرئ وحضَره العلماء والزُّهّاد.
وحضر أبو الحسن عليّ بن عمر القزوينيّ الزّاهد، وكتب بخطّه قبْل الفُقهاء: هذا اعتقادُ المسلمين، ومَن خالفه فقد خالف وفَسَقَ وكَفَرَ.
وهو: يجب على الإنسان أن يعلم أنّ الله وحده لا شريك له.
وفيه: كان ربُّنا [3] ولا شيء معه ولا مكان يَحْويه، فَخَلَقَ كلَّ شيءٍ بقدْرته، وخلق العرش لا لحاجةٍ [4] إليه، واستوى عليه كيف شاء وأراد، لا استواءَ [5] راحةٍ كما يستريح الخلْق. ولا مدبّر غيره [6] ، والخلْق كلهم عاجزون، الملائكة والنّبيّون [7] . وهو القادر بقُدْرةٍ، العالم بعلْمٍ [8] . وهو السّميع. البصير [9] ، متكلّم
__________
[1] الكامل في التاريخ 9/ 495، المختصر في أخبار البشر 2/ 165، تاريخ ابن الوردي 1/ 348.
[2] ذيل تاريخ دمشق 83، أمراء دمشق في الإسلام 26 رقم 88، زبدة الحلب لابن العديم 1/ 263، نهاية الأرب 28/ 213.
[3] في «المنتظم» 8/ 109، (15/ 280) : «كان ربّنا وحده» .
[4] في «المنتظم» 8/ 109، (15/ 280) : «لا لحاجته» .
[5] في «المنتظم» 8/ 109، (15/ 280) : «لا استقرار» .
[6] في «المنتظم» 8/ 109، (15/ 280) : «وهو مدبّر السموات والأرضين ومدبّر ما فيهما ومن في البر والبحر ولا مدبّر غيره ولا حافظ سواه يرزقهم ويمرضهم ويعافيهم، ويميتهم ويحييهم» .
[7] في «المنتظم» 8/ 190، (15/ 280) : «والمرسلون والخلق كلّهم أجمعون» .
[8] زاد بعدها في «المنتظم» 8/ 190، (15/ 280) : «أزلي غير مستفاد» .
[9] في «المنتظم» 8/ 110، (15/ 280) : «وهو السميع بسمع، والمبصر ببصر، يعرف صفتهما من نفسه لا يبلغ كنههما أحد من خلقه» .(29/322)
كلامٍ لا بآلةٍ [1] كآلة المخلوقين. لا يوصف إلّا بما وصفَ به نفسَه أو وصفَه به نبيُّه. وكلّ صفةٍ وصفَ بها نفسَه أو وصفه بها نبيّه [2] فهي صفةٌ حقيقيّة لا صفة مجاز [3] .
ونعلم [4] أنّ كلام الله غير مخلوق، تكلّم به تكليمًا، وأنزله على رسوله على لسان جبريل [5] ، فتلاه على محمد صلى الله عليه وسلم، وتلاه محمد على أصحابه [6] . ولم يَصِرْ بتلاوة المخلوقين له مخلوقًا، لأنّه ذاك الكلام بعينه الّذي تكلَّم الله به، فهو غير مخلوق بكلّ حال [7] ، مَتْلُوًّا ومحفوظًا ومكتوبًا ومسموعًا. ومَن قال إنّه مخلوق على حال من الأحوال فهو كافر حلال الدّم بعد الاستتابة منه.
ونعلم [8] أنّ الإيمان قول وعمل، ونيّة [9] ، يزيد وينقص [10] .
ويجب أن نحبّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإنّ خيرهم وأفضلهم بعد رسول الله أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، ثُمَّ عُثْمَانُ، ثُمَّ عليّ [11] . ومن سبّ عائشة فلا حظّ له في الإسلام، ولا نقول [12] في معاوية إلّا خيرًا. ولا ندخل [13] في شيءٍ شَجَرَ بينهم [14] .
إلى أن قال: ولا نكفّر [15] بترك شيءٍ من الفرائض غير الصّلاة. فإنّ [16] من
__________
[1] في «المنتظم» 8/ 110، (15/ 280) : «لا بآلة مخلوقة» .
[2] في «المنتظم» 8/ 110، (15/ 280) : «رسوله» .
[3] في «المنتظم» 8/ 110، (15/ 280) : «لا مجازية» .
[4] في «المنتظم» : «ويعلم» .
[5] في «المنتظم» زيادة: «بعد ما سمعه جبريل منه» .
[6] في «المنتظم» زيادة: «وتلاه أصحابه على الأمّة» .
[7] في «المنتظم» : «فهو غير مخلوق بكلّ حال» .
[8] في «المنتظم» : «ويعلم» .
[9] في «المنتظم» زيادة: «وقول باللسان وعمل بالأركان والجوارح وتصديق به» .
[10] أنقص المؤلّف بعدها مقدار ثمانية أسطر.
[11] في «المنتظم» زيادة: «ويشهد للعشرة بالجنة ويترحّم على أَزْوَاجِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» . (8/ 110) .
و (15/ 281) .
[12] في «المنتظم» 8/ 111، (15/ 281) : «ولا يقول» .
[13] في «المنتظم» 8/ 111، (15/ 281) : «ولا يدخل» .
[14] في «المنتظم» زيادة نيّف وثلاثة أسطر.
[15] في «المنتظم» : «ولا يكفر» .
[16] في «المنتظم» : «غير الصلاة المكتوبة وحدها فإنه» .(29/323)
تركها من غير عُذْرٍ وهو صحيح فارغ حتّى يخرج وقت الأخرى فهو كافر وإن لم يَجْحَدَها، لِقَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ الْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلَاةِ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ» [1] . ولا يزال كافرًا حتّى يندم ويُعيدها. وإن مات قبل أن يندم ويعيد أو يُضْمِر أن يعيد، لم يُصَلَّ عليه، وحُشِرَ مع فِرْعون. وهامان، وقارون، وأُبَيّ بن خَلَف. وسائر الأعمال لا تُكَفّر بتركها وإنْ كان يفسق حتّى يجحدها.
ثمّ قال: هذا قول أهل السُّنّة والجماعة الّذي مَن تمسَّك به كان على الحقِّ المبين، وعلى منهاج الدّين.
في كلامٍ سوى هذا [2] . وفي ذلك كما ترى بعض ما يُنْكَر، وليس من السُّنّة [3] . والله الموفّق.
__________
[1] رواه الترمذي في الإيمان (2753) باب: ما جاء في ترك الصلاة، عن هنّاد، أخبرنا وكيع، عن سفيان، عن أبي الزبير، عن جابر. وقال: هذا حديث حسن صحيح، وأبو الزبير اسمه محمد ابن مسلم بن تدرس.
[2] انظر النص بكاملة في: المنتظم 8/ 109- 111، (15/ 279- 282) .
[3] وقال ابن كثير في «البداية والنهاية 12/ 49: «وفيه جملة جيدة من اعتقاد السلف» .(29/324)
سنة أربع وثلاثين وأربعمائة
[الخلاف بين الخليفة والملك جلال الدولة]
في المحرَّم انفتحت الجوالي بأمر الخليفة، فأنفذ الملك جلال الدّولة مَن منع أصحاب الخليفة وأخذ ما استُخرج منها. وأقام من يتولّى جِبايتها. فشقّ ذلك على الخليفة، وتردّدت منه مراسلات، فلم تنفع. فأظهر العزم على مفارقة البلد، وأمر بإصلاح الطّيّار والزَّبازب، وروسل وجوهُ الأطراف والقضاة والأعيان بالتّأهُّب للخروج في الصُّحْبة، وتكلَّم بأنّه عاملٌ على غلْق الجوامع. ومنع من الجمعة في سابع المحرّم [1] .
وكاتب جلال الدّولة، فجاء كتابه: إنّه يرى الطّاعة، وإنّه نائبٌ عن الخدمة نيابةً لا تنتظم إلّا بإطلاق العساكر. وقد التجأ جماعة من خدمتنا إلى الحريم، ونحن معذورون للحاجة [2] .
[الزلزلة بتبريز]
وجاء كتاب أبي جعفر العلويّ النّقيب بالموصل، فيه: وردت الأخبار الصّحيحة بوقوع زلزلةٍ عظيمة بتِبْرِيز هدمت قلعتَها وسورَها ودُورَها وحمّامَاتِها وأكثر دار الإمارة. وسَلِم الأمير لكَوْنِه في بستانه، وسَلِم جُنْدُهُ لأنّه كان أنفذهم إلى أخيه، وأنّه أحْصى مَن هلك تحت الهدْم، فكانوا نحوًا من خمسين ألفًا، ولبس الأمير السّواد وجلس على المُسُوح لعِظَم هذا المُصاب. وإنّه على الصّعود
__________
[1] المنتظم 8/ 113، (15/ 285) ، الكامل في التاريخ 9/ 511، المختصر في أخبار البشر 2/ 166، مآثر الإنافة للقلقشندي 1/ 336، تاريخ ابن خلدون 3/ 453، البداية والنهاية 12/ 50، تاريخ ابن الوردي 1/ 348.
[2] انظر النص الكامل للمكاتبة في:
المنتظم 8/ 114، (15/ 285، 286) .(29/325)
إلى بعض حصونه خوفًا مِن توجّه الغُزِّ إليه، والغُزّ هم التُّرْك [1] .
[محاربة المصريين صاحب حلب]
وفيها نفّذ المصريون من حارب ثمان بن مرداس صاحب حلب [2] .
__________
[1] المنتظم 8/ 114، (15/ 286) ، الكامل في التاريخ 9/ 513، تاريخ الزمان لابن العبري 91، الدرّة المضيّة 354، العبر 3/ 180، دول الإسلام 1/ 256، مرآة الجنان 1/ 54، البداية والنهاية 12/ 50، تاريخ الخميس 2/ 399، شذرات الذهب 3/ 253، 254.
[2] تاريخ حلب للعظيميّ- نشره زعرور 325، (ونشره الدكتور سويّم- طبعة أنقرة) ص 3، المنتظم 8/ 115، (15/ 286) ، زبدة الحلب لابن العديم 1/ 263. مآثر الإنافة 1/ 344، البداية والنهاية 12/ 50 وفيه تحرّف اسم «ثمال» إلى: «سماك» !(29/326)
سنة خمس وثلاثين وأربعمائة
[خروج طغرلبك إلى الحبل ومكاتبته جلال الدّولة]
فيها رُدّت الجوالي إلى وُكلاء الخدمة [1] .
وسار طغرلبك إلى الجبل [2] . ووَرَدَ كتابُهُ إلى جلال الدّولة من الرّيّ، وكان أصحابه قد أخربوها، ولم يبق منها غير ثلاثة آلاف نفْس، وسُدّت أبواب مساجدها. وخاطب طغرلبك جلال الدّولة في المكاتبة بالملك الجليل، وخاطب عميد الدّولة بالشّيخ الرّئيس أبي طالب محمد بن أيّوب من طغرلبك محمد بن ميكائيل مولى أمير المؤمنين. فخرج التّوقيع إلى أقضى القُضاة الماورديّ، ورُوسل به طغرلبك برسالة تتضمّن تقبيح ما صنع في البلاد، وأمرَه بالإحسان إلى الرّعيّة [3] .
فمضى الماورديّ، وخرج طغرلبك يتلقّاه على أربع فراسخ إجلالًا له ولرسالة الخلافة [4] .
[موت جلال الدّولة]
وأُرْجِف بموت جلال الدّولة لِوَرَمٍ لحِقَهُ في كبِده، وانزعج النّاسُ، ونقلوا أموالهم إلى دار الخلافة [5] .
ثمّ خرجَ فرآه النّاسُ فسكنوا، ثمّ تُوُفّي وغُلّقت الأبواب، ونظر أولاده من
__________
[1] البداية والنهاية 12/ 51.
[2] الإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 188.
[3] دول الإسلام 1/ 257، البداية والنهاية 12/ 51.
[4] المنتظم 8/ 116، (15/ 289) ، العبر 3/ 182، البداية والنهاية 12/ 51، شذرات الذهب 3/ 254.
[5] المنتظم 8/ 116، 117، (15/ 289) .(29/327)
الرَّوشن إلى الإصفهسِلّاريّة والأتراك، وقالوا: أنتم أصحابنا ومشايخ دولتنا وفي مقام والدنا، فارعَوا حقوقَنا، وصونوا حريمنا. فبكوا وقبَّلوا الآرض.
وكان ابنه الملك العزيز بواسط، فكتبوا إليه بالتَّعزِية [1] .
[دخول الغُزِّ الموصل]
وفيها دخلت الغُزّ الموصل، فأخذوا حُرَم قرواش بن المقلّد، ودُبَيْس بن عليّ عَلَى الإيقاع بالغُزّ، فقَتَلت منهم مقتلة عظيمة [2] .
[الخطبة لأبي كاليجار]
وفيها خُطب ببغداد للملك أبي كاليجار بعد موت جلال الدّولة [3] .
[ترجمة جلال الدولة]
وكان مولد جلال الدّولة في سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة. وكان يزور الصّالحين، ويقصد القزوينيّ، والدّينَوَريّ.
مات من وَرَمٍ في كبِده في خامس شَعبان، وغسّله أبو القاسم بن شاهين الواعظ، وعبد القادر بن السّمّاك ودُفِنَ بدار المملكة. ووُلي بغداد سبْع عشرةَ سنة إلّا شهرًا [4] .
وخلّف ستّة بنين وخمس عشرة أنثى.
وعاش اثنتين وخمسين سنة [5] . وكانت دولته في غاية الوهن.
__________
[1] انظر وفاة جلال الدولة في:
تاريخ حلب للعظيميّ (نشره زعرور) ص 326، وطبعة أنقرة، ص 4، والمنتظم 8/ 117، (15/ 289، 290) ، والكامل في التاريخ 19/ 516، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 184، ونهاية الأرب للنويري 26/ 258، المختصر في أخبار البشر 2/ 167، العبر 3/ 182، تاريخ ابن الوردي 1/ 349.
[2] تاريخ حلب للعظيميّ (نشرة زعرور) ص 326، وطبعة تركيا- ص 4، المنتظم 8/ 117، (15/ 291) ، الدرّة المضيّة 355، العبر 32/ 182، دول الإسلام 1/ 257.
[3] تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) ص 326، وطبعة تركيا 4، المنتظم 8/ 117، (15/ 290) ، المختصر في أخبار البشر 2/ 167، العبر 3/ 182، دول الإسلام 1/ 257، تاريخ ابن الوردي 1/ 349.
[4] الكامل في التاريخ 9/ 516، مآثر الإنافة 1/ 336.
[5] في «المنتظم» 8/ 118 رقم 159 (15/ 291 رقم 5253) : «وكان عمره إحدى وخمسين سنة وأشهر» ، ومثله في: البداية والنهاية 12/ 52.(29/328)
سنة ست وثلاثين وأربعمائة
[دفن جلال الدّولة بمقابر قريش]
فيها نُقِل تابوت جلال الدّولة إلى تُرْبتهم بمقابر قريش [1] .
[الوزارة ببغداد]
ودخل الملك أبو كاليجار بغداد [2] ، وصرف أبا المعالي بن عبد الرّحيم عن الوزارة موقَّرًا، ووُلِّي أبو الفرج محمد بن جعفر بن العبّاس [3] .
[وفاة المرتضى]
وتُوُفّي المُرْتَضَى، وقُلِّد مكانه ابن أخيه أبو أحمد عدنان بن الشّريف الرَّضِيّ [4] .
[وفاة الجرجرائي ووزارة أبي نصر]
وتُوُفّي بمصر الوزير الْجَرْجَرائيّ، فَوَزَرَ أبو نصر أحمد بن يوسف الّذي أسلم [5] .
__________
[1] المنتظم 8/ 118، (15/ 292) ، الكامل في التاريخ 9/ 526.
[2] دول الإسلام 1/ 258، مآثر الإنافة 1/ 337.
[3] المنتظم 8/ 119، (15/ 292) .
[4] انظر عن وفاة المرتضى ومصادر ترجمته في وفيات سنة 436 هـ. برقم (177) ، والخبر في:
البداية والنهاية 12/ 52.
[5] تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) 327، وطبعة تركيا ص 5، وفيه: «مات الجرجرائي بالقاهرة بعلّة الاستسقاء، ووزّر التّستريّ لأن أمّ المستنصر كانت جارية أبيهما سهل فقدّمتهما في الدولة، وكان ابن الأنباريّ تحت العقوبة، واستوزر بعده أبا نصر صدقة بن يوسف الفلاحيّ» .
ومثله في: الدرّة المضيّة 356، ونهاية الأرب 28/ 215، 216، والمنتقي من أخبار مصر 4 لابن ميسّر، والإشارة إلى من نال الوزارة 37، 38، والبداية والنهاية 12/ 52 وفيه «أحمد بن يوسف» كما أثبته المؤلّف- رحمه الله- وفي: اتعاظ الحنفاء 2/ 191 «صدقة بن يوسف» .(29/329)
[ضرب الطّبل عند أوقات الصّلاة]
وضَرَب أبو كاليجار الطَّبْل في أوقات الصَّلوات الخَمْس، ولم تكن المُلُوك يُضْرب لها الطَّبْل ببغداد إلى أيّام عضُد الدّولة فأُكرِم بأن ضرب له ثلاث مرّات.
فأحدَث أبو كاليجار ضرب الطَّبْل في أوقات الصّلوات الخَمْس [1] .
[ولاية ابن المسلمة الكتابة للقائم]
وفيها ولي رئيس الرّؤساء أبو القاسم علي بن المسلمة كتابة القائم بأم الله، وكان ذا منزلةٍ عالية منه [2] .
[ولادة نزار بن المستنصر العُبيديّ]
وفيها وُلِد نزار بن المستنصر العُبيديّ المصريّ الّذي قتله الأفضل ابن أمير الجيوش. والله أعلم.
__________
[ () ] والخبر في: المنتظم 8/ 119، (15/ 293) .
[1] المنتظم 8/ 119، (15/ 293) ، العبر 3/ 185، البداية والنهاية 12/ 52، شذرات الذهب 3/ 256) .
[2] المنتظم 8/ 119، (15/ 293) ، الكامل في التاريخ 9/ 530 (حوادث سنة 437 هـ.) ، البداية والنهاية 12/ 52 وفيه: «أبو القاسم بن المسلم» .(29/330)
سنة سبع وثلاثين وأربعمائة
[الفتنة بين أهل الكرخ وباب البصرة]
فيها حَدَثت فتنةٌ بين أهل الكرخ وباب البصرة، وأخذ منها جماعة من الفريقين [1] .
[إحراق كنيس اليهود]
ونفَر العامّة على اليهود وأحرقوا كنيسة العتيقية، ونهبوا [دُور] اليهود [2] .
[الوباء بالخَيْل]
ووقع الوباء بالخيل، فهلك من معسكر أبي كاليجار اثنا عشر ألف فَرَس، وامتلأت حافّات دجلة من جيَف الخيْل [3] .
[موت العلاء النصراني وسلْب أكفانه]
ومات العلاء بن أبي الحسين [4] النَّصْرانيّ بواسط، فجلس أقاربه في مسجدٍ عند بيته للعزاء. وأُخْرج تابُوتُه نهارًا، ومعه جماعة من الأتراك، فثار العوامّ وسلبوا الميّت من أكفانه وأحرقوه، ومضوا إلى الدّير فنهبوه. وعجز الأتراك عنهم وذلّوا [5] ، أذلّهم الله.
__________
[1] المنتظم 8/ 127، (15/ 302) ، الكامل في التاريخ 9/ 531، البداية والنهاية 12/ 54.
[2] المنتظم 8/ 127، (15/ 302) ، والإضافة منه، والبداية والنهاية 12/ 54.
[3] المنتظم 8/ 128، (15/ 302، 303) ، الكامل في التاريخ 9/ 531، المختصر في أخبار البشر 2/ 168، تاريخ ابن الوردي 1/ 349، البداية والنهاية 12/ 54، تاريخ ابن الوردي 1/ 349.
[4] هكذا في الأصل وفي «المنتظم» 8/ 128، (15/ 303) : «العلاء بن أبي علي الحسين بن سهل» .
[5] المنتظم 8/ 128، (15/ 303) ، البداية والنهاية 12/ 54.(29/331)
سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة
[حبْس صاحب الشّرطة وتغريمه الدّيات]
فيها كلّم ذو السّعادات أبو الفَرَج لرئيس الرّؤساء أبي القاسم في أبي محمد بن النَّسَويّ صاحب الشُّرطة، وكان معزولًا، فقال: هذا رجلٌ قد ركب العظائم، ولا سبيل إلى الإبقاء عليه. فتقدَّم الخليفة بحبْسه.
ورُفع عليه بأنّه كان يتتبَّع الغُرباء من التُّجّار ويقبض عليهم ليلًا، ويأخذ أموالهم، ويقتلهم، ويُلْقِيهم في حفائر. فَحُفِرت فوجد فيها رمى الموتى، فثار العَوَامّ ونشروا المَصَاحف، وآل الأمر إلى أن حمل خمسة آلاف وخمسمائة دينار عن دِيات ثلاثة قتلهم، فقَبَض ذلك صيرفيُّ السّلطان، وصرَفه في أفساط الْجُنْد [1] .
[حصار طغرلبك إصبهان]
وفيها حاصر طغرلبك إصبهان، وضيّق على أميرها قرامرز [2] ، بن علاء الدّولة، ثمّ هادنه على مالٍ يُحمل إليه، وأن يُخطب له بأصبهان [3] .
[مراسلة أهل التّبت لأرسلان خان]
وفيها خرج من بلاد التُّبَّت، وهي من إقليم الصّين، خلائق عظيمة،
__________
[1] المنتظم 8/ 129، 130، (15/ 305) .
[2] في الأصل: «ورامرز» ، والتصحيح من المصادر. ووقع في «الكامل في التاريخ 9/ 534» :
«فرامرز» ، ومثله في: نهاية الأرب 216/ 280 و 286، والمختصر في أخبار البشر 2/ 165، وتاريخ ابن الوردي 1/ 348، والعبر 3/ 188.
[3] الإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 188، وسيعاد هذا الخبر في الطبقة التالية، في حوادث سنة 242 هـ.، الكامل في التاريخ 9/ 534، نهاية الأرب 26/ 286، دول الإسلام 1/ 258.(29/332)
وراسلوا أرسلان خان ملك بلاشاغون [1] يُثْنُون على سيرته، فراسلهم يدعوهم إلى الإسلام، فلم يُجِيبوا ولم ينفروا منه [2] .
__________
[1] في. «الكامل» : «بلاساغون» .
[2] الكامل في التاريخ 9/ 535.(29/333)
سنة تسع وثلاثين وأربعمائة
[غدر الأكراد بسرخاب]
فيها غدر الأكراد بسُرْخَاب بن محمد بن عنّاز [1] وحملوه إلى إبراهيم ينال، فقلعَ عينيه [2] .
[الظَّفْر بأصفر التّغلبيّ]
وفيها ظفروا [3] بأصفر التّغلبيّ [4] الّذي خرج برأس عَيْن وتَبِعَه خلْق، وكان قد أوغل في بلاد الرّوم، فسُلِّم إلى ابن مروان فَسَدَّ عليه برجًا من أبراج آمد [5] .
[القحط بالموصل]
وكان القحط بالموصل حتّى أكلوا الميتة. وصُلِّيَ يَوْمَ الجمعة بها على أربعمائة جنازة [6] . وعُدَّ مَن هلكَ يومئذٍ من أهل الذّمّة، فكانوا مائة وعشرين نفسا [7] .
__________
[1] هكذا في الأصل، وفي «المنتظم» : «عنان» (بالنون) .
[2] المنتظم 8/ 131، (15/ 308) ، الكامل في التاريخ 9/ 536، البداية والنهاية 12/ 56 وفيه:
«فأمر بقلع إحدى عينيه» .
[3] في «المنتظم» : «وظفر بنو نمير» .
[4] في «المنتظم» : «الغازي» ، والمثبت يتفق مع: «الكامل» 9/ 540.
[5] المنتظم 8/ 132، (15/ 308) ، الكامل في التاريخ 9/ 540، 541، تاريخ الزمان لابن العبري 96، البداية والنهاية 12/ 56.
[6] في: البداية والنهاية 12/ 56: «وورد كتاب الموصل بأنه لا يصلّي الجمعة من أهلها إلّا نحو أربعمائة» .
[7] المنتظم 8/ 132، (15/ 308) ، الكامل في التاريخ 9/ 541، 542، تاريخ الزمان 96، المختصر في أخبار البشر 2/ 168، تاريخ ابن الوردي 1/ 350، البداية والنهاية 12/ 56.(29/334)
[القبض على الوزير ذي السّعادات]
وفيها قبض عَلَى الوزير ذي السعادات أبي الفرج محمد بن جعفر [1] .
[الوباء والقحط ببغداد]
وكثُر الوباءُ ببغداد أيضا، والقحط [2] .
__________
[1] المنتظم 8/ 132، (15/ 308) ، الكامل في التاريخ 9/ 542.
[2] المنتظم 8/ 132، (15/ 308) ، الكامل في التاريخ 9/ 541، المختصر في أخبار البشر 168، تاريخ ابن الوردي 1/ 350، البداية والنهاية 12/ 56.(29/335)
سنة أربعين وأربعمائة
[قتال أهل الكرخ وباب البصرة]
فيها هاج القتال بين أهل الكرخ وباب البصرة [1] .
[موت الملك أبي كاليجار]
ومرض الملك أبو كاليجار، وفُصِد في يومٍ ثلاث مرّات، ثمّ مات [2] .
وانتهب الغلمان الخزائنَ، والسّلاح، وأحرق الجواري الخِيَم، وناح الحريم [3] .
[ولاية أبي نصر المُلْك بعد أبيه]
وولي مكانه ابنه أبو نصر ولقّبوه الملِك الرّحيم [4] . ثمّ قصد حضرة الخليفة فقبَّل الأرض وجلس على كُرْسيّ. ثمّ أُلْبِسَ سبْع خِلَع وعمامة سوداء والطّوْق والسِّوارَين، ووُضِع على رأسه التّاج المرصّع، وبرز له لواءان معقودان. وأوصاه الخليفة بالتَّقْوى والعدل. وقُرِئ صدْر تقليده. وكان يومًا مشهودًا [5] .
[التعريف بأبي كاليجار]
وكانت مدّة سلطنة أبي كاليجار ببغداد أربع سِنين [6] . وهو ابن سلطان
__________
[1] المنتظم 8/ 136، (15/ 313) .
[2] تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) ص 329، وطبعة تركيا ص 6 وفيه وفاته سنة 439 هـ.، تاريخ الفارقيّ 1/ 7154 الكامل في التاريخ 9/ 547، المختصر في أخبار البشر 2/ 169، تاريخ ابن الوردي 1/ 351.
[3] المنتظم 8/ 136، (15/ 313) ، الكامل في التاريخ 9/ 547، 548، العبر 3/ 191، دول الإسلام 1/ 258، البداية والنهاية 12/ 57.
[4] تاريخ حلب (زعرور) 329، التركية 6، تاريخ الفارقيّ 1/ 154، المنتظم 8/ 136، (15/ 313) ، الكامل في التاريخ 9/ 548، دول الإسلام 1/ 258، 259، البداية والنهاية 12/ 57.
[5] المنتظم 8/ 136، (15/ 313، 314) ، البداية والنهاية 12/ 57.
[6] في «المنتظم» 8/ 139 رقم 194، (15/ 317 رقم 3288) : «أربع سنين وشهرين وأياما» ،(29/336)
الدولة بْن بهاء الدولة بْن عضد الدولة. ولد بالبصرة سنة تسع وتسعين وثلاثمائة.
واسمُهُ المَرْزُبان. وكان كثير الأموال [1] .
[سور شيراز]
وفيها دار السُّورُ على شِيراز، ودوره اثنا عشر ألف ذراع، وطول حائطه ثمانية أذرُعٍ، وعرضه ستّة أذرع، وفيه أحد عشر بابًا [2] .
[منازلة عسكر مصر لقلعة حلب ورحيلهم]
وفيها نازلت عساكرُ مصر قلعة حلب، وبها مُعِزُّ الدّولة ثمال بن صالح الكِلابيّ، فجمعَ جمْعًا وبرز لحربهم، فعمل معهم مصافَّيْن على الولاء، وهابه المصريّون، فرحلوا عنه خائبين [3] .
[خطبة ابن باديس للقائم بأمر الله بالقيروان]
وفيها خطب المُعِزّ بْنُ باديس بالقيروان للقائم بأمر الله، وقطع خطبة المستنصر، فبعث إليه المستنصر يهدّده، فلم يلتفت إليه، فبعث لحربه عسكرًا من العرب فحاربوه، وذلك أوّل دخول عرب بني زغبة وبني رياح إلى إفريقيّة.
فجَرَت لهم أمور طويلة [4] .
[مسير الغُزِّ مع إبراهيم ينال إلى القسطنطينيّة للغزو]
وفيها قدِم كثيرٌ من الغُزِّ من وراء النّهر إلى إبراهيم ينال فقال لهم: يَضيق عن مقامكم عندنا، والأَوْجَه [5] أن نمضي إلى غزو الرّوم ونجاهد. فساروا وسار بعدهم حتّى بقي بينهم وبين القسطنطينيّة خمسة عشر يومًا، فسبى وغنِم، وحصل له من السّبي فوق المائة ألف رأس، وأخذ منهم أربعة آلاف درع، وغير ذلك.
__________
[ () ] ومثله في: الكامل 9/ 547، دول الإسلام 1/ 259.
[1] المنتظم 8/ 139 رقم 194، (15/ 317 رقم 3288) .
[2] المنتظم 8/ 137، (15/ 314) .
[3] تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) 328، 329، (التركية) 6، 7، تاريخ مصر لابن ميسّر 2/ 3، الكامل في التاريخ 9/ 549، زبدة الحلب لابن العديم 1/ 264، اتعاظ الحنفا 2/ 201.
[4] العبر 3/ 191، دول الإسلام 1/ 259، مرآة الجنان 3/ 60.
[5] وفي نسخة أخرى، والمنتظم 8/ 137، (15/ 314) : «والوجه» .(29/337)
وجُرَّ ما حصل منهم على عشرة آلاف عجلة [1] .
وحارب الرّوم، ونُصر عليهم مرّات، وغلبوه أيضًا، وكانت العاقبة للمسلمين، وكان فتحًا عظيمًا ونصرًا مبينًا.
[عزل ناصر الدّولة عن دمشق]
وفيها عزل ناصر الدّولة وسيفها ابن حمدان عن دمشق بطارق الصَّقْلَبيّ [2] ، وقُبِضَ على ناصر الدّولة [3] .
[عزل بهاء الدّولة]
ثمّ عُزِل بهاء الدّولة طارق بعد أشهر.
__________
[1] حتى هنا في: «المنتظم 8/ 137، (15/ 314) ، الكامل في التاريخ 9/ 546، 547، نهاية الأرب 26/ 283، 284، العبر 3/ 192، دول الإسلام 1/ 259، البداية والنهاية 12/ 58.
[2] في «تاريخ مصر» لابن ميسّر 2/ 3 «مظفّر الخادم الصقلبي» ، وفي الصفحة 4 «طارق» ، وفي:
اتعاظ الحنفا 2/ 202 «مظفّر الخادم الصقلبي» ، وفي 2/ 207 «طارق» .
[3] تاريخ مصر لابن ميسّر 2/ 3 و 4، ذيل تاريخ دمشق 84، أمراء دمشق في الإسلام 45 رقم 145، نهاية الأرب 28/ 218، اتعاظ الحنفا 2/ 202 وقد حمل إلى صور، والخبر فيه 2/ 207 وفيه: طارق الصقلبي المستنصري.(29/338)
بسم الله الرحمن الرحيم
المتوفون في الطّبقة الرابعة والأربعون
المتوفون سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة
- حرف الألف-
1- أحمد بن الغَمْر بن محمد بن أحمد بن عَبّاد [1] .
أبو الفضل الأبِيوَرديّ [2] القاضي.
رحل، وسمع ببغداد من: ابن ماسي، ومَخْلَد بن جعفر الباقَرْحيّ، وطبقتهما.
وبالكوفة من: البكّائيّ.
وتفقّه ببغداد، ولكنّه دخل في أعمال السّلطان، وغيّر الزِّيّ، واشتغل بالشّرْب. قاله عبد الغافر [3] .
روى عنه: مسعود بن ناصر، وأبو صالح المؤذّن، والخشكانيّ [4] .
تُوُفّي في رمضان.
- حرف الباء-
2- بشرى بن مسيس [5] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن الغمر) في: المنتخب من السياق 95 رقم 207.
[2] الأبيورديّ: بفتح الألف وكسر الباء الموحّدة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفتح الواو وسكون الراء وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى أبيورد وهي بلدة من بلاد خراسان، وقد ينسب إليها الباوردي (الأنساب 1/ 128) .
[3] في «المنتخب من السياق» : «تفقه ببغداد، ودخل في عمل السلطان، وكان صاحب البريد من جهة الأمير محمود بن سبكتكين بنيسابور وعقد له مجلس الإملاء، وكتب عنه، ثم قيل إنه ترك جميع ذلك واشتغل بالشرب وغيّر الزّيّ الهيئة» .
[4] هكذا في الأصل، وفي «المنتخب» : «الحسكانيّ» بالحاء المهملة والسين.
[5] انظر عن (بشرى بن مسيس) في:(29/339)
أبو الحسن الرُّوميّ الفاتنيّ [1] . مولى الأمير فاتن مولى المطيع للَّه.
أُسِرَ من بلد الرّوم، وهو كبير أمْرَد. قال: فأهداني بعضُ بني حمدان لفاتن فأدَّبني وأسمعني. ووَرَدَ أبي بغداد سِرًّا ليتلطّف في أخذي، فلمّا رآني على تلك الصِّفة من الإسلام والاشتغال بالعِلم يئس منّي ورجع [2] .
روى عن: محمد بن بدر الحَمَاميّ، وأبي بكر بن الهيثم الأنباريّ، وعمر ابن محمد بن حاتم التِّرْمِذيّ، وابن سَلْم الخُتُّليّ، وأبي يعقوب النّجِيرَميّ، وأبي بكر القَطِيعيّ، والحافظ أبي محمد بن السّقّاء، وجماعة.
ترجمه الخطيب، وقال [3] : كتبنا عنه، وكان صدوقًا صالحًا.
تُوُفّي يوم الفِطْر.
قلت: وروى عنه: خالد بن عبد الواحد الأصبهاني التّاجر، وهبة الله بن أحمد المَوْصِليّ، وعليّ بن أحمد بن بيان الرّزّاز، وآخرون.
وهو أقدم شيخ لابن ماكولا [4] .
- حرف الثّاء-
3- ثابت بن محمد أبو الفتوح العَدَويّ، الْجُرْجَانيّ، الأديب النَّحْويّ.
قال الحُمَيْديّ: قدِم الأندلس بعد الأربعمائة، فجال في أقطارها، ولقي ملوكها. وكان إمامًا في العربيّة متمكّنًا من عِلم الأدب، متقدّمًا في علم المنطق:
دخل بغداد.
__________
[ () ] تاريخ بغداد 7/ 135، 136 رقم 3580، والمنتظم 8/ 106 رقم 134، (15/ 274، 275 رقم 3228) ، والإكمال لابن ماكولا 7/ 51، 79، 255، والأنساب 9/ 208، واللباب 2/ 401، والعبر 3/ 173، وسير أعلام النبلاء 17/ 548- 550 رقم 365، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 491، والإعلام بوفيات الأعلام 180، والوافي بالوفيات 10/ 159، 160، والبداية والنهاية 12/ 47، وتبصير المنتبه 3/ 1092 و 4/ 1289، وشذرات الذهب 3/ 248.
و «مسيس» بفتح الميم، وكسر السين المهملة.
[1] تحرّفت هذه النسبة إلى «القاضي» في (شذرات الذهب 3/ 248) .
[2] تاريخ بغداد 7/ 136.
[3] في تاريخه 7/ 136.
[4] ومات في عشر المائة. (سير أعلام النبلاء 17/ 549) .(29/340)
وأملى بالأندلس شرحًا للجُمَل.
وروى عن: أبي الفتح بن جنّيّ، وعليّ بن الحارث، وعبد السّلام البصْريّ، وعلي بن عيسى الربعي.
وتوفي لليلتين بقيتا من المحرم. قتله باديس بن حبوس أمير صنهاجة، اتهمه بالقيام عليه مع ابن عمه بدر بن حباسة.
قال ابن خزرج: بلغني مولده في سنة خمسين وثلاثمائة.
- حرف الحاء-
4- الحسن بن الحسين بن العباس بن دوما [1] .
أبو علي النعالي.
بغدادي، ضعيف.
روى عن: أبي بكر الشّافعيّ، وأبي سعيد بن رُمَيْح النَّسَويّ، وابن خلاد النصيبي، وأحمد بن جعفر الختلي، وخلق كثير.
قال الخطيب [2] : كتبت عنه. وكان قد ألحق لنفسه السماع في أشياء [3] .
وتوفي في ذي الحجة. ومولده سنة 346.
5- أبو الحسن بن أبي شريح المصري [4] .
قال أبو إسحاق الحبال: توفي في جمادى الآخرة عنده القاضي، يعني:
أبا الطاهر الذهلي.
حدّث، وما سمعت به.
__________
[1] انظر عن (الحسن بن الحسين) في:
السابق واللاحق 80، وتاريخ بغداد 7/ 300، 301 رقم 3812، والمنتظم 8/ 106 رقم 135، (15/ 275 رقم 3229) ، والعبر 3/ 173، 174، وسير أعلام النبلاء 17/ 549 (دون ترجمة، وميزان الاعتدال 1/ 485 رقم 1833، ولسان الميزان 2/ 201.
[2] في تاريخه 7/ 300.
[3] وقال الخطيب: ذكرت لمحمد بن علي الصوري خبرا من حديث الشافعيّ كان حدّثنا به ابن دوما فقال الصوري: لما دخلت بغداد رأيت هذا الجزء وفيه سماع ابن دوما الأكبر، وليس فيه سماع أبي علي، ثمّ سمّع فيه أبو علي لنفسه، وألحق اسمه مع اسم أخيه. (تاريخ بغداد 8/ 300، 301) .
[4] لم أجد مصدر ترجمته.(29/341)
- حرف السّين-
6- سَيَّار بْن يحيى بْن مُحَمَّد بْن إدريس [1] .
أبو عَمْرو الكِنَاني الحنفيّ القاضي الهَرَويّ. والد صاعد.
سمع: الحاكم أبا عاصم محبوب بن عبد الرحمن المحبوبيّ، وأبا جعفر محمد بن أحمد بن محمد المقرئ بسَمَرْقَنْد، وإبراهيم بن محمد بن يزداد الرّازيّ ببُخَاريّ، وعبد الرحمن بن محمد الإدريسيّ، وأبا محمد إسماعيل بن الحسن البخاريّ الزّاهد.
وسماعاته قبيل الأربعمائة.
روى عنه: ابناه القاضي أبو العلاء صاعد، والقاضي أبو الفتح نصر، وغيرهما.
ولمّا تُوُفّي والده قاضي هَرَاة أبو نصر سنة ستّ عشرة خَلَفه هو في القضاء والتّدريس والفتوى، وزعامة أصحاب الرأي.
وتُوُفّي في ذي الحجّة سنة إحدى وثلاثين، فَخَلَفه ابنه أبو الفتح إلى أن خَلَفه لمّا قُتِل مظلومًا سنة ستٍّ وأربعين أخوه أبو العلاء، فطالت أيّامه.
- حرف الصّاد-
7- صاعد بن محمد بن أحمد بن عبد الله [2] .
القاضي أبو العلاء الأُسْتَوائيّ [3] النّيسابوريّ، الفقيه الحنفيّ.
__________
[1] انظر عن (سيّار بن يحيى) في:
سير أعلام النبلاء 17/ 508 رقم 330، وذكر دون ترجمة 17/ 549، والجواهر المضيّة 2/ 243، والطبقات السنيّة، رقم 859.
[2] انظر عن (صاعد بن محمد) في:
تاريخ بغداد 9/ 344، 345، والأنساب 1/ 221، والمنتظم 8/ 108، واللباب 1/ 52، والكامل في التاريخ 9/ 494 (في وفيات سنة 432 هـ.) ، والمنتخب من السياق للفارسي 257، 258 رقم 830، والعبر 3/ 174، وسير أعلام النبلاء 17/ 507، 508 رقم 329، والجواهر المضيّة 2/ 265- 267، وطبقات الفقهاء لطاش كبرى زاده 81، والنجوم الزاهرة 5/ 32، وتاج التراجم لابن قطلوبغا 29، والطبقات السنيّة للغزيّ، رقم 987، وشذرات الذهب 3/ 248، والفوائد البهيّة 83.
[3] الأستوائيّ: بضم الألف، وسكون السين المهملة، وفتح التاء المثنّاة الفوقية أو ضمّها، وبعدها(29/342)
رئيس الحنفيّة وعالِمهم بنَيْسابور.
تُوُفّي بها في ذي الحجّة أيضًا. وكان على قضاء نَيْسابور مدّة.
سمع: إسماعيل بن نُجَيْد، وبِشْر بن أحمد الإسْفَرائينيّ، وسمع بالكوفة لمّا حجّ من عليّ بن عبد الرحمن البكّائيّ.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، والقاضي أبو العلاء صاعد بن سيّار الهَرَويّ، وجماعة.
وقد تفرَّد شيخنا أبو نصر بن الشّيرازيّ بجزءٍ من حديثه، روى فيه أيضًا عن: الحافظ ابن المظفّر، وأبي عَمْرو بن حمدان، وشافع الإسْفَرائينيّ.
وقد ورّخه الخطيب [1] سنة اثنتين وثلاثين، والأوّل أصحّ.
ووُلِد بناحية أُسْتَوا في سنة ثلاثٍ وأربعين وثلاثمائة [2] .
- حرف العين-
8- عبد الله بن بكر بن قاسم [3] .
أبو محمد القُضَاعيّ الطُّلَيْطُليّ.
روى عن: أبي إسحاق إبراهيم بن محمد، وصاحبه أبي جعفر، وعبد الرحمن بن دُنَين.
وحجّ فأخذ عن: أبي الحسن بن جَهْضَم، وبمصر عن أبي محمد بن النّحّاس. وكان من الثّقات الأخيار، الزّهّاد [4] .
__________
[ () ] الواو والألف. هذه النسبة إلى أستوا وهي ناحية بنيسابور كثيرة القرى والخير. (الأنساب 1/ 221، اللباب 1/ 52) .
[1] في تاريخه 9/ 345.
[2] وقال عبد الغافر الفارسيّ: برّز على الإخوان فضلا، وطرّز نيسابور من جملة خراسان علما وورعا ونبلا، وشاع ذكره في الآفاق، وكان إمام المسلمين على الإطلاق.
ولما ورد بغداد عوقب من دار الخلافة في أنه منع من اتخاذ صندوق في قبر هارون الرشيد في مشهد طوس، وصوّر للخليفة أن السبب في منع ذلك فتواه، وقبح صورة حاله، فاعتذر عن ذلك بأن قال: كنت مفتيا فأفتيت بما وافق الشرع والمصلحة، رعاية أنه لو نصب الصندوق فإنه يقلع منه لاستيلاء المتشيّعة، ويصير ذلك سبب وقوع الفتنة والتّعصّب والاضطراب، ويؤدّى ذلك إلى فساد المملكة، فارتضاه الخليفة ولم ينجع ما سبق من التخليط. (المنتخب من السياق 257، 258) .
[3] انظر عن (عبد الله بن بكر) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 268 رقم 591.
[4] وقال ابن بشكوال: «وكان مع ذلك ورعا فاضلا عفيفا خيّرا منقبضا متعاونا سالم الصدر، وكان(29/343)
9- عبد الله بن يحيى [1] .
أبو محمد القُرْطُبيّ، الفقيه المالكيّ. يقال له ابن دحّون.
أخذ عن: أبي بكر بن زَرْب، وأبي عمر بن المُكْوِيّ.
وكان من جلّة الفُقهاء المذكورين، عارفًا بالفتوى، حافظًا للمذهب.
عمَّر وأَسَنّ، وانتفع به النّاسُ [2] .
تُوُفّي في سادس المحرَّم.
10- عَبْدان [3] .
أبو محمد الْجَواليقيّ الشّرابيّ، نزيل مصر.
سمع بالعراق، وإصبهان.
وروى عن: أبي بكر القبّاب.
وانتقى عليه خَلَف الحافظ.
وسيأتي باسمه: محمد بن أحمد.
تُوُفّي في ذي الحجّة عن سبع وثمانين سنة.
11- عبد الرحمن بن الحسين بن عَلِيَّك بن الحسن [4] .
الحافظ أبو سعْد النَّيْسابوريّ.
ثقة، حافظ مشهور، نبيل. مصنِّف بصير بالفنّ، حَسَن المذاكرة [5] .
حدَّث عن: أبي أحمد الحاكم، وأبي سعيد الرّازيّ، والدّارقطنيّ، وابن
__________
[ () ] لا يبيح لأحد أن يسمعه شيئا مما رواه لالتزامه الانقباض» .
[1] انظر عن (عبد الله بن يحيى) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 267، 268 رقم 590.
[2] وقال ابن بشكوال: وكان صاحبا للفقيه أبي محمد بن الشقاق ومختصّا بصحبته.
[3] انظر ترجمة «عبدان» باسم: محمد بن أحمد بن عبد الله، الآتية برقم (19) .
[4] انظر عن (عبد الرحمن بن الحسين) في:
الإكمال لابن ماكولا 6/ 262، والمنتخب من السياق 307، 308 رقم 1013، وسير أعلام النبلاء 17/ 509 رقم 331، وتبصير المنتبه 3/ 966. و «عليّك» : بفتح العين المهملة، وكسر اللام، وتشديد الياء المفتوحة.
[5] وقال عبد الغافر الفارسيّ: «كان جدّه أمين أهل نيسابور من التجار، فاجتهد في العلم حتى صار من الحفّاظ، وصنّف الكتب، وجمع المشايخ والأبواب، وصنّف كتابا في المختلف والمؤتلف، وكان حسن الحفظ والمذاكرة. عقد له مجلس الإملاء غدوات الأربعاء، فأملى في مسجد المطرّز سنين» .(29/344)
شاهين، وأبي بكر شاذان، وطبقتهم.
روى عنه: أبو صالح المؤذّن، وأبو المعالي الْجُوينيّ إمام الحرمين، وأبو سعد بن القُشَيريّ، وجماعة.
12- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَحْمَدَ [1] .
أبو القاسم الحلبيّ السّرّاج المعروف بابن الطُّبَيْز الرّام.
سكن دمشق، وحدَّث عن: محمد بن عيسى البغداديّ العلّاف نزيل حلب، وأبي بكر محمد بن الحسين السّبيعيّ، ومحمد بن جعفر بن السّقّاء، ومحمد بن عمر الْجِعابيّ، وجماعة تفرّد في الدُّنيا عنهم.
وطال عمره.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد الْعَزِيز الكتّانيّ، وعليّ بْن محمد الرَّبَعيّ، وأبو عبد الله الحسن بن أحمد بن أبي الحديد، وأبوه، وابن أبي الصَّقْر الأنباريّ، وأبو القاسم المصِّيصيّ، وعبد الرّزّاق بن عبد الله الكَلاعيّ، والفقيه نصر المقدسيّ، وجماعة.
قال أبو الوليد الباجيّ: هو شيخ لا بأس به.
وقال عبد العزيز الكتّانيّ: تُوُفّي شيخنا ابن الطُّبَيْز في جُمَادى الأولى وكان يذكر أنّ مولده سنة ثلاثين وثلاثمائة، ثمّ سمَّى شيوخه.
قال: وكانت له أصُول حسنة، وكان يذهب إلى التَّشيُّع.
قال ابن الطُّبَيْز: أنبا محمد بن عيسى البغداديّ، أنبا أحمد بن عُبَيْد الله النَّرْسيّ، فذكر حديثًا.
وَقَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الْحَافِظِ بْنِ بَدْرَانَ: أَخْبَرَكَ أَحْمَدُ بْنُ الْخَضِرِ بْنِ طَاوُسٍ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ: أَنَا حَمْزَةُ بْنُ كَرُّوسٍ السُّلَمِيُّ، أَنَا نَصْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهُ، أَنْبَأَ أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ السَّرَّاجُ بِدِمَشْقَ: أَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ هِشَامٍ الْحَلَبِيُّ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُعَافَى بِحَلَبَ، ثنا أبي، ثنا موسى بن
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد العزيز) في:
الإكمال لابن ماكولا 5/ 257، والعبر 3/ 174، وسير أعلام النبلاء 17/ 497- 499 رقم 321، والإعلام بوفيات الأعلام 180، وتبصير المنتبه 3/ 462، وشذرات الذهب 3/ 248.(29/345)
أَعْيَنَ، عَنْ أَبِي الْأَشْهَبِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ دَخَلَ السُّوقَ فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِهَا أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ، وَمَحَا عَنْهُ أَلْفَ أَلْفِ سَيِّئَةٍ، وَبَنَى لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ» . هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ [1] .
13- عبد الرحمن بن عليّ بن أَحْمَد بن مَتّ [2] .
البُخَاريّ الإسكاف.
سمع: محمد بن صابر البُخَاريّ صاحب صالح جَزَرَة.
14- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عزيز بن محمد بن يزيد [3] .
الحاكم أبو سعْد بن دُوَسْت. ودُوَسْت لَقَب جدّه محمد.
أحد أعيان الأئمة بخُراسان في العربيّة.
سمع الدّواوين وحصّلها، وصنّفَ التّصانيف المفيدة، وأقرأ النّاسَ الأدب والنَّحْو. وله ديوان شِعْر.
وكان أصمَّ لا يسمع شيئا [4] .
__________
[1] يحسّنه إخراج الدارميّ له 2/ 293، والترمذي (3428) ، والحاكم في (المستدرك 1/ 538) عن: يزيد بن هارون، أخبرنا أزهر بن سنان، حدّثنا محمد بن واسع، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ. مع أنّ أزهر ضعيف، وباقي رجال السند ثقات. وأخرجه أحمد في المسند 1/ 47، والترمذي (3429) ، وابن ماجة (2235) عن حمّاد بن زيد، عن عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير.. وهو ضعيف منكر الحديث. ولكنّ هذه الطرق تقوّي بعضها.
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد بن محمد) في:
يتيمة الدهر 4/ 389- 394، ودمية القصر (طبعة بغداد بتحقيق د. سامي مكي العاني) 2/ 230- 232 رقم 360، وإنباه الرواة للقفطي 2/ 167، والمنتخب من السياق لعبد الغافر الفارسيّ 309 رقم 106، وسير أعلام النبلاء 17/ 509، 510 رقم 332، وعيون التواريخ (مخطوط) 12/ 189 ب- 190- ب-، وفوات الوفيات 2/ 297، 298، والجواهر المضيّة 2/ 403، 404، وتاج التراجم لابن قطلوبغا 25، وبغية الوعاة 2/ 89، وعقود الجمان للزركشي 196، والطبقات السنيّة، رقم 1201، ومعجم المؤلفين 5/ 188، وتاريخ التراث العربيّ (طبعة السعودية) المجلد الثامن ج 2/ 444.
[4] قال الباخرزي: «ليس اليوم بخراسان أدب مسموع إلّا وهو منسوب إليه متفق بالإجماع عليه،(29/346)
أخذ اللُّغة والعربيّة عن الْجَوْهَريّ، وله ردٌّ على الزَّجّاجيّ فيما استدركه على ابن السِّكِّيت في «إصلاح المنطق» [1] .
وكان زاهدًا ورِعًا فاضلًا.
وعنه أخذ اللُّغة أبو الحسن الواحدي المفسّر.
وسمع الكثير من: أبي عَمْرو بن حمدان، وأبي أحمد الحافظ، وبِشْر بن أحمد الإسْفَرائينيّ، وجماعة.
وولد في سنة سبع وخمسين وثلاثمائة.
روى عنه جماعة.
وتُوُفّي في ذي القعدة [2] .
ومن شِعره:
ألا يا ريم أخبرني [3] ... عن التُّفّاح مَن عَضَّه
وحدَّث- بأبي- عن حُسنك ... البِكْر مَن افْتَضّه
وختْم الله بالورد ... على خدّك مَن فَضَّه
لقد أثَّرت العَضّةُ ... في وجنتك الغَضَّة
كما يُكتبُ بالعنبرِ ... في جامٍ من الفِضَّة [4]
ومن شِعره:
وشادنٍ نادمتُ في مجلسٍ ... قد مُطِرَت راحًا أباريقُه
طلبتُ وَرْدًا، فأبي خدّه ... ورمت راحا، فأبي ريقه [5]
__________
[ () ] وكان أصم أصلخ، يضع الكتاب في حجمه ويؤدّيه بلفظه، فيسمع ولا يسمع» . (دمية القصر 2/ 230) .
[1] ذكره ابن شاكر الكتبي في (فوات الوفيات) .
[2] قال عبد الغافر الفارسيّ: «ودوست لقب جدّه محمد، الأديب الحنفي النيسابورىّ، الثقة- الأمين، أحد أئمة العصر في الأديب ورواية كتبه والمعتمد عليه المرجوع إليه فيه ... سمع الدواوين وحصّلها وأتقنها، وصنّف الكتب وصحّح الأصول ... وكان كثير المشايخ، كثير الحديث، انتخب عليه أبو سعد الحافظ المحمداباذي» . (المنتخب من السياق 309) .
[3] في: يتيمة الدهر: «خبرني» .
[4] الشعر في: يتيمة الدهر 4/ 389، 390 ويوجد بدل البيت الأخير بيتان هما:
ولاح الدرّ إذ بض ... على جلدتك البضّة
كلون العنبر الورديّ ... إذا فضّ عن الفضّة
[5] البيتان في: يتيمة الدهر 4/ 390.(29/347)
15- عثمان بن أحمد بن محمد بن يوسف [1] .
أبو عمرو المعافريّ القرطبيّ القيشطاليّ [2] ، نزيل إشبيليّة.
كان أبوه من جِلّة المحدِّثين، فسمع مع أبيه «الموطّأ» من أبي عيسى اللّيثيّ، و «تفسير ابن نافع» وسمع من: أبي بكر بن السُّلَيْم القاضي، وأبي بكر بن القُوطيّة، والزُّبَيْديّ، وجماعة.
وكان حضيرًا [3] لأمير الأندلس المؤيّد باللَّه.
قال ابن خزرج: كان من أهل الطّهارة والعفَاف والثّقة والرّواية، وروايته كثيرة.
تُوُفّي في صفر، وله ثمانون سنة [4] .
وحدَّث عنه أيضًا: أبو عبد الله الخَوْلانيّ، وولده أحمد، ومحمد بن شُرَيْح، وجماعة.
وكان من الشّيوخ المُسْنِدين بقُرْطُبة.
16- عليّ بن عبد الغالب المحدّث الجوّال [5] .
أبو الحسن البغداديّ الضّرّاب.
عُرِف بابن القنيّ.
سمع: أبا الحسن المُجْبِر، وأبا أحمد العَرَضيّ، وأبا بكر الخَيْريّ، وأبا محمد بن أبي نصر، وأبا محمد بن النّخّاس.
انتقى عليه رفيقه أبو نصر السِّجَزيّ.
وهو كان رفيق الخطيب إلى نيسابور.
__________
[1] انظر عن (عثمان بن أحمد) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 404، والعبر 3/ 174، 175، وسير أعلام النبلاء 17/ 510، 511 رقم 333، وشذرات الذهب 3/ 248، وبرنامج الوادي آشي 187، ونفح الطيب 5/ 200.
[2] قال المؤلف- رحمه الله- في «سير أعلام النبلاء» 17/ 510: «بشين مشوبة بجيم» . ووقع في المطبوع من (العبر 3/ 174) : «القسطاني» ، وهو تحريف.
[3] أي نديما.
[4] الصلة 2/ 404.
[5] لم أجد مصدر ترجمته.(29/348)
روى عنه: أبو الوليد الباجيّ، وقال: ثقة، له بعض الميز، وأبو طاهر بن أبي الصَّقْر، وعبد الله بن عمر التِّنِّيسيّ.
عاش ثمانيا وأربعين سنة. أرّخ موته ابن خيرون.
17- عُمَر بْن عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر [1] .
أبو الفَرَج الرَّقّيّ الصُّوفيّ.
حدَّث عن: أبي الحسن الدَّارَقُطْنيّ، وأبي الفتح القوّاس.
روى عنه: الكتّانيّ، وعبد الرّزّاق بن عبد الله، وأبو بكر محمد بن عبد الله، وعدّة.
تُوُفّي في هذه السّنة، أو بعدها [2] .
- حرف القاف-
18- القاسم بن حَمُّود الحَسَنيّ [3] .
الإدريسيّ المغربيّ.
ولي إمرة قُرْطُبة بعد قتْل أخيه عليّ سنة ثمانٍ وأربعمائة.
وكان ساكنًا وادعًا أمِنَ النّاس معه، وفيه تشيُّعٌ يسير لم يظهر فخرج عليه ابن أخيه يحيى بن عليّ سنة اثنتي عشرة. فهرب القاسم من غير قتال إلى إشبيليّة، فاستمال البربر، وحشد وزحف إلى قُرْطُبة، فدخلها وهرب يحيى. ثمّ اضطّرب أمر القاسم بعد أشهُر، وانهزم عنه البربر في سنة أربع عشرة، وقويت كلُّ فِرقةٍ على بلدٍ غَلَبت عليه، وجرت له خُطُوبٌ وأمور، ولحِق بشَرِيش [4] .
__________
[1] انظر عن (عمر بن عبد الله) في: مختصر تاريخ دمشق 19/ 76 رقم 22.
[2] قال ابن عساكر: قدم دمشق سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة، وحدّث بها وبالرّقة.
[3] انظر عن (القاسم بن حمّود) في:
جمهرة أنساب العرب لابن حزم 50، 51، وجذوة المقتبس للحميدي 22- 24، والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة، ق 4- مجلّد 1/ 481- 486، وبغية الملتمس للضبيّ 28، 29، والكامل في التاريخ 9/ 273- 276، والحلّة السيراء لابن الأبّار 2/ 26، 27، 36، والبيان المغرب لابن عذاري 3/ 124، 133، 190، وتاريخ ابن خلدون 4/ 152، 154، ونفح الطيب 1/ 431، 432، وشرح رقم الحلل في نظم الدول 154، 163، 164.
[4] شريش: مدينة كبيرة من كورة شذونة، وشذونة مدينة بالأندلس تتصل بنواحيها موزور من أعمال الأندلس. (معجم البلدان 3/ 329) .(29/349)
والتفت البربر على يحيى بن عليّ وحصروا القاسم، فأسره ابن أخيه يحيى، وبقي في سجنه دهرًا إلى أن مات إدريس بن عليّ، فخنقوا القاسم في هذا العام.
وعاش ثمانين سنة، وحُمل فَدُفن بالجزيرة الخضراء، وبها ابنه محمد يومئذٍ.
- حرف الميم-
19- محمد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الله [1] .
أبو الحسن الْجَواليقيّ [2] التّميميّ، مولاهم الكوفيّ، الملقّب بعَبْدان.
قد ذُكر.
ذكره أيضًا الخطيب في تاريخه [3] ، وقال: سمع: إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الله بْن أبي العزائم، وجعفر بن محمد الأحْمُسيّ، ومحمد بن العبّاس العُصْميّ، ومحمد بن أحمد العَنْبريّ سنة بضعٍ وخمسين، وأبا بكر عبد الله القبّاب، وخلْقًا.
قال الخطيب [4] : وحدَّث ببغداد في حدود العشْر وأربعمائة. وأجاز لي، وكان ثقة وبَلَغَنَا أنّه تُوُفّي بمصر في حدود سنة إحدى وثلاثين.
وقال الحبّال: تُوُفّي في نصف ذي الحجّة، ووُلِد سنة خمس وأربعين.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد الجواليقيّ) في:
تاريخ بغداد 1/ 314 رقم 198، والمنتظم 8/ 106 رقم 137، (15/ 275 رقم 3231) ، وسير أعلام النبلاء 17/ 549 (دون ترجمة) .
وقد تقدّم ذكره باسم «عبدان» برقم (10) .
وذكره ابن السمعاني مرتين في: (الأنساب 3/ 336 و 337) فقال في المرة الأولى: «أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبد الله الجواليقيّ الكوفي، سمع أبا بكر أحمد بْن عَبْد اللَّه بْن محمد بْن حمزة العطشي، وغيره. مات في حدود سنة أربعمائة أو قبلها إن شاء الله» .
وفي المرة الثانية: «أبو الحسن محمد بن أَحْمَد بْن عَبْد الله بْن إِبْرَاهِيم بْن علي بن محمد الجواليقيّ مولى بني تميم من أهل الكوفة» ، ثم نقل قول الخطيب البغدادي.
[2] الجواليقيّ: بفتح الجيم والواو وكسر اللام بعد الألف وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها القاف. هذه النسبة إلى الجواليق، وهي جمع جوالق، ولعلّ بعض أجداد المنتسب إليها كان يبيعها أو يعملها. (الأنساب 3/ 335) .
[3] تاريخ بغداد 1/ 314.
[4] في تاريخه 1/ 314.(29/350)
قلت: ضيّع نفسه لسُكناه ببلد الرّافضة، فلم ينتشر حديثه [1] .
20- محمد بن جعفر بن أبي الذّكر [2] .
أبو عبد الله المصريّ.
روى عن: أبي الطّاهر الذُّهْليّ، والحسن بن رشيق، وابن حَيَّوَيْهِ النَّيْسابوريّ.
قال الحبّال: يُرمى بالغُلُوّ في التَّشيُّع.
وتُوُفّي في ربيع الآخر.
21- محمد بن عبد الله بن أحمد بن القاسم بن المَرْزُبان [3] .
أبو بكر الأصبهاني المقرئ، المعروف بأبي الشّيخ.
نزيل بغداد.
وكان شيخًا صالحًا عالي السَّند في القراءات.
قرأ على: أبي بكر بن فُورَك القبَّاب، وعبد الرحمن بن محمد الحَسْنَابَاذي [4] ، وأبي بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم بن شاذة، ومحمد بن أحمد بن عمر الخِرَقيّ، وأحمد بن محمد بن صافي.
روى عنه: عبد العزيز بن الحُسين، وعبد السّيّد بن عَتّاب الضّرير.
وكانت قراءة ابن عَتّاب عليه في سنة ثلاثٍ وعشرين.
وأرّخ موته أبو الفضل بن خيرون سنة 431 [5] .
__________
[1] في الهامش إلى جانب هذا القول: «ث. قد كان في عصره بالبلد المذكورة خلق من أئمة المحدّثين وانتشر حديثهم، وستأتي ترجمة محمد بن مطرف المصري مسند عصره في وقته»
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (محمد بن عبد الله بن أحمد) في:
إنباه الرواة للقفطي 3/ 155، ومعرفة القراء الكبار 1/ 390 رقم 327، وغاية النهاية 2/ 175، 176 رقم 3146.
[4] الحسناباذي: بفتح الحاء المهملة، وسكون السين، وبعدهما النون المفتوحة والباء المنقوطة بواحدة بين الألفين وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى حسناباذ وهي قرية من قرى أصبهان. (الأنساب 4/ 138) .
[5] وقال ابن سوّار عنه: الشيخ الثقة. (غاية النهاية 2/ 176) .(29/351)
22- محمد بن عبد الله بن شاذان [1] .
أبو بكر الأعرج الأصبهاني اللُّغويّ.
سمع: أبا بكر عبد الله بن محمد القبّاب فأكثر، واحمد بن يوسف بن إبراهيم الخشّاب.
روى عنه: محمد بن إسماعيل الصَّيْرفيّ.
وتُوُفّي فِي جُمادى الآخرة وله سبعٌ، وثمانون سنة.
23- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صالح [2] .
أبو بكر العطّار الصُّوفيّ الأصبهاني.
روى عن: الطّبرانيّ جُزْءًا. وقع لنا من طريق السِّلَفيّ.
تُوُفّي في ربيع الآخر.
وروى أيضًا عن: أبي الشّيخ.
وروى عنه: الحدّاد بالإجازة، وأبو سعد المطرز، ومحمد بن عبد العزيز العسال بالسماع.
24- محمد بن علي بن أحمد بن يعقوب [3] .
أبو العلاء الواسطي المقرئ. أصله من فم الصلح [4] .
نشأ بواسط، وقرأ بالروايات على شيوخها، وكتب الحديث بها، وببغداد، وبالكوفة، والدينور، واستوطن بغداد.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الله بن شاذان) في: سير أعلام النبلاء 17/ 549، 550 (ذكره دون ترجمة) .
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (محمد بن علي بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 3/ 95 رقم 1094، والمنتظم 8/ 107، (5/ 276 رقم 3232) ، وميزان الاعتدال 3/ 654، والعبر 3/ 175، والإعلام بوفيات الأعلام 180، والمعين في طبقات المحدّثين 126 رقم 1297، ومعرفة القراء الكبار 1/ 391، 392 رقم 328، والوافي بالوفيات 4/ 122، ومرآة الجنان 3/ 54، وغاية النهاية 2/ 199، 200 رقم 3241، والنجوم الزاهرة 5/ 31، وشذرات الذهب 3/ 249.
[4] فم الصّلح: بكسر الصاد المهملة المشدّدة، وسكون اللام. نهر كبير فوق واسط بينها وبين جبّل عليه عدّة قرى. (معجم البلدان 4/ 276) .(29/352)
قرأ على الحسين بن محمد بن حبش المقرئ بالدينور، وعلى أبي الفرج محمد بن أحمد الشنبوذي، وعلى أبي بكر أحمد بن محمد بن هارون الرازي صاحب حَسْنُون بن الهيثم، وعلى أبي بكر أحمد بن محمد الشّارب المَرْوَرُّوذِيّ، وجعفر بن عليّ الضّرير، وأبي القاسم عبد الله بن اليَسَع الأنطاكيّ، والمُعَافى بن زكريّا الْجَريريّ، وأبي عَوْن محمد بن أحمد بن قَحْطَبة الرّام، وأبي الحسين عُبَيْد الله بن أحمد بن البوّاب، وأبي القاسم يوسف بن محمد بن أحمد الواسطيّ الضّرير.
قرأ على يوسف في سنة خمسٍ وستّين وثلاثمائة عن قراءته على يوسف ابن يعقوب إمام واسط. واعتنى بالقراءات وبرع فيها، وتصدّر للإقراء، وولي قضاء الحريم الطّاهريّ. وصنَّف وجمع.
قرأ عليه: أبو عليّ غلام الهَرَّاس، وأبو القاسم الهُذَليّ، وعبد السّيّد بن عَتّاب، وأبو البركات محمد بن عبد الله بن يحيى الوكيل، وأبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون.
وروى عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو القاسم بن بيان، وجماعة.
وسمع من: أبي محمد بن السّقّاء، وأبي بكر القَطِيعيّ، وابن ماسيّ، وعليّ، بن عبد الرحمن البكّائيّ.
قال الخطيب [1] : رأيتُ له أُصُولًا عُتُقًا، سماعه فيها صحيح، وأُصُولًا مضطّربة. ورأيتُ له أشياءً سَمَاعُه فيها مفسود، إمّا مكشوط، أو مُصَلَّح بالقلم.
روى حديثًا مسلسلًا بأخذ اليد، رُوَاتُه أئمّة، واتُّهِم بوضْعه [2] .
قال الخطيب [3] : فأنكرت عليه. وسئل بعد إنكاري أن يُحدِّث به فامتنع.
وذكر الخطيب أشياء تُوجِبُ ضَعْفَه [4] ، ثمّ قال: وُلِد سنة تسعٍ وأربعين
__________
[1] في تاريخه 3/ 96.
[2] انظر: تاريخ بغداد 3/ 96- 98.
[3] في تاريخه 3/ 95.
[4] ومن ذلك قال الخطيب: وسمعته يذكر أنّ عنده تاريخ شباب العصفري، فسألته إخراج أصله لأقرأه عليه فوعدني بذلك، ثم اجتمعت مع أبي عبد الله الصوري فتجارينا ذكره، فقال لي: لا ترد أصله بتاريخ شباب فإنه لا يصلح لك. قلت: وكيف ذاك؟ فذكر أن أبا العلاء أخرج إليه الكتاب فرآه قد سمّع فيه لنفسه تسميعا طريّا، مشاهدته تدلّ على فساده،(29/353)
وثلاثمائة، ومات في جُمَادى الآخرة سنة إحدى وثلاثين.
25- محمد بن عوْف بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن [1] .
أبو الحسن المُزَنيّ [2] الدّمشقيّ.
كان يُكَنَّى قديمًا بأبي بكر، فلمّا مَنَعت الدّولةُ من التّكنّيّ بأبي بكر تَكَنَّى بأبي الحسن.
حدَّث عن: أبي عليّ الحَسَن بن منير، وأبي عليّ بن أبي الرَّمرام، ومحمد بن مَعْيُوف، والفضل بن جعفر، ويوسف الميَانِجِيّ، وأبي سليمان بن زَبْر، وجماعة كثيرة.
روى عنه: عبد العزيز الكتّانيّ، والحسن بن أحمد بن أبي الحديد، وأبو القاسم بن أبي العلاء، وأبو طاهر بن أبي الصَّقْر، والفقيه نصر المقدسيّ، وعليّ بن بكّار الصُّوريّ، وآخرون.
قال الكتّانيّ: كان ثقة نبيلًا مأمونًا [3] .
تُوُفّي في ربيع الآخر.
قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْوَاسِطِيِّ، أَخْبَرَكَ أَبُو مُحَمَّدِ الحسن ابن عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأسديّ سنة عشرين وستمائة: أنا
__________
[ () ] وذاكرت أبا العلاء يوما بحديث كتبته عن أبي نعيم الحافظ، عن أبي محمد بن السّقّاء، فقال:
قد سمعت هذا الحديث من ابن السّقّاء وكتبه عني أبو عبد الله بن بكير، وكتاب ابن بكير عندي، فسألته إخراجه إليّ، فوعدني بذلك، ثم أخرجه إليّ بعد أيام، وإذا جزء كبير بخط ابن بكير قد كتب فيه عن جماعة من الشيوخ، وقد علّق عن أبي العلاء فيه الحديث، ونظرت في الجزء فإذا ضرب طريّ على تسميع من بعض أولئك الشيوخ، ظننت أن أبا العلاء كان قد ألحق ذلك التسميع لنفسه، ثم لما أراد إخراج الجزء إليّ خشي أن أستنكر التسميع لطراوته فضرب عليه.
ورأيتُ له أشياءً، سَمَاعُه فيها مفسود، إمّا محكوك بالسّكّين، أو مصلح بالقلم (تاريخ بغداد 3/ 96) .
[1] انظر عن (محمد بن عوف) في:
مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 13/ 153، رقم 178، والعبر 3/ 175، وسير أعلام النبلاء 17/ 550، 551 رقم 366، والإعلام بوفيات الأعلام 180، والوافي بالوفيات 4/ 294، وشذرات الذهب 3/ 249.
[2] تحرّفت هذه النسبة في (العبر 3/ 175) إلى «المزيّ» .
[3] مختصر تاريخ دمشق 23/ 153.(29/354)
جَدِّي الْحُسَيْنُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَأَرْبَعِمَائَةٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ، أنا الْفَضْلُ بْنُ جَعْفَرٍ التَّمِيمِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الرَّوَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يَحْيَى: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ:
قَالَ الزُّهْرِيُّ: حَدَّثَنِي أَنَسٌ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ مَرْتَفِعَةٌ حيَّةٌ، فَيَذْهَبُ الذَّاهِبُ إِلَى الْعَوَالِي، فَيَأْتِيهَا وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةُ [1] .
الْعَوَالِي مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى أَرْبَعَةِ أَمْيَالٍ.
26- محمد بن عيسى بن عبد الغنيّ بن الصّبّاح [2] .
أبو منصور الهَمَدَانيّ الصُّوفيّ أحد مشايخ وقته.
روى عن: صالح بن أحمد الحافظ، وجبريل العدْل، وخلْق من الهَمَذانيّين، ورحل.
وروى عن: محمد بن المظفّر، ومحمد بن إسحاق القَطِيعيّ، وسَهْل بن أحمد الدِّيباجيّ، وعليّ بن محمد السُّكَّريّ، وأبي بكر بن المقرئ الأصبهاني، ويوسف بن الدَّخِيل المكّيّ.
قال شِيرُوَيْه: ثنا عنه أبو طالب العلويّ، وأبو الفضل القُومِسانيّ، ومحمد ابن الحسين، ومحمد بن طاهر، ويحيى وثابت ابنا الحسين بن شراعة، ونصر ابن محمد المؤذّن، وعَبْدُوس بن عبد الله.
وكان صدوقًا ثقة.
وكان متواضعًا رحيمًا، يصلّي آناء اللّيل والنّهار.
حجَّ نَيِّفًا وعشرين حَجّة. ووقف الضّياع والحوانيت على الفقراء، وأنفق أموالًا لا تُحْصَى على وجوه البِرّ.
وتُوُفّي في رمضان.
__________
[1] أخرجه الإمام مالك في الموطّأ 1/ 9 في وقوت الصلاة، والبخاري (551) ، ومسلم (621) و (193) عن: ابن شهاب، عن أنس بن مالك. وأخرجه البخاري (550) من طريق أبي اليمان، عن شعيب، عن الزهري. وأخرجه مسلم (621) ، وأبو داود (404) ، والنسائي 1/ 252 من طريق قتيبة، عن الليث، عن الزهري.
[2] انظر عن (محمد بن عيسى) في: سير أعلام النبلاء 17/ 563،. 564 رقم 371 وفيه:
«محمد بن عيسى بن عبد العزيز» .(29/355)
وفيها أغار التُّرْكُ على هَمَدان فصودر حتّى سلَّم إليهم جميع ما يملك، وبقي فقيرًا محتاجًا مريضًا ذليلًا في الخانْقاه [1] ، ثمّ مات.
وكان مولده في سنة أربع وخمسين وثلاثمائة.
قلتُ: وروى عنه أبو بكر الخطيب، وغيره.
27- محمد بن الفضل بن نظيف [2] .
أبو عبد الله المصريّ الفرّاء، مُسْنِد ديار مصر في زمانه.
سمع: أبا الفوارس أحمد بن محمد بن السَّنْديّ، والعبّاس بن محمد بن نصر الرّافقيّ [3] ، وأحمد بْن الْحَسَن بْن إِسْحَاق بْن عُتْبة الرّازيّ، وأحمد بن محمد بن أبي الموت المكّيّ، وأبا بكر أحمد بن إبراهيم بن عطيّة ابن الحدّاد، وأحمد بن محمود الشَّمْعيّ، وعبد الله بن جعفر بن الورد البغداديّ، ومحمد بن عمر بن مسرور الحطّاب، وجماعة.
وتفرّد بالرّواية عن أكثر هؤلاء في الدّنيا.
روى عنه: أبو جعفر أحمد بن محمد بن مَتُّوَيْه كاكو شيخ وجيه الشَّحّاميّ، وأبو الحسن الخِلَعيّ، وأبو عبد الله الثَّقَفيّ، وأبو القاسم بن أبي العلاء المصِّيصيّ، وأبو القاسم سعْد بن عليّ الزَّنْجانيّ، وأبو بكر البَيْهَقيّ محتجًّا به، وطائفة.
__________
[1] الخانقاه: أو خانكاه، أو خانكه، والجمع: خوانق وخوانك. كلمة فارسية الأصل بمعنى بيت، دخلت اللغة العربية منذ انتشار التصوّف وإقامة دور ينقطع فيها الصوفية للاعتكاف. والخانقاه اصطلاحا هي دار موقوفة لسكنى الصوفية ومن إليهم من الزّهاد العبّاد، ويرتّب لهم فيها الطعام وتقدّم الكساوي من خيرات البساتين والأسواق والعمائر الموقوفة عليها. (القاموس الإسلامي 2/ 211) .
[2] انظر عن (محمد بن الفضل) في:
السابق واللاحق 159، والعبر 3/ 175، 176، ودول الإسلام 1/ 256، وسير أعلام النبلاء 17/ 476، 477 رقم 314، والمعين في طبقات المحدّثين 126 رقم 1398، والإعلام بوفيات الأعلام 180، والوافي بالوفيات 4/ 323، وحسن المحاضرة 1/ 373، والنجوم الزاهرة 5/ 31، 32، 78، وشذرات الذهب 3/ 249، وتاريخ التراث العربيّ (طبعة الرياض) 1/ 478 رقم 333.
[3] تحرّفت هذه النسبة إلى «الرافعي» (بالعين المهملة) في «شذرات الذهب» 3/ 249 و «الرافقيّ» : نسبة إلى الرافقة، بلدة كبيرة على الفرات سمّيت فيما بعد «الرّقّة» . (الأنساب 6/ 49) .(29/356)
قال الحبّال: تُوُفّي في ربيع الآخر. ووُلِد في صفر سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة.
وقد وقع لي جزء آن من حديثه، وحديثه في «الثّقَفيّات» .
قال محمد بن طاهر: سمعتُ أبا إسحاق الحبّال يقول: كان أبو عبد الله بن نظيف يُصلّي بالنّاس في مسجد عبد الله سبعين سنة، وكان شافعيًّا يَقْنُتُ. فتقدَّم بعده رجلٌ مالكيٌّ، وجاء النّاسُ على عادتهم لصلاة الصُّبْح، فلم يَقْنُتُ، فتركوه وانصرفوا وقالوا: لا يُحسن يُصلّي.
28- محمد بن مسعود بن يحيى [1] .
أبو عبد الله الأمويّ.
حدّث بإشبيليّة عن: أبي بكر الزُّبَيْديّ، وعبّاس بن أصْبَغ، وأبي عبد الله.
ابن مُفَرِّج.
وكان بارعًا في العربيّة، له شِعْرٌ حَسَنٌ.
تُوُفّي في ذي القعدة، وهو في عَشْر الثّمانين.
29- المسدَّد بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ [2] .
أبو المعمّر الأُمْلُوكيّ [3] الحمصيّ، خطيب حمص.
سمع: أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن الرَّحْبيّ بحمص، ويوسف المَيَانِجِيّ، وأبا عبد الله بن خالُوَيْه، وأحمد بن عبد الكريم الحلبيّ، وإسماعيل ابن القاسم الحلبيّ، وجماعة.
روى عنه: أبو نصر بن طلّاب، والكتّانيّ، وأبو عليّ الأهْوَازيّ، وأبو صالح أحمد بن عبد الملك النَّيْسابوريّ، وأبو الحسن بن أبي الحديد، وابنه أبو
__________
[1] انظر عن (محمد بن مسعود) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 521، 522 رقم 1141.
[2] انظر عن (المسدّد بن علي) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية 4/ 161 و 11/ 288، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 24/ 242 رقم 206، ودول الإسلام 1/ 176، وسير أعلام النبلاء 17/ 518 رقم 341، والإعلام بوفيات الأعلام 180، والعبر 3/ 176، وشذرات الذهب 3/ 249، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (تأليفنا) 5/ 63 رقم 1669.
[3] الأملوكيّ: بضم الألف، وسكون الميم، وضم اللام، وفي آخرها كاف. نسبة إلى أملوك، وهو بطن من ردمان، وردمان بطن من رعين. وهو ردمان بن وائل بن رعين. (الأنساب 1/ 349) .(29/357)
عبد الله بن أبي الحسن، وسعد الله بن صاعد، وعبد الله بن عبد الرّزّاق الكَلاعيّ [1] .
وكان في الآخر إمام مسجد سوق الأحد [2] .
تُوُفّي في ذي الحجّة.
قال الكتّانيّ: فيه تساهل [3] .
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْفَرَّاءِ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ صَصْرَى، أَنَا عَلِيُّ بْنُ عَسَاكِرَ الْخَشَّابُ، أَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ السُّلَمِيُّ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَأَرْبَعِمَائَةٍ: أَنْبَا الْمُسدَّدُ بْنُ عَلِيٍّ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ بِدِمَشْقَ: ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ القاسم بحمص سنة سبعين وثلاثمائة، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْغَضَائِرِيُّ [4] ، ثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، ثَنَا حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ حُسَيْنِ بْن قَيْسٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عُمَر، عَنِ ابْنَ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تَزُولُ قَدَمُ [5] الْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ: عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلاهُ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ [6] .
رَوَاهُ الْحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي تَارِيخِهِ فِي تَرْجَمَةِ «عَلِيِّ بْنِ عَسَاكِرَ الْخَشَّابِ» [7] ، عَنْهُ، فَوَافَقْنَاهُ بعلوّ.
__________
[1] وقد سكن المسدّد مدينة صيدا، فحدّث عنه بها أبو البركات إبراهيم بن الحسن بن محمد بن أبي كريمة الفارسيّ الصيداوي، وقد حدّث عنه في كتابه. (تاريخ دمشق 4/ 161) و «الكلاعي» : بفتح الكاف. نسبة إلى قبيلة يقال لها: كلاع، نزلت الشام، وأكثرهم نزل حمص، (الأنساب 10/ 514) .
[2] انظر عن مسجد سوق الأحد في:
الدارس في تاريخ المدارس للنعيمي 2/ 252.
[3] مختصر تاريخ دمشق 24/ 242.
[4] الغضائري: بفتح الغين والضاد المعجمتين والياء تحتها نقطتان وفي آخرها راء. هذه النسبة إلى الغضار وهو الإناء الّذي يؤكل فيه (اللباب 2/ 384) .
[5] في تاريخ دمشق: «لا تزول قدما» .
[6] أخرجه الترمذي في القيامة، (2531) باب ما جاء في شأن الحساب والقصاص، ولفظه: «لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس: عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلاهُ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أنفقه، وماذا عمل فيما علم» . وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث ابن مسعود، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم إلا من حديث حسين بن قيس.
وحسين يضعّف في الحديث. وفي الباب عن أبي برزة، وأبي سعيد.
[7] مختصر تاريخ دمشق 18/ 135 رقم 42.(29/358)
30- المفضل بن إِسْمَاعِيل بْن أَبِي بَكْر أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بن إسماعيل [1] .
الإمام أبو مَعْمَر الإسماعيليّ الْجُرْجَانيّ، مفتي جُرْجَان ورئيسها وفاضلها ومُسْنِدُها وعالمها وابن عالمها.
روى الكثير عن: جدّه [2] .
ورحل به والده [3] فأكثر عن: الدَّارَقُطْنيّ، وأبي حفص بن شاهين ببغداد.
وعن: يوسف بن الدَّخِيل، وأبي زُرْعة محمد بن يوسف بمكّة.
وكان أحد أذكياء، زمانه، فإنّه حفظ القرآن وقطعةً من الفقه وهو ابن سبْع سِنين في حياة جدّه.
تُوُفّي في ذي الحجّة. وقد حدَّث بالكثير وأملى [4] من بعد موت عمّه أبي نصر [5] .
وبقي أخوه مَسْعَدة إلى سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.
- حرف الهاء-
31- الهيثم بن عتبَة بن خَيْثَمَة [6] .
__________
[1] انظر عن (المفضّل بن إسماعيل) في:
تاريخ جرجان للسهمي 464، 465 رقم 927، والأنساب لابن السمعاني 1/ 252، وتبيين كذب المفتري لابن عساكر 240، والعبر 3/ 176، وسير أعلام النبلاء 17/ 518، 519 رقم 342، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 20، وشذرات الذهب 3/ 249.
[2] وسمع منه كتابه «الجمع على جامع الصحيح» للبخاريّ، وغيره من المجموعات والتصانيف والمشايخ والأمالي، وقد ضبط له والده الإمام أبو سعد الإسماعيلي سماعه. (تاريخ جرجان 464) .
[3] إلى بغداد ومكة في سنة 384 هـ. (تاريخ جرجان 364) .
[4] في الأصل: «وأملا» .
[5] وقال السهمي: سمعت أبا بكر الإسماعيلي- رحمة الله عليه- يقول: ابني هذا أبو معمر له سبع سنين يحفظ القرآن ويعلم الفرائض، وأصاب في مسألة أخطأ فيها بعض قضاتنا. وقد كان وهب له ما كان عنده عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة لم يقرأ بعد ذلك لأحد، وآخر ما حدّث به سمع أبو معمر وأبو العلاء ثم لم يقدر أحد على جميعه إلا أحاديث خرّجها في مواضع، وكان إليه الفتيا منذ مات والده الشيخ الإمام أبو سعد الإسماعيلي. (تاريخ جرجان 464، 465) .
[6] انظر عن (الهيثم بن عتبة) في: المنتخب من السياق 478 رقم 1625.(29/359)
القاضي أبو سعيد التّميميّ النَّيْسابوريّ الحنفيّ.
ثقة، من بيت القضاء والإمامة.
روى عن: أبيه القاضي أبي الهيثم، وبِشْر بن أحمد الإسْفَرائينيّ، وأبي عَمْرو بن حمدان، وطبقتهم.
روى عنه: أبو صالح المؤذّن.
وتُوُفّي في رابع عشر جُمَادى الأولى.
- حرف الياء- 32- يوسف بن أصْبغ بن خَضِر [1] .
أبو عمر الأنصاريّ الطُّلَيْطُليّ الفقيه.
روى عن: محمد بن إبراهيم الخشنيّ، وفتح بن إبراهيم، وأبي المطرّف ابن ذُنَيْن.
واعتنى بالعلم وتحصيل الكُتُب [2] .
وتُوُفّي في صفر.
__________
[1] انظر عن (يوسف بن أصبغ) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 676 رقم 1497.
[2] وجمع الدواوين والرواية، وجمع مسند موّطأ مالك، رواية القعنبي عنه في سفر. قال ابن مطاهر: أخبرني الثقة قال: كنت أرى في النوم أن صومعة مسجد سهلة تتهدّم، فتأوّل ذلك موت يوسف بن خضر، فكان كذلك، وسمع قائل يقول وجنازته مارّة: بطن مملوءا علما يصير إلى القبر.(29/360)
سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة
- حرف الألف-
33- أحمد بن أيّوب بن أبي الرّبيع [1] .
أبو العبّاس الألْبِيريّ الواعظ. نزيل قُرْطُبة روى عن: أبي عبد اللَّه بن أبي زمنين، وسليمان بن بطّال [2] ، وسلمة بن سعيد.
وحجّ، وأخذ عن: أبي الحسن القابسيّ، وغيره.
وكان فاضلًا ورِعًا واعظًا، سُنّيًّا، أديبًا شاعرًا. ومجلسه بجامع قُرْطُبة للوعظ في غاية الحفل. كانوا يزدحمون عليه، ونفع الله به المسلمين.
تُوُفّي فجأةً في جُمَادى الآخرة. وكان الْجَمْع في جنازته لم يُعْهَد مثلُه.
عاش نيِّفًا وسبعين سنة.
34- أحمد بن الحسين بن نصر العطّار [3] .
أبو بكر البغداديّ.
سمع: عليّ بن عمر الحربيّ، والدّارقطنيّ.
وعنه: الخطيب، وقال: صدوق.
تُوُفّي في ذي الحجّة.
35- أحمد بن عبد الرحمن [4] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن أيوب) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 49 رقم 100.
[2] سمع منه: «كتاب الدليل إلى طاعة الجليل» من تأليفه، وكتاب «أدب المهموم» من تأليفه أيضا.
[3] انظر عن (أحمد بن الحسين) في: تاريخ بغداد 4/ 111 رقم 1770.
[4] انظر عن (أحمد بن عبد الرحمن) في:(29/361)
أبو بكر الخَوْلانيّ القَيْروانيّ، شيخ المالكيّة بالقيروان مع صاحبه أبي عِمران الفاسيّ المذكور.
كان صالحًا عابدًا فقيهًا حافظًا للمذهب نَحْويًّا.
تفقّه بأبي محمد بن أبي زيد، وأبي الحسن القابسيّ.
تخرَّج به خلْق كثير كأبي القاسم بن مُحْرِز، وأبي إسحاق التُّونسيّ [1] .
36- أحمد بن محمد بن جعفر بن يونس [2] .
أبو الفضل الأصبهاني الأعرج، المعروف بالجوّاز.
رحل، وسمع من: ابن المقري، وابن شاهين، والدَّارَقُطْنيّ، وعليّ بن عمر الحربيّ، وطبقتهم.
وعنه: محمد بن أبي بكر بن مَرْدُوَيْه، وسعيد بن محمد البقّال الأصبهانيان.
مات فِي ربيع الآخر.
37- أَحْمَد بْن محمد بن خالد بن مَهْديّ [3] .
أبو عمر القُرْطُبيّ المقرئ.
روى عن: أَبِي المطرِّف القَنَازِعي، ويونس بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي، وأبي محمد بن نبوش.
وأكثر عن مَكيُّ بْنُ أَبِي طَالِب.
واعتنى بالرواية والضَّبط. وكان بارعًا في معرفة القراءات، صنّف فيها تصانيف [4] .
__________
[ () ] ترتيب المدارك للقاضي عياض 4/ 700- 702، وسير أعلام النبلاء 17/ 519، 520 رقم 343، والوافي بالوفيات 7/ 38، والوفيات لابن قنفذ 240 رقم 432، والديباج المذهب لابن فرحون 1/ 177، 178، وبغية الوعاة 1/ 324، وشجرة النور الزكية 1/ 107 رقم 279.
ورياض النفوس 2/ 229، 401، ومدرسة الحديث في القيروان 2/ 899.
[1] وقال بمحضر من الناس حين حضر ملك الموت: هذا ملك الموت قد أقبل. سألتك باللَّه ألا ما رفقت بي. فمات بسهولة عقب كلامه من غير تراخ. (الوفيات لابن قنفذ 240) .
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد بن خالد) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 48 رقم 99، وغاية النهاية 1/ 113 رقم 519.
[4] وقال ابن بشكوال: وعني بلقاء الشيوخ وتقييد العلم وجمعه وروايته ونقله. وقد نقلت في كتابي(29/362)
تُوُفّي في ذي القعدة شابًا.
38- أحمد بن محمد بن يوسف بن مَرْدة [1] .
أبو العبّاس الأصبهاني المقرئ.
تُوُفّي في شَعبان.
39- إبراهيم بن ثابت بن أخْطل [2] .
أبو إسحاق الأُقْلِيشيّ [3] .
سكن مصر، وأخذ القراءة عَرْضًا عن طاهر بن غلبون، وعن عبد الجبّار ابن أحمد.
وسمع من: عبد الرحمن بن عمر النّحّاس، وأبي مسلم الكاتب.
أقرأ النّاس بمصر في مجلس عبد الجبّار بعد موته. قاله أبو عَمْرو الدَّانيّ.
40- إبراهيم بن محمد بن إبراهيم [4] .
أبو القاسم الأصبهاني الجلّاب، سِبْط أبي مسلم.
سمع: محمد بن عبد الله بن سيف، وابن المقري، وجماعة.
روى عنه: غانم البُرْجيّ، وأبي عليّ الحدّاد وقع لنا جزء من حديثه.
__________
[ () ] هذا من كلامه على شيوخه الّذي لقيهم ما أوردته عنه ونقلته من خطه. وقرأت عليه كتاب:
تسمية رجاله بخط بعض أصحابه.
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن يوسف) في: غاية النهاية 1/ 134 رقم 625.
[2] انظر عن (إبراهيم بن ثابت) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 92 رقم 202، وغاية النهاية 1/ 10 رقم 29.
[3] الأقليشي: بضم الهمزة وسكون القاف، وكسر اللام، وياء ساكنة، وشين معجمة. مدينة بالأندلس من أعمال شنت بريّة.
وقال الحميدي: أقليش بليدة من أعمال طليطلة. (معجم البلدان 1/ 237) .
وانظر: نزهة المشتاق للإدريسي 2/ 538، 560، والروض المعطار 51، 52.
[4] لم أجد مصدر ترجمته.(29/363)
- حرف الجيم-
41- جعفر بن محمد بن المعتزّ بن محمد بن المستغفر بن الفتح بن إدريس [1] .
الحافظ أبو العبّاس المستغفريّ النَّسَفيّ.
مؤلّف «تاريخ نسف» و «كش» ، وكتاب «معرفة الصّحابة» ، وكتاب «الدّعوات» ، وكتاب «المنامات» ، وكتابُ «خُطَب النّبيّ صلى الله عليه وسلم» ، وكتاب «دلائل النُّبُوّة» [2] ، وكتاب «فضائل القرآن» [3] ، وكتاب «الشّمائل» ، وغير ذلك من الكُتُب [4] .
وحدَّث عن: زاهر بن أحمد السَّرْخَسِيّ، وإبراهيم بن لُقْمان، وأبي سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهّاب الرّازيّ، وعليّ بن محمد بن سعيد السَّرْخسيّ، وجعفر بن محمد البُخاريّ، وجماعة كثيرة.
روى عنه: الحسن بن عبد الملك النَّسَفيّ، وأبو نصْر أحمد بن جعفر
__________
[1] انظر عن (جعفر بن محمد بن المعتز) في:
دمية القصر (طبعة بغداد) 2/ 69 رقم 278، والأنساب ج 11 (المستغفري) ، واللباب 3/ 208، والعبر 3/ 177، والمعين في طبقات المحدّثين 126 رقم 1399، وتذكرة الحفاظ 3/ 1102، والإعلام بوفيات الأعلام 180، وسير أعلام النبلاء 17/ 564، 565 رقم 372، والوافي بالوفيات 11/ 149، 150، ومرآة الجنان 3/ 54، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 403 رقم 1055، والجواهر المضيّة 2/ 19، 20، ولسان الميزان 6/ 100، والنجوم الزاهرة 5/ 33، وتاج التراجم لابن قطلوبغا 21، وشذرات الذهب 3/ 249، 250، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 125، 126، وأعلام الأخيار، رقم (245) ، والطبقات السنيّة 614، والفوائد البهيّة 57، وكشف الظنون 296 وغيرها، وهدية العارفين 1/ 253، وروضات الجنات 161، والفوائد وديوان الإسلام 4/ 181، 182 رقم 1910، وأعيان الشيعة 16/ 246- 248، والرسالة المستطرفة 39، والأعلام 2/ 128، ومعجم المؤلفين 3/ 150، وتاريخ التراث العربيّ (طبعة السعودية) 2/ 228، 229 رقم 11، وذيل تاريخ الأدب العربيّ 1/ 617، وعلم التأريخ عند المسلمين 535، 536، 542، 633، 639، 652.
[2] منه نسخة مخطوطة في مكتبة جامعة إسطنبول، وباريس.
[3] منه نسخة خطية بمكتبة أسعد باسطنبول.
[4] ومنها: تاريخ سمرقند، وله ذيل بعنوان: «القند في تاريخ علماء سمرقند» لنجم الدين عمر بن محمد النسفي المتوفى سنة 537 هـ.، و «زيادات في المختلف» لعبد الغني بن سعيد الأزدي.
(تاريخ التراث العربيّ 2/ 229) ورسالة صغيرة في الحديث في مكتبة حاجي محمود باسطنبول.(29/364)
الكاسَنيّ [1] ، والحسن بن أحمد السَمَرْقَنْديّ الحافظ، وإسماعيل بن محمد النُّوحِيّ [2] الخطيب، وآخرون.
وكان محدِّث ما وراء النّهر في عصره.
وُلِد بعد الخمسين بيسير، وتُوُفّي بنَسَف سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة [3] .
وهو صدوق، لكنّه يروي الموضوعات ولا يكتبها [4] .
- حرف الحاء-
42- الحسن بن عُبَيْد الله البغداديّ [5] .
أبو عليّ الصّفّار المقرئ.
سمع: أبا بكر القَطِيعيّ.
قال الخطيب [6] : كتبنا عنه، وكان ثقة.
43- الحسن بن محمد بن شعيب [7] .
__________
[1] الكاسني: بفتح الكاف والسين المهملة، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى كاسن، وهي قرية من قرى نخشب، منها أبو نصر المذكور. (الأنساب 10/ 321، 322) .
[2] النّوحي: بضم النون وسكون الواو وفي آخرها الحاء. هذه النسبة إلى نوح، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه. (الأنساب 12/ 150) وفيه ترجمة إسماعيل النوحي (12/ 151) .
[3] أنشد المستغفري لنفسه:
جزت الثمانين من عمري وأحوالي ... وفقت من العمر أعمامي وأخوالي
ما عاش ما عشت منهم واحد، فلقد ... خصصت من ربّي المسدي بأفضال
(دمية القصر 2/ 69 رقم 278) .
[4] وقال الباخرزي: هو إمام نسف وخطيبها ومفتيها، ومن لا تكاد تجد مثله فيها. (دمية القصر 2/ 69) .
[5] انظر عن (الحسن بن عبد الله) في:
تاريخ بغداد 7/ 343 رقم 3867، والمنتظم 8/ 107 رقم 139، (15/ 277 رقم 3233) وفيه: «الحسن بن عبد الله» .
[6] في تاريخه 7/ 343.
[7] انظر عن (الحسن بن محمد بن شعيب) في:
الأنساب 7/ 165، 166، ومعجم البلدان 3/ 264، واللباب 2/ 147، وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 261، ووفيات الأعيان 2/ 135، 136، وسير أعلام النبلاء 17/ 526، 527 رقم 351، والوافي بالوفيات 12/ 378، ومرآة الجنان 3/ 54 وفيه: «الحسن بن علي» ، (وفيات 431 هـ.) ، وعيون التواريخ (مخطوط) 12/ 183، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 344- 348، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 28، 29، والبداية والنهاية 12/ 57، وطبقات الشافعية(29/365)
أبو عليّ السَّنْجيّ [1] ، الإمام الفقيه.
تُوُفّي بمَرْو في ربيع الأوّل. كذا سمّاه وورّخه أَبُو عليّ محمد بن الفضل ابن جُهَانْدار.
وسمّاه ابن خَلَّكان [2] : الحسين بن شُعيب بن محمد، وقال: أخذ الفقه بخُراسان عن أبي بكر القفّال المَرْوَزِيّ، هو والقاضي حسين، والإمام أبو محمد الْجُوَينيّ.
وصنَّف «شرح الفُروع» [3] لأبي بكر بن الحدّاد المصريّ فجاء نهايةً في الحُسْن، وصنَّف كتاب «المجموع» [4] .
وهو أول من جمع بين طريقتي خُرَاسان والعراق.
44- حمّاد بن عمّار بن هاشم [5] .
أبو محمد القُرْطُبيّ الزّاهد.
روى عن: أبي عيسى اللّيْثيّ.
ورحل فأخذ عن أبي محمد بن أبي زيد بالقيروان، وعن أبي القاسم الجوهريّ بمصر.
وكان رجلًا صالحًا زاهدًا ورِعًا، شُهِر بإجابة الدّعوة. كان الخلْق يقصدونه ويتبرّكون به ويسألونه الدّعاء.
دعاه الأمير عليّ بن حَمُّود إلى قضاء قُرْطُبة، فصرف الرّسول وانتهره، وخرج إلى طُلَيْطُلة فاستوطنها.
وعُمّر ونيّف على مائة عام.
حدَّث عنه: حاتم بن محمد، وجماعة من علماء الأندلس.
قال ابن حيّان: تُوُفّي في ربيع الأوّل.
__________
[ () ] لابن هداية الله 142، 143، وهدية العارفين 1/ 309، ومعجم المؤلفين 3/ 283.
[1] السّنجيّ: بكسر السين المهملة وسكون النون. نسبة إلى سنج، وهي قرية كبيرة من قرى مرو.
(الأنساب، معجم البلدان، اللباب) .
[2] في: وفيات الأعيان 2/ 135.
[3] وفيات الأعيان.
[4] وفيات الأعيان.
[5] انظر عن (حمّاد بن عمّار) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 156 رقم 351.(29/366)
- حرف العين-
45- عبد الله بن سعيد [1] بن أبي عَوْن [2] الرّباحيّ الأندلسيّ.
نزيل طُلَيْطُلَة.
سمع من أبي عبد الله بن أبي زمْنِين.
وحجّ، فسمع من أبي محمد بن أبي زيد.
وكان صالحًا، ديِّنًا، ورِعًا. أوّل من يدخل المسجد وآخر من يخرج منه.
وكان بكّاءً عند قراءة الحديث. ويُرابط في شهر رمضان بحصن وَلْمُش.
46- عبد الله بن عُبَيْد الله بن الوليد بن محمد بن يوسف بن عبد الله [3] .
أبو عبد الرحمن الأُمويّ، المُعَيطيّ القُرْطُبيّ.
روى عن: أبي محمد الباجيّ، وغيره.
وكان من أهلِ السُّؤدُد والشّرف.
بويع بالخلافة بشرق الأندلس وخُطِب له.
ثمّ خُلِع فصار إلى كُتَامَة. وكان مجاهد صاحب دانية قد قدّم هذا المُعِيطيّ أن يكون أمير المؤمنين بعمله، فبقي مدّة يسيرة، ثمّ خلعه مجاهد ونفاه، فالتجأ إلى أرض كُتَامَة، وبقي لا يرفع للدُّنيا رأسًا.
47- عبد الله بن عليّ بن سعيد [4] .
أبو محمد النَّجِيرميّ [5] .
رجلٌ صالح.
قال الحبّال: توفّي في رجب.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن سعيد) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 268، 269 رقم 592.
[2] في (الصلة) : «عوف» .
[3] انظر عن (عبد الله بن عبيد الله) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 261، 262 رقم 592، وترتيب المدارك 4/ 745، 746، والوافي بالوفيات 17/ 203 رقم 260.
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
[5] النجيرمي: بفتح النون وكسر الجيم، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الراء وفي آخرها الميم. هذه النسبة إلى نجيرم، ويقال: نجارم، وهي محلّة بالبصرة. (الأنساب 12/ 45) .(29/367)
48- عبد الباقي بن محمد بن أحمد بن زكريّا [1] .
أبو القاسم الطّحّان.
بغداديّ، ثقة [2] .
سمع: أبا بكر الشّافعيّ، وأبا عَلِيّ بْن الصَّوّاف.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر الخطيب، وأبو ياسر طاهر بن أسد الطّبّاخ، وجماعة.
تُوُفّي في جُمَادى الأولى عن ثمانٍ وثمانين سنة.
49- عبد الوهّاب بن محمد بن عبد الله [3] .
القاضي أبو عليّ النَّسَفيّ، الفقيه.
تُوُفّي في جُمَادى الآخرة.
50- عبد الواحد بن محمد بن إبراهيم [4] .
أبو سهل التّميميّ الكوفيّ، ثمّ الأصبهاني الواعظ.
عن: أبي الشّيخ.
وعنه: سعيد البقّال.
تُوُفّي في ربيع الآخر.
51- عليّ بن أحمد بن محمد بن حسين [5] .
الإمام أبو الحسن الإسْتِراباذيّ [6] الحاكم.
كان من كبار أئمّة الحديث بسَمَرْقَنْد.
وكان مجتهدا في الخير.
__________
[1] انظر عن (عبد الباقي بن محمد) في: تاريخ بغداد 11/ 90 رقم 5778، والعبر 3/ 175.
[2] وثّقه الخطيب.
[3] لم أجد مصدرا لترجمته.
[4] لم أجد مصدرا لترجمته.
[5] لم أقف على مصدر ترجمته.
[6] الإستراباذي: بكسر الألف، وسكون السين المهملة، وكسر التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وفتح الراء والباء الموحّدة بين الألفين، وفي آخرها الذال المعجمة. هذه النسبة إلى إستراباذ، وقد يلحقون فيه ألفا أخرى بين التاء والراء فيقولون استاراباذ إلا أن الأشهر هذا، وهي بلدة من بلاد مازندران بين سارية وجرجان. (الأنساب 1/ 214) .(29/368)
كان ينسخ عامّة النّهار وهو يقرأ القرآن، لا يمنعه ذا عن ذا.
وكان قد حجّ وسأل الله كمال القوّة على التّلاوة وعلى الْجِماع، فاستجيب له.
حدَّث هذه السّنة ولا أعلم وفاته، ولا رواته. رحمه الله.
- حرف الميم-
52- محمد بن أحمد بن جعفر [1] .
أبو حسّان المزكّي المُولْقَابَاذيّ [2] الفقيه، الشّيخ الثّقة.
كان مشهورًا بالفضل والصّلاح والعِلْم. وكان إليه التَّزْكية بنَيْسابور، والحشْمة الوافرة [3] .
حدَّث عن: والده أبي الحسن، والشّيخ أبي العبّاس محمد بن إسحاق الصِّبْغيّ، ومحمد بن الحسن السّرّاج، وإسماعيل بن نُجَيْد، وجعفر المراغيّ، وأبي عَمْرو بن مطر، وأبي الفضل عُبَيْد الله بن عبد الرحمن الزُّهْريّ، وطبقتهم.
ثنا عنه خالي أبو سعْد القُشَيريّ.
53- محمد بن الحسن بن الفضل [4] .
أبو يعلي البصريّ الصّوفيّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن المولقاباذي) في:
المنتخب من السياق لعبد الغافر 34 رقم 39، وتذكرة الحفاظ 3/ رقم 996، وسير أعلام النبلاء 17/ 596، 597 رقم 398، والعبر 3/ 177، والإعلام بوفيات الأعلام 180، والوافي بالوفيات 2/ 64، وشذرات الذهب 3/ 250.
[2] المولقاباذي: بضم الميم، وسكون الواو واللام، وفتح القاف والباء المنقوطة بواحدة بين الألفين، وفي آخرها الذال المعجمة. هذه النسبة إلى مولقاباذ، وهي محلّة كبيرة على طرق الجنوب من نيسابور ويقال لها ملقاباج. (الأنساب 11/ 527) .
[3] العبارة لعبد الغافر الفارسيّ في (المنتخب من السياق 34) : «الفاضل الثقة النبيل، المشهود بالفضل والعلم والديانة والبيت القديم. وكان إليه التزكية بنيسابور والحشمة البسيطة من الأقران والتقدّم في مجالس القضاة» .
[4] انظر عن (محمد بن الحسن بن الفضل) في:
تاريخ بغداد 2/ 220، 221 رقم 663، والمنتظم 8/ 108 رقم 142، وفيه «محمد بن الحسين» ، (15/ 278 رقم 3236) ، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 37/ 368، ومختصر تاريخ علماء دمشق 22/ 103، 104 رقم 117، والبداية والنهاية 12/ 49 وفيه: «محمد بن الحسين» ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 155، 156 رقم 1374.(29/369)
سمع: أبا الحسين بن جُمَيْع بصَيْداء.
روى عنه: الخطيب [1] .
وله:
لي عجوز كأنّها ... البدْر في ليلة المطر
ناطق عن جميع ... أَعْضائها شاهدُ الكبر
غير أضراسها ففيها ... لِذي اللُّبِّ مُعْتبر
أعْظُمٌ غير أنّها ... أعْظُمٌ تَطْحَنُ الحَجَر [2]
وكان ظريفًا كثير الأسفار. حدَّث فِي هذا العام، وانقطع خبره.
54- مُحَمَّد بن الحسن بن محمد [3] .
أبو المظفّر المَرْوَزِيّ.
صدوق، نزل بغداد.
وحدَّث عن: زاهر بن أحمد، وأبي طاهر المخلّص.
روى عنه: الخطيب [4] .
55- محمد بن عبد الرحمن بن محمد [5] .
أبو الحَسَن الهَرَويّ، الدّبّاس العدل.
__________
[1] وقال: كتبت عنه وكان صدوقا، وذكر لي أنّه سمع من زاهر بن أحمد السرخسي وغيره من أهل خراسان، سألت أبا ليلى عن مولده فقال: في سنة 368 وكان قدومه علينا في سنة 432 وخرج في ذلك الوقت إلى الشام وغاب عنّا خبره. وكان شيخا مليحا ظريفا من أهل الفضل والأدب، حسن الشعر. ومن مليح قوله:
يا أبا القاسم الّذي قسم الرحمن ... من راحتيه رزق الأنام
أنا في الشعر مثل مولاي في الجو ... د حليفا مكارم ونظام
وإذا ما وصلتني فأمير ... الجود أعطى المنى أمير الكلام
[2] الشعر في: تاريخ بغداد، والمنتظم، وتاريخ بغداد.
[3] انظر عن (محمد بن الحسن المروزي) في:
تاريخ بغداد 2/ 220 رقم 2/ 66، وفيه: «محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن إسحاق» ، والمنتظم 8/ 108 رقم 141، (15/ 278 رقم 3235) وفيهما: محمد بن الحسن بن أحمد، والمختصر في أخبار البشر 2/ 165.
[4] وقال: كتبت عنه وكان صدوقا يتفقّه على مذهب الشافعيّ.
[5] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن الهروي) في: التقييد لابن النقطة 79، 80 رقم 69 وفي الحاشية ذكر محقّقه إنه لم يعثر عليه.(29/370)
سمع: حامد بن محمد الرّفّاء.
روى عنه: شيخ الإسلام، ومحمد بن عليّ المعيريّ، وأهل هَرَاة [1] .
56- محمد بن عمر [2] بن بُكَيْر [3] بن وُدّ.
أبو بكر النّجّار. جار أبي القاسم بن بِشْران.
سمع: أبا بكر بن خلّاد النَّصِيبيّ، وأبا بحر البَرْبَهَاريّ، وأبا إسحاق المزكّيّ، وابن سَلْم الخُتُّليّ.
قال الخطيب [4] . كتبت عنه، وكان ثقة من أهل القرآن. قرأ علي إبراهيم ابن أحمد البُزُوريّ. وتُوُفّي في ربيع الأوّل، وكان مولده في سنة ست وأربعين وثلاثمائة ببغداد.
قلت: وروى عنه: أحمد بن بُنْدَار البقّال، وجماعة.
وقرأ عليه: عبد السّيّد بن عَتّاب، وأبو الخطّاب بن الجرّاح، ومحمد بن عبد الله بن يحيى الوكيل، وثابت بن بُنْدَار، وغيرهم عن قراءته على البُزُوريّ وصاحب أحمد بن فَرَح [5] .
57- محمد بن مروان بن عيسى [6] .
أبو بكر الأمويّ ابن الشّقّاق الأندلسيّ القُرْطُبيّ.
روى عنه: عبّاس بن أصْبغ، وأبي محمد الأصِيليّ، وجماعة.
وكان قديم الطَّلب، نافذًا في عدّة علوم، محكمًا للنَّحْو والحساب.
__________
[1] ورّخه الحسين بن محمد الكتبي الحاكم الهروي في تاريخه.
[2] انظر عن (محمد بن عمر) في:
تاريخ بغداد 3/ 39، رقم 974، والعبر 3/ 177، والإعلام بوفيات الأعلام 180، وسير أعلام النبلاء 17/ 472، 473 رقم 311، والمعين في طبقات المحدّثين 26 رقم 1400، وغاية النهاية 2/ 216، وشذرات الذهب 3/ 250.
[3] تحرّفت «بكير» إلى «بكر» في: تاريخ بغداد. وتصحّفت إلى «نكير» في: شذرات الذهب.
[4] في تاريخه 3/ 39.
[5] في الأصل: «فرج» بالجيم، وكذلك في: تاريخ بغداد 3/ 39، والتصحيح من: سير أعلام النبلاء 17/ 473، وغاية النهاية 1/ 95.
[6] انظر عن (محمد بن مروان) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 522 رقم 1143.(29/371)
58- محمد بن يحيى بن حسن [1] .
أبو عَمْرو النَّيْسابوري.
حجّ وحدَّث ببغداد.
عن: أبي عَمْرو بن حمْدان، وعلي بن عبد الرحمن البكّائيّ، وعبد الرحمن بن محمد محبور الدّهّان.
روى عنه: البَرْقانيّ مع تقدُّمه، وأبو صالح المؤذّن، وجماعة.
صدوق مات بعد الثّلاثين، قاله المؤذّن.
59- محمد بن يحيى بن محمد بن الرُّوزبَهَان [2] .
أبو بكر البغداديّ.
قال الخطيب: كتبتُ عنه، ولا بأس به.
سمع: ابن مالك القَطِيعيّ، وابن ماسيّ.
مات في صفر.
60- مكّيّ بن بُنان [3] .
أبو القاسم المصريّ الصّوّاف.
قال الحبّال: تُوُفّي في جُمَادى الآخرة.
- حرف الهاء-
61- هاشم بن عطاء بن أبي يزيد الأطْرَابُلُسيّ [4] .
أبو يزيد.
دخل الأندلس تاجرًا في هذه السّنة.
وقد سكن في شبيبته بغداد، وأخذ عن القاضي أبي بكر الأبْهريّ.
وأخذ بالقيروان عن أبي محمد بن أبي زيد.
وكان مالكيَّ المذهب، جاوز ثمانين سنة [5] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن يحيى) في: تاريخ بغداد 3/ 433 رقم 1570.
[2] انظر عن (محمد بن يحيى بن محمد) في: تاريخ بغداد 3/ 434 رقم 1571.
[3] لم أجد مصدرا لترجمته.
[4] انظر عن (هاشم بن عطاء) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 659 رقم 1445.
[5] ذكره أبو محمد بن خزرج ووصفه بالثقة.(29/372)
62- هشام بن محمد [1] .
أبو محمد التّيمليّ [2] الكوفيّ الحافظ.
عن: أبي حفص الكتّانيّ [3] ، وأبي القاسم بن حبابة، وأبي نصر بن الجنديّ الدّمشقيّ، وطبقتهم.
وعنه الخطيب، وقال: لم يكن ثقة [4] .
وقد اتَّهمه الصُّوريّ [5] .
__________
[1] انظر عن (هشام بن محمد) في:
تاريخ بغداد 14/ 48 رقم 7391، والأنساب 3/ 114، 115، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 175، 176 رقم 3601، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 27/ 110 رقم 52، وميزان 6/ 197، رقم 107، والكشف الحثيث 447 رقم 817 وقد أضاف محقّقا «مختصر تاريخ دمشق» السيدان: روحية النحاس ومحمد مطيع الحافظ إلى مصادر الترجمة كتاب «تهذيب الكمال» دون الإشارة إلى الجزء والصفحة.
ويقول خادم العلم وطالبه محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : إن صاحب الترجمة لا ذكر له في «تهذيب الكمال» ، ووفاته متأخرة كثيرا عمّن يؤرّخ لهم الحافظ المزّي في كتابه.
[2] في الأصل: «التميلي» ، وفي: الضعفاء والمتروكين «التيمي» ، وفي لسان الميزان «التميمي» ، وكذلك في: الكشف الحثيث. وفي: ميزان الاعتدال: «التيمي» ، وفي الحاشية «التيملي» وما أثبتناه عن: المغني في الضعفاء، وقد كتب فوقها: «صح» . ووقع في المطبوع من تاريخ بغداد: «السلمي» ، وأشار محقّقه في الحاشية إلى أن في «التهذيب» : «التميمي الكوفي» .
ويقول خادم العلم «عمر تدمري» إنّ المحقّق لم يبين أيّ «التهذيب» يقصد، ومهما يكن، فصاحب الترجمة ليس في «تهذيب الكمال» للمزّي، ولا في «تهذيب التهذيب» لابن حجر، ولا في «تهذيب الأسماء واللغات» للنووي.
[3] في: الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي: «الكناني» بالنون.
[4] قال الخطيب: قدم بغداد عدّة دفعات. وآخر ما دخلها قبيل سنة عشر وأربعمائة، وكان سمع معنا في ذلك الوقت من أبي الحسن بن الصلت، وأبي الحسن بن رزقويه، وأبي الحسين بن بشران، ثم خرج إلى الكوفة فأقام بها دهرا طويلا، إلى أن علت سنّه وحدّث، وكان قد سمع الكثير وكتب، وله أدنى فهم وتصوّر. وكنت قد سمعت منه ببغداد حديثا واحدا حدّثني به.
وذكر حديث: «إن من الشعر حكما ... » . (تاريخ بغداد 14/ 48، 49» .
[5] قال الخطيب: حدّثني الصوريّ- بلفظه- قال: حدّثنا هشام بهذا الحديث (وذكر حديث: «إن من الشعر حكما» ) قال الصوري: فوافقته عليه وطالبته بإخراج أصله، فوعدني بذلك، ثم طالبته بعد ذلك، فذكر أنه لم يجده، ثم راجعته فيما بعد، فذكر أنه اجتهد في طلبه ولم يقدر عليه، فقلت له: ولا تقدر عليه أبدا. والّذي عند البغوي، عن عليّ بن الجعد محصور مشهور محفوظ لا يزاد فيه ولا ينقص منه، وشيخكم أبو حفص فمن الثقات، وأرى لك أن تخطّ على هذا الحديث ولا تذكره. فقال لي: لم؟ أتظنّ بي أني وضعته أو ركّبته؟ فقلت: هذا لا يؤمن، وإن أحسن الظنّ بك في ذلك أن يقال: إنه دخل عليك حديث في حديث طولبت بالأصل لينظر فيه فلم تقدر عليه فتوجّه عليك فيه الحمل. فسكت عني ثم حدّث به بعد ذلك. (تاريخ(29/373)
63- محمد بن أبي نصر [1] .
أبو عُبَيْد النَّيْسابوري.
محدِّث جليل. وثّقه الخطيب.
واسم أبيه: محمد بن عليّ بن محمد.
قدِم بغداد حاجًّا، فروى عن: أبي عَمْرو بن حمدان، وحُسَيْنَك [2] التّميميّ، وعدة.
كتب عنه الخطيب. وأصله فارسي [3] .
مات بعد الثّلاثين وأربعمائة [4] .
__________
[ () ] بغداد 14/ 49، الموضوعات لابن الجوزي 1/ 384) وانظر: الكشف الحثيث 447 رقم 817، والفوائد العوالي المؤرّخة للتنوخي (بتحقيقنا) ص 28، 29.
[1] انظر عن (محمد بن أبي نصر) في:
تاريخ بغداد 3/ 233، 234 رقم 1306، ومن حق هذه الترجمة أن تتقدّم إلى المترجمين في حرف الميم، أبقيت عليها هنا التزاما بترتيب المؤلف- رحمه الله-.
[2] في: تاريخ بغداد 3/ 233: «الحسين بن علي التميمي» .
[3] ولد بنيسابور في شهر ربيع الأول من سنة 367 هـ.
[4] قاله: أبو صالح أحمد بن عبد الملك النيسابورىّ. وقال أبو بكر محمد بن يحيى بن إبراهيم المزكي النيسابورىّ: مات في سنة ثلاثين وأربعمائة. (تاريخ بغداد 3/ 234) .(29/374)
سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة
- حرف الألف-
64- أحمد بن الحسن بن أحمد بن عثمان [1] .
الدّمشقيّ الغسّانيّ ابن الطيان أبو بكر.
حدث في هذه السنة عن: الحسن بن رشيق العسكريّ، ومحمد بن عليّ النّقّاش التِّنِّيسيّ، ويوسف المَيَانِجِيّ، وأحمد بن عطاء الرُّوذَبَاريّ، ومحمد بن أحمد الحندريّ [2] .
روى عنه: أبو عبد الله القُضاعيّ، ونجا بن أحمد العطّار.
وبالإجازة: نصر المقدسيّ، وأبو طاهر الحِنَّائيّ [3] .
65- أحمد بن الحسين بن أحمد بن إسحاق بن حمك [4] .
أبو حامد النَّيْسابوريّ، الفقيه الشّافعيّ الواعظ.
ثقة، إمام.
حدَّث عن: أبي عَمْرو بن حمدان، وطبقته.
وعنه: أحمد بن عبد الملك المقري.
توفّي في صفر.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن الحسن الغسّاني) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 36/ 184، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 3/ 39 رقم 59، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 288 رقم 100.
[2] وروى عن: أبي محمد لولو بن صدقة المرعشي السمسار وقد سمعه ببيت المقدس. (تاريخ دمشق) .
[3] كتب له الإجازة من طرابلس. (تاريخ دمشق 36/ 184) .
[4] انظر عن (أحمد بن الحسين النيسابورىّ) في: المنتخب من السياق 94 رقم 204.(29/375)
66- أحمد بن الحُسين بن محمد بن عبد الله بن بَوّان [1] .
القاضي أبو نصر الدِّينَوَريّ المعروف بالكسّار.
سمع «سُنَن النَّسائيّ» سنة ثلاثٍ وستّين وثلاثمائة في جُمَادى الأولى من أبي بكر بن السُّنّيّ.
وحدَّث به في شوّال من هذا العام.
روى عنه: أبو نجم بدر بن خَلَف الفَرْكيّ [2] ، وعَبْدُوس بن عبد الله، وعبد الرحمن بن حمْد الدّونيّ، وأبو صالح أحمد بْن عَبْد الملك المؤذّن، وآخرون.
وكان صدوقًا، صحيح السّماع، من أهل العِلم والجلالة.
67- أحمد بن محمد بن الحسين بن محمد بن فاذشاه [3] .
أبو الحسين الأصبهاني، التّانيّ [4] الرّئيس.
سمعَ الكثير من أبي القاسم الطَّبَرانيّ [5] .
قال أبو زكريّا يحيى بن مَنْدَهْ: كان صاحب ضياع كثيرة، صحيح السّماع رديء المذهب.
جميع مسموعاته مع جدّه الحسين في سنة أربعٍ وخمسين. وحكّ أشياء
__________
[1] انظر عن (أحمد بن الحسين الكسّار) في:
الإعلام بوفيات الأعلام 180، والمعين في طبقات المحدّثين 126 رقم 1401، والعبر 3/ 54، وشذرات الذهب 3/ 250، وسير أعلام النبلاء 17/ 514 رقم 337 وفيه قال محقّقاه الشيخ شعيب الأرنئوط، والسيد محمد بن نعيم العرقسوسي: «لم نقف له على ترجمة في المصادر» ، (بالحاشية) .
[2] الفركي: بفتح الفاء وسكون الراء كما ضبطها المؤلّف- رحمه الله- في الأصل هنا، وفي: سير أعلام النبلاء 17/ 514. أما ابن السمعاني فضبطها بالفتح، وقال: هذه النسبة إلى فرك، وهي قرية من قرى أصبهان. وذكر «بدرا» هذا. (الأنساب 9/ 280) .
[3] انظر عن (أحمد بن محمد بن الحسين) في:
التقييد لابن النقطة 172 رقم 191، والمعين في طبقات المحدّثين 126 رقم 1402، وسير أعلام النبلاء 17/ 515، 516 رقم 339، والإعلام بوفيات الأعلام 180، والعبر 3/ 187، والوافي بالوفيات 7/ 383، ومرآة الجنان 3/ 54، وشذرات الذهب 3/ 250.
[4] التّاني: بالتاء المثنّاة من فوق. هذه النسبة إلى «التّناية» ، وهي الدهقنة، ويقال لصاحب الضياع والعقار: التاني. (الأنساب 3/ 13) .
[5] التقييد 172.(29/376)
ممّا رواه مسروق، عن ابن مسعود، في الصّفات في حال القيامة. وكان ينتحل الاعتزال والتَّشَيُّع [1] .
قلتُ: روى عن الطَّبَرانيّ معجمه الكبير.
روى عنه: مَعْمر بن أحمد اللُّنْبَانيّ [2] ، ومحمد بن إسماعيل الصَّيْرفيّ، وأبو عليّ الحدّاد، والمُحَسَّدُ بن محمد الإسكاف، وعبد الأحد بن أحمد العَنْبَريّ، وأهل أصبهان.
تُوُفّي في صَفَر، سامحه الله تعالى. وله شِعْر.
قال المطهّر بن أحمد السُّكَّريّ: أنشدنا أبو الحسين بن فاذشاه لنفسه:
أتطمع أن تدوم لك الحياةُ ... وتجمع ما تفوز به العُداةُ
فلا تخشَى الفناءَ وأنت شيخٌ ... وهل يبقى إذا ابيّضّ النَّبَاتُ
وأنشدنا أيضًا:
سِهام الشَّيْبِ نافذةٌ مُصِيبهْ ... وسائقة [3] المُلِمّة والمُصيبَهْ
ومَن نَزَلَ المَشِيبُ بعارِضَيهِ ... قدِ اسْتَوفَى من الدُّنيا نصيبِهْ
68- أحمد بن محمد بن عليّ بن كُرْديّ [4] .
أبو عبد الله البغداديّ الأنْماطيّ البزّاز.
روى عن: أبي بكر الشّافعيّ.
وتُوُفّي في صفر.
قال الخطيب [5] : كتبت عنه، ولا بأسَ به.
قلت: روى عنه: الفضل بن عبد العزيز القطّان، وعبد الله بن محمد الحارثيّ.
__________
[1] التقييد 172.
[2] اللّنباني: بضم اللام، ثم نون ساكنة، وباء موحّدة، ثم نون. نسبة إلى محلّة كبيرة بأصبهان ولها باب يقال له: باب لنبان.
[3] في: سير أعلام النبلاء 17/ 516: «وسابقة» .
[4] انظر عن (أحمد بن محمد الأنماطي) في: تاريخ بغداد 5/ 70، 71، وسير أعلام النبلاء 17/ 527 رقم 353.
[5] في تاريخه.(29/377)
69- أحمد بن محمد الخَوْلانيّ [1] .
أبو جعفر بن الأَبّار الإشبيليّ الشَّاعِر.
من شُعراء المعتضِد عبّاد بن محمد اللَّخْميّ [2] المحسنين.
وله، وهو في ديوان شِعره:
لَمْ تَدْرِ ما خَلَّدَتْ عَيْنَاكَ في خِلْدِي ... مِنَ الغَرَامِ وَلَا مَا كَابَدَتْ كَبِدي
أَفْدِيهِ من زائرٍ رامَ الدُّنُوءَ فلم ... يسْطَعْه من غرق في الدَّمْع متَّقِدِ
خافَ العُيُونَ فوافاني على عَجَلٍ ... معطلًا جِيده إلّا من الجيَدِ
عاطيْتُهُ الكاسَ فاسْتَحْيَتْ مُدَامَتُهَا ... من ذلك الشَّنَب المعسُول والبَرَدِ
حتّى إذا غازلت أجفَانَهُ سِنَةٌ ... وصيَّرَتْهُ يدُ الصَّهْباءِ طوعَ يدي
أردتُ توسيدَه خدّي وقلَّ له ... فقال: كفُّكَ عندي أفضل الوسد
فبات في حرم لا غدرَ يذْعُرُهُ ... وبِتُّ ظمآنَ لم أصدِر ولم أرِدِ
بدرٌ أَلَمّ وبدرُ التّمّ ممحقٌ ... والأُفْقُ مُحْلَوْلَكُ الأرجاء من حَسَدِ
تحيِّر اللّيلُ منه أين مطلعُهُ ... أما درى اللّيلُ أن البدرَ في عَضُدي؟
70- إبراهيم بن أبي العَيْش بن يربوع.
أبو إسحاق القَيْسيّ السّبْتيّ.
دخل الأندلس، وسمع من: أبي محمد الباجيّ، وغيره.
ورّخه حفيده إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم.
- أنوش تِكِين.
أبو منصور التُّرْكيّ الختنيّ. سيأتي مطوّلًا في (ن) .
- حرف الحاء-
71- الحسن بن صالح بن عليّ بن صالح [3] .
أبو محمد المصريّ، يعرف بالعميد.
__________
[1] انظر عن (أحمد الخولانيّ) في: تاريخ حلب للعظيميّ (تحقيق زعرور) ص 335، و (تحقيق على سويم) ص 3.
[2] انظر عنه في: الحلّة السيراء 2/ 39- 52 رقم 119.
[3] لم أجد مصدر ترجمته.(29/378)
ورّخه الحبّال، وقال: سمع كثيرًا وحدَّث قليلًا.
72- الحسن بن محمد بن بِشْر [1] .
المُزَنيّ الهَرَويّ، أبو محمد.
تُوُفّي في صفر.
73- الحسين بن بكر بن عُبَيْد الله [2] .
أبو القاسم البغداديّ.
روى عن: أبي بكر القَطِيعيّ، وغيره.
قال الخطيب [3] : كتبنا عنه، وكان ثقة. ناب في القضاء بالكَرْخ.
74- الحسين بن عليّ بن أحمد بن جمعة الحريريّ [4] .
بغداديّ.
روى عن: أبي بكر القَطِيعيّ، وأبي بكر بن ماسيّ، وسهل بن أحمد الدّيباجيّ، ومحمد بن المظفر، وطبقتهم.
قال الخطيب: كان له حفظ [5] . وسمعت عُبَيْد الله الأزهريّ يقول إنّه كان يستعير منه أُصُولًا لا سَمَاع له فيها فينقل منها.
ولد سنة سبع وخمسين وثلاثمائة.
75- الحسين بن محمد بن إبراهيم بن زَنْجُوَيْه [6] .
أبو عبد الله الأصبهاني.
عن: أبي بكر القبّاب.
كتب عنه اللّبّاد.
مات في رجب.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (الحسين بن بكر) في:
تاريخ بغداد 8/ 26 رقم 4072، والمنتظم 8/ 112 رقم 144، (15/ 282 رقم 3238) .
[3] في تاريخه.
[4] انظر عن (الحسين بن علي الحريري) في:
تاريخ بغداد 8/ 78 رقم 4162.
[5] في تاريخ بغداد: «كان له تنبّه وحفظ» .
[6] لم أجد مصدر ترجمته.(29/379)
- حرف السّين-
76- سالم بن عبد الله [1] .
أبو مِعْمر الهَرَويّ، المعروف بغُولجة [2] .
إمامٌ متفنِّن. قال فيه بعض العلماء. ما عبرَ جسرَ بغداد مثلُه.
روى عنه: الّلتّيّ.
وله تصانيف الأُصُول والفروع على مذهب الشّافعيّ [3] .
77- سعيد بْن العبّاس بْن محمد بْن عليّ بْن سعيد [4] .
أبو عثمان القُرَشيّ، الهَرَويّ المزكّيّ.
سمع: أبا عليّ الرَّفّاء، وأبا حامد بن حسنُوَيْه، وأبا الفضل بن خميرُوَيْه، ومنصور بن العبّاس البوسنْجيّ، وجماعة تفرّد بالرّواية عنهم.
وطال عمره.
وانتخب عليه إسحاق القرّاب أجزاء كثيرة.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وشيخ الإسلام أبو إسماعيل، ومحمد بن عليّ العُمَيْريّ، وجماعة.
تُوُفّي في المحرَّم، وله أربعٌ وثمانون سنة [5] .
وكان شريفًا سَريًّا.
__________
[1] انظر عن (سالم بن عبد الله) في:
طبقات ابن الصلاح 49، وطبقات الكبرى للسبكي 3/ 165، وكشف الظنون 1565، ومعجم المؤلفين 4/ 203.
[2] غولجة: بضم الغين المعجمة وبالجيم. لغة هرويّة، وهو تصغير غول. (السبكي 3/ 165) .
[3] وذكره أبو النضر في «تاريخ هراة» فقال: وكان إماما في أنواع العلوم. صنّف كتاب «اللمع» في الردّ على أهل «البدع» في مسائل أصول الاعتقاد وما يخالف فيه أهل السّنّة أهل الاعتزال والإلحاد. روى عنه الحاكم. (السبكي 3/ 165) .
[4] انظر عن (سعيد بن العباس) في:
تاريخ بغداد 9/ 113، 114، والأنساب 1/ 94، والمنتخب من السياق 231 رقم 726، والعبر 3/ 178، وسير أعلام النبلاء 17/ 552، 553 رقم 368، والإعلام بوفيات الأعلام 181، وشذرات الذهب 3/ 250.
[5] قال عبد الغافر الفارسيّ: ولد سنة 349 وقدم نيسابور حاجّا سنة اثنتي عشرة وأربعمائة فعقد له الإملاء وحضره المشايخ وسمعوا منه وانتخبوا عليه، وعاد إلى هراة وأملى سنين وطعن في السنّ. (المنتخب من السياق 231) .(29/380)
سمع ببغداد ونَيْسابور.
- حرف الطّاء-
78- طاهر بن العبّاس [1] .
أبو بِشْر العَبّاديّ الهَرَويّ.
روى عن: الخليل بن أحمد القاضي، وعبد الرحمن بن أبي شُرَيْح.
- حرف العين-
79- عبد الله بن عَبْدَان بن محمد بن عَبْدَان [2] .
أبو الفضل. شيخ هَمَذَان، وعالمها ومُفتيها قال شِيرُوَيْه: روى عن: صالح بن أحمد، وجِبريل، وعليّ بن الحسن بن الربيع، وجماعة.
وسمع ببغداد: من أبي الحسن بن أخي مَعْمَر، وابن حُبَابَة، وعثمان بن المُنْتَاب، وأبي حفص الكتّانيّ، والمخلص.
ثنا عنه: محمد بن عثمان، وأحمد بن عمر، والحسين بن عَبْدُوس، وأبوه، وعليّ الحَسَنيّ. وكان ثقة فقيهًا وَرِعًا جليل القدْر ممّن يشار إليه.
سمعت ابن عثمان يقول: لمّا أغار التُّرْك على هَمَذَان أسروا ابن عَبْدَان، ثمّ إنّهم عرفوه فقال بعضهم: لا تعذّبوه، ولكنْ حلِّفوه باللَّه ليخبرنا بماله، فإنّه لا يكذب.
فاستحلفوه فاخبرهم بمتاعه حتّى قال لهم: خرقة فيها خمسة وعشرون دينارًا رَميْناها في هذه البئر.
فما قدروا على إخراجها. قال: فما سَلِمَ له غيرها [3] .
قال شِيرُوَيْه: رأيت بخطّ ابن عَبْدَان: رأيت ربَّ العزّة في المنام، فقلت
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (عبد الله بن عبدان) في: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 204، وطبقات الشافعيّة لابن قاضي شهبة 1/ 213، 214 رقم 170، وشذرات الذهب 3/ 251، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 48، والأعلام 4/ 229.
[3] السبكي 3/ 204.(29/381)
له: أنت خلقتَ الأرض وخلقت الخلْق ثمّ أهلكتهم. ثمّ خلقت خلْقًا بعدهم.
وكأنّي أرى أنّه يرتضي كلامي ومدْحيّ له، فقال لي كلامًا يدلّ على أنّه يخاف عليَّ الافتخار بما أوْلانِيهِ، فقلت له: أنا في نفسي أخسّ. ووقع في ضميري:
أخسّ من الرَّوْث.
ثمّ قال لي: أفضل ما يُدعى به: / أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ/ [1] .
تُوُفّي رحمه الله في صفر سنة ثلاثٍ وثلاثين، وقبره يُزار ويُتبرَّك به.
80- عبد الرحمن بن حمْدان بن محمد بن حمْدان [2] .
أبو سعد النّصرويي [3] النَّيْسابوريّ. منسوب إلى جدّه نَصْرُوَيْه، بصادٍ مُهْمَلَة.
رحل وكتب الكثير.
وروى عن: أبي محمد بن ماسيّ، وعُبَيْد الله بن العبّاس الشَّطَويّ، ومحمد ابن أحمد المفيد، وابن نُجَيْد، وأبي الحسن السّرّاج، وأبي بكر القَطِيعيّ، وأبي عبد الله العصميّ، وعبد الله بن محمد بن زياد الدَّوْرَقيّ السّمريّ المعدّل يروي عنه «مُسْنَد إسحاق الحنْظليّ» .
روى عنه: أبو عليّ الحَسَن بن محمد بن محمد بن حمُّوَيْه، وأبو بكر البَيْهَقيّ، وأبو بكر الخطيب، وعبد الغفّار بن محمد الشِّيرويّ، وآخرون.
تُوُفّي في صفر.
وكان محدِّث عصره [4] .
__________
[1] سورة الأعراف، الآية 54.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن حمدان) في:
الأنساب (مادّة: النصرويي) ، والمنتخب من السياق 307 رقم 1012، واللباب 3/ 311، والعبر 3/ 178، وسير أعلام النبلاء 17/ 553، 554 رقم 369، والإعلام بوفيات الأعلام 181، وشذرات الذهب 3/ 250، 251.
[3] النّصرويي: بالصاد المهملة وضم الراء. وقد تصحّف في المطبوع من «العبر» إلى:
«النضرويي» (بالضاد المعجمة) .
[4] وقال عبد الغافر الفارسيّ: «جليل ثقة من كبار المحدّثين بنيسابور ومن الأمناء المعروفين من أهل العدالة، كتب الكثير، وسمع بنيسابور والعراق والحجاز، وعقد له مجلس الإملاء في الجامع القديم بنيسابور، وأملي سنين يوم الجمعة قبل الصلاة ... وخرّج له الفوائد، وكان محدّث عصره مدّة» . (المنتخب من السياق 307) .(29/382)
81- عبد السلام بن الحسن [1] .
أبو القاسم المايُوسيّ [2] الصّفّار.
شيخ بغداديّ ثقة.
سمع: أبا بكر القَطِيعيّ، وابن المظفّر.
روى عنه: الخطيب، وأثنى عليه.
82- عبد الملك بْنُ الْحُسَيْن بْنُ عبدويه [3] .
أَبُو أَحْمَد الأصبهاني العطار المقرئ.
رَوَى عن: عَلِيَّ بْنُ عُمَرَ الْحَرْبِيُّ السكري.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَلِيَّ الحداد.
83- عبد الغفّار بن عبد الواحد بن محمد [4] .
أبو النَّجيب الأُرْمُويّ [5] الحافظ.
رحل وطوَّف، وسمع: أبا نُعَيْم الحافظ، وأبا القاسم بن بشران، وأحمد ابن عبد الله بن المَحَامِليّ، ومحمد بن الفضل بن نظيف.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر الخطيب، ونجا بْن أحمد، وعبد العزيز الكتّانيّ، وغيرهم.
وجاور بمكّة، فأكثر عن: أبي ذَرّ.
ورجع إلى الشّام قاصدًا بغداد فأدركه أَجَلُه بين دمشق والرّحبة في شوّال شابّا [6] .
__________
[1] انظر عن (عبد السلام بن الحسن) في: تاريخ ببغداد 11/ 58 رقم 5740، والأنساب 11/ 113، 114، واللباب 3/ 159.
[2] المايوسي: بفتح الميم، وضم الياء آخر الحروف بعد الألف والواو، بعدها السين المهملة في آخرها. ولم يوضح ابن السمعاني هذا النسبة، ولا ابن الأثير.
[3] انظر عن (عبد الملك بن الحسين) في: معرفة القراء الكبار 1/ 392، 393 رقم 330، وغاية النهاية 1/ 468 رقم 1956.
[4] انظر عن (عبد الغافر بن عبد الواحد) في:
تاريخ بغداد 11/ 117، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 15/ 164 رقم 153، وسير أعلام النبلاء 17/ 447 رقم 300.
[5] الأرمويّ: نسبة إلى أرمية، وهي من بلاد أذربيجان.
[6] وقيل إنه توفي سنة ست وخمسين وأربعمائة، وهو وهم. مات قبل حين الرواية شابا. (تاريخ(29/383)
84- عبد الوهاب بن الحسن الحربي [1] .
المؤدب. ويعرف بابن الخزري [2] .
سمع: أبا بكر القطيعي، وأبا عبد الله الحسين الشماخي.
وثقه الخطيب، وحدَّث عنه [3] .
85- عُبَيْد الله بن إبراهيم الأنصاريّ [4] .
الخطيب الخيّاط الشّيعيّ.
حدَّث عن: أبي بكر القَطِيعيّ.
قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان من شيوخ الشيعة.
86- علاء الدولة [5] .
أبو جعفر شهريار بن كالويه، صاحب إصبهان.
أحد الشّجعان، حارب السَّلْجُوقيّة وتمكّن مدّة. ومات سنة ثلاثٍ، فقام بعده ابنه ظهير الدّين أبو منصور قرامرز. فسار أخوه كرشاسف فاستولى على هَمَذَان.
87- عليّ بن بُشْرَى [6] .
أبو الحسن اللَّيّثيّ، مولى بني اللَّيث [7] السِّجَزيّ الصّوفيّ.
__________
[ () ] بغداد 11/ 117) .
[1] انظر عن (عبد الوهاب بن الحسن) في:
تاريخ بغداد 11/ 32، 33 رقم 5705، والإكمال لابن ماكولا 2/ 201، والأنساب 4/ 112، وكنيته: أبو أحمد.
[2] في الأصل: «الحرزي» ، والمثبت عن المصادر المذكورة، خصوصا أن ابن ماكولا قال:
الخزري: بتقديم الزاي على الراء.
[3] وقال: سألت ابن الخزري عن مولده فقال: في سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة. قال: وقد كنت سمعت من أبي بكر الشافعيّ مجلسين إلا أن كتابي ضاع. (تاريخ بغداد 11/ 33) .
[4] انظر عن (عبيد الله بن إبراهيم) في: تاريخ بغداد 10/ 384 رقم 5556.
[5] انظر عن (علاء الدولة) في: الكامل في التاريخ 9/ 495.
[6] انظر عن (علي بن بشرى) في: الأنساب 11/ 50.
[7] مولى عمرو بن اليث. و «الليثي» : بفتح اللام وتشديدها، وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين في آخرها ثاء منقوطة بثلاث من فوقها. هذه النسبة إلى ليث بن كنانة حليف بني زهرة، وإلى ليث بن بكر بن عبد مناه.(29/384)
يروي عن: ابن حَمْدَان، ومحمد بن الحسن الآبُرِيّ [1] .
روى عنه: عيسى بن شعيب السجزي، وشيخ الإسلام أبو إسماعيل، وجماعة.
وكان مكثرا عن الحافظ ابن مَنْدَهْ [2] .
88- عليْ بْن مُحَمَّد بْن عليّ [3] .
أبو القاسم العَلَويّ الحُسَينيّ الحرّانيّ، المقرئ الحنبليّ السُّنّيّ.
تُوُفْي في العشرين من شوّال من سنة ثلاثٍ عن سنّ عالية.
قرأ القراءات على أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن الحَسَن النَّقّاش، وسمع منه تفسيره.
وهو آخر مَن روى في الدُّنيا عنه.
قرأ عليه: أبو مَعْشَر عبد الكريم الطَّبَريّ، وأبو القاسم يوسف بن جُبَارة الهُذَليّ [4] ، وأبو العبّاس أحمد بن الفتح بن عبد الجبّار المَوْصِليّ نزيل نهر [5] الملك، وشيخ المحوّل.
وكان إمامًا صالحًا كبير القدْر. لكنّ هبة الله بن الأكفانيّ قال: سمعت عبد العزيز الكتّانيّ الحافظ، وقد أرَيْتُهُ جزءًا من كُتُب إبراهيم بن شُكْر من مصنَّفات الآجُرِّيّ. والسّماع عليه مزوَّرٌ بَيِّنَ التَّزوير، فقال: ما يكفي عليّ بن محمد الزَّيْديّ الحرّانيّ أن يكذب حتّى يُكذَبَ عليه؟
__________
[1] الآبري: بفتح الألف الممدودة، وضم الباء المنقوطة بواحدة، وفي آخرها الراء المهملة. هذه النسبة إلى أبروهي قرية من قرى سجستان. (الأنساب 1/ 89) .
[2] وقال ابن السمعاني: كان من أهل الفضل والعلم، وكان عارفا بطرق الحديث مكثرا منه، له رحلة إلى العراق والحجاز.
[3] انظر عن (علي بن محمد بن علي) في:
المعين في طبقات المحدّثين 127 رقم 1403، وميزان الاعتدال 3/ 155، والمغني في الضعفاء 2/ 454، وسير أعلام النبلاء 17/ 505، 506 رقم 327، والعبر 3/ 178، 179، وفيه: «علي بن أحمد» ، والإعلام بوفيات الأعلام 181 وفيه: «علي بن أحمد» ، ومعرفة القراء الكبار 1/ 393 رقم 331، والوافي بالوفيات 22/ 74 رقم 26، وغاية النهاية 1/ 572، 573 رقم 2326، ولسان الميزان 4/ 259، 260، وشذرات الذهب 3/ 251.
[4] ووهم الهذلي فسمّي صاحب الترجمة «حمزة» وقال إنه قرأ على عبد الله بن مالك، عن عبد الله ابن أحمد بن حنبل، عن أبيه باختياره، فوهم أيضا، وصوابه: أحمد بن جعفر بن مالك.
ووهم أيضا في نسبه ابن الفحّام الصّقليّ فقال في «تجريده» : يقال فيه: علي بن محمد بن زيد ابن مقسم. (غاية النهاية 1/ 673) .
[5] زاد في تاريخ بغداد بعدها: «حافظا للقرآن» .(29/385)
وأمّا أبو عَمْرو الدَّانيّ فقال: هو آخر من قرأ على النّقّاش، وكان ضابطًا ثقة مشهورًا. أقرأ بحرّان دهرًا طويلًا [1] .
89- عليّ بن موسى بن الحسين [2] .
أبو الحسن بن السّمْسار [3] الدّمشقيّ.
حدَّث عن: أبيه، وأخيه أبي العبّاس محمد، وأخيه الآخر أحمد، وأبي القاسم عليّ بن يعقوب بن أبي العَقِب، وأبي عبد الله محمد بن إِبْرَاهِيم بن مروان، وأحمد بن أبي دُجَانَة، وأبي عليّ بن آدم، وأبي عمر بن فَضَالة، وأبي زيد المَرْوَزِيّ، والدَّارَقُطْنيّ، والمظفّر بن حاجب الفَرَغانيّ، وخلْق كثير.
وكان مُسْنِد الشّام في وقته.
روى عنه: عبد العزيز الكتّانيّ، وأبو نصر بن طلّاب، وأبو القاسم بن أبي العلاء، والحسن بن أحمد بن أبي الحديد، والفقيه نصر المقدسيّ، وأحمد بن عبد المنعم الكريديّ، وآخرون.
__________
[1] وقال المؤلف- رحمه الله- في «سير أعلام النبلاء» 17/ 506: «وأعلى شيء عنده القراءات والتفسير عن النقّاش، والنقاش مجمع على ضعفه في الحديث لا في القراءات، فإن كان الزّيديّ مقدوحا فيه، فلا يفرح بعلوّ رواياته للأمرين، وقد وثّقه أبو عمرو الداني في الجملة، كما وثّق شيخه النّقاش، ولكنّ الجرح مقدّم، وما أدري ما أقول.
وبلغني أنّ الزّيديّ نفّذ رسولا إلى ملك الروم، فلما جلس غنّت النصارى، وحرّكوا الأرغل، فثبت الزيديّ عند سماعه، وتعجّبوا من ثباته كثيرا، فلما قام، وجدوا تحت كعبه الدم مما ثبّت نفسه، ولم يتحرّك» .
[2] انظر عن (علي بن موسى) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 4/ 278 و 9/ 355 و 10/ 223، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 18/ 182 رقم 117، ومعجم البلدان 2/ 273، والمعين في طبقات المحدّثين 127.
رقم 1404، والإعلام بوفيات الأعلام 181، والعبر 3/ 179، وميزان الاعتدال 3/ 158، والمغني في الضعفاء 2/ 456، وسير أعلام النبلاء 17/ 506، 507 رقم 328، والوافي بالوفيات 5/ 86، 244، ولسان الميزان 4/ 264، 265، وشذرات الذهب 3/ 252، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 366، 364 رقم 1126.
[3] في ديوان ابن حيّوس 2/ 396، 465 «أبو محمد بن السمسار» وهو من ممدوحي ابن حيوس، فلعلّه أخاه.(29/386)
قال أبو الوليد الباجيّ: فيه تَشَيُّع يُفْضي به إلى الرَّفض. وكان قليل المعرفة، في أُصُوله سُقْم [1] .
وقال الكتّانيّ: كان فيه تساهل، ويذهب إلى التَّشَيُّع [2] .
وتُوُفّي في صفر، وقد كمّل التّسعين [3] .
90- عمر بن إبراهيم بن أحمد [4] .
أبو حفص الأصبهاني السِّمّسار.
عن: أبي الشّيخ.
وعنه: سعيد بن محمد البقّال، وواصل بن حمزة، وإسحاق بن عبد الوهّاب بن منده.
مات في جُمَادَى الأولى.
- حرف الميم-
91- محمد بْن أحمد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بن شَريعة اللَّخْميّ الباجيّ [4] .
أبو عبد الله الإشبيليّ.
سمع من جدّه الإمام أبي محمد، ورحل مع أبيه إلى المشرق. وشاركه في السّماع من الكبار كأبي بكر بن إسماعيل المهندس، والحسن بن إسماعيل الضّرّاب.
حدَّث عَنِه الخَوْلانيّ وقال: كَانَ من أهل العلم بالحديث والرَّأي والفقه، عارفًا بمذهب مالك.
__________
[1] مختصر تاريخ دمشق 18/ 182.
[2] مختصر تاريخ دمشق 18/ 182.
[3] وقال المؤلّف- رحمه الله- في «سير أعلام النبلاء» 17/ 507: «وتفرّد بالرواية عن ابن أبي العقب وطائفة، ولعلّ تشيّعه كان تقيّة لا سجيّة، فإنه من بيت الحديث ولكن غلبت الشام في زمانه بالرفض، بل ومصر والمغرب بالدولة العبيدية، بل العراق، وبعض العجم بالدولة البويهيّة، واشتدّ البلاء دهرا، وشمخت الغلاة بأنفها، وتواخى الرفض والاعتزال حينئذ، والناس على دين الملك، نسأل الله السلامة في الدين» .
[4] انظر عن (محمد بن أحمد اللخمي) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 522، 523 رقم 1144.(29/387)
تُوُفّي لعشر بقين من المحرَّم.
وقال ابن خزرج: مولده في صفر سنة ستّ وخمسين وثلاثمائة. وكان أجلّ الفُقهاء عندنا دِرايةً وروايةً، بصيرًا بالعقُود وعِلَلها. صنّف فيها كتابًا حسنًا، وكتابًا مستوعبًا في سِجلّات القُضاة إلى ما جمع من أقوال الشّيوخ المتأخّرين، مع ما كان عليه من الطّريقة المُثْلَى من الوقار والتّعاون والنّزاهة.
92- محمد بن إسماعيل بن عبّاد بن قُرَيْش [1] .
القاضي أبو القاسم اللَّخْميّ الإشبيليّ، مَن ذُرّيّة النُّعمان بن المنذر ملك الحيرة. وأصله من بلد العَرِيش، البلد الّتي كانت أوّل رمل مصر [2] . فدخل أبو الوليد إسماعيل بن عبّاد الأندلس، ونشأ له أبو القاسم، فاعتنى بالعِلم وبرع في الفِقْه، وتنقّلت به الأحوال إلى أن ولي قضاء إشبيليّة في أيّام بني حَمُّود الإدريسيّ، فأحسن السّياسة مع الرّعيّة والملاطفة لهم، فرَمَقَتْه العُيُون.
وكان المعتلي يحيى بن عليّ الإدريسيّ صاحب قُرْطُبة مذموم السّيرة فسار إلى إشبيليّة وحاصرها، فلمّا نازلها اجتمع الأعيانُ إلى القاضي أبو القاسم هذا، وقالوا له: ترى ما نزل بنا، فقُمْ بنا واخرج إلى هذا الظّالم ونملّكك.
__________
[1] انظر عن (محمد بن إسماعيل) في:
جذوة المقتبس للحميدي 80، 81، والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة، القسم 2، المجلّد 1/ 13- 23، والصلة لابن بشكوال 2/ 523، وبغية الملتمس للضبيّ 117، 118، والكامل في التاريخ 9/ 275، 279، 280، 285- 287، والحلة السيراء لابن الأبّار 2/ 34- 39 رقم 118، ووفيات الأعيان 5/ 22، 23، والبيان المغرب 3/ 194، 314، وسير أعلام النبلاء 17/ 527- 530 رقم 354، والعبر 3/ 179، 180، والإعلام بوفيات الأعلام 181، ودول الإسلام 1/ 256، والوافي بالوفيات 2/ 212- 214، وتاريخ ابن خلدون 4/ 156، ونفح الطيب 4/ 226، 227، وشذرات الذهب 3/ 252، 253.
[2] قال ابن الأبّار: هو أبو القاسم محمد بن ذي الوزارتين أبي الوليد إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن قريش بن عباد بن عمرو بن أسلم بن عمرو بن عطاف بن نعيم. وعطاف (بكسر العين وتخفيف الطاء المهملتين) هو الداخل منهم بالأندلس في طالعة بلج بن بشر القشيري، وقيل إن عطافا ونعيما هما الداخلان معا إلى الأندلس، وكان عطاف من أهل حمص من صقع الشام، لخميّ النسب، صريحا، وموضعه من حمص العريش، والعريش في آخر الجفار بين مصر والشام، ونزل بالأندلس بقرية يومين من إقليم طشانة من أرض إشبيلية، وعلى ضفّة نهرها الأعظم. وقيل إنهم من ولد النعمان بن المنذر بن ماء السماء. (الحلّة السيراء 2/ 34، 35) .(29/388)
فأجابهم وتهيّأ للقتال، وخرجوا إلى قتال يحيى، فركب إليهم وهو سكران، فقُتِل يحيى وهو سَكران. وعظُم أبو القاسم في النُّفُوس وبايعوه [1] . واستعان بالوزير أبي بكر محمد بن الحسن الزُّبَيْديّ، وعيسى بن حَجّاج الحضْرميّ وعبد الله بن عليّ الهَوْزَنيّ، فدبّروا أمر إشبيليّة أحسن تدبير ولقّبوه الظّافر المؤيَّد باللَّه. ثمّ إنَّهُ ملك قُرْطُبة وغيرها. واتّسع سلطانه [2] .
وقضيّته مشهورة مع الشّخص الّذي زعم أنّه هشام المؤيّد باللَّه بن الحَكَم الأُمويّ، الّذي كان المنصور محمد بن أبي عامر حاجبه.
انقطع خبر المؤيّد باللَّه هذا أكثر من عشرين سنة، وجَرَت أحوال وفِتَنٌ في هذه السَّنوات، فلمّا تملّك القاضي أبو القاسم بن عبّاد قيل له إنّ هشام بن الحَكَم أمير المؤمنين بقلعة رباح في مسجد، فأحضره ابن عَبّاد وبايعه بالخلافة، وفوّض إليه، وجعل ابن عَبّاد نفسه كالوزير بين يديه [3] .
قال الأمير عزيز: استولى القاضي محمد بن إسماعيل على الأمر سنة أربعٍ وعشرين. وحسَدَه أمثالُه وكثُر الكلام فيه، وقالوا: قتل يحيى بن عليّ الحَسَنيّ الإدريسيّ من أهل البيت. وقتل يحيى بن ذي النُّون ظُلْمًا.
واتّسع القول فيه، وهو في خلال ذلك مفكّرٌ فيما يفعله إذ جاءه رجلٌ من قُرْطُبة، فقال: رأيتُ هشامًا المؤيّد باللَّه في قلعة رباح. وكان ذلك الرجل يعرفه من مدّة، فقال: انظر ما تقول.
قال: أي واللهِ رأيته، وهو هشام بلا شكّ.
وكان عند القاضي عبدٌ اسمه تُومَرت، كان يقوم على رأس هشام، فقال له: إذا رأيتَ مولاك تعرفه؟ قال: نعم، ولا أُنكره ولي فيه علامات.
فأرسل رجلًا مع الرّجل، فوجداه في قلعة رباح في مسجد، فأعلماه أنّهما رسولا القاضي بن عبّاد، فسار معهما إلى إشبيليّة، فلمّا رآه مولاه تُومرت قام وقبَّل رجليه وقال: مولاي والله.
__________
[1] وفيات الأعيان 5/ 22.
[2] وفيات الأعيان 5/ 22.
[3] وفيات الأعيان 5/ 22.(29/389)
فقام إليه القاضي وقبّل يديه هو وأولاده وسلّموا عليه بالخلافة. وأخرجه يوم الجمعة بإشبيليّة، ومَشَوا بين يديه إلى الجامع، فخطب هشام للنّاس وصلّى بهم، وبايعوه: القاضي، وبنوه، والنّاس. وتولى القاضي الخدمة بين يديه.
وبقي أمير المؤمنين، والقاضي يقول: أمر أمير المؤمنين. وجرى على طريقة الحاجب ابن أبي عامر غير أنّه لم يخرج إلى الجمع طول مدّته. والقاضي ابن عَبّاد في رُتْبَة وزير له [1] .
واستقام لابن عبّاد أكثر مدن الأندلس.
قال عزيز: خرج هشام هاربًا بنفسه من قُرْطُبة عام أربعمائة مستخفيا حتّى قدِم مكّة، ومعه كيس فيه جواهر، فشعر به حراميّة مكّة، فأخذوه منه، فبقي يومين لم يُطْعَم. فأتاه رجلٌ عند المَرْوَة، فقال: تحسِن عملَ الطِّين؟ قال: نعم.
فمضى وأعطاه ترابًا ليجبُلَه، فلم يدرِ كيف يصنع. وشارطه على درهم وقرص، وفقال له: عجِّل القُرص. فأتاه به فأكله. ثمّ عَمَدَ إلى التّراب فجَبَلَه.
ثمّ خرج مع قافلة إلى الشّام على أسوأ حال، فقدِم بيت المقدس فرأى رجلًا حُصْريًّا فوقف ينظر، فقال له الرّجل: أَتُحْسِنُ هذه الصّناعة؟ قال: لا.
قال: فتكون عندي تناولني القَشّ.
فأقام عنده مدّة، وتعلّم صنعة الحُصْر، وبقي يتقوّت منها وأقام ببيت المقدس أعوامًا، ثمّ رجع إلى الأندلس سنة أربع وعشرين وأربعمائة.
قال عزيز: هذا نصُّ ما رواه مشايخ من أهل الأندلس. ثمّ ذكر ما قاله أبو محمد بن حزْم في كتاب «نقط العَرُوس» ، قال: فضيحة لم يقع في الدّهر مثلها.
أربعة رجال في مسافة ثلاثة أيّام تَسَمّى كلُّ واحدٍ منهم أمير المؤمنين، وخُطِب لهم بها في زمن واحد. أحدُهم: خَلَف الحُصْريّ بإشبيليّة على أنّه هشام المؤيّد، والثّاني: محمد بن القاسم بن حَمُّود بالجزيرة الخضراء، والثّالث:
محمد بن إدريس بن عليّ بن حَمْود بمالقة، والرّابع: إدريس بن يحيى بن عليّ بشَنْتَرِين.
ثمّ قال أبو محمد بن حزْم: أُخْلُوقة لم يُسمع بمثلها. ظهر رجلٌ يقال له
__________
[1] وفيات الأعيان 5/ 22.(29/390)
خَلَف الحُصْريّ، بعد نيِّف وعشرين سنة من موت هشام المؤيد باللَّه، فادّعى أنّه هشام، فبُويع وخُطِب له على منابر الأندلس في أوقاتٍ شتّى، وسُفِكت الدّماء، وتصادمت الجيوش في أمره. وأقام هذا الّذي أدّعى أنّه هشام في الأمر نيِّفًا وعشرين سنة، والقاضي محمد كالوزير بين يديه [1] .
قلت: استبدَّ القاضي بالأمر، ولم يزل ملكًا مستقلًّا إلى أن تُوُفّي في آخر جُمَادى الأولى سنة ثلاثٍ وثلاثين، ودُفِن بقصر إشبيليّة، وقام بالأمر بعده ولده المعتضد باللَّه أبو عَمْرو عبّاد.
وقيل: إنّما كان إقامة الّذي زُعِم أنّه هشام في أيّام المعتضد. وبقي المعتضد إلى سنة أربعٍ وستّين.
93- محمد بن جعفر [2] .
أبو الحسن الْجَهْرَميّ [3] الشّاعِر.
كان من فحُول الشُّعراء بالعراق.
وجَهْرَم قرية.
مولده في سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة [4] .
94- محمد بن حمزة [5] .
أبو عليّ البغداديّ الدّهّان.
__________
[1] وفيات الأعيان 5/ 22.
[2] انظر عن (محمد بن جعفر الجهرمي) في:
تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) 335 (وبتحقيق علي سويم) 3، وتاريخ بغداد 2/ 159، والمنتظم 8/ 112، 113 رقم 147 و (15/ 283 رقم 3241) ، والكامل في التاريخ 9/ 503، وزبدة الحلب لابن العديم 1/ 260، 261.
[3] تصحّف «الجهرمي» إلى «الحميري» في: «تاريخ حلب» ، بتحقيق سويم ص 3.
[4] من شعره:
يا ويح قلبي من تقلّبه ... أبدا يحنّ إلى معذّبه
قالوا: كتمت هواه عن جلد ... لو أنّ لي رمقا لبحت به
بأبي حبيبا غير مكترث ... منّي، ويكثر من تعتّبه
حسبي رضاه من الحياة، ومات ... قلقي وموتي من تغضّبه
والأبيات في: (تاريخ بغداد 2/ 159، والمنتظم 8/ 113 (15/ 283) ، والكامل 9/ 503) .
[5] انظر عن (محمد بن حمزة) في: تاريخ بغداد 2/ 291 رقم 775.(29/391)
قال الخطيب: صدوق، كتبنا عنه.
سمع: أبا بكر عبد الله بن يحيى الطَّلْحيّ، وعليّ بن عبد الرحمن البكّائيّ بالكوفة، وأبا بكر القطيعيّ.
ولد سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.
وسمع سنة تسعٍ وخمسين.
ومات في ربيع الآخر سنة ثلاث.
95- محمد بن عبد الله بن بُندار [1] .
أبو عبد الله المَرَنْديّ [2] .
حجّ في هذا العام، وحدَّث بدمشق عن الدَّارَقُطْنيّ، وأبي حفص بن شاهين، وجماعة.
روى عنه: عبد العزيز الكتّانيّ، وهبة الله بن الصَّقْر المرنديّ، وأبو القاسم ابن أبي العلاء الفقيه.
96- محمد بن عليّ بن أحمد [3] .
أبو بكر البغداديّ المطرِّز.
يلقّب حريقًا.
سمع: أبا الحسين بن لؤلؤ، وأبا الحسين بن سمعون.
قَالَ الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقًا.
97- محمد بن مساور بن أحمد بن طُفَيْل [4] .
أبو بكر الطليطلي.
روى عن: هاشم بن يحيى، وعبد الوارث بن سُفْيان.
وكان خيّرا متواضعا فصيحا، ذا وقار.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الله بن بندار) في: مختصر تاريخ دمشق 22/ 266 رقم 335.
[2] المرندي: بفتح الميم، والراء، وسكون النون، وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى مرند، وهي بلدة من بلاد أذربيجان مشهورة معروفة وسمّيت مرند بمرند الأكبر بن رواند الأصغر ابن الضحاك بيوراسف، هو بناها. (الأنساب 11/ 250، 251) .
[3] انظر عن (محمد بن علي بن أحمد) في: تاريخ بغداد 3/ 99 رقم 1095.
[4] انظر عن (محمد بن مساور) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 253، 524 رقم 1146.(29/392)
وحدَّث في هذه السّنة، وانقطع خبره.
98- مسعود بن السُّلطان محمود بن سُبُكْتِكِين [1] .
حارب أخاه محمدًا وقلعه من السَّلْطَنة، وكحّلَه وسجنه، وحكم على خُراسان والهند، وَغَيْرَ ذَلِكَ. وجرت له حروب وخُطُوب مع السّلْجُوقيّة أوّل ما ظهروا إلى أن قُتِل في سنة ثلاث، وأطاع الجيش أخاه محمدًا المسمول [2] ، وقتل أخاه مسعودًا وعاد إلى السَّلْطَنة.
99- مسلم بن أحمد بن أفلح [3] .
أبو بكر القُرْطُبيّ الأديب.
روى عن: أبي محمد بن أسد، وأبي القاسم عبد الرحمن بن أبي يزيد المصريّ.
وكان إمامًا في علم العربيّة، له تلامذه، وحلقة كبيرة. وكان متنسِّكًا صالحًا من أهل السُّنّة والجماعة، رحمه الله [4] .
__________
[1] (انظر عن مسعود) في:
المنتظم 8/ 113 رقم 148 و (15/ 283) ، 284 رقم 3242) ، والكامل في التاريخ 9/ 395، 398، 412، 414، 428، 433، 441، 442، 462، 467، 477، 478، ووفيات الأعيان 5/ 181، وآثار البلاد وأخبار العباد 367، والمختصر في أخبار البشر 2/ 157، 164، 165، ودول الإسلام 1/ 156، وسير أعلام النبلاء 17/ 495- 497 رقم 320، والعبر 3/ 180، وتاريخ ابن الوردي 1/ 514، 524، ومرآة الجنان 3/ 54، والبداية والنهاية 12/ 50، وتاريخ ابن خلدون 4/ 379، 380، 382- 384، ومآثر الإنافة 1/ 348، 349، وشذرات الذهب 3/ 253، ونزهة الخواطر 1/ 74- 76.
[2] انظر: تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) 335، والتركية ص 3 ففيه: «وغزا مودود بن مسعود بن محمود بلاد الهند فمات بها، وعاد الملك إلى عمه محمد فحاربه ابن أخيه وتفرّد بالملك» .
[3] انظر عن (مسلم بن أحمد) في: الصلة لابن بشكوال 12/ 626 رقم 1378.
[4] وقال ابن مهديّ: كان رجلا جيّد الدين، حسن العقل متصاونا، ليّن العريكة، واسمع الخلق، مع نبله وبراعته، وتقدّمه في علم العربية واللغة، راوية للشعر وكتاب الآداب، كان لتلاميذه كالأب الشفيق، والأخ الشقيق، مجتهدا في تبصيرهم، متلطفا في ذلك، سنّيا ورعا. وافر الحظ من علم الاعتقادات، سالكا فيها طريق أهل السّنّة، يقصر اللسان عن وصف أحواله الصالحة.
وقال ابن حيّان: كان إماما مسجد السقا، وكان متنسّكا فاضلا.(29/393)
- حرف النّون-
100- نُوشْتِكِين بن عبد الله [1] .
الأمير المظفّر سيف الخلافة عضُد الدّولة أبو منصور التُّرْكيّ. أحد الشُّجعان المذكورين.
مولده ببلاد التُّرْك، وحُمل إلى بغداد، ثمّ إلى دمشق في سنة أربعمائة، فاشتراه القائد تَزْبَر [2] الدَّيْلَميّ، فرأى منه شهامة مفرِطة وصرامة، وشاع ذكره فأهداه للحاكم المصريّ. وقيل بل جاء الأمر بطلبه منه سنة ثلاث وأربعمائة.
__________
[1] انظر عن (نوشتكين بن عبد الله) في:
الكامل في التاريخ 9/ 230، 392، 500، 501، وأخبار الدول المنقطعة 63، 64، وذيل تاريخ دمشق 71، والأعلاق الخطيرة 44، 167، 169، ووفيات الأعيان 2/ 487، والمختصر في أخبار البشر 2/ 166، وزبدة الحلب 1/ 288، 231، 250، 251، 255- 257، 259- 262، 264، وسير أعلام النبلاء 17/ 511- 513 رقم 334، واتعاظ الحنفا 2/ 150- 154 و 160، 162، 168، 171، 176، 178، 180، 182، 186- 188، 191، 259، وتاريخ ابن الوردي 1/ 525، وأمراء دمشق في الإسلام 14 رقم 46، وتاريخ ابن خلدون 4/ 272، 273، ومآثر الإنافة 1/ 344، والنجوم الزاهرة 4/ 252 و 5/ 34، ومعجم الأنساب والأسرات الحاكمة، لزامباور 45، 51، 204، ويقال: «أنوشتكين» ، بالألف في أوله.
وقد تعرّض اسمه للتحريف والتصحيف في أكثر من مصدر، فهو «نوشتكين البربري» في:
(تاريخ الأنطاكي) - بتحقيقنا- ص 391، وكذلك في (الكامل في التاريخ) 9/ 230، وفي (الكامل أيضا) 9/ 392 «أنوشتكين البريدي» ، وفي (المختصر في أخبار البشر) 2/ 141 «الدزبري» وضبطه بكسر الدال المهملة وسكون الزاي المعجمة، وباء موحّدة وراء مهملة وياء مثنّاة من تحت، وهو: أنوش تكين، وكان يلقب الدّزبري. وفي (ذيل تاريخ دمشق) 71، 72، «التزبري» ، وهو «أنوشتكين أبو منصور الختني» ، مولى دزبر بن أوسم الديلميّ أمير الجيوش (أمراء دمشق 14 رقم 46) ، و «أنوشتكين الدزبري» ، ينسب إلى دزبر بن أونيم الديلميّ، (وفيات الأعيان 2/ 487) في ترجمة «صالح بن مرداس» رقم 300، و «نوشكتين بن عبد الله.
التركي أمير الجيوش المظفّر، سيف الخلافة، عضد الدولة (سير أعلام النبلاء) 17/ 511، وفي (تاريخ ابن خلدون) 4/ 61 «الدريدي» و «الوزيري» ، و «الدزبري» في (الإشارة 36 و 37) ، و (المغرب في حلى المغرب 248) و (اتعاظ الحنفا 2/ 156) ، وفي (عيون الأخبار وفنون الآثار- السبع السادس- ص 328) هو: «الثديري» !
[2] تزبر: بالتاء المثنّاة من فوق المكسورة، وسكون الزاي، وفتح الباء الموحّدة، ويقال: «دزبر» بالدال المهملة، وسيأتي هكذا بعد قليل. وفي: ذيل تاريخ دمشق 71 «تزبر بن أونيم الديلميّ» ، وانظر عنه في: تجارب الأمم 2/ 214، وتاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) 114، وزبدة الحلب 1/ 149.(29/394)
فجُعِل في الحُجَرَة [1] ، فقَهر مَن بها من المماليك، وطال عليهم بالذّكاء والنَّهضة، فقرّبه متولّيهم. ثم لزِم الخدمة وجعل يتودَّد إلى القوَّاد، فارتضاه الحاكم وأُعْجِب به، وأمّره وبعثه إلى دمشق في سنة ستّ وأربعمائة فتلقّاه مولاه دِزْبَر، فتأدَّب مع مولاه وترجَّل له. ثمّ أُعيد إلى مصر وجُرِّد إلى الرّيف. ثمّ عاد وولي بَعْلَبَك، وحَسُنَت سِيَرُتُه، وانتشر ذِكْرُه [2] .
ثمّ طُلِب، فلمّا بلغ العَرِيش رُدّ إلى ولاية قيْسارية. واتّفق قتْلُ فاتِك متولّي حلب سنة اثنتي عشرة، قتله مملوك له هنديّ [3] ، وولي أمير الجيوش فلسطين في أوّل سنة أربع عشرة [4] . فبلغ حسّان مُفَرّج ملك العرب خبره، فقلِق وخاف [5] .
ولم يزل أمر أمير الجيوش فِي ارتفاع واشتهار، وتمّت له وقائع مع العرب فدوّخهم وأثخن فيهم، فعمل عليه حسّان، وكاتب فيه وزير مصر حسن بن صالح، فقبض عليه بعسقلان بحيلة دُبّرت له في سنة سبع عشرة [6] . وسألَ فيه سعيد السُّعَداء فأجيب سؤاله إكرامًا له وأُطْلِق. ثمّ حَسُنَت حاله، وارتفع شأنه.
وكثُرت غلمانه وخَيْله وإقطاعاته [7] .
وبَعد غيبته عن الشّام أفسدت العرب فيها، ثمّ صُرِف الوزير ووزر نجيب الدّولة عليّ بن أحمد الْجَرْجَرائيّ، فاقتضى رأيُه تجريدَ عساكر مصر إلى الشّام، فقدّم نوشتكين عليهم، ولقّبه بالأمير المظفّر منتخب الدّولة [8] ، وجهّز معه سبعة آلاف فارس وراجل. فسار وقصد صالح بن مرداس وحسّان بن مفرّج، فكان
__________
[1] الحجرة: المماليك الحجريّة، ويقال لهم: صبيان الحجر. قال ابن خلّكان: ومعناه عندهم، أن يكون لكل واحد منهم فرس وسلاح، فإذا قيل له عن شغل، ما يحتاج أن يتوقّف فيه، وذلك على مثال الداوية والإسبتار (وهما منظمتان للفرنج الصليبيين) ، فإذا تميّز صبيّ من هؤلاء بعقل وشجاعة، قدّم للإمرة. (وفيات الأعيان 3/ 418) .
[2] ذيل تاريخ دمشق 71.
[3] ذيل تاريخ دمشق 72.
[4] ذيل تاريخ دمشق 72.
[5] ذيل تاريخ دمشق 72.
[6] ذيل تاريخ دمشق 73، وانظر: تاريخ الأنطاكي 391، 392 و 395.
[7] ذيل تاريخ دمشق 73.
[8] في: ذيل تاريخ دمشق 73: «منتخب الدولة» بالجيم، والمثبت يتفق مع: تاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) 391.(29/395)
الملتقى في القحوانة [1] فانهزمت العرب، وقتل صالح، فبعث برأسه إلى الحضرة، فنُفِذت الخِلَع إلى نوشتكين، وزادوا في ألقابه [2] .
ثمّ توجّه إلى حلب ونازلها، ثمّ عاد إلى دمشق، ونزل في القصر وأقام مدّة. ثمّ سار إلى حلب، ففتحت له، فأحسن إلى أهلها وردّ المظالم وعدل [3] .
ثمّ تغيّر وشربَ الخمر، فجاء فيه سِجِلٌّ مصريّ، فيه: أمّا بعد، فقد عرف [4] الحاضر والبادي [5] حال نوشتكين الدِّزْبَريّ الخائن [6] ، ولمّا تغيّرت نيّته سَلَبَه اللهُ نعمتَه. / إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِم/ [7] .
فضاق صدره وقلِق. ثمّ جاءه كتابٌ فيه توبيخ وتهديد [8] ، فعظُم عليه، ورأى من الصّواب إعادة الجواب بالتَّنصُّل والتَّلطُّف، فكتب: «من عبد الدّولة العلويّة، متبرّئًا من ذنوبه المُوبِقة، وإساءاته المرهِقة، لائذًا [9] بعفو أمير المؤمنين، عائذًا بالكرم، صابرًا للحكم، وهو تحت خوفٍ ورجاء، وتضرّعٍ ودُعاء. وقد ذلّت نفسه بعد غرّها، وضاقت [10] بعد أمنها» .
إلى أن قال: «وليس مسير العبد إلى حلب يُنْجِيه من سطوات مواليه [11] » .
__________
[1] القحوانة، أو الأقحوانة: بضم الهمزة وسكون القاف، وضم الحاء المهملة، من أعمال دمشق وبلاد نهر الأردن على شاطئ بحيرة طبرية. (معجم البلدان 1/ 308، 309) .
وانظر الخبر في: تاريخ الأنطاكي 411، وزبدة الحلب 1/ 231، 232، والكامل في التاريخ 9/ 231، وذيل تاريخ دمشق 73، 74، وأخبار الدول المنقطعة 63، 64، والمختصر في أخبار البشر 2/ 141، ووفيات الأعيان 2/ 487، ونهاية الأرب 28/ 206، والدرّة المضيّة 326، ودول الإسلام 1/ 250، والعبر 3/ 250، وسير أعلام النبلاء 17/ 375، وتاريخ ابن خلدون 4/ 272، والنجوم الزاهرة 4/ 252، 253، وشذرات الذهب 3/ 136.
[2] ذيل تاريخ دمشق 73، 74.
[3] ذيل تاريخ دمشق 74، نهاية الأرب 28/ 207.
[4] ذيل تاريخ دمشق 74 «علم» .
[5] وزاد في (ذيل تاريخ دمشق) : «والموالف والمعادي» .
[6] بعدها زيادة: «وأنه كان مملوكا لدزبر بن اونيم الحاكمي وأهداه إلى أمير المؤمنين الحاكم بأمر الله فنقله إلى المراتب إلى أن انتهى أمره إلى ما انتهى إليه» .
[7] سورة الرعد، الآية 11.
[8] انظر نص الكتاب في (ذيل تاريخ دمشق 76) .
[9] في (ذيل تاريخ دمشق 77) : «لا بدّ» .
[10] في (ذيل تاريخ دمشق 77) : «وخافت» .
[11] ذيل تاريخ دمشق 78، والنصّ بطوله في (ذيل تاريخ دمشق 77، 78) .(29/396)
ونفّذ هذا الجواب وطلع إلى قلعة حلب، فحُمَّ وطلب طبيبًا، فوَصَف له مُسْهلًا، فلم يشربه، ولحِقَه فالج في يده ورِجْله. ومات بعد أيّامٍ من جُمَادى الأولى سنة ثلاثٍ وثلاثين بحلب [1] .
وخلّف من الذَّهب العَيْن ستّمائة ألف دينار ونيِّفًا.
- حرف الياء-
101- يحيى بن سعيد بن يحيى بن بكر [2] .
أبو بكر بن الطّوّاق القُرْطُبيّ.
روى عن: أبي عبد الله بن مفرّج.
وسمع بمصر من: أبي بكر المهندس.
حدَّث عنه: أبو بكر الخَوْلانيّ، وقال: كان من أهل القرآن، طالبًا للعلم مع الفَهْم والضَّبْط. وكان من أهل السُّنّة، مُجانبًا لأهل البِدَع.
تُوُفّي في جُمَادى الآخرة عن سنٍّ عالية.
الكنى
102- أبو الحَسَن الرَّحبيّ [3] .
الفقيه الدّاوديّ. نزيل مصر.
رحل إلى بغداد، ولقي: القاضي أبا بكر الأبْهريّ المالكيّ، وأبا بكر الرّازيّ الحنفيّ، وابن المَرْزُبان الشّافعيّ.
وله مصنَّفات كثيرة على مذهب أهل الظّاهر.
__________
[1] الكامل في التاريخ 9/ 500، 501، ذيل تاريخ دمشق 78.
[2] انظر عن (يحيى بن سعيد) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 666 رقم 1466.
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.(29/397)
سنة أربع وثلاثين وأربعمائة
- حرف الألف-
103- أحمد بن عليّ بن أحمد [1] .
أبو الحسين الْجَحْوانيّ [2] الكوفيّ.
سكن بغداد، وحدَّث عن: أبي بكر الطّلْحيّ، وجعفر الأَحْمَسِيّ [3] .
قال الخطيب: وهو آخر من حدَّث عنهما، كتبتُ عنه، وكان ثقة حافظًا للقرآن [4] .
تُوُفّي في شوّال. ومولده في سنة خمسين وثلاثمائة.
104- أحمد بن عليّ بن الحسن [5] .
أبو نَصْر المايْمِرْغيّ [6] الضّرير المقرئ.
من أهل ما وراء النّهر. ثقة.
سمع الكثير من: أبي عَمْرو محمد بن محمد بن صابر، وأبي أحمد الحاكم، والبخاريّين.
وعاش تسعين سنة.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن علي) في: تاريخ بغداد 4/ 323، 324 رقم 3132.
[2] لم ترد هذه النسبة في كتب الأنساب.
[3] الأحمسي: بفتح الألف وسكون الحاء المهملة، وفتح الميم وفي آخرها السين المهملة. هذه النسبة إلى أحمس وهي طائفة من بجيلة نزلوا الكوفة.
[4] وزاد الخطيب: «قليل الحديث» معتقدا للسّنّة.
[5] انظر عن (أحمد بن علي بن الحسن) في: الأنساب 11/ 110.
[6] المايمرغيّ: بسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، بين الميمين المفتوحتين، وسكون الراء، وفي آخرها الغين المعجمة المكسورة، هذه النسبة إلى ما يمرغ، وهي قرية كبيرة حسنة على طريق بخارى من نواحي نخشب. وما يمرغ موضع آخر على طرف جيحون. (الأنساب 11/ 109، 110) .(29/398)
105- أحمد بن محمد بن أحمد بن دَلُّوَيْه [1] .
أبو حامد الأسْتَوائيّ [2] .
سمع بنَيْسابور: أبا أحمد الحاكم، وأبا سعيد بن عبد الوهّاب الرّازيّ.
وكان أحد الفُقهاء الشّافعيّة.
ولي قضاء عُكُبَرَا [3] . وكان صدوقًا.
سمع منه: الدَّارَقُطْنيّ مع تقدُّمه، وأبو بكر الخطيب.
وكان في الأُصُول على مذهب الأشعريّ، وفي الفقه شافعيًّا [4] .
106- أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن محمد بْن الحُسين بن بزدة الأصبهاني [5] .
الفَرَضيّ المقرئ.
يُعرف بالقجّ.
روى عن: أحمد بن عبدان الحافظ، والمخلّص.
وعنه: الخطيب، وغيره.
107- إسماعيل بن عليّ [6] .
أبو إبراهيم الحُسَينيّ المصريّ.
انتقى عليه أبو نصر السَّجِسْتانيّ. وحدَّث.
توفّي في شعبان.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد الأستوائي) في:
تاريخ بغداد 4/ 377، 378، والأنساب 5/ 333، 334، وتبيين كذب المفتري 247، 248، ومعجم الأدباء 5/ 38، 39، واللباب 1/ 507، وسير أعلام النبلاء 17/ 582 رقم 387، والوافي بالوفيات 7/ 351، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 60، 61، وبغية الوعاة 1/ 358.
[2] الأستوائي: بضم الألف، وسكون السين المهملة، وفتح الثاء المثنّاة من فوق أو ضمّها. نسبة.
إلى استوا: من قرى نيسابور.
[3] عكبرا: بضم العين وسكون الكاف، وفتح الراء المهملة.
[4] وزاد الخطيب: «له حظّ من معرفة الأدب والعربية، كتبت عنه» . (تاريخ بغداد 4/ 377) .
[5] لم أجد مصدر ترجمة.
[6] لم أجد مصدر ترجمة.(29/399)
- حرف الحاء-
108- الحسن بن عليّ بن سهلان [1] .
أبو سعد [2] الأصبهاني القُرْقُوبيّ [3] .
روى عن: أبي الشّيخ.
وعنه: أحمد بن الحسين بن أبي ذَرّ الصّالحانيّ [4] .
109- الحسين بن أحمد بن جعفر بن أحمد [5] .
أبو عبد الله الهمذانيّ الفقيه. محدّث مكّة.
سمع بغداد: ابن المظفّر، وأبا عمر بن حَيَّوَيْهِ، وابن شاهين.
وبنَيْسابور: أبا الحسن الخفّاف.
وبهَمَذَان: جبريل بن محمد البغداديّ.
وحدَّث سِنين.
روى عنه [6] .
110- الحسين بن عمر بن محمد البغداديّ [7] .
أبو عبد الله كاتب ابن الآبنوسيّ [8] .
__________
[1] انظر عن (الحسن بن علي) في: الأنساب 10/ 108.
[2] في: الأنساب: أبو سعيد.
[3] القرقوبيّ: بضم القافين بينهما الراء وفي آخر هما الباء. هذه النسبة إلى قرقوب، وهي بلدة.
قريبة من الطّيب، بين واسط وكور الأهواز. (الأنساب 10/ 107، 108) .
[4] قال ابن السمعاني: «سمع منه أبو محمد بن عبد العزيز بن محمد النخشبي، وذكره في معجم شيوخه فقال: أبو سعيد القرقوبي نزيل أصبهان، شيخ صالح، محبّ للسّنّة. سمع من أبي الشيخ كتابه المخرّج على الصحيح، ومات بأصبهان، وأنا بها بعد، قبل أن أخرج منها، يوم الجمعة وقت الصلاة، السادس والعشرين من شعبان سنة أربع وثلاثين وأربعمائة» .
[5] انظر عن (الحسين بن أحمد بن جعفر) في: المنتخب من السياق 199 رقم 586.
[6] كتب فوق هذه الكلمة في الأصل: «كذا بخطه» .
وأقول: لم يذكر عبد الغافر الفارسيّ أيّ واحد ممّن رووا عنه، ولهذا بيّض المؤلّف- رحمه الله- بعدها.
[7] انظر عن (الحسين بن عمر) في:
تاريخ بغداد 8/ 83، رقم 4172، والأنساب 10/ 163، والمنتظم 8/ 115 رقم 150، (15/ 286، 287 رقم 3244) .
[8] الآبنوسي: بمدّ الألف وفتح الباء الموحّدة أو سكونها وضم النون وفي آخرها السين المهملة(29/400)
سمع: القطيعي، وابن ماسي.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة صالحًا [1] .
تُوُفّي في ذي الحجّة.
111- حمزة بن الحسن بن العبّاس بن الحسن بن أبي الْجِنّ [2] .
القاضي فخر الدّولة أبو يَعْلَى العَلَويّ الحسينيّ الدّمشقيّ.
ولي قضاء دمشق [3] مَن قِبَل الظّاهر العُبَيْديّ، وولي نقابة الأشراف بمصر، وجدّد بدمشق منابر وقُنِيّ، وأجرى الفوّارة [4] .
وذُكر أنّه وُجد في تذكرته صَدَقَة كلّ سنة سبعة آلاف دينار.
وكان مولده في سنة سبع وستّين وثلاثمائة [5] .
حكى عنه الشّريف أبو الغنائم عبد الله بن الحسين [6] النَّسَّابة.
- حرف السّين-
112- سعيد بن أحمد بن محمد [7] .
__________
[ () ] بعد الواو. هذه النسبة إلى آبنوس وهو نوع من الخشب البحري يعمل منه أشياء. (الأنساب 1/ 93) .
[1] الموجود في: تاريخ بغداد: «كتبت عنه وكان صدوقا» .
[2] انظر عن (حمزة بن الحسن) في:
مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 7، 8 رقم 242، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 445، 446.
[3] بعد سلمان بن علي بن النعمان.
[4] التي في جيرون. وهو الّذي أنشأ القيسارية المعروفة بالفخرية.
[5] وكان سماعه للحديث سنة 407 هـ.
[6] في تهذيب تاريخ دمشق 4/ 445: «وعبد الله بن الحسن بن محمد» ، وهو حكي فقال: أردت المسير إلى دمشق فودّعت الشريف فخر الدولة وكان إذ ذاك بمصر، وقلت وقت توديعي له:
استودع الله مولاي الشريف وما ... تحويه من نعم تبقى ويوليها.
فإنني عند توديعي لحضرته ... ودّعت من أجله الدنيا وما فيها
فلما سمع البيتين أقسم عليّ أن أقيم، فأقمت، وأنعم عليّ، وأنشدني أبياتا لقسّ بن ساعدة الأياديّ:
علم النجوم على العقول وبال ... وطلاب شيء ما ينال ضلال
ماذا طلابك علم شيء أغلقت ... من دونه الأبواب والأقفال
افهم، فما أحد بغامض فطنة ... يدري متى الأرزاق والآجال
إلا الّذي من فوق سبع عرشه ... فلوجهه الإكرام والإجلال
[7] انظر عن (سعيد بن أحمد) في: الصلة لابن بشكوال 221 رقم 504.(29/401)
أبو عثمان بن الربيع [1] الهُذَليّ الإشبيليّ.
كان من أهل النّفاذ في الحديث والفِقْه، قويّ الفهم، محسنا للشّروط وعِلَلها.
روى عن: أبي محمد الباجيّ، وأبي جعفر بن عَوْن الله، وأبي الحسن الأنطاكيّ، وأبي بكر الزُّبَيْديّ، وجماعة.
ذكره ابن خَزْرَج، وعاش اثنتين وثمانين سنة.
113- سعيد بْن محمد بن أحْمَد بْن سَعِيد [2] .
أَبُو القاسم الأصبهاني البقّال.
تُوُفّي في جُمَادى الآخرة.
محدِّث حافظ. مُعْجَمُه ألف شيخ.
شيخ، رحل إلى خُراسان، والعراق، والحجاز، وهَمَذَان، وكتب الكثير، ونسخ بالأُجَرة.
كتب عنه: أبو يعقوب التّرّاب، وأبو بكر أحمد بن عليّ الأصبهاني الحافظ.
قال ذلك يحيى بن مَنْدَهْ.
- حرف الشّين-
114- شَذْرَة بن محمد بن أحمد بن شَذْرَة [3] .
أبو العلاء المَدِينيّ.
تُوُفّي في رجب.
يروي عن: ابن المقري.
سمع منه: محمد بن عبد الواحد الكِسائيّ، وغيره.
115- شُعَيب بن عبد الله بن المنهال [4] .
__________
[1] في (الصلة) : «الربيبة»
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (شذرة بن محمد) في: المشتبه في أسماء الرجال 1/ 354.
[4] انظر عن (شعيب بن عبد الله) في: سير أعلام النبلاء 51317 رقم 335.(29/402)
أبو عبد الله المصريّ.
روى عَنْ: أحْمَد بْن الْحَسَن بْن إِسْحَاق بْن عتبة الرازي. وغيره.
روى عنه: أحمد بن إبراهيم الرّازيّ، وعليّ بن الحسن الخِلَعيّ، وجماعة.
وكان أسْنَد مَن بقي بديار مصر.
تُوُفّي في شَعبان.
قال أبو إسحاق الحبّال: يُتكلّم في مذهبه.
قلت: كأنّه يريد الرّفض، لأنّه مُلّا [1] مصر.
- حرف العين-
116- عبد الله بن غالب بن تمّام بن محمد [2] .
أبو محمد الهَمَذَانيّ المالكيّ، الفقيه.
عالم أهل سبْتة وصالحهم وشيخهم.
أخذ عن شيوخ سبْتة، ورحل إلى الأندلس فسمع من: أبي محمد الأصيليّ، وأبي بكر الزُّبَيْديّ.
ورحل إلى القيروان، فسمع من: أبي محمد بن أبي زيد.
وإلى مصر، فسمع من: أبي بكر بن المهندس، والوشّاء.
وكان إمامًا متقنًا عارفًا بالمذهب، أديبًا بليغًا شاعرًا، حافظًا، نظَّارًا، مدارُ الفتوى عليه ببلده في عصره.
أخذ عنه: ابنه أبو عبد الله محمد، وإسماعيل بن حمزة، وأبو محمد المَسِيليّ، والقاضي بن جماح [3] .
وتُوُفّي رحمه الله في صفر.
__________
[1] أي شيخها.
[2] انظر عن (عبد الله بن غالب) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 299، والعبر 3/ 181، وسير أعلام النبلاء 17/ 523، 524 رقم 349، والوافي بالوفيات 17/ 397، 398 رقم 331، والديباج المذهب 1/ 435، 436، وشذرات الذهب 3/ 254.
[3] الصلة 1/ 299، وتصحّف في «الديباج المذهب» إلى «ابن الحجّاج» .(29/403)
117- عبد الله بن أبي الفضل عمر بن أبي سعْد [1] .
الزّاهد الهَرَويّ، أبو نصر الواعظ.
تُوُفّي بنَيْسابور قاصدًا للحجّ.
عقد مجلسًا في قوله تعالى: / وَمن يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ/ [2] فمرِض عقيبَ المجلس، ومات رحمه الله في ربيع الآخر.
118- عبد الودود بن عبد المتكبّر [3] .
أبو الحسن الهاشميّ البغداديّ.
تُوُفّي في رجب عن أربعٍ وتسعين سنة.
روى عَنْ: أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الله الشّافعيّ.
سمع مجلسًا واحدًا.
روى عنه: الخطيب.
119- عُبَيْد الله بن هشام بن سَوّار الدّارانيّ [4] أبو الحسين.
120- عبد بن أَحْمَد بن محمد بن عبد الله [5]
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمة.
[2] سورة النساء، الآية 100.
[3] انظر عن (عبد الودود) في:
تاريخ بغداد 11/ 140 رقم 5837، والمنتظم 8/ 115 رقم 153، (15/ 287 رقم 3247) .
[4] هكذا ذكره المؤلّف- رحمه الله- دون ترجمة.
[5] انظر عن (عبد بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 11/ 141 رقم 5838، والإكمال لابن ماكولا 6/ 228، وتبيين كذب المفتري 255، 256، والمنتظم 8/ 115، 116 رقم 154، (15/ 287، 288 رقم 3248) ، والكامل في التاريخ 9/ 514، والمنتخب من السياق 400، 401 رقم 1361، وترتيب المدارك للقاضي عياض 4/ 696- 698، والعبر 3/ 180، 181، والمعين في طبقات المحدّثين 127.
رقم 1405، وتذكرة الحفاظ 3/ 1103- 1108، ودول الإسلام 1/ 257، وسير أعلام النبلاء 17/ 554- 563 رقم 370، والإعلام بوفيات الأعلام 181، ومرآة الجنان 3/ 55، والبداية والنهاية 12/ 50، 51، والديباج المذهب 2/ 132، 133، والعقد الثمين 5/ 539- 541، والوفيات لابن قنفذ 240 رقم 435، والنجوم الزاهرة 5/ 36، وطبقات الحفاظ 425، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 366- 368، ونفح الطيب 2/ 70، 71، وكشف الظنون 441،(29/404)
بن غُفَير [1] .
أبو ذَرّ الأنصاري الهَرَويّ المالكيّ الحافظ.
ويُعرف ببلده بابن السّمّاك.
وسمع بهَرَاة: أبا الفضل بن خميرُوَيْه، وبِشْر بن محمد المُزَنيّ، وجماعة.
ورحل، فسمع: أبا محمد بن حَمُّوَيْه، وزاهر بن أحمد بسَرْخَس، وأبا إسحاق بن إبراهيم بن أحمد المستملي ببلخ، وأبا الهيثم محمد بن مكّيّ بكُشْمِيهَن، وأبا بكر هلال بن محمد، وشيبان بن محمد الضَّبُعيّ بالبصرة، والدَّارَقُطْنيّ، وأبا الفضل الزُّهْريّ، وأبا عمر بن حَيَّوَيْهِ، وطائفة ببغداد، وعبد الوهّاب الكِلابيّ، وجماعة بدمشق، وطائفة بمصر وبمكّة.
وجمع مُعْجَمًا لشيوخه، وجاور بمكّة دهرًا.
روى عنه: ابنه عيسى، وعليّ بن محمد بن أبي الهَوْل، وموسى بن الصِّقِلّيّ، وعبد الله بن الحسن التِّنِّيسيّ، وعليّ بن بكّار الصُّوريّ، وأحمد بن محمد القَزْوِينيّ، وعليّ بن عَبْد الغالب البغداديّ، وشيخ الإسلام أبو إسماعيل، وأبو عمران الفاسيّ الفقيه موسى بن عيسى، وأبو الطَّاهر إسماعيل بن سعيد النَّحْويّ، وأبو الوليد سليمان بن خَلَف الباجيّ، وعبد الله بن سعيد الشَّنْتَجَاليّ [2] ، وعبد الحقّ بن هارون السَّهْميّ، وأبو بكر أحمد بن عليّ الطُّرَيْثِيثيّ، وأبو شاكر أحمد بن عليّ العثمانيّ، وأبو الحسين محمد بن المهتدي باللَّه، وخلْق سواهم.
وروى عنه بالإجازة: أبو بكر الخطيب، وأبو عَمْرو الدّانيّ، وأبو عَمْر بن عبد البَرّ، وأحمد بن عبد القادر بن يوسف، وأبو عبد الله أحمد بن محمد الخولانيّ الإشبيليّ.
__________
[ () ] 1673، 1830، وشذرات الذهب 3/ 254، وتاج العروس 3/ 453، وهدية العارفين 1/ 437، 438، وديوان الإسلام 2/ 307، 308 رقم 968، والرسالة المستطرفة 23، وشجرة النور الزكية 104، 105، رقم 268، والأعلام 3/ 269، ومعجم المؤلفين 5/ 65، وفهرس الفهارس 1/ 110، وتاريخ التراث العربيّ (طبعة الرياض) 1/ 479 رقم 333، ومعجم طبقات الحفاظ 106 رقم 962، ومدرسة الحديث في القيروان 2/ 715.
[1] غفير: بالغين المعجمة، وقد تصحّفت إلى «عفير» بالعين المهملة في: ترتيب المدارك، والديباج المذهب، والعقد الثمين.
[2] الشّنتجالي: بفتح الشين المعجمة، وسكون النون، وفتح التاء المثنّاة من فوقه. نسبة إلى شنت جالة بالأندلس. (معجم البلدان 3/ 376) .(29/405)
مولده في حدود سنة خمس وخمسين وثلاثمائة.
وقال الخطيب [1] : قدِم بغداد أبو ذَرّ وأنا غائبٌ، فحدَّث بها وحجّ وجاور.
ثم تزوج في العرب وسكن السروات. وكان يحج كل عام فيحدث ويرجع.
وكان ثقة ضابطا دينا.
مات بمكة في ذي القعدة [2] .
وقال أبو علي بن سكرة: توفي في عقب شوال [3] .
وقال أبو الوليد الباجي في كتاب «اختصار فرق الفقهاء» من تأليفه عند ذكر أبي بكر الباقلاني: لقد أخبرني أبو ذَرّ، وكان يميل إلى مذهبه، فسألته: من أين لك هذا؟
فقال: كنتُ ماشيا ببغداد مع الدَّارَقُطْنيّ فلقينا القاضي أبا بكر، فالتزمه الشّيخ أبو الحسن الدّارقطنيّ، وقبّل وجهه وعينيه. فلمّا فارقناه قلت: من هذا؟
فقال: هذا إمام المسلمين والذّاب عن الدّين القاضي أبو بكر محمد بن الطّيّب.
قال أبو ذَرّ: فمن ذلك الوقت تكرّرت عليه [4] .
وقال أبو عليّ البَطَلْيُوسيّ: سمعت أبا عليّ الحسن بن بَقِي الْجُذَاميّ المالِقيّ: حدَّثني بعض الشّيوخ قال: قيل لأبي ذَرّ: انت من هَرَاة، فمن أين تَمَذْهَبْتَ لمالك وللأشعريّ؟
قال: قدِمتُ بغداد فلزِمت الدَّارَقُطْنيّ، فاجتاز به القاضي ابن الطّيّب فأظهر الدَّارَقُطْنيّ ما تعجّبت منه مِن إكرامه. فلمّا ولّى سألته فقال: هذا سيف السُّنَّة أبو بكر الأشعريّ. فلزِمْتُه مُنْذُ ذَلِكَ، واقتديت به في مذهبه جميعا. أو كما قال [5] .
__________
[1] في تاريخه 11/ 14، وتبيين كذب المفتري 255.
[2] وقال عبد الغافر الفارسيّ: «معروف مشهور، من أهل الحديث، صوفي مالكي، من المجاورين بمكة حرسها الله، كان ورعا زاهدا عالمًا، سخيًّا بما يجد، لا يدَّخِر شيئًا للغد، صار من كبار مشايخ الحرمين، ومشار إليه في التصوّف. كتب الكثير بهراة، وخراسان، والجبال، وفارس، والعراق، والكوفة، والحجاز، صنّف في الحديث وخرّج على الصحيحين تخريجا حسنا، وكان كثير الشيوخ» . (المنتخب من السياق 401) .
[3] ووفاته في: «هدية العارفين» 1/ 437، 438 (سنة 431 هـ.) ، وفي «كشف الظنون» 1/ 441 (سنة 436 هـ.) ، وفي «شجرة النور الزكية» 1/ 104 (سنة 435 أو 434 هـ.) .
[4] تبيين كذب المفتري 255، 256.
[5] تبيين كذب المفتري 256.(29/406)
وقال أبو إسماعيل عبد الله بن محمد: عبد بن أحمد بن محمد السّمّاك الحافظ، صدوق، تكلّموا في رأيه. سمعت منه حديثًا واحدًا عن شيبان بن محمد، عن أبي خليفة، عن ابن المَدِينيّ، حديث جابر بطوله في الحجّ. قال لي: اقرأه عليّ حتّى تعتاد قراءة الحديث. وهو أوّل حديث قرأته على الشّيخ، وناولته الجزءَ فقال: لستُ على وضوء فَضَعْه [1] .
قلت: أخبرني بهذا عليّ بن أحمد بالثَّغْر: أنا عليّ بن رُوزْبَةَ، أَنَا أَبُو الْوَقْتِ، أَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ، فذكره.
وقال عبد الغافر في «السّياق» [2] : كان أبو ذَرّ زاهدًا ورِعًا عالمًا سخيًّا بما يجد، لا يدَّخِر شيئًا لغد. صار من كبار مشايخ الحَرَم، مشارًا إليه في التَّصَوّف.
خرّج على الصّحيحين تخريجًا حسنًا. وكان حافظًا كثير الشّيوخ.
قلت: وله «مستخرَج استدركه على صحيح البخاريّ، ومسلم» في مجلّدٍ وسَط، يدلّ على حِفظه ومعرفته.
وقال القاضي عَيّاض [3] : لأبي ذَرّ كتاب كبير مخرَّج على الصَّحيحين، وكتاب في «السُّنَّة والصِّفات» ، وكتاب «الجامع» ، وكتاب «الدّعاء» ، وكتاب «فضائل القرآن» ، وكتاب «دلائل النُّبُوّة» ، وكتاب «شهادة الزُّور» ، وكتاب «فضائل مالك» ، و «فضائل العيدين» ، وغير ذلك [4] .
وأرّخ وفاته في سنة خمسٍ وثلاثين. والصّحيح سنة أربعٍ، والله أعلم [5] .
__________
[1] تذكرة الحفاظ 3/ 1106، 1107.
[2] المنتخب من السياق 401.
[3] في: ترتيب المدارك 4/ 697، 698.
[4] ومن مصنّفاته: «فوائد» منه نسخة مخطوطة بمكتبة الأوقاف العراقية ببغداد، ضمن مجموع، و «أحاديث» في دار الكتب المصرية. (انظر: تاريخ التراث العربيّ 1/ 479) .
[5] وقال القاضي عيّاض: اشتغل في الحديث فتقدّم في إمامته، وغلب عليه حال في بلاد خراسان والجبل، وبلاد العراق، ورحل إلى الحجاز ومصر، فسمع من جلّة.. في عدد كثير. قد ألّف فيهم كتابين. أحدهما فيمن روى عنه الحديث. اشتمل على نحو ثلاثمائة اسم أو أزيد من الفقهاء، والمحدّثين، والآخر فيمن لقيه ولم يرو عنه حديثا ... وقد أدركنا غير واحد ممن سمع منه، ولم يقدر على السماع عنه، لقصر أو بعد الدار، وآخر من حدّث عنه بالإجازة أحمد بن محمد الإشبيلي بعد الخمسمائة، وقد أجازنا، وسمع منه من جلّة أقرانه: أبو محمد عبد الغني الحافظ، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو عمران القابسي، ولم يسمع هو من عبد الغني(29/407)
121- عليْ بن جعفر [1] .
المنذريّ، القُهُنْدُزِيّ [2] ، الهَرَويّ.
سمع: العبّاس بن الفضل النّضروييّ.
روى عنه: العُمَيْريّ، وجماعة.
122- عليّ بن طلحة بن محمد بن عمر [3] .
أبو الحسن البصْريّ المقرئ.
سمع: أبا بكر القَطِيعيّ، وابن ماسيّ، وعبد العزيز، وإبراهيم الخِرَقيّين.
قال الخطيب: كتبنا عنه، ولم يكن به بأس. ومات في ربيع الآخر.
قلت: قرأ علي صاحب ابن مجاهد أَبِي القاسم عَبْد اللَّه بْن محمد بْن البَيِّع.
قرأ عليه: أبو طاهر بن سَوّار، وعبد السّيّد بن عَتّاب، وأبو البركات الوكيل، وغيرهم.
ومن شيوخه في القراءات أيضًا: عبد العزيز بن عصام [4] ، ممّن قرأ على ابن مجاهد، وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد المؤدّب البصْريّ، قرأ على محمد بن عبد العزيز بن الصّبّاح صاحب حنبل [5] .
123- عليّ بن محمد بن عبد الرّحيم [6] .
أبو الحسين الأزْديّ.
__________
[ () ] تحرّيا لمداخلته ببني عبيد أمراء مصر الشيعة. ولا سمع من القضاعي، لكونه قاضيا لهم.
(ترتيب المدارك 4/ 596، 697) .
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] القهندزي: بضم القاف والهاء، وسكون النون وضم الدال المهملة وفي آخرها الزاء. هذه النسبة إلى قهندز بخارى فهي المدينة الداخلة. (الأنساب 10/ 274) .
[3] انظر عن (علي بن طلحة) في: تاريخ بغداد 11/ 442 رقم 6245 وغاية النهاية 1/ 546 رقم 2233.
[4] في نسخة أخرى: أبو نصر عبد العزيز بن عصام.
[5] هكذا في الأصل، ولم أتبيّنه.
[6] انظر عن (علي بن محمد) في: تاريخ بغداد 12/ 100 رقم 6523.(29/408)
سمع: أباه، والقَطِيعيّ، وابن لؤلؤ الورّاق.
وهو بغداديّ.
كتب عنه: الخطيب وصدّقه.
وتُوُفّي في المحرّم.
124- عمر بن إبراهيم بن سعيد [1] .
أبو طالب الزُّهْريّ البغداديّ الفقيه الشّافعيّ، المعروف بابن حَمَامة.
سمع: أبا بكر القَطِيعيّ، وابن ماسي، وعيسى بن محمد الرُّخَّجِيّ، وجماعة.
قال الخطيب [2] : كتبنا عنه، وكان ثقة.
وُلِد سنة سبْعٍ وأربعين وثلاثمائة، وكان من كبار أئمّة المذهب ببغداد، ومن ذُرّيّة سعْد بن أبي وقّاص.
- حرف الميم-
125- محمد بن أحمد [3] .
أبو الفرج العَيْن زَرْبيّ [4] الفاتوريّ.
حدَّث عن: أبي عليّ بن أبي الرَّمْرام، ويوسف المَيَانِجِيّ.
وعنه: الكتّانيّ، وأبو نصر بن طلّاب، وجماعة.
126- محمد بن الحسين بن محمد بن جعفر [5] .
__________
[1] انظر عن (عمر بن إبراهيم بن سعيد) في:
السابق واللاحق 177، وتاريخ بغداد 11/ 274، وطبقات الفقهاء للشيرازي 125، والكامل في التاريخ 9/ 514، وسير أعلام النبلاء 17/ 524، 525 رقم 350، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 7، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 424.
[2] في تاريخه 11/ 274.
[3] انظر عن (محمد بن أحمد العين زربي) في:
تاريخ مولد العلماء ووفاتهم 127 أ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 21/ 308 رقم 239.
[4] العين زربيّ: بفتح العين المهملة، والياء الساكنة، وبعدهما النون، والزاي المفتوحة، والراء الساكنة، والباء الموحّدة. (الأنساب 9/ 108) نسبة إلى عين زربه وهي بلدة من بلاد الجزيرة مما يقرب الرها وحرّان.
[5] انظر عن (محمد بن الحسين الشيبانيّ) في:
تاريخ بغداد 2/ 253 رقم 723، ومختصر تاريخ دمشق 22/ 119، 120، رقم 144،(29/409)
أبو الفتح الشَّيْبانيّ العطّار، قُطَيط.
بغداديّ تغرّب إلى مصر وإلى الشّام، والجزيرة، وفارس، والحجاز.
وحدَّث عن: أبي الفضل عُبَيْد الله الزُّهْريّ، ومحمد بن المظفّر، وجماعة.
قال الخطيب: سمعتُ منه، وكان طريفًا متصوِّفًا.
تُوُفّي بالأهواز.
127- محمد بن عبد الله بن زين القُرْطُبيّ [1] .
روى عن: ابن عَوْن الله، ومحمد بن أحمد بن مفرِّج، وعبّاس بن أصْبَغ، وجماعة.
وكان مجوّدًا للقرآن، عارفًا بالحساب والشُّروط.
تُوُفّي بإشبيليّة وله أربعٌ وثمانون سنة.
128- محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن عَوْف [2] .
أبو عبد الله القُرْطُبيّ.
أخذ عن: أبي عبد اللَّه بن أبي زَمنين.
وكان إمامًا في الفقه، من بيت حشمة وجلالة.
129- محمد بن عبد الواحد بن عبد الله بن محمد بن مصعب الزبيري [3] .
أبو البركات المكي.
دخل العراق والشام ومصر والأندلس، وحدَّث عن جماعة.
روى عن: أبي زيد المَرْوَزِيّ، وأبي سعيد الحسن بن عبد الله السّيرافيّ، ومحمد بن محمد بن جبريل العجيفي، والقاضي أبي الحسن عليّ بن محمد
__________
[ () ] والمنتظم 8/ 116 رقم 155 (15/ 288 رقم 3249) والبداية والنهاية 12/ 51.
[1] انظر عن (محمد بن عبد الله بن زين) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 524، 525 رقم 1149،
[2] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 524 رقم 1148.
[3] انظر عن (محمد بن عبد الواحد) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 575، وجذوة المقتبس للحميدي 70، وبغية الملتمس للضبيّ 106، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 23/ 30- 32 رقم 48، وفيه: «مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن عبد الله» ، ووفيات الأعيان 5/ 328، 329، وتذكرة الحفاظ 3/ 1107، وثمرات الأوراق 474.(29/410)
الجراحي، والقاضي أبي بهر الأبهري، والدارقطني، وأبي بكر المهندس، وأبي الفرج الشّنبوذيّ، وأبي أحمد السامري، وأبي الطيب بن غلبون.
ترجمه الخولاني.
وحدث عنه: أبو محمد بن حزم، والدلائي، وأبو محمد بن خزرج وقال:
كان ثقة متحريًّا فيما نقله. لقِيته بإشبيليّة في سنة أربعٍ وثلاثين وأخبرني أنّ مولده في سنة سبع وأربعين وثلاثمائة. وكان مُمتّعًا، يعني بحواسه.
130- محمد بن عليّ بن عبد العزيز بن إبراهيم [1] .
أبو الفضل الكاتب البغداديّ، المعروف بابن حاجب النُّعمان.
كان أبوه وزيرًا للقادر باللَّه، فلمّا مات أبوه وَزَرَ هو للقادر في سنة إحدى وعشرين، ثمّ عُزل بعد ستة أشهر. فلمّا استخلف القائم استوزره.
وكان أديبًا شاعرًا كاتبًا.
تُوُفّي في ثامن ذي القعدة وله سبعون سنة. وقد فُلج قبل موته مدّة أعوام.
وله في الشّمعة.
وطفلةٍ كالرّمح لاحظْتُها ... سنانها من ذَهَبٍ قد طُبِعْ
دموعها تَنْهَلُّ في نحْرها ... ورأسها يحيى إذا ما قُطِعْ
131- محمد بن المؤمّل بن الصَّقْر [2] .
أبو بكر البغداديّ الورّاق. غلام الأبْهريّ.
سمع: أبا بكر القَطِيعيّ، وابن ماسي، وأبا بكر الأبْهريّ.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان سماعه صحيحًا. وكان لا يحسن يكتب تُوُفّي رحمه الله في ذي الحجّة، وله إحدى وتسعون سنة.
__________
[1] لم أقف على ترجمته في المصادر التي بين يديّ، وإنّما وجدت أباه «علي» في: الكامل في التاريخ 9/ 128، 175، 220، والإنباء في تاريخ الخلفاء 187، وتاريخ بغداد 12/ 31، 32 رقم 6399.
[2] انظر عن (محمد بن المؤمّل) في: تاريخ بغداد 3/ 312 رقم 1409.(29/411)
- حرف الهاء-
132- هارون بن محمد بن أحمد بن هارون [1] .
أبو الفضل الأصبهاني الكاتب.
روى عن: سليمان الطَّبَرانيّ.
روى عن: محسن بن عليّ الفَرْقَدِيّ، وعبد الأحد بن أحمد العنْبريّ، والحسن بن أحمد الحدّاد، وغيرهم.
تُوُفّي في رمضان.
- حرف الياء-
133- إلْيَسَعُ بن عبد الرحمن بن محمد اللَّخْميّ [2] .
أبو محمد الإشبيليّ.
روى عن: أبي عبد الله بن مفرِّج، وأحمد بن خالد التّاجر.
روى عنه: الخولاني، وأثنى عليه [3] .
وقال ابن خزرج: ولد سنة ستين وثلاثمائة.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (اليسع بن عبد الرحمن) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 690 رقم 1524.
[3] وقال: كان قديم الطلب وله حظ من الأدب مع الفهم، ولقي جماعة من الشيوخ بقرطبة فأخذ عنهم وتكرّر عليهم.(29/412)
سنة خمس وثلاثين وأربعمائة
- حرف الألف-
134- أحمد بن الحسن [1] .
أبو بكر ابن الحدي [2] .
سمع: علي بن محمد بن كيسان، وإسحاق بن سعد.
قال الخطيب: صدوق [3] .
135- أحمد بن سعيد [4] بن دينال [5] .
أبو القاسم الأموي القرطبي.
روى عن: أبي عيسى اللَّيْثيّ، وابن عَوْن الله، وأبي عَبْد الله بْن مُفَرّج، وأبي محمد القلعي، وأبي عبد الله بن الخزاز [6] .
وحج وأخذ عن: أبي محمد بن أبي زيد [7] .
وكان صالحا، ثقة: عني بالعلم والرّواية.
توفّي سنة خمس في جُمَادَى الأولى.
136- أحمد بْن محمد بْن ملّاس [8] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن الحسن) في: تاريخ بغداد 4/ 93، 94 رقم 1740.
[2] الحدّيّ: بضم الحاء المهملة، وتشديد الدال المهملة.
[3] في تاريخ بغداد: كتب عنه أصحابنا ولم أسمع منه شيئا وكان صدوقا.
[4] انظر عن (أحمد بن سعيد) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 49، 50، رقم 101.
[5] في (الصلة) : «ذنيّل» .
[6] وأخذ عن أبي عمر بن الهندي وثائقه، النسخة الكبرى سمعها عليه مرات، واختصرها أبو القاسم هذا في خمسة عشر جزءا، وكان بعقدها بصيرا.
[7] أخذ عنه مختصره في «المدوّنة» وغير ذلك من تواليفه.
[8] انظر عن (أحمد بن محمد بن ملّاس) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 50 رقم 102.(29/413)
أبو القاسم الفزاريّ الإشبيليّ.
حجّ وأخذ عن أبي الحسن بن جَهْضَم، وأبي جعفر الدّاوديّ.
وسمع بقُرْطُبة من: أبي محمد الأصيليّ، وأبي عمر بن المكْوِيّ.
وكان متفنّنًا في العِلم، بصيرا بالوثائق.
مولده سنة سبعين وثلاثمائة.
137- أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن الحُسَيْن [1] .
أبو منصور بن الذّهبيّ البغداديّ المالكيّ.
سمع: أبا بكر الأبْهريّ، وأبا الحسين بن المظفّر.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقًا [2] .
تُوُفّي في شَعبان [3] .
138- إسماعيل بن عبد الرحمن بن عامر بن ذي النُّون الهَوّاريّ.
غلب على طُلَيْطُلَة عند اضطّراب الدّول بالأندلس، وأطاعته الرّعيّة، فضبط مملكة طُلَيْطُلَة.
ومات في هذه السَّنة، فولي بعده ولده المأمون يحيى.
139- أسماء بنت أحمد بن محمد بن شاذَة [4] .
أمّ سَلَمَة الأصبهانية.
عن: أبي الشّيخ.
وعنها: أبو بكر الخطيب، وأبو عليّ الحدّاد، وآخرون.
- حرف الجيم-
140- جَهْور بْن مُحَمَّد بْن جهور بْن عُبَيْد الله [5] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد الذهبي) في: تاريخ بغداد 4/ 378 رقم 2252.
[2] في: تاريخ بغداد: «كتبت عنه شيئا يسيرا، وكان صدوقا مستورا» .
[3] وكان مولده سنة 357 هـ.
[4] لم أجد مصدر ترجمتها.
[5] انظر عن (جهور بن محمد) في:(29/414)
أبو الحزّم، رئيس قُرْطُبة وأميرها وصاحبها.
جعل نفسَه ممسِكًا للأمر إلى أن يتهيَّأْ مَن يصْلُح للخلافة.
روى عن: عبّاس بن أَصْبَغ، والقاضي أبي عبد الله بن مفرِّج، وخَلَف بن القاسم، وجماعة.
وآل الأمر إلى أن صار مدبّر أمر قُرْطُبة، وانفرد برئاسة المصر إلى أن تُوُفّي في المحرّم.
ودُفِن بداره، وصلّى عليه ابنه أَبُو الوليد محمد بن جَهْور القائم بالأمر بعده.
عاش إحدى وسبعين سنة.
روى عنه: أبو عبد الله محمد بن عَتَّاب، وغيره.
وكان أبو الحزْم من وزراء الدّولة العامريّة، ومِن دُهاة العالم وعُقلائهم ورؤسائهم. لم يزل متصوِّنًا حتّى خلا له الجو، فانتهز الفرصة ووثب على قُرْطُبة. ولم ينتقل إلى رُتْبَة الإمارة ظاهرًا بل حفظ لغيره الاسم واستقلّ بالأمر، ولم يتحوّل من داره [1] . وجعل ارتفاع الأموال بأيدي رجالٍ وديعة، وصيَّر أهلَ الأسواق جُنْدًا، ورزقهم من أموالٍ تكون بأيديهم مضاربة، وفرّق عليهم السّلاح [2] .
__________
[ () ] جمهرة أنساب العرب لابن حزم 93، وجذوة المقتبس للحميدي 28، 29 و 188، ومطمح الأنفس 16، والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة، القسم الأول، المجلّد الثاني 605، والصلة لابن بشكوال 1/ 131، وبغية الملتمس للضبيّ 34، 35 و 260، والكامل في التاريخ 9/ 284، 285، والحلّة السيراء لابن الأبّار 2/ 30- 34 رقم 117، والمغرب في حليّ المغرب 1/ 56، والبيان المغرب لابن عذاري 3/ 185، ودول الإسلام 1/ 257، والعبر 3/ 183، وسير أعلام النبلاء 17/ 139، 140 رقم 83، والإعلام بوفيات الأعلام 181، ومرآة الجنان 3/ 55 وفيه: «جمهور بن محمد بن جمهور» ، وتاريخ ابن خلدون 4/ 159، ومآثر الإنافة 1/ 353، وشذرات الذهب 3/ 255.
[1] الحلّة السيراء 2/ 30، 31.
[2] وقال الحميدي، ونقل عنه ابن الأبار: «وصيّر أهل الأسواق جندا، وجعل أرزاقهم رءوس أموال تكون بأيديهم محصاة عليهم، يأخذون ربحها فقط ورءوس الأموال باقية محفوظة، يؤخذون بها ويراعون في الوقت بعد الوقت كيف حفظهم لها وفرّق السلاح عليهم، وأمرهم بتفريقه في الدكاكين وفي البيوت، حتى إذا دهم أمر في ليل أو نهار كان سرح كل واحد معه» . (جذوة المقتبس 28، 29، الحلّة السيراء 22/ 32، 33، الذخيرة ق 1/ مجلّد 2/ 603، الكامل في التاريخ 9/ 285) .(29/415)
وكان يَعُود المَرْضَى ويشهد الجنائز، ويزور الصّالحين [1] .
- حرف الحاء-
141- الحسن بن بكر بن عُرَيْب القَيْسيّ [2] .
القُرْطُبيّ، أبو بكر السّماد.
أخذ عن: أبي محمد الأصِيليّ، وأبي عمر أحمد بن عبد الملك بن المكْوِيّ.
وكان ورّاقًا، نسخ الكثير، وتوسع في طلب الحديث: وتوفي في صفر عن ثمانين سنة.
142- الحسن بن عليّ بن موسى بن السِّمسار [3] .
أبو عليّ الدّمشقيّ الأديب.
روى عن: عبد الوهّاب الكِلابيّ، وعبد الله بن ذَكوان البَعْلَبَكيّ.
روى عنه: عبد العزيز الكتّانيّ [4] .
143- الحسين بن عثمان [5] .
أبو سعد العِجْليّ الفارسيّ الشّيرازيّ، المجاور بمكّة.
روى عن: زاهر السَّرْخَسِيّ، ومحمد بن مكّيّ الكشميهنيّ.
__________
[1] ومن شعره، وكتب به إلى المنصور محمد بن أبي عامر:
متّع الله سيّدي بالسرور ... وتولّاه في جميع الأمور
وهنيئا له بعزّة دهر ... تتوالى بظلّ تلك القصور
دعوة أقبل الضمير بنجواه ... عليها لصفو ما في الضمير
(الحلّة السيراء 2/ 33) .
[2] انظر عن (الحسن بن بكر) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 136 رقم 310.
[3] انظر عن (الحسن بن علي) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 10/ 223، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 7/ 54 رقم 18، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 233، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 119 رقم 440.
[4] وقال ابن عساكر: كانت له عناية بالحديث، وذكر أبو بكر الحدّاد أنه أديب ثقة.
[5] انظر عن (الحسين بن عثمان) في:
السابق واللاحق 67، وتاريخ بغداد 8/ 84 رقم 4175، والمنتظم 8/ 117 رقم 157، (15/ 290 رقم 3251) ، والمنتخب من السياق 197 رقم 574، والبداية والنهاية 12/ 51.(29/416)
روى عنه: البغداديون.
مات في شوّال [1] .
- حرف السين-
144- سلّار بن أحمد [2] .
أبو الحسن الدَّيْلَميّ.
تُوُفّي في رجب.
- حرف العين-
145- عَبْد اللَّه بْن محمد بن زياد [3] .
أبو محمد الأنصاريّ القُرْطُبيّ، والد الخطيب زياد.
كان صالحًا، متصوِّنًا، كاتبًا مترسِّلًا بليغًا [4] .
رفض الدُّنيا وتزَّهد.
تُوُفي في رمضان.
146- عبد الله بن يوسف بن نامي بن أبيض [5] .
أبو محمد الرّهوانيّ [6] القُرْطُبيّ.
روى عن: أبي الحسن الأنطاكيّ، وعبّاس بن أَصْبَغ، ومحمد بن خليفة، وخَلَف بن القاسم.
قال ابن مهديّ: كان صالحًا خيِّرًا، مجوّدًا للقرآن، خاشعًا، ورعا، بكّاء.
__________
[1] قال الخطيب: رجل في الحديث إلى أصبهان، والريّ، وبلاد خراسان، ثم أقام عندنا ببغداد سنين كثيرة ... كتبنا عنه وكان صدوقا متنبّها، وانتقل في آخر عمره إلى مكة فسكنها حتى مات بها ... وسمعته يقول: ولدت في يوم الأربعاء الرابع عشر من شوال سنة اثنتين وستين وثلاثمائة» .
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (عبد الله بن محمد) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 270، 271 رقم 596.
[4] له في الترسيل كتاب سمّاه «البغية» وهو جمع حسن، ثم تخلّى عمّا كان بسبيله من الكتابة ...
وكان قد اختلط في آخر عمره.
[5] انظر عن (عبد الله بن يوسف) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 270 رقم 595.
[6] في (الصلة) : «الرهوني» .(29/417)
مولده سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة. واختلط في آخر عمره، فتركوا الأخذ عنه.
قلت: روى عنه أبو محمد بن حزْم في تصانيفه.
147- عُبَيْد الله بن أحمد بن عثمان [1] .
أبو القاسم الأزهريّ الصَّيرفيّ البغداديّ. المعروف أيضًا بابن السَّوَاديّ [2] .
كنية أبيه أبو الفتح. وله أخٌ اسمه محمد تأخَّر بعده.
وُلِد أبو القاسم سنة خمس وخمسين وثلاثمائة.
وحدَّث عن: أبي بكر القَطِيعيّ، وابن ماسي، وأبي سعيد الحُرْفيّ، والعسكريّ، وعليّ بن عبد الرحمن البكّائيّ، وابن المظفر، وخلق كثير.
قال الخطيب [3] : وكان أحد المعنيين بالحديث والجامعين له مع صدق واستقامة ودوام درس للقرآن. سمعنا منه المصنفات الكبار.
وتوفي في صفر، وقد كمل ثمانين سنة، بل جاوزها بعشرة أيام.
148- علي بن أحمد بن محمد [4] .
أبو الحسن بن الآبنوسي الصيرفي. أخو محمد.
سمع: أبا عبد الله العسكري، وعلي بن لؤلؤ، وأبا حفص الزيات.
قال الخطيب: لا أحسب سمع منه غيري. كان يتمنّع.
__________
[1] انظر عن (عبيد الله بن أحمد الأزهري) في:
تاريخ بغداد 10/ 385 رقم 5559، والسابق واللاحق 56، والأنساب 1/ 206 و 7/ 108، والمنتظم 8/ 117، 118 رقم 158، (15/ 290، 291 رقم 3252) ، والكامل في التاريخ 9/ 523، واللباب 1/ 48 و 2/ 151، والعبر 3/ 183، وسير أعلام النبلاء 17/ 578 رقم 383، والبداية والنهاية 12/ 51، 52 وفيه: «عبد الله بن أبي الفتح» ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 286، وغاية النهاية 1/ 485، والنجوم الزاهرة 5/ 37، وشذرات الذهب 3/ 255.
[2] قال الخطيب: ذكر لي أنّ جدّه عثمان من أهل إسكاف، قدم بغداد، واستوطنها، فعرف بالسواديّ. (تاريخ بغداد 10/ 385) .
[3] في تاريخه 10/ 385.
[4] انظر عن (علي بن أحمد) في تاريخ بغداد 11/ 332 رقم 6161.(29/418)
149- عمر بْن القاضي أَبِي عَبْد اللَّه محمد بْن أحمد بْن يحيى بن مفرِّج القُرْطُبيّ [1] .
أبو حفص.
سمع من أبيه الكثير، ومن أبي جعفر بن عون الله، وغير هما.
وكان ثقة.
روى عنه: أبو مروان الطّبْنيّ وقال: تُوُفّي في رجب.
150- عيسى بن خَشْرَم [2] .
أبو عليّ البنّاء المصريّ.
توفّي في صفر.
- حرف الفاء-
151- فيروزجرد الملك جلال الدّولة [3] .
أبو طاهر ابن الملك بهاء الدّولة أبي نَصْر بن الملك عضُد الدّولة أبي شجاع بن الملك رُكن الدّولة بن بُوَيْه الدَّيْلَميّ.
صاحب بغداد، ملكها سبْع عشرة سنة.
وقام بعده ابنه الملك العزيز أبو منصور، وخُطِب له. ثمّ ضعُف عن الأمر، وكاتب ابن عمّه أبا كاليجار مَرْزُبان بن سلطان الدّولة بن بهاء الدّولة وهو بالعراق الأعلى بأنّه ملتجئ إليه ومعتمد عليه، وأنّه ممتثل أمره. فشكره أبو كاليجار، وودّعه بكل جميل. وخطب لأبي كاليجار بعده أو قبله.
__________
[1] انظر عن (عمر بن القاضي) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 397، 398 رقم 857.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (فيروز جرد) في:
المنتظم 8/ 118 رقم 159، (15/ 291 رقم 3253) ، والكامل في التاريخ 9/ 361، 362، 366، 374، 408، 430، 431، 446، 453، 455، 459، 471، 489، 511، 516، والمختصر في أخبار البشر 2/ 166، 167، والعبر 3/ 183، 184، والإعلام بوفيات الأعلام 181، وسير أعلام النبلاء 17/ 577، 578 رقم 382، وتاريخ ابن الوردي 1/ 526، والبداية والنهاية 12/ 52، ومآثر الإنافة 1/ 336، والنجوم الزاهرة 5/ 37، وشذرات الذهب 3/ 255، ومعجم الأنساب والأسرات الحاكمة 12/ 66.(29/419)
وقد ذكرنا من أخبار رجال الدّولة في حوادث السّنين ما يدلُّ على ضَعْف دولته ووهن سلطنته.
وكان شيعيًّا جبانًا، عاش نيِّفًا وخمسين سنة. وكان عسكره قليلًا، وحدّه كليلًا، وأيّامه نَكَد.
- حرف الميم-
152- محمد بْن أَحْمَد بْن محمد بن إسحاق العبدانيّ النَّيْسابوريّ [1] .
عُرِف بأميرك [2] .
سمع: أبا أحمد الحاكم، وأبا بكر بن مِهْران المقرئ.
153- محمد بن أحمد بن عبد الله بن هَرْثَمَة بن ذَكْوان [3] .
أبو بكر القُرْطُبيّ.
سمع من: أَبِي المطرِّف القَنَازِعي، ويونس بْن عَبْد الأعلى.
وقلّده الوزير أبو الحزْم جَهْور القضاء بإجماع من أهل قُرْطُبة، فأظهر الحقَّ، وردّ المظالم وشُكِرَت أفعاله. ثمّ عُزِل.
وكان من أهل العلم والذّكاء، وممّن عُنِي بجمع العِلْم والحديث واقتناء الكُتُب.
تُوُفّي في ربيع الأوّل، وله أربعٌ وأربعون سنة. ورثاه النَّاسُ.
154- محمد بن جعفر بن عليّ [4] .
أبو بكر المِيماسيّ [5] راوي «الموطّأ» عن محمد بن العبّاس بن وصيف الغزّيّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن محمد العبداني) في: المنتخب من السياق 37 رقم 47.
[2] قال عبد الغافر الفارسيّ: «ختن أبي حسان المزكي علي ابنته، من أعيان المعدّلين المستورين ... خرج إلى جرجان وحدّث بها، ثم عاد إلى نيسابور وحدّث بها سنة خمس وثلاثين وأربع مائة، وتوفي في شهر رمضان منها» .
[3] انظر عن (محمد بن أحمد القرطبي) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 525 رقم 1150.
[4] انظر عن (محمد بن جعفر) في:
العبر 3/ 184، والإعلام بوفيات الأعلام 181، وشذرات الذهب 3/ 255.
[5] الميماسي: نسبة إلى الميماس: بكسر أوله، وسكون ثانية، وميم أخرى، وآخره سين، هو نهر الرستن، وهو العاصي بعينة. (معجم البلدان 5/ 244) .(29/420)
رواه عنه: نصر المقدسيّ الفقيه، وغيره.
تُوُفّي في شوّال.
155- محمد بن عبد الواحد بن عليّ بن إبراهيم بن رزْقة [1] .
أبو الحُسَين البغداديّ البزّاز.
حدَّث عن: أبي بكر بن خلّاد النَّصِيبيّ، وأبي بكر بن مسلم الخُتُّليّ، وأبي سعيد السِّيرافيّ.
قال الخطيب [2] : كتبتُ عنه، وكان صدوقًا كثير السّماع.
مات في جُمَادى الأولى. ومولده سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة.
قلت: وروى عنه: خالد بن عبد الواحد التّاجر، وأبو طاهر بن سَوَّار، وطائفة من البغداديّين.
156- محمد بن عُبَيْد الله بن محمد بن إسحاق بن حبابة [3] .
البغداديّ البزّاز.
حدَّث عن: أبيه، وأبي محمد بن ماسي.
وهو ضعيف. كذَّبه أبو القاسم بن برهان [4] .
157- مختار بن عبد الرحمن الرُّعَيْنيّ القُرْطُبيّ المالكيّ [5] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الواحد) في:
تاريخ بغداد 2/ 361 رقم 869، والعبر 3/ 184.
[2] في تاريخه.
[3] انظر عن (محمد بن عبيد الله) في:
تاريخ بغداد 2/ 337، 338 رقم 841، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 83 رقم 3110، وميزان الاعتدال 3/ 637 رقم 7908، والمغني في الضعفاء 2/ 610 رقم 5793، ولسان الميزان 5/ 274 رقم 938.
[4] قال الخطيب: رأيت في أصل أبي محمد بن ماسي سماع أبي الحسن بن حبابة مع أبيه بالخط العتيق. ونظرت في بعض أصول أبيه أبي القاسم بن حبابة فرأيته قد ألحق لنفسه فيها السماع منه بخط طريّ، ورأيت أيضا أصلا لأبيه عن أبي بكر بن أبي داود، وعلى وجه الكتاب سماع لعبيد الله بن محمد بن حبابة، وقد ألحق ابنه بخط طريّ، ولأبيه محمد. وكنت يوما مع أبي القاسم بن برهان نمشي في سوق الكرخ، فلقينا ابن حبابة فسلّم علينا وذهب. فقال لي ابن برهان: إن هذا الشيخ كذّاب. يقول لي سماعاتك في أصول أبي، فلم يكتبها. قال ابن برهان: وما سمعت من أبيه ولا رأيته قط.
[5] انظر عن (مختار بن عبد الرحمن) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 624، 625 رقم 1374.(29/421)
كان جامعًا لفنون العلم.
أخذ عن: يونس بن عبد الله.
وولي قضاء المَرِيّة فأحسن السِّيرة.
يقال إنّه شرب البلاذُر، فأفسد مزاجه.
تُوُفّي كَهْلًا في نصف جُمَادى الأولى، رحمه الله.
158- المهلب بن أحمد بن أبي صُفْرة أَسِيد [1] .
أبو القاسم الأسَديّ. من أهل المَرِيّة [2] .
سمع من أبي محمد الأصِيليّ.
ورحل فأخذ عن: أبي الحسن القابسيّ، وأبي الحسن عليّ بن محمد بن بندار القزوينيّ، وأبي ذر الهروي.
حدث عنه: أبو عمر بن الحذاء، وقال: كان أذْهَن من لقِيتُه وأفصحهم وأفهمهم.
وحدَّث عنه أيضًا: أبو عَبْد اللَّه بْن عابد، وحاتم بْن مُحَمَّد، وغير هما.
وكان من أهل العلم والمعرفة والذّكاء، والعناية التّامّة بالعلوم.
صنَّف كتابًا في «شرح صحيح البخاريّ» ، أخذه النْاس عنه.
ولي قضاء المَرِيّة.
وتُوُفّي في ثالث عشر شوّال [3] .
وقد شرح «البخاريّ» أيضا ابن بطّال، وسيأتي عام 449.
__________
[1] انظر عن (المهلّب بن أحمد) في:
جذوة المقتبس للحميدي 352، وترتيب المدارك 4/ 751، 752، والصلة لابن بشكوال 2/ 626، 627، وبغية الملتمس للضبيّ 471، والعبر 3/ 184، 185، وسير أعلام النبلاء 17/ 579 رقم 384، والوافي بالوفيات (مخطوط) 26/ 117، والديباج المذهب 2/ 346، وكشف الظنون 545، وشذرات الذهب 3/ 255، 256، وهدية العارفين 2/ 485، وشجرة النور الزكية 1/ 114.
[2] المريّة: مدينة كبيرة من كورة إلبيرة من أعمال الأندلس، كانت هي وبجانة بابي الشرق، منها يركب التجار، وفيها تحلّ مراكبهم، ويضرب ماء البحر سورها. (معجم البلدان 5/ 119) .
[3] ورّخ ابن فرحون وفاته بسنة 433 هـ. (الديباج المذهب 2/ 346) ، وذكر الحميدي والضبيّ أنه مات بعد العشرين وأربعمائة. (جذوة المقتبس 352، وبغية الملتمس 471) .(29/422)
سنة ست وثلاثين وأربعمائة
- حرف الألف-
159- أحمد بن محمد بن أحْيَد بن ماما [1] .
الحافظ أبو حامد الأصبهانيّ المامائيّ [2] ، صاحب التَّصانيف.
سكن بُخَارى، وذيَّل على «تاريخ غُنْجار» .
وحدَّث عن: عبد الرحمن بن أبي شريح، وأبي علي إسماعيل بن حاجب الكُشَانيّ، وأبي نصر محمد بن أحمد المَلَاحميّ، وأبي عبد الله الحَلِيميّ، وجماعة كثيرة [3] .
توفّي في شعبان [4] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن أحيد) في:
الأنساب 11/ 103، 104، واللباب 3/ 156، وتذكرة الحفاظ 3/ 1117، 1118، وسير أعلام النبلاء 17/ 580، رقم 385، والوافي بالوفيات 7/ 361، وطبقات الحفاظ 428، وهدية العارفين 1/ 74.
[2] المامائي، أو المامايي: بالألف بين الميمين المفتوحتين، والميم بين الألفين، وفي آخرها الياء آخر الحروف، هذه النسبة إلى ماما، وهو اسم لبعض أجداد أبي حامد. (الأنساب) .
[3] وقال المؤلّف- رحمه الله: «ولم يقدم العراق، بل ارتحل إلى ما وراء النهر، ويعزّ وقوع حديثه إلينا، وقد ذيّل على «تاريخ بخارى» لغنجار، لم تتّصل بنا أحواله كما يجب» . (سير أعلام النبلاء 17/ 580) .
[4] وكان من أبناء السبعين.
وقال ابن السمعاني: كان حافظا متقنا مكثرا من الحديث، حريصا على طلبه. سكن بخارى إلى أن توفي بها. جمع وصنّف التصانيف، منها الزيادات لتاريخ بخارى لغنجار، «والمختلف والمؤتلف في الأسماء» ... قرأت على ظهر كتاب «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم: مات أحمد بن ماما خامس شعبان سنة ست وثلاثين وأربعمائة ببخارى، قال: ومات أبو المسهر قبله بأسبوع.(29/423)
- حرف التّاء-
160- تمّام بن غالب بن عمر [1] .
أبو غالب بن التَّيّانيّ [2] ، القُرْطُبيّ اللُّغويّ، نزيل مُرْسِيَة [3] .
روى عن: أبيه، وعن: أبي بكر الزُّبَيْديّ، وعبد الوارث بن سُفْيَان، وغيرهم.
وقال الحُمَيْديّ [4] : كان إمامًا في اللُّغة، وثقةً في إيرادها. مذكورًا بالدِّيانة والورع. له كتابٌ في اللُّغة لم يُؤلَّف مثله اختصارا وإكثارا [5] .
وقد حدَّثنا ابن حزْم: حدَّثني أبو عبد الله محمد بْن عَبْد اللَّه بن الفَرَضيّ أنّ الأمير مجاهد بن عبد الله العامريّ وجَّه إلى أبي غالب أيّام غَلَبَتِه على مُرْسِيَة ألفَ دينارٍ أندلُسيّة، على أن يزيد في ترجمة هذا الكتاب ممّا ألَّفه تمّام بن غالب لأبي الجيش مجاهد، فردَّ الدَّنانير وأَبَى من ذلك، ولم يفتح في هذا بابًا البتّة.
__________
[1] انظر عن (تمّام بن غالب) في:
الإكمال لابن ماكولا 1/ 443، وجذوة المقتبس للحميدي 183، والصلة لابن بشكوال 1/ 120، 121، وبغية الملتمس للضبيّ 252، ومعجم الأدباء 7/ 135- 138، ومعجم البلدان 5/ 1078، وإنباه الرواة 1/ 259، 260، والمغرب في حلي المغرب 1/ 166، ووفيات الأعيان 1/ 300، 301، والعبر 3/ 185، وسير أعلام النبلاء 17/ 584، 585 رقم 390، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 93، وتلخيص ابن مكتوم 46، ومسالك الأبصار (مخطوط) 45 مجلّد 2/ 298، 299، وعيون التواريخ (مخطوط) 12/ 208، والوافي بالوفيات 10/ 398، 399، وطبقات النحاة لابن قاضي شهبة 1/ 285، وتوضيح المشتبه 1/ 609، 610، وبغية الوعاة 1/ 478، 479، رقم 983، ونفح الطيب 3/ 172، وكشف الظنون 2/ 207، و 481، وشذرات الذهب 3/ 256، وروضات الجنات 140، 141، وإيضاح المكنون 2/ 607، وهدية العارفين 1/ 245، 246، وديوان الإسلام 2/ 36، 37 رقم 617، والأعلام 2/ 86، ومعجم المؤلفين 3/ 92.
[2] التّيّاني: بالمثنّاة المشدّدة من فوق.
[3] مرسية: بضم أوله، والسكون، وكسر السين المهملة، وياء مفتوحة خفيفة، وهاء. مدينة بالأندلس من أعمال تدمير. (معجم البلدان 5/ 107) .
[4] في «جذوة المقتبس» 183.
[5] قال ابن ناصر الدين الدمشقيّ: قال ابن الجوزي في «المحتسب» : أبو تمام غالب بن غالب، يعرف بابن التّياني، وله كتاب مصنّف في اللغة، انتهى- وكأنه انقلب على ابن الجوزي، فهو:
أبو غالب تمام بن غالب بن عمرو، والكتاب الّذي أشار إليه هو «تلقيح كتاب العين» لم يؤلّف مثله اختصارا وإكثارا. (توضيح المشتبه 1/ 610) .(29/424)
وقال: والله لو بُذلت لي الدُّنيا على ذلك ما فعلت ولا استجزت الكذِب، فإنّي لم أجمَعْه له خاصّة.
تُوُفّي بالمَرِيّة.
وكان مقدَّمًا في علم اللِّسان أجمعه، مسلَّمةً له اللُّغة.
ومات في أحد الْجُمَادَين [1] .
- حرف الحاء-
161- الحسين بن عليّ بن محمد بن جعفر [2] .
أبو عبد الله الصَّيْمَرِيّ [3] .
سكن بغداد في صِبَاه، وتفقّه لأبي حنيفة، وبرع في المذهب.
وسمع من: المفيد، وأبي الفضل الزُّهْريّ، وأبي بكر بن شاذان، وأبي حفص بن شاهين، وجماعة.
روى عنه: الخطيب، وقال [4] : كان صدوقًا وافر العقل. قال لي: سمعتُ من الدَّارَقُطْنيّ أجزاء من سُنَنِه، فقُرئ عليه حديث فُورَك [5] السّعديّ، عن جعفر
__________
[1] وقع في «بغية الوعاة» 1/ 479 أنّه مات في سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة.
[2] انظر عن (الحسين بن علي الصيمري) في:
تاريخ بغداد 8/ 78، 79 رقم 1463، والأنساب المتفقة لابن القيسراني 91، 92، والأنساب لابن السمعاني 8/ 128، ومختصر دمشق 7/ 159 رقم 129، والمنتظم 8/ 119 رقم 160، (15/ 293 رقم 3254) ، ومعجم البلدان 3/ 439، والكامل في التاريخ 9/ 527، واللباب 2/ 255، والمختصر في أخبار البشر 2/ 167، والعبر 3/ 186 وفيه: «الحسن» ، وسير أعلام النبلاء 17/ 615، 616 رقم 412، وتاريخ ابن الوردي 1/ 527، ومرآة الجنان 3/ 57، والبداية والنهاية 12/ 52، والجواهر المضيّة 2/ 116- 118، والنجوم الزاهرة 5/ 38، وتاج التراجم لابن قطلوبغا 26، وطبقات الفقهاء لطاش كبرى زاده 80، والطبقات السنيّة، رقم 77، وكشف الظنون 2/ 1628، 1837، وشذرات الذهب 3/ 256، والفوائد البهيّة 67، وهدية العارفين 1/ 309، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 347، 348، ومعجم المؤلفين 4/ 35، والأعلام 2/ 267.
[3] الصّيمري: بفتح الصاد المهملة، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الميم، وفي آخرها الراء هذه النسبة إلى موضعين. أحدهما منسوب إلى نهر من أنهار البصرة يقال له الصيمر عليه عدّة قرى، منها صاحب الترجمة. (الأنساب 8/ 127، 128) .
[4] في تاريخه 8/ 79.
[5] فورك: بضم الفاء وفتح الراء المهملة، وبعدها كاف.(29/425)
ابن محمد في زكاة الخيل، فقال: فُورَك ومن دونه ضُعفاء. فقيل له: الّذي رواه عن فُورَك هو أبو يوسف القاضي. فقال: أَعْوَر بين عُمْيَان.
وكان الشّيخ أبو حامد الفقيه حاضرًا، فقال: ألْحِقوا هذا الكلام في الكتاب. فكان ذلك سبب انقطاعي عن مجلس الدَّارَقُطْنيّ، فلَيْتَني لم أفعل أيْشٍ ضرَّ أبا الحسن انصرافي؟
قلتُ: وحدَّث عن الصَّيْمَرِيّ جماعةٌ ممّن أدركهم السِّلَفيّ.
ومات في شوّال وله خمسٌ وثمانون. وقد ولي قضاء المدائن ثمّ قضاء رَبْع الكَرْخ.
162- الحسين بن محمد بن أحمد [1] .
الأنصاريّ، الحلبيّ، الشّاهد. عُرِف بابن المُنَيْقير.
سكن دمشق، وحدَّث عن: أحمد بن عطاء الرُّوذَبَاريّ [2] .
روى عنه: أبو القاسم بن أبي العلاء المصِّيصيّ، ونصر المقدسيّ، وأبو صالح أحمد بْن عَبْد الملك المؤذّن، ونجا بن أحمد [3] .
وثّقه محمد بن عليّ الحدّاد [4] .
- حرف الخاء-
163- الخَضِر بْن عَبْدَان بْن أَحْمَد بْن عَبْدان [5] .
أبو القاسم الأزديّ الدّمشقيّ الصّفّار المعدّل.
__________
[1] انظر عن (الحسين بن محمد الحلبي) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 11/ 186 و 37/ 382، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 7/ 165، 166 رقم 145، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 355، 356، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 173 رقم 511.
[2] وكان قد سمعه بصور.
[3] وسمعه بصور أبو الفتح محمد بن الحسن بن محمد الأسدابادي الصوفي المتوفى بالرملة سنة 467 هـ.
[4] فقال إنه ثقة مأمون.
[5] انظر عن (الخضر بن عبدان) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 12/ 405، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 8/ 75 رقم 31.(29/426)
حدَّث عن القاضي المَيَانِجِيّ.
روى عنه: نجا بن أحمد، وقال: تُوُفّي في جُمَادى الأولى.
روى مجلسًا واحدًا [1] .
- حرف الطّاء-
164- طاهرة بنت أحمد بن يوسف بن يَعْقُوبَ بن البَهْلُول [2] .
روت عن: أبيها، وأبي محمد بن ماسيّ، ومخلد الباقَرْحيّ.
روى عنها: أبو بكر الخطيب.
- حرف العين-
165- عبد الله بن سعيد بن لُبَّاج [3] .
أبو محمد الشَّنْتَجاليّ [4] الأُمويّ، مولاهم.
جاور بمكّة دهرًا.
وسمع بقُرْطُبة من: أبي محمد بن تيريّ [5] .
وحجّ سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة، فسمع من: أحمد بن فِراس، وعُبَيْد الله بن محمد السَّقَطيّ.
وصحِب أبا ذَرّ الهَرَويّ، واختصَّ به. ولقِي أبا سعيد السِّجْزيّ عمر بن محمد، فأخذ عنه «صحيح مسلم» .
وسمع بمصر وبالحجاز من جماعة.
وكان صالحًا، خيّرًا، زاهدًا، عاقلًا، متبتّلًا.
وكان يسرد الصَّوم، وإذا أراد الحاجة خرج من الحَرَم. ولم يكن للدّنيا عنده قيمة، وكان كثيرًا ما يكتحل بالإثْمد.
وحجّ خمسًا وثلاثين حَجَّةً. وزارَ مع كلّ حجّة زورتين.
__________
[1] توفي سنة 436، وقيل 437 هـ.
[2] انظر عن (طاهرة بنت أحمد) في:
تاريخ بغداد 14/ 445 رقم 7827، والمنتظم 8/ 120 رقم 161، (15/ 263 رقم 3255) .
[3] انظر عن (عبد الله بن سعيد) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 271- 573 رقم 598.
[4] في (الصلة) : «الشنتجيالي» .
[5] في (الصلة) : «بتري» .(29/427)
ورجع إلى الأندلس في سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة.
وحدَّث «بصحيح مسلم» في نحو جمعة بقُرْطُبة.
وتُوُفّي في رجب سنة ستٍّ وثلاثين رحمه الله.
روى عنه: أبو جعفر الهَوْزَنيّ.
166- عَبْد الله بْن محمد بْن أحمد [1] .
أبو القاسم العطّار المقرئ.
سمع: أبا محمد بن حيّان أبو الشّيخ، وغيره.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَلِيَّ الحداد، وَأَبُو الْقَاسِمِ الهذلي.
وقد قرأ على: أبي بكر عبد الله بن محمد القباب، وغيره.
ذكره ابن نُقْطَة، فَقَالَ: ذكره يَحْيَى بْنُ منده فقال، أبو القاسم عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن موسى بن شيذة، بمعجمتين.
ثمّ قال: كان إمامًا في القراءات، عالمًا بالرّوايات، ثقة أمينًا صدوقًا ورِعًا، صاحب سُنَّة. حدَّث عنه عمّي عبد الرحمن في آخرين.
167- عبد الرحمن بن أحمد بن عمر [2] .
أبو سعْد الأصبهاني الصّفّار، أخو الفقيه أبي سهل.
سمع: أبا القاسم الطَّبَرانيّ.
وعنه: الحدّاد، ومحمد بن الحسن العَلَويّ الرّسّيّ شيخ لأبي موسى المَرِينيّ.
وروى أيضًا عن: أحمد بن بُنْدَار الشّعّار، وغيره.
وتُوُفّي ليلة عَرَفَة.
168- عبد العزيز بن عبد الرّزّاق [3] .
أبو الحسين، صاحب التّبريزيّ.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن محمد) في: غاية النهاية 1/ 447 رقم 1862.
[2] انظر عَنْ (عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد بْن عُمَر) في: سير أعلام النبلاء 17/ 585، 586 رقم 391.
[3] انظر عن (عبد العزيز بن عبد الرازق) في: تاريخ بغداد 10/ 468 رقم 5645.(29/428)
حدَّث عن: القَطِيعيّ، وطيّب المُعْتَضِديّ.
قال الخطيب: كتبت عنه، ولا بأس به.
169- عبد الغفار بن عبيد الله بن محمد بن زيرك [1] .
أبو سعد التّميميّ الهمدانيّ الشافعي، شيخ همذان.
قال شيرويه: روى عن: أبيه، وأبي سهل، وابن لال، وجماعة.
ورحل فأخذ عن: أبي أحمد الفَرَضيّ، والحفّار، وأبي عمر بن مهديّ، وخلْق.
ثنا عنه ابن أخيه محمد بن عثمان، والحسين بن عبد الوهّاب الصُّوفيّ، وأحمد بن عمر المؤذّن، وأحمد بن إبراهيم بن معروف.
وكان فقيهًا إمامًا، ثقة، نَحْوِيًّا، يَعِظُ النّاسَ ويتكلَّم عليهم في علوم القوم.
وله مصنَّفات في أنواع من العلم.
ذكر أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي المنام، فألبسه قميصًا، فقال له المعبّر: إنّ الله يرزقك عِلمًا واسعًا.
170- عبد الملك بن أَحْمَد بْن محمد بْن عَبْد الملك بْن الأصْبَغ [2] .
أبو مروان القُرَشيّ القُرْطُبيّ.
روى عنه: الخَوْلانيّ، وقال: كَانَ من أهل العلم مقدَّمًا في الفَهْم، قديم الخير والفضل، له تصنيف حسن في الفِقْه والسُّنَن.
وقال غيره: له كتاب في أصول العِلم في تسعة أجزاء، وكتاب في مناسك الحجّ.
روى عن: القاضي ابن زَرْب، وأبي عبد الله بن مفرِّج، وخَلَف بن القاسم.
ولد سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة. ومات رحمه الله بإشبيليّة.
__________
[1] انظر عن (عبد الغفار بن عبيد الله) في: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 237.
[2] انظر عن (عبد الملك بن أحمد) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 360 رقم 772، والديباج المذهب 157، ومعجم المؤلفين 6/ 179، 180.(29/429)
171- عبد الوهاب بن منصور [1] .
أبو الحسن بن المشتري، قاضي الأهواز، ورئيس تلك النّاحية.
روى عن: أحمد بن عَبْدان الحافظ.
وعنه: الخطيب [2] .
172- عُبَيْد الله بن أحمد بْن عليّ بْن إسماعيل بْن عَبْد الله بن محمد بن ميكال [3] .
أبو الفضل الخُرَاسانيّ.
من بيت حشْمة وإمرة [4] .
تُوُفّي يوم النَّحْر [5] .
173- عليّ بن أحمد بن مهران [6] .
أبو القاسم الأصبهاني الصّحّاف.
روى عن: أبي بكر عبد الله بن محمد القبّاب، وأبي الشّيخ، وطائفة كبيرة.
__________
[1] انظر عن (عبد الوهاب بن منصور) في:
المنتظم 8/ 120 رقم 162، (15/ 293، 294) رقم 3256، والكامل في التاريخ 9/ 527، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 286.
[2] وقال ابن الأثير: قاضي خوزستان وفارس، وكان شافعيّ المذهب. (الكامل 9/ 527) .
[3] انظر عن (عبيد الله بن أحمد) في:
دمية القصر للباخرزي (طبعة بغداد) 2/ 85- 88 رقم 292، ويتيمة الدهر 4/ 354، وثمار القلوب 3، 36، واللباب 3/ 202، وعقود الجمان للزركشي 205، والمنتخب من السياق 295 رقم 975، وفوات الوفيات 3/ 317، وهدية العارفين 1/ 684.
[4] قال الباخرزي: «لو قيل لي: من أمير الفضل؟ لقلت: الأمير أبو الفضل. وقد صحبته بعد ما أناف على الثمانين وفارقته وهواي مع الركب اليمانيين ... » . (دمية القصر 2/ 85، 86) .
وذكر له مقطّعات من الشعر. (2/ 86- 88) .
[5] وقال عبد الغافر الفارسيّ: «الأمير الرئيس العالم، ابن الأمير أبي نصر بن الأمير أبي القاسم بن الأمير أبي العباس جمال آل ميكال. سمع الكثير بخراسان عن الحاكم أبي أحمد، وأبي عمرو ابن حمدان، وببخارى من أبي بكر محمد بن يافث البخاري، وبمكة من أبي الحسين بن رزيق، وسمع من أبي علي محمد بن عبد الله الرازيّ، وأبي عبد الله الجرجاني، وأبي الحسين بن فارس، وأبي نعيم الأسفرايني، وطبقتهم. وعقد له مجلس الإملاء، فأملى في رجب سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة، وحضر مجلسه الأئمة والقضاة والكبار والسادة، ودام ذلك مستمرا إلى أن توفي يوم الثلاثاء وهو عيد الأضحى» . (المنتخب من السياق 295) .
[6] لم أجد مصدر ترجمته.(29/430)
ورحل، وصنَّف الشّيوخ، وطال عمره.
وروى الكثير.
ولد سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.
روى عنه: أبو علي الحداد.
وتوفي في جُمَادى الأولى.
174- عليّ بن أحمد [1] .
وزير الدّيار المصريّة والدّولة المستنصريّة أبو القاسم الْجَرْجرائيّ [2] .
بقي في الوزارة بضع عشرة سنة. ومات في رمضان سنة ستٍّ وثلاثين بالاستسقاء.
صلّى عليه المستنصر. وولي الأمر بعده الوزير أبو نصر صَدَقَة بن يوسف الفَلاحيّ، فقبض على أبي عليّ بن الأنباريّ صديق الْجَرْجرائيّ، وعمل على قتله، فقيل إنّه قتله بخزانة البُنُود. فلم تَطُلْ أيّام الفَلاحيّ هذا، وحُمِل إلى خزانة البُنُود أيضًا، فقُتِل بها في أوّل سنة أربعين. واستوزر أبو البركات ابن أخي الوزير الْجَرْجَرائيّ، وقرّت الأمور إلى أن استوزر المستنصر قاضي القضاة أبا محمد اليازوريّ في سنة ثلاثٍ وأربعين.
175- عليّ بن الحسن بن عليّ بن ميمون [3] .
__________
[1] انظر عن (علي بن أحمد الجرجرائي) في:
تاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) 310، 379، وتاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) ص 334 وفيه توفي سنة 432 هـ.، وصفحة 337 (وفيات 436 هـ.) ، و (بتحقيق سويم) ص 2 (وفيات 432 هـ.) و 5 (وفيات 436 هـ.) ، والمنتظم 8/ 119 (15/ 293) ، والإشارة إلى من نال الوزارة للصيرفي 35، والكامل في التاريخ 9/ 525، وأخبار الدول المنقطعة 63- 5، 78، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 84، والمغرب في حلي المغرب 37، ووفيات الأعيان 3/ 407، 408، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 5/ 434، وبغية الطلب (مخطوط) 7/ 64، والولاة والقضاة للكندي 497، 499، والبيان المغرب 1/ 276، والعبر 3/ 163، وسير أعلام النبلاء 17/ 582، 583 رقم 388، والدرّة المضيّة 313، 332، 339، 342، 344، 349، 354- 357، وتاريخ ابن خلدون 4/ 61، واتعاظ الحنفا 2/ 190، ومعجم الأنساب والأسرات الحاكمة 148، والأعلام 4/ 254.
[2] الجرجرائي: بالراء الساكنة بين الجيمين المفتوحتين، وراء أخرى بعدها هذه النسبة إلى جرجرايا وهي بلدة قريبة من الدجلة بين بغداد وواسط. (الأنساب 3/ 223) .
[3] انظر عن (علي بن الحسن الربعي) في:(29/431)
أبو الحسن الرَّبَعيّ الدّمشقيّ، المقرئ الحافظ. ويُعرف بابن أبي زَرْوان [1] .
سمع: أحمد بن عُتْبَة بن مكين، وعبد الوهّاب الكِلابيّ، والحسن بن عبد الله بن سعيد الحمصيّ، والعبّاس بن محمد بن حِبّان، ومحمد بن عليّ بن أبي فَرْوَة، وجماعة.
وقرأ على: عليّ بن داود الدَّارانيّ الخطيب، وعليّ بن زُهير البغداديّ.
روى عنه: أبو سعْد السّمّان، ونجا بن أحمد، وعبد العزيز الكتّانيّ، وأبو عبد الله الحسن بن أبي الحديد.
تُوُفّي فِي صَفَر، وله ثلاثٌ وسبعون سنة [2] .
وقال الكتّانيّ: كان يحفظ ألف حديث بأسانيدها من حديث ابن جَوْصا، ويحفظ كتاب «غريب القرآن» لأبي عُبَيْد، وانتهت إليه الرّئاسة في قراءة الشّاميّين.
وكان ثقة مأمونًا [3] .
176- عليّ بن الحسين بن إبراهيم [4] .
أبو الحسن العَنْسيّ، الصُّوفيّ الوكيل، نزيل مصر.
روى عن: محمد بن عبد الكريم الجوهريّ قاضي الرّملة، وأحمد بن عطاء الرّوذباريّ.
__________
[ () ] الإكمال لابن ماكولا 4/ 193، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 29/ 30، 31، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 17/ 218، 219 رقم 112، وتذكرة الحفاظ 3/ 1108، 1109، والمعين في طبقات المحدّثين 127 رقم 1407، وسير أعلام النبلاء 17/ 580، 581 رقم 386، وغاية النهاية 1/ 532، وتبصير المنتبه 2/ 646، وطبقات الحفاظ 425، ومعجم طبقات الحفاظ 130، رقم 963.
[1] هكذا ضبطها في الأصل، وابن ماكولا في (الإكمال 1/ 193) ، وابن حجر في (تبصير المنتبه) 2/ 646، أما في (سير أعلام النبلاء 17/ 580) فقد ضبطها المؤلّف بكسر الزاء، وسكون الراء. وتحرّف في (غاية النهاية 1/ 532) إلى «ذروان» بالذال.
[2] كان مولده سنة 363 هـ.
[3] وزاد: «صاحب أصول حسنة» . (تاريخ دمشق 29/ 31) .
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.(29/432)
وعنه: القُضَاعيّ، وأبو طاهر بن أبي الصَّقْر الأنباريّ، والمشرف التّمّار ورّخه الحبّال.
177- عليّ بن الحسين بن موسى [1] .
الشّريف أبو طالب [2] العلويّ المُوسَوِيّ نقيب الطّالبيّين ببغداد، المعروف بالشّريف المرتضى ذو المجدين.
كان شاعرًا ماهرًا، متكلِّمًا ذكيًّا. له مصنَّفات جمّة على مذهب الشِّيعة.
حدَّث عن: سهل بن أحمد الدّيباجيّ، وأبي عُبَيْد الله المرزبانيّ، وغير هما.
قال الخطيب [3] : كتبتُ عنه، وكان مولده في سنة خمس وخمسين
__________
[1] انظر عن (علي بن الحسين المرتضى) في:
جمهرة أنساب العرب لابن حزم 56، 57، وفيه وفاته سنة 437 هـ. ويتيمة الدهر 1/ 53، وتاريخ بغداد 11/ 402، 403 رقم 6288، ودمية القصر للباخرزي (تحقيق د. سامي مكي العاني) 1/ 264 و 292- 295 رقم 106، وتاريخ الفارقيّ 163، والمنتظم 8/ 119- 129 رقم 163، (15/ 294- 300 رقم 3257 وفيه: علي بن الحسن) ، ومعجم الأدباء 13/ 146، والكامل في التاريخ 9/ 526، والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة، القسم الرابع، المجلّد الثاني/ 465- 475، وإنباه الرواة 2/ 249، 250، ووفيات الأعيان 3/ 313- 316، والمختصر في أخبار البشر 2/ 167، ورجال الطوسي 484، 485 رقم 52، وفهرست الطوسي 129، 130 رقم 433، ورجال الحلّي 94، 95 رقم 22، والرجال للنجاشي 192، 193، والعبر 3/ 186، ودول الإسلام 1/ 258، والإعلام بوفيات الأعلام 181، وسير أعلام النبلاء 17/ 588- 590 رقم 394، وميزان الاعتدال 3/ 124، وتلخيص ابن مكتوم 134، 135، وتاريخ ابن الوردي 1/ 349، وعيون التواريخ 12/ 204- 208، والوافي بالوفيات (مخطوط) 12/ 40- 42، ومرآة الجنان 3/ 55- 57، والبداية والنهاية 12/ 53، والوفيات لابن قنفذ 241 رقم 436، ولسان الميزان 4/ 223- 225، والنجوم الزاهرة 5/ 39، وبغية الوعاة 2/ 162، رقم 1699، ومنهج المقال للمامقاني 231، 232، ومنتهى المقال 214، وتنقيح المقال 2/ 284، 285، ونزهة الجليس 2/ 373، 374، وكشف الظنون 748، 794، ومجمع الرجال للقهپائي 4/ 189- 191، ومعالم العلماء لابن شهرآشوب 60- 62، وتذكرة المتبحّرين 486، وشذرات الذهب 3/ 256، 258، وروضات الجنات 383- 388، وإيضاح المكنون 1/ 5، 136، وهدية العارفين 1/ 688، والدرجات الرفيعة 458، وديوان الإسلام 4/ 153، 154، رقم 1870، وأعيان الشيعة 41/ 188- 197، وطبقات أعلام الشيعة (النابس في القرن الخامس) 120، 121، والذريعة 2/ 401، والأعلام 4/ 278، ومعجم المؤلفين 7/ 81، وانظر مقدّمة كتابه «أمالي المرتضى» .
[2] ويقال: «أبو القاسم» .
[3] في تاريخه 11/ 402.(29/433)
وثلاثمائة. وهو أخو الشّريف الرّضيّ.
قلتُ: كلٌّ منهما رافضيّ. وكان المرتضى رأسًا في الاعتزال، كثير الاطّلاع والجِدال.
قَالَ أَبُو مُحَمَّد بْن حَزْمٍ فِي «الْمِلَلِ وَالنِّحَلِ» [1] : «ومن قول الإماميّة كلها قديمًا وحديثًا أنّ القرآن مُبَدَّلٌ، زيدَ فيه ونقص منه [2] ، حاشى عليّ بن الحسين [3] ابن موسى، وكان إماميًّا فيه تظاهرٌ بالإعتزال، ومع ذلك فإنّه يُنْكر هذا القول ويُكَفِّر من قاله، وكذلك صاحباه أبو يَعْلَى الطُّوسيّ، وأبو القاسم الرّازيّ» .
قلتُ: وقد اختلف في كتاب «نهج البلاغة» المكذوب على عليّ عليه السّلام، هل هو من وَضْعه، أو وضع أخيه الرَّضِيّ [4] .
وقد حكى عنه ابن بَرْهان النَّحْويّ أنّه سمعَه وَوجْهُهُ إلى الحائط يُعاتب نفسه ويقول: أبو بكر وعمر وليا فعدلا، واسترحما فرحما، أفأنا أقول ارتدّا؟
قلتُ: وفي تصانيفه سبّ الصّحابة وتكفيرهم.
- حرف الميم-
178- مجاهد بن عبد الله [5] .
السّلطان أبو الجيش الأندلسيّ العامريّ، الملقَّب بالموفّق. مولى النَّاصر عبد الرحمن بن المنصور أبي عامر وزير الأندلس.
ذكره الحُمَيْديّ [6] ، فقال: كان من أهل الأدب والشّجاعة والمحبَّة للعلوم.
__________
[1] ج 5/ 22 (طبعة مكتبة صبيح بالأزهر) .
[2] في (الملل والنحل) : «زيد فيه ما ليس منه ونقص منه كثير وبدّل منه كثير» .
[3] في (الملل والنحل) : «الحسن» .
[4] وقال المؤلّف- رحمه الله- في «سير أعلام النبلاء» 17/ 589: «هو جامع كتاب (نهج البلاغة) المنسوبة ألفاظه إلى الامام عليّ رضي الله عنه، ولا أسانيد لذلك، وبعضها باطل، وفيه حقّ، ولكن فيه موضوعات حاشا الإمام من النطق بها، ولكن أين المنصف؟ وقيل: بل جمع أخيه الشريف الرضيّ» . وانظر: وفيات الأعيان 3/ 313.
[5] انظر عن (مجاهد بن عبد الله) في:
جذوة المقتبس 352- 354 رقم 829، والحلّة السيراء لابن الأبّار 2/ 43، 47، 117، 128، وبغية الملتمس 457، 458، ومعجم الأدباء 17/ 80، 81، ومآثر الإنافة 1/ 355 وفيه: «مجاهد بن علي» ،. ومعجم المؤلفين 8/ 177.
[6] في (جذوة المقتبس 353) .(29/434)
نشأ بقُرْطُبة وكانت له همّة وجلادة وجُرأة. فلمّا جاءت أيّام الفتنة وتغلّبت العساكر على النّواحي بذهاب دولة مولاه، توثّب هو على شرق الأندلس، وغلب على تلك الجزائر وحماها. ثمّ قصد منها في المراكب والعساكر إلى سردانية، جزيرة كبيرة للرّوم، سنة سبع وأربعمائة، فافتتح معاقلها وغلب على أكثرها.
ثمّ اختلفت عليه أهواء جُنْده، وجاءت نجدة الرّوم وقد عزم على الخروج من سردانية طمعًا في أن يفرّق مَن يَشغب عليه. فدهمته الملاعين في جَحْفَلتهم، وغلبوا على أكثر مراكبه. فحدَّثنا ابن حزْم قال: حدَّثني ثابت بن محمد الْجُرْجَانيّ قال: كنتُ مع أبي الجيش أيّام غزو سردانية، فدخل بالمراكب في مَرْسى نهاه عنه أبو خَرُّوب رئيس البحريّين، فلم يقبل منه، فلمّا حصل في ذلك المرسي هبّت ريحٌ جعلت تقذِف مراكبَ المسلمين مركبًا مركبًا إلى الرّيف، والرّومُ لا شُغْل لهم إلّا الأسر والقتْل. فكلّما ملكوا مركبًا بكى مجاهد بأعلى [1] صوته ولا يقدر على شيء لارتجاج البحر، وأبو خَرُّوب ينشد:
بكى دَوْبَلٌ لا أرْقَأَ الله دمعَه [2] ... ألا إنّما يبكي من الذّلّ دوبل
ويقول: قد كنت حذّرته من الدخول هنا فأبى.
ثمّ تخلّصنا في يسير من المراكب.
قال الحُمَيْديّ [3] : ثمّ عاد مجاهد إلى الأندلس، فاختلفت به الأحوال حتّى تملّك دانية وما يليها واستقرَّ بها.
وكان من الأجواد العلماء، باذلًا للمال في استمالة الأُدباء، فبذل لأبي غالب تمّام بن غالب اللّغَويّ ألف دينار على أن يزيد في ترجمة الكتاب الّذي ألّفه في اللّغة ما ألّفه لأبي الجيش مجاهد، فامتنع أبو غالب وقال: ما ألّفته له.
وفيه يقول صاعد بن الحسن اللُّغَويّ، وقد استماله على البُعْد، بمال، قصيدته:
أتتني الخريطة والمراكب ... كما اقترن السّعد والكوكب
__________
[1] في الأصل: «بأعلى» .
[2] في (جذوة المقتبس 353) : «عينه» .
[3] في (الجذوة) 353.(29/435)
وحُطّ بمينائه [1] قِلْعُهُ ... كما وضَعَتَ حملها المُقْربُ
على ساعةٍ قام فيها الثّناءُ [2] ... على هامة المشتري يخطبُ
مجاهدُ رُضْتَ إبَاء الشَّمُوس ... فاصْحَبْ ما لم يكن يُصْحَبُ
فقُلْ واحتكِمْ فسميعُ الزّمانِ ... مُصيخٌ إليك بما ترغبُ
وقد ألّف مجاهد كتابًا في العَرُوض يدلّ على فضائله.
وقد وزر له أبو العبّاس أحمد رشيق.
تُوُفّي بدانية سنة ستٍّ وثلاثين.
179- محمد بن أحمد بن بكير التّنوخيّ [3] .
الخيّاط، إمام مسجد أبي صالح الّذي بظاهر باب الشرقيّ.
حدث عن: عبد الوهاب الكلابي، وعبد الله بن محمد الحِنّائيّ.
روى عنه: الكتّانيّ، ونجا العطّار.
180- محمد بن أحمد بن أبي شُعيب [4] .
الفقيه أبو منصور الرُّويانيّ. نزيل بغداد.
سمع: ابن كَيْسان النَّحْويّ، وسهل بن أحمد الدِّيباجيّ.
وعنه: الخطيب [5] .
181- محمد بن الحسن بن محمود [6] .
أبو منصور الأصبهانيّ المعلم الصّوّاف.
__________
[1] في (جذوة المقتبس 354) : «يمينا به» .
[2] في (الجذوة) : «البناء» .
[3] انظر عن (محمد بن أحمد بن بكير) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 36/ 274، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 21/ 263 رقم 167.
[4] انظر عن (محمد بن أحمد بن أبي شعيب) في:
تاريخ بغداد 1/ 307 رقم 184 وفيه: «محمد بن أحمد بن شعيب» ، ومثله في: المنتظم 8/ 126 رقم 164 (15/ 300 رقم 3258، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 38 وفيه قال السبكي: «وبخط الذهبي أبي شعيب بن عبد الله بن المفضل بن عقبة» .
[5] وقال: كتبنا عنه وكان صدوقا. (تاريخ بغداد 1/ 308) .
[6] لم أجد مصدر ترجمته.(29/436)
182- محمد بن الحسين بن أحمد بن بُكَيْر [1] .
أبو طالب التّاجر.
بغداديّ.
كان أبوه حافظًا فسمَّعه من: أبي محمد بن ماسيّ، وأبي الفتح محمد بن الحسين الأزْديّ، وجماعة.
روى عنه: الخطيب [2] ، وأحمد بن محمد بن قيداس المقرئ.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة.
183- محمد بْن عَبْد الله بن حسين بن هارون [3] .
أبو بكر الوضّاحيّ الحمصيّ الزّاهد المقرئ. ويلقّب أبوه بجَرَميّ.
سكن دمشق، وروى عن: أبي عليّ بن أبي الرَّمْرَام، وأبي سليمان بن زَبْر، وأحمد بن عُتْبَة، ويوسف المَيَانِجِيّ، والفضل بن جعفر التّميميّ.
روى عنه: عبد العزيز بن أحمد الكتّانيّ وقال: كان يذهب مذهب أبي الحسن الأشْعريّ. وتُوُفّي في صفر.
وروى عنه أيضًا: أبو القاسم المصِّيصيّ، وأحمد بن عبد المنعم الكُرَيْديّ، ونجا العطّار، وعبد الله بن عبد الرّزّاق، ومحمد بن عليّ الفرّاء، وآخرون.
قَالَ ابن عساكر [4] : سَمِعْتُ أبا الْحَسَن بْن المسلم، عن بعض شيوخه، أنّ أبا بكر بن الْجَرَميّ صادف في بعض الأيّام أحمال خمر لأمير دمشق «جيش بن
__________
[1] انظر عن (محمد بن الحسين التاجر) في:
تاريخ بغداد 2/ 253 رقم 724، والمنتظم 8/ 126 رقم 165 (15/ 300 رقم 3259) ، والبداية والنهاية 12/ 53.
[2] وقال: كتبنا عنه وكان صدوقا وسماعاته كلها بخط أبيه. وسألته عن مولده فقال: ولدت يوم الثلاثاء لثلاث خلون من ذي القعدة سنة سبع وخمسين وثلاثمائة.
[3] انظر عن (محمد بن عبد الله الوضّاحي) في:
تاريخ مولد العلماء ووفاتهم 138، وتبيين كذب المفترى 256، 257، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 38/ 198، 199، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 22/ 270 رقم 342.
[4] في تاريخ دمشق 38/ 198.(29/437)
الصِّمْصامة» [1] ، فأراقها أبو بكر كلَّها عند بيت لهْيا، فبلغ جيشًا الخبر، فأحضره فسأله عَنْ أشياء من القرآن والحديث والفِقْه، فوجده عالما، ثمّ نظر إلى ساربه وإلى أظافيره، فإذا هي مقصوصة، فأمر أن يُنظر إلى عانته فإذا هي محلوقة، فَقَالَ: اذهب فقد نجوت منّي، لم أجد ما أحتجُّ به عليك.
184- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أحمد [2] .
أبو الوليد المُرْسيّ. يُعَرف بابن مِيقُل [3] .
حدَّث عن: سهل بن إبراهيم، وهاشم بن يحيى، وأبي محمد الأصِيليّ.
وسكن قُرْطُبة، وتفقّه بها مدّة.
قال أبو عَمْرو الحذّاء: ما لقيت أتمّ ورعًا ولا أحسن خلقًا ولا أكمل علمًا منه. كان يختم القرآن على قدميه في كل يوم وليلة. ولم يأكل اللّحم من أوّل الفتنة إلّا من طيرٍ أو حوت أو صيد.
وكان من كرام النّاس على توسُّط ماله.
وكان أحفظ النّاس لمذهب مالك وأقواهم احتجاجًا له، مع عِلمه بالحديث الصّحيح والسّقيم، والرّجال، والعمل باللُّغة والنَّحْو والقراءات والشِّعْر. وكان محمودًا في بلده، مطلوبًا لعِلمه وفضله.
تُوُفّي لليلتين بقيتا من شوّال بمُرْسِيَة، ودُفن في قِبْلة جامعها [4] . ووُلِد سنة اثنتين وستين وثلاثمائة.
185- مُحَمَّد بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمد [5] .
__________
[1] هو: «جيش بن محمد بن الصمصامة» . انظر عنه في: أمراء دمشق في الإسلام 25 رقم 84، وكتابنا: تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ (عصر الصراع العربيّ- البيزنطي والحروب الصليبية) طبعة ثانية- ص 288.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الله المرسي) في:
ترتيب المدارك للقاضي عياض 4/ 751، والصلة لابن بشكوال 2/ 527، وسير أعلام النبلاء 17/ 586 رقم 392، والنجوم الزاهرة 5/ 39.
[3] تحرّفت في (ترتيب المدارك) إلى «مقبل» ، وفي (النجوم الزاهرة) إلى «منقذ» .
[4] ترتيب المدارك، الصلة.
[5] انظر عن (محمد بن عبد العزيزي) في:
يتيمة الدهر 4/ 428، ودمية القصر (طبعة بغداد) 2/ 224- 226 رقم 358، وطبقات فقهاء(29/438)
أبو عبد الرحمن النِّيليّ الفقيه الشّافعيّ.
من كبار أئمّة خُراسان.
كان إمامًا فقيهًا زاهدًا، صالحًا، كبير القدْر، له شِعر جيّد.
عُمّر ثمانين سنة.
وحدَّث عن: أبي عَمْرو بن حمدان، وأبي أحمد الحاكم، وغيرهما.
وأملى مدّة.
وكان له ديوان شِعْر.
روى عنه: إسماعيل بن عبد الغافر، وأحمد بن عبد الملك المؤذّن [1] .
186- محمد بن عليّ بن الطّيّب [2] .
__________
[ () ] الشافعية للعباديّ 101، والمنتخب من السياق 31 رقم 33، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 75، والعبر 3/ 186، والوافي بالوفيات 3/ 262، وشذرات الذهب 3/ 258.
[1] وقال الباخرزي: «كتبت عنه الحديث، ورويت عنه الشعر ... وأنشدني أيضا في مجلس إملائه بنيسابور يوم الجمعة بعد الصلاة سنة أربع وثلاثين وأربعمائة» ، وذكر له عدّة مقطّعات. (دمية القصر 2/ 224- 226) .
وقال عبد الغافري الفارسيّ: «الفقيه الأديب الشاعر، من كبار أئمة أصحاب الشافعيّ في عصره، أوحد الناس في العلم والزاهد والورع وقلّة الاختلاط وكثيرة العبادة، أستاذ الجماعة» .
(المنتخب من السياق 31) .
ومن شعره:
ما حال من أسر الهوى ألبابه؟ ... ما حال من كسر التصابي بابه؟
نادى الهوى أسماعه فأجابه ... حتى إذا ما جار أغلق بابه
أهوى لتمزيق الفؤاد فلم يجد ... في صدره قلبا فشقّ ثيابه
(السبكي 3/ 75، 76) .
[2] انظر عن (محمد بن علي بن الطّيب) في:
طبقات المعتزلة 118، وتاريخ بغداد 3/ 100، والمنتظم 8/ 126، 127 رقم 166، (15/ 300، 301 رقم 3260) ، والكامل في التاريخ 9/ 527، وتاريخ الحكماء 293، 294، ووفيات الأعيان 4/ 271، والمختصر في أخبار البشر 2/ 167، 168، ودول الإسلام 1/ 258، وميزان الاعتدال 4/ 271، وسير أعلام النبلاء 17/ 587، 588 رقم 393، والعبر 3/ 187، والإعلام بوفيات الأعلام 181، وتاريخ ابن الوردي 1/ 349، والوافي بالوفيات 4/ 125، وعيون التواريخ 12/ 212، 213، ومرآة الجنان 3/ 57، والبداية والنهاية 12/ 53، 54، وكشف الظنون 413، 1200، 1272، وشذرات الذهب 3/ 259، وهدية العارفين 2/ 69، وروضات الجنات 178، وتراجم الرجال 35، والأعلام 6/ 275، ومعجم المؤلفين 11/ 20.(29/439)
أبو الحسين المعتزليّ، صاحب التَّصانيف الكلاميّة.
كان من فُحُول المعتزلة، فصيحًا متفنِّنًا، حُلْو العبارة، بليغًا.
صنَّف «المعتمد في أُصُول الفِقْه» ، وهو كبير، وكتابًا «أصلح الأدِلّة» في مجلَّدَتَين، وكتاب «غُرَر الأدِلَّة» في مجلَّد، وكتاب «شرح الأُصُول الخمسة» ، وكتاب «الإمامة» ، وكتابًا في أصول الدِّين على قواعد المعتزلة.
وتنبَّه الفُضلاء بكُتُبه واعترفوا بحِذْقة وذكائه.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ [1] : كَانَ يَرْوِي حَدِيثًا وَاحِدًا حَدَّثَنِيهِ مِنْ حِفْظِهِ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا هِلَالُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنَا الْغَلَابِيُّ، وَأَبُو مُسْلِمٍ الْكَجِّيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَالِدٍ الزُّرَيْقِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حَيَّانَ الْمَازِنِيُّ، وَأَبُو خَلِيفَةَ قَالُوا: ثَنَا الْقَعْنَبِيُّ حَدِيثَ: «إِذَا لَمْ تَسْتَحي [2] فَافْعَلْ مَا شِئْتَ» [3] . رَحِمَ اللَّهُ الْمُسْلِمِينَ.
تُوُفّّي في شهر ربيع الآخر.
187- محمد بن محمد بن عليّ بن الحَسَن بن عليّ بن إبراهيم بن عليّ ابن عُبَيْد الله بن الحسين بن زين العابدين [4] .
الشّريف أبو الحسن بن أبي جعفر العَلَويّ الحسينيّ العبيدليّ النَّسَّابَة.
أحد شيوخ الشِّيعة.
كان علّامة في الأنساب، صنّف فيها كتابا سمّاه «كتاب الأعقاب» .
__________
[1] في تاريخه 3/ 100.
[2] هكذا في الأصل، وفي تاريخ بغداد «إذا لم تستح» .
[3] الحديث بكاملة: «إن مما أدرك الناس من كلام النبوّة الأولى: إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ» .
رَوَاهُ البخاري في الأدب 7/ 100 باب إذا لم تستح فاصنع ما شئت، وأبو داود في الأدب (4797) باب في الحياء، وابن ماجة في الزهد (4183) باب الحياء، وأحمد في المسند 4/ 121، 122 و 5/ 373.
[4] انظر عن (محمد بن محمد بن علي) في:
الوافي بالوفيات 1/ 118، وعمدة الطالب 311، وطبقات أعلام الشيعة (النابس) ص 185، ولسان الميزان 5/ 366، 367، والنجوم الزاهرة 5/ 41، والأعلام 7/ 245، 246، ومعجم المؤلفين 11/ 246 وفيه أرّخ وفاته بسنة 437 هـ.
وستعاد ترجمته في وفيات السنة التالية (437 هـ.) باسم «محمد بن محمد بن مكي» ، برقم (211) .(29/440)
روى عن أبيه، عن ابن عُقْدة، وعن: محمد بن عمران المَرْزُبانيّ، وأبي عمر بن حَيَّوَيْهِ، وغيرهم.
ولو سمع على قدْر عمره لسمع من أبي عَمْرو بن السّمّاك وطبقته. فإنّه وُلِد في ذي القعدة سنة ثمانٍ وثلاثين وثلاثمائة، وعُمِّر دهرًا، وتلمذ في الرَّفْض للشيخ المفيد المعروف بابن النُّعْمان.
روى عنه: أبو حرب محمد بن المُحسِّن العَلَويّ النَّسَّابَة، وأحمد بن محمد بن الوتّار، وأبو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز العُكَبْرِيّ، وآخرون.
وقد روى عن أبي الفَرَج الأصبهاني كتاب «الدّيارات» .
وروى أيضًا عن أبي بكر أحمد بن الفضل الرَّبَعيّ سندانة، عن أبي عُبَادة البُحْتُرِيّ عدّة قصائد من شِعْره. وهو آخر من حدَّث عن هذين.
وذكره ابن عساكر في «تاريخه» ، وقال: ذكره أبو الغنائم النَّسَّابة وأنّه اجتمع به في دمشق ومصر. وسمع منه علما كثيرا. وذكر أنّ له كُتُبًا كثيرة وشِعْرًا. وكان يُعرف بشيخ الشَّرَف.
وقال هلال بن المحسِّن: تُوُفّي في سابع رمضان ببغداد، ثمّ ذكر مولده كما تقدَّم.
وضعّفه ابن خَيْرُون، وقال: حدَّث عن أبي الفَرَج الأصبهاني «بمقاتل الطّالبيّين» من غير أصل، ولا وُجِد سماعُه في شيءٍ قطّ.
188- المحسّن بن محمد بن العبّاس بن الحسن بن أبي الْجِنّ [1] .
الشّريف أبو تُراب الحُسَينيّ، نقيب العلويّين، وقاضي دمشق بعد أخيه لأمّه فخر الدّولة أبي يَعْلَى حمزة بن الحَسَن نيابةً عن أبي محمد القاسم بن النُّعْمان.
روى عن: يوسف الميانجيّ.
__________
[1] انظر عن (المحسّن بن محمد) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 40/ 653، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 24/ 112، 113 رقم 82 وفيه: «ابن أبي الحسن» .(29/441)
روى عنه: علي بن أحمد بن زهير، وأبو القاسم بن أبي العلاء، وعبد العزيز الكتّانيّ.
- حرف الهاء-
189- هبة الله بن إبراهيم بن عمر المصريّ الصّوّاف [1] .
روى عن: عليّ بن الحسين الأنطاكيّ، وغيره.
روى عنه: أبو إسحاق الحبّال، وأبو العبّاس الرّازيّ.
- حرف الياء-
190- يحيى بن عبد الملك بن كَيْس [2] .
أبو بكر القُرْطُبيّ المتكلِّم.
كان حاذقًا بالْجَدَل والمناظرة متبحّرًا في ذلك. لم يكن بالأندلس في وقته أبصر منه بالكلام والبحث.
عاش سبْعًا وأربعين سنة.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمة.
[2] انظر عن (يحيى بن عبد الملك) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 667 رقم 1467 وفيه: «يحيى ابن عبد الله» .(29/442)
سنة سبع وثلاثين وأربعمائة
- حرف الألف-
191- أحمد بن ثابت بن أبي الْجَهْم [1] .
أبو عمر الواسطيّ الأندلسيّ.
من قرية واسط، إحدى [2] قرى قَبْرة.
روى عن: أبي محمد الأصِيليّ، وكان يتولّى القراءة عليه.
وكان خيِّرًا صالحًا. أمّ بمسجد بنفسج ستّين سنة. وكُفَّ بَصَرُه.
192- أحمد بن محمد بن الحسين بن يَزْدَة [3] .
أبو عبد الله المِلْنجيّ [4] الأصبهاني، الخيّاط المقرئ.
سمع: أبا الشّيخ، وأبا بكر القبّاب، وغير هما.
روى عنه: أبو عليّ الحدَّاد.
وقرأ عليه: أبو الفتح الحدّاد، وغيره.
193- أحمد بن محمد بن عبد الله بن أحمد [5] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن ثابت) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 50، 51 رقم 103.
[2] في الأصل: «أحد» .
[3] انظر عن (أحمد بن محمد الملنجيّ) في:
الإكمال لابن ماكولا 7/ 321، الأنساب 11/ 473، وسير أعلام النبلاء 17/ 593 (دون ترجمة) .
[4] الملنجيّ: بكسر الميم، وفتح اللام، وسكون النون، وفي آخرها الجيم. هذه النسبة إلى قرية بأصبهان، يقال لها ملنجة قد قيل إنها محلّة بأصبهان. (الأنساب) .
[5] انظر عن (أحمد بن محمد الهاشمي) في:
المنتخب من السياق 94، 95 رقم 206، وسيعاد في وفيات السنة التالية (437 هـ.) برقم (217) .(29/443)
أبو الفضل الهاشميّ العبّاسيّ الرّشيديّ المَرْوَرُّوذِيّ.
قاضي سِجِسْتان.
سمع من: محمد بن منصور المَرْوَزِيّ، وأبي أحمد الغِطْريفيّ.
روى عنه: مسعود بن ناصر السِّجْزيّ، والخطيب.
وله شِعر رائق.
عاش إلى هذا العام.
194- أحمد بن يوسف [1] .
أبو نصر [2] المَنَازِيّ الكاتب الشّاعر الوزير.
وَزَرَ لأبي نصر أحمد بن مروان بن دُوستك، صاحب مَيَّافارِقين وديار بكر.
وترسَّل إلى القسطنطينيّة مِرارًا، وجمع كُتُبًا كثيرة، ثمّ وقفها على جَامِعَيْ آمِد ومَيَّافارِقين [3] .
واجتمع بأبي العلاء المَعَرّيّ فشكا إليه أبو العلاء أنّه منقطع عن النّاس وهم يُؤْذُونه. فقال: ما لهم ولك، وقد تركت لهم الدُّنيا والآخرة؟ فتألَّم أبو العلاء وأطرق مُغْضِبًا [4] .
وهو من مَنَازْجِرْد [5] من نواحي خَرْت بَرْت ليس من مَنَازْجِرْد الّتي من عمل خلاط [6] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن يوسف) في:
معجم البلدان 5/ 202، ووفيات الأعيان 1/ 143- 145، والمختصر في الأخبار البشر 2/ 168، والعبر 3/ 187، رقم 437، وسير أعلام النبلاء 17/ 583، 584 رقم 389، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 616، وتاريخ ابن الوردي 1/ 349، والدرّة المضيّة 603، والوافي بالوفيات 8/ 285- 288، وتبصير المنتبه 4/ 1393، وشذرات الذهب 3/ 259، 260.
[2] وفي (المشتبه) و (تبصير المنتبه) : «أبو العباس» .
[3] المختصر في أخبار البشر 2/ 168، تاريخ ابن الوردي 1/ 349، وقال ابن خلّكان: وهي موجودة بخزائن الجامعين، ومعروفة بكتب المنازي. (وفيات الأعيان 1/ 143) .
[4] وفيات الأعيان 1/ 143.
[5] في: «المختصر في أخبار البشر» 2/ 168 «منازجهر» ، و (المثبت يتفق مع: تاريخ ابن الوردي 1/ 350) .
[6] وفيات الأعيان 1/ 144.(29/444)
وللمَنَازيّ ديوان شِعر قليل الوقوع، وهو منسوب إلى منازْكَرْد، وفيه يقول القائل:
وأفْقَر من شِعْر المَنَازِيّ المنازِلُ ومن شعره:
وافَى إليَّ كتابه فتَضوَّعَتْ ... كفّاي سَاعةَ نَشُرهِ من نَشْرِهِ
وفَضَضْتُه مُسْتَبْشرًا ورُودَه ... فعرفت فَحْوَى صدره من صدرِه
سَرَّى همومي ما حَواه وسرَّني ... أنْ مرَّ ذِكْري خاطِرًا في سِرِّه
- حرف الحاء-
195- الحسين [1] بن محمد بن أحمد بن محمد بن جُمَيْع [2] .
أبو محمد الغسّانيّ الصَّيْدَاويّ، المُلقَّب بالسَّكَن.
روى عن: أبيه أبي الحسين، وجدَّيه أحمد بن محمد، ومحمد بن سليمان
__________
[1] في الأصل: «الحسن» ، وهو غلط، والصحيح ما أثبتناه.
[2] انظر عن (الحسين بن محمد الصيداوي) في:
المنتخب من حديث ابن جميع (مجموع مخطوط بالظاهرية رقم 17 حديث) ، والأنساب 8/ 117 (358 ب) ، وتاريخ دمشق 10/ 25 و 11/ 177 (و 3/ 161 و 398 و 10/ 255 و 11/ 177 (و 3/ 161 و 398 و 10/ 255 و 11/ 288 و 12/ 508 و 16/ 242 و 18/ 317 و 604 و 26/ 107 و 28/ 451 و 500 و 29/ 25 و 30/ 514 و 32/ 113 و 34/ 479 و 35/ 110 و 36/ 195 و 367 و 400، و 37/ 585 و 38/ 269 و 39/ 319 و 40/ 73 و 41/ 531 و 43/ 572 و 597) ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 7/ 61 رقم 33، ومعجم البلدان 3/ 437، 438، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 441، 442 و 4/ 240، وسير أعلام النبلاء 17/ 592، ومعرفة القراء الكبار 1/ 316 و 319، وغاية النهاية 2/ 148، وشذرات الذهب 3/ 35، وفهرس مخطوطات الحديث بالظاهرية 36، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 123 رقم 448 (الحسن) ، و 2/ 165- 172 رقم 509 (الحسين) ، وانظر: معجم الشيوخ، لأبيه أبي الحسين محمد بن أحمد بن جميع المتوفى 402 هـ. وهو بتحقيقنا، وقد نشرت «حديث السّكن» ملحقا به ص 414- 422 (طبعة مؤسسة الرسالة، ببيروت، ودار الإيمان بطرابلس، طبعة أولى 1405 هـ. / 1985 م. وطبعة ثانية 1407 هـ. / 1987 م.) وانظر مقدّمة «معجم الشيوخ» ص 11، 12، وقد نسب «الألباني» المنتخب من الحديث إلى أبيه محمد بن أحمد، وهذا غلط.(29/445)
ابن أحمد بن ذَكْوان [1] ، ويوسف المَيَانِجِيّ، وأحمد بن عطاء الرُّوذَبَاريّ، وطائفة [2] .
وعنه: محمد بن أحمد بن أبي الصَّقْر الأنباريّ، وحمْد بن عليّ الرّهاويّ، وعليّ بن بكّار الصُّوريّ، وجماعة.
وبالإجازة: نصر المقدسيّ، وأبو الحسن بن المَوَازِينيّ [3] .
قال المنجّا بن سُلَيْم الكاتب: قال لي أبو محمد بن جُمَيْع: مكثت ستّة أشهُر [4] ما شربت الماء [5] . قال لي أبو السَّرِيّ الطّبيب: إنّ معدتك تشبه الآبار،
__________
[1] هو البعلبكي، وقد سمعه بصيداء سنة 354 هـ.
[2] منهم: أبو صادق محمد بن نصر الطبري الّذي حدّث بصيداء سنة 359 هـ. وأبو بكر أحمد بن محمد الكوفي الكندي المصّيصي الّذي حدّث بصيداء في شهر صفر سنة 359 هـ.، وأبو عمران موسى بن عبد الرحمن البيروتي الصبّاغ المقرئ إمام جامع بيروت، وأبو بكر محمد بن أحمد بن عيسى القمّي الّذي حدّث بصيداء في شهر ذي القعدة سنة 363 هـ، وأبو حفص عمر ابن علي بن الحسن العتكيّ الأنطاكي الخطيب الّذي حدّث بأنطاكيّة سنة 357 هـ.، ومحمد ابن موسى بن أبي بكر المراغي الطرسوسي أمير الساحل في سنة 362 هـ.، وأبو بكر محمد ابن مكرز القرشي الّذي حدّث بصيداء سنة 362 هـ.، وأبو بكر محمد بن سعيد بن ياسين الكلاعي الحمصي الّذي حدّث بصيداء بعد سنة 360 هـ، وحكى عن طلحة بن أبي السكن الصيداوي. (انظر: موسوعة علماء المسلمين 2/ 170- 172) .
[3] وروى عنه أيضا: أبو الحسن علي بن أحمد بن يوسف القرشي الهكاري، وأبو عبد الله الحسين ابن علي النسوي الفقيه الّذي حدّث بدمشق سنة 440 هـ.، وأبو الفضل الحسن بن عطية الله ابن الحسن الخطيب المعدّل وقد سمعه بصور، وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد، وأبو نصر الفتح بن الحسين بن أحمد بن سعدان الفارقيّ، والحسين بن محمد بن أحمد بن طلاب القرشي، وأبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد الأندلسي، الباجي المتوفى 474 هـ، وأبو حفص عمر بن الحسين بن عيسى بن إبراهيم الدوني الصوفي ساكن صور، وأبو الحسن علي ابن أحمد بن يوسف القرشي المتوفى 489، وعلي بن الحسن بن علي الشيرازي الصوفي، ومشرّف بن مرجّا المقدسي الفقيه، وموسى بن علي بن محمد بن علي، وأبو عمران النحويّ الصقليّ، وأبو القاسم الخضر بن الفتح الصوفي المزيّن المتوفى 458، وأبو جعفر أحمد بن محمد بن متّويه المروزي المعروف بكاكوا، وأبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصقر، وأبو الفتح عاصم بن محمد بن أبي مسلم الدينَوَريّ، وأبو بكر عتيق بن علي بن داود التميمي الصقلي المتوفى 464 هـ. (انظر: موسوعة علماء المسلمين 2/ 166 و 170، 171) .
[4] في تاريخ دمشق 11/ 177: «وقفت سنة وخمسة أشهر» .
[5] وزاد ابن عساكر: «وأكثر أوقاتي في الصيف ما أشرب الماء وما أريده، وإنما أشرب في الشتاء من حين إلى حين. ثم إني وصفت ذلك لأبي السّريّ جورجس النصراني المتطبّب» .
(11/ 177) .(29/446)
باردة [1] في الصَّيف حارّة في الشّتاء، إنّي أنصحك فاشرب الماء، وإلّا خِفْتُ على كَبِدك [2] فأَلْزَمْتُ نفسي شُرْبَ الماء حتّى تعوّدت [3] .
وقال: سمعتُ «الموطّأ» من جدّي سنة سبْعٍ وأربعين وثلاثمائة كذا في النُّسْخة، ولعله سنة سبْعٍ وخمسين.
قال: ولي سبْعٌ وثمانون سنةً. وقد سردتُ الصَّوم ولي ثمان وعشرون سنة.
وسردَ أبي الصَّوم وله ثمانية عشر عامًا وإلى أن مات.
وصام جدّي وله اثنتا عشر سنة حتّى مات [4] .
تُوُفّي، رحمه الله، يوم عيد الفِطْر [5] .
196- الحسين بن محمد بن بيان [6] .
المؤذّن أبو عبد الله البغداديّ. عُرِف بابن مجوجا.
قال الخطيب [7] : كتبتُ عنه عن عبد الله بن موسى الهاشميّ.
وكان صدوقًا. ذكر لي أنّه سمع من حبيب القزّاز، والقَطِيعيّ، وأنّ كُتُبَه ضاعت، وأنّه وُلِد سنة سبْعٍ وأربعين وثلاثمائة.
[حرف العين]
197- عبد الرحمن بن مَخْلَد بن عبد الرحمن بن أحمد بن بَقِيّ بن مَخْلَد [8] .
أبو الحسن القُرْطُبي.
سمع من أبيه، وأجاز له جدّه.
وأخذ عن أبي بكر بن زرب كتاب «الخصال» من تأليفه.
__________
[1] في «تاريخ دمشق» : «النبع باردة» .
[2] في «تاريخ دمشق» : «وإلّا خفت على معدتك تتجلّز» .
[3] وفي «تاريخ دمشق» : «فكنت أشربه كرها، ثم تعوّدت، ثم إني صرت كثير العلل» .
[4] تاريخ دمشق 11/ 177.
[5] وقيل له: أنت اسمك حسين والأغلب عليك «سكن» ، فقال: كانت أمي لا يعيش لها أولاد، فلما ولدتني سمّاني أبي حسين، فرأت أمي في المنام من أمرها بتسميتي «سكن» .
[6] انظر عن (الحسين بن محمد بن بيان) في: تاريخ بغداد 8/ 108 رقم 4225، والمنتظم 8/ 128 رقم 167، (15/ 303 رقم 3261) .
[7] في تاريخه 8/ 108.
[8] انظر عن (عبد الرحمن بن مخلد) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 329 رقم 703.(29/447)
وولي قضاء طُلَيْطُلَة مرَّتين.
وكان مليح الخطّ، دَرِبًا بالقضاء. ثمّ ولي أحكام الشُّرطة والسّوق بقُرْطُبة إلى أن تُوُفّي في النّصف من ربيع الآخر فجأةً.
ووُلِد سنة ثمانٍ وخمسين وثلاثمائة.
198- عبد الصّمد بن محمد [1] .
أبو الفضل البغداديّ ابن الفُقَاعيّ.
سمع مجلسًا من أبي بكر القَطِيعيّ.
وكان خطيب قرية الرُّخَّجِيّة [2] على فَرْسَخ من بغداد [3] .
199- عليّ بن أحمد بن الحسن بن عبد السّلام الْبَغْدَادِي [4] .
أبو الحسين [5] بن الشِّيرَجِيّ [6] المقرئ.
سمع من: القَطِيعيّ، وعبد العزيز الخِرَقيّ.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقا.
مات في جُمَادى الآخرة.
200- عليّ بن عبد الصّمد بن عُبَيْد الله [7] .
أبو الحسن الهاشميّ، خطيب الجانب الغربيّ.
سمع: أبا محمد بن السّقّاء الواسطيّ، ومحمد بن أحمد المفيد، والأبهريّ.
__________
[1] انظر عن (عبد الصمد بن محمد) في:
تاريخ بغداد 11/ 45 رقم 5725، والمنتظم 8/ 128، 129 رقم 169، (15/ 303، 304 رقم 3263) ، والأنساب 6/ 96، 97.
[2] الرّخّجيّة: بضم الراء وفتح الخاء المعجمة المشدّدة وفي آخرها الجيم، وهذه النسبة إلى الرّخّجية، وهي قرية على نحو فرسخ من بغداد وراء باب الأزج. (الأنساب 6/ 96) .
[3] وكان صالحا صدوقا.
[4] انظر عن (علي بن أحمد بن الحسن) في: تاريخ بغداد 11/ 333 رقم 6162.
[5] في: تاريخ بغداد: «أبو الحسن» .
[6] الشيرجيّ: بكسر الشين المعجمة، وسكون الياء، وفتح الراء، وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى بيع دهن الشيرج، وهو دخن السمسم، وببغداد يقال لمن يبيع الشيرج: الشيرجي، والشيرجاني. (الأنساب 7/ 454) .
[7] لم أجد مصدر ترجمته.(29/448)
201- عليّ بن محمد بن الحسن [1] .
أبو الحسن البغداديّ الحربيّ السِّمسار، المعروف بابن قُشَيْش.
سمع: أبا بكر القطيعيّ، وإبراهيم بن أحمد بن الحُرْفيّ، وابن لؤلؤ الورّاق، وأبا سعيد الحُرْفيّ، ومحمد بن المظفّر.
قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقًا يتفقّه بمذهب مالك [2] .
تُوُفّي في شعبان، وولد في سنة ستّ وخمسين وثلاثمائة.
- حرف الميم-
202- محمد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرحمن بن محمد بن موسى [3] .
أبو بكر الأصبهاني الصّفّار.
سمع: أبا الشّيخ.
وعنه: أبو عليّ الوَخْشيّ، ومسعود بن ناصر السِّجْزيّ، وأبو عليّ الحدّاد، وآخرون.
بقي إلى سنة سبْعٍ هذه.
203- محمد بْن أَحْمَد بْن محمد بْن عَمْرو البجليّ ابن القمّاح [4] .
روى عن: يوسف المَيَانِجِيّ.
روى عنه: عبد العزيز الكتّانيّ، ونجا بن أحمد، وجماعة.
204- محمد بن الحسين بن عمر بن برهان [5] .
أبو الحسن بن العراك. أخو عبد الوهّاب [6] .
__________
[1] انظر عن (علي بن محمد) في: السابق واللاحق 57، وتاريخ بغداد 13/ 100، 101 رقم 6534.
[2] وزاد الخطيب: وكان حسن الصوت بالقرآن.
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] انظر عن (محمد بن أحمد البجلي) في:
تالي تاريخ مولد العلماء ووفاتهم، ورقة 139، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 36/ 438، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 21/ 308، 309. وكنيته: أبو بكر، ويقال: أبو عبد الله.
[5] انظر عن (محمد بن الحسين) في: تاريخ بغداد 2/ 244 رقم 710.
[6] وهو أكبر من أخيه عبد الوهاب الّذي توفي سنة 447 هـ. (الأنساب 408 ب) . وانظر ترجمة أخيه في الطبقة التالية برقم (216) .(29/449)
حدَّث في هذه السّنة عن: إسحاق بن سعْد النَّسَويّ.
205- محمد بن سليمان [1] .
أبو عبد الله الرُّعَينيّ القُرْطُبيّ الضّرير المعروف بابن الحنّاط، الأديب.
قال الأبّار: كان عالمًا بالآداب، قائمًا على اللّغة والعربيّة، وشاعرا مُفْلَقًا [2] ، شارك في الطّبّ وغيره. وله رسائل بديعة وشِعر مدوَّن.
تُوُفّي في جُمَادى الآخرة.
ذكره الحُمَيْديّ، وابن حَيَّان.
206- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أحمد [3] .
أبو بكر الأصبهاني المؤذّن التّبّان.
__________
[1] انظر عن (محمد بن سليمان) في: جذوة المقتبس للحميدي 57، 58 رقم 60، وبغية الملتمس للضبيّ 77، 78، رقم 125.
[2] وقال الحميدي: وشعره كثير مجموع، مدح الملوك والوزراء والرؤساء، وكان يناوئ أبا عامر أحمد بن عبد الملك بن شهيد بليغ وقته، ويعارضه، وله معه أخبار مذكورة، ومناقضات مشهورة، فأخبرني الرئيس أبو الحسن عبد الرحمن بن راشد الراشدي قال: لما نعيت أبا عامر ابن شهيد إلى أبي عبد الله بن الحنّاط، وقد عرفت ما كان بينهما من المنافسة بكى، وأنشدني لنفسه بديهة:
لما نعي الناعي أبا عامر ... أيقنت أني لست بالصابر
أودى فتى الظرف وترب النّدى ... وسيد الأوّل والآخر
ولابن الحنّاط من كلمة طويلة في مدح أبي عامر بن شهيد أولها:
أما الفراق فلي من يومه فرق ... وقد أرقت لو ينفع الأرق
أظعانهم سابقت عيني التي انهملت ... أم الدموع مع الأظعان تستبق
عاق «العقيق» عن السّلوان واتّضحت ... في «توضح» لي من نهج الهوى طرق
لولا النسيم الّذي تأتي الريح به ... إذا تضوّع من عرف الحمى الأفق
لم أدر أن بيوت الحيّ نازلة ... نجدا ولا اعتادني نحو الحمى القلق
ما في الهوادج إلّا الشمس طالعة ... وما بقلبي إلّا الشوق والأرق
ومن أخرى:
سقيا لمعهد لذّات عهدت به ... غزلان «وجرة» ترعى روضة أنفا
من كل بيضا مثل البدر مطّلعا ... هيفاء مثل قضيب البان منعطفا
إلف ألفت الضّنا من بعد فرقته ... حتى غدا بدني من دّقة ألفا
(جذوة المقتبس، بغية الملتمس) .
[3] لم أجد مصدر ترجمته.(29/450)
إمام مسجد المسى [1] .
سمع من أبي الشّيخ.
وعنه: قُتَيْبَة بن سعيد، وسعيد بن محمد البقّال، واللّبّاد، وأبو عليّ الحدّاد.
قال يحيى بن مَنْدَهْ: مات في جُمَادَى الآخرة.
207- محمد بن عبد الله بن يزيد بن محمد بن جُنَيْد [2] .
أبو عبد الله اللّخْميّ الإشبيليّ، المعروف بابن الأحدب.
كان رجلًا صالحًا مقبلًا على ما يعنيه، قديم الطَّلَب، جامعًا للكُتُب.
سمع: أبا محمد الباجيّ، وأبا عبد الله بن مفرِّج، وعباس بن أصْبَغ، وجماعة [3] .
تُوُفّي في شوّال في ثمانين سنة [4] .
208- محمد بن عبد الوهّاب بن أبي العلاء [5] .
أبو عبد الله الدّلّال، بغداديّ.
سمع «مُسْنَد أبي هريرة» ، من أبي بكر القَطِيعيّ، وحدَّث.
209- محمد بن عليّ بن نصر [6] .
أبو الحسن الكاتب البغداديّ.
صاحب «ديوان الرّسائل» في دولة جلال الدّولة أبي طاهر بن بهاء الدّولة ابن عضُد الدّولة. وترسّل عنه إلى الملوك، ولقي جماعة من كبار الأُدباء.
وأخذ عن: أبي الفرج الببّغاء، وأبي نصر بن نباتة.
__________
[1] هكذا في الأصل، ولعلّه «مسجد المثنّى» .
[2] انظر عن (محمد بن عبد الله الإشبيلي) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 527، 528 رقم 1156 وفيه «خبير» بدل «جنيد» .
[3] روى عنه ابن خزرج وأثنى عليه.
[4] ومولده سنة 357 هـ.
[5] انظر عن (محمد بن عبد الوهاب) في: تاريخ بغداد 2/ 382 رقم 898.
[6] انظر عن (محمد بن علي بن نصر) في: الوافي بالوفيات 4/ 124، وشذرات الذهب 3/ 225، ومعجم المؤلفين 11/ 67.(29/451)
وكان أديبًا بليغًا فصيحًا إخباريًّا.
سمع من أبي القاسم عيسى بن الوزير.
روى عنه: أبو منصور محمد بن محمد العُكْبَرِيّ.
وله كتاب «المفاوضة» . صنَّفه للملك العزيز جلال الدّولة.
تُوُفّي بواسط في ربيع الآخر، وله خمسٌ وستّون سنة.
وهو أخو القاضي عبد الوهّاب بن عليّ المالكيّ شيخ المالكيّة.
210- محمد بن محمد بن أحمد [1] .
أبو طاهر بن سُمَيْكَة.
روى عن: محمد بن المظفّر.
روى عنه: الخطيب، وقال: صدوق.
مات في شوّال.
211- محمد بن محمد بن مكّيّ بن الحسن بن عليّ بن إبراهيم [2] .
العلويّ الحُسَينيّ البغداديّ.
قدِم دمشق. وذكر أبو الغنائم النّسّابَة أنّه اجتمع به وسمع منه بدمشق ومصر عِلمًا كثيرًا من تصانيفه وشِعْره. وكان يُلقَّب بشيخ الشّرف.
عُمِّر تسْعًا وتسعين سنة.
212- مكّيّ بن أبي طالب [3] حمّوش بن محمد بن مختار.
__________
[1] انظر عن (محمد بن محمد بن أحمد) في: تاريخ بغداد 3/ 234 رقم 308.
[2] تقدّمت ترجمته ومصادرها في وفيات السّنة السابقة (436 هـ.) برقم (187) وهو هناك «محمد ابن محمد بن علي» .
[3] انظر عن (مكي بن أبي طالب حمّوش) في:
جذوة المقتبس للحميدي 351 رقم 820، ونزهة الألباء لابن الأنباري 254، 255، وفهرسة ما رواه عن شيوخه الإشبيلي 41، 44، 51، 67، 76، 429، والصلة لابن بشكوال 2/ 631- 171، وإنباه الرواة للقفطي 3/ 313- 319، ووفيات الأعيان 5/ 274- 277، وترتيب المدارك للقاضي عيّاض 4/ 737، 738، والإعلام بوفيات الأعلام 182، والمعين في طبقات المحدّثين 127 رقم 1408، ومعرفة القراء الكبار 1/ 394- 396 رقم 333، والعبر 3/ 187، 188، ودول الإسلام 1/ 258، وسير أعلام النبلاء 17/ 591- 593 رقم 395، وتلخيص ابن مكتوم (مخطوط) ورقة 251- 254، وعيون التواريخ (مخطوط) 12/ 217، ومرآة الجنان(29/452)
الإمام أبو محمد القَيْسيّ القيروانيّ، ثمّ القُرْطُبيّ المقرئ.
شيخ الأندلس.
حجّ، وسمع بمكّة من: أحمد بن فِراس، ومحمد بن محمد بن جبريل العُجَيْفِيّ، وأبي القاسم عُبَيْد الله السَّقَطيّ، وأبي بكر أحمد بن إبراهيم المَرْوَزِيّ.
وقرأ القرآن على أبي الطّيّب بن غَلْبُون، وعلى ابنه طاهر.
وسمع بالقَيْروان من: أَبِي محمد بْن أَبِي زيد، وأبي الحسن القَابسيّ، وغيرهم.
قال صاحبه أبو عمر بن مَهْديّ المقرئ: كان رحِمه الله من أهل التَّبَحُّر في علوم القرآن والعربيّة، حَسَن الفَهْم والخُلُق، جيّد الدِّين والعقل، كثير التّأليف في علوم القرآن، محسنًا لذلك، مجوِّدًا للقراءات السَّبْع، عالمًا بمعانيها.
ولد سنة خمس وخمسين وثلاثمائة بالقيروان. فأخبرني أنّه سافر إلى مصر وهو ابن ثلاث عشرة سنة، واختلف إلى المؤدِّبين بالحساب، وأكمل القرآن بعد ذلك.
ثمّ رجع فأكمل القراءات على أبي الطّيّب سنة ستٍّ وسبعين وثلاثمائة.
وقرأ القراءات بالقيروان سنة سبْعٍ وسبعين. ثمّ نهض إلى مصر وحجّ.
__________
[ () ] 3/ 57، 58، والديباج المذهب 2/ 342، 343، والوفيات لابن قنفذ 242، 3. رقم 437، والبلغة في تاريخ أئمة اللغة للفيروزابادي 263، 264، وغاية النهاية لابن الجزري 2/ 309، 310 رقم 3645، وطبقات ابن قاضي شهبة 257، والنجوم الزاهرة 5/ 46، وبغية الوعاة 2/ 396، رقم 2018، وتاريخ الخلفاء 422، ومعالم الإيمان للدبّاغ 3/ 213، وطبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 331، 332، 337، 338، وشذرات الذهب 3/ 260، 261، ومفتاح السعادة 1/ 419، وكشف الظنون 2/ 33، 121، 174، 206، 210، 339، 393، 404، 459، 495، 660، 908، 909، 938، 1388، 1432، 1448، 1470، 1491، 1695، 1730، 1851، 1899، 1920، 2024، 2041، 2048، وإيضاح المكنون 1/ 85 و 2/ 554، وعقد الجوهر لجميل العظم 297- 300، وهدية العارفين 2/ 470، 471، وإيضاح المكنون 1/ 85، وديوان الإسلام 4/ 123، 124 رقم 1823، والأعلام 7/ 286، ومعجم المؤلفين 13/ 3، ومدرسة الحديث في القيروان 2/ 640، 799.
في «ترتيب المدارك» 4/ 737: «حمّوس» (بالسين المهملة) .(29/453)
وابتدأ بالقراءات بمصر، ثمّ عاد، ثمّ رجع إلى مصر سنة اثنتين وثمانين، وعاد إلى بلاده سنة ثلاثٍ، فأقرأ القراءات.
ثمّ خرج سنة سبْعٍ وثمانين فحجّ وجاورَ بمكّة، فحجَّ أربع حججٍ متوالية، ودخل إلى الأندلس في سنة ثلاثٍ وتسعين.
وجلس للإقراء بجامع قُرْطُبة وعظُم اسمه وجلَّ قدْرُه [1] .
قال ابن بشْكُوال: ثمّ قلّده أبو الحزْم جَهْوَر خَطَابة قُرْطُبة بعد وفاة يونس ابن عبد الله القاضي.
وكان قبل ذلك ينوب عن يونس في الخطبة. وكان ضعيفًا عليها على أدبه وفهْمه.
وله ثمانون تأليفًا.
وكان خيِّرًا، فاضلًا، متديِّنًا، متواضعًا، مشهورًا بالصّلاح وإجابة الدّعوة.
حكى أبو عبد الله الطّرفيّ قال: كان عندنا رجلٌ فيه حِدَّة، وكان له على الشّيخ أبي محمد مكّيّ تسلُّط. كان يدنو منه إذا خطب فيغمزه ويُحْصِي عليه سَقَطاته. وكان الشّيخ كثيرًا ما يتلعثم ويتوقَّف، فجاء ذلك الرّجل في بعض الْجُمَع وجعل يحدّ النَّظر إلى الشّيخ ويغمزه، فلمّا خرج ونزل معنا في موضعه، قال: أمِّنوا على دعائي.
ثمّ رفع يديه وقال: اللَّهمّ اكْفِنِيه، اللَّهمّ اكْفِنِيه، اللَّهمّ اكفنيه. فأمَّنّا.
قال: فأُقْعِد ذلك الرّجل وما دخل الجامع بعد ذلك اليوم.
وقال ابن حَيّان: تُوُفّي ثاني المحرَّم، وصلّى عليه ابنه أبو طالب محمد.
__________
[1] قال القاضي عيّاض: ودخل قرطبة أيّام المظفر ابن أبي عامر سنة ثلاث وتسعين ولا يؤبه به إلى أن تنبّه لمكانه ابن ذكوان القاضي، فأجلسه في المسجد الجامع، فنشر علمه وعلا ذكره، ورحل إليه الناس، ثم ولي الخطبة والصلاة مدّة، إلى أن أقعده عنها الخوف. وكان مع رسوخه في علم القرآن وتفنّنه فيه، قراءات وتفاسير ومعاني، نحويا لغويا فقيها راويه. ولي الشورى وصنّف تصانيف جليلة في علوم القرآن وغير ذلك. ومن أشرف تصانيفه كتاب «الهداية» في التفسير، وكتاب «الكشف» في وجوه القراءات، «واختصار الحجّة» للفارسي، وكتاب «إعراب القرآن» ، وكتاب «الإيضاح» في ناسخه ومنسوخه، وهو كتاب حسن، وكل تواليفه حسنة، وكتاب «المأثور عن مالك في الأحكام» ، و «التفسير» ، و «التبصرة» ، و «الموجز» ، و «اختصار أحكام القرآن» ، و «الإيجاز واللمع في الإعراب» ، و «انتخاب نظر القرآن» للجرجاني، و «الواعي» في الفرائض، وغير ذلك. (ترتيب المدارك 4/ 438) .(29/454)
قلتُ: [تلا عليه خلْق منهم: عبد الله بن سهل، ومحمد بن أحمد بن مطرّف، وروى عنه بالإجازة أبو محمد بن عَتَّاب] [1] .
- حرف الياء-
213- يحيى بن هشام بن أحمد [2] .
أبو بكر بن الأصْبَغ القُرَشيّ الأندلسيّ.
كان بارعًا في الآداب، عالمًا بالعربيّة واللُّغَة، مقدَّمًا في معاني الأشْعَار الجاهليّة، مشاركًا في العلوم.
توفّي ببَطِلْيُوس رسولًا، وله سبْعٌ وأربعون سنة.
__________
[1] في الأصل بياض، وما بين الحاصرتين استدركته من: سير أعلام النبلاء 17/ 592.
[2] انظر عن (يحيى بن هشام) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 677 رقم 1469.(29/455)
سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة
- حرف الألف-
214- أحمد بن الحسن بن عيسى بن شرارة [1] .
أبو الحسن النّاقِد [2] ، أخو أبي طاهر البغداديّ.
سمع: أبا محمد بن ماسيّ [3] .
215- أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر [4] .
أبو يعلى ابن زوج الحُرّة.
كان أصْغر إخْوته.
روى عن: الدَّارَقُطْنيّ، وأبي الحسن الحربيّ.
وعنه: الخطيب، وصدَّقه [5] .
216- أحمد بن محمد بن العبّاس بن بكران [6] .
الهاشميّ العبّاسيّ، أبو العبّاس.
عن: عليّ بن محمد بن كَيْسان.
وعنه: الخطيب، وقال: صدوق.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن الحسن بن عيسى) في: تاريخ بغداد 4/ 93 رقم 1739.
[2] قال الخطيب: سمعته يذكر أنه كان يكنّى أبا بكر، ثم كنّاه الناس بعد أبا الحسن وغلبت عليه، وهو أخو أبي طاهر محمد بن الحسن وكان الأصغر.
[3] وقال الخطيب: كتبت عنه وكان صدوقا.
[4] انظر عن (أحمد بن عبد الواحد) في: تاريخ بغداد 4/ 270 رقم 2015.
[5] وقال: كتبت عنه وكان صدوقا ... وسألته عن مولده فقال: ولدت بعد أن استخلف القادر باللَّه بأربعين يوما. وكان استخلاف القادر باللَّه في يوم السبت الحادي عشر من شهر رمضان سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.
[6] انظر عن (أحمد بن محمد بن العباس) في: تاريخ بغداد 5/ 72 رقم 2453.(29/456)
تُوُفّي عن بضعٍ وسبعين سنة.
217- أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد [1] .
أبو الفضل الهاشميّ العبّاسيّ الهارونيّ الرَّشِيديّ.
نزيل سَجسْتان.
قدِم نَيْسابور، وحدَّث.
روى عن: أبي بكر المفيد، والغِطْرِيفيّ، والخليل السِّجْزيّ.
روى عنه: مسعود بن ناصر الحافظ، وأبو القاسم الحشكاني [2] .
218- أحمد بن محمد [3] .
أبو الحسن القنطري المقرئ.
أخذ القراءة عن: الشَّنْبُوذيّ، وعلي بن يوسف العلّاف، وعمر بن إبراهيم الكتّابيّ.
وأقرأ النّاس دهرًا بمكّة.
قال أبو عَمْرو الدَّانيّ: لم يكن بالضَّابِط ولا بالحافظ.
تُوُفّي بمكّة سنة ثمانٍ وثلاثين.
219- أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن مَنْدُوَيْه [4] .
أبو بكر الشُّرُوطيّ الأصبهاني، ويُعرف بابن الأسود.
سمع: عبد الله الصَّائِغ، وأبا الشّيخ.
روى عنه: أبو عليّ الحدّاد.
تُوُفّي في ذي الحجّة.
220- إسماعيل بن عبد الرحمن بن عَمْر بن النّحّاس المصريّ [5] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد الهاشمي) في: المنتخب من السياق 94، 95 رقم 206، وقد تقدّمت ترجمته في وفيات السنة السابقة (436 هـ) برقم (193) .
[2] في «المنتخب» : «الحسكانيّ» (بالسين المهملة) .
[3] انظر عن (أحمد بن محمد القنطري) في: فهرسة ما رواه عن شيوخه لابن خير الإشبيلي 26، ومعرفة القراء الكبار 1/ 296 رقم 334، وميزان الاعتدال 1/ 156، وغاية النهاية 1/ 136 رقم 641.
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
[5] لم أجد مصدر ترجمته.(29/457)
ولد سنة أربع وخمسين وثلاثمائة.
وسمع من أصحاب النّسائيّ. وحدَّث.
تُوُفّي في رجب.
- حرف الباء-
221- بِشْر بن محمد [1] .
أبو نصر الأصبهاني الْجُوزدَانيّ [2] .
روى عن: عُبَيْد الله بن يعقوب الأصبهاني.
وعنه: أبو عليّ الحدّاد.
- حرف الجيم-
222- جعفر بن أحمد بن عبد الملك بن مروان الأُمويّ [3] .
اللُّغَويّ أبو مروان ابن الغاسلة.
من أهل إشبيليّة.
روى عن: القاضي أبي بكر بن زَرْب، وأبي جعفر بن عَوْن الله، والزُّبَيْديّ، وابن مفرِّج، وجماعة.
وكان بارعًا في الأدب واللُّغة ومعاني الشِّعْر، ذا حظٍّ في علم السُّنَّة.
عاش أربعًا وثمانين سنة.
- حرف الحاء-
223- الحَسَن بْن محمد بْن إبراهيم [4] .
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] الجوزداني: بضم الجيم وسكون الواو والزاي وبعدها الدال المهملة وفي آخره النون. هذه النسبة إلى جوزدان، ويقال لها كوزدان، وهي قرية على باب أصبهان كبيرة كثيرة الخير.
(الأنساب 3/ 362، 363) .
[3] انظر عن (جعفر بن أحمد) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 128 رقم 291.
[4] انظر عن (الحسن بن محمد بن إبراهيم) في:
فهرسة ما رواه عن شيوخه لابن خير الإشبيلي 26، ومعرفة القراء الكبار 1/ 296، 297 رقم 235، والعبر 3/ 188، وغاية النهاية 1/ 230 رقم 1045، والنجوم الزاهرة 5/ 42، وحسن المحاصرة 1/ 493، وشذرات الذهب 3/ 261.(29/458)
أبو عليّ البغداديّ، الفقيه المالكيّ، المقرئ.
مصنِّف كتاب «الرَّوْضة في القراءات» [1] .
روى هذا الكتاب عنه: أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل بن غالب الخيّاط، وأبو الحسن عليّ بن محمد بن حُمَيْد الواعظ.
وقرأ عليه: أبو القاسم الهُذليّ، وإبراهيم الخيّاط المذكور المالكيّ شيخ ابن الفحّام الصِّقِلّيّ.
وتُوُفّي في رمضان، وأسانيده في هذا الكتاب.
قرأ على: ابن أبي مسلم الفَرَضيّ، والسُّوسَنْجِرْديّ، وعبد الملك النَّهْرَوانيّ، والحمّاميّ، وطبقتهم.
224- الحسن بن محمد بن عمر بن عُدَيْسَة [2] .
أبو عليّ النَّرْسيّ البزّاز.
سمع: أَبَا حَفْص بْن شاهين، وأبا القاسم بن الصَّيدلانيّ.
قال الخطيب: كان صدوقًا من أهل المعرفة بالقراءات.
مات في رجب.
مولده سنة ثمانين وثلاثمائة.
225- الحسين بن يحيى بن أبي عَرّابة [3] .
أبو البركات.
ورّخه الحبّال.
- حرف الطّاء-
226- طلحة بن عبد الملك بن عليّ [4] .
أبو سعْد الطّلْحيّ الأصبهانيّ التّاجر.
__________
[1] وهو في القراءات الإحدى عشرة. (غاية النهاية 1/ 230) .
[2] انظر عن (الحسن بن محمد بن عمر) في: تاريخ بغداد 7/ 425 رقم 3996، والمنتظم 8/ 130 رقم 172، (15/ 306 رقم 3266) .
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] لم أجد مصدر ترجمته.(29/459)
سمع: أبا بكر بن المقرئ.
روى عنه: أبو عليّ الحدّاد.
- حرف العين-
227- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن عبد الله بن إبراهيم [1] .
أبو محمد الهاشميّ العبّاسيّ المعتصميّ.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقًا.
228- عبد الله بن يوسف بن عبد الله بن يوسف بن محمد بن حَيَّوَيْهِ [2] .
الشّيخ أبو محمد الْجُوَيْنيّ [3] .
تُوُفّي بنَيْسابور في ذي القعدة.
وكان إمامًا فقيهًا، بارعًا في مذهب الشّافعيّ، مفسِّرًا نَحْوِيًّا أديبا.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن أحمد الهاشمي) في: تاريخ بغداد 9/ 398 رقم 5006، والمنتظم 8/ 130 رقم 173، (15/ 306 رقم 3267) .
[2] انظر عن (عبد الله بن يوسف) في:
طبقات فقهاء الشافعية للعبادي 12، وتاريخ بغداد 10/ 198، ودمية القصر للباخرزي 1/ 35، 36 و 441- 445 و 2/ 245، 246 رقم 264، والمنتظم 8/ 130، 131 رقم 174، (15/ 306، 307 رقم 3268) ، وتبيين كذب المفترى 257، 258، والكامل في التاريخ 9/ 535، واللباب 1/ 256، والمنتخب من السياق 276، 277 رقم 906، والأنساب 3/ 385، ومعجم البلدان 2/ 193، وإنباء الرواة 2/ 152 رقم 366، ووفيات الأعيان 3/ 47، 48 رقم 366، والمختصر في أخبار البشر 2/ 168، والعبر 3/ 188، وسير أعلام النبلاء 17/ 617، 618 رقم 413، والإعلام بوفيات الأعلام 182، وتاريخ ابن الوردي 1/ 350، ومرآة الجنان 3/ 58، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 208- 219، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 238- 240 رقم 305، والبداية والنهاية 12/ 55، والوافي بالوفيات 17/ 682- 684 رقم 581، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 214، 215 رقم 171، وتاريخ الخميس 2/ 191، والنجوم الزاهرة 5/ 42، وطبقات المفسرين للسيوطي 15، وطبقات المفسرين للداوديّ 1/ 253- 255، ومفتاح السعادة 2/ 184، وتاريخ الخلفاء 422، وطبقات ابن هداية الله 144، 145، وكشف الظنون 339، 385، 445، وشذرات الذهب 3/ 261، 262، وهدية العارفين 1/ 451، وديوان الإسلام 2/ 87 رقم 679، والأعلام 4/ 146، ومعجم المؤلفين 6/ 165.
[3] الجويني: بضم الجيم المعجمة، وفتح الواو، وسكون الياء المثنّاة من تحتها، وفي آخرها النون، نسبة إلى: جوين، وهي ناحية كبيرة من نواحي نيسابور، تشتمل على قرى كثيرة مجتمعة. (الأنساب 3/ 385، ومعجم البلدان 2/ 193، واللباب 1/ 256) .(29/460)
تفقّه بنَيْسابور على: أبي الطّيّب الصُّعْلُوكيّ [1] .
ثمّ خرج إلى مَرْو.
وتفقّه على أبي بكر القفّال وتخرَّج به فِقْهًا وخلافًا [2] . وعادَ إلى نيسابور سنة سبع وأربعمائة، وقعد للتّدريس والفَتْوَى.
وكان مجتهدًا في العبادة، مَهِيبًا بين التّلامذة، صاحب جدّ ووَقار. صنف «التّبصرة» في الفقه، وصنّف «التّذكرة» ، و «التّفسير الكبير» ، و «التّعليق» .
وسمع من: القفال، وعدنان بن محمد الضبي، وأبي نعيم عبد الملك بن الحسن، وابن محمش.
وببغداد من: أبي الحسين بن بشران، وجماعة.
روى عنه: ابنه إمام الحرمين أبو المعالي، وسهل بن إبراهيم المسجدي، وعلي بن أحمد المديني.
قال أبو عثمان الصابوني: لو كان الشّيخ أبو محمد في بني إسرائيل لنُقلت إلينا شمائلُه وافتخروا به.
وقال عليّ بن أحمد المَدِينيّ: سمعته يقول إنّه من سِنْبِس، قبيلة من العرب [3] .
وقال الحافظ أبو صالح المؤذّن: غسّلته، فلمّا لَفَفْتَهُ في الأكفان رأيت يده اليُمْنَى إلى الإبط منيرة كلون القمر. فتحيّرت، وقلت: هذه بركة فتاويه [4] .
__________
[1] المختصر في أخبار البشر 2/ 168.
[2] وانتقى طريقة وهذّبها. (المنتخب من السياق 276) .
[3] قال ابن الأثير: «بطن من طيِّئ» . (الكامل 9/ 535) .
[4] وقال الباخرزي: «علمه في العالم علم، والألسنة والأقلام كلها في ذكر فضائله ونقش شمائله لسان وقلم، وكانت أوقاته على الخير مقصورة، وراياته على العصاة منصورة، وقضي الأرب من الأدب، مملوء العكم من العلم، اشتق كنيته شبله من معاليه، ووقّع عن الله في فتاويه، وخلّى المساوئ لمناويه ومساويه، وقد اختلفت إليه فصارت دهم أيامي بمجالسته غرّا، وملأت جيبي وحجري وسمعي من حسن عباراته درا. ولم يسمح لي ولغيري من تلامذته بشيء من منظومه، ولا بمقدار يتعلّل به غيضا من فيض علومه، غير أني عثرت في بعض تعليقاتي ببيتين له يرثي بهما واحدا من أصدقائه، وجلب بحسن صنعته وشي الأدب من صنعائه. وهما:
رأيت العلم بكاء حزينا ... ونادي الفضل وأحزاني وبؤسي
سألتهما بذاك فقيل أودى ... أبو سهل محمد بن موسى
(دمية القصر 2/ 245، 246) .(29/461)
229- عبد الباقي بن هبة اللَّه بْن محمد بْن جعْفَر [1] .
أَبُو القاسم البغداديّ الحفّار.
230- عبد الرحمن بن إِبْرَاهِيم بن محمد بن الشَرَفيّ القُرْطُبيّ [2] .
والد الحاكم أبي إسحاق.
ولي القضاء بعدّة كُوَر مَيُورقَة، وغيرها.
وعاش نيِّفًا وسبعين سنة.
231- عبد الرحمن بن محمد بن عبّاس بن جَوْشَن [3] .
أبو محمد الأنصاريّ، عُرِف بابن الحصّار الطُّلَيْطُلَيّ.
خطيب طُلَيْطُلَة.
روى عن: أبي الفَرَج عَبْدُوس بن محمد، ومحمد بن عَمْرو بن عَيْشُون، وتمّام بن عبد الله، وطائفة من شيوخ طُلَيْطُلَة.
وروى عن: أبي جعفر بن عَوْن الله، وأحمد بن خالد التّاجر، وابن مفرِّج، ومحمد بن خليفة.
وحجّ، وسمع يسيرًا، وعُنِي بالرّواية والْجَمْع حتّى كان أوحد عصره.
وكانت الرّحلة إليه. وكان ثقة صدوقًا صبورا على النّسخ.
ذكر أنّه نسخ «مختصر ابن عُبَيْد» وعَارَضَه في يومٍ واحد.
وكان مولده في سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة.
حدَّث عنه: حاتم بن محمد، وأبو الوليد الوخْشيّ، وجُمَاهر بن عبد الرحمن، وأبو عمر بن سُمَيْق، وأبو الحسن بن الألْبيريّ ووصَفه بالدِّين والفضل والوقار.
وضَعُفَ في آخر عُمره عن الإمامة، فلزم داره.
__________
[ () ] وقال عبد الغافر الفارسيّ: «قعد للتدريس والفتوى ومجلس المناظرة، إلى أن أصابته عين الكمال وأدركته المنيّة في حدّ الكهولة، واحترقت قلوب أهل السّنّة» . (المنتخب من السياق 276) .
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن إبراهيم) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 331 رقم 705.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد الطليطلي) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 330 رقم 704.(29/462)
232- عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد [1] .
أبو طاهر الحَسْنَابَاذِيّ، يُعرف بمكشوف الرّأس.
كان من أعيان صوفيّة إصبهان وفُقهائها.
سمع من: أبي الشّيخ.
ورحل فسمع بمصر وبغداد.
روى عنه: الحدّاد.
وتوفّي في ربيع الآخر.
233- عليّ بن عمر بن عبد الله بن أحمد بن عليّ بن شَوْذَب [2] .
أبو الحسين الواسطيّ.
حدَّث في هذه السّنة بواسط عَنْ أَبِي بكر القَطِيعيّ.
- حرف الفاء-
234- الفضل بن محمد بن سعيد [3] .
أبو نصر القاشانيّ [4] الأصبهاني.
سمع: أبا الشّيخ.
وعنه: أبو عليّ الحدّاد، وغانم البُرْجِيّ، وجماعة.
- حرف الميم-
235- محمد بْن إبراهيم بْن محمد [5] .
أبو الحسين البغداديّ المطرّز.
كان وكيلًا على أبواب القضاة.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (علي بن عمر) في: سؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي 91، 92، رقم 72.
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] القاشاني أو القاساني: بفتح القاف، والسين المهملة وفي آخرها نون. (الأنساب 10/ 17) وفي (اللباب) : بالسين المهملة أو الشين المعجمة، هذه النسبة إلى قاسان (قاسان) ، وهي بلدة عند قمّ على ثلاثين فرسخا من أصبهان، وأهلها من الشيعة.
[5] انظر عن (محمد بن إبراهيم) في: تاريخ بغداد 1/ 418 رقم 421، والمنتظم 8/ 131 رقم 176، (15/ 307 رقم 3270) .(29/463)
سمع: عليّ بن محمد بن كَيْسان، وابن نجيب.
تُوُفّي في شوّال.
236- محمد بن الحسن بن عيسى [1] .
أبو طاهر بن شرارة البغداديّ النّاقد.
سمع: القَطِيعيّ، وابن ماسي.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقًا.
تُوُفّي في ذي القعدة.
237- محمد بْن الحُسين بْن الشّيخ أبي سليمان محمد بن الحسين الحرّانيّ [2] .
ثمّ البغداديّ. أبو الحسين الشّاهد.
سمع: ابن مالك القَطِيعيّ، وعليّ بن عبد الرحمن البكّائيّ، وابن ماسيّ.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقا.
مات في صفر.
238- محمد [3] بن أبي السُّكَّريّ [4] ، واسمه عمر، بن محمد بن إبراهيم ابن غياث.
أبو بِشْر [5] البغداديّ الوكيل.
سمعَ: عليّ بن لؤلؤ، وابن المظفّر، وأبا حفص بن شاهين.
قال الخطيب: كتبت عنه، وذُكر لنا عنه الاعتزال [6] .
239- محمد بن عبد الله بن أحمد [7] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن الحسن الناقد) في: تاريخ بغداد 2/ 221 رقم 664، والمنتظم 8/ 131 رقم 175 (15/ 307 رقم 3269) .
[2] انظر عن (محمد بن الحسين الشاهد) في: تاريخ بغداد 2/ 254 رقم 726، والمنتظم 8/ 131 رقم 177، (15/ 307 رقم 3271) .
[3] انظر عن (محمد بن أبي السري) في: تاريخ بغداد 5/ 39، 40، رقم 975.
[4] في الأصل «السري» ، والتصحيح من: تاريخ بغداد.
[5] في: تاريخ بغداد: أبو بشير.
[6] وزاد: وكان سماعه صحيحا.
[7] لم أجد مصدر ترجمته.(29/464)
أبو بكر الأصبهاني التّبّان المؤذّن.
سمع من: أبي الشّيخ.
روى عنه: الحدّاد، وأبو الفتح محمد بن عبد الله الصّحّاف، وآخرون.
240- محمد بن عليّ بن محمد بن سَيُّوَيْه [1] .
أبو محمد الأصبهاني المؤدّب، المكفوف والده.
سمع: أبا الشّيخ بن حَيّان.
روى عنه: عبد العزيز النَّخْشَبيّ وقال: هو شيخ صالح عامّيّ، وأبو عليّ الحدّاد، وحمزة بن العبّاس، وغيرهم.
تُوُفّي في شوّال.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو سَعْد المطرز.
وقال ابن سَمُّوَيْه: المعروف بالرِّبَاطيّ.
وأمّا أبو زكريّا بن مَنْدَهْ ففرّق بين هذا وبين المكفوف.
241- محمد بن عمر بن زاذان القَزْوينيّ [2] .
أبو الحسن.
رحل وسمع من: هلال بن محمد بالبصرة.
روى عنه إسماعيل بن عبد الجبار المالكيّ [3] .
242- محمد بن محمد بن عيسى بن إسحاق بن جابر [4] .
أبو الحسن الخَيْشيّ البصّريّ النَّحْويّ.
قرأ العربيّة بالبصرة على أبي عبد الله الحسين بن عليّ النّمريّ صاحب أبي باش.
وسمع من: محمد بن مُعَلَّى الأزديّ.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (محمد بن عمر) في: التدوين في أخبار قزوين 1/ 479.
[3] قال القزويني: ذكره الخليل الحافظ في التاريخ، وقال في «الإرشاد» : سنة ثمان.
[4] انظر عن (محمد بن محمد بن عيسى) في: الإكمال لابن ماكولا 3/ 240، والكامل في التاريخ 9/ 535، وبغية الوعاة 1/ 232 رقم 420.(29/465)
وأخذ أيضًا عن: أبي عليّ الحسن بن أحمد بن عبد الغفّار الفارسيّ.
وبرع في النَّحْو.
ونزل واسطًا مدّة. وروى بها كثيرًا، وببغداد. وتخرّج به جماعة.
روى عنه: الوزير أبو الجوائز الحسن بن عليّ الكاتب، ومحمد بن عليّ ابن أبي الصَّقْر الواسطيّان، وأبو الحسن عليّ بن الحسين بن أيّوب البزّاز، وأخوه أحمد بن عبد الملك النَّحْويّ.
قال ابن النّجّار [1] : كان من أئمة النُّحَاة المشهورين بالفضل والنُّبْل.
ومن شِعره:
رأيت الصّدّ مذمومًا وعندي ... صِدِودُك لو ظفرتُ به حميدُ [2]
لأنّ الصّدَّ عن وصْلٍ [3] ، ومَن لي ... بوصْلٍ منك يعقُبُه [4] الصُّدودُ
قال أبو نصر بن ماكولا [5] الحافظ: وأبو الحسن محمد بن محمد بن عيسى الخَيْشيّ شيخنا وأستاذنا سمعته يقول: اجتاز بنا المتنبّيّ وكنّا نتعصَّب للسّرِيّ الرّفّاء، فلم نسمع منه.
قال ابن ماكولا [6] : وكان إمامًا في حلّ التّراجِم [7] ، ولم أر أحدًا من أهل الأدب يجري مجراه [8] .
وقال محمد بن هلال بن الصّابيء: هو من أهل البَطِيحة، لقي أبا عليّ الفارسيّ، وأخذ عن ابن جِنّيّ وأضرابه. ولمّا حصل ببغداد أخذ عنه أبو سعد بن
__________
[1] لم يذكره في (المستفاد من ذيل تاريخ بغداد) .
[2] في: بغية الوعاة: «صدود إن ظفرت به حميد» .
[3] في (البغية) : «عن وصلي» .
[4] في (البغية) : «يقطعه» .
[5] في (الإكمال 3/ 240) .
[6] في (الإكمال) .
[7] في (بغية الوعاة) : «المترجم» ، والمثبت يتفق مع (الإكمال) .
[8] وزاد: سمع «تفسير الزجّاج» من الفارسيّ، و «الموازنة بين الطائيين» منه، وكتاب «الكامل» منه عن الأخفش، عن المبرّد ... وكتب إليّ إجازة بخطه وذكر فيه شرح ما سمعه، ذهب بعضها وبقي بعض.(29/466)
المُوصِلايَا المُنْشئ، وكان ملازمًا له حتّى مات ببغداد عن إحدى وتسعين سنة [1] .
وقال ابن خَيْرُون: مات في سادس عشر ذي الحجّة.
243- مسعود بن عليّ بن مُعَاذ بن محمد بن مُعَاذ [2] .
أبو سعيد السِّجْزيّ، ثمّ النَّيْسابوريّ الوكيل الحافظ.
من أعيان تلامذة أبي عبد الله الحاكم، وله عنه سؤالات، وقد أكثر عنه.
سمع: أبا محمد بن الرُّوميّ، وأبا عليّ الخالديّ، وعبد الرحمن بن المزكّيّ، وجماعة.
وروى شيئًا يسيرًا عن الحاكم لأنّه تُوُفّي كَهْلًا.
روى عنه: مسعود بن ناصر الركاب، وغيره.
تُوُفّي سنة ثمانٍ وثلاثين أو سنة تسعٍ وثلاثين، على قولين ذكرهما عبد الغافر.
- حرف الهاء-
244- هشام بن غالب بن هشام [3] .
أبو الوليد الغافِقيّ القُرْطُبيّ الوثائقيّ.
روى عن القاضي أبي بكر بن زَرْب، وابن المكْوِيّ، وأبي محمد الأصِيليّ، وكان أقعد النّاس به، وأكثرهم لُزُومًا له.
وكان خيِّرًا إمامًا، من أهل العلم الواسع، والفَهْم الثّاقب، متفنِّنًا وقد أخذ من كلّ علم بخطّ وافر.
وكان يميل إلى مذهب داود بن عليّ الظّاهريّ رحمه الله في باطن أمره.
خرج من قُرْطُبة في الفتنة وسكن غُرْنَاطة، ثمّ استقرّ بإشبيليّة.
وتُوُفّي في ربيع الآخر، وقد جاوز الثّمانين بأشهر، رحمه الله.
__________
[1] الكامل في التاريخ 9/ 535.
[2] انظر عن (مسعود بن علي) في: المنتخب من السياق 432 رقم 1464.
[3] انظر عن (هشام بن غالب) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 652 رقم 1434.(29/467)
- حرف الياء-
245- يحيى بن محمد بن أحمد بن عبد الملك [1] .
الأُمويّ العُثمانيّ، أبو بكر القُرْطُبيّ.
رَوَى عَنْ: أَبِي جَعْفَر بْن عَوْن اللَّه، وابن مفرِّج، وعبّاس بن أَصْبَغ، وإسماعيل بن إسحاق، وهاشم بن يحيى.
حدَّث عَنِه: الخَوْلانيّ وقال: كَانَ من أهل العلم والتَّقدُّم في الفَهْم للحديث والسُّنَن والرّأي والأدب.
وأثنى عليه ابن خَزْرَج ووصَفَه بالفصاحة والتَّفنُّن في العلوم، وقال: تُوُفّي في صفر ابن ثمانٍ وسبعين سنة.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن محمد) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 667، 668 رقم 1470.(29/468)
سنة تسع وثلاثين وأربعمائة
- حرف الألف-
246- أحمد بن أحمد بْن محمد بْن عَلِيّ [1] .
أبو عبد الله القَصْريّ [2] السّيْبِيّ [3] الفقيه الشّافعيّ.
حدَّث عن: أبي محمد بن ماسيّ، وعبد الله بن إبراهيم الزَّيْنَبيّ، وعلي بن أبي السري البكائي.
قال الخطيب: كان فاضلا من أهل العلم والقرآن [4] ، كثير التلاوة. قيل:
كان يقرأ في كل يوم ختمة. سمعته يقول: قدِمْتُ أنا وأخي من القصر، والقَطِيعيّ حيّ، ومقصودنا الفقه والفرائض. فأردنا السّماع منه، فلم نذهب إليه، لكنّا سمعنا من ابن ماسي نسخة الأنصاريّ. وكان ابن اللّبّان الفَرَضيّ قال لنا: لا تذهبوا إلى القَطِيعيّ، فإنّه قد ضَعُفَ واختلّ، وقد منعت ابني من السّماع منه.
تُوُفّي ابن السيبيّ في رجب عن ثلاثٍ وتسعين سنة.
247- أحمد بن عبد الله بن محمد [5] .
أبو الحسن ابن اللّاعب البغداديّ الأنماطيّ.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن أحمد) في: تاريخ بغداد 4/ 4، 5 رقم 1583، والأنساب 7/ 216.
[2] القصريّ: بفتح القاف وسكون الصاد المهملة وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى القصر. وقد ذكر ابن السمعاني ستة مواضع منها، ولم يذكر صاحب الترجمة في أحدها، (الأنساب 15/ 171) بل ذكره في (السّيبيّ) .
[3] السّيبيّ: بكسر السين المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة. هذه النسبة إلى سيب، قال ابن السمعاني: وظنّي أنها قرية بنواحي قصر ابن هبيرة. (الأنساب 7/ 215) .
[4] زاد بعدها: «مشهورا بالسّنّة» .
[5] انظر عن (أحمد بن عبد الله) في: تاريخ بغداد 4/ 238 رقم 1963.(29/469)
سمع: أبا بكر القَطِيعيّ، وغيره.
وتُوُفّي في ذي القعدة.
248- أحمد بن عليّ بن عمر [1] .
أبو الحسن البصْريّ المالكيّ، الفقيه.
تُوُفّي في رمضان.
249- أحمد بن محمد بن الحسين [2] .
أبو نصر البخاريّ، حمو القاضي الصّيمريّ.
تفقّه على أبي حامد الإسْفَرائينيّ.
وسمع من: نصر بن أحمد البرجيّ.
وعنه: الخطيب [3] ، ووثّقه.
نزيل الكوفة وبها مات فِي ذي الحجّة.
- حرف الحاء-
250- الْحَسَن بْن داود بن بابْشَاذ [4] .
أبو سعْد المصريّ.
تُوُفّي ببغداد في ذي القعدة شابًّا.
سمع: أبا محمد بن النّحّاس، وغيره.
وكان له ذكاء باهر.
قرأ القراءات والأدب والحسان والفِقْه. وتقدَّم في مذهب أبي حنيفة.
251- الحَسَن بن عليّ بن الحسن بن شوّاش [5] .
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد البخاري) في: تاريخ بغداد 4/ 435، 436 رقم 2337، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 32، 33.
[3] وهو قال: ورد بغداد في حداثته، ودرس فقه الشافعيّ على أبي حامد الأسفرائيني، ثم ولي قضاء الكوفة، فخرج إليها وأقام بها دهرا طويلا، وقدم علينا بغداد، وحدّث عن أبي القاسم المرجّى الموصليّ، وعدّة من البغداديين، كتبت عنه، وكان ثقة.
[4] انظر عن (الحسن بن داود) في: تاريخ بغداد 7/ 307 رقم 3823.
[5] انظر عن (الحسن بن علي بن الحسن) في:(29/470)
أبو علي الكتّانيّ الدّمشقيّ، المقرئ، مشرف الجامع [1] .
حدث عن: الفضل بن جعفر المؤذن، ويوسف الميانجيّ، وأبي سليمان ابن زَبْر.
روى عنه: أبو القاسم بن أبي العلاء، وسهل بن بِشْر الإسْفَرائينيّ، وأبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصَّقْر الأنباري، ومحمد بن الحسين الحِنّائيّ، وغيرهم.
تُوُفّي في ذي القعدة.
252- الحسن بن محمد بن الحسن بن عليّ [2] .
الحافظ أبو محمد بن أبي طالب البغداديّ الخلّال [3] .
سمع: أبا بكر القَطِيعيّ، وأبا بكر الورّاق، وأبا سعيد الحرفيّ، وابن المظفّر، وأبا عبد الله بن العسكريّ، وأبا بكر بن شاذان، وأبا عمر بن حَيَّوَيْهِ، وأبا الحسن الدَّارَقُطْنيّ، وخلْقًا سواهم.
قال الخطيب [4] كتبنا عنه، وكان ثقة له معرفة، نبيه. وخرَّج «المُسْنَد» على «الصَّحيحين» ، وجمع أبوابًا وتراجم كثيرة. وقال لي: وُلِدتُ سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة. ومات في جمادى الأولى.
__________
[ () ] تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 10/ 37، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 6/ 353 رقم 233، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 199.
[1] قال ابن عساكر: أصله من أرتاح مدينة من أعمال حلب وتولّى الإشراف على وقوف جامع دمشق.
[2] انظر عن (الحسن بن محمد بن الحسن) في:
السابق واللاحق 80، وتاريخ بغداد 7/ 425 رقم 3997، والمنتظم 8/ 132، 133، رقم 179، (15/ 309 رقم 3273) ، والكامل في التاريخ 9/ 543، 544، واللباب 1/ 473، والمعين في طبقات المحدّثين 127 رقم 1409، والإعلام بوفيات الأعلام 182، وسير أعلام النبلاء 17/ 593- 595 رقم 396، ودول الإسلام 1/ 258، والعبر 3/ 189، وتذكرة الحفاظ 3/ 1109- 1111، ومرآة الجنان 3/ 60، وغاية النهاية 1/ 231، وطبقات الحفاظ 426، وكشف الظنون 26، وشذرات الذهب 3/ 262، وهدية العارفين 1/ 275، ومعجم المؤلفين 3/ 280، وتاريخ التراث العربيّ (طبعة الرياض) 1/ 480 رقم 335.
[3] في مرآة الجنان 3/ 60 «الحلال» بالحاء المهملة.
[4] في تاريخه 7/ 425.(29/471)
قلتُ: روى عنه: أبو الحسين المبارك، وأبو سعد ابنا عبد الجبّار الصَّيْرفيّ، وجعفر بن أحمد السّرّاج، والمعمّر بن عليّ بن أبي عمامة الواعظ، وجعفر بن المحسّن السّلَمَاسيّ، وآخرون.
253- الحسن بن محمد بن إسماعيل بن أشْنَاس [1] .
أبو عليّ بن الحمّاميّ البغداديّ، المتوكّليّ.
كان جدّهم مولى للمتوكّل.
سمع: أبا عبد الله بن العسكريّ، وعمر بن سبَنك، وعليّ بن لؤلؤ، وطائفة كبيرة.
قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان رافضيًّا خبيث المذهب، ويقرأ على الشّيعة مَثَالب الصّحابة.
عاش ثمانين سنة.
254- الحسين بن الحسن بن عليّ بن بُنْدَار [2] .
أبو عبد الله الأنماطيّ.
بغداديّ، يُعرف بابن أحما الصَّمْصاميّ.
روى عن: ابن ماسي.
قال الخطيب: كان يدعو إلى الاعتزال والتَّشَيُّع ويناظر عليه بحمق وجَهْل.
مات في شعبان.
255- الحسين بن عليّ بن عُبَيْد الله [3] .
أبو الفَرَج الطَّناجيريّ.
بغداديّ مشهور.
سمع: عليّ بن عبد الرحمن البكّائيّ، ومحمد بن زيد بن مروان، ومحمد
__________
[1] انظر عن (الحسين بن محمد الحمامي) في: تاريخ بغداد 7/ 425 رقم 3998.
[2] انظر عن (الحسين بن الحسن) في: تاريخ بغداد 8/ 35 رقم 4085.
[3] انظر عن (الحسين بن علي الطناجيري) في:
تاريخ بغداد 8/ 79، 80 رقم 4164، والسابق واللاحق 83، والأنساب 8/ 251، والمنتظم 8/ 133 رقم 180، (30915 رقم 3274) ، واللباب 2/ 285، والإعلام بوفيات الأعلام 182، وسير أعلام النبلاء 17/ 618، 619 رقم 414.(29/472)
ابن المظفّر، وأبا بكر بن شاذان، وخلْقًا سواهم.
قال الخطيب [1] : كتبنا عنه، وكان ثقة دينا. سمعته يقول: كتبتُ عن القَطِيعيّ أمالي وضاعت.
توفّي في سلخ ذي القعدة، وولد في سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة.
- حرف العين-
256- عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن عبد الله بن رُسْتَه [2] .
البغداديّ ثمّ الأصبهاني.
روى عن: عبد الرحمن بن شنبة العطّار عن أبي خليفة الْجُمَحيّ.
وعنه: أبو عليّ الحدّاد.
257- عبد الله بن ميمون الأربع [3] أبو محمد الحَسَنيّ الصُّوفيّ.
محدِّث مكثر، مصري.
رحل إلى الحافظ أبي عبد الله الحاكم. قال الحبال.
258- عبد الرحمن بن سعيد بن خزرج [4] .
أبو المطرّف الإلبيريّ.
سمع: أبا عبد الله بن أبي زمنين.
وحج فأخذ عن: أبي الحسن القابسيّ [5] ، وأحمد بن نصر الدّاوديّ.
وسكن قُرْطُبة.
قال أبو عمر بن مهديّ: كان من أهل الخير والفضل، حافظًا للمسائل. له حظٌّ من عِلْم النَّحْو، كثير الصّلاة والذّكر.
__________
[1] في تاريخه 8/ 79.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] لم أجد مصدر ترجمته، وورد في الأصل هكذا. ولعلّه: «الأقرع» .
[4] انظر عن (عبد الرحمن بن سعيد) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 331، 332 رقم 706 وفيه:
«جرج» بدل «خزرج» .
[5] وكان يحفظ كتابه «الملخّص» ظاهرا.(29/473)
تُوُفّي رحمه الله في ربيع الأول [1] .
259- عَبْد المُلْك بْن عَبْد القاهر بْن أسد [2] .
أبو القاسم النَّصِيبيّ.
260- عبد الواحد بن محمد بن يحيى [3] .
أبو القاسم البغداديّ المطرِّز الشّاعر المشهور.
كان سائر القول في المديح والغَزَل والهجاء.
له دِيوان.
261- عبد الوهّاب بن عليّ بن داوريد [4] .
أبو حنيفة الفارسيّ الملحميّ، الفقيه الفَرَضيّ.
قال الخطيب [5] : ثنا عن المُعَافيّ الجريريّ. وكان عارفًا بالقراءات والفرائض، حافظًا لظاهر فِقه الشّافعيّ.
مات في ذي الحجّة.
262- عليّ بن بُنْدَار [6] .
قاضي القُضاة أبو القاسم.
حدَّث بأصبهان عن: أبي الشّيخ.
وعن: أبي القاسم بن حَبَابَة.
__________
[1] ومولده سنة 368 هـ.
[2] انظر عن (عبد الملك بن عبد القاهر) في:
تاريخ بغداد 10/ 433 رقم 5596، والمنتظم 8/ 133، 134 رقم 183، (15/ 310 رقم 3277) وفي الطبعتين: «عبد الملك بن عبد القاهر بن راشد بن مسلم» .
[3] انظر عن (عبد الواحد بن محمد) في: تاريخ بغداد 11/ 16 رقم 5681، والمنتظم 8/ 134 رقم 184، (15/ 310، 311 رقم 3278) ، والكامل في التاريخ 9/ 543، والمختصر في أخبار البشر 2/ 168، وتاريخ ابن الوردي 1/ 350.
[4] انظر عن (عبد الوهاب بن علي) في:
تاريخ بغداد 11/ 33، والمنتظم 8/ 133 رقم 128 وفيه «اللخمي» ، وكذلك في الطبعة الجديدة (15/ 310 رقم 3276) ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 285.
[5] في تاريخه.
[6] لم أجد مصدر ترجمته.(29/474)
روى عنه: أبو عليّ الحدّاد، وأبو سعد المطرز.
وتوفي في شوال.
263- علي بن عبيد الله بن علي [1] .
أبو طاهر البغدادي البزوري.
سمع: القطيعي، والوراق.
وعنه: الخطيب، واثنى عليه.
264- علي بن منير بن أحمد [2] .
أبو الحسن المصري الخلال الشاهد.
روى عن: أبي الطّاهر الذُّهليّ، وأبي أحمد بن النّاصح، وجماعة.
روى عنه: أبو الحسن الخِلَعيّ، وسهل بن بِشْر، وسعْد بن عليّ الرَّيْحانيّ، وجماعة سواهم.
تُوُفّي في ذي القعدة [3] .
265- عمر بن محمد بن العبّاس بن عيسى [4] .
أبو القاسم الهاشميّ البغداديّ.
عرف بابن بكران.
سمع: ابن كيسان.
__________
[1] انظر عن (علي بن عبيد الله) في: تاريخ بغداد 12/ 10 رقم 6369.
[2] انظر عن (علي بن منير) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 570، والعبر 3/ 189، وسير أعلام النبلاء 17/ 619، 620 رقم 415، وحسن المحاضرة 1/ 373، وشذرات الذهب 3/ 262، ومعالم الإيمان للدبّاغ 3/ 198، ومدرسة الحديث في القيروان 2/ 714.
[3] زاد المؤلّف- رحمه الله- في (سير أعلام النبلاء 17/ 619، 620) : «قال السلفي: سمعت عبد الرحمن بن صابر، سمعت سهل بن بشر يقول: اجتمعنا بمصر، فلم يأذن لنا علي بن منير، وصاح عبد العزيز في كوّة: «من سئل عن علم فكتمه ألجم بلجام من نار» . ففتح لنا وقال: لا أحدّث إلّا بذهب، ولم يأخذ من الغرباء. وكان ثقة فقيرا» .
وأقول: حديث «من سئل عن علم ... » حديث صحيح أخرجه أحمد في المسند 2/ 263 و 305 و 344 و 353 و 495، وأبو داود (3658) ، والترمذي (2651) ، وابن ماجة (261) ، وابن حبّان (95) .
[4] انظر عن (عمر بن محمد) في: تاريخ بغداد 11/ 274 رقم 6044.(29/475)
قال الخطيب: كان صدوقًا، كتبنا عنه.
تُوُفّي فِي ذي القعْدة.
- حرف الميم-
266- مُحَمَّد بن أحمد بن موسى [1] .
أبو عبد الله الشّيرازيّ الواعظ المعروف بالنَّذير.
سمع من: إسماعيل بن حاجب الكُشَانيّ، وعليّ بن عمر الرّازيّ القصّار، وأبي نصر ابن الْجُنْديّ.
وقدِم بغداد فتكلَّم بها ونَفَق سوقُه على العامّة، وشغفوا به، وازدحموا عليه، وافتتنوا به. وصحِبَه جماعة، وهو يُظْهِر الزُّهد، ثمّ إنّه قبل العطاء. وأقبلت عليه الدُّنيا، وكثُر عليه المال، ولبس الثّياب الفاخرة. وكثُر مريدُوه. ثمّ حظّ [2] على الغَزْو والجهاد، فحشد النّاس إليه من كلّ وجهٍ، وصار معه جيش، فنزل بهم بظاهر بغداد، وضُرِب له بالطَّبْل في أوقات الصَّلوات. ثمّ سار إلى المَوْصِل واستفحل أمرُه، فصار إلى أَذْرَبَيْجَان، وضاهى أميرَ تلك النّاحية، فتراجع جماعاتٌ من أصحابه [3] .
ومات سنة سبْعٍ.
267- محمد بن حسين بن عليّ بن عبد الرّحيم [4] .
الوزير عميد الدّولة أبو سعد البغداديّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد الشيرازي) في:
تاريخ بغداد 1/ 359 رقم 295، والمنتظم 8/ 134، 135 رقم 186، (15/ 311، 312 رقم 3280) ، والعبر 3/ 189، 190، والبداية والنهاية 12/ 56.
[2] هكذا في الأصل.
[3] زاد الخطيب: وكتبت عنه أحاديث يسيرة وذلك في سنة عشر وأربعمائة. وحدّثني عنه بعض أصحابنا بشيء يدلّ على ضعفه في الحديث. أنشدني أبو عبد الله الشيرازي لبعضهم:
إذا ما أطعت الناس في لذّة ... نسبت إلى غير الحجا والتكرّم
إذا ما أجبت النفس في كل دعوة ... دعتك إلى الأمر القبيح المحرّم
(تاريخ بغداد 1/ 360) .
[4] انظر عن (محمد بن حسين) في:
المنتظم 8/ 134 رقم 185 (15/ 311 رقم 3279) ، والبداية والنهاية 12/ 56، والوافي بالوفيات 3/ 8، 9 رقم 864.(29/476)
صدرٌ كبير، رأس في حساب الدّيوان وشارك في الفضائل وقال الشِّعْر [1] .
وسمع: أبا الحسين بن بِشْران.
ووَزَرَ لأبي طاهر بن بُوَيْه مدّة.
وتُوُفّي في ذي القعدة سنة تسعٍ وثلاثين وأربعمائة.
268- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن سَعِيد بْن عابد [2] .
أبو عَبْد الله المَعَافِريّ القُرْطُبيّ.
روى عَنْ: أبي عبد الله بن مفرِّج، وعبّاس بن أصبغ، والأصيليّ، وزكريا ابن الأشجّ، وخَلَف بن القاسم، وهاشم بن يحيى.
ورحل سنة إحدى وثمانين، فسمع من ابن أبي زيد «رسالته» .
وسمع بمصر من: أبي بكر بن إسماعيل المهندس، وجماعة.
وكان معتنيا بالآثار، ثقة، خيِّرًا، فاضلًا، متواضعًا. دُعِي إلى الشُّورَى فأبى [3] .
حدَّث عنه خلْق منهم: أبو مروان الطَّبْنيّ، وأبو عبد الرحمن العقيليّ، وأبو عبد الله بن عَتَّاب، وابنه أبو محمد، وأبو عبد الله محمد بن فَرَج.
قلت: رواية أبي محمد بن عتّاب، عنه بالإجازة [4] . وكان بقيَّة المحدِّثين بقُرْطُبة.
مات في آخر جُمَادى الأولى عن نَيِّفٍ وثمانين سنة، وهو آخر من كان يروي عن الأصِيليّ، وغيره.
__________
[1] ومن شعره:
تزاحمت عبراتي يوم بينهم ... تزاحم الدمع في أجفان متّهم
ثم انصرفت وفي قلبي لفرقتهم ... وقع الأسنّة في أعقاب منهزم
(الوافي بالوفيات 3/ 8، 9) .
[2] انظر عن (محمد بن عبد الله بن سعيد) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 530، 531 رقم 1158، وبغية الملتمس 92، والعبر 3/ 190، وسير أعلام النبلاء 17/ 614، 615 رقم 411، والديباج المذهب 2/ 324، وشذرات الذهب 3/ 263، ونفح الطيب 2/ 239، ومدرسة الحديث في القيروان 2/ 641.
[3] الصلة 2/ 530.
[4] زاد المؤلّف- رحمه الله- في (سير أعلام النبلاء 17/ 615) : «والمغاربة يتسمّحون في إطلاق ذلك» .(29/477)
269- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الحُسين بْن مهران [1] .
أبو بكر الأصبهاني البقّال.
سمع أبا الشّيخ.
وعنه: أبو عليّ الحدّاد.
270- محمد بن عليّ بن محمد [2] .
أبو الخطّاب البغداديّ الشّاعر المعروف بالْجَبُّليّ [3] .
سمع من: عبد الوهّاب الكِلابيّ بدمشق.
روى عنه: الخطيب [4] ، وأثنى عليه بمعرفة العربيّة والشِّعْر.
وقد مدَحه أبو العلاء بن سليمان المَعَرِّيّ بقصيدة مكافأةً لمديحه إيّاه، مطلعها:
أشفقتُ من عِبْء البقاء وعابهِ ... ومللتُ من أَرْيِ الزّمان وصابهِ
وأرى أبا الخطّاب نالَ من الحجى ... حظًّا زواه الدَّهْرُ عن خُطّابه
رَدّت لَطَافتُه وحدَّةُ ذِهْنهِ ... وحْشَ اللُّغَاتِ أو أنسا بخطابه [5] .
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (محمد بن علي الجبليّ) في:
تاريخ بغداد 3/ 101 رقم 1098، والإكمال لابن ماكولا 3/ 227، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 39/ 5، 6، والمنتظم لابن الجوزي 8/ 135 رقم 180 (15/ 312 رقم 3282) ، والكامل في التاريخ 9/ 543، والأنساب 3/ 183، ومعجم البلدان 2/ 104، واللباب 1/ 257، 258، ولسان الميزان 5/ 303.
[3] في «المنتظم» تحرّفت إلى «الجيلي» . والجبليّ» : بفتح الجيم وضمّ الباء المشدّدة المنقوطة بنقطة واحدة، وهذه النسبة إلى «جبل» ، وهي بلدة على الدجلة بين بغداد وواسط. (الأنساب 3/ 182) .
[4] تاريخ بغداد 3/ 101.
[5] ومن شعر أبي الخطّاب:
أخالف ما أهوى لمرضاة ما تهوى ... وأشكر في حبيّك ما يوجب الشكوى
ولولا حلول السّحر طرفك لم يكن ... يخيّل لي مرّ الغرام به حلوا
متى تتّقي عدوان، حبّك سلوتي ... إذا كان من قلبي عليّ له العدوي
بأيّ عزاء أحتمي منك بعد ما ... تتبّعت بالألحاظ أثاره محوا
ولم تخل لي من عبرة فيك مدمعا ... ومن حيرة فكرا ومن زفرة عضوا
أبن لي إذا ما كنت من أكؤس الهوى ... بلحظك لا أصحو فما لي لا أروى؟(29/478)
وكان أبو الخطّاب مُفْرِط القِصَر، وهو رَافضيّ جَلْد [1] .
271- محمد بن عمر بن [عبد] العزيز [2] .
أبو عليّ البغداديّ المؤدّب.
سمع: أبا عمر بن حيّويه، وأبا الحسن الدّارقطنيّ.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقا.
272- محمد بن الفُضَيْل بن الشّهيد أبي الفضل محمد بن أبي الحسين الفُضَيْليّ [3] .
الهَرَويّ المزكّيّ.
سمع: أبا الفضل محمد بن عبد الله بن خَمِيرُوَيْه، وأبا أحمد الحاكم.
روى عنه: حفيده إسماعيل بن الفُضَيْل، والهَرَويّون.
الكنى
273- أبو كاليجار [4] .
الملك والد الملك أبي نصر، المُلقَّب بالملك الرّحيم.
قرأتُ بخطّ ابن نظيف في «تاريخه» أنّه تُوُفّي سنة تسعٍ هذه.
وهو ابن سلطان الدولة بْن بهاء الدولة بْن عضد الدّولة بن بُوَيْه.
مات بطريق كرْمان، وكان معه سبعمائة من التُّرْك وثلاثة آلاف من الدَّيْلَم، فَنَهَبت الأتراك حواصله وطلبوا شيراز.
__________
[1] وقال ابن ماكولا: «ومدح فخر الملك ومن بعده، وكان من المجيدين، وله معرفة باللغة والنحو ومدح أبي وعمّي قاضي القضاة أبا عبد الله رحمهما الله» . (الإكمال 3/ 227) .
[2] انظر عن (محمد بن عمر) في: تاريخ بغداد 3/ 40 رقم 976.
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] انظر عن (أبي كاليجار) في:
تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) 338، (وتحقيق سويم) 6، وتاريخ الفارقيّ 154، والمنتظم 8/ 319 رقم 194 (15/ 317 رقم 3288) ، والكامل في التاريخ 9/ 547، والمختصر في أخبار البشر 2/ 169 (وفيات 439 هـ.) ، ودول الإسلام 1/ 191، والعبر 3/ 191، وتاريخ ابن الوردي 1/ 320، والبداية والنهاية 12/ 59، ومآثر الإنافة 1/ 737 وسيعاد في وفيات السنة التالية، برقم (314) .(29/479)
سنة أربعين وأربعمائة
- حرف الألف-
274- أحمد بْن الحافظ أَبِي مُحَمَّد الْحَسَن بْن مُحَمَّد البغداديّ الخلّال [1] .
أبو يَعْلَى.
روى عن: أبي حفص الكتّانيّ.
وعنه: الخطيب أبو بكر حديثًا واحدًا.
275- أبو حاتم أحمد بن الحسن بن محمد [2] .
المحدِّث الواعظ خاموش الرّازيّ.
قد كان ذكرته في آخر تيك الطّبقة، وظفرتُ بأنّه بقي إلى سنة أربعين فإنّه حدَّث في آخر سنة تسعٍ وثلاثين وأربعمائة.
سمع: أبا محمد المَخْلَديّ، وابن مَنْدَهْ، وأبا أحمد الفَرَضيّ، وعليّ بن محمد بن يعقوب الرّازيّ، وإسماعيل بن الحسن الصَّرْصَريّ [3] ، وعدّة.
روى عنه: أبو منصور حُجْر بن مظفَّر، وأبو بكر عبد الله بن الحسين التُّوَيّيّ [4] الهَمَذَانيّ، ويحيى بن الحسين الشّريف، وطائفة.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن أبي محمد) في: تاريخ بغداد 4/ 94 رقم 1741.
[2] انظر عن (أبي حاتم أحمد) في: سير أعلام النبلاء 17/ 624- 626 رقم 422.
وسيعيده المؤلّف- رحمه الله- في آخر ترجمة من هذه الطبقة، في المتوفين ظنّا بين سنتي 431 و 440 هـ. انظر رقم (342) .
[3] الصرصري: نسبة إلى صرصر، قرية على فرسخين من بغداد.
[4] التّويّيّ: بضم التاء المثنّاة من فوق، وفتح الواو، بعدها الياء آخر الحروف المشدّدة، هذه النسبة إلى قرية من قرى همدان يقال لها: تويّ: (الأنساب 3/ 100) .(29/480)
وحكاية شيخ الإسلام معه مشهورة [1] .
276- أحمد بن عبد الله بن سهل [2] .
أبو طالب ابن البقّال. الفقيه الحنبليّ.
كانت له حلقة للفتوى ببغداد.
وروى عن: أبي بكر شاذان، وعيسى بن الجرّاح.
خلّط في بعض روايته. قاله الخطيب [3] .
277- أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن عليّ [4] .
أبو منصور الصَّيْرفيّ.
سمع: ابن حَيَّوَيْهِ، والدّارقطنيّ، والمعافي.
وعنه: الخطيب، وقال [5] : كان رافضيًّا، وسماعه صحيح.
278- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن نصر بن الفتح [6] .
أبو الحسن الحكيميّ المصريّ الورّاق.
وُلِد في المحرّم سنة ستين وثلاثمائة.
وسمع من القاضي أبي الطّاهر الذُّهْليّ، وأبي بكر المهندس.
روى عنه: أبو عبد الله الرّازيّ في مشيخته.
وهو راوي الجزء التّاسع من الفوائد الجدد.
توفّي يوم النّحر.
__________
[1] انظر: سير أعلام النبلاء 17/ 625.
[2] انظر عن (أحمد بن عبد الله بن سهل) في: تاريخ بغداد 4/ 439 رقم 1964، وطبقات الحنابلة 2/ 189، 190 رقم 658، ولسان الميزان 1/ 198 رقم 621.
[3] في تاريخه. وقال ابن أبي يعلى: «صاحب الفتيا والنظر والمعرفة، والبيان، والإفصاح واللسان.. ودرس الفقه على أبي عبد الله بن حامد، وكانت له حلقة بجامع المنصور ... له المقامات المشهورة بدار الخلافة. من ذلك قوله بالديوان والوزير ابن صاحب النعمان: «الخلافة بيضة، والحنبليّون أحضانها. ولئن انفقشت البيضة لتنفقشنّ عن محّ فاسد.
الخلافة خيمة، والحنبليون أطنابها، ولئن سقطت الطّنب لتهوينّ الخيمة، وغير ذلك» . (طبقات الحنابلة 2/ 189، 190) .
[4] انظر عن (أحمد بن محمد الصيرفي) في: تاريخ بغداد 4/ 379 رقم 2253، وميزان الاعتدال 1/ 132 رقم 531، ولسان الميزان 1/ 253 رقم 795.
[5] في تاريخه.
[6] انظر عن (أحمد بن محمد الحكيمي) في: العبر 3/ 192.(29/481)
279- أَمَةُ الرّحمن بنت أحمد بن عبد الرحمن بن عبد القاهر العَبْسيّ [1] .
الزَّاهدة الأندلسيّة.
كانت صوَّامة قوَّامة، تُوُفّيت بِكْرًا عن نيِّفٍ وثمانين سنة.
قال: أبو محمد بن خَزْرَج: سمعت عليها عن والدها.
- حرف الباء-
280- بِسْطَام بن سَامَة بن لُؤَيّ [2] .
أبو أسامة القُرَشيّ السّاميّ [3] الهَرَويّ. إمام الجامع.
روى عن: أبي منصور الأزهريّ اللُّغويّ، وعليّ بن محمد بن رزين الباسانيّ.
تُوُفّي فِي ذي الحجّة.
- حرف الحاء-
281- الْحَسَن بْن أحمد بن الحسن خداواذ [4] .
أبو عليّ الكرْجيّ، ثمّ البغداديّ الباقلّانيّ.
سمع من: ابن المُثْمِر، وابن الصَّلْت الأهوازيّ.
كتب عنه: الخطيب، وقال: كان صدوقًا ديِّنًا خيِّرًا.
مولده سنة 382.
282- الْحَسَن بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد الله بْن حمدان [5] .
الأمير ناصر الدّولة وسَيْفُها أبو محمد التّغلبيّ.
__________
[1] انظر عن (أمة الرحمن) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 694 رقم 1535.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] السامي: بالسين المهملة، هذه النسبة إلى سامة بن لؤيّ بن غالب. (الأنساب 7/ 16) .
[4] انظر عن (الحسن بن أحمد الكرجي) في: تاريخ بغداد 7/ 381 رقم 3777، والمنتظم 8/ 137، 138 رقم 190، (15/ 315 رقم 3284) .
[5] انظر عن (الحسن بن الحسين) في:
الإشارة إلى من نال الوزارة 41، وسير أعلام النبلاء 17/ 620، 621 رقم 417، والوافي بالوفيات 11/ 419، وفيه: «الحسن بن الحسن» ، وأمراء دمشق في الإسلام 27، والنجوم الزاهرة 5/ 45، 90، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 173، واتعاظ الحنفا 2/ 201، 209، 210.(29/482)
ولي إمرَة دمشق بعد أمير الجيوش سنة ثلاث وثلاثين إلى أن قُبِضَ عليه سنة أربعين، وسُيِّرَ إلى مصر. وولي بعده طارق الصَّقّلبيّ.
وهذا هو والد الأمير ناصر الدّولة الحسين بن الحسن الحمْدانيّ الّذي أذلّ المستنصر العُبَيْديّ وحكم عليه كما سيأتي سنة نيِّف وستّين.
283- الحسن بن عيسى بن الخليفة المقتدر باللَّه جعفر بن المعتضد [1] .
أبو محمد العبّاسيّ.
سمع من: مؤدّبه أحمد بن منصور اليَشْكُريّ، وأبي الأزهر عبد الوهّاب الكاتب.
قال الخطيب [2] : كتبنا عنه، وكان ديِّنًا حافظًا لأخبار الخلفاء، عارفًا بأيّام النّاس، فاضلًا.
تُوُفّي في شَعبان وله سبْعٌ وتسعون سنة.
قلت: روى عنه جماعة آخرهم أبو القاسم بن الحُصَيْن.
قال: ولدت في أوّل سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة.
وغسّله أبو الحسين بن المهتدي باللَّه.
284- الحسين بن محمد بن هارون [3] .
أبو أحمد النَّيْسابوريّ الصُّوفيّ الورّاق.
ثقة، سمع: أبا الفضل الفاميّ، وأبا محمد المَخْلَديّ، والجوزقيّ، وجماعة.
ذكره عبد الغافر.
285- الحسين بن عبد العزيز [4] .
__________
[1] انظر عن (الحسن بن عيسى) في:
تاريخ بغداد 7/ 354، 355، رقم 3875، والأنساب 11 (المقتدري) ، والمنتظم 8/ 137 رقم 189، (15/ 314، 315 رقم 3283) ، والكامل في التاريخ 9/ 552، واللباب 3/ 246، والعبر 3/ 192، وسير أعلام النبلاء 621، 622 رقم 418، والوافي بالوفيات 12/ 199، 200، والبداية والنهاية 12/ 58، وشذرات الذهب 3/ 264.
[2] في تاريخه 7/ 354.
[3] انظر عن (الحسين بن محمد بن هارون) في: المنتخب من السياق 198 رقم 579.
[4] انظر عن (الحسين بن عبد العزيز) في: تاريخ بغداد 8/ 61 رقم 4137.(29/483)
أبو يَعْلَى، المعروف بالشالوسيّ.
من شعراء بغداد.
حدَّث عن ابن حَبَابة.
- حرف الدّال-
286- داجن بن أحمد بن داجن [1] .
أبو طالب السَّدُوسيّ المصريّ.
حدَّث عن: الحسن بن رشيق.
وعنه: أبو صادق مرشد المهنيّ.
لا أعلم متى تُوُفّي، لكنّه كان في هذا الوقت.
- حرف السّين-
287- سَيّد [2] بن أبان بن سيّد [3] .
أبو القاسم الخَوْلانيّ الإشبيليّ.
سمع من: أبي محمد الباجيّ، وابن الخرّاز.
ورحل فسمع من: أبي محمد بن أبي زيد.
وكان فاضلًا متقدِّمًا في الفَهْم والحِفظ. وعاش سبْعًا وثمانين سنة.
- حرف العين-
288- عَبْد الصّمد بْن مُحَمَّد بْن محمد بْن مُكْرم [4] .
أبو الخطّاب البغداديّ.
سمع: أبا بكر الأَبْهَريّ، وأبا حفص الزّيّات.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقا.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] في الأصل «سند» .
[3] انظر عن (سيد بن أبان) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 227، 228 رقم 520 والتصحيح منه.
[4] انظر عن (عبد الصمد بن محمد) في: تاريخ بغداد 11/ 45 رقم 5736.(29/484)
289- عُبَيْد الله بْن الحافظ أَبِي حفص عُمَر بْن أحمد بن عثمان بن شاهين [1] .
البغداديّ الواعظ أبو القاسم.
سمع: أباه، وأبا بحر محمد بن الحسن البربهاري، وأبا بكر القطيعي، وابن ماسيّ، وحُسَيْنَك، النَّيْسابوريّ.
قال الخطيب [2] : كتبتُ عنه، وكان صدوقا.
مات في ربيع الأول.
قلت: وروى عنه: جعفر السّرّاج، وأبو عليّ محمد بن محمد بن المهديّ.
أظنّه آخر أصحاب أبي بحر.
290- عليّ بْن إسماعيل بْن عَبْد الله بْن الأزرق [3] .
أبو الحسين المصريّ.
قال الحبّال: حدَّث ولزِم بيته.
وتُوُفّي في ربيع الآخر.
291- عليّ بن الحسن بن أبي عثمان الدّقّاق [4] .
أبو القاسم البغداديّ.
روى عن: القَطِيعيّ، وابن ماسيّ.
وعاش خمسًا وثمانين سنة.
قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان شيخًا صالحًا صدوقا، ديّنا حسن المذهب.
__________
[1] انظر عن (عبيد الله بن عمر) في:
تاريخ بغداد 10/ 386، والمنتظم 8/ 138 رقم 191 (15/ 315 رقم 3285) ، والكامل في التاريخ 9/ 552، وسير أعلام النبلاء 17/ 601، والبداية والنهاية 12/ 58، وتاريخ الخميس 2/ 399، وشذرات الذهب 3/ 264.
[2] في تاريخه 10/ 386.
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] انظر عن (علي بن الحسن) في:
تاريخ بغداد 11/ 390 رقم 6244، وتبيين كذب المفتري 258، 259، والمنتظم 8/ 139 رقم 192 (15/ 315، 316 رقم 3286) ، والبداية والنهاية 12/ 58.(29/485)
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
وقال ابن عساكر في «طبقات الأشْعريّة» [1] : ومنهم أبو القاسم بن أبي عثمان الهمدانيّ. فذكر ترجمته.
292- علي بن ربيعة بن عليّ [2] .
أبو الحسن التّميميّ المصريّ البزّاز.
أحد المكثرين عن الحَسَن بن رشيق.
روى عنه: أبو مَعْشَر الطّبريّ، وأبو عبد الله الرّازيّ صاحب السُّدَاسيّات.
تُوُفّي في صَفَر [3] .
293- علي بن عُبَيْد الله بن القصّاب الواسطيّ [4] .
روى عن: الحافظ أبي محمد بن السّقّاء [5] .
294- عيسى بن محمد بن عيسى الرُّعَينيّ [6] .
ابن صاحب الأحباس، الأندلسيّ.
__________
[1] هو «تبيين كذب المفتري» ص 358.
[2] انظر عن (علي بن ربيعة) في:
العبر 3/ 192، وسير أعلام النبلاء 17/ 626.، 627 رقم 423، والإعلام بوفيات الأعلام 182، وحسن المحاضرة 1/ 373، وشذرات الذهب 3/ 264، ومدرسة الحديث في القيروان 2/ 715.
[3] وقال المؤلّف- رحمه الله- في (سير أعلام النبلاء 17/ 626) : «أجاز لأبي عبد الله بن الخطّاب الرازيّ مرويّاته في سنة تسع وثلاثين وأربعمائة، وقال هذا ثبت ما عندي عنه بالسماع: نسخة سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أيوب جزء كبير رواه ابن رشيق، عن أحمد بن حمّاد التجيبي ابن زغبة عنه. نسخة إبراهيم بن سعد، رواية ابن رشيق، عن ابن أبي السّوار، عن أبي صالح عنه. الجزء الثاني من مسند مالك للنسائي، رواية ابن رشيق، عنه. والثالث منه، والجزء الرابع انتخاب الدارقطنيّ علي ابن رشيق. كتاب الطلاق من «السنن» للنسائي، الفرائض من «الموطأ» رواية يحيى بن بكير، عن مالك» .
[4] انظر عن (علي بن عبيد الله) في:
سؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي 64 رقم 24.
[5] قال الحوزي: رحل به أبوه إلى أبي بكر المفيد الجرجرائي فسمع منه. وكان ثقة موسرا حسن المواساة لأهل العلم، حدّثني سبطه أبو عبد الله بن السّوادي أنه مات فجأة بعد عوده من صلاة العصر، وكان صلّاها في الجامع فاتّكأ إلى حائط فمات. وأصحابنا قد قالوا: سمع ابن السّقّاء وما أحقّ ذلك.
[6] انظر عن (عيسى بن محمد) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 437 رقم 939.(29/486)
ولي قضاء المَرُيّة. وكان من جِلَّة العلماء وكبار الأئمّة الأذكياء.
روى عن: أبي عِمْران الفاسيّ، وجماعة من المتأخّرين.
ومات كَهْلًا [1] .
- حرف الفاء-
295- فخر الملك [2] .
وزير صاحب الدّيار المصريّة المستنصر باللَّه العُبَيْديّ، واسمه صَدَقَة [3] بن يوسف الإسرائيليّ المسلمانيّ. أسلم بالشّام، وخدم بعض الدّولة، ودخل مصر، وخدم الوزير الْجَرْجَرَائيّ. فلمّا مات الْجَرْجَرَائيّ استوزره المستنصر مدّةً، ثمّ قتله في هذا العام واستوزر بعده القاضي أبا محمد الحسن بن عبد الرحمن.
296- الفضل بن أبي الخير محمد بن أحمد [4] .
أبو سعيد المِيهَنيّ [5] العارف. صاحب الأحوال والمناقب.
تُوُفّي بقريته مِيهنة من خُراسان. ومنهم من يسمّيه: فضل الله.
__________
[1] قال ابن بشكوال: «استقضي بالمريّة وتوفّي بها سنة سبعين وأربعمائة! وقال ابن مدير: في شعبان سنة تسع وستين وأربعمائة. وقال: مولده سنة خمس وتسعين وثلاثمائة» .
ويقول خادم العلم «عمر تدمري» : من حقّ هذه الترجمة- إذن- أن تؤخّر إلى الطبقة السابعة والأربعين (وفيات 461- 470 هـ.) ، وقد أخطأ المؤلّف- رحمه الله- بذكره هنا، وجلّ من لا يخطئ.
[2] انظر عن (فخر الملك) في:
المنتقي من أخبار مصر لابن ميسّر 4، والإشارة إلى من نال الوزارة 37، 38، ونهاية الأرب 28/ 215، 216، والدرّة المضيّة 356، 357، والبداية والنهاية 12/ 52، وفيه: «أحمد بن يوسف» ، واتعاظ الحنفا 2/ 191.
[3] ذكره المؤلّف- رحمه الله- في حوادث سنة 436 هـ. باسم «أحمد بن يوسف» .
[4] انظر عن (الفضل بن أبي الخير) في:
الأنساب 11 (الميهني) ، واللباب 3/ 285، والمنتخب من السياق 409 رقم 1394، وفيه:
«فضل الله بن أحمد بن محمد بن إبراهيم» ، وسير أعلام النبلاء 17/ 622 رقم 419، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 10 وفيه: «فضل الله بن أحمد بن محمد الميهني» ، وطبقات الأولياء لابن الملقّن 272، 273 رقم 55، والنجوم الزاهرة 5/ 46، وكشف المحجوب 164- 166، ودائرة المعارف الإسلامية 1/ 145- 147، وجامع كرامات الأولياء 2/ 235.
[5] الميهني: بكسر الميم، وسكون الياء، وفتح الهاء، وفي آخرها نون. نسبة إلى مدينة ميهنة، وهي إحدى قرى خابران، ناحية بين سرخس وأبيورد. (الأنساب، اللباب 3/ 285) .(29/487)
مات في رمضان وله تسعٌ وسبعون سنة [1] .
وحدّث عن: زاهر بن أحمد السَّرْخَسِيّ.
ولكن في اعتقاده شيء. تكلّم فيه أبو محمد بن حزْم.
روى عنه: الحسن بن أبي طاهر الخُتُّليّ، وعبد الغفّار الشّيرُويّيّ [2] .
- حرف الميم-
297- محمد بْن أَحْمَد بْن محمد بن جعفر [3] .
أبو عبد الرحمن الشّاذياخيّ [4] ، الحاكم المزكّيّ الفاميّ.
أملى مدّة عن زاهر السَّرْخَسِيّ، وأبي الحسن الصِّبْغيّ، ومحمد بن الفضل ابن محمد بن خُزَيّمَة، وغيرهم [5] .
298- محمد بن أحمد [6] .
__________
[1] مولده سنة 357 هـ.
[2] قال فيه عبد الغافر الفارسيّ: «مقدّم شيوخ الصوفية وأهل المعرفة في وقته، سنّي الحال، عجيب الشأن، أوحد الزمان، لم نر في طريقته مثله مجاهدة في الشباب، وإقبالا على العمل، وتجرّدا عن الأسباب، وإيثارا للخلوة، ثم انفرادا عن الأقران في الكهولة والمشيب، واشتهارا بالإصابة في الفراسة، وظهور الكرامات والعجائب في المشيب، سمع من زاهر بن أحمد السرخسي، وغيره، ثم اشتغل بالمعاملة، وترك الاشتغال، وهجر الأضراب والأمثال والأشكال، حتى صار بحيث يضرب به الأمثال» (المنتخب من السياق 409) .
وقال ابن السمعاني: كان صاحب كرامات وآثار.
وقال السبكي: «ومع صحّة اعتقاده لم يسلم من كلام الشيخ ابن حزم بل تكلّم فيه بغير حق، وتبعه شيخنا الذهبي تقليدا فقال: في اعتقاده شيء تكلّم فيه ابن حزم. انتهى. قلت: لم يظهر لنا ولم يثبت عنه إلا حجّة الاعتقاد ولكنه أشعريّ صوفي، فمن نال منه الرجلان وباء بإثمه ومما يؤثر من كراماته ومن فوائده، ومن الرواية عنه قال أبو سعيد: التصوّف طرح النفس في العبوديّة، وتعلّق القلب بالربوبية، والنظر إلى الله بالكلية» .
[3] انظر عن (محمد بن أحمد الشاذياخي) في: المنتخب من السياق 39 رقم 53.
[4] الشاذياخي: بفتح الشين المعجمة، والذال المعجمة الساكنة، والياء المفتوحة المنقوطة باثنتين من تحتها بين الألفين، وفي آخرها الخاء المعجمة. هذه النسبة إلى موضعين. أحدهما إلى باب نيسابور، مثل قرية متصلة بالبلد، بها دار السلطان. (الأنساب 7/ 241) .
[5] وقال عبد الغافر الفارسيّ: «جليل ثقة، عدل، من وجوه المشايخ بنيسابور. سمع بخراسان ومكة ... أملي قريبا من عشر سنين في مسجد عقيل ... روى صحيح البخاري ومتفق الجوزقي وكثيرا من الأصول» . (المنتخب من السياق 39) .
[6] انظر عن (محمد بن أحمد بن المصري) في:
تاريخ بغداد 1/ 354، 355 رقم 283، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 36/ 420،(29/488)
أبو الفتح المصريّ [1] .
سمع: أبا الحسن الحلبيّ، وابن جُمَيْع الصَّيْداويّ.
وعنه: أبو بكر الخطيب. وقال: تكلَّموا فيه [2] .
299- محمد بن إبراهيم بن عليّ [3] .
أبو ذَرّ الصّالحانيّ الأصبهاني الواعظ.
سمع: أبا الشّيخ، وغيره.
روى عنه: الحدّاد، وأحمد بن بِشْرُوَيْه.
مات في ربيع الأوّل.
300- محمد بن جعفر بن محمد بن فُسانْجس [4] .
الوزير الكبير أبو الفَرَج ذو السَّعادات.
__________
[ () ] 421، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 21/ 311 رقم 243، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 102، 103، رقم 1307.
وهو: «مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرحمن، أبو الفتح المصري الصوّاب» .
[1] له سماع بصيداء، ودمشق، ومصر.
[2] قال الخطيب: سمع القاضي أبا الحسن عليّ بن محمد بن يزيد الحلبيّ، ومن بعده بمصر، وأبا الحسين بن جميع يصيدا، وقدم بغداد قبل سنة أربعمائة، فأقام بها وكتب عن عامّة شيوخها حديثا كثيرا، واحترقت كتبه دفعات، وروى شيئا يسيرا، فكتبت عنه على سبيل التذكرة ...
سمعت أبا علي الحسن بن أحمد الباقلّاني وغيره يذكرون: أن المصري كان يشترى من الورّاقين الكتب التي لم يكن سمعها ويسمّع فيها لنفسه ... وقال الباقلّاني: جاءني المصريّ بأصل لأبي الحسن بن رزقويه عليه سماعي لأشتريه منه، ولم يكن عليه سماعه، وقال: لو كان هذا سماعي لم أبعه، فمكث عندي مدّة ثم رددته عليه، فلما كان بعد سنين كثيرة حمل إليّ ذلك الأصل بعينه، وقد سمّع عليه لنفسه ونسي أنه كان قد حمله إليّ قبل التسميع، فرددته عليه. قال أبو الفضل: وأنا رأيت الأصل عند خالي وعليه تسميع المصري لنفسه بخطه. سألت أبا الفتح المصري عن مولده فقال: في سنة أربع وسبعين وثلاثمائة. (تاريخ بغداد 1/ 354، 355) .
[3] انظر عن (محمد بن إبراهيم) في: الإعلام بوفيات الأعلام 182، والعبر 3/ 193، وشذرات الذهب 3/ 264.
[4] انظر عن (محمد بن جعفر الوزير) في:
دمية القصر للباخرزي (طبعة بغداد بتحقيق د. سامي مكي العاني) 1/ 287 رقم 103، وأخبار الحمقى والمغفّلين لابن الجوزي 99، والمنتظم، له 8/ 138، 139 رقم 193 (15/ 316 رقم 3287) ، والكامل في التاريخ 5429، 543، وسير أعلام النبلاء 17/ 620 رقم 416، والوافي بالوفيات 2/ 304، والبداية والنهاية 12/ 58، والنجوم الزاهرة 5/ 45.(29/489)
وَزَر لأبي كاليجار، وعُزِل سنة تسعٍ وثلاثين وأربعمائة.
وحكم على العراق. وكان ذا أدب غزير ومعرفة باللُّغة [1] .
وكان مُحبَّبًا إلى الْجُنْد.
عاش ستّين سنة.
مات في رمضان.
301- محمد بن الحسين بن محمد بن آذربهرام [2] .
أبو عبد الله الكارَزِينيّ [3] الفارسيّ المقرئ. نزيل مكّة.
كان أعلى أهل عصره إسنادًا في القراءات.
قرأ على: الحسن بن سعيد المطَّوِّعيّ بفارس، وبالبصرة على: الشّذَائيّ أبي بكر أحمد بن منصور، وببغداد على: أبي القاسم عبد الله بن الحسن النّحّاس.
قرأ عليه بالعَشْرة: الشّريف عبد القاهر بن عبد السّلام العبّاسيّ النّقيب، وأبو القاسم يوسف بن عليّ الهّذَليّ، وأبو معشر الطّبريّ، وأبو إسحاق إبراهيم ابن إسماعيل بن غالب المصريّ المالكيّ، وأبو القاسم بن عبد الوهّاب، وأبو بكر بن الفَرَج، وأبو علي الحسن بن القاسم غلام الهراس، وآخرون.
ولا أعلم متى مات، إلّا أنّ الشّريف عبد القاهر قرأ عليه في هذه السّنة.
وكان هذا الوقت في عشر المائة [4] .
__________
[1] انظر عن شعره في: دمية القصر 1/ 287، والمنتظم 8/ 138، 139 (15/ 316) ، والكامل في التاريخ 9/ 542، 543، والنجوم الزاهرة 5/ 45.
[2] انظر عن (محمد بن الحسين الكارزيني) في:
العبر 3/ 193، والإعلام بوفيات الأعلام 183، وسير أعلام النبلاء 17/ 600 (ذكره دون ترجمة) ، وغاية النهاية 2/ 132، 133، رقم 2969، والوافي بالوفيات 3/ 10 رقم 867.
[3] الكارزيني: بفتح الكاف والراء وكسر الزاي، بعدها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها نون. هذه النسبة إلى كارزين، وهي من بلاد فارس بنواحيها مما يلي البحر. (الأنساب 10/ 316) .
[4] وقال ابن الجزري: سألت الإمام أبا حيّان عنه، فكتب إليّ: إمام مشهور لا يسأل عن مثله.
وكان الأستاذ أبو علي عمر بن عبد المجيد الزيدي يصحّف فيه فيقول «الكازريني» ، بتقديم الزاي، قلت: وكتاب «المبهج» لسبط الخياط مشتمل على ما قرأ به عبد القاهر عليه وهو من أعلى ما وقع لنا في القراءات قرأت بمضمنه على من قرأت من أصحاب الصايغ بسنده ...
(غاية النهاية 2/ 133) .(29/490)
302- محمد بن عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن إسحاق بن زياد [1] .
أبو بكر الأصبهاني التّانيّ النّاصر، المعروف بابن ريذَة [2] .
روى عن الطّبرانيّ (معجمه الكبير) و (معجمه الصّغير) ، و (الفتن) لنعيم بن حماد [3] .
وطال عمره وسار ذكره، وتفرد في وقته.
ذكره أبو زكريا بن مندة فنسبه كما نسبناه، وقال: الثّقة الأمين. كان أحد وجوه النّاس وافر العقل كامل الفضل، مكرّمًا لأهل العِلْم، عارفًا بمقادير النّاس، حَسَن الخطّ، يعرف طرفًا من النَّحْو واللُّغَة [4] . تُوُفّي في رمضان.
وقيل إنّ مولده سنة ست وأربعين وثلاثمائة.
قُرئ عليه الحديث مرّات لا أحصيها في البلد والرّساتيق [5] .
قلتُ: روى عنه: محمد بن إبراهيم بن شَذْرَة، وإبراهيم ويحيى ابنا عبد الوهّاب بن مَنْدَهْ، وعبد الأحد بن أحمد العَنْبَريّ، ومَعْمَر بن أحمد اللُّنْبَانيّ، وهادي بن الحسن العَلَويّ، وأبو عليّ الحدّاد، ومحمد بن إبراهيم أبو عدنان العَبْديّ، ومحمد بن الفضل القصّار الزّاهد، وأبو الرّجاء أحمد بن عبد الله بن ماجه، ونوشروان بن شيرزاذ الدَّيْلِميّ، ونصر بن أبي القاسم الصّبّاغ، وإبراهيم ابن محمد الخبّاز سِبْط الصّالحانيّ، وطلْحة بن الحسين بن أبي ذَرّ، وأبو عدنان محمد بن أحمد بن نِزَار، وحَمْد، بن عليّ المعلّم، والهَيْثَم بن محمد المَعْدانيّ، وخلْق آخرهم موتًا فاطمة بنت عبد الله الجوزدانيّة، تُوُفّيت سنة أربع وعشرين وخمسمائة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الله الأصبهاني التاني) في:
السابق واللاحق 218، والإكمال لابن ماكولا 4/ 175، والتقييد لابن النقطة 72، 73 رقم 58، والمعين في طبقات المحدّثين 127 رقم 1410، والأعلام بوفيات الأعلام 182، وسير أعلام النبلاء 17/ 595، 596 رقم 397، ودول الإسلام 1/ 259، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 332، والعبر 3/ 193، والوافي بالوفيات 3/ 323، وتبصير المنتبه 2/ 617، والنجوم الزاهرة 5/ 46، وشذرات الذهب 3/ 265، وتاج العروس 2/ 564.
[2] ريذة: بكسر الراء المهملة وسكون الياء المثنّاة، وفتح الذال المعجمة.
[3] التقييد 73.
[4] التقييد 73.
[5] التقييد 73.(29/491)
303- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن مِهران بن شاذان [1] .
أبو بكر الصّالْحانيّ البقّال الفاميّ [2] .
سمع: أبا الشّيخ، وغيره.
وعنه: أبو عليّ الحدّاد.
ورّخه ابن السَّمَعانيّ.
304- محمد بن عبد العزيز بن إسماعيل [3] .
أبو الحسن التّكَكيّ [4] الكاتب البغداديّ.
سمع: أبَوَيْ بكر القَطِيعيّ، والورّاق.
وثّقه الخطيب وروى عنه.
305- محمد بن عمر بن إبراهيم [5] .
أبو الحسين الأصبهاني المقري.
سمع: محمد بن أحمد بن جِشْنِس [6] .
روى عنه: الحدّاد.
306- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن غَيْلان بن عبد الله بن غَيْلان بن حكيم [7] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الله الصالحاني) في: الأنساب 8/ 13.
[2] الفامي: بالفاء، وهو البقّال.
[3] انظر عن (محمد بن عبد العزيز) في: تاريخ بغداد 2/ 254 رقم 861، والأنساب 3/ 48.
[4] التككيّ: بكسر التاء المنقوطة من فوقها باثنتين وفتح الكاف، وفي آخرها كاف أخرى، هذه النسبة إلى تكك، وهي جمع تكّة. (الأنساب 3/ 68) .
[5] لم أجد مصدر ترجمته.
[6] جشنس: بجيم مكسورة وبمعجمة ثم نون مهملة. (المشتبه في أسماء الرجال 1/ 265) .
[7] انظر عن (محمد بن محمد بن إبراهيم) في:
تاريخ بغداد 3/ 234، 235، والأنساب 9/ 204، والمنتظم 8/ 139، 140 رقم 195 (15/ 317، 318 رقم 3289) ، والكامل في التاريخ 9/ 552، واللباب 2/ 389، والمختصر في أخبار البشر 2/ 169، والعبر 3/ 193، 194، وسير أعلام النبلاء 17/ 598- 600 رقم 400، والمعين في طبقات المحدّثين 127 رقم 1411، والإعلام بوفيات الأعلام 182، ودول الإسلام 1/ 259، وتاريخ ابن الوردي 1/ 351، والوافي بالوفيات 1/ 119، والبداية والنهاية 12/ 58، 59، والنجوم الزاهرة 5/ 47، وشذرات الذهب 3/ 265، وديوان الإسلام 3/ 399 رقم 1587، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 481 رقم 336، والأعلام 7/ 21.(29/492)
أبو طالب الهمذانيّ البغداديّ البزّاز [1] . أخو غَيْلان الّذي تقدَّم.
سمع من: أبي بكر الشّافعيّ أحد عشر جزءًا معروفة بالغَيْلانيّات [2] ، وتفرّد في الدُّنيا عنه.
وسمع من: أبي إسحاق المزكّيّ.
قال الخطيب [3] : كتبنا عنه. وكان صدوقًا ديِّنًا صالحًا. سمعته يقول:
وُلِدتُ في أوّل سنة ثمانٍ وأربعين.
ثمّ سمعته يقول: كنتُ أغلط في مولدي، حتّى رأيت بخطّ جدّي أنّي وُلِدت في المحرَّم سنة سبْعٍ وأربعين.
قال: ومات في سادس شوّال، ودُفِن بداره، وصلّى عليه أبو الحسين ابن المهتدي باللَّه.
وقال أبو سعْد السَّمْعانيّ [4] : قرأتُ بخطّ أبي قال: سمعتُ محمد بن محمود الرّشِيديّ يقول: لمّا أردتُ الحجّ أوصاني أبو عثمان الصّابونيّ وغيره بسماع «مسند أحمد» و «فوائد أبي بكر الشّافعيّ» . فدخلتُ بغداد واجتمعت بابن المُذْهِب، فرَاودْتُهُ على سَمَاع «المُسْنَد» فقال: أريد مائَتْي دينار. فقلت: كلّ نَفَقَتي سبعون دينارًا، فإنْ كان ولا بُدَّ فأجِزْ لي.
قال: أريد عشرين دينارًا على الإجازة.
فتركته وقلتُ لأبي منصور بن حيدر: أُريدُ السَّماع من ابن غَيّلان.
قال: إنّه مبطون، وهو ابن مائة.
قلتُ: فأعْجلُ فأسمع منه؟
قال: لا، حتّى تَحُجّ.
فقلت: كيف يسمح قلبي بذلك وهو ابن مائة سنة ومبطون؟
قال: إنّ له ألف دينار يُجَاءُ بها كلّ يومٍ، فتصبّ في حجره، فيقلّبها ويتقوّى بذلك.
__________
[1] في: (المختصر في أخبار البشر، وتاريخ ابن الوردي) : «البزّار» بالراء المهملة في آخره.
[2] خرّجها الدارقطنيّ له، وهي من أعلى الحديث وأحسنه. (الكامل في التاريخ 9/ 552) .
[3] في تاريخه 3/ 235.
[4] في (الأنساب 9/ 204) .(29/493)
فاستخرت الله وحججت، فلمّا رجعتُ استقبلني شيخ، فقلت: ابن غَيْلان حيّ؟ قال: نعم. ففرحت، وقرأ لي عليه أبو بكر الخطيب.
قلت: وروى عنه: أبو عليّ أحمد بن محمد البَرَدَانيّ، وأبو طاهر بن سَوّار المقرئ، وأحمد بن الحسين بن قريش البنّاء، وأبو البركات أحمد بن عبد الله ابن طاوس، وجعفر السّرّاج، وجعفر بن المحسّن السَّلَمَاسيّ، وخالد بن عبد الواحد الأصبهاني، وعُبَيْد الله بن عمر بن البقّال، والمعمّر بن عليّ بن أبي عمامة، وأبو منصور عليّ بن محمد بن الأنباريّ، وأبو منصور محمد بن عليّ الفرّاء، وأبو المعالي أحمد بن محمد البخاريّ التّاجر، وأبو عليّ محمد بن محمد بن المهْديّ، وأبو سعْد أحمد بن عبد الجبّار الصَّيْرفيّ، وخلْق آخرهم موتّا أبو القاسم هبة الله بن الحُصَين المُتَوَفّي سنة خمسٍ وعشرين وخمسمائة [1] .
307- محمد بن محمد بن عثمان [2] .
أبو منصور بن السّوّاق [3] البغداديّ البُنْدَار.
سمع: أبا بكر القَطِيعيّ، وابن ماسيّ، ومَخْلَد بن جعفر، وابن لؤلؤ الورّاق.
قال الخطيب [4] : كتبتُ عنه، وكان ثقة.
ولد سنة إحدى وستّين وثلاثمائة. وتُوُفّي في آخر يومٍ من ذي الحجّة.
قلت: وروى عنه: ثابت بن بُنْدَار، وأخوه ياسر، وجماعة.
308- محمود بن الحسن بن محمد بن يوسف [5] .
__________
[1] انظر أسماء أخرى في: سير أعلام النبلاء 17/ 599.
[2] انظر عن (محمد بن محمد السّواق) في:
السابق واللاحق 97، وتاريخ بغداد 3/ 235، والأنساب 7/ 181، 182، واللباب 2/ 152، والعبر 3/ 194، والإعلام بوفيات الأعلام 182، وسير أعلام النبلاء 17/ 622، 623 رقم 420، وشذرات الذهب 3/ 265، وتاريخ التراث العربيّ (طبعة الرياض) 1/ 481 رقم 337.
[3] السّوّاق: نسبة إلى بيع السّويق.
[4] في تاريخه 3/ 235.
[5] انظر عن (محمود بن الحسن) في:
طبقات الفقهاء للشيرازي 109، وتبيين كذب المفتري لابن عساكر 260، والتدوين في أخبار قزوين 4/ 70، وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 207، وآثار البلاد وأخبار العباد للقزويني 436،(29/494)
أبو حاتم القَزْوينيّ الفقيه المناظر، من ساكني آمُل وطَبَرِسْتان.
قدِم جُرْجَان، وسمع من: أبي نصر الإسماعيليّ.
وتفقّه ببغداد عند الشّيخ أبي حامد.
وسمع بالرّيّ من: حمْد بن عبد الله، وأحمد بن محمد البصير.
وسمع ببغداد. وذهب إلى وطنه، وصار شيخ آمُل في العلم والفقه. وبها تُوُفّي سنة أربعين [1] .
وهو والد شيخ السَّلَفيّ [2] .
309- مفرِّج بن محمد [3] .
أبو القاسم الصَّدَفيّ السَّرَقُسْطيّ.
رحل وسمع بمصر من: أبي القاسم الْجَوْهَريّ «مُسْنَد الموطّأ» .
ومن: أبي الحسن عليّ بن محمد الحلبيّ.
وكان شيخًا صالحا.
__________
[ () ] وطبقات الشافعية لابن الصلاح (مخطوط) الورقة 75 أ، وسير أعلام النبلاء 18/ 128 رقم 66، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 312- 314، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 300، 301 رقم 921، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 222، 223 رقم 179، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 145، 146، وهدية العارفين 2/ 402، وديوان الإسلام 2/ 148، 149 رقم 760، وتاريخ الأدب العربيّ 3861، وذيله 1/ 668، والأعلام 7/ 167، ومعجم المؤلفين 12/ 158.
وسيعيد المؤلّف- رحمه الله- ترجمته في آخر الطبقة السادسة والأربعين (451- 460 هـ.) .
[1] وقيل توفي سنة 460 هـ.
[2] وقال الشيرازي: وكان أبو حاتم حافظا للمذهب والخلاف، صنّف كتبا كثيرة فيها وفي الأصول والجدل ودرس ببغداد، وآمل، ولم أنتفع بأحد في الرحلة كما انتفعت به وبالقاضي أبي الطيب الطبري. (طبقات الفقهاء 109، التدوين في أخبار قزوين 4/ 70) .
وذكر القزويني من مؤلّفاته: «شرح مختصر المزني» ، و «كتاب الحيل» ، (التدوين 70) ، وذكر السبكي، له كتاب «تجريد التجريد» .
وقال زكريا بن محمد بن محمود القزويني: كان فقيها أصوليا، وكان من أصحاب القاضي أبي الطّيب طاهر الطبري، له كتاب في حيل الفقه مشهور. وكان من أولاد أنس بن مالك، وابن عمّي. (آثار البلاد 437) .
[3] انظر عن (مفرّج بن محمد) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 619 رقم 1260.(29/495)
310- منصور بن القاضي أبي منصور محمد بن محمد الأزْديّ الهَرَويّ [1] .
قاضي هَرَاة أبو أحمد الفقيه الشّاعر [2] .
قدِم بغداد وتفقّه على أبي حامد الإسْفَرائينيّ، ومدح أمير المؤمنين القادر باللَّه. وكان عجبًا في الشِّعْر [3] .
وسمع: العبّاس بن الفَضْل النَّضْرَوِيّ، وأبا الفضل بن خَمِيرُوَيْه.
وناهز الثّمانين. وكان يختم القرآن في كلّ يومٍ وليلة حتّى مات رحمه الله.
- حرف الهاء-
311- هبة الله بْن أبي عمر محمد بن الحُسَين [4] .
أبو الشّيخ أبو محمد الْجُرْجَانيّ، المُلقَّب بالموفق.
سمعَ: جدّه لأمّه أبا الطّيّب سهل بن محمد الصُّعْلُوكيّ، ووالدَه أبا عمر محمد بن الحسين البِسْطَاميّ، وأبا الحسين أحمد بن محمد الخفّاف.
وكان فقيهًا مناظرًا رئيس الشّافعيّة بنيسابور [5] .
__________
[1] انظر عن (منصور بن أبي منصور) في:
دمية القصر للباخرزي (طبعة بغداد) 2/ 89- 99 رقم 293، ويتيمة الدهر 4/ 348- 350، وتتمّة اليتيمة 2/ 46، ومعجم الأدباء 19/ 191- 194، وسير أعلام النبلاء 17/ 275 رقم 167، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 346، 347، وذيل تاريخ الأدب العربيّ 1/ 154.
[2] قال الباخرزي: «أفضل من بخراسان على الإطلاق، وأطبعهم بالاتفاق، يرجع إلى نظم أحسن من انتظام الأحوال، ونثر كما يهى الدرّ عن اللآل. وديوان شعره يبلغ أربعين ألف بيت» . (دمية القصر 2/ 89) «وقد أوتى حظا وافرا من حياته، وبلغ أرذل العمر من وفاته» . (2/ 90) .
[3] ذكر الباخرزي قطعا منه في «دمية القصر» .
[4] انظر عن (هبة الله بن أبي عمر) في: المنتخب من السياق 474، 475 رقم 1612.
[5] قال عبد الغافر الفارسيّ: «سلاك أئمّة الإسلام واحد الأنام أصلا ونسبا وأدبا وحسبا وحشمة وهمّة ومروءة ونعمة وثروة. ولد هو وأبو المعالي عمر في أيام الإمام سهل، لقّبهما بالموفق والمؤيّد لعزّهما عنده، وربّاهما أحسن تربية، وتفرّس في هذا ما بلّغه الله من المحلّ علما وحشمة ورفعة، فنشأ في أتم عزّ، وأثبت دولة، حتى صار في عنفوان شبابه مقدّم أصحاب الشافعيّ، ورئيس الطائفة لما له قديما من بيت العلم والإمامة والزعامة والرئاسة والسيادة، وكان(29/496)
- حرف الياء-
312- يوسف بن رباح بن عليّ بن موسى بن رباح [1] .
أبو محمد البصْريّ المعدّل.
رحل مع والده.
وسمع: أبا بكر بن المهندس، وعليّ بن الحسين الأدنى بمصر، وابن حبابة، وأبا طاهر المخلّص، وابن أخي ميمي ببغداد، وعبد الوهّاب الكِلابيّ بدمشق.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر الخطيب، وأبو طاهر الباقِلّانيّ.
قال الخطيب [2] : كان سماعه صحيحًا.
ولي قضاء الأهواز فمات بالأهواز.
قال: وقيل كان معتزليًّا.
الكنى
313- أبو القاسم بن محمد [3] الحضرميّ [4] .
الفقيه المالكيّ المعروف باللَّبِيديّ [5] . ولَبِيدَة قرية من قرى ساحل المغرب.
__________
[ () ] إذ ذاك من أتباع أبي إسحاق الأسفراييني، والزيادي، وسائر الأئمة والمشايخ الذين غدوا من أتباع أسلافه» .
[1] انظر عن (يوسف بن رباح) في:
تاريخ بغداد 14/ 328، رقم 7654، والسابق واللاحق 131، والإكمال لابن ماكولا 4/ 7، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 46/ 38، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 28/ 81، 82 رقم 62.
[2] في تاريخه.
[3] انظر عن (أبي القاسم بن محمد) في:
الأنساب لابن السمعاني 11/ 12، واللباب 3/ 66، ومعالم الإيمان للدبّاغ 3/ 175، والديباج المذهب 152، وهدية العارفين 1/ 516، وشجرة النور الزكية 109 رقم 287، ومعجم المؤلفين 5/ 173، ومدرسة الحديث في القيروان 2/ 671.
[4] وهو: أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن الحضرميّ اللبيدي. (الأنساب 11/ 12) .
[5] اللّبيديّ: بفتح اللام وكسر الباء المنقوطة بواحدة، وفي آخرها الدال المهملة. (الأنساب) .(29/497)
كان من مشاهير علماء إفريقيا ومُصَنِّفيها وعُبَّادها.
صحِب الزَّاهد أبا [1] إسحاق الجنبيانيّ، وانتفع به، وصنَّف أخباره.
وصنَّف كتابًا كبيرًا بليغًا في مذهب مالك أَزْيَد من مائتي جزء، وكتابًا آخر في «مسائل المدوّنة» وبسطها، وكتاب «التّفريع» على المدوّنة، «وزيادات الأمّهات» ، و «نوادر الرّوايات» .
وكان أيضًا شاعرًا محسنًا مليح القَول.
روى عنه: ابن سعدون، وغيره [2] .
314- أبو كاليجار [3] .
السّلطان البُوَيْهيّ صاحب بغداد. واسمه مَرْزُبان بن سلطان الدولة بْن بهاء الدولة بْن عضد الدّولة.
تملك بعد ابن عمّه جلال الدّولة فدامت أيّامه خمسة أعوام. ومات.
وقد مرّ ذكره في الحوادث غير مرّةٍ، وعاش إحدى وأربعين سنة، وتسلطن بعده ابنه الملك الرّحيم أبو نصر.
__________
[1] في الأصل: «أبو» .
[2] في شجرة النور الزكية 109/ رقم 287 قال: أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد المصريّ المعروف باللبيدي القيرواني. وقال: توفي بالقيروان في شوال سنة 446 وسنة ثمانون عاما.
وفي (الأنساب 11/ 12) : توفي قريبا من سنة ثلاثين وأربع مائة. وفي (معجم المؤلفين 5/ 173) أرّخ وفاته بسنة 440 هـ.
[3] تقدّمت ترجمته في آخر وفيات سنة 439 هـ. برقم (283) .(29/498)
وممّن كان في هذا القرب من هذه الطّبقة
- حرف الألف-
315- أحمد بن سليمان بن أحمد [1] .
أبو جعفر الكُتاميّ الطّنْجيّ الأندلسيّ. ويُعرف بابن أبي الربيع.
رحل إلى المشرق، وأخذ القراءة عن: أبي أحمد السّامرّيّ، وأبي بكر الأُدْفُويّ، وأبي الطّيّب بن غَلْبُون.
وأقرأ النّاسَ ببَجّانَة والمَرِية. وعُمّر حتّى قارب التّسعين.
وقيل: توفّي قبل الأربعين وأربعمائة. قاله ابن بشكُوال.
316- أحمد بن عمّار [2] .
أبو العبّاس المَهْدَويّ المقرئ المجوّد.
من أهل المهديّة، مدينة من مدن القيروان بناها المهديّ والد خلفاء مصر.
قدم المهدويّ بلاد الأندلس، وروى عن: أبي الحسن القَابسيّ.
وقرأ القراءات على أبي عبد الله محمد بن سُفيان، وعلى أبي بكر أحمد ابن محمد البراثي.
وكان مقدمًا في فن القراءات والعربية، وصنف كتبًا مفيدة.
أخذ عنه: أبو محمد غانم بن وليد المالقي، وأبو عبد الله الطرفي المقرئ، وغيرهما.
في حدود الثلاثين أخذوا عنه.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن سليمان) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 87 رقم 189.
[2] انظر عن (أحمد بن عمّار) في:
إنباه الرواة 1/ 91، 92، وغاية النهاية 1/ 92 رقم 417، وطبقات المفسّرين للسيوطي 5، وبغية الوعاة 1/ 152، ومفتاح السعادة 1/ 419، 420، كشف الظنون 459، 462، 520، 2040، وفهرست المكتبة الخديوية 1/ 136، 137، ومعجم المؤلفين 2/ 27.(29/499)
317- أحمد بن محمد بن عبد الواحد [1] .
أبو بكر المنكدري [2] الشريف.
رحل وسمع، وقرأ الحديث على: أحمد بن محمد المُجْبِر، وأبي عمر الهاشميّ، ومحمد بن محمد ابن أخي أبي رَوْق الهِزَّانيّ، وأبي عبد الله الحاكم، وأبي أحمد الفَرَضيّ.
وله جزءان انتقاهما له الصُّوريّ [3] ، وسمعهما منه ابن بيان الرّزّاز في سنة سبْعٍ وثلاثين.
318- إبراهيم بن طلحة بن غسّان [4] .
أبو إسحاق البصْريّ المطَّوِّعيّ.
سمع: يوسف بن يعقوب النَّجِيرَميّ، وعبد الرحمن بن محمد بن شيبة المقرئ، وأحمد بن محمد بن العبّاس الأسْفَاطيّ، وجماعة.
وأملى بالبصرة مجالس.
روى عنه: محمد بن إدريس القَرَتّائيّ [5] ، وأبو أحمد إبراهيم بن عليّ النَّجِيرَميّ، وغيرهما.
من شيوخ السِّلَفيّ.
319- إسماعيل بن عليّ بن المُثَنَّى [6] .
أبو سعْد الأسْتِرَابَاذيّ الواعظ الصُّوفيّ العَنْبَريّ.
قدِم نَيْسابور قديمًا، وبني بها مدرسةً لأصحاب الشّافعيّ، تُنْسَبُ إليه.
وكان له سوق ونَفَاق عند العامّة. وكان صاحب غرائب وعجائب.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد المنكدري) في: تاريخ بغداد 5/ 95 رقم 2428.
[2] المنكدري: بضم الميم وسكون النون، وفتح الكاف، وكسر الدال والراء المهملتين، هذه النسبة إلى المنكدر، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه. (الأنساب 11/ 505) .
[3] هو الحافظ محمد بن علي الصوري المتوفى سنة 441 هـ.
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
[5] القرتّائي: بفتح القاف والراء والتاء المشدّدة ثالث الحروف وفي آخرها الياء آخر الحروف. هذه النسبة إلى قرتّا. قال ابن السمعاني: وظنّي أنها من قرى البحر من عمان. (الأنساب 10/ 89) .
[6] انظر عن (إسماعيل بن علي) في: تاريخ بغداد 6/ 315 رقم 3362.(29/500)
روى عَنْ: أبيه، وعَلِيّ بْن الْحَسَن بْن حَيَّوَيْهِ.
روى عنه: محمد بن أحمد بن أبي جعفر القاضي، وأبو بكر الخطيب البغداديّ، وأحمد المُوسياباذيّ.
320- أَصْبَغُ بن راشد بن أصبغ [1] .
أبو القاسم الإشبيليّ اللُّخْميّ.
رحل، وسمع من أبي محمد بن أبي زيد وتفقّه عليه.
وسمع من: أبي الحسن القابسيّ.
قال أبو عبد الله الحُمَيْديّ [2] : كنتُ أحمَل للسّماع على الكَتِف سنة خمسٍ وعشرين وأربعمائة. وأوّل ما سمعتُ من الفقيه أَصْبَغ بن راشد، وكنتُ أفهم ما يُقرأ عليه. وكان قد لقي ابن أبي زيد وتفقَّه، وروى عنه رسالته، فسمعتُ الرّسالةَ منه، وسمعته يقول: سمعت على أبي محمد عبد الله بن أبي زيد عبد الرحمن فقيه القيروان «الرّسالة» و «المختصر» بالقيروان قبل الأربعمائة.
وقال ابن بَشْكُوال [3] : تُوُفّي أَصْبَغ رحمه الله قبل الأربعين وأربعمائة.
- حرف الحاء-
321- الحسن بن محمد بن مفرِّج [4] .
أبو بكر المَعَافِريّ القُرْطُبيّ.
رَوَى عَنْ: أَبِي جَعْفَر بْن عَوْن اللَّه، وأبي عبد الله بن مفرّج، وأبي عبد الله ابن أبي زمْنِين، وعبّاس بن أَصْبَغ، وعبد الرحمن بن فُطَيْس.
وعُني بالرّواية والتّقييد والسّماع والتّاريخ، وجمع كتابًا سمّاه «بكتاب الاحتفال في تاريخ أعلام الرّجال» في أخبار الخُلفاء والقُضاة والفُقهاء.
وكان مولده سنة 348 وتوفّي بعد سنة 435 [5] .
__________
[1] انظر عن (أصبغ بن راشد) في:
جذوة المقتبس للحميدي 173، 174 رقم 324، والصلة لابن بشكوال 1/ 109 رقم 255، وبغية الملتمس للضبيّ 240، 241 رقم 573.
[2] قوله: «كنت أحمل للسماع على الكتف» ليس في (جذوة المقتبس) .
[3] في (الصلة 1/ 109) .
[4] انظر عن (الحسن بن محمد بن مفرّج) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 136، 137 رقم 311.
[5] هكذا في الأصل. وفي (الصلة) : وتوفي بعد الثلاثين وأربعمائة.(29/501)
322- الحسين بن حاتم [1] .
أبو عبد الله الأذَريّ [2] الأُصُوليّ المتكلِّم الأشعريّ [3] الواعظ.
صاحب ابن الباقِلّانيّ.
سمع بدمشق من: عبد الرحمن بن أبي نصر، وغيره.
وعقد مجالس الوعظ. وكان كثير الصِّيام والعبادة إلّا أنّه كان ينالُ من أهل الأثر.
قال ابن عساكر: سمعتُ أبا الحسن عليّ بن المسلم الفقيه، عن بعض شيوخه إنّ أبا الحسن عليّ بن داود إمام جامع دمشق ومُقْرئها تكلّم فيه بعض الحَشَويّة إذا كان يَؤُم. فكتب إلى القاضي أبي بكر بن الباقِلّانيّ إلى بغداد يسأله أن يرسلَ إلى دمشق من أصحابه مَن يوضّح لهم الحقّ بالحُجَّة، فبعث تلميذه الحسين بن حاتم الأذَرِيّ، فعقد مجلسَ التّذكير في الجامع في حلقة ابن داود، وذكر التّوحيد، ونزَّه المعبود، ونفى عنه التّشبيه والتّحديد، فقاموا من مجلسه وهم يقولون: أحدٌ أحد.
وأقام بدمشق مدّة، ثمّ توجّه إلى المغرب، ونَشَرَ العِلْمَ بالقيروان [4] .
- حرف الرّاء-
323- الرِّضَى بن إسحاق بن عبد الله بن إسحاق [5] .
__________
[1] انظر عن (الحسين بن حاتم) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 10/ 431، 432، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 292، 293.
[2] في «تهذيب تاريخ دمشق» 4/ 292: «الأزدي» .
[3] لم يترجم له ابن عساكر في «تبيين كذب المفتري» .
[4] وقال ابن عساكر: «وكان يكثر الصيام، فأضافه بعض أصحابه ليلة في أيام الرطب فقدّم إليه طبقا منه فأكثر من الأكل، فقال له صاحب المنزل: يا سيّدنا أنا أخشى عليك من حرارته، فقال: أنا منذ كنت أرد على أصحاب الطبائخ أخشى من حرارة الرطب. وكان لا يستقضي أحدا ممن يقرأ عليه علم الكلام حاجة بل كان يتولّى حوائجه بنفسه، فقال له بعض تلامذته: يا سيّدنا، أنت تعلم أننا نودّ أن نقضي لك حاجة، فلم لا تستقضينا ما يعرض لك من الحوائج، فقال: إنّ أوثق أعمالى في نفسي نشر هذا العلم فلا أحبّ أن أتعجّل عليه أجرا في الدنيا ليكون الأجر موفورا لي في الدار الآخرة» .
[5] انظر عن (الرضي بن إسحاق) في: الجواهر المضيّة 2/ 204 رقم 592، والطبقات السنية، رقم 883.(29/502)
أبو الفضل النَّصريّ [1] الْجُرْجَانيّ.
كان والده [2] كبير الحنفيّة بجُرْجَان. وكان زاهدًا.
سمع: أباه، وأبا أحمد الغَطْريفيّ.
وببغداد من أصحاب البَغَويّ.
وتُوُفّي قبل الأربعين.
- حرف العين-
324- عبد الله بن جعفر [3] .
أبو محمد الخبازيّ [4] ، الحافظ الجوّال. من أهل طَبَرِسْتان.
روى عن: المُعَافى الجريريّ، ونصْر بن أحمد المُرَجَّى، وعبد الوهّاب الكِلابيّ [5] .
روى عنه: أبو المحاسن الرُّويانيّ، وبُنْدَار بن عمر الرُّويانيّ، وأهل تلك الدّيار.
325- عثمان بن عيسى [6] .
أبو بكر التُّجَيْبيّ الطُّلَيْطُليّ المالكيّ، المعروف بابن ارفع رأسه.
__________
[1] في الطبقات السنية: «البصري» .
[2] انظر عن أبيه (إسحاق بن عبد الله) في: تاريخ جرجان 165 رقم 194، والجواهر المضية 1/ 367 رقم 297، والطبقات السنية، رقم 455.
[3] انظر عن (عبد الله بن جعفر) في:
تاريخ دمشق (تراجم عبد الله بن جابر- عبد الله بن زيد) ص 79، 80، رقم 217، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 12/ 93 رقم 64، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 347، 348، ومعجم البلدان (مادّة: رويان) ، ولسان الميزان 5/ 436، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان 3/ 174، 175 رقم 856.
[4] تحرّفت هذه النسبة في (تهذيب تاريخ دمشق) إلي: «الجناري» . وفي (معجم البلدان) إلى «الجبّاري» ، وفي (لسان الميزان) إلى: «الخبائري» ، وفي (تاريخ دمشق) و (الموسوعة) إلى «الجنازي» .
[5] وممّن روى عنهم أيضا: الحسن بن عبد الله بن سعيد ببعلبكّ، وأبو بكر أحمد الطبراني بجبل لبنان، وتمّام بن محمد الرازيّ، ولم يذكر السيد الفهيد الدوسرى صاحب الترجمة بين تلاميذه. (انظر مقدّمة الروض البسّام 1/ 49) وسمع بصيداء محمد بن يوسف بن يعقوب الرقي المتوفى سنة 383 هـ. (انظر: موسوعة علماء المسلمين 3/ 174، 175) .
[6] انظر عن (عثمان بن عيسى) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 405 رقم 876.(29/503)
روى عن: محمد بن إبراهيم الخُشَنيّ، وغيره.
وكان من أهل العلم البارع والذّهن الثّاقب، حافظًا لرأي مالك رحمه الله، رأسًا فيه.
ولي قضاء طَلْبِيرة.
326- عليّ بن الحسن بن محمد بن فِهْر [1] .
الإمام أبو الحسن الفِهْريّ المصريّ المالكيّ، من كبار الفُقهاء.
صنَّف «فضائل مالك» في مجلَّد، وسمع بالمشرق من جماعة.
سمع منه: أبو العبّاس بن دِلْهَاث، والمُهَلَّب بن أبي صفرة وقال: لقيته بمصر ومكة، ولم ألق مثله.
327- عليّ بن شُعيب بن عليّ بن عبد الوهّاب [2] .
أبو الحَسَن الهَمَذَانيّ الدّهّان.
محدِّث رحّال، زاهد كبير القدْر.
روى عن: أبي أحمد الغِطْريفيّ، وأَوْس الخطيب، ومحمد بن جعفر النهاوندي، وإسحاق بن سعد النسوي، وابن المقرئ، وخلق.
وعنه: علي بن الحسين، وعبد الملك، وابن ممّان، وأحمد بن عمر، وناصر بن المشطب الهمذانيون.
وكان ثقة خيرا قانعا باليسير.
وآخر من روى عنه ناصر.
بقي ناصر إلى حدود عشر وخمسمائة.
- حرف الميم-
328- محمد بن أحمد بن القاسم [3] .
أبو منصور الأصبهانيّ المقرئ. نزيل آمد.
__________
[1] انظر عن (علي بن الحسن) في: الوافي بالوفيات (مخطوط) 12/ 35، ومعجم المؤلفين 7/ 69.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (محمد بن أحمد بن القاسم) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 36/ 371، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 21/ 296 رقم 220.(29/504)
حدث بدمشق وبآمد عن: محمد بن عَدِيّ المِنْقَريّ، وجماعة من البصريّين.
روى عنه: أبو القاسم بن أبي العلاء المصِّيصيّ، وشيخ الإسلام أبو الحسن الهِكّاريّ، والفقيه نصر المقدسيّ، وغيرهم.
329- محمد بن أحمد بن العلاء بن شاه [1] .
أبو العلاء الصُّغْديّ الأصبهاني الخطيب.
سمع: أبا محمد بن حَيَّان، وغيره.
وعنه: أبو عليّ الحدّاد.
330- محمد بن أبان بن عثمان بن سعيد بن فَيْض [2] .
أبو عبد الله بن السّرّاج الشَّذُونيّ.
روى بقُرْطُبة عن: عبّاس بن أَصْبَغ، وإسماعيل بن إسحاق الطّحّان.
وكان متفننا فاضلا، له بصر بالمعتقدات والجدل والكلام.
روى عنه ابن خزرج، وقال: تُوُفّي في حدود سنة أربعين وأربعمائة وقد نيّف على السّبعين.
331- محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الهَرَويّ المقرئ [3] .
قرأ بتلقين أبيه حديثًا على القاضي أبي منصور الأزْديّ وله من العُمر ثلاث سِنين. وهذا من أغرب ما بَلَغَنَا.
وتُوُفّي شابًّا.
332- محمد بن الحسن بن عمر [4] .
أبو عبد الله المصريّ البزّاز، ويُعرف بابن عين الغزال.
روى عن: ابن حَيَّوَيْهِ النَّيْسابوريّ.
وعنه: أبو طاهر بن أبي الصّقر.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (محمد بن أبان) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 532 رقم 1160.
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] لم أجد مصدر ترجمته.(29/505)
قال ابن ماكولا: تُوُفّي سنة نيِّفٍ وثلاثين.
333- محمد بن عبد الرّحيم بن حسن [1] .
أبو الحارث الخَبُوشانيّ [2] ، وخَبُوشان بُلَيْدَة من أعمال نَيْسابور [3] ، الأثريّ [4] الحافظ.
رحل، وكتب الكثير، ونسخ الكتب المُطَوَّلة.
سمع من: زاهر بن أحمد، ومحمد بن مكّيّ الكُشْمِيهنيّ، وأبي نُعَيْم عبد الملك بن الحسن.
روى عنه: إسماعيل بن عبد القاهر الْجُرجَانيّ، وظَفَر بن إبراهيم الخلّال.
تُوُفّي سنة نَيِّفٍ وثلاثين.
334- محمد بن عليّ بن محمد بن عليّ بن الحسين بن مهر هرمز [5] .
أبو بكر الأصبهاني الحُلَليّ.
سمع: أبا الشّيخ أيضًا.
وعنه: أبو عليّ الحدّاد.
335- محمد بن يعقوب بن إسحاق بن موسى بن سَلّام [6] .
أبو نصر السّلامي النَّسَفيّ المحدِّث الثّقة.
وبُرْجُ السَّلَاميّ في رَبَض نَسَف منسوبٌ إليه، وهو بناه.
سمِع: أباه، وبكر بن محمد النَّسَفيّ، وأبا سعيد بن عبد الوهّاب الرّازيّ، وزاهر السَّرْخَسِيّ، وطبقتهم.
وعنه: جعفر المُسْتَغْفِريْ وهو من أقرانه، وأبو بكر محمد بن أحمد البلديّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الرحيم) في: معجم البلدان 2/ 344، 345.
[2] الخبوشانيّ: بفتح أوله، وضمّ ثانيه، وبعد الواو الساكنة شين معجمة، وآخره نون. نسبة إلى خبوشان.
[3] وهي قصبة كورة أستوا.
[4] هكذا في الأصل، وفي (معجم البلدان) : «الأستوايّ» .
[5] لم أجد مصدر ترجمته.
[6] انظر عن (محمد بن يعقوب) في: الأنساب 7/ 210.(29/506)
وحدَّث «بصحيح البُجَيْريّ» ، عن أبي نصر بن حَسْنُوَيْه، عن المؤلِّف [1] .
336- مروان بن عليّ الأسَديّ القُرْطُبيّ [2] .
أبو عبد الملك، المعروف بالبُونيّ [3] .
روى عن: أبي محمد الأصِيليّ، وأبي المطرِّف عبد الرحمن بن فُطَيْس.
ورحل فأخذ عن: أبي الحسن القابسيّ، وأحمد بن نصر الدّاوديّ وصحبه خمسة أعوام وأكثر.
وله «مختصر في تفسير الموطأ» .
روى عنه: حاتم بن محمد [4] وقال: كان حافظًا نافذًا في الفِقْه والحديث.
وروى عنه: أبو عمر بن الحذّاء، وقال: كان صالحًا عفيفًا عاقلًا، حَسَن اللّسان والبيان.
وقال الحُمَيْديّ [5] : كان فقيهًا محدِّثًا.
مات قبل الأربعين وأربعمائة ببونة.
337- مصعب ابن الحافظ المؤرخ أبي الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف ابن الفَرَضيّ [6] .
أبو بكر الأَزّديّ القُرْطُبيّ.
روى عن: أبيه، وأبي محمد بن أسد، وأحمد بن هشام.
واستجازَ له أبوه جماعةً سمّى بعضهم في «تاريخ الأندلس» له.
__________
[1] وقال ابن السمعاني: كان شيخا ثقة صدوقا عالما مكثرا من الحديث.
[2] انظر عن (مروان بن علي) في:
جذوة المقتبس للحميدي 342 رقم 798، وفيه: «مروان بن محمد» ، والصلة لابن بشكوال 2/ 616، 617 رقم 1349، وبغية الملتمس للضبيّ 461 رقم 1341 وفيه: «مروان بن محمد» ، والديباج المذهب 245، وإيضاح المكنون 1/ 320، ومعجم المؤلفين 12/ 221 وفيها كلها: «مروان بن محمد» ، ما عدا «الصلة» .
[3] البوني: بضم الباء الموحّدة، ونون. نسبة إلى بونة من بلاد إفريقية.
[4] هو: حاتم بن محمد الطرابلسي، من طرابلس الشام.
[5] في جذوة المقتبس 342.
[6] انظر عن (مصعب بن أبي الوليد) في: جذوة المقتبس للحميدي 352 رقم 828، والصلة لابن بشكوال 2/ 627، 628 رقم 1380، وبغية الملتمس للضبيّ 471 رقم 1379.(29/507)
وذكره الحُمَيْديّ [1] فقال: أديب، محدث، إخباريّ، شاعر ولي الحكم بالجزيرة.
ثمّ روى عنه الحميديّ، وقال: كان حيّا قبل الأربعين وأربعمائة.
338- مُعْتَمد بْن محمد بْن محمد بْن مكحول [2] .
أبو المعالي النَّسَفيّ المَكْحُوليّ.
يروي عن: جدّه أبي المعين محمد بن مكحول [3] ، وأبي سهل هارون بن أحمد الأسْتِراباذيّ الرّاوي عن أبي خليفة [4] .
وتُوُفّي سنة نَيِّفٍ وثلاثين [5] .
339- مفضَّل بن محمد بن مِسْعَر [6] .
القاضي أبو المحاسن التُّنُوخيّ المَعَرِّيّ الحنفيّ المعتزليّ الشِّيعيّ.
رحل إلى بغداد وسمع من: أبي عمر بن مَهْدِيّ، وغيره.
وتفقّه على القُدُوريّ. وأخذ الرَّفْضَ والاعتزال عن غير واحد.
وسمع بدمشق من عبد الرحمن بن أبي نصر.
قال ابن عساكر [7] : كان ينوب بالقضاء بدمشق لابن أبي الْجِنّ. وولي قضاء بَعْلَبَك. وصنَّف «تاريخ النَّحْويّين» . وكأنّه كان معتزليّا شيعيّا.
__________
[1] في (جذوة المقتبس) .
[2] انظر عن (معتمد بن محمد) في: الأنساب 11/ 460.
[3] روى عنه كتاب «اللؤلؤيّات» .
[4] روى عنه كتاب «أخبار مكة» .
[5] وكانت ولادته في ذي الحجة سنة ست وأربعين وثلاثمائة.
[6] انظر عن (مفضّل بن محمد) في:
ديوان بن أبي حصينة- بتحقيق محمد أسعد طلس- طبعة المجمع العلمي بدمشق 1956- ج 1/ 122، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 43/ 208، 209، ومعجم الأدباء 19/ 164، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 25/ 192، 193 رقم 55، والنجوم الزاهرة 5/ 25، وبغية الوعاة 2/ 396، وقضاة دمشق لابن طولون 38، 40، 41، وتاج التراجم لابن قطلوبغا 54، 55، وكشف الظنون 263، 492، 493، 789، 1107، 1108، والجواهر المضية 2/ 179، وهدية العارفين 2/ 468، 469، ومعجم المؤلفين 12/ 315، 316، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 86- 88 رقم 1696.
[7] في تاريخ دمشق 43/ 208.(29/508)
أنا النّسيب، أنا المفضل سنة ثمانٍ وثلاثين، فذكر حديثًا.
وقال غَيْث الأرمنازيّ: ذُكِر عنه أنّه كان يضع من الشّافعيّ. وصنَّف كتابًا ذكر فيه الرّدّ على الشّافعيّ خالفَ فيه الكتاب والسُّنَّة.
وحدَّثني النّسيب أنّه بلغ أباه أنّه ارتشى فعزله عن بَعْلَبَك [1] .
- حرف الهاء-
340- هشام بن سعيد الخير بن فَتْحون [2] .
أبو الوليد القَيْسيّ الوَشْقيّ [3] .
سمع من: القاضي خَلَف بن عيسى. وهو في هذه الطّبقة.
ثمّ إنّ هشامًا حجّ وأخذ عن: أبي العبّاس عليّ بن منير، وأبي عمران الفاسيّ، والحسن بن أحمد بن فِراس.
حدَّث عنه الحُمَيْديّ [4] وقال: محدِّث جليل، جميل الطّريقة. تُوُفّي بعد الثّلاثين وأربعمائة.
وحدَّث عنه أيضًا: أبو عمر بن عبد البرّ، والقاضي أبو زيد الحشّاء.
حرف الياء-
341- يحيى بْن عَبْد اللَّه بْن محمد بن يحيى [5] .
__________
[1] وزاد ابن عساكر: «وحدّثني الأمين أبو محمد الأكفاني أنّ لأبي المحاسن رسالة في وجوب المسح على الرجلين» .
وذكره ابن أبي حصينة في شعره فقال:
ومفضّل سبغت عليه لفاتك دون الملوك مواهب ورغاب (ديوان ابن أبي حصينة 1/ 122) .
وقال ابن عساكر: توفي سنة 2 أو 443 هـ. ويقتضي أن يكون مولده بعد سنة 370 بالمعرّة وبها مات.
[2] انظر عن (هشام بن سعيد الخير) في:
جذوة المقتبس للحميدي 364، 365 رقم 866، والصلة لابن بشكوال 2/ 651 رقم 1430، وبغية الملتمس للضبيّ 485، 486 رقم 1430.
[3] الوشقي: بفتح أوله وسكون ثانية، والقاف. نسبة إلى وشقة، بليدة بالأندلس. (معجم البلدان 5/ 377) .
[4] في (جذوة المقتبس) .
[5] انظر عن (يحيى بن عبد الله) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 666 رقم 1464.(29/509)
أبو بكر القُرَشيّ الْجُمَحيّ الوَهْرانيّ.
حدَّث عن: أبي محمد الأصيلي، وعباس بن أصبغ، وجماعة.
كان متصرفا في العلوم، قوي الحفظ، غلب عليه علم الحديث.
توفي في حدود سنة إحدى وثلاثين، وهو ابن سبعين سنة.
الكنى
342- أبو حاتم [1] .
أحمد بن الحسن بن خاموش الرازي الواعظ.
سمع السلفي من أصحابه. واجتمع به شيخ الإسلام الهروي.
ويروي عنه الخطيب بالإجازة.
بعون الله وتوفيقه، تم تحقيق هذه الطبقة من «تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام» للحافظ المؤرّخ شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي المتوفى سنة 748 هـ.، ومعارضتها، وضبط نصّها، وتوثيق مادّتها، والإحالة إلى مصادرها، والعناية بها، على يد طالب العلم وخادمه الحاجّ الأستاذ الدكتور أبو غازي عمر عبد السلام تدمري، الطرابلسي مولدا ووطنا، الحنفيّ مذهبا، أستاذ التاريخ الإسلامي والمشرف على رسائل الماجستير والدكتوراه في الجامعة اللبنانية، عضو الهيئة العربية العليا لإعادة كتابة تاريخ الأمة في اتحاد المؤرخين العرب، بعد ظهر يوم السبت الواقع في السادس عشر من شهر ذي القعدة سنة 1412 هـ، الموافق للسادس عشر من شهر أيار سنة 1992 م. وذلك بمنزله بساحة النجمة من مدينة طرابلس الشام الفيحاء المحروسة بعناية الله وحفظه.
__________
[1] تقدّم في المتوفين سنة 440 هـ. برقم (275) .(29/510)
[المجلد الثلاثون (سنة 441- 460) ]
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
الطبقة الخامسة والَأربعون
سنة إحدى وأربعين وأربعمائة
[اشتداد الخلاف بين السنّة والشيعة]
تُقدّم إلى أهل الكرخ أن لّا يعملوا مأتمًا- يوم عاشوراء، فأخلفوا وجرى بين أهل السُنة والشيعة ما زاد على الحد من القتل والجراحات [1] .
[انهزام الملك الرحيم]
وفيها ذهب الملك الرحيم إلى الْأهواز وفارس، فلقيه عسكر فارس واقتتلوا، فانهزم هو وجيشه إلى أن قدم واسط [2] .
[أمتلاك عسكر فارس الأهواز]
وسار عسكر فارس إلى الأهواز فملكوها وخيموا بظاهرها [3] .
[انهزام صاحب حلب]
وفيها قدم عسكر من مصر فقصدوا حلب، فانهزم منها صاحبها ثمال، فملكها المصريون [4] .
__________
[1] المنتظم 8/ 140، (15/ 319) ، الكامل في التاريخ 9/ 561، العبر 3/ 194، دول الإسلام 1/ 259، البداية والنهاية 12/ 59.
[2] الكامل في التاريخ 9/ 560، تاريخ ابن خلدون 3/ 454.
[3] تاريخ ابن خلدون 3/ 454.
[4] الكامل في التاريخ 9/ 560، زبدة الحلب لابن العديم 1/ 265، 266، المختصر في أخبار البشر 2/ 170، تاريخ ابن الوردي 1/ 352، البداية والنهاية 12/ 59.(30/5)
[إمرة الْأمراء بدمشق]
وفيها ولي دمشق أمير الأمراء عدّة الدّولة رفق المستنصري [1] ، ثم عزل بعد أيام بطارق المستنصري، وولي إمرة حلب [2] . وولي وزارة دمشق معه سديد الدولة ذو الكفايتين أبو محمد الحسين الماشُكيّ [3] .
[الحرب بين أهل الكرخ وأهل القلّايين]
وفيها اهتم أهل الكرخ وعملوا عليهم سورًا، وكذا فعل أهل نهر القلّايين، وأنفق على ذلك العوام أموالًا عظيمة، وبقي مع كل فرقة طائفة من الْأتراك تشد منهم. ثم في يوم عيد الفطر ثارت الحرب بينهم، وجرت أمور مزعجة يطول تفصيلها. وأذّنوا في منابر الكرخ ب «حيّ على خير العمل» [4] .
[الريح الغبراء]
وفي ذي الحجّة عصفت ريح ترابيّة أظلمت منها الدنيا حتى لم ير أحدٌ أحدًا.
وكان الناس في أسواقهم فحاروا ودُهشوا، ودامت ساعة، فقلعت رواشن دار الخليفة ودار المملكة. ووقع شيء كثير من النّخل [5] .
__________
[1] أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 4، ذيل تاريخ دمشق 85، أمراء دمشق في الإسلام 34 رقم 109، اتعاظ الحنفاء 2/ 209.
[2] ذيل تاريخ دمشق 85، اتعاظ الحنفا 2/ 209.
[3] أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 5 وفيه، «الماسل» بدل «الماشكي» ، ذيل تاريخ دمشق 85، اتعاظ الحنفا 2/ 209.
[4] انظر تفاصيل الخبر في: المنتظم 8/ 141، 142، (15/ 319، 320) ، والكامل في التاريخ 9/ 561، والمختصر في أخبار البشر 2/ 170، والعبر 3/ 194، ودول الإسلام 1/ 259، وتاريخ ابن الوردي 1/ 351.
[5] المنتظم 8/ 142، (15/ 321) ، الكامل في التاريخ 9/ 560، البداية والنهاية 12/ 59، تاريخ الخميس 2/ 399، 400.(30/6)
سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة
[الصلح بين السنة والشيعة]
نُدب أبو محمد بن النّسويّ لضبط بغداد، واجتمع العامة من الشيعة والسُنة على كلمةٍ واحدة، على أنه متى ولي ابن النسويّ أحرقوا أسواقهم ونزحوا عن البلد. ووقع الصلح بين السُّنة والشيعة، وصار أهل الكرخ إلى نهر القلّايين فصلّوا فيه، وخرجوا كلهم إلى الزيارة بالمشاهد.
وصار أهل الكرخ يترحّمون على الصحابة في الكرخ، وهذا أمرٌ لم يتَّفق مثله [1] .
[وقوع صاعقة بالحلّة]
وفي ليلة الجمعة ثاني رمضان وقعت صاعقة بالحِلّة [2] على خيمةٍ لبعض العرب كان فيها رجلان، فأُحرِقت نصف الخيمة ورأس أحد الرّجُلين، وقدّت نصف بدنه، وبقي نصفه الْآخر. وسقط الْآخر مغشيًّا عليه ما أفاق إِلَّا بعد يومين [3] .
[الرُّخص ببغداد]
ورخص السعر ببغداد حتّى أبيع كرّ الحنطة بسبعة دنانير [4] .
__________
[1] المنتظم 8/ 145، (15/ 325) ، الكامل في التاريخ 9/ 561 (حوادث سنة 441 هـ.) ، العبر 3/ 199، دول الإسلام 1/ 260، البداية والنهاية 12/ 61، شذرات الذهب 3/ 267، 268.
[2] في «المنتظم» : «حلّة نور الدين» .
وفي «تاريخ حلب» للعظيميّ (زعرور) 340، والطبعة التركية 8: «ووقعت صاعقة بقسيان أنطاكية سكت السلاسل» .
[3] المنتظم 8/ 146، (15/ 325) .
[4] المنتظم 8/ 146، (15/ 326) وفيه: «بسبع دنانير» ، البداية والنهاية 12/ 61.(30/7)
[استيلاء ألْبُ رسلان على فَسَا]
وفيها سار الملك ألْبُ رسلان السلجوقي من مرو وقصد فارس في المفازة، فلم يعلم أحد ولا عمّه طغرلبك، فوصل إلى فسا واستولى عليها، وقتل من جندها الديلم نحو الْألف وطائفة من العامّة، ونهب وأسر وفتك، وعاد إلى مرو مسرعًا [1] .
[الاحتفال بزيارة مشهد الحسين]
واستهل ذو الحجة فتهيّأ أهل بغداد السُّنة والشّيعة لزيارة مشهد الحسين وأظهروا الزينة والفرح، وخرجوا بالبوقات ومعهم الْأتراك [2] .
[أخذ طغرلبك أصبهان صلحا]
وفيها نازل طغرلبك أصبهان، وحاصر ابن علاء الدولة نحو السّنة، وقاسى العامة شدائد. ثم أخذها صُلحًا وأحسن إلى أميرها، وأقطعه يزد وأبرقوه، وأقطع أجنادها في بلاد الجبل. وسكن أصبهان [3] .
__________
[1] الكامل في التاريخ 9/ 564، 565، نهاية الأرب 26/ 287، تاريخ ابن خلدون 3/ 455.
[2] المنتظم 8/ 146، (15/ 325، 326) .
[3] الإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 188، تاريخ الفارقيّ 1/ 155، الكامل في التاريخ 9/ 562، تاريخ مختصر الدول لابن العبري 184، المختصر في أخبار البشر 2/ 170، تاريخ ابن الوردي 1/ 351، البداية والنهاية 12/ 61، تاريخ ابن خلدون 3/ 455.(30/8)
سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة
[تجدّد الفتنة بين السُّنة والشيعة]
في صفر تجدّدت الفتنة بين الشّيعة والسُّنة، وزال الاتّفاق الذي كان عام أول. وشرع أهل الكرخ في بناء باب السّمّاكين، وأهل القلّايين في عمل ما بقي من بابهم. وفرغ أهل الكرخ من بنيانهم وعملوا أبراجًا وكتبوا بالذهب: محمّدٌ وعليٌّ خير البشر، فمن رضي فقد شكر، ومن أبى فقد كفر [1] .
وثارت الفتنة وآلت إلى أخذ ثياب النّاس في الطّرق، وعقت الْأسواق، ووقفت المعايش. وبعد أيام اجتمع للسُّنة عددٌ يفوق الْإِحصاء، وعبروا إلى دار الخلافة وملئوا الشّوارع، واخترقوا الدهاليز، وزاد اللغط، فقيل لهم: سنبحث عن هذا. فهاج أهل الكرخ ووقع القتال، وقُتل جماعة منهم واحدٌ هاشمي.
ونُهب مشهد باب التِّبن ونبشت عدّة قبور وأُحرقوا، مثل: العوفي، والناشئ، والْجُذوعي، وطرحوا النار في المقابر والتُّرب، وجرى على أهل الكرخ خزيٌّ عظيم، وقُتل منهم جماعة، فصاروا إلى خان الفقهاء الحنفيين، فأخذوا ما وجدوا، وأحرقوا الخان [2] ، وقتلوا مُدرِّس الحنفيّة أبا سعد السرخسيّ [3] ، وكبسوا دور الفقهاء، فاستُّدعي أبو محمد بن النسويّ وأُمر بالعبور فقال: قد جرى ما لم يجرِ مثله، فإن عبر معي الوزيرُ عبرتُ. فقويت يده. وأظهر أهل الكرخ الحزن،
__________
[1] الكامل في التاريخ 9/ 576، دول الإسلام 1/ 260، 261، البداية والنهاية 12/ 62، شذرات الذهب 3/ 270.
[2] شذرات الذهب 3/ 270.
[3] لم يذكره ابن الجوزي في «المنتظم» ضمن الخبر (58/ 150) (15/ 330، 331) ، وهو في:
الكامل في التاريخ (9/ 577) ، والمختصر في أخبار البشر 2/ 171، وتاريخ ابن الوردي 1/ 352، والعبر 3/ 201، ودول الإسلام 1/ 261، ومرآة الجنان 3/ 61، وشذرات الذهب 3/ 270.(30/9)
وقعدوا في الْأسواق للعزاء على المقتولين. فقال الوزير: إن واخذنا الكُلّ هرب البلد، والَأولى التغاضي.
فلما كان في ربيع الْآخر خُطب بجامع براثا مأوى الشّيعة، وأُسقط من الْأذان «حي على خير العمل» ، ودقّ الخطيب المنبر بالسيف، وذكر في خطبته العبّاس [1] .
[كبس العيّارين دار النسوي]
وفي ذي الحجة كبس العيّارون دار أبي محمد بن النسوي وجرحوه جراحات عدّة [2] .
[عمارة الريّ]
وفيها أخذ السلطان طغرلبك أصبهان في المحرّم، فجعلها دار ملكه، ونقل خزائنه من الري إليها. وكان قد عمّر الريّ عمارة جيدة [3] .
[إحراق الْأهواز]
وفيها كبس منصور بن الحسين بالغز الْأهواز وقتل بها خلقًا من الديلم والَأتراك والعامّة، فأُحرِقت ونُهِبت [4] .
[الوقعة بين المغاربة والمصريين]
وفيها كانت وقعة هائلة بين المغاربة والمصريين بإفريقيّة، وقُتل فيها من المغاربة ثلاثون ألفا [5] .
__________
[1] المنتظم 8/ 149- 151، (15/ 329- 331) ، الكامل في التاريخ 9/ 576- 578.
[2] المنتظم 8/ 151، (15/ 331) .
[3] المنتظم 8/ 151، (15/ 331) ، المختصر في أخبار البشر 2/ 170 و 171، الدرّة المضيّة 362، العبر 3/ 201، دول الإسلام 1/ 261، تاريخ ابن الوردي 1/ 351، 352، البداية والنهاية 12/ 63.
[4] المنتظم 8/ 151، (15/ 331) ، العبر 3/ 202، دول الإسلام 1/ 261.
[5] أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 6، نهاية الأرب 24/ 210، 211، المختصر في أخبار البشر 2/ 170، العبر 3/ 202، دول الإسلام 1/ 261، تاريخ ابن الوردي 1/ 352.(30/10)
سنة أربع وأربعين وأربعمائة
[عودة الفتن ببغداد]
في ذي القعدة عادت الفتن ببغداد، وأحرقت جماعة دكاكين، وكتبوا، أعني أهل الكرخ- على مساجدهم: «محمد وعلي خير البشر» . وأذّنوا بحيّ على خير العمل. فتجمّع أهل القلّايين وحملوا حملةً على أهل الكرخ، فهرب النظّارة، وازدحموا في مسلك ضيّق، فهلك من النساء نيف وثلاثون امرأة وستة رجال وصبيان، وطُرحت النار في الكرخ، وعادوا في بناء الْأبواب والقتال.
فلمّا كان في سادس ذي الحجة جرى بينهم قتال، فجمع الطقطقي قومًا من الْأعوان، وكبس نهر طابق من الكرخ، وقتل رجلين، ونصب الرأسين على حائط مسجد القلّايين [1] .
[الحرب بين عسكر خراسان وعسكر غزنة]
وفيها جرت حروب كبيرة بين عسكر خراسان وعسكر غزنة، وكلّهم مسلمون. وتم ما لَا يليق من القتال على الملك، نسأل اللَّه العافية [2] .
[فتح الملك الرحيم البصرة]
وفيها سيّر الملك الرّحيم جيشًا مع وزيره والبساسيري إلى البصرة، وعليها أخوه أبو عليّ بن أبي كاليجار، فحاصروه بها، واقتتلوا أيّامًا في السّفن [3] . ثمّ
__________
[1] المنتظم 8/ 154، (15/ 335، 336) ، الكامل في التاريخ 9/ 591، 592، المختصر في أخبار البشر 2/ 172، العبر 3/ 203، 204، تاريخ ابن الوردي 1/ 354، مرآة الجنان 3/ 62 وفيه «مسجد العلائين» وهو تصحيف، البداية والنهاية 12/ 63.
[2] انظر تفاصيل هذا الخبر في: الكامل في التاريخ 9/ 582- 585، والعبر 3/ 204، ودول الإسلام 1/ 261.
[3] العبر 3/ 204.(30/11)
افتتحوا البصرة، وهرب أبو عليّ فتحصّن بشط عثمان وحفر الخندق. فمضى إليه الملك الرحيم وحاربه، فتقهقر إلى عبّادان وركب البحر. ثم طلع منه وسار إلى أرجان، وقدم على السلطان طغرلبك بأصبهان، فأكرمه وصاهره [1] .
وسلم الملك الرحيم البصرة إلى البساسيري، ومضى إلى الأهواز [2] .
[نهب أطراف العراق]
وفيها قدم طائفة من جيش طغرلبك إلى أطراف العراق، فنهبوا واستباحوا الحريم وفتكوا. ورجف أهل بغداد [3] .
[القدح في نسب صاحب مصر]
وفيها عُمل محضر كبير ببغداد في القدح في نسب صاحب مصر، وأنّه أصله من اليهود [4] .
__________
[1] العبر 3/ 205، تاريخ ابن خلدون 3/ 456.
[2] الكامل في التاريخ 9/ 588، 589، دول الإسلام 1/ 261.
[3] انظر الخبر مفصّلا في: الكامل في التاريخ 9/ 589، 590، والعبر 3/ 205، ودول الإسلام 1/ 261.
[4] تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) 340، (التركية) 8 (في حوادث سنة 443 هـ.) ، أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 6، المنتظم 8/ 154، 155، (15/ 336) ، الكامل في التاريخ 9/ 591، العبر 3/ 204، مرآة الجنان 3/ 62، البداية والنهاية 12/ 63، اتعاظ الحنفا 2/ 223.(30/12)
سنة خمس وأربعين وأربعمائة
[إحراق الكرخ]
فيها أحضر ابن النسويّ فقُوّيت يده، فضرب وقتل وخرّب ما كتبوا من محمد وعلي خير البشر، وطرحت النار في الكرخ ليلًا ونهارًا [1] .
[وصول الغُّز إلى حلوان]
ثم وردت الأخبار بأن الغُّز قد وصلوا إلى حلوان، وأنهم على قصد العراق، ففزع الناس [2] .
[لعن الْأشعري بنيسابور]
وفيها أعلن بنيسابور بلعن أبي الحسن الْأشعري، فضج من ذلك الشيخ أبو القاسم القشيري، وصنّف رسالة «شكاية السنة لما نالهم من المحنة» .
وكان قد رُفع إلى السلطان طغرلبك شيء من مقالات الْأشعري، فقال أصحاب الْأشعري: هذا محال وليس هذا مذهبه.
فقال السلطان: إنّما نأمر بلعن الْأشعري الذي قال هذه المقالة فإن لم تدينوا بها ولم يقل الْأشعري شيئًا منها فلا عليكم مما نقول.
قال القشيري: فأخذنا في الاستعطاف، فلم تُسمع لنا حُجّة، ولم تُقض لنا حاجة. فأغضينا على قذى الاحتمال. وأُحلنا على بعض العلماء، فحضرنا وظننا أنه يصلح الحال، فقال: الْأشعري عندي مبتدع يزيد على المعتزلة.
__________
[1] المنتظم 8/ 157، (15/ 340) ، الكامل في التاريخ 9/ 593، البداية والنهاية 12/ 64.
[2] المنتظم 8/ 157، (15/ 340) ، العبر 3/ 208، دول الإسلام 1/ 262، البداية والنهاية 12/ 64.(30/13)
يقول القشيري: يا معشر المسلمين، الغيَاث الغيَاث [1] .
[استيلاء الملك الرحيم على أرجان]
وفيها استولى الملك الرحيم على أرجان ونواحيها، وأطاعه من بها من العسكر ومقدّمهم فولاذ الدّيلميّ [2] .
__________
[1] علّق ابن الجوزي على ذلك قائلا: «لو أنّ القشيري لم يعمل في هذا رسالة كان أستر للحال، لأنه إنما ذكر فيها أنه وقع اللعن وأنه سئل السلطان أن يتقدّم بترك ذلك فلم يجب، ثم لم يذكر حجّة له ولا دفع شبهة للخصم، وذكر مثل هذا نوع تغفيل» . (المنتظم 8/ 158، (15/ 341) ، وانظر: البداية والنهاية 12/ 64) .
[2] الكامل في التاريخ 9/ 594.(30/14)
سنة ست وأربعين وأربعمائة
[شغب الْأتراك على وزير السلطان]
فيها تفاوض الْأتراك في الشكوى من وزير السلطان، وعزموا على الشغب، فبرَّزوا الخيم وركبوا بالسلاح، وكثرت الْأراجيف، وغُّلقت الدروب ببغداد، ولم يُصلِّ أحدٌ جُمُعة إِلَّا القليل في جامع القصر. ونقل الناس أموالهم، فنودي في البلد: متى وُجد الوزير عند أحدٍ حَلّ ماله ودمُه. وركبت الْأتراك فنهبوا دورًا للنصارى، وأخذوا أموالًا من البيعة وأحرقوها.
ودافع العوام عن نفوسهم، فراسل الخليفة الْأتراك وأرضاهم [1] .
[وزارة أبي الحسين بن عبد الرحيم]
ثم إن الوزير ظهر فطُولب، فجرح نفسه بسكّين، فتسلّمه البساسيري، وتقلّد الوزارة أبو الحسين بن عبد الرحيم [2] .
[أخذ ابن بدران الْأنبار]
وقصد قريش بن بدران الْأنبار فأخذها [3] .
[عودة البساسيري إلى بغداد]
وردّ أبو الحارث البساسيري إلى بغداد [4] من الوقعة مع بني خفاجة، فسار
__________
[1] المنتظم 8/ 159، 160، (15/ 343، 344) ، الكامل في التاريخ 9/ 597، 598، تاريخ ابن خلدون 3/ 457.
[2] المنتظم 8/ 160، (15/ 344) .
[3] المنتظم 8/ 160، (15/ 344) ، الكامل في التاريخ 9/ 600، ابن خلدون 3/ 457، البداية والنهاية 12/ 65.
[4] تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) 342، (التركية) 9 (حوادث سنة 445 هـ) .(30/15)
إلى داره بالجانب الغربي ولم يُلم بدار الخلافة على رسْمه، وتأخر عن الخدمة، وبانت فيه آثار النّفرة. فراسله الخليفة بما طيّب قلبه فقال: ما أشكو إِلَّا من النائب في الديوان. ثم توجه إلى الْأنبار فوصلها، وفتح وقطع أيدي طائفة فيها، وكان معه دُبيس بن علي [1] .
[انكسار جيش المعُز إلى القيروان]
وفي سنة ست ملكت العرب الذين بعثهم المستنصر لحرب المُعز بن باديس، وهم بنو زغبة، مدينة طرابلس المغرب. فتتابعت العرب إلى إفريقية، وعاثوا وأفسدوا، وأمّروا عليهم مؤنس بن يحيى المرداسي. وحاصروا المُدن وخرّبوا القرى، وحل بالمسلمين منهم بلاء شديد لم يعهد مثله قط. فاحتفل ابن باديس وجمع عساكره، فكانوا ثلاثين ألف فارس [2] ، وكانت العرب ثلاثة آلاف فارس [3] . فأرادت العرب الفرار، فقال لهم مؤنس: ما هذا يوم فرار. قالوا:
فأين نطعن هؤلاء وقد لبسوا الكزاغندات [4] والمغافر [5] ؟ قال: في أعينهم. فسُمّي:
«أبا العينين» . فالتحم الحرب، فانكسر جيش المُعز، واستحر القتل بجنده، ورُدّ إلى القيروان مهزومًا. وأخذت العرب الخيل والخيام بما حوت [6] .
وفي ذلك يقول بعضهم [7] :
__________
[1] المنتظم 8/ 160، 161، (15/ 344، 345) ، الكامل في التاريخ 9/ 601، 602، البداية والنهاية 12/ 65، اتعاظ الحنفا 2/ 232.
[2] في: نهاية الأرب 24/ 214: «ثلاثين ألف فارس ومثلهم رجّالة» . وفي: المختصر لأبي الفداء 2/ 170: «ما يزيد على ثلاثين ألف فارس» . وفي: البيان المغرب 1/ 290: «وكان عدد العسكر المهزوم ثمانين ألف فارس ومن الرجّالة ما يليق بذلك» . وفي: تاريخ ابن خلدون 4/ 131:
«نحو من ثلاثين ألفا» ، وفي «اتعاظ الحنفا» 2/ 215: «جمع ثمانين ألفا» .
[3] في: البيان المغرب: «وكانت خيل العرب ثلاثين ألف فارس، ومن الرّجالة ما يليق بذلك» .
[4] في: نهاية الأرب 24/ 215: «الكازغندات» ، وفي: الكامل في التاريخ لابن الأثير 8/ 56:
«الكذاغندات» . وهي أردية محشوّة من القطن أو الحرير يتدرّع بها في الحرب.
[5] المغافر: الخوذات الواقية للرأس.
[6] اتعاظ الحنفا 2/ 214، 215.
[7] هو: علي بن رزق الرياحي، أو ابن شدّاد. (البيان المغرب 1/ 290، تاريخ ابن خلدون 6/ 33) .(30/16)
وإن ابن باديسٍ لَأفضل مالكٍ [1] ... ولكن لعمري [2] ما لديه رجالُ
ثلاثون ألفًا منهم غلبتهم ... ثلاثة ألف إنّ ذا المحال [3]
[انهزام المُعز للمرة الثانية]
ثم جمع المُعز سبعة وعشرين ألف فارس، وسار يوم عيد النحر، وهجم على العرب [4] بغتةً، فانكسر أيضًا، وفتل من جنده عالم عظيم، وكانت العرب يومئذٍ سبعة آلاف. وثبت المُعز ثباتًا لم يُعهد بمثله [5] . ثم ساق على حميّة.
وحاصرت العرب القيروان [6] . وانجفل الناس في المهديّة لعجزهم.
وشرعت العرب في هدم الحصون، وقطع الْأشجار، وإفساد المياه. وعمّ البلاء، وانتقل المُعز إلى المهديّة، فالتقاه ابنه تميم والبهاء [7] .
[انتهاب القيروان]
وفي سنة تسع وأربعين نهبت العرب القيروان [8] .
__________
[1] في: تاريخ الفتح العربيّ في ليبيا للظاهر الزاوي- ص 200: «لأحزم مالك» .
[2] في: تاريخ ابن خلدون: «لعمري ولكن» .
[3] في: تاريخ ابن خلدون: «وذاك ضلال» .
وفي: تاريخ الفتح للزاوي:
ثلاثة آلاف لنا غلبت له ... ثلاثين ألفا إن ذا لنكال
وفي: البيان المغرب لابن عذاري:
ثمانون ألفا منكم هزمتهم ... ثلاثون ألفا إنّ ذا لنكال
وفي المطبوع منه: «ثلاثون ألفا» . (1/ 290) .
والبيتان في:
نهاية الأرب للنويري 24/ 215، والبيان المغرب لابن عذاري 1/ 290، وتاريخ ابن خلدون 6/ 33، وتاريخ الفتح العربيّ في ليبيا 200.
[4] وهم: زعبة وعديّ. (نهاية الأرب 24/ 216) .
[5] البيان المغرب 1/ 289.
[6] البيان المغرب 1/ 290.
[7] الخبر باختصار شديد في: العبر 3/ 210، ودول الإسلام 1/ 262.
وهو في: نهارية الأرب 24/ 216 وفيه أن المعزّ رجع إلى المنصورية، والبيان المغرب 1/ 292، وتاريخ ابن خلدون 6/ 159، واتعاظ الحنفا 2/ 215.
[8] نهاية الأرب 24/ 216 و 217، والكامل 8/ 56، والمختصر في أخبار البشر 2/ 171، والمؤنس-(30/17)
[انهزام زنانة أمام بلكين]
وفي سنة خمسين خرج بُلُكِّين ومعه العرب لحرب زناتة، فقاتلهم فانهزمت زناتة وقُتل منهم خلق [1] .
[قتل أهل نقيوس للعرب]
وفي سنة ثلاث وخمسين [2] قتل أهل نقيوس [3] من العرب مائتين وخمسين رجلًا. وسبب ذلك أن العرب دخلت المدينة تتسوّق [4] فقتل رجل من العرب رجلًا محتشمًا مقدّمًا لكونه سمعه يُثني على ابن باديس، فغضب له أهل البلد، وقتلوا في العرب وهم على غفلة.
[نقصان النيل وتزايد الغلاء والوباء]
وقال المختار بن بطلان: نقص النيل في هذه السنة [5] وتزايد الغلاء، وتبعه وباء شديد.
وعظم الوباء في سنة سبع وأربعين [6] .
__________
[ (-) ] في تاريخ إفريقية والأندلس لابن أبي دينار 83، وتاريخ ابن الوردي 1/ 352، وتاريخ ابن خلدون 6/ 159، والبيان المغرب 1/ 293 و 294، واتعاظ الحنفا 2/ 215 و 217.
[1] نهاية الأرب 24/ 217، البيان المغرب 1/ 294 وفيه «بلقّين» .
[2] يستطرد المؤلّف- رحمه الله- هنا بسرد الأحداث حتى سنة 453 هـ. ومن حقّها أن تذكر في أحداث الطبقة التالية.
[3] نقيوس: قرية بين الفسطاط والإسكندرية: (معجم البلدان 5/ 303) .
[4] في: البيان المغرب 1/ 285 «إن العرب دخلت إلى نقيوس متشوّقة» .
[5] الموجود في: الدرّة المضيّة لابن يبك الدواداريّ خلاف هذا، وهو: «الماء القديم خمسة أذرع فقط، مبلغ الزيادة خمسة عشر ذراعا وأربعة عشر إصبعا» . (ص 364) .
[6] في «اتعاظ الحنفا» 2/ 226، في حوادث سنة 446 هـ: «فيها أيضا قصر مدّ النيل، ونزع السعر، ووقع الوباء، ولم يكن في المخازن السلطانية إلّا ما ينصرف في جرايات من في القصور ومطبخ الخليفة وحواشيه لا غير، فورد على الوزير من ذلك ما أهمه، وصار سعر التلّيس ثمانية دنانير، واشتد الأمر على الناس» ، وفي (حوادث سنة 447 هـ) 2/ 230 قال: «وفيها تزايد الغلاء، وكثر الوباء، وعمّ الموتان بديار مصر» .(30/18)
[تكفين السلطان ثمانين ألف نفس]
ثم ذكر أن السلطان كفّن من ماله ثمانين ألف نفس، وأنّه هلك ثمانمائة قائد. وحصل للسلطان من المواريث مال جليل.
[تخريب الْأعراب سواد العراق]
وفيها عاثت الْأعراب وأخربوا أكثر سواد العراق، ونهبوا. وذلك لاضطراب الْأمور وانحلال الدولة.
[استيلاء طغرلبك على أذربيجان]
وفيها استولى طغرلبك على أذربيجان بالصُلح، وسار بجيوشه فسبى من الرّوم وغنم وغزا [1] .
__________
[1] تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) 342، (التركية) 10، الكامل في التاريخ 9/ 598، 599، تاريخ مختصر الدول 84 أ، المختصر في أخبار البشر 2/ 172، العبر 3/ 210، دول الإسلام 1/ 262، تاريخ ابن الوردي 1/ 354، البداية والنهاية 12/ 65.(30/19)
سنة سبع وأربعين وأربعمائة
[استيلاء أعوان الملك الرحيم على شيراز]
فيها استولى أعوان الملك الرحيم على شيراز بعد حصار طويل وبلاء شديد من القحط والوباء، حتّى قيل لم يبق بها إِلَّا نحو ألف إنسان، فما أمهله اللَّه في الملك بعدها [1] .
ابتداء الدولة السلجوقية [2]
وفيها كان ابتداء الدولة السلجوقية بالعراق. وكان من قصة ذلك أن أبا المظفّر أبا الحارث أرسلان التركي المعروف بالبساسيري كان قد عظم شأنه بالعراق، واستفحل أمره، وبعُد صيته، وعظُمت هيْبته في النفوس، وخُطب له على المنابر. وصار هو الكلّ، ولم يبقى للملك الرَّحيم بن بُوَيْه معه إِلَّا مجرَّد الاسم [3] .
ثم إنهُ بلغ أمير المؤمنين القائم أنّ البساسيريّ قد عزم على نهب دار الخلافة والقبض على الخليفة، فكاتب الخليفةُ القائمُ السلطان طغرلبك بن ميكائيل بن سلجوق يستنجد به، ويعده بالسلطنة، ويحضّه على القدوم [4] .
وكان طغرلبك بالريّ، وكان قد استولى على الممالك الخراسانيّة وغيرها.
__________
[1] الكامل في التاريخ 9/ 605، مآثر الإنافة 1/ 337.
[2] انظر: تاريخ دولة آل سلجوق 7 وما بعدها.
[3] نهاية الأرب 26/ 288، العبر 3/ 212، دول الإسلام 1/ 263، مآثر الإنافة 1/ 338، تاريخ الخلفاء 417.
[4] المنتظم 8/ 163، (15/ 348) ، ذيل تاريخ دمشق 87، بغية الطلب (تراجم السلاجقة) 5، مختصر التاريخ لابن الكازروني 204، 205، نهاية الأرب 26/ 288، الجوهر الثمين لابن دقماق 193، البداية والنهاية 12/ 66.(30/20)
وكان البساسيري يومئذٍ بواسط ومعه أصحابه، ففارقه طائفه منهم ورجعوا إلى بغداد، فوثبوا على دار البساسيري فنهبوها وأحرقوها. وذلك برأي رئيس الرؤساء وسعيه. ثم اتجه عند القائم بأنه يكاتب المصريّين، وكاتب الملك الرّحيم يأمره بإبعاد البساسيريّ فأبعده. وكانت هذه الحركة من أعظم الأسباب في استيلاء طغرلبك على العراق [1] .
فقدم السلطان طغرلبك في شهر رمضان بجيوشه، فذهب البساسيري من العراق وقصد الشام [2] ، ووصل إلى الرحبة [3] . وكاتب المستنصر باللَّه العُبيْديّ الشيعي صاحب مصر، واستولى على الرحبة وخطب للمستنصر بها فأمدّه المستنصر بالَأموال [4] .
وأمّا بغداد فخُطِب بها للسلطان طغرلبك بعد القائم [5] ، ثم ذُكر بعده الملك الرحيم وذلك بشفاعة القائم فيه إلى السلطان.
انقراض بني بويه
ثُمّ إنّ السلطان قبض على الملك الرحيم بعد أيّام، وقُطعت خطبته في سلخ رمضان، وانقرضت دولة بني بويه [6] ، وكانت مدّتها مائة وسبعًا وعشرين سنة.
وقامت دولة بني سلجوق. فسبحان مُبدئ الْأمم ومُبيدها، ومردي المُلوك ومُعيدها.
ودخل طغرلبك بغداد في تجمُّلٍ عظيم، وكان يوما مشهودا دخل معه
__________
[1] مختصر التاريخ لابن الكازروني 205، خلاصة الذهب المسبوك للإربلي 265، العبر 3/ 212.
[2] الإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 188.
[3] زبدة الحلب لابن العديم 1/ 270، بغية الطلب 6، الجوهر الثمين 193، تاريخ الخلفاء 418.
[4] أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 7، ذيل تاريخ دمشق 87، بغية الطلب 6، مختصر التاريخ لابن الكازروني 205.
[5] تاريخ مختصر الدول 184.
[6] المنتظم 8/ 164، (15/ 349) ، العبر 3/ 212، دول الإسلام 1/ 263، تاريخ دولة آل سلجوق 12.(30/21)
ثمانية عشر فيلا. ونزل بدار المملكة [1] .
وكان قدومه على صورة غريبة. وذلك أنّه أتى من غزو الرّوم إلى همذان، فأظهر أنّه يريد الحج، وإصلاح طريق مكّة، والمُضيّ إلى الشام من الحج ليأخذها ويأخذ مصر، ويُزيل دولة الشّيعة عنها. فراج هذا على عموم الناس [2] .
وكان رئيس الرؤساء يُؤْثِر تملّكه وزوال دولة بني بُوَيْه، فقدِم الملك الرحيم من واسط، وراسلوا طغرلبك بالطاعة.
[وفاة ذخيرة الدين]
وفيها تُوُفيّ ذخيرة الدّين وليّ العهد أبو العبّاس محمد بن أمير المؤمنين القائم، فعظُمت على القائم الرزيّة بوفاته، فإنه كان عضُده، وخلّف ولدًا وهو الذي ولي الخلافة بعد القائم، ولُقّب بالمُقتدي باللَّه [3] .
[عيْث جيوش طغرلبك بالسواد]
وفيها عاثت جيوش طغرلبك بالسواد ونهبت وفتكت، حتّى أبيع الثَّور بعشرة دراهم، والحمار بدرهمين [4] .
[الفتنة ببغداد]
وجرت ببغداد فتنة عظيمة قُتِل فيها خلْق. وبسببها قُبض على الملك
__________
[1] المنتظم 8/ 165، (25/ 349) ، الكامل في التاريخ 9/ 610.
[2] الإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 189، المنتظم 8/ 164، (15/ 348) ، تاريخ الزمان لابن العبري 98 و 102، نهارية الأرب 26/ 288، تاريخ ابن خلدون 3/ 459.
[3] انظر عن وفاة (ذخيرة الدين) في:
تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) ص 342، (التركية) ص 10، وتاريخ الفارقيّ 1/ 174، والمنتظم 8/ 165، (15/ 350) ، والكامل في التاريخ 9/ 615، وتاريخ ابن خلدون 3/ 460، والبداية والنهاية 12/ 67.
[4] في «المنتظم» 8/ 166، (15/ 350) : «حتى بلغ الثور خمسة قراريط إلى عشرة، والحمار قيراطين إلى خمسة» ، ومثله في: الكامل في التاريخ 9/ 613، ونهاية الأرب 26/ 291، وفي:
تاريخ الزمان لابن العبري 99: «بيع ثور الفدّان بعشرين درهما والجحش بعشرة دراهم» .
وانظر: العبر 3/ 212، والبداية والنهاية 12/ 67.(30/22)
الرّحيم وسُجنَ في قلعة [1] .
[ثورة الحنابلة ببغداد]
وفيها ثارت الحنابلة ببغداد ومقدمهم أبو يعلى، وابن التميمي، وأنكروا الجهر بالبسملة ومنعوا من الْجَهْر والترجيع في الْأذان والقُنُوت. ونهوا إمام مسجد باب الشعير عن الجهر بالبسملة، فأخرج مُصحفًا وقال: أزيلوها من المُصْحَف حتّى لَا أتلوها [2] .
[موت الملك الرحيم بالحبس]
وبقي الملك الرحيم محبوسًا إلى أن مات سنة خمسين وأربعمائة بقلعة الرّيّ [3] ، سامحه الله.
__________
[1] الكامل في التاريخ 9/ 612 وفيه: «قلعة السّيروان» ، نهاية الأرب 26/ 265 و 290، تاريخ ابن خلدون 3/ 460، اتعاظ الحنفا 2/ 233، تاريخ دولة آل سلجوق 22.
[2] الكامل في التاريخ 9/ 614، المختصر في أخبار البشر 2/ 174، تاريخ ابن الوردي 1/ 355، البداية والنهاية 12/ 66.
[3] الكامل في التاريخ 9/ 650، خلاصة الذهب المسبوك للإربلي 265، تاريخ دولة آل سلجوق 12.(30/23)
سنة ثمان وأربعين وأربعمائة
[زواج القائم بأمر اللَّه]
فيها تزوّج الخليفة القائم بأمر اللَّه بخديجة أخت السلطان طغرلبك.
وقيل: خديجة بنت داود أخي طغرلبك [1] .
وكان الصّداق مائة ألف دينار [2] .
[محاصرة تكريت]
وفيها سار السلطان بالجيش وآلات الحصار والمجانيق قاصدًا الموصل، فنازل تكريت وحاصرَها.
[الخطبة للعُبيدي بالكوفة وواسط]
وفيها وقعت فِتَنٌ كِبار بالعراق، وذلك بتأليب البساسيري ومكاتباته.
وحاصل الْأمر أن الكوفة وواسط وغيرهما خطب بها لصاحب مصر المستنصر باللَّه
__________
[1] في «الإنباء في تاريخ الخلفاء» لابن العمراني 190 «عقد الخليفة عقدا على خديجة المدعوّة أرسلان خاتون بنت الأمير جفري بك والي خراسان، وهو أخو ركن الدولة، وكانت خديجة هذه مسمّاة لابن الخليفة ذخيرة الدين» .
وبعد وفاة القائم تزوّجها علي بن قرامرز بن كاكويه الديلميّ، فقال العماد الأصفهاني في «زبدة النّصرة» ص 52: «فاستبدلت عن القرشيّ ديلميّا، وعن الإمام أميّا» .
وفي «المنتظم» 8/ 169، 170، (16/ 4) : «خديجة بنت أخي السلطان طغرلبك» . وهي:
«خديجة ابنة داود أخي السلطان طغرلبك» كما في: الكامل في التاريخ 9/ 617، وذيل تاريخ دمشق 86، وتاريخ الزمان 99، والمختصر في أخبار البشر 2/ 174، والعبر 3/ 215، ودول الإسلام 1/ 263، وتاريخ ابن الوردي 1/ 355، وتاريخ ابن خلدون 3/ 460، والبداية والنهاية 12/ 67، وشذرات الذهب، 3/ 277، وتاريخ دولة آل سلجوق 13.
[2] المنتظم 8/ 169، 170، (16/ 4) .(30/24)
العُبَيْديّ، وسُرَّت الرافضة بذلك سرورًا زائدًا [1] .
[القحط والوباء بديار مصر]
وفيها كان القحط شديدًا بديار مصر [2] ، وشأنه يتجاوز الحد والوصف.
وأمْر الوباء عظيم بحيث أنّه ورد كتاب- فيما قيل- من مصر بأن ثلاثة من اللصوص نقبوا دارًا ودخلوا، فوجدوا عند الصباح موتى، أحدهم على باب النقب، والَآخر على رأس الدرجة، والثالث في الدار [3] .
[عام الجوع الكبير بالَأندلس]
وفيها كان القحط العظيم بالَأندلس والوباء. ومات الخلق بإشبيلية، بحيث أن المساجد بقيت مُغلقة ما لها من يصلي بها. ويُسمّى عام الجوع الكبير [4] .
[الخطبة للمستنصر بالموصل]
وفيها خطب قريش بن بدران بالموصل للمُستنصِر [5] .
وقويت شوكة البساسيري.
[وصول الخِلَع من مصر لنور الدولة]
وجاءت الخِلَع والتقاليد من مصر لنور الدولة دُبيس بن مزيد الْأسدي، وهو أمير عرب الفُرات، ولقُريش، وغيرهما [6] .
__________
[1] دول الإسلام 1/ 263، مرآة الجنان 3/ 66.
[2] تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) ص 343، (التركية) 11 (حوادث سنة 447 هـ) ، أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 7 (حوادث سنة 447 هـ) ، الكامل في التاريخ 9/ 631، ذيل تاريخ دمشق 86، المغرب في حلى المغرب 79، الدرّة المضيّة 369، العبر 3/ 215.
[3] وانظر: الدرّة المضيّة 371 (حوادث سنة 450 هـ) ، والخبر في: البداية والنهاية 12/ 68، وشذرات الذهب 3/ 277.
[4] وقد عمّ الوباء سائر بلاد الشام، والجزيرة، والموصل، والحجاز، واليمن، وغيرها، (الكامل في التاريخ 9/ 631) ، وانظر: تاريخ الزمان لابن العبري 100، والدرّة المضيّة 369، والبداية والنهاية 12/ 68.
[5] الإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 190، العبر 3/ 215.
[6] العبر 3/ 215.(30/25)
[إضرار عسكر طغرلبك بأهل العراق]
وعّم الخلْقَ الضَّرر بالعراق بعسكر طغرلبك، وفعلوا كل قبيح. فسار بهم نحو الموصل وديار بكر، فأطاعوه بها [1] .
__________
[1] تاريخ الزمان 100، المختصر في أخبار البشر 2/ 175، تاريخ ابن الوردي 1/ 356، 357، البداية والنهاية 12/ 69.(30/26)
سنة تسع وأربعين وأربعمائة
[خلعة القائم بأمر اللَّه على طغرلبك بالعهد]
فيها خلع القائم بأمر اللَّه على السلطان طغرلبك السلجوقي سبع خِلَع [1] وسوّره وطوّقه وتوّجه [2] ، وكتب له عهدًا مُطلقًا بما وراء بابه، واستوسق مُلكه، ولم يبق له منازع بالعراق ولا بخراسان [3] .
[مخاطبة الخليفة بملك المشرق والمغرب]
وفيها سلّم طغرلبك الموصل إلى أخيه إبراهيم ينال، وعاد إلى بغداد [4] ، فلم يمكّن جنده من النزول في دور الناس. ولمّا شافهه الخليفة بالسلطنة خاطبه بملك المشرق والمغرب [5] .
ومن جملة تقدمته للخليفة خمسون ألف دينار وخمسون مملوكًا من التُّرك الخاص بخيلهم وسلاحهم وعدّتهم، إلى غير ذلك من النّفائس [6] .
__________
[1] وهي سبعة أقبية سود بزيق واحد، وعمامة مسكيّة، وتاج مرصّع فيه قطعتان ياقوت كبار، حول كل قطعة خمس عشرة حبّة كبار. (الإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 192) ، وانظر: تاريخ الزمان لابن العبري 102، 103.
[2] وكان شيخا قد بلغ السبعين، وكان أقرع فأثقله الطوق والسّواران وكان يعانيهما بجهد جهيد.
(الإنباء 192) ، العبر 3/ 218.
[3] بغية الطلب لابن العديم (التراجم الخاصة بتاريخ السلاجقة) 5.
[4] المنتظم 8/ 181، (16/ 19) ، المختصر في أخبار البشر 2/ 176، تاريخ ابن الوردي 1/ 357.
[5] تاريخ الزمان 103، العبر 3/ 218.
[6] الإنباء في تاريخ الخلفاء 192، المنتظم 8/ 183، (16/ 21) ، الكامل في التاريخ 9/ 633، 634، المختصر في أخبار البشر 2/ 176، العبر 3/ 218، تاريخ ابن الوردي 1/ 357، مآثر الإنافة 1/ 339.(30/27)
[تسليم حَلب لنواب المُستنصر]
وفيها سلّم الْأمير مُعز ثمال بن صالح بن مرداس حلَب إلى نوّاب المُستنصِر صاحب مصر، وذلك لعجزه عن حفظها. وذلك في ذي القعدة [1] .
[الجهد والجوع ببغداد]
وفيها كان الْجَهدْ والجوع ببغداد حتّى أكلوا الكلاب والجيَف، وعظُم الوباء، فكانوا يحفرون الحفائر ويُلقون فيها الموتى ويَطُمُّونهم [2] .
[الفناء الكبير ببخارى وسمرقند]
وأمّا بُخارى وسَمَرْقنْد وتلك الديار، فكان الوباء بها لَا يُحدُّ ولا يُوصف، بل يُستحى من ذِكره حتّى قيل إنه مات ببُخارى وأعمالها في الوباء ألف ألف وستّمائة ألف نسمة [3] .
__________
[1] أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 8، ذيل تاريخ دمشق 86، زبدة الحلب لابن العديم 1/ 273 العبر 3/ 218، دول الإسلام 1/ 264.
[2] انظر عن الغلاء والوباء في: المنتظم 8/ 179، (16/ 16) ، والكامل في التاريخ 9/ 636، وتاريخ الزمان 100 (حوادث سنة 448 هـ) ، الدرّة المضيّة 370، البداية والنهاية 12/ 70، شذرات الذهب 3/ 279.
[3] انظر: المنتظم 8/ 179، 180، (16/ 17، 18) ، والكامل في التاريخ 9/ 637 وفيه: «ألف ألف وستمائة ألف وخمسون ألفا» ، ومثله في: تاريخ الزمان لابن العبري 100، والمثبت يتفق مع: العبر 3/ 218، ودول الإسلام 1/ 264، وتاريخ الخميس 2/ 400، وفي: اتعاظ الحنفا 2/ 235: «ألف ألف وستمائة ألف وخمسون ألف إنسان» ، ومثله في: شذرات الذهب 3/ 279.(30/28)
سنة خمسين وأربعمائة
[خلع القائم بأمر اللَّه والخطبة للمستنصر بالعراق]
فيها خُطب للمستنصر باللَّه العُبيْديّ على منابر العراق [1] ، وخُلِع القائم بأمر اللَّه.
وكان من قصة ذلك أنّ السّلطان طغرلبك اشتغل بحصار تلك النواحي ونازل الموصل. ثم توجه إلى نصيبين لفتح الجزيرة وتمهيدها. وراسل البساسيريُّ إبراهيم ينال أخا السُّلطان يعِدهُ ويُمنّيه ويُطمعه في المُلك. فأصغى إليه وخالف أخاه، وساق في طائفةٍ من العسكر إلى الرّيّ. فانزعج السُّلطان وسار وراءه، وترك بعض العسكر بديار بكر مع زوجته ووزيره عميد المُلْك الكُنْدُريّ [2] وربيبه أنوشروان. فتفرّقت العساكر وعادت زوجته الخاتون بالعسكر إلى بغداد [3] .
__________
[1] أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 10 تاريخ الفارقيّ 1/ 153، الكامل في التاريخ 9/ 641، تاريخ الخلفاء 418.
[2] الكندري: بضم أوله وسكون النون وضم الدال وفي آخره راء. نسبة إلى بيع الكندر الّذي يمضغه الإنسان. (اللباب) .
وعميد الملك الكندريّ، اسمه: منصور بن محمد، وقيل: محمد بن منصور، والأول أرجح.
انظر: (معجم البلدان) مادّة: كندر، و (المختصر المحتاج إليه للدبيثي 2/ 284) وفيه قال محقّقه الدكتور مصطفى جواد: «المشهور في تسميته منصور بن محمد لا محمد بن منصور، كما ذكر ياقوت وبعده ابن خلّكان. وقد ذكره ابن الدبيثي على الوجه الصحيح، وتأيّد وروده كذلك في مرآة الزمان نقلا عن (تاريخ غرس النعمة محمد بن هلال ابن الصابي، نسخة دار الكتب الوطنية بباريس 606) ، ورقة 87» .
وقد ورد الاسم بالصّيغتين في: «الإنباء في تاريخ الخلفاء» لابن العمراني، انظر، فهرس الأعلام 352، وانظر ترجمته في: «دمية القصر للباخرزي 140» وفيه: أبو نصر منصور بن محمد الكندري» ، و «معجم الآداب» لابن الفوطي 1430، والبداية والنهاية 12/ 92.
[3] ذيل تاريخ دمشق 88، بغية الطلب 6، خلاصة الذهب المسبوك 265، والعبر 3/ 220، 221، -(30/29)
وأمّا السلطان فالتقى هو وأخوه فظهر عليه أخوه [1] ، فدخل السّلطان همدان، فنازله أخوه وحاصره. فعزمت الخاتون على إنجاد زوجها، واختبطت بغداد، واستفحل البلاء، وقامت الفتنة على ساق. وتمّ للبساسيريّ ما دبّر من المكر. وأرجف الناس بمجيء البساسيري إلى بغداد، ونفر الوزير الكُندري وأنوشروان إلى الجانب الغربيّ وقطعا الجسر، ونهبت الغّزّ دار الخاتون. وأكل القويُّ الضعيف، وجرت أمور هائلة [2] .
[دخول البساسيري بغداد]
ثم دخل البساسيريّ بغداد في ثامن ذي القعدة بالرايات المستنصريّة عليها ألقاب المستنصر [3] ، فمال إليه أهلُ باب الكرْخ وفرحوا به، وتشفّوا بأهل السُّنة.
وشمخت أنوف المُنافقين، وأعلنوا بالَأذان بحيّ على خير العمل [4] .
واجتمع خلْقُ من أهل السُّنة إلى القائم بأمر اللَّه، وقاتلوا معه. ونشبت الحرب بين الفريقين في السُّفن أربعة أيّام. وخُطِب يوم الجمعة ثالث عشر ذي القعدة ببغداد للمُستنصر العُبيْديّ بجامع المنصور [5] ، وأذّنوا بحيّ على خير العمل [6] . وعُقد الْجِسر، وعبرت عساكر البساسيري إلى الجانب الشرقي،
__________
[ (-) ] تاريخ ابن خلدون 3/ 463، البداية والنهاية 12/ 76، اتعاظ الحنفا 2/ 237 و 252، النجوم الزاهرة 5/ 5.
[1] تاريخ الفارقيّ 1/ 156، ذيل تاريخ دمشق 88، بغية الطلب 6، 7، البداية والنهاية 12/ 76، 77.
[2] انظر: المنتظم 8/ 190- 192، (16/ 30، 31) ، والكامل في التاريخ 9/ 640، وذيل تاريخ دمشق 87، و 88، بغية الطلب 7، مختصر التاريخ لابن الكازروني 206، 207، خلاصة الذهب المسبوك 265، البداية والنهاية 12/ 77، اتعاظ الحنفا 2/ 252، النجوم الزاهرة 5/ 5.
[3] المنتظم 8/ 192، (16/ 32) ، ذيل تاريخ دمشق 88، بغية الطلب 8، النجوم الزاهرة 5/ 5، 6.
[4] المنتظم 8/ 191، (16/ 32) ، الكامل في التاريخ 9/ 641، بغية الطلب 8، المختصر في أخبار البشر 2/ 177، العبر 3/ 221، دول الإسلام 1/ 264، تاريخ ابن الوردي 1/ 363، تاريخ ابن خلدون 3/ 449، النجوم الزاهرة 5/ 6.
[5] تاريخ الفارقيّ 1/ 156، المنتظم 7/ 192، (16/ 32) ، الكامل في التاريخ 9/ 641، ذيل تاريخ دمشق 88، بغية الطلب 8، الإشارة إلى من نال الوزارة 45، العبر 3/ 221، مآثر الإنافة 1/ 340، اتعاظ الحنفا 2/ 252.
[6] تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) ص 342، (التركية) 11، الكامل في التاريخ 9/ 641، ذيل-(30/30)
فخندق القائم على نفسه حول داره وحوّل نهر المُعَلّى. وأحرقت الغَوغاء نهر المُعَلّى ونُهِب ما فيه [1] .
وقوي البساسيريّ، وتقلّل عن القائم أكثر الناس، فاستجار بقُريش بن بدران أمير العرب، وكان مع البساسيريّ، فأجاره ومن معه، وأخرجه إلى مخيّمه [2] .
[القبض على وزير القائم وموته]
وقبض البساسيري على وزير القائم رئيس الرؤساء أبي القاسم ابن المسلمة، وقيّده وشهَّره على جملٍ عليه طرطور وعباءة، وجعل في رقبته قلائد كالمسخرة، وطيف به في الشوارع وخلفه من يصفعه. ثُمَّ سُلِخ لهُ ثور وأُلبِس جلده وضُبِط عليه، وجعلت قرون الثّور بجلدها في رأسه. ثُمَّ عُلّق على خشبة وعُمِل في فكيه كلوبين، فلم يزل يضطرب حتى مات رحمه الله [3] .
__________
[ (-) ] تاريخ دمشق 88، بغية الطلب 8، المختصر في أخبار البشر 2/ 177.
[1] بغية الطلب 9، مختصر التاريخ لابن الكازروني 206، الجوهر الثمين 194، النجوم الزاهرة 5/ 6.
[2] المنتظم 8/ 192، 193، (16/ 33) ، الكامل في التاريخ 9/ 642، بغية الطلب 9، خلاصة الذهب المسبوك 265، العبر 3/ 221، الجوهر الثمين 194، النجوم الزاهرة 5/ 6.
[3] انظر عن مقتل رئيس الرؤساء في:
الإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 194، وأخبار مصر لابن ميسّر 2/ 210، والمنتظم 8/ 193، (16/ 33 و 37، 38) ، والكامل في التاريخ 9/ 644، وأخبار الدول المنقطعة 67، وذيل تاريخ دمشق 89، وتاريخ الزمان لابن العبري 104، وبغية الطلب 10، والفخري 295، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 209، والإشارة إلى من نال الوزارة 45، وخلاصة الذهب المسبوك 267، 268، والمختصر في أخبار البشر 2/ 178، والعبر 3/ 221، ودول الإسلام 1/ 264، ومختصر التاريخ لابن الساعي 88، وتاريخ ابن الوردي 1/ 364، وتاريخ ابن خلدون 3/ 449، والبداية والنهاية 12/ 77، 78، اتعاظ الحنفا 2/ 254، والنجوم الزاهرة 5/ 7.
وفيه يقول ابن نحرير الشاعر:
أقبلت الرايات مبيضة ... يقدمهنّ الأسد الباسل
وولّت السوداء منكوسة ... ليس لها من ذلّة شائل
انظر إلى الباغي على جذعه ... والدم من أوداجه سائل
والأبيات في: دمية القصر للباخرزي 84، والإنباء لابن العمراني 194.(30/31)
[انتهاب دار الخلافة]
ونُصِب للقائم خيمةُ صغيرة بالجانب الشرقيّ في المُعسكر، ونهبت العامّة دار الخلافة، وأخذوا منها ما لا يُحصى ولا يُوصف [1] .
[انقطاع الخطبة العبّاسية بالعراق]
فلمّا كان يوم الجمعة رابع ذي الحجّة لم تُصلَّ الجمعة بجامع الخليفة، وخُطَب بسائر الجوامع للمُستنصَر، وقُطَعت الخطبة العبّاسية بالعراق [2] .
[اعتقال القائم بأمر اللَّه]
ثُمّ حُمَلَ القائم بأمر اللَّه إلى حديثة عانة، فاعتُقَل بها وسُلّم إلى صاحبها مُهارش [3] . وذلك لَأن البساسيريّ وقُريش بن بدران اختلفا في أمره، ثم وقع اتفاقهما على أن يكون عند مهارش إلى أن يتّفِقا على ما يفعلان به [4] .
[البيعة للمُستنصر]
ثم جمع البساسيريّ القُضاة والَأشراف، وأخذ عليهم البيعة للمستنصر صاحب مصر، فبايعوا قهرًا [5] ، فلا حول ولا قوّة إلّا باللَّه.
__________
[1] تاريخ الفارقيّ 1/ 156 و 157، الكامل في التاريخ 9/ 643، ذيل تاريخ دمشق 89، العبر 3/ 221، البداية والنهاية 12/ 78، النجوم الزاهرة 5/ 7.
[2] تاريخ الفارقيّ 1/ 153 و 156، المنتظم 8/ 196، (16/ 37) ، الكامل في التاريخ 9/ 643، ذيل تاريخ دمشق 89، تاريخ الزمان 104، بغية الطلب 10، المغرب في حلى المغرب 80، العبر 3/ 221، دول الإسلام 1/ 264، الجوهر الثمين 194، اتعاظ الحنفا 2/ 233، النجوم الزاهرة 5/ 7.
[3] تاريخ الفارقيّ 1/ 157، وهو مهارش بن المجلّي. (الكامل 9/ 643) ، بغية الطلب 10، مختصر التاريخ لابن الكازروني 206، خلاصة الذهب المسبوك 266، العبر 3/ 221، دول الإسلام 1/ 264، 265، الجوهر الثمين 194، ووفيات الأعيان 1/ 192 (في ترجمة البساسيري) ، البداية والنهاية 12/ 78، النجوم الزاهرة 5/ 7.
[4] المنتظم 8/ 194، (16/ 35) ، الكامل في التاريخ 9/ 643، الإشارة إلى من نال الوزارة 45، المختصر في أخبار البشر 2/ 178، تاريخ ابن الوردي 1/ 164.
[5] المنتظم 8/ 196، (16/ 37) ، تاريخ الزمان 104، العبر 3/ 221، النجوم الزاهرة 5/ 7.(30/32)
[رواية ابن الْأثير عن قصد البساسيري الموصِل]
وقال عز الدين بن الْأثير في تاريخه [1] إنّ إبراهيم ينال كان أخوه السّلطان طغرلبك قد ولّاه الموصَل عام أول، وأنّه في سنة خمسين فارق الموصِل ورحل نحو بلاد الجبل، فنسب السُلطان رحيله إلى العصيان، فبعث وراءه رسولًا معه الفرجيّة الّتي خلعها عليه الخليفة. فلما فارق الموصِل قصدها البساسيريّ وقريش بن بدران وحاصراها. فأخذا البلد ليومه، وبقيت القلعة فحاصراها أربعة أشهُر حتّى أكل أهلها دوابّهم ثُمّ سلّموها بالَأمان، فهدمها البساسيريّ وعفى أثرها [2] .
وصار طغرلبك جريدةً في ألفين إلى الموصل، فوجد البساسيري وقريشًا قد فارقاها، فساق وراءهم، ففارقه أخوه وطلب همذان، فوصلها في رمضان [3] قال: وقد قيل إن المصريين كاتبوه، وأنّ البساسيري استماله وأطمعه في السَّلْطَنة، فسار طغرلبك في أثره [4] .
قال: وأما البساسيري فوصل إلى بغداد في ثامن ذي القعدة ومعه أربعمائة فارس على غاية الضر والفَقْر، فنزل بمُشرعة الرّوايا، ونزل قريش في مائتي فارس عند مُشْرعة باب البصرة [5] .
ومالت العامة إلى البساسيري، أمّا الشّيعة فللمذهب، وأمّا السُّنة فلِما فعل بهم الْأتراك [6] .
وكان رئيس الرؤساء لقلّة معرفته بالحرب، ولما عنده من البساسيريّ يرى
__________
[1] الكامل في التاريخ 9/ 639 وما بعدها.
[2] الكامل 9/ 639، اتعاظ الحنفا 2/ 234، النجوم الزاهرة 5/ 7، 8.
[3] مختصر التاريخ لابن الكازروني 206، 207، النجوم الزاهرة 5/ 8، تاريخ دولة آل سلجوق 17.
[4] الكامل 9/ 639، 640، النجوم الزاهرة 5/ 8.
[5] الكامل 9/ 641، المختصر في أخبار البشر 2/ 177، تاريخ ابن الوردي 1/ 363، البداية والنهاية 12/ 77، النجوم الزاهرة 5/ 8.
[6] الكامل 9/ 641، النجوم الزاهرة 5/ 8.(30/33)
المبادرة إلى الحرب. فاتّفقّ أنّ في بعض الأيّام التي تحاربوا فيها حضر القاضي الهمذانيّ عند رئيس الرؤساء، ثم استأذن في الحرب وضمن له قتل البساسيريّ من غير أن يعلم عميد العراق. وكان رأي عميد العراق المطاولة رجاء أن ينجدهم طغرلبك. فخرج الهمذاني بالهاشميين والخَدَم والعوامّ إلى الحلبة وأبعدوا، والبساسيريّ يستجرّهم، فلما أبعدوا حمل عليهم، فانهزموا وقُتل جماعة وهلك آخرون في الزحمة، ووقع النهب بباب الْأزْج [1] .
وكان رئيس الرؤساء واقفًا، فدخل داره وهرب كل من في الحريم، ولطم العميد على وجهه كيف استبد رئيس الرؤساء بالَأمر ولا معرفة له بالحرب.
فاستدعى الخليفة عميد العراق وأمره بالقتال على سور الحريم، فلم يرُعْهُمْ إِلَّا والزَّعْقَات، وقد نُهِب الحريم، ودخلوا من باب النُّوبي، فركب الخليفة لابسًا السواد، وعلى كتفه البردة، وعلى رأسه اللواء، وبيده سيف، وحوله زمرة من العبّاسيين والخدم بالسيوف المسلولة [2] ، فرأى النهب إلى باب الفردوس من داره. فرجع إلى ورائه نحو عميد العراق، فوجده قد استأمن إلى قريش، فعاد وصعد إلى المَنْظَرة، وصاح رئيس الرؤساء: يا علم الدين، (يعني قريشًا، أمير المؤمنين يستدنيك [3] . فدنا منه، فقال: قد أنالك اللَّه منزِلةً لم يُنَلها أمثالك، أمير المؤمنين يستذمُّ منك على نفسه وأصحابه بذِمام اللَّه وذِمام رسوله وذِمام العربيّة [4] .
قال: نعم. وخلع قَلَنْسُوَتَهُ فأعطاها للخليفة وأعطى رئيس الرؤساء مِخصرةً ذِمامًا، فنزل إليه الخليفة ورئيس الرؤساء وسارا معه [5] . فأرسل إليه البساسيريّ:
أتُخالِفُ ما استقرّ بيننا؟
__________
[1] الكامل 9/ 641، 642، نهاية الأرب 26/ 290، تاريخ ابن خلدون 3/ 449، النجوم الزاهرة 5/ 8.
[2] البداية والنهاية 12/ 77.
[3] في «الإنباء في تاريخ الخلفاء» لابن العمراني 293 «يستدعيك» ، والمثبت يتفق مع: الكامل 9/ 642، واتعاظ الحنفا 2/ 253.
[4] انظر: «الإنباء» 193، والمختصر في أخبار البشر 2/ 177، وتاريخ ابن الوردي 1/ 363، ومآثر الإنافة 1/ 340، والنجوم الزاهرة 5/ 9.
[5] الإنباء 193.(30/34)
فقال قريش: لَا.
ثُمَّ اتفقا على أن يُسلَّم إليه رئيس الرؤساء ويترك الخليفة عنده، فسلّمه إليه [1] فلما مثل بين يديه قال: مرحبا بمهلك الدول ومُخرّب البلاد [2] .
فقال: العفو عند المقدرة.
قال: قد قدرت أنت فما عَفَوْت، وأنت صاحب طيلسان، وركبت الْأفعال الشنيعة مع حُرَمي وأطفالي، فكيف أعفو أنا، وأنا صاحب سيف [3] ؟
وأمّا الخليفة فحمله قريش إلى مخيّمه، وعليه البُرْدة وبيده السيف، وعلى رأسه اللِّواء، وأنزله في خيمه، وسلّم زوجته بنت أخي السلطان طغرلبك إلى أبي عبد اللَّه بن جردة ليقوم بخدمتها.
ونُهِبت دار الخلافة [وحريمها] [4] أيّامًا.
وسلّم قريش الخليفة إلى ابن عمّه مهارش بن مجلّي [5] ، وهو دينٌ ذو مروءة، فحمله في هودج وسار به إلى حديثة عانة، فنزل بها [6] .
وسار حاشية الخليفة على حامية إلى السلطان طغرلبك مستنفرين له [7] .
ولمّا وصل الخليفة إلى الأنبار شكى البرد، فبعث يطلب من متولّيها ما يلبس، فأرسل إليه جبّة ولحافا [8] .
__________
[1] مآثر الإنافة 1/ 340، اتعاظ الحنفا 2/ 253.
[2] في «الإنباء» 193: «مرحبا بمدمّر الدولة ومهلك الأمم، ومخرّب البلاد ومبيد العباد..» .
[3] الإنباء 193، 194، اتعاظ الحنفا 2/ 253، النجوم الزاهرة 5/ 9، 10.
[4] في الأصل: «وما ولاها» ، والمثبت بين الحاصرتين، عن: الكامل في التاريخ 9/ 643، ومآثر الإنافة 1/ 340، وتاريخ ابن خلدون 3/ 449، اتعاظ الحنفا 2/ 253.
[5] هو أمير العرب والمستحفظ بقلعة حديثة عانة، توفي سنة 499 هـ. (الإنباء في تاريخ الخلفاء 195، مجمع الآداب ج 4 ق 2/ 422) وهو العقيلي البدوي. (أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 10) .
[6] الإنباء 195، تاريخ الفارقيّ 1/ 153 و 157، الكامل في التاريخ 9/ 643 وفيه: «فتركه بها» ، أخبار الدول المنقطعة 67، ذيل تاريخ دمشق 89، تاريخ الزمان 104، بغية الطلب 10.
الفخري في الآداب السلطانية 293، المغرب في حلى المغرب 80، خلاصة الذهب المسبوك 266، المختصر في أخبار البشر 2/ 178، تاريخ ابن الوردي 1/ 364، مآثر الإنافة 1/ 340، تاريخ ابن خلدون 3/ 449، اتعاظ الحنفا 2/ 253، النجوم الزاهرة 5/ 10.
[7] النجوم الزاهرة 5/ 10.
[8] النجوم الزاهرة 5/ 10.(30/35)
وركب البساسيري يوم الْأضحى، وعلى رأسه الْألوية المصريّة، وعبر إلى المصلّى بالجانب الشرقي، وأحسن إلى النّاس، وأجرى الجرايات على الفقهاء [1] ، ولم يتعصّب لمذهب. وأفرد لوالدة الخليفة دارًا وراتبًا، وكانت قد قاربت التسعين [2] .
[صلب رئيس الرؤساء]
وفي آخر ذي الحجّة أخرج رئيس الرؤساء مقيّدًا وعليه طرطور، وفي رقبته مِخنقة جُلُود وهو يقرأ: قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ 3: 26 [3] .. الْآية. فبصق أهل الكرخ في وجهه لَأنه كان يتعصّب للسُّنة، ثُمَّ صُلِبَ كما تقدّم [4] .
[مقتل عميد العراق]
وأمّا عميد العراق فقتله البساسيريّ أيضًا. وكان شُجاعًا شَهْمًا فيه فُتُوّة.
وهو الذي بنى رباط شيخ الشيوخ [5] .
[ذم الوزير المغربي لِفِعل البساسيريّ]
ثُمّ بعث البساسيريّ بالبشارة إلى مصر [6] . وكان وزيرها الفرج ابن أخي أبي القاسم المغربي، وهو ممن هرب من البساسيري، فذمّ فِعْله، وخوّف من سوء عاقبته. فتُرِكت أجوبته مُدّة، ثمّ عادت بغير الّذي أمّله [7] .
وسار البساسيري إلى واسط والبصرة فملكها وخطب لها للمصريّين [8] .
__________
[1] مآثر الإنافة 1/ 340، 341، اتعاظ الحنفا 2/ 254.
[2] الكامل في التاريخ 9/ 643، المختصر في أخبار البشر 2/ 178، تاريخ ابن الوردي 1/ 364، العبر 3/ 222، النجوم الزاهرة 5/ 10.
[3] سورة آل عمران- الآية 26، والخبر في: الفخري 295، والمختصر في أخبار البشر 2/ 178، وتاريخ ابن الوردي 1/ 364، والبداية والنهاية 12/ 78، 79.
[4] تقدّم خبر صلب رئيس الرؤساء قبل قليل. وهو في: النجوم الزاهرة 5/ 11.
[5] الكامل في التاريخ 9/ 644، النجوم الزاهرة 5/ 11.
[6] اتعاظ الحنفا 2/ 254.
[7] الكامل في التاريخ 9/ 644، تاريخ ابن خلدون 3/ 449، النجوم الزاهرة 5/ 11.
[8] الكامل في التاريخ 9/ 644، 645، المختصر في أخبار البشر 2/ 178، تاريخ ابن الوردي 1/ 364، مآثر الإنافة 1/ 341.(30/36)
[اهتمام طغرلبك بإعادة الخليفة]
وأمّا طغرلبك فإنه انتصر على أخيه وقتله [1] ، وكرّ راجعًا إلى العراق ليس له همّ إِلَّا إعادة الخليفة إلى رتبته وعزّه [2] .
[إحصاء ما وصل للبساسيري من المصريين]
وحكى الحسن بن محمد القيلوييّ في تاريخه أن الذي وصل إلى البساسيريّ من جهة المصريّين من المال خمسمائة ألف دينار، [3] ومن الثياب ما قيمته مثل ذلك، وخمسمائة فَرَس وعشرة آلاف قوس، ومن السيوف ألوف، ومن الرِّماح والنِّشاب شيء كثير. وصل كل ذلك إليه إلى الرحبة [4] .
[إمرة ناصر الدولة بن حمدان على دمشق]
وفيها قدم على إمرة دمشق الْأمير ناصر الدولة وسيفها أبو محمد الحسين بن حمدان دفعة ثانية في رجب [5] . والله أعلم.
آخر حوادث هذه المجلّدة، وعلّقتها من خطّ مؤلّفها الحافظ العلّامة شمس الدّين الذّهبيّ
__________
[1] في «تاريخ حلب» للعظيميّ (زعرور) 344، و (التركية) : «انكسر طغرلبك على باب همدان، كسره أخوه إبراهيم» .
والخبر في: مرآة الزمان 26، والإنباء في تاريخ الخلفاء 7195 7196 وتاريخ الفارقيّ 1/ 156، والمنتظم 8/ 197، (16/ 38) ، والمختصر في أخبار البشر 2/ 178، وتاريخ ابن الوردي 1/ 364، تاريخ الخلفاء 418.
[2] الكامل في التاريخ 9/ 646، تاريخ الزمان 105، النجوم الزاهرة 5/ 11.
[3] في «دول الإسلام» 1/ 265: «وأمدّ صاحب مصر للبساسيري بنحو من ألف ألف دينار» .
[4] في اتعاظ الحنفا 2/ 232 (حوادث سنة 448 هـ) : «فيها جهّزت الأموال لأبي الحارث البساسيري، فخرج بها المؤيّد في الله عبد الله بن موسى، وجملتها ألف ألف وثلاثمائة ألف دينار، العين ألف ألف وتسعمائة ألف دينار، والعروض أربعمائة ألف دينار» ، النجوم الزاهرة 5/ 11، 12.
[5] أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 10، ذيل تاريخ دمشق 86، أمراء دمشق في الإسلام 27 رقم 91، نهاية الأرب 28/ 223، اتعاظ الحنفاء 2/ 255.(30/37)
بسم الله الرحمن الرحيم
الموتى في هذه الطبقة
عام أحد وأربعين وأربعمائة
- حرف الْألف-
1- أَحْمَد بن حمزة بن محمد بن حمزة [1] .
أبو إسماعيل الهرويّ الحدّاد، الصوفيّ، المُلقّب بعُّمَويّه [2] .
كان كبير الصُّوفيّة بهَرَاة. سافر الكثير ولقي المشايخ.
وسمع بدمشق من عبد الوهاب الكلابيّ، وببعلبك الحسن بن عبد اللَّه بن سعيد الكِنْديّ، وبهرَاةَ أبا معاذ الهَرَويّ وجماعة [3] .
روى عنه: خَلَف بن أبي بِشْر القُهُنْدزيّ [4] ، ومسعود بن ناصر السِّجْزيّ، وجماعة.
توفيّ في رجب، وقد جاوز التّسعين [5] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن حمزة الهروي) في:
مرآة الزمان لسبط ابن الجوزي (مخطوط بدار الكتب المصرية رقم 551 تاريخ) ج 12 ق 1/ 3، مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 3/ 59، 60 رقم 297، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي- من تأليفنا- ج 1/ 296، 297، رقم 112.
[2] في مرآة الزمان «عمومه» .
[3] وله سماع بطرابلس، وصور، ونهاوند ونيسابور. (تاريخ دمشق) .
[4] القهندزي: بضم القاف والهاء وسكون النون وضم الدال المهملة وفي آخرها الزاي. هذه النسبة إلى قهندز بخارى، بلاد شتّى، وهي المدينة الداخلة المسوّرة. (الأنساب 10/ 274) .
[5] وكان مولده سنة تسع وأربعين وثلاثمائة. (تاريخ دمشق) وفي «مرآة الزمان» : ولد سنة 347 هـ.
ونزل طرابلس فأنشد فيها أحد رجالاتها ويدعى «المرشدي» هذين البيتين:
يعيّرني قومي على الملبس الدون ... وما أنا فيما قد لبست بمغبون
إذا كنت مولى للقناعة مالكا ... فإن ملوك الأرض كلهم دوني(30/38)
2- أَحْمَد بن عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان بْن أَبِي نصر قاسم التميمي [1] .
أبو عليّ الدّمشقيّ المُعدّل، ولد الشّيخ العفيف.
حدّث عن: يوسف المَيَانجيّ، وأبي سليمان محمد بن عبد اللَّه بن زَبْر، وعبد المحسن الصفّار، وغيرهم.
روى عنه: الكتّّاني، وأبو الوليد الدّربَنْديّ، ونجا العطّار، وسهل بن بِشْر الْإِسْفرائينيّ، ومحمد بن الحسين الحنّائيّ، والحسن بن سعيد العطّار.
قال الكتّاني: توفّي شيخنا أبو عليّ في شعبان، وكان ثقة مأمونّا صاحب أصول لم أر أحسن منها [2] . وكان سماعه وسماع أخيه بخطّ والدهما [3] . وكانت له جنازة عظيمة حضرها أمير البلد.
3- أَحْمَد بن عبد الرحمن بن محمد بن خُرجة.
القاضي العلّامة أبو عبد اللَّه النهاونديّ.
سمع من: عليّ بن عبد الرحمن البكائي، وغيره.
روى عنه: العفيف محمد بن المظفّر، وأبو القاسم عُبَيْد اللَّه بن محمد بن خُرْجة، وأخوه الخطيب أبو محمد الحسن، ومحمد بن عزّ، والنهاونديّون.
سمعوا منه في هذا العام، ولا أدري متى مات.
4- أحمد بن عمر بن أحمد البرمكيّ [4] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبد الرحمن بن عثمان) في:
مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 3/ 152 رقم 173، والعبر 3/ 195، والإعلام بوفيات الأعلام 183، وسير أعلام النبلاء 17/ 649، رقم 439، ومرآة الجنان 3/ 69 وقال الشيخ شعيب الأرنئوط، والسيد محمد نعيم العرقسوسي، في تحقيقهما لكتاب «سير أعلام النبلاء» (17/ 649) بالحاشية: «لم نقف له على ترجمة في المصادر المتيسّرة لنا» .
[2] في: سير أعلام النبلاء 17/ 649: «لم أر أحسن منه» .
[3] ووالدهما: عبد الرحمن بن عثمان.. المعروف بالشيخ العفيف: كان يكتب إلى الخطيب البغدادي بما أخبره به خيثمة الأطرابلسي، انظر عنه في كتابنا: «من حديث خيثمة الأطرابلسي ص 39، طبعة دار الكتاب العربيّ 1400 هـ/ 1980 م» .
[4] انظر عن (أحمد بن عمر) في:
تاريخ بغداد 4/ 295، 296 رقم 2063، وأخبار الحمقى والمغفّلين 145، وطبقات الحنابلة 2/ 190 رقم 659.(30/39)
البغداديّ، أخو أبي إسحاق.
سمع: أبا حفص بن شاهين.
قال الخطيب [1] : كتبت عنه، وكان صدوقًا.
مات في جُمَادَى الْآخرة.
5- أَحْمَد بن محمد بن أَحْمَد بن منصور [2] .
أبو الحسن العَتيَقِيّ [3] المجهِز [4] . بغداديّ مشهور.
سمع: علي بن محمد بن سعيد الرّزّاز، وأبا الحسن بن لؤلؤ، وإسحاق بن سعد، وأبا بكر الأبهري، وأبا الفضل الزُّهْريّ، والحسين بن أَحْمَد بن فهد الموصِليّ، ومحمد بن سُفيان، وتمّام بن محمد الرّازيّ الدمشقيّ، وأبا الحسين بن المُظفّر، وطائفة كبيرة.
روى عنه: ابنه أبو غالب محمد، وأبو عبد اللَّه بن أبي الحديد، وعبد المحسن بن محمد الشّيحيّ، وأبو القاسم بن أبي العلاء، وخلقٌ كثير آخرهم أبو عليّ محمد بن محمد بن المهديّ.
وقال الخطيب [5] : كان صدوقًا، ولد في أول سنة سبع وستّين وثلاثمائة.
__________
[1] في تاريخه.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد العتيقي) في:
الروض البسّام (المقدّمة) 49، والسابق واللاحق 61، وتاريخ بغداد 4/ 379 رقم 2254 و 11/ 148، وتاريخ دمشق 7/ 173- 176 رقم 105 والإكمال لابن ماكولا 7 ج 150، والمنتظم 8/ 142 رقم 196، (15/ 321 رقم 3290) ، والأنساب 8/ 393، واللباب 2/ 323 و 3/ 170، والكامل في التاريخ 9/ 561، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 3/ 226، 227 رقم 274، والعبر 3/ 195، والإعلام بوفيات الأعلام 183، وسير أعلام النبلاء 17/ 602 رقم 403، والمعين في طبقات المحدّثين 127 رقم 1412، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 465، والوافي بالوفيات 7/ 358، 359، والبداية والنهاية 12/ 60، وتبصير المنتبه 3/ 996 و 1014، وشذرات الذهب 3/ 265، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 449.
[3] العتيقيّ: بفتح العين المهملة، وكسر التاء المنقوطة من فوقها باثنتين، وفي آخرها القاف. هذه النسبة إلى «عتيق» وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه. (الأنساب 8/ 393) .
[4] المجهّز: بضم الميم، وفتح الجيم، وتشديد الهاء المكسورة، وفي آخرها الزاي. هذا لمن يحمل مال البحّار من بلد إلى بلد، ويسلّمه إلى شريكه، ويردّ مثله إليه.
[5] في تاريخه 4/ 379.(30/40)
وذكر لي أن بعض أجداده كان يُسمّى عتيقًا، وإليه يُنسب.
وقال ابن ماكولا: [1] قال لي شيخنا العتيقيّ إنّه رُوَيّاني الأصل. خرّج على الصحيحين، وكان ثقة متقنًا يفهم ما عنده. وكان الخطيب ربّمّا دلّسه [2] يقول:
أنبا أحمد بن أبي جعفر القطيعيّ [3] .
قال الخطيب [4] : توفي في صفر [5] .
6- أَحْمَد بن المظفّر بن أَحْمَد بن يزداد [6] .
أبو الحسن الواسطيّ العطّار.
روى عن: أبي محمد بن السقّاء «مُسْنَد مُسدَّد» .
رواه عنه: أبو نُعيْم محمد بن إبراهيم الْجُمّاري.
تُوُفِّي فِي شعبان.
7- إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن زكريّا بن زكريّا بن مفرّج بن يحيى بْن زياد بْن عَبْد اللَّه بْن خالد بن سعد بن أبي وقّاص [7] .
__________
[1] في الإكمال 7/ 150، واقتبسه ابن عساكر في: تاريخ دمشق 7/ 157.
[2] وزاد: «وروى عنه وهو في الحياة» .
[3] وزاد: «لسكناه في قطعية بغداد» .
[4] في تاريخه.
[5] وقال الخطيب: سمعت أبا القاسم الأزهري ذكر أبا الحسن العتيقي فأثنى عليه خيرا ووثّقه.
(تاريخ بغداد 4/ 379) .
وقال سليمان بن خلف الباجي: أبو الحسن العتيقي: بغداديّ تاجر لا بأس به. (تاريخ دمشق 7/ 275) .
وقال ابن السمعاني: كان أحد الثقات المكثرين من الحديث. (الأنساب 8/ 393) .
[6] انظر عن (أحمد بن المظفّر) في:
العبر 3/ 195.
[7] انظر عن (إبراهيم بن محمد) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 93، وجذوة المقتبس للحميدي 151، وبغية الملتمس للضبّي 213، وإنباه الرواة 1/ 183، ومعجم الأدباء 2/ 4، ووفيات الأعيان 1/ 5، والإعلام بوفيات الأعلام 183، والعبر 3/ 195، 196، وبغية الوعاة 1/ 426، وتاريخ الخلفاء 422، وشذرات الذهب 3/ 266، وديوان الإسلام 1/ 140 رقم 197، وهدية العارفين 1/ 8.(30/41)
أبو القاسم الزُّهْريّ الْإِفليليّ ثُمّ القُرْطُبيّ. وإفليل التي والده منها قرية من قرى الشّام.
روى عن: أبيه، وأبي عيسى اللَّيْثيّ، وأبي محمد الفاسي، وأبي زكريا بن عائذ، وأبي بكر الزُّبيديّ، وأحمد بن أبّان بن سيّد، وجماعة.
ولي الوزارة للمستكفي باللَّه. وكان حافظًا للّغة والأشعار، قائما عليها، لا سيما شِعر أبي تمّام، وأبي الطيّب المُتَنبيّ. وكان ذاكِرًا للَأخبار وأيّام النّاس، بارعًا في اللُّغة، صادق اللَّهجة.
وُلِد في شوّال سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة.
روى عنه: أبو مروان الطّبنيّ، وأبو سراج، وآخرون.
وأقرأ الْأدب مُدّة.
وله مصنّف في «شرح معاني شعر المُتنبّي» ، وغير ذلك.
وتوُفّي في ذي القعدة بقُرطُبة.
- حرف الباء-
8- بِشْروَيْه بن محمد بن إبراهيم.
الرئيس أبو نُعَيْم الْجُرْجانيّ الزاهد.
سمع من: بِشْر بن أَحْمَد الْإِسْفَرائينيّ.
وأجاز له إسماعيل بن نُجيد.
وتُوُفّي في ربيع الأوّل بنيسابور.
- حرف الحاء-
9- الحسين بن يعقوب [1] .
أبو عبد اللَّه بن الدبّاس الواسطيّ، المُلقّب بجدَيرة [2] ، بالجيم.
__________
[1] ستعاد ترجمته في وفيات سنة 443 هـ. برقم (74) .
[2] في ترجمته التالية «جريرة» بالراءين.(30/42)
سمع: أبا حفص الكتّانيّ، والمخلّص، وأحمد بن عُبَيْد بن بيْريّ، وابن جَهْضم، وجماعة.
سمع منه: عليّ بن محمد الجلّابيّ، وورَّخه.
10- الحسين بن عُقْبَةَ [1] .
أبو عبد اللَّه البصْريّ الضّرير. من أعيان الشّيعة.
قرأ على الشريف المُرتضى كتاب «الذّخيرة» وحفظه، وله سبع عشرة سنة.
وكان من أذكياء بني آدم، وَرَدَ أنّه قال: أقدر أحكي مجالس المرتضى وما جرى فيها من أول يوم حضرتُها. ثم أخذ يسردها مجلسًا مجلسًا، والنّاس يتعجّبون.
- حرف الرّاء-
11- رفق المستنصريّ [2] .
أمير دمشق عدّة الدّولة.
ولي إمرة دمشق سنة إحدى وأربعين بعد طارق المستنصريّ، وعُزِلَ بعد أيّام، وولي إمرة حلب.
- حرف العين-
12- الملك العزيز [3]
__________
[1] انظر عن (الحسين بن عقبة) في:
لسان الميزان 2/ 299 رقم 1240، وأعيان الشيعة (الطبعة الجديدة) 6/ 90.
[2] انظر عن (رفق المستنصري) في:
أخبار مصر للمسبّحي 4، 5، وزبدة الحلب 1/ 265- 267، وأمراء دمشق في الإسلام 34 رقم 109.
[3] انظر عن (الملك العزيز) في:
دمية القصر للباخرزي 1/ 283، 284 رقم 99، والكامل في التاريخ 9/ 561، والمختصر في أخبار البشر 2/ 170، والعبر 3/ 184، وسير أعلام النبلاء 17/ 632 رقم 426، ودول الإسلام 1/ 260، وتاريخ ابن الوردي 1/ 531، وشذرات الذهب 3/ 268.
وستعاد ترجمته برقم (30) .(30/43)
أبو منصور [1] خسرو [2] فيروز بن الملِك جلال الدّولة أبي طاهر فيروز بن الملك بهاء الدّولة خُرّة فيروز الدَّيلميِّ بن الملك عَضُد الدّولة فناخسْرو بن رُكن الدّين الحسين بن بويه.
ولد بالبصرة سنة سبع وأربعمائة. وولي إمرة واسط لَأبيه وبرع في الأدب والَأخبار والعربية، وأكبَّ على اللَّهو والخلاعة.
وله شِعرٌ رائق. فمن ذلك وأجاد:
وأرقصٍ يستحثُّ الكفَّ بالقدم ... مُسْتَمْلِح الشَّكْل والأعطاف والّشَيمِ
يُرى لهُ نَبَرَاتٌ من أنامله ... كأنّها نبضات البرْق في الظُّلَمِ
يُراجِعُ الحثّ في الْإِيقاع من طربٍ ... تَرَاجُعَ الرَّجُلِ الفأْفاءِ في الكلِمِ
وله:
من ملّني فلْينأَ عنّي راشدًا ... فمتى عرضتُ لهُ فلستُ براشِدِ
ما ضاقت الدُّنيا عليَّ بأسرِها ... حتّى تراني راغبًا في زاهدِ
ولمّا مات أبوه سنة خمس وثلاثين وأربعمائة فارق العزيز واسطًا وأقام عند أمير العرب دُبَيْس بن مَزْيَد، ثمّ توجّه إلى ديار بكر منتجعًا للملوك، فمات في ربيع الأوّل بمَيَّافارِقين.
13- العبّاس بن الفضل بن جعفر بن الفضل بن موسى بن الحسين بن الفُرات.
أبو أحمد ابن الوزير.
من بيت حشمة ورئاسة بمصر.
روى عن: أبي بكر بن إسماعيل المهندس، وغيره.
وعنه الرّازيّ في مشيخته.
14- عبد اللَّه بن إسماعيل بن عبد الرحمن.
__________
[1] في: المختصر في أخبار البشر، وتاريخ ابن الوردي: «أبو بكر منصور» .
[2] في الأصل: «خسر» .(30/44)
أبو نصر بن الصّابونيّ النَّيْسابوريّ.
سافر للحج فدخل بلاد الروم، وعقد مجلسًا في قوله تعالى: وَمن يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ.. 4: 100 [1] الْآيَةُ. فمرض ومات رحمه اللَّه، وحُمِل تابوته إلى نيسابور.
15- عبد الرحمن بن إِبْرَاهِيم بن محمد بن عوْن اللَّه بن جُدَيْر القُرطُبيّ [2] .
رجل كبير القدْر، طويل العُمر. رحل سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، فقرأ بمصر على أبي الطيّب بن غلْبُون.
ولقي بمكّة: الدّينوريّ، وبالقيروان: أبا محمد بن أبي زيد. ورجع.
وكان فاضلًا ناسكًا، زاهدًا، ورِعًا، صدوقًا من بيت علمٍ وشرف. وقد جُرّبت له دعوات مُستجابات.
وكان إمام مسجد عبد اللَّه البَلَنْسيّ.
توُّفي رحمه اللَّه فِي جُمَادَى الْأولى عن أربعٍ وثمانين سنة.
16- علي بن أَحْمَد الحاكم.
أبو أَحْمَد الْإِستِرَابَاذيّ.
تُوُفّي بسمرقند.
17- عَبْد الصّمد بْن أَبِي نصر العاصميّ.
الْبُخَارِيّ.
حدّث عن: أبي عمْرو محمد بن محمد بن جابر، وغيره.
روى عنه: القاضي أبو المحاسن الرُّويانيّ.
18- علي بن إبراهيم بن نصرويه بن سختام بن هرثمة [3]
__________
[1] سورة النساء، الآية 100.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن إبراهيم) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 332 رقم 707.
[3] انظر عن (علي بن إبراهيم) في:
تاريخ بغداد 11/ 342، والأنساب 5/ 152، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 28/ 462-(30/45)
الفقيه أبو الحسن الغزِّيّ السَّمَرْقَنْديّ، الحنفيّ المفتي.
رحل ليحج، فحدّث في الطريق ببغداد، وبدمشق عن: أبيه، وأخيه إسحاق، ومحمد بن أَحْمَد بن متّ الإشتيخنيّ [1] ، وإبراهيم بن عبد اللَّه الرازي نزيل بُخارى، وأبي سعد عبد الرحمن بن محمد الْإِدريسي، ومنصور بن نصر الكاغديّ، ومحمد بن يحيى الغيّاثي، وغيرهم.
روى عنه: أبو عليّ الْأهوازيّ، وهو أكبر منه، وأبو بكر الخطيب، ومنصور بن عبد الجبّار السمعاني، والفقيه نصر المقدسيّ، وفَيد بن عبد الرحمن الهمذانيّ. وآخر من روى عنه أبو طاهر محمد بن الحسين الحِنائيّ.
قال الخطيب [2] : كان من أهل العلم والتّقدُّم في مذهب أبي حنيفة. قال لي: وُلِدت في شعبان سنة خمسٍ وستّين وثلاثمائة. وكان أبي يذكر أنّه من العرب وأدركه أجَلُهُ في الطريق.
قلت: قد حدّث بدمشق بثلاثة أجزاء مشهورة، وذلك في سنة إحدى وأربعين [3] .
__________
[ (- 464،) ] واللباب 1/ 454 ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 17/ 196 رقم 82، والعبر 3/ 196، والمعين في طبقات المحدّثين 127، 1413، وسير أعلام النبلاء 17/ 604، 605 رقم 404، والجواهر المضيّة 2/ 533، 534، والطبقات السنية، رقم 1438، وشذرات الذهب 3/ 266، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 296، 297 رقم 1027.
[1] الإشتيخني بالكسر الألف وسكون الشين المعجمة وكسر التاء المنقوطة بنقطتين من فوقها بعدها ياء معجمة بنقطتين من تحتها ساكنة وفتح الخاء المنقوطة وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى إشتيخن، وهي قرية من قرى السغد بسمرقند على سبعة فراسخ منها. (الأنساب 1/ 268) .
[2] في تاريخه 11/ 342.
[3] وقال ابن عساكر: قرأت بخط غيث (الأرمنازي) قال: قال لي عبد الرحمن بن علي الكاملي لما قدم نصرويه صور تذاكر هو والفقيه سليم بن أيوب الرازيّ في الفقه، وكان فقيها جيدا وغنيّا موسرا، وذكر أنه معه شيء كثير من النقار والفضّة، وأنه سافر إلى بلاد الروم فمات بها. قال غيث: وسألت الفقيه أبا الفتح نصر عن ابن نصرويه: أكان فقيها؟ فقال: نعم كان فقيها كبيرا إماما على مذهب أبي حنيفة. وحدّثني أنه لما قدم خرج إليه إلى باب الدار وقد نزل فيه ومعه دوابّ فسأله عن مسألة فتكلّم فيها عدّة أبواب كلاما حسنا، ولم يمض إلى الفقيه سليم لما دخل صور، ولا مضى الفقيه سليم إليه، قال: وكان ورود ابن نصرويه للحج ورجع ولم يحجّ ومات بآمد. كل هذا كلام الفقيه نصر، وهو أثبت فيما يحدّث به من الكاملي لا سيما وهو ملازم الفقيه سليم، فلو اجتمعا لم يخف عليه حالهما، ويجوز أن يكون أدرك عبد الرحمن سهو في ذلك.(30/46)
19- علي بن عبد اللَّه بن حسين بن الشبيه [1] .
أبو القاسم العلويّ البغداديّ الناسخ.
سمع: محمد بن المظفّر.
روى عنه: الخطيب، وقال: [2] كان صدوقًا ديّنًا يورِّق بالَأجرة.
20- عليّ بن عمر بن محمد [3] .
أبو الحسن الحرّاني، ثُمّ المصريّ الصُوّاف المعروف بابن حمِّصَة [4] .
لم يرو شيئًا سوى «مجلس البطاقة» ، لكنّه تفرّد به مدّة سنين. وكان آخر من حدَّث عن حمزة الحافظ، سمعه وهو مُراهق، فإن شيخنا الدِّمياطيّ أنبأ أنه سمع ابن رواح قال: أنا السِّلَفيّ قال: قال أبو عبد اللَّه الرّازيّ: سمعنا ابن حِمِّصة يقول: وُلِدت سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة.
وبالسّند إلى السّلَفيّ: أنا أبو صادق، والرّازي قالا: قال لنا أبو الحسن:
لمّا أملى علينا حمزة «حديث البطاقة» صاح غريبٌ من الحلقة صَيْحةً فاظت نفسه معها، وأنا ممّن حضر جنازته وصلّى عليه.
روى عنه: هبة اللَّه بن محمد الشيرازيّ، وأبو النّجيب عبد الغفّار الْأرمويّ [5] ، وأبو العبّاس أَحْمَد بن إبراهيم الرّازيّ، وولده أبو عبد الله محمد
__________
[ (-) ] (تاريخ دمشق 28/ 464) .
[1] انظر عن (علي بن عبد الله العلويّ) في:
تاريخ بغداد 12/ 9 رقم 6365، والمنتظم 8/ 142، 143 رقم 197، (15/ 321، 322 رقم 3291) ، والبداية والنهاية 12/ 10 وفيه: «ابن أبي شيبة» وهو غلط.
[2] في تاريخه 12/ 9: «كتبت عنه، وكان صدوقا ديّنا، حسن الاعتقاد، يورّق بالأجرة ويأكل من كسب يده، ويواسي الفقراء من كسبه» .
[3] انظر عن (علي بن عمر) في:
الإكمال لابن ماكولا 2/ 508، 509، والأنساب 4/ 224، واللباب 1/ 390، والعبر 3/ 196، والمعين في طبقات المحدّثين 127 رقم 1414، والإعلام بوفيات الأعلام 183، وسير أعلام النبلاء 17/ 601، 602 رقم 402، وحسن المحاضرة 1/ 373، 374، وشذرات الذهب 3/ 266، وتاج العروس 4/ 383.
[4] حمّصة: بكسر الحاء المهملة، وتشديد الميم المكسورة، ويجوز فتحها، وفي آخرها الصاد المهملة.
[5] الأرمويّ: بضم الألف وسكون الراء وفتح الميم وفي آخرها الواو. هذه النسبة إلى أرمية، وهي-(30/47)
الرّازيّ، وهو آخر أصحابه، وأحمد بن عبد القادر اليوسُفيّ، وأبو صادق مُرشد بن يحيى، وآخرون.
وكان سماعه من حمزة الكِنانيّ في سنة سبع وخمسين وثلاثمائة.
وتُوفّي في ثالث رجب وصلّى عليه الفقيه أبو محمد عبد اللَّه بن الوليد المالكي.
- حرف الفاء-
21- فارس بن نصر [1] .
أبو القاسم البغدادي الخبّاز.
سمع: أبا الحسين بن سمعون.
روى عنه: الخطيب، وقال: كان صدوقًا. ثمّ ذكر وفاته.
22- الفضل بن أَحْمَد بن أَحْمَد بن محمود.
أبو القاسم الثقفيّ الْأصبهانيّ، والد الرئيس.
أملى عن: الحسن بن داود الْأصبهاني، وغيره.
وسمع بعد السّبعين وثلاثمائة.
روى عنه: أبو عليّ الحدّاد.
- حرف القاف-
23- قِرْواش بن مُقَلِّد بن المُسَيِّب بن رافع العقيليّ [2] .
__________
[ (-) ] من بلاد أذربيجان. (الأنساب 1/ 190) .
[1] انظر عن (فارس بن نصر) في:
تاريخ بغداد 12/ 391 رقم 6853.
[2] انظر عن (قراوش بن مقلّد) في:
دمية القصر للباخرزي (طبعة بغداد) 1/ 130، 131 رقم 2، وديوان التهامي 166، 195.
224، والهفوات النادرة 6، 7، وتاريخ حلب للعظيميّ 320، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 64، والمنتظم 8/ 147 رقم 203 (15/ 327 رقم 3297) حوادث سنة 442 هـ، والكامل في التاريخ 9/ 553، 554، 564، 587، ووفيات الأعيان 5/ 263، والمختصر في أخبار البشر 2/ 170 و 2، 1 (حوادث سنة 444 هـ) ، ودول الإسلام 1/ 259، 260، 197، وسير أعلام النبلاء 17/ 633، 634، رقم 427، وتاريخ ابن الوردي 1/ 353-(30/48)
الَأمير أبو المنيع معتمد الدّولة ابن الْأمير حسام الدّولة أبي حسّان صاحب الموصل.
ذكرنا والده في سنة إحدى وتسعين وأنّ قرواشًا وليَ الموصِل بعده، فطالت أيامه واتسعت مملكته، فكان بيده الموصل والمدائن والكوفة وسقي الفرات، وقد خطب في بلاده للحاكم صاحب مصر، ثم رجع عن ذلك وخطب لخليفة الْإِسلام القادر باللَّه. فجهّز صاحب مصر جيشًا لحربه، ووصلت الغُزُّ إلى الموصل ونهبوا دار قِرْواش، وأخذوا له من الذهب مائتي ألف دينار، فاستنجد عليهم بدُبَيْس بن صدقة الْأَسَديّ، واجتمعا على حرب الغُزّ فنُصِرا عليهم وقتلا منهم خلقًا.
وكان قِرواش ظريفًا أديبًا شاعرًا نهّابًا وهّابًا جوّادًا.
ومِن شِعرهِ:
من كان يحمَدُ أو يذمّ مُوَرِّثًّا ... للمال من آبائه وجدوده
فأنا [1] امرؤٌ للَّه أشكر وحده ... شكرًا كثيرًا جالبًا لمزيده
لي أشقرٌ ملء [2] العِنانِ مُغَاوِرٌ [3] ... يُعطيك ما يُرْضيك من محموده [4]
ومُهَنّدٌ غَضِبٌ إذا جرّدْتُهُ ... خلت البروقَ تموج في تجريده [5]
وبذا حويت المال، إِلَّا أنني ... سلّطتُ فيه [6] يدي على تبديده [7]
وكان على سنن العرب، فورد أنّه جمع بين أختين فلاموه، فقال: خبّروني
__________
[ (-) ] (حوادث سنة 444 هـ) ، وفوات الوفيات 3/ 198، والبداية والنهاية 12/ 62، والنجوم الزاهرة 5/ 49، 50، وشذرات الذهب 3/ 266.
وسيذكر في وفيات سنة 444 هـ.
[1] في «دمية القصر» : «إنّي» ، ومثله في «الكامل في التاريخ» .
[2] في «دمية القصر» ، «سمح» ، ومثله في «الكامل» .
[3] المغاور: الكثير الغارات.
[4] في «دمية القصر» : «مجهوده» ، ومثله في «الكامل في التاريخ» .
[5] زاد في «دمية القصر» بيتا بعده:
ومثقّف لدن السنان كأنّما ... أمّ المنايا ركّبت في عوده
[6] في «دمية القصر» : «سلّطت جود يدي» ، ومثله في «الكامل» .
[7] الأبيات في: دمية القصر- تحقيق د. العاني 10/ 131، والكامل في التاريخ 9/ 588.(30/49)
ما الذي نستعمل من الشَّرع حتّى تتكلّموا في هذا [1] .
وقال مرّةً: ما في رقبتي غير دمٍ خمسةٍ أو ستةٍ من العرب قتلْتُهم، فأمّا الحاضرة فما يعبأ اللَّه بهم [2] ثم إنه وقع بينه وبين بركة ابن أخيه، فقبض عليه بركة وحبسه وتلقَّب:
زعيم الدّولة، وذلك في سنة إحدى وأربعين هذه، فلم تطُل دولته ومات في أواخر سنة ثلاثٍ وأربعين، فقام بعده أبو المعالي قُريش بن بدران بن مقلّد ابن أخيه فأوّل ما ملك عمد إلى عمّه قراوش أخرجه من السجن وقتله صبرًا بين يديه. وذلك في رجب سنة أربعٍ وأربعين.
وقيل: بل مات في سجنه. وقوي أمر قريش وعظُم شأنه.
- حرف الميم-
24- محمد بن إسحاق بن محمد.
القاضي أبو الحسن القُهُستانيّ [3] ، الذي روى «مُسند عليّ» لمُطيّن في اثني عشر جزء بمصر، عن علي بن حسّان الذمميّ، فحدّث به في هذا العام في ذي الحجّة.
وسمعه منه: أبو عبد اللَّه محمد بن أَحْمَد الرازيّ، فهذا الرجل ليس في مشيخة الرّازيّ.
وسمعه منه: أبو صادق مرشد المدينيّ، فسمعه السِّلفيّ، من مرشد.
وقد حدَّث يحيى بن محمد بن أَحْمَد الرّازيّ بالمُسْنَد عن والده، عن القهستانيّ.
__________
[1] الكامل في التاريخ 9/ 588،
[2] المنتظم 8/ 147، وفيات الأعيان 5/ 267.
[3] القهستاني: والقوهستاني: بضم القاف والهاء وسكون السين المهملة وفتح التاء المنقوطة من تحتها باثنين والنون في آخرها. هذه النسبة إلى قوهستان، يعني إلى الجبال وفي كل إقليم ولاية يقال لها: قوهستان، وقهستان المعروفة أحد أطرافها متّصل بنواحي هراة وبالعراق وهمذان ونهاوند وبروجرد وما يتصل بها. (الأنساب 10/ 264) .(30/50)
25- محمد بن أَحْمَد بن عليّ بن حمدان [1] .
الحافظ أبو طاهر. محدِّث مكثر، رحّال.
تخرّج بالحاكم، وسمع من: زاهر بن أَحْمَد بِسَرْخَس.
ومن: مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عثمان الطرّازيّ، ومحمد بن عبد اللَّه الجوزقي الحافظ، وطَبقتهما بنَيْسابور.
ومن: محمد بن أَحْمَد غُنْجَار البخاري ببُخارى.
ومن: أبي سعد الْإِدريسيّ بسَمَرْقَند.
ومن: عَلَى بْن محمد بْن عُمَر الفقيه بالرِّيّ.
ومن: ابن الصَّلْت الْأهوازيّ ببغداد.
ومن: عليّ بن أَحْمَد الخُزاعيّ، ببُخارى.
ومن: أبي الفضل محمد بن الحسين الحدّاديّ بَمْرو.
عرفتُ سماعه منهم من جَمْعِهِ طُرُق «حديث الطير» ومن جَمْعِهِ «مُسند بُهْز بن حكيم» ، كتبه عَنْهُ أبو سعْد [2] مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حسين النَّيْسابوريِّ في سنة إحدى وأربعين وأربعمائة [3] .
26- محمد بن أَحْمَد بن عيسى بْن عَبْد اللَّه [4] .
القاضي أبو عَبْد اللَّه، أبو الفضل السَّعْديّ البغداديّ، الفقيه الشافعيّ.
راوي «معجم الصّحابة» للبغويّ، عن ابن بطّة العكبريّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن علي) في:
تذكرة الحفاظ 3/ 1111، 1112، وسير أعلام النبلاء 17/ 663، 664 رقم 455، وطبقات الحفّاظ 426، ومعجم طبقات الحفّاظ 149 رقم 965.
[2] في: سير أعلام النبلاء 17/ 663، وتذكرة الحفاظ 3/ 112: «أبو سعيد» .
[3] قال المؤلّف الذهبي- رحمه الله- في «سير أعلام النبلاء 17/ 663» : «لم أقع بوفاته» .
[4] انظر عن (محمد بن أحمد بن عيسى) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 25/ 413 و 34/ 314، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 21/ 295 رقم 218، والعبر 3/ 197، وسير أعلام النبلاء 18/ 5، 6 رقم 1، والإعلام بوفيات الأعلام 183، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 42، والوافي بالوفيات 2/ 65، وحسن المحاضرة 1/ 403، وشذرات الذهب 3/ 267، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (تأليفنا) 4/ 80 رقم 1291.(30/51)
سمع: موسى بن محمد بن جعفر السِّمسار، وأبا الفضل عُبْيد اللَّه الزُّهريّ، وأبا بكر بن شاذان، وأبا طاهر المخلّص، وابن بطَّة، ومحمد بن عمر بن زنبور، وأبا الحسن بن الجنديّ ببغداد، وأبا عبد اللَّه الْجُعْفيّ بالكوفة، وابن جُمَيْع بصيداء، وحامد بن إدريس بالموصِل، وأبا مسلم الكاتب بمصر [1] .
وسكن مصر وأملى وأفاد. وكان من تلامذة أبي حامد الْإِسْفَرَائِينيّ.
روى عنه: سهل بن بشِر الْإِسفرائينيّ، وعليّ بن مكّيّ الْأزديّ، وأبو نصر الطُّريْثيثيّ، ومحمد بن أَحْمَد الرّازيّ، وآخرون [2] .
وقد كتب عنه شيخه الحافظ عبد الغني، ومات قبله بنيّفٍ وثلاثين سنة.
تُوُفِّي أبو الفضل السعديّ في شعبان.
وقيل: في شوّال، فيُحَرّر.
27- محمد بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن محمد بْن رحيم [3] .
__________
[1] وروى عن: أبي القاسم غرير بن علي البغدادي الّذي حدّثه بطرابلس، وحدّث عن أبي الحسن عبيد الله بن القاسم بن زيد بن إسماعيل المراغي قاضي طرابلس الهمدانيّ المتوفى سنة 404 هـ.
[2] وروى عنه: أبو سعيد عبد الرحمن بن محمد بن مسلم الأبهري بصور. (تاريخ دمشق 25/ 413 و 34/ 314) .
[3] انظر عن (محمد بن علي الصوري) في:
من حديث خيثمة الأطرابلسي 196 و 197، وأسماء التابعين ومن بعدهم ممّن صحّت روايته من الثقات عند البخاري ومسلم، تخريج الدار الدّارقطنيّ (مجلّة المجمع العلمي العراقي المجلّد 32 ج 1 و 2 بغداد 1401 هـ. / 1981) ص 410، ومصارع العشّاق للسرّاج 14 و 55، ونشوار المحاضرة للتنوخي 5/ 17، وتاريخ بغداد 3/ 103 رقم 1099، وله ذكر في مواضع كثيرة منه، والكفاية في علم الرواية 445، وتقييد العلم 127 و 231 و 132 و 144 و 145، والبخلاء للخطيب 73، 74، 177، 178، والفقيه والمتفقه 2/ 73، وتلخيص المتشابه في الرسم 2/ 506، 606، وديوان عبد المحسن الصوري 1/ 84 رقم 29 و 2/ 129 رقم 603، ومعجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي (بتحقيقنا) 25- 27 رقم 18، والإكمال لابن ماكولا 4/ 39، و 110، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 38/ 651- 656، والمنتظم 8/ 143- 145، رقم 199 (15/ 322- 324 رقم 3293) ، ومعجم البلدان 3/ 433، ومعجم الأدباء 1/ 249، والكامل في التاريخ 9/ 561، واللباب 2/ 250، 251، والإلماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع للقاضي عياض 38، وبغية الطلب في تاريخ حلب (مصوّرة معهد المخطوطات) 1/ 159، والأنساب 8/ 106، وتبيين كذب المفتري 251، 252، وصفة الصفوة 2/ 308، -(30/52)
أبو عبد اللَّه الصوريّ الحافظ، أحد أعلام الحديث.
سمع الحديث على كِبَر، وعُنِيَ به أتمّ عناية إلى أن صار فيه رأسًا.
سمع: أبا الحسين بن جُمَيْع، وأبا عبد اللَّه بن أبي كامل الْأطرابُلُسيّ، ومحمد بن عبد الصّمد الزّرافيّ، ومحمد بن جعفر الكلاعيّ، والحافظ عبد الغنيّ بن سعيد المصريّ، وأبا محمد بن النحّاس، وعبد اللَّه بن محمد بن بُنْدار، وطائفة كبيرة بمصر.
وتخرَّج بعبد الغنيّ، ثم رحل إلى بغداد فأدرك بها صاحب الصفّار أبا الحسن بن مَخْلد، وطبقته.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وقاضي العراق أبو عبد اللَّه الدّامغانيّ،
__________
[ (-) ] والقصّاص والمذكّرين لابن الجوزي 284، والموضوعات، له 1/ 384، وأخبار الحمقى والمغفّلين، له 99 وفيه: «عبد الله بن محمد الصوري» ، وفهرسة ما رواه عن شيوخه للإشبيلي 204، والمختصر المحتاج إليه للدبيثي 3/ 113، 114، وتاريخ إربل لابن المستوفي 1/ 400، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 23/ 113، 114 رقم 130، وصلة الخلف بموصول السلف للروداني (مجلّة معهد المخطوطات بالكويت- المجلّد 28/ ج 1 ق 3/ 74) ، وأوراق تشتمل على حلّ رموز القصيدة في ذكر مدّة الخلفاء الراشدين فمن بعدهم، وفيه: «محمد بن عبد الله بن علي» وهو خطأ، وفيه «دحيم» بالدال، والعبر 4/ 197، 198، ودول الإسلام 1/ 260، والمعين في طبقات المحدّثين 128 رقم 1415، والإعلام بوفيات الأعلام 183، وسير أعلام النبلاء 17/ 627- 631 رقم 424، وميزان الاعتدال 4/ 305، ومعرفة القراء الكبار 1/ 265، ومعجم شيوخ الذهبي (المخطوط 1/ 80 ب) ، ومشيخة شرف الدين اليونيني بتخريج البعلبكي (مخطوطة الظاهرية) مجموع 73 حديث ج 8/ 42، والبداية والنهاية 12/ 60، 61، والوافي بالوفيات 7/ 173 و 8/ 181، والكشف الحثيث 447 رقم 817، ومرآة الجنان 3/ 60، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 338، 339، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار 2/ 118 و 224 و 3/ 60 و 98- 101، 293، والإصابة 1/ 510، و 2/ 537، ولسان الميزان 2/ 305، و 5/ 9 والنجوم الزاهرة 396 و 5/ 48، وطبقات الحفاظ 428، وطبقات المفسّرين للسيوطي 35، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 203، وشذرات الذهب 3/ 267، وذخائر القصر في تراجم نبلاء العصر لابن طولون (مخطوطة التيمورية) 38 ب، والخطيب البغدادي ليوسف العش 156، 157، وتاريخ الأدب العرب 3/ 231، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 567، وموارد الخطيب البغدادي للدكتور أكرم ضياء العمري 56، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 275- 293 رقم 1539، ومعجم طبقات الحفاظ 163 رقم 967 وفيه «دحيم» بالدال، والفوائد العوالي المؤرّخة للتنوخي (بتحقيقنا) 11- 42 وقد أفردت ترجمته في 32 صفحة لم أسبق إليها، وفيه مصادر أخرى عنه، والفوائد المنتقاة للعلوي (بتحقيقنا) 17، 18 رقم 8، ومعجم المؤلفين 11/ 24.(30/53)
وجعفر السّّراج، والمبارك بن الطيوريّ، وسعد اللَّه بن صاعد الرّحبي، وآخرون.
قال: وُلِدت في سنة ستّ أو سبع وسبعين وثلاثمائة.
قال الخطيب [1] : وكان من أحرص الناس على الحديث وأكثرهم كُتُبًا له، وأحسنهم معرِفةً به. لم يَقدِم علينا أفهم منه لعلم الحديث. وكان دقيق الخطّ، صحيح النقل حدّثني أنّه كان يكتب في الوجهة من ثُمْن الكاغد الخُراسانيّ ثمانين سطْرًا. وكان مع كثرة طلبه ضعيف المذهب فيما يسمعه. ربّما كرّر قراءة الحديث الواحد على شيخه مرَّات. وكان- رحمه اللَّه- يسرد الصَّوم لَا يُفطِر إِلَّا في الْأعياد.
وذكر لي أن عبد الغنيّ كتب عنه أشياء في تصانيفه، وصرّح باسمه في بعضها، وقال في بعضها: حدَّثني الورد بن عليّ [2] .
قال الخطيب [3] : وكان صدوقًا، كتب عنّي وكتبت عنه، ولم يزل في بغداد حتّى توفّي بها في جمادى الْآخرة، وقد نيّف على السِّتين.
وذكره أبو الوليد الباجيّ فقال: الصوريُّ أحفظ من رأيناه [4] وقال: غيث بن عليّ الْأرمنازيّ: رأيت جماعة من أهل العلم يقولون: ما
__________
[1] في تاريخ بغداد 3/ 103.
[2] وقال ابن السمعاني: إنّ أبا بكر الخطيب البغداديّ كان إذا روى عنه قال في بعض الأوقات: «أبو محمد بن أبي الحسن الساحلي» . (الأنساب 8/ 106) .
ويقول خادم العلم «عمر عبد السلام تدمري» محقّق هذا الكتاب: لقد فرّق الأستاذ الفاضل الدكتور أكرم ضياء العمري بين: «ابن أبي الحسن الساحلي» و «محمد بن علي الصوري» فاعتبرهما اثنين. وهما واحد كما أكّد ابن السمعاني. (انظر: كتاب موارد الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 465 و 487 و 519 و 522) .
ومن جهة أخرى فقد ذكره ابن العماد الحنبلي مرّتين في «شذرات الذهب» ، الأولى باسم:
«محمد بْن علي بْن عَبْد اللَّه بْن محمد، أبو عبد الله الصوري» ، والثانية باسم: «أبي عَبْد الله محمد بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن رحيم الساحلي» ، ولا شك في أنه اعتبرهما اثنين، وهما واحد، وذكر ترجمتهما في وفيات سنة 441 هـ. ووضع ترجمة موحّدة بالنّصّ في الموضعين. (شذرات الذهب 3/ 267) .
[3] في تاريخه 3/ 103.
[4] تاريخ بغداد 3/ 103.(30/54)
رأينا أحفظ من الصُّوريّ [1] .
وقال عبد المحسن البغداديّ الشيميّ: ما رأينا مثله، كان كأنّه شُعْلة نارٍ بلسانٍ كالحسام القاطع [2] .
وقال السِّلفيّ: كتب الصُّوريّ «صحيح البُخاريّ» في سبعة أطباقٍ من الورق البغدادي، ولم يكن له سوى عينٍ واحدة.
قال: وذكر أبو الوليد الباجيّ في كتاب «فِرق الفُقهاء» قال: حدَّثني أبو عبد اللَّه محمد بن عليّ الورّاق، وكان ثِقةً متقنًا، أنّه شاهد أبا عبد اللَّه الصُّوريّ، وكان فيِهِ حُسْنُ خُلقٍ ومِزاحٍ وضحِك، لم يكن وراءه إِلَّا الدّين والخير، لكنّه كان شيئًا جُبِل عليه، ولم يكُن في ذلك بالخارق للعادة، ولا الخارج عن السَّمت.
فقرأ يوما جزء على أبي العبّاس الرّازيّ وعنَّ لهُ أمرٌ أضحكهُ، وكان بالحضرة جماعة من أهل بلدنا فأنكروا عليه ضِحكَهُ وقالوا: هذا لَا يصلُح ولا يليق بعلمِك وتقدُّمِك أن تقرأ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنت تضحك. وأكثروا عليه وقالوا:
شيوخ بلدنا لا يرضون هذا.
فقال: ما في بلدكم شيخٌ إِلَّا يجب أن يقعد بين يديّ ويقتدي بي. ودليل ذلك أنّي قد صرتُ معكُم على غير موعد، فانظروا إلى أي حديثٍ شئتم مِنْ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اقرأوا إسناده لَأقرأ متنه، أو اقرأوا متنه حتّى أخبركم بإسناده [3] .
قال الباجيّ: لزمتُ الصوريُّ ثلاثة أعوام، فما رأيتهُ تعرّض لفتوى.
وقال أبو الحسن بن الطُّيوريّ: كتبتُ عن خلْقٍ فما رأيت فيهم أحفظ من الصُّوريّ كان يكتب بفرد عين، وكان متفنّنًا، يعرف من كل علم، وقوله حجّة.
قال: وعنه أخذ الخطيب علم الحديث [4] .
__________
[1] تاريخ بغداد 3/ 103.
[2] تاريخ بغداد 3/ 103.
[3] تذكرة الحفاظ 3/ 1115، 1116، سير أعلام النبلاء 17/ 629.
[4] تاريخ بغداد 3/ 103.(30/55)
قلت: وشعره ممّا رواه عنه الخطيب:
فيَّ جِدٌّ وفيَّ هَزلٌ إذا شئتُ ... وجِدّي أضعاف أضعاف هزلي
عاب قومٌ عليَّ [1] هذا ولجّوا ... في عِتابي وأكثروا فيه عذْلي
قلتُ: مهلًا، لَا تُفرِطوا في ملامي ... واحكموا لي فيكم [2] بغالب فِعْلي
أنا [3] راضٍ بِحُكمُكم إن عدَلتم ... رُبَّ حُكمٍ يمضي على غير عدْلِ [4]
وللصُّوريّ أيضًا:
قُل لمن عاند الحديث وأضَحى ... عائِبًا أهله ومن يدّعيه
أبعلم تقول هذا؟ أبن لي، ... أم بجهلٍ فالجهلُ خُلُقُ السفيه
أيُعابُ الّذين هم حفظوا الدّين ... من التُّرِّهاتِ والتمويه
وإلى قولهم وما قد رَوَوْهُ ... راجِعٌ كلُّ عالمٍ وفقيه [5]
28- مزيد بن محمد السُّلمّي.
الطُّوسيّ الفقيه.
روى عن: زاهر بن أَحْمَد الفقيه.
روى عنه: أبو الحسن عليّ بن محمد الْجُرْجَانيّ.
29- مودود بن مسعود بن محمود بن سُبُكْتِكين [6] .
__________
[1] في تاريخ دمشق: «علمي» .
[2] في تاريخ دمشق: «واحكموا أيّكم» .
[3] في تاريخ دمشق: «إنّي» .
[4] في تاريخ دمشق: «عزل» .
وانظر أبياتا أخرى (38/ 656) .
[5] الفوائد العوالي المؤرّخة 26، 27، المنتظم 8/ 145 (15/ 324) ، سير أعلام النبلاء 17/ 631، البداية والنهاية 12/ 61.
[6] انظر عن (مودود بن مسعود) في:
تاريخ حلب 344، 345، 374، 375، والمنتظم 8/ 148 رقم 207 (15/ 328 رقم 3301) حوادث سنة 442 هـ.، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 188، والكامل في التاريخ 9/ 558، 559، والمختصر في أخبار البشر 2/ 169، 170، ودول الإسلام 1/ 260، والعبر 3/ 198، وسير أعلام النبلاء 17/ 634 رقم 428، وتاريخ ابن الوردي 1/ 531، والبداية والنهاية 12/ 62، ومآثر الإنافة 1/ 349، وشذرات الذهب 3/ 267، وأخبار الدول وآثار الأول (طبعة عالم الكتب) 2/ 427.(30/56)
أبو الفتح.
تُوُفّي بغَزْنَة في رجب عن تسعٍ وعشرين سنة. تملّك غَزَنة عشر سنين.
قال ابن الْأثير [1] : كان قد كاتب أصحاب الْأطراف ودعاهم إلى نُصْرته، وبذل لهم الأموال والْإِمرة على بلاد خُراسان. فأجابوه منهم أبو كاليجار صاحب أصبهان، فإنّه سار بجيوشه في المفازة فهلك كثير من عسكره، ومرض هو ورجع، ومنهم خاقان التُّرْك فإنّهُ أتى ترمذ فنهب وخرّبَ وصادر.
وسار مودود من غَزَنة فاعتراه قُولنج، فرجع وبعث وزيره لَأَخْذ سِجِستان من الغُزّ، فمات مودود، وملّكوا بعده ابنه وخلعوه بعد خمسة أيّام، وملّكوا عم مودود، وهو عبد الرّشيد بن السّلطان محمود ولُقِّب شمس دين اللَّه.
30- الملك العزيز أبو منصور بن جلال الدّولة أبي طاهر بن بويه [2] .
تُوُفّي بظاهر ميّافارِقين، وله شِعرٌ رائق.
ورخّه ابن نظيف، وقد كان قرأ العربيّة مُدّة بواسط على أبي الحسن الحسيني النّحْويّ المُتوفّى سنة ثمانٍ وثلاثين، وكانت مُدّة مملكته سبع سنين.
وهو أوَّل من تلقّب بألقاب ملوك زماننا. وكانت دولته ضعيفة.
__________
[1] في الكامل 9/ 558، 559.
[2] تقدّمت ترجمته برقم (12) .(30/57)
سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة
- حرف الْألف-
31- أَحْمَد بن جعفر بن محمد بن جعفر بن مهران.
أبو بكر الفقيه الْأصبهانيّ الحافظ.
تُوُفّي في شوَّال.
يروي عن: أبي مسلم بن شهدل، وطبقته.
وعنه: الحدّاد.
32- أَحْمَد بن عليّ بن الحسين [1] .
أبو الحسين التُّوزِيّ المُحتسِب البغداديّ.
سمع: عليّ بن لؤلؤ الورّاق، ومحمد بن المظفّر الحافظ، ويوسف القوّاس.
قال الخطيب: [2] كان صدوقا مديما للسّماع معنا. كتبتُ عنه.
ومات في ربيع الْأوّل ولهُ سبعٌ وسبعون سنة.
قلت: روى عنه: جعفر السّّراج.
33- أَحْمَد بن مسرور بن عبد الوهّاب بن مسرور بن أَحْمَد الْأسدّي البلديّ [3]
__________
[1] انظر عن (أحمد بن علي بن الحسين) في:
السابق واللاحق 78، وبغداد 4/ 324 رقم 2133، والعبر 3/ 199، ولسان الميزان 1/ 233.
[2] في تاريخه 4/ 324.
[3] انظر عن (أحمد بن مسرور) في:
معرفة القراء الكبار 1/ 414 رقم 352، وغاية النهاية 1/ 137، 138 رقم 651، ولسان الميزان 1/ 310، وكشف الظنون 1778، ومعجم المؤلفين 2/ 175.(30/58)
ثم البغدادي، أبو نصر الخبّاز المقرئ.
قرأ على: منصور بن محمد القزّاز صاحب بن مجاهد برواية الدُّوريّ.
وعلى: عمر بن إبراهيم الكتّاني صاحب ابن مجاهد، برواية عاصم.
وعلى: المعافى بن زكريّا الجريريّ، وبراوية قُنْبُل.
وقرأ المُعَافى على ابن شَنَبُوذ، وغيره.
وقد قرأ أبو نصر أيضًا على: إبراهيم بن أَحْمَد الطَّبريّ، وعلى عليّ بن محمد العلّاف، وعلى الحماميّ، وأبي الحسن علي بن إسماعيل القطّان المعروف بالخاشع، وغيرهم.
قرأ عليه: الزّاهد أبو منصور محمد بن أَحْمَد الخيّاط، وأبو طاهر بن سَوّار، وأبو البركات عبد الملك بن أَحْمَد.
وقد سمعتُ من طريقه جزء في ترتيب التنزيل.
ومِمّن قرأ عليه أبو نصر: الحسن بن أَحْمَد الشَّهْرُزُوريّ والد أبي الكرم، وعبد السّيّد بن عَتَاب، وعلي بن الفَرَج الدِّينوريّ ابن الحارس، وأحمد بن الحسين القطّان، وغيرهم.
وكان قد سمع ببلده من: المطهّر بن إسماعيل القاضي صاحب أبي يعلى الموصلي. وببغداد من: ابن سمعون، وعيسى بن الوزير، وطائفة.
وصنّف كتاب «المفيد في القراءات السَّبْع» .
روى عنه: أبو منصور الخيّاط، وعبد الملك بن أَحْمَد الشَّهْرزُوريّ، وعلي بن أَحْمَد بن غنجان الشَّهْرُزُوريّ.
قال ابن خَيْرُون: مات سنة اثنتين وأربعين، وخلّط في بعض سماعه.
ومولده سنة إحدى وستّين وثلاثمائة.
34- أَحْمَد بْن محمد بن عَبْد الواحد بْن الحافظ أبي بكر أحمد بن محمد بن عمر المنكدريّ [1] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد المنكدري) في: -(30/59)
التّيميّ، الإمام أبو بكر المرورّوذيّ الفقيه الشافعيّ قدِم بغداد. وتفقّه على: أبي حامد الْإِسْفرائينيّ.
وسمع من: أبي أَحْمَد الفرضيّ، وابن مهديّ.
وبنيسابور: الحاكم، وطائفة.
ولهُ شِعرٌ وفضائل.
حدّث عنه: أبو بكر الخطيب [1] .
ومات رحمه الله بمروالرّوذ، وقد قارب السَّبعين [2] .
- حرف الحاء-
35- الحسين بن الحسين بن يحيى بن زكريّا بن أَحْمَد البلخيّ [3] .
ثم الدّمشقيّ، أبو محمد.
روى عن جدّه يحيى عن ابن أبي ثابت.
روى عنه: عبد العزيز الكتّاني.
36- الحسن بن خلَف بن يعقوب.
أبو القاسم البغداديّ المقرئ، المُلقّب بالحكيم.
سكن مصر، وأدَّبَ صاحب مصر.
وروى عن: ابن ماسي، وعليّ بن محمد بن كيسان، وابن لؤلؤ.
روى عنه: مشرف بن علي، والحبال، وسهل بن بشر الإسفرائيني، وجماعة.
قال الحبال: كان ثقة، لكنّه ابتلي [4] .
__________
[ (-) ] تاريخ بغداد رقم 1428، والمنتخب من السياق 95، 96 رقم 209، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي تاريخ بغداد 3/ 33.
[1] وقال عبد الغافر الفارسيّ: «خرّج له أبو عبد الله الصوري قراءته وقرأ عليه وكتب عليه. بعثه أمير المؤمنين القائم بأمر الله رسولا إلى الخان ببخارا، فدخل نيسابور سنة إحدى وأربعين وأربع مائة وروى الحديث» .
[2] وكانت ولادته سنة 374 هـ.
[3] انظر عن (الحسن بن الحسين) في:
مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 6/ 334 رقم 209، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 174.
[4] في الهامش: ث. يعني ابتلي بالدخول في أمر السلطان.(30/60)
37- الحسن بن عبد الواحد النجيرمي [1] .
ثم المصري.
روى عن: المهندس، وغيره.
38- الحسن بن الشريف المُرْتَضي عليّ الموسويّ الرّافضيّ.
كان يُلقّب بالَأظهر. شيعيّ جلْد، معتزليٌّ لهُ تواليف.
مات كهْلا.
39- الحسن بن محمد بن ناقة [2] .
أبو يَعْلى البغدادي الرّزّاز.
سَمِعَ: أبا بَكْر القَطِيعيّ، وأبا محمد بْن ماسي، وأبا الحسن الجراحيّ.
قال الخطيب [3] : كتبت عنه، وكان يتشيّع. مولده سنة ستّ وخمسين وثلاثمائة وسماعه صحيح.
تُوُفّيّ في ربيع الْآخر.
40- حمد بن عليّ بن محمّد.
أبو القاسم اللّاسلكيّ الرّوُيانيّ [4] العدْل.
من التّجّار المعروفين.
سكن الرّيّ. وسمع من حَمْد بن عبد اللَّه. ومن: عليّ بن محمد القصّار.
ورحل فسمع «السُّنن» بالبصرة من الهاشميّ.
وسمع من أصحاب الْأصمّ بنَيسابور. وأنفق على أهل الحديث أموالًا كثيرة.
__________
[1] النّجيرمي: بفتح النون وكسر الجيم وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الراء وفي آخرها الميم. هذه النسبة إلى نجيرم- ويقال: نجارم- وهي محلّة بالبصرة. (الأنساب 12/ 45) .
[2] انظر عن (الحسن بن محمد بن ناقة) في:
تاريخ بغداد 7/ 426، والمنتظم 8/ 146 رقم 200 (15/ 326 رقم 3294) وفيه «باقة» .
[3] في تاريخه.
[4] الروياني: بضم الراء وسكون الواو وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى رويان وهي بلدة بنواحي طبرستان. (الأنساب 6/ 189) .(30/61)
ثمّ رحل إلى ما وراء النّهر فسمع من منصور الكاغَديّ. وكان البلد محصورًا.
قال: فأخذت الجواز لجماعة معي حتى دخلوا البلد وسمعوا من الكاغدي، يعني بلد سَمرَقْند، فلمّا فتح على تكين سمرقند قصدته وأخذت منه خطًا بأن لَا يؤذي ذلك الشيخ ومن في سكّته، وبذلت على ذلك مالًا.
تُوُفّي حمْد رحمه اللَّه بالريّ. وذكر ترجمته عليّ بن محمد الْجُرْجَانيّ.
- حرف الخاء-
41- الخليل بن هبة اللَّه [1] .
أبو بكر التّميميّ البزّاز، الدّمشقي.
سمع: عبد الوهّاب الكِلابيّ، والحسن بن درسْتُوَيْه.
روى عنه: نجا بن أَحْمَد، وسهل بن بِشر الْإِسفْرائينيّ، وأبو طاهر الحنّائيّ.
قال الكتّاني: كان ثقة.
- حرف الدال-
42- داود بن محمد بن الحسين بن داود.
أبو عليّ الحَسَنيّ العلويّ.
- حرف السين-
43- سعيد بن وهْب.
أبو القاسم الكوفيّ، الدِّهْقان.
ثقة، روى عن: علي بن عبد الرحمن البكائي، وأبي الطّيّب بن النّحّاس.
__________
[1] انظر عن (الخليل بن هبة الله) في:
مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 8/ 87، 88 رقم 56، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 178.(30/62)
44- سَلَمة بن أُميّة بن وديع [1] .
أبو القاسم التُّجَيْبيّ، الْإِمام الأندلُسيّ، نزيل إشبيلية.
رحل وأخذ عن: أبي محمد بن أبي زيد، وأبي الطيب بن غلبون، وابي أحمد السامري، وغيرهم.
وأسرته الروم حال رجوعه، ثم أنقذه الله بعد سنين.
وكان مولده سنة خمس وستين وثلاثمائة. وتوفي في صفر بإشبيلية رحمه الله.
قال ابن خزرج: كان ثقة فاضلا.
- حرف العين-
45- عبد الله بن محمد بن حسين الإصبهاني.
أبو محمد الكتاني.
حدث عن: ابن المقريّ.
مات في ذي الحِجّة.
46- عَبْد الْعَزِيز بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن فادويْه.
أبو القاسم الْأصبهاني التاجر.
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة، وكان مُتَشَدِّدّا على المبتدعة.
روى عن: أبي الشيخ، وجماعة.
وعنه: أَحْمَد بن الحسين بن أبي ذرٍّ الصّالْحانيّ، وغيره.
47- عليّ بن الحسين بن عليّ بن شعبان.
أبو الحسن بن أبي عبد اللَّه الخَوْلانيّ المصريّ.
سمع: محمد بن الحسين الدّقّاق عن محمد بن الربيع الجيزيّ.
روى عنه: محمد بن أَحْمَد الرّازي في مشيخته.
وتوفّي في شوّال.
__________
[1] انظر عن (سلمة بن أمية) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 225 رقم 515.(30/63)
48- عليّ بن عمر بن محمد [1] .
أبو الحسن بن القزوينيّ الحربيّ الزاهد.
سمع: أبا حفْص بن الزيّات، والقاضي أبا الحسن الجراحيّ، وأبا عمر بن حَيَّوَيْهِ، وأبا بكر بن شاذان، وطبقتهم.
قال الخطيب [2] : كتبنا عنه، وكان أحد الزُّهاد المذكورين، ومن عباد اللَّه الصالحين، يُقرئ [3] القُرآن، ويروي الحديث، ولا يخرج من بيته إِلَّا للصلاة رحمةُ [4] اللَّه عليه [5] .
قال: ولِدتُ سنة ستّين وثلاثمائة.
وتُوُفّي في شعبان، وغُلّقت جميع بغداد يوم دفْنهِ. ولم أرَ جمْعًا على جنازة أعظم منه.
قلت: وله مجالس مشهورة يرويها النّجيبُ الحرّانيُّ [6] .
روى عنه: أبو عليّ أَحْمَد بن محمّد البَرَدانيّ، وأبو سعد أَحْمَد بن محمد بن شاكر الطَّرَسُوسيّ شيخ ذاكر بن كامل، وجعفر بن أحمد السّرّاج،
__________
[1] انظر عن (علي بن عمر القزويني) في:
تاريخ بغداد 12/ 43 رقم 6411، والسابق واللاحق 47، والأنساب 451 ب، والمنتظم 8/ 146، 147 رقم 202، (15/ 326، 327 رقم 3296) ، والكامل في التاريخ 9/ 570، واللباب 3/ 35، والتدوين في أخبار قزوين 3/ 387، 388 وفيه: «علي بن عمر بن الحسن» ، وطبقات ابن الصلاح (مخطوط) الورقة 68- 71، والإعلام بوفيات الأعلام 183، وسير أعلام النبلاء 17/ 609- 613 رقم 409، والعبر 3/ 199، 200، ودول الإسلام 1/ 260، والمعين في طبقات المحدّثين 128 رقم 1416، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 299- 303، والبداية والنهاية 12/ 62، ومرآة الجنان 3/ 61، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 235 رقم 191، والنجوم الزاهرة 5/ 49، وشذرات الذهب 3/ 268، 269، وهدية العارفين 1/ 689، ومعجم المؤلفين 7/ 160، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 483، 484 رقم 341.
[2] في تاريخ بغداد 12/ 43.
[3] في تاريخ بغداد: «يقرأ» .
[4] في الأصل: «رحمت» .
[5] زاد في تاريخ بغداد: «وكان وافر العقل، صحيح الرأي» .
[6] وقال ابن الأثير: روى الحديث، والحكايات، والأشعار، وروى عن ابن نباتة شيئا من شعره.
(الكامل في التاريخ 9/ 570) .(30/64)
والحسن بن محمد بن إسحاق الباقَرْحِيّ [1] . وأبو العزّ محمد بن المختار، وهبة اللَّه بن أَحْمَد الرَّحْبيّ، وأبو منصور أَحْمَد بن محمد الصَّيَرَفيّ، وعليّ بن عبد الواحد الدينوري، وآخرون.
قال أبو نصر هبة اللَّه بن عليّ بن المُجلّى: حدّثني أبو بكر محمد بن أَحْمَد بن طلحة بن المنقّي الحربيّ قال: حضَرَت والدي الوفاةُ، فأوصى إلي بما أفعله، وقال: تمضي إلى القزوينيّ وتقول لَهُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ وَقَالَ لي: اقرأ على القزوينيّ مني السلام، وقُل لهُ: العلامة أنّك كنت بالموقف في هذه السنة. فلمّا مات أبي جئت إلى القزويني، فقال لي ابتداءً: مات أبوك؟
قلت: نعم.
فقال: رحمه اللَّه وصدق رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وصدق أبوك. وأقسم عليّ أن لَا أحدّث به في حياته، ففعلت [2] .
أَنَا ابن الخلّال، أَنَا جَعْفَر، أَنَا السّلَفيّ سألته، يعني شجاعًا الذُّهْليّ، عن أبي الحسن القزويني فقال: كان علَم الزُّهاد والصالحين وإمام الْأتقياء الورعين.
له كرامات ظاهرة ومعروفة يتداولها الناس عنه. لم يزل يُقرئ ويُحدّث إلى أن مات [3] .
وقال أبو صالح المؤذّن في «مُعْجَمِهِ» : أبو الحسن بن القزويني الشافعيّ المُشار إليه في زمانه ببغداد في الزُّهد والورع وكثرة القراءة، ومعرفة الفقه والحديث.
قرأ القرآن على أبي حفص الكتّانيّ. وقرأ القراءات. ولم يكن يعطي من يقرأ عليه إسنادًا بها.
وقال هبة اللَّه بن المُجلْي في كتاب «مناقب ابن القزوينيّ» ما معناه: إنّ
__________
[1] الباقر حيّ: بفتح الباء والقاف وسكون الراء وفي آخرها الحاء المهملة. هذه النسبة إلى باقرح وهي قرية من نواحي بغداد. (الأنساب 2/ 48) .
[2] سير أعلام النبلاء 17/ 610.
[3] سير أعلام النبلاء 17/ 610.(30/65)
ابن القزوينيّ كان كلمة إجماعٍ في الخير، وكان ممّن جُمِعت له القلوب فحدّثني أَحْمَد بن محمد الأمين قال: كتبت عنه مجالس أملاها في مسجده، كان أي جزءٍ وقع بيده خرّج به وأملى [1] منه عن شيخٍ واحد جميع المجلس، ويقول: حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُنتقى [2] .
قال: وكان أكثر أُصوله بخطّه.
قال: وسمعت عبد اللَّه بن سبعون القيرواني يقول: أبو الحسن القزوينيّ ثقة ثَبْت، وما رأيت أعقل منه [3] .
وحدّث أبو الحسن البيضاويّ، عن أبيه أبي عبد اللَّه قال: كان أبو الحسن يتفقّه معنا على الدّارِكيّ وهو شابّ، وكان مُلازمًا للصمت قلّ أن يتكلّم.
وقال: قال لنا أبو محمد المالكيّ: خرج في كتب القزوينيّ تعليق بخطّه على أبي القاسم الدّاركيّ، وتعليق في النحو عن ابن جِنّيِّ.
سمعت أبا العبّاس المؤدِّب وغيره يقولان أن أبا الحسن سمع الشاة تذكر اللَّه تعالى [4] .
حدّثني هبة اللَّه بن أَحْمَد الكاتب أنّه زار قبر الشّيخ ابن القزوينيّ، ففتح ختمةً هناك وتفاءل للشيخ، فطلع أول ذلك: وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَمن الْمُقَرَّبِينَ 3: 45 [5] .
وعن أبي الحسن الماوردي القاضي قال: صلَّيتُ خَلْفَ أبي الحسن القزوينيّ، فرأيت عليه قميصًا نقيا مطرّزًا، فقلت في نفسي: أين الطُّرز من الزُّهد؟ فلمّا سلّم قال: سبحان اللَّه الطّرز لا [ينتقض] [6] أحكام الزّهد [7] .
__________
[1] في الأصل: «وأملا» .
[2] في سير أعلام النبلاء 17/ 611 «لا ينفى» ، والمثبت يتفق مع: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 300.
[3] سير أعلام النبلاء 17/ 611.
[4] سير أعلام النبلاء 17/ 611.
[5] سورة آل عمران، الآية 45.
[6] في الأصل، بياض، الإضافة من: سير أعلام النبلاء 17/ 611.
[7] طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 302.(30/66)
حدّثني محمد بن الحسين القزّاز قال: كان ببغداد زاهدٌ خشِن العيْش، وكان يبلغه أنّ ابن القزوينيّ يأكل الطيّب، ويلبس الرّقيق، فقال: سبحان اللَّه رجلٌ مُجمَعٌ على زهده وهذا حاله أشتهي أن أراه.
فجاء إلى الحربية، قال: فرآه، فقال الشّيخ: سبحان اللَّه، رجلٌ يُومأ إليه بالزُّهد يعارض اللَّه في أفعاله، وما هُنا مُحرّمٌ ولا مُنكَر.
فطفق ذلك الرّجل يشهق ويبكي. وذكر الحكاية [1] .
سمعت أبا نَصْر عبد السيّد بن الصبّاغ يقول: حضرت عند القزوينيّ فدخل عليه أبو بكر بن الرّحبيّ فقال: أيّها الشّيح أيُّ شيءٍ أمرتني نفسي أخالفها؟
قال: إن كنت مريدا، فنعم، وإن كنت عارفًا، فلا.
فانصرفت وأنا مُفكّر وكأنني لم أُصوّبُه. فرأيت في النوم ليلتي شيئًا أزعجني، وكأنّ من يقول لي: هذا بسبب ابن القزوينيّ، يعني لمّا أخذت عليه [2] .
وحدّثني أبو القاسم عبد السّميع الهاشميّ عن الزّاهد عبد الصّمد الصّحراويّ قال: كنت أقرأ على القزوينيّ، فجاء رجلٌ مُغطّى الوجه، فوثب الشيخ إليه وصافحه وجلس معه بين يديه ساعة، ثمّ قام وشيّعه. فاشتدّ عجبي وسألت صاحبي: من هذا؟ فقال: أوَمَا تعرِفه؟ هذا أمير المؤمنين القادر باللَّه.
وحدّثنا أَحْمَد بن محمد الْأمين قال: رأيت الملك أبا كالَيْجَار قائمًا يشير إليه أبو الحسن بالجلوس فلا يفعل.
وحدّثني عليّ بن محمد الطرّاح الوكيل قال: رأيت الملك أبا طاهر بن بُوَيْه قائمًا بين يديّ أبي الحسن يومئ إليه ليجلس فيأبَى [3] .
ثم حكى ابن المُجْلي لهُ عدّة كرامات منها شهود عرَفَة وهو ببغداد، ومنها
__________
[1] الخبر بأطول مما هنا في طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 302.
[2] سير أعلام النبلاء 17/ 612.
[3] سير أعلام النبلاء 17/ 612.(30/67)
ذهب إلى مكّة فطاف ورجع من ليلته [1] .
وقد أَنَا ابن الخلّال، أَنَا جَعْفَر، أَنَا السّلَفيّ: سمعت جعفر بن أحمد السرّاج يقول: رأيت علي أبي الحسن القزوينيّ الزاهد ثوبًا رفيعًا ليّنًا، فخطر ببالي كيف مثله في زُهده يلبس مثل هذا؟ فقال لي في الحال بعد أن نظر إليَّ:
قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ من الرِّزْقِ 7: 32 [2] .
وحضرنا عنده يوما في السّماع إلى أن وصلت الشمس إلينا وتأذّينا بحرِّها، فقلت في نفسي: لو تحوّل الشّيخ إلى الظّلّ. فقال لي في الحال: قُلْ نارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا 9: 81 [3] .
49- علي بن محمد بن علي.
أبو الحسن المقرئ الرّازيّ الحافظ الصّالح.
حدّث بدمشق عن: أبي عليّ حمْد بن عبد اللَّه الْأصبهاني الرّازّي، وأبي سعد المالينيّ.
روى عنه: عبد العزيز الكتّانيّ.
50- عمر بن ثابت [4] .
__________
[1] سير أعلام النبلاء 17/ 612.
[2] سورة الأعراف، الآية 32.
[3] سورة التوبة، الآية 81.
وقال القزويني الرافعي: شيخ من الزّهّاد المذكورين وعباد الله الصالحين أصله من قزوين ولا أدري أولد هو بقزوين، ورأت بعضهم صنّف في فضائله كتابا. (التدوين 3/ 387) .
وحدّث محمد بن عامر الوكيل، قال: حدّثني ريحان القادري، قال: كان أمير المؤمنين القادر باللَّه يصلّي الفجر من دارين من أبنية المعتضد وابنه المكتفي، وكانتا خاليتين إذ ذاك من ساكن ليخلو بنفسه في الدعاء وكان فيهما نمل كثير، وكان يحمل كل يوم شيئا من الطعام فتأتي النمل عليه، فلما كان يوم عاشوراء فتت القرن والنمل منبسط كثير، فلم يتناول منه شيئا، فعجب.
قال عيسى: يكون في هذا الطعام شبهة، فنفذ إلى وكيل خزانة البر فذكر أنه من أحل أملاكه وأطيبها، فازداد عجبا، ثم إنه استدعى الشيخ الزاهد القزويني، فلما حضر أعلمه ذلك، فتبسّم، وقال: يا أمير المؤمنين هذا يوم عاشوراء والوحش والطير والذئب صائم كله فتركه ووكّل بالموضع، من شاهد النمل إلى الليل، فلما غربت الشمس خرجت وأتت على جميعه. (التدوين 3/ 288) .
[4] انظر عن (عمر بن ثابت) في:(30/68)
أبو القاسم الثمانينيّ الموْصِليّ النحويّ الضرير.
من كبار أئِمّة العربيّة.
أخذ عن: أبي الفتح بن جنّيّ، وغيره.
وعنه أخذ: أبو المعمّر بن طباطبا العلويّ.
وكان هو وأبو القاسم بن برهَان يقرئان العربيّة بالعراق، فكان الرؤساء يقرءون على ابن برهان، وكان العوامّ يقرءون على الثمانينيّ.
وثمانين بُلَيْدَة كقرية من جزيرة ابن عمر، يُقال أنّها أول قريةٍ بُنيت بعد الطوفان، ونزلها الثمانون أهل السّفينة، فسُميت بهم [1] .
وله من التصانيف كتاب «شرح اللُّمَع» ، وكتاب «المُفيد» في النَّحو، وكتاب «شرح التّصريف الملوكيّ» .
توفّي في هذه السّنة في ذي القعدة.
- حرف القاف-
51- القاسم بن أَحْمَد بن القاسم بن أبان.
حدَّث بأصبهان عن: عليّ بن محمد بن عمر الفقيه الرّازيّ.
روى عنه: أبو علي الحدّاد.
- حرف الميم-
52- محمد بن أحمد بن الحسين [2] .
__________
[ (-) ] المنتظم 8/ 146 رقم 201 (15/ 326 رقم 3295) ، ومعجم الأدباء 16/ 57، ومعجم البلدان 2/ 74، والكامل في التاريخ 9/ 571، ونزهة الألبّاء 423، ووفيات الأعيان 1/ 479، والعبر 3/ 200، ومرآة الجنان 3/ 61، والبداية والنهاية 12/ 62، والوافي بالوفيات 22/ 443، 444 رقم 317، ونكت الهميان 220، والبلغة في أئمّة اللغة 171، وتاريخ الخلفاء 423، وبغية الوعاة، رقم 1830، وشذرات الذهب 3/ 269، وكشف الظنون 1563، وديوان الإسلام 2/ 59 رقم 640، وإيضاح المكنون 2/ 211، وهدية العارفين 1/ 781، والأعلام 5/ 43، ومعجم المؤلفين 7/ 279.
[1] الأنساب 3/ 143.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد المحاملي) في:(30/69)
أبو الحسن بن المَحَاملّي.
تُوُفّي في ربيع الْآخر [1] .
53- محمد بن إسماعيل.
أبو بكر الجوهري.
حدّث بمصر عن: ابن محمِش الزّياديّ، وأبي عمر بن مَهديّ.
روى عنه: الرّازي في مشيخته، وسهل بن بِشر الْإِسفْرائينيّ.
54- محمد بن طلحة بن عليّ بن الصّقر الكتّانّي [2] .
البغداديّ. من أولاد الشيوخ.
روى عن: أبيه، وأبي عمر بن حَيَّوَيْهِ، وأبي القاسم بن حبابة، والمخلّص.
قال الخطيب: كُتب عنه، وكان صدوقًا ديّنًا.
55- محمد بن عبد اللَّه بن فَضلَويَهْ.
أبو منصور الأصبهانيّ الوكيل.
روى عن: عبد الرحمن بن طلحة الطّلْحيّ، شيخ، روى عن: الفضل بن الخصيب، وابن الجارود.
روى عنه: أبو عليّ الحدّاد.
56- محمد بن عبد المؤمن [3] .
أبو إسحاق الإسكافيّ.
__________
[ (-) ] تاريخ بغداد 1/ 291 رقم 147، والمنتظم 8/ 147، 148 رقم 204، (15/ 327، 328 رقم 3298) .
[1] قال الخطيب: كتبت عنه شيئا يسيرا، وكان صدوقا من أهل القرآن، حسن التلاوة، جميل الطريقة.
[2] انظر عن (محمد بن طلحة) في:
تاريخ بغداد 5/ 384 رقم 2910.
[3] انظر عن (محمد بن عبد المؤمن) في:
تاريخ بغداد 2/ 385 رقم 903.(30/70)
ولد سنة ستّين وثلاثمائة ببغداد.
وسمع: أبا عبد اللَّه بن عُبيْد العسكري، ومحمد بن المُظفّر، والَأْبهريّ.
وكان فقيهًا مالكيا ثقةً.
وثّقه الخطيب، وروى عنه.
57- محمد بن عبد الواحد بن زوج الحُرّة محمد البغداديّ [1] .
الَأوسط من الْإِخوة. وهو أبو الحسن أخو أبي عبد اللَّه وأبي يَعْلَى. سمع من أصحاب البَغَوِيّ.
وسمع من: أبي عليّ الفارسيّ النحويّ، وعليّ بن لؤلؤ الورّاق، وابن المظفّر، وهؤلاء.
قال الخطيب [2] : كتبنا عنه، وكان صدوقًا. وُلِد سنة إحدى وسبعين، ومات في جُمادى الْآخرة.
58- محمد بْن عليّ بْن محمد بْن يوسف [3] .
أبو طاهر بن العلّاف البغداديّ الواعظ.
سمع: أَحْمَد بن جعفر القطيعيّ، وأحمد بن جعفر الختّليّ، ومخلد بن جعفر الباقر حيّ، وغيرهم.
قال الخطيب: [4] كتبتُ عنه، وكان صدوقًا ظاهر الوقار، له حلقة في جامع المنصور ومجلس وعظ.
مات في ربيع الآخر.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الواحد) في:
السابق واللاحق 99، وتاريخ بغداد 2/ 361 رقم 870، وتهذيب مستمر الأوهام لابن ماكولا 91 رقم 14، والعبر 3/ 200، وشذرات الذهب 3/ 269.
[2] في تاريخه 2/ 361.
[3] انظر عن (محمد بن علي العلّاف) في:
تاريخ بغداد 3/ 103، 104، والأنساب 9/ 98، والمنتظم 8/ 148 رقم 206 (15/ 328 رقم 3300) ، والعبر 3/ 200، والإعلام بوفيات الأعلام 183، وسير أعلام النبلاء 17/ 608 رقم 407، ومرآة الجنان 3/ 61 وفيه اسمه: «محمود» ، وشذرات الذهب 3/ 269.
[4] في تاريخه 3/ 104.(30/71)
قلت: روى عنه أيضًا: الحسن بن محمد الباقرجيّ، وأبو الحسين المبارك بن الطُّيُوريّ، وجماعة.
59- محمد بن عليّ بن أَحْمَد بن الحسين بن بهرام [1] .
أبو بكر الجوزدانيّ [2] ثم الأصبهانيّ.
وجوزدان مدينة ممّا يلي بلْخ، غير جوزدان التّي منها أبو بكر. والّتي هذا منها قرية على باب أصبهان.
كان مقرئًا مجوّدًا، طيّب الصَّوت، مُحّدثًا صاحب أصول.
قرأ القرآن على: الشّيخ محمد بن أَحْمَد بن عبد الْأعلى الأندلسيّ.
وسمع من: أبي بكر بن المقري.
ورحل إلى بغداد فسمع من: أبي حفص بن شاهين، والمخلّص.
روى عنه: يحيى بن مَنْدَه الحافظ، ويحيى بن حسين الرّازيّ الحافظ، وغيرهما.
وتوفّي في ذي القعدة، وكان إمام الجامع العتيق بأصبهان.
60- محمد بن محمد بن إسماعيل [3] أبو بكر البغداديّ الطاهريّ.
كان من أهل القرآن والعبادة والصّلاح والحجّ.
قال الخطيب: بلغني أنّه حجّ على قدميه أربعين حَجّة، وكان يصحب الفقراء. ثنا عن: أبي حفص بن شاهين، وأبي الحسين بن سمعون. وكان ثقة.
توفّي في شعبان.
__________
[1] انظر عن (محمد بن علي بن أحمد) في:
الأنساب 3/ 363، وغاية النهاية 2/ 198 رقم 3239.
[2] الجوزدانيّ: بضم الجيم وسكون الواو والزاي وبعدها الدال المهملة، وفي آخره النون. هذه النسبة إلى جوزدان، ويقال لها: كوزدان. (الأنساب) .
وقد تحرّفت النسبة في «غاية النهاية» إلى «الجوزواني» .
[3] انظر عن (محمد بن محمد بن إسماعيل) في:
تاريخ بغداد 3/ 235 رقم 1311.(30/72)
61- محمد بن محمد بن أبي عبد الرحمن محمد بن يوسف [1] .
أبو بكر بن أبي نصر الشّحّام النَّيسابوريّ المقرئ الشُّرُوطيّ الزّاهد، الصّالح. والد طاهر، وجدّ زاهر.
روى عن الحافظ أَحْمَد بن محمد الحيريّ، و [فائق الخاصّة، وصحيفة همّام، عن أبي القاسم النضر بن محمد المحميّ، عن أبي بكر القطّان] [2] .
62- محمد بن مَهْرَان بن أَحْمَد بن محمد بن مهران [3] .
أبو عبد الله الخوييّ [4] . يعرف بشيخ الإسلام.
حدّث بدمشق، وحدّث بأصبهان في هذه السنة، وانقطع خبره.
روى عن: المخلّص، ومحمد بن عمر بن زنبور، وأبي الحسن بن الْجُنْديّ.
روى عنه: أبو القاسم بن أبي العلاء المصِّيصِّي، وعبد الرزّاق بن عبد اللَّه المَعَرّيّ، ومشرِّف بن المرجّى، وأبو علي الحسن بن أحمد الحداد، وآخرون.
63- منصور بن محمد بن عبد اللَّه [5] .
أبو الفتح الْأصبهانيّ، ويُعرف بابن المُقدّر.
سكن بغداد، وحدّث بها عن: أبي بكر عبد اللَّه بن محمد القبّاب.
__________
[1] انظر عن (محمد بن محمد الشحام) في:
المنتخب من السياق 46 رقم 76.
[2] في الأصل بياض مقدار سطر، والمثبت بين الحاصرتين عن (المنتخب من السياق) . وفيه:
«فاضل، مشهور، ثقة، من الزّهّاد والعبّاد، كثير القراءة للقرآن، حسن الصلاة، ممّن يتبرّك بدعائه، كان يختم القرآن في ركعة أو ركعتين أيام الجمع ويداوم على ذلك. عزيز الحديث» .
[3] انظر عن (محمد بن مهران) في:
مختصر تاريخ دمشق 23/ 274 رقم 297.
[4] الخويّيّ: بضم الخاء المنقوطة وفتح الواو وتشديد الياء المنقوطة باثنتين من تحتها. هذه النسبة إلى خويّ وهي إحدى بلاد آذربيجان. (الأنساب 5/ 213) ويرد في بعض المصادر: «الخويّيّ» بياءين مشدّدتين الأولى هي التي في المنسوب إليه، وهو كما نصّوا عليه «خويّ» بضم ففتح فتشديد. (الإكمال 2/ 228 بالحاشية) .
[5] انظر عن (منصور بن محمد) في:
تاريخ بغداد 13/ 86 رقم 7070.(30/73)
قال الخطيب: كان داعية إلى الاعتدال يستهزئ بالَآثار. ثنا من لفظه فذكر حديثًا.
64- ماجة بن عليّ بن أَحْمَد بن الحسن بن ماجه القَزْوينيّ.
سمع: عليّ بن أَحْمَد بن صالح، والدّار الدّارقطنيّ، وابن شاهين.
65- مهديّ بن أَحْمَد بن محمد بن شبيب.
الفقيه أبو الوفاء القانتيّ، نزيل أصبهان.
سمع بنيسابور: عبد اللَّه بن يوسف، وأبا عبد الرحمن السُّلَميّ.
وببغداد: هبة اللَّه بن سلامة.
روى عنه: أبو الفتح الحدّاد، وأبو عليّ الحدّاد، وأبو طاهر عبد الواحد الوشيح الذّهبي.
وكان أشعريًّا واعظًا، صنّف تفسيرًا.
وتُوُفّي في ذي الحجّة بأصبهان.
- حرف الياء-
66- يونس بن أَحْمَد بن يونس بن عَيْشُون [1] .
أبو سهل الجذاميّ ابن الحرّاني القُرْطُبيّ اللُّغَويّ.
أخذ عن: عمر بن أبي الحُباب، وابن سيّد.
وكان بصيرًا باللسان، حافظًا للُّغة والعَرُوض، قيّمًا بالَأشعار، مليح الخطّ متقنًا. أقرأ النَّاس مُدّةً. وكان عظيم اللّحية جدًّا.
روى عنه: أبو مروان بن سرّاج، وأبو مروان الطّبنيّ.
توفّي في ذي الحجّة عن تسع وسبعين سنة.
__________
[1] انظر عن (يونس بن أحمد) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 686 رقم 1513.(30/74)
سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة
- حرف الألف-
67- أَحْمَد بن عثمان [1] .
أبو نصْر الجلّاب.
سمع: محمد بن إسماعيل الورّاق، وابن أخي ميمي.
وعنه: الخطيب، وقال: ثقة صالح.
مات في المحرّم، وقد نيَّف على الثمانين.
68- أَحْمَد بن عليّ بن أحمد [2] .
أبو الحسين البغداديّ المؤدّب.
أخو أبي طاهر ابن الأنباري الفارض.
سمع: أبا بكر الورّاق.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقا.
69- أحمد بن عليّ بن محمّد بن سَلَمَة.
أبو العبّاس الفهميّ الأنماطيّ.
تُوُفّي بمصر في شعبان.
سمع قطعةً من «الموطأ» على عتيق بن موسى، عن أبي الرَّقْراق، عن يحيى بن بُكَيْر.
روى عنه: الرّازيّ في مشيخته.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عثمان) في:
تاريخ بغداد 4/ 301 رقم 208.
[2] انظر عن (أحمد بن علي) في:
تاريخ بغداد 4/ 324 رقم 2134.(30/75)
وسمع منه جماعة أجزاء.
70- أَحْمَد بن قاسم بن محمد [1] .
أبو جعفر التُجَيْبيّ الطُّلَيْطليّ. ويُعرف بابن ارفع رأسه.
روى عن: محمد بن إبراهيم الخُشَنيّ، وعبد اللَّه بن دُنيْن.
وكان من كبار الفقهاء، شاعر شُرُوطيّ، وكان بصيرًا بالحديث وعِللِه، له حلقة اشتغال.
تُوُفّي يوم عاشوراء.
قال ابن مظاهر: سمعت النّاس يقولون يوم وفاته: اليوم مات العِلمْ.
71- إسماعيل بن صاعد [2] .
أبو الحسن القاضي.
تُوُفّي بنيسابور في شهر رجب.
ذكره الفارسيّ، فقال: إسماعيل بن صاعد بن محمد بن أحمد قاضي القضاة أبو الحسن ابن عماد الْإِسلام أبي العلاء أكبر أولاد أبيه سنًا وأوسطهم حشمةً وجاهًا.
ولي قضاء الرّيّ، ثم قضاء نَيْسابور ونواحيها، وكان من الرجال الدُّهاة.
ولم يشتهر بشيءٍ من العلوم، إِلَّا أنّه كان دقيق النّظر كيّس الطّبْع، عارفًا برسوم القضاء وتربية الحشمة. كان قصير اليد عن الأموال، نقيّ الجانب.
ولد سنة سبع وسبعين وثلاثمائة وسمّعه أبوه في سنة ثلاثٍ وثمانين، وبعدها.
وحدَّث عن: أبي الحسين الخفّاف، والمخلَّديّ، وظفر بن محمد السيد.
وحجّ سنة اثنتين وأربعمائة فسمع من: أبي أَحْمَد الفَرَضيّ وغيره. وعقد
__________
[1] انظر عن (أحمد بن قاسم) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 53 رقم 111
[2] انظر عن (إسماعيل بن صاعد) في:
المنتخب من السياق 136 رقم 308.(30/76)
للإملاء بعد الثّلاثين وأربعمائة، وبُعِث رسولًا في أيّام طُغْرُلْبَك إلى فارس.
وتُوُفيّ بأيذَج، ونُقِل تابوته إلى نَيْسابور. أنا عنه الوالد، ومسعود بن ناصر، وجماعة.
- حرف الباء-
72- بركة بن مقلّد [1] .
زعيم الدّولة أبو كامل العُقَيْليّ.
كان قد غلب على مملكة الموصل، وغيرها. وقهر أخاه قِرْواشًا. وعاث وأفسد وعسَفَ، وانحدر في هذا العام إلى تكريت ليستولي على العراق أو ينهب البلاد، فانتقض عليه جُرْحُهُ الّذي أصابه من الغُزّ فمات، فاجتمع جيشه العربُ على تأمير علَم الدّين قريش بن بدران بن مقلّد، فعاد إلى الموصل، وبعث إلى عمّه قِرْواش وهو محبوس يُعرّفه بوفاة بركة. ثمّ تقرّر الأمر لقُريش، ودانت له تلك النّاحية، وردّ عمه إلى الحبْس لكونه نازعًا.
- حرف الحاء-
73- الحَسَن بْن عليّ بْن محمد [2] .
أبو عليّ الشاموخيّ المقرئ بالبصرة.
له جُزء معروف.
روى عن: أَحْمَد بن محمد بن العبّاس صاحب أبي خليفة، ونحوه.
روى عنه: محمد بن الحسن بن باكير الفارسيّ.
74- الحسين بن الحسن بن يعقوب بن الحسين بن بيان [3] .
أبو عبد اللَّه الواسطيّ، الدّبّاس المعروف بجريرة [4] .
__________
[1] انظر عن (بركة بن مقلّد) في:
المنتظم 8/ 151 رقم 218 (15/ 332 رقم 3302) .
[2] انظر عن (الحسن بن علي) في:
العبر 3/ 202، وشذرات الذهب 3/ 270، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 484 رقم 342.
[3] تقدّمت ترجمته في وفيات سنة 441 هـ. برقم (9) .
[4] في الترجمة الأولى «جديرة» بالدال المهملة والراء.(30/77)
تُوُفّي في صفر.
- حرف الخاء-
75- خلف [1] .
أبو القاسم البَلَنْسيّ، مولى يوسف بن بُهْلُول.
كان فقيهًا عارفًا بمذهب مالك. له مُختصر في «المُدوَّنة» جمع فيه أقوال أصحاب مالك. وهو كثير الفائدة.
روى عن: أبي بكر عمر بن المكويّ، وابن العطّار.
وأخذ عن: أبي محمد الأصيليّ.
وكان مُقدَّمًا في علم الوثائق، وكان يعرف بالبربليّ [2] . وكان أبو الوليد هشام بن أحمد الفقيه يقول: من أراد أن يكون فقيهًا من ليلته فعليه بكتاب البربليّ [2] .
تُوُفّي في ربيع الآخر.
- حرف العين-
76- عبد اللَّه بن الحسين بن عُبَيْد اللَّه بن أَحْمَد بن عبْدان [3] .
الَأزديّ الدِّمشقيّ الصفّار، المقرئ.
سمع: عبد الوهّاب الكلابيّ، وغيره.
روى عنه: ابن بنته أبو طاهر محمد بن الحسين الحنَّائيّ، وجماعة [4] 77- عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن حسن [5] .
__________
[1] انظر عن (خلف البلنسي) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 169 رقم 383، والديباج المذهب 113، 114، ومعجم المؤلّفين 4/ 104.
[2] في الأصل: «اليربلي» . وفي «الصلة» : «البربل» .
[3] انظر عن (عبد الله بن الحسين) في:
تاريخ مولد العلماء ووفاتهم للكتاني (مخطوطة الظاهرية) ورقة 140، وتاريخ دمشق (تراجم:
عبد الله بن جابر- عبد الله بن زيد) 186، 187 رقم 249.
[4] ولد سنة 362 هـ. وقال الكتّاني: وكان ثقة مأمونا، (تاريخ مولد العلماء) .
[5] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الله) في:(30/78)
أبو القاسم الدّمشقيّ المقرئ الشّافعيّ.
حدّث بمصر عن: عبد الوهّاب الكلابيّ.
روى عنه: عبد المحسن البغداديّ.
وأثنى عليه أبو إسحاق الحبّال.
78- عبد الرحمن بن أبي بكر محمد بن أبي عليّ أَحْمَد بن عبد الرحمن [1] .
أبو القاسم الهمدانيّ الذّكوانيّ الْأصبهانيّ المعدّل.
من بيت حشمة ورواية، وعلم.
وروى عن: أبي الشّيخ بن حيّان، وأبي بكر عبد الله بن محمد القبّاب، وجماعة.
وروى بالإجازة عن أبي القاسم الطَّبرانيّ، وهو آخر من روى فِي الدُّنيا عَنِ الطَّبَرانيّ.
وقد أملى عدّة مجالس. وحدَّث في هذا العام. ولا أعلم متى توفّي.
روى عنه: هادي بن الحسن العَلَويّ، وجعفر بن عبد الواحد بن محمد الثّقفيّ، وإسماعيل بن الفضل السّرّاج، وبُنْدار بن محمد الخلقانيّ، وأبو سعْد المطرّز، وأبو عليّ الحدّاد، وآخرون.
وتوفّي في عَشْر السبعين سنة ثلاث.
قال يحيى بن مَنْدَهْ: تكلّموا فيه، أَلْحَقَ في [بعض] [2] سماعه، وسماعه [كثير] [2] بخطّ أبيه.
وقال يحيى أيضًا: مات في ربيع الآخر.
79- عُبَيْد اللَّه بن أَحْمَد بن عبد الأعلى [3]
__________
[ () ] مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 14/ 276 رقم 195.
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن أبي بكر) في:
الإعلام بوفيات الأعلام 183، وسير أعلام النبلاء 17/ 608، 609 رقم 408.
[2] إضافة من: سير أعلام النبلاء 17/ 609.
[3] انظر عن عبيد الله بن أحمد) في: -(30/79)
أبو القاسم ابن الرَّقّيّ المعروف بابن الحرَّانيّ.
حدّث عن: نصر بن أَحْمَد المُرَجَّى، وأبي نصر الملاحميّ.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وعبد العزيز الكتاني.
ووثقه الخطيب، وقال [1] : مات بالرحبة، وكان قد سكنها. وقد تفقه على أبي حامد الإسفرائيني.
80- عبد الرّزّاق بن القاضي أبي بكر أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد بْن جعفر.
أبو منصور اليرذيّ، ثمّ الأصبهانيّ الخطيب.
روى عن: أبي الشّيخ، وجماعة.
وعنه: أبو سعد المطرز.
قال أبو موسى المديني: توفي في سنة ثلاث وأربعين.
81- عبيد الله بن محمد بن قزعة النجار [2] .
أبو القاسم بن الدلو.
سمع: أبا عبد الله بن عبيد الدّقّاق العسكريّ.
وحدّث وتوفّي في رمضان.
قال الخطيب: صدوق.
82- عبيد الله بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ [3] .
أبو القاسم أمين القضاة.
__________
[ (-) ] تاريخ بغداد 10/ 387 رقم 5564، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 15/ 301 رقم 300.
وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 286.
[1] في تاريخه، وقال: كتبت عنه ببغداد في سنة ست وعشرين وأربعمائة ... وكان دخولي بغداد في سنة ست وثمانين.
[2] انظر عن (عبيد الله بن محمد النجار) في:
تاريخ بغداد 10/ 386 رقم 5562، وفيه «قرعة» بالراء المهملة، والمنتظم 8/ 152 رقم 210، (15/ 332 رقم 3304) .
[3] انظر عن (عبيد الله بن محمد بن لؤلؤ) في:
تاريخ بغداد 10/ 386 رقم 5563، والمنتظم 8/ 151 رقم 209، (15/ 332 رقم 3303) ،(30/80)
ولد سنة ستّ وخمسين وثلاثمائة.
وروى عن: القطيعي وأبي محمد بن ماسي [1] .
83- عليّ بن شجاع [2] .
أبو الحسن المصقلي الْأصبهاني، الصُّوفيّ.
رحل إلى العراق، وإلى فارس وخُراسان. وسمع، ثمّ سمّع ولديه من الحافظ ابن مَنْدَهْ.
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
وكان من أفاضل أهل أصبهان [3] .
حدّث عن: الدّار الدَّارقُطْنيّ، وابن شاهين، وأبي بكر بن جِشْنِش.
وهو شيبانيّ صريح النّسَب. سمع أبو طاهر السِّلفيّ من جماعةٍ من أصحابه.
84- عليّ بن محمد بن إبراهيم.
أبو القاسم الْأصبهانيّ القطّان الدّلّال.
سمع: عبد الرحمن بن طلحة الطلحيّ بعد الثّمانين وثلاثمائة.
روى عنه: أبو علي الحدّاد.
85- عليّ بن محمد بن زيدان.
كان فاضلًا صالحًا ورعًا.
روى عن: قاضي الكوفة أبي القاسم بن أبي عابد.
روى عنه: أُبيّ النَّرْسِيّ.
86- عليّ بن محمد بن عليّ بن أَحْمَد بن عيسى [4] .
__________
[1] قال الخطيب: كتبت عنه وكان ثقة.
[2] انظر عن (علي بن شجاع) في:
المنتخب من السياق 380 قم 1273، والعبر 3/ 202.
[3] المنتخب من السياق 380.
[4] انظر عن (علي بن محمد الفارسيّ) في:
المعين في طبقات المحدّثين 128 رقم 1417، والإعلام بوفيات الأعلام 183، 184، وسير-(30/81)
أبو القاسم الفارسيّ، ثمّ المصري. مُسنَد وقته بمصر.
سمع الكثير من: أبي أَحْمَد بن النّاصح، والقاضي الذُّهليّ، وابن حَيَّوَيْهِ النَّيْسَابوريّ، والحسن بن رشيق، وعليّ بن عبد اللَّه بن العبّاس البغداديّ، وغيرهم.
روى عنه: سهل بن بشر الإسفرائيني، وأبو صادق مرشد بن يحيى المدينيّ، وأبو عبد اللَّه الرّازيّ وقال: سمعتُ عليه ستّين جُزءًا أو أزيد.
تُوُفّي في شوّال.
- حرف الميم-
87- محمد بن إسماعيل بن الحسن بن جعفر.
القاضي أبو جعفر العَلَويّ الحُسينيّ النّقيب بواسط.
تُوُفّي في شوَّال.
حدّث عن الحافظ أبي محمد بن السّقّاء.
88- محمد بن عبد السلام بن عبد الرحمن بن عُبَيْد بن سعدان [1] .
أبو عبد اللَّه الْجُذَاميّ الزِّنْبَاعيّ، مولاهم الدّمشقيّ.
كان أسنَد من بقي بدمشق.
سمع: جمح بن القاسم، والحسن بن منير، وأبا عمر بن فَضَالة، ومحمد بن سليمان الرَّبَعيّ، ومحمد بن عبد اللَّه بن زَبْر، ويوسف بن القاسم المَيَانِجِيّ، وغيرهم.
روى عنه: الكتّانيّ، وأبو القاسم المصِّيصيّ، والفقيه نصر المقدسيّ، وسهل الْإِسْفَرائينيّ، ونجا العطّار، وأبو طاهر محمد بن الحسين الحنّائيّ،
__________
[ (-) ] أعلام النبلاء 17/ 613، 614 رقم 410، ومرآة الجنان 3/ 61 وفيه «علي بن أحمد» ، وحسن المحاضرة 1/ 374.
[1] انظر عن (محمد بن عبد السلام) في:
مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 23/ 19 رقم 29، والمعين في طبقات المحدّثين 128 رقم 1418، والإعلام بوفيات الأعلام 184، وسير أعلام النبلاء 17/ 635، 636 رقم 429، والعبر 3/ 202، 203، وشذرات الذهب 3/ 270.(30/82)
وعليّ بن الموازينيّ وهو آخر من حدّث عنه.
قال الكتّانيّ: توفّي يوم عرفة، وعنده ستّة أجزاء أو نحوها [1] .
قلت: وأخطأ من قال إن عبد الكريم بن حمزة سمع منه.
89- محمد بن عليّ بن عَمْرَوُيَهْ [2] .
أبو سعد الوكيل النَّيْسَابُوريّ.
سمع: أبا محمد المخلدي، وأبا الحسين الخفاف، وغيرهما.
وحدث.
90- محمد بن علي بن محمد بن صخر [3] .
أبو الحسن القاضي الأزدي البصري الضرير.
كان كبير القدر، عالي الْإِسناد. حدّث بمصر والحجاز، وانتقى عليه الحافظ أبو نصر السِّجْزي. وأملى [4] عدّة مجالس وقع لنا منها خمسة.
روى عن: أبي بكر أَحْمَد بن جعفر السَّقْطي، وفهد بن إبراهيم بن فهد السَّاجيّ، ويوسف بن يعقوب النَّجِيرميّ، وأبي العبّاس أَحْمَد بن عبد الرحمن الخاركيّ، وأبي محمد الْحَسَن بْن عليّ بْن الْحَسَن بْن عمرو الحافظ ابن غلام الزُّهريّ، وأبي أَحْمَد محمد بن محمد بن مكِّي الْجُرْجانيّ، وعمر بن محمد بن سيف، وأحمد بن محمد بن أبي غسَّان الدَّقيقيّ، وطائفة سواهم.
روى عنه: جعفر بن يحيى الحكّاك، وأبو القاسم عبد العزيز بن عبد الوهّاب القَرَويّ، وأبو خَلَف عبد الرّحيم بن محمد الآمليّ الصّوفيّ، والمطهّر بن
__________
[1] مختصر تاريخ دمشق 23/ 19.
[2] انظر عن (محمد بن علي بن عمرويه) في:
المنتخب من السياق 48 رقم 82.
[3] انظر عن (محمد بن علي بن محمد) في:
العبر 3/ 203، والمعين في طبقات المحدّثين 128 رقم 1419، والإعلام بوفيات الأعلام 184، وسير أعلام النبلاء 17/ 638، 639 رقم 432، والوافي بالوفيات 4/ 129، 130، وشذرات الذهب 3/ 271.
[4] في الأصل: «وأملا» .(30/83)
علي المَيْبُذيّ [1] ، والقاضي أبو زيد عبد الرحمن بن عيسى القُرْطُبيّ جدّ الطَّرْطُوشيِّ لَأُّمِهِ، وإسماعيل بن الحسن العلوي، وأبو الوليد سليمان بن خلَفَ الباجيّ، وغيرهم.
قال أبو إسحاق الحبّال: تُوُفّي بزَبِيد في جُمادى الآخرة رحمه اللَّه.
قلتُ: وقد روى البيهقيّ في «الطّلاق» عن الحسن بن أَحْمَد السَّمَرْقَنْديّ قال: كتب إلينا ابن صخر من مكّة. فذكر حديثًا.
91- محمد بن محمد بن خلف [2] .
أبو الحسن البصرويّ الشّاعر.
مدج الأكابر. وبُصرى الّذي هو منها قرية دون عُكْبرا [3] .
92- مُسافر بن الطَّيِّب بن عبَّاد [4] .
الزاهد المقرئ أبو القاسم، صاحب قراءة يعقوب.
__________
[1] الميبذيّ: بفتح الميم، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وضم الباء المنقوطة بواحدة، وفي آخرها الذال المعجمة. هذه النسبة إلى ميبذ وهي بلدة بنواحي أصبهان من كور إصطخر فارس قريبة من يزد. (الأنساب 11/ 557) .
[2] انظر عن (محمد بن محمد بن خلف في:
تاريخ بغداد 3/ 231، والمنتظم 8/ 152 رقم 211، (15/ 332، 333 رقم 3305) ، وفيه:
«محمد بن محمد بن أحمد» ، والكامل في التاريخ 9/ 580، 581، والبداية والنهاية 12/ 63.
[3] قال ابن الأثير: «وكان صاحب نادرة، قال له رجل: شربت البارحة ماء كثيرا، فاحتجت إلى القيام كل ساعة كأنّي جدي، فقال له: لم تصغّر نفسك؟» .
ومن شعره:
ترى الدنيا وزينتها، فتصبو ... وما يخلو من الشهوات قلب
فضول العيش أكثرها هموم ... وأكثر ما يضرّك ما تحبّ
فلا يغررك زخرف ما تراه، ... وعيش ليّن الأعطاف رطب
إذا ما بلغة جاءتك عفوا، ... فخذها، فالغنى مرعى وشرب
إذا اتّفق القليل وفيه سلم، ... فلا ترد الكثير وفيه حرب
الأبيات في: تاريخ بغداد 3/ 231، والمنتظم 8/ 152 (15/ 333) ، والكامل في التاريخ 9/ 580، 581.
[4] انظر عن (مسافر بن الطيب) في:
تاريخ بغداد 13/ 231 رقم 7201، ومعرفة القراء الكبار 1/ 401 رقم 341، وغاية النهاية 2/ 293، 294 رقم 3589.(30/84)
شيخٌ مُعَمِّر، عارف بقراءة يعقوب الحَضْرميّ.
قرأ بها على الْإِمام أَبِي الحسن عليَّ بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بن خُشنام المالكيّ بالبصرة.
وسمع الحديث من أبي إسحاق الهُجَيْميّ، لكنْ ضاع سماعه.
قال الخطيب: [1] كان شيخًا صالحًا. تُوُفّي في شوَّال. وقال لي أَحْمَد بن خيرون: سمعته يقول: وُلِدتُ سنة أربعٍ وأربعين وثلاثمائة.
قلت: قرأ عليه أبو الفضل أَحْمَد بن خيْرون، وعَبْدُ السّيّد بن عتّاب، وعليّ بن الجرّاح، وثابت بن بُنْدار، وأحمد بن عبد القادر يوسف.
93- مَسْعَدَة بن إِسْمَاعِيل بْن أَبِي بَكْر أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الْإِسماعيليّ [2] .
أبو الفضل الْجُرْجَانيّ.
سمع: أباه، وعمّه أبا نصر، وأحمد بن موسى الباغشيّ [3] ، ويوسف بن إبراهيم السَّهْميّ [4] ، وأبا بكر الآبَنْدُونيّ [5] .
وأملى الكثير.
تُوُفيّ في شوّال [6] .
وهو والد الشّيخ أبي القاسم إسماعيل بن مسعدة.
__________
[1] في تاريخ بغداد 13/ 231.
[2] انظر عن (مسعدة بن إسماعيل) في:
تاريخ جرجان للسهمي 465 رقم 928 (وانظر صفحات: 148 و 452 و 465 و 506) .
[3] الباغشي: بفتح الباء الموحّدة والغين المعجمة المفتوحة بينهما الألف وفي آخرها الشين المعجمة هذه النسبة إلى باغش، وهي قرية من قرى جرجان. منها أحمد بن موسى المذكور. (الأنساب 2/ 44) .
[4] كان سماعه منه في سنة 384 هـ.
[5] الابندوني: بفتح الألف الممدودة والباء الموحّدة وسكون النون وضم الدال المهملة وفي آخرها النون- هذه النسبة إلى آبندون وهي قرية من قرى جرجان. (الأنساب 1/ 91) .
[6] جاء في حاشية (تاريخ جرجان) ص 465: «في هامش الأصل ما لفظه: حاشية ليست من الأصل: قال المؤتمن قال شيخنا يعني ابن مسعدة (راوي هذا الكتاب عن مؤلّفه وابن صاحب الترجمة) كان (أبي) يقول عند الاحتضار: آمنت باللَّه وملائكته وكتبه ورسله والقدر خيره وشرّه، رافعا بها صوته، ثم قضى رحمه الله في شهر رمضان ليلة القدر سنة أربع وأربعين وأربعمائة» .(30/85)
- حرف الهاء-
94- هبة اللَّه بن الحسين بن عليّ.
كمال الملك أبو المعالي، أخو الوزير عميد المُلْك محمد.
وَزَر لجلال الدّولة أبي طاهر بن أبي نصر بن بُوَيْه مرَّتين الأخيرة سبع سنين.
ووزر لَأبي كالَيْجار ولولده. وفتح له ممالك وظلم وسفك وعسف وصَادَرَ.
هلك في المصاف بين أبي نصر، وأخيه أبي منصور.
وقد مدحه الشَّريف المُرتضى، فسُرَّ بذلك.
هلك في ربيع الآخر كهلًا.(30/86)
سنة أربع وأربعين وأربعمائة
- حرف الألف-
95- أَحْمَد بن عليّ بن الحسين [1] .
أبو غانم المَرْوَزِيّ الكُرَاعيّ [2] ، نسبة إلى بيع الأكارع.
كان مُسْنِد مَرْو في زمانه.
روى عن: أبي العبّاس عبد اللَّه بن الحسين النَضْريّ صاحب الحارث بن أبي أُسامة، وأبي الفضل محمد بن الحسين الحدّادي، وغيرهما.
روى عنه: أبو الفضل محمد بن أَحْمَد الطَّبَسيّ، وأبو المُظَفَّر منصور بن السَّمْعانيّ، وطائفة آخرهم حفيده أبو منصور محمد بن عليّ الكُراعيّ.
وروى عنه أيضًا أبو المحاسن الرُّويَانيّ.
وحديثه في بلد الرّيّ من أربعي البلدان.
96- أَحْمَد بن محمد بن حُمَيْد بن الأشعث [3] .
أبو نصر الكشّاني [4] السّمرقنديّ القاضي.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن علي بن الحسين) في:
الأنساب 10/ 374، والعبر 3/ 250، وسير أعلام النبلاء 17/ 607 رقم 406، والإعلام بوفيات الأعلام 184، والمعين في طبقات المحدّثين 128 رقم 1420، ومرآة الحنان 3/ 62، وشذرات الذهب 3/ 271.
[2] الكراعي: بضم الكاف وفتح الراء وفي آخرها العين المهملة. هذه النسبة إلى بيع الأكارع والرءوس، (الأنساب 10/ 373، 374) .
[3] انظر عن (أحمد بن محمد) في:
الأنساب 10/ 432.
[4] الكشّاني: بضم الكاف، والشين المعجمة، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى الكشانيّة، وهي بلدة من بلاد السّغد، بنواحي سمرقند، على اثني عشر فرسخا منها. (الأنساب 10/ 431) .(30/87)
توفي في هذه السنة، أو بعدها بقليل.
وكان مُعمّرًا طاعنًا في السِّن، عاش مائة وعشرين سنة فيما بَلَغَنا.
روى عن: أَحْمَد بن محمد بن إسماعيل البخاريّ.
- حرف الحاء-
97- الْحَسَن بْن عليّ بْن محمد بْن عَلِيّ بن أَحْمَد بن وهب [1] .
التميميّ الواعظ أبو عليّ بن المُذْهِب [2] البغداديّ.
راوي المُسْنَد.
سَمِعَ: أبا بَكْر القَطِيعيّ، وأبا محمد بْن ماسي، وأبا سعيد الحُرْفيّ، وأبا الحسن بن لُؤلُؤ، وأبا بكر الورّاق، وأبا بكر بن شاذان، وجماعة كثيرة.
قال الخطيب [3] : كتبنا عنه، وكان يروي عن القطيعيّ «مُسْنَد أَحْمَد» بأسره. وكان سماعه صحيحًا إِلَّا في أجزاءٍ منه فإنه أُلحِق اسمَه فيها. وكان يروي كتاب «الزَّهْد» لَأحمد ولم يكن له به أصل، وإنّما كانت النُّسخة بخطِّه.
وليس بمحلٍّ للحجّة.
حدَّث عن أبي سعيد الحُرْفيّ، وابن مالك، عن أبي شُعَيْب، ثنا البابْلُتّي [4] ، ثنا الأوزاعيّ، ثنا هارون بن رياب قال: «من تبرّأ من نسبٍ لدقّته أو ادّعاه فهو كفر» [5] .
__________
[1] انظر عن (الحسن بن علي المذهب) في:
تاريخ بغداد 7/ 390- 392 رقم 3927، والمنتظم 8/ 155، 156 رقم 212، (15/ 336، 337 رقم 3306) ، والأنساب 11/ 217، والكامل في التاريخ 9/ 592، واللباب 3/ 187، والعبر 3/ 205، ودول الإسلام 1/ 261، 262، والمعين في طبقات المحدّثين 128 رقم 1421، والإعلام بوفيات الأعلام 184، وسير أعلام النبلاء 17/ 640- 643 رقم 434، وميزان الاعتدال 1/ 510- 512، والوافي بالوفيات 12/ 121، 122، والبداية والنهاية 12/ 63، 64، ولسان الميزان 2/ 236، والنجوم الزاهرة 5/ 53، وشذرات الذهب 3/ 271، وديوان الإسلام 4/ 266، 267 رقم 2023، والأعلام 2/ 201.
[2] المذهب: بضم الميم (وقد وقع في المطبوع من «الأنساب 11/ 217» : «بفتح الميم» وهو غلط) ، وسكون الذال المعجمة، وكسر الهاء، وفي آخرها الباء الموحّدة.
[3] في تاريخه 7/ 390، 391.
[4] البابلتّيّ: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الباء الثانية وضم اللام وكسر التاء المنقوطة بنقطتين من فوقها في الآخر مع التشديد. نسبة إلى بابلت، موضع بالجزيرة. (الأنساب 2/ 14) .
[5] تاريخ بغداد 7/ 391.(30/88)
قال الخطيب [1] : وجميع ما كان عنده عن ابن مالك جزء وليس هذا فيه.
وكان كثيرًا يعرض عليّ أحاديث في أسانيدها أسماء قوم غير منسوبين ويسألني عنهم فأنسبهم له. فيلحق ذلك في تلك الأحاديث موصولة بالَأسماء، فأنهاه فلا ينتهي.
وسألته عن مولده فقال: سنة خمس وخمسين وثلاثمائة.
قلت: روى عنه: أبو الحسين المبارك بن الطُّيوري، وأبو طالب عبد القادر بن محمد اليوسفيّ. وابن عمه أبو طاهر عبد الرحمن بن أَحْمَد اليوسفيّ، وأبو غالب عُبَيْد اللَّه بن عبد الملك الشَّهْرُزُوريّ، وأبو المعالي أَحْمَد بن محمد بن عليّ ابن البُخاريّ الذي كان يُبَخِّر في الْجُمَع، وأبو القاسم هبة اللَّه بن الحُصَيْن وهو آخر من حدَّث في الدُّنيا عن ابن المُّذهِب.
وقال أبو بكر بن نقطة: [2] قال الخطيب: كان سماعه صحيحًا إِلَّا في أجزاء. ولم يُنبّه الخطيب في أيّ مُسْندٍ هي، ولو فعل لَأتى بالفائدة. وقد ذكرنا أنّ مُسْنَدَيْ فَضَالة بن عبيد وعوف بن مالك لم يكونا في كتاب ابن المُذَهِب، وكذلك أحاديث من «مُسْنَد جابر» لم توجد في نسخته، رواها الحرَّانيّ عن القطيعيَّ، ولو كان يُلْحِق اسمه كما زعم لَألحق ما ذكرناه أيضًا. والعجب من الخطيب يُردّ قوله بِفِعْلِهِ، وهو أنّه قال: روي «الزُّهْد» من غير أصل، وليس بمحلّ للحجّة، ثمّ روى عنه من «الزُّهد» في مصنفاته [3] .
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الْخَلّالِ، أَنَا جَعْفَرٌ، أَنَا السِّلفيّ: سألتُ شجاعًا الذُّهَليّ، عن ابن المُّذْهِب فقال: كان شيخًا عسرًا في الرّواية، وسمع حديثًا كثيرًا، ولم يكُن ممّن يُعتمد عليه في الرّواية، كأنّه خلط شيئًا من سماعه [4] .
قال لنا السِّلَفيّ: كان مع عُسْره متكلِّمًا فيه، لَأنَّهُ حدَّث بكتاب «الزّهد» لأحمد بعد ما عُدِمَ أصله، من غير أصل، فتُكُلِّم فيه لذلك.
__________
[1] في تاريخه.
[2] في «الاستدارك» ،
[3] ميزان الاعتدال 1/ 511، سير أعلام النبلاء 17/ 642، لسان الميزان 2/ 236، 237.
[4] ميزان الاعتدال 1/ 511، سير أعلام النبلاء 17/ 642، 643.(30/89)
وقال الحافظ أبو الفضل بن خيرون: تُوُفّي ابن المذهب ليلة الجمعة، ودفن يوم الْجُمعة تاسع عشر شهر ربيع الآخر. حدَّث عن ابن مالك «بمسند أَحْمَد» ، وعن ابن ماسي، وعن جماعة.
وحدّث أيضًا بزُهْد أَحْمَد.
سمعت منه الجميع، وسمع ابن أخي منه «زُهْد أَحْمَد» [1] .
98- الحسن بن عليِّ بن زيد بن الهَيْثَم.
أبو عليِّ الدِّهقان الصوفيّ.
تُوُفّي بالكوفة.
روى عن: أبي الطَّيّب بن النّحّاس.
روى عنه: أبو الغنائم النَّرسيّ.
99- الحسن بن عليِّ بن عَمْرو [2] أبو محمد المصحِّحِّ التّميميّ الدِّمشقيّ النُّحْويّ.
سمع: عبد اللَّه بن محمد الحِنّائي، وابن أبي الحديد.
روى عنه: أبو القاسم النّسيب ووثَّقه، وأبو سعد السَّمّان [3] .
100- الحسين بن عليّ بن الدبَّاغ.
__________
[1] سير أعلام النبلاء 17/ 643 وفيه زاد المؤلّف الذهبي- رحمه الله-: «وقد مرّ في ترجمة ابن غيلان أنّ الرشيديّ استجاز أبا علي مسند الإمام أحمد، فأبى أن يكتب له الإجازة إلّا بعشرين دينارا- سامحه الله-. وأما قول ابن نقطة: ولو كان ممن يلحق اسمه: لا شيء، فإنّ إلحاق اسمه من باب نقل ما في بيته إلى النسخة، لا من قبيل الكذب في ادّعاء السماع، وفي ذلك نزاع، وما الرجل بمتّهم» .
وقال في «ميزان الاعتدال» 1/ 512: «الظاهر من ابن المذهب أنه شيخ ليس بالمتقن، وكذلك شيخه ابن مالك، ومن ثم وقع في «المسند» أشياء غير محكمة المتن ولا الإسناد، والله أعلم» .
[2] انظر عن (الحسن بن علي بن عمرو) في:
مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 7/ 50 رقم 8 وفيه: «الحسن بن علي بن عمر» ، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 232، 233 وفيه: «الحسن بن عمر ويقال: ابن علي بن عمّار» .
[3] وقال ابن عساكر: «كانت له عناية بالحديث: وسئل عنه علي بن إبراهيم فقال: ما علمت إلّا خيرا ما علمت إلّا أنه ثقة» . توفي المترجم سنة أربع وأربعين وأربعمائة، وقيل سنة ثلاث وأربعين» .(30/90)
أبو عبد اللَّه الطائيِّ الكوفيّ الخزّاز.
روى عن: أبي هشام التيْمُليّ.
روى عنه: النَّرسيّ.
101- حمزة بن عليّ الزُّبَيْرِيّ المصريّ.
تُوُفّي في رمضان. قاله الحبّال.
- حرف الرَّاء-
102- رشأ بن نظيف بن ما شاء اللَّه [1] .
أبو الحسن الدِّمشقيِّ المقرئ.
قرأ بحرف ابن عامر على أبي الحسن بن داود الدَّارانيّ.
وقرأ بمصر والعراق بالرِّوايات.
قرأ عليه جماعة آخرهم موتًا أبو الوحش.
وسمع الحديث من عبد الوهّاب الكِلابيّ، وأحمد بن محمد بن سرام، وأبي مسلم محمد بن أَحْمَد الكاتب، وأبي الفتح بن سيخت، والحسن بن إسماعيل الضّرّاب، وطلحة بن أُسد، وأبي عمر بن مهديّ، وجماعة كثيرة.
روى عنه: رفيقه أبو عليّ الأهوازيّ، وعبد العزيز الكتّانيّ، وعليّ بن الحسين بن صصرى، وسهل بن بِشر، وأحمد بن عبد الملك المؤذِّن، وأبو القاسم عليِّ بْن إِبْرَاهِيم النسيّب، وأبو الوحش سبيع.
ووُلِد في حدود سنة سبعين وثلاثمائة.
وله دارٌ موقوفة على القُرَّاء بباب النّاطفانّيين [2] .
__________
[1] انظر عن (رشأ بن نظيف) في:
تبيين كذب المفتري 260، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 8/ 324 رقم 170، والإعلام بوفيات الأعلام 184، والعبر 3/ 206، ومعرفة القراء الكبار 1/ 401، 402 رقم 342، وغاية النهاية 1/ 284 رقم 1271، وشذرات الذهب 3/ 271، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 324، 325.
[2] قال الشيخ عبد القادر بدران في تهذيبه لتاريخ دمشق 5/ 325: «هو صاحب دار القرآن الرشائية التي كانت بدمشق شمالي الخانقاه السميساطية بباب الناظفيين، وهو باب الجامع الأموي الشمالي أنشأها في حدود الأربعمائة، وكانت وفاته سنة أربعمائة وأربع وأربعين. قال الشيخ عبد الباسط-(30/91)
قال الكتّانيّ: تُوُفّي في المحرّم، وكان ثقةً مأمونًا، انتهت إليه الرِّئاسة في قراءة ابن عامر [1] .
- حرف الزَّاي-
103- زيد بن أَحْمَد بن الصَّيْقَل النَّسّاج.
سمع: أبا خازم الوشَّاء، وأبا طالب بن الصبَّاغ.
وعنه: أبي النُّرْسِيّ.
- حرف السين-
104- سعيد بن محمد بن البغونش الطّليطليّ.
الطّبيب.
أخذ الطّبّ عن: سليمان بن جُلْجُل، ومحمد بن عَبْدُون.
وأخذ الهندسة والعدد عن: مسلمه بن أَحْمَد بقُرْطُبَة.
واتّصل بأمير طُلَيِطُلَة الظافر إسماعيل بن عبد الرَّحمن بن ذي النَّون وحظي عنده، ثم لزِم بيته وأقبل على تلاوة القرآن.
وله تصانيف.
تُوُفّي في رجب، وله خمسٌ وسبعون سنة.
105- سوار بن محمد بن عبد اللَّه بن مطرِّف بن سوار بن دحون.
أبو القاسم القُرْطُبيّ.
كان من أهل العِلم والذَّكاء، حافظًا للمسائل، عارفًا بعقد الشّروط، حافظا لأخبار قرطبة وسير ملوكها.
__________
[ (-) ] العلموي في «مختصر الدارس» : والظاهر أنها الأخنائية التي عمّرها تاج الدين الأخنائي الشافعيّ، ودفن بها سنة اثنتي عشرة وثمانمائة. قلت: الظاهر أن باب السلسلة المعروف بالناظفيين منسوب إلى نظيف المذكور، والظاهر أن ما شاء الله هو الفلكي صاحب الأحكام» .
وانظر: منادمة الأطلال ومسامرة الخيال للشيخ بدران- ص 16، 17، والدارس في تاريخ المدارس للنعيمي 2/ 9، 10 رقم 4.
[1] مختصر تاريخ دمشق 8/ 324.(30/92)
وكان حليمًا وقورًا فصيحًا بليغًا متودّدًا.
عاش خمسًا وسبعين سنة، وتوفّي في جُمَادى الآخرة.
106- سيف بن محمد العلويّ.
أبو القاسم.
قال أبو الغنائم النرسي: ثنا عن علي بن عبد اللَّه العُطّارَديّ النجَّار، وكان صحيح السَّمَاع.
- حرف العين-
107- عبد الله بن محمد بن مكِّيّ [1] .
أبو محمد بن ماردة المقرئ السوّاق.
قرأ برواية أبي عمرو عليّ بن الفرج الشّنُبوذي.
وسمع من: ابن عُبَيْد العسكريّ، وعليّ بن كَيْسان.
قال الخطيب [2] : كتبنا عنه، وكان صدوقًا، ديِّنًا.
مات في ذي القعدة.
قلت: روى عنه أبو منصور بْن أَحْمَد بْن ... [3] .
108- عَبْد اللَّه بْن محمد الْجَدَليّ [4] .
أبو محمد بن الزَّفت الأندلسيِّ، خطيب المَرِيّة.
رحل وسمع من: أبي الحسن القابِسي، وأحمد بن فراس المكِّيّ.
توفّي في جمادى الأولى.
109- عبد الرَّشيد بن الملك محمود بن سبكتكين [5] .
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن محمد بن مكي) في:
تاريخ بغداد 10/ 143 رقم 5288، والمنتظم 8/ 156 رقم 213، (15/ 337، 338 رقم 3307) .
[2] في تاريخه.
[3] بياض في الأصل.
[4] انظر عن (عبد الله بن محمد الجدلي) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 274، 275 رقم 603.
[5] انظر عن (عبد الرشيد بن محمود) في:(30/93)
صاحب غزنة، تملّك بعد موت ابن أخيه نحو ثلاثة أعوام.
وكان مقدّم جيشه طُغْرُل أحد الأبطال فجهَّزه، فافتتح فتوحًا، وحدَّث نفسه بالمُلك، وأطاعه الجيش وجاء بهم. فأحسَّ عبد الرَّشيد بالغدر، فالتجأ إلى قلعة وتحصَّن، فعمل عليه نُوّاب القلعة، وأسلموه إلى طُغْرُل، فقتله وتملَّك في هذا العام. ثم قتله بعض الأمراء ولم يُمْهِله اللَّه.
110- عبد العزيز عليِّ بن أَحْمَد بن الفضل بن شَكَر [1] .
أبو القاسم البغداديِّ الأزجيّ [2] الخيَّاط المفيد.
سمع الكثير من: ابن كَيْسان، وأبي عبد اللَّه العسكريّ، وأبي سعيد الحُرْفيّ [3] ، وعبد العزيز الخِرَقيّ، وابن لؤلؤ الورّاق، ومحمد بن أَحْمَد المفيد، فمن بعدهم.
قال الخطيب [4] : كتبنا عنه، وكان صدوقا كثير الكتاب.
ولد سنة ستّ وخمسين وثلاثمائة، وتُوُفّي في شعبان. قلت: وله مصنَّف في الصفات.
روى عنه: القاضي أبو يعلي الحنبليّ، وعبد اللَّه بن سبعون القيروانيّ، والحسين بن الألمعيِّ الكاشْغَريّ [5] ، وحمد بن إسماعيل الهمذاني.
111- عبد الكريم بن إبراهيم [6] .
__________
[ () ] الكامل في التاريخ 9/ 582- 584، والمختصر في أخبار البشر 2/ 171، 172، وتاريخ ابن الوردي 1/ 353، ومآثر الإنافة 1/ 349.
[1] انظر عن (عبد العزيز بن علي) في:
تاريخ بغداد 10/ 468، والأنساب 1/ 197، واللباب 1/ 46، والعبر 3/ 206، وسير أعلام النبلاء 18/ 18، 19 رقم 12، والإعلام بوفيات الأعلام 184، وشذرات الذهب 3/ 271، ومعجم المؤلفين 5/ 253، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 482 رقم 338.
[2] الأزجي: بفتح الألف والزاي وفي آخرها الجيم. هذه النسبة للبقّال ببغداد ومن يبيع الأشياء التي تتعلّق بالبزور والبقّالين. (الأنساب) .
[3] وقد تحرّفت نسبته إلى «الحزفي» في (تاريخ بغداد 10/ 468) .
[4] في تاريخه 10/ 468.
[5] الكاشغريّ: بفتح الكاف وسكون الشين المعجمة وفتح الغين وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى بلدة من بلاد المشرق يقال لها: كاشغر. (الأنساب) .
[6] انظر عن (عبد الكريم بن إبراهيم) في:(30/94)
أبو منصور الْأصبهانيّ، ابن المطرِّز.
روى عن: أبي الحسن بن كَيْسان.
وعنه: الخطيب، وقال [1] : كان صدوقًا.
112- عبْد الوَهّاب بن أَحْمَد بن إبراهيم [2] .
المقرئ البغداديّ أبو محمد المعروف بابن بُكَيْر العطَّار.
سمع: السَّوسنِجْرديّ، وابن الصّلت المحبّر.
روى عنه: أبو طاهر بن سوار شيئًا من القراءات.
وورَّخه ابن خَيْرون [3] .
113- عُبَيْد اللَّه بن أَحْمَد بن مَعْمَر [4] .
أبو بكر التميميّ القُرْطُبيّ.
روى عن: أبي محمد الأصيليّ، وأبي عُمَر بن المكْويّ، وعبّاس بن أصْبَغ.
وكان عالمًا بمذهب مالك، قائمًا بحُجَجِه حسن الاستنباط، بارعًا في الأدب.
تُوُفّي رحمه اللَّه في المحرّم، وقد ناهز الثمانين.
114- عُبَيْد اللَّه بن سعيد بن حاتم بن محمد بن عَلَّوَيْه [5] .
__________
[ (-) ] تاريخ بغداد 11/ 80 رقم 5759، والمنتظم 8/ 156 رقم 214، (15/ 338) .
[1] في تاريخه 11/ 0..
[2] انظر عن (عبد الوهاب بن أحمد) في:
ذيل تاريخ بغداد لابن النجّار 15/ 313- 315 رقم 189.
[3] وهو ذكر أنه سمع الكثير من أبي الحسن ابن الصلت ومن بعده، وحدّث باليسير. (ذيل تاريخ بغداد 15/ 315) .
[4] انظر عن (عبيد الله بن أحمد) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 302 رقم 667.
[5] انظر عن (عبيد الله بن سعيد) في:
الإكمال لابن ماكولا 7/ 397، 398، والأنساب المتّفقة لابن القيسراني 164، والأنساب لابن السمعاني 12/ 217، 218، ومعجم البلدان 5/ 356، واللباب 3/ 352، والعبر 3/ 206، 207، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 354، والمعين في طبقات المحدّثين 128 رقم 1422، -(30/95)
الحافظ أبو نصْر الوائليّ [1] البكريّ السِّجْزيّ. نزيل مصر، ومُصنِّف كتاب «الْإِبانة الكبرى عن مذهب السَّلف في القرآن» ، وهو كتاب طويل جليل في معناه يدلُّ على إمامة المُصنِّف رحمه اللَّه.
وهو راوي الحديث المسلسل بالَأوَّليَّة.
روى عن: أَحْمَد بن إبراهيم بن فِراس العَبْقَسِيّ، وأبي عبد الله محمد بْن عَبْد الله الحاكم، وأبي أَحْمَد الفَرَضيّ، وحمزة المهلّبيّ، وأحمد بن محمد بن موسى المُجْبِر، ومحمد بن محمد بن محمد بن بكر الهزاني البصري، والقاضي أبي محمد عبد اللَّه بن محمد الأسديِّ بن الاكفانيِّ، وابن مهديِّ، وأبي العلاء عليِّ بن عبد الرَّحيم السُّوسيّ، وأبي محمد بن محمد بن البيِّع سمعوا من المحامليِّ أربعتهم، وأبي عبد الرحمن السُّلميِّ، وأبي محمد عبد الرّحمن بن عمر بن النَّحّاس، وعبد الرحمن بن إبراهيم القصَّار، وعبد الصَّمد بن زُهير بن أبي جرادة الحلبيِّ وسمعوا ثلاثتهم من أبي سعيد بن الأعرابي.
ورحل في الحديث بعد سنة اثنتين وأربعين، فسمع بنَيْسابور، وببغداد، وبالبصرة، وواسط، ومكّة، وحلب، ومصر.
وقد سمع قبل أن يرحل بسِجِسْتان من الوزير محمد بن يعقوب بن حمُّويْه، أنا محمد بن أَحْمَد بن الغَوْث بِبُسْت: ثنا الهيثم بن سهل التستُّريّ، ثنا حمَّاد بن زيد، فذكر حديثًا.
روى عنه: أبو إسحاق الحبَّال، وجعفر بن أَحْمَد السّرّاج، وسهل بن بشر الْإِسْفرَائينيّ، وأحمد بن عبد القادر بن يوسف، وأبو معشر الطّبريّ،
__________
[ (-) ] والإعلام بوفيات الأعلام 184، وسير أعلام النبلاء 17/ 654- 657 رقم 445، ودول الإسلام 1/ 262، وتذكرة الحفاظ 3/ 1118- 1120، والجواهر المضيّة 2/ 495، والعقد الثمين 5/ 307، 308، وتبصير المنتبه 2/ 727، وتاج التراجم لابن قطلوبغا 29، وطبقات الحفاظ 429، والطبقات السنيّة، رقم 1367، وكشف الظنون 1/ 2، وشذرات الذهب 3/ 271، 272، وهدية العارفين 1/ 648، وديوان الإسلام 3/ 90 رقم 1170، والرسالة المستطرفة 30، ومعجم المؤلفين 6/ 239، ومعجم طبقات الحفاظ 124 رقم 970.
[1] الوائلي: بفتح الواو وكسر الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وبعدها لام. هذه النسبة إلى عدّة من القبائل، (الأنساب 12/ 215) .(30/96)
وإسماعيل بن الحسن العَلَويّ، وعبد الباقي بمكَّة.
قال ابن طاهر في «المنثور» : سألت الحافظ أبا إسحاق الحبّال، عن أبي نصر السِّجزيّ، وأبي عبد الله الصّوريّ أيهما أحفظ؟
فقال: كان أبو نصر أحفظ من خمسين أو ستين مثل الصوري [1] .
وسمعت الحبال قال: كنت يومًا عند أبي نصر فدقّ الباب، فقمتُ ففتحت، فرأيت امرأةً، فدَخَلَت وأخرجت كيسا فيه ألف دينار، فوضعتها بين يدي الشّيخ وقالت: أنفِقْهَا كما ترى.
قال: ما المقصود؟
قالت: تزوَّجني ولا لي حاجة في الزَّوج، ولكنْ لَأخدمك.
فأمرها بأخذ الكيس وأن تنصرف. فلما انصرفت قال: خرجت من سِجِسْتان بنّية طلب العلم، ومتى تزوّجت سقط عنِّي هذا الاسم، وما أُوثِرُ على طلب العلم شيئًا [2] .
تُوُفّي رحمه اللَّه بمكّة في المحرَّم [3] .
115- عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد بن عمر [4] .
__________
[1] الأنساب 357 أ، العبر 3/ 206، سير أعلام النبلاء 17/ 655، وانظر: الفوائد العوالي المؤرّخة (بتحقيقنا) 27، 28.
[2] تذكرة الحفاظ 3/ 1119، سير أعلام النبلاء 17/ 655، 656.
[3] وذكر عبد العزيز النخشبي في «معجم شيوخه» فقال: أبو نصر الوائلي كان من بكر بن وائل السجستاني العالم الحافظ، شيخ متقن ثقة ثبت من أهل السّنّة. وكان أبوه فقيها على مذهب الكوفيّين وجماعة بسجستان، ورحل إلى غزنة قبل الأربعمائة، ودخل نيسابور، ورحل إلى مكة حاجّا سنة أربع وأربعمائة فسمع من أبي الحسن بن فراس بها، وأقام عليها، وسمع منه إلى أن مات في صفر سنة خمس وأربعمائة، ودخل بغداد فسمع من جماعة ثم دخل الشام ومصر، حسن المعرفة بالحديث، حسن السيرة. مات بعد الأربعين وأربعمائة. (الأنساب 12/ 218) .
[4] انظر عن (عثمان بن سعيد) في:
جذوة المقتبس للحميدي 305 رقم 752، والصلة لابن بشكوال 2/ 405- 407 رقم 876، وبغية الملتمس للضبيّ 411، 412، رقم 399، ومعجم البلدان 2/ 434، ومعجم الأدباء 12/ 124- 128، والإستدراك لابن النقطة (مخطوط) 1/ ورقة 213 ب، وإنباه الرواة 2/ 341، 342، وصفة جزيرة الأندلس 76، والعبر 3/ 207، ومعرفة القراء الكبار 1/ 325- 328، -(30/97)
الْإِمام أبو عَمْرو الأُمَويّ، مولاهم القُرْطُبيّ المُقرئ الحافظ، المعروف في وقته بابن الصَّيْرَفيّ، وفي وقتنا بأبي عمرو الدّانيّ، صاحب التّصانيف.
قال: أخبرني أبي أنّي ولدت سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، فابتدأت بطلب العلم في أوَّل سنة ستٍّ وثمانين، ورحلت إلى المشرق سنة سبعٍ وتسعين ومكثت بالقيروان أربعة أشهر، ثم توجّهت إلى مصر، فدخلتها في شوَّال من السَّنة، ومكثت بها سنةً، وحَجَجت.
قال: ودخلت إلى الأندلس في ذي القعدة سنة تسع وتسعين وثلاثمائة وخرجت إلى الثّغر سنة ثلاث وأربعمائة، فسكنت سَرَقُسْطة سبعة أعوام، ثم رجعت إلى قُرْطُبَة. وقدِمْتُ دانيةً [1] سنة سبع عشرة [2] .
قلت: واستوطنها حتّى تُوُفّي بها، ونُسِبَ إليها لطول سكناه بها.
وسمع الحديث من طائفة، وقرأ على طائفة، فقرأ بالروايات على: عبد العزيز بن جعفر بن خُوَاشتيّ [3] الفارسيّ ثم البغداديّ نزيل الأندلس، وعلى
__________
[ (-) ] وتذكرة الحفاظ 3/ 1120- 1121، ودول الإسلام 1/ 262، وسير أعلام النبلاء 18/ 77- 83 رقم 36، والمعين في طبقات المحدّثين 128 رقم 1423، والإعلام بوفيات الأعلام 184، وتلخيص ابن مكتوم 166، 167، ومرآة الجنان 2/ 62، والوفيات لابن قنفذ 243، والديباج المذهب 2/ 84، 85، وغاية النهاية 1/ 503- 505، رقم 2091، وطبقات النحاة لابن قاضي شهبة 2/ 127، وتبصير المنتبه 2/ 621، وطبقات المفسرين للسيوطي 159، وتاريخ الخلفاء 423، والنجوم الزاهرة 5/ 54، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 373- 376، ومفتاح السعادة 2/ 47، 48، ونفح الطيب 2/ 135، 136، وكشف الظنون 1/ 135، 355، 520، وشذرات الذهب 3/ 272، وديوان الإسلام 2/ 274، 275 رقم 927، وروضات الجنات 467، وهدية العارفين 1/ 653، والرسالة المستطرفة 139، وشجرة النور الزكية 1/ 115 رقم 315، والأعلام 4/ 206، ومعجم المؤلفين 6/ 254، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 253، 254 رقم 326، ومدرسة الحديث في القيروان 2/ 830.
[1] دانية: بعد الألف نون مكسورة بعدها ياء مثنّاة من تحت مفتوحة. مدينة بالأندلس من أعمال بلنسية على ضفة البحر شرقا، مرساها عجيب يسمّى السّمّان، ولها رساتيق واسعة كثيرة التين والعنب واللوز، وكانت قاعدة ملك أبي الجيش مجاهد العامري، وأهلها أقرأ أهل الأندلس لأن مجاهدا كان يستجلب القرّاء ويفضل عليهم وينفق عليهم الأموال، فكانوا يقصدونه ويقيمون عنده فكثروا في بلاده. (معجم البلدان 2/ 434) .
[2] الصلة 2/ 407، معجم الأدباء 12/ 125- 127، إنباه الرواة 2/ 342.
[3] وقال المؤلّف- رحمه الله- في «معرفة القراء الكبار» : «خواست. وهي كلمة فارسية. وفي-(30/98)
جماعة بالَأندلس.
وقرأ بمصر بالروايات على: أبي الحسن طاهر بن الطّيّب بن غَلْبُون، وعلى أبي الفتح فارس بن أحمد الضّرير.
وقرأ لورْش على أبي القاسم خَلَف بن إبراهيم بن خاقان المصريّ.
وسمع كتاب «السَّبعة» لابن مجاهد، على أبي مسلم محمد بن أَحْمَد بن عليّ الكاتب، وسمع منه الحديث، ومن: أَحْمَد بن فِراس العَبْقَسيّ، وعبد الرَّحمن بن عثمان القُشَيِريّ الزَّاهِد، وحاتم بن عبد اللَّه البزَّاز، وأحمد بن فتح بن الرَّسَّان، ومحمد بن خليفة بن عبد الجبَّار، وأحمد بن عمر بن محفوظ الجيزيّ لقاضي، وسَلَمَة بن سعيد الْإِمام، وسَلَمُون بن داود القرويّ صاحب أبي عليّ بن الصّوّاف، وعبد الرَّحمن بن عمر بن محمد بن النحّاس المعدّل، وعليّ بن محمد بن بشير الرَّبَعيّ، وعبد الوهَّاب بن أَحْمَد بن منير المصريّ، ومحمد بن عبد اللَّه بن عيسى المُرّيّ الأندلُسيّ، وأبي عبد اللَّه بن أبي زَمَنِين، والفقيه أبي الحسن عليّ بن محمد القابسيّ، وغيرهم.
قرأ عليه القراءات: أبو بكر بن الفصيح، وأبو الذّوّاد [1] مفرِّج قنيّ إقبال الدّولة، وأبو الحسين يحيى بن أبي زيد، وأبو داود، وسليمان بن أبي القاسم نجاح، وأبو الحسن عليّ بن عبد الرحمن بن الدّوش [2] ، وأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن المفرج البطليوسي، وخلق كثير من أهل الأندلس، لا سيّما أهل دانية.
قال بعض الشّيوخ: لم يكن في عصره ولا بعد عصره أحد يُضاهيه في حِفظِه وتحقيقه، وكان يقول: ما رأيت شيئًا قطّ إِلَّا كتبته، ولا كتبته إِلَّا حفَظْتُه ولا حفِظُتْه فنسيته.
وكان يُسأل عن المسألة مِمّا يتعلّق بالَآثار وكلام السَّلف فيوردها بجميع ما
__________
[ (-) ] الفارسية إذا وقعت الواو بين الخاء والألف فإنّها لا تلفظ، وتضم الخاء، فتقول: خاستى.
(1/ 326) .
[1] في «تذكرة الحفاظ» : «الدؤاد» .
[2] في «سير أعلام النبلاء» 18/ 79 «الدّش» .(30/99)
فيها مُسندةً من شيوخه إلى قائلها [1] .
قال ابن بَشْكُوال [2] : كان أحد الأئِمة في علم القرآن ورواياته وتفسيره، ومعانيه وطرقه وإعرابه. وجمع في ذلك كلّه تواليف حِسانًا مفيدة يطول تعدادها.
وله معرفة بالحديث وطرقه وأسماء رجاله ونقلته. وكان حسن الخطّ، جيِّد الضّبط، من أهل الحِفظ والذّكاء والتفنُّن في العلم. وكان ديّنًا فاضلًا، ورِعًا، سُنّيًّا.
وقال المُغاميّ: كان أبو عمرو مُجاب الدّعوة، مالكيِّ المذهب [3] .
وذكره الحُمَيْدِي فقال [4] : محدّث مكثر ومقريء مُتَقدِّم. سمع بالَأندلس والمشرق، وطلب علم القراءات، وألّف فيها تواليف معروفة، ونظمها في أرجوزة مشهورة.
قلت: وما زال القُرَّاء مُعترفين ببراعة أبي عمرو الدَّانيّ وتحقيقه وإتقانه، وعليه عمدتهم فيما ينقله من الرَّسم والتَّجويد والوجوه.
لهُ كتاب «جامع البيان في القراءات السّبع وطُرُقها المشهورة والغريبة» ، في ثلاثة أسفار، وكتاب «إيجاز البيان في أصول قراءة ورْش» ، في مُجلَّد كبير، وكتاب «التلخيص في قراءة ورش» ، في مجلّد متوسّط، وكتاب «التّيسير» ، وكتاب «المقنع» ، وكتاب «المحتوي في القراءات الشواذ» ، في مُجلَّد كبير، وكتاب «الأرجوزة في أصول السُّنّة» ، نحو ثلاثة آلاف بيت، وكتاب «معرفة القُرَّاء» ، في ثلاثة أسفار، وكتاب «الوقف والابتداء» .
وبلغني أنَّ مصنّفاته مائةٌ وعشرون تصنيفًا.
ومن نظمه في «عُقُود السُّنّة» :
كلَّم موسى عبده تكليما ... ولم يزل مدبّرا حكيما
__________
[1] سير أعلام النبلاء 18/ 80.
[2] في «الصلة» 2/ 406.
[3] الصلة 2/ 406.
[4] في «جذوة المقتبس» 305.(30/100)
كلامُهُ وقولُهُ قديمٌ ... وهُوَ فَوْقَ عرشِهِ العظيمُ
والقولُ في كتابه المُفَصَّل ... بأنَّهُ كلامُهُ المُنُزَّل
على رسوله النّبيّ الصادق ... ليس بمخلوقٍ ولا بخالق
من قال فيه أنّه مخلوقُ ... أو مُحْدَثٌ فقولُهُ مُرُوقُ
والوقفُ فيه بدعةٌ مُضلة ... ومثل ذلك اللَّفظ عند الجلَّة
كلا الفَريقيّْن مِن الجهميَّة ... الواقفون فيه واللَّفْظيهْ
أَهْوِنْ بقَوْل جَهْمٍ [1] الخَسيسِ ... وواصِلٍ [2] وبِشْرِ المريسي [3]
ثم ساق سائرها [4] .
وقد روى عنه أيضًا: الأستاذ أبو القاسم بن العربيّ، وأبو عليّ الحسين بن محمد بن مبشّر المقرئ، وأبو القاسم خَلَف بن إبراهيم الطُّلَيْطُليّ، وأبو عبد اللَّه محمد بن فرج المَغَامِيّ، وأبو عبد اللَّه محمد بن مُزَاحم، وأبو بكر محمد بن المفرج البطليوسي، وأبو إسحاق إبراهيم بن عليّ نزيل الْإِسكندرية، وخلقٌ سواهم. حملوا عنه تلاوةً وسماعًا.
وروى عنه بالْإِجازة: أَحْمَد بن محمد بن عبد اللَّه الخَوْلانيّ.
وآخر من روى عنه بالْإِجازة أبو العبّاس أحمد بن عبد الملك بن أبي حَمْزَة المُرْسيّ والد القاضي أبي بكر محمد.
وتُوُفّي أبو عَمْرو بدانية يوم الْإِثنين نصف شوّال، ودُفِن يومئِذٍ بعد العصر، ومشى السُّلطان أمامَ نَعْشِه. وكان الجمع في جنازته عظيمًا.
وتُوُفّي أبو العبّاس بن أبي حمزة في سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة.
116- عليّ بن محمد بن صافي بن شُجاع [5] .
__________
[1] هو: جهم بن صفوان.
[2] هو: واصل بن عطاء.
[3] توفي سنة 218 هـ. انظر ترجمته ومصادرها في: تاريخ الإسلام (حوادث ووفيات 211- 220 هـ) ص 85- 88 رقم 55.
[4] انظر: معرفة القراء 1/ 409، وسير أعلام النبلاء 18/ 82، 83.
[5] انظر عن (علي بن محمد بن صافي) في:(30/101)
أبو الحسن الدّمشقيّ.
عّرِف بابن أبي الهَوْل الرَّبَعيّ.
حدَّث عن: عبد الوهّاب الكِلابيّ، وعبد اللَّه بن بكر الطَّبرانيّ، وأبي بكر بن أبي الحديد، وتمّام، وأبي الحسن بن جهضم، وطائفة كبيرة.
روى عنه: الكتّانيّ، ونجا بن أَحْمَد، وسهل بن بِشرْ، وعليّ بن أَحْمَد بن زهير، ومحمد بن الحسين الحنّائيّ.
قيل إنّه اتُّهِمَ في سماعه كتاب «هواتف الجانّ» .
تُوُفّي في ذي القعدة [1] .
117- عليّ بن محمد بن أَحْمَد بن جعفر البغداديّ [2] .
ابن الجبّان.
سمع: أبا الحسين محمد بن المُظفّر، وأبا عمر بن حَيَّوَيْهِ، وجماعة.
تُوُفّي في المحرّم.
- حرف الفاء-
118- الفضل بن إسحاق بن إبراهيم.
أبو زيد الأزْديّ الهرويّ، الخطيب المفتيّ ناظر أوقاف هراة، وابن عمّ قاضيها محمد بن الأزديّ.
روى عن: عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حمُّوَيْه السَّرْخَسِي، وعبد الرّحمن بن أبي شُرَيْح.
119- الفضل بن محمد بن عليّ [3] .
__________
[ (-) ] مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 18/ 158 رقم 75، وميزان الاعتدال 3/ 155 رقم 5934، والمغني في الضعفاء 2/ 455 رقم 4336، ولسان الميزان 4/ 259 رقم 713.
[1] وقيل: توفي سنة ثلاث وأربعين وكان كذّابا.
[2] انظر عن (علي بن محمد بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 12/ 102 رقم 6537 وكنيته: أبو الحسن.
[3] انظر عن (الفضل بن محمد) في:
معجم الأدباء 16/ 218، ونزهة الألبّاء 424، 425، وبغية الوعاة 373، وكشف الظنون 165، 1072، وهدية العارفين 1/ 819، ومعجم المؤلفين 8/ 71.(30/102)
أبو القاسم القصبانيّ البصْريّ النّحويّ.
أحد أئِمة العربيّة.
وعنه أَخَذَ: أبو زكريّا يحيى بن عليّ التبريزيّ، وأبو محمد القاسم بن عليّ الحريري.
وله كتاب «الصَّفوة في مُخَتار أشعار العرب» ، وهو كبير، وكتاب «الأمالي» ، و «مقدّمة في النحو» .
ومن شعره:
في الناسِ منْ لَا يُرَتجَى نفعُه ... إِلَّا إذا مُسَّ بإضْرَارِ
كالعُود لَا مَطْمَع في ريِحِهِ ... إِلَّا إذا أحرق بالنّار [1]
- حرف القاف-
قراوش.
صاحب الموصِل.
ذُبِح في هذه السّنة، وقد مرَّ عام أَحَد [2] .
- حرف الميم-
120- محمد بْن أَحْمَد بْن محمد بن أَحْمَد [3] .
أبو جعفر السّمنانيّ [4] قاضي الموصِل وشيخ الحنفيّة.
سكن بغداد، وحدّث عن: نصر بن أَحْمَد المَرْجيّ، والدَّارقُطْنيّ،
__________
[1] معجم الأدباء 16/ 218.
[2] برقم (23) .
[3] انظر عن (محمد بن أحمد السمناني) في:
تاريخ بغداد 1/ 355، والأنساب 7/ 149، وتبيين كذب المفتري 259، والمنتظم 8/ 156 رقم 215 (15/ 338 رقم 3309) ، والكامل في التاريخ 9/ 592، واللباب 2/ 141، وسير أعلام النبلاء 17/ 651، 652 رقم 441، والوافي بالوفيات 2/ 65، ونكت الهميان 237، والبداية والنهاية 12/ 64، والجواهر المضيّة 2/ 21، وتاج التراجم 45، والفوائد البهيّة 159، 160.
[4] السّمنانيّ: بكسر السين وفتح الميم، نسبة إلى سمنان، وهي قرية من قرى نسا في العراق.
(الأنساب 7/ 149) وفي الأصل بسكون الميم.(30/103)
وعليّ بن عمر الحربيّ، وجماعة غيرهم.
قال الخطيب [1] : كتبت عنه وكان صدوقًا فاضلًا حنفيا يعتقد مذهب الأشعريّ، ولهُ تصانيف.
قلت: توفّي بالموصِل وله ثلاثٌ وثمانون سنة.
وقد ذكره ابن حزم فقال: أبو جعفر السِّمْناني المكفوف قاضي الموصِل هو أكبر أصحاب الباقِلانيّ ومقدِّم الأشعرية في وقتنا قال: من سمَّى اللَّه جسمًا من أجل أنّه حامل لصفاته في ذاته فقد أصاب المعنى وأخطأ في النِّسبة فقط.
ثُمّ أخذ ابن حزم يُشنِّع على السِّمْنَانيّ ويسبّهُ لهذه المقالة المبتدعة ولنحوها. فنعوذ باللَّه من البِدَع، فليت ابن حزم سكت رأسًا برأسٍ فله أوابد في الأصول والفُروع [2] .
121- محمد بن إبراهيم بن عبد اللَّه [3] .
أبو عبد اللَّه بن أبي حَبّة الأُمَويّ، مولاهم القُرُطبِيّ.
روى عن: أبي عبد اللَّه من مفرّج، وعبّاس بن أَصْبَع، وابن أبي الحُبَاب، وأبي محمد الأصيليّ.
وكان متفنّنا في العلوم ثاقب الذّهن حافظا للَأخبار.
تُوُفّي في آخر السَّنة وقد نيف على الثمانين.
122- محمد بن إسماعيل بن عمر بن محمد بن سَبَنَك [4] .
أبو الحسين البَجَليّ البغداديّ المعدّل.
__________
[1] في تاريخه 1/ 355.
[2] في الهامش: ث. لم يعطف المؤلف على هذا السمناني إلا لقوله بالجسم من وجه. ولم يقل ما قاله عن ابن حزم إلا أنه نفى الجسمية عن الله تعالى من كل وجه.
[3] انظر عن (محمد بن إبراهيم) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 533 رقم 1164.
[4] انظر عن (محمد بن إسماعيل) في:
تاريخ بغداد 2/ 55 رقم 453، والمنتظم 8/ 156، 157 رقم 217، (15/ 338 رقم 3310) .(30/104)
روى عن: جدِّه عمر، وأبي عبد اللَّه العسكري، وأبي سعيد الحرفيّ، والدّار الدّارقطنيّ.
وتُوُفّي في رمضان.
123- محمد بن عبد العزيز بن العبّاس بن المهديّ الهاشميّ العبّاسيّ [1] .
أبو الفضل، خطيب الحربيّة.
سمع: أبا الحسين بن سمعون، والحسن بن محمد المخزوميّ، وأبا بكر بن أبي موسى الهاشميّ، وجماعة.
قال الخطيب: [2] كتبت عنه، وكان صدوقًا خيّرًا فاضلًا معدّلًا.
تُوُفّي في المحرَّم. وكان مولده في سنة ثمانين وثلاثمائة.
قلت: روى عنه: ولده أبو عليّ محمد بن محمد.
124- محمد بن أبي عَدِيّ بن الفضل.
أبو صالح السَّمَرْقَنْديّ، ثُمّ المصري.
روى عن: القاضي أبي الحسَن الحلبيّ، وأحمد بن محمد بن الأزهر السّمناويّ.
روى عنه الرّازيّ في مشيخته.
125- محمد بن عليّ بن أَحْمَد بن محمد بن داود [3] .
أبو نصر البغداديّ ابن الرّزّاز.
سمع: ابن حُبابَة، وأبا طاهر المخلّص.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقا.
126- محمد بن محمد بن أخي سعاد الأسديّ الكوفيّ.
قال أبي النَّرْسيّ: ثنا عن أبي الطِّيب بن النّحّاس، وسماعه صحيح.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد العزيز) في:
تاريخ بغداد 2/ 354 رقم 862، والمنتظم 8/ 157 رقم 218، (15/ 339 رقم 3312) .
[2] في تاريخه 2/ 354.
[3] انظر عن (محمد بن علي بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 3/ 14 رقم 1101.(30/105)
127- محمد بن محمد بن مغيث بن أَحْمَد بن مغيث [1] .
أبو بكر الصدفيّ الطُّلَيْطُليّ.
روى عن: محمد بن إبراهيم الخشني، وعبدوس بن محمد، وأبي عبد اللَّه بن أبي زَمَنين.
وكان من جِلّة الفقهاء وكبار العُلماء. مُقدَّمًا في الشُّورَى.
قال ابن مظاهر: أخبرني من سمع محمد بن عمر بن الفخَّار مرَّات يقول:
ليس بالَأندلُس أبصَر من محمد بن محمد بن مغيث بالَأحكام.
تُوُفّي في جمادى الآخرة.
128- المطهِّر بن محمد النَّهشِليّ.
كوفيّ وثَّقه أُبيّ النَّرسِيّ، وقال: حدّثنا عن أبي الطِّيب بن النّحّاس.
129- مكِّي بن عمر.
أبو عبد اللَّه المُحتَسِب الهمذانيّ، العبد الصّالح.
روى عن: أَحْمَد بن جانجان، وأبي طاهر بن سَلَمَة، وأبي مسعود البَجَليّ.
قال شِيرَوَيْه: لم أُدرِكه، وثنا عنه الميدانيّ. وكان صدوقًا مُكثِرًا زاهدًا.
كان يقرأ على المشايخ رحمه اللَّه تعالى.
- حرف النون-
130- ناصر بن الحسين بن محمد بن عليّ القرشيّ العمريّ [2] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن محمد بن مغيث) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 533 رقم 1165 وفيه: «محمد بن مغيث» .
[2] انظر عن (ناصر بن الحسين) في:
طبقات فقهاء الشافعية للعبّادي 112، والمنتخب من السياق 461 رقم 1570، وطبقات الشافعية للنووي (مخطوط) ورقة 75، والعبر 3/ 208، والإعلام بوفيات الأعلام 184، وسير أعلام النبلاء 17/ 643، 644 رقم 435، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 350، 351، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 188، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 242، 243 رقم 199، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 146، 147، وشذرات الذهب 3/ 272، وهدية العارفين 2/ 487، 488، والأعلام 8/ 310.(30/106)
أبو الفتح المَرْوَزيّ الفقيه الشّافعيّ.
سمع: أبا العبّاس السَّرْخَسيّ بمرو، وأبا محمد المخلديّ، وأبا سعيد ابن عبد الوهاب الرّازيّ بنْيَسابُور، وأبا محمد عبد الرّحمن بن أبي شُريْح الأنصاريّ بهراة.
وتفقه بمرْو على: القفَّال، وبنيسابور على: أبي طاهر بن مَحْمِش، وأبي الطيِّب الصُّعلُوكيّ، ودرس في حياتهما.
وتفقّه به خلقٌ مثل: أبي بكر البَيْهقيّ، وأبي إسحاق الجيليّ.
وتُوُفّي بنيسابور في ذي القعدة.
وكان عليه مدار الفتوى والمناظرة. وكان فقيرًا قانعًا باليسير، متواضعًا خيِّرًا.
وقد تفقّه بمرو على القفَّال وغيره.
وكان من أفراد الأئِمة. وقد أملى مُدّة سنين [1] .
وروى عنه: مسعود بن ناصر السّجْزيّ، وأبو صالح المؤذِّن، وإسماعيل بن عبد الغافر الفارسيّ، وطائفة.
__________
[1] وزاد عبد الغافر الفارسيّ: «من وجوه فقهاء أصحاب الشافعيّ بنيسابور ومناظريهم والمنظورين منهم نسبا وفضلا وورعا وتواضعا وعفّة وظرفا وخفّة» . (المنتخب من السياق 461) .(30/107)
سنة خمس وأربعين وأربعمائة
- حرف الألف-
131- أَحْمَد بن عليّ بن هاشم [1] .
أبو العبّاس المصريّ المقرئ المجوّد، المُلقّب بتاج الأئمة.
قرأ على: أبي حفص عمر بن عِرَاك، وأبي عديّ عبد العزيز بن عليّ بن محمد بن إسحاق، وأبي الطيّب عبد المنعم بن غَلْبُون، وعليّ بن سليمان الأنطاكيّ، وأبي الحسن عليّ بن محمد بن إسحاق الحلبيّ.
ثمّ رحل إلى العراق فقرأ بالروايات على أبي الحسن الحماميّ.
وتصدّر للإقراء بمصر.
قرأ عَلَيْهِ: أبو القاسم الهُذليّ، وغيره.
ودخل الأندلس في سنة عشرين وأربعمائة مجاهدًا فأتى سَرَقُسْطَة وأقام بها دهرًا.
وكان رجُلًا ساكنًا عفيفًا، فيه بعض الغَفْلَة.
وذكره أبو عمر بن الحذّاء وقال: كان أحفظ من لقيتُ لاختلاف القُرّاء، وأخبارهم. وانصرف إلى مصر واتّصل بنا موتُه.
قلت: وقال ابن بشكوال [2] : سمع منه: أبو عُمَر الطَّلَمَنْكيّ، وأبو عُمَر بْن الحذّاء، وغيرهما.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن علي) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 86، والعبر 3/ 208، ومعرفة القراء الكبار 1/ 405، 406 رقم 344، والوافي بالوفيات 7/ 217، 218، ومرآة الجنان 3/ 62، وفيه «هشيم» بدل «هاشم» ، وغاية النهاية 1/ 89، 90 رقم 403، وحسن المحاضرة 1/ 493، وشذرات الذهب 3/ 272، 273.
[2] في الصلة 1/ 86.(30/108)
قلت: وقد سمع من أبي الحسن الحلبيّ، والميمون بن حمزة الحُسَيْنيّ، وأحمد بن عبد اللَّه بن زريق المخزوميّ، وأبي محمد الضرّاب.
روى عنه: الرّازي.
وقال الحبّال: تُوُفّي في شوّال.
132- أَحْمَد بن عمر بن رَوْح [1] .
أبو الحسين النّهْروانيّ.
سمع: أبا حفص بن الزيّات، وأبي عُبَيْد العسكريّ، والحسن بن جعفر الخِرَقيّ، والدّار الدّارقطنيّ.
قال الخطيب [2] : كتبت عنه، وكان صدوقًا أديبًا حسن المذاكرة معتزليا.
توفّي في ربيع الآخر.
قلت: روى عنه: أبو منصور بن النَّقُّور، وجماعة.
133- أحمد بن محمد بن إبراهيم ابن رأس البغل.
أبو عبد اللَّه العبّاسيّ، مولاهم.
قال ابن النَّرسِيّ: كان صالحًا صحيح السَّماع. سمعته يقول: وُلِدت في ذي الحِجّة سنة اثنتين وستّين وثلاثمائة.
مات في ربيع الأوَّل.
134- إبراهيم بن عمر بن أحمد بن إبراهيم [3] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عمر) في:
تاريخ بغداد 4/ 296 رقم 2064، والمنتظم 8/ 158 رقم 219، (15/ 341 رقم 3313) ، والبداية والنهاية 12/ 64.
[2] في تاريخه.
[3] انظر عن (إبراهيم بن عمر) في:
تاريخ بغداد 6/ 139 رقم 3180، والمنتظم 8/ 158 رقم 220، (15/ 341، 342 رقم 3314) ، والكامل في التاريخ 9/ 596 وفيه: «إبراهيم بن محمد» ، وطبقات الحنابلة 2/ 190، 191 رقم 660، والأنساب 2/ 168، واللباب 1/ 142، والعبر 3/ 208، 209، والمعين في طبقات المحدّثين 128 رقم 1424، وسير أعلام النبلاء 17/ 605، 606 رقم 405، والإعلام بوفيات الأعلام 184، ودول الإسلام 1/ 262، والوافي بالوفيات 6/ 73، ومرآة الجنان 3/ 62، والنجوم الزاهرة 5/ 55، وشذرات الذهب 3/ 273.(30/109)
أبو إسحاق البرمكيّ البغداديّ، الفقيه الحنبليّ.
كان أسلافه يسكنون محلَّةً تُعرَف بالبرامكة. وقيل: بل كانوا يسكنون قريةً تُسمّى البرمكيّة [1] ، وإلّا فليس هو من ذريّة البرامكة.
سَمِعَ: أبا بَكْر القَطِيعيّ، وأبا محمد بْن ماسيّ، وعبد اللَّه بن إبراهيم الزَّيْنَبيّ، وأبا الفتح محمد بن الحسين الأزْديّ، وابن بخيت الدّقاق، وإسحاق بن سعْد النسويّ، وطائفة سواهم.
قال الخطيب [2] : كتبنا عنه، وكان صدوقًا ديّنًا فقيهًا على مذهب أَحْمَد بن حنبل، وله حلقة للفتوى. وُلِد سنة إحدى وستين وثلاثمائة، وتُوُفّي يوم التَّروِية.
قلت: وكان إمامًا في الفرائض، صالحًا زاهدًا. أجاز له أبو بكر عبد العزيز غلام الخلّال.
وتفقّه على: أبي عبد اللَّه بن بُطَّة، وعلى: ابن حامد.
روى عنه: أبو غالب محمد بن عبد الواحد الشيبانيّ، وأبو منصور محمد بن عليّ القزوينيّ الفرّاء، وعبد القادر بن محمد بن يوسف، وهبة اللَّه بن أَحْمَد بن الطَّبر الحريري، وجماعة.
وآخر من حدَّث عنه: القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري [3] .
135- إبراهيم بن عمر بن عبد العزيز [4] .
أبو إسحاق الدّمشقيّ المقرئ القصّار.
كهل، سمع: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر، وغيره.
روى عنه: عبد المنعم بن عليّ الكِلابيّ.
وكان ثقة [5] .
__________
[1] طبقات الحنابلة 2/ 190.
[2] في تاريخه 6/ 139.
[3] وكانت له حلقة بجامع المنصور. (طبقات الحنابلة 2/ 191) .
[4] انظر عن (إبراهيم بن عمر) في:
مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 4/ 100، 101 رقم 113، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 246.
[5] عني بالحديث ووثّقه أبو بكر محمد الحدّاد.(30/110)
136- إسماعيل بن عليّ بن الحسين بن زَنْجَوَيْهِ [1] .
أبو سعْد بن السّمّان الرّازيّ الحافظ.
سمع: عبد الرّحمن بن محمد بن فضالة بالرّي، ومحمد بن عبد الرّحمن المخلّص ببغداد، وبمكّة: أَحْمَد بن إبراهيم بن فِراس. وبمصر: عبد الرحمن بن عمر النّحّاس، وبدمشق: عبد الرّحمن بن أبي نصر، وخَلقًا كثيرّا.
روى عنه: الخطيب، والكتّانيّ، وابن أخته ظاهر بن الحسين الرّازيّ، وأبو عليّ الحدّاد، وغيرهم.
قال المرتضى أبو الحسن المطهِّر بن عليّ العلويّ الرّازيّ: سمعت أبا سعد السّمّان إمام المعتزلة يقول: من لم يكتب الحديث لم يتغرغر بحلاوة الْإِسلام [2] .
وقال عمر العُلَيْميّ: وجدت على ظهر جُزء: مات الزَّاهد أبو سعد إسماعيل بن عليّ السمّان في شعبان سنة خمسٍ وأربعين شيخ العدليّة [3] وعالمهم وفقيههم ومُحدّثهم. وكان إمامًا بلا مدافعة في القراءات، والحديث،
__________
[1] انظر عن (إسماعيل بن عليّ بن السّمّان) في:
الأنساب 7/ 130، 131، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 11/ 359 و 22/ 221، وبغية الطلب لابن العديم (مخطوط) 1/ 160، ومعجم البلدان 5/ 109، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 4/ 368- 370 رقم 388، والعبر 3/ 209، وميزان الاعتدال 1/ 239، وتذكرة الحفاظ 3/ 1121- 1123، والمعين في طبقات المحدّثين 128 رقم 1425، والإعلام بوفيات الأعلام 184، ودول الإسلام 1/ 262، وسير أعلام النبلاء 18/ 55- 60 رقم 26، ومرآة الجنان 3/ 63، والوافي بالوفيات 5/ 208 والبداية والنهاية 12/ 12/ 65، والجواهر المضيّة 1/ 424- 427، ولسان الميزان 1/ 421، 422، والنجوم الزاهرة 5/ 51، وطبقات الحفاظ 430، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 109، والطبقات السنيّة للغزّيّ، رقم 514، ومنتهى المقال للمامقاني 57، وكشف الظنون 2/ 1890، وشذرات الذهب 3/ 273، وإيضاح المكنون 1/ 181، 602 و 2/ 18، وهدية العارفين 1/ 210، وديوان الإسلام 3/ 92 رقم 1173، والرسالة المستطرفة 59، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 37، 38، وأعيان الشيعة 12/ 61، 62، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 476، 477 رقم 315، ومعجم طبقات الحفاظ 65 رقم 972.
[2] تاريخ دمشق 33/ 27، مختصر تاريخ دمشق 4/ 369، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 38.
[3] العدليّة: المعتزلة.(30/111)
والرجال، والفرائض، والشّروط، عالِمًا بفقه أبي حنيفة، وبالخلاف بين أبي حنيفة والشّافعيّ، وفقه الزَّيْديّة.
وكان يذهب مذهب الشّيخ أبي هاشم، ودخل الشّام، والحجاز، والمغرب. وقرأ على ثلاثة آلاف شيخ، وقصد أصبهان في آخر عمره لطلب الحديث. وكان يُقال في مدحه إنّه ما شهد مثل نفسه، كان تاريخ الزّمان وشيخ الإسلام، ثمّ ذكر فصلا في مدحه [1] .
وقال الحافظ ابن عساكر [2] : سألتُ أبا منصور عبد الرّحيم بن المُظفّر بالرّيّ عن أبي سعد السّمّان، فقال: سنة ثلاثٍ وأربعين.
قال: وكان عدليّ المذهب، يعنيّ معتزليا، وكان له ثلاثة آلاف وستّمائة شيخ، وصنّف كتبًا كثيرة ولم يتأهل قطّ.
وقال الكتّانيّ: كان من الحُفّاظ الكِبار، زاهدًا عابدًا يذهب إلى الاعتزال [3] .
قلت: وقع لنا من تأليفه «المسلسلات» ، «الموافقة بين أهل البيت» ، و «الصحابة» .
ومع براعته بالحديث ما نفعه اللَّه به، فالَأمرُ للَّه.
- حرف الطّاء-
137- طَرَفَة بن أَحْمَد بن الكميت [4] .
__________
[1] وكان مع هذه الخصال الحميدة زاهدا ورعا مجتهدا قوّاما، قانعا راضيا. لم يتحرّم في مدّة عمره، وقد أتى عليه أربع وسبعون سنة بطعام واحد، ولم يدخل يده في قصعة إنسان، ولم يكن لأحد عليه منّة ولا يد في حضره ولا في سفره. مات رحمه الله ولم يكن له مظلمة ولا تبعة من مال ولا لسان. كانت أوقاته موقوفة على قراءة القرآن والتدريس والرواية والدراية، والإرشاد والهداية، والوراقة والقراءة. خلّف ما جمعه في طول عمره من الكتب وجعلها وقفا على المسلمين. (تاريخ دمشق 22/ 221) .
[2] في تاريخ دمشق 22/ 222.
[3] تاريخ دمشق 22/ 222.
[4] انظر عن (طرفة بن أحمد) في:(30/112)
الحَرَسْتَانيّ الدّمشقيّ، أبو صالح الماسح.
روى عن: عبد الوهّاب الكلابيّ [1] ، وغيره.
روى عنه: ابنه صالح، ونجا بن أَحْمَد، وسهْل بن بشر، والشّريف النَّسيب.
وكان ثقة.
تُوُفّي رحمه اللَّه في شعبان، وسماعه قليل.
- حرف العين-
138- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
أبو القاسم الْأصبهاني الرّفاعيّ. حافظ.
قال الخطيب: ثنا عن أَحْمَد بن موسى بن مردَوْيه. ومات ببغداد. وكنت إذ ذاك في برّيّة السَّماوة قاصدًا دمشق.
ويروي عن أبي عمر الهاشميّ.
139- عبد الوهّاب بن محمد بن محمد.
أبو القاسم الخطّابيّ الهرويّ.
سمع: أبا الفضل بن خَميروَيْه، وأبا سليمان الخطّابيّ.
روى عنه: الحسين بن محمد الكتبي.
140- عتبة بن عبد الملك بن عاصم [2] .
أبو الوليد الأندلسي المقرئ.
رحل في صباه، وقرأ بالروايات على: أبي أحمد السامري، وأبي حفص بن عراك، وابن غلبون أبي الطيب، وأبي بكر محمد بن عليّ الأدفويّ [3] .
__________
[ (-) ] مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 11/ 174، 175 رقم 108، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 55.
[1] قال عبد العزيز الكتّاني: وجد (لطرفة) جزءان فيهما سماعه من عبد الوهاب الكلابي. وحدّث عن ابن عطيّة، وذكر أنه كتب شيئا كثيرا ونهبت كتبه.
[2] انظر عن (عتبة بن عبد الملك) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 450، 451، ومعرفة القراء الكبار 1/ 409، 410 رقم 346، وغاية النهاية 1/ 499 رقم 4075.
[3] توفي سنة 488 هـ. ولم يذكر صاحب «الطالع السعيد» صاحب الترجمة بين تلاميذ الأدفوي-(30/113)
قال ابن النجار: سمع من والده عبد الملك بن عاصم بن الوليد الأمويّ بالَأندلس سنة خمسٍ وسبعين، وأبوه فيروي عن أبي العبّاس أَحْمَد بن يحيى المليانيّ، لقِيَه بِتِنَّيْس يروي عن يحيى بن بُكَيْر.
وذكر أنّهُ قرأ على أبي حفص سنة ثمانين وثلاثمائة [1] .
قرأ عليه: أبو طاهر بن سوّار، وأبو بكر أَحْمَد بن الحسين القطّان.
وروى عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو الفضل بن خيرون، وأحمد بن عليّ الطُّرَيثيثيّ، والمُبارك بن الطُّيُوريّ، وغيرهم.
وقال أبو الفضل بن خَيْرون: كان رجلًا صالحًا، قد كتبت عنه.
ومات في رجب ببغداد [2] .
141- عطيّة [اللَّه] بن الحسين بن محمد بن زهير [3] .
الخطيب أبو محمَّد الصَّوريّ.
سمع: أبا الحسين بن جُميْع [4] ، وحمدان بن عليّ الموصليّ [5] .
__________
[ (-) ] المذكور. انظر ترجمة «محمد بن علي الأدفوي» ص 552- 556 رقم 457.
[1] وفيها كانت بداية رحلته.
[2] وقال أبو عبد الله الحافظ: وكان موصوفا بالدين والصلاح ومعرفة القراءات، عالي الإسناد، عديم النظير.
قال ابن الجزري: إلّا أنه اضطرب في رواية ورش إسنادا واختلافا خصوصا من طريق الأزرق فأسندها فيما قاله عنه أبو طاهر بن سوّار، عن أبي الحسن الأنطاكي، عن أبي الحسن إسماعيل النحاس تلاوة، وهذا منقطع، فإنّ الأنطاكي لم يدرك النحاس بل مات النحاس بمصر قبل مولد الأنطاكي بأنطاكيّة، فمولده سنة تسع وتسعين ومائتين، ووفاة النحاس سنة بضع وثمانين ومائتين، ولكن لما دخل الأنطاكي مصر سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة كان جماعة من أصحاب النحاس موجودين مثل أحمد بن أسامة التجيبي وغيره، فلا يبعد أن يكون قرأ عليهم. قال ابن سوّار:
وزادني أبو الوليد الأندلسي قال: قرأتها بمصر على أبي بكر الأذفوي، وقرأ الأذفوي على أبي بكر أحمد بن هلال، فأسقط أيضا في هذا السند رجلا وهو أبو غانم المظفر بن أحمد بن حمدان عن ابن هلال، وأما في الاختلاف فقد ذكر ابن سوّار عنه غرائب لا نعرفها للأزرق من إمالات» .
(غاية النهاية 1/ 499) .
[3] انظر عن (عطية الله بن الحسين) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 28/ 111، 112، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 17/ 85 رقم 22، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 286 رقم 1016.
[4] هو المسند الحافظ محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي صاحب «معجم الشيوخ» .
[5] سمعه بصور.(30/114)
روى عنه: ابنه حسن، وأبو نصر الطُّرَيْثِيثيّ، وسهل بن بشرْ.
وكان ينوب في القضاء ببلده.
وكان أحد الخُطباء البُلَغاء، ذا عناية بالعلوم والَآداب [1] .
142- عليّ بْن سَعِيد بْن عليّ.
أَبُو نصر، الفقيه المعدل.
سَمِعَ: أَبَا مُحَمَّد عبد اللَّه بْن السقاء.
وتُوُفِّي بواسط في شعبان.
143- عليّ بن عُبَيْد اللَّه بن محمد [2] .
أبو الحسن الهمذانيّ الكسائيّ الصُّوفيّ، المُحدِّث بمصر.
سمع: أَحْمَد بن عبدان الشّيرازيّ الحافظ بالَأهواز ونَصْر بن أَحْمَد، وعبد الوهّاب الكِلابيّ بدمشق، وأبا الفتح محمد بن أَحْمَد النّحوي بالرَّمْلَة، ومنير بن عطيّة بقِيّْساريّة، وإسماعيل بن الحسن الضّرّاب بمصر.
روى عنه: عبد المحسن بن محمد الشّيحيّ، وسهل بن بشر الأسفرايينيّ، ومحمد بن أَحْمَد الرّازيّ.
وقد كتب عنه: عبد العزيز النّخشبيّ، وأبو نصر السَّجْزِيّ.
وتُوُفّي في جُمَادى الأولى.
144- عمر بن أَحْمَد بن محمد [3] .
أبو حفص البوصيريّ [4] المصريّ. الفقيه المالكيّ.
__________
[1] وقال أبو الفرج غيث بن علي الأرمنازي خطيب صور: «كان أحد الخطباء البلغاء والنجباء الفصحاء، اعتنى بالأدب والعلوم ومحبّة الوارد والمقيم، حسن الخلق، حلو المنطق، وكان يخلف القاضي أبا محمد عبد الله بن أبي عقيل على الحكم في قضاء صور» .
[2] انظر عن (علي بن عبيد الله) في:
مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 18/ 134 رقم 39، وسير أعلام النبلاء 17/ 652، 653 رقم 443.
[3] انظر عن (عمر بن أحمد) في:
الأنساب 2/ 334.
[4] البوصيري: بضم الباء الموحّدة بعدها الواو والصاد المهملة المكسورة بعدها الياء آخر الحروف-(30/115)
حدّث عن: قاضي أَذَنَة عليّ بن الحسين.
145- عمر بن الواعظ أبي طالب محمد بن عليّ بن عطيّة المكيّ [1] .
أبو حفص.
روى عن والده كتاب «القوت» ببغداد.
وروى عن: أبي حفص بن شاهين.
- حرف الميم-
146- محمد بن أَحْمَد بن عثمان [2] .
أبو طالب بن السّواديّ، أخو أبي القاسم الأزهري.
سمع: الحسين بن محمد بن عبيد العسكري، وابن لؤلؤ الوراق، ومحمد بن المظفر.
قال الخطيب [3] : كتبنا عنه وكان صدوقا. توفي بواسط في ذي الحجة.
وقال السلفي: سألت خميسا الحوزي عن أبي طالب بن الصيرفيّ أخي الأزهريّ فقال: سمع بإفادة أخيه، وكان يُتّهم بالرفض. نزل واسط مُدّة.
147- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرّحيم [4] .
أبو طاهر الْأصبهانيّ الكاتب.
حدَّث عن: أبي الشّيخ، وأبي بكر القبّاب، وأبي بكر بن المقرئ،
__________
[ (-) ] وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى بوصير، وهي بلدة بصعيد مصر.
[1] انظر عن (عمر بن الواعظ محمد) في:
تاريخ بغداد 1/ 275 رقم 6045، والمنتظم 8/ 159 رقم 221، (15/ 342 رقم 3315) .
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن عثمان) في، تاريخ بغداد 1/ 319 رقم 212، والمنتظم 8/ 159 رقم 222، (15/ 342 رقم 3316) ، وسؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي 48 رقم 5، والمغني في الضعفاء، 2/ رقم 5236، وميزان الاعتدال 3/ 456، والبداية والنهاية 12/ 65، ولسان الميزان 5/ 37.
[3] في تاريخه 1/ 319.
[4] انظر عن (محمد بن أحمد بن محمد الأصبهاني) في:
التقييد لابن النقطة 52، 53 رقم 27، والمعين في طبقات المحدّثين 129 رقم 1426، والإعلام بوفيات الأعلام 184، وسير أعلام النبلاء 17/ 639، 640 رقم 433، والعبر 3/ 209، ودول الإسلام 1/ 362، ومرآة الجنان 3/ 63، وشذرات الذهب 1/ 362.(30/116)
والدّارَقُطْنيّ حدَّث عنه بسُنَنِه [1] ، وأبي الفضل الزُّهريّ، وابن شاهين، وغيرهم.
وولِدَ في أوّل سنة ثلاثٍ وستّين.
قال عبد الغنيّ النّخشبيّ: سمعته يقول: أوّل ما سمعت الحديث من أبي محمد بن حيَّان في صَفر سنة ثمانٍ وستين. مات يوم الجمعة الحادي عشر من ربيع الآخر.
قال يحيى بن مَنْدَهْ: ولم يحدّث في وقته أوثق مِنْهُ وأكثر حديثًا. صاحب الكُتُب والَأُصول الصِحاح. وهو آخر من حدَّث عَن أبي الشّيخ والقَبَّاب.
قلت: روى عنه: أبو نصر الشيرازيّ، وعبد الغفّار بن محمد بن نَصْرَويْه الصوفيّ، وعبد الغفّار بن محمد بن شيرويه النَّيَسابُوريّ، وهبة اللَّه بن حسن الأَبَرْقُوهيّ، وأبو زكريّا يحيى بْن عَبْد الوهّاب بْن مَنْدَهْ، وإسماعيل بن الفضل السّرّاج، وأبو الرّجاء محمد بن أبي زيد أَحْمَد بن محمد الْجُرْجَانيّ، وأبو منصور أَحْمَد بن محمد بن إدريس الكرمانيّ، وأبو الطِّيب حبيب بن أبي مُسلِم الطُّهرانيّ، وأبو الفتح رجاء بن إبراهيم الخبَّاز، وأبو الفتح سعيد بن إبراهيم الصفَّار، وآخر من حدَّث عنه أبو بكر محمد بن عليّ بن أبي ذرّ الصّالحانيّ، عاش بعده خمسًا وثمانين سنة.
148- محمد بن إدريس بن يحيى الحَسَنيّ الأندلُسيّ [2] .
صاحب مالقة.
تُوُفّي في هذه السّنة، وولي مالقة بعده إدريس بن يحيى بن عليّ المُلقّب بالعالي.
149- محمد بن إسحاق بن مَذُّوَيْه الكوفيُّ [3] .
ثقة، جليل، فيها مات. قاله أبيّ.
__________
[1] التقييد 52.
[2] انظر عن (محمد بن إدريس) في:
تاريخ حلب للعظيميّ (طبعة زعرور) 342، (طبعة سويّم) 10.
[3] انظر عن (محمد بن إسحاق بن فدّويه) في:
تاريخ بغداد 1/ 263، وسير أعلام النبلاء 17/ 637، 638 رقم 431.(30/117)
لقبه أبو الحسن المُعدّل.
روى عن: عليّ بن عبد الرحمن البكائي، وغيره.
روى عنه: أُبَيُّ النّرسيّ، وجماعة.
قال الخطيب [1] : كان ثقة ذا وقار. قال لي الصّوريُّ: ليت كُلّ مَن كتبت عنه بالكوفة مثله.
مات في شوّال.
وسمع ابن النحّاس، ووُلِدَ سنة ستين وثلاثمائة.
150- مُحَمَّد بْن عليّ بْن الحَسَن بْن عَبْد الرّحمن العلويّ الكوفيّ [2] .
أبو عبد اللَّه، مُسْنَد الكوفة في وقته.
انتَقَى عليه الحافظ الصُّوريُّ [3] .
وحدّث عن: عليّ بن عبد الرّحمن البكّائيّ، وأبي الفضل محمد بن الحسن بن حُطَيْط الأَسَديّ، ومحمد بن زيد بن مروان، وأبي الطّيِّب محمد بن الحُسَين التَّيمُّلّيّ ومحمد بن عبد اللَّه بن المُّطّلِب الشيبانيّ، ومحمد بن عليّ بن أبي الجرَّاح، وأبي طاهر المُخلِّص، وأبي حفص الكتّانيّ، وغيرهم.
وهو من كبار شيوخ أُبَيِّ النَّرسيّ.
تُوُفّي بالكُوفَة في ربيع الأوَّل. أرَّخه أَبِي ووثَّقه، وقال: مولده في رجب سنة سبع وستّين وثلاثمائة. ما رأيت من كان يفهم فقه الحديث مثله. وكان
__________
[1] في تاريخه.
[2] انظر عن (محمد بن علي العلويّ) في:
المنتظم 8/ 8، وتاريخ إربل لابن المستوفي 1/ 187 رقم 91، و 1/ 312 رقم 9، والعبر 3/ 210، والمعين في طبقات المحدّثين 129 رقم 1427، والإعلام بوفيات الأعلام 184، وسير أعلام النبلاء 17/ 636، 637 رقم 430، وشذرات الذهب 3/ 274، والمنتخب من مخطوطات الحديث (فهرس مخطوطات الظاهرية) ص 220 رقم 1037.
[3] قمنا بتحقيق ما انتقاه الصوريّ على العلويّ بعنوان «الفوائد المنتقاة والغرائب الحسان عن الشيوخ الكوفيّين» ، وقد صدر عن (دار الكتاب العربيّ بيروت) 1407 هـ. / 1987 م.، وهو في الأصل مخطوط بالظاهرية بدمشق ضمن مجموع رقم 83، الأوراق 127- 138.
وله أيضا: «فضل الكوفة وفضل أهلها» ، وفيه كما كتب عليه بعض المحدّثين عجائب وأكاذيب.
وهو مخطوط بالظاهرية، ضمن مجموع رقم 93، الأوراق 282- 308.(30/118)
حافظًا خرَّج عليه الصُّوريّ وأفاد عنه. وكان يفتخر به.
قلت: روى عنه من شيوخ السِّلفيّ: أبو منصور أَحْمَد بن عبد اللَّه العلويّ الكوفيّ، ومحمد بن عبد الوهّاب الشُّعيريّ، وأبو الحارث عليّ بن مُحَمّد الجابريّ، وعليّ بن قطر الهَمَذانيّ، وعليّ بن عليّ بن الرّطاب، وعبد المنعم بن يحيى بن الهِقل الكوفيّون.
151- محمد بن عَليّ بن محمد بن عبد اللَّه بن بشْرَان.
أبو نصر بن العدل المُسْنِد أبي الحسين.
تُوُفّي في شعبان، وقد روى الحديث.
152- محمد بن عيسى بْن محمد [1] .
أبو عَبْد اللَّه الأُمويّ القُرْطُبيّ، المؤدّب المعمّر.
رَوَى عَنْ: أَبِي جَعْفَر بْن عَوْن اللَّه، وأبي عبد اللَّه بن مفرِّج القاضي، وأبي بكر الزُّبَيْدِيّ.
وقرأ القرآن على أبي الحسن الأنطاكيّ. وكان شيخًا صالحًا.
حدَّث عنه الخولانيّ وقال: سألته عن مولده، فذكر أنّه في النصف من جُمَادى الآخرة سنة تسعٍ وأربعين وثلاثمائة.
وقال ابن خَزْرَج: كان شيخًا فاضلًا ورِعًا من أهل القرآن. ذا حظٍّ صالح من علم الحديث، قديم العناية بطلبه. ثقة ثبت تُوُفّي في ربيع الأوّل.
قلتُ: هذا آخر من قرأ على الأنطاكيّ، وأحسبه آخر من سمع من المذكورين.
153- المهلَّب بن أبي صُفْرَة.
مرَّ سنة خمسٍ وثلاثين.
وقال أبو الوليد بن الدّبّاغ: سنة خمس وأربعين.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عيسى) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 533، 534 رقم 1166.(30/119)
154- محمد بن محمد بن علي بن الحَسَن [1] .
النّقيب الأفضل أبو تمَّام الهاشميّ الزّينبيّ، أخو طراد، وأبي نصر وأبي منصور، والحسين.
ولي نقابة الهاشميين بعد أبيه.
وروى عن: المخلّص، وعيسى بن الوزير، وغيرهما.
ولم يسمع منه إِلَّا بعض النّاس.
وتُوُفّي في الخامس والعشرين من ربيع الأول سنة خمس.
155- محمد بن الفضل بن محمد بن سعيد.
أبو الفرج القاسانيّ الْأصبهانيّ.
سمع: إبراهيم بن خُرشيد قُوَله.
روى عنه: أبو عليّ الحدّاد في مُعْجَمِهِ.
وتُوُفّي في المحرَّم.
- حرف الهاء-
156- هبة اللَّه بْن محمد [2] .
أبو رجاء الشيرازيّ.
تُوُفيّ بمصر في سلْخ صَفَر.
وقد سمع بخراسان أصحاب الأصَمّ، وببغداد أصحاب ابن البُخْتُريّ.
قال الخطيب: علَّقت عنه، وكان ثقة يفهم.
__________
[1] انظر عن (محمد بن محمد الزينبي) في:
تاريخ بغداد 3/ 337 رقم 1307، والمنتظم 8/ 159 رقم 223، (15/ 342 رقم 3317) ، والكامل في التاريخ 9/ 596، والبداية والنهاية 12/ 65.
[2] انظر عن (هبة الله بن محمد) في:
تاريخ بغداد 14/ 72 رقم 7420.(30/120)
سنة ست وأربعين وأربعمائة
- حرف الألف-
157- أَحْمَد بن أبي الربيع الأندلُسيّ البجانيّ [1] .
أبو عُمر المُقرئ.
قال ابن مدبّر: كان من أهل القراءات والَآثار.
قرأ على: أبي أَحْمَد السّامريّ وجماعة سواه.
وتصدَّر للإقراء.
وتوفّي بالمريّة سنة ستٍّ وأربعين.
158- أَحْمَد بن رشيق [2] .
أبو عُمر الثَّعْلَبيّ [3] ، مولاهم البَجَّانيّ.
قرأ القُرآن على: أَحْمَد بن أبي الحصن الحدلي.
وسمع من: المُهلّب بن أبي صُفْرة.
وجلس إلى أبي الوليد مِيقُل وشُووِرَ بالمريَّة، ونظر عليه في الفقه، وكان له حافظًا.
سمع منه: أبو إسحاق بن ورْدون.
ومن طبقته:
__________
[1] انظر عن (أحمد بن أبي ربيع) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 53 رقم 112.
[2] انظر عن (أحمد بن رشيق الثعلبي) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 53 رقم 114.
[3] في «الصلة» : «التغلبي» .(30/121)
- أَحْمَد بن رشيق.
الكاتب الأندلسيّ سيأتي تقريبًا [1] .
159- أَحْمَد بن عَليّ بن محمد بن عبد اللَّه بن حَمَش [2] .
القاضي أبو الحَسَن النَّيْسابوريّ، حفيد قاضي الحَرَمَيْن.
من بيت الحشمة والسّيادة والثّروة. ولي قضاء نَيْسابور في اختلاف العساكر التُّرْكُمانيّة. ولم يزل مُحتَرمًا مُكرَّمًا [3] .
حدَّث عن: أبي عمرو بن حمدان، وأبي أحمد الحافظ، وأبي سعيد عبد الله بن محمد الرازي، والمعافى بن زكريا، والبغاددة.
وخرج له الخشكاني [4] «الفوائد» ، وأملى سنين في داره.
وعاش اثنتين وثمانين سنة.
160- أَحْمَد بن محمد.
أبو العبَّاس الْجُرْجَانيّ الحنيفيِّ الناطفيِّ [5] .
تُوُفّي بالرّيّ.
حدَّث عن: أبي حفص بن شاهين، وأبي حفص الكتّانيّ.
161- أَحْمَد بن محمد بن الأستاذ أبي عَمْرو أحمد بن أبيّ بن أحمد [6] .
__________
[1] برقم (369) .
[2] انظر عن (أحمد بن علي النيسابورىّ) في:
المنتخب من السياق، 97، 98 رقم 214.
[3] وقال عبد الغافر الفارسيّ: «وجّه قاضي الحرمين من مكة إلى نيسابور أموالا على أيدي التجار وأكرم مورد من دخل مكة من المعارف والبلديين والأصدقاء، وأقام مدّة بالحرمين، ثم عاد إلى نيسابور. وهذا القاضي أبو الحسن ربيب تلك النعمة، المشهور بين الصدور والمشايخ. تولى عمل الأوقاف» .
[4] الخشكاني: بضم الخاء المعجمة وسكون الشين المعجمة.
[5] الناطفي: بفتح النون وكسر الطاء المهملة والفاء. هذه النسبة إلى بيع الناطف وعمله. (الأنساب 12/ 18) .
[6] انظر عن (أحمد بن محمد الفراتي) في:
تاريخ دمشق (تراجم: أحمد بن عتبة- أحمد بن محمد بن المؤمل) 7/ 176، 177 رقم 106، والمنتخب من السياق 98، 99 رقم 218، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 3/ 227 رقم-(30/122)
الرّئيس أبو الفضل الفُراتيّ الخُراسانيّ.
رئيس مُحتشم وصدر مُبَجّل، اتّصل بالتركمانيَّة وولي رئاسة نيسابور مُدَّة.
وبعد ذلك حجَّ ودخل الشّام ومصر، وطوَّف، ورُدّ إلى بغداد فأُكرِم في دار الخلافة إكرامًا لم تجرِ العادة بمثله، ولُقِّب برئيس الرّؤساء.
وعقد الْإِملاء، وكان حسن العِشرة، محبّ للصوفيّة [1] ، وله مصاهرة مع شيخ الْإِسلام أبي عثمان الصّابونيّ. ثم صاهر بيت الصّاعديّة، وجرى بسبب تعصب المذهب معه وحشة، وأخذ بسببه غيره من الأئمة، وقصد الرّئيس بما لم يقصد به أحد قبله مثله. وصار حديثًا وسمرًا، وكلّ ذلك من تعنتٍ واستهزاءٍ وقِلّة مُبالاة كانت غالبةً عليه، واستبدادٍ برأيٍ غير مُصيب.
حدَّث عن: جدِّه، وأبي يَعْلَى بن حمزة المُهلّبيّ، وعبد اللَّه بن يوسف الْأصبهانيّ، وطبقتهم. وابن مَحْمِش، والسُّلميّ.
روى عنه: أبو القاسم عليّ بن محمد المصّيصيّ، وأبو الفتح نصر المقدسيّ، وعليّ بن محمد بن شُجاع، وأبو طاهر الحِنَّائيّ، وأبو الحسن بن المَوَازينيّ، وعبد اللَّه بن الحسن بن هلال الدّمشقيّون، وأبو سعْد عبد اللَّه بن القُشيْريّ، وإسماعيل بن عبد الغافر.
وتُوُفّي في شَعْبَان قبل وصوله إلى بيته [2] . وهو من أهل أُسْتُوا [3] .
162- إبراهيم بن الحسن بن إسحاق الصّوّاف المصريّ.
أبو إسحاق.
توفّي في المحرّم.
__________
[ (- 275،) ] وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 449، 450، وتذكرة الحفاظ 3/ 1124.
[1] تاريخ دمشق 7/ 177.
[2] المنتخب من السياق 99 وفيه: «ولم يكن في علوّ الإسناد بذلك ولكنّ حشمة الرئاسة نوّهت بدرجته في الحديث» .
[3] أستوا: بضم أوله وسكون السين المهملة، وضم التاء المثنّاة من فوقها، ناحية من نواحي نيسابور.(30/123)
163- إبراهيم بن محمد بن عمر [1] .
أبو طاهر العَلَويّ.
سمع: محمد بن عبد اللَّه الشّيبَانيّ.
روى عنه: الخطيب البغداديّ.
وعاش سبعًا وسبعين سنة.
- حرف الحاء-
164- الحسن بن عليّ بن إبراهيم بن يَزْداد بن هُرْمز [2] .
الَأستاذ أبو عليّ الأهوازيّ المُقرئ، نزيل دمشق.
قدِمها في سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة، وسكنها، وكان مولده في أوّل سنة اثنتين وستّين وثلاثمائة.
عني بالقراءات، ورحل فيها، ولقي الكبار.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن محمد العلويّ) في:
تاريخ بغداد 6/ 174 رقم 3229، والمنتظم 8/ 161 رقم 224، (15/ 345 رقم 3318) .
[2] انظر عن (الحسن بن علي الأهوازي) في:
من حديث خيثمة الأطرابلسي 189، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 3/ 40 و 531 و 22/ 672 و 28/ 112، وتبيين كذب المفتري 364، ومرآة الزمان لسبط ابن الجوزي (مخطوط) ج 11 ق 2/ 211، وأخبار الحمقى والمغفّلين لابن الجوزي 86، وفهرسة ما رواه عن شيوخه لابن خير الإشبيلي 37، 38، ومعجم الأدباء 3/ 152، وبغية الطلب لابن العديم (مخطوط) 2/ 28، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 6/ 351، 352 رقم 230، ودول الإسلام 1/ 262، ومعرفة القراء الكبار 1/ 402- 405 رقم 343، والمعين في طبقات المحدّثين 129 رقم 1428، والإعلام بوفيات الأعلام 185، وسير أعلام النبلاء 18/ 13- 18 رقم 11، والعبر 3/ 210، 211، والمغني في الضعفاء 1/ 162 رقم 1532، وميزان الاعتدال 1/ 512، ومرآة الجنان 3/ 63، وغاية النهاية 1/ 220- 222 رقم 1006، والكشف الحثيث 138 رقم 221، ولسان الميزان 2/ 237- 240، والنجوم الزاهرة 5/ 56، والتحفة اللطيفة للسخاوي 1/ 477، 478، وشذرات الذهب 3/ 274، وكشف الظنون 1/ 140، 211 و 2/ 1303، والأعلام 2/ 245، وهدية العارفين 1/ 275، وديوان الإسلام 1/ 156 رقم 227، ومعجم المؤلفين 3/ 247، وفهرست الحديث بالظاهرية 179، ودائرة المعارف للأعلمي 16/ 72، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 194، 295، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 110- 113 رقم 429.(30/124)
وقرأ للدُّوريّ على أبي الحسن عليّ بن حسين بن عثمان الغَضَائريّ، عن القاسم بن زكريّا، عنه.
وقرأ لحفص، على الغَضَائريّ، عن ابن سهل الأُشْنَانيّ، عن عُبَيدٍ، عنه.
وقرأ للّيث صاحب الكسائيّ، على أبي الفرج الشَّنْبُوذيّ.
وقرأ لَأبي بكر، على أبي حفص الكتّانيّ، عن ابن مجاهد.
وقرأ للبزّيّ بالَأهواز على أبي عُبَيْد اللَّه محمد بن محمد بن فيروز صاحب الحسين بن الْجُباب.
وقرأ لِوِرْش على أبي بكر محمد بن عُبَيْد اللَّه بن القاسم الخِرقيّ.
وقرأ على جماعة كثيرة يطول ذكرهم بالشّام، والعراق، والَأهواز.
وصنّف «الموجز» «والوجيز» و «الإيجاز» ، وغير ذَلِكَ في القراءات. ورحل إليه القُّراء لِعُلُوِّ سنده وإتقانه.
قرأ عليه: أبو عليّ غلام الهرّاس، وأبو القاسم الهُذَليّ، وأبو بكر أَحْمَد بن عمر بن أبي الأشعث السَّمَرْقَنْديّ، وأبو نَصْر أَحْمَد بن عليّ بن محمد الزّينبيّ البغداديّ، وأبو الحسَن عليّ بن أَحْمَد الأبهريّ المصّيصيّ الضّرير، وأبو الوحش سُبيْع بن المُسلِم، وأبو بكر محمد بن المُفرِّج البَطَلْيُوسيّ، وأبو بكر عَتِيق بن محمد الرّدائيّ، ومؤلّف «المفتاح» أبو القاسم عبد الوهّاب بن محمد القُرْطُبيّ.
وقد روى الحديث عن: نصر بن أَحْمَد بن الخليل المرْجئ، وعبد الوهّاب بن محمد الطّلْحيّ، وأبي حفص الكتّانيّ، وهبة اللَّه بن موسى الموصِليّ، والمعافى بن زكريّا النهروانيّ، وعبد الوهّاب بن الحسن الكِلابيّ، وتمَّام بن محمد الرّازيّ [1] ، وأبي مسلم محمد بن أَحْمَد الكاتب، وخلق يطول ذكرهم [2] .
__________
[1] الروض البسّام 2/ 49 رقم 5.
[2] ومنهم: أحمد بن علي بن أبي السند الأطرابلسي، وأبو الحسن علي بن عبيد الله بن قدامة الملطي المؤدّب بطرابلس، وأبو نصر أحمد بن يوسف بن عبد الله الشعراني العرقي الأديب بطرابلس في شهر ربيع الأول من سنة 391 هـ، وعمر بْن دَاوُد بْن سلمون أَبُو حفص الْأنْطَرَطُوسي الطرابلسي-(30/125)
وله تواليف في الحديث.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو سعد السّمّان، وعبد الرّحيم البخاريّ، وعبد العزيز الكتّاني، والفقيه نصر بن إبراهيم المقدسيّ، وأبو ظاهر محمد بن الحسين الحنّانيّ، وأبو القاسم النّسيب.
ووثّقه النّسيب.
ولكن من غُلاة السُّنّة. صنَّف كتابًا في الصفات [1] ، وروى فيه الموضوعات ولم يضعِّفْها، فما كأنّهُ عرف بوضعها، فتكلّم فيه الأشاعرة لذلك، ولَأنه كان ينال من أبي الحسن الأشعريّ.
قال أبو القاسم بن عساكر [2] : كان مذهبه مذهب السّالمية، يقول بالظّاهر ويتمسّك بالَأحاديث الضّعيفة التي تُقوّي له رأيه.
سألتُ [3] شيخنا ابن تيميّة عن مذهب السّالمية فقال: هم قومٌ من أهل السّنّة في الجملة من أصحاب أبي الحسن بن سالم، أحد مشايخ البصرة وعُبَّادها، وهو أبو الحسن أَحْمَد بن محمد بن سالم من أصحاب سهل بن عبد اللَّه التَّسَتُّريّ، خالفوا في مسائلٍ فَبُدِّعُوا.
ثم قال ابن عساكر [4] : سمعت أبا الحسن عليّ بن أَحْمَد بن منصور، يعني أبي قُبَيْس، يحكي عن أبيه قال: لمّا ظهر من أبي عليّ الأهوازيّ الْإِكثار من الروايات في القراءات اتُّهِم في ذلك، فسار رشأ بْن نظيف، وأبو القاسم بْن الفُرات، ووصلوا إلى بغداد.
__________
[ (-) ] المتوفى سنة 390 هـ، وأبو القاسم حمزة بن عبد الله بن الحسين بن أبي بكر بن عبد الله الأطرابلسي، وأبو شجاع فاتك بن عبد الله المزاحمي في صور، وأبو الحسين عطيّة الله بن عطاء بن محمد بن أبي غياث القاضي الصيداوي. (انظر: موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي- تأليفنا- ج 2/ 110- 113) .
[1] هو كتاب: «البيان في شرح عقود أهل الإيمان» . (تبيين كذب المفتري 369) .
[2] في «تاريخ دمشق» 10/ 29.
[3] أي المؤلّف- رحمه الله-.
[4] في «تاريخ دمشق» 10/ 29.(30/126)
وقرءوا على الشّيوخ الّذين روى عنهم الأهوازيّ، وجاءوا بالْإِجازات، فمضى الأهوازيّ إليهم وسألهم أن يروه تلك الخطوط، فأخذها وغيّر أسماء مَن سمّى ليستُر دعواه، فعادت عليه بَرَكَة القرآن فلم يفتضح. فحدّثني والدي أبو العبّاس قال: عُوتِبَ، أو قال عاتبتُ، أبا طاهر الواسطيّ في القراءة على الأهوازيّ، فقال: أقرأ عليه للعِلم ولا أُصدّقه في حرفٍ واحد.
وقال ابن عساكر في «تبيين كذِب المفتري» [1] : لَا يستبعدنّ جاهلٌ كذِبَ الأهوازيّ فيما أورده من تلك الحكايات، فقد كان من أكذب النّاس فيما يدّعي من الرّوايات في القراءات.
وقال أبو طاهر محمد بن الحسن المِلَحيّ: كنت عند رشأ بن نظيف في داره عَلَى باب الجامع وله طاقة إلى الطريق، فاطّلَع منها وقال: قد عَبَرَ رجل كذَّاب. فاطَّلعت فوجدته الأهوازيّ [2] .
وقال الحافظ عبد اللَّه بن أَحْمَد بن السَّمَرْقَنْديّ: قال لنا الحافظ أبو بكر الخطيب: أبو عليّ الأهوازيّ كذّاب في الحديث والقراءات جميعًا [3] .
وقال الكتّانيّ: اجتمعت بالحافظ هبة اللَّه بن الحسن الطّبريّ ببغداد، فسألني عن عمّن بدمشق من أهل العلم، فذكرت له جماعة منهم أبو عليّ الأهوازيّ فقال: لو سَلِمَ من الرّوايات في القراءات [4] .
قلت: أمّا القراءات فتلقّوا ما رواه من القراءة وصدّقوه في اللّقاء. وكان مقرئ أهل الشّام بلا مدافعة معرفة وضبطا وعلوّ إسناد.
قال أبو عمرو الدّانيّ: أخذ أبو عليِّ القراءة عَرْضًا وسماعًا عن جماعة من أصحاب ابن مجاهد وابن شَنَبوذ. وكان واسع الرِّواية كثير الطُّرق حافظًا ضابطا. أقرأ النّاس بدمشق دهرا.
__________
[1] ص 415.
[2] تبيين كذب المفتري 416.
[3] تبيين كذب المفتري 416.
[4] تبيين كذب المفتري 368.(30/127)
قلت: وقد زعم أنّ شيخه الغَضَائريّ قرأ القرآن على أبي محمد عبد اللَّه بن هاشم الزّعفرانيّ، عند قراءته على خَلَف بن هشام البزَّار، ودَحَيْم الدِّمشقيّ، وأن شيخه العِجْليّ قرأ على الخَضر بن الهيثم الطّوسيّ سنة عشر وثلاثمائة، عن عمر بن شبَّة. وفي النَّفس شيء من قرب هذه الأسانيد. ويكفي من ضعفها أن رواتها مجاهيل.
وذكر أن الغَضَائريّ قرأ على المطِّرز، عن قراءته على أبي حمدون الطِّيّب بن إسماعيل، وهذا قول مُنكَر.
قال ابن عساكر في حديث هو موضوع رواه الخطيب، عن أبي عليِّ الأهوازيّ: هو مُتَّهَم.
قلتُ: رَوَاهُ الأَهْوَازِيُّ فِي الصِّفَاتِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ الأَطْرَابُلُسِيِّ، عَنِ الْقَاضِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ غَالِبٍ، عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ الْبَغَوِيِّ، عَنْ هُدْبَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ وَكِيعِ بْنِ عُدُسٍ، عَنْ أَبِي زِرٍّ، عَنْ لَقِيطِ بْنِ عَامِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رَأَيْتُ رَبِّي بِمِنًى عَلَى جَمَلٍ أَوْرَقَ عَلَيْهِ جُبَّةٌ. هَذَا كَذِبٌ عَلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ. وَقَدِ اتَّهَمَ ابْنُ عَسَاكِرَ أَبَا عَلِيٍّ الأَهْوَازِيَّ كَمَا تَرَى. وَهُوَ عِنْدِي آثِمٌ ظَالِمٌ لِرِوَايَتِهِ مِثْلُ هَذَا الْبَاطِلِ، وَلِرِوَايَتِهِ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ: نا جَدِّي لِأُمِّي الْحَسَنُ بْنُ سَعِيدٍ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ التَّسَتُّريُّ، نا حَمَّادُ بْنُ دَلِيلٍ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَلَى أَبِي أُمَامَةَ رَفَعَهُ:
إِذَا كَانَ عِشِيَّةَ عَرَفَةَ هَبَطَ اللَّهُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا وَيَكُونُ إِمَامَهُمْ إِلَى الْمَزْدَلِفَةِ، وَلا يَعْرُجُ إِلَى السَّمَاءِ، تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَإِذَا أَسْفَرَ غَفَرَ لَهُمْ حَتَّى الْمَظَالِمِ. ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَى السَّمَاءِ.
وَأَطِمَ مَا للأَهْوَازِيِّ فِي كِتَابِ «الصِّفَاتِ» لَهُ حَدِيثٌ: إِنَّ اللَّه لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْلُقَ نَفْسَهُ خَلَقَ الْخَيْلَ فَأَجْرَاهَا حَتَّى عَرِقَتْ، ثُمَّ خَلَقَ نَفْسَهُ مِنْ ذَلِكَ العرق.
وهذا خبر مقطوع بوضعه، لعن الله واضعه ومعتقده مع أنّه شيء مستحيل في العقول بالبديهة.(30/128)
قال ابن عساكر: [1] قرأت بخطِّ الأهوازيّ قال: رأيت رب العزّة في النّوم وأنا بالَأهواز، وكأنّه يوم القيامة فقال لي: بقي علينا شيء اذهب.
فمضيت في ضوء أشدّ بياضًا من الشّمس وأَنْوَر من القمر، حتى انتهيت إلى طاقة أمام بيتٍ، فلم أزل أمشي عليه ثمّ انتبهت.
قال ابن عساكر [2] : وأنبأنا أبو الفضائل الحَسَن بن الحَسَن الكِلابيّ قال:
حدَّثني أخي عليِّ بن الخِضر العثمانيّ قال: أبو عليِّ الأهوازيِّ تكلّموا فيه، وظهر له تصانيف زعموا أنّهُ كذب فيها.
وَأَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْحِنَّائِيُّ، أنا الأَهْوَازِيُّ، نا أَبُو حَفْصِ بْنِ سَلَمُونٍ [3] ، ثنا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، نا أَحْمَدُ بْنُ محمد بن يوسف الأصبهانيّ، ثنا شعيب بن بَيَانٍ الصَّفَّارِ، نا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمْعَةِ يَنْزِلُ اللَّهُ فِي قِبْلَةِ كُلِّ مُؤْمِنٍ مُقبِلا عَلَيْهِ، فَإِذَا سَلَّمَ الإِمَامُ صَعَدَ إِلَى السَّمَاءِ» . وَبِهِ إِلَى عَمْرِو بْنِ سَلَمُونٍ، بِإِسْنَادٍ ذَكَرَهُ، عَنْ أَسْمَاءَ، مَرْفُوعًا: رَأَيْتُ رَبِّي بِعَرَفَاتٍ عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ عَلَيْهِ إِزَارٌ.
وَهَذَانِ وَاللَّهِ مَوْضُوعَانِ. وَحَدُّ السُّوفِسْطَائِيِّ أَنْ يُشَكَّ فِي وَضْعِ هَذِهِ الأَحَادِيثِ.
قال الكتّانيّ: وكان الأهوازيّ مُكثرًا من الحديث، وصنَّف الكثير في القراءات، وكان حسن التّصنيف. وفي أسانيد القراءات لهُ غرائب يُذكَر أنّهُ أخذها روايةً وتلاوةً. وتُوُفِّي في ذي الحجّة.
وزاد غيره: في رابع ذي الحجّة.
وقد وهّاه ابن خيرون، ورماه ابن عساكر بالكذِب غير مرّة في كتابه «تبيين
__________
[1] في «تاريخ دمشق» 10/ 30.
[2] في «تاريخ دمشق» 10/ 30.
[3] هو أبو حفص عمر بن داود بن سلمون الطرابلسي.(30/129)
كذِب المُفتري» ، وقال: رماه اللَّه بالدَّاء الأكبر.
165- الحسين بن جعفر [1] .
أبو عبد اللَّه السَّلمَاسيّ [2] ، ثُمّ البغداديّ.
سمع: عليّ بن محمد بن أَحْمَد بن كَيْسان، وأبا سعيد الحُرفيّ، وعليّ بن لؤلؤ، وجماعة.
قال الخطيب [3] : كتبنا عنه، وكان ثِقةً أمينًا كثير البرّ والخير.
قلت: أخذ السِّلَفيّ عن أصحابه.
- حرف الخاء-
166- الخليل بن عبد اللَّه بن أَحْمَد [4] .
أبو يَعْلَى الخليليّ القزوينيّ الحافظ.
مُصنِّف «الْإِرشاد في معرفة المحدثين» .
كان ثقةً حافظًا عارفًا بالعِلل والرِّجال، عالي الإسناد [5] .
__________
[1] انظر عن (الحسين بن جعفر) في:
تاريخ بغداد 8/ 29 رقم 4078، والأنساب 7/ 107، 108، والمنتظم 8/ 161، 162 رقم 225، (15/ 345، 346 رقم 3319) ، والبداية والنهاية 12/ 65.
[2] السلماسي: بفتح السين المهملة واللام والميم، وبعدها الألف، وفي آخرها سين أخرى مهملة.
هذه النسبة إلى سلماس، وهي من بلاد أذربيجان على مرحلة من خويّ. (الأنساب 7/ 107) .
[3] في تاريخه، وعبارته فيه:
«كتبنا عنه، وكان ثقة، أمينا، مشهورا باصطناع البر، وفعل الخير، وافتقاد الفقراء، وكثرة الصدقة، وكان قد أريد للشهادة فامتنع من ذلك، ومات في جمادى الأولى سنة ست وأربعين وأربعمائة. وكنت إذ ذاك بالشام راجعا من الحج» .
[4] انظر عن (الخليل بن عبد الله) في:
الإكمال لابن ماكولا 3/ 174، والتدوين في أخبار قزوين 2/ 501- 504، واللباب 1/ 458، والتقييد لابن النقطة 262، والعبر 3/ 211، ودول الإسلام 1/ 262، والمعين في طبقات المحدّثين 129 رقم 1429، وسير أعلام النبلاء 17/ 666- 668 رقم 458، والإعلام بوفيات الأعلام 185، ومرآة الجنان 3/ 63، وطبقات الحفاظ 431، وتاريخ الخلفاء 423، وكشف الظنون 70، وشذرات الذهب 3/ 275، وهدية العارفين 1/ 350، 351، والرسالة المستطرفة 97، ومعجم المؤلفين 4/ 121، ومعجم طبقات الحفاظ 84 رقم 973، وتاريخ الأدب العربيّ 6/ 228.
[5] وقال شيرويه: «كان حافظا فهما ذكيا، فريد عصره في الفهم والذكاء» . (التقييد 262) .(30/130)
سمع من: عليّ بن يزيد بن أَحْمَد بن صالح القزوينيّ المقرئ، ومحمد بن إسحاق الكَيْسَاني، ومحمد بن سليمان بن يزيد الفاميّ، والقاسم بن علْقَمة، وجدُّه محمد بن عليِّ بن عمر، وعليّ بن عمر القصّار، وأبي حفص عمر بن إبراهيم الكتّانيّ، ومحمّد بن الحسن بن الفتح الصفّار، ومحمد بن أَحْمَد بن ميمون الكاتب، وأبي الحسين أَحْمَد بن محمد النّيسابُوريّ. الخفّاف، وأبي بكر محمد بن أَحْمَد بن عبدوس المزكّي، وأبي عبد اللَّه الحاكم.
وسأل الحاكم عن أشياء من العِلَل.
وروى بالإجازة عن: أبي بكر بن المقرئ الْأصبهانيّ، وعن: أبي حفص بن شاهين.
روى عنه: أبو بكر بن لال مع تقدمه وهو من شيوخه، وولده أبو زيد واقد بن الخليل، وإسماعيل بن عبد الجبّار بن ماك.
مات رحمه اللَّه في آخر العام [1] .
__________
[1] قال الرافعي القزويني: « ... أبو يعلى القزويني الحافظ إمام مشهور كثير الجمع والرواية والتأليف وصنّف كتاب «الإرشاد» و «تاريخ قزوين وفضائلها» و «معجم شيوخه» ، وكان حافظا بطرق الحديث، معتنيا بجمعها، عارفا بالرجال، ذكره الأمير أبو نصر ابن ماكولا في «الإكمال» فقال: حافظ جليل، كان يحدّث كثيرا من حفظه، سمع أصحاب البغوي وغيرهم، وكتب إليّ بالإجازة، وروى أبو بكر الخطيب في «تاريخ بغداد» عنه بالإجازة» .
قال الكيا شيرويه في «تاريخ همدان» : كان الخليل حافظا فريد عصره في الفهم، والّذي روى عنه الإمام أبو بكر بن لال حكاية في «معجم شيوخه» ، وسمع هو من ابن لال الكثير. وقال الخليل في الإرشاد» عند ذكر الحاكم أبي عبد الله الحافظ: سألني الحاكم في اليوم الثاني من دخولي عليه وكان يقرأ عليه في فوائد العراقيين: سفيان الثوري، عن أبي سلمة، عن الزهري، عن سهل بن سعد، حديث الاستيذان، فقال لي: من أبو سلمة هذا؟ فقلت في الوقت: قد أمهلتك أسبوعا حتى تتفكر منه، فمن الليلة تفكّرت في أصحاب الزهري، فلما انتهيت إلى أهل الجزيرة من أصحابه تذكّرت محمد بن أبي حفصة وكنيته أبو سلمة، ولما أصبحت حضرت مجلسه ولم أذكر شيئا وقرأت عليه مما انتخبت قريبا من مائة حديث، فقال لي: هل تفكرت فيما جرى؟
فقلت: نعم، هو محمد بن أبي حفصة، فتعجّب، وقال: لعلّك نظرت في حديث سفيان لأبي عمرو البحيري، فقلت: والله ما رأيته فتحيّر وأثنى عليّ.
وفي «معجم شيوخه» ما يطلع على كثرة شيوخه. (التدوين 2/ 501، 502) .(30/131)
167- عبد اللَّه بن الحسين بن عثمان الهَمدانيّ الخبّاز [1] .
روى عن: الدَّارقُطْنيّ.
روى عنه: أبو الغنائم النّرْسِيّ [2] .
168- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن أحمد بْن عَبْد اللَّه بن محمد بن النعمان بن عبد السّلام الْأصبهانيّ [3] .
أبو محمد اللبان.
قال الخطيب [4] : كان أحد أوعية العلم. سمع: أبا بكر بن المقرئ، وإبراهيم بن خرشيد قوله، وأبا طاهر المخلّص، وأحمد بن فِراس العبْقسيّ.
وكان ثِقةً، صحِب القاضي أبا بكْر بن الباقِلّانيّ ودرس عليه الأُصُول.
ودرس الفقه على أبي حامد الأسفرائينيّ.
وقرأ بالروايات، وولي قضاء إيْذَج [5] . ولهُ مُصنّفات كثيرة. وكان من أحسن النّاس تلاوةً.
كتبنا عنه، وكان وجيز العبارة في المُناظرة مع تديُّن وعِبَادةُ وورع بيّن وحسن خلق وتقشّف ظاهر.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن الحسين) في:
تاريخ بغداد 9/ 444 رقم 507.
[2] قال الخطيب: كتبت عنه وكان صدوقا.
[3] انظر عن (عبد الله بن محمد الأصبهاني) في:
تاريخ بغداد 10/ 144، 145، رقم 5290، والأنساب (مادّة: اللّبّان) ، وتبيين كذب المفتري 261، 262، والمنتظم 8/ 162، رقم 226 (15/ 346 رقم 3320) ، واللباب 3/ 927، والكامل في التاريخ 9/ 604 وفيه كنيته: أبو عبد الله، والعبر 3/ 211، وسير أعلام النبلاء 17/ 653، 654 رقم 444، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 207، 208، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 90، 91 رقم 76، والوافي بالوفيات 17/ 503 رقم 433، والبداية والنهاية 12/ 66، وغاية النهاية 1/ 449، والنجوم الزاهرة 5/ 38، وكشف الظنون 931، وشذرات الذهب 3/ 274، وهدية العارفين 1/ 451، 452.
[4] في تاريخه.
[5] إيذج: بكسر الألف وسكون الياء المثنّاة من تحتها، وفتح الذال المعجمة. كورة وبلد بين خوزستان وأصبهان، وهي أجلّ مدن هذه الكورة. (معجم البلدان 1/ 288) .(30/132)
أدرك رمضان سنة سبع وعشرين وأربعمائة ببغداد، فصلَّى بالنّاس التّراويح في جميع الشّهر، فكان إذا فَرَغَها لا يزال يُصلّي في المسجد إلى الفجر، فإذا صلَّى درَّس أصحابه.
وسمعته يقول: لم أضع جنبي للنّوم في هذا الشّهر ليلًا ولا نهارًا. وكان ورده لنفسه سبعًا مُرَتّلًا.
قال ابن عساكر [1] : سمعت ببغداد من يحكي أن أبا يَعْلَى بن الفرّاء، وأبا محمد التميميّ شيخَيِ الحنابلة كانا يقرءان على أبي محمد بن اللّبّان في الأصول سِرًّا، فاجتمعا يومًا في دِهليزه فقال أحدهما لصاحبه: ما جاء بك؟ قال:
الّذي جاء بك. وقال: أكتُم عليّ، وأكتُم عليك.
ثُمّ اتفقا على أن لَا يعودا إليه خوفًا أن يطّلع عوامّهم عليهما.
وقال الخطيب [2] : سمعته يقول: حفظت القرآن ولي خمس سِنين، وأحضرت مجلس أبي بكر بن المقرئ ولي أربع سِنين، فتحدّثوا في سماعي، فقال ابن المقرئ: اقرأ و «المرسلات» . فقرأتها ولم أغلط فيها. فقال: سمِّعوا لهُ والعهدة عليَّ.
قال الخطيب: [3] ولم أرَ أجود ولا أحسن قِراءةً منه.
قلت: روى عنه أبو عليّ الحدَّاد. وقرأ عليه بالرّوايات غَيْرُ واحد.
ومات بأصبهان في جُمادى الآخرة.
169- عبد الرحمن بن الحسن بن سعيد [4] .
أبو القاسم الخزرجيّ القرطبيّ.
__________
[1] في تبيين كذب المفتري 261.
[2] في: تاريخ بغداد 10/ 144.
[3] في تاريخه.
[4] انظر عن (عبد الرحمن بن الحسن) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 333، 334، وبغية الملتمس للضبيّ 362، ومعرفة القراء الكبار 1/ 410، 411 رقم 347، وتذكرة الحفاظ 3/ 1124، 1125، وغاية النهاية 1/ 367 رقم 1561.(30/133)
رحل إلى المشرِق في جُمادى الأولى سنة ثمانين وثلاثمائة، فحجّ أربع حجج.
قال أبو عليّ الغسّانيّ: سمعته غير مرّة يقول: من شيوخي في القرآن: أبو أَحْمَد السَّامريّ، وأبو الطِّيّب بن غَلْبُون، وأبو بكر محمد بن عليّ الأُدْفُويّ.
ومن شيوخه في الحديث: أبو بكر المهندس، والحسن بن إسماعيل الضّرّاب، وأبو مسلم الكاتب.
قال: لقيتُ كُلَّ هؤلاء بمصر.
ولقيَ بالقيروان: أبا محمد بن أبي زيد.
وقرأ بالَأندلُس على: أبي الحسن الأنطاكيّ.
وأقرأ النّاس في مسجِدِهِ بَقُرْطُبَةِ زمانًا. ثُمّ نقله يونس بن عبد اللَّه القاضي إلى الجامع، فواظب على الْإِقراء، وأمَّ في الفريضة إلى أن تُوُفّي لستٍّ بقين في المُحرّم فجأة.
وقال أبو عمر بن مهديّ: كان من أهل العلم بالقراءات، حافظًا للخُلْف بين القرّاء، مُجَوِّدًا للقُرآن، بصيرا بالنحو، مع الحجّ والخير والأحوال المُستحسَنَة.
أُجلِس للإقراء بجامع قُرْطُبة.
170- عبد الّرحمن بن عبد الوهّاب بن محمد بن حُمَيْد الدّمشقيّ.
حدّث عن: عبد الوهّاب الكِلابيّ، وتمّام [1] .
روى عنه: نجا بن أَحْمَد.
171- عبد الرحمن بن مَسْلَمة بن عبد الملك بن الوليد [2] .
أبو المطرّف القرشيّ المالقيّ.
__________
[1] لم يذكر السيد الفهيد الدوسري صاحب الترجمة بين تلاميذ «تمّام» في «الروض البسّام» . انظر المقدّمة- ج 1/ 49.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن مسلمة) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 334، 335 رقم 711.(30/134)
سكن إشبيليّة.
كان مُقَدَّمًا في الفهم، بصيرًا بالعلوم الكبيرة قرآنٍ وأصول وحديثٍ وفِقه وعربيّة. قد أخذ من كلِّ عِلمٍ بحظٍّ وافِر.
أخذ عن: أبي محمد الأصيلي، وعباس بن أصبغ، وخَلَف بن قاسم، وجماعة.
تُوُفّي في شوَّال، وكان مولده سنة تسعٍ وستّين.
172- عبد السّلام بن الحسين بن بكّار.
أبو القاسم البغداديّ.
حدَّث عن: عيسى بن الوزير.
وعنه: أبو عليّ البَرَدَانيّ.
173- عليّ بن الفضل بن أَحْمَد بن محمد بن الفُرات [1] .
أبو القاسم الدّمشقيّ المقرئ. إمام جامع دِمشق.
سمع: عبد الوهّاب الكلابي، والحسن بن عبد الله بن سعيد البَعَلْبَكيّ.
ورحل إلى بغداد فقرأ بها القراءات.
وسمع من: أبي عمر بن مهديّ.
وبالكوفة من: القاضي محمد بن عبد اللَّه الْجُعْفيّ.
وبمصر من: عبد الجبّار بن أَحْمَد الطَّرَسُوسيّ.
روى عنه: ابنه أبو الفضل، وأبو بكر الخطيب، وعبد المنعم بن الغمر، ومحمد بن الموازينيّ، وأبو القاسم النّسيب، وأبو طاهر الحِنّائيّ، وأبو الحسن بن المَوَازِينيّ.
ووثّقه النسيب.
تُوُفّي في رجب. ويقال في شعبان.
__________
[1] انظر عن (علي بن الفضل) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 29/ 317، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 18/ 146 رقم 50.(30/135)
174- عليّ بن ميمون بن حمْدان الأَسَديّ المؤذّن.
كوفيّ.
روى عن: ابن غزال.
روى عنه: أُبيُّ النُّرسيّ.
175- عمر بن محمد بن أَحْمَد بن جعفر [1] .
أبو عبد الرحمن البَحيريّ النّيسابوريّ المُزكّيّ.
شيخ من كبار العُدُول، ومن بيت الحديث والرّواية.
سمع من: جدّه، وأبيه، وأبي الحسن الحجّاجيّ، وأبي عمرو بن حمدان، وزاهر السَّرْخَسيّ، وأبي طاهر بن خُزَيمة.
وحدَّث سنين، وأملى مُدّةً في الجامع.
قال أبو صالح المُؤذِن: خلط في سماعه في آخر عمره، وتُوُفّي في ربيع الأوّل [2] .
176- عُمَر بن محمد بن قزعة المؤدّب [3] .
بغداديّ، يعرف بابن الدِّلْو.
روى عن: أبي عمر بن حَيَّوَيْهِ.
روى عنه: أبو بكر بن الخاضبة، وغيره.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقا.
- حرف القاف-
177- القاسم بن إبراهيم بن قاسم بن يزيد الأنصاريّ [4]
__________
[1] انظر عن (عمر بن محمد) في:
المنتخب من السياق 401، 402 رقم 1364، ولسان الميزان 4/ 326.
[2] المنتخب من السياق 402.
[3] انظر عن (عمر بن محمد) في.
تاريخ بغداد 11/ 275، 276 رقم 6046.
[4] انظر عن (القاسم بن إبراهيم) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 469، 470 رقم 1015، ومعجم المؤلفين 8/ 92.(30/136)
من ولد الأمير عبد الله بن رواحة صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَبُو محمد القُرْطُبيّ المعروف بابن الصّابونيّ. نزيل إشبيليّة روى عن: أَحْمَد بن فتح الرّسّان، وسعيد بن سَلَمَة، ومخلد بن عبد الرّحمن، وابن الجسور، ويونس بن عبد اللَّه.
وقال ابن خَزْرَج: كان من أهل العِلم بالقراءات والحديث. ذا حظٍّ وافر من الفقه والَأدب، صدوقًا [1] تُوُفّي بمدينة لَبْلَة. وكان خطيبها وقاضيها في شعبان. ووُلِد سنة ثلاثٍ وثمانين.
- حرف الميم-
178- محمد بن الحسن بن زيد بن حمزة.
أبو الحسن اليَشْكُريّ الكُوفيّ.
حدَّث عن: عليّ البكّائيّ، وأبي زُرعة أَحْمَد بن الحُسين الرّازيّ.
قال أُبَيّ النَّرْسيُّ: سماعه صحيح. سمعته يقول: وُلِدتُ سنة 352.
179- محمد بن عبد الرحمن [2] أبو الفضل النَّيْسَابُوريّ الحُرَيْضِيّ [3] ، تصغير الحُرْضيّ، يعني الأُشْنَانيّ.
حدَّث ببغداد عن: أبي الحسين الخفّاف، والعَلَويّ، وابن فُوَرك.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقا.
توفّي بهمذان.
__________
[1] وقال الخولانيّ: «كان من أهل القرآن والعلم والطلب للحديث، مع الفهم والتقدّم في ذلك والعناية بهذا الفنّ قديما وحديثا، حسن الخطّ والأدوات، يشبه النقّاد، وله تواليف حسان في الزهد منها: كتاب الخمول والتواضع، وكتاب اختيار الجليس والصاحب، وفضل العلم، وفضل الأذان، وفضائل عاشوراء، وكتاب في المناولة، والإجازة في نقل الحديث، إلى غير ذلك من تواليفه» .
[2] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن) في:
تاريخ بغداد 2/ 324 رقم 814، والأنساب 4/ 124، 125.
[3] الحريضيّ: بضم الحاء المهملة وفتح الراء وسكون الياء وآخر الحروف وفي آخرها الضاد المعجمة، هذه النسبة إلى الحرض.(30/137)
180- محمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم [1] .
أبو الحسين بْن أبي محمد بن أبي نصر التميميّ الدّمشقيّ المعدّل.
سمع: أباه، وأبا بكر المَيَانِجِيّ، وأبا سليمان بن زَبْر، وهو آخر من حدَّث عنهما [2] .
وروى عنه: سهل بن بِشْر، وموسى الصِّقليّ، وأبو القاسم النّسيب، وأبو الحسن بن المَوَازينيّ، وأبو طاهر الحِنَّائيّ [3] .
وكانت له جنازة عظيمة، غُلِق له البلد، وحضره النّائب.
تُوُفّي في رجب [4] .
181- محمد بْن عليّ بن إبراهيم [5] .
أبو طالب البيضاويّ [6] .
تُوُفّي في رمضان. وكان مكثرّا.
سمع: أبا الحسين بن المظفّر، وابن حَيَّوَيْهِ.
روى عنه: الخطيب، وأثنى عليه، وعبد العزيز الكتّانيّ.
وكان صدوقا.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 37/ 39 و 38/ 326، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 23/ 9 رقم 10، والعبر 3/ 311، والمعين في طبقات المحدّثين 129 رقم 1430، والإعلام بوفيات الأعلام 185، وسير أعلام النبلاء 17/ 648، 649 رقم 438، وشذرات الذهب 3/ 274، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 224، 225 رقم 1470.
[2] وسمع أيضا: أبا عبد الله الحسين بن عبد الله المعروف بابن أبي كامل الأطرابلسي المتوفى سنة 441 هـ.
[3] وسمعه بدمشق: أبو منصور محمد بن الحسين بن أحمد بن إسحاق الحميري القاضي المتوفى بحصن المنيطرة في جبل لبنان سنة 468 هـ.
[4] وكان يكتب للخطيب البغدادي الّذي أكثر من ذكره في «تاريخ بغداد» ، وخاصّة ما حدّث به خيثمة الأطرابلسي.
[5] انظر عن (محمد بن عليّ البيضاوي) في:
تاريخ بغداد 3/ 104 رقم 1102، والأنساب 2/ 369.
[6] البيضاوي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الضاد المعجمة وفي آخرها الواو، هذه النسبة إلى بيضاء وهي بلدة من بلاد فارس. (الأنساب 2/ 368) .(30/138)
182- محمد بن الفضل بن محمد.
أبو بكر النَّيْسابوريّ اللّبّاد.
روى الكثير عن: أبي أَحْمَد الحاكم، وأبي الحسين محمد بن المظفّر، وطبقتهما.
183- محمد بن محمد بن عيسى بن حازم.
أبو الحسين البكريّ الكوفيّ المعروف بابن نَفِّطْ.
سمع إفادة أبيه من: عليّ بن عبد الرّحمن البكّائيّ.
وكان أُميًّا لَا يكتُب.
روى عنه: أُبيّ النَّرسيّ.
184- محبوب بن محبوب بن محمد [1] .
أبو القاسم الخشنيّ الطُلَيْطُليّ.
روى عن: محمد بن إبراهيم الخُشَنيّ، وأبي إسحاق بن شَنْظِير، وأبي جعفر بن ميمون.
وكان من أعلم أهل زمانه باللّغة والعربيّة، بصيرا بالحديث وعليه، فهِمًا فطِنًا صالحًا.
تُوُفّي في المحرَّم.
ترجمه ابنُ مظاهر.
- حرف النون-
185- نصر بن سيّار بن يحيى.
أبو الفتح الهَرَويّ القاضي، رئيس بلده.
روى عن: جدّه، وعن: خاله أبي القاسم الدّاوديّ.
وخرَّج له شيخ الْإِسلام أمالي.
وَقُتِلَ مظلومًا.
__________
[1] انظر عن (محبوب بن محبوب) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 628 رقم 381.(30/139)
186- بنت فايز القرطبيّ.
امرأة أبي عبد اللَّه بن عتّاب.
عالمة فاضلة مُتَفنِّنَة في العلوم، أخذت عِلم الآداب عن أبيها، والفِقه عن زوجها.
وقدِمت على أبي عمرو الدّانيّ ليقرأ عليها، فوجدتهُ مريضًا فمات، فذهبت إلى بَلَنْسِية وقرأت بالرِّوايات السبع على أبي داود صاحب الدّانيّ.
ثم حجّت سنة خمسٍ، وتُوُفّيت راجعةً بمصر سنة ستٍّ.(30/140)
سنة سبع وأربعين وأربعمائة
- حرف الألِف-
187- أَحْمَد بن بابشاذ بن داود بن سليمان [1] .
أبو الفتح المصريّ الجوهريّ الواعظ.
روى عن: أبي مسلم محمد بن أَحْمَد الكاتب، وأبي الحسن طاهر بن عبد المنعم بن غلبون.
قال أبو طاهر السَّلفيّ: وفيه على ما قيل ليْنٌ.
قلت: وروى عنه: ابنه طاهر صاحب العربيّة، وأبو الحسين يحيى بن عليّ الخشّاب المقرئ، وأبو عبد الله محمد بن أحمد الرازي، وغيرهم.
وتوفي في رمضان [2] .
188- أحمد بن سلامة.
أبو زيد الأصبهاني.
عن: أبي بكر بن المقري.
وعنه: يحيى بن منده.
مات في جمادى الأولى.
189- أحمد بن عبد الله بن أحمد بن ثابت [3] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن يابشاذ) في:
المغني في الضعفاء 1/ 346 رقم 246، وميزان الاعتدال 1/ 84 رقم 302، ولسان الميزان 1/ 139 رقم 437.
[2] ورّخ ابن حجر وفاته بسنة 444 هـ. (لسان الميزان) .
[3] انظر عن (أحمد بن عبد الله الثابتي) في: -(30/141)
الإمام أبو نصر الثابتي البخاري، الفقيه الشافعي.
وروى عن: أبي القاسم بن جُبَارة، وأبي طاهر المخلّص.
وتفقّه على: أبي حامد الْإِسفرائينيّ.
ودرَّس وأفتى.
قال الخطيب [1] . كتبت عنه، وكان ليّنًا في الرّواية.
قال الذُّهَليّ: كان يُدرّس ويفتي، وله حلقة في جامع المدينة.
وقال: النّرسيّ: نا عن زاهر السَّرْخَسيّ.
وتُوُفّي في رجَب.
190- أَحْمَد بن عليّ بن عبد اللَّه [2] .
أبو بكر البغداديّ الزَّجّاجيّ المؤدِّب.
سمع: أبا القاسم بن حُبابة، وأبا حفْص الكتّانيّ.
قال الخطيب [3] : كان ديّنًا فقيهًا شافعيا. كتبت عنه، وذكر لي أنّه سمع من: زاهر بن أَحْمَد السَّرْخَسيّ، إِلَّا أن كتابه ببلده بطَبْرستان.
وأرَّخ ابن خَيْروُن وفاته في ذي الحجّة، وأنّهُ كان صالحًا.
191- أَحْمَد بن محمد بن أَحْمَد بن عبدوس [4] .
__________
[ (-) ] تاريخ بغداد 4/ 239، 240 رقم 1965، وطبقات الفقهاء للشيرازي 109، والكامل في التاريخ 9/ 616 وفيه: «أحمد بن محمد الثابتي» ، والمنتخب من السياق 98 رقم 216، وميزان الاعتدال 1/ 111، ولسان الميزان 1/ 201.
[1] في تاريخه، وقال: ودرس فقه الشافعيّ على أبي حامد الأسفراييني ولم يزل قاطنا ببغداد إلى آخر عمره يدرّس الفقه ويفتي، وله حلقة في جامع المنصور. وحدّث شيئا يسيرا عن زاهر بن أحمد السرخسي.
[2] انظر عن (أحمد بن علي الزجّاجي) في:
تاريخ بغداد 4/ 325 رقم 2135، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 17.
[3] في تاريخه.
[4] انظر عن (أحمد بن محمد الزعفرانيّ) في:
تاريخ بغداد 4/ 380 رقم 2256.(30/142)
أبو الحسن البغداديّ الزَّعفرانيّ، المؤدِّب.
سمع: أبا بكر القَطيعيّ، وابن ماسيّ، وابن شاهين.
قال الخطيب: كتبت عنه من سماعه الصّحيح، ومات في صفر.
وقد ولد في سنة ثمان وخمسين.
وقال ابن خيرون في الوفيَّات. كان في كلامه وسماعه تخليط.
- حرف التّاء-
192- التّقي بن نجم بن عُبَيْد اللَّه [1] .
أبو الصّلاح الحَلَبيّ، شيخ الشّيعة وعالِم الرّافضة بالشّام.
قال يحيى بن أبي طيِّئ في تاريخه: هو عين علماء الشّام والمُشار إليه بالعلم والبيان، والجمع بين علوم الأديان، وعلوم الأبدان.
وُلِدَ في سنة أربعٍ وسبعين بِحَلَبْ، ورحل إلى العراق ثلاث مرّات.
وقرأ على: الشّريف المُرتضى.
وقال ابن أبي رَوْح [2] : تُوُفّي بعد عوده من الحجّ بالرّملة في المُحرَّم، وكان أبو الصّلاح علّامةً في فقه أهل البيت.
وقال غيره: لهُ مُصنّفات في الأصول والفروع، منها كتاب «الكافي» ، وكتاب «التقريب» ، وكتاب «المُرشِد إلى طريق التّعبُّد» ، وكتاب «العُمْدة في الفقه» ، وكتاب «تدبير الصّحة» صنّفه لصاحب حلب نصر بن صالح، وكتاب «شُبَه الملاحدة» . وكتبه مشهورة بين أئمّة القوم.
__________
[1] انظر عن (التقيّ بن نجم) في:
رجال الطوسي 457 رقم، ولسان الميزان 2/ 71 رقم 271 وفيه: «تقي بن عمر بن عبيد الله» ، ومجمع الرجال للقهبائي 1/ 27، وطبقات أعلام الشيعة (النابس في القرن الخامس) 39، وأعيان الشيعة (الطبعة الجديدة) 3/ 634، 635.
[2] هو: أسعد بن أحمد بن أبي روح، أبو الفضل الطرابلسي، من أكابر قضاة طرابلس وعلمائها الشيعة، تولّى النظر على دار العلم بها، وله تصانيف كثيرة. توفي قبل سنة 520 هـ. ذكرت له ترجمة مطوّلة في كتابي: «موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي» ج 6/ 388- 392 رقم 261، وفيه مصادر ترجمته.(30/143)
وذُكِر عنهُ صلاح وزُهْد وتقشُّف زائد وقناعة مع الحُرمة العظيمة.
والجلالة. وأنّه كان يُرغِّب في حضور الجماعة. وكان لا يُصلّي في المسجد غير الفريضة، ويتنفّل في بيته، ولا يقبل ممّن يقرأ عليه هديّة. وكان من أذكياء النّاس وأَفْقههم وأكثرهم تفنُّنًا.
وطوّل ابن أبي طيِّئ ترجمته.
193- تمّام بن محمد بن هارون [1] .
الخطيب أبو بكر الهاشميّ البغداديّ.
سمع: عليّ بن حسّان الحدليّ صاحب مطيّن.
وكان صدوقًا مُعظّمًا.
كتب عنه أبو بكر الخطيب [2] ، والكِبار.
- حرف الجيم-
194- جعفر بن محمد بن عفّان [3] .
الفقيه أبو الخير المِرْوَزيّ الشافعيّ.
قدِمَ معرّة النّعْمَان، وأقرأ بها الفقه. وصنّف في المُذهَّب كتاب «الذّخيرة» وكان قدومه المعرَّة في سنة 418، ودرَّس بها. وأخذ عنه أهلها.
__________
[1] انظر عن (تمّام بن محمد) في:
تاريخ بغداد 7/ 141 رقم 3588، والمنتظم 8/ 166 رقم 268، (15/ 351 رقم 3322) .
[2] وهو قال: «كتبت عنه وكان صدوقا، شهد عند قاضي القُضاة أَبِي عَبْد اللَّه بن ماكولا فقبل شهادته، وتقلّد الخطابة بجامع الرصافة في سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، ثم أضيف إلى ذلك تقليد الخطابة في جامع قصر الخلافة، فكان يتناوب هو وأبو الحسين بن المهتدي الصلاة في جامع الرصافة وجامع القصر، إلى أن ترك ابن المهتدي الصلاة في جامع الرصافة، واقتصر على مناوبة تمّام في جامع القصر فحسب» .
[3] انظر عن (جعفر بن محمد) في:
طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 131 وفيه: «جعفر بن محمد بن عثمان» .(30/144)
- حرف الحاء-
195- الحسن بن رجاء البغداديّ [1] .
الدَّهان النَّحْويّ.
أقرأ العربية مُدّة.
196- الحسن بن عليّ بن عبد اللَّه [2] .
أبو عليّ العطَّار المقرئ البغداديّ، المؤدِّب.
ويعرف بالقَرِع [3] ، والد فاطمة صاحبة الخطّ المنسوب.
سمع من: عيسى بن الوزير، وأبي حفص الكتّانيّ، والمخلّص.
وقرأ بالرّوايات على: أبي الفَرَج عبد الملك بن بكران النَّهْرَوانيّ، وأبي إسحاق إبراهيم بن أَحْمَد الطَّبَرِيّ، وأبي الحسن الحمَّاميّ، وجماعة.
قرأ عليه: أبو طاهر بن سوّار، وأبو طالب القزَّاز.
وروى عنه: أبو بكر الخطيب وقال [4] : لم يكن به بأس.
197- الحسين بن أَحْمَد بْن محمد بْن حبيب [5] .
أبو عبد الله القادسيّ البزّاز.
__________
[1] انظر عن (الحسن بن رجاء) في:
الكامل في التاريخ 9/ 616.
[2] انظر عن (الحسن بن علي العطار) في:
تاريخ بغداد 7/ 392 رقم 3928، والمنتظم 8/ 166 رقم 229، (15/ 351 رقم 3323) ، ومعرفة القراء الكبار 1/ 413 رقم 350، وغاية النهاية 1/ 224 رقم 1018.
[3] كذا في الأصل، وفي المصادر «الأقرع» .
[4] في تاريخ 7/ 392.
[5] انظر عن (الحسين بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 8/ 16 رقم 4059، والأنساب 10/ 10، 11، والمغني في الضعفاء 1/ 170 رقم 508، وميزان الاعتدال 1/ 529، رقم 1976، والعبر 3/ 212، ومرآة الجنان 3/ 63، ولسان الميزان 2/ 264، 265 رقم 1102.(30/145)
كان يُملي في جامع المنصور مُدّة عن: أبي بكر القَطيعيّ، والورَّاق، وأبي بكر بن شاذان.
قال الخطيب [1] : حضرته يومًا وطالبته بأُصول، فدفع إليِّ عند ابن شاذان وغيره أصولًا صحيحة.
فقلت: أرني أصلك عن القطيعيّ.
فقال: أنا لَا يُشكُّ في سَمَاعي منه. سمَّعني خالي هبة اللَّه المُفسِّر منه المسند كلّه.
فقلت: لا تروينّ هاهنا شيئًا إِلَّا بعد أن تُحضِر أصولك وتُوقِف عليها أصحاب الحديث. فانقطع ومضى إلى مسجد براثًا [2] فأملى فيه. وكانت الرَّافضة تجتمع هناك، فقال لهم: منَعَتني النَّواصِب أن أروي في جامع المنصور فضائل أهل البيت.
ثم جلس في مسجد الشَّرقيّة، واجتمعت إليه الرَّافضة، ولهم إذ ذاك قوَّة وكلمتهم ظاهرة، فأملى عليهم العجائب من الموضوعات في الطَّعن على السَّلَف.
وقال لي: يحيى بن حسين العلويّ: أخرج إليّ ابن القادسيّ أجزاء كثيرة عن القَطِيعيّ، فلم أرَ في شيءٍ منها له سماعًا صحيحًا إِلَّا في جزءٍ واحد.
وكانت أجزاءً عُتقًا قد غيَّر أوائلها وكتَبَهُ بخطِّه، وأثبت فيها سماعه.
وقال أُبيِّ النَّرْسيِّ: كان ابن القادسيّ يسمّع لنفسه، وكان له سماع صحيح، منه حديث الكُديْميّ، وجزء من حديث القَعْنَبِيّ، وأجزاء من «مُسنَد أحمد» . سمعنا منه.
__________
[1] في تاريخه 8/ 16.
[2] براثا: محلّة كانت في طرف بغداد في قبلة الكرخ وجنوبيّ باب محوّل، وكان لها جامع مفرد تصلّي فيه الشيعة وقد خرب عن آخره، وكذلك المحلّة لم يبق لها أثر. (معجم البلدان 1/ 362) .(30/146)
قلتُ: حديث الكُدَيْميّ وقع لنا، كان قد تفرَّد به ابن المَوَازينيّ، عن البهاء.
ومات ابن القادسيّ في ذي القعدة.
198- الحسين بن عليِّ بن جعفر بن علّكان ابن الأمير أبي دُلَف العِجْليّ الفقيه [1] .
قاضي القُضاة أبو عبد اللَّه الجرباذقانيّ [2] ، المعروف بابن ماكولا [3] .
ولي قضاء القضاة ببغداد سنة عشرين وأربعمائة.
قال الخطيب [4] . ولم نرَ قاضيا أعظم نزاهةً منه. سمعته يقول: سمعت من أبي عبد اللَّه بن منده بأصبهان.
تُوُفِّي في شوَّال وهو حينئِذٍ قاضي القُضاة، وكان عارفًا بمذهب الشافعيّ [5] .
وقيل إنّهُ وُلِدَ سنة 368، وهو عمّ الحافظ أبي نصر الأمير.
199- الحُسَيْن بن عليّ بن محمد بن أبي المضاء [6] .
أبو عليِّ البعلبكّيّ، القاضي.
__________
[1] انظر عن (الحسين بن علي الجرباذقاني) في:
تاريخ بغداد 7/ 392، والمنتظم 8/ 167 رقم 231، (15/ 351، 352 رقم 3325) ، والكامل في التاريخ 9/ 615، وتاريخ دولة آل سلجوق 13، والعبر 3/ 213، ودول الإسلام 1/ 263، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 152 ومرآة الجنان 3/ 64، وتاريخ الخميس 2/ 400.
[2] الجرباذقاني: فتح الجيم وسكون الراء والباء الموحّدة المفتوحة، بعدها الألف وسكون الذال المعجمة والقاف المفتوحة، وفي آخرها النون. نسبة إلى جرباذقان أصبهان.
[3] في تاريخ دولة آل سلجوق: «ماكولة» .
[4] في تاريخه.
[5] وقال ابن الأثير: «وكان شافعيا، ورعا، نزها، أمينا» . (الكامل 9/ 615) .
[6] انظر عن (الحسين بن علي البعلبكي) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 11/ 161، 162، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 7/ 160 رقم 131، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 345، 346، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 154 رقم 495، وانظر: شجرة نسب بني أبي المضاء البعلبكي في «الموسوعة» 2/ 155 من وضعنا.(30/147)
حدَّث عن: الحسن بن عبد اللَّه بن سعيد الكِنْديّ الحِمصي، والحسين بن أَحْمَد البَعَلْبَكيّ [1] .
روى عنه: أبو المضاء محمد بن عليّ المعروف بالشّيخ الدَّيِّن، وسماعه منه بِبَعَلْبَك في سنة ستٍّ وأربعين.
وتُوُفّي بعدها بسنة [2] .
200- حَكَمُ بن محمد بن حَكَم [3] .
أبو العاص الْجُذّاميِّ القُرْطُبيّ، ويُعرف بابن إفْرانْك.
روى عن: عبَّاس بن أَصبَغ، وخلف بن القاسم، وعبد اللَّه بن إسماعيل بن حرب، وهاشم بن يحيى، وجماعة كبيرة.
ولقي بطُلَيطُلَة: عبدوس بن محمد، وغيره.
ورحل سنة إحدى وثمانين وحجّ، فأخذ عَن: أبي يعقوب بن الدّخيل، وأبي بكر أحمد بن محمد المهندس، وإبراهيم بن علي التمار، وأبي محمد بن أبي زيد الفقيه.
وقرأ القرآن على: أبي الطيب بن غلبون.
وكان مسند أهل الأندلس في عصره.
روى عنه الكبار: أبو مروان الطبني، وأبو علي الغساني وقال: كان رجلًا صالحًا ثقةً، مُسنِدًا. عَلَت روايته لِتأخُّر وفاته. وكان صليبًا في السُّنّة، مُشَدِّدًا على أهل البِدَع، عفيفًا ورِعًا، صبورًا على القِلّة، متين الدّيانة، رافضا للدّنيا،
__________
[1] قرأ عليه ببعلبكّ في المسجد الجامع سنة 387.
[2] ورّخه ابن ابن ابنه أبو القاسم علي بن عبد الرحمن بن عبد الواحد بن الحسين بن أبي المضاء، (تاريخ دمشق 11/ 162) .
[3] انظر عن (حكم بن محمد) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 149، 150، والعبر 3/ 213، والمعين في طبقات المحدّثين 129 رقم 1431، والإعلام بوفيات الأعلام 185، وسير أعلام النبلاء 17/ 659، 660 رقم 449، ومرآة الجنان 3/ 64، وشذرات الذهب 3/ 275.(30/148)
مُهينًا لَأهلِها، مُنقبضًا عن السُّلطان، يتمعَّش من بُضَيْعَةِ حِلٍّ ببلده، يُضارب لهُ بِها بعضُ إخوانه المُسافرين.
تُوُفّي في صدْر ربيع [1] الآخر عن سنٍّ عالية [عن] بِضعٍ وتسعين سنة [2] .
وقال عبد الرَّحمن بن خَلَف أنَّهُ رأى على نَعْش حَكَم هذا يوم دفنه طيورًا لم تُعهَد بعد كانت تُرفرِف فوقه، وتتبع جنازته إلى أن دُفِنَ كالَّذي رُئيَ على نَعْش أبي عبد اللَّه بن الفخَّار [3] ، رحمهما اللَّه تعالى.
201- حمزة بْن مُحَمَّدِ [4] بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الحسين [5] .
أبو طالب الهاشميِّ الجعفريِّ الطوسيّ الصُّوفيّ، وكان كثير الأسفار.
سمع بدمشق: عبد الوهاب الكِلابيّ، وطلحة بن أسد.
وسمع بأصبهان: الحافظ ابن مردَويْه.
وبأماكن.
روى عنه: شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري، وأحمد بن سهل السرَّاج، وأبو المحاسن الرُّويَّانيّ، وغيرهم.
وسكن نُوقان [6] ، وسمع منه بها خلق.
وبها توفّي رحمه الله في شعبان [7] .
__________
[1] في الأصل: «في صدر في ربيع» .
[2] الصلة 1/ 150.
[3] الصلة 1/ 150.
[4] انظر عن (حمزة بن محمد) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 11/ 541، 542، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 7/ 269 رقم 259، والمنتخب من السياق 208 رقم 267، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 454 وسيعاد في وفيات سنة 448 هـ. برقم (260) .
[5] في «المنتخب من السياق» : «الحسن» .
[6] وكان شيخ الصوفية بها. و «نوقان» : بالضم، والقاف وآخره نون، إحدى قصبتي طوس، لأن طوس ولاية، ولها مدينتان إحداهما طابران والأخرى نوقان، وفيها تنحت القدور البرام. (معجم البلدان 5/ 311) .
[7] في «تاريخ دمشق» : «توفي سنة ثمان وأربعين وأربعمائة» . -(30/149)
202- حمزة بن القاسم بن عفيف.
أبو القاسم المصريِّ الورَّاق.
تُوُفِّي أيضًا في شعبان.
- حرف الذَّال-
203- ذو النُّون بن أَحْمَد بن محمد.
أبو الفَيْض المصريّ العصَّار.
سمع: القاضي أبا الحسن الحلبيّ، وغيره.
وروى عنه: أبو عبد اللَّه الرَّازيّ.
- حرف الرّاء-
204- رافع بْن نصر [1] .
أبو الحسن البغداديّ الشّافعيّ، الزَّاهد الفقيه المُفتي.
المعروف بالحمَّال.
روى عن: أبي عمر بن مهديِّ الفارسيّ.
وحكى عن: أبي بكر بن الباقلّانيّ، وعن: أبي حامد الْإِسْفَرائينيّ.
وكان يعرف الأُصُول.
أخذ عنه عبد العزيز الكتَّانيّ، ولهُ شِعرٌ حَسَن.
وتُوُفّي بِمَكَّة.
وقال محمد بن طاهر: سمعتُ هيَّاج بن عُبَيْد يقول: كان لرافع الحمَّال في الزُّهد قِدَم. وإنَّما تَفقَّه أبو إسحاق الشِّيرازيّ والقاضي أبو يعلى الفرَّاء بمعاونة رافع لهما. كان يحمل ويُنفِق عليهما.
__________
[ (-) ] أقول: لهذا سيعيد المؤلّف- رحمه الله- ترجمته برقم (264) .
وهو يروي بسنده إلى الشافعيّ ببيتين من الشعر، وينشد لبعض الصوفية، وذكر الشعر ابن عساكر في تاريخه.
[1] انظر عن (رافع بن نصر) في:
طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 164، 165.(30/150)
ومن شِعر رافع الحمَّال:
كر كَرّ العَبْدِ إن ... أحبَبْتَ أن تُحسَبَ حُرَّا
واقطع الآمال عن فضلِ ... بني آدم طُرّا
أنتَ ما استغنيت عن مثلك ... أعلى النّاس قدرا [1]
وكان عارفًا بمذهب الشَّافعيّ. كان يُفتي بِمكَّة.
قال ابن النَّجّار: قرأ شيئًا من الأصول على ابن الباقِلّانيّ، وتفقَّه على أبي حامد الْإِسْفَرائينيّ.
حدَّث عنه: سهل بن بِشر الْإِسْفَرَائِينيّ، وجعفر السرّاج.
وكان موصوفًا بالزُّهْد والعبادة والمعرفة رحمه اللَّه.
- حرف السين-
205- سُلَيْم بن أيوب بن سُلَيْم [2] .
__________
[1] طبقات الشافعية الكبرى 3/ 165.
[2] انظر عن (سليم بن أيوب) في:
تاريخ بغداد 2/ 159، وطبقات الفقهاء للشيرازي 132، وتبيين كذب المفتري 262، 263، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 10/ 258 و 401 و 23/ 117 و 26/ 107 و 44/ 429 و 46/ 345، ومعجم البلدان 5/ 171، وإنباه الرواة 1/ 95 و 2/ 69، واللباب 1/ 206، وتهذيب الأسماء واللغات للنووي ج 1 ق 1/ 231، 232، ووفيات الأعيان 2/ 133 و 6/ 191، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 66، وفهرسة ما رواه عن شيوخه للإشبيلي 195، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 10/ 197- 199 رقم 98، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 284 و 4/ 24 و 284، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 127- 130 رقم 86، وطبقات ابن الصلاح (مخطوط) ورقة 48 ب، والعبر 3/ 213، والإعلام بوفيات الأعلام 185، وسير أعلام النبلاء 17/ 545- 647 رقم 436، ودول الإسلام 1/ 263، والمعين في طبقات المحدّثين 129 رقم 1433، وتلخيص ابن مكتوم 81، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 388- 391، وطبقات الشافعية الوسطى، له (مخطوطة رام فور) 189 ب، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 562- 564 رقم 515، ومرآة الجنان 3/ 64، 66 و 172، والوافي بالوفيات 15/ 334، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 230، 231 رقم 188، وتاريخ الخلفاء 423، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 196، 197، والتاج المكلّل للقنوجيّ 148، وكشف الظنون 98، 466، 915، وشذرات الذهب-(30/151)
أبو الفتح الرّازيّ الفقيه الشّافعيّ. المُفسَّر الأديب سكن الشَّام مُرابِطًا مُحتَسِبًا لِنَشْرِ العِلْمِ والسُّنّة والتصانيف. حدَّث عن: محمد بن عبد اللَّه الْجُعْفيّ، ومحمد بن جعفر التميميّ الكُوفيّيّْن، وأحمد بن محمد البصير، وحمد بن عبد الله الرّازيّيْن، وأبي حامد الْإِسْفَرائينيّ، وأحمد بن محمد المُجْبَر، وأحمد بن فارس اللُّغَويّ، وجماعة.
روى عنه: الكتّانيّ، وأبو بكر الخطيب [1] ، والفقيه نصر المقدِسيّ [2] ، وأبو نَصْر الطُّرَيثِيثيّ، وعليّ بن طاهر الأديب، وعبد الرَّحمن بن عليِّ الكامليّ، وسهل بن بِشْر الْإِسْفَرائينيّ، وأبو القاسم عليّ بن إبراهيم النّسيب وقال: هو ثقة، فقيه، مقرئ مُحدِّث.
وقال سهل الْإِسْفَرائينيّ: حدَّثني سُلَيْم أنَّهُ كان في صِغَره بالرّي، ولهُ نحو عشر سنين، فحضر بعض الشّيوخ وهو يلقّن فقال لي: تقدَّم فاقرأ. فجَهِد أن أقرأ الفاتحة فلم أقدر على ذلك لانغلاق لساني.
فقال: لك والدة؟ قلت: نعم. قال: قل لها تدعو لكَ أن يرزقك اللَّه قراءة القُران والعِلم. قلت: نعم.
فرجعت فسألتها الدُّعاء، فَدَعَت لي. ثُمَّ إني كبرت ودخلت بغداد وقرأت بها العربية والفِقْه، ثُمَّ عُدت إلى الرّيّ، فبينا أنا في الجامع أقرأ ب «مُختَصَر المُزنيّ» وإذا الشّيخ قد حضر وسلَّم علينا وهو لَا يعرفني. فسمع مُقابلتنا وهو لَا يعلم ما نقول، ثُمَّ قال: متى يُتَعلَّم مثل هذا؟
__________
[ (- 3] / 275، 276، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 147، وهدية العارفين 1/ 406، وروضات الجنات 4/ 73، 74، وديوان الإسلام 3/ 17 رقم 1121، وذيل تاريخ الأدب العربيّ 1/ 730، والأعلام 3/ 116، ومعجم المؤلفين 4/ 243، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 322- 327 رقم 662.
[1] وقد صحبه في طريق الحجّ سنة 446 هـ.
[2] وكان قد خرج إلى صور فدرس الفقه على سليم نحو أربع سنين من سنة 437 إلى سنة 440 هـ. وسئل نصر: كم في ضمن التعليقة التي صنفها وعلّقها عن سليم من جزء؟ فقال: نحو ثلاثمائة جزء. (تاريخ دمشق 44/ 429، معجم البلدان 5/ 171) .(30/152)
فأردت أن أقول له: إن كانت لك والدة قل لها تدعو لك، فاستحييت منه، أو كما قال [1] .
وقال أبو نصر الطُّرَيثِيثيِّ: سمعتُ سُلَيْمًا يقول: علَّقتُ عن شيخنا أبي حامد جميع التّعليق، وسمعته يقول: وَضَعَتْ منِّي صُور، ورفعت بغداد من أبي الحسن بن المَحَامليّ [2] .
قال ابن عساكر [3] : بلغني أنّ سليما تفقَّه بعد أن جاز الأربعين، وقرأت بخطّ غيث الأرمنازيِّ: غرق سُلَيمُ الفقيه في بحر القُلْزُم عند ساحل جُدّة بعد الحجّ في صَفَر سنة سبعٍ وأربعين. وقد نيَّف على الثمانين.
وكان رحمه اللَّه فقيهًا مُشارًا إِلَيْهِ. صنَّف الكثير في الفقه وغيره، ودرَّس.
وهو أوَّل من نشر هذا العِلم بصُور، وانتفع به جماعة، منهم الفقيه نصر [4] .
__________
[1] سير أعلام النبلاء 17/ 645، 646، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 390، 391.
[2] وسأله شخص: ما الفرق بين مصنّفاتك ومصنّفات رفيقك المحامليّ؟ معرّضا بأنّ تلك أشهر، فقال: الفرق أنّ تلك صنّفت بالعراق، ومصنّفاتي صنّفت بالشام، (طبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 563) .
[3] في «تبيين كذب المفتري» 262.
[4] وحكي عن سبب انتقاله إلى صور فقيل إنه عند ما توفي الشيخ أبو حامد الأسفرائيني جلس سليم فدرّس مكانه، وكان أبوه أيوب لا يزال حيّا، فحضر إلى بغداد، فرآه يوما وقد فرغ من التدريس لكبار الطلبة وجلس لإقراء المبتدءين، فلم يفرّق بينه وبين مؤدّب الصبيان، فقال: يا سليم، إذا كنت تقرئ الصبيان في بغداد، فارجع إلى بلدك، وأنا أجمع عليك صبيان القرية لتقرئهم، فأدخل والده إلى بيته ليأكل شيئا، وأعطى مفتاح البيت إلى بعض الطلبة وقال له: إذا فرغ والدي من أكله فأعطه مفتاح البيت ليأخذ ما فيه، ثم سافر سليم إلى الشام ونزل ثغر صور مرابطا ينشر العلم، فتخرّج عليه فيها غير الفقيه نصر المقدسي: أبو علي الحسن بن محمد بن أحمد الكرماني السرجاني نزيل بغداد، وأبو زكريا يحيى بن علي بن محمد بن الحسن بن بسطام الشيبانيّ التبريزي الخطيب الأديب اللغوي، وأبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي البشكري المقرئ الجوّال المتوفى سنة 465 هـ، وأبو علي الحسين بن أحمد بن عبد الواحد الصوري التاجر الوكيل، والقاضي أبو الحسن علي بن عبد العزيز الصوري الكتاني، وهو قال: إنّ سليما قدم علينا صور سنة 440 م فسمع عليه جميع كتاب «المجمل» في اللغة بقراءته على مصنّفه، وأبو القاسم عبد الرحمن بن علي بن القاسم الصوري المعدّل المعروف بابن-(30/153)
وحُدِّثت عنهُ أنّهُ كان يُحاسب نفسهُ على الأنفاس، لَا يدع وقتًا يمضي بغير فائدة، إمَّا ينسخ، أو يدرس، أو يقرأ [1] .
وحُدِّثت عَنْه أنَّهُ كان يُحرِّك شفتيه إلى أن يقطّ القلم رضي اللَّه عنه [2] .
206- سُتَيْتَة بنت عبد الواحد بن محمد بن سَبَنَك البجليّ [3] .
امرأة صادقة فاضلة بغداديّة.
سمعت من عمر بن سَبنك. وحدَّثت.
روى عنها الخطيب.
207- سهل بن طَلْحة.
قال الحبَّال: ذكر أنَّهُ سمع من ابن المقرئ بأصبهان.
208- سهل بن محمد بن الحسن [4] .
__________
[ (-) ] الكاملي المتوفى 490 هـ. وأبو بكر عتيق بن علي بن داود بن علي بن يحيى الصقلّي الزاهد المتوفى سنة 464 هـ. (انظر: موسوعة علماء المسلمين 2/ 324- 327) .
[1] مرآة الجنان 3/ 64، وقال ابن عساكر: حدّثني عنه شيخنا أبو الفرج الأسفرائيني أنه نزل يوما إلى داره ورجع فقال: قد قرأت جزءا في طريقي. (تبيين كذب المفتري 262) .
[2] تبيين كذب المفتري 262، وكان سليم وهو ببغداد ترد عليه الكتب من الريّ فلا يقرأها إلى أن استكمل ما أراد من أنواع العلم، ثم فتحها فوجد فيها موت أهله وحدوث ما يشغل خاطره أمرا لو قرأه لاشتغل به عن الطلب. (إنباء الرواة 2/ 70) .
وله من المصنّفات: «ضياء القلوب» في التفسير، و «المجرّد» وهو في أربع مجلّدات عار عن الأدلّة غالبا، جرّده من تعليق شيخه، و «الفروع» في الفقه، وهو دون «المهذب» ، و «رءوس المسائل في الخلاف» وهو مجلّد ضخم، و «الكافي» وهو مختصر قريب من كتاب «التنبيه» ، و «الإشارة في الفروع» ، وشرح متوسط، و «غرائب الحديث» ، و «تقريب الغريبين» لأبي عبيد وابن قتيبة. (فهرست الإشبيلي 195) .
[3] انظر عن (ستيتة بنت عبد الواحد) في:
تاريخ بغداد 14/ 446 رقم 7830، والمنتظم 8/ 168 رقم 235، (15/ 353 رقم 3329) .
[4] انظر عن (سهل بن محمد) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 16/ 592، 593، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 10/ 225 رقم 130، والنجوم الزاهرة 5/ 53، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 329 رقم 667.(30/154)
أبو الحسن القائنيّ [1] الصُّوفيُّ، عُرِفَ بالخشَّاب [2] .
سكن دمشق [3] ، وحدَّث عن: أبي جعفر محمد بن عبد الله القائنيّ الحافظ، والقاضي أبي القاسم حسين بن عليّ.
روى عنه: أَحْمَد بن أبي الفتح الشَهْرَزُوريِّ، ونصر بن إبراهيم المقدسيّ، وجماعة [4] .
توفّي بمصر في صَفَر [5] .
تَمَنَّاهُ طَرْفي في الكَرى فتَجَنَّبا ... وقبَّلتُ يومًا ظِلَّهُ فتغضَّبا
وخُبِّرَ أنِّي قد عبرت بابه ... لأخلس منه نظرة فتحجّبا
ولو هَبَّت الرِّيحُ الصَّبا نَحْوَ أُذْنِهِ ... بِذِكْرى لسَبَّ الرِّيحَ أو لَتَعَتَّبا
وما زادَهُ عندي قَبِيحُ فِعَالِهِ ... ولا الصَّدُ والهِجْرانُ إِلَّا تَحَبُّبَا [6]
- حرف الطّاء-
209- طلحة بْن عَبْد الرّزّاق بْن عَبْد اللَّه بْن أحمد الأصبهانيّ.
__________
[1] في «النجوم الزاهرة» : «الفاسي» . وقال محقّقه في الحاشية (3) ج 5/ 53: «وفي مرآة الزمان:
أبو الحسن القائني، وقد بحثنا عنه في الكتب التي بين أيدينا فلم نوفق إلى وجه الصواب فيه» .
و «القائني» : بفتح القاف، والياء المنقوطة باثنتين بعد الألف من تحتها، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى قاين، وهي بلدة قريبة من طبس بين نيسابور وأصبهان والأنساب 10/ 36) .
[2] في «مختصر تاريخ دمشق» 10/ 225 «الحسّاب» (بالسين المهملة) .
[3] وحدّث بها وبصور والعراق.
[4] وكان أديبا شاعرا على طريق القوم، فمن شعره:
إذا كنت في دار يهينك أهلها ... ولم تك محبوسا بها فتحوّل
وأيقن بأنّ الرزق يأتيك أينما ... تكون ولو في قفر بيت مقفل
ولا تك في شكّ من الرزق إنّ من ... تكفّل بالأرزاق فهو بها ملي
[5] تاريخ دمشق 16/ 593، المختصر 10/ 225.
[6] تاريخ دمشق 16/ 593، المختصر 10/ 225.
وسمع يقول قبل موته بأيام: إنّ له سبعا وسبعين سنة. حدّث بكتاب «المدخل إلى الإكليل» من تصنيف الحاكم أبي عبد الله بن البيّع، كان يذهب إلى التشيّع.(30/155)
رحل وسمع من: أبي طاهر المخلّص.
روى عنه: أبو علي الحداد.
وتوفي في جمادى الآخرة.
وأبوه هو أخو أبي نعيم الحافظ، وله سماع من ابن المقرئ.
- حرف العين-
210- عبد اللَّه بن الحسين [1] .
قاضي القُضاة أبو محمد النّاصحيّ، الفقيه الحنفيّ.
ولي [قاضي] القُضاة للسُلطان الكبير محمود بن سُبُكْتِكِين.
وروى عن: بشْر بن أَحْمَد الْإِسْفَرائينيّ.
وطال عمره وعظم قَدْره [2] .
211- عبد اللَّه بن عليّ بن محمد بن حَمُّوَيْه الْأصبهانيّ الجمَّال.
روى عن: ابن المقرئ.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى.
212- عبد الرَّحيم بن الحسين [3] .
الوزير الأوحد أبو عبد اللَّه الكاتب. ويُلقَّب بالعادل.
وَزَرَ للملك الرَّحيم أبي نصر بن أبي كالَيْجَار، وخلع عليه الخليفة.
وكان سمحا جوادا، ظالما سفّاكا للدّماء.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن الحسين) في:
المنتخب من السياق 277 رقم 907.
[2] وقال عبد الغافر الفارسيّ: «قاضي القضاة، شيخ الحنفية في عصره والمقدّم على الأكابر من القضاة والأئمّة في دهره، له مجلس التدريس والنظر والفتوى والتصنيف، وله الطريقة الحسنة في الفقه المرضية عند الفقهاء من أصحابهم، وكان ورعا مجتهدا، قصير اليد.. وعقد له مجلس الإملاء سنين» .
[3] انظر عن (عبد الرحيم بن الحسين) في:
الكامل في التاريخ 9/ 615، وسير أعلام النبلاء 17/ 665 رقم 457، ومعجم الأنساب والأسرات الحاكمة لزامباور 326.(30/156)
غضب عليه أبو نصر وطلبه، وقد غطُّوا على حُفيْرة في دار المَلِك بحصيرة، فلما مرَّ نزل فيها وطُمَّ عليه في الحال. وذلك في شهر رمضان سنة سبعٍ.
213- عبد الغفّار بن محمد الأمديّ [1] .
أبو طاهر.
سمع: إسحاق بن سَعْد النَّسويّ، وغيره.
قال أُبَيّ النَّرسيّ: كان ثقة، حدَّثنا ببغداد.
214- عبد الملك بن عبد اللَّه بن محمود بن صُهَيْب بن مِسْكين [2] .
أبو الحسن المصريّ الفقيه الشّافعيّ.
روى عن: أبيض بن محمد الفِهْريّ صاحب النِّسائي، وعُبَيْد اللَّه بْن محمد بْن أَبِي غالب البزّار، وأبي بكر بن المُهندِس، وأبي بكر محمد بن القاسم بن أبي هُريرة، وعليّ بن الحسين الأنطاكيّ قاضي أَذَنَة، وغيرهم.
ويعرف أيضًا بالزجاج.
روى عنه: الرّازيّ في مشيخته.
215- عبد الملك بن محمد بن محمد بن سَلْمان [3] .
أبو محمد البغداديّ.
روى عن: القاضي أبي بكر الأبهريّ، وعليّ بن لؤلؤ، وغيرهما.
توفّي في شعبان.
__________
[1] انظر عن (عبد الغفار بن محمد) في:
تاريخ بغداد 11/ 117 رقم 5813، والمنتظم 8/ 167، 168 رقم 232، (15/ 352 رقم 3326) .
[2] انظر عن (عبد الملك بن عبد الله) في:
سير أعلام النبلاء 17/ 661 رقم 451، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 249، وحسن المحاضرة 1/ 403.
[3] انظر عن (عبد الله بن محمد) في:
تاريخ بغداد 10/ 434 رقم 5598.(30/157)
216- عبد الوهّاب بن الحسين بن عمر بن بُرهان [1] .
أبو الفَرَج البغداديّ، المحدّث الغزَّال. أخو محمد [2] .
سمع: أبا عبد اللَّه العسكريّ، وإسحاق بن سعد النّسويّ، وعليّ بن لؤلؤ، ومحمد بن عبد اللَّه بن بَخِيت، وابن الزّيَّات، وأبا بكر الأبهريّ، وابن المُظفّر [3] .
وسكن صور وحدَّث بها.
روى عنه: أبو بكر الخطيب ووثّقه [4] ، والفقيه نصر المقدسيّ، وآخرون [5] .
وُلِدَ سنة اثنتين وستّين وثلاثمائة. وتوفّي بصور في شوّال.
__________
[1] انظر (عبد الوهاب بن الحسين) في:
تاريخ بغداد 1/ 409 و 8/ 55 و 11/ 34، والفقيه والمتفقّه للخطيب 1/ 10، وموضح أوهام الجمع والتفريق، له 1/ 123 و 2/ 48 و 137 و 192 و 249 و 347، والأنساب لابن السمعاني 110 ب، و 408 ب، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 3/ 117 و 367 و 4/ 43 و 14/ 340 و 18/ 15 و 20/ 212 و 21/ 543 و 24/ 366 و 28/ 451 و 37/ 382 و 40/ 278 و 41/ 530 و 46/ 19، و (الجزء المصوّر عن مخطوطة موسكو) ورقة 169، ومعجم البلدان 2/ 490 و 4/ 302، وبغية الطلب (المخطوط) 1/ 95، والعبر 3/ 214، ومعرفة القراء الكبار 1/ 463، ومرآة الجنان 3/ 66، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 446، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 251- 253 رقم 960.
[2] وقال السمعاني إن عبد الوهاب كان أصغر من أخيه أبي الحسن محمد بن الحسين بن عمر المتوفى بعد سنة 437 هـ. (الأنساب 408 ب) . وقد تقدّم أخوه في الطبقة السابقة برقم 204.
[3] وقال عبد الوهاب للخطيب البغدادي بصور إنه سمع مؤدّبه أبا الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن حسنون النرسي في سنة 380 هـ. (تاريخ بغداد 8/ 55) .
[4] وسمعه بصور، وهو قال: انتقل عن بغداد إلى الشام فسكن بالساحل من مدينة صور، وبها لقيته، وسمعت منه عند رجوعي من الحج وذلك في سنة 446 وكان ثقة، (تاريخ بغداد 11/ 34) .
[5] ومنهم: أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي، وذكره في «معجم شيوخه» وقال: أبو الفرج بن هاني الغزّال بغداديّ المولد، سكن صور، يتّجر إلى مصر، لا بأس به، صحيح الأصول، (الأنساب 408 ب، تاريخ دمشق 21/ 543، الفقيه والمتفقه 1/ 10) وسمعه بصور أيضا: أبو منصور عبد المحسن بن محمد بن علي بن أبي بكر البغدادي المتوفى 487 هـ، وأبو الحفص عمر بن الحسين بن عيسى الدوني الصوفي المتوفى 481، وأبو الوحش سبيع بن المسلم بن علي بن هارون المقرئ، وأبو الحسن صمدون بن الحسين بن علي الصوري، وأبو روح لابس ابن سهل العاني الصوفي، وأبو المعالي مشرّف بن مرجّا المقدسي، وأبو إسحاق إبراهيم بن-(30/158)
217- عبد الوهّاب بن محمد بن موسى [1] .
أبو أَحْمَد الغَنْدَجانيّ [2] .
قال الخطيب: سمع من: أَحْمَد بن عبدان الحافظ، ومن: أبي طاهر المخلّص، وحدَّثنا بتاريخ البخاري عن ابن عبدان بعضه بقوله، وأرجو أن يكون صدوقًا.
مات في جُمَادى الأُولى.
قلت: روى عنه: أبو الفضل بن خيرون، وأبو الحسين بن الطيوري، وأبو الغنائم النّرسي.
218- عُبَيْد اللَّه بن عليّ بن أبي قربة أبو القاسم العَجْليّ الحذّاء الكوفيّ.
قال أبو الغنائم النرسي: ثنا عن علي بن بكّار، وغيره.
وهو ثقة.
219- عُبَيْد اللَّه بن محمد بن زمناتة.
__________
[ (-) ] محمد بن عقيل الشهرزوريّ الفقيه، وأحمد بن الحسن بن الحسين الشيرازي، وأبو إسحاق إبراهيم بن علي بن الحسين القبائي الصوفي المقيم بصور والمتوفى بها 471 هـ، وأبو الحسن علي بن عبد الملك الدبيقي، وعبد الله بن الحسن بن أحمد الديباجي العثماني الّذي قتل عند الجبّة في طريق بيروت، وأبو الحسن علي بن أحمد بن يوسف القرشي الأموي الهكاري، وأبو الفتح محمد بن الحسن بن محمد الأسدابادي الصوفي، وأبو العلاء يزيد بن أحمد بن علي الصوري، وأبو بكر أحمد بن محمد بن علي بن الحسين الهروي المقرئ الضرير. (انظر:
موسوعة علماء المسلمين 3/ 252، 253) .
[1] انظر عن (عبد الوهاب بن محمد) في:
تاريخ بغداد 11/ 33، 34، والأنساب 9/ 179، 180، واللباب 2/ 390، 391، والعبر 3/ 212، وسير أعلام النبلاء 17/ 661 رقم 452، وشذرات الذهب 3/ 276.
[2] الغندجانيّ: بفتح الغين المعجمة. (حسب الأنساب لابن المسعاني 9/ 179) ، وضبطها ياقوت الحموي في (معجم البلدان) بضم الغين المعجمة، وسكون النون، وفتح الدال المهملة، كما ضبطها بكسر الدال المهملة وبعدها جيم، وفي آخرها النون، وهي نسبة إلى غندجان: بلدة من كور الأهواز من بلاد الخوز.(30/159)
أبو القاسم الشّيبانيّ، سبط ابن النَّحّاس الكوفيّ.
قال أُبيٌّ أبو الغنائم: ثنا عَن جدِّه، والكهبُليّ.
220- عُبَيْد اللَّه بن المعتز بن منصور بن عبد اللَّه بن حمزة [1] .
أبو الحسن النَّيْسَابوريّ، من بيت الحشمة والثروة بنيسابور [2] .
سمع من: أبي الفضل بن خُزَيْمة، وأبي بكر الْجَوْزَقيّ، وأبي الفضل الفاميّ، وأبي محمد المخلّديّ.
وحدَّث بأصبهان والرّيّ.
روى عنه: أبو عليّ الحدَّاد، وغيره.
وتُوُفّي في أواخر السّنة.
وروى عنه أيضا: أبو بكر محمد بن يحيى المزكّيّ، ومحمد بن عبد اللَّه خوروست، وإسحاق بن أَحْمَد الرَّاشتيانيّ.
ولهذا أخٌ اسمه:
221- منصور المُعْتَزّ يروي عن أبي الحسن العلويّ.
وعنه: إسماعيل بن المؤذِّن.
222- عليّ بن أحْمَد بن محمد بن إبراهيم بن جبريل القلانسيّ.
الرَّئيس النَّسَفيّ.
روى عن: أبي بكر الإسماعيليّ. كذا قال صاحب القند.
__________
[1] انظر (عبيد الله بن المعتز) في:
المنتخب من السياق 296 رقم 980، وسير أعلام النبلاء 17/ 662 رقم 453.
[2] وقال عبد الغافر الفارسيّ: «من قرية قنديشتن من ربع الشامات أبو الحسن من أولاد الأغنياء والمياسير والدهاقين المعروفين بنيسابور، وبيتهم بيت المروة والثروة والإنفاق والبرّ، وهم أربعة إخوة من أولاد المعتز بن منصور، وهذا أكبرهم» .(30/160)
وعن: جدِّه أبي بكر محمد بن إبراهيم، والحسن بن صدِّيق النَّسَفيّ، وفائق الخاصَّة، وجماعة.
كنيته أبو الحسن.
توفِّي في رجب وقد قارب التِّسعين.
223- عليّ بن المحسّن بن عليّ [1] .
أبو القاسم بن أبي عليِّ التّنُوخيّ، القاضي، صاحب «الطِّوالات» .
سمع: ابن سعيد الرّزّاز، وعليّ بن محمد بن كيسان، وأبا سعيد الحُرَفيّ، وأبا عبد اللَّه الحسين بن محمد العَسْكريّ، وعبد اللَّه بن إبراهيم الزّينبيّ، وإبراهيم بن أَحْمَد الخِرقيّ، وعَبْد العزيز بْن جعفر الخرقي، وخلقًا.
قال الخطيب [2] : سمعته يقول: وُلِدْتُ بالبصرة في النّصف من شعبان سنة خمس وستّين. وأوّل سماعي في شعبان سنة سبعين.
قال: وكان مُتحفّظًا في الشّهادة عند الحُكَّام، صدوقًا في الحديث. تقلَّد قضاء المدائن، وقِرْمَيسْين، والبَرَدان، وغيرها من النواحي.
ومات في ثاني المُحرّم سنة سبع.
وكذا ورّخه ابن خيرون وقال: قيل كان رأيه الرّفض والاعتزال.
__________
[1] انظر عن (علي بن المحسّن) في:
السابق واللاحق 94، وتاريخ بغداد 12/ 115، والأنساب 3/ 94 والمنتظم 8/ 168 رقم 233 (15/ 353 رقم 3327) ، والأذكياء لابن الحوزي 99، 100، 110، وأخبار الحمقى 53، وتاريخ حلب للعظيميّ (طبعة زعرور) 343 (طبعة سويّم) 11، والكامل في التاريخ 9/ 615، واللباب 1/ 225، 17/ 649 651 رقم 440، وميزان الاعتدال 3/ 152، والمعين في طبقات المحدّثين 129 رقم 1434، وفوات الوفيات 3/ 60 ج 62، والبداية والنهاية 12/ 67، والنجوم الزاهرة 5/ 58، وشروح سقط الزند 1593، وشذرات الذهب 3/ 276، وديوان الإسلام 2/ 29 رقم 602، والأعلام 4/ 323، ومعجم المؤلفين 7/ 175.
[2] في تاريخه 12/ 115.(30/161)
قلت: وقد انتَخَبَ عليه الخطيب، وغيره [1] .
وحدَّث عنه خلق، منهم: أبيّ النّرسيّ، والحسن بن محمد الباقر حيّ، ونور الهُدَى أبو طالب الحسين بن محمد الزّيْنَبِيّ، وأبو عليّ محمد بن محمد بن المهديّ، وأبو شُجَاع بهرام بن بهرام، وأبو منصور محمد بن أَحْمَد بن النَّقُّور، وأبو القاسم هبة اللَّه بن الحُصَيْن، وخلق سواهم.
قال شجاع الذُّهليّ: كان يتشيع ويذهب إلى الاعتزال.
- حرف الفاء-
224- الفضل بن صالح بن عليّ.
أبو عليّ الرّوذباريّ، ثُمَّ المصريّ.
روى عن: عليّ ابن الحافظ أبي سعيد بن يونس.
روى عنه: الرّازيّ في مشيخته.
- حرف القاف-
225- القاسم بن سعيد بن العبَّاس.
أبو أَحْمَد ابن المحدِّث أبي عثمان القُرَشيّ الهَرَويّ.
سمع: أباه، وعبد اللَّه بن حَمُّوَيْه السَّرْخَسيّ، وعبد الرَّحمن بن أبي شُرَيْح.
وحدَّث.
- حرف الميم-
226- محمد بن أحمد بن بدر [2] .
__________
[1] خرّج له الحافظ أبو عبد الله محمد بن عليّ الصوري: «الفوائد العوالي المؤرّخة من الصحاح والغرائب» ، وقد قمت بتحقيق الجزء الخامس منها- ولم يصلنا غيره- وصدر عن: دار الإيمان بطرابلس، ومؤسسة الرسالة ببيروت 1406 هـ/ 1985 م، وأعيد طبعه ثانية 1408 هـ. / 1988 م.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن بدر) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 534 رقم 1167.(30/162)
أبو عبد اللَّه الطُّلَيطُليّ.
روى عن: أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن حُسين، وعبد اللَّه بن دُنِّين، والمنذر بن المنذر، وأبي جعفر بن ميمون.
وكان فقيهًا مفتيا جامعًا للعلم، كثير العناية به، عاقلًا وقورًا خيِّرًا. كان يتخيّر للقراءة على الشيوخ لفصاحته ونهضته.
قرأ «الموطَّأ» في يومٍ على المنذر بن المنذر.
وتُوُفّي رحمه اللَّه في رجب.
227- محمد بن إسحاق بن أبي حُصَيْن.
القاضي أبو الحسن تُوُفّي بمصر.
قال الحبَّال: عنده إسناد العراق.
228- محمد بن الحسن بن أَحْمَد بن محمد بن الليَّث.
أبو بكر الكَشّيّ [1] ، ثُمَّ الشيرازيّ، ابن الْإِمام أبي عليّ.
سمع: ابن المقرئ، وابن منَدَه بأصبهان.
ومات في السّنة.
ذكره يحيى بن مَنْدَهْ.
والكَشيّ بالمُعجَّمة. ومات أبوه سنة خمس وأربعين.
229- محمد ذخيرة الدّين [2] .
__________
[1] الكشّي: بفتح الكاف وتشديد الشين المعجمة. هذا النسبة إلى كشّ، قرية على ثلاثة فراسخ من جرجان على الجبل، (الأنساب 10/ 440) .
[2] انظر عن (محمد ذخيرة الدين) في:
تاريخ بغداد 12/ 115، والمنتظم 8/ 168 رقم 234، (15/ 353 رقم 3328) ، وتاريخ حلب للعظيميّ (تحقيق زعرور) 342، (تحقيق سويم) 10، والكامل في التاريخ 9/ 615، وتاريخ الفارقيّ 174، والعبر 3/ 214، 215.(30/163)
ولي عهد أمير المؤمنين أبو العبَّاس ابن أمير المؤمنين القائم بأمر اللَّه عبد اللَّه بن القادر باللَّه أَحْمَد.
قال ابن خَيْرُون: ولد سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة، وخُطِب له بولاية العهد سنة أربعين، ولُقِّب ذخيرة الدّين، فأدركه أجله في ثامن عشر ذي القعدة.
وكان قد ختم القُرآن وحفظ الفقه والعربية والفرائض.
وقال ابن النّجار: خلّفَ جاريةً حاملًا، فولدت ابنًا وهو أمير المؤمنين أبو القاسم عبد اللَّه بن محمد المقتدي بأمر اللَّه.
230- محمد بن عليّ بن يحيى بن سِلْوان المازنيّ [1] .
أبو عبد اللَّه بن القمَّاح الدّمشقيّ.
سمع نسخة أبي مُسْهِر وما معها من الفضل بن جعفر، وليس عنده سواهما.
روى عنه: الكتّانيّ، والخطيب، والفقيه نصر، وسهل بن بِشْر، ونجا بن أَحْمَد، وأبو طاهر الحِنَّائيّ، والنَّسيب وقال: هو ثقة، وأبو الحسن عليّ، وأبو الفضل محمد ابنا الموازينيّ، والحسن بن أَحْمَد بن أبي الحديد، وعبد المنعم بن الغمر الكِلابيّ.
وتُوُفِّي في ذي الحجّة.
وولد في سنة اثنتين وستّين وثلاثمائة.
230 (مكرر) - محمد بن القاسم بن محمد بن إسماعيل بن هشام.
أبو عبد اللَّه الأموي المروانيّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن علي بن يحيى) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 39/ 23، 24، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 23/ 121، 122 رقم 147، والمعين في طبقات المحدّثين 129 رقم 1435، والإعلام بوفيات الأعلام 185، وسير أعلام النبلاء 17/ 647، 648 رقم 437، والعبر 3/ 215، ودول الإسلام 1/ 263، وشذرات الذهب 3/ 277.(30/164)
من أولاد أمير الأندلُس.
روى عن: أبيه.
وكان صاحب ديوان الْإِنشاء بطُلَيِطُلَة، لهُ يدٌ طولى في الرّسائل والَآداب، وشُهرة تامّة.
روى عنه: أبو بكر المُصْحفيّ.
231- محمد بن القاسم بن ميمون بن حمزة بن الحُسين بن محمد.
أبو الحسن العلويّ الحُسيْنيّ المصريّ.
أخو أبي إبراهيم أَحْمَد، من كبراء المصريين.
وجدّهما ميمون يروي عن أَحْمَد بن عبد الوارث العسَّال.
تُوُفّي محمد في ذي القعدة.
232- محمد بن محمد بن عيسى بن حازم.
أبو طاهر البكريّ الكوفيّ. عُرِفَ بابن نفِّط.
قال أُبيُّ النَّرْسيّ: روى لنا كأخيه عن البكَّائيّ.
233- محمد بن محمد [1] .
أبو الفضل الْإِسْفَرَائينيّ الرّافعيّ القاضي.
سمع: أبا الحسن بن جهضم بمكّة، ومحمد بن عبد الصّمد الزّرافيّ [2] صاحب خيثمة [3] بأطرابلس، وتمّام بن محمد [4] بدمشق.
__________
[1] انظر عن (محمد بن محمد الأسفرائيني) في:
مختصر تاريخ دمشق رقم 235، والمنتخب من السياق 49 رقم 89.
[2] هو: أبو عبد الله محمد بن عبد الصمد بن محمد بن لاوي الزرافي الأطرابلسي، أحد أحفاد البحّار المسلم العظيم «ليو الطرابلسي» المعروف بغلام زرافة صاحب طرابلس، (انظر ترجمته في: تاريخ دمشق- مخطوطة التيمورية- 38/ 357، 358، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي- تأليفنا- 4/ 230، 231 رقم 1478) .
[3] هو: خيثمة بن سليمان الأطرابلسي المسند الحافظ (250- 343 هـ) ، انظر عنه كتابنا: «من حديث خيثمة الأطرابلسي» ، طبعة دار الكتاب العربيّ، 1980 م.
[4] فات السيد جاسم بن سليمان الفهيد الدوسري أن يذكر صاحب الترجمة بين تلاميذ «تمّام بن-(30/165)
وولي قضاء إسفراين، وبها مات.
روى عنه: أبو الحسن عليّ بن محمد الْجُرْجانيّ [1] .
234- محمد بن يحيى الكَرْمانيّ.
أبو عبد اللَّه، نزيل بغداد.
روى عنه: الخطيب.
وتُوُفّي في ربيع الأول.
سمع من: أبي الحسن أَحْمَد بن محمد بن الصَّلت القُرَشيّ، وابن رَزْقُوَيْه، وابن بِشران، وخلق.
وقرأ الكثير.
وروى عنه أيضًا: طاهر بن محمد النيسابوريّ.
235- منصور بن عمر بن عليّ [2] .
الْإِمام أبو القاسم البغداديّ الكَرْخيّ [3] الفقيه الشّافعيّ.
ذكره أبو إسحاق في «الطَّبقات» [4] ، فقال: ومنهم شيخنا أبو القاسم منصور الكَرْخيّ.
تفقّه على: أبي أَحْمَد الْإِسفرائينيّ. وله عنه تعليقة.
__________
[ (-) ] محمد» في مقدّمة: «الروض البسّام بترتيب وتخريج فوائد تمّام» - 18/ 49، طبعة دار البشائر الإسلامية، بيروت 1408 هـ/ 1987 م.
[1] قال عبد الغافر الفارسيّ: «نبيل من أبناء النّعم، كثير الحديث، كثير الشيوخ، أنفق جملة على الحديث وأهله، وكتب الكثير بخراسان والعراق، وسمع سنن أبي داود من القاضي أبي عمر الهاشمي» . (المنتخب 49) .
[2] انظر عن (منصور بن عمر) في:
تاريخ بغداد 13/ 87 رقم 7071، وطبقات الفقهاء للشيرازي 108، والأنساب 479 وفيه «منصور بن عمرو» ، والكامل في التاريخ 9/ 616 وفيه: «منصور بن حمزة» ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 20، 21، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 241، 242 رقم 198.
[3] قال ابن الأثير: «من كرخ جدّان» . (الكامل 9/ 616) .
[4] طبقات الفقهاء 108.(30/166)
وصنَّف في المذهب كتاب «الغُنيّة» .
ودرس ببغداد.
قُلْتُ: تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة، وسمع: أبا طاهر المُخلّص، وأبا القاسم الصيدلانيّ.
وحدَّث.
روى عنه: الخطيب، وقال [1] : هو من أهل كَرْخ جدّان.
- حرف الهاء-
236- هاشم بن عُبَيْد الجابريّ.
ثمّ المصريّ.
سمع كثيرًا، وحدَّث. قاله الحبّال.
الكنى
237- أبو بكر بن أَحْمَد.
عُرِف بابن الخيّاط المنجّم.
من تلامذة مسلمة المرجيطيّ.
برع في أحكام النُّجوم، وهو عِلمُ باطل.
وخدم الأمير المأمون يحيى بن ذي النّون.
وكان عارفًا أيضًا بالطّب.
عاش ثمانين سنة، وتوفّي بطليطلة.
__________
[1] في تاريخه 13/ 87.(30/167)
سنة ثمان وأربعين وأربعمائة من أعوام الوباء بمصر
- حرف الألف-
238- أحمد بن الحَسَن بن علي.
أبو سعد الْأصبهانيّ الشَطَرَنْجيّ، الواعظ المعروف بابن البغداديّ. أخو الحسن وعليّ.
روى عن أبيه الحَسَن بْن عَلِيّ بْن أحْمَد بْن سُليمان التَّاجر عن جدِّه عليِّ بن أَحْمَد صاحب أبي حاتم الرَّازيّ.
وعن أبيه، عن الفضل بن الخصيب، وابن أخي أبي زرعة، وجماعة.
وعن عبيد الله بن يعقوب راوي «مسند أحمد بن منيع» .
وروى عنه: إسماعيل بن الفضل الإخشيد، وغيره.
وقع لنا من مجالسه.
توفي في جمادى الأولى.
239- أحمد بن الحسين بن الشيخ أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن بخيت [1] .
أبو الحسين المصري البغدادي.
سمع: جده.
قال الخطيب: كتبنا عنه. وسمّع لنفسِه في بعض الأجزاء. مات في المحرّم وهو في عشر التّسعين.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن الحسين) في:
تاريخ بغداد 4/ 111 رقم 771.(30/168)
وحدَّث عنه: شُجاع الذَهليّ.
240- أَحْمَد بن الحسين [1] .
أبو الحسين الفَناكيّ الرّازيّ، الفقيه الشّافعيّ.
تفقه على: أبي حامد الْإِسْفَرَائِينيّ.
ورحل إلى الْإِمام أبي عبد اللَّه الحليميّ إلى بُخارى فدرس عليه، وتصدَّر ببروجِرْد يفيد ويُعلّم. وعُمّر دهرًا.
241- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن يعقوب بْن قَفَرْجل [2] .
أبو الحسين البغداديّ الوزَّان.
سمع: جدّه لَأُمِه أبا بكر بن قَفَرْجَل، وعليّ بن لؤلؤ، وعمر بن شاهين.
قال الخطيب: كان صدوقًا.
مات في ربيع الآخر.
242- أَحْمَد بن أبي عليّ محمد بْن الحُسين بْن داود بْن عليّ السّيِّد [3] .
أبو الفضل العلويّ الزّاهد المقرئ الحنفيّ، الفقيه.
كان عديم النّظير في العلويّة، وأفضل أهل بيته.
روى عن: عمِّه أبي الحسن العلويّ، والخفَّاف، وأبي زكريا الحربيّ، والطبقة.
روى عنه جماعة.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن الحسين الفنكي) في:
طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 7، وطبقات الشافعية الوسطى (مخطوط) ، له، ورقة 26 ب، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ رقم 355، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 227 رقم 183، وهدية العارفين 1/ 77، ومعجم المؤلفين 1/ 207.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد الوزّان) في:
تاريخ بغداد 4/ 380، 381 رقم 2257.
[3] انظر عن (أحمد بن أبي علي محمد) في:
المنتخب من السياق 96 رقم 212، والجواهر المضية 1/ 266، 267 رقم 197، والطبقات السنية، رقم 314.(30/169)
وتُوُفّي في ذي الحجَّة.
243- أَحْمَد بن محمد بن عليّ بن نُمَيْر [1] .
أبو سعيد الخوارزميّ الضرير الفقيه، العلامة الشافعيّ.
تلميذ الشّيخ أبي حامد.
قال الخطيب [2] : درس وأفتى، ولم يكُن بعد أبي الطّيّب الطّبريّ أحدُ أفقه منه كتبت عنه، عن عبد اللَّه بن أَحْمَد بن الصَيْدَلانيّ.
تُوُفّي في صَفَر. وكان يُقدَّم على أبي القاسم الكَرْخيّ، وعلى أبي نصر الثابتيّ [3] .
244- أَحْمَد بن محمد بن عبد الوهّاب بن طاوان [4] .
أبو بكر الواسطيّ.
يعرف بشرارة [5] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد الخوارزمي) في:
تاريخ بغداد 5/ 71 رقم 2450، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 33، 34.
[2] في تاريخه.
[3] وذكر ابن عقيل في «الفنون» قال: قال الشيخ الإمام أبو الفضل الهمدانيّ شيخنا في الفرائض:
ذاكرت بهذه المسألة- يعني قول الرجل لامرأته: أنت طالق لا كنت لي بمرّة- حيث كثر الاستفتاء فيها، الشيخ أبا سعيد الضرير، فقال: هي على ثلاثة أقسام الأول: أن يعني: لا كنت لي بمرّة لوقوع الطلاق عليك، فيقع ما نواه من الطلاق، وإن لم ينو عددا وقعت واحدة. والثاني: أن يعني: لا كنت لي بمرّة، أي لا استمتعت بك، فيكون طلاقا معلّقا بوطئها، فإن وطئها وقعت طلقة. الثالث: أن يريد: أنت طالق لا استدمت نكاحك، فإذا مضى زمان يمكنه فيه الإبانة فلم يبنها وقعت طلقة. (السبكي 3/ 34) .
[4] انظر عن (أحمد بن محمد بن عبد الوهاب) في:
سؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي 103 رقم 90، والأنساب 8/ 280 واللباب 2/ 270، وتبصير المنتبه 3/ 868.
[5] وقال الحوزي: «سمعت أبي، وأبا الغنائم بن بختويه، وأستاذنا أبا علي بن غراب، يقولون: رأينا شرارة جالسا على حجر عال بين يدي أبي الحسين بن كماري وهو يصيح بأعلى صوته بعد صلاة الجمعة: اللَّهمّ صلّ على محمد المختار، وعلى أبي بكر صاحب الغار، وعلى عمر ممصّر الأمصار، وعلى عثمان شهيد الدار، وعلى عليّ قاتل الكفّار، وعلى جميع الصحابة من-(30/170)
245- أَحْمَد بْن محمد بن عَبْد الواحد بْن بابشاذ.
أبو الخطَّاب المقرئ البغداديّ البزَّاز.
قرأ القُرآن على الحماميّ، وسمع منه ومن: عبد القاهر بن عترة.
روى عنه: أبو طاهر بن سوَّار، والمُبارك بن عبد الجبّار الصَّيْرفيّ.
وثَّقه أبو الفضل بن خَيْرون، وقال: مات في ربيع الأوّل.
246- إبراهيم بن محمد [1] .
أبو إسحاق الفهميّ الطُّليطُليّ.
روى عن: أبي محمد بن القشّاريّ، ويوسف بن أصْبَغ.
وكان مُتَفَنِنًا في العلوم لُغَةً وعربيّةً وفرائض وحساب، ومُشوَّرًا في الأحكام.
وتُوُفّي في شعبان.
247- إبراهيم بن سُليمان بن إبراهيم بن حمزة [2] .
أبو إسحاق البَلَويّ المالقيّ، صهر أبي عمر الطَّلَمَنْكيّ، فأكثر عن أبي عمر.
وكان مُقدَّمًا في التّعبير.
248- إسماعيل بْن الحَسَن بْن محمد بْن الحُسَيْن بْن داود بْن عليّ [3] .
النقيب أبو المعالي العلويّ النّيسابوريّ.
__________
[ (-) ] المهاجرين والأنصار، خذوا الإملاء رحمكم الله، فيكتب الناس حينئذ.
سمع أبا الفرج الخيوطي، وأبا بكر بن بيري، والناس، إلّا أنه كان لا يميّز، يسأله الإنسان إخراج حديث فيترك أن يحدّثه عن الخيوطي وهو متقدّم الإسناد فيه، ويحدّثه عن ابن القصّاب وهو حاضر معه. أكثر عنه شيخنا أبو الحسن بن الصفار. مات بعد الأربعين وأربعمائة.
[1] انظر عن (إبراهيم بن محمد) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 94 رقم 208.
[2] انظر عن (إبراهيم بن سليمان) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 94 رقم 209.
[3] انظر عن (إسماعيل بن الحسن العلويّ) في:
المنتخب من السياق 136، 137 رقم 309.(30/171)
سمع: جدّه، وأبا الحسين الخفّاف، وجماعة.
وأملى، وله حشمة وجلالة.
توفّي في ربيع الأوّل عن تِسْعٍ وخمسين سنة [1] .
249- إسماعيل بن عليّ بن الحسن بن بُنْدار بن المُثنَّى [2] .
أبو سعد الْإِستِراباذيّ الواعِظ.
حدَّث عنه: الحاكم، وشافع بن محمد بن أبي عوانة، وجماعة.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، ومكّيّ الرُّمَيْليّ، وشيخ الإسلام الهكّاريّ، وآخرون.
قال الخطيب [3] : ليس بثقة.
وقال ابن طاهر: بان كذبه ومزّقوا حديثه [4] .
مات بالقدس.
__________
[1] وكان مولده سنة 390 هـ. وقال عبد الغافر الفارسيّ: «ولي النقابة بخراسان بعد أخيه أبي القاسم فبقي نقيبا ثمان سنين، وكان ظريفا حسن المعاشرة، كريم الصحبة، بهيّ المنظر، لا تخلو مائدته كل يوم عن جماعة من الصلحاء والظرفاء المعاشرين ممن ينادمونه. وكان عفيف النفس مع المواظبة على العشرة وسماع الأغاني» . سمع في صباه من الخفّاف، وعن جدّه أبي الحسن، ثم عن الطبقة من أصحاب الأصمّ، فمن بعدهم من مشايخ نيسابور ثم خراسان والعراق في طريق الحج. وخرج مع أخيه إلى غزنة، وعقد له مجلس الإملاء، فحدّث على الصحة الأمالي» .
[2] انظر عن (إسماعيل بن علي) في:
السابق واللاحق 54، وتاريخ بغداد 6/ 315، 316 رقم 3362، ومختصر تاريخ دمشق 4/ 367، 368 رقم 387، والمنتخب من السياق 130، 131 رقم 305، وميزان الاعتدال 1/ 239 رقم 920، والمغني في الضعفاء 1/ 85 رقم 693، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 293 رقم 368، ولسان الميزان 1/ 422، 423 رقم 1316، وشذرات الذهب 3/ 273، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 37، 38.
[3] في تاريخه 6/ 316 وهو قال: قدم علينا بغداد حاجّا وسمعت منه بها حديثا واحدا مسندا منكرا، وذلك في ذي القعدة من سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة ... ثم لقيته ببيت المقدس عند عودي من الحج في سنة ست وأربعين وأربعمائة. (تاريخ بغداد 6/ 315 و 316) .
[4] بين يديه ببيت المقدس. (لسان الميزان 1/ 422) .
وقال غيث بن عليّ الصوري: حدّثني سهل بن بشر بلفظه غير مرة قال: كان إسماعيل يعظ بدمشق فقام إليه رجل فسأله عن حديث: «أنا مدينة العلم وعليّ بابها» فقال: هذا مختصر وإنما-(30/172)
- حرف الجيم-
250- جعفر بن محمد بن الظفّر [1] .
أبو إبراهيم النّيسابوريّ.
حدّث ببغداد عن: الحسين الخفَّاف، والحاكم أبي عبد اللَّه.
قال الخطيب [2] : ثنا وكان إماميّا [3] .
__________
[ (-) ] هو: أنا مدينة العلم وأبو بكر أساسها وعمر حيطانها وعثمان سقفها وعليّ بابها. قال: فسألوه أن يخرج لهم إسناده فوعدهم به.
وقال حمد الرهاوي: لما ظهر لأصحابنا كذب إسماعيل أحضروا جميع ما كتبوا عنه وشقّقوه ورموا به بين يديه. (تهذيب تاريخ دمشق 3/ 38) .
وقال ابن السمعاني: يقال له كذّاب ابن كذّاب. ثم نقل عن عبد العزيز النخشبي قال: وحدّث عن رافع بن أبي عوانة، وأبي سعد بن أبي بكر الإسماعيلي، والحاكم، والسلمي، وأبي الفضل الخزاعي، وغيرهم. وكان يقص ويكذب، ولم يكن على وجهه سيماء المتّقين. قال النخشبي:
دخلت على أبي نصر عبيد الله بن سعيد السجزيّ بمكة فسألته، فقال: هذا كذاب ابن كذّاب لا يكتب عنه ولا كرامة. قال: وبيّنت ذلك في حديثه وحديث أبيه، يركّب المتون الموضوعة على الأسانيد الصحيحة، ولم يكن موثقا به في الرواية. (لسان الميزان 1/ 423) .
[1] انظر عن (جعفر بن محمد) في:
تاريخ بغداد 7/ 236 رقم 3728، والمنتخب من السياق 175 رقم 456، وفهرست أسماء علماء الشيعة لابن بابويه 39 رقم 69، وتاريخ بيهق لعلي بن زيد البيهقي 310 رقم 62، ولسان الميزان 2/ 124 رقم 527 و 2/ 125 رقم 535، وطبقات أعلام الشيعة 44.
وقد ورد اسم جدّه «المظفّر» بالميم في: تاريخ بغداد، وفهرست أسماء علماء الشيعة، ولسان الميزان في الموضعين. وورد كما في المتن «الظفر» في: تاريخ بيهق، والمنتخب من السياق، وطبقات أعلام الشيعة.
[2] في تاريخه 7/ 236 وقال: قدم علينا بغداد في سنة أربعين وأربعمائة.. كتبت عنه وكان سماعه صحيحا، وكان يعتقد مذهب الرافضة الإمامية، ولقيته بمكة في آخر سنة خمس وأربعين، فسمعت منه أيضا هناك.
[3] وقال عبد الغافر: سمع وحج وعقد له مجلس الإملاء فأملى على الصحة. (المنتخب من السياق 175) وقد أرّخ وفاته بسنة 449 هـ.
وذكره ابن حجر مرتين في (لسان الميزان) برقم (527) و (535) .
وقال ابن بابويه: ثقة ورع. (فهرست أسماء علماء الشيعة 39) .
وذكره علي بن زيد البيهقي في (تاريخ بيهق 310 رقم 62) وسمّى جدّه ظفرا، وقال: رثاه السيد أبو الحسن محمد بن علي العلويّ قائلا:
أبى الدهر إلا أن يعود لنا حربا ... فيسلب ما أسدى وينقص ما أربى-(30/173)
- حرف الحاء-
251- الحسن بْن مُحَمَّد بْن عليّ بن جابر [1] .
العلّامة أبو محمد الدّهان، اللّغَويُّ النُّحَويّ.
أحد الأعلام ببغداد.
قرأ بالرّوايات الكثيرة، ودرس فقه أبي حنيفة.
وقرأ النحو على الرّمّانيّ، وغيره. وروى عن أبي الحسين بن بشْران.
وكان مُعتزليا.
روى عنه: عزيزيّ الجيليّ، وأبو زكريا يحيى التّبريزي، وعثمان بن عليّ الأديب.
مات في جمادى الأولى.
252- الحسن بن الحسين.
أبو عليّ الخلعيّ الفقيه الشّافعيّ.
توفي بمصر في شوّال.
وبإفادته سمع ابنُه القاضي أبو الحسن.
253- الحسن بن عبد الواحد بن سهل بن خَلَف [2] .
أبو محمد البغداديّ.
__________
[ (-) ]
فوا أسفا وا جعفر بن محمد ... وهل ينفعن وا لهف نفسا ووا قلبا
أبيت إذا ما أسبل الدمع منشدا ... فديناه مفقودا وإن زادنا كربا
فلا رمقت عين امرئ لم تفض دما ... على ابن رسول الله إذ جاور التّربا
ولا تربت أيدي التّرّاب فقد حوت ... به معقلا للعزّ بل للعلى تربا
ولا زال من نوء السّماكين عارض ... يصبّ على ذاك الثرى لؤلؤا رطبا
[1] انظر عن (الحسن بن محمد) في:
بغية الوعاة 1/ 523، 524 رقم 1083.
[2] انظر عن (الحسن بن عبد الواحد) في:
تاريخ بغداد 7/ 344 رقم 3868، والمنتظم 8/ 173 رقم 236، (16/ 8، 9 رقم 333) .(30/174)
تُوُفّي في ربيع الآخر.
سمع: الحربيّ، والدَّارَقُطْنيّ، وعيسى بن الوزير.
روى عنه: الخطيب [1] ، وغيره.
254- الحسن بن محمد بن الحسن [2] .
أبو محمد الصفَّار.
تُوُفّي بخراسان في سَلْخ شَوّال.
روى عن: أبي طاهر بن خُزَيْمَة، وأبي محمد الخلديّ، والْجَوْزَقيّ، وأبيه عبد الله الصفار التاجر.
255- الحَسَن بْن أحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن محمد بن حمشاذ [3] .
أبو علي السابوري.
شيخ، ثقة. سمع: أبا طاهر بن خُزيْمَة، وأبا الحسن الماسَرْجِسيّ، وأبا الْجُوزقيّ، وأبا محمد المخلديّ.
وتُوُفّي فِي ربيع الآخر.
256- الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن عَبْد اللَّه بن أَحْمَد [4] .
الَأنصاريّ البغداديّ أبو عبد اللَّه.
257- الحسين بن عثمان [5] .
أبو عبد اللَّه البرداني الفقيه الحنبليّ، نزيل ميّافارقين.
__________
[1] وقال: كتبت عنه وكان صدوقا مقبول الشهادة عند الحكام.
[2] انظر عن (الحسن بن محمد الصفّار) في:
المنتخب من السياق 184 رقم 507.
[3] انظر عن (الحسن بن أحمد السابوري) في:
المنتخب من السياق 183 رقم 502.
[4] هكذا من غير ترجمة.
[5] انظر عن (الحسين بن عثمان) في:
طبقات الحنابلة 2/ 191 رقم 661(30/175)
كان إمامًا مُفتيا عالِمًا [1] .
258- الحسين بن عليّ بن عمرويه [2] .
الرمحاريّ [3] الحنفيّ أبو القاسم الحاكم.
روى عن: أبي محمد المخلديّ، وأبي زكريا الحربيّ.
مات في شعبان.
259- الحسين بن عليّ بن محمد بن الفرحان.
أبو طالب.
تُوُفّي في ذي الحجّة.
260- حمزة بن محمد [4] .
أبو طالب الجعفريّ الطُّوسيّ الصُّوفيّ.
روى عن: عبد الوهّاب الكِلابيّ، وطُلْحة بن أسد، وأبي بكر بن مَرْدَوَيْه، وجماعته.
وعنه: شيخ الْإِسلام الأنصاريّ، وغيره.
ورخّه ابن عساكر في هذه السّنة. وقد مرّ.
261- حُمَيْد بن المأمون بن حُمَيْد بن رافع.
أبو غانم القَيْسيّ الهمذانيّ الأديب.
روى عن: أبي بكر بن لال، وأحمد بن تركان، وأبي بكر الشّيرازيّ روى عنه الألقاب له، وعلي بن أحمد البيع، وأبي الحسن بن جهضم، وعلي بن أحمد بن عبدان الأهوازي، وأبي عمر بن مهدي الفارسي، وأبي الحسن بن
__________
[1] قال ابن أبي يعلى: صاحب الوالد السعيد، وكان له التحقيق، وأنهى معظم التعليق، وله المعرفة بالأدب، وخرج إلى ميّافارقين وجلس مدرّسا ومفتيا، وتوفي في جمادى الآخرة.
[2] انظر عن (الحسين بن عليّ بن عمرويه) في:
المنتخب من السياق 198 رقم 581.
[3] في «المنتخب» : «الرمجاري» (بالجيم) .
[4] تقدّمت ترجمة (حمزة بن محمد) في وفيات السنة السابقة برقم (201) .(30/176)
رزقويه، وأحمد بن محمد البصير الرازي، وجماعة.
وقال شيرويه: ما أدركته. وثنا عنه: أبو الفضل القومِسّانيّ، وابن مَمَّان، والبزَّاز، وأحمد بن عمر البَيِّع، وعامة مشايخي. وسمع منه كهولنا، وهو صدوق.
تُوُفّي في ذي القعدة.
- حرف الدَّال-
262- داود بن الحسين بن غانم.
أبو الحسن البغداديّ. أصله من حلب.
وتُوُفّي في جُمَادى الآخرة.
263- داود بن سليمان.
أبو عمر الوكيل.
تُوُفّي في جمادى الأولى.
- حرف السِّين-
264- سعيد بن محمد بن جعفر [1] .
أبو عثمان الأمويّ، الطُلَيطُليّ الزَّاهد.
روى عن: محمد بن عيسى بن أبي عثمان، وإبراهيم بن محمد بن شَنْظير.
وكان ديِّنًا ثِقةً، فاضلًا مُنقبِضًا، كثير الصّلاة والصِّيام، قد نبذ الدُّنيا وأقبل على العبادة.
- حرف العين-
265- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عبد الملك بن هاشم [2] .
__________
[1] انظر عن (سعيد بن محمد) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 22 رقم 505.
[2] انظر عن (عبد اللَّه بن أَحْمَد بن عبد الملك) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 276، 277 رقم 607.(30/177)
أبو محمد بن أبي عمر الْإِشبيليّ المكويّ.
سمع من أبي محمد بن أسد «صحيح البُخاريّ» ، واستقضاه الأمير أبو الحزْم جهور بقُرْطُبَة بعد أبي بكر بن ذَكْوان، ولم يكُن من القضاء في وردٍ ولا صَدَر لقلة علمه. ثُمَّ عزله أبو الوليد محمد بن أبي حزم سنة خمس وثلاثين وأربعمائة. وبقي خاملًا إلى أن تُوُفّي في جُمَادَى الأُولى، وقد قارب السّبعين.
266- عبد اللَّه بن أبي الحسن محمد بن أحمد بن رَزْقُوَيْه [1] .
البغداديّ أبو بكر.
سمّعه أبوه من: ابن عُبَيْد العسكريّ، وابن المُظفر، وعليّ بن لؤلؤ.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان سماعه صحيحا. سكن بقرية بحذاء النعمانيّة.
267- عبد اللَّه بن الوليد [2] بن سعيد بن بكر [3] .
أبو محمد الأندلُسيّ الأنصاريّ، نزيل مصر أحد الفُقَهَاء المالكيّة. سمع بقُرْطُبَة قديمًا من إسماعيل بن إسحاق القطّان، ورحل سنة أربعٍ وثمانين، فأخذ عن أبي محمد بن أبي زيد كتاب «السيرة» بروايته عن ابن الورد البغداديّ، وكتاب «الرسالة» ، وغير ذلك.
وأخذ عن: أبي الحسن القابسيّ، وأبي جعفر أَحْمَد بن دَحْمُون.
وحجّ، فأخذ عن: أبي العبَّاس أَحْمَد بن بُنْدار الرّازيّ، وأبي ذرّ.
وولد سنة ستّين وثلاثمائة، وكان من سادات الأندلسيّين وفضلائهم.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن أبي الحسن) في:
تاريخ بغداد 10/ 145 رقم 5291.
[2] انظر عن (عبد الله بن الوليد) في:
جذوة المقتبس للحميدي 266، والصلة لابن بشكوال 1/ 275، 276، وبغية الملتمس للضبيّ 352، والعبر 3/ 216، والإعلام بوفيات الأعلام 185، وسير أعلام النبلاء 17/ 658، 659 رقم 447، ومرآة الجنان 3/ 66، وحسن المحاضرة 1/ 451، وشذرات الذهب 3/ 277.
[3] هكذا في الأصل، ومثله في «سير أعلام النبلاء، وفي بقية المصادر: «سعد» .(30/178)
روى عنه: أبو الفضل جعفر بن إسماعيل بن خَلَف الأنصاريّ، ومحمد بن أَحْمَد الرّازيّ، وآخرون.
قال أبو مروان الطَّبْنيّ الأندلُسيّ. روى عنهُ جماعة من أهل الأندلُس، وطال عمره، وخرج من مصر إلى الشّام في ربيع الأوّل سنة سبعٍ وأربعين فتُوفّي بالشّام في شهر رمضان سنة ثمانٍ.
268- عبد الرزّاق بن أَحْمَد بن محمد بن عبد الله [1] .
أبو الفضل الْأصبهانيّ البقّال.
سمع: أبا بكر بن المقري، وغيره.
وروى عنه: أبو عليّ الحدّاد، وإسماعيل الْإِخشيد [2] .
269- عبد العزيز بن بُنْدار بن عليّ بن الحسن [3] .
أبو القاسم الشِيرازيّ، نزيل حَرَم اللَّه.
كان شيخًا صالحًا جليلًا صدوقًا مُكثِرًا، جاوَرَ مُدَّةً طويلة.
وحدَّث عن: عبد الكريم بن أبي جدار المصريّ، وأبي بكر بن لال الهَمَذَانيّ، وأحمد بن فِراس العَبْقَسيّ.
روى عنه: عبد العزيز النَّخْشَبيّ وقال: ثقة صاحب حديث، ثُمّ ورَّخه.
روى عنه أيضًا: أبو شاكر أَحْمَد بن محمد العثمانيّ.
270- عبد العزيز بن أَحْمَد الحلوائيّ [4] .
__________
[1] انظر عن (عبد الرزاق بن أحمد) في:
التقييد لابن النقطة 350 رقم 435.
[2] وقال يحيى بن مندة: «حدّث عن أبي بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ، وكان رجلا صالحا مستورا» . (التقييد 350) .
[3] انظر عن (عبد العزيز بن بندار) في:
الأنساب 7/ 353.
[4] انظر عن (عبد العزيز بن أحمد) في:
الإكمال لابن ماكولا 1/ 30 و 111، وتعليم المتعلّم 17، 39، والأنساب، ورقة 173 ب، واللباب 1/ 311، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 244، والجواهر المضيّة 2/ 429، 430 رقم-(30/179)
شمس الأئِمّة الحنفيّ.
قيل: مات سنة ثمانٍ أو تِسعٍ وأربعين. وسيأتي سنة ستٍ وخمسين.
271- عَبْد الغافر بْن محمد بْن عَبْد الغافر بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد [1] .
أَبُو الحسين الفارسيّ، ثُمَّ النَّيسَابُوريّ.
قال في ترجمته حفيده الحافظ عبد الغافر بن إسماعيل: الشّيخ الجد الثِقة الأمين الصَّالح الصيِّن الدَّيِّن المحظوظ من الدُّنيا والدِّين، الملحوظ من اللَّه تعالى بكل نُعْمَى. كان يُذكَر أيام أبي سهل الصُّعلوكيُّ، ويذكره وما سمع منه شيئًا. وكذلك لم يسمع من أبي عَمْرو بن مطر، وابن نُجَيْد مع إمكان السَّماع منهم.
وسمع «صحيح مُسلِم» من ابن عَمْرُويْه، وسمع «غريب الحديث» للخطَّابي بسبب نزول الخطَّابي عندهم حين حضر إلى نيْسابور.
ولم تكن مسموعاته إِلَّا ملء كُمَّين من الصّحيح والغرائب، وأعدادٍ قليلة من المُتفرِّقات من الأجزاء. ولكن كان محظوظًا مجدودًا في الرّواية. روى قريبًا من خمسين سنة منفردًا عن أقرانه، مذكورًا مشهورًا في الدُّنيا، مقصودًا من الآفاق.
__________
[ (- 821،) ] والقاموس المحيط (مادّة: حلو) ، وتبصير المنتبه 2/ 511، وتاج التراجم 35، وطبقات الفقهاء لطاش كبرى زاده 70، وكتائب أعلام الأخيار، رقم 241، والطبقات السنية، رقم 253، وكشف الظنون 1/ 46، 568 و 2/ 1224، 1580، 1999، وتاج العروس (مادّة: ح ل و) ، 10/ 96، والفوائد البهيّة 95- 97، وهدية العارفين 1/ 577، 578.
[1] انظر عن (عبد الغافر بن محمد) في:
التقييد لابن نقطة 346، 347 رقم 429، والمنتخب من السياق 361، 362 رقم 1192، والمعين في طبقات المحدّثين 129 رقم 1436، والإعلام بوفيات الأعلام 185، وسير أعلام النبلاء 18/ 19- 21 رقم 13، ودول الإسلام 1/ 263، والعبر 3/ 216، ومرآة الجنان 3/ 66، وشذرات الذهب 3/ 277، 278.(30/180)
سمع من الأئمّة والصّدور [1] .
وقد قرأ عليه الحسن السَّمَرْقَنْديّ الحافظ «صحيح مسلم» نيّفًا وثلاثين مرّة.
وقرأه عليه الشّيخ أبو سعْد البحيريّ نيِّفًا وعشرين مرّة. هذا سوى ما قرأه عليه المشاهير من الأئِمّة.
استكمل رحمه اللَّه خمسا وتسعين سنة، وطعن في السّادسة والتّسعين، وألحق الأحفاد بالَأجداد، وعاش في النّعمة عزيزًا مُكرّمًا في مروءةٍ وحشمة إلى أن تُوُفّي.
قلتُ: تُوُفّي في خامس شوَّال.
وحدَّث عن: ابن عَمْرُوَيْه الْجُلُوديّ، وإسماعيل بن عبد اللَّه بن ميكال، وبِشْر بن أَحْمَد الْإِسْفَرَائينيّ، وأبي سليمان حمد بن محمد الخطَّابيّ.
روى عنه: نصر بن الحسن التُّنَكتيّ [2] ، والحُسين بن عليّ الطَّبَريّ المُجَاور، وعبيد اللَّه بن أبي القاسم القُشَيْريّ، وعبد الرّحمن بن أبي عثمان الصَّابونيّ، وإسماعيل بن أبي بكر القاريّ، ومحمد بن الفضل الفراويّ، وفاطمة بنت زَعْبَل العالمة، وآخرون.
وسماعه صحيح من الْجُلُوديّ في سنة خمسٍ وستّين وثلاثمائة.
__________
[1] وقال عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر: «هو محدّث عصره، المشهور برواية صحيح مسلم، وغريب الخطابي. سمع من بشر بن أحمد الأسفرائيني، وأبي العباس الميكائيلي، وأبي عمرو بن حمدان، وأبي إسحاق الأصفهاني، وغيرهم. وبارك الله في سماعه وروايته مع قلّة مسموعاته حتى ألحق الأحفاد بالأجداد، وسمع منه أئمّة الدنيا من الغرباء والطارئين والبلديين» .
(التقييد 347) .
[2] التّنكتي: بضم التاء وسكون النون، وفتح الكاف. (كما عند ابن السمعاني، وابن الأثير) ، أما ياقوت الحموي، وابن حجر فقالا بضمّ الكاف. نسبة إلى «تنكت» : مدينة من الشاش من وراء نهر جيحون وسيحون.(30/181)
272- عبد الكريم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن القاسم بْن إسماعيل المحامليّ [1] .
أبو الفتح، أخو الفقيه أبي الحسن.
سمع: أبا بكر بن شاذان، والدّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، وعليّ بن عمر السُّكَّريّ.
قال الخطيب: كتبت عنه وكان ثقة.
مات في المحرّم.
273- عبد الملك بن محمد بن محمد بن سلمان البغداديّ [2] .
سمع: عليّ بن لؤلؤ، وابن المظفّر، والقاضي أبا بكر الأَبْهَريّ.
قال الخطيب [3] : كتبت عنه، وكان صدوقًا. مات في ذي الحجّة.
قلت: روى عَنْهُ وعن الذي قبله: النَّرْسيّ، وابن الطُّيوريّ، وعدّة.
274- عبد الملك بن عَمْر بن خَلَف [4] .
أبو الفتح الرّزّاز.
حدَّث عن: إسحاق بن سعد النَّسويّ، ومحمد بن إسماعيل الورّاق، والدَّارَقُطْنيّ، وجماعة.
قال الخطيب [5] : كتبنا عنه، وكان صالحًا، لكن رأينا له أصولا محككة وسماعاته ملحقة.
__________
[1] انظر عن (عبد الكريم بن محمد) في:
تاريخ بغداد 11/ 80 رقم 5760.
[2] انظر عن (عبد الملك بن محمد) في:
تاريخ بغداد 10/ 434 رقم 5598، والمنتظم 8/ 174 رقم 239، (16/ 9 رقم 3333) .
[3] في تاريخه.
[4] انظر عن (عبد الملك بن عمر) في:
السابق واللاحق 60، وتاريخ بغداد 10/ 433 رقم 5597، وميزان الاعتدال 2/ 660 رقم 5232، ولسان الميزان 4/ 76.
[5] في تاريخ بغداد 10/ 433.(30/182)
وحَدّثَنِي أحْمَد بْن الْحَسَن بْن خَيْرُون قَالَ: كان عندي كتاب «المُدبّج» للدّارَقُطْنيّ، وفي بعضه سماع أبي الفتح الرّزاز، فاستعار الكتاب مِنِي ثُمّ ردّه عليّ وقد سمَّع لنفسِه في ما ليس هو سماعه.
تُوُفّي في صَفَر.
275- عليّ بن أَحْمَد بن عليّ بن سلَّك الفاليّ [1] .
أبو الحسن المؤدّب. وقال بليدة قريبة من إيذَج [2] .
أقام بالبصرة، وسمع، القاضي أبا عمر الهاشميّ، وأحمد بن خربان النهاونديّ، وشيوخ ذلك الوقت.
ثم استوطن بغداد.
قال الخطيب [3] : كتبت عنه، وكان ثقة.
مات في ذي القعدة.
قلت: روى عن ابن خربان كتاب «المحدّث الفاصل» للرّامَهُرمُزيّ.
رواه عنه: الجلال بن عبد الجبّار الصيريّ.
ومن شعره:
تصدَّرَ للتدريس كُلُّ مُهوَّسِ ... بَليدٍ تَسَمّى بالفَقِيهِ المُدرِّسِ
فَحَقُّ لَأهلِ العلْمِ أن يتمثَّلوا ... ببيتٍ قديمٍ شَاعَ في كُلِّ مجلِسِ
لقد هَزَلَتْ حتّى بدا من هُزَالِها ... كُلاها، وحتّى استامها [4] كُل مُفْلِسِ
__________
[1] انظر عن (علي بن أحمد الفالي) في:
تاريخ بغداد 11/ 334 رقم 6164، والمنتظم 8/ 174، 175 رقم 240، (16/ 9، 10 رقم 3334) ، والكامل في التاريخ 9/ 632، والأنساب 9/ 233، والعبر 3/ 216، ومرآة الجنان 3/ 66 وفيه «علي بن محمد» ، والبداية والنهاية 12/ 69، وشذرات الذهب 3/ 278.
[2] الكامل 9/ 632.
[3] في تاريخه.
[4] الأبيات في «الكامل في التاريخ» 9/ 932، وفيه «وحتى سامها» ، ومثله في: تاريخ بغداد 11/ 334، والمنتظم 8/ 174 (16/ 10) .(30/183)
276- عليّ بن إبراهيم بن عيسى [1] .
أبو الحسن البغداديّ، المقرئ الباقلّانيّ.
سمع: أبا بكر القطيعيّ، ومحمد بن إسماعيل الورّاق، وحُسَيْنَك بن عليّ التميميّ.
قال الخطيب [2] : كتبنا عنه، وكان لَا بأس به.
قلتُ: وروى عنه: أُبيُّ النَّرْسيّ، وأبو بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي الْأَنْصَارِي، وهو آخر من حدَّث عنهُ.
وهو راوي «أمالي القطيعيّ» .
277- عليّ بن عبد الواحد بن عيسى.
أبو القاسم النَّجِيرَميّ الكاتب.
بصريّ، روى عن: أبي بكر بن إسماعيل المُهندِس.
روى عنه: الرّازيّ في المشيخة.
وتُوُفّي في ذي الحجّة. وكان من بيت حشمة.
يروي أيضًا عن أبي الحسن الحَلَبيّ.
278- عليّ بن القاسم بن إبراهيم [3] .
أبو الحسن الأصبهانيّ المقري الخيّاط.
سمع: عُبَيْد اللَّه بن إسحاق بن جميل، وابن المقرئ، وأبا عبد اللَّه بن منده، وأبا الحسين بن فارس اللُّغَوي.
روى عنه: سعيد بن أبي الرجاء الصَّيْرَفيّ، وعبد الله بن محمد النّيليّ،
__________
[1] انظر عن علي بن إبراهيم) في:
تاريخ بغداد 11/ 342، 343، والعبر 3/ 216، والإعلام بوفيات الأعلام 185، 186، وسير أعلام النبلاء 17/ 662، 663 رقم 454، وشذرات الذهب 3/ 278.
[2] في تاريخه.
[3] انظر عن (علي بن القاسم) في:
غاية النهاية 1/ 561 رقم 2292.(30/184)
والحافظ أبو مسعود سُليمان بن إبراهيم، وهادي بن إسماعيل العلويّ، وغيرهم.
وتُوُفّي في جمادى الأولى.
279- عمر بن أَحْمَد بن عمر بن محمد بن مسرور [1] .
أبو حفص النَّيْسَابُوريّ الزَّاهِد.
سمع: إسماعيل بن نجيد، وبشر بن أحمد الْإِسْفَرائينيّ، وأبا سهل بن سليمان الصُّعْلُوكيّ، والحسين بن عليّ التّميميّ حُسَيْنَك، ومحمد بن أَحْمَد بن حمدان، وأبا أَحْمَد محمد بن محمد الحاكم، وأحمد بن محمد بن أَحْمَد البالويّ، وأبا سعيد محمد بن الحسين السِّمْسار، ومحمد بن أَحْمَد المحموديّ، وأبا نصر بن أبي مروان الضّبيّ، ومحمد بن عُبَيْد اللَّه بن إبراهيم بن بالوَيْه، وأبا بكر أَحْمَد بن الحسين بن مِهران المقرئ، وأحمد بن محمد البحيريّ، وأحمد بن إبراهيم العبدويّ، ومحمد بن الفضل بن محمد بن خُزَيْمَة، وأبا سعيد عبد الرحمن بن أَحْمَد بن حمدُوَيْه، وأبا منصور محمد بن محمد بن سمعان، وجماعة سواهم.
روى عنه: عبيد اللَّه بن أبي القاسم القُشَيْريّ، وأحمد بن عليّ بن سلمُوَيْه الصُّوفيّ، وسهل بن إبراهيم المسجديّ، ومحمد بن الفضل الغراويّ، وإسماعيل بن أبي بكر القارئ، وتميم بن أبي سعد الْجُرجَانيّ، وهبة اللَّه بن سَهْل السّيديّ، وآخرون.
تُوُفّي في ذي القعدة.
وكان أسند من بقي بنَيْسابور مع زُهْدٍ وتصوُّف.
ذكره عبد الغافر [2] فقال: أبو حفص الفاميّ الماورديّ الشّيخ الزّاهد الفقيه،
__________
[1] انظر عن (عمر بن أحمد) في:
المنتخب من السياق 368 رقم 1219، والمعين في طبقات المحدّثين 130 رقم 1437، والعبر 3/ 216، 217، والإعلام بوفيات الأعلام 186، وسير أعلام النبلاء 17/ 10، 11 رقم 8، ومرآة الجنان 3/ 66، وشذرات الذهب 3/ 278.
[2] في «المنتخب من السياق 368» .(30/185)
كان كثير العبادة والمجاهدة، وكان المشايخ يتبرَّكون بدعائه.
وعاش تسعين سنة.
- حرف الفاء-
280- فرج بن أبي الحَكَم [1] .
أبو الحسن اليَحصُبيّ الطُلَيطُليّ.
روى عن: عبد اللَّه بن دُنِّين، وعبد اللَّه بن يعيش، ومحمد بن عمر بن الفخّار.
وكان قد فاق أهل زمانه في العلم والعقل والفضل. وكان يحفظ المستخرجة الكبيرة حفظًا جيّدًا ونُوظِر عليه. وكان حفيل المجلس.
تُوُفي في ذي الحجّة.
- حرف القاف-
281- قاسم بن محمد بن هشام الرُّعَيْنيّ [2] .
أبو محمد، المعروف بابن المأمونيّ الأندلُسيّ.
من أهل المَرِيّة.
رحل وسمع من: أبي محمد بن أبي زيد، وعبد الغنيّ بن سعيد المصريّ، وعبد الوهّاب بن أَحْمَد بن مُنير.
روى عنه: ابنه حجّاج، وأبو مروان الطّبْنيّ، وأبو المطرّف الشّعبيّ، وغيرهم.
أصله من سبتة.
__________
[1] انظر عن (فرج بن أبي الحكم) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 461 رقم 986.
[2] انظر عن (قاسم بن محمد) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 470 رقم 1016، وترتيب المدارك 4/ 784.(30/186)
وزاد القاضي عيّاض أنّه أخذ عن: عبد الرّحيم الكتاميّ ابن العجوز، وأبي عبد اللَّه بن الشيخ.
ورحل فسمع من أبي محمد الباجيّ بالَأندلُس.
وجلس بالمَرِيّة للإقراء والتّفقُّه.
روى عنه: الشّعبيّ فقيه مالقة، وأبو بكر ابن صاحب الأحباس قاضي المَرِيّة، وأبو محمد بن غانم المالقيّ الأديب.
قلت: وكان من كبار المالكيّة.
- حرف الميم-
282- محمد بن أيّوب بن سليمان [1] .
الوزير، عميد الرؤساء أبو طالب الكاتب البغداديّ.
أديب بليغ مُترسِّل، مُتَفَنِّن. صنَّف كتاب «الخراج» .
وزر للقائم قبل الخلافة، وعاش ثمانيا وسبعين سنةً.
283- محمد بْن الحُسَيْن بن محمد بْن الحُسين بن أحمد بن السَّرِيّ [2] .
أبو الحسن النَّيْسَابُوريّ، ثُمَّ المصريّ. المقرئ البزَّاز، التاجر المعروف بابن الطّفّال [3] .
وُلِدَ سنة تسع وخمسين وثلاثمائة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أيوب) في:
ديوان مهيار 1/ 256، 276، 309 و 2/ 200، 204، والمنتظم 8/ 175 رقم 242 (16/ 11 رقم 3336) .
[2] انظر عن (محمد بن الحسين) في:
الأنساب 8/ 243، واللباب 2/ 282، 283، والمعين في طبقات المحدّثين 130 رقم 1438، والإعلام بوفيات الأعلام 186، وسير أعلام النبلاء 17/ 664، 665 رقم 456، والعبر 3/ 217، وحسن المحاضرة 1/ 374، وشذرات الذهب 3/ 278، ومدرسة الحديث في القيروان 2/ 715.
[3] الطّفّال: نسبة إلى بيع الطّفل. وهو الطين الّذي يؤكل. (الأنساب 8/ 243) .(30/187)
قال السَّلفيّ: كان بمصر من مشاهير الرُّواة ومن الثقات الأثبات.
روى عَنْ: محمد بْن عَبْد اللَّه بْن حَيَّوَيْه النَّيْسابوريّ، وأبي الطاهر محمد بن أَحْمَد الذُّهَليّ، والحسن بن رشيق، وأحمد بن محمد بن سَلَمَة الخيَّاش، وعبد الواحد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن قُتَيِبَة، وأحمد بن محمد بن هارون الأُسْوانيّ، وأبي الطِّيب العبَّاس بن أَحْمَد الهاشميّ الشّافعيّ، وغيرهم.
روى عنه: سهل بن بشر الإسفرائيني، وأبو صادق مرشد بن يحيى المديني، وأبو عبد اللَّه محمد بن أَحْمَد الرّازيّ، وآخرون.
وآخر من حدَّث عنه الخَفِرة بنت مبشّر بن فاتك، وتوفّيت سنة ثمان وعشرين وخمسمائة.
تُوُفّي في صَفَرْ.
284- محمد بن الحسين بن عليّ بن التُّرْجُمان [1] .
أبو الحسين الغَزّيّ الصُّوفيّ، شيخ الصُّوفية بديار مصر في وقته.
روى عن: أبي بكر محمد بن أَحْمَد الْجُنَدِريّ المقرئ، وبكير بن محمد الطَّرِسُوسيّ المنذريّ، وعبد الوهّاب بن الحسن الكِلابيّ، والحسن بن إسماعيل الضَّرّاب، وأبي سعْد المالينيّ، وعليّ بن أَحْمَد بن يوسف الجندريّ، وجماعة [2] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن الحسين الغزّي) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 26/ 115- 117 و (4/ 154، و 12/ 17 والعبر 3/ 217، و 36/ 387 و 37/ 398 و 46/ 19، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 22/ 117 رقم 139، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 164، 165 رقم 1384.
[2] له سماع ببيت المقدس، ودمشق، والرملة، ومنبج، وطرابلس، ومصر. وممّن سمعهم بطرابلس:
أبو الحسن علي بن سعيد بن عبد الله العرقي الأطرابلسي، وأبو حفص عمر بن داود بن سلمون، وأبو عبد الله بْن أَبِي كامل الأطْرَابُلُسيّ، وعلي بن سعيد بن عبد الله الأزدي، وعثمان بن أحمد بن شنبك الدينَوَريّ، وحيدرة بن الحسن بن أحمد بن حيدرة الأطرابلسي، (انظر: موسوعة علماء المسلمين 4/ 164، 165) .(30/188)
روى عنه: أبو عبد اللَّه القُضاعيّ، ومحمد بن عمر بن [أبي] عقيل، وأحمد بن أسد الكَرَجيّان، وعبد الباقي بن جامع الدّمشقيّ، وسهل بن بِشْر الْإِسْفَرَائينيّ [1] .
وبالْإِجازة: أبو الحسن بن الموازينيّ، وغيره.
وآخر من حدَّث عنه بالسماع أبو عبد اللَّه محمد بن أَحْمَد الرّازيّ.
مات في جُمَادَى الأولى بمصر عند ذي النّون المصريّ بالقرافة.
وقد حدَّث بمصر والشَّام، وعاش خمسّا وتسعين سنة.
285- محمد بن الحسين بن سَعْدون [2] أبو طاهر الموصليّ التاجر السّفّار.
نشأ ببغداد، وسمع بها: أبا عمر بن حَيَّوَيْهِ [3] ، وأبا عبد اللَّه بن بطَّة، والدَّارَقَطْنيّ، وأبا الفضل الزهريّ، وأبا بكر بن شاذان، وجماعة.
قال الخطيب: كتبتُ عنهُ، وكان صدوقًا.
وتُوُفّي بمصر في ربيع الأوّل.
قلت: روى عنه: الرّازيّ في «مشيخته» ، والخفرة بنت مبشّر، وغيرها.
286- محمد بن الحسين بن بقاء.
أبو الحسن المصريّ، سِبْط الحافظ عبد الغنيّ بن سعيد.
روى عن: جدّه.
وتُوُفّي في المحرًّم.
287- محمد بن الحسين بن عُبَيْد الله.
__________
[1] وسمعه بصور: أبو روح لابس بن سهل بن محمد الصوفي المعروف بالخشاب. (تاريخ دمشق 46/ 19) .
[2] انظر عن (محمد بن الحسين بن سعدون) في:
تاريخ بغداد 2/ 255 رقم 728، والكامل في التاريخ 9/ 932.
[3] تحرّف في «الكامل في التاريخ» 9/ 632 إلى «ابن حبابة» .(30/189)
أبو الفضل البرجيّ الْأصبهانيّ.
روى عن: أبي بكر بن المقري.
وعنه: أبو عليّ الحدّاد.
288- محمد بن عبد اللَّه [1] .
أبو عبد اللَّه بن الصَّنَّاع القُرْطُبيّ المقرئ.
قرأ القرآن وجوّده على أبي الحسن الأنطاكيّ. وأقرأ النّاس عنه.
وروى عنه كتاب «قراءة ورش» .
قال ابن بشكوال [2] : أنبا بهذا الكتاب أبو محمد بن عتّاب عنه، ووصفه لي بالفضل والصَّلاح وكثرة التّلاوة.
وتوفي في المحرم. وأجمعوا أنَّهُ آخر من قرأ بقُرْطُبة على الأنطاكيّ.
وعُمِّر إحدى وتسعين سنة.
289- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عثمان بن سعيد غلبون [3] .
أبو عبد اللَّه الخَوْلانيّ القُرْطُبيّ.
روى عن: أبيه، وعمّه أبي بكر محمد، وأبي عمر أحمد بن هشام بن بُكيْر، وأبي عمر بن الجسر، وأحمد بن قاسم التّاهَرْتيّ، وأبي محمد بن أسد، وأبي عمر أَحْمَد بن عبد اللَّه النّاجيّ، وأبي الوليد بن الفَرَضيّ، وأبي عبد الله بن أبي زمنين، وأبي المطرِّف بن فُطَيْس، وأبي المطرِّف القَنَازِعيّ، وخلْق كثير.
وكان معنيًّا بالحديث وجمعه، وتقييده. ثقة ثبتا ديّنا مُتصاوِنًا.
تُوُفّي بإشبيليَّة في ذي الحجّة، وهو ابن ستّ وسبعين سنة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الله الصّنّاج) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 534، 535، ومعرفة القراء الكبار 1/ 411 رقم 348، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 407، وغاية النهاية 2/ 189 رقم 3194.
[2] في الصلة 2/ 535.
[3] انظر عن (محمد بن عبد الله الخولانيّ) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 535، 536 رقم 1173.(30/190)
روى عنه ولده أحمد بن محمد الخَوْلانيّ.
290- محمد بن عبد اللَّه بن مرثد.
أبو القاسم، مولى الوزير ابن كلَّس.
خبير بالحساب والهندسة والتنجيم والَأخبار. عُمِّر دهرًا.
مات وقد نيَّف على التِّسعين بقُرْطُبة.
291- محمد بن عبد الباقي بن الحسين بن فهم [1] .
أبو بكر الأنصاريّ البغداديّ.
قال الخطيب: كان صدوقًا، ثنا عن أبي الحسن بن الْجُنْديّ.
292- محمد بن عَبْد الملك بْن محمد بْن عَبْد اللَّه بن بشْران [2] .
أبو بكر الأُمويّ البغداديّ.
سمع: أبا الفضل الزُّهْريّ، وأبا عمر بن حَيَّوَيْهِ، وأبا الحسن بن المُظفّر، وأبا بكر بن شاذان، والدَّارَقُطْنيّ، وطائفة كبيرة.
وكان أحد الثقات، كأبيه.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وأُبيّ النَّرْسيّ، وأبو طالب عبد القادر بن يوسف، وآخرون.
وروى عنه «سنن الدارقطني» أبو طاهر عبد الرَّحْمَن بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف.
قال السِّلفيّ: سألتُ عنهُ شُجاعًا الذُّهليّ فقال: كان شيخًا جيِّد السَّماع، حسن الأُصول، صدوقًا فيما يرويه من الحديث. قد سمعتُ منه [3] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الباقي) في:
تاريخ بغداد 2/ 394 رقم 915.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الملك) في:
تاريخ بغداد 2/ 348، 349، والمنتظم 8/ 176 رقم 247 (16/ 12 رقم 3341) ، والتقييد لابن نقطة 83، 84 رقم 78، والإعلام بوفيات الأعلام 186، وسير أعلام النبلاء 18/ 60 رقم 27، والعبر 3/ 217، وشذرات الذهب 3/ 278.
[3] التقييد 84.(30/191)
قال الخطيب [1] : وُلِدَ في جمادى الآخرة سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة، وتوفّي في جمادى الأولى سنة ثمانٍ وأربعين.
293- محمد بن عبد الملك [2] .
أبو الحسين الفارسيّ، ثُمَّ النَّيْسَابوريّ التّاجر.
أكثر عن أبي أَحْمَد الحاكم [3] .
294- محمد بن عبد الواحد بن محمد [4] .
أبو طاهر البيّع البغداديّ، المعروف بابن الصبّاغ.
الفقيه الشافعيّ.
سمع: ابن شاهين، وعليّ بن عبد العزيز بن مروان، وأبا القاسم بن حبابة.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة. درس الفقه على أبي حامد الأسفرائينيّ، وكانت له حلقة للفتوى. ومات في ذي القعدة ببغداد.
وقال أبيّ النّرسيّ: ثنا عن ابن طرارا، وهو والد أبي نصر صاحب «الشّمائل» .
295- مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن ميمون [5] .
__________
[1] في تاريخه.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الملك الفارسيّ) في: المنتخب من السياق 39، 40 رقم 56
[3] قال عبد الغافر الفارسيّ: «محمد بن عبد الملك بن محمد بن يوسف التاجر الفارسيّ أبو الحسين الشيخ الفاضل الثقة، خال عمّتي، المداخل مع الأسلاف. كان من أصحاب خان الفرس، وقد أذّن في مسجد خان الفرس سنين، وصلّى فيه بالناس، وما فارق جدّي أبا الحسين عبد الغافر في سرّاء ولا ضراء وكانا كالقرينين. سمع الكثير عن الحاكم أبي أحمد وطبقته، وببغداد عن ابن الصلت وغيرهم، وحدّث.
[4] انظر عن (محمد بن عبد الواحد) في:
تاريخ بغداد 2/ 362 رقم 872.
[5] انظر عن (محمد بن عبد الواحد) في:
تاريخ بغداد 2/ 361، 362، وطبقات الفقهاء للشيرازي 107، والأنساب 5/ 278، وتاريخ-(30/192)
أبو الفَرَج الدّارِميّ [1] . البغداديّ، الفقيه الشافعيّ، نزيل دمشق.
سمع: أبا عمر بن حَيَّوَيْهِ، وأبا الحسين بن المُظفّر، وأبا بكر بن شاذان، والدّارَقُطْنيّ، وجماعة قد حدَّث عنهم.
وسمع من أبي محمد بن ماسيّ، ولم نظفر بسماعه منه.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وقال [2] : هو أحد الفقهاء، موصوف بالذَّكاء وحُسن الفِقْه، والحساب والكلام في دقائق المسائل. ولهٍ شِعرٌ حسن. كتبتُ عنه بدمشق، وقال لي: كتبتُ عن ابن ماسيّ، وأبي بكر الورَّاق، وجماعة، وَوُلِدْتُ في سنة ثمانٍ وخمسين وثلاثمائة.
سكن الرَّحبة مُدَّة ثُمّ دمشق.
قال الخطيب [3] : حدَّثني أبو الفرج الدّارِميّ: سمعتُ أبا عمر بن حَيَّوَيْهِ:
سمعت أبا العبَّاس بن سُريْج وقد سُئِل عن القرد فقال: هو طاهر، هو طاهر.
قلت: وروى عنه أيضًا: أبو عليّ الأهوازيّ وهو من أقرانه، وعبد العزيز الكتّانيّ، وأبو طاهر محمد بن الحسين الحِنّائيّ.
__________
[ (-) ] دمشق (مخطوطة التيمورية) 38/ 387، 388، والكامل في التاريخ 9/ 632، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 23/ 23 رقم 50، والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة 4 ق 1/ 87، وطبقات ابن الصلاح (مخطوط) ورقة 18 أ، وسير أعلام النبلاء 18/ 52- 54 رقم 24، والوافي بالوفيات 4/ 63، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 77، 78، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 510 رقم 466، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 240، 241 رقم 196، ونفح الطيب 3/ 111، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 51، وكشف الظنون 1/ 78، وهدية العارفين 2/ 70، 71، وديوان الإسلام 2/ 272، 273 رقم 925، والأعلام 7/ 133، ومعجم المؤلفين 10/ 266.
[1] الدارميّ: بفتح الدال المهملة وكسر الراء. هذه النسبة إلى بني دارم، وهو دارم بن مالك بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم. (الأنساب 5/ 279) .
[2] في تاريخه 2/ 361، 362.
[3] في تاريخه 2/ 362.(30/193)
وقال أبو إسحاق في «الطَّبقات» [1] : كان فقيهًا، حاسبًا، شاعرًا، متصرّفًا، ما رأيت أفصح منه لهجة. قال لي: مرضت فعادني الشّيخ أبو حامد الْإِسفرائينيّ، فقلت:
مرضتُ فارتحتُ إلى عائدٍ ... فعاودني العالم في واحدِ
ذاك الْإِمامُ ابن أبي طاهرٍ ... أَحْمَد ذو الفضل أبو حامدِ [2]
وروى عنه من شعره: أبو عليّ بن البنّاء، وأبو الحسين بن النّقور، وأبو عبد اللَّه الحسن بن أَحْمَد بن أبي الحديد [3] .
تُوُفّي ليلة الْجُمعة مُستَهَلّ ذي القعدة أيضًا. وشهده خلقٌ عظيم.
ودُفِن بمقبرة باب الفراديس.
وتفقَّه أيضًا على أبي الحُسين الأردَبِيليّ.
وله كتاب الاستذكار في المذهب كبيرٌ [4] 296- محمد بن عُبَيْد الله بن أحمد [5] .
__________
[1] طبقات الفقهاء 107.
[2] البيتان في: طبقات الفقهاء للشيرازي 107، وتهذيب الأسماء واللغات للنووي 2/ 208، وطبقات الشافعية للإسنويّ 183، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 240، وطبقات الشافعية للسبكي 3/ 77، وسير أعلام النبلاء 18/ 53.
[3] ومن شعره:
أعراض قلبي غدت معرّفة ... فاجتمعت في الحبيب أعراضي
لا بدّ منه ومن هواه ولو ... قرّضني سيّدي بمقراض
تودّه مهجتي فإن تلفت ... تودّه في التراب أبعاضي
وقال السبكي: ومن شعره ما رأيته بخطّه على كتابه «الدور الحكمي» :
في الشرح دوران غير وهم ... دور حساب ودور حكمي
وقد شرحت الحكميّ منه ... فاستمعوه استماع فهم
فللفتى الدارميّ فيه ... صحّة معنى وحسن وسم
(طبقات الشافعية الكبرى 3/ 78) .
[4] قال السبكي: وهذا الكتاب عندي فيه أصل صحيح على خطّه، وهو كما قال ابن الصلاح:
نفيس كثير الفوائد، ذو نوادر وغرائب، لا تصلح مطالعته إلّا لعارف بالمذهب، (طبقات الشافعية الكبرى 3/ 77) .
[5] انظر عن (محمد بن عبيد الله) في: -(30/194)
أبو طالب البغداديّ الرّزّاز.
سمع: عليِّ بن عمر الحربيّ، وابن فهد المَوْصليّ.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان سماعه صحيحًا.
قلت: روى عنه جماعة.
297- محمد بْن عليّ بْن أَحْمَد بْن إسماعيل.
أبو طاهر بن الأنباريّ الواعظ.
حدَّث عن: مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن حمَّاد الموصليّ، والحسن بن العبَّاس الشّيرازيّ. ووُلِدَ سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.
298- محمد بن عليّ بن يعقوب [1] .
أبو الحسين الْإِياديّ البغداديّ، من أولاد الشّيوخ.
سمع: أبا الحسن الدَّارَقُطْنيّ، وابن حبّابة، والسُّكَّريّ.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقًا.
مات في ذي القعدة.
299- محمد بن محمد بن المظفّر [2] .
أبو الحسين البغداديّ الدّقّاق ابن السّرّاج.
سمع: موسى بن جعفر السِّمْسار، وأبناء الفضل الزُّهْريّ.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقًا.
مات في ربيع الأوَّل.
300- محمد بْن محمد بْن عَمْرو الحاكم.
أبو بكر الزَّواهيّ الفقيه.
__________
[ (-) ] تاريخ بغداد 9/ 339 رقم 843.
[1] انظر عن (محمد بن علي بن يعقوب) في:
تاريخ بغداد 3/ 106 رقم 1104.
[2] انظر عن (محمد بن محمد بن المظفّر) في:
تاريخ بغداد 3/ 236، 237 رقم 1313.(30/195)
حدَّث بنيسابور غير مرَّة عن: ابن فراس العَبْقَسيّ، وأبي أَحْمَد الفَرَضيّ البغداديّ، وغيرهما.
301- المسلم بن عليّ بن طَبَاطَبَا.
أبو جعفر العلويّ الحَسَنيّ المِصريّ.
- حرف الهاء-
302- هلال بن المُحسِّن [1] :
أبو الحسين بن الصّابيء، البغداديّ الكاتب.
أخذ عن: أبي عليّ الفارسيّ، وعليّ بن عيسى الرُّمانيّ، وغيرهما.
قال الخطيب [2] : كتبنا عنه، وكان صدوقا. أسلم بآخره، وسمع من العلماء في حال كُفْره لَأنه كان يطلب الأدب. قال لي: وُلِدْتُ سنة تسعٍ وخمسين وثلاثمائة. وجدّه هو أبو إسحاق إبراهيم بن هلال الصّابئ صاحب «الرّسائل» ، ومات هو وابنه المحسِّن على الكفر.
وتوفي هلال في رمضان. وهو والد غرس النّعمة محمد.
__________
[1] انظر عن (هلال بن المحسّن) في:
تاريخ بغداد 14/ 76 رقم 7428، والمنتظم 8/ 176- 179 رقم 248 (16/ 13- 15 رقم 3343) ، وأخبار الحمقى والمغفّلين 71، ونزهة الألباء 423، ووفيات الأعيان 6/ 101- 105، وديوان الشريف المرتضى 3/ 66- 68، ومعجم الأدباء 19 294- 297، والبداية والنهاية 12/ 70، والنجوم الزاهرة 5/ 60، وشذرات الذهب 3/ 278، 279، وكشف الظنون 1394، وإيضاح المكنون 1/ 261 و 2/ 271، والأعلام 9/ 94، وهدية العارفين 2/ 510، وتاريخ آداب اللغة العربية 2/ 1223، ومعجم المطبوعات 1179، ومعجم المؤلفين 13/ 151، ورسوم دار الخلافة لميخائيل عوّاد 7/ 39، وانظر مقدّمة: الهفوات النادرة لغرس النعمة 14- 18 رقم 4، ومقدّمة كتاب الوزراء أو تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء بتحقيق عبد الستار فراج، طبعة دار إحياء الكتب العربية، مصر 1958.
[2] في تاريخه 14/ 76.(30/196)
- حرف الياء-
303- يوسف بن سليمان بن مروان [1] .
أبو عمر الأنصاري الأندلسي المعروف بالرباحي.
أصله من قلعة رباح.
كان فقيها، إماما، ورعا، زاهدا، متقللا، جماعة للعلم، طويل اللسان.
فقيه البدن، نحويا عروضيا، شاعرا، نسابة، يسرد الصيام، ويديم القيام، وينعزل عن النّاس، وتأسَّ باللَّه. له مُصَنَّف في الرَّد على القبْريّ.
حدَّث عنه: أبو المطرّف بن البيْروله، وأبو محمد بن خَزْرَج وقال: كان مُجاب الدّعوة، بصيرًا بالحجاج والاستنباط. سكن إشبيلية، وله ردٌ على أبي محمد الأصيليّ. وكان صاحبّا لَأبي عمر بن عبد البَرّ.
وتُوُفّي بمرسية في آخر سنة ثمان وأربعين.
وولد في سنة سبع وستّين وثلاثمائة.
__________
[1] انظر عن (يوسف بن سليمان) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 676، 677 رقم 1499.(30/197)
سنة تسع وأربعين وأربعمائة
- حرف الألف-
304- أَحْمَد بن الحسن بن عنان.
أبو العبّاس الكنكشيّ الزَّاهِد.
كان من كبار مشايخ الطّريق بالدِّيَنَور. له معارف وتصانيف.
وعاش تسعين سنة. ولقى الكبار وحكى عنهم.
روى عنه ابنه سعيد، أحد شيوخ السِّلفيّ، جزءًا فيه حكايات.
وقد صَحِبَ أبا العبّاس أَحْمَد الأسود مُريد الشّيخ عيسى القصَّار. وعيسى من كبار تلامذة ممشاذ الدَّيَنَورِيّ. وذكر أن شيخه أبا العبّاس الأسود عاش مائة سنة.
قال السّلفيّ: صنّف أبو العبَّاس الكنكشيّ سِتّين مُصنَّفًا. وقد رأيت بعضها فوجدت كلامه في غاية الحُسن، وكان غزير الفضل، مُثَقّفًا، عارفًا، عابدًا، سُفْيَانيّ المذهب. لم يكن لهُ نظير بتلك النّاحية. ولهُ أصحابٌ ومُريدون، وبحكمه رُبُطٌ كثيرة.
ومن كلامه: حقيقة الأُنس باللَّه الوحشة مما سواه.
وقال: عمل السّر سرمد، وعمل الجوارح منقطع.
وقال: من عرف قدر ما يبذله لم يستحِق اسم السّخاء.
قال: وسمعت أَحْمَد الأسود يقول: السُّكون إلى الكرامات مكرٌ وخدعة.
305- أَحْمَد بن عبد اللَّه بن سُليمان بن محمد بن سُليمان بن أَحْمَد بن(30/198)
سليمان بن داود بن المطهّرين زياد بن ربيعة [1] .
أبو العلاء التَّنُوخيّ اللُّغَويّ، الشاعر المشهور، صاحب التّصانيف المشهورة والزَّنْدقة المأثورة.
له «رسالة الغفران» في مجلّدةٍ قد احتوت على مَزْدَكة واستخفاف، وفيها
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبد الله أبي العلاء المعرّي) في:
تتمة يتيمة الدهر 1/ 9، وتاريخ بغداد 4/ 240، 241، ودمية القصر (طبعة بغداد) 1/ 201- 206 رقم 38، وتاريخ حلب للعظيميّ (طبعة زعرور) 343 (طبعة سويّم) 11، والأنساب 3/ 90- 93، والمنتظم 8/ 184- 188 رقم 249 (16/ 22- 27 رقم 334) ، وفهرست الشيوخ لابن خير 343، ونزهة الألبّاء 353، 354، ولباب الآداب 201، 370، 375، 462، والمنازل والديار 1/ 49، 126، 264، 277، 338، 340، 342، 357، 362، و 2/ 11، 29، 53، 100، 102، 151، 152، 169، 170، 185، 220، 222، 242، 249، ومعجم البلدان 5/ 156، ومعجم الأدباء 3/ 107- 218، والكامل في التاريخ 9/ 636، 637، واللباب 1/ 225، و 3/ 234، وإنباه الرواة 1/ 46- 83، والإنصاف والتحرّي في دفع الظلم والتجرّي عن أبي العلاء المعرّي (مخطوط) ، ووفيات الأعيان 1/ 113- 116، والتذكرة الفخرية 17، 55، 58، 84، 115، 146، 147، 168، 291، وبدائع البدائه 361- 363، والمختصر في أخبار البشر 2/ 176، 177، والعبر 3/ 218، والإعلام بوفيات الأعلام 186، وسير أعلام النبلاء 18/ 23 39 رقم 16، ودول الإسلام 1/ 264، وميزان الاعتدال 1/ 112، وتاريخ ابن الوردي 1/ 357- 363، وتاريخ دولة آل سلجوق للبنداري 15، ومسالك الأبصار (مخطوط) 10 ق 2/ 282- 319، والوافي بالوفيات 7/ 94- 111، ونكت الهميان 101- 110، ومرآة الزمان (حوادث سنة 449 هـ) ، ومرآة الجنان 3/ 66- 69، وتخليص الشواهد 64، 433، والبداية والنهاية 12/ 72- 76، وروض المناظر لابن الشحنة 8/ 161، وطبقات النحويين واللغويين لابن قاضي شهبة 169- 181، ولسان الميزان 1/ 203- 208، والدرّة المضيّة 370، 600 رقم 67، وعقد الجمان (مخطوط) ج 20 ق 1/ 140- 148، والنجوم الزاهرة 15/ 61، 62، وبغية الوعاة 1/ 315- 317 رقم 594، وتاريخ الخلفاء 423، ومفتاح السعادة 1/ 237، 238، ومعاهد التنصيص 1/ 136- 145، وشذرات الذهب 3/ 280- 282، وشرح شواهد التلخيص 66، وكشف الظنون 1/ 46، 85 وغيرها، ونزهة الجليس 1/ 278- 284، وروضات الجنات 33- 75، وديوان الإسلام 4/ 187، 188 رقم 1920، وإيضاح المكنون 2/ 427، وهدية العارفين 1/ 77، وبلوغ الأرب في علم الأدب لجرمانوس فرحات 84، وطبقات أعلام الشيعة (النابس في القرن الخامس) 17، 18، وتأسيس الشيعة 104، والأعلام 1/ 113- 116، ومعجم المؤلفين 1/ 290- 294 وفيه مصادر ومراجع كثيرة عنه، ومعجم الشعراء في لسان العرب للدكتور ياسين الأيوبي 290 رقم 726، وآثار أبي العلاء 1/ 190، وإعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء 4/ 77، 180، 378، ومجالي الإسلام لحيدر بامات 276.(30/199)
أدب كثير. وله «رسالة الملائكة» و «رسالة الطّير» على ذلك الأُنْمُوذَج. ولهُ كتاب «سقط الزِّنْد» في شِعره، وهو مشهور، وله من النَّظْم «لزوم ما لَا يلزم» في مُجلَّدٍ أبدع فيه.
وكان عجبًا من الذَّكاء المُفرط والْإِطلاع الباهر على اللُّغة وشواهدها.
وُلِدَ سنة ثلاث وستّين وثلاثمائة، وجُدِّر في السَّنة الثالثة من عمره [1] فعمي منه، فكان يقول: لَا أعرف من الألوان إِلَّا الأحمر، فإنِّي أُلبِستُ في الْجُدريّ ثوبًا مصبوغًا بالعُصْفُر، لَا أعقِل غير ذلك [2] .
أخذ العربيّة عن أهل بلده كبني كوثر وأصحاب ابن خالَوْيه، ثمّ رحل إلى أطرابُلُس، وكانت بها خزائنُ كُتُبٍ مَوْقُوفَة [3] فاجتاز باللّاذقيّة ونزل ديرًا كان به راهبٌ له علم بأقاويل الفلاسفة، فسمع أبو العلاء كلامه، فحصل له به شكوك، ولم يكن عنده ما يدفع به ذلك، فحصل له بعض انْحلال، وأودع من ذلك بعض شعره. ومنهم من يقول ارعوى وتاب واستغفر [4] .
ومِمّن قرأ عليه أبو العلاء اللغة جماعة. فقرأ بالمعرَّة على والده، وبحلب على محمد بن عبد اللَّه بن سعد النَّحوي، وغيره.
وكان قانِعًا باليسير، لهُ وقفٌ يحصل له منه في العام نحو ثلاثين دينارًا، قرَّر منها لمن يخدمه النّصف.
وكان أكْلُه العدس، وحلاوته التّين، ولباسه القُطْن، وفراشه لبّاد، وحصيرة
__________
[1] وقال المؤلّف- رحمه الله- في «سير أعلام النبلاء» 18/ 24: «وأضرّ بالجدريّ وله أربع سنين وشهر» .
[2] إنباه الرواة 1/ 49، المنتظم 8/ 184 (16/ 22) ، معجم الأدباء 3/ 125.
[3] إنباه الرواة 1/ 50، نكت الهميان 102، معاهد التنصيص 66، آثار أبي العلاء 1/ 190، وانظر كتابنا: دار العلم بطرابلس في القرن الخامس الهجريّ- طبعة دار الإنشاء، بطرابلس 1982- ص 17.
[4] إنباه الرواة 1/ 49.(30/200)
بَرْدِيّة [1] . وكانت له نفسٌ قويَّة لَا تحمِل مِنّة أحد، وإلّا لو تكسَّبَ بالشِّعر والمديح لكان ينال بذلك دنيا ورئاسة.
واتَّفق أنّهُ عُورِض في الوقف المذكور من جهة أمير حلب، فسافر إلى بغداد متظلّما منه في سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، فسمعوا منه ببغداد «سقط الزِّند» [2] ، وعاد إلى المعرّة سنة أربعمائة. وقد قصده الطّلبة من النّواحي.
ويُقال عنه إنّه كان يحفظ ما يمر بسمعه [3] .
وقد سمع الحديث بالمعرّة عاليا من يحيى بن مسعر التَّنُوخيّ، عن أبي عروبة الحرّانيّ.
ولزِم منزله، وسمّى نَفْسَهُ «رهين المحبسين» للزومه منزله، وذهاب بصره.
وأخذ في التّصنيف، فكان يُملي تصانيفه على الطَّلَبَة [4] ، ومكثَ بضعًا وأربعين سنة لَا يأكل اللَّحْمَ، ولا يرى إيلام الحيوان مُطلَقًا على شريعة الفلاسفة.
وقال الشِّعر وهو ابن إحدى عشرة سنة.
قال أبو الحسين عليّ بن يوسف القفطيّ [5] : قرأت على ظهر كتاب عتيق أن صالح بن مرْداس صاحب حلب خرج إلى المعرَّة وقد عصى عليه أهلُها، فنازلها وشرع في حصارها ورماها بالمجانيق. فلمّا أحس أهلها بالغَلَب سعوا إلى أبي العلاء بن سليمان وسألوه أن يخرج ويشفع فيهم.
فخرج ومعه قائد يقوده، فأكرمه صالح واحترمه، ثمّ قال: ألك حاجة؟
__________
[1] البردية: جمعها برديّ: نبات تصنع منها الحصر.
[2] إنباه الرواة 1/ 49، 50.
[3] معجم الأدباء 3/ 124.
[4] معجم الأدباء 3/ 124.
[5] في «إنباه الرواة» 1/ 53، 54، وانظر: معجم الأدباء 3/ 216، 217.(30/201)
قال: الأمير أطال اللَّه بقاءه كالسّيف القاطع، لانَ مسُّهُ، وخشُنَ حدُّهُ، وكالنّهار الماتِع [1] ، قاظ وسطهُ، وطاب بَرْدُهُ. خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ 7: 199 [2] .
فقال له صالح: قد وهبتها لك.
ثُمَّ قال لهُ: أنشِدْنا شيئًا من شعرك لنرويه.
فأنشده بديها أبياتًا فيه، فترحَّل صالح [3] .
وذُكِر أن أبا العلاء كان له مغارة ينزل إليها ويأكُل فيها، ويقول: الأعمى عورة والواجب استتاره في كل أحواله. فنزل مرّةً وأكل دُبْسًا، فنقّط على صدره منه ولم يشعر، فلمَّا جلس للإقراء قال له بعض الطَّلَبَة: يا سيِّدي أكلت دُبْسًا؟ فأسرع بيده إلى صدره يمسحه، وقال: نعم، لعن اللَّه النَّهمَ. فاستحسنوا سرعة فهمه [4] .
وكان يعتذر إلى من يرحل إليه من الطَّلَبة، فإنّهُ كان ليس له سِعة، وأهل اليسار بالمعرَّة يُعرَفون بالبُخْل. وكان يتأوَّه من ذلك [5] .
وذكر الباخَرْزيُّ [6] أبا العلاء فقال: ضريرٌ ما له في الأدب [7] ضريب، ومكفوف في قميص الفضل ملفوف، ومحجوب خصمه الألدّ محجوج. قد طال في ظِل [8] الْإِسلام إناؤه ولكن إنما [9] رشح بالْإِلحاد إناؤه. وعندنا [خبر بصره،
__________
[1] في الأصل: «المانع» بالنون. والماتع: المرتفع. يقال: متع النهار: ارتفع قبل الزوال.
(القاموس المحيط) .
[2] سورة الأعراف، الآية 199.
[3] إنباه الرواة 1/ 53، 54.
[4] إنباه الرواة 1/ 55.
[5] إنباه الرواة 1/ 55.
[6] في «دمية القصر» - تحقيق د. العاني- ج 1/ 201.
[7] في الأصل: «الأديب» ، وفي «دمية القصر» 1/ 201: «في أنواع الأدب» .
[8] في «دمية القصر» ج 1/ 202: «ظلال» .
[9] في «دمية القصر» : «ربّما» .(30/202)
واللَّه العالِم ببصيرته، والمُطّلع على سريرته، وإنَّما تحدّقت الألسُن» ] [1] بأساته لكُتّابه الّذين [2] زعموا أنّهُ عارض به القرآن وعنونه (بالفصول والغايات في مُحاذاة [3] السُّور والَآيات) .
قال القِفْطيّ [4] : وذكرت ما ساقه غرّس النِّعمة محمد بن هلال بن المحسّن فيه فقال: كان لهُ شِعرٌ كثير وأدبٌ غزير، ويُرمى بالْإِلحاد في شِعره. وأشعاره دالة على ما يُزَنُّ [5] به. ولم يكُن يأكل لحمًا ولا بيضا ولا لبنًا، بل يقتصر على النبات. ويحرّم إيلام الحيوان، ويُظهِر الصّوم دائمًا.
قال: ونحنُ نذكر طرفًا ممّا بلغنا من شعره لتعلم صحّة ما يحكى عنه من إلحاده، فمنه:
صَرْفُ الزّمان مُفَرِّق الْإِلْفَيْنِ ... فاحكُمْ إلهي بين ذاك وبيني
أَنْهَيْتَ عن قتْلِ النُّفُوس تعمُّدًا ... وبَعَثْتَ أنتَ لقبِضِها ملكين
وزعمت أنّ لها معادا ثانيا ... ما كان أغناها عن الحَالَيْنِ [6]
ومنه:
قِرَانُ المُشْتَرى زُحَلًا يُرَجَّى ... لإيقاظِ النَّواظِرِ مِنْ كَرَاهَا
تقضّى الناسُ جيلًا بعد جيلٍ ... وخُلِّفَتِ النُّجُومُ كما تراها
تقدِّم صاحبُ التَّوراة موسى ... وأوقع بالخَسَار من اقْتَرَاها
فقال رِجَالُهُ وحيٌ أَتَاهُ ... وقال الآخرون: بل اقْتَدَاها
وما حَجّي [7] إلى أحجار بيت ... كؤوس الخمر تشرب في ذراها
__________
[1] ما بين الحاصرتين من «دمية القصر» 1/ 202.
[2] في «دمية القصر» : «الّذي» .
[3] في الأصل: «محاذات» .
[4] في «إنباه الرواة» 1/ 55.
[5] يزنّ: يتّهم.
[6] المنتظم 8/ 188، سير أعلام النبلاء 18/ 19.
[7] في «لزوم ما لا يلزم» 2/ 622: «وما سيرى» .(30/203)
إذا رَجَعَ الحكيم [1] إلى حجاه ... تهاون بالمذاهب [2] وازْدَرَاها [3]
ومنه فيما أنشدنا أبو عليّ بْن الخلّال: أَنَا جعفر، أنا السِّلَفيّ: أنشدنا أبو زكريّا التّبريزيّ، وعبد الوارث بن محمد الأسديّ لقِيُتُه بأَبْهَر قالا: أنشدنا أبو العلاء المعرّيّ بالمعرّة لنفسه، قال:
ضَحِكْنا وكان الضِّحكُ مِنّا سَفَاهةً ... وحُقّ لسُكّان البسيطةِ أن يبكوا
تُحَطِّمُنا الأيّامُ حتّى كأنّنا ... زُجَاجٌ، ولكن لَا يُعَادُ له سَبْكُ [4]
ومنه:
هَفَتِ الحنيفةُ والنصارى ما اهتَدَتْ ... ويهودُ حارتْ والمجوسُ مضَلَّلّة
اثنانِ أهلُ الأرضِ: ذو عقلٍ بلا ... دينٍ، وآخرَ ديِّنٌ لَا عَقْلَ لَهْ [5]
ومنه:
قلتم لنا خالقٌ قديمٌ ... صدقتُمُ، هكذا [6] نقول
زعمتموهُ بلا زمانٍ ... ولا مكانٍ، ألا فقولوا
هذا كلامٌ له خَبِيءٌ ... معناه ليست لكم عقول [7]
ومنه:
__________
[1] في «اللزوم» : «الحصيف» .
[2] بالهامش: الشرائع.
وبالهامش أيضا: ث: على ناظمه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
[3] الأبيات بتقديم وتأخير في «اللزوم» 2/ 622، 623، والمنتظم 8/ 186.
[4] المنتظم 8/ 187.
[5] في «المختصر في أخبار البشر» 2/ 177.
تاه النصارى والحنيفة ما اهتدت ... ويهود هطرى والمجوس مضلله
قسم الورى قسمين، هذا عاقل ... لا دين فيه، وديّن لا عقل له
وفي «سير أعلام النبلاء» 18/ 29:
رجلان أهل الأرض: هذا عاقل ... لا دين فيه، وديّن لا عقل له
والبيتان في: «لزوم ما لا يلزم» 2/ 301.
[6] في «اللزوم» : «كذا» .
[7] اللزوم 2/ 270، المنتظم 8/ 187.(30/204)
دين وكفر وأنباء تقال [1] و ... فرقان يُنَصُّ وتَوْرَاةٌ وإنجيلُ
في كل جيلٍ أباطيلٌ يُدَانُ بها ... فهل تفرَّد يومًا بالهدى جيلُ [2] ؟
قال الذّهبيّ:
نعم، أبا القاسم الهاديّ وأمته ... فزادك اللَّه ذُلًّا يا دُجَيْجِيلُ
ومنه قوله:
فلا تحسْب مَقَال الرُّسْلِ حقًّا ... ولكنْ قولُ زُورٍ سطَرَوُهُ
وكان النّاس في عَيْشٍ رَغِيدٍ ... فجاءوا بالمُحَالِ فكدَّرُوه [3]
ومنه:
وإنما حمّل التّوراة قارئها ... كسب الفوائد لا حبّ التِلاواتِ
وهل أُبِيحَتْ نساء الرّوم عن عَرَضٍ ... للعُرْبِ إِلَّا بأحكام النُّبُواتِ [4] ؟
أنبأتنا أم العرب فاطمة بنت أبي القاسم: أنا فرقد الكنانيّ سنة ثمان وستّمائة: أنا السِّلفيّ: سمعت أبا زكريا التّبْريزيّ قال: لمّا قرأت على أبي العلاء بالمعرَّة قوله:
يد بخمس ميء من عَسْجَدٍ فُدِيَتْ [5] ... ما بالُها قُطِعَتْ في ربع دينار؟
__________
[1] في اللزوم: «وأنباء تقصّ» .
[2] اللزوم 2/ 268.
[3] بالهامش: ث اللَّهمّ زده عما في نار جهنم.
وجاء بالهامش أيضا قرب هذه الأبيات: قال الشيخ عماد الدين بن كثير يعارض أبا العلاء:
فلا تحسب مقال الرسل زورا ... ولكن قول حقّ بلّغوه
وكان الناس في جهل عظيم ... فجاءوا بالبيان فأذهبوه
[4] البيت في «المنتظم» 8/ 186، وورد بيت قبله بدل المذكور أعلاه في المتن:
إن الشرائع ألقت بيننا إحنا ... وأورثتنا أفانين العداوات
[5] في اللزوم: «يد بخمس مئين عسجد وديت» ، وفي «المنتظم» : «لخمس» .(30/205)
تَنَاقُضٌ ما لنا [1] إِلَّا السُّكُوتُ لَهُ ... وأن نَعُوذَ بِمَولانا مِن النَّارِ [2]
سألته عن معناه فقال: هذا مثل قول الفقهاء عبادةً لَا نعقل معناها.
قلت: لو أراد ذلك لقال: تَعَبُّدٌ ما لنا إِلَّا السُّكوت له، ولما اعترض على اللَّه بالبيت الثاني.
قال السِّلفيّ: إن قال هذا الشِّعر معتقدًا معناه، فالنار مأواه، وليس له في الْإِسلام نصيب. هذا إلى ما يحكى عنه في كتاب «الفُصول والغايات» وكأنَّهُ معارضةً منه للسور والَآيات، فقيل له: أين هذا من القرآن؟
فقال: لم تصقله المحاريب أربعمائة سنة.
إلى أن قال السِّلفيّ: أخبرنا الخليل بن عبد الجبَّار بقزوين، وكان ثِقة: ثنا أبو العلاء التَّنوخيّ بالمَعَرَّة، ثنا أبو الفتح محمد بن الحسنيّ [3] ، ثنا خيثمة [4] فذكر حديثًا.
وقال غرس النّعمة: وحدَّثني الوزير أبو نصر بن جَهِير: ثنا أبو نصر المنَازِيّ [5] الشاعر قال: اجتمعت بأبي العلاء فقلت له: ما هذا الّذي يُروى عنك ويُحكى؟
قال: حَسَدوني وكذبوا عليَّ.
فقلت: على ماذا حسدوك، وقد تركت لهم الدّنيا والآخرة؟
__________
[1] في «المنتظم» : «مالخ» .
[2] اللزوم 1/ 544، سير أعلام النبلاء النبلاء 18/ 31 وفيه قدّم الثاني على الأول، والمنتظم 8/ 186.
[3] هو أبو الفتح محمد بن الحسين بن محمد بن أحمد بن روح المقرئ، وكان يحدّث في سنة 384 هـ. (تاريخ دمشق- مخطوطة التيمورية- 37/ 381، من حديث خيثمة الأطرابلسي 45 رقم 76) وفيهما: «محمد بن الحسن» .
[4] هو الحافظ أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة الأطرابلسي مسند الشام، المتوفى سنة 343 هـ.
[5] هو أحمد بن يوسف المنازي الكاتب الشاعر الوزير، المتوفى سنة 437 هـ. وقد تقدّمت ترجمته في الطبقة السابقة الرابعة والأربعين، برقم (194) .(30/206)
قال: والَآخرة؟
قلت: إي واللَّه.
قال غرس النّعمة: وأذكر عند ورود الخبر بموته، وقد تذاكرنا إلحاده، ومَعَنا غُلَام يُعْرَف بأبي غالب من نبهان من أهل الخير والفقه. فلمَّا كان من الغد حكى لنا قال: رأيتُ في منامي البارحة شيخًا ضريرًا، وعلى عاتقه أفعيان مُتَدَلّيتان إلى فَخِذَيْهِ وكلٌّ منهما يرفع فمه إلى وجهه، فيقطع منه لحمًا يزدرده، وهو يستغيث.
فقلتُ وقد هالني: من هذا؟ فقيل لي: هذا المَعَرِّيّ المُلحد [1] .
ولَأبي العلاء:
أتى عيسى فبطَّلَ شَرْعَ موسى [2] ... وجاء محمدٌ بصلاةِ خَمْسِ
وقالوا: لَا نبيٌّ بعد هذا ... فَضَلَّ القومُ بين غدٍ وأمسِ [3]
ومهما عشْتَ في دُنْيَاك هذي [4] ... فما تُخْليِكَ مِنْ قَمَرٍ وشَمْسِ
إذا قُلْتُ المُحَالَ رفعتُ صَوْتي ... وإن قُلْتُ الصّحيحَ [5] أطلتُ هَمْسي [6]
وله:
إذا مات ابنُها صَرَخَتْ بجهلٍ ... وماذا تستفيد من الصُّرَاخِ؟
ستتبعه كفاء العطف ليست ... بمَهْلٍ أو كَثُمَّ على التراخي
وله:
__________
[1] إنباه الرواة 1/ 80، 81، المنتظم 8/ 188.
[2] في «اللزوم» : «دعا موسى فزال وقام عيسى» .
[3] في «اللزوم» :
وقيل يجيء دين غير هذا ... وأودى الناس بين غد وأمس
[4] في «اللزوم» : «ومهما كان في دنياك أمر» .
[5] في «اللزوم» : «اليقين» .
[6] الأبيات في: لزوم ما لا يلزم 2/ 55، 56، ومعجم الأدباء 3/ 26، 127، ووفيات الأعيان 1/ 115، والمختصر في أخبار البشر 2/ 177، وسير أعلام النبلاء 18/ 39.(30/207)
لَا تَجْلِسْنَ حُرّة موفَّقَةٌ ... مع ابن زوجٍ لها ولا خَتَنِ
فذاك خيرٌ لها وأسلم ... للإنسان إن الفَتَى من الفِتَنِ [1]
وله:
منكَ الصُّدُودُ ومنّي بالصُّدودِ رِضا ... من ذا عليّ بهذا في هواك قضا [2]
بي [3] منك ما لو غدا بالشَّمسِ ما طَلَعَتْ ... من الكآبة أو بالبَرْقِ ما وَمَضَا
جَرَّبْتُ دَهْري وأهليه فما تَرَكَتْ ... لِيَ التَّجاريبُ في وُدّ امرئٍ غَرَضَا
إذا الفتى ذَمّ عَيْشًا في شَبِيَبِتِه ... فما [4] يقولُ إذا عَصْرُ الشّبَابِ مَضَا [5] ؟
وقد تعوّضْتُ عن كلٍّ بمُشْبِهِهِ ... فما وجدتُ لَأيّامِ الصِّبا عِوَضَا [6]
صفراءَ لون التِّبْرِ مثلي جليده [7] ، ... على نُوب الأيامُ والعِيشَة الضَّنْكِ
تُريك ابتسامًا دائمًا وتجلُّدًا [8] ... وصبرًا على ما نابها وهي في الهُلْكِ
ولو نَطَقَتْ يومًا لقالت أظُنّكم ... تَخَالون أنيّ من حَذَار الرَّدَى أبكي
فلا تحسبوا دمعي لوجعهِ وجدته [9] ... فقد تدمع العَيْنان [10] من كثرة الضحكِ [11]
وأنشدنا أبو الحسين [12] ببعلبك: أنا جعفر، أنا السِّلفيّ، أنا أبو المكارم عبد
__________
[1] البيتان في «لزوم ما لا يلزم» 2/ 575 وفيه: «إن الفتى مع الفتن» .
[2] هكذا في الأصل.
[3] في «معجم الأدباء» : «لي» .
[4] في «معجم الأدباء» : «ماذا» .
[5] هكذا في الأصل.
[6] معجم الأدباء 3/ 138، 139.
[7] في «دمية القصر» 1/ 204: «وصفراء مثلي في هواها جلية» .
[8] في «دمية القصر» : «وتهلّلا» .
[9] في «دمية القصر» : «فلا تعجبوا من ضحكها وابتسامها» .
[10] في «دمية القصر» ، «الأجفان» . وفي نسخة أخرى: «فقد تدمع العينان من شدّة» .
[11] الأبيات في: شروح سقط الزند 4/ 1683، ودمية القصر 1/ 204، 205، وإنباه الرواة 1/ 68.
[12] هو: علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن عيسى اليونيني. ضربه شخص بعصا على رأسه وهو في خزانة الكتب بمسجد الحنابلة ببعلبكّ، وتوفي بعد ذلك في سنة 701 هـ. ببعلبكّ. (انظر-(30/208)
الوارث بن محمد الأسدي رئيس أبْهَر: أنشدنا أبو العلاء بن سليمان لنفسه قطعة ليس لأحد مثلها:
رغبت إلى الدّنيا زمانا فلم تَجُدْ ... بغير عناءٍ والحياة بلاغُ
وألقى [1] ابنه الرَّأس [2] الكريمُ وبِنْتَهُ ... لديَّ فعندي راحة، وفراغُ
وزَادَ فَسَادُ النَّاسِ في كُلِّ بلدةٍ ... أحاديثُ مَيْتٍ [3] تُفْتَرى وتُصَاغُ
ومن شَرِّ ما أسْرَجْتَ في الصُّبحِ ... والدُّجى كُمَيْت [4] لها بالشارِبينَ مَرَاغُ [5]
ولمَّا مات أوصى أن يُكتب على قبره:
هذا جناهُ أبيْ عليَّ ... وما جَنَيْتُ على أحدْ
الفلاسفة يقولون: إيجاد الولد وإخراجه إلى هذا العالم جناية عليه، لَأنَّهُ يُعرَّض إلى الحوادث والَآفات [6] .
والّذي يظهر أنَّ الرّجل مات مُتحيِّرًا، لم يجزم بدينٍ من الأديان، نسألُ اللَّه تعالى أن يحفظ علينا إيماننا بكرمه.
أنبأتنا فاطمة بنت عليّ، أنا فَرْقَدُ بنُ ظافِر، أنا أبو طاهر بن سِلَفَة قال: من عجيب رأي أبي العلاء تركه تناول كل مأكولٍ لَا تُنْبِتُهُ الأرض شفقةً بزعمه على الحيوان، حتى نُسِبَ إلى التّبرهُم، وأنّهُ يرى رأي البراهمة [7] في إثبات الصّانع،
__________
[ (-) ] ترجمته ومصادرها في كتابنا: «موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي» 8/ 63- 66 رقم 761، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 376، 377 رقم 543) .
[1] في الأصل: «وألفى» بالفاء.
[2] في «سير أعلام النبلاء 18/ 34 «اليأس» .
[3] المين: الكذب.
[4] الكميت من أسماء الخمر التي فيها حمرة وسواد.
[5] سير أعلام النبلاء 18/ 34، 35.
[6] وفيات الأعيان 1/ 115.
[7] البراهمة: طائفة دينية موطنها الهند، تنتسب إلى إبراهيم. والبراهمة هم طبقة الكهنة والحكماء والفلاسفة أعلى المراتب في الديانة الهندوكية ويمثّلون طبقة اجتماعية وراثية خاصة. وقد-(30/209)
وإنكار الرُّسُل، وتحريم الحيوانات وإيذائها، حتّى الحيات والعقارب.
وفي شِعره ما يدُل على غير هذا المذهب، وإن كان لَا يستقر به قرار ولا يبقى على قانونٍ واحد، بل يجري مع القافية إذا حصلت كما تجيء، لَا كما يجب. فأنشدني أبو المكارم الأَسَديّ رئيس أَبْهَر قال: أنشدنا أبو العلاء لنفسه:
أَقَرُّوا بالْإِله وأثبَتُوهُ ... وقالوا: لا نبيَّ ولا كتابُ
ووطْءُ بناتِنا حِلٌّ مُباحٌ ... رُوَيْدَكُمُ فقد بطُلَ [1] العِتَابُ
تَمَادَوْا في الضّلالِ فلم [2] يتوبوا ... ولو سمعوا صَليلَ السيفِ تابوا [3]
وبه قال: وأنشدني أبو تمّام غالبُ بن عيسى الأنصاريّ بمكّة: أنشدنا أبو العلاء المَعَرّيّ لنفسه:
أتتني من الأيّام ستُّون حجّةً ... وما أَمْسَكَت كَفَّاي بِثْنَى عنانِ
ولا كان لي دارٌ ولا رُبْعُ مَنْزِلٍ ... وما مسّني من ذاك رَوْعُ جَنَانِ
تذكَّرتُ أنّي هالِكٌ وابن هالِكٍ ... فهانَتْ عليَّ الأرض والثَّقَلانِ [4]
إلى أن قال السِّلفيّ: ومما يدل على صحة عقيدته ما سمعت الخطيب حامد بن بُختيار النُّمَيْرِيّ بالسّمسمانيّة- مدينة بالخابور- قال: سمعت القاضي أبا المهذب عبد المنعم بن أَحْمَد السُّرُوجيّ: سمعت أخي القاضي أبا الفتح يقول:
دخلت على أبي العلاء التَّنُوخِيّ بالمعرَّة ذات يومٍ في وقت خلْوَةٍ بغير عِلْمٍ منه، وكنت أتردَّد إِلَيْهِ وأقرأ عليه، فسمعته وهو ينشد من قيلهِ:
كم غُودِرَت [5] غادة كعاب ... وعمّرت أمها العجوز
__________
[ (-) ] استخدمت كلمة برهمة وبراهمة مقابلة لكلمة هندوكية وهندوس. (القاموس الإسلامي 1/ 295) وانظر: معجم الأدباء 3/ 125.
[1] في «سير أعلام النبلاء» : «فقد طال» ، والمثبت يتفق مع «اللزوم» .
[2] «اللزوم» : «تمادوا في العتاب ولم» .
[3] اللزوم 1/ 99، سير أعلام النبلاء 18/ 32.
[4] سير أعلام النبلاء 18/ 32.
[5] في «تعريف القدماء» : «كم بودرت» .(30/210)
أحرَزَها الوالدان خوفًا ... والقبرُ حِرزٌ لها حريزُ
يجوزُ أن تُبْطئُ [1] المنايا ... والخُلْدُ في الدَّهرِ لَا يجوزُ [2]
ثم تأوّه مرات وتلا: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خافَ عَذابَ الْآخِرَةِ ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ وَما نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ 11: 103- 105 [3] .
ثم صاح وبكى [4] بكاءً شديدًا، وطرح وجهه على الأرض زمانًا، ثم رفع رأسه، ومسح وجهه وقال: سبحان من تكلّم بهذا في القِدَم، سبحان من هذا كلامه.
فصبرتُ سَاعةً، ثم سلّمت عليه، فردّ وقال: متى أتيتَ؟
فقلت: السَّاعة. ثم قلت: يا سيِّدي، أرى في وجهك أثَرَ غَيْظ.
فقال: لَا يا أبا الفتح، بل أنشدت شيئًا من كلام المخلوق، وتلوت شيئًا من كلام الخالق، فلحِقَني ما ترى.
فتحقَّقتُ صحة دينه، وقوّة يقينه [5] .
وبالْإِسناد إلى السِّلفيّ: سمعتُ أَبَا بكر التِّبْرِيزيِّ اللُّغَويّ يقول: أفضل من رأيته ممّن قرأت عَلَيْهِ أبو العلاء. وسمعتُ أبا المكارم [6] بأبهر، وكان من أفراد الزّمان، ثِقَةً مالِكيّ المَذْهب، قال: لمَّا تُوُفّي أبو العلاء اجتمع على قبره ثمانون
__________
[1] في «سير أعلام النبلاء» : «تخطئ» .
[2] سير أعلام النبلاء 18/ 32، تعريف القدماء بأبي العلاء 199.
[3] سورة هود، الآيات 103- 105.
[4] في الأصل: «وبكا» .
[5] سير أعلام النبلاء 18/ 32، 33.
[6] هو عبد الوارث بن عبد المنعم الأبهري، أديب فاضل، قرأ على أبي العلاء. لم تذكره السيدة بهيجة الحسني في شيوخ «السلفي» في مقدّمتها لكتاب «معجم السفر» ، بل ذكرت أن السلفي سمع بأبهر من: أبي سعيد عبد الرحمن بن ملكان. (انظر ج 1/ 31) وقد تقدّم قبل قليل في هذه الترجمة أن أبا المكارم هو: عبد الوارث بن محمد الأسدي رئيس أبْهَر وسيعيد المؤلّف- رحمه الله- ذكره بعد قليل في هذه الترجمة باسم «عبد الوارث بن محمد الأبهري» .(30/211)
شاعرا [1] ، وختم في أسبوع واحد عند القبر مائتا ختمة.
وبه قال السِّلفيّ هذا القدر الّذي يمكن إيراده هنا على وجه الاختصار، مدحًا وقدحًا، وتقريظًا، وذمًّا.
وفي الجملة فكان من أهل الفضل الوافر، والَأدب الباهر، والمعرفة بالنَّسَبْ، وأيّام العرب. قرأ القرآن بروايات، وسمع الحديث بالشّام على ثِقات.
ولهُ في التَّوحيد وإثبات النُّبُوَّة وما يحضّ على الزَّهْد، وإحياء طرق الفُتُوّة والمُرُوَءة شِعْرٌ كثير، والمُشكِل منه فله على زعمه تفسير.
قال القِفْطيّ [2] : ذِكر أسماء الكُتُب الّتي صنّفها. قال أبو العلاء: لزمت مسكني منذ سنة أربعمائة واجتهدتُ أن أتوفّر على تسبيح اللَّه وتحميده، إِلَّا أن أُضطرّ إلى غير ذلك، فأمليت أشياءٌ تولّى نسخها الشّيخُ أبو الحسن عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن أبي هاشم، أحسن اللَّه توفيقه [3] ألزمني بذلك حقوقًا جمّة [4] ، لَأنّهُ أفنى زمنه [5] ولم يأخذ عمّا صنع ثمنًا [6] . وهي على ضروبٍ مختلفة، فمنها ما هو في الزُّهد والعِظات والتّمجيد [7] .
فمن ذلك: كتاب «الفصول والغايات» [8] وهو موضوع على حروف
__________
[1] حتى هنا في «المنتظم» 8/ 188.
[2] في إنباه الرواة 1/ 56 وما بعدها. وانظر: معجم الأدباء 3/ 145 وما بعدها.
[3] في «إنباه الرواة» 1/ 56، و «معجم الأدباء» 3/ 145: وما بعدها.
[4] في «الإنباه» و «المعجم» زيادة: «وأيادي بيضاء» .
[5] في «الإنباه» 1/ 56 «أفنى معي زمنه» ، وفي «معجم الأدباء» 3/ 146: «أفنى في زمنه» .
[6] في «الإنباه» و «المعجم» : «ثمنه» . وفيهما زيادة بعدها: «والله يحسن له الجزاء، ويكفيه حوادث الزمان والأرزاء» .
[7] في «الإنباه» و «المعجم» : «وتمجيد الله سبحانه وتعالى من المنظوم والمنثور» .
[8] قال ابن الجوزي: «وقد رأيت للمعرّي كتابا سمّاه «الفصول والغايات» يعارض به السّور والآيات، هو كلام في نهاية الركّة والبرودة، فسبحان من أعمى بصره وبصيرته، وقد ذكره على حروف المعجم في آخر كلماته..» . (المنتظم 8/ 185) .
وقال ابن العديم الحلبي: إن جلال الملك بن عمّار صاحب طرابلس وقف بدار العلم هذا الكتاب. (الإنصاف والتحرّي (مخطوط) ص 50، دار العلم بطرابلس- تأليفنا- ص 52) .(30/212)
المعجم [1] ، ومقداره مائة كرّاسة.
ومنها كتاب أنشئ في ذِكْر غريب هذا الكتاب، لقبه «السّادِن» [2] .
وكتاب «إقليد الغايات» [3] في اللُّغة، عشر كراريس.
وكتاب «الأَيْكُ والغُصُون» [4] وهو ألف ومائتا كرّاسة.
وكتاب «مختلف الفصول» [5] نحو أربعمائة كرّاسة.
وكتاب «تاج الحرة» في عظات النساء، نحو أربعمائة كراسة [6] .
وكتاب «الخُطب» [7] نحو أربعين كرّاسة.
وكتاب «تسمية خُطَب الخَيْل» [8] عشر كراريس.
كتاب «خطبة الفصيح» [9] . نحو خمس عشرة كرّاسة.
وكتاب يُعرَف «برسيل الرّاموز» [10] ، نحو ثلاثين كرّاسة.
__________
[1] في «الإنباه» و «المعجم» زيادة في عدّة أسطر بعدها.
[2] في الأصل «الشادن» ، وكتب على هامش الأصل: «ث. السادن بالسين المهملة، ضبطه بالمعجمة المؤلّف سهوا» .
وفي «معجم الأدباء» 3/ 147: «الشاذن» بالشين المعجمة، والذال المعجمة. وفي أصل «إنباه الرواة» المخطوط: «السادر» بالسين المهملة، والراء في آخره، وكذا في «كشف الظنون» .
و «السادن» : الخادم.
وذكر ابن العديم الحلبي أن جلال الملك ابن عمّار وقف هذا الكتاب بدار العلم بطرابلس.
(الإنصاف والتحرّي 50، دار العلم 52) .
[3] قال ياقوت: «لطيف، مقصور على تفسير اللغز» . (معجم الأدباء 3/ 147) وقفه جلال الملك ابن عمّار بدار العلم بطرابلس. (الإنصاف والتحرّي 50، دار العلم 52) .
[4] ويعرف بكتاب الهمز والرّدف. (إنباه الرواة 1/ 57، معجم الأدباء 3/ 147) .
[5] في «إنباه الرواة» 1/ 58: «الفصول» ، والمثبت يتفق مع «معجم الأدباء» 3/ 148 وفيه: «ومن خطّه الكتاب المعروف بتضمين الآي، وهو كتاب مختلف الفصول» .
[6] إنباه الرواة 1/ 58، معجم الأدباء 3/ 150.
[7] في «إنباه الرواة» 1/ 58: «سيف الخطب» ، وفي معجم الأدباء» 3/ 149: «سيف الخطبة» ، وفي «كشف الظنون» : «سيف الخطيب» .
[8] في «إنباه الرواة» 1/ 58: «وكتاب تسميته: «خطب الخيل» يتكلّم على ألسنتها، «معجم الأدباء» 3/ 158، وفي «سير أعلام النبلاء 18/ 37: «كتاب في الخيل» .
[9] إنباه الرواة 1/ 59، معجم الأدباء 3/ 158 وله شرح ما جاء في هذا الكتاب من الغريب يعرف ب «تفسير خطبة الفصيح» . (الإنباه 1/ 59) و (معجم الأدباء 3/ 158) .
[10] إنباه الرواة 1/ 59، وهو في «معجم الأدباء» 3/ 158 «رسل الراموز» ، وفي «سير أعلام النبلاء» -(30/213)
كتاب «لُزُوم ما لَا يلزم» [1] نحو مائة وعشرين كرّاسة.
كتاب «زَجْر النابح» [2] أربعون كرّاسة.
كتاب «نجر الزَّجْر» [3] مقداره كذا [4] .
كتاب «راحة اللُّزوم في شرح لُزوم ما لَا يلزم» [5] نحو مائة كرّاسة.
كتاب «مُلْقَى السبيل» [6] مقداره أربع كراريس [7] .
قلت: إنّما مقداره ثمان وَرَقات، فكأنَّهُ يعني بالكرَّاسة زَوْجَين من الورق.
قال: وكتاب «خماسية الرَّاح» [8] في ذَم الخمر، نحو عشر كراريس.
__________
[ (- 18] / 37: «ترسيل الرموز» . و «الراموز» : البحر، و «رسيله» : ماؤه العذب.
[1] إنباه الرواة 1/ 59، معجم الأدباء 3/ 151 وهو في المنظوم بني على حروف المعجم. ومعنى «لزوم ما لا يلزم» أن القافية يردّد فيها حرف لو غيّر لم يكن مخلّا بالنظم.
[2] وهو يتعلّق بالكتاب الّذي قبله «لزوم ما لا يلزم» (إنباه الرواة 1/ 60) قال ياقوت في سبب تأليفه:
إن بعض الجهّال تكلّم على أبيات من لزوم ما لا يلزم، يريد بها التشرّر والأذيّة، فألزم أبا العلاء أصدقاؤه أن ينشئ هذا، فأنشأ هذا الكتاب وهو كاره. (معجم الأدباء 3/ 153) .
[3] في «إنباه الرواة» 1/ 60 «فجر الزجر» ، وفي «معجم الأدباء» 3/ 153: «بحر الزجر» .
[4] في هامش الأصل: «ث. مقدار نحر الزجر عشر كراريس» . وفي «سير أعلام النبلاء» 18/ 37:
«وكتاب نجر الزجر مقداره» . مما يعني أنه مقدار «زجر النابح» الّذي قبله، وهو أربعون كراسة.
وقد قام الدكتور أمجد الطرابلسي بجمع وتحقيق مقتطفات منه، ونشره مجمع اللغة العربية بدمشق 1965، وأعيد طبعه ثانية 1982.
[5] في «إنباه الرواة» 1/ 60: «وكتاب يعرف براحة اللزوم، يشرح فيه ما في كتاب لزوم ما لا يلزم من الغريب» .
وفي «معجم الأدباء» 3/ 153: «ومن غير خطّه ما هو شرح اللزوم، وهو جزء واحد، مقداره أربعون كرّاسة» .
وفي «سير أعلام النبلاء» 18/ 37 «وكتاب شرح لزوم ما لا يلزم، ثلاث مجلّدات» .
[6] إنباه الرواة 1/ 60، وضبطه محقّق «معجم الأدباء» 3/ 153 «ملقى» بفتح الميم. وقال في الحاشية (3) : لا أرى إلّا أنها ملقى السبل «الطرق» جمع سبيل، لأن الملقى: مكان التقاء الطرق، إنما يكون إذا قلنا السبل.
[7] قال ياقوت: «صغير فيه نظم ونثر» . وهو عبارة عن رسالة فلسفية نشرها وعلّق عليها الأستاذ حسن حسني عبد الله، ونشرت في مجلّة «المقتبس» الدمشقية 1912، كما نشرت في كتاب «رسائل البلغاء» . (انظر: معجم المطبوعات لسركيس 329) .
[8] في الأصل: «حماسة الراح» ، والتصحيح من: إنباه الرواة 1/ 60، ومعجم الأدباء 3/ 159، وفيهما: ومعنى هذا الوسم، أنه بني على حروف المعجم، فذكر لكل حرف تمكن حركته خمس سجعات مضمومات. وخمسا مفتوحات، وخمسا مكسورات، وخمسا موقوفات.(30/214)
«مواعظ» [1] ، خمس عشرة كرّاسة.
وكتاب «وقفة الواعظ» [2] .
كتاب «الجلِّيّ والحِليّ» [3] عشرون كرّاسة.
كتاب «سجع الحمائم» [4] ثلاثون كرّاسة.
كتاب «جامع الأوزان والقوافي» [5] نحو ستّين كرّاسة [6] .
كتاب «غريب ما في هذا الكتاب» [7] نحو عشرين كرّاسة.
__________
[1] في «إنباه الرواة» 1/ 60 «مواعظ الستّ» ، وفي «معجم الأدباء» 3/ 159، و «الإنصاف والتحرّي» : «المواعظ الست» . ومعنى هذا اللقب أن الفصل الأول منه في خطاب رجل، والثاني في خطاب اثنين، والثالث في خطاب جماعة، والرابع في خطاب امرأة، والخامس في خطاب امرأتين، والسادس في خطاب نسوة.
[2] لم يذكره القفطي، ولا ياقوت، ولم يذكره المؤلّف الذهبي- رحمه الله- في «سير أعلام النبلاء» .
[3] في الأصل: «الجليّ والحلّي» ، والتصحيح من «إنباه الرواة» 1/ 61 وفيه إنه عمل لرجل من أهل حلب يعرف بأبي الفتح ابن الجلِّيّ.
وهو: أبو الفتح عبد الله بن إسماعيل الحلبي الجلِّيّ. (انظر: المشتبه في أسماء الرجال 1/ 111) .
وقد ضبط في «معجم الأدباء» 3/ 153: «الجليّ والحليّ» . وقال ياقوت: «سأله فيه صديق له من أهل حلب: يعرف بابن الحلّيّ، مجلّد واحد وعشرون كرّاسة» .
[4] إنباه الرواة 1/ 61.
[5] في «إنباه الرواة» 1/ 61 «جامع الأوزان الخمسة» ، و 1/ 67 «جامع الأوزان» ، وفي «معجم الأدباء» 3/ 54 «جامع الأوزان» بدون «القوافي» . وقال: «فيه شعر منظوم على معنى اللغز، يعمّ به الأوزان الخمسة عشر التي ذكرها الخليل بجميع ضروبها، ويذكر قوافي كل ضرب من ذلك» ..
و «الخليل» هو الفراهيدي صاحب كتاب «العين» .
[6] قال القفطي، وياقوت: ويكون عدد أبيات شعره نحو تسعة آلاف بيت، وهو ثلاثة أجزاء. (إنباه الرواة 1/ 62، معجم الأدباء 3/ 155) .
[7] هو «ضوء السقط» ، ذكره القفطي بعد أن ذكر كتاب «سقط الزند» ، وقال: «وكتاب فيه تفسير ما جاء في هذا النظم من الغريب، يعرف بضوء السقط، مقداره عشرون «كرّاسة» . (معجم الأدباء 3/ 159) .
وقال ابن العديم الحلبي: وضع هذا الكتاب لتلميذه أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الله الأصبهاني. وكان رجلا فاضلا، قصده إلى معرّة النعمان، ولازمه مدّة حياته يقرأ عليه بعد أن استعفى من ذلك، ثم أجابه، فقرأ عليه الكتاب إلى أن مات. (الإنصاف والتحرّي، تعريف القدماء 535) .(30/215)
كتاب «سَقْط الزِّند» [1] ، فيه أكثر من ثلاثة آلاف بيت نُظِم في أوّل العُمْر [2] .
كتاب «رسالة الصَّاهِل والشّاحِجْ» [3] يتكلّم فيه على لسان فَرَسٍ وبَغْل أربعون كرّاسة [4] .
كتاب «القائف» على معنى كليلة ودمنة [5] نحو ستّين كرّاسة.
كتاب «منار القائف» [6] في تفسير ما فيه من اللُّغة والغريب، نحو عشر كراريس.
كتاب «السَّجع السُّلطانيّ» [7] في مُخاطبات الملوك والوزراء، نحو ثمانين كرّاسة.
كتاب «سجع الفقيه» ثلاثون كرّاسة [8] .
كتاب «سجع المضطرّين» [9] .
__________
[1] مقداره خمس عشرة كراسة. (إنباه الرواة 1/ 62) .
[2] إنباه الرواة 1/ 62، معجم الأدباء 3/ 153، 154.
[3] الصهيل: صوت الفرس. والشحيج: صوت حمار الوحش أو البغل.
[4] إنباه الرواة 1/ 62، معجم الأدباء 3/ 159، 160 وقد وقف جلال الملك ابن عمّار هذا الكتاب في دار العلم بطرابلس سنة 472 هـ. (الإنصاف والتحرّي 50، دار العلم 52) وصنّفه أبو العلاء لأبي شجاع فاتك الملقّب بعزيز الدولة والي حلب من قبل المصريين، وكان روميّا. (معجم الأدباء 3/ 160) .
[5] قال القفطي: «ألّفت منه أربعة أجزاء، ثم انقطع تأليفه بموت من أمر بعمله، وهو: عزيز الدولة المقدّم ذكره» . (إنباه الرواة 1/ 63) .
[6] إنباه الرواة 1/ 63، معجم الأدباء 3/ 160.
[7] يشتمل على مخاطبات للجنود والوزراء وغيرهم من الولاة. (إنباه الرواة 1/ 63، معجم الأدباء 3/ 155) وقال ياقوت: «وكان بعض من خدم السلطان وارتفعت طبقته لا قدم له في الكتابة، فسأل أن ينشأ له كتاب مسجوع من أوله إلى آخره، وهو لا يشعر بما يريد لقلّة خبرته بالأدب، فألّف هذا الكتاب، وهو أربعة أجزاء» . (معجم الأدباء 3/ 156) .
وقال ابن العديم الحلبي إن جلال الملك ابن عمّار وقف هذا الكتاب في دار العلم بطرابلس سنة 472 هـ، (الإنصاف والتحري 50، دار العلم 52) .
[8] إنباه الرواة 1/ 63، معجم الأدباء 3/ 156.
[9] قال القفطي: «وهو كتاب لطيف عمل لرجل تاجر يستعين به على شئون دنياه» . (إنباه الرواة 1/ 63، معجم الأدباء 3/ 156) .(30/216)
«رسالة المعونة» [1] .
كتاب «ذِكْرَى حبيب» [2] تفسير شِعر أبي تمَّام، نحو ستّين كرّاسة.
كتاب «عَبَثُ الوَليد» يتصل بشعر البُحتُرِيّ [3] .
كتاب «الريّاش» [4] أربعون كرّاسة.
كتاب «تعليق الخُلَس» [5] .
كتاب «إسعاف الصدّيق» [6] .
كتاب «قاضي الحق» [7] .
كتاب «الحقير النّافع» [8] في النّحو، نحو خمس كراريس.
كتاب «المختصر الفتحيّ» [9] .
__________
[1] إنباه الرواة 1/ 63، وفي «معجم الأدباء» 3/ 162: «رسائل المعونة» ، وهي ما كتبت على ألسن قوم.
[2] إنباه الرواة 1/ 63، وقال ياقوت: إنه كتاب مختصر، سأل فيه صديق لأبي العلاء من الكتّاب، وهو أربعة أجزاء. (معجم الأدباء 3/ 156) .
[3] وكان سبب إنشائه أن بعض الرؤساء- وهو أبو اليمن بن المسلم بن الحسن بن غياث الكاتب الحلبي النصراني صاحب الديوان بحلب- أنفذ نسخة ليقابل له بها، فأثبت ما جرى من الغلط ليعرض ذلك عليه. مقداره عشرون كراسة. (إنباه الرواة 1/ 63، معجم الأدباء 3/ 156، 157، الإنصاف والتحري) .
[4] في «إنباه الرواة» 1/ 64، و «معجم الأدباء» 3/ 157 «الرياشيّ المصطنعيّ» في شرح مواضع من الحماسة الرياشية، عمل لرجل يلقّب بمصطنع الدولة ويخاطب بالإمرة، واسمه كليب بن علي، ويكنى أبا غالب، أنفذ نسخة من الحماسة الرياشية، وسأل أن يخرّج على حواشيها شيئا لم يذكره أبو رياش مما يحتاج إلى تفسيره، فخشي أن تضيق الحواشي عن ذلك، فصنع هذا الكتاب، وجمع فيه ما سنح مما لم يفسّره أبو رياش.
[5] مما يتّصل بكتاب أبي القاسم الزّجّاجي عبد الرحمن بن إسحاق، المعروف بالجمل. (إنباه الرواة 1/ 64) .
وسمّاه ياقوت: «تعليق الجليس» . (معجم الأدباء 3/ 157) .
[6] إنباه الرواة 1/ 64، وهو ثلاثة أجزاء يتعلّق بالجمل أيضا. (معجم الأدباء 3/ 158) .
[7] يتّصل بالكتاب المعروف بالكافي الّذي ألّفه أبو جعفر أحمد بن محمد النحاس. (إنباه الرواة 1/ 64، معجم الأدباء 3/ 158) .
[8] إنباه الرواة 1/ 64، معجم الأدباء 3/ 158 وهو مختصر.
[9] يتصل بكتاب محمد بن سعدان، صنعه لرجل يكنى أبا الفتح محمد بن علي بن أبي هاشم، وكان أبو هذا الرجل تولّى إثبات ما ألّفه أبو العلاء من جميع هذه الكتب، فألزمه بذلك حقوقا جمّة، -(30/217)
كتاب «اللامع العزيزيّ» [1] في شرح شِعر المتنبي، نحو مائة وعشرين كرّاسة.
كتاب في الزُّهد يُعرف بكتاب «استَغْفِرْ واستغفِري» [2] منظومٌ فيه نحو عشرة آلاف بيت.
كتاب «ديوان الرَّسائل» [3] ، مقداره ثمانمائة كرّاسة.
كتاب «خادم الرّسائل» [4] .
كتاب «مناقب عليّ رضي اللَّه عنه» [5] .
كتاب «العُصْفُوريْن» [6] .
كتاب «السّجعات العشر» [7] .
__________
[ (-) ] وأيادي كثيرة. (معجم الأدباء 3/ 158، إنباه الرواة 1/ 64) .
و «محمد بن سعدان» هو الضرير النحويّ المقرئ له كتاب في القراءات، توفي سنة 231 هـ.
انظر ترجمته ومصادرها في (حوادث ووفيات 231- 240 هـ) . من هذا الكتاب ص 321، 322 رقم 367) .
[1] عمل للأمير عزيز الدولة وغرسها ابن تاج الأمراء أبي الدوام، ثابت بن ثمال بن صالح بن مرداس بن إدريس. (معجم الأدباء 3/ 162، إنباه الرواة 1/ 65) .
[2] مقداره مائة وعشرون كرّاسة. (معجم الأدباء 3/ 162، إنباه الرواة 1/ 65) .
[3] هو ثلاثة أقسام: الأول رسائل طوال تجري مجرى الكتب المصنّفة، مثل «رسالة الملائكة» و «الرسالة السّنديّة» و «رسالة الغفران» ، و «رسالة الغرض» (في «معجم الأدباء 3/ 161» :
«الفرض) ، ونحو ذلك.
والثاني دون هذه في الطول مثل «رسالة المنيح» و «رسالة الإغريض» .
والثالث رسائل قصار كنحو ما تجري به العادة في المكاتبة. (معجم الأدباء 3/ 160، 161، إنباه الرواة 1/ 65) .
و «رسالة الإغريض» وقفها جلال الملك ابن عمّار في دار العلم بطرابلس سنة 472 هـ.
(الإنصاف والتحرّي 50، دار العلم 52) وقد ذهبت كلّ المؤلّفات التي كانت بدار العلم في طرابلس حرقا على يد الفرنجة الصليبيين بعد اقتحامهم للمدينة وإحراق مكتبتها العامرة سنة 502 هـ. / 1109 م. و «الإغريض» : الطلع، وكل أبيض طريّ.
[4] وهو في تفسير ما تضمّنه ديوان الرسائل مما يحتاج إليه المبتدءون في الأدب. (معجم الأدباء 3/ 161، إنباه الرواة 1/ 65) .
[5] إنباه الرواة 1/ 66، معجم الأدباء 3/ 160.
[6] هو كتاب «أدب العصفورين» كما في: معجم الأدباء 3/ 160، وإنباه الرواة 1/ 66.
[7] موضوع على كل حرف من حروف المعجم، عشر سجعات في المواعظ. (معجم الأدباء 3/ 160، إنباه الرواة 1/ 66) .(30/218)
كتاب «عيون الْجُمَل» [1] .
كتاب «شرف السَّيف» [2] . نحو عشرين كرّاسة.
كتاب «شرح بعض سيَبَوَيْه» [3] نحو خمسين كرّاسة.
كتاب «الأمالي» [4] ، نحو مائة كرّاسة.
قال: فذلك خَمْسَةٌ وخمسون مُصنّفًا في نحو أربعة آلاف ومائة وعشرين كرَّاسة [5] .
ثم قال القفطيّ [6] : وأكثر كتب أبي العلاء عدمت، وإنّما وُجِدَ منها ما خرج عن المعرَّة قبل هجم الكُفّار عليها، وقَتْل أهلها.
وقد أتيت قبره سنة خمسٍ وستّمائة، فإذا هو في ساحةٍ بين دُور أهله، وعليه باب. فدخلتُ فإذا القبر لَا احتفال به، ورأيت على القبر خُبّازَى يابسة، والموضع على غاية ما يكون من الشَّعث والْإِهمال.
قلت: وقد رأيت أنا قبره بعد مائة سنة من رؤية القِفْطيّ فرأيتُ نحوًا ممّا حكى. وقد ذكر بعض الفُضلاء أنَّهُ وقف على المُجلَّد الأوّل بعد المائة من كتاب «الأَيْك والغُصُون» ، قال: ولا أعلم ما يعوزه بعد ذلك [7] .
وقد روى عنه: أبو القاسم التَّنُوخيّ، وهو من أقرانه، والخطيب أبو زكريّا التِّبْريزيّ أحد الأعلام، والْإِمام أبو المكارم عبد الوارث بن محمد الأبهريّ،
__________
[1] في شرح شيء من كتاب «الجمل» عمل أيضا لأبي الفتح محمد بن علي بن أبي هاشم المذكور آنفا، وهو آخر شيء أملاه. (معجم الأدباء 3/ 160، إنباه الرواة 1/ 66) .
[2] عمل لأمير الجيوش نشتكين الدزبري، وكان مقيما بدمشق. (معجم الأدباء 3/ 157، إنباه الرواة 1/ 66) .
[3] وهو غير كامل. (معجم الأدباء 3/ 160، إنباه الرواة 1/ 66) .
[4] وهي من الأمالي التي لم تتمّ، ولم يفرد لها اسم. (إنباه الرواة 1/ 66) .
[5] في هامش الأصل: قال كاتبه: أكثر هذه الكتب المذكورة رأيته بمصر بخط كاتبه» .
[6] في إنباه الرواة 1/ 66.
[7] وقال القفطي عن كتاب «الأيك والغصون» : «ولم أجد أحدا يقول رأيته، ولا رأيت شيئا منه، إلى أن نظرت في فهرست وقف نظام الملك الحسن بن إسحاق الطوسي، الّذي وقفه ببغداد، فرأيت فيه من كتاب الأيك والغصون ثلاثة وستين مجلّدا» . (إنباه الرواة 1/ 66) .(30/219)
والفقيه أبو تمّام غالب بن عيسى الأنصاريّ، والخليل بن عبد الجبَّار القزوينيّ [1] ، وأبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصَّقْر الأنباري، وغير واحد.
ومرض ثلاثة أيّام، ومات في الرابع ليلة جمعة، من أوائل ربيع الأوّل من السّنة.
وقد رثاه تلميذه أبو الحسن عليّ بن همّام بقوله:
إن كُنْتَ لم تُرِق الدّماءَ زَهَادةً ... فَلَقَدْ أَرَقْتُ اليَوْمَ من جَفْني دَمَا
سَيَّرتَ ذِكْرَكَ [2] في البلاد كأنَّهُ ... مِسكٌ فسامِعُهُ [3] يضمِّخ أو فما
وأرى [4] الحَجِيجَ إذا أرادوا ليلةً ... ذِكْرَاكَ أخرَجَ [5] فِديةً مَنْ أَحْرَمَا [6]
306- أَحْمَد بن عليّ [7] .
أبو الفتح الْإِياديّ، أخو محمد المذكور في العام الماضي [8] .
سَمِعَ: أبا حفص الكتّانيّ، والمخلّص.
ومات في ذي القعدة.
قال الخطيب: صدوق.
307- أَحْمَد بن عليّ بن عثمان.
أبو طاهر بن السَّواق الأنصاريّ البغداديّ المقرئ.
أخو حمزة.
__________
[1] معجم السفر 1/ 173.
[2] في «معجم الأدباء» : «ذكرا» .
[3] في «معجم الأدباء» : «مسامعها» .
[4] في «معجم الأدباء» : «وترى» .
[5] في «معجم الأدباء» : «أوجب» .
[6] معجم الأدباء 3/ 126، 127، وفيات الأعيان 1/ 115، سير أعلام النبلاء 18/ 39، وقد ورد البيت الأول فقط في: المنتظم 8/ 188.
[7] انظر عن (أحمد بن علي الأيادي) في:
السابق واللاحق 77، وتاريخ بغداد 4/ 325 رقم 2136.
[8] تقدّم برقم (298) .(30/220)
قرأ القراءات على الحماميّ.
وسمع من: عبيد اللَّه بن أَحْمَد الصَّيْدلانيّ، وأبي أَحْمَد الفَرَضيّ، وطائفة.
وعنه: أبو غالب عبد اللَّه بن منصور المقرئ، وعليّ بن المبارك بن سيف الدَّواليبيّ، وجعفر السَّراج، وآخرون.
وكان ثِقةً، صالحًا نبيلًا، فقيهًا مقرئًا، رحمه اللَّه تعالى.
308- أَحْمَد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ العزيز بن شاذان [1] .
أبو مسعود البَجَليّ الرّازيّ الحافِظ ابن المحدِّث الصالح.
وُلِدَ بنَيْسابور سنة اثنتين وستّين وثلاثمائة.
قال: وأُمّي من طَبَرِسْتان، وأكثر مُقامي بجُرْجَان.
قلت: رحل وطوَّف وصنَّف الأبواب والشِّيوخ.
وسمع من الكبار: أبي عمرو بن حمدان، وأبي أَحْمَد حسين بن عليّ التميميّ، وأبي سعيد بن عبد الوهّاب الرّازيّ، وأحمد بن أبي عمران الهرويّ المجاور، وزاهر بن أَحْمَد، وأبي النّضر محمد بن أَحْمَد بن سليمان الشَّرْمَغُوليّ، ومحمد بن الفضل بن محمد بن خزيمة، وأبي بكر محمد بن محمد الطرازي، وأبي الحسين الخفَّاف، وأبي محمد المّخلَديّ، وشافع الْإِسْفَرَائينيّ، وأبي بكر بن لال الهَمَذَانيّ، وأبي الحسن بن فراس العَبْقَسيّ، وأبي الحسين بن فارس اللُّغوي، وابن جهضم، وخلق كثير.
وكان جوَّالًا في الآفاق، وبقي في الآخر يسافر للتّجارة [2] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد البجلي الرازيّ) في:
تاريخ جرجان للسهمي 127 رقم 126، والأنساب 2/ 86، والمنتخب من السياق 93، 94 رقم 202، والعبر 3/ 218، 219، والإعلام بوفيات الأعلام 186، وسير أعلام النبلاء 18/ 62، 63 رقم 28، والمعين في طبقات المحدّثين 130 رقم 1439، وتذكرة الحفاظ 3/ 1125- 1127 رقم 1010، ومرآة الجنان 3/ 69، والوافي بالوفيات 8/ 28، وطبقات الحفاظ 431، وشذرات الذهب 3/ 282.
[2] قال السهمي: ورد جرجان سنة تسع وثمانين، كتب عن مشايخ جرجان ثم رجع دفعات كثير إلى أن حدّث بها وكتب عنه جماعة من أهل جرجان والغرباء. (تاريخ جرجان 127) .(30/221)
روى عنه: يحيى بن الحسين بن شراعة، وعبد الواحد بن أَحْمَد الخطيب الهمذانيان، وأبو الحسن عليّ بن محمد الْجُرْجَاني، وظريف النَّيْسابوريّ، وإسماعيل بن عبد الغافر، وخلق آخرهم عبد الرحمن بن محمد التاجر.
وثّقه جماعة.
وتوفّي في المحرم بِبُخَارَى.
قال يحيى بن مَنْدَهْ: كان ثِقةً جوّالًا، تاجرًا كثير الكُتُب عارفًا بالحديث، حَسَن الفَهْم [1] .
309- أَحْمَد بْن محمد بْن أَحْمَد بْن محمد بن النُّعمان بن المُنذِر [2] .
أبو العبَّاس الْأصبهانيّ الفضّاض الذّهبيّ.
حدَّث عن: أبي بكر بن المقرئ، وعُبَيْد اللَّه بن يعقوب بن جميل، وأبي بكر محمد بن أَحْمَد بن جِشَنْش، وأبي عبد اللَّه بن مَنْدَهْ، وأبي بكر مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن الفضل بْن شَهْرَيار، وجماعة.
روى عنه: أبو عليّ الحدّاد، وسعيد بن أبي الرّجاء، وغَيْرُها.
وكان ثقةً جميل الطّريقة [3] .
قال يحيى بن مَنْدَهْ: هو ثقة مأمون، صالح، قليل الكلام [4] .
عاش ثمانين سنة.
__________
[1] وقال عبد الغافر الفارسيّ: «الحافظ، الصوفي، الجوّال في البلدان لطلب الحديث، الجامع ما لم يجمعه غيره من الكتب والأسانيد العالية، ثم المصنّف فيها والمذاكر بغرائبها. كان أبوه من مشايخ الصوفية، وكانت لهم نوبة المجلس للوعظ في مسجد المطرز يوم الجمعة قبل أبي علي الدقاق. وسمع صحيح البخاري من الكشميهني، والمتفق عن أبي بكر الجوزقي، وقرأ عليه المشايخ وسمعوا منه بنيسابور وأصبهان وطبرستان وبلاد خراسان وما وراء النهر، وكان محدّث عصره لكثرة ما يوجد من الفوائد عنده» .
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن أحمد) في:
التقييد لابن النقطة 171 رقم 188.
[3] قال أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي: «أنبأ الشيخ الثقة النبيل أبو العباس أحمد.. وكان جميل الطريقة، حسن الاعتقاد، قراءة عليه وأنا أسمع في سنة تسع وأربعين وأربعمائة» . (التقييد 171) .
[4] التقييد 171.(30/222)
وقال غيره: هو أبو بكر الفضَّاض، تُوُفّي ليلة عبد الفطر. روى عنه ابن المقريّ «مُسنَد العَدَنيّ» .
310- أَحْمَد بن محمد بن أبي عُبَيْد أَحْمَد بن عُرْوَة [1] .
أبو نصر الكَرْمِينيّ.
حدّث في رمضان من السّنة ببلد كَرْمِينِيّة [2] من ما وراء النّهر عن محمد بن أَحْمَد بن محفوظ الوَرْقُودِيّ [3] ، وسماعه منه في سنة بضعٍ وستّين وثلاثمائة عن الفِرْبَرِيّ [4] .
311- أَحْمَد بن مهلّب بن سعيد [5] .
أبو عمر البهرانيّ الْإِشبيليّ.
روى عن: أبي محمد الباجيّ، وأبي الحسن الأنطاكيّ المقرئ، وأبي عبد الله بن مفرج، وأبي بكر الزبيدي، وغيرهم.
ذكره ابن خزرج وقال: كان من أهل الذّكاء، قديم العناية بطلب العلم.
توفِّي في صفر وقد استكمل ستًّا وتسعين سنة.
قلت: هذا كان من كبار المسندين بالأندلس.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن أبي عبيد) في:
الأنساب 12/ 249 (الورقودي) .
[2] كرمينيّة: بفتح الكاف وسكون الراء وكسر الميم والياء المنقوطة باثنتين من تحتها والنون في آخرها. (الأنساب 10/ 405) .
[3] الورقودي: بفتح الواو وسكون الراء وضم القاف وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى ورقود، من قرى كرمينية. (الأنساب 12/ 249) .
[4] الفربري: بفتح الفاء والراء وسكون الباء الموحدة وبعدها راء أخرى.
هذه النسبة إلى فربر وهى بلدة على طرف جيحون مما يلي بخارى. (الأنساب 9/ 260) .
وفي (الإكمال لابن ماكولا 7/ 84، وبلدان الخلافة الشرقية لسترانج 446 و 486) بكسر الفاء.
وفي (القاموس المحيط، وتاج العروس) : «فربر: كسجل. وقال الزبيدي: وضبط بالفتح أيضا كما في شروح البخاري. وذكر ابن حجر في (تبصير المنتبه) الوجهين، ومثله فعل ياقوت الحموي في (معجم البلدان) مادّة «فربر» .
[5] انظر عن (أحمد بن مهلّب) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 53، 54 رقم 115.(30/223)
312- إبراهيم بن محمد بن عليّ.
أبو نصر الكسائيّ الْأصبهانيّ.
روى عنه: الحدَّاد، وسعيد بن أبي الرّجاء، وغيرهما.
وكان ورَّاقًا، فسمع الكثير.
مات في ذي القعدة.
313- إسماعيل بن عبد الرّحمن بن أَحْمَد بن إسماعيل بن إبراهيم بن عابد بن عامر [1] .
أبو عثمان الصَّابونيّ النيسابوريّ الواعظ المُفسِّر، شيخ الْإِسلام.
حدَّث عن: زاهر بن أَحْمَد السَّرْخَسيّ، وأبي سعيد عبد اللَّه بن محمد الرّازيّ، والحسن بن أَحْمَد المَخْلَديّ، وأبي بكر بن مهران المقرئ، وأبي طاهر بن خُزَيْمَة، وأبي الْحُسَيْن الخفّاف، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي شُرَيْح، وطبقتهم.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد الْعَزِيز الكتّانيّ، وعليّ بْن الحسين بن صَصْرَى، ونجا بن أَحْمَد، وأبو القاسم المصّيصيّ، ونصر اللَّه الخُشْناميّ، وأبو بكر البَيْهَقِيّ، وخلقٌ
__________
[1] انظر عن (إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني) في:
تتمة اليتيمة 2/ 115، والأنساب 8/ 5، 6، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 428 ب- 431 ب، ومعجم الأدباء 7/ 16- 19، والمنتخب من السياق 131- 136 رقم 207، والكامل في التاريخ 9/ 638، واللباب 2/ 228، 229، والتقييد لابن النقطة 206 رقم 239، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 4/ 360- 365 رقم 379، والمختصر في أخبار البشر 2/ 177، والمعين في طبقات المحدّثين 130 رقم 1440، والإعلام بوفيات الأعلام 186، وسير أعلام النبلاء 18/ 40- 44 رقم 17، ودول الإسلام 1/ 264، والعبر 3/ 219، وتاريخ ابن الوردي 1/ 363، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 117، والطبقات الوسطى، له (مخطوط) 149 ب، والوافي بالوفيات 9/ 143، 144، وطبقات الشافعية للإسنويّ، رقم 734، والبداية والنهاية 12/ 76، ومرآة الجنان 3/ 70، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 228، 229 رقم 185، والنجوم الزاهرة 5/ 62، وطبقات المفسّرين للسيوطي 7، وتاريخ الخلفاء 423، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 107، 108، وشذرات الذهب 3/ 282، 283، وكشف الظنون 53، وهدية العارفين 1/ 210، وديوان الإسلام 3/ 204، 205 رقم 1324، والرسالة المستطرفة 103، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 30- 36، والأعلام 1/ 317، ومعجم المؤلفين 2/ 275، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 218 رقم 100.(30/224)
كثير آخرهم أبو عبد اللَّه الفراويّ.
قال البَيْهَقيّ: أنبا إمام المسلمين حقًا، وشيخ، الْإِسلام صِدْقًا أبو عثمان الصّابونيّ، ثم ذكر حكاية [1] .
وقال أبو عبد اللَّه المالكيّ: أبو عثمان الصابونيّ ممن شهدت له أعيان الرجال بالكمال في الحفظ، والتفسير، وغيرهما [2] .
وقال عبد الغافر في «سياق تاريخ نَيْسابور» [3] : إسماعيل الصّابونيّ الأستاذ، شيخ الْإِسلام، أبو عثمان الخطيب المُفسّر الواعِظ، المُحدِّث، أوحد وقته في طريقه [4] ، وَعَظَ المسلمين [5] سبعين سنة، وخطب وصلّى في الجامع نحوًا من عشرين سنة. وكان حافِظًا كثير السَّماع والتّصنيف، حريصّا على العِلْم [6] .
سَمِعَ بنيسابور، وهراة، وسرخس، والشّام، والحجاز، والجبال.
وحدَّث بخُراسان، والهند، وجُرْجان، والشّام، والثُّغور، والقُدس، والحِجاز، ورُزِقَ العِزّ والجاه في الدّين والدُّنيا. وكان جمالًا للبلد، مقبولًا عند الموافق والمخالف، مُجْمَع على أنه عديم النّظير، وسيف السُّنَّة، وقامع أهل البدعة.
كان أبوه أبو نصر من كبار الواعظين بنيسابور، ففتك به لأجل المذهب،
__________
[1] أوردها ابن عساكر في «تاريخ دمشق» : قال أبو الحسين البغدادي: كان الشيخ الإمام أبو الطيب إذا حضر محفلا من محافل التهنئة أو التعزية أو سائر ما لم يكن يقصد إلّا بحضوره، فكان المفتتح والمختتم الرئيس بإجماع المخالف والموالف المقدّم أمرا باتقاء مسألة، وكان المتفقهة لا يسألون غيره في مجلس حضره، فإذا تكلّم عليها، ووفى حقّ الكلام فيها، وانتهى إلى آخرها أمر أبا عثمان فترقّل الكرسي وتكلّم للناس على طريق التفسير والحقائق، ثم يدعو، ويقوم أبو الطيّب فيتفرّق الناس وهو يومئذ في أوائل سنّه. (تهذيب تاريخ دمشق 3/ 31، 32) .
[2] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 33.
[3] في المنتخب من السياق 131.
[4] في «المنتخب» : «طريقته» . والمثبت يتفق مع «سير أعلام النبلاء» 18/ 41.
[5] زاد في «المنتخب» : «في مجالس التذكير» .
[6] العبارة في «المنتخب» : «وكان أكثر أهل العصر من المشايخ سماعا وحفظا ونشرا لمسموعاته، وتصنيفا وجمعا وتحريصا على السماع وإقامة لمجالس الحديث» .(30/225)
وقُتِلَ وهذا الْإِمام صبيّ ابن تِسع [1] سنين، فأُقْعِد مجالس الوعظ مقام أبيه.
وحضر أئِمّةُ الوقت مجالسَه. وأخذ الْإِمام أبو الطّيب الصُّعْلُوكيُّ في تربيته وتهيئة شأنه. وكان يحضر مجالسه، والَأستاذ أبو إسحاق الْإِسْفَرَائِينيّ، والَأستاذ أبو بكر بن فُورَك، ويتعجّبون من كمال ذكائه وحُسن إيراده، حتّى صار إلى ما صار إليه. وكان مُشتغِلًا بكثرة العبادات والطّاعات، حتَّى كان يُضرَب بِه المَثَل [2] .
وقال الحسين بن محمد الكتبيّ في تاريخه: توفّيّ أبو عثمان في المحرّم، وكان مولده سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة، وأول مجلسٍ عقده للوعظ بعد قتل والده في سنة اثنتين وثمانين.
وفي «معجم السَّفر» للسِّلفيّ: سمعت الحسن بن أبي الحُر بن مَصَادَة بثغر سلماس [3] يقول: قدم أبو عثمان الصّابونيّ بعد حجّه، ومعه أخوه أبو يَعْلَى في أتباعٍ ودواب، فنزل على جدّي أَحْمَد بن يوسف بن عمر الهلاليّ، فقام بجميع مُؤَنِهِ. وكان يعقد المجلس كل يوم، وافتتن النّاس به. وكان أخوه فيه دعابة.
وسمعت أبا عثمان وقت أن ودَّع النّاس يقول: يا أهل سَلَمَاس، لي عندكم شهر أعِظُ وأنا في تفسير آيةٍ وما يتعلّق بها، ولو بقيت عندكم تمام سنة، لما تَعَرضْتُ لغيرها والحمد للَّه.
قلت: هكذا كان واللَّه شيخنا ابن تَيْمية، بقي أزيد من سنةٍ يفسّر في سورة نوح، وكان بحرًا لَا تُكَدِّرهُ الدِّلاء رحمه الله.
__________
[1] في «المنتخب من السياق» 132: «بعد حول سبع سنين» ، ومثله في: مختصر تاريخ دمشق» 4/ 363، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 34.
والمثبت يتفق مع «سير أعلام النبلاء» 18/ 41.
[2] المنتخب من السياق 132، 133، مختصر تاريخ دمشق 4/ 363، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 33، 34.
[3] سلماس: بفتح أوله وثانيه، وآخره سين مهملة. مدينة مشهورة بأذربيجان، بينها وبين أرمية يومان، وبينها وبين تبريز ثلاثة أيام، وهي بينهما. (معجم البلدان) .(30/226)
وقال عبد الغافر [1] : حكى الثقات أن أبا عثمان كان يعِظ، فدُفِع إليه كتابٌ ورد من بُخَارَى مشتمل على ذكر وباء عظيم وقع بها ليُدْعى [2] على رءوس الملَأ في كشف ذلك البلاء عنهم، ووصف في الكتاب أنّ رجلًا أعطي دراهم لخبّاز يشتري خُبْزًا، فكان يزِنُها والصَّانع يخبز، والمشتري واقف، فمات الثّلاثة في ساعة. فلمّا قرأ الكتاب هالهُ ذلك، فاستقرأ من القارئ: أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ أَنْ يَخْسِفَ الله بِهِمُ الْأَرْضَ.. 16: 45 [3] الآيات ونظائرها، وبالغ في التّخويف والتّحذير، وأثَّر ذلك فيه وتغيَّر في الحال، وغلبه وجع البطن من ساعته، وأُنزِل من المنبر، فكان يصيح من الوجع. وحُمِل إلى الحمّام، فبقي إلى قريب المغرب، فكان يتقَّلّب ظهرًا لبَطْنٍ، وبقي سبعة أيَّام لم ينفعه علاج، فأوصى وودّع أولاده وتوفّي، وصلّي عليه عصر يوم الْجُمعة رابع المُحرّم. وصلّى عليه ابنه أبو بكر، ثم أخوه أبو يَعْلى إسحاق.
وقد طوَّل عبد الغافر ترجمة شيخ الْإِسلام وأَطْنَبَ في وَصْفِهِ.
وقال فيه البارع الزّوْزَنيّ:
ماذا اختلاف النّاس في مُتفنِّنٍ ... لم يبصروا للقدح فيه سبيلا
واللَّه ما رقي المنابر خاطبٌ ... أو واعظٌ كالحبر إسماعيلا [4]
وقال: قرأت في كتاب كتبه الْإِمام زين الْإِسلام من طُوس في تعزية شيخ الْإِسلام يقول فيه: أليس لم يجسُر مُفْتَرٍ أن يَكْذِبُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وقته؟
أليست السُّنّة كانت بمكانةٍ منصورة، والبدعة لفَرْط حِشْمته مقهورة؟ أليس كان داعيا إلى اللَّه هاديا عباد اللَّه، شابًّا لَا صبوة له، ثُمّ كهلًا لَا كبوة له، ثم شيخًا لَا هفوة له؟ يا أصحاب المحابر، حطُّوا رحالكم، فقد استتر بحلال التّراب من كان
__________
[1] في «المنتخب من السياق» 135.
[2] في الأصل: «ليدعا» .
[3] سورة النحل، الآية 45.
[4] المنتخب من السياق 135.(30/227)
عليه إلمامكم. ويا أرباب المنابر، أَعْظَم اللَّه أُجُورَكُم، فقد مضى سيّدكم وإمامكم.
وقال الكتّانيّ: ما رأيت شيخًا في معنى أبي عثمان الصّابونيّ زُهْدًا وعِلْمًا.
كان يحفظ من كل فنٍّ لَا يقعد به شيء، وكان يحفظ التّفسير من كُتُب كثيرة، وكان من حُفّاظ الحديث [1] .
قلت: ولَأبي عثمان مُصنَّف في السُّنة واعتقاد السَّلف، أفصح فيه بالحقّ [2] ، فرحمه اللَّه ورضي عنه.
وقال الحافظ ابن عساكر: سمعتُ مَعْمَر بن الفاخر: سمعت عبد الرَّشيد بن ناصر الواعظ بمكة: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيل بْن عَبْد الغافر الفارسي يَقُولُ:
سمعت أبا المعالي الْجُوينيّ قال: كنت بمكَّة أتردّد في المذاهب، فرأيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: عليك باعتقاد ابن الصابونيّ [3] .
وقال عبد الغافر بن إسماعيل: حكى المقرئ الصّالح محمد بن عبد الحميد الأَبِيَوَرْدِيّ عن الْإِمام أبي المعالي الجوينيّ أنّه رأى في المنام كأنَّهُ قيل له: عُد عقائد أهل الحقّ. قال: فكنت أذكرها إذ سمعت نداء كان مفهومي منه أنِّي أسمعه من الحق تبارك وتعالى يقول: ألم تقل أن ابن الصّابونيّ رجل مسلم؟
قال عبد الغافر: ومن أحسن ما قيل فيه أبيات الْإِمام أبي الحسن عبد الرَّحمن بن محمد الدّاوديّ:
أودى الْإِمام الحَبْرُ إسماعيلُ ... لَهْفي عليهِ ليس منه بديلُ
بكت السّماء والَأرض يوم وفاتِهِ ... وبكى عليه الوحي والتّنزيل
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 35.
[2] طبع في مجموعة الرسائل المنيرية 1/ 105- 135 باسم «عقيدة السلف وأصحاب الحديث» ، ثم نشرته مفردا الدار السلفية بالكويت 1977.
[3] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 35.(30/228)
والشّمس والقمر المُنِيُر تَنَاوَحَا ... حُزْنًا عَلَيِهِ وللنُجومِ عَوِيلُ
والَأرضُ خاشِعةٌ تبكِّي شجوَها ... ويلي تُوَلوِلُ: أَيْنَ إسماعيلُ؟
أين الْإِمامُ الفَرْدُ في آدابه ... ما إنْ له في العالمَينَ عَدِيلُ
لَا تَخْدَعَنْك مُنَى الحياةِ فإنَّها ... تُلْهي وتُنْسي والمُنَى تضليل
وتأهّبت للمَوْتِ قَبْلَ نُزُولِهِ ... فالمَوْتُ حَتْمٌ والبَقَاءُ قَليلُ [1]
- حرف الحاء-
314- الحسن بْن مُحَمَّد بْن عليّ [2] .
أبو عامر النَّسَويّ النّحَويّ الزَّاهِد الشّاعِرْ، وصنَّف «الدّيوان» المعروف.
كان كثير التّطواف، جمّ الفوائد، دائم العبادة والصّوم والتّهجُّد، يقال أنّه من الأبدال.
ترجمه عليّ بن محمد الْجُرْجَانيّ وقال: سمع بالعراق، وأصبهان، وذهب أكثر سماعه إِلَّا من جزء من «مَسْنَد أبي يَعْلى الموصليّ» ، سمعه من أبي بكر بن المقرئ، وأجزاءٌ أُخَر عن شيوخ.
وُلِدَ سَنَة سِتِّين وثلاثمائة، وتُوُفّي في رَمَضَان بِنَسَا [3] .
وقال ابن السَّمعانيّ [4] . هو ثِقة، عالم باللغة فقير.
سمع بِنَسا: أبا القاسم عبد اللَّه بن محمد صاحب الحسن بن سُفْيَان.
روى عنه: عبد المنعم بن القشيريّ [5] .
__________
[1] مختصر تاريخ دمشق 4/ 365، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 35، 36.
[2] انظر عن (الحسن بن محمد النسوي) في:
الأنساب 10/ 263، 264، والمنتخب من السياق 184، 185 رقم 509، وبغية الوعاة 1/ 524 رقم 1084.
[3] ورّخ عبد الغافر الفارسيّ وفاته بسنة سبع وأربعين وأربعمائة. (المنتخب 185) ، وورّخ السيوطي وفاته بسنة تسع وأربعين وأربعمائة. (البغية 524) ، أما النخشبيّ فورّخ وفاته بحدود سنة خمسين وأربعمائة. (الأنساب 10/ 264) .
[4] في «الأنساب» 10/ 263 وفيه: «شيخ فاضل، عالم، عارف باللغة، ثقة، سديد، فقير، على شرط أهل العلم» .
[5] وذكره أبو محمد عبد العزيز النخشبي في «معجم شيوخه» ، وقال: أبو عامر القومسي أصلا. -(30/229)
أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ، أنا أَبُو رَوْحٍ فِي كِتَابِهِ، أَنَا زَاهِرُ، أَنَا أَبُو عَامِرٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ إِجَازَةً، أَنَا أَبُو بكر محمد بن إبراهيم، أنبأنا أَبُو يَعْلَى، ثَنَا عَبْدُ اللَّه بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ، ثَنَا عُبَيْدَةُ بْنُ الْأَسْوَدِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنِ الْحَارِثِ الْعُكْلِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «نضّر الله امرأ سَمِعَ مَقَالَتِي فَحَفِظَهَا فَإِنَّهُ رُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَيْرِ فَقِيهٍ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ» [1] . 315- الحسين بن محمد بن عثمان [2] .
ابن النَّصيبيّ البغداديّ.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان يذهب إلى الاعتزال.
316- الحسين بن محمد بن القاسم [3] أبو عبد اللَّه بن طباطبا العلويّ النّسّابة.
__________
[ (-) ] النسوي مولدا، نزيل نيسابور، شيخ من أهل السّنّة، سمعته يقول: سمعت من أبي القاسم عبد الله بن أحمد النسوي مسند الحسن بن سفيان، ولكن ضاع منه. وسمع في سفره من أبي بكر بن المقري بأصبهان، وغيره. (الأنساب 10/ 264) .
ومن شعره:
العلم يأتي كلّ ذي ... حفظ ويأبى كلّ آب
كالماء ينزل في الوهاد ... وليس يصعد في الرّوابي
(بغية الوعاة 1/ 524) .
[1] وتتمّته: «ثلاث لا يغلّ عليهنّ قلب مؤمن: إخلاص العمل للَّه، ومناصحة ولاة الأمر، والاعتصاء بجماعة المسلمين، فإنّ دعوتهم تحيط من وراءهم» . (رواه خيثمة الأطرابلسي في فوائده) . انظر كتابنا: (من حديث خيثمة الأطرابلسي 65، 66) .
وانظر عدّة طرق للحديث في تعليقنا على ترجمة «طاهر بن عبد الله بن طاهر» الآتية بعد قليل برقم (339) .
[2] انظر عن (الحسين بن محمد النصيبي) في:
تاريخ بغداد 8/ 109 رقم 4227، والمنتظم 8/ 188، 189 رقم 251، (16/ 28 رقم 3346) .
وكنيته: أبو عبد الله.
[3] انظر عن (الحسين بن محمد بن القاسم) في:
تاريخ بغداد 8/ 108 رقم 4226.(30/230)
قال الخطيب: كان متميّزًا بعلم النَّسب ومعرفة أيّام العرب وله حظٌّ من الأدب والشِّعْر. وكان كثير الحضور معنا في مجالس الحديث. ذكر سماعه من ابن الْجُنْديّ، وأبي عبد اللَّه الضّبيّ. علَّقت عنه أشياءً.
ومات في صفر.
- حرف الشِّين-
317- شيبان بن محمد بن جعفر الجرقوهيّ الْأصبهانيّ.
روى عن: أبي بكر بن المقري، وعبد الرّحمن بن الخصيب.
وعنه: أبو عليّ الحدّاد، وغيره.
مات في جمادى الآخرة.
- حرف العين-
318- عبد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن زكريّا [1] .
أبو محمد الطُّلَيطُليّ. يُعْرَف بابن راها.
كان نبيلًا فصيحًا إخباريًّا.
سمع من: عَبْدُوس بن محمد، ومحمد بن إبراهيم الخُشَنيّ.
319- عبد الواحد بن الحسين بن قُرْقُر [2] :
أبو طاهر البغداديّ الحذّاء.
سمع: أبا الحسن الدّار الدَّارَقطُنيّ، وأبا حفص بن شاهين، وجماعة.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان سماعه صحيحًا. وله حانوت في الحذّائين.
320- عبد الغفّار بن محمد بن عمر بن العزير.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن أحمد) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 335، 336 رقم 713.
[2] انظر عن (عبد الواحد بن الحسين) في:
تاريخ بغداد 11/ 16 رقم 5682.(30/231)
أبو سعد الهَمَذَانيّ التِّككيّ [1] .
روى عن: أبي بكر بن أبي الحديد، وأبي أَحْمَد الفَرَضيّ.
روى عنه: العلويّ، ومحمد بن عثمان.
تُوُفّي في ذي القعدة.
321- عبد الوهّاب بن أَحْمَد بن هارون [2] .
أبو الحسين ابن الجنْديّ الشَّاهد. أخو القاضي أبي نصر بن هارون.
من كبار شهود دمشق.
روى عن: أبي بكر بن أبي الحديد.
روى عنه: أبو طاهر الكتّانيّ، وأبو القاسم النّسيب.
توفّي في جمادى الأولى من السَّنة.
322- عُبَيْد اللَّه بن الحسين بن نصر العطّار [3] .
روى ببغداد عن: محمد بن المُظفّر الحافظ، وأبا عمر بن حَيَّوَيْهِ، والدَّارقُطْنيّ، وغيرهم.
قال الخطيب [4] : كتبنا عنه وكان صدوقًا.
وتُوُفّي في صَفَر.
قال النَّرْسيّ: سمعنا منه.
323- عليّ بن أَحْمَد بن إبراهيم بن غريب البزَّار [5] .
__________
[1] التّككيّ: بكسر التاء المنقوطة من فوقها باثنتين وفتح الكاف، وفي آخرها كاف أخرى، هذه النسبة إلى تكك وهي جمع تكة. (الأنساب 3/ 68) .
[2] انظر عن (عبد الوهاب بن أحمد) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 25/ 144، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 15/ 270 رقم 264.
[3] انظر عن (عبيد الله بن الحسين) في:
تاريخ بغداد 10/ 387 رقم 5565، والمنتظم 8/ 189 رقم 253، (16/ 28 رقم 3348) .
[4] في تاريخه.
[5] انظر عن (علي بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 11/ 334 رقم 6165.(30/232)
بغداديّ، سمع: عليّ بن حسَّان الدِمميّ، وعليّ بن عمر الحربيّ.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صحيح السَّماع.
وغريب هو خال الخليفة المقتدر.
قلت: حدَّث بدمشق فروى عنه: محمد بن عليّ الحدّاد.
324- عليّ بن الحسن السّقلاطونيّ [1] .
بغداديّ صدوق.
سمع ابن شاهين.
أرَّخه الخطيب وحدَّث عنه.
325- عليّ بن خَلَف بن عبد الملك بن بطَّال [2] .
أبو الحسن القُرْطُبيّ، ويُعْرَف أيضًا بابن اللّجّام [3] .
روى عن: أَبِي المطرِّف القَنَازِعي، ويونس بْن عَبْد اللَّه القاضي، وأبي محمد بن بنوش، وأبي عمر بن عفيف، وغيرهم.
قال ابن بشكوال: كان من أهل العلم والمعرفة والفهم، مليح الخط، حسن الضبط، عني بالحديث العناية التامة وأتقن ما فيه، وشرح «صحيح أبي عبد الله الخلال» في عدة مجلدات، رواه النّاسُ عنه.
وولي قضاء لُورقَة.
وقد حدَّث عنهُ جماعة من العلماء.
__________
[1] انظر عن (علي بن الحسن السقلاطوني) في:
تاريخ بغداد 11/ 390، 391 رقم 6267.
[2] انظر عن (علي بن خلف) في:
ترتيب المدارك 4/ 827، والصلة لابن بشكوال 2/ 414 رقم 891، والعبر 3/ 219، وسير أعلام النبلاء 18/ 47 رقم 40، والوافي بالوفيات (مخطوط) 12/ 56، والديباج المذهب 2/ 105، 106، وشذرات الذهب 3/ 283، وشجرة النور الزكية 1/ 115، ومعجم المؤلفين 7/ 87، وكشف الظنون 919، 546.
[3] في «الصلة» : «اللحام» بالحاء المهملة، وفي تحقيق عزة العطار «اللجام» بالجيم، وفي «ترتيب المدارك» «النجام» بالنون.(30/233)
تُوُفّي في سَلْخ صَفَرْ [1] .
قلتُ: وكان ينتحِل الكلام على ... [2] .
- حرف الميم-
326- محمد بن عليّ بن محمد بن الحسن [3] .
أبو عبد الله الخبّازيّ المقرئ.
وُلِدَ بنَيْسَابور سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة. وقرأ القرآن عَلَى أَبِيهِ وعلى أبي بكر محمد بن محمد الطّرازيّ.
وسمع من: أبي أَحْمَد الحاكم، وأبي محمد الحسن المَخْلَديّ، وأبي الحسن الماسرجسيّ. وتصدَّر للإقراء. وصنّف في القراءات.
ذكره عليّ بن محمد الزِّنْجيّ في «تاريخ جُرْجَان» فقال: تخرَّج على يده أُلُوف بِنَيْسَابُور.
ودخل غزنة أيَّام السُّلطان محمود، وكان يُكرِمه غاية الْإِكرام.
سمعته يقول: أوَّل ما وردت على السُّلطان سألني عن آيةٍ أوَّلُها غين.
فقلت: ثلاثة مواضع: غافِرِ الذَّنْبِ 40: 3 [4] ، واثنان مُخْتَلَفٌ فيهما، الكوفيّ يعدُّهما، والبَصْريّ لَا يعدّهما: غُلِبَتِ الرُّومُ 30: 2 [5] وغَيْرِ الْمَغْضُوبِ [عَلَيْهِمْ] وَلَا الضَّالِّينَ 1: 7 [6] .
__________
[1] وفي «ترتيب المدارك» : توفي سنة أربع وسبعين ببلنسية.
[2] بياض في الأصل.
[3] انظر عن (محمد بن عليّ الخبّازي) في:
تبيين كذب المفتري 263، 264، وفيه وفاته سنة 447 هـ.، والمنتخب من السياق 43 رقم 66، والتقييد لابن النقطة 90 رقم 90، والعبر 3/ 219، 220، وتذكرة الحفاظ 3/ 1127، ومعرفة القراء الكبار 1/ 413، 414 رقم 351، والوافي بالوفيات 4/ 130، ومرآة الجنان 3/ 69، 70، وغاية النهاية 2/ 207 رقم 3274.
[4] أول سورة غافر.
[5] سورة الروم، الآية 2.
[6] آخر سورة الفاتحة.
وقال ابن الجزري: أما قوله (غير المغضوب) أن الكوفي عدّها، فليس كذلك وإنما عدّها غير-(30/234)
قلت: قرأ عليه جماعة منهم: أبو القاسم الهذليّ.
وتوفّي بنَيْسابور في رمضان.
وقال عبد الغافر الفارسيّ [1] : هو شيخ نبيل مشهور بين أكابر المتقدِّمين بنَيْسابور، المنظور إليه، المشاور في الأمور، المُبجّل في المحافل والمشاهد، قعد سنين في مسجده المشهور به لقراءة القرآن في سكّة معاذ. وحضر في مجلسه الأكابر وأولاد الأئمّة وقرءوا عليه، وتبرَّكوا بالقعود بين يديه. وكان عارفًا بالقراءات ووجوهها [2] .
وصنَّف كتاب الأبصار محتويا على أصول الرّوايات وغرائبها. وكان لهُ صيتٌ لتقدُّمه في علم القراءات، وله جاهٌ وقدر عند السّلاطين استحضره يمين الدّولة أبو القاسم محمود بن ناصر الدِّين إلى غَزَنَة، وسمع قراءته، وأكرم مورده وردّه إلى نيسابور.
وقد رحل إلى الكُشْمَيْهَنيّ لسماع «صحيح البخاري» فسمعه منه وحدَّث به وكان يُحيي الليل بالقراءة والدُّعاء والبُكاء، حتَّى قيل أنَّهُ مُستجاب الدَّعوة، لم يُرَ بعده مثله [3] . ثنا عَنْه أبو بكر محمد بن يحيى المُزكّيّ، ووالدي، ومسعود بن ناصر الرَّكاب، وطاهر الشّحّاميّ.
قلت: وآخر من روى عنه الفَرَاويّ [4] .
327- أبو بكر محمد بن الحسن بن عليّ الخبّازيّ المقرئ الطبريّ،
__________
[ (-) ] الكوفي والمكيّ فاعلم. (غاية النهاية 2/ 207) .
[1] في: «المنتخب من السياق 43.
[2] زاد في «المنتخب» : «مكثرا في الروايات» .
[3] تبيين كذب المفتري 264.
[4] قال ابن النقطة: «حدّث بصحيح البخاري عن الكشميهني، حدّث عنه بأكثر الكتاب أبو عبد اللَّه محمد بن الفضل الفرّاويّ» . (التقييد 90) .(30/235)
فآخر تأخر عن هذا، ولقيه أبو الأسعد القُشَيْرِيّ.
328- محمد بن عليّ بن إبراهيم [1] .
أبو بكر الدَّينوريّ القارئ، نزيل بغداد.
حدَّث عن: أبي بكر بن لال الهَمَذَانيّ، وأبي عمر بن مهديّ.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صالحا ورِعًا، تُوُفّي في شوَّال.
329- محمد بن عليّ [2] .
أبو الفتح الكراجكيّ [3] شيخ الشّيعة.
والكراجكيّ هو الخَيْميّ. مات بصُور في رابع ربيع الآخر، وله عدَّة مُصنَّفات.
وكان من فُحُول الرّافضة، بارِع في فقههم وأُصُولهم، نحويّ، لُغَويٌّ، مُنَجِم، طبيب، رحل إلى العراق ولقي الكبار كالمرتضى.
__________
[1] انظر عن (محمد بن علي بن إبراهيم) في: تاريخ بغداد 3/ 106 رقم 1105.
[2] انظر عن (محمد بن علي الكراجكي) في:
فهرست أسماء علماء الشيعة ومصنّفيهم لابن بابويه الرازيّ 154 رقم 355، والكنى والألقاب للقمّي 1/ 318 و 3/ 88، 89، ورجال السيد بحر العلوم 3/ 146، 303، 304، وفهرست الكتب والرسائل للمجدوع 33، وسفينة البحار 1/ 329، ومعالم العلماء لابن شهرآشوب 118، 119، والعبر 3/ 220، وتذكرة الحفاظ 3/ 1127، وسير أعلام النبلاء 18/ 121، 122 رقم 61، ومرآة الجنان 3/ 70، ولسان الميزان 5/ 300 و 2/ 275) وشذرات الذهب 3/ 283، وروضات الجنات 579، 580، وهدية العارفين 2/ 70، وإيضاح المكنون 1/ 70، 71، 102، 205، 320، وأمل الآمل 2/ 287، والغدير 1/ 155 و 2/ 38، والذريعة 2/ 16، 375، 362، 450 و 3/ 14، 105 و 4/ 210، 437 و 5/ 127، وطبقات أعلام الشيعة 1/ 7 و 2/ 177 179 (وانظر 2/ 3 و 93 و 109 و 132) ، وأعيان الشيعة 46/ 160، وفلاسفة الشيعة للشيخ عبد الله نعمة 446- 449، ومجلّة العرفان 4 مجلد 10/ 387، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 293- 305 رقم 1540، والحياة الثقافية في طرابلس الشام (تأليفنا) 329، 330، ومقدّمة كتاب «كنز الفوائد» للشيخ عبد الله نعمة طبعة بيروت 1985.
[3] الكراجكي: بفتح الكاف والراء والجيم، وفي آخرها كاف أخرى. هذه النسبة إلى كراجك، وهي قرية على باب واسط. (الأنساب 10/ 372) ، وفي (معجم البلدان 4/ 443) : كراجك:
بالفتح، والجيم المضمومة، وآخره كاف.
وقال ابن حجر: بفتح الكاف وتخفيف الراء وكسر الجيم، ثم كاف. نسبة إلى عمل الخيم، وهي الكراجك. (لسان الميزان 5/ 300) وفيه تحرّفت «الخيم» إلى «الجسم» .(30/236)
وله كتاب «تلقين أولاد المؤمنين» [1] .
وكتاب «الأغلاط مِمَّا يرويه الْجُمْهُور» [2] .
وكتاب «موعظة العقل للنفس» [3] ، وله كتاب «المنازل» [4] قد سيّره إلى أن بلغ سنة خمس وخمسين وخمسمائة [5] .
وكتاب «ما جاء على عدد الاثني عشر» [6] وكتاب «المؤمن» [7] إلى غير ذلك من هذيانات الْإِماميّة [8] .
330- محمد بن ميمون بن محمد النِّرسِيّ الكوفيّ.
عم الحافِظ أُبيّ.
سمع من الشّريف أبي عبد اللَّه الكوفيّ.
- حرف الواو-
331- وليد بن عبد الله بن عبّاس [9] .
__________
[1] في كرّاستين، صنّفه في طرابلس الشام كما ذكره بعض معاصريه في فهرس كتبه، وكذا ذكره ابن شهرآشوب في «معالم العلماء» طبعة طهران- ص 106، وآقا بزرك الطهراني في «الذريعة إلى تصانيف الشيعة» 4/ 429، وانظر كتابنا: موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 302 رقم 57.
[2] طبع مع «كنز الفوائد» باسم: «التعجّب في الإقامة من أغلاط العامّة» سنة 1322 هـ. ذكر فيه مناقضات أقوالهم ومنافرات أفعالهم في عاشوراء وتبجيل ذرّية من نال من الحسين الشهيد عليه السلام شيئا مثل: بني السراويل، وبني السنان، والطشيين، والقصبيين، وغيرهم. (الذريعة 4/ 210) ووصفه ابن شهرآشوب بأنه حسن. (معالم العلماء 118) .
[3] موسوعة علماء المسلمين 4/ 298 رقم 25.
[4] الحياة الثقافية في طرابلس الشام 330، موسوعة علماء المسلمين 4/ 304 رقم 83.
[5] هكذا وهو تحريف واضح.
[6] الغدير 1/ 155، الحياة الثقافية 330، موسوعة العلماء 4/ 304 رقم 84.
[7] الغدير 2/ 38، الحياة الثقافية 330، موسوعة العلماء 4/ 304 رقم 85.
[8] ذكرت أسماء (87) من مصنّفاته ورسائله في «موسوعة علماء المسلمين» 4/ 295- 305، ويعتبر كتاب «كنز الفوائد» أشهر مولّفاته، وهو من أربعة أجزاء، طبع في تبريز بإيران طبعة حجر سنة 1322 هـ.، وأعيد طبعه بتحقيق الشيخ عبد الله نعمة، وصدر عن دار الأضواء، بيروت 1405 هـ/ 1985 م. في مجلّدين.
[9] انظر عن (وليد بن عبد الله) في:(30/237)
أبو القاسم الأصْبَحيّ القُرْطُبيّ، ويُعرَف بابن العربيّ.
روى عن: سليمان بن الغمّاز المقرئ.
وولي خطابة قُرْطُبة بعد مكيّ. وكان حسن الخطابة، بليغ الموعظة، طيِّب الصَّوت، عذب اللَّفظ.
قرأ عليه: أبو محمد بن عَتّاب.
وتُوُفّي في رمضان، وهو في عشر التّسعين.
__________
[ (-) ] الصلة لابن بشكوال 2/ 644، 645 رقم 1414.(30/238)
سنة خمسين وأربعمائة
- حرف الألف-
332- أحمد بن الحسين بن علي بن عمر الحربيّ.
أبو منصور.
روى عن جدّه عليّ السّكري.
333- أَحْمَد بن سليمان [1] .
أبو صالح النّيْسَابوريّ الصوفيّ الزّاهِد.
حجّ نيِفًا وثَلاثِينَ مرَّة. وكان سُنيًّا مُنِكرًا على المتكلّمين. لقي بمكة شيخ الحرم السَّيْرَوَانيّ.
روى عنه: إسماعيل الفارسيّ، وغيره.
وتُوُفّي في جُمَادَى الأولى.
334- أَحْمَد بْن محمد بْن أَحْمَد بن عيسى بن هامُوشة.
أبو جعفر الأَبْرِيَسميّ [2] التّاجر.
عن شيوخ إصبهان.
روى عَنْ: أَبِي بَكْر بْن المقري.
وعنه: سعيد بن أبي الرجاء.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن سليمان) في:
المنتخب من السياق 99 رقم 221 وفيه: «أحمد بن سلمان» .
[2] الأبريسميّ: بفتح الألف وسكون الباء وكسر الراء وسكون الياء وفتح السين وفي آخرها الميم.
هذه اللفظة لمن يعمل الأبريسم والثياب منه ويبيعها ويشتغل بها. (الأنساب 1/ 116) .(30/239)
335- أَحْمَد بن محمد بن حسين [1] .
أبو طاهر بن الخفّاف.
عن: أبي القاسم بن الصَّيْدلانيّ، وجماعة.
وعنه: الخطيب، وقال: مات في آخر السّنة.
- حرف الحاء-
336- الحسين بن محمد بن عبد الواحد [2] .
أبو عبد اللَّه البغداديّ، الفقيه الفَرَضيّ المعروف بالوَنيّ.
انتهت إليه معرفة الفرائض.
قُتِلَ ببغداد شهيدًا في فتنة البساسيريّ ووثوبه على بغداد، ضُرِب بدبّوس [3] فمات.
وكان أحد الأذكياء المذكورين، وله يد في علوم متعدّدة.
قال ابن ماكولا [4] : سمعت الخطيب يقول: حضرنا مجلس شيخ ومعنا أبو
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن حسين) في:
تاريخ بغداد 4/ 436 رقم 2338.
[2] انظر عن (الحسين بن محمد الونّي) في:
الإكمال لابن ماكولا 7/ 401، والأنساب 586 ب، والمنتظم 8/ 197، 198 رقم 255 (16/ 38 رقم 3350) ، وفيه: «الولي» وهو تحريف، ومعجم البلدان 5/ 385، واللباب 3/ 375، والكامل في التاريخ 9/ 651، ووفيات الأعيان 2/ 138، والإعلام بوفيات الأعلام 186، وسير أعلام النبلاء 18/ 99، 100، رقم 46، ودول الإسلام 1/ 265، والعبر 3/ 222، ونكت الهميان 145، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 163، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 543 رقم 1244، والبداية والنهاية 12/ 85، والقاموس المحيط (مادّة: الونّ) ، وطبقات الشافعية لابن شهبة 1/ 229 رقم 186، وشذرات الذهب 3/ 283، 284، وديوان الإسلام 4/ 375 رقم 2178، وتاج العروس 9/ 363، 364، وهدية العارفين 1/ 310، والأعلام 2/ 278، ومعجم المؤلفين 4/ 54.
[3] الدبّوس: آلة من آلات الحرب تشبه الإبرة، كانت تصنع من عود طوله نحو قدمين من الخشب الغليظ في أحد طرفيه رأس من حديد قطرها ثلاث بوصات تقريبا. (تكملة المعاجم العربية 4/ 289) .
[4] في الإكمال 7/ 401.(30/240)
عبد اللَّه الونيّ فأملى الشّيخ: فلمّا قُمنا إذا الونيّ قد حفظ من الْإِملاء بضعة عشر حديثًا.
وقد سمع عَن أصحاب الصّفار، وابن البَخْتَريّ.
سمع منه: أبو حكيم الخَبْريّ.
337- الحسين بن محمد بن طاهر بن مهديّ البغداديّ [1] .
أخو حمزة.
حدَّث عن: الدَّارَقُطْنيّ، وجماعة.
338- حمزة بن أَحْمَد بن حمزة [2] .
أبو يعلى القَلانِسيّ الدّمشقيّ الشُبْعيّ [3] الرَّجُل الصالِح.
حدَّث عن: أبي محمد بن أبي نصر، وعبد الواحد بن مشماش، ومنصور بن رامش.
روى عنه: عبد اللَّه بن الحسن البَعَلْبَكيّ [4] .
قال الكتّانيّ: كان يحفظ معاني القرآن للناس. وكان عبدًا صالحًا أقام بالجامع أربعين سنةً بلا غطاءٍ ولا وطاء، رحمه اللَّه تعالى.
- حرف الطّاء-
339- طاهر بْن عَبْد اللَّه بْن طاهر بن عمر [5] .
__________
[1] انظر عن (الحسين بن محمد بن طاهر) في:
تاريخ بغداد 8/ 109 رقم 4228، والمنتظم 8/ 198 رقم 256 (16/ 38 رقم 3351) .
[2] انظر عن (حمزة بن أحمد) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 11/ 496، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 7/ 256 رقم 237، وتهذيب دمشق 4/ 441.
[3] في «المختصر» ، و «التهذيب» : «السبعي» (بالسين المهملة) .
[4] هو: عبد الله بن الحسن بن حمزة بن الحسن بن حمدان بن ذكوان، أبو محمد البعلبكي المعروف بابن أبي فجّة، المتوفى سنة 488 هـ. (انظر ترجمته ومصادرها في كتابنا: موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 176 رقم 858) .
[5] انظر عن (طاهر بن عبد الله) في:
تاريخ بغداد 9/ 255، 360، وطبقات فقهاء الشافعية للعبادي 114، وطبقات الفقهاء للشيرازي 106، 107، والأنساب 9/ 42. والمنتظم 8/ 198 رقم 258، (16/ 39، -(30/241)
القاضي أبو الطَّيّب الطَّبَريّ، الفقيه الشّافعيّ أحد الأعلام.
سمع بجُرْجَان من أبي أَحْمَد الغِطْريفيّ.
وبِنَيسابور من الفقيه أبي الحسن الماسَرْجَسيّ. وبه تفقُّه.
وسمع ببغداد من: أبي الحسن الدّارَقُطْنيّ، وموسى بن عرفة، والمُعافى بن زكريا، وعليّ بن عمر الحربيّ.
واستوطن بغداد. ودرس وأفتى، وولي قضاء ربع الكرخ بعد موت القاضي الصّيمريّ.
وكان مولده بآمُل طَبْرِستان سنة ثمانٍ وأربعين وثلاثمائة.
قال: وخرجت إلى جُرْجَان للقاء أبي بكر الْإِسماعيليّ فقدِمتُها يوم الخميس، فدخلت الحمَّام، فلمَّا كان من الغد لقيت أبا سعد بن الشّيخ أبي بكر، فأخبرني أنّ والده قد شرب دواءً لمرضٍ كان به، وقال لي: تجيء في صبيحة غدٍ لتسمع منه. فلمَّا كان في بكرة السّبت غدوتُ للموعد فإذا النّاسُ يقولون: مات أبو بكر الْإِسماعيليّ [1] .
قال الخطيب [2] : وكان أبو الطَّيِّب ورِعًا عارِفًا بالَأصول والفروع، محقّقا،
__________
[ (- 40] رقم 3353) ، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 190، والكامل في التاريخ 9/ 651، واللباب 2/ 274، والتقييد لابن النقطة 303، 304 رقم 369، وتاريخ الفارقيّ 1/ 176، والمنتخب من السياق 264 رقم 855، وطبقات ابن الصلاح (مخطوط) ورقة 50، 51، وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 247، 248، ووفيات الأعيان 2/ 512- 515، والمختصر في أخبار البشر 2/ 9، 1، والمعين في طبقات المحدّثين 130 رقم 1441، وسير أعلام النبلاء 17/ 668- 671 رقم 459، ودول الإسلام 1/ 265، والعبر 3/ 222، والإعلام بوفيات الأعلام 186، وتاريخ ابن الوردي 1/ 365، والوافي بالوفيات 16/ 401، ومرآة الجنان 3/ 70- 72، والبداية والنهاية 12/ 79، 80، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 231- 234 رقم 189، وتاريخ دولة آل سلجوق 25، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 176- 197، والعقد المذهب لابن الملقن 55، والنجوم الزاهرة 3/ 284، 285، وتاريخ الخلفاء 423، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 150، 151، وكشف الظنون 424، 1100، وشذرات الذهب 3/ 284، 285، و 325، وروضات الجنات 338، وهدية العارفين 1/ 429، والأعلام 3/ 321، وتاريخ التراث العربيّ 2/ 195.
[1] تاريخ بغداد 9/ 359.
[2] في تاريخه.(30/242)
حسن الخُلُق، صحيح المَذْهَب، اختلفت إِلَيْهِ وعلّقت عنه الفقه سنين.
من «المرآة» [1] : قيل إنّ أبا الطّيّب دفع خُفَّه إلى من يُصْلحه، فكان يأتي يتقاضاه، فإذا رآه غَمَسَ الخُفَّ في الماء وقال: السَّاعة أصلحه فلمّا طال على أبي الطّيّب ذَلِكَ قال: إنّما دفعته إليك لِتُصْلِحُهُ، لم أدفعه لتُعلِّمهُ السِّباحة [2] قال الخطيب [3] : سمعت أبا بكر محمد بن أَحْمَد المؤدِّب: سمعت أبا محمد البافي يقول: أبو الطّيّب الطّبَريّ أفقه من أبي حامد الْإِسفرائينيّ. وسمعت أبا حامد يقول: أبو الطِّيب أفقه من أبي محمد البافيّ.
وقال القاضي أبو بكر بن بكران الشّاميّ: قلت للقاضي أبي الطّيّب شيخنا، وقد عمّر: لقد متّعت بجوار حك أيُّها الشّيخ.
فقال: ولِم لَا، وما عصيت اللَّه بواحدة منها قط؟ أو كما قال.
وقال غير واحد: سمعنا أبا الطِّيب الطبريّ يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في النّوم فقلت: يا رسول اللَّه أرأيت من روى عنك أنّك قلت: «نضّر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها ... » الحديث [4] . أحقٌّ هو؟ قال: نعم.
__________
[1] أي «مرآة الزمان» .
[2] طبقات الفقهاء 114، المنتظم 8/ 198.
[3] في تاريخه 9/ 359.
[4] وتمامه: «وأدّاها، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ منه، وربّ حامل فقه ليس بفقيه» . وهو حديث صحيح. أخرجه الشافعيّ في مسندة 1/ 14، والترمذي (2659) ، وابن ماجة (232) والرامهرمزيّ، ص 165، من حديث ابن مسعود، وانظر: جامع الأصول لابن الأثير ج 8/ 17، 18 رقم 5848، والترغيب والترهيب للمنذري 1/ 85 رقم 150.
ومن حديث زيد بن ثابت، رواه أحمد في المسند 5/ 183، وأبو داود (3660) ، والترمذي (2658) ، وابن ماجة (230) ، والدارميّ 1/ 75، والرامهرمزيّ ص 164، ورواه ابن حبّان في صحيحه والبيهقي في سننه الكبرى. انظر: الترغيب والترهيب 1/ 85، 86 رقم 151.
ومن حديث جبير بن مطعم، أخرجه أحمد في المسند 4/ 81، وابن ماجة (231) ، والدارميّ 1/ 74، 75، ورواه الطبراني في «المعجم الكبير» مختصرا ومطوّلا. انظر: الترغيب والترهيب 1/ 86، 87 رقم 152 و 153.
ومن حديث أبي الدرداء، أخرجه الدارميّ 1/ 75، 76، وأخرجه الرامهرمزيّ من حديث ابن عباس، وأبي سعيد الخدريّ- ص 165، 166، وأخرجه-(30/243)
وقال أبو إسحاق في «الطّبقات» [1] : ومنهم شيخنا وأستاذنا أبو الطِّيّب، تُوُفّي عن مائةٍ وسنتين، لم يختلّ عقله، ولا تغيَّر فهمه، يفتي مع الفقهاء، ويستدرك عليهم الخطأ، ويقضي ويشهد، ويحضر المواكب إلى أن مات.
تَفَقّه بآمُل على أبي عليّ الزُّجاجيّ صاحب ابن القاصّ، وقرأ عَلَى أبي سعد الْإِسماعيليّ، وعلى القاضي أبي القاسم بن كجّ بجُرْجَان. ثم ارتحل إلى نَيْسَابُوُر وأدرك أبا الحسن الماسَرْجَسيّ، وصحبه أربع سنين، ثم ارتحل إلى بغداد، وعلَّق عن أبي محمد الباغيّ الخوارزميّ صاحب الدّاركيّ، وحضر مجلس الشّيخ أبي حامد، ولم أرَ فيمن رأيت أكمل اجتهادًا، وأسدُّ تحقيقًا، وأجود نظرًا منه. شرح «المزنيّ» ، وصنّف في الخلاف والمذهب والَأصول والجدل كُتُبًا كثيرة، ليس لَأحدٍ مثلها. ولازمت مجلسه بضع عشرة سنة، ودرَّست أصحابه في مسجده سنين بإذنه، ورتَّبني في حلقته، وسألني أن أجلس في مسجَدٍ للتّدريس، ففعلت في سنة ثلاثين. أحسن اللَّه تعالى عنِّي جزاءه ورضي عنه.
قلت: وأبو الطَّيّب صاحب وجهٍ فِي المذهب، فمن غرائبه أنَّ خروج المنيِّ ينقض الوضوء [2] .
ومنها أنّه قال: الكافر إذا صلّى في دار الحرب كانت صلاته إسلاما [3] .
__________
[ (-) ] خيثمة الأطرابلسي من حديث أنس بن مالك، في المنتخب من الجزء الأول من فوائده. (انظر:
من حديث خيثمة- بتحقيقنا- ص 63، 64) .
وروي الحديث عن معاذ بن جبل، والنعمان بن بشير، وجبير بن مطعم، وأبي قرصافة جندرة بن خيشنة، وغيرهم: وقد وضع أبو عمر بن نهيك المديني مسند أصفهان المتوفى سنة 333 هـ.
مخطوطة عن طرق حديث: «نضّر الله امرأ سمع مقالتي» . انظر: فهرست منتخبات مخطوطات الحديث، بالظاهرية 185، تاريخ التراث العربيّ 1/ 455.
وخرّجه الحافظ أبو موسى المديني في مخطوطة: «من أدركه الخلّال من أصحاب ابن مندة» بالظاهرية، مجموع 80 ورقة 150 أ.
وانظر: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 1/ 170.
[1] طبقات الفقهاء 106، 107.
[2] قال الإمام النووي: والصحيح الّذي قاله جمهور أصحابنا: لا ينقضه، بل يوجب الغسل فقط.
[3] قال النووي: والصحيح المنصوص للشافعي وجمهور الأصحاب أنها ليست بإسلام إلا أن تسمع-(30/244)
وقد روى عنه: الخطيب، وأبو إسحاق الشّيرازيّ، وأبو محمد بن الأَبَنُوسيّ، وأبو نصر أَحْمَد بن الحسن الشّيرازيّ، وأبو سعد أَحْمَد بن عبد الجبّار بن الطُّيُوريّ، وأبو عليّ محمد بن محمد بن المهديّ، وأبو المواهب أَحْمَد بن محمد بن مُلُوك، وأبو نصر محمد بن محمد بن محمد العُكَبَريّ، وأبو العِز أَحْمَد بن عُبَيْد اللَّه بن كادش، وأبو القاسم بن الحُصَيْن، وخلقٌ آخرهم موتًا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاريّ.
قال الخطيب [1] : مات أبو الطَّيّب في ربيع الأوّل، صحيح العقل، ثابت الفهم، وله مائة وسنتان [2] .
- حرف الظّاء-
340- ظَفْر بن الفرج بن عبد اللَّه بن محمد [3] .
أبو سعد البغداديّ الخفّاف.
روى عن: ابن الصَّلت الأهوازيّ.
تُوُفّي في رمضان.
- حرف العين-
341- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن محمد بن أحمد بن محمد بن حسكان [4] .
الحاكم أبو محمد القُرَشيّ النَّيسَابُوريّ الواعظ، المعروف بالحذّاء.
وُلِدَ سنة ثلاثٍ وستّين وثلاثمائة.
__________
[ (-) ] منه الشهادتان. (تهذيب الأسماء 2/ 248) .
[1] في تاريخه 9/ 360.
[2] وقال الأصفهاني: توفي سنة 450 عن مائة سنة وسنتين، وكان صحيح السمع والبصر، سليم الأعضاء يناظر ويفتي، ويستدرك على الفقهاء. وحضر عميد الملك الكندري جنازته، ودفن بالجانب الغربي عند قبر الإمام أحمد بن حنبل. (تاريخ دولة آل سلجوق 25) .
[3] انظر عن (ظفر بن الفرج) في:
تاريخ بغداد 9/ 368 رقم 4942.
[4] انظر عن (عبد الله بن أحمد القرشي) في:
المنتخب من السياق 279 رقم 917.(30/245)
وحجّ مع أبيه سنة ثلاثٍ وثمانين، فسمع من مشايخ الرّي وبغداد.
فسمع بالرِّيّ من عليّ بن محمد بن عمر الفقيه.
روى عنه: ابنه القاضي أبو القاسم عبيد اللَّه الحشكانيّ.
تُوُفّي في شوَّال [1] .
342- عبد اللَّه بن عليّ بن عِياض بن أبي عَقِيل [2] .
أبو محمد الصُّوريّ، القاضي عين الدّولة [3] .
سمع: أبا الحسين بن جُمَيْع، وغيره.
رَوَى عَنْهُ: أبو بَكْر الخطيب، وسهل بْن بِشر الْإِسفرائينيّ، وغَيْث الأرمنازيّ [4] .
__________
[1] وقال عبد الغافر الفارسيّ: «لم يحمل إلى الحديث في صباه حتى فاته الطبقة الأولى وأدرك الثانية» .
[2] انظر عن (عبد الله بن علي بن عيّاض) في:
تاريخ بغداد 1/ 256 و 306 و 2/ 14 و 63 و 3/ 444 و 10/ 417 ويرها، وموضح أوهام الجمع 1/ 191، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 17/ 347 و (10/ 255 و 18/ 15، و 20/ 212 و 28/ 111 و 458 و 29/ 18 و 30 و 36/ 400) ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 13/ 150، 151 رقم 34، والكامل في التاريخ 9/ 651، ومعجم الألقاب لابن الفوطي ج 4 ق 2/ 1127، والنجوم الزاهرة 5/ 63، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 200- 202 رقم 891.
وانظر شجرة نسب بني أبي عقيل في «الموسوعة» 3/ 203.
[3] وهو قاضي صور، وابن قاضيها، ووالد قاضيها محمد. وكان على قضاء صور سنة 429 وهو الّذي تدخّل بين الخليفة المستنصر الفاطمي وثمال بن صالح بن مرداس صاحب حلب للصفح عنه، ويحتمل أن يكون والده عليّ.
وقيل إنّ عبد الله بن علي القاضي سار إلى صيدا للصلاة على قاضيها أبي مسعود صالح بن أحمد بن القاسم الميانجي الّذي توفي في 19 من ربيع الأول سنة 429 هـ.
لقّبه «ابن الفوطي» بعين الدولة، ووصفه بأنه صاحب الساحل. (معجم الألقاب ج 4 ق 2/ 1127) .
[4] وهو ذكر القاضي عبد الله في «تاريخ صور» ووصفه بالسخاء والمروءة.
وقال ابن عساكر: قدم دمشق وحدّث بها، وخرّج له الفوائد في أربعة أجزاء.
وقال ابن تغري بردي: كان يلقّب بعين الدولة، وكان جليلا نبيلا، ولي القضاء بصور، وسمع الكثير وخرّج له أبو بكر الخطيب فوائد في أربعة أجزاء، وقرأها عليه بصور، وهو الّذي أخذ الخطيب مصنّفاته وادّعاها لنفسه. ومات فجأة في الزيب (قرية بين عكا وصور) في شوّال سنة-(30/246)
تُوُفّي فَجْأَة بين عكّا وصُور.
343- عبد العزيز بن أبي الحسين عَليّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن بشران البغداديّ [1] .
أبو الطّيِّب.
سمع: أبا الحسين بن المظفّر، وأبا عمر بن حَيَّوَيْهِ، وأبا بكر بن شاذان، وأبا الفضل الزُّهَريّ.
قال الخطيب [2] : كتبنا عنه، وكان سماعه صحيحًا. تُوُفّي في صَفَر. وكان مولده سنة ثمانٍ وسِتين.
344- عبد الوهّاب بن عبد العزيز بن المُظفّر [3] .
أبو بكر الدّمشقيّ الورّاق، الحنبليّ المعروف بابن حَزَوّر.
حدَّث عن: تمّام الرّازيّ.
روى عنه: ابنه عبد الواحد، ونجا بن أَحْمَد، وأبو طاهر محمد بن الحسين الرّازيّ [4] .
__________
[ (- 450] وكان صدوقا ثقة.
ويقول طالب العلم وخادمه، محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : المشهور أنّ الخطيب اتّهم في أخذ مصنّفات محمد بن علي الصوري المتوفى سنة 441 وليس القاضي صاحب هذه الترجمة- وقد سمعه الخطيب البغدادي في صور، وحدّث عنه في مواضع كثيرة من تاريخه، كما سمعه: الحسن بن علي بن الحسن السلمي المتوفى سنة 514، وعبد الله بن الحسن بن أحمد الديباجي العثماني، والحسين بن محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي المعروف بالسكن. (انظر عنه: موسوعة علماء المسلمين 3/ 201) .
وذكر ابن عساكر حكاية تدلّ على غناه وكرمه.
[1] انظر عن (عبد العزيز بن أبي الحسين) في:
تاريخ بغداد 10/ 469 رقم 5648، والمنتظم 8/ 199 رقم 261، (16/ 41 رقم 3356) .
[2] في تاريخه.
[3] انظر عن (عبد الوهاب بن عبد العزيز) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 25/ 174، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 15/ 281، 282 رقم 277، والروض البسّام (المقدّمة) 1/ 49 رقم 10 وفيه «المطرّز» بدل «المظفّر» ، وطبقات الحنابلة 2/ 191 رقم 662 وفيه: «عبد الوهاب بن حزوّر» .
[4] قال أبو بكر الحدّاد: إن ابن حزوّر كان كهفا للفقراء وأصحاب الحديث، وكان يمدّهم بالورق-(30/247)
345- عبد الوهّاب بن عثمان [1] .
أبو الفتح ابن المخبزيّ.
بغداديّ صدوق.
روى عن: ابن حُبَابَة، وعيسى بن الوزير.
وعنه: أبو بكر الخطيب.
وهو أخو أبي الفرج.
346- عبد الواحد بن الحسين بن أحمد بن عثمان بن شيطا [2] .
أبو الفتح.
مقرئ العراق، ومصنِّف كتاب «التّذكار في القراءات» .
سَمِعَ: محمد بن إسماعيل الورَّاق، وابن معروف القاضي، وعيسى بن الجرَّاح، وابن سُوَيْد المؤدِّب.
قال الخطيب [3] : كتبنا عنه، وكان ثقةً عالمًا بوجوه القراءات، بصيرا بالعربيّة.
__________
[ (-) ] والورق، رجل صالح ثقة.
وقال ابن عساكر: وكان يذهب مذهب أحمد بن حنبل. (تاريخ دمشق) .
وقال ابن أبي يعلى الفرّاء: ذكره أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتّاني الدمشقيّ في تصنيفه قال: ورد نعي أبي بكر عبد الوهاب بن حزوّر الوراق في شعبان سنة خمسين وأربعمائة من تنّيس، حدّث بشيء يسير عن تمّام، وأبي ياسر. وجد له بلاغ، وكان فيه خير. (طبقات الحنابلة) .
[1] انظر عن (عبد الوهاب بن عثمان) في:
تاريخ بغداد 11/ 34 رقم 5710.
[2] انظر عن (عبد الواحد بن الحسين) في:
تاريخ بغداد 11/ 16، 17 رقم 5683، والمنتظم 8/ 199 رقم 260، (16/ 40 رقم 3355) ، وإنباه الرواة 2/ 213، والعبر 3/ 222، 223، والإعلام بوفيات الأعلام 186، ومعرفة القراء الكبار 1/ 415 رقم 353، وتلخيص ابن مكتوم (مخطوط) ورقة 121، وغاية النهاية 1/ 473، 474، رقم 1978، وتاريخ الخلفاء 423، وشذرات الذهب 3/ 285، وكشف الظنون 383، وهدية العارفين 1/ 633، وديوان الإسلام 3/ 180، 181، رقم 1289، ومعجم المؤلفين 6/ 207.
[3] في تاريخه.(30/248)
تُوُفّي في صَفَرْ، ومولده في سنة سبعين وثلاثمائة.
قلت: قرأ عَلَى أَحْمَد بن عبد اللَّه بن الخَضِر السَّوْسَنْجِرْديّ، وعبد السّلام بن الحسين، وأبي الحسن بن العلاف، والحماميّ، وطبقتهم.
قرأ عليه بالرّوايات جماعة منهم: أبو الفضل محمد بن محمد بن الصّبَّاغ، وأبو غالب محمد بن عبد الواحد القزَّاز.
وروى عنه كتاب «التّذكار» الحسن بن محمد الباقَرْحيّ.
347- عُبَيْد اللَّه بن عليّ [1] .
الْإِمام أبو القاسم الرَّقّيّ.
روى عن: أبي أحمد الفرضيّ.
قال الخطيب [2] : كان أحد العلماء بالنَّحو واللغة والفرائض، كتبت عنه.
348- علي بن بقاء بن محمد [3] .
أبو الحسن المصري الوراق الناسخ.
روى عن: القاضي أبي الحسن عليّ بن محمد الحلبيّ، وأبي عبد اللَّه التَّنُوخيّ اليمنيّ، وأبي مسلم الكاتب، والحافظ عبد الغنيّ بن سعيد.
ولم يزل يكتب لنفسِهِ ويورِّق لغيره إلى حين موته.
وكان مفيد مصر في وقته، ثقةً مُرضيًّا.
قال أبو عبد اللَّه الرّازيّ في «مشيخته» : نا عليّ بن بقاء، ثنا محمد بن الحسين بن عمر التّنوخيّ اليمنيّ إملاءً بانتقاء خَلَف الواسطيّ، ثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن رشْدين، ثنا أبو الطاهر بن السَّرح، ثنا رشيد بن سعد، فذكر حديثا.
__________
[1] انظر عن (عبيد الله بن علي) في:
تاريخ بغداد 10/ 387، 388 رقم 5566، والمنتظم 8/ 199 رقم 259، (د 1/ 40 رقم 3354) وفيه: «عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ» ، وشذرات الذهب 3/ 285.
[2] في تاريخه.
[3] انظر عن (علي بن بقاء) في:
العبر 3/ 223، والإعلام بوفيات الأعلام 186.(30/249)
تُوُفّي في ذي الحجّة.
349- عليّ بْن الحَسَن بْن أحمد بْن مُحَمَّد بن عمر بن الرفيل [1] .
المعروف بابن المُسلمة.
الوزير رئيس الرّؤساء أبو القاسم البغداديّ.
استكتبه الخليفة القائم بأمر اللَّه، ثم استوزره. وكان عزيزًا عليه إلى الغاية، وهو لقّبه رئيس الرّؤساء ورفع من قدره.
وكان من خيار الوزراء.
ولد سنة سبع وتسعين وثلاثمائة.
وسمع من جدّه أبي الفرج المعدّل، ومن: أبي أَحْمَد بن أبي مسلم الفَرَضيّ، وإسماعيل الصَّرْصريّ.
وحدَّث.
روى عَنْه: أبو بكر الخطيب، وكان خصيّصًا به.
قال [2] : كتبت عنه، وكان ثقة. قد اجتمع فيه من الآلات ما لم يجتمع في أحدٍ قبله، مع سداد مذهب، ووفور عقل، وأصالة رأي.
وقال أبو الفرج بن الجوزيّ [3] : وفي سنة سبع وثلاثين وأربعمائة في ربيع
__________
[1] انظر عن (علي بن الحسن بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 11/ 391، 392، والمنتظم 8/ 200، 201 رقم 264، (16/ 41- 43 رقم 3359) ، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 188- 195، وتجارب السلف 254، 255، لهندوشاه نخجواني، وزبدة النصرة 15، 16 للبنداري، والإعلام بوفيات الأعلام 186، 187، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 393، والبداية والنهاية 12/ 80، والكامل في التاريخ 9/ 530، 640- 644، والمنتظم 8/ 196، 197، 200، 201، والمختصر في أخبار البشر 2/ 177، 178، والفخري 295، والعبر 3/ 221، ودول الإسلام 1/ 264، وسير أعلام النبلاء 18/ 216- 218 رقم 104، وتاريخ ابن الوردي 1/ 547، وتاريخ ابن خلدون 3/ 457- 459، 464، والنجوم الزاهرة 5/ 6، 7، 64، ودائرة المعارف الإسلامية 1/ 278، ومعجم الأنساب والأسرات الحاكمة 9، 20 والأعلام 4/ 372.
[2] في تاريخ بغداد 11/ 391.
[3] في المنتظم 8/ 200.(30/250)
الآخر رُسِمَ لَأبي القاسم عليّ بن المُسْلمة النَّظَر في أمور الخليفة، وتقدَّم إلى الحواشي بِتَوْفِيَة حقوقه فيما جُعِلَ إليه، فجلس لذلك على دِهْلِيز الفِرْدَوْس، وعليه الطَّيْلسان، وبين يديه الدَّواة، وهنَّاه الأعيان واستُدعي إلى حضرة أمير المؤمنين، ثم خرج فجلس في الدّيوان في مجلس عميد الرّؤساء ودَسْتِه. وحُمِلَ على بَغْلِه بمركب، ومضى إلى داره ومعه القضاة والَأشراف والحُجَّاب.
وقال [1] ، في سنة ثلاثٍ وأربعين: وفي عيد الأضحى حضر النّاس في بيت النّوبة، واسْتُدعي رئيس الرّؤساء، فخلع عليه، ولُقِّبَ جمال الورى شرف الوزراء.
قلت: ولم يبقَ له ضِدٌ إِلَّا البساسيريّ، وهو الأمير المُظَفَّر أبو الحارث أرسلان التُّركيّ، فإنَّهُ عظم قَدْرُهُ ببغداد، وبعد صيته، ولم يبق للملك الرحيم ابن بُويهْ معه إِلَّا مجرَّد الاسم.
ثُمّ إن المذكور خلع الخليفة، وتملَّك بغداد، وخطب بها للمستنصر العُبَيْديّ، وقتل رئيس الرّؤساء [2] كما ذكرناه في ترجمة القائم وغير موضِع.
وقال أبو الفضل محمد بن عبد الملك الهَمَذَانيّ في «تاريخه» : إنَّ البَسَاسِيريّ حبس رئيس الرُّؤساء ثم أخرجه وعليه جُبَّة صُوف وطرطور أحمر، وفي رقبته مِخْنَقَةُ جُلُود، وهو يقرأ: قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ 3: 26 [3] ، الآية، وهو يُرَدّدها. وطِيفَ بِهِ على جَمَلٍ، ثم نصب له خشبة بباب خُراسان وخِيطَ عليه جلد ثَوْر سُلِخَ في الحال، وعُلِّقَ في فكَّيه كلّابان من حديد، وعُلِّقَ على الخشبة حيًّا، ولبث إلى آخر النّهار يضطّرب، ثم مات رحمه اللَّه [4] .
قلت: ما أتت على البَسَاسِيريّ سنة حتّى قُتِلَ وطِيفَ برأسِهِ.
__________
[1] في المنتظم 8/ 200.
[2] الكامل في التاريخ 9/ 640.
[3] سورة آل عمران، الآية 26.
[4] المنتظم 8/ 197، المختصر في أخبار البشر 2/ 178.(30/251)
وكان صَلْبه في ذي الحجّة ببغداد.
350- عليّ بن الحسين بن صَدَقَة [1] .
أبو الحسن بن الشَّرابيِّ الدِّمشقيّ المعدّل.
روى عن: أبي بكر بن أبي الحديد، وعبد اللَّه بن محمد الحِنّائيّ.
روى عنه: عليّ بن طاهر.
ومضى على سدادٍ وأمرٍ جميل.
تُوُفّي في جُمَادَى الأُولى.
351- عليّ بن عمر بن أَحْمَد بن إبراهيم [2] .
أبو الحسن البرمكيّ، أخو إبْرَاهِيم وأحمد. وكان عليّ أصغرهم.
سمع: أبا الفتح القوّاس، وأبا الحسين بن سمعون، وابن حُبَابَة.
قال الخطيب [3] : كتبت عنه، وكان ثقةً.
درس على أبي حامد الْإِسْفَرَائينيّ مذهب الشَّافعيّ.
وتُوُفِّي في ذي الحجّة.
352- عليّ بن محمد بن حبيب [4] .
__________
[1] انظر عن (علي بن الحسين بن صدقة) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 29/ 49، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 17/ 228 رقم 132.
[2] انظر عن (علي بن عمر) في:
تاريخ بغداد 12/ 43 رقم 6412، والمنتظم 8/ 200 رقم 263، (16/ 41 رقم 3358) ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 299.
[3] في تاريخه.
[4] انظر عن (علي بن محمد بن حبيب) في:
تاريخ بغداد 12/ 102، 103، وطبقات الفقهاء للشيرازي 110، والأنساب 504 أ، والمنتظم 8/ 199، 200 رقم 262، (16/ 41 رقم 3357) ، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 190، ومعجم الأدباء 15/ 52- 55، والكامل في التاريخ 9/ 651، واللباب 3/ 156، وأدب الوزير لعبد العزيز الخانجي (المقدّمة) ، تاريخ دولة آل سلجوق 25، وطبقات ابن الصلاح (مخطوط) الورقة 70 ب، ووفيات الأعيان 3/ 282- 284، وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 210، 284، والمختصر في أخبار البشر 2/ 179، والمعين في طبقات المحدّثين 130 رقم 1442، -(30/252)
القاضي أبو الحسن [1] البصْريّ الماوَرْديّ الفقيه الشّافعيّ.
صاحب التّصانيف.
روى عن: الحسن بن عليّ الجيليّ صاحب أبي خليفة الْجُمَحيّ، وعن:
عمر بن عَدِيّ المِنْقَريّ، ومحمد بن المُعَلّى، وجعفر بن محمد بن الفضل.
روى عنه: أبو بكر الخطيب ووثَّقَهُ، وقال [2] : مات في ربيع الأوّل وقد بلغ سِتًّا وثمانين سنة. وولي القضاء ببلدان كثيرة. ثمّ سكن بغداد.
وقال أبو إسحاق في «الطَّبقات» [3] : ومنهم أقضى القُضاة أبو الحسن الماوَرْديّ البصْريّ. تفقَّه على أبي القاسم الصَّيْمَريّ بالبصرة. وارتحل إلى الشّيخ أبي حامد الْإِسْفَرَائينيّ. ودرس بالبصرة وبغداد سنين كثيرة.
وله مصنَّفات كثيرة في الفِقْه، والتّفسير، وأصول الفقه، والأدب. وكان حافظا للمذهب.
__________
[ (-) ] والإعلام بوفيات الأعلام 186، وسير أعلام النبلاء 18/ 64- 68 رقم 29، ودول الإسلام 1/ 265، والعبر 3/ 223، وميزان الاعتدال 3/ 155، وتاريخ ابن الوردي 1/ 365، ومرآة الجنان 3/ 72، 73، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 303- 314، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 387، 388 رقم 1032، والبداية والنهاية 12/ 80، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 235- 237 رقم 192، وتاريخ الخميس 2/ 400، وروضة المناظر في إخبار الأوائل والأواخر لابن الشحنة (على هامش الكامل) 8/ 164، والوفيات لابن قنفذ 245 رقم 456 وفيه وفاته سنة 456 هـ. وتاريخ ابن خلدون 4 ج 4/ 1031، والكنى والألقاب للقمّي 3/ 116، والفتح المبين في طبقات الأصوليين للشيخ المراغي 1/ 240، والفكر السامي للحجوي 4/ 158، وكنوز الأجداد 241، ومعجم المطبوعات 2/ 1611، ولسان الميزان 4/ 260، 261، والنجوم الزاهرة 5/ 64، وتاريخ الخلفاء 423، وطبقات المفسّرين للسيوطي 25، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 423- 425، ومفتاح السعادة 1/ 322، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 151، 152، وكشف الظنون 1/ 19، 45، 140، 168، 408، 628، و 2/ 1101، 1315، 1978، وشذرات الذهب 3/ 285- 287، وإيضاح المكنون 2/ 245، وروضات الجنات 483، وديوان الإسلام 4/ 174، 175 رقم 1900، وهدية العارفين 1/ 689، والأعلام 4/ 327، وتاريخ الأدب العربيّ 1/ 483، وملحقه 1/ 668، ومعجم المؤلفين 7/ 189، ومعجم طبقات الحفاظ 258 رقم 368، ومقدّمة كتاب «أدب القاضي» لمحيي هلال سرحان- بغداد 1971.
[1] وقيل: أبو الحسين. في: الكامل لابن الأثير، والمختصر لأبي الفداء، وتاريخ ابن الوردي.
[2] في تاريخه 12/ 102، 103.
[3] طبقات الفقهاء 110.(30/253)
قال: وتُوُفّي ببغداد.
وقال القاضي شمس الدين في «وفيَات الأعيان» [1] : من طالع كتاب «الحاوي» [2] شهد له بالتّبحّر ومعرفة المذهب. ولي قضاء بلدان كثيرة.
وله تفسير القرآن سمّاه «النُّكَتْ» [3] ، وله «أدب الدّنيا والدّين» [4] ، و «الأحكام السّلطانية» [5] ، و «قوانين الوزارة وسياسة الملك» [6] ، و «الإقناع في المذهب» وهو مختصر.
وقيل أنّه لم يُظْهِر شيئًا من تصانيفه في حياته، وجمعها في موضع، فلمَّا دَنَت وفاتُهُ قال لمن يثق به: الكُتُب الّتي في المكان الفُلانيّ كلها تَصْنِيفي، وإنَّما لم أُظْهِرها لَأنّي لَمْ أَجِدْ نِيَّةً خالِصَة، فإذا عايَنْتُ الموت ووقعْتُ في النَّزْع، فاجعل يدك في يدي، فإن قبضتُ عليها وعصرتُها، فاعلم أنَّهُ لم يُقْبَل منِّي شيءٌ منها، فاعمد إلى الكُتُب والْقها في دِجْلَة. وإن بسطت يدي ولم أقبضْ على يدك، فاعلم أنَّها قُبِلت، وأنِّي قد ظفرْتُ بما كنتُ أرجوه من [اللَّه] [7] .
قال ذلك الشّخص: فلمّا قارب الموت، وضعت في يده يدي، فبسطها ولم يقبض على يدي، فعلمتُ أنّها علامة القبول، فأظهرتُ كُتُبُه بعدَه.
قلت: آخِر من روى عَنْه أبو العز بن كادش.
__________
[1] ج 3/ 382.
[2] قال الماوردي: بسطت الفقه في أربعة آلاف ورقة (يعني: الحاوي) واختصرته في أربعين (يعني الإقناع) . انظر: المنتظم 8/ 199، وتاريخ دولة آل سلجوق 25 وفيه زيادة: «فيا لهما من بحرين نضبا، وبدرين غربا، وطودين وقعا، وجودين أقلعا» .
[3] ويسمّى: «النكت والعيون» .
[4] ويسمّى أيضا: «البغية العليا في أدب الدين والدنيا» .
[5] ويسمّى: «الأحكام السلطانية في السياسة المدنية الشرعية» ، و «الأحكام السلطانية والولايات الدينية» ، وهو من أهم كتب الفقه السياسي الإسلامي، وقد طبع طبعات كثيرة.
[6] في «سير أعلام النبلاء» 18/ 65: «قانون الوزارة» . نشرته مكتبة الخانجي بمصر 1929، ثم أعادت دار الطليعة في بيروت نشره بتحقيق الدكتور رضوان السيد، 1979.
[7] في الأصل بياض.(30/254)
وقال ابن خَيْرُون: كان رجُلًا عظيم القدر، متقدِّمًا عند السُّلطان، أحد الأئمَّة. لهُ التَّصانيف الحسان في كل فنٍّ من العلم. بينه وبين القاضي أبي الطَّيّب في الوفاة أحد عشر يوما [1] .
قال أبو عمر بن الصّلاح رحمه اللَّه: هو مُتَّهم بالْإِعتزال، وكنتُ أتأوَّل له وأعتذِر عنه، حتّى وجدته يختار في بعض الأوقات أقوالهم.
قال في تفسيره في الأعراف: لَا يُسَاءُ عبادة الأوثان.
وقال في قوله: جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا 6: 112 [2] على وجهين، معناه: حكمنا بأنهم أعداء، والثّاني: تركناهم على العداوة، فلم نمنعهم.
قال ابن الصّلاح: فتفسيره عظيم الضَّرر، لكونه مشحونًا بتأويلات أهل الباطل، تدسيسًا وتلبيسًا. وكان لَا يتظاهر بالانتساب إلى المعتزلة حتى يُحْذَر، بل يجتهد في كِتْمان موافقته لهم، ولكن لَا يوافقهم في خلق القرآن ويوافقهم في القَدَر [3] .
قال في قوله: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ 54: 49 [4] يعني بِحُكْمٍ سابق. وكان لَا يرى صحَّة الرّواية بالإجازة. وذكر أنّه مذهب الشَّافعيّ. وكذا قال في المكاتبة أنَّها لَا تصحّ.
ثم قال ابن الصَّلاح: أنا عزّ الدّين بن الأثير، أنا خطيب الموصِل، أنا ابن بدران الحُلْوانيّ، أنا الماوَرْديّ، فذكر حديث: «هل أنت إلّا إصبع دميت» [5] ؟
__________
[1] طبقات الشافعية الكبرى 3/ 303.
[2] سورة الأنعام، الآية 112.
[3] طبقات الشافعية الكبرى 3/ 304.
[4] سورة القمر، الآية 49.
[5] أخرج البخاري في الأدب 7/ 107 عن أبي نعيم، حدّثنا سفيان، عن الأسود بن قيس قال:
سمعت جندبا يقول: بينما النبي صلّى الله عليه وسلّم يمشي إذ أصابه حجر فعثر، فدميت إصبعه، فقال: «هل أَنْتِ إِلَّا إِصْبَعٌ دَمِيتِ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ ما لقيت» . ورواه في الجهاد 4/ 204 باب من ينكب أو يطعن في سبيل الله، عن موسى بن إسماعيل، حدّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ جندب بن-(30/255)
قلت: وبكلِّ حالٍ هو مع بدعةٍ فيه من كبار العلماء. فلو أنَّنا أهدرنا كلَّ عالمٍ زَلَّ لما سلِم معنا إِلَّا القليل، فلا تحطّ يا أخي على العلماء مطلقًا، ولا تبالغ في تقريظهم مطلقًا وأسأل اللَّه أن يتوفاك على التّوحيد.
353- عمر بن الحسين بن إبراهيم [1] .
أبو القاسم الخفَّاف. أخو محمد.
بغداديّ صدوق. سمع: أبا الحسين بن المظفّر، وأبا حفص الزَّيّات، وأبا الفضل الزُّهْريّ، وطبقتهم.
روى عنه: الخطيب، وجماعة.
وآخر من روى عنه قاضي المَرِسْتان.
354- عمر بن محمد بن عليّ بن مَعْدان.
أبو طاهر الْأصبهانيّ الأديب الورَّاق.
قال ابن السَّمعانيّ: تُوُفّيّ في حدود سنة خمسين.
روى عن: أَبِي عُمَر بْن عَبْد الوهَّاب السُّلميّ، وأبي عبد اللَّه بن مَنْدَهْ.
- حرف الميم-
355- محمد بْن أَحْمَد بْن محمد بن مهلَّب بن جعفر.
أبو بكر القُرْطُبيّ الأديب.
قال أبو عبد اللَّه الأَبَّار: سمع الكثير من: أبي الوليد بن الفَرَضيّ، وأبي عبد اللَّه بن الحذّاء، وجماعة.
وكان من أهل الكتابة والبلاغة. له تعليق على «تاريخ ابن الفرضيّ» ، وكان
__________
[ () ]- سفيان، وأخرجه مسلم في الجهاد والسير، باب ما لقي النَّبِيّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أذى المشركين والمنافقين (1796) .
[1] انظر عن (عمر بن الحسين) في:
تاريخ دمشق 11/ 276 رقم 6047، والعبر 3/ 223.(30/256)
ذا حظوةٍ عند الملوك، وهو من بيت وزارة.
تُوُفّي في حدود الخمسين.
356- محمد بن أَحْمَد بن الحسين ابن المُسْنِد المشهور عليّ بن عمر الحربيّ.
السكّريّ البغداديّ أبو الحسن، الشّاعر المعروف بالخازن.
من أعيان الشُّعراء.
روى عنه: أبو الفضل بن خَيْرُون، وشُجاع الذُّهليّ، وغيرهما.
وتُوُفّي في رابع شوَّال.
قلت: ولو سبَّح اللَّه لكان خيرًا له.
ومن شِعره:
وقالوا: غداة البَيْنِ دَمْعُكَ لم يفِضْ ... وقد شطّ بالَأحباب عنك مَزَارُ
فقلت: حَذَار البَيْن أَفْتَيْتُ أَدْمُعي ... وفي القلب من ذِكْرِ التَّفَرُّقِ نارُ
357- محمد بن الحسن بن المؤمّل النَّيْسابوريّ.
ويُعْرَف بشاة الموصليّ.
من بيت الرّواية والصّلاح.
روى عن: أبي أَحْمَد الحاكم، وأبي سعيد بن عبد الوهَّاب الرّازيّ.
وسكن بَيْهَق.
358- محمد بن عبد الجبّار بن أَحْمَد [1] .
القاضي أبو منصور السّمعانيّ المَرْوَزِيّ الفقيه الحنفيّ.
وسَمْعان بطن من تميم.
كان أبو منصور إمامًا ورِعًا نحويّا لغويّا، له مصنّفات.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الجبار) في:
دمية القصر للباخرزي 2/ 161- 164 رقم 310، والعبر 3/ 223، 224، والجواهر المضية 2/ 73، والوافي بالوفيات 3/ 214، وشذرات الذهب 3/ 287، والفوائد البهية 173.(30/257)
وهو والد العلّامة أبي المُظفّر منصور بن محمد السَّمعانيّ مُصنف «الاصْطِلام» ، ومصنّف الخلاف الّذي انتقل من مذهب الوالد إلى مذهب الشّافعيّ.
تُوُفّي أبو منصور بمرو في شوَّال [1] .
359- محمد بن عُبَيْد اللَّه بن محمد بن إبراهيم.
أبو الوفاء بن أبي مَعْشَر الهَمَذَانيّ الواعِظ.
روى عن: القاضي أبي عمر الهاشميّ، ويحيى بن عمَّار السجستانيّ، والمظفّر بن أَحْمَد.
قال شِيرُوَيْه: كان مُتَعصِّبًا للسُّنّة وأهلِها. ثنا عنه أبو الوفاء محمد بن جابار، وكان كثير البكاء في وعظه.
تُوُفّي في شَوّال.
360- محمد بن الفضل بن محمد بن محمد [2] .
الحافظ أبو عليّ الهرويّ جهاندار [3] .
لهُ «وَفَيَات على السّنين» من سنة أربعمائة إلى قريب وفاته.
تُوُفّي في المُحَرَّم.
وقد حدَّث (بجامع التِّرمِذِيّ) بنَيْسَابُور.
سمع: أبا عليّ منصور بن عبد الله الخالديّ، وطبقته [4] .
__________
[1] قال العميد القهستاني: إمام مرو وحبرها الربّاني. وقال الباخرزي: وقال لقيته بمرو سنة أربع وأربعين وأربعمائة (دمية القصر 2/ 161) .
ومن شعره:
الحمد للَّه على أنّه ... لم يبلني بالماء والضيعة
فالماء يفني ماء وجه الفتى ... وصاحب الضّيعة ذو ضيعه
(دمية القصر 2/ 164) .
[2] انظر عن (محمد بن الفضل) في:
المنتخب من السياق 48، 49 رقم 85.
[3] في «المنتخب» : «جهان» .
[4] وقال عبد الغافر الفارسيّ: «فاضل، حافظ، جيّد النسخ، صحيح المذاكرة، كثير الشيوخ، قدم-(30/258)
361- محمد بن محمد بن أَحْمَد بن إبراهيم [1] .
أبو عبد اللَّه الهاشميّ البغداديّ.
قال الخطيب: ثنا عن أبي القاسم بن حَبَابَة.
وكان صدوقًا.
362- محمد بن همّام بن الصَّقْر [2] .
أبو طاهر الموصليّ البّزّاز.
سمع: أَبَوَيِ الحَسَن الدَّارقُطْنيّ والسُّكّريّ.
قال الخطيب: صدوق.
363- مقلد بن نصر بن منقذ [3] .
الَأمير مخلِّص الدّولة أبو المُتَوَّج الكِنَانيّ، صاحب شَيْزَر.
كان رئيسًا سعيدًا، نبيل القدْر. مدحهُ الشُّعراء، وخرج من ذُرّيّته أُمراء وفُضلاء.
364- منصور بن الحسين [4] .
أبو الفوارس الأَسَديّ، صاحب جزيرة ابن عُمَر. ولَقَبُه شهاب الدَّولة.
مات بناحية خُوزستان، واجتمعت عشيرته بعده على ولده صدقة.
__________
[ (-) ] نيسابور مرات» .
[1] انظر عن (محمد بن محمد) في:
تاريخ بغداد 3/ 237 رقم 1314.
[2] انظر عن (محمد بن همّام) في:
تاريخ بغداد 3/ 365 رقم 1481.
[3] انظر عن (مقلّد بن نصر) في:
تاريخ حلب للعظيميّ (تحقيق زعرور) 344 (تحقيق سويّم) 12.
[4] انظر عن (منصور بن الحسين) في:
المنتظم 8/ 301 رقم 265 (16/ 43 رقم 3360) ، والكامل في التاريخ 9/ 650، والمختصر في أخبار البشر 2/ 179، والعبر 3/ 224، وتاريخ ابن الوردي 1/ 364، والبداية والنهاية 12/ 80.(30/259)
365- منصور بن الحسين بن عليّ بن القاسم بن محمد بن رَوَّاد [1] .
أبو الفتح التّانيّ [2] الْأصبهانيّ.
ذكره يحيى بن مَنْدَهْ في «تاريخه» ، وقال: صاحب أُصول كُتُب الحديث، وكان من أروى النّاس عن ابن المقرئ.
ومات في ذي الحجّة.
قال ابن نُقْطة: روى «مُعْجَم ابن المقرئ» و «مسند أبي حنيفة» جمع ابن المقرئ.
روى عنه سعيد بن أبي الرّجاء هذين الكتابين.
قلت: روى عنه «تهذيب الآثار» للطّحاويّ السّرّاج، جماعة من ابن المقرئ.
- حرف النُّون-
366- نَصْر بن عليّ بن محمد بن عبد العزيز.
أبو القاسم الهَمَذَانيّ الفقيه.
روى عن: أبي بكر بن لال، وأبي الحسن بن جَهْضَم، وأبي الحسن بن فراس العَبْقَسيّ، ومحمد بن عبد اللَّه الْجُعْفيّ الكوفيّ، وأبي عليّ حَمْد بن عبد اللَّه الْأصبهانيّ، وخلق سواهم.
قال شِيُروَيْه: كان صدوقًا فقيهًا وَاعِظًا، قانِعًا باليسير، مقبولًا عند النّاس.
توفّي في شعبان.
__________
[1] انظر عن (منصور بن الحسين) في:
الإستدراك لابن النقطة (مخطوط) 1/ ورقة 48 أ، وفيه «داود» والعبر 3/ 224، وسير أعلام النبلاء 18/ 152، 153 رقم 84، وتوضيح المشتبه 1/ 301، وتبصير المنتبه 1/ 115، وشذرات الذهب 3/ 287.
[2] التّاني: بالتاء المثنّاة الفوقية وبعدها ألف ثم نون، هذه النسبة إلى «التناية» وهي: الدهقنة، ويقال لصاحب الضياع والعقار: التاني. (انظر: الإكمال 1/ 576- 578، والأنساب 3/ 13) .(30/260)
- حرف الهاء-
367- هبة اللَّه بْن أَحْمَد بْن عبد اللَّه بْن أَحْمَد المأمونيّ [1] .
أبو الفضل البغداديّ.
تُوُفّي في ربيع الآخر.
الكنى
368- الملك الرّحيم أبو نصر [2] .
ابن الملك أَبِي كالَيْجَار بن سلطان الدّولة بْن بهاء الدّولة بن عَضُد الدّولة بن رُكن الدّولة بن بُوَيْه آخر ملوك بني بُوَيْه.
مات في الحبس بقلعة الرّيّ، وانتزع المُلك منه السُّلطانُ طُغْرُلْبك سنة سبعٍ وأربعين كما هو في الحوادث مذكور.
__________
[1] انظر عن (هبة الله بن أحمد) في:
السابق واللاحق 77، وتاريخ بغداد 14/ 72 رقم 7421.
[2] انظر عن (الملك الرحيم) في:
الكامل في التاريخ 9/ 650، ودول الإسلام 1/ 265، والعبر 3/ 224، وتاريخ دولة آل سلجوق 12- 13.(30/261)
المتوفّون تقريبا
- حرف الألِف-
369- أَحْمَد بن رشيق [1] .
أبو العبّاس الأندلُسيّ الكاتب، مولى ابن شهيد.
نشأ بمرسية وتحوَّل إلى قُرْطُبَة وطلب الآداب فبرع وبسق في التّرسُّل وحُسْن الحظ، وتقدَّم فيهما إلى الغاية وشارك في العلوم. وأكثر من الفقه والحديث وبلغ من الرئاسة ما لا مزيد عليه، فقدّمه الأمير مجاهد العامريّ على كُلِّ من في دولته، وكان من رجال الدَّهر رأيا وحزْمًا وسُؤْددًا وهيبةً ووقارًا. بالغ في إطرائه الحميديّ وقال [2] : مات بعيد الأربعين وأربعمائة عن سنٍّ عالية.
وله رسائل متداولة، وله مؤلَّف على تراجم «صحيح البُخاريّ» وبيان مُشكِله.
وقد سمعت منه شِعرًا [3] .
370- أَحْمَد بن محمد بن حُمَيْد بن الأشعث [4] .
القاضي أبو نصر الكُشّانيّ. وكُشّانيّة على اثني عَشَر فرسخًا من سَمَرْقَند.
روى عن: أَحْمَد بن محمد بن إسماعيل البخاريّ.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن رشيق الكاتب) في:
جذوة المقتبس للحميدي 122- 124 رقم 208، وبغية الملتمس للضبّي 178، 179 رقم 400، ومعجم الأدباء 3/ 33، 34، والأعلام 1/ 122، ومعجم المؤلفين 1/ 223.
[2] في الجذوة.
[3] انظر شعره في: الجذوة، والبغية.
[4] انظر عن (أحمد بن محمد الكشاني) في:
الأنساب 10/ 432.(30/262)
روى عنه: إسحاق بن عمر الخطيب.
قال ابن السَّمعانيّ: عاش مائة وعشرين سنة مُمَتّعًا بحدّة بصره [1] .
مات بعد سنة ثلاثٍ وأربعين.
371- أَحْمَد بن زكريّا.
أبو نصر الضَّبيّ النَّيْسَابُوريّ الزَّاهِد.
ذكره عبد الغافر [2] فقال: رجل معروف من أصحاب أبي عبد اللَّه.
صحِب الأستاذ أبا جعفر محمد بن أَحْمَد بن جعفر، من قدمائهم وزُهّادِهم، ثم صحب الْإِمام محمد بن الهَيْصَم، وأخذ العِلم عنه، وتخرَّج به.
وكان ينوب عنه في بعض المدارس. وقد بلغ من الزُّهد والقنَاعة ومُصابرة الفقر الدّرجة القُصوى، وظهرت عليه كرامات.
وحكى عنه أصحابه حكايات في المجاهدات.
372- إدريس بن اليمان بن سام [3] .
أبو عليّ العبدريّ، المعروف بالشّينيّ الأندلُسيّ الشَّاعِر.
قال ابن الأبّار: روى عن أبي العلاء صاعِد بن الحسن اللُّغَويّ.
وعنه: خَلَف بن هارون.
وكان أديبًا شاعرًا محسنًا [4] ، لم يكُن بعد أبي عمرو بن درَّاج من يجري عندهم مجراه.
وتوفِّي في نحو الخمسين وأربعمائة.
373- إسماعيل بن المؤمّل بن حسين.
أبو غالب الْإِسكافيّ النَّحْويّ الضَّرير. أحد الشُّعراء الكِبار النُّحاة المحقّقين ببغداد.
__________
[1] فكان يطالع الخط بالليل بنور القمر.
[2] لم أجده في كتاب «المنتخب من السياق» .
[3] انظر عن (إدريس بن اليمان) في:
جذوة المقتبس للحميدي 170 رقم 313، وبغية الملتمس للضبيّ 236، 237 رقم 560.
[4] انظر بعضه في: الجذوة، والبغية.(30/263)
روى عن مِهْيار الدَّيْلَمِيّ «ديوانه» .
روى عنه: عزيزيّ بن عبد الملك الجيليّ، وأبو القاسم عبد الله بن ناقيا الشّاعر، والمبارك بن فاخر النَّحْويّ.
ذكر محمد بن عبد الملك الهَمَذَانيّ أنّ الوزير أبا القاسم بن المسلمة ذكر إسماعيل الضرير فقال: ما أرى مفتوح العين في النَّحو إِلَّا هذا المُغمِض العين.
وقد مات في صَفَر سنة ثمانٍ وأربعين.
ومن شِعره:
سَرَت ومطايا بَيْنِها لم ترحلِ ... وزارت وحادي رَكْبِها لم يَحْمِلِ
مُنَعّمةً تَفْتَرُّ إمّا ابتَسَمَتْ ... عن الدُّرِ أو نُورِ الأَقَاحِ المُظَلَّلِ
نعَمِنْا بها دَهْرًا، فَمِنْ لَثْمِ أَحْمَرٍ ... ومِنْ رَشْفِ مِسْكِيٍّ وتَقْبيِلِ أَكْحُلِ
كأنّ العبيرَ الغضِّ عُلَّ سحيقُهُ ... بمشمولةٍ من خَمْرِ بابِلَ سَلْسَلِ
تعلّ به وَهْنًا مجاجة رِيقِها ... وقد لحِقَت أُخْرى النُّجُومِ بأوَّلِ
374- إشراق السَّوْداء.
العَرُوضيّة، مولاة أبي المطَّرف عبد الرّحمن بن غَلْبُون القُرْطُبيّ الكاتب، سكنت بلنسية، وكانت قد أخذت عن مولاها النّحو واللُّغة ولكنَّها فاقته في ذلك وبرعت في العروض.
وكانت تحفظ «الكامل» للمبرّد و «النّوادر» للقالي، وتشرحهما.
قال أبو داود سليمان بن نجاح: قرأت عليها الكتابين، وأخذت عنها علم العَرُوض.
تُوُفّيت بدانية بعد سيّدها، وموته في سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.
ذكرها ابن الأبّار.
- حرف الحاء-
375- الحسين بن أَحْمَد بن بكّار بن فارس.
أبو عبد اللَّه الكِنديّ المقرئ.(30/264)
روى جزءًا عن عبد الوهّاب الكِلابي بمصر.
سمعه منه: القاضي أبو الفضل السَّعْدِيّ، وعليّ بن بقاء الورّاق، وحدَّث عنه: محمد بن أَحْمَد الرّازيّ في مشيخته.
حدَّث سنة أربعين.
376- الحسين بن عبد الله بن محمد بن المرزبان بْن منجويه.
أبو عليّ الْأصبهانيّ.
عن: أبي بكر بن المقري، وابن مَنْدَهْ.
وعنه: سعيد بن أبي الرّجاء، وحبيب بن محمد الطّهْرانيّ.
- حرف العين-
377- عليّ بن الحسين بن عليّ بن شعبان.
أبو الحسن الخولانيّ المصريّ.
سمع: القاضي أبا عبد اللَّه محمد بن الحسن بن عليّ بن الدَّقّاق، وأحمد بن عبد اللَّه بن رُزَيْق المخزوميّ، وغيرهما.
روى عنه: أبو عبد اللَّه الرّازيّ في «مشيخته» .
378- عليّ بن طاهر [1] .
أبو الحسن القُرَشِي المَقْدسيّ الصُّوفيّ الحاجّ [2] .
حجّ قريبًا من أربعين مرّة.
وروى عن: عبد الوهّاب الكِلابيّ، وأحمد بن فارس العَبْقَسيّ.
روى عنه: نصر المقدسيّ، وإبراهيم بن يونس، وعليّ بن محمد بن محمد بن شجاع، وغيرهم.
379- عليّ بن عبد الغالب بن جعفر [3] .
__________
[1] انظر عن (علي بن طاهر) في:
مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 18/ 99، 100 رقم 3.
[2] قال ابن عساكر: أصله من شيراز.
[3] انظر عن (علي بن عبد الغالب) في: -(30/265)
أبو الحسن البغداديّ الضرّاب الحافظ. المعروف بابن الفتيّ، وبابن أبي معاذ.
سمع: أَبَا أَحْمَد الفَرَضيّ، وابن الصّلت المُجَبِّر، وأبا عمر بن مهديّ.
ورحل إلى خُراسان مع الخطيب.
وسمع من: أبي بكر الحِيريّ، وأبي سعيد الصَّيْرفيّ.
وسمع بمصر من: أَبِي مُحَمَّد بْن النحاس، وبدمشق من: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر.
رَوَى عنه: أبو بكر الخطيب، وعمر بن أَحْمَد الآمدي، وعليّ بن أَحْمَد بن ثابت العثمانيّ، وأبو عبد اللَّه القُضَاعيّ، وعليّ بن محمد بن شُجاع، وأبو الوليد سليمان بن خلف البَاجيّ.
وقال الباجيّ: شيخٌ ثِقة، لهُ بعض المِيَز.
- حرف الميم-
380- محمد بن عليّ بن حسّول.
أبو العلاء الكاتب الهَمَذَانيّ.
صدر نبيلٌ عالم، له النظم والنثر.
سمع من الصّاحب إسماعيل بن عبّاد، وسمع من: أبي الحسين أَحْمَد بن فارس «مجمله في اللُّغة» .
وروى عنه: شجاع الذُّهليّ، وأبو عليّ الحدّاد.
وروى شيئًا من كتب الأدب ببغداد وأصبهان. وروى أيضًا بهمذان عنه:
أَحْمَد بن سليم المقرئ.
قال الذُّهْليّ: قدِم علينا سنة سبعٍ وأربعين وأربعمائة.
__________
[ (-) ] الأنساب 8/ 105.(30/266)
هنا انتهى المجلد الثالث عشر من تاريخ الإسلام للحافظ شمس الدين الذهبي وعلّقه من خط مؤلفه رحمه الله تعالى الفقير إلى عفوه وغفرانه محمد بن إبراهيم بن محمد البشتكي لطف الله به وعفى عنه وغفر له وأعانه بمنّه وكرمه والحمد للَّه كثيرا ولا حول ولا قوّة إلا باللَّه العليّ العظيم (بعون الله وتوفيقه تم الفراغ من تحقيق الطبقة الخامسة والأربعين (441- 450 هـ) من «تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام» لمؤرّخ الإسلام الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي- رحمه الله- وضبط نصّه، وتخريج أحاديثه، وأشعاره والإحالة إلى مصادره، وتوثيق مادّته، على يد الفقير إليه تعالى خادم العلم وطالبه الحاج الأستاذ الدكتور «أبي غازي عمر عبد السلام تدمري» أستاذ التاريخ الإسلامي في الجامعة اللبنانية والمشرف على رسائل الماجستير والدكتوراه فيها، الطرابلسي مولدا وموطنا، الحنفيّ مذهبا، وذلك بعد عصر يوم الخميس الواقع في الثاني من شهر محرّم الحرام سنة 1413 هـ.
الموافق للثاني من شهر تمّوز (يوليو) سنة 1992 م. بمنزله بساحة النجمة من مدينة طرابلس الشام المحروسة، حفظها الله تعالى ثغرا للإسلام والمسلمين. والحمد للَّه على منّه وفضله) .(30/267)
تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام للحافظ المؤرّخ شمس الدّين محمّد بن أحمد بن عثمان الذهبيّ المتوفى سنة 748 هـ حوادث ووفيات 451- 460 هـ تحقيق الدّكتور عمر عبد السّلام تدمري أستاذ التاريخ الإسلاميّ في الجامعة اللبنانية عضو الهيئة الاستشاريّة للمنشورات التاريخيّة في اتحاد المؤرخين العرب الناشر دار الكتاب العربيّ(30/269)
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الطّبقة السّادسة والَأربعين
حوادث سنة إحدى وخمسين وأربعمائة على سبيل الاختصار
[هرب آل البساسيريّ]
فيها عَوْد الخليفة القائم بأمر اللَّه إلى دار الخلافة، وقتله البساسيريّ، وذلك أنّ السُّلطان طُغْرلْبَك [1] رجع إلى العراق، فهرب آَلُ البساسيريّ وحَشَمُهُ، وانْهَزَمَ أَهْلُ الكَرْخ بأهاليهم على الصَّعْب والذَّلُول. ونَهَبَتْ بَنو شَيْبان النّاس، وقُتِل طائفة.
وكانت عدّة أيّام البساسيريّ سنة كاملة. فثار أهل باب البصرة فنهبوا الكَرخ، وأحرقوا درب الزَّعْفَرَانيّ، وكان من أحسن الدُّروب [2] .
[الاحتفال باستقبال الخليفة القائم]
وبعث طُغْرلبك الْإِمام أبا بكر أَحْمَد بن محمد بن أيّوب بن فُورك إلى قريش ليبعث معه أمير المؤمنين، ويشكره على ما فعل.
وكان رأيه أن يأخذ الخليفة ويدخل به البرّيّة، فلم يوافقه مهارش، بل سار بالخليفة. فلمّا سمع طُغُرلْبَك بوصول الخليفة إلى بلاد بدر بن مهلهل أرسل مديره عميد المُلْك الكُنْدَرِيّ والَأمراء والحُجّاب بالسُّرادِقات العظيمة والَأُهْبَة التّامة، فوصلوا وخدموا الخليفة، فوصل النّهروان في الرابع والعشرين من ذي القعدة.
__________
[1] جوّده ابن العماد الحنبلي فقال: طغرلبك: بضم الطاء المهملة وسكون الغين المعجمة وضم الراء وسكون اللام وفتح الموحّدة وبعدها كاف. هو اسم تركي مركّب من: طغرل وهو بلغة الترك علم لطائر معروف عندهم وبه سمّي الرجل. و «بك» : معناه: أمير (شذرات الذهب 3/ 296) .
[2] المنتظم 8/ 205 (طبعة دار الكتب العلمية 16/ 48، 49) الدرّة المضيّة 373، العبر 3/ 224، 225، دول الإسلام 1/ 265، 266.(30/271)
وبرز السُّلطان إلى خدمته، وقبَّل الأرض، وهنَّأه بالسّلامة، واعتذر عن تأخره بعصيان أخيه إبراهيم يَنَال، وأنَّهُ قتلهُ عقوبةً [1] لِمَا جرى منه من الوَهَنْ على الدَّوْلَة العبّاسيّة وقال: أنا أمضي خلف هذا الكلب، يعني البساسيريّ، إلى الشَّام. وأفعل في حق صاحب مصر ما أُجَازَى بِهِ. فقلّدهُ الخليفة بيده سيفًا وقال: لم يبق مع أمير المؤمنين من داره سواه، وقد تبرَّك به أمير المؤمنين، وكشف غشاء الخركاه حتّى رآه الأمراء فخدموه [2] .
ودخل بغداد، وكان يومًا مشهودًا. ولكن كان النّاس مشغولين بالغلاء والقحط المُفرِط [3] .
[مقتل البساسيريّ]
ثمّ جَهّز السُّلطان ألفي فارس عليهم خُمَارتِكِين، وأضاف معهم سرايا بن منيع الخفاجيّ، فلم يشعُر البساسيريّ ودُبَيْس بن مزيد إِلَّا والعسكر قد وصل إليهم في ثامن ذي الحجّة. فثبت البساسيريّ والتقاهم بجماعته اليسيرة، فأُسِر من أصحابه أبو الفتح بن ورَّام، ومنصور، وبدران، وحمَّاد، وبنو دُبَيْس، وضُرِب قُريش البساسيريّ بنشَّابة، وأراد هو قطع تجفا [ف ... ] [4] الهزيمة فلم ينقطع، وسقط عن فرسه، فقلته دوادار عميد المُلْك، وحمل رأسه على رُمْحٍ، وطِيفَ بِهِ ببغداد، وعُلِّق قبالة باب النِّوَبِيّ [5] فلله الحمد.
__________
[1] زبدة التواريخ لصدر الدين الحسيني 61.
[2] البداية والنهاية 12/ 82، 83.
[3] المنتظم 8/ 208 (16/ 51، 52) ، زبدة التواريخ 63.
[4] إضافة على الأصل ففيه بياض.
[5] انظر (قتل البساسيري) في:
تاريخ حلب للعظيميّ (تحقيق زعرور) 344، (تحقيق سويّم) 12، والمنتظم لابن الجوزي 8/ 210 (وطبعة دار الكتب العلمية 16/ 54) ، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 196- 198، وتاريخ الزمان لابن العبري 105، وتاريخ مختصر الدول، له 184، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 90، وأخبار الدول المنقطعة لابن ظافر الأزدي 68، وتاريخ دولة آل سلجوق لابن حامد الأصفهاني باختصار البنداري 20، وزبدة التواريخ 63، ونهاية الأرب للنويري 23/ 234، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 207، وخلاصة الذهب المسبوك للإربلي 266، وزبدة الحلب لابن العديم 1/ 275، وآثار البلاد وأخبار العباد للقزويني 418، والمختصر في-(30/272)
[إقرار ابن وهسودان على أذربيجان]
وفيها أَقَرّ السُّلطان طُغُرْلَبَك علان بن وهْسُودان على ولاية أبيه بأَذْرَبَيْجان.
[الصُّلح بين صاحب غَزَنَةَ والسُّلطان جُغْربيك]
وفيها كان عقد الصُّلح بين السُّلطان إبراهيم بن مسعود بن محمود بن سبكتكين صاحب غَزْنَة، وبين السُّلطان جغربيك أخو طغرلبك، وكتبت النسخ بذلك بعد حروب كثيرة، حتى كل كل واحد من الفريقين. فوقع الاتفاق والإيمان، ففرح الناس [1] .
[وفاة جغربيك صاحب خُراسان]
ثم لم يَنْشَب جغربيك صاحب خراسان أن تُوُفّي في رجب من السّنة [2] .
وقيل: تُوُفّي في صَفَر سنة اثنتين.
[عزل أبي الحسين بن المهتدي عن الخطابة بجامع المنصور]
وفي سنة إحدى عُزِلَ أبو الحسين بن المهتدي باللَّه عن خطابة جامع
__________
[ (-) ] أخبار البشر لأبي الفداء 2/ 179 وأخبار مصر لابن ميسّر 2/ 11 والعبر 3/ 255، والإعلام بوفيات الأعلام 187، والبداية والنهاية 12/ 83، ودول الإسلام 1/ 265، 266، ومآثر الإنافة 1/ 341 وفيه: «الباب النسوي» ، بدل «النوبي» ، وتاريخ ابن خلدون 3/ 465 و 4/ 267، اتعاظ الحنفاء/ 256، 257، النجوم الزاهرة، 64، 65، تاريخ الخلفاء 418، شذرات الذهب 3/ 287، لبّ التواريخ ليحيى الحسيني القزويني 105 طبعة طهران 1314 هـ. (بالفارسية) ، أخبار الدول (الطبعة الجديدة بتحقيق د. أحمد حطيط ود. فهمي سعد) 2/ 161، السلاجقة في التاريخ والحضارة للدكتور أحمد كمال الدين حلمي 31.
[1] الكامل في التاريخ 10/ 5، 6، مآثر الإنافة 1/ 349، تاريخ الخلفاء 419، 420.
[2] الكامل في التاريخ 10/ 6، المختصر في أخبار البشر 2/ 180، دول الإسلام 1/ 266، زبدة التواريخ 75 وفيه اسمه «جعربك داود بن ميكائيل» .(30/273)
المنصور لكونه خطب للمُستنصِر العُبيْديّ بإلزام البساسيريّ، وولي مكانه الحَسَن [1] بن عبد الودود بن المُهتدي باللَّه [2] .
[الَأعلام المُسْنِدون في هذا الوقت]
وفي هذا الوقت كان مُسْنِد العراق: الجوهريّ [3] .
ومُسْنِد خراسان: أبو سعْد الكَنْجَرُوذيّ [4] .
ومُسْنِده الحَرَم: كريمة المْرَوزِيّة [5] .
[عُلُوّ الرَّفْض]
والرَّفضُ عالٍ في الشّام، ومصر، وبعض المغرب.. فلله الأمر.
__________
[1] في الأصل: «الحسين» ، والتصحيح من المصادر الآتية.
[2] المنتظم 8/ 211 (16/ 55) الكامل في التاريخ 10/ 9.
[3] هو أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري الشيرازي البغدادي المقنّعي. توفي سنة 454 هـ. انظر ترجمته برقم (103) .
[4] هو محمد بن عبد الرحمن بن محمد النيسابورىّ الفقيه الأدبي النحويّ الطبيب الفارس توفي سنة 453 هـ. انظر ترجمته برقم (96) .
[5] هي: كريمة بنت أحمد بن محمد بن حاتم. توفيت سنة 463 هـ. وقيل 465 هـ. انظر ترجمتها في الطبقة السابعة والأربعين (461- 470 هـ) برقم (84) و (147) .(30/274)
وفي سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة
[وقعة الفُنَيْدِق]
حاصر محمود بن شبل الدَّولة الكِلابيّ حلب، ثم رحل عنها. ثم حاصرها، فافتتح البلد عَنْوَةً، وامتنعت القلعة. وأُرسِل من بها إلى المُستَنْصِر باللَّه، فندب للكشف عنها ناصر الدّولة أبا عليّ الحُسين بن حمدان. فسار بعسكر من دمشق، فنزح عن حلب محمود، ودخلها ابن حمدان بعسكره فنهبوها. ثم التقى الفريقان بظاهر حلب، فانهزم ابن حمدان، وتملَّك محمود حلب ثانيا، واستقام أمره، وقَتَلَ عَمَّهُ مُعِزَّ الدَّوْلَة، وتُعرَف بوقعة الفُنيدِق [1] .
[وفاة ابن النسويّ]
وفيها مات أبو محمد بن النَّسَويّ صاحب شرطة بغداد عن نيِّفٍ وثمانين سنة [2] .
[تملُّك ابن مرداس الرَّحبة]
وفيها حاصر عطيَّة بن صالح بن مِرداس الكِلابيّ الرَّحْبَة، وضيّق عليهم فتملّكها [3] .
__________
[1] انظر عن وقعة الفنيدق في:
زبدة الحلب لابن العديم 1/ 277- 280، والمنتظم 8/ 216 (16/ 62) ، وتاريخ حلب للعظيميّ (تحقيق زعرور) 344 (تحقيق سويّم) 12 (في حوادث سنة 451 هـ) و (حوادث سنة 452 هـ.) ، والكامل في التاريخ 10/ 11، 12، وذيل تاريخ دمشق 90، وأخبار مصر لابن ميسّر 2/ 11، 12، وأخبار الدولة الحمدانية لابن ظافر الأزدي 59، ودول الإسلام 1/ 266، والعبر 3/ 227، وتاريخ ابن الوردي 1/ 366، ومآثر الإنافة 1/ 345، واتعاظ الحنفا 2/ 261، والبداية والنهاية 12/ 85.
[2] الكامل في التاريخ 10/ 12، النجوم الزاهرة 5/ 68.
[3] زبدة الحلب 1/ 275، ذيل تاريخ دمشق 90، الكامل في التاريخ 10/ 12، ذيل تاريخ دمشق-(30/275)
[وفاة أمّ القائم بأمر اللَّه]
وفيها تُوُفّيت قطر النَّدى أُم القائِم بأمر اللَّه، وقيل اسمها بدر الدُّجى، وقيل عَلَم، وهي أرمنية الْجِنس، ماتت في عَشْر التّسعين [1] .
[ولاية تمام الدّولة دمشق ووفاته]
وفيها ولي دمشق تمام الدّولة سُبُكْتِكِين التُّركيّ للمُسْتَنِصر، فمات بها بعد ثلاثة أشهر ونصف بدمشق [2] .
__________
[ (- 90،) ] العبر 3/ 227، دول الإسلام 1/ 266، تاريخ ابن خلدون 4/ 274، النجوم الزاهرة 5/ 66.
[1] الإنباء في تاريخ الخلفاء 198 وفيه وفاتها في اليوم الخامس عشر من ذي الحجة سنة إحدى وخمسين وأربع مائة، وكانت عجوزا قد أنافت على المائة، الكامل في التاريخ 10/ 13، النجوم الزاهرة 5/ 67.
[2] مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 9/ 207 رقم 99، أمراء دمشق في الإسلام للصفدي 36 رقم 118، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 65، 66.(30/276)
سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة
[وزارة ابن دارست]
فيها ولي الوزارة للقائم بأمر اللَّه أبو الفتح منصور بن أَحْمَد بن دارست [1] .
[تقليد الزّينبي نقابة النُّقباء] [2]
وفيها ولي شمس الدِّين أُسامة نقابة العلويين ببغداد، ولُقِّب المرتضى [3] .
[وفاة أمير مكّة]
وفيها تُوُفّي شُكْر الحُسَيْنيّ أمير مكّة [4] .
[ولاية حسام الدولة دمشق وعزله]
وولي على دمشق الأمير حُسامُ الدّولة، ثم عُزِل بعد أشهر بولد ناصر الدّولة بن حمدان [5] .
__________
[1] مختصر التاريخ 209، خلاصة الذهب المسبوك 268، وفي (المنتظم 8/ 226) (16/ 76) «أبو الفتح محمد بن منصور بن دارست» ، الكامل في التاريخ 10/ 14، تاريخ ابن خلدون 3/ 466.
[2] المنتظم 8/ 222 (16/ 69) ، الكامل في التاريخ 10/ 18، تاريخ دولة آل سلجوق 25.
[3] المنتظم 8/ 222 (16/ 69) ، الكامل في التاريخ 10/ 18.
[4] المختصر في أخبار البشر 2/ 181، الكامل في التاريخ 10/ 19.
[5] ذيل تاريخ دمشق 91.
وورد في: أمراء دمشق 16، رقم 55: «ابن البجباكي: ولي دمشق بعض سنة بعد سبكتكين، ووليها للمستنصر المصري في سنة ثلاث وخمسين وأربع مائة» .
وكان سبكتكين بن عبد الله التركي الملقّب تمام الدولة قد وليها للمستنصر سنة 452 هـ، وتوفي بها. (أمراء دمشق 36 رقم 118) .(30/277)
سنة أربع وخمسين وأربعمائة
[زواج بنت الخليفة بطغرلبك]
فيها زوَّج الخليفةُ بنته بطغرلبك بعد أن دافع بكل ممكنة وانزعج واستعفى، ثم لان لذلك برغمٍ منه، وهذا أمرٌ لم ينله أحد من ملوك بني بُوَيْه، مع قهرهم للخلفاء وتحكّمهم فيهم [1] .
[عزل ابن دارست من الوزارة ووفاته]
وفيها عُزِل ابن دارست من وزارة الخليفة لعجزه وضعفه، وعاد إلى الأهواز [2] ، وبها تُوُفّي سنة سَبْعٍ وستّين [3] .
[وزارة ابن جهير]
وولي الوزارة فخر الّدّولة أبو نصر بن جهير وزير نصر الدّولة ابن مروان صاحب ديار بكر [4] .
__________
[1] المنتظم 8/ 226 (16/ 75) ، الكامل في التاريخ 10/ 20، تاريخ الزمان 105، تاريخ دولة آل سلجوق 20، 21، زبدة التواريخ 63، المختصر في أخبار البشر 2/ 181، نهاية الأرب 26/ 298- 300، الإنباء في تاريخ الخلفاء 198 تاريخ ابن الوردي 1/ 367، الجوهر الثمين 195، مآثر الإنافة 1/ 341 وفيه أن العقد عليها كان في سنة 453 والدخول بها في سنة 455 هـ، تاريخ ابن خلدون 3/ 466، 467، تاريخ الخلفاء 420، البداية والنهاية 12/ 87، 88.
[2] المنتظم 8/ 226 (16/ 76) ، الكامل في التاريخ 10/ 23، تاريخ دولة آل سلجوق 24، نهاية الأرب 23/ 235، تاريخ ابن خلدون 3/ 466.
[3] تاريخ دولة آل سلجوق 24.
[4] انظر عن وزارة ابن جهير في:
تاريخ الفارقيّ 181، 182، (حوادث سنة 455 هـ) وقد جاء فيه ما نصّه: «قيل: وفي سنة-(30/278)
[رخص الأسعار بالعراق]
ورخُصت الأسعار بالعراق، ولطُف اللَّه [1] .
[غرق بغداد]
وفي ربيع الأوَّل غرقت بغداد، ووصل الماء في الدُّروب، ووقعت الحيطان، ووقع بَرَدٌ كِبار، الواحدة نحو الرَّطل، فأهلك الثِّمار والغِلال، وبلغت دِجلة إحدى وعشرين ذراعًا، وضايق الماء الوحوش وحَصَرَهم، فلم تكُن بهم مسلك [2] ، فكان أهل السّواد يسبحون ويأخذونهم بلا كلفة [3] .
[الوقعة بين معزّ الدّولة وملك الرّوم]
وفيها كانت وقعة كبيرة بين معزّ الدولة ثمال بن صالح الكِلابيّ صاحب حلب، وبين ملك الرُّوم، لعنهم اللَّه. وكان المصاف على أرتاح [4] بقرب حلب،
__________
[ (-) ] خمس وخمسين وأربعمائة نفّذ الخليفة القائم بأمر الله إلى الأمير نظام الدين استدعى منه الوزير ابن جهير ليزر له، فنفّذه نظام الدين ونفّذ معه البرك والتجمّل والتّحف والهدايا والألطاف ونزل في أحسن زيّ وأجمله. فلما وصل إلى بغداد استوزره وتقدّم بلقب مؤيّد الدين فخر الدولة، ورقي أرقى المراتب، وكان بنو مروان يفتخرون ويقولون: وزر لنا الوزير المغربي، وزير الحاكم خليفة مصر، ووزيرنا، يعنون ابن جهير، وزير خليفة بغداد» . وانظر: الأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 370 (حوادث 455 هـ.) .
وهو: أبو نصر محمد بن محمد بن جهير. (الفخري لابن طباطبا 293) و (مختصر التاريخ لابن الكازروني 209) و (خلاصة الذهب المسبوك للإربلي 268) و (تاريخ دولة آل سلجوق للأصفهانيّ 25) وفيه أن وزارته كانت في يوم عرفة من سنة 454 هـ، المنتظم 8/ 226 (16/ 76) ، نهاية الأرب 23/ 235، المختصر في أخبار البشر 2/ 181، تاريخ ابن الوردي 1/ 318، تاريخ ابن خلدون 35/ 466.
[1] المنتظم 8/ 226 (16/ 76) ، الكامل في التاريخ 10/ 23، نهاية الأرب 23/ 235، البداية والنهاية 12/ 88.
[2] هكذا في الأصل. والعبارة في «المنتظم» 8/ 225 (16/ 74) : «ودار الماء من جلولا وتامرا على الوحش فحصرها فلم يكن لها مسلك» .
[3] المنتظم 8/ 225/ 16/ 74) ، دول الإسلام 1/ 267، العبر 3/ 231: شذرات الذهب 3/ 292.
[4] في الأصل: «الأتاح» . و «أرتاح» بالفتح ثم السكون، وتاء فوقها نقطتان، وألف وحاء مهملة اسم حصن منيع كان من العواصم من أعمال حلب. (معجم البلدان 1/ 140) .(30/279)
فنُصِر المسلمون وقتلوا وأسروا وغنموا، حتّى إنّ الجارية المليحة أُبيعت بمائة درهم [1] .
[وفاة أمير حلب]
وبعدها بيسير تُوُفّي ثمال أمير حلب، وولي بعده أخوه عطيّة [2] .
__________
[1] زبدة الحلب 1/ 286، 287، العبر 3/ 231، مرآة الجنان 3/ 74 وفيه: «السرية الخبازة» ، شذرات الذهب 3/ 292.
[2] تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور 345) (بتحقيق سويّم 12) في حوادث سنة 453 هـ.
و454 هـ.، المنتظم 8/ 127 (16/ 76) ، الكامل في التاريخ 10/ 24، زبدة الحب 1/ 288، العبر 3/ 231، مآثر الإنافة 1/ 345، تاريخ ابن خلدون 4/ 274، البداية والنهاية 12/ 88.(30/280)
سنة خمس وخمسين وأربعمائة
[دخول السّلطان بغداد]
فيها قدِم السُّلطان بغداد ومعه من الأمراء أبو عليّ بن الملِك أبي كالَيْجَار البويهيّ وسرحاب بن بدر، فنزل جيشه بالجانب الغربيّ وأخرجوا النّاس من الدُّور وفَسَقوا، ودخل جماعة منهم حمَّامًا للنساء فأخذوا ما استحسنوا من النساء، وخرج من بقي إلى الطّريق عُراةً، فخلَّصهُنَّ النّاسُ من أيديهم. فعلوا هذا بحمّامين [1] .
وأعاد السُّلطان ما كان أطلقه رئيس العراقين من المواريث والمكوس [2] .
وعقد ضمان بغداد على أبي سعد والعابنيّ [3] بمائة وخمسين ألف دينار [4] .
[وفاة السُّلطان طُغْرُلْبَك]
ثُمّ سار من بغداد، بعد أن دخل بابنةِ الخليفة، فوصل إلى الرّي وفي صحبته زوجة الخليفة ابنة أخيه لَأنّها شكت اطراح الخليفة لها، فمرض ومات في ثامن رمضان عن سبعين سنة [5] . وكان عقيمًا ما بُشِّر بولد فعمد عميد الدّولة
__________
[1] المنتظم 8/ 228، 229 (16/ 79) ، العبر 3/ 234، تاريخ ابن الوردي 1/ 369، مآثر الإنافة 1/ 341، شذرات الذهب 3/ 294 البداية والنهاية 12/ 88.
[2] تاريخ دولة آل سلجوق 23.
[3] في تاريخ ابن خلدون 3/ 467.
[4] المنتظم 8/ 229 (16/ 79) ، شذرات الذهب 3/ 295.
[5] انظر عن (وفاة السلطان طغرلبك) في:
تاريخ الفارقيّ 186، المنتظم 8/ 231 (16/ 82) ، الكامل في التاريخ 10/ 26، وتاريخ الزمان 106، تاريخ مختصر الدول 184، تاريخ دولة آل سلجوق 27، نهاية الأرب 23/ 235، زبدة التواريخ 63- 65، المختصر في أخبار البشر 2/ 183، بغية الطلب (تراجم السلاجقة) 16، الدرّة المضيّة 378، مرآة الجنان 3/ 76، 77، تاريخ ابن الوردي 1/ 370، -(30/281)
الوزير الكُنْدُريّ فنصب في السَّلطنة سليمان بن جُغْربيك [1] ، وكان عمُّه طُغُرُلْبَك قد عهد إليه بالسَّلطنة لكونه ابن زوجته فاختلفت عليه الأمراء، ومال كثيرٌ منهم إلى أخيه عَضُد الدّولة ألْبِ أرسُلان صاحب خُراسان.
[الخطبة لعضُد الدّولة]
فلمَّا رأى الكُنْدُريّ انعكاس الحال خطب بالريّ لعضُد الدَّولة وبعده لَأخيه سليمان. وجمع عضُد الدّولة جيوشه وسار نحو الرّيّ، فخرج لمُلْتقاه الكُندريُّ والَأمراء، وفرحوا بقدومه، واستولى على مملكة عمّه مع ما في يدِه [2] .
[الوقعة بين صاحب سفاقس وملك إفريقية]
وفيها خرج حمّو بن مليل صاحب سفاقس عن طاعة تميم بن باديس ملك إفريقيّة، وحشُد وجَمَع، وكان بينهما وقعة هائلة انتصر فيها تميم وتشّتّت جمع حمّو [3] .
[الزلزلة بالشّام]
وفيها كانت بالشّام زلزلة عظيمة تهدّم منها سور طرابلس [4] .
__________
[ (-) ] مآثر الإنافة 1/ 341، 342، تاريخ ابن خلدون 3/ 467، النجوم الزاهرة 5/ 73، البداية والنهاية 12/ 89.
[1] المنتظم 8/ 231 (16/ 82) ، تاريخ دولة آل سلجوق 27 و 26/ 302 زبدة التواريخ 63- 65.
[2] الكامل في التاريخ 10/ 29، تاريخ الزمان 106، نهاية الأرب 23/ 235، و 26/ 303 راحة الصدور 185، تاريخ ابن خلدون 3/ 468.
[3] الكامل في التاريخ 10/ 29 وفيه «حمّو بن مليك» ، والمثبت يتفق مع: نهاية الأرب 24/ 219، والبيان المغرب 1/ 428 (حوادث سنة 456 هـ) ، وتاريخ ابن خلدون 6/ 327، البيان المغرب 1/ 299 (في حوادث سنة 456 هـ) .
[4] المنتظم 8/ 231 (16/ 82) ، الكامل في التاريخ 10/ 30، المختصر في أخبار البشر 2/ 184، دول الإسلام 1/ 267، تاريخ ابن الوردي 1/ 370، البداية والنهاية 12/ 89، كشف الصلصلة 179.(30/282)
[نيابة بدر المستنصريّ دمشق]
وفيها ولي نيابة دمشق أمير الجيوش بدر للمُستَنصِر العُبيْديّ فبقي عليها سنة وثلاثة أشهُر [1] .
[حصار ابن شِبل الدّولة حلب]
وفيها نزل محمود بن شبل الدّولة الكِلابيّ على حلب، وحاصر عمّه عطيّة، ثمّ لم يظفر بها وترحّل [2] .
__________
[1] الكامل في التاريخ 10/ 30، المختصر في أخبار البشر 2/ 184، دول الإسلام 1/ 267، اتعاظ الحنفا 2/ 268.
[2] تاريخ حلب (زعرور) 345، (سويّم) 13، ذيل تاريخ دمشق 92، زبدة الحلب 1/ 291، تاريخ ابن الوردي 1/ 370.(30/283)
سنة ست وخمسين وأربعمائة
[قتل الوزير عميد الدّولة]
فيها قبض السُّلطان ألْبُ أرسلان على الوزير عميد الدّولة [1] ، ثم قتله بعد قليل [2] .
[وزارة نظام المُلْك]
وتفرَّد بوزارته نظام المُلْك [3] ، فأبطل ما كان عمله عميد المُلْك من سبِّ الأشعريّة وانتصر للشّافعيّة. وأكرم إمام الحَرَمَيْن، وأبا القاسم القُشيْريّ [4] .
[تملُّك ألْبُ أرسلان هراة وغيرها]
وفيها تملَّك السُّلطان ألْبُ أرسلان هَرَاة وصَغَانْيان وختّلان. فأمّا هَرَاة فكان بها عمّه بيغو بن ميكائيل، فأخذها منه بعد حصارٍ شديد، وأحسن إليه واحترمه ولم يؤذه [5] .
__________
[1] هكذا في الأصل، وهو «عميد الملك أبو نصر منصور بن محمد بن الكندري» انظر: المنتظم 8/ 234 (16/ 86) ، الكامل في التاريخ 10/ 31، المختصر في أخبار البشر 2/ 184، نهاية الأرب 26/ 304، زبدة التواريخ 67، 68، الهفوات النادرة 7، 8، معجم الأدباء 13/ 34، 43.
[2] المنتظم 8/ 235 (16/ 87) ، الكامل في التاريخ 10/ 31، آثار البلاد وأخبار العباد 447، نهاية الأرب 26/ 304، العبر 3/ 236، مرآة الجنان 3/ 77، تاريخ ابن الوردي 1/ 370، شذرات الذهب 3/ 301- 303، البداية والنهاية 12/ 90، زبدة التواريخ 69، 70.
[3] هو قوام الدين الحسن بن علي بن إسحاق الطوسي. (زبدة التواريخ 69) .
[4] الكامل في التاريخ 10/ 33، آثار البلاد وأخبار العباد 447، المختصر في أخبار البشر 2/ 184، العبر 3/ 236، مرآة الجنان 3/ 77، تاريخ ابن الوردي 1/ 370، البداية والنهاية 3/ 90.
[5] الكامل في التاريخ 10/ 34، المختصر في أخبار البشر 2/ 184، نهاية الأرب 26/ 305، 506، العبر 3/ 236، 237، تاريخ ابن الوردي 1/ 370.(30/284)
وأمّا ختّلان فإنّ ملكها قُتِلَ بسهمٍ في الحصار.
وأمّا صَغَانيان فافتتحها عَنْوَةً وقتل صاحبها [1] .
[إعادة ابنة الخليفة من الرّيّ]
وفيها أمر السُّلطان ألْبُ أرسلان ابنة الخليفة بالعَوْد من الرّيّ إلى بغداد، وأعلمها أنّهُ لم يقبض على عميد المُلْك إِلَّا لِمَا اعتمده من نقلِها إلى الرّي بغير رضى الخليفة، وبعث في خدمتها أميرًا ورئيسًا [2] .
[تقليد ألْبَ أرسلان السلطنة]
وفيها قلَّده القائم بأمر اللَّه والسَّلطنة، وبعث إليه بالخِلَع [3] .
[الوقعة بين السُّلطان وقُتلمِش]
وفيها كانت وقعة بقُرب الريّ بين السُّلطان وبين قريبه قُتلمِش، وانكشفت المعركة عن قُتلمِش ميِّتًا مُلقى على الأرض، فحزن عليه السُّلطان وندم، وجلس للعزاء، ثمّ تسلَّم الريّ [4] .
[افتتاح السُّلطان عدة حصون للروم]
وسار إلى أَذَرْبَيْجَان، فوصل إلى مَرَنْد عازِمًا على جهاد الرُّوم، لعنهم اللَّه، واجتمع له هناك من الملوك وعساكرها ما لا يحصى، ودخلوا في طاعته
__________
[1] الكامل في التاريخ 10/ 34، نهاية الأرب 26/ 306، البداية والنهاية 12/ 91.
[2] الكامل في التاريخ 10/ 35، المختصر في أخبار البشر 2/ 184، تاريخ ابن الوردي 1/ 370، البداية والنهاية 12/ 91.
[3] الكامل في التاريخ 10/ 35، آثار البلاد وأخبار العباد 447، نهاية الأرب 23/ 235، دول الإسلام 1/ 268.
[4] الكامل في التاريخ، 1/ 36، 37، مرآة الزمان 12/ 111، زبدة التواريخ 79- 81، المختصر في أخبار البشر 2/ 184، 185، نهاية الأرب 26/ 306، بغية الطلب (تراجم السلاجقة) 20، تاريخ ابن الوردي 1/ 370، اتعاظ الحنفا 2/ 270.(30/285)
وخضعوا له [1] . وافتتح في هذه الغزوة عدّة حصون وهابته المُلُوك وبَعُدَ صِيتُهُ وكَثُرَ الدُّعاء له لكثرة ما افتتح من بلاد النّصارى. وهادنه ملك الكَرْج والتزم بأداء الْجِزية [2] . وقُرئ كتاب الفتح المبارك ببغداد. وغنم جيشه في هذه النَّوْبَة ما لَا يُحدُّ ولا يوصَف كثرة [3] .
ثمّ عاد فسار إلى أصبهان ومنها إلى كرمان، فتلقّاه أخوه قاروت [4] بك.
[زواج ولديّ السُّلطان]
ثم سار إلى مَرْو، فزوَّج ولده ملك شاه ببنت خاقان صاحب ما وراء النّهر، ودخل بها. وزوّج ولده رسلان شاه [5] ببنت سلطان غَزْنَة، واتّفقت الكلمة بينهما، ووقع الصُّلح، والحمد للَّه [6] .
[ندب بعض الْجَهَلَة على ملك الجنّ]
وفيها اشتهر ببغداد وغيرها أنّ جَمَاعة أكراد خرجوا يتصيّدون، فرأوا في البريّة خيامًا سُودًا، وسمعوا منها لطمًا وعويلًا، وقائِلٌ يقول: مات سيّدوك ملك الجنّ، وأي بلدٍ لم يلطُم أهله ويعملون المآتم أُهلِكَ أَهْلُهُ. فخرج كثير من النّساء إلى المقابر يَلْطُمنَ ويَنُحْنَ، وفعل ذلك كثير من جهلة الرّجال، فكان ذلك ضحكة عظيمة [7] .
__________
[1] زبدة التواريخ 87.
[2] زبدة التواريخ 91.
[3] المنتظم 8/ 236 (16/ 88) ، الكامل في التاريخ 10/ 37- 41، زبدة التواريخ 96، نهاية الأرب 26/ 307- 309، شذرات الذهب 3/ 296.
[4] الكامل في التاريخ 10/ 41 وفيه «قاورت بك» بتقديم الواو على الراء.
[5] الكامل في التاريخ: «أرسلانشاه» ، ومثله في: نهاية الأرب 26/ 309.
[6] الكامل في التاريخ 10/ 41، نهاية الأرب 26/ 309، العبر 3/ 236، 237، دول الإسلام 1/ 268، شذرات الذهب 3/ 296، 297.
[7] تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) 346 (سويّم) 23، المنتظم 8/ 235 (16/ 87) ، الكامل في التاريخ 10/ 41، 42، تاريخ الزمان 106، المختصر في أخبار البشر 2/ 185 وفيه: «قال ابن الأثير: ولقد جرى ونحن في الموصل وغيرها من تلك البلاد في سنة ستمائة مثل هذا، وهو أن-(30/286)
[نقابة العلويين ببغداد]
وفيها ولي ببغداد نقابة العلويّين أبو الغنائم المعمّر بن محمد بن عُبَيْد اللَّه وإمارة الموسم، ولُقِّب بالطاهر ذي المناقِب [1] .
[وفاة النّقيب أُسامة العلويّ]
وكان النقيب أبو الفتح أسامة العلويّ قد بطل النّقابة، وصاهر بني خفاجة، وانتقل معهم إلى البريّة، وبقي إلى سنة اثنتين وسبعين، فتُوُفّي بمشهد عليّ رضي اللَّه عنه [2] .
[ولاية حيدرة الكتّاميّ]
وفيها هرب أمير الجيوش بدر مُتَوَلِّي دمشق منها [3] ، فوليها أبو المُعَلّى حيدرة الكتّاميّ، فحكم بها شهرين [4] .
[هرب بدر المستنصريّ من ولاية دمشق]
وعُزِل بدريّ [5] المُستَنصِريّ المُلقَّب شهاب الدّولة. فوليها أيّامًا في أواخر
__________
[ () ] الناس أصابهم وجع كثير في حلوقهم، فشاع أن امرأة من الجنّ يقال لها أم عنقود مات ابنها عنقود وكل من لا يعمل مأتما أصابه هذا المرض فكان النساء وأوباش الناس يلطمون على عنقود ويقولون:
يا أم عنقود اعذرينا ... قد مات عنقود وما درينا
وإنما أوردنا هذا لأن رعاع الناس إلى يومنا هذا وهو سنة سبعمائة وخمس عشرة يقولون بأم عنقود وحديثها ليعلم تاريخ هذا الهذيان من متى كان» ، نهاية الأرب 23/ 236، تاريخ ابن الوردي 1/ 371، البداية والنهاية 12/ 91.
[1] المنتظم 8/ 236 (16/ 89) ، الكامل في التاريخ 10/ 42.
[2] الكامل في التاريخ 10/ 42.
[3] ذيل تاريخ دمشق 92، اتعاظ الحنفا 2/ 270.
[4] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 25، أمراء دمشق في الإسلام 28 رقم 95، اتعاظ الحنفا 2/ 270 وفيه أن الّذي وليها الأمير حصن الدولة أبو الحسن معلّى بن حيدرة بن منزو.
[5] في الأصل: «بدربن» .(30/287)
السّنة، ثُمّ عُزِلَ وولي إمرة الرَّملة فبقي عليها إلى أن قتل سنة ستّين وأربعمائة [1] .
[عودة بدر إلى نيابة دمشق]
وخلت دمشق من نائب إلى أن أُعيد عليها بدر أمير الجيوش سنة ثمان وخمسين [2] .
__________
[1] ذيل تاريخ دمشق 92، أمراء دمشق في الإسلام 31 رقم 104.
[2] ذيل تاريخ دمشق 92 وفيه «سنة 468» .(30/288)
سنة سبع وخمسين وأربعمائة
[الوقعة بإفريقية بين تميم بن المُعِزّ والنّاصر بن علناس]
فيها كان بإفريقية هَيْجٌ عظيم وحروب، فكانت وقعة مهولة بين تميم بن المعزّ، وبين قرابته النّاصر بن علناس بن حمّاد ملك قلعة حمّاد، وانتصر فيها تميم، وقُتِل من زَنَاتَة وصِنهاجة أربعة وعشرون ألفا، ونجا النّاصر في نفرٍ يسير.
وكان مع تميم خلق من العرب، فغنِموا شيئًا كثيرًا واستغنوا، وكثُرَت أسلحتهم ودوابّهم [1] .
[بناء مدينة بجّاية]
وفيها شرع النّاصر بن علناس في بناء مدينة بجّاية النّاصِريّة، وكان مكانها مرعى للدواب والمواشي [2] .
[عبور ألْبِ أرسلان نهر جيحون]
وفيها عبر السُّلطان ألْبُ أرسلان نهر جَيْحُون، ونازل جُنْد [3] وصَيْران [4] ، وهما عند بُخَارَى. وجدّهُ سلجوق مدفون بجند، فنزل صاحبها إلى خدمته، فلم
__________
[1] الكامل في التاريخ 10/ 44- 46، نهاية الأرب 24/ 220، دول الإسلام 1/ 268، البداية والنهاية 12/ 92، البيان المغرب 1/ 299.
[2] الكامل في التاريخ 10/ 46، نهاية الأرب 24/ 223، دول الإسلام 1/ 268.
[3] جند: بالفتح ثم السكون، ودال مهملة. اسم مدينة عظيمة في بلاد تركستان بينها وبين خوارزم عشرة أيام تلقاء بلاد الترك مما وراء النهر قريب من نهر سيحون. (معجم البلدان 2/ 168) .
[4] في الأصل: «صيران» بالياء المثنّاة من تحت، والتصحيح من (معجم البلدان 3/ 391) ، وهي بليدة فيها قلعة عالية بما وراء النهر ثم وراء نهر سيحون وهي مجتمع الغزّية، صنف من الترك للصلح والتجارات، وهي في طرف البرّيّة.(30/289)
يغيّر عليه شيئا، وعطف إلى خوارزم، ومنها إلى مرو [1] .
[بناء النظاميّة ببغداد]
وفيها شرعوا في بناء النّظاميّة ببغداد [2] .
__________
[1] تاريخ الزمان 107 (حوادث 458 هـ) ، الكامل في التاريخ 10/ 49، زبدة التواريخ 96، 97، العبر 3/ 241، دول الإسلام، 268، تاريخ ابن الوردي 1/ 371، شذرات الذهب 3/ 304.
[2] المنتظم 8/ 238 (16/ 91) ، الكامل في التاريخ 10/ 49، المختصر في أخبار البشر 2/ 185، نهاية الأرب 23/ 236، و 26/ 309، تاريخ دولة آل سلجوق 35، تاريخ ابن الوردي 1/ 371، تاريخ ابن خلدون 3/ 469، البداية والنهاية 12/ 92.(30/290)
سنة ثمان وخمسين وأربعمائة
[سلطنة ملك شاه]
وفيها سلطن ألب أرسلان ولده ملك شاه، وجعله وليّ عهده، وحمل بين يديه الغاشية، وخُطِب له معه في سائر البلاد [1] .
[الاحتفال بعاشوراء]
وفي يوم عاشوراء أغلق أهل الكَرْخ الدكاكين، وعلّقوا المسوح، وأقاموا المآتم على الحسين، وجدَّدوا ما بطل من مُدّة. فقامت عليهم السُّنّة، وخرج مرسوم الخليفة بإبطال ذلك، وحبس منهم جماعةً مُدّة أيّام [2] .
[عودة أمير الجيوش بدر إلى دمشق]
وفيها وصل سيف الْإِسلام أمير الجيوش بدر إلى دمشق واليا عليها ثانيةً، وعلى الشَّام بأسره، في شعبان. فأقام إلى أن تحرَّكت الفتنة بينه وبين عسكريّة دمشق، فخرج من القصر ونشبت الحرب بينهم في جُمَادَى الأولى سنة ستّين [3] .
[إقطاع الأنبار وغيرها لابن قريش]
وفيها سار شرف الدّولة مسلم بن قُريش بن بدران صاحب الموصِل إلى ألْبِ أرسلان فأقطعه الأنبار، وهِيت، وحربا [4] .
__________
[1] الكامل في التاريخ 10/ 50، زبدة التواريخ 97، نهاية الأرب 26/ 310، دول الإسلام 1/ 269، تاريخ ابن خلدون 3/ 469، البداية والنهاية 12/ 94.
[2] المنتظم 8/ 239، 240 (16/ 94، 95) ، النجوم الزاهرة 5/ 77، البداية والنهاية 12/ 93.
[3] ذيل تاريخ دمشق 93، اتعاظ الحنفا 2/ 272 و 277 (حوادث سنة 460 هـ.) .
[4] الكامل في التاريخ 10/ 51، تاريخ دولة آل سلجوق 33، المختصر في أخبار البشر 2/ 185، -(30/291)
[استيلاء المُعِزّ على تونس]
وفيها استولى تميم بن المُعِزّ على مدينة تونس، وصالحه صاحبها [1] .
[الزلزلة بخراسان]
وفيها كانت زلزلة عظيمة بخُراسان تردَّدت أيّامًا، وتصدَّعت منها الجبال، وأهلكت خلقًا كثيرًا، وانخسف منها عدّة قُرى [2] . قاله ابن الأثير [3] .
[ولادة صغيرة برأسين]
قال: وفيها وُلِدت بباب الأزج صغيرة لها رأسان ووجهان ورقبتان على بدنٍ واحد [4] .
[ظهور كوكب بشعاع عظيم]
وفيها، قال ابن نظيف: ظهر في السّماء كوكب كأنّه دارة القمر ليلة تمّه بشعاعٍ عظيم، وهال النّاس ذلك، وأقام كذلك مُدَّة عشرة ليالٍ، ثُمَّ تناقص ضوءهُ وغاب.
وقال سبط ابن الجوزيّ [5] : في نيسان ظهر كوكبٌ كبير له ذؤابة عرضها
__________
[ (-) ] تاريخ ابن الوردي 1/ 371 وفيه «مسلم بن قراوش» ، تاريخ ابن خلدون 4/ 267 وفيه: «حريم» بدل «حربي» و «حربا» هكذا في الأصل. وهي «حربي» : مقصور والعامّة تتلفّظ به ممالا: بليدة في أقصى دجيل بين بغداد وتكريت مقابل الحظيرة (معجم البلدان 2/ 237) .
[1] الكامل في التاريخ 10/ 50، 51، نهاية الأرب 24/ 228، البيان المغرب 1/ 299، تاريخ ابن خلدون 3276.
[2] المنتظم 8/ 241 (16/ 95، 96) ، نهاية الأرب 23/ 237، دول الإسلام 1/ 269، تاريخ الخميس 2/ 400، كشف الصلصلة 179، شذرات الذهب 3/ 304، البداية والنهاية 12/ 93.
[3] في: الكامل في التاريخ 10/ 52.
[4] المنتظم 8/ 240/ 16/ 195، الكامل في التاريخ 10/ 52، نهاية الأرب 23/ 237، تاريخ مختصر الدول 185، دول الإسلام 1/ 269، العبر 3/ 242، مرآة الجنان 3/ 81، تاريخ الخميس 2/ 400، تاريخ الخلفاء 420، شذرات الذهب 30/ 304، البداية والنهاية 12/ 93، أخبار الدول (الطبعة الجديدة) 2/ 162.
[5] في مرآة الزمان.(30/292)
نحو ثلاثة أَذْرُع وطولها أَذْرُعٌ كثيرة، ولبث بضع عشرة ليلة، ثمّ ظهر كوكب قد استدار نوره عليه كالقمر، فارتاع النّاس وانزعجوا، وبقي أيّاما [1] .
__________
[1] المنتظم 8/ 95 (16/ 240، 241) ، الكامل في التاريخ 10/ 51، 52، تاريخ الخلفاء 420، شذرات الذهب 3/ 304، أخبار الدول 2/ 162.(30/293)
سنة تسع وخمسين وأربعمائة
[التّدريس في النِّظاميّة]
في ذي القعدة فرغت المدرسة النّظاميّة، وقُرّر لتدريسها الشّيخ أبو إسحاق، فاجتمع النّاس فلم يحضر وسببه أنّه لقيه صبيٌّ فقال: كيف تُدرِّس في مكان مغصوب؟ فتشكّك واختفى، فلما أيِسُوا من حضوره درَّس ابن الصبَّاغ مصنَّف «الشَّامل» . فلما بلغ نظامَ المُلْك الخبر أقام القيامة على العميد أبي سعْد. فلم يزل أبو سعد يرفق بالشّيخ أبي إسحاق حتَّى درَّس، فكانت مدّة تدريسه، أي ابن الصّباغ، عشرين يومًا [1] .
[مقتل الصُّليحيّ صاحب اليمن]
وفيها قُتِلَ الصُّلَيْحيّ صاحب اليمن بالمهجم [2] في ذي القعدة، كذا ورَّخه ابن الأثير [3] ، وورَّخه غيره سنة ثلاثٍ وسبعين.
قال ابن الأثير [4] : أمِنَ الحاجّ في زمانه وأثنوا عليه، وكسا الكَعْبَة الحَريرَ الأبيض الصّينيّ.
قلت: ترجمته في سنة ثلاثٍ وسبعين.
__________
[1] المنتظم 8/ 246، 247 (16/ 102، 103) ، الكامل في التاريخ 10/ 55، المختصر في أخبار البشر، 2/ 186، نهاية الأرب 26/ 309 (حوادث سنة 457 هـ.) ، العبر 3/ 244، 245، دول الإسلام 1/ 269، مرآة الجنان 3/ 83، تاريخ ابن الوردي 1/ 372، تاريخ الخلفاء 420، 421، شذرات الذهب 3/ 307، البداية والنهاية 12/ 95، 96.
[2] بفتح الميم وسكون الهاء وفتح الجيم. بلد وولاية من أعمال زبيد باليمن، ويقال لناحيتها خزاز. (معجم ما استعجم 4/ 1274، معجم البلدان 5/ 229) .
[3] في: الكامل في التاريخ 10/ 55، 56، واقتبسه النويري في: نهاية الأرب 23/ 237، الدرّة المضيّة 417، 418، اتعاظ الحنفا 2/ 274، البداية والنهاية 12/ 96.
[4] في تاريخه 10/ 56.(30/294)
[بناء قُبّة فوق قبر أبي حنيفة]
وفيها بنى عميد بغداد على قبر أبي حنيفة قبّة عظيمة وأنفق عليها الأموال [1] .
__________
[1] المنتظم 8/ 245 (16/ 100) ، الكامل في التاريخ 10/ 54، زبدة التواريخ 144، وفيات الأعيان 5/ 414، 415، مرآة الجنان 3/ 83، البداية والنهاية 12/ 95.
قال ابن خلّكان: «وبنى شرف الملك أبو سعد محمد بن منصور الخوارزمي مستوفي مملكة السلطان ملك شاه السلجوقي على قبر الإمام أبي حنيفة مشهدا وقبّة، وبنى عنده مدرسة كبيرة للحنفية، ولما فرغ من عمارة ذلك ركب إليها في جماعة من الأعيان ليشاهدوها، فبينا هم هناك إذ دخل عليهم الشريف أبو جعفر مسعود المعروف بالبياضي الشاعر، وأنشده:
ألم تر أنّ العلم كان مبدّدا ... فجمّعه هذا المغيّب في اللّحد
كذلك كانت هذه الأرض ميتة ... فأنشرها فعل العميد أبي سعد
فأجازه أبو سعد جائزة سنيّة.
... وكان بناء المشهد والقبّة في سنة تسع وخمسين وأربعمائة، وقد تقدّم في ترجمة ألب أرسلان محمد والد السلطان ملك شاه أنه بنى مشهدا على قبر الإمام أبي حنيفة، وكذلك وجدته في بعض التواريخ، وقد غاب عني الآن من أين نقلته، ثم وجدته بعد ذلك أن الّذي بنى المشهد والقبّة أبو سعد المذكور، والظاهر أن أبا سعد بناهما نيابة عن ألب أرسلان المذكور، وهو كان المباشر كما جرت عادة النواب مع ملوكهم، فنسبت العمارة إليه بهذه الطريق، ويدلّ على ذلك أن تاريخ العمارة في أيام ألب أرسلان، وأبو سعد كان مستوفيا في أيامه، ثم استمر على وظيفته في أيام ولده ملك شاه، وهذا إنما ذكرته لنجمع بين النقلين، والله أعلم» . (وفيات الأعيان 5/ 414، 415) .(30/295)
سنة ستين وأربعمائة
[الزلزلة الهائلة بالرّملة]
فيها كانت بالرّملة الزلزلة الهائلة التي خربتها حتّى طلع الماء من رءوس الآبار، وهلك من أهلها كما نقل ابن الأثير [1] خمسة وعشرون ألفا.
وقال أبو يَعْلى بن القلانسيّ [2] : كان في مكتب الرّملة نحوٌ من مائتيّ صبيّ، فسقط عليهم، فما سأل أحدٌ عنهم لموت أهليهم.
وضُرِبَت بانياس.
وقال ابن الصّابونيّ: حدَّثني عَلَويّ كان في الحِجاز أنّ الزّلزلة كانت عندهم في الوقت المذكور، وهو يوم الثُلاثَاء حادي عشر جُمَادَى الأولى، فرمت شُرَّافَتَيِن مِنْ مَسْجِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وانشقّت الأرض بتيماء عن كنوز ذهب وفضّة، وانفجرت بها عين ماء، وأهلكت أَيْلَةَ ومن فيها. وظهرت بتبوك ثلاثة عيون، وهذا كلُّه في ساعةٍ واحدة.
وأمّا ابن الأثير فَقَالَ [3] : وانشقَّت صخرة بيت المقدِس وعادت بإذن اللَّه، وأبعد البحر عن ساحله مسيرة يوم، فنزل النّاس إلى أرضه يلتقطون، فرجع الماء عليهم فأهلكهم [4] .
__________
[1] في: الكامل في التاريخ 10/ 57، واقتبسه الديار بكري في: تاريخ الخميس 2/ 400.
[2] في: ذيل تاريخ دمشق 94.
[3] في: الكامل في التاريخ 100/ 57.
[4] تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور 347) (سويّم 14) ، المنتظم 8/ 248 (16/ 105) ، المختصر في أخبار البشر 2/ 186، نهاية الأرب 23/ 237، العبر 3/ 246، دول الإسلام 1/ 269، مرآة الجنان 3/ 84، تاريخ ابن الوردي 1/ 372، مآثر الإنافة 1/ 343، اتعاظ الحنفا 2/ 277، تاريخ الخميس 2/ 400، النجوم الزاهرة 5/ 80، تاريخ الخلفاء 421، البداية والنهاية 12/ 96، وكرّر الخبر في حوادث سنة 462 هـ ص 99، كشف الصلصلة 180، شذرات الذهب 3/ 308 وكرّر الخبر في حوادث سنة 462 هـ. (3/ 309) ، أخبار الدول (الطبعة الجديدة) 2/ 162.(30/296)
[القحط في مصر]
وفيها كان بمصر القحط المتواتر من سنوات، وانقضى في سنة إحدى وستّين [1] .
[حصار مدينة الأربس]
وفيها حاصر النّاصر بن علناس مدينة الأُرْبُس بإفريقيّة، فافتتحها بالَأمان [2] .
[إمرة قطب الدّولة لدمشق]
وفيها ولي إمرة دمشق قطب الدّولة بازرطغان للمصريين بعد هروب أمير الجيوش منها. فوليها ثمانية أشهر [3] .
__________
[1] الكامل في التاريخ 10/ 58، الدرّة المضيّة 386، مرآة الجنان 3/ 84، النجوم الزاهرة 5/ 79، أخبار الدول (الطبعة الجديدة) 2/ 162.
[2] الكامل في التاريخ 10/ 58، البيان المغرب 1/ 299.
[3] ذيل تاريخ دمشق 94، أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 18، أمراء دمشق في الإسلام 16 رقم 54 وفيه «بارزطغان» بتقديم الراء، وفي: اتعاظ الحنفا 2/ 277 «بازطغان» بإسقاط الراء، النجوم الزاهرة 5/ 80 وفيه «بارزطغان» بتقديم الراء.(30/297)
المتوفون في هذه الطبقة
سنة إحدى وخمسين وأربعمائة
- حرف الألَف-
1- أَحْمَد بن عُبَيْد اللَّه بن إسحاق [1] .
أبو بكر القاضي البغدادي المعدّل، نزيل مصر.
روى عن: عليّ بن محمد الحلبيّ، وعبد الكّريم بن أبي جدار، وأبي مسلم الكاتب.
وعنه: سهل بن بِشر الْإِسْفَرَائِينيّ، والحُمَيْديّ.
تُوُفّي بمصر في رمضان.
2- أَحْمَد بن عليّ بن الحسن بن [أبي] الفضْل [2] .
أبو نصر الكَفْرطابيّ [3] ، ثمّ الدّمشقيّ المقرئ.
روى عن: عبد الوهاب الكلابي، وعبد الله الحِنّائيّ.
روى عنه: نجا بن أَحْمَد، ومحمد بن الحسين الحِنّائيّ، وأبو القاسم النَّسيب.
وَرّخَهُ الكتّانيّ [4] .
وقال غيره: [5] تُوُفّي سنة اثنتين وخمسين.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (أحمد بن علي الكفرطابي) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 3/ 47، وتاريخ دمشق (أحمد بن عتبة- أحمد بن محمد بن المؤمل) 39، 40 رقم 22، ومعجم البلدان 4/ 470، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 3/ 180 رقم 216، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 405، والإضافة من المصادر.
[3] الكفرطابي: نسبة إلى كفرطاب: بلدة بين المعرّة ومدينة حلب.
[4] وقال: «وحدّث عن أبي بكر عبد الله بن محمد بن هلال الحنّائيّ، بجزء من فوائد يعقوب بن عبد الرحمن الجصّاص، وجزء المواقف. مضى على سداد وأمر جميل. لم يكن عنده غيره» .
(تاريخ دمشق) .
[5] هو أبو بكر محمد بن علي بن موسى الحدّاد، (تاريخ دمشق) .(30/298)
3- أَحْمَد بن محمد بن الحسين الْأصبهانيّ الْإِسكاف [1] .
سمع: أبا عبد اللَّه بن مَنْدَهْ.
وعنه: سعيد بن أبي الرّجاء.
4- أَحْمَد بن عمر بن الخل [2] .
أبو عمر الأَبْزَاريّ.
عَن: عُبَيْد اللَّه بن أَحْمَد الصَّيَدْلانيّ، وأبي عمر بن مَهْدِيّ.
وعنه: ابن أبي الصّقر الأنباريّ، وأُبيّ النَّرسيّ.
5- أَحْمَد بن مرحب بن أَحْمَد [3] .
أبو الفَرَج الفارسيّ الصَّيْرَفيّ.
تُوُفّي بِبَغداد.
حدَّث عن: عيسى بن الوزير.
6- أَحْمَد بن يحيى بن أَحْمَد بن سُمَيْق بن محمد بن عمر بن واصل [4] .
أبو عمر القُرْطُبيّ. نزيل طُلَيْطُلَة.
روى عن: أبي المطرِّف بن فُطَيْس، وابن أبي زمنين، ويونس بن عبد الله، وأبي محمد بن بنوش، وابن الرسان، وأبي القاسم الوهراني، وطائفة سواهم.
روى عنه: جماهر بن عبد الرحمن، وأبو جعفر بن مظاهر، وأبو الحسن الإلبيريّ [5] .
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (أحمد بن مرحب) في:
تاريخ بغداد 5/ 172 رقم 2622.
[4] انظر عن (أحمد بن يحيى) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 56- 58 رقم 119، والعبر 3/ 225. وقال ابن بشكوال: «أَحْمَد بن يحيى بن أَحْمَد بن سُمَيْق بن محمد بن عمر بن واصل بن حرب بن اليسر بن محمد بن علي، كذا ذكر نسبه- رحمه الله- وذكر أن أصلهم من دمشق من إقليم الغدير» .
[5] الإلبيري: الألف فيه ألف قطع وليس بألف وصل. نسبة إلى كورة كبيرة من الأندلس، ومدينة متصلة بأراضي كورة قبرة بين القبلة والشرق من قرطبة. (معجم البلدان 1/ 244) .(30/299)
وولي قضاء بلد طلبيرة [1] فحمدت سيرته.
وقد عني بالحديث وكتبه وسماعه وجمعه.
وكان ذا مشاركة في عدة علوم حتى في الطب، مع العبادة الوافرة. وكثيرا ما كان يتمثل:
للَّه أيام الشباب وعصره ... لو يُستَعارُ جَدِيدُهُ فَيُعَارُ
ما كان أقصَرَ ليلِهِ ونهارِهِ ... وكذاك أيّام السُّرور قِصارُ [2]
تُوُفّي في ذي القعدة، وله ثمانون سنة [3] .
7- إبراهيم ينال [4] .
__________
[1] طلبيرة: بفتح أوله وثانيه وكسر الباء الموحّدة ثم ياء مثنّاة من تحت ساكنة وراء مهملة، مدينة بالأندلس من أعمال طليطلة كبيرة قديمة البناء على نهر تاجه بضم الجيم. (معجم البلدان 4/ 37) .
[2] الصلة 1/ 57.
[3] وقال ابن بشكوال: كان من أهل النباهة واليقظة والمشاركة في عدّة علوم، وكان أديبا حليما وقورا، وكان قد نظر في الطب وطالع منه كثيرا وعني به، وكان من المجتهدين بالقرآن، كان له منه حزب بالليل وحزب بالنهار، وكان كثير الالتزام لداره لا يخرج منه إلّا لصلاة أو لحاجة.
وكان يتناول شراء حوائجه بنفسه حتى البقل، ولا يخالط الناس، ولا يداخلهم.
وقرأت بخط أبي الحسن بن الإلبيري المقرئ وقد ذكر أبا عمر بن سميق هذا في شيوخه فقال: كان رحمه الله رجلا صالحا، حسن الخلق، كثير التواضع، محبّا في أهل السّنة، متّبعا لآثارهم، متحلّيا بآدابهم وأخبارهم، وولي قضاء طلبيرة فحمدت سيرته وشكرت طريقته، وكان يختلف إلى غلّة كانت له بحومة المترب يعمرها بالعمل ليعيش منها.
قال: وتذاكرت معه يوما من آداب عيادة المرضى، وتناشدنا قول الناظم في ذلك:
حكم العيادة يوم بين يومين ... واقعد قليلا كمثل اللّحظ بالعين
لا تبرمنّ عليلا في مساءلة ... يكفيك من ذاك تسأله بحرفين
يعني قول العائد للعليل: كيف أنت؟ شفاك الله.
وأنشدني لنفسه معارضا لهذا الشعر:
إذا لقيت عليلا ... فاقعد لديه قليلا
ولا تطوّل عليه ... وقل مقالا جميلا
وقم بفضلك عنه ... تكن حكيما نبيلا
وكان مليح الخبر، طريف الحكاية، مولده لتسع خلون من جمادى الآخرة سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة.
[4] انظر عن (إبراهيم ينال) في:
تاريخ البيهقي 600، والمنتظم 8/ 202، وزبدة التواريخ 56، 57، 60- 62، والكامل في-(30/300)
أخو السلطان طُغْرُلْبَك.
له ذِكْرٌ في غير ما موضع من الحوادث. وفي آخر الأمر حارب أخاه وانتصر عَلَيْهِ وضايقه. وجرت له فصول. ثم التقاه بنواحي الرّيّ، فانْهَزَمَ جمع إبراهيم، وأُخِذ أسيرا هُوَ ومُحَمَّد وأحمد ولديّ أخيه، فأمر به طُغْرُلْبَك فَخُنِقَ بِوَتَر في جُمَادَى الآخرة سنة إحدى، وقتل الأخوين معه.
8- إبراهيم بن العبّاس الجيْليّ الفقيه [1] .
أحد علماء جُرْجان.
كان لا نظير له في المناظرة.
سمع: أبا طاهر بن مَحْمِش، وأبا عبد الرَّحمن السُّلميّ، وجماعة.
ذكره عليّ بن محمد الْجُرْجَانيّ في «تاريخه» ، وقال: لم يبق بنيسابور من يقاربه ولا من يقارنه.
صار إليه التّدريس والفتوى [2] .
وتوفِّي في رجب.
- حرف الباء-
9- البساسيريّ الأمير [3] .
__________
[ (-) ] التاريخ 9/ 639، 640، 645، والإعلام بوفيات الأعلام 187 وسير أعلام النبلاء 18/ 112 رقم 53، وتاريخ ابن الوردي 1/ 548، والبداية والنهاية 12/ 76، 79، 81، والوافي بالوفيات 6/ 152 وفيه «نيال» بتقديم النون، وهو تحريف، وتاريخ الخلفاء 418.
[1] انظر عن (إبراهيم بن العباس) في:
المنتخب من السياق 123 رقم 275 وفيه: «إبراهيم بن أبي العباس» وكنيته: أبو إسحاق، وسير أعلام النبلاء 18/ 72 رقم 32 وفيه قال محقّقه السيد «محمد نعيم عرقسوسي» بالحاشية:
«لم نعثر على ترجمة في المصادر التي وقعت لنا» .
[2] قال عبد الغافر: زوّجه أبو عثمان الصابوني إحدى كرائمه.
[3] انظر عن (البساسيري) في:
تاريخ حلب للعظيميّ (تحقيق زعرور) 344، (تحقيق سويّم) 12، والمنتظم 8/ 190- 196 و 201- 212 رقم 266 (16/ 56 رقم 3361) ، والكامل في التاريخ 9/ 555- 560، 588، 590، 596، 601، 602، 607، 608، 625، 645، 648- 650، وتاريخ دولة آل سلجوق (المختصر) 17، 18، 20، ووفيات الأعيان 1/ 192، 193، والإنباء في تاريخ-(30/301)
فيها قُتِل واسمه أرسلان التُّركيّ.
وأخباره مذكورة في سنة سبعٍ وستّين في ترجمة القائم بأمر اللَّه. وكان مملوك رجل يقال لَهُ البساسيريّ، وهي نسبةً، فيما نقل ابن خلِّكان [1] ، إلى مدينة فَسَا، ويُقال بَسَا، وأهل فارس ينسبون إليها هكذا. وهي نسبة شاذّة على خلاف الأصل.
وأمّا من قال: «فَسَويّ» ، فعلى الأصل.
- حرف التَّاء-
10- تمَّام بن عفيف بن تمَّام [2] .
أبو محمد الطُلَيْطُليّ الزَّاهد الواعظ.
أخذ عن: عبدوس بن محمد، وأبي محمد بن شِنْظير، وأبي جعفر بن ميمون.
وشُهِر بالزُّهْد والورع والصَّلاح، وكان يعظ ويأمر بالمعروف ويقنع بالقُوت،
__________
[ (-) ] الخلفاء لابن العمراني 196- 198، وتاريخ الزمان لابن العبري 105، وتاريخ مختصر الدول، له 184، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 90، وأخبار الدول المنقطعة لابن ظافر الأزدي 68، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 207، وخلاصة الذهب المسبوك للإربلي 266، وزبدة الحلب لابن العديم 1/ 275، وأخبار مصر لابن ميسّر 2/ 11، وزبدة التواريخ 59- 63، ونهاية الأرب للنويري 23/ 234، والمختصر في أخبار البشر 2/ 179، والعبر 3/ 225، والإعلام بوفيات الأعلام 187، ودول الإسلام 1/ 265، 266، وسير أعلام النبلاء 18/ 132، 133 رقم 70، وتاريخ ابن الوردي 1/ 547- 549، والبداية والنهاية 12/ 83، 84، والوافي بالوفيات 8/ 340، ومآثر الإنافة للقلقشندي 1/ 341، وتاريخ ابن خلدون 3/ 465 و 4/ 267، وزبدة التواريخ للحسيني 63، واتعاظ الحنفا للمقريزي 2/ 257، والنجوم الزاهرة 5/ 64، 65، وتاريخ الخلفاء 418، وشذرات الذهب 3/ 287، 288، ولبّ التواريخ ليحيى الحسيني القزويني 105 (طبعة طهران 1314 هـ) ، وأخبار الدول وآثار الأول للقرماني (الطبعة الجديدة بتحقيق الدكتور أحمد حطيط ودكتور فهمي سعد 2/ 161، ومعجم الأنساب والأسرات الحاكمة 4/ 66. 205، والسلاجقة في التاريخ والحضارة للدكتور أحمد كمال الدين حلمي 31، والأعلام للزركلي 1/ 288، والهفوات النادرة 218.
[1] في وفيات الأعيان.
[2] انظر عن (تمّام بن عفيف) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 121 رقم 284.(30/302)
ويلبس الصُّوف، ويجتهد في أفعال البِر كلَّها، ويجتهد في نُصح المسلمين.
تُوُفي رحمه اللَّه في ذي القِعدة.
- حرف الجيم-
11- جُغْربيك الأمير داود بن ميكائيل بن سلجوق [1] .
أخو السُّلطان طُغْرُلْبَك، ووالد السُّلطان ألْبِ أرسلان.
تُوُفّي بسَرْخَس في رجب، ونقل إلى مرو. وعاش سبعين سنة.
وكان صاحب خُرَاسان، وهو في مقابلة آل سُبُكْتِكِين.
وكان فيه عدل وخير ودِين. وكان ينكر على أخيه ظُلْمَه.
- حرف الحاء-
12- الحَسَن بْن عليّ بْن محمد بن خَلَف [2] .
أبو سعيد الكُتُبيّ. بغداديّ.
قال الْإِمام أبو بكر الخطيب [3] : كتبتُ عنهُ، وكان صدوقًا.
سمع: أبا حفص بن شاهين، وعيسى بن الوزير.
13- الحسن بن غالب المباركيّ المقرئ [4] .
قيل: توفّي فيها. وسيأتي.
__________
[1] انظر عن (جغربيك الأمير) في:
المنتظم 8/ 198، والكامل في التاريخ 10/ 5- 7، والمختصر في أخبار البشر 2/ 180، وزبدة التواريخ 75 وفيه «جقربك» ، والعبر 3/ 225، ودول الإسلام 1/ 266، والإعلام بوفيات الأعلام 187، وسير أعلام النبلاء 18/ 106، 107 رقم 51، وتاريخ ابن الوردي 1/ 549، 550، والبداية والنهاية 12/ 79، وتاريخ الخلفاء 419، 420، ومعجم الأنساب والأسرات الحاكمة 80.
[2] انظر عن (الحسن بن علي الكتبي) في:
تاريخ بغداد 7/ 392، والمنتظم 8/ 212 رقم 267 (16/ 57 رقم 3362) .
[3] في تاريخه.
[4] انظر عن (الحسن بن غالب) في:
غاية النهاية 1/ 226، 227 رقم 1036.(30/303)
14- الحسن بن أبي الفضل [1] .
أبو عليّ الشَّرْمقانيّ [2] المؤدّب المقرئ. نزيل بغداد.
قال الخطيب [3] : كان من العالمين بالقراءات ووجوهها.
حدّث عن: إبراهيم بن أَحْمَد الطّبريّ، وأبي القاسم عبيد اللَّه بن الصَّيْدَلانيّ.
وقال لي: سمعت من زاهر بن أَحْمَد السَّرْخَسيّ.
وشرمقان من قُرَى نَسَا. تُوُفّي في صَفَر.
قلت: قرأ عليه: أبو طاهر بن سوّار، وأبو غالب بن القرار، وغيرهما، وكان زاهدًا ورِعًا قانِعًا باليسير. كان يخرج إلى دِجْلة، فيأخذ ورق الخسَّ المَرْميّ فيأكله، وكان ذلك أيام القَحْط. وكان يأوي إلى مسجد بدرب الزَّعفران، فرآه ابن العلاف يأكل الورق، فأخبر الوزير رئيس الرّؤساء ابن المسلمة بذلك فقال:
نبعث له شيئًا.
قال: لَا يقبله. فقال: نتحيّل فيه. وأمر غُلامًا أن يعمل لذلك المسجد مفتاحًا وقال: احمل له كل يوم رغيفين ودجاجة مُطَجَّنة وقطعة حلاوة. فكان إذا جاء وفتح المسجد رأى ذلك في المحراب، فيتعجَّب ويقول: المفتاح معي وما هذا إِلَّا من الجنَّة. وكتم أمره، فأخصب جسمه وسمن، فقال له ابن العلاف: ما لك قد سمنْت وأضاءت حالتك؟ فتمثّل:
__________
[1] انظر عن (الحسن بن أبي الفضل) في:
تاريخ بغداد 7/ 402، والمنتظم 8/ 212، 213 رقم 268 (16/ 57، 58 رقم 3363) ، والأنساب 7/ 326، وسير أعلام النبلاء 18/ 104 (دون ترجمة) ، ومعرفة القراء الكبار 1/ 412، 413 رقم 349، والبداية والنهاية 12/ 84، وغاية النهاية 1/ 227 رقم 1037، والنجوم الزاهرة 5/ 65.
وقد ورد اسمه في: تاريخ بغداد، ومعرفة القراء: «الحسن بن الفضل» ، وفي بقية المصادر كما هو مثبت أعلاه.
[2] الشّرمقانيّ: بفتح الشين المعجمة، وسكون الراء، وفتح الميم، والقاف، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى «شرمقان» وهي بلدة قريبة من أسفراين، بنواحي نيسابور، يقال لها «جرمغان» بالجيم، وقد كان من أعمال نسا. (الأنساب 7/ 323) .
وقد وقع في (تاريخ بغداد) : «الشرمقاتي» (بالتاء المثنّاة) .
[3] عبارته في تاريخ بغداد: «نزل بغداد وكان أحد حفّاظ القرآن، ومن العالمين باختلاف القراءات ووجوهها ... كتبت عنه وكان صدوقا» . (7/ 402، 403) .(30/304)
من أَطْلَعُوه على سِرٍّ فَبَاحَ بِهِ ... لم يَأْمَنُوهُ على الأَسْرَارِ ما عاشا [1]
ثم أخذ يُوَرّي ولا يُصرّح، فما زال به حتَّى أخبره بالكرامة، فقال: ينبغي أن تدعو للوزير. ففهم القضيَّة، وانكسر قلبُه، ولم تَطُلْ مُدَّتُهُ بعد ذلك [2] .
15- الحسن بن محمد بن ذكوان [3] .
أبو عليّ القُرْطُبيّ.
ولي قضاء قُرْطُبة لَأبي الوليد محمد بن جَهْوَر. ولم يكن عنده كبير عِلم، ثم عُزِلَ لَأشياء ظهرت منه [4] .
تُوُفّي في ذي القعدة، وله بِضْعٌ وثمانون سنة.
16- الحسين بن أبي عامر البغداديّ [5] .
الغَزّال [6] أبو يَعْلى.
قال الخطيب [7] : ثنا عن أبي حفص بن شاهين. وسماعه صحيح.
__________
[1] وفي البداية والنهاية 12/ 84 زيادة بيت:
وأبعدوه فلم يظفر بقربهم ... وأبدلوه فكان الأنس إيحاشا
[2] وقال علي بن محمد الزنجي في تاريخه: تخرّج على يده ألوف بنيسابور وغزنة، دخل غزنة أيام محمود بن سبكتكين وكان يُكرِمه غاية الْإِكرام. سمعته يقول: أوَّل ما قدمت على السُّلطان سألني عن آيةٍ أوَّلُها غين، فقلت: غافِرِ الذَّنْبِ 40: 3 وثنتان اختلف فيهما، عدّهما الكوفيّ ولم يعدّهما البصري: غُلِبَتِ الرُّومُ 30: 2 وغَيْرِ الْمَغْضُوبِ 1: 7.
قال ابن الجزري: كذا قال، والصواب: عدّ الأولى وحدها الكوفيّ وحده، وعدّ الثانية البصري والمدني والشامي. (غاية النهاية 1/ 227) .
[3] انظر عن (الحسن بن محمد بن ذكوان) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 37، 138 رقم 312.
[4] وبقي كذلك معطّلا في داره، محرّجا عليه الخروج منه إلّا إلى المسجد خاصّة إلى أن توفي عشيّ يوم الثلاثاء لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة إحدى وخمسين وأربعمائة، ودفن بمقبرة ابن خازم. وكانت سنّه بضعا وثمانين سنة، وكانت مدّة عمله في القضاء أربع سنين وأحد عشر شهرا وثمانية عشر يوما.
[5] انظر عن (الحسين بن أبي عامر) في:
تاريخ بغداد 8/ 80 رقم 4166، والمنتظم 8/ 213 رقم 269 (16 رقم 3364) .
[6] الغزّال: بفتح الغين المعجمة وتشديد الزاي. هذا اسم لمن يبيع الغزل. (الأنساب 9/ 139) .
[7] في تاريخه.(30/305)
- حرف السّين-
17- سعيد بن محمد بن أَحْمَد بن محمد بن جعفر بن محمد بن بَحير [1] .
أبو عثمان البحيريّ [2] النَّيْسَابُوريّ.
سمع من: جدّه أبي الحسين أَحْمَد بن محمد، وزاهر بن أحمد الفقيه، وأبي أحمد الحاكم، وأبي عمرو بن حمدان، وأبي عليّ الحسن بن أَحْمَد بن محمد الحِيَريّ والد القاضي أبي بكر، وأبي الهيثم محمد بن مكّيّ الكُشْمِيهَنيّ [3] لقيه بِمَرْو.
ودخل بغداد فسمع من: أبي حفص الكتّانيّ، وأبي الحسين ابن أخي ميمي، ومحمد بن عمر بن بَهْتَة [4] .
وسمع من الحافظ أبي بكر محمد بن أحمد بن عبد الوهّاب بأسفرايين [5] ، وجماعة.
قال عليّ بن محمد الْجُرْجَانيّ: ورد جُرْجَان مع أبيه، فسمع من أبي سَعْد بن الْإِسماعيليّ، وحدَّث زمانًا على السَّداد، وخرَّج له الفوائد. وحجّ ثلاث
__________
[1] انظر عن (سعيد بن محمد) في:
السياق (مخطوط) ورقة 22 ب، والأنساب 2/ 98، 99، والمنتخب من السياق 232، 233 رقم 729، والإستدراك لابن النقطة (مخطوط) 1/ ورقة 49 ب، والعبر 3/ 226، وسير أعلام النبلاء 18/ 103، 104 رقم 49، والإعلام بوفيات الأعلام 187، والمعين في طبقات المحدّثين 131 رقم 1444 وفيه اسمه: «سعيد بن أحمد بن محمد» ، والنجوم الزاهرة 5/ 66، وشذرات الذهب 3/ 288.
[2] البحيريّ: بفتح الباء الموحّدة وكسر الحاء بعدها الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى بحير وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه. (الأنساب 2/ 97) .
[3] الكشميهني: بضم الكاف وسكون الشين المعجمة وكسر الميم وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفتح الهاء وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى قرية من قرى مرو، على خمسة فراسخ منها في الرمل، إذا خرجت إلى ما وراء النهر، وكانت قرية قديمة، استولى عليها الخراب. (الأنساب 10/ 436) .
[4] بهتة: بفتح الباء الموحّدة، وسكون الهاء، وفتح التاء المثنّاة من فوق، (الإكمال 1/ 378، المشتبه في أسماء الرجال 1/ 96) وقال الذهبيّ: وهو في تاريخ بغداد بالحركة مجرّد الضبط.
(المشتبه) .
[5] أسفراين: بكسر الألف وسكون السين المهملة وفتح الفاء والراء وكسر الياء المنقوطة باثنتين من تحتها. بليدة بنواحي نيسابور على منتصف الطريق من جرجان. وقيل: إنّ نسا وأبيورد وأسفراين عرائس ينشزن على المبتدعين، وقيل لها: المهرجان. (الأنساب 1/ 235) .(30/306)
مرّات. وسمع بمكَّة من أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن رُزَيْق البغداديّ.
وغزا الرُّوم والهند مع السُّلطان محمود وعقد الْإِملاء بعد موت أخيه أبي عبد الرَّحمن.
وذكره عبد الغافر بن إِسْمَاعِيل [1] فقال: شيخٌ كبير، ثقة في الحديث، سمع الكثير بخُرَاسَان والعِرَاق. وخرَّج له الفوائد عن والده وجدّه، وأبي عَمْرو بن حمدان. ثم سمى جماعة [2] .
قال: وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة إحدى وخمسين [3] .
قلت: وروى عن زاهر السَّرخسيّ «المُوَطّأ» .
روى عنه: أبو عبد اللَّه محمد بن الفضل الفرّاويّ، وهبة اللَّه بن سَهْل السِّنْديّ، وزاهر بن طاهر، وغيرهم.
وقع لنا من عواليه بالْإِجازة.
- حرف العين-
18- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن محمد بن حَشْكان [4] .
أبو محمد النَّيسابوريّ الحاكم.
حدَّث بأسْتِراباذ وجُرْجَان عَن أبي حفص بن شاهين، وأقرانه [5] .
__________
[1] في المنتخب من السياق 232، 233.
[2] وقال ابن السمعاني: «كان شيخا جليلا ثقة صدوقا من بيت التزكية رحل إلى العراق والحجاز وأدرك الأسانيد العالية، وعمّر العمر الطويل حتى حدّث بالكثير وأملى» . (الأنساب 2/ 98) .
[3] وكانت ولادته في ذي القعدة سنة أربع وستين وثلاثمائة بنيسابور. (الأنساب 2/ 99) .
[4] انظر عن (عبد الله بن أحمد) في:
المنتخب من السياق 279 رقم 917 وفيه: «عبد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن حسكان أبو محمد الحاكم» .
[5] قال عبد الغافر: «الواعظ، القرشي، المعروف بالحذّاء، مشهور.
ولد سنة ثلاث وستين وثلاثمائة، ولم يحمل إلى الحديث في صباه حتى فاته الطبقة الأولى وأدرك الثانية، وحجّ به أبوه سنة ثلاث وثمانين، فسمع في الطريق من مشايخ الري وبغداد بإفادة أبي حازم العبدوي. وخرّج له ابنه الحاكم أبو القاسم الحافظ الحذّاء «الفوائد» ، فسمع منه بخراسان والعراق والجبال.
وتوفي في شوال سنة خمسين وأربع مائة. -(30/307)
19- عبد اللَّه بن الحسن بن عليّ [1] .
أبو القاسم الهمذانيّ الصّيقل [2] ، إما مع جامع هَمَذَان.
روى عن: أبي الحُسَيْن بن سمعون الواعظ، وأبي عبد اللَّه بن شاذي الأستِراباذيّ، وجعفر الأَبْهريّ.
قال شيرويَهْ: شيخ صالح مُتَديِّن صدوق.
عاش سبعًا وتسعين سنة.
20- عبد اللَّه بن شبيب بن عبد اللَّه [3] .
أبو المظفّر الْأصبهانيّ الضّبيّ المقرئ.
روى عن: جدّه أبي بكر محمد بن يحيى، وأبي عبد اللَّه بن مَنْدَهْ، وجماعة. وكان إمام أصبهان وخطيبها وواعظها ومُقرِئها. وقد قرأ بالرّوايات على غير واحِدٍ، منهم محمد بن جعفر الخُزَاعيّ.
قرأ عَلَيْهِ أبو القاسم الهُذليّ، وغيره.
وحدَّث عنه: أبو القاسم إسماعيل الْإِخشيد، وأبو عبد اللَّه الخلال، وأبو عبد اللَّه الدَّقّاق.
وسُئِل عنه إسماعيل بن محمد الحافظ فقال: إمام زاهد عابد، عالِم بالقراءات. سمع الكثير، وصلَّى بالنَّاس بالجامع سِنين.
قلت: وتُوُفّي رحمه اللَّه في صفر.
__________
[ (-) ] روى عنه قاضي القضاة أبو سعيد محمد بن أحمد بن محمد بن صاعد، وابنه أبو القاسم عُبَيْد الله بْن عَبْد الله الحسكانيّ» .
أقول: لقد ورّخ عبد الغافر الفارسيّ وفاته بسنة 450 هـ. وعلى هذا يقتضي أن يحوّل من هنا إلى وفيات الطبقة السابقة.
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] الصّيقل: بفتح الصاد المهملة، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وبفتح القاف، وفي آخرها اللام. (الأنساب 8/ 125) .
[3] انظر عن (عبد الله بن شبيب) في:
العبر 3/ 226، والإعلام بوفيات الأعلام 187، وسير أعلام النبلاء 18/ 104 (دون ترجمة) ، ومعرفة القراء الكبار 1/ 423 رقم 361، ومرآة الجنان 3/ 73، وغاية النهاية 1/ 422، 423 رقم 1785، وشذرات الذهب 3/ 288.(30/308)
21- عبد العزيز بن عبد الرَّحمن بن أَحْمَد القَزْوِينيّ [1] .
أبو الحسن [2] الشَّافعيّ.
سمع: أَحْمَد بن محمد البصير الرّازيّ، وأبا عمر بن مهديّ.
روى عنه: أبو القاسم النّسيب، وغيره.
وتُوُفّي بصور في جمادى الأولى [3] .
__________
[1] انظر عن (عبد العزيز بن عبد الرحمن) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 11/ 288 و (24/ 207- 211) و 46/ 20، والتدوين في أخبار قزوين 3/ 91، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 15/ 143، 144 رقم 127، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 142 رقم 818.
[2] وقيل: «أبو القاسم» .
[3] وقال عبد العزيز الكتّاني: ورد الخبر أنه توفي بصور في جمادى الأولى سنة إحدى وخمسين وأربعمائة، وكان فقيها على مذهب الشافعيّ، وحدّث بشيء يسير عن والده.
وقال ابن عساكر: ذكر أبو الفرج غيث بن علي فيما قرأت بخطّه أن وفاته كانت يوم الخميس إحدى وعشرين جمادى الأولى. طاف البلاد حتى سمع منه جماعة، وما علمت من حاله إلّا خيرا. (تاريخ دمشق 24/ 210، 211) .
ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» :
جاء في (التدوين في أخبار قزوين 3/ 191) ترجمة أظنّها لصاحب هذه الترجمة أيضا:
«عبد العزيز بن عبد الرحمن بن الصوفي القاضي أبو الحسن القزويني.
روى عنه القاضي أبو عبد الله القضاعي، في (مسند الشهاب الثاقب) فقال: أنبا القاضي أبو الحسن عبد العزيز بن عبد الرحمن الصوفي القزويني، أنبا أحمد بن عبد الله، ثنا محمد بن قارن أبو بكر، ثنا المنذر بن شاذان بن مخرمة، ثنا يعلى بن عبيد، [ثنا] يحيى بن عبيد بن عبيد الله التيمي، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «الصدقة تمنع ميتة السوء» . يشبه أن يكون عبد العزيز هذا هو عبد العزيز بن عبد الرحمن الصوفي الّذي سمع عبد الرزاق، من أبي عبد الله القطان، وعبد العزيز عبد الرحمن الصوفي الّذي سمع القاضي أبا محمد بن أبي زرعة حديثه عن أبي بكر بن داسة، عن أبي داود، ثنا ابن كامل، ثنا إسماعيل، ثنا خالد، عن حفصة بنت سيرين، عن أم عطية رضي الله عنها أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لهنّ في غسل ابنته: «ابدأن بميامنها ومواضع الوضوء منها» . وقد أخرج القضاعي حديث «الصدقة» في مسندة 1/ 91، 92 برقم 98، ووقع في المطبوع: «محمد بن قادن (بالدال) أبو بكر، ثنا المنذر بن شاذان أبو مخرمة، ثنا يعلى بن عبيد، ثنا يحيى بن عبيد الله التيمي» .
فالاسم واحد مع اسم أبيه، وكذلك الكنية «أبو الحسن» ، والنسبة «القزويني» ، وهو «القاضي» عند الرافعي، وابن عساكر، زاد الرافعي لقب «الصوفي» ورواية القضاعي عنه. والله أعلم.
وأقول أيضا: -(30/309)
22- عَقِيل بن العبّاس بن الحَسَن بن العبّاس بن الحسن بن أبي الجنّ حُسين بْن عليّ بْن محمد بن عليّ بن إسماعيل بن جعفر الصّادق [1] .
عماد الدّولة أبو البركات الحسينيّ النّقيب الدّمشقيّ.
روى عن: الحسين بن أبي كامل الأطرابُلُسيّ.
حدَّث عنه: ابن أخيه أبو القاسم عليّ بن إبراهيم النّسيب.
تُوُفّي في رجب [2] .
23- عليّ بن الحسين بن هنديّ [3] .
القاضي أبو الحسن الحمصيّ.
أديبٌ له شِعْر.
سمع بدمشق من: أَحْمَد بن حريز السّلماسيّ [4] .
__________
[ (-) ] سمعه بصور: أبو اليسر المؤمّل بن الحسن بن أحمد بن أبي سلامة الطائي. (تاريخ دمشق- المخطوط 46/ 20) وأبو نصر الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن أحمد بْن طلاب القرشي الخطيب المتوفّى بصيداء. (تاريخ دمشق- المخطوط 11/ 488) .
[1] انظر عن (عقيل بن العباس) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 11/ 2 و (28/ 220) و 36/ 94، ومرآة الزمان لسبط ابن الجوزي ج 12 ق 1/ 167، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 17/ 123 رقم 37، وملخّص تاريخ الإسلام لابن الملّا (مخطوطة مكتبة الأوقاف العراقية ببغداد) 7/ 37 ب، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 293، 294 رقم 1021.
[2] قال ابن عساكر إنه ولد بدمشق في شوال سنة 392 وولي نقابة العلويين بها، وأنبأه بدمشق أبو عبد الله الحسين بن أبي كامل الأطرابلسي قراءة عليه، عن خال أبيه أبي الحسين خيثمة الأطرابلسي، عن نجيح بن إبراهيم، مرفوعا ...
قال أبو القاسم النسيب إنّ عمّه ولد في شوال سنة 392، وقال غيره: يوم الجمعة 9 شوّال.
وقال ابن الأكفاني في يوم الثلاثاء الثامن عشر من رجب من سنة إحدى وخمسين وأربعمائة ورد الخبر بوفاة الشريف عماد الدولة بطرابلس، ولما كان في الليل ورد تابوته في ليلة الأربعاء ودفن فيها. وكان قد حدّث لابن أخيه الشريف نسيب الدولة أبي القاسم علي بن إبراهيم بن العباس الحسيني بفضائل أهل البيت من جمع خيثمة بن سليمان الأطرابلسي، وقد سمعها من ابن أبي كامل الأطرابلسي، ولم يحدّث غيره. قرأت عليه بعضها له.
وذكر أبو بكر الحداد أنه مات سنة 453 هـ، (تاريخ دمشق 28/ 220) .
[3] انظر عن (علي بن الحسين بن هندي) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 29/ 119- 123، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 17/ 259- 264 رقم 139.
[4] السّلماسيّ: بفتح السين المهملة واللام والميم، وبعدها الألف، وفي آخرها سين مهملة. هذه النسبة إلى سلماس، وهي من بلاد أذربيجان على مرحلة من خوى. (الأنساب 7/ 107) .(30/310)
حكى عنه: أبو الفضل بن الفُرات.
وعاش إحدى وخمسين سنة [1] .
وتُوُفّي بدمشق [2] .
حكى ابن الأكفانيّ أنّهُ خلَّف عشرة آلاف دينار [3] .
وذكر لهُ ابن عساكر في «تاريخه» ثلاث قصائد [4] .
وهو جدّ بني هنديّ رؤساء حمص.
24- عليّ بن محمود بن ماخُرّة [5] .
أبو الحسن الزُّوزَنيّ [6] الصُّوفيّ، من كبار المشايخ.
رحل إلى النّواحي. وسمع بدمشق من: عبد الوهَّاب الكِلابيّ، وبغيرها من: عليّ بن المُثَنَّى الأسْتِرَاباذيّ، ومحمد بن محمد بن ثَوَابَة، وأبي عبد الرّحمن السُّلميّ.
روى عنه: الخطيب، وقال [7] : لا بأس به. قال لنا إنّ ماخرّة كان مجوسيّا.
__________
[1] ولد سنة 400 هـ.
[2] في تاريخ دمشق: «توفي ابن هندي سنة خمسين وأربع مائة بدمشق.. وقيل سنة إحدى وخمسين وأربع مائة. وكان قاضي حمص» .
[3] في تاريخ دمشق: «وخلّف ستة عشر ألف درهم، وكان من الإمساك والضبط على غاية» .
[4] ومنها قصيدة طويلة يرثي فيها جعفر بن ميسّر، أولها:
الورد مهلكة فكيف المصدر ... والأمر يقضى والمنون المعبر
وهي ثلاثة وتسعون بيتا.
[5] انظر عن (علي بن محمود) في:
تاريخ بغداد 12/ 115، والأنساب 6/ 322، والمنتظم 8/ 214 رقم 272 (16/ 59 رقم 3367) ، والكامل في التاريخ 10/ 9، والمختصر في أخبار البشر 2/ 180، والعبر 3/ 226، وسير أعلام النبلاء 18/ 104 (دون ترجمة) ، وتاريخ ابن الوردي 1/ 365، والبداية والنهاية 12/ 84 وفيه «ماجرة» (بالجيم) ، وشذرات الذهب 3/ 288.
[6] هو الّذي نسب إليه رباط الزوزني المقابل لجامع المنصور. (الكامل في التاريخ 10/ 9) ووقع في المطبوع من (البداية والنهاية 12/ 84) : «الروزني» ، وكذا في (تاريخ بغداد 12/ 115) .
و «الزوزني» : بسكون الواو بين الزايين المعجمتين وفي آخرها النون. نسبة إلى زوزن وهي بلدة كبيرة حسنة بين هراة ونيسابور، وكان بعض الكبراء قال: زوزن هي البصرة الصغرى لكثرة فضلائها وعلمائها. قيل إن إمارتها تعدل إمارة مدينة كبيرة بخراسان وكذلك القضاء بها، وحدودها متصلة بحدود البوزجان، ومن الناحية الأخرى بقهستان. (الأنساب 6/ 320) .
[7] في تاريخ بغداد 12/ 115.(30/311)
وسألته عن مولده فقال سنة ستٍّ وستّين وثلاثمائة.
ومات في رمضان.
قلت: وروى عنه: عبد المُحسِن الشّيخيّ، وجعفر السَّرّاج، وأُبيّ النَّرْسيّ، وأبو العزّ بن كادش، وغيرهم.
- حرف الفاء-
25- فرّخزاد بن السُّلطان مسعود بن السُّلطان محمود بن سُبُكْتِكِين [1] .
صاحب غَزْنَة.
كان ملِكًا شجاعًا مهيبًا، واسع البلاد. هجم عليه مماليكه بالسّيوف وهو في الحمَّام، فاتَّفَق أنَّهُ كان عنده سيفه، فقاتلهم، وتَلَاحَق الحَرَس فَسَلِمَ وقتلوا أولئك. وصار بعد ذلك يُكْثِر ذِكر الموت ويزهد في الدُّنيا [2] .
وفي هذا العام أصابه قولنج، فمات [3] .
وتملّك بعد أخوه إبراهيم [4] ، فعدل وأقام الجهاد، وفتح عدة حصون من بلاد الهند امتنعت على أَبِيهِ وجدّه [5] .
وكان مع عدله يصوم الأَشْهُر الثَّلاثَة [6] .
26- الفضل بن جعفر بن أبي الكرام [7] .
__________
[1] انظر عن (فرّخزاد) في:
تاريخ البيهقي 216، 300، (400) ، 563، وزبدة التواريخ 53، والكامل في التاريخ 10/ 5، والمختصر في أخبار البشر 2/ 180، وسير أعلام النبلاء 18/ 133، 134 رقم 71، وتاريخ ابن الوردي 1/ 365، ومعجم الأنساب والأسرات الحاكمة 418.
[2] قال صدر الدين الحسيني: «وكان فرّخزاد مزيّنا بالعقل والعدل، متحلّيا بالبذل» . (زبدة التواريخ 53) .
[3] زبدة التواريخ 53، الكامل في التاريخ 10/ 2.
[4] هو: ظهير الدولة أبو المظفّر إبراهيم بن فرّخزاد. (تاريخ البيهقي 401) .
[5] زبدة التواريخ 53، 54، الكامل في التاريخ 10/ 38، 39.
[6] قال صدر الدين الحسيني: «وكان رجلا عاقلا لبيبا ذا رأي متين» (زبدة التواريخ 53، 54) وكانت مدّة سلطنته ثلاثين سنة.
[7] لم أقف على مصدر ترجمته.(30/312)
أبو محمد المصريّ.
تُوُفّي في ربيع الآخر.
- حرف القاف-
27- القاسم بن الفتح بن محمد بن يوسف [1] .
أبو محمد بن الرّيُوليّ [2] الأندلُسيّ، من أهل مدينة الفَرَج [3] .
روى عن: أبيه، وأبي عمر الطّلمنكيّ [4] ، وأبي محمد الشّنتجاليّ [5] .
__________
[1] انظر عن (القاسم بن الفتح) في:
جذوة المقتبس للحميدي 390 رقم 917، والصلة لابن بشكوال 2/ 470- 472 رقم 1017، وبغية الملتمس للضبيّ 515، 516، رقم 1509، وسير أعلام النبلاء 18/ 115، 116 رقم 56، وطبقات المفسّرين للسيوطي 27، 28، وطبقات المفسّرين للأدنه وي (مخطوطة) ورقة 33 ب، وطبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 37- 39، ونفح الطيب 3/ 423 و 4/ 335، ومعجم المؤلفين 8/ 110.
وقد ذكره الحميدي في (باب من ذكر بالكنية ولم أتحقق اسمه) . وقال: «ويغلب على ظنّي أن اسمه إسماعيل بن أحمد الحجازي لأنه موصوف بهذه الصفة. وقد أدركت زمانه، وذكرناه في بابه» . وقد تابعه الضبّي في (بغية الملتمس) وذكره مثله في الكنى، وزاد: «ورأيت بعضهم قد ذكر أن اسمه القاسم بن الفتح» .
[2] الريولي: لم ترد هذه النسبة هكذا في كتب الأنساب، بل وردت: «الأوريوالي» : نسبة إلى أوريوالة. وقد ضبطها ابن خلّكان في (وفيات الأعيان 3/ 107) بفتح الهمزة وسكون الواو وكسر الراء وضم الياء المثنّاة من تحتها وفتح الواو، وبعد الألف لام مفتوحة، بعدها هاء.
وذكر الإدريسي: «أوريولة» في كورة تدمير. (نزهة المشتاق 2/ 538) وقال إنها: على ضفّة النهر الأبيض، والنهر الأبيض هو نهرها ونهر مرسيّة.. وبين أوريولة والبحر عشرون ميلا، وبين أوريولة ومدينة مرسية اثنا عشر ميلا ومن مدينة أوريولة إلى قرطاجنة خمسة وأربعون ميلا.
(2/ 557، 558) .
[3] الفرج: مدينة بالأندلس بين الجوف والشرق من قرطبة وتعرف بوادي الحجارة. (معجم البلدان 4/ 247) ولهذا وردت نسبته «الحجري» في: جذوة المقتبس، وبغية الملتمس، ونفح الطيب.
[4] الطّلمنكيّ: نسبة إلى طلمنكة، بفتح أوله وثانيه، وبعد الميم نون ساكنة، وكاف مدينة بالأندلس من أعمال الإفرنج، اختطّها محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك. (معجم البلدان 5/ 39) .
[5] الشنتجالي: نسبة إلى شنت جالة، ويقال لها أيضا جنجالة. حصن بالأندلس في شمالي مرسية.
(انظر: نزهة المشتاق للإدريسي 2/ 539) وقال الإدريسي: ومدينة جنجالة مدينة متوسّطة القدر حصينة القلعة منيعة الرقعة، ولها بساتين وأشجار، وعليها حصن حسن. (2/ 560) وانظر:
معجم البلدان 3/ 367، والروض المعطار 347.
وفي (الصلة 2/ 470) : «الشنتجيالي» .(30/313)
وحجّ، وأخذ عن أبي عمران الفاسيّ.
وكان عالمًا بالحديث، عارفًا باختلاف الأئِمّة، عالمًا بالتفسير والقراءات.
لم يكن يرى التَّقليد، وله تصانيف كثيرة. ولهُ شِعْرٌ رائق، مع صِدق ودينٌ وورع، وتَقَلُّل وقُنُوع [1] .
قال القاضي أبو محمد [2] بن صاعد: كان القاسم بن الفتح، واحد النّاس في وقته في العِلم والعمل، سالِكًا سبيل السّلف في الورع والصِّدق [3] ، متقدِّمًا في علم اللِّسان والقُرآن وأصول الفقه وفروعه، ذا حظٍّ جليل من البلاغة، ونصيب [4] من قرض الشِّعر.
تُوُفّي على ذلك، جميل المذهب، سديد الطَّريقة، عديم النّظير.
وقال الحُمَيْديّ [5] : هو فقيه مشهور، عالِمٌ زاهِد، يتفقّه بالحديث، ويتكلَّم على معانيه، وله أشعار كثيرة في الزُّهْد.
ولهُ:
أيَّامُ عُمْرك تَذْهَبُ ... وجميعُ سَعْيِك يُكْتَبُ
ثُمّ الشّهيدُ عَلَيْكَ منك ... فأين أين المهرب [6]
__________
[1] الصلة 2/ 470، 471.
[2] في الصلة 2/ 471: «وقال القاضي أبو القاسم» .
[3] في الصلة 2/ 471 زيادة: «والبعد عن الهزل» .
[4] في الصلة 2/ 471 «ونصيب صالح» .
[5] في جذوة المقتبس 390.
[6] البيتان في: الصلة 2/ 472، وسير أعلام النبلاء 18/ 116، وطبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 38 وله:
ألا أيّها العاتب المعتدي ... ومن لم يزل في لغى أو دد
مساعيك يكتبها الكاتبان ... فبيّض كتابك أو سوّد
(جذوة المقتبس 390، الصلة 2/ 471، البغية 515) .
ومن شعره أيضا:
يا طالبا للعلاء مهلا ... ما سهمك اليوم بالمعلّي
كم أمل دونه اخترام ... وكم عزيز أذيق ذلا
أبعد خمسين قد تولّت ... تطلب ما قد نأى وولّي
في الشيب إمّا نظرت وعظ ... قد كان بعضا فصار كلّا-(30/314)
توفّي رحمه الله في صفر. ومولده سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة، وقد أثنى عليه جماعة.
- حرف الميم-
28- محمد بن أَحْمَد بن الكوفيّ [1] .
أبو الحسين.
بغداديّ، روى عن: عمر بن إبراهيم الكتّانيّ.
وتُوُفّي في صَفَر، ولهُ اثنان وثمانون سنة.
29- محمد بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عليّ البقَّال [2] .
أبو طاهر.
روى عن: ابن الصّلْت.
30- محمد بن عبد العزيز بن أَحْمَد بن محمد بن شاذان [3] .
أبو بكر الحِيَريّ النَّيْسَابوريّ، الحافظ الفقيه السُّفْيانيّ.
كان من أصحاب أبي عبد اللَّه الحاكم. جمع وصَنَّف، وكان زاهدا صالحا.
__________
[ (-) ]
نادى: حسامي عليك ماض ... لم يحدث الدهر فيه فلّا
فاعقل فتحت المشيب سرّ ... جلّ له الخطب ثم جلّا
وله:
يا معجّبا بعلائه وغنائه ... ومطوّلا في الدهر حبل رجائه
كم ضاحك أكفانه منشورة ... ومؤمّل والموت من تلقائه
وقال ابن بشكوال: «وكان رحمه الله إماما مختارا، ولم يكن مقلّدا، وكان عاملا بكتاب الله وسنّة نبيّه محمد صلّى الله عليه وسلّم متّبعا للآثار الصحاح، متمسّكا بها لا يرى الأخذ على شيء من العلم والدين وثيقة والتزام صلاة بمسجد وغير ذلك. وكان يقول بالعلّة المنصوص عليها والمعقولة، ولا يقول بالمستنبطة، ومضى عليه دهر يقول بدليل الخطاب، ثم ظهر إليه فساد القول فيه فنبذه واطّرحه. توفي في بلده بعد مطالبة جرت عليه من جهة القضاء بها، رحمه الله» . (الصلة 2/ 472) .
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (محمد بن عبد العزيز) في:
المنتخب من السياق 45 رقم 71.(30/315)
تُوُفّي في رجب.
روى عنه: إسماعيل بن عبد الغافر الفارسيّ، وغيره [1] .
31- محمد بن أبي القاسم عبد الواحِد الدّارانيّ الْأصبهانيّ [2] .
روى عن: عبد اللَّه بن أَحْمَد.
وعنه: الْإِخشيد، وغيره.
32- محمد بن عليّ بن الفتح [3] .
أبو طالب الحربيّ العُشَاريّ [4] .
سمع: الدّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، وأبا الفتح القوّاس، وطبقتهم.
قال الخطيب [5] : كتبت عنه، وكان ثِقةً صالِحًا [6] . وُلِدَ في المُحرَّم سنة ستّ وستّين وثلاثمائة.
قال لي: كان جدّي طويلًا، فقيل لي [7] العُشَاريّ.
قلت: وكان أبو طالب خيِّرًا زاهِدًا، عالما فقيها، واسع الرواية صحب أبا عبد اللَّه بن بطَّة، وأبا عبد اللَّه بن حامد.
وتفقّه لأحمد.
__________
[1] قال عبد الغافر الفارسيّ: «الحافظ السفياني، معروف، ثقة، حافظ من أصحاب الحاكم أبي عبد الله الحافظ. سمع الكثير وصنّف وحدّث، وكان مؤدّب والدي. جمع مصنّفات الحاكم وسمعها، وحدّث عن غيره، وكان من العبّاد والزّهاد» .
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (محمد بن علي بن الفتح) في:
تاريخ بغداد 3/ 107، وطبقات الحنابلة 2/ 191، 192، رقم 663، والأنساب 8/ 459، والمنتظم 8/ 214 رقم 273 (16/ 59 رقم 3368) ، والكامل في التاريخ 10/ 9، واللباب 2/ 341، وميزان الاعتدال 3/ 656، وسير أعلام النبلاء 18/ 48- 50 رقم 21، والعبر 3/ 226، 227، والمعين في طبقات المحدّثين 131 رقم 1443، وفيه «محمد بن الفتح» ، والبداية والنهاية 12/ 85، والوافي بالوفيات 4/ 130، وشذرات الذهب 3/ 289، والأعلام 6/ 276.
[4] العشاري: بضم العين المهملة، وفتح الشين المعجمة، والراء بعد الألف. (الأنساب 8/ 459) .
[5] في: تاريخ بغداد 3/ 107.
[6] في تاريخ بغداد: «وكان ثقة ديّنا صالحا» .
[7] في تاريخ بغداد: «فقيل له» .(30/316)
قال أبو الحسين بن الطُّيوريّ: قال لي بعض أهل البادية: نحنُ إذا قُحِطنا استسقينا بابن العُشاريّ، فنُسْقَى [1] .
وقال أبو الحسين بن الفرّاء في ترجمته في طبقات أصحاب أَحْمَد: حكى لي بعض أصحاب الحديث قال: قرئ كتاب الرؤيا للدَّارَقُطْنيّ على العُشَاريّ في حلقته بجامع المنصور، فلمَّا بلغ القارئ إلى حديث أمُّ الطُّفَيْل، وحديث ابن عبَّاس، قال القارئ: وذكر الحديث، فقال للقارئ: اقرأ الحديث على وجهه، فهذان الحديثان مثل السواري [2] .
وقال أبو الحسين: قال لي ابن الطُّيُوريّ: لمَّا قَدِم عسكر طُغْرُلْبَك لقي بعضهم لابن العُشاريّ فقال: يا شيخ إيش معك؟
قال: ما معي شيء.
ثُمَّ ذكر أنّ في جَيْبِهِ نفقة، فناداه: تعال. وأخرج ما معه وقال: هذا معي.
فهابه الرَّجُل وعظَّمهُ ولم يأخُذ النَّفَقَة [3] .
قلت: روى عنه: ابن الطُّيُوريّ، وأبو العِز بن كادِش، وأبو بَكْر قاضي المارِسْتان، وأحمد بن قريش.
وقد أُدْخِل في سماعه أشياء باطلة، ولم يعلم [4] .
33- محمد بن محمد بن عُبيد اللَّه [5] بن المؤمّل.
أبو طاهر الأنباريّ البزَّاز.
سكن بغداد، وحدَّث عن: أبي بكر الورَّاق، وغيره.
قَالَ الخطيب [6] : كتبتُ عَنْهُ، وكان صدوقًا صالحًا [7] .
__________
[1] طبقات الحنابلة 2/ 192.
[2] في طبقات الحنابلة 2/ 192: «فلهذين الحديثين رجال مثل هذه السواري» .
[3] طبقات الحنابلة 2/ 192.
[4] وقال ابن أبي يعلى: ودفن في مقبرة إمامنا أحمد بجنب أبي عبد الله بن طاهر. وكان كل واحد منهما زوج أخت الآخر. (طبقات الحنابلة 2/ 192) .
[5] انظر عن (محمد بن محمد بن عبيد الله) في:
تاريخ بغداد 3/ 237 رقم 1315 وفيه «عبد الله» .
[6] في تاريخه.
[7] وزاد: «ديّنا» .(30/317)
وقال السِّلفيّ فيما أنا ابن الخلال، عن الهمدانيّ، عنه شجاع الهُذَليّ، عن ابن المؤمّل الأنباريّ فقال: هو محمد بن محمد بن عُبيد اللَّه بن المؤمّل البزّاز أبو طاهر. حدَّث عن: إسماعيل الورَّاق، وأحمد بن محمد الدِّوسيّ الأنباريّ. وكان صالِحًا دَيِّنًا صدوقًا.
مات سنة إحدى وخمسين.
قال السِّلفيّ: أنا عنه أبو البركات بن الوكيل، عن ابن ماسي.
34- محمد بن محمد بن عليّ بن أبي تمّام [1] .
أبو منصور الهاشميّ الزَّينبيّ، أخو أبي نصر محمد، وطرّاد [2] .
سمع: عيسى بن الجرَّاح.
قال الخطيب [3] : كتبت عنه، وكان سماعه صحيحا.
مات بواسط في آخر السَّنة.
وقال أبو عليّ بن السَّكن: لَقَبُهُ: كمال الدِّين.
قلت: روى عنه أهل واسط.
35- منصور بن النُّعْمان [4] .
أبو القاسم الصّيمريّ، ثُمّ المصريّ.
سَمِعَ: القاضي أبا الحسن الحلبيّ، وغيره.
روى عنه: أبو عبد اللَّه الحُمَيْديّ.
تُوُفّي رحمه اللَّه في ذي القعدة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن محمد الهاشمي) في:
تاريخ بغداد 3/ 237، رقم 1316، والأنساب 6/ 346.
[2] ولهم أخ رابع هو: نور الهدى أبو طالب الحسين بن محمد الّذي يروي ابن المقتدر باللَّه.
انظر: الأنساب 6/ 346، وانظر عن الأخوين في: الأنساب المتفقة (الطبعة الجديدة) 76.
[3] في تاريخه.
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.(30/318)
- حرف النّون-
36- نَصْر بن أبي نصر [1] .
أبو منصور الطوسيّ المقرئ.
حدَّث بِصُور وسكنها [2] .
عن: عبد الرحمن بن أبي نصْر، وغيره.
روى عنه: ابنه إسماعيل بن نصر [3] .
- حرف الياء-
37- يوسف بن هلال [4] .
أبو منصور البغداديّ، الصَّيْرَفيّ.
صاحب التَّميميّ [5] .
روى عن: عيسى بن الوزير [6] .
__________
[1] انظر عن (نصر بن أبي نصر) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 36/ 570 و (44/ 465) ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 127 رقم 1743.
[2] سمع فيها سنة 420 أبا عبد الله محمد بن إبراهيم الحصري البانياسي الّذي سكن صور أيضا.
(تاريخ دمشق 36/ 570) وأبا شجاع فاتكا بن عبد الله المزاحمي.
[3] وسأله غيث بن علي الصوري عن وفاة أبيه، فقال: في آخر نهار يوم الأربعاء لسبع بقين من شهر رمضان سنة إحدى وخمسين وأربعمائة عن ثلاث وستين سنة بثغر صور. وكان يقرئ حلقة في الجامع. وأقام بصور إحدى وثلاثين سنة إلى أن مات. (تاريخ دمشق 44/ 465) .
[4] انظر عن (يوسف بن هلال) في:
تاريخ بغداد 14/ 328 رقم 7655 وفيه: «يوسف بن هلال بن ببّه» .
[5] في تاريخ بغداد: «صاحب التميميين» ، كان يهوديا فأسلم وهو حدث على يد أبي الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز التميمي، وصحبه، وصحب أهله من بعده، وتسمّى محمدا.
[6] وقال الخطيب: كتبت عنه وكان سماعه صحيحا.. سألت عن مولده فقال في سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة.(30/319)
سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة
- حرف الألِف-
38- أَحْمَد بن الحسين [1] .
أبو الحسين التَّميميّ السَّلمَاسيّ.
تُوُفّي بآمِد.
قال أُبيُّ النَّرْسيّ: ثنا ببغداد عن أبي طاهر المُخلّص.
39- أَحْمَد بن عُبَيْد اللَّه بن فَضَال [2] .
أبو الفتح الحلبيّ الموازينيّ.
الشّاعر المعروف بالماهر.
روى عَنْهُ من شِعره: أبو عَبْد اللَّه الصُّوريّ، وأبو القاسم النَّسيب. فمن شعره:
يا من له سيف لحظٍ ... يدبّ فيه المَنُون
ومن لجسمي وقلبي ... منه ضنى وشجون
ما فكرتي في فؤادٍ ... سَبَتْهُ منك الْجُفون
وإنّما فكرتي في ... هواك أين يكون؟
وله بيت مفرد:
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (أحمد بن عبيد الله الموازيني) في:
الفوائد العوالي المؤرّخة للتنوخي (بتحقيقنا) ص 22، ودمية القصر للباخرزي 1/ 220 رقم 56، ومعجم ابن الفوطي 5/ 141، ومختصر تاريخ دمشق 3/ 148، 149 رقم 166، والعبر 3/ 227، والدرّة المضيّة 603، وملخّص تاريخ الإسلام (مخطوطة مكتبة الأوقاف ببغداد) لابن الملّا 7/ 34 أ، والوافي بالوفيات 7/ 173، والنجوم الزاهرة 5/ 67 وفيه «أحمد بن عبد الله بن فضالة» .(30/320)
إذا امتطى قلمٌ يومًا أنامِلَهُ ... سدَّ [1] المفاقرَ واستولى على الفِقَر
ويندر هكذا للماهر أبيات فائقة. وكان موازينيًّا بحلب، ثُمَّ ترك الصَّنعة وأقبل على الشِّعر، ومدح الملوك والَأُمراء.
ولهُ وقد أجاد:
برغمي أن أُعنَّفَ فيك دهرًا ... قليلًا همُّهُ بِمُعنّفيهِ [2]
وأن أرعى النُّجومَ ولَسْتَ فيها ... وأن أطأ التراب وأنتَ فيه [3]
40- أَحْمَد بْن محمد بْن أحمد بْن محمد بن موسى [4] .
أبو الفرج الملحميّ الْأصبهانيّ.
سمع: عُبَيْد اللَّه بن يعقوب بن جميل.
روى عنه: سعيد الصَّيْرَفيّ، وغيره.
41- أَحْمَد بن نجا [5] .
أبو طاهر البغداديّ البزَّاز المقرئ.
سمع: أبا أَحْمَد الفرضيّ، وابن رزقويه، وجماعة.
__________
[1] في ملخّص تاريخ الإسلام 7/ 134 «وشدّ» .
[2] ورد هذا البيت في (الدرّة المضيّة 603) هكذا:
برغمي أن ألوم عليك دهرا ... قليل نكره بمعنّفيه
[3] وقرئ عليه في صفر سنة 452 يمدح أبا نصر صدقة بن يوسف:
لو سرت حين ملكت سيرة منصف ... لسننت وحدك سنّة لم تعرف
من صحّ قبلك في الهوى ميثاقه ... حتى تصحّ؟ ومن وفى حتى تفي؟
عرف الهوى في الخلق مذ خلق الهوى ... بمذلّة الأقوى وعزّ الأضعف
فلألبسنّ حملت أو لم أحتمل ... فيك السقام عطفت أو لم تعطف
حتى يعاين كلّ لاح عاذل ... منّي لجاجة كلّ صبّ مدنف
يا من توقّد في الحشا لصدوده ... نار بغير وصاله ما تنطفئ
وهي طويلة. (مختصر وتاريخ دمشق 3/ 148، 149) .
أقول: وابنه أبو القاسم زيد بن أحمد بن عبيد الله، أقام بطرابلس وتوفي فيها، وكان شاعرا أيضا. (تاريخ دمشق مخطوطة التيمورية- 5/ 434، 435، بغية الطلب- مصوّرة معهد المخطوطات العربية- 7/ 64، 65) .
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
[5] لم أجد مصدر ترجمته، ولم يذكره الدكتور أكرم ضياء العمري في «موارد الخطيب البغدادي» .(30/321)
وعنه: أبو بكر الخطيب في تاريخه، ومسعود بن ناصر السّجْزيّ، وأُبيُّ النَّرْسيّ، وغيرهم.
42- إبراهيم بن محمد بن زيد [1] .
أبو أَحْمَد الأمويّ الكوفي.
قال أبيّ النّرسيّ: ثقة. ثنا عن: ابن غزال، وابن حُطَيْط.
- حرف الباء-
43- بابيّ بن أبي مسلم بن بابيّ [2] .
أو يأتي بمُثَنّاه، كذا وجدته بمُثنّاه وليس بشيء، وصوابه بابيّ بلا همز وبالتّثقيل.
أبو منصور الجبليّ الفقيه.
قال أُبيّ: كان من أصحاب الشّيخ أبي حامد، سمعنا منه ببغداد.
وقال غيره: ولي قضاء ربع الكَرْخ، وكان من أئمّة الشّافعيّة. روى الحديث عن ابن الجنديّ [3] .
- حرف الجيم-
44- جعفر بن الحسين بن يحيى [4] .
أبو الفضل الدّقَّاق.
تُوُفّي بمصر في ربيع الآخر.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (بابيّ بن أبي مسلم) في:
تاريخ بغداد 7/ 136 وفيه: «باي» ، والمنتظم 8/ 216، 217 رقم 274 (16/ 62 رقم 3369) وفيه «باي» ، والكامل في التاريخ 10/ 13 وفيه: «باي» وقال: باي: بالباء الموحّدة، وبعد الألف ياء تحتها نقطتان، والبداية والنهاية 12/ 85 (اكتفى بذكر كنيته) .
[3] وقال الخطيب: كتبنا عنه وكان ثقة. وولي القضاء بباب الطاق، وبحريم دار الخلافة.
[4] لم أجد مصدر ترجمته.(30/322)
- حرف الحاء-
45- الحَسَن بْن أحمد بْن محمد بن الحسن [1] .
أبو منصور الشّيبانيّ.
تُوُفّي في رمضان عن بضعٍ وثمانين سنة.
رُمي بالكذب.
46- الحَسَن بْن عليّ بْن أبي طَالِب [2] .
أبو منصور الهرويّ الكرابيسيّ الأديب.
تُوُفّي في رمضان.
روى عن: زاهر بن أَحْمَد الفقيه، وأبي حامد النُّعَيْميّ.
47- الحسن بن محمد [3] .
أبو عليّ الجارزيّ [4] .
راوي كتاب «الجليس والَأنيس» [5] عن مُصنِّفه المعافى بن زكريا الجريريّ [6] .
روى عنه الكتاب: أبو العزّ بن كادِش.
مات في ربيع الأوّل.
48- الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم [7] .
أَبُو عَلِيّ اللّبّاد.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] هكذا في الأصل. وفي «الجليس الصالح» 1/ 148: «محمد بن الحسين بن محمد بن الحُسين الجازري» .
[4] هكذا في الأصل. وفي «الجليس» : «الجازري» بتقديم الزاي.
[5] واسمه بالكامل: «الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي» ، وقد قام بتحقيق المجلّدين الأول والثاني منه المرحوم الدكتور محمد مرسي الخولي، ونشرتهما: عالم الكتب ومحمد أمين دمج، بيروت 1981 و 1983 م. وصدر المجلّد الثالث عن عالم الكتب 1987 بتحقيق الدكتور إحسان عباس.
[6] توفي سنة 390 هـ. انظر ترجمته ومصادرها في الجزء الخاص بحوادث (381- 400 هـ.) من تاريخ الإسلام ص 206- 208.
[7] لم أجد مصدر ترجمته.(30/323)
توفّي بأصبهان. وهو من شيوخ سعيد بن أبي رجا.
49- الحسين بن محمد [1] .
أبو يعلى الخبّاز المقرئ.
سمع: أبا طاهر المخلّص.
وعنه: أبو عليّ بن البنَّاء.
50- الحسين بن الحسن بن الحسين بن أبي محمد الحسن بن عبد اللَّه بن حمدان [2] .
ناصر الدّولة أبو عليّ التَّغْلِبيّ الأمير. أمير دمشق.
ولي أمرها للمصريّين.
ولي دمشق سنة خمسين وأربعمائة، وسار سنة اثنتين وخمسين إلى حلب، فجرت بينه وبين بني كِلاب وقعة الفُنَيْدِق بظاهر حلب، فكُسِر ابن حمدان، وأفلت مُنْهَزِمًا جريحًا، وأُسِر سائر عسكره وراح إلى مصر، فجرت له خُطُوب وحُروب ذُكِرَت في الحوادث [3] .
وولي بعده هذا.. وهو:
- حرف السين-
51- سبكتكين [4] .
__________
[1] لم أجد مصدرا لترجمته.
[2] انظر عن (الحسين بن الحسن التغلبي) في:
الكامل في التاريخ 10/ 80- 88، وأخبار مصر لابن ميسّر 2/ 12، وذيل تاريخ دمشق 90، وزبدة الحلب لابن العديم 1/ 277- 283، و 2/ 19، وأخبار الدولة الحمدانية لابن ظافر 59، وفيه: «الحسن بن الحسن» ، وسير أعلام النبلاء 18/ 335، 336 رقم 156، والوافي بالوفيات 12/ 357، 358، وأمراء دمشق في الإسلام 27 رقم 91، والنجوم الزاهرة 5/ 13- 15، 19، 21، 83، 90، 91، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 293.
[3] انظر: وقعة الفنيدق في أول حوادث سنة 452 هـ.
وقد قال الفكيك الحلبي شعرا في ناصر الدولة بعد أن ولّاه المستنصر على دمشق:
على حلب حلبت دماؤكم ... وحكم فيكم الرمح الأصمّ
وقد سيّرته إلى دمشق ... يد شلّا وأمر لا يتمّ
(أخبار الدولة الحمدانية 59) .
[4] انظر عن (سبكتكين) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 15/ 117، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 9/ 207 رقم-(30/324)
أبو منصور التُّركيّ.
ولي دِمشق من قِبَل صاحب مصر في سنة اثنتين وخمسين، فبقي بها ثلاثة أشهر ونِصف ومات [1] .
وكان قبل الولاية مُقيمًا بدمشق.
روى عن: السَّكَن بن جُمَيْع [2] .
وعنه: عبد العزيز الكتّانيّ، وغيره.
- حرف الضَّاد-
52- ضياء بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يعقوب [3] .
أَبُو عبد اللَّه الهرويّ الخيَّاط.
سكن بغداد. وحدَّث عن: عمر بن شاذران [4] القَرْمِيسينيّ، وعيسى الدَّيَنَورِيّ، وعليّ بن أَحْمَد بن غسّان المصريّ.
قال الخطيب: كتبت عنه، وسماعه صحيح [5] .
- حرف الطّاء-
53- طاهر بن عليّ بن محمد بن ممويه [6] .
__________
[ (- 99،) ] وأمراء دمشق في الإسلام للصفدي 36 رقم 118، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 65، 66، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 270 رقم 605 وقد ورد في آخر حوادث سنة 452 هـ.
[1] قال ابن عساكر: توفي وهو على دمشق ليلة الاثنين 24 ربيع الأول سنة 453 وقيل ليلة الأحد 23 منه، فكانت ولايته ثلاثة أشهر وسبعة عشر يوما.
[2] هو أبو محمد الحسين بن محمد بن أحمد بن محمد بن جميع الصيداوي، ويعرف بالسكن.
توفي سنة 437 هـ.
[3] انظر عن (ضياء بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 9/ 346 رقم 4898.
[4] في تاريخ بغداد: «شادران» بالدال المهملة.
[5] وقال: سألت ضياء عن مولده فقال: في صفر من سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة. وولدت ببغداد، وحملني أبي إلى الدينور وأنا صغير، ثم ردّني إلى بغداد وحدرني إلى البصرة بعد ذلك.
[6] لم أجد مصدر ترجمته.(30/325)
أبو الفتح الْأصبهانيّ.
سمع: أَبَا عَبْد اللَّه بْن مَنْدَهْ، وإبراهيم بن خُرشِيد قُولَه.
وعنه: سعيد بن أبي رجا، وغيره.
- حرف العين-
54- عالي بن عثمان بن جِني [1] .
أبو سعد بن أبي الفتح النّحويّ ابن النَّحويّ.
عاش إلى هذا العام، وانقطع خبره [2] .
ذكره ابن ماكولا [3] فقال: كان قد سمع من المَرْجَّى «مسند أَبِي يعلى» .
قَالَ ابن عساكر: وحدث بصور عَن: المرجى، وعيسى بن الوزير [4] ، وتمَّام الرَّازيّ [5] .
روى عنه: أَبُو نصر عَلِيّ بْن هبة اللَّه بْن ماكولا [6] ، ومكّي الرّميليّ [7] ،
__________
[1] انظر عن (عالي بن عثمان) في:
الإكمال لابن ماكولا 2/ 585، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 18/ 617، وتاريخ دمشق، بتحقيق د. شكري فيصل تراجم: (عاصم- عائذ) 103، 104، ومعجم الأدباء 12/ 39، 91، وإنباه الرواة 2/ 385، 386، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 11/ 245 رقم 143، والوافي بالوفيات 14/ 135، وبغية الوعاة 2/ 24، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 6- 8 رقم 719.
وسيعيده المؤلّف في وفيات سنة 459 هـ. برقم (211) .
[2] ذكر ياقوت الحموي وفاته في سنة 7 أو 458 هـ. (معجم الأدباء 12/ 39 و 91) .
[3] في (الإكمال 2/ 585) .
[4] الموجود في (تاريخ دمشق) : «وحدث بجامع صيدا عن الوزير أبي القاسم عيسى بن علي بن عيسى بن داود بن الجراح، بسنده عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من كاتب مملوكه على مائة وقيّة فأدّاها غير عشر أواق فهو رقيق» .
[5] لم يذكر السيد جاسم بن سليمان الفهيد الدوسري. صاحب الترجمة بين تلاميذ تمّام الرازيّ.
(انظر: الروض البسّام 1/ 49) .
[6] وهو قال، «كان ابن جني النحويّ المدقّق المصنّف نحويا حاذقا مجوّدا، وله شعر بارد. سمع جماعة من المواصلة والبغداديين. وحكى لي إسماعيل بن المؤمّل النحويّ أن أبا الفتح كان يذكر أن أباه كان فاضلا بالرومية. وابنه أبو سعد عالي بن عثمان بن جني أدركته بصيداء وسمعت منه، وكان قد سمع «مسند أبي يعلى» من المرجّى، وسمع ببغداد من عيسى بن علي بن عيسى الوزير» . (الإكمال 2/ 585) .
[7] وهو قال: قرأت على الشيخ الأديب أبي سعد عالي بن عثمان بن جني البغدادي بجامع صيدا-(30/326)
وأحمد الرُّوَيْدِشتيّ [1] .
55- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن بُنْدار [2] .
أبو محمد البغداديّ المقرئ، الحذَاء، المعروف بابن الخفَّاف.
سمع: أبا الحسين بن المُظفَّر، وأبا حفص بن الزّيّات، وأبا بكر الورَّاق، وأبا حفص بن شاهين.
قال الخطيب [3] : كتبت عنه وكان سماعه صحيحا.
توفّي في المُحرَّم وله خمسٌ وثمانون سنة [4] .
وقال ابن خيرون: كان يكذب في القراءات.
__________
[ (-) ] بسنده، إلى عمرو بن شعيب.. وذكر الحديث. (تاريخ دمشق 18/ 617) و (تراجم: عاصم- عائذ) 103، 104.
[1] في الأصل: «الروندشي» ، والتصحيح من المصادر.
وقال القفطي:
«ونقلت من على ظهر جزء بخط أحمد بن علي بن ثابت، أنشدني الشيخ أبو محمد جعفر بن عبد الله بن علي بن المفيد قال: أنشدني أبو سعد عالي بن عثمان بن جني ولد أبي الفتح بن جني بصور لنفسه:
ألا للَّه ما أشقى حياتي ... فشيب مفارقي مما أقاسي
كأنّ طوالعي شربت دواء ... فطول الدهر تسلح فوق رأسي
قال: وأنشدني أيضا لنفسه بمنزله بصيداء:
منزل لا أرى بعيني أدنى ... منه قدرا في سائر الأمصار
فرشي فيه فقحة ووطائي ... حين أمسى غرائب الأقطار
وإذا لم أجد أنيسا من الناس ... تفيهقت في عتاب الفار
(إنباه الرواة 2/ 385، 386) .
وقال الشيخ الإمام أبو زكريا يحيى بن علي التبريزي: أنشدنا عالى بن عثمان بن جنّي قال:
أنشدنا أبي لنفسه.. وذكر قصيدة طويلة أولها:
وحلو شمائل الأدب ... منيف مراتب الحسب
(معجم الأدباء 12/ 96) .
[2] انظر عن (عبد الله بن محمد المقرئ) في:
تاريخ بغداد رقم 1437 10/ 146 رقم 5292، وميزان الاعتدال 2/ 499 رقم 4585، وغاية النهاية 1/ 457 رقم 1911، ولسان الميزان 3/ 355.
[3] في تاريخ بغداد.
[4] سئل الخطيب عن مولده فقال: أظنّه في سنة سبع وستين وثلاثمائة.(30/327)
56- عبد الباقي بن أبي غانم الشّيرازيّ [1] .
ذكرهُ أُبَيُّ النَّرْسيّ فقال: وَرَدَ الخَبَر بوفاته. وكان ينفرد برواية كتاب يعقوب بن شيبة الحافظ بكماله [2] .
57- عبد الجبَّار بن عليّ بن محمد بن خُشْكَان [3] .
الَأستاذ أبو القاسم الْإِسْفَرَائينيّ، المُتَكلّم الأصم المعروف بالْإِسكاف.
فقيه إمام، أشعريّ، من تلامذة أبي إسحاق الْإِسْفَرَائِينيّ، ومن المُبرّزين في الفتوى. زاهد عابد قانت كبير الشّأن، عديم النَّظير. قرأ عليه إمام الحرمين أبو المعالي الأصول.
وقد سمع من: عبد اللَّه بن يوسف الْأصبهانيّ، وجماعة.
تُوُفّي في ثامن وعشرين صفر.
روى عنه: أبو سعيد بن أبي ناصر، وغيره.
ويُعرف بأبي القاسم الْإِسكاف [4] .
58- عبد الرّزاق بن محمد بن يزداد الْأصبهانيّ [5] .
قال: ثنا يونس بن أحمد بن خير سنة ثلاث عشرة وأربعمائة.
روى عنه: أبو عليّ الحدّاد.
مات فِي ذي القعدة.
59- عَبْد الواحد بْن محمد بن عثمان [6] .
__________
[1] انظر عن (عبد الباقي بن أبي غانم) في:
تاريخ بغداد 11/ 91 رقم 5780 وفيه اسمه: «عبد الباقي بن أبي غانم عبد الكريم بن عمر بن عَبْد الْعَزِيز بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن العباس، أبو بكر الهمذاني المؤدّب، شيرازيّ الأصول» .
[2] وقال الخطيب: كتبتُ عَنْه وكان لا بأس به.
[3] انظر عن (عبد الجبار بن علي) في:
تبيين كذب المفتري 265، والمنتخب من السياق 342 رقم 1126، وفيه «حسكان» بالسين المهملة، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 220، وطبقات الشافعيّ للإسنويّ 36، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 234، وهدية العارفين 1/ 499.
[4] قال عبد الغافر: ولم يرو إلّا القليل.
[5] لم أجد مصدر ترجمته.
[6] لم أجد مصدر ترجمته.(30/328)
أبو الحسن المجاشعيّ.
عن: إسماعيل بن الحسن الصّرْصريّ.
وعنه: أبو عليّ البَرَدانيّ، وأُبيُّ النَّرْسيّ.
60- عُبَيْد اللَّه بْن أحْمَد بْن عَلِيّ [1] .
أَبُو الفضل الصَّيرفيّ [2] البغداديّ.
قرأ القرآن على أبي حفْص الكتَّانيّ، وسمع منه. ولعلَّهُ آخِر من قرأ عليه.
تُوُفّي في ذي الحجّة [3] .
وقد روى الحديث عن: المُخلص، وابن أخي ميمي.
وكان بارعا في معرفة القراءات [4] .
61- عدنان بْن عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن محمد بن شيبان [5] .
أبو الحسن البرجي [6] .
من طلبة الحديث بأصبهان.
سمع: أبا عَبْد اللَّه بْن مَنْده، وغيره.
رَوَى عَنْهُ: سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي، وقال: كان من عباد اللَّه الصّالحين، مؤذِّن الجامع.
62- عليّ بن أَحْمَد بن الرّبيع [7] .
الْإِمام أبو الحسن السّبكبائيّ [8] .
من أهل ما وراء النّهر.
__________
[1] انظر عن (عبيد الله بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 10/ 388 رقم 5567، وغاية النهاية 1/ 455 رقم 2015.
[2] في غاية النهاية 1/ 485 «الصدفي» ، والمثبت يتفق مع تاريخ بغداد.
[3] من سنة 451 هـ. وله إحدى وثمانون سنة.
[4] وقال الخطيب: كتبت عنه وكان سماعه صحيحا، وكان من حفّاظ القرآن ومن العارفين باختلاف القراءات.
[5] لم أجد مصدر ترجمته.
[6] البرجي: بضم الباء المعجمة بنقطة وسكون الراء المهملة وفي آخرها الجيم- هذه النسبة إلى قرية برج وهي من قرى أصبهان. (الأنساب 2/ 132) .
[7] لم أجد مصدر ترجمته.
[8] لم أجد هذه النسبة في كتب الأنساب.(30/329)
تُوُفّي في يوم عرفة.
روى عن: أبي سَعْد الْإِدريسيّ.
روى عنه: عُبَيْد اللَّه بن عُمَر الكشّانيّ، وعلي بن عثمان الخراط، وعلي بن عالم الفاغي الصّكّاك.
توفّي الصّكّاك سنة إحدى عشرة.
63- علي بن أحمد بن محمد بن حامد البزاز [1] .
سمع: أبا حفص بن شاهين.
وعنه: جعفر السراج، وغيره.
توفي في ربيع الآخر.
64- علي بن حميد بن علي بن محمد بن حميد بن خالد [2] .
أبو الحسن الذهلي، إمام جامع همذان وركن السنة بها، والمشار إليه في الورع والديانة.
روى عن: أبي بكر بن لال، وابن تركان، وعبد الرَّحمن بن أبي اللَّيْث، وابن جانجان، وأبي بكر محمد بن أحمد بن عبد الوهاب الإسفرائيني الحافظ، ويوسف بن أحمد بن كج، وأبي عمر بن مهدي، وأبي العباس أحمد بن محمد البصير، وحمد بن عبد الله الأصبهاني، وخلق كثير.
قال شيرويه: ما أدركته. وحدَّثني عَنْه يوسف الخطيب وعامّة كهولنا. وكان صدوقًا ثِقةً، أمينًا ورِعًا، جليل القدْر، محتشِمًا. عني بهذا الشّأن رأيت أختي بعد موتها فقلت لها: ما فعل أبو الحسن بن حُمَيْد؟
قالت: طار مع الحواريّيّن في الهواء.
ولد سنة سبع وسبعين وثلاثمائة.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (علي بن حميد) في:
العبر 3/ 227، 228، وسير أعلام النبلاء 18/ 100، 101 رقم 47، وشذرات الذهب 3/ 289.(30/330)
وتُوُفّي في ثاني عشر جُمَادَى الأولى، وقبره يُزار ويُتَبَرَّكُ به. وقد رثاه بعضهم.
- حرف الميم-
65- محمد بن أَحْمَد بن عليّ [1] .
أبو عبد اللَّه بن أبي سَعْد القزوينيّ المقرئ. نزيل مصر مِنْ صِباه.
قرأ بدمشق عَلَى أبي الحسن بن داود الدّارانيّ لابن عامر، وعلى الحسن بن سليمان الأنطاكيّ النّافعيّ [2] للسُّوسّي، وعلى أبي الفَرَج محمد بن أَحْمَد بن أبي الجود للدُّوريّ، وعلى طاهر بن غَلْبُون «بالتّذكرة» .
روى بمصر كتاب «التّذكرة» عن مُصنِّفها أبي الحسن طاهر بن أبي الطَّيِّب عبد المنعم بن غلبون.
وحدَّث عن: عبد الوهّاب الكِلابيّ، وأبي الحسن عليّ بن محمد الحلبيّ، وميمون بن حمزة الحُسينيّ، ومحمد بن أَحْمَد بن جابر التّنيسيّ، وغيرهم.
وكان من المذكورين بالقراءات بمصر.
روى عنه: عبد العزيز الكتّانيّ [3] ، وأبو الحسن يحيى بن عليّ الخشّاب، وقرأ عليه القرآن هو، و: أبو عليّ الحسن بن خَلَف بن بَلِّيمَة، ومحمد بن أَحْمَد بن حمّوشة القَلْعيّ، وأبو عبد اللَّه الرّازيّ في مشيخته.
وتُوُفّي في ربيع الآخر [4] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن علي) في:
تالي تاريخ مولد العلماء ووفاتهم للكتّاني (مخطوطة الظاهرية) ورقة 146، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 36/ 339، والتدوين في أخبار قزوين للرافعي 1/ 190، 191، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 21/ 290، 291 رقم 210، الإعلام بوفيات الأعلام 187، والعبر 3/ 228، ومعرفة القراء الكبار 1/ 416 رقم 354، ومرآة الجنان 3/ 74، وغاية النهاية 2/ 75 رقم 2758، وحسن المحاضرة 1/ 493.
[2] نسبة إلى قراءة نافع. (المشتبه في أسماء الرجال 2/ 665) .
[3] وهو ورّخ وفاته.
[4] قال أبو عبد الله بن الحطاب: كان من المذكورين بالقراءات ورواياتها بمصر. عندي عنه مشيخة لهشام بن عمّار الدمشقيّ رواها لنا سنة أربعين وأربعمائة. (تاريخ دمشق) .(30/331)
66- محمد بن أحمد بن عبد الله [1] .
أبو الحسين البَصْريّ الزّاهد المعروف بالزَّوْبَج.
سمع: أبا عامر الهاشميّ، وعليّ بن القاسم الشَّاهِد، وأبا عمر بن مهديّ، وابن المُتيّم، وابن الصّلْت الأهوازيّ.
وخرَّج لهُ أبو بكر الخطيب جزءًا سمعه أبو الفضل بن خَيْرون، وجعفر السَّرّاج، وابن الطُّيوريّ.
وقد روى عنه أبو بكر الخطيب في مُصنَّفاته.
وتُوُفِّي بآمد في ثاني رجب.
67- محمد بن عبد اللَّه بن عُبَيْد اللَّه [2] .
أبو الحسين البغداديّ المؤدّب.
كان مقرئًا ثقة، ضريرًا.
مات في المحرَّم عن تسعين سنة.
سمع: الدّار الدّارَقُطْنيّ، وعمر بن شاهين، والمخلّص.
كتبت عنه، قاله الخطيب [3] .
وقد قرأ على أبي حفص الكتَّانيّ.
68- محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن الحسن [4] .
أبو بكر الكرابيسيّ السِّمْسار الزَّاهد.
ويُعْرف بالحافظ السّيوفيّ [5] .
تُوُفّي بِنَيْسَابوُر في ربيع الآخر.
سمع: محمد بن الفضل بن محمد بن خزيمة.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته، ولم يذكره الدكتور أكرم ضياء العمري في «موارد الخطيب البغدادي» .
[2] انظر عن (محمد بن عبد الله المؤدّب) في:
تاريخ بغداد 5/ 476، 477 رقم 3030، ومعرفة القراء الكبار 1/ 421 رقم 359، وغاية النهاية 2/ 191 رقم 3205 وفيه: «محمد بن عبد الله ويقال: عبيد الله» .
[3] في تاريخه.
[4] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن) في:
المنتخب عن السياق 46، 47 رقم 77.
[5] في المنتخب: «السيوئي» .(30/332)
روى عنه: زاهر بن طاهر الشَّحّاميّ [1] .
69- محمد بن عبد الوهَّاب بن محمد [2] .
أبو طاهر بن الشَّاطر العلويّ الكاتب، نقيب الطالبيين ببغداد.
سمع: أبا حفص بن شاهين، وأبا الحسن الحربيّ، وابن المنتاب.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقًا.
توفّي في ربيع الأوّل.
70- محمد بن عُبَيْد الله بن أحمد بن محمد بن عُمْرُوس [3] .
أبو الفضل البغداديّ الفقيه المالكيّ.
قال الخطيب [4] : انتهت إليه الفتوى ببغداد.
وسمع: أبا حفص بن شاهين، وأبا القاسم بن حَبَابَة [5] ، والمخلص، وغيرهم.
روى عنه: الخطيب، وغيره.
__________
[1] قال عبد الغافر: «وليس بحافظ في الحديث، مستور، ثقة، صالح، ترك السوق واستقلّ بالعبادة» .
[2] انظر عن (محمد بن عبد الوهاب) في:
تاريخ بغداد 2/ 383 رقم 899.
[3] انظر عن (محمد بن عبيد الله) في:
تاريخ بغداد 2/ 339، 340 رقم 844، وتبيين كذب المفتري 264، 265، وطبقات الفقهاء للشيرازي 169، وترتيب المدارك 4/ 762، 763، والأنساب 9/ 54، 55 وفيه «العمروسي» ، والمنتظم 8/ 218 رقم 278 (16/ 64 رقم 3373) ، والكامل في التاريخ 10/ 13 وفيه:
«محمد بن عبيد بن أحمد بن محمد أبو عمرو بن أبي الفضل» ، وسير أعلام النبلاء 18/ 73- 75 رقم 34، والعبر 3/ 228 وفيه: «محمد بن عبد الله» ، والإعلام بوفيات الأعلام 187، والبداية والنهاية 12/ 86، والديباج المذهب لابن فرحون 2/ 238، والنجوم الزاهرة 5/ 68، والقاموس المحيط (مادة: العمّرس) ، وشذرات الذهب 3/ 290، وتاج العروس للزبيدي 4/ 196، وشجرة النور الزكية 105 رقم 269 وفيه: «محمد بن عبد الله بن أحمد» .
و «عمروس» ضبطه السمعاني بفتح العين، وضبطه الفيروزآبادي بضمّها، وقال: وفتحه من لحن المحدّثين. (القاموس المحيط) .
[4] في تاريخ بغداد 2/ 339 وعبارته فيه: «كان أحد الفقهاء على مذهب مالك، وكان أيضا من حفاظ القرآن ومدرّسيه.. كتبت عنه وكان ديّنا ثقة مستورا.. وقبل قاضي القضاة أبو عبد الله الدامغانيّ. شهادته» .
[5] تصحّف في (ترتيب المدارك) إلى «جبابة» بالجيم، وفي (البداية والنهاية) إلى «حبانة» بالنون.(30/333)
وكان من القُرَّاء المُجوِّدين رحمه اللَّه.
ذكره ابن عساكر في الأشاعرة [1] .
تُوُفِّي في أول العام وله ثمانون سنة [2] .
قال أبو إسحاق الشّيرازيّ [3] : كان فقيهًا أُصوليّا صالِحًا.
وقال النَّرْسيّ: كان صالِحًا، ممن انتهى إليه مذهب مالِك ببغداد.
71- محمد بن محمد بن عليّ [4] .
القاضي أبو سَعْد الحنفيّ [5] .
أحد علماء نَيْسابور [6] .
تُوُفّي في هذا العام تقريبًا [7] .
روى عن: أبي الحسن العَلَويّ.
روى عنه: زاهر الشَّحّاميّ.
72- محمود بْن عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن محمد بن ماشاذة [8] .
أبو منصور الْأصبهانيّ، الأديب.
سمع ببغداد: أبا القاسم بن حبابة.
روى عنه: سعيد بن أبي الرجاء، وغيره.
__________
[1] في (تبيين كذب المفتري 264، 265) .
[2] قال ابن فرحون إنه توفي سنة 372 هـ. وهذا وهم، كما وهم محقّق (الديباج المذهب) فقال إن مولده سنة 137، أما الزبيدي فورّخ وفاته بسنة 453 (تاج العروس) .
[3] في طبقات الفقهاء.
[4] انظر عن (محمد بن محمد بن علي) في:
المنتخب من السياق 52 رقم 100.
[5] ويعرف بصرخ. قاله عبد الغافر.
[6] قال عبد الغافر: فقيه فاضل ثقة مفيد للطلبة، ويعرف بأبي سعد بن أبي نصر الأشقر الوكيل.
[7] في المنتخب: «توفي حوالي الخمسين والأربع مائة» .
[8] لم أجد مصدر ترجمته. وسيعاد برقم (318) .(30/334)
الكنى
73- أبو محمد بن النَّسَويّ [1] .
صاحب الشّرطة ببغداد، اسمه الحسن بن أبي الفضل.
كان صارمًا فاتِكًا مهيبًا ظلومًا. قيلَ: إنَّهُ كان يقتل النّاس ويأخذ أموالهم أيّام هَيْج الشُّطّار ببغداد، وشُهِد عليه بذلك عند القاضي أبي الطَّيّب، فحكم بقتله، فَصَانَعَ بمبلغ، فَسَلِمَ.
وكان من دُهاة زمانه. وقد اتَّفق مرَّةً السُّنّة والرَّافضة ببغداد على قتله، واصطلحوا على ذلك. وسلم وطال عمره.
__________
[1] انظر عن (أبي محمد بن النسوي) في:
الكامل في التاريخ 10/ 12، والنجوم الزاهرة 5/ 68.
وقد مرّ ذكره في الحوادث.(30/335)
سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة
- حرف الألِف-
74- أحْمَد بْن سَعيد بْن أَحْمَد بْن نفيس [1] .
أبو العبَّاس المصريّ المقرئ.
أصْلُهُ مِنْ طرابُلُسَ الغرب. انتقلت إليه رئاسة الْإِقراء بديار مصر. وكان عالي الْإِسناد.
وقد قرأ على: أبي أحمد السّامرّيّ، وأبي الطّيّب ابن غلبون، وأبي عدِيّ عبد العزيز بن عليّ الْإِمام، وجماعته.
وفاق قُرَّاء الأمصار بعُلُوّ الْإِسناد.
وقد سمع من: عليّ بن الحسين الأنطاكيّ، وأبي القاسم الجوهري مُصَنِّف «مُسْنَد المُوَطّأ» ، وغيرهما.
قرأ عليه: أبو القاسم الهُذَليّ، وأبو القاسم عبد الرّحمن بن الفحّام، وأبو الحسن بن بَلِّيَمة، وأبو الحسين الخشَّاب، وآخرون كثيرون من المشارقة والمغاربة.
وحدَّث عنه: جعفر بن إسماعيل بن خَلَف الصِّقّليّ، وعبد الغنيّ بن طاهر الزّعفرانيّ، ومحمد بن أحمد الرّازيّ، وآخرون.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن سعيد) في:
المعين في طبقات المحدّثين 131 رقم 1446، والعبر 3/ 228، ومعرفة القراء الكبار 1/ 416، 417 رقم 355، والإعلام بوفيات الأعلام 187، ومرآة الجنان 3/ 74، وغاية النهاية 1/ 56، 57 رقم 243، وحسن المحاضرة 1/ 394، وشذرات المذهب 3/ 292.(30/336)
قال أَحْمَد بن عمر البَّاجيّ: سمعت أَحْمَد بن نفيس المقرئ الضّرير يقول: قرأت عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ألف ختمة.
قلت: ابن نفيس هذا آخر اسمه:
75- أَحْمَد بن عبد العزيز بن نفيس المقرئ [1] .
بقي إلى حدود الخمسمائة. قرأ على الكازرينيّ.
وأمَّا المُتَرجِم فتُوُفّي في رَجَب، وقد جاوز التِّسعين [2] . وذُكِر أن أبا عَمْرو الدّانيّ قرأ عليه.
76- أَحْمَد بن مروان بن دُوستك [3] .
الَأمير نصر الدَّولة [4] الكُرْديّ، صاحب ميّافارقين وديار بكر.
ملك البلاد بعد أن قتل أخاه أبا سعيد منصورًا في قلعة الهَتَّاخ [5] .
وكان عالي الهِّمّة، كثير الحزم، مُقبِلًا على اللّذّات، عادلا في رعيّته.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبد العزيز) في:
غاية النهاية/ 69 رقم 302.
[2] وقال ابن الجزري: وعمّر حتى قارب المائة، توفي في رجب سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة، وقال القاضي أسد بن الحسين اليزدي: سنة خمس وأربعين. (غاية النهاية 1/ 57) .
[3] انظر عن (أحمد بن مروان) في:
ديوان التهامي 1، والمنتظم 8/ 222، 223 رقم 279 (16/ 70، 71 رقم 3374) ، وتاريخ الفارقيّ 93 وما بعدها، وانظر فهرس الأعلام 332، والكامل في التاريخ 10/ 817، ووفيات الأعيان 1/ 177، 178، والأعلاق الخطيرة لابن شدّاد (انظر فهرس الأعلام) ج 3 و 2/ 586، ودول الإسلام/ 266، والعبر 3/ 229، وسير أعلام النبلاء 18/ 117- 120 رقم 58، وتاريخ ابن الوردي 1/ 367، ومرآة الجنان 3/ 74، والبداية والنهاية 12/ 87، والوافي بالوفيات 8/ 176، 177، وتاريخ ابن خلدون 4/ 316- 320، والنجوم الزاهرة 5/ 69، وشذرات الذهب 3/ 290، 291 و «دوستك» : كلمة فارسية معناها صاحب أو صديق. والكاف علامة التصغير.
[4] في (دول الإسلام) : «نصير الدولة» ، وكذا في (تاريخ ابن خلدون) .
[5] الهتّاخ: بالفتح والتشديد. قلعة حصينة في ديار بكر قرب ميّافارقين. (معجم البلدان 5/ 392) .(30/337)
وقيل لم تَفُتْه صلاة الصُّبح [1] مع انهماكه على اللهو [2] . وكان له ثلاثمائة جارية [3] يخلو كلّ ليلة بواحدة. وخلَّف عِدّة أولاد [4] .
__________
[1] تاريخ الفارقيّ 171.
[2] ولقد غنّي بين يديه ذات يوم بأبيات أبي نواس التي أولها يقول:
وهبت النوم للنوّام ... إشفاقا على عمري
وقضيت سواد الليل ... باللذات والخمر
فما يطمع في النوم ... إلّا ساعة السكر
قيل: فطرب لها الأمير وقال: للَّه درّه، فكأنّه غنّى بنا في شعره. (تاريخ الفارقيّ 171، 172) .
[3] في مرآة الجنان 3/ 74: «كان له ثلاثة وستون جارية يخلو في كل ليلة من ليالي السنة بواحدة منهن ثم لا يعود القربة إليها إلّا في تلك الليلة من العام التالي» .
ويقول طالب العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : هكذا ورد في المطبوع، وهو وهم، والصحيح: «ثلاثمائة وستون جارية» ، وهذا يوضحه سياق العبارة التالية.
قيل: وكان تزوّج أربع نساء منهم الفضلونية بنت فضلون بن منوجهر صاحب أرّان وأرمينية، والسيدة بنت شرف الدولة والفرجية، وبنت سنحاريب ملك السناسنة التي كانت زوجة أخيه الأمير أبي علي. وكان له ثلاثمائة وستون جارية حظايا. وفيهنّ عمالات، وكان لا تصل نوبة إحداهن في السنة إلا مرة واحدة، وكان في كل ليلة له عروس جديدة. وكان له من المغنّيات والرّقاصات والعمالات وأصحاب سائر الملاهي ما لم يكن لسواه من سائر الملوك والسلاطين.
وكان كلما سمع بجارية مليحة أو مغنّية مليحة نفذ وبالغ في مشتراها، ووزن أضعاف قيمتها.
وكان رسمه أن يجلس يوما للجند، ويوما معهم يأكل ويشرب إلى الليل ويخلو بنفسه، ويجلس يوما لبنيّ عمّه وأولاده وأقاربه وخاصّته فيأكل معهم ويشرب إلى الليل، ثمّ يخرج للمغنيات والرقّاصات وجماعة أصحاب الملاهي إلى بين أيديهم ساعة ثم يتفرقون، ويبقى الأمير في خلوته مع جواريه ويجلس يوما ثالثا وحده على السرير، وليس في المجلس ذكر غيره، وتحضر حظاياه وجواريه ونساؤه وبناته، ويأكلون الطعام ويرقصون ويلعبون بسائر الملاهي طول يومه إلى الليل، ثم تمضي نساؤه وبناته ويجلس ويشرب وجواريه والعمالات بين يديه إلى وقت نومه قريب الصباح، ويخلو بصاحبة النوبة.
قيل: وكان يركب نصر الدولة من غدوة إلى الصيد ويعود ضحوة ويجلس ساعة، ويدخل إليه الوزير ويستأذنه فيما يحتاج إلى إذنه. ثم إنه يجلس على الطعام ويستريح إلى قبل العصر، ويجلس على الطعام والشراب بعد أن يكون قد صلّى الظهر والعصر في وقتهما، ثم يشرب إلى الثلث الأول من الليل. ثم ينفض من عنده وتخرج الجواري والعمالات فيغنّينه ويشرب ويلعب معهنّ إلى الثلث الأخير من الليل وهنّ بين يديه وهو على مسرّته، ثم يقوم إلى الموضع لمنامه، ويأتيه الخادم بصاحبة النوبة فتبيت عنده إلى السحر، ثم يجلس فيدخل الحمّام ويخرج ويصلّي الصبح في وقتها، (تاريخ الفارقيّ 169- 171) .
[4] قيل: خلّف عند موته نيّفا وعشرين ولدا ذكورا. وقيل: كان ولد له مقدار نيّف وأربعين ولدا ذكورا، وكان أكبرهم الأمير أبو الحسن الّذي كان بآمد ... وكان خلّف ثلاث بنات.. (تاريخ الفارقيّ 178، 179) .(30/338)
وقد قصده الشُّعراء ومدحوه.
وَزَرَ له أبو القاسم الحسين بن عليّ بن المغربيّ صاحب الرسائل، والدّيوان، والتّصانيف. وكان وزير خليفة مصر، فانفصل عنه، وقدم على نصر الدولة، فوزر له مرتين؟ [1] ووزر له فخر الدولة أبو نصر بن جهير [2] ، ثم انتقل بعده إلى وزارة بغداد [3] .
ولم يزل على سعادته ووفور حشمته. ولقد أرسل إلى السلطان طغرلبك تحفا عظيمة، من جملتها الجبل الياقوت الذي كان لبني بويه [4] ، وكان اشتراه من الملك أبي منصور بن جلال الدولة، وأرسل معه مائة ألف دينار سوى ذلك.
وكانت رعيته معه في بلهنية من العيش [5] ، حتى أن الطّيور كانت تخرج من القرى فتُصاد، فأقرّ أن يطرح لها القمح من الأهراء، فكانت في ضيافته طول عمره، إلى أن تُوُفّي رحمه اللَّه في شوَّال، ودُفِنَ بظاهر ميّافارِقين. وعاش سبعًا وسبعين سنة.
وكانت سلطنته إحدى وخمسين سنة [6] .
__________
[1] تاريخ ميافارقين 128 و 130 و 138، الأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 358.
[2] وهو: محمد بن محمد بن جهير، وقد استوزره نصر الدولة في سنة 430 هـ. أو ما يقاربها.
(تاريخ الفارقيّ (15) .
[3] تاريخ الفارقيّ 181، الأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 370.
[4] قال الفارقيّ: وقصده الملك العزيز بن بويه وحمل له الجبل الياقوت الأحمر الّذي كان عند بني مروان وكان وزنه سبع مثاقيل، ومصحفا بخطّ أمير المؤمنين عليّ عليه السلام، وقال له: قد حملت لك الدنيا والآخرة، فأجازه بعشرة آلاف دينار. (تاريخ الفارقيّ 144، الأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 359، 360) .
[5] قيل إنه لم يصادر في دولته أحدا سوى شخص واحد. (مرآة الجنان 3/ 74) .
[6] قيل لندمانه بعد موته: كم كانت دولة نصر الدولة وولايته فقد سمعت أنها كانت ثلاثا وخمسين سنة؟ فقال له ذلك الرجل: ولم لا تقل مائة وست سنين؟ فإن لياليها كانت أحسن من أيامها.
(تاريخ الفارقيّ 172) .
وقيل: وبقي نصر الدولة مالك البلاد ثلاثا وخمسين سنة لم يروعه فيها مروّع ولا عدوّ ولا من أشغل قلبه يوما، إلّا نوبة بوقا وناصغلي.. وكفيهما وغنم ما كان معهما من غير حرب ولا قتال، وحصل له الاسم عند الخلفاء وغيرهم من الملوك، ولم يكن أسعد منه غيره. وصحيح أن غيره من الملوك ملك أكثر منه، وكان له أكثر من بلاده وارتفاع أمواله ولكن ما تنعّم مثل تنعّمه ولا غيره مثل عيشه ولذّته. (تاريخ الفارقيّ 176، 177) .(30/339)
وملك بعده ولده نظام الدَّولة أبو القاسم نصر بن أَحْمَد [1] .
77- إبراهيم بن عليّ بن تميم [2] .
أبو إسحاق القيروانيّ، الشاعر المعروف بالحُصْريّ.
كان شباب القيروان يجتمعون عنده، وسار شِعره وله ديوان مشهور، وله كتاب «زهر الآداب» [3] ، وله كتاب «المصون في سرّ الهوى المكنون» [4] .
وله:
أورد قلبي الرَّدا [5] ... لامُ عِذَارٍ بدا
أَسْودٌ كالكُفْرِ في ... أبيضَ مثل الهُدا [6]
وقال ابن بسّام في «الذّخيرة» : إنّه تُوُفّي سنة ثلاثٍ وخمسين.
وقال غيره: تُوُفّي سنة خمسين [7] .
__________
[1] تاريخ الفارقيّ 177.
[2] انظر عن (إبراهيم بن علي بن تميم) في:
ديوان ابن رشيق القيرواني 174، 175، والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة لابن بسّام ق 4 مجلّد 2/ 584- 597، ومعجم الأدباء 2/ 94- 97 رقم 9، ووفيات الأعيان 1/ 54، 55، ومسالك الأبصار (مخطوط) 11/ 309، وسير أعلام النبلاء 18/ 139 رقم 74، والوافي بالوفيات 6/ 61 رقم 16، وعنوان الأريب 1/ 43، وكشف الظنون 1/ 785 و 957، وهدية العارفين 1/ 8، ومعجم المصنّفين للتونكي 3/ 247، 649، ومعجم المؤلفين 1/ 64.
[3] اسمه بالكامل: «زهر الآداب وثمر الألباب» ، وقد حقّقه الأستاذ علي محمد البجاوي، وأصدرته دار إحياء الكتب العربية (عيسى البابي الحلبي وشركاه بمصر) في مجلّدين، وقال ابن بسّام:
جمع فيه كل غريبة في ثلاثة أجزاء.
[4] قال ابن بسّام: في مجلّد واحد فيه ملح وآداب. وقال ابن رشيق: والّذي أعرف أنا من تصانيفه: كتاب زهرة الآداب، وكتاب النورين، اختصره منها، وهما يتضمنان أخبارا، وأشعارا حسان، وكتاب المصون والدر المكنون، وله عندي كتاب الجواهر في الملح والنوادر، كتبه عبد القادر البغدادي.
[5] هكذا في الأصل بالألف الممدودة، والصحيح بالألف المقصورة. والبيتان في: وفيات الأعيان 1/ 55، والذخيرة ق 4 مجلّد 2/ 588.
[6] قسم 4 مجلّد 2/ 597.
[7] وقال ابن رشيق: توفي أبو إسحاق المذكور بالقيروان سنة ثلاث عشرة وأربعمائة. وقال ابن بسّام في «الذخيرة» : بلغني أنه توفي سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة، والأول أصح.
وذكر القاضي الرشيد بن الزبير في كتاب «الجنان» في الجزء الأول في ترجمة أبي الحسن علي بن عبد العزيز المعروف بالفكيك أنّ الحصري المذكور ألّف كتاب «زهر الآداب» في سنة-(30/340)
وهو ابن خالة أبي الحسن عليّ الحُصْريّ الشّاعِر [1] .
- حرف الحاء-
78- الحسين بن عيسى [2] .
أبو عليّ الكلْبيّ، قاضي مالقة [3] .
وحجّ وسمع من: أبي ذرٍّ الهَرَويّ، وأبي الحسن محمد بن إبراهيم الحوفيّ النَّحْويّ.
وكان عالِم مالقة المُشار إليه، ورئيسها [4] .
روى عنه: أبو المطرِّف الشِّعْبيّ [5] ، وأبو عبد اللَّه بن خليفة.
79- الحسين بن مُبَشِّر [6] .
أبو عليّ المُزكّيّ [7] الكتّانيّ الدّمشقيّ [8] ، المقرئ.
حدّثَ عن أستاذه في القراءات محمد بن يونس الْإِسكاف، وعبد الرَّحمن بن أبي نصر، وعلي بن بشرى العطّار [9] .
__________
[ (-) ] خمسين وأربعمائة، وهذا يدلّ على صحّة ما قاله ابن بسّام، والله أعلم. (وفيات الأعيان 1/ 55) .
[1] وفيات الأعيان 1/ 55.
[2] انظر عن (الحسين بن عيسى) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 142 رقم 327.
[3] ويعرف بحسّون.
[4] أصله من جراوة، وكان أبو ذرّ إذا سئل بحضرته أحال عليه في الجواب.
[5] وهو قال عن الكلبي: وكان فقيها في المسائل، حافظا لها، عالما بأصولها ونظائرها، ما رأيت مثله في علمه بها.
[6] انظر عن (الحسين بن مبشّر) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 11/ 211، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 364، 365، وغاية النهاية 1/ 249 رقم 1131، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 158 رقم 50.
[7] في تهذيب تاريخ دمشق: «المرّي» .
[8] وجاء في موضع آخر من تاريخ دمشق 25/ 194 «الصوري» ، هو: الحسين بن مبشر بن عبد الله، أبو علي الكتاني الصوري. روى عن أبي محمد عبدان بن عمر بن الحسن المنبجي.
والّذي في التهذيب: «الحسين بن مبشر بن عبيد الله» .
[9] حدّث ابن مبشّر عنه بكتاب الناسخ والمنسوخ للنحاس.(30/341)
روى عنه: نجا بن أَحْمَد، وعليّ بن طاهر النَّحْويّ.
قال الكتَّانيّ: تُوُفّي في ذي القعدة، وأقام خمسين سنة يقرئ في الجامع. وكان ديِّنًا، ثِقةً على مذهب الْإِمام أَحْمَد.
80- حَمْد بن محمد بن عبد اللَّه [1] .
الفقيه أبو الفَرَج.
عن: أبي جعفر الأَبْهَريّ، وابن مَنْدَهْ.
مات في شعبان.
كان مُتكلّمًا.
- حرف الصَاد-
81- صالح بن الحسين [2] .
أبو منصور البُرُوجِرديّ [3] . يُعْرَف بابن دوذين الفقيه.
قدِم في هذه السَّنة هَمَذَان، فحدَّث عَن شعيب بن عليّ، وأبي القاسم الصَّرْصَريّ، وأبي محمد بن زكريّا البيِّع، وابن رزقوَيْه.
وكان ثقةً، زاهدًا.
روى عنه: عبدوس الهَمَذَانيّ، وغيره.
- حرف العين-
82- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن أَحْمَد بْن حَسْكويه [4] .
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] البروجرديّ: بضم الباء والراء بعدها الواو وكسر الجيم وسكون الراء وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى بروجرد وهي بلدة حسنة كثيرة الأشجار والأنهار من بلاد الجبل على ثمانية عشر فرسخا من همذان. (الأنساب 2/ 174) .
[4] انظر عن (عبد الله بن محمد بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 1/ 146 رقم 5293، والمنتخب من السياق 287 رقم 947 وسيعاد برقم (111) .(30/342)
أبو بكر النَّيْسَابُوريّ.
سمع: أَحْمَد بن محمد الخفّاف القَنْطريّ، ومحمد بن أَحْمَد بن عبدوس.
كتب عنه: الخطيب [1] ، وغيره [2] .
83- عبد الرَّحمن بن غزو بن محمد بن يحيى [3] .
أبو مسلم النّهاونديّ العطّار.
قَدِمَ هَمَذان في هذا العام، فحدَّث بها عن: ابن زنبيل النَّهَاوِنْديّ، وعبد الرَّحمن الْإِمام، وأبي أَحْمَد الفَرَضيّ، وأبي الحسن الرَّفّاء، ومحمد بن بكران الرّازيّ، وأبي الحسن ابن فراس العَبْقَسِيّ، وحمزة بن العبَّاس الطَّبَرِيّ، وخلقٌ سواهم.
وقع لنا جزء من حديثه، من رواية جعفر الهَمَذَانيّ.
قال شيروَيْه: كان صدوقًا ثِقة، سمع منه العطَّار. وحدَّثني عنه أبو بكر الْإِخباريّ.
قلت: روى عنه: ولده أبو طاهر المُطهّر، وأبو الفتح المُظفّر بن شجاع الهَمَذَانيّ.
قال السِّلفيّ: سمعت ولده المُطهّر يقول: توفّي سنة 454 [4] .
__________
[1] وقال: كان ثقة. سألته عن مولده فقال: ولدت في سنة ست وثمانين وثلاثمائة. وخرج إلى خراسان في سنة ثمان وأربعين، وعاد إلى بغداد في سنة تسع وأربعين وأربعمائة، إلّا أنه لم يحدّث في هذه المرة بشيء بتة. ومكث مدة ثم خرج إلى نيسابور وبلغني أنه مات في سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة (تاريخ بغداد) .
[2] وصفه عبد الغافر الفارسيّ بالتاجر، وقال: رئيس الباعة في عصره، معروف، من كفاة التجار المشاهير، وسمع من أقاربه وأعقابه. (المنتخب) .
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن غزو) في:
العبر 3/ 229، وسير أعلام النبلاء 18/ 96، 97 رقم 44 وفيه قال محقّقه السيد محمد نعيم العرقسوسي بالحاشية: «لم نعثر على مصادر ترجمته» .
وسيعاد دون ترجمة في وفيات السنة التالية برقم (115) باسم: «عبد الرحمن بن غزو بن محمد بن حامد بن غزو» .
[4] في الهامش: ث، فكان ينبغي أن يؤخّر.(30/343)
84- عبد الواحد بن أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إبراهيم بن يحيى بن مندة [1] .
أبو محمد الْأصبهانيّ المُعَلِّم.
حدَّث عن: عُبَيْد اللَّه بن جميل «بِمُسْنَد أَحْمَد بن منيع» .
حدّث به عنه سعيد بن أبي الرّجاء في سنة خمسين، سمعه منه.
وقد حدَّث عن: أبي بكر محمد بن أَحْمَد بن جِشْنِسْ [2] ، وأبي عبد اللَّه بن مَنْدَهْ، وأبي بكر مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن الفضل بْن شَهْريار، وعبد اللَّه بن عمر بن الهيثم، وغيرهم.
وعنه: أبو علي الحداد، وسعيد بن أبي الرجاء.
قال أبو القاسم بن مَنْدَهْ: تُوُفّي عبد الواحد بن أَحْمَد البقّال المعروف بكُلّه في صفر.
85- عثمان بْن محمد بْن أَحْمَد بْن سَعِيد بْن صالِح [3] .
أبو عمرو الْأصبهانيّ الخلال.
حدَّث بمُسْنَد أَحْمَد بن مَنِيع، عن عُبَيْد اللَّه بن جميل، عن جدِّهِ، عنه.
روى عن: أبي عبد اللَّه بن أبي نُوَاس، وعبد اللَّه بن عمر المذكِّر.
روى عنه: يحيى من منده، وسعيد بن أبي الرجاء، وغيرهما.
86- علي بن إسحاق [4] .
والد الوزير نظام الملك.
مات ببلخ في رجب من السّنة.
__________
[1] انظر عن (عبد الواحد بن أحمد الأصبهاني) في:
التقييد لابن النقطة 383، 384 رقم 497، والعبر 3/ 229، وسير أعلام النبلاء 18/ 95، 96 رقم 43، وشذرات الذهب 3/ 291.
[2] في الأصل: «حشنش» ، وفي (التقييد 384) : «حشيش» .
[3] انظر عن (عثمان بن محمد) في:
التقييد لابن نقطة 400 رقم 529.
[4] لم أجد مصدر ترجمته.(30/344)
87- علي بن الحسين بن جابر [1] .
أبو الحسن التنيسي الفقيه.
توفي في شوال. وهو راوي نسخة فليح عن محمد بن عليّ النّقّاش.
88- عليّ بن رضوان بن عليّ بن جعفر [2] .
أبو الحسن المصْريّ، صاحب المصنّفات.
من كبار الفلاسفة الْإِسلاميين. وله دار بمدينة مصر في قصر الشَّمع تُعْرَف بدار ابن رضوان. وقد تهدَّمَت.
قال عن نفسه: كانت دلالة النُّجُوم في مَوْلِدي تدُلُ على أن صنعتي الطّبّ. فلمَّا بلغت عشر سنين سكنتُ القاهرة، وأجهدتُ نفسي في التَّعليم، فلمَّا بلغت أخذت في الطِّبّ والفلسفة. وكنتُ فقيرًا، فكنتُ أتكسَّبُ بالتَّنْجيم، ومرّة بالطِّبّ، ومرّة بالتعليم ولم أزل في غاية الاجتهاد في التّعليم إلى السنة الثانية والثلاثين فاشتهرت بالطِّبّ، وحصلت منه إلى أن كسبت منه أملاكًا وأنا في السِّتّين.
وكان أبوه خبَّازًا. ولم يزل يشتغل إلى أن تميَّز، وله صارت السُّمعة العظيمة. وخدم الحاكم صاحب مصر، فجعله رئيس الأطبَّاء، وطال عمره، وأدرك الغلاء قبل الخمسين وأربعمائة، فكان عنده ترْبية، وقيلَ إنّها أخذت له نفائس وذهبًا كثيرًا، وهُرِّبَتْ، فتغيَّر حاله واضطّرب. وكان كثير الرَّد على أرباب فنِّه، وعنده سفهٌ في بحثه وتشنيع.
ولم يكن له شيخ، بل أخذ من الكُتُب، وألَّف كتابًا أنَّ تحصيل الصِّناعة من الكُتُب أوفق من المُعلِّمين، وغلا في ذلك. وكانت وفاة عليّ بن رضوان في هذه السَّنة، سنة ثلاثٍ وخمسين.
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (علي بن رضوان) في:
تاريخ الحكماء 443، 444، وعيون الأنباء في طبقات الأطباء 561- 567، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 331- 334، والعبر 3/ 229، والإعلام بوفيات الأعلام 187، 188، وسير أعلام النبلاء 18/ 105، 106 رقم 50، والنجوم الزاهرة 5/ 69، وعقود الجواهر 161- 166، وشذرات الذهب 3/ 291، وكشف الظنون 1596، وهدية العارفين 1/ 689، 690، وإيضاح المكنون 1/ 474، والفهرس التمهيدي 529- 533، ومعجم المؤلفين 7/ 94.(30/345)
وكان يرجع إلى دينٍ وتوحيد، فإنَّهُ قال: أفضل الطّاعات النّظر في الملكوت، وتمجيد المالك لها. ومن رُزِق ذَلِكَ فقد رُزِق خير الدُّنيا والَآخرة، وطُوبَى لَهُ وحُسن مآب.
وقد شرح عدّة كتب لجالينوس، وله مقالة في دفع المضار بمصر عن الأبدان، وكتاب في أن حال عبد اللَّه بن الطَّيّب حال السّوفسطائيّة، وكتاب «الإنتصار» لأرسطوطاليس، و «تفسير ناموس الطّبّ» لأبقراط، كتاب «المعاجين والأشربة» ، و «تذكرة في إحصاء عدد الحمّيات» ، و «رسالة في الأورام» ، و «رسالة في علاج داء الفيل» ، و «رسالة في الفالج» ، و «كتاب مسائل جَرَت بينه وبين ابن الهيثم» المذكور في صدور الثّلاثين في المجرَّة والمكان، وكتاب في «الأدوية المفردة» ، و «رسالة في بقاء النّفس بعد الموت» ، و «مقالة في فضل الفلسفة» ، و «مقالة في نُبُوّة محمد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم من التَّورية والفلسفة» ، ومقالة في حدوث العالم، و «مقالة في توحيد الفلاسفة» ، وكتاب في «الرَّد على ابن زكريّا الرّازيّ في العلم الإلهي» و «إثبات الرّسل» ، و «مقالة في التّنبيه على حِيل المُنَجّمين» ويصف شرفها، «مقالة في جُمَل السياسة» .
وقد تركت أكثر ممّا ذكرت من تصانيفه التي ساقها ابن أبي أُصَيْبَعَة [1] .
89- عليّ بن محمد بن يحيى بن محمد [2] .
__________
[1] في عيون الأنباء 566، 567.
وقد وضع أبو الصلت الأندلسي كتابا سمّاه «الانتصار في الرد على علي بن رضوان» في ردّه على حنين بن إسحاق في مسائله. (وفيات الأعيان 1/ 247) .
[2] انظر عن (علي بن محمد الحبيشي) في:
الإكمال لابن ماكولا 5/ 141، 142 والأنساب 7/ 153، ومعجم البلدان 3/ 258، والكامل في التاريخ 10/ 19، واللباب 2/ 142، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 18/ 169، 170 رقم 98، والعبر 3/ 229، 230، والإعلام بوفيات الأعلام 187، وسير أعلام النبلاء 18/ 71، 72 رقم 31، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 372 25/ 400، ودول الإسلام 1/ 267، والقاموس المحيط (مادّة سميساط) ، وتبصير المنتبه 2/ 751، والنجوم الزاهرة 5/ 70، وشذرات الذهب 3/ 291، والدارس في تاريخ المدارس 2/ 151، ومختصر تنبيه الطالب 244، 145.(30/346)
أبو القاسم السُّلَميّ الحُبَيْشيّ [1] ، المعروف بالسُّمْيَساطيّ [2] .
واقف الخانقاه، وقبره بها.
روى عن: أبيه، وعبد الوهَّاب الكِلابيّ.
ولجده سماع من عثمان بن محمد الذهبي.
وكان أبو القاسم متقدما في علم الهندسة، وعلم الهيئة [3] .
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وإبراهيم بن يونس المقدسي، وأبو القاسم النسيب، وأحمد بن المسلم الهاشمي، وأبو الحسن بن سعيد، وأبو الحسن بن قبيس المالكيّ، وجماعة.
وولد بعد السّبعين وثلاثمائة [4] .
قال الكتاني: توفي في ربيع الآخر [5] . ودفن بداره ووقفها على الصوفية، ووقف علوها على الجامع، ووقف أكثر نعمته [6] .
وحدث عن عبد الوهّاب «بجزء ابن خريم» و «بالموطّأ» ، وعن والده «بجزء ابن زبّان» . وكان يذكر أنَّهُ وُلِد في رمضان سنة أربعٍ وسبعين [7] .
90- عمر بن أحمد بن الواثق [8] .
__________
[1] هكذا في الأصل ومختصر تاريخ دمشق 18/ 169، أما في (معجم البلدان 3/ 258) «الجميش» ، وفي (سير أعلام النبلاء 18/ 71) «الحبيشي» ، وقالت السيدة روحية النحاس في تحقيقها لمختصر تاريخ دمشق 18/ 169 بالحاشية رقم (1) في نسبة «الحبيشي» أنها موافقة لما في «المشتبه» .
ويقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : إن نسبة الحبيش التي في «المشتبه» ليست لصاحب الترجمة، بل هي للإمام يحيى بن أبي منصور ابن الصيرفي. «انظر:
المشتبه 1/ 218» .
[2] السّميساطي: بضم السين المهملة بعدها ميم، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وبعدها سين أخرى مفتوحة وفي آخرها الطاء. هذه النسبة إلى سميساط، وهي من بلاد الشام، (الأنساب 7/ 153، اللباب 2/ 142) .
ووقع في المطبوع من (الكامل في التاريخ 10/ 19) : «الشمشاطي» .
[3] الإكمال 7/ 141، 142.
[4] قيل ولد سنة 374 وقيل 377 وقيل 378 هـ. (مختصر تاريخ دمشق 18/ 170)
[5] وقيل توفي سنة 452 هـ. وهذا وهم.
[6] مختصر تاريخ دمشق 18/ 170.
[7] قال ابن عساكر: «وكان قد اطلع على علوم الريعة وعلى أقاويل الأوائل، وكان لا يقول بشيء سوى الإسلام والسّلّة. وكان يكذّب بأحكام المنجّمين» . (مختصر تاريخ دمشق 18/ 170) .
[8] انظر عن (عمر بن أحمد بن الواثق) في: تاريخ بغداد 11/ 276 رقم 6048.(30/347)
أبو محمد الهاشميّ.
سمع: محمد بن يوسف بن دوست العلاف، وأبا طاهر المخلّص.
قال الخطيب: كتبتُ عَنْه، وكان صدوقًا.
وقال غيره: يُعرف بابن الغريق.
تُوُفّي في شوَّال.
91- عمر بن محمد بن عليّ [1] .
أبو طاهر بن رادة [2] الْأصبهانيّ الخِرقيّ الدَّلّال.
سمع: أبا بكر بن المقري [3] ، وأبا عبد اللَّه بن مَنْدَهْ، وأبا عَمْر السُّلميّ.
وعنه: سَعِيد بْن أَبِي الرَّجاء، والحسين بْن عَبْد الملِك الخلّال.
وكان أُميّا لَا يكتب.
- حرف القاف-
92- قريش بن بدران بن مقلّد بن المسيّب العُقَيْليّ [4] .
الَأمير أبو المعالي صاحب الموصِل.
ولِيها عشر سنين.
وقد ذكرنا أنّهُ ذبح عمَّهُ قرواشًا في مجلسه [5] . ثُمّ إن قريشًا قام مع البساسيريّ سنة خمسين، ونهب دار الخلافة. وكان موته بالطّاعون وله إحدى وخمسون سنة. وقام بعده ولده شرف الدَّولة أبو المكارم مسلم بن قريش،
__________
[1] انظر عن (عمر بن محمد بن علي) في:
الأنساب 5/ 91.
[2] هكذا في الأصل. وفي (الأنساب) : «زاده» .
[3] وروى عنه نسخة جويرية بن أسماء، ونسخة ورقاء، قال ابن السمعاني: روى لنا عنه الأديب أبو عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن عَبْد الملك الخلّال، ولم يحدّثنا عنه سواه.
[4] انظر عن (قريش بن بدران) في:
تاريخ الفارقيّ 157، وزبدة التواريخ 57، 62، 123، والكامل في التاريخ 10/ 17، وتاريخ دولة آل سلجوق 25، ووفيات الأعيان 5/ 267 رقم 265، والمختصر في أخبار البشر 2/ 180، ودول الإسلام 1/ 267، والعبر 3/ 230، وتاريخ ابن الوردي 1/ 367.
[5] في سنة 444 هـ. (وفيات الأعيان) .(30/348)
فاستولى على ديار ربيعة ومُضَر، وملك حلب، وأخذ الحمل من بلاد الرّوم.
وكان حاصر دمشق وكاد أن يأخذها.
- حرف الميم-
93- محمد بن إبراهيم بن وهب القيسيّ الطُلَيطُليّ [1] .
حجّ، ولقي أبا الحسن بن جَهْضَم، وأبا ذر الهرويّ فأخذ عنهما وأقبل على التِّجارة وعمارة ماله [2] .
94- محمد بن إسماعيل بن قُورتش [3] .
أبو عبد اللَّه قاضي سَرَقُسْطَة.
حجّ، وكتب عن: عتيق بن إبراهيم القَرَوِيّ، وأبي عمران الفاسيّ، وجماعة.
روى عنه: ابنه أبو محمد، وأبو الوليد الباجيّ.
وكان ثقةً ضابطًا، راويةً للعِلم.
وممّن روى عنه: أبو محمد بن حَزْم.
95- محمد بن الحسن بن عليّ [4] .
الَأستاذ أبو بكر الطّبريّ المقرئ.
من كبار القُرّاء بخُراسان.
سمع الكثير، وحدَّث عن: أبي طاهر بن خُزَيْمَة، وأبي محمد المخلديّ، والجوزقيّ، وجماعة.
روى عنه: زاهر الشّحّاميّ، وإسماعيل بن عبد الغافر الفارسيّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن إبراهيم بن وهب) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 537 رقم 1177.
[2] وقال ابن بشكوال: وكان مواظبا على الصلوات.
[3] انظر عن (محمد بن إسماعيل) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 537 رقم 1176 وفيه «فورنش» .
[4] انظر عن (محمد بن الحسن بن علي) في:
المنتخب من السياق 52، 53 رقم 102 وفيه: «توفي سنة سبع وخمسين وأربع مائة» .(30/349)
وكان من كبار أصحاب أبي الحسين الخبَّازيّ، وكان يُصلِّي في مساجد ثلاثة كل يومٍ في مسجد، والنَّاس ينتقلون معه من مسجد إلى مسجد ليسمعوا تلاوته لِطِيب نغمته وحُسْن قراءته.
وقد أملى مُدَّة.
96- محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن أحمد بن محمد بن جعفر [1] .
أبو سَعْد بن أبي بكر النَّيْسَابُوريّ الكَنْجَرُوذيّ [2] الفقيه الأديب النَّحويّ الطّبيب الفارس، شيخ مشهور.
قال عبد الغافر [3] : له قَدَم في الطِّب والفروسيّة وأدب السِّلاح.
كان بارع وقته لاستجماعه فنون العلم. أدرك الأسانيد العالية في الحديث والَأدب، وأدرك ببغداد أئِمّة النّحو.
وحدث عن: أبي عمرو بن حمدان، وأبي الحسين أَحْمَد بن محمد البَحْيريّ، وأبي سعيد بن محمد بن بِشر البَصْريّ، وشافع بن محمد الْإِسْفَرائِينيّ، وأبي بكر محمد بن محمد الطَّرازيّ، وأبي بكر أَحْمَد بن الحسن بن مهران، وأحمد بن محمد البالويّ، وأحمد بن الحسن المروانيّ، وأبي أَحْمَد الحاكم، والحسين بن عليّ التّميميّ حسينك، وأبي الحسين بن دهثم الطّرَسُوسيّ، وأبي سعيد عبد الله بن محمد الرّازيّ، وطبقتهم.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي) في:
الأنساب 10/ 479، ومعجم البلدان 2/ 171، والمنتخب من السياق 43، 44 رقم 67، وإنباه الرواة 3/ 165، 166، واللباب 3/ 113، وتاريخ إربل لابن المستوفي 1/ 193، والعبر 3/ 230، والمعين في طبقات المحدّثين 131 رقم 1445، والإعلام بوفيات الأعلام 188، وسير أعلام النبلاء 18/ 101، 102 رقم 48، وتلخيص ابن مكتوم 218، والوافي بالوفيات 3/ 231، وطبقات النحويين لابن قاضي شهبة 1/ 78، وبغية الوعاة 1/ 157، 158، وشذرات الذهب 3/ 291.
[2] قال المؤلّف الذهبي- رحمه الله-: الكنجروذي والجنزروذيّ. وجنزروذ: محلّة. (سير أعلام النبلاء 18/ 101) .
وقال ياقوت: هي قرية من قرى نيسابور. (معجم البلدان 2/ 171) وقال: «منها محمد بن عبد الرحمن الجنزروذيّ الأديب، ذكرته في كتاب الأدباء» .
ولم أجده يفرد له ترجمة في «معجم الأدباء» .
[3] في المنتخب من السياق 44.(30/350)
وسمع منه الخلق سنين. وختم بموته أكثر هذه الرّوايات، وله شِعرٌ حَسَن.
قلت: روى عنه: إسماعيل بن عبد الغافر الفارسيّ، وأبو عبد اللَّه الفرّاويّ، وهبة اللَّه السّيِّديّ، وتميم بن أبي سعيد الْجُرْجَانيّ، وزاهر بن طاهر، وعبد المنعم بن الشّيريّ.
قال عبد الغافر بن إسماعيل: وقد أجاز لي جميع مسموعاته وخطَّهُ عندي، وهو مما أعتدُّ به وأُعِدُّهُ من الاتفاقات الحسنة [1] .
قلت: تُوُفّي بِنَيْسَابُور في صفر. وقد سمعت جملةً من عواليه بالْإِجازة.
97- محمد بن محمد بْن يحيى بْن الْحُسَيْن بْن أحْمَد بْن عليّ بن عاصم [2] .
الَأستاذ أبو عبد اللَّه الجوريّ.
قال عبد الغافر [3] : شيخ مستور ثقة، عالم من أولاد العلماء، (بيتهم بيت العلم والصّلاح) [4] . سمَّعه أبوه الأستاذ أبو عَمْرو من يحيى بن إسماعيل الحربيّ. وتوفّي فجأة في سابع عشر ذي القعدة.
وقال عليّ بن محمد في «تاريخ جرجان» : سمع: الحسن بن أَحْمَد المَخْلَديّ، وأبا الحسين أَحْمَد بن محمد الخفّاف، وأبا بكر الجوزقيّ، وذكر جماعة.
قال: وخرّج لنفسه الفوائد [5] .
__________
[1] وقال عبد الغافر: «وقد جرت بينه وبين القاضي أبي جعفر الزوزني البحاثي محاورات آلت إلى وحشته فوق القاضي الزوزني إليه بسببها سهام هجائه، وجعله عرضا بنى عليه في ذلك كتبا مزج الهزل بالجد، ورماه بما برّأه الله تعالى منه وعافاه عنه، ولم يلحق وجه عدالته وفضله وديانته مما ذكره فيه غيره» . (المنتخب من السياق 44) .
[2] انظر عن (محمد بن محمد الجوري) في:
تاريخ بغداد 3/ 232 رقم 1304، والمنتخب من السياق 42 رقم 64 وفيهما: «الحسن» بدل «الحسين» .
[3] في (المنتخب) ، وفيه وقع تحريف «الجوري» إلى: «الخوري» بالخاء.
[4] ما بين القوسين ليس في المطبوع من (المنتخب) .
[5] وقال الخطيب البغدادي: «قدم بغداد في سنة أربع وعشرين وأربعمائة، وحدّث بها ... كتبت عنه وما علمت من حاله إلّا خيرًا» . (تاريخ بغداد) .(30/351)
98- المعزّ بن باديس [1] .
قيل: تُوُفّي في هذا العام، وقيل: تُوُفّي سنة أربعٍ كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
__________
[1] انظر ترجمة (المعزّ بن باديس) في وفيات سنة 454 هـ. برقم (124) .(30/352)
سنة أربع وخمسين وأربعمائة
- حرف الألِف-
99- أَحْمَد بن إبراهيم بن موسى بن أحمد بن منصور [1] .
أبو سعد المقري النَّيْسَابُوريّ الشّاماتيّ.
عُرِفَ بابن أبي شمس.
له أربعون حديثًا، سمعناها.
روى عن: أبي بكر الجوزقيّ، وعن: أبي محمد المخلديّ، وأبي طاهر محمد بن الفضل بن خُزَيْمَة، وأبي نُعَيْم عبد الملك بن الحسن الْإِسْفَرَائيِنيّ، وأبي القاسم بن حبيب المُفسِّر.
ورحل من نَيْسَابُور، فسمع بهراة من القاضي أبي منصور الأزديّ.
روى عنه: أبو المظفّر عبد المنعم بن القُشَيْريّ، وزاهر بن طاهر الشَّحّاميّ، وغير واحد، وأحمد بن محمد بن صاعد القاضي.
قال عبد الغافر [2] : شيخ فاضل مشهور، ثقة، عالم بالقراءات، مُتصرّف في الأمور. اختاره المشايخ لنيابة الرّئاسة بِنَيْسَابُور مُدّة لحسن كفاءته [3] ، وفصله بالتّوسط بين الخصوم.
عقد مجلس الْإِملاء، وأملى سنين.
ومات في شعبان، وله نحوٌ من ثمانين سنة.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إبراهيم) في:
المنتخب من السياق 96، 97 رقم 223، والعبر 3/ 231، وسير أعلام النبلاء 18/ 122 رقم 62، والإعلام بوفيات الأعلام 188، وغاية النهاية 1/ 36 رقم 144، وشذرات الذهب 3/ 292.
[2] في المنتخب 96، 97.
[3] زاد في المنتخب: «وتهدّيه إلى المصالح، وترتيب الأمور، ومعرفته بالأقدار» .(30/353)
وقد سمع كتابه «الغاية» من أبي بكر بن مهران في القراءات.
100- إبراهيم بن العبّاس بن الحسن بن العباس بن الحسن بن أبي الجنّ الحُسَيْنيّ [1] .
أبو الحسين [2] ، قاضي دمشق وخطيبها نيابةً عن قاضي القضاة بمصر أبي محمد القاسم بن النُّعمان قاضي المُستنصِر العُبَيْدي [3] .
روى بالْإِجازة عن أَبِي عَبْد اللَّه بْن أَبِي كامل الأطرابُلُسيّ [4] .
روى عنه: ابنه أبو القاسم النّسيب.
توفِّي في شعبان عن ستّين سنة.
- حرف الباء-
101- بكر بن عيسى بن سعيد [5] .
أبو جعفر الكِنْديّ القُرْطُبيّ الزّاهِد.
روى عن: مكّيّ بن أبي طالب، ومحمد بن عتّاب.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن العباس) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 11/ 2 و 12/ 7، وأخبار مصر لابن ميسّر 2/ 14، وفيه:
«إبراهيم بن العباس بْن الحَسَن بْن الحُسين بْن عَلِيّ بْن محمد بن عليّ بن إسماعيل بن جعفر الصادق» ، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 91، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 4/ 66 رقم 72، وأمراء دمشق في الإسلام 28، واتعاظ الحنفا للمقريزي 2/ 267، والنجوم الزاهرة 5/ 85، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 22 و 5/ 21، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 227، 228 رقم 26.
[2] كنيته في: أخبار مصر، واتعاظ الحنفا: (أبو الحسن) .
[3] قال المقريزي: «وكان قد ولي قضاء دمشق مرتين. وفي سابع عشر ذي القعدة توفي القاضي الفقيه أبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر بن علي بن حكمون بن إبراهيم بن محمد بن مسلم القضاعي، وكان يخلف القضاة في الحكم بمصر، وكان إماما محدّثا، وله كتاب: «الشهاب» وكتاب «الخطط» ، وكتاب «أنباء الأنبياء» ، وغير ذلك من المصنّفات» . (اتعاظ الحنفا 2/ 267) .
[4] هو: الحسين بن عبد الله بن محمد بن إسحاق. توفي سنة 414 هـ. انظر ترجمته ومصادرها في كتابنا: موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 146- 150 رقم 486.
[5] انظر عن (بكر بن عيسى) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 115 رقم 277، وبغية الملتمس للضبّي 248 رقم 588.(30/354)
قال أبو عليّ الغسَّانيّ: هو شيخي ومُعلِّمي، وأحد من أنعم الله عليّ بصحبته. اختلف إليه نحو خمسة أعوام في تعلُّم الفقه والَأدب، لم تر عيني قط مثله نسكًا وزهدًا وصيانة، وانقباضًا عن جميع أهل الدُّنيا.
تُوُفّي رحمه اللَّه في رجب.
- حرف الثّاء-
102- ثمال [1] بن صالح بن الزَّوْقَلِيّة [2] .
الَأمير مُعِزّ الدّولة أبو علوان الكِلابيّ رئيس بني كِلاب.
تملَّك حلب وغيرها. وكان بطلًا شجاعًا حليمًا كريمًا، أغنى أهل حلب بماله وعَمَّهُم بأفضاله، وأحسن إلى العرب.
عزله صاحب مصر المُسْتَنْصِر ثمّ ردّه. وكان الفُضلاء يقصدونه ويأخذون جوائِزَهُ.
تُوُفّي في ذي القعدة، وقبل ذلك بيسير كانت الوقعة المذكورة بينه وبين الرُّوم، ونُصِر عليهم، وقتل منهم خلقا [3] .
__________
[1] في الأصل: «تمام» ، والتصويب من مصادر الترجمة.
[2] انظر عن (ثمال بن صالح) في:
ديوان ابن أبي حصينة، وتاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) 329، 343، 345، (بتحقيق سويّم) 2، 8، 12، والكامل في التاريخ 10/ 24، وزبدة الحلب 1/ انظر فهرس الأعلام/ 310 و 2/ 84، والأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 76، والعبر 3/ 231، والبداية والنهاية 12/ 88، والوافي بالوفيات 11/ 16- 18 رقم 29، واتعاظ الحنفا 2/ 176، 178، 182، 187- 189، 201، 202، 209، 211، 213، 229، 231، 235، 259، 260، والأعلام 2/ 85.
و «الزّوقليّة» : بالزاي وبعد الواو قاف ولام وياء آخر الحروف مشدّدة هكذا ضبطه الصفدي في (الوافي بالوفيات 11/ 16) .
[3] أكثر ابن أبي حصينة من مدحه في ديوانه(30/355)
- حرف الحاء-
103- الحَسَن بْن عليّ بْن محمد بن الحسن [1] .
أبو محمد الجوهريّ الشّيرازيّ، ثم البغداديّ المقنّعيّ [2] .
مسند العراق، بل مُسنِد الدُّنيا في عصره.
سمع: أبا بكر القَطيِعيّ، وأبا عبد اللَّه العسكريّ، وعليّ بن لؤلؤ، ومحمد بن أَحْمَد بن كَيْسان، وأبي [3] الحسن محمد بن المُظَفَّر، وعبد العزيز بن جعفر الخِرقيّ، وأبي [4] عمر بن حَيَّوَيْهِ، وأبي [5] بكر بن شاذان، والدّار الدّارقطنيّ، وخلقًا سواهم.
وأملى مجالس كثيرة.
وحدَّث عن القَطيعيّ بمُسْنَد العَشَرة، وبِمُسْنَد أهل البيت من «مُسْنَد أَحْمَد» [6] .
قال الخطيب [7] : سمعته يقول: وُلِدتُ في شعبان سنة ثلاث وستّين وثلاثمائة وكان ثقة أمينا، كتبنا عنه.
__________
[1] انظر عن (الحسن بن علي المقنعي) في:
تاريخ بغداد 7/ 393، والأنساب 3/ 379، والمنتظم 8/ 227، 228 رقم 281 (16/ 76، 77 رقم 3376) والكامل في التاريخ 10/ 24، وسير أعلام النبلاء 18/ 68- 70 رقم 30، ودول الإسلام 1/ 267، والعبر 3/ 231، والمعين في طبقات المحدّثين 136 رقم 1447، والإعلام بوفيات الأعلام 188، والوافي بالوفيات 12/ 123، واللباب/ 313 و 3/ 379، والتقييد لابن النقطة 235، 236 رقم 279، ومعجم ابن الفوطي 2/ 1124، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 610، والبداية والنهاية 12/ 88، والنجوم الزاهرة 5/ 70، 71، وشذرات الذهب 3/ 292، وكشف الظنون 1/ 164، والأعلام 2/ 202.
[2] المقنّعيّ: قال المؤلّف- رحمه الله- في (المشتبه 2/ 610) : «أبو محمد الجوهري، وأبوه كان يتطيلس محنّكا فلقّب بالمقنّعي» .
[3] هكذا في الأصل وهو خطأ، والصواب: «أبا» .
[4] هكذا في الأصل وهو خطأ، والصواب: «أبا» .
[5] هكذا في الأصل وهو خطأ، والصواب: «أبا» .
[6] قال ابن الأثير: «آخر من حدّث عن القطيعي، والأبهري، وابن شاذان. وكان من الأئمة المكثرين من سماع الحديث وروايته» . (الكامل 10/ 24) .
[7] في تاريخ بغداد 7/ 393.(30/356)
قلت: وروى عنه: أبو نصر بن ماكولا الحافظ، وأبو الغنائم محمد بن عليّ النَّرْسيّ، ومحمد بن عليّ بن عيَّاش الدَّبّاس، وأبو عليّ البردانيّ، وقراتكين بن الأسعد، وأبو المواهب أَحْمَد بن محمد بن مُلوك، وشجاع الذُّهْليّ، وهبة اللَّه بن الحُصَين، وأبو غالب أَحْمَد بن البنّاء، وأبو بكر قاضي المارستان وهو آخر من سَمِعَ منه.
وآخر من رَوَى عنه بالْإِجازة أَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن خيرون.
تُوُفّي في سابع ذي القعدة.
وقيل لَهُ المقنعيّ لَأنَّه كان يَتَطَيْلَس [1] ويلتف بها من تحت عنكه [2] .
104- الحسن بن إبراهيم بن الفُرَات [3] .
أبو البركات.
تُوُفِّي في صفر بمصر.
- حرف الخاء-
105- خَلَف بن أَحْمَد بن بطَّال [4] .
أبو القاسم البكريّ البَلَنْسيّ.
روى عن: أبي عبد الله بن الفخَّار، وأبي عبد الرَّحمن بن جحّاف القاضي، ومحمد بن يحيى الزَّاهد، وغيرهم.
حدَّث عنه: أبو داود سليمان بن نجاح المقرئ، وأبو بحر سفيان بن العاص.
__________
[1] يتطيلس: يلبس الطيلسان، وهو نوع من الأكسية أو الأردية وتعرف بالسيجان، ومنه أخضر وأسود. انظر:
Dozy -p.211 -LibrairieduLiban ,Beirut.ntschezlesArabes. -Rinhart
[2] هكذا في الأصل والصحيح «حنكه» .
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
[4] انظر عن (خلف بن أحمد) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 170، 171 رقم 388، وبغية الملتمس للضبيّ 282 رقم 700.(30/357)
قال ابن خَزْرَج: لقيته بإشبيليّة سنة أربعٍ وخمسين، وكان فقيهًا أصوليًّا من أهل النَّظر والاحتجاج بمذهب مالك.
قلت: تُوُفّي كهلًا بعد هذا [1] .
- حرف الزّاي-
106- زُهير بن الحَسَن بن عليّ [2] .
أبو نصر السّرخسيِّ الفقيه.
قرأ الفقه ببغداد على: أبي حامد الْإِسْفَرائينيّ.
وبرع في الفقه، وكان إليه المرجوع في المذهب.
وقد روى الكثير.
سمع من: زاهر بن أَحْمَد السَّرخسيّ، وأبي طاهر المخلِّص، وغيرهما.
وسمع «سنن أبي داود» من أبي عمر الهاشميّ. وطال عمره، وصار مُقَدّم أصحاب الحديث بسرخس.
قال أبو سعد السَّمعانيّ [3] : لقيتُ من أصحابه أبا نصر محمد بن أبي عبد اللَّه بِسَرخس.
وقد قال بعض الفقهاء: ما رأينا أحسن من تعليقة أبي نصر عن أبي حامد، لازمه ستّ سنين.
__________
[1] ومولده في حدود سنة 398 هـ.
[2] انظر عن (زهير بن الحسن) في:
الأنساب 5/ 56، والمنتظم 8/ 232 رقم 284 (16/ 83، 84 رقم 3379) وفيهما:
«الحسن بن علي بن علي بن حزام أبو نصر الجذامي» بإسقاط اسمه «زهير» ، وهو مذكور في نسخة مخطوطة، ولم يتنبّه المحقّق لإثباته في المتن، واللباب 1/ 425، والكامل في التاريخ 10/ 30، والعبر 3/ 232، وسير أعلام النبلاء 18/ 134، 135 رقم 72، ومرآة الجنان 3/ 74، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 379، 380، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 42، والبداية والنهاية 12/ 90 وفيه: «زهير بن علي بن الحسن بن حزام، أبو نصر الحزامي» ، وشذرات الذهب 3/ 292- 293، وكشف الظنون 1/ 171، 293، وهدية العارفين 1/ 375.
[3] في الأنساب 5/ 56.(30/358)
وقيل: إنَّهُ تُوُفّي سنة خمسٍ وخمسين [1] في شوَّال، وسنة أربع أشهُر.
عاش بضعًا وثمانين سنة.
- حرف السِّين-
107- سَعْد بن أبي سَعْد محمد بن منصور [2] .
أبو المحاسن الْجُولَكيّ [3] .
توفّي في رجب بأَسْتِرَابَاذ. وهو ابن بنت الْإِمام أبي سعد الْإِسماعيليّ.
وُلِدَ سنة ثمانٍ وثمانين وثلاثمائة. وتفقّه، ورأس في أيّام والده بعد الأربعمائة وهو أمرد. ودرس الفقه.
وكان رئيسا محتشما عالما محقّقا، تخرّج به جماعة.
وقد روى عن: جدّه أبي نصر، ووالده، وأبي بكر العدسيّ، وأبي محمد الكارزيّ [4] .
قُتِل مظلومًا شهيدا بأسترآباذ رحمه الله تعالى [5] .
__________
[1] ورّخه فيها ابن الأثير 10/ 30.
[2] انظر عن (سعد بن أبي سعد) في:
تاريخ جرجان للسهمي 226، 227 رقم 362، ودمية القصر 2/ 7- 10 رقم 239 والأنساب 3/ 377، والمنتظم 8/ 228 رقم 283 (16/ 78 رقم 3378) ، والمنتخب من السياق 241 رقم 763، والبداية والنهاية 12/ 88، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 412.
[3] الجولكي: بضم الجيم بعدها الواو واللام المفتوحة وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى جولك وهو جولك الغازي البكراباذي. (الأنساب 3/ 375) .
[4] في تاريخ جرجان 227: «الأرزي» . وقال محقّقه بالحاشية (1) : «لعلّ الصواب الأرزني» وهو أبو محمد عبد الله بن حديد بن الشواء الأرزني، سمع من الطحاوي، ذكره ابن ماكولا» ! وأقول: هو «الكارزي» ، وقد ذكره ابن السمعاني في (الأنساب 3/ 377) .
[5] قال السهمي: «صار عالما بارعا ترأس في أيام والده في سنة ست وأربعمائة حيث خرج والده إلى غزنة، ثم عقدت له الرئاسة بعد وفاة والده في سنة عشر وأربعمائة، ودرّس الفقه، وحضره جماعة من المتفقّهة من أهل البلد والغرباء، وتخرّجوا على يده. ثم روى عن جدّه أبي سعد الإسماعيلي، وأبي نصر الإسماعيلي، ووالده أبي سعد محمد بن منصور، وأبي بكر العدسي، وأبي محمد الأرزي (كذا، والصواب: الكارزي) ، وأبي بكر بن السبّاك، وجماعة سمع منهم في صغره وكبره.
وقد كان الأمير أبو منصور منوجهر بن قابوس وجّهه إلى الأمير محمود بن سبكتكين رسولا في سنة إحدى عشرة وأربعمائة إلى غزنة، فخرج وعقد له مجلس النظر في جميع البلدان-(30/359)
108- سيِّد بن أَحْمَد بن محمد [1] .
أبو سعيد الغافقيّ، نزيل شاطبة.
شيخ مسند.
سمع من: أبي محمد الأصيلي، وأبي عمر بن المكوي.
وكان من أهل الضَّبط والَأدب.
أخذ عنه أبو القاسم بن مدبِّر كتاب البخاري.
- حرف الطّاء-
109- طاهر بن أَحْمَد بن بابشاذ [2] .
أبو الحسين الجوهريّ المصريّ النّحويّ، مصنّف «المقدّمة» و «شرح الْجُمَل» .
كان صاحب ديوان الْإِنشاء بمصر، وله حلقة إشغال بجامع مصر. ثُمَّ تزَّهد وانقطع.
ورَّخه القفْطيّ.
وقال غيره: تُوُفّي سنة تسعٍ وستِّين، وأراه أشبه فسأُكَرّره.
110- طُغْرُلْبَك السُّلطان [3] .
مات بالرّيّ. وعُمِل عزاؤه في دار الخلافة ببغداد في رمضان.
وهذا غَلَطٌ، إنَّما تُوُفّي سنة خمس كما سيأتي.
__________
[ (-) ] بنيسابور، وهراة، وغزنة، ورجع سالما غانما موقرا، وروى بجرجان عن هؤلاء المشايخ» .
(تاريخ جرجان 227، الأنساب 3/ 377) .
وقال عبد الغافر الفارسيّ: «الجولكي الجرجاني الرئيس الإمام الأوحد في وقته نسبا وفضلا ومروءة وأدبا ... وكان ديّنا ورعا» . (المنتخب 241) .
[1] انظر عن (سيد بن أحمد) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 228 رقم 520.
[2] انظر ترجمة (طاهر بن أحمد) في وفيات سنة 469 هـ. من الطبقة التالية، برقم (288) وفيها مصادر الترجمة.
[3] ستأتي ترجمة (طغرلبك) ومصادرها في وفيات السنة التالية برقم (133) .(30/360)
- حرف العين-
111- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن أَحْمَد بْن حَسِنْكوَيْه [1] .
أبو بكر النَّيْسَابُوري.
سمع أبا الحسين الخَفَّاف.
112- عبد اللَّه بن المُظفّر بن محمد بن ماجه [2] .
أبو الفتح الْأصبهانيّ النّاقد.
عن: ابن مَنْدَهْ.
مات في المُحرَّم.
113- عبد الرحمن بن أَحْمَد بن الحسن بن بُنْدار [3] .
أبو الفضل العِجْليّ الرّازيّ المقرئ الزَّاهِد الْإِمام.
أصله من الرّيّ، وَوُلِدَ بمكّة. وكان يتنقَّل من بلدٍ إلى بلد. كان مُقرِئًا جليل القَدْر.
قال أبو سَعْد في «الذَّيْل» : كان مُقرِئًا فاضلًا، كثير التصانيف، حَسَن السِّيرة زاهدا متعبِّدًا، خَشِنَ العيْش، منفردًا عن النَّاس، قانعًا. أكثر أوقاته يُقرئ ويُسمِع.
وكان يسافر وحده ويدخل البراري [4] .
__________
[1] تقدّمت ترجمته برقم (82) .
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن أحمد العجليّ) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 22/ 304، والمطبوع- ج 40/ 71- 74، والمنتخب من السياق 308 رقم 1014، والتقييد لابن النقطة 334، 335 رقم 404، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 14/ 185، 186 رقم 122، والإعلام بوفيات الأعلام 188، والعبر 3/ 232، والمعين في طبقات المحدّثين 131 رقم 1448، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1128، وسير أعلام النبلاء 18/ 135- 138 رقم 73، ومعرفة القراء الكبار 1/ 417- 419 رقم 356، وغاية النهاية 1/ 361- 363 رقم 1549، والنجوم الزاهرة 5/ 71، وبغية الوعاة 2/ 75، وشذرات الذهب 3/ 293.
[4] وكان يقول: أول سفري في الطلب كنت ابن ثلاث عشرة سنة، فكان طوافه في البلاد إحدى وسبعين سنة. (غاية النهاية 1/ 363) .(30/361)
سمع بمكَّة: أَحْمَد بن فِراس، وعليِّ بن جعفر السَّيْرَوانيّ شيخ الحرم، وأبا العبّاس الرَّازيّ.
وبالرّيّ: أبا القاسم جعفر بن فَنَّاكيّ، وبنَيْسابور: أبا عبد الرّحمن السُّلَميّ، وبطوس: أَحْمَد بن محمد العمّاريّ، وبنسا: محمد بن زهير بن أخطل النَّسويّ، وبِجُرْجَان: أبا نصر محمد بن الْإِسماعيليّ، وبأصبهان: أبا عبد اللَّه بن مَنْدَهْ، وبأَبْرَقُوه [1] : الحسين بن أَحْمَد القاضي، وببغداد: أبا الحسن الحمّاميّ، وبِسارية [2] ، وتُسْتر، والبصرة، والكوفة، وحرَّان، والرُّها، وأَرَّجَان، وكازَرُون [3] ، وفَسَا [4] ، وحمص، ودمشق، والرّملة، ومصر، والْإِسكندريّة.
وكان من أفراد الدَّهر عِلمًا وورعًا.
سمع منه جماعة من الأئِمّة كأبي العبّاس المستغفريّ، وأبي بكر الخطيب، وأبي صالح المؤذّن.
وثنا عنه: محمد بن عبد الواحد الدّقّاق، والحسين بن عبد الملك الخلّال، وفاطمة بنت محمد البغداديّ.
__________
[1] أبرقوه: بفتح أوله وثانيه وسكون الراء وضم القاف والواو ساكنة وهاء محضة. هكذا ضبطه أبو سعد، ويكتبها بعضهم: أبرقويه، وأهل فارس يسمّونها: وركوه، ومعناه: فوق الجبل، وهو بلد مشهور بأرض فارس من كورة إصطخر قرب يزد.
قال أبو سعد: أبرقوه بليدة بنواحي أصبهان على عشرين فرسخا منها. (معجم البلدان 1/ 169) .
[2] سارية: بعد الألف راء ثم ياء مثنّاة من تحت مفتوحة بلفظ السارية، وهي الأسطوانة. وهي مدينة بطبرستان، بينها وبين البحر ثلاثة فراسخ. (معجم البلدان 3/ 170) .
[3] كازرون: بتقديم الزاي، وآخره نون. مدينة بفارس بين البحر وشيراز. (معجم البلدان 4/ 429) .
[4] فسا: بالفتح والقصر، كلمة عجمية، وعندهم: بسا، بالباء، وكذا يتلفّظون بها وأصلها في كلامهم الشمال من الرياح، مدينة بفارس، أنزه مدينة بها فيما قيل. (معجم البلدان 4/ 260، 261) .(30/362)
قلت: وروى عنه أيضًا: أبو عليّ الحدّاد، وأبو سهل بن سَعْدَوَيْه.
وقرأ عليه بالرّوايات الحدَّاد، وقرأ عليه لنافع نصر بن محمد الشّيرازيّ شيّخٌ تلا عليه السِّلَفيّ.
قال ابن عساكر [1] : قرأ عَلَى أبي الحسن عليّ بن داود الدَّارانيّ بحرف ابن عامر، وعلى أبي عبد اللَّه المجاهديّ.
وسمع بمصر من: أبي مسلم الكاتب.
وقال عبد الغافر الفارسيّ [2] : وكان ثِقةً جوَّالًا إمامًا في القراءات، أوحد في طريقته. وكان الشّيوخ يُعظِّمونه.
وكان لَا يسكن الخوانق [3] ، بل يأوي إلى مسجدٍ خَراب، فإذا عُرِف مكانه تركه. وكان لا يأخذ من أحدٍ شيئًا، وإذا فُتِح عليه بشيء آثر به غيره [4] .
وقال يحيى بن مَنْدَهْ: قرأ عليه القُرآن جماعة، وخرج من عندنا إلى كَرْمان فحدّث بها، ومات بها في بلد أوشير في جُمَادَى الأُولى سنة أربعٍ وخمسين [5] .
قال: وبلغني أنَّهُ وُلِدَ سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة. ثِقَةٌ، ورِعٌ، مُتَدَيِّن، عارف بالقراءات والرّوايات، عالم بالَأدب والنّحو. وهو أكبر من أن يدُلَّ عليه مِثلي. وهو أشهر من الشَّمس، وأضوأ من القمر، ذو فنونٍ من العلم.
وكان مهيبًا، منظورًا، فصيحًا، حسن الطَّريقة، كبير الوَزْن [6] .
قلت: وسمع بدمشق من عبد الوهَّاب الكِلابيّ، وبسامرّاء من: ابن يوسف الرّفّاء، راوي «الموطَّأ» ، عن الهاشميّ، عن أبي مُصْعَب.
قال السِّلفيّ: سمعت أبا البركات عبد السَّلام بن عبد الخالق بن سلمة
__________
[1] في تاريخ دمشق.
[2] في المنتخب من السياق 308.
[3] الخوانق: مفردها: خانقاه، وجمعها أيضا: خانقاهات، وخانقاوات. وهي رباط الصوفية.
[4] وزاد عبد الغافر: «وهو ذو فنون من العلم وله شعر رائق في الزهد» .
[5] وقيل: سنة خمس وخمسين وأربعمائة. (تاريخ دمشق 22/ 309) .
[6] التقييد 334.(30/363)
الشِّيرازيّ بِمَرَنْد [1] يقول: اقتدى أبو الفضل الرّازيّ في الطّريقة بالسَّيْرَوَانيّ شيخ الحرم، وحدَّث عنه وصحبه، وصحب الشّيروانيّ أبا محمد المُرتعِش، وصحب المُرْتَعِشُ الْجُنيد، وهو صحب السَّقطيّ، وهو معروفًا، وهو داود الطائيّ، وهو حبيبًا العجميّ.
وقال ابن عساكر [2] : أنبأنا أبو نصر عبد الحكيم بن المُظفّر من الكَرْج:
أنشدني الْإِمام أبو الفضل الرَّازيّ لنفسه:
أخي إنّ صِرف الحادثات عجيبُ ... ومن أيقظته الواعظاتُ لَبِيبُ
وإنَّ اللّيالي مُفْنِياتٌ نُفُوسَنا ... وكُلٌّ عليهِ للفَنَاءِ رقيبُ
أيا نَفْسُ صَبْرًا فاصطِبَارُكِ راحةٌ ... لكُلِّ امرئٍ منها أخيّ نصيبُ
وله مُضمّنًا فيها:
إذا ما مضى القُرن الّذي أنت فِيهُمُ ... وخُلِّفتَ في قرن فأنت غريب
وإنّ امرأ قد سار سبعين حَجّةً ... إلى منهلٍ من وِردِهِ لقريبُ
البيتان مُضمّنان.
وقال أبو عبد الله الخلّال: أنشدنا أبو الفضل لنفسِه:
يا موتُ ما أجفاكَ من زائِرٍ ... تنزل بالمرء على رغمِهِ
وتأخذ العذراء من خِدْرِها ... وتأخذ الواحد من أُمِّهِ
قال الخلّال: خرج الْإِمام أبو الفضل من أصبهان متوجّهًا إلى كرمان، فخرج النَّاس يُشيِّعونه، فصرفهم وقصد الطريق وحده وقال:
إذا نحنُ أدلجنا وأنت إمامنا ... كفى لمطايانا بذكراك حاديا [3]
قرأت على أبي الفضل الأسديّ: أخبرك ابن خليل، أنا الخليل الدّاراني، أنا أبو عبد اللَّه محمد بن عبد الواحد الدّقّاق قال: ورد علينا الشّيخ الإمام الأوحد
__________
[1] مرند: بفتح أوله وثانيه ونون ساكنة ودال، من مشاهير مدن أذربيجان، بينها وبين تبريز يومان.
[2] في تاريخ دمشق 22/ 308.
[3] البيت في: تاريخ دمشق 22/ 308، ومعرفة القراء 1/ 419، وسير أعلام النبلاء 18/ 137، وغاية النهاية 1/ 362.(30/364)
أبو الفضل عبد الرَّحمن بن أَحْمَد الرّازيّ، لقاه اللَّه رضوانه، وأسكنه جنانه.
وكان إمامًا من الأئِمّة الثِّقات في الحديث والرّوايات والسُّنَّة والقراءات، وذِكره يَمْلَأُ الفم، ويُذْرِف العَيْن. قدم أصبهان مِرارًا، الأولى في أيّام ابن مَنْدَهْ، وسمع منه. سمعت منه قطعة صالحة. وكان رجلًا مهيبًا، مديد القامة، وليًّا من أولياء اللَّه، صاحب كرامات.
طوَّف الدُّنيا مُفيدًا ومُستفيدًا.
ثُمَّ ذكر الدَّقَاق شيوخه وباقي ترجمته.
وقال الخلّال: كان أبو الفضل الرّازيّ في طريق، وكان معه قليل من الخبز، وشيء يسير من الفانيذ، فقصده جماعة من قطّاع الطريق، وأرادوا أن يأخذوه، فَدَفَعَهُم بعصاه فقيل لهُ في ذلك، فقال: إنّما منعتهم لَأنّ الّذي كانوا يأخذوهُ مِنّي كان حلالًا. ورُبّما كنت لا أجد مثله حلالًا [1] .
ودخل كَرْمان في هيئةٍ رثّة، وعليه أخلاقٌ وأسمال، فحُمِلَ إلى الملك وقالوا: هو جاسوس. فقال الملك: ما الخبر؟
قال: تسألني عن خبر الأرض أو خبر السّماء؟ فإن كنت تسألني عن خبر السّماء، ف كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ 55: 29 [2] . وإن كنت تسألني عن خبر الأرض، ف كُلُّ من عَلَيْها فانٍ 55: 26 [3] .
فتعجَّب الملك من كلامه وأكرمه، وعرض عليه مالًا، فلم يقبله [4] .
114- عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن مالك [5] .
__________
[1] معرفة القراء الكبار 1/ 419.
[2] سورة الرحمن، الآية: 29.
[3] سورة الرحمن، الآية: 26.
[4] معرفة القراء 1/ 419، سير أعلام النبلاء 18/ 138.
ومن أقوال أبي الفضل عبد الرحمن:
«يحتاج العالم إلى ثلاثة أشياء: جنان مفكّر، ولسان معبّر، وبيان مصوّر» .
وقال. «هذه الأوراق تحلّ منّا محلّ الأولاد» . (تاريخ دمشق) .
[5] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الرحمن) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 336 رقم 715.(30/365)
أبو القاسم الغسَّانيّ الأندلُسيّ البَجَّانيّ اللُّغَويّ.
روى عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ، وغيره.
أرّخه ابن بَشْكُوَال [1] .
115- عبد الرّحمن بن غزو بن محمد بن حامد بن غزو [2] .
هذا موضعه، وقد تقدَّم في الماضية فليحوَّل.
116- عبد الرّحمن بن المُظفّر بن عبد الرحمن بن محمد [3] .
أبو القاسم السُّلَميّ المصريّ الكحَّال النَّحْويّ.
قال السِّلَفيّ: كان ليِّنًا في الحديث على ما ذكروا، والله يعفو عنه.
قلت: روى عَنْ: أَبِي بَكْر أَحْمَد بْن محمد المُهندِس، وغيره.
روى عنه: أبو زكريّا البخاريّ، والرّازيّ في مشيخته، وغير واحد.
تُوُفّي بمصر في ربيع الأوّل.
117- عمر بن أَحْمَد بن محمد بن حسن بن شاهين [4] .
أبو حفص الشّاهينيّ الفارسيّ. مُسنِد تلك الدّيار.
وعاش نيِّفًا وتسعين سنة.
وعنده حديث عُتَيْبة بعُلُوّ سمعه في سنة 372 من ابن جابر بسماعه من محمد بن الفضل البَلْخيّ.
سمع بسَمَرْقَنْد: أبا بكر محمد بن جعفر بن جابر، وأبا عليّ إسماعيل بن حاجب الكُشّانيّ، وأبا سعد الْإِدريسيّ الحافظ.
قال الحافظ أبو سَعْد [5] : روى عنه أهل سمرقند، وله أوقاف كثيرة ومعروف.
__________
[1] وقال: وكان فصيحا لغويا، معتنيا بالعلم.
[2] تقدّمت ترجمة (عبد الرحمن بن غزو) في وفيات السنة الماضية، برقم (83) واسمه هناك:
«عبد الرحمن بن غزو بن محمد بن يحيى، أبو مسلم النهاوندي العطار» .
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن المظفّر) في:
ميزان الاعتدال 2/ 591 رقم 4978، والمغني في الضعفاء 2/ 387 رقم 3637، ولسان الميزان 3/ 439 رقم 1711.
[4] انظر عن (عمر بن أحمد الشاهيني) في:
الأنساب 7/ 272، واللباب 2/ 181، وسير أعلام النبلاء 18/ 127 رقم 65.
[5] في الأنساب 7/ 272.(30/366)
مات في ذي القعدة.
قلت: روى على بن أَحْمَد الصّيرفيّ عنه، وغيره.
118- عمر بن عُبَيْد اللَّه بن يوسف بن حامد [1] .
أبو حفص الذُّهْليّ الزَّهْرَاويّ القُرْطُبيّ الحافظ.
روى عَن القاضي أبي المُطَّرِّف بن فُطَيْس، وعبد الوارث بن سُفْيان، وأبي محمد بن أسد، وأبي الوليد بن الفَرَضيّ، وأبي عبد اللَّه بن أبي زَمَنين، وسَلَمَة بن سعيد، وأبي المطرّف القنازعيّ، وعبد السّلام بن السّمح الزَّهْرَاويّ، وأبي القاسم بن عُصْفُور، وخلقٌ كثير بقُرْطُبة، وإشبيليّة، والزَّهْراء.
وكتب إليه بالْإِجازة الفقيه أبو الحسن القابِسيّ، وكان معتنيا بنقل الحديث وسماعه وجَمْعِهِ.
روى عنه: محمد بن عَتّاب، وابناه أبو محمد وأبو القاسم، وأبو مروان الطُّبْنيّ [2] ، وأبو عمر بن مهديّ المقرئ قال: وكان خيِّرًا مُتصاوِنًا، ثقة، قديم الطَّلب.
وحدَّث عنه أيضّا أبو عليّ الغسّانيّ.
وذُكِرَ أنّه اختلط في آخر عمره.
قال ابن بَشْكُوال [3] : أنا عنه أبو مُحَمَّد شيخنا.
وقال لي إنّ أبا حفص لحقته في آخر عمره خَصَاصة، فكان يتكفّفّ النّاس.
__________
[1] انظر عن (عمر بن عبيد الله) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 399- 401، وبغية الملتمس للضبّي 408، وسير أعلام النبلاء 18/ 219، 220 رقم 105، والعبر 3/ 233، وتذكرة الحفاظ 3/ 1127، 1128، وطبقات الحفاظ 432، وشذرات الذهب 3/ 293، ومعجم طبقات الحفاظ 135 رقم 977.
وقال ابن بشكوال في اسمه: «ابن يوسف بن عبد الله بن يحيى بن حامد الذهلي» ثم قال:
«كذا قرأت نسبه بخطّه» . (الصلة 2/ 399) .
[2] الطبني: بضم الطاء المهملة وسكون الباء (ويقال بضمّها) وكسر النون المشدّدة، وهي نسبة إلى الطبن: بلدة بالمغرب من أرض الزاب، والزاب عدوة بلاد المغرب. وقيل: طبنة: ساكنة الباء المخفّفة، كذا قاله عبد الغني بن سعيد الأزدي. (الأنساب 8/ 212) .
[3] في الصلة 2/ 400.(30/367)
وقرأت بخط أبي مروان الطُّبْنيّ: أخبرني أبو حفص قال: شددتُ في البيت ثمانية أحمال كُتُب لَأخرِجها إلى مكان، فلم يتم لي العزم، حتى انْتَهَبَنا البربر.
توفّي في نِصف صَفَر. وكان مولده في صفر أيضًا سنة إحدى وستّين وثلاثمائة. وكان مُسنِد أهل الأنْدَلُس في زمانه مع ابن عبد البرّ.
- حرف الميم-
119- محمد بن أَحْمَد بن مطرِّف [1] .
أبو عبد اللَّه الكتّانيّ القرطبيّ المقري الطُّرَفيّ.
روى عن: القاضي يُونُس بْن عَبْد اللَّه، وأبي مُحَمَّد بن الشَّقّاق.
وقرأ بالرّوايات على مكّي، واختصَّ به. وبرع في القراءات. وكان صاحب ليلٍ وعبادة.
قال ابن بشكوال: أنا عنه أبو القاسم بن صواب بجميع ما رواه، وغيره من شيوخنا ووصفوه بالمعرفة والجلالة وكثرة الدُّعابة والمُزاح وحُسن الباطن.
توفّي رحمه اللَّه في صفر عن ستٍّ وستّين سنة.
120- محمد بن سلامة بن جعفر بن عليّ [2] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن مطرّف) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 538 رقم 1179.
[2] انظر عن (محمد بن سلامة) في:
مشيخة الرازيّ (مخطوط) ورقة 164 أ- 165 أ، والإكمال لابن ماكولا 7/ 147، وفهرست أسماء علماء الشيعة ومصنّفيهم لابن بابويه 94، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 36/ 135 و (37/ 600- 608 و 38/ 3) ، و 43/ 365، ومعجم السفر للسلفي (مصورّة دار الكتب) 2/ 376، وآثار البلاد وأخبار العباد للقزويني 268، والأنساب 10/ 180، 181، والكامل في التاريخ 10/ 23، واللباب 3/ 43، وأخبار مصر لابن ميسّر 2/ 24، ووفيات الأعيان 4/ 212، 213، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 22/ 214، 215 رقم 278، والمختصر في أخبار البشر 2/ 181، والعبر 3/ 233، وسير أعلام النبلاء 18/ 92، 93 رقم 41، ودول الإسلام 1/ 267، والإعلام بوفيات الأعلام 188، والمعين في طبقات المحدّثين 131 رقم 1451، وتاريخ ابن الوردي 1/ 368، ومرآة الجنان 3/ 75، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 62، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 312، 313، والوافي بالوفيات 3/ 106، وطبقات-(30/368)
القاضي أبو عبد اللَّه القضاعيّ، الفقيه الشّافعيّ قاضي مصر ومُصنِّف كتاب «الشِّهاب» [1] .
سمع: أبا مسلم محمد بن أَحْمَد الكاتب، وأحمد بن ثَرْثال، وأبا الْحَسَن بْن جَهْضَم، وأبا مُحَمَّد بْن النّحاس، وخلقًا بعدهم.
روى عنه: الحُمَيْديّ، وأبو سعد عبد الجليل السّاويّ، ومحمد بن بركات السَّعِيديّ، وسهل بن بشر الأسفرائينيّ، وأبو عبد الله الرّازيّ في مشيخته، وأبو القاسم النسيب، وجماعة كثيرة من المغاربة.
قال الأمير ابن ماكولا [2] : كان مُتَفَنِّنًا في عِدّة علوم، ولم أر بمصر من يجري مجراه.
وقال غيث الأَرْمَنَازيّ: كان ينوب في الحُكم بمصر، وله تصانيف، منها
__________
[ (-) ] الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 239 رقم 195، والمقفّى للمقريزي (مخطوطة دار الكتب المصرية) 1/ 277، وصلة الخلف للروداني (نشر في مجلّة معهد المخطوطات العربية) المجلد 29/ ق 2/ 447، وتاريخ الخميس للدياربكري 2/ 400، وتاريخ الخلفاء 423، وحسن المحاضرة 1/ 76، 227، وكشف الظنون 1/ 165، 172، 293 و 2/ 1067، وشذرات الذهب 3/ 293، والتاج المكلّل للقنوجي 111، وطبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 152، وبدائع الزهور لابن إياس ج 1 ق 1/ 219، وإيضاح المكنون 1/ 462، وهدية العارفين 2/ 71، وديوان الإسلام 4/ 20، 21 رقم 1682، وتاريخ الأدب العربيّ لبروكلمان 1/ 343، والرسالة المستطرفة 76، والأعلام 6/ 146، ومعجم المؤلفين 10/ 42، وفهرست مخطوطات الحديث بالظاهرية 378، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 444، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 186، 187 رقم 1422، والحياة الثقافية في طرابلس الشام خلال العصور الوسطى (تأليفنا) 321، وفهرس الخزانة التيمورية 2/ 368- 371، وانظر: مقدّمة مسند الشهاب للقضاعي للسيد حمدي عبد المجيد السلفي- طبعة مؤسسة الرسالة، بيروت 1405 هـ. / 1985 م.
[1] حقّقه السيد عبد المجيد السلفي، وصدر عن مؤسسة الرسالة ببيروت 1405 هـ. / 1985 م.
في مجلّدين. وقد أنشد أبو شجاع فارس بن الحسين لنفسه في كتاب الشهاب:
إن الشهاب شهاب، يستضاء به ... في العلم والحلم والآداب والحكم
سقى القضاعيّ غيث كلما لمعت ... هذي المصابيح في الأوراق والظلم
(تاريخ دمشق 38/ 3) .
[2] في الإكمال 7/ 147.(30/369)
«تاريخ مختصر» [1] في خمسة كراريس، من مبتدأ الخلق إلى زمانه. وله كتاب «أخبار الشّافعيّ» .
وقال غيره: له «معجم شيوخه» ، وكتاب «دستور الحُكْم» كتب عنه الحُفّاظ كأبي بكر الخطيب، وأبي نصر بن ماكولا.
وقال الفقيه نصر المقدسيّ: قدم علينا أبو عبد اللَّه القُضَاعيّ رسولًا صُورَ من المصريين إلى بلد الرّوم، فذهب ولم أسمع منه. ثم إنّي رويتُ عنه بالْإِجازة [2] .
وقال الحبَّال: تُوُفِّي في ذي الحجّة بمصر.
وقال السِّلفيّ [3] : كان من الثقات الأثبات، شافعيّ المذهب والاعتقاد، مرضيّ الْجُملة.
قلت: قد روى عن شيخٍ لقيه بالقُسْطَنْطِينيّة لمّا ذَهَبَ إليها رسولًا [4] .
أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلَامَةَ، عَنْ هِبَةِ اللَّه بْنِ عَلِيٍّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَرَكَاتٍ السَّعِيدِيُّ، أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّه بْنُ سَلَامَةَ الْقُضَاعِيُّ، أَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَاتِبُ، ثَنَا الْبَغَوِيُّ، ثَنَا شَيْبَانُ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ حَمْزَةَ [5] الْعَطَّارُ، ثَنَا الْحَسَنُ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْمٌ، وَمَسْأَلَةُ الْغَنِيِّ شين في وجهه، ومسألة الغنيّ نار» [6] .
__________
[1] هو: «الإنباء على الأنبياء وتواريخ الخلفاء» كما سمّاه «غيث الأرمنازي» تناول فيه تاريخ الأنبياء، وتاريخ الخلفاء، وتاريخ ولايات الملوك والأمراء ووفياتهم، مرتّبا على سنين الهجرة، على سبيل الاختصار، وصل فيه إلى سنة 427 هـ. منه نسخة مخطوطة بالمكتبة السليمانية باسطنبول، نسخها أبو الأمناء عبد الله الرشيد بن أبي البركات محمد الزكي بن علي بن المبارك بن الحسن بن ثوابة، في سنة 590 هـ. بثغر دمياط. وفي آخرها تتمة مختصرة بخط مختلف تصل إلى سنة 555 هـ. وفي مكتبتي مصوّرة عنها.
[2] قال ابن عساكر: يعني أنه لم يرضه في أول الأمر لدخوله في الولاية من قبل المصريّين. توفي سنة 452 وهذا وهم. بل كانت وفاته في شهر ذي الحجة سنة أربع وخمسين وأربعمائة. وقيل في السابع عشر من ذي القعدة. (تاريخ دمشق 38/ 3) .
[3] في معجم السفر 2/ 376.
[4] قال السبكي: «وقد ذهب إلى الروم رسولا، ومن عجيب ما اتفق له أنه لقي شيخا بمدينة القسطنطينية فسمع منه بها ثم حدّث عنه» . (طبقات الشافعية الكبرى 3/ 62) .
[5] في مسند الشهاب 1/ 60: «إسحاق بن الربيع أبو حمزة العطار» .
[6] رواه القضاعي في مسندة 1/ 60 رقم 42، وانظر تخريجه بالحاشية.(30/370)
كَتَبَ عَنْهُ أَهْلُ بَلَدِهِ [1] .
121- محمد بن عَبْدَة بن مَلّة الهَرَويّ [2] .
البزّاز.
شيخٌ مُسِنّ. سَمِعَ: أبا محمد بن حَمّوَيْه السَّرْخَسيّ، وأبا حامد النُّعَيْمِيّ.
122- محمد بن محمد بن عليّ [3] .
أبو الحسين البغداديّ الشُّرُوطيّ.
حدَّث عن: المُعَافَى الجريريّ، وأبي القاسم بن حبابة [4] .
قال الخطيب: لم يكُن ديّنًا. كان يترفَّض [5] .
123- محمد بن محسّن بن قريش [6] .
أبو البركات البغداديّ الزّيّات.
سمع: المخلّص [7] .
124- المُعِزّ بن باديس بن منصور بن بلكّين بن زيريّ الحميريّ الصّنهاجيّ [8] .
__________
[1] أقول: مرّ القضاعيّ- فضلا عن صور- بمدينة طرابلس الشام، فسمع بها: أبا القاسم حمزة بن عبد الله بن الحسين بن أبي بكر بن عبد الله الشامي الأطرابلسي، (تهذيب تاريخ دمشق 4/ 444) وأبا الحسن لبيب بن عبد الله الأطرابلسي، (تاريخ دمشق 36 135) وجلس للتحديث فيها فسمعه أحد شيوخ جبيل وهو «مكي بن الحسن بن المعافى السلمي الجبيليّ» المتوفى سنة 531 هـ. وسمع منه كتاب «الشهاب» . (تاريخ دمشق 43/ 365، معجم السفر (المصوّر) 2/ 336) .
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (محمد الشروطي) في:
تاريخ بغداد 3/ 238 رقم 1317، ولسان الميزان 5/ 371 رقم 1204.
[4] تصحّفت في (لسان الميزان) إلى «ابن حبان» .
[5] وادّعى السماع عن أبي عمر بن حيّويه، ولم يثبت ذلك، سألته عن مولده فقال في شعبان من سنة أربع وسبعين وثلاثمائة.
[6] انظر عن (محمد بن محسّن) في:
تاريخ بغداد 3/ 313 رقم 1410.
[7] وقال الخطيب: كتبت عنه وكان صدوقا.
[8] انظر عن (المعزّ بن باديس) في:
ديوان ابن رشيق، والكامل في التاريخ 9/ 355، 450، 492، 521، 617، و 10/ 15، -(30/371)
سلطان إفريقية وما والاها من المغرب.
كان الحاكم صاحب مصر قد لقَّبَهُ «شرف الدّولة» ، وأرسل إليه خلْعَةً وسِجِلًا في سنة سبعٍ وأربعمائة. وعاش إلى هذا الوقت، واشتهر اسمه.
وكان رئيسًا جليلًا عالي الهِّمّة مُحِبًّا للعلماء من بيت إمرة وحشمة. انتجعه الأدباء ومدحوه، وكان سخيًّا جوّادًا.
وكان مذهب أبي حنيفة ظاهرًا بإفريقيّة، فحمل المُعزّ أهل مملكته على الاشتغال بمذهب مالك، وحسم مادة الخِلاف في المذاهب [1] ، وخلع طاعة المصريين، وخطب للإمام القائم بأمر اللَّه أمير المؤمنين، فكتب إليه المُستَنْصِر العُبيْديّ يتهدّده، فما فكّر فيه. فجَهَّز لحربه جيشًا من العُرْبان، فأخربوا حصون بَرْقَة وإفريقيّة، وافتتحوا قطعةً من بلاده. وتعب بهم، واستوطنوا برقة إلى الآن.
ولم يُخْطَب لبني عُبَيْد بعد ذلك بإفريقيّة [2] .
وكان مولده في سنة ثمانٍ وتسعين وثلاثمائة.
وتُوُفّي في شَعْبان من بَرَصٍ أصابه ورثاه شاعره الحسن بن رشيق القيروانيّ [3] . ومات بالمهديَّة عند ولده تميم. وكان قد نَزَحَ من القيروان إلى
__________
[ (- 16،) ] والحلّة السّيراء لابن الأبار 2/ 21 (في ترجمة ابنه تميم) ، ووفيات الأعيان 5/ 233- 235، وآثار الأول للعباسي 195، والبيان المغرب 1/ 267، ورحلة التجاني 17، 29 وانظر فهرس الأعلام، والمختصر في أخبار البشر 2/ 170، 180، والعبر 3/ 233، ودول الإسلام 1/ 267، وسير أعلام النبلاء 18/ 140، 141 رقم 75، وتاريخ ابن الوردي 1/ 513، 552، ومرآة الجنان 3/ 75، وشرح رقم الحلل 128، وتاريخ ابن خلدون 6/ 158، 159، واتعاظ الحنفا 2/ 263، والنجوم الزاهرة 5/ 71، وشذرات الذهب 3/ 294، والخلاصة النقية 47، وإيضاح المكنون 2/ 666، وهدية العارفين 2/ 465.
[1] وفيات الأعيان 5/ 233، 234.
[2] الكامل في التاريخ 9/ 521، 522، وفيات الأعيان 5/ 234، البيان المغرب 1/ 296.
[3] في ديوانه 137- 139.
وقيل إن المعزّ كان يوما جالسا في مجلسه وعنده جماعة من الأدباء وبين يديه أترجّة ذات أصابع، فأمرهم فيها شعرا، فقال ابن رشيق شعرا:
أترجة سبطة الأطباق ناعمة ... تلقى العيون بحسن غير منحوس
كأنما بسطت كفّا لخالقها ... تدعو لطول بقاء لابن باديس
-(30/372)
المهدية من العَرَب.
125- منيع بن وثَّاب [1] .
الَأمير أبو الزَّمَّام النُّمَيْريّ، مُتَوَلِّي حرَّان والرِّقّة.
فارس شجاع جوّاد.
توفّي في جُمَادَى الآخِرَة بعد الصّرع.
__________
[ () ] (مرآة الجنان 35/ 75) .
وفي سنة وتاريخ ولايته قال ابن شرف:
لما انقضت من المئين أربع ... وبعدها ستّ سنين تتبع
وأول العام الشريف السابع ... دار إليها أيمن طوالع
باسم المعز الملك الميمون ... مذلّ كفر ومعزّ الدين
فقلّد الأمر الشديد المنعة ... مستنهضا بحمله ابن سبعة
(البيان المغرب 10/ 295، 296) .
[1] انظر عن (منيع بن وثّاب) في:
زبدة الحلب 5/ 19، 81، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 116، والكامل في التاريخ 9/ 233 و 10/ 11، والأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 76 وفيه: «منيع بن شبيب بن وثاب» و 1/ 103 وفيه وفاته سنة 431 هـ. و 1/ 111.(30/373)
سنة خمس وخمسين وأربعمائة
- حرف الألِف-
126- أَحْمَد بن محمود بن أَحْمَد بن محمود [1] .
أبو طاهر الثقفيّ الْأصبهانيّ المؤدِّب.
وهو الجدّ الأعلى ليحيى الثّقفيّ.
قال الحافظ أبو زكريا بن مَنْدَهْ: سمع كتاب «العَظَمَة» من أبي الشّيخ بن حيَّان، وكان يقول: سمعت من أبي الشّيخ. فلم يظهر سماعه إِلَّا بعد موته. وقد وُلِدَ في سنة ستين وثلاثمائة.
قال: وهو شيخٌ صالح ثقة، واسع الرّواية، صاحب أصول. حسن الخط مقبول، متعصّب لَأهل السُّنَّة.
حدَّث عن: أبي بكر بن المقرئ، وأبي أَحْمَد بن جميل، وأبي مسلم عبد الرحمن بن شهدل، وأبي علي الخلقاني، وأبي عبد الله بْن مَنْدَه، وعبد اللَّه بْن أبي القاسم، وغيرهم. إلا أني كرهت ذكرهم لكثرتهم.
وسافر إلى الري، وسمع «مُسْنَد الرَّويانيّ» . ولكن ظهر سماعه له بعد موته وكذا ظهر سماعه في كتاب «العَظَمَة» بعد موته بقليل.
قلت: سماعه لمسند الرُّويَّانيّ من جعفر بن فنّاكيّ.
روى عنه: يحيى بن منده، وسعيد بن أبي الرجاء، وأبو عبد الله الخلال، ومحمد بن محمد القطَّان، وسهل بن ناصر الكاتب، وخلق.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمود) في:
العبر 3/ 234، 235، والإعلام بوفيات الأعلام 188، وسير أعلام النبلاء 18/ 123، 124 رقم 63، ومرآة الجنان 3/ 77، وشذرات الذهب 3/ 296.(30/374)
تُوُفّي في ربيع الأوَّل.
127- أحمد بْن محمد بن تهيون [1] .
أبو بكر الفارسيّ الصوفيّ الحافِظ. يُقال له بلبل.
سمع: أبا الحسين بن فراس بمكّة، وأبا عبد اللَّه الْجُرْجانيّ بأصبهان.
مات بشيراز في سنة خمسٍ وخمسين.
قال يحيى بن مَنْدَهْ: سمعت أبا القاسم بن عليّ: سمعت أبا بكر، وأثنى عليه، يقول: كتبتُ عن ألف شيخ، وخرَّجتُ عن كُلِّ شيخٍ حديثًا.
128- إبراهيم بن منصور بن إبراهيم بن محمد [2] .
أبو القاسم السُّلَميّ الكَرّانيّ [3] الْأصبهانيّ المعروف بسِبْط بَحْرُوَيْه.
وكرَّان محلَّة بأصبهان.
روى «مُسْنَد أبي يَعْلَى» عن أبي بكر بن المقري.
روى عنه: الحسين بن عبد الملك الخلّال، وسعيد بن أبي الرّجاء، وجماعة.
قال يحيى بن مَنْدَهْ في تاريخه: كان رحمه اللَّه صالحًا عفيفًا، ثقيل السَّمع. مات في ربيع الأوّل [4] .
سمع من أبي بكر «مُسْنَد أبي يَعْلى» ، وكتاب «التّفسير» لعبد الرّزّاق.
مولده سنة اثنتين وستِّين.
129- إسحاق بن عبد الرّحمن بن أحمد بن إسماعيل [5] .
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (إبراهيم بن منصور) في:
الأنساب 10/ 378، والتقييد لابن نقطة 189، 190 رقم 216، والإعلام بوفيات الأعلام 188، وسير أعلام النبلاء 18/ 73 رقم 33، والعبر 3/ 235، والمعين في طبقات المحدّثين 3/ 235، وشذرات الذهب 3/ 296.
[3] الكرّاني: بفتح الكاف والراء مع التشديد وفي آخرها النون. (الأنساب 10/ 377) .
[4] التقييد 189.
[5] انظر عن (إسحاق بن عبد الرحمن بن أحمد) في:
الأنساب 8/ 6، وتاريخ دمشق مخطوطة التيمورية 5/ 322، 323، والمنتخب من السياق 159 رقم 383، والمختار من ذيل السمعاني (مخطوط) ورقة 148، ومختصر تاريخ دمشق لابن-(30/375)
أبو يَعْلَى النَّيْسَابُورِيّ، الواعظ المعروف بالصّابونيّ.
صاحب الأجزاء الفوائد العشرة الّتي سمعناها. وهو أخو الأستاذ أبي عثمان.
سمع: أبا سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي، وأبا طاهر بن خُزَيْمة، وأبا محمد المَخْلَديّ، والخفّاف، وأبا مُعاذ الشّاه، وأبا طاهر المخلّص، وأبا محمد عبد الرحمن بن أبي شريح، وطائفة سواهم.
روى عنه: عبد العزيز الكتّانيّ لمّا قدِم دمشق مع أخيه. وكان ينوب عن أخيه في الوَعْظ.
قال ابن عساكر [1] : ثنا عنه: زاهِر، والفرّاويّ، وهبة اللَّه السّيديّ، وعُبَيْد اللَّه بن محمد البَيْهَقِيّ.
قال عبد الغافر بن إسماعيل [2] : هو شيخٌ ظريفٌ، ثِقة [3] . على طريقة الصّوفيّة [4] . سمع بِنَيْسَابُور، وهَرَاة، وبغداد. وتُوُفّي في رَبيع الآخر.
وقال غيره: تُوُفّي في تاسع ربيع الأوّل. وكان مولده سنة 375.
130- إسماعيل بن خلف بن سعيد بن عمران [5] .
__________
[ (-) ] منظور 4/ 303، 304 رقم 294، وسير أعلام النبلاء 18/ 75، 76 رقم 35، والإعلام بوفيات الأعلام 188، والعبر 3/ 235، والمعين في طبقات المحدّثين 131 رقم 1452، والوافي بالوفيات 8/ 417، وتبصير المنتبه 3/ 887، وشذرات الذهب 3/ 296، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 448، 449.
[1] في تاريخ دمشق، والمختصر، والتهذيب.
[2] في المنتخب 159.
[3] وزاد: «حسن الصحبة، خفيف المعاشرة» .
[4] وزاد: «قليل التكليف. وكان ينوب عن شيخ الإسلام في عقد مجلس التذكير في الأحايين إذا كان له عذر يمنعه من مرض أو سفر الكثير بهراة، ونيسابور، وبغداد» . (المنتخب 159) .
[5] انظر عن (إسماعيل بن خلف) في:
فهرست ما رواه عن شيوخه للإشبيلي 417، والصلة لابن بشكوال 105 رقم 244، ومعجم الأدباء 2/ 273، ووفيات الأعيان 1/ 233، ومعرفة القراء الكبار 1/ 423، 424 رقم 362، والوافي بالوفيات 9/ 116، وغاية النهاية 1/ 164، رقم 763، وبغية الوعاة 1/ 195، 196، وحسن المحاضرة 1/ 494، وروضات الجنات 2/ 55، وكشف الظنون 123، 141، 1076، 1448، 1449، ومعجم المؤلفين 2/ 268.(30/376)
أبو الطاهر الأنصاريّ الأندلّسيّ المقرئ.
مُصَنِّف «العنوان» في القراءات.
قرأ على عبد الجبَّار بن أَحْمَد الطَّرَسُوسيّ بمصر، وسكنها وتصَّدر للإقراء.
أخذ عنه: جُمَاهر بن عبد الرّحمن الفقيه، وأبو الحسين الخشَّاب، وابنه جعفر بن إسماعيل بن خَلَف.
وكان مع براعته في القراءات إمامًا في النَّحْو. اختصر كتاب «الحجّة» لَأبي عليّ الفارسيّ.
وتوفّي مُسْتَهَل المحرّم.
- حرف الخاء-
131- خَلَف بن أَحْمَد بن الفضل [1] .
أبو القاسم الحَوْفيّ المصريّ الحَنَفيّ.
سمع: عليّ بْن محمد بْن إِسْحَاق الحلبيّ، وأحمد بن ثرثال، والحافظ عبد الغنيّ، وأبا محمد النّحّاس.
وانتقى عليه: أبو نصر الشّيرازيّ.
روى عنه: الحُمَيْديّ، وأبو نصر بن ماكولا، وعليّ بن الحسين الفرَّاء، وغيرهم.
وليس هو بالحوفيّ صاحب «الْإِعراب» . ذاك تقدَّم ذِكره.
وهذا توفي في هذه السنة أو بعدها بقليل.
- حرف الصَّاد-
132- صالح بن محمد بن أَحْمَد بن أبي الفيّاض العجليّ الدّينوريّ [2] .
__________
[1] انظر عن (خلف بن أحمد) في:
الجواهر المضيّة 4/ 169 رقم 560، والطبقات السنيّة، رقم 843.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.(30/377)
أبو الفتح.
حدَّث في هذه السّنة بهَمَذَان عن: جدّه أبي أحمد الحسن بن إبراهيم بن أبي عمران، ومحمد بن أَحْمَد بن موسى الرّازيّ، وحمد بن عبد اللَّه الْأصبهانيّ، وأبي العبَّاس البصير، وأبي بكر بن لال، وجماعة كثيرة.
قال شيروَيْه: لم يُقْضَ لي السَّماع منه. وثنا عنه: الخطيب، وابن البصريّ، وأبو العلاء الحافظ.
- حرف الطَّاء-
133- طُغْرُلْبَك بن ميكائيل بن سُلْجُوق بن دَقَّاقّ [1] .
السُّلطان الكبير رُكن الدّين أبو طالب. أول ملوك السَّلجُوقيّة.
وأصلهم من برّ بُخَارَى. وهم من قومٍ لهم عدد وقوَّة وشوكة كانوا لا يدخلون تحت طاعة سُلطان. وإذا قصدهم من لَا طاقة لهم به دخلوا المفاوز والبراري، وتحصّنوا بالرّمال. فلمَّا عبر السُّلطان محمود إلى ما وراء النّهر وجدَ زعيم السَّلْجُوقيّة قويّ الشّوكة، فاستماله وتألَّفهُ، وخدعهُ حتّى أقدمه عليه، ثُمَّ قبض عليه، واستشار الأعيان في كبار أولئك، فأشار بعضهم بتفريقهم، وأشار آخرون بقطع بهاماتهم ليبطُل رَمْيُهُم. ثُمَّ اتّفق الرّأي على تفريقهم في النَّواحي، ووضع الخراج عليهم. فدخلوا في الطّاعة، وتهذّبوا، وطمع فيهم النّاس
__________
[1] انظر عن (طغرلبك) في:
تاريخ البيهقي 600- 604، وتاريخ الفارقيّ 186، والمنتظم 8/ 233، 234 رقم 287 (16/ 84، 85 رقم 3382) ، وزبدة التواريخ 26، 31، 33، 40، 43- 45، 54- 58، 63، 313، 315، والكامل في التاريخ 10/ 26- 28، ووفيات الأعيان 5/ 63- 68 رقم 690، وآثار البلاد 418، 447، وآثار الأول للعباسي 104، 115، 127، 133، 134، 285، 303، 314، وسير أعلام النبلاء 18/ 107- 111 رقم 52، ودول الإسلام 1/ 267، والعبر 3/ 235، 236، والإعلام بوفيات الأعلام 188، والمختصر في أخبار البشر 2/ 183، والدرّة المضيّة 378، ومرآة الجنان 3/ 76، وتاريخ ابن الوردي 1/ 547- 549، والوافي بالوفيات 5/ 102- 104، والبداية والنهاية 12/ 89، والنجوم الزاهرة 5/ 5، 73، وتاريخ الخلفاء 418- 420، وشذرات الذهب 3/ 294- 296، والأعلام 7/ 120، 121، ومعجم الأنساب والأسرات الحاكمة، 12، 73، 322، 333 واسمه: «محمد» .(30/378)
وظلموهم فانفصل منهم ألفا بيتٍ، ومضوا إلى كَرْمَان، وملكها يومئذٍ بهاء الدّولة بْن عَضُد الدّولة بن بُوَيْه، فأكرمهم وتُوُفّي عن قريب. وهذا بعد الأربعمائة. فخافوا من الدَّيْلَم فقصدوا أصبهان ونزلوا بظاهرها، وصاحبها علاء الدّولة بن كاكَوَيْه، فرغب في استخدامهم، فكتب إليه السُّلطان محمود بن سُبُكْتِكِين يأمره بحربهم. فاقتتل الفريقان، وقُتِل بينهما عدد، فقصد الباقون أَذْرَبَيْجَان.
وانحاز الّذين بخُراسان إلى جبل خوارزم، فجرّد السُّلطان جيشًا، فتبعوهم في تلك المفاوز، وضايقوهم مُدَّة سنتين، ثُمّ قصدهم السُّلطان محمود بنفسه، ولم يزل حتَّى شتتهم. ثُمّ تُوُفّي، فقام بعده ابنه مسعود، فاحتاج إلى تكثير الجند، فكتب إلى الطائفة التي بأَذْرَبَيْجَان ليتوجّهوا إليه، فقدِم عليه ألف فارس، فاستخدمهم ومضى بهم إلى خُراسان، فسألوه في أمر الباقين الّذين شتّتهم أبوه، فراسلهم وشرط عليهم الطَّاعة، فأجابوه إلى الطَّاعة، ورتَّبهُم كما رتبهم والده أوَّلًا.
ثم دخل مسعود بن محمود بلاد الهند لاضطراب أحوالها عليه، فَحَلَتْ للسَّلْجُوقيّة البلاد فعاثوا. وجرى هذا كلُّه وطُغْرُلْبَك وأخوه داود ليسا معهم، بل في أرضهم بنواحي بُخَارَى. وجرت بين صاحب بُخارى وبينهم وقعة عظيمة، قُتِلَ فيها خَلْقٌ كَثِيرٌ من الفريقين. ثُمّ كاتبوا مسعودًا وسألوه الأمان والاستخدام، فحبس رُسُلَهُم وجرَّد جيشّا لمواقعة من بخُراسان منهم. فالتقوه وقُتِل منهم مقتلة كبيرة. ثُمّ إنّهم اعتذروا إلى مسعود، وبذلوا الطَّاعة لَهُ، وضمنوا له أخذ خوارزم من صاحبها. فطيَّب قلوبهم، وأطلق الرُّسُل، وأرسل إليهم زعيمهم الّذي اعتقله أبوه أوّلًا. فوصل طُغَرْلُبَك وداود إلى خُراسان في جيشٍ كبير، واجتمع الجميع.
وجرت لهم أمور طويلة إلى أن استظهروا وملكوا الرّيّ في سنة تسع وعشرين وأربعمائة [1] . ثُمّ ملكوا نَيْسَابُور في سنة ثلاثين [2] . وأخذ داود مدينة بَلْخ وغيرها [3] . واقتسموا البلاد وضعُف عنهم السّلطان مسعود، فتحيّز إلى غزنة.
__________
[1] انظر تاريخ البيهقي 579 وما بعدها.
[2] انظر تاريخ البيهقي 608 وما بعدها.
[3] تاريخ البيهقي 601 وما بعدها.(30/379)
وكانوا في أوائل الأمر يخطبون له ويُدَارونه حتَّى تمكَّنوا. ثُمّ راسلهم الخليفة فكان رسوله إليهم قاضي القُضاة أبو الحسن الماوَرْدِيّ.
ثُمَّ إنّ طغرلبك طوى الممالك وملك العراق في سنة سبع وأربعين وأربعمائة، وعَدَلَ في النَّاس. وكان حليمًا كريمًا مُحافِظًا على الصَّلوات في جماعة. يصوم الخميس والاثنين ويَعْمُر المساجد ويُكثِر الصَّدَقات.
وقد سيَّر الشَّريف ناصر بن إسماعيل رسولًا إلى مَلِكة الرّوم، فاستأذنها الشَّريفُ في الصَّلاة بجامع القُسْطَنْطِينّيّة جماعة، فأذنت له. فصلَّى وخطب للَأمام القائم. وكان رسول المستنصر خليفة مصر حاضرا، ف [أنكر] [1] ذلك.
وكان ذلك من أعظم الأسباب في فساد الحال بين المصريين والرُّوم.
ولمَّا تمهّدت البلاد لطُغْرُلْبَك سيَّر إلى الخليفة القائم يخطب ابنته فشقَّ ذلك على الخليفة واستعفى، ثُمَّ لم يجد بُدًّا، فزوَّجه بها. ثُمّ قَدِمَ بغداد في سنة خمسٍ وخمسين، وأرسل يطلبها، وحمل مائة ألف دينار برسم نقل جهازها، فعُمِل العُرس في صَفَر بدار المملكة وأُجلِست على سرير مُلبَّس بالذَّهب. ودخل السُّلطان إليها فقبَّل الأرض بين يديها، ولم يكشف البرقع عن وجهها إذ ذاك، وقدَّم لها تُحَفًا، وخَدَم وانصرف فرِحًا مسرورًا [2] . وبعث إليها بعُقْدَين فاخرين، وخسروانيّ ذهب، وقطعة ياقوت كبيرة.
ثمّ دخل من الغد، فقبّل الأرض، وجلس مقابلها على سريرٍ ساعة، وخرج وبعث لها جواهر وفُرْجيَّة نسيج مُكلَّلَة باللُّؤْلؤ ومخنقة منسوجة باللُّؤْلؤ. وفعل ذلك مرَّةً أخرى أو أكثر، والخليفة صابرٌ متألِّم، ولكنَّهُ لم يُمتَّع بعد ذلك، فإنَّهُ تُوُفّي بعد ذلك بأشهر في رمضان بالرّيّ. وعاش سبعين سنة.
وحُمِل تابوته فدُفِن بمرو عند قبر أخيه داود. وقيل: بل دُفِن بالرّيّ.
وانتقل مُلْكُهُ إلى ابن أخيه ألب أرسلان.
__________
[1] في الأصل بياض، والمستدرك من سير أعلام النبلاء 18/ 109.
[2] وفيات الأعيان 5/ 66، 67.(30/380)
وأمَّا زوجته هذه فعاشت إلى سنة ستٍّ وتسعين وأربعمائة. هذا من «تاريخ شمس الدّين بن خلِّكان» [1] .
قلت: وأخوه داود هو جَغْربيك.
وقد ذكر ابن السَّمعانيّ أنّ السُّلطان مسعود بن محمود بن سُبُكْتِكِين قصد بجيوشه طُغْرُلْبَك وجَغْربيك، فواقعهم في سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة، فانكسر بنواحي دندانقان، وتحيَّز إلى غَزْنَة مُنْكَسِرًا [2] ، وتملَّك أل سَلْجُوق البلاد وقسّموها، فصارت مَرْو وسرْخَس وبَلْخ إلى باب غزنة لجغربيك [3] ، وصارت نَيْسابور وخوارزم لطُغُرلْبَك. ثمّ سار طغُرْلُبْكَ إلى العراق [4] وملك الرّيّ وأصبهان وغير ذلك.
وكان موصوفًا بالحلم والدّيانة، ولم يولد لهُ ولد.
ومن كرمه أن أخاه إبراهيم يَنَال أسر بعض ملوك الرُّوم لمّا حاربهم، فبذل في نفسه أموالا، فامتنع وبعث به إلى طُغْرُلْبَك، فبعث نصر الدّولة صاحب ديار بكر يشفع في فكاكه، فبعثه إلى نصر الدّولة بغير فداء فأرسل ملك الرّوم إلى طُغْرُلْبَك ما لم يُحمَل مثله في الزَّمن القديم. وذلك ألف وخمسمائة ثوب من الثّياب المفتخرة، وخمسمائة رأس ومائتيّ ألف دينار، ومائة لَبِنَة فضّة، وثلاثمائة شَهْريّ، وألف عنْزٍ بيض الشُّعُور، سُود القرون. وبعث إلى نصر الدّولة عشرة أُمَنَاء مِسْك [5] .
مرَّ في الحوادث من أخبار طُغْرُلْبَك أيضًا.
__________
[1] وفيات الأعيان 5/ 64- 67.
[2] زبدة التواريخ 45.
[3] زبدة التواريخ 47 و 56.
[4] زبدة التواريخ 56.
[5] الكامل في التاريخ 10/ 28.(30/381)
- حرف العين-
134- عبد اللَّه بن يحيى بن المدبّر [1] .
أبو الفضل الوزير.
تُوُفّي بمصر.
سمع: أبا محمد بن النّحّاس [2] .
135- عبد الرّزاق بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يعقوب [3] .
أَبُو طاهر الشّاهد الْأصبهانيّ.
سمع: أبا إسحاق بن خُرْشِيد قُولَه.
روى عنه: أبو عليّ الحدّاد، وغيره.
مات في المُحرَّم.
136- عبد الوهّاب بن محمد بن أَحْمَد [4] .
أبو القاسم بن أبي عبد اللَّه البقَّال الْأصبهانيّ.
روى عن: أَبِي عَبْد اللَّه بْن مَنْدَهْ.
وعنه: أبو عليّ الحدّاد أيضّا.
137- عطاء بن أَحْمَد بن جعفر [5] .
أبو الحسن الهرويّ الكِسَائيّ.
حدَّث في هذه السَّنة بِبُخَارى.
روى عن: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي شريح، وأبي عمر بن مهديّ الفارسيّ.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن يحيى بن المدبّر) في:
أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 14.
[2] قال ابن ميسّر: في تاسع عشر جمادى الأولى توفي الوزير أبو الفضل عبد الله بن يحيى بن المدبّر وقد تردّد في الوزارة غير مرة وسمع الحديث وكان فاضلا أديبا، وأسلافه مذكورون، وخدم الدولة العباسية. وجدّه أحمد كان في أيام أحمد بن طولون.
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
[5] لم أجد مصدر ترجمته.(30/382)
138- عليّ بن الخَضِر بن سليمان بن سعيد السُّلَمِيّ [1] .
أبو الحسن الصُّوفيّ الورّاق الدّمشقيّ المحدِّث.
روى عن: عبد الرحمن بن عمر بن نصر، وتمَّام الرّازيّ، والحسين بن أبي كامل الأطرابلسي، وصدقة بن الدلم [2] ، وأبي الحسن بن جهضم، وخلق كثير.
روى عنه: علي بن أحمد بن زهير، والمشرف بن مرجا، وعلي بن محمد بن شجاع، وسهل بن بشر، وعبد المنعم بن الغمر الكلابي، وجماعة.
وسمع منه أبو الحسن بن قبيس الغساني، ولم يظهر سماعه منه إلا بعد موته.
قال ابن عساكر [3] : قال الكتّانيّ: صنَّفَ كُتُبًا كثيرة، وخلَّطَ تخليطًا عظيمًا.
ولم يكن هذا الشَّأن من صنعته.
مات في جُمَادَى الآخرة، وروى أشياءً ليست له بسماعٍ ولا إجازة.
139- عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن محمد بن يوسف [4] .
أبو الحسن الأزْديّ المُهَلَّبِيّ القُرْطُبِيّ، ويُعْرف بابن الأستِجيّ.
شيخٌ مُسنِد.
روى عن: أبي محمد بن أسد، وأبي عمر بن الجسور، وأبي الوليد بن الفرضيّ.
__________
[1] انظر عن (علي بن الخضر) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 11/ 2 و 507 و 29/ 140، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 17/ 279 رقم 149 والمغني في الضعفاء 2/ 447 رقم 4258، وميزان الاعتدال 3/ 126 رقم 5835، ولسان الميزان 4/ 227، 228 رقم 600، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 328 رقم 1077.
[2] تصحّفت إلى «المعلّم» في (لسان الميزان 4/ 228) .
[3] في تاريخ دمشق 29/ 140.
[4] انظر عن (علي بن عبد الله الأزدي) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 415 رقم 892 وفيه: «عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن محمد بن سليمان بن عمر الأزدي» .(30/383)
قال ابن خَزْرَج: كان نافِذًا في العلوم، قديم العناية بطلب العِلْم، شاعرًا مطبوعًا، بليغ اللسان، حَسَن الخطّ. صنَّفَ كُتُبًا كثيرة في غير فنّ.
وُلِدَ سنة 377، وتُوُفّي في ذي القعدة.
وكان قد خرَّف قبل موته بيسير.
140- العلاء بن عبد الوهّاب بن أَحْمَد بن عبد الرّحمن بن سعيد بن حزم بن غالب الأمويّ [1] .
مولاهم الفارسيّ الأصل، الأندلسيّ أبو الخطّاب بن أبي المغيرة. وأحمد جدّه هو ابن عمّ الْإِمام أبي محمد بن حَزْم الظّاهريّ.
قال الحُمَيْديّ: كان من أهل العِلم والذّكاء والهِمَّة العالية في طلب العِلم.
كتب بالَأندلُس فأكثر. رحل إلى المشرق فاحتفل في الجمع والرّواية، ودخل بغداد.
وحدَّث عَن: أبي القاسم إبراهيم بن محمد الأُصيليّ، وعن: محمد بن الحسين الطَّفّال، وأبي العلاء بن سليمان المَعَرّيّ.
أخذ عنه: أبو بكر الخطيب وهو من شيوخه، وجعفر السّرّاج.
ومات عند وصوله إلى وطنه.
قال ابن الأكفانيّ: تُوُفّي سنة خمسٍ وخمسين.
وذكر ابن حَيَّان أنَّ أبا الخطَّاب هذا امتُحِن في رحلته بضروبٍ من المِحَن لم تُسمع لَأحدٍ قبله. وجمع من الكُتُب ما لم يجمعه أحد.
قال: وتُوُفّي بالمريَّة في شوَّال سنة أَرْبَعٍ وخمسين. ومولده سنة إحدى وعشرين وأربعمائة. ومات شابّا.
__________
[1] انظر عن (العلاء بن عبد الوهاب) في:
جذوة المقتبس للحميدي 317 رقم 725، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 20/ 50 رقم 9.(30/384)
- حرف الفاء-
141- فارس بن الحسن بن منصور [1] .
أبو الهيجاء البَلْخيّ، ثُمّ الدّمشقيّ.
صنَّف كتابًا في سيرة أمير الجيوش أنوشْتَكِين.
سمع منه: عبد العزيز الكتّانيّ شيئًا.
- حرف الميم-
142- محمد بن إبراهيم بن موسى بن عبد السّلام [2] .
أبو عبد اللَّه شُقَّ الليل الأنصاريّ الطُّلَيِطُليّ.
سمع: أبا إسحاق بن شَنْظير، وصاحبه أبا جعفر بن ميمون وأكثر عنهما.
وروى عن: أبي الحسن بن مصلح، والمنذر بن المنذر، وجماعة كثيرة.
وحجَّ فأدرك بمكَّة أبا الحسن بن فِراس العَبْقَسيّ، وعُبَيْد اللَّه السَّقطيّ، وابن جهضم، وكتب عنهم.
وبمصر عن: أبي محمد بن النَّحّاس، وعبد الغنيّ الحافظ، وابن ثرثال، وابن منير، وجماعة.
وكان فقيهًا، إمامًا، متكلِّمًا، عارفًا بمذهب مالك، حافظًا للحديث، متقنًا، بصيرًا بالرّجال والعِلَل، مليح الخط، جيّد المشاركة في الفنون. وكان نَحْويًّا، شاعرًا مُجِيدًا، لُغَوِيًّا، ديّنًا، فاضلًا، كثير التَّصانيف، حُلْو العبارة.
توفّي بطَلَبِيرة في منتصف شعبان رحمه الله تعالى.
وولد في حدود الثّمانين وثلاثمائة.
__________
[1] انظر عن (فارس بن الحسن) في:
مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 20/ 250 رقم 88.
[2] انظر عن (محمد بن إبراهيم) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 539، 540 رقم 1184، وبغية الملتمس للضبّي 57 رقم 52، وسير أعلام النبلاء 18/ 129، 130 رقم 67، والوافي بالوفيات 1/ 343، والديباج المذهب 2/ 263، 264، وبغية الوعاء 1/ 15، ونفح الطيب 2/ 53، 54، وكشف الظنون 2/ 1452، وهدية العارفين 2/ 70.(30/385)
143- محمد بن بيان بن محمد [1] .
الفقيه الكازَرُونيّ الشّافعيّ.
سكن آمد، وتفقّه به جماعة. ورحل إليه الفقيه نصر المقدسيّ وتَفَقَّه عليه.
ثم قدِمَ دمشق حاجًّا، فحدَّث بها، وحدَّث عن: أَحْمَد بن الحسين بن سهل بن خليفة البلديّ، والقاضي أبي عمر الهاشميّ، وأبي الفتح بن أبي الفوارس، وابن رزقويه، وغيرهم.
روى عنه: الفقيه نصر، وإبراهيم بن فارس الأزديّ، وأبو غانم عبد الرزَّاق المعرّيّ، وعبد اللَّه بن الحسن بن النَّحّاس.
قال ابن عساكر [2] : حدَّثني ضبَّة بن أَحْمَد أنَّهُ لقيه وسمع منه.
قلت: وذكر ابن النّجار أنّ أبا عليّ الفارِقيّ قرأ عليه القرآن، وأنّه تُوُفّي سنة 455.
144- محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد [3] .
أبو الفضل التميميّ البَغْداديّ، ابن عم رزق اللَّه.
سمع من: أبي طاهر المخلّص، وابن الصّلت، وجماعة.
قال الحُمَيْدِيّ: كذلك من رِزْق اللَّه بن عبد الوهاب ابن عمّه.
__________
[1] (انظر عن محمد بن بيان) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 37/ 218، 219، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 22/ 53 رقم 58، وسير أعلام النبلاء 18/ 171، 172 رقم 88، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 51، وطبقات الشافعية الوسطى له (مخطوط) ورقة 18 ب، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 347، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 238، 239 رقم 194، وكشف الظنون 1/ 1، وهدية العارفين 2/ 71.
وسيعيده المؤلّف رحمه الله في المتوفين تقريبا بين (451- 460 هـ) برقم (306) .
[2] في تاريخ دمشق 27/ 219.
[3] انظر عن (محمد بن عبد الواحد) في:
جذوة المقتبس للحميدي 73، 74 رقم 105.(30/386)
خرج إلى القيروان في أيَّام المُعِزّ بن باديس، فدعاه إلى دولة بني العبَّاس، فاستجاب له.
ودخل الأندلس فحظي عند ملوكها بأدبه وعلمه.
وتوفّي بطُليْطلة في شوَّال.
وقيل: كان يكذب.
ولهُ شِعرٌ رائقٌ، فمنه:
أَيَنْفَعُ قَوْلِي أَنّني لَا أُحِبُّهُ ... ودَمْعِي بِمَا يُمْلِيهِ وَجْدِيَ يَكْتُبُ
إذا قُلْتُ للواشين لَسْتُ بِعَاشِقٍ ... يَقُولُ لَهُمْ فَيْضُ المَدَامِعِ يَكْذِبُ
وله:
يا ذا الّذي خطَّ الْجَمَال بوجْهِهِ ... سَطْرَيْنِ هَاجَا لوعةً وَبَلابِلا
ما صَح عندي أنّ لحظَكَ صارِمٌ ... حتّى لبستَ بعارِضَيْك حَمَائِلا [1]
145- محمد بن محمد بن جعفر [2] .
العلامة أبو سعيد النَّاصحيّ النَّيسَابُوريّ.
أحد الأئِمّة الأعلام، ومن كِبار الشّافعيّة.
تفقَّه على أبي محمد الْجُوَيْنيّ، وسمع من: ابن مَحْمِش، وعبد اللَّه بن يوسف بن مامَوْيه.
ومات كهلًا.
وكان عديم النَّظير علمًا وصلاحًا وورعًا.
146- محمد بن محمد بن حمدون [3] .
__________
[1] وله من قصيدة طويلة أولها:
أبعد ارتحال الحيّ من جوّ بارق ... تؤمّل أن يسلو الهوى قلب عاشق
[2] انظر عن (محمد الناصحي) في:
المنتخب من السياق 63 رقم 122 وفيه: توفي في شعبان سنة تسع وسبعين وأربعمائة.
وأقول: إن صحّ تاريخ وفاته فيقتضي أن يحوّل من هنا ويؤخر.
[3] انظر عن (محمد بن محمد بن حمدون) في:
المنتخب من السياق 51، 52 رقم 99، والعبر 3/ 236، وسير أعلام النبلاء 18/ 98 رقم 45، وشذرات الذهب 3/ 296.(30/387)
أبو بكر السُّلميّ النَّيْسَابوريّ.
سمع من: أبي عمرو بن حمدان. وهو آخر من حدَّث عنه.
وعن: أبي القاسم بِشر بن ياسين.
وسمع أيضًا من: أبي عَمْرو الفُراتيّ.
سمع منه الأكابر والَأصاغر.
قال عبد الغافر: كانوا يخرجون إلى قريته [1] ، فيجمعون بين الفرجة والسَّماع منه. أنبا عنه والديّ، وزاهر بن طاهر.
قُلْتُ: وَرَوَى عَنْهُ تَمِيمٌ الْجُرْجَانِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَوَثَّقَهُ عَبْدُ الْغَافِرِ، وَقَالَ: تُوُفِّيَ فِي ثانِي عَشَرَ الْمُحَرَّمِ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ: أَنَا عَبْدُ الْمُعِزُّ بْنُ مُحَمَّدٍ فِي كِتَابِهِ: أَنَا زَاهِرُ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدُونَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحِيرِيُّ، أَنَا أَبُو يَعْلَى، نَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ: أَخْبَرَنِي الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: «قَالَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ:
إِذَا هَمَّ عَبْدِي بِحَسَنَةٍ وَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبْتُهَا لَهُ حَسَنَةً، فَإِنْ عَمِلَهَا كَتَبْتُهَا لَهُ عَشْرَ حَسَنَات إِلَى سَبْعِمَائَةِ ضِعْفٍ، وَإِذَا هَمَّ عَبْدِي بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ أَكْتُبْهَا عَلَيْهِ، فَإِنْ عَمِلَهَا كَتَبْتُهَا عَلَيْهِ سَيِّئَةً وَاحِدَةً» [2] . 147- محمد بن المظفَّر بن عبد اللَّه بن المظفَّر بن نحرير [3] .
أبو الحسين البغداديّ الخِرقيِّ الشّاعر المشهور، النَّديم.
[صاحب] [4] النَّثر والمعاني البديعة والغَزَال العَذْب والمدح والهجو، ولا يكاد يوجد ديوانه.
__________
[1] وهي: «بشتنقان» .
[2] رواه مسلم في الإيمان باب إذا همّ العبد بحسنة كتبت وإذا همّ بسيئة لم تكتب (204) وأخرجه من طريق هشام، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة (206) ، ومن طريق أبي رجاء العطاردي، عن ابن عباس (207) ، والبخاري في الرقاق 7/ 187 باب من همّ بحسنة أو بسيئة. وأحمد في مسندة 1/ 227، 279، 310، 391 و 2/ 243، 418، 498 و 3/ 149.
[3] انظر عن (محمد بن المظفّر) في:
وفيات الأعيان 6/ 193، 194 في ترجمة الخطيب التبريزي رقم 800.
[4] في الأصل بياض، والإستدراك يقتضيه السياق.(30/388)
روى عنه من شعره: أبو منصور محمد بن محمد بن أَحْمَد العُكْبَريّ، وأبو زكريَّا التِّبْرِيزِيّ، وأبو الحسين المبارك بن الطُّيُوريّ، وشُجاع الذُّهليّ، وأبو المعالي عثمان بن أبي عمامة، وغيرهم.
قال التِّبْرِيزيّ: أنشدنا ابن نحرير، وكان قد أنشد جلال الدَّولة بن بُوَيْه ثلاثة شُعَراء أحدهم أعمى وابن نحرير أعور، فأعطى الأعمى صلةً، ولم يُعطِهِما شيئًا، فقال ابن نحرير:
خدمت جلال الدّولة بن بهاء ... وعلّقتُ أمالي به ورجائي
وكُنّا ثلاثًا من ثلاث قبائل ... من العُورِ والعميانِ والبُصَرَاءِ
فلم يحظَ منّا كُلُّنا غيرُ واحدٍ ... كأنّ لَهُ فَضْلًا على الشُّعَرَاءِ
فقالوا ضريرٌ وهو موضع رحمةٍ ... وثَمّ له قَوْمٌ من الشُّفَعَاءِ
فقلت على التَّقْدير لي نصف ما به ... وإن أَنْصَفُوا كُنَّا من النُّظَرَاءِ
فإن يُعْطَ للعُميان فالدّاء شاملٌ ... وإن يعط للَأشعارِ أين عطائي؟
وقال أبو منصور محمد بن أَحْمَد بن النَّقُّور: أنشدني ابن نحرير لنفسه:
تولًّع بالعشق حتَّى عشق ... فلمَّا استقلَّ به لم يُطِقْ
فحين رأى أَدْمُعًا تُسْتَهَلُّ ... وأبصر أحشاءه تحترقْ
تَمَنَّى الْإِفَاقَةَ مِنْ سُكْرِهِ ... فلم يستطعها ولمّا يفق
رأى لجّة ظنّها موجة ... فلمّا توسَّط فيها غرقْ
وقال أبو نصر عبد اللَّه بن عبد العزيز: أنشدنا ابن نحرير لنفسه:
ولما انْتَبَه الوَصْلُ ... ونامت أَعْيُنُ الهَجْرِ
ووافقت ضَرة البَدْرِ ... وقد لَينها ضُرِّي
شَرِبْنَا الخَمْرَ مِنْ طَرْفٍ ... ومن خَدٍّ ومِنْ ثَغْرِ
وقُلْنَا قد صفا الدَّهْرُ ... وغابت أنجُمُ الغَدْرِ
دَهَتْنَا صَيْحَةُ الدِّيكِ ... ووافت غُرَّة الفجرِ
فقامت وهي لَا تدري ... إلى أين ولا أدري
فيا ليت الدُّجَى طال ... وكان الطُّولُ من عمري(30/389)
ومن شعره:
لساني كَتَومٌ لَأسراركم ... ولكنّ دمعي لسريّ مُذِيعُ
فلولَا دموعي كتمتُ الهوى ... ولولَا الهوى لم تكُن لي دموع [1]
كتمتُ جوى حبُّكم في الحَشَى ... ولم تدرِ بالسِّرِ مِنِّي الضُّلوع [2]
148- المُظفَّر بْن محمد بْن عليّ بْن إسماعيل بْن عَبْد الله بن ميكال [3] .
الَأمير أبو شجاع ابن الأمير أبي صالح النَّيْسَابوريّ.
من بيت الْإِمرة والحِشْمة. ترك الرِّئاسة ولبس المُرقَّعة وتصوَّف، ونظر في العِلم.
وسمع من: أَبِي الْحُسَيْن الخفّاف، ويحيى بْن إِسْمَاعِيل الحربيّ، وأبي بكر بن عَبْدُوس.
وحدَّث.
تُوُفّي نصف رجب.
__________
[1] نسب البيتان الأولان إلى أبي عيسى محمد بن هارون الرشيد، انظر تاريخ الإسلام للذهبي، حوادث ووفيات 201- 210 هـ ص 472. وفيه عجز البيت الأول: ودمعي غوم بسرّي مذيع.
كما نسبا إلى عبد الله المأمون: تاريخ الإسلام للذهبي، حوادث ووفيات 211- 220 هـ ص 237.
وهما في: المحاسن والمساوئ للبيهقي 377، والبداية والنهاية 100/ 278، وتاريخ دمشق 280، والوافي بالوفيات 7/ 659، والنجوم الزاهرة 2/ 227، وتاريخ الخلفاء 333.
[2] وروى الخطيب التبريزي من شعر ابن نحرير:
يا نساء الحيّ من مضر ... إنّ سلمى ضرّة القمر
إنّ سلمى لا فجعت بها ... أسلمت طرفي إلى السهر
فهي إن صدّت وإن وصلت ... مهجتي منها على خطر
وبياض الشعر أسكنها ... من سواد القلب والبصر
(وفيات الأعيان 6/ 94) .
[3] انظر عن (المظفّر بن محمد) في:
المنتخب من السياق 449 رقم 1517، والمختصر الأول من المنتخب (مخطوط) ورقة 89 ب.(30/390)
149- منصور بن إسماعيل بن أَحْمَد بن أبي قُرة [1] .
القاضي أبو المظفَّر الهَرَويّ، الفقيه الحنفيّ، قاضي هَرَاة وخطيبها ومُسْنِدها.
روى عن: أبي الفضل بن خميروَيْه، وأبي الحسن أَحْمَد بن عيسى الغَيْزَانِيّ، وزاهر بن أَحْمَد السَّرْخَسِيّ.
توفِّي في ذي القعدة عن قريب تسعين سنة.
وهو آخر من روى عن ابن خَميرُوَيْه.
وهذا الغَيْزَانيّ روى عن: أبي سعد يحيى بن منصور الهَرَوِيّ، وتُوُفّي سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة.
- حرف الهاء-
150- هارون بن طاهر بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن ماهلة [2] .
أبو محمد الهمداني الأمين.
روى عَنْ: أَبِيه، وأبي بَكْر بْن لال، وابن بشّار، وابن تركان. وعن:
صالح بن أحمد الحافظ بالإجازة.
قال شيروَيْه: صدوق، ثقة.
تُوُفّي في ذي الحجّة.
قلت: هو آخر من روى عن صالح.
__________
[1] انظر عن (منصور بن إسماعيل) في:
النجوم الزاهرة 5/ 74.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.(30/391)
- حرف الياء-
151- يحيى بن زيد بن يحيى بن علي بن محمد بن أحمد بن عيسى بن الشّهيد زيد بن عليّ بن الشّهيد الحسين سِبط رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [1] .
أَبُو الحُسَيْن الحُسَيْنيّ الزَّيْدِيّ، قاضي دمشق.
روى عن: أبي عبد اللَّه بن أبي كامل [2] ، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر.
رَوَى عَنْهُ: أبو بكر الخطيب، وأبو طاهر الحِنّائيّ، وأبو الحسن بن الموازينيّ.
قال الكتّانيّ: تُوُفِّي الشريف معتمد الدَّولة ذو الجلالتين في ذي الحجّة، وهو يومئِذٍ ناظر أموال العساكر بدمشق، رحمه الله تعالى.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن زيد) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 46/ 228، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 92، والرجال للحلّي 374، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 27/ 261 رقم 129، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 195، 196 رقم 1817.
[2] هو الأطرابلسي.(30/392)
سنة ست وخمسين وأربعمائة
- حرف الألِف-
152- أَحْمَد بن عبد الواحد بن الحسن بن عيسى [1] .
أبو نعيم السُّكّريّ.
في جُمَادَى الأُولى.
153- أَحْمَد بْن محمد بْن عمر بن ديزكة [2] .
أبو الطَّيّب الْأصبهانيّ التَّاجر، الرجل الصّالح.
سمع: أبا بكر المقري.
روى عنه: الحدّاد، وغيره.
أرّخه ابن مَنْدَهْ.
- حرف الحاء-
154- الحسن بن عبد الرَّحمن بن الخصيب [3] .
أبو عليّ الكرَّانيّ [4] الْأصبهانيّ.
155- الحسن بن محمد بن عليّ بن محمد [5] .
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن عمر) في:
التقييد لابن النقطة 172، 173 رقم 192.
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
[4] تقدّم التعريف بهذه النسبة في هذا الجزء.
[5] انظر عن (الحسن بن محمد البلخي) في:
معجم البلدان 2/ 449، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 10/ 294، والمنتخب من السياق-(30/393)
الحافظ أبو الوليد البَلْخيّ الدَرْبَنْدِيّ [1] .
روى عَنْ: أَبِي عَبْد اللَّه محمد بْن أَحْمَد، وغُنْجار، وأبي الحسين بن بِشْران، وعبد الرّحمن بن أبي نصر التّميميّ الدّمشقيّ، وأبي القاسم بن ياسر الجويريّ، وأبي عيسى بن شاذان، وأبي القاسم الحُرْفيّ، وخلقٌ كثير.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وعبد العزيز الكتّانيّ وهما أقدم طلبًا منه، وأبو عليّ الحدَّاد، وطاهر النَّحّاميّ، والفرّوايّ، وعبد المنعم بن القُشَيْريّ، وآخرون.
وتُوُفّي بسَمَرْقنَدْ في رمضان.
أخبرنا أَحْمَدَ بْنَ هِبَةِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي رَوْحٍ: أنا زاهر، أنا أبو الوليد الحسن بن محمد بن عليّ، أنا أبو القاسم الحسن بن محمد الأنباريّ: ثنا محمد بن أحمد بن المسور، ثنا المقدام بن داود بن عيسى، فذكر حديثًا [2] .
قال ابن النَّجّار: كان رديء الخط [3] ، ولم يكن لهُ كبير معرفة، غير أنّهُ مُكْثِر، واسع الرِّحلة، صدوق.
سمع ببَلْخ عليِّ بن أَحْمَد الخُزَاعِيّ، وبِنَيْسَابُور يحيى بن المُزكِّيّ، والحِيَرِيّ، وبهراة أبا منصور الأَزْدِيّ، وبأصبهان، وهمدان، والأهواز [4] .
__________
[ (- 186] رقم 521، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 7/ 71 رقم 52، والمعين في طبقات المحدّثين 132 رقم 1453، وتذكرة الحفاظ 3/ 1155، 1156، وسير أعلام النبلاء 18/ 297، 298 رقم 138، وطبقات الحفاظ 437، وشذرات الذهب 3/ 301، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 250.
[1] الدربندي: نسبة إلى دربند، مدينة على بحر طبرستان، ويقال له باب الأبواب. (معجم البلدان 1/ 303) .
[2] انظر الحديث وتخريجه في: سير أعلام النبلاء 18/ 298.
[3] في تذكرة الحفاظ، وشذرات الذهب: «ردي الحفظ» .
[4] وقال عبد الغافر الفارسيّ في (المنتخب) : «المحدّث الصوفي من الجوالين في طلب الحديث» .
ونقل ابن عساكر عنه قوله:
«المحدّث الصوفي شيخ مشهور معروف من المشايخ الجوّالين في طلب الحديث المكثرين منه، طاف في الآفاق ودوّخ البلاد والأطراف، وحصّل الأسانيد والغرائب والحكايات ثم رجع إلى سمرقند ومات بها سنة نيّف وخمسين وأربعمائة.(30/394)
156- الحسين بن أَحْمَد بن عليّ [1] .
أبو عبد اللَّه الأَبْهريّ الشّافعيّ.
حدَّث في هذا العام بهَمَذَان عن: حمد بن عبد اللَّه، وأحمد بن محمد البصير، والحسين بن الحسن النعماني، وأبي الحسن السامري، وأبي أحمد الفرضي، وأبي بكر بن لال، وجماعة.
قال شيرويه: كان فقيها فاضلا صدوقا. روى عنه أحمد عمر البيع، وكهولنا.
157- الحسين بن أحمد بن الحسين بن حي التجيبي [2] .
القرطبي.
أخذ علم العدد والهندسة عن محمد بن عمر بن برغوث، وصنَّف زيجًا مُختَصرًا، ولحق باليمن، وتقدَّم عند أميرها، ونفذه رسولًا إلى العراق.
158- حَيْدَرَة بن مَنْزُو بن النُّعْمَان [3] .
الَأمير أبو المُعلَّى الكتّاميّ المغربيّ.
ولي إمرة دمشق بعد هروب أمير الجيوش عنها فوصلها في سنة ستٍّ وخمسين، ثُمّ عُزِلِ بعد شهرين بالَأمير دُرِّيّ المستنصريّ.
- حرف السّين-
159- سِراج بن عبد اللَّه بن محمد بن سراج [4] .
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (حيدرة بن منزو) في:
أمراء دمشق في الإسلام 28 رقم 95، واتعاظ الحنفا 2/ 270، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 25.
[4] انظر عن (سراج بن عبد الله) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 226، 227 رقم 518، وبغية الملتمس للضبي 304 رقم 780، والمغرب في حلي المغرب 1/ 161، 162، وسير أعلام النبلاء 18/ 178، 179 رقم 95، وشجرة النور الزكية 1/ 118.(30/395)
أبو القاسم الأمويّ، مولاهم الأندلُسِيّ، قاضي الجماعة بقُرْطُبَة.
سمع من أبي محمد الأصيليّ «صحيح البخاريّ» بِفَوْتٍ يسير إجازة له.
وسمع من: أبي عبد اللَّه محمد بن زكريّا بن برطال، وأبي محمد بن سَلَمَة، وأبي المطرّف عبد الرّحمن بن فطيس، وغيرهم.
وولي القضاء في سنة ثمان وأربعين، وإلى أن تُوُفّي، فلم تُنْعَ عليه سقطة، ولا حُفِظت له زلَّة.
وكان فقيهًا صالحًا حليمًا على منهاج السَّلَف.
تُوُفّي في شوَّال عن ستٍّ وثمانين سنة.
حمل عنه جماعة من العلماء.
- حرف العين-
160- عبد اللَّه بن محمد بن الذَّهبيّ [1] .
الَأَزْديّ الأندلُسيّ، الطّبيب الفيلسوف. كان كلِفًا بالكيمياء، مجتهدًا في طلبها.
وصنَّفَ مقالةً في أنّ الماء لَا يعدو.
تُوُفّي ببلْنِسية في جُمَادى الآخرة.
161- عبد اللَّه بن موسى بن سعيد الأنصاريّ [2] .
أبو محمد الطُّلَيْطُليّ، ويُعرف بالشّارِقيّ.
سمع بقرطبة من: يونس بن عبد اللَّه، وأبي محمد بن دحّون، وأبي عمر الطّلمنكيّ، وجماعة كثيرة.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن محمد) في:
تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) 346 (وتحقيق سويّم) 13 وقال زعرور في الحاشية: «لم تذكر المصادر المتوفرة اسم هذا الطبيب أيضا» .
[2] انظر عن (عبد الله بن موسى) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 277- 279 رقم 610.
وسيعاد برقم (203) .(30/396)
وحجَّ وسَمِعَ ورجع إلى وطنه.
وكان زاهدًا عابدًا رافضًا للدُّنيا يجلس للناس ويُذكِّرهم ويأمُرهم بالمعروف، ويُعلّمهم، ويتواضع لهم ويصبر على أخلاقهم، ويقنع باليسير من السّترة والقوت [1] .
تُوُفّي في شوَّال.
162- عبد الجبَّار بن فاخر بن مُعَاذ [2] .
أبو المعالي السِّجْزيّ.
تُوُفّي في شعبان.
163- عبد العزيز بن أحمد [3] .
__________
[1] وقال ابن بشكوال: «وكان من خيار المسلمين، وممن انقطع إلى الله عزّ وجلّ، ورفض الدنيا، وتجرّد إلى أعمال الآخرة، مجتهدا في ذلك بلا أهل ولا ولد، لم يباشر محرّما إلى أن مات على أقوم طريقة. وكان حسن الإدراك، جيّد التلقين، حصيف العقل، نقيّ القريحة، مع الصلاة الطويلة، والصيام الدائم، ولزوم المسجد الجامع، كانت له فيه مجالس كثيرة يعلّم الناس أمر وضوئهم وصلاتهم وجميع ما افترض الله عليهم، وكان حسن الخلق، صابرا لمن جفا عليه، متواضعا، قليل المال، صابرا، قانعا، راضيا باليسير من المطعم والملبس، وأشير عليه بأن يفرض له في الجامع فأبى من ذلك.
وكان آخر عمره قد عزم على الرحلة إلى الحج، فأرسل فيه القاضي أبو زيد بن الحشّاء وقال له:
تقدّمت له رحلة؟ فقال: نعم. وقد حججت إن شاء الله، فقال له: هذه نافلة ولا سبيل لك إلى ذلك، والّذي أنت فيه آكد. ومنعه عن الخروج من طليطلة، فمكث فيها إلى أن توفي سنة ست وخمسين وأربعمائة» .
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (عبد العزيز بن أحمد) في:
الإكمال لابن ماكولا 3/ 111 و 303، وتعليم المتعلّم 17، 39، والأنساب 4/ 194، 193، واللباب 1/ 380، 381، وسير أعلام النبلاء 18/ 177، 178 رقم 94، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 244، والجواهر المضيّة 2/ 429، 430 رقم 821، والقاموس المحيط (مادّة: ح، ل، و) ، وتاج التراجم لابن قطلوبغا 35، وتبصير المنتبه 2/ 511، وطبقات الفقهاء لطاش كبرى زاده 70، وكتائب أعلام الأخيار، رقم 241، والطبقات السنّية، رقم 253 وكشف الظنون 1/ 46، 568 و 2/ 1224، 1580، 1999، وتاج العروس 10/ 96 (مادّة: ح ل و) ، والفوائد البهيّة 95- 97، وهدية العارفين 1/ 577، 578، والأعلام 4/ 136، 137، ومعجم المؤلفين 5/ 243.(30/397)
شمس الأئِمّة الحلوائيّ [1] أبو مُحَمَّد [2] ، مفتي بُخَارى وعالمها.
تفقَّه على القاضي أبي عليّ الحسين بن الخضر النَّسَفيّ.
وحدَّث عن: عبد الرَّحمن بن الحُسين الكاتب، وأبي سهل أَحْمَد بن محمد بن مكِّي الأَنْماطيّ، وطائفة من شيوخ بُخَارى.
تفقّه عليه، وسمع منه أئِمّة منهم: شمس الأئِمّة أبو بكر محمد بن أبي سهل السَّرْخَسيّ، وفخر الْإِسلام عليّ، وصدر الْإِسلام أبو اليُسر محمد ابنا محمد بن الحُسَيْن البَزْدَويّ، والقاضي جمال الدّين أبو نصر أَحْمَد بن عبد الرّحمن، وشمس الأئِمّة أبو بكر محمد بن عليّ الزَّرَنْجَرِيّ [3] ، وآخرون سمَّاهم أبو العلاء الفَرَضِيّ. ثم قال: مات بِبُخارى، في شعبان سنة ستٍّ، ودُفِن بمقبرة الصُّدور.
وقد ذكره السّمعانيّ في كتاب «الأنساب» [4] فقال: عبد العزيز بن أَحْمَد بن نصر بن صالح، شمس الأئمّة البخاريّ الحَلْوائيّ، بفتح الحاء، إمام أهل الرأي ببخارى في وقته.
حدَّث عن: غُنْجار، وصالح بن محمد، وأبي سهل أَحْمَد بن محمد الأنماطيّ.
توفي بكش. حمل إلى بخارى سنة ثمان أو تسع وأربعين.
وذكره النخشبي في «معجمه» فقال: شيخ عالم بأنواع العلوم، معظم للحديث، غير أنّه يتساهل في الرواية [5] .
__________
[1] الحلوائي: (بفتح الحاء المهملة وسكون اللام) وهذه النسبة إلى عمل الحلو وبيعها.
(الأنساب 4/ 193) .
[2] في الإكمال 3/ 111 «أبو أحمد» .
[3] الزّرنجريّ: بفتح الزاي والراء وسكون النون والجيم المفتوحة، وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى زرنجرى، ويقال لها زرنكرى، وهي قرية من قرى بخارى. (الأنساب 6/ 270) .
[4] ج 3/ 193، 194.
[5] الأنساب 4/ 194 وفيه: «معظّم للحديث وأهل الحديث، لم أشك أنه صاحب حديث في الباطن إن شاء الله من تعظيمه للحديث غير أنه يفتي على مذهب الكوفيين» .(30/398)
مات في شعبان سنة 52 [1] .
قلت: سنة ستٍّ أصحّ، فإنّه بخط شيخنا الفَرَضيّ.
164- عبد العزيز بن محمد بن محمد بن عاصم الحافظ [2] .
النخْشَبيّ [3] .
ونَخْشَب هي نَسَف.
سمع: جعفر بن محمد المستغفريّ، وأبا طالب بن غَيْلان، وأبا طاهر بن عبد الرَّحيم، وجماعة كثيرة بأصبهان، ودمشق، وبغداد، وخُراسان.
روى عنه: أبو القاسم بن أبي العلاء، وسهل بن بِشر الدّمشقيّان، وجماعة.
وكان من كبار الحُفَّاظ. خرج لجماعة وتُوُفّي كهلًا. ولم يَرْوِ إِلَّا اليسير.
ودخل أصبهان سنة ثلاثٍ وثلاثين فسمع من: أصحاب الطَّبرانيّ.
وسمع من: أبي الفرج الطَّناجِيريّ، ومحمد بن الحسين الحرّانيّ، وأبي منصور السَّوّاق، والصُّوريّ.
وانتقى على القاضي أبي يَعْلَى خمسة أجزاء.
وقال يحيى بن مَنْدَهْ: كان واحد زمانه في الحفظ والإتقان لم نر مثله في
__________
[1] وزاد النخشبي: «كان أخرج إليّ أصوله لأخرج له الأمالي، فكان من جملة ما دفع إليّ أمالي بخط القاضي أبي علي النسفي مما أملاها ببخارا لم يكن فيه سماعه، فأمرني أن أخرج له منها، وقال: قد سمعت أماليه كلها، فأبيت عليه أن أخرج له منها إلّا أن أرى سماعه فيها أو يكون مكتوبا بخطّه عن شيوخه» .
[2] انظر عن (عبد العزيز بن محمد النخشبي) في:
الأنساب 358 ب و 408 ب (8/ 117 و 121) ، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) (24/ 258، 259) و 28/ 111، ومعجم البلدان 1/ 175 و 5/ 276، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 15/ 153 رقم 14، والعبر 3/ 237، والإعلام بوفيات الأعلام 189، وسير أعلام النبلاء 18/ 267، 268 رقم 135، وتذكرة الحفاظ 3/ 1156، 1157، ومرآة الجنان 3/ 78، وطبقات الحفاظ 437، وشذرات الذهب 3/ 297، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 147 رقم 823، ومعجم طبقات الحفاظ 113 رقم 983، وسيعاد برقم (188) .
[3] النّخشبيّ: بفتح النون وسكون الخاء وفتح الشين المعجمتين وفي آخرها الباء الموحّدة. هذه النسبة إلى نخشب وهي بلدة من بلاد ما وراء النهر. (الأنساب 12/ 59) .(30/399)
الحفظ في عصرنا، دقيق الخط، سريع الكتابة والقراءة، حسن الأخلاق [1] .
تُوُفِّي بنَخْشَب سنة سبعٍ وخمسين.
وقال ابن عساكر [2] : تُوُفِّي سَنَة سِتٍّ وخَمْسين بِنَخْشَب. وقيل: بِسَمَرْقَند.
وقال ابن السَّمعانيّ: سألت إسماعيل بن محمد الحافظ، عن عبد العزيز النَّخْشَبيّ، فجعل يُعظِّمهُ ويُعظِّم أمره جدًّا، ويقول: ذاك النَّخْشَبيّ، ذاك النَّخْشَبيّ، وكان كبيرًا حافظًا، رحل الكثير [3] .
165- عبد الكريم بن محمد بن إِسْمَاعِيل بن عمر بن سَبَنَك [4] .
أبو الفضل البَجَليّ.
سمع: جدَّهُ، وابن الصَّلْت.
وعنه: ابن بدران الحلْوانيّ، وابن كادش.
وكان من علماء الشّافعيّة.
توفّي في ربيع الأوّل.
__________
[1] تذكرة الحفاظ 3/ 1157، سير أعلام النبلاء 18/ 268.
[2] في تاريخ دمشق 24/ 259.
[3] تذكرة الحفاظ 3/ 1156، سير أعلام النبلاء 18/ 267.
وقال السّلفي: سألت المؤتمن الساجي عن عبد العزيز النخشبي فقال: كان الحفّاظ مثل أبي بكر الخطيب، ومحمد بن عليّ الصوري يحسنون الثناء عليه، ويرضون فهمه، حصل له بمصر وما والاها الإسناد.
وقال يحيى بن مندة: قدم علينا في سنة 433، ضربه القاضي الخطبيّ بسبب الإمام أبي حنيفة، رأيت بعيني علامة الضرب على ظهره، مات في جمادى الآخرة سنة سبع. كان نزل في دارنا، ويبيت مع أبي.
وقال ابن السمعاني: سمع أحمد بن الحسن محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي وذكره في «معجم شيوخه» وقال: رأيت سماعه في أجزاء من أجزاء جدّه. (الأنساب 8/ 117، معجم الشيوخ لابن جميع (بتحقيقنا) ص 16 رقم 2) .
وسمع أبا عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن طلحة الصيداوي، وأبا الفرج عبد الوهاب بن الحسين بن الغزّال في صور وذكره في معجم شيوخه. (الأنساب 8/ 117 و 121) وروى عن عطية الله بن الحسين بن محمد بن زهير الصوري خطيب صور المتوفى سنة 445 هـ. (تاريخ دمشق 28/ 111) .
[4] لم أجد مصدر ترجمته.(30/400)
166- عبد الواحد بن عليّ بن بَرْهان [1] .
العُكْبَرِيّ النُّحْويّ أبو القاسم.
بقية الشّيوخ العالِمين بالعربية والكلام والَأنساب.
سمع: أبا عبد اللَّه بن بطَّة، إِلَّا أنَّهُ لم يروِ شيئًا عنه. قاله الخطيب [2] .
وقال: كان مُضْطلِعًا بعلوم كثيرة، منها النّحو، واللّغة، والنّسب، وأيّام العرب والمتقدّمين. وله أُنْسٌ شديد بعِلم الحديث.
وقال ابن ماكولا [3] : ابن برهان من أصحاب ابن بطَّة. سمع منه حديثًا كثيرًا. وأخبرني أبو محمد بن التَّميميّ أنّ أصل ابن بطَّة «بمعجم البَغَويّ» وقع عنده وفيه سماع ابن بَرْهان، وأنَّهُ قرأهُ عليه لولديه.
قال ابن ماكولا [4] : ذهب بموته عِلم العربيّة من بغداد. وكان أحد من يعرف الأنساب. ولم أرَ مثله. وكان فقيهًا حنفيًّا. قرأ الفِقه، وأخذ الكلام عن أبي الحسين البَصْريّ، وتقدَّم فيه. وصار صاحب اختيار في علم الكلام.
__________
[1] انظر عن (عبد الواحد بن علي) في:
تاريخ بغداد 11/ 17 رقم 5685، ودمية القصر للباخرزي 3/ 1512- 1514، والإكمال لابن ماكولا 1/ 246، 247، ونزهة الألباء 356، 357، وأخبار الحمقى والمغفلين 125، والمنتظم 8/ 236 رقم 288 (16/ 89، 90 رقم 3383) ، والكامل في التاريخ 10/ 42، وإنباه الرواة 2/ 23، والمختصر في أخبار البشر 2/ 185، والإعلام بوفيات الأعلام 189، وسير أعلام النبلاء 18/ 124- 127 رقم 64، والعبر 3/ 237، 238، ودول الإسلام 1/ 268، وميزان الاعتدال 2/ 675، والعبر 3/ 237، 238، وتلخيص ابن مكتوم 121، 122، وتاريخ ابن الوردي 1/ 371، ومرآة الجنان 3/ 78، والبداية والنهاية 12/ 92، وفوات الوفيات 2/ 414- 416، والجواهر المضيّة 2/ 481، 482، وطبقات النحويين لابن قاضي شهبة 2/ 113، 114، ولسان الميزان 4/ 82، والنجوم الزاهرة 5/ 75، وبغية الوعاة 2/ 120، 121، وطبقات الفقهاء لطاش كبرى زاده 91، وكتائب أعلام الأخيار، رقم 283، والطبقات السنية، رقم 1348، وكشف الظنون 1/ 114، وشذرات الذهب 3/ 297، والفلاكة والمفلوكون 117، 118، وديوان الإسلام 1/ 343 رقم 537، والفوائد البهيّة 113، وهدية العارفين 1/ 634، والأعلام 4/ 176.
و «برهان» : ضبطت في الأصل بفتح الأول، وكذا ضبطها ابن ماكولا في (الإكمال 1/ 246) .
[2] في تاريخ بغداد 11/ 17.
[3] في الإكمال 1/ 246، 247.
[4] في (الإكمال 1/ 247) .(30/401)
وقال ابن الأثير [1] : له اختيار في الفقه [2] ، وكان يمشي في الأسواق مكشوف الرَّأس، ولا يقبل من أحدٍ شيئًا. مات في جُمَادَى الآخرة، وقد جاوز الثَّمانين وكان يميل إلى مذهب مرجئة المُعتَزَلة، ويعتقِد أنّ الكُفّار لَا يُخلَّدون في النّار [3] .
قال ياقوت الحمويّ في «تاريخ الأُدَباء» [4] : نقلت من خط عبد الرّحيم بن النّفيس بن وهبان قال: نقلت من خط أبي بكر محمد بن منصور السَّمعانيّ:
سمعت المبارك بن عبد الجبَّار الصّيرفيّ: سمعت أبا القاسم بن برهان يقول:
دخلت على الشَّريف المرَتَضَى في مرضِهِ، فإذا قد حُوِّلَ إلى الحائط، فسمعته يقول: أبو بكر وعمر وليا فعدلا، واسترحما فرحما، أفأنا أقول ارتدّا بعد أن أسلما؟
قال: فقمت وخرجت، فما بلغت عتبة الباب حتَّى سمعت الزَّعقة عليه.
167- عبد الواحد بن محمد بن مَوْهَب [5] .
أبو شاكر التُّجَيْبِيّ القَبْرِيّ [6] ، ثُمّ القُرْطُبيّ.
نزيل بَلَنْسِيَة.
سمع من: أبي محمد الأصيليّ، وأبي حفصٍ بن نابل، وأبي عمر بن أبي الحُباب، وغيرهم.
وكتب إليه أبو محمد بن أبي زيد، وأبو الحسن القابسيّ بالْإِجازة. ولي القضاء والخطبة ببلنسية.
__________
[1] في الكامل 10/ 42.
[2] وزاد: «وكان عالما بالنسب» .
[3] تاريخ ابن الوردي 1/ 371.
[4] الاسم المشهور: «معجم الأدباء» .
[5] انظر عن (عبد الواحد بن محمد بن موهب) في:
جذوة المقتبس للحميدي 290، 291 رقم 655، والصلة لابن بشكوال 2/ 384، 385 رقم 824، والعبر 3/ 238، وسير أعلام النبلاء 18/ 179، 180 رقم 96، وشذرات الذهب 3/ 298، 299.
[6] في شذرات الذهب 3/ 298 «القنبري» وهو غلط.
و «القبري» : نسبة إلى قبرة، وهي كورة من أعمال الأندلس تتّصل بأعمال قرطبة من قبليّها، وهي أرض زكيّة تشتمل على نواح كثيرة ورساتيق ومدن (معجم البلدان 4/ 305) .(30/402)
قال فيه الحُمَيْدِيّ [1] : فقيه، مُحَدِّث، أديب، خطيب، شاعر.
ولد سنة سبع وسبعين وثلاثمائة. وتُوُفِّي في ربيع الآخر.
قلت: وأظُنُّه آخر من حدَّث عن ابن أبي زيْد.
كتب عنه: أبو عليّ الغسَّانيّ، وغيره.
وهو خال أبي الوليد الباجيّ. وقد سكن أيضًا شاطبة مُدَّة.
ولهُ شِعرٌ رائق، فمنه:
يا رَوْضَتي ورِيَاضُ النَّاس مُجْدِبَةٌ ... وكوكبي وظلامُ اللّْيِلِ قد ركدا
إن كان صَرْفُ اللَّيالي عنكِ أبعدني ... فإن شَوْقي وحُزْني عنكِ ما بعدا [2]
وكان أبوه قد ارتحل وتفقَّه على ابن أبي زيد، والقابسيّ. وهو الّذي أخذ الْإِجازة منهما لولده أبي شاكر هذا.
168- عليّ بْن أَحْمَد بْن سَعِيد بْن حزْم [3] بْن غالب بن صالح بن خَلَف بن مَعْدَان بن سُفْيان بن يزيد.
__________
[1] في جذوة المقتبس 290.
[2] البيتان في: جذوة المقتبس 291، والصلة 2/ 384.
وفي الجذوة 291 شعر آخر أوله:
ومنعّم وسنان يجنى لحظه ... قتل المحبّ وتارة يحييه
[3] انظر عن (علي بن أحمد بن سعيد) في:
جذوة المقتبس للحميدي 308- 311 رقم 708 وفيه: «علي بن سعيد بن حزم» ، ومطمح الأنفس (القسم الثاني المنشور في مجلّة المورد العراقية- المجلّد 10- العدد المزدوج 3 و 4/ 354- 357 سنة 1981 بتحقيق هدى شوكة بهنام) ، والمطبوع 511، والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة لابن بسّام، المجلّد 1 ق 1/ 167- 175، وتاريخ الحكماء 232، 233، والصلة لابن بشكوال 2/ 415- 417 رقم 894، وبغية الملتمس للضبيّ 415- 418 رقم 1205، ومعجم الأدباء 12/ 235، والحلّة السيراء لابن الأبار 2/ 128، (في ترجمة ابن رشيق) ، والمطرب لابن دحية 92، والمعجب في تلخيص أخبار المغرب للمراكشي 32- 35، والمغرب في حليّ المغرب 1/ 354- 357، والتكملة لكتاب الصلة، رقم 432، واللباب 1/ 297، وفهرست ما رواه عن شيوخه لابن خير الإشبيلي 486، 492، 512، 517، ووفيات الأعيان 3/ 325- 330، ودول الإسلام 1/ 268، والعبر 3/ 239، وسير أعلام النبلاء 18/ 184- 212 رقم 99، وتذكرة الحفاظ 3/ 1146- 1155، والمعين في طبقات المحدّثين 132 رقم 1454، والإعلام بوفيات الأعلام 189، ومرآة الجنان 3/ 79، 80، والبداية والنهاية 12/ 91، 92، والإحاطة بأخبار غرناطة 4/ 111- 116، والوفيات لابن قنفذ-(30/403)
مولى يزيد بْنِ أَبِي سُفْيَان بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ الأمويّ، الفارسيّ الأصل، ثمّ الأندلسيّ القُرْطُبيّ. الْإِمام أبو محمد.
وجدُّه خَلَف أوَّل من دخل الأندلس.
وُلِدَ أبو محمد بقرطبة سنة أربع وثمانين وثلاثمائة [1] .
وسمع من: أبي عمر أَحْمَد بن الْجَسُور، ويحيى بن مسعود، ويونس بن عبد اللَّه القاضي، وضمّام بن أَحْمَد القاضي، ومحمد بن سعيد بن نبات، وعبد اللَّه بن ربيع التَّميميّ، وعبد اللَّه بن محمد بن عثمان، وأبي عمر أَحْمَد بن محمد الطَّلَمَنْكيّ، وعبد الرّحمن بن عبد اللَّه بن خالد، وعبد اللَّه بن يوسف بن ناميّ، وجماعة.
روى عنه: أبو عبد اللَّه الحُمَيْدِيّ، وابنه أبو رافع الفضل، وجماعة.
وروى عنه بالْإِجازة: أبو الحسن شُريْح بن محمد، وغيره.
وأول سماعه من ابن الْجَسُور في حدود سنة أربعمائة [2] .
__________
[ (- 247،) ] ومقدّمة تاريخ ابن خلدون 357، 467، 501، وفوات الوفيات 2/ 271، وتاريخ الخميس للدياربكري 2/ 400، ولسان الميزان 4/ 198- 202، والنجوم الزاهرة 5/ 75، وطبقات الحفاظ 436، 437، وطبقات الأمم لصاعد 86، وأخبار العلماء 156، ونفح الطيب 2/ 77- 84، وكشف الظنون 21، 118، 466، 605، 704، 1384، 1410، 1411، 1617، 1641، 1650، 1747، 1820، 1914، 1975، وشذرات الذهب 3/ 299، 300، وإيضاح المكنون 1/ 319، 356 و 2/ 62، 272، 319، 357، 444، 569، 615، 675، وهدية العارفين 1/ 690، 691. وفهرست الخديوية، 2/ 236، وكنوز الأجداد لكرد علي 245- 250، وظهر الإسلام لأحمد أمين 3/ 53- 64، والمجدّدون في الإسلام للصعيدي 190- 194، وتاريخ آداب اللغة العربية 3/ 104، 105، وعلم التأريخ عند المسلمين لروزنثال 54، 55، ودائرة المعارف الإسلامية 1/ 136- 144، والخالدون لطوقان 139- 147، ومعجم المؤلفين 7/ 16، 17، وانظر مقدّمة كتابه: جمهرة أنساب العرب بتحقيق المرحوم عبد السلام محمد هارون.
[1] قال صاعد: كتب إليّ أبو محمد بن حزم يقول بخطه: ولدت بقرطبة في الجانب الشرقي في ربض منية المغيرة قبل طلوع الشمس وبعد سلام الإمام من صلاة الصبح آخر ليلة الأربعاء آخر يوم من شهر رمضان المعظّم، وهو اليوم السابع من نوفمبر سنة أربع ثمانين وثلاثمائة بطالع العقرب. (طبقات الأمم 86، الصلة 2/ 417) .
[2] جذوة المقتبس 308.(30/404)
وكان إليه المنتهى في الذَّكاء والحِفظ وكثرة العِلم. كان شافعيِّ المذهب، ثم انتقل إلى نفي القياس والقول بالظَّاهِر. وكان مُتَفَنِّنًا في علوم جمَّة، عاملًا بعلمه، زاهدًا بعد الرِّئاسة الّتي كانت لَأبيه، وله من الوزارة وتدبير المُلْك.
جمع من الكُتُب شيئًا، ولا سيِّما كُتُب الحديث.
وصنّف في فقه الحديث كتابًا سمّاه «الْإِيصال إلى فهم كتاب الخِصال الجامعة مُجمل [1] شرائع الْإِسلام في الواجب والحلال والحرام [2] والسُّنَّة والْإِجماع» ، أورد فيه قول الصَّحابة فَمَن بعدهم في الفِقْه، والحُجَّة لكل قول.
وهو كتاب كبير [3] .
وله كتاب «الْإِحكام لَأصول الأحكام» [4] في غاية التَّقَصّي [5] .
وكتاب «الفِصَل [6] في المِلل والنِّحَل» [7] .
وكتاب «إظهار تبديل اليهود والنَّصارى للتوراة والإنجيل وبيان تناقض ما بأيديهم ممّا لا يحتمله التّأويل» [8] ، وهو كتاب لم يُسْبَق إليه في الحُسْن [9] .
وكتاب «المُجَلَّى في الفِقْه» مُجَلَّد.
__________
[1] في الجذوة: «لجمل» .
[2] في الجذوة زيادة: «وسائر الأحكام، على ما أوجبه القرآن» .
[3] في خمسة عشر ألف ورقة. (سير أعلام النبلاء 18/ 193) .
[4] قام بتحقيقه العلّامة أحمد شاكر وصدر في 8 أجزاء، (1345- 1348 هـ) ، وقد صوّرته «دار الآفاق الجديدة» ببيروت ونشرته سنة 1980 م. بتقديم للدكتور إحسان عباس.
[5] زاد الحميدي: «وإيراد الحجاج» . (الجذوة 309) .
[6] الفصل: بكسر الفاء وفتح الصاد المهملة، مفردها: فصلة، وهي النخلة المنقولة من محلّها إلى محلّ آخر لتثمر. وقد ضبطت في (الجذوة 309) بفتح الفاء وسكون الصاد.
[7] في الجذوة: «الفصل في الملل والأهواء والنحل» ، ومثله في: بغية الملتمس 416، وكذا هو عنوان الكتاب المطبوع لأول مرة في المطبعة الأدبية بمصر 1317 هـ- في خمسة أجزاء وبهامشه كتاب «الملل والنحل» للشهرستاني. وهو في (وفيات الأعيان 3/ 326) : «الفصل في الملل في الأهواء والنحل» ، وفي معجم الأدباء 12/ 251 «الفصل بين أهل الآراء والنّحل» .
[8] في الجذوة 309: «.. وبيان تناقض ما بأيديهم من ذلك مما يحتمل التأويل» .
والمثبت يتفق مع: بغية الملتمس 416، وهو ضمن كتابه «الفصل» 1/ 116 و 2/ 91.
[9] في الجذوة، والبغية: «وهذا مما سبق إليه» ! والصحيح هو المثبت كما في (وفيات الأعيان 3/ 326) .(30/405)
وكتاب «المُحلَّى في شرح المُجلَّى» [1] في ثمانية أسفار في غاية التَّقصّي [2] .
وله كتاب «التّقريب لحدِّ المنطق والمدخل إليه» بالَألفاظ العامّية والَأمثلة الفقهيّة [3] .
وكان شيخه في المنطق محمد بن الحسن المَذْحِجِيّ [4] القُرْطُبيّ المعروف بابن الكتَّانيّ [5] ، وكان شاعِرًا طبيبا مات بعد الأربعمائة [6] .
قال الغزالي رحمه اللَّه: قد وجدت في أسماء اللَّه كتابًا ألَّفه أبو محمد بن حزم الأندلُسيّ يدل على عِظَم حفظه وسَيَلان ذِهْنِه [7] .
وقال أبو القاسم صاعد بن أَحْمَد: كان ابن حزم أجمع أهل الأندلُس قاطِبة لعلوم الْإِسلام، وأوسعهم معرفة مع توسُّعُه في علم اللِّسان، ووفور حظّه من البلاغة والشِّعر، والمعرفة بالسّير والَأخبار. أخبرني ابنه الفضل أنَّهُ اجتمع عنده بخطّ أبيه أبي محمد من تأليفه نحو أربعمائة مُجَلَّد، تشتمل على قريبٍ من ثمانين ألف ورقة [8] .
وقال الحُمَيْدِيّ [9] : كان ابن حَزْم حافِظًا للحديث وفِقْهِهِ، مُسْتَنْبِطًا للَأحكام من الكِتاب والسُّنَّة، مُتَفَنِّنًا في علوم جمَّة، عاملًا بعلمه. وما رأينا مثله فيما
__________
[1] في سير أعلام النبلاء 18/ 194: «المحلّى في شرح المجلّى بالحجج والآثار» .
[2] حقّقه العلّامة أحمد شاكر، ثمّ حقّقه محمد منير الدمشقيّ في 11 جزءا.
[3] قال الحميدي، واقتبسه الضبيّ: «سلك في بيانه وإزالة سوء الظنّ عنه وتكذيب الممخرقين به طريقة لم يسلكها أحد قبله فيما علمناه» . وانظر: وفيات الأعيان 3/ 326.
[4] المذحجي: بفتح الميم وسكون الذال المعجمة، وكسر الحاء المهملة والجيم. نسبة إلى مذحج، وهي قبيلة من اليمن. (الأنساب 11/ 212) .
[5] انظر عن (ابن الكتاني) في:
جذوة المقتبس 45، وطبقات صاعد 82، والوافي بالوفيات 2/ 348 و 3/ 16.
[6] الإكمال لابن ماكولا 7/ 187، وفيات الأعيان 3/ 426.
[7] العبر 3/ 239، تذكرة الحفاظ 3/ 117، سير أعلام النبلاء 18/ 187، نفح الطيب 2/ 78، لسان الميزان 4/ 201 وفيه أن قول الغزالي في «شرح الأسماء الحسنى» .
[8] الصلة 2/ 416، معجم الأدباء 12/ 238، 239، وفيات الأعيان 3/ 326، تذكرة الحفاظ 3/ 1147، سير أعلام النبلاء 18/ 187، نفح الطيب 2/ 78، لسان الميزان 4/ 199.
[9] في الجذوة 308 و 309.(30/406)
اجتمع له مع الذّكاء، وسُرْعة الحِفْظ، وكَرَم النَّفس والتَّديُّن. وكان لهُ في الآداب والشِّعر نَفَس واسِع، وباعٌ طويل. وما رأيت من يقول الشِّعر على البديه أسرع منه. وشِعره كثير جمعته على حروف المُعْجَم.
وقال أبو القاسم صاعد: كان أبوه أبو عمر من وزراء المنصور محمد بن أبي عامر، مدبِّر دولة المؤيّد باللَّه بن المُستنصِر، ثم وزر للمُظفّر بن المنصور.
ووزر أبو محمد للمستظهر باللَّه عبد الرّحمن بن هشام، ثمّ نبذ هذه الطّريقة، وأقبل على العلوم الشَّرعيّة، وعُنِيَ بعلم المنطق، وبرع فيه، ثمّ أعرض عنه وأقبل على علوم الْإِسلام حتّى نال من ذلك ما لم ينله أحد بالَأندلس قبله [1] .
وقد حط أبو بكر بن العربيّ في كتاب «القواصم والعواصم» [2] على الظّاهريّة فقال [3] : هي أُمَّة سخيفة، تسوَّرَت على مرتبةٍ ليست لها، وتكلَّمَت بكلامٍ لم تفهمه تلقَّفوه من أخوانهم الخوارج حين حكّم عليٌّ يوم صفّين فقال:
لَا حُكم إِلَّا للَّه. وكانت أول بدعة لقيت في رحلتي القول بالباطن، فلمّا عُدت وَجَدتُ القَوُل بالظاهر قد ملَأ به المغرب سخيفٌ كان من بادية أشبيليّة يُعِرَف بابن حزم، نشأ وتعلَّق بمذهب الشّافعيّ، ثم انتسب إلى داود، ثم خلع الكُل، واستقلّ بنفسه وزعم أنّه إمام الأمّة، يضع ويرفع، ويحكُم ويُشَرِّع [4] ، ينسب إلى دين اللَّه ما ليس فيه، ويقول عن العلماء ما لم يقولوا تنفيرًا للقلوب عنهم. وخرج عن طريق المُشَبّهة في ذات اللَّه وصفاته، فجاء فيه بِطَوَامٍ، واتَّفق كونه بين قومٍ لَا بصر لهم إِلَّا بالمسائل، فإذا طالبهم بالدّليل كاعوا [5] ، فتضاحك [6] مع أصحابه منهم. وعضَّدتهُ الرِّئاسة بما كان عنده من أدب، وبِشُبَهٍ كان يوردها على الملوك،
__________
[1] معجم الأدباء 12/ 237، 238.
[2] هكذا هنا وسير أعلام النبلاء 18/ 188، واسمه «العواصم من القواصم» ، وهو مطبوع بتحقيق العلّامة محبّ الدين الخطيب.
[3] في الهامش: «ث. من أراد أن يعرف مرتبة ابن العربيّ في إطلاق لسانه في العلماء الكبار كأبي حنيفة والشافعيّ فلينظر في كتاب «القبس» في حديث «لعن الله اليهود حرّمت عليهم شحوم ... » الحديث، وفي غيره يجد ما قاله في الظاهرية دون ما قاله فيهما» .
[4] في الهامش: «ث. انظر هذا التناقض. قدّم أنهم يقولون لا حكم إلا للَّه، ثم زعم أنه يحكم ويشرع» .
[5] كاعوا: جبنوا.
[6] في سير أعلام النبلاء 18/ 189 «فيتضاحك» .(30/407)
فكانوا يحملونه ويَحْمُونَهُ بما كان يُلقي إليهم من شبه البدع والشّرع [1] . وفي حين عودي من الرِّحلة ألفيتُ حضرتي منهم طافحة، ونار ضلالهم لافحة، فقاسيتهم مع غير أقران، وفي عدم أنصار إلى حساد يطئون عَقِبي، تارةً تذهب لهم نفسي، وأخرى ينكسر لهم ضرسي وأنا ما بين إعراضٍ عنهم، أو تشغيبٍ بهم. وقد جاءني رجلٌ بجزءٍ لابن حزم سمَّاه «نُكَت الْإِسلام» ، فيه دواهي، فجرَّدتُ عليه نواهي. وجاءني آخر برسالة في اعتقاد [2] ، فنقضتها برسالة «الغُرَّة» . والَأمر أفحش من أن يُنْقض. يقولون: لَا قول إِلَّا ما قال اللَّه [3] . فإنَّ اللَّه لم يأمُر بالاقتداءِ بأحدٍ، ولا بالاهتداء بهَدْي بَشْرٍ فيجب أن تتحقّق أنَّهُ [4] ليس لهم دليل، إنَّما هي سخافَةُ في تهويل. فأوصيكم بوصيّتين: أنْ لَا تستدِلّوا عليهم، وأن تطالبوهم بالدّليل. فإنّ المُبتَدِع إذا استدللت عليه شَغّب عليك، وإذا طالبته بالدَّليل لم يجد إليهِ سبيلا.
فأمَّا قولهم: لَا قول إِلَّا ما قال اللَّه: فحق، ولكن أرِني ما قال اللَّه. وأمَّا قولهم: لَا حُكم إِلَّا للَّه فغير مُسَلَّمٍ على الْإِطلاق، بل من حُكْم اللَّه أن يجعل الحُكْمَ لغيره فيما قاله وأخبر به. صَحَّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قَالَ: «وَإِذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فَلَا تُنْزِلْهُمْ عَلَى حُكْمِ اللَّه، فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا حُكْمُ اللَّه، وَلَكِنْ أَنْزِلْهُمْ عَلَى حْكُمِكَ» [5] . وَصَحَّ أَنَّهُ قَالَ: «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ» [6] .. الحديث.
قال اليسع بن حزم الغافقيّ، وذكر أبا محمد بن حزم فقال: أمّا محفوظه
__________
[1] في السير: «والشرك» .
[2] في السير: «الاعتقاد» .
[3] زاد في السير 18/ 189: «ولا نتبع إلّا رسول الله» .
[4] في السير: «أن تتحققوا أنهم» .
[5] أخرجه مسلم في حديث طويل في الجهاد والسير (1731) باب تأمير الإمام الأمراء على البعوث ووصيّته إيّاهم بآداب الغزو وغيرها، وأبو داود (2612) ، من حديث: بريدة بن الحصيب الأسلمي.
[6] أخرجه الإمام أحمد في المسند 4/ 127، وأبو داود (4607) ، والترمذي (2687) ، وابن ماجة (43) ، والدارميّ 1/ 44، وابن أبي عاصم (26) و (27) و (29) و (30) و (31) و (32) ، وابن حبّان (102) ، والحاكم في المستدرك 1/ 95، والذهبي في تلخيصه، وقال الترمذي:
هذا حديث حسن صحيح. وهو من حديث العرباض بن سارية.(30/408)
فبحرٌ عُجاج، وماءٌ ثجاج، يخرج من بحره مَرْجان الحِكَم، وينبت بثَجّاجه أَلْفَافُ النِّعم في رياض الهِمم. لقد حفظ علوم المُسلمين، وأُربي على أهل كل [1] دين، وألَّف «المِلل والنِّحل» . وكان في صباه يَلْبس الحرير، ولا يرضى من المكانة إِلَّا بالسّرير. أنشد المُعتمد، فأجاد، وقصد بَلَنْسِيَة، وفيها المُظفّر أحد الأطواد.
حدَّثني عنه عمر بن واجب قال: بينما نحن عند أبي بِبَلَنْسِيَة، وهو يُدرِّس المذهب، إذا بأبي محمد بن حَزْم يَسْمَعُنا، ويتعجَّب ثُمّ سأل الحاضرين عن سؤال من القدريّة [2] جُوُوِب عليه، فاعترض فيه [3] ، فقال لهُ بعض الحُضَّار: هذا العلم ليس من مُنْتَحَلاتِك. فقام وقعد، ودخل منزله فعكف. وكَفَ منه وابِلٌ فما كَفَّ. وما كان بعد أشْهُرٍ قريبة حتَّى قصدنا إلى ذلك الموضِع، فناظر أحسن مُناظرةً قال فيها: أنا أتبع الحقّ، وأجتهِد، ولا أتقيَّد بمذهبٍ [4] .
__________
[1] في السير 18/ 190 «على كل أهل» .
[2] في السير 18/ 191 «ثم سأل الحاضرين مسألة من الفقه» .
[3] في السير: «فاعترض في ذلك» .
[4] سير أعلام النبلاء 18/ 190، 191، تذكرة الحفاظ 3/ 1148، لسان الميزان 4/ 199.
وقد عقّب المؤلّف الذهبي- رحمه الله- على ذلك فقال:
«قلت: نعم، من بلغ رتبة الاجتهاد، وشهد له بذلك عدّة من الأئمّة، لم يسغ له أن يقلّد، كما أنّ الفقيه المبتدئ والعاميّ الّذي يحفظ القرآن أو كثيرا منه لا يسوغ له الاجتهاد أبدا، فكيف يجتهد؟ وما الّذي يقول؟ وعلام يبني؟ وكيف يطير ولم يريّش؟ والقسم الثالث: الفقيه المنتهي اليقظ الفهم المحدّث، الّذي قد حفظ مختصرا في الفروع، وكتابا في قواعد الأصول، وقرأ النحو، وشارك في الفضائل مع حفظه لكتاب الله وتشاغله بتفسيره وقوة مناظرته، فهذه رتبة من بلغ الاجتهاد المقيّد، وتأهّل للنظر في دلائل الأئمّة، فمتى وضح له الحقّ في مسألة، وثبت فيها النص، وعمل بها أحد الأئمّة الأعلام كأبي حنيفة مثلا، أو كمالك، أو الثوريّ، أو الأوزاعيّ، أو الشافعيّ، وأبي عبيد، وأحمد، وإسحاق، فليتّبع فيها الحقّ ولا يسلك الرخص، وليتورّع، ولا يسعه فيها بعد قيام الحجّة عليه تقليد، فإن خاف ممن يشغّب عليه من الفقهاء فليتكتّم بها ولا يتراءى بفعلها، فربما أعجبته نفسه، وأحبّ الظهور، فيعاقب. ويدخل عليه الداخل من نفسه، فكم من رجل نطق بالحق، وأمر بالمعروف، فيسلّط الله عليه من يؤذيه لسوء قصده، وحبّه للرئاسة الدينية، فهذا داء خفيّ سار في نفوس الفقهاء، كما أنه داء سار في نفوس المنفقين من الأغنياء وأرباب الوقوف والتّرب المزخرفة، وهو داء خفيّ يسري في نفوس الجند والأمراء والمجاهدين، فتراهم يلتقون العدوّ، ويصطدم الجمعان وفي نفوس المجاهدين مخبئات وكمائن من الاختيال وإظهار الشجاعة ليقال، والعجب، ولبس القراقل المذهّبة، والخوذ المزخرفة، والعدد المحلّاة على نفوس متكبّرة، وفرسان متجبّرة، وينضاف إلى ذلك-(30/409)
وقال الشّيخ عزّ الدّين بن عبد السَّلام: ما رأيتُ في كُتُب الْإِسلام في العِلم مثل «المجلّى» [1] لابن حزم، و «المغني» للشّيخ الموفَّق [2] .
قلت: وقد امتُحِن ابن حزم وشرّد عن وطنه، وجرت له أمور، وتعصَّب عليه المالكيَّة لطول لسانه ووقوعه في الفقهاء الكبار، وجرى بينه وبين أبي الوليد الباجيّ مُنَاظرات يطول شَرْحها. ونفرت عنهُ قلوب كثير من النَّاس لحطِّه على أئِمَّتِهم وتخطئته لهم بأفجّ عبارة، وأقطّ محاورة. وعملوا عليه عند ملوك الأندلُس وحذروهم منه ومن غائلته، فأقصتهُ الدّولة وشرّدتهُ عن بلاده، حتى انتهى إلى بادية لَبلة [3] ، فتُوُفّي بها في شعبان ليومين بقيا منه [4] .
وقيل: تُوُفّي في قَرْيةٍ لَه [5] .
قال أبو العبَّاس بن العَرِيف [6] : كان يُقال: لِسَان ابن حَزْم وسَيْفُ الحَجَّاج شقيقان [7] .
وقال أبو الخطَّاب بن دِحْيَة: كان ابن حَزْم قد بَرَص من أكل اللُّبَان، وأصابتهُ زَمَانَة. وعاش رحمه اللَّه اثنتين وسبعين سنة إلّا شهرا [8] .
__________
[ (-) ] إخلال بالصلاة، وظلم للرعيّة، وشرب للمسكر، فأنّى ينصرون؟ وكيف لا يخذلون؟ اللَّهمّ فانصر دينك، ووفّق عبادك، فمن طلب العلم للعمل كسره العلم، وبكى على نفسه، ومن طلب العلم للمدارس والإفتاء والفخر والرياء، تحامق، واختال، وازدرى بالناس، وأهلكه العجب، ومقتته الأنفس قَدْ أَفْلَحَ من زَكَّاها، وَقَدْ خابَ من دَسَّاها 91: 9- 10 أي دسّسها بالفجور والمعصية» (سير أعلام النبلاء 18/ 191، 192) .
[1] في سير أعلام النبلاء 18/ 193 «المحلى» ، والمثبت يتفق مع تذكرة الحفاظ 3/ 1150.
[2] الشيخ الموفق هو الإمام أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن أحْمَد بْن محمد بن قدامة المقدسي الدمشقيّ المتوفى سنة 620 هـ. وكتاب «المغني» شرح به «مختصر» الخرقي.
[3] لبلة: بفتح اللامين وبينهما باء موحدة ساكنة. قصبة كورة بالأندلس كبيرة يتصل عملها بعمل أكشونية إلى الشرق منها، والغرب من قرطبة، (معجم لبلدان 5/ 10) .
[4] وفيات الأعيان 3/ 328، 328.
[5] هي: «منت ليشم» كما في وفيات الأعيان 3/ 328.
[6] هو: أحمد بن محمد بن موسى بن عطاء الصنهاجي الأندلسي المتوفى سنة 536 هـ. انظر عنه في: وفيات الأعيان 1/ 168، 169 رقم 68.
[7] وفيات الأعيان 1/ 169 و 3/ 328.
[8] تذكرة الحفاظ 3/ 1150، سير أعلام النبلاء 18/ 198.(30/410)
قال أبو بكر محمد بن طرخان بن بُلْتِكِين: قال لي الْإِمام أبو محمد عبد اللَّه بن محمد بن العربيّ: تُوُفّي أبو محمد بن حَزْم بقريته، وهي على خليج البحر الأعظم، في جُمَادَى الأولى سنة سبعٍ وخمسين.
وقال أبو محمد بن العربيّ: أخبرني أبو محمد بن حزم أنَّ سبب تعلُّمُه الفِقه، أنَّهُ شهِد جنازة، فدخل المسجد فجلس ولم يركع، فقال له رجل: قم صلّ تحيَّة المسجد. وكان قد بلغ سِتًّا وعشرين سنة.
قال: فقمت فركعت. فلمَّا رجعنا من الصَّلاة على الجنازة ودخلت المسجد بادرت بالركوع، فقيل لي: اجلس اجلس، ليس ذا وقت صلاة، يعني بعد العصر. فانصرفت وقد خُزِيت [1] .
وقلت للَأُستاذ الّذي ربَّاني: دلّني على دار الفقيه أبي عبد اللَّه بن دحّون.
فقصدته وأعلمته بما جرى عَلَيّ فدلّني على «موطأ» مالك. فبدأتُ عليه قراءة من ثاني يوم ثُمّ تتابعت قراءتي عليه وعلى غيره نحو ثلاثة أعوام، وبدأت المُناظرة.
ثم قال ابن العربيّ [2] : صحِبْتُ ابن حزْم سبعَةَ أعوام، وسمعتُ منه جُمَيْع مُصَنَّفاته، سوى المُجلَّد الأخير من كتاب «الفِصَل» ، وهو سِتّ مُجلَّدات. وقرأنا عليه من كتاب «الْإِيصال» أربع مُجلَّدات في سنة ستٍّ وخمسين، وهو أربعة وعشرون مُجلَّدًا، ولي منه إجازة غير مرَّة [3] .
وقال أبو مروان بن حيَّان: توفّي سنة ستّ وخمسين وأربعمائة.
ثم قال: كان رحمه اللَّه حامل فنون من حديثٍ وفِقْهٍ وجَدَلٍ ونَسَبٍ، وما يتعلَّق بأذيال الأدب، مع المُشاركة في أنواع التّعليم القديمة من المنطِق والفلسفة.
ولهُ كُتُب كثيرة لم يخلُ فيها من غَلَط لجرأته في التّسوّر على الفنون، لا سيما المنطِق، فإنّهم زعموا أنَّهُ زلَّ هُناك، وضلَّ في سلوك تلك المسائل،
__________
[1] في سير أعلام النبلاء 18/ 199 «حزنت» .
[2] في الهامش: «ث. هذا أبو صاحب «القواصم والعواصم، فانظر ما قاله ثمّ في شيخ أبيه» .
[3] معجم الأدباء 12/ 240- 243، تذكرة الحفاظ 3/ 1150، 1151، سير أعلام النبلاء 18/ 199، لسان الميزان 4/ 199.(30/411)
وخالف أرسُطْوطاليس واضعَه مخالفة مَنْ لم يَفْهَم غَرَضَه، ولا أرتاض. ومال أوّلًا إلى النظر على رأي الشّافعيّ، وناضل عن مذهبه حتَّى وسم به، فاستهدف بذلك لكثير من الفُقَهاء، وعِيب بالشُّذُوذ، ثم عدل إلى قول أصحاب الظّاهر، فنقَّحه، وجادل عنه، وثَبُتَ عليه إلى أن مات.
وكان يحمل علمه هذا، ويُجادل مَنْ [1] خَالَفَهُ على استرسالٍ في طباعه، وبذلٍ [2] لَأسراره، واستنادٍ إلى العهد الّذي أخذه اللَّه تعالى على العُلماء لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ 3: 187 [3] . فلم يكُ يلطف صَدْعَه بما عنده بتعريض ولا بتدريج [4] ، بل يصَكُّ به معارضة [5] صكَّ الْجَنْدَل [6] ، ويُنْشِقهُ إنشاق [7] الخردل، فتنفر عنه القلوب، وتوقع به النّدوب، حتى استُهدِف إلى فقهاء وقته، فتمالئوا عليه، وأجمعوا على قتلِه [8] ، وشنَّعوا عليه، وحذَّروا سلاطينهم من فتنته، ونهوا عوامَّهم عن الدُّنُو منه، فطَفِقَ المُلوك يُقْصُونه عن قُرْبِهم، ويُسيِّرونه عن بلادهم، إلى أن انتهوا به منقطع أثره بلده [9] من بادية لَبلَة، وهو في ذلك غير مرتدعٍ ولا راجع، يبثُّ علمه فيمن ينتابه من بادية بلده، من عامَّة المُقتبسين، فهم من أصاغر الطَّلبة الّذين لا يخشون فيه الملامة، يُحدّثهم، ويُفقّههم، ويُدارسهم [10] .
كمل [11] من مُصَنَّفاته وِقْرُ بَعِير، لم يَعْدُ أكثَرُها عَتَبَة [12] باديته لزهد الفقهاء
__________
[1] في سير أعلام النبلاء 18/ 200 «ويجادل عنه من» .
[2] في السير: «ومذل» .
[3] سورة آل عمران، الآية: 187.
[4] في الذخيرة، مجلّد 1 ق 1/ 169 «ولا يزفه بتدريج» ، وفي معجم الأدباء 12/ 249 «ولا يرقّه بتدريج» .
[5] في سير أعلام النبلاء: «بل يصكّ به من عارضه» .
[6] الجندل: ما يقلّه الرجل من الحجارة.
[7] في الأصل: «انشقاق» ، والتصحيح من: الذخيرة، وفيه «وينشقه متلقيه إنشاق» ، وفي معجم الأدباء: «وينشقه متلقّعة» .
[8] في السير «وأجمعوا على تضليله» .
[9] في الذخيرة، ومعجم الأدباء: «بتربة بلده» .
[10] قال ابن الأبار إن أحمد بن رشيق الكاتب المتوفى بعيد سنة 440 هـ. هو الّذي آوى ابن حزم حين نعي عليه بقرطبة وغيرها خلافه مذهب مالك، وبين يديه تناظر هو والقاضي أبو الوليد الباجي. (الحلّة السيراء 2/ 128) .
[11] في الذخيرة، ومعجم الأدباء، والسير 18/ 201 «حتى كمل» .
[12] «عتبة» ليست في السير.(30/412)
فيها، حتَّى لَأُحرِق بعضها بإشبيليّة ومُزِّقت علانية.
وأكثر معايبه- زعموا عند المنْصِف له- جهله بسياسة العِلم الّتي هي [أعوص] [1] ، وتخلُّفه عن ذلك على قوّة سَبْحِهِ في غماره [2] ، وعلى ذلك فلم يكن بالسَّليم من اضطراب رأيه، ومغيب شاهد علمه عند لقائه، إلى أن يُحرَّك بالسُّؤال، فينفَجِر [3] منه بحر علمٍ لَا تُكَدِّرُهُ الدِّلاء.
وكان مِمّا يزيد في سيِّئاته [4] تشيُّعهُ لَأمراء بني أُميَّة ماضيهم وباقيهم، واعتقاده لصحة إمامتهم، حتى نسِبَ [5] إلى النَّصْب [6] لغيرهم [7] .
إلى أن قال: ومن تآليفه: كتاب «الصّادع في الرّد على من قال بالتَّقليد» [8] .
وكتاب «شرح أحاديث المُوطَّأ» .
وكتاب «الجامع في صحيح الحديث باختصار الأسانيد» ، وكتاب «التخليص والتّلخيص» [9] في المسائل النّظريّة [10] ، وكتاب «مُنْتَقَى الْإِجماع» [11] ، وكتاب «كشف الالتباس لما بين [12] أصحاب الظّاهر وأصحاب القياس» .
قلت: ذكر في الفرائض من «المُحَلَّى» أنَّهُ صَنَّف كتابًا في أجزاءٍ ضخمة
__________
[1] بياض بالأصل والمستدرك من: معجم الأدباء 12/ 249 وفيه: «أعوص من إتقانه» ، وفي تذكرة الحفاظ 3/ 1151 «أعوص إيعابه» .
[2] في معجم الأدباء «مشيخة عمارة» وهو تحريف.
[3] في سير أعلام النبلاء 18/ 201 «فيتفجّر» .
[4] في الذخيرة، ومعجم الأدباء، و «تذكرة الحفاظ، وسير أعلام النبلاء «شنئانه» .
[5] في السير: «حتى لنسب» .
[6] النّصب: هو الانتصاب لموالاة معاوية، وبغض علي بن أبي طالب.
[7] الذخيرة، المجلد 1 ق 1/ 168، 169، معجم الأدباء 12/ 247- 249، تذكرة الحفاظ 3/ 1151، 1152، سير أعلام النبلاء 18/ 200، 201.
[8] في معجم الأدباء 12/ 251: «الصادع والرادع على من كفّر أهل التأويل من فرق المسلمين والردّ على من قال بالتقليد» .
[9] قلبهما ياقوت فقال: «التلخيص والتخليص» .
[10] وزاد ياقوت: «وفروعها التي لا نصّ عليها في الكتاب ولا الحديث» .
[11] زاد ياقوت: «وبيانه من جملة ما لا يعرف فيه اختلاف» .
[12] في معجم الأدباء: «الإلباس ما بين» .(30/413)
في ما خالف فيه أبو حنيفة ومالك والشّافعيّ جمهور العلماء، وما انفرد به كل واحدٍ منهم، ولم يُسبق إلى ما قاله.
ومن أشعاره:
هل الدَّهر إِلَّا ما عرفْنَا [1] وأدركْنا ... فجائِعُهُ تَبْقَى ولذّاته تَفْنَى [2]
إذا أَمْكَنَتْ فيه مَسَرَّةُ ساعةٍ ... تَوَلَّت كَمَرِّ الطَّرْفِ واستَخْلَفَتْ حُزْنَا
إلى تبعاتٍ في المَعَادِ وموقفٍ ... نودُّ لَدَيْهِ أنَّنَا لم نَكُنْ كُنَّا
حصلنا على همٍّ وإثمٍ وحسْرةٍ ... وفاز الّذي كُنّا نَلَذُّ بِهِ عَنا [3]
حنَيِنٌ لما ولّى وشُغْلٌ بما أتى ... وَهَمٌ لِما نَخْشَى [4] فعيشك لا يَهْنَا [5]
كأنَّ الَّذي كنّا نُسَرُّ بِكَوْنِهِ ... إذا حقَّقَتْهُ النَّفْسُ لَفْظٌ بلا معنى [6]
وله يفتخر:
أنا الشُّمْس في جوّ العلوم [7] منيرةٌ ... ولكنّ عَيْبي أنْ مَطْلَعِيَ الغَرْبُ
ولو أنّني من جانب الشَّرقِ طالِعٌ ... لجَدَّ عليَّ [8] مَا ضَاعَ مِنْ ذِكْرى النَّهْبُ [9]
ولي نَحْوَ أكنافِ [10] العراقِ صَبَابَةٌ ... ولا غْرَوَ أن يستوحِشَ الكلِفُ الصّبُّ
فإنْ يُنْزِلُ الرّحْمَنُ رَحْلِيَ بَيْنهمْ ... فحينئذٍ يبدو التَّأَسُّفُ والكرب [11]
__________
[1] في الذخيرة: «رأينا» .
[2] في الأصل: «تفنا» .
[3] في الصلة: «عينا» ، وفي معجم الأدباء: «منا» .
[4] في الذخيرة، والجذوة، والصلة، والبغية، ومعجم الأدباء: «وغم لما يرجى» .
[5] في سير أعلام النبلاء 18/ 207 قدّم هذا البيت على الّذي قبله. والمثبت يتفق مع المصادر في ترتيبه قبل البيت الأخير.
[6] الأبيات في: جذوة المقتبس 309، والصلة 2/ 416، 417، والذخيرة ج 1 ق 1/ 172، 173، وبغية الملتمس 416، ومطمح الأنفس ق 2/ 356 (مجلّة المورد) ، ومعجم الأدباء 12/ 244، 245، وسير أعلام النبلاء 18/ 206، 207.
[7] في معجم الأدباء 12/ 254 «السماء» .
[8] في سير أعلام النبلاء 18/ 208 «لجدّ على» .
[9] في المغرب في حلي المغرب: «أجد على ما ضاع من علمي النهب» .
[10] في الجذوة: «أكتاف» ، وفي نفح الطيب «آفاق» .
[11] في الجذوة، والذخيرة، والبغية، ومعجم الأدباء، ونفح الطيب زيادة بيت بعده:
فكم قائل أغفلته وهو حاضر ... وأطلب ما عنه تجيء به الكتب(30/414)
هنالك يُدْرَى [1] أنَّ للبُعْدِ قِصَّةٌ [2] ... وأنَّ كَسَادَ العلم آفته القرب
فوا عجبا مَنْ غابَ عنهم تشوّقوا ... له، ودُنُوّ المَرِء من دارهم ذَنْبُ [3]
وله:
مُنَايَ مِنَ الدُّنيا عُلُومٌ أبُثُّهَا ... وأنْشُرُها في كُلِّ بَادٍ وحَاضِرِ
دُعَاءٌ إلى القُرْآنِ والسُّنن الّتي ... تَنَاسَى رِجَالٌ ذِكْرَها في المحاضرِ [4]
وله وهو يماشي ابن عبد البرّ، وقد أقبل شابٌّ مليح، فأعجب ابن حزم، فقال أبو عمر. لعلّ ما تحت الثّياب ليس هناك.
فقال بديهًا:
وذي عَذَلٍ فيمن سباي حُسْنُهُ ... يُطِيلُ مَلَامي في الهوى ويقولُ
أيَنْ [5] حُسْنِ وَجْهٍ لَاحَ لَمْ تر غيره [6] ... ولم تدر كيف الْجِسْمُ أَنْتَ قَتِيلُ [7]
فقلتُ لَهُ: أَسْرَفْتَ في الّلَوْمِ فَاتَّئِدْ [8] ... فعندي ردٌّ [9] لو أشاءُ طَوِيُلْ [10]
__________
[1] في الذخيرة، ونفح الطيب: «يدري» ، وفي معجم الأدباء: «تدري» .
[2] في معجم الأدباء: «غصة» .
[3] الأبيات في: الجذوة 310، والذخيرة ج 1 ق 1/ 173، والبغية 417، ومعجم الأدباء 12/ 254، 255، ونفح الطيب 2/ 81، وسير أعلام النبلاء 18/ 208، 209 ما عدا البيت الأخير. وورد البيتان الأولان فقط في المغرب 1/ 356، كما وردت الأبيات الثالث والرابع والخامس في معجم الأدباء في موضع آخر من ترجمة ابن حزم 12/ 245، ومطمح الأنفس (مجلّة المورد) 2/ 356.
[4] البيتان في: الجذوة 310، والصلة 2/ 417، والبغية 417، وسير أعلام النبلاء 18/ 206 وفيه زيادة 4 أبيات:
وألزم أطراف الثغور مجاهدا ... إذا هيعة ثارت فأول نافر
لألقى حمامي مقبلا غير مدبر ... بسمر العوالي والرقاق البواتر
كفاحا مع الكفار في حومة الوغى ... وأكرم موت للفتى قتل كافر
فيا ربّ لا تجعل حمامي بغيرها ... ولا تجعلني من قطين المقابر
[5] في الذخيرة، ووفيات الأعيان: «أفي» . وفي المغرب، ونفح الطيب: «أمن أجل» .
[6] في الذخيرة: «غيبه» .
[7] في المغرب، ونفح الطيب: «عليل» .
[8] في الذخيرة، ووفيات الأعيان: «في اللوم ظالما» .
[9] في مطمح الأنفس: «ود» .
[10] في الذخيرة، ووفيات الأعيان، ورد هذا الشطر:
وعندي رد لو أردت طويل(30/415)
أَلَمْ تَرَ أَنّي ظَاهِرِيٌ وأنَّني ... على ما بدا حتّى يقوم دليلُ [1]
وله:
لَا يشمتنّ حاسِدي إن نكبةٌ عَرَضَت ... فالدّهرُ ليس على حالٍ بمُترَّكِ
ذو الفضل كالتبر طورًا تحت مَنْفَعَةٍ ... وتارةً في ذُرى تاجٍ على ملك
ومن شعره يصف ما أحرق المُعتضد بن عبَّاد له من الكُتُب:
فإن تُحِرقُوا القِرْطَاس لَا تُحرِقوا الّذي ... تضمّنه القِرْطَاس بل هو في صدري
يَسيرُ معي حيث استقلَّتْ رَكَائِبي ... وينزلُ إنْ أَنْزَل ويُدْفَنُ في قبري
دَعُونِي مِن إحرَاقِ رقٍّ وكَاغِدٍ ... وقولوا بعِلْمٍ كَيْ يَرَى النَّاسُ مَنْ يَدْرِي
وإلا فَعُودُوا في المَكَاتِبِ بَدْأَةً ... فَكَم دُونَ ما تبغونَ للَّه مِن سِتْرِ
كذاك النَّصَارى يحرقون إذا عَلَتْ ... أَكُفُّهُمُ القُرْآن في مُدُنِ الثَّغْرِ [2]
وقد ذُكِر لابن حزم قول من قال: أجلّ المُصنَّفات «المُوَطَّأ» . فأُنكِر ذلك، وقال: أَوْلَى الكُتُب بالتّعْظيم «الصّحيحان» ، وكتاب سعيد بن السّكن، و «المنتقى» لابن الجارود، و «المنتقى» لقاسم بن أَصْبَغ، ثم بعد هذه الكُتُب «كتاب أبي داود» ، و «كتاب النّسائيّ» ، و «مصنّف قاسم بن أصبغ» ، و «مصنّف الطّحاويّ، و «مسند البزّار» ، و «مسند ابن أبي شيبة» ، و «مسند أحمد» ، «ومسند ابن راهويه» ، و «مسند الطّيالسي» ، و «مسند أبي العبّاس النّسويّ» ، و «مسند ابن سنجر» ، و «مسند عبد الله بن محمد المسنديّ» [3] ، و «مسند يعقوب بن شيبة» ، و «مسند ابن المدينيّ» ، و «مسند ابن أبي غرزة» [4] ، وما جرى مجرى هذه الكُتُب التي أُفرِدت لكلام رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم صرفًا، وللفظه نصًّا. ثم بعد ذلك الكتب الّتي
__________
[1] الأبيات في: الذخيرة ج 1 ق 1/ 175، ومطمح الأنفس (مجلّة المورد) ق 2/ 355، 356، ومعجم الأدباء 12/ 243، 244، والمغرب 1/ 356، ووفيات الأعيان 3/ 337، ونفح الطيب 2/ 82.
[2] الأبيات ما عدا الأخير منها في الذخيرة ج 1 ق 1/ 171، ومعجم الأدباء 12/ 252، 253، والأبيات الثلاثة الأولى منها في نفح الطيب 2/ 82 مع اختلاف في الترتيب، والبيت الأول منها في: لسان الميزان 4/ 200، وكلها في: سير أعلام النبلاء 18/ 205.
[3] في الأصل: «السندي» .
[4] في الأصل: «عزرة» .(30/416)
فيها كلامه عليه السّلام، وكلام غيره، مثل «مصنّف عبد الرّزّاق» و «مصنّف ابن أبي شيبة» ، و «مصنّف بقيّ بن مَخْلَد» ، وكتاب محمد بن نصر المَرْوَزيّ، وكتابيّ ابن المُنْذِر الأكبر والَأصغر. ثمّ مُصَنَّف حمّاد بن سَلَمَة، ومُصَنَّف سعيد بن منصور، ومصنّف وكيع، ومصنّف الفريابيّ، و «موطّأ» مالك، و «موطّأ» ابن أبي ذئب، و «موطّأ» ابن وهب، و «مسائل» أَحْمَد بن حنبل، وفقه أبي عُبَيْد، وفقه أبي ثور [1] .
ولَأبي بكر أَحْمَد بن سليمان المروانيّ يمدح ابن حزم رحمه اللَّه:
لمَّا تحلَّى بخُلْقٍ ... كالمِسْكِ أو نشر عُودِ
نجلُ الكرام ابن حَزْمٍ ... وَفَاقَ في العِلْمِ عُودِي
فتواه جدَّد ديني ... جَدْوَاهُ أَوْرَقَ عُودِي
أَقُولُ إذ غبت عنه: ... يا ساعة السَّعدِ عُودي
كَملتْ.
169- عليّ بْن الْحَسَن بْن عليّ بْن أَبِي الفضل الكَفْرطَابيّ [2] .
ثمّ الدّمشقيّ.
حدَّث عن: عبد اللَّه بن محمد الحنَّائيّ.
روى عنه أبو الفضائل الحسن بن الحسن.
__________
[1] وعلّق المؤلّف الذهبي- رحمه الله- على ذلك بقوله:
«ما أنصف ابن حزم، بل رتبة «الموطّأ» أن يذكر تلو «الصحيحين» مع «سنن» أبي داود والنسائيّ، ولكنّه تأدّب، وقدم المسندات النبويّة الصّرف. وإنّ للموطّأ لوقعا في النفوس، ومهابة في القلوب لا يوازنها شيء» . (سير أعلام النبلاء 18/ 203) .
وقال في ابن حزم أيضا:
«ولي أنا ميل إلى أبي محمد لمحبّته في الحديث الصحيح، ومعرفته به، وإن كنت لا أوافقه في كثير مما يقوله في الرجال والعلل، والمسائل البشعة في الأصول والفروع، وأقطع بخطئه في غير ما مسألة، ولكن لا أكفّره، ولا أضلّله، وأرجو له العفو والمسامحة وللمسلمين وأخضع لفرط ذكائه وسعة علومه» . (السير 18/ 202) .
[2] انظر عن (علي بن الحسن) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 29/ 23، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 17/ 219 رقم 113.(30/417)
170- عليّ بن محمد بن عُبَيْد اللَّه بن أَحْمَد بن عَبَادل [1] .
أبو الحسن الأنصاريّ الْإِشبيليّ.
قرأ القرآن بقُرْطُبَة على: أبي المطرِّف القَنَازِعيّ.
وحجّ، وسمع بمصر من: أبي محمد بن النَّحّاس، وغيره.
وكانت له معرفة بالحديث ورجاله.
وولد سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.
171- عمر بن أَحْمَد بن سبسوَيْه التّاجر [2] .
أبو الفتح الْأصبهانيّ.
مات في رمضان.
172- عميد المُلْك [3] .
أبو نصر الكُنْدريّ الوزير.
اسمه محمد بن منصور. سيأتي.
- حرف القاف-
173- قُتُلْمِش بن إسرائيل بن سَلْجُوق [4] .
شهاب الدّولة سليمان، جدّ ملوك الرُّوم إلى دولة الظَّاهر.
كانت له قلاع وحصون بعراق العجم. وعصى على ابن ابن عمّه الملك
__________
[1] انظر عن (علي بن محمد الإشبيلي) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 415 رقم 893.
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] سيأتي قريبا برقم (179) .
[4] انظر عن (قتلمش) في:
الكامل في التاريخ 10/ 36، 37، ومرآة الزمان 12/ 111، وتاريخ دولة آل سلجوق 30، وزبدة التواريخ 79- 81، وبغية الطلب (تراجم السلاجقة) 20، ووفيات الأعيان 5/ 71، والمختصر في أخبار البشر 2/ 184، 185، ونهاية الأرب 29/ 306، وسير أعلام النبلاء 18/ 112، 113 رقم 54، والعبر 3/ 240، وتاريخ ابن الوردي 1/ 370، والبداية والنهاية 12/ 90، واتعاظ الحنفا 2/ 270، والنجوم الزاهرة 5/ 73، وشذرات الذهب 3/ 301.(30/418)
ألْبَ أرسلان، فتواقعا بنواحي الرّي في هذا العام، وانجلت المعركة، فَوُجِدَ قُتُلْمِش ميِّتًا. قيل: إنَّهُ مات خوفًا وهلعًا، فاللَّه أعلم. فبكى السُّلطان عليه وتألَّم له، وجلس للعزاء، فسلاه وزيره نظام المُلْك.
وكان قُتُلْمِش يتعانى النُّجوم وأحكامها.
- حرف الميم-
174- محمد بْن أَحْمَد بْن محمد بن أَحْمَد بن حَسْنُون [1] .
أبو الحسين بن النَّرْسيّ [2] البغداديّ.
سمع: أبا بكر محمد بن إسماعيل الورَّاق، وأبا الحسن الحربيّ، وابن أخي ميميّ، وطبقتهم ببغداد، وعبد الوهَّاب بن الحسن الكِلابيّ، وغيره بدمشق.
روى عنه: الخطيب، وقال [3] : كان ثقة من أهل القرآن [4] . وُلِدَ سَنَة سبع وستّين وثلاثمائة، وتُوُفّي في صَفَر.
وقال ابن عساكر: [5] ثنا عَنْهُ أَبُو بكر قاضي المَرِسْتان، وأبو غالب بن البنّاء، وأبو العزّ بن كادش.
قلت: سمعنا مشيخته بإجازة الكِنْديّ، بسماعه من القاضي، عنه.
175- محمد بن عليّ بن عبد الملك بن شبابة [6] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد النّرسي) في:
تاريخ بغداد 1/ 356، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 36/ 435، والمنتظم 8/ 232، 233 رقم 286 (16/ 84 رقم 3381) ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 21/ 311، 312 رقم 244، والعبر 3/ 240، والإعلام بوفيات الأعلام 89/ 1، والمعين في طبقات المحدّثين 132 رقم 1455، وتذكرة الحفاظ 3/ 1154، وسير أعلام النبلاء 18/ 84، 85 رقم 37، وشذرات الذهب 3/ 301.
[2] وقع في المطبوع من (المنتظم) : «القرشي» وهو وهم.
[3] في تاريخه 1/ 356.
[4] وقال أبو الفضل بن خيرون: هو ثقة ثقة ثقة. (المنتظم) .
[5] في تاريخ دمشق 36/ 435.
[6] لم أجد مصدر ترجمته.(30/419)
أبو بكر الدّينوريّ البغداديّ القارئ.
سمع: أبا القاسم إسماعيل بن الحسن الصَّرصَريّ، وجماعة.
وعنه: أبو العزّ بن كادش، وجماعة.
176- محمد بن عليّ بن محمد بن صالح [1] .
أبو عبد اللَّه السّلميّ الدّمشقيّ المطرّز النَّحْويّ.
مصَنِّف «المُقدِّمة» المشهورة.
سمع من: تمّام الرّازيّ، وعبد الرحمن بن أبي نصر، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أبو بَكْر الخطيب، وأبو القاسم النَّسيّب.
قال الكتَّانيّ: تُوُفّي في ربيع الأوَّل [2] . وكان أشعريّ المذهب مُقرِئًا نحويًّا.
177- محمد بن عليّ بن محمد بن أَحْمَد بن حبيب [3] .
أبو سعيد الخشَّاب النَّيْسَابِوُرِيّ الصفَّار.
تُوُفّي في ذي القعدة. قال عبد الغافر الفارسيّ: [4] وكان مُحدِّثًا مُفيدًا، من خواصّ خدم أبي عبد الرّحمن السُّلميّ، وكان صاحب كُتُب [5] . صار بُندار [6] كُتُب الحديث بنَيْسابور، وأكثر أقرانه سماعا
__________
[1] انظر عن (محمد بن عليّ السلمي) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 11/ 507 و (39/ 8، 9) ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 23/ 118 رقم 139، والعبر 3/ 240، والوافي بالوفيات 4/ 130، وبغية الوعاة 1/ 80، وشذرات الذهب 3/ 301، والأعلام 7/ 162، ومعجم المؤلفين 11، 50، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 307 رقم 1544.
[2] تاريخ دمشق 39/ 9.
[3] انظر عن (محمد بن عليّ الخشّاب) في:
الأنساب 5/ 120، والمنتخب من السياق 53 رقم 103، والإعلام بوفيات الأعلام 189، والعبر 3/ 240، وتذكرة الحفاظ 3/ 1154، وسير أعلام النبلاء 18/ 150، 151 رقم 83، والوافي بالوفيات 4/ 136، ولسان الميزان 5/ 307، وشذرات الذهب 3/ 301.
[4] في المنتخب 53.
[5] زاد بعدها في (المنتخب) : «أوصى له الشيخ بعد وفاته» .
[6] البندار: الجامع للكتب.(30/420)
وأصولًا. قد رزقه اللَّه الْإِسناد العالي، [1] ، وجمع الأبواب. وأسمع [2] الصّبيان. وهو من بيت حديثٍ وصلاح.
ولد سنة إحدى وثمانين. وثلاثمائة.
وسمع من: أبي محمد المَخْلَديّ، وأبي الحسين الخفَّاف، والسُّلَميّ.
وحدَّثني من أثِق به أنَّ أبا سعيد أظهر [3] سماعه من أبي طاهر بن خُزَيْمَة بعد وفاة أبي عثمان الصَّابونيّ [4] . فتكلَّم أصحاب الحديث فيه، وما رضوا ذلك منه. واللَّه أعلم بحاله.
وأمَّا سماعه من غيره فصحيح [5] . وقد أجاز لي مرويَّاته. وأنا عنه جماعةٌ منهم: الوالد، وأبو صالح المُؤذِّن، وأبو سعد بن رامش، وغيرهم [6] .
قلت: وآخر من روى عنه: زاهر الشَّحّاميّ.
تُوُفِّي في ذي القعدة.
178- محمد بن عليّ بن يوسف بن جميل [7] .
أبو عبد اللَّه الطَّرَطُوسيّ [8] المعروف بابن السّناط.
إمام جامع دمشق.
روى عن: عبد الرّحمن بن أبي نصر يسيرًا.
__________
[1] في المنتخب زيادة: «وكتبة الأصول» .
[2] في المنتخب: «وإفادة الصبيان والرواية إلى آخر عمره، وبيته بيت الصلاح والحديث» .
[3] عبارته في (المنتخب) : «وسمعت بعض من أثق به أنه أظهر سماعه» .
[4] زاد في المنتخب: «وما أظهره في أيام حياته» .
[5] العبارة في (المنتخب) : «وأما سماعه من المخلدي، والخفّاف، والطبقة وصاحبه أبي عبد الرحمن، فصحيح لا شك فيه، ثم ظفرت بالإجازة الصحيحة عنه في نسخة بخط خالي أبي سعيد القشيري، فتبجّحت به، وشكرت الله عليه» .
[6] وقال عبد الغافر: «ولم يتفق لي السماع منه ولا الإجازة مع الإمكان لغيبة الوالد في آخر عمره» .
[7] انظر عن (محمد بن علي بن يوسف) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 39/ 22، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 23/ 122 رقم 148.
[8] هكذا في الأصل، وفي تاريخ دمشق، ومختصره «الطرسوسي» .(30/421)
179- محمد بن منصور بن محمد [1] .
الوزير عميد الملْك، أبو نصر الكُنْدُرِيّ [2] ، وزير السُّلطان طُغُرَلْبك.
كان أحد رجال الدَّهر شهامةً وكتابةً وكرمًا [3] .
قتل بمروالرّوذ في ذي الحجّة. وكان قد قطع مذاكِره ودَفَنَها بخُوَارِزْم لَأمرٍ وقع له [4] ، فلمَّا قتلوه حملوا رأسه إلى نَيْسَابُور، نَسْأَلُ اللَّه العافية.
وقد سمّاه أبو الحسن محمد بن الصّابئ في «تاريخه» ، وعليّ بن الحسن الباخْرَزِيّ في «دمية القصر» : منصور بن محمد [5] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن منصور) في:
الهفوات النادرة 7، 8، ودمية القصر 2/ 796- 813، والأنساب المتفقة 132، والمنتظم 8/ 238، 239 رقم 290 (16/ 92، 93 رقم 3385) (في المتوفين سنة 457 هـ) ، ومعجم الأدباء 13/ 34، 43، وآثار البلاد 447، والأنساب 10/ 482، 483، واللباب 3/ 114، والكامل في التاريخ 10/ 31- 34، وزبدة التواريخ 67، 68، ومعجم الأدباء 33/ 40- 45 في ترجمة الباخرزي، وتاريخ دولة آل سلجوق 29، ووفيات الأعيان 5/ 138، 143 رقم 703، والمختصر في أخبار البشر 2/ 184، ونهاية الأرب 26/ 304، والعبر 3/ 240، 241، والإعلام بوفيات الأعلام 189، وسير أعلام النبلاء 18/ 113- 115 رقم 55، وتاريخ ابن الوردي 1/ 557، 558، والوافي بالوفيات 5/ 71- 74، وراحة الصدور للراوندي 186، 187، والبداية والنهاية 12/ 92، 93 وفيه: «منصور بن محمد» ، والنجوم الزاهرة 5/ 76، وشذرات الذهب 3/ 301- 304، ومعجم الأنساب والأسرات الحاكمة 338.
[2] الكندريّ: بضم الكاف وسكون النون وضم الواو وكسر الراء المهملتين. نسبة إلى كندر من أعمال طريثيث ويقال لها: ترشيش، من نواحي نيسابور. (الأنساب 10/ 482 و 483) وقيل إنه ينسب إلى بيع الكندر. (المنتظم) .
[3] في الأنساب: «له شعر وآثار وحكايات، وكان من رجال الدهر جودا وسخاء، وكفاية، وشهامة، وفضلا، وإفضالا، وأدبا» . (10/ 483) .
[4] وقيل إن أعداءه أشاعوا عنه أنه خطب امرأة ملك خوارزم، فخصى نفسه ليخلص من سياسة السلطان. (المنتظم 8/ 238، 239 (16/ 92) ، الكامل في التاريخ 10/ 32، وفيات الأعيان 5/ 141 وفيه: فعمد إلى لحيته فحلقها ومن العجائب أنه دفنت مذاكيره بخوارزم، وأريق دمه بمروالرّوذ، ودفن جسده بقريته كندر، وجمجمته ودماغه بنيسابور، وحشيت سوأته بالتبن ونقلت إلى كرمان، وكان نظام الملك هناك، ودفنت ثمّ، وفي ذلك عبرة لمن اعتبر، بعد أن كان رئيس عصره، (معجم الأدباء 13/ 44، وفيات الأعيان 5/ 142) .
[5] قال صدر الدين الحسيني: «وكان علي بن الحسن الباخرزي شريكه في مجلس الإمام الموفق النيسابورىّ، فتراقى أمر الوزير أبي نصر الكندري، وكان أول عمله حجابة الباب، وكان في مدّة السلطنة للسلطان طغرلبك وزيرا متمكّنا، فورد عليه الشيخ علي بن الحسن الباخرزي وهو ببغداد في صدر الوزارة في ديوان السلطان، فلما رآه الوزير قال: أنت صاحب «أقبل» ؟ فقال:
نعم. فقال له الوزير: مرحبا وأهلا، فإنّي تفاءلت بقولك «أقبل» . ثم خلع عليه قبل إنشاده-(30/422)