الحافظ أبو عليّ الكشّيّ ثمّ الشّيرازي الفقيه.
كَانَ جليل القدْر مِن أهل القرآن.
سَمِعَ ببغداد من: إسماعيل الصّفّار، وعبد الله بْن درستويه، وبَنْيسابور من:
الأصمّ، وابن الأخرم الشَّيبْانيّ، وبفارس من: الحَسَن بْن عَبْد الرَّحْمَن الرَّامهُرْمُزِيّ.
سَمِعَ منه: أبو عَبْد الله الحاكم وقال: هو متقدّم في معرفة القراءات حافظ للحديث، رحّال. قدِم علينا أيّام الأصمّ، ثمّ قِدم علينا سنة ثلاثٍ وخمسين.
وذكر غيره وفاته في شعبان.
ومات ابنه محمد في سنة 438.
وقد ذكر ابن الصّلاح أبا عليّ في «طبقات الشّافعّية» مُخْتصرًا، وقال: هُوَ والد اللّيث وأبي بكر.
وذكره أبو عبد الله القصار في «طبقات أهل شيراز» وأثني عليه كثيرا، ثم قَالَ: ومن أصحابه زيد بْن عُمَر بْن خَلَف الحافظ، ومحمد بْن موسى الحافظ، وأحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الحافظ.
تُوُفّي لثمان عشرة مضت من شَعْبان، وابنه أبو بَكْر محمد سَمِعَ من ابن المِنْقَريّ، مات سنة أربعين وأربعمائة.
قَالَ يحيى بْن مَنْده: روى عَنْ أبي عليّ أبو الشَّيْخ حديثًا واحدًا. وقد سَمِعَ بإصبهان من أَبِي محمد بْن فارس.
158- الحَسَن بن الحسين بن حمكان [1] .
__________
[1] انظر عن (الحسين بن الحسين بن حمكان) في:
تاريخ بغداد 7/ 299، 300 رقم 3810، وطبقات الفقهاء للشيرازي 119، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 200 رقم 811، والمنتظم 7/ 272، 273 رقم 428، وميزان الاعتدال 1/ 225، رقم 377، والمغني في الضعفاء 1/ 158، رقم 1391، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 133 وفيه توفي سنة 405 هـ.، والبداية والنهاية 11/ 354، والوافي بالوفيات 11/ 426 رقم 608، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 180، 181 رقم 138، ولسان الميزان 2/ 200، 201 رقم 906، وشذرات الذهب 3/ 174، وكشف الظنون 1839، وإيضاح المكنون 2/ 700، وهدية العارفين 1/ 274، وديوان الإسلام 2/ 204 رقم 827، ومعجم المؤلفين 3/ 218.(28/111)
أبو عليّ الهمْدانيّ الشّافعيّ الفقيه نزيل بغداد.
روى عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن حمدان الجلاب، وعليّ بْن إبراهيم علان البلديّ، وجعفر الخُلْديّ، وأبي بَكْر محمد بْن الحَسَن النّقّاش.
روى عَنْهُ: أحمد بْن عليّ التُّوَّزيّ، وأبو القاسم الأزهري، ومحمد بْن جعفر الأسْتراباذيّ، وآخرون.
وكان قد عُنيّ في صباه بطلب الحديث بحيث أنّه قال: كتبت بالبصرة وحدها عن أربعمائة وسبعين شيخًا. ثمّ إنّه طلب الفِقْه بعد ذَلِكَ.
قَالَ الخطيب: سَمِعَ الأزهري يضعّفه ويقول: لَيْسَ بشيء في الحديث.
159- الحَسَن بْن عثمان بن بكران [1] .
أبو محمد البغداديّ، العطّار.
سَمِعَ: إسماعيل الصَّفّار، وعثمان بْن السّمّاك، والنّجاد.
روى عَنْهُ: البَرْقانيّ، وأبو محمد الخلال.
قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة صالحًا.
مات وله خمسٌ وسبعون سنة.
160- الحَسَن بْن عليّ [2] .
أبو عليّ الدّقّاق.
تُوُفّي في آخر السّنة.
وقيل: سنة ست. وهو فيها مذكور.
- حرف الخاء-
161- خلف بن يحيى بن غيث الفهريّ [3] .
__________
[1] انظر عن (الحسن بن عثمان) في:
تاريخ بغداد 7/ 362 رقم 3880.
[2] انظر ترجمة (الحسن بن علي) ومصادرها في رقم (192) من هذا الجزء.
[3] انظر عن (خلف بن يحيى) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 163، 164 رقم 364.(28/112)
أبو القاسم الطُّلَيْطُليّ. نزيل قُرْطُبَة.
روى عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن عيسى بْن مدراج كثيرًا.
وعن: أحمد بْن سَعِيد بْن حزْم، ومحمد بْن معاوية، وأحمد بْن مُطَرف، وجماعة.
وكان خيرًا فاضلًا عارفًا بما رَوى.
روى عَنْهُ: الخولانيّ، ومحمد بن عتّاب.
وتوفّي في صفر، ووُلِد سنة ثمانٍ وعشرين.
- حرف الراء-
162- رافع بْن عُصم بْن العبّاس.
أبو العبّاس الّضَبّيّ، رئيس هَرَاة.
روى عَنْ: أَبِيهِ، وأبي بَكْر الزّياديّ.
وآخر من حدَّث عَنْه نجيب بْن ميمون.
- حرف الطاء-
163- طاهر بْن أحمد بْن هَرْثَمَة.
أبو عاصم الهَرَوِيّ المقرئ.
- حرف العين-
164- العباس بْن أحمد بْن الفضل [1] .
أبو الحَسَن الهاشمي الأهوازيّ، يُعرف بابن الخطيب.
روى عَنْ: أحمد بْن عُبَيْد الصّفّار، وأحمد بْن محمود بْن خُرَّزاد.
وعنه: أبو القاسم التَّنُوخيّ، وأبو محمد الخلال.
وقال الخطيب: صدوق.
165- عبد الله بن أحمد بن جولة [2] .
__________
[1] انظر عن (العباس بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 12/ 161 رقم 6648.
[2] انظر عن (عبد الله بن أحمد) في: سير أعلام النبلاء 17/ 235، 236 رقم 141.(28/113)
أبو محمد الأصبهانيّ الأبْهَريّ، من قرى إصبهان [1] .
وأكثر العلماء من أبهر زنجان.
روى عَنْ: أَبِي عَمْرو بْن حليم المَدينيّ، وعبد الله بْن محمد بْن عيسى الخشّاب، ومحمد بْن محمد بْن يونس الغزّال، وأبي علي الأبْهَريّ، وغيرهم.
روى عَنْهُ: الأصبهانيون.
وهو أقدم شيخ لأبي عَبْد الله الثّقفيّ الرئيس.
تُوُفّي في ربيع الآخر.
وروى عَنْهُ: أبو القاسم بْن مَنْدَهْ، ومحمود بْن جعفر الكَوْسَج.
وقد ذكره يحيى بْن مَنْدَهْ فقال: عَبْد الله بْن أحمد بْن جُولة أبو محمد الأديب.
166- عبد الله بن محمد بن عيسى بْن وليد [2] .
أبو محمد الأسْلميّ النَّحْويّ، من أهل مدينة الفَرج مِن الأندلس.
أجازَ لَهُ الحَسَن بْن رشيق المصريّ.
روى عَنْهُ: أبو عَبْد الله بْن شُقّ اللّيل.
وكان بارعًا في اللّغة والعربيّة، رئيسًا وقورًا نزهًا، لَهُ تصانيف.
وكان يكّرر عَلَى كتاب سِيَبَويْه. وله كلام في الاعتقادات.
167- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن إبراهيم [3] .
__________
[1] الأبهري: نسبتان، الأولى منسوبة إلى بلدة أبهر بالقرب من زنجان، والثانية: منسوبة إلى قرية من قرى أصبهان. (الأنساب المتفقة لابن القيسراني- طبعة دار الكتب العلمية) ص 26.
[2] انظر عن (عبد الله بن محمد بن عيسى) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 260 رقم 579، وإنباه الرواة 2/ 127، 128 رقم 340، والتكملة لكتاب الصلة 2/ 794- 796 رقم 1944، والوافي بالوفيات 17/ 537 رقم 456، وبغية الوعاة 2/ 59 رقم 1431.
[3] انظر عن (عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ) في:
تاريخ بغداد 10/ 141، 142 رقم 5284، والمنتظم 7/ 273 رقم 429، والأنساب 1/ 339، واللباب 1/ 82، وسير أعلام النبلاء 17/ 151، 152 رقم 94، وميزان الاعتدال 2/ 498 رقم 4578، والعبر 3/ 90، والوافي بالوفيات 17/ 529، رقم 449، ومرآة الجنان 3/ 13، 14، والبداية والنهاية 11/ 354، ولسان الميزان 3/ 352، 353 رقم 1427، وشذرات الذهب 3/ 274، وديوان الإسلام 1/ 194 رقم 292.(28/114)
أبو محمد الأسَدي البغداديّ، المعروف بابن الأكفانيّ قاضي القضاة ببغداد. حدّث عَنْ: أَبِي عَبْد الله المَحَامِليّ، وأحمد بْن علي الْجُوزجانيّ، وعبد الغافر الحمصيّ، ومحمد بْن مَخْلَد، وابن عُقْدة.
روى عَنْهُ: محمد بْن طلحة، وأبو القاسم التّنوخيّ، وعبد العزيز الأزْجيّ، وجماعة كثيرة مِن البغداديّين والرّحّالة.
قال التّنوخيّ: قَالَ لي أبو إِسْحَاق الطَّبَري: من قَالَ إنّ أحدًا أنفق عَلَى أهل العلم مائة ألف دينار فقد كِذب، غير أَبِي محمد ابن الأكفانيّ [1] .
قال التّنوخيّ: جمع في سنة ستّ وتسعين وثلاثمائة لابن الأكفانيّ جميع قضاء بغداد [2] .
قلت: ومولده سنة ستّ عشرة وثلاثمائة بغداد.
168- عَبْد الخالق بْن عليّ بْن عَبْد الخالق.
أبو القاسم المحتسب المؤذن. مِن أهل خُراسان.
سَمِعَ: أبا بَكْر محمد بْن المؤمّل الماسَرْجِسيّ، ومحمد بن أحمد بن خنب محدَّث بُخَارَى.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر البَيْهَقّي.
ومات في ذي الحجّة بنَيْسابور.
وروى أيضًا عَنْ: أَبِي عليّ بْن الصّوّاف، وأبي بكر القطيعيّ، وأبي أحمد بكر بن محمد الدّخمسينيّ.
وكان كثير الأمر بالمعروف رحمه الله.
169- عبد الرحمن بن أحمد بن حكيم المصري.
سمع من: الحسن بن مليح صاحب يونس بْن عَبْد الأعلى.
170- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ بن متّويه [3] .
__________
[1] تاريخ بغداد 10/ 141.
[2] تاريخ بغداد 10/ 141.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد الإدريسي) في:(28/115)
الحافظ أبو سعْد الإدريسيّ الإسْتَراباذيّ، نزيل سَمَرْقَنْد. رحل وأكثر، وصنّف «تاريخ سمرقند» و «تاريخ أستراباذ» ، وغير ذلك. ومسع: أبا العبّاس الأصّم، وأبا نُعَيْم محمد بْن الحَسَن بْن حَمَّوَيْه الإستْراباذيّ، وأبا سهل هارون بْن أحمد بْن هارون، وعبد الله بْن عديّ الحافظ، وخلْقًا سواهم. وجمعَ الأبواب والشّيوخ.
روى عَنْهُ: أبو عليّ الشّاشيّ، وأبو عَبْد الله الخّبازيّ، وأبو مسعود أحمد بْن محمد البجلي، وأبو سعد محمد بن عبد الرحمن الكَنْجَرُوديّ، وأبو العلاء محمد بْن عليّ الواسطيّ، وأحمد بن محمد العتيقي، وعلي بن المحسن التَّنوخيّ.
وثّقه الخطيب [1] .
مات بسَمَرْقَنْد.
171- عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن الحسين [2] .
أبو القاسم الْجُرْجانيّ الخَيْميّ.
كَانَ يكون بمكّة.
حدَّث عَنْ: أَبِي أحمد بْن عديّ، والإسماعيليّ، وجماعة.
وحدَّث.
دخل ابنه عَبْد العزيز إلى اليمن.
172- عَبْد العزيز بْن عُمَر بْن مُحَمَّد بْن أحمد بْن نباتة بن حميد بن نباتة [3] .
__________
[ () ] تاريخ جرجان للسهمي 160 رقم 423 وانظر فهرس الأعلام 617، وتاريخ بغداد 10/ 302، 303 رقم 5449، والأنساب 1/ 160، والمنتظم 7/ 273 رقم 430، واللباب 1/ 37، والعبر 3/ 90، وسير أعلام النبلاء 17/ 226، 227 رقم 135، وتذكرة الحفاظ 3/ 1062- 1064، والبداية والنهاية 11/ 354، والنجوم الزاهرة 4/ 237، وطبقات الحفاظ 415، وكشف الظنون 1/ 281، وشذرات الذهب 3/ 175، وهدية العارفين 1/ 515، ومعجم طبقات الحفاظ 110.
[1] في تاريخه 10/ 302.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد) في:
تاريخ جرجان للسهمي 260، 261 رقم 424.
[3] انظر عن (عبد العزيز بن عمر) في:(28/116)
أبو نصر التّميميّ السَّعْدي البغداديّ.
أحد الشُّعراء المجوُّدين، مدحَ الملوك والوزراء.
وله في سيف الدّولة غُرَرُ القصائد ونُخَب المدائح. وديوان شعره كبير.
مولده سنة سبع وعشرين وثلاثمائة.
روى عَنْهُ أكثر ديوانه أَبُو الفتح بْن شيطا.
قال رئيس الرؤساء: ما شاهد ابن نباتة أشعر منه.
وكان يُعاب بكِبْرٍ فيه.
وقال أبو عليّ محمد بْن وشّاح: سمعتُ أبا نصر بْن نُباتة يَقُولُ: كنتُ يومًا في الدهْليز، فدُقّ بابي، فقلت: مَن ذا؟
قَالَ: رَجلٌ من أهل المشرق.
قلت: ما حاجتك؟
قال: أنت القائل:
ومن لم يمت بالسّيِف مات بغيره ... تنوّعت الأسبابُ والدّاء واحدُ [1]
فقلت: نعم.
قال: أرويه عنك؟
قلت: نعم.
__________
[ () ] الإمتاع والمؤانسة 1/ 136، ويتيمة الدهر 2/ 379- 395، وتاريخ بغداد 10/ 466- 467 رقم 5641، والمنتظم 7/ 274 رقم 433، وتاريخ حلب للعظيميّ 322، والمنازل والديار 2/ 175، والأنساب (مادّة النباتي) ، واللباب 3/ 294، ووفيات الأعيان 3/ 190- 193 رقم 396، والتذكرة الفخرية للإربلي 307، 457، 484، والتذكرة الحمدونية 2/ 152 رقم 334، ومحاضرات الأدباء 1/ 267، والعبر 3/ 91، وسير أعلام النبلاء 17/ 234، 235 رقم 139، ومرآة الجنان 3/ 13، 14، والبداية والنهاية 11/ 355، وتوضيح المشتبه 1/ 611، والمستطرف 1/ 135، والنجوم الزاهرة 4/ 238، ومفتاح السعادة 1/ 244- 246، وشذرات الذهب 3/ 175، 176، وكشف الظنون 664، 800، وهدية العارفين 1/ 577، وديوان الإسلام 4/ 341 رقم 2130 والأعلام 4/ 23، ومعجم المؤلفين 5/ 255.
[1] وفيات الأعيان 3/ 193، سير أعلام النبلاء 17/ 234، شذرات الذهب 3/ 176، مفتاح السعادة 1/ 245.(28/117)
فلمّا كَانَ آخر النّهار دُقّ عليَّ الباب، فقلتُ، مَن؟
قَالَ: رجلٌ من تاهرت مِن المغرب.
قلت: ما حاجتك؟
قَالَ: أنت القائل: «ومَن لم يمت بالسَّيف» البيت.
فقلتُ: نعم.
قَالَ: أرويه عنك؟
قلت: نعم. وعجِبتُ كيف وصلَ هذا البيت إلى المشرق والمغْرب.
تُوُفّي في شوّال.
173- عَبْد الواحد بْن الحسين [1] .
أبو القاسم الصَّيْمَرِيّ الفقيه. شيخ الشّافعيّة بالبصرة، ومِن أصحاب الوجوه.
حضر مجلس أبي أحمد المرورّوذيّ، وتفقّه بصاحبه الفقيه أَبِي الفيّاض البصْري.
رحل النّاسُ للتّفَقُّه عَليْهِ، وهو شيخ أقضي القُضاة الماورديّ. وله كتاب «الإيضاح في المذهب» ، وهو كتابٌ جليل.
ومِن غرائب وجوهه أنّه قَالَ: لا يملك الرجل الكلأ النّابت في ملكه.
ومنها: لا يجوز مسّ المُصْحَف لمن بعض بدنه نجس.
وكان في هذا العصر بالبصرة. ولا أعلم تاريخ موته، وإنّما كتبته هنا اتّفاقًا.
174- عُبَيْد الله بْن سَلَمَة بْن حَزْم [2] .
__________
[1] انظر عن (عبد الواحد بن الحسين) في:
طبقات الفقهاء للشيرازي 125، ومعجم البلدان 3/ 439، وتهذيب الأسماء واللغات ج 1 ق 2/ 265 رقم 406، وسير أعلام النبلاء 17/ 14، 15 رقم 6، والعقد المذهب لابن الملقّن 37، وعيون التواريخ 12/ 261، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 127، 128، رقم 724، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 243، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 188، 189 رقم 146، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 129، 130، وهدية العارفين 1/ 433.
[2] انظر عن (عبيد الله بن سلمة) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 301، 302 رقم 670.(28/118)
أبو مروان اليَحْصُبيّ القُرْطُبيّ.
حجّ وكتب عَنْ أبي بكر بن عَزْرة.
وأخذ القراءة عَنْ: عُبَيْد الله بْن عطيّة، وأبي الطّيَّب بْن غَلْبُون.
قَالَ أبو عَمْرو الدّانيّ: وهو الّذي علّمني عامة القرآن.
وكان خيّرا فاضلا صدوقا.
وتوفّي سنة خمسٍ.
175- عدنان بْن محمد بْن عُبَيْد الله الضّبّيّ.
أبو عامر، رئيس هراة.
روى عَنْ: هارون بْن أحمد الإستْراباذيّ، وأبي الفوارس أحمد بْن محمد بْن جُمعة.
روى عَنْهُ: إِسْحَاق القّراب، وأبو رَوْح، وغيرهما.
176- عُمَر بْن إبراهيم بْن محمد بْن الفاخر.
أبو طاهر الإصبهانيّ السُرِنجانيّ. وسُرِنجان من قرى إصبهان.
رحل وسمع ببغداد: جعفر الخُلْديّ، والنّجّاد، وأبا بَكْر الشّافعيّ.
روى عَنْهُ: أحمد الباطَرْقانيّ، وأحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الذّكْوانيّ.
- حرف الغين-
177- غالب بْن سامة بْن لُؤَيّ.
أبو لُؤَيّ السّامَرّيّ الهَرَويّ.
رُوِيَ عَنْ: أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ بْن مهران الواسطيّ القفّال، وأقرانه.
وعنه: أبو الفضل الجاروديّ.
- حرف الميم-
178- محمد بْن أحمد بْن ثُوَابَة.
أبو بَكْر البغداديّ المعبرّ.
حكي عَنْ: الحلاج، وأبي بَكْر الشبْليّ.(28/119)
روى عَنْهُ: نصْر بْن عَبْد العزيز بْن نُوح الشّيرازيّ، وعليّ بْن محمود الزَّوْزنيّ.
مات في سلْخ ذي الحجّة سنة خمسٍ، وعاش مائةً وثلاث سِنين.
179- محمد بْن الإمام أَبِي بَكْر أحمد بْن إبراهيم بْن إسماعيل [1] .
أبو نصر الإسماعيليّ.
رأس في أيّام أَبِيهِ، وبعد موته. وكان لَهُ جاهٌ عظيم بجُرْجان، وقبولٌ زائد.
وقد رحل في صباه، وسمع من: محمد بْن يعقوب الأصمّ، وأبي يعقوب البحريّ، ودَعْلَج، وأبي دُحَيْم الكوفيّ، وأبي بَكْر الشّافعيّ، وجماعة كثيرة.
وكان يدري الحديث. أملي مجالس كثيرة، وتُوُفّي في ربيع الآخر.
روى عَنْهُ: حمزة السَّهْميّ، وقال في تاريخه: كَانَ لَهُ جاهٌ عظيم وقبول عند الخاصّ والعامّ في كثير من البلدان.
وزعم ابن عساكر [2] أنّه كَانَ أشعريا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْعِزِّ بِطَرَابُلُسَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ مَنْدَهْ: أنا أَبُو رَشِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أنبأ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مَنْدَهْ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَأَرْبَعِمَائَةٍ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ: أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْخَلِيلِ الْآمُلِيُّ، ثنا حَاتِمٌ الرَّازِيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ: أنا ابن الْمُبَارَكِ، عَنِ ابن عَجْلَانَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمُسْجِدَ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَجْلِسَ» [3] . 180- محمد بْن أحمد بْن عثمان بْن الوليد بْن الحكم [4] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن الإمام أبي بكر) في:
تاريخ جرجان للسهمي 452 رقم 883، وانظر فهرس الأعلام 638، 639، وتبيين كذب المفتري 231، 232.
[2] في: تبيين كذب المفتري.
[3] أخرجه البخاري في الصلاة 1/ 114 باب: إذا دخل المسجد فليركع ركعتين، من طريق:
مالك، عن عامر، به.
[4] انظر عن (محمد بن أحمد بن عثمان) في:(28/120)
أبو بَكْر بْن أَبِي الحَديد السُّلميّ الدّمشقيّ العدْل.
سَمِعَ: أبا الدّحداح أحمد بْن محمد، ومحمد بْن جعفر الخرائطيّ، ومحمد بْن يوسف الهَرَويّ، وعبد الغافر بْن سلامة الحمصيّ.
ورحل إلى مصر فسمع: محمد بْن بشير الزُبَيْريّ، وعبد العزيز بْن أحمد الأحمريّ، وأبا زيد عَبْد العزيز بْن قيس، وجماعة.
روى عَنْهُ: حفيداه عبيد الله وأحمد ابنا عَبْد الواحد، وعليّ بْن الحسين الشّرابيّ، وأبو الحَسَن بْن السمْسار، وأبو عليّ الأهوازيّ، وأبو القاسم الحِنائيّ، وجماعة.
وهو آخر من حدّث عَنِ الخرائطيّ، والهَرَويّ.
قَالَ ابن ماكولا [1] : ثنا عَنْهُ جماعة، وكان مِن الأعيان.
وقال أبو الفَرَج بْن عَمْرو: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النّوم، فقال لي: أبو بَكْر بْن أَبِي الحديد قوّال بالحقّ.
وقال الكتّانيّ: كَانَ ثقة مأمونًا، أعرفه.
وتُوُفّي في شوّال، وكان مولده في سنة تسع وثلاثمائة.
قلت: كَانَ مُسْند الشّام في وقته.
181- محمد بْن الحسين بْن عليّ.
أبو بَكْر الهمْدانيّ الفرّاء.
روى عَنْ: أوْس الخطيب، وأبي القاسم بْن عُبَيْد، وأبي جعفر بْن بَرْزة، وجماعة.
روى عَنْهُ: أبو مُسْلِم بْن غزو، وأبو جعفر محمد بْن الحسين الصُّوفيّ.
وكان ثقة.
182- محمد بن الحسين.
__________
[ () ] الإكمال لابن ماكولا 4/ 55، والعبر 3/ 91، والمعين في طبقات المحدّثين 120 رقم 1341، وسير أعلام النبلاء 17/ 184، 185 رقم 105، والوافي بالوفيات 2/ 60 رقم 347.
[1] في الإكمال 2/ 55.(28/121)
أبو طَالِب بْن الصّبّاغ الكوفيّ.
ثقة جليل عابد.
مات في رجب. من «سؤالات السلفيّ لأُبَيّ النَّرسي» .
183- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حمدويه بن نعيم بن الحكم الضَّبَّيّ الطَّهْمانيّ [1] .
النَّيْسابوريّ الحافظ أبو عَبْد الله الحاكم، المعروف بابن البَيع صاحب التّصانيف في علوم الحديث.
وُلِدَ يوم الإثنين ثالث ربيع الأوّل سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، وطلب العلم من الصغَر باعتناء أبيه وخاله.
فأول سماعه سنة ثلاثين، واستملي عَلَى أَبِي حاتم بْن حِبّان سنة أربع وثلاثين.
ورحل إلى العراق سنة إحدى وأربعين بعد موت إسماعيل الصّفّار بأشهر.
وحجّ ورحل إلى بلاد خراسان وما وراء النّهر.
__________
[1] انظر عَنْ (مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ) في:
تاريخ بغداد 5/ 473، 474 رقم 3024، والمنتظم 7/ 274، 275 رقم 434، وتبيين كذب المفتري لابن عساكر 227- 231، والأنساب 2/ 370، واللباب 1/ 198، 199، ووفيات الأعيان 4/ 280، 281 رقم 615، والعبر 3/ 91، والمعين في طبقات المحدّثين 120 رقم 1340، وميزان الاعتدال 3/ 608 رقم 7804، وتذكرة الحفاظ 3/ 1039- 1045، وسير أعلام النبلاء 17/ 162- 177 رقم 100، ودول الإسلام 1/ 243، والمختصر في أخبار البشر 2/ 144، وتاريخ ابن الوردي 1/ 326، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 155- 171، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 405- 407 رقم 365، والوافي بالوفيات 3/ 320، 321 رقم 1373، والبداية والنهاية 11/ 355، ومرآة الجنان 3/ 14، والوفيات لابن قنفذ 229، 230، وشرح ألفيّة العراقي 1/ 30، 31، وتاريخ الخميس 2/ 398، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 197، 198 رقم 153، ولسان الميزان 5/ 232، 233 رقم 3/ 81، والنجوم الزاهرة 4/ 238، وتاريخ الخلفاء 216، وطبقات الحفاظ 409- 411، وشذرات الذهب 3/ 176، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 120- 125، وغاية النهاية 2/ 184، 185 رقم 3178، وكشف الظنون 55 وغيرها، وهدية العارفين 2/ 59، وديوان الإسلام 2/ 142، 143 رقم 755، وإيضاح المكنون 2/ 196، والرسالة المستطرفة 21، والأعلام 6/ 227، ومعجم المؤلفين 10/ 238، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 367- 370، ومعجم طبقات الحفاظ 160.(28/122)
وشيوخه الّذين سَمِعَ منهم بنَيْسابور وحدها نحو ألف شيخ.
وسمع بالعراق وغيرها من البلدان مِن نحو ألف شيخ.
وحدّث عَنْ أَبِيهِ. وقد رَأَى أَبُوهُ مُسْلِم بْن الحَجّاج.
روى عَنْ: محمد بْن عليّ المذّكر، ومحمد بْن يعقوب الأصمّ، وَمحمد بْن يعقوب بْن الأخرم، وَمحمد بْن عَبْد الله بْن أحمد الإصبهانيّ الصّفّار نزيل نَيْسابور، ومحمد بْن أحمد بْن محبوب المَرْوَزِيّ، وأبي حامد أحمد بْن عليّ بْن حَسْنَوية المقرئ، والحسن بْن يعقوب البخاريّ، والقاسم بْن القاسم السّيّاريّ، وأبي بَكْر أحمد بْن إِسْحَاق الصّبْغيّ الفقيه، وأبي النَّضْر محمد بْن محمد بْن يوسف الفقيه، وأبي جعفر محمد بْن صالح بْن هانئ، وأبي عَمْرو عثمان بْن السّمّاك، وأبي بَكْر أحمد بْن سلمان النّجّاد، وأبي محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه، وأبي محمد بْن حمدان الجلاب الهمْذانيّ، والحسين بْن الحَسَن الطوسيّ، وعليّ بْن محمد بْن عُقْبَة الشَّيْبانيّ الكوفيّ، وأبي عليّ الحسين بْن عليّ النَّيْسابوري الحافظ وبِهِ تخرّج، وأبي الوليد حسّان بْن محمد المُزَكّيّ الفقيه، وأبي جعفر محمد بْن أحمد بْن سَعِيد الرّازيّ المؤدب، وعبد الباقي بْن قانع الأمويّ الحافظ، ومحمد بْن حاتم بْن خُزَيْمة الكشّيّ، شيخ معمّر قدِم عليهم.
روى عَنْ عَبْد بْن حُمَيْد، وغيره. ولم يزل يسمع حتى كتب عَنْ غير واحدٍ أصغر منه سِنًا وسَنَدًا.
روى عَنْهُ: أبو الحَسَن الدّارقُطْنيّ وهو مِن شيوخه، وأبو الفتح بْن أَبِي الفوارس، وأبو العلاء محمد بْن عليّ الواسطيّ، ومحمد بْن أحمد بْن يعقوب، وأبو ذَرْ عَبْد بْن أحمد الْهَرَويّ، وأبو بَكْر أحمد بْن الحسين البَيْهقيّ، وأبو يَعْلي الخليل بْن عَبْد الله القَزْوينيّ، وأبو القاسم عَبْد الكريم بْن هوازن القُشَيْريّ، وعثمان بْن محمد المحْمي، والزَّكيّ عَبْد الحميد بْن أَبِي نصر البحيري، وأبو صالح أحمد بْن عَبْد الملك المؤذّن، وجماعة آخرهم أبو بَكْر أحمد بْن عليّ بْن خَلَف الشّيرازيّ.
وانتخب علي خلقٍ كثير، وجرّح وعدَّل، وقُبِلَ قوله في ذَلِكَ لسعة علمه(28/123)
ومعرفته بالعِلل والصّحيح والسّقيم.
وقرأ القرآن العظيم عَلَى: أبي عَبْد الله محمد بْن أَبِي منصور الصّرّام، وابن الإمام المقرئ أحمد بْن العبّاس.
قرأ على: أحمد بْن سهل الأشْنانيّ، وغيره بَنْيسابور.
وعلى: أَبِي عليّ بْن النّقّار الكوفيّ، وأبي عيسى بكّار البغداديّ.
وتفقّه عَلَى: أَبِي عليّ بْن أَبِي هُرَيْرَةَ، وأبي سهل محمد بْن سُليمان الصُّعْلُوكّي، وأبي الوليد حسّان بْن محمد.
وذاكرَ: أبا بَكْر محمد بْن عُمَر الْجِعَابيّ، وأبا عليّ النَّيْسابوريّ، وأبا الحَسَن الدّارقُطْنيّ.
وسمع منه: أحمد بْن أَبِي عثمان الحِيريّ، وأبو بَكْر القفّال الشّاشيّ، وأبو إِسْحَاق إبراهيم بْن محمد المُزنيّ، وابن المظفّر، وهم من شيوخه.
وصحِبَ من الصُّوفّية: أبا عَمْرو بْن نُجَيْد، وجعفر الخُلْديّ، وأبا عثمان المغربيّ، وجماعة سواهم بنَيْسابور.
وحُدَّث عَنْهُ في حياته، وأبلغُ مِن ذا أبا عُمَر الطَّلَمَنْكي كتب علوم الحديث للحاكم، عَنْ شيخ لَهُ سنة تسع وثمانين وثلاثمائة، بسماعه من صاحب الحاكم، عَنِ الحاكم. ولم يقع لي حديثه عاليا إلا بإجازة: أَخْبَرَنَا أبو المُرْهَف المِقْداد بْن هبة الله القَيْسيّ في كتابه: أَنَا أبو الفضل عَبْد الله بْن أحمد بْن هبة الله بْن عَبْد القادر المنصوريّ العبّاسيّ سنة اثنتي عشرة وستّمائة ح، وأنا أبو إِسْحَاق إبراهيم بْن عليّ الزّاهد، وعبد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد كتابةً قالا: أَنَا الفتح بْن عَبْد الله بْن محمد الكاتب قالا: أَنَا أبو الفضل أحمد بْن طاهر بْن سَعِيد بْن فضل الله الميهنيّ ح، وأنا أبو الفضل أحمد بْن هبة الله بْن تاج الأمُناء قراءةً: أَنَا أبو الحَسَن عليّ بْن الحُسين بْن المقّير، عَنْ أَبِي الفضل الميهنيّ ح، وأنا ابن تاج الأُمناء أيضًا: أنبا المؤيَّد بْن محمد بْن عليّ الطُّوسيّ إجازةً: أنبا أبو بَكْر وجيه بْن طاهر، وابن أخيه عَبْد الخالق بْن زاهر، وابن أخيه الآخر عَبْد الكريم بْن خَلَف، وعمر بْن أحمد الصّفّار الأُصوليّ، وعبد الله بْن محمد الصّاعديّ، وعبد الكريم بْن الحَسَن الكاتب، وأخوه أحمد، وأبو بَكْر عَبْد الله بْن جامع الفارسيّ،(28/124)
وأبو الفُتُوح عَبْد الله بْن عليّ الخرجُوشيّ، وأبو عَبْد الله الحَسَن بْن إسماعيل العُمَانيّ، والحسن بْن محمد بْن أحمد الطُّوسيّ، ومنصور بْن محمد الباهرزيّ، وعَرَفَة بْن عليّ السَّمَرْقَنْديّ، وعبد الرّزّاق بْن أَبِي القاسم السَّيّاريّ، وجامع بْن أَبِي نصر السّقّاء، وأبو سعد محمد بْن أَبِي بَكْر الصَّيْرفيّ، وأبو القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن الحَسَن الكَرْمانيّ، وأحمد بْن إسماعيل بْن أَبِي سعْد، وسعيد بْن أَبِي بَكْر الشعَيْريّ، وعبد الوهّاب بْن إسماعيل الصَّيْرفْي.
قَالُوا كلّهم هُمْ والميهنيّ: أنبا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ: أنبا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ بِمِصْرَ: ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ خَالِدٍ الحَذَّاءِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَمَّارٍ: «تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ» [1] . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنْ إِسْحَاقَ الْكَوْسَجِ، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ. فَوَقَعَ لَنَا بَدَلًا عَالِيا.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيِّ بْن الْخلال، أَنَا جَعْفَر الهمدانيّ، أَنَا أبو طاهر بْن سَلفَة:
سَمِعْتُ إسماعيل بْن عَبْد الجبّار القاضي بَقَزْوين يَقُولُ: سَمِعْتُ الخليل بْن عَبْد الله الحافظ يَقُولُ، فذَكَرَ الحاكم أبا عَبْد الله وعظّمه، وقال: لَهُ رحلتان إلى العراق والحجاز. الرحلة الثانية سنة ثمان وستّين، وناظرَ الدّارقُطْنيّ فرضيَه، وهو ثقة واسع العلم. بَلَغت تصانيفه للكُتُب الطوال والأبواب وجمع الشيوخ قريبا
__________
[1] أخرجه مسلم في الفتن (2916) باب: لا تقوم الساعة حتى يمرّ الرجل بقبر الرجل فيتمنّى أنّ يكون مكان الميت من البلاء، والترمذي في المناقب (3802) باب: مناقب عمّار بن ياسر، وهو حديث صحيح: وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب، وفي الباب: عن أم سلمة، وعبد الله بن عمرو، وأبي اليسر، وحذيفة. وقال ابن حجر: روى حديث «تقتل عمّارا الفئة الباغية» جماعة من الصحابة، منهم: قتادة بن النعمان، وأم سلمة عند مسلم، وأبو هريرة عند الترمذي، وعبد الله بن عمرو بن العاص عن النسائيّ، وعثمان بن عفان، وحذيفة، وأبو أيوب، وأبو رافع، وخزيمة بن ثابت، ومعاوية، وعمرو بن العاص، وأبو اليسر، وعمّار نفسه، وكلها عند الطبراني، وغيره، وغالب طرقها صحيحة، أو حسنة. وفيه عن جماعة آخرين يطول عددهم 954 و 4/ 98 رقم 3720 و 4/ 200 رقم 4030، ومعجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي 283 رقم 242، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 9/ 355، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 150، وانظر: الجزء الخاص بعهد الخلفاء الراشدين من (تاريخ الإسلام) 574- 579.(28/125)
من خمسمائة جزء، يستقصي في ذَلِكَ، يؤلّف الغَثّ والسَّمين، ثمّ يتكلّم عليه فيبيّن ذلك. وتوفّي سنة ثلاث وأربعمائة.
قلتُ: وَهِمَ الخليل في وفاته.
ثمّ قَالَ: سألني في اليوم لمّا دخلت عَليْهِ، ويُقرأ عَليْهِ في فوائد العراقيّين:
سُفْيان الثَّوْريّ، عَنْ أَبِي سَلَمَة، عَنِ الزهُّرْيّ، عَنْ سهْل بْن سعد حديث الاستئذان. فقال لي: مّن أبو سَلَمَة هذا؟
فقلتُ من وقتي: هُوَ المغيرة بْن مُسلم السّرّاج.
فقال لي: وكيف يروي المغيرة عَنِ الزُّهْريّ؟
فبقيت، ثم قَالَ: قد أمهلتك أسبوعًا حتّى تتفكَّر فيه.
قَالَ: فتفكّرت ليلتي حتّى بقيت أكرر التَّفكُّر، فلمّا وقعت إلى أصحاب الجزيرة من أصحابه تذكّرتُ محمد بْن أَبِي حفصة، فإذا كُنيته أبو سَلَمَة.
فلمّا أصبحتُ حضرت مجلسَه، ولم أذكر شيئًا حتّى قرأت عَليْهِ نحو مائة حديث، فقال لي: هَلْ تفكّرت فيما جرى؟
فقلت: نعم، هُوَ محمد بْن أَبِي حفصة.
فتعجب وقال لي: نظرتَ في حديث سُفْيان لأبي عَمْرو البحيريّ؟
فقلتُ: لا. وذكرتُ لَهُ ما أقمتُ في ذَلِكَ. فتحيَّر وأثني عليّ.
ثم كنتُ أسأله فقال لي: أَنَا إذا ذاكرتُ اليومَ في باب لا بدّ من المطالعة لِكِبَر سنّي. فرأيته في كلّ ما أُلْقي عَليْهِ بحرًا.
وقال لي: أعلم بأنّ خُراسان وما وراء النّهر لكلّ بلدة تاريخ صنّفه عالم منها. ووجدت نَيْسابور مَعَ كثرة العُلماء بها لم يصنّفوا فيه شيئًا، فدعاني ذَلِكَ إلى أن صنّفت «تاريخ النَّيْسابورييّن» . فتأمّلته ولم يسبقه إلى ذَلِكَ أحد.
وصنَّف لأبي عليّ بْن سيمجور كتابًا فِي أَيَّامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأزواجه وحديثه.
وسمّاه «الإكليل» . لم أرَ أحدًا رتَّب ذَلِكَ الترتيب.
وكنتُ أسأله عَنِ الضّعفاء الّذين نشئوا بعد الثّلاثمائة بنَيْسابور وغيرها من شيوخ خُراسان، وكان يبيّن من غير محاباة.(28/126)
أَخْبَرَنَا الْمُسْلِمُ بْنُ عَلَّانَ وَمُؤَمَّلُ بْنُ مُحَمَّدٍ كِتَابَةً قَالَا: أَنَا أَبُو الْيُمْنِ الْكِنْدِيُّ، أَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ قال: أبو عبد الله ابن الْبَيِّعِ الْحَاكِمُ كَانَ ثِقَةً. أَوَّلُ سَمَاعِهِ فِي سنة ثلاثين وثلاثمائة، وَكَانَ يَمِيلُ إِلَى التَّشَيُّعِ، فَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأُرْمَوِيُّ بِنَيْسَابُورَ، وَكَانَ عَالِمًا صَالِحًا، قَالَ: جَمَعَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ أَحَادِيثَ، وَزَعَمَ أَنَّهَا صِحَاحٌ عَلَى شَرْطِ خ. م.، مِنْهَا:
حديث الطّائر، [1] و «من كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ» [2] ، فَأَنْكَرَ عَلَيْهِ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ ذَلِكَ، وَلَمْ يَلْتَفِتُوا إِلَى قَوْلِهِ.
وقال أبو نُعَيْم بْن الحدّاد: سمعتُ الحَسَن بْن أحمد السَّمَرْقَنْديّ الحافظ:
سمعتُ أبا عَبْد الرَّحْمَن الشاذياخيّ الحاكم يَقُولُ: كنّا في مجلس السّيّد أَبِي الحَسَن، فَسُئل أبو عَبْد الله الحاكم عَنْ حديث الطَّيْر فقال: لا يصحّ، ولو صحّ لما كَانَ أحدٌ أفضل من عليّ بعد النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قلتُ: هذه الحكاية سندها صحيح، فما باله أخرج حديث الطَّيْر في «المستدرك عَلَى الصّحيح» [3] ؟ فلعله تغيّر رأيه.
أنبئونا عَنْ أَبِي سعد عَبْد الله بْن عُمَر الصّفّار، وغيره، عَنْ أَبِي الحَسَن عَبْد الغافر بْن إسماعيل الفارسيّ قَالَ: أبو عَبْد الله الحاكم هُوَ إمام أهل الحديث في عصره، العارف بِهِ حقّ معرفته. يُقال لَهُ الضّبّيّ لأنّ جدّ جدّته عيسى بْن عَبْد الرَّحْمَن الضّبّيّ، وأمّ عيسى هي مَتُّوَيْه بِنْت إبراهيم بْن طَهْمان الفقيه، وبيته بيت الصّلاح والورع والتّأذين في الإسلام. وقد ذكر أَبَاهُ في تاريخه، فأغني عَنْ إعادته.
__________
[1] الحديث لا يصحّ.
[2] أخرجه أحمد في المسند 4/ 368 و 370 و 5/ 366، والترمذي (4713) ، وابن حبّان (2205) ، وابن ماجة (121) ، والحاكم في المستدرك 3/ 110، وابن المغازلي في: مناقب أمير المؤمنين علي 31 رقم 23 و 26 و 27، وانظر: عهد الخلفاء الراشدين من (تاريخ الإسلام) 627، 629، 631، 632.
[3] ج 3/ 110.(28/127)
ولد سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، ولقي عَبْد الله بْن محمد بْن الشَّرْقيّ، وأبا حامد بْن بلال، وأبا عليّ الثّقفيّ، ولم يسمع منهم.
وسمع من: أبي طاهر المحمَّداباذي، وأبي بَكْر القطّان. ولم يُظفَر بمسموعه منهما.
وتصانيفه المشهورة تطفح بذكر شيوخه.
وقد قرأ القرآن بخُراسان والعراق عَلَى قُرّاء وقته.
وتفقّه علي: أَبِي الوليد حسّان، والأستاذ أَبِي سهل. واختصّ بصُحبة إمام وقته أَبِي بَكْر أحمد بْن إِسْحَاق الصّبْغيّ، فكان الإمام يراجعه في السّؤال والجرْح والتّعديل والعِلل. وأوصي إليه في أمور مدرسته دار السُّنّة، وفوّض إِليْهِ تولية أوقافه في ذَلِكَ.
وذاكر مثل: الْجِعابيّ، وأبي عليّ الماسَرْجِسِيّ الحافظ الّذي كَانَ أحفظ زمانه.
وقد شرع الحاكم في التّصنيف سنة سبْعٍ وثلاثين، فأتَّفق لَهُ مِن التّصانيف ما لعلّه يبلغ قريبًا من ألف جزءٍ من تخريج الصّحيحين، والعلَل، والتّراجم، والأبواب، والشيوخ، ثمّ المجموعات مثل: «معرفة علوم الحديث» ، و «مستدرك الصّحيحين» ، و «تاريخ النّيسابوريّين» ، وكتاب «مزكّي الأخبار» ، و «المدخل إلى علم الصّحيح» ، وكتاب «الإكليل» ، و «فضائل الشّافعيّ» ، وغير ذَلِكَ.
ولقد سَمِعْتُ مشايخنا يذكرون أيّامه، ويحكون أنّ مقدّمي عصره مثل الإمام أَبِي سهل الصُّعْلُوكيّ، والإمام ابن فُورَك، وسائر الأئمّة يقدّمونه على أنفسهم، ويراعون حقّ فضله، ويعرفون لَهُ الحُرْمة الأكيدة.
ثمّ أطنب عَبْد الغافر في نحو ذَلِكَ مِن تعظيمه، وقال: هذه جُمَلٌ يسيرة هِيَ غيض من فَيْض سِيَره وأحواله. ومَن تأمّل كلامه في تصانيفه، وتصرُّفه في أمَاليه، ونظره في طُرُق الحديث أذعن لفضله، واعترف لَهُ بالمَزِيّة عَلَى مَن تَقَدَّمه، وإتعابه مَن بعده، وتعجيزه اللاحقين عَنْ بلوغ شأوه. عاش حميدًا، ولم يخلف في وقته مثله.(28/128)
مضي رحمه الله في ثامن صفر سنة خمس وأربعمائة.
وقال أبو حازم عُمَر بْن أحمد العبدويّ الحافظ: سَمِعْتُ الحاكم أبا عَبْد الله إمام أهل الحديث في عصره يَقُولُ: شربت ماء زمزم وسألت الله تعالى أن يرزقني حُسْن التَّصنيف.
قَالَ أبو حازم: وسمعتُ السُّلميّ يَقُولُ: كتبت عَلَى ظهر جزء: من حديث أَبِي الحسين الحجّاجيّ الحافظ. فأخذ القلم وضَرَبَ عَلَى الحَافظ، وقال: أيش أحفظ أَنَا؟! أبو عَبْد الله ابن البيّاع أحفظ منّي، وأنا لم أرَ من الحُفّاظ إلا أبا عليّ الحافظ النيَّسابوريّ، وابن عُقْدة.
وسمعتُ السُّلميّ يَقُولُ: سالت الدارقُطْنيّ: أيها أحفظ ابن مَنْدَهْ أو ابن البيّع؟
فقال: ابن البيّع أتقن حِفظًا.
قَالَ أبو حازم: أقمتُ عند الشيخ أبي عَبْد الله العُصمي قريبًا من ثلاث سِنين، ولم أرَ في جملة مشايخنا أتقن منه ولا أكثر تنقيرًا. وكان إذا أشكلَ عَليْهِ شيء أمرني أن أكتب إلى الحاكم أَبِي عَبْد الله. فإذا أورد جواب كتابه حكم بِهِ وقطع بقوله.
ذكر هذا كلّه الحافظ أبو القاسم بْن عساكر أنّه قرأه بخطّ أَبِي الحَسَن عليّ بْن سليمان اليمنيّ.
قال: وقع لي عن أبي حازم العبدويّ فذكره.
وَمِمِّنْ رَوَى عَنِ الْحَاكِمِ مِنَ الْكِبَارِ، قَالَ أَبُو صَالِحٍ الْمُؤَذِّنُ، أنا مَسْعُودُ بْنُ عَلِيٍّ السِّجْزِيُّ: ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكٍ: ثنا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِيرِيُّ الْحَافِظُ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مطرّف الكرابيسيّ سنة سبع وأربعين وثلاثمائة: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدَوَيْهِ الْحَافِظُ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، نا الْحِمَّانِيُّ: ثنا سُعَيْرُ بْنُ الْخِمْسِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ بلالا يؤذّن بليل» [1] .. الحديث.
__________
[1] وتمامه: «فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم» .(28/129)
ثُمَّ قَالَ مَسْعُودُ السِّجْزِيُّ: حدَّثَنِيهِ الْحَاكِمُ غَيْرَ مَرَّةٍ بِهَذَا.
وكان للحاكم لمّا رَوَوْه عَنْهُ ستٌ وعشرون سنة.
وَقَالَ أَبُو مُوسَى الْمَدِينِيُّ: أَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: ثنا الْخَطِيبُ: أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ: نا الدَّارَقُطْنِيُّ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ النَّسَوِيُّ، نا الْخَلِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّسَوِيُّ، ثنا خِدَاشُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا يَعِيشُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا أَحْسَنَ الْهَدِيَّةَ أَمَامَ الْحَاجَةِ» . هَذَا بَاطِلٌ عَنْ مَالِكٍ. وَقَدْ رَوَاهُ الْمُوَقَّرِيُّ، وَهُوَ وَاهٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ مُرْسَلًا. قَالَ أبو موسى الحافظ: أَنَا الحسين بْن عَبْد الملك، عَنْ أَبِي القاسم سعد بْن عليّ، أنّه سَمِعَ أبا نصر الوائِليّ يَقُولُ: لمّا ورد أبو الفضل الهمَداني إلى نَيْسابور وتعصّبوا لَهُ، ولقّبوه «بديع الزّمان» ، أعجِب بنفسه، إذ كَانَ يَحْفظ المائة بيت إذا أُنشدت بين يديه، ويُنْشدها من آخرها إلى أوّلها مقلوبة. فأنكر عَلَى النّاس قولهم: فلان الحافظ في الحديث، ثمّ قَالَ: وحِفْظ الحديث ممّا يُذكر!؟
فسمع بِهِ الحاكم ابن البَيَّع، فوجّه إِليْهِ بجزءٍ، وأجّل لَهُ جمعة في حفظه، فردَّ إليه الجزء بعد جمعة وقال: من يحفظ هذا: محمد بْن فلان، وجعفر بْن فلان، عَنْ فلان؟ أسامي مختلفة، وألفاظ متباينة.
فقال لَهُ الحاكم: فاعرفْ نفسك، واعلم أنّ حِفْظ هذا أصْعب ممّا أنت فيه.
ثمّ روى أبو موسى المدينيّ أنّ الحاكم دخل الحمام واغتسل وخرج، ثم قَالَ: آه. وقُبِضت روحه وهو متّزر لم يلبس قميصه بعدُ، ودُفِن بعد العصر يوم الأربعاء. وصلى عَليْهِ القاضي أبو بَكْر الحِيريّ.
وقال الحَسَن بْن أشعث القُرَشيّ: رَأَيْت الحاكم في المنام عَلَى فرس في هيئة حسنة، وهو يَقُولُ: النَّجاة.
__________
[ () ] أخرجه أحمد في المسند 6/ 44 و 54، والبخاري في الأذان (622) و (623) باب: الأذان قبل الفجر، ومسلم (1092) ، والترمذي (203) ، والنسائي 2/ 10، والدارميّ 2/ 270.(28/130)
فقلت لَهُ: أيّها الحاكم، في ماذا؟
قَالَ: في كتبه الحديث.
قَالَ الخطيب في تاريخه [1] : حدَّثني الأزهريّ قَالَ: ورد ابن البيَّع بغداد قديمًا فقال: ذُكِرِ لي أنّ حافظكم، يعني الدارقُطْنيّ، خرج لشيخٍ واحد مائة جزء، فأرُوني بعضها.
فَحُمِل إِليْهِ منها، وذلك ممّا خرّجه لأبي إِسْحَاق الطَّبَريّ، فنظر في أوّل الجزء حديثًا لعطيّة العَوْفّي فقَالَ: استفتح بشيخٍ ضعيف. ثمّ إنّه رمى الجزء من يده، ولم ينظر في الباقي.
أَخْبَرَنَا أبو الحسين عليّ بن محمد بن أحمد ببعلبكّ: أنبا أبو محمد عَبْد العظيم المنذريّ: سَمِعْتُ عليّ بْن الفضل: سَمِعْتُ أحمد بْن محمد الحافظ:
سَمِعْتُ محمد بْن طاهر الحافظ يَقُولُ: سَأَلت أبا القاسم سعْد بْن عليّ الزّنْجانيّ الحافظ بمكّة قلت لَهُ: أربعة من الحفّاظ تعاصروا أيّهم أحفظ؟
فقال: مَن؟
قلت: الدّارَقُطْنيّ ببغداد، وعبد الغنيّ بمصر، وأبو عَبْد الله بْن مَنْدهَ بإصبهان، وأبو عَبْد الله الحاكم بنَيْسابور.
فسكت، فألححتُ عَليْهِ، فقال: أمّا الدّارَقُطْنيّ فأعلمهم بالعِلَل، وأمّا عَبْد الغني فأعلمهم بالأنساب، وأمّا ابن مَنْدَهْ فأكثرهم حديثًا مَعَ معرفة تامّة، وأمّا الحاكم فأحسنهم تصنيفًا. رواها أبو موسى المدينيّ في ترجمة الحاكم، بالإجازة عَنِ ابن طاهر.
أَخْبَرَنَا أبو بَكْر بْن أحمد الفقيه: أَنَا محمد بْن سليمان بْن معالى، أَنَا يُوسُفُ بْنُ خَلِيلٍ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إسماعيل الطَّرَسُوسيّ، ح، وأنبأني أحمد بْن سَلامة، عَنِ الطَّرَسُوسيّ، أن محمد بْن طاهر الحافظ كتب إليهم أنه سَأَلَ أَبَا إِسْمَاعِيل عَبْد الله بْن محمد الْأَنْصَارِيّ عَنِ الحاكم أَبِي عَبْد الله النَّيْسابوريّ فقال:
ثقة في الحديث، رافضيّ خبيث.
__________
[1] ج 5/ 473، 474.(28/131)
أَنْبَأَنَا ابن سلامة، عَنِ الطَّرَسُوسيّ، عَنِ ابن طاهر قَالَ: كَانَ الحاكم شديد التّعصُّب للشّيعة في الباطن، وكان يُظهر التَّسَنُّن في التقديم والخلافة.
وكان منحرفًا غاليا عَنْ معاوية وأهل بيته، يتظاهر بِهِ ولا يعتذر منه. فسمعت أبا الفتح سَمْكَوَيْهِ بَهَراة يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْد الواحد المليحيّ يَقُولُ: سمعتُ أبا عَبْد الرَّحْمَن السُّلَمّي يَقُولُ: دخلتُ علي أبي عَبْد اللَّه الحاكم وهو فِي داره لا يمكنه الخروج إِلَى المسجد من أصحاب أبي عَبْد الله بْن كّرام، وذلك أنّهم كسروا مِنْبَره ومنعوه مِن الخروج، فقلت لَهُ: لو خرجت وأمليتَ في فضائل هذا الرجل شيئًا لاسترحتَ مِن هذه المحنة.
فقال: لا يجيء من قلبي، لا يجيء من قلبي، يعني معاوية.
وسمعتُ المظَّفر بْن حمزة بجُرْجَان: سمعتُ أبا سَعْد المالينيّ يَقُولُ:
طالعت كتاب «المُسْتدَرك عَلَى الشيخين» الّذي صنَّفه الحاكم من أوّله إلى آخره، فلم أرَ فيه حديثًا عَلَى شرطهما.
قلتُ: هذا إسراف وغُلُوٌّ من المالينيّ، وإلا ففي هذا «المستدرك» جملة وافرة عَلَى شرطهما، وجملة كبيرة عَلَى شرط أحدهما. لعلّ مجموع ذَلِكَ نحو النّصف، وفيه نحو الرُّبْع مما صح سنده، وفيه بعض الشيء أدلة عليه، وما بقي، وهو نحو الربع، فهو مناكير وواهيات لا تصحّ. وفي بعض ذلك موضوعات، قد أعلمت بها لمّا اختصرت هذا «المُستدرك» ونّبهت على ذلك.
سمعت أبا محمد بن السَّمَرْقَنْديّ يَقُولُ: بلغني أنّ مستدرك الحاكم ذُكر بين يدي الدارقطني، فقال: نعم، يَستدرك عليهما حديث الطَّيْر.
فبلغ ذَلِكَ الحاكم، فأخرج الحديث مِن الكتاب.
قلتُ: لا بل هُوَ في «المستدرك» ، وفيه أشياء موضوعة نعوذ باللَّه مِن الخذلان.
قَالَ ابن طاهر: ورأيتُ أَنَا حديث الطّير، جمع الحاكم، في جزء ضخم بخطّه فكتبته للتَعجُّب.
قلت: وللحاكم «جزء في فضائل فاطمة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا» .(28/132)
وَقَدْ قَالَ الْحَاكِمُ فِي تَرْجَمَةِ أَبِي عَلِيٍّ النَّيْسَابُورِيِّ الْحَافِظِ مِنْ تَارِيخِهِ، قَالَ: ذَكَرَ يَوْمًا مَا رَوَى سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَنَسٍ، فَمَرَرْتُ أَنَا فِي التَّرْجَمَةِ، وَكَانَ بِحَضْرَةِ أَبِي عَلِيٍّ رَحِمَهُ اللَّهُ، وَجَمَاعَةٍ مِنَ الْمَشَايِخِ، إِلَى أَنْ ذَكَرْتُ حَدِيثَ:
«لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ» [1] . فَحَمَلَ بَعْضُهُمْ عَلَيَّ، فَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ لَهُ: لَا تَفْعَلْ، فَمَا رَأَيْتَ أَنْتَ وَلَا نَحْنُ فِي سِنِّهِ مِثْلَهُ. وَأَنَا أَقُولُ: إِذَا رَأَيْتُهُ رَأَيْتُ أَلْفَ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ.
قد مرّ أنّ الحاكم تُوُفّي في صفر سنة خمس وأربعمائة.
- حرف النون-
184- نُعَيْم بْن أحمد بْن إسماعيل [2] .
أبو الحَسَن الإستْراباذيّ، نزيل سَمَرْقَنْد.
روى عَنْ: أَبِي العبّاس الأصمّ، ومحمد بْن عَبْد الله الصّفّار، ونُعَيْم بْن عَبْد الملك الْجُرْجانيّ، وغيرهم.
ومات بسَمَرْقَنْد فيها.
- حرف الياء-
185- يوسف بْن أحمد بن كجّ [3] .
__________
[1] أخرجه ابن ماجة في الفتن (3936) باب النهي عن النهبة، وتتمة الحديث: «ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة، يرفع الناس إليه أبصارهم، حين ينتهبها وهو مؤمن» .
[2] انظر عن (نعيم بن أحمد) في:
تاريخ جرجان للسهمي 480 رقم 962.
[3] انظر عن (يوسف بن أحمد بن كجّ) في:
طبقات فقهاء الشافعية للعبّادي 107، وطبقات الفقهاء للشيرازي 118، 119، والمنتظم 7/ 275، 276 رقم 436 وفيه: «يوسف بن محمد بن كجّ» ، والأنساب 10/ 63، واللباب 3/ 84، ووفيات الأعيان 7/ 65 رقم 836، والمختصر في أخبار البشر 2/ 144، والعبر 3/ 92، وسير أعلام النبلاء 17/ 183، 184 رقم 104، وتاريخ ابن الوردي 1/ 326، والبداية والنهاية 11/ 355، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 359، 361، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 340، 341 رقم 975، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 202، 203 رقم 158،(28/133)
القاضي الشّهيد أبو القاسم الديَنَوريّ، صاحب أَبِي الحسين بْن القطّان.
وحضر مجلس الدّاركيّ أيضًا.
كَانَ يُضرب بِهِ المثل في حفظ مذهب الشّافعيّ. وجمع بين رئاسة الفِقْه والدّنيا. وارتحل إليه الناس من الآفاق رغبةً في علمه وجوده.
وله مصنّفات كثيرة، وكان بعض الناس يفضله على أبي حامد شيخ الشافعية ببغداد.
قتله العيّارون بالدينَور ليلة السّابع والعشرين من شهر رمضان سنة خمسٍ، رحمه الله تعالى.
وهو صاحب وجه، قَالَ لَهُ فقيه: يا أستاذ الاسم لأبي حامد والعلمُ لك.
قَالَ: ذاك رفعته بغداد وحطّتني الدّينور.
__________
[ () ] ومرآة الجنان 3/ 12، وتاريخ الخلفاء 416، وشذرات الذهب 3/ 177، 178، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 126، وهدية العارفين 2/ 550، وديوان الإسلام 4/ 87 رقم 1774، والأعلام 8/ 214، ومعجم المؤلفين 13/ 273، وتاج العروس 2/ 90 (مادّة: كج) .(28/134)
سنة ستّ وأربعمائة
- حرف الألف-
186- أحمد بْن الحافظ أَبِي حفص عُمَر بْن أحمد بْن عثمان بْن شاهين البغدادي [1] .
روى عن: أَبِي عليّ بْن الصّوّاف، وابن مُخَرّم، وأبي بحر البَرْبَهاريّ.
وثقه الخطيب.
187- أحمد بْن أَبِي طاهر محمد بْن أحمد [2] .
الْإِمَام أبو حامد الإسْفَرايينّي الشّافعيّ.
قدِم بغداد وهو صبيّ فتفقه عَلَى أَبِي الحَسَن بْن المَرْزُبان، وأبي القاسم الدّاركيّ حتى صار أحد أئمّة وقته وعظم جاهه عند الملوك.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عمر بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 4/ 293 رقم 2055.
[2] انظر عن (أحمد بن أبي طاهر محمد) في:
طبقات فقهاء الشافعية للعبّادي 107، وتاريخ بغداد 4/ 368- 380 رقم 2239، وطبقات الفقهاء للشيرازي 103، وتاريخ حلب للعظيميّ 322، والمنتظم 7/ 277، 278 رقم 437، والأنساب 1/ 237، 238، ومعجم البلدان 1/ 178، ووفيات الأعيان 1/ 72- 74 رقم 26، وتهذيب الأسماء واللغات ج 1 ق 2/ 208- 210، رقم 318، والمختصر في أخبار البشر 2/ 145، والعبر 3/ 92، والمعين في طبقات المحدّثين 120، رقم 1342، وسير أعلام النبلاء 17/ 193- 197 رقم 11، ودول الإسلام 1/ 243، وتاريخ ابن الوردي 1/ 327، والبداية والنهاية 12/ 32، ومرآة الجنان 3/ 15، 17، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 61، 74، والوافي بالوفيات 7/ 357، 358 رقم 3346، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 57- 59 رقم 38، والوفيات لابن قنفذ 230، وتاريخ الخميس 2/ 398، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 175- 177 رقم 133، والنجوم الزاهرة 4/ 239، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 127، 128، وشذرات الذهب 3/ 178، 179، وهدية العارفين 1/ 71، وديوان الإسلام 1/ 111، 112 رقم 149، والأعلام 1/ 203، وتاج العروس 9/ 236.(28/135)
وحدث عَنْ: عَبْد الله بْن عَدِيّ، وأبي بَكْر الإسماعيليّ، وأبي الحَسَن الدّارَقُطْنيّ، وجماعة.
قَالَ أبو إِسْحَاق في «الطّبقات» [1] : انتهت إِليْهِ رئاسة الدّين والدّنيا ببغداد، وعلّق عَنْهُ تعاليق في «شرح المزنيّ» ، وطبّق الأرض بالأصحاب، وجمع مجلسه ثلاثمائة متفقَّه [2] .
وقال أبو زكريّا النَّوَويّ: [3] تعليق الشَّيْخ أَبِي حامد في نحو خمسين مجلّدًا، ذكر مذاهب العلماء وبسط أدلّتها والجواب عَنْهَا.
تفقَّه عَليْهِ: أقضي القُضاة أبو الحَسَن الماورديّ، والفقيه سُلَيم الرّازيّ، وأبو الحَسَن المَحَامِليّ، وأبو عليّ السّنْجيّ. تفقَّه هذا السّنْجيّ عَليْهِ وعلى القفّال، وهما شيخا طريقتي العراق وخُراسان، وعنهما انتشر المذهب.
وقال الخطيب [4] : حدثونا عَنْهُ، وكان ثقة. رَأَيْته وحضرُت تدريسه في مسجد عَبْد الله بن المبارك، وسمعت من يذكر أنّه كان يحضر درسه سبعمائة فقيه. وكان النّاس يقولون: لو رآه الشّافعيّ لفرح به [5] .
ولد سنة أربع وأربعين وثلاثمائة وقدم بغداد سنة أربعٍ وستّين.
قَالَ الخطيب [6] : وحدّثني أبو إِسْحَاق الشَّيرازيّ: سَأَلت القاضي أبا عَبْد الله الصَّيْمُريّ: مَن أَنْظَر مَن رأيتَ مِن الفقهاء؟
فقال: أبو حامد الإسْفَرايينيّ.
قَالَ أبو حيّان التّوحيديّ في «رسالة ما يتمثّل بِهِ العلماء» : سَمِعْتُ الشَّيْخ أبا حامد يَقُولُ لطاهر العبّادانيّ: لا تعلّق كثيرًا ممّا تسمع منّي في مجالس
__________
[1] طبقات الفقهاء 103.
[2] وفيات الأعيان 1/ 72، 73، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 209، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 62.
[3] في تهذيب الأسماء واللغات ج 1 ق 2/ 210.
[4] في تاريخه 4/ 369.
[5] وفيات الأعيان 1/ 73.
[6] في تاريخه 4/ 370.(28/136)
الجدل، فإنّ الكلام يجري فيها علي خَتْل الخصْم ومغالطته ودمْغه ومغالبته.
فلسنا نتكلَّم فيها لوجه الله خالصًا. ولو أردنا ذَلِكَ لكان خَطْوُنا إلى الصَّمْت أسرع مِن تطاولنا في الكلام، وإنْ كُنَّا في كثير هذا نَبُوء بغضب الله تعالى، فإنَّا مَعَ ذَلِكَ نطمع في سعة رحمة الله [1] .
وَقَالَ ابن الصَّلَاحِ: وَعَلَى أَبِي حَامِدٍ تَأَوَّلَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ حَدِيثَ: «إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مَائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا» [2] ، فَكَانَ الشَّافِعِيُّ عَلَى رَأْسِ الْمَائَتَيْنِ، وَابن سُرَيْجٍ فِي رَأْسِ الثَّالِثَةِ، وَأَبُو حَامِدٍ فِي رَأْسِ الرَّابِعَةِ [3] .
وعن سُلَيْم الرّازيّ: إنّ أبا حامد في أوّل أمره كَانَ يحرس في درب، وكان يطالع الدَّرس عَلَى زيت الحَرَس، وإنّه أفتى وهو ابن سبع عشرة سنة [4] .
قَالَ الخطيب [5] : مات في شوال، وكان يومًا مشهودًا. ودُفِن في داره، ثم نقل سنة عشر وأربعمائة ودُفِن بباب حرب [6] .
188- أحمد بْن بَكْر بْن أحمد بْن بقيّة [7] .
أبو طَالِب العبديّ.
أحد أئمّة العربيّة، لَهُ «شرح الإيضاح» لأبي عليّ الفارسيّ، و «التّكملة» ، وهو مِن أحسن الشُّروح.
وكان العبْديّ كاسد السُّوق لا يحضر عنده إلا القليل، وإنّما يزدحمون على ابن جنيّ والرّبعيّ.
__________
[1] طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 62.
[2] الحديث صحيح، أخرجه أبو داود في السنن (4291) ، والحاكم في المستدرك 4/ 522، والخطيب في: تاريخ بغداد 2/ 61.
[3] تهذيب الأسماء واللغات 2/ 209، 210.
[4] تهذيب الأسماء 2/ 210، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 64.
[5] في تاريخه 4/ 370.
[6] وفيات الأعيان 1/ 74.
[7] انظر عن (أحمد بن بكر) في:
معجم الأدباء 2/ 236- 238 رقم 34، وإنباه الرواة 2/ 386- 388، ووفيات الأعيان 1/ 101 رقم 41، والكامل في التاريخ 9/ 90، ونزهة الألبّاء 410، 411، وبغية الوعاة 19/ 298 رقم 547، وكشف الظنون 212، 1796، وإيضاح المكنون 2/ 451، ومعجم المؤلفين 1/ 174.(28/137)
أخذ العربيّة عن: أبي سعيد السّيرافيّ.
ثمّ لزم أبا عليّ الفارسيّ حتى أحكم الفنّ، وتصدر ببغداد.
وحدَّث عَنْ: دَعْلَج، وأبي عُمَر الزّاهد.
روى عَنْهُ: القاضي أبو الطّيّب الطّبَرانيّ، وأبو الفضل محمد بْن المهتدي، وغيرهما.
189- أحمد بْن عليّ بْن إسماعيل بْن عَبْد الله بْن ميكال [1] .
أبو نصر النَّيْسابوريّ، الأمير العريض الجاه، البسيط الحشمة، إنسان عين آل ميكال الّذي كَانَ يَضرب بِهِ المَثَل في الخِصال.
تُوُفّي بِقلعة غَزْنَة في سنة ستّ، ولم يحدَّث.
سَمِعَ من جدّه.
وله شِعر حَسَن رائق، وأدب رائع، وبلاغة وبراعة.
وكان جمال مملكة يمين الدّولة محمود بْن سُبُكْتكين وطراز دولته، وفيه يَقُولُ الأديب الخوارزميّ:
زَفَّ المنام إليَّ طيف خياله ... لو أنّ طيفًا كَانَ مِن أبداله
ولو أنّ هذا الدّهر يَشكر لم يدع ... شكر الأمير وقد غدا مِن آله
الوفْر عند نواله، والنَّيْل عند ... سؤاله، والموت عند سيالِه
والخلقُ من سُوَالِه، والجود من عدله ... والدَّهْر من عمالِه
تتجمّع الأموالُ في أمواله ... فيفرق الأموال فِي آماله
شيخ البديهة ليس يمسك لفظه ... فكأنما ألفاظه من ماله
190- إبراهيم بْن جعفر بْن الحَسَن بْن أحمد بْن الحَسَن بْن الصّبّاح بْن عَبْدة.
أبو الحَسَن الأَسَدي الهَمَدانيّ، الحنّاط، الشّاهد.
وُلِد سنة سبع وعشرين وثلاثمائة.
وسمع سنة ثلاثٍ وأربعين من: أَبِي القاسم بن عبيد، وأوس الخطيب،
__________
[1] انظر عن (أحمد بن علي بن إسماعيل) في:
ديوان الإسلام لابن الغزّي 4/ 203 رقم 1935.(28/138)
وأبي الصَّقْر الكاتب، ومأمون بْن أحمد، وأبي بَكْر محمد بْن حَيَّوَيْهِ الكُرْجيّ، وأبي بَكْر بْن خلاد النَّصيبيّ، ومحمد بْن مَحْمَوَيْهِ النَّسَويّ.
روى عَنْهُ: أبو مُسْلِم بْن غرو، والحسن بْن عبد الله بْن ياسين، ومحمد بْن الحَسَن الصُّوفيّ، وأبو القاسم الخطيب.
قَالَ شِيَرَوَيْه: كان صدوقا.
وتوفّي في جُمَادَى الآخرة.
- حرف الباء-
191- باديس بْن المنصور بْن بُلُكيّن بْن زِيري بْن مَنَاد [1] .
الأمير أبو مَنَاد الحِمْيَريّ الصنْهَاجيّ.
ولي إفريقيّة للحاكم، ولقَّبه الحاكم: نصير الدّولة.
وكان باديس ملكًا كبيرًا حازمًا شديد البأس، إذا هزّ رمحًا كسره [2] . ولدِ بأشِير سنة أربعٍ وسبعين وثلاثمائة، فلّما كَانَ في ذي القعدة سنة ست وأربعمائة أمر جيوشه بالعرض، فعُرضوا بين يديه إلى وقت الظُّهْر، وسرَّهُ حُسن عسكره، وانصرف إلى قصره ومدّ السماط، فأكل معه خواصُّه ثمّ انصرفوا. فلمّا كَانَ الليل مات فجأةً، فأخفوا أمره، ورتّبوا أخاه كرامة بْن المنصور حتى وصلوا إلى ولده المعزّ بن باديس فبايعوه، وتمّ لَهُ الأمر [3] .
وقيل: إنّ سبب موته أنّه قصدَ طرابُلُس ونزل بقُربها عازمًا عَلَى قتالها، وحلَف أن لا يرحل عَنْهَا حتّى يُعيدها فُدُنًا للزّراعة. فاجتمع أهل البلد إلى
__________
[1] انظر عن (باديس بن المنصور) في:
الكامل في التاريخ 9/ 127، 152- 154، 253- 256، ووفيات الأعيان 1/ 265، 266 رقم 108، والبيان المغرب 1/ 247، والمختصر في أخبار البشر 2/ 144، 145، وسير أعلام النبلاء 17/ 216، 217 رقم 126، والوافي بالوفيات 10/ 68، 69 رقم 4507، والبداية والنهاية 12/ 4، وتاريخ ابن خلدون 6/ 157، وأعمال الأعلام في من بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام للسان الدين الخطيب ق 3/ 69، ورقم الحلل، له 128.
[2] وفيات الأعيان 1/ 265.
[3] وفيات الأعيان 1/ 265، 266.(28/139)
المؤدّب محرز وقالوا: يا وليّ الله، قد بلغك ما قاله باديس. فهلك في ليلته بالذَّبْحة. وكان مِن دعائه عَليْهِ أن رفع يديه إلى السّماء وقال: يا ربّ باديس، اكفِنا باديس [1] .
وصِنهاجة: بكسر أوّله، قبيلةٌ مشهورة مِن حِمْيَر.
وقال ابن دُرَيْد: بضمّ الصّاد، لا يجوز غير ذَلِكَ [2] .
- حرف الحاء-
192- الحَسَن بْن عليّ بْن محمد [3] .
الأستاذ أبو عليّ الدّقّاق الزّاهد النَّيْسابوريّ.
شيخ الصُّوفيّة، وشيخ أَبِي القاسم القُشَيْريّ.
تُوُفّي في ذي الحجّة.
سَمِعَ: أبا عَمْرو بْن حمدان، وأبا الهيثم محمد بْن مكّيّ الكشميهنيّ، وأبا عليّ محمد بْن عُمَر الشَّبّويّ.
ذكره عَبْد الغافر مُختصرًا فقال: لسان وقته وإمام عصره. تعلَّم العربيّة، وحصّل علم الأصول، وخرجَ إلى مَرْو، فتفقّه بها علي الخُضْريّ. وأعاد على أَبِي بَكْر القفّال المَرْوزيّ، وبرعَ.
ثمّ أخذ في العمل، وسلك طريق التَّصَوّف، وصحِب أبا القاسم النصْراباذّي.
حكى عَنْهُ أبو القاسم القُشَيْريّ أحوالًا وكرامات.
توفّي في ذي الحجّة سنة خمس.
__________
[1] وفيات الأعيان 1/ 266.
[2] وفيات الأعيان 1/ 266.
[3] انظر عن (الحسن بن علي بن محمد) في:
تبيين كذب المفتري لابن عساكر 226، 227، والمنتخب من السياق لتاريخ نيسابور 179 رقم 481، ومرآة الجنان 3/ 17، والبداية والنهاية 2/ 13، في وفيات سنة 312، وتاريخ الخميس 2/ 398 وفيه: «أبو الحسين بن علي الدقاق، وقال: «توفي سنة اثنتي عشرة وأربعمائة» ، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 181 رقم 139، والنجوم الزاهرة 4/ 256، وشذرات الذهب 3/ 180.(28/140)
193- الحَسَن بْن محمد بْن حبيب بْن أيّوب [1] .
أبو القاسم النَّيْسابوريّ، الواعظ المفسّر.
صنَّف في القراءات، والتّفسير، والآداب، و «عقلاء المجانين» [2] .
سَمِعَ: محمد بْن يعقوب الأصمّ، وأبا الحَسَن الكارِزيّ، ومحمد بْن صالح بْن هانئ، وأبا حاتم محمد بْن حِبّان البُسْتيّ، وأحمد بْن محمد بْن حمدون السُّرْفُقَانيّ [3] ، وجماعة.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر محمد بْن عَبْد الواحد الحِيريّ الحافظ، وأبو الفتح محمد بْن إسماعيل الفَرَغَانيّ، وأبو عليّ الحسين بْن محمد السّكّاكيّ.
وتوفّي في ذي الحجّة.
194- حمزة بْن عَبْد العزيز بْن محمد بْن أحمد بْن حمزة [4] .
أبو يعلى المهلّبيّ النّيسابوريّ، الطّبيب الحاذق.
سَمِعَ: أَبَا حامد بْن بلال، وأبا جعفر محمد بْن الحَسَن الإصبهانيّ الصُّوفيّ، ومحمد بْن أحمد بْن دَلُّوَيْه صاحب الْبُخَارِيّ، ومحمد بْن الحسين القطّان، وجماعة تفرّد بالسّماع منهم. وطال عُمره.
روى عَنْهُ: أبو عَبْد الله الحاكم، وأبو بَكْر البَيْهقيّ، وأبو نصر عُبَيْد الله بن
__________
[1] انظر عن (الحسن بن محمد بن حبيب) في:
تاريخ جرجان للسهمي 190 رقم 269، والمنتخب من السياق 179، 180، رقم 482، والعبر 3/ 93، وسير أعلام النبلاء 17/ 237، 238 رقم 143، والوافي بالوفيات 12/ 239، 240 رقم 218، وعيون التواريخ (حوادث سنة 406 هـ) ، وطبقات المفسّرين للسيوطي 35، 37 رقم 32، وبغية الوعاة 1/ 519 رقم 1075، وطبقات المفسرين للداوديّ 1/ 140- 142 رقم 140، وكشف الظنون 1/ 460، وشذرات الذهب 3/ 181، وهدية العارفين 1/ 274، ومعجم طبقات الحفاظ 225 رقم 140 وفيه: «الحسن بن محمد بن الحسن» .
[2] طبع الكتاب مرتين، الأولى بدمشق سنة 1924 نشره وجيه فارس الكيلاني، والثانية ببيروت- 1407 هـ. / 1987 م. - نشرته دار النفائس، بتحقيق د. عمر الأسعد.
[3] السرفقاني: بضم السين وسكون الراء وضم الفاء وفتح القاف، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى سرفقان، وهي قرية من قرى سرخس. (اللباب 2/ 113) .
[4] انظر عن (حمزة بن عبد العزيز) في:
الأنساب 8/ 122، 123، واللباب 2/ 254، وسير أعلام النبلاء 17/ 264 رقم 159، والعبر 3/ 94، وتذكرة الحفاظ 3/ 1064، وشذرات الذهب 3/ 181.(28/141)
سَعِيد السجْزيّ، وأبو بَكْر بْن خَلَف الشّيرازيّ، وأبو القاسم عَبْد الله بْن علّي الطُّوسيّ، ومحمد بْن إسماعيل التفْليسّي، وطائفة سواهم.
قَالَ الحاكم: أبو يَعْلَى حمزة الصَّيْدلانيّ هذا صحِب المشايخ وطلب الحديث، ثمّ تقدَّم في صناعة الطّبّ.
وقال غيره: هُوَ مِن أولاد المهلّب من أَبِي صُفْرة الأزْديّ الأمير تُوُفّي يوم عيد الأضحي عَنْ سّنٍ عالية.
- حرف العين-
195- عُبَيْد الله بْن محمد بْن أحمد بن جعفر [1] .
أبو القاسم السّقطيّ.
بغداديّ نبيل. لم يذكره الخطيب في تاريخه.
سَمِعَ الكثير من: إسماعيل الصَّفّار، ومحمد بْن يحيى بْن عَمْر بْن علي بْن حرب، وأبي جعفر بْن البَخْتَرِيّ [2] ، وابن السّمّاك، وأبي سهل القطّان، والنّجّاد، وخلْق.
وسمع بمكّة من: ابن الأعرابيّ، والآجُرّيّ، وجاوَرَها مدّة.
وخرّج ابن أَبِي الفوارس لَهُ، وروى الكثير.
روى عَنْهُ: حمزة السَّهْميّ، والمظفّر بْن الحَسَن سِبْط ابن لال، وأبو ذَرّ عَبْد بْن أحمد، وعبد العزيز الأزْجيّ، والحسن بْن عَبْد الرَّحْمَن الشّافعيّ المكّيّ، وخلْق سواهم مِن الحاجّ.
قَالَ سعْد الزّنْجانيّ: كَانَ السَّقَطيّ يدعو الله أن يرزقه مجاورة أربع سنِين، فجاور أربعين سنة، فرأي رُؤيا كأنّ قائلًا يَقُولُ: يا أبا القاسم طلبت أربعة وقد أعطيناك أربعين، لأنّ الحَسَنَة بعشر أمثالها [3] .
__________
[1] انظر عن (عبيد الله بن محمد) في:
ذيل تاريخ بغداد لابن النجار 16/ 111- 714 رقم 355، وسير أعلام النبلاء 17/ 236، 237 رقم 142.
[2] في ذيل تاريخ بغداد 16/ 111 «البحتري» بالحاء المهملة.
[3] ذيل تاريخ بغداد 16/ 114.(28/142)
ومات لسنته.
قَالَ ابن النّجّار [1] : مات سنة ستّ وأربعمائة، رحمه الله.
196- عُبَيْد الله بن محمد بن أحمد بْن محمد بْن عليّ بْن مِهْران [2] .
الإمام أبو أحمد بْن أَبِي مُسلم البغداديّ الفرضيّ المقرئ.
أحد شيوخ العراق، ومن سار ذكره في الآفاق.
قرأ القرآن على أحمد بْن عثمان بْن بُويان، وهو آخر مَن قرأ في الدّنيا عَليْهِ.
وسمع: المَحَامِليّ، ويوسف بْن البُهْلُول الأزرق.
وحضر مجلس أَبِي بَكْر بْن الأنباريّ.
قَالَ الخطيب: [3] كَانَ ثقة ورِعًا دينًا.
وقال العَتِيقيّ: ما رأينا في معناه مثله [4] .
وذكره الأزهريّ عُبَيْد اللَّه فقال: إمام من الأئمّة [5] .
وقال عيسى بْن أحمد الهمدانيّ: كَانَ أبو أحمد إذا جاء إلى الشَّيْخ أَبِي حامد الإسْفرايينيّ قام من مجلسه ومشى إلى باب مسجده حافيا مستقبلًا لَهُ [6] .
وقال الخطيب: [7] ثنا منصور بْن عُمَر الفقيه قَالَ: لم أرَ في الشيوخ من يُعَلّم للَّه غير أبي أحمد الفرضيّ.
__________
[1] في ذيل تاريخ بغداد 16/ 114.
[2] انظر عن (عبيد الله بن محمد بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 10/ 380- 382 رقم 5549، والأنساب 9/ 272، 273، وفيه «عبد الله» ، والمنتظم 7/ 278، 279 رقم 438 وفيه: «عبد الرحمن بن محمد» ، واللباب 2/ 422، والعبر 3/ 94، وسير أعلام النبلاء 17/ 212- 214 رقم 124، والمعين في طبقات المحدّثين 121 رقم 1343، ومعرفة القراء الكبار 1/ 364، 365 رقم 294، وتذكرة الحفاظ 3/ 1064، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 233، 234، وغاية النهاية 1/ 491، 492، رقم 2043، وشذرات الذهب 3/ 181.
[3] في تاريخه 10/ 380.
[4] تاريخ بغداد 10/ 380 وزاد: «ثقة مأمون» .
[5] تاريخ بغداد 10/ 380.
[6] تاريخ بغداد 10/ 381.
[7] تاريخ بغداد 10/ 381.(28/143)
قَالَ: وكان قد اجتمعت فيه أدوات الرئاسة من علم وقرآن وإسناد وحالةٍ متَّسعة من الدّنيا. وكان مَعَ ذَلِكَ أورع الخلْق. وكان يقرأ علينا الحديث بنفسه.
وكنتُ أطيل القعود معه وهو عَلَى حالة واحدة، لا يتحرّك ولا يعبث بشيء. فلم أرَ في الشَّيوخ مثله.
قلت: قرأ عَليْهِ: نصر بْن عَبْد العزيز الفارسيّ نزيل مصر، وأبو علي الحَسَن بْن القاسم غلام الهراس، والحسن بْن عليّ العطّار، وأبو بَكْر محمد بْن عليّ الخيّاط، وغيرهم.
وحدَّث عَنْهُ: أبو محمد الخلال، وعمر بْن عُبَيْد الله البقّال، وأحمد بْن عليّ ابن أَبِي عثمان الدّقّاق، وعلي بْن أحمد البُسْريّ، وعليّ بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الأخضر الأنباريّ، وآخرون.
وتُوُفِّي فِي شوّال عَنِ اثنتين وثمانين سنة. وقد وقع لي حديثه بِعُلُوّ.
وأَخْبَرَنَا عُمَر بْن عَبْد المنعم، برواية قالون، قراءةً عَليْهِ قَالَ: أَنَا بها أبو اليُمْن زيد بْن الحَسَن المقرئ إجازةً، أنّ هبة الله بْن عُمَر الْجَريريّ أخبره بها تلاوةً وسماعًا قَالَ: قرأت بها علي أَبِي بَكْر محمد بْن عليّ بْن محمد بْن موسى الخيّاط عَلَى أبي أحمد الفَرَضيّ، عَنْ قراءته عَلَى أَبِي نَشِيط، عَنْ قالون، عَنْ نافع.
وقد وقعت لنا هذه الرواية كما ترى في غاية العُلُوّ.
197- عُتْبة بْن خَيْثَمَة بْن محمد بْن حاتم بْن خَيْثَمَة بْن الحَسَن بْن عَوْف [1] .
القاضي أبو الهيثم التّميميّ النَّيْسابوريّ الفقيه الحنفيّ، شيخ الفقهاء والقضاة.
__________
[1] انظر عن (عتبة بن خيثمة) في:
العبر 3/ 94، 95، وسير أعلام النبلاء 17/ 13، 14 رقم 5، والجواهر المضية 2/ 511 رقم 913، وكتائب أعلام الأخيار، رقم 222، وشذرات الذهب 3/ 181، والطبقات السنّية رقم 1398، والفوائد البهية 125.(28/144)
ذكره الفارسيّ فقال: عديم النّظير في الفِقْه والتّدريس والفتوى. تولّي القضاء سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة إلى سنة خمس وأربعمائة، فأجراه أحسن مجرى.
سَمِعَ من أُستاذيْه: أَبِي الحسين قاضي الحرمين، وأبي العبّاس التّبّان.
وسمع بالحجاز من الدَّبِيليّ، وببغداد من أَبِي بَكْر الشّافعيّ وروى أكثر مسموعاته.
روى عَنْهُ: أبو بكر بن خلف.
وتوفّي في جمادى الآخرة.
198- عثمان بْن أحمد بْن إِسْحَاق بْن بُنْدَار [1] .
أبو الفَرَج الإصبهاني البُرْجيّ [2] .
سَمِعَ: محمد بْن عُمَر بْن حفص الجورجيريّ، وغيره.
وعنه: أبو الخير محمد بْن أحمد بن ررَا، وسليمان بْن إبراهيم الحافظ، والقاسم بْن الفضل الثّقفيّ، وجماعة.
تُوُفّي ليلة الفِطْر.
199- العلاء بْن الحسين بْن العلاء بْن أحمد.
أبو الفتح الزّهيريّ الهمذانيّ البّزاز.
روى عَنْ: أَبِي حاتم محمد بْن عيسى الوَسْقَنْديّ [3] .
روى عَنْهُ: محمد بْن عيسى، وابن غرو، وعامة مشايخ الوقت بهمذان.
قَالَ شَيرَوَيْه: وثنا عَنْهُ: يوسف الخطيب، ومحمد بْن الحسين الصُّوفيّ، وكان صدوقا.
__________
[1] انظر عن (عثمان بن أحمد) في:
الإكمال لابن ماكولا 1/ 420، والأنساب لابن السمعاني 2/ 132، واللباب 1/ 134، ومعجم البلدان 1/ 373، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 59، وتوضيح المشتبه 1/ 420.
[2] البرجي: بضم الباء المعجمة بنقطة وسكون الراء المهملة وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى قرية برج وهي من قرى أصبهان.
[3] الوسقندي: بالفتح ثم السكون، وفتح القاف وسكون النون، ودال، من قرى الريّ. منها أبو حاتم محمد بن عيسى الوسقندي وهو الرازيّ الثقة الأمير، توفي سنة 341 هـ. (معجم البلدان 5/ 376) .(28/145)
- حرف الميم-
200- محمد بْن أحمد بْن خليل بْن فَرَج [1] .
أبو بَكْر القُرْطُبيّ، مولي بني العبّاس.
سَمِعَ: وهْب بْن مَسَرَّة، وإسماعيل بْن بدر.
وحجّ، فأخذَ بمكّة عَنْ: محمد بْن نافع الخُزَاعيّ، وبمصر عَنْ: أَبِي عليّ بْن السَّكَن، وأبي محمد بْن الورْد، وحمزة الكِنَانيّ.
روى عنه: يونس بن عبد الله القاضي.
وتوفّي في رمضان، وله أربع وثمانون سنة.
استوفي ترجمته الحافظ قطب الدين، وأنه سَمِعَ أيضًا من محمد بْن معاوية، وبمكّة: عُمَر الْجُمَحّي، وبُكَيْر بْن محمد الحدّاد.
وكان صالحًا فاضلًا مجتهدًا في العبادة، متقشّفًا، رحمة الله.
201- محمد بْن أحمد بْن عَبْد الوهاب الإِسْفَرايينيّ [2] .
الحديثيّ الحافظ.
رحل، وكتب عَنْ: أَبِي أحمد بْن عدّي، وطبقته.
وكانت رحلته في سنة أربعٍ وخمسين وثلاثمائة.
قَالَ أبو مسعود البَجَليّ: سمعتُ أبا عَبْد الله الحاكم يَقُولُ: أشهد عَلَى أَبِي بَكْر الإسفرايينيّ أنّه يحفظ من حديث مالك، وشُعبة، والثَّوْريّ، ومِسْعَر أكثر من عشرين ألف حديث.
202- محمد بن بزال [3] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن خليل) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 497 رقم 1078.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن عبد الوهاب) في:
اللباب 1/ 329، وسير أعلام النبلاء 17/ 245، 246 رقم 151، وتذكرة الحفاظ 3/ 1064، 1065، وطبقات الحفاظ 415، وشذرات الذهب 3/ 184، ومعجم طبقات الحفاظ 149 رقم 939.
[3] انظر عن (محمد بن بزال) في:(28/146)
مختار الدّولة قائد الجيوش.
ولي إمرة دمشق بعد أَبِي المُطاع بْن حمدان، فبقي أربع سنين، وعُزِل في هذه السّنة.
203- محمد بْن الحَسَن بْن فُورك [1] .
أبو بَكْر الإصبهانيّ الفقيه المتكلَّم.
سَمِعَ «مُسْنَد الطَّيَالِسيّ» من: عَبْد الله بْن جعفر الإصبهانيّ، واستُدعيَ إلى نَيْسابور لحاجتهم إلى عِلْمه، فاستوطنها [2] . وتخرَّج بِهِ طائفة في الأصول والكلام.
وله تصانيف جمّة.
وكان رجلًا صالحًا.
وقد سَمِعَ أيضًا من أبي خُرَّزاد الأهوازيّ.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر البَيْهَقيّ، وأبو القاسم القُشَيْريّ، وأبو بَكْر أحمد بْن عليّ بن خَلَف، وآخرون.
__________
[ () ] تاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) 229 وهو «المظهر بن نزّال» ، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 42/ 95، ومرآة الزمان لسبط ابن الجوزي ج 11 ق 2/ 31، وأمراء دمشق في الإسلام 76 رقم 234، والمقفّى للمقريزي (مصوّرة دار الكتب المصرية) 2/ ورقة 316، ومعجم الأدباء 6/ 251، وزبدة الحلب 1/ 215، ونهاية الأرب (مصوّرة دار الكتب المصرية) 29/ 14، وتاريخ ابن الفرات 8/ 87، وكتابنا: تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ (طبعة ثانية) ج 1/ 309- 311.
[1] انظر عن (محمد بن الحسن بن فورك) في:
الرسالة القشيرية 310، وإنباه الرواة للقفطي 3/ 110، 111، وتبيين كذب المفتري لابن عساكر 232، 233، واللباب 2/ 226، والتقييد لابن النقطة 60 رقم 41، وتلخيص ابن مكتوم 203، ووفيات الأعيان 4/ 272، 273 رقم 610، والعبر 3/ 95، وسير أعلام النبلاء 17/ 214- 216 رقم 125، والوافي بالوفيات 2/ 344 رقم 796، ومرآة الجنان 3/ 17، 18، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 127- 135، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 266، 267 رقم 879، وتاج التراجم لابن قطلوبغا 46، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 194 رقم 150 وفيه:
«محمد بن الحسين» ، والنجوم الزاهرة 4/ 240، وطبقات المفسّرين 2/ 132، وتاريخ الخلفاء 416، وشذرات الذهب 3/ 181، 182، وديوان الإسلام 3/ 443، 444 رقم 1654، وكشف الظنون 200، وإيضاح المكنون 1/ 475، و 3/ 489، وهدية العارفين 2/ 60، والأعلام 6/ 83، ومعجم المؤلفين 9/ 208، وتاريخ الأدب العربيّ 1/ 175، وذيله 1/ 277، وتاج العروس 7/ 167.
[2] التقييد لابن النقطة 60.(28/147)
قَالَ عَبْد الغافر بْن إسماعيل: قبرهُ بالحِيرة يُسْتَسْقيَ بِهِ.
ذكر ابن حزم في «النّصائح» أنّ ابن سُبُكْتكين قتل ابن فُورَك لقَوله أنّ نبيّنا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ هُوَ نبيٌّ اليوم، بل كَانَ رَسُول اللهِ. وزعم أنّ هذا قول جميع الأشعريّة.
قَالَ ابن الصّلاح: لَيْسَ كما زعم، بل هُوَ تشنيع عليهم أثارته الكرّاميّة فيما حكاه القُشَيْريّ.
وتناظر ابن فورك وأبو عثمان المغربيّ في الوليّ، هَلْ يعرف أنّه وليّ؟
فكان ابن فُوَرك يُنْكر أن يعرف ذَلِكَ، وأبو عثمان يُثْبت ذَلِكَ.
وحكى بعضهم عَنِ ابن فُورَك أنّه قَالَ: كلّ موضع ترى فيه اجتهادًا ولم يكن عَليْهِ نور، فاعلم أنّه بدعة خَفِيّة.
وذكره القاضي شمس الدين في «وفيات الأعيان» [1] فقال فيه: الأستاذ أبو بَكْر المتكلّم الأُصوليّ الأديب النَّحْويّ الواعظ، درس بالعراق مدةً، ثمّ توجّه إلى الرّي، فَسَعَتْ بِهِ المبتدِعة. فراسله أهل نَيْسابور فوردَ عَليْهِم، وبنوا لَهُ بها مدرسة ودارًا، وظهرت بركته عَلَى المتفقهة، وبلغَت مصنّفاته قريبًا من مائة مصنَّف. ودُعيَ إلى مدينة غَزْنَة، وجرت له بها مناظرات.
وكان شديد الرّدّ عَلَى أَبِي عَبْد الله بْن كرّام.
ثمّ عاد إلى نَيْسابور، فسُمّ في الطّريق، فمات بقرب بُسْت، ونُقِل إلى نَيْسابور، ومشهده بالحِيرة ظاهر يُزار ويُستجاب الدّعاء عنده.
قلت: أخذ طريقة الأشعريّ عَنْ أَبِي الحَسَن الباهليّ، وغيره.
قَالَ عَبْد الغافر بْن إسماعيل: سَمِعْتُ أبا صالح المؤذّن يَقُولُ: كَانَ أبو عليّ الدّقّاق يعقد المجلس ويدعو للحاضرين والغائبين من أعيان البلد وأئمّتهم، فقيل لَهُ: قد نسيت ابن فُورَك ولم تَدْع لَهُ.
فقال أبو عليّ: كيف أدعو لَهُ وكنتُ أقسمُ عَلَى الله البارحة بأيْمانه أن
__________
[1] ج 4/ 272.(28/148)
يشفي عِلّتي. وكان بِهِ وجع البَطن تِلْكَ اللّيلة [1] .
وقال البَيْهَقيّ: سَمِعْتُ القُشَيْريّ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابن فُورَك يَقُولُ: حُمِلتُ مقيدًا إلى شيراز لفتنة في الدّين، فوافينا باب البلد مُصبحًا، وكنت مهمومًا، فلمّا أسفَرَ النّهار وقع بصري علي محرابٍ في مسجدٍ عَلَى باب البلد، مكتوب عليه أَلَيْسَ الله بِكافٍ عَبْدَهُ 39: 36 [2] ، فحصل لي تعريف باطنيّ أنّي أُكْفَى عَنْ قريب، فكان كذلك. وصرفوني بالعزّ [3] .
قلت: كَانَ مَعَ دينه صاحب قَلَبَه وبدعة.
قَالَ: أبو الوليد سليمان الباجيّ: لمّا طَالِب ابن فُورَك الكراميّة أرسلوا إلى محمود بن سبكتكين صاحب خُراسان يقولون لَهُ: إنّ هذا الّذي يؤلب علينا أعظم بدعةٍ وكُفْرًا عندك منّا، فسَلْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ المطَّلب، هَلْ هُوَ رسول الله اليوم أم لا؟
فعظُم عَلَى محمود الأمر، وقال: إنْ صحّ هذا عَنْهُ لأقتلّنه.
ثمّ طلبه وسأله، فقال: كان رسول الله، وأمّا اليوم فلا.
فأمرَ بقتله، فشُفِعَ إِليْهِ وقيل: هُوَ رجلٌ لَهُ سِنٌ. فأمرَ بقتله بالسُّمّ. فسُقِيَ السُّمَ [4] .
وقد دعا ابن حزْم للسلطان محمود إذ وُفّقَ لقتله ابن فُورَك، لكونه قَالَ: إنّ رسول الله كَانَ رسولًا في حياته فقط، وإنَّ روحه قد بطُل وتلاشي، وليس هُوَ في الجنّة عند الله تعالى، يعني روحه.
وفي الجملة: ابن فُورَك خيرٌ من ابن حزْم وأجلّ وأحسن نِحْلَة.
قَالَ الحاكم أبو عَبْد الله: أنبا ابن فورك، نا عَبْد الله بْن جعفر، فذكر حديثًا.
204- محمد بْن الطّاهر ذي المناقب الحسين بْن موسى بن محمد [5] .
__________
[1] تبيين كذب المفتري 232، 233.
[2] سورة الزمر، الآية 36.
[3] تبيين كذب المفتري 233.
[4] طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 130.
[5] انظر عن (محمد بن الطاهر) في:(28/149)
أبو الحَسَن العلويّ المُوسَويّ، المعروف بالشّريف الرّضيّ، نقيب الطّالبيّين. من ولد موسى بْن جعفر بْن محمد.
لَهُ ديوان شِعر مشهور، وشعره في غاية الحُسْن.
وصنَّف كتابًا في معاني القرآن يتعذَّر وجود مثله.
وكان غير واحد من الأدباء يقولون: الشّريف الرّضيّ أشعر قُرَيْش.
وكان مولده سنة تسع وخمسين وثلاثمائة.
وذكر الثّعالبيّ [1] أنّه ابتدأ بنظْم الشعْر وهو ابن عشْر سِنين. قَالَ، وهو أشعر الطّالبيّين ممّن مضي منهم ومَن غَبَر، عَلَى كثرة شُعرائهم المُفْلِقين. ولو قلت إنّه أشعر قُرَيش لم أَبْعُد عَنِ الصدْق.
وكان هُوَ وأبوه نقيب الطّالبييّن، ولي النّقابة أيّام أَبِيهِ، وديوانه في أربع مجلّدات.
وقيل: إنّ الشّريف الرَّضيّ أحضر درس أَبِي سَعِيد السيرافيّ ليعلمه ولم يبلغ عشر سِنين، فأمتحنه يومًا فقال: ما علاقة النّصب في عمر؟ [2] .
__________
[ () ] كنز الفوائد للكراجكي 1/ 65، 101، 341، ويتيمة الدهر 3/ 116- 135، وتاريخ بغداد 2/ 246، 247 رقم 715، والمنتظم 7/ 279- 283 رقم 440، والكامل في التاريخ 9/ 261 د 262، ووفيات الأعيان 4/ 414- 420 رقم 667، والتذكرة الفخرية 17، 63، 66، 74، 87، 110، 111، 218، 390، 428، 459، والتذكرة الحمدونية 2/ 83، 155، 239، 321، 363، والجامع الكبير لابن الأثير 53، 54، 166- 168، 212، والمنازل والديار 1/ 76، 71، 125، 184، 182، 345، و 2/ 121، 266، 328، ولباب الآداب 121، 385، والمختصر في أخبار البشر 2/ 145، وتذكرة الحفاظ 3/ 289، والعبر 3/ 95، وسير أعلام النبلاء 17/ 285، 286 رقم 174، وتاريخ ابن الوردي 1/ 326، والبداية والنهاية 12/ 3، 4، والوافي بالوفيات 2/ 374- 379 رقم 846، ونزهة الجليس 1/ 359، ومرآة الجنان 3/ 18- 20، وروضات الجنات 573، وكشف الظنون 472، وغيرها، وإيضاح المكنون 1/ 430 و 2/ 89، وهدية العارفين 2/ 60، وديوان الإسلام 2/ 324، 325 رقم 986، وأعيان الشيعة 44/ 173- 187، والأعلام 6/ 99، ومعجم المؤلفين 9/ 261، وشذرات الذهب 3/ 182- 184، ومجمع الرجال للقهپائي 5/ 199، والنابس في القرن الخامس من (طبقات أعلام الشيعة) 164، 165، الذريعة إلى تصانيف الشيعة 7/ 16، واتعاظ الحنفا 1/ 32، 33، 35- 37، 48، 49 و 2/ 197 و 3/ 283.
[1] في يتيمة الدهر 3/ 116، 117.
[2] الصواب: ما علامة النصب في عمرو من قولك ضرب زيد عمرا؟ فقال: بغض عليّ، يريد(28/150)
فقال: بُغْض عليّ.
فعجب السيرافيّ والجماعة من حِدّة خاطره.
وللرّضيّ كتاب «مجاز القرآن» أيضًا.
وكان أبوه شيخا معمّرا، توفّي سنة أربعمائة، وقيل: سنة ثلاث وأربعمائة، وقد جاوز التّسعين. فرثاه أبو العلاء المَعَريّ.
ومن شِعر الرَّضيّ:
يا قلبُ ما أنتَ مِن نجدٍ وساكنه ... خلَّفت نَجْدًا وراء المُدْلِجِ السّاري
راحت نوازع من قلبي تتْبَعُه ... عَلَى بقايا لباناتٍ وأوطار
يا صاحبيَّ قِفا لي واقضيا وَطَرًا ... وحَدّثاني عَنْ نجْدٍ بأخبار
هَلْ رُوضَتْ قاعُهُ الوَعْساء أم مُطِرَتْ ... خميلة الطَّلْح ذات البان والغارِ؟
أم هَلْ أبيتُ ودارٌ دون كاظمةٍ ... داري، وسُمّار ذاك الحيّ سُمّاري
تضوع أرواحُ نجدٍ من ثيابهمُ ... عند القدوم بقرب العهد بالدّار [1]
وللرّضيّ:
اشْترِ العزَّ بما شَئتَ ... [2] فما العزُّ بِغالِ
بقَصار البِيض [3] إنْ شئت ... أو السُّمر الطوالِ
لَيْسَ بالمغبون عقلًا [4] ... مَن شَرا [5] عِزّا بمالِ
إنما يدَّخَرُ ... المال لأثمان المعالي [6]
تُوُفّي فِي المحرَّم.
205- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن محمد.
أبو بَكْر الشّيرازيّ المؤدب المعروف بالنّجّار.
__________
[ () ] عمرو بن العاص.
[1] ديوان الشريف الرضيّ 1/ 517، وبعضها في: وفيات الأعيان 4/ 415، 416.
[2] في يتيمة الدهر 3/ 133: «بما بيع» .
[3] في اليتيمة: «بالقصار الصفر» ، ومثله في تاريخ بغداد 2/ 247.
[4] في اليتيمة: «حظا» .
[5] في اليتيمة: «مشتر» .
[6] في اليتيمة: «لحاجات الرجال» .(28/151)
تُوُفّي في جمادى الأخرة عَنْ مائةٍ وستّ سنين.
206- محمد بْن عثمان بْن حسن [1] .
القاضي أبو الحُسَين النَّصِيبيّ. نزيل بغداد.
روى عَنْ: أَبِي الميمون بْن راشد البَجَليّ، وإسماعيل الصّفّار، وأحمد بْن جعفر بْن المنادي.
روى عَنْهُ: القاضي أبو الطّيّب الطَّبَريّ، وغيره.
ضعّفه أحمد بْن عليّ الباديّ.
وقال حمزة الدّقّاق: روى للشّيعة ووضع لهم.
وقال الخطيب: [2] سَأَلت الأزْهريّ عَنْهُ، فقال: كذّاب.
207- محمد بْن يحيى بْن السّريّ الحذّاء التنيسيّ.
تُوُفّي بها في شعبان، ووُلِد سنة سبع عشر وثلاثمائة. قاله الحبّال.
208- محمد بْن مَوْهَب بْن محمد [3] .
أبو بكر الأزديّ القبريّ، ثمّ القرطبيّ الحصّار.
والد القاضي أَبِي شاكر عَبْد الواحد، وجدّ الإمام أَبِي الوليد الباجيّ لأمّهِ.
روى عَنْ: عَبْد الله بْن قاسم، وعبد الله بْن محمد بن عليّ الباجيّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عثمان) في:
حديث خيثمة الأطرابلسيّ 46 رقم 83، وتاريخ بغداد 3/ 51، 52 رقم 992، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 38/ 438، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 84 رقم 3117، والمغني في الضعفاء 2/ 613 رقم 5814، وميزان الاعتدال 3/ 643 رقم 7935، والكشف الحثيث 390 رقم 702، ولسان الميزان 5/ 281، 282 رقم 966، ومجمع الرجال 5/ 259، وطبقات أعلام الشيعة (النابس في القرن الخامس) 169، 170، وأعيان الشيعة (طبعة دار التعارف 1983) 9/ 398، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 264 رقم 1517.
[2] في تاريخه 3/ 51.
[3] انظر عن (محمد بن موهب) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 497، 498 رقم 1079، وجذوة المقتبس، رقم 146، والديباج المذهب 271 وفيه «المقبري» ، شجرة النور الزكية 1/ 111، مدرسة الحديث في القيروان 2/ 673.(28/152)
ورحل فأخذ عن: أبي محمد بن أبي زيد، وأبي الحَسَن القابسيّ، وتفقّه عندهما. وبرع في مذهب مالك، ونظر في علم الكلام. فلمّا رجع تكلَّم في شيء من نُبّوة النّساء ونحو هذه الغوامض، فشنّعوا عَليْهِ بذلك.
وكان من زُهّاد العلماء. وكان القاضي ابن ذَكْوان يقدّمه عَلَى فُقَهاء عصره.
وله مصنَّف في الفِقْه مفيد، وله «شرح رسالة شيخه أَبِي محمد» ، ثمّ نزح إلى سبْتة لأمورٍ جرت، فأخذ عَنْهُ بها: حمزة بْن إسماعيل.
ثمّ عاد إلى قرطبة مستخفيا، وتوفّي في جُمَادَى الأولى.
- الكنى-
209- أبو زُرْعة بْن حُسين بْن أحمد القَزْوينيّ.
الفقيه.
سَمِعَ من: عَبْد الله بْن عدّي بجُرْجان، والفاروق الخطّابيّ بالبصرة، وجماعة.(28/153)
سنة سبع وأربعمائة
- حرف الآلف-
210- أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الْبَغْدَادِيّ [1] .
أبو الحسين الخازن.
سَمِعَ: الحسين بْن عيّاش القطّان.
وثّقه البَرْقانيّ. ومات في رمضان.
روى جزءًا واحدًا.
سَمِعَ منه: البَرْقانيّ، وغيره.
211- أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد بْن موسى [2] .
الحافظ أبو بَكْر الشّيرازيّ، مصنّف كتاب «الألقاب» .
سَمِعَ ببغداد: أبا بحر محمد بْن الحَسَن البَرْبَهاريّ، وأبا بَكْر القَطِيَعيّ، وعليّ بْن أحمد المَصيصيّ.
وبإصبهان: أبا القاسم الطَّبَرانيّ، وأبا الشّيخ.
وبمَرْو: عبد الله بن عمر بن علّك.
وبجرجان: عبد الله بن عديّ، والإسماعيليّ.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إبراهيم) في:
تاريخ بغداد 4/ 21 رقم 1616، وفي الأصل: «أحمد بن محمد» .
[2] انظر عن (أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد) في:
تاريخ جرجان للسهمي 111، ومعجم البلدان 3/ 381، والعبر 3/ 96، وسير أعلام النبلاء 17/ 242- 244 رقم 2149، وتذكرة الحفاظ 3/ 1065- 1067، والوافي بالوفيات 7/ 38 رقم 2969، ومرآة الجنان 3/ 20، وطبقات الحفاظ 415، 416، وكشف الظنون 1/ 157، وشذرات الذهب 3/ 184، 190، وهدية العارفين 1/ 71، والأعلام 1/ 146، ومعجم المؤلفين 1/ 264، ومعجم طبقات الحفاظ 53.(28/154)
وبنَيْسابور: محمد بْن الحَسَن السّرّاج.
وبفارس: عَبْد الواحد بْن الحَسَن الجنْدَيْسابوريّ، وسعيد بْن القاسم بْن العلاء المُطّوعيّ بطراز من بلاد التُّرْك.
وببُخَارَى: محمد بْن محمد بْن صابر.
وبِشيراز: أسامة بْن زيد القاضي.
وبالبصْرة: أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الخارِكيّ.
وبواسط وبلدان عدّة.
وأقام بهَمَدان مدّة، فروى عَنْهُ: محمد بْن عيسى، وأبو مُسْلِم بْن عَزّو، وحُمَيْد بْن المأمون، وآخرون.
قَالَ الحافظ شِيرَوَيْه: ثنا عَنْهُ أبو الفَرَج البَجَليّ، وكان صدوقًا ثقة حافظًا يُحسن هذا الشّأن جيّدًا جيدا. خرج مِن عندنا سنة أربع وأربعمائة إلى شِيراز، وأُخْبِرتُ أنّه مات بها سنة إحدى عشرة.
وقال أبو القاسم بْن مَنْدَهْ: تُوُفّي في سنة سبْعٍ في شوّال.
قلت: وهذا أقرب.
وقد سمعتُ كتاب «الألقاب» لَهُ من الأَبَرْقُوهيّ بسماعه حضورًا سنة ثمان عشرة وستّمائة، من أَبِي سهل السّرْفُويّ، بسماعه من شهردار ابن الحافظ شِيرَوَيْه.
أَنَا أحمد بْن عُمَر البَيع، أَنَا حُمَيْد بْن المأمون، عَنْهُ، قَالَ جعفر المستغفريّ: كَانَ يفهم ويحفظ. دخل نَسَف وكتبت عَنْهُ. وسمعته يَقُولُ: وقع بيني وبين أَبِي عَبْد الله بْن البَيَّع الحافظ منازعة في عَمْرو بْن زُرَارة، وعُمَر بْن زُرَارة، فكان يَقُولُ: هما واحد.
فتحاكمنا إلى الحاكم أَبِي أحمد الحافظ فقلنا: ما يَقُولُ الشَّيْخ في رَجُل يَقُولُ عَمْرو بْن زُرارة وعُمَر بْن زُرارة واحد؟
فقال: مَن هذا الطّبل الّذي لا يفصل بينهما؟! 212- أحمد بْن محمد بْن خاقان [1] .
__________
[1] إنما هو محمد بن أحمد كما سيأتي. انظر الترجمة رقم (235) من هذا الجزء.(28/155)
أبو الطَّيَّب العُكْبَريّ الدّقّاق.
حدَّث عَنْ: أَبِي ذَرّ أحمد بْن محمد بْن الباغَنْديّ، ومحمد بْن أيّوب بْن المُعَافَى.
وهو آخر من حدَّث عَنْهُمَا.
وكان مولده سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
213- أحمد بْن محمد بْن عَبْس.
أبو مُعَاذ الزّاغانيّ الهَرَويّ.
آخر من روى عَنْ يعقوب بْن إِسْحَاق بْن محمود الحافظ الهَرَويّ.
روى عَنْهُ: أبو عامر الأزْديّ شيخ الكَرُوخيّ [1] ، وجماعة.
وتُوُفّي في ربيع الأوَّل.
214- أحمد بْن محمد بْن يوسف بْن دوست [2] .
أبو عَبْد الله البغدادي البزّاز.
حدَّث عَنْ: الحسين بْن يحيى بْن عَيّاش، ومحمد بْن جعفر المَطيريّ، وإسماعيل الصفار، وطبقتهم.
وعنه: أبو محمد الخلال، والأزهري، وهبة الله اللالكائي، وأبو بكر الخطيب [3] قَالَ: وكان محدَّثا مُكثرًا حافظًا عارفًا. مَكَثَ مرّة يُمْلي بجامع المنصور بعد المخلّص. وكان يُمْلي من حفظه.
وكان عارفًا بمذهب مالك. ضعّفه الأزهريّ، وطعن ابن أَبِي الفوارس في روايته عَنِ المطيريّ.
__________
[1] الكروخيّ: نسبة إلى كروخ، بالفتح وآخره خاء معجمة. بلدة بينها وبين هراة عشرة فراسخ.
والكروخي هو: أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم عبد الله بن أبي سهل القاسم، وشيخه هو أبو عامر محمود بن القاسم الأزدي. (معجم البلدان 4/ 458) .
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن يوسف) في:
تاريخ بغداد 5/ 124، 125 رقم 2546، والمنتظم 7/ 284 رقم 441، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1066، والمغني في الضعفاء 1/ 58، رقم 454، وميزان الاعتدال 1/ 153، 154 رقم 608، والبداية والنهاية 12/ 5، ولسان الميزان 1/ 297، 298 رقم 877، والنجوم الزاهرة 4/ 241.
[3] في تاريخه 5/ 124.(28/156)
قَالَ الخطيب [1] : تُوُفّي في رمضان وله أربعٌ وثمانون سنة.
قلت: آخر من روى عَنْهُ: رزق الله التّميميّ.
وقع لي حديثه عاليا.
قَالَ البَرْقانيّ: كَانَ يسرد الحديث من حفظه، وتكلّموا فيه، فَقِيل إنّه كَانَ يكتب الأجزاء ويترّبُها ليُظنّ أنّها عُتْق [2] .
وقال الأزهريّ: غرقْتَ كُتُبُه فكان يجدّدها [3] .
وأثني عَليْهِ بعض العلماء.
وكان يّذَاكر الدارقطني، ويسرد من حفظه.
- حرف الحاء-
215- الحسن بن حامد بن الحسن [4] .
أبو محمد الدَّبِيليّ التّاجر الأديب.
سَمِعَ: عليّ بْن محمد بْن سَعِيد المَوْصِليّ، وأبا الطَّيّب المتنبيّ.
قَالَ الخطيب [5] : ثنا عَنْهُ الصُّوريّ، وكان صدوقًا تاجرًا متمولًا، قَالَ لي الصُّوريّ: ذَكَر لنا ابن حامد أنّه سَمِعَ من دَعْلَج، وأن المتنّبي لمّا قدِم بغدادَ نزل عَليْهِ، فكان القيم بأموره، وقال لَهُ: لو كنتُ مادحًا تاجرًا لمدحتك.
وقال الصُّوريّ: قد روى الحافظ عَبْد الغنيّ بْن سَعِيد، عَنْ رجلٍ، عَنِ ابن حامد.
وقال أبو إِسْحَاق الحبّال: تُوُفّي في مُسْتَهَل شوّال [6] .
قلت: وسماع الصُّوريّ منه بمصر.
__________
[1] في تاريخه 5/ 125.
[2] تاريخ بغداد 5/ 125.
[3] تاريخ بغداد 5/ 125.
[4] انظر عن (الحسن بن حامد) في:
الفوائد العوالي المؤرّخة 16، 22، 57، وتاريخ بغداد 7/ 303 رقم 3817، والمنتظم 7/ 181، والبداية والنهاية 11/ 316.
[5] في تاريخه 7/ 303.
[6] تاريخ بغداد 7/ 303.(28/157)
روى عَنْهُ: خَلَف الحُوفيّ.
216- الحسن بْن حامد [1] .
شيخ الحنابلة.
قد مرّ سنة ثلاث وأربعمائة.
217- الحَسَن بْن عَلِيّ بْن المؤمِّل بْن الحَسَن بْن عيسى بْن ماسَرْجس [2] .
أبو محمد الماسَرْجِسيّ النَّيْسابوريّ.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وأبا عثمان عَمْرو بْن عَبْد الله البصْريّ، والأصمّ.
وكان ثقة جليلًا.
روى عنه: أبو بكر البيهقيّ.
وتوفّي في شَعْبان.
- حرف السين-
218- سليمان بْن الحَكَم بن سليمان ابن النّاصر لدين الله عَبْد الرَّحْمَن الأمويّ المروانيّ [3] .
الملقّب بالمستعين.
خرج قبل الأربعمائة، والتفّ عَليْهِ خلق من جيوش البربر بالأندلس.
__________
[1] تقدّمت ترجمته برقم (98) من هذا الجزء.
[2] انظر عن (الحسن بن علي بن المؤمّل) في:
المنتخب من السياق 180 رقم 484.
[3] انظر عن (سليمان بن الحكم) في:
جمهرة أنساب العرب لابن حزم 102، وجذوة المقتبس 19- 22، والذخيرة في محاسن الجزيرة ق 1 ج 1/ 35- 48، والمعجب 42- 45، وتاريخ حلب للعظيميّ 319، 320، وبغية الملتمس للضبيّ 24- 26، والحلّة السيراء 2/ 5- 12 رقم 112، والكامل في التاريخ 9/ 216- 218، 241، 242 وفيه «سليمان بن الحاكم» ، وخريدة القصر (قسم شعراء الأندلس) ق 4 ج 2/ 94، والبيان المغرب 3/ 91، والمختصر في أخبار البشر 2/ 145، وسير أعلام النبلاء 17/ 133- 135 و 17/ 283- 285 رقم 79، وتاريخ ابن الوردي 1/ 327، 328، وفوات الوفيات 2/ 62، 63 رقم 172، وتاريخ ابن خلدون 4/ 150، 151، ومآثر الإنافة 1/ 333، 334، ونفح الطيب 1/ 428- 431، ورقم الحلل في نظم الدول للسان الدين ابن الخطيب 153، 154، 162، 163، وأخبار الدول للقرماني 145، ومعجم بني أميّة 65، 66 رقم 137.(28/158)
وحاصر قُرْطُبَة إلى أن أخذها كما ذكرنا سنة ثلاث وأربعمائة. وعاث هو جيشه وأفسدوا، وعملوا ما لا تعمله الفَرَنْج. وكان من أمراء جُنْده القاسم وعليّ ابنا حمّود بن ميمون الحسنيّ الإدريسيّ، فقدّمهما عَلَى البربر، ثمّ استعمل أحدهما علي سبْتَة وطْنَجَة، واستعمل القاسم عَلَى الجزيرة الخضراء.
ثّم إنّ عليّا متولي سبْتة راسلَ جماعةً وحدَّث نفسه بولاية الأندلس، فاستجاب لَهُ خلْق وبايعوه، فزحف من سبْته وعدّى إلى الأندلس، فبايعه أمير مالقه. واستفحل أمره، ثمّ زحَف بالبربر إلى قُرْطُبَة، فجهّز المستعين لحربه ولده محمد بْن سليمان، فانكسر محمد وهجَم عليّ بْن حمُّود قُرْطُبَة فدخلها، وذبح المستعين بيده صبرًا، وذبح أَبَاهُ الحَكَم وهو شيخ في عَشْر الثمانين، وذلك في المحرّم. وانقطعت دولة بني أُميّة في جميع الأندلس.
وكان قيام سليمان في شوّال سنة تسعٍ وتسعين، ثمّ كمل أمره في ربيع الآخر سنة أربعمائة، وظفر بالمهديّ محمد بْن عَبْد الجبّار في ذي الحجّة من السّنة فقتله صبرًا، وهرب المؤيّد باللَّه هشام بْن الحَكَم وسار سليمان في بلاد الأندلس يعيث ويفسد ويُغير حتى دوَّخ الإسلام وأهله.
قَالَ الحُمَيْديّ: [1] لم يزل المستعين يجول بالبربر يُفْسد ويَنْهَب ويُفْقر المدائن والقري بالسيّف لا يُبقى معه البربر على صغيرٍ ولا كبير ولا امرأة إلى أن غلب عَلَى قُرْطُبَة سنة ثلاثٍ في شوّال.
قلت: عاش سليمان المستعين نيفًا وخمسين سنة، وله شِعْر رائق فمنه:
عَجَبًا يهابُ اللَّيْثُ حدّ سناني ... وأهاب لَحْظَ فواتِرَ الأجفانِ
وأُقَارِعُ الأهوالَ لا متهيبًا ... منها سوى الإعراضِ والهِجران
وتملّكت نفسي ثلاثٌ كالدُّمَى ... زُهْرُ الوُجُوه نواعمُ الأبدانِ
ككواكب الظَّلْماءِ لُحْن لناظرٍ ... مِن فوقِ أغصانِ عَلَى كُثْبَانِ
هذي الهلال وتلك بِنْت المشتري ... حُسْنًا، وهذِي أختُ غَصْنِ البانِ
حاكمت فيهن السّلُوَّ إلى الصّبى ... فقضى بسلطان على سلطاني
__________
[1] في جذوة المقتبس 20.(28/159)
منها:
وإذا تجاري في الهوى أهلُ الهوى ... عاش الهوى في غبطةٍ وأمانِ [1]
- حرف العين-
219- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن إبراهيم [2] .
أبو القاسم الفارسيّ ثمّ البغداديّ.
حدَّث عَنْ: أَبِي عَمْرو بْن السّمّاك، وأبي بَكْر النّجّاد.
قال الخطيب: سَمِعْتُ منه، وكان قَدَريّا داعية، لم أكتب ما سمعته منه.
220- عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد بْن أَبِي المُطَرف عَبْد الرَّحْمَن الأندلسيّ [3] .
أبو المطرف قاضي الجماعة.
استقضاه الخليفة المؤيَّد باللَّه هشام في دولته الثّانية، فحُمِدَت سيرته.
وكان الأغلب عَليْهِ الأدب والرّواية. وعُزِل عَنِ القضاء بعد سبعة أشهر، ففرح بالعزْل، وعاد إلى الانقباض والزُّهْد إلى أن مضى لسبيله مستورا. وتوفّي في صفر عَنْ إحدى وسبعين سنة.
221- عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن إبراهيم.
أبو القاسم الهمذانيّ المؤدّب.
روى عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن الحلاب، وأبي أحمد بْن مملوس الزَّعْفرانيّ، وحامد الصّرّام، وجماعة.
وقال شِيرَوَيْه: ثنا عَنْهُ أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الرُّوذْباريّ، وأخوه أبو بَكْر، ويوسف الخَطيب، ومحمد بْن الحسين الصُّوفيّ.
وحديثه يدلّ عَلَى الصدْق.
222- عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن حامد.
__________
[1] جذوة المقتبس 21.
[2] انظر عن (عبد الله بن أحمد بن إبراهيم) في:
تاريخ بغداد 9/ 397 رقم 5001.
[3] انظر عن (عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد بْن أَبِي المُطَرف) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 314، 315 رقم 686.(28/160)
أبو الحَسَن الدّيناريّ الأنصاريّ الهَرَويّ.
سَمِعَ: أبا حامد الشّارِكيّ، وحامد بْن محمد الرّفّاء، وجماعة.
أكثر النّاس عَنْهُ.
223- عَبْد السّلام بْن الحَسَن بْن عَوْن.
الأديب أبو الخطّاب البغداديّ الحريريّ التّاجر.
من فُحُول الشُّعَراء.
ذكره ابن النّجّار [1] وأورد لَهُ مقطَّعات.
روى عنه: مِهْيار الدَّيْلَميّ، وأحمد بْن عُمَر بْن رَوْح.
مات في رجب.
224- عَبْد العزيز بْن عثمان بْن محمد القَرْقِسانيّ.
الصُّوفيّ الشَّيْخ أبو محمد. شيخ الصُّوفيّة بالشّام.
حدَّث عَنِ القاضي أحمد بْن كامل.
روى عنه: أبو بَكْر عليّ الأهوازيّ، وعليّ بْن محمد الرَّبَعيّ.
تُوُفّي في شوّال.
وكان أشْعَريّا. قاله ابن عساكر [2] .
225- عَبْد القاهر بْن محمد بْن محمد بْن عتْرة [3] .
أبو بَكْر المَوْصليّ.
حدَّث ببغداد عَنْ: موسى بْن محمد الزّرْقيّ المَوْصِليّ.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر الخطيب ووثّقه، وابن المهتدي باللَّه.
226- عَبْد الملك بْن أبي عثمان محمد بن إبراهيم [4] .
__________
[1] في الأجزاء التي لم تصلنا من: (ذيل تاريخ بغداد) .
[2] في: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 5/ 146 رقم 130.
[3] انظر عن (عبد القاهر بن محمد) في:
تاريخ بغداد 11/ 139 رقم 5835.
[4] انظر عن (عبد الملك بن أبي عثمان) في:
تاريخ بغداد 10/ 432 رقم 5594، والأنساب 5/ 93، 94، وتبيين كذب المفتري 233- 236، والمنتظم 7/ 279 رقم 439، ومعجم البلدان 2/ 360، 361، واللباب(28/161)
أبو سعد النَّيْسابوريّ الواعظ، الزّاهد المعروف بالخَركْوُشيّ. وخركوش:
سكّة بمدينة نيسابور.
روى عَنْ: حامد بْن محمد الرّفّاء، ويحيى بْن منصور القاضي، وإسماعيل بْن نُجَيْد، وأبي عَمْرو بْن مطر.
وتفقّه علي: أَبِي الحَسَن الماسَرْجِسيّ.
وسمع بالعراق ودمشق، وحجّ وجاوَرَ، وصحِبَ الزُّهّاد. وكان لَهُ القبول التّام.
وصّنف كتاب «دلائل النُّبُوَّة» ، وكتاب «التّفسير» ، وكتاب «الزُّهْد» ، وغير ذَلِكَ.
قَالَ الحاكم: أقول إنيّ لم أرَ أجمع منه علمًا وزُهدًا وتواضعًا وإرشادًا إلى الله، وإلى الزُّهْد في الدّنيا، زاده الله توفيقًا، وأسعدنا بأيّامه. وقد سارت مصنّفاته في المسلمين.
وقال الخطيب [1] : كَانَ ثقة ورعًا صالحًا.
قلت: روى عَنْهُ الحاكم وهو أكبر منه، والحسن بْن محمد الخلال، وعبد العزيز الْأزجي، وَأَبُو القاسم التّنُوخيّ، وعليّ بْن محمد الحِنّائيّ، وأبو القاسم القُشَيْريّ، وأبو صالح المؤذّن، وأبو عليّ الأهوازيّ، وأبو بَكْر البَيْهَقيّ، وأبو الحسين بْن المهتدي باللَّه، وأحمد بْن عليّ بْن خَلَف الشّيرازيّ، وعليّ بْن عثمان الإصبهانيّ البَيَّع، وآخرون.
وتوفّي سنة سبْعٍ في جَمَادَى الأولى.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ، أَنَا أَبُو رَوْحٍ إِجَازَةً: أنبا عليّ بن عثمان بن
__________
[ () ] 1/ 436، والعبر 3/ 96، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1066، وسير أعلام النبلاء 17/ 256، 257 رقم 153، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 222، 223، وشذرات الذهب 3/ 184، 185، وكشف الظنون 245، 514، 21045، 1047، 1569، وهدية العارفين 1/ 625، ومعجم المؤلفين 6/ 188، 189، وتاريخ التراث العربيّ 2/ 496.
[1] في تاريخه 10/ 432.(28/162)
مُحَمَّدِ بْنِ الْبَيِّعِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَخَمْسِينَ وَأَرْبَعِمَائَةٍ: ثنا الأُسْتَاذُ أَبُو سَعْدٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ إِمْلاءً فِي سَنَةِ سِتٍّ وَتِسْعِينَ وثلاثمائة: ثنا يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إبراهيم البوسنجيّ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُفَيْلٍ قَالَ:
قَرَأْتُ عَلَى مَعْقِلِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَامَ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جَعْشُمٍ الْمُدْلِجِيُّ فَقَالَ: «يَا نَبِيَّ اللَّهِ حَدَّثَنَا حَدِيثَ قَوْمٍ كَأَنَّمَا وُلِدُوا الْيَوْمَ: عُمْرَتُنَا هَذِهِ لِعَامِنَا هَذَا، أَمْ لِلأَبَدِ؟.
قَالَ: لا، بَلْ لأَبَدِ الأَبَدِ» . كَانَ أبو سعد ممّن وُضِع لَهُ القبول في الأرض، وكان الفقراء في مجلسه كالأمراء. وكان يعمل القَلانِس ويبيعها، ويأكل من كسْب يمينه. بني في سكّته مدرسةً ودارًا للمرضى، ووقَفَ عليهما الأوقاف. وله خزانة كُتُب كبيرة موقوفة.
فاللَّه يرحمه.
وذكر ابن عساكر [1] أنّه كَانَ أشعريّا.
وقال محمد بْن عُبَيْد الله الصّرّام: رَأَيْت الأستاذ أبا سعْد الزّاهد بالمصلى للاستسقاء عَلَى رأس الملأ، وسَمِعْتُهُ يصيح:
إليكَ جئنا وأنت جئتَ بنا ... وليس ربٌ سواك يُغْنينا
بابُكَ رحْبٌ فناؤه كرم ... تؤوي إلى بابك المساكينا [2]
227- عَبْد الوهّاب بن أحمد بْن الحَسَن بْن عليّ بْن منير.
أبو القاسم المصريّ الأديب.
أخو منير.
لم يكن لَهُ في الحديث خبرة.
وقد سَمِعَ: أبا سَعِيد بْن الأعرابيّ، وغير واحد.
وحدَّث وأفاد.
روى عَنْهُ: الحافظ أبو عَمْرو الدّانيّ، وغيره من المَغَاربة والمصرييّن.
وتُوُفّي في شَعْبان من السّنة.
__________
[1] في تبيين كذب المفتري 233.
[2] تبيين كذب المفتري 236.(28/163)
228- عطيّة بْن سَعِيد بْن عَبْد الله [1] .
أبو محمد الأندلسيّ.
سَمِعَ من: أَبِي محمد الباجيّ.
ثم رحل وطاف بلاد المشرق سياحةً، وانتظمها سماعًا. وبلغ إلى ما وراء النّهر، ثمّ عاد إلى نَيْسابور فسكنها مدّة عَلَى قدم التوكُّل والزُّهد، ورُزق القَبُول الوافر. وعادَ إليه أصحاب أَبِي عَبْد الرَّحْمَن السُّلميّ.
قَالَ الخطيب [2] : ثمّ قدم بغداد، وحدّث عَنْ زاهر السَّرْخَسيّ، وعليّ بْن الحسين الأَذَنيّ. حدَّثني عَنْهُ أبو الفضل عَبْد العزيز بْن المهديّ وقال: كَانَ زاهدًا لا يضَع جنْبَه، إنّما ينام مُحْتَبِيا.
وقال غيره: ثمّ خرج مِن بغداد إلى مكّة. وكان قد جمع كُتُبًا حملها عَلَى بخاتيّ كثيرة، وليس لَهُ إلا ركْوَة ومُرَقَّعته ووِطاؤُه. وكذلك خرج إلى الحجّ، فكان كلّ يوم يعزم عَليْهِ رجلٌ من الرَّكْب.
قَالَ رفيقه: ما رَأَيْته يحمل من الزّاد شيئًا. وقُرئَ عَليْهِ بمكّة «صحيح الْبُخَارِيّ» ، بروايته عَنْ إسماعيل بْن حاجب صاحب الفِرَبْرِيّ.
وكان عارفًا بأسماء الرّجال. وكان يجوّز السَّماع، فلذلك كانت المغاربة يتحامونه.
وذكره أبو عَمْرو الدّانيّ في «طبقات المقرَّبين» لَهُ فقال: عطيّة بْن سَعِيد القفْصيّ الصُّوفيّ، أخذ القراءة عَنْ جماعة. وعرض بالأندلس على عليّ بْن محمد بْن بِشْر، وبمصر عَلَى عَبْد الله. يعني السّامّريّ. ودخل الشّام، والعراق، وخُراسان، وكتب الكثير من الحديث. وكان ثقة. كتب معنا بمكّة عن أحمد بن
__________
[1] انظر عن (عطيّة بن سعيد) في:
تاريخ بغداد 12/ 322، 323 رقم 6766، وجذوة المقتبس 319- 322 رقم 741، والصلة لابن بشكوال 2/ 447- 449 رقم 963، وبغية الملتمس للضبيّ 433- 435 رقم 1260، وسير أعلام النبلاء 17/ 412- 414 رقم 271، وتذكرة الحفاظ 3/ 1088، 1089، وطبقات الحفاظ 421، 422، ومعجم طبقات الحفاظ 128.
[2] في تاريخه 12/ 322، 323.(28/164)
فِرَاس، وأحمد بْن متٍ البخاريّ.
قال: وبها توفّي سنة سبع وأربعمائة.
ثم قَالَ: يكتب بقيّة ترجمته من العَام الآتي.
وقال فيه: الحافظ الزاهد أحد الأئّمة الأعلام. سَمِعَ من عَبْد الله بْن محمد بْن علي الباجيّ، وطبقته. وارتحل إلى المشرق فأكثر التَّرْحال، ولقي نُبلاء الرجال، وبرّز في العلم والعمل، وبَعُد صيته.
قَالَ الحُمَيْديّ: [1] أقام بنَيْسابور مدّة، وكان صوفيا عَلَى قدم التّوكُّل والإيثار.
وقال عَبْد العزيز بْن بُنْدار البُنْداريّ: لقيته ببغداد، وصَحِبْتُه، وكان من الإيثار والسّخاء عَلَى أمرٍ عظيم، ويقتصر عَلَى فُوطة ومُرَقَّعَة. وخرجنا معه للحجّ للياسِرِيّة، فلمّا بَلَغْنا المنزلة ذهبنا نتحلّل الرّفاق، فإذا بشيخٍ خُراسانيّ حوله حَشَم فقال لنا: أنزلوا. فجلسنا، فأتى بِسُفْرة، فأكَلْنا وقمنا.
قَالَ: فلم نزل عَلَى هذه الحال يتّفق لنا كلّ يوم مَن يطعمنا ويسقينا إلى مكّة، وما حملنا من الزّاد شيئًا.
ثم قَالَ: وتُوُفّي بمكّة سنة ثمانٍ أو تسع وأربعمائة.
قَالَ الحُمَيْديّ [2] : وله كتاب في تجويز السّماع، وله طُرُق حديث «المِغْفَر» ومَن رواه عَنْ مالك، في أجزاءٍ عدّة. وحَدَّثَنَا أبو غالب بْن بِشْران النَّحْويّ: ثنا عطيّة بْن سَعِيد، ثنا القاسم بْن عَلْقمة، ثنا بَهْز، فذكَرَ حديثًا.
229- عليّ بْن الحَسَن بْن القاسم [3] .
أبو الحسن بن المترفّق البغداديّ، ثمّ الطّرسوسيّ الصُّوفيّ.
حدَّث عَنْ: أَبِي القاسم الطّبَرانيّ، وعبد الله بْن عديّ، وجماعة وحدَّث بدمشق ومصر.
روى عَنْهُ: تمّام الرّازيّ وهو أكبر منه، وأحمد بْن محمد العَتِيقيّ، وأبو الحَسَن بْن السمْسار، وأبو عليّ الأهوازيّ، وهبة الله بْن إبراهيم الصّوّاف
__________
[1] في جذوة المقتبس 320.
[2] في جذوة المقتبس 322.
[3] انظر عن (علي بن الحسن) في: مختصر تاريخ دمشق 17/ 221 رقم 118.(28/165)
المصريّ، ورشأ بْن نظيف، وأبو إِسْحَاق الحبّال.
ومات في شَعْبان.
230- عليّ بْن محمد.
أبو الحَسَن الْخراسانيّ العدّاس القيّاس.
بمصر في ربيع الآخر.
حدّث عَنْ: أَبِي الطّاهر القاضي، والحسن بْن رشيق.
روى عَنْهُ: خَلَف بْن أحمد الحُوفيّ.
- حرف الميم-
231- محمود بْن أحمد بْن شاكر [1] .
أبو عَبْد الله المصريّ القطّان، الّذي جمع «فضائل الشّافعيّ» .
روى عَنْ: عَبْد الله بْن جعفر بْن الورد، والحسن بْن رشيق، وجماعة.
روى عَنْهُ: القاضي أبو عبد الله القُضاعيّ، وأبو إِسْحَاق إبراهيم بْن سَعِيد الحبّال، وجماعة.
تُوُفّي في المحرّم.
232- محمد بْن أحمد [2] .
أبو بَكْر الدّمشقيّ الْجُبْنيّ.
في العام الآتي.
233- محمد بْن أحمد بْن القاسم بن إسماعيل [3] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن شاكر) في:
مرآة الجنان 3/ 20، وحسن المحاضرة 1/ 211، وشذرات الذهب 3/ 185، وكشف الظنون 1258، 1275، 1839، ومعجم المؤلفين 8/ 268، 269.
[2] انظر ترجمته في هذا الجزء برقم (256) .
[3] انظر عن (محمد بن أحمد بن القاسم) في:
تاريخ بغداد 1/ 333، 334 رقم 241، والمنتظم 7/ 285 رقم 443، والعبر 3/ 97، وسير أعلام النبلاء 17/ 265 رقم 160، ومرآة الجنان 3/ 20، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 103، 104، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 383 رقم 2026، وتاريخ الخلفاء 416، وشذرات الذهب 3/ 185.(28/166)
أبو الحسين الضّبّيّ المَحَامِليّ.
سَمِعَ: إسماعيل الصَّفّار، وعثمان بْن السّمّاك، والنّجاد.
وكان إمامًا ثقة.
قَالَ الدارقطني: حفظ القرآن والفرائض، ودرس مذهب الشّافعيّ، وكتب الحديث. وهو عندي ممّن يزداد كلّ يوم خيرًا [1] .
قَالَ الخطيب [2] : مولده سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة. وتوفّي في رجب، وقد حضرتُ مجلسَه غير مرّة.
قلت: وروى عَنْهُ: سُلَيم الرّازيّ، وأبو الغنائم بْن أَبِي عثمان، وجماعة.
وقع لي حديثه عاليا.
234- محمد بْن أحْمَد بْن محمد بْن إبراهيم بن شاذي.
أبو الحسن المؤذّن الحنبلي، المعروف بابن الشّعْراني الهمدانيّ.
روى عَنْ: أَوْس بْن أحمد، والكِنْديّ، ومحمد بْن موسى البزّاز.
روى عنه: مكي بن المحتسب، ومحمد بن الحسين الصوفي.
وهو صدوق.
235- محمد بن أحمد بن خَلَف [3] بن خاقان [4] .
أبو الطيب العكبريّ.
ولد سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
وسمع في سنة خمس وعشرين من: محمد بن أيوب بن المعافي، وإبراهيم الباقلاني.
روى عنه: أبو منصور محمد بن محمد النديم.
وهو آخر من روى عَنْ أَبِي ذَرّ بن الباغنديّ.
__________
[1] تاريخ بغداد 1/ 334.
[2] في تاريخه 1/ 334.
[3] انظر عن (محمد بن أحمد بن خلف) في:
تاريخ بغداد 1/ 297 رقم 162، والمنتظم 7/ 285 رقم 442، ومعجم البلدان 4/ 142، والمعين في طبقات المحدّثين 121 رقم 1345.
[4] تقدّم وسمّاه أحمد بن محمد.(28/167)
قَالَ الخطيب [1] : سألت عَبْد الواحد بْن برهان عَنْهُ فعرفه ووثَّقه.
فقلت: إنّه روى عَنْ أَبِي ذَرّ.
فقال: كَانَ صدوقًا.
مات ببغداد.
قلت: وروى عَنْهُ أبو منصور العُكْبَريّ كتاب «المُجْتَبَى» لابن دُرَيد، بسماعه من ابن دريد. سمعته بعلوّ.
236- محمد بن الحسن بن عنبسة.
أبو الحسن المذكر.
توفي ببخارى عن ثمانين سنة.
روى عَنْ: أَبِي سهل بْن زياد، وعبد الباقي بْن قانع.
237- محمد بْن سليمان بْن الخضر.
أبو بَكْر النَّسَفيّ المعدّل.
روى «جامع الترْمِذيّ» عَنْ: محمد بْن محمود بْن عَنْبر عَنْ المصنّف.
وتُوُفّي في جُمَادَى الأولى.
238- محمد بْن عليّ بْن خَلَف [2] .
الوزير فخر المُلْك أبو غالب ابن الصَّيْرفيّ، الّذي صُنفَ «الفخْريّ» في الجبر والمقابلة من أجله.
كَانَ جوادًا ممدَّحًا رئيسًا.
قتله مخدومه سلطان الدّولة ابن السّلطان بهاء الدولة ابن عَضُد الدّولة بنواحي الأهواز في هذه السّنة.
__________
[1] في تاريخه 1/ 297.
[2] انظر عن (محمد بن علي بن خلف) في:
الوزراء للصابي 5، 171، والمنتظم 7/ 286 287 رقم 445، والكامل في التاريخ 9/ 260، 261، ووفيات الأعيان 5/ 124- 127 رقم 700، والمختصر في أخبار البشر 2/ 144، والعبر 3/ 97، وسير أعلام النبلاء 17/ 282، 283 رقم 173، وتاريخ ابن الوردي 1/ 326، والوافي بالوفيات 4/ 118، 119 رقم 1613، ومرآة الجنان 3/ 20، 21، والبداية والنهاية 12/ 5، 6، وتاريخ ابن خلدون 4/ 470، 471، والنجوم الزاهرة 4/ 242، وشذرات الذهب 3/ 185.(28/168)
وقد ولى وزارة بغداد في أيّام القادر باللَّه، فأثر بها آثارا حسنة، وعمّ بإحسانه وجوده الخاصّ والعامّ. وعمّر البلاد، ونشر العدل والإحسان. قتل مظلوما، وقد مدحه غير واحد.
ولد فخر الملك بواسط في ربيع الآخر سنة أربع وخمسين وثلاثمائة وتنقلت به الأحوال حتى ولى الوزارة، وكان قد جمع بين الحلم والكرم والرأي.
قال أبو جعفر بن المسلم: كنت مع أبي عند فخر الملك أبي غالب وقد رفعت إليه سعاية برجل، فوقع فيها: السعاية قبيحة ولو كانت صحيحة. فإن كنت أجريتها مجرى النصح فخسرانك فيها أكثر من الربح، ومعاذ الله أن نقبل من مهتوكٍ في مستور، ولولا أنّك في خَفَارة شَيْبك لعاملناك بما يُشبه مقالك، ويردع أمثالك. فاكتم هذه المقالة والعَيْب، واتّقِ من يعلم الغْيب [1] .
ثمّ إنّ فخر المُلْك أمرَ أن تُطرح في المكاتب وتُعَلَّم الصبيان، يعني هذه الكلمات.
وقد ذكره هلال بْن المحسّن في كتاب «الوزراء» [2] من جَمْعه، فأسهب في وصفه. وأطنب وطوّل ترجمته.
وكان أَبُوهُ صَيْرفيّا بديوان واسط، فنشأ فخر المُلْك في الدّيوان، وكان يتعانى الكَرَم والمروءة في صغره، وله نفس أبيّه، وأخلاق سنّية، فكان أهله يلقّبونه بالوزير الصغير. فلم يلبث أن ولى مُشارفة بعض أعمال واسط، وتخادم لبهاء الدّولة بفارس، وجرت عَلَى يده فتوحات.
وتُوُفّي أبو عليّ الحَسَن بْن أستاذ هُرْمُز، فولى أبو غالب وزارة العراق في آخر سنة إحدى وأربعمائة، ومدحه الشّعراء. فلم يزل حاكمًا عليها حتّى أُمْسِك بالأهواز في ربيع الأوّل وقُتِل.
وكان رحمه الله طلْق الوجه، كثير البِشْر، جوادًا، تنقّل في الأعمال جليلها وصغيرها. وكان إليه المنتهى في الكفاية والخبرة وتنظيم الأمور. يوقّع أحسن توقيع وأسّدهُ وألطفه. ويقوم بعد الكَدّ والنَّصْب وهو ضاحك، ما تبيّن عليه
__________
[1] وفيات الأعيان 5/ 125، 126.
[2] ص 5 و 171.(28/169)
ضجر. وكاتب ملوك الأقاليم وكاتبوه، وهاداهم وهادوه، ولم يكن في وزارة الدّولة البُوَيهيّة من جمعَ بين الكتابة والكفاية وكِبَر الهمّة والمروءة والمعرفة بكلّ أمرٍ مثلهُ. فإنّ أعيان القوم أبو محمد المهلّبيّ، وأبو الفضل بْن العميد، وأبو القاسم بْن عَبّاد وما فيهم من خَبَرَ الأعمال وجَمَعَ الأموال مثل فخر الملك.
وكانت أيامه وعدله يربي على أولئك. وكان من محاسن الدنيا التي يعز مثلها، وله بيمارستان عظيم ببغداد قلّ أن عُمِل مثله. وكانت جوائزه وصِلاته واصلةً إلى العلماء والكُبراء والصُّلحاء والأُدباء والمساكين، وله في ذلك حكايات.
دفن دفنا ضعيفا، فبدت رِجْله ونبشته الكلاب، وهو في ثيابه لم يكفّن [1] .
ثمّ أخذوا من وسطه هميانا [2] فيه جوهر نفيس، وأخذوا لَهُ من النعَم والأموال ما ينيف على ألف ألف دينار ومائتي ألف دينار.
__________
[1] وفيات الأعيان 5/ 126.
[2] الهميان: كيس أو محفظة صغيرة للنقود والجواهر.(28/170)
سنة ثمان وأربعمائة
- حرف الألف-
239- أَحْمَد بْن إبراهيم بْن محمد بْن الحُصَين [1] .
حدَّث في هذه السنة.
عَنْ: جعفر الخُلْديّ والنّجّاد.
روى عَنْهُ: الأزهريّ، وأحمد بْن عليّ التُّوَّزيّ، ووثَّقاه.
240- أحمد بْن عَبْد العزيز بْن أحمد بْن حامد بْن محمود بْن ثَرْثال [2] .
أبو الحَسَن التَّيْميّ البغداديّ.
سكن مصر، وحدَّث عَنْ: أَبِي عَبْد الله المَحَامِليّ، ومحمد بْن مَخْلَد العطّار، وإبراهيم بْن محمد بْن عليّ بن بطحاء.
ولد سنة سبع عشرة وثلاثمائة. وسمع في سنة ستّ وعشرين.
وقيل: إنّ جميع ما حدث به جزءٌ واحد [3] .
روى عَنْهُ: محمد بْن عليّ الصُّوريّ، وأبو عَبْد الله محمد بْن سلامة القُضاعيّ، وخَلَف بْن أحمد الحوفيّ.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إبراهيم) في:
تاريخ بغداد 4/ 21 رقم 1617.
[2] انظر عن (أحمد بن عبد العزيز) في:
الفوائد العوالي المؤرّخة (بتحقيقنا) 16، وتاريخ بغداد 4/ 257، 258 رقم 1997، والأنساب 3/ 114، واللباب 1/ 232، والعبر 3/ 98، والمعين في طبقات المحدّثين 121 رقم 1348، وسير أعلام النبلاء 17/ 220، 221 رقم 129، وتبصير المنتبه 219، وحسن المحاضرة 1/ 372، وشذرات الذهب 3/ 187، تاج العروس 7/ 243، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 371، وكشف الظنون 583، وإيضاح المكنون 1/ 361، ومعجم المؤلّفين 1/ 275.
[3] تاريخ بغداد 4/ 258.(28/171)
وآخر من حدَّث عَنْهُ: أبو إِسْحَاق إبراهيم بْن سَعِيد الحبّال.
تُوُفّي في ذي القعدة.
وثقه الخطيب [1] .
241- أحمد بْن عليّ الحاكم.
أبو حامد الشَّيبْانيّ.
تُوُفّي في رمضان.
242- إسماعيل بْن حَسَن بْن عليّ بْن عَتّاس [2] .
أبو عليّ البغداديّ الصَّيْرفيّ.
حدَّث عَنْ: الحسين بْن عيّاش القطّان.
قَالَ الخطيب: كَانَ صدوقًا، أدركته ولم أسمع منه.
وتوفّي في رمضان.
ثنا عَنْهُ: الأَزَجيّ، وغيره.
- حرف الباء-
243- الحَسَن بْن محمد بْن يحيى [3] .
أبو محمد بْن الفحّام السامرّيّ، المقرئ.
شيخ مُسْند متفنّنِ.
سمع: أبا جعفر بن البختري، وإسماعيل الصَّفّار.
وقرأ بالروايات عَلَى: أَبِي بَكْر النّقّاش، وأبي بَكْر بْن مقسم، ومحمد بْن أحمد بْن الخليل، وعمر بْن أحمد الحمّال الّذي لقّنه، وأبي عيسى بكّار، وأبي
__________
[1] في تاريخه 4/ 258.
[2] انظر عن (إسماعيل بن حسن) في:
تاريخ بغداد 6/ 312، 313 رقم 3358، والمنتظم 7/ 288 رقم 446 وفيه «عباس» بدل «عتّاس» وهو وهم، وقد ضبطه الذهبي- رحمه الله- بمثنّاة في: المشتبه في أسماء الرجال 2/ 432.
[3] انظر عن (الحسن بن محمد بن يحيى) في:
تاريخ بغداد 7/ 424 رقم 3992، والمنتظم 7/ 288 رقم 447، وطبقات أعلام الشيعة (النابس في القرن الخامس) 55، 56.(28/172)
بَكْر عَبْد الله بْن محمد الخبّاز بسامرّاء.
قرأ عَليْهِ: أبو عليّ غلام الهرّاس، وغيره.
وحدّث عَنْهُ: محمد بْن محمد بْن عَبْد العزيز العُكْبَريّ، وغيره.
وكان فقيهًا عَلَى مذهب الشّافعيّ، فاضلًا، ولكن كَانَ يتشيَّع.
قَالَ الخطيب [1] : مات بسامرّاء، وكان يُرمي بالتّشيُّع.
244- الحسين بْن الحَسَن [2] .
أبو عَبْد الله بْن العريف البغداديّ الجواليقيّ.
حدَّث عَنْ: محمد بْن مَخْلَد، والصُّوليّ، ومحمد بْن عَمْرو بْن البَخْتَرِيّ، وجماعة.
قَالَ الخطيب: كتبنا عَنْهُ، وكان فقيرًا يسأل في الطُّرُقات فلقِيناه وأعطاه بعضنا شيئًا، وسمعنا منه في سنة ثمانٍ بتراتي.
- حرف الخاء-
245- خَلَف بْن هانئ [3] .
أبو القاسم العدويّ العُمَريّ، الطّرطُوشيّ.
قِدم قُرْطُبَة، وسمع من: أَبِي بَكْر أحمد بْن الفضل الدينَوريّ، وأحمد بْن معروف في سنة ستً وأربعين.
روى عَنْهُ: ابنه أبو مروان عُبَيْد الله، وأبو المُطَرف بْن حجاب، وغيرهما.
وتُوُفّي في نصف رمضان، وقد جاوز الثّمانين.
- حرف السين-
246- سعد بْن محمد بْن يوسف [4] .
__________
[1] في تاريخه 7/ 424.
[2] انظر عن (الحسين بن الحسن) في:
تاريخ بغداد 8/ 33، 34 رقم 4082.
[3] انظر عن (خلف بن هانئ) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 168 رقم 380.
[4] انظر عن (سعيد بن محمد) في:
تاريخ بغداد 9/ 129، 130 رقم 4746، والتدوين في أخبار قزوين 3/ 37.(28/173)
أبو رجاء الشَّيْبانيّ القَزْوينيّ. نزيل بغداد.
قَالَ الخطيب [1] : ما علمتُ بِهِ بأسًا، وحَدَّثَنَا من حفظه سنة ثمانٍ: ثنا الحَسَن بْن حبيب الحصائري بدمشق: ثنا الربيع بْن سليمان، فذكر حديثًا. ثم قَالَ الخطيب: لم يكن عنده سوى هذا الحديث.
قلت: ورواه عَنْهُ: محمد بْن إسماعيل الجوهريّ، ويوسف المَهْروانيّ، وغيرهما.
247- سليمان بْن خَلَف بْن سُلَيْمان بْن عَمْرو بْن عَبْد ربّه بْن دَيْسَم [2] .
أبو أيّوب القُرْطُبيّ. ويُعرف بابن نُفيل، وهو لَقَب أَبِيهِ.
روى عَنْ: محمد بْن معاوية الْقُرَشِيّ، وأحمد بْن مُطَرَّف، وأبي عليّ القالي، وأبي عيسى اللَّيْثّي، وولى قضاء بعض مُدن الأندلس.
وُلِد سنة أربع وثلاثين، وتوفّي في شعبان.
- حرف الصاد-
248- صالح بْن محمد البغداديّ المؤدّب [3] .
قَالَ الخطيب: ثنا عَنْ: النّجّاد، وعليّ بْن محمد بْن الزُّبَيْر، وأحمد بْن كامل في سنة ثمانٍ، وكان صدوقًا.
- حرف العين-
249- عَبْد الله بْن عُبَيد الله بْن يحيى [4] .
__________
[1] في تاريخه 9/ 129.
[2] انظر عن (سليمان بن خلف) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 197، 198 (دون رقم، وهو بعد الرقم 445) .
[3] انظر عن (صالح بن محمد) في:
تاريخ بغداد 9/ 331 رقم 4875.
[4] انظر عن (عبد الله بن عبيد الله) في:
تاريخ بغداد 10/ 39 رقم 5162، والعبر 3/ 99، والمعين في طبقات المحدّثين 121 رقم 1347، وسير أعلام النبلاء 17/ 221 رقم 130، والوافي بالوفيات 17/ 303 رقم 259، وشذرات الذهب 3/ 187.(28/174)
أبو محمد البغداديّ المؤدّب المعروف بابن البَيَّع.
سَمِعَ: الحسين بْن إسماعيل المَحَامِليّ.
روى عَنْهُ: أبو الغنائم مُحَمَّد بن الحَسَن بْن أَبِي عثمان، وأخوه أبو محمد أحمد، وأبو الفضل بن النّقّال، ومحمد بْن عَبْد العزيز العُكْبَريّ، وجماعة آخرهم نصر بْن أحمد بْن البطر.
قَالَ أبو بَكْر الخطيب: [1] كَانَ يسكن بدرب اليهود، وخرجت يومًا من مجلس أَبِي الحسين المحاملي القاضي، فأرادني أصحاب الحديث عَلَى المُضِيّ معهم إِليْهِ، فلم أفعل لأجل الحَرّ، ولم أُرزق السّماع منه.
وتُوُفّي في رجب وله سبْعٌ وثمانون سنة.
250- عبد الله بْن عَبْد المُلْك بْن محمد [2] .
أبو الفتح البغداديّ النّحّاس. مَوْصِليّ الأصل.
سَمِعَ من القاضي المَحَامِليّ مجلسًا.
وسمع من: محمد بن عمرو بن البختريّ، وإسماعيل الصَّفّار، والنّجّاد.
وثقه البَرْقانيّ.
وقال الخطيب: لم يُقْضَ لي السَّمَاع منه، ومات فِي صفر.
251- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عفّان [3] .
أبو محمد.
تُوُفّي بدمشق في ذي القعدة.
عنده عَنْ: خَيْثَمَة الأطْرَابُلُسيّ.
252- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن أحمد بْن الفلو [4] .
__________
[1] في تاريخه 10/ 39.
[2] انظر عن (عبد الله بن عبد الملك) في:
تاريخ بغداد 10/ 41 رقم 5168.
[3] انظر عن (عبد الله بن محمد بن عفّان) في:
كتابنا: الحياة الثقافية في طرابلس الشام 268، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 223 رقم 911.
[4] انظر عن (عبد الله بن محمد بن أحمد) في:(28/175)
أبو بَكْر البغداديّ الكُتُبيّ.
سَمِعَ: أبا بَكْر النّجّاد.
قَالَ الخطيب: ثنا في سنة ثمانٍ وأربعمائة.
253- عَبْد العزيز بْن محمد بْن نصر بْن الفضل [1] .
أبو القاسم السُّتُوريّ.
حدَّث عَنْ: إسماعيل الصَّفّار، وعثمان بْن السّمّاك، وفارس الغُوريّ، وجماعة.
قال الخطيب: كتبنا عنه بانتخاب ابن أبي الفوارس. وكان لا بأس بِهِ.
تُوُفّي في ذي القعدة.
254- عليّ بْن إبراهيم بْن إسماعيل [2] .
أبو الحَسَن المصريّ الشَّرفيّ، الفقيه الشّافعيّ الضّرير.
والشَّرَف مكان بمصر.
حدَّث عَنْ: أَبِي الفَوارس الصّابونيّ، وأبي محمد بْن الورد.
روى عنه: أبو الفضل السَّعْديّ، وأحمد بْن بابشاذ، وأبو إِسْحَاق الحبّال، وغيرهم.
تُوُفّي في ذي القعدة.
255- عليّ بْن حمّود بْن ميمون [3] بْن أحمد بْن عليّ بْن عُبَيْد اللَّه بْن
__________
[ () ] تاريخ بغداد 10/ 142 رقم 5285.
[1] انظر (عبد العزيز بن محمد) في:
تاريخ بغداد 10/ 467 رقم 5643.
[2] انظر عن (علي بن إبراهيم) في:
الأنساب 7/ 315، واللباب 2/ 192.
[3] انظر عن (علي بن حمّود) في:
جمهرة أنساب العرب لابن حزم 50، 51، وجذوة المقتبس 24، والذخيرة في محاسن الجزيرة ق 1 ج 1/ 196- 102، وبغية الملتمس 27، والحلّة السيراء 2/ 7، 18، 26، 27، 51، والكامل في التاريخ 9/ 269- 273، والمعجب للمراكشي 98، والبيان المغرب 3/ 119- 124، والمختصر في أخبار البشر 2/ 245، وسير أعلام النبلاء 17/ 135، 136 رقم 80، و 17/ 279، 280 رقم 80، وتاريخ ابن الوردي 1/ 327، 328، وتاريخ ابن خلدون(28/176)
عُمَر بْن إدريس بْن إدريس بْن عَبْد الله المَحْض بْن الحَسَن المُثَنَّى ابن رَيْحَانَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَسَنُ بْن عليّ رضي الله عَنْهُمَا، الحَسَنيّ الإدريسيّ.
قد ذكرنا في السنة الماضية في ذِكْر سليمان المستعين بعض أمره، ولمّا قتل سليمان وأباه استقّل بالأمر، وحكم علي الأندلس، وتسمّي بالخلافة، وتلقَّب بالنّاصر.
ثمّ خالف عَليْهِ الموالي الّذين كانوا قد نصروه وبايعوه، وقدّموا عَليْهِ عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن عَبْد الملك ابن النّاصر لدين الله الأُمويّ، ولقّبوه بالمُرْتَضَى، وزحفوا بِهِ إلى غرناطة.
ثمّ ندموا عَلَى تقديمه لما رأوا من طَرَافته وقوّة نفسه، وخافوا مِن عواقب تمكُّنه، فانهزموا عَنْهُ، ودسّوا مَن اغتاله.
وبقى عليّ في الإمرة اثنتين وعشرين شهرًا، ثمّ قتله غِلمانٌ لَهُ صقالبة في الحمّام في أواخر هذا العام. وقام بالأمر بعده أخوه القاسم.
ولعليّ من الولد: يحيى المُعْتلي، وقد ملك، وأخوه إدريس، وشيخنا جعفر بْن محمد بْن عَبْد العزيز الإدريسيّ المصريّ الّذي روى لنا عَنْ ابن باقا من ذُرّيّة المعُتْلي.
- حرف الميم-
256- محمد بْن أَحْمَد بْن محمد بْن عَبْد الله بْن هلال [1] .
أبو بَكْر السَّهميّ الدّمشقيّ، المعروف بابن الْجُبْني الأطروش المقرئ.
قرأ عَلَى: أبيه، وعلى: أَبِي الحَسَن محمد بْن النَّضْر بْن الْأخرم، وجعفر بْن حمدان بْن سليمان النَّيْسابوريّ، وأحمد بْن محمد بْن الفتح النّجاد، وأبي بَكْر بْن أَبِي حمزة إمام مسجد باب الجابية، وأحمد بن عثمان السّبّاك.
__________
[ () ] 4/ 152، 153، ومآثر الإنافة 1/ 334، 350، ونفح الطيب 1/ 431، ورقم الحلل في نظم الدول 154، 162، 164، 167، 173.
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن محمد) في:
معرفة القراء الكبار 1/ 373 رقم 303، وغاية النهاية 2/ 84، 85 رقم 2793، وطبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 70، 71.(28/177)
قرأ عَليْهِ: عليّ بْن الحَسَن الرَّبعيّ، وأبو عليّ الأهوازيّ، ورشأ بْن نظيف، وأبو العبّاس بْن مرارة الإصبهاني.
وانتهت إِليْهِ الرئاسة في قراءة ابن عامر. قرأها عَلَى جماعة من أصحاب هارون الأخفش.
قَالَ الكتّانيّ ذَلِكَ، وقال: تُوُفّي سنة ثمانٍ.
وقال الأهوازيّ: سنة سبْع.
وكان أَبُوهُ إمام مسجد سوق الْجُبْن، فقيل لَهُ الْجُبْنيّ، وقد قرأ علي هارون بْن موسى الأخفش.
وقيل: إنّ جدّه هلال هُوَ ابن عبد العزيز بن عبد الكريم ابن المقرئ العلم أَبِي عَبْد الرَّحْمَن عَبْد الله بن حبيب السّلميّ مقريء الكوفة.
وقال الأهوازيّ: قرأت برواية ابن ذَكْوان عَلَى أَبِي بَكْر محمد بْن أحمد بْن محمد السُّلميّ في منزله بدمشق، وأخبرني أنّه قرأ عَلَى أَبِي الحَسَن بْن الأخرم، وعلى أَبِي الفضل جعفر بْن حمدان النَّيْسابوريّ، وعلى أبي القاسم عليّ بْن الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن السّفر الجرشيّ، وأخبروه أنّهم قرءوا عَلَى الأخفش، عَنْ ابن ذكوان.
قلتُ: وقد تُوُفّي ابن السَّفْر هذا في سنة ثمانٍ وثلاثين وثلاثمائة. وقيل: إنّ أبا بكر ابن الجبنّيّ ولد سنة سبع وعشرين وثلاثمائة وإنّه تُوُفّي في سابع ربيع الأوّل سنة سبع وأربعمائة. وإنّ شيخه النَّيْسابوريّ تُوُفّي في صفر سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة.
وآخر من قرأ عَليْهِ وفاةً الحَسَن بْن عليّ الّلبّاد، بقي إلى سنة اثنتين وستّين وأربعمائة.
257- محمد بن إبراهيم بن جعفر [1] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن إبراهيم) في:
الأنساب 599 أ، والعبر 3/ 99، والمعين في طبقات المحدّثين 121 رقم 1344، وسير أعلام النبلاء 17/ 286، 287 رقم 175، وشذرات الذهب 3/ 187.(28/178)
أبو عَبْد الله اليَزْديّ الْجُرْجانيّ. مُسْنِد إصبهان في وقته.
أملي مجالس كثيرة، وسمع من: محمد بن الحسين القطّان، والعبّاس بْن محمد بْن مُعَاذ، وحاجب بْن أحمد، ومحمد بْن يعقوب الأصمّ، ومحمد بْن الحَسَن المحمّداباذي، والحسن بْن يعقوب البخاريّ، ومحمد بْن عَبْد الله الصَّفّار، وشيوخ نَيْسابور.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر محمد بْن الحَسَن بْن محمد بْن سُلَيْم القاضي، وعبد الرّزّاق بْن عَبْد الكريم الْحَسَناباذيّ، وأبو مسعود سليمان بْن إبراهيم الحافظ، ورجاء بْن عَبْد الواحد قُولُوَيْه، والقاسم بْن الفضل الثَّقَفيّ، وأبو عَمْرو بْن مَنْدَهْ، وسهل بْن عَبْد الله بْن عليّ القارئ، ومحمد بْن أحمد بْن عَبْد الله بْن ررا، ومحمود بْن جعفر الكَوْسَج، وأبو نصر عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد السَّمسار، وهذا آخر من حدَّث عَنْهُ.
تُوُفّي في رجب بإصبهان.
وهو صدوق مقبول عالي الإسناد، مولده بجُرْجان في سنة تسع عشرة وثلاثمائة، ونشأ بنَيْسابور واستوطنها مدّة. ثمّ حجّ، وقدم أصبهان بعد عام أربعين وثلاثمائة فسمع من الأصمّ، وعدّة.
وحديثه من أعلي شيء في «الثَّقفيّات» ، وممّا وقع لنا من روايته واحد وأربعون مجلسًا من أماليه.
258- محمد بْن جعفر بْن عَبْد الكريم بْن بُدَيْل [1] .
أبو الفضل الخُزَاعيّ الْجُرْجانيّ المقرئ، مصنف «الواضح في القراءات» .
جال في الآفاق في طلب القراءات.
__________
[1] انظر عن (محمد بن جعفر) في:
تاريخ جرجان للسهمي 458 رقم 911، وتاريخ بغداد 2/ 157 رقم 581، والمغني في الضعفاء 2/ 563 رقم 5362، وميزان الاعتدال 3/ 501 رقم 7319، ومعرفة القراء الكبار 1/ 380 رقم 311، ومرآة الجنان 3/ 22، والوافي بالوفيات 2/ 305، 306 رقم 748، وغاية النهاية 2/ 109 رقم 2893، ولسان الميزان 5/ 107، 108 رقم 362، وشذرات الذهب 3/ 187.(28/179)
وقرأ عَلَى الحَسَن بْن سَعِيد المطّوّعيّ، وعلى أحمد بْن نصر الشّذائيّ، وطائفة كبيرة بالعراق، ومصر، وخُراسان.
وسمع من: أَبِي بَكْر الإسماعيليّ، ويوسف البجيرميّ، وأبي بَكْر القَطيعيّ، وأبي عليّ بْن حبش.
ونزل بآمُل. وكان ضعيفًا غير موثوق بِهِ.
روى عَنْهُ: أبو القاسم التّنُوخيّ، وأبو العلاء الواسطيّ، وأحمد بْن الفضل الباطَرْقانيّ، وأبو الحَسَن بْن دَاوُد الدّارانيّ، وعبد الله بْن شبيب الإصبهانيّ.
وحكى أبو العلاء: أنّ الخُزاعيّ وضعَ كتابًا في الحروف نسبَه إلى أبي حنيفة، فأخذت خطّ الدّارَقُطْنيّ وجماعة بأن الكتاب موضوع لا أصل لَهُ، فكبُر عَليْهِ ذَلِكَ، ونزح عَنْ بغداد.
259- محمد بْن الحسين بْن محمد بْن الهيثم [1] .
أبو عُمَر البِسْطاميّ، الفقيه الشّافعيّ الواعظ، قاضي نَيْسابور، وشيخ الشّافعيّة بنَيْسابور.
رحل وسمع بالعراق، والأهواز، وأصبهان، وسجستان. وأملي وأقرأ المذهب. وحدَّث عَنْ: أَبِي القاسم الطَّبَرانيّ، وأحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الجارود الرَّقّيّ، وأبي بَكْر القَطِيَعيّ، وعلي بْن حمّاد الأهوازي، وأحمد بْن محمود بْن خُرَّزاد القاضي، وجماعة.
وكان في ابتداء أمره يعقد مجلس الوعظ والتّذكير، ثمّ تركه وأقبل عَلَى التّدريس والمناظرة والفتوى.
__________
[1] انظر عن (محمد بن الحسين) في:
تاريخ بغداد 2/ 247، 248 رقم 716، والأنساب 2/ 215، وتبيين كذب المفتري 236- 238، والمنتظم 7/ 285 في وفيات 407 هـ، وسير أعلام النبلاء 17/ 320 رقم 193، والعبر 3/ 99، ومرآة الجنان 3/ 22، والوافي بالوفيات 3/ 6 رقم، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 59، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 195 رقم 151، وشذرات الذهب 3/ 187.(28/180)
ثمّ ولى قضاء نَيْسابور سنة ثمانٍ وثمانين وثلاثمائة. وأظهر أهل الحديث من الفرح والاستبشار والاستقبال والثناء ما يطول شرحه. وأعقب ابنين: الموفّق، والمؤيّد، سيّدَيْ عصرهما.
روى عَنْهُ: أبو عَبْد الله الحاكم مَعَ تقدُّمه، وأبو بَكْر البَيْهَقيّ، وأبو الفضل محمد بْن عُبَيْد الله الصّرّام، وسُفْيان ومحمد ابنا الحسين بْن فَتْحَوَيْه، ويوسف الهمدانيّ.
وكان نظير أَبِي الطَّيّب سهل بْن محمد الصُّعْلُوكيّ حشمةً وجاهًا وعلمًا وعزّة، فَصَاهره أبو الطَّيّب، وجاء من بينهما جماعة سادة وفضلاء.
تُوُفّي في ذي القعدة.
ونقل الخطيب في تاريخه [1] عَنْ أَبِي صالح المؤذّن، ومحمد بْن المُزَكّي أنّه تُوُفّي سنة سبْعٍ.
260- محمد بْن الحسين بْن عُبَيْد الله بْن الحسين [2] .
أبو عَبْد الله النَّصِيبيّ العلويّ الشّريف، قاضي دمشق وخطيبها، ونقيب السّادة وكبير الشام.
كَانَ عفيفًا نَزِهًا أديبًا بليغًا، لَهُ ديوان شِعْر. ولي القضاء سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة.
قَالَ ابن عساكر: ولي بعد أَبِي عَبْد الله بْن أَبِي الدُّبَيْس. وورد سِجلُّه من قاضي القُضاة بمصر مالك بْن سعد الفارقيّ.
وتوفّي في جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعمائة.
261- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحيم بْن سهل.
أبو العبّاس الكاتب الخراسانيّ.
توفّي في ذي الحجّة.
__________
[1] ج 2/ 248.
[2] انظر عن (محمد بن الحسين بن عبيد الله) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 37/ 400.(28/181)
262- محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن عَرَفَة.
أبو عليّ المُراديّ الخُراسانيّ.
- حرف الياء-
263- يحيى بْن سَعِيد بْن محمد بْن العباس الهَرَويّ القطّان.
مات في رجب.
264- يوسف بْن عُمَر بْن أيّوب [1] .
أبو عُمَر الأندلسيّ.
روى بقُرْطُبَة عَنْ: الحَسَن بْن رشيق المصريّ.
روى عَنْهُ: أبو عمرو الدّانيّ.
وتوفّي بأندة.
__________
[1] انظر عن (يوسف بن عمر) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 675 رقم 1493.(28/182)
سنة تسع وأربعمائة
- حرف الألف-
265- أحمد بْن الحَسَن بْن بُنْدار بْن إبراهيم [1] .
أبو العبّاس الرّازيّ المحدّث.
جاورَ بمكة زمانًا، وحدَّث بها وبهمدان عَنْ: أَبِي بَكْر محمد بْن إِسْحَاق بْن إبراهيم الأهوازيّ، وأبي بَكْر الشّافعيّ، وأبي بَكْر بْن خلاد، والطَّبَرانّي، وعبد الله بْن عدّي الْجُرْجانيّ، وأحمد بن القاسم بن الرّيّان اللّكّيّ، وفهد بْن إبراهيم.
ورحلَ في الحديث.
روى عَنْهُ: أحمد بْن إبراهيم الرّازيّ، والد صاحب المشيخة، وأحمد بْن عَمْرو بْن دلهاث العُذْريّ، وأحمد بن محمد أبو مسعود البجلي، وطاهر بن أحمد الهمداني الإمام، وآخرون.
وكان يحسن هذا الشأن.
حدث في هذه السنة، ولا أعلم متى مات.
266- أحمد بن محمد بن أحمد بن حمّاد [2] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن الحسن بن بندار) في:
سير أعلام النبلاء 17/ 299، 300 رقم 181.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 4/ 370، 371 رقم 2241، 121 رقم 1349، وسير أعلام النبلاء 17/ 288، 289 رقم 176، وفوات الوفيات 1/ 150، 151، والوافي بالوفيات 8/ 156، 157، وتبصير المنتبه 1252، وشذرات الذهب 3/ 188، وهدية العارفين 1/ 72 وقد أضاف السيد «محمد نعيم العرقسوسي» إلى مصادر ترجمته في: «سير أعلام النبلاء» بالحاشية، كتاب: يتيمة(28/183)
أبو الحسين بن المتيم الواعظ.
بغدادي، صدوق، كثير المزاح.
روى عَنْ: المَحَامِليّ، ويوسف الأزرق، وعلي بن محمد بن عبيد، وأبي العباس بن عقدة، وحمزة بن القاسم، والصفار.
وجميع ما كان عنده ست مجالس عَنْ الأزرق، وعن الباقين مجلس مجلس. وكان يعظ في جامع المنصور.
توفي في جمادى الآخرة.
روى عنه: الخطيب وقال [1] : لم أكتب عَنْ أقدم سماعًا منه، وقد سَمِعَ سنة ثمانٍ وعشرين وثلاثمائة، ومحمد بْن إِسْحَاق بْن إبراهيم الباقَرْحِيّ، وعاصم بْن الحَسَن، ورِزْق الله التَّيْميّ.
وقع لنا حديثه بعُلُوّ.
267- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُوسَى بْن هارون بْن الصَّلْت [2] .
أبو الحَسَن الأهوازيّ، ثمّ البغداديّ.
وُلِد سنة أربعٍ وعشرين وثلاثمائة.
وسمع: الحسين بْن إسماعيل المَحَامِليّ، وأبا العبّاس بن عُقْدة، وعبد الغافر بْن سلامة، ومحمد بْن مَخْلَد.
قَالَ الخطيب [3] : كتبتُ عَنْهُ، كَانَ صدوقا صالحا.
__________
[ () ] الدهر للثعالبي، وقال إنه سمّاه: «محمد بن أحمد» ، ومعجم الأدباء، وفوات الوفيات، والوافي بالوفيات، وهدية العارفين.
ويقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» لقد وهم السيد العرقسوسي، فخلط بين «ابن المتيّم الواعظ» وكنيته أبو الحسين، وبين «ابن المتيّم الإفريقي الشاعر» ، وكنيته أبو الحسن، واسمه «محمد بن أحمد» وهو من شعراء اليتيمة. فليصحّح.
[1] في تاريخه 4/ 371.
[2] انظر عن (أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُوسَى) في:
تاريخ بغداد 4/ 370 رقم 2240، والعبر 3/ 10، وسير أعلام النبلاء 17/ 187، 188 رقم 108، وميزان الاعتدال 1/ 132 رقم 532، والمغني في الضعفاء 1/ 55 رقم 427، ولسان الميزان 1/ 255، 256 رقم 800، وشذرات الذهب 3/ 188.
[3] في تاريخه 4/ 370.(28/184)
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة أيضًا.
روى عَنْهُ: الخطيب، وعبد الرَّحْمَن بْن مَنْدَهْ.
268- أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن إبراهيم السُّلَميّ النَّيْسابوريّ الصُّوفيّ.
شيخ زاهد قانت، صاحب أحوال وكرامات.
يُلَقَّب خميروَيْه.
يروي عَنْهُ: المؤذّن، ومحمد بْن يحيى المُزَكّيّ.
269- إبراهيم بْن محمد بْن عليّ ابن الشّاه.
أبو القاسم التّميميّ.
توفّي بمروالرّوذ في المحرّم.
270- إبراهيم بْن مَخْلَد بْن جعفر بْن مَخْلَد [1] .
أبو إِسْحَاق الباقَرْحيّ.
سمع: الحسين بْن يحيى بْن عيّاش، وحمزة بْن القاسم الهاشميّ، وأبو عَبْد الله الحكيميّ، وعليّ بْن محمد الواعظ، وخلْقًا مِن طبقتهم.
قَالَ الخطيب: كتبنا عَنْهُ وكان صحيح الكتاب جيّد الضَّبْط، من أهل المعرفة بالأدب، جَريريّ [2] المذهب. شُهِر عند القُضاة، وفيه تشيُّع.
تُوُفّي في ذي الحجّة سنة عشر.
وقال ابن خَيْرون: تُوُفّي في ذي الحجّة سنة تسعٍ.
قلت: عاش خمسا وثمانين سنة.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن مخلد) في:
تاريخ بغداد 6/ 189، 191 رقم 3250، وطبقات أعلام الشيعة (النابوس في القرن الخامس) ، والذريعة إلى تصانيف الشيعة 10/ 193.
وسيعيده المؤلّف مختصرا برقم (305) .
[2] نسبة إلى: محمد بن جرير الطبري المؤرّخ والمفسّر المشهور.(28/185)
- حرف الباء-
271- بشير بْن النُّعْمان بْن عليّ الأنصاريّ الدّمشقيّ [1] .
من وُلِد النُّعمان بْن بشير.
حدَّث عَنْ: أَبِي بَكْر بْن أَبِي دُجَانة، وعليّ بْن أَبِي العذب.
وعنه: أبو عليّ الأهوازيّ.
- حرف الحاء-
272- الحَسَن بْن أحمد بْن محمد بْن أحمد.
المؤذّن المؤدّب القُهُنْدُزْيّ [2] النَّيْسابوريّ.
- حرف الخاء-
273- خَلَف بْن محمد بْن القاسم بْن محرز [3] .
أبو القاسم العَنْسيّ الدّارانيّ القاضي، قاضي داريّا.
سَمِعَ: أبا الحَسَن بْن حَذْلَم، وأبا يعقوب الأذْرعيّ، وجماعة.
وعنه: أبو عليّ الأهوازي، وعبد العزيز الكتّانيّ، وعليّ الحِنَّائيّ.
- حرف الراء-
274- رجاء بْن عيسى بْن محمد [4] .
الفقيه أبو العبّاس الأنْصِنائيّ [5] المالكيّ. وأنصِنا من الصّعيد.
__________
[1] انظر عن (بشير بن النعمان) في:
تهذيب تاريخ دمشق 3/ 273.
[2] القهندزيّ: بضم القاف والهاء وسكون النون وبضم الدال المهملة وفي آخرها الزاي، نسبة إلى قهندز، وهو من بلادشتى، وهو المدينة الداخلة المسوّرة. (اللباب 3/ 66) .
[3] انظر عن (خلف بن محمد) في:
تهذيب تاريخ دمشق 5/ 174 وفيه: «العبسيّ» .
[4] انظر عن (رجاء بن عيسى) في:
الفوائد العوالي المؤرّخة للتنوخي (بتحقيقنا) 20، وتاريخ بغداد 8/ 413 رقم 4520، والأنساب 1/ 369، والمنتظم 7/ 290 رقم 450، وتذكرة الحفاظ 3/ 994، والبداية والنهاية 12/ 7.
[5] الأنصنائيّ: بالفتح ثم السكون، وكسر الصاد المهملة والنون مقصور، مدينة أزليّة من نواحي الصعيد على شرقيّ النيل. (معجم البلدان 1/ 265) .(28/186)
روى عَنْ: مؤمّل بْن يحيى، وأحمد بن الحَسَن بْن عُتْبَة الرّازيّ، وحمزة الكناني، والحسن بن رشيق.
وحدَّث ببغداد ومصر.
روى عَنْهُ: أبو الحَسَن العَتِيقيّ [1] ، والصُّوريّ [2] .
وعاش اثنتين وثمانين سنة.
- حرف العين-
275- عَبْد الله بْن يوسف بْن أحمد بْن بامَوَيْه [3] .
أبو محمد الأَرْدَسْتانيّ، المعروف بالأصبهانيّ، نزيل نيسابور.
كَانَ من كبار الصُّوفيّة والمحدَّثين.
صحِبَ أبا سَعِيد بْن الأَعْرابيّ وأكثر عَنْهُ.
وروى عَنْهُ، وعن: أَبِي العبّاس الأصمّ، وأبي الحَسَن البُوشَنْجيّ، وأبي بَكْر محمد بْن الحسين القطّان، وأبي رجاء محمد بن حامد التّميميّ، وأبي حامد بْن حَسْنَوَيْه، وغيرهم.
انتخب عَليْهِ الحفّاظ، ورحلوا إِليْهِ.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر البَيْهَقيّ، وأبو القاسم القُشَيْريّ، وأبو بَكْر بن خلف الشّيرازيّ، ومحمد بن أحمد بن مهديّ العلويّ، ومحمد بن عبد الله الصّرّام، وكريمة المجاورة، وأبو القاسم عُبَيْد الله بْن عَبْد الله الحسكانيّ، وخلْق سواهم.
__________
[ () ] أثبتها ابن السمعاني: الأنضناوي: بالضاد المعجمة، وتعقّبه ابن الأثير فقال: المعروف أنصنا بالصاد المهملة لا بالضاد المعجمة. (اللباب 1/ 90) .
[1] وهو قال: سمعت منه ببغداد بعد سنة ثمانين وثلاثمائة.
[2] وهو قال: كان مولد رجاء في سنة سبع وعشرين وثلاثمائة، ومات بمصر بين سنة خمس وسنة عشر وأربعمائة، وكان فقيها مالكيّا ثقة في الحديث، متحرّيا في الرواية، مقبول الشهادة عند القضاة، (تاريخ بغداد 8/ 413) .
[3] انظر عن (عبد الله بن يوسف) في:
الأنساب 1/ 177، 178، ومعجم البلدان 1/ 146، واللباب 1/ 41، والعبر 3/ 100، والمعين في طبقات المحدّثين 121 رقم 1351، وتذكرة الحفاظ 3/ 1049، ومرآة الجنان 3/ 22، وتبصير المنتبه 1/ 56، وشذرات الذهب 3/ 188.(28/187)
تُوُفّي في رمضان، وأضرّ بأخرة.
وكان مولده في سنة خمس عشرة وثلاثمائة.
276- عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد بْن قاسم بْن سهل [1] .
أبو بكر التّجيبيّ القرطبيّ، ابن حوييل.
روى عَنْ: محمد بْن معاوية الْقُرَشِيّ، وأحمد بْن سَعِيد بْن حزْم الصَّدَفيّ، وعبد الله بْن يوسف بْن أَبِي العطّاف، وأحمد بْن مُطَرَّف، ومحمد بْن حَرْث الخُشَنيّ، وعدّة.
وصحِب القاضي أبا بَكْر بْن زرب وتفقّه معه.
روى عَنْهُ: محمد بْن عتّاب الفقيه، وقال: هُوَ أحد العُدُول والشيوخ بقُرْطُبَة وكبيرهم.
وقال غيره: كَانَ فقيهًا مشاورًا.
وُلِد سنة تسعٍ وعشرين وثلاثمائة.
وتوفّي في صفر.
وروى عَنْهُ: ابن عَبْد البَرّ، وحاتم بْن محمد [2] ، وغيرهما.
277- عبد الغنيّ بْن سَعِيد بْن عليّ بْن سَعِيد بْن بِشْر بن مروان [3] .
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن أحمد بن محمد) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 315، 316 رقم 687.
[2] أي: الأطرابلسي، من طرابلس الشام.
[3] انظر عن (عبد الغني بن سعيد) في:
الفوائد العوالي 11، 15- 17، 19، 37، 38، 71، 90، والإكمال لابن ماكولا 3/ 85، و 7/ 365، وتهذيب مستمر الأوهام، له (المقدّمة 40- 42) ، والمنتظم 7/ 291، 292 رقم 452، والمؤتلف والمختلف للدارقطنيّ (مخطوطة المتحف البريطاني) 47 أ، ومعجم الشيوخ للصيداوي (بتحقيقنا) 20، 21 رقم 9، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 24/ 288، و 376/ 370، 400، والأنساب 1/ 120، ومرآة الزمان لسبط ابن الجوزي (مخطوط) ج 11 ق 3/ ورقة 390، ومعجم البلدان 2/ 437، والتقييد لابن النقطة 368- 370 رقم 472، ووفيات الأعيان 3/ 223، 224 رقم 401، والمختصر في أخبار البشر 2/ 150، والعبر 3/ 100، 101 و 32 و 248، وتذكرة الحافظ 3/ 1047- 1050، وسير أعلام النبلاء 17/ 268- 273 رقم 164، والمعين في طبقات المحدّثين 121 رقم 1352، وتاريخ ابن الوردي 1/ 332، ومرآة(28/188)
أبو محمد الأزْديّ المصريّ الحافظ.
سَمِعَ من: عثمان بْن محمد السَّمَرْقَنْديّ، وإسماعيل بْن يعقوب بْن الْجُراب، وعَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن الورد، وأحمد بْن إبراهيم بْن جامع، وأحمد بْن إبراهيم بْن عطيّة، ويعقوب بْن المبارك، وحمزة الكتّانيّ، وابن رشيق.
ورحل إلى الشّام فسمع من: المَيَانِجِيّ، والفضل بْن جعفر، وأبي سليمان بْن زَبْر، وهذه الطّبقة.
روى عَنْه: سبطه عليّ بن نقا، ومحمد بن عليّ الصُّوريّ، ورشأ بْن نظيف، وأبو عَبْد الله محمد بْن سلامة القُضاعيّ، وعبد الرحيم بْن أحمد البخاريّ، وأبو عليّ الأهوازيّ، وخلق كثير آخرهم أبو إِسْحَاق إبراهيم الحبّال.
وكان مولده في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة.
ولأبيه مصنَّفات في الفرائض، ورواية عَنْ أَبِي بِشْر الدُّولابيّ.
قَالَ البَرْقانيّ: سَأَلت الدارقطني بعد قدومه من مصر: هَلْ رأيتَ في طريقك مَن يفهم شيئًا من العلم؟
قَالَ: ما رأيت في طول طريقي إلا شابًا بمصر يُقال لَهُ عَبْد الغنيّ، كأنهّ شُعْلةٌ من نار. وجعل يفخّم أمرَه ويرفع ذِكَره [1] .
وقال أبو الفتح منصور بْن عليّ الطَّرَسُوسيّ: أرادَ الدارقطني الخروج من عندنا من مصر، فخرجنا من مصر معه نودعه، فلمّا ودَّعناه بكينا، فقال لنا:
تبكون وعندكم عَبْد الغنيّ بْن سعيد وفيه الخلف [2] .
__________
[ () ] الجنان 3/ 22، والبداية والنهاية 12/ 87، والوفيات لابن قنفذ 231، وشرح ألفيّة العراقي 2/ 84، والتاج المكلّل للقنوجي 77، وطبقات الحفّاظ 411، 412، ومعجم طبقات الحفاظ 114، والنجوم الزاهرة 4/ 244، وتاريخ الخلفاء 416، وحسن المحاضرة 1/ 353، وشذرات الذهب 3/ 188، 189، وكشف الظنون 2/ 1637، وهدية العارفين 1/ 589، والأعلام 4/ 159، وديوان الإسلام 3/ 276، 277 رقم 1425، ومعجم المؤلفين 5/ 274، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 548، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 153- 155 رقم 828.
[1] المنتظم 7/ 291، التقييد لابن النقطة 369، وفيات الأعيان 3/ 224.
[2] المنتظم 7/ 291، التقييد 370، وفيات الأعيان 3/ 224.(28/189)
وقال عَبْد الغنيّ: لمّا رددتُ عَلَى أَبِي عَبْد الله الحاكم الأوهام الّتي في مدخل «الصّحيح» بعث إليَّ يشكرني ويدعو لي، فعلمتُ أنّه رَجلٌ عاقل [1] .
وقال البَرْقانيّ: ما رَأَيْت بعد الدّارَقُطْنيّ أحفظ من عَبْد الغنيّ.
وقال الصُّوريّ: قَالَ لي عَبْد الغنيّ: ابتدأتُ بعمل كتاب «المؤتلف والمختلف» ، فقدم علينا الدارقطني، فأخذت عَنْهُ أشياء كثيرة منه.
فلما فرغت من تصنيفه سألني أن أقرأه عليه ليسمعه منّي.
فقلت: عنك أخذت أكثره.
قَالَ: لا تقل هكذا. فإنّك أخذته عنّي مفرَّقًا، وقد أوردته فيه مجموعًا، وفيه أشياء كثيرة أخذتها عَنْ شيوخك.
فقرأ عَليْهِ [2] .
وذكره أبو الوليد الباجيّ فقال: حافظ متقن.
وقال الحبّال، وغيره: تُوُفّي في سابع صفر سنة تسعٍ.
وقيل: كانت لَهُ جنازة عظيمة تحدَّث بها النّاس، ونوديُ عَلَى جنازته: هذه جنازة نافي الكذِب عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقال أبو الوليد الباجيّ: قلت لأبي ذَرّ الهَرَويّ: أخذت عَنْ عَبْد الغنيّ؟
فقال: لا إنّ شاء الله. عَلَى معني التأكيد. وذلك أنّه كَانَ لَهُ اتّصال ببني عُبَيْد، يعني خُلفاء مصر.
قلت: وكان عَبْد الغنيّ أعلم النّاس بالأنساب في زمانه، مَعَ معرفته بفنون الحديث وحِذْقه بِهِ.
278- عَبْد الواحد بْن محمد بْن عَمْرو بْن حُمَيْد بْن مَعْيُوف [3] .
أبو المقدام الهمدانيّ الدّمشقيّ، قاضي عين ثرما.
__________
[1] المنتظم 7/ 291، 292.
[2] التقييد 369، وفيات الأعيان 3/ 224.
[3] انظر عن (عبد الواحد بن محمد) في:
حديث خيثمة الأطرابلسي 41 رقم 44، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 25/ 119، ومعجم البلدان 5/ 177، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 247 رقم 955.(28/190)
سمع من: خَيْثَمَة الأطرابلسيّ.
روى عَنْهُ: عليّ بن الخضر، وعليّ بن محمد الحنّائيّ.
وتوفّي في ربيع الأوّل.
279- عُبَيْد بْن محمد بْن محمد بْن مهديّ بْن سَعِيد بْن عاصم النَّيْسابوريّ الصَّيْدلانيّ.
الأصمّ العدْل.
ثقة رَضِيّ.
روى عَنْ: أَبِي الْعَبَّاس الْأصمّ، وأَبِي بَكْر الصّبْغيّ، وأبي محمد الكعبيّ.
قَالَ أبو صالح المؤذّن: دخلت عَليْهِ فقرأ عليَّ جزءًا من حديث الأصمّ بلفظه.
وكان صحيح السّماع.
وروى عَنْهُ البَيْهَقيّ في سُنَنه.
280- عُبَيْد الله بْن الحَسَن بْن أحمد [1] .
أبو العبّاس بْن الورّاق الإصبهانيّ. إمام جامع دمشق.
حدَّث عَنْ: أَبِي الحَسَن بْن حَذْلَم، وأبي الميمون بن راشد، وأبي يعقوب الأذرعيّ، وجماعة.
روى عَنْهُ: أبو عليّ الأهوازيّ، وأبو القاسم إبراهيم بْن محمد الحِنَّائيّ، وعبد العزيز الكتّانيّ وقال: سَمِعْتُ منه فوائد، وكانت عنده كُتُب كثيرة.
وكان ثقة صالحًا.
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة رحمه الله.
281- عليّ بْن أحمد التّركانيّ الْبُخَارِيّ.
روى عَنْ: خَلَف بْن محمد الخيّام، ومحمد بْن موسى الرّازيّ.
روى عَنْهُ: أبو عليّ الوحشيّ.
__________
[1] انظر عن (عبيد الله بن الحسن) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 25/ 281.(28/191)
282- عليّ بْن محمد بْن عَبْد الرّحيم بْن دينار [1] .
أبو الحَسَن الكاتب البصْريّ.
سَمِعَ: أبا بَكْر بْن مِقْسَم.
وسمع من المتنبيّ ديوانه، وقد مدحه المتنبيّ بالقصيدة المشهورة، وهي:
ربَّ القريض إليك الحلُّ والرحَلُ ... ضاقتْ إلى العلم إلا نحوكَ السُّبُلُ
تضاءَلَ الشُّعراءُ اليومَ عند فَتَى ... صعابُ كُل قريضٍ عنده ذُلَلُ [2]
وكان شاعرًا مُجيدًا، شارك المتنبيّ في مدْح ممدوحيه كسيف الدّولة، وابن العميد.
وكان بارع الخطّ ينقل طريقة ابن مُقْلَة. وحملَ النّاسُ عَنْهُ الأدب. وأكثر عَنْهُ أهلُ واسط.
وكان حميد الطّريقة، رئيسًا، عاقلًا.
283- عليّ بْن محمد بْن خَزَفَة [3] .
أبو الحَسَن الواسطيّ الصَّيْدلانيّ.
سَمِعَ: أَبَاهُ، ومحمد بْن الحسين بن سَعِيد الزَّعْفرانيّ، ومحمد بْن أحمد بْن أَبِي قَطَن، وأبا العلاء محمد بْن يونس.
وروى «تاريخ أحمد بْن أَبِي خَيْثَمَة» ، عَنْ الزَّعْفرانيّ، عَنْهُ.
وقال خَميس الحَوْزيّ [4] : كَانَ صدوقًا، أملي سِنين وتُوُفّي سنة تسعٍ.
__________
[1] انظر عن (علي بن محمد بن عبد الرحيم) في:
سؤالات السلفي لخميس الحوزي 61، 62، ومعجم الأدباء 14/ 245، والوافي بالوفيات 22/ 63، 64 رقم 16.
[2] السؤالات 61.
[3] انظر عن (علي بن محمد بن خزفة) في:
الإكمال لابن ماكولا 2/ 411، وسؤالات السلفي لخميس الحوزي 60، 61 رقم 17، وتذكرة الحفاظ 3/ 1049، وسير أعلام النبلاء 17/ 198، 199 رقم 113، وتبصير المنتبه 1/ 429.
[4] في سؤالات السلفي 60.(28/192)
وكان صاحب فخر الملك ونديمه. وأبو القاسم اللّالكائي يدلّسه، يَقُولُ:
ثنا عليّ بْن محمد النّديم.
قلت: روى عَنْهُ: أبو غالب محمد بْن الحُسين البيطار، وأبو عليّ المقرئ غلام الهرّاس، وأبو يَعْلَى محمد بْن عليّ بْن سُفْيان، وعليّ بْن عُبَيْد الله العلاف، والمبارك بْن عَبْد العزيز الدّبّاس، وإبراهيم بْن خَلَف الجماريّ.
284- عليّ بْن محمد بْن عيسى البغداديّ [1] .
المعروف بابن الحُصَريّ.
سَمِعَ: عليّ بْن محمد المصريّ الواعظ، وأحمد بْن كامل.
قَالَ الخطيب: كتبنا عَنْهُ، وكان ثقة. قال لي: ولدت سنة اثنتين وثلاثمائة.
وتوفّي في رمضان.
285- عُمَر بْن محمد بْن عُمَر [2] .
أبو حفص الْجُهَنيّ الأندلسيّ.
من أهل المريّة.
حجّ وسمع من: أَبِي بَكْر الآجُريّ.
روى عَنْهُ: أبو عُمَر الطَّلَمَنْكيّ، وحاتم بْن محمد.
- حرف الفاء-
286- فاطمة بِنْت هلال الكُرْجيّ [3] .
بغداديّة.
قَالَ الخطيب: حدَّثتنا عَنْ عثمان بْن السّمّاك في سنة تسع، وكانت صادقة.
__________
[1] انظر عن (علي بن محمد بن عيسى) في:
تاريخ بغداد 12/ 97 رقم 6523.
[2] انظر عن (عمر بن محمد بن عمر) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 396، 397 رقم 853.
[3] انظر عن (فاطمة بنت هلال) في:
تاريخ بغداد 14/ 445 رقم 7825.(28/193)
- حرف القاف-
287- القاسم بْن أَبِي المنذر أحمد بن محمد بن أحمد بن منصور [1] .
أَبُو طلحة القزوينيّ الخطيب.
حدَّث «بسُنَن ابن ماجه» عَنْ أَبِي الحَسَن القطّان، عَنْ ابن ماجه في هذا العام، فسمعه منه أبو منصور محمد بْن الحسين المقوميّ مَعَ أَبِيهِ بقراءة خدادوست بن باموسى [2] الدَّيْلَميّ [3] .
- حرف الميم-
288- محمد بْن ذَكْوان.
أبو عَبْد الله، سِبْط عثمان بْن محمد بْن أحمد السَّمَرْقَنْديّ.
سَمِعَ من: جدّه.
روى عَنْهُ: أبو إسحاق الحبّال، والمصريّون.
وتوفي بمصر.
289- محمد بْن عَبْد الله.
أبو بَكْر الجوهريّ، أخو الحافظ أبو القاسم الْجَوهريّ البصْريّ.
مات في ذي الحجّة. ورّخه الحبّال.
290- محمد بْن عَبْد الله بْن حسّان بْن يحيى [4] .
أبو عَبْد الله الأُمَويّ القُرْطُبيّ العطّار.
روى عَنْ: محمد بْن معاوية، وأحمد بْن سَعِيد بْن حزم، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (القاسم بن أبي المنذر) في:
التدوين في أخبار قزوين 4/ 47 وفيه: القاسم بن محمد بن أحمد بن منصور.
[2] انظر عن «خدادوست بن باموسى» في: التدوين 2/ 487.
[3] قال الرافعي: سمع أبا الفتح الراشدي سنة ست وأربعمائة.
وقال الخليل الحافظ: ولم يبلغ من أبي المنذر الرواية غيره، توفي سنة عشر وأربعمائة.
قال خادم العلم محقق هذا الكتاب: «عمر عبد السلام تدمري» : لهذا أعاد الذهبي- رحمه الله- ذكره في وفيات السنة العاشرة. انظر رقم (326) .
[4] انظر عن (محمد بن عبد الله بن حسّان) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 499 رقم 1084.(28/194)
وأجازَ لَهُ أبو بَكْر بْن داسة «سُنَن أبي داود» .
ولد سنة ثلاثين وثلاثمائة.
وكانت لَهُ عناية بالعِلم.
روى عَنْهُ: قاسم بن إبراهيم الخزرجيّ، وقال: تُوُفّي في صَفَر بقُرْطُبَة.
291- محمد بْن عَبْد العزيز بْن أنس [1] .
أبو الحَسَن البغدادي الصَّيْدلانيّ.
روى عَنْ: دَعْلَج.
روى عَنْهُ: أحمد بْن عليّ التُّوزيّ، وقال: كَانَ ثقة صالحًا معمَّرًا.
292- محمد بْن عثمان بْن عُبَيْد [2] .
أبو بَكْر القطّان.
قَالَ الخطيب: ثنا عَنْ أَبِي بَكْر النّجّاد، ولم أرَ لَهُ أصلًا أرضاه.
حدَّث في هذه السنة.
وتُوُفّي قبله بيسير محمد بْن عثمان بْن سمعان، وكان صدوقًا يروي عَنْ ابن البَخْتَرِيّ.
293- محمد بْن عليّ بْن عِمران.
أبو بَكْر المصريّ، المعروف بابن الإمام.
الرجل الصّالح.
سَمِعَ: سَلْم بْن قُتَيْبة، وابن خَرُوف، وغيرهما.
روى عَنْهُ: خَلَف بْن أحمد، وأبو إِسْحَاق الحبّال.
تُوُفّي في شوّال.
قَالَ الحبّال: عبدٌ صالح. عندي عَنْهُ جزءان.
294- محمد بن عليّ بن محمد.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد العزيز) في:
تاريخ بغداد 2/ 363 رقم 858.
[2] انظر عن (محمد بن عثمان) في:
تاريخ بغداد 3/ 52 رقم 994.(28/195)
أبو نصر الشّيرازيّ الفقيه التّاجر.
نزيل نَيْسابور.
سَمِعَ: محمد بْن يعقوب الأصمّ، ومحمد بْن يعقوب الأخرم.
روى عَنْهُ: أحمد بْن عَبْد المُلْك المؤذّن.
295- محمد بْن عُمَر بْن عَبْد الوارث [1] .
أبو عَبْد الله القَيْسيّ القُرْطُبيّ النَّحْويّ، ويعرف بخال الشَرفيّ.
سَمِعَ: محمد بْن رفاعة.
وأجاز لَهُ: قاسم بْن أصَبَغ، ومحمد بْن قاسم بْن هلال، وجماعة.
روى عَنْهُ: محمد بْن عتّاب الفقيه ووثّقه.
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
وقال ابن عتّاب: حكى أهله أنّه احتفر قبره قبل وفاته بيوم، وأعدّ أكفانَه وجَهازه، وجعل يَقُولُ لهم: يوم الجمعة أدخل قبري إنّ شاء الله. فكان كذلك رحمه الله.
296- محمد بْن فارس بْن محمد بْن محمود [2] .
أبو الفَرَج الغوريّ، ثمّ البغداديّ.
سَمِعَ: أبا الحسين أحمد بْن جعفر بْن المنادي، وعليّ بن محمد المصريّ، والنّجّاد.
وأجاز لَهُ محمد بْن مَخْلَد العطّار.
وكان يُمْلي في جامع المهديّ.
قَالَ الخطيب: كتبت عَنْهُ مجلسًا، وكان صدوقًا صالحًا. بلغني أنّه وُلِد في شوّال سنة ثمانِ وعشرين، ومات في شَعْبان. ودُفِن بداره.
قلت: روى عَنْهُ جماعة آخرهم عَبْد الواحد بْن عليّ العلاف.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عمر) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 500 رقم 1085.
[2] انظر عن (محمد بن فارس) في:
تاريخ بغداد 3/ 162 رقم 1204.(28/196)
297- محمد بْن القاسم بْن حَسْنَوَيْه [1] .
أبو بَكْر الأصبهانيّ المقرئ، رحمه الله.
__________
[1] انظر عن (محمد بن القاسم) في:
غاية النهاية 2/ 230 رقم 3369.(28/197)
سنة عشر وأربعمائة
- حرف الألف-
298- أحمد بْن إبراهيم بْن أَبِي سُفْيان الغافقيّ القُرْطُبيّ [1] .
أبو عُمَر الفقيه.
كَانَ مُفْتيا مالكيّا مشاورًا.
مات في صَفَر بالأندلس.
299- أحمد بْن إِسْحَاق بْن خَرْبان.
أبو عَبْد الله النّهَاونديّ، ثمّ البصريّ. الشّاهد الفقيه الّذي يروي عَنْ: أَبِي محمد الرّامَهُرْمُزيّ، وابن داسَه، وجماعة.
تفقّه للشّافعيّ عَلَى القاضي أَبِي حامد المَرْوَرّوذِيّ.
أخذ عَنْهُ: أبو بَكْر البَرْقانيّ، وابن اللّبّان، وغيرهما.
وذكره ابن الصّلاح في «فقهاء المذهب» ، وقال: مات بالبصرة في حدود سنة عشر وأربعمائة.
300- أحمد بْن عليّ بْن يزداد [2] .
أبو بَكْر البغداديّ القارئ الأعور.
سَمِعَ: أبا بَكْر الشّافعيّ، وبجرجان: الإسماعيليّ، وبأصبهان: أبا الشّيخ،
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إبراهيم بن أبي سفيان) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 29، 30 رقم 55.
[2] انظر عن (أحمد بن علي بن يزداد) في:
تاريخ بغداد 4/ 321 رقم 2127.(28/198)
وخلْقًا سواهم بعدّة بُلدان.
قَالَ الخطيب: كتبت عَنْهُ، وكان ثقة عالمًا بالقراءات.
قَالَ البَرْقانيّ: كَانَ عالمًا بعلوم القرآن، مزّاحًا.
301- أحمد بْن عُمَر بْن عبد الله بْن منظور [1] .
الفقيه أبو القاسم الحضْرميّ، ويعرف بابن عُصْفُور.
خطيب جامع إشبيلية.
روى الكثير عَنْ: أَبِي محمد الباجيّ.
روى عَنْهُ: الخَوْلانيّ، وقال: كَانَ صالحًا زاهدًا عاقلًا عالمًا شاعرًا.
وروى عَنْهُ أيضًا ابن عَبْد البَرّ.
تُوُفّي في رمضان.
302- أحمد بْن قاسم بْن عيسى بْن فَرَج [2] .
أبو العباس اللَّخْميّ القُرْطُبيّ.
رحل، وسمع ببغداد من: عُبَيْد الله بْن حَبَابَة، وعمر الكتّانيّ.
وأخذ بمصر من: أَبِي الطَّيّب بْن غلبون كُتُبَه، وقرأ عليه.
وكان أحد المقرءين.
صنَّف كتبًا في معاني القراءات، وأقرأ النّاسَ بطُلَيْطلة.
وكان مولده في سنة ثلاثٍ وستّين.
حدَّث عَنْهُ أبو عُمَر بْن عَبْد البَرّ، وقال: قرأت عليه الجوريّات عَنْ ابن حَبَابَة.
وروى عَنْهُ أيضًا: أبو عَبْد الله بْن عَبْد السّلام، والخَوْلانيّ.
وكان صالحا فاضلا.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عمر بن عبد الله) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 31 رقم 59.
[2] انظر عن (أحمد بن قاسم) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 31، 32 رقم 60، وبغية الملتمس 189، وغاية النهاية 1/ 97 رقم 441، والأعلام 1/ 188، ومعجم المؤلفين 2/ 49.(28/199)
303- أحمد بْن موسى بْن مَرْدُوَيْه [1] .
أبو بَكْر الإصبهاني الحافظ العلامّة.
صنَّف التفسير، والتّاريخ، والأبواب، والشيوخ، وخرّج حديث الأئّمة.
وسمع الكثير بإصبهان والعراق.
وحدَّث عَنْ: أَبِي سهل بْن زياد، وعبد الرَّحْمَن بْن مَتُّوَيْهِ البلْخيّ، وميمون بْن إِسْحَاق الحنفيّ، وعبد الله بْن إِسْحَاق الخُراساني، ومحمد بْن عَبْد الله بْن علم الصَّفّار، وإسماعيل الخُطَبيْ، ومحمد بْن عليّ بْن دُحيم الشَّيبْانيّ، وأحمد بْن عبد الله بْن دُليل، وإسحاق بْن محمد بْن عَلِيّ بْن خَالِد الكوفيّ، ومحمد بْن أحمد بْن عليّ الإسواريّ، وأحمد بْن عيسى الخفّاف، وأحمد بْن محمد بْن عاصم الكرّانيّ الحافظ، وخلق سواهم.
روى عَنْهُ: أبو الخير محمد بْن أحمد بْن محمد بْن ررا، وعبد الرَّحْمَن بْن مَنْدَهْ، وأخوه، ومحمد بْن أحمد بْن شُكْرَوَيْه، وأبو بَكْر محمد بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن محمد بن سليم، والقاسم بْن الفضل الثَّقَفيّ، وأبو مطيع محمد بْن عَبْد الواحد، وآخرون كثيرون.
تُوُفّي لستٍ بقين من رمضان سنة عشرة. وله نحوٌ من تسعين سنة.
نعم، مولده في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
وله مستخرج عَلَى خ.
304- أحمد بْن مهديّ بْن محمد بْن نصر.
أبو طاهر الحنفيّ. خراسانيّ.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن موسى) في:
ذكر أخبار أصبهان 1/ 168، والمنتظم 7/ 294 رقم 456، والتقييد لابن النقطة 173 رقم 193، والمعين في طبقات المحدّثين 121 رقم 1353، وتذكرة الحفاظ 3/ 1050، 1051، وسير أعلام النبلاء 17/ 308- 311 رقم 188، ودول الإسلام 1/ 244، والعبر 2/ 102، والوافي بالوفيات 8/ 201، والبداية والنهاية 12/ 8، والنجوم الزاهرة 4/ 245، وطبقات الحفاظ 412، وطبقات المفسرين 1/ 93، وشذرات الذهب 3/ 190، وكشف الظنون 1/ 439، وهدية العارفين 1/ 71، وديوان الإسلام 4/ 271 رقم 2030، والأعلام 1/ 261، ومعجم المؤلفين 2/ 190، والرسالة المستطرفة 26، ومعجم طبقات الحفاظ 62.(28/200)
305- إبراهيم بْن مَخْلَد الباقَرْحِيّ [1] .
قَالَ الخطيب: تُوُفّي سنة عشر.
306- إسماعيل بْن محمد بْن إسماعيل بْن عَبّاد [2] .
أبو الوليد اللَّخْميّ، قاضي إشبيلية.
سَمِعَ بقُرْطُبَة من: أبي محمد الأصيليّ، وبإشبيلية من: أَبِي محمد الباجيّ.
وكان مُعْتنيا بالعلم.
تُوُفّي بإشبيلية في خامس ربيع الآخر.
- حرف التاء-
307- تركان بْن الفَرَج البغداديّ الباقِلانيّ [3] .
قَالَ الخطيب: ثنا عَنْ: ابن مِقْسَم المقرئ، وأبي بَكْر الشّافعيّ. وكان صدوقًا.
- حرف الجيم-
308- الْجُنَيْد بْن محمد بْن الْجُنَيْد.
أبو سعْد الهَرَويّ الخطيب.
في رمضان.
- حرف الحاء-
309- الحسين بْن محمد بْن يحيى [4] .
أبو عَبْد الله الصّائغ.
__________
[1] تقدّمت ترجمة (إبراهيم بن مخلد) برقم (270) .
[2] انظر عن (إسماعيل بن محمد) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 102 رقم 235.
[3] انظر عن (تركان بن الفرج) في:
تاريخ بغداد 7/ 140 رقم 3586، والمنتظم 7/ 294 رقم 458.
[4] انظر عن (الحسين بن محمد) في:
تاريخ بغداد 8/ 104 رقم 4218.(28/201)
قَالَ الخطيب: سَمِعَ محمد بْن يحيى بْن عَمْر بْن عليّ بْن حرب. وكتبتُ عَنْهُ بُعكْبَرا سنة عشر.
310- الحسين بْن ميمون الصّفّار.
أبو عبد الله المصريّ.
روى عَنْهُ: أحمد بْن إبراهيم بْن جامع السُّكّريّ، وإسماعيل بْن الجراب.
وَلَهُ شَعرٌ حَسَن. ولأبيه ميمون بن أحمد بن يحيى رواية عَنْ النَّسائي.
- حرف الخاء-
311- خَلَف بْن محمد بْن أحمد بْن محمد بْن زبّارة.
أبو منصور الغازي ببيهق.
سَمِعَ بالكوفة من: مُحَمَّد بْن علي بْن دحيم الشيباني.
روى عنه: أبو بَكْر البَيْهَقيّ، وأبو صالح المؤذّن، وأبو بَكْر بْن خلف الشّيرازيّ، وعمر بْن محمد بْن الحسين البِسْطاميّ.
وقد سَمِعَ أيضًا: عمَّهُ أبا عليّ بن زبّارة، وأبا العبّاس الأصمّ، وأبا زكريّا العنْبريّ، وبُبخارى: خَلَف بْن محمد الخيّام، وببغداد: أبا بَكْر النّجّاد، وابن مخرّم، وبالكوفة: عليّ بْن عيسى بْن ماتي.
وخرَّج لَهُ الحاكم فوائد.
قَالَ عبد الغافر: كانت أصوله صحيحة، ثمّ احترق قصره بما فيه، وراحت أصوله، فصار يروي من الفروع الّتي نُسِخت من أصولِه.
تُوُفّي بقريته ودُفِن بها.
وهو خَلَف بْن محمد بن أحمد بن محمد بن زبارة بْن عبد الله بْن الحَسَن بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب السيّد، أبو منصور العلويّ الحسيني، أبو منصور الغازي الزّكيّ، رحمه الله.(28/202)
- حرف السين-
312- سَعِيد بْن رشيق [1] .
أبو عثمان القرطبي الزاهد.
روى عن: أبي عيسى الليثي، وأبي عبد الله بن الخرّار، وأبي محمد الباجيّ، وجماعة.
وحجّ سنة إحدى وثمانين، ثمّ تزهّد وأغلق باب الرّواية إلا من النّادر.
روى عَنْهُ: محمد بْن عَتَّاب، ومكّيّ بن أبي طالب.
وتوفّي في جُمَادَى الأخرة.
313- سهل بْن أحمد بْن عليّ.
أبو منصور.
حدّث عَنْ: الطَّبَرانيّ، وغيره.
- حرف العين-
314- عَبْد الله بْن سَعِيد بْن محمد.
أبو معصوم الأنصاريّ المالينيّ.
315- عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن نصر بْن محمد [2] .
أبو القاسم الشَّيْبانيّ البزّاز الدّمشقيّ المؤدّب.
أصله من سامرّاء.
__________
[1] انظر عن (سعيد بن رشيق) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 215 رقم 484.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن عمر) في:
حديث خيثمة الأطرابلسي 12، 39، 94، 100، 102، 103، 105- 108، 122، 125، 129- 135، 137، 166- 171، 202، وتاريخ بغداد 9/ 111، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 15/ 627 و 23/ 119 و 37/ 605 و 38/ 5 و 40/ 311 و 42/ 221، والعبر 3/ 102، وسير أعلام النبلاء 17/ 262، 263 رقم 157، والمغني في الضعفاء 2/ 384 رقم 3606، وميزان الاعتدال 2/ 580 رقم 4928، وتذكرة الحفاظ 3/ 1051، ولسان الميزان 3/ 424 رقم 1664، وشذرات الذهب 3/ 190، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 556، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 60، 61 رقم 774.(28/203)
سَمِعَ: خَيْثَمَة بْن سليمان، والحسن بْن حبيب الحصائريّ، وعليّ بْن أَبِي العَقب، وأبا يعقوب الأذْرُعيّ، وعثمان بْن محمد الذَّهبيّ، وخلْقًا من طبقتهم.
روى عَنْهُ: أحمد بْن محمد العَتيقيّ، وعليّ بْن الحُسين بْن صَصْرى، وأبو عليّ الأهوازيّ، ومحمد بْن عليّ الحدّاد، وعبد العزيز الكتّانيّ.
وقال الكتّانيّ: تُوُفّي في رجب. وقد كتب الكثير، واتُّهم في أبي إسحاق بْن أبي ثابت، وكان يُتَّهم بالإعتزال [1] .
قلت: وله عدّة أجزاء مَرْويَّة، ولم يقع لي حديثه بعُلُوّ.
316- عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن أحمد بْن بالُوَيْه [2] .
أبو محمد النَّيْسابوريّ المُزَكّيّ.
سَمِعَ من: محمد بْن الحسين القطّان، ومحمد بْن يعقوب الأصمّ، وأبي بَكْر بْن المؤمّل، وأبي الحسن الطّرائفيّ، وأبي محمد الكَعْبيّ، وأبي عليّ الصّوّاف.
وهو أحد أصحاب القطّان.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر البَيْهَقيّ، وأبو صالح المؤذّن، ومحمد بْن يحيى المُزَكيّ، وأبو عَبْد الله الثَّقَفيّ، وجماعة.
تُوُفّي فجأة في شَعْبان.
وكان أحد وجوه البلد.
عقد الإملاء في داره، وكان ثقة أمينًا معروفًا.
317- عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن أَبِي يزيد بْن خَالِد بْن خَالِد الأزْديّ العتَكّي المصريّ.
أبو القاسم الصّوّاف النّسّابة.
__________
[1] تاريخ دمشق 23/ 119.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد بن أحمد) في:
الأنساب 2/ 59، والعبر 3/ 102، وسير أعلام النبلاء 17/ 240، 241 رقم 147، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1051، وشذرات الذهب 3/ 190، 191.(28/204)
دخل الأندلس، وحدَّث عَنْ: أَبِي عليّ بْن السّكن، وأبي الطّاهر الذّهليّ، وأبي العلاء ابن ماهان، وجماعة.
روى عَنْهُ: أبو عُمَر بْن الحذّاء، وقال: كَانَ أديبًا حُلْوًا، حافظًا للحديث وأسماء الرجال، وله أشعار في كلّ فنّ. وكان تاجر مقارضًا لأبي بَكْر بْن إسماعيل المهندس.
وقيل: إنّ مولده سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة.
318- عَبْد الصَّمد بْن منصور بْن بَابك [1] .
أبو القاسم الشاعر المشهور.
بغداديّ، محسن. لَهُ ديوان كبير في ثلاث مجلدّات.
طوّف البلاد ومدح الكبار. وتُوُفّي ببغداد.
وهو القائل للصّاحب بْن عبّاد لما سأله: أأنت ابن بابَك؟
قَالَ: بل أنا ابن بابك.
فاستحسن ذَلِكَ منه، ولم يزد غير كسر الباء.
وله:
وأَغْيَدَ مَعْسُولِ الشّمائل زارني ... عَلَى فَرَقٍ والنَّجمُ حَيْرانُ طالِعُ
فلمّا جَلا صبْغَ الدُّجَى قلت: حاجبٌ ... من الصُّبح أو قَرْنُ من الشّمس لامعُ
إلى أن دَنا والسحْر زائدُ طرِفهِ ... كما ريعَ ظَبْيٌ بالصّريمة راتعُ
فَبِتْنا وظلّ الوصْل دانٍ وسِرُّنا ... مَصُونٌ ومكْنُون الضّمائر [2] ذائعُ
إلى أنْ سلا عَنْ وِرْده فارطُ القطا ... ولاذت بأطراف الغصون السّواجع
__________
[1] انظر عن (عبد الصمد بن منصور) في:
يتيمة الدهر 3/ 343- 350، 208- 211، وتاريخ حلب للعظيميّ 324، والمنتظم 7/ 295 رقم 461، ووفيات الأعيان 3/ 196- 198 رقم 389، والعبر 3/ 102، 103، وسير أعلام النبلاء 17/ 280 رقم 171، والنجوم الزاهرة 4/ 245، 246، ومعاهد التنصيص 1/ 64، وشذرات الذهب 3/ 191، وكشف الظنون 764، وهدية العارفين 1/ 573، وديوان الإسلام 1/ 335 رقم 523، ومعجم المؤلفين 5/ 237.
[2] في وفيات الأعيان: «ومكنون الصبابة» .(28/205)
فولّي حليف [1] السّكْر يكبُو لَسْانُه ... فتنطق عَنْهُ بالوداعْ الأصابعُ [2] .
319- عَبْد الواحد بْن عَبْد العزيز بْن الحارث بْن أسد التّميميّ [3] .
أبو الفضل البغداديّ الحنبليّ.
روى عَنْ: أَبِيهِ، وعن: أَبِي بَكْر النجاد، وعبد الله بْن إِسْحَاق الخُراسانيْ، وأحمد بْن كامل، وجماعة.
وانتخبَ عَليْهِ: أبو الفتح بْن أَبِي الفوارس.
قَالَ الخطيب [4] : كتبتُ عَنْهُ، وكان صدوقًا. دُفِنَ إلى جَنب أحمد بن حنبل. وحدَّثني أَبِي، وكان ممّن حضرَ جنازته، أنّه صلى عَليْهِ نحوٌ من خمسين ألفًا.
قلت: وممن روى عَنْهُ: أبو محمد رزق الله التميمي، وهو ابن أخيه.
وكان يميل إلى الأشعريّ.
قَالَ أبو المعالي عزيزي: قَالَ أبو عَبْد الله الحُسين بْن محمد الدّامغانيّ:
سمعتُ الشَّيْخ أبا الفضل التّميميّ الحنبليّ، وهو عَبْد الواحد بن عبد العزيز يَقُولُ: اجتمع رأسي ورأس القاضي أبي بَكْر الباقِلانيّ مَعَ مِخَدّة واحدة سبْع سِنين.
وقال أبو عبد الله: وحَضَر أبو الفضل التّميميّ يوم وفاة الباقِلّانيّ العزاء، وأمَر أن يُناديَ بين يدي جنازة القاضي أبي بَكْر: هذا ناصرُ السُّنَّة والدّين، هذا إمام المسلمين، هذا الّذي كَانَ يذبّ عَنْ الشّريعة أَلْسِنةَ المخالفين، هذا الّذي صنَّف سبعين ألف ورقة ردًا عَلَى المُلْحِدين.
وقعد للعزاء مَعَ أصحابه ثلاثة أيام، فلم يبرح، وكان يزور تُرْبَته كلّ جمعة.
__________
[1] في وفيات الأعيان: «أسير» .
[2] وفيات الأعيان 3/ 197.
[3] انظر عن (عبد الواحد بن عبد العزيز) في:
تاريخ بغداد 11/ 14، 15 رقم 5677، وطبقات الحنابلة 2/ 179 رقم 641، والمنتظم 7/ 395 رقم 463، وسير أعلام النبلاء 17/ 273 رقم 165.
[4] في تاريخه 11/ 14.(28/206)
قلت: ما هذا إلا وُدّ عظيم بين هذا الأشعريّ وبين هذا الحنبليّ.
والتّميميّون معروفون بشيءٍ من الانحراف عَنْ طريقة أحمد، كما انحرف ابن عَقيل، وابن الْجَوزيّ، وابن الزّاغونيّ، وغيرهم. كما بالغ في الشّقّ الآخر القاضي أبو يَعْلَى، ونحوه.
320- عَبْد الواحد بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مهديّ [1] .
أبو عُمَر الفارسيّ الكازْرُونيّ، ثم البغداديّ البزّاز.
سَمِعَ: أبا عَبْد الله المَحَامِليّ، ومحمد بْن مخلد، وابن عيّاش القطّان، وأبا العبّاس بْن عُقْدة، ومحمد بْن أحمد بْن يعقوب السَّدُوسيّ، وغيرهم.
وتفرّد بالرّواية عَنْ جماعة.
روى عنه: أبو بَكْر الخطيب، ووثَّقه، وهبة الله بْن الحسين البزّاز، وأبو الغنائم محمد بْن عليّ بْن أَبِي عثمان، وعاصم بْن الحَسَن، وعليّ بْن محمد بْن محمد الأنباريّ ابن الأخضر، وأبو يوسف عَبْد السّلام بْن محمد القَزوينيّ رأس المعتزلة، ورزق الله بْن عَبْد الوهاب التّميميّ، وخلْق آخرهم أبو عَبْد الله بْن طلحة النّعاليّ.
وقال الخطيب [2] : كان ثقة أمينًا، تُوُفّي في رجب.
قال: وولد سنة ثمان عشرة وثلاثمائة.
321- عبد الواحد بن محمد بن عثمان [3] .
أبو القاسم البَجَليّ الجريريّ البغداديّ.
سَمِعَ من: جعفر الخلديّ، والنّجّاد، وأبي بكر النّقّاش.
__________
[1] انظر عن (عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه) في:
تاريخ بغداد 11/ 13، 14 رقم 5675، والمنتظم 7/ 295 رقم 462، والمعين في طبقات المحدّثين 121 رقم 1346، والعبر 3/ 103، والنجوم الزاهرة 4/ 245، وشذرات الذهب 3/ 192.
[2] في تاريخه 11/ 13.
[3] انظر عن (عبد الواحد بن محمد بن عثمان) في:
تاريخ بغداد 11/ 14 رقم 5676، والمنتظم 7/ 295 رقم 464، وتبيين كذب المفتري 238، 239.(28/207)
وعنه: أبو بَكْر الخطيب.
وكان بصيرًا بمذهب الشّافعيّ، وبالأصول. لَهُ مصنّفات في الأصول، وكان أشْعَريا.
ومات يوم موت ابن مهديّ.
322- عليّ بْن أحمد بْن إبراهيم.
أبو الحَسَن النَّيْسابوريّ السُّكّريّ، الأعرج، المؤذّن. صاحب أَبِي عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ.
حدَّث عَنْ الأصمّ، ثمّ عَنْ: أَبِي عَمْرو بْن بُجَيْر، وابن مطرَ، وغيرهم.
ذكره عَبْد الغافر.
323- عليّ بْن عُبَيْد الله.
أبو القاسم العُنّابيّ.
قَالَ الحبّال: انتقي عَليْهِ جعفر الأندلسيّ، وأخذتُ عَنْهُ، وحضرتُ جنازته.
تُوُفّي فِي صفر.
324- عَلِيّ بْن محمد بْن عليّ [1] .
أبو الحَسَن التّميميّ البغداديّ المؤدّب، والد أَبِي عليّ بْن المذهب.
سَمِعَ: أبا بَكْر النّجّاد، وأبا بَكْر الشّافعيّ.
تُوُفّي في المحرَّم. وكان صدوقًا. قاله الخطيب.
325- عليّ بْن محمد بْن القاسم الفارسيّ.
أبو الحسن العابد.
يروي عَنْ: أَبِي بَكْر الإسماعيليّ، وأبي أحمد الغِطْريفيّ، وأبي الحَسَن الدّارَقُطْنيّ، وجماعة.
وكان صالحًا، خيَّرًا، مجتهدًا في الطّاعة.
توفّي في جمادى الآخرة.
__________
[1] انظر عن (علي بن محمد بن علي) في:
تاريخ بغداد 12/ 79 رقم 6524.(28/208)
- حرف القاف-
326- القاسم بْن أَبِي المنذر الخطيب [1] .
قد ذُكِر، ويقال: مات فيها.
- حرف الميم-
327- محمد بْن إبراهيم بْن محمد [2] .
أبو الفتح الْجُحْدُريّ الطَّرَسُوسيّ البزّاز، المعروف بابن البصْريّ.
سَمِعَ: محمد بْن إبراهيم بْن أَبِي أُمَيَّة الطَّرَسُوسيّ، وأَبَا سَعِيد بْن الْأعرابي، وخَيْثَمة الْأطْرَابُلُسِي، وجماعة.
وحدَّث بالشام، وسكن بيت المقدس بأخرة.
روى عنه: أبو القاسم عبيد الله الأزهري، ووثّقه، وعبد الرحيم بْن أحمد الْبُخَارِيّ، وأحمد بْن محمد العَتِيقّي، ورشأ بْن نظيف، وأبو عليّ الأهوازيّ، وجماعة.
قَالَ الصُّوريّ: تُوُفّي في سنة تسعٍ أو عشر وأربعمائة.
328- محمد بْن أسد بْن عليّ [3] .
أبو الحَسَن الكاتب البغداديّ المقرئ.
سَمِعَ من: جعفر الخُلْديّ، والنّجّاد.
قَالَ الخطَّيّب: [4] كتبتُ عَنْهُ، وكان صدوقًا.
__________
[1] تقدّمت ترجمة (القاسم بن أبي المنذر) في رقم (287) .
[2] انظر عن (محمد بن إبراهيم بن محمد) في:
حديث خيثمة الأطرابلسي 43 رقم 67، وتاريخ بغداد 1/ 415، 416 رقم 417، والأنساب 370 ب، والمنتظم 7/ 292، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 36/ 530- 533، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 64، 65 رقم 1261.
[3] انظر عن (محمد بن أسد) في:
تاريخ بغداد 2/ 83 رقم 464، والمنتظم 7/ 296 رقم 465، ووفيات الأعيان 3/ 342، 343 رقم 122 في ترجمة ابن البواب، وسير أعلام النبلاء 17/ 315 رقم 191، والوافي بالوفيات 2/ 201 رقم 576، والبداية والنهاية 12/ 14 في ترجمة ابن البواب، وفيه: «عبد الله بن محمد بن أسد» ، ومفتاح السعادة 1/ 85، 6 ...
[4] في تاريخه 2/ 83.(28/209)
قلت: هُوَ صاحب الخطّ المنسوب.
329- محمد بْن عَبْد الله بْن أبان بْن قُرَيْش [1] .
أبو بَكْر الهيتي، المعروف بابن أَبِي عَبَايَة.
قَالَ الخطيب: قدم علينا سنة ستّ وأربعمائة، وكان يُمْلي في جامع المنصور بعد ابن رزقَوَيْه. وكتبنا عَنْهُ عَنْ: ابن السّمّاك، ومحمد بْن جعفر الأدميّ، وأحمد بن سلمان النجاد، وثنا أيضًا عَنْ أَبِي الطَّيّب أحمد بْن إبراهيم الَّذِي روى عَنْ الرّماديّ. ذكَر لنا أنّه سَمِعَ منه بالرحْبة.
وكانت أصول أَبِي بَكْر الهيتيّ كثيرة الخطأ إلا أنه كَانَ صالحًا مُقِلًا معروفًا بالخير مَعَ خُلُوّةِ من معرفة الحديث.
تُوُفّي يوم الفِطْر بالأنبار، وله تسعون سنة. وربّما حَدَّثَنَا عَنْ شيخ شيخه وهو لا يعلم.
330- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن إبراهيم.
أبو الحَسَن ابن الرّازيّ، المعدّل المقرئ.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى ببغداد.
يروي عَنْ: عثمان بْن السّمّاك.
331- محمد بْن عبد الله بْن هانئ بْن هابيل [2] .
أبو عَبْد الله اللَّخْميّ القُرْطُبيّ البزّاز.
سَمِعَ من: أحمد بْن سعيد بن حزم، وأحمد بْن مُطَرَّف، وجماعة.
وحجّ سنة سبْع وخمسين وثلاثمائة، فكتب عَنْ جماعة.
روى عَنْهُ: الخَوْلانيّ، وأبو عمر بن سميق.
وتوفّي في ربيع الأوّل، وكان فقيهًا محدَّثًا عالمًا.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الله) في:
تاريخ بغداد 5/ 475 رقم 4027.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الله بن هانئ) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 502، 503 رقم 1094.(28/210)
332- محمد بْن عَبْد الله بْن مُفَوَّز [1] .
أبو عَبْد الله المَعَافريّ الشّاطبيّ الزّاهد.
قدِم قُرْطُبَة فأكثر عَنْ وهْب بْن مَسَرَّة حتى سَمِعَ منه «مُسْنَد ابن أَبِي شيبة» .
ثمّ حجّ، وكتب القَيْروان. وعُمر دهرًا طويلًا.
وكان صالحًا عابدًا متقّللًا مِن الدّنيا منقطع القرين.
سَمِعَ النّاسُ منه، وكان مشهورًا بإجابة الدّعوة.
تُوُفّي في آخر سنة عشر. وقد قارب المائة.
وكانت جنازته مشهودة، رحمه الله.
333- محمد بْن عثمان بْن محمد الصُّوفيّ الْجُرْجانيّ [2] .
تُوُفّي بهَرَاة.
يروي عَنْ: أبي عَمْرو بْن حمدان النَّيْسابوريّ، وغيره.
قَالَ أبو إسماعيل الأنصاريّ: هُوَ أوّل من سَمِعْتُ منه.
334- محمد بْن عُمَر بْن عيسى [3] .
أبو الحَسَن البلدّي الحَطْرانيّ [4] .
سكن بغداد، وصاهَر أبا الحسين بْن بِشْران عَلَى بنته.
وحدَّث عَنْ: أحمد بْن إبراهيم الإمام، ومحمد بْن العبّاس المَوْصِليّ الحنّاط.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر الخطيب، وأبو عليّ الوحشيّ.
قَالَ الخطيب: كَانَ صدوقًا. بلغني أنّه كَانَ لَهُ في كلّ يوم ختمة.
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة.
335- محمد بْن محمد بْن أحمد بْن سهل.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الله بن مفوّز) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 503 رقم 1096.
[2] لم يذكره السهمي في: تاريخ جرجان.
[3] انظر عن (محمد بن عمر) في:
تاريخ بغداد 3/ 36 رقم 967، والأنساب 4/ 169، واللباب 1/ 373.
[4] الحطراني: بكسر الحاء وسكون الطاء المهملتين وفتح الراء وفي آخرها النون بعد الألف.(28/211)
التّاجر أبو الفضل الهَرَويّ.
سَمِعَ: أبا بَكْر الشّافعيّ، وأبا عليّ الرّفّاء.
وتوفّي في ربيع الآخر.
336- محمد بْن محمد بْن عَبْد اللَّه بْن الحسين [1] .
القاضي أبو منصور الأزْديّ الهَرَويّ.
أحد الأعلام.
محدث فقيه، رحل وسمع: محمد بْن عليّ بْن دُحَيْم الشَّيْبانيّ، ودعلج بْن أحمد، والحسن بْن عِمران الحنْظليّ، وأحمد بْن عثمان الأدميّ.
وأكبر شيخ سَمِعَ منه: شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاريّ.
روى عنه: أحمد بْن أحمد بْن حَمدين، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي عاصم الجوهريّ، وأبو سعد يحيى بْن أَبِي نصر العدل، وأبو عدنان القاسم بْن عليّ الْقُرَشِيّ، وشيخ الإسلام، وخلق كثير.
وكان إمام الشّافعيّة في عصرِه بهَرَاة. أملي مدّة، وطال عُمره، وكان واسع الرّواية.
تُوُفّي فجأة في المحرَّم بهَرَاة.
337- محمد بْن محمد بْن عليّ بْن حُبَيْش [2] .
أبو عُمَر التّمّار الأعور.
بغداديّ، صدوق. من شيوخ أَبِي بَكْر الخطيب.
سَمِعَ: إسماعيل الصّفّار، ومحمد بْن جعفر الأدميّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن محمد بن عبد الله) في:
طبقات الفقهاء الشافعية للعبّادي 113 وفيه: «محمد بن أحمد» ، والعبر 3/ 103، وسير أعلام النبلاء 17/ 274 رقم 166، والوافي بالوفيات 1/ 115 رقم 16، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 196، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 527 رقم 1227، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 199، رقم 154، وشذرات الذهب 3/ 192.
[2] انظر عن (محمد بن محمد الأعور) في:
تاريخ بغداد 3/ 230، 231، رقم 1298.(28/212)
وولد سنة ثلاثين وثلاثمائة.
تُوُفّي بالبطائح.
338- محمد بْن محمد بْن مَحْمِش بن عليّ بْن دَاوُد [1] .
الفقيه أبو طاهر الزّياديّ، الأديب الفقيه الشّافعيّ.
كَانَ يسكن ميدان زياد بْن عَبْد الرَّحْمَن من نَيْسابور، فَنُسبَ إليه. وكان أَبُوهُ من أعيان العُبّاد.
وُلِد أبو طاهر سنة سبع عشرة وثلاثمائة.
وسمع سنة خمس وعشرين وثلاثمائة وبعدها، من: أَبِي حامد بْن بلال، ومُحَمَّد بْن الْحُسَيْن القطّان، وعبد الله بْن يعقوب الكَرْمانيّ، والعبّاس بْن قوهيار، ومحمد بْن الحَسَن المحمّداباذيّ، وأبي عثمان عَمْرو بْن عَبْد الله البصْريّ، وأبي عليّ المَيْدانيّ، وحاجب بْن أحمد الطُّوسيّ، وعليّ بْن حمشاذ، ومحمد بْن يعقوب الأصمّ، وأبي عَبْد الله محمد بْن عَبْد الله الصَّفّار.
وأدرك أبا حامد بْن الشّرْقيّ، ولم يسمع منه.
وكان إمام أصحاب الحديث بنَيْسابور، وفقيههم ومُفْتيهم بلا مدافعة.
وكان متبحّرًا في علم الشّروط، قد صنَّف كتابًا فيه، وله معرفة قويّة بالعربيّة.
قَالَ عَبْد الغافر بْن إسماعيل: بقي يُمْلي نحو ثلاث سِنين، ولولا ما اختصّ بِهِ من الإقتار وحِرْفة أهل العلم لما تقدَّم عَليْهِ أحدٌ من أصحابه. أَخْبَرَنَا عَنْهُ: الإمام جدّي، وأبو سعد بْن رامش، وعثمان بْن محمد المَحْمِيّ، وأبو بَكْر بْن يحيى المُزَكّيّ، وعليّ بْن أحمد الواحديّ، وأحمد بن خلف، وأبو صالح
__________
[1] انظر عن (محمد بن محمد بن محمش) في:
طبقات فقهاء الشافعية للعبّادي 101، والأنساب 6/ 360، واللباب 2/ 84، وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 245، والعبر 3/ 103، والمعين في طبقات المحدّثين 121 رقم 1354، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1051، وسير أعلام النبلاء 17/ 276- 278 رقم 169، والوافي بالوفيات 1/ 271، 272، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 609، 610 رقم 561، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 199، 200 رقم 155، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 82، وتبصير المنتبه 4/ 1265، وشذرات الذهب 3/ 193، والأعلام 7/ 245، وهدية العارفين 2/ 59.(28/213)
المؤذّن. ومات في شَعْبان.
قلت: وروى عَنْهُ: الحاكم أبو عبد الله مَعَ تقدُّمه، وأبو بَكْر البَيْهَقيّ، وأبو القاسم القُشَيْريّ، وعبد الْجَبّار بْن بُرزة، ومحمد بْن محمد الشّاماتيّ، والقاسم بْن الفضل الثَّقَفيّ.
وحديثه بعُلُوُّ في «الثّقفيّات» .
339- محمد بْن محمد بْن بالُوَيْه بْن إِسْحَاق.
أبو عَمْرو النَّيْسابوريّ الكِسائيّ الصّائغ المقرئ.
قَالَ عَبْد الغافر: شيخ ثقة مشهور.
حدَّث عَنِ: الْأصمّ، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الصَّفّار، والكارزي.
أنا عنه أحمد بن عبد الملك المؤذن.
توفي، وبيض [1] .
قلت: روى عنه الثقفي، لقيه سنة عشر هذه.
340- محمد بن المظفر [2] .
أبو الحسن بن السراج البغدادي المعدل.
سمع من: جعفر الخلدي، وأحمد بن سلمان الفقيه.
روى عنه الخطيب وقال [3] : مات في جُمَادَى الأولى.
341- محمد بْن مُعَافَى بْن صُمَيْل [4] .
أبو عَبْد الله الْجَيَّانيّ، ثمّ القُرْطُبيّ المقرئ.
ارتحل فقرأ لنافع علي: أَبِي الطَّيّب بْن غَلْبُون.
وكان مؤدّبا، نزل طليطلة.
__________
[1] أي: ترك مكان وفاته وتاريخه بياضا.
[2] انظر عن (محمد بن المظفّر) في:
تاريخ بغداد 3/ 264 رقم 1356، والمنتظم 7/ 296 رقم 466.
[3] في تاريخه 3/ 364.
[4] انظر عن (محمد بن معافى) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 503 رقم 1095.(28/214)
342- محمد بْن منصور بْن الحسن [1] .
أبو سعْد الْجَوْلَكِيّ الْجُرْجانيّ، الرئيس العالم.
سَمِعَ: أبا بَكْر الإسماعيليّ، وأبا أحمد الغِطْريفيّ.
روى عَنْهُ: نجيب بن ميمون، وجماعة.
وحدّث بنَيْسابور، وهَرَاة، وغَزْنَة.
343- محمد بْن يونس [2] .
أبو بَكْر العَيْن زَرْبيّ [3] الإسكاف المقرئ.
سَمِعَ بدمشق: أبا عُمَر بْن فَضَالة، وأبا بَكْر الرَّبَعيّ.
روى عَنْهُ: أبو عليّ الأهوازيّ، والكتّانيّ.
- حرف الهاء-
344- هادي المستجيبين.
ظهرَ أمرُه وبَهر كُفْرُه، وسار في البوادي يدعو إلى عبادة الحاكم صاحب مصر، وسبًّ الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، وبصق على المصحف. فظفروا به، ثم صلب بمكة وأحرق.
345- هبة الله بن سلامة [4] .
أبو القاسم البغدادي الضرير المفسر.
كان من أحفظ الناس لتفسير القرآن، وكانت له حلقة بجامع المنصور.
__________
[1] انظر عن (محمد بن منصور) في:
تاريخ جرجان للسهمي 453، 454 رقم 886، والأنساب 43 ب وفيه «الحسين» بدل «الحسن» .
[2] انظر عن (محمد بن يونس) في:
معجم البلدان 4/ 178.
[3] العين زربي: بفتح الزاي، وسكون الراء وباء موحّدة. بلد بالثغر من نواحي المصّيصة.
[4] انظر عن (هبة الله بن سلامة) في:
تاريخ بغداد 14/ 70 رقم 7417، والمنتظم 7/ 296، 297 رقم 467، ومعجم الأدباء 19/ 275، 276، وتذكرة الحفاظ 3/ 2039، والبداية والنهاية 21/ 8، وغاية النهاية 2/ 351 رقم 3771، وطبقات المفسرين للسيوطي 42، وبغية الوعاة، له 2/ 323، رقم 2091، وكشف الظنون 167، 192، 1921، ومعجم المؤلفين 13/ 138.(28/215)
روى عن: أبي بكر القطيعيّ، وغيره.
وتوفّي في رجب.
وله كتاب «النّاسخ والمنسوخ» .
روى عَنْهُ: ابن بنتِه رزق الله التّميميّ، وغيره.
وقرأ عَليْهِ الحَسَن بْن عليّ العطّار القرآن، عنْ قراءته عَلَى زيد بْن أَبِي بلال الكوفيّ.(28/216)
المتوفّون بعد الأربعمائة ظنًا
- حرف الألف-
346- أحمد بن الحسن بن المرزبان.
أبو العبّاس بْن الطَّبَريّ الشّرابيّ.
بغداديّ، سكن الرَّيّ.
وحدَّث عَنْ: أَبِي جعفر عَبْد الله بْن بُرَيْه الهاشميّ، وأبي عُمَر الزّاهد، وجماعة.
روى عَنْهُ: أبو سعد إسماعيل السّمّان، والمظفَّر بْن ممّوس، ومحمد بْن جعفر الإستْراباذيّ.
347- أحْمَد بْن عُبَيْد بْن الفضل بْن سهل بْن بِيري [1] .
أبو بَكْر الواسطيّ، مُسْنَد واسط ومحدثها.
روى عن: عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن مبشّر الواسطيّ، ومحمد بْن عثمان بْن سمعان، ومحمد بْن الحسين الزَّعْفرانيّ، ومحمد بْن يحيى الصُّوليّ، وأبي عليّ الحَسَن بْن منصور، وأبي جعفر محمد بْن عَمْرو بْن البَخْتَرِيّ، وعبد الباقي بْن قانع، وعبد الله بْن شَوْذب الواسطيّ، وجماعة.
وأملي، ورحل إلى بغداد.
قَالَ الحافظ خميس [2] : كَانَ ثقة صدوقًا. كُفّ بصره بأخرَة.
قلت: روى عَنْهُ: عَبْد الكريم بْن محمد الشُّرُوطيّ، وأبو يعلى حمزة بن
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبيد) في:
الإكمال لابن ماكولا 1/ 521، وسؤالات الحافظ السّلفي لخميس الحوزي 56، 57 رقم 13، والأنساب 2/ 365، واللباب 1/ 197، وسير أعلام النبلاء 17/ 197، 198 رقم 112، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 107، وتوضيح المشتبه 1/ 683، وتبصير المنتبه 1/ 113.
[2] في سؤالات السلفي له 56.(28/217)
الحَسَن، ومحمد بْن عليّ بْن عيسى القارئ، وعليّ بْن الحسين بْن الطَّيّب الصُّوفيّ، وَأَبُو غالب مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن بِشْران النَّحْويّ، والقاضي أبو عليّ إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الطَّيّب الفقيه بْن كُماريّ، وأبو الحسين محمد بْن عليّ الفقيه الشّافعيّ، وأبو الْحُسَن محمد بْن محمد بْن مَخْلَد سنة ستّ وتسعين، وسماعه من ابن بْيريّ سنة نيّف وأربعمائة.
وقد ذكر خميس أنّ ابن بيريّ سَمِعَ من البَغَويّ، وابن أَبِي دَاوُد، وهذا غلط.
348- أحمد بْن محمد بْن سراج.
أبو العبّاس السّنْجيّ الطّحّان.
سَمِعَ «جامع الترْمِذيّ» من أَبِي العبّاس المحبوبّي.
روى عَنْهُ: أبو الخير بْن أَبِي عِمران الصَّفّار.
349- أحمد بْن عُمَر بْن أحمد بْن علي.
أبو عبد الله الكاتب المعروف بحمّوس، الهمذانيّ الضّرير.
روى عن: عبد الرحمن الجلّاب، وأبي القاسم بْن عَبيد، وأحمد بْن محمد الصّيدنائيّ، وعليّ بْن عامر النّهَاونديّ، وجماعة.
روى عَنْهُ: محمد بْن عيسى، وحَمْد بْن سهل المؤدب، وحَمْد بْن عَبْد الرَّحْمَن المؤدب، وأبو مُسْلِم بْن غرو، ومحمد بْن الحسين الصُّوفيّ.
وهو صدوق.
350- أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن محمد.
أبو بَكْر الجوريّ النَّيْسابوريّ الدّهّان.
شيخ مستور حافظ لكتاب الله.
وثقه عَبْد الغافر الفارسيّ.
قَالَ: روى عَنْ الأصمّ وأقرانه. أنبا عَنْهُ أبو بَكْر محمد بْن يحيى، وأبو صالح المؤذّن.
351- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُوسَى.
أبو حامد النَّيْسابوريّ الشّافعيّ، المعروف بأميرك بْن أَبِي ذَرّ.(28/218)
قَالَ عَبْد الغافر: نبيلٌ، موثوقٌ بِهِ، أصيل. روى عَنْ الأصمّ وأقرانه. أَنَا عَنْهُ أبو صالح المؤذّن، ومحمد بْن يحيى، سمعنا منه في سنة ثمانٍ.
352- أحْمَد بْن محمد بْن عَبْدَوس.
أَبُو بَكْر النَّسَويّ الفقيه، الحافظ، نزيل مَرْو.
كَانَ أحد الأئّمة الأعلام، رحّال جوّال.
روى عَنْ: أَبِي القاسم بْن أَبِي العَقب، وبُكَيْر بْن الْحَسَن الرّازيّ ثمّ المصريّ، ومحمد بْن عليّ النّقّاش.
وعنه: أبو محمد عَبْد الله بْن يوسف الجوزيّ، والحسن بْن القاسم، وعليّ بْن عبد القاهر الطُّوسيّ، وآخرون.
353- أحمد بْن محمد بْن يوسف.
أبو الحَسَن النَّيْسابوريّ الصَّفّار.
روى عَنْ: الأصمّ، وأبي الحَسَن الكارزيّ.
وعنه: محمد بن يحيى المزكّي، والمؤذّن.
354- أحمد بْن محمد بْن حمدان.
أبو الحَسَن الإصبهاني الأديب.
سَمِعَ: أبا عَمْرو بْن حكيم، وابن داسة البصْريّ، وأبا الحسين الأسواريّ.
وعنه: أحمد بْن الفضل الباطرْقانيّ، وعليّ بْن سَعِيد البقّال، وعبد الله بْن أحمد السّوارجائيّ.
355- أحمد بْن محمد بْن العبّاس بْن حَسْنَويْه.
أبو سهل الأصبهانيّ، التّاجر، نزيل نَيْسابور.
ثِقة.
عَنْ: الأصمّ، وأبي الطَّيّب الْجُبْنيّ.
وعنه: المؤذّن.
356- أحمد بْن محمد بْن إبراهيم بن عيسى.
أبو نُعَيْم الإسفرايينيّ البّزاز.(28/219)
قَالَ عَبْد الغفّار: ثقة، قدِم نَيْسابور وحدّث عَنْ: عَبْد الله بْن محمد الشّرْقيّ، وأبي بَكْر القطّان، وأبي نصر بْن حَمْدَوَيْه، وسُفْيان بن محمد الجوهريّ.
وأملى بنيسابور.
روى عَنْهُ: محمد بْن يحيى المُزَكّيّ، وهو مِن كبار شيوخه.
357- إبراهيم بْن محمد بْن عليّ بْن إبراهيم بْن معاوية.
أبو إِسْحَاق النَّيْسابوريّ العطّار الصَّيْدلانيّ.
قَالَ عَبْد الغافر: شيخ مستور، ثقة، من أهل الصلاح. يقعد عَلَى حانوته ويعتمده الناس لأمانته وديانته.
سَمِعَ من: الأصمّ، وأبي عَبْد الله محمد بْن يعقوب الحافظ، وأبي بكر الصّبغيّ، وأبي حامد أحمد بْن محمد بْن بالُوَيْه العفصيّ، وأبي الوليد الْقُرَشِيّ، وغيرهم.
أَنَا عَنْهُ: محمد بْن يحيى.
قلت: روى عَنْهُ: البَيْهَقيّ قَالَ: وكان أَبُوهُ من الصلحاء، وجدّهُ أبو الحَسَن محدَّث وقته، حدَّث عَنْ: أَبِي زُرْعة، وابن وَارَةَ، وأحمد بْن عَبْد الجبّار العُطَارديّ.
358- أسد بْن إبراهيم بْن كُلَيْب [1] .
القاضي أبو الحسن الحرَانيّ السُّلَميّ.
عَنْ: أَبِي الهيذام مُرَجّا بْن عليّ الرّهاويّ، ويوسف بْن محمد الشينيزيّ.
حدَّث ببغداد.
وروى عَنْهُ: أبو منصور العُكْبَريّ النّديم، والقاضي أبو عبد الله الصيمريّ.
والغالب على رواياته المناكير والموضوعات.
__________
[1] انظر عن (أسد بن إبراهيم) في:
المغني في الضعفاء 1/ 76 رقم 605، وميزان الاعتدال 1/ 206 رقم 810، ولسان الميزان 1/ 382 رقم 1193.(28/220)
359- إسماعيل بْن سِيدَة [1] .
أبو بَكْر المُرْسي، الأديب الضّرير، والد مصنّف «المحْكم» أَبِي الحَسَن.
أخذ عَنْ: أبي بَكْر الزُّبَيْديّ «مختصر العين» . وكان من النّحاة ومن أهل المعرفة والذَّكاء. وكان أعمى.
تُوُفّي بعد الأربعمائة بمدّة بمرْسيَه.
- حرف الجيم-
360- جامع بْن أحمد بْن محمد بْن مهديّ.
الوكيل أبو الخير النَّيْسابوريّ المُحَمَّداباذيّ.
سَمِعَ من: أَبِي طاهر محمد بن الحسن المحمّداباذيّ.
وتوفّي سنة سبع وأربعمائة.
روى عَنْهُ البَيْهَقيّ.
- حرف الحاء-
361- حديد بْن جعفر.
أبو نصر.
حدَّث عَنْ: خَيْثَمَة، وعليّ بْن أَبِي العَقب.
وعنه: أبو القاسم الحنائي، وعبد العزيز الكتاني، وغيرهما. والأهوازي، وعلي بن الخضر السلمي.
وهو أنباري سكن الشام. قاله النّجّار [2] .
- حرف الخاء-
362- خلف بن عبّاس [3] .
__________
[1] انظر عن (إسماعيل بن سيدة) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 109، وتلخيص ابن مكتوم 37، وإنباه الرواة 1/ 199 رقم 124.
[2] في ذيل تاريخ بغداد في الجزء الّذي لم يصلنا ويعتبر مفقودا حتى الآن.
[3] انظر عن (خلف بن عباس) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 165، 166 رقم 372.(28/221)
أبو القاسم الزهراوي الأندلسي.
قال الحميدي: كان من أهل الفضل والدين والعلم. وعلمه الذي يسبق فيه علم الطب، وله فيه كتاب كبير مشهور كثير الفائدة، سماه: كتاب «التصريف» لمن عجز عَنْ التأليف.
ذكره ابن حزم وأثني عَليْهِ، وقال: ولئن قُلْنَا إنّه لم يؤلَّف في الطّبّ أجمع منه للقول والعمل في الطّبائع لنصدقنّ.
مات بالأندلس بعد الأربعمائة.
363- خَلَف المقرئ [1] .
أبو القاسم.
من ساكنيِ طَلْبِيرة.
رحل إلى المشرق، وأخذ عن: أبي محمد بْن أَبِي زيد، ولازمه بالقيروان مدة.
وحج ثلاث حجج.
وقرأ على أبي الطيب بن غلبون.
ودخل العراق. وكان صالحا متبتلا عبدا يسرد الصّوم. وكان مفرط القصر يسكن مسجدا يقرئ به.
حدّث سنة ثمان وأربعمائة.
364- خلف بن محمد بن عليّ بن حمدون الواسطيّ الحافظ [2] .
__________
[1] انظر عن (خلف المقرئ) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 166 رقم 373.
[2] انظر عن (خلف بن محمد) في:
ذكر أخبار أصبهان 1/ 310، وتاريخ بغداد 8/ 334، 335 رقم 4430، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 12/ 533، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 171، 172، والمنتظم 7/ 254 رقم 401، وفيه وفاته سنة 401 هـ، ومعجم البلدان 5/ 350، والتقييد لابن النقطة 263، 264 رقم 325، والكامل في التاريخ 9/ 78، وبغية الطلب لابن العديم (المخطوط) 5/ 219، وتذكرة الحفاظ 3/ 1067، 1068، وسير أعلام النبلاء 17/ 260- 262 رقم 156، والوافي بالوفيات 13/ 366 رقم 457، والبداية والنهاية 11/ 344، وطبقات الحفاظ 416، وكشف الظنون(28/222)
مصنف «الأطراف» .
رحل وروى عن: أَبِي بَكْر القَطِيَعيّ، وأبي بَكْر الإسماعيليّ، ومحمد بْن عَبْد الله بْن خَمِيروَيْه الهَرَويّ، وأبي محمد بن ماسي.
ورافق أبا الفتح بن أبي الفوارس في الرحلة، وطوّف خراسان، والشّام، ومصر، والنواحي، وكتب الكثير.
روى عنه: أبو عبد الله الحاكم، وأثني عليه، وقال: كَانَ حافظًا لحديث شُعْبَة وغيره.
وقال أبو نُعَيْم [1] : صحبْناه بنَيْسابور وإصبهان.
وروى عَنْهُ: هُوَ، وأبو عليّ الأهوازيّ، وعُبَيْد الله بْن أحمد الأزهريّ، ثمّ في الآخر سكن الرملة، واشتغل بالتّجارة، ومات هناك بعد الأربعمائة.
سَمِعَ النّاس الكثير بانتخابه، ولقد جوَّدَ أطراف الصّحيحين، وأحسنَ. وهو أقلّ أوهامًا من أَبِي مسعود.
365- الخليل بْن أحمد بْن محمد.
القاضي أبي سعيد البستيّ.
قدم نيسابور وحدّث بها عَنْ: أحمد بْن المظفَّر البكْريّ صاحب أحمد بْن أَبِي خَيْثَمَة بالتّاريخ.
روى عَنْهُ: البيهقيّ، وجماعة.
وكان قدومه في سنة أربعمائة.
ومن الاتّفاقات النّادرة أنّه سَمِعَ من القاضي أَبِي سَعِيد الخليل بْن أحمد السجْزيّ، سميّه.
__________
[1] / 116، وهدية العارفين 1/ 348، وديوان الإسلام 2/ 209، 210 رقم 836 وفيه: توفي سنة 401 هـ، و 4/ 374 رقم 2176، والرسالة المستطرفة 167، والأعلام 2/ 311، ومعجم المؤلفين 4/ 107، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 541، وفهرس مخطوطات الحديث بالظاهرية 272، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 212، 213 رقم 565.
[1] في أخبار أصبهان 1/ 310.(28/223)
366- خَلَف بْن عيسى بْن سعد الخير بْن أَبِي دِرْهم.
الفقيه أبو الحزْم الوشْقيّ. عالم وشْقه وقاضيها.
يروي عَنْ: أَبِي عيسى اللَّيْثّي، وابن عَيْشون.
روى عَنْهُ: ابنه أَبُو الْأصبغ، وَأَبُو عُمَر بْن الحذّاء.
قَالَ أبو الوليد الباجيّ: لَا بأس بِهِ.
وذكره عياض في «طبقات المالكيّة» .
367- حويّ بن عليّ بن صَدَقَة [1] .
القاضي أبو القاسم السَّكْسكيّ.
حدَّث عن أبي عليّ بْن آدم، ومحمد بْن العبّاس بْن كَوْذك.
وعنه: عليّ بْن محمد الحِنَّائيّ.
- حرف السين-
368- سعد بْن عَبْد الله بْن الحسين بْن عَلُّوَيْهِ.
أبو القاسم النيليّ الميمونيّ.
من وُلِد ميمون بن مهران.
روى بهمذان عَنْ: النّجّاد، وأبي سهل بْن زياد، وأبي عمرو بن السّمّاك، والحسين بْن صَفْوان، وجماعة.
حَضَرَ مجلسه ابن تركان.
وروى عَنْهُ: محمد بْن عيسى، وحُمْيد بْن المأمون، وابن غرو، وأَبُو الفضل أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن بُنْدار، وعُبَيْد الله بْن أَبِي عَبْد الله بْن مَنْدَهْ.
قال شيرويه: وثنا عَنْهُ محمد بْن الحسين الصُّوفيّ، وأبو الفضل بْن يَرْغة، وأحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الرُّوذْباريّ، وليس عندهم بذاك.
369- سعد بن محمد بن غسّان [2]
__________
[1] انظر عن (حويّ بن علي) في:
تهذيب تاريخ دمشق 5/ 21، وترتيب المدارك 4/ 690.
[2] انظر عن (سعد بن محمد) في:(28/224)
أبو رجاء الشَّيْبانيّ القَزْوينيّ.
سَمِعَ بدمشق من الحسن بن حسن بْن الحصائريّ حديثًا رواه عَنْهُ الخطيب، ويوسف المهروانيّ، ومحمد بْن إسماعيل الجوهريّ.
قَالَ الخطيب: ما علمت بِهِ بأسًا.
- حرف العين-
370- عَبْد الله بْن أَبِي عَبْد الله الحسين العلويّ الواسطيّ [1] .
أبو محمد المقرئ.
قرأ بالروايات علي: أَبِي بَكْر النّقّاش.
وتصدَّر للإقراء مدّة.
قرأ عَليْهِ: أبو عليّ غلام الهرّاس، وغيره.
تُوُفّي بعد الأربعمائة.
وأبوه:
371- الحسين بْن محمد [2] .
عدْل نبيل، روى عَنْ: أَبِي الحَسَن بْن مبشّر الواسطيّ، والكبار.
روى عَنْهُ: أبو الحَسَن بْن مَخْلَد، وغيره.
372- عَبْد الله بْن القاسم بْن سهل بْن جوهر [3] .
الفقيه أبو الحسن الموصليّ الصّوّاف.
__________
[ () ] تاريخ بغداد 9/ 129، 130 رقم 4746 وفيه: «سعد بن محمد بن يوسف» ، ومثله في: تهذيب تاريخ دمشق 6/ 95.
[1] انظر عن (عبد الله بن أبي عبد الله) في:
سؤالات السّلفي لخميس الحوزي 47، 62، 88.
[2] انظر عن (الحسين بن محمد) في:
سؤالات السلفي 47، 48 رقم 4.
[3] انظر عن (عبد الله بن القاسم) في:
حديث خيثمة الأطرابلسي 40 رقم 39، وتاريخ دمشق (مصورة موسكو) 415، 416، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 205 رقم 895.(28/225)
سَمِعَ: خَيْثَمَة بْن سليمان، ومحمد بْن العبّاس صاحب الطّعّام، وعبد الله بْن عليّ العُمَريّ، وهارون بْن عيسى البلديّ، وإبراهيم بْن أحمد الرّقيّ، وجماعة.
وعنه: أبو نصر بْن طَوْق، وأحمد بْن عُبَيْد الله بْن وَدْعان، وعليّ بْن أحمد الطُّوسيّ، ومحمد بْن صَدَقَة بْن حسين المَواصِلة، وعُبَيْد الله بْن أحمد الرَّقَّيّ، وأبو طاهر أحمد بْن محمد الخفّاف، وغيرهم.
373- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن سَعِيد [1] .
أبو محمد الدّمشقيّ البزّاز.
روى عن: خَيْثَمَة، وابن حَذْلَم، وأبي يعقوب الأذرعيّ.
وعنه: عَلِيّ بْن مُحَمَّد الحِنَّائيّ، ورشأ بْن نظيف، وأبو علي الأهوازيّ.
وكان موصوفًا بالصّلاح.
374- عَبْد الله بْن أحمد بْن الحَسَن.
أبو أحمد المِهْرَجانيّ العدْل.
روى عَنْ: محمد بْن يعقوب بْن الأخرم، وأبي بَكْر محمد بْن جعفر المُزَكّيّ وغيرهما.
وعنه: البَيْهَقيّ.
375- عَبْد العزيز بْن عَبْد الله بْن عبد الرَّحْمَن.
أبو القاسم الإصبهاني التّاجر. ثمّ الرّازيّ.
سَمِعَ: أبا حاتم محمد بْن عيسى الوَسْقَنْديّ.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر البَيْهَقيّ. لقيه بالرَّيّ.
376- عَبْد الصّمد بْن زهير بْن هارون بْن أَبِي جَرَادة العُقْيليّ الحلبيّ.
سَمِعَ بمكّة من أَبِي سَعِيد بْن الأعرابيّ.
وعاش دهرا.
__________
[1] انظر عن (عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ) في:
حديث خيثمة الأطرابلسي 40 رقم 41، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 22 رقم 909.(28/226)
أدركه أبو نصر السجْزيّ بحلب.
377- عُمَر بْن الحَسَن بْن دُرُسْتَوَيْه [1] .
أبو القاسم الإمام.
روى عن: خَيْثَمَة بْن سليمان.
وعنه: عليّ الحِنَّائيّ، وعبد العزيز الكتّانيّ.
378- عُمَر بْن محمد بْن محمد بْن دَاوُد.
أبو سَعِيد السجِسْتانيّ.
روى «صحيح مُسْلِم» عَنْ أبي أحمد الْجُلُوديّ.
وحدَّث بْن بمكّة سنة ثلاث وأربعمائة، فسمعَهُ منه أبو القاسم حاتم بْن محمد الطّرابُلُسيّ المغربيّ، ورواه عنه.
379- علي بن موسى بن إبراهيم بن حزب الله [2] .
أبو الحسن الأندلسي.
سكن سرقسطة، وروى عَنْ أحمد بْن خَلَف المديوني.
وحجَّ فأخذ عَنْ: عليّ بْن عثمان القرافيّ، وغيره.
وكان صالحًا مُجاب الدَّعوة، ممتنعًا من الرواية غير النَّزْر اليسير لكونه مُشْتغلًا بالعبادة.
قَالَ بعضهم: لم أَلْقَ مثله في الزُّهد والتّبتُّل.
روى عَنْهُ: أبو عَمْرو الدّانيّ، والصّاحبان، وأبو حفص بْن كُرَيْب.
380- عليّ بن عبد الرحيم بن غيلان [3] .
__________
[1] انظر عن (عمر بن الحسن) في:
حديث خيثمة الأطرابلسي 43 رقم 62، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 10/ 355 و 30/ 499، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 378 رقم 1147.
[2] انظر عن (علي بن موسى) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 412 رقم 884.
[3] انظر عن (علي بن عبد الرحيم) في:
معجم الأدباء 14/ 10، رقم 4، وفيه: علي بن عبد الرحمن، ومثله في: بغية الوعاة 2/ 174 رقم 1727.(28/227)
أبو العلاء السُّوسيّ النَّحْويّ الخزّاز.
حدَّث بواسط عَنْ: الحسين بْن إسماعيل المُحَاربيّ.
روى عَنْهُ: أبو نصر السجْزيّ، وأبو نُعَيْم محمد بْن عَبْد الواحد بْن عَبْد العزيز المعدّل الواسطيّ.
- حرف الكاف-
381- كامل بْن أحمد بْن محمد [1] .
أبو جعفر العزائميّ الحافظ المستمليّ.
حدَّث بنَيْسابور عَنْ الحافظ أَبِي عَبْد الله محمد بْن عليّ بْن الحسين بْن الفَرَج البلْخيّ، سَمِعَ منه بهَرَاة عَنْ محمد بْن خُشْنام، ومحمد بْن عليّ الصّنْعانيّ صاحب عبد الرزاق.
روى عنه: أبو نصر السجزي، وأبو بكر البيهقي، ومحمد بن يحيى المزكي.
وقد ذكره عبد الغافر فقال: حافظ، عارف بالنحو، حسن الخط، بارع في الرواية، حسن القراءة. استملي على المشايخ مدة وكان مكثرا.
سمع من مشايخ العراق، والحجاز، وخراسان.
وحدّث عَنْ: أَبِي عليّ الرّفّاء، وأبي عليّ محمد بن جعفر الكرابيسيّ، ومحمد بن صبيح الجوهري، وأبي عبد الله العصمي، وأبي بكر القفال الشاشي، والقاضي أبي بكر الأبهري.
وكان ثقة صحيح الرواية. اتفق أنّ المحدثين هجروه واتَّهموه بأنّه أخفي جملةً من سماع المشايخ مغايظة لهم.
وقد حدّث في سنة خمس وأربعمائة.
قلتُ: وفي هذه السنة قِدم نَيْسابور وحدَّث بها.
__________
[1] انظر عن (كامل بن أحمد) في:
بغية الوعاة 2/ 266 رقم 1948.(28/228)
382- كامل بْن أَحْمَد بْن محمد بْن سُلَيْمَان.
أبو الحَسَن الْبُخَارِيّ.
عَنْ: أَبِي نصر حَمْدَوَيْه، وأبي بَكْر بْن سعد الزّاهد، وجماعة.
- حرف الميم-
383- محمد بْن عَبْد الصَّمد بْن لاوى الأطْرَابُلُسيّ [1] .
روى عَنْ: خَيْثَمَة.
روى عَنْهُ: محمد بن علي الصوري، وعبد الرحيم بن أحمد الْبُخَارِيّ.
384- محمد بْن عيسى.
أبو بَكْر البُسْتيّ، الفقيه المعروف بابن رُوَيْع.
إمام جليل. رحل إلى المشرق ودخل الأندلس، وولاه المظفّر بْن أَبِي عامر قضاء سبْته ونواحي المغرب.
قتله عليّ بن حمّود بعد الأربعمائة.
385- محمد بْن أحمد بْن عَبْد اللَّه بْن محمد بن منصور.
أبو بكر النوقاني.
حدث بنُوقان عَنْ: أَبِي العبّاس الأصمّ.
وعنه: البَيْهَقيّ، وغيره.
386- محمد بن زكريا [2] .
أبو عبد الله بن الإفليلي القرطبي.
سمع من: قاسم بْن أصبغ، وأبي عيسى اللّيثيّ، وأبي بكر بن الأحمر القرشيّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الصمد) في:
حديث خيثمة الأطرابلسي 46 رقم 81، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 38/ 357، 358، وانظر كتابنا: تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ (الطبعة الثانية) ج 1/ 213، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1114، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 230، 231 رقم 1478.
[2] انظر عن (محمد بن زكريا) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 492 رقم 1064.(28/229)
وعنه: ابنه أبو القاسم، وابن عبد البر.
387- محمد بن أحمد بن حيوة [1] .
أبو عبد الله القرطبي.
روى عن: قاسم بن أصبغ، ومنذر بن سعيد.
روى عنه: أبوا عُمَر ابن سُمَيْق وابن عَبْد البَرّ، وجماعة.
388- محمد بْن عَبْد العزيز بْن يحيى بْن موسى بْن سَعْيه، بياء آخر الحروف.
المحدث أبو منصور الخبيريّ الأصبهانيّ الطّبيب.
روى عَنْ: أَبِي محمد بْن فارس، وأبي أحمد العسّال، والجعابيّ، وأبي إسحاق بن حمزة، والطبَرانيّ.
وعنه: أحمد بْن الفضل الباطرقانيّ، ومحمد بن عليّ الجوزدانيّ، وأبو القاسم وأبو عَمْرو ابنا الحافظ ابن مَنْدَهْ.
قَالَ يحيى بن مندة: هو صاحب الكتب الصحاح، كثير الكتاب، واسع الرواية متعصب لأهل العلم.
389- محمد بْن عليّ بْن محمد.
أبو نصر النَّيْسابوريّ الفقيه.
سَمِعَ: أبا العبّاس الأصمّ، وغيره.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر البَيْهَقيّ.
390- محمد بْن محمد بْن محمد بْن بكر الهزّانيّ البصريّ.
سمع من: عمّه أبي رَوْق أحمد بْن محمد.
روى عَنْهُ: أبو نصر عُبَيْد الله السّجْزِيّ، لقيه بالبصرة وكنّاه: أبا عَمْرو.
391- محمد بْن يعقوب بْن حَمَّوَيْه.
أبو بكر السّجستانيّ الوزير.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن حيوة) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 500 رقم 1087.(28/230)
سَمِعَ بِبُسْت من: أَبِي الفضل محمد بْن أحمد بْن الغوث الأزديّ، حدَّث عَنْ الهيثم بْن سهل التُّسْتَريّ.
أَخَذَ عَنْهُ بسجستان: الحافظ أبي نصر السجزي.
392- محمد بْن إسماعيل بْن أحمد بْن العنبْر.
أبو عُمَر العنْبريّ.
روى عن: أبي العبّاس الأصمّ.
سمع منه بسجستان: أبو نصر السجْزيّ.
وروى أيضًا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ طرخان البلديّ.
393- محمد بْن أحمد بْن محمد بْن محمد بْن المغيرة بْن المهلَّب.
أبو بَكْر العُكْليّ اليوانيّ الإصبهانيّ، الزاهد العابد.
عَنْ: ابن فارس، وأحمد بْن جعفر بْن مَعْبَد، والعسّال، وفاروق الخطّابيّ، وابن كوثر البَرْبَهاريّ، وطبقتهم.
وله رحلة واسعة.
مولده سنة عشر وثلاثمائة.
ومات بعد الأربعمائة.
394- محمد بْن أحمد بْن محمد بْن حَمْدَوَيْه.
أبو بَكْر الطُّوسيّ، المعروف بالمطّوّعيّ.
قِدم همدان سنة خمس وأربعمائة، وحدَّث عَنْ: أَبِي العبّاس الأصمّ.
روى عَنْهُ شيوخ همدان: أبو الفضل بْن بَوغةً، ومحمد بْن الحسين الصُّوفيّ، وأبو الفتح محمد بْن الفضل الكوكبيّ الدهْقان، وأبو الفتح عَبْدُوس بْن عَبْد الله.
قَالَ شِيرَوَيْه: كَانَ صدوقًا.
قلت: وقع لي حديثه عاليا.
395- محمد بْن الهيْصم [1] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن الهيصم في: الوافي بالوفيات 5/ 171 رقم 2206.(28/231)
أبو عَبْد الله، شيخ الكرَّاميّة، وعالمهم في وقته بخُراسان.
وهو الّذي ناظر الإمام أبا بَكْر بْن فُوَرك، بحضرة السّلطان محمود بْن سُبُكْتكين. وليس للكرّاميّة مثلهُ في معرفة الكلام والنَّظَر، فهو في زمانه رأس طائفته وأخْبَرهم وأخبثهم، كما أن القاضي عَبْد الجبّار في هذا العصر: رأس المعتزلة، وأبا إِسْحَاق الإسفرايينيّ: رأس الأشعريّة، والشيخ المفيد: رأس الرّافضة، وأبا الحَسَن الحمّاميّ: رأس القرّاء، وأبا عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ: رأس الصُّوفيّة، وأبا عُمَر بْن درّاج، رأس الشُّعَراء، والسَّلطان محمود: رأس الملوك، والحافظ عَبْد الغنيّ الأزْديّ: رأس المحدّثين، وابن هلال: رأس المجوّدين [1] .
396- محمد بْن يحيى بْن سُرَاقَة [2] .
أبو الحَسَن العامريّ البصْريّ، الفقيه الشّافعيّ الفَرَضيّ المحدَّث.
صاحب التّصانيف في الفقه والفرائض «وأسماء الضّعفاء والمجروحين» .
أقام بآمد مدّة، وكان حيا سنة أربعمائة.
أخذ عَنْ أَبِي الفتح كتابه في «الضّعفاء» ، ثمّ نقّحه، وراجع فيه الدارقطني.
ورحل في الحديث.
وروى عَنْهُ: ابن داسة، وابن عبّاد، والهجيميّ.
__________
[1] أي في الخطّ.
[2] انظر عن (محمد بن يحيى بن سراقة) في:
سير أعلام النبلاء 17/ 281 رقم 172، والوافي بالوفيات 5/ 195 رقم 2249، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 86، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 200، 201 رقم 156، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 43، وكشف الظنون 1/ 481، وهدية العارفين 2/ 60، والأعلام 8/ 5، ومعجم المؤلفين 12/ 102.(28/232)
ورحل إلى فارس، وإصبهان، والديَنَور.
وله مصنَّف حسن في الشهادات.
- حرف الياء-
397- يوسف بْن خَلَف بْن سُفْيان [1] .
أبو عُمَر الغسّانيّ البجّانيّ المؤدب.
سَمِعَ من: أحمد بْن سَعِيد، ومَسْلَمة بْن قاسم.
وكان يؤمّ بمسجده، ويلقّن ويَنْسَخ.
روى عَنْهُ: أبو عَبْد الله الخَوْلانيّ.
تُوُفّي بعد الأربعمائة.
وروى عَنْهُ: قاسم، وهشام ابنا هلال.
398- يحيى بْن نجاح [2] .
أبو الحسين.
مؤلّف كتاب «سُبُل الخيرات» .
كَانَ في هذا العصر بمكّة فيما أحسب، أو بمصر [3] .
روى عَنْهُ: عَبْد الله بْن سَعِيد بْن لبّال [4] ، وعمر بْن سهل اللّخميّ، وغيرهما.
__________
[1] انظر عن (يوسف بن خلف) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 674، 675 رقم 1492.
[2] انظر عن (يحيى بن نجاح) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 665 رقم 1462، وسير أعلام النبلاء 17/ 423، 424 رقم 280، وفيه: توفي سنة اثنتين وعشرين وأربع مائة، والنجوم الزاهرة 4/ 276، وكشف الظنون 977، وهدية العارفين 2/ 518، وإيضاح المكنون 2/ 4، ومعجم المؤلفين 13/ 234.
[3] في هامش الأصل: «سيأتي ذكره أنه مات سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة، وجزم بأنه استوطن مصر» .
[4] في الصلة: «عبد الله بن سعيد الشنتجيالي» .(28/233)
«بعون الله وتوفيقه تم تحقيق هذا الجزء من «تاريخ الإسلام» للمؤرّخ الحافظ الذهبيّ- رحمه الله- على يد خادم العلم وطالبه الحاج الأستاذ الدكتور أبي غازي عمر عبد السلام تدمري، الطرابلسي مولدا وموطنا، أستاذ التاريخ الإسلامي في الجامعة اللبنانية، بعد ضبط نصّه، وتخريج أحاديثه، والإحالة إلى مصادره، والتعليق عليه، وذلك في منزله بساحة النجمة بمدينة طرابلس الشام المحروسة، وصادف الانتهاء منه عند أذان المغرب من يوم الأربعاء في 28 من شهر ذي الحجة 1411 هـ. الموافق 10 من تموز (يوليو) 1991 م، والحمد للَّه الّذي بنعمته تتم الصالحات» .(28/234)
بسم الله الرحمن الرحيم
الطبقة الثانية والأربعون
سنة إحدى عشر وأربعمائة
[فَقْد الحاكم بأمر الله]
في شوّال فُقِد الحاكم صاحب مصر، وكان يواصل الركوب وتتصدَّى لَهُ العامَّة فيقف عليهم ويسمع منهم. وكان الخلْق في ضَنْكٍ من العَيْش معه. وكانوا يدسُّون إليه الرُّقاع المختومة بالدُّعاء عَليْهِ والسّبّ لَهُ ولأسْلافه، حتى أنهم عملوا تمثال امرَأَة مِن كاغِدٍ بِخُفّ وإزار ثمّ نصبوها لَهُ، وفي يدها قصّة. فأمر بأخْذها مِن يدها، ففتحها فرأى فيها العظائم، فقال: أنظروا مِن هذه. فإذا هي تمثال مصنوع. فتقدَّم بطلب الأمراء والعُرَفاء فحضروا، فأمرهم بالمصير إلى مصر وضرْبها بالنّار ونَهْبها وقتْل أهلها [1] . فتوجّهوا لذلك فقاتل المصريّون عَنْ أنفسهم بحسب ما أمكنهم. ولحق النَّهْبُ والحريق الأطراف والنّواحي الّتي لم يكن لأهلها قوّة على امتناع ولا قدرة عَلَى دفاع.
واستمرَّت الحرب بين العبيد والرّعيّة ثلاثة أيام، وهو يركب ويشاهد النّار، ويسمع الصّياح. فيسأل عَنْ ذَلِكَ، فيقال لَهُ: العبيد يحرقون مصر. فيتوجَّعُ ويقول: مِن أمرهم بهذا؟ لعنهم الله.
__________
[1] روى ابن العبري هذا الخبر على هذا النحو:
«وتمادى الخليفة الحاكم حتى السنة 411 للعرب (1020 م.) في الضغط على المصريين حتى كرهوه وأبغضوه جدّا وجعلوا يكتبون رقاعا يحشونها سبّا وذمّا وتهكما به وبنسائه ويغلّفونها ويدفعونها له ليلا وهو راكب ويختفون. وأفضى بهم الأمر إلى أن صنعوا من البرديّ شكل امرأة باسطة يدها وبين أصابعها رقعة مكتوبة ونصبوها في إحدى الزوايا ليلا حيث يمرّ الحاكم وأخفوا الشبح بقرطاس أبيض. ولما مرّ وشاهدها احتدم سخطا وأمر عبيده أن يقطّعوها بالسيف، فانتهوا إليها ورأوها صورة خياليّة وانتزعوا القرطاس من يدها وانقلبوا فأخبروا الحاكم، ففتح القرطاس وقرأ فيه كلمات قبيحة تمسّ شرف أخته العذراء» (تاريخ الزمان 79) .(28/237)
قلتُ: بل لعنةُ الله عَلَى الكافر.
فلمّا كَانَ في اليوم الثّالث اجتمع الأشراف والشّيوخ إلى الجامع ورفعوا المصاحف، وعجّ الخَلْقُ بالبكاء والاستغاثة باللَّه. فرحمهم الأتراك وتقاطروا إليهم وقاتلوا معهم. وأرسلوا إلى الحاكم يقولون لَهُ: نَحْنُ عبيدك ومماليكك، وهذه النّارُ في بلدك وفيه حُرَمُنا وأولادنا، وما عِلمْنا أنّ أهله جَنَوْا جنايةً تقتضي هذا. فإنْ كَانَ باطنٌ لا نعرفه عرّفْنا بِهِ، وانتظر حتّى نُخرج عيالنا وأموالنا، وإن كَانَ ما عَليْهِ هَؤلَاءِ العبيد مخالفًا لرايك أَطْلِقْنا في معاملتهم بما نُعامل بِهِ المفسدين.
فأجابهم: إنّي ما أردتُ ذَلِكَ ولا أذِنْت فيه، وقد أذِنْت لكم في الإيقاع بهم.
وأرسَل العبيد سرّا بأن كونوا عَلَى أمركم، وقوّاهم بالسّلاح.
فاقتتلوا، وعاودوا الرّسالة: إنّا قد عرفنا غرضك، وإنّه إهلاكُ البلد.
ولوّحوا بأنّهم يقصدون القاهرة. فلمّا رآهم مستظهرين، ركب حِمارهُ ووقفَ بين الفريقين، وأومأ إلى العبيد بالانصراف. وسكنت الفتنة.
وكان قدْر ما أُحرِق مِن مصر ثُلثها، ونُهب نصفُها. وتَتَبَّع المصريون مِن أسر الزَّوجات والبنات، فاشتروهنَّ مِن العبيد بعد أن زَنَوْا بهنَّ، حتّى قَتَل جماعةٌ أنفسهنَّ مِن العار.
ثمّ زاد ظُلم الحاكم، وعَنَّ لَهُ أن يَدَّعي الرُّبوبيّة، كما فعل فرعون، فصار قومٌ مِن الْجُهّال إذا رأوه يقولون: يا واحد يا أحد [1] ، يا مُحيي يا مُميت.
وكان قد أسلم جماعةٌ مِن اليهود، فكانوا يقولون: إنّا نريد أن نعاود ديننا، فيأذن لهم [2] .
__________
[1] في المنتظم: «يا واحدنا يا أحدنا» ، وانظر: تاريخ الزمان لابن العبري- ص 81.
[2] المؤلّف- رحمه الله- ينقل هذا الخبر عن «المنتظم» لابن الجوزي 7/ 297، 298 باختلاف بعض الألفاظ، وانظر: الكامل في التاريخ لابن الأثير 9/ 315، وتاريخ الزمان لابن العبري 79، وسير أعلام النبلاء 15/ 177 وفيه: «ولما أمر بحريق مصر واستباحها، بعث خادمه ليشاهد الحال، فلما رجع قال: كيف رأيت؟ قال: لو استباحها طاغية الروم ما زاد على ما رأيت، فضرب عنقه» ، والنجوم الزاهرة 4/ 180- 183، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 208، 209.(28/238)
وأوحش أختَه بمراسلاتٍ قبيحة، وأنّها ترتكب الزّنا. فراسلت ابن دوّاس
__________
[ () ] وقد أورد هذا الخبر بتفصيل وإسهاب مؤرّخ نصراني معاصر للحاكم بأمر الله هو «يحيى بن سعيد الأنطاكي» المتوفى سنة 458 هـ. وكان بطريركا على الإسكندرية، وذلك في كتابه «تاريخ الأنطاكي» المعروف بصلة تاريخ أوتيخا، وقد ذكره في حوادث سنة 410 هـ. فقال:
«وظهر في أيدي المصريّين أبيات شعر وقصائد منسوبة إلى الحاكم تنضمّن وعيده لهم بحريق دورهم، ونهب أموالهم، وسبي حريمهم، وسفك دمائهم، وكثر الإرجاف بهم، فقرئ عليهم سجلّ بتطمينهم، ويزيل سوء ظنّهم» .
وتناسخوا أيضا كتابا ذكروا أنه من الحاكم، تاريخه العشر الأخير من شهر رمضان سنة عشر وأربعمائة، يتضمّن تفنيدهم على تخلّفهم عن تسليم الحق إلى أهله، وتركهم التشاغل بعيوب نفوسهم، واعتراضهم عليه فيما يفعله، ويشير عليهم بالمبادرة إلى الإيمان في أوانه وقبل فواته، ويوبّخهم على مخالفتهم إيّاه فيما قصد بهم إليه ممّا يعود عليهم بالقرب إلى باريهم، ومجاهرتهم له بما أتوه من الخطايا وتظاهروا به من البدع، ويتواعدهم بأن كل عقوبة سيحلّها بهم إن لم يزروا الشّر ويعملون الخير ويعمدوا عليه، ويسلّموا إلى إمام دهرهم، ويولجوا إليه أمرهم، ويذكّرهم بما تقدّم من إنذاره لهم، وتخويفه إيّاهم على مباينته، ويعد من قبل أوامره واحتذى مرضاته بالإحسان إليهم والإبقاء عليهم، ويحذّر من صبر على الأفعال المنكرة بخلاء ديارهم، وتعفية آثارهم، وسبي نساءهم (كذا) وأولادهم، ونهب أموالهم، وأنهم حينئذ يطلبون ناصرا فلا ينصرون، ويقسم على من وقع كتابه بيده أن يقرأه على أهله وجيرانه، ويجعلهم على علم من مضمونه.
وتفاوض المسلمون بينهم أنّ قصده سياقتهم إلى ما دعا إليه الدرزي، وأنّ حنقه عليهم إنّما هو لنفورهم منه. وأكثروا الكلام في ذلك، وعملوا أشعارا يكفّرونه فيها، يشيرون بها إليه، وترنّموا بأغاني تتضمّن شتيمة له وألفاظا قبيحة يشيرون بها إليه، وجميعها تتّصل به في وقتها، فازداد غضبا عليهم.
وتقدّم في ذي القعدة سنة عشر وأربعمائة بأن يفرّق على العبيد السودان من العسكرية سلاح، وأوعز إليهم بالنزول إلى مصر، وأن يتعمّدوا حرقها وسبي حريم أهلها وأولادهم، ونهب أموالهم، فبدءوا في طرح النار في طرف مصر في الموضع المعروف بالتّبّانين، وتركوا أيديهم في النهب، وامتدّوا فيه إلى أن أتوا على ما في القياسر التي يباع فيها البزّ، وعلى كثير من الحوانيت والمساكن، وأسروا خلقا من النسوان وافترسوهنّ، وتهارب جماعة منهم إلى الجامع تحرّما به فلم يحمهم، ونهبوا مواضع كثيرة من مصر، وأحرقت النار شطرا كبيرا من البلد، ولم يتجاسر المصريّون على إطفائها خوفا من أن يجري عليهم ما هو أعظم وأشدّ. وانتهى إلى الحاكم عظم الحادثة بمصر من الحريق والنهب والأسر، فإنّه لم يؤمن تفاقمه وخروجه إلى ما يصعب تلافيه واستدراكه، فتقدّم إلى غادي الخادم الصقلبي بالنزول إلى مصر في جماعة من الجند ليسكّن الفتنة، فنزل وشاهد أمرا فظيعا وحالة قبيحة، فقتل بعضا من العبيد ومن أهل الشرّ لتوقع الهيبة فيهم، وفرّق جمعهم، وعاد إلى الحاكم وهو حنق ممّا شاهد، وشرح له قبح النازلة وعظم الحادثة، وقال له في جملة كلامه: لو أنّ باسيل ملك الروم دخل إلى مصر لما استجاز أن يفعل بها مثل هذا، فنقم عليه الحاكم وقتله، فاستغاث المصريّون إليه في العفو عنهم والتقدّم بإطفاء النار لئلا تهلكهم، فأذن بذلك بعد أن تلف من العقارات والرحالات ما يعظم قدره.(28/239)
الأمير، وكان متخوفًا مِن الحاكم. ثمّ جاءت إِليْهِ فقّبل الأرض بين يديها، فقالت: قد جئتك في أمرٍ أحرْسُ نفسي ونفسك.
قَالَ: أَنَا خادمك.
فقالت: أنت ونحن عَلَى خطرٍ عظيم مِن هذا. وقد أنضاف إلى ذَلِكَ ما تظاهر بِهِ وهتك الناموس الّذي أقامه آباؤنا، وزاد جنونه وحَمَل نفسه عَلَى ما لا يصبر المسلمون عَلَى مثله. وأنا خائفة أن يثور النّاس علينا فيقتلوه ويقتلونا، فتنقضي هذه الدّولة أقبح انقضاء.
قَالَ: صدقت فِي الرأي.
قالت: تحلف لي وأحلف لك عَلَى الكتْمان.
فتحالفا عَلَى: قتله وإقامة ولده مكانه، وتكون أنت مدبر دولته.
قَالَتْ: فاختْر لي عَبْدين تثق بهما عَلَى سَرَّك وتعتمد عليهما.
فأحضر عبدين موصوفين بالأمانه والشهامة. فحلَّفَتْهما ووهبتهما ألف دينار، ووقَّعت لهما بإقطاع، وقالت: اصعدوا إلى الجبل فاكمنا لَهُ، فإنّ غدا يصعد الحاكم إليه وليس معه إلا الرّكابيّ وصبيّ، وينفردُ بنفسه. فإذا جاء فاقتلاه مَعَ الصّبيّ. وأعطتهما سكّينتين مغربيّتين [1] .
وكان الحاكم ينظر في النّجوم. فنظر مولده، وكان قد حكِم عَليْهِ بَقَطْعٍ [2]
__________
[ () ] وقال بعض الناس: إن السبب في ما أمر به من حريق مصر ونهبها أن أكثر تلك الأشعار والقصائد المنسوبة إليه أو كلّها هم انحلوه إيّاها وعملوها على لسانه، وكذلك الكتاب المكتسب عنه، وأنه قصده أن يحقق فيهم ما تفاءلوا به على أنفسهم، وبعثه عليه أيضا ذكرهم له في أشعارهم وأغانيهم وتشيرهم (كذا) له وتلقيبهم إيّاه.
وقال بعضهم: بل هو لحنقه عليهم لتخلّفهم عن المسارعة إلى الدخول في دعوة الدرزيّ والهادي.
ولعلّه كان للحالتين جميعا.
وقرئ عليهم بعد ما جرى من الحريق والنهب سجلّ بالغمّ مما نالهم، وأنه لم يكن بأمره ولا جرى باختياره.
(تاريخ الأنطاكي- بتحقيقنا- ص 345- 348- طبعة جرّوس برسّ، طرابلس 1990) .
[1] المنتظم 7/ 298.
[2] أي حادث خطير، أو أمر جلل إذا تخطّاه وقطعه سلم. ويقال بالعامّيّة: قطوع. وانظر: اتعاظ الحنفا للمقريزي- ج 2/ 115 بتحقيق الدكتور محمد حلمي محمد أحمد حيث يقول في(28/240)
في هذا الوقت، وأنّه متى تجاوزه عاش نّيفًا وثمانين سنة.
فأحضر أُمَّهَ وقال: عليّ في هذه الليلة قطعٌ. وكأنّي بكِ قد هتِكْت وهلكتِ مَعَ أختي، فتسلّمي هذا المفتاح، فلي في هذه الخزانة صناديق تشتمل على ثلاثمائة ألف دينار، فحوليها إلى قصرك لتكون ذخيرةً لك.
فبكت وقالت: إذا كنتَ تتصوَّر هذا فَدَعْ ركوبك اللّيلة.
فقال: أفعلُ.
وكان في رَسْمه أنّه يطوف كلّ ليلةٍ حول القصر في ألف رَجُل، ففعل ذَلِكَ ثمّ نام. فانتبه الثُّلث الأخير وقال: إنّ لم أركب وأتفرَّج خرجت نفسي.
فركب وصعِد الجبَل ومعه صبيّ. فخرج العبدان فصرَعاه وقطعا يديه وشقّا جوفَه وحملاه في كِساء إلى ابن دَوّاس، وقتلا الصَّبيّ. فحمله ابن دَوّاس إلى أخته فدفنته في مجلسٍ لها سرّا، وأحضرت الوزير واستكتمته واستحلفتْه عَلَى الطّاعة [1] ، وأن يكاتب وليَّ العهد عَبْد الرّحيم بْن إلياس العُبيديّ ليُبادر، وكان بدمشق. وأنفذت إلى أميرٍ يقيم في الطّريق فإذا أوصل وليّ العهد قبض عَليْهِ وعدلَ بِهِ إلى تِنّيس [2] .
وكتبت إلى عامل تِنّيس عَنْ الحاكم أن يحمل إِليْهِ ما قد تحصّل عنده،
__________
[ () ] الحاشية رقم (3) : «لم أهتد إلى ما يقنع في تفسير معنى «القطع» المذكور هنا» . ثم أورد مثيلا له في: النجوم الزاهرة 4/ 70، 71 وذلك عند قدوم المعزّ إلى مصر- وكان مغرى بالنجوم- فنظر في طالعة ومولده فحكم له «بقطع» فيه، فاستشار منجّمه فيما يزيله عنه، فأشار عليه أن يعمل سردابا تحت الأرض ويتوارى فيه إلى حين جواز الوقت، ففعل ذلك.
[1] حتى هنا في: المنتظم 7/ 299.
[2] في تاريخ الأنطاكي 367، 368: «وكانت السيدة أخت الحاكم مع إياسها من أخيها وتحقّقها فقده، بادرت بإنفاذ عليّ بن داود وهو أحد الأمراء الكتاميّين إلى دمشق بملطّفات إلى الأمراء والقوّاد ووجوه الجند بالقبض على وليّ العهد عبد الرحيم إلياس، فسارع الجماعة إلى ذلك لكراهيتهم له، وحميل مقيّدا، وحمل أهله وأنسبائه (كذا) معه وعدّي به إلى دمياط، واعتقل بها مدّة، ثم دخل إلى مصر، وعند وصوله قلع قيده، واحتيط عليه في القصر مكرّما مبجّلا مدّة، وتنغّص إليه الظاهر بشيء من الفاكهة مسموما، فأكل منه ومات، وأظهر للناس أنه قتل نفسه» .
وذكر هذا الخبر أيضا مؤرّخ معاصر آخر هو «القضاعي» في تاريخه، ونقله عنه «ابن تغري بردي» في: (النجوم الزاهرة 4/ 193، 194) ولكنّه جعل موت وليّ العهد بالسّكّين انتحارا.
وانظر: ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 69، 70.(28/241)
وكان ألف ألف دينار وألَفْي دِرهم.
وفُقِد [1] الحاكم، فماجوا في اليوم الثّالث وقصدوا الجبل، فلم يقفوا لَهُ عَلَى أثرٍ، فعادوا إلى أخته فسألوها عَنْهُ فقالت: قد كَانَ راسلني قبل ركوبه، وأعلمني أنّه يغيب سبعة أيام. فانصرفوا مطمئنين. ورتّبت رِكابيّةً يمضون ويعودون كأنهم يقصدون موضعه، ويقولون لكّل مِن سألهم: فارقناه في الموضع الفُلانيّ، وهو عائدٌ في يوم كذا.
[تدبير أخت الحاكم لقتل ابن دوّاس]
ولم تزل الأخت في هذه الأيّام تدعو وجوه القُوَّاد تستحلفهم وتُعطيهم. ثمّ ألبست أبا الحَسَن عليّ بْن الحاكم أفخر الثّياب وأحضرت ابن دوّاس وقالت:
المعوَّل في القيام بهذه الدّولة عليك، وهذا ولدك.
فقبّل الأرض. وأخرجت الصّبيّ ولقّبته بالظّاهر لإعزاز دين الله، وألبسته تاج المُعِزّ، جدّها، وأقامت المأتم عَلَى الحاكم ثلاثة أيام. وهذَّبت الأمور، وخلعت عَلَى ابن دوّاس خِلَعًا كثيرة، وبالغت في رفْع منزلته، وجلس معظَّمًا.
فلمّا ارتفع النّهار خرج تسنيم صاحبُ السّرّ [2] والسّيفُ مَعه ومعه مائة رَجُل كانوا يختصّون بركاب السّلطان ويحفظونه، يعنى سِلَحْداريّة [3] ، فسُلّموا إلى ابن دوّاس يكونون بحكمه. وتقدَّمت إلى تسنيم [4] أن يضبط أبواب القصر، ففعل. وقالت لَهُ: أخرج بين يدي ابن دوَّاس فُقلْ: يا عبيدُ مولانا، الظّاهرُ أمير المؤمنين يَقُولُ لكم: هذا قاتِلُ مولانا الحاكم، واعلُهْ بالسَّيف. ففعل ذَلِكَ.
ثمّ قتلت جماعةً ممّن اطّلع على سرّها فعظمت هيبتها [5] .
__________
[1] من هنا يعود المؤلّف- رحمه الله- إلى النقل عن: (المنتظم لابن الجوزي) .
[2] في: (المنتظم 7/ 300) : «نسيم صاحب الستر» ، وكذا في: اتعاظ الحنفا 2/ 125 و 127 وهو «نسيم الصقلبي» .
[3] سلحداريّة: كلمة مركبة من «سلح» أي سلاح، و «داريّة» أي «الدار» ، فيكون المعنى: دار السلاح، والسّلحدارية: أي جند السلطان.
[4] في (المنتظم) : «نسيم» ، ومثله في: (الدّرّة المضيّة) ص 300.
[5] المنتظم 7/ 299، 300.
وانظر أيضا: تاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) ص 373، والكامل في التاريخ 9/ 314- 317(28/242)
وقيل: إنّ اسمها «ستّ المُلْك» [1] . توفيت سنة أربع عشرة [2] .
[وزارة ابن سهلان والقبض عَليْهِ]
وفيها انحدر سلطان الدّولة إلى واسط، وخَلَع عَلَى أَبِي محمد بْن سهلان الوزير، وأمره أن يضرب الطَّبْل في أوقات الصّلوات. ثمّ قبض عَليْهِ وسَمَله [3] .
[الغلاء في العراق]
وفيها كَانَ الغلاء بالعراق، واشتدّت المجاعة وأُكِلت الكلاب والبِغال، وعظُم الخَطْب [4] .
[هلاك وليّ عهد الحاكم بأمر الله]
وفيها كَانَ هلاك عَبْد الرّحيم [5] وليّ عهد الحاكم. ذكرت أخباره وترجمته.
وقد عمل شاعرٌ في مصادرته لأهل دمشق هذه القصيدة:
تقضّي أوانُ الحرب والطَّعْنِ والضَّرْبِ ... وجاء أوان الوزن والصّفع والضّرب
__________
[ () ] و 320، وتاريخ الزمان لابن العبري 79- 91، ومختصر تاريخ الدول 179، 180، والمختصر في أخبار البشر 2/ 151، والبيان المغرب لابن عذاري 1/ 271، والدّرّة المضيّة لابن أيبك الدواداريّ 299- 301، وسير أعلام النبلاء 15/ 181- 183، ودول الإسلام 1/ 245، والبداية والنهاية 12/ 10، 11، ومرآة الجنان 3/ 26، وتاريخ ابن خلدون 4/ 61، واتعاظ الحنفا للمقريزي 2/ 125- 128، والنجوم الزاهرة 4/ 184- 192، وشذرات الذهب 3/ 193، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 209، 210.
[1] هذا هو المشهور كما في: «النجوم الزاهرة في حلى حضرة القاهرة» لمؤرّخ مجهول- ص 54، والدّرّة المضيّة ص 300، 316، والكامل في التاريخ 9/ 230 و 315، 316، 319، وفي (أخبار مصر) للمسبّحي- ص 50 «السيّدة سيدة الملك» ، وقال: «ومولدها بالمغرب في ذي القعدة سنة تسع وخمسين وثلاثمائة» ، وفي: (اتّعاظ الحنفا) للمقريزي 2/ 115: «ستّ الكلّ سلطانة» ، وفي (ذيل تاريخ دمشق) لابن القلانسي: «ستّ الملك عليّه» . انظر: فهرس الأعلام، ص 374.
[2] الدّرّة المضيّة 316 في وفيات سنة 413 هـ. وسيأتي الخبر في موضعه.
[3] المنتظم 7/ 300، 301 (طبعة حيدرآباد) و 15/ 143 (طبعة دار الكتب العلمية، بيروت) ، والكامل في التاريخ 9/ 318، نهاية الأرب للنويري 26/ 247، المختصر في أخبار البشر 2/ 151، تاريخ ابن الوردي 1/ 333.
[4] المنتظم 7/ 301 (15/ 143) ، الكامل في التاريخ 9/ 318، نهاية الأرب 26/ 247، مرآة الجنان 3/ 25، العبر 3/ 104، دول الإسلام 1/ 244.
[5] في (ذيل تاريخ دمشق) ص 69 «عبد الرحمن بن إلياس» «وقيل: عبد الرحيم» .(28/243)
وأضحت دمشقُ في مُصَاب وأهلُها ... لهم خَبَرٌ قد سار في الشَّرق والغَربْ
حريقٌ وجوعٌ دائم ومذلّة ... وخوف فقد حقّ الكباء مَعَ النَّدْبِ
وأضْحَتْ تِلالًا قد تمحّت رسُومُها ... كبعض ديار الكفر بالخسف والقلب
في أبيات.
[رواية ابن القلانسي عَنْ هلاك وليّ العهد]
قَالَ أبو يَعْلَى حمزة في تاريخه [1] : عاد عَبْد الرّحيم وليّ العهد إلى دمشق في رجب [2] ، فتعجّب النّاس من اختلاف أراء الحاكم. فلم يلبث أن وصل ابن دَاوُد المغربيّ على نجيب مُسرع ومعه جماعة، يوم عَرَفة (مِن سنة إحدى عشر) [3] ، بِسِجِلّ إلى وليّ العهد المذكور. ودخلوا عَليْهِ القصر، وجرى بينهم كلامٌ طويل، ثمّ إنّهم أخرجوه وضربوه. وأصبح النّاسُ يوم الأضحي لم يصلُّوا صلاة العيد لا في المُصلى ولا في الجامع. وسار بِهِ أولئك إلى مصر [4] .
[ولاية أَبِي المطاع ابن حمدون دمشق]
ثمّ وصل عَلَى إمرة دمشق ثانيا أبو المطاع بْن حمدان [5] ، وكان سائسًا [6] أديبًا شاعرًا، فَوَلي مدّة شهرين.
[ولاية سختِكين دمشق]
ثمّ عُزِل بشهاب الدّولة سُخْتِكِين [7] ، فولي عامين [8] ، وأعيد ابن حمدان [9] .
__________
[1] ذيل تاريخ دمشق- ص 70.
[2] سنة 412 هـ. كما في: ذيل تاريخ دمشق.
[3] ما بين القوسين ليس في: ذيل تاريخ دمشق، وهو من إضافة المؤلّف- رحمه الله-، وقد أشرت قبله إلى أن ابن القلانسي يؤرّخ الخبر بسنة 412 هـ.
[4] ذيل تاريخ دمشق 700.
[5] هو: ذو القرنين بن أبي المظفّر حمدان بن ناصر الدولة. انظر: أخبار مصر في سنتين للمسبّحي 34، 52، 58، 100، 172، ويتيمة الدهر 1/ 106، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 262، وأمراء دمشق في الإسلام للصفدي 33 رقم 107، ووفيات الأعيان 2/ 144، وشذرات الذهب 3/ 238.
[6] في: ذيل تاريخ دمشق 70 «ساميا» ! والمثبت يتفق مع: تهذيب تاريخ دمشق 5/ 262.
[7] في: ذيل تاريخ دمشق 70 «شحتكين» ، وفي: تهذيب تاريخ دمشق 6/ 68 «سحتكين» بالسين المهملة، والمثبت أعلاه يتفق مع: أمراء دمشق في الإسلام للصفدي 37 رقم 120.
[8] في: ذيل تاريخ دمشق 71 «فكانت ولايته سنتين وأربعة أشهر ويومين» .
[9] ذيل تاريخ دمشق 70، 71.(28/244)
سنة اثنتي عشرة وأربعمائة
[اعتراض العرب البدو لقافلة الحجّاج]
لم يحجّ العراقّيون في العامين الماضيَيْن، وقصد طائفة يمين الدّولة محمود بْن سُبُكْتكين وقالوا: أنت سلطان الإسلام، وأعظم ملوك الأرض، وفي كلّ سنة تفتتح مِن بلاد الكُفْر ناحيةً، والثّواب في فتح طريق الحجّ أعظم. وقد كان بدر بْن حَسْنَوَيْه، وما في أمرائك إلا مِن هُوَ أكبر منه، يسير الحاجّ بماله وتدبيره عشرين سنة. فانظر للَّه واهتمّ بهذا الأمر.
فتقدَّم إلى قاضيه أَبِي محمد النّاصحيّ بالتّأهُّب للحجّ، ونادى في أعمال خراسان بالتّأهّب للحجّ. وأطلق للعرب في البادية ثلاثين ألف دينار سلّمها إلى النّاصحيّ، غير مال الصّدقات [1] .
فحجّ بالنّاس أبو الحَسَن الأقساسيّ، فلمّا بلغوا فَيْد حاصرتهم العرب، فبذل لهم النّاصحيّ خمسة آلاف دينار، فلم يقنعوا وصمّموا عَلَى أخذ الرَّكْب.
وكان رأسهم جمّاز بْن عُديّ [2] قد انضم إِليْهِ ألفا رجلٍ [3] مِن بني نَبهان، وكان جبّارًا. فركب فرسه وعليه درع وبيده رمح. وجال جولة يُرْهبُ بها.
وكان في السَّمَرْقَنْديّين غلام يُعرف بابن عفّان، فرماه بنَبْلة وقعت في قلبه
__________
[1] يورد «المقريزي» هذا الخبر حتى هنا، ويضيف عليه فقط: «فساروا وحجّوا، وعادوا سالمين» .
ويفهم من سياق الخبر الّذي يليه أنه الحج كان سنة 413 هـ. مع أنه يورده ضمن حوادث سنة 415 هـ. انظر: اتّعاظ الحنفا 2/ 137.
[2] ضبطه ابن الجوزي بضم العين. (المنتظم 8/ 2) وفي: الكامل في التاريخ 9/ 325 «حمار بن عديّ» .
[3] لم يذكر ابن الجوزي عددا، وكذا ابن الأثير.(28/245)
فسقط ميتًا، وهرب جَمْعُه وعاد الرَّكْبُ سالمين [1] .
[وزارة الرُّخجيّ]
وفيها قُلد الوزارة أبو الحَسَن الرُّخجيّ ولُقب «مؤيَّد المُلْك» [2] .
[القبض عَلَى أَبِي القاسم ابن المغربي الوزير]
وقبض قِرْواش بْن المقلّد على أبي القاسم ابن المغربيّ الوزير [3] .
[وثوب الإدريسي عَلَى عمّه بالأندلس]
وفيها توثَّب يحيى بْن عليّ الإدريسي [4] بالأندلس عَلَى عمّه المأمون [5] ، فهرب منه، ثمّ جمع الجيوش وأقبل [6] .
__________
[1] المنتظم 8/ 2، الكامل في التاريخ 9/ 325، وهذا الخبر لم يذكره المقريزيّ في (اتعاظ الحنفا) بل يذكر خبر الحجّ الآتي في آخر سنة 414 هـ. وفيه تفصيل وإسهاب.
[2] المنتظم 8/ 2، الكامل في التاريخ 9/ 329 (حوادث سنة 413 هـ) .
[3] المنتظم 8/ 2، الكامل في التاريخ 9/ 321 (حوادث سنة 411 هـ.) تاريخ ابن الوردي 1/ 334.
[4] في: تاريخ حلب للعظيميّ 324 «يحيى بن علي بن حمّود الحسني» .
[5] في: تاريخ حلب: «القاسم» .
[6] تاريخ حلب 324، 325، مآثر الإنافة للقلقشندي 1/ 350.(28/246)
سنة ثلاث عشرة وأربعمائة
[ضرْب الحجر الأسود وكسْره]
فيها عمد بعض المصرييّن إلى الحجر الأسود فضَربه بدبّوس [1] كسر منه قِطَعًا. فقتله الحجّاج، وثار أهلُ مكّة بالمصرييّن فنهبوهم وقتلوا منهم جماعة.
ثمّ ركب أبو الفتوح الحَسَن بْن جعفر، صاحب مكّة فأطفأ الفتنة، وردّهم عَنْ المصرييّن.
قَالَ هلال بْن المحسَّن: قِيلَ إنّ الضّارب بالدّبّوس ممّن استغواهم الحاكم وأفسد أديانهم.
وقيل: كَانَ ذَلِكَ في سنة أربع عشرة [2] .
[قَتْل ضارب الحجر الأسود]
وقال: أُبَيٌ النَّرْسيّ، أَنَا أبو عَبْد الله محمد بْن عليّ بْن عَبْد الرَّحْمَن العَلَويّ [3] ، قَالَ في سنة ثلاث عشرة: لما صلّيت الجمعة يوم النّفر الأوّل، ولم
__________
[1] الدّبّوس: آلة من آلات الحرب تشبه الإبرة، كانت تصنع من عود طوله نحو قدمين من الخشب الغليظ، في أحد طرفيه رأس من حديد قطرها ثلاث بوصات تقريبا. (تكملة المعاجم العربية، لدوزي- ج 4/ 289) .
[2] وقد انفرد «المقريزي» بالقول إن ذلك كان في سنة 418 هـ، وإن الفاعل هو رجل ديلميّ، وليس مصريّا. قال:
«وفي سنة ثمان عشرة وأربعمائة، في ذي الحجّة- والناس يطوفون بالكعبة، قصد رجل ديلميّ من الباطنيّة الحجر الأسود فضربه بدبّوس فكسره، وقتل في الحال، وقتل معه جماعة ذكر أنهم كانوا معه وعلى اعتقاده الخبيث» . (اتّعاظ الحنفا 2/ 131) .
ويؤرّخ «يحيى بن سعيد الأنطاكي» هذه الحادثة في: يوم الجمعة لاثني عشرة ليلة خلت من ذي الحجّة سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، ويقول إن الفاعل: إنسان عجميّ. (تاريخ الأنطاكي- بتحقيقنا- ص 379) .
[3] ولد سنة 367 وتوفّي سنة 445 هـ. له كتاب: «الفوائد المنتقاة والغرائب الحسان عن الشيوخ(28/247)
يكن رجع الحاجُّ بعدُ مِن مِنَى قام رجلٌ فقصد الحجَر فضربه ثلاث ضربات بدبّوس وقال: إلى مَتَى يُعبد الحجر ولا محمد ولا عليّ؟ فيمنعني محمد ممّا أفعله، فإنيّ أهدم اليوم هذا البيت. فاتّقاه أكثر الحاضرين وكاد يُفلت. وكان أحمر أشقر تامّ القامة جسيمًا، وكان عَلَى باب المسجد عشرةٌ مِن الفُرْسان عَلَى أن ينصروه، فاحتسب رجلٌ فَوَجَأه بخِنْجر وتكاثر عَليْهِ النّاس فقُتل وأُحرق، وقُتل جماعة ممّن أُّتهم بمعاونته ومُصَاحبته، وأُحرِقوا بالنّار.
وبانت الفتنة، فكان الظّاهر من القتلى أكثر مِن عشرين رجلًا غير ما أُخفي، وألَحُّوا في ذَلِكَ اليوم عَلَى المصرييّن بالنَّهْب والسَّلْب. وفي ثاني يوم ماج النّاس واضطّربوا.
وقيل: إنّه أُخذ مِن أصحاب الخبيث أربعةٌ اعترفوا بأنّهم مائة بايعوا عَلَى ذَلِكَ. فضُربت أعناق الأربعة.
[تشقّق الحجر الأسود]
وتخشّن وجه الحجر مِن تِلْكَ الَّضربات، وتساقطت منه شظايا مثل الأظفار، وتشقّق وخرج مكسَّره أسمر يضرب إلى صُفرة محببًّا مثل الخَشْخاش.
فأقام الحجرُ عَلَى ذَلِكَ يومين، ثمّ إنّ بني شَيْبة جمعوا الفُتَات وعجنوه بالمِسْك واللّكّ وحَشَوا الشَّقُوق وطَلَوْها بطلاءٍ مِن ذَلِكَ.
فهو يتبيَّن لمن تأمَّله، وهو على حاله إلى اليوم [1] .
__________
[ () ] الكوفيّين» انتخبه الحافظ أبو عبد الله محمد بن علي الصوري، - وهو بتحقيقنا- صدر عن: دار الكتاب العربيّ، بيروت 1407 هـ. / 1987 م.
[1] انظر خبر كسر الحجر الأسود في:
تاريخ الأنطاكي 378، والمنتظم لابن الجوزي 8/ 8، 9، والكامل في التاريخ 9/ 332، 333 (حوادث سنة 414 هـ.) ، وتاريخ حلب للعظيميّ 325، وتاريخ الزمان لابن العبري 81، ودول الإسلام للذهبي 1/ 246، والعبر، له 3/ 110، 111 رقم 413، ومرآة الجنان لليافعي 3/ 28، وتاريخ ابن الوردي 1/ 336، والبداية والنهاية لابن كثير 12/ 13، 14، ومآثر الإنافة في معالم الخلافة للقلقشندي 1/ 327، والنجوم الزاهرة 4/ 250، 251، وشفاء الغرام بأخبار البلد الحرام لقاضي مكة المالكي (بتحقيقنا) ج 1/ 314، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي 3/ 197، 198.
وانظر: اتّعاظ الحنفا 2/ 131. حيث يجعل الحادث في سنة 418 هـ.(28/248)
[استيلاء المأمون عَلَى قُرْطُبَة]
وفيها زحف المأمون قاسم بْن محمود الإدريسي في الجيوش، وحارب ابن أخيه يحيى بْن عليّ، فهُزم يحيى واستولى المأمون عَلَى قُرْطبَة. ثمّ اضطّرب أمره بعد شهور [1] .
وجَرَت للمأمون أمور ذُكرت في ترجمته سنة إحدى وثلاثين.
__________
[1] تاريخ حلب للعظيميّ 325، مآثر الإنافة 1/ 350، 351.(28/249)
سنة أربع عشرة وأربعمائة
[مسير السلطان مشرّف الدّولة إلى بغداد]
سار السّلطان مشرّف [1] الدّولة مُصعدًا إلى بغداد مِن ناحية واسط، ورُوسل القادر باللَّه في البروز لِتَلَقّيه، فتلقّاه مِن الزّلاقة. ولم يكن تَلَقَّى أحدًا مِن الملوك قبله. فركب في الطّيّار، وعن جانبه الأيْمَن الأمير أبو جعفر، وعن يَساره الأمير أبو القاسم، وبين يديه أَبُو الْحَسَن علي بْن عَبْد الْعَزِيز، وحوالي القبة الشريف أَبُو القاسم المرتضي، وأبو الحَسَن الزَّيْنبيّ، وقاضي القُضاة ابن أبي الشّوارب، وفي الزّبازب المُسَودة مِن العبّاسييّن، والقُضاة، والقُرَّاء، والعلماء [2] .
ونزل مشرّف الدّولة في زَبْزَبه بخَوَاصه، وصعد إلى الطّيّار، فقبَّل الأرض وأجلس عَلَى كُرسيّ، وسأله الخليفة عَنْ خبره وكيف حاله، والعسكر واقف بأسره عَلَى شاطئ دجلة، والعامّة في الجانبين. ثمّ قام مشُرف الدّولة فنزل إلى زَبْزَبه. وأصعَدَ الطّيّار [3] .
[توغّل يمين الدّولة في بلاد الهند]
وفيها وَرَدَ كتابُ يمين الدّولة محمود بن سُبُكْتكين إلى القادر يذكر أنّه أوغل في بلاد الهند حتّى جاء إلى قلعةٍ فيها ستّمائة صنم.
وقال: أتيتُ قلعةً لَيْسَ لها في الدّنيا نظير، وما الظّنُّ بقلعة تَسَعُ خمسمائة فيْل، وعشرين ألف دابّة، وتقوم لهؤلاء بالعُلُوفة.
وأعان الله حتّى طلبوا الأمان، فأمّنتُ مِلكَهم وأقررته على ولايته بخراج
__________
[1] في الأصل، ودول الإسلام 1/ 246: «شرف الدولة» ، وما أثبتناه عن المصادر.
[2] في: المنتظم 8/ 12 «والقرّاء والفقهاء» ، والخبر باختصار في: الكامل في التاريخ 9/ 332، العبر 3/ 1115، دول الإسلام 1/ 246، والبداية والنهاية 12/ 16.
[3] الخبر ينقله المؤلّف- رحمه الله- عن: المنتظم لابن الجوزي 8/ 12.(28/250)
ضُربَ عَليْهِ، وأنفذ هدايا كثيرة وفيَلَة. ومن ذَلِكَ طائر عَلَى شكْل القُمْري إذا حضر عَلَى الخِوان وكان فيه شيءٌ مسموم دمعتْ عينُهُ وجرى منها ماء وتحجّر، ويُحك فيُطْلَى بما تحلّل مِن دمعه المتحجّر الجراحات الكبار فيلحمها [1] ، فقبلت هديّته. وانقلب العبدُ بنعمةٍ مِن الله وفضل [2] .
قلتُ: وهذه وقعة ياردين [3] ، وهي مِن الملاحم الكبار، بلغت راية الإسلام في الهند إلى مكان لم تبلغْه قطّ. ووُجد في بيت بذّ عظيم حجر منقوش، دلّت كتابته عَلَى أنّه مَبْنيُّ من أربعين ألف سنة.
فقضى السّلطان والنّاسُ من جهْل القوم عَجَبا. إذ كَانَ بعضُ أهل الشّريعة يقولون إنّ مدَّة الدّنيا سبعة آلاف سنة. وعاد السّلطان بتلك الغنائم حتّى كَاد عدد الأرقّاء يزيد عَلَى عدد الدَّهْماء. ونزلت قَيمُهُم حتّى اقتناهم أرباب المِهَن الخاملة [4] .
[وزارة أَبِي القاسم المغربي]
وفيها استوزر مؤيَّد المُلْك أبا القاسم المغربيّ الوزير [5] .
[حج الأقساسيّ بالعراقيين]
وحجّ بالعراقييّن أبو الحَسَن محمد بْن الحَسَن الأقساسيّ، وعاد عَلَى درْب الشّام لفساد الدّرْب العراقيّ [6] ، فأكرمهم والى الرملة [7] ، ونفَّذ لهم الظّاهر من
__________
[1] في: المنتظم 8/ 13: «وجرى منها ماء تحجّر وحك فطلي بما يحك منه الجراحات ذوات الأفواه الواسعة فيلحمها» .
[2] المنتظم 8/ 12، 13، الكامل في التاريخ 9/ 333، 334، تاريخ حلب للعظيميّ 325، تاريخ الزمان لابن العبري 82 وفيه معلومات طريفة وتفصيلات لا توجد عند غيره، نهاية الأرب للنويري 26/ 60، المختصر في أخبار البشر 2/ 155.
[3] لم يذكر ياقوت الحموي هذا المكان في معجمه.
[4] الخبر باختصار شديد في: العبر 3/ 115، ودول الإسلام 1/ 246، وتاريخ ابن الوردي 1/ 336، البداية والنهاية 12/ 16.
[5] المنتظم 8/ 13، الكامل في التاريخ 9/ 331، المختصر في أخبار البشر 2/ 155، تاريخ ابن الوردي 1/ 336.
[6] حتى هنا في: المنتظم 8/ 13.
[7] لم يذكر ابن الجوزي ولا ابن الأثير شيئا عن والي الرملة، وذكره «المقريزي» في (اتّعاظ الحنفا) .(28/251)
مصر ذَهَبًا وخِلَعًا، فقبِل ذَلِكَ أميرُ الرّكْب.
وساروا إلى بغداد، فتألّم القادر وهَمَّ بالأقساسيّ، وسبّ صاحب مصر وطعن في نَسَبهم، وقال: إنما أصلهم يهود. ثمّ أُحرِقت الخِلَع بباب النّوبيّ [1] .
__________
[1] المنتظم 8/ 16 وهو ذكر القسم الأول من الخبر في حوادث سنة 414 هـ. والقسم الثاني في حوادث سنة 415 هـ.
أما ابن الأثير فيذكر الخبر- مع اختلاف يسير- في حوادث سنة 415 هـ. (انظر: الكامل في التاريخ 9/ 340) ، والبداية والنهاية 12/ 16، والنجوم الزاهرة 4/ 251.
وسيعيد المؤلّف- رحمه الله- هذا الخبر في أول حوادث السنة التالية 415 هـ.
وقد ذكر «المقريزي» هذا الخبر في حوادث سنة 415 هـ. مع أنّه أرّخه بسنة 414 هـ. فقال: «ثم حجّوا بعد ذلك في سنة أربع عشرة، ومنهم أبو علي الحسن بن محمد المعروف بحسنك صاحب عين الدولة (كذا) والخصيص به، وفي مهمّته ما يدفع إلى العرب في طريق مكة وغيرها من رسومهم، فدفع كل من استضعفه، ووعد من قوي جانبه وخيفت أذيّته بإزاحة علّتهم عند مرجعه، واحتجّ عليهم بالوقت وضيقه وخيفة الفوت، فأخّروا مطالبته. فلما قضي الحج وعاد بمن معه إلى المدينة النبويّة اجتمع هو وأبو الحسن محمد بن الحسن الأقساسي العلويّ، أمير الحاج البغدادي وعدّة من وجوه الناس للنظر في أمر العرب، فاستقرّ رأيهم على السير إلى الرملة من وادي القرى والمضيّ على الشام إلى بغداد. فساروا إلى الرملة، وقدم الخبر بقدومهم إليها على الظاهر في ثاني عشر صفر، وقالوا إنهم في ستين ألف جمل ومائتي ألف إنسان- بكتاب بعث به إليه الأقساسي يستأذنه فيه على عبور بلاد الشام، فسرّ بذلك وكتب إلى جميع ولاة الشام بتلقّيهم وإنزالهم، وإكرام مقدمهم، وعمارة البلاد لهم بالطعام والعلف، وإطلاق الصّلات للفقهاء والقرّاء وإقامة الأنزال الكثيرة لحسنّك، صاحب عين الدولة (كذا) ، والتناهي في إكرامه. وتقدّم إلى مقدّمي عساكر الشام بحفظهم والمسير في صحبتهم، وأن يتسلّمهم صالح بن مرداس من دمشق ويوصلهم الرحبة، ويدفع إلى الأقساسي ألف دينار وعدّة كثيرة من الثياب، وإلى حسنّك مثل ذلك، وقيد إليه فرس بمركب ذهب، فساروا من الرملة موقورين مجبورين شاكرين حتى وصلوا إلى بغداد، وعرّج حسنّك عنها خوفا من الإنكار عليه.
فاشتدّ ما فعله الظاهر على الخليفة القادر باللَّه، وأنكر عودتهم على الشام، وصرف الأقساسي عما كان إليه وقبضه، وأنكر على حسنّك، وكتب فيه إلى عين الدولة (كذا) ، واستدعى منه الفرس والقماش والخلع الواصلة إلى حسنّك لتحرق ببغداد، فبعث بها في جمادى الآخرة سنة ست عشرة، فأحرقت بمحضر من الناس وسبك الذهب وفرّق على الفقراء. وغنم الظاهر حسن الثناء عليه من حاجّ خراسان وما وراء النهر، لما كان من إحسانه إليهم وزيارتهم بيت المقدس» . (اتعاظ الحنفا 2/ 137- 139) .
ويقول خادم العلم وطالبه محقّق هذا الكتاب «عمر عيد السلام تدمري» :
لقد وقع في: اتّعاظ الحنفا- بتحقيق الدكتور محمد حلمي محمد أحمد-: «عين الدولة» في أكثر من موضع، وهذا غلط، والصواب: «يمين الدولة» ، وهو: محمود بن سبكتكين، فليصحّح.(28/252)
سنة خمس عشرة وأربعمائة
[إحراق خِلع صاحب مصر]
فيها حجّ بالعراقييّن أبو الحسن الأقساسيّ، ومعه حَسْنَك [1] صاحب محمود بْن سُبُكْتكين، فنفّذ إِليْهِ الظاهر صاحب مصر خِلعًا وصلةً فقبِلَها، ثمّ خاف ولم يدخل بغداد. فكاتب الخليفةُ محمودًا بما فعل حَسْنَك، فنفّذ مَعَ رسوله الخِلَع المصريّة، فأُحرِقت عَلَى باب النُّوبي [2] .
[وزارة الجرجرائيّ]
وفيها ولى وزارة مصر للظّاهر: نجيبُ الدّين [3] عليُّ بْن أحمد بْن الجرجرائيّ [4] .
__________
[1] في الأصل: «خشك» ، وما أثبتناه عن: المنتظم، والكامل في التاريخ.
[2] المنتظم 8/ 16، الكامل في التاريخ 9/ 340، النجوم الزاهرة 4/ 251.
[3] قال ابن الصّيرفيّ إنه لقّب بنجيب الدولة في سنة 407 هـ.
[4] في: الإشارة إلى من نال الوزارة لابن منجب الشهير بابن الصيرفي ص 77، 78 إن الجرجرائي «دبّر أمور الدولة وجعل واسطة هو وجليل الدولة أبو عبد الله محمد بن العدّاس في آخر سنة اثنتي عشرة وأربعمائة، وأول سنة ثلاث عشرة، وكان جلوسهما في ديوان الخراج، وأقاما في الوساطة سبعة أشهر، ثم وزر في سنة ثماني عشرة، وأربعمائة» ، وكذا في: ذيل تاريخ دمشق 80 تولّى الوزارة سنة 418 هـ.، ومثله في: تاريخ حلب للعظيميّ 328، أما «الأنطاكي» فيجعل وزارة الجرجرائي في حوادث سنة 413 هـ. (انظر: تاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) 379، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 5/ 434، وبغية الطلب لابن العديم (مخطوطة) 7/ 64، وكتاب الولاة والقضاة 498، 499، وذيل تاريخ دمشق 73 و 75 و 80 و 83 و 84، ووفيات الأعيان 3/ 407، 408، والمغرب في حلى المغرب 63، والدّرة المضيّة 313 و 322 و 339 و 342 و 344 و 345 وما بعدها، واتّعاظ الحنفا 2/ 101 وما بعدها، وتاريخ ابن خلدون 4/ 61، والنجوم الزاهرة 4/ 260.(28/253)
[موت ستّ المُلْك]
وماتت «ستُّ المُلْك» أخت الحاكم الّتي قتلت الحاكم [1] .
[وفاة سلطان الدّولة]
وفيها تُوُفّي سلطان الدّولة أبو شجاع ابن عَضْد الدّولة بْن بُوَيْه بشيراز، وكانت مدّة ولايته اثني عشر عامًا وأشْهُرًا، وولى صبيّا ومات عَنْ ثلاثٍ وعشرين سنةٍ [2] .
[هَلاك الحجّاج العراقيّين بعَقَبة واقصة]
وفيها هلك عدد كثير بعَقَبة واقصَة [3] مِن الحُجّاج العراقيّين، عطّلت عليهم الأعْراب المياه والقُلُب ليأخذوا الرَّكْب. وتُسمّى «سنة القرعاءُ» [3] .
فروى أبو عليّ البرداني الحافظ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: عاد الرَّكب وليس لهم ماء، فهلكوا جميعا بعقبة واقصة [4] .
__________
[1] تاريخ حلب للعظيميّ 326، الكامل في التاريخ 9/ 320 (حوادث سنة 411 هـ.) ، الدرّة المضيّة 316، اتعاظ الحنفا 2/ 174.
[2] الإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 186، المنتظم 8/ 17 رقم 31 وفيه: «توفي بشيراز عن اثنتين وثلاثين سنة وخمسة أشهر» ، الكامل في التاريخ 9/ 337 وفيه: «وكان عمره اثنتين وعشرين سنة وخمسة أشهر» ، تاريخ حلب للعظيميّ 326، نهاية الأرب 26/ 249 وفيه: «وكان عمره اثنين وثلاثين سنة وخمسة أشهر» ، وقد وقع في المطبوع: «اثنين وثلاثة سنة» وهو غلط، تاريخ مختصر الدول لابن العبري 180، المختصر في أخبار البشر 2/ 155، العبر 3/ 111، دول الإسلام 1/ 246 وفيهما وفاته سنة 413 هـ.، تاريخ ابن الوردي 1/ 336.
[3] واقصة: بكسر القاف والصاد المهملة. منزل بطريق مكة بعد القرعاء نحو مكة وقبل العقبة لبني شهاب من طيِّئ، ويقال لها: واقصة الحزون، وهي دون زبالة بمرحلتين. (معجم البلدان 5/ 354) .
[4] القرعاء: منزل في طريق مكة من الكوفة بعد المغيثة، والقرعاء الزبيدية ومسجد سعد والخبراء، وبين القرعاء وواقصة على ثلاثة أميال بئر تعرف بالمرتمى، وبين القرعاء وواقصة ثمانية فراسخ. (معجم البلدان 4/ 325) .
وجاء في هامش الأصل من نسخة (تاريخ الإسلام) : «ذكر وقعة القرعاء قبل هذا في سنة ثلاث وأربعمائة» .
وسيذكر المؤلّف- رحمه الله- هذه الواقعة في ترجمة:
«علي بن الشيخ أبي الحسين، أحمد بن عبد الله السوسنجردي» الآتية برقم (202) من هذا الجزء.(28/254)
سنة ست عشرة وأربعمائة
[انتشار العيّارين ببغداد]
فيها انتشرت العيّارون [1] ببغداد، وخرقوا الهَيْبَة، وواصلوا العَمْلات والقتْل [2] .
[وفاة السلطان مشرّف الدّولة]
وفي ربيع الأوّل تُوُفّي مشرّف الدّولة السّلطان، ونُهبت خزائنه. وهو مشرّف الدّولة بْن بهاء الدولة بْن عضد الدولة بن بُوَيْه الدَّيْلَميّ [3] .
[سلطنة جلال الدّولة أَبِي طاهر]
واستقرّ الأمر عَلَى تولية جلال الدّولة أَبِي طاهر، فخُطب لَهُ عَلَى المنابر، وهو بالبصرة [4] .
__________
[1] العيّارون: مفردها عيّار، وهو في اللغة: الكثير التجوال والطواف الّذي يتردّد بلا عمل، يخلّي نفسه وهواها. والمعار (بالكسر) : الفرس الّذي يحيد عن الطريق براكبه. والعيّار: الكثير الذهاب والمجيء، وهو الذّكيّ كثير التطواف، يقال: عار الفرس يعير: ذهب كأنه منفلت، يهيم على وجهه لا يثنيه شيء، فهو عائر أي متردّد جوّال. (انظر عن: العيّارين، الدراسة الممتعة بعنوان: حكايات الشطّار والعيّارين في التراث العربيّ، للدكتور محمد رجب النجار- سلسلة عالم المعرفة، الكويت، الرقم 45 سنة 1401 هـ. / 1981 م.) .
[2] المنتظم 8/ 21، الكامل في التاريخ 9/ 349، مرآة الجنان 3/ 29، مآثر الإنافة 1/ 320، 321، العبر 3/ 121، دول الإسلام 1/ 247، البداية والنهاية 12/ 18.
[3] المنتظم 8/ 21، الكامل في التاريخ 9/ 346، تاريخ مختصر الدول 180، نهاية الأرب 26/ 250، مآثر الإنافة 1/ 320، المختصر في أخبار البشر 2/ 155، العبر 3/ 121، دول الإسلام 1/ 247 وفيه «شرف الدولة» ، تاريخ ابن الوردي 1/ 337. وستأتي ترجمته ومصادرها في هذا الجزء برقم (273) .
[4] المنتظم 8/ 21، الكامل في التاريخ 9/ 346، نهاية الأرب 26/ 250، 251، البداية والنهاية 12/ 18، 19.(28/255)
[وزارة ابن ماكولا]
فخلع عَلَى شرف المُلْك أَبِي سعْد بْن ماكولا وزيره، ولقّبه «عَلَم الدّين، سعْد الدّولة، أمين المِلَّة، شرف المُلْك» . وهو أوّل مِن لُقَّب بالألقاب الكثيرة [1] .
قلتُ: ولعلّه أول مِن لُقَّب باسمٍ مُضافٍ إلى الدين.
[ميل الْجُنْد إلى سلطنة أَبِي كاليجار]
ثمّ إنّ الْجُنْد عدلوا إلى المُلْك أَبِي كاليجار ونوّهوا باسمه، وكان وليّ عصر أَبِيهِ سلطان الدّولة الّذي استخلفه بهاء الدّولة عليهم فخُطب لهذا ببغداد، وكُوتب جلال الدّولة بِذَلِك، فأصعد مِن واسط [2] .
[رسالة ابن سُبُكْتكين إلى القادر باللَّه]
وكان قد نفّد صاحبُ مصر إلى محمود بْن سُبُكْتكين حاجبه مَعَ أَبِي العبّاس أحمد بْن محمد الرّشيديّ الملقّب بزيْن القُضاة. فجلس القادر باللَّه بعد أن أحضر القُضاة والأعيان، وحضر أبو العبّاس الرّشيديّ وأحضر ما كَانَ حمله صاحب مصر، وأديّ رسالة محمود بْن سُبُكْتكين بأنّه الخادم المخلص الّذي يرى الطّاعة فَرْضًا، ويبرأ مِن كلّ مِن يخالف الدعوة العبّاسية [3] .
فلمّا كَانَ بعد اليوم أُحرقت تِلْكَ الخِلَع الّتي مِن صاحب مصر كما ذكرنا، وسُبِك مركب فضّة أهداه، فكان أربعة آلاف وخمسمائة وستين درهمًا، فتصّدق بِهِ عَلَى ضُعَفاء الهاشميّين [4] .
[تفاقم أمر العيّارين في بغداد]
وتفاقم أمرُ العيّارين، وأخذوا النّاسَ جَهَارًا، وفي اللّيل بالمشاعل والشّمْع.
كانوا يدخلون عَلَى الرّجل فيطالبونه بذخائره ويعذّبونه.
__________
[1] المنتظم 8/ 21، الكامل في التاريخ 9/ 347، البداية والنهاية 12/ 18.
[2] تاريخ حلب للعظيميّ 326، الإنباء في تاريخ الخلفاء 186، المنتظم 8/ 21، الكامل في التاريخ 9/ 346، تاريخ مختصر الدول 180، نهاية الأرب 26/ 251، مآثر الإنافة 1/ 321.
[3] المنتظم 8/ 21، الكامل في التاريخ 9/ 350.
[4] المنتظم 8/ 21، 22، الكامل في التاريخ 9/ 350.(28/256)
وزاد البلاء، وأُحرِقت دار الشّريف المرتضى. وغَلَت الأسعار [1] .
[امتناع الحجّ مِن العراق]
ولم يحجّ أحدٌ مِن العراق [2] .
[كثرة الفتن في الأندلس]
وكانت الأندلس كثيرة الحروب والفِتَن عَلَى المُلْك في هذا الزّمان، وهم فرق.
__________
[1] المنتظم 8/ 22، نهاية الأرب 16/ 251، مرآة الجنان 3/ 29، نهاية الأرب 26/ 251.
[2] في: المنتظم 8/ 22: «وتأخّر في هذه السنة ورود الحاج الخراسانية فلم يحجّ أحد من خراسان ولا العراق» .
وقال ابن الأثير 9/ 350: «وفيها بطل الحجّ من العراق وخراسان» .
والخبر في: مرآة الجنان 3/ 29.(28/257)
سنة سبع عشرة وأربعمائة
[انتهاب الكرْخ وإحراقها]
فيها ورد الإسْفَهْسِلاريّة [1] إلى بغداد، فراسلوا العيّارين بالانصراف عَنْ البلد، فما فكّروا فيهم، وخرجوا إلى خِيَم الإسْفَهْسِلاريّة وصاحوا وشتموهم وتحاربوا، ولبس الْجُنْد مِن العنق السّلاح، وضربوا الدّبادب [2] ، وهجموا عَلَى أهل الكَرْخ، وأحرقوا مِن الدّقّاقين إلى النّحّاسين، ونُهب الكَرْخ، وأخِذ شيءٌ كثير مِن القطيعة ودرب أَبِي خَلَف، وأشرف النّاس على خطّةٍ صَعْبة. وكان ما نهبه الغَوْغَاء أكثر ممّا نهبته الأتراك. ومضى المرتضى إلى دار الخلافة، فجاء الإسْفَهْسِلاريّة وسألوا التَّقدُّم إليه بالرجوع. فخلع عَليْهِ وتقدّم إليه بالعَوْد.
ثمّ حُفظت المَحَالّ واشتدّت المصادرات، وقُرّر عَلَى أهل الكَرْخ مائة ألف دينار [3] .
[شهادة الصّميري عند ابن أَبِي الشوارب]
وفيها شهِد الحسين بن عليّ الصّميريّ عند قاضي القضاة ابن أبي
__________
[1] الإسفهسلّاريّة، أو الإصفهسلّاريّة- كما في: (المنتظم) لابن الجوزي 8/ 24- 27، أو إسباسلّار: بسينين مهملتين بينهما فاء ثم هاء. من ألقاب أرباب السيوف، وكان في الدولة الفاطمية لقبا على صاحب وظيفة تلي صاحب الباب، ومعناه: مقدّم العسكر، وهو مركب من لفظين: فارسيّ وتركيّ، فأسفه بالفارسيّة بمعنى: المقدّم، وسلّار بالتركية بمعنى: العسكر.
والعامّة تقول لبعض من يقف بباب السلطان من الأعوان: أسباسلّار، بالباء الموحّدة، وكأنّهم راعوا فيه معنى المقدّم في الجملة، والباء تعاقب الفاء في اللغة الفارسية كثيرا، ولذلك قالوا:
أصبهان وأصفهان بالباء والفاء جميعا. والإسفهسلّاريّ: نبة إليه للمبالغة. (صبح الأعشى للقلقشندي 6/ 7، 8) .
[2] الدبادب: الطبول.
[3] المنتظم 8/ 24، 25، الكامل في التاريخ 9/ 353، مرآة الجنان 3/ 30، نهاية الأرب 26/ 251، المختصر في أخبار البشر 2/ 156، العبر 3/ 123، 124، دول الإسلام 1/ 247، تاريخ ابن الوردي 1/ 338، البداية والنهاية 12/ 20.(28/258)
الشّوارب، بعد أن استتابه ممّا ذكر عَنْهُ من الاعتزال [1] .
[تجمّد دجلة]
وجاء برد شديد، جلّدت أطراف دجلة. وأمّا السّواقي والمجاري فكانت تجمد كلّها [2] .
[انقضاض كوكب]
وانقضّ كوكب عظيم الضوء، كَانَ لَهُ دَوِيّ كَدَويّ الرّعْد [3] .
[اعتقال الوزير ابن ماكولا]
واعتقل جلالُ الدّولة وزيره أبا سعْد بْن ماكولا [4] ، واستوزر ابن عمّه أبا عليّ بْن ماكولا [5] .
[امتناع حاجّ العراق]
ولم يحجّ ركب العراق [6] .
[وفاة ابن أبي الشوارب]
وتوفّي قاضي القضاة ابن أبي الشّوارب [7] .
__________
[1] المنتظم 8/ 25.
[2] المنتظم 8/ 25، الكامل في التاريخ 9/ 356، تاريخ الزمان لابن العبري 83، البداية والنهاية 12/ 18.
[3] المنتظم 8/ 25، الكامل في التاريخ 9/ 356، البداية والنهاية 12/ 20.
[4] في: تاريخ حلب للعظيميّ 327، والمنتظم 8/ 25: «ماكوله» ، والمثبت يتفق مع: الكامل في التاريخ وغيره، وهو المشهور.
[5] تاريخ حلب 327 (حوادث سنة 416 هـ.) ، المنتظم 8/ 25، الكامل في التاريخ 9/ 356.
[6] في: المنتظم، والكامل: بطل الحجّ من خراسان والعراق، البداية والنهاية 12/ 20.
[7] المنتظم 8/ 25 رقم 46 وستأتي ترجمته في الوفيات.(28/259)
سنة ثمان عشرة وأربعمائة
[وقوع البَرَد في البلاد]
في ربيع الأوّل [1] جاء بَرَدٌ بقُطْرَبُلّ [2] والنُّعْمانّية [3] قتل كثيرًا مِن الغَنَم والوحْش.
قِيلَ: كَانَ في البَرَدة رِطْلان وأكثر.
وجاء بعده بأيّام بَرَد ببغداد كقدر البَيْض وأكبر.
وجاء كتابٌ من واسط بأنّه وقع بَرَدٌ في الواحد منه أرطال، فهلكت الغلات، وأمْحلت البلاد [4] .
[إعادة الخطبة لجلال الدّولة]
وفيها قصد الإسْفَهْسِلاريّة والغلْمان دار القادر باللَّه إنّك مالك الأمور، وقد كنّا عند وفاة المُلْك مشرّف الدّولة اخترنا جلال الدّولة ظنًا منّا أنّه ينظر في الأمور، فأغفلَنَا، فَعَدلْنا إلى المُلْك أَبِي كاليجار ظنًا منّا أنّه يحقق وعدنا بِهِ، فكنّا عَلَى أقبح مِن الحالة الأولى. ولا بدّ مِن تدبير أمورنا.
فخرج الجواب بأنّكم أبناء دولتنا، وأوّل ما نأمركم أن تكون كلمتكم
__________
[1] في: المنتظم لابن الجوزي 8/ 28: «في آخر نهار الخميس العاشر من ربيع الآخر» .
[2] قطربُّل: بالضمّ ثم السكون، ثم فتح الراء، وباء موحّدة مشدّدة مضمومة، ولام. وقد روي بفتح أوّله وطائه. وأمّا الباء فمشدّدة مضمومة في الروايتين، وهي كلمة أعجمية: اسم قرية بين بغداد وعكبرا، ينسب إليها الخمر. وقيل هو اسم لطسّوج من طساسيج بغداد أي كورة، فما كان من شرقيّ الصّراة فهو بادوريا وما كان من غربيّها فهو قطربُّل. (معجم البلدان 4/ 371) .
[3] النّعمانيّة: بالضمّ. بليدة بين واسط وبغداد في نصف الطريق على ضفة دجلة معدودة من أعمال الزّاب الأعلى وهي قصبته. (معجم البلدان 5/ 294) .
[4] المنتظم 8/ 29، الكامل في التاريخ 9/ 363، تاريخ الزمان لابن العبري 83 وفيه: «وفي هلال الربيع الأول من السنة التالية (أي سنة 418 هـ.) سقط برد ضخم في بغداد نظير بيض الدجاج» ، المختصر في أخبار البشر 2/ 156، البداية والنهاية 12/ 22.(28/260)
واحدة. وقد وَقَع عقد لأبي كاليجار لا يحسُن حلّة، ولبني بُوَيْه في رقابنا عُهُود لا نعدل عَنْهَا. فَدَعُونا حتّى نكاتب أبا كاليجار ونعرف ما عنده.
وكتب إِليْهِ إنّك إنّ لم تدارك الأمر خرج عَنْ اليد.
ثمّ أل الأمر إلى أن عاودوا وسألوا إقامة الأمر لجلال الدّولة أَبِي الطاهر، فأُعيدت الخطبة لَهُ [1] .
[كتاب سُبُكْتكين إلى الخليفة عَنْ الصّنم بالهند]
وكتب محمود بْن سُبُكْتكين إلى الخليفة كتابًا فيه ما فتحه مِن بلاد الهند وكسره الصَّنَم المشهور بسومنات. وإنّ أصناف الهند افتتنوا بهذا الصَّنم، وكانوا يأتونه مِن كلّ فَجً عميقٍ، فيتقرّبون إِليْهِ بالأموال. ورُتَّبَ له ألف رجل للخدمة وثلاثمائة يحلقون رءوس حجيجه، وثلاثمائة يغنّون عَلَى باب الصَّنم.
ولقد كَانَ العبْد يتمنى قلْعَ هذا الصّنم، ويتعرّف الأحوال، فتوصف لَهُ المفاوز إليه وقلّة الماء وكثرة الرّمال. فاستخار العبدُ الله في الانتداب لهذا الواجب طلبًا للأجر، ونهض في شَعْبان سنة ستّ عشرة في ثلاثين ألف فارس سوى المطّوّعة، ففرّق في المطّوّعة خمسين ألف دينار معونةً. وقَضَى الله بالوصول إلى بلد الصّنم، وأعان حتّى ملك البلد، وقلع الوثن، وأوقدت عَليْهِ النّار حتّى تقطّع. وقُتِل خمسون ألفًا مِن أهل البلد [2] .
[الأمر بضرب الطبل في أوقات الصلوات]
وفي رمضان قِدم السّلطان جلال الدّولة بعد أن خرج القادر باللَّه لِتَلَقيه، واجتمعا في دِجلة [3] . ثمّ نزل في دار السّلطنة، وأمر أن يُضرب لَهُ الطَّبْل في
__________
[1] المنتظم 8/ 29، الكامل في التاريخ 9/ 361، نهاية الأرب 26/ 251، 252.
والخبر باختصار شديد في:
تاريخ حلب للعظيميّ 328، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 180، والعبر 3/ 126، ودول الإسلام 1/ 249، تاريخ ابن الوردي 1/ 338، البداية والنهاية 12/ 22.
[2] المنتظم 8/ 29، 30، الكامل في التاريخ 9/ 344، 345 (حوادث سنة 416 هـ.) ، نهاية الأرب 26، 63، 64 (حوادث سنة 416 هـ.) ، العبر 3/ 126، 127، دول الإسلام 1/ 248، 249، البداية والنهاية 12/ 22، 23، والجوهر الثمين 190.
[3] حتى هنا في: مآثر الإنافة 1/ 321.(28/261)
أوقات الصّلوات الثّلاثة. وعلى ذَلِكَ جرت الحال في أيّام عَضُد الدّولة وصمصامها وشرفها وبهائها. فثقُل هذا الفِعْل عَلَى القادر باللَّه وأرسل إِليْهِ يكلّمه.
فاحتجّ جلالُ الدّولة بما فعله سلطان الدّولة، فقيل: كَانَ ذَلِكَ عَلَى غير أصل ولا إذنٍ، ولم تجر العادة بمماثلة الخليفة في هذا الأمر.
وتردّد الأمرُ إلى أن قطع الملك ضرب الطّبل بالواحدة. فأذن الخليفة في ضرب الطَّبْلِ في أوقات الصّلوات الخمس [1] .
[البَرَد والجليد في العراق]
وكان في هذه السنة بَرَدٌ وجليد شديد بالعراق حتّى جمدَ الخلُّ وأبوال الدّوابّ [2] .
[امتناع الحاجّ مِن بغداد]
ولم يحجّ أحد من بغداد [3] .
__________
[1] المنتظم 8/ 30، الكامل في التاريخ 9/ 361، نهاية الأرب 26/ 252، المختصر في أخبار البشر 2/ 156، تاريخ ابن الوردي 1/ 338، البداية والنهاية 12/ 23.
[2] المنتظم 8/ 31، الكامل في التاريخ 9/ 363، تاريخ ابن الوردي 1/ 338، البداية والنهاية 12/ 23.
[3] في المنتظم 8/ 31، الكامل 9/ 363، انقطع الحج من خراسان والعراق، البداية والنهاية 12/ 23.(28/262)
سنة تسع عشرة وأربعمائة
[احتجاج الغلمان والإسْفَهْسِلاريّة عَلَى جلال الدّولة]
في المحَّرم اجتمع الغلمان وأكابر الإسْفَهْسِلاريّة وتحالفوا عَلَى اتفّاق الكلمة، وبرَّزوا الخِيَم. ثمّ أنفذوا إلى الخليفة يقولون: نَحْنُ عُبَيْد أمير المؤمنين، وهذا المُلْك متوفرٌ عَلَى لَذّاته لا يقوم بأمورنا، ونريد أن تأمره أن يصير إلى البصرة وينُفْذ ولده نائبًا لَهُ. فأجيبوا.
فأنفذ إلى السّلطان أبا الحَسَن الزَّيْنبيّ، وأبا القاسم المرتضى برسالةٍ فاعتذر.
فقالوا: تُعّجل ما وعدنا بِهِ.
فأخرج مِن المصاغ والفضّة أكثر مِن مائة ألف درهم، فلم تُرْضِهم.
ثمّ بكّروا فنهبوا دار الوزير أَبِي عليّ بْن ماكولا، وعظُمت الفتنة وزالت الهيبة، ونهبوا بعض العوامّ، ووكّلوا جماعةً بدار السّلطنة ومنعوا مِن دخول الطّعام والماء. فضاق الأمرُ عَلَى مِن فيها حتّى أكلوا ما في البُستان وشربوا ما في الآبار.
فخرج جلال الدّولة، ودعا الموكَّلين بالأبواب، فلم يجيبوه، فكتب ورقة:
إنّي راجعٌ عَنْ كلّ ما أنكرتموه.
فقالوا: لو أعطيتنا مال [1] بغداد لم تصلُح لنا.
فقال: أكَرِهْتُموني، فمكّنِوني مِن الانحدار.
فابتيع لَهُ زَبْزَب شعِث، فقال: يكون نزولي باللّيل.
قالوا: لا، بل السّاعة.
__________
[1] في المنتظم 8/ 36 «ملء» .(28/263)
والغلمان يَرَوْنَه فلا يسلّمون عَليْهِ. ثمّ حَمَل قوم مِن الغلمان إلى السُّرادق، فظنّ أنّهم يريدون الحُرَم، فخرج مِن الدّار وفي يده طبر.
فقال: قد بلغ الأمر إِلَى الحرم؟
فقال بعضهم: ارجْع إلى دارك فأنت مَلِكُنا. وصاحوا: «جلال الدّولة يا مَنْصُور» . وترجّلوا فقبّلوا الأرض، فأخرج المصاغ والفَرْش والآلات الكثيرة فأبيعت، ولم تفِ بمقصودهم. فاجتمعوا إلى الوزير ابن ماكولا، وهمّوا بقتله، فقال: لا ذَنْب لي [1] .
[موت ملك إقليم كَرْمان]
ومات فيها ملك إقليم كَرْمان قوام الدّولة بْن بهاء الدّولة بْن عضُد الدّولة، فأخذ كَرْمان بعده ابن أخيه أبو كاليجار [2] .
[انعدام الرُّطَب ببغداد]
وعُدم الرُطَبُ ببغداد إلى أن أبيع ثلاثة أرطال بدينار جلاليّ [3] .
[امتناع الحاجّ مِن العراق]
ولم يحج أحدٌ مِن العراق [4] .
[ولاية الدّزبري دمشق]
وفيها ولى دمشق للعُبَيْديّين أمير الجيوش الدّزْبَريّ، وكان شجاعًا شهمًا سائسًا منصفًا، واسمه أبو منصور أنُوشْتكين التّركيّ، لَهُ ترجمة طويلة في سنة 433 [5] .
__________
[1] المنتظم 8/ 35، 36، الكامل في التاريخ 9/ 366، نهاية الأرب 26/ 252، 253، مرآة الجنان 3/ 33، العبر 3/ 130، 131، دول الإسلام 1/ 249، البداية والنهاية 12/ 24.
[2] المنتظم 8/ 37 رقم 66، الكامل في التاريخ 9/ 368.
[3] المنتظم 8/ 36، ولعلّ الدينار الجلاليّ نسبة إلى «جلال الدولة» السلطان، البداية والنهاية 12/ 24، 25.
[4] المنتظم 8/ 36، الكامل في التاريخ 9/ 370، مرآة الجنان 3/ 33، العبر 3/ 131، البداية والنهاية 1/ 25.
[5] انظر: ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 93، وزبدة الحلب لابن العديم 1/ 255، 259،(28/264)
__________
[ () ] والوافي بالوفيات 9/ 425، 426 رقم 4361، وأمراء دمشق في الإسلام للصفدي 14 رقم 46، النجوم الزاهرة 5/ 34.
وقد وقع في اسمه تحريف وتصحيف، ففي: الكامل في التاريخ 9/ 230 «نوشتكين البربري» ، و 9/ 392 «أنوشتكين البريدي» ، وفي: تاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) 391 «نوشتكين البربري» ، ولقبه: «منتخب الدولة» ، وفي: ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 71، 72 «التزبري» ، وهو «أنوشتكين أبو منصور الختني» ، مولى دزبر بن أوسم الديلميّ أمير الجيوش (أمراء دمشق للصفدي 14 رقم 46) ، و «أنوشتكين الدزبري» ينسب إلى دزبر بن أونيم الديلميّ، وكان ذا شهامة وتقدمة ومعرفة بأسباب الحرب (وفيات الأعيان 2/ 487 في ترجمة صالح بن مرداس، رقم 300) ، و «نوشتكين بن عبد الله التركي أمير الجيوش، المظفّر، سيف الخلافة، عضد الدولة، أبو منصور الدزبري» في: سير أعلام النبلاء 17/ 511 رقم 334، وفي: تاريخ ابن خلدون 4/ 61 «الدريدي» و «الوزيري» ، وفي: النجوم الزاهرة 4/ 252: «التزبري» ، وفي:
عيون الأخبار وفنون الآثار (السبع السادس) 328: «الثويري» ، وفي: زبدة الحلب 1/ 224 و 228 و 231 و 250 و 251 و 255 و 256 و 257 و 259 و 260 و 261 و 262 و 264، والإشارة 36 و 37، والمغرب في حلى المغرب 248، واتّعاظ الحنفا 2/ 150 «أنوشتكين الدزبري» .
وقد ضبطه أبو الفداء في: المختصر في أخبار البشر 2/ 141 فقال: «الدزبري: بكسر الدال المهملة وسكون الزاي المعجمة وباء موحّدة، وراء مهملة، وياء مثنّاة من تحت، وهو:
أنوش تكين. وكان يلقّب الدزبري» .(28/265)
سنة عشرين وأربعمائة
[وقوع البَرَد بالنعمانّية]
فيها وقع بَرَدٌ كبار بالنُّعْمانية، في البَرَدَة أرطال.
وجاءت ريح عظيمة قلعت الأصول والزّيتون العاتية، وكثيرًا مِن النّخْل.
ووُجدت بَرَدَة عظيمة يزيد وزنها عَلَى مائة رطل، وقد نزلت في الأرض نحوًا مِن ذراع [1] .
[كتاب ابن سُبُكْتكين إلى القادر باللَّه]
وفيها ورد كتاب محمود بْن سُبُكْتكين، وهو: «سلامٌ عَلَى سيّدنا ومولانا الإمام القادر باللَّه أمير المؤمنين، إنّ كتاب العبد صَدَر عَنْ معسكره بظاهر الرَّيّ غرة جُمَادَى الآخرة. وقد أزال الله عَنْ هذه البقعة أيدي الظّلَمة، وطهَّرها مِن أيدي الباطنيّة الكَفَرة. وقد تناهَتْ إلى الحضرة حقيقة الحال فيما قصَر العبدُ عَليْهِ سعْيَه واجتهاده عزو أهل الكُفْر والضّلال، وقمع مِن نبغ بخُراسان مِن الفئة الباطنيّة. وكانت الرّيّ مخصوصة بالتجائهم إليها، وإعلانهم بالدّعاء إلى كُفْرهم فيها، يختلطون بالمعتزلة والرّافضة، ويتجاهرون بشتم الصّحابة، ويُسِرُّون الكُفْرَ ومذهبَ الإباحة. وكان زعيمهم رستم بْن عليّ الدَّيْلَميّ. فعطف العبدُ بالعساكر فطلع بجُرْجان، وتوقّف بها إلى انصراف الشّتاء. ثمّ سار إلى دامغان، ووجّه غالبَ الحاجب في مقدّمة العسكر، فبرز رستم عَلَى حُكم الاستسلام والاضطّرار، فقبض عَليْهِ وعلى رءوس الباطنيّة مِن قُوّاده، وخرج الدَّيالمة معترفين بذنوبهم، شاهدين بالكُفْرَ والرَّفْض عَلَى نفوسهم، فرُجع إلى الفقهاء في تعرُّف أحوالهم، فأفْتوا بأنّهم خارجون عَنْ الطّاعة، داخلون في أهل الفساد، يجب
__________
[1] المنتظم 8/ 38، الكامل في التاريخ 9/ 392، مرآة الجنان 3/ 34، وفيه: «قيل إن بردة وجدت تزيد على قنطار» ، العبر 3/ 133، دول الإسلام 1/ 249، البداية والنهاية 12/ 26.(28/266)
عَليْهِم القتل والقطْع والنَّفْي عَلَى مراتب جناياتهم إن لم يكونوا مِن أهل الإلحاد.
فكيف واعتقادُهم لا يخلو مِن التَّشَيُّع والرَّفْض والباطن. وذكر هَؤلَاءِ الفقهاء أن أكثر هَؤلَاءِ القوم لا يُصلّون ولا يُزّكون، ولا يعترفون بشرائط الدّين، ويُجاهرون بالقذْف وشتْم الصّحابة. والأمثَلُ منهم معتقد مذهب الاعتزال، والباطنيّة منهم لا يؤمنون باللَّه ولا باليوم الآخر.
وحكموا- يعني الفقهاء- بأنّ رستم بن عليّ في حباله خمسون امرَأَة مِن الحرائر، وَلَدْنَ لَهُ ثلاثةً وثلاثين نفْسًا. وحوّل رَأَيْته إلى خُراسان، فانضم إليه أعيان المعتزلة والرّافضة. ثمّ نظر فيما احتجبه رستم، فعثر من الجواهر على ما قيمته خمسمائة ألف دينار.
ثمّ ذكر أشياء مِن الذَّهب والسُّتُور والفَرْش، إلى أن قَالَ: فَخَلَت هذه البُقْعة مِن دُعاة الباطنّية وأعيان الرّوافض، وانتصرت السُّنَّة. فطالع العبدُ بحقيقة ما يسّره الله تعالى لنصر الدّولة القاهرة [1] .
[انقضاض كوكب]
وفي رجب انقضّ كوكبٌ عظيم أضاءت لَهُ الأرض، وكان لَهُ دَويٌ كدويّ الرّعد [2] .
[اضطراب الأمر ببغداد]
وفي شَعبان اضّطرب أمرُ بغداد وكثُرت العَمْلات. وكبس العيّارون المَحَالّ [3] .
[غَوْر الماء في الفرات]
وأيضًا غارَ الماء في الفُرات غَوْرًا شديدًا، وبلغ أجرة طحن الكارة الدّقيق دينارا [4] .
__________
[1] راجع نصّ الكتاب في: المنتظم 8/ 38- 40، والخبر باختلاف الرواية في: الكامل في التاريخ 9/ 371، 372، ونهاية الأرب 26/ 65، 66، وهو باختصار شديد في: تاريخ حلب للعظيميّ 329، وانظر: مرآة الجنان 3/ 34، والبداية والنهاية 12/ 26.
[2] المنتظم 8/ 40، الكامل في التاريخ 9/ 393.
[3] المنتظم 8/ 40، الكامل في التاريخ 9/ 393.
[4] المنتظم 8/ 40.(28/267)
[قراءة كتاب القادر باللَّه بتفضيل السُّنَّة]
وفيه جُمع العلماء والقُضاة في دار الخلافة، وقُرِئ عليهم كتابٌ طويل عمله القادر باللَّه يتضمَّن الوعظ وتفضيل مذهب السُّنَّة، والطّعن على المعتزلة.
وفيه أخبار كثيرة في ذَلِكَ [1] .
[قراءة كتابٍ ثانٍ]
وفي رمضان جُمعوا أيضًا وقرأ عليهم أبو الحسن بْن حاجب النُّعمان كتابًا طويلًا عمله القادر باللَّه، فيه أخبار وفاة النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفيه ردٌ عَلَى مِن يَقُولُ بخلْق القرآن، وحكاية ما جرى بين عَبْد العزيز وبِشْر المَرِيسيّ، ثمّ ختمه بالوعظ والأمر بالمعروف والنَّهي عَنْ المنُكْر [2] .
[قراءة كتاب ثالث]
وفي ذي القعدة جُمعوا لكتابٍ ثالث في فضل أبي بكر، وعمر، وسبّ مِن يَقُولُ بخلْق القرآن، وأُعيد فيه ما جرى بين عَبْد العزيز [3] وبِشْر المَرِيسيّ [4] . وأقام النّاس إلى بعد العَتْمة حتّى فرغ، ثمّ أخذ خطوطهم بحضورهم وسماع ما سمعوه [5] .
[خطبة الشيعيّ بجامع براثا]
وكان يخطب بجامع براثا [6] شيعيّ فيظهر شعارهم. فتقدّم إلى أبي
__________
[1] المنتظم 8/ 41، مرآة الجنان 3/ 34، العبر 3/ 134، البداية والنهاية 12/ 26.
[2] المنتظم 8/ 41، العبر 3/ 134، البداية والنهاية 12/ 26.
[3] هو صاحب كتاب «الحيدة» .
[4] المتوفّى سنة 218 هـ.
[5] المنتظم 8/ 41، مرآة الجنان 3/ 34، العبر 3/ 134، البداية والنهاية 12/ 26.
[6] براثا: بالثاء المثلّثة. محلّة كانت في طرف بغداد في قبلة الكرخ وجنوبي باب محوّل، وكان لها جامع مفرد تصلّي فيه الشيعة، وقد خرب عن آخره. وكذلك المحلّة لم يبق لها أثر. قال ياقوت الحموي: فأما الجامع فأدركت أنا بقايا من حيطانه، وقد خربت في عصرنا واستعملت في الأبنية، وفي سنة 329 فرغ من جامع براثا وأقيمت فيه الخطبة، وكان قبل مسجدا يجتمع فيه قوم من الشيعة يسبّون الصحابة فكبسه الراضي باللَّه وأخذ من وجده فيه وحبسهم وهدمه حتى سوّى به الأرض، وأنهى الشيعة خبره إلى بجكم الماكاني أمير الأمراء ببغداد فأمر بإعادة بنائه وتوسيعه وإحكامه، وكتب في صدره اسم الراضي، ولم تزل الصلاة تقام فيه إلى بعد الخمسين(28/268)
منصور بْن تمّام الخطيب ليخطب ببراثا ويُظهر السُّنَّة. فخطب وقصَّر عمّا كَانَ يفعله مِن قَبْله في ذِكْر عليّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَرَموه بالآجُرّ، فنزل ووقف المشايخ دونه حَتَّى أسرع فِي الصلاة. فتألم الخليفة وغاظه ذلك، وطلب الشريف المرتضى، وأبا الحَسَن الزَّيْنبيّ وأمر بمكاتبة السلطان والوزير أَبِي عليّ بْن ماكولا [1] .
[كتاب الخليفة إلى السلطان عَنْ خطبة الشيعي]
وكان فيما كتب: «إذا بلغ الأمير أطال الله بقاءه صاحب الجيش إلى الجرأة عَلَى الدّين وسياسة الدّولة والمملكة، ثَّبتها الله، مِن الرُّعاع والأَوْباش فلا صبر دون المبالغة بما توجبه الحَمِيّة، وقد بلغه ما جرى في يوم الجمعة الماضية في مسجد براثا الّذي يجمع الكفرة والزّنادقة، ومن قد تبرّأ الله منه فصار أشبه شيءٍ بمسجد الضرار. وذلك أنّ خطيبا كان فيه يجري إلى ما لا يخرج بِهِ عند الزَّنْدقة والدّعوى لعليّ بْن أَبِي طَالِب عَليْهِ السلام بما لو كَانَ حيا لقد قابله. وقد فعل ذَلِكَ في الغُوَاة أمثال هَؤلَاءِ الغُثاء الّذين يدعون الله ما تكاد السّماوات ينفطرن منه. فإنه كَانَ في بعض ما يورده هذا الخطيب- قبحه الله- يَقُولُ بعد الصّلاة عَلَى الرَّسُول: وعلى أخيه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، مكلّم الجمجمة، ومحيي الأموات البشريّ الإلهيّ، مكلَّم أصحاب الكهف، إلى غير ذَلِكَ مِن الغُلُوّ، فأنفذ الخطيب أبو تمّام، فأقام الخطبة، فجاءه الآجُرُّ كالمطر، فخُلِع كتفه، وكسر كَتِفُهُ، وأُدْمِي وجهه، وأسيط بدمه، لولا أربعة مِن الأتراك فاجتهدوا وحموه وإلا كَانَ هلك. وهذه هَجْمة عَلَى دين الله وفْتك في شريعة رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والضرورة ماسّه إلى الانتقام» [2] .
[امتناع الخطبة في جامع براثا]
ونزل عَلَى الخطيب ثلاثون بالمشاعل، فانتهبوا داره وأغروا حريمه، فخاف الوزير والأمراء مِن فتنةٍ تتولّد، فلم يخطب أحد ببراثا في الجمعة الآتية [3] .
__________
[ () ] وأربعمائة، ثم تعطّلت إلى الآن. (معجم البلدان 1/ 362، 363) .
[1] المنتظم 8/ 41، 42، الكامل في التاريخ 9/ 393، 394، العبر 3/ 134، دول الإسلام 1/ 249، 250، مرآة الجنان 3/ 35.
[2] المنتظم 8/ 42، 43، مرآة الجنان 3/ 35، العبر 3/ 135، البداية والنهاية 12/ 26.
[3] المنتظم 8/ 43، الكامل في التاريخ 9/ 394، مرآة الجنان 3/ 35، العبر 3/ 135.(28/269)
[ازدياد تعدّيات العيّارين]
وكثُرت العَمْلات والكَبْسات، وزاد الأمر، وفُتحت الدّكاكين، وعمّ البلاء [1] .
[تقليد ابن ماكولا قضاء القُضاة]
وفي ذي الحجّة قُلد قضاء القُضاة أبو عَبْد الله الحسين بْن ماكولا [2] .
[اعتذار الشيعة عَنْ سُفَهائهم]
ثمّ أُقيمت الجمعة في جامع براثا بعد أشهُر، واعتذر رؤساء الشّيعة عَنْ سُفهائهم إلى الخليفة، وعُملت للخطيب نسخة يعتمدها، وأعفاهم الخطيب مِن دقّ المنبر بعقِب سيفه. فإنّ الشّيعة تُنكر ذَلِكَ، وهو منكر [3] .
[مقتل جماعة مِن العيّارين]
وفي ذي الحجّة ورد أبو يَعْلَى المَوْصِليّ وجماعة مِن العَيّارين كانوا بأوانًا [4] وعُكْبَرَا، فقتلوا خمسة مِن الرّجّالة وأصحاب المصالح، وظهروا مِن الغد بالكَرْخ في أيديهم السّيوف، وأظهروا أنّ كمال الدّولة أبا سنان بعثهم لحفِظ البلد وخدمة السّلطان، فثار بهم أهل الكَرْخ وظفروا بهم فصُلبوا [5] .
[مقتل صالح بْن مرداس صاحب حلب]
وفيها جهّز صاحب مصر جيشًا لقتال صالح بْن مرداس صاحب حلب، وكان مقدَّم الجيش نوشتكين [6] الدزْبَرِيّ [7] ، وكانت الوقعة عَلَى نهر الأُرْدنّ، فقُتل
__________
[1] المنتظم 8/ 44، الكامل في التاريخ 9/ 393، مرآة الجنان 3/ 35، العبر 3/ 135.
[2] المنتظم 8/ 44، الكامل في التاريخ 9/ 392.
[3] المنتظم 8/ 45، الكامل في التاريخ 9/ 394، البداية والنهاية 12/ 26.
[4] أوانا: بالفتح والنون. بليدة كثيرة البساتين والشجر نزهة، من نواحي دجيل بغداد، بينها وبين بغداد عشرة فراسخ من جهة تكريت. (معجم البلدان 1/ 274) .
[5] المنتظم 8/ 45، العبر 3/ 135.
[6] في: المنتظم 8/ 45 «أنوشتكين» وهو المشهور كما تقدّم.
[7] في: المنتظم 8/ 45 «التزبري» ، ومثله في: ذيل تاريخ دمشق 71، وفي: الكامل في التاريخ:(28/270)
صالح وابنه، وحُمِل رأساهما إلى مصر. وأقام نصر بن صالح بحلب [1] والله أعلم.
__________
[ () ] «البربري» ، والمثبت أعلاه يتّفق مع: زبدة الحلب لابن العديم 1/ 323، وقد ضبطه أبو الفداء في: المختصر في أخبار البشر 1/ 148 فقال: «الدزبري: بكسر الدال المهملة وسكون الزاي المعجمة وباء موحّدة وراء مهملة وياء مثنّاة من تحت» .
[1] تاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) 410، 411، والمنتظم 8/ 45، وزبدة الحلب 1/ 231، والكامل في التاريخ 9/ 231، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 73، 74، والمختصر في أخبار البشر 2/ 141، و 157، ووفيات الأعيان 2/ 487، والعبر 3/ 135، 136، ودول الإسلام 1/ 250، وسير أعلام النبلاء 17/ 375، والدرّة المضيّة 326، وتاريخ ابن الوردي 1/ 324، وتاريخ ابن خلدون 4/ 272، واتّعاظ الحنفا 2/ 176 (حوادث سنة 418 هـ.) و 2/ 178 (حوادث سنة 420 هـ.) ، وشذرات الذهب 3/ 136، والنجوم الزاهرة 4/ 252، 253.(28/271)
بسم الله الرحمن الرحيم
[تراجم رجال هذه الطبقة]
سنة إحدى عشرة وأربعمائة
- حرف الألف-
1- أحمد بن عبد الرحمن بن أَحْمَد [1] .
أبو بَكْر الشّيرازيّ الحافظ.
وقد مرَّ سنة سبْع.
2- أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد بْن جَعْفَر [2] .
أبو بكر القاضي اليَزْديّ [3] الإصبهاني.
لَهُ مجلسٌ سمعناه، روى فيه عَنْ: الطبَرانيّ، وعبد اللَّه بْن جَعْفَر بْن فارس، وأَحْمَد بْن بُنْدار الشّعّار، والعسال.
ورحل، فسمع بنيسابور وهراة وجرجان والبصرة. ولحق إسماعيل بن بجير، وأبا بكر الجعابيّ، وجماعة.
وتوفّي في جمادى الآخرة.
قال يحيى بن منده: مقبول، ثقة. صاحب أصول.
__________
[1] تقدّمت ترجمته في الجزء السابق، وانظر عنه في:
تذكرة الحفّاظ 3/ 1065، 1066، ومرآة الجنان 3/ 2، وشذرات الذهب 3/ 190، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 375، 376 رقم 305.
[2] انظر عن (أحمد بن عبد الرحمن اليزدي) في:
سير أعلام النبلاء 17/ 306 رقم 186.
[3] اليزديّ: نسبة إلى يزد، وهي مدينة متوسّطة بين نيسابور وشيراز وأصبهان، معدودة في أعمال فارس، ثم من كورة إصطخر. (معجم البلدان) .(28/272)
روى عَنْهُ: محمد بْن محمد المَدينيّ شيخ السلفيّ، وأبو القاسم بْن مَنْدَهْ، وعليّ بْن شجاع.
3- أحمد بن عليّ بْن أيّوب [1] .
أبو الحسين [2] ، قاضي عُكْبَرا.
وثقه الخطيب، وقال: سَمِعَ مِن: محمد بْن يحيى بْن عُمَر الطّائيّ، كتبتُ عنه، وتوفّي في مُسْتَهَلّ جُمَادَى الآخرة. ووُلِد سنة تسعٍ وعشرين.
4- أحمد بْن عُمَر بْن عَبْد العزيز بْن محمد بْن إبراهيم ابن الخليفة الواثق باللَّه [3] .
أبو الحسين الهاشمي البغداديّ، المعروف بابن الغريق.
سَمِعَ مِن: جدّه، ومن أَبِي بَكْر النّجّاد، وأبي بَكْر الشّافعيّ.
قَالَ الخطيب: كتبتُ عَنْهُ، وكان ثقة.
5- أحمد بْن محمد بْن إبراهيم [4] .
أبو عَبْد الله المطرفيّ [5] .
روى عَنْ: عمّ أَبِيهِ أَبِي الحَسَن [6] المطرفّي، وأبي بَكْر الإسماعيليّ.
6- أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن حسنون [7] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن علي) في:
تاريخ بغداد 4/ 322 رقم 2128.
[2] في: تاريخ بغداد: «أبو الحسن» .
[3] انظر عن: (أحمد بن عمر) في:
تاريخ بغداد 4/ 294 رقم 2056.
[4] انظر عن (أحمد بن محمد المطرّفي) في:
الأنساب 11/ 364.
[5] المطرّفي: بضم الميم وفتح الطاء المهملة، وتشديد الراء، وفي آخرها الفاء، هذه النسبة إلى مطرّف، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه.
[6] المثبت في المطبوع من (الأنساب) : «أبي الحسين» .
[7] انظر عن (أحمد بن محمد النّرسي) في:
السابق واللاحق للخطيب 132، وتاريخ بغداد 4/ 371، رقم 2242، والأنساب 12/ 69، والعبر 3/ 104، والإعلام بوفيات الأعلام 172، وسير أعلام النبلاء 17/ 337، 338 رقم 205، وشذرات الذهب 3/ 192.(28/273)
أبو نصر النَّرْسِيّ [1] البغداديّ.
سَمِعَ: أبا جعفر بْن البَخْتَرِيّ، وعلي بْن إدريس السُّتُوريّ، وأبا عَمْرو بْن السّمّاك.
قَالَ الخطيب [2] : كتبتُ عَنْهُ، وكان صدوقًا صالحًا.
مات في ذي القعدة [3] .
قلت: وروى عَنْهُ ابنه أبو الحسين محمد، وطراد الزَّيْنَبيّ، وجماعة، وعبد الواحد بْن عُلْوان.
(7) أحمد بْن موسى بْن عَبْد الله [4] .
أبو عَبْد الله الزّاهد العراقيّ، الفقيه الحنبليّ المعروف بالرّوشنائي [5] .
سَمِعَ: أبا بَكْر القَطِيَعيّ، وابن ماسيّ.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان عابدا ناسكا يُزار. صحِب ابن بُطَّة، وابن حامد. وصنَّف في الأصول [6] .
وتوفّي في رجب. شيّعة خلائق، رحمه الله.
8- إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن يوسف [7] .
__________
[1] النّرسيّ: بفتح النون وسكون الراء وكسر السين المهملة. نسبة إلى النّرس، وهو نهر من أنهار الكوفة، عليه عدّة من القرى ينتسب إليها جماعة من مشاهير المحدّثين بالكوفة (الأنساب) .
[2] في تاريخه 4/ 371.
[3] وقد بلغ إحدى وثمانين سنة، كما حدّث ابنه.
[4] انظر عن (أحمد بن موسى) في:
تاريخ بغداد 5/ 149 رقم 2583.
[5] قال الخطيب: من أهل مصراثا، وهي قرية تحت كلواذى. ولم يذكر ابن السمعاني نسبة «الروشنائي» في أنسابه.
[6] عبارة الخطيب في تاريخه: «كتبت عنه في قريته- ونعم العبد كان فضلا، وديانة، وصلاحا، وعبادة، وكان له بيت إلى جنب مسجده يدخله ويغلقه على نفسه، ويشتغل فيه بالعبادة ولا يخرج منه إلّا لصلاة الجماعة، وكان شيخنا أبو الحسين بن بشران يزوره في الأحيان، ويقيم عنده من الأيام متبرّكا برؤيته، ومستروحا إلى مشاهدته» .
[7] انظر عن (إبراهيم بن محمد الطوسي) في:
المنتخب من السياق 121، 122 رقم 270، وطبقات الشافعية الوسطى للسبكي، ورقة 142، وطبقات الشافعية الكبرى، له 4/ 358، والعقد المذهب لابن الملقّن 180، وطبقات الشافعية(28/274)
أبو إِسْحَاق الطُّوسيّ الفقيه.
مِن كبار الشّافعيّة، ومُنَاظِريهم.
وله الثّروة والجاه الوافر [1] .
سَمِعَ: الأصم، وأبا الحَسَن الكارزيّ [2] ، وأبا الوليد الفقيه، والطّرائفي، وجماعة.
وعنه: البَيْهَقيّ، ومحمد بْن يحيى.
تُوُفّي في رجب [3] .
9- إِسْحَاق بْن إبراهيم بْن نصْرُوَيْه بْن سختام [4] .
أبو إبراهيم السَّمَرْقَنْديّ.
روى عَنْهُ: أخوه عليّ، وغيره.
وكان شيخ الحنفيّة وعالمهم في زمانه.
حدَّث عَنْ: أَبِي عَمْرو بْن صابر، وأبي إِسْحَاق إبراهيم بْن أحمد المستملي، ومحمد بْن أحمد بْن شاذان، وطائفة [5] .
- حرف الجيم-
10- جعفر بْن أَبِي المذكر المصريّ [6] .
وُلِد سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
وتوفّي في شعبان.
__________
[ () ] لابن قاضي شهبة 1/ 175 رقم 132، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 44.
[1] المنتخب 121.
[2] الكارزيّ: بتقديم الراء المهملة، ثم الزاي المكسورتين، نسبة إلى كارز، وهي قرية بنواحي نيسابور، على نصف فرسخ منها. أما أبو الحسن الكارزي هذا فهو: علي بن محمد بن إسماعيل الكارزي الطوسي المتوفى سنة 362 هـ. (الإكمال 7/ 182، الأنساب 10/ 317) .
[3] وثّقه عبد الغافر الفارسيّ. (المنتخب 121) .
[4] انظر عن (إسحاق بن إبراهيم) في:
المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور 156، 157 رقم 378 وفيه «سحنام» .
[5] قال عبد الغافر الفارسيّ: إمامهم ومفتيهم، محترم، كبير، ثقة. (المنتخب 156) .
[6] لم أقف على مصدر لترجمته.(28/275)
- حرف الحاء-
- الحاكم [1] .
اسمه منصور بْن نزار، سيجيء.
11- الحَسَن بْن الحَسَن بْن عليّ بْن المنذر [2] .
القاضي أبو القاسم البغداديّ.
سَمِعَ: إسماعيل الصَّفّار، ومحمد بْن البَخْتَرِيّ، وعثمان بْن السّمّاك، وجماعة كثيرة.
قال الخطيب [3] : كتبنا عنه، وكان صدوقًا ضابطًا [4] ، كثير الكتاب، حسن الفَهْم، حسن العلم بالفرائض [5] .
خَلَف القاضي أبا عَبْد الله الحسين الضَّبّيّ عَلَى القضاء، ثمّ ولي قضاء ميّافارقين عدّة سنين. ثمّ رجع إلى بغداد فأقام يحدَّث إلى أن مات في شَعْبان، وله ثمانون سنة.
قلت: روى عَنْهُ: أبو عَبْد الله بْن طَلْحَة النعَاليّ.
12- الحَسَن بْن عمران بْن عَبْدُوس بْن يوسف [6] .
أبو نصر الفسويّ [7] الأديب.
توفّي بهراة.
__________
[1] ستأتي ترجمته في وفيات هذه السنة باسم «منصور الحاكم بأمر الله» ، برقم (25) .
[2] انظر عن (الحسن بن الحسن بن علي) في:
السابق واللاحق للخطيب البغدادي 89 وفيه: «الحسن بن الحسين» ، وتاريخ بغداد 7/ 304، 305، والمنتظم 7/ 301، وفيه: «الحسين بن الحسن» ، والعبر 3/ 106، 107، وفيه:
«الحسن بن الحسين» ، وسير أعلام النبلاء 17/ 338، رقم 206، 339، وشذرات الذهب 3/ 195 وفيه: «الحسن بن الحسين» .
[3] في تاريخ بغداد 7/ 304، 305.
[4] زاد: «صحيح النقل» .
[5] زاد: «وقسمة المواريث» .
[6] لم أقف على مصدر لترجمته.
[7] الفسويّ: بفتح الفاء والسين. نسبة إلى فسا وهي بلدة من بلاد فارس يقال لها بسا. (الأنساب 9/ 305) .(28/276)
13- الحسين بْن عُبَيْد الله بْن إبراهيم [1] .
أبو عبد الله البغداديّ الغَضَائريّ [2] ، أحد شيوخ الشّيعة، كَانَ ذا زُهْد وورع وحَفْظ، ويقال: كَانَ مِن أحفظ الشّيعة لحديث أهل البيت.
روى عَنْهُ: أبو جعفر الطَّوسيّ، وابن النَّجاشي [3] .
يروي عَنْ: الْجِعَابيّ، وسهل بْن أحمد الدّيباجيّ، وأبي المفضَّل محمد بْن عَبْد الله الشَّيْبانيّ.
قَالَ الطُّوسيّ: كَانَ كثير السَّماع، خَدَم العِلْم وطَلَب العلم للَّه تعالى، وكان حُكُمُهُ أنْفَذ مِن حُكْم الملوك.
وقال ابن النّجاشيّ: لَهُ كُتُبٌ منها: «كتاب يوم الغدير» ، كتاب «مواطي [4] أمير المؤمنين» ، كتاب «الرَّدّ عَلَى الغُلاة» ، وغير ذَلِكَ.
تُوُفّي في منتصف صَفَر [5] .
- حرف العين-
14- عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بن مسافر [6] .
__________
[1] انظر عن (الحسين بن عبيد الله) في:
رجال الحليّ 50 رقم 11، وميزان الاعتدال 1/ 541، والإعلام بوفيات الأعلام 173، وسير أعلام النبلاء 17/ 328، 329 رقم 200، ولسان الميزان 2/ 288، 289، 297، وكتاب الرجال للنجاشي 51، ومنهج المقال للمامقاني 114، ومجمع الرجال للقهپائي 2/ 382.
183، وروضات الجنات للخوانساري 183، وإيضاح المكنون 2/ 358، وطبقات أعلام الشيعة (النابس في القرن الخامس) لآقا بزرك الطهراني 64، وأعيان الشيعة 26/ 351- 360، ومعجم المؤلّفين 2/ 25، 26.
[2] الغضائري: بفتح الغين والضاد المعجمتين والياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى الغضارة وهو إناء يؤكل فيه الطعام، ونسب جماعة إلى عملها أو واحد من آبائهم. (الأنساب 9/ 155) .
[3] في: لسان الميزان 2/ 289 «ابن النحاس» وهو تحريف.
[4] في: لسان الميزان 2/ 289: «بواطن» .
[5] أورد المؤلّف- رحمه الله- في: الإعلام بوفيات الأعلام 173 وفاته في سنة 414 هـ.
[6] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الله) في:
جذوة المقتبس 275 رقم 604، وترتيب المدارك 4/ 690، 691، والأنساب 12/ 297، والصلة لابن بشكوال 1/ 317- 319 رقم 690، وبغية الملتمس 366 رقم 1022، واللباب 3/ 376، وسير أعلام النبلاء 17/ 332، 33 رقم 203.(28/277)
أبو القاسم الهمدانيّ الوَهْراني [1] . المعروف بابن الخرّاز، مِن أهل بَجّانة.
حجّ، وأخذ عَنْ: الحَسَن بْن رشيق، ومحمد بْن عُمَر بْن شَبُّويْه المَرْوزيّ، والقاضي أَبِي بَكْر محمد بْن صالح الأبْهريّ، وتميم بْن محمد القَرَويّ.
وكان رجلًا صالحًا منقبضًا، يتكسَّب بالتّجارة.
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
روى عَنْهُ: أبو عُمَر بْن عَبْد البَرّ، وأبو حفص الزَّهراويّ، وأبو عمر أحمد بْن محمد بْن الحذّاء، وحاتم بْن محمد، وأبو عُمَر بْن سُمَيْق، وغيرهم.
قَالَ رحمه الله: لمّا وصلت إلى مَرْو، فذكر حكايةً.
وروى عَنْهُ: ابن حزْم أيضًا.
وكان مولده في سنة ثمانٍ وثلاثين.
وسمع بمَرْو مِن: ابن شَبُّوَيْه.
وقد قرأ عَليْهِ ابن عَبْد البَرّ «موطأ ابن القاسم» ، بروايته عَنْ تميم بْن محمد التّميميّ، عَنْ عيسى بْن مِسْكين، عَنْ سُحْنُون، عَنْهُ.
وقد روى «صحيح الْبُخَارِيّ» . عَنْ إبراهيم بْن أحمد البلْخيّ المستملي.
15- عَبْد الرحيم بْن إلياس بْن أحمد بْن المهديّ العُبَيْديّ [2] .
الأمير أبو القاسم ابن عمّ الحاكم ووليّ عهده.
لَهُ ترجمة في «تاريخ دمشق» [3] ، فمن أخباره أنّ الحاكم جعله وليّ عهده من بعده في سنة أربع وأربعمائة، وقُرئ التّقليد بذلك بدمشق. ثمّ إنّه قَدِم متولّيا دمشق في سنة عشر وأربعمائة، فرخّص للنّاس فيما كان الحاكم نهاهم
__________
[1] الوهرانيّ: بفتح الواو وسكون الهاء وفتح الراء، وفي آخرها النون. نسبة إلى وهران، وهي بلدة بعدوة الأندلس في الأرض المتصلة بالقيروان. (الأنساب 12/ 297) .
[2] انظر عن (عبد الرحيم بن إلياس) في:
تاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) 306، 313، 334، 349، 368، 369، والمغرب في حلى المغرب 59، 64، 74، ورسائل الحكمة 189، 223، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 24/ 58، 59، وذيل تاريخ دمشق 69، 70، وسير أعلام النبلاء 17/ 300 رقم 182، وأمراء دمشق 51/ 67 وفيه «عبد الرحمن» ، واتّعاظ الحنفا 2/ 114 وفيه «عبد الرحمن بن أحمد» ، والنجوم الزاهرة 4/ 193، 194، والأعلام 3/ 34، 344. وستعاد ترجمته برقم (47) .
[3] مجلّد 24/ 58، 59.(28/278)
عَنْهُ، وأظهر المُنْكر والأغاني والخمور، فأحبّه أحداث البلد، ولكنْ أبغضه الأجنْاد لبُخْله، وكاتبُوا فيه الحاكم وحذروا مِن خروجه. ووقع الشّرّ بين الْجُنْد والأحداث بسببه وازداد البلاء، ووقع الحرب بدمشق والنَّهْب والحريق إلى ان طُلبِ مِن مصر، فسار علي رأس عشرة أشهُر مِن ولايته، ثمّ رجع إليها بعد أربعة أشهر، وقد غلب عَلَى دمشق محمد بْن أَبِي طَالِب الجرّار، والتفًّ عَليْهِ الأحداث وحاربوا الْجُنْد وقهروهم. فراسَلَه وليّ العهد ولاطَفَه فلم يُطعْه. فتوثّب الْجُنْدُ ليلة عَلَى محمد بْن أَبِي طَالِب وقبضوا عَليْهِ وطلبوه، ودخل وليّ العهد وتمكّن، فأخذ في مصادرة الرّعيّة وبالغ فأبغضوه فجاءهم موت الحاكم وقيام ابنه الطّاهر.
ثمّ جاء كتاب الطّاهر إلى الأمراء بالقبض علي وليّ العهد فقيّدوه، وسجن إلى أن مات. فقيل إنّه قتل نفسه بسكين في الحبْس.
وقد جرت فتنةٌ يوم القبض عَليْهِ، وكان يوم عيد النَّحْر، فَلَمْ تُصَلَّ صلاةُ العيد، ولا خُطِب لأحدٍ البتّة.
16- عَبْد الغني بْن عَبْد العزيز الفأفاء المصريّ [1] .
السّائح.
سَمِعَ مِن: عثمان بْن محمد السَّمَرْقَنْديّ.
وتُوُفّي في رجب.
17- عَبْد القاهر بْن عبد العزيز بْن إبراهيم [2] .
أبو الحسين الأزديّ المقرئ الشّاهد، الصّائغ.
قرأ عَلَى جماعة مِن أصحاب هارون الأخفش مِن أجلّهم محمد بْن النَّضْر بْن الأخرم.
وقرأ أيضًا عَلَى أحمد بْن عثمان غلام السّبّاك.
وسمع مِن: ابن حَذْلم، وعليّ بْن أَبِي العَقِب.
وادرك ابن جَوْصا، وغيره.
وكان يُعرف أيضا بالجوهريّ.
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] لم يذكره ابن الجزري في طبقات القرّاء.(28/279)
روى عَنْهُ: علي الحِنَّائيّ، وعليّ بْن الخَضِر، والحسن بن علي اللباد، وعبد العزيز الكتاني وقال: تُوُفّي في ذي الحجّة.
18- عليّ بْن أحمد بْن محمد بْن الحُسين بْن عَبْد الله بْن محمد بْن اللَّيْثُ [1] .
مِن وُلِد أُهْبان بْن أوْس [2] ، مكلّم الذَئب أبو القاسم الخُزاعيّ البلْخي.
سَمِعَ مِن الهيثم بْن كُلَيْب الشّاشيّ مسندة، و «غريب الحديث» لابن قتيبة، و «شمائل النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» للترْمِذيّ.
وحدَّث عَنْ: أبيه، وعن: عَبْد الله بْن محمد بْن يعقوب البْخَاري الأستاذ، وعبد الله بْن محمد بْن عليّ بن طَرْخان البّلْخيّ، ومحمد بن أحمد بن خَنْب [3] ، وأبي عَمْرو محمد بْن إِسْحَاق العُصْفُريّ، وأبي جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغداديّ، ومحمد بْن أحمد السُّلمي، وغيرهم.
وحدَّث ببلْخ، وبخارى، وسَمَرْقَنْد، ونَسَف.
وكان مولده في رجب سنة ستّ وعشرين وثلاثمائة.
وتوفّي ببُخارى في صَفَر.
وكان أسند مِن بقي بما وراء النّهر.
وآخر مِن حدَّث عَنْهُ: أَحْمَد بْن محمد بْن الخليليّ الدّهقان.
__________
[1] انظر عن (علي بن أحمد بن محمد) في:
الأنساب 11/ 226، والتقييد لابن النقطة 402، 403 رقم 534، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار 18/ 134، وسير أعلام النبلاء 17/ 199، والإعلام بوفيات الأعلام 172، والعبر 3/ 107، وشذرات الذهب 3/ 195.
[2] قال ابن السمعاني: أبو القاسم عليّ بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عَبْد الله بْن محمد بْن اللَّيْثُ بن ذهل بن الجراح بن الحارث بن أهبان بن أوس مكلّم الذئب الخراعي، المعروف بابن المراغي، كان بعض أجداده من المراغة، وأبو القاسم هذا كان من أهل بلخ، ثقة مكثر من الحديث. (الأنساب 11/ 226) .
وقد ورد في الأصل: «أهبان بن صيفي» ، ومثله في: سير أعلام النبلاء- انظر: ج 17/ 199 الحاشية رقم (3) .
وقيل هو: أهبان بن الأكوع بن عياذ بن ربيعة الخزاعي، وكان من أصحاب الشجرة. انظر:
الإستيعاب 1/ 64، والإصابة 1/ 78، تهذيب التهذيب 1/ 380.
[3] خنب: بفتح الخاء المعجمة، بعدها نون ساكنة، ثم باء موحّدة. (تبصير المنتبه 1/ 268) .(28/280)
19- عُمَر بْن المحدث أَبِي عُمَر محمد بْن أحمد بْن سليمان بْن أيّوب [1] .
العلامة النَّحْويّ أبو الحَسَن النُّوقاتي [2] السجْزيّ الشّاعر.
ونوقات: محلّة مِن سجستان.
كَانَ أَبُوهُ أديبًا بارعًا علامة مصنّفًا. حمل عَنْهُ ولده هذا، وعثمان [3] .
نزل عُمَر بغداد، وأخذ عَنْ: السيرافيّ، وأبي عليّ الفارسيّ، وأقرأ الأدب، كتب المنسوب، ومدح عضد الدولة. وديوانه في مجلدين.
روى عنه من شعره جماعة.
وقصد ابن عبّاد ومدحه.
وتوفّي في ذي الحجة عَنْ سنّ عالية.
- حرف الفاء-
20- الفضل بْن محمد بْن الحَسَن بْن إبراهيم [4] .
أبو بَكْر الْجُرْجانيّ، سِبْط الإمام أَبِي بَكْر الإسماعيليّ.
مات في جُمَادَى الأولى.
روى عن: أحمد بن الحسن بن ماجه القَزْوينيّ، وابن عَدِيّ، وأبي بَكْر الإسماعيليّ، ونُعَيْم بْن عبد الملك.
ولي قضاء جرجان [5] .
__________
[1] انظر عن (عمر بن المحدّث) في:
معجم البلدان 5/ 311.
[2] النّوقاتي: بالضم ثم السكون وقاف، وآخره تاء مثنّاة. نسبة إلى: نوقات.
وقيل: هو بفتح أوله. (المشتبه في أسماء الرجال 2/ 650) .
[3] المشتبه 1/ 67 و 2/ 650.
[4] انظر عن (الفضل بن محمد) في:
تاريخ جرجان للسهمي 333 رقم 608.
[5] قال السهمي: وكان قد ولي القضاء والرئاسة بجرجان، ولّاه إسماعيل بن عبّاد الوزير إلى أن توفي ابن عبّاد، ثم عزل وصودر إلى أن عاد قابوس بن وشمكير، وقد كان نقض الجامع والمنارة وبناهما في أيام ابن عبّاد، وزاد في الجامع.(28/281)
- حرف الميم-
21- محمد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الله بْن عَبْدُوَيْه [1] .
أبو بَكْر الإصبهانيّ القِفّال.
تُوُفّي في صفر.
22- محمد بْن سهل بْن محمد بْن الحَسَن [2] .
أبو عُمَر الإصبهاني.
في جُمَادَى الآخرة.
23- محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن حَنَش [3] .
أبو سَعِيد الْجَوْزقيّ [4] الهَرَويّ التّاجر.
في شوّال.
24- محمد بْن يونس بن هاشم [5] .
أبو بَكْر العَيْن زَرْبيّ [6] المقرئ الإسكاف.
روى عَنْ: أَبِي عُمَر بْن فَضَالة، وأبي بَكْر الرَّبَعيّ، وأحمد بْن عَمْرو الدارانيّ.
وألف عدد الآي.
وعنه: أبو علي الأهوازي، وعبد العزيز الكتاني، والحسين بن مبشر المقرئ.
قال الكتاني: ثقة، مضى على سداد.
توفّي آخر السّنة.
__________
[1] لم يذكره أبو نعيم في (أخبار أصبهان) .
[2] لم يذكره أبو نعيم في (أخبار أصبهان) .
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
[4] الجوزقيّ: بفتح الجيم وسكون الواو وفتح الزاي وفي آخرها القاف. نسبة إلى جوزقين، أحدهما إلى جوزق نيسابور، والآخر إلى جوزق هراة. (الأنساب 3/ 365 و 367) .
[5] انظر عن (محمد بن يونس) في:
معجم البلدان 4/ 178، وغاية النهاية 2/ 289 رقم 3569.
[6] العين زربيّ: بفتح الزاي، وسكون الراء، وباء موحّدة، وألف مقصورة. نسبة إلى بلدة عين زربى بالثغر من نواحي المصّيصة.(28/282)
25- منصور الحاكم بأمر الله [1] .
أبو علي، صاحب مصر ابن العزيز نزار بْن المُعِزّ باللَّه العبيديّ.
كان جوادا سمحا، خبيثا ماكرًا، رديء الاعتقاد، سفّاكًا للدّماء، قتل عددًا كثيرًا مِن كُبِراء دولته صبْرًا.
وكان عجيب السّيرة، يخترع كلَّ وقت أمورًا وأحكامًا يحمل الرّعيَّة عليها.
فأمر بكتْب سَبّ الصّحابة عَلَى أبواب المساجد والشّوارع، وأمرَ العُمّال بالسّبّ في سنة خمس وتسعين وثلاثمائة [2] .
وأمر فيها بقتل الكلاب، فقُتِلَت عامّة الكلاب في مملكته [3] .
__________
[1] انظر عن (الحاكم بأمر الله) في:
تاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) 359- 363 وراجع فهرس الأعلام 499، والمنتظم 7/ 293- 300، وأخبار مصر لابن ميسّر 52، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 79، 80، والمغرب في حلى المغرب 49- 75، والكامل في التاريخ 9/ 316- 317، ووفيات الأعيان 5/ 292- 298، وتاريخ الزمان لابن العبري 73- 81، وتاريخ مختصر الدول 178- 180، والإنباء في تاريخ الخلفاء 186، وتاريخ الفارقيّ 116- 120، والمختصر في أخبار البشر 2/ 151، ونهاية الأرب (المخطوط) 28/ 52 وما بعدها، والعبر 3/ 4: 1- 106، وسير أعلام النبلاء 15/ 173- 184 رقم 70، ودول الإسلام 1/ 245، والإعلام بوفيات الأعلام 172، وتاريخ ابن الوردي 1/ 332، 333، والدرّة المضيّة 256- 312، والبيان المغرب 1/ 286 وما بعدها، والبداية والنهاية 12/ 9- 11، ومرآة الجنان 3/ 25، 26، وحياة الحيوان للدميري، وعيون الأخبار وفنون الآثار للداعي المطلق (السبع السادس) 248- 304، واتّعاظ الحنفا 2/ 3- 123، والمواعظ والاعتبار 2/ 285، وتاريخ ابن خلدون 4/ 56- 61، ومآثر الإنافة 1/ 322- 324، وصبح الأعشى 3/ 426- 427، والإنتصار لواسطة عقد الأمصار لابن دقماق 64، 68، 75، 78، 79، 81، 115، 120، 121، والروض المعطار 141، 450، 558، والجوهر الثمين 251، 252، والمؤنس 68، 69، وشرح رقم الحلل 129، 141، وتاريخ الخلفاء 415، وحسن المحاضرة 2/ 13، 14، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 197- 211، والنجوم الزاهرة 4/ 176- 196، وشذرات الذهب 3/ 192- 195، وأخبار الدول 191، 192.
[2] تاريخ الأنطاكي 256، تاريخ مختصر الدول 180، المغرب في حلى المغرب 51، وفيات الأعيان 5/ 293، الدّرّة المضيّة 279، المواعظ والاعتبار 2/ 286، النجوم الزاهرة 4/ 177، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 200.
[3] تاريخ الأنطاكي 258، المغرب في حلى المغرب 51، وفيات الأعيان 5/ 293، الدّرّة المضيّة 258 (حوادث سنة 386 هـ.) ، اتّعاظ الحنفا 2/ 56، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 199.
قال الأنطاكي: «وتقدّم بقتل سائر ما في مصر من الكلاب إلّا كلاب الصيد من أجل أنها تنبح(28/283)
وبَطَّل الفُقّاع [1] ، والمُلُوخيا [2] .
ونهي عَنْ السّمك الّذي لا قِشْر لَهُ، وظفر بمن باع ذَلِكَ فقتلهم [3] .
ونهى في سنة اثنتين وأربعمائة عن بيع الرّطب. ثمّ جمع منه شيئا عظيمًا فأحرق الكُلّ، ومنع مِن بيع العِنَب، وأباد كثيرا من الكروم [4] .
__________
[ () ] بالليل إذا عبر بالشوارع والطرقات، وذلك في شهر ربيع الأول سنة 395» .
وقال ابن أيبك الدواداريّ في: (الدّرّة المضيّة) : «ومنها أنّه أمر بقتل الكلاب، فلم يبق في مدّة أيامه كلب يرى. وقيل: أحصي عدّتهم فكانوا ثلاثين ألف كلب الذين قتلوا» .
[1] في: تاريخ الأنطاكي: «وأنكر التعرّض لشرب الفقّاع» . ومن هنا يتّضح أنّ الفقّاع شراب وليس طعاما. والأرجح أنه هو المعروف في مصر الآن ب «البوظة» ، وهو يصنع من الخبز الّذي يخمّر ويخلط بالماء ويترك مدّة يبيت حتى يتحلّل بالماء وتظهر له فقّاعات، ويشرب بوعاء يعرف ب «القرعة» .
[2] في: تاريخ الأنطاكي: «البقلة الملوكية» . (ص 256) .
[3] في تاريخ الأنطاكي: «وأنكر ... أكل الطلينس، وسائر السمك العديم القشر. وكان متى وجد أحد قد تعرّض لبيع شيء من ذلك أو لا يبتاعه عوقب وأشهر. وقلّ من نجا منهم من القتل» .
(256، 257) .
وقال ابن خلّكان: «ومنها أنه نهى عن بيع الفقّاع والملوخيا وكبب الترمس المتّخذة لها، والجرجير والسمكة التي لا قشر لها، وأمر بالتشديد في ذلك والمبالغة في تأديب من يتعرّض لشيء فيه، فظهر على جماعة أنهم باعوا أشياء منه، فضربوا بالسياط وطيف بهم، ثم ضربت أعناقهم» . (وفيات الأعيان 5/ 293) .
ويسمّى «المقريزي» السمكة «الدلنيس» ، فقال:
«وقرئ سجلّ في الأطعمة بالمنع من أكل الملوخية المحبّبة كانت لمعاوية بن أبي سفيان، والبقلة المسمّاة بالجرير المنسوبة إلى عائشة رضي الله عنها، والمتوكّلية المنسوبة إلى المتوكّل ... والمنع من أكل الدلنيس ... ولا يباع شيء من السمك بغير قشر ولا يصطاده أحد من الصيادين» . (اتعاظ الحنفا 2/ 53، 54) .
ولعلّ السمك المقصود هو السمك الحلزوني الّذي يشبه الثعبان.
[4] في تاريخ الأنطاكي 293: «وحذّر على الزبيب والعسل، ووضع اليد عليهما، وأخرجهما شيء بعد شيء، وبيع العسل خمسة أرطال فنازل، والعسل ثلاثة أرطال وما دونهما لمن يقتات منها، وأقيم مع البيّاعين لهم أمناء لمراعاة ذلك، فانتهى إليه أنهما يبتاعان ويعمل منهما المسكر المنهيّ عنه، فزاد في التحذّر عليهما ومنع من بيعهما جملة، ثم أمر بحرق الزبيب، وأحرق منه بمصر زهاء خمسة آلاف قنطرة، وعدّل وغرّق العسل أيضا، وأريق في النيل ومنع من جلبهما وإظهار شيء منهما في المستأنف، ولمّا أدرك العنب وأخذ الناس في ابتياعه واعتصاره سرّا أمر أيضاً بتغريقه في النيل، ومنع من بيعه وأكله» .
وقال المقريزي في (اتّعاظ الحنفا 2/ 9- 91 و 93) :
«ومنع من بيع العنب وألّا يتجاوز في بيعه أربعة أرطال، ومنع من اعتصاره، فبيع كل ثمانية أرطال بدرهم، وطرح كثير منه في الطرقات، وأمر بدوسه، ومنع من بيعه البتّة، وغرّق ما حمل(28/284)
وفيها أمر النّصارى بأنْ يحملوا في أعناقهم الصُّلْبان، وأن يكون طول الصليب ذراعًا، ووزنه خمسة أرطال بالمصريّ.
وأمر اليهود أن يحملوا في أعناقهم قَرَامي الخَشَبَ في زِنة الصُّلْبان، وأن يلبسوا العمائم السُّود ولا يَكْتَرُوا مِن مسلمٍ بهيمةً، وأن يدخلوا الحَمَّام بالصُّلْبان. ثمّ أفردت لهم حمّامات [1] .
__________
[ () ] منه في النيل، وبعث شاهدين إلى الجيزة فأخذ جميع ما على الكروم من الأعناب وطرحت تحت أرجل البقر لدوسه، وبعث بذلك إلى عدّة جهات. وتتّبع من يبيع العنب، واشتدّ الأمر فيه بحيث لم يستطع أحد بيعه، فاتّفق أن شيخا حمل خمرا له على حمار وهرب، فصدفه الحاكم عند قائلة النهار على جسر ضيّق، فقال له: من أين أقبلت؟ قال: من أرض الله الضيّقة. فقال: يا شيخ، أرض الله ضيّقة؟ فقال: لو لم تكن ضيّقة ما جمعتني وإيّاك على هذا الجسر، فضحك منه وتركه» .
وانظر: (الدّرّة المضيّة 275) .
[1] قال الأنطاكي في تاريخه- ص 295: «وتقدّم الحاكم لثمان خلون من شهر ربيع الآخر في يوم الجمعة سنة ثلاث وأربعمائة أن تلبس النصارى واليهود دون الخيابرة طيالسة سود حالكة وعمائم سود، ويعلّقون في أعناقهم صلبان خشب مضافا إلى الزّنّار وألّا يركبوا الخيل، ويركبوا بركب خشب وسروج ولجم من سيور سود، لا يرى عليها شيء من الحلية، وأثر فضّة، ولا يستخدموا مسلما، فأخذوا بذلك في سائر أعمال مملكته، ولبسوا صلبانا طولها فتر، وغيّرها عليهم بعد شهر، وجعلها قدر شبر في شبر.
... ومن العجب العجيب أنه كان قد أمر في صفر سنة اثنتين (!) وأربعمائة ألّا يظهر صليب، ولا يقع عليه عين، ولا يضرب بناقوس، فنزعت الصلبان من الكنائس وطمس آثارها من ظاهر البيع والكنائس والهياكل. ثم أمر في هذا الوقت بإظهار الصليب هذا الظهور، ولم يكن اليهود لبسوا مع الغيار السواد شيئا من الخشب، فنودي فيهم في الحال، أن يعلّقوا في رقابهم أيضا أكر خشب من خمسة أرطال إشارة إلى رأس العجل الّذي عبدوه سالفا. وتهدّد النصارى وفزّعهم، وكثرت الأراجيف والشناعات فيهم، فأسلم كثير من شيوخ الكتّاب والمتصرّفين وغيرهم من النصارى، وتبعهم خلق كثير من عوامّهم، وأسلم أيضا جماعة من اليهود، وتزايدت الأراجيف فيمن بقي من النصارى لم يسلم، ونودي عليهم بأن تقطّع أعضاؤه، ويباح للعبيد والأولياء ماله وعياله. وأوقع الطلب والتوكّل على من يغيب ... » .
وقال المقريزي: «وأمر النصارى- إلّا الحبابرة- بلبس العمائم السود والطيالسة السود، وأن يعلّق النصارى في أعناقهم صلبان الخشب، ويكون ركب سروجهم من خشب، ولا يركب أحد منهم خيلا. وأنهم يركبون البغال والحمير، وألّا يركبوا السروج واللّجم محلّاة، وأن تكون سروجهم ولجمهم بسيور سود، وأنهم يشدّون الزنانير على أوساطهم، ولا يستعملون مسلما، ولا يشترون عبدا ولا أمة، وأذن للناس في البحث عنهم وتتبّع آثارهم في ذلك ... » . (اتّعاظ الحنفا 2/ 93، 94) .
وانظر: الدرّة المضيّة 286.(28/285)
وفي العام أمر بهدم الكنيسة المعروفة بقُمَامة، وبهدْم جميع كنائس مصر، فأسلم طائفة منهم [1] .
ثمّ إنّه نهي عن تقبيل الأرض لَهُ، وعند الدعاء لَهُ في الخطْبة، وفي الكُتُب، وجعل عوض ذَلِكَ السّلام عَليْهِ [2] .
[إنكار ابن باديس عَلَى الحاكم بأمر الله]
وقيل إنّ ابن باديس أرسل يُنْكر عَليْهِ أمورًا، فأراد استمالته، فأظهر التَّفَقُّه، وحمل في كُمّه الدّفاتر، وطلب إِليْهِ فقيهين، وأمرهما بتدريس مذهب مالك في الجامع.
ثمّ بدا لَهُ فقتلهما صبْرا.
وأذن للنَّصارى الّذين أكرههم في الرّجوع إلى الشّرك [3] .
__________
[1] انظر: تاريخ الأنطاكي 296- 299، وتاريخ الزمان 76، 77، ووفيات الأعيان 5/ 294، واتّعاظ الحنفا 2/ 94، 95، والمواعظ والاعتبار 2/ 288، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 198.
[2] قال الأنطاكي في تاريخه- ص 300: «ومنع الحاكم في رجب سنة 403 عن تقبيل التراب بين يديه وبوس اليد والارتماء بالسجود له إلى الأرض، وعن مخاطبته بمولانا، وأن تكون المخاطبة والسلام عليه مقصورا على أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته» .
وقال المقريزي: «وفي رجب قرئ سجلّ بمنع الناس من تقبيل الأرض للحاكم، وبمنعهم من تقبيل ركابه ويده عند السلام عليه في المواكب، والانتهاء عن التخلّق بأخلاق أهل الشرك من الانحناء إلى الأرض فإنه صنيع الروم، وأمروا أن يكون السلام عليه (السلام على أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته) ، ونهوا عن الصلاة عليه في المكاتبة والمخاطبة، وأن تكون مكاتبتهم في رقاعهم والمخاطبة، ومراسلاتهم بإنهاء الحال، ويقتصر في الدعاء على (سلام الله وتحياته وتوالي بركاته على أمير المؤمنين) ، ويدعى له بما سبق من الدعاء لا غير» . (اتّعاظ الحنفا 2/ 96) .
وانظر: وفيات الأعيان 5/ 294.
[3] وكان ذلك في سنة 411 هـ. أي بعد تسع سنين من إكراههم على الإسلام، قال الأنطاكي:
«ولما تسامح الحاكم بعمارة الكنائس وتجديدها وردّ أوقافها لقيه جماعة من النصارى الذين كانوا أسلموا في وقت الاضطهاد وطرحوا أنفسهم عليه بين يديه وهم مسترسلون للموت، وقالوا له: إنّ الّذي دخلنا فيه من التظاهر بدين الإسلام لم يكن باختيارنا ولا برغبة منّا، فنحن نسأل أن تأمرنا بالعود إلى ديننا إن رأيت ذلك، أو تأمر بقتلنا، فأمرهم للوقت بلباس الزنانير ولباس السواد وحمل الصلبان، وكان كلّ منهم قد أعدّ عدّة غيار ثيابه، وتقدّم إلى أصحاب الشرطة بحفظهم وكفّ كل أحد عن التعرّض لهم، فكثر الراغبون إليه في ذلك حتى صاروا يلقونه أفواجا أفواجا، وكان يطلق ذلك لهم، فعاد منهم عدد كثير، وتوقفت الرؤساء والصدور منهم عن الرجوع إلى ديانتهم حذرا على نفوسهم من أن يكون إجابة الحاكم لمن فسح له في(28/286)
وفي سنة أربع وأربعمائة نفي المنجّمين مِن البلاد [1] .
ومنع النساء مِن الخروج في الطُّرُق ليلًا ونهارًا، ونهي عَنْ عمل الخفاف لهنّ. فلم يزلن ممنوعات سبْع سنين وسبعة أشهر حتّى مات [2] .
__________
[ () ] ذلك على سبيل الحيلة عليهم والخديعة لهم، لاستكشافه ما في ضمائرهم، وظنّا منهم أنه يتتبّعهم فيما بعد ويأتي عليهم، فعاجلته المنيّة، وكفي الذين رجعوا منهم إلى النصرانية ما كان أولئك يحاذرونه، وبقي كلّ من الفريقين على حاله» . (تاريخ الأنطاكي 357، 358) .
[1] قال الأنطاكي: «وتقدّم في المحرّم سنة أربع وأربعمائة بنفي سائر المنجّمين وأصحاب الأحكام، فتجمّعوا بأسرهم واستغاثوا إليه، فاستتابهم واستحلفهم ألّا يتعرّضوا لعلم أحكام النجوم ولا يباشروها، ولا ينظروا فيه، ومن كان منهم له عليه رزق أجراه عليه ولم يمنعه إيّاه» .
(تاريخ الأنطاكي 304) .
[2] قال الأنطاكي: «وأمر الحاكم بلزوم النساء منازلهنّ، ومنع من خروج الحرائر منهنّ والإماء من الشابّات والعجائز إلى الطريق، والظهور بوجه من الوجوه، وحذّر عليهنّ في ذلك أشدّ تحذيرا (!) ، وإذا دعت الضرورة إلى حضور غاسلة أو قابلة لمن تلد أو تموت أو غيرهما، ممن تسافر وتضطر الخروج من منزلها، استؤذن في ذلك برقعة ترفع إليه، فيوقّع على ظهرها بخطّه إلى متولّي الشرطة، فيندب من يثق به إلى أن تخرج المرأة المستطلعة من موضعها فيوصلها إلى حيث مقصدها، ولم يزلن محصورات على هذه الصفة إلى سنة تسع وأربعمائة» . (تاريخ الأنطاكي 7- 3) .
وجاء في (المغرب في حلى المغرب) - ص 64: «وأمر بمنع النساء من الخروج ليلا ونهارا، ثم أباح الخروج منهم للنسوة المتظلّمات إلى مجلس الحاكم، والخارجات إلى الحج، وغيره من الأسفار، والإماء اللواتي يبعن في سوق الرقيق، والعجائز الضعاف ممن يضطر إلى نقل الماء من المصانع، والنسوة اللائي يجتمعن إلى أقاربهنّ دون الغرباء في زقاق على شريطة متستّرات ليلا والرجوع على حالهنّ وآلتهنّ ومن وقتهنّ ومثل ذلك في المآتم، والنسوة الواردات إلى مصر في البر والبحر، والعجائز الغسّالات، والأرامل اللائي يبعن الغزل والأكسية، والضعاف من أهل المسكنة والمسألة والإماء المزيّنات، والقبائل بعد معرفة الحاجة إليهنّ» .
وقال ابن العبري: «ومنع النساء عن الخروج من بيوتهن وقتل من خرج منهنّ، فشكى إليه من لا قيّم لها يقوم بأمرها، فأمر الناس أن يحملوا كلّما يباع في الأسواق إلى الدروب ويبيعوه على النساء، وأمر من يبيع أن يكون معه شبه المغرفة بساعد طويل يمدّه إلى المرأة وهي من وراء الباب وفيه ما تشتريه، فإذا رضيته وضعت الثمن في المغرفة وأخذت ما فيها لئلّا يراها. فنال الناس من ذلك شدّة عظيمة» . (تاريخ مختصر الدول 180) .
وقال في (تاريخ الزمان 78) : «حرّج الحاكم خليفة مصر على المرأة الخروج من بيتها والإشراف من الباب أو من النافذة والسطح على الغادين والرائحين. ونهى السكافين أن يخيطوا أحذية نسائية. وقد ساقه إلى ذلك اطّلاعه على فواحش المصريات وخلاعتهنّ. وتذرّع في أول الأمر بعجائز اتخذهنّ جاسوسات ينسبن ويدخلن البيوت ويطّلعن على أسرار النساء ويخبرنه عنهنّ وعمّن يختلف إليهنّ. وكان الحاكم يبعث حاجبه مع الجنود إلى بيت كائن من كان من الأعيان أو العامّة، فيقولون له: أخرج لنا فلانة، ويسمّون اسمها امرأة أو أختا أو بنتا ويمضون بها إليه. وكان إذا اجتمع عنده خمس أو عشر منهنّ أمر بإغراقهنّ في نهر النيل. ومن ثم(28/287)
ثمّ إنّه بعد مدّة أمر ببناء ما كَانَ أمر بهدْمه مِن الكنائس، وارتدّ طائفةٌ ممّن أسلم منهم [1] .
وكان أَبُوهُ قد ابتدأ الجامع الكبير بالقاهرة، فتمّمه هُوَ [2] . وكان عَلَى بنائه ونظره الحافظ عَبْد الغنيّ بْن سَعِيد [3] .
وكان الحاكم يفعل الشَّيءَ ونقيضه.
خرج عَليْهِ أبو رَكْوة الوليد بْن هشام [4] العثمانيّ الأُمويّ الأندلسيّ بنواحي بَرْقَة، فمال إِليْهِ خلْقٌ عظيم، فجهّز الحاكم لحربه جيشًا، فانتصر عليهم أبو رَكْوَة ومَلَك. ثمّ تكاثروا عَليْهِ وأسروه.
ويُقال: إنّه قُتِل مِن أصحابه مقدار سبعين ألفًا. وحُمِل إلى الحاكم فذبحه في سنة سبْعٍ وتسعين [5] .
وكان مولد الحاكم في سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، وكان يُحبّ العُزْلة، ويركب علي بهيمةٍ وحده في الأسواق، ويقيم الحسبة بنفسه [6] .
__________
[ () ] افتضحت أسرار العواهر المصريات وأمسين هدفا للعار والشنار ووقع رعب الحاكم على الرجال والنساء أكثر من فرعون» .
وأورد «ابن الجوزي» حكاية طريفة عن ذلك في (المنتظم 7/ 269- 270) وانظر: وفيات الأعيان 5/ 294، واتّعاظ الحنفا 2/ 102، 103، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 199.
[1] تقدّم هذا الخبر قبل قليل.
[2] وهو الجامع الأزهر المعمور بذكر الله. قال الأنطاكي: «وكان للملكيّة الروم حارة بالقاهرة يسكنون بها، فأخرجوا منها، وهدم ما كان لهم فيها من المنازل، مع كنيستين كانتا بها، وعملت جميع الحارة مسجدا واحدا، وسمّاه الأزهر» (تاريخ الأنطاكي 253) .
[3] هو الأزدي المصري المتوفى سنة 409 هـ. وقد تقدّمت ترجمته في الجزء السابق.
[4] هو: الوليد بن هشام بن عبد الملك بن عبد الرحمن الأموي، ويكنى أبا ركوة لركوة كان يحملها في أسفاره على طريقة الصوفية. (الكامل في التاريخ 9/ 197) .
[5] انظر عن أبي ركوة في:
تاريخ الأنطاكي 259- 268، والمغرب في حلى المغرب 57 و 71، والمنتظم 7/ 233، 234، والكامل في التاريخ 9/ 197- 203، والمختصر في أخبار البشر 2/ 138، والبيان المغرب 1/ 257، 258، ودول الإسلام 1/ 238، والعبر 3/ 62، 63، وذيل تاريخ دمشق 64- 66، والبداية والنهاية 11/ 337، وتاريخ ابن خلدون 4/ 58، 59، واتّعاظ الحنفا 2/ 60- 66، والمواعظ والاعتبار 4/ 70، والنجوم الزاهرة 4/ 215- 217.
[6] انظر: تاريخ الأنطاكي 329، واتّعاظ الحنفا 2/ 107- 110.(28/288)
وكَانَ خبيث الاعتقاد، مضطّرب العقل، يقال إنّه أراد أن يدّعي الإلهيّة، وشَرَع في ذَلِكَ، فكلّمه أعيان دولته وخوَّفوه بخروج النّاس كلّهم عَليْهِ، فانتهى [1] .
واتّفق إنّه خرج ليلة في شوّال سنة إحدى عشرة مِن القصر إلى ظاهر القاهرة، فطاف ليلته كلَّها. ثمّ أصبح فتوجَّه إلى شرقيّ حُلْوان ومعه رِكابيّان، فردّ أحدهما مَعَ تسعةٍ مِن العرب السّويديّين، ثمّ أمر الآخر بالانصراف، فذكر هذا الرّكابيّ أنّه فارقه عند قبر القُضَاعيّ والقَصَبَة، فكان آخر العهد بِهِ [2] .
وخرج النّاس عَلَى رَسْمهم يلتمسون رجوعَه، ومعهم دوابّ الموكب والجنائب، ففعلوا ذَلِكَ جمعةً. ثمّ خرج في ثاني يوم مِن ذي القعدة مظفّر صاحب المظلّة، ونسيم، وابن نشتكين، وطائفة، فبلغوا دير القُصَيْر، ثمّ إنهم أمعنوا في الدّخول في الجبل، فبينا هُمْ كذلك إذْ أبصروا حمارَه الأشهب المدعو بالقمر، وقد ضُربت يداه فأثَّر فيهما الضَّرْبُ، وعليه سَرْجه ولجامه. فتبعوا أثَر الحمار، فإذا أثر راجلٍ خلفه وراجل قدّامه. فلم يزالوا يقصُّون الأثر حتّى انتهوا إلى البركة الّتي في شرق حُلْوان، فنزل رجلٌ إليها، فوجد فيها ثيابه وهي سبْع جِباب، فوُجدت مزرَّدة لم تُحَلّ أزرارها، وفيها آثار السّكاكين، فلم يشكّوا في
__________
[1] انظر: تاريخ الأنطاكي 335، 336، وعيون الأخبار وفنون الآثار (السبع السادس) 292.
[2] وجاء في (تاريخ الأنطاكي 360) : «وكان يعدل أيضا إلى ديارات جدّدها اليعاقبة في ناحية القرافة، وإذا أراد الدخول إلى الجبل والطلوع إلى دير القصير أو غيره من الديارات تتأخّر الركابية عنه في الموضع المعروف بالقرافة وإلى الساقية، ويمضي وحده. وفي بعض الأيام جرى في ذلك على سالف عادته وتبعه صبيّ ركابيّ كان اصطنعه، يعرف بالقرافيّ، وأبعدا جميعا في الجبل، فلقيه (سبع) (!) نفر من البادية والتمسوا منه صلة بجفاء في القول وغلظ في اللفظ، وفرية وشتيمة، فقال لهم: ما معي في هذا الموضع ما أدفعه لكم، لكنني أنفذكم إلى متولّي بيت المال العميد المحسن ابن بدواس ليدفع إليكم خمسة آلاف درهم. فقالوا: ما نمضي إليه لأنه لا يدفع لنا شيئا، وتردّد الخطاب بينهم وبينه، فالتمسوا منه أن ينفذ معهم القرافيّ الركابيّ لينجز لهم المطلق، وسار مع القرافيّ أربعة نفر منهم، وتخلّف الثلاثة الباقون في الطريق، وقبض أولئك الأربعة الجملة التي رسم دفعها لهم، وعاد القرافيّ يلتمس الحاكم، فأبطأ عليه عودته، فلما طال انتظاره له في الموضع الّذي جرت عادته بموافاته إليه ساء ظنّه، ودار الجبل يطلبه، فألقى (!) سائحا وسأله عنه، وذكر له صفته وصفة الحمار الّذي هو راكبه، فأعلمه أنه شاهد في طريقه حمارا معرقبا، وساقه إلى الموضع حتى شاهد الحمار الّذي كان معرقبا كما ذكر له» .(28/289)
قتله [1] ، مَعَ أنّ طائفةً مِن المتغالين في حُبّه مِن الحمقى الحاكميّة يعتقدون حياته، وأنه لا بدّ أن يظهر، ويحلفون بغيبة الحاكم.
ويقال: إنّ أخته دَسَّتْ عَليْهِ مَن قتله لأمورٍ بدت منه كما تقدّم.
وحُلوان: قرية نَزِهةٌ عَلَى خمسة أميال مِن مصر، كَانَ يسكنها عَبْد العزيز بن مروان، فولد له بها عُمَر رحمة الله.
وقد مّر في الحوادث بعض أمره.
__________
[1] انظر: تاريخ الأنطاكي 361، والكامل في التاريخ 9/ 314- 317، وتاريخ الزمان 79- 91، وسير أعلام النبلاء 15/ 181- 183، والدّرّة المضيّة 299، 301، ومرآة الجنان 3/ 26، والبداية والنهاية 12/ 10، 11، وشذرات الذهب 3/ 193، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 209، 210.(28/290)
سنة اثنتي عشرة وأربعمائة
- حرف الألف-
26- أحمد بْن الحسين بْن جَعْفَر [1] .
أبو الحَسَن المصريّ النُّحاليّ العطّار.
سَمِعَ: أحمد بْن الحَسَن بْن عُتْبة الرّازيّ، وغيره.
قَالَ أبو إِسْحَاق الحبّال: تُوُفّي في حادي عشر شَعْبان. ووُلِد في سنة سَبْعٍ وثلاثين في رمضانها. وما أُقدم عَليْهِ مِن شيوخي أحدًا في الثّقة، وجميع الخِصال الّتي اجتمعتْ فيه.
27- أحمد بن عبد الخالق بْن سُوَيد الأنصاريّ البغداديّ [2] .
خال أَبِي محمد الخلال الحافظ.
سَمِعَ مِن أَبِي بَكْر النّجّاد جزءًا.
روى عَنْهُ: ابن أخيه ووثَّقه، وقال: كان حيّا في سنة اثنتي عشرة وأربعمائة هذه.
28- أحمد بْن عُمَر بْن القاسم بْن بشْر [3] .
أبو الحسين البغداديّ، عُرف بابن عُدَيْسَة.
حدَّث عَنْ: عليّ السُّتُوريّ، وعثمان بْن السّمّاك.
قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة. وقيل لي إنّه كَانَ يحفظ عَنْ الصَّفّار حديثًا.
لم أسمع منه شيئا.
__________
[1] لم أقف على مصدر لترجمته.
[2] انظر عن (أحمد بن عبد الخالق) في:
تاريخ بغداد 4/ 269 رقم 2013.
[3] انظر عن (أحمد بن عمر) في:
تاريخ بغداد 4/ 294 رقم 2057.(28/291)
29- أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بْن حفص بْن الخليل الأنصاري [1] .
الحافظ أبو سعْد [2] الهَرَويّ المالِينيّ الصُّوفيّ الصّالح طاووس الفُقَراء [3] .
سَمِعَ بخُراسان، والعراق، والشّام، ومصر، والنّواحي.
وحدَّث عَنْ: محمد بْن عَبْد الله السَّليطيّ، وأبي أحمد بْن عديّ، وأبي عَمْرو بْن بجير، وأبي الشّيخ، وأبي بَكْر الإسماعيليّ، وعبد العزيز بْن هارون البصْري، وأبي بَكْر القَطِيَعيّ، والحسن بْن رشيق العسكريّ، ويوسف المَيَانِجِيّ، والفضل بْن جعفر المؤذّن، ومحمد بْن أحمد بْن عليّ بْن النُّعْمان الرّمليّ، وخلْق كثير.
وكَتَبَ مِن الكُتُب الطوال ما لم يكن عند غيره.
قَالَ الخطيب [4] : كَانَ ثقة متقنًا صالحًا.
روى عَنْهُ: أبو حازم العَبْدويّ، والحافظ عَبْد الغنيّ، وتمّام الرّازيّ وهما
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن أحمد الهروي الماليني) في:
الروض البسّام (المقدّمة) 16 رقم 19، وتاريخ جرجان للسهمي 124 رقم 112، وفيه:
«أحمد بن محمد بن الخليل بن حفص الماليني الهروي» ، وتاريخ بغداد 4/ 371، 372، رقم 2243، والسابق واللاحق 159، ومسند الشهاب للقضاعي 1/ رقم 298، و 335 و 377 و 387 و 569 و 600، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 3/ 168، 169 و 36/ 373 و 37/ 288 و 40/ 301، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 443، 444، ومعجم البلدان 5/ 44، واللباب 3/ 155، والكامل في التاريخ 9/ 325، والتقييد لابن النقطة 168، 169 رقم 186، والمنتظم 8/ 3 رقم 1، والمنتخب من السياق 89 رقم 193، والعبر 3/ 107، وسير أعلام النبلاء 17/ 301- 303 رقم 183، وتذكرة الحفاظ 3/ 1070، والمعين في طبقات المحدّثين 122 رقم 1355، والإعلام بوفيات الأعلام 173، والوافي بالوفيات 7/ 330، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 59، 60، والبداية والنهاية 12/ 11، والنجوم الزاهرة 4/ 256، وطبقات الحفاظ 417، وحسن المحاضرة 1/ 353، وشذرات الذهب 3/ 195، وكشف الظنون 53، وهدية العارفين 1/ 72، وديوان الإسلام 4/ 175، 176 رقم 1901، والرسالة المستطرفة 76، والأعلام 1/ 211، ومعجم المؤلّفين 2/ 71، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 384- 386 رقم 200، ومعجم طبقات الحفّاظ 57، 58 رقم 943، وتاريخ التراث العربيّ 2/ 503 رقم 54.
[2] في: هدية العارفين: «أبو سعيد» .
[3] في: النجوم الزاهرة: «طاووس الفقهاء» .
[4] في تاريخ بغداد 4/ 371.(28/292)
أكبر منه، وأبو بَكْر البَيْهقيّ، وأبو نصر عُبَيْد الله بْن سَعِيد السجْزيّ، وعبد الرَّحْمَن بن منده، وأحمد بن عبد الرحمن الذكواني، وأبو عَبْد الله القُضَاعيّ، ومحمد بْن أحمد بن شبيب الكاغديّ، وأبو الحسن الخلعيّ، والحسين بْن طلحة النعَاليّ، وآخرون.
قَالَ حمزة السَّهميّ في «تاريخ جُرْجان» [1] إنّ الماليني دخل جُرْجان في سنة أربع وستّين وثلاثمائة، ورحل رحلات كثيرة إلى إصبهان، وإلى العراق، والشّام، ومصر، والحجاز، وخُراسان، وما وراء النَّهر.
ومات بمصر في سنة تسع وأربعمائة [2] .
قلتُ: وَهِمَ في وفاته.
اخبرنا أبو الحسين اليُونينيّ: أَنَا أبو الفضل الهمْدانيّ، أَنَا السلفيّ، أَنَا المبارك بْن عَبْد الجبّار: سمعتُ عَبْد العزيز بْن عليّ الأَزَجيّ يَقُولُ: أخذت من أَبِي سعد المالينيّ أجرة النَّسْخ والمقابلة خمسين دينارًا في دفعةٍ واحدة. رواها أبو القاسم بْن عساكر [3] في تاريخه، بالإجازة عَنْ السَّلَفيّ.
وقال أبو إِسْحَاق الحبّال: تُوُفّي أبو سعْد المالينيّ يوم الثّلاثاء السّابع عشر مِن شوّال سنة اثنتى عشرة.
وذكره ابن الصّلاح في «طبقات الشّافعيّة» [4] .
__________
[1] ص 124.
[2] وزاد السّهميّ: «وآخر دخوله جرجان راجعا من خراسان سألته أن يقيم بجرجان فأبى وحمل جميع كتبه التي كانت عندي وديعة من سماعاته بجرجان ورأى كتابي هذا فاستحسنه وسألني أن أكتب اسمه في هذا الكتاب فأثبت اسمه فيه لما كان بيني وبينه من الصداقة والصحبة القديمة بجرجان ونيسابور والعراق ومصر، وخرج من جرجان سنة سبع وأربعمائة إلى أصبهان والعراق والشام» . (تاريخ جرجان 124) .
[3] في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 3/ 168، 169.
[4] وقال عبد الغافر الفارسيّ: «من جملة المشايخ المذكورين بالفضائل الكثيرة من العبادة والتصوّف، وجمع الأحاديث والحكايات الكثيرة والتصنيف فيها. حجّ حجّات وطاف في البلاط. قدم نيسابور سنة ست وأربع مائة، وروى الأحاديث وسمع منه الطبقة ومما رأيت من(28/293)
30- أحمد بن محمد بن أحمد بْن أَبِي مُسْلِم [1] .
أبو طاهر البغداديّ، أخو أبي أحمد الفرضيّ.
سكن البصرة، وحدّث عَنْ: عثمان بْن السّمّاك، والنجاد.
قَالَ الخطيب: أدركته حيّا سنة اثنتى عشرة، وكان صدوقًا، لم يُقْضَ لي السَّماع منه.
وتأخرّ بعد ذَلِكَ مدّة.
31- أحمد بْن محمد بْن بَطّال بْن وهْب [2] .
أبو القاسم التَّيْميّ [3] اللورقيّ.
رحل مَعَ أبيه، ولقى أبا بَكْر الآجُرّيّ.
وكان معتنيا بالعلم، مشاورًا ببلده.
32- أحمد بْن محمد بْن مالك [4] .
أبو الفضل الهَرَويّ: البزاز.
رَجُل صالح.
سَمِعَ: أبا عليّ الرّفّاء.
وببغداد: أبا بحر محمد بْن كوثر.
روى عنه: شيخ الإسلام.
33- أحمد بْن إِسْحَاق [5] .
أبو سَعِيد الهَرَويّ الملحيّ.
توفّي في ربيع الأوّل.
__________
[ () ] مجموعاته أحاديث الأربعين لمشايخ الصوفية ذكر فيه رواية كل واحد منهم» . (المنتخب من السياق 89) .
وقال ابن الأثير: «وهو من المكثرين في الحديث» . (الكامل في التاريخ 9/ 325) .
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 4/ 372 رقم 2244.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن بطّال) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 32 رقم 64.
[3] في الصلة: «التميمي» .
[4] لم أقف على مصدر لترجمته.
[5] لم أقف على مصدر لترجمته.(28/294)
34- أحمد بْن محمد بْن جعفر [1] .
أبو عَبْد الله المذكَّر.
35- إبراهيم بْن سَعِيد [2] .
أبو إِسْحَاق الواسطيّ الرّفاعيّ المقرئ الضّرير.
أخذ العربيّة عَنْ: أَبِي سَعِيد السيرافيّ.
والقراءات عن جماعة.
وحدّث عن: عبد الغفّار الحضينيّ.
روى عَنْهُ: أبو غالب محمد بْن أحمد بْن سهل بْن بِشْران [3] .
وكان شيخ النّاس بواسط في القراءات والآدب.
والرّفاعيّ: بالفاء.
- حرف الحاء-
36- الحَسَن بْن الحُسين بْن رامين [4] .
القاضي أبو محمد الإستْراباذيّ.
نزل بغداد، وحدَّث عَنْ: خَلَف بْن محمد الخيّام، وبِشْر بْن أحمد الأسفرايينيّ، وعبد الله بْن عَدِي الحافظ، وأبي بَكْر القَطِيَعيّ، وإسماعيل بْن نُجَيْد، والقاضي يوسف بْن القاسم المَيَانِجِيّ.
ورحل إلى خُراسان، والعراق، والشّام في الصَّبا.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر الخطيب، وعبد الواحد بْن عُلْوان بْن عَقيل، وطاهر بْن أحمد الفارسيّ نزيل دمشق.
قَالَ الخطيب [5] : كَانَ صدوقًا فاضلًا صالحًا. وكان يفهم الكلام عَلَى مذهب الأشْعري، والفِقْه عَلَى مذهب الشّافعيّ.
__________
[1] لم أقف على مصدر لترجمته.
[2] انظر عن (إبراهيم بن سعيد) في:
غاية النهاية 1/ 15 رقم 56.
[3] وقال ابن الجزريّ: قرأ عليه أبو علي غلام الهرّاس سنة أربع وتسعين وثلاثمائة.
[4] انظر عن (الحسن بن الحسين) في:
تاريخ بغداد 7/ 300 رقم 3811، والمنتظم 8/ 3 رقم 2، والبداية والنهاية 12/ 11.
[5] في تاريخه.(28/295)
37- الحَسَن بْن منصور [1] .
الوزير ذو السّعادتين أبو غالب السّيرافيّ.
مولده سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة.
وتصرّف بالأهواز، وخرج إلى شيراز، وصحبَ فَخْرَ المُلْك فاستخلفه ببغداد.
ثمّ توجّه إلى فارس للنّظر في الممالك بحضرة سلطان الدّولة بْن فنّاخسْرُو، وخلف الوزير جعفر بْن محمد. فلمّا قبض السّلطان عَلَى جعفر ولاه الوزارة.
وفي آخر أمره وقع خُلْفٌ بين الجيش، فقتلوا أبا غالب في صفر.
38- الحسين بْن عُمَر بْن بُرهان [2] .
أبو عَبْد الله البغداديّ الغزّال البزّاز.
سَمِعَ: إسماعيل الصّفّار، وعليّ بْن إدريس الستُّوريّ، ومحمد بْن عَمْرو بْن البَخْتَرِيّ، وعثمان بْن السّمّاك.
قَالَ الخطيب [3] : كتبتُ عَنْهُ، وكان ثقة صالحًا. مات في ذي الحجّة.
قلت: روى عَنْهُ: طِراد الزَّيْنَبيّ، وأبو بَكْر البَيْهَقيّ.
38- (مكرّر) - الحسين بْن محمد بْن أحمد بْن الحارث [4] .
أبو عَبْد الله التّميميّ المؤدب.
حَدَّثَنَا عَنْ عثمان بْن السّمّاك بأحاديثه. لم يكن بحُجّة. قاله أبو بكر الخطيب [5] .
__________
[1] انظر عن (الحسن بن منصور) في:
المنتظم 8/ 3 رقم 3، البداية والنهاية 12/ 11.
[2] انظر عن (الحسين بن عمر بن برهان) في:
السابق واللاحق للخطيب البغدادي 131، وتاريخ بغداد 8/ 82، 83، والمنتظم 8/ 4 رقم 4 وفيه: «الحسين بن عمرو» ، والعبر 3/ 108، وسير أعلام النبلاء 17/ 265 رقم 161، والبداية والنهاية 12/ 12 وفيه: «الحسين بن عمرو» ، وشذرات الذهب 3/ 195.
[3] في تاريخ بغداد 8/ 82.
[4] انظر عن (الحسين بن محمد) في: تاريخ بغداد 8/ 105 رقم 4219.
[5] عبارة الخطيب: «حدّث عن أبي عمرو بن السمّاك أحاديث مستقيمة، وعن محمد بن الحسن ابن زياد النقاش أحاديث باطلة، كتبت عنه ولم أر له أصلًا، وإنما كان يروي من فروع كتبها بخطه وليس بمحل الحجّة» .(28/296)
- حرف السين-
39- سهل بْن محمد [1] .
أبو بِشْر السجْزيّ.
تُوُفّي بِسِجِسْتان.
- حرف الصاد-
40- صاعد بْن أحمد بْن محمد بْن عليّ بْن حبيب [2] .
أبو سهل التّميميّ الأديب.
تُوُفّي بهَرَاة في رجب.
41- صاعد بْن محمد بْن محمد بْن فَيّاض [3] .
أبو دُلَف الفَرَضيّ الهَرَويّ.
- حرف العين-
42- عَبْد الله بْن الحَسَن بْن محمد [4] .
أبو محمد الكَلاعيّ [5] الحمصيّ البزّاز. والد عَبْد الرّزّاق.
روى عَنْ: الحسين بْن خالوَيْه.
وعنه: الكتّانيّ، والأهوازيّ.
43- عَبْد الله بْن سَعِيد الأزْديّ المصريّ [6] .
أبو القاسم، أخو الحافظ عَبْد الغنيّ.
تُوُفّي يوم عاشوراء.
__________
[1] لم أقف على مصدر لترجمته.
[2] لم أقف على مصدر لترجمته.
[3] لم أقف على مصدر لترجمته.
[4] انظر عن (عبد الله بن الحسن) في:
تاريخ مولد العلماء ووفاتهم لسليمان بن زبر (مخطوط) ورقة 124، وتاريخ دمشق (عبد الله بن جابر- عبد الله بن زيد) ص 178، 179 رقم 242، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 368.
[5] الكلاعي: بفتح الكاف. نسبة إلى قبيلة يقال لها: كلاع، نزلت الشام، وأكثرهم نزل حمص.
(الأنساب 10/ 514) .
[6] لم أقف على مصدر لترجمته.(28/297)
عنده عَنْ: إسماعيل بْن الْجَراب، وغيره.
44- عَبْد الله بن عبد الله بن زاذان القَزْوينيّ [1] .
سَمِعَ مِن: أبي الحَسَن عليّ بْن إبراهيم القطّان، ومَيْسَرة بْن عليّ.
وبالرَّيّ مِن: محمد بْن إبراهيم بْن يونس.
وبالدينَوَر مِن: ابن السُّنّيّ.
وببغداد مِن: أَبِي بَكْر القَطِيَعيّ.
وحدَّث.
45- عَبْد الله بْن عُمَر بْن عَبْد العزيز [2] .
أو أحمد الكرجيّ [3] الأصبهانيّ السّكّريّ.
حدّث عَنْ: عَبْد الله بْن فارس، وعبد الله بْن الحَسَن بْن بُنْدار المَدينيّ، ومحمد بن محمد بن عبد الله المقرئ.
وعنه: عبد الرحمن بن منده، والقاسم بن الفضل الثقفي.
توفّي في رجب.
ومولده سنة ثلاثين وثلاثمائة.
46- عبد الجبار بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الجراح بن الجنيد بن هشام بن المرزبان [4] .
أبو محمد الجراحي المرزبانيّ، راوي «جامع التّرمذيّ» ، عن أبي العبّاس
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن عبد الله القزويني) في:
التدوين في أخبار قزوين 3/ 232، 233، وفيه: عبد الله بن عمر بن عبد الله بن زاذان أبو محمد الزاذاني، من الفقهاء الكاملين، أقام ببغداد متفقّها سنين.
[2] انظر عن (عبد الله بن عمر) في:
سير أعلام النبلاء 17/ 253 وذكره دون ترجمة.
[3] الكرجي: بفتح الكاف والراء وفي آخرها الجيم، نسبة إلى الكرج، وهي بلدة من بلاد الجبل بين أصبهان وهمذان. (الأنساب 10/ 379) .
[4] انظر عن (عبد الجبّار بن محمد) في:
الأنساب لابن السمعاني 3/ 214، واللباب لابن الأثير 1/ 268، والعبر 3/ 108، والمعين في طبقات المحدّثين 122 رقم 1356، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1052، وسير أعلام النبلاء 17/ 257، 258 رقم 154، والإعلام بوفيات الأعلام 173، وشذرات الذهب 3/ 195، 196.(28/298)
محمد بْن أَحْمَد بْن محبوب بْن فُضَيْل التّاجر.
ولد سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة بمَرْو.
وسمع، وسكن هَرَاة. فروى عَنْهُ الكتاب خلق من الهرويين، منهم: أَبُو إِسْمَاعِيلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد الأَنْصَارِيُّ، وعبد الله بْن عطاء البغاوردانيّ [1] ، وعبد العزيز بْن محمد الترْياقيّ، وأحمد بْن عَبْد الصّمد الغُورَجي [2] ، وأبو عامر محمود بْن القاسم الأزْديّ، ومحمد بْن محمد بْن العلائيّ، وآخرون.
قِدم هراة في سنة تسع وأربعمائة.
وقال مُؤْتَمَن بْن أحمد السّاجيّ: روى الحسين بن أحمد الصّفّار، عن أبي علي محمد بْن محمد بْن يحيى القرّاب، عَنْ أَبِي عيسى هذا الكتاب، فسمعه منه القاضي أبو منصور الأزْديّ ونُظراؤه، فسمعت أبا عامر الأزديّ يَقُولُ:
سمعتُ جدّي أبا منصور محمد بْن محمد يَقُولُ: اسمعوا، قد سمعنا هذا الكتاب منذ سنين وأنتم تُساووننا فيه الآن. يعني لمّا سمعوا مِن الجرّاحيّ.
قَالَ أبو سعدٍ السّمعانيّ [3] : توفّي سنة اثنتي عشرة وأربعمائة إنّ شاء الله.
قَالَ: وهو صالح، ثقة.
47- عَبْد الرحيم بْن إلياس العُبَيْدي الأمير [4] .
قِيلَ: إنّه هلك في هذه السنة.
وقد مرّ سنة إحدى عشرة.
48- عبد الصّمد بْن الحَسَن بْن سلام البزّاز [5] .
بغداديّ، صدوق.
سَمِعَ: أحمد بْن سلمان النّجّاد.
وعنه: محمد بْن أحمد الأشنانيّ [6] .
__________
[1] لم أقف على هذه النسبة في كتب الأنساب.
[2] لم أقف على هذه النسبة في كتب الأنساب. والموجود: «الغورجكيّ» .
[3] في: الأنساب 3/ 214.
[4] تقدّمت ترجمته برقم (15) .
[5] انظر عن (عبد الصمد بن الحسن) في:
تاريخ بغداد 1/ 45 رقم 5724.
[6] الأشناني: بضم الهمزة وسكون الشين المعجمة، ونون.(28/299)
49- عُبَيْد اللَّه بْن أحمد [1] .
أبو القاسم الحربيّ القزّاز.
سَمِعَ مِن: النّجّاد أيضًا.
قَالَ الخطيب: كتبنا عَنْهُ. وكان ثقة، يُقرئ القرآن ويصوم الدّهر.
50- عَليّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله بْن عَبْدُوس [2] .
أبو الحسن الهمَدانيّ.
رحل، وسمع مِن: عليّ بْن عبد الرَّحْمَن البكّائيّ، والحسن بْن جعفر الخِرَقيّ، وابن لؤلؤ الورّاق.
وعنه: ابن ابن أخيه عَبْدُوس بن عبد الله بن محمد.
قَالَ شِيرَوَيْه: زاهد، عابد، صدوق.
- حرف الميم-
51- محمد بْن إبراهيم بْن حَوْلان [3] .
أبو بَكْر الحدّاد.
سَمِعَ: أبا جعفر بْن بُرَيْه، وأبا بَكْر الشّافعيّ.
قَالَ الخطيب: كتبتُ عَنْهُ، وكان صدوقًا.
52- محمد بْن أحمد بْن محمد بْن سليمان بْن كامل [4] .
أبو عَبْد الله البخاريّ غنجار. مصنّف «تاريخ بخارى» .
__________
[1] انظر من (عبيد الله بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 10/ 382 رقم 5551.
[2] لم أقف على مصدر لترجمته.
[3] انظر عن (محمد بن إبراهيم بن حولان) في:
تاريخ بغداد 1/ 416 رقم 418، والمنتظم 8/ 6 رقم 9.
[4] انظر عن (محمد بن أحمد غنجار) في:
الأنساب 9/ 177، ومعجم الأدباء 17/ 213، 214، واللباب 2/ 390، والمنتخب من السياق 45، 46 رقم 73، والعبر 3/ 108، والإعلام بوفيات الأعلام 173، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1052، وسير أعلام النبلاء 17/ 304، 305 رقم 184، والوافي بالوفيات 2/ 60، وطبقات الحفّاظ 412، وكشف الظنون 1/ 286، وشذرات الذهب 3/ 196، وهدية العارفين 2/ 61، ومعجم طبقات الحفّاظ 149 رقم 931، والأعلام 6/ 205، ومعجم المؤلّفين 9/ 7، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 571 رقم 10.(28/300)
روى عَنْ: خَلَف بْن محمد الخيّام، وسهل بْن عثمان السُّلَميّ، وأبي عُبَيْد أحمد بْن عُرْوة الكَرْمينيّ، ومحمد بْن حفص بْن أسْلَم، وإبراهيم بْن هارون المَلاحميّ، والحسن بْن يوسف بْن يعقوب، وخلْق مِن أهل ما وراء النّهر.
ولم يرحل.
وكان من بقايا الحفّاظ بتلك الدّيار.
روى عَنْهُ: أبو المظفّر هنّاد بْن إبراهيم النَّسفيّ، وجماعة.
ولم تَبْلُغْنا أخباره كما ينبغي.
53- محمد بْن أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن رَزْق بْن عبد الله بْن يزيد البغداديّ [1] .
البزّاز المحدث أبو الحَسَن بْن رَزْقُوَيْه.
سَمِعَ: إسماعيل بْن محمد الصَّفّار، ومحمد بْن يحيى الطائيّ، ومحمد بْن البَخْتَرِيّ، وعليّ بْن محمد المصريّ، وعبد الله بْن عبد الرحمن العسكريّ، وطبقتهم، ومن بعدهم.
قَالَ الخطيب [2] : كَانَ ثقة صدوقًا، كثير السَّماع والكتاب، حسن الاعتقاد، مُديمًا لتلاوة القرآن.
بقى يُمْلي في جامع المدينة مِن بعد سنة ثمانين وثلاثمائة إلى قبل وفاته بمُدَيْده. وهو أوّل شيخ كتبت عنه، وذلك في سنة ثلاث وأربعمائة، مجلسًا.
وذلك بعد أن كُفّ بَصَرُهً. وسَمِعْتُهُ يقول: ولدت سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، وأوّل سماعي مِن الصّفّار سنة سبْعٍ وثلاثين.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن محمد البزّاز) في:
تاريخ بغداد 1/ 351، والسابق واللاحق 63، والمنتظم 8/ 4، 5، رقم 7، والكامل في التاريخ 9/ 325، 326، والإعلام بوفيات الأعلام 173، ودول الإسلام 1/ 246، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1052، وسير أعلام النبلاء 17/ 258، 259، رقم 155، والمعين في طبقات المحدّثين 122 رقم 1358، والوافي بالوفيات 2/ 60، والبداية والنهاية 12/ 12، والنجوم الزاهرة 4/ 256، وشذرات الذهب 3/ 116، وديوان الإسلام 2/ 362 رقم 2031، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 376 رقم 306.
[2] في تاريخ بغداد 1/ 351.(28/301)
وقال أبو القاسم الأزهريّ: أرسل بعض الوزراء إلى ابن رَزْقُوَيْه بمالٍ فردّه تورُّعًا [1] .
وكان ابن رَزْقُوَيْه يذكر إنّه درس الفقه عَلَى مذهب الشّافعيّ [2] .
قَالَ الخطيب [3] : وسَمِعْتُهُ يَقُولُ: والله ما أحبّ الحياة لكسْب ولا تجارة، ولكن لذِكْر الحياة وللتحديث [4] .
وسمعتُ البَرْقانيّ يوثق ابن رَزْقُوَيْه [5] .
قلتُ: وروى عَنْهُ: أبو الحسين محمد بْن المهتدي باللَّه، ومحمد بْن عليّ الحندقوقي [6] ، وعبد العزيز بْن طاهر الزاهد، ومحمد بْن إِسْحَاق الباقرحيّ، ونصر وعليّ ابنا أحمد بْن البَطَر، وعبد الله بْن عَبْد الصّمد بْن المأمون، وأبو الغنائم محمد بْن أَبِي عثمان.
54- محمد بْن أحمد بْن محمد بْن فارس بْن سهل [7] .
الحافظ أبو الفتح بْن أبي الفوارس، وهي كنيه سهل.
وُلِد ببغداد سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، وسمع سنة ستّ وأربعين فما بعدها مِن: أحمد بْن الفضل بْن خُزَيْمَة، وجعفر بْن محمد الخُلْديّ، ودَعْلَج بْن أحمد، وأبي بَكْر النّقّاش، وأبي عيسى بكّار بْن أحمد، وأبي بَكْر الشّافعيّ، وأَبِي عَلِيّ بْن الصّوافّ، وأَبِي بَكْر محمد بْن الحَسَن بْن مقْسم، وخلْق كثير.
ورحل إلى البصرة وبلاد فارس وخُراسان. وكتب وصنّف.
__________
[1] تاريخ بغداد 1/ 352، المنتظم 8/ 5.
[2] تاريخ بغداد 1/ 352، وقال ابن الأثير: «وكان فقيها شافعيا» . (الكامل في التاريخ 9/ 325) .
[3] في: تاريخ بغداد 1/ 352.
[4] المنتظم 8/ 5.
[5] تاريخ بغداد 1/ 352، المنتظم 8/ 5.
[6] لم أقف على هذه النسبة في كتب الأنساب.
[7] انظر عن (محمد بن أحمد بن محمد) في:
تاريخ بغداد 1/ 352، 353، والمنتظم 8/ 5، 6 رقم 8، والكامل في التاريخ 9/ 326، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1053، 1054، وسير أعلام النبلاء 17/ 223، 224 رقم 133، ودول الإسلام 1/ 246، والعبر 3/ 109، والمعين في طبقات المحدّثين 122 رقم 1359، والإعلام بوفيات الأعلام 173، والوافي وبالوفيات 2/ 60، 61، وشذرات الذهب 3/ 196، ومعجم المؤلّفين 9/ 14، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 376، 377 رقم 307.(28/302)
قَالَ الخطيب [1] : وكان ذا حِفْظ ومعرفة وأمانة، مشهورًا بالصّلاح، انتخب عَلَى المشايخ.
حدَّث عَنْهُ: أبو بَكْر البَرْقانيّ، وأبو سعْد المالِينيّ.
وقرأتُ عَليْهِ قطعةً مِن حديثه، وكان يُملي في جامع الرّصَافة.
وتُوُفّي في ذي القعدة.
قلتُ: روى عَنْهُ: أبو عليّ البنّاء، وأبو الحسين بْن المهتدي باللَّه، ومالك بْن أحمد البانياسيّ، وآخرون.
قَالَ الحاكم: أوْل سماع ابن أَبِي الفوارس مِن أَبِي بَكْر النّجّاد.
55- محمد بْن جعفر [2] .
أبو عَبْد الله التّميميّ القَيْروانيّ، المعروف بالقّزاز.
شيخ اللُّغَة بالمغرب.
كَانَ لُغَويا، نحويًّا بارعًا، مَهيبًا عَنْد الملوك. وله شِعْر مطبوع صنَّف كتاب «الجامع في اللُّغة» ، وهو كتاب كبير. يقال: إنّه ما صنَّف في اللُّغة أكبر منه. وبه نسخة بمصر في وقف القاضي الفاضل.
تُوُفّي بالقيروان.
56- محمد بْن الحَسَن بْن محمد [3] .
أبو العلاء البغداديّ الورّاق.
__________
[1] في: تاريخ بغداد 1/ 353.
[2] انظر عن (محمد بن جعفر) في:
معجم الأدباء 18/ 105- 109، وإنباء الرواة 3/ 84- 87، والمحمّدون من الشعراء 65، 66، ووفيات الأعيان 4/ 374- 3766، وتلخيص ابن مكتوم 196- 198، وسير أعلام النبلاء 17/ 326، 327 رقم 197، ومرآة الجنان 3/ 27، والوافي بالوفيات 2/ 304، 305، وبغية الوعاة 1/ 71، وكشف الظنون 1/ 576، و 1085 و 1434 و 1587 و 1808، وروضات الجنّات 178، وهدية العارفين 2/ 61، وإيضاح المكنون 1/ 50 و 2/ 101، 296، وأعيان الشيعة 44/ 156، ومعجم المؤلّفين 6/ 299، والأعلام 6/ 299.
[3] انظر عن (محمد بن الحسن الورّاق) في:
تاريخ بغداد 2/ 216 رقم 657، والمنتظم 8/ 6 رقم 10.(28/303)
سَمِعَ: إسماعيل الصَّفّار، ومحمد بْن يحيى بْن عُمَر الطّائيّ، وأحمد بْن كامل.
وبالبصرة: أحمد بْن أحمد بْن مَحْموَيْه، وجماعة.
قَالَ الخطيب [1] : كتبتُ عَنْهُ، وكان ثقة. ذكر لي أنّه ولد في سنة ثمان عشرة وثلاثمائة. وتُوُفّي في ربيع الأوّل.
57- محمد بْن الحسين بْن موسى [2] .
أبو عَبْد الرَّحْمَن الأزْديّ أبًا، السُّلَميّ جَدًا، لأنّه سِبْط أَبِي عَمْرو إسماعيل بْن بُجَيّر بْن أحمد بْن يوسف السُّلَميّ النَّيْسابوريّ.
كَانَ شيخ الصُّوفيّة وعالمهم بخُراسان.
سَمِعَ مِن: أَبِي العبّاس الأصمّ، وأحمد بْن عليّ بْن حسْنُوَيْه المقرئ، وأحمد بْن محمد بْن عَبْدُوس، ومحمد بْن أحمد بْن سَعِيد الرّازيّ صاحب ابن وَارَة، وأبي ظَهير عَبْد الله بْن فارس العُمَريّ البلْخيّ، ومحمد بْن المؤمْل الماسرجسيّ، والحافظ أبي عليّ الحسين بْن محمد النَّيْسابوريّ، وسعيد بْن القاسم البردعيّ، وأحمد بن محمد بن رميح النّسويّ، وجدّه أبي عمرو.
__________
[1] في تاريخه.
[2] انظر عن (محمد بن الحسين بن موسى) في:
تاريخ بغداد 2/ 248، 249، رقم 717، والرسالة القشيرية 140، والأنساب 7/ 113، والمنتظم 8/ 6 رقم 11، والكامل في التاريخ 9/ 326، واللباب 2/ 129، والمختصر في أخبار البشر 2/ 160، ودول الإسلام 1/ 246، وسير أعلام النبلاء 17/ 247- 255 رقم 152، والعبر 3/ 109، وميزان الاعتدال 3/ 523، 524، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1046، 1047، والمعين في طبقات المحدّثين 122 رقم 1360، والإعلام بوفيات الأعلام 173، والوافي بالوفيات 2/ 380، 381، ومرآة الجنان 3/ 26، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 143- 147، والبداية والنهاية 12/ 12، 13، وطبقات الأولياء 313- 315، ولسان الميزان 5/ 140، 141، والنجوم الزاهرة 4/ 256، وطبقات الحفّاظ 411، وتاريخ الخلفاء 416، وطبقات المفسّرين للسيوطي 31، وطبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 137- 139، وكشف الظنون 42 وغيرها، وشذرات الذهب 3/ 196، 197، وهدية العارفين 2/ 61، وديوان الإسلام 3/ 95 رقم 1176، والأعلام 6/ 99، ومعجم المؤلّفين 9/ 258، ومعجم طبقات الحفّاظ والمفسّرين 275 رقم 484.
وانظر مقدّمة كتابه: «طبقات الصوفية» لنور الدين شريبة.(28/304)
وكان ذا عناية تامّة بأخبار الصُّوفيّة، صنَّف لهم سُنَنًا وتفسيرًا وتاريخًا وغير ذَلِكَ.
قَالَ الحافظ عَبْد الغافر في تاريخه: أبو عَبْد الرَّحْمَن شيخ الطّريقة في وقته، الموفّق في جميع علوم الحقائق ومعرفة طريق التّصوُّف، وصاحب التّصانيف المشهورة العجيبة في عِلم القوم. وقد وَرِثَ التّصوُّف عَنْ أَبِيهِ، وجدَّه.
وجمع مِن الكُتُب ما لم يُسبق إلى ترتيبه، حتّى بلغ فهْرِست تصانيفه المائة أو أكثر.
وحدَّث أكثَر مِن أربعين سنة إملاءً وقراءة. وكتب الحديث بنيسابور، ومرو، والعراق، والحجاز.
وانتخب عليه الحفاظ الكبار.
سمع من: أبيه، وجده أبي عمرو، والأصم، وأبي عبد الله الصفار، ومحمد بن يعقوب الحافظ، وأبي جعفر الرازي، وأبي الحسن الكارزي، والإمام أبي بكر الصبغي، والأستاذ أبي الوليد، وابني المؤمل، ويحيى بن منصور القاضي، وأبي بكر القطيعيّ.
وولد في رمضان سنة ثلاثين وثلاثمائة.
قلت: وروى عنه الحاكم في تاريخه، وقال: قلَّ ما رَأَيْت مِن أصحاب المعاملات مثل أَبِيهِ، وأمّا هُوَ فإنّه صنَّف في علوم التّصوُّف.
وسمع الأصمّ، وأقرانه.
وقيل: وُلِد سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، وكتب بخطّه عَنْ الصبْغيّ سنة ثلاثٍ وثلاثين وثلاثمائة.
قلتُ: وروى عَنْهُ أيضًا أبو القاسم القُشَيْريّ، وأبو بَكْر البَيْهَقيّ، وأبو سَعِيد بْن رامش، وأبو بَكْر محمد بن يحيى المُزَكّيّ، وأبو صالح المؤذّن، ومحمد بْن سَعِيد التَّفْليسيّ، وأبو بَكْر بْن خَلَف، وعليّ بْن أحمد المَدينيّ المؤذّن، والقاسم بْن الفضل الثَّقَفيّ، وخلْق سواهم.
قال أبو القاسم القشيريّ: سمعتُ أبا عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ سَأَلَ أبا عليّ الدّقّاق: الذكْرُ أتمُّ أم الفِكْر؟(28/305)
فقال أبو عليّ: ما الَّذِي يُفَتح عليكم به؟
فقال أبو عَبْد الرَّحْمَن: عندي الذَّكْر أتمّ من الفكر، لأنّ الحقّ سبحانه يوصف بالَّذكْر ولا يوصف بالفِكْر. وما وُصف بِهِ الحقّ أتمُّ ممّا أختصّ بِهِ الخَلْق.
فاستحسنه الأستاذ أبو عليّ رحمه الله.
قَالَ أبو القاسم: وسمعتُ الشَّيْخ أبا عَبْد الرَّحْمَن يَقُولُ: خرجتُ إلى مَرْو في حياة الأستاذ أَبِي سهل الصُّعْلُوكيّ، وكان لَهُ قبل خروجي أيّام الجمعة بالغَدَوات مجلس دَوْر القرآن يختم فيه، فوجدتُهُ عند رجوعي قد رفع ذَلِكَ المجلس، وعقد لابن العُقابيّ [1] في ذَلِكَ الوقت مجلس القول، والقولُ هُوَ الغناء، فداخَلَنِي مِن ذَلِكَ شيءٌ، وكنتُ أقول في نفسي: قد استبدل مجلس الختْم بمجلس القول.
فقال لي يومًا: أَيْش يَقُولُ النّاس لي؟
قلت: يقولون: رفع مجلسَ القرآن ووضعَ مجلس القَوْل.
فقال: مِن قَالَ لأستاذه لِمَ؟ لا يُفْلِح أبدًا.
وقال الخطيب في تاريخه [2] : قَالَ لي محمد بْن يوسف النَّيْسابوريّ القطّان: كَانَ السُّلَميّ غير ثقة، وكان يضع للصُّوفيّة.
قَالَ الخطيب [3] : قدرُ أبي عَبْد الرَّحْمَن عند أهل بلده جليل، وكان مع ذَلِكَ مجودًا، صاحب حديث. وله بنَيْسابور دُوَيْرة للصَّوفيّة.
قَالَ الخطيب [3] : وأنا أبو القاسم القُشَيْريّ قَالَ: كنتُ بين يدي أَبِي عليّ الدّقّاق فجرى حديث أبي عبد الرحمن السّلميّ، وأنّه يقوم في السَّماع موافقةً للفُقراء، فقال أبو عليّ: مثله في حالة لعلّ السّكون أَوْلَى بِهِ. أ [4] مض إليه فستجده
__________
[1] في الأصل: «القعابي» بتقديم القاف على العين، ولم أجد هذه النسبة، والموجود في: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 146 «العقابي: نسبة إلى العقابة، وهو بطن من حضرموت» .
[2] ج 2/ 248.
[3] في تاريخه 2/ 248.
[4] في تاريخه 2/ 248، 249.(28/306)
قاعدًا في بيت كُتُبه، وعلي وجه الكُتُب مجلَّدَة صغيرة مرّبعة فيها أشعار الحسين بْن منصور، فهاتها ولا تَقُلْ لَهُ شيئًا.
قَالَ: فدخلتُ عَليْهِ، فإذا هُوَ في بيت كُتُبه، والمجلّدة بحيث ذكر أبو عليّ. فلمّا قعدت أخذ في الحديث، وقال: كَانَ بعض النّاس يُنْكر عَلَى واحدٍ مِن العلماء حَرَكَتَه في السّماع، فرئي ذَلِكَ الْإنْسَان يومًا خاليا في بيتٍ وهو يدور كالمتوحّد، فسُئِل عَنْ حاله فقال: كانت مسألة مشكلة عليَّ فتبيَّن لي أمرها، فلم أتمالك مِن السَّرور حتّى قمت أدور. فقلْ لَهُ: مثل هذا يكون حالُهم.
فلمّا رَأَيْت ذَلِكَ منهما تحيَّرت كيف أفعل بينهما، فقلت: لا وجه إلا الصْدق، فقلت: إنّ أبا عليّ وصفَ هذه المجلَّدة وقال: احملها إليَّ مِن غير أن تُعلم الشيخ، وأنا أخافك، وليس يُمكِنُني مخالفته، فأيش تأمُر؟
فأخرج أجزاءً مِن كلام الحسين بْن منصور، وفيها تصنيفٌ لَهُ سمّاه «الصَّيْهُور في نَقْض الدُّهور» ، وقال: احمل هذه إِليْهِ.
قَالَ الخطيب [1] : تُوُفّي السُّلَميّ في شَعْبان.
قلتُ: كَانَ وافر الجلالة، لَهُ أملاك ورثها مِن أمّه، وورِثَتْها هي مِن أبيها.
وتصانيفه يقال إنّها ألف جزء. وله كتاب سمّاه «حقائق التّفسير» ليته لم يصنفْه، فإنّه تحريف وقَرْمَطَة، فدُونَك الكتاب فسترى العجب.
ورُويت عَنْهُ تصانيفه وهو حيّ.
وقع لي مِن عالي حديثه.
58- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أحمد [2] .
أبو الفَرَج الدّمشقيّ العابد المعروف بابن المعلّم الَّذِي بنى «كهف جبريل» بجبل قاسيون.
حكى عَنْ: أَبِي يعقوب الأَذَرَعيّ، وعليّ بن الحسن بن طعّان.
__________
[1] في تاريخه 2/ 249.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الله بن المعلم) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 38/ 173، ومختصر تاريخ دمشق 22/ 262، 263 رقم 329.(28/307)
حكى عَنْهُ: عليّ والحسين ابنا الحِنَّائيّ، وعليّ بْن الخَضِر السُّلَميّ.
قَالَ عَبْد العزيز بْن أحمد الكتّانيّ: توفّي شيخنا ابن المعلّم صاحب الكهف، وكان عابدًا مُجاب الدعْوة، في ذي الحجّة سنة اثنتى عشرة.
قَالَ ابن عساكر: كَانَ قرابةً لنا.
59- محمد بْن عَبْد الواحد [1] .
صريع الدلاء [2] ، القصّار، وقتيل الغواشي.
ذكره ابن النّجّار فقال: بصْريّ سكن بغداد، وكان شاعرًا ماجنًا مطبوعًا، الغالب عَلَى شِعْره الهَزْل والمُجُون، وديوانه مجلَّدة.
سافر إلى الشّام، وتُوُفّي بديار مصر.
ومن شِعْره قصيدته المقصورة:
قَلْقَلَ أحشائي تباريحُ الْجَويَ ... وبانَ صبْري حينَ حالفتُ الأسى
يا سادةً بانوا وقلبي عندهم ... مذ غبتم غاب عَنْ العين الكَرى
وإنْ تَغِبْ وُجُوهُكم عَنْ ناظري ... فذِكْرُكُم مستودعٌ طي الحشا
فسوف أسْلِي عنكُمُ [3] خواطري [4] ... بحُمُق [5] يَعْجَبُ منه من وعى
وطرف أنظمها مقصورة ... إذ كنت قصّارا صريعا للدّلا
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الواحد) في:
تتمّة يتيمة الدهر 22- 24 رقم 10، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 47/ 607، ووفيات الأعيان 3/ 383، 384، والمختصر في أخبار البشر 2/ 152، والعبر 3/ 110، وسير أعلام النبلاء 17/ 324- 326 رقم 196، وتاريخ ابن الوردي 2/ 504، والوافي بالوفيات 4/ 61- 63، وفوات الوفيات 3/ 324- 426، والبداية والنهاية 12/ 13، وفيه «الدلال» بدل «الدلا» ، وعقود الجمان للزركشي (مخطوط) 294، وحسن المحاضرة 1/ 562، وشذرات الذهب 3/ 197، وديوان الإسلام 3/ 198 رقم 1317، وتاريخ الأدب العربيّ 2/ 64، 65، والأعلام 6/ 254، ومعجم المؤلّفين 10/ 265.
وانظر: ديوان الصوري- دراسة نقدية لنا- نشرت في مجلة مجمع اللغة العربية الأردني- العدد المزدوج 23- 24، سنة 1404 هـ. / 1984 م. ص 161.
[2] في الأصل: «الدلا» .
[3] في: سير أعلام النبلاء «عنهم» .
[4] في تتمة اليتيمة: «صابتى» .
[5] في تتمة اليتيمة: «بحمقة يعجب منها» .(28/308)
مَن صفَع الناسَ ولم يَدَعْهُمُ [1] ... أنْ يصفعُوهُ مِثْلَهُ قد [2] اعتدى
مَن لبس الكتّان في وسط الشّتا ... ولم يغطّ رأسَه شكى الهوى
وألف حَمْل مِن متاع تستر ... أنفع للمسكين من لفظ النّوى
والدّقن شَعْرٌ في الوجُوه نابِتٌ ... وإنّما الدُّبْرُ [3] الَّذِي تحت الخُصَا [4]
والْجَوْزُ لا يؤكَلُ مَعَ قُشُوِرِه ... ويُؤْكَل التَّمْرُ الجديدُ باللبا
مَن طَبَخَ الدّيكَ ولا يذبَحُهُ ... طار مِن القِدْرَ إلى حيث يشا [5]
والنّدّ لا يعدِلهُ في طِيبِه ... عند البُخُور أبدًا رِيحُ الخَرا
مَن دَخَلَتْ في عينه [6] مِسَلَّةٌ ... فاسأله [7] مِن ساعته كيف العَمَا
مَن فاتَهُ العِلْمُ وأخْطَاهُ الغِنَى ... فَذَاكَ والكلْبُ عَلَى حدّ سَوَى [8]
في أبيات [9] .
قَالَ أبو طاهر أحمد بْن الحَسَن الكُرْجيّ: مات صريع الدَّلاء القصّار بمصر سنة اثنتي عشرة وأربعمائة.
وقال ابن عساكر [10] : صريع الدَّلاء بصْريّ، يحكي في شِعْره أصوات الطُّيور [11] . وكان ماجنًا، قِدم دمشق واجتمع بعبد المحسن الصّوريّ [12] بصيداء.
__________
[1] في تتمة اليتيمة: «ولم يمكنهم» .
[2] في الوافي بالوفيات، وفوات الوفيات: «إن يصفعوه فعليهم اعتدى» ، وفي تتمة اليتيمة: «أن يصفعوه بدلا قد» .
[3] في الوافي بالوفيات، وفوات الوفيات: «الاست» .
[4] البيت في: البداية والنهاية، وحسن المحاضرة:
والذقن شعر في الوجوه طالع ... كذلك العقصة من خلف القفا
[5] هكذا في الأصل، والوافي بالوفيات، وفوات الوفيات.
وفي: سير أعلام النبلاء: «اشتهى» .
وفي: البداية والنهاية، وحسن المحاضرة: «انتهى» .
[6] في الأصل: «أدخلت في عينيه» .
[7] في: سير أعلام النبلاء: «فسله» .
[8] هكذا في الأصل، وفي: سير أعلام النبلاء «سوا» .
[9] انظر: سير أعلام النبلاء 17/ 325، 326، وفوات الوفيات 3/ 424، 425، والوافي بالوفيات 4/ 62، والبداية والنهاية 12/ 13، وحسن المحاضرة 1/ 562، وبعضها وغيرها في: تتمة اليتيمة 23.
[10] في تاريخ دمشق 47/ 607.
[11] في تاريخ دمشق: «أصوات الطيور والطبول» .
[12] ستأتي ترجمته في وفيات سنة 419 هـ. من هذا الجزء.(28/309)
حكى عَنْهُ: أبو نصر بْن طلاب [1] .
ومن شِعره:
ومَن كَانَ مُستهترًا بالمِلاح ... وكان مِن الصُفْرَ صِفْرًا صُفِعْ
60- محمد بْن عُبَيْد الله بْن محمد بْن يوسف بْن حَجّاج [2] .
أبو الحَسَن البغداديّ الْجُبّائيّ [3] .
قَالَ الخطيب: سَمِعَ: إسماعيل الصَّفّار، وابن البَخْتَرِيّ، وعثمان بْن السّمّاك، والنجاد.
كتبنا عَنْهُ، وكان ثقة زاهدًا ملازما لبيته، حكى عَنْهُ ابن خُرَّزاذ الورّاق جاره أنّه قَالَ: ما لمس كفّي كفّ امرأةٍ سوى أمّي.
تُوُفّي في رمضان وله خمسٌ وثمانون سنة، رحمه الله.
61- محمد بْن عُمَر [4] .
أبو الفَرَج بْن الخطّاب الْمَصْرِيّ.
روى عَنْ: حمزة بن محمد الكتّانيّ، والحسن بْن رَشِيق.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى.
62- مُنير بن أحمد بن الحسن بن علي بن منير [5] .
__________
[1] هو: الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن أحمد بْن طلاب بن كثير، أبو نصر القرشي، الخطيب المولود بصيداء سنة 379 والمتوفّى بدمشق سنة 470 هـ. انظر عنه في كتابنا: موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 163 رقم 507 وفيه مصادر ترجمته.
[2] انظر عن (محمد بن عبيد الله) في:
تاريخ بغداد 2/ 336 رقم 838.
[3] في الأصل: «الحنائي» والتصحيح من: تاريخ بغداد.
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (منير بن أحمد) في:
الفوائد العوالي المؤرّخة للتنوخي بتخريج الصوري (بتحقيقنا) ص 17، ومسند الشهاب للقضاعي 1/ 145 رقم 196، والإكمال لابن ماكولا 7/ 293، والعبر 3/ 110، وسير أعلام النبلاء 17/ 267 رقم 163، والإعلام بوفيات الأعلام 173، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1052، وحسن المحاضرة 1/ 372، وشذرات الذهب 3/ 197، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 377 رقم 309.(28/310)
أبو العبّاس الْمَصْرِيّ الخشّاب المعدّل.
حدَّث عَنْ: عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن أبي مطر الإسكندريّ، ومحمد بْن الصَّمُوت، ومحمد بْن أحمد بْن عَبْد العزيز بْن أبي الأَصْبغ، وأحمد بن سلمة بن الضّحّاك، وجماعة.
روى عنه: محمد بْن عليّ الصُّوريّ، وخَلَف بْن أحمد الحُوفيّ، وعليّ بْن الحَسَن الخِلَعيّ، وآخرون.
وثقه ابن ماكولا [1] .
وقال الحبّال: كَانَ ثقة، لا يجوز عليه تدليس. حضرت جنازته، وتوفّي في حادي عشر ذي القعدة.
قلتُ: حديثه في «الخِلَعيّات» .
- حرف النون-
63- نصر بْن عليّ البغداديّ الطّحّان [2] .
عُرِف بابن عَلالة.
قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة. كتبنا عَنْهُ، عَنْ النّجّاد.
64- نصر بْن ناصر الدّولة سُبُكْتكين [3] .
الأمير أبو المظفَّر، أخو السّلطان محمود.
قدم نيسابور واليا سنة تسعين وثلاثمائة.
وصَحِب الأئّمة.
وسمع مِن: أَبِي عَبْد الله الحاكم، وغيره.
وبني [4] المدرسة السَّعيديّة، ووقفَ عليها الأوقاف، وعاد إلى غَزْنَة وبها تُوُفّي في رجب. وكان مشكور الولاية.
__________
[1] في الإكمال 75/ 293.
[2] انظر عن (نصر بن علي) في:
تاريخ بغداد 13/ 301 رقم 7280.
[3] انظر عن (نصر بن ناصر الدولة) في:
المنتخب من السياق 463، 464 رقم 1579.
[4] في الأصل: «بنا» .(28/311)
سنة ثلاث عشرة وأربعمائة
- حرف الألف-
65- أحمد بْن عَبْد اللَّه بْن هرثمة بن ذكوان بن عبيدوس بْن ذَكْوان [1] .
أبو العبّاس الأُمَويّ، قاضي الجماعة بقرطبة، وخطيبها.
ولي القضاء سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، وولي الصَّلاةَ سنة أربعٍ وتسعين مُضافًا إلى القضاء. ثمّ صُرِف عَنْهُمَا في آخر سنة أربعٍ وتسعين، وتولي ذَلِكَ أبو المطرف بْن فُطَيْس. ثمّ عُزِل ابن فُطَيْس وأُعيد ابن ذكوان، فلم يزل يتقلّدهما إلى أن عُزِل سنة إحدى وأربعمائة. وامتُحن محنته المشهورة [2] ، وولي الوزارة مُضَافة إلى القضاء.
وطُلب بعد المحنة والنَّفْي إلى المغرب ليُوَلَّى القضاء، فلم يتولاه [3] . ولم يقطع السلطان أمرًا دونه. وكان عظيم أهل الأندلس ورئيسهم، وأقربهم مِن الدّولة، وأعلاهم محلًا.
تُوُفّي في رجب، ورَثَتْه الشُّعراء، وشيّعه الخليفة يحيى بْن عليّ بْن حمّود الإدريسيّ.
وكان مولده سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة.
وتُوُفّي بعده بعامٍ أخوه أبو حاتم، وكان من العلماء والرّؤساء [4] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبد الله بن هرثمة) في:
جذوة المقتبس للحميدي 129، 130 رقم 223 وفيه: «أحمد بن عبد الله بن هرثمة» ، والصلة لابن بشكوال 1/ 33 رقم 65 وفيه «عبدوس» بدل «عبيدوس» ، وبغية الملتمس للضبّي 186 رقم 425، وترتيب المدارك 2/ 662- 667.
[2] جذوة المقتبس 33.
[3] هكذا في الأصل، والصواب: «فلم يتولّه» .
[4] وقال أبو الخيار الشنتريني الداوديّ: أبو العباس وما أبو العباس نظر في الفقه على مذهب مالك(28/312)
66- أحمد بْن أَبِي الهيثم عَبْد الرَّحْمَن بْن عليّ [1] .
القاضي أبو عِصْمة الرَّقيّ الفقيه الحنفيّ.
قدم مصر من الرّقّة، فحدّث عَنْ: يونس بْن أحمد الرّافقيّ.
سَمِعَ منه سنة اثنتين وخمسين عَنْ هلال بْن العلاء.
أخذ عَنْهُ في هذا العام خَلَف بْن أحمد الحوفيّ.
67- أحمد بْن عليّ [2] .
أبو عليّ البهرَام زياري.
تُوُفّي بأسْتَرابَاذ.
روى عَنْ: عَبْد الله بْن عَدِيّ الحافظ.
68- أحمد بْن عليّ بْن أحمد بْن كثير، أبو المظفَّر.
69- ومحمد بْن عَبْد الله بْن إبراهيم البهْراميّ، التّاجر.
70- ومحمد بْن عليّ بْن أحمد بْن شاكر المالِينيّ، المؤدب.
71- وأبو دُلَف طاهر بْن محمد القَيْسيّ.
72- وأبو الحَسَن عليّ بْن محمد بْن حسين، التّاجر.
73- ومحمد بْن مظفّر الورّاق.
74- وعكّيّ بْن محمد العُقَبيّ.
هَؤلَاءِ السَّبعة سمعوا مِن حامد بْن محمد الرّفّاء، وهم هَرَوِيُّون. وكانوا في هذا الوقت.
__________
[ () ] فأدرك طرفا منه، إلّا أنه لم يستجد في الحفظ، واكتسب بالدربة الحدق في الحكومة. وكان مع ذلك صليبا فهما بعيدا من المداراة، حاد بالناس إجلاله عن مذاكرته، فلاذوا من مناظرته، بالتسليم والموافقة، وتحاموا السؤال منه وكان أكبر ما فيه عقله ورأيه. (ترتيب المدارك 2/ 662، 663) .
[1] انظر عن (أحمد بن أبي الهيثم) في:
بغية الطلب لابن العديم (مخطوط) 1/ 157، 158، والطبقات السنيّة 1/ 436، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 308- 310 رقم 134.
[2] لم أقف على مصدر لترجمته.(28/313)
روى عَنْهُمْ شيخ الإسلام أبو إسماعيل الهَرَويّ رحمه الله.
75- أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن محمد بْن حَسكان [1] .
أبو نصر النَّيْسابوريّ الحذّاء الحنفيّ.
وُلِد سنة نيَّفٍ وعشرين، وسمع بعد الثلاثين وثلاثمائة مِن جماعة قبل الأصمّ.
قَالَ أبو صالح المؤذّن. سمعتُ منه [2] وكان يغلط في حديثه ويأتي بما لا يُتَابَع عَليْهِ.
قَالَ عَبْد الغفّار: وضاعت كُتُبه فأقتصر عَلَى الرّواية عَنْ الأصمّ فمَن بعده [3] .
وهو جدّ شيخنا القاضي أَبِي القاسم عُبَيْد الله بْن عَبْد الله.
تُوُفّي في ربيع الآخر [4] . روى عَنْهُ حفيده شيخنا.
76- أحمد بْن محمد بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الحُويْص [5] .
أبو الفوارس البُوشَنْجيّ [6] .
تُوُفّي في سلْخ صَفَر.
سَمِعَ: حامدًا الرّفّاء.
روى عَنْهُ: عطاء القرّاب، وشيخ الإسلام عَبْد الله الأنصاريّ، وقال: هُوَ فقيه صالح، صدوق، واعظ.
77- إبراهيم بْن عليّ بْن تميم القَيْروانيّ الحُصْريّ [7] الشّاعر المشهور.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن أحمد النيسابورىّ) في:
المنتخب من السياق 85 رقم 187.
[2] في: المنتخب: «في شهور سنة ست عشر وأربع مائة» .
[3] المنتخب.
[4] وقع في: المنتخب: «سنة ثلاث وعشرين وأربع مائة» .
[5] لم أقف على مصدر لترجمته.
[6] البوشنجي: بضم الباء الموحّدة، وفتح الشين المعجمة، وسكون النون وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى بوشنج وهي بلدة على سبعة فراسخ من هراة يقال لها بوشنك، (الأنساب 2/ 332، 333) .
[7] انظر عن (إبراهيم بن علي) في:(28/314)
ابن خالة أَبِي الحَسَن الحُصْريّ.
لَهُ ديوان شعر، وكتاب «زهْر الأداب» ، وكتاب «المصُون في سرّ الهَوَى» .
تُوُفّي بالقيروان.
ورّخه ابن الفَرَضيّ [1] .
78- إسماعيل بْن أحمد بْن محمد بْن بكران السُّلَميّ [2] .
أبو القاسم الأهوازيّ.
تُوُفّي بمصر، وقد حدَّث بها «بصحيح البخاريّ» عَنْ: أبي أحمد محمد بْن محمد بْن مكّي الْجُرْجانيّ.
روى عَنْهُ: أبو الحَسَن الخِلَعيّ، وغيره.
قَالَ الحبّال: تُوُفّي في ربيع الأوّل.
79- إسماعيل بْن عليّ [3] .
أبو محمد بْن الخزّاز.
تُوُفّي بمصر في رمضان.
80- أميّة بن عبد الله الهمدانيّ المَيُورْقيّ [4] .
رحل إلى المشرق، ولقى بمكّة الأُسْيُوطيّ صاحب النَّسائيّ، وبمصر:
الحَسَن بْن رشيق، وأبا إِسْحَاق بْن شَعْبان.
وكان ذا فضلٍ وعفاف وستر.
توفّي فجأة في ذي القعدة. قاله أبو عَمْرو الدّانيّ.
__________
[ () ] معجم الأدباء 2/ 94- 97، ووفيات الأعيان 1/ 15، 16، وكشف الظنون 785، 957، 1712، 1983، ومعجم المصنّفين للتونكي 3/ 247- 249، ومعجم المؤلّفين 1/ 64.
[1] هكذا في الأصل، ويقول خادم العلم وطالبه محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» :
هذا وهم، فابن الفرضيّ توفي سنة 403 هـ. فكيف يؤرّخ للحصريّ وقد توفّي بعده بعشرة أعوام.
[2] لم أقف على مصدر لترجمته.
[3] لم أقف على مصدر لترجمته.
[4] الميورقيّ: بالفتح ثم الضمّ، وسكون الواو والراء يلتقي فيه ساكنان، وقاف نسبة إلى جزيرة في شرقيّ الأندلس بالقرب منها جزيرة يقال لها منورقة، بالنون. (معجم البلدان 5/ 246) .(28/315)
- حرف الباء-
81- بشر بن عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن بِشْر [1] .
القُهُنْدُزي [2] الخُراسانيّ.
أبو القاسم.
- حرف الجيم-
82- جعْفَر بْن محمد بْن أَحْمَد بْن محمد بْن الحُسين بْن إِسْحَاق بْن جعفر الصّادق [3] .
النّقيب أبو عَبْد الله العَلَويّ الحسيني الإسحاقيّ الحلبيّ. ولي نقابة حلب بعد أَبِيهِ الشّريف أَبِي إبراهيم.
وكان أديبًا شاعرًا. كَانَ «عزيز الدّولة» فاتك يحبّه ويُجِلُّه. وله في فاتك مدائح.
تُوُفّي بحلب. وكان يرجع إلى دين وعبادة وزُهْد، الا أنّه كَانَ شيعيّا مِن كبار الإماميّة.
ذكره ابن أبي طيِّئ [4] .
- حرف الحاء-
83- حسّان بْن الحَسَن اللحْيانيّ [5] .
القطّان.
حدّث بمصر.
84- الحسين بن الحسن [6] .
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] القهندزيّ: بضم القاف والهاء وسكون النون وضم الدال المهملة وفي آخرها الزاي، نسبة إلى قهندز: بلاد شتّى، وهي المدينة الداخلة المسوّرة. (معجم البلدان 10/ 274) .
[3] لم أقف على مصدر لترجمته.
[4] فقدت جميع مؤلّفاته ولم تصلنا.
[5] لم أقف على مصدر لترجمته.
[6] لم أقف على مصدر لترجمته.(28/316)
أبو عليّ المعدنيّ اللّوّاز [1] ، صاحب الفقّاع.
قَال أبو إِسْحَاق الحبّال: رَجُل صالح، تُوُفّي في ربيع الآخر.
سَمِعَ مِن: حمزة، وابن رشيق.
85- الحسين بْن بقاء بْن محمد [2] .
أبو عبد الله الْمَصْرِيّ الخشّاب.
روى عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ أحمد بْن عَبْد الله بْن أَبِي عصام.
روى عَنْهُ: خلف الحوفي، وغيره.
حدَّث في هذه السنة، ولم تحفظ وفاته.
86- حمد بن عمر بن أحمد بن إبراهيم الزّجّاج [3] .
أبو نصر الهمدانيّ المحدّث.
روى عَنْ: أحمد بْن محمد بْن مِهرْان، وأحمد بْن محمد بْن هارون الكرابيسيّ، وعبد الله بن الحسين القطان، وطاهر بن سهلويه، وأبي زرعة أحمد بن الحسين الرازي، وعامة مشايخ همدان، وخراسان.
روى عنه: أبو الفضل الفلكي في مصنفاته كثيرا، وجماعة.
قال شيرويه: وثنا عَنْهُ: محمد بْن الحسين الصُّوفيّ، ويوسف الخطيب، وغيرهما. وكان ثقة حافظًا يُحسن هذا الشّأن.
سمعت عبدوس يقول: كان حمد الزّجّاج يقرأ عَلَى المشايخ وربّما كَانَ نائمًا، ويقرأ عليه مستويا لحِفْظه ومعرفته بالأسانيد والمُتون.
تُوُفّي في عَشْر ذي القعدة، وصلى عَليْهِ محمد بْن عيسى.
قلتُ: شيخه الكرابيسيّ سَمِعَ مِن أَبِي مسلم الكجّيّ، وجماعة.
__________
[1] اللّوّاز: بفتح اللام، وتشديد الواو، وفي آخرها الزاي، نسبة إلى بيع اللوز. (الأنساب 11/ 34) .
[2] لم أقف على مصدر لترجمته.
[3] انظر عن (حمد بن عمر) في:
تذكرة الحفّاظ 3/ 1055، وسير أعلام النبلاء 17/ 342 رقم 211.(28/317)
- حرف الراء-
87- رفاعة بْن الفَرَج القُرَشيّ [1] .
أبو الوليد القُرْطُبيّ.
كَانَ واسع الرّواية.
حدَّث عَنْ: أحمد بْن سَعِيد الصَّدفيّ، وغيره.
روى عَنْهُ: حفيده محمد بْن سَعِيد بْن رفاعة.
وعاش تسعين سنة.
- حرف السين-
88- سَعِيد بْن سَلَمَة بن عبّاس بن السَّمْح [2] .
أبو عثمان القُرْطُبيّ.
روى عَنْ: محمد بْن معاوية الْقُرَشِيّ، وأبي محمد الباجيّ، وأبي الحَسَن الأنطاكيّ، وجماعة.
وكان فاضلًا عاقلًا ضابطًا يَؤُمّ بجامع قُرْطُبَة.
وكانت كُتُبه في غاية الصّحّة، وحضر جنازته المعتلي باللَّه يحيى بْن عليّ.
89- سلطان الدّولة [3] .
أَبُو شجاع بْن بهاء الدّولة أَبِي نصر بْن عَضُد الدّولة بْن بُوَيْه. ولى السَّلطنة وهو صبيّ لَهُ عشْر سِنين بعد أَبِيهِ، وبُعِثت إِليْهِ خِلَع المُلْك مِن جهة الخليفة إلى شيِراز. وقدم بغداد في أثناء سلطنته. ومات بشيراز، وله اثنان وعشرون عاما وخمسة أشهر.
__________
[1] انظر عن (رفاعة بن الفرج) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 185، 186 رقم 424.
[2] انظر عن (سعيد بن سلمة) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 215، 216 رقم 485.
[3] انظر عن (سلطان الدولة) في:
تاريخ حلب للعظيميّ 326، والمنتظم 8/ 17، والكامل في التاريخ 9/ 241، 293، 305، 310، 318، 327، 337، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 180، والمختصر في أخبار البشر 2/ 155، ونهاية الأرب 26/ 249، والعبر 3/ 111، ودول الإسلام 1/ 246، وسير أعلام النبلاء 17/ 345- 347 رقم 214، وتاريخ ابن الوردي 2/ 508، وتاريخ ابن خلدون 4/ 470- 474، والنجوم الزاهرة 4/ 261.(28/318)
وكانت سلطنته ضعيفةً متماسكة [1] .
- حرف الصاد-
90- صَدَقَة بن محمد بن أحمد بن محمد بن عَبْد المُلْك [2] .
أبو القاسم الْقُرَشِيّ الدّمشقيّ، المعروف بابن الدَّلَم.
سَمِعَ مِن: أَبِي سَعِيد بْن الأَعْرابيّ، وعثمان بْن محمد الذّهبيّ، والحسين بْن حبيب الحصَائريّ، وأبي الطّيّب بْن عَبَادِل، وخَيْثَمَة بْن سليمان.
روى عَنْهُ: عَبْد الرّحيم بْن أحمد البخاريّ، وعليّ بْن الخَضر السُّلَميّ، وأبو علي الأهوازي، وعبد العزيز الكتاني، وعلي بن الحسين بْن صَدَقَة الشّرابيّ.
قَالَ الكتانيّ: كَانَ ثقة مأمونا، مضى على سداد. وتوفّي في جُمَادَى الآخرة [3] .
قلت: كَانَ أسنَد مِن بقي بدمشق، ومات في عَشْر المائة.
- حرف الطاء-
91- طاهر بْن أحمد [4] .
أبو الفَرَج الإصبهانيّ.
__________
[1] جاء في (المنتظم 8/ 17) : «توفي بشيراز عن اثنتين وثلاثين سنة وخمسة أشهر» .
وفي (الكامل في التاريخ 9/ 337) : «وكان عمره اثنتين وعشرين سنة وخمسة أشهر» .
وفي (نهاية الأرب 26/ 249) : «وكان عمره اثنين وثلاثين سنة وخمسة أشهر» .
وقد وقع في المطبوع: «اثنين وثلاثة (!) سنة» ، وهو خطأ.
[2] انظر عن (صدقة بن محمد) في:
من حديث خيثمة الأطرابلسي (بتحقيقنا) 38 رقم 29، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) .
3/ 565 و 17/ 542 و 43/ 363، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 414، والعبر 3/ 112، وسير أعلام النبلاء 17/ 266، 267 رقم 162، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1055، وشذرات الذهب 3/ 198، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 361، 362 رقم 696، والحياة الثقافية في طرابلس الشام خلال العصور الوسطى (تأليفنا) 248.
[3] تاريخ دمشق 17/ 542.
[4] انظر عن (طاهر بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 9/ 358 رقم 4924.(28/319)
قَالَ الخطيب: لقيته بسواد دُجَيْل، فروى لي أحاديث سمعها مِن الطبَرانيّ. وذلك في هذه السنة.
- حرف العين-
92- العبّاس أبو الفتح الحمراويّ [1] .
يُعرف بمولى الخادم.
قَالَ الحبّال: عنده عَنْ الآجُريّ، وغيره.
حضرتُ جنازته في ربيع الأوّل، يعني بمصر.
93- عَبْد الله بْن أحمد بْن إسماعيل الفقيه [2] .
أبو سهل النَّيْسابوريّ الحَرَضيّ الزّاهد الصُّوفيّ.
قَالَ عَبْد الغافر: هُوَ عديم النّظير في طريقته وزُهْده وفضله، وحفظ التّجملُّ في الفقر وترك الادّخار. وكان يلقّن.
حدّث عَنْ: يحيى بْن منصور القاضي، وأبي محمد الكَعْبيّ، وأبي عليّ الحافظ النَّيْسابوريّ، وطبقتهم.
وكان يمتنع مِن الرّواية خُمُولًا وديانة.
تُوُفّي في عاشر شّوال.
روى عَنْهُ: أَبُو القاسم بْن أبي مُحَمَّد الْقُرَشِيّ.
94- عبد الله بْن محمد بْن المَرْزُبان بْن مَنْجوَيْه الإصبهاني [3] .
شيخ متعبد، صحب الصّالحين والعُبّاد بإصبهان ونَيْسابور مثل: إبراهيم النَّصْراباذيّ، وعُبَيْد الله بْن محمد البُسْتيّ.
وسمع من: أبي أحمد العسّال، والطّبرانيّ، وإبراهيم بْن محمد بْن حمزة.
مات في أوّل ربيع الأول.
قاله أبو نعيم.
__________
[1] لم أقف على مصدر لترجمته.
[2] انظر عن (عبد الله بن أحمد بن إسماعيل) في:
المنتخب من السياق 274 رقم 894.
[3] انظر عن (عبد الله بن المرزبان) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 98.(28/320)
95- عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد بْن إبراهيم [1] .
أبو القاسم القزويني الصُّوفيّ الخبّاز.
قَالَ الخطيب: قِدم علينا حاجّا، فحدَّثنا عَنْ أبي الحَسَن عَليّ بْن إِبْرَاهِيم بْن سَلَمَةَ القَطَّان [2] ، وغيره.
وحدَّثني أبو عَمْرو المرْوَزيّ أنّ أهل قَزْوين يضعّفونه في روايته عَنْ أَبِي سَلَمَة [3] .
96- عَبْد الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ محمد الحضْرميّ [4] .
الأديب أبو القاسم الإشبيليّ، المعروف بابن شِبْراق.
قَالَ أبو عَبْد الله الخَوْلانيّ: كَانَ نبيلًا، شاعرًا مُفْلِقًا. كَانَ ينشدني أشعاره.
وصنَّف كتابًا في الأخبار.
وقال الحُمَيْديّ [5] : كنيته أبو المطرف.
عُمر طويلًا.
97- عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن أحمد بْن حبيب القاضي [6] .
أبو زيد النَّيْسابوريّ.
سَمِعَ: أبا العبّاس الأصمّ، وأحمد بن محمد بن بالويه، وغيرهما.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن أحمد) في:
التدوين في أخبار قزوين 3/ 140، 141.
[2] أخبر عنه في جامع قزوين سنة 410 هـ. (التدوين 3/ 141) .
[3] التدوين 3/ 141.
[4] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الله الحضرميّ) في:
جذوة المقتبس للحميدي 276 رقم 606 وفيه: «عَبْد الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الجحّاف المعافري القاضي ببلنسية من أعمال شرق الأندلس، كنيته: أبو المطرّف، من أهل بيت علم ورياسة، يتداولون القضاء هنالك» ، وهدية العارفين 1/ 515، ومعجم المؤلفين 5/ 150.
[5] في الجذوة.
[6] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد بن أحمد) في:
المنتخب من السياق 302 رقم 997، وسير أعلام النبلاء 17/ 238 رقم 144 وفيه قال محقّقه بالحاشية: «لم نعثر له على مصادر ترجمة» .(28/321)
روى عنه: أبو بكر البيهقيّ، والقشيريّ، وأبو بَكْر بْن خَلَف، وأبو عَبْد الله الثَّقَفيّ، وجماعة.
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة بنَيْسابور.
وكان إمامًا مدرَّسًا [1] .
98- عَبْد الرحمن بْن مروان بْن عَبْد الرَّحْمَن [2] .
أبو المطرف الأنصاري القَنَازعيّ القُرْطُبيّ، الفقيه المالكيّ.
سَمِعَ مِن: أَبِي عيسى اللَّيْثّي، وأبي بَكْر محمد بْن السُّلَيْم القاضي، وأبي جعفر بْن عَوْن الله، وطبقتهم.
وأخذ القرآن عَنْ: أَبِي الحَسَن عليّ بْن محمد الأنطاكيّ، وأبي عَبْد الله بْن النُّعْمان، وأصْبَغ بْن تمّام.
ورحل سنة سبْعٍ وستّين، فسمع «المدّونة» [3] بالقَيْروان عَلَى هبة الله بْن أَبِي عُقْبة التّميميّ.
وأكثر بمصر عَنْ الحَسَن بْن رشيق.
وذكر عَنْ ابن رشيق أنّه روى عن سبعمائة محدّث.
__________
[1] وقال عبد الغافر الفارسيّ: «كان كثير الشيوخ، صحيح السماع، عقد له مجلس الإملاء فأملى في داره سنين» .
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن مروان) في:
جذوة المقتبس للحميدي 278، 279 رقم 616، وترتيب المدارك للقاضي عياض 2/ 726، 728، وفيه «عبد الرحمن بن هارون» ، والصلة لابن بشكوال 2/ 322، 324، وبغية الملتمس للضبيّ 371 رقم 1042، والمغرب في حلى المغرب 1/ 166، 167، والعبر 3/ 112، وسير أعلام النبلاء 17/ 342، 343 رقم 212، والديباج المذهب 1/ 485، وغاية النهاية لابن الجزري 1/ 380، وطبقات المفسّرين للسيوطي 18، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 287، 288، وشذرات الذهب 3/ 198، وهدية العارفين 1/ 16، وشجرة النور الزكية لمخلوف 1/ 111، 112، ومعجم المؤلّفين 5/ 194، 195.
[3] المدوّنة: أول كتاب شامل لفروع الفقه المالكي ومسائله مع الاستدلال بالأحاديث وفتاوى الصحابة وأعمالهم وفتاوى التابعين وأقوال السلف. ألّفه الإمام سحنون بن سعيد التنوخي المتوفى سنة 240 هـ. وأصبح عمدة المذهب المالكي في بلاد المغرب ومرجع علمائه. (انظر عن المدوّنة في: مدرسة الحديث في القيروان، للحسين بن محمد شواط، ج 2/ 942 وما بعدها) .(28/322)
وكتب القَنَازعيّ بمصر أيضًا عَنْ الموجودين.
وحجَّ فأخذ في الموسم عن أبي أحمد الحسين بن عليّ النّيسابوريّ.
وأخذ عن ابن أبي زيد جملةٌ مِن تواليفه.
وقدم قُرْطبَة فأقبل على الزُّهْد والانقباض، ونشر العلم، وأقرأ القرآن.
وكان عالمًا عاملًا فقيهًا حافظًا ورعًا متقشّفا قانعا باليسير، فقيرا دؤوبا عَلَى العلم، كثير الصّلاة والتَّهَجُّد والصّيام، عالمًا بالتّفسير والأحكام، بصيرًا بالحديث، حافظًا للرأي.
لَهُ مصنَّفٌ في الشُّروط وعِلَلها، وصنَّف شرحًا للموطّا. وكان لَهُ معرفة باللَغة والأدب.
وكان حسن الأخلاق، جميل اللّقاء. عرض عَليْهِ السّلطان الشُّورَى فأمتنع [1] .
قَالَ محمد بْن عَتّاب: والقَنَازِعيّ منسوب إلى صنْعته [2] ، خيرٌ فاضل.
تُوُفّي في رجب، ومولده سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة.
وقال ابن حَيّان: كَانَ زاهدًا مجاب الدّعوة. امتُحِن بالبربر أوَّل ظهورهم محنةً أوْدَت بماله. وكان أقرأ مَن بقي. وله في «الموطّأ» تفسير مشهور، واختصار كتاب ابن سلام في تفسير القرآن.
روى عَنْهُ: ابن عَتّاب، وأبو عمر بْن عَبْد البَرّ.
99- عَبْد الصّمد بْن محمد بْن نُجَيْد البَغَويّ [3] .
أبو القاسم.
تُوُفّي بيغ في ربيع الأوّل.
100- عَبْد العزيز بْن جعفر بن إسحاق بن محمد بن خواستى [4] .
__________
[1] ترتيب المدارك 2/ 727، 728.
[2] هكذا في الأصل وكتاب الصلة لابن بشكوال 2/ 324، أما في: طبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 288: القنازعي نسبة إلى ضيعة من بلاد المغرب.
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] انظر عن (عبد العزيز بن جعفر) في:(28/323)
أبو القاسم الفارسيّ، ثمّ البغداديّ. المقرئ النَّحْويّ. شيخ معمَّر، وُلِد في رجب سنة عشرين وثلاثمائة.
وسمع من: أبي بكر محمد بن عبد الرّزّاق بْن داسة، وإسماعيل بْن محمد الصَّفّار، وأحمد بْن سلمان النّجّاد، وأبي عُمَر الزّاهد، وأبي بَكْر محمد بْن الحَسَن النّقّاش، وعبد الواحد بْن أَبِي هاشم.
وجَّودَ القرآن مِرارًا برواية أبي عَمْرو بْن العلاء عَلَى عَبْد الواحد المذكور.
وقرأ لابن كثير وابن عامر عَلَى النّقّاش.
وتلا عَليْهِ بهذه الثّلاث روايات أبو عَمْرو الدّانيّ، وأسندها عَنْهُ في «التَّيْسير» . وسمع منه الحديث.
وروى عَنْهُ أيضًا: أبو الوليد بْن الفَرَضيّ، وذكر أنّه لِقَيه بمدينة التّراب مِن الأندلس.
وقال أبو عَمْرو الدّانيّ إنّه تُوُفّي في ربيع الأول، وهو ابن اثنتين وتسعين سنة.
قَالَ: ودخل الأندلس تاجرًا سنة خمسين وثلاثمائة، يعني فسكنها، وكان خيرًا فاضلًا صَدُوقًا ضابطًا. كَانَ يُعرف بابن أَبِي غسّان.
قَالَ لي: أذكر اليوم الَّذِي مات فيه ابن مجاهد، وقرأت القرآن عَلَى أَبِي بَكْر النّقّاش في حدود سنة أربعين. ولازَمْتُه مدّة، وكان أسمح الناس وأسخاهم. وسمعت مصنَّف أَبِي دَاوُد مِن ابن داسَة بالبصرة في سنة ثمانٍ وثلاثين وثلاثمائة. واختلفتُ إلى أَبِي سَعِيد السيرافيّ وقرأتُ عَليْهِ «مختصر الجرميّ» و «التّصريف» للمازنيّ، وعدّة كتب.
قلت: وهذا كَانَ أسند مِن بالأندلس في زمانه، ولكنْ ضيّعه أهلُ الأندلس ولم يعرفوا قدْرَه ولا ازدحموا عَليْهِ لقلّة اعتنائهم بالعلوّ.
__________
[ () ] الصلة لابن بشكوال 2/ 375، والعبر 3/ 112، وسير أعلام النبلاء 17/ 351، 352 رقم 219، وغاية النهاية 1/ 392، وشذرات الذهب 3/ 198.(28/324)
101- عَبْد المُلْك بْن أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن [1] .
أبو مروان العبْسيّ الإشبيليّ.
عالم وَرِع، فاضل، متّسع الرّواية.
عَنْ: محمد بْن معاوية الْقُرَشِيّ، وحارث بْن مَسْلَمَة.
أجاز لابن خَزْرج في شوّال مِن السُّنَّة، وتُوُفّي بعد ذَلِكَ بأشهرٍ.
102- عُبَيْد الله بْن محمد بْن محمد بْن عليّ [2] .
أبو محمد الصّرّام النَّيْسابوريّ.
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة بنَيْسابور.
103- عليّ بْن الحَسَن الإبْريسَميّ [3] .
سَمِعَ مِن: الإسماعيليّ، وأبي زُرْعَة، والتّميميّ.
104- عليّ بْن عيسى بْن سليمان اصفروخ [4] .
أبو الحسن الفارسيّ الشّاعر، المعروف بالسُّكَّريّ، نزيل بغداد.
كان يعرف القراءات والكلام، وفنون الأدب.
لَهُ ديوان شِعْر كبير عامّته في الرّدّ عَلَى الرافضة، وكان أشعريا [5] .
105- عليّ بن هلال [6] .
__________
[1] انظر عن (عبد الملك بن أحمد) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 27.
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] الأبريسميّ: بفتح الألف وسكون الباء وكسر الراء وسكون الياء وفتح السين، وفي آخرها الميم. هذه اللفظة لمن يعمل الإبريسم والثياب منه ويبيعها ويشتغل بها. (الأنساب 1/ 116) .
[4] انظر عن (علي بن عيسى) في:
تاريخ بغداد 12/ 17 رقم 6378، والمنتظم 8/ 10، 11 رقم 17، والكامل في التاريخ 9/ 329، والمختصر في أخبار البشر 2/ 154، والبداية والنهاية 12/ 5، وتاريخ ابن الوردي 1/ 336.
[5] قال ابن الأثير: شاعر السّنّة، ومولده ببغداد في صفر سنة سبع وخمسين وثلاثمائة، وكان قد قرأ الكلام على القاضي أبي بكر بن الباقلّاني، وإنّما سمّي شاعر السّنّة لأنه أكثر مدح الصحابة، ومناقضات شعراء الشيعة.
[6] انظر عن (علي بن هلال) في:
الهفوات النادرة 310، والمنتظم 8/ 10 رقم 16، ومعجم الأدباء 15/ 120- 134، والكامل(28/325)
أبو الحَسَن، صاحب الخطّ المنسوب، المعروف بابن البّواب.
قَالَ أبو الفضل بْن خيْرون: تُوُفّي في جُمَادَى الأولى سنة ثلاث عشرة، وكان مِن أهل السُّنَّة.
وقال أبو عَبْد الله بْن النّجّار في تاريخه: أبو الحسن ابن البوّاب مولى معاوية بْن أَبِي سُفْيان، صحب أبا الحسين بْن سمعون، وقرأ الأدب عَلَى أَبِي الفتح بْن جِنّيّ، وسمع مِن أبي عُبَيْد المَرْزُبانيّ. وكان يعبّر الرُّؤْيا، ويقصّ عَلَى النّاس بجامع المنصور. وله نظْمٌ ونثْر. انتهت إِليْهِ الرئاسة في حُسْن الخطّ.
وقال ابن خلّكان [1] : أوّل مِن نقل هذه الطّريقة مِن خط الكوفيّين أبو عليّ بْن مُقْلَة، وخطّه عظيم، لكنّ ابن البوّاب هذَّب طريقة ابن مُقْلَة ونقَّحها، وكساها طَلاوة وبَهْجة. وشيخُهُ في الكتابة أبو عبد الله محمد بْن أسد المذكور في سنة عشر وأربعمائة.
وكان ابن البوّاب يذهَّب إذهابا فائقًا، وكان في أوّل أمره مزوقًا يُصور الدُّور فيما قِيلَ. ثمّ أَذهْبَ الكُتُب. ثمّ تعاني الكتابة ففاق فيها عليّ الأوّلين والآخرين، ونادم فَخْر المُلْك أبا غالب.
وقيل: إنّه وعظ بجامع المنصور.
ولم يكن لَهُ في عصره ذاك النَّفَاق الَّذِي لَهُ بعد موته. لأنّه وُجِد بخطّه ورقة قد كتبها إلى بعض الأعيان يسأله فيها مساعدة صديق لَهُ بشيء لا يساوي
__________
[ () ] في التاريخ 9/ 324، 325، وفيه: «وقيل كان مولده سنة 413 هـ.» . ومعجم الألقاب للفوطي 4/ 734، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 180، ووفيات الأعيان 3/ 342- 344، والمختصر في أخبار البشر 2/ 152 وفيه وفاته سنة (412 هـ.) ، ودول الإسلام 1/ 246، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1056، والإعلام بوفيات الأعلام 173، والعبر 3/ 113، وسير أعلام النبلاء 17/ 315- 320 رقم 192، والبداية والنهاية 12/ 14، 15، والوافي بالوفيات 22/ 290- 295 رقم 218، وريحانة الأدب 7/ 422، وتاريخ ابن الوردي 1/ 334، وصبح الأعشى 3/ 13، والنجوم الزاهرة 4/ 257، 258، وتاريخ الخلفاء 416، والكنى والألقاب للقمّي 1/ 234، ومفتاح السعادة 1/ 85، 86، وشذرات الذهب 3/ 199، وديوان الإسلام 1/ 347 رقم 543، وهدية العارفين 1/ 687، وتاريخ الأدب العربيّ 4/ 331، ودائرة المعارف الإسلامية 1/ 103.
[1] في وفيات الأعيان 3/ 342.(28/326)
دينارين. وقد بَسَطَ القول فيها نحو السّبعين سطرًا. وقد بيعت بعد ذَلِكَ بسبعة عشر دينارًا إماميّة [1] .
ولابن البوّاب شِعْر وترسل يدّل على فضله وأدبه وبلاغته.
وقيل: إنّ بعضهم هجاه بقوله:
هذا وأنت ابن بوّاب وذُو عَدَم ... فكيف لو كنتَ ربَّ الدّارِ والمالِ [2] ؟
وقال أبو عليّ الحسن بن أحمد بن البنّاء: حكى لي أبو طاهر بْن الغباريّ أن أبا الحسن ابن البّواب أخبره أنّ ابن سَهْلان استدعاه، فأبي المُضِيَّ إليه. وتكرّر ذَلِكَ.
قَالَ: فمضيتُ إلى أبي الحَسَن بْن القزوينيّ وقلتُ: ما يُنطقه الله بِهِ أفعله.
قَالَ: فلمّا دخلتُ إليه قَالَ لي: يا أبا الحَسَن اصدُقْ والْقَ مِن شئت.
قَالَ: فَعُدتُ في الحال، وَإِذَا على بابي رسل الوزير. قَالَ: فمضيت معهم فلما دخلت إليه قال لي: يا أبا الحَسَن ما أخَّرك عنّا؟ فاعتذرت إِليْهِ.
ثمّ قَالَ: قد رأيتُ منامًا. فقلتُ: مذهبي تعبير المنامات مِن القرآن.
فقال: رضيت. ثمّ قَالَ: رَأَيْت كأنّ الشّمس والقمر قد اجتمعا وسقطا في حَجْري.
قَالَ: وعنده فرح بذلك: كيف يجتمع لَهُ المُلْك والوزارة. قلتُ: قَالَ الله تعالى: وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ يَقُولُ الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ كَلَّا لا وَزَرَ 75: 9- 11 [3] . وكررتُ عَليْهِ هذه ثلاثا.
قَالَ: فدخل حُجرة النّساء. وذهبت. فلمّا كَانَ بعد ثلاثة أيّام انحَدَرَ إلى واسط عَلَى أقبح حال. وكان قتْله هناك.
ولأبي العلاء المعريّ:
__________
[1] في معجم الأدباء 95/ 121، 122: «وبلغني أنها بيعت مرة أخرى بخمسة وعشرين دينارا» .
[2] البيت في: معجم الأدباء 15/ 125، والنجوم الزاهرة 4/ 258.
[3] سورة القيامة، الآيات 9- 11.(28/327)
ولاح هِلالٌ مثل نُونٍ أجادَها ... بَذوْب [1] النَّضَار الكاتبُ ابن هلال [2]
وقال أبو الحَسَن محمد بْن عَبْد المُلْك الهمْدانيّ في تاريخه [3] : تُوُفّي أبو الحسن ابن البوّاب صاحب الخطّ الحَسَن في جُمَادَى الأولى، ودُفِنَ في جوار تُرْبة أحمد، يعني ابن حنبل. وكان يقصّ بجامع المدينة. وجعله فخر المُلْك أحد نُدمائه لمّا دخل إلى بغداد. ورثاه المرتضي بقوله:
رُدَّيْتَ يا ابن هلالِ والرَّدَى عَرَضٌ ... لم يُحْمَ منْهُ عَلَى سُخْطٍ لَهُ البَشَرُ
ما ضَرَّ فَقْدُكَ والأيّامُ شاهدةٌ ... بأنّ فضلك فيها [4] الأنْجُمُ الزُّهُرُ
أغَنَيْت في الأرضِ والأقوامِ كلّهم ... مِن المحاسن ما لم يُغْنِهِ المَطَرُ
فللُقُلوب الّتي أبْهَجْتَها حَزَنٌ ... وللعُيُون [5] الّتي اقْرَرْتَها سَهَرُ
وما لِعَيْشٍ وقد [6] ودَّعته أرَجٌ ... ولا لليلٍ وفد [6] فارَقتَه سَحَرُ
وما لنا بعدَ أنْ أضْحتْ مَطَالِعُنا ... مَسْلُوبةً مِن أوضاح [7] ولا غُرَرُ [8]
وحدَّث أبو غالب محمد بْن أحمد بْن بِشْران الواسطيّ: حدَّثني محمد بْن عليّ بْن نصر الكاتب: حدَّثني أبو الحَسَن بْن عليّ بْن هلال ابن البوّاب، فذكر حكايةً مضمونُها أنّه ظفر في خزانة بهاء الدّولة بَربْعةٍ ثلاثين جزءًا جلدًا مِن جزء مِن الرَّبْعة فجلّده به، وجلد الجزء الَّذِي قلع عَنْهُ بجلد جديد حَتَّى بقي ذلك الجزء الجديد الكتابة لا يعرفه حُذَّاق الكتّاب مِن الرَّبْعَة.
ومن شِعْر ابن البوّاب:
فَلَوَ أنّي أَهْدَيْتُ ما هُوَ فَرْضٌ ... للرّئيس الأَجَلٌ مِن أمثالي
لَنَظَمْتُ النُّجُومَ عِقْدًا إذا رصَّعَ ... غيري جواهرا بلآلي
__________
[1] في سير أعلام النبلاء 17/ 318 «بماء» .
[2] البيت في: معجم الأدباء 15/ 128.
[3] لعلّ قوله في الجزء الثاني من «تكملة تاريخ الطبري» المفقود حتى الآن.
[4] في معجم الأدباء: «فيه» ، وكذا في: الوافي بالوفيات 22/ 293.
[5] في الديوان «بالعيون» ، وفي: البداية والنهاية: «حرق وللعيون» .
[6] في معجم الأدباء: «آنا» في الموضعين.
[7] هكذا في الأصل ومعجم الأدباء. وفي سير أعلام النبلاء: «أوضاع» .
[8] الأبيات في: ديوان الشريف المرتضى 2/ 18، ومعجم الأدباء 15/ 134.(28/328)
ثمّ أهديتُها إليه وأقْرَرْتُ ... بعجزي في القَوْل والأفعالِ
غير أنّي رَأَيْت قدْركَ يعلو ... عَنْ نظيرٍ ومُشَبَّه ومثالِ
فتفاءلتُ في الهديّة بالأقلام ... عِلْمًا مني بِصدْق الفالِ
فاعتقِدْها مفاتحَ الشّرق والغرب ... سريعًا والسّهل والأجبال
فاخَتبرْها مُوَقعًا برسوم ... البِر والمَكْرُمَات والأفْعالِ
وابْقَ للمجد صاعد الجدّ عزّا ... والأَجَلّ الرّئيس نَجْم المعالي
وحقوقُ العبيدِ فرض على السّادة ... في كلّ مرسم للمعالي
وحياةُ الثناء تَبْقَى عَلَى الدّهر ... إذا ما انقضت حياة [1] المالِ [2]
في أبياتٍ أخرى.
وقال أبو بَكْر الخطيب: ابن البوّاب، صاحب الخطّ. كَانَ رجلًا دينًا لا أعلمه روى شيئًا مِن الحديث.
قَالَ ابن خلّكان [3] : روى ابن الكلبيّ والهيثم بْن عَدِيّ أنّ الناقل للكتابة العربية مِن الحِيرة إلى الحجاز حَرْبُ بْن أُمَيَّة، فقيل لأبي سُفْيان: ممّن أخذ أبوك الكتابة؟
فقال: مِن ابن سدرة. وأخبره أنه أخذها مِن واضعها مرامر بن مُرَّة.
قَالَ: وكان لحِمْيَر كتابة تُسَمَّى المُسند، وحروفها متّصلة. وكانوا يمنعون العامّة تعلُّمها. فلمّا جاء الإسلام لم يكن بجميع اليمن مِن يقرأ ويكتب.
قلتُ: وهذا فيه نظرٌ، فإنّ اليمن كَانَ بها خَلْقٌ مِن أهل الكتاب يكتبون بالقلم بالعِبْرانيّ.
إلى أن قَالَ: فجميع كتابات الأمم اثنا عشر كتابة وهي العربيّة، والحِمْيَريّة، واليونانيّة، والفارسيّة، والسُّرْيانيّة، والعبرانيّة، والرُّوميّة، والقِبْطّية، والبربريّة، والأندلُسيّة، والهنديّة، والصّينيّة.
__________
[1] في الأصل: «حيوة» .
[2] انظر أغلب الأبيات في: الوافي بالوفيات 22/ 294.
[3] في: وفيات الأعيان 3/ 344.(28/329)
فخمسٌ منها ذهبت: الحِمْيَريّة، واليونانيّة، والقبطيّة، والبربريّة، والأندلسيّة.
وثلاثٌ لا تُعرف ببلاد الإسلام: الصّينيّة، والرُّوميّة، والهنديّة.
- حرف الميم-
106- محمد بْن أَحْمَد بْن محمد [1] .
أبو الفضل الجاروديّ [2] الهَرَويّ الحافظ.
سَمِعَ: أبا عليّ حامد بْن محمد الرّفّاء، ومحمد بْن عبد الله السَّليطيّ، وأبا إِسْحَاق القرّاب والد الحافظ أَبِي يعقوب، وعبد الله بْن الحسين النَّضْري والمَرْوزِيّ، وسليمان بْن أحمد الطَّبرانيّ، ومحمد بْن عليّ بْن حامد، وإسماعيل بن بجير السّلميّ، وأحمد بن محمد بن سَلَمْوَيْه النَّيْسابوريّ، وعمر بْن محمد بْن جعفر الأهوازي البَصْري، وجماعة كثيرة بنَيْسابور، والرَّيّ، وهمدان، وإصبهان، والبصرة، وبغداد، والحجاز.
روى عَنْهُ: أبو عطاء المَليحيّ، وشيخ الإسلام عبد الله بْن محمد الأنصاري، والهَرَويُّون.
وكان شيخ الإسلام إذا روى عنه يقول: ثنا إمام أهل المشرق أبو الفضل.
قَالَ أبو النَّضْر [3] الفاميّ: كَانَ عديم النّظير في العلوم خصوصًا فيعلم الحِفظ والتّحديث، وفي التَّقَلُّل مِن الدّنيا، والاكتفاء بالقوت، وحيدا في الورع.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد الجارودي) في:
الأنساب 3/ 159، واللباب 1/ 249، 250، والعبر 3/ 114، وسير أعلام النبلاء 17/ 384- 386 رقم 245، والمعين في طبقات المحدّثين 125 رقم 1361، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1054- 1056، والإعلام بوفيات الأعلام 173، والوافي بالوفيات 2/ 61، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 115، 116، وطبقات الحفّاظ 413، وشذرات الذهب 3/ 199.
[2] الجارودي: نسبة إلى الجارود، وهو اسم لبعض أجداده. (الأنساب) .
[3] في الأصل، وتذكرة الحفّاظ، وطبقات الشافعية الكبرى «أبو النصر» بالصاد المهملة، والصواب ما أثبتناه.(28/330)
وقد رَأَى بعض النّاس رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النّوم فأوصاه بزيارة قبر الجاروديّ.
وقال: إنّه كَانَ فقيرًا سُنّيا.
وقال بعضهم: هُوَ أوّل مَن سنّ بهَرَاة تخريج الفوائد وشرْح الرجال والتّصحيح.
وقال ابن طاهر المقدسيّ: سمعتُ أَبَا إِسْمَاعِيل عَبْد الله بْن محمد الْأَنْصَارِيّ يَقُولُ: سمعتُ الجاروديّ يَقُولُ دخلت إلى الطّبرانيّ فقرّبني وأدناني، وكان يتعسّر عليَّ في الأخذ، فقلت له: أيّها الشّيخ، تتعسّر عليّ وتبذل للآخرين.
قال: لأنّك تعرف قدر هذا الشّأن.
تُوُفّي الجاروديّ في الثّالث والعشرين من شوّال سنة ثلاث عشرة.
107- محمد بْن أحمد بْن يوسف [1] .
أبو بَكْر البغداديّ الصّيّاد.
سمع: أبا بَكْر الشّافعيّ، وابن خلاد النَّصيبيّ، ومحمد بْن أحمد بْن محرم، وأحمد بْن جعفر بْن حمدان القَطِيَعيّ، وأحمد بْن جعفر بْن حمدان السّقطيّ البصريّ.
قال الخطيب [2] : كتبنا عَنْهُ، وكان ثقة صدوقًا. انتخب عليه ابن أبي الفوارس.
وتُوُفّي في ربيع الأوّل.
وكان مولده في سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة.
108- محمد بْن أحمد بْن زكريا [3] .
النَّيْسابوريّ الزاهد.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن يوسف) في:
تاريخ بغداد 1/ 378 رقم 338، والمنتظم 8/ 11 رقم 19.
[2] في تاريخه.
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.(28/331)
109- محمد بْن إبراهيم بْن ماهان [1] .
أبو بَكْر الفقيه.
سَمِعَ بُبخارى مِن: خَلَف الخيّام.
110- محمد بْن طلحة بْن محمد بْن عثمان [2] .
أبو الحَسَن النَّعَاليّ [3] .
مِن محدَّثي بغداد.
قَالَ الخطيب [4] : كَانَ يكتب معنا، ويتتبّع الغرائب.
حدَّث عَنْ: أَبِي بَكْر الشّافعيّ، ومحمد بْن كوثر البَرْبَهاريّ، وحبيب القزاز، وأبي بكر القطيعي.
كتبت عنه، وكان رافضيا. وسمعت الأزهريّ يَقُولُ إنه سمعه يلعن معاوية رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
111- محمد بْن محمد بن النّعمان البغداديّ [5] .
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (محمد بن طلحة) في:
تاريخ بغداد 5/ 383، 384، والأنساب 12/ 114، واللباب 3/ 231، والمغني في الضعفاء 2/ 595 رقم 5651، وميزان الاعتدال 3/ 588 رقم 7717، ولسان الميزان 5/ 212 رقم 732، وطبقات أعلام الشيعة (النابس في القرن الخامس) 166، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 378 رقم 310.
[3] النّعاليّ: بكسر النون وفتح العين المهملة وفي آخرها اللام. نسبة إلى عمل النعال وبيعها.
(الأنساب) .
[4] في تاريخه.
[5] انظر عن (محمد بن محمد بن النعمان) في:
ديوان الصوري 1/ 414، والفهرست لابن النديم 226، ورجال الطوسي 514 رقم 124، والفهرست للطوسي 190، 191 رقم 710، وتاريخ بغداد 3/ 231، وتاريخ حلب للعظيميّ 325، والمنتظم 8/ 11، 12 رقم 20، والكامل في التاريخ 9/ 329 وفيه: «أبو عبد الله بن المعلّم» ، والمختصر في أخبار البشر 2/ 154، ورجال الحلّي 147 رقم 45، ودول الإسلام 1/ 249، والعبر 3/ 114، وسير أعلام النبلاء 17/ 344، 345 رقم 213، والإعلام بوفيات الأعلام 173، وميزان الاعتدال 4/ 30 رقم 8143، وتاريخ ابن الوردي 1/ 336، وعيون التواريخ (مخطوط) ج 12 ق 2/ 55، والوافي بالوفيات 1/ 116، ومرآة الجنان 3/ 28، والبداية والنهاية 12/ 15، 16، ولسان الميزان 5/ 368 رقم 1196، والنجوم الزاهرة 4/ 258، وشذرات الذهب 3/ 199 و 220، والرجال للنجاشي 283- 287، ومجمع الرجال للقهپائي(28/332)
ابن المعلّم، المعروف بالشّيخ المفيد.
كَانَ راس الرّافضة وعالمُهُم. صنَّف كُتُبًا في ضَلالات الرّافضة، وفي الطَّعْن عَلَى السَّلَف.
وهلك في خلق حتّى أهلكه الله في رمضان، وأراح المسلمين منه.
وقد ذكره ابن أبي طيِّئ في «تاريخ الشّيعة» [1] فقال: هُوَ شيخ مشايخ الطّائفة، ولسان الإماميّة ورئيس الكلام والفِقْه والْجَدَل.
كَانَ أوحد في جميع فنون العلوم، الأصولين، والفقه، والأخبار، ومعرفة الرّجال، والقرآن، والتّفسير، والنَّحْو، والشَّعْر. ساد في ذَلِكَ كله. وكان يُناظر أهلَ كلّ عقيدة، مَعَ الجلالة العظيمة في الدّولة البويهيّة، والرّتبة الجسمية عند الخُلفاء العباسيّة.
وكان قويّ النَّفْس، كثير المعروف والصَّدَقة، عظيم الخُشوع، كثير الصلاة والصَّوم، يلبس الخَشِن مِن الثّياب. وكان بارعًا في العِلْم وتعليمه، ملازمًا للمطالعة والفكْرة. وكان مِن أحفظ النّاس.
ثمّ قَالَ: حدَّثني رشيد الدّين المازندرانيّ: حدَّثني جماعة ممّن لقيت، أنّ الشّيخ المفيد ما ترك كتابا للمخالفين إلا وحَفِظه وباحَثَ فيه، وبهذا قدر عَلَى حلّ شُبَه القوم.
وكان يَقُولُ لتلامذته: لا تضجروا مِن العِلْم، فإنّه ما تعسَّر إلا وهان، ولا يأبى إلّا ولان. لقد أقصد الشّيَخ مِن الحَشويّة، والْجَبْريّة، والمعتزلة، فأذّل لَهُ حتى أخذ منه المسألة أو اسمع منه.
__________
[6] / 33- 38، وروضات الجنات 563- 570، وهدية العارفين 2/ ج 61، 62، وطبقات أعلام الشيعة (النابس في القرن الخامس) 186، 187، والذريعة إلى تصانيف الشيعة 2/ 209، وأعيان الشيعة 46/ 20- 26، ومنهج المقال للميرزا محمد 317، 318، وتنقيح المقال للمامقاني 3/ 180، 181، وإتقان المقال في أحوال الرجال لمحمد نجف 131، وكشف الظنون 71، وفوائد الرضوية للقمي 628، وإيضاح المكنون 1/ 37، 70، 150، 155، 160، 206، 207، 216، 311، 370، 553، 556، 569 و 2/ 95، 124، 135، 185، 195، 270، 274، 323، 341، 357، 361، 375، 408، 429، 477، 490، 531، 558، 697، 651، 675، 693، ومعجم المؤلّفين 11/ 206، 207.
[1] لم يصلنا هذا الكتاب ولا غيره من مؤلّفات ابن أبي طيِّئ.(28/333)
وقال آخر: كَانَ المفيد مِن أحرص النّاس عَلَى التّعليم. وإن كَانَ لَيَدُور عَلَى المكاتب وحوانيت الحاكة، فيلمح الصّبيّ الفطن، فيذهب إلى أَبِيهِ وأمّه حتّى يستأجره، ثمّ يعلّمه. وبذلك كثُر تلامذته.
وقال غيره: كَانَ الشّيخ المفيد ذا منزلةٍ عظيمةٍ مِن السّلطان، ربمّا زاره عضُد الدولة، وكان يقضي حوائجه ويقول لَهُ: اشفَعْ تشفع.
وكان يقوم لتلامذته بكلّ ما يحتاجون إِليْهِ.
وكان المفيد رَبْعَةً، نحيفًا، أسمر. وما استغلق عَليْهِ جوابُ معاندٍ إلا فزعَ إلى الصّلاة يسأل الله فييسّر لَهُ الجواب.
عاش ستّا وسبعين سنة، وصنَّف أكثر مِن مائتي مصنَّف.
وشيّعه ثمانون ألفًا. وكانت جنازته مشهودة [1] .
112- محمد بْن الفضل [2] .
أبو بَكْر المفسّر.
تُوُفّي ببلْخ.
113- محمد بْن عَلَى بْن محمد بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن رزين [3] .
أبو عَبْد الله الباشانيّ [4] الهَرَويّ.
تُوُفّي في شوّال.
114- محمد بْن منصور بْن عليّ [5] .
أبو طاهر البغداديّ، الشّاعر الأديب المعروف بالقطّان، المقرئ.
__________
[1] وانظر عنه في ترجمة (عبيد الله بن عبد الله الخفّاف) الآتية في هذا الجزء برقم (200) .
[2] انظر عن (محمد بن الفضل) في:
حلية الأولياء 10/ 232، 233 رقم 563، وتاريخ بغداد 13/ 341، واللباب 1/ 478، والجواهر المضية 2/ 115، وطبقات المفسّرين للسيوطي 38، وطبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 222، 223 رقم 559، ومشايخ بلخ من الحنفية 1/ 137، والطبقات السنية 100.
[3] لم أجد له مصدرا.
[4] الباشاني: بفتح الباء الموحّدة والشين المعجمة. نسبة إلى باشان وهي قرية من قرى هراة.
(الأنساب 2/ 38) .
[5] لم أقف على مصدر ترجمته.(28/334)
صاحب رسالة «التّبيين في أُصُول الدّين» .
رواها عَنْهُ: أبو الحسين بْن المهتدي باللَّه، ووالد أَبِي الحسين بْن الطُّيُوريّ.
وروى عَنْهُ مِن شِعْره أبو الفضل محمد بْن المهْديّ في مشيخته.
وذكر أنّه مات في هذا العام.
115- محمود بْن عُمَر بْن جعفر بْن إِسْحَاق [1] .
أبو سهل العُكْبَريّ.
فارسيّ الأصل، سكن بغداد.
وحدَّث عَنْ: أحمد بْن عثمان الأَدَميّ، وأبي سهل بْن زياد، وأبي بَكْر النّقّاش.
قَالَ الخطيب [2] : كتبتُ عَنْهُ، وذكره لي أحمد بْن عليّ البادا فقال: أدام الصّيام ثلاثين سنة، وليس هُوَ في الحديث بذاك، لأنّه روى كتاب «القناعة» لابن أبي الدّنيا، عَنْ شيخٍ لم يسمع منه، والشيخ عليّ بْن الفَرَج.
- حرف الواو-
116- ولاد بن عليّ [3] .
أبو الصّهباء التّميميّ الكوفيّ.
أبو الصهباء التّميميّ الكوفيّ.
قِدم بغداد، وحدث عن: محمد بن علي بن دحيم الشيباني.
روى عنه: الخطيب.
__________
[1] انظر عن (محمود بن عمر) في:
تاريخ بغداد 13/ 95 رقم 7082، وميزان الاعتدال 4/ 78 رقم 8368، ولسان الميزان 6/ 3، 4 رقم 5.
[2] في تاريخه.
[3] انظر عن (ولّاد بن علي) في:
تاريخ بغداد 13/ 522 رقم 7343.(28/335)
سنة أربع عشرة وأربعمائة
- حرف الألف-
117- أَحْمَد بْن الْحسَن بْن عَبْد اللَّه بْن أحمد [1] .
أبو عَبْد الله المقرئ الهمَدانيّ، إمام الجامع. ويُعرف بالصّائغ.
روى عَنْ: أَبِي جعفر بْن بَرزة، والفضل الكِنْديّ، وأحمد بْن الحَسَن بْن ماجه، وأبي القاسم عَبْد الرحيم بن الحسن بن عبيد، ومخلد بْن جعفر الباقَرْحِيّ، وعبيد الله بْن أحمد بْن البوّاب، والحسين بْن محمد بْن عُبَيْد العسكريّ الدّقّاق، وأبي الفتح محمد بْن الحسين الأزْديّ.
روى عَنْهُ: حمْد بْن سهل، وأبو الحَسَن بْن حُمَيْد، ومحمد بْن ينال الصُّوفيّ.
قَالَ شِيرَوَيْه الحافظ: ونبا عَنْهُ يوسف الخطيب، ومحمد بْن الحسين الصُّوفيّ، وكان ثقة صدوقًا فاضلًا.
مات في المحرَّم وصلى عَليْهِ ابنه طاهر.
118- أحمد بْن الحَسَن الدّمشقيّ الورّاق [2] .
حدَّث عَنْهُ: عليّ بْن أبي العَقِبَ، وغيره بديار مصر.
تُوُفّي في صفر.
روى عَنْهُ: خَلَف بْن أحمد الحوفي، وأبو عليّ الأهوازيّ، وأبو عَبْد الله القُضَاعيّ.
119- أحمد بْن زيدان [3] .
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (أحمد بن زيدان) في: غاية النهاية 1/ 54، 55 رقم 336.(28/336)
أبو العبّاس المقرئ.
قَالَ الدّانيّ: بغداديّ، اقرأ النّاسَ ببيت المقدس.
أخذ القراءة عَنْ أبي بكر بن مجاهد، وهو الَّذِي لقنه القرآن.
توفي سنة أربع عشرة، وعمر، ونيف على المائة. قاله لي مَن قرأ عَليْهِ مِن المغاربة مِن أصحابنا.
120- أحمد بْن عَبْد العزيز بْن محمد بْن إِسْحَاق بْن قَبِيصَة [1] .
أبو حامد المُولْقَابَاذيّ [2] .
حدَّث عَنْ: أبي العبّاس الصبغيّ، وأبي الفضل أحمد بن إسماعيل الأزديّ، وأبي عمرو بن مطر.
ومات في ربيع الآخر [3] .
روى عنه أبو صالح المؤذن، وغيره [4] .
121- أحمد بن محمد بن سليمان [5] .
أبو حامد البشري [6] الهروي العدل.
سمع: محمد بن أحمد بن قريش المروروذي الذي يروي عَنْ عثمان بْن سَعِيد الدّارِميّ، وأبا عليّ الرّفّاء.
روى عَنْهُ: شيخ الإسلام الأنصاري، وأبو عطاء المليحيّ، ومحمد بْن الفضلويّ.
توفّي في شعبان.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبد العزيز) في:
المنتخب من السياق 83 رقم 181.
[2] المولقاباذي: بضم الميم وسكون الواو واللام، وفتح القاف، والباء المنقوطة بواحدة بين الألفين، وفي آخرها الذال المعجمة. هذه النسبة إلى مولقاباذ وهي محلّة كبيرة على طرف الجنوب من نيسابور ويقال لها ملقاباج. (الأنساب 11/ 527) .
[3] وكانت ولادته سنة 342 هـ.
[4] قال عبد الغافر: «ثقة، كان يسكن محلّة بمولقاباذ، وإليه تنسب الخانقاه بها وبيته بيت العدالة والحديث» .
[5] لم أقف على مصدر ترجمته.
[6] ضبطت النسبة في الأصل بفتح وكسر الباء الموحّدة.(28/337)
وقيّده ابن نُقْطة بكسر الباء وسكون المثلَّثة.
122- إسماعيل بْن أَبِي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن السَّرْخَسِيّ الهَرَويّ [1] .
أبو محمد القّراب.
المقرئ العابد أخو الحافظ إِسْحَاق.
كَانَ إمامًا في عدّة علوم، صنَّف التّصانيف، وكان قدوةً في الزُّهْد.
سَمِعَ: أحمد بْن محمد بْن مقْسم ببغداد، وأبا بَكْر الإسماعيليّ بجُرْجان، ومنصور بْن العبّاس بهَرَاة.
روى عَنْهُ: شيخ الإسلام، وأهل هَرَاة.
وله مصنَّف في مناقب الشّافعيّ، وكتاب «درجات التّائبين» .
قَالَ الحافظ يوسف بن أحمد الشّيرازيّ: كان في عدّةٍ مِن العلوم إمامًا، منها الحديث. والقراءات، ومعاني القرآن، والفقه، والأدب. وله تصانيف كلّها في غاية الحُسْن. وله كتاب «الجمع بين الصحيحين» .
وكان في الزُّهْد والتَّقلُّل مِن الدّنيا آيةً، وفي الإمامة بلا نظير. فلم يجد سوقُ فضله بهراة نفاقا. كان الصّيت إذا ذاك ليحيى بْن عمّار.
وكذا قَالَ أبو النّضر الفاميّ في تاريخه، وأكثر.
قَالَ أَبُو عَمْرو بْن الصلاح: رَأَيْت كتابه «الكافي فِي علم القراءات» فِي عدة مجلدات. وهو كتاب ممتع مشتمل على علم كثير.
وقال في «مناقب الشّافعيّ» : لقيتُ جماعةً مِن أصحاب ابن سُرَيجُ.
وكان القرّاب قد تفقّه عَلَى الدّاركيّ عَبْد العزيز ببغداد.
__________
[1] انظر عن (إسماعيل بن أبي إسحاق) في:
سير أعلام النبلاء 17/ 379- 381، رقم 240، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 115، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 309، 310، وغاية النهاية 1/ 160، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 179 رقم 136، والأعلام 1/ 103، وكشف الظنون 599 و 745 وفيه «إسماعيل بن أحمد بن الفرات» وهو وهم، و 1022، 1379، 1839، وهدية العارفين 1/ 209، ومعجم المؤلّفين 2/ 256.(28/338)
قلت: مات في شَعْبان مِن السُّنَّة.
ومن شيوخه: محمد بْن عَبْد الله الشّيرازيّ، وأبو عَمْرو بْن حمدان، وعلي بْن عيسى العاصميّ، وأبو أحمد الغِطْريفيّ، ومَخْلَد بْن جعفر الباقَرْحِيّ، وبِشْر بْن أحمد الإسْفرائينيّ.
روى كتابه في «درجات التّائبين» عُمَر بْن كرم الديَنَوريّ بسماعه مِن أَبِي الوقْت السجْزيّ، قَالَ: أَنَا أَبُو عطاء عَبْد الأعلى بْن عبد الواحد بْن أحمد المُلَيْحي، عَنْهُ.
- حرف الباء-
123- بديع [1] .
فتي القاضي المَيَانِجِيّ.
روى عَنْ مولاه.
روى عَنْهُ: عبد العزيز الكتّانيّ، وأبو سعد إسماعيل السّمّان.
وثقه الكتّانيّ.
وتُوُفيّ فِي ذي القعدة.
- حرف التاء-
124- تمّام بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْن عَبْد الله بْن الجنيد [2] .
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (تمّام بن محمد) في:
من حديث خيثمة الأطرابلسي (بتحقيقنا) 34 و 37 رقم 18، و 198، وشرح السّنّة للبغوي 5/ 443، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 25/ 48 و 38/ 5 و 43/ 572، وبتحقيق دهمان 10/ 441، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 58 و 3/ 342، 343، والإعلام بوفيات الأعلام 173، والعبر 3/ 115، والمعين في طبقات المحدّثين 122 رقم 1362، ودول الإسلام 1/ 247، وتذكرة الحفّاظ 3/ 12056- 1058، وسير أعلام النبلاء 17/ 289- 292 رقم 177، والوافي بالوفيات 10/ 397، ومرآة الجنان 3/ 29، والمقفّى للمقريزي (مخطوط) 4/ 174، والإعلان بالتوبيخ للسخاوي 108، وطبقات الحفّاظ للسيوطي 413، وشذرات الذهب 3/ 200، وكشف الظنون 1296، وهدية العارفين 1/ 375، وإيضاح المكنون 2/ 208، وديوان الإسلام 2/ 3 رقم 564، والرسالة المستطرفة 71، والأعلام 2/ 70، ومعجم المؤلّفين 3/ 93، وتاريخ التراث العربيّ 2/ 378، 379 رقم 312، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي(28/339)
الحافظ أبو القاسم ابن الحافظ أبي الحسين البَجَليّ الرّازيّ ثم الدّمشقيّ، المحدَّث.
وُلِد بدمشق سنة ثلاثين وثلاثمائة.
وسمع مِن: أَبِيهِ، وخَيْثَمَة بْن سليمان، وأحمد بْن حَذْلَم القاضي، وأبي الميمون راشد، وأبي عليّ أحمد بْن محمد بْن فَضَالة، والحسن بْن حبيب الحصائريّ، وأبي يعقوب الأذرعيّ، ومحمد بْن حُمَيْد الحَوْرانيّ، وخلْق كثير.
خرَّج عَنْهُمْ في فوائده.
وقرأ القرآن عَلَى أحمد بْن عثمان غلام السّبّاك.
روى عَنْهُ: عَبْد الوهاب الكِلابيّ أحد شيوخه الصَّفّار، وأبو الحسين المَيْدانيّ، والحسن بْن عليّ الأهوازيّ، والحسن بْن عليّ اللّبّاد، وعبد العزيز الكتّانيّ، وأحمد بْن محمد العَتِيقّي، وأحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الطّرائفيّ، وخلْق سواهم.
قَالَ الكتّانيّ: تُوُفّي أستاذنا تمّام الحافظ لثلاثٍ خَلَوْن مِن المحرَّم سنة أربع عشرة.
قَالَ: وكان ثقة، ولم أر أحفظ منه في حديث الشّامييّن [1] .
وقال أبو عليّ الأهوازيّ: ما رَأَيْت مثله في معناه. كَانَ عالمًا بالحديث ومعرفة الرّجال [2] .
وقال أبو بَكْر الحدّاد [3] : ما لقينا مثل تمّام في الحِفْظ والخير.
- حرف الحاء-
125- الحَسَن بْن الفضل بْن سَهْلان [4] .
__________
[2] / 37، 38 رقم 359، والحياة الثقافية في طرابلس الشام خلال العصور الوسطى (تأليفنا) 203.
وانظر: الروض البسّام بترتيب وتخريج فوائد تمّام للدوسري- ج 1/ 9 وما بعدها.
[1] تاريخ دمشق 10/ 441.
[2] تاريخ دمشق 10/ 441.
[3] تاريخ دمشق 10/ 441.
[4] انظر عن (الحسن بن الفضل) في:(28/340)
الوزير أبو محمد.
ولي وزارة العراق لسلطان الدّولة بْن عضُد الدّولة بعْد فخر المُلْك.
فكان ضعيف الصّناعة، قليل البضاعة، سريع الغضب، فاحشًا. ربما وثب ولَكَم بيده، ولكنّه يندم.
وكان فيه شجاعة وهَيْبَة وسخاء. انفحم المفسدون وانقمعوا بِهِ، فلم تطُلْ دولتُهُ، وكانت شهرين ونصف، وتُوُفّي.
126- الحسين بْن الحَسَن بْن محمد بْن حَلْبَس [1] .
أبو عَبْد الله المخزوميّ الغَضَائريّ [2] البغداديّ.
سَمِعَ: محمد بْن يحيى الصُّوليّ، وإسماعيل الصَّفّار، ومحمد بْن البَخْتَرِيّ، وعثمان بْن السّمّاك، والنجاد.
قَالَ الخطيب [3] : كتبنا عَنْهُ، وكان ثقة فاضلًا.
مات في المحرَّم.
قلتُ: وقع لنا جزء مِن حديثه عَنْ جماعة عَنْ الهمَدانيّ، عَنْ السلَفيّ، عَنْ أبي عَبْد الله الثقفيّ، عَنْهُ.
وروى عَنْهُ: البَيْهَقيّ، وعبّاس بْن أحمد بْن بكر ابن الهاشميّ، وابن المهتدي باللَّه.
وأمّا:
- الغَضَائريّ [4] ، شيخ الشّيعة، فقد مرّ سنة إحدى عشر.
__________
[ () ] المنتظم 8/ 13 رقم 21 وفيه «الحسين» ، والكامل في التاريخ 9/ 318، ونهاية الأرب 26/ 247، والمختصر في أخبار البشر 2/ 151، وتاريخ ابن الوردي 1/ 331، والبداية والنهاية 12/ 16.
[1] انظر عن (الحسين بن الحسن) في:
تاريخ بغداد 8/ 34، والأنساب 9/ 155، 156، والمنتظم 8/ 14 رقم 23، والعبر 3/ 116، وسير أعلام النبلاء 17/ 327، 328 رقم 199، وشذرات الذهب 3/ 200.
[2] الغضائري: بالغين والضاد المعجمتين، نسبة إلى الغضارة، وهو إناء يؤكل فيه الطعام.
[3] في تاريخ بغداد 8/ 34.
[4] هو: أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم، تقدّمت ترجمته برقم (13) في هذا الجزء.(28/341)
127- الحسين بن عبد الله بن محمد بن إِسْحَاق بْن أَبِي كامل الأَطْرَابُلُسيَ القَيْسي [1] .
البصْريّ الأصل، العدل.
روى عن: أَبِيهِ، وعن: خال أبيه خَيْثَمَة، وابن حَذْلَم، وأبي يعقوب الأَذْرعيّ، وأبي الميمون بْن راشد، ومحمد بْن إبراهيم السّرّاج نزيل القدس.
وسمع بمصر: عَبْد الله بْن الورد، وجماعة.
انتقي عَليْهِ خَلَف الواسطيّ.
وحدَّث عَنْهُ: طراد بْن الحسين بْن حمدان، ومحمد بْن عليّ الصُّوريّ، وعبد الرحيم بْن أحمد الْبُخَارِيّ، وعبد العزيز الكتّانيّ، وأبو الحَسَن أحمد بْن أَبِي الحديد، وأبو الحَسَن بْن صَصْرَى، وجماعة.
وتُوُفّي بأطْرابُلُس.
وكان قد حدَّث قبل موته بدمشق.
وثقه أبو بَكْر الحدّاد [2] .
128- الحسين بْن عليّ بْن عبيد الله [3] .
__________
[1] انظر عن (الحسين بن عبد الله) في:
من حديث خيثمة الأطرابلسي (بتحقيقنا) 38، 186، 192، 193، 196، 200، 204، 205، والجزء الباقي من الفوائد المخرّجة لأحمد بن عبد الواحد السلمي (مخطوط بالظاهرية) (مجموع 80) 26 ب و 27 أ، والتفضيل للكراجكي 7 و 13 (طبعة طهران 1370 هـ.) ، وموضّح أوهام الجمع 2/ 317، 318، والأنساب المتفقة لابن القيسراني 11، والأنساب لابن السمعاني 1/ 300، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 6/ 97 و 10/ 304 و 11/ 2 و 20/ 236 و 36/ 390، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 305، ومعجم البلدان 1/ 217 و 2/ 190، 257، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 106، والتكملة لكتاب الصلة لابن الأبّار 599 (طبعة مدريد 1889) ، والعبر 3/ 116، وسير أعلام النبلاء 17/ 339 رقم 207، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1057، وملخّص تاريخ الإسلام (مخطوط) 7/ 74 أو 79 ب و 89 أو 97 أ، ونفح الطيب 3/ 360، وشذرات الذهب 3/ 200، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 146- 150 رقم 486، والحياة الثقافية في طرابلس الشام خلال العصور الوسطى (تأليفنا) 220، 221.
[2] تاريخ دمشق 10/ 304.
[3] انظر عن (الحسين بن علي) في:
غاية النهاية 1/ 245، 246 رقم 1116.(28/342)
أبو عليّ الرَّهاويّ المقرئ.
قرأ القرآن لابن عامر عَلَى: أحمد بْن محمد الإصبهاني.
وقرأ عَلَى غيره.
وله مصنَّف في القراءات.
وحدَّث عَنْ: أحمد بْن صالح البغداديّ.
قرأ عَليْهِ: أبو عليّ غلام الهرّاس.
وحكى عَنْهُ: عبد العزيز الكتّانيّ.
وتوفّي في رمضان.
129- الحُسَين بْن محمد بْن الحسين بْن عَبْد الله بْن صالح بْن شعيب بْن منجَوَيْه الثَّقَفيّ [1] .
أبو عَبْد الله الديَنَوريّ.
توفّي في ربيع الآخر بنيسابور.
روى عن: هارون بْن محمد العطّار، وأبي بَكْر بْن السُّنّيّ، وبرهان الصُّوفيّ، وأبي عليّ الحسين بْن محمد بْن حَبْش المقرئ، وعبد الله بْن عبد الرَّحْمَن الدّقّاق الدّينَوِرِيَّيْن، وأبي الحسين أحمد بْن جعفر بْن حمدان الديَنَوريّ، وأبي بَكْر أحمد بْن جعفر بْن حمدان القَطِيَعيّ، وعيسى بْن حامد الرُّخَّجِيّ، وإسحاق بْن محمد النعَاليّ، وخلْق مِن الهمْدانيّين، وغيرهم.
روى عَنْهُ: جعفر الأَبْهَري، وعبد الرحمن بْن أبي عَبْد الله بن منده، وسعد بن حمد، ووالداه سفيان وأبو بكر محمد، وأبو الفضل القومسانيّ، وأحمد وعبد الله ابنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عليّ، وأبو غالب بْن القصّار، وأبو الفتح ابن عَبْدُوس، وأبو نصر أحمد بْن محمد بْن صاعد، وعلي بْن أحمد بْن الأخرم، وأبو صالح المؤذّن، ومحمد بْن يحيى المُزَكّيّ، ومكّيّ بْن محمد بْن دُلَيْر، وأحمد بْن الحسين القرشيّ، وآخرون.
__________
[1] انظر عن (الحسين بن محمد) في:
المنتخب من السياق 193، 194 رقم 556، والعبر 3/ 116 وفيه تصحّف «منجويه» إلى «تتحويه» ، وسير أعلام النبلاء 17/ 383، 384 رقم 244، وتبصير المنتبه 3/ 1084، وشذرات الذهب 3/ 200 وفيه «فتحويه» وهو تصحيف، وديوان الإسلام لابن الغزّي 4/ 271 رقم 2031، ومعجم المؤلّفين 4/ 49.(28/343)
قَالَ شِيرَوَيْه: كَانَ ثقة، صدوقًا كثير الرواية للمناكير، حسن الخطّ، كثير التّصانيف.
ودخل همدان فقيرًا فجمعوا لَهُ وداسوه، ثمّ خرج إلى نَيْسابور ووقع لَهُ بها حِشْمة جليلة.
وحدَّث عَنْهُ: أبو إسحاق الثّعلبيّ المفسّر.
وقد تكلَّم فيه أَبُو الفضل بْن الفَلَكِي، وقال: ما سَمِعَ مِن عُبَيْد الله بْن شنبة. فخرج لذلك مِن همدان ساخطًا، فتبِعَه ابن الفَلَكيّ ورجع عَنْ مقالته، واعتذر منه، فما قبل عُذْره، وكان يدعو عَلَى ابن الفلكيّ [1] .
130- الحسين بن محمد بن الحسن [2] .
أبو عبد الله الصُّوريّ [3] النَّحْويّ الضّرّاب.
حدَّث عَنْ: يوسف المَيَانِجِيّ.
روى عَنْهُ: عَبْد الرّحيم الْبُخَارِيّ.
وكان شيخ صور في العربيّة، والفقه.
- حرف السين-
131- سُخْتِكِين شهاب الدّولة [4] .
ولي أمرة دمشق للظّاهر خليفة مصر سنة اثنتي عشرة.
__________
[1] وقال عبد الغافر الفارسيّ: «شيخ فاضل كثير الحديث، كثير الشيوخ، كثير التصانيف الحسنة والمعرفة بالحديث. روى الحديث نحوا من أربعين سنة ... وكان من ثقات الرجال» .
(المنتخب 193) .
[2] انظر عن (الحسين بن محمد) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 11/ 197، 198، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 359، وإنباه الرواة للقفطي 1/ 327، وبغية الوعاة للسيوطي 1/ 235- 236، وروضات الجنات للخوانساري 3/ 155، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 173، 174 رقم 512.
[3] الصّوري: بالصّاد المهملة المشدّدة والراء المكسورة، نسبة إلى صور المدينة الساحلية جنوبيّ صيدا، على ساحل الشام.
[4] انظر عن (سختكين) في:
ذيل تاريخ دمشق 70 وفيه «شحتكين» بالشين المعجمة، والحاء المهملة، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 68 «سحتكين» بالسين والحاء المهملتين، وأمراء دمشق للصفدي 37 رقم 120.(28/344)
وماتَ بدمشق في قصر السُّلطان في ذي القعدة سنة أربع عشرة.
132- سَعِيد بْن محمد بْن أحمد بْن حسين بْن مدرك [1] .
أبو عاصم الباشانيّ [2] الهَرَويّ الزّاهد.
روى عَنْ: حامد الرّفّاء.
مسع: منه: شيخ الإسلام الأنصاريّ.
133- سهل بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله بن دينار [3] .
أبو يحيى الدّيناريّ النّيسابوريّ الجوهريّ.
شيخ صالح، عابد، ثقة. لكنّه مُتَّهمٌ في المذهب.
روى عن: الأصمّ، وأبي العبّاس القطّان، وأبي يحمد الشُّعَيبيّ.
وعنه: أبو صالح المؤذّن، وغيره.
- حرف الطاء-
134- طاهر بْن محمد بْن عليّ بْن هاموش [4] .
الزّاهد أبو محمد الهمَدانيّ البزّاز، الرّجل الصّالح.
روى عن: إبراهيم بْن محمد بْن أَبِي حمّاد، وأبي أحمد الحسين بْن عليّ حُسَيْنك، وشُعَيب بْن عليّ القاضي.
روى عَنْهُ: أبو سعْد محمد بْن عليّ بْن مموش، ويوسف الخطيب، وغيرهما.
وكان بكَّاءً خائفًا خاشعًا، مِن أولياء الله.
- حرف العين-
135- العبّاس بن عمر بن مروان [5] .
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] تقدّم التعريف بهذه النسبة في هذا الجزء.
[3] انظر عن (سهل بن عبد الله) في:
المنتخب في السياق 243 رقم 770.
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (العباس بن عمر) في:
تاريخ بغداد 12/ 162 رقم 6649 وفيه: «العباس بن عمر بن العباس بن محمد بن(28/345)
أبو الحسن الكلوذانيّ [1] .
قَالَ الخطيب [2] : كتبنا عَنْهُ عَنْ الصُّوليّ، وأبي جعفر بْن البَخْتَرِيّ، وكان رافضيا غير ثقة، فخرّقت ما كتبت عَنْهُ [3] .
وقال ابن خَيْرون: حدَّث عَنْ المَحَامِليّ، وحمزة الهاشميّ. رافضيّ كذّاب، لم يكن لَهُ اصل. مات في رمضان.
136- عَبْد الله بْن أحمد بْن عَمْرو بْن أحمد بْن مُعَاذ [4] .
أبو الحسين، ويقال: أبو العبّاس، العنْسيّ الدارانيّ.
روى عَنْ: أبيه، وأبي الميمون بْن راشد، وأبي يعقوب الأَذْرَعيّ، وأبي الحسين بْن حَذْلَم.
روى عَنْهُ: عليّ بْن محمد الحِنّائيّ، وأبو عليّ الأهوازيّ، وأبو محمد اللّبّاد، وعبد العزيز الكتّانيّ.
وقال الكتّانيّ: توفّي بداريّا في شوّال، وكتب الكثير، وحدّث بشيء يسير.
ثقة مأمون [5] .
__________
[ () ] عبد الملك بن سليمان، يعرف بابن مروان الكلوذاني» ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 2/ 79 رقم 1795 وفيه «الكلواذي» ، واللباب 3/ 107، والمغني في الضعفاء 1/ 329 رقم 3079، وميزان الاعتدال 2/ 384 رقم 4174، ولسان الميزان 3/ 243 رقم 1070.
[1] الكلوذانيّ: بفتح الكاف وسكون اللام وفتح الواو والذال المعجمة بين الألفين، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى كلوذان، وهي قرية من قرى بغداد على خمسة فراسخ منها. (الأنساب 10/ 460) .
وفي (اللباب 3/ 107) : النسبة إلى: كلواذى، وينسب إليها: كلوذاني، وكلواذاني، وكلواذى.
[2] في تاريخه 12/ 162.
[3] وعبارته في: تاريخ بغداد: «كتبت عنه وكان خبيث المذهب رافضيا، وكان غير ثقة في الحديث. دفع إليّ جزءا ذكر أنه سمعه من عم أبيه، عن حميد بن الربعي والحسن بن عرفة، ونحوهما. فكتبت منه أوراقا ثم بدا لي فرددته عليه، وخرّقت ما كتبت منه، وكان العباس ادّعى في آخر عمره سماعا من القاضي أبي عبد الله المحامليّ، وعمد إلى أحاديث من مناكير الفضائل التي يرويها أبو العباس بن عبدة فركّبها على المحاملي، ورواها عنه» .
[4] انظر عن (عبد الله بن أحمد) في:
تاريخ دمشق (عبادة بن أوفى- عبد الله بن ثوب) ص 336، 337 رقم 155، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 288.
[5] وزاد الكتّانيّ: «وكان عنده تفسير سنيد، عن أبيه، عن جدّه» . (تاريخ دمشق 336) .(28/346)
137- عَبْد الله بْن الحَسَن بْن الخصيب [1] .
أبو محمد الإصبهاني الكرّانيّ.
138- عَبْد الجبّار بْن أحمد الهَمَذَانيّ [2] .
القاضي شيخ المعتزلة.
تُوُفّي بالرَّيّ في ربيع الآخر [3] .
وقيل: تُوُفّي سنة 15 كما سيأتي.
139- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان [4] .
أبو عقيل السُّلَميّ الأسْتُوائيّ.
ثقة، أصيل.
روى عَنْ: الأصمّ، وأقرانه.
ويُعرف بالمائقيّ.
روى عَنْهُ: ابن أخته زَيْن الإسلام أبو القاسم القُشَيْريّ. قاله عبد الغافر في «السّياق» .
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (عبد الجبار بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 11/ 113- 115، والأنساب 1/ 225، 226، والتدوين في أخبار قزوين 3/ 119- 125، والكامل في التاريخ 9/ 334، والمختصر في أخبار البشر 2/ 155، والعبر 3/ 119، وسير أعلام النبلاء 17/ 244، 245 رقم 150، ودول الإسلام 1/ 247، والمغني في الضعفاء 1/ 366، والإعلام بوفيات الأعلام 173، وتاريخ ابن الوردي 1/ 336، ومرآة الجنان 3/ 29، والمنية والأمل في شرح كتاب الملل والنحل لابن المرتضى 5، 7، 25، 26، 28، 30، 32، 35، 37، 40، 52، 53، 55، 57، 63، 66، 69، 71، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 97، 98، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 187 رقم 145، ولسان الميزان 3/ 386، 387، وطبقات المفسّرين للسيوطي 16، وتاريخ الخلفاء، له 416، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 256- 259، وشذرات الذهب 3/ 202، 203، وكشف الظنون 1107، وهدية العارفين 1/ 498، 499، وإيضاح المكنون 1/ 329، والأعلام 4/ 47، ومعجم المؤلّفين 5/ 78، 79.
[3] وقد جاوز تسعين سنة. (الكامل في التاريخ 9/ 334) . وستعاد ترجمته في هذا الجزء، في وفيات سنة 415 هـ. برقم (192) .
[4] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد بن سليمان) في:
المنتخب من السياق 301، 302 رقم 996.(28/347)
140- عَبْد الرَّحْمَن بْن هشام بْن عَبْد الجبّار بْن النّاصر لدين الله الأُمَوي المُروانيّ [1] .
أخو محمد المهديّ.
لمّا انهزم البربر عَنْ قُرْطُبَة مَعَ القاسم بْن حَمُّود الحَسَنيّ، اتفّق اهل قُرْطُبَة عَلَى ردّ الأمر إلى بني أُمَيَّة، وكانت دولتهم قد زالت مِن سنة سبع وأربعمائة بابني حمّود، فاختاروا ثلاثة: عَبْد الرَّحْمَن هذا، وسليمان ابن المرتضى، وآخر.
ثمّ قدَّموا عَبْد الرَّحْمَن وبايعوه بالخلافة في رمضان مِن السُّنَّة، وله اثنتان وعشرون سنة. وكُنْيته أبو المطرف، ولقّبوه بالمستظهر باللَّه. ثمّ قام عَليْهِ أحد بني عمّه أبو عَبْد الرَّحْمَن محمد بْن عَبْد الرحمن مَعَ طائفةٍ مِن الغَوْغاء، فقُتل المستظهر لثلاثٍ بقين مِن ذي القِعْدة.
وكان رحمه الله ذكيّا بليغًا فصيحًا مفوهًا، بارع الأدب رقيق الطَّبْع، جيّد النَّظْم.
ووزَر أبو محمد بْن حزْم الظّاهريّ لَهُ تِلْكَ الأيّام. ولم يُعقب.
ثمّ بويع أبو عَبْد الرَّحْمَن، فدام أمرُه عشرة أشهر، ولقّبوه بالمستكفي. ثمّ خُلِع ورجعَ الأمر إلى يحيى المعتلي، وسُمَّ أبو عَبْد الرحمن فهلك.
141- عَقيل بن عبيد الله بن أحمد بن عبدان [2] .
أبو طَالِب الأزْديّ الدّمشقيّ الصَّفّار.
سَمِعَ: ابن حَذْلَم، وأبا الميمون بْن راشد، وأبا بَكْر بن معروف، والحافظ أبا الحسين الرّازيّ.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن هشام) في:
جذوة المقتبس للحميدي 25، 26، والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة لابن بسّام، قسم 1 مجلّد 1/ 48- 59، وبغية الملتمس للضبّي 31، 32، والكامل في التاريخ 9/ 276، والمعجب 105، والحلّة السيراء لابن الأبّار 2/ 12- 17، والبيان المغرب لابن عذاري 3/ 135- 139، وسير أعلام النبلاء 17/ 347، 348 رقم 215، والمختصر في أخبار البشر 2/ 147، وشرح رقم الحلل لابن الخطيب 164، وتاريخ ابن الوردي 1/ 497، وأعمال الأعلام 134، ونفح الطيب 1/ 435.
[2] انظر عن (عقيل بن عبيد الله) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 28/ 33.(28/348)
روى عَنْهُ: عليّ بْن الخَضِر، وعبد العزيز الكتّانيّ، وجماعة.
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة.
ووثّقه الكتّانيّ.
142- عليّ بْن أحمد بْن صُبَيْح [1] .
أبو الحَسَن القاضي.
سَمِعَ: أبا بَكْر الشّافعيّ، وجعفر بْن الحَكَم المؤدب.
قَالَ الخطيب: كتبنا عَنْهُ، وكان صدوقًا.
143- عليّ بْن بِشْرى بْن عَبْد الله [2] .
أبو الحَسَن الدّمشقيّ العطّار. إمام مسجد ابن أبي الحديد.
روى عَنْ: أبي عليّ بْن هارون، وعلي بْن أَبِي العَقِب، ومحمد بن إبراهيم بن مروان، وجمح بن القاسم، وخيثمة بن سليمان، لكن قال الكتّانيّ إنّه اتُّهم في خَيْثَمَة [3] .
روى عَنْهُ: أبو عليّ الأهوازيّ، ورشأ بْن نَظيف، وعبد العزيز الكتّانيّ، وعَربية الحلبيّة.
وقال الأهوازيّ: سمعته يَقُولُ: أسْمَعَني والدي من خيثمة سنة ثلاث وأربعين، ولي سبْعُ سِنين [4] .
ووثّقه محمد بْن عليّ الحدّاد [5] .
وتوفّي في صفر [6] .
__________
[1] انظر عن (علي بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 11/ 328، 329 رقم 6154.
[2] انظر عن (علي بن بشرى) في:
من حديث خيثمة الأطرابلسي (بتحقيقنا) 42 رقم 54، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 28/ 496، 497، وميزان الاعتدال 3/ 115 رقم 5791، ولسان الميزان 4/ 208 رقم 549، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 310 رقم 1049.
[3] تاريخ دمشق 28/ 496.
[4] تاريخ دمشق 28/ 497.
[5] تاريخ دمشق 28/ 497.
[6] في: لسان الميزان 4/ 208 وفاته سنة 418 هـ.(28/349)
روى عَنْهُ: عَبْد الغنيّ بْن سَعِيد، وإبراهيم بْن محمد الحِنَّائيّ، وأبو عَبْد الله محمد بن سلامة القُضاعيّ، وأبو عليّ الأهوازيّ، وأبو الحَسَن أحمد بْن عَبْد الواحد بْن أَبِي الحديد، وخلْق كثير مِن المغاربة والحُجّاج.
تُوُفّي بمكّة.
قَالَ أبو الفضل بْن خيرون: تُكلّم فيه.
قَالَ: وقيل إنّه يكذب.
وقال شِيرَوَيْه الدَّيْلَميّ: روى عَنْهُ: أبو منصور بْن عيسى، وأبو القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن مَنْدَهْ، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن شاذيّ، وثنا عَنْهُ بالإجازة: أبو القاسم الخطيب، وأبو القاسم بْن البصْريّ، وأبو الفتح بْن عَبْدُوس.
144- عَلَى بْن عَبْد الله بْن الحَسَن بْن جَهْضَم بْن سَعِيد [1] .
أبو الحَسَن البُورانيّ [2] الصوفيّ، نزيل مكّة، ومصنّف كتاب «بهجة الأسرار في أخبار القوم» .
حدَّث عَنْ: أَبِي الحَسَن عَليّ بْن إِبْرَاهِيم بْن سَلَمَةَ القَطَّان، وأبي سهل بْن زياد القطّان، وأحمد بْن الحَسَن بْن عُتْبَة الرّازيّ، وأحمد بْن إبراهيم بْن عطيّة الحدّاد، وأحمد بْن عثمان الأَدميّ، وعبد الرحمن بن حمدان الجلّاب،
__________
[1] انظر عن (علي بن عبد الله بن الحسن) في:
الفقيه والمتفقّه 1/ 39 و 78 و 116 و 2/ 74 و 146 و 205، والمنتظم 8/ 14، رقم 24، والتدوين في أخبار قزوين 3/ 369، 370، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 26/ 115 و 28/ 473 و 36/ 445 و 458، وسير أعلام النبلاء 17/ 275، 276 رقم 168، وميزان الاعتدال 3/ 142، 143 رقم 5879، والمغني في الضعفاء 2/ 451، وتذكرة الحفّاظ ج 3/ 1057، والإعلام بوفيات الأعلام 173، 174، والعبر 3/ 116، 117، ودول الإسلام 1/ 247، والبداية والنهاية 12/ 16، والعقد الثمين 6/ 179، والكشف الحثيث 301 رقم 516، ولسان الميزان 4/ 238، وشذرات الذهب 3/ 200، والأعلام 4/ 304، ومعجم المؤلفين 7/ 134، وديوان الإسلام 2/ 111 رقم 713، وفهرست مخطوطات الحديث بالظاهرية 152، وفيه: «علي بن عبد الله بن سعيد» ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 336، 337 رقم 1094، والحياة الثقافية في طرابلس الشام خلال العصور الوسطى 285، 286، وتاريخ التراث العربيّ 2/ 505 رقم 57.
[2] البورانيّ: بالباء المنقوطة بواحدة والراء المهملة والنون بعد الألف، هذه النسبة إلى عمل البواري التي تبسط في الدّور ويجلس عليها. ويقال بالعراق له: البورائي أيضا. (الأنساب 2/ 324) .(28/350)
وعلي بْن أَبِي العَقب، وأبي بَكْر بْن أَبِي دُجَانَة، وأبي بَكْر الرَّقيّ، وجُمَح بْن القاسم المؤذّن، وطائفة.
قَالَ: وكان ثقة، صدوقًا، عالمًا، زاهدًا، حسن المعاملة، مذكورًا في البُلدان، حسن المعرفة. وروى عَنْهُ أبو طالب محمد بْن عليّ العشاريّ.
قرأتُ عَلَى الأَبَرْقُوهيّ [1] : أَخْبَرَكُمْ أَحْمَدُ بْنُ مُطِيعٍ إِجَازَةً وَسَمَاعًا فِي غَالِبِ الظَّنِّ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَيَّ الشَّيْخُ عَبْدُ الْقَادِرِ بْنُ أَبِي صَالِحٍ الْجَبَلِيُّ، أَنَا هِبَةُ اللَّهِ السَّقَطِيُّ، أَنَا أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ يَحْيَى الْمَكِّيُّ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَهْضَمٍ الْهَمْدَانِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْبَصْرِيُّ، أنا أَبِي، أنا خَلَفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّنْعَانِيُّ، حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: رَجَبٌ شَهْرُ اللَّهِ، وَشَعْبَانُ شَهْرِي، وَرَمَضَانُ شَهْرُ أُمَّتِي، ثُمَّ ذَكَرَ فَضْلَ لَيْلَةِ صَلَاةِ الرغَائِبِ [2] . وَالْحَدِيثُ مَوْضُوعٌ، وَلَا يُعْرَفُ إِلَّا مِنْ رِوَايَةِ ابن جَهْضَمٍ. وَقَدِ اتَّهَمُوهُ بِوَضْعِ هَذَا الْحَدِيثِ.
وقد رواه عَنْهُ عَبْد العزيز بْن بُنْدار الشّيرازيّ نزيل مكّة، وغيره.
ولقد أتى بمصائب يشهد القلب بُبْطلانها في كتاب «بهجة الأسرار» [3] .
__________
[1] الأبرقوهيّ: بفتح الألف والباء المنقوطة بواحدة وسكون الراء وضم القاف وفي آخرها الهاء، هذه النسبة إلى أبرقوه وهي بليدة بنواحي أصبهان على عشرين فرسخا منها. (الأنساب 1/ 115) .
[2] صلاة الرغائب المشهورة الموضوعة وردت في حديث طويل موضوع، وفيه قال: «لا تغفلوا عن أول ليلة في رجب فإنّها ليلة تسمّيها الملائكة الرغائب. ثم قال: وما من أحد يصوم يوم الخميس أول خميس من رجب، ثم يصلّي ما بين العشاء والعتمة- يعني ليلة الجمعة- اثنتي عشرة ركعة، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة، وإنّا أنزلناه في ليلة القدر ثلاثا، وقل هو الله أحد اثنتي عشرة مرة، يفصل بين كل ركعتين بتسليمة ... إلى آخره» . وقد اتفق الحفاظ على أنها موضوعة، وألّفوا فيها مؤلّفات. قال الفيروزآبادي في (المختصر 144) : إنها موضوعة بالاتفاق.
وكذا قال المقدسي، في (الفوائد المجموعة 48، والأسرار المرفوعة 462) .
[3] زاد الحافظ ابن حجر نقلا عن (تاريخ الإسلام) للمصنّف قوله: «وروى عن أبي بكر النجاد، عن ابن أبي العوّام، عن أبي بكر المروزي، في محنة أحمد، فأتى فيها بعجائب وقصص لا يشكّ من له أدنى ممارسة ببطلانها، وهي شبيهة بما وضعه البلوي في محنة الشافعيّ. وذكر أن(28/351)
145- عليّ بْن القاسم بْن الحَسَن البصْريّ [1] .
أبو الحَسَن النّجّاد.
هُوَ خاتمة مِن روى عَنْ أَبِي رَوْق الهِزّانيّ.
كَانَ محدَّثًا عدلًا بالبصرة.
حدّث عنه: الخطيب، وأبو بكر محمد بن إبراهيم المستمليّ، والحسن بن عمر بن الحسن بن يونس الأصبهانيّان، وطائفة سواهم.
لم أظفر بموته، إلّا أنه كان حيّا سنة ثلاث عشرة وأربعمائة.
ويروى أيضًا عَنْ أحمد بْن عُبَيْد الصَّفّار كتاب «السُّنَن» لَهُ.
146- عليّ بْن محمد بْن أحمد [2] بْن مِيلَة [3] خُرَّة [4] .
ويُعرف أَبُوهُ محمد بماشاذه.
أبو الحَسَن الإصبهانيّ الزّاهد، الفقيه الفَرَضيّ، أحد أعلام الصّوفيّة.
__________
[ () ] فيها بشر المريسي كان مع ابن أبي دؤاد في محنة أحمد، وبشر مات قبل ذلك بمدّة طويلة» .
ويقول طالب العلم وخادمه محقّق هذه الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : إن هذه العبارة التي ينسبها الحافظ ابن حجر إلى المصنّف (الذهبي) في (تاريخ الإسلام) ليست موجودة في ترجمة (علي بن عبد الله بن جهضم) كما نرى في (تاريخ الإسلام) الّذي بين يدينا.
وقال ابن حجر: وقال الرافعي: «مات سنة ست وخمسين وأربعمائة، وكان شيخ الحرم وإمامه، وذكر في نسبه: «الحسين بن عبد الله وجهضم» . (لسان الميزان 4/ 238) .
وأقول: إن قول الرافعي في كتابه المطبوع (التدوين في أخبار قزوين 3/ 279، 270) ليس فيه: «الحسين بن عبد الله وجهضم» بل فيه: «علي بن عبد الله بن الحسن بن جهضم بن سعيد الهمدانيّ أبو الحسن شيخ الحرم وإمامها» .
وفيه أيضا: «قال الكيا شيرويه: في طبقات أهل همدان، وكان أبو الحسن ابن جهضم ثقة حسن المعرفة بعلوم الحديث، توفي سنة سبع وأربعمائة» .
فتاريخ الوفاة مختلف تماما بين الاثنين فليراجع.
[1] انظر عن (علي بن القاسم) في:
سير أعلام النبلاء 17/ 240 رقم 146.
[2] انظر عن (علي بن محمد بن أحمد) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 24، وحلية الأولياء 10/ 408، وتبيين كذب المفتري 239، 240، والعبر 3/ 117، والإعلام بوفيات الأعلام 174، وسير أعلام النبلاء 17/ 297- 299 رقم 180، والمعين في طبقات المحدّثين 122 رقم 1363، وشذرات الذهب 3/ 201.
[3] ميلة: بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح اللام.
[4] خرّة: بضم الخاء المعجمة، وفتح الراء المشدّدة.(28/352)
قَالَ أبو نُعَيْم [1] : صحب أبا بَكْر عَبْد الله بْن إبراهيم بْن واضح، وأبا جعفر محمد بن الحسن، وزاد عليهما في طريقهما خُلُقًا وفُتُوّةً. جمع بين علم الظّاهر والباطن، لا تَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ. وَكَانَ يُنْكر عَلَى المتشبهه بالصُّوفيّة، وغيرهم مِن الْجُهّال فساد مقالتهم في الحُلول والإباحة والتّشبيه، وغير ذَلِكَ مِن ذميم [2] أخلاقهم، فعَدَلوا عَنْهُ لمّا دعاهم إلى الحقّ جهلًا منهم وعنادًا.
وأنفرد في وقته بالرّواية عَنْ: محمد بْن محمد بْن يونس الأبْهريّ، وأبي عَمْرو أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن حَكِيم، وأبي عليّ أحمد بْن محمد بْن إبراهيم المصاحفيّ، ومحمد بْن أحمد بْن عليّ الأسواريّ.
وتُوُفّي يوم الفِطْر [3] .
قُلْتُ: أَخْبَرَنَا بِلَالٌ الْحَبَشِيُّ، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ ظَاهِرٍ، أنا السِّلَفِيُّ، أنا مُحَمَّدٌ وَأَحْمَدُ ابْنَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ قَالا: ثنا عَلِيُّ بْنُ مَاشَاذَهْ إِمْلَاءً، نا أَبُو عَلِيٍّ الصَّحَّافُ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَهْدِيٍّ، نا ثَابِتُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا سُفْيَانُ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَقْطَعُ الصَّلَاةَ الْكَشْرُ، وَلَكِنْ يقْطَعُهَا [4] الْقَرْقَرَةُ» [5] . وروى أيضًا عَنْ: عَبْد الله بْن جَعْفَر بْن فارس، ومحمد بْن عَبْد الله بْن أسِيد، وأبي عليّ أحمد بْن محمد بْن عاصم، وعبد الله بْن محمد بْن عيسى، وغياث بْن محمد، وأبي أحمد العسّال، وغيرهم.
وأملي عدّة مجالس.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد الله الثَّقَفيّ في «فوائده» ، ورجاء بن قولويه، وأحمد بن
__________
[1] في أخبار أصبهان 2/ 24.
[2] في تبيين كذب المفتري 240: «من جميع» .
[3] تبيين كذب المفتري 239، 240.
[4] في سير أعلام النبلاء 17/ 299: «تقطعها» .
[5] قال المؤلّف- رحمه الله- في: سير أعلام النبلاء 17/ 299: «هذا حديث منكر مع قوّة إسناده، والعجب من البخاري حدّث عن ثابت بن محمد الزاهد في (صحيحه) ، وذكره في كتاب (الضعفاء) . وقال فيه أبو حاتم: صدوق» .
والحديث ضعيف، لضعف ثابت بن محمد، وتدليس أبي الزبير.(28/353)
محمد ابنا عَبْد الله السُّوذَرْجَانيّ [1] ، وأبو الحسين سَعِيد بْن محمد الجوهريّ، وأبو نصر عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد السمْسار، وآخرون.
قَالَ أبو بَكْر أحمد بْن جعفر اليَزْديّ: سَمِعْتُ الإمام أبا عَبْد الله بْن مَنْدَهْ وقت قُدومه مِن خُراسان سنة إحدى وسبعين يَقُولُ، وعنده أبو جعفر ابن القاضي أبي أحمد العسّال وعدة مشايخ، فسأله ابن العسّال عَنْ أخبار مشايخ البلاد التي شاهدها، فقال: طِفْتُ الشّرق والغرب، فلم أرَ في الدّنيا مثل رجُلَين، أحدهما والدك القاضي، والثاني أبو الحَسَن عليّ بْن ماشاذه الفقيه. ومن عَزْمي أن أجعله وصييّ، وأسلّم كُتُبي أليه، فإنّه أهلٌ لَهُ. أو كما قَالَ.
أخبرني إِسْحَاق الصَّفّار، أَنَا ابن خليل، أنا أبو المكارم، أنبا أبو عليّ، أَنَا أبو نُعَيْم في آخر كتاب «الحلية» [2] قَالَ: ختم التّحُّقق [3] بطريقة المتصوَّفة بأبي الحَسَن عليّ بْن ماشاذه لما أوْلاه الله مِن فنون العِلْم والسّخاء والفُتُوّة [4] ، كَانَ عارفًا باللَّه فقيهًا عاملًا [5] ، لَهُ مِن الأدب الحظّ الجزيل رحمه الله.
147- عليّ بْن محمد بْن عليّ بْن حسين بْن شاذان [6] .
الحاكم أبو الحسن بن السّقّاء الإسْفرائينيّ الحافظ المحدث، الثّقة.
مِن أولاد الشّيوخ.
سَمِعَ الكُتُب الكبار، وأملي دهرًا.
روى عَنْ: الأصمّ، وأبي عَبْد الله بْن الأخرم، وعلي بن حمشاذ، وأبي
__________
[1] السّوذرجانيّ: بضمّ السين المهملة، والذال المفتوحة، المعجمة، وسكون الراء، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى سوذرجان، ووهي من قرى أصبهان. (الأنساب 7/ 185) .
[2] ج 10/ 408.
[3] في (الحلية) : «التحقيق» .
[4] زاد في (الحلية) : «وسلوكه مسلك الأوائل في البذل والعطاء والإنفاق، والتبرّي والتعدّي من التملّك والإمساك» .
[5] زاد في الحلية: «عالما بالأصول، وبارعا في الفروع» .
[6] انظر عن (علي بن محمد بن علي) في:
سير أعلام النبلاء 17/ 305، 306 رقم 185 والوافي بالوفيات 22/ 74 رقم 25 وسيعيده المؤلّف- رحمه الله- برقم (414) .(28/354)
عَبْد الله الصَّفّار الإصبهاني، وأبي الطَّيّب الشُّعَيْريّ، وأبي الحَسَن الطّرائفيّ، وأبي منصور العَتكَيّ، وخلْق.
ورحل فأخذ عَنْ: أبي سهل بْن زياد، والنّجّاد، ودَعْلَج، وجعفر بْن الخُلْديّ، وعبد الله الخُرَاسانيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن الحَسَن الهمَدانيّ، وطائفة.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر البَيْهَقيّ، وسِبْطه حكيم بْن أحمد الإسْفرائينيّ القاضي، وجماعة.
تُوُفّي في هذه السنة.
148- عليّ بْن محمد بْن عليّ بْن يعقوب [1] .
أبو القاسم الإياديّ [2] البغداديّ.
سَمِعَ: أبا بَكْر النّجّاد، وأبا بَكْر الشّافعيّ، وحبيبًا القزّاز، وجماعة.
قَالَ الخطيب: كتبنا عَنْهُ، وكان ثقة يتفقّه عَلَى مذهب مالك.
مات في ذي الحجّة.
قلت: وروى عَنْهُ: القاسم بْن الفضل الثَّقَفيّ، وأهل بغداد.
لَهُ جزء معروف بِهِ سمعه السبْط [3] .
149- عُمَر بْن محمد بْن إبراهيم بْن عَبَّاس [4] .
أبو حفص الدُّوغيّ [5] المَدِينيّ.
تُوُفّي في شَعْبان.
__________
[1] انظر عن (علي بن محمد) في:
تاريخ بغداد 12/ 97 رقم 6525، والأنساب 1/ 394، 395 وقد طوّل في نسبه إلى معدّ بن عدنان الإياديّ، واللباب 1/ 96.
[2] الإيادي: بكسر الألف، وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الدال، هذه النسبة إلى إياد بن نزار بن معد بن عدنان وتشعبت منه القبائل. (الأنساب 1/ 394) .
[3] وقال ابن السمعاني: شيخ معروف ثقة فقيه صالح.
[4] لم أجد مصدرا لترجمته.
[5] الدّوغيّ: بضم الدال المهملة بعدها الواو وفي آخرها الغين المعجمة. نسبة إلى الدّوغ وهو اللبن الحامض نزع منه السمن. (الأنساب 5/ 364) .(28/355)
- حرف القاف-
150- القاسم بْن جعفر بْن عبد الواحد بْن العبّاس بْن عَبْد الواحد أبو جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاس بْن عَبْد المطلب [1] .
القاضي أبو عُمَر الهاشميّ العبّاسيّ البصْريّ.
سَمِعَ: عَبْد الغافر بن سلامة الحمصيّ، وأبا العبّاس محمد بْن أحمد بْن الأثرم، وعلى بْن إِسْحَاق المادرائيّ، ومحمد بْن الحسين الزَّعْفرانيّ الواسطيّ، والحسين بْن يحيى بْن عيّاش القطّان، ويزيد بْن إسماعيل الخلال صاحب الرَّماديّ، وأبا عليّ اللَّؤلُؤيّ، والحسن بْن محمد بْن عثمان الفسويّ، وجماعة.
وولد في سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
رَوَى عَنْهُ: أبو بَكْر الخطيب، وأبو بَكْر محمد بْن إبراهيم بْن عليّ الإصبهانيّ المستملي، وأبو عليّ الوَخْشيّ، وهنّاد بْن إبراهيم النَّسَفيّ، وسُليم بْن أيُوب الرّازيّ، والمسيَّب بْن محمد الأرْغِيانيّ، وعلي بْن أحمد التُّسْتَريّ، وأبو القاسم عبد الملك بن شغبة، وجعفر بْن محمد العَبّادانيّ، وآخرون.
قَالَ أبو الحسن عليّ بْن محمد بْن نصر الديَنَوريّ ابن اللّبّان: سمعتُ «سُنَنَ أَبِي دَاوُد» عَلَى أبي عُمَر الهاشميّ بقراءتي ستّ مرّات. وسَمِعْتُهُ يَقُولُ:
أحضرني والدي سماعَ هذا الكتاب وأنا ابن ثمانِ سِنين، فأثبت حضوري ولم يثبت السَّماع، ثمّ أحضرني وأنا ابن تِسْع، فأثبت حضوري ولم يُثْبت السّماع، وسَمِعْتُهُ وأنا ابن عشر سِنين، فأثبت حينئذً سماعي [2] .
وقال الخطيب [3] : كَانَ أبو عُمَر ثقة أمينًا، ولى القضاء بالبصْرة، وسمعتُ منه بها «سُنَنَ أَبِي دَاوُد» وغيرها. ومات في تاسعٍ وعشرين مِن ذي القعدة سنة 14.
__________
[1] انظر عن (القاسم بن جعفر) في:
تاريخ بغداد 12/ 451، 452، والمنتظم 8/ 14، 15 رقم 25، والتقييد لابن النقطة 428، 429 رقم 574، وسير أعلام النبلاء 17/ 225 رقم 134، والإعلام بوفيات الأعلام 174، ودول الإسلام 1/ 247، والعبر 3/ 117، والبداية والنهاية 12/ 17، وشذرات الذهب 3/ 201.
[2] التقييد 428.
[3] في تاريخه.(28/356)
- حرف اللام-
151- لَيْلَى بنت أحمد بْن مُسْلِم الولاديّ الإصبهانيّ [1] .
أمُّ البَهَاء.
تُوُفيَت في جُمَادَى الأولى، وصلى عليها ابنها.
- حرف الميم-
152- محمد بْن أحمد بْن سميكة [2] .
القاضي أبو الفَرَج البغداديّ، الفقيه الشّافعيّ.
روى عَنْ: النّجّاد، وغيره.
وانتقى عَليْهِ ابن أَبِي الفوارس.
153- محمد بْن خُزَيْمة بْن الحسين [3] .
أبو عبد الله المصريّ الدّبّاغ البزّاز.
عن: ابن حَيَّوَيْهِ النَّيْسابوريّ، وطبقته.
ورّخه الحبّال.
154- محمد بْن الحسين بْن عُمَر [4] .
أبو الحسين الحمصيّ الفَرَضيّ.
ولى قضاء دمشق نيابة عَنْ القاضي أَبِي عَبْد الله محمد بْن الحسين النَّصيبيّ.
وسمع مِن: أَبِي عَبْد الله بْن مروان، وأبي طاهر محمد بْن عَبْد العزيز الفقيه، والقاضي المَيَانِجِيّ، وأبي زيد المَرْوَزِيّ، وجماعة.
روى عَنْهُ: عَلَى الحِنَّائيّ، وعبد العزيز الكتّانيّ، وأبو نصر بن طلّاب، وآخرون.
__________
[1] انظر عن (ليلى بن أحمد) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 367.
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
[4] انظر عن (محمد بن الحسين) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 37/ 403.(28/357)
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى.
155- محمد بْن طاهر بْن يونس بْن جعفر [1] .
أبو الفتح الدّقّاق. والد حمزة الحافظ.
حدَّث عَنْ: أَبِي بَكْر القَطِيَعيّ، وغيره.
روى عنه: ابناه حمزة والحسين، وابن أخته أبو طَالِب العشاريّ، وأبو الفضل محمد بْن المهتدي باللَّه.
وُلِد سنة أربع وأربعين وثلاثمائة، وأبيضّت لِحْيَة ابنه حمزة قبله، فكانوا يحسبون الأبَ هُوَ الابن.
تُوُفّي رحمه الله فِي سلْخ رجب.
156- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عمرو بْن مهْديّ [2] .
أبو سَعِيد النّقّاش الأصبهانيّ، الحافظ الحنْبليّ.
سَمِعَ مِن: جدّه لأُمّه أحمد بْن الحسين بْن أيّوب التّميميّ، وأحمد بْن مَعْبَد، وعبد اللَّه بْن فارس، وعبد الله بْن عيسى الخشّاب، وأبي أحمد العسّال، وأحمد بْن إبراهيم بْن يوسف، وسليمان الطبَرانيّ، وجماعة سنة نيّفٍ وأربعين وثلاثمائة.
ثمّ رحل إلى بغداد فسمع مِن: أَبِي بَكْر الشَّافِعِيّ، وَمحمد بن الحَسَن بْن مقسم المقرئ، وعمر بْن سَلْم، وأبي عليّ بْن الصَّوّاف، ومحمد بْن عليّ بْن حُبَيْش الناقد، ومحمد بن عليّ بن محرم، وطبقتهم.
وسمع بالبصرة مِن: إبراهيم بْن عليّ الهُجَيْميّ وهو أكبر شيخ لِقَيه في الرّحلة.
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] انظر عن: (محمد بن عليّ بن عمرو) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 308، وطبقات الحنابلة 2/ 365، 366، والعبر 3/ 118، وسير أعلام النبلاء 17/ 307، 308 رقم 187، والمعين في طبقات المحدّثين 122 رقم 1365، ودول الإسلام 1/ 247، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1059- 1061، والوافي بالوفيات 4/ 119، وطبقات الحفّاظ 414، وشذرات الذهب 3/ 201، وهدية العارفين 2/ 62، ومعجم المؤلّفين 11/ 32، ومعجم طبقات الحفّاظ 163 رقم 936، وتاريخ التراث العربيّ 2/ 5004، 505 رقم 56.(28/358)
وسمع مِن: فاروق الخطّابي، وحبيب القزّاز.
وبالكوفة من: أصحاب مُطَيَّن، وبَدين بْن جَنَاح المُحَاربيّ القاضي، وصبّاح بْن محمد النَّهْديّ، وعبد الله بْن يحيى الطَلْحيّ.
وبمَرْو مِن: حاضر بْن محمد الفقيه، وجماعة.
وبجُرْجان مِن: أَبِي بَكْر الإسماعيلي، وجماعة منهم إسماعيل بْن سَعِيد الخيّاط.
وبهَرَاة مِن: أبي حامد أحمد بْن محمد بْن حسْنُوَيْه، وأبي منصور محمد بن أحمد بن الأزهر اللّغويّ.
وبنهاوند، وهمدان ونَيْسابور، والديَنَور، سَمِعَ بها مِن ابن السُّنّيّ.
وبالحجاز، وإسفرائين، ومروالرّوذ، وعسكر مُكْرم.
وأملي وجَمَع في الأبواب، وغير ذَلِكَ.
وحدَّث بالكثير.
روى عَنْهُ: أحمد بْن عَبْد الغفار بْن أشتة، والفضل بْن عليّ الحنفيّ، وأبو مطيع محمد بْن عَبْد الواحد المصريّ، وخلْق كثير.
وكان مِن الثّقات المشهورين.
تُوُفّي في رمضان [1] .
157- محمد بْن عليّ بْن الحسين الباشانيّ الهَرَويّ [2] .
الثّقة، الرّضا.
تُوُفّي في صفر، وله مائةٌ وستّ سنين.
روى عَنْ: أَبِي إِسْحَاق أحمد بْن محمد بْن ياسين الحافظ، ومحمد بْن إبراهيم بْن نافع.
روى عنه: شيخ الإسلام أبو إسماعيل، وجماعة.
__________
[1] قال أبو نعيم: توفي الثامن من رمضان سنة أربع عشرة وأربعمائة، وجمع وكتب الكثير من سائر الفنون، ورحل إلى المشرق وأقام بنيسابور مدّة مديدة، وجمع وكتب الكثير من سائر الفنون، كتب عن الهجيمي، والشافعيّ، وطبقتهما، وحدّث الكثير إملاء وقراءة عليه. (ذكر أخبار أصبهان 2/ 308) .
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.(28/359)
158- محمد بْن عليّ بْن مَمُّوَيْه [1] .
أبو بَكْر الأصبهانيّ الواعظ، المفسّر المعروف بالجمّال.
قَالَ محمد بْن عَبْد الواحد الدّقّاق: كَانَ ملك العلماء في وقته بإصبهان.
159- محمد بْن عليّ بْن العبّاس بْن جمعة [2] .
أبو طاهر الخفّاف العَدْل.
تُوُفّي بخُراسان في جُمَادَى الأولى.
160- محمد بْن عليّ بْن ربيع بْن عَبْد الله بْن ربيع بْن بنّوش [3] .
أبو عَبْد الله التّميميّ القُرْطُبيّ، وُلِد القاضي أَبِي محمد.
روى عَنْ: أَبِيهِ، وأبي عُمَر أحمد بْن خَالِد التّاجر، وعباس بْن أَصْبَغ، وأبي جعفر بْن عَوْن الله.
وكان نبيلًا مجتهدًا، قائمًا بالرّواية، متقنًا.
حدَّث عَنْهُ: الخَوْلانيّ.
ومات في حياة أَبِيهِ.
161- محمد بْن عُمَر بْن هارون [4] .
أبو الفضل الكوكبيّ الإصبهانيّ، الأديب.
تُوُفّي في رجب.
162- محمد بْن محمد بْن محمد بْن إبراهيم الْجُرْجانيّ [5] .
نزيل أسْتَرَاباذ، وهي عَلَى مرحلة مِن جُرْجان.
روى عن: نُعَيْم بْن عَبْد المُلْك، وهارون بْن أحمد الأستراباذيّ، وغيرهما.
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] لم أقف على مصدر لترجمته.
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (محمد بن محمد الجرجاني) في:
تاريخ جرجان للسهمي 456 رقم 893 وفيه اسمه: أبو نعيم محمد بن محمد بن مأمون المعروف بالمأموني، روى عن: نعيم، وهارون بن أحمد، وغيرهما: توفي بأسترآباذ سنة أربع عشرة وأربعمائة.(28/360)
- حرف الهاء-
163- هلال بْن محمد بْن جعفر بْن سَعْدان بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن ماهوَيْه بْن مِهْيار بْن المَرْزُبان [1] .
أبو الفتح الكَسْكَرِيّ [2] ، ثمّ البغداديّ الحفّار.
وُلِد سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
وسمع مِن: ابن عيّاش القطّان، وعلي بْن محمد المصري الواعظ، وابن البَخْتَرِيّ، وإسماعيل الصَّفّار، وعثمان بْن السّمّاك، وجماعة.
قَالَ الخطيب [3] : مات في صفر، وكان صدوقًا. كتبنا عَنْهُ.
وروى عَنْهُ: أبو نصر عُبَيْد الله السجْزيّ، وأبو بَكْر البَيْهَقيّ، وهبة الله بْن عَبْد الرّزّاق الأنصاريّ، والقاسم بْن الفضل الثَّقَفيّ، وطراد بْن محمد الزَّيْنبيّ، وخلْق كثير.
وآخر مِن روى بالإجازة حديث الحفّار بعلوٍ زين الدين محمد بْن عَبْد الدائم عَنْ خطيب الموصل، إجازة عَنْ طراد [4] .
164- الهيصم بْن محمد بْن إبراهيم [5] .
أبو عليّ البُوشَنجيّ الشَّعْبِيّ.
تُوُفّي ببوشَنْج يوم العيد.
__________
[1] انظر عن (هلال بن محمد) في:
السابق واللاحق 66، وتاريخ بغداد 14/ 75، والأنساب 10/ 428، والمنتظم 8/ 15، واللباب 3/ 98، والكامل في التاريخ 9/ 334، ودول الإسلام 1/ 247، والمعين في طبقات المحدّثين 122 رقم 1366، وسير أعلام النبلاء 17/ 293- 295 رقم 178، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1057- 1058، والإعلام بوفيات الأعلام 174، والبداية والنهاية 12/ 17، وشذرات الذهب 3/ 201، وهدية العارفين 2/ 510.
[2] الكسكريّ: بفتح الكافين، وسكون السين المهملة، وفي آخرها الراء، نسبة إلى كسكر، وهي قرية بالعراق قديمة. قال ابن السمعاني: أظنّها من نواحي المدائن. (الأنساب 10/ 427، 428) .
[3] في تاريخه 14/ 75.
[4] وقال ابن الأثير: «وكان عالما بالحديث، عالي الإسناد» . (الكامل في التاريخ 9/ 334) .
[5] لم أقف على مصدر ترجمته.(28/361)
- حرف الياء-
165- يحيى بْن إبراهيم بْن محمد بْن يحيى [1] .
أبو زكريا بْن المُزَكّيّ أَبِي إِسْحَاق. مُسْنَد نَيْسابور وشيخ التَّزْكية.
كَانَ ثقة نبيلًا زاهدًا صالحًا، ورعًا متقنًا.
وما كَانَ يحدَّث إلا وأصله بيده يُقابل بِهِ.
وعقد الإملاء مدّة، وقُرِئ عَليْهِ الكثير.
وقد تفقَّه على الأستاذ أبي الوليد.
روى عن: أبي العباس الأصم، وأبي عبد الله محمد بْن يعقوب الأخرم، وأبي الحَسَن أحمد بْن محمد بْن عَبْدُوس، والحسن بْن يعقوب الْبُخَارِيّ، وأبي بَكْر أحمد بْن إِسْحَاق الصّبْغيّ الفقيه، وطائفة مِن النَّيْسابوريّين، وأبي سهل بْن زياد، وأحمد بْن سلمان النّجّاد، وعبد الله بْن إِسْحَاق الخُراسانيّ، وأحمد بْن كامل القاضي، وأحمد بْن عثمان الأَدَميّ، البغداديّين، ومحمد بْن عليّ بْن دُحَيْم الكوفي، وجماعة كثيرة.
وانتقى عَليْهِ الحافظ أبو بَكْر أحمد بْن عليّ الإصبهاني، وغيره.
وحدَّث عَنْهُ: أبو بَكْر البَيْهَقيّ في جميع كُتُبه، وأبو صالح المؤذّن، وعثمان بْن محمد المَحْمِيّ، وعلي بْن أحمد المؤذّن ابن الأخرم، وهبة الله بْن أبي الصهْباء، وابنه أبو بَكْر محمد بْن يحيى، والقاسم بْن الفضل الثّقفيّ، وآخرون.
مات في ذي الحجّة [2] .
__________
[1] انظر عن (يحيى بن إبراهيم) في:
التقييد لابن النقطة 483 رقم 655، والمنتخب من السياق 481، 482 رقم 636، ودول الإسلام 1/ 247، وسير أعلام النبلاء 17/ 295، 296 رقم 179، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1058، والإعلام بوفيات الأعلام 174، والعبر 3/ 118، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 396، 397، وشذرات الذهب 3/ 202، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 379، رقم 313، وفيه «يحيى بن محمد بن محمد بن يحيى» ، ومعجم المؤلّفين 12/ 181.
[2] وقال عبد الغافر بن إسماعيل: أما أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد النيسابورىّ فهو ابن أبي إسحاق محدّث نيسابور في عصره، وهم أربعة إخوة: أبو الحسن، وأبو حامد، وأبو زكريا، وأبو عبد الله، كلّهم محدّثون مكثرون، سمع أبو زكريا مشايخ نيسابور في عصره مثل الأخرم، والأصمّ، وأقرانهم، وسمع بالعراق والحجاز. سمع منه المشايخ وانتخب عليه الحفّاظ وخرّج(28/362)
166- يحيى بْن إبراهيم بْن مُحارِب [1] .
أبو محمد السَّرَقُسْطيّ [2] .
روى عَنْ: عَبْدُوس بْن محمد، وحجَّ فروى عَنْ أَبِي القاسم السَّقَطيّ صاحب إسماعيل الصَّفّار.
وكان فاضلًا زاهدًا، يُقال كَانَ مُجاب الدّعوة.
وله كتاب صفة الجنّة.
روى عَنْهُ: قاسم بْن هلال، وعُمَر بْن كُرَيْب، وموسى بن خلف، ووضّاح بن محمد السّرقسطيّ.
__________
[ () ] له أحمد بن علي الأصبهاني الحافظ العوالي الصحاح والغرائب، وأملى سنين على الاستقامة والصحة، وحضر مجلسه الكبار، والأئمّة والحفّاظ. (التقييد 483) .
وانظر: المنتخب من السياق 481، 482.
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] السّرقسطيّ: بفتح السين المهملة والراء، وقاف مضمومة، وسين مهملة ثانية، وطاء مهملة.
بلدة مشهورة بالأندلس تتصل أعمالها بأعمال تطيلة. (معجم البلدان 3/ 212) .(28/363)
سنة خمس عشرة وأربعمائة
- حرف الألف-
167- أحمد بْن أحمد بْن يوسف [1] .
أبو صادق الدُّوغيّ [2] الْجُرْجانيّ البّيع.
سَمِعَ وطوّف، وطال عمره.
وحدَّث عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن عبيد الهمذانيّ، ودَعْلَج بْن أحمد، وأبي بَكْر الشّافعيّ، وحامد الرّفّاء، وعبد الله بن عدي.
قال الحافظ عليّ بن محمد الزّبحيّ [3] : لم أرزق السماع منه، وكان يجلس بجنبي في مجلس ابن معمر.
روى عنه: أبو مسعود البجلي، وأقراننا.
ومات في جمادى الآخرة [4] .
168- أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن شبيب [5] .
أبو نصر الفامي الشبيبي [6] الخندقي.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن أحمد) في:
تاريخ جرجان للسهمي 123 رقم 109.
[2] في تاريخ جرجان: «الدوعي» بالعين المهملة. وقد تقدّم التعريف بنسبة «الدوغي» قبل قليل.
[3] الزّبحيّ: بفتح الزاي والباء المنقوطة بواحدة وكسر الحاء المهملة. هذه النسبة إلى الزّبح، قال ابن السمعاني: وظنّي أنها قرية من قرى جرجان. (الأنساب 6/ 240) .
[4] في: الأنساب، واللباب: مات سنة سبع عشرة وأربعمائة.
[5] انظر عن (أحمد بن علي الفامي) في:
المنتخب من السياق 82، 83 رقم 178.
[6] الشبيبيّ: بفتح الشين المعجمة، والياء المنقوطة باثنتين من تحتها، بين الباءين المنقوطتين بواحدة. هذه النسبة إلى «شبيب» وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه. (الأنساب 8/ 286) .(28/364)
قال عبد الغافر: شيخ ثقة معروف، يكتب الأمالي على كبر السن [1] .
وحدَّث عَنْ: الأصمّ، وأبي عَبْد الله بْن الأخرم، وأبي الحَسَن الكارِزِيّ، وأبي الوليد الفقيه.
ثنا عَنْهُ جماعة.
تُوُفّي في ذي القعدة.
قلتُ: روى عَنْ: أَبِي نَصْر أبو الحَسَن المَدينيّ ابن الأخرم، والبَيْهَقيّ.
169- أحمد بْن عليّ بْن أحمد بْن مُعَاذ [2] .
أبو الحسين المُلْقَابَاذيّ [3] التّاجر.
شيخ ثقة مستور، مجاورًا بالجامع بنَيْسابور.
ويُقال إنّه مِن ذُرّيّة مُعَاذ بْن جَبَل.
حدَّث عَنْ: أبي محمد الكَعْبيّ، ويحيى بْن منصور القاضي، وأبي بكر محمد بن المؤمل.
وعنه: أبو صالح المؤذن.
170- أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن محمد [4] .
أبو عَبْد الله القرشي، الدمشقي، الرماني النحوي. المعروف بالشرابي.
الأديب.
حدث بكتاب «إصلاح المنطق» ليعقوب بن السكيت، عَنْ أَبِي جعفر محمد بْن أحمد الْجُرْجانيّ.
وسمع مِن: عَبْد الوهّاب الكِلابيّ.
__________
[1] في (المنتخب) : «على كبر سنّه والناس يكتبون عنه لعلوّ إسناده» (82) .
[2] انظر عن (أحمد بن عليّ الملقاباذي) في:
المنتخب من السياق 98 رقم 215.
[3] الملقاباذيّ: بالضم ثم السكون، والقاف. وآخره ذال معجمة. نسبة إلى ملقاباذ، محلّة بأصبهان، وقيل بنيسابور. (معجم البلدان 5/ 193) .
[4] انظر عن (أحمد بن علي القرشي) في:
الذيل على تاريخ مولد العلماء ووفاتهم لابن زبر، الورقة 127، 128، وتاريخ دمشق (أحمد بن عتبة- أحمد بن محمد بن المؤمّل) ص 55، 56 رقم 37، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 411، ومعجم الأدباء 3/ 270، 271، رقم 45.(28/365)
روى عَنْهُ: أبو نصر بْن طلاب الخطيب.
تُوُفّي بدمشق في ربيع الآخر.
171- أحمد بْن عُمَر بْن عثمان [1] .
أبو الفَرَج ابْن البَغْل.
بغداديّ، سَمِعَ مِن: جعفر الخُلْديّ، وأبي بَكْر النجاد.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقا.
172- أحمد بْن الفضل [2] .
أبو منصور النُّعَيْميّ الْجُرْجانيّ الحافظ.
عَنْ: ابن عَدِيّ، وأبي بَكْر الإسماعيليّ، وأبي أحمد الغِطْريفيّ، وأبي أحمد الحاكم، وأبي عَمْرو الحِيريّ، ونصر بْن عَبْد المُلْك الأندلسيّ، وغيرهم.
وصنَّف كتابًا في أخبار الخيْل [3] ، وله في الحديث مصنَّف سمّاه «المُجْتَنَى» [4] .
مات في شوّال.
قاله ابن ماكولا.
173- أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن القاسم بْن إسماعيل الضّبّيّ المحامليّ [5] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عمر) في:
تاريخ بغداد 4/ 294 رقم 2059.
[2] انظر عن (أحمد بن الفضل) في:
تاريخ جرجان للسهمي 123 رقم 110، والإكمال لابن ماكولا 7/ 378، والأنساب لابن السمعاني 12/ 120، واللباب 3/ 318، وسير أعلام النبلاء 17/ 340 رقم 209.
[3] في: تاريخ جرجان، والأنساب 120: «الجبل» .
[4] في: تاريخ جرجان: «المجتبى» .
[5] انظر عن (أحمد بن محمد بن أحمد المحاملي) في:
طبقات فقهاء الشافعية للعبّادي 113، وتاريخ بغداد 4/ 372، وطبقات الفقهاء للشيرازي 108، والأنساب 12/ 51، والمنتظم 8/ 17 رقم 30، والكامل في التاريخ 9/ 341، وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 210 (ضمن ترجمة أبي حامد الأسفراييني) رقم 318، ووفيات الأعيان 1/ 57، ودول الإسلام 1/ 247، والإعلام بوفيات الأعلام 174، والعبر 3/ 119، وسير أعلام النبلاء 17/ 403، 405 رقم 266، والوافي بالوفيات 7/ 921، وطبقات الشافعية الوسطى(28/366)
الفقيه الشّافعيّ أبو الحَسَن.
درس الفِقْهَ عَلَى الشَّيْخ أَبِي حامد.
وكان عُجْبًا في الذَّكاء والفَهْم، صنَّف في الفقه كتاب «المجموع» ، وهو كتابٌ كبير، وكتاب «المقنع» في مجلَّد، وكتاب «اللُّباب» ، وغير ذَلِكَ.
وصنَّف في الخلاف كثيرًا.
وسمع مِن: الحافظ محمد بْن المظفَّر، وطبقته.
ورحل بِهِ أَبُوهُ إلى الكوفة فسمّعه مِن ابن أَبِي السَّريّ البكّائيّ.
وُلِد سنة ثمانٍ وستّين وثلاثمائة.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر الخطيب، وحضر دروسه [1] .
وقال الشّريف المرتضى أبو القاسم عليّ بْن الحسين المُوسَويّ: دخل عليَّ أبو الحَسَن المَحَامِليّ مَعَ الشَّيْخ أَبِي حامد، ولم أكن أعرفه، فقال لي الشَّيْخ أبو حامد: هذا أبو الحَسَن بْن المَحَامِليّ، وهو اليوم أحفظ للفقه منيّ [2] .
وقال الشَّيْخ أبو إِسْحَاق في «الطبقات» [3] : تفقّه أبو الحسن على الشّيخ أبي
__________
[ () ] للسبكي، ورقة 38، وطبقات الشافعية الكبرى، له 3/ 20، ومرآة الجنان 3/ 29، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 381، 382، والبداية والنهاية 12/ 18، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 177، 178 رقم 134، والنجوم الزاهرة 4/ 262، وتاريخ الخلفاء 416، وشذرات الذهب 3/ 202، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 44، والأعلام 1/ 204، وكشف الظنون 351، 1130، 1366، 1541، 1606، 1810، وهداية العارفين 1/ 72، ومعجم المؤلفين 2/ 74، 75.
[1] وقال في تاريخه 4/ 372: «أحد الفقهاء المجوّدين على مذهب الشافعيّ، كان قد درس على أبي حامد الأسفراييني. وبرع في الفقه ورزق من الذكاء وحسن الفهم ما أربى به على أقرانه، ودرّس في حياة أبي حامد وبعده، واختلف إليه في درس الفقه. وهو أول من علّقت عنه. وكان قد سمع من محمد بن المظفّر وطبقته. ورحل به إلى الكوفة، فسمع من أبي الحسن بن أبي السريّ وغيره. وسألته غير مرة أن يحدّثني بشيء من سماعه فكان يعدني بذلك ويرجئ الأمر إلى أن مات، ولم أسمع منه إلّا خبر محمد بن جرير الطبري، عن قصة الخراساني الّذي ضاع هميانه بمكة، ولا أعلم سمع منه أحد غيري إلّا ما حدّثني ابنه أبو الفضل أن علي بن أحمد الكاتب قرأ عليه رواية البغوي، عن أحمد بن حنبل الفوائد» .
[2] تاريخ بغداد 4/ 373.
[3] طبقات الفقهاء للشيرازي 108.(28/367)
حامد الإسْفرائينيّ وله عَنْهُ تعليقة تُنْسب إِليْهِ، وله مصنَّفات كثيرة في الخلاف والمَذْهب، ودرس ببغداد.
قلت: وتُوُفّي في ربيع الآخر، وتُوُفّي أبوه سنة سبْعٍ كما مرَّ.
174- أحمد بْن محمد بْن الحاجّ بْن يحيى [1] .
أبو العبّاس الإشبيليّ الشّاهد. نزيل مصر.
رحل في صغره، وسمع: عثمان بْن محمد السَّمَرْقَنْديّ، والحسن بْن مروان القَيْسَرانيّ، وأبا عليّ بْن هارون، وأبا القاسم عليّ بْن أبي العَقِب، وأحمد بْن محمد بْن عُمَارة، وأبا الفوارس أحمد بْن محمد بْن السنْديّ، وأحمد بْن أَبِي المَوت، وأحمد بْن الْحَسَن بْن إِسْحَاق بْن عتبة الرازي، والعبّاس بْن محمد الرّافقيّ، وأبا بَكْر أحمد بْن عَبْد الله بْن أَبِي دُجَانة الدّمشقيّ، وخلقًا سواهم بمصر، والشّام.
روى عنه: أبو نصر عبيد الله بن سعيد الوابليّ [2] ، وعبد الرّحيم بْن أحمد الْبُخَارِيّ، وأبو عَبْد الله القضاعيّ [3] ، وأبو إسحاق الحبّال، وأبو الحَسَن الخِلَعيّ، وطائفة مِن المغاربة.
وقع لنا حديثه عاليا.
وخرّج لَهُ أبو نصر المذكور أجزاءً كثيرة، وأثني عَليْهِ الحبّال وقال: مات في صفر.
175- أحمد بْن محمد بن أحمد بن إسماعيل [4] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن الحاجّ) في:
مسند الشهاب للقضاعي 1/ 171 رقم 248، ورقم 289 و 401 و 614، وجذوة المقتبس 108، 109، والصلة 1/ 35، وبغية الملتمس 155، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 3/ 201، 202، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 453، والإعلام بوفيات الأعلام 174، والعبر 3/ 119، وسير أعلام النبلاء 17/ 329- 331 رقم 201، وحسن المحاضرة 1/ 372، وشذرات الذهب 3/ 202، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 390، 391 رقم 205.
[2] الوابلي: بفتح الواو وكسر الباء الموحّدة وفي آخرها اللام. هذه النسبة إلى وابل، وهو اسم الجدّ المنتسب إليه. (الأنساب 12/ 2192) .
[3] في مسندة المعروف بمسند الشهاب.
[4] انظر عن (أحمد بن محمد الحربي) في: تاريخ بغداد 4/ 363 رقم 2221.(28/368)
أبو بَكْر الحربيّ [1] ، المؤدب، المؤذّن.
كَانَ حَجّاجًا، كثير التّلاوة.
وسمع مِن: النّجّاد.
176- أحمد بْن محمد بْن أَبِي أسامة [2] .
القاضي أبو الفضل الحلبيّ.
أحد كُبَراء حلب.
قبض أسد الدّولة صالح بْن مرداس متولّي حلب عَليْهِ، ودفنه حيّا بقلعة حلب [3] .
قَالَ الصّاحب أبو القاسم بْن العديم: ولمّا حفر المُلْك العزيز أساسَ داره بالقلعة سنة اثنتين وثلاثين وستّمائة ظهر لهم مطمورةٌ مُطْبقة، وفيها رجلٌ في رِجْلَيه لِبَنَةُ حديد، فلا أشك أنّه هُوَ.
وهو أحمد بْن محمد بْن عُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بُهْلُول بْن أَبِي أسامة. حدَّث عَنْ: أَبِي أسامة جُنَادَة بْن محمد.
وسمع بحلب من أخيه عبيد الله، ومن: سليمان بن محمد بن سليمان التّنوخيّ.
__________
[1] الحربيّ: بفتح الحاء وسكون الراء المهملتين وفي آخرها الباء المعجمة بواحدة. هذه النسبة إلى محلّة، وإلى رجل، فأما النسبة إلى المحلّة فهي الحربية، محلّة معروفة بغربي بغداد، بها جامع وسوق. قال ابن السمعاني: وسمعت أبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ببغداد يقول: إذا جاوزت جامع المنصور فجميع المحالّ يقال لها الحربية مثل النصرية والشارسوك ودار البطيخ والعتابين، وغيرها، قال: كلها من الحربية. (الأنساب 4/ 99) .
ومنهم من ينتسب إلى الجدّ. (الأنساب 4/ 101) .
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن أبي أسامة) في:
زبدة الحلب لابن العديم 1/ 222 وفيه: «أبو أسامة عبد الله بن أحمد بن عليّ بن أبي أسامة» ، ونهر الذهب للغزّيّ 3/ 68 وفيه «ابن أبي أسامة» ، ولم يذكر اسمه.
[3] ويقول طالب العلم وخادمه محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : يوجد في حوادث سنة 490 هـ. من (تاريخ حلب للعظيميّ 359) «وتولى قضاء حلب القاضي الزوزني العجمي وسار رسولا إلى مصر واستناب موضعه ابن أبي أسامة» .
وفي (زبدة الحلب 2/ 128) : «وولّى رضوان قضاء حلب في سنة تسعين القاضي فضل الله الزوزني العجمي الحنفي، وسيّره رسولا إلى مصر، وناب عنه في القضاء حال غيبته أبو الفضل أحمد بن أبي أسامة الحلبي» .(28/369)
روى عَنْهُ: القاضي أبو الحسين أحمد بْن يحيى بْن أبي جَرادة قاضي حلب.
ولى ابن أبي أُسامة قضاء حلب، وتمكّن في أيّام سديد الدّولة ثُعبان بْن محمد الكتّاميّ أمير حلب، وموصوف الصَّقْلبيّ والى القلعة.
وكانا يرجعان إلى عقلة ورأيه. فلمّا حضر نوّاب صالح كَانَ ابن أبي أُسامة في القلعة، فتسلّمها نوّاب صالح وقتلوا موصوفًا وابن أَبِي أسامة. وقيل: بل دفنوه حيّا [1] .
177- أحمد بْن محمد بْن موسى [2] .
أبو الحسين البغداديّ الخيّاط [3] .
سمع منه أبو بَكْر الخطيب في هذا العام عَنْ عَبْد الصّمد الطّسْتي، والنّجّاد، ووثَّقُه.
178- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن الْحَسَن [4] .
أبو الفَرَج ابن المُسْلِمَة، البغداديّ العدْل.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وأحمد بْن كامل القاضي، وأبا بَكْر النّجّاد، وابن علم، ودَعْلَج بْن أحمد.
قَالَ الخطيب [5] . كَانَ ثقة، يُمْلي كلَّ سنةٍ مجلسًا واحدًا في المحرَّم.
وكان موصوفًا بالعقل والفضْل والبْرّ. وداره مَألَفٌ لأهل العلم.
__________
[1] الخبر ليس في: (زبدة الحلب) ، وهو في (بغية الطلب) لابن العديم.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن موسى) في:
تاريخ بغداد 5/ 96 رقم 2492.
[3] هكذا في الأصل، وفي تاريخ بغداد: «الحناط» بالحاء المهملة والنون. وهو: أبو الحسين البزار.
[4] انظر عن (أحمد بن محمد بن عمر) في:
تاريخ بغداد 5/ 67، 68 رقم 2441، والمنتظم 8/ 16، 17، والكامل في التاريخ 9/ 341، وسير أعلام النبلاء 17/ 341، 342 رقم 210، والبداية والنهاية 12/ 17، والجواهر المضيّة 1/ 296، 297، والنجوم الزاهرة 4/ 260، والطبقات السنية 2/ رقم 342، وتاريخ التراث العربية 1/ 381 رقم 316.
[5] في تاريخ بغداد 5/ 67.(28/370)
ولد سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة، وكان صوّامًا كثير التّلاوة.
تُوُفّي في ذي القعدة رحمه الله.
روى عَنْهُ: الخطيب، وطراد الزَّيْنَبيّ، وجماعة.
وكان قد تفقّه عَلَى أَبِي بَكْر الرّازيّ الحنفيّ. وكان يصوم الدَّهر، ويتهجَّد بِسُبْع القرآن.
قَالَ الخطيب [1] : حدَّثني رئيس الرُّؤساء أبو القاسم الوزير قَالَ: كَانَ جدّي يختلف إلى درس أَبِي بَكْر الرّازيّ.
وقال لي الوزير إنّه رأى في النَّوم أبا الحَسَن القُدُوريّ.
فقال لَهُ: كيف حالك؟ فتغّير وجهه وطال [2] ، وأشار إلى صعوبة الأمر.
قلت: فكيف حال الشَّيْخ أَبِي الفَرَج؟ يعني جَدّه.
قَالَ: فعاد وجهه إلى ما كَانَ، وقال: ومن مثل الشَّيْخ أَبِي الفرج؟ ذاك. ثمّ رفعَ يده إلى السّماء.
فقلتُ في نفسي: يريد وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ 34: 37 [3] .
179- أحمد بْن محمد بْن الصّابونيّ [4] .
أبو الحَسَن البغداديّ.
سَمِعَ: عُمَر بْن جعفر بْن سَلْم، وأبا بَكْر الشّافعيّ.
180- أحمد بْن يحيى بْن سهل [5] .
أبو الحسين المَنْبِجيّ الشاهد المقرئ النَّحْويّ. نزيل دمشق.
حدَّث عَنْ: أَبِي عَبْد الله محمد بْن إِبْرَاهِيم بْن مروان، ونظيف بن عبد الله المقرئ، وجماعة.
__________
[1] في تاريخ بغداد 5/ 67.
[2] العبارة في (تاريخ بغداد 5/ 68) : «فتغيّر وجهه ودقّ حتى صار كهيئة الوجه المرئي في السيف دقّة وطولا» .
[3] سورة سبإ، الآية 37.
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (أحمد بن يحيى) في:
تهذيب تاريخ دمشق 2/ 112، 113، وبغية الوعاة 1/ 395 رقم 786.(28/371)
رَوَى عَنْهُ: علي بْن مُحَمَّد الحنائي، وعَلِيّ بن محمد بن شجاع الربعي، وعلي بن الخضر السلمي، وأبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني.
ووثقه الكتاني.
181- إبراهيم بن أحمد [1] .
أبو إسحاق السمان.
سمع: الإسماعيلي، وغيره.
182- أسد بن القاسم [2] .
أبو الليث الحلبي المقرئ.
إمام مسجد سوق النخاسين بدمشق.
حدث عَنْ: الفضل بْن جعفر المؤذن، ويوسف المَيَانِجِيّ.
روى عَنْهُ: أبو سعد السّمّان، وعبد العزيز الكتّانيّ، وجماعة [3] .
- حرف الحاء-
183- الحَسَن بْن عَبْد الله بْن مُسْلِم.
أبو عليّ الصقِلّيّ المقرئ.
رحل، وقرأ القراءات عَلَى: أَبِي الطَّيّب بْن غَلْبُون، وعُمَر بْن عراك، وأبي عَبْد الله بْن خُراسان.
قَالَ أبو عَمْرو الدّانيّ: كَانَ رجلًا صالحًا ذا حفظ ومعرفة، وصدق.
توفي بصِقِلية.
184- الحسين بْن سَعِيد بْن مهنّد [4] بْن مَسْلمة.
أبو عليّ الطّائيّ الشّيزريّ [5] .
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (أسد بن القاسم) في:
تهذيب تاريخ دمشق 2/ 466.
[3] قال ابن عساكر: «وكانت له عناية بالحديث» .
[4] انظر عن (الحسين بن سعيد) في:
تهذيب تاريخ دمشق 4/ 299 وفيه «المهندس» ، وهو غلط، والصواب ما أثبتناه كما في الأصل، ومعجم البلدان 3/ 383.
[5] في (تهذيب تاريخ دمشق) : «الشيرازي» ، وهو تحريف، والصواب ما أثبتناه كما في الأصل،(28/372)
حدَّث عَنْ: يوسف المَيَانِجِيّ، وأبي عَبْد الله بْن خالَوَيْه النَّحْويّ، وشاكر بْن دَعيّ.
روى عَنْهُ: عليّ الحِنَّائيّ، وأبو سَعْد السّمّان، وأبو القاسم عليّ بْن محمد المَصيصيّ، وغيرهم.
قَالَ الكتّانيّ: تُوُفّي في رمضان. وكان يُتهم بالتَّشَيُّع. ولم أر في عبادته وورعه مثله [1] .
185- الحسين بْن عَبْد الواحد الحذّاء المقرئ المجوّد [2] .
بغداديّ.
حدَّث عَنْ: أحمد بْن جعفر بْن سَلْم الختّليّ [3] .
186- الحسين بن عليّ ابن الإسكاف [4] .
سَمِعَ: النّجّاد، وغيره.
وحدَّث في هذه السنة، وانقطع خبرُهُ.
- حرف الزاي-
187- زكريّا بْن يحيى بْن أفلح [5] .
أبو يحيى التّميميّ القُرْطُبيّ. ويعرف بابن العنّان.
روى عن: أبي عبد الله بن مفرج.
__________
[ () ] فهو الشّيزريّ: بفتح الشين المعجمة وتقديم الزاي المفتوحة على الراء المكسورة، نسبة إلى قلعة شيزر التي تشتمل على كورة بالشام قرب المعرّة. (معجم البلدان) .
[1] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 299.
[2] انظر عن (الحسين بن عبد الواحد) في:
تاريخ بغداد 8/ 61 رقم 4136.
[3] الختّليّ: قال ابن السمعاني: اختلف مشايخنا في هذه النسبة، بعضهم كان يقول هي إلى ختلان بلاد مجتمعة وراء بلخ، وبعضهم يقول هي بضم الخاء والتاء المنقوطة باثنتين مشدّدة، حتى رأيت أن الختّليّ بضم الخاء والتاء المشدّدة، قرية على طريقة خراسان إذا خرجت من بغداد بنواحي الدسكرة. (الأنساب 5/ 44) .
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (زكريا بن يحيى) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 191 رقم 436.(28/373)
روى عَنْهُ: قاسم بْن إبراهيم الخَزْرجيّ.
188- زيادة بْن عليّ [1] .
التّميميّ النَّحْويّ. نزيل قُرْطُبَة.
كَانَ كبير القدر في علوم اللّسان، محكما للعربية.
أخذ النّاس عَنْهُ بقُرْطُبَة.
- حرف العين-
189- عَبْد الله بْن ربيع بْن عَبْد الله بْن محمد بْن ربيع بْن صالح [2] .
أبو محمد التّميميّ القرطبيّ.
روى عَنْ: أَبِي بَكْر محمد بْن معاوية، وأحمد بْن مُطَرَّف، وأحمد بْن سَعِيد الصدفيّ، وأبي [3] عَبْد الله بْن مُفَرج، وجماعة كثيرة.
وحجَّ في الكُهُولة سنة إحدى وثمانين.
وسمع مِن: أَبِي بْن المهندس، وأبي محمد بْن أَبِي زيد الفقيه.
وكان ثَبْتًا صالحًا، دينًا قانتًا، يُعرف بابن يَنّوش.
حدَّث عَنْهُ: محمد بْن عَتّاب، وأبو محمد بْن حَزْم، وأبو عُمَر بْن مهديّ المقرئ، وجماعة.
ولد سنة ثلاثين وثلاثمائة.
وتُوُفّي في جُمَادَى الأولى.
وكان ملازمًا للاشتغال.
190- عبد الله بن محمد بن عقيل [4] .
__________
[1] انظر عن (زيادة بن علي) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 192 رقم 437 وفيه: «زيادة الله بن علي حسين (كذا) التميمي الطيني، سكن قرطبة، يكنى: أبا مضر» .
[2] انظر عن (عبد الله بن ربيع) في:
جذوة المقتبس للحميدي 261، 262 رقم 551، والصلة لابن بشكوال 1/ 261، 262 رقم 581، وبغية الملتمس للضبيّ 344 رقم 923.
[3] في الأصل: «أبا» . وهو وهم.
[4] انظر عَنْ (عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ) في:
الأنساب 2/ 65.(28/374)
أبو عَبْد الله [1] الباوَرِديّ [2] .
حدَّث عَنْ: أحمد بْن سَلْمان النّجّاد.
روى عَنْهُ: أبو مطيع محمد بْن عَبْد الواحد، والإصبهانّيون.
مات في رمضان [3] .
ومن رواته: أحمد بْن أشْتَة.
وهو أَبِيَوَرْدِيّ غُير فقيل البَاوَرْدِيّ.
سكن إصبهان.
وقع لنا حديثه بعُلُو. وهو معتزليّ، جَلْد، متحرق.
قَالَ يحيى بْن مَنْدَهْ: ثنا عمّى عَبْد الرَّحْمَن قَالَ: كتبتُ عَنْهُ جزءين فقال لي: مِن لم يكن عَلَى مذهب الاعتزال فليس بمسلم. فمزّقت ما كتبتُ عَنْه.
قلت: كَانَ الاعتزال في زمانه فاشيا بالعراق والعجم.
191- عَبْد الله بْن محمد بْن محمد بْن سَعِيد بن مسعود [4] .
أبو بكر السّكّريّ.
خراسانيّ، نيسابوريّ، ثقة.
سَمِعَ: الأصمّ، وأبا حامد الحَسْنَويّ المقرئ، وأبا بَكْر محمد بْن المؤمّل، ويحيى بْن منصور.
وببغداد: أبا عليّ بْن الصّوافّ، وابن خلاد النّصيبيّ.
وبمكّة: أبا إِسْحَاق الدُّبيليّ.
روى عَنْهُ: محمد بْن يحيى المُزَكّيّ، ومنصور بْن إسماعيل بْن صاعد، وأبو صالح المؤذّن.
وتُوُفّي في شوّال [5] .
__________
[1] في (الأنساب) كنيته: «أبو محمد» .
[2] الباورديّ: بفتح الباء المنقوطة بواحدة والواو وسكون الراء وفي آخرها الدال. هذه النسبة إلى بلدة بنواحي خراسان يقال لها أبيورد، وتخفّف ويقال: باورد.
[3] قال ابن السمعاني: توفي بعد سنة عشر وأربعمائة.
[4] انظر عن (عبد الله بن محمد السكري) في:
المنتخب من السياق 273 رقم 892.
[5] قال عبد الغافر: جليل ثقة مشهور، حدّث سنين على الصحة وخرّج له الفوائد.(28/375)
192- عَبْد الجبّار بْن أحمد بْن عَبْد الجبّار بْن أحمد بْن الخليل [1] .
القاضي أبو الحَسَن الهمَدانيّ الأَسَداباذيّ [2] .
شيخ المعتزلة، وصاحب التّصانيف.
عاش دهرًا طويلًا، وكان فقيهًا شافعيّ المذهب.
سمع مِن: أبي الحَسَن بْن سَلَمَة القطّان، وعبد الرَّحْمَن بْن حمْدان الحلاب، وعبد الله بْن جعفر بْن فارس، والزُّبَيْر بْن عبد الواحد الأسداباذيّ.
روى عَنْهُ: أبو القاسم عليّ بْن المحسّن التَّنُوخيّ، والحسن بْن عليّ الصَّيْمُريّ الفقيه، وأبو يوسف عبد السلام بن محمد القزويني المفسّر المعتزلي، وآخرون.
ولى قضاء الرّيّ وبلادها. ورحلت إِليْهِ الطَّلبة، وسار ذكره. رحم الله المسلمين.
وله تصانيف مشهورة.
مات في ذي القعدة، وقد شاخ [3] .
__________
[1] انظر عن (عبد الجبّار بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 11/ 113، والأنساب 1/ 225، 226، ودول الإسلام 1/ 247، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 219، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 187 رقم 145، ولسان الميزان 3/ 386، وشذرات الذهب 3/ 202، والأعلام 4/ 47.
وانظر مصادر أخرى في ترجمته المختصرة التي تقدّمت في وفيات سنة 414 هـ. برقم (138) .
[2] الأسداباذي: بفتح الألف والسين والدال المهملتين والباء المنقوطة بواحدة بين الألفين وفي آخرها الذال. هذه النسبة إلى أسداباذ وهي بليدة على منزل من همذان إذا خرجت إلى العراق. (الأنساب 1/ 224) .
[3] قال ابن السمعاني: «سمع الحديث وعمّر العمر الطويل حتى ظهر له الأصحاب» . (الأنساب 1/ 225) .
وقال الخطيب: «كان ينتحل مذهب الشافعيّ في الفروع ومذاهب المعتزلة في الأصول، وله في ذلك مصنّفات، وولي قضاء القضاة بالريّ، ومات قبل دخولي الري في رحلتي إلى خراسان وذلك في سنة خمس عشرة وأربعمائة، وأحسب أن وفاته كانت في أول السنة» (تاريخ بغداد 11/ 113، 114) .
وقال الرافعي: «قاضي القضاة أبو الحسن تولّى القضاء بالري، وقزوين، وأبهر، وزنجان، وسهرورد، وقم، ودنباوند، وغيرها» . وذكر نسخة تعيينه في القضاء من إنشاء الصاحب إسماعيل بن عبّاد. وتاريخه في المحرّم سنة سبع وستين وثلاثمائة. (التدوين 3/ 119- 125) .(28/376)
193- عبد الرحمن بن الحسين بن الحسن ابن الشّيخ أَبِي القاسم عليّ بْن يعقوب بْن أَبِي العَقِب [1] .
الهمَدانيّ الدّمشقيّ أبو القاسم.
روى عَنْ: جَدّه أَبِي القاسم عليّ، وأبي عَبْد الله بْن مروان.
روى عَنْهُ: عليّ بْن الخَضِر الزّاهد، وأبو القاسم الحِنَّائيّ، وعبد العزيز الكتّانيّ.
وقال: كان ثقة مأمونًا.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة.
194- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الواحد بْن أبي الميمون بْن راشد [2] .
البَجَليّ الدّمشقيّ.
روى عَنْ: القاضي المَيَانِجِيّ.
روى عَنْهُ: عَبْد الرحيم بْن أحمد الْبُخَارِيّ، وعبد العزيز الكتّانيّ.
195- عَبْد العزيز بْن محمد بْن جعفر بْن المؤمن [3] .
أبو القاسم التّميميّ العطّار البغداديّ، المعروف بابن شَبّان مِن ساكني البصرة.
سَمِعَ: نعمان بْن السّمّاك، وأبا بَكْر النّجّاد، وابن قانع.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقا.
توفي في رمضان.
__________
[ () ] وقال: «وله أمالي كثيرة سمع منه بعضها بالري وبعضها بقزوين سنة تسع وأربعمائة. وكان ينتحل مذهب الشافعيّ رضي الله عنه في الفروع، وقواعد المعتزلة في الأصول، وصنّف الكثير في التفسير والكلام، وغيرهما» .
قال الخليل الحافظ في (الإرشاد) : كتبت عنه، وكان في حديثه ثقة لكنه داع إلى الدعة لا تحلّ الرواية عنه. (التدوين 3/ 125) .
[1] انظر (عبد الرحمن بن الحسين) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 22/ 493.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الواحد) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 23/ 71.
[3] انظر عن (عبد العزيز بن محمد) في:
تاريخ بغداد 10/ 467 رقم 5644.(28/377)
قلت: روى عَنْهُ أبو بَكْر البَيْهَقيّ.
196- عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن ممّجة [1] .
أبو سعْد التّميميّ الإصبهانيّ.
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
وكان يعرف ويفهم.
روى عَنْ: أَبِي الشَّيْخ، والقَبّاب [2] .
رحل وطَّوف، وأكثر. رحمه الله.
197- عَبْد الواحد بْن عُبَيْد الله بْن الفضل بْن شهريار الإصبهانيّ [3] .
التّاجر أبو عليّ.
محتشم نبيل، خيّر.
كتب عَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَن بْن مَنْدَهْ.
تُوُفّي في رجب [4] .
198- عَبْد الوهّاب بْن عبد المُلْك بْن محمد بْن عَبْد الصّمد بْن المهتدي باللَّه [5] .
أبو طَالِب الهاشميّ العبّاسي الفقيه.
شاميّ، يروي عَنْ: أَبِي عَبْد الله بْن مروان الدّمشقيّ، وغيره.
روى عَنْهُ: الخَضِر بْن عُبَيْد الله المُرّيّ، وعبد العزيز الكتاني وقال:
تُوُفّي في رمضان.
وكان فقيهًا يذهب إلى مذهب الأشعريّ.
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] القبّاب: هو أبو بكر عَبْد الله بْن محمد بْن محمد بْن فورك المتوفى سنة 370 هـ.
والنسبة إلى عمل القباب التي هي كالهوادج. (الأنساب 10/ 38) .
[3] انظر عن (عبد الواحد بن عبيد الله) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 106.
[4] قال أبو نعيم: شيخ ديّن محتشم، يرجع إلى فضل كثير وصلابة في الدّين، روى عن الرازيين والأصبهانيين.
[5] انظر عن (عبد الوهاب بن عبد الملك) في:
تبيين كذب المفتري 240.(28/378)
199- عبد الوهّاب بْن محمد بْن أيّوب [1] .
أبو زُرْعة الأَرْدَبِيليّ.
مات في رجب [2] .
200- عُبَيْد الله بن عبد الله بن الحسين [3] .
أبو القاسم ابن النّقيب البغداديّ الخفّاف.
رَأَى الشبْليّ، وسمع: أبا عَبْد الله بْن عَلَم الصَّفّار، وأبا طَالِب بْن البُهْلُول.
قَالَ الخطيب [4] : كتبتُ عَنْهُ، وسماعه صحيح. وكان شديدًا في السُّنَّة [5] .
قَالَ لي: ولدت سنة خمس وثلاثمائة [6] ، وأذكر المقتدر باللَّه.
قَالَ الخطيب [7] : وحدثني أبو القاسم عليّ بْن الحَسَن رئيس الرُّؤساء أنّ أبا القاسم ابن النّقيب مكث كذا وكذا سنة يصلّي الفجر عَلَى وضوء العِشاء، ويُحيى اللَّيلْ بالتَّهَجُّد، وكنتُ في جواره.
وقال الخطيب [7] : تُوُفّي في شَعْبان.
وله مائة وعشرين سنين، وقال لي: مات ابن مجاهد وعُمري تسع عشرة سنة.
وقال يحيى بْن عَبْد الوهّاب بْن مَنْدَهْ: سمعتُ أبا محمد رزْق الله التّميميّ يَقُولُ: أدركتُ مِن أصحاب ابن مجاهد أبا القاسم عُبَيْد الله بن محمد الخفّاف.
__________
[1] انظر عن (عبد الوهاب بن محمد) في:
الأنساب لابن السمعاني 1/ 177.
[2] قال ابن السمعاني: كان شيخا زاهدا مات بفارس يوم الأحد الخامس من رجب.
[3] أنتظر عن (عبيد الله بن عبد الله) في:
تاريخ بغداد 10/ 382، 383 رقم 5553، والمنتظم 8/ 18 رقم 33، والبداية والنهاية 12/ 18.
[4] في تاريخه 10/ 382.
[5] وقال: «وبلغني أنه جلس للتهنئة لما مات ابن المعلّم شيخ الرافضة وقال: ما أبالي أيّ وقت متّ بعد أن شاهدت موت ابن المعلّم» .
أقول: «ابن المعلّم» هو: محمد بن محمد بن النعمان، المعروف بالشيخ المفيد، المتوفّى سنة 413 هـ. وقد تقدّمت ترجمته في هذا الجزء برقم (111) .
[6] في الأصل: «خمس وثلاثين» ، والتصحيح من: تاريخ بغداد 10/ 383 حيث أضافه بعدها:
ومات أبو بكر بن مجاهد في سنة أربع وعشرين، ولي تسع عشرة سنة» .
[7] في تاريخه 10/ 383.(28/379)
وقرأت عَليْهِ سورة البقرة، وقرأها عَلَى أَبِي بَكْر بن مجاهد.
201- عُبَيْد الله بْن عمر بْن عليّ [1] .
أبو القاسم المقرئ، البغدادي، ابن البقّال.
سَمِعَ: أبا بَكْر النّجّاد، وأبا عليّ بْن الصّوافّ، وجماعة.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر الخطيب، وقال [2] : سمعنا منه بانتقاء ابن أَبِي الفوارس، وكان فقيهًا ثقة.
روى عَنْهُ: الثَّقَفيّ، والبَيْهَقيّ.
202- عليّ بْن الشَّيْخ أَبِي الْحُسَيْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه [3] السَّوْسَنْجِرْديّ [4] .
سَمِعَ: القَطِيَعيّ.
روى عَنْهُ: أبو الحسين بْن المهتدي باللَّه، وغيره.
هلك هُوَ وابنه وخلقٌ كثير بعَقَبَة واقِصَة [5] في صَفَر مِن السُّنَّة، وتُعرف بسنة القَرْعاء [6] . سدَّت عليهم العرب الآبار وعطَّلت القُلُب، فَعَاد الرَّكْب في الصَّيْف ولا ماء لهم، فهلكوا جميعًا [7] .
203- عليّ بْن إبراهيم بْن يحيى [8] .
أبو محمد الدّقّاق، والد أَبِي الحسين الْمَصْرِيّ.
تُوُفّي في صَفَر، ومولده في سنة ست وأربعين وثلاثمائة.
قال الحبّال: سمعنا منه.
__________
[1] انظر عن (عبيد الله بن عمر) في:
تاريخ بغداد 10/ 382 رقم 5552، والمنتظم 8/ 17، 18 رقم 32، والكامل في التاريخ 9/ 341.
[2] في تاريخه.
[3] ذكر ابن السمعاني أباه (أحمد بن عبد الله بن الخضر من مسرور المعدّل) في:
الأنساب 7/ 189.
[4] السّوسنجرديّ: بالواو بين السينين المهملتين، وسكون النون، وكسر الجيم، وسكون الراء، وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى قرية بنواحي بغداد يقال لها سوسنجرد.
[5] معجم البلدان 5/ 354.
[6] معجم البلدان 45/ 325.
[7] انظر آخر حوادث السنة 415 هـ. في هذا الجزء.
[8] لم أقف على مصدر ترجمته.(28/380)
204- عليّ بْن أحمد بْن عَبْدان بْن الفَرَج بْن سَعِيد بْن عَبْدان [1] .
أبو الحَسَن الشّيرازيّ النَّيْسابوريّ.
سَمِعَ: أحمد بْن عُبَيْد الصَّفّار، ومحمد بْن أحمد بْن محمويه الأزْديّ، وأبا القاسم الطّبرانيّ، وأبا بكر محد بْن عُمَر الْجِعَابيّ، وأباه، وجماعة.
روى عَنْهُ: أبو بكر البيهقي، وأبو عبد الله الثقفي، وأبو القاسم القُشَيْريّ، وأبو سهل عَبْد المُلْك بن عبد الله الدّشتيّ [2] ، وآخرون.
وحدّث بنواحي خراسان.
وتوفّي في ربيع الأوّل.
وكان ثقة، وابوه حافظ عصره.
205- عليّ بْن عَبْد الله [3] .
أبو القاسم بْن الدّقيقيّ النَّحْويّ أحد الأعلام وصاحب المصنَّفات.
أخذ عَنْ: السيرافيّ، والفارسيّ، والرُّمّانيّ.
وتخرّج بِهِ خلْق.
مات في صفر بعد ابن السمْسِمانيّ بشهر، وله سبعون سنة.
206- عليّ بْن عَبْد الله بْن إبراهيم بْن أحمد [4] .
أبو الحَسَن الهاشميّ العِيسَويّ البغداديّ.
مِن وُلِد عيسى بْن موسى بْن محمد وليّ العهد بعد المنصور.
سَمِعَ أبو الحسن مِن: أَبِي جعفر بْن البَخْتَرِيّ، وموسى بن القاضي إسماعيل بْن إِسْحَاق، وعبد العزيز بْن الواثق، وعثمان بْن السّمّاك، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (علي بن أحمد بن عبدان) في:
المنتخب من السياق 374 رقم 1247.
[2] الدّشتي: بفتح الدال المهملة وسكون الشين المعجمة وفي آخرها التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، هذه النسبة إلى الجدّ وإلى قرية. (الأنساب 5/ 314) .
[3] انظر عن (علي بن عبد الله الدقيقي) في:
الكامل في التاريخ 9/ 341 وفيه فقط: «ابن الدقّاق النحويّ» .
[4] انظر عن (علي بن عبد الله بن إبراهيم) في:
تاريخه بغداد 12/ 8، 9، والعبر 3/ 119، 120، والإعلام بوفيات الأعلام 174، وسير أعلام النبلاء 17/ 321، 322 رقم 194، وشذرات الذهب 3/ 203.(28/381)
قَالَ الخطيب [1] : كتبنا عَنْهُ، وكان ثقة. ولي قضاء مدينة المنصور ومات في رجب.
قلت: روى عَنْهُ: البَيْهَقيّ، وطِرَاد.
207- عليّ بْن عُبَيْد الله بْن عَبْد الغفّار [2] .
أبو الحَسَن السمْسمانيّ اللُّغَويّ.
بغداديّ مِن كبار الأدباء.
أقرأ النّاس العربيّة، وسمع مِن: أَبِي بَكْر بْن شاذان، وأبي الفضل بْن المأمون [3] .
ذكره القاضي شمس الدّين في وَفياته [4] ، وعاش سبعين سنة.
أخذ عَنْ: أَبِي عليّ الفارسيّ، والسيراميّ.
وتخرَّج بِهِ خلْق كثير [5] .
208- عَليّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن بِشْران بْن محمد بْن بِشْر [6] .
__________
[1] في تاريخه 12/ 8.
[2] انظر عن (علي بن عبيد الله) في:
تاريخ بغداد 12/ 10 رقم 6367، والكامل في التاريخ 9/ 341 وفيه: «أبو الحسن عليّ بن محمد السمسمي الأديب» ، ووفيات الأعيان 2/ 312 رقم 442، وإنباه الرواة 2/ 288، ومعجم الأدباء 14/ 58، والمختصر في خبار البشر 2/ 155، وفيه «السمساني» وهو غلط، وبغية الوعاة 2/ 343.
[3] قال الخطيب: «كتبت عنه وكان صدوقا» . (تاريخ بغداد 12/ 10) .
[4] وفيات الأعيان 3/ 312.
[5] قال ابن خلّكان: «وكان صدوقا، وكتب الكثير، وخطّه في غاية الإتقان والصّحة، وتصدّر ببغداد للرواية وإقراء الأدب، وأكثر كتبه بخطّه، وحصلت بعده عنده ابن دينار الواسطي الأديب وأدركها الغرق ففسد أكثرها» .
وقال أيضا: ولا أعرف نسبته إلى ماذا هي، وهي بكسر السينين المهملتين، وسكون الميم الأولى وفتح الثانية وبالنون. ثم وجدت في (درّة الغوّاص) للحريري (ص 84) ما مثاله:
ويقولون في النسبة إلى الفاكهة والباقلاء والسمسم: فاكهاني، وباقلائي، وسمسماني، فيخطئون فيه، وبيّن وجه الخطأ، ثم قال بعد ذلك: ووجه الكلام أن يقال في المنسوب إلى السمسم سمسمي، وتمّم الكلام إلى آخره. فلما وقفت هذا علمت أن نسبة أبي الحسن المذكور إلى السمسم ...
[6] انظر عن (علي بن محمد الأموي) في:
تاريخ بغداد 12/ 98، 99 رقم 6527، والسابق واللاحق 86، والمنتظم 8/ 18، 19، والكامل في التاريخ 9/ 341 والعبر 3/ 120، ودول الإسلام 1/ 247، والمعين في طبقات(28/382)
أبو الحسين الأمويّ، البغداديّ المعدّل.
سَمِعَ: أبا جعفر بْن البَخْتَرِيّ، وعلي بْن محمد الْمَصْرِيّ، وإسماعيل الصَّفّار، والحسين بْن صَفْوان، وأحمد بْن محمد بْن جعفر الْجَوْزيّ، وجماعة.
قَالَ الخطيب [1] : كتبنا عَنْهُ، وكان صدوقًا ثَبْتًا، تامّ المروءة، طاهر الدّيانة.
ولد سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، وتُوُفّي في شَعْبان [2] .
قلت: وروى عَنْهُ: البَيْهَقيّ، والحسن بْن أحمد بْن البنّاء، وأبو الفضل عَبْد الله بْن زكْريّا الدّقّاق، وعلي بْن عَبْد الواحد المنصوريّ العباسيّ، والقاسم بْن الفضل الثَّقَفيّ، ونصر بْن أحمد بْن البَطر، وطِراد بْن محمد الزَّيْنَبيّ، والحسين بْن أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن العُكْبَريّ، وخلْق سواهم.
209- عَليّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُزَاحم [3] .
أبو الحَسَن الدارانيّ المقرئ. صهر الأطْرُوش، ويُعرف أيضًا بابن نجيلة الخراسانيّ.
روى عن: أَبِي عليّ عَبْد الجبّار، والدّارانيّ.
وعنه: أبو سعْد السّمّان، وعبد العزيز الكتّانيّ ووصفه بالصّلاح.
210- عليّ بْن محمد بْن عَبْد الله [4] .
أبو الحَسَن الحذاء البغداديّ المقرئ.
سَمِعَ: أبا بحر بْن كَوْثر، وأحمد بْن جعفر بْن سَلْم، وجماعة.
قَالَ الخطيب [5] : كتبنا عَنْهُ، وكان عالمًا بالقراءات صدوقًا. حدَّثني الوزير أبو القاسم ابن المُسْلِمَة قَالَ: رَأَيْت أبا الحَسَن الحذّاء، ثلاث مرّات، وكلّ مرّة
__________
[ () ] المحدّثين 123 رقم 1367، والإعلام بوفيات الأعلام 174، وسير أعلام النبلاء 174، وشذرات الذهب 3/ 203، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 380 رقم 315 وفيه وفاته في سنة 415 هـ.
[1] في تاريخه 12/ 98.
[2] قال ابن الأثير: توفي وعمره سبع وثمانون سنة. (الكامل 9/ 341) .
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
[4] انظر عن (علي بن محمد الحذّاء) في:
السابق واللاحق 140، وتاريخ بغداد 12/ 98 رقم 6526، وغاية النهاية 1/ 572 رقم 2320.
[5] في تاريخه.(28/383)
يَقُولُ لَهُ الوزير: ما فعل الله بك؟ فيقول: غَفَرَ لِي.
211- عليّ بْن محمد بْن طَوْق بْن عَبْد الله [1] .
أبو الحَسَن ابن الفاخوريّ الدّمشقيّ، المعروف بالطّبرانيّ.
روى عن: أبي علي الحسين بن إبراهيم الفرائضيّ، وأبي سليمان بْن زَبْر، وجماعة.
روى عنه: أبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني.
ووثّقه الكتّانيّ، وقال: تُوُفّي في شَعْبان، وكان مُكْثِرًا.
212- عُمَر بْن أحمد بْن عُمَر [2] .
أبو سهل الصَّفّار الإصبهاني الفقيه الشّافعيّ.
سَمِعَ: عَبْد الله بْن فارس، وأحمد بْن مَعْبَد السمسار.
روى عَنْهُ جماعة آخرهم موتًا أبو الفتح الحدّاد.
توفّي في ذي العقدة.
213- عُمَر بْن عَبْد الله بْن تَعْويذ [3] .
أبو حفص الدّلال.
بغداديّ.
رَأَى الشبْليّ رِحَمه الله وحكى عَنْهُ [4] .
214- عَمْرو بْن حديد [5] .
قَالَ الحبّال: عندي عنه، وهو رافضيّ.
__________
[1] انظر عن (علي بن محمد بن طوق) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 36/ 343.
[2] انظر عن (عمر بن أحمد) في:
ذكر أخبار أصبهان 1/ 358.
[3] انظر عن (عمر بن عبد الله) في:
تاريخ بغداد 11/ 271 رقم 6039، والمنتظم 8/ 18 رقم 34.
[4] وروى عنه شعرا.
[5] لم أقف على مصدر ترجمته.(28/384)
- حرف الفاء-
215- الفضل بْن محمد بْن سمُّوَيْه [1] .
أبو القاسم الإصبهاني المقرئ.
في جُمَادَى الآخرة.
- حرف القاف-
216- الْقَاسِم بْن أَحْمَد بْن محمد الوليديّ الْجُرْجانيّ [2] .
تُوُفّي في ذي القِعْدة.
روى عن: ابن عَدِيّ، والإسماعيليّ.
- حرف الميم-
217- محمد بْن أحمد بْن إسماعيل [3] .
أبو عَبْد الله الدّمشقيّ البَزْرِيّ [4] الصُّوفيّ المقرئ.
سَمِعَ: أبا إسماعيل بْن زَبْر.
روى عَنْهُ: إسماعيل السّمّان، والكتّانيّ، وجماعة.
218- محمد بْن أحمد بْن عُمَر [5] .
أبو الحسين ابن الصّابونيّ، البغداديّ.
قَالَ الخطيب [6] : سَمِعَ: أبا بَكْر الشّافعيّ، وأبا سليمان الحرّانيّ. كتبتُ عنه، وكان صدوقا.
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (القاسم بن أحمد) في:
تاريخ جرجان للسهمي 336 رقم 617.
[3] انظر عن (محمد بن أحمد البزري) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 39/ 357.
[4] البزريّ: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الزاء، بعدها راء، هذه النسبة إلى البزر وهو حبّ يعضر ويخرج منه الدهن للسراج، ويقال لمن يبيع هذا الدهن البزري. (الأنساب 2/ 194) .
[5] انظر عن (محمد بن أحمد الصابوني) في:
تاريخ بغداد 1/ 318 رقم 210، والمنتظم 8/ 20 رقم 39.
[6] في تاريخه.(28/385)
219- محمد بْن أحمد بن محمد بن أحمد بْن شاذان [1] .
أبو صادق الصَّيْدلانيّ النَّيْسابوريّ الفقيه الأديب.
سَمِعَ مِن: الأصمّ، وابن الأخرم، وأحمد بْن إِسْحَاق الصبْغيّ، وغيرهم.
روى عَنْهُ: أبو بكر البيهقي، وعلي بن أحمد المؤذن ابن الأخرم، والثَّقَفيّ.
تُوُفّي في شهر ربيع الأوّل.
220- محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بْن الفرح بْن أَبِي طاهر [2] .
أبو عَبْد الله البغداديّ الدّقّاق.
سَمِعَ: أبا بَكْر النّجّاد، وعلي بن محمد بن الزبير الكوفي، وعبد الله بْن إِسْحَاق الخُراسانيّ، وجماعة.
قَالَ الخطيب [3] : كتبتُ عَنْهُ بانتقاء اللالكائيّ، وكان شيخًا فاضلًا صالحًا، ثقة.
مات في شَعْبان وله اثنتان وثمانون سنة.
221- محمد بن إبراهيم [4] الأردستانيّ [5] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن محمد الصيدلاني) في:
سير أعلام النبلاء 17/ 401 رقم 264.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد الدقاق) في:
تاريخ بغداد 1/ 353 رقم 281، والمنتظم 8/ 20 رقم 40.
[3] في تاريخه.
[4] انظر عن (محمد بن إبراهيم) في:
الأنساب 1/ 178، ومعجم البلدان 1/ 146، وسير أعلام النبلاء 17/ 428، 429 رقم 285.
ويقول طالب العلم وخادمه محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» :
لقد أضاف محقّقا «سير أعلام النبلاء» السيدان شعيب الأرنئوط ومحمد نعيم العرقسوسي، إلى مصادر هذه الترجمة: تاريخ بغداد، والمنتظم، والعبر، والنجوم الزاهرة، وشذرات الذهب.
وفي هذا نظر، فالمذكور في: «تاريخ بغداد» و «المنتظم» ممّن توفّي في سنة 427 هـ.
والمذكور في «العبر» و «النجوم الزاهرة» ، و «شذرات الذهب» توفي سنة 424 هـ.
[5] الأردستاني: بفتح الهمزة والدال المهملة وسكون الراء بينهما. (هكذا ضبطها ابن السمعاني في: الأنساب) وقيل بكسر الدال. (معجم البلدان لياقوت) وقيل: بكسر الهمزة والدال.
(اللباب لابن الأثير) .
نسبة إلى أردستان، بليدة قريبة من أصبهان على طرف البرّية، وهي على ثمانية عشر فرسخا من أصبهان.(28/386)
الأصبهانيّ، المقرئ الحافظ أبو جعفر.
__________
[ () ] وقد فرّق ابن السمعاني، وياقوت الحموي بين المتوفّى في هذه السنة 415 هـ. والمتوفّى في سنة 427 أو 424 هـ.
وقد فرّق المؤلّف- رحمه الله- هنا أيضا بين الاثنين وأكّد على أنّ سميّه الثاني توفي سنة 424 هـ.
أمّا في «سير أعلام النبلاء» فقد خلط بين الاثنين، وجعل شيوخ هذا مع شيوخ ذاك، وكناه أولا بأبي بكر، ثم عاد وقال في آخر الترجمة: «يكنّى أيضا بأبي جعفر» . ثم أرّخ وفاته بسنة 424 هـ.
وفي العودة إلى «تاريخ بغداد» لا نجد سوى ترجمة واحدة لمن يعرف بالأردستانيّ في الجزء الأول، ص 417 رقم الترجمة 419، وهذا نصّها:
«محمد بن إبراهيم بن أحمد، أبو بكر الأردستاني ساكن أصبهان. كان رجلا صالحا يكثر السفر إلى مكة، ويحجّ ماشيا، وحدّث ببغداد عن أبي الحسين أحمد بن محمد الخفّاف النيسابورىّ، وأحمد بن عبدان الشيرازي، وأبي الحسن الدارقطنيّ، وغيرهم من هذه الطبقة. كتبت عنه وكان ثقة يفهم الحديث. حدّثني أبو بكر الأردستاني بلفظه وبقراءتي عليه قال: أخبرني أبو الحسين أحمد بن محمد الخفّاف بنيسابور ... (وساق حديثا بسنده، ثم قال) : بلغنا أن أبا بكر الأردستاني مات بهمذان في سنة سبع وعشرين وأربعمائة» .
وقد اختصر «ابن الجوزي» في «المنتظم» ج 8/ 90 رقم 104 ما جاء في تاريخ بغداد، في وفيات سنة 427 هـ. ولم يذكر ترجمة أخرى.
وقد أفرد المؤلّف الذهبي- رحمه الله- ترجمة في وفيات سنة 424 هـ. بكتابه «العبر» ج 3/ 155 فقال:
«وأبو بكر الأردستاني، محمد بن إبراهيم، الحافظ العبد الصالح، روى صحيح البخاري عن إسماعيل بن حاجب، وروى عن أبي حفص بن شاهين، وهذه الطبقة» .
وقد نقل «ابن العماد الحنبلي» هذه الترجمة عن «العبر» في «شذرات الذهب» ج 3/ 227 في وفيات سنة 424 هـ.
ومثله فعل «ابن تغري بردي» في «النجوم الزاهرة» ج 4/ 279 مع اختلاف يسير في الترجمة، فقال:
«وفيها توفي أبو بكر بن محمد بن إبراهيم الأردستانيّ، كان إماما زاهدا فاضلا معدودا من كبار المشايخ، وله كرامات وأحوال» .
أما في «سير أعلام النبلاء» فقد طوّل المؤلّف الذهبي- رحمه الله- ترجمة الأردستاني، وأكّد أيضا على وفاته في سنة 424 هـ. فقال:
«الإمام الحافظ الجوّال، الصالح العابد، أبو بكر، محمد بن إبراهيم بن أحمد الأردستاني.
سمع من عدد كثير، وحدّث عن: أبي الشيخ، وأبي بكر بن المقرئ، ويوسف القوّاس، وعمر بن شاهين، وعبد الوهاب الكلابي، والقاسم بن علقمة الأبهري، وإسماعيل بن حاجب الكشاني. وحدّث عنه ب «الصحيح» ولقي بعكّا أبا زرعة المقرئ، وتلا على جماعة.
روى عنه: محمد بن عثمان القومساني، وابن ممان، وظفر بن هبة الله، وغيرهم من الهمذانيين. وروى عنه أبو نصر الشيرازي المقرئ، والبيهقي في كتبه، ووصفه بالحفظ.
قال شيرويه: كان ثقة، يحسن هذا الشأن، سمعت عدّة يقولون: ما من رجل له حاجة من أمر(28/387)
إمام محدّث، أديب، مقريء، واسع الرحلة.
__________
[ () ] الدنيا والآخرة يزور قبره ويدعو إلا استجاب الله له. قال: وجرّبت أنا ذلك. وقد حدّث عنه في سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة ب «صحيح» البخاري عبد الغفّار بن طاهر بهمذان.
قلت: هو ممّن فات ابن عساكر ذكره في تاريخه.
وكان مع علمه بالأثر قيّما بكتاب الله، رفيع الذكر، أخذ بالبصرة عن أحمد بن محمد بن العباس الأسفاطي، وأحمد بن عبيد الله النهرديري، ويكنى أيضا بأبي جعفر.
مات سنة أربع وعشرين وأربعمائة» . (سير أعلام النبلاء 17/ 428، 429 رقم 285) .
أما في «الأنساب» لابن السمعاني، فنجد ترجمتين لمن أسه «محمد بن إبراهيم الأردستاني» أحدهما توفي سنة 415 هـ. كما في الترجمة أعلاه-، والآخر توفي سنة 427 هـ.
قال «ابن السمعاني» في الترجمة الأولى- ج 1/ 178-:
«أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن داود بن سليمان الأديب الأردستاني، كانت له رحلة إلى العراق والحجاز والشام، سمع أبا الشيخ الحافظ وأحمد بن عبيد الله النهرديري البصري، وابن فنّاكي الرازيّ، وأبا القاسم ابن حبابة البزّار، وأبا بكر أحمد بن عبد الرحمن بن غيلان الشيرازي، وأبا بكر بن جشنس، وأبا الحسين الكلابي الدمشقيّ، وطبقتهم.
روى عنه عبد الرحمن بن أبي عبد الله بن مندة، وأبو الفتح الحداد الأصبهانيان.
وتوفي في ذي القعدة سنة خمس عشرة وأربعمائة» .
وقال في الترجمة الثانية (ج 1/ 178، 179) :
«وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن أحمد بن محمد الأردستاني الحافظ، كان حافظا متديّنا مكثرا من الحديث، رحل إلى العراق والحجاز والشام وديار مصر، وخرج إلى خراسان، وبلغ إلى ما وراء النهر وكتب الكثير.
سمع أبا الحسن علي بن عمر الدارقطنيّ، وأبا الحسين أحمد بن محمد بن عمر الخفّاف، وأبا بكر أحمد بن عبدان الشيرازي، وأبا حفص بن شاهين، وأبا الفتح القوّاس، وأبا طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، وغيرهم.
ذكره أحمد بن محمد بن ماما الحافظ وقال: شاب مفيد حسن العشرة، كان جهد في تتبّع الآثار وجدّ في جمع الأخبار بالعراق، وبخراسان، وما وراء النهر، وأقام ببخارا سنين يكتب معنا فحصّل أكثر حديث بخارا، ثم رجع فوجدت خبره في سنة أربع وأربعمائة عند الحافظ الجليل أبي عبيد الله بن البيّع بنيسابور، ثم خرج إلى مصر فلم أسمع بخبره بعد ذلك.
ذكره أبو بكر الخطيب الحافظ في «تاريخ بغداد» فقال: أبو بكر الأردستانيّ ساكن أصبهان، كان رجلا صالحا يكثر السفر إلى مكة ويحجّ ماشيا، كتبت عنه وكان ثقة يفهم الحديث.
وذكره أبو زكريا يحيى بن أبي عمرو بن مندة في «كتاب أصبهان» فقال: أبو بكر محمد بن إبراهيم الأردستاني، أحد الحفّاظ، كان متّقيا متديّنا سافر إلى خراسان وبغداد، ومات بهمذان يوم عاشوراء سنة سبع وعشرين وأربعمائة يوم الثلاثاء» .
وقد ذكر «ياقوت الحموي» الترجمة الأولى باختصار في «معجم البلدان» 1/ 146 ولم يذكر الترجمة الثانية.
أقول: يظهر من «الأنساب» لابن السمعاني أن هناك اثنين اسمهما «محمد بن إبراهيم» وينسبان إلى «أردستان» ، والأول كنيته «أبو جعفر» وتوفي سنة 415 هـ. والثاني كنيته «أبو بكر» وتوفي(28/388)
سَمِعَ: أبا الشَّيْخ، وأبا بَكْر بْن المقرئ، وجعفر بْن فَنَّاكيّ.
وسمع بالبصرة: أحمد بْن محمد بن العباس الأسفاطي، وأحمد بن عبيد الله النَّهْرِدَيْريّ [1] .
وببغداد: ابن حُبَابَة، وأبا حفص الكتّانيّ.
وبدمشق: عَبْد الوهاب الكِلابيّ.
وبعكّا مِن: أَبِي زُرْعَة المقرئ.
وحدَّثَ ببغداد.
روى عنه: أبو نصر الشيرازيّ.
وتوفّي في ذي القِعْدة.
وأمّا سميّةُ في سنة أربعٍ وعشرين [2] .
222- محمد بْن أحمد [3] .
أبو عَبْد الله التّميميّ الْمَصْرِيّ الخطيب.
وُلِد سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة.
روى عَنْ: أَبِي الفوارس الصّابونيّ، والعلاف.
223- محمد بن أحمد بن إسماعيل [4] .
__________
[ () ] سنة 427 هـ. والثاني هو المذكور في «تاريخ بغداد» ، و «المنتظم» .
والملفت أنّ المؤلّف الذهبي- رحمه الله- لم يذكر شيئا عن ترجمة «الأردستاني» التي وردت في تاريخ بغداد، ولا عن صلته بالدارقطني، ولا بكتابة الخطيب البغداديّ عنه، سواء في الترجمة هنا، أو في «العبر» أو في «سير أعلام النبلاء» ، مما يرجّح أن المترجم له أعلاه هو غير المترجم له في «تاريخ بغداد» ، و «المنتظم» ، وأنّ المؤلّف- رحمه الله- خلط بين ترجمتين في «سير أعلام النبلاء» ، مع أنّه فرّق بينهما هنا. والله أعلم بالصواب.
[1] النّهرديريّ: بفتح النون، وسكون الهاء والراء، وفتح الدال المهملة، وسكون الياء آخر الحروف، وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى نهر الدّير، وهي قرية كبيرة على اثني عشر فرسخا من البصرة. (الأنساب 12/ 173) .
[2] وهو المذكور في: العبر، وسير أعلام النبلاء، والنجوم الزاهرة، وشذرات الذهب، أما في:
تاريخ بغداد، والمنتظم، والأنساب، فسميّه توفي سنة 427 هـ. راجع تعليقنا قبل قليل.
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.(28/389)
أبو بَكْر الفّراء المكفوف.
سَمِعَ: أبا بَكْر بْن خلاد النَّصيبيّ، وطبقته.
وحدَّث بنَيْسابور.
روى عَنْهُ: أبو صالح المؤذّن.
224- محمد بْن إدريس بْن محمد بْن إدريس بْن سليمان [1] .
الحافظ أبو بَكْر الشّافعيّ الْجَرْجَرائيّ [2] ، تلميذ محمد بْن أحمد المفيد.
رحّال، جوّال.
سَمِعَ ببغداد مِن: أحمد بْن نَصْر الذّراع، وطبقته.
وبجُرْجان مِن: أبي بَكْر الإسماعيليّ.
وبإصبهان مِن: ابن المقرئ.
وبدمشق مِن: محمد بْن أحمد الخلال، وعثمان بْن عُمَر الشّافعيّ.
وببلْخ وأنطاكيةّ والنّواحي.
وسمع النّاس بانتخابه.
روى عنه: عَبْد الصّمد بْن إبراهيم الْبُخَارِيّ الحافظ، وهَنّاد النَّسَفيّ، وأحمد بْن الفضل الباطِرْقْانيّ [3] ، وأبو بَكْر مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صالح العطّار، وأبو حامد أحمد بن محمد بْن ماما الحافظ، وآخرون.
سكن بُخَارى في آخر عُمره، وكان موصوفًا بالمعرفة والحِفْظ، وما علمتُ فيه جَرْحا.
تُوُفّي في شهر ربيع الأوّل. ذكره ابن النّجّار [4] .
وأمّا ابن عساكر فذكره مجهولا [5] ، ولم يعرفه.
__________
[1] انظر عن (محمد بن إدريس) في:
الأنساب 3/ 224، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 37/ 64، وسير أعلام النبلاء 17/ 382، 383 رقم 243، والوافي بالوفيات 2/ 181، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 114، 115، وشذرات الذهب 3/ 203.
[2] الجرجرائي: نسبة إلى جرجرايا، وهي بلدة قريبة من الدجلة بين بغداد وواسط.
[3] الباطرقاني: بفتح الباء وكسر الطاء المهملة وسكون الراء وفتح القاف وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى باطرقان وهي إحدى قرى أصبهان. (الأنساب 2/ 40) .
[4] في الأجزاء المفقود من «ذيل تاريخ بغداد» .
[5] في تاريخ دمشق 37/ 64.(28/390)
225- محمد بْن الحسين بْن محمد بْن الفضل الأزرق [1] .
أبو الحسين القطّان [2] ، بغداديّ، ثقة مشهور.
سَمِعَ: إسماعيل الصَّفّار، ومحمد بْن يحيى بْن عَمْر بْن عليّ بْن حرب، وعثمان بن السّمّاك، وعبد الله بْن دُرُسْتُوَيه، والنّجّاد، وطبقتهم.
وانتخب عليه أبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو القاسم اللالْكائيّ، والقاسم بْن الفضل الثَّقَفيّ، وآخرون.
قَالَ الخطيب [3] : قَالَ لي: ولِدتُ في شوّال سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة، وتوفّي في رمضان، وأنا بنَيْسابور وله ثمانون سنة.
226- محمد بْن الحسين بْن جرير [4] .
القاضي أبو بَكْر الدَّشْتيّ [5] .
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى [6] عَنْ سِنٍّ عالية.
سَمِعَ: محمد بْن عليّ بْن دُحَيْم الشَّيْبانيّ، وأحمد بْن هشام بْن حُمَيْد البصْريّ.
وعنه: عَبْد الرَّحْمَن بْن مَنْدَهْ، وأبو الفتح أحمد بن محمد الحداد، وأهل إصبهان.
227- محمد بْن حمزة بْن محمد بن المغلّس [7] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن الحسين القطّان) في:
السابق واللاحق 58، وتاريخ بغداد 2/ 249، والأنساب 10/ 186، والمنتظم 8/ 20، رقم 41، والتقييد لابن النقطة 62، 63 رقم 45، وسير أعلام النبلاء 17/ 331، والإعلام بوفيات الأعلام 174، وشذرات الذهب 3/ 203.
[2] قال ابن السمعاني: كان يسكن دار القطن ببغداد.
[3] في تاريخه 2/ 249.
[4] انظر عن (محمد بن الحسين بن جرير) في:
الأنساب لابن السمعاني 5/ 315، واللباب لابن الأثير 1/ 502.
[5] الدّشتي: بفتح الدال المهملة وسكون الشين المعجمة وفي آخرها التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، هذه النسبة إلى الجدّ وإلى قرية. قال ابن السمعاني: نسب إلى قرية بأصبهان يقال لها دشتي.
[6] وقع في المطبوع من (الأنساب 5/ 315) : «وكانت وفاته في حدود سنة عشرة وأربعمائة» ، بسقوط «ست» ، وهي مثبتة في (اللباب 1/ 502) .
[7] انظر عن (محمد بن حمزة) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 37/ 421.(28/391)
أبو عَبْد الله. ويقال: أبو الحسين التّميميّ الدّمشقيّ، القطّان.
سَمِعَ مِن: المظفَّر بْن حاجب الفَرغَانيّ، وجُمَح بْن القاسم، ويوسف المَيَانِجِيّ.
روى عنه: أبو علي الأهوازي، وأبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتّانيّ، وأبو القاسم بْن أَبِي العلاء.
قَالَ الكتّانيّ: كَانَ ثقة يذهب إلى التّشيُّع.
228- محمد بْن سُفْيان [1] .
أبو عَبْد الله القَيْرواني المقرئ.
مصنّف كتاب «الهادي في القراءات» .
قرأ القراءات عَلَى أَبِي الطَّيّب عَبْد المنعم بْن غَلْبُون.
وتفقَّه عَلَى أَبِي الحَسَن القابِسِيّ.
وكان عارفًا بمذهب مالك.
قَالَ أبو عَمْرو الدّانيّ: كَانَ ذا فَهْم وحِفْظ وعَفَاف.
قلتُ: قرأ عليه: أبو بكر القصريّ، والحسن بن عليّ الْجُلُوليّ، وأبو العالية البَنْدُونيّ، والزّاهد أبو عمرو عثمان بن بلال، وعبد الملك بن داود القسطلانيّ، وأبو محمد عبد الحقّ الجلّاد، وآخرون.
وحدّث عَنْهُ: حاتم بْن محمد [2] ، والدّلائيّ، وغيرهما.
تُوُفّي بمدينة الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد أنْ حَجّ في صفر [3] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن سفيان) في:
ترتيب المدارك 2/ 712، وفهرست ابن خير 24، 38، ومعرفة القراء الكبار 1/ 380، 381 رقم 312، والوافي بالوفيات 3/ 114، وعيون التواريخ (مخطوط) 13/ 17، والديباج المذهب 2/ 235، وغاية النهاية 2/ 147 رقم 3038، وشذرات الذهب 3/ 203، 204، وكشف الظنون 2026، والأعلام 7/ 16، ومعجم المؤلفين 10/ 41.
[2] هو: حاتم بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن حاتم التميمي الطرابلسي الأندلسي القرطبي، أصله من طرابلس الشام، توفي سنة 469 هـ. انظر عنه في كتابنا: موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 67- 74 رقم 385.
[3] قال حاتم الطرابلسي: كان رجلا عاقلا فهما، حلوا متقلّلا، أشهر من في المغرب في وقته بالقراءات، وأبصرهم بها.
وقال أبو الطيب الخلودي الفقيه: كان شيخنا أبو عبد الله ابن سفيان، إماما فاضلا، وكان له اعتناء بعلم الحساب والهندسة. (ترتيب المدارك 2/ 712) .(28/392)
229- محمد بْن صالح بْن جعفر [1] .
أبو الحَسَن ابن الرّازيّ، البغداديّ القاضي.
روى عَنْ إسماعيل الخُطَبيّ.
قَالَ الخطيب: كتبتُ عَنْهُ، وكان فيما يقال معتزليا.
230- محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عُبَيْد بْن الناصر لدين الله الأمويّ [2] .
أبو عبد الرَّحْمَن الملقَّب بالمستكفي.
توثّب عام أوّل عَلَى ابن عمّه عَبْد الرَّحْمَن المستظهر، فقتله وبايعه أهل قُرْطُبَة. وكان أحمق متخلفًا لا يصلح لصالحة. وطردوه ونفوه، ثمّ أطعموه حشيشةً قتّالة، فمات لوقته.
231- محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن جعفر [3] .
أبو بَكْر الإصبهانيّ المقرئ.
سَمِعَ: عَبْد الله بْن الحَسَن بْن بُنْدار المَدينيّ، وغيره.
روى عَنْه: أبو عبد الله الثَّقَفيّ.
ومات في رجب.
232- محمد بْن عُبَيْد الله بْن طاهر الحسينيّ الْمَصْرِيّ [4] .
مُكثر عَنْ: القاضي أَبِي الطّاهر الذُّهْليّ، وابن رشيق.
233- محمد بْن الفضل بن جعفر [5] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن صالح) في:
تاريخ بغداد 5/ 365 رقم 2891.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن الأموي) في:
الحلّة السيراء 2/ 12، 13، وجمهرة أنساب العرب 100، 101، وجذوة المقتبس للحميدي 26، 27، والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة ق 1 ج 1/ 433، 437، وبغية الملتمس للضبيّ 33، والكامل في التاريخ 9/ 277، 278، والمغرب في حلى المغرب 1/ 54، 55، والبيان المغرب لابن عذاري 3/ 141، وسير أعلام النبلاء 3/ 230، وشرح رقم الحلل لابن الخطيب 55، 164، والوافي بالوفيات 3/ 230، وتاريخ ابن خلدون 4/ 152، وأعمال الأعلام 135، ونفح الطيب 1/ 433، 437.
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (محمد بن الفضل) في:
تاريخ بغداد 3/ 157 رقم 1195، والأنساب 8/ 335.(28/393)
أبو بَكْر الْقُرَشِيّ العبّادانيّ [1] .
روى عَنْ: فاروق الخطّابيّ، وغيره.
وهو مِن الصُّلَحَاء، وأبوه زاهد قُدوة لَهُ أتباع ورِباط.
وولده جعفر بْن محمد شيخ معمَّر تاجر.
روى عَنْ محمد: أبو محمد الخلال، وعبد العزيز الأزجيّ [2] .
234- محمد بْن محمد بْن أحمد بْن رجاء [3] .
أبو بَكْر النَّيْسابوريّ الأديب.
سَمِعَ: أبا العبّاس الأصمّ، وأبا عَبْد الله بْن الأخرم.
روى عَنْهُ: البَيْهَقيّ، وأبو صالح المؤذّن.
تُوُفّي في رمضان.
وروى أيضًا عَنْ: أحمد بْن إِسْحَاق الصبْغيّ، وأبي الحَسَن الكارِزِيّ.
وانتخب عَليْهِ الحُفّاظ.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر محمد بْن يحيى المُزَكّيّ.
235- محمد بْن محمد بْن أحمد [4] .
أبو الحسين النَّيْسابوريّ، المعروف بابن أَبِي صادق.
حدَّث بمصر عَنْ: الأصمّ، وعبد الله بْن محمد بْن موسى الكعبيّ، وغيرهما.
روى عنه: أبو نصر السجزي.
وورّخه الحبّال.
__________
[1] العبّادانيّ: بفتح العين المهملة، وتشديد الباء المنقوطة بواحدة، والدال المهملة بين الألفين، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى عبّادان وهي بليدة بنواحي البصرة في وسط البحر.
(الأنساب) .
[2] قال الخطيب: «كان أبوه شيخ الصوفية في وقته، وله بالبصرة رباط ينسب إليه بالقرب من مسجد الجامع. وأما أبو بكر فكان أحد المذكورين بالصلاح والخير، وورد بغداد سنة أربعمائة، وحدّث بها عن يوسف بن يعقوب النجيرمي ... وكان صدوقا» .
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.(28/394)
- حرف الياء-
236- يوسف بن عبد الله الزجاجي [1] .
أبو القاسم الأديب.
جرجاني، نبيل، عظيم القدر في اللّغة والأديب والعربية، وفنونها. قليل المثل، له شروح وتصانيف.
وكان عجبا في اللغة ودقائقها.
توفي لثمان بقين من رمضان بأستراباذ، وله ثلاث وستون سنة.
روى عَنْ: أَبِي أحمد الغِطْرِيفيّ، وغيره.
__________
[1] انظر عن (يوسف بن عبد الله) في:
تاريخ جرجان للسهمي، ومعجم الأدباء 7/ 308، وبغية الوعاة 422، وتاج العروس 2/ 152، والأعلام 9/ 316، ومعجم المؤلّفين 13/ 312، وتاريخ التراث العربيّ، المجلّد الثامن 424، 425.(28/395)
سنة ست عشرة وأربعمائة
- حرف الألف-
237- أحمد بْن إبراهيم بْن أحمد بْن جانْجان [1] .
أبو العبّاس الهمَدانيّ الصّرّام [2] المعدّل.
روى عَنْ: أبيه، والفضل الكِنْديّ، وأبي القاسم بن عبيد، وأبي بكر بن السني الحافظ، وجماعة كثيرة.
روى عنه: يوسف الخطيب، وأبو محمد عبدوس بن محمد البيّع، وأبو بكر البيهقيّ، وعليّ بن أحمد بن هشيم الصيرفي، والحسن بن محمد بن شاذي.
قال شيرويه: كان صدوقا. مات في ربيع الأول. وكان متعصبا للسنة.
وسمعت أبا طاهر المقرئ يَقُولُ: كَانَ يُصلّي طول اللّيل عليّ سطْحِ داره، فكنتُ أهابُ مِن طول قامته حين يُصلّي.
وقال عَبْدُوس: كان أصحاب الحديث يقرءون الحديث عَلَى أَبِي العبّاس ابن جانْجان فنعَس فمات فجأة، رحمه الله.
238- أحمد بْن إبراهيم بْن أحمد بن يزداد [3] .
أبو علي غلام محسن الإصبهاني.
روى عن: أبي محمد بن فارس.
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] الصّرّام: بفتح الصاد المهملة، وتشديد الراء. هذه النسبة إلى بيع الصّرم، وهو الّذي ينعل به الخفاف واللوالك. (الأنساب 8/ 54) .
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.(28/396)
وعنه: عَبْد الرَّحْمَن بْن مَنْدَهْ، وأخوه، وأبو الفتح الحدّاد، ما أرّخه يحيى بْن مَنْدَهْ. حدَّث في سنة 415.
239- أحمد بن طريف [1] .
أبو بكر بن الحطّاب القُرْطُبيّ المقرئ.
أخذ القراءة عرْضًا عَنْ: أَبِي الحَسَن الأنطاكيّ، وأبي الطَّيّب بْن غلْبون، وأبي أحمد السّامريّ، وأبي حفص بْن عِراك.
سكن في الفتنة جزيرة ميورقة.
ومات في ربيع الأوّل عَنْ خمسٍ وسبعين سنة.
240- أحمد بْن عمر بْن سعيد [2] .
أبو الفتح الجهازيّ الْمَصْرِيّ.
روى عَنْ: بكير بْن الحَسَن الرّازيّ.
روى عَنْهُ: خَلَف الحوفيّ، وغيره.
241- أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن إسماعيل بْن أبي دُرّة البغداديّ [3] .
سَمِعَ: أبا بَكْر النّجّاد، وعبد الله الخُراسانيّ.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقا.
242- أحمد بْن محمد بْن إبراهيم [4] .
أبو نصر الْبُخَارِيّ الفقيه.
سَمِعَ: أبا بَكْر محمد بْن أحمد بْن خَنْب [5] .
243- أحمد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن حمدون [6] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن طريف) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 36 رقم 69 وفيه: «أحمد بن مطرف» ، وغاية النهاية 1/ 64 رقم 275.
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد) في:
تاريخ بغداد 4/ 373 رقم 2246 وفيه كنيته: أبو بكر الحربي المعروف بالسّقّاء.
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
[5] خنب: بفتح الخاء المعجمة وسكون النون. (المشتبه في أسماء الرجال 1/ 180) .
[6] انظر عن (أحمد بن محمد الأشناني) في: المنتخب من السياق 82 رقم 77.(28/397)
أبو بَكْر الأُشْنانيّ [1] النَّيْسابوريّ الصَّيْدلانيّ.
ثقة، جليل، صالح عابد.
سمع الكثير مع السُّلَميّ، وروى عَنْ: الأصمّ، وأبي صالح المؤذّن، وأحمد بْن محمد بْن إسماعيل.
تُوُفّي يوم عَرَفة [2] .
244- إِسْحَاق بْن محمد بْن يوسف [3] .
أبو عبد الله السُّوسيّ [4] النَّيْسابوريّ.
سَمِعَ: أبا العبّاس الأصمّ، وأحمد بْن محمد عَبْدُوس الطّرائفيّ، وأبا جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغداديّ، وغيرهم.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر البَيْهَقيّ، وغيره.
وكان ثقة رضيا، صالحًا، نبيلًا.
- حرف الحاء-
245- حسّان بْن مالك بْن أَبِي عَبْدَة [5] .
أبو عَبْدَة القُرْطُبيّ.
كَانَ مِن جِلّة الأدباء.
أخذ عَنْ: أَبِي بَكْر الزُّبَيْديّ.
وتُوُفّي في شوّال [6] .
__________
[1] الأشنانيّ: بضم الألف وسكون الشين المنقوطة وفتح النون الأولى وكسر الثانية، هذه النسبة إلى بيع الأشنان وشرائه.
[2] قال عبد الغافر: ثقة من كبار الصالحين ومن مجاوري مسجد أبي بكر المطرّز.
[3] انظر عن (إسحاق بن محمد السوسي) في:
تاريخ بغداد 6/ 403 رقم 3463.
[4] السّوسيّ: بالواو بين السينين المهملتين، الأولى مضمومة، والأخرى مكسورة. هذه النسبة إلى السّوس والسّوسة. (الأنساب 7/ 189) .
[5] انظر عن (حسّان بن مالك) في:
جذوة المقتبس للحميدي 196، 197 رقم 380، وبغية الملتمس للضبّي 270، 271 رقم 662، ومعجم الأدباء 7/ 221- 225، ومطمح الأنفس للفتح بن خاقان 26، 27، وبغية الوعاة 1/ 238، ومعجم المؤلفين 3/ 192.
[6] قال الحميدي، والضبّي: من الأئمة في اللغة والآداب، ومن أهل بيت جلالة ووزارة، وذكرا له(28/398)
246- الحَسَن بْن عَبْد الرَّحْمَن [1] .
أبو عليّ الصّائغ.
مصريّ، سَمِعَ: الدارقطني.
247- الحسين بْن أحمد بْن موسى [2] .
أبو القاسم بْن السمْسار، الدّمشقيّ المعدّل ابن أخي أَبِي العبّاس، والحسن.
حدَّث عَنْ: عمه أبي العبّاس، وعلي بْن أَبِي العَقِب، وأبي زيد المروزيّ.
روى عَنْهُ: أبو سعْد السّمّان، والكتّانيّ.
248- الحسين بْن عليّ بْن الحَسَن بْن محمد بْن سَلَمَة [3] .
أبو طاهر الكعبيّ الهمَدانيّ.
روى عَنْ: الفضل الكِنْديّ، وأبي بَكْر بْن السُّنّيّ، وأبي بَكْر الإسماعيليّ، وأبي إِسْحَاق المُزَكّيّ، والقَطِيَعيّ، وعبد الله بْن عدي الحافظ، وأبي بحر البرْبَهاريّ، وأبي عَمْرو بْن حمدان.
ورحل إلى النّواحي.
روى عَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَن بْن مَنْدَهْ، ومحمد بْن عيسى، ومحمد بْن الحسين الصُّوفيّ، وأبو عليّ أحمد بن طاهر القومسانيّ، ويحيى وثابت ابنا عَبْد الرَّحْمَن الصّائغ، وأبو طَالِب بْن هُشَيْم الصَّيْرفيّ، وآخرون.
مِن شيوخ شِيرَوَيْه: وقال: كَانَ صدوقًا صحيح السَّماع، كثير الرحلة [4] .
__________
[ () ] شعرا.
وقد وقع في: الجذوة والبغية أنه مات بالأندلس سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة! وهذا وهم، والصواب: ثلاث عشرة وأربعمائة.
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (الحسين بن أحمد بن موسى) في:
تهذيب تاريخ دمشق 4/ 289.
[3] انظر عن (الحسين بن علي) في:
التقييد لابن النقطة 251، 252 رقم 306، وسير أعلام النبلاء 17/ 435 رقم 290.
[4] التقييد 252.(28/399)
سَمِعْتُ ثابت بْن الحسين بْن شراعة يَقُولُ: لمّا مات أبو طاهر بْن سَلَمَة دخل أَبِي إلى البيت فقال: غربت شمس أصحاب الحديث.
فقلت: لماذا؟
فقال: مضى لسبيله الشيّخ أبو طاهر.
مولده سنة أربعين وثلاثمائة. وتوفّي في ذي القِعْدة [1] .
- حرف الخاء-
249- الخصيب بْن عَبْد الله بْن محمد بْن الحسين بْن الخصيب [2] .
أبو الحَسَن بْن أَبِي بَكْر القاضي.
مصريّ، ثقة.
حدَّث عَنْ: أَبِيهِ، وعثمان بْن محمد السَّمَرْقَنْديّ، وإسماعيل بْن يعقوب بْن الجراب، وعبد الكريم بْن النَّسائيّ، وأبي عَبْد الله محمد بْن إِبْرَاهِيم بْن مروان الدّمشقيّ، ومحمد بْن العبّاس بْن كَوْذَك، ومحمد بْن جعفر بْن أَبِي كريمة الصَّيْداويّ، وجماعة.
روى عَنْهُ: أبو نصر عُبَيْد الله السّجْزِيّ، وأبو عبد الله الصُّوريّ، وأبو علي الأهوازيّ، وعبد الرّحيم بْن أحمد الْبُخَارِيّ، وهبة الله بْن إبراهيم الصّوافّ، وأبو إِسْحَاق الحبّال، والخِلَعيّ.
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
__________
[1] التقييد 252.
[2] انظر عن (الخصيب بن عبد الله) في:
مسند الشهاب للقضاعي 1/ 58 رقم 39، والفوائد العوالي المؤرّخة للتنوخي 17، وموضح أوهام الجمع والتفريق للخطيب 1/ 245، والإكمال لابن ماكولا 3/ 40 (نقلا عن كتاب الإستدراك لابن النقطة) ، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 12/ 454 و 37/ 288 و 43/ 572، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 141، ومعرفة القراء الكبار (طبعة مصر) 1/ 257، والعبر 3/ 121 وفيه: «الحصيب» بالحاء المهملة، وسير أعلام النبلاء 17/ 349 رقم 217، وشذرات الذهب 3/ 204 وفيه «الحصيب» بالحاء المهملة، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 208 رقم 557.(28/400)
- حرف السين-
250- سابُور بْن أَرْدَشير [1] .
الوزير.
وزر لبهاء الدّولة بْن عَضُد الدّولة. وكان شَهْمًا مَهِيبًا، ذا رأى وحزمٍ وخبرة.
وكان بابه محطّ الشُّعراء.
مدحه الكاتب أبو الفرج البَبَّغاء، وجماعة.
وقد صُرِف عَنْ الوزارة، ثمّ أُعيد إليها.
وتوفّي ببغداد [2] .
- حرف الصاد-
251- صالح بْن إبراهيم بْن رِشْدين الْمَصْرِيّ [3] .
أبو عليّ.
روى عَنْ: العبّاس بْن محمد الرّافقيّ.
وعنه: خَلَف بْن أحمد الحوفيّ.
__________
[1] انظر عن (سابور بن أردشير) في:
يتيمة الدهر للثعالبي 3/ 124- 131، والمنتظم 8/ 22، 23 رقم 42، والكامل في التاريخ 9/ 350، ووفيات الأعيان 2/ 354- 356 رقم 255، وسير أعلام النبلاء 17/ 387 رقم 247، والبداية والنهاية 12/ 19.
و «سابور» بفتح السين المهملة وضمّ الباء الموحّدة وبعد الواو راء. والأصل فيه: «شاه بور» فعرّب لأنّ الشاه بالعجمي: الملك، وبور: ابن، فكأنه قال ابن الملك، وعادة العجم تقديم المضاف إليه على المضاف، وأول من سمّي بهذا الاسم سابور بن أردشير بن بابك بن ساسان أحد ملوك الفرس. (وفيات الأعيان 2/ 356) .
و «أردشير» : بفتح الهمزة وسكون الراء وفتح الدال المهملة وكسر الشين المعجمة وسكون الياء المثنّاة من تحتها وبعدها راء. قاله الدارقطنيّ الحافظ، وقال غيره: معناه دقيق حليب، وقيل:
معناه دقيق وحلو. وقال بعضهم: «أزدشير» بالهمزة والزاي، وهو لفظ عجمي، و «أرد» عندهم:
الدقيق. و «شير» : الحليب. و «شيرين» : الحلو. (وفيات الأعيان) .
[2] قال ابن الأثير: وكان كاتبا سديدا، وعمل دار الكتب ببغداد سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة، وجعل فيها أكثر من عشرة آلاف مجلّد، وبقيت إلى أن احترقت عند مجيء طغرلبك إلى بغداد سنة خمسين وأربعمائة. (الكامل 9/ 350) .
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.(28/401)
252- صالح الحسيني الْمَصْرِيّ [1] .
قَالَ الحبّال: سمعنا منه، عَنْ ابن الْجُراب.
- حرف العين-
253- عَبْد الله بْن بَكْر بْن المُثَنّى [2] .
أبو العبّاس السَّهْميّ المدنيّ.
روى عَنْ: أَبِي بَكْر الآجُريّ، وعبد الله بْن الورد، والحسن بْن رشيق.
وكان رجلًا صالحًا ذا رواية واسعة.
قِدم الأندلس مَعَ والده تاجرًا، وحدَّث بها إلى هذا العام.
254- عَبْد الله بْن الحسين بْن محمد بْن حبْشان بْن مسعود [3] .
أبو محمد الهمَدانيّ العدْل.
روى عَنْ: أبي القاسم عَبْد الرَّحْمَن بن عبيد، وحامد بْن محمد الرّفّاء، والفضل الكندي، وأوس الخطيب، ومحمد بن علي بن محمويه الفسوي، وجماعة.
قال شيرويه: روى عنه: محمد بن عيسى، وابن نمر. وثنا عَنْهُ: أبو الفَرَج عَبْد الحميد البَجَليّ، ومحمد بْن الحسين الصُّوفيّ، وعبد المُلْك بْن عَبْد الغفّار.
وهو صدوق.
255- عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن محمد بْن سَعِيد [4] .
أبو محمد التُّجَيْبيّ الْمَصْرِيّ، البزّاز، المعروف بابن النّحّاس.
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
[4] انظر عن (عبد الرحمن بن عمر) في:
الفوائد العوالي المؤرّخة 16، وموضّح أوهام الجمع والتفريق 1/ 139، تاريخ بغداد 2/ 289، ومسند الشهاب للقضاعي 1/ 35 رقم 1 و 1/ 38 رقم 4 ورقم 5 و 13 و 17 و 8/ 199 و 34 و 35 و 59 ومواضع كثيرة، والتقييد لابن النقطة 338 رقم 409، والعبر 3/ 121، 122، وسير أعلام النبلاء 17/ 313، 314 رقم 190، والمعين في طبقات المحدّثين 123 رقم 1368، والإعلام بوفيات الأعلام 175، والنجوم الزاهرة 4/ 263، وحسن المحاضرة 1/ 373، وشذرات الذهب 3/ 204.(28/402)
مُسْنَد ديار مصر في وقته.
وكان الخطيب قد هَمّ بالرحلة إِليْهِ لعُلُوّ سنَدَه.
سَمِعَ: أبا سَعِيد أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْأعْرابي بمكّة، وأبا الطّاهر أحمد بْن عَمْرو المَدِينيّ، وعلي بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي مطر الإسكندرانيّ، والفضل بْن وهْب، ومحمد بْن وردان العامريّ، ومحمد بن بشر العكريّ، والحسن بن مليح الطّرائفيّ، ومحمد بن أيّوب بن الصّموت، وأحمد بن محمد بن السّنديّ، وعثمان بن محمد السَّمَرْقَنْديّ، وأحمد بْن عُبَيْد الصَّفّار الحمصيّ، وفاطمة بِنْت الرَّيّان، وأحمد بْن بَهْزاد السَّيرافيّ، وخلْقًا سواهم بمصر، والحرمين.
وله مشيخة في جزءين.
روى عَنْهُ: أبو نصر السجْزيّ، ومحمد بْن علي الصوري، وعبد الرحيم بن أحمد البخاري، وأبو عمرو عثمان بْن سَعِيد الدّانيّ، وأبو إِسْحَاق الحبّال، وأحمد بن أبي نصر الكوفانيّ [1] الهرويّ كاكو، وخلف بْن أحمد الحوفيّ، والحسين بْن أحمد العدّاس، وأبو عَبْد الله محمد بْن سَلامة القُضاعيّ، وأبو الحسن الخِلَعيّ وهو آخر من حدَّث عَنْهُ.
قَالَ الحبّال: تُوُفّي ليلة الثُّلاثاء عاشر صَفَر.
قلت: وأوّل سماعه في سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة. وحديثه أعلي [2] ما في «الخِلَعيّات» . وكان مولده في ليلة النّحر سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة [3] .
256- عَبْد الرّحيم بْن عَبْد الله بْن محمد بْن عَبْدَش [4] .
أبو نصر النَّيْسابوريّ السمْسار، صالح عفيف، ثقة.
حدَّث عَنْ: أَبِي العبّاس الصبْغيّ، وأبي الحَسَن السّرّاج، وأبي عَمْرو بْن مطر.
__________
[1] الكوفاني: نسبة إلى كوفان، وهي قرية بهراة. (معجم البلدان 4/ 490) .
[2] في الأصل: «أعلا» .
[3] وجاء في «التقييد» إنه توفي في أول سنة 415 هـ.
[4] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الله) في:
المنتخب من السياق 321، 322 رقم 1059.(28/403)
وعنه: أحمد بْن أَبِي سعْد الصُّوفيّ المقرئ، وعبيد الله بن عبد الله الحسكانيّ [1] .
وتوفّي في شَعْبان.
257- عليّ بْن أحمد بْن نُوبَخْت [2] .
أبو الحَسَن.
مصريّ، شاعر، محسن، فقير، قليل الحظّ.
تُوُفّي بمصر في شَعْبان.
258- عليّ بْن الحَسَن بْن خليل [3] .
القاضي أبو الحسين الْمَصْرِيّ الفقيه الشّافعيّ.
تُوُفّي في صَفَر.
قَالَ الحبّال: هُوَ مِن كبار تلامذة إسماعيل الحدّاد الفقيه.
259- عليّ بْن محمد بْن فَهْد [4] .
أبو الحسين التَّهاميّ الشّاعر.
لَهُ ديوان صغير، فمن شِعْره:
أعطى وأكثر واسْتقلّ هِبَاته ... فاستحيت الأَنْواءُ وهي هواملُ
فاسمْ السَّحاب لَدَيْه وهو كنهور ... آلٌ وأسماء البحور جداول [5] .
__________
[1] وهو قال: سألته عن مولده فقال: أنا في السبعين حججت ثلاث حجّات، ويخدمني أحد وثلاثون من الأولاد والأحفاد.
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
[4] انظر عن (علي بن محمد بن فهد) في:
تتمّة يتيمة الدهر 1/ 37، ودمية القصر للباخرزي 1/ 135- 153، والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة لابن بسّام ق 4 ج 2/ 537- 549، ووفيات الأعيان 3/ 378- 381، والمختصر في أخبار البشر 2/ 155، 156، والعبر 3/ 122، والإعلام بوفيات الأعلام 175، وسير أعلام النبلاء 17/ 381، 382 رقم 242، وتاريخ ابن الوردي 1/ 337، 338، والوافي بالوفيات 22/ 116- 128 رقم 67، والدّرّة المضيّة 600، ومرآة الجنان 3/ 30، والبداية والنهاية 12/ 19، 20، والنجوم الزاهرة 4/ 263، وشذرات الذهب 3/ 204، وهدية العارفين 1/ 686، وديوان الإسلام 2/ 23 رقم 592، والأعلام 4/ 327.
وانظر ديوانه من منشورات المكتب الإسلامي.
[5] البيتان ليسا في الديوان.(28/404)
وله في ولده:
حُكْمُ المَنِيَّة في البريَّة جارِي ... ما هذه الدّنيا بدار قَرَار
منها:
إنّي لأَرْحَمُ حاسِدِيَّ لحرٌ ما ... ضمَّتْ صُدُورُهُم مِن الأوغارِ [1] .
نظروا صنيعَ اللَّه بي فعيونُهُم ... في جنّةٍ وقلوبُهُم في نار
ومكلّف الأيّام ضدَّ طِباعها ... متطلّبٌ في الماء جَذْوة نارِ
طُبِعتْ عَلَى كدرٍ وأنت تريدُها ... صَفْوًا [2] مِن الأقذاء والأقدارِ
وإذا رَجَوْتَ المستحيلَ فإنّما ... تبني الرَّجاء عَلَى شفيرٍ هارِ
منها:
جاورتُ أعدائي وجاورَ ربَّهُ ... شَتَّانَ بين جوارِهِ وجواري
منها:
وتَلَهُّبُ الأَحْشاء شيَّب مَفْرِقي ... هذا الشُّعاع [3] شِواظُ تِلْكَ النّارِ [4] .
وبَلَغَنَا أنّ التهَاميّ وصل إلى مصر خفْيَةً ومعه كُتُب حسّان بْن مفرج إلى بني قُرة فظفروا بِهِ، فقال: أَنَا مِن بني تميم. ثمّ عرفوا أنّه التهَاميّ الشّاعر، فسجنوه بمصر في خزانة البُنود. ثمّ قتلوه سرًا بعد أيّام، وذلك في جُمَادَى الأولى سنة ستّ عشرة.
وكان يتورَّع عَنْ الهجاء، بحيث أنّه يمتنع مِن كتابة شِعرٍ فيه هَجْو.
ذكره ابن النّجّار وشاد مِن نَظْمه وساق منه، وقال: وُلِد باليمن وطرأ إلى الشّام ومنها إلى العراق والجبل، ولقي الصّاحب بْن عَبّاد وصار مُعْتَزليّا. ثمّ ردّ إلى الشّام.
__________
[1] الأوغار: جمع وغر، بفتح الواو وسكون الغين، وهو الحقد والغيظ.
[2] في الأصل: «صفرا» ، والتصحيح من الديوان.
[3] في الديوان- ص 55: «هذا الضياء» .
[4] الأبيات بتقديم وتأخير من قصيدة طويلة في الديوان- (الطبعة الثانية) - ص 47- 57.(28/405)
ثمّ ولي خطابة الرَّمْلة، وزعم أنّه عَلَويّ، رحمه الله.
- حرف الغين-
260- غَيْلان بْن محمد بن إبراهيم بْن غَيْلان بْن الحَكَم [1] .
أبو القاسم الهمَدانيّ البغداديّ، أخو المسند أَبِي طَالِب محمد بْن مُحَمَّد.
سَمِعَ: أبا بَكْر النّجّاد، وعبد الخالق بْن أبي رُوبا، ودَعْلَج بْن أحمد.
قَالَ الخطيب: كتبنا عَنْهُ. وكان ثقة.
مات في شَعْبان.
- حرف الفاء-
261- الفضل بْن عُبَيْد الله بن أحمد بن الفضل بن شهريار [2] .
أبو القاسم التّاجر الإصبهانيّ.
سَمِعَ مِن: عمّ أَبِيهِ الفضل بْن عليّ شَهْرَيار، وعمر بْن محمد الْجُمَحِيّ المكّيّ، وأحمد بْن بُنْدار الشّعّار، وعبد الله بْن جعفر بْن فارس، وأبا بَكْر الشّافعيّ.
وتُوُفّي في شوّال.
روى عنه: الثَّقَفيّ، وأحمد بْن عَبْد الغفّار بْن أشتة، وأبو عَمْرو عَبْد الوهّاب بْن مَنْدَهْ، ومحمد بْن أحمد ابنا السُّوذَرْجانيّ [3] .
- حرف القاف-
262- قُراتِكين [4] .
أبو مُنْصف التُّرْكيّ الوزيريّ، مولى الوزير ابن كلّس.
__________
[1] انظر عن (غيلان بن محمد) في:
تاريخ بغداد 12/ 333 رقم 6781.
[2] انظر عن (الفضل بن عبيد الله) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 157، وسير أعلام النبلاء 17/ 398، 399 رقم 260.
[3] السّوذرجانيّ: بضم السين المهملة، والذال المفتوحة المعجمة، وسكون الراء، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى سوذرجان، وهي من قرى أصبهان. (الأنساب 7/ 185) .
[4] انظر عن (قراتكين) في:
الكامل في التاريخ 8/ 79، 119، 124، 131، 210، 211، 492.(28/406)
كَانَ صالحًا زاهدًا.
روى عَنْ: هشام بْن أَبِي خليفة، وعَتيق بْن موسى الأزديّ.
- حرف الميم-
263- محمد بْن أحمد بْن الطَّيّب [1] .
أبو الحسين الواسطيّ، الفقيه العدْل.
سمع: بَكْر بْن أحمد بْن محْميّ، وغيره.
روى عَنْهُ: أبو غالب محمد بْن أحمد بْن سهل النَّحْويّ.
تُوُفّي في شوّال [2] .
264- محمد بْن أحْمَد بْن محمد بْن المحبّ [3] .
أبو بَكْر النَّيْسابوريّ الدّقّاق.
سَمِعَ: أبا الحَسَن الكارِزِيّ، ويحيى بْن منصور القاضي.
265- محمد بْن جبريل بْن ماحٍ [4] .
أبو منصور الهَرَويّ الفقيه.
تُوُفّي في رمضان.
سَمِعَ: خَلَف بْن محمد الخيّام، وحامد بْن محمد الرّفّاء، ومحمد بْن حَيَّوَيْهِ الكرْجيّ الهمَدانيّ.
روى عَنْهُ: شيخ الإسلام أبو إسماعيل، ومحمد بْن عليّ العُمَيْريّ.
266- محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عُبَيْد الله بْن يحيى بْن تونس الطّائيّ [5] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن الطيب) في:
سؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي 93، 74 رقم 75.
[2] قال الحوزي: «سمع أبا الحسين عبد الحميد بن موسى القتّاد وطبقته، وأملى في الجامع بواسط، وكان يتكلّم على الأحاديث، لا من طريق الصحيح والسقيم ولا الجرح والتعديل، ولكن من طريق الوعظ والفقه، فإنه كان فقيها حنيفا من أصحاب الرازيّ أبي بكر أحمد بن علي. توفي سنة سبع عشرة. آخر من حدّث عنه شيخنا أبو تمّام علي بن محمد الكسائي» .
أقول: يقتضي نقل هذه الترجمة إلى وفيات السنة التالية حسب رواية الحوزي.
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله) في:(28/407)
الدّارانيّ، القطّان، المعروف بابن الخلال الدّمشقيّ.
حدَّث عَنْ: خَيْثَمَة، وأبي الميمون راشد، وأبي الحَسَن بْن حَذْلَم، وأبي يعقوب إسحاق بْن إبراهيم الأَذْرعيّ، وجماعة.
روى عَنْهُ: عليّ، وإبراهيم ابنا الحِنَّائيّ، وأبو [1] عليّ الأهوازي، وأبو سعْد السّمّان، والقاضي أبو يَعْلَى بْن الفرّاء، وعبد الواحد بْن عليّ البُرّيّ، وعبد الله بْن إبراهيم بْن كُبيبة النّجّار، وعليّ بْن أَبِي العلاء المَصيصيّ، وجماعة كبيرة.
كنيته: أبو بَكْر، وكان صالحًا زاهدًا.
قَالَ الكتّانيّ: تُوُفّي شيخنا أبو بَكْر القطّان في رابع عشر ربيع الأوّل، وكان قد كُفَّ بَصَرُهُ في آخر عمره [2] .
وكان ثقة نبيلًا، مضى عَلَى سَدادٍ وأمرٍ جميل، رحمه الله.
267- محمد بْن الفضل بْن محمد بْن جعفر بْن صالح [3] .
أبو بَكْر البلْخي، المفسّر، المعروف بالرّوّاس.
صنَّف «التّفسير الكبير» .
وروى عَنْ: أحمد بْن حمْد بْن نافع، والحسين بْن محمد بْن الحسين، ومحمد بْن عليّ بْن عَنْبَسَة.
روى عَنْهُ: عليّ بْن محمد بن حيدر، وغيره.
__________
[ () ] من حديث خيثمة الأطرابلسي 45 رقم 80، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 3/ 18 و 38/ 322، والعبر 3/ 122، وسير أعلام النبلاء 17/ 399 رقم 261، والوافي بالوفيات 3/ 230، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 224 رقم 1469.
[1] في الأصل: «وأبي» .
[2] تاريخ دمشق 38/ 322.
[3] انظر عن (محمد بن الفضل) في:
الأنساب 6/ 172، والتحبير لابن السمعاني 1/ 554 وفيه «محمد بن الفضل بن أميرك الرأس» ، واللباب 1/ 478، وعيون التواريخ (مخطوط) 13/ 67، والوافي بالوفيات 4/ 322، والجواهر المضيّة 2/ 101، وطبقات المفسّرين للسيوطي 38، وكشف الظنون 1393، ومعجم المؤلفين 11/ 129، 130، ومشايخ بلخ من الحنفية 1/ 55، 56 وفيه وفاته سنة 413 هـ.
وص 69 رقم 66 وفيه وفاته سنة 319 هـ.(28/408)
قَالَ أبو سعْد السّمْعاني: تُوُفّي سنة خمس عشرة أو سنة ستّ عشرة وأربعمائة.
268- محمد بْن أَبِي نصر محمد بْن الحَسَن بْن سليمان [1] .
أبو بَكْر المعدانيّ [2] الإصبهانيّ، الفقيه الواعظ.
سَمِعَ: أبا القاسم الطبَرانيّ، وأحمد بْن بُنْدار الشّعّار، وأبا الشَّيْخ، وأبا بَكْر القبّاب، وإبراهيم بْن محمد الخصيب، ومحمد بْن عَبْد الله بْن سيف، وغيرهم.
وأملي مجالس.
روى عَنْهُ: أبو مطيع محمد بْن عَبْد الواحد، وأبو طَالِب أحمد بْن محمد الكُنْدُلانيّ [3] .
تُوُفّي ليلة النَّحْر.
269- محمد بْن محمد بْن يوسف [4] .
أبو عاصم الزّاهد المعدّل، المعروف بالمَزيديّ.
سَمِعَ بهَرَاة مِن: حامد الرّفّاء.
روى عنه: شيخ الإسلام الأنصاريّ.
270- مُحَمَّد بْن يحيى بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يعقوب التّميميّ [5] .
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] المعداني: بفتح الميم، وسكون العين المهملة، وفتح الدال المهملة، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى معدان، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه. (الأنساب 11/ 393) .
[3] الكندلانيّ: بضم الكاف وسكون النون وضم الدال المهملة وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى كندلان، وهي قرية من قرى أصبهان، ومنها أبو طالب هذا. (الأنساب 10/ 485، 486) .
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (محمد بن يحيى) في:
ترتيب المدارك 2/ 733، 734، وفهرست ابن خير 93، 242، 267، والصلة لابن بشكوال 2/ 505- 507، وبغية الملتمس للضبيّ 146 رقم 319، ومعجم الأدباء 19/ 108، 109، والعبر 3/ 122، الإعلام بوفيات الأعلام 175، وسير أعلام النبلاء 17/ 44، 445 رقم 298، والوافي بالوفيات 5/ 196، ومرآة الجنان 3/ 29، والديباج المذهب 2/ 237، 238، والنجوم الزاهرة 4/ 264، وشذرات الذهب 3/ 206، وكشف الظنون 246، وهدية العارفين 2/ 63،(28/409)
أبو عَبْد الله بْن الحذّاء القُرْطُبيّ.
رَوَى عَنْ: أحْمَد بْن ثابت التَّغْلبِيّ، وأَبِي عيسى اللَّيْثّي، وأبي بَكْر بْن القوطيّة، وأبي جعفر بْن عَون الله.
وحجّ سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة، فأخذ عَنْ: أَبِي بَكْر بْن إسماعيل المهندس، وأبي بكر محمد بْن عليّ الأُدْفُويّ، وأبي القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الله الجوهريّ صاحب «المُسْنَد» ، ومحمد بْن يحيى الدمْياطيّ.
وأتى قرطبة بعلم جم، وكان فقيها مالكيا عارفا بالمذهب، بارعا في الحديث والأثر. اختص بأبي محمد الأصيلي وانتفع به.
قال ابنه أبو عمر أحمد بن محمد: كان لأبي علم بالحديث والفقه والتعبير، وصنف كتاب «التعريف بمن ذكر في الموطأ من الرجال والنساء» ، وكتاب «الإنباه عَنْ أسماء الله» [1] ، وكتاب «البُشرى في تأويل الرُّؤْيا» وهو عشرة أسفار، وكتاب «الخُطَب وسِيَر الخُلفاء» [2] في سِفْرَيْن. وولى خطابة بَجَّانة ثمّ قضاء إشبيليّة. ثمّ سكن سَرَقُسْطة وبها تُوُفّي في رمضان، وعهد أن يُدفن بين أكفانه كتابه المعروف «بالإنباه عَلَى أسماء الله» ، فنُثِر ورقه وجُعِل بين القميص والأكفان.
ووُلِد سنة سبع وأربعين وثلاثمائة.
__________
[ () ] وشجرة النور الزكيّة 1/ 112، ومعجم المؤلّفين 12/ 99، 100.
ويقول خادم العلم وطالبه محقّق هذا الكتاب: «عمر عبد السلام تدمري» : جاء في حاشية «بغية الملتمس» ص 146 أن في «الجذوة» ص 99 تكملة وهي: «أخبرنا أبو عمر بن عبد البر النمري قال: حدّثني إبراهيم بن شاكر بكتاب «الرسالة» للشافعي، عن محمد بن يحيى بن عبد العزيز المعروف بابن الخرّاز، عن أسلم بن عبد العزيز عن الربيع بن سليمان، عن أبي عبد الله محمد بن إدريس الشّافعيّ رحمه الله، عنه» .
وما جاء في هذه الحاشية لا علاقة له بصاحب الترجمة، فالموجود في «جذوة المقتبس» هو:
محمد بن يحيى بن عبد العزيز يعرف بابن الخرّاز. روى عن أسلم بن عبد العزيز القاضي، وغيره، روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن شاكر، وأبو الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف الفرضيّ» ، وهو غير صاحب الترجمة «محمد بن يحيى بن أحمد الحذّاء» . فالحذّاء مالكي، وابن الخرّاز شافعيّ. (انظر: الجذوة 99 رقم 166) .
[1] في: ترتيب المدارك، والصلة، والديباج: «الإنباء على أسماء الله» ، وفي معجم الأدباء:
«الإنباء بمعاني الأسماء» .
[2] في: سير أعلام النبلاء 17/ 444 «سير الخطباء» .(28/410)
روى عَنْهُ: ابنه، والصّاحبان، وأبو عُمَر بْن عبد البَرّ، وأبو عَبْد الله الخَوْلانيّ، وحاتم بن محمد، وأبو عمر بن سميق، وغيرهم.
ذكره عياض في «طبقات المالكيّة» ، ولم يُصِبْ في دَفْن كتابه معه [1] .
271- محسن بْن جعفر بْن أَبِي الكِرام [2] .
أبو عليّ الْمَصْرِيّ.
روى عَنْ: عثمان بْن محمد السَّمَرْقَنْديّ.
وعنه: خَلَف الحوفي، وغيره.
272- مسعود بْن محمد بْن عليّ [3] .
أبو سَعِيد الْجُرْجانيّ الأديب الحنفيّ.
روى أحاديث عَنْ: الأصمّ.
مُتَكَلّمٌ فيه.
وروى عَنْ: أَبِي عليّ الرّفّاء، ويحيى بْن منصور أحاديث.
وكان معتزِليّا.
روى عَنْهُ: محمد بْن يحيى المُزَكّيّ، وأبو صالح المؤذّن، والخطيب [4] .
273- مشرّف الدّولة [5] .
__________
[1] ورّخ ياقوت الحموي، وابن فرحون وفاته في سنة 410 هـ.
وقال عياض: توفي سنة عشرة. وقال ابنه ست عشرة وأربعمائة، وهو ابن سبعين سنة. (ترتيب المدارك 2/ 734) .
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (مسعود بن محمد) في:
المنتخب من السياق 431 رقم 1462.
[4] قال عبد الغافر: فاضل كبير أديب فقيه مناظر ... حسن الكلام، مشهور بالنظر ... وكان قليل الحديث، جميع ما كان يحدّث به عن هؤلاء يبلغ جزءا واحدا. (المنتخب 431) .
[5] انظر عن (مشرف الدولة) في:
المنتظم 8/ 24 رقم 45، والكامل في التاريخ 9/ 178، 317، 323، 327، 335، 346، وتاريخ مختصر الدول 180، ونهاية الأرب 26/ 250، والمختصر في أخبار البشر 2/ 151، 154، 155، ودول الإسلام 1/ 247، والعبر 3/ 121، وسير أعلام النبلاء 17/ 408 رقم 268، وتاريخ ابن الوردي 1/ 502، 503، 506- 508، والبداية والنهاية 12/ 19، وفيه «شرف» وهو تحريف، ومآثر الإنافة 1/ 320، وتاريخ ابن خلدون 4/ 472، 474، والنجوم الزاهرة 4/ 262، 263.(28/411)
أبو عليّ بْن بُوَيْه.
ولي مُلْك بغداد وغيرها. وكان فيه دين وتصوُّن وحياء.
قِدم بغداد في السُّنَّة الماضية، وتلقّاه الخليفة، ولم تجرِ سابقة بذلك، وذلك بعد مراسلات طويلة وإرهاب.
وكان مدّة ملْكه خمس سِنين، وعاش ثلاثًا وعشرين سنة وثلاثة أشهر.
ونُهِب يوم موته سوق التّمّارين ودورُ جماعة. ثمّ ملّكوا بعده جلال الدّولة أبا طاهر بْن بُوَيْه، وخُطِب لَهُ ببغداد، وهو يومئذٍ بالأهواز. ثمّ في أثناء السُّنَّة نُودي بشعار الملك أبي كاليجار.
- حرف الياء-
274- يحيى بْن عليّ بْن محمد [1] .
أبو القاسم الحضْرميّ ابن الطّحّان الْمَصْرِيّ الحافظ.
مصنَّف «التّاريخ» الَّذِي ذيّل بِهِ عَلَى تاريخ أَبِي سَعِيد بْن يونس، ومصنف «المختلف والمؤتلف» .
روى عن: أبي الطَّيّب محمد بْن جعفر غُنْدَر، وأبي عُمَر المادرائيّ حدَّثه عَنْ أَبِي مُسْلِم الكجّيّ، وجماعة مِن أصحاب النَّسائيّ وغيره كالحسن بْن رشيق، وحمزة الكتّانيّ، والقاضي أَبِي الطّاهر الذُّهْليّ، وابن حَيَّوَيْهِ النَّيْسابوريّ، وأبي الحسن الدّارقطنيّ، وأبي أحمد بن النّاصح.
ولم يرحل.
روى عَنْهُ: أبو إسحاق الحبّال، والمصريّون.
وقد قَالَ في الملتقط في «المختلف» لَهُ ممّا سمعه مِنه الحبّال قَالَ: دخلت عَلَى عَبْد الغنيّ الحافظ في سنة سبعين وثلاثمائة أو بعدها، وبيدي شيءٌ مِن فضائل عليّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فسألني عَنْهُ، فعّرفته بِهِ وحدّثته، فقال: لو عملت ما عمل غيرك من النّاس لكنت تنفع بِهِ، تجردّ شيئًا مِن فضائل عليّ فكنت تأمن أن
__________
[1] انظر عن (يحيى بن علي) في:
كشف الظنون 304، وهدية العارفين 2/ 518، والأعلام 9/ 196، ومعجم المؤلفين 13/ 213، وفهرس مخطوطات الظاهرية 6/ 149- 151.(28/412)
يجري عليك سببٌ، وحفظت بِهِ ما عندك مِن الكُتُب.
قلت: خافَ أن يؤذيه حكّام مصر الرّوافض.
قَالَ: فقلت لَهُ: نعم.
قَالَ: فجّردتُ مِن فضائل عليّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ نحو ثلاثمائة سحاةً أو أكثر، ونظمتُ ذَلِكَ في خيط حتّى أؤلّفها، واجعل كلَّ شيءً في موضعه، وجعلتها في سقْف. وأقمتُ في معاشي نحو شهرين وأنا مشغول، فرأيتُ أبي في النّوم، فقال لي: أجبْ أمير المؤمنين عليّا.
فقلت: نعم.
فتقدّمني إلى ناحية المحراب مِن جامع عَمْرو، فإذا بعليّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ جالس عند القِبْلة وتحته وطاء يشبه وطاء الصُّوفيّة، ونَعْلاه قد خرج بعضهما مِن تحت الوطاء، وله بطْن ولحية عظيمة عريضة قد ملأت صدْره، وتظهر لمن كَانَ مِن ورائه مِن فوق كِتَفيه، ولونُهُ فيه أَدَمة، فقلت: السّلام عليكم يا أمير المؤمنين. فرد عليّ السّلام ونظر إليّ وقال: اجلس.
فجلستُ وبقي أَبِي قائمًا [1] . ثمّ مدَّ يده إلى الحصير الَّذِي في جوار القِبْلة، فأخرج ذَلِكَ الخيط بعَيْنه الَّذِي فيه الرّقاع فقال: ما هذه؟
قلتُ: فضائلك يا أمير المؤمنين.
فقال: ولِمَ أَفْرَدْتَني؟ كنت إذْ أردت تبتدئ بفضائل أبي بَكْر، وعمر، وعثمان، وفضائلي.
فقلت: السّمع لك والطّاعة يا أمير المؤمنين.
وأنا بين يديه ما برِحْت، ثمّ استيقظت ومضيتُ إلى المكان الَّذِي فيه تِلْكَ الرّقاع، فما وجدتها إلى الآن. وبقيت مِن سألني عَنْ فضائله. قلت لَهُ: مَعَ فضائل أصحابه رَضِيَ اللهُ عَنْهُم.
تُوُفّي في ذي القعدة بمصر.
__________
[1] في الأصل: «قائم» .(28/413)
275- يحيى بْن محمد بْن إدريس [1] .
أبو نصر الهَرَويّ الكِنانيّ الحنفيّ قاضي هَرَاة.
كَانَ أوحد عصره في العلم والفضل والزُّهْد.
انتقى عَليْهِ أبو الفضل الجاروديّ.
وقد سَمِعَ: أبا عليّ الرّفّاء، وأبا تُراب محمد بْن إِسْحَاق.
روى عنه: حفيده صاعد بن سيّار القاضي.
وتوفّي في ربيع الأوّل.
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.(28/414)
سنة سبع عشرة وأربعمائة
- حرف الألف-
276- أحمد بْن عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن كثير [1] .
أبو عَبْد الله البغدادي البيّع.
سَمِعَ: عليّ بْن محمد بْن الزُّبَيْر الكوفيّ، وأحمد بن سلمان النجاد.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقا.
277- أحمد بْن عليّ [2] .
أبو طاهر الدّمشقيّ الكتّانيّ الصُّوفيّ. والد المحدث عَبْد العزيز.
سَمِعَ: يوسف بْن القاسم المَيَانِجِيّ.
ورحل شوقًا إلى ولده وهو في الرحلة ببغداد. وأدركه أجَلُه ببغداد في ذي القِعْدة.
روى عَنْهُ: ابنه، وأبو سعْد السّمّان.
278- أحمد بْن عُمَر بْن الإسكاف البغداديّ [3] .
أبو بَكْر.
سَمِعَ: عثمان بْن السّمّاك، وأحمد بْن عثمان بْن بُويان، والنجاد.
قَالَ الخطيب: كتبتُ عَنْهُ، وكان ثقة.
تُوُفّي في المحرّم.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبد الله) في:
تاريخ بغداد 4/ 237، 238 رقم 1961 وفيه «أحمد بْن عَبْد اللَّه بْن محمد بْن كثير» .
[2] لم أقف على مصدر ترجمته، ولم يذكره ابن عساكر في (تاريخ دمشق) .
[3] انظر عن (أحمد بن عمر) في:
تاريخ بغداد 4/ 294، 295 رقم 2060 وفيه: «أحمد بن عمر بن أحمد أبو بكر الدلال يعرف بالإسكاف» .(28/415)
قلت: وروى عَنْهُ: محمد بْن أحمد بْن الحرّان. وله جزء معروف.
279- أحمد بْن محمد بْن سلامة بْن عَبْد الله [1] .
أبو الحسين السُّتَيْتي [2] ، الدّمشقيّ الأديب المعروف بابن الطّحّان.
روى عَنْ: خَيْثَمَة بْن سليمان، وأبي الطَّيّب المتنبي الشّاعر، وأبي القاسم الزجاجي النحوي.
روى عنه: أبو سعد السمان، ومحمد بن إبراهيم بن حذلم، ومحمد بن أبي نصر الطالقاني، وعبد العزيز الكتاني، وعلي بن أبي العلاء، وآخرون.
قال: كنت أنام في مجلس خيثمة فينبهني أبي، فأنظر إلى خيثمة شيخ عظيم الهامة، كبير الآذان، كبير الأنف.
قال الكتّانيّ: مولده سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة في شوّال، وكان يتّهم بالتّشيّع، فحلف لنا أنّه بريء مِن ذَلِكَ، وأنه مِن موالي يزيد بْن معاوية، وأنّه قد زار قبر يزيد. وكانت لَهُ أُصُول حسنة [3] .
وذكر أنّه مِن وُلِد سُتَيْتَة مولاة يزيد.
280- أحمد بْن محمد بْن عليّ الكتانيّ الدّمشقيّ [4] .
الصُّوفيّ، والد الحافظ عَبْد العزيز الكتّانيّ.
روى عن: يوسف الميانجيّ.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن سلامة) في:
مسند الحميديّ، والإكمال لابن ماكولا 5/ 128، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 3/ 328، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 55، 56، والإكمال 5/ 128، والأنساب 291 ب، واللباب 2/ 103، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 391، وسير أعلام النبلاء 17/ 358، 359 رقم 222، والوافي بالوفيات 8/ 15، 16، ولسان الميزان 1/ 305، والقاموس المحيط 1/ 149، وتاج العروس 4/ 548، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 399، 400 رقم 218.
[2] الستيتي: نسبة إلى ستيتة مولاة يزيد بن معاوية.
[3] تاريخ دمشق 3/ 328.
[4] انظر عن (أحمد بن محمد بن علي) في:
تاريخ دمشق (أحمد بن عتبة- أحمد بن محمد بن المؤمّل) 359، 360 رقم 190، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 70.(28/416)
وعنه: ابنه، وأبو سعْد السّمّان، وغيرهما.
حكى جمال الإسلام أبو الحسن أنّه كَانَ قد امتنع مِن أكل الأَرُزّ واللَّحْم خوفًا مِن أن يبتلع عَظْمًا. فلمّا ارتحل إلى بغداد شوقا إلى ولده عبد العزيز صادفه وقد طبخ لحمًا بأرُزّ، فقّربه ابنه فقال: قد عرفت عادتي في هذا.
فقال: كُل لا يكون إلا الخير.
فابتلع عظما فمات ببغداد.
حدّثني بهذا ولده أو أبو القاسم بن أبي العلاء المصّيصيّ.
وتُوُفّي فِي ذي القعدة.
281- أحْمَد بْن مُحَمَّد بن عَبْد الله بْن العبّاس بْن محمد بْن عَبْد المُلْك بْن أَبِي الشَّوارب [1] .
أبو الحَسَن الأُمَويّ الفقيه.
ولي قضاء القُضاة بالعراق بعد أَبِي محمد بْن الأكفانيّ.
قَالَ الخطيب [2] : وكان عفيفًا نَزِهًا [3] رئيسًا [4] . سَمِعَ مِن أَبِي عُمَر الزّاهد، وعبد الباقي بْن قانع. ولم يحدَّث. وقد حدَّثني أبو العلاء الواسطيّ أنّه أنشده قَالَ: أنشدنا أبو عُمَر [5] ، أنشدنا ثعلب، فذكر بيتين.
وقد قِيلَ إنّ المتوكّل عرض القضاء عَلَى محمد بْن عَبْد المُلْك.
قَالَ أبو العلاء: فيرى النّاس أنّ بركة امتناع محمد بن عبد الملك دخلت
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن عبد الله) في:
تاريخ بغداد 5/ 47- 49، رقم 2407، والمنتظم 8/ 25- 27 رقم 46، والكامل في التاريخ 9/ 350، والعبر 3/ 124، ودول الإسلام 1/ 248، وسير أعلام النبلاء 17/ 359، 360 رقم 223، والوافي بالوفيات 8/ 35، والبداية والنهاية 12/ 21، والنجوم الزاهرة 4/ 264، وقضاة دمشق 33، وشذرات الذهب 3/ 206.
[2] في تاريخ بغداد 5/ 47.
[3] الكامل في التاريخ 9/ 350.
[4] «رئيسا» ليست في: تاريخ بغداد.
[5] قال: أنشدنا الأستاذ أبو العباس أحمد بن يحيى:
عجبت لمن يخاف حلول فقر ... ويأمن ما يكون من المنون
أنأمن ما يكون بغير شك ... وتخشى ما ترجّمه الظنون(28/417)
عَلَى ولده، فولى منهم القضاء أربعةٌ وعشرون قاضيا، ثمانية منهم تقلّدوا قضاء القُضاة، آخرهم أبو الحسن هذا. وما رأينا مثله جلالةً وشَرَفًا.
وكان قد ولى قضاء البصرة، وولي قضاء القضاة في رجب سنة خمس وأربعمائة.
وتوفّي في شوّال سنة سبْع عشرة، وله ثمانٍ وثمانون سنة [1] .
قلت: إسناده عالي فذهب بامتناعه، رحمه الله.
282- إبراهيم بْن الوزير أَبِي الفضل جعفر بْن الفضل بْن حَنْزابة [2] .
تُوُفّي في ربيع الأوّل بمصر.
- حرف الحاء-
- الحسين التّبّانيّ.
يأتي تقريبًا [3] .
283- الحسين بْن ذِكْر بْن هارون [4] .
أبو القاسم البَجَليّ العكّاوي الأصمّ.
سَمِعَ: أبا عليّ بْن هارون الأنصاري، ويوسف بْن القاسم المَيَانِجِيّ.
روى عَنْهُ: أبو سعْد السّمّان، وأبو عليّ الأهوازيّ [5] .
توفّي بعكّا في ربيع الآخر.
وكان عالمًا زاهدًا.
284- الحسين بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن عَبْدان [6] .
أبو عليّ النّيسابوريّ التّاجر.
__________
[1] قال ابن الأثير: مولده في ذي القعدة سنة 319، وذكره في وفيات سنة 416 هـ. وقيل: توفي سنة سبع عشرة. (الكامل في التاريخ 9/ 350) .
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] برقم (436) .
[4] انظر عن (الحسين بن ذكر) في:
تهذيب تاريخ دمشق 4/ 298.
[5] وهو قال: «هو الشيخ الزاهد العالم الفاضل» .
[6] لم أقف على مصدر ترجمته.(28/418)
سَمِعَ مِن: أَبِي العبّاس الأصمّ، وغيره.
وعنه: أبو عبد الله الثَّقَفيّ، وطائفة.
285- الحَسَن بْن عليّ بْن ثابت [1] .
خطيب السّلحِين [2] .
روى عَنْ: أبي عليّ بْن الصّوافّ، وعدة.
وعنه: أبو الفضل بْن المهتدي في مشيخته.
- حرف الراء-
286- رَوْح بْن أحمد بْن عُمَر [3] .
أبو عليّ الإصبهاني، ثمّ النَّيْسابوريّ.
ثقة، أديب، طبيب مشهور، سكن نَيْسابور.
وسمع مِن: أَبِي عَمْرو بْن حمدان.
روى عَنْهُ: أبو صالح المؤذّن.
- حرف السِّين-
287- سَعِيد بْن محمد بْن محمد بْن أحمد بْن كَنْجَة [4] .
أبو عَمْرو المستملي.
خُراسانيّ.
288- سلامة بن عمرو بن عيسى [5] .
أبو الحسن النّصيبيّ.
سكن بغداد، فحدَّث بها عَنْ: أحمد بْن يوسف بْن خلّاد، وأبي بكر القطيعيّ.
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] السّلحين: بفتح أوله، وسكون ثانيه، ثم حاء مهملة مكسورة، وياء مثنّاة من تحت ساكنة، وآخره نون. حصن عظيم بأرض اليمن كان للتبابعة ملوك اليمن. (معجم البلدان 3/ 235) .
[3] انظر عن (روح بن أحمد) في:
المنتخب من السياق 221 رقم 691.
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (سلامة بن عمر) في:
تاريخ بغداد 9/ 203 رقم 4779.(28/419)
قَالَ الخطيب: كتبتُ عَنْهُ، وكان صدوقًا [1] .
289- سهل بْن محمد بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن هشام بْن حَمْدَوَيْه [2] .
أبو هشام المَرْوَزِيّ السنْجيّ [3] .
تُوُفّي في ذي القعدة.
روى بنَيْسابور، وكان ثقة عَنْ: أبي الحَسَن بْن مَحْمُويْه، وعليّ بْن عَبْد الرَّحْمَن البكّائيّ، وأبي الحسن بن شاذان الرازي.
وعنه: أبو صالح نافلة الإسكاف.
- حرف الصاد-
290- صاعد بن الحسن بن عيسى الربعي [4] .
أبو العلاء البغدادي اللغوي، مصنف كتاب «الفصوص» .
أخذ عَنْ: أَبِي سَعِيد السِّيرَافِي، وأَبِي عَلِيّ الفارسيّ، وأبي سليمان
__________
[1] وزاد: «وكان يذكر أنه ولد بنصيبين في سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة، ومات ببغداد في يوم الثلاثاء الثامن والعشرين من صفر سنة سبع عشرة وأربعمائة، وكنت فيمن صلّى عليه، ودفن من يومه» .
[2] انظر عن (سهل بن محمد) في:
المنتخب من السياق 243 رقم 769.
[3] في المنتخب: «النسجاني» .
و «السّنجيّ» : بكسر السين المهملة، وسكون النون، وفي آخرها جيم، نسبة إلى سنج، وهي قرية كبيرة من قرى مرو، على سبعة فراسخ منها، بها الجامع والسوق، وقيل: إنّ طولها فرسخ واحد. (الأنساب 7/ 165) .
[4] انظر عن (صاعد بن الحسن) في:
جذوة المقتبس للحميدي 240- 244 رقم 509، والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة لابن بسّام، ق 4 ج 1/ 8، وبدائع البدائه 354، والصلة لابن بشكوال 2/ 237، 238 رقم 541، وبغية الملتمس للضبّي 319- 323 رقم 852، ومعجم الأدباء 11/ 281، وإنباه الرواة 2/ 85، ووفيات الأعيان 2/ 488، 489 رقم 301، والعبر 3/ 124، والمغني في الضعفاء 1/ 302 رقم 2809، وميزان الاعتدال 2/ 287 رقم 3764، والبداية والنهاية 12/ 21، والوافي بالوفيات 16/ 226- 230 رقم 250، والبلغة في تاريخ أئمة اللغة 97، ولسان الميزان 3/ 160- 163 رقم 563، ونفح الطيب 2/ 86، وتاريخ الخلفاء 416، وفيه:
«علي بن عيسى» ، وشذرات الذهب 3/ 206، وكشف الظنون 1261، وهدية العارفين 1/ 421، وديوان الإسلام 3/ 192، 193 رقم 1310، وروضات الجنات 333، والأعلام 3/ 186، ومعجم المؤلّفين 4/ 318، والمكتبة الصقليّة 6446، 645، والتشبيهات من أشعار أهل الأندلس للكتّاني 291، وتاريخ التراث العربيّ، المجلّد الثاني 5/ 73، 74.(28/420)
الخطّابيّ، وأبي بَكْر القَطِيَعيّ.
وبَرع في العربيّة واللّغة. ودخل الأندلس في أيّام المؤيَّد باللَّه هشام بْن الحَكَم. وكان حافظًا للآداب، سريع الجواب، طيب العِشْرة، حُلْو المفاكهة، فأكرمه الحاجب المنصور محمد بْن أَبِي عامر وزاد في الإحسان إِليْهِ.
جمَع الفصوص عَلَى نحو «أمالي القالي» للمنصور، فأثابه عَليْهِ خمسة آلاف دينار. وكان متَّهَمًا في النَّقل، فلهذا هجروا كتابه وقد تخرَّج بِهِ جماعة مِن فُضَلاء الأندلس. لمّا ظهر كذبِه للمنصور رمى بكتابه في النّهر [1] .
ثمّ خرج مِن الأندلس في الفتنة وقصد صقلّية، فمات بها.
قَالَ أبو محمد بْن حزم: تُوُفّي بصِقِلّية سنة سبْع عشرة [2] .
قَالَ ابن بَشْكُوَال [3] : كَانَ صاعد يُتَّهَم بالكِذب.
وقد ذكره الحُمَيْديّ في تاريخه [4] فقال: أخبرني شيخٌ أنّ أبا العلاء دخل عَلَى المنصور في مجلس أنس، وقد اتّخذ قميصا من رقاع الخرائط الّتي وصلت إليه، فيها صلاته، فلمّا وجد فرصة تجرّد وبقي في القميص، فقال المنصور: ما هذا؟ فقال: هذه خِرَق صِلات مولانا اتّخذتها شعارًا. وبكى وأتبع ذَلِكَ الشُّكْر. فأعجب بِهِ وقال: لك عندي مزيد.
قَالَ: وكتابه «الفُصوص» عَلَى نحو كتاب «النوادر» للقالي. وكان كثيرًا ما تُستغرب لَهُ الألفاظ ويُسأل عَنْهَا فيُسرع الجواب.
نحو ما يُحكى عن أَبِي عَمْرو الزّاهد قَالَ: ولولا أنّ أبا العلاء كَانَ كثير المُزَاح لمّا حُمِل إلا عَلَى التّصديق.
قلت: طوّل ترجمته بحكاياتٍ وأشعار رائقة له.
__________
[1] وفيات الأعيان 2/ 488، 489.
[2] في الجذوة، والصلة، وإنباه الرواة، والمكتبة الصقليّة: توفي قريبا من سنة 410 هـ.
[3] في الصلة 238.
[4] في: جذوة المقتبس 240.(28/421)
- حرف العين-
291- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن عبد الله [1] .
الإمام أبو بَكْر المَرْوَزِيّ القفّال. شيخ الشّافعية بخُراسان. كَانَ يعمل الأقفال، وحَذَقَ في عملها حتّى صنع قفلًا بآلاته ومفتاحه وزْن أربع حبات.
فلمّا صار ابن ثلاثين سنة أحسّ مِن نفسه ذكاءً، فأقبل عَلَى الفقه، فبرع فيه وفاق الأقران. وهو صاحب طريقة الخُراسانيّين في الفِقْه.
تفقَّه عَليْهِ: أبو عَبْد الله محمد بْن عَبْد المُلْك المسعوديّ، وأبو عليّ الحسين بْن شُعَيب السنْجِي [2] ، وأبو القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن فُورَان الفُورَانيّ [3] . وهؤلاء مِن كِبار فُقَهاء المَرَاوِزَة.
وتُوُفّي بمَرْو في جُمَادَى الآخرة وله تسعون سنة.
قَالَ الفقيه ناصر العُمريّ: لم يكن في زمان أَبِي بَكْر القَفّال أفقه مِنه ولا يكون بعده مثله. وكنا نقول إنّه مَلَكٌ في صورة الْإنْسَان.
تفقَّه عَلَى أَبِي زيد الفاشانيّ [4] .
__________
[1] انظر عن (عبد الله بْن أحمد بْن عبد الله) في:
طبقات فقهاء الشافعية للعبّادي 105، وطبقات الفقهاء للشيرازي 105، والأنساب 10/ 212، ووفيات الأعيان 3/ 46، والمختصر في أخبار البشر 2/ 156، ودول الإسلام 1/ 248، والإعلام بوفيات الأعلام 175، والعبر 3/ 124، وسير أعلام النبلاء 17/ 405- 408 رقم 267، والبداية والنهاية 12/ 21، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 198، ومرآة الجنان 3/ 30، والبداية والنهاية 12/ 21، 22، وتاريخ ابن الوردي 1/ 338، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 298، 299، والنجوم الزاهرة 4/ 265، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 186 رقم 144، وتاريخ الخلفاء للسيوطي 316، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 134، 135، وشذرات الذهب 3/ 207، ومفتاح السعادة 2/ 183، وروضات الجنات 448، 449، وهدية العارفين 1/ 450، وإيضاح المكنون 3/ 188، والأعلام 4/ 190، ومعجم المؤلّفين 1/ 26.
[2] تقدّم التعريف بهذه النسبة في الترجمة قبل الماضية، رقم (289) .
[3] الفورانيّ: بضم الفاء وسكون الواو وفتح الراء وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى فوران وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه. (الأنساب 9/ 341) .
[4] هو: محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد الفاشاني المروزي، من قرية فاشان إحدى قرى مرو. توفي سنة 371 هـ. تقدّمت ترجمته في حوادث ووفيات (351- 380 هـ.) من الكتاب- ص 503- 505 وفيه مصادر ترجمته.(28/422)
وسمع منه، ومن: الخليل بْن أحمد القاضي، وجماعة.
وحدَّث وأملي. وكان رأسًا في الفقه، قدوةً في الزُّهْد.
ذكره أبو بَكْر السّمْعانيّ في أماليه، فقال: وحيد زمانه فِقْهًا وحِفْظًا وورعا وزاهدا. وله في المذهب مِن الآثار ما لَيْسَ لغيره مِن أهل عصره. وطريقته المهذَّبة في مذهب الشّافعيّ الّتي حملها عَنْهُ أصحابه أمتنُ طريقة وأكثرها تحقيقًا.
رحل إليه الفقهاء مِن البلاد، وتخرَّج بِهِ أئمّة.
ابتدأ بطلب العِلم وقد صار ابن ثلاثين سنة، فترك صنْعته وأقبل عَلَى العلم.
وقال غيره: كَانَ القفّال قد ذهبت عينه.
وذكر ناصر المروزيّ أنّ بعض الفُقهاء المختلفين إلى القفّال احتسب عَلَى بعض أتباع الأمير متولّي مَرْو، فرفع الأميرُ ذَلِكَ إلى محمود بْن سُبُكْتكين فقال:
أيأخذ القفّال شيئًا مِن ديواننا؟
قَالَ: لا.
قَالَ: يتلبّس بشيءٍ مِن الأوقاف؟
قَالَ: لا.
قَالَ: فإن الاحتساب لهم سائغٌ. دَعْهم.
وحكى القاضي حسين عَنْ القفّال أستاذه أنّه كَانَ في كثير مِن الأوقات في الدّرْس يقع عَليْهِ البُكاء. ثمّ يرفع رأسه ويقول: ما أغفلنا عمّا يُرادُ بنا.
تخرَّج القفّال عَلَى أَبِي زيد الفاشانيّ. وسمع الحديث بمَرْو، وبُخَارى، وهَرَاة.
وحدَّث وأملي كما ذكرنا. وقبره يُزار.
292- عَبْد الله بن أحمد بن عثمان [1] .
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن أحمد العكبريّ) في:
تاريخ بغداد 9/ 397 رقم 503.(28/423)
أبو بَكْر ابن بنت شيبان العُكْبَريّ.
حدَّث عَنْ: أَبِي بَكْر القَطِيَعيّ، وأبي محمد بْن السّقّاء.
روى عَنْهُ: عَبْد العزيز الكتّانيّ، وغيره.
293- عَبْد الله بْن أحمد بْن عثمان [1] .
أبو محمد القشّاريّ [2] الطّليطليّ الأندلسيّ.
كان ورعا، خيّرا يغلب عليه الفقه.
وكان مشاورا في الأحكام، شاعرا، من أعيان العلماء [3] .
توفّي في شعبان.
294- عبد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد بْن عيسى [4] .
أبو محمد الهمَدانيّ البزّاز، المعروف بسبط قاضينا.
روى عَنْ: موسى بْن محمد بْن جعفر، وأوس الخطيب، وابن بُرْزَة، وعليّ بْن إبراهيم علان.
وعنه: مكّيّ بْن محمد الفقيه، وأحمد بْن عُمَر، ومحمد بْن طاهر بْن ممان.
295- عَبْد الله بْن يحيى بْن عبد الجبّار [5] .
أبو محمد البغداديّ السّكّريّ.
يعرف بوجه العجوز.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن أحمد بن عثمان) في:
الصلة لابن بشكوال 262 رقم 582.
[2] في الصلة «القشّاوي» .
[3] وقال ابن بشكوال: وكان يعقد الوثائق دون أجرة، وكان يبدأ في المناظرة بذكر الله عزّ وجلّ والصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم، ثم يورد الحديث والحديثين والثلاثة والموعظة ثم يبدأ بطرح المسائل من غير الكتاب الّذي كانوا يناظرون عليه فيه.
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (عبد الله بن يحيى) في:
تاريخ بغداد 10/ 199، والعبر 3/ 125، والإعلام بوفيات الأعلام 175، والمعين في طبقات المحدّثين 123 رقم 1369، وسير أعلام النبلاء 17/ 386، 387 رقم 246، وشذرات الذهب 3/ 208.(28/424)
سَمِعَ: إسماعيل الصَّفّار، وجعفر الخُلْديّ، وأبا بَكْر النّجّاد، وجعفر بْن محمد بْن الحَكَم، وجماعة.
قال الخطيب [1] : كتبنا عنه، وكان صدوقا.
مات في صَفَر.
قلتُ: وروى عَنْهُ أبو بَكْر البَيْهَقيّ، والحسين بْن عليّ بْن البُسْري.
296- عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد بْن مُحَمَّد بْن إبراهيم [2] .
أبو القاسم النَّيْسابوريّ الجوريّ المقرئ الحريريّ الشّافعيّ.
مستور ثقة.
سَمِعَ مَعَ أخيه القاضي أَبِي جعفر مِن: أحمد بْن محمد بْن عَبْدُوس الطّرائفيّ، وأبي الحَسَن الكارِزِيّ، وأبي عَلَى الرّفّاء.
وتوفّي في جُمَادَى الآخرة.
سَمِعَ عَبْد الغافر مِن أصحابه [3] .
297- عَبْد السّلام بْن أحمد بْن أبي عرابة [4] .
أبو محمد الْمَصْرِيّ.
مات في ذي الحجّة.
298- عَبْد المُلْك بْن أحمد بْن أبي حامد [5] .
أبو محمد الْجُرْجانيّ.
قاضي الريّ، ويعرف بعبدك.
روى عن: أَبِي بَكْر الإسماعيليّ، وأبي بَكْر القَطِيَعيّ، وابن ماسيّ.
__________
[1] في تاريخه 10/ 199.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن أحمد الجوري) في:
المنتخب من السياق 304 رقم 1005.
[3] وقال: وكان صاحب حديث كثير.
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (عبد الملك بن أحمد) في:
تاريخ جرجان للسهمي 278 رقم 470.(28/425)
299- عَبْد الواحد بْن أَبِي بَكْر محمد بْن أحمد بْن عثمان بْن أَبِي الحديد [1] .
السُّلَميّ الدّمشقيّ أبو الفضل الشّاهد.
حدَّث عَنْ: الحسين بْن إبراهيم بْن جَابِر الفرائضيّ، ويوسف المَيَانِجِيّ.
روى عَنْهُ: ابنه أبو الحَسَن أحمد، والخطيب أبو نصر بْن طلاب، وأبو سعْد السّمّان، وعبد العزيز الكتّانيّ.
وتوفّي في ذي الحجّة.
300- عليّ بْن أحمد بْن عمر بن حفص [2] .
أبو الحسن ابن الحمّاميّ البغداديّ.
مقريء العراق.
قرأ القراءات عَلَى: أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن الحسن النقاش، وعبد الواحد بن أبي هاشم، وهبة الله بْن جعفر، وأبي عيسى بكّار بْن أحمد، وزيد بْن أَبِي بلال الكوفّي، وجماعة سواهم.
وسمع الحديث مِن: أَبِي عَمْرو بْن السّمّاك، وأبي بَكْر النّجّاد، وأحمد بْن عثمان الأَدَميّ، وأبي سهل القطّان، وعلي بْن محمد بْن الزُّبَيْر الكوفيّ، وعبد الباقي بْن قانع، ومحمد بْن جعفر الأَدَميّ، وخلْق سواهم.
روى عنه: أبو بَكْر الخطيب، ورِزْق الله التّميميّ، وأبو بكر البيهقيّ، وأبو
__________
[1] انظر عن (عبد الواحد بن أبي بكر محمد) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 11/ 288، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 246 رقم 953.
[2] انظر عن (علي بن أحمد بن عمر) في:
تاريخ بغداد 11/ 329، 330، والإكمال لابن ماكولا 3/ 289، والأنساب 4/ 207، والمنتظم 8/ 28 رقم 52، واللباب 1/ 385، والكامل في التاريخ 9/ 356، والعبر 3/ 125، ومعرفة القرّاء الكبار 1/ 302، 303، وسير أعلام النبلاء 17/ 402، 403 رقم 265، ودول الإسلام 1/ 248، وفيه «عمران» بدل «عمر» ، والمعين في طبقات المحدّثين 123 رقم 1370، والإعلام بوفيات الأعلام 175، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1073، والبداية والنهاية 12/ 21، وغاية النهاية 1/ 521، 522، وشذرات الذهب 3/ 208، وديوان الإسلام 2/ 166، 167 رقم 784، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 381 رقم 317.(28/426)
الفضل عَبْد الله بْن عليّ الدّقّاق، وطراد الزَّيْنَبيّ، وخلق آخرهم أبو الحَسَن عليّ بْن العلاف.
وقرأ عَليْهِ القراءات: أبو الفتح عَبْد الواحد بْن شيْطا، ونصْر بْن عَبْد العزيز الفارسيّ، وأبو عليّ الحَسَن بْن القاسم غلام الهرّاس، وأبو بَكْر محمد بْن عليّ بْن موسى الخيّاط، وأبو الخطّاب أحمد بْن عليّ الصّوفيّ، وَأَبُو عَلِيّ الْحَسَن بْن أَبِي الفضل الشرمقاني [1] ، والحسن بن عليّ العطّار، وأبو الحَسَن عليّ بْن محمد بْن فارس الخيّاط، وعبد السّيّد بْن عتّاب، ورزق الله بْن عبد الوهّاب التّميميّ، وأبو نصر أحمد بْن عليّ الهاشمي شيخ الشَّهْرَزُوريّ، وأبو عليّ الحَسَن بن أحمد بن البنّاء، وأبو القاسم يحى بْن أحمد السّيبيّ القَصْريّ [2] ، وخلق كثير.
قَالَ الخطيب [3] : كَانَ صدوقًا دينًا، فاضلًا، تفرد بأسانيد القراءات وعُلُوّها في وقته.
وُلِد في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، ومات في رابع وعشرين شَعْبان.
أَنْبَأَنَا المسلّم بْن علّان، وغيره، أنّ أبا اليُمْن الكِنْديّ أخبرهم: أَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الشَّيْبَانِيُّ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ أحمد بْن عليّ الخطيب: حدَّثني نصر بْن إبراهيم الفقيه: سَمِعْتُ سُلَيْم بْن أيّوب الرّازيّ: سَمِعْتُ أبا الفتح بْن أَبِي الفوارس يَقُولُ: لو رحلَ رجلٌ مِن خُراسان ليسمع كلمةً مِن أَبِي الحَسَن الحمّاميّ أو مِن أَبِي أحمد الفَرَضيّ لم تكن رحلته ضائعةً عندنا.
301- عليّ بْن أحمد بْن هارون بْن كرديّ [4] .
أبو الحسن النّهروانيّ، المعدّل.
__________
[1] الشّرمقاني: بفتح الشين المعجمة، وسكون الراء، وفتح الميم والقاف، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى «شرمقان» وهي بلدة قريبة من أسفراين، بنواحي نيسابور، يقال لها «جرمغان» بالجيم، وقد كان من أعمال نسا. (الأنساب 7/ 323) .
[2] السّيبيّ: بكسر السين المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة. هذه النسبة إلى سيب، قال ابن السمعاني: وظنّي أنها قريبة بنواحي قصر ابن هبيرة. (الأنساب 7/ 215) .
[3] في تاريخه 11/ 329.
[4] انظر عن (عليّ بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 11/ 330 رقم 6157.(28/427)
سَمِعَ: محمد بْن يحيى بْن عَمْر بْن عليّ بْن حرب.
قَالَ الخطيب: كتبتُ عَنْهُ بالنّهروان.
وتُوُفّي في شَعْبان، وله ستٌّ وثمانون سنة.
302- عُمَر بْن أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْدوَيْه بْن سَدُوس بْن عليّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عبد الله بن عتبة بن مسعود [1] .
أبو حازم الهذليّ العبدوييّ [2] النَّيْسابوريّ الحافظ الأعرج.
سَمِعَ: إسماعيل بْن نجَيْد، ومحمد بْن عَبْد الله بْن عَبْدة السَّلِيطيّ [3] ، وأبا عَمْرو بْن مطر، وأبا الفضل بْن خَمِيروَيْه الهَرَويّ، وأبا الحَسَن السّرّاج، وأبا أحمد الغِطْريفيّ، وأبا بَكْر الإسماعيليّ، وبِشْر بْن أحمد الأسفرائينيّ، وطبقتهم.
وحدّث ببغداد في سنة تسع وثمانين وثلاثمائة، فسمع منه: أبو الفتح بْن أَبِي الفوارس، وأحمد بْن الآبنوسيّ.
وحدَّث عَنْهُ: أبو القاسم التّنُوخيّ، وأحمد بْن عَبْد الواحد الوكيل، وأبو بَكْر الخطيب وقال [4] : كَانَ ثقة، صادقًا، حافظًا عارفا. كتب إليّ أبو عليّ
__________
[1] انظر عن (عمر بن أحمد العبدوييّ) في:
الفوائد العوالي المؤرّخة 54، وتاريخ بغداد 11/ 272، 273، والسابق واللاحق 93، والأنساب 8/ 354، وتبيين كذب المفتري لابن عساكر 241- 243، والمنتظم 9/ 27 رقم 50، واللباب 2/ 314، والكامل في التاريخ 9/ 356، والمنتخب من السياق 366، 367 رقم 1216، والعبر 3/ 125، والمعين في طبقات المحدّثين 123 رقم 1371، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1072، وسير أعلام النبلاء 17/ 333- 337 رقم 204، والإعلام بوفيات الأعلام 175، والوافي بالوفيات 22/ 421 رقم 302، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 85، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 300، 301، ومرآة الجنان 3/ 31، والبداية والنهاية 12/ 12، وتبصير المنتبه 984، والنجوم الزاهرة 4/ 265، وطبقات الحفّاظ 417، 418، وشذرات الذهب 4/ 208.
[2] قال ابن السمعاني: هذه النسبة إلى «عبدويه» ، فإن قيل كما يقول النحويون: عبدويه، فالنسبة إليه «عبدوي» بفتح الدال، وإن قيل كما يقول المحدّثون: عبدويه، بضم الدال، فالنسبة إليه «عبدويي» .
وقد وردت في الأصل: «العبديّ» .
[3] السّليطيّ: بفتح السين المهملة، وكسر اللام، وبعدها الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين، وفي آخرها الطاء المهملة. هذه النسبة إلى سليط وهو اسم الجدّ المنتسب إليه. (الأنساب 7/ 119) .
[4] في تاريخ بغداد 11/ 272، وفيه زيادة: «يسمع الناس بإفادته ويكتبون بانتخابه» .(28/428)
الوخْشيّ [1] يذكر أنّ أبا حازم مات يوم عيد الفِطْر.
قلتُ: وروى عَنْهُ: أبو عَبْد الله الثَّقَفيّ، وخلْق مِن أهل نَيْسابور. وكان مِن جِلّة الحُفّاظ. وكان أَبُوهُ قد سمّعه مِن أَبِي العبّاس الصبْغيّ، وأبي عليّ الرّفّاء، وغيرهما، فلم يحدَّث عَنْهُمْ تورُّعًا وقال: لست أذكرهم.
قَالَ أبو صالح المؤذّن: سَمِعْتُ أبا حازم يَقُولُ: كتبتُ بخطيّ عَنْ عشرةٍ مِن شيوخي عشرة آلاف، عَنْ كلّ شيخ ألفَ جزء [2] .
رواها عَبْد الغافر في «السّياق [3] » عَنْ أَبِي صالح الحافظ.
وقال أبو محمد بْن السمرقندي: سمعت أبا بكر الخطيب يقول: لم أر أحدا أطلق عليه أسم الحفظ غير رجلين: أبو نعيم، وأبو حازم العبدوييّ [4] .
303- عُمَر بْن أحمد بْن عثمان [5] .
أبو حفص البزّاز العُكْبَريّ [6] .
سَمِعَ: محمد بْن يحيى الطّائيّ، وأبا بَكْر النّقّاش، وعليّ بْن صَدَقَة.
قَالَ الخطيب [7] : كتبتُ عَنْهُ، وكان ثقة أمينًا.
وُلِد سنة عشرين وثلاثمائة.
قلت: وروى عنه: ابن البطر.
__________
[1] الوخشيّ: بفتح الواو وسكون الخاء المعجمة وفي آخرها الشين المنقوطة. هذه النسبة إلى وخش، وهي بليدة بنواحي بلخ من ختّلان وهي كورة واسعة كثيرة الخير، طيّبة الهواء، بها منازل الملوك. (الأنساب 12/ 228) .
[2] تبيين كذب المفتري 243.
[3] الرواية لم ينقلها الصريفيني في «المنتخب من السياق» .
[4] وقال عبد الغافر: أبو حازم الحافظ الإمام في صنعة الحديث، الثقة الأمين، كثير السماع، حسن الأصول، (المنتخب 366) .
[5] انظر عن (عمر بن أحمد العكبريّ) في:
تاريخ بغداد 11/ 273 رقم 6041، والمنتظم 8/ 27 رقم 51، والعبر 3/ 126، وسير أعلام النبلاء 17/ 360، 361 رقم 224، والإعلام بوفيات الأعلام 175، وشذرات الذهب 3/ 209.
[6] العكبريّ: بضم العين المهملة وسكون الكاف، وفتح الباء المنقوطة بواحدة.
[7] في تاريخه.(28/429)
- حرف الميم-
304- محمد بْن أَحْمَد بْن محمد بْن القاسم الهَرَويّ [1] .
المجاور بمكّة.
قَالَ الدّانيّ: يُكنيَّ أبا أُسامة. روى القراءة فيما ذكر عَنْ أَبِي بَكْر النّقّاش، وسمع منه تفسيره. ثمّ عرض عليّ أَبِي الطَّيّب بْن غَلْبُون، والسّامريّ بمصر.
رَأَيْته يُقرئ بمكّة. وكان شيخًا صالحًا، وربّما أملي مِن حفظه الحديث فقَلب الأسانيد وغيَّر المُتُون.
مولده بهراة سنة تسعٍ وعشرين وثلاثمائة، وتوفّي بمكّة.
305- محمد بْن أحمد بْن الطَّيّب بْن جعفر بْن كُماريّ [2] .
أبو الحسين الواسطيّ الطّحّان.
روى عن: أَبِيهِ أَبِي بَكْر أحمد صاحب ابن شَوْذَب، وعن: بَكْر بْن أحمد مَحْمِيّ.
وبرع في مذهب أَبِي حنيفة عَلَى أَبِي بَكْر الرّازيّ.
وكان مِن العُدُول الكِبار.
ورّخه ابن النُّقْطَة.
306- محمد بن أحمد بْن عليّ [3] .
أبو المظفَّر البالكيّ [4] الهَرَويّ.
سَمِعَ: أبا عليّ الرّفّاء.
وعنه: شيخ الْإِسْلَام عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الْأَنْصَارِي.
307- محمد بْن أحمد بْن هارون بْن موسى بن عبدان [5] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد الهروي) في:
غاية النهاية 2/ 86، 87 رقم 2799.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن الطيّب) في:
الإستدراك لابن النقطة (ترجيحا) ، فهو لم يذكر في «التقييد» له.
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
[4] البالكي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة واللام، هذه النسبة إلى بالك، وظنّي أنها قرية من قرى هراة ونواحيها. (الأنساب 2/ 56) .
[5] انظر عن (محمد بن محمد بن هارون) في:(28/430)
أبو نصر بن الْجُنْديّ الغسّانيّ الدّمشقيّ.
إمام الجامع، ونائب القاضي بدمشق، ومحدَّث البلد.
روى عَنْ: خَيْثَمَة بْن سليمان، وعلي بْن أَبِي العَقِب، وأبي عبد الله محمد بن إِبْرَاهِيم بن مروان، وأبي علي بن جابر الفرائضي، وجماعة.
روى عنه: أبو نصر الحبان، وأبو علي الأهوازي، وأحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد، وأبو نصر بن طلاب، وأبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني، وعلي بن محمد المصيصي، وآخرون.
قال الكتاني: توفي القاضي أبو نصر بن هارون إمام جامع دمشق وقاضيها في صفر، وكان ثقة مأمونا.
قال: وذكر أنّ مولده سنة 338 [1] .
308- محمد بْن أحمد بْن الحَسَن البزّاز [2] .
أبو الحسن البغداديّ.
سَمِعَ بمكّة مِن: أَبِي محمد الفاكهيّ.
روى عَنْهُ: الخطيب، وأبو بَكْر البَيْهَقيّ.
309- محمد بْن عَبْد الله بْن أَبِي زيد [3] .
أبو بكر الأنماطيّ [4] .
__________
[ () ] من حديث خيثمة الأطرابلسي 44 رقم 73، والإكمال لابن ماكولا 2/ 222، 223، والجزء الباقي من الفوائد المخرّجة 24 أ، ورقة 18 (مخطوطة الظاهرية) مجموع 80، والأنساب 3/ 322، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 36/ 444، 445، والعبر 3/ 126، وسير أعلام النبلاء 17/ 400، 401 رقم 263، والإعلام بوفيات الأعلام 175، والوافي بالوفيات 2/ 61، وتبصير المنتبه 1/ 359، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 108 رقم 1314.
[1] تاريخ دمشق 36/ 445.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد البزّاز) في:
تاريخ بغداد 1/ 290 رقم 144، والمنتظم 8/ 28 رقم 54.
[3] انظر عن (محمد بن عبد الله) في:
تاريخ بغداد 5/ 476 رقم 3028.
[4] الأنماطي: بفتح الألف وسكون النون وفتح الميم وكسر الطاء المهملة. هذه النسبة إلى بيع الأنماط وهي الفرش التي تبسط. (الأنساب 1/ 376) .(28/431)
بغداديّ، سَمِعَ: عُمَر بْن سَلْم، وأبا بَكْر الشّافعيّ.
وعنه: الخطيب [1] ، وابن قيداس.
310- مُحَمَّد بْن عَتِيق بْن بَكْر [2] .
أبو عَبْد الله الأُسْوانيّ.
سَمِعَ مِن: هشام بْن أَبِي خليفة السَّدُوسيّ، وطبقته.
- حرف الهاء-
311- هارون بْن يحيى بْن الحَسَن الطّحّان [3] .
أبو موسى الْمَصْرِيّ.
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
عنده عَنْ: الحَسَن بْن رشيق، وأبي الطّاهر الذُّهْليّ.
ذكر ذَلِكَ أبو إِسْحَاق إبراهيم بْن سَعِيد الحبّال في «الوفيات» .
__________
[1] وهو قال: كتبت عنه شيئا يسيرا وكان صدوقا.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.(28/432)
سنة ثمان عشرة وأربعمائة
- حرف الألف-
312- أحمد بْن إبراهيم بْن يزداد [1] .
أبو عليّ غلام محسن الإصبهاني.
سَمِعَ: عَبْد الله بن جعفر بن فارس.
وأظنّه سَمِعَ مِن أَبِي أحمد العسّال.
روى عَنْهُ: أبو حفص عُمَر بْن أحمد المعلّم، وأبو بَكْر أحمد بْن محمد بْن مردوَيْه، وغيرهما.
مِن شيوخ السلَفيّ.
تُوُفّي في صَفَر، وله نّيفٌ وثمانون سنة.
عند أَبِي الفتح الْقُرَشِيّ جزءٌ مِن حديثه.
313- أحمد بْن بُرْد [2] .
أبو حفص القُرْطُبيّ الكاتب.
كَانَ ذا حظٍ وافرٍ مِن البلاغة، والأدب والشِعّر، رئيسًا مقدَّمًا في الدّولة النّاصريّة.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إبراهيم بن يزداد) في:
ذكر أخبار أصبهان 1/ 142، وسير أعلام النبلاء 17/ 388 رقم 248.
وقال محقّق «سير أعلام النبلاء» 17/ 388 بالحاشية: «لم نقف له على ترجمة في المصادر المتيسّرة لنا» .
[2] انظر عن (أحمد بن برد) في:
جذوة المقتبس للحميدي 119 رقم 199، والصلة لابن بشكوال 38 رقم 74، وبغية الملتمس للضبيّ 172 رقم 387.(28/433)
314- أحمد بْن حمدان بْن الشَّيْخ أَبِي حامد أحمد بْن محمد بْن شارَك الهَرَويّ [1] .
أبو حامد الشّاركيّ [2] .
روى عن: جَدّه.
وعنه: محمد بْن علي العُمَيْريّ، وغيره.
315- أحمد بْن عليّ بْن سَعْدُوَيْه النَّسَويّ الحاكم [3] .
سَمِعَ: إسماعيل بْن نُجَيْد، وغيره.
روى عَنْهُ: شيخ الإسلام الأنصاري.
316- أَحْمَد بْن محمد بْن إِبْرَاهِيم بْن محمد [4] .
أبو حامد المُلقَابَاذِيّ [5] النَّيْسابوريّ، التّاجر الدّلال، جار أَبِي سَعِيد الحافظ المحمداباذيّ.
ثقة، صالح [6] .
حدَّث عَنْ: أَبِي الحَسَن السَّرَّاج، وأبي الحَسَن المُزَكّيّ، وجماعة.
روى عَنْهُ: أبو القاسم بن عبد الله الكريزيّ [7] .
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] الشاركي: بفتح الشين المعجمة، والراء، وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى شارك، وهي بليدة بنواحي بلخ. هكذا قاله ابن السمعاني في (الأنساب 7/ 243) .
وقال ابن الأثير في (اللباب) : «قوله إنّ شارك بليدة بنواحي بلخ، وهم، بدليل قول المصباح بن منصور الشاركي:
ونار كأفنان الصباح رفيعة ... تورثتها من شارك بن سنان
فهذا يدلّ أنه رجل، وكثيرا ما تتفق أسماء الرجال والأمكنة، فرأى السمعاني هذه النسبة، وعرف تلك البليدة، فظنّه منها» .
وقال ياقوت في (معجم البلدان 5/ 212) : «وفي شعره ما يدلّ على أن شاركا اسم جدّه» .
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
[4] انظر عن (أحمد بن محمد الملقاباذي) في:
المنتخب من السياق 84 رقم 183.
[5] تقدّمت هذه النسبة والتعريف بها في هذا الجزء.
[6] في (المنتخب) : «مستور» .
[7] الكريزي: منها بفتح الكاف وكسر الراء بعدها الياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها الزاي.
هذه النسبة إلى كريز، وهو اسم الجدّ.
ومنها الكريزي: بضم الكاف وفتح الراء وسكون الياء آخر الحروف، وفي آخرها الزاي. هذه(28/434)
وتُوُفّي في أواخر صَفَر.
317- أحمد بْن محمد بن أحمد [1] .
أبو سعيد القهندزيّ [2] النّيسابوريّ الشّافعيّ، المقرئ.
روى عَنْ: أَبِي بَكْر محمد بْن المؤمّل، وغيره.
روى عَنْهُ: أبو صالح المؤذّن، ومحمد بْن يحيى، وعُبَيْد الله بْن عَبْد الله.
تُوُفّي في ربيع الأوَّل [3] .
318- أحمد بْن محمد بن المهتدي الخطيب [4] .
أبو عبد الله البغداديّ.
سَمِعَ: أبا بكر النّجّاد.
وحدّث بجزء واحد رواه عَنْهُ الخطيب [5] .
319- أحمد بْن محمد بْن القاسم بْن مرزوق [6] .
أبو الحَسَن الْمَصْرِيّ الأنماطيّ العدْل.
سَمِعَ: أحمد بْن عُبَيْد الصَّفّار الحمصيّ، وحمزة بْن محمد الحافظ، والحسين بْن إبراهيم الفرائضيّ الدّمشقيّ.
__________
[ () ] النسبة إلى كريز، وهو بطن من عبد شمس وهو: كُرَيز بن ربيعة بن حبيب بن عَبْد شمس.
(الأنساب 10/ 410، 411) .
[1] انظر عن (أحمد بن محمد القهندزيّ) في:
المنتخب من السياق 90، 91 رقم 196.
[2] تقدّم التعريف بهذه النسبة في هذا الجزء.
[3] قال عبد الغافر: «فاضل ثقة، حافظ لكتاب الله، من مجاوري مسجد أبي بكر المطرز، كان يقرأ القرآن ليلا نهارا. حدّث عن أبي بكر بن المؤمن وأقرانه، ولم يكن من المكثرين» .
[4] انظر عن (أحمد بن محمد بن المهتدي) في:
تاريخ بغداد 5/ 49 رقم 2407، والبداية والنهاية 12/ 13.
[5] قال الخطيب: أبو عبد الله الهاشمي خطيب جامع المنصور. تقلّد الصلاة بالناس والخطابة في سنة ست وثمانين وثلاثمائة، ولم يزل يتولّى ذلك إلى حين وفاته ... وكان جميع ما عنده جزءا واحدا. كتبت عنه وكان صدوقا ديّنا، مقبول الشهادة عند الحاكم، وبلغني أنه ولد سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة. (تاريخ بغداد 5/ 49) .
[6] انظر عن (أحمد بن محمد بن القاسم) في:
تاريخ دمشق (أحمد بن عتبة- أحمد بن محمد بن المؤمّل) ص 383- 385 رقم 210، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 77، 78.(28/435)
روى عَنْهُ: أبو نصر السجْزيّ، وأبو إِسْحَاق الحبّال.
وسمع منه: الحبّال «السّيرة» . حدثَّه بها، عَنْ ابن الورد، بسَنَدِه.
320- أحمد بْن الوليد بْن أحمد بْن محمد [1] .
أبو حامد الزَّوْزَنيّ [2] .
رحل، وروى عن: أبي بكر الشّافعيّ، وخلف الخيّام، وأبي القاسم الطّبرانيّ.
وتوفّي بنَيْسابور في جُمَادَى الآخرة.
روى عَنْهُ: طاهر الشّحّاميّ [3] ، وغيره [4] .
321- إبراهيم بْن محمد بْن إبراهيم بن مهران [5] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن الوليد) في:
المنتخب من السياق 82 رقم 176، والأنساب 5/ 321.
[2] الزّوزنيّ: بسكون الواو بين الزايين المعجمتين وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى زوزن وهي بلدة كبيرة حسنة بين هراة ونيسابور. وكان بعض الكبراء قال: زوزن هي البصرة الصغرى، لكثرة فضلائها وعلمائها، قيل إن إمارتها تعدل إمارة مدينة كبيرة بخراسان وكذلك القضاء بها وحدودها متصلة بحدود البوزجان ومن الناحية الأخرى بقهستان. (الأنساب) .
[3] الشّحّاميّ: بفتح الشين المعجمة، وتشديد الحاء المهملة، هذه النسبة إلى بيع الشحم.
(الأنساب 7/ 296) .
[4] في (المنتخب) : أحمد بن الوليد بن أحمد بن محمد بن الوليد أبو حامد بن أبي العباس الزوزني الواعظ، الصوفي، المحدّث ابن المحدّث، شيخ ثقة، سمع الكثير ورحل في السماع، وأدرك الإسناد العالي، وأقام في آخر العمر بالبلد. سمع منه الجماعة واستفادوا منه ومن سماعه.
[5] انظر عن (إبراهيم بن محمد) في:
طبقات فقهاء الشافعيّة للعبّادي 104، وطبقات الفقهاء للشيرازي 106، تبيين كذب المفتري 423، 244، ومعجم البلدان 1/ 187، والأنساب 1/ 225، واللباب 1/ 55، وتهذيب الأسماء واللغات للنووي 2/ 169، 170، والمنتخب من السياق 120، 121 رقم 269، ووفيات الأعيان 1/ 28، والمختصر في أخبار البشر 2/ 156، ودول الإسلام 1/ 249، والإعلام بوفيات الأعلام 175، وسير أعلام النبلاء 17/ 353، 356 رقم 220، والمعين في طبقات المحدّثين 123 رقم 1372، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1084، ومرآة الجنان 3/ 31، 32، والبداية والنهاية 12/ 24، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 111، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 59، 60، وتاريخ ابن الوردي 1/ 338، والوافي بالوفيات 6/ 104، 105، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1 ج 173، 174 رقم 131، والنجوم الزاهرة 4/ 267، وتاريخ الخلفاء 416، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 135، 136، وكشف الظنون(28/436)
الأستاذ أبو إِسْحَاق الإسْفرائينيّ، الأصُوليّ، المتكلم، الفقيه الشّافعيّ، إمام أهل خُرَاسان. رُكْن الدّين، أحد مِن بلغ رتبة الاجتهاد.
لَهُ التّصانيف المفيدة.
روى عَنْ: دَعْلَج بْن أحمد السجْزيّ، وأبي بكر الشافعي، وعبد الخالق بن أبي روبا، ومحمد بن يزداد بن مسعود، وأبي بَكْر الإسماعيليّ، وجماعة.
وأملى مجالس.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر البَيْهَقيّ، وأبو القاسم القُشَيْريّ، وأبو السّنابل [1] هبة الله بْن أَبِي الصَّهْباء، وجماعة.
وصنف كتاب «جامع الحُلي [2] في أُصول الدّين» ، و «الرّدّ عَلَى الملحدين» في خمس مجلّدات، وتصانيف كثيرة مفيدة [3] .
أخذ عَنْهُ القاضي أبو الطيب الطَّبَريّ أُصول الفقه وغيره.
وبُنيت لَهُ بنَيْسابور مدرسة مشهورة.
وتُوُفّي بنَيْسابور يوم عاشُوراء مِن السَّنة.
قَالَ أبو إِسْحَاق الشّيرازيّ [4] : درس عَليْهِ شيخنا أبو الطَّيّب، وعنه أخذ الكلام والأُصول عامّة شيوخ نيسابور [5] .
__________
[1] / 539، وشذرات الذهب 3/ 209، والأعلام 1/ 59، ومعجم المؤلّفين 1/ 83، وروضات الجنات 1/ 166، وهدية العارفين 1/ 8، وديوان الإسلام 1/ 112، 113 رقم 150، ونسيم الرياض 4/ 79، وطبقات الأصوليين 1/ 228، 229.
[1] ورد في: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي، وطبقات الأصوليين: «أبو السائب» وهو غلط.
[2] هكذا في الأصل ووفيات الأعيان والوافي بالوفيات (بالحاء المهملة) ، وورد «الخلي» بالخاء المعجمة في: سير أعلام النبلاء.
وورد اسم الكتاب في: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي، وشذرات الذهب، وطبقات الأصوليين: «الجامع في أصول الدين» بإسقاط «الحلي» أو «الخلي» .
وورد في: كشف الظنون، وهدية العارفين: «جامع الجلي والخفي في أصول الدين» .
[3] انظر أسماءها في: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي، وكشف الظنون، وهدية العارفين، ومنها «أدب الجدل» و «مسائل الدور» و «تعليقة في أصول الفقه» .
[4] في: طبقات الفقهاء 106.
[5] انظر: تبيين كذب المفتري 243، 244، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 257.(28/437)
وقال غيره: نُقِل إلى إسْفراين ودُفِن بمشهده بها [1] .
وقال عَبْد الغافر [2] : كَانَ أبو إِسْحَاق طراز ناحية المشرق، فضلًا عَنْ نَيْسابور وناحيته. ثم كان من المجتهدين في العبادة، المبالغين في الورع [3] .
انتخب عليه أبو عبد الله الحاكم عشرة أجزاء، وذكره في تاريخه [4] لجلالته.
وخرج عليه أحمد بن علي الحافظ الرازي ألف حديث. وعقد له مجلس الإملاء بعد ابن محمش.
وكان ثقة، ثبتا في الحديث [5] .
قال أبو القاسم بن عساكر [6] : حكى لي مَن أثق بِهِ أنّ الصّاحب بْن عباد كَانَ إذا انتهى إلى ذِكر ابن الباقِلّانيّ، وابن فُورَك، والإسْفرائينيّ، وكانوا متعاصرين مِن أصحاب أَبِي الحَسَن الأَشْعريّ، قَالَ لأصحابه: ابن الباقِلّانيّ بحرٌ مُغْرِق، وابن فُورَك صِلٌ [7] مُطْرِق، والإسْفرائينيّ نارٌ تحرق [8] .
وقال الحاكم في تاريخه: أبو إِسْحَاق الإسْفرائينيّ الفقيه الأُصُوليّ المتكلم، المتقدم في هذه العلوم. انصرف مِن العراق وقد أقَّر لَهُ العلماء بالتّقدُّم إلى أن قَالَ: وبُني لَهُ بنَيْسابور المدرسة الّتي لم يُبْنَ بنَيْسابور قبلها مثلها. فدرَّس فيها [9] .
وقال غيره: كَانَ أبو إسحاق يَقُولُ: إنّ كلّ مجتهدٍ مُصيبٌ أوّلُهُ سَفْسَطة، وآخر زندقة [10] .
__________
[1] الأنساب 1/ 237، وفيات الأعيان 1/ 28، وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 170.
[2] في المنتخب من السياق 120.
[3] وزاد: «والتحرّج» .
[4] هو: تاريخ نيسابور، ولم يصلنا.
[5] المنتخب من السياق 120، 121 وفيه: «الحافظ الرازيّ (كذا) ، وعقد له مجلس الإملاء بنيسابور في مسجد عقيل بعد أبي طاهر الزيادي سنة عشر وأربعمائة، وحضر الحفاظ والمشايخ من الصدور وأهل العلم وأملى سنين أعصار الخميس مدّة وأعصار الجمعة مدّة» .
[6] في: تبيين كذب المفتري.
[7] الصّلّ: السيف القاطع، وهو أيضا: الداهية.
[8] في الأصل: «محرق» ، والتصحيح من المصادر.
[9] تهذيب الأسماء واللغات 2/ 169، السبكي 4/ 256.
[10] تهذيب الأسماء 2/ 170، الوافي بالوفيات 6/ 105.(28/438)
وقال أبو القاسم الفقيه: كَانَ شيخنا الأستاذ إذا تكلَّم في هذه المسألة قِيلَ: القلم عَنْهُ مرفوع [1] حينئذٍ، لأنّه كَانَ يشتم ويصول، ويفعل أشياء.
وحكى عَنْهُ أبو القاسم القُشَيْريّ أنّه كَانَ لا يجوّز الكرامات. وهذه زَلَّة كبيرة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَازِمٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ غَسَّانَ، أنا سَعِيدُ بْنُ سَهْلٍ الْخُوَارَزْمِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَخَمْسِمَائَةٍ: ثنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُؤَذِّنُ إِمْلَاءً: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزْدَادَ بْنِ مَسْعُودٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، ثنا أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَزَّانُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، ثنا عِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ، سَمِعَ الْقَاسِمَ يُحَدِّثُ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي دعائه: «اللهمّ أجعل أوسع رزقي عند كبير سِنِّي وَانْقِضَاءِ عُمْرِي [2] » . قُلْتُ: عِيسَى [3] هَذَا مَدَنِيٌّ يُقَالُ لَهُ الْخَوَّاصُ. قَالَ بَتَرْكِهِ النَّسَائِيُّ [4] ، وَضَعَّفَهُ الدّارقطنيّ [5] .
322- إسماعيل بن بدر [6] .
__________
[1] من رفع عنه القلم بيّنه النبيّ صلى الله عليه وسلم بقوله: «رفع القلم عن ثلاث: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصّبيّ حتى يشبّ، وعن المعتوه حتى يعقل» .
[2] الحديث ضعيف لضعف «عيسى بن ميمون» .
[3] هو: عيسى بن ميمون المدني.
[4] في: (الضعفاء والمتروكين 299 رقم 425) ، وفي رواية عنه: ليس بثقة.
[5] في: (الضعفاء والمتروكين 136 رقم 413) .
وقال البخاري: منكر الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: اسْتَعْدَيْتُ عَلَيْهِ، وَقُلْتُ: ما هذه الأحاديث التي تروى عن القاسم، عن عائشة؟ فقال: لا أعود.
وقال ابن حبّان: يروي عن الثقات أشياء كأنها موضوعات.
وقال يحيى بن معين: ليس حديثه بشيء.
وذكره العقيلي في (الضعفاء 3/ 387 رقم 1427) .
وقال الفلّاس: متروك.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا بتابعه عليه أحد.
وذكره ابن شاهين في (الضعفاء والكذّابين 145 رقم 463) .
[6] انظر عن (إسماعيل بدر) في:
الصلة لابن بشكوال 102، 103 رقم 236.(28/439)
أبو القاسم الأنصاريّ القُرْطُبيّ، الأديب الفَرَضيّ، المعروف بابن الغنّام.
روى عن: محمد بْن معاوية الْقُرَشِيّ، ومنذر بْن سَعِيد القاضي، وأبي عيسى اللَّيْثّي.
حدَّث عَنْه الخَوْلانيّ، وقال: كَانَ صالحًا، متسننًا [1] ، مهندسًا [2] .
روى عَنْهُ أيضًا: قاسم بْن إبراهيم، وأبو محمد بْن خزرج.
323- أصْبَغ بْن عيسى [3] .
أبو القاسم اليَحْصُبيّ الإشبيليّ العبدريّ [4] .
روى عَنْ: أَبِي محمد الباجيّ، وغيره.
وعُني بالعِلم [5] .
روى عَنْهُ: الخَوْلانيّ، وأبو محمد بْن خزرج.
- حرف الحاء-
324- الحسين بْن عليّ بن حسين بن محمد [6] .
__________
[1] في: الصلة: «متسنيا» .
[2] وزاد: سالما، مطبوعا.
[3] انظر عن (أصبغ بن عيسى) في:
الصلة لابن بشكوال 108 رقم 253.
[4] في الطبعة الأوروبية: «العنبري» .
[5] زاد ابن بشكوال: وتكرّر على الشيوخ بإشبيليّة وسمع منهم وكتب عنهم مع الفهم. وكان عاقدا للشروط محسنا لها، بارعا ديّنا، حدّث عنه الخولانيّ ووصفه بما ذكرته.
[6] انظر عن (الحسين بن علي الوزير ابن المغربي) في:
تاريخ حلب للعظيميّ 328، والرجال للنجاشي 51، ودمية القصر 1/ 115- 120، والإشارة إلى من نال الوزارة لابن منجب 47، والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة لابن بسّام، ق 4 مجلّد 2/ 475- 515، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 312- 314، والمنتظم 8/ 32، 33 رقم 56، ومعجم البلدان 5/ 177، ومعجم الأدباء 10/ 79- 90، والكامل في التاريخ 9/ 321، 331، 335، 362، وبغية الطلب (المخطوط) 5/ 14- 30، وطبعة أنقرة 111، 112 في ترجمة «حسن بن أسد الفارقيّ» ، وبدائع البدائه 360، 361 رقم 425، ووفيات الأعيان 2/ 172- 177، ورجال الحلّي 53 رقم 29، والمختصر في أخبار البشر 2/ 155، وتتمة يتيمة الدهر 1/ 34، وسير أعلام النبلاء 17/ 394- 396 رقم 257، والعبر 3/ 128، وتاريخ ابن الوردي 1/ 338، والبداية والنهاية 12/ 23، ومرآة الجنان 3/ 32، 33، وإعتاب الكتّاب 206، والدرّة المضيّة 309- 312، وفحول البلاغة 189، واتّعاظ الحنفا 2/ 82، 251، ولسان الميزان 2/ 301، والنجوم الزاهرة 4/ 266، وشذرات(28/440)
الوزير أبو القاسم بْن أبي الحَسَن الشيعيّ.
عُرف بابن المغربيّ.
كَانَ مَعَ أَبِيهِ، فلمّا قَتَلَ الحاكم أَبَاهُ بمصر وعمّه وإخوته هرب أبو القاسم مِن مصر، واستجار بحسّان بْن مفرّج الطّائيّ، ومدحه. فوصله وأجاره [1] .
حدّث عَنْ: الوزير أَبِي الفضل جعفر بْن الفُرات بْن حنْزَابَة [2] .
روى عَنْهُ: ابنه عَبْد الحميد، وأبو الحَسَن بْن الطَّيّب الفارقيّ.
وقد وَزَرَ لصاحب ميّافارقين أحمد بْن مروان.
ومن شِعره لمّا كَانَ مختفيا بالقاهرة والحاكم يطلب دمه، وقد كَانَ بمصر صبيٌّ أمرد يُضرب المَثَلُ بحُسنْه، وكان يشتهي أبو القاسم أن يراه، فأُخبِر بأنّه يسبح في الخليج، فخرج ليراه وغرَّرَ بنفسه، فنظر إِليْهِ وقال:
عُلّمْتُ منطقَ حاجبَيْه ... والبَيْنُ ينشُدُ رَايَتَيْهِ [3] .
وعَرَفْتُ آثارَ النّعيمِ ... بقُبْلةٍ في وجْنَتَيْهِ
ها قد رضيتُ مِن الدُّنيا ... بأسْرها نَظَرِي إليهِ [4]
ولقد أراه في الخليج ... يَشَقُّهُ من جانبيه
والموج [5] مثل السّيف و ... هو فرنده في صفحتَيْهِ
لا تشربوا مِن مائه ... أبدًا، ولا تَرِدُوا عليهِ
قد ذاب منه السّحر في ... حركاته من مقلتيه [6] .
__________
[ () ] الذهب 3/ 210، ومجمع الرجال للقهپائي 2/ 189، وطبقات أعلام الشيعة (النابس في القرن الخامس) ص 65، وكشف الظنون 108، 129، 211، 814، 1441، 1573، وروضات الجنات 241، وإيضاح المكنون 1/ 49، 117 و 2/ 304، 315، 430، 567، وتنقيح المقال للمامقاني 1/ 338، وأعيان الشيعة 27/ 6- 27، ومعجم المؤلّفين 4/ 30.
[1] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 312.
[2] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 312 وفيه «خنزابة» وهو تصحيف.
[3] في: دمية القصر، وأعيان الشيعة: «ينشر راحتيه» .
[4] في: دمية القصر، وأعيان الشيعة: أنا قد رضيت من الحياة بنظرة مني إليه.
[5] في: دمية القصر، وأعيان الشيعة: «والنهر» .
[6] البيت في: دمية القصر، وأعيان الشيعة:
قد دب فيه السّحر من ... أجفانه أو مقلتيه(28/441)
وكأنّه في الموج قلبي ... بين أشواقي إليهِ [1]
وله:
وكلّ أمرئٍ يدري مواقعَ رُشْدِهِ ... ولكنّه أعمي أَسِيرُ هَوَاهُ
هوى نفسِه يُعْمِيهِ عَنْ قُبْح عَيْبِهِ ... وينظُرُ عَنْ فَهْمٍ [2] عيوب سِوَاهُ
ابن النّجّار: أنشدنا الفَتْح بْن عَبْد السّلام، أَنَا جدّي، أنشدنا رزق الله التّميميّ: أنشدنا الوزير أبو القاسم الحسين بْن عليّ المغربي لنفسه:
وما أُمُّ خشف خلَّفَتْه وبَكَّرَتْ ... لتُكِسبَه طَعْمًا وعادت إلى العُشّ
غدت تَرْتَعي [3] ثمّ انْثَنَتْ لِرَضَاعِهِ ... فلم تلْقَ شيئًا مِن قوائمه الحمشِ
طافت بذاك القاع وَلْهًا [4] فصادفتْ ... سِبَاع الفَلا نَهَشَتْه [5] أيما نَهْشِ
بأوجَعَ منّي يومَ ظلّت أناملٌ ... تودّعني بالدّرّ مِن شبك النَّقْشِ
وأجمالهم تَحْدِي وقد بّرح النَّوَى [6] ... كأنّ مطاياهم عَلَى ناظري تمشي
وأعْجبُ ما في الأمر أنْ عِشْتُ بعدهُمْ ... عَلَى أنّهم ما خلَّفوا فيَّ مِن بطْش [7]
قَالَ مِهْيار الدَّيْلَميّ: لمّا وزر أبو القاسم بْن المغربيّ ببغداد تعظم وتكبَّر ورَهِبَة النّاس، وانقبضْت عَنْ لقائه، ثمّ خِفْتُ فعملتُ فيه قصيدتي البابيّة، ودخلتُ فأنشدتُهُ، فرفع طرْفَه إليّ وقال: اجلس أيها الشَّيْخ. فلمّا بلغت إلى قولي:
جاء بك الله عَلَى فترةٍ ... بآيةٍ مَن يَرها يَعْجبِ
لم تَأْلَفِ الأبصارُ مِن قَبْلها ... أن تَطْلُع الشَّمسُ مِن المغربِ
فقال: أحسنت يا سيّدي. وأعطاني مائتي دينار.
__________
[1] الأبيات في: دمية القصر 1/ 116، 117، وأعيان الشيعة 6/ 115.
[2] في: سير أعلام النبلاء 17/ 396 «حذف» .
[3] في: المنتظم: «فارتعت» .
[4] في الأصل: «ولهاء» ، وفي: المنتظم «ولهى» .
[5] في: المنتظم: «ينهشنه» .
[6] في: المنتظم: «عشي، وقد خيل الهوى» .
[7] الأبيات في: المنتظم 8/ 32، والبيت الأول عنده:
وما ظبية أدماء تحنو على الطلا ترى الأنس وحشا وهي تأنس بالوحش وكذا في: أعيان الشيعة (الطبعة الجديدة) 6/ 114.(28/442)
قلت: وكان جدُّهم يُلَقب بالمغربيّ لكونه كَانَ كاتبًا عَلَى ديوان المغرب [1] ، وأصله بصْريّ. قصد أبو القاسم: فَخْرَ المُلْك أبا غالب [2] ، وتوصَّل إلي أن وَزَرَ سنة أربع عشرة. وكان بليغًا مفَّوهًا مترسّلًا، يتوقَّد ذكاءً.
ومن شِعْره:
تأمَّل مَنْ أهواهُ صُفْرةَ خاتمي ... فقال: حبيبي [3] ، لِمْ تَجنَّبتَ أحمَره؟
فقلت لَهُ: مِن أحمرٍ كَانَ لونُهُ [4] ... ولكْن سَقَامي حلَّ فيه فغيّره [5] .
وقد ساق ابن خلّكان [6] نَسَبَه إلى بِهرام جور، وقال [7] : له ديوان شعر، و «مختصر إصلاح المنطق» ، وكتاب «الإيناس» [8] .
ومولده سنة سبعين وثلاثمائة.
وحفظ كُتُبًا في اللُّغة والنَّحْو. وكان يحفظ نحو خمسة عشر ألف بيت مِن الشّعر. وبرع في الحساب. وحصَّل ذَلِكَ وله أربع عشرة سنة.
وكان مِن دّهاة العالم. هرب من الحاكم فأفسد نيّات صاحب الرّملة
__________
[1] قال ابن خلّكان: «ورأيت في بعض المجاميع أنه لم يكن مغربيّا، وإنما أحد أجداده، وهو أبو الحسن علي بن محمد كانت له ولاية في الجانب الغربي ببغداد، وكان يقال له: المغربي، فأطلق عليهم هذه النسبة، ولقد رأيت خلقا كثيرا يقولون هذه المقالة. ثم بعد ذلك نظرت في كتابه الّذي سمّاه «أدب الخواصّ» فوجدت في أوله: «وقد قال المتنبّي وإخواننا المغاربة يسمّونه المتنبه، فأحسنوا» .
أتى الزمان بنوه في شبيبته ... فسرّهم وأتيناه على الهرم
فهذا يدلّ على أنه مغربيّ حقيقة لا كما قالوه، والله أعلم» . (وفيات الأعيان 2/ 177) .
[2] معجم الأدباء 10/ 81.
[3] في: معجم الأدباء: «فقال بلطف» .
[4] في: معجم الأدباء: «فقلت: لعمري كان أحمر لونه» ، وفي: تهذيب تاريخ دمشق: «فقلت له:
في أحمر كان لونه» .
[5] البيتان في: معجم الأدباء 10/ 89، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 313، وأعيان الشيعة 6/ 115.
[6] في: وفيات الأعيان 2/ 172 فقال: «أبو القاسم الحسين بن عليّ بن الحسين بن علي بن محمد بن يوسف بن بحر بن بهرام بن المرزبان بن ماهان بن باذان بن ساسان بن الحرون بن بلاش بن جاماس بن فيروز بن يزدجرد بن بهرام جور» .
[7] في: وفيات الأعيان 2/ 172.
[8] زاد ابن خلّكان: «وهو مع صغر حجمه كثير الفائدة ويدلّ على كثرة اطّلاعه» وكتاب «أدب الخواص» وكتاب «المأثور في ملح الخدور» وغير ذلك.(28/443)
وأقاربه عَلَى الحاكم. وسار إلى الحجاز، فأطمع صاحب مكّة في الحاكم وفي أخذ ديار مصر. وعمل ما قلق الحاكم مِنه وخاف على ملكه [1] .
وتوفّي بميّافارقين، وحُمل إلى الكوفة بوصيّةٍ منه. وله في ذَلِكَ حديث طويل. ودُفِن في تُربةٍ مجاورةٍ للمشهد المنسوب إلى عليّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ [2] .
ومن شِعْره:
أقولُ لها والعِيسُ تُحْدجُ [3] للسُّرَى: ... أَعِدّي [4] لفَقْدي ما استطعتِ مِن الصَّبرِ
سأُنْفِقُ رَيْعانَ الشّبيبةِ آنِفًا ... عَلَى طَلَب العَلْياءِ أو طَلَبِ الأجْرِ
أَلَيْسَ مِن الخُسْران أنّ لياليا ... تَمُرُّ بلا نَفْعٍ وتُحْسبُ مِن عمري [5] ؟
ومن شِعْره:
أرى النّاس في الدّنيا كَرَاعٍ تنكَّرَتْ ... مَرَاعِيهِ حتّى لَيْسَ فيهنّ [6] مَرْتَعُ
فماءٌ بلا مَرْعَى ومَرْعَى بغيرِ ماء ... وحيثُ تَرَى ماءً ومَرْعَى فمَسْبَعُ [7]
وكتب إلى الحاكم:
وأنتَ وحسبي أنت تعلم أنّني ... ... [8] إمام المجد يبني ويَهْدمُ
وليس حليمًا مِن تُقَبَّل كفُّهُ ... فَيَرْضَى، ولكن من تعضّ فيحلم
ومن شعره:
__________
[1] معجم الأدباء 10/ 80، 81، وفيات الأعيان 2/ 174.
[2] معجم الأدباء 10/ 82، وفيات الأعيان 2/ 176، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 314.
[3] تحدج: يشدّ عليها الحدج، وهو مركب للنساء كالمحفّة والحمل أيضا.
[4] في: معجم الأدباء: «عدّي» ، والمثبت يتفق مع: وفيات الأعيان.
[5] الأبيات في: معجم الأدباء 10/ 88، ووفيات الأعيان 2/ 173، وأعيان الشيعة (الطبعة الجديدة) 6/ 114.
[6] في: مرآة الجنان: «حتى ليس في تلك» .
[7] المسبع: الأرض تكثر فيها السباع.
والبيتان في: وفيات الأعيان 2/ 173، ومعجم الأدباء 10/ 57، وأعيان الشيعة 6/ 114. وقد وردت في المطبوع من: مرآة الجنان 3/ 33: «منبع» .
[8] البياض في الأصل.(28/444)
قبورٌ ببغداد وطُوسٍ وطَيْبةٍ ... وفي سُرّ مِن رَأَى والغِريّ وكربلا
إذا ما أتاها عارِفٌ بحقوقها ... ترحّل عنها بالّذي كان أمّلا
وتوفّي في رمضان، رحمه الله [1] .
- حرف الراء-
325- رباح بْن عليّ بْن موسى بْن رباح [2] .
القاضي أبو يوسف البصْريّ.
سَمِعَ: إبراهيم بْن عليّ الهُجَيْميّ [3] ، وأحمد بْن محمد بْن سليمان المالكيّ، ومحمد بن محمد بْن بَكْر الهِزّانيّ.
وسمع بدمشق، ومصر.
روى عَنْهُ: ابنه يوسف، وأبو القاسم التّنُوخيّ [4] ، وأبو خازم محمد بْن الحسين الفرّاء، وآخرون.
- حرف الزاي-
326- زيد بْن عَبْد العزيز بْن مُقرن [5] .
أبو الحسين الأصبهانيّ.
توفّي في المحرّم.
__________
[1] وقال الفضل بن سهل الأسفرايني الحلبي المعروف بابن الأثير: اجتمعت بابن أسد بحلب فقال لي: مرّ بي الوزير المغربي، فوقف عليّ، وقال لي: نحن بالأشواق إلى لقائك لما ينتهي إلينا من تلقائك، فلو زرتنا لأنسنا بك. فقلت له: قد كففت ذيل مطامعي ببيت قلته، فقال: وما هو؟، فأنشدته:
إذا شئت أن تحيا عزيزا ولا ... تكن على حالة إلّا رضيت بدونها
قال: فصفّق المغربيّ وقال: أيّها الشيخ هذا بيت تبر لا بيت شعر. (بغية الطلب- المطبوع- ص 112) .
ووقع في (لسان الميزان 2/ 301) أن مولده كان في ذي الحجة سنة تسعين وثلاثمائة. وهذا خطأ، والصواب أنه ولد سنة 370 هـ. فيكون قد عاش 48 سنة.
[2] انظر عن (رباح بن علي) في:
تاريخ بغداد 8/ 429 رقم 4535.
[3] الهجيميّ: بضم الهاء وفتح الجيم والياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها الميم. هذه النسبة إلى محلّة بالبصرة نزلها بنو هجيم فنسبت المحلّة إليهم. (الأنساب 12/ 309) .
[4] وهو ذكر أنه سمع منه ببغداد في سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.
[5] لم أقف على مصدر ترجمته.(28/445)
- حرف الطاء-
67- طاهر بْن الحَسَن [1] بْن إبراهيم [2] .
أبو محمد الهمَدانيّ الجصّاص الزّاهد.
روى عَنْ: محمد بْن يوسف بْن عُمَر الكِسائيّ البزّاز، والحسن بْن عليّ الصَّفّار.
وهذا الكِسائيّ يروي عَنْ البَغَويّ شيئًا قليلًا.
روى عَنْ طاهر: أبو مسلم بْن غَزْو.
وحكى عَنْهُ جماعة مِن الصُّلَحاء.
وكان كبير القدْر، صاحب كرامات.
بالغ شِيرَوَيْه في تطويل ترجمته، وقال: سَمِعْتُ أبا الحَسَن الصُّوفيّ يَقُولُ:
سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: كَانَ لطاهر الجصّاص مصنَّفات عدّة، منها: «أحكام المريدين» مشتمل عَلَى سبعة أجزاء. وكان يقرأ التّوراة، والإنجيل، والزَّبُور، والقرآن، ويقرّر تفسيرها.
سُئل طاهر عَنْ التّوحيد فقال: أن يكون رجوع المرء إلى نفسه ونظره إِليْهِ اشدّ عَليْهِ مِن ضرب عُنُقه.
وقال جعفر الأَبْهريّ [3] : كَانَ لطاهر الجصّاص ثلاثمائة تلميذ كلّهم مِن الأوتاد.
وقال مكّيّ بْن عُمَر البّيع: سَمِعْتُ محمد بْن عيسى يَقُولُ: صام طاهر الجصَّاص أربعين يومًا متواليات أربعين مرّة. وآخر أربعين عملها صامَ عَلَى قشر
__________
[1] في الأصل: «الحسين» والتصويب من: الأنساب، وسير الأعلام.
[2] انظر عن (طاهر بن الحسن) في:
الأنساب 3/ 360، 361، وسير أعلام النبلاء 17/ 390- 392 رقم 253، ومعجم المؤلفين 5/ 33.
[3] الأبهريّ: بفتح الألف وسكون الباء المنقوطة بواحدة وفتح الهاء وفي آخرها الراء المهملة، هذه النسبة إلى موضعين أحدهما إلى أبهر وهي بلدة بالقرب من زنجان خرج منها جماعة كثيرة من الفقهاء المالكية والمحدّثين والصوفية والأدباء وفيهم كثرة.
والثاني منسوب إلى قرية من قرى أصبهان اسمها أبهر خرج منها جماعة من المحدّثين.
(الأنساب 1/ 124- 126) .(28/446)
الدُّخْن، فَلِفْرط يُبْسِه فرغ رأسُه واختلط في عقله. ولم أرَ أكثر مجاهدةً منه.
قَالَ شِيرَوَيْه: كَانَ طاهر يذهب مذهب أهل الملامة.
وقال مكّيّ: سَمِعْتُ أبا سعد بْن زِيرَك يَقُولُ: حضرتُ مجلسا ذُكِر فيه طاهر الجصَّاص، فبعضهم نسبه إلى الزَّنْدَقَة، وبعضهم نسبه إلى المعرفة. فلمّا كُثرتِ الأقاويل فيه قلت: إنّ عيسى عَليْهِ السّلام كَانَ نبيا وافِتتانُ النّاس بِهِ أكثر، وافِتتانُهُم بعيسى ضَرَّهم وما ضَرّه. وكذلك افتتان النّاس بطاهر يضرُّهم ولا يضرُّه.
قَالَ مكّيّ: حَضَرتْ امرأةٌ عنده فقالت: ألحَّ عَليْهِ بعض أصحابنا في إظهار العِلّة الّتي ترك بسببها اللّحْم والخُبز، فقال: إذا أكلتهما طالبتني نفسي بقُبلة أمردٍ مليح.
وسمعت منصور الخيّاط الصُّوفيّ يَقُولُ: دخلت عَلَى طاهر الجصَّاص، فنظرت إِليْهِ وإلى اجتماع القمل في ثوبه، فسألته أن يعطيني فَرْوته لأغسلها وأفلّيها.
قَالَ: عَلَى أن لا تقتل القمل.
قلت: نعم.
ثمّ حملتها إلى النَّهر، فلو كَانَ معي قفيز كنت أملأه قملًا، فَكَنَسْتُهُ بالمِكْنَسة ونَقَّيْتُهُ، فلمّا رَدَدْتُها عَليْهِ قَالَ: الحالتان عندي سواء، فإن القمل لا يؤذيني.
وقال شِيرَوَيْه: سَمِعْتُ يوسف الخطيب يَقُولُ: دخلت عَلَى طاهر الجصَّاص ووضعت بين يديه تينا، فناولته تِينةً وقلت: أيُّها الشّيخ اقطع هذه التّينة بأسنانك، ولم يبق في فمه سِنّ، فجعل يمصُّها ويَلُوكُها حتّى لانت وأمكنه قَطْعُها، فأكل نصفها، ووضع نصفها في فمي. فكأنّي وجدت في نفسي مِن ريقه ولُعابه. فبتُ تِلْكَ اللّيلة، فرأيت كأنّ آتٍ أتاني، فأخرج قلبي مِن جوفي مِن غير ألمٍ ولا وجع. فلمّا شاهدتُ قلبي كأنّ قِنْديلٍ، فيه سبعةَ عشر سِراجًا، فقال لي: هذا مِن ذاك اللُّعاب.
سَمِعْتُ عَبْد الواحد بْن إسماعيل البُرُوجَرْدِيّ يَقُولُ: اشترينا شِوَاء وحلْواء(28/447)
فأكلنا، ثمّ دخلنا عَلَى طاهر الجصَّاص فقلنا: نريد شيئًا نأكله. فقال: قوموا عنّي أكلتم الشّواء والحلواء في السّوق وتطلبون شيئا مِن عندي.
وكان طاهر يتكلَّم مِن كلام الملامة بأشياء لا بأس بها في الشَّرْع إذا فّتش، وقبره يزار ويُعظَّم [1] .
- حرف العين-
328- عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن جَحّاف [2] .
أبو عَبْد الرَّحْمَن المَعَافِريّ. قاضي بَلَنْسِيَّة، ويُلقَّب بحَيْدَرَة.
رَوَى عَنْ: أَبِي عيسى اللَّيْثي، وأَبِي بَكْر بْن السّليم، وأبي بكر بن القوطيّة.
وكان إماما، ثقة، فاضلا.
ذكره ابن خَزْرج.
وحدَّث عَنْهُ: أبو محمد بْن حزم، وقال: هُوَ مِن أفضل قاضٍ رَأَيْته دينًا وعقلًا وتعاونًا، حظّه الوافر مِن العلم.
تُوُفّي في رمضان.
329- عَبْد الله بْنُ عُبَيْد الله بْنُ مُحَمَّد [3] .
أبو سَعِيد الْجُرْجانيّ، ثمّ النَّيْسابوريّ الواعظ.
كَانَ يَعِظ في مجلس المطرز.
وحدَّث عَنْ: أَبِي عَمْرو بْن نُجَيْد، وأبي الحَسَن السَّرَّاج، وطبقتهما.
روى عَنْهُ: أبو صالح المؤذّن، وعبيد الله الحشكانيّ [4] .
وكان حيّا في هذا العام.
__________
[1] قال ابن السمعاني: «وطاهر بن الجصّاص شيخ الصوفية في عصره بهمذان، وحكي عنه أنه قال: ما تركت العمل حتى رأيت الجصّ على الحائط يلمع كالفضّة، فاحترزت من الشهرة وتركت العمل» . (الأنساب 3/ 260 و 261) .
[2] انظر عَنْ (عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَحّاف) في:
جذوة المقتبس للحميدي 262 رقم 554، والصلة لابن بشكوال 1/ 262، 263، رقم 583، وبغية الملتمس للضبيّ 346 رقم 931.
[3] لم أقف على مصدر ترجمته، ولم يذكره السهميّ في (تاريخ جرجان) .
[4] لم أجد هذه النسبة في كتب الأنساب.(28/448)
330- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حمدان [1] .
أبو القاسم الْقُرَشِيّ النّيسابوريّ السّرّاج.
روى عن: أبي العبّاس الأصمّ، وأبي منصور محمد بن القاسم الصّبغيّ، ومحمد بْن سليمان البزاري، وأحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي، وجماعة.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وعلي بن أحمد الأخرم المديني، وأبو صالح المؤذن، وعثمان المحمي [2] ، وفاطمة بنت الدقاق، وجماعة.
مات في صفر.
وكان إماما جليلا، ثقة كبير القدر فقيها.
تفقه على الأستاذ أبي الوليد.
331- عبد الوهاب بن جعفر بن علي [3] .
أبو الحسين بن الميداني، الدمشقي المحدّث.
روى عَنْ: أَبِي عليّ بْن هارون، وأحمد بْن محمد بْن عُمَارة، وأبي عَبْد الله بْن مروان، والحسين بْن أحمد بْن أَبِي ثابت، وأبي بَكْر بْن أَبِي دَجَانة، وأبي عُمَر بْن فضالة، وخلْقٍ كثير بعدهم.
روى عَنْهُ: رشأ بْن نظيف، وأبو سعْد السّمّان، وعبد العزيز الكتاني، وعلي بن محمد بن أبي العلاء، وأبو العبّاس أحمد بْن قُبَيْس المالكيّ، وآخرون.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى.
قَالَ الكتّانيّ: ذكر أبو الحسين أنّه كتب بمائة رطْل حِبْر، وقد احترقت كتبه
__________
[1] انظر عَنْ (عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد اللَّهِ) في:
المنتخب من السياق 301 رقم 995.
[2] المحميّ: بالحاء المهملة الساكنة بين الميمين أولاهما مفتوحة، هذه النسبة إلى محم، وهو بيت كبير بنيسابور يقال له المحمية. (الأنساب 11/ 173) .
[3] انظر عن (عبد الوهاب بن جعفر) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 25/ 149، والعبر 3/ 128، 129، والإعلام بوفيات الأعلام 175، وسير أعلام النبلاء 17/ 499، 500 رقم 322، والمغني في الضعفاء 2/ 412، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 623، وميزان الاعتدال 2/ 679، ومرآة الجنان 3/ 33، ولسان الميزان 4/ 86، وشذرات الذهب 3/ 310.(28/449)
وجدَّدها. وكان فيه تَسَاهُل [1] .
وقد اتُهم في ابن هارون.
332- عُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ فاذُوَيْه [2] .
أبو عَبْد الرَّحْمَن الإصبهاني التّاجر.
مات في ذي الحجّة.
333- عليّ بْن الحَسَن القاضي [3] .
أبو القاسم الهرويّ الدّاوديّ، مصنف «التّفسير» .
روى عَنْ: أَبِي تراب محمد بْن إِسْحَاق المَوْصِليّ.
وعنه: ابن أخته صاعد بْن سيّار.
تُوُفّي في ربيع الآخر.
وروى أيضًا عَنْ الخليل بْن أحمد، والدارقطني.
334- عليّ بْن عُبَيْد الله بْن الشَّيْخ [4] .
أبو الحسن الدّمشقيّ.
روى عَنْ: المظفَّر بْن حاجب، وجُمَح المؤذّن، وأبي عمر بن فَضَالة.
روى عنه: عبد العزيز الكتاني، والسمان.
335- علي بن عبد الله بن يوسف الشيرازي [5] .
أبو الحسن الرشيقي [6] .
توفي في ربيع الآخر.
__________
[1] تاريخ دمشق 25/ 149.
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
[4] انظر عن (علي بن عبيد الله) في:
ديوان الصوري 1/ 310 و 2/ 60، 64.
[5] لم أقف على مصدر ترجمته.
[6] الرشيقي: بفتح الراء وكسر الشين المعجمة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى رشيق، وهو اسم رجل. (الأنساب 6/ 128) .(28/450)
- حرف الفاء-
336- فضلويه بن محمد بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن فضلويه [1] .
أبو نصر القزويني، ثم النيسابوري، المؤذن الإسكاف.
مؤذن مسجد المطرز.
شيخ مسن، به أدني طرش.
حدث عَنْ: أَبِي عثمان البصْريّ. وكان يُتّهم فيه.
وعن: الأصمّ، والطّرائفيّ، وأبي بَكْر بْن إِسْحَاق الصبْغيّ، وعَبْد الله بْن محمد الرّازيّ.
وعنه: أبو صالح المؤذّن، ومحمد بْن يحيى المُزَكّيّ.
مات في جُمَادَى الأولى [2] .
- حرف الميم-
337- محمد بْن أحمد بْن خليفة [3] .
أبو الحسن التُّونسيّ الشّاعر الشهير، ويُلَقَّب بالصّرائريّ.
لَهُ شِعْر كثير عَلَى نحو شِعْر ابن الحَجّاج، وهَجْو، وقبائح.
دخل مصر، ومات بالرّيف في هذا العام. وقد قارب السّتّين.
338- محمد بْن أحمد بْن عليّ بْن العبّاس [4] .
أبو بَكْر الجاموسيّ التّاجر.
نَّيْسابوريّ.
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
339- محمد بن الحسين [5] .
__________
[1] انظر عن (فضلويه بن محمد) في:
المنتخب من السياق 406 رقم 1382.
[2] قيل إنه تعطّل قبل وفاته بأشهر. (المنتخب) .
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (محمد بن الحسين) في:
تاريخ بغداد 2/ 250 رقم 719، والمنتظم 8/ 33، 34 رقم 58، والبداية والنهاية 12/ 23 وفيه «محمد بن الحسن» .(28/451)
أبو بَكْر البغدادي، الخفّاف الورّاق.
عَنْ: القَطِيَعيّ، ومَخْلَد الباقَرْحِيّ، وطبقتهما.
قَالَ الخطيب [1] : كتبتُ عنه، وكان غير ثقة. يضع ويختلق الأسماء. قَالَ لي: احترقت مِن كُتُبي ألف وثمانون مَنّا كلُّها سماعي.
340- محمد بْن زهير بْن أخطل [2] .
أبو بَكْر النَّسَائيّ، الفقيه الشّافعيّ. رأس الشّافعيّة بَنَسَا وخطيبها.
رحل النّاس إِليْهِ للأخْذ عَنْهُ.
سَمِعَ مِن: الأصمّ، وأبي حامد بْن حسْنُوَيْه، وابن عَبْدُوس الطّرائفيّ، وأبي الوليد حسّان بْن محمد، وأبي سهل بْن زياد القطّان، وأبي بَكْر الشّافعيّ.
وعُمر دهرًا.
روى عَنْهُ: أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذّن.
وتوفّي ليلة الفِطْر.
341- محمد بْن عليّ بْن إِسْحَاق [3] .
أبو منصور البغداديّ الكاتب.
حدَّث عَنْ: أَبِي بَكْر بْن مِقْسَم المقرئ، وأبي عليّ بْن الصّوافّ.
قَالَ الخطيب: كتبنا عَنْهُ، وسماعه صحيح.
342- محمد بن محمد أحمد بْن الرُّوزْبَهَان [4] .
أبو الحَسَن البغداديّ.
كَانَ يسكن بناحية نهر طابق [5] .
__________
[1] في تاريخه 2/ 250.
[2] انظر عن (محمد بن زهير) في:
العبر 3/ 129، وسير أعلام النبلاء 17/ 392 رقم 254، والوافي بالوفيات 3/ 78، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 149، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 82، وشذرات الذهب 3/ 210.
[3] انظر عن (محمد بن عليّ) في: تاريخ بغداد 3/ 93 رقم 1090.
[4] انظر عن (محمد بن محمد) في: تاريخ بغداد 3/ 231 رقم 1031.
[5] نهر طابق: أو نهر الطابق: محلّة ببغداد من الجانب الغربي قرب نهر القلّاءين شرقا، وإنما هو نهر بابك منسوب إلى بابك بن بهرام بن بهرام، وهو قديم. (معجم البلدان 5/ 321) .(28/452)
حدَّث عَنْ: عليّ بْن الفضل السُّتُوريّ، وعثمان بن السماك، وجعفر الخلدي، والنجاد.
قال الخطيب: كتبتُ عَنْهُ، وكان صدوقًا. سمعتُ الصُّوريّ يَقُولُ: كَانَ هبة الله اللالْكَائيّ يُثْني عَليْهِ إذا ذكره.
تُوُفّي في رجب.
قلت: وروى عَنْهُ أبو القاسم بْن أَبِي العلاء المَصيصيّ.
343- محمد بْن يوسف بن الفضل [1] .
أبو بَكْر الْجُرْجانيّ الشّالْنجيّ [2] ، القاضي، المفتي.
كَانَ عَليْهِ مَدَار الفتوى والتّدريس والإملاء والوعظ ببلده.
سَمِعَ الكثير مِن: أحمد بْن الحسين بْن ماجه القَزْوينيّ، ونُعَيْم بْن عَبْد المُلْك الْجُرْجانيّ، ومحمد بْن حمدان، وابن عَدِيّ، وهذه الطّبقة.
ومات بجُرْجان عَنْ إحدى وتسعين سنة.
روى عَنْهُ: إسماعيل بْن مسعدة الإسماعيليّ، وغيره.
وتوفّي في ذي القِعْدة، في ثامنه.
344- مروان بْن سليمان بْن إبراهيم بْن مَوْرقاط الغافقيّ [3] .
الإشبيليّ.
روى عَنْ: أَبِيهِ، وأحمد بْن عُبَادَة، وأبي محمد الباجيّ.
ودخل إفريقية فأدرك ابن أَبِي زيد.
وكان صدوقا، صالحا.
مات في رمضان [4] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن يوسف) في:
تاريخ جرجان للسهمي 456 رقم 890.
[2] الشّالنجيّ: بفتح الشين المعجمة، واللام، بينهما الألف، وسكون النون، وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى بيع الأشياء من الشعر كالمخلاة والمقود والجلّ. (الأنساب 7/ 259) .
[3] انظر عن (مروان بن سليمان) في:
الصلة لابن بشكوال 20/ 615، 616 رقم 1347.
[4] قال ابن بشكوال: «يكنى أبا عبد الملك. كان من أهل الفضل والانقباض، صدوقا في روايته» .(28/453)
345- مُعَاذ بْن عَبْد الله بْن طاهر البَلَويّ [1] .
أبو عَمْرو الإشبيلي.
روى عَنْ: ابن القُوطيّة، والرباحيّ.
وكان بارعًا في فنون الأدب، قديم الطّلب [2] .
346- مَعْمر بْن أحمد بْن محمد بْن زياد [3] .
الشَّيْخ أبو منصور الإصبهاني، الزّاهد.
كبير الصُّوفيّة بإصبهان.
سَمِعَ: أبا القاسم الطبَرانيّ، وأبا الحَسَن بْن المُثَنَّى، وأبا الشَّيْخ، وابن المقرئ، وعلي بْن عُمَر بْن عَبْد العزيز.
وأملي عَنْهُمْ.
روى عَنْهُ: أبو طَالِب أحمد بْن محمد الْقُرَشِيّ الكُنْدُلانيّ [4] ، والقاسم بْن الفضل الثَّقَفيّ، وأبو مطيع، وآخرون.
مات في رمضان.
وله قصيدة منها:
لقد مات مِن يُوعَى الأنامُ بعِلْمه ... وكان لَهُ ذِكْر وصِيتٌ فينفعُ
وقد مات حفّاظ الحديث وأهله ... وممّن درأه وهو في النّاسِ مُقنعُ
أبو أحمد القاضي وقد كَانَ حافظًا ... ولم يَكُ مِن أهل الضّلالةِ يقبعُ
وكان أبو إِسْحَاق ممّن شهِدتُهُ ... يدرّس أخبارَ الرّسول فيُوسِعُ
وثالثهم قُطْبُ الزَّمانِ وعصرُهُ ... أبو القاسم اللّخميّ قد كَانَ يبرعُ
ورابعهم كَانَ ابن حيَّان آخرًا ... ومات، فكيف الآن في العلم نطمع؟
__________
[1] انظر عن (معاذ بن عبد الله) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 625، 626 رقم 1377.
[2] وكان عالما باللغة والعربية.
[3] انظر عن (معمر بن أحمد) في:
مرآة الجنان 3/ 33، وشذرات الذهب 3/ 211، وتاريخ التراث العربيّ 2/ 505، 506 رقم 58.
[4] الكندلاني: بضم الكاف والدال المهملة، بينهما نون ساكنة، وفي آخرها نون ثانية، نسبة إلى كندلان، قرية من قرى أصبهان. (الأنساب 10/ 485) .(28/454)
وكان ابن إِسْحَاق بْن مَنْدَهْ غائبًا ... يسبح زمانًا وحده حيث يَطْلَعُ
فرُدَّ إلينا بعد دهرٍ وبُرْهةٍ ... وقامت بِهِ الآثار والأمر ... [1] جمع
بقي وحده في عصره وزمانه ... يناطح آفات الزّمان ويدفعُ
347- مكّيّ بْن محمد بْن الغَمْر [1] .
أبو الحَسَن التّميميّ الدّمشقيّ الورّاق، المؤدب.
مستملي القاضي المَيَانِجِيّ [2] .
سَمِعَ منه، ومن: أحمد بْن البرّاميّ، وجُمَح بْن القاسم، والفضل بْن جعفر، وابن أبي الرّمرام، وخلْق كثير بعدهم.
ورحل إلى بغداد، وسمع مِن: القَطِيَعيّ، وأبي محمد بْن ماسيّ، وأبي بَكْر الورّاق.
روى عَنْهُ: أبو عليّ الأهوازي، وعبد العزيز الكتّانيّ، ومحمد بْن عليّ الحدّاد، ومحمد بْن عليّ المطرز، وإسماعيل بْن عليّ السّمّان، وأبو الحَسَن بْن صَصرى.
قَالَ الكتّانيّ: كان ثقة مأمونا، يورّق للنّاس [3] .
وتوفّي في رمضان سنة ثمان عشرة.
وقال الأهوازيّ: سنة ثنتي عشرة [4] [5] .
__________
[1] في الأصل بياض.
[2] انظر عن (مكّي بن محمد) في:
الفقيه والمتفقّه للخطيب 1/ 158 و 197، والإكمال لابن ماكولا 4/ 226، و 7/ 34، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 43/ 36 و 366 و 369 و 387 و 388 و 9/ 459، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 184، والأنساب 260 أ، وتذكرة الحفّاظ 4/ 1228 و 3/ 26، 27، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 20، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 583، ومرآة الجنان 3/ 172، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 94، 95 رقم 1704.
[3] هو القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي.
[4] تاريخ دمشق 43/ 387.
[5] تاريخ دمشق 43/ 388.(28/455)
- حرف الهاء-
348- هبة الله بْن الحَسَن بْن منصور [1] .
الحافظ أبو القاسم الرّازيّ الطَّبَريّ الأصل، المعروف باللالكائي. الفقيه الشّافعيّ.
نزيل بغداد.
تفقَّه عَلَى: الشَّيْخ أَبِي حامد.
وسمع بالرّيّ مِن: جعفر بْن فناكيّ، وعلي بْن محمد القصّار، والعلاء بْن محمد.
وببغداد مِن: أَبِي القاسم الوزير، وأبي طاهر المخلّص، فمن بعدهما.
قَالَ الخطيب [2] : كَانَ يفهم ويحفظ. وصنَّف كتابًا في السُّنَّة [3] ، وكتاب «رجال الصّحيحين» ، وكتابًا في السُّنَن، وعاجَلَتْه المَنَّية [4] .
وخرج إلى الديَنَور فمات بها في رمضان.
حدَّثني عليّ بْن الحسين بْن جَدّاء العُكْبَريّ قَالَ: رَأَيْت هبة الله الطَّبَريّ في المنام، فقلت: ما فعل اللَّه بك؟
قَالَ: غفر لي.
__________
[1] انظر عن (هبة الله بن الحسن) في:
تاريخ بغداد 14/ 70، 71، والمنتظم 8/ 34، رقم 59، والأنساب 505 أ، والتقييد لابن النقطة 473، 474 رقم 640، واللباب 3/ 401، والكامل في التاريخ 9/ 364، وسير أعلام النبلاء 17/ 419، وتذكرة الحفاظ 3/ 1083- 1085، والإعلام بوفيات الأعلام 175، والمعين في طبقات المحدّثين 123 رقم 1373، والعبر 3/ 130، ومرآة الجنان 3/ 33، والبداية والنهاية 12/ 24، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 201، 202، رقم 157، وتاريخ الخلفاء للسيوطي 416، وطبقات الحفاظ 420، وشذرات الذهب 3/ 211، وكشف الظنون 88، وهدية العارفين 2/ 504، وديوان الإسلام 4/ 97، 98 رقم 1786، والأعلام 8/ 71، ومعجم المؤلفين 13/ 136، والرسالة المستطرفة 37، ومعجم طبقات الحفاظ 181 رقم 951.
[2] في تاريخه.
[3] الموجود في: تاريخ بغداد: «وصنّف كتابا في السنن، وكتابا في معرفة أسماء من في الصحيحين، وكتابا في شرح السّنة» .
[4] وزاد: «فلم ينشر عنه كثير شيء من الحديث» .(28/456)
قلت: بماذا؟
قَالَ: كلمة خفيّةً: بالسُّنَّة [1] .
قلت: روى عَنْهُ كتاب «السُّنَّة» أبو بَكْر أحمد بْن عليّ الطُّرَيْثِيثيّ، شيخ السلَفيّ.
قَالَ شُجاع الذُّهْليّ: لم يُخَرَّج عَنْهُ شيء مِن الحديث إلا السُّنَّة [2] .
- حرف الياء-
349- يحيى بْن عَبْد اللَّه بْن محمد بْن إبراهيم [3] .
أبو سعْد البزّاز.
مات في رمضان.
الكني
350- أبو الحسين بْن طباطبا العَلَويّ [4] .
مصري، نبيل.
قَالَ الحبّال: عنده عن الرّازيّ فمن دونه.
__________
[1] تاريخ بغداد 14/ 71.
[2] التقييد 474، وزاد: «وكان ثقة فهما حافظا» .
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
[4] لم أجد مصدر ترجمته.(28/457)
سنة تسع عشرة وأربعمائة
- حرف الألف-
351- أحمد بْن إبراهيم بْن أحمد بْن محمود [1] .
أبو بَكْر الثَّقَفيّ الإصبهاني، الواعظ.
نزيل نَيْسابور.
سَمِعَ بها: أبا سَعِيد عبد الوهّاب الرّازيّ، وأبا أحمد الحاكم، وأبا محمد الحَسَن بْن أحمد المُزَكّيّ.
روى عَنْهُ: أبو عَبْد الله الثَّقَفيّ في «الأربعين» لَهُ، وأبو بَكْر الخطيب.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى. قاله يحيى بْن مَنْدَهْ.
352- أحمد بْن عَبَّاس بْن أصْبَغ بْن عَبْد العزيز [2] .
أبو العبّاس الهمَدانيّ القرطبي.
روى عن: أبي عيسى الليثي، وابن عون الله، وجماعة.
ثمّ حجّ وجاور، فكان مِن جلّة شيوخ الحرم، وبقي إلى هذا العام.
353- أحمد بْن محمد بْن منصور [3] .
أبو الحسين ابن العالي البوشنجيّ [4] ، خطيب بوشنج [5] .
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (أحمد بن عباس) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 37، 38 رقم 73.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد بن منصور) في:
الأنساب 8/ 318، واللباب 2/ 305، والمنتخب من السياق 99، 100 رقم 222، والعبر 3/ 131، وسير أعلام النبلاء 17/ 381 رقم 241، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 429.
والإعلام بوفيات الأعلام 176، وتبصير المنتبه 3/ 891، وشذرات الذهب 3/ 211.
[4] في الأصل: «البوسنجي» بالسين المهملة.
[5] في الأصل: «بوسنج» بالسين المهملة، والتصحيح من المصادر.(28/458)
سمع: أبا أحمد عَبْد الله بْن عَدِيّ، وأبا سَعِيد محمد بْن أحمد بْن كثير بْن دَيْسَم، ومحمد بن عليّ الغيسقانيّ [1] ، وأبا بَكْر الإسماعيليّ، ومحمد بْن الحسين النَّيْسابوريّ السَّرَّاج، ومحمد بْن عَبْد الله بْن إبراهيم السَّليطيّ.
روى عَنْهُ: شيخ الإسلام أبو إسماعيل.
تُوُفّي في رمضان.
تفرّد ابن رُوزبَه بجزءٍ مِن حديثه.
وروى عَنْهُ: أبو القاسم أحمد بْن محمد العاصِميّ البوشَنْجيّ [2] .
354- أحمد بْن محمد بْن الحسين [3] .
أبو الطّاهر الضّبّيّ الهَرَويّ.
روى عَنْ: حامد بْن محمد الرّفّاء.
روى عَنْهُ: أبو إسماعيل الأنصاريّ، وأبو عَبْد الله العُمَيْريّ.
355- إِسْحَاق بْن عَبْد الصمد ابن الخليفة القاهر باللَّه محمد بْن المعتضد العبّاسيّ [4] .
تُوُفّي في ربيع الأوّل عَنْ قريبٍ مِن تسعين سنة.
ورّخه هلال بْن المحسّن.
- حرف الحاء-
356- الحَسَن بْن محمد بْن جعفر بْن جُبَارَة [5] .
أبو محمد الدّمشقيّ الضّرّاب، الجوهريّ.
روى عن: خَيْثَمَة بْن سليمان، ومحمد بْن محمد بْن زكريّا البلخيّ.
__________
[1] لم أقف على هذه النسبة في كتاب الأنساب.
[2] قال عبد الغافر: فاضل، ثقة، مستور. (المنتخب 100) .
وقد أورد في الأصل: «البوسنجي» بالسين المهملة، والتصويب من المصادر.
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (الحسن بن محمد بن جعفر) في:
من حديث خيثمة 37 رقم 22، والإكمال لابن ماكولا 2/ 46، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 241، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 126 رقم 452.(28/459)
روى عنه: الكتاني، وأبو سعد السمان، وعلي الحنائي، وجبارة.
قيده ابن ماكولا [1] .
مات في ربيع الأول.
سمع من خيثمة مجلسا واحدا [2] .
357- الحسن بن محمد بن جعفر [3] السلماسي [4] .
أبو محمد.
عن: الحسين بن محمد بن عبيد العسكري.
مات في صفر.
358- الحسين بن الحسن بن يحيى [5] .
أبو عبد الله العلوي الزيدي.
توفي بواسط في جمادى الآخرة.
روى عَنْ: أَبِي المُثَنَّى محمد بْن أحمد الدهْقان الكوفيّ عن الحسين بْن عليّ بْن عفّان.
وكان مولده في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
قال الخطيب [6] : كان صدوقا. ثنا عن أبي المُثَنَّى [7] .
- حرف الزاي-
359- زكريّا بْن أحمد بْن محمد بن يحيى بن حمّويه [8] .
__________
[1] في: الإكمال 2/ 46.
[2] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 241.
[3] انظر عن (الحسن بن محمد) في:
الأنساب 7/ 107 وفيه: «الحسن بن جعفر بن داود» .
[4] السّلماسيّ: بفتح السين المهملة واللام والميم، وبعدها الألف، وفي آخرها سين أخرى مهملة. هذه النسبة إلى سلماس، وهي من بلاد أذربيجان على مرحلة من خوى.
[5] انظر عن (الحسين بن الحسن) في:
تاريخ بغداد 8/ 34، 35 رقم 4084، والمنتظم 8/ 36 رقم 62.
[6] في تاريخ 8/ 34.
[7] وزاد: وذكر لي عنه حسن الاعتقاد، وصحّة المذهب.
[8] انظر عن (زكريا بن أحمد) في:
المنتخب من السياق 225 رقم 704 وفيه: «زكريا بن محمد» .(28/460)
أبو يحيى البزّاز النّسّابة.
خُراساني.
تُوُفّي في حدود سنة تسع عشرة تقريبًا [1] .
- حرف الشين-
360- شعيب بْن محمد بْن إبراهيم [2] .
أبو سعْد الشَّعْيبِيّ [3] البُوشَنْجيّ [4] .
سَمِعَ: أَبَاهُ، وإبراهيم المؤدب، وأبا عليّ الرّفّاء.
وروى الكثير.
حدَّث عَنْهُ: شيخ الإسلام.
- حرف العين-
361- عُبادة بْن عَبْد الله بْن محمد بْن عُبادة بْن أفلح الأنصاريّ [5] .
مِن وُلِد سعْد بْن عُبادة الخَزْرَجي القُرْطُبيّ.
الشّاعر المعروف بابن ماء السّماء أبو بَكْر.
أخذ عَنْ: أَبِي بَكْر الزُّبَيْديّ، وغيره.
أخذ عَنْهُ الأدب: غانم بْن وليد.
362- عَبْد الله بن أحمد بن محمد بن عبد الله [6] .
أبو محمد المصاحفيّ.
__________
[1] قال عبد الغافر الفارسيّ: «فاضل مشهور له معرفة بالأنساب والطب والأدب. سمع الكثير بنيسابور والعراق والحجاز، وحدّ سنين، ولد سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة، وتوفي بملقاباذ قبل العشرين وأربعمائة» .
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] الشّعيبيّ: بضم الشين المعجمة، وفتح العين المهملة، وسكون الياء، بعدها الباء المنقوطة بواحدة. هذه النسبة إلى الجد، وهو «شعيب» ، وجماعة كثيرة في البلاد ينتسبون بهذه النسبة.
(الأنساب 7/ 347) .
[4] في الأصل «البوسنجي» بالسين المهملة.
[5] انظر عن (عبادة بن عبد الله) في:
جذوة المقتبس للحميدي 293، 294 رقم 662، وبغية الملتمس للضبّي 396- 398 رقم 1123.
[6] انظر عن (عبد الله بن أحمد المصاحفي) في: المنتخب من السياق 273 رقم 891.(28/461)
خُراساني.
تُوُفّي في شهر ذي الحجّة.
وكان مجاورا بجامع نَيْسابور.
نسخ ثمانمائة وثمانين مُصْحفًا.
قَالَ عَبْد الغافر: حدَّثني مِن أثق بِهِ بذلك.
ونسخ عدّة نُسَخ مِن «تفسير أَبِي القاسم بْن حبيب» .
وسمع مِن: أَبِي الحَسَن بْن السَّرَّاج، وأبي حفص الزّيّات البغداديّ.
روى عَنْهُ: الحَسَن بْن أَبِي القاسم الصَّفّار، وأحمد بْن أَبِي سعْد بْن عليّ.
وتوفي بنَيْسابور.
363- عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن حمدوية [1] .
أبو محمد بْن أَبِي القاسم البُنانيّ [2] الثّابتيّ. من وُلِد ثابت بْن أسلم التّابعيّ.
نَيْسابوريّ، حنفيّ. مِن مجاوريّ الجامع.
كثير الحديث.
حدَّث عَنْ: الأصمّ، وطبقته.
ولقي أبا الطَّيّب المتنّبي، وسمع مِن شِعْره.
روى عَنْهُ: محمد بْن بحر المُزَكّيّ.
364- عَبْد الله بْن محمد بْن سليمان [3] .
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن عبد الرحمن البناني) في:
المنتخب من السياق 275 رقم 900.
[2] البنانيّ: بضم الباء المنقوطة من تحتها بنقطة والنون المفتوحة، فهذه النسبة إلى بنانة وهو بنانة بن سعد بن لؤيّ بن غالب، هكذا قال أبو حاتم بن حبّان البستي. وقال ابن السمعاني:
وصارت بنانة محلّة بالبصرة لنزول هذه القبيلة بها. وقال أبو بكر الخطيب في (المؤتنف) إن بنانة الذين منهم ثابت هم بنو سعد بن لؤيّ بن غالب، وأم سعد بنانة، وقيل: بل هم بنو سعد بن ضبيعة بن نزار، والله أعلم. فقال الزبير بن بكار: أما بنانة فقبيلة منهم ثابت البناني وغيره، وبنانة كانت أمة لسعد بن لؤيّ حضنت بنيه عمارا وعمارة ومخزوما بعد أمهم فغلبت عليهم فسمّوا بها. (الأنساب 2/ 306، 307) .
[3] انظر عن (عبد الله بن محمد بن سليمان) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 263 رقم 583.(28/462)
أبو محمد ابن الحاجّ القُرْطُبيّ، المقرئ.
كَانَ مجودًا طيّب الصّوت بمرّة، صالحًا.
لَهُ شِعرٌ حسن.
وأخذ الحديث عَنْ جماعة.
وله مصنَّفٌ كبير في الزُّهْد.
تُوُفّي شابًا [1] ، وقد روى عَنْ: مكّيّ بْن أَبِي طَالِب.
365- عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن المَرْزُبان بْن مَنْجَوَيْه [2] .
أبو القاسم الإصبهاني.
مات في رجب.
366- عَبْد المحسن بْن محمد بْن أحمد [3] بن غلبون (كتب في الأصل فوق «غلبون» : غالب.)
__________
[1] قال ابن بشكوال: وكان إذا أحيا في الجامع لا يتمالك كل من سمعه من البكاء، وما ذلك إلا لسريرة حسنة وتقى كان بينه وبين خالقه والله أعلم. وكان معه أدب وإحسان للأعمال العجيبة في الزهد والشعر، وكان يقول شعرا حسنا، وكان كثير الرواية للحديث، أدرك شيوخا جلّة وأخذ عنهم.
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (عبد المحسن بن محمد) في:
يتيمة الدهر 1/ 296- 309، وتتمّة اليتيمة 35، والفوائد العوالي المؤرّخة (بتحقيقنا) ص 13، والبخلاء للخطيب البغدادي 73، 74، وكنز الفوائد للكراجكي 1/ 139، وتاريخ دمشق (ترجمة الإمام علي بن أبي طالب) 2/ 258، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 2/ 9 و 24/ 364، 365، والبديع في نقد الشعر لأسامة بن منقذ 35، وروضة المحبّين ونزهة.
المشتاقين لابن قيّم الجوزّية 99، ووفيات الأعيان 3/ 232- 235، وبدائع البدائه 1/ 66، وديوان ابن حيّوس (المقدّمة) 31، وذم الهوى لابن الجوزي 87، 323، وأنوار الربيع 6/ 299، والمنتخب من أدب العرب 2/ 86، وريحانة الألبّاء 2/ 312، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 255 و 4/ 17، والمناقب لابن شهرآشوب 1/ 254 و 2/ 212، 286، و 3/ 211، و 4/ 209، 322، وخريدة القصر وجريدة العصر للعماد (بداية قسم شعراء الشام) 196، ومباهج الفكر للوطواط (مخطوط) 1/ 85 و 4/ 471، ونهاية الأرب للنويري 1/ 94 و 2/ 52، 134 و 11/ 151، والعبر 3/ 131، وسير أعلام النبلاء 17/ 400 رقم 262، ومرآة الجنان 3/ 34، والوافي بالوفيات (مخطوط) 19/ 80- 82، والبداية والنهاية 12/ 25، 26، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار 2/ 184 و 3/ 83، 100، والدرّة المضيّة للدواداري 426، 427، ودرّة الأسلاك لابن حبيب (مخطوط) 2/ 306، وبغية الطلب (مخطوط) 1/ 100، 101 و 4/ 139، ومعجم الألقاب لابن الفوطي ج 4 ق 3/ 82، 83، ومعجم السفر للسّلفي (مخطوط) 1/ 96، والنجوم الزاهرة 4/ 269، وشذرات الذهب 3/ 211- 213، وخزانة الأدب للبغداديّ(28/463)
أبو محمد الصُّوريّ الشّاعر المشهور.
كَانَ شاعرًا محسنًا، بديع القول.
روى عنه شِعْره: محمد بْن عليّ الصُّوريّ، ومبشّر بن إبراهيم، وسلامة بْن الحسين.
وحكى عَنْهُ: أبو نصر بْن طلاب.
وله: بالّذي أَلْهَمَ تعذيبي ثناياكَ العِذَابا ... ما الَّذِي قالْته عيناك لقلبي فأجابا [1] ؟
قَالَ أبو الفتْيان بْن حَيُّوس: هما أغزل ما أعلم، وأغزل مِن قول جرير حيث يَقُولُ:
إنّ العُيون الّتي في طَرْفها مَرَضٌ [2]
ولعبد المحسن:
وتُريكَ نُفُسك في مُعَانَدَة الهوى [3] ... رُشدًا ولست إذا فعلتَ براشدِ
شَغَلَتْك عَنْ أفعالها أفعالُهُم ... هلا اقتصرتَ عَلَى عدوٍّ واحدِ [4] ؟
367- عَبْد المُلْك بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عمر بْن العبّاس [5] .
__________
[156، 260،) ] ونفحات الأزهار للنابلسي 41، 47، 98، 207، 244، 278، 305، 314، 329، 330، والمنازل المحاسنية لابن أبي الصفا 96، ومعجم الألفاظ والتراكيب للخفاجي 314، وأمل الآمل للعاملي 1/ 114- 115، والغدير 4/ 222- 228، وأعيان الشيعة 31/ 110- 117، والكشكول 1/ 44، والكواكب الدرّية للجسر (مخطوط) 72، 73، ومقدّمة الديوان، ونقد ديوان الصوري (دراسة لنا في مجلة مجمع اللغة العربية الأردني) العدد 23 و 24.
[1] البيت في: الديوان 2/ 123 رقم 588، ويتيمة الدهر 1/ 313، والعبر 3/ 131، وسير أعلام النبلاء 17/ 400، والوافي بالوفيات 19/ 82، وخزانة الأدب 156، والنجوم الزاهرة 4/ 269، وشذرات الذهب 2/ 213، وأمل الآمل 1158، والكشكول 1/ 44، وأعيان الشيعة 39/ 114، والغدير 4/ 229، ونفحات الأزهار 98.
[2] وفي رواية: «حور» .
[3] في الديوان، وذيل تاريخ بغداد، وتاريخ دمشق، والوافي بالوفيات: «الورى» .
[4] البيتان في: الديوان 2/ 129 رقم 603، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 24/ 365، والوافي بالوفيات (مخطوط) 19/ 82، وذيل تاريخ بغداد 3/ 100، والنجوم الزاهرة 269.
[5] انظر عن (عبد الملك بن عبد الرحمن) في:(28/464)
أبو سهل الشُّرُوطيّ الحنفيّ.
خُرَاسانيّ.
مات في ذي الحجّة.
وروى عَنْ: ابن نُجَيْد، وبِشْر بْن أحمد، وأبي محمد السّمّريّ.
وعنه: أبو صالح المؤذّن [1] .
368- عَبْد الواحد بْن أحمد بْن محمد بْن يوسف [2] .
أبو محمد بْن شماس الهمدانيّ الدّمشقيّ.
حدّث ب «صحيح الْبُخَارِيّ» عَنْ: أَبِي زيد المَرْوَزِيّ.
وحدَّث عَنْ: عليّ بْن يعقوب بْن أَبِي العَقِب، والحسين بْن أحمد بْن أَبِي ثابت.
روى عَنْهُ: عليّ بْن الخَضِر، وأبو سعْد السمان، وعبد العزيز الكتاني، وعلي بن محمد بْن شُجاع، وجماعة.
تُوُفّي في رمضان. قاله الكتّانيّ، وقال: سمّعه أَبُوهُ الحديث، ولم يكن الحديث مِن شأنه.
369- عَبْد الواحد بْن أحمد [3] بْن الحسين [4] .
أبو الحسن العُكْبَريّ، المعدّل.
حدَّث عَنْ: أحمد بْن سلمان النّجّاد، وجعفر الخُلْديّ، وأبي بَكْر الشّافعيّ، وعدّة.
روى عَنْه: ابن أخيه أبو منصور محمد بْن محمد بْن أحمد.
وكان صدوقا يتشيّع، قاله الخطيب:
__________
[ () ] المنتخب من السياق 328 رقم 1076 وفيه: عبد الملك بن عبد الرحمن بن محمد بن العباس بن زكريا بن الحرث بن عبد الله.
[1] قال عبد الغافر: مستور، ثقة كثيرة السماع.
[2] انظر عن (عبد الواحد بن أحمد) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 25/ 67.
[3] انظر عن (عبد الواحد بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 11/ 15 رقم 5679، ولسان الميزان 4/ 77، 78 رقم 128.
[4] في الأصل: «الحسين» ، والتصحيح من: تاريخ بغداد.(28/465)
370- علي بن أحمد بن محمد بن داود [1] .
أبو الحَسَن البغداديّ الرّزاز [2] .
سَمِعَ: عثمان بْن السّمّاك، وأبا بَكْر النّجّاد، وعبد الصّمد بْن عليّ الطّسْتيّ، وأبا سهل بْن زياد، والخُلْديّ، وأبا عُمَر الزّاهد، وعليّ بْن محمد بْن الزُّبَيْر، وميمون بْن إِسْحَاق، ودَعْلَج بْن أحمد.
وقرأ القرآن لحمزة عليّ أَبِي بَكْر بْن مِقْسَم، عَنْ قراءته عَلَى إدريس بْن عَبْد الكريم.
قرأ عَليْهِ: عَبْد السّيّد بْن عَتّاب، وغيره.
وحدَّث بالكثير. وكُفّ بَصَرُهُ في آخر عُمره.
وكان لَهُ حانوت في الرّزّازين.
قَالَ الخطيب [3] : وكان كثير السَّماع والشّيوخ: وإلى الصدق ما هُوَ.
شاهدتُ جزءًا مِن أصوله مِن أمالي ابن السّمّاك، في بعضها سماعه بالخطّ العتيق، ثمّ رَأَيْته قد غُيّر بعد وقتٍ وفيه إلحاقه بخط جديد [4] .
وُلِد سنة خمسٍ وثلاثين وثلاثمائة، وتُوُفّي في ربيع الآخر.
قلت: وروى عَنْهُ: أبو بَكْر البَيْهَقيّ، وأبو بَكْر الطّريثيثيّ، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (علي بن أحمد الرزّاز) في:
السابق واللاحق 90، 134، وتاريخ بغداد 11/ 330، والأنساب 6/ 108، واللباب 2/ 23، والعبر 3/ 132، والإعلام بوفيات الأعلام 176، وسير أعلام النبلاء 17/ 369، 370 رقم 232، وميزان الاعتدال 3/ 113، وغاية النهاية 2/ 523، ولسان الميزان 4/ 196، وشذرات الذهب 3/ 213.
وسيأتي أخوه «عبيد الله» برقم (450) .
[2] الرزّاز: بالراء المهملة والزّاي المشدّدة، نسبة لمن يبيع الرّزّ.
ويعرف بابن طيّب.
[3] في: تاريخ بغداد 11/ 331.
[4] وقال الخطيب: حدّثني بعض أصحابنا قال: دفع إليّ علي بن أحمد الرزّاز بعد أن كفّ بصره، جزءا بخط أبيه فيه، أمالي عن بعض الشيوخ، وفي بعضها سماعه بخط أبيه العتيق والباقي فيه تسميع بخط طريّ فقال: انظر سماعي العتيق هو ما قرئ عليّ، وما كان فيه تسميع بخط طريّ فاضرب عليه، فإنّي كان لي ابن يعبث بكتبي ويسمع لي فيما لم أسمعه. أو كما قال.
حدّثني الخلّال قال: أخرج إليّ الرزّاز شيئا من مسند مسدّد فرأيت سماعه فيه بخط جديد، فرددته عليه.(28/466)
371- عَلِيّ بْن عَبْد العزيز بْن الْحَسَن بْن محمد بْن هارون بْن عصام بْن الأمير محمد بْن عَبْد الله بْن طاهر بْن الحسين [1] .
أبو الحسن الخُزَاعيّ الطّاهريّ المحدث.
سَمِعَ مِن: أَبِي بحر بْن كوثر، وعيسى الرُّخَّجِيّ، وأبي بَكْر القَطِيَعيّ، وأحمد بْن جعفر بْن سَلْم، ويحيى بْن وَصِيف، ومَخْلَد الباقَرْحِيّ، فمن بعدهم.
قَالَ الخطيب [2] : كتبنا عَنْهُ، وكان دينًا، صالحًا، ثقة [3] .
تُوُفّي في ربيع الأخر.
372- عَليّ بْن محمد بْن عَبْد الله بْن آزاد مرد [4] .
أبو القاسم الفارسيّ.
سَمِعَ: أبا بَكْر الشّافعيّ، وحامدا الرّفّاء، وحبيبا القزّاز، وعثمان بْن ستفه، وعدّة.
وسكن مصر.
روى عَنْهُ: القاضي القُضاعيّ، والحسين بْن عليّ بْن حَجّاج النَّحْويّ، وأبو إِسْحَاق الحبّال وقال: مات في رمضان.
373- عليّ ابن المقرئ أَبِي عَدِيّ عَبْد العزيز بْن عليّ بن محمد بن إسحاق بن الفرج ابن الإمام أَبِي الحَسَن الْمَصْرِيّ [5] .
محدّث ابن محدّث.
أرِخّه الحبّال.
374- عُمَر بْن أحمد بْن محمد بن حسنويه [6] .
__________
[1] انظر عن (علي بن عبد العزيز) في:
تاريخ بغداد 12/ 31 رقم 6398.
[2] في تاريخه.
[3] وزاد: «صادقا» .
[4] انظر عن (علي بن محمد) في:
مسند الشهاب للقضاعي 1/ 231 رقم 359.
[5] لم أقف على مصدر ترجمته.
[6] لم أقف على مصدر ترجمته.(28/467)
أبو حفص الإصبهاني الزَّعْفرانيّ [1] .
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
قَالَ يحيى بْن مَنْدَهْ: صالح، ورِع، صاحب سُنّه وصلابة. ضربه إسماعيل بن عباد بالسياط في السوق بسبب ذمه الاعتزال.
له ست بإصبهان.
حدث عن: أَبِي أحمد العسّال، وأحمد بن معبد، والطّبرانيّ، وأبي إسحاق ابن حمزة.
- حرف الميم-
375- محمد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن حفص [2] .
المحدث أبو بَكْر بْن أَبِي عليّ الهمَدانيّ الذَّكْوانيّ، الإصبهاني المعدّل.
قَالَ أبو نُعَيْم الحافظ [3] : وُلِد سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة وشهر، وحدَّث ستّين سنة. وسمع بمكّة، والبصرة، والأهواز، والرّيّ. وجَمَع وصنَّف الشّيوخ.
حسن الخُلُق، قويم المذهب، تُوُفّي في غُرّة شَعْبان. ثمّ ذكر بعض شيوخه.
قلت: روى عن: عبد الله بن فارس، ومحمد بن أحمد بْن الحَسَن الكِسائي، وأبي أحمد العسّال، ومحمد بْن إِسْحَاق بْن كُوشيذ، ومحمد بْن يحيى بْن بَحْرَوَيْه، وأحمد بْن مَعْبَد السمسّار، وأحمد بْن محمد بْن يحيى القصّار، وأحمد بْن بُنْدار الشّعّار، وإبراهيم بْن محمد بْن حمزة، وعبد الله بن الحسن بن بندار المديني، وأبي الشَّيخ، وعاتكة بِنْت أَبِي بَكْر بْن أبي عاصم الأصبهانيّين، والطّبرانيّ، والجعابيّ [4] بأصبهان، وأبي بكر الآجرّيّ، وإبراهيم بن
__________
[1] الزّعفراني: بفتح الزاي المنقوطة وسكون العين المهملة وفتح الفاء والراء المهملة. هذه النسبة إلى أمرين، الأول إلى الزعفرانية، وهي قرية من قرى سواد بغداد تحت كلواذا. والثاني إلى بيع الزعفران، وهو الشيء الّذي يصفّر به الثياب وغيرها. (الأنساب 6/ 280. 281) .
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن عبد الرحمن) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 310، والأنساب 6/ 15، واللباب 1/ 530، والعبر 3/ 132، والإعلام بوفيات الأعلام 176، وسير أعلام النبلاء 17/ 433 رقم 289، وشذرات الذهب 3/ 213، ومعجم المؤلّفين 8/ 275، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 382 رقم 320.
[3] في أخبار أصبهان 2/ 310.
[4] الجعابيّ: بكسر الجيم وفتح العين المهملة وفي آخرها الباء الموحّدة. (الأنساب 3/ 263) .(28/468)
محمد بْن إبراهيم الدَّبيليّ [1] بمكّة، وفاروق بْن عَبْد الكبير الخطّابيّ، ومحمد بْن إِسْحَاق بْن عبّاد التّمّار، وأحمد بْن القاسم بْن الرّيّان اللُّكّيّ [2] بالبصرة.
روى عَنْهُ: أبو صادق محمد بْن أحمد بْن جعفر الفقيه، وأبو بَكْر أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُوسَى بْن مَرْدُوَيْه، وإسماعيل بْن عليّ السَّيْلَقي [3] ، وأبو نصر عبد الرحمن بن محمد السّمسار، وأبو حفص عمر بن حسن بن محمد بن أحمد بْن سُلَيْم، وعلي بْن الفضل اليَزْديّ، والفضل بن محمد الحدّاد أخو أَبِي الفتح الحدّاد، وأبو أحمد فَضْلان بْن عثمان القَيْسيّ، وأبو العلاء محمد بْن عَبْد الجبّار الفُرِسانيّ [4] شيوخ ابن سِلَفَة الحافظ.
وله مُعْجَم رواه عَبْد الرّحيم بْن الطُّفَيل.
376- مُحَمَّد بْن أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن صُمَادح [5] .
التُّجَيْبِيّ الصُّمَادِحيّ السَّرَقُسْطيّ.
قَالَ الأبّار: كَانَ واليا على مدينة وَشْقَة، ثمّ تخلّي عَنْهَا لابن عمّه منذر بْن يحيى [6] .
وله مختصر في غريب القرآن يدّل عَلَى فضله ومعرفته.
روى عَنْهُ: ابنه الأمير معن صاحب المريّة.
__________
[1] الدّبيليّ: بفتح الدال المهملة وكسر الباء الموحّدة وسكون الياء آخر الحروف، وفي آخرها اللام. هذه النسبة إلى دبيل، وهي قرية من قرى الرملة فيما يظن ابن السمعاني. (الأنساب 5/ 278) .
[2] اللّكّيّ: بضم اللام والكاف المشدّدة، هذه النسبة إلى اللّكّ، وهي بلدة من بلاد برقة ولاية بين الإسكندرية وأطرابلس المغرب. (الأنساب 11/ 30) .
[3] لم أقف على هذه النسبة.
[4] الفرسانيّ: بكسر الفاء أو ضمّها، وسكون الراء المهملة وبعدها السين المهملة وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى فرسان وهي قرية من قرى أصبهان. قال ابن السمعاني: وكنت أظنّ أنها بضم الفاء إلى أن رأيت بخط الأمير ابن ماكولا: بكسر الفاء. (الإكمال 7/ 84، الأنساب 9/ 270) ،
[5] انظر عن (محمد بن أحمد الصمادحي) في:
الحلّة السيراء لابن الأبّار 2/ 78، 80، 81.
[6] انظر عن (منذر بن يحيى) في:
الحلّة السيراء 2/ 246.(28/469)
غرق أبو يحيى هُوَ وأهل مركبه في جُمَادَى الأولى سنة تسع عشرة رحمهم الله.
377- محمد بْن عَبْد الله الرّباطيّ [1] .
أبو بَكْر.
قِيلَ: تُوُفّي فيها. وقيل: سنة عشرين كما سيأتي.
378- محمد بْن عَبْد الباقي [2] .
أبو بَكْر المصريّ الجبّان. الرّجل الصّالح.
أرّخه الحبّال.
379- مُحَمَّد بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن حِيد بْن عَبْد الجبّار [3] .
أبو بَكْر الجوهريّ الصَّيْرفيّ العدْل الغازي.
مِن رؤساء نَيْسابور. وإليهم يُنْسب قصر حِيد.
وُلِد سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة.
سَمِعَ مِن: أبي العبّاس الأصمّ، وإسماعيل بْن نُجَيْد.
روى عَنْهُ: حفيده منصور بْن بَكْر بْن محمد شيخ شهدة.
تُوُفّي في رجب.
وممّن روى عَنْهُ: أبو صالح المؤذّن، وأبو بكر محمد بن يحيى المزكي.
380- محمد بن عمر بن يوسف [4] .
__________
[1] ستأتي ترجمته في وفيات السنة التالية برقم (419) .
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (محمد بن علي الجوهري) في:
سير أعلام النبلاء 17/ 388 رقم 249.
[4] انظر عن (محمد بن عمر بن يوسف) في:
ترتيب المدارك للقاضي عياض 2/ 724- 726، والصلة لابن بشكوال 2/ 510- 512 رقم 1113، والعبر 3/ 132، والإعلام بوفيات الأعلام 176، وسير أعلام النبلاء 17/ 372- 374 رقم 234، ودول الإسلام 1/ 249، ومرآة الجنان 3/ 33، 34، والوافي بالوفيات 4/ 245، والديباج المذهب 2/ 235، 236، والنجوم الزاهرة 4/ 268، وتاريخ الخلفاء 416، ونفح الطيب 2/ 60، 61، وشذرات الذهب 3/ 213، وشجرة النور الزكية 1/ 112 رقم 301 وفيه: «أبو عبد الله محمد بن يوسف بن الفخار يعرف بابن بشكوال» وهذا وهم.(28/470)
أبو عَبْد الله ابن الفخّار القُرْطُبيّ المالكيّ الحافظ.
عالم الأندلس في عصره.
روى عَنْ: أبي عيسى اللَّيْثّي، وأبي محمد الباجيّ، وأبي جعفر بن عون الله، وجماعة.
وحج وجاور بالمدينة وأفتى بها، فكان يفخر بذلك.
تفقه بأبي محمد الأصيلي، وأبي عمر بن المكوي.
وسمع بمصر. وكان إماما بارعا، زاهدا ورعا متقشفا، من أهل العلم والذكاء والحفظ، عارفا بمذاهب الأئمة وأقوال العلماء. يحفظ «المدوّنة» حفظا جيّدا، و «النّوادر» لابن أبي زيد.
وقد أريد على الرسلية إلى البربر فأبى وقال: إنّي فيَّ جفاء وأخاف أن أؤذى.
فقال الوزير: رجلٌ صالح يخاف الموت! قَالَ: إنْ أخَفْه فقد خافه أنبياء الله، هذا موسى عَليْهِ السلام حكى الله عَنْهُ أنّه قَالَ: فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ 26: 21 [1] .
قَالَ ابن حيّان: تُوُفّي الفقيه المشاور الحافظ المستبحر، الرّواية البعيد الأثر، الطّويل الهجرة في طلب العِلم، النّاسك المتقشف أبو عَبْد الله بْن الفخّار بمدينة بَلَنْسِية في عاشر ربيع الأوّل. فكان الحَفْل في جنازته عظيمًا، وعاين النّاسُ فيها آيةً مِن طيور أشباه الخُطّاف [2] ، وما هِيَ بها، تخلَّلت الْجَمْع رافّةً فوق النَّعْش [3] جانحةً إليه مُشِفّةً، لم تفارقْ نَعْشَه إلى أن وُورِيَ فتفرّقت. عاين النّاسُ منها عَجَبًا تحدَّثوا بِهِ وقْتًا [4] .
ومكث مدّةً ببَلَنْسِية مُطاعًا عظيم القدْر عند السّلطان والعامّة. وكان ذا منزلة عظيمة في الفِقْه والنُّسُك، صاحب أنباءٍ بديعة رحمه الله [5] .
__________
[1] سورة الشعراء، الآية 21.
[2] الخطّاف: العصفور الأسود. وجمعه خطاطيف، ويقال له: عصفور الجنّة. (لسان العرب) .
[3] في شجرة النور- ص 112. «تجلجلت فوق النعش» .
[4] ترتيب المدارك 2/ 725، 726.
[5] الصلة 2/ 511، ونفح الطيب 2/ 61.(28/471)
وقال جُمَاهر بْن عَبْد الله: صلى عَلَى ابن الفخّار الشيّخ خليل التّاجر ورفرفت عَليْهِ الطَّير إلى أن تمّت مواراته [1] .
وكذا ذكر محمد القُبُّشِيّ مِن خبر الطّيور، وزاد: كَانَ عُمره نحو الثّمانين سنة.
وكان يقال إنّه مُجَاب الدّعوة، واختُبِرَتْ دعوتُهُ في أشياء [2] .
وقال أبو عَمْرو الدّانيّ: تُوُفّي في سابع ربيع الأوّل عن ستّ وسبعين سنة، وهو أخو الفقهاء الحُفّاظ الرّاسخين العالِمين بالكتاب والسُّنَّة بالأندلس رحمه الله [3] .
وقد ذكره القاضي عِياض [4] فقال: أحفظ النّاس، وأحضرهم عِلْمًا، وأسرعهم جوابًا، وأوقفهم عَلَى اختلاف الفُقهاء وترجيح المذاهب، حافظًا للأثر، مائلًا إلى الحجّة والنَّظَر. فرّ عَنْ قُرْطُبَة إذْ نَذَرَت البربرُ دمَه عند غَلَبَتهِم عَلَى قُرْطُبَة.
فأمّا:
- أبو عَبْد الله بْن الفخّار المالكيّ الحافظ، فيأتي سنة 495 [5] .
381- محمد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مَخْلَد [6] .
__________
[1] الصلة 2/ 512.
[2] الصلة 2/ 512.
[3] الصلة 2/ 511، نفح الطيب 2/ 61.
[4] في ترتيب المدارك 4/ 724، 725.
[5] في: سير أعلام النبلاء 37417 «مات سنة تسعين وخمس مائة» .
[6] انظر عن (محمد بن محمد البزّاز) في:
السابق واللاحق 125، وتاريخ بغداد 3/ 231، 232، والأنساب 251 أ، والمنتظم 8/ 37 رقم 64، والكامل في التاريخ 9/ 370، والعبر 3/ 133، وسير أعلام النبلاء 17/ 370، 371 رقم 233، والإعلام بوفيات الأعلام 176، والمعين في طبقات المحدّثين 123 رقم 1374، وفيه «محمد بن إبراهيم بن مخلد الرزّاز» ، والوافي بالوفيات 1/ 118، والبداية والنهاية 12/ 25، والنجوم الزاهرة 4/ 270، وشذرات الذهب 3/ 214.(28/472)
أبو الحَسَن البزّاز [1] ، شيخ بغداد.
وُلِد سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
وسمع مِن: إسماعيل الصَّفّار [2] ، ومحمد بْن عَمْرو الرّزّاز، وعمر بْن الحَسَن الأُشْنانيّ [3] ، وهو آخر مِن حدَّث عَنْهُمْ، وعثمان بْن السّمّاك، وجعفر الخُلْديّ، والنجاد.
قال الخطيب [4] : كتبنا عنه وكان صدوقا، أثني عليه أبو القاسم اللالكائي.
وكان جميل الطريقة، له أنسة بالعلم ومعرفة بشيء من الفقه على مذهب أهل العراق.
مات في ربيع الأول.
قال: وبلغني أنّه لم يكن لَهُ كَفَن.
قلتُ: روى عَنْهُ: عليّ بْن طاهر بْن الملقّب المَوْصِليّ، والحسين بْن عليّ بْن البُسْريّ [5] ، وعلي بْن الحسين الرَّبَعيّ، وعليّ بْن محمد بْن أَبِي العلاء المَصيصيّ، وجماعة آخرهم عليّ بْن أحمد بْن بَيان الرّزّاز، شيخ ابن كُلَيْب.
- حرف النون-
382- ناصر بْن مهديّ بْن الحسن [6] .
السّيّد أبو محمد، العلويّ النّيسابوريّ.
__________
[1] في تاريخ بغداد 3/ 231 «البزار» وهو تصحيف. وفي «المعين في طبقات المحدّثين» :
«الرزّاز» وهو غلط.
[2] قال ابن الأثير، وهو آخر من حدّث عن إسماعيل بن محمد الصّفّار. (الكامل 9/ 370) .
[3] الأشناني: بضم الهمزة وسكون الشين المعجمة، وقد تقدّم التعريف بهذه النسبة في هذا الجزء.
[4] في تاريخ بغداد 3/ 231، 232.
[5] البسريّ: بضم الباء المنقوطة بواحدة وسكون السين المهملة، وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى: بسر بن أرطاة، وقيل: ابن أبي أرطاة.
وقيل في هذه النسبة إنها نسبة إلى بصرى، قرية من قرى الشام، فأبدل الصاد بالسين، وقيل:
البسري، على قياس قولهم في السويق «الصويق» ، وفي السراط «الصراط» ، وفي السقر «الصقر» وأخواتها. (الأنساب 2/ 211- 212) .
[6] انظر عن (ناصر بن مهدي) في:
المنتخب من السياق 460 رقم 1568.(28/473)
روى عَنْ: أبي الحسين الحَجّاجيّ، وأبي عليّ محمد بن عليّ بن السّقّاء الإسْفرائينيّ الحافظ، وأبو عَمْرو بْن حمدان.
وعنه: أبو صالح المؤذّن، وغيره.
تُوُفّي في رمضان [1] .
- حرف الهاء-
383- الهَيذام بْن عُمَر بْن أحمد بْن الهَيْذَام [2] .
الإصبهاني، الضّرّاب.
في شهر صَفَر.
- حرف الياء-
384- يحيى بْن عُمَر [3] .
أبو الحَسَن الدّعّاء المقرئ، المعروف بالشّارب.
سَمِعَ مِن: عَبْد الباقي بْن قانع، وحامد الرّفّاء.
قَالَ الخطيب: كتبنا عَنْهُ، وكان ثقة مشهورًا بالسُّنَّة.
385- يعيش بْن محمد بْن يعيش [4] .
أبو بَكْر الأَسَديّ الطُّلَيْطُليّ.
روى عَنْ: أَبِيهِ، ورحل فأخذ عَنْ: أَبِي محمد بْن أَبِي زيد.
وكان مِن كبار الفقهاء.
ولي القضاء ببلده والرئاسة [5] .
__________
[1] قال عبد الغافر: ظريف من العلوية، حسن الصحبة، محبّ الطائفة المتصوّفة، مخالط إيّاهم، ومنفق عليهم، سمع الكثير.
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (يحيى بن عمر) في:
تاريخ بغداد 14/ 239 رقم 7553.
[4] انظر عن (يعيش بن محمد) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 689 رقم 1520.
[5] قال ابن بشكوال: كانت له عناية كثيرة بالعلم، وكان حافظا للفقه، ذاكرا للمسائل: وتولّى الأحكام ببلده، ثم صار إليه تدبير الرئاسة به، ونفع الله به أهل موضعه، ثم خلع عن ذلك وصار إلى قلعة أيوب. وتوفي بها سنة ثمان عشرة وأربعمائة. كذا قال ابن مطاهر. وقال ابن حيّان: توفي في صفر سنة تسع عشرة.(28/474)
سنة عشرين وأربعمائة
- حرف الألف-
386- أحمد بْن طلحة بْن أحمد بْن هارون [1] .
أبو بَكْر البغداديّ المنُقَيّ الواعظ.
سمع: أبا بكر النّجّاد، وعبد الصّمد الطّستيّ، وابن بريه [2] الهاشميّ.
روى عنه: الخطيب [3] ، وقال: كَانَ ثقة مستورًا.
مات في ذي الحجّة.
وآخر مِن روى عَنْهُ ابن البَطِر.
387- أحمد بْن عَبْد القادر بْن سَعِيد [4] .
أبو عُمَر الأُمويّ، الإشبيليّ.
أخذ عَنْ: أَبِي الحَسَن الأنطاكيّ، وحَكَم بْن محمد القَيْروانيّ، ومحمد بن الحارث الخشني.
وسمع من: أبي علي القالي يسيرا.
وكان عارفا بالنحو والشعر، وله كتاب الوثائق وعللها سمّاه «المحتوى» في خمسة عشر جزءا.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن طلحة) في:
تاريخ بغداد 4/ 212 رقم 1902، والعبر 3/ 136، وسير أعلام النبلاء 17/ 477 رقم 315، والإعلام بوفيات الأعلام 176، وشذرات الذهب 3/ 214.
[2] في: تاريخ بغداد: «بويه» بالواو، وهو تحريف. وهو: عبد الله بن إسماعيل الهاشمي بن بريه المتوفى سنة 350 هـ.
[3] في تاريخ بغداد 4/ 212.
[4] انظر عن (أحمد بن عبد القادر) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 39، 40 رقم 76، وغاية النهاية 1/ 70، ومعجم المؤلّفين 1/ 279.(28/475)
حدث عنه: أبو محمد بن خزرج [1] .
388- أحمد بن علي بن أحمد بن حماد [2] .
أبو العبّاس الجرجانيّ، المقرئ المعروف بالخزاز [3] .
سمع من المحدث أحمد بن الحسن بن ماجه [4] في سنة تسع وأربعين بقراءة الإسماعيلي.
وحدث، وسمع منه خلْق بجُرْجان.
وكان رجلًا صالحًا.
مات في ذي القعدة.
389- أحمد بن علي بن الحسن بْن الهيثم [5] .
أبو الحَسَن بْن البَادا البغداديّ.
سَمِعَ: أبا سهل بْن زياد، وعبد الباقي بْن قانع، ودَعْلَج بْن أحمد، وابن بُرَيْه، وجماعة.
قَالَ الخطيب [6] : كَانَ ثقة، مِن أهل القرآن والأدب والفقه عَلَى مذهب مالك. كتبتُ عَنْهُ، ومات في ذي الحجّة.
390- أحمد بْن عليّ [7] .
أبو العبّاس المنبجيّ، ثمّ الرَّقّيّ المقرئ.
قرأ القرآن عَلَى: نظيف بْن عَبْد الله الكِسْرويّ، وغيره.
قَالَ أَبِي عَمْرو الدّانيّ: كَانَ ثقة ضابطًا. عُمر طويلًا وتوفّي بالرّقّة بعد
__________
[1] في: الصلة 1/ 40 توفي عقب سنة عشرين وأربعمائة، وكان فيه فكاهة تخلّ به.
[2] انظر عن (أحمد بن علي بن أحمد) في:
تاريخ جرجان للسهمي 126، 127 رقم 125.
[3] تاريخ جرجان 126 «الخرّاز» .
[4] قال السهمي: روى عنه مقدار جزءين ولم يرو عن غيره، وكان من قرّاء القرآن.
[5] انظر عن (أحمد بن علي بن الحسن) في:
تاريخ بغداد 4/ 322 رقم 2129، ومرآة الجنان 3/ 35.
[6] في تاريخه.
[7] لم أقف على مصدر ترجمته.(28/476)
العشرين، وقد بلغ التّسعين أو زاد عليها رحمه الله.
391- أحمد بْن محمد بْن عفيف [1] .
أبو عُمَر الأُمويّ القُرْطُبيّ.
شرع في السّماع سنة تسع وخمسين وثلاثمائة، واستوسع في الرّواية والجمع والإتقان.
وحدَّث عَنْ: يحيى بْن هلال، ومحمد بْن عُبَيْدون، ومحمد بْن أحمد بْن مِسْوَر.
وعُنِيَ بالفقه. وبرع في الشُّروط ثمّ مال إلى الزُّهْد والوعظ، فوعظ النّاس، ولقَّن القرآن، وقصَده الصُّلحاء والطّالبون، فبيّن لهم الطّريق. وكان يغسّل الموتى، وصنَّف في تغسيلهم كتابًا. وصنَّف كتابًا في آداب المعلّمين. وصنَّف في أخبار القُضاة والفُقهاء بقُرْطُبَة كتابًا.
ولمّا وقعت الفتنة بقُرْطُبَة قصد المريّة فأكرمه صاحبُها خَيْران الصَّقْلبيّ وأدناه، وولاه قضاء لُورقةَ، فاستوطنها حتّى توفي في ربيع الآخر [2] .
روى عَنْهُ: حاتم بْن محمد، وأبو العبّاس العُذْريّ، وطاهر بْن هشام، وغيرهم.
392- أحمد بْن محمد بْن القاسم بْن بِشْر بْن درسْتُوَيْه بْن يزيد [3] .
أبو الحسين الفارسيّ الفَسَويّ [4] ، ثمّ الْبُخَارِيّ.
وُلِد سنة أربعين.
وروى عَنْ: أَبِي بَكْر بْن يزداد، وخَلَف الخيّام، وأبي بكر بن سعد، والقفّال الشّاشيّ.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن عفيف) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 38، 39 رقم 75، وإيضاح المكنون 1/ 4، 31، ومعجم المؤلفين 2/ 128.
[2] الصلة 1/ 38، 39.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد بن القاسم) في:
الأنساب 9/ 308.
[4] الفسويّ: بفتح الفاء والسين، هذه النسبة إلى فسا وهي بلدة من بلاد فارس يقال لها بسا.
(الأنساب 9/ 305) .(28/477)
توفي في ربيع الأول ببخارى [1] .
393- أحمد بن محمد بن الحسن بن المظفر [2] .
أبو طالب، ولد الأديب أبي علي الحاتمي.
كان شاعرا محسنا. وله ديوان.
روى عنه: ابنه مسعود، ومحمد بن وشاح الزينبي.
394- إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن الحسين [3] .
أبو إسحاق الحنائي الدمشقي.
روى عَنْ: عَبْد الوهاب الكِلابيّ.
وسمع بمصر مِن: أَبِي مُحَمَّد بْن النَّحَّاس.
روى عنه: أبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني.
وهو أخو عليّ وإبراهيم [4] .
- حرف الحاء-
395- الحَسَن بْن عليّ بْن العبّاس بْن الفضل بْن زكريّا بْن يحيى بْن النَّضْر [5] .
أبو عليّ النَّضْرَوِيّ الهَرَويّ الحَافِظ.
سَمِعَ: محمد بْن عَبْد الله بْن خَمِيروَيْه، وزاهد بْن أحمد، ومحمد بْن أحمد بْن حمزة، وجماعة.
وعنه: عَبْد الواحد المُلَيْحيّ، ومحمد بْن عليّ العُمَيْريّ.
396- الحَسَن بن محمد بن أحمد بن عمر [6] .
__________
[1] هكذا في الأصل.
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (إبراهيم بن محمد) في:
تهذيب تاريخ دمشق 2/ 255 وفيه «الحسن» بدل «الحسين» .
[4] قال ابن عساكر: طلب الحديث وسمعه بدمشق وكتب الكثير من الحديث وحدّث بشيء يسير.
وذكر الحدّاد: أنّ المترجم كان أديبا أريبا، خيّرا، نزه النفس، ثقة مأمونا.
[5] لم أقف على مصدر ترجمته.
[6] لم أقف على مصدر ترجمته.(28/478)
أبو بِشْر القُهُنْدُزيّ [1] المُزَكّيّ.
روى عَنْ: أَبِي بحر البَرْبَهاريّ، ومحمد بْن حَيَّوَيْهِ الكُرْجيّ.
وعنه: صاعد بن سيار، ومحمد بن علي العميري [2] .
397- الحسين بن عبد الله [3] بن أبي علاثة [4] البغدادي.
سمع: أبا بكر الشافعي، والقطيعي [5] ، وعدة.
وعنه: الخطيب، وقال [6] : سماعه صحيح إلا أنّه ساقط المروءة [7] .
- حرف السين-
398- سَعِيد بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمد [8] .
أبو سهل النيليّ [9] . أخو الأستاذ أَبِي عَبْد الرَّحْمَن.
رَجُل جليل نَحْويّ، فقيه شافعيّ، شاعر، إمام في الطّبّ متبحّر فيه بمرّة، ثقة في الحديثة.
روى عَنْ: أَبِي عَمْرو بْن حمدان، وأبي أحمد الحافظ.
__________
[1] تقدّم التعريف بنسبة القهندزي في هذا الجزء.
[2] العميريّ: بضم العين المهملة، وفتح الميم، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها الراء المهملة. هذه النسبة إلى الجدّ. (الأنساب 9/ 61) .
[3] انظر عن (الحسين بن عبد الله) في:
تاريخ بغداد 8/ 60 رقم 4134، والمنتظم 8/ 46 رقم 70.
[4] في تاريخ بغداد: «علّانة» ، وكنيته: أبو الفرج.
[5] القطيعيّ: بفتح القاف وكسر الطاء المهملة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها العين المهملة. هذه النسبة إلى القطيعة، وهي مواضع وقطائع في محالّ متفرّقة ببغداد.
والقطيعيّ هنا هو: أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك بن شبيب القطيعي المتوفى سنة 368 هـ.
[6] في تاريخه، وفيه: «كتبت عنه وكان صدوقا، وسماعه صحيحا، إلّا أنه كان ساقط المروءة، شحيحا بخيلا، يفعل أمورا لا تليق بأهل الدين» .
[7] وقال ابن الجوزي: «تفقّه في حداثته وقرأ بالقراءات، وكتب الحديث الكثير، وحدّث عن الشافعيّ وغيره، ثم في كبره سخط أمره وسقطت مروءته» .
[8] انظر عن (سعيد بن عبد العزيز) في:
المنتخب من السياق 233 رقم 730.
[9] النّيليّ: بكسر النون وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين. هذه النسبة إلى النيل، وهي بليدة على الفرات بين بغداد والكوفة. (الأنساب 12/ 186) .(28/479)
ومات فجأة عَنْ سبْعٍ وستين سنة.
- حرف الصاد-
399- صالح بْن مِرْداس الكلابيّ [1] .
أسد الدّولة.
كَانَ مِن عرب البادية، فقصد حلب وبها مرتَضَى الدّولة بْن لؤلؤ نائبًا للخليفة الظّاهر بْن الحاكم العُبَيْديّ، فانتزعها منه في سنة سبع عشرة وأربعمائة، وتَملّكها ورتَّب أمورها. فصَار مِن مصر لحربه أمير الجيوش الدزْبَريّ [2] ، وكانت الوقعة بالأُقْحُوانة [3] . ثمّ انْجَلت الوقعة عَنْ خلْقٍ كثير مِن القتلى منهم صالح [4] .
وهو أوّل مِن ملك حلب مِن بني مرداس.
قُتِل في جُمَادَى الأولى.
- حرف العين-
400- عَبْد الله بْن عَبْد الرحيم بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن حمدويه [5] .
__________
[1] انظر عن (صالح بن مرداس) في:
تاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) 419- 325، 327، 368، 390- 396، 400- 402، 410- 414، 422، 428، وتاريخ حلب للعظيميّ 327، 329، وبغية الطلب (طبعة أنقرة) 44، وزبدة الحلب 1/ 277، وأخبار مصر للمسبّحي 242، والكامل في التاريخ 9/ 210، 227- 234، ووفيات الأعيان 2/ 487 رقم 300، والأعلاق الخطيرة 113، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 73، 74، المختصر في أخبار البشر 2/ 140- 142 و 157، والعبر 3/ 250، ودول الإسلام 1/ 250، وسير أعلام النبلاء 17/ 375، 376 رقم 236، وتاريخ ابن الوردي 1/ 339، والدّرّة المضيّة 326، والبداية والنهاية 12/ 27، وتاريخ ابن خلدون 4/ 272، واتّعاظ الحنفا 2/ 147، 155، 156، والنجوم الزاهرة 4/ 252، 253، وشذرات الذهب 3/ 136.
[2] هو: أنوشتكين الدزبري، وقد تقدّم التعريف به في الحوادث.
[3] الأقحوانة: بضم الهمزة وسكون القاف وضم الحاء المهملة. بليدة بالشام من أعمال فلسطين بالقرب من طبرية. (معجم البلدان 1/ 234) .
[4] انظر: تاريخ الأنطاكي 4112، وزبدة الحلب 1/ 231، 232، والكامل في التاريخ 9/ 231، وذيل تاريخ دمشق 73، 74، واتّعاظ الحنفا 2/ 160، (حوادث سنة 415 هـ.) .
[5] تقدّمت ترجمته في المتوفين سنة 419 هـ.(28/480)
أبو محمد البُنانيّ النَّيْسابوريّ المُرْضيّ [1] ، الرجل الصّالح.
سَمِعَ مِن: دَعْلَج، وأبي بَكْر الشّافعيّ ببغداد.
وذكر أنّه لقى الأصمّ، وسمع منه شيئًا يسيرًا.
وسمع بجُرْجان مِن: محمد بْن أحمد بْن إسماعيل الصّرّام وحدَّث عَنْهُ.
سَمِعَ منه: أبو الفضل الفَلَكيّ والمشايخ.
401- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مهْرة [2] .
أبو محمد الإصبهاني المؤدب.
روى عَنْ [3] : الطبَرانيّ.
402- عَبْد الجبّار بْن أحمد [4] .
أبو القاسم الطَّرَسُوسيّ [5] المقرئ.
صدْر الإقراء في وقته بمصر.
قرأ عَلَى: أَبِي عَدِيّ عَبْد العزيز بْن الفَرَج، وأبي أحمد عَبْد الله بْن الحسين السّامرّيّ.
قرأ عَليْهِ: أبو الطّاهر إسماعيل بْن خَلَف مصنّف «العنوان» .
تُوُفّي في غُرّة ربيع الآخر.
وله كتاب «المُجْتَنَى [6] في القراءات» .
وآخر مِن سَمِعَ مِنه أبو الحسين يحيى بْن البيّاز، لكنّه مُتَّهم.
403- عَبْد الرَّحْمَن بْن زاهد بْن أحمد [7] .
أبو أحمد المروزيّ الشّير تحشيريّ [8] ، الفقيه المحدّث.
__________
[1] لم أجد هذه النسبة.
[2] لم أجد هذه الترجمة في المصادر المتوفّرة لديّ.
[3] في الأصل: «عنه» وهو غلط.
[4] انظر عن (عبد الجبار بن أحمد) في:
مرآة الجنان 3/ 35، وغاية النهاية 1/ 357، 358 رقم 1530، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 213.
[5] الطّرسوسيّ: بفتح الطاء، والراء المهملتين، والواو بين السينين المهملتين، الأولى مضمومة، والثانية مكسورة. هذه النسبة إلى طرسوس، وهي من بلاد الثغر بالشام. (الأنساب 8/ 231) .
[6] في غاية النهاية: «المجتبى» .
[7] لم أقف على مصدر ترجمته.
[8] لم أقف على هذه النسبة في كتب الأنساب.(28/481)
سمع: عبيد الله بن الحسين النَّضْريّ ببغداد، ومحمد بْن المظفَّر الحافظ.
وأملى بمرْو وهَراة.
روى عَنْه: عَبْد الواحد المليحيّ [1] ، وابنه أبو عطاء وعطاء القرّاب.
أخذ مذهب الشّافعيّ عَنْ أَبِي زيد الفاشانيّ [2] ، وصار مِن أئمّة المذهب.
404- عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان بْن القاسم بْن معروف بْن حبيب [3] .
أبو محمد بن أبي نصر التميمي، الدمشقي المعدل، الرئيس المعروف بالشّيخ العفيف.
قرأ لأبي عَمْرو عَنْ أحمد بْن عثمان غلام السّبّاك.
وحدَّث عَنْ: إبراهيم بْن أَبِي ثابت، والحسن بْن حبيب الحصائريّ، وخَيْثَمَة، وابن حَذْلَم، وجعفر بْن عُدَيْس، وأحمد بْن محمد بْن عُمَارة اللَّيْثّي، وأحمد بْن سليمان بْن زبّان الكِنْديّ، ثمّ قطع التّحديث عَنْهُ لمّا علم ضَعْفَه.
روى عَنْهُ: رشأ بْن نظيف، وأبو عليّ الأهوازيّ، وعبد العزيز بْن أحمد الكتّانيّ، وأبو القاسم الحِنَّائيّ، وأبو نصر بْن طلاب، وأبو القاسم بن أبي
__________
[1] المليحي: بفتح الميم، والياء، المنقوطة باثنتين من تحتها الساكنة بعد اللام، وفي آخرها الحاء المهملة. والمشهور بها: عبد الواحد المليحي هذا، وهو: أبو عمر عَبْد الواحد بْن أَحْمَد بْن أَبِي القاسم المليحي الهروي. (الأنساب 11/ 475) .
[2] الفاشاني: بفتح الفاء والشين المعجمة وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى قرية من قرى مرو يقال لها فاشان، وقد يقال لها بالباء، وبهراة قرية أخرى يقال لها باشان بالباء الموحّدة.
وأبو زيد هو: محمد بْن أحمد بْن عَبْد اللَّه بْن محمد الفاشاني الإمام الحافظ لمذهب الشافعيّ وأحسنهم نظرا فيه. توفي سنة 371 هـ. (الأنساب 9/ 225، 226) .
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن عثمان) في:
منتخب من الجزء الأول من فوائد أبي الحسن خيثمة الأطرابلسي (مخطوط بالظاهرية) مجموع 107 ورقة 187 ب، وفضائل الصحابة (مخطوطة الظاهرية) مجموع رقم 92/ 8 ق 3/ ورقة 104 أ، ومجموع 110 حديث ق 3/ ورقة 245، ومن حديث خيثمة الأطرابلسي (تأليفنا) 38، 63، 65، 93، 119، 121، 163، 165، 193، 206، 207، وتاريخ بغداد 5/ 305 و 7/ 427، وغيرها، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 23/ 86، والمعين في طبقات المحدّثين 123 رقم 1375، والإعلام بوفيات الأعلام 176، وسير أعلام النبلاء 17/ 366- 368 رقم 230، والعبر 3/ 137، ومرآة الجنان 3/ 35، وشذرات الذهب 3/ 215، 216، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 566، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 55، 56 رقم 769.(28/482)
العلاء، وخلْق كثير آخرهم موتًا عَبْد الكريم بن المؤمّل الكفرطابيّ [1] .
وكان مولده في سنة سبع وعشرين وثلاثمائة.
قَالَ أبو الوليد الحَسَن بْن محمد الدَّرْبَنْديّ: أَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان بدمشق بقراءتي، وكان خيرًا مِن ألفٍ مثله إسنادًا وإتقانًا وزُهْدًا مَعَ تقدُّمه.
ثمّ ذكر عَنْهُ حديثًا.
وقال رشأ بْن نظيف: قد شاهدُت ساداتٍ، ما رَأَيْت مثل أَبِي محمد بْن أَبِي نصر، كَانَ قُرَّة عَيْن [2] ، وقال الكتّانيّ: تُوُفّي شيخنا ابن أبي نصر في جُمَادَى الآخرة، فلم أرَ جنازة كانت أعظم منها. كَانَ [بين يديه] [3] جماعة مِن أصحاب الحديث يهلّلون ويُكبّرون ويُظْهرون السُّنَّة. وحضر جنازته جميع أهل البلد حتّى اليهود والنّصارى. ولم ألقَ شيخًا مثله زُهْدًا وورعًا وعبادةً ورئاسة. وكان ثقةً عَدْلًا، مأمونًا، رضَيً [4] . وكان يُلقب بالعفيف. وكانت أُصوله حِسانًا بخطّ ابن فُطَيْس، والحلبيّ [5] .
وقد روى حديثه بعُلُو: كريمة القُرَشيّة مثل «مُسْنَد ابن عُمَر» لابن أميّة، وحديث ابن أبي ثابت.
405- عَبْد الرحيم بْن أحمد بْن عَبْد الرحمن [6] الكتّاميّ [7] الفقيه المالكيّ.
__________
[1] الكفرطابيّ: بفتح الكاف والفاء وسكون الراء وفتح الطاء المهملة، وفي آخرها الباء الموحّدة.
هذه النسبة إلى كفرطاب، وهي بلدة من بلاد الشام. عند معرّة النعمان بين حلب وحماة.
(الأنساب 10/ 448) .
[2] تاريخ دمشق 23/ 86.
[3] في الأصل بياض، والإستدراك من: تاريخ دمشق 23/ 86 وغيره.
[4] في تاريخ دمشق: «رضيّا» .
[5] تاريخ دمشق 23/ 86.
[6] انظر عن (عبد الرحيم بن أحمد) في:
ترتيب المدارك للقاضي عياض 4/ 720، 721، والصلة لابن بشكوال 2/ 385 رقم 826، وفيه «عبد الرحيم بن أحمد الأصيلي» ، والعبر 3/ 374 رقم 235، وسير أعلام النبلاء 17/ 374 رقم 235، والديباج المذهب 2/ 4- 5، وشذرات الذهب 3/ 216، وشجرة النور الزكية 1/ 115 رقم 318.
[7] الكتامي: بضم الكاف. نسبة إلى كتامة، قبيلة مشهورة من البربر نزلت ناحية من المغرب.(28/483)
أبو عَبْد الرَّحْمَن السَّبْتيّ [1] ، ويُعرف بابن العجوز.
قَالَ القاضي عِياض: كَانَ مِن كبار قومه، وإليه كانت الرحلة بالمغرب.
وعليه كانت تدور الفَتْوى. وفي عَقِبه أئمّة نُجَباء.
لازم أبا محمد بْن أَبِي زيد.
وأخذ عَنْ: أَبِي محمد الأصيليّ، وغيره.
روى عَنْهُ: قاسم المأمونيّ، ومحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن، وإبراهيم بْن يعقوب الكَلاعيّ، وجماعة.
أخذ النّاس عَنْهُ بسَبْتَةَ عِلْمًا كثيرًا.
وقال أبو محمد بن خزرج: أجاز لي سنة ثمان عشرة، وتُوُفّي بعد ذَلِكَ بنحو عامين [2] .
ولد سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.
406- عَبْد الصمد بْن مُحَمَّد بْن محمد بْن أحمد بن عيسى [3] .
أبو الفضل الخاصميّ [4] البلمغيّ [5] . رحمه الله.
407- عَبْد الواحد بْن محمد بْن أحمد بن جعفر بن منير [6] .
أبو محمد المُنيريّ، الْجُرْجانيّ العدْل الصّالح.
سَمِعَ: أبا أحمد بْن عَدِيّ، وأبا بَكْر الإسماعيليّ.
وبنَيْسابور: أبا أحمد الحاكم.
وببغداد: أبا الحسين بْن المظفَّر.
__________
[1] السّبتي: بفتح السين المهملة، نسبة إلى مدينة سبتة بساحل المغرب.
[2] في: سير أعلام النبلاء 17/ 374: مات سنة ثمان عشرة وأربعمائة أو بعدها.
وفي: شجرة النور 1/ 115 مولده سنة 340 ووفاته سنة 413 هـ.
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
[4] لم أجد هذه النسبة في كتب الأنساب.
[5] لم أجد هذه النسبة في كتب الأنساب.
[6] انظر عن (عبد الواحد بن محمد) في:
تاريخ جرجان للسهمي 253 رقم 411، والمنتخب من السياق 337، 338 رقم 1114.
وسيعيد المؤلّف- رحمه الله- ترجمته في المتوفين من أهل هذه الطبقة على وجه التقريب برقم (447) .(28/484)
وبالشّام: محمد بْن عليّ السّاويّ.
قَالَ عليّ بْن محمد الزّنْجيّ: سَمِعْتُ منه.
قلت: تُوُفّي في رمضان [1] .
408- عُبَيْد الله بْن النَّضْر بْن محمد بْن أحمد بْن محمد [2] .
أبو أحمد المحْميّ [3] النَّيْسابوريّ.
مِن بيت الرئاسة والحشمة.
سَمِعَ: أبا عليّ الرّفّاء، وأبا عَمْرو بْن مطر، وهارون بْن أحمد الأسْتراباذيّ.
روى عَنْهُ: أبو صالح المؤذّن، وأبو القاسم عُبَيْد الله بْن أَبِي محمد الكُزْبُريّ.
وتُوُفيّ فِي ذي القعدة.
409- عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن [4] .
أبو الحَسَن الخَرْجانيّ [5] الإصبهانيّ.
سَمِعَ بالبصرة: إبراهيم بْن عليّ الهُجَيْميّ [6] .
روى السلَفيّ عَنْ أصحابه: إسماعيل بن عليّ السّيلقيّ [7] ، ورَوْح بْن محمد الدّارانيّ، وعمر بْن حسن بن سليم المعلّم، وغيرهم، وابن أشتة.
__________
[1] قال عبد الغافر: العدل الثقة الأمين، مستور من جرجان. (المنتخب 337) .
[2] انظر عن (عبيد الله بن النضر) في:
المنتخب من السياق 294 رقم 973.
[3] المحميّ: بالحاء المهملة الساكنة بين الميمين أولاهما مفتوحة، هذه النسبة إلى محم، وهو بيت كبير بنيسابور يقال لهم المحمية. (الأنساب 11/ 173) .
[4] انظر عن (علي بن أحمد الخرجاني) في:
الإكمال لابن ماكولا 3/ 231، والأنساب 5/ 75، 76، ومعجم البلدان 2/ 356، وسير أعلام النبلاء 17/ 420، 421 رقم 275، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 147، وتبصير المنتبه 1/ 314.
[5] الخرجاني: بفتح الخاء المعجمة، وسكون الراء المهملة، وجيم، نسبة إلى خرجان، وهي محلّة كبيرة بأصبهان.
[6] الهجيميّ: بضم الهاء وفتح الجيم والياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها الميم. هذه النسبة إلى محلّة بالبصرة نزلها بنو هجيم فنسبت المحلّة إليهم. (الأنساب 12/ 309) .
[7] لم أجد هذه النسبة في كتب الأنساب.(28/485)
ومن شيوخه: أبو إِسْحَاق بْن حمزة الحافظ.
وخَرْجان محلَّةٌ بإصبهان، بالخاء المُعْجَمة ثمّ الجيم. واختُلِف في فتح أوّله وضمّه.
وهذا الرجل يُعرف بابن أَبِي حامد.
قَالَ الخطيب: كتبَ إليّ بالإجازة لما يصّح عندي من حديثه.
وسمع بمكة مِن: إبراهيم بْن أحمد بْن فراس.
وسمع ببلدة مِن: أَبِي أحمد العسّال.
ومن آخر مَن روى عَنْهُ: أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن مردويْه.
تُوُفّي سنة عشرين، وقيل: في سنة إحدى وعشرين.
410- عليّ بن الحسين بْن دُوما البغداديّ [1] النعَاليّ [2] .
أخو الحَسَن.
قَالَ الخطيب: مات نحو سنة عشرين.
سَمِعَ مِن: أحمد بْن عثمان الأدَميّ، وحمزة الدهْقان، وبكّار بْن أحمد المقرئ.
كتبنا عَنْهُ، وكان ثقة.
411- عليّ بْن عيسى بْن الفَرَج [3] .
أبو الحَسَن الرّبعيّ البغداديّ النّحويّ.
__________
[1] أنظل عن (علي بن الحسين) في:
تاريخ بغداد 11/ 401 رقم 6284.
[2] النّعالي: بكسر النون وفتح العين المهملة وفي آخرها اللام. هذه النسبة إلى عمل النعال وبيعها. (الأنساب 12/ 113) .
[3] انظر عن (علي بن عيسى) في:
تاريخ بغداد 12/ 17، 18، ونزهة الألبّاء 341، 342، والمنتظم 8/ 46 رقم 71، ومعجم الأدباء 14/ 78- 85، وإنباه الرواة 2/ 297، والكامل في التاريخ 9/ 392، ووفيات الأعيان 3/ 336، والعبر 3/ 138، وسير أعلام النبلاء 17/ 392، 393 رقم 255، وتلخيص ابن مكتوم 146، والبداية والنهاية 12/ 27، والفلاكة والمفلوكين 113، 114، وطبقات النحاة واللغويين لابن قاضي شهبة 224، 225، والنجوم الزاهرة 4/ 271، وبغية الوعاة 2/ 181، 182، وإشارة التعيين 34، 35، وشذرات الذهب 3/ 216، وروضات الجنّات 483، وإيضاح المكنون 1/ 172، وهدية العارفين 1/ 686، وكشف الظنون 212، 1796، ومعجم المؤلّفين 7/ 163، 164.(28/486)
درس النحْو عَلَى أَبِي سَعِيد السيرافيّ ببغداد، وعلي أَبِي عليّ الفارسيّ بشِيراز، ولَزِمه.
وبَلَغَنَا أنّ أبا عليّ قَالَ: قولوا لعليّ البغداديّ: لو سِرتَ مِن الشَّرق إلى الغرب لم تجد أنْحَى منك [1] .
وكان قد واظبه بضْع عشرة سنة.
وقد صنَّف شرحًا للإيضاح لأبي عليّ [2] ، وشرحًا لمختَصر الْجَرْمي [3] .
وتُوُفّي في المحرَّم.
وكان مولده في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، وعاش اثنتين وتسعين سنة.
اشتغل عَليْهِ خلْق [4] .
412- عليّ بْن محمد بْن أحمد بْن إسماعيل [5] .
أبو الحَسَن الْجُرْجانيّ الحنّاطيّ المعلّم.
تُوُفّي قريبًا مِن سنة عشرين.
روى عَنْ: ابن عَدِيّ، والإسماعيليّ.
413- عليّ بْن محمد بْن عليّ بْن حميد [6] .
أبو الحسن، وقيل: أبو محمد الأسفرايينيّ المقرئ المجوّد.
__________
[1] تاريخ بغداد 12/ 17، والمنتظم 8/ 46، ومعجم الأدباء 14/ 78، وإنباه الرواة 2/ 297، ووفيات الأعيان 3/ 336.
[2] هو أبو علي الفارسيّ الإمام في النحو المتوفى سنة 377 هـ.
[3] هو: صالح بن إسحاق الإمام في العربية المتوفى سنة 225 هـ.
وانظر بقية مصنّفات «علي بن عيسى» في: معجم الأدباء 14/ 79، وغيره.
[4] وقال ابن الأثير: «وكان فكها، كثير الدّعابة، فمن ذلك أنه كان يوما على شاطئ دجلة ببغداد، والملك جلال الدولة، والمرتضى والرضى كلاهما في سميريّة، ومعهما عثمان بن جنّي النحويّ، فناداه الربعيّ: أيّها الملك ما أنت صادق في تشيّعك لعليّ بن أبي طالب، يكون عثمان إلى جانبك، وعليّ يعني نفسه، ها هنا! فأمر بالسّميريّة فقرّبت إلى الشاطئ وحمله معه» . (الكامل 9/ 362) .
[5] انظر عن (علي بن محمد الجرجاني) في:
تاريخ جرجان للسهمي 320 رقم 569 وفيه: «علي بن أحمد الحناطي المعلم» بدون «محمد» بعد «علي» .
[6] لم أقف على مصدر ترجمته.(28/487)
روى عَنْ: الحَسَن بْن محمد بْن إِسْحَاق ابن أخت أبي عوانة الأسفرايينيّ، وغيره.
وأكثر عَنْهُ أبو بَكْر البَيْهَقيّ.
ومثله في الاسم والبلد.
414- عليّ بْن محمد بْن علي [1] .
أبو الحسن بن السّقّاء الأسفرايينيّ. مِن شيوخ البَيْهَقيّ أيضًا.
يروي عَنْ: الحَسَن بن محمد بن إسحاق الأسفرايينيّ.
وقد روى البَيْهَقيّ عَنْهُمَا معًا حديثًا، قالا: ثنا الحسن بن محمد، ولكنّ ابن السّقاء أقدم سماعًا ووفاة.
روى عَنْ: أَبِي العبّاس الأصمّ، وابن زياد القطان.
توفي المقرئ في ذي الحجة سنة عشرين.
وتوفي ابن السقاء سنة أربع عشرة. ومر.
415- عمر بن الحسن بن يونس [2] .
أبو بكر.
توفي في رمضان.
وأظنه إصبهانيا.
416- العنبر بن الطيب بْن محمد بْن عَبْد اللَّه بْن العنبر [3] .
أبو صالح، نيسابوري.
روى عَنْ: جدّه لأمّه يحيى بْن منصور القاضي.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر البَيْهَقيّ.
__________
[1] تقدّمت ترجمة (علي بن محمد السّقاء) في هذا الجزء برقم (147) .
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.(28/488)
- حرف الميم-
417- محمد بْن أحمد بْن الحسين بْن عَبْد العزيز [1] .
أبو نصر العُكْبَريّ البقّال.
حدَّث عَنْ: أَبِي عليّ بْن الصّوافّ، وأحمد بْن يوسف بْن خلاد.
روى عَنْهُ: محمد بْن عليّ الصُّوريّ، وعبد العزيز الكتّانيّ، وعلي بن محمد بن أبي العلاء.
قال الخطيب [2] : ثنا عَنْهُ الكتّانيّ بدمشق. وكان صدوقًا. ذكر لي وفاته ابنه منصور بْن محمد بْن محمد في ربيع الأوّل.
418- محمد بْن بَكْر [3] .
أبو بَكْر النَّوْقَانيّ [4] الطُّوسيّ، الفقيه، شيخ الشّافعية ومدرّسهم بنَيْسابور.
تفقَّه عَليْهِ: أبو القاسم القُشَيْريّ، وجماعة.
وكان قد اشتغل عند الأستاذ أبي الحَسَن الماسَرْجِسيّ.
وببغداد عَلَى الياميّ [5] .
وكان مَعَ فضائله ورعًا صالحًا خاشعًا.
قَالَ محمد بْن مأمون: كنتُ مَعَ الشَّيْخ أَبِي عَبْد الرحيم السُّلَميّ ببغداد فقال: تعال حتّى أريك شابّا لَيْسَ في جملة الصُّوفيّة ولا المتفقهة أحسن طريقة ولا أكمل أدبًا منه. فأراني أبا بكر الطّوسيّ.
ومات بنوقان رحمه الله.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد العكبريّ) في:
الفوائد العوالي 17، وتاريخ بغداد 1/ 291 رقم 146، والإعلام بوفيات الأعلام 176.
[2] في تاريخه.
[3] انظر عن (محمد بن بكر) في:
طبقات الشافعية الوسطى للسبكي (مخطوط) ورقة 68، وطبقات الشافعية الكبرى 3/ 49، والعقد المذهب لابن الملقّن 46، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 193، 194 رقم 149.
[4] النّوقانيّ: بفتح النون وسكون الواو وفتح القاف وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى نوقان، وهي إحدى بلدتي طوس. (الأنساب 12/ 161) . وفي (معجم البلدان 5/ 311) بضم النون.
[5] اليامي: بفتح الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الميم. هذه النسبة إلى يام، وهو بطن من همدان. (الأنساب 12/ 385) .(28/489)
419- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن محمد بْن إِسْحَاق [1] .
أبو بَكْر الرّباطيّ الإصبهانيّ.
سَمِعَ: أبا القاسم الطبَرانيّ، وعبد الله بْن الحَسَن بْن بُنْدار، وأبا بَكْر الْجِعَابيّ، وأبا أحمد العسّال، وإبراهيم بْن محمد بْن إبراهيم الرقَاعيّ [2] .
شيخ مُسْنَد يروي عَنْ محمد بْن سليمان الباغَنْديّ. وقد زار بيت المقدس وسمع بِهِ وأملى مجالس.
روى عَنْهُ: عُمَر بْن الْحَسَن بْن سليم المعلم، وأبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن مَرْدوَيْه، وجماعة.
تُوُفّي في شهر شَعْبان رحمه الله.
420- محمد بْن عُبَيْد الله بْن أحمد [3] .
المسبّحيّ، الحرّانيّ، الأمير المختار عزّ الملك.
أحمد إمراء المصريّين وكُتابهم وفُضَلائهم، وصاحب التّاريخ المشهور.
كَانَ عَلَى زيّ الأَجْناد، واتّصل بخدمة الحاكم ونال منه سعادة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الله الرباطي) في:
العبر 3/ 138، 139، وسير أعلام النبلاء 17/ 361 رقم 225، وشذرات الذهب 3/ 216.
وقد تقدّم باختصار برقم (377) .
[2] الرّقاعيّ: بكسر الراء وفتح القاف وفي آخرها العين المهملة. هذه النسبة إلى الجدّ، وإلى من يكتب الرقاع مثل الفتاوى إلى العلماء وغيرها. والرقاع أيضا بطن من جشم بن قيس.
قال هشام بن الكلبي في كتاب (الألقاب) : إنما سمّي بنو زيد بن ضباث بن نهرش بن جشم بن قيس بن عامر بن عمرو بن بكر، ومنجّى بن ضباث وعمهم عامر بن جشم بن قيس لأنهم تحالفوا على عطية بن ضباث، فقيل لهم: الرقاع تلفّقوا كما تلفّق الرقاع. (الأنساب 6/ 149) .
[3] انظر عن (محمد بن عبيد الله) في:
الأنساب 11/ 293، واللباب 3/ 207، ووفيات الأعيان 4/ 377- 380، والعبر 3/ 139، والإعلام بوفيات الأعلام 176، وسير أعلام النبلاء 17/ 361، 362 رقم 226، والوافي بالوفيات 4/ 7، 8، ومرآة الجنان 3/ 63، وقد ذكره مرتين في صفحة واحدة، والنجوم الزاهرة 4/ 271، وحسن المحاضرة 1/ 554، وكشف الظنون 1/ 129، 168، 304، 472، 619، 752، 916، 1328، 1351، 1387، 1419، 1426، 1429، 1435، 1444، وشذرات الذهب 3/ 216، وتاج العروس 2/ 158، وروضات الجنات 178، وهدية العارفين 2/ 63، 64، والأعلام 7/ 140، ومعجم المؤلفين 10/ 276.
وانظر مقدّمة كتابه «أخبار مصر في سنتين» لوليم: ج، ميلورد، طبعة الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1980.(28/490)
وله تصانيف عديدة في الأخبار والشُّعراء والمحاضرة، مِن ذَلِكَ كتاب «التّلويح والتّصريح في الشّعر» ، وهو مائة كرّاس، وكتاب «درك لبغية» في وصف الأديان والعبادات، في ثلاثة آلاف وخمسمائة ورقة، وكتاب «أصناف الجماع» في ألف ومائتا ورقة، وكتاب «القضايا الصّائبة في معاني أحكام النّجوم» ثلاثة آلاف ورقة.
وُلِد بمصر سنة ستّ وستّين وثلاثمائة، وتوفّي أبوه بمصر سنة أربعمائة.
وتُوُفّي هُوَ في ربيع الآخر سنة عشرين.
ورّخه ابن خلّكان [1] .
421- منصور بْن هانئ بْن محمد [2] .
أبو عليّ الفقيه.
تُوُفّي في صَفَر.
وكان رديء الاعتقاد عَلَى دِين بني عُبَيْد، وأقلّ ذلك الرّفض.
__________
[1] في: وفيات الأعيان 4/ 380.
وانظر مؤلّفاته في مقدّمة كتابه: «أخبار مصر في سنتين» ، وكشف الظنون، وغيره.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.(28/491)
ذكر المتوفّين تقريبًا مِن رجال هذه الطبقة
- حرف الألف-
422- أحمد بْن سَعْدي بْن محمد بْن سَعْدي [1] .
أبو محمد الإشبيليّ القَيْسيّ.
رحل، فأخذ عن: أبي محمد بن أبي زيد.
ووصل إلى العراق فأخذ عَنْ القاضي أَبِي بَكْر الأبْهريّ.
وكان فقيهًا محدَّثًا فاضلًا.
روى عَنْهُ: أبو عُمَر الطَّلَمَنْكيّ، وحاتم بْن محمد وقال: لقِيتُهُ بالمَهْدِيّة وقد استوطنها، وكان أمرها يدور عَليْهِ في الفتوى.
تُوُفّي بعد سنة عشر [2] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن سعدي) في:
جذوة المقتبس للحميدي 109، 110 رقم 185 وفيه: «أحمد بن محمد بن سعدي، وكنيته أبو عمر» ، والصلة لابن بشكوال 1/ 34، 35 رقم 67، وبغية الملتمس للضبّي 155- 158 رقم 341، وفيه: «أحمد بن محمد بن سعدي أبو عمر» .
[2] قال الحميدي: وبقي أبو عمر بن سعدي بعد الأربعمائة بمدّة، فحدّثنا عنه أبو محمد عبد الله بن عثمان بن مروان العمري، وقد رأيت أنا سماعه في بعض الكتب المصرية من أبي محمد عبد الرحمن بن عمر بن النحاس المصري سنة تسع وأربعمائة، بخط أبي محمد بن النحاس، فدلّ على أنه عاد إلى مصر بعد تلك الرحلة القديمة أيام الفتن الكائنة بالمغرب. (جذوة المقتبس 110) .
وقال ابن بشكوال: رحل إلى المشرق في حدود الثمانين والثلاثمائة ... حدث منه الصاحبان، وأبو عمر الطلمنكي، وأبو محمد بن الوليد، وأبو عبد الله بن عابد وقال: لقيته بمصر سنة إحدى وثمانين منصرفه من العراق، وكتب إليّ بإجازة ما رواه من المهديّة سنة عشر وأربعمائة.
وقال أبو القاسم حاتم بن محمد: لقيته بالمهديّة وكان قد استوطنها، وكان أمرها يدور عليه في الفتوى حياته وفارقته حيّا، وتوفي بعدي بالمهديّة!؟ (الصلة 1/ 34) كذا وقع في المطبوع وهو وهم واضح.(28/492)
423- أحمد بْن عليّ [1] .
أبو نصر الزّاهد.
شيخ نَيْسابوريّ.
سَمِعَ مِن: الأصمّ.
روى عَنْهُ: عليّ بْن أحمد بْن أخرم شيخ الفَلَكيّ.
424- أحمد بْن عليّ بْن أحمد الإصبهانيّ الصّحّاف [2] .
الأَشْعريّ.
روى عَنْ: أَبِي الشَّيْخ، والقَبَّاب [3] ، وأبي سَعِيد بْن الزَّعْفرانيّ، وابن المقرئ.
روى عَنْهُ: أحمد بْن جعفر، وظهر سماع أبي الفتح الحدّاد منه بعد موته.
حدَّث في عام سبعة عشر.
425- أحمد بْن عليّ بْن ثابت [4] .
أبو بَكْر بْن الماورديّة.
سَمِعَ: عليّ بْن محمد بْن كَيْسان، وعمر بْن محمد الزّيّات.
وعنه: عُبَيْد الله بْن إبراهيم القزّاز، وأبو الحَسَن محمد بْن أحمد البردانيّ [5] ، وأبو عليّ بن البنّاء البغداديّون.
426- أحمد بْن محمد بْن إبراهيم [6] .
أبو سهل المهْرانيّ المُزَكّيّ.
سَمِعَ: أبا بَكْر النّجّاد ببغداد، وحامد الرّفّاء.
وعنه: أبو بَكْر البَيْهَقيّ.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] القبّاب: هو أبو بكر عَبْد الله بْن محمد بْن محمد بْن فورك القبّاب، من أهل أصبهان. توفي سنة 370 هـ. (الأنساب 10/ 38، 39) .
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
[5] البردانيّ: بفتح الباء الموحّدة والراء والدال المهملة وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى بردان وهي قرية من قرى بغداد. (الأنساب 2/ 135) .
[6] لم أجد مصدر ترجمته.(28/493)
427- أَحْمَد بْن محمد بْن عَبْد اللَّه بن يوسف [1] .
أبو الفضل النَّيْسابوريّ السَّهْليّ الأديب الصَّفّار.
حدَّث عَنْ: الأصمّ، والأستاذ أَبِي الوليد الفقيه، وأبي الفضل المُزَكّيّ.
وتخرج بِهِ أئمّة منهم أبو الحسن الواحديّ.
وروى عَنْهُ: أبو سعْد عَبْد الله بْن القُشَيْريّ، وغيره.
428- أحمد بْن محمد بْن مُزَاحم [2] .
أبو سعْد النَّيْسابوريّ الصَّفّار الأديب.
سَمِعَ: الأصمّ.
وعنه: البَيْهَقيّ، ومحمد بْن يحيى.
429- إسماعيل بْن أحمد [3] .
أبو الفضل الْجُرْجانيّ الصّوفيّ.
حدّث بدمشق عَنْ: أَبِي بَكْر الإسماعيليّ، وغيره.
وعنه: أبو سعْد السّمّان، وعبد العزيز الكتّانيّ.
- حرف الباء-
430- بِشْر بْن محمد [4] .
أبو القاسم المَيْهَني [5] الصُّوفيّ الواعظ.
صحِب بالشّام أحمد بْن عطاء الرُّوذَبَاريّ.
وحدّث عن: أبي القاسم الطبراني، وعبد الله بن عَدِيّ.
وعنه: محمد بن يحيى المزكي، وأبو صالح المؤذّن [6] .
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (إسماعيل بن أحمد) في:
تهذيب تاريخ دمشق 3/ 12.
[4] انظر عن (بشر بن محمد) في: تهذيب تاريخ دمشق 3/ 251.
[5] الميهنيّ: بكسر الميم، وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين، وفتح الهاء، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى ميهنة وهي إحدى قرى خابران ناحية بين سرخس وأبيورد. (الأنساب 11/ 580) .
[6] قال ابن عساكر: قدم نيسابور وأملى بها وكان رجلا فاضلا جوّالا في البلاد، لقي المشايخ وسمع الكثير.(28/494)
431- بشر بن محمد بن عبيد الله الخطيب الميهني [1] .
الصوفي الواعظ.
رحل وسمع مِن: الطبَرانيّ، والإسماعيليّ، وإسماعيل بْن نُجَيْد، وأحمد بْن عطاء الرُّوذَباريّ، وأبي بَكْر المفيد.
روى عَنْهُ: محمد بْن يحيى المُزَكّيّ، وأحمد بْن أبي سَعِيد الحافظ.
432- بِشْر بْن محمد بْن الحسين بْن القاسم بْن مَحْمِش [2] .
أبو سهل الإسْفرائينيّ.
شيخ ثقة.
حدَّث عَنْ: أبي أحمد بْن عَدِيّ، وأبي بَكْر الإسماعيلي، والحسن بْن محمد بْن إِسْحَاق الإسْفرائينيّ.
- حرف الجيم-
433- جناح بن نذير بن جناح [3] .
أبو محمد المحاربي الكوفي القاضي.
سمع: أبا جعفر بن دحيم.
وعنه: البيهقي، وأبو البقاء المعمر بن محمد، وعدة.
ولي قضاء الكوفة مديدة، ثم عزل نفسه.
- حرف الحاء-
434- الحسن بن الأشعث بن محمد [4] .
أبو عليّ المنبجيّ [5] .
__________
[1] هو الّذي قبله مباشرة.
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
[4] انظر عن (الحسن بن الأشعث) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 9/ 385، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 155، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 91 رقم 411.
[5] المنبجي: بفتح الميم وسكون النون وكسر الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها الجيم، نسبة إلى منبج إحدى بلاد الشام بنواحي حلب.(28/495)
روى عَنْ: الحَسَن بْن عَبْد الله بْن سَعِيد البَعْلَبَكيّ، وصالح بْن الأصْبغ المَنْبِجِيّ.
وعنه: عَبْد الجبّار بْن عَبْد الله الأردسْتَانيّ، والحسن بْن أَبِي شَيْبة المَنْبِجِيّ، وأبو القاسم بْن أَبِي العلاء المَصيصيّ.
قَالَ عليّ بْن أحمد الشَّهْرزُوريّ: وكان مؤاخيا للشريف الحرّانيّ، يعني ابن الأشعث، فاتّفق أنّه أتاه نعي أخْ مِن إخْوانه فقال: يماه، ومات [1] .
435- الحَسَن بْن عليّ بْن أحمد بْن بشّار [2] .
أبو محمد السّابوريّ البصْريّ.
سَمِعَ: محمد بْن أحمد بْن مَحْمُوَيْه العسكريّ.
وعنه: الخطيب.
436- الحسين بْن أحمد بْن عليّ بْن تُبان [3] .
أبو عَبْد الله بْن التُّبانيّ [4] الواسطيّ البَيع.
روى عَنْ: أَبِي محمد بْن السّقّاء، وأبي بَكْر محمد بْن جعفر الشّمْشاطيّ [5] ، وعلي بْن أحمد الغزّال، وأبي بَكْر البابسيريّ [6] ، وآخرين.
__________
[1] في تاريخ دمشق: سمع الحديث ببلده سنة 417 وكان قد سمع ببعلبكّ سنة 388 من الحمصي؟
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (الحسين بن أحمد التبّاني) في:
الإكمال لابن ماكولا 1/ 443، 44، وسؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي 27 رقم 22، والأنساب 3/ 19، واللباب 1/ 206، وسير أعلام النبلاء 17/ 363 رقم 227، وتبصير المنتبه 1/ 173، وتوضيح المشتبه 1/ 613، 614.
[4] التّباني: ضبط في الأصل وفي: الإكمال، وسير أعلام النبلاء، وتبصير المنتبه، بضمّ التاء المثنّاة من فوق، ثم موحّدة خفيفة وبعد الألف نون.
وضبطها ابن السمعاني في (الأنساب) بفتح التاء، وقال: هذه النسبة ظنّي إلى موضع بواسط، وقد تابعه ابن الأثير في (اللباب) .
وانظر تعليق العلّامة المعلمي اليماني في حاشية كتاب (الإكمال) على هذه النسبة.
[5] الشّمشاطيّ: نسبة إلى شمشاط. قال ابن السمعاني: وهي بلدة من الشام فيما أظن من بلاد الساحل.
وقال ابن الأثير: وهي مشهورة من بلاد الثغور الجزرية بالقرب من مدينة آمد، بينها وبين خرتبرت.
[6] البابسيري: نسبة إلى بلدة من كوز الأهواز. (الأنساب 2/ 9) .(28/496)
روى عنه: إبراهيم بن محمد بن خلف الجماري [1] ، وأبو نعيم أحمد بن علي المقرئ البزاز، وأحمد بن عثمان بن نفيس، والرئيس هبة الله بن الصفار الكاتب.
قال خميس الحوزيّ [2] : أملى، وكان ثقة.
آخر من حدَّث عَنْهُ هبة الله بْن الصَّفّار.
قلتُ: لَهُ مجلس يرويه الكِنْديّ، أملاه في سنة سبع عشرة وأربعمائة، والتُّبَانّي: بتاء مضمومة، ثمّ باء خفيفة، وهي نسبة إلى جَدّه تُبَان.
والطَّلَبَة يَغْلَطُون ويقولون البُنَانيّ.
وأمّا:
البَتَّانيّ، فرجل مرَّ سنة 317 اسمه محمد بن جابر.
437- الحسين بْن عليّ بْن عُبَيْد الله بْن محمد [3] .
أبو عليّ الرَّهَاويّ السُّلَميّ المقرئ، نزيل دمشق.
قرأ القرآن بالروايات عَلَى جماعة أكبرهم أبو الصَّقْر رحمة بْن محمد الكَفَرْتُوثيّ [4] ، صاحب إدريس الحدّاد، وَأَبُو عَليّ أَحْمَد بْن محمد بْن إِبْرَاهِيم الأصفهانيّ، وأحمد بن القاسم الأحوال صاحب النّقّاش، والحسن بْن سَعِيد المطوعيّ.
قرأ عليه: أبو علي غلام الهراس، وأبو علي الحسن بن محمد بن الفضل الكرماني شيخ الشّهرزوريّ [5] .
__________
[1] الجمّاري: ذكره ابن نقطة وقال: بضم الجيم وتشديد الميم وبعد الألف راء مكسورة.
(الأنساب 3/ 290 بالحاشية نقلا عن «الاستدراك» لابن النقطة) .
[2] في: سؤالات الحافظ السلفي 27.
[3] انظر عن (الحسين بن علي) في:
تهذيب تاريخ دمشق 4/ 346، وغاية النهاية 1/ 245، 246 رقم 1116.
[4] الكفرتوثيّ: نسبة إلى قرية بأعالي الشام يقال لها كفرتوثا. قال ابن السمعاني: وهي قرية من قرى فلسطين فيما أظنّ. (الأنساب 10/ 447) .
[5] ورّخ ابن عساكر وفاته بسنة 414 هـ. ولهذا يقتضي أن تحوّل هذه الترجمة من هنا. وأرّخه ابن الجزري بهذه السنة أيضا.(28/497)
438- حكم بن المنذر بن سعيد [1] .
أبو العاصي القرطبي ابن قاضي الجماعة.
روى عَنْ: أَبِيهِ، وعن: أبي عليّ القالي.
وحجّ فأخذ عَنْ: أَبِي يعقوب بْن الدّخيل.
روى عَنْهُ: أبوا عمر ابن سميق، وابن عبد البرّ.
وكان من أهل المعرفة والذّكاء لا يلحق في الأدب.
سكن طُلَيْطلَة وتُوُفّي بمدينة سالم في نحو عشرين. وله شِعْر.
- حرف الزاي-
439- زكريّا بْن أحمد بْن محمد بْن يحيى [2] .
أبو يحيى بْن أَبِي حامد النَّيْسابوريّ البزّاز النّسّابة، العارف بالنَّسب والطَّبّ والنَّحْو.
سَمِعَ الكثير بالعراق.
وروى الكثير.
وُلِد سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة. وتُوُفّي قبل العشرين.
روى عَنْهُ: القاضي عَبْد الله بْن عَبْد الله الحسكانيّ.
- حرف السين-
440- سَعِيد بْن محمد بْن شعيب بْن نصر الله [3] .
أبو عثمان الخطيب الأديب الأندلسي.
روى عَنْ: أَبِي الحَسَن الأنطاكيّ.
وسمع مِن: أَبِي عليّ القالي وهو صغير.
وكان عالمًا بمعاني القرآن وقراءاته، متقدما في العربية، حافظا ثبتا.
توفّي أيضا في حدود العشرين.
__________
[1] انظر عن (حكم بن المنذر) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 148، 149 رقم 335.
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (سعيد بن محمد) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 216 رقم 486.(28/498)
- حرف العين-
441- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن محمد بن حموية بن بيهس [1] .
أبو بكر الروذباري الكندي.
روى بهمدان عَنْ: الفضل الكِنْديّ، وموسى بْن محمد بْن جعفر، وقيس بْن نصر النّهَاونديّ، وجماعة كثيرة.
قَالَ شِيرَوَيْه: هُوَ صدوق. مات سنة ستٌّ عشرة.
ثنا عَنْهُ محمد بْن الحسين الصُّوفيّ، وعلي بْن أحمد بْن هُشَيْم، وجماعة.
442- عَبْد الله بْن عيسى بْن إبراهيم بْن عليّ بْن شعيب [2] .
الفقيه أبو منصور ابن المحتسب الهمَدانيّ المالكيّ.
روى عَنْ: أَبِي بُرْزَة الرُّوذْراوَرِيّ [3] ، وإبراهيم بْن محمد بن الممتّع، وعيسى بن محمد الفامي، وأبي إسحاق إبراهيم بن محمد المزكي النيسابوري، وأبي الحسن علي بن لؤلؤ الوراق البغدادي، وجماعة.
قال شيرويه: ثنا عَنْهُ أبو عليّ أحمد بْن طاهر القومسانيّ، وسعد بْن حسن القصْرِيّ، ومظفر بْن هبة الله الكِسائيّ، ومحمد بْن الحسين الصُّوفيّ.
وسمّي جماعة.
قال: وكان صدوقًا، ثقة فقيهًا.
443- عَبْد الرَّحْمَن بْن إِسْحَاق بْن عَبْد العزيز [4] .
أبو الحسين الْقُرَشِيّ اللَّهَبيّ [5] ، ابن أَبِي حرام.
روى عَنْ: أَبِي عُمَر بْن فَضَالة، وأبي عُبَيْد الله بن مروان، وأبي عمر بن كوذك، والميانجيّ.
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] الرّوذراوريّ: بضم الراء وسكون الواو والذال المعجمة والألف والواو بين الراءين المهملتين.
هذه النسبة إلى بلدة بنواحي همذان، يقال لها روذراور. (الأنساب 5/ 182) .
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
[5] اللهبيّ: بفتح اللام والهاء، وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة. هذه النسبة إلى أبي لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم. (الأنساب 11/ 44) .(28/499)
وعنه: عليّ الحِنَّائيّ، وعبد العزيز الكتّانيّ، وأبو سعْد السّمّان، وآخرون.
وكان خيرًا صالحًا.
444- عَبْد الرَّحْمَن بْن عليّ بْن محمد بْن إبراهيم بْن حمدان [1] .
أبو القاسم النَّيْسابوريّ الشّافعيّ.
ثقة صائن.
روى عَنْ: أَبِي الوليد حسّان بْن محمد الفقيه، وابن نُجَيْد، وجماعة.
وعنه: محمد المُزَكّيّ.
445- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أحمد بْن سَوْرَة [2] .
الفقيه أبو سعْد بْن أَبِي سَوْرَة النَّيْسابوريّ الزّرّاد، الفقيه الشّافعيّ [المتكلّم] [3] الأشعريّ.
ذكره عَبْد الغفّار وقال: كَانَ اسمه في صِباه أحمد [4] .
سَمِعَ الكثير بخُراسان وما وراء النَّهر.
وحدَّث عَنْ: أَبِي الحَسَن السَّرَّاج، وأبي عمرو بن نجيد، وأبي حامد الصّائغ، وطبقتهم.
وعنه: محمد بْن أَبِي سعْد الصُّوفيّ.
446- عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بْن أحمد بْن عَقيل [5] .
أبو محمد الأنصاريّ النَّيْسابوريّ القطّان المستملي، المؤذّن.
صالح، دَيَّن، ثقة، مكثر.
حدّث عَنْ: الأصمّ، وأبي حامد الحَسْنَويّ، ومحمد بْن يعقوب بن الأخرم، وأبي زكريّا العنبريّ، وأبي بكر بن إسحاق الصّبغيّ، وجماعة.
روى عنه: محمد بن يحيى المزكي، وغيره.
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد) في:
المنتخب من السياق 304، 305 رقم 1007.
[3] إضافة من: المنتخب 305، وفي الأصل بياض.
[4] زاد: وفي حال الكبر عبد الرحمن، وكلاهما موجودان بخطّه.
[5] لم أقف على مصدر ترجمته.(28/500)
447- عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن جعفر بن منير [1] .
أبو محمد المنيري الجرجاني البزاز المعدل.
قدم نيسابور.
وحدث عَنْ: عَبْد الله بْن عَدِيّ، وأبي بَكْر الإسماعيليّ، وأحمد بْن أَبِي عمران الْبُخَارِيّ، وأبي الحسين بْن المظفر، وخلق.
وكان أحد مِن عُنِيَ بالحديث ورحل فيه.
روى عَنْهُ: أحمد بْن أَبِي سعْد المقرئ.
448- عَبْد الواحد بْن محمد بْن محمد بْن يعقوب [2] .
أبو عاصم السجِسْتانيّ الواعظ.
نبيل جليل، ثقة.
حدّث بنيسابور عن: أبي منصور النّصرويّ، وأبي الفضل بْن خَمِيروَيْه، وبشر بْن محمد المغفَّلي [3] ، ووالده أبي عصمة محمد بن محمد، وطائفة.
روى عنه: محمد بن يحيى المزكي، وغيره.
449- عبد الوهاب بن محمد بن طاهر [4] .
أبو طلحة البوشنجي.
روى عَنْ: حامد الرّفاء، ومنصور بْن العبّاس البُوشَنْجيّ، وأبي حامد أحمد بْن محمد الشّاركيّ.
وعنه: أبو صالح المؤذّن.
450- عبيد الله بن أحمد بن محمد بن داود الرّزّاز [5] .
البغداديّ، أخو عليّ [6] .
__________
[1] تقدّمت ترجمته في المتوفين سنة 420 هـ. برقم (407) .
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] المغفّليّ: بضم الميم، وفتح الغين المعجمة، وتشديد الفاء المفتوحة. هذه النسبة إلى عبد الله بن مغفل رضي الله عنه. (الأنساب 11/ 420) .
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (عبيد الله بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 10/ 383 رقم 5554.
[6] تقدّمت ترجمته برقم (370) .(28/501)
روى عَنْ: ميمون بْن إسحاق، وأبي بَكْر الشّافعيّ.
وعنه: الخطيب، وقال: كَانَ صدوقًا [1] .
451- عليّ بْن أحمد بْن محمد بْن عليّ الدّمشقيّ [2] .
الشرابي.
عن: جده، وخيثمة بن سليمان.
وعنه: عَبْد العزيز الكتّانيّ، وعلي بْن الخَضِر، وإبراهيم بْن عقيل.
452- عليّ بْن الحَسَن بْن محمد بْن العبّاس بْن فِهْر [3] .
أبو الحَسَن الفِهْريّ، الفقيه المالكيّ.
سَمِعَ مِن جماعة. وكان بمصر، وقد صنَّف «فضائل مالك» في اثني عشر جزءًا.
وسمع بالمشرق.
سَمِعَ منه: الدّلائيّ، والمهلَّب بن أبي صفرة، وقال: لقيته بمصر ومكة، ولم أَلْقَ مثله [4] .
453- عليّ بْن الحَسَن [5] بْن النّخالي [6] الدّلّال.
__________
[1] وقال الخطيب: «وكان (عبيد الله) الأصغر، وتقدّمت وفاته على وفاة أخيه» .
يقول طالب العلم وخادمه محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : بما أن علي بن أحمد الرزّاز توفي سنة 419 هـ. كما تقدّمت ترجمته، وبما أن عبيد الله تقدّمت وفاته على وفاة أخيه- كما يقول الخطيب البغدادي- فإنّ وفاته تكون في سنة 418 هـ. أو قبلها.
[2] انظر عن (علي بن أحمد) في:
من حديث خيثمة الأطرابلسي 42 رقم 53، والإكمال لابن ماكولا 2/ 356 و 6/ 239، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 4/ 273 و 28/ 4435، وملخّص تاريخ الإسلام لابن الملا 7/ 99 ب، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 305، 306 رقم 1042.
وسيعيده المؤلّف- رحمه الله- باسم: «محمد بن أحمد بن محمد بن علي الدمشقيّ» ، رقم (416) .
[3] انظر عن (علي بن الحسن الفهري) في:
الوافي بالوفيات 12/ 35 (مخطوط) ، ومعجم المؤلفين 7/ 69.
[4] في الوافي بالوفيات، ومعجم المؤلفين: كان حيّا حتى سنة 440!!.
[5] انظر عن (علي بن الحسن) في:
تاريخ بغداد 11/ 389، 390 رقم 6264، والأنساب 12/ 58.
[6] النّخاليّ: بضم النون وفتح الخاء المعجمة. هذه النسبة إلى النخالة وهي ما يستخرج من الدقيق. (الأنساب 12/ 58) .(28/502)
روى عَنْ: أبي بَكْر الشّافعيّ، وحبيب القزّاز.
وعنه: الخطيب، وقال: صدوق [1] .
454- عليّ بْن عمر بْن إِسْحَاق [2] .
أبو القاسم الأسْدَابَاذيّ. وأسداباذ: بلد عَلَى باب همدان ينزلها قوافل العراق. ويُعرف بالأدَمي.
رحل وطوّف، وسمع: ابن عَدِيّ، وأبا بَكْر الإسماعيليّ، وأبا بَكْر بْن السُّنّيّ، وأبا بَكْر القَطِيَعيّ، وأبا الفضل بْن خَمِيروَيْه الهَرَويّ.
روى عَنْهُ: أَبُو القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن منده، وأحمد بن عبد الرحمن الذكواني، وأبو سهل غانم بْن محمد، وأبو بَكْر أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن مَرْدوَيْه، لقِيَه سنة سبْع عشرة.
455- عليّ بْن القاسم بْن محمد بْن إِسْحَاق [3] .
أبو الحَسَن البصْريّ الطّابثيّ [4] ، مِن قُراها، الفقيه المالكيّ.
تلميذ ابن الجلاب.
أخذ عنه: وعن الفقيه عبد الله الضّرير.
أخذ عَنْهُ: أبو العبّاس الدّلال، وأبو محمد الشّنْجاليّ [5] .
وسكن مصر، وله مصنَّف في الفقه.
456- عليّ بْن محمد بْن خَلَف بْن موسى [6] .
أبو إِسْحَاق البغدادي، ثمّ النَّيْسابوريّ الفقيه.
روى عَنْ: أَبِي بَكْر الشّافعيّ، وأبي بَكْر بْن خلاد النَّصِيبيّ، وابن ماسيّ، وبكار بْن أحمد، وأبي بَكْر أحمد بْن السُّنّيّ، ويوسف المَيَانِجِيّ، وجعفر بن
__________
[1] وزاد: كتبت عنه شيئا يسيرا.
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
[4] الطابثي: بكسر الباء الموحّدة. نسبة إلى طابث، بليدة قرب شهرابان من أعمال الخالص من نواحي بغداد. (معجم البلدان 4/ 3) .
[5] لم أقف على هذه النسبة في المصادر.
[6] لم أقف على مصدر هذه الترجمة.(28/503)
محمد بْن عاصم الدّمشقيّ، وخلْق.
روى عَنْهُ: الرئيس في «الثَّقَفيّات» .
وكان فقيهًا مناظرًا، مِن علماء الشّافعيّة.
- حرف الغين-
457- غالب بْن عليّ [1] .
أبو مُسْلِم الرّازيّ.
سَمِعَ بجُرْجَان: أبا أحمد بْن عَدِيّ، والإسماعيليّ.
وببغداد: ابن حَيَّوَيْهِ، وأبا بكر الأبهريّ.
وتوفّي قبل العشرين وأربعمائة.
- حرف الميم-
458- محمد بْن أحمد بْن عَبْدُوَيْه [2] .
أبو بَكْر الإصبهاني المؤدب.
سَمِعَ: أحمد بْن إبراهيم بْن أفْرُجَّة، وأبا القاسم الطبَرانيّ، وغيرهما.
وعنه: الرّئيس الثّقفيّ في أربعينه.
459- محمد بْن أحمد بْن محمد بْن القاسم [3] .
أبو أسامة الهَرَويّ، المقرئ.
نزيل مكّة.
رحل وطوّف، وسمع: أبا عليّ بْن أَبِي الرَّمْرام، وابن زَبْر بدمشق، والقاضي أبا الطّاهر الذُّهْليّ، وابن رشيق.
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (محمد بن أحمد بن محمد الهروي) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 36/ 409، وميزان الاعتدال 3/ 464، وسير أعلام النبلاء 17/ 364، 365 رقم 228، والعقد الثمين 1/ 382، وغاية النهاية 2/ 86، 87، ولسان الميزان 5/ 55، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 105 رقم 1311.
وهو نفسه المذكور في الترجمة التالية.(28/504)
روى عَنْه: أبو عليّ الأهوازي، وعلي بْن الخَضِر السُّلَميّ، وأبو بَكْر البَيْهَقيّ، وجماعة كبيرة.
460- محمد بْن أحمد بْن محمد بْن القاسم [1] .
الإمام المقرئ المحدث الرحّال أبو أسامة الهَرَويّ، نزيل مكّة.
سَمِعَ: أبا الطّاهر الذُّهْليّ، وطبقته بمصر.
وأبا عليّ بْن أَبِي الرَّمْرام، والفضل بْن جعفر بدمشق.
والحافظ محمد بْن عليّ النّقّاش بتِنّيس، ومحمد بْن العبّاس بْن وَصِيف بغزّة، وأحمد بْن عَبْد الله بْن عَبْد المؤمن بمكّة.
حدَّث عَنْهُ: ابنه عَبْد السّلام، وأبو عليّ الأهوازي، وأبو بَكْر البَيْهَقيّ، وأبو الغنائم بْن الفرّاء، ومحمد بْن عليّ المطرّز.
حدَّث: بدمشق وبمكّة، وغير ذَلِكَ.
وسماع طلحة بْن عبيد الله الجيرفتيّ [2] منه بمكّة في سنة أربع عشرة وأربعمائة.
461- محمد بن أحمد بن محمد بن علي الدمشقي [3] .
الشرابي.
عن: جده، وخيثمة بن سليمان.
وعنه: عَبْد العزيز الكتّانيّ.
462- محمد بْن أحمد بْن عَبْد اللَّه بْن محمد بْن منصور [4] .
أبو بَكْر النَّوْقانيّ [5] .
حدَّث بنَوْقان عَنْ: الأصمّ.
وعنه: البيهقيّ.
__________
[1] هو الّذي قبله.
[2] الجيرفتيّ: بالجيم المكسورة وسكون الياء المثنّاة من تحتها وضمّ الراء المهملة- حسب ابن السمعاني في (الأنساب) - وفتحها- حسب ياقوت الحموي- في (معجم البلدان) .
وهي نسبة إلى: جيرفت، إحدى بلاد كرمان.
[3] تقدّم قبل قليل باسم «عليّ بْن أحمد بْن محمد بْن عليّ الدمشقيّ» ، برقم (451) .
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
[5] تقدّم التعريف بهذه النسبة.(28/505)
463- محمد بْن إبراهيم [1] .
أبو بَكْر الفارسيّ، المشّاط.
حدث بنيسابور عن: أبي عمرو بن مطر، وإبراهيم بن عبد الله، ومحمد بن الحسن السراج، وطبقتهم.
روى عنه: أبو بكر البيهقي، وعلي بن أحمد الأخرم.
464- محمد بن إبراهيم بن عبيد الله [2] .
أبو عبد الله البجاني.
روى عنه: أبي عيسى الليثي، وتميم بن محمد، والحسن بن رشيق بمصر.
روى عَنْهُ: أبو عُمَر الطَّلَمَنْكيّ، وأبو عُمَر بن عبد البر [3] .
465- محمد بْن الْحُسَن [4] .
أبو عبد الله بْن الكتّانيّ الأندلسيّ القرطبيّ الطيب.
أخذ عَنْ عمّه محمد بْن الحسين الطّبّ. وخَدَم الوزير المنصور محمد بْن أَبِي عامر وابنه المظفَّر. وانتقل في الفِتْنة إلى سَرَقُسْطَة.
وكان بارعًا في الطّبّ، عارفًا بالمنطق والنّجوم، وكثير مِن دين الأوائل.
وكان مِن الأذكياء الموصوفين.
أخذ المنطق عَنْ: محمد بْن عَبْدُون، وعمر بْن يونس الحّرانيّ، وجماعة.
وتوفي قريبا من سنة عشرين، وله بضع وسبعون سنة.
أخذ عنه: أبو محمد بن حزم، والمصحفي.
__________
[1] انظر عن (محمد بن إبراهيم الفارسيّ) في:
سير أعلام النبلاء 17/ 429 رقم 286.
[2] انظر عن (محمد بن إبراهيم) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 507 رقم 1104.
[3] وحدّث عنه ابن عبد السلام الحافظ وقال: قدم علينا طليطلة مجاهدا.
[4] انظر عن (محمد بن الحسن الكتّاني) في:
جذوة المقتبس للحميدي 49/ 50 رقم 35، وتكملة الصلة لابن الأبّار 118، وبغية الملتمس للضبّي 67، 68 رقم 81، ومعجم الأدباء 18/ 184، 185، والوافي بالوفيات 2/ 348، 349، ومعجم المؤلفين 9/ 187، 188.(28/506)
وله مصنفات فائقة مشكورة [1] .
466- محمد بن الحسين بن إبراهيم بن علي بن عمرويه [2] .
أبو عبد الله الإسفرائيني.
نزيل غزنة.
قدم نيسابور حاجا، فحدَّث بها سنة أربع عشرة عَنْ: الغِطْريفيّ، وطبقته روى عَنْهُ: أبو صالح المؤذّن.
467- محمد بْن أحمد بْن الحسين [3] .
أبو نصر الزّعفرانيّ الصّيدلانيّ العابد.
من صالحي نيسابور.
حدّث عَنْ: أَبِي الحَسَن السَّلِيطيّ، وأبي عُمَرو بْن نُجَيْد. وعاش نيَّفًا وثمانين سنة.
قَالَ الجكّانيّ: قرأتُ عَليْهِ سنة ستٌّ عشرة.
روى عَنْهُ: أبو صالح المؤذّن.
468- محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان بْن سَعِيد بْن عَبْد الله بْن غَلْبُون [4] .
أبو بَكْر الخَوْلانيّ القُرْطُبيّ، يعرف بالعوّاد.
روى عَنْ: أَبِي عيسى اللَّيْثّي، ويحيى بْن هلال، وأبي عَبْد الله بْن الخزاز، وأحمد بْن خَالِد التّاجر، وأبي جعفر بن عون الله.
وحج فسمع من: أبي الفضل أحمد بن محمد المكّيّ، وغيره.
حدث عنه: ابن أخيه محمد بن عبد الله، وقال: فضائله جمّة لا تُحصى، قديم الطّلب.
__________
[1] قال الحميدي: له مشاركة قويّة في علم الأدب والشعر، وله تقدّم في علوم الطب والمنطق، وكلام في الحكم، ورسائل في كل ذلك، وكتب معروفة ... وله كتاب سمّاه: «محمد وسعدى» مليح في معناه، وعاش بعد الأربعمائة بمدّة.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 504، 505 رقم 1100.(28/507)
وحدَّث عَنْهُ أيضًا: أبو محمد بْن خَزْرج، وقال: كَانَ حافظًا ثقة [1] . خرج مِن إشبيلية سنة أربع عشرة وأربعمائة إلى المشرق، وعمره نحو السّبعين.
وتُوُفّي بعسقلان.
وحدَّث عَنْهُ: القاضي أبو بَكْر بْن منظور، وأبو حفص الهُوزَنيّ [2] .
469- محمد بْن عثمان بْن مسبّح [3] .
أبو بَكْر المعروف بالْجَعْد الشَّيْبانيّ.
أحد العلماء.
أخذ العربيّة عَنْ ابن كَيْسان النَّحْويّ، وصنَّف كتاب «النّاسخ والمنسوخ» فجوّده، وكتاب «غريب القرآن» ، وكتاب «الهجاء» ، وكتاب «المقصور والممدود» ، وكتاب «العِلَل في النَّحْو» ، وكتاب «العَرُوض» ، وغير ذَلِكَ.
470- محمد بن عبد الواحد بن محمد [4] .
أبو البركات الزُّبَيْريّ الْمَكيّ.
رحل، وسمع ببغداد: أبا سَعِيد السيرافيّ، وبمصر: أبا بَكْر المهندس، وبدمشق.
ودخل الأندلس في آخر عمره، فحمل عَنْهُ: أبو محمد بْن حَزْم، وأحمد بْن عُمَر بن أنس العذريّ.
ذكره الحميديّ.
__________
[1] الموجود في (الصلة) : «كان فاضلا، حافظا للحديث، حسن الفهم، ضابطا لما روى منه، ثقة ثبتا فيه» .
[2] الهوزنيّ: بفتح الهاء وسكون الواو وفتح الزاي وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى هوزن، وهو بطن من ذي الكلاع من حمير نزلت الشام. والهوزن في العربية الغبار، وقيل: نوع من الطير.
(الأنساب 12/ 355) .
[3] انظر عن (محمد بن عثمان) في:
تاريخ بغداد 3/ 47، والفهرست لابن النديم 1/ 82، ومعجم الأدباء 18/ 250، 251، وإنباه الرواة 1/ 269، والأنساب 2/ 55، ونزهة الألبّاء 182، والوافي بالوفيات 4/ 82، وبغية الوعاة 1/ 72، وكشف الظنون 1457، 1461، 1920، وإيضاح المكنون 2/ 448، وهدية العارفين 2/ 29، ومعجم المؤلفين 10/ 287.
[4] انظر عن (محمد بن عبد الواحد) في:
جذوة المقتبس للحميدي 70- 73 رقم 104، وبغية الملتمس للضبيّ 96.(28/508)
471- محمد بن عبد الواحد بن عُبَيْد الله بْن أحمد بْن الفضل بْن شَهْرَيار [1] .
الحافظ الفقيه أبو الحَسَن الأَرْدَسْتانيّ، الإصبهانيّ.
مصنَّف كتاب «الدّلائل السَّمْعيّة عَلَى المسائل الشّرعيّة» ، في ثلاث مجلَّدات.
روى فيها عَنْ: عَبْد الله بْن يعقوب بْن إِسْحَاق بْن جميل مِن «مُسْنَد أحمد بْن منيع» . وهذا أكبر شيخ لَهُ.
وعن: الحَسَن بْن عليّ بْن أحمد البغداديّ، وأحمد بْن إبراهيم العَبْقَسي [2] الْمَكيّ، وأبي عَبْد الله بْن خُرْشِيد قُولَه، وأبي الطّاهر إبراهيم بْن محمد الذّهنيّ صاحب ابن الأعرابي، ومحمد بْن أحمد بْن جِشْنِس، وأحمد بْن محمد بْن الصَّلْت المُجّبر، وأبي أحمد الفرضي، وإسماعيل بن الحسن الصرصري [3] ، وأبي بكر بن مردويه، وخلق.
وتنزل إلى أبي نعيم الحافظ، وأبي ذر محمد بن الطبراني.
ومن شيوخه محمد بن أحمد بن الفضل صاحب ابن أَبِي حاتم.
وينصب الخلاف، في هذا الكتاب مَعَ أَبِي حنيفة ومع مالك، وينتصر لإمامه الشّافعيّ، ولكنّه لا يتكلَّم عَلَى الإسناد.
وفي كتابه غرائب وفوائد تُنبئ ببراعة حِفْظه.
رواه عَنْهُ: الحافظ أبو مسعود سليمان بْن إبراهيم الإصبهاني سماعًا.
وقد قُرئ عَلَى أَبِي بَكْر محمد بْن أحمد بْن ماشاذه بإجازته مِن سُلَيْمَان،
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الواحد) في:
سير أعلام النبلاء 17/ 530، 531 رقم 355، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 180- 182، وكشف الظنون 760، وهدية العارفين 2/ 61، وديوان الإسلام 1018 رقم 129، ومعجم المؤلّفين 10/ 265.
[2] العبقسيّ: بفتح العين المهملة، وكسر الباء الموحّدة أو فتحها، وفي آخرها القاف. هذه النسبة إلى «عبق» وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه. (الأنساب 8/ 371) .
[3] الصّرصريّ: بفتح الصادين، بينهما الراء الساكنة، وهي قرية على فرسخين من بغداد، تعرف ب «صرصر الدّير» . (الأنساب 8/ 56) .(28/509)
والنّسخة في آخرها: فرغ الشَّيْخ مِن تأليفه سنة إحدى عشرة وأربعمائة.
ورأيت في «مُعْجَم الحدّاد» : أَنَا أَبُو الْحَسَنِ محمد بن عبد الواحد بن عُبَيْد الله بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ شَهْرَيَارَ الإِمَامُ: أَنَا ابْنُ الْمُقْرِئِ فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانِينَ وثلاثمائة.
نا عَبْدَانُ، نا دَاهِرُ بْنُ نُوحٍ، نا أَبُو هَمَّامٍ، عَنْ هُدْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا، وَحَصَّنَتْ فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ بَعْلَهَا، دَخَلَتْ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شَاءَتْ» [1] .
قَرَأْتُهُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَافِظِ، أنا ابن خَلِيلٍ، أنا مَسْعُودٌ الْجَمَّالُ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادِ، فَذَكَرَهُ. 472- محمد بْن عليّ بن خشيش [2] .
أبو الحسين التّميميّ المقرئ بالكوفة.
روى عَنْ: محمد بْن عليّ بْن دُحَيْم الشَّيْبانيّ.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر البَيْهَقيّ.
473- محمد بْن عُمَر بْن زِيلة [3] .
أبو بَكْر المَدِينيّ الإصبهانيّ.
سَمِعَ: عَبْد الله بن الحسن بن بندار، والطّبرانيّ، وعدّة.
لَهُ فوائد رواها عَنْ أحمد بْن عَبْد الغفّار بْن أشْتة.
سَمِعَ منه سنة أربع عشرة.
474- محمد بْن محمد بْن حَمْدَوَيْه النَّيْسابوريّ [4] .
__________
[1] أخرجه الإمام أحمد في مسندة 1/ 191 من طريق: ابن لهيعة، عن عبيد الله بن أبي جعفر أن ابن قارظ أخبره عن عبد الرحمن بن عوف قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم «إذا صلّت المرأة خمسها، وصلّت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها قيل لها: أدخلي الجنة من أيّ أبواب الجنة شئت» .
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.(28/510)
أملي عَنْ: محمد بْن صالح بْن هانئ، وغيره.
وعنه: البَيْهَقيّ.
475- محمود بْن المُثَنَّى بْن المغيرة [1] .
أبو القاسم الشّيرازيّ الدّاوديّ، المعروف بالضّرّاب.
نزيل جَرْجَرَايا [2] .
سَمِعَ: المفيد، وأبا بَكْر القَطِيَعيّ، ومَخْلَد بْن جعفر الباقَرْحِيّ.
وعنه: عَبْد الكريم بْن محمد بْن هارون الشّيرازيّ، وحمد بْن الحَسَن الديَنَوريّ، وهَنّاد بْن إبراهيم النَّسَفيّ، وسليمان بْن إبراهيم الحافظ.
لَقِيَه سليمان في سنة تسع عشرة وأربعمائة.
الكنى
476- أبو محمد بْن الكَرّانيّ [3] .
القيروانيّ، الفقيه المالكيّ.
ورِع، عالم. ذكره القاضي عِياض في «طبقات المالكيّة» ، فقال: سُئِل عمّن أكرهه بنو عُبَيْد، يعني خُلفاء مصر، عَلَى الدّخول في دعوتهم أو يقتل؟
قال: يختار القتل ولا يُعذر أحد بهذا الأمر، [إلا مِن] [4] كان أوّل دخولهم قبل أن يعرف أمرهم، وأمّا بعد فقد وَجَب الفرار، فلا يُعذر أحد بالخوف بعد إقامته، لأنّ المُقام في موضع يُطلبُ مِن أهله تعطيل الشّرائع لا يجوز. وإنّما أقام مِن أقام مِن الفقهاء عَلَى المباينة لهم، لئلا تخلو للمسلمين حدودهم [5] فيفتنوهم عن دينهم.
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] جرجرايا: بفتح الجيم وسكون الراء الأولى، بلد من أعمال النهروان الأسفل بين واسط وبغداد من الجانب الشرقي، كانت مدينة وخربت مع ما خرب من النهروانات. (معجم البلدان 2/ 123) .
[3] انظر عن (أبي محمد بن الكراني) في:
ترتيب المدارك 2/ 719، 720.
[4] إضافة من: ترتيب المدارك.
[5] في: ترتيب المدارك: «لئلا يخلو بالمسلمين عدوهم» .(28/511)
وقال يوسف الرُّعَيْنيّ: أجمع العلماء بالقَيْروان على أنّ حال بني عُبَيْد حال المرتدّين والزّنادقة، لما أظهروا مِن خلاف الشّريعة.
477- أبو هلال العسكريّ [1] .
الحَسَن بْن عَبْد الله بْن سهل بْن سَعِيد بْن يحيى بْن مِهْران اللُّغَويّ، الأديب، صاحب المصنَّفات الأدبيّة.
أتوهّم أنّه بقي إلى هذا العصر.
تلمذ للعلامة أَبِي أحمد العسكريّ، وحمل عَنْهُ وعن أبي القاسم بْن شيران، وغير واحد. وما أظنّه رحل مِن عسكر مُكْرَم.
روى عَنْهُ: الحافظ أبو سعْد السّمّان، وأبو الغنائم حمّاد المقرئ الأهوازيّ، وأبو حكيم أحْمَد بْن إسماعيل بْن فَضْلان العسكريّ، ومظفّر بن طاهر الآستريّ، وآخرون.
أخبرني أبو عليّ بْن الخلال، أَنَا جعفر، أَنَا السلَفيّ: سألت أبا المظفَّر الأَبِيوَرْدِيّ [2] رحمه الله عَنْ أَبِي هلال العسكريّ، فأثنى عَليْهِ ووصفه بالعِلْم والعفة معًا، وقال: كَانَ يتبزّز احترازًا مِن الطَّمَع والدَّناءة والتَّبذُّل [3] .
قَالَ السّلفيّ: وكان الغالب عليه الأدب والشّعر، وله مؤلّف في اللّغة وسمه «بالتّلخيص» ، و «كتاب صناعتي النّثر والنّظم» مفيد جدّا [4] .
__________
[1] انظر عن (أبي هلال العسكري) في:
دمية القصر 101، ومعجم الأدباء 8/ 233- 258 رقم 15، ومعجم البلدان (مادة عسكر مكرم) ، وإنباه الرواة 4/ 183 رقم 965، وطبقات النحويين واللغويين لابن قاضي شهبة (مخطوط) 253، 254، والأعلام 2/ 211، 212، ومعجم المؤلفين 3/ 240، وتاريخ التراث العربيّ (المجلّد الثامن) 1/ 327- 332، وطبقات المفسّرين للسيوطي 10، وأعيان الشيعة 22/ 154، وتاريخ الأدب العربيّ 2/ 253، 254، وكشف الظنون 167، 199، 233، 453، 479، 605، 691، 1082، 1460، 1468، 1548، 1823، 1890، وشذرات الذهب 3/ 102، 103.
[2] الآبيورديّ: بفتح الألف وكسر الباء الموحّدة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفتح الواو وسكون الراء وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى آبيورد، وهي بلدة من بلاد خراسان، وقد ينسب إليها الباوردي. (الأنساب 1/ 128) .
[3] ديوان المعاني، للعسكريّ- ص 2.
[4] ديوان المعاني.(28/512)
قلتُ: ولأبي هلال كتاب «الأمثال» [1] ، وكتاب «معاني الأدب» ، وكتاب «مِن احتكم مِن الخلفاء إلى القُضاة» ، وكتاب «التبْصِرة» ، وكتاب «شرح الحماسة» ، وكتاب «الدّرهم والدّينار» ، وكتاب «التّفسير» في خمس مجلّدات، وكتاب «فضل العطاء» ، وكتاب «لحن الخاصّة» ، وكتاب «معاني الشّعر» ، وكتاب «الأوائل» [2] ، وذكر أنّه فرغ مِن تصنيف هذا الكتاب في سنة خمس وتسعين وثلاثمائة [3] .
وله ديوان شِعْر. ويقال: إنّه ابن أخت أَبِي أحمد شيخه.
أخبرنا ابن الخلال، أَنَا جعفر، أَنَا السلَفيّ: أنشدنا محمد بْن عليّ المقرئ في آخرين بالأهواز قَالُوا: أنشدنا أبو الغنائم الحَسَن بْن عليّ بْن حمّاد:
أنشدني أبو هلال لنفسه:
قد تعاطاكَ شبابٌ ... وتغشّاكَ مَشِيبٌ
فأتى ما لَيْسَ يَمْضي ... ومضى ما لا يؤوب
فَتَأهَّبْ لسقامٍ ... لَيْسَ يَشْفِيهِ طبيبُ
لا توهّمه بعيدا ... إنّما الآتي قريب [4] .
__________
[1] نشر في القاهرة بالمؤسسة العربية سنة 1964.
[2] طبع عدّة طبعات.
[3] قال أبو عامر غالب بن علي بن غالب الأستراباذي: رأيت بخطّ أبي حكيم أحْمَد بن إسماعيل بن فضلان اللغويّ العسكري مكتوبا: توفي أَبُو أحْمَد الْحَسَن بْن عبد اللَّه بْن سعيد العسكري يوم الجمعة لسبعٍ خَلَوْن من ذي الحجّة، سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة.
[4] ديوان المعاني- ص 2.(28/513)
[المجلد التاسع والعشرون (سنة 421- 440) ]
بسم الله الرّحمن الرّحيم
[الطبقة الثالثة والأربعون]
سنة إحدى وعشرين وأربعمائة
[فتنة أهل الكرْخ بعاشوراء]
في عاشوراء أغلقَ أهل الكرْخ أسواقهم، وعلّقوا عليها المُسُوح وناحوا، وذلك لأنّ السلطان انحدر عنهم فوقع القتال بينهم وبين السُّنَّة [1] . ثمّ أُنزِل المُسُوح وقُتل جماعة من الفريقين، وخرِّبت عدة دكاكين [2] .
وكَثُرت العملات من البرجميّ مقدّم العيّارين وأخذ أموالًا عظيمة [3] .
[انتهاب الأهواز]
وفيها دخل جلال الدّولة وعسكره إلى الأهواز ونهبتها الأتراك وبدّعوا بها، وزاد قيمة الّذي أخذ منها على خمسة آلاف ألف دينار، وأُحرقت عدّة أماكن، بل ما يمكن ضبطه [4] .
[ولاية عهد القادر باللَّه]
وفي جُمَادى الأولى جلس القادر باللَّه، وأذِن للخاصّة والعامّة، وذلك عقِيب شَكاةٍ عرضت له. وأظهر في هذا اليوم تقليد ولده أبي جعفر بولاية العهد وهنّى الناسُ أبا جعفر ودَعوا للَّه، وذكر في السّكّة والخطبة [5] .
__________
[1] الدّرّة المضيّة 327، النجوم الزاهرة 4/ 272.
[2] المنتظم 8/ 46، 47، و 50، (الطبعة الجديدة) 15/ 204 و 208، العبر 3/ 139، دول الإسلام 1/ 250، البداية والنهاية 12/ 28.
[3] المنتظم 8/ 47، (الطبعة الجديدة) 15/ 204.
[4] المنتظم 8/ 47، (الطبعة الجديدة) 15/ 204، 205، العبر 3/ 139، 140، دول الإسلام 1/ 250.
[5] المنتظم 8/ 47، 48، (الطبعة الجديدة) 15/ 205، 206، الكامل في التاريخ 9/ 409، 410، نهاية الأرب 23/ 215، مختصر تاريخ الدول 183. البداية والنهاية 12/ 28.(29/5)
[غزو الخَزَر]
وجاء الخبر أنّ مطلوب [1] الكُرديّ غزا الخَزَر فقَتَل وسبي وغنِم وعاد، فاتّبعوه وكسروه واستنقذوا الغنائم والسَّبْي، وقتلوا من الأكراد والمطّوعة أكثر من عشرة آلاف، واستباحوا أموالهم [2] .
[انهزام ملك الروم عند حلب]
وكان ملك الروم، لعنه الله، قد قَصَد حلب في ثلاثمائة ألف [3] ، ومعه أموال على سبعين جمّازة [4] ، فأشرف على عسكره مائة فارس من العرب، وألف راجل، فظنّ أنّها كبْسة، فلبس ملكهم خُفًّا أسودَ [5] حتّى يخفي، فهرب. وأخذوا من خاصّة أربعمائة بغْل [6] بأحمالها، وقتلوا من جيشه مقتلةً عظيمة [7] .
[الفتنة بين الهاشميّين والأتراك]
وفي شوّال اجتمع الهاشميّون إلى جامع المنصور، ورفعوا المصاحف واستنفروا النّاس، فاجتمع لهم الفُقَهاء، وخلقٌ من الكَرْخ وغيرها، وضجوّا بالاستعْفاء من الأتراك، فلمّا رَأَوْهم قد رفعوا أوراق القرآن على القَصَب رفعوا
__________
[1] هكذا في الأصل والعبر 3/ 140، أما في: المنتظم: «فضلون» .
[2] المنتظم 8/ 49، 50، (الطبعة الجديدة) 15/ 207، 208، العبر 3/ 140، دول الإسلام 1/ 250، البداية والنهاية 12/ 27، 28.
[3] هكذا في جميع المصادر، أما في (البداية والنهاية 12/ 28) أقبل في مائة ألف!
[4] الجمّازة: الإبل.
[5] كان من عادة ملوك الروم أن يلبسوا خفّا أحمر في أرجلهم، ولا يلبسه غيره عندهم. (زبدة الحلب 1/ 242) .
[6] في (البداية والنهاية 12/ 28) «أربعمائة فحل محجّل» .
[7] راجع خبر انهزام ملك الروم في:
تاريخ حلب للعظيميّ 329، والمنتظم لابن الجوزي 8/ 50، وتاريخ الزمان لابن العبري 83، والكامل في التاريخ 9/ 404، 405، وزبدة الحلب لابن العديم 1/ 238- 243، والعبر 3/ 40، ودول الإسلام 1/ 250، 251، والبداية والنهاية 12/ 28، ومرآة الجنان لليافعي 3/ 37، واتعاظ الحنفا للمقريزي 2/ 179، والنجوم الزاهرة 4/ 254.
وهو بالتفصيل المسهب في: تاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) ص 413- 417، وانظر أيضا: تاريخ ابن الوردي 1/ 341، حيث ينقل عن تاريخ ابن المهذب المعرّي (حوادث سنة 426 هـ) .(29/6)
لهم قناةً عليها صليب. وترامى الفريقان بالآجُرّ والنشّاب وقُتِل طائفة، ثمّ أُصلح الحال [1] .
وكَثُرت العَمْلات والكَبْسات من البرجميّ ورجاله، وأخذ المخازن الكِبار وفتح الدّكاكين، وتجدّ [2] دخول الأكراد المتلصِّصة إلى بغداد، وأخذوا خيل الأتراك من الإصطبلات [1] .
[امتناع الركْب من العِرَاقِ]
ولم يخرج رَكْبٌ من العراق في هذه السنة [3] .
[وفاة ابن حاجب النعمان]
وتُوُفّي ابن حاجب، النُّعمان الكاتب [4] .
[شراء ملك الروم نصف الرُّها]
وفيها اشترى ملك الروم الَّنْصرانيّ نصف مدينة الرُّها بعشرين ألف دينار من عُطَيْر النُّمَيريّ، فهدمَ الملعون المساجد وأجلى المسلمين منها [5] .
__________
[1] المنتظم 8/ 50، (الطبعة الجديدة) 15/ 208، العبر 3/ 140، 141، دول الإسلام 1/ 251، الدرّة المضيّة 327، 328، مرآة الجنان 3/ 37، البداية والنهاية 12/ 28، 29.
[2] المنتظم 8/ 50، 51، (الطبعة الجديدة) 15/ 209، الكامل في التاريخ 9/ 410، العبر 3/ 141، دول الإسلام 1/ 251، مرآة الجنان 3/ 37، البداية والنهاية 12/ 28.
[3] في المنتظم 8/ 51، و (الطبعة الجديدة) 15/ 209: «وتأخّر الحاج من خراسان في هذه السنة، ولم يخرج من العراق إلّا قوم ركبوا من الكوفة على جمال البادية، وتخفّروا من قبيلة إلى قبيلة، وبلغت أجرة الراكب إلى قيد أربعة دنانير» ، البداية والنهاية 2/ 29، النجوم الزاهرة 4/ 272.
[4] انظر عن (ابن حاجب النعمان) في:
الفهرست لابن النديم 193 (طبعة مصر) 236، وتاريخ بغداد 12/ 31، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 200، 201، وخلاصة الذهب المسبوك 263، ومجمع الآداب، رقم 1400، والإنباء في تاريخ الخلفاء 187، ومعجم الأدباء 5/ 259، والكامل في التاريخ 9/ 410، ونهاية الأرب 23/ 215.
[5] الكامل في التاريخ 9/ 413 (حوادث سنة 422 هـ) ، نهاية الأرب 23/ 216 (حوادث سنة 422 هـ) ، المختصر في أخبار البشر 2/ 157. 158، مختصر تاريخ الدول 183 وفيه: «نصير الدولة بن مروان» بدل «ابن عطير النميري» ، وفي: تاريخ الزمان 84 «ابن حطير» ، وتاريخ ابن الوردي 1/ 339، والدرّة المضيّة 333 وفيه إن الروم تسلموا الرها في سنة 423 هـ.، النجوم الزاهرة 4/ 275.(29/7)
[استرجاع الرّها]
ثمّ أخذها السّلطان ملك شاه سنة تسعٍ وسبعين [1] ، وسلّمها إلى الأمير توران.
ثمّ أخذتها الفرنج في أوّل ظهورهم على البلاد سنة اثنتين وتسعين [2] ، وبقيت بأيديهم إلى أن افتتحها زنْكي والد الملك نور الدين محمود سنة تسع وثلاثين وخمسمائة [3] .
__________
[1] الكامل في التاريخ 10/ 149.
[2] في: كنز الدرر (4506) كان ذلك سنة 490 هـ. وفي التاريخ المظفّري (ميكروفيلم رقم 966 تاريخ) في حوادث سنة 491 هـ. وسيأتي تحقيق ذلك في موضعه من هذا الكتاب إن شاء الله.
[3] ذيل تاريخ دمشق 279، الكامل في التاريخ 11/ 98، كتاب الروضتين ج 1 ق 1/ 94.(29/8)
سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة
[سرقة دار المملكة]
في المحرّم نقب اللُّصوص دار المملكة وأخذوا قماشًا وهربوا [1] ، وأقام التّجّار على المبيت في الأسواق، وأمْر العيّارين يتفاقم لأنّ أمور الدّولة مُنحلّة، فلا قوّة إلا باللَّه [2] .
[عزْل أبي الفضل ابن حاجب النعمان]
وفيها عُزِل أبو الفضل محمد بن عليّ بن عبد العزيز بن حاجب النُّعْمان عن كتابة الإنشاء للقادر باللَّه، وكانت مباشرته سبعة أشهر، لأنه لمّا تُوُفّي أبوه أبو الحسن وأُقيم مقامه لم تكن له دِرْبَةٌ بالعمل [3] .
[فتنة الصّوفيّ]
وفيها عزم الحرميّ [4] الصُّوفيّ الملقّب بالمذكور على الغزو، واستأذن السّلطان، فأذِن له وكتب له منشورًا، وأُعطي منْجُوقًا [5] . واجتمع إليه طائفة فقصد الجامع للصّلاة ولقراء المنشور، ومرّ بطاق الحرّانيّ وعلى رأسه المَنْجُوق [5] وقُدّامه الرّجال بالسّلاح، وصاحوا بذِكْر أبي بكر وعمر وقالوا: هذا يوم معاويّ [6] .
__________
[1] العبر 3/ 146.
[2] المنتظم 8/ 54، (الطبعة الجديدة) 15/ 213، دول الإسلام 1/ 251.
[3] المنتظم 8/ 54، 55، (الطبعة الجديدة) 15/ 213، وانظر عن (أبي الفضل) في:
نهاية الأرب 23/ 218، والدرّة المضيّة 329.
[4] هكذا في الأصل. وفي (المنتظم) : «الخزلجي» .
[5] المنجوق: كلمة فارسية معناها: علم أو راية. (انظر: تكملة المعاجم لدوزي 2/ 617) ، وفي (المنتظم 8/ 55) «منحوق» بالحاء المهملة، وهو تحريف.
[6] هكذا في الأصل، ومثله في نسخة من: الكامل لابن الأثير، والعبر 3/ 146، ومرآة الجنان 3/ 40، وفي: المنتظم «مغازي» ، وفي المطبوع من الكامل 9/ 418 «معاوية» .(29/9)
فرماهم أهل الكَرْخ، وثارت الفتنة، ومُنعت الصّلاة، ونُهِبت دار الشّريف المرتضى، فخرج مُرَوَّعًا، فجاءه جيرانه الأتراك فدافعوا عنه وعن حرَمه.
وأُحرقت إحدى سَرِيّاته [1] . ونُهبت دُور اليهود وطُلبوا لأنهم أعانوا اهل الكَرْخ فيما قيل [2] .
ومن الغد اجتمع عامّة السُّنَّة، وانضاف إليهم كثير من الأتراك، وقصدوا الكَرْخ، فأحرقوا الأسواق، وأشرف أهل الكَرْخ على خطّة عظيمة [3] .
وركب الخليفة إلى الملك والإسْفَهسلاريّة [4] يُنْكر ذلك، وأمر بإقامة الحدّ على الْجُنَاة، فركب وزير الملك، فوقعت في صدره آجُرّة وسقطت عمامته، وقُتِل من أهل الكَرْخ جماعة، وانتهب الغلمان ما قدروا عليه، وأُحرق وخُرِّب في هذه الفتنة سوق العروس، وسوق الصّفّارين، وسوق الأنماط، وسوق الزّيّاتين [5] ، وغير ذلك. وزاد الاختلاف والفُرْقة [6] .
وعبرَ سَكْرانٌ بالكَرْخ فضُرِب بالسّيف فقُتِل، ولم يجر في هذه الأشياء إنكار من السُّلطان لسقوط هيبته [7] .
[مقتل الكلالكيّ ناظر المعونة]
ثمّ قتلت العامّة الكلالكيّ، وكان ينظر في المعونة، وتبسّط العوامّ وأثاروا الفِتَن، ووقع القتال في البلد من الجانبين، واجتمع الغلمان، وأظهروا الكراهة للملك جلال الدّولة، وشكوا إطّراحَهم واطّراح تدبيرهم، وأشاعوا أنّهم يقطعون
__________
[1] هكذا في الأصل. وفي العبر 3/ 146 «سرية» بدون تنقيط. أما في (المنتظم 8/ 55) :
«وأحرقت إحدى سميرتيه» ، وفي: مرآة الجنان 3/ 40: «سرية» .
[2] جاء على هامش الأصل: «ث. إن صحّ فقد دافعوا عن حميرهم، على رأى من قال: الرافضيّ حمار اليهوديّ. وهذا الحاشية من لطافة مؤلّفه رحمه الله» .
والخبر في:
المنتظم 8/ 55، و (الطبعة الجديدة) 15/ 213، 214، والكامل في التاريخ 9/ 418، والعبر 3/ 146، ومرآة الجنان 3/ 40، والبداية والنهاية 12/ 31.
[3] مرآة الجنان 3/ 40.
[4] يقال: «الإسفهسلارية» و «الإصفهسلارية» (بالصاد) كما في (المنتظم) ، وغيره.
[5] في: المنتظم، والكمال: «سوق الدقّاقين» ، وفي: العبر «سوق الزيت» .
[6] المنتظم 8/ 55، (الطبعة الجديدة) 15/ 214، الكامل في التاريخ 9/ 419، العبر 3/ 146، 147، دول الإسلام 1/ 251، مرآة الجنان 3/ 40، 41.
[7] المنتظم 8/ 55، (الطبعة الجديدة) 15/ 214.(29/10)
خطبته. وعلم الملك فقلق، وفرَّق مالًا في بعضهم، ووعدهم وحلف لهم [1] .
ثم عادوا للخوض في قطع خطبته وقالوا: قد وقف أمورنا وانقطعت موَادُّنا ويئسنا [2] من خير ذا [3] . ودافع عنه الخليفة.
هذا، والعامّة في هرْج وبلاء، وكبْسَات وويل [4] .
[أخْذ الروم قلعة فامية]
وأقبلت النّصارى الرُّوم، فأخذوا من الشّام قلعة فامية [5] .
[وفاة القادر باللَّه]
ومات في آخر السّنة القادر باللَّه [6] .
__________
[1] العبر 3/ 147، دول الإسلام 1/ 251، مرآة الجنان 3/ 41.
[2] في الأصل والمنتظم بطبعتيه 8/ 56 و 15/ 215: «يأسنا» .
[3] في المنتظم 8/ 56 و 15/ 215: «وانقطعت موادنا ويأسنا من أن يجري لنا على يد هذا الملك خير» .
[4] المنتظم 8/ 56، 57، (الطبعة الجديدة) 15/ 214- 216، الكامل في التاريخ 9/ 419، 420، البداية والنهاية 12/ 13.
[5] انظر عن خبر أفامية في:
تاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) ص 426، والكامل في التاريخ لابن الأثير 9/ 420، والمختصر في أخبار البشر لأبي الفداء 2/ 158، وتاريخ ابن الوردي 1/ 340.
[6] انظر عن الخليفة القادر باللَّه العباسي في:
تاريخ الأنطاكي 425، وتاريخ بغداد 4/ 37، 38، وتاريخ حلب للعظيميّ 330، تاريخ البيهقي 327، 328، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 183- 187، والمنتظم 7/ 160- 165 و 8/ 60، 61، والكامل في التاريخ 9/ 80 وما بعدها، وتاريخ الفارقيّ 132، والنبراس 127- 136، ومختصر تاريخ الدول 181، وتاريخ الزمان 84، والفخري 254، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 196- 201، وخلاصة الذهب المسبوك 261- 263، ونهاية الأرب 23/ 217، والمختصر في أخبار البشر 2/ 158، والعبر 3/ 148، وسير أعلام النبلاء 15/ 127- 137، ودول الإسلام 1/ 252، والإعلام بوفيات الأعلام 177، وتاريخ ابن الوردي 1/ 340، ومرآة الجنان 3/ 41، وفوات الوفيات 1/ 58، ومحاضرة الأبرار ومسامرة الأخبار 1/ 84، 85، والنزهة السنية 107، وشرح رقم الحلل 119، والوافي بالوفيات 6/ 239- 241، والبداية والنهاية 12/ 31، وتاريخ ابن خلدون 3/ 436 و 447، 448، والجوهر الثمين 1/ 190، 191، ومآثر الإنافة 1/ 38- 334، والنجوم الزاهرة 4/ 160 وما بعدها، وتاريخ الخلفاء 411- 417، وشذرات الذهب 3/ 221- 223، وأخبار الدول 171، (الطبعة الجديدة بتحقيق د. حطيط، د. سعد) 2/ 158، 159.(29/11)
[خلافة القائم بأمر الله]
واستخلف القائم بأمر الله [1] ، وله إحدى وثلاثون سنة، وأمّه أمّ ولد أرمنيّة اسمها بدرُ الدُّجى [2] ، أدركت خلافته.
فأوّل من بايعه الشّريف المرتضي، وقال:
إذا ما مضي [3] جبلٌ وانْقَضَى ... فمنك لنا جبلٌ قد رسى [4]
وإنّا [5] فُجِعْنا ببدْر التّمامِ ... وعنه لنا نابَ بدْرُ الدُّجى [6]
لنا [7] حَزَنٌ في [8] محل السُّرور ... وكم [9] ضحك في خلال البكا [10]
__________
[1] انظر عن (خلافة القائم بأمر الله) في:
تاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) 425، وتاريخ بغداد 9/ 399- 404 رقم 5007، وتاريخ حلب للعظيميّ 330، وتاريخ الفارقيّ 134- 136، والإنباء في تاريخ الخلفاء 188، والكامل في التاريخ 9/ 417، والمنتظم 8/ 58، و (الطبعة الجديدة) 15/ 217، والنبراس 136، والفخري 292، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 202، وتاريخ الزمان 84، وتاريخ مختصر الدول 183، وخلاصة الذهب المسبوك 264، والمختصر في أخبار البشر 2/ 158، ونهاية الأرب 23/ 219، والوافي بالوفيات 17/ 20، 21 رقم 18، ومعجم الألقاب ج 4 ق 3/ 566، 567 رقم 2711، وسير أعلام النبلاء 15/ 138، رقم 64، والعبر 3/ 264، ودول الإسلام 1/ 252، وفوات الوفيات 2/ 157 رقم 213، وتاريخ ابن الوردي 1/ 340، ومرآة الجنان 3/ 94، والبداية والنهاية 12/ 31، والنجوم الزاهرة 4/ 275، 276، وتاريخ الخلفاء 417، وشذرات الذهب 3/ 326، وأخبار الدول 171، 172 (الطبعة الجديدة) 2/ 160، ومحاضرة الأبرار 1/ 85، وتاريخ الخميس 2/ 357، والنزهة السنية 109.
[2] وقيل «قطر الندى» . (تاريخ بغداد 9/ 399) وفي: (تاريخ الخميس 2/ 399) اسمها «قطن»
[3] في «المنتظم» 8/ 58، و (الطبعة الجديدة) 15/ 218، ونهاية الأرب 23/ 219، والكامل في التاريخ 9/ 417: «فإمّا مضى» . وفي: خلاصة الذهب المسبوك 264: «فلمّا مضى» . والمثبت يتّفق مع: مختصر التاريخ لابن الكازروني 203.
[4] كذا في الأصل ونهاية الأرب، وخلاصة الذهب. والصواب «رسا» كما في: المنتظم، ومختصر التاريخ، والكامل.
[5] في: الكامل، ونهاية الأرب: «وإمّا» .
[6] في: المنتظم ورد هذا الشطر: «فقد بعثت منه شمس الضحى» .
وفي: الكامل، ومختصر التاريخ، ونهاية الأرب: «فقد بقيت منه شمس الضحى» وفي خلاصة الذهب المسبوك: «فقد عقبت منه شمس الضحى»
[7] في: نهاية الأرب: «فكم» .
[8] في: مختصر التاريخ، وخلاصة الذهب: «من» .
[9] في: المختصر، والخلاصة: «فكم» .
[10] في: المنتظم: «خلال الرجا» . وفي: البداية والنهاية 12/ 32:
«فكم ضحك في محلّ البكا» .(29/12)
فيا صارما [1] أغمدته يد ... لنا بعدك الصّارمُ المُنْتَضَى
ولمّا حضرناك عند [2] البياع ... عَرفنا بهداك طُرُقَ الهُدَى
فقَابَلْتَنا بوَقَار المَشِيب ... كمالًا وسِنُّك سِنُّ الفتى [3]
وصلّى بالنّاس في دار الخلافة المغرب، ثمّ بايعه من الغد الأمير حسن بن عيسى بن المقتدر [4] .
[شغب الأتراك للحصول على رسْم البيعة]
ولم يركب السّلطان للبيعة غضبًا للأتراك وذلك لأنّهم همُّوا بالشَّغب، لأجل رسْمهم على البيعة، فتكلّم تركّيٌّ بما لا يصلُح في حقّ الخليفة، فقتله هاشميّ، فثار الأتراك وقالوا: إن كان هذا بأمر الخليفة خرجنا عن البلد. وإن لم يكن فيسلّم إلينا القاتل.
فخرج توقيع الخليفة: لم يجرِ ذلك بإيثارنا، ونحن نقيم في القاتل حدّ الله.
ثمّ ألحّوا في طلب رسْم البَيْعة، فقيل لهم: إنّ القادر لم يخلّف مالًا. ثم صولحوا على ثلاثة آلاف دينار. فعَرَضَ الخليفة خانًا بالقطيعة وبستانًا وشيئًا من أنقاض الدُّور [5] على البيع [6] .
[وزراء القائم بأمر الله]
ووَزَرَ له: أبو طالب محمد بن أيّوب [7] ثمّ جماعة منهم: أبو الفتح بن
__________
[1] في: الكامل: «فيا صارم» ، والمثبت يتفق مع بقية المصادر.
[2] هكذا في الأصل: ومختصر التاريخ، وخلاصة الذهب: أما في (المنتظم) : «عقد» (بالقاف) .
[3] الأبيات في: المنتظم 8/ 58، و (الطبعة الجديدة) 15/ 218، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 203، وخلاصة الذهب المسبوك 264، والبداية والنهاية 12/ 32.
وفي: الكامل في التاريخ 9/ 417، 418، ونهاية الأرب 23/ 219، الأبيات الأربعة الأولى فقط.
[4] المنتظم 8/ 58، (15/ 218) ، مرآة الجنان 3/ 41.
[5] المنتظم 8/ 59، (15/ 218) وفيه: «من أنقاض الدار» .
[6] قال ابن العبري: إن الأمراء الأعاجم كانوا متولّين البلاد كلها حتى بغداد عينها، ولم يدعوا للخليفة سوى أرزاقه لا غير، فاضطرّ أن يبيع الفندق والحدائق وبعض أمتعة داره ويؤدّي للأتراك ما طلبوه. (تاريخ الزمان 84) ، العبر 3/ 147، دول الإسلام 1/ 252، مرآة الجنان 3/ 41 شذرات الذهب 3/ 223.
[7] الإنباء في تاريخ الخلفاء 187، المنتظم 5/ 175، معجم الأدباء 5/ 145، مجمع الآداب(29/13)
دارْست [1] ، وأبو القاسم بن المسلمة [2] ، وأبو نصر بن جُهَيْر [3] .
[قُضاة القائم]
وكان قاضيه: أبو عبد الله بن ماكولا [4] ، ثمّ أبو عبد الله الدّامغاني [5] .
[عناية القائم بالأدب]
وكان للقائم عناية بالأدب [6] .
[الاحتفال بيوم الغدير ويوم الغار]
وفي ثامن عشر ذي الحجّة عملت الشّيعة، «يوم الغدير» ، وعمل بعدهم أهل السُّنَّة الذي يسمونه «يوم الغار» . وهذا هَذَيانٌ وفُشَار [7] .
[سرِقات العيّارين وكبْساتهم]
ثمّ إن العيّارين ألْهبوا النّاسَ بالسَّرِقَة والكبْسات، ونزلوا بواسط على قاضيها أبي الطّّيب [8] وقتلوه، وأخذوا ما وجدوا.
[امتناع الحجّ العراقي]
ولم يحجّ أحدٌ من العراق لاضطّراب الوقت [9] .
__________
[ () ] للفوطي، رقم 1400، زبدة النصرة 12، مطالع البدور ومنازل السرور 2/ 118، الوافي بالوفيات 2/ 234، البداية والنهاية 12/ 32، الدّرّة المضيّة 329.
[1] المنتظم 8/ 59، (15/ 218) .
[2] المصدر نفسه، وهو: عليّ بْن الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمر بن المسلمة. انظر عنه في: الفخري 295.
[3] المصدر نفسه، وهو: محمد بن محمد بن جهير الملقّب بفخر الدولة. انظر عنه في: الفخري 293- 295.
[4] المنتظم 8/ 59، (15/ 218) ، الإنباء في تاريخ الخلفاء 188، البداية والنهاية 12/ 32.
[5] الإنباء في تاريخ الخلفاء 190، المنتظم 9/ 22- 24، زبدة النصرة للاصفهاني 11، 82، مختصر التاريخ لابن الكازروني 214، البداية والنهاية 12/ 67، 214.
[6] المنتظم 8/ 59، مختصر التاريخ لابن الكازروني 204، خلاصة الذهب المسبوك 265، الدّرة المضيّة 331، وله شعر في «دمية القصر» للباخرزي.
[7] المنتظم 8/ 59، 60 (15/ 219) .
[8] هو: أبو الطّيب ابن كمارويه، كما في: المنتظم 8/ 60، (15/ 219) .
[9] في: المنتظم 8/ 60، (15/ 220) : «ولم يحجّ الناس في هذه السنة من خراسان(29/14)
[انحلال أمر الخلافة]
وخرجت السُّنَّة ومملكة جلال الدّولة ما بين بغداد وواسط والبَطَائح [1] ، وليس له من ذلك إلا الخطْبة. فأمّا الأموال والأعمال فمُنْقَسمة بين الأعراب والأكراد، والأطراف منها في أيدي المُقْطَعين من الأتراك، والوزارة خالية من ناظرٍ فيها [2] . والخِلافة مسْتَضْعَفة، والناس بلا رأس [3] . فلله الأمر.
__________
[ () ] والعراق ... » ، البداية والنهاية 12/ 32 وفيه: «ولم يحجّ أحد من أهل المشرق سوى شرذمة خرجوا من الكوفة مع العرب فحجّوا» .
[1] في المنتظم 8/ 60، (15/ 219) : «والبطيحة» .
[2] حتى هنا في: المنتظم 8/ 60، (15/ 219، 220) .
[3] العبر 3/ 147، 148.(29/15)
سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة
[الاستسقاء ببغداد]
في المحرّم خرجوا ببغداد للاستسقاء [1] .
[تعليق المُسُوح في عاشوراء]
وفي عاشوراء عُلِّقت المُسُوح، وناحوا. أقام ذلك العيَّارون [2] .
[ثورة أهل الكَرْخ بالعيّارين]
وفيها ثار أهل الكرخ بالعيَّارين فهربوا، وكبسوا دورهم ونهبوا سلاحَهم، وطلبوا من السلطان المعاونة، لأن العيّارين نهبوا تاجرًا فغضب له أهلُ سوقِهِ، فردَّ العيَّارون بعضَ ما أخذوا، ثم كبسوا دار ابن الفَلْو [3] الواعظ وأخذوا ماله.
وأخذوا في الكبْسات، وانضاف إليهم مُوَلّدَو الأتراك وحاشيتهم [4] .
ثمّ إنّ الغلمان صمّموا على عزل جلال الدّولة وإظهار أمر أبي كاليجار، وتحالفوا وقالوا: لا بُدَّ أن يروح عنّا إلى واسط [5] .
[إرغام الملك جلال الدولة على النزوح]
ثمّ قطعوا خطبته، فانزعج وأرسل سراريه إلى دار الخلافة، وخيّر الباقيات
__________
[1] المنتظم 8/ 62، (15/ 222) ، الكامل في التاريخ 9/ 426، تاريخ الزمان 85، البداية والنهاية 12/ 33، النجوم الزاهرة 3/ 278 (حوادث سنة 424 هـ) .
[2] المنتظم 8/ 62، (15/ 22) ، الدّرة المضيّة 333، البداية والنهاية 12/ 33.
[3] في: المنتظم: ابن الفلواء، وفي: النجوم الزاهرة 4/ 278 «ابن العلواء» . (حوادث سنة 424 هـ) .
[4] النجوم الزاهرة 4/ 278 (حوادث سنة 424 هـ) .
[5] المنتظم 8/ 62، 63، (15/ 222، 223) ، الكامل في التاريخ 9/ 431، المختصر في أخبار البشر 2/ 158، العبر 3/ 151، تاريخ ابن الوردي 1/ 340، مرآة الجنان 3/ 42، البداية والنهاية 12/ 33، تاريخ ابن خلدون 3/ 448، مآثر الإنافة 1/ 336.(29/16)
في أن يُعْتِقُهُنَّ. وطلب من الغلمان أن يخْفُرُوه، وقال: لا أخرج على غير قاعدة.
وامتلأ جانبا دجلة بالناس، وتردّدت الرسل إلى الملك بالنُّزُوح، وقال:
ابعثوا معي مائة غلام يحرسوني.
فقالوا: بل عشرون.
فقال: أريد سفينةً تحملني، ونفقة تُوصِلُني [1] .
فقرّروا بينهم إطلاق ستّين دينارًا نَفَقَة، فالتزم بعض القوّاد منها بثلاثة دنانير [2] ، فلمّا كان اللّيل خرج نفرٌ من غلمانه إلى عُكْبِرا على وجه المخاطرة، فبادر الغلمان إلى دار المملكة فنهبوها [3] .
[تردّد أبي كاليجار في التّجاوب مع الثائرين]
وكَتَب الملأ إلى أبي كاليجار بما فعلوه من اجتماع الكلمة عليه، وطلبوا منه مَن ينوب عنه. فلمّا بلغه قال: هؤلاء الأتراك يكتبون ما لا يعتقدون الوفاء به ولا يَصْدُقون. فإنْ كانوا مُحِقِّين في طاعتهم فليُظهروا شعارنا ولْيُخرجوا مَن عندهم. ولا أقلّ من أن يسيّروا إليّ منهم خمسمائة غلام لأتوجّه معهم.
[الوزير ابن فنة]
وكان وزيره ابن فنة [4] الّذي وقفَ الكُتُب على العلماء، وهي تسعة عشر ألف مجلَّد، فيها أربعة آلاف بخطّ ابن مُقْلَة [5] .
[افتقار جلال الدولة]
ثمّ اختلّت المملكة، وقُطِع عن جلال الدّولة المادّة حتّى باع من ثيابه
__________
[1] في: المنتظم 8/ 63، (15/ 224) : «فقال: أريد شفيقا يحملني، ونفقة تتخصصني» ، وفي رواية: «تنهضني» .
[2] في: المنتظم 8/ 64، (15/ 224) «ثلاثة دنانير ونصفا» .
[3] العبر 3/ 151، مرآة الجنان 3/ 42، البداية والنهاية 12/ 33.
[4] في الأصل: «ابن قبة» والتصحيح من: المنتظم 8/ 64، (15/ 224) وهو: «أبو منصور» وفي:
الكامل في التاريخ 9/ 423: «العادل بن مافنّة» .
[5] المنتظم 8/ 64، (15/ 224، 225) ، وفيه: «فيها أربعة آلاف ورقة بخط بني مقلة» .(29/17)
الملبوسة في الأسواق [1] ، وخَلَت دارُه من حاجب وفرّاش. وقُطع ضرب الطَّبل لانقطاع الطّبّالين [2] .
[تخبُّط الأمر ببغداد]
وتخبّط أمر بغداد، ومدَّ الأتراك أيديهم إلى النَّهْب [3] .
[التشاور في الخطبة لأبي كاليجار]
وتشاور القُوّاد أن يخطبوا للملك أبي كاليجار، وتوقّفوا [4] .
[خروج جلال الدولة إلى عُكْبَرا وزواجه]
وخرج جلال الدّولة إلى عُكْبَرا [5] وقَصَد كمال الدّولة أبا سِنان، فاستقبله أبو سِنان وقبّل الأرض وقال: خزائني وأولادي لك. وأنا أتوسط بينك وبين جُنْدك.
وزوّجه ابنته [6] .
ثمّ جاءه جماعة من الْجُنْد معتذرين، وأُعِيدت خُطبته. وجاءته رُسُل الخليفة وهو يستوحش له [7] .
[سفارة الماوردي إلى أبي كاليجار]
ثمّ بعث الخليفة القاضي أبا الحسن الماوَرْديّ والطُّواشِيّ مبشِّرًا إلى الأهواز إلى أبي كاليجار [8] .
قال الماوردي: قدِمْنا عليه فأنْزَلنا، وحُمِلَت إلينا أموال كثيرة. وأحضرنا وقد فُرِشت دار الإمارة، ووقف الخواصّ على مراتبهم من جانبي سريره. وفي
__________
[1] العبر 3/ 151، البداية والنهاية 12/ 33.
[2] المنتظم 8/ 64، (15/ 225) ، وانظر: تاريخ ابن خلدون 3/ 448.
[3] المنتظم 8/ 64، (15/ 225) ، الكامل في التاريخ 9/ 423 (حوادث سنة 424 هـ) .
[4] المنتظم 8/ 64، (15/ 225) ، الكامل في التاريخ 9/ 423، 431 (حوادث سنة 424 هـ) .
[5] الكامل في التاريخ 9/ 423 (حوادث سنة 424 هـ) ، تاريخ ابن الوردي 1/ 340.
[6] العبر 3/ 151، 152، دول الإسلام 1/ 252.
[7] المنتظم 8/ 64، (15/ 225) ، الكامل في التاريخ 9/ 432 (حوادث سنة 424 هـ) ، المختصر في أخبار البشر 2/ 158، العبر 3/ 152، تاريخ ابن الوردي 1/ 340، البداية والنهاية 12/ 33، مآثر الإنافة 1/ 336.
[8] المختصر في أخبار البشر 2/ 158، البداية والنهاية 12/ 33.(29/18)
آخر الصَّفَّين ستّمائة غلام داغريّة بالبِزَّة الحَسَنة الملوَّنة، فخدمنا وسلَّمنا عليه وأوصلْنا الكتاب.
[تلقيب أبي كاليجار بملك الدولة]
وتردّد القول بين إخبار واستخبار، وانصرفنا.
ثمّ جرى القول فيما طلب من اللّقب، واقترح أن يكون اللّقب: «السلطان الأعظم، مالك الأمم» قلنا: هذا لا يمكن لأنّ السّلطان المعظّم الخليفة، وكذلك مالك الأمم.
فعدلوا إلى: «ملك الدولة» .
فقلت: هذا ربما جاز. وأشرت بأن يخدم الخليفة بأَلطافٍ.
وقالوا: يكون ذلك بعد التلقيب.
قلت: الأوْلى أن يُقدَّم. ففعلوا.
[هدايا أبي كاليجار للخليفة]
وحمَّلوا معي ألفَيْ دينار، وثلاثين ألف درهم نَقْرَة، ومائتي ثوب ديباج، وعشرين منًّا عُود، وعشرة أَمْناء كافور، وألف مثقال عنْبر، وألف مثقال مسك، وثلاثمائة صحن صينيّ.
[إقطاع وكيل الخدمة]
ووقّع بإقطاع وكيل الخدمة خمسة آلاف دينار من معاملة البصرة. وأن يُسلَّم إليه ثلاثة آلاف قَوْصَرة تمرٍ كلَّ سنة.
[مرتَّب عميد الرؤساء]
وأُفرِد عميد الرؤساء أبو طالب بن أيّوب بخمسمائة دينار وعشرة آلاف درهم، وعشرة أثواب.
وعُدنا إلى بغداد، فَرُسِم لي الخروج إلى جلال الدولة، فأجريت معه(29/19)
حديث اللّقب، وما سأله الملك. فثقُل عليه، واقتضى وقوف الأمر [1] .
[تأخُّر المطر]
واستمرّ تأخُّر الأمطار، واستسقوا مرَّتين وما سُقوا. وكان الّذين خرجوا إلى الاستسقاء عدد قليل. وأجدَبت الأرض، وهلكت المواشي، وتلِفَ أكثر الثمار [2] .
[كبْسات رئيس العيّارين البرجميّ]
وكبس رئيس العيّارين البُرْجميّ خانًا فأخذ ما فيه، فقوتلَ، فقتل جماعة [3] .
وكان يأخذ كلّ مُصَعِّدٍ ومُنحَدِر. وكبسَ دارًا وأخذ ما فيها وأحرقها.
هذا والعسكر ببغداد [4] .
[منع الخطبة للخليفة]
واجتمع الخدم ومنعوا من الخطبة للخليفة لأجل تأخُّر رسْم البيعة، فلم تُصَلّ الْجُمُعة، ثمّ تُلُطِّف في الأمر في الجمعة الآتية [5] .
[تحليف الملك للخليفة يمينًا]
وفيها حلف الملكُ للخليفةِ يمينًا حضرها المرتضي وقاضي القُضاة، وركب الوزير أبو القاسم بن المسلمة من الغد، فحضر عند الخليفة هو والمرتضي والقاضي، فحلف للملك وهي:
أقسمَ عبد الله أبو جعفر القائم بأمر الله باللَّه الّذي لا إله إلا هو الطالب الغالب المدرِك المهلِك، عالم السِّر والعلانية، وحق رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَقٌّ القرآن الكريم، لأُقِيمنَّ لركن الدّين [6] . جلال الدولة أبي طاهر بن بهاء الدولة أبي
__________
[1] المنتظم 8/ 65، 66، (15/ 226) .
[2] المنتظم 8/ 66، (15/ 226) ، الكامل في التاريخ 9/ 426، تاريخ الزمان 85، الدرّة المضيّة 333، البداية والنهاية 12/ 33، النجوم الزاهرة 4/ 277، وانظر: تاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) ص 438 (حوادث سنة 424 هـ) .
[3] العبر 3/ 152، دول الإسلام 1/ 252، الدّرة المضيّة 333.
[4] المنتظم 8/ 66، (15/ 226) .
[5] المنتظم 8/ 66، (15/ 226) ، البداية والنهاية 12/ 34.
[6] في: المنتظم 8/ 66، (15/ 227) : «الركن الدولة» .(29/20)
نصر على إخلاص النّيّة والصّفاء بما يُصْلِح حاله، ويحفظ عليه مكانه، ولأكوننَّ له على أفضل ما يؤثر من حراسته، ولوزير الوزراء أبي القاسم وسائر حاشيته، وإقراره على رُتْبَته. له بذلك عليَّ عهدُ الله وميثَاقُه، وما أخذ على ملائكته المُقرَّبين، وأنبيائه المرسَلين، والله يشهد عليَّ. وهذه اليمين منّي والنّيّة فيها بنيّة جلال الدّولة [1] .
[انقضاض كوكب]
وفي جُمَادى الأولى عند تصويب الشّمس للغروب انقضّ كوكب كبير كثير الضّوء [2] .
[ازدياد شرّ العيّارين]
وزاد شرُّ العيّارين حتّى ولي ابن النّسويّ فردعهم وانكفؤا [3] .
[هياج ريح عظيمة]
وهاجت ريح عظيمة ثلاثة أيّام احتجبت منها السّماء والشّمس، ورمت تُرابًا أحمر، ورملًا [4] .
[الغلاء وتلف الغلات]
وغَلَت الأسعار، وتَلِفت غلات الموصل، ولم تردّ البِذار، وكذلك الأهواز وواسط [5] .
[أكل الأولاد في الإحساء]
ووصلت الأخبار من الإحساء وتلك النواحي بأنّ الأقوات عدمت.
__________
[1] راجع نصّ اليمين في: المنتظم 8/ 66، (15/ 227) ففيه بعض الزيادات الطفيفة، والخبر باختصار في: البداية والنهاية 12/ 34.
[2] المنتظم 8/ 67، (15/ 227) .
[3] المنتظم 8/ 66، 67، (15/ 227) .
[4] المنتظم 8/ 67، (15/ 227) ، تاريخ الزمان 85.
[5] المنتظم 8/ 76، (15/ 227) ، وانظر: تاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) ص 438 (حوادث سنة 424 هـ) ، والكامل في التاريخ 9/ 426 (حوادث سنة 424 هـ) ، وتاريخ الزمان 85، والدرّة المضيّة 333، والبداية والنهاية 12/ 34.(29/21)
واضطّرت الأعراب إلى أكل مواشيهم، ثمّ أولادهم، حتّى كان الواحد يعاوض بولده ولدَ غيره لئلا تدركه رِقّة إذا ذبحه [1] .
[انقضاض كوكب آخر]
وفي شوّال انقضّ ليلة الإثنين كوكب أضاءت منه الأرض، وارتاع له العالم، وكان في شكل التّرس، ولم يزل يقلّ حتّى اضمحلّ [2] .
[سُكْر جلال الدّولة]
وفي شوّال سكر جلال الدولة ونزل من داره في سُميريه متنكّرًا إلى دار الخلافة، ومعه ثلاثة، وصعِد إلى بستان، ورمى بعض معيناته القصب، ودخل منه، وجلس تحت شجرة، واستدعى نبيذًا يشربه، وزمّر الزَّامر. فعرف الخليفة ذلك، فشُق عليه وأزعجه. ثمّ خرج إليه القاضي ابن أبي موسى، والحاجب أبو منصور بن بكران، فحدّثاه ووقفا بين يديه وقالا: قد سُرَّ الخليفة بقُرب مولانا وانبساطه، وأمّا النّبيذ والزّمْر فلا ينبغي.
فلم يقبل ولا امتنع وقال: قُلْ لأمير المؤمنين: أنا عبدك، وقد حصل وزيري أبو سعد في دارك، ووقف أمري بذلك فأريد أن أتسلَّمه.
وأخذوا يدارونه حتّى نزل في زَبْزَبه، وأُصعد إلى دار المملكة. واجتمع خلق من الناس على دجلة.
[تهديد الخليفة بالانتقال]
فلمّا كان من غدٍ استدعى الخليفة المختصّ أبا غانم، وأبا الوفاء القائد وقال: إنّا قد عرفنا ما جرى أمس، وإنّه أمرٌ زاد عن الحدّ وتناهى في القُبْح واحتملناه. وكان الأوْلَى لجلال الدّولة أن يتنزّه عن فِعْله وينزّهنا عن مثله. في كلام طويل. فإن سلك معنا الطّريقة المُثْلى، وإلا فارقْنا هذا البلد ودَبَّرنا أمرنا.
فقبّلا الأرض ومضيا إلى الملك، فركب بعد ذلك في زبزبه، وأُشْعِر الخليفة بحضوره للاعتذار، فنزل إليه عميد الرّؤساء وخدم، وقال: تذكّر حضوري للخدمة واعتذاري. فرجع الجواب بقبول العذر.
__________
[1] المنتظم 8/ 67، (15/ 227) ، تاريخ الزمان 85.
[2] المنتظم 8/ 67، (15/ 227) وفيه: «لم يزل يتقلّب» .(29/22)
ثم مضى إلى الميدان ولعب بالصَّوْلجان [1] .
[امتناع الحجّ من العِرَاقِ]
ولم يحجّ ركْب العراق لفساد الطريق [2] .
[ورود كسوة الكعبة]
وورد من مصر كِسْوة الكعبة، وأموال للصدقة [وصِلات] لأمير مكة [3] .
[الوباء الْعَظِيمِ]
وورد الخبر بوباءٍ عظيم بالهند، وغَزْنَة، وأصبهان، وجُرْجان، والّريّ، [ونواحي الجبل، والموصل، وأن ذلك زاد] على مجاري العادة.
وخرج من أصبهان فيه أربعون ألف جنازة [4] .
[ومات في المو] صل بالجدريّ أربعة آلاف صبي [5] .
__________
[1] المنتظم 8/ 67، 68، (15/ 228، 229) ، البداية والنهاية 12/ 34 باختصار شديد.
[2] في: المنتظم 8/ 69، (15/ 229) : «وصحّ عند الناس عدم المياه في طريق مكة والعلوفة فتأخّروا. وحجّ الناس من الأمصار إلّا من بغداد وخراسان» ، الكامل في التاريخ 9/ 427، البداية والنهاية 12/ 34، النجوم الزاهرة 4/ 276.
[3] المنتظم 8/ 69، (15/ 230) ، والإضافة منه، النجوم الزاهرة 4/ 276.
[4] المنتظم 8/ 69، (15/ 229) ، والإضافة منه، النجوم الزاهرة 4/ 277.
[5] المنتظم 8/ 69، (15/ 230) ، والإضافة منه، ففي الأصل بياض. وجاء في (المنتظم) : «وكان ببغداد من ذلك طرف قويّ، ومات من الصبيان والرجال والنساء بالجدريّ ما زاد على حدّ الإحصاء، حتى لم تخل دار من مصاب، واستمر هذا الجدري في حزيران وتموز وآب وأيلول وتشرين الأول والثاني، وكان في الصيف أكثر منه في الخريف» .
وقال ابن الأثير في (الكامل 9/ 426) : «وفيها كان بالبلاء غلاء شديد، واستسقى الناس فلم يسقوا، وتبعه وباء عظيم، وكان عامّا في جميع البلاد بالعراق، والموصل، والشام، وبلد الجبل، وخراسان، وغزنة، والهند، وغير ذلك. وكثر الموت، فدفن في أصبهان في عدّة أيام، أربعون ألف ميّت، وكثر الجدري في الناس، فأحصى بالموصل أنه مات به أربعة آلاف صبيّ، ولم تخل دار من مصيبة لعموم المصائب، وكثرة الموت» .
وقال ابن العبري في (تاريخ الزمان 85) :
«وفي تلك السنة جمدت المياه في بغداد، وثار رمل أحمر وهبط كالمطر وأتلف الأشجار ولم تثمر ثمرا. وحدث غلاء فظيع في البريّة حتى أكل المعديّون جمالهم وخيلهم وأولادهم. وكان كل رجل يبدّل ولده بولد جاره ويذبحه لئلا يتأثّر. وما عدا الغلاء فقد ضايق الناس العطش(29/23)
[خروج المملكة من جلال الدولة]
وخرجت السّنة ومملكة جلال الدولة مشتملة على ما بين الحضرة وواسط والبطيحة، وليس له من جميع ذلك إلا إقامة الاسم [1] .
[خُلُوّ الوزارة]
وأمّا الوزارة فخالية عن آمرٍ فيها [2] .
[انتهاب ابن سبكتكين لإصبهان]
وجاء إلى أصبهان مسعود بن محمود بن سُبُكتكِين فنهب البلد وقتل عالمًا لا يحصى [3] .
__________
[ () ] بسبب قلّة المطر. فقصدوا الأنهر القريبة من المدن والقرى وأقاموا هناك. وحدث طاعون في الهند وفي العجم كلها حتى شيّعوا في أصبهان مدّة أسبوع واحد أربعين ألف نعش. ولم يبق بيت من بغداد دون حداد. ومات في الموصل بداء الجرب أربعة آلاف صبيّ» .
وقال الدواداريّ في (الدّرة المضيّة 33) :
«وكانت سنة شديدة على الناس من الغلاء والقحط» .
[1] المنتظم 8/ 69، (15/ 230) .
[2] المنتظم 8/ 69، (15/ 230) .
[3] المنتظم 8/ 69، 70، (15/ 230) ، الكامل في التاريخ 9/ 424، 425، العبر 3/ 152، دول الإسلام 1/ 253، مرآة الجنان 3/ 42، البداية والنهاية 12/ 34، النجوم الزاهرة 4/ 277، شذرات الذهب 3/ 226.(29/24)
سنة أربع وعشرين وأربعمائة
[معافاة الخليفة من الجدري]
فيها هُنِّي الخليفة بالعافية من جُدَري أصابه، وكتم ذلك إلى أن عُوفي [1] .
[كبْسة البرجميّ]
وكبس البرجميُّ دربًا وأخذ أموالًا. وتفاوض الناسُ أنَّ جماعةً من الْجُنْد خرجوا إليه وواكلوه، فخاف الناس ونقلوا الأموال إلى دار الخلافة. وواصلوا المبيت في الأسواق والدُّروب، فقُتِل صاحب الشُّرطة بباب الأزج، واتصلت العَمْلات [2] .
وأُخِذ من دار تاجر ما [قيمته] [3] عشرة آلاف دينار. وبقي الناس لا يتجاسرون على تسميته إلا أن يقولوا القائد أبو عليّ [4] .
وشاع عنه أنّه لا يتعرض لامرأة، ولا يمكِّن أحدًا من أخذ شيء عليها أو معها [5] . فخرج جماعة من القُوّاد والجند، وطلبوه لمّا تعاظَمَ خطره وزاد بلاؤه.
فنزلوا الأَجَمَة التي يأوي إليها، وهي أجَمَة ذات قصب كثير تمتدّ خمسة فراسخ، وفي وسطها تلّ اتّخذه معقلًا، ووقفوا على طُرُقها. فخرج البُرْجميّ وعلى رأسه عمامة فقال: من العجب خروجكم إليّ وأنا كلّ ليلة عندكم، فإن شئتم أن ترجعوا وأدخل إليكم، وإن شئتم أن تدخلوا فافعلوا [6] .
__________
[1] المنتظم 8/ 71، (15/ 233) .
[2] دول الإسلام 1/ 253، البداية والنهاية 12/ 35، شذرات الذهب 3/ 226.
[3] في الأصل اضطراب: «وأخذ من دار ياجر ما عشرة» ، والتصحيح من: المنتظم.
[4] العبر 3/ 153، دول الإسلام 1/ 253، مرآة الجنان 3/ 43، 44، شذرات الذهب 3/ 226، 227.
[5] البداية والنهاية 12/ 35.
[6] العبر 3/ 153، دول الإسلام 1/ 253.(29/25)
ثم زادت العَمْلات والكبْسات، ووقع القتال في القلايين وفي القنطرتين، وأُحرقت أماكن وأسواق ومساجد [1] ، ونُهب درب عَوْن وقُلعت أبوابه، ودَرْب القراطيس، وغير ذلك [2] .
[إخراج السلطان ورجمه]
ثمّ ثارت الجند ووقعوا في السّلطلان، وأنهم ضائعون. واجتمعوا وراسلوه أن ينتقل إلى واسط أو البصرة. واعتقلوه وأنزلوه سُمَيْريّة وابتلّت ثيابه وأهين. ثم رجموه وأخرجوه ومشوا به ثم أعطاه بعض الأتراك فرسَه [3] فرَكبها. وواجهوه بالشَّتم، ثم أنزلوه فوقف على العَتَبة طويلًا، ثمّ أُدخل المسجد.
ثمّ تآمروا على نقله إلى دار المهلّبية. وخرج القائد أبو الوفاء ومعه عشرون غلامًا وحاشية الدَّار والعوّام ومن [تا] [4] ب من العيَّارين وهجموا على الأتراك فتفرَّقوا، وأخذوه من أيديهم وأعادوه إلى داره. وكان ذلك في رمضان [5] .
ثمّ عبرَ في آخر الليل إلى الكَرْخ فتلقّاه أهلُها بالدّعاء، فنزل في الدَّار التي للشّريف المرتضى [6] .
[مكاتبة الأتراك للملك جلال الدّولة]
ثمّ اجتمع الأتراك وعزموا على عقد الجسر والعبور إلى الكَرْخ ليأخذوا الملك. ثمّ وقع بينهم الخُلْف وقالوا: ما بقي من بني بُويه إلّا هذا. وابن أخيه أبو كاليجار قد سلَّم الأمر إليه ومضى إلى فارس.
ثمّ كتبوا إليه رُقْعة [7] : نحن عبيدك وقد ملَّكْناك أمورنا مِن الآن، وقد تعدَّينا عليك، ولكنْ نكلّمك في مصالحنا، فتعتذر إلينا ولا نجد لذلك أثرا، ولك
__________
[1] العبر 3/ 153، 154، مرآة الجنان 3/ 44.
[2] المنتظم 8/ 72، (15/ 233، 234) .
[3] في (العبر 3/ 154) : «وأركبوه فرسا ضعيفة» ، وفي (دول الإسلام 1/ 253) : «أركبوه إكديشا» .
[4] في الأصل بياض، والإضافة من: المنتظم 8/ 73 (15/ 235) .
[5] العبر 3/ 154، دول الإسلام 1/ 253، مرآة الجنان 3/ 44.
[6] العبر 3/ 154، دول الإسلام 1/ 253، البداية والنهاية 12/ 35.
[7] في «العبر 3/ 154) : «ورقة» ، ومثله في: مرآة الجنان 3/ 44.(29/26)
ممالك كثيرة فيجوز أن تطرح ذلك مدّة، وتوفر علينا هذه الصبابة من المادّة، والصواب أن لا تخالفنا.
وأنفَذوا الرُّقعة إلى المرتضى ليعرضها عليه، فأجاب بأنّا معترفون لكم بما ذكرتم، وما يحصل لنا نصرفه إليكم.
فلمّا وصل القول نَفَروا وقالوا: هذا غرضه المدافعة.
ثمّ حلّفوه على صلاح النِّيَّة. وبعد ذلك دخلوا وقبَّلوا الأرضَ بين يديه، وهو في دار المرتضى. وسألوه الصَّفْح. وركب معهم إلى دار المملكة [1] .
[زيادة العَمْلات والكبْسات]
ثمّ زاد أمر العَمْلات والكبْسات. وتعدَّوا إلى الجانب الشَّرقيّ فأفسدوا.
ووقع القتال. وحمل العيَّارون السِّلاح، وكُثر الهرج [2] .
[منع الخطبة في جامع الرصافة]
ثم ثار العوّام إلى جامع الرّصافة ببغداد فمُنعوا من الخطبة ورجموا القاضي أبا الحسين بن الغريق [3] ، وقالوا: إن خطبت للبرجميّ، وإلّا فلا تخطب لخليفة ولا لملك [4] .
[ولاية أبي الغنائم المعونة]
ثم أُقيم على المعونة أبو الغنائم بن عليّ، فركب وطاف وفتك، فوقعت الرَّهْبة [5] .
ثم إنّ بعض القُوّاد أخذ أربعةً من أصحاب البرجميّ فاعتقلهم، فاحتدّ البرجميّ وأخذ أربعةً من أصحاب ذلك القائد، وجاء بهم إلى دار القائد فطرق
__________
[1] المنتظم 8/ 73- 75، (15/ 235، 236) ، الكامل في التاريخ 9/ 431، 432، مرآة الجنان 3/ 44، البداية والنهاية 12/ 35.
[2] المنتظم 8/ 75، (15/ 236، 237) ، الكامل في التاريخ 9/ 432، البداية والنهاية 12/ 35، النجوم الزاهرة 4/ 278.
[3] هكذا في الأصل، والعبر 3/ 154، أما في (المنتظم 8/ 75) : «ابن العريف» .
[4] المنتظم 8/ 75، (15/ 237) ، العبر 3/ 154.
[5] المنتظم 8/ 75، (15/ 237) .(29/27)
عليه الباب فخرج، ووقف خلف الباب فقال له: قد أخذتُ أربعةً من أصحابك فأطلق أصحابي لأطلق أصحابك وإلا ضربت أعناقهم وأحرقت دارك. فأطلقهم له. [1] وممّا يشاكل هذا الوهْن أنّ بعض أعيان الأتراك أراد أن يطهّر ولده، فأهدى إلى البرجميّ حُمْلانًا وفاكهةً وشرابًا، وقال: هذا نصيبك من طهور ولدي.
يُداريه بذلك [2] .
[امتناع العراقيّين والمصريّين عن الحجِّ]
ولم يحجّ العراقيّون ولا المصريّون أيضًا خوفًا مِن البادية [3] .
[الغدر بحجّاج البصرة]
وحجّ أهل البصرة مَعَ مَن يخفرهم، فغدروا بهم ونهبوهم [4] ، فالأمر للَّه.
__________
[1] المنتظم 8/ 75، 76، (15/ 237) .
[2] المنتظم 8/ 76، (15/ 237) .
[3] وفي: الكامل 9/ 432: «وفيها تأخّر الحاجّ من خراسان» ، وفي: (البداية والنهاية 12/ 35) :
«ولم يحج أحد من أهل العراق وخراسان لفساد البلاد» .
[4] المنتظم 8/ 76، (15/ 237) ، الكامل في التاريخ 9/ 432.(29/28)
سنة خمس وعشرين وأربعمائة
[مواصلة العيّارين لعملاتهم]
كان العيّارون مواصلين للعَمْلات باللّيل والنّهار، ومضى البرجميّ إلى العامل الذي على الماصر الأعلى، فقرّر معه أن يعطيه كلَّ شهر [عشرة] دنانير من الارتفاع. ثم أخذ عدّة عَمْلات كِبار.
هذا والناس يبيتون في الأسواق.
ثم جدّ السّلطان والخليفة في طلب العيّارين [1] .
[هبوب ريح بنصيبين]
وورد كتاب من نصيبين أنّ ريحًا سوداء هبّت فقلعت من بساتينها أكثر من مائتي ألف شجرة [2] .
وأنّ البحر جَزَرَ في تلك النّاحية نحو ثلاثة فراسخ، وخرج الناس يتبعون السّمك والصَّدَف، فردّ البحر ففرّق بعضهم [3] .
[الزلازل بفلسطين]
وكان بالرّملة زلازل خرج النّاس منها إلى البرِّ، فأقاموا ثمانية أشهر.
وهدمتِ الزلازل ثُلث البلد، وتعدت إلى نابلس، فسقط بعض بُنْيانها، وهلك ثلاثمائة نفس. وخسِف بقرية، وسقط بعض حائط بيت المقدس، وسقطت منارة عسقلان، ومنارة غزّة [4]
__________
[1] المنتظم 8/ 77، (15/ 239) .
[2] المنتظم 8/ 77، (15/ 239) ، الكامل في التاريخ 9/ 439، تاريخ الزمان 85، البداية والنهاية 12/ 36، النجوم الزاهرة 4/ 279، شذرات الذهب 3/ 228.
[3] المنتظم 8/ 77 (15/ 239) ، تاريخ الزمان 85، البداية والنهاية 12/ 36، النجوم الزاهرة 4/ 279، شذرات الذهب 3/ 228.
[4] تاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) ص 439 وفيه: «وسقط منها نصف أبنية مدينة الرملة وعدّة مواضع(29/29)
[الخانوق ببغداد والموصل]
وكُثر الموت بالخوانيق ببغداد والموصل، وكان أكثره في النّساء [1] .
[الوباء بفارس]
واتّصل الخبر بما كان بفارس من الوباء، حتّى كانت الدُّور تُسَدّ على أصحابها [2] .
[إسقاط ضريبة الملح]
وفيها أُسقِط ما كان على الملح من الضّريبة، وكان ارتفاعه في السّنة نحو ألفي دينار. خاطب الملك في ذلك الدّينَوَري الزّاهد [3] .
[الفتنة بين أهل الكرخ وأهل باب البصرة]
ثمّ عاد العيّارون وانتشروا واتّصلت الفتنة بأهل الكَرْخ مع أهل باب البصرة، ووقع القتال بينهما، وانتشرت العرب ببادرايا [4]
__________
[ () ] نابلس، وقرى قريبة منها، وسقطت قطعة من جامع بيت المقدس، وديارة وكنائس في عملها، وسقط أيضا أبنية في مدينة عكا، ومات فيها جماعة، وغاب ماء البحر من ميناها ساعة، ثم رجع إلى حاله» .
وفي (تاريخ الزمان لابن العبري ص 85) :
«وحدثت زلزلة في مصر وفلسطين، وانهزم الناس من بيوتهم، وظلّوا تحت الفضاء ثمانية أيام.
وهبط نصف بلد بالس، وابتلعت الأرض عدّة قرى في سورية مع أهاليها، وهدمت أساسات كنيسة أورشليم، ومئذنة العرب في عسقلان، ورأس مئذنة غزّة، ونصف عكا، وجزر البحر نحو ثلاثة فراسخ، ودخل الناس ليلتقطوا السمك والحلزون، فرجعت المياه وابتلعت بعضهم» .
وانظر خبر الزلازل في:
تاريخ حلب للعظيميّ 331، والكامل في التاريخ 9/ 438، والدرّة المضيّة 337، والبداية والنهاية 12/ 36، واتعاظ الحنفا للمقريزي 2/ 181، والنجوم الزاهرة 4/ 279، وكشف الصلصلة عن وصف الزلزلة للسيوطي 177، وشذرات الذهب 3/ 228.
[1] المنتظم 8/ 77، (15/ 240) ، الكامل في التاريخ 9/ 439، تاريخ الزمان 86، البداية والنهاية 12/ 36.
[2] المنتظم 8/ 77، (15/ 240) ، النجوم الزاهرة 4/ 281 وفيه: «وقع الطاعون بشيراز، فكانت الأبواب تسدّ على الموتى، ثم انتقل إلى واسط وبغداد والبصرة والأهواز وغيرها» .
[3] المنتظم 8/ 77، (15/ 240) .
[4] هكذا في الأصل، وهي: بادرايا: ياء بين الألفين، طسّوج بالنهروان، وهي بليدة بقرب باكسايا بين البندنيجين ونواحي واسط. (معجم البلدان 1/ 316) .(29/30)
وقطربُّل [1] ، ونهبوا النّواحي، وقطعوا السُّبُل. ووصلوا إلى أطراف بغداد، وسلبوا الحريم في المقابر [2] .
[شغب الْجُنْد] وعاد الْجُند إلى الشَّغب، وقَوِيَت أيديهم على خاصّ السّلطان، واستوفوا الجوالي وحاصل دار الضَّرْب [3] .
[غَرَقُ البرجميّ]
وفي رمضان غرِّق البرجميّ بفم الدُّجَيلْ، أخذه معتمد الدّولة فغرَّقَه [4] ، فبذل له مالًا كثيرًا على أن يتركه، فلم يقبل [5] .
[مقتل أخي البرجمي]
ودخل أخو البرجمي إلى بغداد، فأخذ أخًا له من سوق يحيى، وخرج فتُبع وقُتل [6] .
[قبول العيّارين بالخروج من بغداد]
وفي شوّال رُوسل المرتضى بإحضار العيّارين إلى داره، وأن يقول لهم:
__________
[ () ] والموجود في: المنتظم 8/ 78 (15/ 240) : «بادرويا» ، وهو غلط. وفي (معجم البلدان 1/ 317) : «بادوريا» : بالواو، والراء، وياء، وألف، طسوج من كورة الأستان بالجانب الغربي بن بغداد، وهو اليوم محسوب من كورة نهر عيسى بن علي، منها النّحّاسيّة والحارثية ونهر أرما، وفي طرفه بني بعض بغداد، منه: القريّة، النّجمى، والرّقّة، قالوا: كل ما كان من شرقيّ السّراة فهو بادوريا، وما كان من غربيّها فهو «قطربُّل» .
[1] قطربُّل: بالضمّ، ثم السكون، ثم فتح الراء، وباء موحّدة مشدّدة مضمومة، ولام، وقد روي بفتح أوله وطائه. وأما الباء فمشدّة: مضمومة في الروايتين. وهي كلمة أعجمية: اسم قرية بين بغداد وعكبرا ينسب إليها الخمر. وقيل: هو اسم لطسّوج من طساسيج بغداد أي كورة، فما كان من شرقيّ الصّراة فهو بادوريا، وما كان من غربيّها فهو قطربُّل. (معجم البلدان 4/ 371) .
[2] المنتظم 8/ 78، (15/ 240، 241) .
[3] المنتظم 8/ 78، (15/ 241) ، اتعاظ الحنفا 2/ 181.
[4] في الأصل والمنتظم: «فعرفه» ، والتصحيح من: الكامل في التاريخ 9/ 438 و «معتمد الدولة» هو: «قرواش» .
[5] المنتظم 8/ 79، (15/ 241) ، الكامل في التاريخ 9/ 438، 439، العبر 3/ 156، دول الإسلام 1/ 253، البداية والنهاية 12/ 36.
[6] المنتظم 8/ 79، (15/ 241) ، البداية والنهاية 12/ 36.(29/31)
مَن أراد منكم التوبة قُبِلت توبته، ومن أراد خدمة السلطان استُخْدِم مع صاحب المعونة [1] ، ومن أراد الانصراف عن البلد كان آمنًا على نفسه ثلاثة أيّام.
فعرض ذلك عليهم، فقالوا: نخرج. وتجدّد الفساد والاستيفاء [2] .
[انقضاض شهاب]
وفي ذي القعدة انقضّ شهابٌ كبير مُهَوِّل، ثم بعد جمعة انقض شهابٌ ملأ ضوؤه الأرض، وغلب على ضوء المشاغل، وروّع مَن رآه، وتطاول مكثه على ما جرت به عادة أمثاله، حتّى قيل انفرجت السّماء لَعِظَمِ ما شوهد منه [3] .
[الفَنَاء ببغداد]
وفي ذي الحجّة وقع الفناء ببغداد، فذُكِر أنّه مات فيها سبعون ألفا [4] .
__________
[1] في المنتظم 8/ 79 (15/ 241) : «صاحب البلد» .
[2] في المنتظم 8/ 79 (15/ 241، 242) : «وتجدّد الاستقفاء والفساد» .
[3] المنتظم 8/ 79 (15/ 242) ، الكامل في التاريخ 4399، تاريخ الزمان 85، 86.
[4] المنتظم 8/ 79 (15/ 242) ، الكامل في التاريخ 9/ 439، تاريخ الزمان 86 وفيه أخبار نكبات أخرى، «وهبّت بعد سنة رياح قويّة في بحر فارس أغرقت أكثر من خمسين سفينة وأهلكت أكثر من ألف وخمسمائة إنسان. وفاض البحر والأنهار وتفجّرت ميازيب السماء، واجتاحت المياه كثيرا من القرى. قيل: إن بعض الناس أفلتوا من الغرق بدفوف السفن وألواحها وما كادوا يصلون إلى البرّ حتى دهمهم الغمر وردّهم ثانية إلى البحر وأغرقهم» ، العبر 3/ 156، دول الإسلام 1/ 253، البداية والنهاية 12/ 36.(29/32)
سنة ستّ وعشرين وأربعمائة
[مقاتلة أبي الغنائم للعيّارين]
تجدّد في المحرّم وصول العرب إلى أطراف الجانب الغربيّ، فعاثوا ونهبوا [1] .
ثمّ ظهر قومٌ من العيّارين ففتكوا وقتلوا. فنهض أبو الغنائم بن عليّ المتولّي فقتل اثنين، فعاودوا الخروج وقتلوا رجلين، وقاتلوا أبا الغنائم.
وتتابعت العَمْلات، فنهض أبو الغنائم ومَسَك وقتل. ثم عاد الفساد والعيّارون يكمنون في دُور الأتراك، ويخرجون ليلًا [2] .
وكتب العيّارون رقاعًا يقولون فيها: إنْ صُرِف أبو الغنائم عنّا حفظْنا البلد، وإن لم يُصرف ما نترك الفساد [3] .
[نهْب ثمر الخليفة]
وكبسَ غلامٌ قراحًا للخليفة ونهبَ من ثمره، فامتعض الخليفة وكتب إلى الملك والوزير بالقبض عليه وتأديبه، فتوانوا لضَعْف الهيبة.
فزاد حنق الخليفة، فأمر القُضاة بالامتناع من الحكم، والفُقَهاء من الفتوى، والخُطَباء من القعود. وعمل على غلْق الجوامع، فحمل الغلام ورسم عليه ثمّ أطلق [4] .
__________
[1] البداية والنهاية 12/ 37.
[2] الكامل 9/ 440، المختصر في أخبار البشر 2/ 159، مآثر الإنافة 1/ 336، النجوم الزاهرة 4/ 281.
[3] المنتظم 8/ 82 (15/ 245) .
[4] المنتظم 8/ 82 (15/ 245، 246) ، الكامل 9/ 440.(29/33)
[خُذلان الترك والسلطان]
وزادت الِفَتن، وكثُر القتل، ومُنع أهل سوق يحيى من حمل الماء من دجلة إلى أهل باب الطّاق والرّصافة. وخُذل الأتراك والسّلطان في هذه الأمور حتّى لو حاولوا دفعَ فسادٍ لزاد، وتملّك العيّارون البلد [1] .
[فتح بلاد بالهند وجُرجَان وطبرستان]
وفيها وصل كتاب السلطان مسعود بن محمود بفتحٍ فتحه بالهند، ذكر فيه أنّه قتل من القوم خمسين ألفًا، وسبى سبعين ألفًا، وغنِم منهم ما يقارب ثلاثين ألف ألف درهم. فرجع وقد ملك الغُزّ بلاده، فأوقع بهم، وفتح جُرجان وطَبَرِستان [2] .
[الجهر بالمعاصي]
واشتدّ البلاء بالعيّارين، وتجهرموا [3] بالإفطار في رمضان [4] ، وشُرْب الخمور، والزّنا. وعاد القتال بين أهلِ المحَالّ. وكثُرت العَمْلات، واتّسع الخَرْق على الرّاقع، وقال الملك: أنا أركب بنفسي في هذا الأمر: فما التفتوا له، وتحيّر النّاس، وعظُم الخَطْب [5] .
وهاجت العرب، وقطعوا الطُّرُق [6] .
[وصول الروم إلى أعمال حلب وهزيمتهم] وعلمت الرّومُ بوهْن المسلمين، فوصلوا إلى أعمال حلب فاستباحوها،
__________
[1] المنتظم 8/ 82 (15/ 246) ، العبر 3/ 159، دول الإسلام 1/ 254، تاريخ ابن الوردي 1/ 341، مرآة الجنان 3/ 45، مآثر الإنافة 1/ 336.
[2] تاريخ حلب للعظيميّ 332، المنتظم 8/ 83 (15/ 246) ، الكامل في التاريخ 9/ 442، العبر 3/ 159، دول الإسلام 1/ 254، مرآة الجنان 3/ 45، البداية والنهاية 12/ 37، النجوم الزاهرة 4/ 281.
[3] هكذا في الأصل. وفي: المنتظم: «وكاشفوا» .
[4] النجوم الزاهرة 4/ 281.
[5] المنتظم 8/ 83 (15/ 246) ، البداية والنهاية 12/ 37، شذرات الذهب 3/ 229، 230.
[6] المختصر في أخبار البشر 2/ 159، تاريخ ابن الوردي 1/ 341.(29/34)
فالتقاهم شبل الدّولة ابن مِرْداس فهزمهم [1]
[انتهاب الكوفة]
ونَهَبت عربُ خَفَاجة الكوفة [2] ، فلا قوّة إلّا باللَّه.
__________
[1] الكامل في التاريخ 9/ 444، المختصر في أخبار البشر 2/ 159، تاريخ ابن الوردي 1/ 341.
[2] في (المنتظم 8/ 83 15/ 246) : «ووثب أبو الحسن بن أبي البركات بن ثمال الخفاجي على عمّه فقتله، وأقام بإمارة بني خفاجة» والخبر في: الكامل 9/ 44، والمختصر في أخبار البشر 2/ 159، وتاريخ ابن الوردي 1/ 342.(29/35)
سنة سبع وعشرين وأربعمائة
[ثورة الهاشميّين على ابن النّسويّ]
في المحرّم كبَس العيّارون دارًا فأخذوا ما فيها [1] .
وردّ أبو محمد بن النَّسويّ لكشف العمْلَة، فأخذ هَاشميًّا فقتله، فثار أهل النّاحية ورفعوا المصاحف على القَصَب، ومَضَوا إلى دار الخلافة، وجرى خَطْبٌ طويل [2] .
[إحراق دار ابن النّسويّ]
وفي ربيع الآخر دخل العيّارون بغداد في مائة نفس من الأكراد والأعراب، فأحرقوا دار ابن النّسويّ [3] ، وفتحوا خانًا وأخذوا ما فيه، وخرجوا بالكارات على رءوسهم، والنّاسُ ينظرون [4] .
[شغب الْجُنْد على جلال الدولة]
وشغب الْجُند على جلال الدولة وقالوا: هذا البلد لا يحملنا وإيّاك، فاخرج فإنّه أَوْلَى بك.
قال: كيف يمكنني الخروج على هذه الصوّرة؟ أمهِلوني ثلاثة أيام حتّى آخذ حُرِمي وولدي وأمضي.
فقالوا: لا تفعل.
ورَمَوْه بآجِرَّةٍ، فتلقّاها بيده، وأُخرى في كتفه، فاستجاش بالحاشية
__________
[1] البداية والنهاية 12/ 39.
[2] المنتظم 8/ 88 (15/ 253) .
[3] في الأصل: «السنوي» وهو غلط.
[4] المنتظم 8/ 88 (15/ 253) ، العبر 3/ 161، مرآة الجنان 3/ 45.(29/36)
والعامّة. وكان عنده المرتضى، والزَّيْنبيّ، والماوَرْديّ، فاستشارهم في العبور إلى الكرْخ كما فعل تلك المرَّة، فقالوا: ليس الأمر كما كان، وأحداث الموضع قد ذهبوا. وحوّل الغلمان خيامهم إلى حول الدّار وأحاطوا بها.
وبات النّاس على أصعب خطّة، فخرج الملك في نصف اللّيل إلى زُقاق غامض، فنزل إلى دجلة، وركب سُمَيْريّة فيها بعض حاشيته، ومضى إلى دار المرتضى، وبعث حُرَمه إلى دار الخلافة. ونَهب الأجناد دار الملك حتّى الأبواب وساجَها. وراسلوا الخليفة أن تُقطع خطبة. جلال الدّولة، فقيل لهم: سننظر.
وخرج الملك إلى أَوَانا [1] ، ثمّ إلى كرْخ سامرّاء. ثمّ خرجوا إليه واعتذروا، ومشي الحال [2] .
[الظُّلمة ببغداد]
وفي جُمَادى الآخرة وردت ظُلْمة طبّقت البلد، حتّى كان الرجل لا يرى صاحبه، وأخذت بالأنفاس حتّى لو تأخَّّر انكشافها لهلكوا [3] .
[انقضاض كوكب]
وفي رجب ضَحْوَة نهارٍ انقضّ كوكبٌ غلب ضوؤه ضوء الشّمس، وشوهد في آخره شيء مثل التِّنين بلون الدُّخان. وبقي نحو ساعةٍ [4] . فسبحان الله العظيم ما أكثر البلاء بالمشرق.
__________
[1] أوانا: بالفتح، والنون. بليدة كثيرة البساتين والشجر، نزهة. من نواحي دجيل بغداد، بينها وبين بغداد عشرة فراسخ من جهة تكريت، وكثيرا ما يذكرها الشعراء الخلعاء في أشعارهم.
(معجم البلدان 1/ 274) .
[2] المنتظم 8/ 9 (15/ 254) ، الكامل في التاريخ 9/ 446، العبر 3/ 161، مرآة الجنان 3/ 45، تاريخ ابن خلدون 3/ 448.
[3] المنتظم 8/ 9 (15/ 254) ، الكامل في التاريخ 9/ 451، تاريخ الخميس 2/ 399.
[4] المنتظم 8/ 90 (15/ 255) ، الكامل في التاريخ 9/ 451، تاريخ الخميس 2/ 399.(29/37)
سنة ثمان وعشرين وأربعمائة
[تقلّد الزّينبيّ نقابة العبّاسيّين]
فيها قلّة أبو تمام محمد بن محمد بن عليّ الزَّيْنبيّ نقابة العبّاسيّين، وعُزِل أبوه [1] .
[شغب الْجُنْد على جلال الدّولة مجدّدًا]
ثمّ عاد شَغَبُ الْجُنْد على جلال الدّولة المعثّر [2] ، وآل الأمرُ إلى أن قطعوا خطْبته وخطبوا للملك أبي كاليجار، ثمَّ عادوا وخطبوا لهما. ثمّ صلُحَت حال جلال الدّولة، وحلف الخليفة القائم له [3] .
[القبض على ابن ماكولا]
وقبض على الوزير ابن ماكولا [4] .
__________
[1] المنتظم 8/ 91 (15/ 256) ، البداية والنهاية 12/ 40، النجوم الزاهرة 5/ 24، وانظر عنه في الأنساب 6/ 346.
ويقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : إن قوله: «وعزل أبوه» يفهم منه أن أباه كان لا يزال حيّا إلى هذه السنة، وهذا لا يتفق مع ما ذكره في تراجم وفيات هذه الطبقة حيث أدرج أباه «محمد بن علي الزينبيّ» في المتوفين سنة 426 هـ. انظر ما يلي من التراجم، رقم (209) .
والعبارة الصحيحة هي التي وردت عند ابن الجوزي في «المنتظم» حيث قال: «إن الخليفة خلع على أبي تمام محمد بن محمد بن علي الزينبي وقلّده ما كان إلى أبيه أبي الحسن من نقابة العباسيين والصلاة» . (8/ 91) .
[2] وفي (دول الإسلام 1/ 254) : «المعتز وهو وهم» .
[3] المنتظم 8/ 91 (15/ 256) ، الكامل في التاريخ 9/ 453، العبر 3/ 163، 164، دول الإسلام 1/ 254، البداية والنهاية 12/ 40.
[4] المنتظم 8/ 91 (15/ 256) .(29/38)
[وزارة أبي المعالي]
ووزر أبو المعالي بن عبد الرّحيم [1] .
[مطر فيه سمك بفم الصِّلْح]
وفيها ورد كتاب من فم الصِّلح فيه: إنَّ قومًا من أهلِ الجبل ورَدوا فحكوا أنهم مُطِروا مطرًا كثيرًا في أثنائه سمك، وزنوا بعضه فكانت رِطْلًا وَرِطْلَين [2] ، يعني بالعراقيّ.
[ثورة العيارين بالشرطة]
وفيها ثار العيّارون وكبسوا الحبس، وقتلوا جماعة من رجّالة الشّرطة، وانبسطوا انبساطا زائدا [3] .
__________
[1] المنتظم 8/ 91 (15/ 256) ، البداية والنهاية 12/ 40.
[2] المنتظم 8/ 91 (15/ 256) ، البداية والنهاية 12/ 40.
[3] المنتظم 8/ 91 (15/ 256، 257) ، العبر 3/ 164، البداية والنهاية 12/ 40.(29/39)
سنة تسع وعشرين وأربعمائة
[هلاك جماعة تحت الرّدم]
في ليلة الميلادة أوقدوا النّيران والفتائل في الأسطحة، فأوقدت فتيلةٌ في سطْحٍ كبير بعُكَبْرا، فوقع بهم، فهلك تحت الرَّدْم ثلاثةٌ وأربعون نفسًا [1] .
[إلزام أهل الذّمة باللّباس]
وفي رجب اجتمع القضاة والدولة، واستدعي جاثليق النَّصارى ورأس جالوت اليهود، وخرج توقيع الخليفة في أمر الغيار والزم أهل الذّمّة به، فامتثلوا [2] .
[تلقيب جلال الدّولة بشاهنشاه]
وفي رمضان استقرّ أن يزاد في ألقاب جلال الدولة: «شاهنشاه الأعظم ملك الملوك» . وخطب له بذلك بأمر الخليفة، فنفَر العامّة ورموا الخُطَباء بالآجُرّ، ووقعت فتنة، وكتب إلى الفُقَهاء في ذلك.
[كتابات العلماء بلقب الشاهنشاه]
فكتب الصّيمُريّ: أنّ هذه الأسماء يُعتبر فيها القصْد والنّيّة [3] .
وكتب الطّبريّ أبو الطَّيّب: إنّ إطلاق «ملك الملوك» جائز، يكون معناه:
«ملك ملوك الأرض» . وإذا جاز أن يقال: قاضي القُضاة، وكافي الكُفاة، جاز أن يُقال ملك الملوك [4] .
__________
[1] المنتظم 8/ 96 (15/ 263) .
[2] المنتظم 8/ 96، 97 (15/ 264) ، البداية والنهاية 12/ 43.
[3] انظر بقيّة قوله في: المنتظم 8/ 97 (15/ 264، 265) ، والبداية والنهاية 12/ 43.
[4] انظر بقيّة قوله في: المنتظم 8/ 97 (15/ 265) ، والبداية والنهاية 12/ 43.(29/40)
وكتب التَّميميّ نحو ذلك.
وذكر محمد بن عبد الملك الهمْدانيّ [1] أن الماورديّ منع من جواز ذلك، وكان مختصًّا بجلال الدّولة، فلمّا امتنع عن الكتابة انقطع، فطلبه جلال الدولة، فمض على وجلٍ شديد، فلمّا دخل قال الملك: أنا أتحقق أنّك لو حابيت أحدًا لَحَابَيْتني لِما بيني وبينك، وما حملكَ إلّا الدِّين فزاد بذلك محلك في قلبي [2] .
قال ابن الجوزيّ [3] : والّذي ذكره الأكثرون هو القياس، وإذا قصَد به ملوك الدُّنيا. إلّا أنّي لا أرى إلّا ما رآه الماورديّ، لأنّه قد صحّ في الحديث ما يدلُّ على المنع، ولكنّهم عن النَّقْل بمعْزلٍ.
ثُمَّ سَاقَ الْحَدِيثَ مِنَ «الْمُسْنَدِ» [4] عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَخْنَعُ اسْمٍ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ تَسَمَّى مَلِكَ الْأَمْلَاكِ» .
قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ [5] : سَأَلْتُ أبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ عَنْ أَخْنَعَ فَقَالَ: أَوْضَعُ.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ [6] .
ثُمَّ سَاقَ مِنَ «الْمُسْنَدِ» مِنْ حَدِيثِ عَوْفٍ، عَنْ خِلَاسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ، قَالَ: اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ، وَاشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى رَجُلٍ تَسَمَّى بِمَلِكِ الْمُلُوكِ. لَا مَلِكَ إِلَّا اللَّهُ تَعَالَى [7] . قلتُ: وهي بالعجمي شاهان شاه.
__________
[1] هو صاحب كتاب: «عنوان السير في محاسن أهل البدو والحضر» . انظر: بغية الطلب- تراجم السلاجقة 91) .
[2] انظر بقيّة قوله في: المنتظم 8/ 97، 98 (15/ 265) ، والكامل في التاريخ 9/ 459، 460، والبداية والنهاية 12/ 43، 44.
[3] في: المنتظم 8/ 98 (15/ 265) .
[4] مسند أحمد 2/ 244.
[5] في مسندة 2/ 244.
[6] في الأدب 67/ 119 باب: أبغض الأسماء إلى الله، من طريق سفيان، عن أبي الزناد، به، ورواه بلفظ: «أخنى الأسماء يوم القيامة عند الله رجل تسمّى ملك الأملاك» من طريق شعيب، عن أبي الزناد، به.
وأخرجه أبو داود في الأدب (4961) باب: في تغيير الاسم القبيح.
وأخرجه الترمذي في الأدب (2993) باب: ما جاء ما يكره من الأسماء. وقال: هذا حديث حسن صحيح. وأخنع يعني: أقبح.
وانظر: البداية والنهاية 12/ 44.
[7] البداية والنهاية 12/ 44.(29/41)
سنة ثلاثين وأربعمائة
[تملُّك السَّلاجقة البلاد]
فيها، في جُمَادى الآخرة، تملَّك بنو [1] سُلْجُوق خُرَاسان والجبل، وهرب مسعود بن محمود بن سُبُكْتِكِين، وأخذوا المُلْك منه، وتملّك طغرلبك أبو طالب محمد، وأخوه داود.
واستولى أولاد ميكائيل بن سُلْجُوق على البلاد [2] .
[مخاطبة ابن جلال الدولة بالملك العزيز]
وفي هذه السّنة خوطب أبو منصور بن السلطان جلال الدّولة أبي طاهر بالملك العزيز [3] .
قلتُ: وهذا أوّل مَن لُقِّب بألقاب ملوك زماننا، كالملك العادل والملك المظفّر.
[انقراض ملك بني بُوَيْه]
قَالَ: وَكَانَ مقيما بواسط، وبه انقرض ملك بني بويه [4] .
__________
[1] في الأصل: «بنوا» وهو غلط.
[2] تاريخ حلب للعظيميّ 333، المنتظم 8/ 99 (15/ 267) ، وانظر عن السلاجقة وحربهم مع الملك مسعود في: تاريخ البيهقي 646 وما بعدها، والكامل في التاريخ 9/ 457 وما بعدها (حوادث سنة 429 هـ) ، ومختصر تاريخ الدول 183، وتاريخ الزمان لابن العبري 90، والفخري 293، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 204، وخلاصة الذهب المسبوك 265، والعبر 3/ 169، ودول الإسلام 1/ 255، والدرّة المضيّة 337 وهو يؤرخ ذلك في سنة 431 هـ.، وانظر: ص 345 حوادث سنة 429 هـ. وص 346 (حوادث سنة 430 هـ.) ، والبداية والنهاية 12/ 44، 45، والنجوم الزاهرة 5/ 29، 30، وشذرات الذهب 3/ 244.
[3] المنتظم 8/ 99 (15/ 268) ، العبر 3/ 170، دول الإسلام 1/ 255، البداية والنهاية 12/ 45، النجوم الزاهرة 5/ 29، شذرات الذهب 3/ 244.
[4] المنتظم 8/ 99، 100 (15/ 268) ، البداية والنهاية 12/ 45.(29/42)
[امتناع الحجّ هذا الموسم]
ولم يحجّ في هذه السّنة من العراق، ومصر، والشام كثيرُ أحد [1] .
[الثلج ببغداد]
وفيها وقع ثلج عظيم ببغداد وبقي سبعة أيّام في الدُّروب [2] .
وقد جاء الثّلج ببغداد مرةً في خلافة الرّشيد، ومرةً في خلافة المعتمد، ومرّات أُخَر قليلة.
__________
[1] المنتظم 8/ 100 (15/ 268) ، البداية والنهاية 12/ 45.
[2] المنتظم 8/ 99 (15/ 267) ، الكامل في التاريخ 9/ 466 وفيه: «وجمد الماء ستة أيام متوالية» . ومثله في: تاريخ الزمان 90، البداية والنهاية 12/ 45.(29/43)
بسم الله الرحمن الرحيم
[تراجم رجال هذه الطبقة]
سنة إحدى وعشرين وأربعمائة ومَن تُوُفّي فيها
- حرف الألف-
1- أحمد بن الحسن بن أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن حفص بن مسلم ابن يزيد [1] .
القاضي أبو بكر بن أبي عليّ ابن الشيخ المحدِّث أبي عَمْرو الحِيريّ [2] .
وأبو عَمْرو هو سِبْط أحمد بن عَمْرو الحَرَشِيّ [3] شيخ نيسابور في العدالة والثروة [4] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن الحسن بن أحمد الحميري) في:
الأسماء والصفات للبيهقي 1/ 302، والبعث والنشور، له 191، 279، 285، والزهد الكبير، له، رقم 358 و 641 و 699، والأنساب المتّفقة 58، والأنساب لابن السمعاني 4/ 108- 110 (الحرشيّ) و 4/ 289 (الحيريّ) ، وزيادات الحافظ محمد بن أبى بكر عمر الأصبهاني (ملحق) بكتاب (الأنساب المتفقة) 168 رقم 45، ومعجم البلدان 2/ 331، والمنتخب من السياق 80، 81، رقم 174، والتقييد لابن النقطة 133 رقم 149، وطبقات ابن الصلاح، ورقة 32، والعبر 3/ 141، 142، والمعين في طبقات المحدّثين 123 رقم 1376 وفيه: «أحمد بن محمد بن الحسن» ، والإعلام بوفيات الأعلام 176، ودول الإسلام 1/ 251، وسير أعلام النبلاء 17/ 356- 358 رقم 221، والوافي بالوفيات 6/ 306، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 6، 7، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 422، 423، وشذرات الذهب 3/ 217.
[2] الحيريّ: بكسر الحاء المهملة وسكون الياء والمنقوطة باثنتين وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى الحيرة وهي بالعراق عند الكوفة. (الأنساب 4/ 287) .
[3] الحرشيّ: بفتح الحاء المهملة والراء وفي آخرها الشين المعجمة. هذه النسبة إلى بني الحريش بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن قيس، وأكثرهم نزلوا البصرة، ومنها تفرّقت إلى البلاد. وفي الأزد الحريش بن جزيمة بن زهران بن الحجر بن عمران. (الأنساب 4/ 108) .
[4] قال ابن السمعاني: «وكان من أعيان الفقهاء والمزكّين» . (الأنساب 4/ 111) .(29/44)
روى أبو عَمْرو عن: محمد بن رافع، وإسحاق الكَوْسَج، وهذه الطبقة.
وروى ابنه الحسن عنه، وعن: أبي نُعَيْم بن عَدِيّ. وعاش إلى سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة [1] .
وأمّا القاضي أبو بكر هذا فكان شيخ خُراسان عِلمًا ورئاسةً وعُلُوِّ إسنادٍ.
سمع: أبا عليّ محمد بن أحمد المَيْدانيّ، وحاجب بن أحمد، ومحمد ابن يعقوب الأصمّ، وجماعة بنيسابور.
وبمكّة: أبا بكر الفاكهيّ، وبكر بن أحمد الحدّاد.
وببغداد: أبا سهل بن زياد.
وبالكوفة: أبا بكر بن أبي دارم.
وبجُرجان: أبا أحمد بن عَدِيّ.
وقرأ بالرّوايات على أحمد بن العبّاس الإمام صاحب الأشْنَانيّ.
ودرس الفِقْه على أبي الوليد حسّان بن محمد.
ودرس الكلام والأصول على أصحاب أبي الحسن الأشعري.
وانتقى له الحاكم أبو عبد الله فوائد [2] .
وأملى من سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة [3] ، وقُلِّدَ قضاءَ نَيْسابور [4] .
وكان إمامًا عارفًا بمذهبِ الشافعيِّ.
وكان مولده في سنة خمسٍ وعشرين وثلاثمائة [5] . كذا ورَّخه الحافظ أبو بكر محمد بن منصور السَّمْعَانيّ [5] ، وقال: هو ثقة في الحديث [6] .
قلتُ: روى عنه: أبو عبد الله الحاكم، وهو أكبر منه، وأبوا بكر البيهقيّ، [7]
__________
[1] الأنساب 4/ 110.
[2] وذلك في سنة 372 هـ. (المنتخب 81) و (الأنساب 4/ 109) ومات الحاكم قبله بست عشرة سنة.
[3] المنتخب 81.
[4] المنتخب 81، التقييد 133، الأنساب 4/ 109 وحمدت سيرته فيه، وكانت إليه التزكية قبل ذلك بسنين ولم يل القضاء أحد من أصحاب الشافعيّ رحمه الله بعده بنيسابور.
[5] في المنتخب من السياق 81: «وكانت ولادته سنة أربع وعشرين وثلاثمائة» .
[6] ترك ابن السمعاني مكان وفاته بياضا في (الأنساب 4/ 110) .
[7] التقييد 133.(29/45)
والخطيب، وأبو صالح المؤذّن، وأبو عليّ الحسن بن محمد الصّفّار، ومحمد بن إسماعيل المقرئ، ومحمد بن مأمون المُتَوليّ، ومحمد بن عبد الملك المُظفَّريّ، وأحمد بن عبد الرحمن الكتَّانيّ، وقاضي القُضاة أبو بكر محمد بن عبد الله النّاصحيّ مفتي الحنفيّة، ومحمد بن إسماعيل بن حَسْنَويه، ولعله المقرئ، ومحمد بن عليّ العُمَريّ الهَرَويّ، والقاسم بن الفضل الثّقفيّ، ومكّيّ ابن منصور الكُرْجيّ، وأسعد بن مسعود العُتْبيّ، ومحمد بن أحمد الكامخيّ، ونصر الله بن أحمد الخُشْناميّ، وخلق كثير آخرهم موتًا عبد الغفّار بن محمد الشّيرويّ [1] .
تُوُفّي في رمضان من السّنة [2] .
قال عبد الغافر [3] : أصابه وقْرٌ في أُذُنه في آخر عُمره. وكان يُقرأ عليه مع ذلك [4] إلى أن اشتدّ ذلك قريبًا من سنتين أو ثلاث، فما كان يُحسن أن يسمع [5] .
وكان من أصحّ أقرانه سماعًا، وأوفرهم إتقانًا، وأتمّهم ديانة واعتقادًا، صنّف في الأصول والحديث [6] .
2- أحمد بن عبد الله بن أحمد [7] .
__________
[1] قال ابن السمعاني: وآخر من روى عنه بقيّة المشايخ أبو بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين الشيروي، وأحضرت مجلسه، وسمعت منه عنه. (الأنساب 4/ 289) .
[2] وقبره بالحيرة على يسار الطريق إذا خرجت إلى مرو، مشهور يزار. (الأنساب) .
[3] في المنتخب من السياق 81.
[4] زاد بعدها: «ويحتاط في السماع»
[5] وزاد بعدها: «وكل من سمع قبل ذلك فهو صحيح السماع منه لشدّة احتياطه» .
[6] المنتخب من السياق 80، وفيه أيضا:
ذكره الحاكم أبو عبد الله بذكر أسلافه ولم يأل جهدا في تعريف بيته ونسبه وحاله وسيره، إلّا أنه عاش بعد الحاكم إلى نيّف وعشرين وأربعمائة. وظهرت بامتداد عمره بركة إسناد الأصمّ حتى أفاد الخلق الكثير والجمّ الغفير بالسماع منه، وصارت حياته تاريخا في إسناده ... وببيته بيت العلم والتزكية. تفقّه على الأستاذ أبي الوليد القرشي وعقد له مجلس النظر في حياة الأستاذ، وقرأ الأصول على جماعة من أصحاب الأشعري، وصنّف في الأصول والحديث. وكان نظيف النفس، ونقيّ الطهارة، مبالغا في الاحتياط، مائلا من شدّة الاحتياط إلى الوسوسة. قلّد التزكية بنيسابور مدّة، ثم قلّد القضاء بعده. وخرّج له الحاكم أبو عبد الله الفوائد سنة اثنين وسبعين وثلاثمائة. ثم خرّج له أبو عمرو البحيري، وعقد مجلس الإملاء سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة، فحدّث نحوا من خمسين سنة، وأملى أربعين سنة.
[7] انظر عن (أحمد بن عبد الله الدمشقيّ) في: البداية والنهاية 12/ 29، والنجوم الزاهرة 3/ 272.(29/46)
أبو الحسن الدّمشقيّ الواعظ.
أصله من الجزيرة، ويعرف بابن الرّان [1] .
كان رجلًا صالحًا عارفًا، له مصنَّفات في الوعظ.
وكان يَعِظ في الجامع.
قال عبد العزيز الكتّانيّ: لم أر أحسن وعْظًا منه رحمه الله تعالى [2] .
3- أحمد بن عليّ بن عثمان بن الْجُنَيْد [3] .
أبو الحسين البغداديّ، المعروف بابن السَّوادي.
مؤلّف الخُطَب.
سمع: أبا بكر القطيعي، وابن ماسي.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة.
4- أحمد بن عيسى بن زيد [4] .
أبو عقيل السُّلَميّ البغداديّ القزّاز.
سمع: أبا بكر النّجّاد، والشّافعيّ.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة [5] . مات في شوّال [6] .
5- أحمد بن محمد بن الحسين بن سليمان [7] .
أبو الحسن السَّليطيّ [8] النَّيْسَابوريّ العدل النَّحويّ.
__________
[1] في (البداية والنهاية) : «ابن الكرات» ، وفي (النجوم الزاهرة) : «ابن الدّان» .
[2] لم يذكره ابن عساكر في (تاريخ دمشق) .
[3] انظر عن (أحمد بن علي) في: تاريخ بغداد 4/ 322، 323 رقم 2130.
[4] انظر عن (أحمد بن عيسى) في:
تاريخ بغداد 4/ 284 رقم 2037.
[5] قوله: «وكان ثقة» ليس في المطبوع من: تاريخ بغداد.
[6] وذكر أبو عقيل أنه ولد في صفر من سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة.
[7] انظر عن (أحمد بن محمد بن الحسين السليطي) في:
إنباه الرواة للقفطي 1/ 129، 130 رقم 71، والمنتخب من السياق لعبد الغافر الفارسيّ 81، 82، رقم 175، وتلخيص ابن مكتوم 21، وسير أعلام النبلاء 17/ 389 رقم 251.
[8] السّليطيّ: بفتح السين المهملة، وكسر اللام، وبعدها الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين، وفي آخرها الطاء المهملة. هذه النسبة إلى سليط، وهو اسم الجدّ المنتسب إليه. (الأنساب 7/ 119) .(29/47)
روى عن: أبي العباس الأصمّ، وغيره.
روى عنه: شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاريّ، ومحمد بن يحيى المزكّيّ، وأبو صالح المؤذّن.
وثّقه عبد الغافر [1] .
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى [2] .
6- أحمد بْن محمد بْن الحسن [3] .
أبو عليّ الأصبهاني المرزوقيّ النَّحْويّ.
من كبار أئمة العربية.
أخذ النّاس عنه، وخبّئوا إليه آباط المطِيّ [4] .
له: «شرح الحماسة» وهو في غاية الحسْن. وكتاب «شرح الفصيح» .
وتُوُفّي في ذي الحجّة.
تخرَّج به خلقٌ، وطال عمره.
حدّث عن: عبد الله بن جعفر بن فارس.
وعنه: سعيد بن محمد البقّال، وأبو الفتح محمد بن عبد الواحد الزّجّاج.
قال السِّلَفيّ: ما روي لنا عن المرزوقيّ سوى الزّجّاج.
7- أحمد بن محمد بن محمد [5] .
أبو العباس الطّبريّ، ثمّ البصريّ.
ورد جرجان.
__________
[1] فقال: «العدل الأديب، شيخ مشهود ثقة، من البيت المعروف» .
[2] وقال القفطي: «العدل الأديب، إمام في العربية، فاضل فيها، متقن لها، معروف بها، انتفع به أهل ذلك العصر، وهو من أهل البيت المعروف. روى الحديث عن الأصمّ وطبقته، وتصدّر لإفادة علم العربية وتوفّي بناحية أستوا، وحمل إلى نيسابور» . (إنباه الرواة 1/ 129، 130) .
[3] انظر عن (أحمد بن محمد المرزوقي) في:
معجم الأدباء 5/ 34، 35، وإنباه الرواة 1/ 106 رقم 55، وتلخيص ابن مكتوم 18، وسير أعلام النبلاء 17/ 475، 476 رقم 313، والوافي بالوفيات 8/ 5، وطبقات النحاة لابن قاضي شهبة 1/ 239، وبغية الوعاة 1/ 365، وسلّم الوصول 123، وكشف الظنون 2/ 1273، وروضات الجنات 67، 68، وإيضاح المكنون 1/ 191، وهدية العارفين 1/ 73، 74، وأعيان الشيعة 9/ 351- 353.
[4] في (إنباه الرواة) : «وحثّوا إليه آباط الرحال، وكان الحجّة في وقته» .
[5] لم أقف على مصدر لترجمته.(29/48)
وسمع: أبا أحمد بن عَدِيّ، وجماعة.
روى عنه: أبو مسعود البَجليّ.
تُوُفْي بآمل في شوّال.
8- أحمد بن محمد بن العاص بن أحمد بن سليمان بن عيسى بن درّاج [1] .
أبو عمر القَسْطَلِّيّ [2] الأديب، الشاعر البليغ.
قال أبو محمد بن حزْم: كان عالمًا بنقْد الشِّعْر. لو قلت إنّه لم يكن بالأندلس أشْعَرَ من ابن درّاج لم أُبْعَد.
وقال ابن حزْم أيضًا: ولو لم يكن لنا من فُحُول الشّعراء إلّا أحمد بن درّاج لما تأخّر عن شأوِ حبيب والمتنبّيّ [3] .
قلتُ: وهو من مدينة قَسْطَلَّة درّاج. وقيل: هو اسم ناحية. وكان من كتّاب
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن العاص) في:
يتيمة الدهر للثعالبي 2/ 90- 102، وجذوة المقتبس للحميدي 110- 114 رقم 186، والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة لابن بسّام، القسم الأول، المجلّد الأول 59- 96، والصلة لابن بشكوال 1/ 40، رقم 77، وبغية الملتمس للضبي 158- 161، رقم 342، ومعجم البلدان 4/ 347، والمطرب، ورقة 120، والمغرب في حلى المغرب 2/ 60، 61، ووفيات الأعيان 1/ 135- 139 رقم 56، والعبر 3/ 142، وسير أعلام النبلاء 17/ 315 رقم 229، والإعلام بوفيات الأعلام 177، والوافي بالوفيات 8/ 49- 52، ومرآة الجنان 3/ 38- 40، ومسالك الأبصار لابن فضل الله العمري 11/ 201، والروض المعطار للحميري 479، 480، والنجوم الزاهرة 4/ 272، 273، وصفة جزيرة الأندلس 160، ونفح الطيب 3/ 178، 195، 196، 231، 341، 342، 441، والرايات 73، وتاريخ الأدب العربيّ 5/ 121، وملحقه 1/ 478، وتاريخ الأدب الأندلسي للدكتور إحسان عباس 191- 213، والأعلام 1/ 204، ومعجم المؤلفين 2/ 101 و 114، وتاريخ التراث العربيّ، المجلّد الثاني، الجزء الخامس 77، 78.
وانظر مقدّمة ديوانه بتحقيق الدكتور محمود علي مكي 19- 80، طبعة دمشق 1961.
[2] القسطليّ: بفتح القاف وسكون السين المهملة وفتح الطاء المهملة وتشديد اللام. هذه النسبة إلى قسطلة، وهي مدينة بالأندلس يقال لها قسطلة دراج، قال ابن خلّكان: ولا أعلم أهي منسوبة إلى (جدّه دراج المذكور أم غيره. (وفيات الأعيان 1/ 139) ، وانظر: جذوة المقتبس 110، ومعجم البلدان 4/ 347.
(أقول) : هو منسوب إلى غير مدينة القسطل بفلسطين المذكورة في (الأنساب) .
[3] جذوة المقتبس 113، 114، بغية الملتمس 161، نفح الطيب 3/ 178.(29/49)
الإنشاء في أيّام المنصور [1] بن أبي عامر.
وقال الثَّعالبيّ [2] : كان بِصُقْع الأندلس كالمتنبّي بِصُقْع الشام.
ومن شعره:
أضاء لها فجر النُّهى فنهاها ... عن الدَّنِفِ [3] المُضْنَى بحرِّ هواها
وضلّلها صُبح جلا ليلِهُ الدُّجا [4] ... وقد كان يهديها إليَّ دُجاهَا [5]
وفي أوّل شأنه عمل هذه القصيدة، ومدح بها المنصور. فتكلّموا فيه واتهموه بسرِّقة الشِّعر، فقال في المجلس لوقته:
حسْبي رِضاكَ من الدَّهرِ الّذي عَتَبَا ... وعَطْفُ نُعْماكَ للحظِّ الذي انقلبا
ولستُ أوّلُ من أَعْيَتْ بدائَعهُ ... فاستدْعتِ القولَ ممّن ظنَّ أو حسبا
إنّ إمرأ القيسِ في بعضٍ لَمُتَّهَمٌ ... وفي يديهِ لواءُ الشِعرِ «إنْ ركِبا» [6]
والشِّعر قد أَسَرَ الأعشى وقيَّدَهُ ... دهرًا، وقد قِيلَ: «والأعشى إذا شَرِبا» [7]
وكيف أظمأ وبحري زاخر قطنا [8] ... إلى خيالٍ من الضّحْضَاحِ قد نَضَبَا
عبدٌ لِنُعماكَ فكّيه نجم هُدى ... سار بمدْحِكَ [9] يجْلُو الشَّكَّ والرِّيَبَا
إنْ شئتَ أملَى بديعَ الشِّعرِ أو كَتَبَا ... أو شئتَ خاطبَ بالمنثورِ أو خطبا
__________
[1] هو: محمد بن أبي عامر المعافري. (انظر عنه: المغرب 199 رقم 128) .
[2] في (يتيمة الدهر 2/ 90) .
[3] في (النجوم الزاهرة) : «المدنف» .
[4] هكذا في الأصل.
[5] البيتان قالهما القسطليّ معارضا قصيدة أبي العلاء صاعد بن الحسن اللغوي. قال الحميدي:
وهي طويلة مستحسنة، فساء الظنّ بجودة ما أتى به من الشعر وأتّهم فيه، وكان للشعراء في أيام المنصور [بن] أبي عامر ديوان يرزقون منه على مراتبهم، ولا يخلون بالخدمة بالشعر في مظانّها، فسعى به إلى المنصور، وأنه مستحلّ سارق لا يستحق أن يثّبت في ديوان العطاء، فاستحضره المنصور عشيّ يوم الخميس لثلاث خلون من شوال سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة واختبره، واقترح عليه، فبرّز وسبق، وزالت التهمة عنه، فوصله بمائة دينار، وأجرى عليه الرزق، وأثبته في جملة الشعراء. ثم لم يزل يشهر ويجوّد شعره فيما بعد. (جذوة المقتبس 111) وانظر: (بغية الملتمس 159، والنجوم الزاهرة 3/ 273) .
[6] انظر (العمدة لابن رشيق القيرواني 1/ 78) .
[7] انظر (العمدة) ، وفي (بغية الملتمس 159) : «إذا سربا» بالسين المهملة.
[8] في بغية الملتمس 159: «وظما» .
[9] في: جذوة المقتبس 112: «لمدحك» ، والمثبت يتفق مع (بغية الملتمس 160) .(29/50)
كروضةِ الحُزنِ أهدى الوشي منظرها ... والماءَ والزَّهرَ والأنواء والعشبا
أو سابق الخيل أعطى الحضر متّئدا ... والشّدّ والكرَّ والتقريبَ والخَبَبا [1] .
وله في ذي الرئاستين منذر بن يحيى صاحب سَرَقُسْطَة:
قُلْ للرَّبيعِ: اسحب مُلاء سَحائبي ... واجرُر ذُيولك في مَجَرّ ذَوَائبي
لا تكذِبنّ ومن ورائك أدْمُعي ... مَدَدًا إليكَ بفيضِ دمعٍ ساكبِ
وامزُج بطِيبِ تحيّتي [2] غدْق الحَيَا ... فاجعله سقي أحِبّتي وحبائبي
واجْنَح لقُرْطُبَةَ فعانِقْ تُربهَا ... عنّي بمثل جوانحي وتَرَائبي
وانْشُر على تلك الأباطِح والرُّبا [3] ... زهرًا يخبّر عنك أنكَ كاتبي [4]
وهي طويلة.
وله فيه:
يا عاكفين على المُدامِ تنبّهوا ... وسَلوا لساني عن مكارم مُنْذر
ملكٌ لو استوهبتُ حبَّةَ قلبهِ ... كَرَمًا لجَادَ بها ولم يتعذَّرِ [5]
وله ديوان مشهور.
وقد تُوُفّي في سادس عشر جُمَادَى الآخرة، وله أربع وسبعون سنة [6] .
9- إسماعيل بن عبد الرحمن بن عليّ [7] .
أبو محمد العامريّ [8] المصريّ.
__________
[1] جذوة المقتبس 111، 112، بغية الملتمس 159، 160.
[2] في: بغية الملتمس 161 «تخيني» ، وهذا غلط.
[3] هكذا في الأصل والجذوة. وفي: البغية «الربى» .
[4] جذوة المقتبس 112، 113، بغية الملتمس 161.
[5] جذوة المقتبس 113، بغية الملتمس 161.
[6] وقال الحميدي: «مات أبو عمر بن درّاج قريبا من العشرين وأربعمائة» . (جذوة المقتبس 114) . ونقله ابن بشكوال في: الصلة 40، والضّبي في: البغية 161، وعاد ابن بشكوال فقال: قال غيره: وتوفي سنة إحدى وعشرين وأربعمائة، ومولده في المحرّم سنة سبع وأربعين وثلاثمائة. وبها ورّخه ابن خلّكان، وغيره.
[7] انظر عن (إسماعيل بن عبد الرحمن) في:
جذوة المقتبس 163، 164، رقم 302، والصلة لابن بشكوال 1/ 105 رقم 246، وبغية الملتمس للضبيّ 230، 231، رقم 545.
[8] من ولد عامر بن لؤيّ، فخذ من الرّقيّات.(29/51)
روى عن: أبي إسحاق بن شعبان الفقيه المالكيّ، ومحمد بن العبّاس الحلبيّ [1] .
ودخل إلى الأندلس سنة ستّ وخمسين وثلاثمائة.
وكان من أهل الدّين والتّعاون والعناية بعلم الفِقْه.
ثقة، محدِّث.
حدَّث عَنْهُ: أبو عُمَر بْن عَبْد البَرّ [2] ، والخَوْلانيّ.
وُلِد بمصر سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، وتُوُفّي بإشبيلية يوم عيد الفِطْر فجأةً [3] .
وروى عنه يونس بن عبد الله بن مغيث أيضًا.
10- إسماعيل بن محمد بن خَزْرج بن محمد [4] .
أبو القاسم الإشبيليّ.
روى عن: أبيه، وعن: خاله إبراهيم بن سليمان. ورحل إلى المشرق.
وحجّ سنة إحدى عشر وأربعمائة. وكتب الكثير.
وكان من أهل الدّين والعلم والعمل والزُّهْد في الدّنيا، مشاركًا في عدّة علوم، يغلب عليه علم الحديث والرّجال [5] .
تُوُفيّ في المحرّم عن بضع وخمسين [6] سنة [7] .
11- إسماعيل بن يَنَال [8] .
__________
[1] في: بغية الملتمس 230 «الحلي» .
[2] وهو قال: «سكن إشبيلية سنين كثيرة قبل موت المنصور أبي عامر محمد بن أبي عامر، ثم إلى صدر من «الفتنة، وسمع من إبراهيم بن بكر الموصلي القادم إشبيلية، ومات بها بعد الأربعمائة» . (جذوة المقتبس 164) .
[3] الصلة 1/ 105.
[4] انظر عن (إسماعيل بن محمد بن خزرج) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 103 رقم 237.
[5] وقال ابن بشكوال: ووضع كتابا سمّاه «الإنتقاء» في أربعة أسفار ذكر فيه أسماء شيوخه وعددهم مائة وسبعون رجلا دوّنهم فيه، وأضاف إلى كل رجل منهم ما انتقاه من حديثه.
[6] كتب فوق «وخمسين» في الأصل: «أربعين» .
[7] وكان مولده لعشر بقين من صفر سنة سبع وسبعين وثلاثمائة، كما يقول ابن بشكول. وعلى هذا تكون وفاته عن بضع وأربعين سنة، وليس عن بضع وخمسين سنة.
[8] انظر عن (إسماعيل بن ينال) في:(29/52)
أبو إبراهيم المَرْوَزيّ المحبوبيّ.
سمع من المحبوبيّ مولاه [1] «جامع التِّرمذِيّ» .
وسمع من: أبي بكر الدّار برديّ [2] ، وغيرهما.
قال الحافظ أبو بكر السّمَعَانيّ: كان ثقة عالمًا. أدركتُ بحمد الله نفرًا من أصحابه.
ولد سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة.
قال: وتُوُفْي سنة إحدى وعشرين. زاد غيره: في صفر.
وهو آخر من حدَّث عن أبي العبّاس المحبوبيّ.
12- إسحاق بن عليّ [3] .
الأمير أبو قدامة القُرشيّ. أمير الغزاة بخُراسان.
- حرف الحاء-
13- الحَسَن بْن أحمد بْن محمد بن فارس البغداديّ البزّاز [4] .
وأخوه هو أبو الفتح بن أبي الفوارس.
سمع هذا بإفادة أخيه من: أبي علي بن الصواف، وأبي بكر الشّافعيّ، وإسحاق النّعّال.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة.
تُوُفّي في صفر [5] ، وكنيته أبو الفوارس.
__________
[ () ] التقييد لابن النقطة 204 رقم 237، والعبر 3/ 142، 143، وسير اعلام النبلاء 17/ 376، 377 رقم 237، والمعين في طبقات المحدّثين 124 رقم 1378، والإعلام بوفيات الأعلام 176، والوافي بالوفيات 9/ 244، وشذرات الذهب 3/ 219.
[1] هو: أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب المحبوبي التاجر، من أهل مرو، رواية كتاب الجامع. (الأنساب 11/ 159) .
[2] لم أجد هذه النسبة في (الأنساب) وغيره.
[3] لم أقف على مصدر ترجمته. ومن حقّ هذه الترجمة أن تقدّم على من اسمه «إسماعيل» .
[4] انظر عن (الحسن بن أحمد البزّاز) في:
تاريخ بغداد 7/ 278 رقم 3770، والمنتظم 8/ 51 رقم 73 (الطبعة الجديدة) 15/ 209 رقم 3167.
[5] وكان مولده في سحر يوم الخميس لاثنتي عشر بقين من شعبان سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.
(تاريخ بغداد) .(29/53)
14- الحسن بن سهل بن محمد بن الحسن [1] .
أبو عليّ.
تُوُفّي في شعبان.
كأنّه أصبهانيّ.
يروي عن: أبي الشيخ.
15- الحسن بن محمد [2] .
أبو عليّ بن أبي الطَّيّب الدّمشقيّ الورّاق.
حدَّث في هذه السّنة عن: أبي القاسم بن أبي العَقِب.
روى عنه: الكتّانيّ، وعلي بن محمد المَصِّيصيّ [3] .
16- الحسين بن أَحْمَد بْن محمد بْن يحيى [4] .
أبو عبد الله المُعاذِي [5] النَّيْسابوريّ، الأصمّ.
روى مجلسين عن أبي العبّاس الأصمّ.
روى عنه: شيخ الإسلام الأنصاريّ.
ورّخه ابن جبرون.
وقال الفارسيّ [6] : تُوُفي في جُمَادي الأولى. وسمع من الأصمّ في سنة أربعٍ وثلاثين وثلاثمائة مجلسين، وهو ثقة.
17- الحسين بن إبراهيم بن محمد [7] .
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (الحسن بن محمد الورّاق) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 10/ 273، ومختصر تاريخ دمشق 7/ 67 رقم 43.
[3] لم يؤرّخ ابن عساكر لوفاته، بل ذكر أنه حدّث في سنة 421 هـ.
[4] انظر عن (الحسين بن أحمد المعاذي) في:
المنتخب من السياق 194 رقم 557 وفيه «الحسين بن محمد بن يحيى» ، والعبر 3/ 143، وسير أعلام النبلاء 17/ 390 رقم 252، وشذرات الذهب 3/ 219.
[5] المعاذي: بضم الميم، وفتح العين المهملة، وفي آخرها الذال المعجمة. هذه النسبة إلى آل معاذ، وهو بيت كبير بمرو. (الأنساب 11/ 379) .
[6] في: المنتخب من السياق 194.
[7] انظر عن (الحسين بن إبراهيم) في:
التقييد لابن النقطة 243- 244 رقم 291، والعبر 3/ 143، وسير أعلام النبلاء 17/ 377 رقم.(29/54)
أبو عبد الله الأصبهاني الحمّال [1] .
سمع: عبد الله بن فارس [2] ، ومحمد بن أحمد الثقفيّ، وجماعة.
وله جزء معروف سمعناه.
روى عنه: أبو بكر أَحْمَد بن محمد بن مردوَيْه، وعليّ بن الفضل بن عبد الرزاق اليَزْديّ، والقاسم بن الفضل الثّقفيّ، ومحمد بن عليّ الخبّاز، وآخرون.
مات في ربيع الأول [3] .
18- الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن يعقوب [4] .
أبو عليّ البَجّانيّ، من مدينة بَجّانة بالأندلس [5] .
روى عن: أبي عثمان سعيد بن مَخْلُوف صاحب يوسف المُغاميّ [6] كتاب «الواضحة» لعبد الملك بن حبيب، وهو آخر من رواها عن ابن فحلون.
__________
[ () ] 238، وشذرات الذهب 3/ 219.
[1] هكذا في الأصل وغيره. أما في: العبر 3/ 143 «الجمال» (بالجيم) .
[2] حدّث عنه بمسند أبي داود الطيالسي، وكان سماعه منه في سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة. قاله يحيى بن مندة. (التقييد 243) .
[3] وقال ابن مندة: «وكان شيخا فاضلا» . (التقييد 244) .
وقال أبو بكر السمعاني في أماليه: «هو شيخ ثقة من أهل أصبهان» .
وقال ابن النقطة: «حدّث عنه بالمسند أبو سعد محمد بن محمد بن المطرز الأصبهاني» .
[4] انظر عن (الحسين بن عبد الله البجّاني) في:
جذوة المقتبس للحميدي 1/ 193 رقم 372 وفيه: «الحسين بن عبد الله بن يعقوب بن الحسين» ، والصلة لابن بشكوال 1/ 141، 142 رقم 125، وبغية الملتمس للضبيّ 266 رقم 647 وفيه «الحسين بن عبد الله بن يعقوب بن الحسين» ، وسير أعلام النبلاء 17/ 377- 379 رقم 239، والعبر 3/ 143، 144، وشذرات الذهب 3/ 219. وانظر الأنساب 2/ 81.
[5] وقال المؤلّف- رحمه الله- في: سير أعلام النبلاء 17/ 377: وبجّانة بليدة بالأندلس، مستفاد مع بجاية المدينة الناصرية التي أنشأها الأمير الناصر بن علناس بغربي إفريقية، وهي بلد كبير عامرة.
وبجاية: بكسر الباء وتخفيف الجيم، وألف وباء.
[6] المغاميّ: قال ابن السمعاني: بضم الميم، وفتح الغين المعجمة، وفي آخرها ميم أخرى بعد الألف هذه النسبة إلى مغامة، وهي مدينة بالأندلس من بلاد المغرب. (الأنساب 11/ 418) وتابعه ابن الأثير في: اللباب 3/ 240.
وفي (معجم الأدباء 5/ 161) : «مغام: ويقال مغامة، بالفتح فيهما، بلد بالأندلس» .
وفي (الروض المعطار 555) : «مغام: في جهة طليطلة» .
وفي (نزهة المشتاق للإدريسي 2/ 552) : «وعلى مقربة مدينة طليطلة قرية تسمّى بمغام» .(29/55)
كما أنّ فَحْلُون آخر مَن روى عن المغاميّ صاحب ابن حبيب.
وقد تُوُفّي ابن فَحْلُون سنة ستٍّ وأربعين وثلاثمائة.
روى عنه: الخَوْلانيّ وقال: كان قديم الطلب، كثير السماع من أهل العلم أسنَّ وعمّر طويلًا وقارب المائة، واحْتيج إليه [1] .
روى عنه أيضًا: أبو عبد الله محمد بن عتاب، وأبو عمر بن عبد البَرّ، والمُصْحَفيّ أبو بكر، والمحدِّث أبو العباس العُذْريّ.
وكان مولده في سند ستّ وعشرين وثلاثمائة [2] .
19- الحسين بن محمد بن الحسين بن محمد بن يوسف [3] .
أبو عليّ النَّيْسابوريّ السَّخْتيانيّ [4] ، المعدّل ثقة.
ثقة، ثَبْت، مشهور. سماعه في كُتُب أبي عبد الرحمن السُّلَميّ عن:
يحيى بن منصور القاضي، وأبي العبّاس الصِّبْغيّ، وأبي عليّ الرّفّاء [5] .
تُوُفّي في رمضان وله تسعون سنة [6] .
روى عنه: أبو صالح المؤذّن [7] .
20- حُمَام بْن أحمد بْن عَبْد اللَّه بْن محمد بن أكدر بن حمام بن حكم [8] .
__________
[1] في الصلة 1/ 141.
[2] الصلة 1/ 142.
[3] انظر عن (الحسين بن محمد السختياني) في:
التقييد لابن النقطة 250 رقم 302، ووقع فيه «يونس» بدل «يوسف» ، وفيه قال محقّقه بالحاشية: لم نعثر عليه، والمنتخب من السياق 195 رقم 563.
[4] السّختياني: بفتح السين المهملة، وسكون الخاء المعجمة بواحدة، وكسر التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى عمل السختيان وبيعها، وهي الجلود الضأنية ليست بأدم. (الأنساب 7/ 53) .
ووقع في (التقييد) : «السجستاني» هكذا نسبه أبو بكر محمد بن منصور السمعاني في أماليه.
والمثبت عن الأصل ويتفق مع: المنتخب من السياق.
[5] هو: حامد بن محمد الرفّاء. وقد وقع في: المنتخب من السياق 195 «الرضيّ» وهو غلط.
[6] وكان مولده سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة. (التقييد 250) وكانت وفاته بعد القاضي أبي بكر الحيريّ. (المنتخب من السياق 195) .
[7] قال أبو بكر محمد بن منصور السمعاني: شيخ ثقة. (التقييد) .
ووصفه عبد الغافر الفارسيّ: العدل الرضا المعروف المشهور، صحيح السماع، حسن الرواية، ثقة أمين.
[8] انظر عن (حمام بن أحمد) في:(29/56)
القاضي أبو بكر القُرطُبيّ.
قال أبو محمد بن حزْم: كان واحد عصره في البلاغة، وفي سعة الرّواية، ضابِطًا لِمَا قيّده [1] .
روى عن: أبي محمد الباجيّ، وأبي عبد الله بن مفرّج فأكثر. وكان شديد الانقباض. مَا أرى أحدًا سلِم من الفتنة سلامته مع طول مدّته فيها [2] . وكان حَسَن الخطّ، قويًّا على النّسخ، ينسخُ في نهارِه نيّفًا وعشرين ورقة. حسن الشّعر، حسن الخُلُق، فَكِه المُحادثة.
ولي قضاءَ يابُرَة [3] ، وشَنْتَرين [4] ، والأُشْبُونة [5] [6] .
وتُوُفْي في رجب بقُرْطُبة. ووُلِد سنة سبع وخمسين وثلاثمائة.
وروى عنه ابن حزْم في تصانيفه.
- حرف الخاء-
21- خَلَف بن عيسى بن سعيد بن أبي درهم.
__________
[ () ] جذوة المقتبس للحميدي 1/ 199 رقم 395، والصلة لابن بشكوال 155، 156، وبغية الملتمس للضبيّ 275 رقم 677، ومعجم البلدان 5/ 424، والعبر 3/ 144 و «حمام» بضم الحاء في الأصل وغيره. أما في «معجم البلدان» ، فضبط «حمّام» بفتح الحاء وتشديد الميم.
[1] الصلة 1/ 155.
[2] وزاد ابن حزم: «فما شارك قطّ فيها بمحضر، ولا بيد، ولا بلسان، مع ذكائه وحزمه وقيامه بكل ما يتولّى» .
[3] يابرة: (بضم الباء الموحّدة وفتح الراء) بلد في غربيّ الأندلس. (معجم البلدان 5/ 424) .
[4] شنترين: كلمتان مركّبة من «شنت» كلمة، و «رين» كلمة. ورين، بكسر الراء، وياء مثنّاة من تحت، ونون. مدينة متصلة الأعمال بأعمال باجة في غربيّ الأندلس ثم غربيّ قرطبة وعلى نهر تاجه قريب من انصبابه في البحر المحيط، وهي حصينة، بينها وبين قرطبة خمسة عشر يوما.
(معجم البلدان 3/ 367) .
[5] الأشبونة: بالضم، ثم السكون، وضمّ الباء الموحّدة، وواو ساكنة، ونون. مدينة بالأندلس يقال لها: لشبونة، وهي متصلة بشنترين قريبة من البحر المحيط، يوجد على ساحلها العنبر الفائق.
قال ابن حوقل: هي على مصبّ نهر شنترين إلى البحر. (معجم البلدان 1/ 195) .
وزاد ابن حزم: وسائر الغرب أيام المظفّر وأخيه، ودولة المهديّ، وسليمان، والمؤيد. (الصلة 1/ 155) .
[6] انظر عن (خلف بن عيسى) في:
جذوة المقتبس للحميدي 207، 208 رقم 418، والصلة لابن بشكوال 1/ 167 رقم 376، وبغية الملتمس للضبيّ 284، 285 رقم 711.(29/57)
أبو الحزم التُّجَيْبيّ الوَشْقيّ [1] . قاضي وشْقة.
رَوَى عَنْ: أَبِي عيسى اللَّيْثي، وأَبِي بَكْر محمد بن عمر بن عبد العزيز بن القُوطِيّة.
ورحل [2] ، فسمع من: الحسن بن رشيق، وأبي محمد بن أبي زيد.
حدَّث عَنْهُ: القاضي أَبُو عُمَر بْن الحَذَّاء، وقَالَ: كان فاضل جهته وعاقلها [3] ، فهِمًا [4] .
- حرف السين-
22- سعيد بن سليمان [5] .
أبو عثمان الهمداني [6] الأندلسي، المقرئ المجود، المعروف بنافع.
أخذ القراءة عن أبي الحسن الأنطاكي، وضبط عنه حرف نافع وأقرأ به، وعرف العربية [7] .
وتُوُفْي بدانِية [8] . ذكره أبو عَمْرو.
- حرف العين-
23- عُبَادة بن عبد الله بن ماء السّماء [9] .
__________
[1] الوشقيّ: بفتح أوله، وسكون ثانية، وقاف، بليدة بالأندلس. (معجم البلدان 5/ 377) .
وذكر ابن السمعاني هذه النسبة في: «الوشيقي» . (الأنساب 12/ 272، 273) .
[2] كانت رحلته إلى المشرق قبل سنة سبعين وثلاثمائة. (الصلة 1/ 167) .
[3] الصلة 1/ 167.
[4] وكان مولده سنة ستّ، وقيل: ثمان وثلاثين وثلاثمائة. (الصلة 1/ 167) .
[5] انظر عن (سعيد بن سليمان) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 216، 217 رقم 487، وغاية النهاية لابن الجزري 1/ 306 رقم 1344.
[6] هكذا في الأصل والصلة. أما في: غاية النهاية فوقع «الهذلي» وهو غلط.
[7] قال ابن بشكوال: «وكان من أهل العلم بالقرآن والعربية، ومن أهل الضبط والإتقان والستر الظاهر» .
[8] دانية: بعد الألف نون مكسورة بعدها ياء مثنّاة من تحت مفتوحة. مدينة بالأندلس من أعمال بلنسية على ضفّة البحر شرقا، مرساها عجيب يسمّى السّمّان، ولها رساتيق واسعة كثيرة التين والعنب واللوز، وكانت قاعدة ملك أبي الجيش مجاهد العامري، وأهلها أقرأ أهل الأندلس.
(معجم البلدان 3/ 434) .
[9] انظر عن (عبادة بن عبد الله) في:(29/58)
أبو بكر، شاعر الأندلس، ورأس شعراء الدّولة العامريّة.
صنّف كتاب «شعراء الأندلس» .
وبقي إلى هذه السّنة [1] ، فإنه جاء فيها بَرَدٌ مَهُولٌ كالحجارة، فقال:
يا عِبرةً أُهْدِيَت لمُعتَبِر ... عشيّة الأربعاء من صَفَر
أقبلنا اللهُ بأسَ منتقمٍ ... فيها وثَنَى بعفوِ مُقتدرِ
أرسلَ مِلءَ الأَكُفِّ من بَرَدٍ ... جلامدًا تَنْهَمي على البشرِ
فيا لها آيةٌ وموعظةٌ ... فيها نذيرٌ لكلِّ مُزْدَجَرِ
كاد [2] يُذيب القلوبَ منظرُها ... ولو أُعيرت قساوةَ الحجرِ
لا قدْر الله في مشيئته ... أن يبتلينا بسيءِ القدرِ
وخصّنا بالتُّقى ليجعلنا ... من بأسه المتَّقى على حذرِ [3] .
24- عبد الله بْن أحمد بْن عبد الله بن حمديّة [4] .
__________
[ () ] جذوة المقتبس للحميدي 293، 294 رقم 662، والصلة لابن بشكوال 2/ 450 رقم 966، والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة ج 1 ق 1/ 468، والوافي بالوفيات 16/ 621- 628 رقم 677، وبغية الملتمس للضبيّ 396- 398 رقم 1123، ومطمح الأنفس لابن خاقان 84، وأزهار الرياض للمقّري 2/ 253، ونفح الطيب، له 4/ 52، وانظر فهرس الأعلام، والتشبيهات من أشعار أهل الأندلس لابن الكتاني 293، وهدية العارفين 1/ 436، ومعجم المؤلفين 5/ 85، والأعلام 4/ 30، وتاريخ التراث العرابي، مجلّد 2 ج 5/ 76، 77.
[1] هكذا قال ابن حزم، والحميدي، ونقله الضبيّ. أما أبو عامر بن شهيد فقال: إن عبادة مات في شوال سنة تسع عشرة وأربعمائة بمالقة، ضاعت منه مائة دينار، فاغتمّ عليها غمّا كان سبب منيّته. قال الحميدي: فلا أدري على من تمّ الوهم منهما في هذا. وأبو محمد (بن حزم) أعلم بالتواريخ، والله أعلم. (جذوة المقتبس 293) وقد أخذ ابن بشكوال بقول ابن حيّان إنه توفي في شوّال سنة تسع عشرة وأربعمائة بمالقة. (الصلة 2/ 450) ولم يذكر قول ابن حزم، والحميدي.
أما الضبيّ فنقل قول ابن حزم في أنه كان حيّا في سنة 421 هـ، ثم عاد وذكر قول أبي عامر بن شهيد، ولكن وقع في المطبوع أنه مات سنة ست عشرة، بدل: «تسع عشرة» ، وقال: «وكنّا نغلّب ما قاله أبو محمد لعلمه بالتأريخ وغيره لولا ما قاله أبو عامر، وقد تابعه عليه غيره، فاللَّه أعلم» . (بغية الملتمس 397) .
[2] في الأصل: «كادت» .
[3] الأبيات في: جذوة المقتبس 293، وبغية الملتمس 397.
[4] انظر عن (عبد الله بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 9/ 398 رقم 5004، وميزان الاعتدال 2/ 391 رقم 4202، ولسان الميزان 3/ 249 رقم 1090.(29/59)
أخو الحسن [1] .
سمع من: أبي بكر النّجاد، وعبد الباقي بن قانع، فيما ذُكِر.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ضعيفًا. سمّع لنفسه في «أمالي النّجّاد» .
وقعت له [2] .
25- عَبْد الله بْن إبراهيم بْن عَبْد الله بن سيما الدّمشقيّ [3] .
أبو محمد المؤدِّب، إمام مسجد نُعَيم.
روى عن: أبي عبد الله محمد بن إِبْرَاهِيم بن مروان، وأبي علي بن آدم.
روى عنه: عبد العزيز الكتّانيّ [4] ، وإسماعيل السمان.
26- عبد الله بن الحسن بن جعفر الإصبهاني القصار [5] .
سبط فاذويه.
توفي في ربيع الأول، أو في صفر.
27- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن محفوظ [6] .
أبو محمد المحفوظيّ الملقاباذيّ [7] المعدّل.
__________
[1] كنّاه الخطيب: أبا محمد، وقال: أخو الحسن وهو الأكبر، أصبهانيّ الأصل.
[2] وقال إنّ ذلك في سنة أربع وأربعين وثلاثمائة، فحكّ التاريخ وجعله سنة سبع وأربعين، وسمّع منها لنفسه: وقال لي الصوريّ وقد أراني بعضها، دفعها إليّ ابن حمديه فقابلتها بأجزاء أخر فيها أمالي مسموعة من ابن سلمان في سنة أربع وأربعين، فوافقتها حرفا بحرف، قال: فرددتها على ابن حمديه ولم أكتب عنه منها شيئا.
[3] انظر عن (عبد الله بن إبراهيم) في:
تاريخ دمشق (عبادة بن أوفى- عبد الله بن ثوب) 360 رقم 173، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 293، ومختصر تاريخ دمشق 12/ 27 رقم 35.
[4] وهو قال: «حدّث ببلاغ وجد له عن محمد بن إبراهيم بن مروان، ومحمد بن محمد بن آدم.
لم يكن الحديث من شأنه. سمعت منه» .
[5] لم أقف على مصدر ترجمته.
[6] انظر عن (عبد الرحمن بن أحمد) في:
المنتخب من السياق 302 رقم 399.
[7] الملقاباذىّ: بالضم ثم السكون، والقاف، وآخره ذال معجمة. نسبة إلى: ملقاباذ: محلّة بأصبهان، وقيل: بنيسابور. (معجم البلدان 5/ 193) .(29/60)
ثقة مشهور [1] .
حدث عن: أبي العبّاس الصِّبْغيّ، وهارون الأسْتِرَابَاذيّ، وأبي عمرو بن مطر.
روى عنه: محمد بن يحيى المزكي.
وتوفي في ذي القعدة عن اثنتين وثمانين سنة [2] .
28- عبد الواحد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد [3] .
الشَّيْخ أبو بَكْر الباطِرْقانيّ [4] الأصبهاني المقرئ.
إمامٌ في القراءات، حافظٌ للرّوايات. قُتِل في الجامع في جُمَادى الآخرة.
وقيل: قتل في داره [5] .
يروي عن: الطّبرانيّ، وأبي الشّيخ، وأبي حامد أحمد بن محمد بن حسين الجرجانيّ.
وعنه: أبو عبد الله الثقفي الرئيس، وأبو منصور أحمد بن محمد بن علي شيخا السلفي، وجماعة.
29- عبد الواحد بن الحسين بن الحسن [6] .
__________
[1] وقال عبد الغافر الفارسيّ: «من أهل بيت التزكية والعدالة» .
[2] ولد يوم الأضحى سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة.
[3] انظر عن (عبد الواحد بن أحمد) في:
الأنساب 2/ 40، 41، ومعجم البلدان 1/ 324، واللباب 1/ 110.
[4] الباطرقاني: بفتح الباء وكسر الطاء المهملة وسكون الراء وفتح القاف وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى باطرقان، وهي إحدى قرى أصبهان.
[5] وهو ساجد في فتنة الخراسانية. قال يحيى بن أبي عمرو بن مندة في «كتاب أصبهان» : وكانت هذه فتنة عظيمة بأصبهان قتل فيها جماعة من العلماء والصلحاء وأهل الخير مثل ما كانت بخراسان في فتنة الغزّ. وسمعت الأديب أبا عبد الله الخلّال بأصبهان في داره مذاكرة يقول:
رأى بعض الصالحين في المنام أن رجلا صعد المنارة بجامع جورجير أحد الجوامع بأصبهان ونادى بأعلى صوته ثلاث مرات: سكت، نطق، فلما انتبه فزعا سأل أهل العلم، فما عبّر أحد هذه الرؤيا، فوصل هذا الخبر إلى بلد الكرج، فقال بعض العلماء بها: ينبغي أن يصيب أهل أصبهان بلاء وفتنة فإن هذه اللفظة في شعر أبي العتاهية:
سكت الدهر زمانا عنهم ... ثم أبكاهم دما حين نطق
قال: فلم يكن بعد إلا القليل حتى وافى مسعود أصبهان وأغار عليها وقتل الناس، ومن جملتهم عبد الواحد الباطرقاني إمام جامع جورجير. (الأنساب 2/ 40، 41) .
[6] انظر عن (عبد الواحد بن الحسين) في: مختصر تاريخ دمشق 15/ 248 رقم 237.(29/61)
أبو أحمد الدمشقي الكاتب المعروف بابن الوراق.
سمع: أبا عبد الله بن مروان.
وعنه: عبد العزيز الكتاني.
30- علي بن أحمد بن مندويه [1] .
أبو الحسن الأصبهانيّ المقرئ.
في شعبان.
31- علي بن عبد العزيز بن حاجب النعمان [2] .
بغدادي [3] .
روى عن النَّجّاد.
وذكر أنّه سمع أيضًا من: ابن مِقْسَم، وأبي بكر الشّافعيّ.
روى عنه: الخطيب [4] ، وقال: كان رئيسًا له لسنٌ وبلاغة [5] . ولم يكن في دِينه بذاك. مات في عَشْر التّسعين.
قلتُ: كان صاحب الإنشاء ببغداد، له النَّظْم والنّثر [6] .
32- عليّ بن محمد بن موسى بن الفضل [7] .
أبو الحسن الصّيرفيّ. ولد أبي سعيد.
__________
[1] لم أجد مصدرا لترجمته.
[2] انظر عن (علي بن عبد العزيز) في:
الفهرست لابن النديم (طبعة مصر) 236، وتاريخ بغداد 12/ 31، 32 رقم 6399، والمنتظم 8/ 51، 52 رقم 75 (15/ 210 رقم 3169) ، والإنباء في تاريخ الخلفاء 187، ومعجم الأدباء 5/ 259، والكامل في التاريخ 9/ 410، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 200، 201، وخلاصة الذهب المسبوك 263، ومجمع الآداب رقم 1400، ونهاية الأرب 23/ 215.
[3] كنيته: أبو الحسن.
[4] في تاريخه 12/ 31.
[5] في: تاريخ بغداد: «وكان له لسان وعارضه وبلاغة» .
[6] وقال ابن الأثير: ولد سنة أربعين وثلاثمائة، وكان خصّيصا بالقادر باللَّه حاكما في دولته كلها وكتب له وللطائع أربعين سنة. (الكامل 9/ 410) .
[7] لم أجد مصدرا لترجمته، وستأتي ترجمة أبيه «محمد بن موسى» برقم (48) .(29/62)
33- عليّ بن محمد بن عُمَير بن محمد بن عُمَيْر [1] .
أبو الحسن، والد الزّاهد أبي عبد الله العُمَيْريّ [2] الهَرَويّ.
روى عن: العبّاس بن الفضل بن زكرّيا الهَرَويّ.
روى عنه: ابنه.
34- عمر بن أحمد بن عبد الرحمن بن عمر الذَّكوانيّ [3] .
المعدّل، أبو حفص. أخو أبي بكر بن أبي عليّ.
تُوُفّي في المحرَّم.
35- عمر بن عيَيْنة بن أحمد [4] .
أبو حفص الضَّبيّ [5] العدْل.
يروى عن: المُعافى الجريريّ.
روى عنه: شيخ الإسلام الهَرَويّ.
36- عَمْرو بن طِراد بن عَمْرو [6] .
أبو القاسم الأسديّ الدّمشقيّ الخلّاد.
حدَّث عن: يوسف المَيَانِجِيّ، والفضل بن جعفر.
__________
[1] لم أجد ترجمته، وذكر ابن السمعاني ترجمة ابنه أبي عبد الله محمد بن عليّ بن محمد بن عمير في (الأنساب 9/ 61) .
[2] العميريّ: بضم العين المهملة، وفتح الميم، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها الراء المهملة. هذه النسبة إلى الجدّ.
[3] لم أجد ترجمته، وذكر ابن السمعاني ترجمة أخيه أَبِي بَكْر بْن أَبِي عليّ- مُحَمَّد بْن أحمد بن عبد الرحمن. (الأنساب 6/ 15) .
و «الذّكواني» : بفتح الذال المعجمة وسكون الكاف وفتح الواو بعدها الألف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى ذكوان وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه.
[4] لم أجد مصدر ترجمته، ولم يذكره المرحوم الدكتور محمد مرسي الخولي بين تلامذة المعافي الجريريّ في مقدّمة كتابة (الجليس الصالح) انظر 1/ 48- 852
[5] الضبيّ: بفتح الضاد المعجمة، والباء المكسورة المشدّدة المنقوطة بواحدة. هذه النسبة إلى بني ضبّة، وهم جماعة، منهم في مضر، ومنهم في هذيل. وضبة: قرية بالحجاز على ساحل البحر على طريق الشام. (الأنساب 8/ 144) .
[6] انظر عن (عمرو بن طراد) في:
مختصر تاريخ دمشق 19/ 230 رقم 150.(29/63)
روى عنه: أبو علي الأهوازي، وأبو سعد السّمّان، وعبد العزيز الكتّانيّ وقال: كان ثقة [1] من أهل السُّنّة.
- حرف القاف-
37- القاسم بن عبد الواحد [2] .
أبو أحمد الشّيرازيّ.
قال أبو إسحاق الحبّال: تُوُفّي في عاشر ربيع الأوّل، وحضرتُ جنازَتَه.
حدَّث أبوه وأهل بيته الكثير.
- حرف الميم-
38- محمد بن أحمد بن عثمان بن محمد [3] .
أبو الفرج الزَّمْلكانيّ [4] الإمام.
روى عن: عبد الوهّاب الكِلابيّ، وغيره.
روى عنه: عليّ بن الخِضِر السُّلَميّ، ومحمد بن أحمد بن ورقاء [5] .
39- مُحَمَّد بْن أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد بن جعفر [6] .
أبو الفضل الأصبهانيّ، الخطيب.
في رجب.
__________
[1] زاد بعدها: «مأمونا» .
[2] لم أجد ترجمته، وذكر ابن السمعاني أخاه أبا نصر الحسين بن عبد الواحد الشيرازي، في (الأنساب 7/ 454) .
[3] انظر عن (محمد بن أحمد الزّملكاني) في:
تالي تاريخ مولد العلماء ووفاتهم، الورقة 132، ومختصر تاريخ دمشق 21/ 287 رقم 204، ومعجم البلدان 3/ 150.
[4] الزّملكانيّ: بفتح الزّاي واللام والكاف، بينهما الميم الساكنة، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى قريتين إحداهما بدمشق والثانية ببلخ. (الأنساب) .
وقال ياقوت: وأما أهل الشام فإنّهم يقولون: زملكا، بفتح أوله وثانيه، وضمّ لامه، والقصر، لا يلحقون به النون. قرية بغوطة دمشق. (معجم البلدان) .
(أقول) : وهي الآن تلفظ: «زملكا» ، وهكذا ضبطها في: تالي تاريخ مولد العلماء.
[5] وقال عبد العزيز بن أحمد الكتّاني في (تالي تاريخ مولد العلماء) : «كتب الكثير» .
[6] لم أجد مصدر ترجمته.(29/64)
40- محمد بن أحمد بن أبي عون النّهروانيّ [1] .
حدَّث في هذا الوقت عن: محمد بن محمد الإسكافيّ، وعمر بن جعفر ابن سَلْم.
روى عنه: الخطيب، وقال: كان صدوقًا [2] .
41- محمد بن جعفر بن عِلّان [3] .
أبو الفَرَج الطَّوَابيقيّ [4] الورّاق.
بغداديّ، صدوق.
من شيوخ الخطيب [5] .
حدَّث عن: أبي بكر بن خلاد، ومَخْلَد الباقِرْحِيّ.
وقرأ القراءات.
42- محمد بن الحسين بن أبي أيوب [6] .
الأستاذ حجة الدين أبو منصور، المتكلم تلميذ أبي بكر بن فورك، وختنه.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد النهرواني) في:
تاريخ بغداد 1/ 307 رقم 183.
و «النهروانيّ» : بفتح النون وسكون الهاء وفتح الراء المهملة والواو وفي آخرها نون أخرى. هذه النسبة إلى بليدة قديمة على أربعة فراسخ من الدّجلة يقال لها النهروان. (الأنساب 12/ 174) .
[2] وقال: توفي ابن أبي عون بعد سنة عشرين وأربعمائة.
[3] انظر عن (محمد بن جعفر) في:
تاريخ بغداد 2/ 159 رقم 584، والمنتظم 8/ 52 رقم 77 (15/ 210، 211 رقم 3171) ، والأنساب 8/ 259، واللباب 2/ 287، وغاية النهاية 2/ 110 رقم 2894.
[4] الطّوابيقيّ: بفتح الطاء والواو، وكسر الباء، ثم الياء الساكنة آخر الحروف، وفي آخرها القاف. هذه النسبة إلى «الطوابيق» وهي الآجرّ الكبير الّذي يفرش في صحن الدار، وعملها.
(الأنساب 8/ 259) .
[5] وهو قال: «كان شيخا مستورا من أهل القرآن، ضابطا لحروف قراءات كانت تقرأ عليه. كتبت عنه وكان صدوقا. ومات في ذي القعدة من سنة إحدى وعشرين وأربعمائة، ودفن في مقبرة باب الدير، وحين توفّي كنت غائبا عن بغداد في رحلتي إلى أصبهان» . (تاريخ بغداد 2/ 159) .
[6] انظر عن (محمد بن الحسين) في:
تبيين كذب المفترى لابن عساكر 249، وطبقات الشافعية للسبكى 3/ 62، والوافي بالوفيات 3/ 10 رقم 866، ومعجم المؤلّفين 9/ 235.(29/65)
له مصنفات مشهورة، منها: «تلخيص الدلائل» .
تُوُفّي في ذي الحجة [1] .
43- محمد بن عبد الله بن الحسين [2] .
أبو بكر، ويقال: أبو الحسن الدمشقي النحوي، الشاعر المعروف بابن الدوري.
روى عن: أبي عبد الله بن مروان، وعليّ بن يعقوب بن أبي العَقِب، وأبي علي بن أبي الرمرام، وأبي عمر بن فضالة.
وكتب الكثير بخط حسن.
روى عنه: أبو سعد السمان، والكتاني وقال: كانوا يتّهمونه في دينه.
44- محمد بن عليّ بن حَيْد [3] .
يُقال: تُوُفّي فيها. وقد مرّ سنة تسع عشرة.
45- محمد بْن محمد بْن عَبْد الله [4] .
أبو أحمد الهَرَويّ المعلّم.
روى عن: أبي حاتم بن أبي الفضل، وأبي عبد الله العُصْميّ [5] .
__________
[1] ورّخه فيها ابن عساكر في (تبيين كذب المفتري 249) ، والسبكي في (طبقات الشافعية 3/ 62) .
أما الصفدي فقال: توفي سنة عشرين وأربعمائة، وقيل قبلها. (الوافي بالوفيات 3/ 10) ونحوه قال كحّالة في (معجم المؤلّفين 9/ 235) انظر المتن والحاشية رقم (2) .
وقال ابن عساكر في ترجمته إنه «انظر من كان من عصره ومن تقدّمه ومن بعده على مذهب الأشعري، واتفق له أعداد من التصانيف المشهورة المقبولة عند أئمة الأصول مثل (تلخيص الدلائل) ، تلمذ للأستاذ أبي بكر بن فورك في صباه وتخرّج به ولزم طريقته وجدّ واجتهد في فقر وقلّة من ذات اليد حتى كان يعلّق دروسه ويطالعها في القمر تضيق يده عن تحصيل دهن السراج، وهو مع ذلك يكابد الفقر ويلازم الورع ولا يأخذ من مال الشبهة شيئا إلى أن نشأ في ذلك، وصار من منظوري أصحاب الإمام، وظهرت بركة خدمته عليه، فأدّى الحال إلى أن زوّج منه ابنته الكبرى، وكان أنفذ من الأستاذ وأشجع منه» . (تبيين كذب المفتري 249) .
[2] انظر عن (محمد بن عبد الله) في:
تالي تاريخ مولد العلماء ووفاتهم، الورقة 132، ومختصر تاريخ دمشق 22/ 269 رقم 340.
[3] انظر ترجمته ومصادرها في الطبقة السابقة.
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
[5] العصميّ: بضم العين وسكون الصاد المهملتين. هذه النسبة إلى «عصم» وهو اسم رجل من(29/66)
روى عنه: أبو عبد الله العُمَيْريّ [1] .
46- محمد بن أبي المظفّر [2] .
أبو الفتح البغدادي الخيّاط.
صدوق.
حدَّث عن: القَطِيعيّ، وأحمد بن جعفر بن سَلْم.
قال الخطيب: لا أعلم كتب عنه غيري [3] .
47- محمد بن المنتصر بن الحسين [4] .
أبو عبد الله الهَرَويّ الباهليّ.
من ولد أَمِيرُ خُراسان قُتَيْبة بن مسلم.
سمع: أبا عَلِيَّ الرّفاء، وأبا منصور الأزهريّ اللُّغويّ.
وروى عنه: شيخ الإسلام الأنصاريّ، ومحمد بن علي العميريّ، وجعفر ابن مسلم العُقَيليّ.
48- محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان [5] .
أبو سعيد بن أبي عَمْرو النّيسابوريّ الصّيرفيّ. أحد الثّقات، والمشاهير بنيسابور.
__________
[ () ] أجداد المنتسب إليه، وهو ينسب لبيت كبير مشهور من أهل العلم بهراة. (الأنساب 8/ 471) .
[1] تقدّم التعريف بهذه النسبة قبل قليل.
[2] هكذا في الأصل. وهو في: تاريخ بغداد 3/ 265، 266، رقم 1358: «محمد بن المظفّر بن إبراهيم» .
[3] وقال: «كتبت عنه في سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، وهو شيخ صدوق» .
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (محمد بن موسى) في:
الأسماء والصفات للبيهقي 1/ 44، 109، 247، و 2/ 154، 178، والبعث والنشور، له 66، 84، 183، 299، 332، والزهد الكبير، له، رقم 459 و 503 و 567 و 716 و 775 و 789 و 799 وغيره، والسابق واللاحق 55، وتقييد العلم 36، 84، 98. وغيرها، وذم الكلام للهروي 62، والمنتخب من السياق 24/ 17، والعبر 3/ 144، والمعين في طبقات المحدّثين 124 رقم 1377، والإعلام بوفيات الأعلام 176، وسير أعلام النبلاء 17/ 350 رقم 218، ودول الإسلام 1/ 251، والوافي بالوفيات 875 رقم 2092، وشذرات الذهب 3/ 220.
وقد تقدّم ذكر ابنه «علي» برقم (32) دون ترجمة.(29/67)
سمع الكثير من: أبي العبّاس الأصمّ، وأبي عبد الله محمد بن يعقوب بن الأخرم، ويحيى بن منصور القاضي، وأبا حامد أَحْمَد بن محمد بن شعيب، وجماعة.
وكان أبوه ينفق على الأصمّ، فكان الأصمّ لا يحدِّث حتّى يحضر أبو سعيد، وإذا غاب عن سماع جزءٍ أعاده له.
روى عنه: أبو بكر البَيْهَقيّ، والخطيب، وشيخ الإسلام، وأبو زاهر طاهر ابن محمد الشّحّاميّ، وخلق آخرهم موتًا عبد الغفار الشّيروييّ المتوفّى سنة عشر وخمسمائة [1] .
تُوُفّي، رحمه الله، في ذي الحجّة [2] .
49- محمود بن سبكتكين [3] .
__________
[1] السابق واللاحق 55.
وقال عبد الغافر الفارسيّ: «الثقة الرضا، المشهور بالصدق والإسناد العالي، الصوفيّ حالا ...
كانت عنده تذكرة مسموعاته مع والده أبي عمر لأكثر كتبه إلّا أنّ أصوله قد ضاعت، ولم يبق من الأصول إلّا قليل، وكان يروي مما وقع في أيدي الناس من أصول سماعه، وهو كثير الاحتياط فيه» . (المنتخب من السياق 24) .
[2] وقال الصفدي: توفي سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة. (الوافي بالوفيات 5/ 87) .
[3] انظر عن (محمد بن سبكتكين) في:
تاريخ البيهقي انظر فهرس الأعلام 778، 779، وتاريخ حلب للعظيميّ 330، والإنباء في تاريخ الخلفاء 184- 186، وتاريخ كزيدة (مع تاريخ بخارى للنرشخي) 146- 149، وتاريخ الفارقيّ 137، والمنتظم 8/ 52- 54 رقم 78 (15/ 211، 212 رقم 3172) ، والكامل في التاريخ 9/ 139، 398- 401، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 181، والمنتخب من السياق 207 (في ترجمة: حمزة بن يوسف السهمي) و 446 رقم 1506، ووفيات الأعيان 5/ 175- 182، رقم 713، وأيضا 5/ 64، 160، والأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 158، 159، وقال محقّقه في فهرس الأعلام (ج 3 ق 2/ 734) : «ولم أقف على ترجمة له» !، والفخري 16، وآثار البلاد وأخبار العباد للقزويني 96، 100، 300، 415، 429، 526، والمختصر في أخبار البشر 2/ 134، 157، والروض المعطار 428، 445، 474، 598، 609، والعبر 3/ 145، وسير أعلام النبلاء 15/ 132- 135 في ترجمة القادر، و 17/ 483- 495 رقم 319، والإعلام بوفيات الأعلام 177، ودول الإسلام 1/ 251، وتاريخ ابن الوردي 1/ 339، والدرّة المضيّة 328، 336، 337، 338، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 314- 327، والبداية والنهاية 12/ 27، 28 و 29- 31 (ترجم له مرتين) ، ومرآة الجنان 3/ 37، 38، والجوهر الثمين 1/ 190، واتعاظ الحنفا 1/ 48 و 2/ 137، 215، والجواهر المضيّة 2/ 157، 158، وتاريخ ابن خلدون 4/ 333، 357، 358، 361، 362، 375،(29/68)
السّلطان الكبير أبو القاسم يمين الدّولة ابن الأمير ناصر الدّولة أبي منصور.
وقد كان قبل السّلطنة يُلقَّب بسيف الدّولة.
قدِم سُبُكْتِكِين بُخارى في أيّام الأمير نوح بن منصور السّاماني [1] ، فوردها في صُحْبة ابن السُّكَيْن [2] ، فعرفه أركان تلك الدّولة بالشّهامة والشّجاعة، وتوسَّموا فيه الرّفْعَة.
فلمّا خرج ابن السُّكَيْن إلى غَزْنَةَ أميرًا عليها خرج في خدمته سُبُكْتكين، فلم يلبث ابن السُّكِين أن مات، واحتاج النّاسُ إلى من يتولى أمرهم فاتفقوا على سبكتكين وأمروه عليهم. فتمكن وأخذ في الإغارات على أطراف الهند. فافتتح قلاعا عديدة، وجرى بينه وبين الهند حروب، وعظمت سطوته، وفتح ناحية بست [3] .
واتصل به أبو الفتح علي بن محمد البستي [4] الكاتب، فاعتمد عليه وأسر إليه أموره [5] .
وكان سبكتكين على رأى الكرّاميّة [6] .
__________
[ () ] 376، وتاريخ الخميس 2/ 399، ومآثر الإنافة 1/ 329، 330، 342، وآثار الأول في ترتيب الدول 101، 155، والنجوم الزاهرة 4/ 373، 374، ومعاهد التنصيص 3/ 213، 214، وكشف الظنون 426، وشذرات الذهب 3/ 220، 221، وأخبار الدول وآثار الأول (تحقيق د.
أحمد حطيط ود. فهمي سعد) 3/ 270، 328، وهدية العارفين 2/ 401، ونزهة الخواطر لعبد الحي الحسيني 1/ 69- 74، وظهر الإسلام لأحمد أمين 1/ 283. وسبكتكين: بضم السين المهملة والباء الموحّدة وسكون الكاف وكسر التاء المثنّاة من فوقها والكاف الثانية وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها نون. (وفيات الأعيان 5/ 182) .
[1] تاريخ كزيدة 146.
[2] هكذا في الأصل وسير أعلام النبلاء 17/ 484، وأما في: تاريخ البيهقي 742، والكامل في التاريخ 8/ 683، ووفيات الأعيان 5/ 175 «ابن آلب تكين» .
[3] وفيات الأعيان 5/ 175.
[4] توفي سنة 401 هـ. وقد تقدّمت ترجمته ومصادرها في الطبقة الواحدة والأربعين (حوادث ووفيات 401- 410 هـ.) .
[5] وفيات الأعيان 5/ 176.
[6] الكرّاميّة: فئة من المرجئة، تنسب إلى شيخ الطائفة أبي عبد الله محمد بن كرّام السجستاني الزاهد. كان يدعو أتباعه إلى تجسيم معبوده، وزعم أنه جسم له حدّ ونهاية من تحته والجهة التي منها يلاقي عرشه. (انظر عنهم في: الفرق بين الفرق لعبد القاهر البغدادي 215 وما بعدها) .(29/69)
قال جعفر المستغفري: كان أبو القاسم عبد الله بن عبد الله بن الحسين النضري المروزي قاضي نسف صلب المذهب، فلما دخل سبكتكين صاحب غزنة بلخ دعاهم إلى مناظرة الكَراميّة- وكان النَّضْري يومئذٍ قاضيا ببلْخ- فَقَالَ سُبُكْتِكِين: ما تقولون فِي هَؤُلاءِ الزُّهاد والأولياء؟.
فقال النَّضْريّ: هؤلاء عندنا كَفَرة.
فقال: ما تقولون فيّ؟
قال: إن كنت تعتقدُ مذهبهم فقَولُنا فيك كقولنا فيهم.
فوثب من مجلسه وجعل يضربهم بالطَّبَرزين [1] حتّى أدماهم، وشجّ القاضي، وأمر بهم فقيّدوا وحبسوا.
ثمّ خاف الملامةَ فأطلقهم.
ثمّ إنّه مرِض ببلْخ، فاشتاق إلى غَزْنَة، فسافر إليها ومات في الطّريق في سنة سبع وثمانين وثلاثمائة [2] ، وجعل وليّ عهدِه ولده إسماعيل.
وكان محمود غائبًا ببلْخ، فلمّا بلغه نعي أبيه كتَب إلى أخيه ولاطَفَه على أن يكون بغَزْنَة، وأن يكون محمود بخُراسان. فلم يوافقه إسماعيل، وكان في إسماعيل رخاوة [3] وعدم شهامة، فطمع فيه الْجُنْد وشغّبوا عليه، وطالبوه بالعَطَاء، فأنفق فيهم الخزائن. فدعا محمود عمَّهُ إلى موافقته، فأجابه. فقويّ بعمِّه وبأخيه، وقَصَد غَزْنَة في جيشٍ عظيم، وحاصرها إلى أن افتتحها بعد أن عمل هو وأخوه مَصّافًا هائلًا، وقُتِل خلقٌ من الجيش، وانهزم أخوه إسماعيل وتحصَّن. فنازل حينئذٍ محمود البلَد، وأنزل أخاه من قلعتها بالأمان. ثمّ رجع إلى بَلْخ، وحبس أخاه ببعض الحصون حبْسًا خفيفًا، ووسَّع عليه الدّنيا والخدم [4] .
__________
[1] في: سير أعلام النبلاء 17/ 484: «بالدّبوس» . و «الطّبر» بالتحريك، البلطة، ذات رأس شبه دائري تثبّت في قائم إمّا من المعدن أو من الخشب، يحملها أفراد فرقة الطبردارية. (الملابس المملوكية 85) .
[2] وفيات الأعيان 5/ 176.
[3] في: وفيات الأعيان 5/ 177: «لين ورخاوة» .
وقال المؤلّف- رحمه الله- في: سير أعلام النبلاء 17/ 485: «وكان في إسماعيل خلّة» .
[4] وفيات الأعيان 5/ 177.(29/70)
وكان في خُراسان نوّابٌ لصاحب ما وراء النَّهر من الملوك السَّامانية، فحاربهم محمود ونُصِر عليهم، واستولى على ممالك خُراسان، وانقطعت الدّولة السّامانية في سنة تسعٍ وثمانين. فسيَّر إليه القادر باللَّه أمير المؤمنين خلعة السّلطان [1] .
وعظُم ملكُه، وفرض على نفسه كلَّ عامٍ غَزْوَ الهند، فافتتح منها بلادًا واسعة، وكسر الصَّنم المعروف بسُومنات، وكانوا يعتقدون أنّه يُحيي ويُميت، ويقصدونه مِن البلاد، وافتتن به أممٌ لا يُحصيهم إلّا الله. ولم يبقَ ملك ولا محتشم إلّا وقد قرَّب له قُرْبانًا من نفيس ماله، حتّى بلغت أوقافه عشرةَ آلاف قرية، وامتلأت خزائنه من أصناف الأموال والجواهر.
وكان في خدمة هذا الصّنم ألف رجل من البراهمة يخدمونه، وثلاثمائة رجل يحلقون رءوس الحُجَّاج إليه ولِحاهم عند القدوم، وثلاثمائة رجل وخمسمائة امرأة يغنّون ويرقصون عند بابه.
وكان بين الإسلام وبين القلعة الّتي فيها هذا الوَثن مسيرة شهرٍ، في مَفَازةٍ صَعْبَةٍ، فسار إليها السّلطان محمود في ثلاثين ألف فارس جريدةً [2] . وأنفق عليهم أموالًا لا تُحصى، فأتوا القلعةَ فوجدوها منيعةً، فسهّل الله تعالى بفتحها في ثلاثة أيّامٍ، ودخلوا هيكلِ الصّنمِ، فإذا حوله من أصناف الأصنام الذَّهب والفضة المُرصَّعة بالجواهر شيءٌ كثير [3] ، محيطون بعَرْشه، يزعمون أنّها الملائكة.
فأحرقوا الصَّنم الأعظم ووجدوا في أُذُنيه نيِّفًا وثلاثين حلْقةً، فسألهم محمود عن معنى ذلك، فقالوا: كلُّ حلْقةٍ عبادة ألف سنة [4] .
ومن مناقب محمود بن سُبُكْتِكِين ما رواه أبو النَّضر عبد الرحمن بن عبد الجبّار الفاميّ قال: لمّا وردَ التَّاهَرْتيّ الداعي من مصر على السلطان محمود يدعوه سرا إلى مذهب الباطنية، وكان يركب البغل الذي أتى به معه، وذاك البغل
__________
[1] وفيات الأعيان 5/ 177.
[2] جريدة: جماعة فرسان تخرج للغزو لا رجّالة فيها.
[3] قال ابن الجوزي: «وقيمة ذلك تزيد على عشرين ألف ألف دينار» (المنتظم 8/ 53) .
[4] وفيات الأعيان 5/ 179، وزاد فيه: «وكانوا يقولون بقدم العالم، ويزعمون أنّ هذا الصنم يعبد منذ أكثر من ثلاثين ألف سنة، وكلّما عبدوه ألف، سنة علّقوا في أذنه حلقة» .(29/71)
يتلون كل ساعة من كل لون. ووقف السلطان محمود على شر ما كان يدعو إليه، وعلى بطلان ما حثه عليه أمر بقتله وأهدى بغله إلى القاضي أبي منصور محمد ابن محمد الأزدي الشافعي شيخ هراة. وقال السّلطان: كان هذا البغْل يركبه رأس الملحدين، فلْيَرْكَبْه رأسُ الموحّدين [1] .
ولولا ما في السّلطان محمود من البِدْعة لَعُدَّ من ملوك العدْل [2] .
وذكر إمام الحَرَميْن الْجُوَينيّ [3] أنّ السّلطان محمود كان حنفيّ المذهب مولعًا بعلم الحديث، يسمع من الشيوخ ويستفسر الأحاديث، فوجدها [4] أكثرها موافقًا لمذهب الشّافعيّ، فوقع في نفسه. فجمع الفُقَهاء في مرو، وطلبَ منهم الكلام في ترجيح أحد المَذْهَبَين. فوقع الاتفاق على أن يُصَلُّوا بين يديه على مذهب الإمامين ليختار هو. فصلّى أبو بكر القفّال بطهارةٍ مُسْبِغةٍ، وشرائطَ مُعْتَبرةٍ من السُّتْرَة والقِبْلَةِ، والإتيان بالأركان والفرائض صلاةً لا يجوّز الشّافعي دونها. ثمّ صلّى صلاةً على ما يجوّز أبو حنيفة رضي الله عنه، فلبس بدْلة كلبٍ مدبوغًا قد لُطِّخ رُبْعُهُ بالنَّجاسة، وتوضّأ بنبيذ التّمر، وكان في الحرِّ، فوقع عليه البَعُوض والذُّباب، وتوضَّأ منكِّسًا، ثمّ أحرم، وكبّر بالفارسيّة: «دو برگ سَبْز» [5] ثمّ نقر نقرتين كنقرات الدِّيك من غير فصْلٍ ولا رُكُوع ولا تَشَهُّد، ثمّ ضرط في آخره من غير نية السلام، وقال: هذه صلاة أبي حنفية.
فقال: أن لم تكن هذه الصّلاة صلاة أبي حنيفة لَقَتَلْتُكَ.
قال: فأنكرتِ الحنفية أن تكون هذه صلاة أبي حنيفة فأمرَ القفّال بإحضار كتب أبي حنيفة، وأمر السّلطان بإحضار نصرانيّ كاتبا يقرأ المذهبين جميعا،
__________
[1] انظر: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 319، 320.
[2] جاء في هامش الأصل: «ث. قد عدّه الكافّة من ملوك العدل ولم يبدّعوه» .
[3] هو: عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني، إمام وقته، وشيخ الإمام الغزالي، وغيره.
المتوفى سنة 478 هـ.
و «الجوينيّ» : بضم الجيم وفتح الواو وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها. هذه النسبة إلى جوين وهي إلى ناحية كثيرة مشتملة على قرى مجتمعة يقال لها: كوبان، فعرّب وجعل جوين، وهذه الناحية متصلة بحدود بيهق، ولها قرى كثيرة متّصلة بعضها ببعض. (الأنساب 3/ 385) .
[4] في: وفيات الأعيان 5/ 180 «فوجد» .
[5] قال ابن خلّكان: «وتفسير دو برگ سبز: ورقتان خضراوان، وهو معنى قوله تعالى في سورة الرحمن مُدْهامَّتانِ 55: 64. (وفيات الأعيان 5/ 182) .(29/72)
فوُجِدت كذلك. فأعرض السّلطان عن مذهب أبي حنيفة، وتمسّك بمذهب الشّافعيّ. هكذا ذكر إمامُ الحرمين بأطول من هذه العبارة [1] .
وقال عبد الغافر بن إسماعيل الفارسيّ في ترجمة محمود السّلطان [2] : كان صادقَ النّيّة في إعلاء كلمة الله، مظفَّرًا في الغزوات [3] ، ما خَلَتْ سنةٌ من سِنِيّ مُلكه عن غزوةٍ وسَفْرةٍ. وكان ذكيا بعيد الغَوْرِ، موفَّقُ الرأي. وكان مجلسه مورد العلماء، وقبره بغَزْنَة يُدْعى عنده [4] .
وقال أبو عليّ بن البنّاء: حكى عليّ بن الحُسين العُكْبَريّ أنّه سمع أبا مسعود أحمد بن محمد البَجَليّ قال: دخل ابن فُورَك على السُّلطان محمود فقال: لا يجوز أن يوصف الله بالفَوْقيّة، لأنه يلزمك أن تَصِفَه بالتَّحْتيّة، لأن من جاز أن يكون له فوق، جاز أن يكون له تحت.
فقال السّلطان: ليس أنا وصفته حتّى تُلْزِمَني. هو وصف نفسه.
فبُهِت ابن فُورَك. فلمّا خرج من عنده مات، فيقال: انشقّت مرارته [5] .
وقال عبد الغافر [6] : قد صُنِّف في أيّام محمود وغزواته تواريخ [7] ، وحُفِظَت حركاتُه وسكناتُه وأحواله لحظةً لحظة. وكانت مستغرقة في الخيرات ومصالح
__________
[1] وفيات الأعيان 5/ 180، 181.
[2] في (المنتخب من السياق 446) .
[3] في (المنتخب) : «المظفّر في الغزوات والفتوح» .
[4] في (المنتخب) : «رجل عليّ الجدّ، ميمون الاسم، مبارك الدولة والنوبة على الرعية، ... قد صنّف في أيامه ومبادي أموره وأمور أبيه وغزواته وأسفاره تواريخ وتصانيف، وحفظت حركاته وسكناته وأيامه وأحواله لحظةً لحظة، وكانت مستغرقة في الخيرات، ومصالح الرعية ... يسّر الله له من الأسباب والأمور، والعساكر والجنود، والهيبة والحشْمة في القلوب ما لم يره أحد، قدم نيسابور قدمات، وظهرت بيمنه آثار حسنة ورسوم مرضيّة. وكان مجلسه مورد العلماء، ومقصد الأئمة والقضاة، يعرف لكل واحد حقّه، ويخاطبه بما يستحقّه، ويستدعي الأكابر والصدور والعلماء من كل فن إلى حضرة غزنة، ويبوّئهم من ظلّه وإنعامه وإكرامه المحلّ الرفيع، ويصلهم بالصّلات السّنيّة. ولست أشكّ أنه قد توسّل المتوسّلون إلى مجلسه وتقرّبوا إليه بالحديث وسمعوا الروايات» .
[5] جاء في هامش الأصل: «ث. زعم ابن حزم أن السلطان قتله» .
[6] في: المنتخب من السياق 446.
[7] عبارته في (المنتخب) : «قد صنّف في أيامه ومبادي أموره وأمور أبيه وغزواته وأسفاره تواريخ وتصانيف» .(29/73)
الرِّعية [1] . وكان متيقّظًا، ذكي القلب، بعيد الغَوْر، يسَّرَ الله له من الأسباب والجنود والهيبة والحشمة في القلوب ما لم يره أحده.
كان مجلسه مورد العلماء.
قلتُ: وقال أبو النَّضْر محمد بن عبد الجبَّار العُتْبيّ الأديب في كتاب «اليمينيّ» في سيرة هذا السّلطان: رحم الله أبا الفضل الهمداني حيث يقول في يمين الدولة وأمين الله محمود:
تعالى الله ما شاءَ ... وزاد اللهُ إيماني
أَأَفْريدون في التّاج ... أَم الإسكندر الثّاني؟
أم الرَّجْعَة قد عادت ... إلينا بسُليمان؟
أَظَلَّت شمسُ محمود ... على أنْجُمِ سامانِ
وأمسى آل بهرامٍ ... عبيدًا لابن خاقانِ
إذا مَا ركب الفِيل ... لحرب أو لِمَيدانِ [2]
رأت عيناك سُلطانًا ... على مَنْكبِ شيطانِ [3]
فمن واسطة الهند ... إلى ساحة جُرجَان
ومن قاصية السَّند ... إلى أقصى خُراسان
فيومًا رُسُل الشاه ... وبعده رُسُل الخانِ
لك السَّرجُ إذا شئت ... على كاهل كيوانِ [4] .
قلتُ: ومناقب محمود كثيرة وسيرته من أحسن السِّير. وكان مولده في سنة إحدى وستّين وثلاثمائة. ومات بغَزْنَة في سنة إحدى، وقيل: سنة اثنتين وعشرين [5] . وقام بالسّلطنة بعده ولده محمد، فأنفق الأموال، وكان منهمكًا في اللَّهو واللَّعب، فعمل عليه أخوه مسعود بإعانة الأمراء فقبض عليه، واستقرّ الملك لمسعود.
__________
[1] زاد بعدها: «وما خلت سنة من سنّي ملكه عن سفر وغزوة» .
[2] لم يذكره المؤلّف- رحمه الله- في: سير أعلام النّبلاء.
[3] لم يذكره.
[4] لم يذكره.
[5] ورّخه بها الفارقيّ في تاريخه 137.(29/74)
ثمّ جرت خُطُوب وحروب لمسعود مع بني سُلْجوق، إلي أن قُتل مسعود سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة [1] ، وتملَّك آلُ سُلْجوق، وامتدَّت أيّامُهم، وبقي منهم بقيّةٌ إلى أيّام السّلطان الملك الظَّاهر بَيْبَرس، وهم ملوك بلد الرّوم.
قال عبد الغافر [2] : تُوُفّي في جُمَادى الأولى سنة إحدى بغَزْنَة [3] .
__________
[1] ستأتي أخباره في الطبقة التالية.
[2] في: المنتخب من السياق 446.
[3] وذكر ابن أيبك الدواداريّ وفاته في سنة 426 هـ. (الدّرّة المضيّة 338) .
وقال الحسن العباسي: «وسبّ رجل لصاحب طبرستان في مجلس السلطان محمود وكان معاديه، فأمر بضربه وعقوبته، وقال: الملوك بعضهم لبعض أقارب وإن تباعدت الأسباب، وكما يسبّ في مجالسنا الملوك نسبّ في مجالسهم» . (آثار الأول 101) ، وانظر عنه حكاية أخرى. (155) .(29/75)
سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة
- حرف الألف-
50- أحمد بْن إبراهيم بْن أحمد [1] .
أبو حامد الأندلسيّ النَّيْسابوريّ.
شيخٌ، ثقة.
تُوُفْي في نصف رجب عن ثمانٍ وسبعين سنة.
روى عن: أبي عَمْرو بن مطر، وغيره.
وعنه: أبو صالح المؤذِّن [2] .
51- أحمد بن إسحاق بن جعفر بن أحمد بن أبي أحمد طلحة ابن المتوكل على الله بن المعتصم بن الرشيد [3]
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إبراهيم) في:
المنتخب من السياق 84 رقم 184.
[2] قال عبد الغافر الفارسيّ: «صحيح السماع، ثقة في الرواية. ولد سنة أربع وأربعين وثلاثمائة» .
[3] انظر عن (الخليفة القادر باللَّه العبّاسى) في:
تاريخ البيهقي 17، 42، 192، 311، 317، 327، 328، 393، والهفوات النادرة 377، وتاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) 425، وتاريخ بغداد 4/ 37، 38، وتاريخ حلب للعظيميّ 330، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 183- 187، والمنتظم 7/ 160- 165 و 8/ 60، 61 (15/ 220، 221 رقم 3173) ، والحلّة السّيراء 1/ 197، 198، والكامل في التاريخ 9/ 80 وما بعدها و 9/ 414- 417، وتاريخ الفارقيّ 132، والنبراس 127- 132، وتاريخ مختصر الدول 181، وتاريخ الزمان 84، والفخري 254، والأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 351 وج 3 ق 2/ 548، ووفيات الأعيان 2/ 175، 176 و 4/ 415 و 5/ 175، 177، 181، 261، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 196- 201، وخلاصة الذهب المسبوك 261- 263، ونهاية الأرب 23/ 217- 219، والمختصر في أخبار البشر 2/ 158، والروض المعطار 428، 474، 609، والإعلام بوفيات الأعلام 177، والعبر 3/ 148، ودول الإسلام 1/ 252، وسير أعلام النبلاء 15/ 127- 137، وتاريخ ابن الوردي 1/ 340، ومرآة الجنان(29/76)
أبو العبّاس، الخليفة القادر باللَّه أمير المؤمنين ابن الأمير أبي أحمد ابن المقتدر باللَّه الهاشميّ، العباسيّ، البغداديّ.
بويع بالخلافة عند القبض على الطّائع للَّه في حادي عشر رمضان سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة. ومولده في سنة ستٍّ وثلاثين.
وأمُّه تمني [1] مولاة عبد الواحد ابن المقتدر، كانت ديّنة خيّرة معمّرة تُوُفِّيت سنة تسع وتسعين وثلاثمائة [2] .
وكان أبيض كثّ اللَّحية طويلها، يَخْضِبُ شَيْبَه.
وكان من أهل السِّتر والصِّيانة، وإدامة التّهجُّد [3] .
تفقّه على العلّامة أبي بِشْر أحمد بن محمد الهَرَويّ الشّافعيّ، وعدَّه ابن الصّلاح في الفُقَهاء الشّافعيّة.
قال الخطيب [4] . كان من الدَّيانة وإدامة التهجُّد، وكثرة الصَّدقات على صفةٍ اشتهرت عنه. وصنَّف كتابًا في الأُصُول ذكر فيه فضل [5] الصّحابة وإكفار المعتزلة والقائلين. بخلْق القرآن.
وكان ذلك الكتاب يُقرأ كلّ جُمُعةٍ في حلْقة أصحاب الحديث بجامع المهديّ، ويحضره النّاسُ مدّة خلافته، وهي إحدى وأربعون سنة وثلاثة أشهر [6] .
__________
[3] / 41، والوافي بالوفيات 6/ 239- 241، وفوات الوفيات 1/ 58، والبداية والنهاية 12/ 31، والدرّة المضيّة 329، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 2، ومحاضرة الأبرار ومسافرة الأخبار 1/ 84، 85، والنزهة السّنّية 107، وشرح رقم الحلل 119، وتاريخ ابن خلدون 3/ 436، 447، 448، والجوهر الثمين 1/ 190، 191، ومآثر الإنافة 1/ 318- 334، والنجوم الزاهرة 4/ 160 وما بعدها، وتاريخ الخلفاء 411- 417، وشذرات الذهب 3/ 221- 223، وأخبار الدول 171 (تحقيق د. حطيط وسعد) 2/ 158، 159، وتاريخ الخميس 2/ 399، والأعلام 1/ 91.
[1] في: تاريخ بغداد 4/ 37 «يمنى» ، وفي: الكامل في التاريخ 9/ 80 «دمنة» ، وقيل: «تمنى» ، والمثبت يتفق مع: مختصر التاريخ لابن الكازروني 196، وغيره، وقد تصحّف إلى «يمن» في: خلاصة الذهب المسبوك 261.
[2] تاريخ بغداد 4/ 37.
[3] تاريخ بغداد 4/ 37.
[4] في تاريخه 4/ 37.
[5] في: تاريخ بغداد 4/ 37 «فضائل» .
[6] تاريخ بغداد 4/ 38.(29/77)
تُوُفّي ليلة الاثنين الحادي عشر من ذي الحجّة.
ودُفِن بدار الخلافة فصلّى عليه ولده الخليفة بعده القائم بأمر الله ظاهرًا، والخلْقُ وراءه، وكبَّر عليه أرْبَعًا. فلم يزل مدفونًا في الدّار حتّى نُقِل تابوته في المركب ليلًا إلى الرّصافة، ودُفِن بعدها بعد عشرة أشهر [1] .
وعاش سبْعًا وثمانين سنة إلّا شهرًا وثمانين أيّام، رحمه الله.
52- أحمد بن الحسين بن الفضل الهاشميّ [2] .
أبو الفضل بن دودان.
بغداديّ، سمع: ابنَ خلّاد الضّبّي.
وكتب الكثير بخطّه [3] .
قال الخطيب [4] : لم يزل يسمع معنا ويكتب إلى حين وفاته. كتب عنه، وكان صدوقًا [5] .
وُلِد سنة سبْعٍ وأربعين وثلاثمائة.
53- أحمد بن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ هارون [6] .
أبو الحسين الأصبهاني الفقيه الواعِظ، المعروف بابن رَرَا [7] . والد أبي الخير إمام جامع أصبهان.
روى عن: أبي القاسم الطّبرانيّ.
وكان غاليا في الاعتزال.
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
__________
[1] تاريخ بغداد 4/ 38.
[2] انظر عن (أحمد بن الحسين بن الفضل) في:
تاريخ بغداد 4/ 109، 110 رقم 1768 وقد ساق نسبه مطوّلا.
[3] في: تاريخ بغداد: «كتب المصنّفات الطوال، والكتب الكبار، من كل نوع بخطه» .
[4] في تاريخه.
[5] زاد الخطيب: «مع خلوّه من المعرفة والبصر بالعلم» .
[6] لم أقف على مصدر ترجمته، وذكر المؤلّف- رحمه الله- ابنه.
[7] ررا: براءين مهملتين قيّده المؤلّف- رحمه الله- في: المشتبه في أسماء الرجال 1/ 312، وهو: أبو الخير محمد بن أحمد بن ررا.(29/78)
54- أحمد بن محمد بن إبراهيم [1] .
أبو عليّ الأصبهاني الصّيدلانيّ.
سمع من الطَّبْرانيّ «مُسنَد الثَّوريّ» ، جمعه.
وعنه: سعد بن محمد النّعّال، ومحمد بن إبراهيم العطّار.
55- أحمد بن محمد بن عبد الله بن إسحاق بن ماجه [2] .
أبو عبد الله الأصبهاني، الزاهد، الساماني.
روى عن: أبي أحمد العسال، وجماعة.
وتُوُفّي في جُمَادى الآخرة.
ومن شيوخه: أبو إسحاق بن حمزة، والطبراني، وأحمد بن بُنْدار، وخلق كثير.
وله رحلة.
وكان زاهدًا.
قُرئ عليه ما لم يسمعه، فلم ينتبه لذلك.
روى عنه: عبد الرحمن بن منده، وأخوه.
56- إبراهيم بن عليّ بن زقازق [3] .
أبو إسحاق الصَّيْرفيّ المصريّ.
تُوُفّي في ربيع الآخر.
- حرف الحاء-
57- الحسن بن أحمد بن السّلّال [4] .
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
[4] انظر عن (الحسن بن أحمد) في:
طبقات الحنابلة 2/ 181 رقم 645 وفيه: «الحسين» . وقد ذكر ابن السمعاني أحد أحفاده في (الأنساب 7/ 206) وقال: «السّلّال» : بفتح السين المهملة، وتشديد اللام ألف، وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى عمل السّلّة وبيعها، وهو شيء يعمل من الحلفاء والخصوص، ولعلّ بعض أجداد المنتسب إليه كان يعملها.(29/79)
الحنبليّ، المؤدّب.
يروي عن: عبد الباقي [1] بن قانع.
58- الحسين بن الضَّحّاك [2] .
أبو عبد الله الطِّيبيّ [3] الأنماطيّ.
روى عن: أبي بكر الشّافعيّ.
وكان ثقة.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو القاسم بن أبي العلاء الفقيه.
59- الحسين بن محمد بن جعفر [4] .
أبو عبد الله البغداديّ الشّاعر. ويُعْرف بالخالع [5] .
حدّث عن: أحمد بن خُزَيْمَة، وأحمد بن كامل، وأبي عُمَر الزّاهد.
وعنه: الخطيب [6] ، وغيره.
قال أبو الفتح محمد بن أحمد المصريّ الصّواف: لم أكتب ببغداد عمّن أطلق فيه الكَذِب غير أربعة، أحدهم أبو عبد الله الخالع [7] .
__________
[1] في طبقات الحنابلة: «عبد الله» .
[2] انظر عن (الحسين بن الضحّاك) في:
تاريخ بغداد 8/ 55 رقم 4121، والإكمال 5/ 258، والأنساب 8/ 289.
[3] الطّيبيّ: بالطاء المكسورة والياء الساكنة المنقوطة من تحتها بنقطتين، والباء المنقوطة من تحتها بنقطة. هذه النسبة إلى «طيب» ، وهي بلدة بين واسط وكور الأهواز، مشهورة. (الأنساب) .
[4] انظر عن (الحسين بن محمد بن جعفر) في:
تاريخ بغداد 8/ 105، 106 رقم 4222، والمنتظم 8/ 51 رقم 74 (15/ 210 رقم 3168) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 217 رقم 912، وميزان الاعتدال 1/ 547 رقم 2048، والمغني في الضعفاء 1/ 175 رقم 1568، والبداية والنهاية 12/ 29، ولسان الميزان 2/ 310، 311 رقم 1274.
[5] في: البداية والنهاية: «الخليع» .
[6] وقال: كتبت عنه. (تاريخ بغداد 8/ 105) .
[7] وقال الخطيب: «سمعت أبا بكر أحمد بن محمد الغزّال ذكر الحسين بن محمد الخالع فحكى عنه أنه قال: سمعت كتب أبي بكر بن أبي الدنيا المصنّفة من أبي بكر الشافعيّ، عنه. وحكى لي عنه أيضا أنه قال: سمعت من محمد بن علي بن سهل الإمام كتاب الموطّأ، وحدّثنا به عن أحمد بن ملاعب، عن يحيى بن بكير، عن مالك. قال الغزّال: فذكرت ذلك لأبي الفتح بن أبي الفوارس، فتعجّب وقال: قد سمعت من ابن سهل الإمام عظم ما كان عنده، وما لقيت(29/80)
مات في شعبان، وقد قارب التّسعين [1] .
60- حَمْد بن محمد بن أحمد بن سلامة [2] .
أبو شُكْر الأصبهاني.
- حرف السين-
61- سعيد بن عُبَيْد الله بن أحمد بن محمد بن فُطَيْس [3] .
أبو عثمان القُرَشيّ الورّاق.
حدث عن: أبيه، ومحمد بن العباس بن كَوْذَك، وأبي عمر بن فَضَالة روى عنه: عبد العزيز الكتّانيّ، ومحمد بن عليّ الحدّاد، وجماعة.
ولم يكن الحديث من صنعته.
62- سليمان بن رستم [4] .
إمام الجامع بمصر.
ورّخه الحبّال، وقال: كان عنده الكثير.
- حرف الطّاء-
63- طلْحة بن عليّ بن الصّقر البغداديّ الكتّانيّ [5] .
أبو القاسم.
__________
[ () ] أحدا سمع من أحمد بن ملاعب- أو كما قال- رأيت بخط الخالع جزءا ذكر أنه سمعه من أبي بكر الشافعيّ وفيه أحاديث عن الشافعيّ، عن أبوي العباس: ثعلب والمبرّد، وعن الحسين ابن فهم، وعن يموت بن المزرّع، ولا تعلم أن الشافعيّ روى عن واحد من هؤلاء شيئا» .
[1] وكان يذكر أنه ولد في يوم السبت مستهل جمادى الأولى من سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة.
(تاريخ بغداد 8/ 106) .
وقد ذكر ابن الجوزي وفاته في سنة 421 هـ. (المنتظم 8/ 51 و 15/ 210) .
[2] لم أقف على مصدر لترجمته.
[3] انظر عن (سعيد بن عبيد الله) في:
لسان الميزان 3/ 37، 38 رقم 134.
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (طلحة بن علي) في:
تاريخ بغداد 9/ 352، 353، رقم 4912، والأنساب 10/ 354، والمنتظم 8/ 61 رقم 81 (15/ 221 رقم 3175) ، والعبر 3/ 148، وسير أعلام النبلاء 17/ 479- 481 رقم 317، وشذرات الذهب 3/ 223.(29/81)
سمع: أحمد بن عثمان الأدَميّ، وأبا بكر النّجاد، ودعْلَج بن أحمد، ومحمد بن عبد الله بن إبراهيم الشّافعيّ، وجماعة.
روى عنه: أبو بكر الخطيب [1] ، وقال: كان ثقة صالحًا [2] ، وأبو بكر البَيْهَقيّ، وأبو القاسم عليّ بن أبي العلاء المَصِّيصيّ، وخلْق آخرهم وفاة أبو القاسم بن بيان الرّزّاز [3] .
ومات في ذي القعدة وله ستٌّ وثمانون سنة [4] .
- حرف العين-
64- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن أحمد بْن ميلَة الأصبهاني [5] .
أخو الفقيه عليّ بن ماشَاذَه. أبو محمد.
تُوُفّي في المحرَّم.
حدَّث عن: الطَّبْرانيّ.
وعنه: سعيد بن محمد المَعْدانيّ [6] .
65- عبد الرحمن بن أحمد بن سعيد بن محمد بن بِشر بن غِرْسِيَّة [7] .
أبو المطِّرف القُرْطُبيّ، قاضي الجماعة ابن الحصّار، مولى بني فُطَيْس.
روى عن: أبيه.
__________
[1] في تاريخه 9/ 353.
[2] وزاد: «ستيرا ديّنا» .
[3] هو: عليّ بْن أحمد بن محمد بْن بَيَان الرزّاز المتوفّى سنة 510 هـ. و «الرّزّاز» : بفتح الراء وتشديد الزاي المفتوحة والألف بين الزايين المعجمتين. نسبة إلى الرزّ وهو الأرز. (الأنساب 6/ 105) .
[4] وقال الخطيب: «وحدّثت أنّ مولده كان في سنة ست وثلاثين وثلاثمائة» .
[5] لم أقف على مصدر ترجمته، وقد تقدّمت ترجمة أخيه «علي بن ماشاذة» في سنة 414 هـ. من رجال الطبقة الماضية.
[6] المعدانيّ: بفتح الميم، وسكون العين المهملة، وفتح الدال المهملة، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى معدان، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه. (الأنساب 11/ 393) .
[7] انظر عن (عبد الرحمن بن أحمد) في:
جذوة المقتبس للحميدي 270 رقم 588، والصلة لابن بشكوال 2/ 326- 328 رقم 698، وترتيب المدارك 4/ 736، وبغية الملتمس 359 رقم 993، والعبر 3/ 148، 149، وسير أعلام النبلاء 17/ 473- 475 رقم 312، والديباج المهذب 1/ 475، 476، وشذرات الذهب 3/ 223، وشجرة النور الزكية 1/ 113.(29/82)
وصَحِب أبا عمر الإشبيليّ وتفقّه به.
وأخذ أيضًا عن: أبي محمد الأصيليّ.
وكان من أهل العلم والتّفنّن والذّكاء. ولّاه عليّ بن محمود القضاء في صدر سنة سبع وأربعمائة، فسار بأحسن سيرة. فلمّا توفّى عليّ وولي الخلافة أخوه القاسم أقرّه أيضا على القضاء، مضافا إلى الخطابة إلى سنة تسع عشرة، فعزله المعتمد بسعايات ومطالبات [1] .
روى عنه: أبو عبد الله بن عتّاب، وقال: كان لا يفتح على نفسِهِ بابَ رواية ولا مدارسة [2] . وصَحِبته عشرين سنة. وذهَب في أوّل أمره إلى التّكلُّم على «الموطّأ» ، وقراءته في أربعة أَنْفُس [3] . فلمّا عُرِف ذلك أتاه جماعة ليسمعوا فامتنع. وكنّا نجتمع عنده مع شيوخ الفتوى، فيشاوَر في المسألة، فيخالفونه [4] فيها، فلا يزال يُحاجّهم ويستظهر عليهم بالرّوايات والكُتُب حتّى ينصرفوا ويقولوا بقوله [5] .
قال ابن بَشْكُوال [6] : سمعت أبا محمد بن عتّاب: نا أبي مِرارًا قال: كنت أرى القاضي ابن بِشر في المنام [7] في هيئته [8] وهو مقبل من داره، فأسلّم عليه، وأدري أنه ميت، وأسأله عن حاله وعمّا صار إليه، فكان يقول لي: إلى خير ويُسْر بعد شدّة [9] .
فكنت أقول له: وما تذكر من فضل العلم؟
فكان يقول لي: ليس هذا العلم، ليس هذا العلم. يشير إلى علم الرّأي،
__________
[1] الصلة 2/ 326، 327.
[2] وزاد: «لا قبل القضاء ولا بعده» . (الصلة) .
[3] العبارة في (الصلة) : «وقرأته في أربعة نفر أنا أحدهم» .
[4] في (الصلة) : «فيختلفون» .
[5] الصلة 2/ 327.
[6] في (الصلة 2/ 327) .
[7] زاد بعدها: «بعد موته» .
[8] زاد بعدها: «التي كنت أعهده فيها» .
[9] في (الصلة 2/ 327) : «إلى خير. ويشير بيده بعد شدّة» ، والعبارة مضطربة، والمثبت أعلاه هو الأقرب.(29/83)
ويذهب إلى أنّ الّذي انتفع به من ذلك ما كان عنده من علم كتاب الله، وحديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
تُوُفيّ يوم نصف شعبان، ولم يأتِ بعده قاض مثله [1] .
وولد سنة أربع وثلاثمائة.
قال أبو محمد بن حزم في آخر كتاب «الإجماع» : ما لقيتُ أشدّ إنصافًا في المناظرة منه، ولقد كان من أعلم مَن لقيت بمذهب مالك، مع قُوتّه في علم اللُّغة والنَّحو ودقَّة فَهْمِه، رحمه الله [2] .
66- عبد الرحمن بن أحمد [3] .
أبو سعيد السّرخسيّ [4] .
__________
[1] وقال ابن بشكوال: «وقرأت بخط أبي القاسم عبد لعزيز بن محمد بن عتّاب قال: كان أبي يحلّه من الفقه بمحلّ كبير، ومن علم الشروط والوثائق بمنزلة عالية، ومرتبة سامية، ويصفه بالعلم البارع والفضل والدين واليقظة والذكاء والتفنّن في العلوم، ويرفع به ترفيعا عظيما، ويذهب به كل مذهب، ويقول: إنه آخر القضاة والجلّة من العلماء» . (الصلة 2/ 326) .
وقال أيضا: «دفن بمقبرة ابن عباس، وشهده الخليفة هشام بن محمد شانئه كالشامت بتقديمه إيّاه، يبدو السرور في وجهه، وقلّ متاعه بالحياة بعده، وصلّى عليه القاضي يونس بن عبد الله، وكان الجمع في جنازته كثيرا، والحزن لفقده شديدا. وكانت علّته من قرحة طلعت بين كتفيه قضى نحبه منها، فلم يأت بعده مثله في الكمال لمعاني القضاء» . (الصلة 2/ 328) .
[2] وقال الحميدي: «فقيه عالم أديب، ذكره أبو محمد علي بن أحمد وأثنى عليه. وهو الّذي خاطبه أبو محمد بالقصيدة البائية التي يفخر فيها بنفسه وعلومه، وفيها:
ولو أنني خاطبت في الناس جاهلا ... لقيل دعا ولا يقوم لها صلب
ولكنني خاطبت أعلم من مشى ... ومن كل علم فهو فيه لنا حسب
وناهيك بمثل هذا الوصف فيه من مثل أبي محمد» . (جذوة المقتبس 270) وقال القاضي عياض: «وكان أبو المطرّف هذا من أجلّ علماء وقته علما وعقلا وفقها، وسمتا وعفّة وهديا ... قال ابن حيّان: لم يكن في وقته بقرطبة مثله حفظا للفقه، وحذقا بالحكم، وبصرا بالشروط، ومشاركة في الأدب، مع العفّة والصيانة، وبعد الهمّة. وكان شديد التعسّف على الفقهاء والتقويم لميلهم. فلما ولي المعتمد اجتمعوا عليه وطلبوه حتى عزله. وولّى مسرّة ابن الصّفّار، وعهد إليه بالتزام داره، وسدّ بابه، فأدركه خمول كثير ثم أبيح له الخروج، فمات بقرب ذلك. وقال ابن حيّان في موضع آخر: كان علما فطنا. وكان من الفقه والعلم بالشروط بمحلّ كبير. أخذ عن أبيه، وبه تفقّه أبو عبد الله بن عتّاب، ركب بين يديه، وكان يفخر ابن عتاب بذلك ويثنى عليه» . (ترتيب المدارك 4/ 736) .
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
[4] السّرخسيّ: هذه النسبة إلى بلدة قديمة من بلاد خراسان يقال لها: سرخس، وسرخس، وهو(29/84)
سمع: محمد بن إسحاق القُرشيّ صاحب عثمان بن سعيد الدّارميّ.
روى عنه: أبو إسماعيل الأنصاريّ.
67- عَبْد الوهاب بْنُ عَلِيَّ بْنُ نصر بْنُ أَحْمَد [1] .
القاضي أبو محمد البغداديّ المالكيّ الفقيه.
سمع: الحسين بن محمد بن عُبَيْد العسْكريّ، وعمر بن سَبَنْك [2] ، وأبا حفص بن شاهين. وكان شيخ المالكيّة في عصره وعالمهم.
قال الخطيب [3] : كتبت عنه وكان ثقة، لم ألقَ من المالكيّين أفقه منه [4] ، ولي القضاء ببادَرَايا [5] ونحوها [6] . وخرج في آخر عمره إلى مصر، فمات بها في شعبان [7] .
__________
[ () ] اسم رجل من الذّعّار في زمن كيكاوس، سكن هذا الموضع وعمره وأتمّ بناءه ومدينته ذو القرنين. (الأنساب 7/ 69) .
[1] انظر عن (عبد الوهاب بن علي) في:
تاريخ بغداد 11/ 31، 32 رقم 5703، وطبقات الفقهاء للشيرازي 168، والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة، ق 4 ج 2/ 515- 529، وترتيب المدارك 4/ 691- 695، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 10/ 305 أ- 306 أ، و (مخطوطة التيمورية) 25/ 193، 194، وتبيين كذب المفتري 249، 250، والمنتظم 8/ 61، 62 رقم 82 (15/ 221 رقم 3176) ، والكامل في التاريخ 9/ 422، ووفيات الأعيان 3/ 219- 222 رقم 400، ومختصر تاريخ دمشق 15/ 283 رقم 279، والعبر 3/ 149، والإعلام بوفيات الأعلام 177، وسير أعلام النبلاء 17/ 429- 432 رقم 287، وفوات الوفيات 2/ 419- 421، ومرآة الجنان 3/ 41، 42، والبداية والنهاية 12/ 32، 33، والمرقبة العليا فيمن يستحق القضاء والفتيا للنباهي 400، والديباج المذهب 2/ 26- 29، والوفيات لابن قنفذ 233، 234، وبدائع الزهور لابن إياس ج 1 ق 1/ 213، وهدية العارفين 1/ 637، وديوان الإسلام لابن الغزّى 3/ 282، 283 رقم 1435، وشجرة النور الزكية 1/ 103، 104 رقم 266، وإيضاح المكنون 2/ 134، والأعلام 4/ 184، ومعجم المؤلفين 6/ 226، ومدرسة الحديث في القيروان 2/ 964.
[2] سبنك: بفتح السين المهملة والباء الموحّدة المفتوحة والنون الساكنة. (تبصير المنتبه 2/ 674) .
[3] في تاريخه.
[4] وزاد: «وكان حسن النظر، جيّد العبارة» .
[5] بادرايا: ياء بين الألفين، طسّوج بالنهروان، وهي بليدة بقرب باكسايا بين البندنيجين ونواحي واسط، منها يكون التمر القسب اليابس الغاية في الجودة واليبس، ويقال: إنها أول قرية جمع منها الحطب لنار إبراهيم، عليه السلام. (معجم البلدان 1/ 316، 317) .
[6] في: تاريخ بغداد: بادرايا وباكسايا. (ضم الكاف، وبين الألفين ياء) انظر عنها في: معجم البلدان 1/ 327) .
[7] كان قدومه إلى دمشق في سنة 419 وخرج في جمادى الأولى من سنة عشرين وأربعمائة.(29/85)
وقال القاضي ابن خَلِّكان [1] : هو عبد الوهّاب بن عليّ بن نصر بن أحمد ابن الحسين بن هارون ابن الأمير مالك بن طَوْق التَّغلبيّ، من أولاد صاحب الرَّحْبَة [2] . كان شيخ المالكيَّة. صنَّف كتاب «التّلقين» ، وهو مع صِغَره من خيار الكُتُب. وله كتاب «المعونة» [3] و «شرح الرِّسالة» ، وغير ذلك.
وقد اجتاز بالمَعَرَّة، فأضافه أبو العلاء بن سليمان المَعَرِيّ، وفيه يقول:
والمالكيُّ ابنُ نصْر زارَ في سَفَرٍ ... بلادَنا فحمدْنا النَّأْيَ والسَّفَرا
إذا تفقَّه أحيا [4] مالِكًا جَدَلًا ... وينشر الملك الضِّلّيل إن شعرا [5]
وقال أبو إسحاق في «الطّبقات» [6] : أدركته وسمعت كلامه في النَّظر. وكان قد رأى أبا بكر الأبْهَريّ، إلْا أنّه لم يسمع منه. وكان فقيهًا متأدِّبًا شاعرًا، وله كُتُبٌ، كثيرةٌ في كلّ فنٍّ من الفقه. وخرج في آخر عمره إلى مصر، وحصل له هناك حالٌ من الدّنيا بالمَغَارِبَة.
وله في خروجه من بغداد:
سلامٌ على بغدادَ في كلِّ موطِنٍ ... وحقّ لها منّي سلام مضاعف
فو الله ما فارقتها عن قِلى [7] لها [8] ... وإنّي بشَطَّيْ جانبيها لعَارِفُ
__________
[ () ] (تاريخ دمشق 10/ 306 أ، مختصر تاريخ دمشق 15/ 283) .
[1] في: وفيات الأعيان 3/ 219.
[2] زاد بعدها: «كان فقيها أديبا شاعرا» .
[3] في الأصل: «وله كتاب المعرفة في شرح الرسالة» ، وهو وهم، والصواب ما أثبتناه، فقد فصل القاضي عياض، وابن خلكان، وغير هما الكتابين، فقال القاضي عياض: «كتاب المعونة لدرس مذهب عالم المدينة» . (ترتيب المدارك 4/ 692) وذكر كتاب (شرح الرسالة) لوحده، ومثله ابن خلكان في (وفيات الأعيان 3/ 219) . وقد وقع في: مرآة الجنان 3/ 41: «كتاب المعرفة» ، وهو تصحيف، ومع ذلك فصل بينه وبين «شرح الرسالة» .
[4] في شروح سقط الزند: «أعيا» .
[5] البيتان في: شرح سقط الزند 1740، والذخيرة ق 4 ج 2/ 518، وفوات الوفيات 2/ 420، وسير أعلام النبلاء 17/ 430، 431.
والملك الضّليل: هو امرؤ القيس بن حجر الكندي، سمّي بذلك لأنه أضلّ ملك أبيه.
[6] طبقات الفقهاء للشيرازي 168، 169.
[7] في: البداية والنهاية: «عن ملالة» ، وفي الأصل: «قلا» .
[8] في: ترتيب المدارك: «لعمرك ما فارقتها عن ملالة» .(29/86)
ولكنّها ضاقتْ عليّ بأسْرِها [1] ... ولم تكنِ الأرزاقُ فيها تُساعفُ
وكانت كخِلٍّ كنتُ أهوى دُنُوَّه ... وأخلاقُهُ تَنْأى به وتخالِفُ [2] [3]
قلت: وله:
ونائمةٍ قبَّلتُها فتَنَبَّهَتْ ... وقالتْ: تعالَوْا فاطْلُبوا اللِّصَّ بالحدِّ
فقلت لها: إنّي لثمتُك [4] غاصبٌ [5] ... وما حكموا في غاصب بسِوى الرّدِّ
خُذيها وفُكِّي [6] عن أثيمٍ ظُلامةً [7] ... وإن أنتِ لم تَرْضَيْ فألفًا من [8] العدِّ
فقالت: قِصاصٌ يشهدُ العقلُ أنّهُ ... على كَبِدِ الجاني ألذُّ من [9] الشَّهْدِ
وكانت [10] يميني وهي [11] هِميان خصْرها [12] ... وباتت [13] يساري وهي [14] واسطةُ العِقْدِ
وقالت: ألم أُخْبِرْ [15] بأنّك زاهِدٌ؟ ... فقلت: بلى [16] ، ما زلت أزهد في الزّهد [17]
__________
[1] في: ترتيب المدارك: «برجها» .
[2] في: ترتيب المدارك: «وتجانف» .
[3] الأبيات في: طبقات الفقهاء 169، وترتيب المدارك 4/ 693، وتاريخ دمشق 10/ 1306، ومختصر تاريخ دمشق 15/ 283، وتبيين كذب المفتري 250، والمنتظم 8/ 61 (15/ 221) ، ووفيات الأعيان 3/ 220، والبداية والنهاية 12/ 32، وفوات الوفيات 2/ 420، ومرآة الجنان 3/ 42.
[4] هكذا في الأصل. وفي: الذخيرة، ووفيات الأعيان، وسير أعلام النبلاء، وفوات الوفيات، ومرآة الجنان، والبداية والنهاية، وبدائع الزهور: «فديتك» .
[5] في الأصل: «غاصبا» ، والتصحيح من مصادر التخريج.
[6] هكذا في الأصل، وفي المصادر: «وكفّي» ، وفي (الذخيرة) : «وخطّي» .
[7] في البداية والنهاية: «طلابة» وهو غلط.
[8] في المصادر: «على» بدل «من» .
[9] تصحّف في: مرآة الجنان: «الجاني الدين» .
[10] هكذا في الأصل. وفي: سير أعلام النبلاء: «وبانت» ، وفي فوات الوفيات، ووفيات الأعيان، والبداية والنهاية: «فباتت» .
[11] في الذخيرة: «رهن» .
[12] في الأصل: «بخصرها» ، والتصويب من مصادر التخريج.
[13] في: سير أعلام النبلاء: «وبانت» ، والمثبت أعلاه يتفق مع بقيّة مصادر التخريج.
[14] في الذخيرة: «رهف» .
[15] في البداية والنهاية: «تخبر» .
[16] هكذا في الأصل، والذخيرة، وسير أعلام النبلاء، ووفيات الأعيان. أما في: فوات الوفيات:
«فقلت لها» .
[17] الأبيات في: الذخيرة ق 4 ج 2/ 518، ووفيات الأعيان 3/ 220، 221، وسير أعلام النبلاء(29/87)
وذكره القاضي عياض فقال [1] : ولي قضاء الدّينَوَر وغيرها. وقد رأى أبا بكر الأبْهَريّ، وتفقّه على كبار أصحابه ابن القصّار، وابن الجلْاب. ودرس علم الكلام والأصول على القاضي أبي بكر بن الباقِلانيّ. وصنَّف في المذهب والأصول تواليف كثيرة، وشرح «المدوّنة» [2] وكتاب «الأدلّة في مسائل الخلاف» ، وكتاب «النُّصْرة لمذهب مالك» [3] ، وكتاب «عيون المسائل» .
وخرج من بغداد لإملاقٍ أصابه [4] .
وقيل: إنّه قال في الشّافعيّ شيئًا، فخاف على نفسه فخرج.
حدَّثني بكتاب «التّلقين له أبو عليّ الصَّدَفيّ، ثنا مهديّ بن يوسف الورّاق، عنه.
قلتُ: وكان مولده في سنة اثنتين وستّين وثلاثمائة [5] .
وأخوه.
__________
[ () ] 17/ 431، وفوات الوفيات 2/ 420، 421، والبداية والنهاية 12/ 33، وشذرات الذهب 3/ 224، ووردت الأبيات الأربعة الأولى في: مرآة الجنان 3/ 42، والبيتان الأولان فقط في:
بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 214.
[1] ترتيب المدارك 4/ 692.
[2] وقال: لم يتم.
[3] في ترتيب المدارك: «النصرة لمذهب إمام دار الهجرة» .
[4] قال ابن بسّام: «نبت به بغداد كعادة البلاد بذوي فضلها، وعلى حكم الأيام في محسني أهلها، فخلع أهلها، وودّع ماءها وظلّها، وحدثت أنه شيّعه يوم فصل عنها من أكابرها وأصحاب محابرها جملة موفورة وطوائف كثيرة، وأنه قال لهم: لو وجدت بين ظهرانيكم رغيفين كل غداة وعشيّة، ما عدلت ببلدكم بلوغ أمنية» . (الذخيرة ق 4 ج 2/ 526) .
وقال: «ثم توجّه إلى مصر فحمل لواءها، وملأ أرضها وسماءها، واستتبع سادتها وكبراءها، وتناهت إليه الغرائب، وانثالت في يديه الرغائب، فمات لأول ما وصلها من أكلة اشتهاها فأكلها» وزعموا أنه قال وهو يتقلّب، ونفسه يتصعّد ويتصوّب: «لا إله إلّا الله، إذا عشنا متنا» .
[5] انظر له مقطّعات وأبياتا في: الذخيرة، ووفيات الأعيان، وغيره، ومن شعره:
يزرع وردا ناضرا ناظري ... في وجنة كالقمر الطالع
فلم منعتم شفتي قطفها ... والحلّ أنّ الزّرع للزارع
وقوله في الغزل:
وتفّاحة من كفّ ظبي أخذتها ... جناها من الغصن الّذي مثل قدّه
لها لعس خدّيه وطيب نسيمه ... وطعم ثناياه وحمرة خدّه
(بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 213 و 214) .(29/88)
- أبو الحسن محمد [1] .
كان أديبًا شاعرًا، تُوُفّي بواسط سنة سبع وثلاثين وأربعمائة [2] .
وتوفّي أبوهما سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة. قاله ابن خَلِّكان [3] 68- علي بن أحمد الْجُرجَانيّ الزّاهد [4] .
عُرِف بابن عَرَفَة.
يروي عن: ابن عَدِيّ، والإسماعيليّ.
69- عليّ بن محمد بن محمد بن أحمد بن عثمان [5] .
أبو الحسن البغدادي الطِّرازي [6] الحنبليّ [7] الأديب.
وسمع ابنه هذا من: الأصمّ، وأبي حامد أحمد بْن علي بْن حَسْنَوية المقرئ، وأبي بكر محمد بن المؤمّل، وأبي عِمْرو بن مطر، وجماعة.
روى عنه: أبو بكر الخطيب [8] ، وأبو سعد علي بن عبد الله بن أبي صادق الحِيريّ، وصاعد بن سَيّار الهَرَويّ، وآخرون.
وهو آخر من حدّث عن الأصمّ في الدّنيا.
تُوُفّي في الرابع والعشرين من ذي الحجّة.
70- علي بن يحيى بن جعفر بن عبد كويه [9] .
__________
[1] هو: أبو الحسن محمد بن علي. انظر عنه في:
وفيات الأعيان 3/ 222 رقم (104) ، وسير أعلام النبلاء 17/ 432 (في آخر ترجمة أخيه «عبد الوهاب» ، والديباج المذهب 2/ 29، وشذرات الذهب 3/ 225.
[2] وقع في: الديباج المذهب أنه توفي سنة 430 هـ.
[3] في: وفيات الأعيان 3/ 222 رقم (105) .
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (علي بن محمد بن محمد) في:
الأنساب 8/ 225، (دون ترجمة) ، والعبر 3/ 150، والإعلام بوفيات الأعلام 177، وسير أعلام النبلاء 17/ 409، رقم 269، وشذرات الذهب 3/ 225.
[6] الطّرازيّ: بكسر الطاء المهملة، وفتح الراء، وفي آخرها الزاي بعد الألف. هذه النسبة إلى من يعمل الثياب المطرّزة، أو يستعملها. (الأنساب 8/ 224) .
[7] لم يذكره ابن أبي يعلى في: (طبقات الحنابلة) .
[8] ولم يذكره في تاريخه.
[9] انظر عن (علي بن يحيى) في:(29/89)
أبو الحسن الأصبهاني. إمام جامع أصبهان.
سمع: محمد بن أحمد بن الحسن الكِسائيّ، وأحمد بن بُنْدَار الشعار، وَعَبُدَ الله بْنُ الْحَسَنُ بْنُ بندار السَّدُوسيّ [1] ، وأحمد بن إبراهيم بن يوسف، وسليمان الطّبرانيّ، وابن حمزة، وجماعة بأصبهان.
والفارق الخطّابي، ومحمد بن إسحاق بن إبراهيم الأهوازيّ، وأحمد بن القاسم بن الرّيّان بالبصرة.
وإبراهيم بن محمد الدَّيْبُليّ [2] بمكّة.
وأملى [3] عدّة مجالس وقع لنا منها [4] .
روى عنه: أبو بكر الخطيب [5] ، ومحمد بن عبد الجبار الفِرْسانيّ [6] ، ورَوْح ابن محمد الدّارانيّ الصُّوفيّ، وفضلان بن عثمان القَيْسيّ، وآخرون.
توفّي في المحرّم [7] .
__________
[ () ] العبر 3/ 150، والإعلام بوفيات الأعلام 177، وسير أعلام النبلاء 17/ 478، 479 رقم 316، وشذرات الذهب 3/ 225، وتاريخ التراث العربيّ، المجلد الأول، الجزء الأول 472 رقم 320.
[1] السّدوسيّ: بضم الدال المهملة والواو بين السينين المهملتين أولاهما مفتوحة. هذه النسبة إلى جماعة قبائل، منها: سدوس بن شيبان وهو في ربيعة، وهو سدوس بن ذهل. وقال ابن حبيب:
في تميم سدوس بن دارم بن مالك بن حنظلة. منها: بشير بن معبد بن الخصاصية السدوسي سدوس شيبان بن بكر بن وائل من الصحابة المهاجرين. (الأنساب 7/ 57) .
[2] الدّيبليّ: بفتح الدال المهملة وسكون الياء المعجمة بنقطتين من تحتها وضم الباء المنقوطة بواحدة. هذه النسبة إلى ديبل، وهي بلدة من بلاد ساحل البحر من بلاد الهند قريبة من السند، ويجتمع المياه العذبة من مولتان ولوهور والسند وكشمير بديبل ومن ثم تنصبّ إلى البحر الكبير. (الأنساب 5/ 393) .
[3] في الأصل: «أملا» .
[4] منها مجلس ضمن مجموع في الحديث بالمكتبة الظاهرية، رقم 66 (انظر: تاريخ التراث العربيّ 1/ 472) .
[5] ولم يذكره في تاريخه.
[6] الفرسانيّ: بكسر الفاء أو ضمّها، والله أعلم، وسكون الراء المهملة وبعدها السين المهملة وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى فرسان وهي قرية من قرى أصبهان. قال ابن السمعاني: وكنت أظنّ أنها بضمّ الفاء إلى أن رأيت بخط الأمير ابن ماكولا: بكسر الفاء. (الأنساب 9/ 270) وانظر: الإكمال لابن ماكولا 7/ 84.
[7] قال فؤاد سزكين في (تاريخ التراث العربيّ، مجلّد 1 ج 1/ 472) : «وكان يعيش حتى حوالي سنة 420 هـ» .(29/90)
- حرف الميم-
71- محمد بن عُبَيْد الله بن محمد بن عُبَيْد الله بن جعفر بن خرْجُوش [1] .
أبو الفَرَج الشِّيرازيّ الخرْجوشيّ [2] .
حدَّث ببغداد ودمشق عن: أبيه، والحسن بن سعيد المّطّوعيّ المقرئ، ومحمد بن خفيف الزاهد، والطيب بن علي التميمي، وجماعة.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وقال [3] : كتبنا عنه بانتقاء ابن أبي الفوارس، وكان صالحًا فاضلًا، ثقة أديبًا [4] .
تُوُفيَ ببغداد فِي آخر العام.
وروى عنه: عليّ بن محمد بن شجاع، وعبد العزيز الكتّانيّ، وأبو إسحاق الشّيرازيّ الفقيه، وأبو سعْد السّمّان.
حدَّثه المّطّوعيّ عن: أبي مسلم الكّجّي، وأبي عبد الرحمن النّسائي.
72- محمد بن علي بن مخلد الوراق [5] .
أبو الحسين.
بغدادي صدوق.
روى قليلا عن: أبي بكر القطيعيّ، وغيره.
وعنه: الخطيب [6] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبيد الله) في:
تاريخ بغداد 2/ 336، 33 رقم 839، والأنساب 5/ 79، 80، والأنساب المتّفقة لابن القيسراني 48، ومعجم البلدان 2/ 258، ومختصر تاريخ دمشق 23/ 38 رقم 63.
[2] الخرجوشى: بفتح الخاء وسكون الراء وضم الجيم وفي آخرها الشين المعجمة. هذه النسبة إلى خرجوش. وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه. (الأنساب 5/ 79) .
[3] في تاريخه 2/ 336.
[4] في: تاريخ بغداد: «وكان شيخا صالحا ديّنا فاضلا ثقة» .
[5] انظر عن (محمد بن علي بن مخلد) في:
تاريخ بغداد 3/ 94، 95 رقم 1092.
[6] وهو قال: «وكان صدوقا كثير الكتاب، ولم يحدّث إلّا بشيء يسير، كتبت عنه. وسمعت أبا القاسم الأزهري يقول: أبو الحسين بن مخلد ثقة، مات ابن مخلد وأنا غائب عن بغداد في رحلتي إلى أصبهان» .(29/91)
73- محمد بن عليّ بن موسى [1] .
أبو الحسن الجرجانيّ الطّبريّ.
روى عن: عبد الله بن عَدِيّ، والإسماعيليّ، وأبي بكر القَطِيعيّ، وابن ماسيّ.
وتُوُفّي في جُمَادى الآخرة. قاله حمزة السَّهْمي.
74- محمد بن عليّ بن الطّبيّب [2] .
أبو الحسن المعدّل.
مات ببغداد عن ستٍّ وثمانين سنة.
له عن: أبي الفضل الزُّهريّ.
وعنه: أبو بكر الخطيب [3] ، وقال: ثقة [4] .
75- محمد بن القاسم بن أحمد [5] .
الأستاذ أبو الحسن النَّيْسابوري الماوَرْديّ، المعروف بالقُلُوسيّ [6] . مصنّف كتاب «المصباح» ، وغيره.
كان فقيهًا متكلّمًا أُصُوليًّا واعظًا، مصنِّفًا.
حدَّث عن: أبي عَمْرو بن مطر، وأبي عمرو بن نجيد، وأبي الحسن
__________
[1] انظر عن (محمد بن علي بن موسى) في:
تاريخ جرجان 461، 462 رقم 913 وقية: «محمد بن موسى ابن الطبري الجرجاني، ذكر أنه من أولاد محمد بن مسلم بن وارة» .
[2] انظر عن (محمد بن علي بن الطبيب) في:
تاريخ بغداد 3/ 94 رقم 1091 وفيه: «محمد بن علي بن محمد» .
[3] وقال: كتبت عنه شيئا يسيرا.
[4] وقال الخطيب: سمعت أبا الحسن بن الطبيب يقول: ولدت يوم الأحد لست خلون من صفر سنة ست وثلاثين وثلاثمائة. ومات في ليلة الجمعة لليلة بقيت من شهر ربيع الأول سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة، وكنت وقت وفاته بأصبهان.
[5] انظر عن (محمد بن القاسم) في:
المنتخب من السياق 35، 36 رقم 43، والوافي بالوفيات 4/ 339، ومعجم المؤلّفين 11/ 136.
[6] القلوسي: بضم القاف واللام بعدهما الواو وفي آخرها السين المهملة. هذه النسبة إلى القلوس، وهو جمع قلس، وهو الحبل الّذي يكون في السفينة. (الأنساب 10/ 219) .
أقول: وقع في (المنتخب من السياق 35) : «الفلوسي» بالفاء، وهذا غلط.(29/92)
السّرّاج، وأبي الحسن محمد بن عبد الله السّليطيّ، وجماعة فأكثر.
قال عبد الغافر بن إسماعيل [1] : أنبأ عنه خالي أبو سعد عبد الله.
76- محمد بن مروان بن زُهْر [2] .
أبو بكر الإياديّ [3] الإشبيليّ.
حدَّث بقُرطُبة عن: أبي بكر محمد بن معاوية القُرشيّ، وإسحاق بن إبراهيم، وأبي عليّ القاليّ، ومحمد بن حارث القيروانيّ [4] .
وكان فقيهًا حافظًا لمذهب مالك، حاذقًا في الفتوى، مقدّمًا في الشُّورى.
أكثرَ النّاسُ عنه.
روى عنه: أبو عبد الله الخَوْلانيّ، وأبو محمد بن خَزْرَج، وعبد الرحمن بن محمد الطُّلَيْطُليّ، وأبو حفص الزَّهْراويّ، وحاتم بن محمد [5] ، وجُمَاهِر بن عبد الرحمن، وأبو المطِّرف بن سَلَمة.
وكان واسع الرّواية. عُمّر ستًّا وثمانين سنة [6] .
__________
[1] في: المنتخب 36.
[2] انظر عن (محمد بن مروان) في:
ترتيب المدارك 4/ 747، والصلة لابن بشكوال 2/ 514، 515 رقم 1122، وبغية الملتمس 130 رقم 280 وفهرسة ما رواه عن شيوخه للإشبيلي 513، 435، ووفيات الأعيان 4/ 437 رقم (200) ، والعبر 2/ 150، وسير أعلام النبلاء 17/ 422، 423 رقم 278، والوافي بالوفيات 5/ 16 رقم 1974، ونفح الطيب 2/ 244، 245، وشذرات الذهب 3/ 225، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 74 (في ترجمة: حاتم بن محمد الطرابلسي) . و «زهر» : بضم الزاي وسكون الهاء وبعدها راء (وفيات الأعيان 4/ 437) .
[3] الإياديّ: بكسر الألف وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الدال، هذه النسبة إلى إياد بن نزار بن معدّ بن عدنان وتشعّبت منه القبائل. (الأنساب 1/ 394) .
[4] في الأصل: «القرولي» ، والتصحيح من: سير أعلام النبلاء 17/ 422.
[5] هو: حاتم بن محمد بن عبد الرحمن بن حاتم أبو القاسم التميمي الطرابلسي الأندلسي القرطبي. أصله من طرابلس الشام، توفي سنة 469 هـ. (انظر ترجمته ومصادرها في:
موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي- تأليفنا- ج 2/ 67- 74 رقم 385) .
[6] قال القاضي عياض: «وبه تفقّه أهل طليطلة» . قال محمد بن الحصار الخولانيّ: «كان فقيها مشاورا من أهل العلم، والحفظ للمسائل، قائما بها، مطبوعا في الفتيا على الأصول ... ولما قام أبو القاسم بن عبّاد في الفتنة بإشبيليّة واقتنصها ملكا لنفسه واحتاط لحاله، فنكب كل من خشي على نفسه من كبرائها منه، وكان الرجل حيث كان جلالة وعلما، فخاف على نفسه(29/93)
وهو والد الطّبيب الماهر.
- أبي مروان عبد الملك [1] .
وجدَّ الطبيب الكبير الرئيس.
- أبي العلاء زهر بن عبد الملك [2] .
__________
[ () ] وسكن طليطلة مدّة، فعندها أخذ الطليطليون عنه، وتفقّهوا معه، ثم ردّ بالثغور الشرقية، إلى أن مات، واقتطع بنو عبّاد عند مغيبه أمواله واستصفوها، وكانت واسعة» . (ترتيب المدارك 4/ 747) . وقال ابن دحية: كان عالما بالرأي، حافظا للأدب، فقيها حاذقا بالفتوى، مقدّما في الشورى متفنّنا في الفنون، وسيما، فاضلا، جمع الرواية والدراية، وتوفي بطلبيرة سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة، وهو ابن ست وثمانين سنة، وحدّث عنه جماعة من العلماء الأندلسيين، ووصفوه بالدين والفضل والجود والبذل. (المطرب 203، وفيات الأعيان 4/ 437 رقم (200)) .
وقال أبو عبد الله الخولانيّ: كان من أهل العلم والحفظ للمسائل، قائما بها، مطبوع الفتيا على الأصول. وقال ابن خزرج: كان فقيها عالما بالحديث والرأي، واقفا على المسائل، مطبوع الفتيا، معتنيا بطلب العلم قديما، واسع الرواية عن علماء الأندلس.
وقال أبو المطرّف الطليطلي: قدم علينا من إشبيلية سنة سبع عشرة وأربعمائة، وكان شيخا وسيما فاضلا، عالما بالمسائل والآثار، متفنّنا في العلوم وقورا أصيلا، يألم في جلوسه، فقيل له في ذلك، فأنشأ يقول:
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ... ثمانين حولا- لا أبا لك- يسأم
(الصلة 2/ 515) والشعر لزهير بن أبي سلمى.
[1] انظر عن (أبي مروان عبد الملك) في:
ترتيب المدارك 4/ 747، ووفيات الأعيان 4/ 436، 437 رقم (199) ، والمغرب في حلي المغرب 1/ 270، وعيون الأنباء في طبقات الأطباء 2/ 64، والتكملة لابن الأبّار 616 رقم 1691، والمطرب لابن دحية 203، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة للمراكشي، السفر الخامس، ق 1/ 37 رقم 90، وطبقات الأمم لصاعد 84، وسير أعلام النبلاء 17/ 422، 423 (في ترجمة أبيه) ، ومثله في: العبر 3/ 150، والوافي بالوفيات 5/ 16، ونفح الطيب 2/ 244.
قال القاضي عياض: «بنو أزهر النّجباء، منهم ابنه عبد الملك بن أبي بكر. ثم مال إلى الطب ففاق، ورأس أهل وقته» . (ترتيب المدارك 4/ 747) .
وقال ابن دحية: إنه رحل إلى المشرق، وبه تطبّب زمانا طويلا، وتولّى رياسة الطبّ ببغداد، ثم بمصر، ثم بالقيروان، ثم استوطن مدينة دانية، وطار ذكره منها إلى أقطار الأندلس والمغرب، واشتهر بالتقدّم في علم الطب حتى بذّ أهل زمانه، مات بمدينة دانية. (المطرب 203، وفيات الأعيان 4/ 436، 437 رقم (199)) .
[2] انظر عن (زهر بن عبد الملك) في:
ترتيب المدارك 4/ 747، 748، والمطرب 203، وعيون الأنباء في طبقات الأطباء 2/ 64، والتكملة لابن الأبار 344، وسير أعلام النبلاء 17/ 422، 423، ونفح الطيب 2/ 245.
قال القاضي عياض إنه فاق أهل وقته جلالة وعلما وجاها ومكانة عند الرؤساء، والخاصة والعامّة. مولده سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة. (ترتيب المدارك) .(29/94)
وجدُّ جدَ.
- أبي بكر محمد بن عبد الملك [1] .
المتوفّى سنة خمس وتسعين وخمسمائة [2] .
77- مُحَمَّد بْن يحيى بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عليّ بن مَخْلَد [3] .
أبو عبد الله المَخْلَديّ [4] النَّيْسابوريّ المعدّل.
من بيت التّزكية والحديث. ثقة، نبيل.
حدّث عن: إسماعيل بن نُجيد، وبِشْر بن أحمد الإسفرائينيّ، ومحمد بن الحسن السراج، وجماعة.
وخرجت له فوائد.
روى عنه: أبو سعد عبد الله بن القشيري، ومحمد بن يحيى بن المزكي.
78- محمد بن يوسف بن أحمد [5] .
__________
[ () ] وقد جاء في الحاشية رقم (1) ص 748 أنه توفي ودفن بطلبيرة سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة.
وذكر محقّقه الدكتور أحمد بكير محمد إلى جانب ذلك كتاب «الصلة» .
«وأقول» : إن الموجود في «الصلة» لابن بشكوال هو: «محمد بن مروان بن زهر» جدّ أبي العلاء هذا، وهو الّذي توفي بطلبيرة سنة 422 هـ. فليراجع.
[1] انظر عن (محمد بن عبد الملك) في:
معجم الأدباء 18/ 216- 225، والتكملة لابن الأبار 555، والمطرب لابن دحية 203، وعيون الأنباء في طبقات الأطباء 2/ 67، ووفيات الأعيان 4/ 434- 436 رقم 2، 6، وزاد المسافر لأبي بحر المرسي 71، والذيل والتكملة 6/ 160 (نسخة باريس) ، والمعجب 145، والمغرب في حلي المغرب 1/ 266، والعبر 4/ 288، وسير أعلام النبلاء 17/ 423، والوافي بالوفيات 4/ 39، ونفح الطيب 2/ 247- 253 و 3/ 434، وشذرات الذهب 4/ 320.
[2] في: سير أعلام النبلاء 17/ 423: «بقي إلى سنة خمس وتسعين وخمس مائة» وقد أكّد ابن دحية وفاته في آخر هذه السنة (المطرب 204) .
[3] انظر عن (محمد بن يحيى) في:
المنتخب من السياق 35 رقم 42.
[4] المخلديّ: بفتح الميم وسكون الخاء المعجمة، وفي آخرها الدالة المهملة. هذه النسبة إلى مخلد، وهو اسم لجدّ بعض المنتسب إليه. (الأنساب 11/ 187) وفيه ترجمة والد صاحب هذه الترجمة (11/ 188) .
[5] انظر عن (محمد بن يوسف) في:
تاريخ بغداد 3/ 411 رقم 1544، ومختصر تاريخ دمشق 23/ 365 رقم 391، والعبر 3/ 150، وسير أعلام النبلاء 17/ 423، وشذرات الذهب 3/ 225.(29/95)
أبو عبد الرحمن النيسابوري القطان الأعرج، الحافظ.
توفي كهلا ولم يمتع بسماعه.
روى عن: أبي عبد الله الحاكم، وأبي أحمد بن أبي مسلم الفَرَضيّ، وأبي عمر الهاشميّ البصْريّ، وعبد الرحمن بن عمر بن النّحّاس، وطبقتهم.
ورحل إلى العراق، والشّام، ومصر.
حدَّث عنه: الخطيب [1] ، وعبد العزيز الكتّانيّ.
وتُوُفّي ببغداد.
79- المبارك بن سعيد بن إبراهيم [2] .
أبو الحسين التّميميّ [3] النَّصيبيّ [4] ، قاضي دمشق وخطيبها.
روى عن: المظفّر بن أحمد بن سليمان، والحسن بن خالُوَيْه النَّحْويّ، والقاضي أبي بكر الأبْهَريّ.
روى عنه: أبو علي الأهوازي، وأبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتّانيّ، [5] ، وأبو طاهر بن أبي الصَّقْر الأنباريّ، وجماعة.
تُوُفّي في رجب بدمشق.
80- مكّيّ بن عليّ بن عبد الرّزّاق [6] .
أبو طالب البغدادي الحريريّ، المؤذّن.
سمع: أبا بكر الشّافعيّ، وأبا بكر بن الهيثم الأنباريّ، وأبا سليمان
__________
[1] وقال: «وكتبت عنه شيئا يسيرا.... وكان صدوقا له معرفة بالحديث. وقد درس شيئا من فقه الشافعيّ، وله مذهب مستقيم وطريقة جميلة» . (تاريخ بغداد 3/ 411) .
وقال المؤلّف- رحمه الله- في: سير أعلام النبلاء 17/ 423: «وقلّ ما خرّج عنه» .
[2] انظر عن (المبارك بن سعيد) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 40/ 486، ومختصر تاريخ دمشق 24/ 81 رقم 40.
[3] في: مختصر تاريخ دمشق «التيمي» .
[4] النّصيبيّ: بفتح النون وكسر الصاد المهملة وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها الباء الموحّدة، هذه النسبة إلى نصيبين، وهي بلدة عند آمد وميّافارقين من ناحية ديار بكر.
(الأنساب 12/ 96) .
[5] وهو قال: «حدّث عن ابن أبي شيخ النصيبي وغيره، وحدّث بكتاب «شرح الأبهريّ» عنه، وبكتاب «القراءات» عن ابن خالويه، كان يخطب بدمشق للمغاربة ويقضي لهم»
[6] انظر عن (مكي بن علي) في:
تاريخ بغداد 13/ 121 رقم 7103.(29/96)
الحرّانيّ، وأبا إسحاق المزكّيّ، وجماعة.
روى عنه: الخطيب، ووثّقه، ونصر بن البَطِر، وجماعة.
81- منصور بن الحسين بن محمد بن أحمد [1] .
أبو نصر النَّيْسابوريّ المفسِّر.
تُوُفّي في هذه السّنة قبل الطِّرازِيّ.
روى عن: أبي العبّاس الأصمّ [2] .
سمع منه: شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري وروى عنه في عدّة مواضع، وعبد الواحد بن القشيريّ. وكان مولده في سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة.
وسمع أيضًا من: أبي الحسن الكارَزَيّ، وأبي عليّ الحافظ، وجماعة.
وطال عمره.
تُوُفّي في ربيع الأوَّل.
- حرف الياء-
82- يحيى بْن عمّار بن يحيى بن عمّار بن العَنْبَس [3] .
الإمام الواعظ أبو زكريّا الشّيبانيّ النّيهيّ [4] السِّجِستانيّ [5] .
انتقل من سِجِسْتان إلى هَرَاة، عندَ جَوْر الأمراء، فعظُم شأنُه بهَرَاة، وكثُر أتباعه، واقتدوا به.
__________
[1] انظر عن (منصور بن الحسين) في:
العبر 3/ 151، وسير أعلام النبلاء 17/ 441، 442 رقم 295، وطبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 338.
[2] قال المؤلّف- رحمه الله- في: سير أعلام النبلاء 17/ 441: «وسمع من أبي العباس الأصمّ، وكاد أن ينفرد به»
[3] انظر عن (يحيى بن عمّار) في:
العبر 3/ 151، والإعلام بوفيات الأعلام 177، وسير أعلام النبلاء 17/ 481- 483 رقم 318، ومرآة الجنان 3/ 42، وشذرات الذهب 3/ 226.
[4] النّيهيّ: بكسر النون وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الهاء، هذه النسبة إلى نيه، وهي بلدة بين سجستان وإسفزار صغيرة. (الأنساب 12/ 188) .
[5] السّجستاني: بكسر السين المهملة والجيم، وسكون السين الأخرى، بعدها ناء منقوطة بنقطتين من فوق. نسبة إلى سجستان، وهي إحدى البلاد المعروفة بكابل. (الأنساب 7/ 45) .(29/97)
روى عن: أبيه، وأبي عليّ حامد بن محمد الرّفّاء، وعبد الله بن عدي بن حمدويه الصابوني لا الْجُرْجَانيّ، وأخيه محمد بن عَدِيّ، ومحمد بن إبراهيم بن جَناح.
روى عنه: شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاريّ وتخرّج به، وأبو نصر الطَّبْسيّ، وأبو محمد عبد الواحد الهَرَويّ، وغيرهم.
وكان متصلِّبًا على المُبْتدعة والْجَهْمية. وله قبولٌ زائد عند الكافّة لفصاحته وحسن موعظته. عملوا له المنبر وكان يعِظ. وقد فسَّر القرآن من أوّله إلى آخره للنّاس، وختمه سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة. ثمّ افتتحه ثانيا فتُوُفِّيَ يُفسِّر في سورة القيامة [1] . وصلّى عليه الإمام أبو الفضل عمر بن إبراهيم الزّاهد.
تُوُفّي في ذي القِعْدة، وله تسعون سنة.
وفيه يقول جمال الإسلام الدّاوديّ:
وسائلٍ: ما دهاك اليوم؟ قلتُ لَهُ: ... أنكرتِ حالي وأَنى وقتُ إنكارِ
أما ترى الأرضَ من أقطارِها نَقَصَتْ ... وصار أقطارُها يبكي لأقطارِ
لموتِ أفضلِ أهلِ العصرِ قاطِبةً ... عمّارِ دينِ الهُدى يحيى بن عمّار
قرأتُ عَلَى أَبِي عَلِيِّ بْنِ الْخَلالِ [2] : أَخْبَرَكُمْ ابْنُ اللُّتِّيُّ، أَنَا أَبُو الْوَقْتِ، أَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْفَقِيهُ إِمْلَاءً، أَنَا دَعْلَجٌ.
(ح) [3] قَالَ: وَثَنَا يَحْيَى بْنُ عَمَّارٍ إِمْلَاءً، أَنَا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا، ثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ، ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابن عَمْرٍو، عَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ: وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ. فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟
فَقَالَ: «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ ... » الْحَدِيثَ [4] .
__________
[1] رقمها (75) .
[2] في الهامش: «ث. قرأته على عليّ بن عبد الهادي، أنا أحمد بن أبي طالب، عن ابن اللّتّي» .
[3] رمز بمعنى تحويلة.
[4] وتتمّته: «وإن أمّر عليكم عبد حبشيّ فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنّتي(29/98)
وذكر السّلَفيّ في «معجم بغداد» له قال: قال أَبُو إِسْمَاعِيلَ عَبْد اللَّهِ بْن محمد الأَنْصَارِيُّ: كَانَ يحيى بن عمّار مَلِكًا في زِيِّ عالمٍ. كان له مُحِبٌّ مُثْري يحمل إليه كلَّ عامٍ مائة ألف دينار هَرَوِيّة.
ولمّا تُوُفْي يحيى وجدوا في ترِكته أربعين بِدْرةً لم يُنفق منها شيئًا، ولم يكسر عنها الخَتْم [1] .
قال شيخ الإسلام الأنصاريّ: سمعتُ يحيى بن عمّار يقول: العلوم خمسة: علمٌ هو حياة الدّين وهو علم التّوحيد، وعلمٌ هو قُوت الدّين وهو علم العِظَة والذِّكْرِ، وعلمٌ هو دواء الدّين وهو الفِقْه، وعلمٌ هو داء الدّين وهو أخبار فِتَن السَّلف [2] ، وعلمٌ هو هلاك الدّين وهو علم الكلام.
وأراه ذكر النّجوم [3] .
83- يحيى بن نجاح [4] .
أبو الحسين بن الفلاس [5] الأمويّ، مولاهم القرطبيّ.
__________
[ () ] وسنّة الخلفاء الراشدين المهديّين عضّوا عليها بالنواجذ، وإيّاكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة» .
وهو حديث صحيح ليس له علّة، كما قال الحاكم في (المستدرك على الصحيحين 1/ 96) ووافقه المؤلّف- رحمه الله- في تلخيصه 1/ 96، وأخرجه ابن أبي عاصم (55) من طريق:
الوليد بن مسلم، حدّثنا عبد الله بن العلاء، حدّثني يحيى بن أبي المطاع، سمعت العرباض بن سارية ... ، والدارميّ في سننه 1/ 44، 45 من طريق أبي عاصم النبيل، وابن حبّان في صحيحه (1021) ، والترمذي (2676) ، وأخرجه ابن أبي عاصم من طرق أخرى (27) و (32) و (57) ، وابن ماجة (42) .
[1] وقال المؤلّف- رحمه الله- في: سير أعلام النبلاء 17/ 482: «وكان يحيى بن عمّار من كبار المذكّرين، لكن ما أقبح بالعالم الداعي إلى الله الحرص وجمع المال!» .
[2] في: سير أعلام النبلاء 17/ 482: «وهو أخبار ما وقع بين السلف» .
[3] ذكر المؤلف في (سير أعلام النبلاء 17/ 482) : «قلت: وعلم الأوائل» .
[4] انظر عن (يحيى بن نجاح) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 665 رقم 1462، ومعجم البلدان 3/ 367، وملء العيبة للفهري 2/ 230، وفهرسة ابن خير 495، وسير أعلام النبلاء 17/ 423، 424 رقم 280، والنجوم الزاهرة 4/ 276، وكشف الظنون 977، وهدية العارفين 2/ 518، وإيضاح المكنون 2/ 4، ومعجم المؤلفين 13/ 234.
وقد سبق أن ذكره المؤلّف- رحمه الله- في المتوفّين سنة 410 هـ. تخمينا.
[5] هكذا في الأصل وسير أعلام النبلاء. أما في: الصلة، والنجوم الزاهرة، ومعجم المؤلّفين، وملء العيبة: «القلّاس» (بالقاف) .(29/99)
رحل وحجّ، واستوطن مصر. وكان عالمًا زاهدًا ورِعًا.
وهو مُصنِّف كتاب «سُبُل الخيرات في المواعظ والرّقائق» . وهو كثير بأيدي النّاس. وقد رواه بمكة.
أخذه عنه: أبو محمد عبد الله بن سعيد الشَّنْتَجَاليّ [1] ، وأبو يعقوب بن حمّاد.
__________
[1] الشّنتجاليّ: نسبة إلى شنت جالة، مدينة بالأندلس. (معجم البلدان 3/ 367) في طرف كورة تدمير مما يلي الجوف، ويقال لها أيضا: «جنجالة» ، وإليها ينسب الوطاء الجنجالي لعمله بها.
(الروض المعطار 347) وانظر: «جنجالة» : حصن في شمال مرسية. (الروض 174) وانظر:
«جنجالة» في: نزهة المشتاق للإدريسي 2/ 538 و 560 وفيه: جنجالة مدينة متوسطة القدر، حصينة القلعة، منيعة الرقعة.
وقد جاء في: الصلة 2/ 665، وملء العيبة 2/ 230: «الشنتجيالي» (بالياء بعد الجيم) .(29/100)
سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة
- حرف الألف-
84- أحمد بن رضوان بن محمد بن جالينوس [1] .
أبو الحسين البغداديّ الصَّيْدلانيّ [2] المقرئ.
سمع: أبا طاهر المخلّص.
وكان أحد [3] القرّاء المذكورين بإتقان السَّبْع. له في ذلك تصانيف. تُوُفّي شابًّا.
وقد كان النّاس يقرءون عليه في حياة الحمّاميّ لِعلمه.
قال الخطيب [4] : حضرته ليلة في الجامع، فقرأ في تلك الليلة ختمتين.
قبل أن يطلع الفجر.
قلت: صنَّف كتاب «الواضح في القراءات العَشر» . قرأ به عليه: عبد السّيّد بن عتّاب في سنة اثنتين وعشرين، عن قراءته على عليّ بن محمد بن يوسف العلاف، وعبد الملك بن بكران النَّهْروانيّ، وطبقتهما.
85- أحمد بن عليّ بن عبدوس [5] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن رضوان) في:
تاريخ بغداد 4/ 161 رقم 1836، ومعرفة القراء الكبار 1/ 387، 388 رقم 323، وغاية النهاية 1/ 54 رقم 230، وإيضاح المكنون 2/ 699، ومعجم المؤلفين 1/ 223.
[2] الصيدلاني: بفتح الصاد المهملة، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفتح الدال المهملة، وبعدها اللام ألف، والنون. هذه النسبة لمن يبيع الأدوية والعقاقير. (الأنساب 8/ 122) .
[3] هكذا في الأصل ومعرفة القراء 1/ 387، أما في: تاريخ بغداد 4/ 161: «وكان آخر» .
[4] في تاريخه. ووصفه بحسن الحفظ، وإتقان الروايات، وضبط الحروف. وقال: نقلت عنه، ولم يحدّث لأنّ المنيّة عاجلته ... وحضرته ليلة في مسجد الجامع بمدينة المنصور وهو يقرأ في حلقة الإدارة، فختم في تلك الليلة ختمتين ... » ،
[5] انظر عن (أحمد بن علي) في: تاريخ بغداد 4/ 323 رقم 2131.(29/101)
أبو نصر الأهوازيّ الجصّاص المعدّل.
سمع من: أبي عليّ بن الصّوّاف، وابن خلّاد النَّصِيبيّ ببغداد، وأبي القاسم الطّبْرانيّ، وأبي الشيخ بأصبهان.
قال الخطيب: كتبنا عنه بانتخاب ابن أبي الفوارس. وكان ثقة ثَبْتًا.
ثمّ رجع إلى الأهواز، وبقي إلى سنة ثلاثٍ وعشرين.
86- أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن محمد [1] بن خشكان [2] .
أبو نصر الْجُدَاميّ [3] النَّيْسَابوريّ.
سمع: إسماعيل بن نُجَيْد، ومحمد بن جعفر بن محمد المزكّيّ.
وعنه: حفيده الحاكم عُبَيْد الله بن عبد الله الخُشْكانيّ.
مات فِي ربيع الآخر [4] .
87- أَحْمَد بْن محمد بن أحمد بن محمد بن عمر بن أبان اللُّنْبانيّ [5] .
الصُّوفيّ الأصبهاني.
سمع: أبا الشّيخ.
وله تصانيف [6] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد النيسابورىّ) في:
المنتخب من السياق 85 رقم 187.
[2] في الأصل: «خشكان» ، وفي (المنتخب) «حسكان» .
[3] في (المنتخب) : «الحذاء الحنفي أبو نصر جدّ الحاكم» .
[4] في (المنتخب) : «ذكر حافده (كذا) أنه ولد تخمينا سنة نيّف وعشرين وثلاثمائة لأنه ذكر أنه استقبل به أبوه لما انصرف من الغزو في صحبة الإمام أبي بكر أحمد بن إسحاق الصبغي، وكان تاريخ ذلك القفول سنة ثلاثين وثلاثمائة. وذكر أنه سمع جماعة قبل الأصمّ فمن دونه، وضاعت كتبه في حجّته الأولى مع أبي القاسم النصرآباذيّ سنة خمس وستين على أيدي العيّارين، فاقتصر في الرواية على الأصمّ فمن دونه.
قال أبو صالح: سمعت منه في شهور سنة ست عشرة وأربع مائة، وكان يغلط في حديثه، ويأتي بما لا يتابع عليه» .
[5] انظر عن (أحمد بن محمد اللنباني) في:
معجم البلدان 5/ 23، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 559. و «اللّنبانيّ» : بضم اللام وسكون النون، وفتح الباء المنقوطة بواحدة، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى محلّة كبيرة بأصبهان، ولها باب يعرف بهذه المحلّة، يقال لها: باب لنبان. (الأنساب 11/ 32) .
[6] وصفه ياقوت بأنه راوي كتب ابن أبي الدنيا. (معجم البلدان 5/ 23) .(29/102)
88- إسماعيل بن إبراهيم بن عُرْوة [1] .
أبو القاسم البُنْدار.
حدَّث عن: أبي بكر الشّافعيّ.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقا. مات في المحرّم.
قلت: وروى عنه: البيهقيّ في النّكاح، فقال: ثنا أبو سهل بن زياد القطّان.
عاش خمسًا وثمانين سنة [2] .
89- أحمد بن محمد بن أحمد بن زنْجُوِيه [3] .
أبو الحسن المزكّيّ.
روى عن: أبي بكر القبّاب.
وله رحلة إلى العراق.
مات في شوّال.
90- إسماعيل بن رجاء بن سعيد بن عُبَيْد الله [4] .
أبو محمد العسقلانيّ الأديب.
روى عَنْ: أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن أحمد الحندريّ [5] العسقلانيّ، ومحمد بن
__________
[1] انظر عن (إسماعيل بن إبراهيم) في:
البعث والنشور للبيهقي 234، وتاريخ بغداد 6/ 313 رقم 3359، والمنتظم 8/ 780 رقم 83 (15/ 230، 231 رقم 3177) .
[2] قال محمد بن علي الصوري: قال لي ابن عروة: ولدت في النصف من رجب سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة. (تاريخ بغداد) .
[3] لم أقف على مصدر ترجمته. ومن حقّ هذه الترجمة أن تتقدّم على سابقتها، أبقيت عليها هنا حسب سياق المؤلّف- رحمه الله-.
[4] انظر عن (إسماعيل بن رجاء) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 5/ 512، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 4/ 349، 350 رقم 363، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 22، 23، وغاية النهاية لابن الجزري 1/ 164 رقم 764، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 470، 471 رقم 308.
وسيعاد في وفيات سنة 428 هـ. برقم (258) وقد ورد في (تهذيب تاريخ دمشق، والموسوعة) «عبد الله» بدل «عبيد الله» اسم جدّه الأعلى.
[5] الحندري: بضم الحاء والدال المهملتين بينهما النون الساكنة، وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى حندر، قال ابن السمعاني: وظنّي أنها من قرى عسقلان بالشام. (الأنساب 4/ 249) وقد(29/103)
محمد بن عبد الرّحيم القيسرانيّ، وعبد الوهّاب الكلابيّ.
وقرأ بصيداء على أبي الفضل محمد بن إبراهيم الدّيْنَوَريّ.
روى عنه: أبو نصر بن طلّاب [1] ، وأبو عبد الله القُضَاعيّ، وأبو عَمْرو الدّانيّ، ومحمد بن أبي الصَّقْر الأنباريّ، وأبو الحسن الخِلَعيّ.
ومات بالرّملة في رمضان.
- حرف الجيم-
91- جعفر بن أحمد بن جعفر بن لُقمان [2] .
أبو الفَرَج.
حدَّث في هذا العام بمصر عن: حمزة الكِنَانيّ، وأبي الطّاهِر الذُّهْليّ.
وعنه: سعْد بن عليّ الزَّنْجانيّ [3] ، وأبو طاهر بن أبي الصَّقْر.
- حرف الحاء-
92- الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حسْنَويه [4] .
أبو سعيد المؤدِّب، الأصبهاني، الكاتب.
سمع: أبا جعفر أحمد بن إبراهيم بن يوسف بن أفْرُجَة، وأحمد بن معبد، وغير هما.
__________
[ () ] جزم ياقوت في (معجم البلدان) بأنها من قرى عسقلان.
[1] وهو قال: «كان إسماعيل بن رجاء العسقلاني قدم صيدا وأنا بها وهو طالب لقراءة القرآن، وكان أديبا، على الشيخ أبي الفضل محمد بن إبراهيم الدينَوَريّ المقرئ، فاجتمعت معه دفعات للمجاورة والمؤانسة، فأنشدني الأبيات المنسوبة لهارون الرشيد الخليفة:
ملك الثّلاث الآنسات عناني ... وحللن من قلبي بكلّ مكان
ما لي تطاوعني البريّة كلّها ... وأطيعهنّ وهنّ في عصياني؟
ما ذاك إلّا أنّ سلطان الهوى ... - ويه قوين- أعزّ من سلطاني
(والأبيات في: العقد الفريد (طبعة دار الكتاب العربيّ 1411 هـ. / 1991 م. - بتقديمنا) ج 6/ 48، والأغاني 16/ 345، وفوات الوفيات 4/ 226، وتاريخ دمشق، ومختصره، وتهذيبه، والموسوعة) .
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] الزّنجانيّ: بفتح الزاي وسكون النون وفتح الجيم وفي آخرها نون، هذه النسبة إلى زنجان وهي بلدة على حدّ أذربيجان من بلاد الجبل، منها يتفرّق القوافل إلى الري وقزوين وهمذان وأصبهان. (الأنساب 6/ 306) .
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.(29/104)
روى عنه: أبو المعالي عبد الملك بن منصور الكاتب، ولامعة بنت سعيد البقّال، وأبو الفتح الحدّاد، ومحمد بن عمر الواعِظ.
تُوُفّي في جمادى الآخرة.
93- الحسين بن شجاع ابن المَوْصِليّ [1] .
الصُّوفيّ البغداديّ.
ثقة، سمع: أبا عليّ بن الصّوّاف، وأبا بكر بن مِقْسَم، وأبا بكر الشّافعيّ.
قال أبو بكر الخطيب [2] : كتبنا عنه [3] .
94- الحسين بن محمد بن الحسن بن مَتُّوَيْه [4] .
أبو عليّ الرّسانيّ [5] الأصبهاني.
قال يحيى بن مَنْده: عارف بالحديث والأسانيد.
روى عن: أبي الشّيخ، وعبد الله بن محمد الصّائغ.
وعنه: أحمد بن محمد بن مردويه، وأبو الفتح الحداد.
مات في رجب.
95- الحسين بن محمد بن علي بن جعفر [6] .
أبو عبد الله بن البزريّ [7] الصّيرفيّ.
بغداديّ كذّاب.
__________
[1] انظر عن (الحسين بن شجاع) في:
تاريخ بغداد 8/ 53 رقم 4117، والتقييد لابن النقطة 244، 245 رقم 294، والرد على الخطيب 13/ 134 وكنيته: أبو عبد الله.
[2] في تاريخه، وزاد: «وكان صدوقا» .
[3] وقال ابن النقطة: «له رواية في مسند الحارث بن أبي أسامة التميمي» (التقييد 245) .
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
[5] لم يذكر ابن السمعاني هذه النسبة في (الأنساب) .
[6] انظر عن (الحسين بن محمد) في:
تاريخ بغداد 8/ 106، 107 رقم 4223، والأنساب 2/ 194، 195، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 217، 218 رقم 913، والمغني في الضعفاء 1/ 175 رقم 1569، وميزان الاعتدال 1/ 547 رقم 2049، ولسان الميزان 2/ 311 رقم 1276، وتوضيح المشتبه 1/ 423.
[7] البزريّ: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الزاء بعدها راء، هذه النسبة إلى البزر وهو حبّ يعصر ويخرج منه الدهن للسراج ويقال لمن يبيع هذا الدهن: البزري. (الأنساب 2/ 194) .(29/105)
روى عن: أبي الفرج صاحب «الأغانيّ» ، وأحمد بن نصر الذّارع.
قال الصوري [1] : قدم ابن البزري مصر [2] وادعى أشياء وبان كذبه، واشتهر بالفسق [3] .
- حرف الراء-
96- روح بن محمد بن الحافظ أبي بكر أحمد بن محمد بن السني الدينوري [4] .
أبو زرعة.
سمع: إسحاق بن سعد النسوي [5] ، وجعفر بن فناكي.
روى عنه: الخطيب، ووثّقه [6] .
__________
[1] قوله في: تاريخ بغداد 8/ 107، والأنساب 2/ 195.
[2] زاد الصوريّ بعدها: «فخلّط تخليطا قبيحا» .
[3] وقال الخطيب: «كتبت عنه، وكان أصمّ شديد الصمم ... حدّثني عيسى بن أحمد الهمذاني أن الحسين بن محمد البزري حضر عند أبي الحسن بن الحمّامي المقرئ يوما، فذكر أبو طاهر بن أبي هاشم، فقال ابن البزري: سمعت منه كذا، وسمعت منه كذا، فقال ابن الحمّامي: انظروا إلى هذا الشيخ! والله ما رأيته عند أبي طاهر قطّ، وسنّه لا يحتمل أن يكون أدركه- أو كما قال-، قال لي أبو الفتح المصري: لم أكتب ببغداد عمّن أطلق عليه الكذب من المشايخ غير أربعة، منهم: الحسين بن محمد البزري» . (تاريخ بغداد 8/ 107) .
وزاد ابن السمعاني في قول الصوريّ: «واشتهر بمصر بالتّهتّك في الدين والدخول في الفساد» . (الأنساب 2/ 95) .
[4] انظر عن (روح بن محمد) في:
تاريخ بغداد 8/ 410 رقم 4513، والمنتظم 8/ 70 رقم 84 (و 15/ 231 رقم 3178) ، وطبقات ابن الصلاح، الورقة 48، وتذكرة الحفاظ 3/ 1000، وسير أعلام النبلاء 17/ 51، 52 رقم 20، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 379، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 581 رقم 532، والبداية والنهاية 12/ 34.
[5] النّسويّ: بفتح النون والسين المهملة، والواو. نسبة إلى نسا. (الأنساب 12/ 82) .
[6] وقال: وقدم علينا بغداد حاجّا وحدّث بها، فكتبنا عنه في سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، ولقيته أيضا بالكرج في سنة إحدى وعشرين فكتبت عنه هناك، وكان صدوقا فهما أديبا، يتفقّه على مذهب الشافعيّ، وولي قضاء أصبهان، وبلغني أنه مات بالكرج في سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة. (تاريخ بغداد 8/ 410) .(29/106)
- حرف الطاء-
97- طاهر بن أحمد بن الحسن [1] أبو منصور الإمام الهمذاني. حفيد عبد الرحمن الإمام.
روى عَنْ: أَبِيه، وأبي بَكْر بْن لال، وصالح بن أحمد، وأبي بكر بن المقرئ، والدّار الدّارقطنيّ، وخلْق.
ورحل وطوّف.
روى عنه: محمد بن الحسين الخطيب، ويوسف، ويوسف، وعليّ الحَسَنيّ الهَمْدانيون.
وكان ثقة غازيا مجاهدًا.
تُوُفّي في ربيع الآخر.
- حرف العين-
98- عبد الرحمن بن محمد بن مَعْمر [2] .
أبو الوليد الأندلسيّ. اللُّغويّ.
مؤلّف «التّاريخ في الدّولة العامريّة» .
كان رحمه الله واسع الأدب والمعرفة. قاله ابن حيّان [3] .
99- عَبْد الرَّحْمَن بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمد [4] .
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 328 رقم 699، وإنباه الرواة 2/ 166، ومعجم المؤلفين 5/ 193.
وسيعيده المؤلّف- رحمه الله- في هذا الجزء باسم «محمد بن عبد الرحمن بن معمر» برقم 113.
[3] الصلة 2/ 328 نقلا عنه. وقد وقع في (معجم المؤلفين 5/ 193) أن وفاته سنة 453 هـ. وهذا غلط.
[4] انظر عن (عبد الرحمن بن عبيد الله) في:
الأسماء والصفات للبيهقي 1/ 161، 179، 214، 266، 296 و 2/ 138، 172، والبعث والنشور، له 163، 185، 246، 275 وهنا «عبد الرحمن بن عبد الله» ، والزهد الكبير له رقم 509. وتاريخ بغداد 10/ 303، 304 رقم 5451، والإكمال لابن ماكولا 3/ 282، والأنساب 4/ 112، واللباب 1/ 357، والعبر 3/ 152، والإعلام بوفيات الأعلام 177، والمعين في(29/107)
أبو القاسم البغداديّ الحَربيّ الحُرْفيّ [1] .
سمع: أبا بكر النّجّاد، وحمزة بن محمد الدِّهْقان، وعليّ بن محمد بن الزُّبَيْريّ الكوفيّ، وأبا بكر الشّافعيّ، وأبا بكر النّقّاش، وجماعة.
قال الخطيب [2] : كتبنا عنه، وكان صدوقًا. غير أنّ سماعه في بعض ما رواه عن النّجّاد كان مضطربا. وولد سنة ستّ وثلاثين وثلاثمائة، ومات في شوّال [3] .
قلتُ: روى عنه أيضًا: أبو بكر البيهقي، وأبو عبد الله الثقفي، ومحمد بن عبد السّلام الأنصاريّ، والحسين بن محمد بن السّرّاج، وأبو طاهر محمد بن أحمد بن قنْداس، وثابت بن بُنْدار البقّال [4] .
100- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ [5] بن محمد بن عبد الله [6] بن الحسين [7] بن حفص الذَّكْوانيّ [8] .
الأصبهاني المعدّل.
روى عن: الطّبرانيّ، وأبي الشّيخ.
__________
[ () ] طبقات المحدّثين 124 رقم 1379، وسير أعلام النبلاء 17/ 411، 412 رقم 270، ولسان الميزان 3/ 422 رقم 1658، والنجوم الزاهرة 3/ 277، وشذرات الذهب 3/ 226، وتاريخ التراث العربيّ، مجلّد 1/ 472، 473 رقم 321.
[1] الحرفيّ: بضم الحاء وسكون الراء وكسر الفاء. نسبة للبقّال ببغداد، ومن يبيع الأشياء التي تتعلّق بالبزور والبقّالين. (الأنساب 4/ 112) .
[2] في تاريخه 10/ 303، 304، ونقله عنه ابن السمعاني في (الأنساب 4/ 112) .
[3] زاد الخطيب: وكان يذكر أن أسلافه من أهل أبيورد، وكانوا من شيعة المنصور.
[4] قال المؤلّف- رحمه الله- في: سير أعلام النبلاء 17/ 411: «أملى عدّة مجالس، وقع لنا منها» . وانظر عنها في: تاريخ التراث العربيّ 1/ 472، 473.
[5] لم أقف على مصدر ترجمته. وهو غير: أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الهمدانيّ الذكوانيّ الأصبهاني المعدّل، المتوفى في ربيع الأول سنة 443 هـ. (سير أعلام النبلاء 17/ 608، 609 رقم 408) . وهو يروي أيضا عن: الطبراني، وأبي الشيخ!.
[6] جاء في (ذكر أخبار أصبهان 2/ 310) : «محمد بن عمر بن عبد الله» .
[7] في (أخبار أصبهان) «الحسن» : ويتّضح من (الأنساب لابن السمعاني 6/ 16) أن هناك:
«حسن» و «حسين» وهما أبناء عم.
[8] الذّكواني: بفتح الذال المعجمة وسكون الكاف وفتح الواو بعدها الألف وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى ذكوان وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه. (الأنساب 6/ 15) .(29/108)
وعنه: عبد الرحمن بن مَنْدَهْ، وأحمد بن الفضل العنْبريّ.
من رؤساء البلد.
تُوُفّي في شعبان.
101- عبد السّلام بن الفَرَج [1] .
أبو القاسم المَزْرَفيّ [2] الفقيه.
صاحب ابن حامد الحنبليّ.
له حلْقة أشغال بجامع المدينة من بغداد، ومصنّفات.
102- عبد الواسع بن محمد بن حسن [3] .
أبو الحسن الجرجانيّ.
حدّث عن: جده لأمّه أبي بكر الإسماعيليّ، وعبد الله بن عَدِيّ الحافظ.
وتُوُفْي في ذي القعدة [4] .
103- عثمان بن أحمد بن شَذْرة [5] .
الخطيب أبو عمرو المَدِينيّ.
مات في شعبان.
104- عليّ بن أحمد بن الحسن بن محمد بن نعيم [6] .
__________
[1] انظر عن (عبد السلام بن الفرج) في:
طبقات الحنابلة 2/ 181 رقم 647.
[2] المزرفيّ: بفتح الميم وسكون الزاي وفتح الراء، وفي آخرها الفاء. هذه النسبة إلى المزرفة، وهي قرية كبيرة بغربيّ بغداد على خمسة فراسخ منها. (الأنساب 11/ 275) .
[3] انظر عن (عبد الواسع بن محمد) في:
تاريخ جرجان 261 رقم 428.
[4] وكان روى عن جماعة من أهل نيسابور ومن أهل بغداد، وكتب بها في سنة أربع وسبعين وثلاثمائة.
[5] لم أقف على مصدر ترجمته. و «شذرة» بالشين المعجمة، والذال الساكنة المعجمة أيضا.
(انظر: المشتبه في أسماء الرجال 1/ 354) .
[6] انظر عن (علي بن أحمد النعيمي) في:
تتمة يتيمة الدهر 78 رقم 55، والفوائد العوالي المؤرّخة للتنوخي، بتخريج الصوري (بتحقيقنا) 19، وتاريخ بغداد 11/ 331، 332 رقم 6160، وطبقات الفقهاء للشيرازي(29/109)
أبو الحسن البصْريّ، الحافظ، المعروف بالنُّعَيميّ [1] .
نزيل بغداد.
حدَّث عن: أحمد بن محمد بن العباس الأسفاطي [2] ، وأحمد بن عبيد الله النهرديري [3] ، ومحمد بن عَدِيّ بن زُحْر [4] ، وعليّ بن عمر الحربيّ.
قال الخطيب [5] : كتبتُ عنه، وكان حافظًا، عارفًا، متكلّمًا، شاعرًا. وقد ثنا عنه أبو بكر البَرْقانيّ بحديث.
وسمعت الزُّهْريّ يقول: وضع النُّعَيْميّ على ابن المظفّر حديثًا [6] ، ثمّ تنبّه أصحاب الحديث له، فخرج عن بغداد لهذا السّبب، فغاب حتّى مات ابن المظفّر، ومات مَن عرف قصته في الحديث ووَضْعه، ثمّ عاد إلى بغداد [7] .
سمعت أبا عبد الله الصُّوريّ يقول: لم أَرَ ببغداد أكمل من النّعيميّ. كان
__________
[ () ] 131، والأنساب المتفقة لابن القيسراني 141، والأنساب 12/ 118- 120، والمنتظم 8/ 70، 71 رقم 85، و (15/ 231، 232 رقم 3179) ، وتبيين كذب المفتري 250- 252، واللباب 3/ 318، وطبقات ابن الصلاح، ورقة 65 ب، والكامل في التاريخ 9/ 427، والعبر 3/ 152، وسير أعلام النبلاء 17/ 445- 447 رقم 299، وميزان الاعتدال 3/ 114 رقم 5783، والمغني في الضعفاء 2/ 443 رقم 4213، وتذكرة الحفاظ 3/ 1112، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 237- 239، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 488، 489 رقم 1179، ومرآة الجنان 3/ 42، والبداية والنهاية 12/ 34، 35 وفيه: «علي بن محمد بن الحسن» ، والكشف الحثيث 293، 294 رقم 498، ولسان الميزان 4/ 202، 203، رقم 530، والنجوم الزاهرة 4/ 277، و 391، وطبقات الحفاظ 426، 527، وشذرات الذهب 3/ 226، ومعجم طبقات الحفاظ 129 رقم 966.
[1] النّعيميّ: بضم النون وفتح العين المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، هذه النسبة إلى نعيم، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه.
[2] لم يذكر ابن السمعاني هذه النسبة في أنسابه.
[3] النّهرديري: بفتح النون وسكون الهاء والراء وفتح الدال المهملة وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى نهر الدّير، وهي قرية كبيرة على اثنى عشر فرسخا من البصرة. ذكر ابن السمعاني منها: أحمد بن عبيد الله هذا. (الأنساب 12/ 173) .
[4] زحر: أوله زاي بعدها جاء مهملة ساكنة.
[5] في تاريخ بغداد 11/ 331.
[6] الحديث لشعبة، كما في: تاريخ بغداد 11/ 332.
[7] ولأجل الحديث الموضوع أدرجه برهان الدين الحلبي في «الكشف الحثيث عمّن رمي بوضع الحديث» (293، 294 رقم 498) ثم قال: «وينبغي أن لا يذكر مع هؤلاء، لأنّ التائب من الذنب كمن لا ذنب له» .(29/110)
قد جمع معرفة الحديث والكلام والأدب [1] .
قال: وَكَانَ البرقاني يَقُولُ: هُوَ كامل فِي كُلَّ شيء لولا بأو فيه [2] .
قلت: ومن شعره السّائر:
إذا أظمأتك [3] أكفّ اللّئامَ ... كَفَتْك القناعةُ شِبْعًا وَرِيّا
فكُن رجُلًا رِجْلُهُ في الثّرى ... وهامةُ هِمَّتَه [4] في الثُّريّا
أبِيًّا لِنائلِ ذي ثروةٍ [5] ... تراه [6] بما في يديه أبيّا
فإنّ إراقَةَ ماءِ الحياة ... دون إراقةِ ماءِ المُحيّا [7]
مات النُّعيميّ في عَشْر الثمانين، وكان يحدِّث من حفظه، وتلك الهفوة منه كانت في شبيبته، وتاب [8] .
__________
[1] وزاد: «ودرس شيئا من فقه الشافعيّ» .
[2] تاريخ بغداد 11/ 332.
[3] في (النجوم الزاهرة) : «إذا أعطشتك» .
[4] في (البداية والنهاية) : «وهامته همّه» .
[5] في (البداية والنهاية) : «نعمة» .
[6] في (الأنساب المتفقة) : «يكون» .
[7] الأبيات في: الفوائد العوالي المؤرّخة 19، وتتمة يتيمة الدهر 78، وفيه البيتان الأولان والبيت الأخير، وأنقص البيت الثالث، وتاريخ بغداد 11/ 332، والأنساب المتّفقة لابن القيسراني.
141، والأنساب 12/ 191، وتبيين كذب المفتري 251، 252، وطبقات الفقهاء للشيرازي 131، والمنتظم 8/ 71 (15/ 232) ، وسير أعلام النبلاء 17/ 447، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 338، 339، ولسان الميزان 4/ 203، وورد البيتان الأولان فقط في: النجوم الزاهرة 4/ 396.
[8] وقال الخطيب: قال لي البرقاني: قد كان شديد العصبيّة في السّنّة، وكان يعرف من كل علم شيئا» . (تاريخ بغداد 11/ 332) و (الأنساب 12/ 120) .
وقال الشيرازي: كان فقيها عالما بالحديث، متأدّبا، متكلّما. (طبقات الفقهاء 131) وقال مكي ابن البغدادي: أنشدني النعيمي وكان شيخا قد نالت الأيام من جسمه وحاله:
أخلت النائبات كأسى من الرّاح ... كما قد خلا من المال كيسي
وغزانا الشتاء من بلد الروم ... على غفلة بلا ناقوس
فتحامى الألى لباسهم من ... صوف مصر ومن خزوز السّوس
ومضى حكمه من الأسر والقهر ... على كل مدبّر منحوس
ما له جنة سوى النار بالليل ... ولا بالنهار غير الشموس
فهو في السّرّ مسلم وعلى الظاهر ... مستمسك بدين مجوس
قال: وكان يجلس في الجامع الشرقي ببغداد أيام البرد، فسمعته يوما وهو جالس فيه والسماء(29/111)
105- عليّ بن محمد بن عليّ بن الحسين [1] .
أبو الحسين الباشانيّ [2] الهَرَويّ المزكّيّ.
روى عن: أبي عَمْرو بن حمدان النَّيْسابوريّ، وأقرانه.
وانتقى عليه أبو الفضل الجاروديّ.
روى عنه: أبو العباس الصَّيْدلانيّ، ومحمد بن عليّ العُمَيريّ.
- حرف الميم-
106- محمد بْن أَحْمَد بْن محمد بن مَزْدين [3] .
أبو منصور القُومَسَانيّ [4] الهَمْدانيّ.
روى عن: أبيه، وعبد الرحمن الجلّاب، وعبد الرحمن بن عبيد، وعمرو ابن الحسين الصّرّام، وأَوْس بن أحمد، وحامد بن محمد الرّفّاء، وأبي جعفر بن بَرْزَة الرُّوذْرَاوَرِيّ [5] ، والفضل الكِنديّ، وجماعة.
روى عنه: حُمَيد بن المأمون، وابن أخيه أبو الفضل محمد بن عثمان،
__________
[ () ] متغيّمة يقول: قد سرقت إحدى الجنتين يعني احتجاب الشمس. قال: وسمعته في اجتماع قوم لا خلاق لهم ولا خير فيهم: كسير وعوير ومفتاح الدير وآخر ليس فيه خير. قال: وسمعته يقول في قوم شرار نزلوا شرّ منزل وتجعله مثلا: ركب زنبور عقربا إلى حجر حيّة فقيل: أبصر من الحامل والمحمول وفي أيّ خان نزلوا. قال: وأنشدني لنفسه، وذكر الأبيات التي أولها: «إذا أظمأتك أكفّ اللئام» . (تتمة يتيمة الدهر 78) .
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] الباشاني: بفتح الباء الموحّدة والشين المعجمة بين الألفين، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى باشان وهي قرية من قرى هراة. (الأنساب 2/ 38) .
[3] انظر عن (محمد بن أحمد بن محمد) في:
معجم البلدان 4/ 414 وفيه: «مردين» (الراء المهملة) ، وسير أعلام النبلاء 17/ 442 رقم 296.
[4] القومساني: ضبطت في (معجم البلدان 4/ 414) بفتح الميم، وقال: «قومسان» : من نواحي همذان، وذكر صاحب الترجمة منها، وقال إنه كان يسكن قرية فارسجين من كورة همذان.
وضبط في: سير أعلام النبلاء 17/ 442 «القومساني» بكسر الميم، وذكر محقّقه في الحاشية أن هذه النسبة إلى قومسان التي ذكرها ياقوت.
[5] في الأصل: «الرودراوزي» ، وهو تحريف. والرّوذراوريّ: بضم الراء وسكون الواو والذال المعجمة والألف والواو بين الراءين المهملتين، هذه النسبة إلى بلدة بنواحي همذان يقال لها «روذراور» . (الأنساب 6/ 182) .(29/112)
وحفيده أبو عليّ أحمد بن طاهر بن محمد القُومَسَانيّان، وأبو طاهر أحمد بن عبد الرحمن الرُّوذْبَاريّ [1] ، وآخرون كثيرون.
قال شيروَيْه: هو صدوق ثقة.
تُوُفّي في جُمَادى الآخرة، وصلّى عليه ابنه طاهر.
107- محمد بن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمدان [2] .
أبو عبد الله الأصبهاني الخانيّ من قرية خان لَنْجَان [3] .
سمع: الطّبرانيّ، وأبا الشّيخ، وجماعة.
ويعرف بالعجل.
ورّخه يحيى بن مندة.
وورّخ فيها أيضًا:
108- عثمان بن فهد الخانيّ الأصبهاني [4] .
حدث عن: أبي حفص، وغيره.
وعنه: أبو الحسين بن رَرَا [5] ، وعبد الرحمن بن مَنْدَهْ.
109- محمد بن إبراهيم بن أَحْمَد بن محمد بن عبد الله [6] .
أبو بكر الأصبهاني المقرئ، الضّرير. ويعرف بالبقّار [7] ، بباء لا بنون.
__________
[1] الرّوذباريّ: بضم الراء وسكون الواو والذال المعجمة، وفتح الباء الموحّدة، وفي آخرها الراء بعد الألف. هذه اللفظة لمواضع عند الأنهار الكبيرة يقال لها: «الروذبار» وهي في بلاد متفرقة منها موضع على باب الطابران بطوس يقال لها الروذبار. (الأنساب 6/ 180) .
[2] انظر عن (محمد بن أحمد الخاني) في:
معجم البلدان 2/ 341 وفيه: «محمد بْن أحمد بْن محمد بْن محمد بن يحيى بن حمدان المعروف بالعجلي» .
وقد ذكر يحيى بن مندة في (كتاب أصبهان) عدّة تراجم نسبتهم «الخاني» ، ونقلها عنه ابن السمعاني في (الأنساب 5/ 31، 32) ، ولكنه لم ينقل صاحب هذه الترجمة ولا الّذي بعده.
[3] الخاني: بفتح الخاء المعجمة، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى مدينة بنواحي أصبهان يقال لها: خان لنجان. (الأنساب) . و «لنجان» : بفتح اللام. (معجم البلدان 2/ 341) .
[4] انظر الحاشية الأسبق.
[5] ررا: براءين مفتوحتين مهملتين.
[6] انظر عن (محمد بن إبراهيم بن أحمد) في: غاية النهاية 2/ 43 رقم 2666.
[7] في (غاية النهاية) : «بالنقار» (بالنون) .(29/113)
ذكره يحيى بن مَنْدَهْ، وإنّه مات في المحرّم، وقال: هو أحد الأئمة في القراءات.
حدّث عن: أبي بكر القَطِيعي، وأبي بكر القبّاب الأصبهانيّ، وعدة.
وسمع منه: أبو علي اللباد.
قلت: لم يذكر على من قرأ [1] .
110- محمد بن سليمان بن محمود [2] .
أبو سالم [3] الحرّانيّ [4] الظّاهريّ.
دخل الأندلس للتّجارة [5] . وكان ذكيا عالمًا شاعرًا متفنّنًا.
قرأ القراءات على: أبي أحمد السّامريّ.
وكان معتقدًا مذهب داود بن عليّ، مناظرًا عليه.
أجاز لأبي الحسن بن عَبَادِل في شعبان سنة ثلاثٍ وعشرين.
111- محمد بن الطّيب بن سعيد [6] .
أبو بكر الصّباغ.
سمع: أبا بكر النّجّاد، وأبا بكر الشّافعيّ، وغيرهما.
وهو بغداديّ عاش خمسًا وسبعين سنة، وتزوّج زيادة على تسعمائة امرأة! رواه أبو بكر الخطيب [7] عن رئيس الرّؤساء أبي القاسم عليّ بن الحسن [8] .
__________
[1] قال ابن الجزري: «قرأ على أحمد بن محمد بن بشر بن الشارب، والحسين بن محمد بن حبش. روى القراءة عنه عرضا: محمد بن محمد بن عبد الرحمن المديني، ومحمد بن محمد ابن محمد المطرّز. وسمع منه الحروف: يحيى بن عبد الوهاب بن مندة» . ووصفه بالمقرئ والنحويّ.
[2] انظر عن (محمد بن سليمان) في: غاية النهاية 2/ 149 رقم 3046.
[3] ويقال: «أبو عبد الله» .
[4] في (غاية النهاية) : «الأبي» .
[5] في هذه السنة (423 هـ.) .
[6] انظر عن (محمد بن الطيب) في:
تاريخ بغداد 5/ 383 رقم 2907، والمنتظم 8/ 71 رقم 87، و (15/ 232 رقم 3181) ، والبداية والنهاية 12/ 35.
[7] في تاريخه 5/ 383 ولا أظنّ أن الرواية صحيحة.
[8] وقال الخطيب: كتبنا عنه وكان صدوقًا.(29/114)
وتُوُفّي في ربيع الْأوّل [1] .
112- محمد بن عبد اللَّه بن شَهْرَيار [2] .
أبو الفَرَج الأصبهاني.
تُوُفّي في ذي القعدة.
روى عن: أبي القاسم الطَّبرانيّ، وطبقته.
روى عنه: الخطيب، وأبو العبّاس أحمد بن محمد بن بِشْرُوَيْه.
113- محمد بن عبد الرحمن بن مَعْمَر [3] .
أبو الوليد اللُّغويّ القُرْطُبيّ. صاحب «التّاريخ» .
كان بهاء للدّولة العامريّة [4] . سكن النّاحية الشّرقيّة في كَنَف الأمير مجاهد العامريّ. وولي القضاء هناك.
وتُوُفّي في شوّال. ورّخه الأبّار.
114- محمد بن عُبَيْد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد بن يزيد [5] .
أبو بكر الأصبهانيّ الطّيرانيّ [6] . من قرية طيرا.
روى عن: عليّ بن أحمد الباقطائيّ [7] ، ومحمد بن عليّ بن عُمَر.
__________
[1] وقع في (تاريخ بغداد) : «ومات في يوم الجمعة التاسع من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وعشرين وأربعمائة» .
وفي (المنتظم 8/ 71) : في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة.
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] تقدّمت ترجمته باسم: «عبد الرحمن بن محمد بن معمر» برقم (98) .
[4] هكذا في الأصل، وقد سبق في ترجمته أنه كان واسع الأدب والمعرفة، وهو مؤلّف التاريخ في الدولة العامرية.
[5] انظر عن (محمد بن عبيد الله بن أحمد) في:
معجم البلدان 4/ 54.
[6] الطّيرائي: بكسر الطاء المهملة وسكون الياء آخر الحروف، بعدها الراء المفتوحة، وفي آخرها ياء أخرى، هذه النسبة إلى طراي، وهي قرية من قرى أصبهان. (الأنساب 8/ 290، معجم البلدان 4/ 54) .
[7] لم يذكر ابن السمعاني هذه النسبة في أنسابه.
وفي (معجم البلدان 1/ 327) : باقطايا، بفتح القاف والطاء. من قرى بغداد على ثلاثة فراسخ من ناحية قطربُّل. فلعلّه منسوب إليها.(29/115)
ورّخه يحيى بن مندة وقال: ثقة، حسن التّصنيف، صاحب سنّة، مُكْثر.
115- محمد بن عبد العزيز بن جعفر [1] .
أبو الحسن البغدادي المعروف بمكّيّ البَرْذعيّ [2] .
سمع: القاضي أبا بكر الأبْهَريّ، وغيره.
وقال الخطيب: فيه نظر [3] .
116- محمد بن عليّ بن محمد بن دُلّيْر الهَمَدانيّ العدل [4] .
أبو بكر والد مكّيّ.
روى عن: عليّ بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن علّوَيْه الهَمَدانيّ، وعبد الله بن حُبابة البغداديّ.
روى عنه: ابنه أبو القاسم مكّيّ، وأحمد بن عبد الرحمن الصّائغ.
صدَّقه شِيرُوَيه.
117- محمد بن محمد بن سهل [5] .
أبو الفَرَج الشِّلْحيّ [6] العُكْبَريّ [7] الكاتب.
أحد الفضلاء الكبار، له كتاب «الخراج» ، وكتاب «النّساء الشّواعر» ،
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد العزيز) في:
تاريخ بغداد 2/ 353، 354 رقم 859، والأنساب 2/ 144، 145.
[2] البرذعي: بفتح الباء الموحّدة وسكون الراء وفتح الذال المعجمة، وفي آخرها العين. قال ابن السمعاني: ظنّي أن هذه النسبة إلى براذ الحمير وعملها، وإلى بلدة بأقصى أذربيجان (الأنساب 2/ 143) .
[3] وقال: كتبت عنه، مع أنه لم يخرّج عنه من الحديث كبير شيء. وحدّثني أخوه عبيد الله بن عبد العزيز قال: ولد أخي ببرزعة في سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة، وجيء به إلى بغداد وله سنتان.
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (محمد بن محمد بن سهل) في:
الوافي بالوفيات 1/ 116 رقم 19، والأعلام 7/ 245، ومعجم المؤلفين 11/ 222.
[6] الشّلحيّ: بكسر الشين المعجمة، وسكون اللام، وفي آخرها الحاء المهملة. هذه النسبة إلى «شلح» وهي قرية من عكبرا، من نواحي بغداد. (الأنساب 7/ 378) .
[7] العكبريّ: بضم العين، وفتح الباء الموحّدة، وقيل: بضم الباء أيضا، والصحيح بفتحها. نسبة إلى «عكبرا» بلدة على الدجلة فوق بغداد بعشرة فراسخ من الجانب الشرقي، وهي أقدم من بغداد. (الأنساب 9/ 27، 28) .(29/116)
وكتاب «المجالسات» ، و «أخبار ابن قُرَيْعة القاضي» في جزء، وكتاب «الرّياضة» ، وغير ذلك.
روى عنه: أبو منصور محمد بن محمد بن العُكْبَريّ.
وعُمّر تسعين سنة.
توفّي في سلخ ربيع الأوّل. أو الشّلح: قرية من قُرى عُكْبَرا.
118- محمد بن يحيى بن الحسن [1] .
أبو بكر الأصبهاني الصّفّار [2] الأديب.
تُوُفّي في رمضان.
119- مسعود بن محمد بن موسى [3] .
الإمام أبو القاسم الخوارزميّ الحنفيّ.
كان أبوه أبو بكر شيخ الحنفيّة بالعراق في زمانه.
ومسعود روى عن: أبي الحسين بن المظفّر بالإجازة.
وتُوُفّي في شعبان.
120- منذر بن منذر بن علي بن يوسف [4] .
أبو الحكم الكِنَانيّ الأندلسيّ.
من أهل مدينة الفَرَج.
روى ببلده عن: عليّ بن معاوية بن مُصْلح، وأحمد بن موسى، وأحمد ابن خلف المديونيّ، وعبد الله بن القاسم بن مسعدة.
وحج فأخذ عن جماعة كأبي بكر المهندس، وأبي محمد بن أبي زيد.
وكان رجلًا صالحا محدّثا ثقة [5] .
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] الصّفّار: بفتح الصاد المهملة، وتشديد الفاء، وفي آخرها الراء المهملة، يقال لمن يبيع الأواني الصّفرية: «الصّفّار» . (الأنساب 8/ 74) .
[3] انظر عن (مسعود بن محمد) في:
الفوائد البهيّة 213.
[4] انظر عن (منذر بن منذر) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 624 رقم 1373
[5] قال ابن بشكوال: وكان رجلا صالحا قديم الطلب للعلم كثير الكتب، راويا لها. موّثقا فيها.(29/117)
ولد سنة أربعين وثلاثمائة.
121- منصور بن نصر بن عبد الرحيم بن مَتّ [1] .
أبو الفضل السَّمَرقَنْدِيّ، الكاغَدِيّ [2] .
وإليه يُنسَبُ الورق المنصوريّ.
روى عن: الهيثم بن كُلَيب الشّاشيّ، وأبي جعفر محمد بْن محمد بْن عَبْد اللَّه بْن حمزة البغداديّ نزيل مَا وراء النَّهر.
وتفرّد بالرّواية في عصره عنهما.
روى عنه: أبو الحسن بن خِذام [3] ، وأبو إسحاق الأصبهاني، وأبو بكر الحسن بن الحسين البخاري، وأبو بكر الشاشيّ [4] الفقيه، وآخرون.
تُوُفّي بسَمَرْقند في ذي القعدة. وقد قارب المائة.
__________
[ () ] وكان ينسب إلى غفلة كثيرة.
[1] انظر عن (منصور بن نصر) في:
الأنساب 10/ 327، واللباب 3/ 76، والعبر 3/ 152، 153، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 136، والإعلام بوفيات الأعلام 177، والمعين في طبقات المحدّثين 124 رقم 1380، وسير أعلام النبلاء 17/ 468 رقم 231، والنجوم الزاهرة 3/ 277، وشذرات الذهب 3/ 226.
[2] هكذا في الأصل وغيره، وفي (الأنساب 10/ 326، 327) : «الكاغذي» : بفتح الغين وكسر الذال المعجمتين. هذه النسبة إلى عمل الكاغذ الّذي يكتب عليه وبيعه، وهو لا يعمل في المشرق إلّا بسمرقند.
[3] هكذا في الأصل. وفي (المشتبه في أسماء الرجال 1/ 146 للمؤلّف) ذكر «الجذاميّ» . ثم قال بعدها: «وبخاء معجمة (الخذامي) علي بن محمد الخذامي في أجداده خذام، روى عن منصور الكاغدي وجماعة، وذكر بعده أكثر من خذاميّ. ويفهم من قول المؤلّف- رحمه الله- «وخاء معجمة» أنّ الآتي كالذي قبله (أي بالذال المعجمة) ، والصحيح ليس كذلك، بل الصواب بالدال المهملة، وهو ما نصّ عليه الأمير ابن ماكولا في (الإكمال 3/ 7) ، وابن السمعاني في (الأنساب 5/ 75) وتابعه ابن الأثير في (اللباب 1/ 425) .
وقد علّق ابن ناصر الدين في (توضيح المشتبه- المخطوط- ج 1/ 126) فقال: وجدت المصنّف نقط الدال فوقه. بخطه في الموضعين، والصواب إهمالهما، وقبلها خاء معجمة مكسورة، وهكذا قيّده الأمير، وابن السمعاني، وغير هما، وكأنّ المصنّف تبع ابن نقطة [في الإستدراك] ، فإنه عطفه على الجذامي بالجيم والذال المعجمة، فقال: وأما الخذامي بكسر الخاء المعجمة والباقي مثله، وذكره.
[4] الشّاشي: بالألف الساكنة بين الشينين المعجمتين. هذه النسبة إلى مدينة وراء نهر سيحون، يقال لها «الشاش» وهي من ثغور الترك. (الأنساب 7/ 244) .(29/118)
- حرف الهاء-
122- هشام بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه [1] .
أبو الوليد ابن الصّابونيّ، القرطبيّ.
حجّ وأخذ عن: أبي الحسن القابسيّ، وأحمد بن منصور الدّاوديّ، وجماعة.
وكان خيّرا صالحا دؤوبا على النّسْخ [2] . له كتاب في «تفسير البخاري» على حروف المُعْجَم، كثير الفائدة.
تُوُفّي في ذي القعدة بعد مرضٍ طويل.
الكُنى
123- أبو يعقوب [3] النَّجِيرَميّ [4] .
يوسف بن يعقوب بن خُرَّزَاذ [5] .
__________
[1] انظر عن (هشام بن عبد الرحمن) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 650 رقم 1228، ومعجم المؤلفين 13/ 149.
[2] في (الصلة) : «وكان خيّرا فاضلا، عفيفا، طيب الطعمة، مخزون اللسان، جيّد المعرفة، حسن الشروع في الفقه والحديث، دؤوبا على النّسخ، جمّاعة للكتب، جيّد الخط» .
[3] ترجمة (أبي يعقوب النجيرميّ) هذه تحتاج إلى وقفه طويلة، وسأعلّق عليها وعلى مصادرها في آخرها.
[4] و «النّجيرميّ» : بفتح النون وكسر الجيم وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الراء وفي آخرها الميم. هذه النسبة إلى نجيرم، ويقال: نجارم، وهي محلّة بالبصرة. (الأنساب 12/ 45) وقال غيره: هي قرية في برّ البصرة في طريق فارس عند سيراف، والله أعلم بالصواب. وكذا هي في كتب «المسالك والممالك» .، وهي على بحر فارس، وظاهر الحال أن جماعة من أهلها دخلوا البصرة وسكنوا هذه المحلّة، فسمّيت باسم بلدهم، والله أعلم.
(وفيات الأعيان 7/ 77) وانظر: (معجم البلدان 5/ 274) وفيه بعد أن نقل قول ابن السمعاني، قال: «قال عبيد الله الفقير إليه مؤلّف هذا الكتاب: نجيرم بليدة مشهورة دون سيراف مما يلي البصرة على جبل هناك على ساحل البحر رأيتها ناقلة هذا الاسم إليها وليس مثلها ما ينقل منها قوم يصير لهم محلّة» .
وقد وقع في (جذوة المقتبس 288) : «النجومى» وهو غلط، وفي (الصلة 2/ 370) :
«النجرمي» وهو غلط أيضا. ووردت النسبة الصحيحة في: «بغية الملتمس 384» .
[5] خرّزاذ: بضم الخاء المعجمة، والراء المشدّدة، وبعدها زاي، وبعد الألف ذال معجمة قال ابن خلّكان: هكذا يضبط أهل الحديث هذا الاسم، وهو لفظ أعجميّ، وتفسير (زاذ) بالعربي:(29/119)
أبو يعقوب النَّجِيرميّ، البصْريّ، اللُّغويّ. نزيل مصر.
من بيت العلم والأدب.
وُلِدَ سنة خمسٍ وأربعين وثلاثمائة. وله خطّ في غاية الإتقان، يرغب فيه الفُضلاء حتّى بلغ «ديوان جرير» بخطّه عشرة دنانير. وليس هو خطّا منسوبا.
وقد روى كثيرا من اللُّغة بمصر [1] .
رآه محمد بن بركات السّعيديّ [2] فيما قيل [3] .
__________
[ () ] (ابن. وأمّا (خرّ) ، بتشديد الراء فليس له معنى، إلا أن يكون أهل العربية قد غيّروه كما جرت عادتهم في ذلك، فيكون أصله (خار) بالألف، وهو: الشوك، فيكون: خارزاذ معناه ابن الشوك، و (خرشيذ) أيضا: الشمس، فإن كانوا أرادوا هذا وحذفوا «شيذ» فيحتمل، وعلى الجملة، فإنّهم يتلاعبون بالأسماء العجمية، والله أعلم بالصواب.
ثم وجدت في كتاب (البلدان) تأليف البلاذري (ص 476) في الفصل المتضمّن حديث بلاد فارس وأعمالها أرض أردشيرخره ثم قال: ومعنى أردشيرخره ولد أردشير بها. قلت: وأردشير بن بابك بن ساسان أول ملوك الفرس كما هو مشهور بين الناس، وعلى هذا يكون معنى خرّزاذ:
بها ولد، كما هو عادتهم في التقديم والتأخير، وتقديم الكلام ولد بها أي بالناحية أو غير ذلك، والله أعلم. (وفيات الأعيان 5/ 76، 77) .
[1] قال ابن خلّكان: «وكان يوسف أمثل أهل بيته، وله خط ليس بالجيّد في الصورة، وهو في غاية الصحة، وكذلك خطوط جماعته قريبة منه، ولأهل مصر رغبة وتنافس كثير في خطّه، حتى بلغت نسخة من «ديوان جرير» بخطه عشرة دنانير، وأكثر ما ترى الكتب القديمة في اللغة والأشعار العربية وأيام العرب في الديار المصرية من طريقة، فإنه كان راوية عارفا بها. وكان أهل بيته يرتزقون بمصر من التجارة في الخشب» . (وفيات الأعيان 7/ 75) .
[2] انظر عن (السعيدي) في:
إنباه الرواة 3/ 78، وخريدة القصر (قسم مصر) 2/ 156، ومعجم الأدباء 18/ 39، والمحمّدون من الشعراء 167، والوافي بالوفيات 2/ 247، والعبر 4/ 47، وسير أعلام النبلاء 19/ 455 رقم 263، وتذكرة الحفاظ 4/ 1271، ومرآة الجنان 3/ 225، وطبقات ابن قاضي شهبة 1/ 28، 29، وحسن المحاضرة 1/ 532، وبغية الوعاة 1/ 59- 61، وكشف الظنون 715، وشذرات الذهب 4/ 62.
[3] قال ابن خلّكان: «وكان أبو عبد الله محمد بن بركات بن هلال السعيدي النحويّ المصري قد أخذ اللغة من أصحاب أبي يعقوب المذكور، وأدرك أبا يعقوب ولم يأخذ عنه شيئا لأنه رآه وهو صبيّ. قال الموفّق أبو الحجّاج يوسف بن الخلّال المصري كاتب الإنشاء. قال لي ابن بركات: رأيت أبا يعقوب وهو ماش في طريق القرافة، وهو شيخ أسمر اللون، كثّ اللّحية، مدوّر العمامة، بيده كتاب وهو يطالع فيه في مشيته. وهذا الّذي ذكره ابن بركات فيه نظر، فإنّ الحافظ أبا إسحاق إبراهيم بن سعيد بن عبد الله المعروف بالحبّال ذكره في كتاب (الوفيات) الّذي جمعه، فقال: توفي أبو يعقوب بن خرّزاذ النجيرمي يوم الثلاثاء رابع المحرّم سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة. وقال غيره: ولد أبو يعقوب يوسف النجيرمي يوم عرفة من سنة خمس(29/120)
وأخذ العربية عن أصحابه.
ذكر الحبّال وفاته في المحرّم في رابعة سنة 423 [1] .
__________
[ () ] وأربعين وثلاثمائة، رحمه الله تعالى، وابن بركات المذكور ولد بمصر في سنة عشرين وأربعمائة، وتوفي بها في سنة عشرين وخمسمائة، وكان نحويّ مصر، هكذا قاله الموفّق ابن الخلّال المذكور، فكيف يمكن أن يرى أبا يعقوب، وقد كان ابن بركات في تاريخ وفاة النجيرمي في السنة الثالثة من عمره، لكن لعلّه رأى ولده، والله أعلم» . (وفيات الأعيان 7/ 75، 76) .
وقال ابن القفطي، نقلا عن ابن الخلّال: وأدرك ابن خرّزاذ ورآه وهو صبيّ فلم يهتد الأخذ عنه لصبوته. (إنباه الرواة 3/ 78) .
[1] هكذا في الأصل.
ويقول طالب العلم وخادمه، محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» :
لقد وقع خلط ووهم في المصادر فيما يتعلّق بهذه الترجمة، لم يتنبّه إليه الدكتور «إحسان عباس» في تحقيقه لكتاب (وفيات الأعيان 7/ 75 بالمتن والحاشية رقم 839) .
فهو يقول إن الترجمة في: بغية الوعاة 425، والأنساب، واللباب (النجيرمي) ، وعبر الذهبي 2/ 358، والشذرات 3/ 75، وأضاف: «وفي المصدرين الأخيرين أدرج في وفيات 370 وهو بعيد عما أثبته المؤلف» (انتهى) .
كما لم يتنبّه إلى الخلط والوهم: «الشيخ شعيب الأرنئوط» و «محمد نعيم العرقسوسى» في تحقيقهما لكتاب (سير أعلام النبلاء 17/ 441) حيث ذكرا المصادر السابقة، بإضافة (معجم البلدان) و (وفيات الأعيان) إليها.
وقبل أن أعلّق على تلك المصادر وما فيها من تخليط، أضيف إليها مصدرين مكرّرين هما:
(الأنساب) و (اللباب) في مادّة (السّعتري) . وهنا أذكر نصّ ما جاء فيهما.
قال ابن السمعاني في (الأنساب 7/ 81 مادّة: السعتري) :
«أبو يعقوب يوسف بن يعقوب النجيرمي المعروف بالسعتري، من أهل البصرة. حدّث عن أبي مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي، ومحمد بن حيّان المازني. روى عنه يوسف بن يعقوب بن خرّزاذ النجيرمي ساكن مصر، وأبو الحسن محمد بن علي بن صخر الأزدي نزيل مكة، وهما بصريّان» . (انتهى) .
ووافقه ابن الأثير في (اللباب 2/ 116 مادّة السّعتري) فقال:
«أبو يعقوب يوسف بن يعقوب النجيرمي السعتري، بصريّ. حدّث عن أبي مسلم الكجّي.
روى عنه يوسف بن يعقوب بن خرّزاذ النجيرمي، وغيره» . (انتهى) .
فالمحقّقون الأفاضل لم يشيروا إلى مادّة «السعترى» في (الأنساب) و (اللباب) مع أنّ صاحب الترجمة ذكر فيهما، بل أشاروا إلى مادّة «النجيرمي» في المصدرين السابقين على أن صاحب الترجمة هو المذكور فيهما، وهو ليس كذلك. وللتوضيح أذكر نصّ ابن السمعاني في (الأنساب 12/ 45 مادّة: النجيرمي) ، وهو يقول:
«أبو يعقوب يوسف بن يعقوب النجيرمي السعتري البصري، من أهل البصرة. يروي عن أبي يحيى الساجي. روى عنه أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي المقرئ» . (انتهى) .
ووافقه ابن الأثير في (اللباب 1/ 300 مادّة: النجيرمي) فقال: «أبو يعقوب يوسف بن يعقوب(29/121)
__________
[ () ] النجيرمي البصري. روى عن زكريا بن يحيى الساجي. روى عنه أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي» . (انتهى) .
هنا أتوقّف لتحقيق هذه الترجمة ومدى مطابقتها لصاحب الترجمة المتوفى سنة 423 هـ.
فأقول:
إن النجيرمي في (الأنساب) و (اللباب) يروي عن أبي يحيى زكريا بن يحيى الساجي.
والمعروف أنّ زكريا السّاجي توفي سنة 307 هـ. (العبر 2/ 134) فكيف يروي عنه صاحب الترجمة قبل أن يولد، وقد جاء أنه ولد سنة 345 هـ.؟! إذن، فيوسف بن يعقوب النجيرمي المذكور في (مادّة: النجيرميّ) هو غير صاحب الترجمة «يوسف بن يعقوب بن خرّزاذ» ، مع أنهما يتفقان في الاسم، والكنية، والبلد، ولكنهما يختلفان في تاريخ الوفاة.
ولقد أصاب المؤلّف الذهبي- رحمه الله- حيث فرّق بين الاثنين، فجعل الأول في المتوفين سنة 370 هـ. (انظر: العبر 2/ 358، وتاريخ الإسلام 467 حوادث ووفيات 351- 380 هـ.
بتحقيقنا، وشذرات الذهب 3/ 75) والثاني هو صاحب هذه الترجمة المتوفى سنة 423 هـ.
والّذي يؤكّد أنهما اثنان ما ذكره ابن السمعاني في (مادّة السعتري) ووافقه ابن الأثير، من أن «يوسف بن يعقوب النجيرمي السعتري» روى عنه: «يوسف بن يعقوب بن خرّزاذ النجيرمي» .
وبان من هذا أنّ الأول كان شيخا للثاني.
وقال في (تاريخ الإسلام 467 وفيات 370 هـ.) :
«يوسف بن يعقوب النجيرمي، أبو يعقوب، بصري مشهور، عالي الإسناد. سمع: أبا مسلم الكجّي، والحسن بن المثنّى العنبري، والمفضّل بن الحباب الجمحيّ، وزكريا بن يحيى الساجي، ومحمد بن حيّان المازني، وجماعة. روى عنه: أبو نعيم الحافظ، وأبو عبد الله محمد ابن عبد الله بن باكويه الشيرازي، وإبراهيم بن طلحة بن غسان المصوّعي، وجماعة آخرهم القاضي أبو الحسن محمد بن علي بن صخر الأزدي. وقد حدّث في سنة خمس وثلاثمائة» .
(انتهى) هكذا وقع، والصواب: حدّث في سنة خمس وستين وثلاثمائة.
وقال ابن العماد الحنبلي في (شذرات الذهب 3/ 75) :
«والنجيرمي، أبو يعقوب يوسف بن يعقوب البصري. حدّث في سنة خمس وستين عن: أبي مسلم، ومحمد بن حيان المازني» .
والمعروف أيضا أن أبا مسلم الكجّي توفى سنة 292 هـ. (انظر: العبر 2/ 92، 93 وفيات 292 هـ.) فالنجيرمي الّذي سمعه وروى عنه هو المتوفى سنة 370 هـ. وليس صاحب الترجمة الّذي ولد سنة 345 وتوفي 423 هـ.
وقد خلط ابن خلّكان في (وفيات الأعيان 7/ 75) بين المتوفى سنة 390 هـ. والمتوفى 423 هـ. فقال في الترجمة رقم (839) :
«أبو يعقوب يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن خرّزاذ النجيرمي، اللغوي، البصري، نزيل مصر، هو من أهل بيت فيه جماعة من الفضلاء الأدباء ما منهم إلّا من هو ماهر في اللغة، كامل الأدوات، متقن لها. روى أبو يعقوب المذكور عن أبي يحيى زكريا بن يحيى بن خلّاد الساجي، وطبقته وروى عنه أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي، وغيره.
ثم نقل ابن خلّكان أن أبا يعقوب بن خرّزاذ النجيرمي توفي يوم الثلاثاء رابع المحرّم سنة ثلاث(29/122)
__________
[ () ] وعشرين وأربعمائة، وأنّ مولده كان يوم عرفة من سنة خمس وأربعين وثلاثمائة (7/ 76) .
ولم يتنبّه محقّقه الدكتور «إحسان عباس» لهذا الخلط، إذ كيف يروي أبو يعقوب النجيرمي المولود سنة 345 عن زكريا الساجي الّذي توفي قبل مولده بنحو 38 عاما؟
ولقد تنبّه إلى هذا الخلط السيد «أكرم البوشي» في تحقيقه للجزء (16) من: سير أعلام النبلاء، فقال في حاشيته على ترجمة النجيرمي المتوفى سنة 370 هـ. ص 259 ما نصّه:
«وقد التبس النجيرمي- صاحب هذه الترجمة- مع سميّه يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن خرّزاذ النجيرمي البصري اللغوي نزيل مصر والّذي سترة ترجمته في الجزء السابع عشر من السير برقم (293) على محقق «وفيات الأعيان» فجعلهما واحدا حيث جمع بين مصادر ترجمتيهما» .
وأقول: لقد أصاب السيد «أكرم البوشي» . وأخطأ زميله السيد «محمد نعيم العرقسوسي» وهما يحقّقان (سير أعلام النبلاء) بإشراف الشيخ شعيب الأرنئوط.
وكذلك خلط السيوطي بين المتوفى سنة 370 هـ. وصاحب هذه الترجمة المتوفى سنة 423 هـ. ولم يتنبّه السيد «محمد أبو الفضل إبراهيم» إلى هذا الخلط في تحقيقه لكتاب (بغية الوعاة 2/ 364 رقم 2203) ، حيث يقول السيوطي:
«يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن خرّزاذ النجيرمي أبو يعقوب، ويعرف أيضا بالسعتري، النحويّ، اللغوي، الحافظ، العلّامة. أخذ عن علي بن أحمد المهلّبيّ، وروى عن زكريا بن يحيى الساجي. وعنه ابن بابشاذ، وعبد العزيز بن أحمد بن مغلّس الأندلسي. وكان مقيما بمصر. روى عنه محمد بن جعفر الخزاعي المقرئ. ومات في المحرّم سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة بعد ابنه بهزاد بثلاثة أشهر» .
وقد عاد «ابن خلكان» في ترجمة «ابن مغلّس» (وفيات الأعيان 3/ 193، 194 رقم 387) فذكر أن ابن مغلّس المتوفى سنة 427 هـ. قرأ على أبي يعقوب يوسف بن يعقوب النجيرمي بمصر.
وكذا فعل «الحميدي» في: (جذوة المقتبس 288 رقم 645) ، وابن بشكوال في: (الصلة 2/ 369، 370 رقم 788) ، والضبّي في (بغية الملتمس 384 رقم 1088) والسيوطي في:
(بغية الوعاة 2/ 98 رقم 1535) ، والمقري في (نفح الطيب 2/ 132) .
فمن هو «النجيرمي» المقصود هنا؟ أهو المتوفى سنة 370 هـ؟ أم هو المتوفى سنة 423 هـ؟
هذا ما لم تفصح عنه المصادر المذكورة.(29/123)
سنة أربع وعشرين وأربعمائة
- حرف الألف-
124- أحمد بن إبراهيم [1] .
الفقيه أبو طاهر القطّان الحنبليّ. صاحب التّعليقة [2] .
كان من كبار أصحاب ابن حامد.
125- أحمد بن الحسين بن أحمد البغدادي الواعظ [3] .
أبو الحسين [4] بن السّمّاك.
حدّث عن: جعفر الخُلْديّ [5] ، والحسن بن رشيق المصْريّ.
قال الخطيب [6] : كتبتُ عنه [7] ، وكان ضعيفا متّهما [8] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إبراهيم) في:
طبقات الحنابلة 2/ 182 رقم 650.
[2] في طبقات الحنابلة: «صاحب التعليق والتحقيق، والفرائض والأصول» .
[3] انظر عن (أحمد بن الحسين) في:
تاريخ بغداد 1/ 331، 332 (في ترجمة أبي علي الروذبارى محمد بن أحمد رقم 238) ، و 4/ 110، 11 رقم 1769، والإكمال لابن ماكولا 4/ 252، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 69 رقم 170. والمنتظم 8/ 76 رقم 88 و 15/ 237، 238 رقم 3182، ومختصر تاريخ دمشق 3/ 46، 47 رقم 70، والكامل في التاريخ 9/ 432، والمختصر في أخبار البشر 2/ 158، وميزان الاعتدال 1/ 93 رقم 345، والمغني في الضعفاء 1/ 37 رقم 271، وتاريخ ابن الوردي 1/ 340، والبداية والنهاية 12/ 135، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 291 رقم 106.
[4] في: الكامل: «أبو الحسن» ، والمثبت يتفق مع المصادر ولسان الميزان 1/ 156 رقم 500، والنجوم الزاهرة 4/ 278.
[5] في: تاريخ بغداد 4/ 110، ومختصر تاريخ دمشق 3/ 47: «الخالديّ» ، والمثبت يتفق مع:
المنتظم، وغيره.
[6] في: تاريخ بغداد 4/ 110، وقد وقع في (مختصر تاريخ دمشق 3/ 47) : «قال الحافظ ابن عساكر: كتبت عنه شيئا يسيرا ... » . وهذا وهم لم يتنبّه إليه محقّقه السيد: «رياض عبد الحميد مراد» ولا مراجعته السيدة «روحية النحاس» فابن السمّاك توفي قبل أن يولد ابن عساكر!
[7] وزاد: «شيئا يسيرا» .
[8] قوله: «وكان ضعيفا متّهما» ليس في تاريخ بغداد، وهو من قول المؤلف الذهبي- رحمه الله-(29/124)
عاش نيِّفًا وتسعين سنة [1] .
وقال أبو محمد رزق الله التّميميّ [2] : كان أبو الحسين بن السّمّاك يتكلّم على النّاس بجامع المنصور. وكان لا يُحسن من العلوم شيئًا إلّا ما شاء الله.
وكان مطبوعًا يتكلّم على مذهب الصُّوفيّة، فكُتِبَت إليه رُقْعة: ما تقول في رجل مات؟ فلمّا رآها [3] في الفرائض رماها وقال: أنا أتكلّم على مذهب قوم إذا ماتوا لم يخلّفوا شيئا. فأعجب الحاضرين [4] .
__________
[1] قال ابن الأثير: مات في شوّال عن خمس وتسعين سنة. (الكامل 9/ 432) . وفي البداية والنهاية 12/ 35 عن 94 سنة.
[2] لسان الميزان 1/ 156، 157.
[3] وقع في: لسان الميزان 1/ 157: «ما تقول في رجل مات فلمّا رآها في الفرائض رماها» . وقال محقّقه في الحاشية (1) : «كذا في الأصل» .
[4] وقال الخطيب: «كان له في جامع المنصور مجلس وعظ يتكلّم فيه على طريقة أهل التصوّف ... وقد حدّثنا عن أبي بكر بن السمّاك حديثا مظلم الإسناد، منكر المتن، فذكرت روايته عن ابن السمّاك لأبي القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي، فقال: لم يدرك أبا عمرو بن السمّاك، هو أصغر من ذاك، لكنّه وجد جزءا فيه سماع أبي الحسين بن أبي عمرو ابن السمّاك من أبيه، وكان لأبي عمرو بن السمّاك ابن يسمّى محمدا ويكنّى أبا الحسين، فوثب على ذلك السماع وادّعاه لنفسه. قال الصيرفي: ولم يدرك الخالديّ أيضا، ولا عرف بطلب العلم، إنما كان يبيع السمك في السوق إلى أن صار رجلا كبيرا، ثم سافر وصحب الصوفية بعد ذلك. قال لي أبو الفتح محمد بن أحمد المصري: لم أكتب ببغداد عمّن أطلق عليه الكذب من المشايخ غير أربعة، أحدهم أبو الحسين بن السمّاك. مات ابن السمّاك في يوم الأربعاء الرابع من ذي الحجّة سنة أربع وعشرين وأربعمائة، ودفن من الغد في مقبرة باب حرب بعد أن صلّي عليه في جامع المدينة، وكان يذكر أنه ولد في مستهل المحرّم سنة ثلاثين وثلاثمائة» . (تاريخ بغداد 4/ 110، 111) .
وذكره الخطيب في موضع آخر من تاريخه (1/ 331، 331) في ترجمة الروذباري، فقال:
«أخبرنا أبو الحسين أحمد بن الحسين الواعظ قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن عطاء الروذباري بصور الساحل» .
وقال الخطيب أيضا: أنشدنا أحمد بن الحسين الواعظ قال: «أنشدنا أبو الفرج الورثاني الصوفي» ، وذكر من طريقه شعرا أنشده الروذباري.
وقال ابن ماكولا: «وأما سمّاك- بفتح السين وتشديد الميم وآخره كاف- فهو أبو الحسين أحمد ابن الحسين بن أحمد ابن السمّاك الواعظ، كان جوّالا كثير الأسفار. حدّث عن جماعة ولم(29/125)
126- أحمد بن علي بن أحمد بن سعدُوَيْه الحاكم [1] .
أبو عبد الله النَّسويّ [2] .
حدَّث في رجب عن: ابن نُجَيْد، وأبي القاسم إبراهيم النّصراباذيّ [3] ، وأبي محمد السمذي [4] ، وأبي أحمد الجلودي [5] ، وأبي عبد الله بن أبي ذهل [6] ، وخلق.
روى عنه: مسعود بن ناصر.
ووثقه عبد الغافر [7] .
- حرف الجيم-
127- جهور بن حيدر بن محمد بن منجويه [8] .
__________
[ () ] أرهم يرتضونه» . (الإكمال 4/ 352) .
وقال ابن عساكر: «سمع بدمشق وبصور وبمكة» . (مختصر تاريخ دمشق 3/ 46) وذكر ابن الجوزي حكاية لأبي محمد التميمي في (المنتظم 8/ 76) قال: إن أبا الحسين بن السمّاك الواعظ دخل عليهم بوما وهم يتكلّمون في (أبابيل) ، فقال في أيّ شيء أنتم؟ فقالوا: نحن في ألف أبابيل، هل هي ألف وصل أو ألف قطع؟ فقال: لا ألف وصل ولا ألف قطع، وإنما هو ألف سخط. ألا ترى أنه بلبل عليهم عيشهم؟ فضحك القوم من ذلك.
[1] انظر عن (أحمد بن على) في:
المنتخب من السياق 92 رقم 199.
[2] النّسويّ: بفتح النون والسين المهملة والواو. هذه النسبة إلى نسا. فالنسبة إليها: النّسائي، ومنهم من قال بالواو وجعل النسبة إليها: النّسويّ. (الأنساب 12/ 82) .
[3] النّصراباذي: بفتح النون وسكون الصاد وفتح الراء المهملتين والباء الموحّدة، وفي آخرها الذال المعجمة. هذه النسبة إلى محلّتين: إحداهما بنيسابور وهي من أعالي البلد، منها أبو القاسم إبراهيم هذا. والمحلّة الثانية هي نصراباذ: محلّة بالري، في أعلى البلد. (الأنساب 12/ 88 و 89 و 91) .
[4] في الأصل: «السمري» ، والمثبت عن (الأنساب 7/ 135) . قال ابن السمعاني: السّمّذيّ:
بكسر السين المهملة وكسر الميم المشدّدة، وقيل بفتحها، وفي آخرها الذال المعجمة. هذه النسبة إلى السّمّذ، وهو نوع من الخبز. الأبيض الّذي تعمله الأكاسرة والملوك.
[5] الجلوديّ: بضم الجيم واللام وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى الجلود، وهي جمع جلد وهو من يبيعها أو يعملها. (الأنساب 3/ 282) .
[6] في (المنتخب) : «وأبي عبد الله أبي ذهل» بإسقاط «بن» وهو غلط.
[7] فقال: «جليل ثقة فقيه من أصحاب الشافعيّ، حدّث بنيسابور وجرجان» . وهو قال: «قدم نيسابور في رجب سنة أربع وعشرين وأربع مائة» ، ولم يذكر إن كان توفي فيها أو بعدها.
ومولده سنة نيّف و 340 هـ.
[8] انظر عن (جهور بن حيدر) في:(29/126)
أبو الفضل القرشي الكريزي [1] النيسابوري الأديب.
روى عن: أبي سهل محمد بن سليمان الصُعْلُوكيّ، وأبي عَمْرو بن حمدان، وطبقتهما.
تُوُفّي في جُمَادى الآخرة [2] .
- حرف الحاء-
128- الحسين بن إبراهيم بن عبد الله [3] .
أبو عبد الله الأنباريّ المقرئ [4] .
129- الحسين بن الخَضِر بن محمد [5] .
أبو عليّ البخاريّ الفَشيدَيْزَجِيُّ [6] ، الفقيه الحنفيّ، قاضي بُخَارى.
__________
[ () ] المنتخب من السياق 174 رقم 450 وفيه: «فتحويه» وهذا من التصحيف الشائع في مثل هذه الأسماء. قال ابن السمعاني في (المنجويي) : بفتح الميم، وسكون النون، وضم الجيم، وفي آخرها الياء المنقوطة من تحتها باثنتين. هذه النسبة إلى منجويه، وهو اسم ... (الأنساب 11/ 493) .
[1] الكريزيّ: بضم الكاف وفتح الراء وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها الزاي. هذه النسبة إلى كريز، وهو بطن من عبد شمس، وهو كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف، (الأنساب 10/ 410، 411) .
[2] قال عبد الغافر: «الأديب، مشهور سمع الحديث الكثير» .
[3] انظر عن (الحسين بن إبراهيم) في:
غاية النهاية 1/ 237 رقم 1081.
[4] قال ابن الجزري: «الحسين بن إبراهيم بن عبد الله الأنباري أبو عبد الله نزيل مصر. قرأ عليه بها الحسن بن القاسم غلام الهرّاس، عن قراءته على عمر بن محمد بن عراك رواية ورش، وقرأ أيضا على أبي أحمد السامري» .
و «الأنباري» : بفتح الألف وسكون النون بعده وفتح الباء المنقوطة بنقطة من تحتها والراء بعد الألف. هذه النسبة إلى بلدة قديمة على الفرات بينها وبين بغداد عشرة فراسخ. وكان السفاح أول خليفة من بني العباس يجلس بها ويسكنها وبها مات. (الأنساب 1/ 354) .
[5] انظر عن (الحسين بن الخضر) في:
الأنساب 9/ 309- 311، واللباب 2/ 433، والعبر 3/ 154، 155، وسير أعلام النبلاء 17/ 424- 426 رقم 282، والوافي بالوفيات 12/ 361، والجواهر المضيّة 2/ 109، وطبقات الفقهاء لطاش كبرى زاده 69، وكتائب أعلام الأخبار، رقم 209، والطبقات السنية، رقم 754، وكشف الظنون 1227، وشذرات الذهب 3/ 227، والفوائد البهيّة للّكنوي 66، وهدية العارفين 1/ 309، وإيضاح المكنون 2/ 157، ومعجم المؤلفين 4/ 6 وفيه نسبته:
«النسفي» .
[6] هكذا ضبطت في الأصل بفتح الفاء وكسر الشين، وسكون الياء، وفتح الدال المهملة، وسكون(29/127)
إمام عصره بلا مدافعة [1] .
قدِم بغداد وتفقّه بها، وناظَرَ وبرع.
وسمع بها من: أبي الفضل عُبَيْد الله الزُّهْريّ [2] .
وببُخَارى: محمد بن محمد بن جابر.
وحدّث، وظهر له أصحاب وتلامذة.
وآخر من حدّث عنه ابن بنته عليّ بن محمد البُخَاريّ [3] .
تُوُفّي في شعبان [4] .
وقد ناظَرَ مرّةً الشّريف المُرْتَضى شيخ الرَّفَضَة، وقطعه في حديث: «ما تَرَكْنَا صَدَقَةٌ» [5] . وَقَالَ لِلْمُرْتَضَى: إِذَا جَعَلْتَ «مَا» نافية، خلاف الحديث من فائدة،
__________
[ () ] الياء الثانية، وفتح الزاي.، وكسر الجيم. وهكذا ضبطت في (الأنساب 9/ 309) وقال ابن السمعاني: «هذه النسبة إلى فشيديزه» ، وذكر صاحب الترجمة. ووافقه ابن الأثير في (اللباب 2/ 433) .
أما ياقوت فضبطها بكسر الذال المعجمة، فقال: «فشيذيزه» : بفتح أوله، وكسر ثانية، وياء مثنّاة من تحت، وذال معجمة مكسورة، وياء مثنّاة من تحت أخرى، وزاي: من قرى بخارى» .
(معجم البلدان 4/ 267) .
[1] الأنساب 9/ 310 وفيها إنه استقضى على بخارى بعد موت أبي جعفر الأسروشني.
[2] لم يترجم له الخطيب في (تاريخ بغداد) ، ولم يذكره فيمن روى عن: عبيد الله الزهري. (انظر:
تاريخ بغداد 10/ 323، 345 رقم 5466) .
[3] الأنساب 9/ 311.
[4] يوم الثلاثاء الثالث والعشرين منه. (الأنساب) . ووقع في (معجم المؤلّفين 4/ 6) أن وفاته سنة 425 هـ. ووقع في (كشف الظنون 1227) أن وفاته سنة 428 هـ.
[5] حديث: «لا نورث ما تركناه صدقة» صحيح مشهور، رواه غير واحد من الصحابة، وأخرجه البخاري في: الفرائض 8/ 3 باب قول النبيّ صلى الله عليه وسلم: «لا نورث ما تركنا صدقة» ، وفي: الوصايا 3/ 197 باب نفقة القيّم للوقف، وفي: فضائل الصحابة 4/ 209، 210 باب: مناقب قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومنقبة فاطمة عليها السلام ... ، وفي: المغازي 5/ 23 باب حديث بني النضير.
وأخرجه مسلم في: الجهاد والسير، رقم (1758) باب: قول النبيّ صلى الله عليه وسلم: «لا نورث ما تركنا فهو صدقة» ، ورقم (1759) و (1761) .
وأخرجه أبو داود في: الخراج والامارة، برقم (2975) باب: في صفايا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأموال.
وأخرجه الترمذي في: (السّير 3/ 81 رقم (1658) باب: ما جاء في تركة النبيّ صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه النسائي، في: الفيء 7/ 132 باب: في كتاب قسم الفيء.
وأخرجه مالك في: الموطأ 702 رقم (1823) باب: ما جاء في تركة النبيّ.(29/128)
فَإِنَّ كُلَّ أَحَدٍ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ أَنَّ الْمَيِّتَ يَرِثُهُ أَقْرِبَاؤُهُ، وَلَا تَكُونُ تَرِكَتُهُ صَدَقَةً. وَلَكِنْ لَمَّا كَانَ الرَّسُولُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِخِلَافِ الْمُسْلِمِينَ، بَيَّنَ ذَلِكَ، فَقَالَ: «مَا تَرَكْنَاهُ صَدَقَةٌ» [1] . وقد سمع أبو علي هذا من: ابن شَبُّوَيْه المَرْوَزيّ بمَرْو، ومن جعفر بن فنّاكيّ بالرّيّ [2] . وتخرّج به الأصحاب.
130- حمزة بن محمد بن طاهر [3] .
الحافظ أبو طاهر البغداديّ الدّقّاق، مولى المِهْديّ.
سمع: أبا الحسين بن المظفّر، وأبا الحسن الدَّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، فمن بعدهم.
قال الخطيب [4] : كتبنا عنه، وكان صدوقًا، فهْمًا، عارفا. ولد سنة ستّ وستّين وثلاثمائة.
وقال البَرْقانيّ: ما اجتمعتُ قطّ مع أبي طاهر حمزة ففارقته إلّا بفائدة علم [5] .
__________
[ () ] وأخرجه أحمد في: المسند 1/ 4 و 6 و 9 و 10 و 25 و 47 و 48 و 49 و 60 و 164 و 179 و 191 و 6/ 145 و 262.
وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 2/ 315.
وأخرجه ابن جميع الصيداوي في: معجم الشيوخ 374 رقم (365) بتحقيقنا.
وأخرجه الخطيب في: تاريخ بغداد 12/ 377.
[1] قال ابن السمعاني: إنّ أبا عليّ تمسّك بهذا الحديث، فاعترض عليه المرتضى الموسوي وقال: كيف يقول إعراب الصدقة بالرفع أو النصب؟ إن قلت بالرفع فليس كذلك، وإن قلت بالنصب فهو حجّتى لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا تركنا صدقة» يعني: لم نتركه صدقة. فدخل أبو علي وقال: فيما ذهبت إليه إبطال فائدة الحديث، فإن أحدا لا يخفى عليه أنّ الإنسان إذا مات يرثه قريبه وأقرب الناس إليه ولا يكون صدقة ولا يقع فيه الإشكال، فبيّن النبيّ صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن ما تركه صدقة، بخلاف سائر الناس.
[2] وذكر ابن السمعاني جماعة ممن روى عنهم ابن الخضر في:
بخارى، وبغداد، والكوفة، ومكة، وهمذان، وساوة، والري، ومرو. (الأنساب 9/ 310، 311) .
[3] انظر عن (حمزة بن محمد) في:
تاريخ بغداد 8/ 184، 185 رقم 431، والسابق واللاحق 65، وتقييد العلم 103، والعبر 3/ 155، وسير أعلام النبلاء 17/ 443 رقم 297، وشذرات الذهب 3/ 227.
[4] في تاريخه 8/ 184.
[5] تاريخ بغداد 8/ 184، وفيه أيضا: «قال الحسين (بن محمد بن طاهر) : وسمعت محمد بن أبي(29/129)
وقد نقل الخطيب [1] عن محمد بن يحيى الكرْمانيّ، وابن جدّا العُكْبَريّ [2] أنّهما رأياه في النَّوم، فأخبرهما أن الله رضي عنه.
حرف السين
131- سُفْيان بن محمد بن حَسَنْكُوَيْه [3] .
أبو عبد الله الأصبهاني: بقّالٌ.
تُوُفّي في جُمَادى الآخرة.
روى عن: أبي الشّيخ.
وروى عنه: أبو عليّ الحدّاد قال: أنبا سنة خمسٍ.
وروى عنه الرّئيس الثّقَفيّ في «الأربعين» ، له.
حرف العين
132- عبد الله بن الحسن بن عبد الرحمن بن شُجاع [4] .
أبو بكر المَرْوَزيّ الفقيه الحنبليّ [5] .
كان فقيهًا متفنِّنًا واسع الرّواية، نَحْويًّا، له مصنَّف في النَّحْو على مذهب الكوفيّين [6] ، وله كتاب «المغني» في مذهب أبي حنيفة [7] في سبعة أجزاء.
__________
[ () ] الفوارس يقول مثل ذلك» .
[1] في تاريخه 8/ 184 و 185.
[2] هو: علي بن الحسن بن جدّا العكبريّ، كما في: تاريخ بغداد. وقد ورد في الأصل: «حدا» بالحاء المهملة.
[3] لم أقف على مصدر ترجمته. وسيعيده المؤلّف- رحمه الله- ثانية في وفيات السنة التالية 425 هـ. برقم (166) .
[4] انظر عن (عبد الله بن الحسن) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 97، 298 رقم 655، والوافي بالوفيات 17/ 128 رقم 111، وبغية الوعاة 2/ 38 رقم 1374، ومعجم المؤلفين 6/ 43.
[5] هكذا في الأصل وبقيّة المصادر، وقد كتب فوقها في الأصل: «كذا بخطه» . ولم يذكره ابن أبي يعلى في (طبقات الحنابلة) .
[6] سمّاه «الابتداء» .
[7] كتب فوقها في الأصل: «كذا بخطه» ، ويقول طالب العلم وخادمه محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : من الواضح أن الّذي وضع الإشارتين على الأصل ظنّ أنّ هناك تناقضا بين كون صاحب الترجمة «حنبليّا» ، ويؤلّف كتابا في مذهب أبي حنيفة.(29/130)
ولد في سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة، ودخل الأندلس فَحَمَل عنه أهلها، وأجاز لهم في هذا العام [1] .
133- عَبْد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان بْن سَعِيد [2] بْن ذُنّين [3] بْن عاصم.
أبو محمد الصَّدَفيّ الطُّلَيْطُليّ.
روى عن أبيه، وعن: عَبْدُوس بن محمد، وأبي عبد الله بن عيشون، وتمّام ابن عبد الله، وأبي جعفر بْن عَوْن الله، وأبي عَبْد الله بْن مفرّج، وحلق كثير.
وحجّ فأخذ بمصر عن: أحمد بن محمد المهندس، وعبد المنعم بن غَلْبُون، ومحمد بن أحمد بن عُبَيْد الوشّاء.
وبمكّة عن: عُبَيْد الله السَّقَطيّ.
ولقي بالقَيْروان أبا محمد ابن أبي زيد، فأكثر عنه.
__________
[1] قال ابن بشكوال: «كان فاضلا ديّنا، حنبليّ المذهب، متفنّنا، واسع الرواية، قديم الطلب ... » وقال: «نبّهنا عليه أبو بكر بن الميراثي، فسمعنا منه وأجاز لنا في صفر سنة أربع وعشرين وأربعمائة ... وكان ممتّعا بذهنه وجميع جوارحه» . (الصلة 1/ 297 و 298) .
قلت: لم يذكر ابن بشكوال وفاته في هذه السنة. ويبدو أنّ الصفدي نقل الترجمة عن المؤلّف الذهبي- رحمه الله- في تاريخه هذا، ولذا قال: مات في حدود أربع وعشرين وأربعمائة.
(الوافي بالوفيات 17/ 128) ومثله فعل السيوطي في (بغية الوعاة 2/ 38) وانظر: معجم المؤلّفين 6/ 43 المتن والحاشية.
[2] انظر عن (عبد الله بن عبد الرحمن بن عثمان) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 264- 266 رقم 586، وبغية الملتمس 346 رقم 929، والعبر 3/ 155، وسير أعلام النبلاء 17/ 426، 427 رقم 283، والوافي بالوفيات 17/ 250، 251 رقم 235، وشذرات الذهب 3/ 227، وهدية العارفين 1/ 450، ومعجم المؤلفين 6/ 70، وتاريخ التراث العربيّ، المجلّد الأول، الجزء الرابع 188 رقم 59، وتاريخ الأدب العربيّ 2/ 972 (في الأصل الألماني) .
[3] في الأصل: «دنين» بالدال المهملة، ومثله في: العبر، وشذرات الذهب، وحرّكت النون بالفتح في: الوافي بالوفيات، وتاريخ التراث العربيّ، وخفّفت.
وفي (الصلة) : «ذنين» ، ومثله في (بغية الملتمس) ، (بالذال المعجمة) ، وقد ضبطه «ذنين» ، بضم الذال المعجمة، وفتح النون المخفّفة وسكون الياء المثنّاة من تحتها. وقال محقّقه في الحاشية (2) ص 346: «كذا ضبطه المؤلّف مجوّدا» .
أما في (سير أعلام النبلاء 17/ 426) فضبطت: «دنين» ، وقال محقّقه في الحاشية: وكلمة «ذنّين» ضبطت في الأصل بضم الذال المعجمة، وكسر النون المشدّدة، وسكون الياء والله أعلم بالصحيح.(29/131)
ورجع إلى طُلَيْطُلَة، فأكثر عنه أهلها، ورحل النّاس إليه من البلدان [1] .
وكان زاهدًا عابدًا متبتِّلًا، عالمًا عاملًا سُنِّيا.
يُقال إنّه كان مُجاب الدَّعوة. وكان الأغلب عليه الرّواية والأثر، والعمل بالحديث [2] . وكان ثقةً متحرّيا، قد التزم الأمرَ بالمعروف والنَّهيّ عن المنكر بنفسه، لا تأخذه في الله لومةُ لائم. صنّف في ذلك كتابًا [3] .
وكان مَهِيبًا مُطاعًا محبوبًا، لا يختلف اثنان في فضله. وكان يتولّى عملَ عِنَبِ كَرْمِه بنفسه. ولم يُرَ بطُلَيْطُلَة أكثرَ جَمْعًا من جنازته [4] .
134- عبد الرّحيم بْن الحافظ أَبِي عَبْد اللَّه محمد بْن إسحاق بن مَنْدَهْ [5] .
تُوُفّي بطريق إِيذَج [6] بين العِيدَين.
أظنّه كان يتعانى التّجارة.
__________
[1] الصلة 1/ 265.
[2] الصلة 1/ 265.
[3] هو كتاب «الأمر والنهي» كما في: الصلة 1/ 265، ومنه نسخة في مكتبة غاريت بالولايات المتحدة الأمريكية، برقم 2053/ 1، تاريخ نسخها سنة 757 هـ. ذكرها فؤاد سزكين باسم «كتاب الأمر بأداء الفرائض واجتناب المحارم» . (تاريخ التراث العربيّ 188 رقم 59) .
[4] وقال ابن بشكوال: «وكانت جلّ كتبه قد نسخها بيده ... وكان مهيبا مطاعا، محبوبا من جميع الناس لم يختلف اثنان في فضله. وكان الناس يتبرّكون بلقائه. وكان مواظبا على الصلاة بالجامع، ولقد خرج إليه في بعض الليالي لصلاة العشاء حافيا في ليلة مصر، وكان يقرأ خلف الإمام فيما جهر فيه. وذكر عنه أنه كان يحصى ما كان يسوقه من كرمه ولو كان عنقودا واحدا لإحصاء الزكاة ... وسمع عن بعض أصحابه الذين يختلفون إليه أنه يروي ديوان كذا بسند قريب، فقال له: أريد أن أسمعه منك فأحضر الديوان وصار الشيخ بين يديه وسمعه منه ...
وقال أبو المطرّف عبد الرحمن بن محمد بن البيروله: كان أبو محمد بن ذونين (كذا) هذا شيخا فاضلا، ورعا صليبا في الدين، كثير الصدقة، يبايع الناس إذا ابتاع أعطى دراهم طيبة لا دلسة فيها ولا زائفة، وإذا بايع اشترط مثل ذلك، وإذا خدع فيها وردّت عليه صرّها في خرقة ثم واسط بها القنطرة وألقاها في غدير الوادي، ويقول: هي أفضل من الصدقة بمثلها لو أنها طيّبة لقطع الردى والغش من أيدي المسلمين. وكانت جلّ بضاعته قراءته كتب الزهد وروايتها وشيء من كتب الحديث، ولم يكن له بالمسائل كبير علم» . (الصلة 1/ 265، 266) .
[5] لم أقف على مصدر ترجمته.
[6] إيذج: الذال معجمة مفتوحة، وجيم. وكسر الهمزة في أولها. كورة وبلدة بين خوزستان وأصبهان، وهي أجلّ مدن هذه الكورة، وسلطانها يقوم بنفسه، وهي وسط الجبال، يقع بها ثلج كثير يحمل إلى الأهواز والنواحي. وقال أبو سعد: إيذج في موضعين، أحدهما بلدة من كور الأهواز وبلاد الخوز، والثاني: إيذج من قرى سمرقند. (معجم البلدان 1/ 288) .(29/132)
وسمع من: أبيه.
135- عُبَيْد الله بن هارون بن محمد [1] .
أبو القاسم القطّان الواسطيّ، ويعرف بكاتب ابن قنطر [2] .
سمع من: عبد الغفّار الحُضَيْنيّ [3] ، وأبا بكر المفيد، وجماعة.
روى عنه: محمد بن عليّ بن أبي الصَّقْر الواسطيّ [4] .
قال خميس الحَوْزِيّ: مات سنة 424.
136- عُصْم بن محمد بن عُصْم بن العبّاس [5] .
أبو منصور العُصْميّ [6] ، رئيس هَرَاة.
روى عن: أبي عَمْرو الجوهريّ، وغيره.
روى عنه: محمد بن عليّ العميريّ [7] .
137- عليّ بن طلحة [8] .
__________
[1] انظر عن (عبيد الله بن هارون) في: سؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي عن جماعة من أهل واسط 48، 49 رقم 6 وصفحة 70.
[2] زاد في: سؤالات السلفي: «البيّع» .
[3] في الأصل: «الحصيني» (بالصاد المهملة) ، والمثبت عن (الأنساب 4/ 165) وفيه:
«الحضينيّ» : بضم الحاء المهملة وفتح الضاد المعجمة وبعدها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون.
ولم يذكر ابن السمعاني النسبة، وكذا فعل ابن الأثير في (اللباب 1/ 372) .
وقال محقّق (الأنساب) الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني- رحمه الله- في الحاشية (4) «والظاهر أنها نسبة إلى حضين» والمعروف بحضين هو: الحضين بن المنذر الرقاشيّ، لم يذكر له سمّي إلّا حفيده حضين بن يحيى بن الحضين، فلعلّ للرجل الآتي علاقة به» .
[4] سؤالات السلفي 49 و 70.
[5] لم أقف على مصدر ترجمته.
[6] العصميّ: بضم العين وسكون الصاد المهملتين. هذه النسبة إلى «عصم» وهو اسم رجل من أجداد المنتسب إليه، وهو ينسب لبيت كبير مشهور من أهل العلم بهراة.
[7] تقدّم التعريف بهذه النسبة في هذا الجزء.
[8] انظر عن (علي بن طلحة) في:
سؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي 54، 55 رقم 11، وصفحة 53 و 59، ومعجم الأدباء 13/ 259- 264 رقم 38، وإنباه الرواة 2/ 284، 285، وبغية الوعاة 2/ 170 رقم 1715.(29/133)
العلّامة أبو القاسم بن كُرْدان [1] الواسطيّ النَّحْويّ.
صاحب أبي عليّ الفارسيّ، وعليّ بن عيسى الرُّمانيّ. قرأ عليهما «كتاب» سيبَويه.
وأهل واسط يتغالَون في ابن كُرْدان ويفضّلونه على ابن جِنِّيّ [2] .
صنَّف كتابًا نحو خمسة عشر مجلَّد في إعراب القرآن. ثمّ بدا له فغَسَلَه قبل موته.
وكان ديِّنًا نَزِهًا مصوّنًا [3] .
أخذ عنه: أبو الفتح بن مختار [4] ، ومحمد بن عبد السّلام.
ومات في هذا العام. قاله كلّه خميس الحوزيّ [5] .
__________
[1] هكذا في الأصل ضبط بضم الكاف، ومثله في: سير أعلام النبلاء، وسؤالات السلفي. وفي (معجم الأدباء) : «كردان» بكسر الكاف.
[2] سؤالات السلفي 54، وفيه زيادة: «والرّبعي» .
[3] سؤالات السلفي 54، وقد تصحّفت في (بغية الوعاة) إلى «متصوفا» .
[4] ترجم له السلفي في سؤالاته 53 رقم 10 وهو: «محمد بن محمد بن المختار» .
[5] وزاد أيضا: «ركب إليه فخر الملك أبو غالب محمد بن علي بن خلف وزير بهاء الدولة، وهو سلطان الوقت، وبذل له فلم يقبل. وكانت قد جرت بينه وبين القاضي أبي تغلب أحمد بن عبيد الله العاقولي صديق الوزير المغربيّ وخليفة السلطان والحكّام على واسط في وقته- وكان معظّما مفخّما- خصومة، فقال له ابن كردان: إن صلت علينا بمالك صلنا عليك بقناعتنا.
حكى ذلك لنا عنه أبو نعيم أحمد بن علي ابن أخي سكّرة المقرئ في الجامع بواسط» .
(سؤالات السلفي) .
وقال أبو غالب بن بشران: كان ابن كردان يعرف بابن الصّحنانيّ ولم يبع قطّ الصّحناة، وإنما كان أعداؤه يلقّبونه بذلك فغلب عليه، قال: وهذا الشيخ أول الشيوخ الّذي قرأت عليهم الأدب.
(قال المرحوم عبد الخالق حسّونة في تحقيقه لمعجم الأدباء 13/ 259 في الحاشية (1) :
«الصحنة والصحناة: نبّه على هذا اللفظ في القاموس، وكأنه ما نسمّيه «السردين» ، وفي الأصل بالسين، ولعلّه محرّف فأصلحته إلى ما ترى) .
وذكره أبو عبد الله محمد بن سعيد الدّبيثي في نحاة واسط فقال: كان شاعرا، ومن شعره في ذمّ واسط:
سئم الأديب من المقام بواسط ... إنّ الأديب بواسط مهجور
يا بلدة فيها الغنيّ مكرّم ... والعلم فيها ميّت مقبور
لا جادك الغيث الهطول ولا اجتلى ... فيك الربيع ولا علاك حبور
شرّ البلاد أرى فعالك ساترا ... عنّي الجميل، وشرّك المشهور(29/134)
138- عُمَيْر بن محمد بن أحمد بن محمد بن عُمَيْر [1] .
أبو القاسم الْجُهَنيّ.
روى عن جدّه، وعن: أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان.
وروى عنه: عليّ الحِنَّائيّ، وأبو سعد السّمّان، وعبد العزيز الكتّانيّ.
وهو قليل السَّماع.
- حرف الفاء-
139- الفضل بن محمد بن محمد بن جِهان دار [2] أبو العبّاس الهَرَويّ.
والد محمد الحافظ.
- حرف الميم-
140- محمد بْن أَحْمَد بْن محمد بن حسن [3] .
أبو رشيد الحِيريّ الأدَميّ [4] المقرئ، العدل.
__________
[ () ] حدّث أبو الجوائز الحسن بن علي بن باري الكاتب الواسطي قال: اجتمع معنا في حلقة شيخنا أبي القاسم علي بن كردان النحويّ سيدوك الشاعر ونحن في الجامع بواسط بعد صلاة الجمعة، وجرى في عرض المذاكرات ذكر من أحال على قلبه بالعشق، ومن أحال على ناظره به أيضا ومضت أناشيد في ذلك، فقال أبو طاهر سيدوك: قد حضرني في هذا المعنى شيء وأنشدنا، (وذكر أبياتا) وسمعت أذان العصر فقلت لشيخنا: أكتبها قبل إقامة الصلاة أو إذا صلّينا؟ قال: اكتبها ولو أنّ الإمام على المنبر، وأنشدنا حينئذ لنفسه:
أبصرت في المأتم مقدودة ... تقضي ذماما بتكاليفها
تشير باللّطم إلى وجنة ... ضرّجها مبدع تأليفها
إذا تبدّى الصّبح من وجهها ... جمّشه ليل تطاريفها
(جمشه: ستره) و (التطريف: خضاب الأصابع) . (معجم الأدباء 13/ 260- 263) .
[1] انظر عن (عمير بن محمد) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 33/ 234، ومختصر تاريخ دمشق 19/ 335 رقم 226.
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
[4] الأدمي: بفتح الألف والدال المهملة وفي آخرها الميم. هذه النسبة إلى من يبيع الآدم.(29/135)
حدّث عن: الأستاذ أبي سهل الصُّعْلُوكيّ [1] ، وأبي عَمْرو بن حمدان، وجماعة.
روى عنه: أبو عليّ الحسين بن محمد بن محمد الصَّفّار.
141- محمد بن إبراهيم بن أحمد [2] .
أبو بكر الأرْدَستانيّ [3] ، الرجل الصّالح.
حدَّث «بصحيح البخاريّ» عن: إسماعيل بن حاجب الكُشَانيّ [4] .
وحدَّث عن: القاسم بن علْقَمَة الأبْهَريّ [5] ، وأبي الفتح يوسف القوّاس، وأبي حفص بن شاهين، وأبي الشّيخ بن حيّان، وأبي بكر المقرئ، وعبد الوهّاب الكلابيّ.
__________
[1] الصّعلوكي: بضم الصاد، وسكون العين المهملتين، وضمّ اللام، وفي آخرها الكاف بعد الواو. هذه النسبة إلى «الصّعلوك» . (الأنساب 8/ 62) .
[2] انظر عن (محمد بن إبراهيم الأردستاني) في:
تاريخ بغداد 1/ 417 رقم 419، والأنساب 1/ 178، والمنتظم 8/ 90 رقم 104 (15/ 255 رقم 3198) ، والتقييد لابن النقطة 28 رقم 2، والعبر 3/ 155، وسير أعلام النبلاء 17/ 428، 429 رقم 285، والإعلام بوفيات الأعلام 177، ومرآة الجنان 3/ 44، والنجوم الزاهرة 4/ 279، وشذرات الذهب 3/ 227.
وسيعاد مختصرا في وفيات سنة 427 هـ. برقم (237) .
[3] الأردستانيّ: بفتح الألف وسكون الراء وفتح الدال وسكون السين المهملتين وفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى أردستان وهي بليدة قريبة من أصبهان على طرف البرّية عند أزوارة بينهما، وهي على ثمانية عشر فرسخا من أصبهان. قال ابن السمعاني: ورأيت بخط والدي رحمه الله وكان ضبطها عن الحافظ الدّقاق بكسر الألف والدال. (الأنساب 1/ 177) .
وقال ياقوت الحموي: «أردستان» : بالفتح ثم السكون، وكسر الدال المهملة، وسكون السين المهملة، وتاء مثنّاة من فوقها وألف ونون. قال الإصطخري: أردستان مدينة بين قاشان وأصبهان. (معجم البلدان 1/ 146) .
وذكرها ابن الأثير بفتح الألف وسكون الراء وفتح الدال ... وقيل: بكسر الألف والدال.
(اللباب 1/ 41) .
[4] الكشاني: بضم الكاف والشين المعجمة، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى الكشانيّة، وهي بلدة من بلاد السّغد، بنواحي سمرقند. على اثنى عشر فرسخا منها. (الأنساب 10/ 431) .
[5] الأبهري: بفتح الألف وسكون الباء المنقوطة بواحدة وفتح الهاء وفي آخرها الراء المهملة. هذه النسبة إلى موضعين أحد هما إلى أبهر وهي بلدة بالقرب من زنجان. والثاني منسوب إلى قرية من قرى أصبهان. (الأنساب 1/ 124 و 126) .(29/136)
وروى عنه في سنة ثلاثٍ وتسعين «صحيح البخاريّ» : عبد الغفّار بن طاهر الهَمَدانيّ [1] .
وروى عنه: أبو نصر الشّيرازيّ المقرئ.
وهو أحد من لم يذكره «ابن عساكر» في «تاريخه» . وقد سمع بدمشق من الكِلابيّ، وأجزاء من أبي زُرْعة المقرئ.
وكان مع بصره بالحديث قيّمًا بكتاب الله، كبير القدْر، سامي الذِّكْر، واسع الرِّحلة. لقي بالبصرة أحمد بن العبّاس الأسْفَاطيّ [2] ، وأحمد بن عُبَيْد الله النَّهْردَيْريّ [3] .
وكنّاه بعضهم: أبا جعفر، وهو بأبي بكر أشهر.
وقد ذكرناه في سنة خمس عشرة [4] على ما ورّخه بعضهم، وهو في هذا العام أرجح [5] .
__________
[1] سير أعلام النبلاء 17/ 428.
[2] الأسفاطي: بفتح الهمزة وسكون السين المهملة وفتح الفاء وبعد الألف الساكنة طاء مهملة.
هذه النسبة إلى بيع الأسفاط وعملها. (اللباب 1/ 54) .
[3] النّهرديري: بفتح النون وسكون الهاء والراء، وفتح الدال المهملة وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها الراء هذه النسبة إلى نهر دير، وهي قرية كبيرة على اثني عشر فرسخا من البصرة.
(الأنساب 12/ 173) .
[4] انظر عنه في الطبقة السابقة من الجزء السابق.
[5] ولكن الخطيب قال: إن أبا بكر الأردستاني مات بهمدان في سنة سبع وعشرين وأربعمائة.
وتاريخ بغداد 1/ 417، المنتظم 8/ 90 (15/ 255) .
وقال ابن النقطة: توفي في دار ابن حميد في سنة أربع وعشرين وأربعمائة. (التقييد 28) .
وقال الخطيب: «كان رجلا صالحا يكثر السفر إلى مكة، ويحجّ ماشيا، وحدّث ببغداد ...
كتبت عنه وكان ثقة يفهم الحديث» : (تاريخ بغداد) .
وقال ابن السمعاني: «كان حافظا متديّنا مكثرا من الحديث، رحل إلى العراق والحجاز والشام وديار مصر، وخرج إلى خراسان، وبلغ إلى ما وراء النهر، وكتب الكثير ... ذكره أحمد بن محمد بن ماما الحافظ وقال: شاب مفيد حسن العشرة، كان جهد في تتبّع الآثار، وجدّ في جمع الأخبار بالعراق وبخراسان وما وراء النهر، وأقام ببخارا سنين يكتب معنا، فحصّل أكثر حديث بخارا، ثم رجع، فوجدت خبره في سنة أربع وأربعمائة عند الحافظ الجليل أبي عبيد الله ابن البيّع بنيسابور، ثم خرج إلى مصر، فلم أسمع بخبره بعد ذلك ... وذكره أبو زكريا يحيى ابن أبي عمرو بن مندة في كتاب أصبهان فقال: أبو بكر محمد بن إبراهيم الأردستاني أحد الحفّاظ، كان متّقيا متديّنا، سافر إلى خراسان وبغداد، ومات بهمدان يوم عاشوراء سنة سبع وعشرين وأربعمائة يوم الثلاثاء» . (الأنساب 9/ 178، 179) .(29/137)
142- محمد بن إبراهيم أبو بكر الفارسيّ [1] ، قد مرّ في حدود سنة عشرين وأربعمائة.
وجماعة كبيرة.
قال شيرُوَيْه: ثنا عنه [2] محمد بن عفّان، وابن ممّان، وظَفْرُ بن هبة الله، وكان ثقة يُحسن هذا الشّأن. سمعتُ عدّة من المشايخ يقولون: ما من رجلٍ له حاجة من أمر الدّنيا والآخرة فيزور قبره ويدعو الله عزّ وجلّ إلّا استجاب له. وجرَّبت أنا ذلك فكان كذلك.
قلت: وروى عنه البَيْهَقيّ [3] في تصانيفه ووصفه بالحِفْظ.
143- محمد بن إبراهيم بن عليّ بن غالب [4] .
القاضي أبو الحسين المصريّ التّمّار.
هو آخر من حدَّث عن: أحمد بن إبراهيم بن جامع العطّار، وابن إسحاق، وغير هما.
تُوُفّي في جُمَادى الأولى. قاله الحبّال.
144- محمد بن جُمَاهِر بن محمد [5] .
أبو عبد الله الحَجْرِيّ الطُّلَيْطُليّ.
روى عن: محمد بن إبراهيم الخُشَنيّ، وعَبْدُوس بن محمد، وأبي محمد الأصيليّ.
__________
[1] انظر عنه وعن مصادره في الجزء السابق، و (الأسماء والصفات للبيهقي 1/ 31) وسيعاد برقم (276) .
[2] في هامش الأصل: «ث. يعني أبي بكر الأردستاني» . وأكّد المؤلّف- رحمه الله- ذلك في:
سير أعلام النبلاء 17/ 428.
[3] هكذا في الأصل. وبعد مراجعتي لعدّة مصادر من تصانيف البيهقي وجدته يروي عن «محمد ابن إبراهيم الفارسيّ» وليس «الأردستاني، فليراجع.
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (محمد بن جماهر) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 516 رقم 1125.(29/138)
وكان فقيهًا مشاوَرًا، نبيلًا. رحمه اللَّه [1] .
145- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن أحمد [2] البَيْضَاويّ [3] البغداديّ.
الفقيه المفتي أبو عبد الله.
ولي قضاء رُبْع الكَرْخ.
وحدَّث عن: أبي بكر القَطِيعيّ.
روى عنه الخطيب، ووثقه [4] .
وقال أبو إسحاق الشيرازي [5] : تفقه على الداركي. وحضرت مجلسه وعلقت عنه. وكان حافظًا [6] للمذهب والخلاف، موفقًا في الفتاوى [7] .
146- محمد بن عبد العزيز بن شنبويه [8] .
أبو نصر الإصبهاني.
روى عن: أبي بكر عبد الله بن محمد الفباب.
147- محمد بن عُبَيْد الله بن محمد بن حسن [9] .
__________
[1] قال ابن بشكوال: «وكانت له رحلة روى فيها علما كثيرا، وكان من أهل العلم والتقدّم فيه، والبصر بالحجّة، كامل المروّة، جميل الأخلاق، وكان مشاورا ببلده» .
[2] انظر عن (محمد بن عبد الله البيضاوي) في:
تاريخ بغداد 5/ 47 رقم 3029، وطبقات الفقهاء للشيرازي 126، وتاريخ الفارقيّ 145، والأنساب 2/ 368، ومعجم البلدان 2/ 335، والكامل في التاريخ 9/ 432، واللباب 1/ 162، وطبقات ابن الصلاح، ورقة 13، 14، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 63، 64، وطبقات الشافعية الوسطى، له، ورقة 84، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 229 رقم 200، وطبقات الشافعية لابن قاضي شبهة 1/ 220، 221 رقم 176.
[3] البيضاويّ: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الياء المنقوطة باثنيتن من تحتها، وفتح الضاد المعجمة، وفي آخرها الواو. هذه النسبة إلى بيضاء وهي بلدة من بلاد فارس. (الأنساب 2/ 368) .
[4] قال: «كان يدرس الفقه ويفتي على مذهب الشافعيّ، وولي القضاء بربع الكرخ، وحدّث شيئا يسيرا عن أبي بكر بن مالك القطيعي، والحسين بن محمد بن عبيد العسكري. كتبت عنه وكان ثقة صدوقا ديّنا، سديدا» . (تاريخ بغداد 5/ 476) .
[5] في طبقات الفقهاء 126.
[6] في الطبقات: «وكان ورعا حافظا» .
[7] قال ابن الأثير: توفي عن نيّف وثمانين سنة. (الكامل في التاريخ 9/ 432) .
[8] لم أقف على مصدر ترجمته.
[9] انظر عن (محمد بن عبيد الله) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 517 رقم 1128.(29/139)
أبو القاسم البَيّانيّ [1] الإشبيلي، المعمَّر.
أخذ عن: وهْب بن مَسَرّة، وأبي بكر بن الأحمر القُرشيّ، وجماعة.
وكان ذكيا، رئيسا، ضابطا.
وقد أخذ أيضا عن: أبي عليّ القاليّ.
وكان مولده في سنة ثلاثين وثلاثمائة، وتوفي فِي جُمَادَى الآخره.
روى عَنْهُ: أَبُو عبد الله الخولانيّ [2] .
وهو آخر من حدَّث عن وهْب [3] .
148- محمد بن عليّ بن هشام بن عبد الرّؤوف [4] .
أبو عبد الله الأنصاريّ القُرْطُبيّ، صاحب المظالم.
كان واسع العلوم، حاذقا بالفتوى، عارفا بمذهب مالك، بصيرا بالأحكام، نزه النفس [5] .
توفي في رمضان.
149- مكي بن نظيف [6] .
أبو القاسم الزجاج.
__________
[1] البيّاني: بتشديد ثانيه. نسبة إلى «بيّان» : إقليم بيّان من أعمال بطليوس بالأندلس، ويقال له:
منت بيّان. (معجم البلدان 1/ 518) .
وقال ابن ناصر الدين الدمشقيّ: البيّاني، بالفتح وياء ثقيلة مثنّاة من تحت. وذكر «قاسم بن أصبغ البيّاني» الحافظ مسند الأندلس، وقال: هو من قرية بيّانة. وبيّانة هذه بالأندلس، وهي قصبة كورة قبرة. وبالأندلس أيضا قرية من ناحية بطليوس يقال لها: بيّان. (توضيح المشتبه 1/ 608) فالمترجم له منسوب إلى واحدة منهما أو إلى الاثنتين معا. وانظر: (المشترك وضعا لياقوت 74) و (نزهة المشتاق 738 و 740 و 741) . وقد ورد في (الصلة) : «البناني» ، وهو تصحيف.
[2] وهو قال: كان ذكيّا عاقلا من ذوي الهيئات، ومن أهل الثبات في أموره، جزلا في الرجال، قديم الطلب، ثابت الأدب.
[3] وقال ابن خزرج: كان شيخا فاضلا عاقلا ذكيّا، قديم الصلاح والعناية بطلب العلم، ثابت الأدب، ضابطا لما نقل. (الصلة) .
[4] انظر عن (محمد بن علي بن هشام) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 516، 517 رقم 1126.
[5] زاد ابن بشكوال: «صليبا في الحكم، شديدا على أهل الاستطالة، عالما باللسان، ورعا عفّا، جوادا على الإضافة، كريم العناية، مؤيّدا للحق، طيب الطعمة» .
[6] لم أقف على مصدر ترجمته.(29/140)
توفي بمصر في رجب.
- حرف الياء-
150- يحيى بن عبد الملك بن مهنا [1] .
أبو زكريا القرطبي، صاحب الصّلاة بقُرْطُبة.
روى عن: أبي الحسن الأنطاكيّ [2] رواية نافع. وكان حاذقًا بها مجوِّدًا لها [3] .
وعاش ثمانين سنة [4] .
روى عنه: محمد بن عتّاب الفقيه، وغيره.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن عبد الملك) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 665، 666 رقم 1463.
[2] في الأصل: «الأنماطي» وهو وهم، والصحيح ما أثبتناه، فهو: أبو الحسن علي بْن محمد بْن إِسْمَاعِيل بْن محمد بْن بشر الأنطاكي التميمي نزيل الأندلس وشيخها، ولد بأنطاكيّة سنة 299، ودخل قرطبة في سنة 352 فأدخل معه علما جمّا إلى الأندلس، وتوفي سنة 377 هـ. (انظر عنه في: غاية النهاية 2/ 564، 565 رقم 2308) .
[3] قال ابن شكوال: «قال ابن مهدي: كان رجلا صالحا، خيّرا، صحيح المذهب، حافظا للقرآن، مجوّدا لحرف نافع، من أمثل تلاميذ أبي الحسن الأنطاكي وأضبطهم لما قرأ به عليه، غير متكلّف في قراءته، ولم يكن الرجل ذا علم إلّا أنه كان روى عن أبي الحسن الأنطاكي شيخه كتبا في القرآن وقيّدها عليه» .
[4] وكان مولده سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة.(29/141)
سنة خمس وعشرين وأربعمائة
- حرف الألِف-
151- أَحْمَد بن محمد بن أَحْمَد بن غالب [1] .
أبو بكر الخَوَارِزْميّ البَرْقَانيّ [2] ، الحافظ، الفقيه، الشّافعيّ.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن أحمد البرقاني) في:
الفوائد العوالي المؤرّخة 21، تاريخ جرجان للسهمي 111 (في ترجمة أبي بكر الإسماعيلي رقم 98) ، والأسماء والصفات للبيهقي 1/ 320 و 2/ 7، 120، 178، والبعث والنشور، له 21، وتاريخ بغداد 4/ 373- 376 رقم 2247، وتقييد العلم، للخطيب 82، 86، والسابق واللاحق، له 91، وطبقات الفقهاء للشيرازي 127، والأنساب 2/ 156، 157، وتاريخ دمشق (أحمد بن عتبة- أحمد بن محمد بن المؤمّل) 7/ 168- 172 رقم 104، ومختصر تاريخ دمشق 3/ 225، 226، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 446، والمنتظم 8/ 79، 80 رقم 89 (15/ 242، 243 رقم 3183) ، والحمقى والمغفّلين لابن الجوزي 86، والمشترك وضعا لياقوت 46، ومعجم البلدان 1/ 387، واللباب 1/ 140، والكامل في التاريخ 9/ 439 وفيه:
«محمد بن أحمد بن غالب» (بإسقاط «أحمد» في أوله) ، والتقييد لابن النقطة 167، 168 رقم 185، ووفيات الأعيان 1/ 29، 4/ 298، وطبقات ابن الصلاح، الورقة 35، والأعلام بوفيات الأعلام 178، والمعين في طبقات المحدّثين 124 رقم 1381 وفيه: «أحمد بن غالب البرقاني» (بإسقاط اسمه واسم أبيه: «أحمد بن محمد» ) ، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1075، وسير أعلام النبلاء 17/ 264- 468 رقم 306، ودول الإسلام 1/ 253، والعبر 3/ 156، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 66، والوافي بالوفيات 7/ 331 رقم 3326، وعيون التواريخ 12/ 138، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 19، وطبقات الشافعية الوسطى، له، الورقة 38، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 231، 232 رقم 203، ومرآة الجنان 3/ 44 وفيه: «محمد بن محمد بن أحمد بن غالب» ، والبداية والنهاية 12/ 36، 37، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 208 رقم 165، وتوضيح المشتبه 1/ 458، والنجوم الزاهرة 4/ 280، وطبقات الحفاظ 418، وتاريخ الخلفاء 422، وشذرات الذهب 3/ 228، وكشف الظنون 1682، وهدية العارفين 1/ 74، وتاريخ الأدب العربيّ (الملحق) 1/ 259، والأعلام 1/ 205، ومعجم المؤلّفين 2/ 74، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 474 رقم 324، ومعجم طبقات الحفاظ 58 رقم 945، وديوان الإسلام لابن الغزّي 1/ 266 رقم 411، والرسالة المستطرفة 24.
[2] البرقاني: بفتح الباء المنقوطة بواحدة، وسكون الراء المهملة، وفتح القاف. هذه النسبة إلى(29/142)
سمع بخَوَارِزْم من أبي العبّاس محمد بن أحمد بن حمدان الحِيريّ [1] ، نزيل خَوَارِزم، ومن: محمد بن علي الحسّانيّ [2] ، وأحمد بن إبراهيم بن جَنَاب الخَوَارِزْمِيّين.
وبهَرَاة: محمد بن عبد الله بن خَميرُويْه.
وببغداد: أبا عليّ بْنُ الصّوّاف، وأبا بكر بن الهيثم الأنباريّ، وأحمد بن جعفر الخُتّليّ [3] ، وأبا بحر البَرْبَهاريّ [4] ، والقَطِيعيّ [5] .
وبجُرجَان: أبا بكر الإسماعيلي.
وبنَيْسابور: أبا عَمْرو بن حمدان.
__________
[ () ] قرية من قرى كاث بنواحي خوارزم وخربت أكثرها وصارت مزرعة. (الأنساب 2/ 156) وذكر صاحب الترجمة منها. ثم ذكر ابن السمعاني «البرقاني» مرة أخرى بدون ضبط للحركات (2/ 158) وقال: هذه صورته رأيته في تاريخ جرجان ولم يكن مقيّدا ولا مضبوطا. قال حمزة ابن يوسف السهمي: داود بن قتيبة البرقاني، وهي قرية من قرى جرجان.
وقال ياقوت: برقان: بفتح أوله، وبعضهم يقول بكسره، من قرى كاث شرقيّ جيحون على شاطئه، بينها وبين الجرجانية مدينة خوارزم يومان. ونسب إليها صاحب الترجمة. ثم قال:
وبرقان أيضا: من قرى جرجان، نسب إليها حمزة بن يوسف السهمي بعض الرواة ولست منها على ثقة. (معجم البلدان 1/ 387، والمشترك وضعا 46) .
وانظر أيضا: اللباب 1/ 140، والمشتبه 1/ 66، وتوضيح المشتبه 1/ 458.
وقيّده ابن نقطة بالكسر (برقان) وذكر أنه نقله كذلك من خط الحافظ أبي الفضل بن ناصر.
(المشتبه 1/ 66 بالحاشية، وتوضيح المشتبه 1/ 458) .
[1] تقدّم التعريف بهذه النسبة في أول ترجمة بهذه الطبقة.
[2] الحسّاني: بفتح الحاء والسين المشدّدة المهملتين وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى «حسّان» وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه. (الأنساب 4/ 135) .
[3] الختّليّ: قال ابن السمعاني: اختلف مشايخنا في هذه النسبة، بعضهم كان يقول هي إلى ختلان، بلاد مجتمعة وراء بلخ، وبعضهم يقول: هي بضم الخاء والتاء المنقوطة باثنتين مشدّدة، حتى رأيت أن الختّليّ: بضم الخاء والتاء المشدّدة: قرية على طريق خراسان إذا خرجت من بغداد بنواحي الدسكرة. (الأنساب 5/ 44) .
[4] البربهاري: بفتح الباء الموحّدة وسكون الراء المهملة وفتح الباء والثانية أيضا والراء المهملة أيضا بعد الهاء والألف. هذه النسبة إلى بربهار، وهي الأدوية التي تجلب من الهند من الحشيش والعقاقير والفلوس (أو القلوس) وغيرها، يقول البحرية وأهل البصرة لها: البربهار، ومن يجلبها يقال له: البربهاري. (الأنساب 2/ 152) .
[5] القطيعي: بفتح القاف وكسر الطاء المهملة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها العين المهملة. هذه النسبة إلى القطيعة، وهي مواضع وقطائع في محالّ متفرقة ببغداد.
(الأنساب 10/ 202) .(29/143)
وبدمشق: أبا بكر بن أبي الحديد.
وبمصر: عبد الغنيّ الحافظ.
وخلْقًا سواهم، حتّى إنّه روى عن أبي بكر الخطيب تلميذه.
روى عنه: الصُّوريّ [1] ، والخطيب، وأبو بكر البَيْهَقيّ، وأبو إسحاق الشّيرازيّ الفقيه، وأبو القاسم بن أبي العلاء المصِّيصيّ [2] ، وسليمان بن إبراهيم الأصبهاني العبْدِيّ المالكيّ شيخ البصرة، وأبو يحيى بْن بُنْدار، ومحمد بْن عَبْد السّلام الأنصاريّ، وآخرون.
واستوطن بغداد.
قال الخطيب [3] : كان ثقة، ورِعًا ثَبْتًا [4] . لم نر [5] في شيوخنا أثبت منه [6] .
__________
[1] هو أبو عبد الله محمد بن علي الصوري الحافظ، المتوفى سنة 441 هـ. من مدينة صور بساحل الشام.
[2] المصّيصيّ: قال ابن السمعاني: بكسر الميم والياء المنقوطة باثنتين من تحتها بين الصادين المهملتين، الأولى مشدّدة. هذه النسبة إلى بلد كبيرة على ساحل بحر الشام يقال لها المصيصة، واختلف في اسمها. والصحيح الصواب المشدّدة بكسر الميم. ولما أمليت ببخارى: حدّثنا عن أبي القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء المصّيصي ثم الدمشقيّ، حضر المجلس الأديب الفاضل أبو تراب علي بن طاهر الكرميني التميمي، فلما فرغت من الإملاء قال لي: «المصيصي» بفتح الميم من غير تشديد. فقلت: كان شيخنا وأستاذنا إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ يروي لنا كذا كما تقول في هذه النسبة، ولكن ما وافقه أحد على هذا. ورأيت في كتب القدماء بالتشديد والكسر. وكذلك سمعت شيوخي بالشام، خصوصا فقيه أهل الشام أبا الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القويّ المصيصي، فأخرج الأديب الكرميني «ديوان الآداب» للفارابي، وفيه: المصيصة بلاد، فقلت: لا أقبل منه، فإنّ الفارابيّ من أهل بلادكم والمصيصة بساحل الشام ولعلّه غلط. وأهل تلك البلاد لا يذكرونها إلا بالتشديد وكسر الميم. وكنت قد سمعت أبا المحاسن عبد الرزاق بن محمد الطبسي المعيد (أو المقيد) بنيسابور مذاكرة يقول: سمعت الإمام أبا علي الحسن بن محمد بن تقي المالقي الأندلسي الحافظ يقول في هذه النسبة: إني دخلت هذه البلدة وسمعت أهلها يقولون بالفتح والتخفيف والكسر والتشديد، ولما سمع ذلك أبو الفضل محمد بن ناصر الحافظ ببغداد منّى أنكر غاية الإنكار وقال: هذه البلدة لا تعرف إلا بالتشديد وكسر الميم، وهكذا رأيناه في غير موضع بخط أبي بكر الخطيب الحافظ. وأبو علي المالقي لما دخلها كان قد استولى الفرنج عليها ولم يبق فيها أحد من المسلمين، فعن من سأل، ومن ذكر له هذا فالأكثرون على الكسر والتشديد.
(الأنساب 11/ 351، 352) .
[3] في تاريخه 4/ 374.
[4] في: تاريخ بغداد: «متقنا متثبّتا فهما» .
[5] في تاريخ بغداد «لم ير» ، والمثبت يتفق مع: التقييد لابن النقطة 168.
[6] زاد في تاريخ بغداد بعدها: «حافظا للقرآن» .(29/144)
عارفًا بالفقه، له حظٌ من عِلم العربيّة، كثير الحديث [1] . صنّف مُسندًا ضمَّنه ما اشتمل عليه «صحيح البخاريّ» و «مسلم» [2] . وجمع حديث الثَّوريّ، وشُعْبَة [3] ، وعُبَيْد الله بن عمر، وعبد الملك بن عُمَيْر، وبيان بن بشر، ومطر الورّاق، وعيرهم. ولم يقطع التّصنيف حتّى مات [4] .
وكان حريصًا على العِلم، مُنْصَرف الهمَّه إليه. سمعته يقول لرجلٍ من الفُقَهاء الصُّلحاء: أدعُ اللهَ أن ينزع شهْوة الحديث من قلبي، فإنّ حُبَّه قد غلب عليَّ، فليس لي اهتمام في اللّيل والنّهار إلّا به. أو نحو هذا.
وكنتُ كثيرًا أُذاكره الأحاديث، فيكتبها عنّي، ويُضَمِّنُهَا جُمُوعَه [5] .
وسمعتُ الأزهريّ يقول: البَرْقانيّ إمامٌ إذا مات ذهبَ هذا الشّأن [6] .
وسمعتُ محمد بن يحيى الكرْماني الفقيه يقول: ما رأيت في أصحاب الحديث أكثر عبادةً من البَرْقانيّ [7] .
وسألت الأزهريّ: هل رأيت شيخًا أتقن من البَرْقانيّ؟ قال: لا [8] .
وسمعتُ أبا محمد الخلّال ذكر البَرْقانيّ فقال: كان نسيجَ وحده [9] .
وقال الخطيب [10] وأنا ما رأيت شيخًا أثبت منه.
وقال أبو الوليد الباجيّ: أبو بكر البَرْقانيّ ثقة حافظ [11] .
قلت: وذكره أبو إسحاق في «طبقات الشّافعية» [12] فقال: ولد سنة ستّ
__________
[1] زاد بعدها: «حسن الفهم له، والبصيرة فيه» .
[2] منه نسخة في تركيا بمكتبة آصفية، رقمها 1/ 670 حديث 595 كتبت سنة 1131 هـ. (انظر تاريخ التراث العربيّ 1/ 474) .
[3] زاد: «وأيّوب» .
[4] زاد: «وهو يجمع حديث مسعر» .
[5] تاريخ بغداد 4/ 374، الأنساب 2/ 157، 158، تاريخ دمشق 7/ 170.
[6] تاريخ بغداد 4/ 375، تاريخ دمشق 7/ 170 وفيها زيادة: «يعني الحديث» ، المنتظم 8/ 80.
[7] تاريخ بغداد 4/ 375، المنتظم 8/ 80، تاريخ دمشق 7/ 170.
[8] تاريخ بغداد 4/ 375، المنتظم 8/ 80، تاريخ دمشق 7/ 170.
[9] تاريخ بغداد 4/ 375، المنتظم 8/ 80، تاريخ دمشق 7/ 170.
[10] تقدّم قوله قبل قليل.
[11] تاريخ دمشق 7/ 171.
[12] طبقات الفقهاء 127.(29/145)
وثلاثين وثلاثمائة، وسكن بغداد ومات بها في أوّل يومٍ من رجب [1] . تفقّه في حداثته، وصنَّف في الفِقْه، ثمّ اشتغل بعلم الحديث فصار فيه إمامًا [2] .
وقال الخطيب [3] : حدَّثني أحمد بن غانم الحمّاميّ، وكان صالحًا، أنّه نقل البَرْقانيّ من بيته، فكان معه ثلاثةٌ وستُّون سفْطًا وصندوقًا، كلُّ ذلك مملوء كُتُبًا [4] .
وقال البَرْقانيّ: دخلت إسْفرايين ومعي ثلاثة دنانير ودرهم، فضاعت الدّنانير وبقي الدِّرْهم، فدفعته إلى خبّازٍ [5] ، وكنت آخذ منه في كلّ يومٍ رغيفين، وآخُذُ من بِشْر بن أحمد جُزْءًا [6] فأكتبه وأفرغ منه بالعَشِيَّ، فكتبتُ [7] ثلاثين جزءًا، ثمّ نفذ ما كان عند الخبَّاز [8] ، فسافرتُ [9] .
قلتُ: كتاب «المصافحة» له من عالي ما يُسمع اليوم. تفرّد بها بَيْبَرس العَدِيميّ بحلب. وعند أبي بكر بن عبد الدّائم قطعةٌ من الكتاب يرويها عن النّاصح، عن شُهْدَة، عن ابن العرب، عنه.
وقال الخطيب [10] في ترجمة البَرْقانيّ: حدَّثني عيسى بن أحمد الهَمْدانيّ، أنا البَرْقانيّ سنة عشرين قال: حدَّثني أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، نا محمد بن موسى الصَّيْرفيّ، نا الأصمّ، نا الصّغانيّ [11] ، نا أبو زيد [12] الهَرَويّ، نا
__________
[1] وذكر السنة بعد ذلك.
[2] تاريخ دمشق 7/ 172.
[3] وروايته في تاريخه 4/ 375: «حدّثني أحمد بن غانم الحمّامي- وكان شيخا صالحا يديم الحضور معنا في مجالس الحديث- قال: انتقل أبو بكر البرقاني من الكرخ إلى قرب باب الشعير، فسألني أن أشرف على حمّالي كتبه وقال: إن سئلت عنها في الكرخ فعرّفهم أنها دفاتر لئلّا يظنّ أنها إبريسم» . ثم ذكر الباقي كما هو أعلاه.
[4] انظر: تاريخ دمشق 7/ 171.
[5] في تاريخ بغداد: «بقال» ، ومثله في: تاريخ دمشق.
[6] وزاد: «من حديثه، وأدخل مسجد الجامع» .
[7] في تاريخ بغداد: «فكتبت في مدة شهر» .
[8] في تاريخ بغداد: «ما كان لي عند البقال فخرجت عن البلد» .
[9] تاريخ بغداد 4/ 375، تاريخ دمشق 7/ 171.
[10] في تاريخه 4/ 374.
[11] كذا، وفي تاريخ بغداد: «الصاغاني» .
[12] في تاريخ بغداد: «أبو يزيد» .(29/146)
شُعْبَه، عن محمد بن أبي النَّوّار: سمعتُ رجلًا من بني سُلَيْم يقال له خفّاف قال: سألت ابن عمر عن صوم ثلاثةٍ في الحجِّ وسبعةٍ إذا رَجَعْتُمْ [1] . قال: إذا رجعتَ إلى أهلك. تفرّد به أبو زيد [2] .
152- أحمد بن محمد بن عبد الله بن خالد البغداديّ [3] .
__________
[1] يشير إلى الآية 196 من سورة البقرة.
[2] في تاريخ بغداد: «أبو زيد» .
وزاد الخطيب بعد ذلك: «ثم سمعت أنا أبا بكر البرقاني يرويه عني بعد أن حدّثنيه عيسى عنه، وكان أبو بكر قد كتبه عني في سنة تسع عشرة وأربعمائة، وقال لي: لم أكتب هذا الحديث إلا عنك. وكتب عني بعد ذلك شيئا كثيرا من حديث التوزيّ، ومسعر، وغيرهما مما كنت أذاكره به» . (تاريخ بغداد 4/ 374) .
وقال الخطيب: وقال لي عيسى بن أحمد الهمذاني: لم ينظر في كتب البرقاني كلها من أصحاب الحديث غير أبي الحسن النعيمي، فإنه نظر في جميعها وعلّق منها.
وحدّث محمد الكرماني عن البرقاني أنه قال: كان أبو بكر الإسماعيلي يقرأ لكل واحد ممن يحضره ورقة بلفظه، ثم يقرأ عليه، وكان يقرأ لي ورقتين، ويقول للحاضرين: إنما أفضّله عليكم لأنه فقيه.
وقال الخطيب: أنشدنا البرقاني لنفسه:
أعلّل نفسي بكتب الحديث ... وأحمل فيه لها الموعدا
وأشغل نفسي بتصنيفه ... وتخريجه دائما سرمدا
فطورا أصنّفه في الشيوخ ... وطورا أصنفه مسندا
وأقفو البخاريّ فيما نحاه ... وصنّفه جاهدا مجدا
ومسلم، إذا كان زين الأنام ... بتصنيفه مسلما مرشا
وما لي فيه سوى أننى ... أراه هوى صادف المقصدا
وأرجو الثواب بكتب الصلاة ... على السيد المصطفى أحمدا
وأسأل ربّي إله العباد ... جريا على ما به عوّدا
وقال محمد بن علي الصوري: دخلت على البرقاني قبل وفاته بأربعة أيام أعوده، فقال لي.
هذا اليوم السادس والعشرون من جمادى الآخرة، وقد سألت الله تعالى أن يؤخّر وفاتي حتى يهلّ رجب، فقد روى أن للَّه فيه عتقاء من النار، عسى أن أكون منهم. قال الصوري: وكان هذا القول يوم السبت، فتوفي صبيحة يوم الأربعاء مستهلّ رجب. (تاريخ بغداد 4/ 375، 376، تاريخ دمشق 7/ 171، 172، المنتظم 8/ 80) .
وحكى أبو الحسين محمد بن المظفر الحافظ عن جودة مجلس أبي بكر الإسماعيلي فقال: إنه لم يكن يتفوّه بشيء إلا ويبادر جماعة من الغرباء عن جرجان وأهل البلد للتعليق والكتابة «خصوصا أبو بكر البرقاني أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي فإنه فلمّا كان يترك شيئا يجري إلا هو يكتب» ، وأضاف ابن المظفّر أنه كان ينسخ مما علّق عنه أبو بكر البرقاني، وعنده بخطه ما كتبه له. (تاريخ جرجان 110، 11) .
[3] انظر عن (أحمد بن محمد البغدادي) في: تاريخ بغداد 5/ 49، 50 رقم 2408.(29/147)
أبو عبد الله الكاتب.
سمع: أبا عليّ بن الصّوّاف، وعمر بن سَلْم [1] ، ومَخْلَد بن جعفر البَاقَرْحيّ [2] .
قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صحيحَ السّماع، كثيره.
مات في المحرّم، وله تسعٌ وثمانون سنة [3] .
153- أحْمَد بْن مُحَمَّد [4] بن عَبْد الرَّحْمَن [5] بن سعيد.
أبو العبّاس الأبِيوَرْديّ [6] ، القاضيّ الشّافعيّ صاحب الشّيخ أبي حامد.
سكن بغداد، وبرع في الفقيه. وولي القضاء ببغداد على الجانب الشَّرقيّ.
ومدينة المنصور أيّام ابن الأكْفَانيّ.
ثمّ عُزِل، وَرُدَّ ابن الأكْفانيّ إلى عمله.
وكان له حلقة للتّدريس والفتوى بجامع المنصور. وكان عنده شيء عن عليّ بن القاسم بن شاذان القاضي، وغيره.
كتب بالرّيّ وهَمَدَان. وكان حَسَنَ الاعتقاد، جميلَ الطَّريقة [7] ، فصيحًا، له شعرٌ.
وقيل: إنّه كان يصوم الدَّهر [8] . وكان فقيرًا يتحمّل، ومكث شتوة لا يملك
__________
[1] في تاريخ بغداد 5/ 49: «أحمد بن جعفر بن سلم» .
[2] الباقرحى: بفتح الباء والقاف وسكون الراء وفي آخرها الحاء المهملة، هذه النسبة إلى باقرح، وهي قرية من نواحي بغداد. (الأنساب 2/ 48) .
[3] وقيل إنّ مولده كان في سنة ست وثلاثين وثلاثمائة.
[4] انظر عن (أحمد بن محمد الأبيوردي) في:
تاريخ بغداد 4/ 51، 52 رقم 2411، وطبقات الفقهاء للشيرازي 108، والأنساب 1/ 128، 129، والمنتظم 8/ 80، 81 رقم 90 (15/ 243 رقم 3184) ، واللباب 1/ 27، والكامل في التاريخ 9/ 439، وطبقات ابن الصلاح، الورقة 28 أ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 33، والبداية والنهاية 12/ 37، وطبقات الشافعية للأسنوي 1/ 86، 87 رقم 72، والنجوم الزاهرة 4/ 279.
[5] في الأصل: «عبد الرحيم» ، والتصحيح من مصادر الترجمة.
[6] الأبيورديّ: بفتح الألف وكسر الباء الموحّدة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفتح الواو وسكون الراء وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى أبيورد وهي بلدة من بلاد خراسان، وقد ينسب إليها «الباوردي» . (الأنساب 1/ 128) .
[7] في تاريخ بغداد: «ثابت القدم في العلم» .
[8] في تاريخ بغداد: «وإن غالب إفطاره كان على الخبز والملح، وكان فقيرا يظهر المروءة»(29/148)
جبَّة يلبسها. وكان يقول لأصحابه: بي علّة تمنعني من لبْس المحشُوّ [1] .
تُوُفّي في جُمَادى الآخرة، وله ثمان وستُّون سنة [2] .
154- أحمد بن محمد بن عليّ بن الجهْم [3] .
أبو العبّاس الأصبهاني، مستملي ابن مَنْدَهْ.
سمع: أبا الشّيخ.
وعنه: الوحشيّ، وأبو الفتح الحدّاد.
تُوُفّي في ذي القعدة.
155- أحمد بن محمد بن الفضل [4] .
القاضي أبو بكر الصّدَفيّ، الفقيه.
بمَرْو.
156- أحمد بن أبي سعْد البغداديّ [5] .
الأصبهاني الواعظ.
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
157- إبراهيم بن الخِضر بن زكرّيا [6] .
أبو محمد الدّمشقيّ الصّائغ [7] .
روى عن: أبي عليّ الحسن بن عبد الله الكِنْديّ، وعبد الوهّاب الكلابيّ، وجماعة.
__________
[1] في تاريخ بغداد زيادة: «فكانوا يظنّونه- يعني المرض، وإنما كان يعني بذلك الفقر، ولا يظهره تصوّنا ومروءة. (تاريخ بغداد، المنتظم) .
[2] وقال محمد بن علي الصوريّ إنه سأل الأبيوردي عن مولده فقال: في سنة سبع وخمسين وثلاثمائة. (تاريخ بغداد 5/ 51) .
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
[5] لم أقف على مصدر ترجمته.
[6] انظر عن (إبراهيم بن الخضر) في:
مختصر تاريخ دمشق 4/ 49 رقم 47، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 210.
[7] قال ابن عساكر: وكان أبوه أبو القاسم من أهل العلم، سمع الأشراف كابن المنذر.(29/149)
روى عَنْهُ: عليّ بْن محمد بْن شجاع، وأبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني.
توفي يوم عاشوراء.
قال الكتّانيّ [1] : كان فيه تساهل في الحديث [2] .
158- إبراهيم بن عليّ بن محمد بن عثمان بن المورّق [3] .
أبو إسحاق العَبْديّ الأصبهاني الخيّاط، المعلّم.
سمع: الطَّبْرانيّ.
كتب عنه جماعة.
مات فِي ربيع الأوّل.
حرف الجيم
159- جعْفَر بْن أحمد بن لقمان [4] .
البزّاز.
مصريٌّ.
ذكر الحبّال موته في المحرّم.
حرف الحاء
160- الحسن بن أحْمَد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان [5] .
__________
[1] زاد أيضا: كتب الكثير، وحدّث بشيء يسير.
[2] وذكر أبو بكر الحدّاد أنه ثقة. وذكر الأهوازي أنه دفن بباب توما.
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (الحسن بن أحمد بن إبراهيم) في:
البعث والنشور للبيهقي 168، 287 وفيه: «الحسن بن محمد بن إبراهيم بن شاذان» ، 303، وتاريخ بغداد 7/ 279، 280 رقم 3772، وفيه: «الحسن بن إبراهيم بن أحمد بن الحسن» ، والسابق واللاحق 85، وتبيين كذب المفتري 245، 246، وتاريخ حلب للعظيميّ 331، 332، والمنتظم 8/ 86، 87 رقم 95 (15/ 250 رقم 3189) ، والكامل في التاريخ 9/ 445 وفيه: «الحسين بن أحمد بن شاذان» ، والتقييد لابن النقطة 229 رقم 274، والعبر 3/ 157، والإعلام بوفيات الأعلام 178، والمعين في طبقات المحدّثين 124 رقم 1382، وتذكرة الحفاظ 3/ 1075، وسير أعلام النبلاء 17/ 415- 418 رقم 273، ودول الإسلام 1/ 253،(29/150)
أبو عليّ بن أبي بكر البغداديّ، البزّاز.
وُلِد في ربيع الأوّل سنة تسعٍ [1] وثلاثين، وسمّعه أبوه من: أبي عَمْرو بن السّمّاك، وأحمد بن سليمان العَبَّادانيّ [2] ، وميمون بن إسحاق، وأبي سهل بن زياد، وأحمد بن سلمان النّجاد، وحمزة الدّهْقان، وجعفر بن محمد الخُلْديّ [3] ، وعبد الصّمد الطَّسْتيّ [4] ، ومُكَرَّم بن أحمد، وأبي عمر غلام ثعلب، وعبد الله بن جعفر بن درستُوَيْه، وعليّ بن عبد الرحمن بن ماتي [5] ، وعليّ بن محمد بن الزُّبَيْر القُرشيّ، وأحمد بن عثمان الأدَميّ، وعبد الله بْنُ إسحاق الخُراسانيّ، ومحمد بن جعفر القارئ، وجماعة.
روى عنه: أبَوَا بكر الخطيب، والبَيْهَقيّ، والإمام أبو إسحاق الشّيرازيّ، وعليّ بن أبي الغنائم بن المأمون الهاشميّ، وأبو الفضل بن خَيْرون، والحسن ابن أحمد بن سلمان الدّقّاق، وأبو ياسر محمد بن عبد العزيز الخيّاط، والحسين ابن الحُسين الفانيذيّ [6] ، وثابت بن بُنْدار البقّال، وجعفر بن أحمد السّرّاج، والمبارك بن عبد الجبّار بن الطُّيُوريّ [7] ، وَأَبُو مُسْلِمٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ السَّمْنَانِيُّ [8] ، وأبو غالب محمد بن الحسن الباقلّانيّ [9] ، وأبو سعد محمد بن عبد
__________
[ () ] والوافي بالوفيات 11/ 394، ومرآة الجنان 3/ 44، والبداية والنهاية 12/ 39، والجواهر المضيّة 2/ 38، 39، والنجوم الزاهرة 4/ 280، و 282، والطبقات السنيّة رقم 647، وشذرات الذهب 3/ 228، 229، والرد على الخطيب لأبي المظفّر 13/ 155، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 475، 476 رقم 326.
[1] وقع في المطبوع من: الكامل في التاريخ: «سنة سبع» .
[2] العبّادائي: بفتح العين المهملة، وتشديد الباء المنقوطة بواحدة، والدال المهملة بين الألفين، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى «عبّادان» وهي بليدة بنواحي البصرة في وسط البحر.
(الأنساب 8/ 335) .
[3] الخلدي: بضم الحاء المعجمة وسكون اللام وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى المخلّد وهي محلة ببغداد. (الأنساب 5/ 161) .
[4] الطّستي: بفتح الطاي المهملة، وسكون السين المهملة أيضا، وفي آخرها التاء المنقوطة من فوقها باثنتين. هذه النسبة إلى «الطّست» وعمله. (الأنساب 8/ 241) .
[5] ماتي: بالميم والألف، والتاء المثنّاة من فوقها، وفي آخرها ياء (المشتبه في أسماء الرجال 2/ 563) .
[6] لم يذكر ابن السمعاني هذه النسبة في (الأنساب) .
[7] لم يذكر ابن السمعاني هذه النسبة، وهي نسبة إلى الطيور.
[8] السّمناني: بكسر السين المهملة، وفتح الميم، والنون: نسبة إلى بلدة من بلاد قومس بين الدامغان وخوار الري، يقال لها: سمنان، وسمنان أيضا قرية من قرى نسا. (الأنساب 7/ 148) .
[9] الباقلاني: بفتح الباء الموحدة وكسر القاف بعد الألف واللام ألف وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى باقلاء وبيعه. (الأنساب 2/ 51) .(29/151)
الملك الأسَديّّ، وأبو سعد محمد بن عبد الملك بن خشيش، وأبو القاسم عليّ ابن أحمد بن محمد بن بَيَان، وأبو عليّ بن نبْهان الكاتب، وغيرهم.
قال الخطيب [1] : كتبنا عنه، وكان صدوقًا، صحيح السّماع [2] ، يفهم الكلام على مذهب أبي الحسن الأشعريّ، وكان يشرب النّبيذ على مذهب الكوفيّين، ثمّ تركه بأخرة.
وكتب عنه جماعةٌ من شيوخنا كالبَرْقانيّ، وأبي محمد الخلّال.
وسمعتُ أبا الحسن بن رزقُويه يقول: أبو عليّ بن شاذان ثقة [3] .
وسمعتُ أبا القاسم الأزهريّ يقول: أبو عليّ أوثق [4] من بَرَأَ الله في الحديث [5] .
وحدَّثني محمد بن يحيى الكرْمانيّ قال: كنتُ يومًا بحضرة أبي عليّ بن شاذان، فدخل شابٌ فسلّم ثمّ قال: أيُّكم أبو عليّ بن شاذان؟ فأشرنا إليه، فقال له: أيّها الشّيخ، وَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي المنام، فقال لي: سَلْ عن أبي عليّ ابن شاذان فإذا لقِيتَهُ فأقْره منّي السّلام.
قال: ثمّ انصرف الشّابُّ، فبكى أبو عليّ وقال: ما أعرف لي عملًا أستحقُ به هذا، اللَّهمّ إلّا أن يكون صبري على قراءة الحديث وتكرير الصَّلَاةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلّما جاء ذكرُهُ [6] .
قال الكرْمانيّ: ولم يلبث أبو عليّ بعد ذلك إلّا شهرين أو ثلاثة حتّى مات [7] .
__________
[1] في تاريخ بغداد 7/ 279.
[2] في تاريخ بغداد 279 و (التقييد 229) : «صحيح الكتاب» .
[3] تاريخ بغداد 7/ 279.
[4] هكذا في الأصل. وفي تاريخ بغداد: «من أوثق» .
[5] وزاد: «وسماعي منه أحبّ إليّ من السماع من غيره» .
[6] تاريخ بغداد 7/ 279.
[7] تاريخ بغداد 7/ 280.(29/152)
تُوُفّي أبو عليّ آخر يومٍ من سنة خمسٍ، ودُفن في أوّل يومٍ من سنة ستٍّ وعشرين.
161- الحسن بن عُبَيْد الله [1] .
الفقيه أبو عليّ البَنْدنيجيّ [2] الشّافعيّ، صاحب الشّيخ أبي حامد.
له عنه تعليقة مشهورة، وله مصنَّفات كثيرة [3] .
درس الفقه ببغداد مدَّة وأفتى، وكان ديِّنًا صالحًا ورِعًا [4] .
ثمّ رجع إلى البنْدنيجين رحمه الله [5] .
162- الحسن بن أيّوب بن محمد بن أيّوب [6] .
__________
[1] انظر عن (الحسن بن عبيد الله) في:
تاريخ بغداد 7/ 343 رقم 3866، وطبقات الفقهاء للشيرازي 129 وفيه: «الحسن بن عبد الله» .
والأنساب 2/ 338، والمنتظم 8/ 83 رقم 91 (15/ 243، 244 رقم 3185) ، واللباب 1/ 147، والكامل في التاريخ 9/ 439، وفيه: «الحسين بن عبد الله بن يحيى» .، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 133، وطبقات الشافعية الوسطى، له ورقة 165، وفيه:
«الحسن بن عبد الله، وقيل: عبيد الله مصغّرا» ، والبداية والنهاية 12/ 37 وفيه: «الحسن بن عبد الله» ، والوافي بالوفيات 12/ 96 رقم 83، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبه 1/ 211 رقم 168، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 138 وفيه: «الحسن بن عبد الله» .
[2] البندنيجيّ: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون النون وفتح الدال المهملة وكسر النون وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الجيم. هذه النسبة إلى بندنيجين: وهي بلدة قريبة من بغداد بينهما دون عشرين فرسخا. (الأنساب 2/ 313) .
وقال ياقوت في: البندنيجين: لفظه لفظ التثنية، ولا أدري ما بندنيج مفردة، إلّا أن حمزة الأصبهاني قال: بناحية العراق موضع يسمّى وندنيكان وعرّب على البندنيجين، ولم يفسّر معناه. وهي بلدة مشهورة في طرف النهروان من ناحية الجبل من أعمال بغداد، يشبه أن تعدّ في نواحي مهرجان قذق. وحدّثني العماد بن كامل البندنيجي الفقيه قال: البندنيجين اسم يطلق على عدّه محالّ متفرّقة غير متصلة البنيان، بل كل واحدة منفردة لا ترى الأخرى لكن نخل الجميع متّصلة، وأكبر محلّة فيها يقال لها باقطنايا. (معجم البلدان 1/ 499) .
وقد ضبطت في المطبوع من تاريخ بغداد بفتح الجيم، مثل: معجم البلدان.
[3] طبقات الفقهاء 129 وزاد الشيرازي: «في المذهب والخلاف» .
[4] تاريخ بغداد 7/ 343.
[5] وقال الخطيب: سمعت أبا عبد الله عبد الكريم بن علي القصري. يقول: لم أر فيمن صحب أبا حامد أدين من أبي علي البندنيجيّ.
[6] انظر عن (الحسن بن أيوب) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 136 رقم 309.(29/153)
أبو عليّ الأنصاريّ القُرْطُبيّ الحدّاد.
روى عن: أبي عيسى اللَّيْثيّ، وأبي علي القالي، وأحمد بن ثابت التغلبي.
وتفقه على القاضي أبي بكر بن زرب [1] .
روى عنه جماعة من العلماء منهم: أبو عمر بن مهدي وقال: كان مقدّما في الشّورى لسنّه [2] ، رواية للحديث واللُّغة [3] ، ذا دِين وفضل.
تُوُفّي في رمضان، وله سبعٌ وثمانون سنة [4] .
163- الحُسين بن جعفر بن القاسم [5] .
أبو عبد الله الكِلَليّ [6] المصريّ.
سمع: الحسن بن رشيق، وأبا جعفر أحمد بن محمد بن هارون الأسْوَانيّ [7] ، وإبراهيم بن محمد النَّسائيّ العدْل، وأبا الحسن الدَّارَقُطْنيّ، وجماعة.
وانتقى عليه الحافظ أبو نصر السَّجْزيّ.
روى عنه: أبو الحسن الخِلَعيّ، وجماعة من المصريّين.
وهو ابن بنت أبي بكر الأُدْفويّ [8] .
__________
[1] قال ابن بشكوال: «وجمع مسائله في أربعة أجزاء» .
[2] في الصلة: «كان من أهل العلم بالمسائل والحديث، ومقدّما في الشورى على جميع أصحابه لسنّه» .
[3] في الصلة: «اللغات» ، وزاد بعدها: «وافر الحظ من الأدب، حسن الشعر في الزهد والرثاء وشبهه» .
[4] كان مولده في المحرّم سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة.
[5] لم أقف على مصدر ترجمته.
[6] لم يذكر الأمير ابن ماكولا هذه النسبة في إكماله، ولا ابن السمعاني في أنسابه.
[7] توفي سنة 364 هـ. وترجمته في: الطالع السعيد للأدفوي 143- 145 رقم 73، وقيل توفي سنة 374 هـ. و «الأسواني» : بفتح الألف وسكون السين المهملة وفي آخرها النون. نسبة إلى أسوان وهي بلدة بصعيد مصر. (الأنساب 1/ 260) .
[8] الأدفويّ: بضم الهمزة، وسكون الدال، وضم الفاء، وسكون الواو. نسبة إلى قرية بصعيد مصر الأعلى بين أسوان وقوص.
قال ابن زولاق: منها أبو بكر محمد بن علي الأدفوي: الأديب المقرئ صاحب النّحاس، له كتاب في تفسير القرآن المجيد في خمسة مجلّدات كبار، وله غير ذلك من كتب الأدب.(29/154)
تُوُفّي بالرِّيف في المحرّم.
164- الحَسَن بْن محمد بْن الحُسَيْن بْن دَاوُد بْن عليّ بن عيسى [1] .
أبو محمد العلويّ، السّيّد أبو محمد النّقيب بن السّيّد أبي الحسن.
شيخ العِتْرة بنَيْسابور.
روى عن: أبي عَمْرو بن حمدان، وغيره.
تُوُفّي في جُمَادى الآخرة عن نيِّفٍ وسبعين سنة.
- حرف السّين-
165- سعيد بن أحمد بن يحيى [2] .
أبو عثمان المُراديّ الإشبيليّ، الشّقاق.
كان من أهل الذّكاء والطَّلَب، ومعرفة التَّواريخ والأخبار.
سمع من: أبي محمد الباجيّ، وابن الخرّاز، والرّياحيّ، وابن السّليم القاضي، ومَسْلمة بن القاسم، وغيرهم.
166- سُفْيان بن محمد بن الحسن بن حسنكويه [3]
__________
[ () ] (معجم البلدان 1/ 126) وهو جدّ صاحب هذه الترجمة لأمّه. (انظر ترجمته ومصادرها في:
الطالع السعيد 552- 556 رقم 557) .
وقال ياقوت أيضا: وأدفو أيضا قرية بمصر من كورة البحيرة. ويقال: أتفو، بالتاء المثنّاة فيهما.
(معجم البلدان 1/ 126) .
وقال أبو الفضل الأدفوي: و «أدفو» : بدال مهملة، لا يعرف غير هذا، تلقّيته من أهلها قاطبة، ورأيته كذا في مكاتيبهم الحديثة والقديمة جدا والمتوسّطة، لا يختلفون في ذلك. ونقل الرشاطي عن اليعقوبي أنها بالتاء المنقوطة نقطتين من فوق، وبعضهم قال بالذال المعجمة، وكل ذلك عندي لا يعتدّ به لما وصفت لك، وأهل البلاد أعرف ببلادهم من البعيد الدار، والموجود في الكتب في النسبة إليها: «أدفويّ» . وقال الوخشيّ: أهل الحديث ينسبون إليها «أدفويّ» . والقياس: «أدفيي» . وما ذكره من القياس صحيح. وقال الرشاطيّ: فيما قاله نظر.
وسألت شيخنا العلّامة أثير الدين أبا حيّان محمد بن يوسف بن الغرناطي أبقاه الله عن نظر الرشاطي، فصوّب ما قاله الوخشيّ، والله أعلم.
(الطالع السعيد 555، 556) .
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (سعيد بن أحمد) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 218، 219 رقم 496.
[3] تقدّم ذكره في السنة الماضية برقم (131) .(29/155)
أبو عبد الله الأصبهاني.
تُوُفّي في هذه السَّنة على الصَّحيح في أحد الْجُمَادَين.
روى عنه: أبو عبد الله الثّقَفيّ، وأبو عليّ الحداد، وجماعة.
يروي عن: أبي الشّيخ، وابن المظفّر الحافظ، ومنصور بن جعفر البغْداديّ.
- حرف الضّاد-
167- ضُمام بن محمد [1] .
أبو يَعْلَى الشَّعْرَانيّ الهَرَويّ الصُّوفيّ.
روى عن: بِشْر بن محمد المُزَنيّ المغفّليّ، وأبي منصور محمد بن أحمد الأزهريّ البَغَويّ [2] .
روى عنه: محمد بن عليّ العُمَيريّ الزّاهد، وغيره.
- حرف الطّاء-
168- طاهر بن عبد العزيز بن سيّار البغداديّ [3] الحُصَريّ [4] .
الدّعّاء.
سمع: أبا بكر القَطِيعيّ، وإسحاق بن سعْد النَّسَويّ.
قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان عبدا صالحا [5] رحمه الله.
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته. و «ضمام» : بضم الضاد المعجمة، كما في: الإكمال لابن ماكولا 5/ 225.
[2] البغوي: نسبة إلى بلدة من بلاد خراسان بين مرو وهراة يقال لها: بغ وبغشور. (الأنساب 2/ 254) .
[3] انظر عن (طاهر بن عبد العزيز) في:
تاريخ بغداد 9/ 358 رقم 4925.
[4] الحصريّ: بضم الحاء وسكون الصاد المهملتين وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى الحصر وهي جميع الحصير. (الأنساب 4/ 152) .
[5] زاد الخطيب: «مستورا صدوقا. سمعت طاهر بن عبد العزيز يقول: مولدي في سنة ست وخمسين وثلاثمائة» .(29/156)
- حرف الظّاء-
169- ظفْرُ بنُ إبراهيم [1] النَّيْسابوريّ الأبْريسَمِيّ [2] أبو سعيد.
قال الخطيب: ثنا عن محمد بن أحمد بن عَبْدُوس، عن مكّيّ بن عَبْدَان [3] ، وكان صدوقًا. قدِم علينا ليحُجّ.
- حرف العين-
170- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ [4] السُّوذَرْجَانِيُّ [5] الأصبهاني.
تُوُفّي في جُمَادى الأولى.
والد محمد وأحمد.
روى عن: أبي الشّيخ، وابن المقرئ.
وكان يحفظ.
171- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن بُندار بن شُبَانَة [6] .
أبو سعيد الهَمَذانيّ.
روى عن: أبي القاسم بن عُبَيْد، والفضل بن الفضل الكِنْديّ، ومحمد بن
__________
[1] انظر عن (ظفر بن إبراهيم) في:
تاريخ بغداد 9/ 368 رقم 4941 وفيه: «ظفر بن أحمد بن إبراهيم» .
[2] الأبريسميّ: بفتح الألف وسكون الباء وكسر الراء وسكون الياء وفتح السين وفي آخرها الميم.
هذه اللفظة لمن يعمل الأبريسم والثياب منه ويبيعها ويشتغل بها. (الأنساب 1/ 116) .
[3] وذكر حديثا من طريقه.
[4] لم أقف على مصدر ترجمته. بل ذكر ابن السمعاني أحد أحفاده في (الأنساب) .
[5] السّوذرجانيّ: بضم السين المهملة، والذال المفتوحة المعجمة، وسكون الراء، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى سوذرجان، وهي من قرى أصبهان. (الأنساب 7/ 185) وذكر ابن السمعاني منها: أبا سعيد محمد بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن علي ابن عباس المؤذّن السوذرجاني.
[6] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد) في:
الإكمال لابن ماكولا 5/ 12، 13، والعبر 3/ 157، والإعلام بوفيات الأعلام 178، وسير أعلام النبلاء 17/ 432، 433 رقم 288، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 387، والنجوم الزاهرة 4/ 280، وشذرات الذهب 3/ 229.(29/157)
عبد الله بن برزة، ومحمد بن علي بن محمويه النسوي، وأبي بكر بن مالك القطيعيّ، وجماعة.
قال شيرويه: ثنا عنه عبد الملك بن عبد الغفّار، ومحمد بن الحسين، ومحمد بن طاهر العابد، وأحمد بن عبد الرحمن الروذباري، وسعد بن الحسن القصري، وأحمد بن طاهر القومساني [1] ، وأبو غالب أحمد بن محمد القارئ العدل.
قال شيرويه: وكان صدوقا من أهل الشهادات ومن تناء [2] البلد.
قلت: وقع لنا الجزء الثاني من حديثه.
172- عبد الرحمن بن محمد بن يحيى بن ياسر [3] .
أبو الحسن التميمي الجوبري [4] الغوطي.
حدث عن: أبي القاسم عليّ بن أَبِي العقِب، وأبي عَبْد الله بْن مرْوان، ويحيى بن عبد الله الزّجّاج، وإبراهيم بن محمد بن سِنَان.
روى عنه: حَيْدَرة المالكيّ، وعبد العزيز الكتّانيّ، وسعْد بن عليّ الزَّنجانيّ [5] ، وأبو العبّاس بن قُبَيْس المالكيّ، وأبو القاسم بن أبي العلاء المصّيصيّ، وجماعة.
ووثّقه محمد بن عليّ الحدّاد، ولم يكن يُحْسِن الخطَّ.
قال الحافظ عبد العزيز الكتّانيّ: تُوُفّي شيخنا في صفر، وكان أبوه قد
__________
[1] تقدّم التعريف بهذه النسبة في الترجمة رقم (106) وقد ضبطها ياقوت بفتح الميم.
[2] تنّاء البلد: المقيمون فيه، والذين لا يخرجون مع الغزاة للغزو. مفردها: تانيء.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد) في:
الأنساب 3/ 344، ومختصر تاريخ دمشق 15/ 33 رقم 26، والعبر 3/ 157، 158، وسير أعلام النبلاء 17/ 415 رقم 272، وشذرات الذهب 3/ 229، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 473 رقم 323.
[4] الجوبري: بفتح الجيم وسكون الواو وفتح الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى قرية من قرى دمشق يقال لها جوبر. (الأنساب 3/ 344) .
[5] الزّنجاني: بفتح الزاي وسكون النون وفتح الجيم وفي آخرها نون. هذه النسبة إلى زنجان، وهي بلدة على حدّ أذربيجان من بلاد الجبل، منها يتفرّق القوافل إلى الري وقزوين وهمذان وأصبهان. (الأنساب 6/ 306) .(29/158)
سمّعه وضبط له، وكان يحفظ متون الحديث. ولمّا مضيت لأسمعَ منه قال: قد سمّعني والدي الكثير، وكان محدثا، ولكن ما أحدثك حتى أدري إيش مذهبك في معاوية.
قلت: صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رحمه الله.
فأخرج إليَّ كُتُبَ أبيه جميعها. وكان لا يقرأ ولا يكتب [1] .
173- عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن يعقوب [2] .
أبو مسلم الأصبهاني المؤدِّب.
سمع: الطَّبْرانيّ.
وعنه: أبو عليّ الوخشيّ [3] ، وبِشْر بن محمد الحنفيّ.
مات في جُمَادى الأولى.
174- عَبْد العزيز بْن مُحَمَّد بْن أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن [4] الحَسْنَاباذيّ [5] .
الرُّسْتَميّ [6] الأصبهانيّ أَبُو القاسم الزَّاهد.
تُوُفِّي في جُمادى الآخرة.
وكان واعظًا مذكّرًا.
روى عن: أحمد بن بُندار، والطَّبْرانيّ.
175- عبد الوهّاب بن عبد الله بن عمر بن أيّوب [7] .
__________
[1] مختصر تاريخ دمشق 15/ 33.
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] الوخشي: بفتح الواو وسكون الخاء المعجمة وفي آخرها الشين المنقوطة. هذه النسبة إلى وخش، وهي بليدة بنواحي بلخ من ختّلان وهي كورة واسعة كثيرة الخير، طيّبة الهواء، بها منازل الملوك. (الأنساب 12/ 228) .
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
[5] الحسناباذي: بفتح الحاء المهملة وسكون السين، وبعدهما النون المفتوحة والباء المنقوطة بواحدة بين الألفين وفي آخرها الذال المعجمة. هذه النسبة إلى حسناباذ وهي قرية من قرى أصبهان. (الأنساب 4/ 138) .
[6] الرّستمي: بضم الراء وسكون السين المهملة وفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى رستم وهو اسم بعض أجداد المنتسب. (الأنساب 6/ 115) .
[7] انظر عن (عبد الوهاب بن عبد الله) في:
الإكمال لابن ماكولا 7/ 314، والأنساب 11/ 268، ومختصر تاريخ دمشق 15/ 279، 280(29/159)
أبو نصر المُّرِّيّ [1] الدِّمشقيّ الشُّرُوطيّ [2] .
الحافظ المعروف بابن الْجَبَّان [3] وبابن الأذْرَعيّ [4] .
روى عن خلْقٍ كثير، منهم: الحسين بن أبي الرَّمْرام [5] ، وأبو عمر بن فَضَالَة، والمظفَّر بن حاجب الفَرْغَانيّ، وجُمَح بن القاسم، والفضل بن جعفر، وطبقتهم.
ولم يرحل.
روى عنه: أبو علي الأهوازي، وعبد العزيز الكتّانيّ، والسّمّان، وأبو القاسم المِصِّيصيّ، وأبو العبّاس بن قُبَيْس، وآخرون.
قال الكتّانيّ [6] : تُوُفّي شيخنا وأستاذنا أبو نصْر بن الْجَبَّان في شوَّال. صنّف
__________
[ () ] رقم 274، ومعجم البلدان 1/ 131، والعبر 3/ 158، ومرآة الجنان 3/ 44 وفيه: «عبد الله بن عبد الوهاب بن عبد الله المزني» ، وهو غلط ووهم، والنجوم الزاهرة 4/ 281، وشذرات الذهب 3/ 229، ومعجم المؤلّفين، 6/ 224، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 473 رقم 322.
[1] هكذا جوّدها في الأصل والإكمال، ومختصر تاريخ دمشق. ووقع في (العبر 3/ 158) بتحقيق الأستاذ «فؤاد السيد» : «المزّي» وضبطها بكسر الميم، والزاي المشدّدة وقال في الحاشية (1) إنها نسبة إلى «المزّة» ، قرية من قرى دمشق. وهذا غلط: والصواب: «المري» بضم الميم، وراء مشدّدة مكسورة. وهي نسبة إلى جماعة بطون من قبائل شتّى. قال ابن السمعاني:
وبدمشق موضع يقال له مرّة، هكذا قال أبو الفضل المقدسي الحافظ فيما حدّثني به عنه أبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ بجامع أصبهان. (الأنساب 11/ 267) ثم ذكر ابن السمعاني صاحب الترجمة. (11/ 268) .
ووقع في (مرآة الجنان 3/ 44) : «المزني» وهو تحريف.
[2] الشروطي: بضم الشين المعجمة، والراء، وبعدها الواو، وفي آخرها الطاء المهملة، هذه النسبة لمن يكتب الصّكاك والسّجلّات لأنها مشتملة على «الشروط» ، فقيل لمن يكتبها:
«الشروطي» . (الأنساب 7/ 321) .
[3] قال ابن السمعاني: الجبّان: بفتح الجيم والباء المشدّدة الموحّدة، وفي آخرها النون بعد الألف. هذه اللفظة لمن يحفظ في الصحراء الغلّة وغيرها. أخذت من الجبّانة وهي الصحراء.
(الأنساب 3/ 174) ووقع في (شذرات الذهب 3/ 229) : «الحبان» بالحاء المهملة.
[4] الأذرعيّ: بفتح الألف وسكون الذال المعجمة وفتح الراء وفي آخرها العين المهملة. هذه النسبة إلى أذرعات، وهي ناحية بالشام. (الأنساب 1/ 166) .
وقال ياقوت: «أذرعات» : بالفتح، ثم بالسكون، وكسر الراء، وعين مهملة، وألف وتاء. كأنه جمع أذرعة، جمع ذراع جمع قلّة، وهو بلد في أطراف الشام يجاور أرض البلقاء وعمّان، ينسب إليه الخمر. (معجم البلدان 1/ 131) وذكر منها صاحب الترجمة.
[5] في معجم البلدان 1/ 131 «الزمام» .
[6] وقع في: معجم البلدان: «الكنّاني» و «الكناني» (بالنون) في الموضعين، وهو تصحيف.(29/160)
كُتبًا كثيرة، وكان يحفظ شيئًا من علم الحديث رحمه الله [1] .
ووثّقه محمد بن عليّ الحدّاد [2] .
176- عبد الوهّاب بن عبد العزيز بن الحارث [3] .
أبو الفَرَج [4] التّميميّ، أخو أبي الفضل عبد الواحد.
كان له حلقة بجامع المنصور للوعظ والفَتْوَى على مذهب أحمد.
حدَّث عن: أبيه، وأبي الحسين العتكيّ [5] ، وناجية بن النّديم.
روى عنه: الخطيب [6] ، وابنه رزق الله التّميميّ.
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
177- عبد الوهّاب بن محمد بن عليّ بن مهرة الأصبهانيّ [7] .
حدّث عن: الطَّبْرانيّ، وغيره.
روى عنه: أبو عليّ الحدّاد.
__________
[1] معجم البلدان، مختصر تاريخ دمشق 15/ 280.
[2] وقال ابن السمعاني: توفي بعد سنة عشر وأربعمائة. (الأنساب 11/ 268) هكذا وقع في المطبوع، ولعلّه أراد: بعد سنة عشرين وأربعمائة.
وتوثيق الحدّاد له ذكره ابن عساكر. (مختصر تاريخ دمشق 15/ 279) .
[3] انظر عن (عبد الوهاب بن عبد العزيز) في:
تاريخ بغداد 11/ 32 رقم 5704، والمنتظم 8/ 81 رقم 92 (15/ 244 رقم 3186) ، وطبقات الحنابلة 2/ 182 رقم 651، والكامل في التاريخ 9/ 439، والبداية والنهاية 12/ 37، والنجوم الزاهرة 4/ 280.
[4] هكذا في الأصل والمصادر، إلّا في: البداية والنهاية، ففيه «أبو الصباح» . وهو غلط.
[5] العتكيّ: بفتح العين المهملة، والتاء المنقوطة بنقطتين من فوق، وكسر الكاف. هذه النسبة إلى «عتيك» وهو بطن من الأزد، وهو: عتيك بن النضر بن الأزد بن الغوث بن تبت بن مالك ابن كهلان ... (الأنساب 8/ 387) .
[6] فقال: «حدّثنا عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد بن الليث بن سليمان بن الأسود ابن سفيان بن يزيد بن أكينة ابن عبد الله التميمي- من لفظه- قال: سمعت أبي يقول، سمعت أبي يقول، سمعت أبي يقول، سمعت أبي يقول، سمعت أبي يقول، سمعت أبي يقول، سمعت أبي يقول، سمعت عليّ بن أبي طالب وقد سئل عن الحنّان المنّان، فقال: الحنّان:
الّذي يقبل على من أعرض عنه، والمنّان: الّذي يبدأ بالنوال قبل السؤال.
قلت: بين أبي الفرج وبين علي في هذا الإسناد تسعة آباء آخرهم أكينة بن عبد الله، وهو الّذي ذكر أنه سمع عليّا رضي الله عنه» . (تاريخ بغداد 11/ 32) .
[7] لم أجد مصدر ترجمته.(29/161)
مات في ذي الحجّة.
ورّخه ابن نُقْطَة [1] وكنّاه أبا عَمْرو.
178- عليّ بن أحمد الزّاهد [2] .
أبو الحسن الخَرَقانيّ [3] . وخَرَقَان: قرية بجبال بِسْطام [4] .
ذكره أبو سعد بن السَّمَعانيّ فقال: شيخ العصر [5] ، له الكرامات والأحوال.
أجْهد نفسه ورَاضَهَا. وكان أوّل أمره خَرْبَندَج [6] يكري الحمار، ثمّ فُتِح عليه.
وقد قصده السّلطان محمود بن سُبُكْتِكين [7] وزاره، فوعظه ولم يقبل منه شيئًا [8] .
__________
[1] في (الإستدراك) ولم يصلنا.
[2] انظر عن (علي بن أحمد) في:
الأنساب 5/ 86، واللباب 1/ 434، ومعجم البلدان 2/ 360، والمشترك وضعا 154.
[3] الخرقاني: بفتح الخاء المعجمة، والراء والقاف المفتوحة بعدها الألف ثم النون. هكذا ضبطها ابن السمعاني في الأنساب، والأصل، ووافقه ابن الأثير في اللباب، وياقوت في: معجم البلدان، أما في: المشترك وضعا 154 فقيّدها ياقوت: «خرّقان» : بفتح الخاء وتشديد الراء وقاف وألف ونون. الأول خرّقان من قرى بسطام في لحف الجبل رأيتها. ينسب إليها أبو الحسن علي بن أحمد الخرّقاني الزاهد ... ورواها بعضهم بتخفيف الراء» . وقال الحازمي:
هو خرّقان، بالتشديد (معجم البلدان 2/ 360) .
[4] قال ابن السمعاني: كبيرة كثيرة الخير علي طريق أستراباذ.
[5] في الأنساب: «شيخ عصره وفريد وقته» .
[6] في الأنساب: «خربنده جا» .
وفي: آثار البلاد وأخبار العباد 363 ضبطت «خرقان» بضم الخاء وسكون الراء، وقال: مدينة بقرب بسطام، بينهما أربعة فراسخ.
[7] تقدّمت ترجمته في وفيات سنة 421 هـ. من هذا الجزء.
[8] قال ابن السمعاني: «وكان ابتداء أمره أنه كان خربنده جا يكري الحمار ويحمل الأثقال عليه، وكان يقول: وجدت الله في صحبة حمار- يعني: كنت خربنده جا لما فتح لي هذا الأمر وسلك لي في هذا الطريق. قصده السلطان محمود وجرت بينه وبينه حكايات عجيبة، وهو أنه لما أراد أن يدخل عليه مسجده قدّم بعض أقربائه ليتقدّم إلى الشيخ وهل يعرف الشيخ أنه محمود أم لا؟ فلما رآه الشيخ أبو الحسن نادى: يا محمود! قدّم من قدّمه الله- قال بالعجمية: آن را كه خداى فراپيش كرده است بگويدت كه فراپيش آيد- ثم جلس محمود بين يديه ووعظه ونصحه، وكان على باب المسجد غلام هندي ينظر إلى الشيخ فقال الشيخ له: تقدّم يا غلام فتقدّم فقال: يا محمود؟ تعرف هذا الغلام؟ فقال: لا، ثم قال: كم يكون في عسكرك مثل هذا الأسود؟ قال: لعلّ يبلغ عددهم عشرة آلاف، فقال: ليس فيهم من الله تعالى نظر إلى قلبه إلّا هذا، فقام محمود وعانقه وقال: آخ بيني وبينه، ثم قدّم إليه صررا من الدنانير فما قبلها، فقال محمود: فرّقها على أصحابك، فقال: - ما لشكر را بيستكاني داده ايم وتو اين به لشكر خويش ده- يعنى أرزاق عسكرنا وأصحابنا أعدت لهم ووصلت إليهم، فأعد أنت هذا لعسكرك» .
(الأنساب 5/ 87) .(29/162)
توفّي يوم عاشورا، وله ثلاثٌ وسبعون سنة رحمه الله تعالى.
179- عليّ بن الحسن [1] .
أبو الفَرَج النَّهْروانيّ [2] ، خطيب النَّهْروان.
روى عن: أبي إسحاق المزكّيّ، وأحمد بن نصر الذّارع [3] .
روى عنه: الخطيب، وقال: لا بأس به. وورّخه [4] .
180- عليّ بن سليمان بن الرّبيع [5] .
القاضي أبو الحسن البِسْطاميّ [6] .
سمع بنَيْسابور من: أبي عَمْرو بن حمدان، وأبي أحمد الحاكم، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (علي بن الحسن) في:
تاريخ بغداد 11/ 390 رقم 6265 وفيه: «عليّ بن الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر» .
[2] النّهرواني: بفتح النون وسكون الهاء وفتح الراء المهملة والواو وفي آخرها نون أخرى. هذه النسبة إلى بليدة قديمة على أربعة فراسخ من الدجلة يقال لها: النهروان، وقد خرب أكثرها.
ولها نواح كثيرة وقرى يتّصل بعضها ببعض. (الأنساب 12/ 174) .
[3] الذّارع: بفتح الذال المشدّدة المنقوطة والراء المهملة بعد الألف وفي آخرها العين المهملة.
هذه النسبة إلى الذرع للثياب والأرض. (الأنساب 5/ 7) .
[4] وقال الخطيب: سمعت منه بالنهروان في رحلتي إلى نيسابور وذلك سنة خمس عشرة وأربعمائة.
[5] لم أقف على مصدر ترجمته.
[6] البسطامي: قال ابن السمعاني: بالباء المفتوحة المنقوطة بواحدة، وسكون السين المهملة وفتح الطاء المهملة. هذه النسبة إلى بسطام وهي بلدة بقومس، مشهورة أقمت بها ليلة في توجّهي إلى العراق. (الأنساب 2/ 213) .
وذكر «البسطامي» : بكسر الباء الموحّدة والسين الساكنة والطاء المفتوحة المهملتين بعدها الألف وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى بسطام وهو اسم رجل. (الأنساب 2/ 216) .
وقال ياقوت: «بسطام» : بالكسر ثم السكون، بلدة كبيرة بقومس على جادّة الطريق إلى نيسابور بعد دامغان بمرحلتين، قال مسعر بن مهلهل: بسطام قرية كبيرة شبيهة بالمدينة الصغيرة.
(معجم البلدان 1/ 421) .
وقد ذكر ابن الأثير: «البسطامي» بفتح أوله، و «البسطامي» بكسر أوله وقال: قد ذكر بسطام في هذه الترجمة اسم رجل بالكسر، وذكره أيضا في الترجمة قبلها بالفتح، فيا ليت شعري أيّ فرق بين الاسمين حتى يجعل أحدهما مفتوحا والآخر مكسورا؟ إنما الجميع مكسور لأنه اسم أعجميّ عرّب بكسر الباء، وكان ينبغي أن تثقل الأسماء التي في الترجمة المتقدّمة المنسوبة إلى الأجداد إلى هذه الترجمة. وإنما اتّبعناه على ما شرطنا. (اللباب 1/ 153) .
وقد ذكر المؤلف- رحمه الله- «البسطامي» بالفتح ثم بالكسر ولم يذكر صاحب الترجمة.
وانظر: توضيح المشتبه 1/ 507، 508 وتبصير المنتبه 1/ 154.(29/163)
وتُوُفّي بِبِسْطام عن اثنتين وسبعين سنة.
181- عمر بن أبي سعْد إبراهيم بن إسماعيل [1] .
الفقيه أبو الفضل الزّاهد الهَرَويّ، خال أبي عثمان الصَّابونيّ.
سمع: أبا بكر الإسماعيليّ، وأبا عَمْرو بن حمدان، وبِشْر بن أحمد الإسْفرائينيّ، وعبد الله بن عمر بن عَلَّك [2] الجوهريّ، والحسين بن محمد بن عُبيد العسكريّ، والبكّائيّ [3] الكوفيّ، وطبقتهم.
وكان إمامًا، قُدْوة في الزُّهد، والورع، والعبادة، والعلم.
روى عنه: شيخ الإسلام أبو عثمان الصَّابونيّ، وشيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاريّ، ومحمد بن عليّ العُمَيْريّ، وأبو عطاء عبد الأعلى المَلِيحيّ [4] ، وغيرهم.
تُوُفّي في آخر سنة خمس وعشرين [5] .
وكان أبوه حافظًا صالحًا خيِّرًا، مات سنة تسعين وثلاثمائة [6] .
__________
[1] انظر عن (عمر بن أبي سعد) في:
تاريخ بغداد 11/ 273، 274 رقم 6042، والأنساب 6/ 227، 228، والمنتظم 8/ 88 رقم 101/ 252 رقم 3195) ، والمنتخب من السياق 367 رقم 1217، والعبر 3/ 158، وسير أعلام النبلاء 17/ 448 رقم 301، ومرآة الجنان 3/ 44، والنجوم الزاهرة 4/ 281، وشذرات الذهب 3/ 229.
[2] في: المنتخب من السياق: «عليك» وهو غلط.
[3] وهو: علي بن عبد الرحمن البكّائي الكوفي. (سير أعلام النبلاء 17/ 448) .
[4] المليحي: بفتح الميم، والياء المنقوطة باثنتين من تحتها الساكنة بعد اللام وفي آخرها الحاء المهملة. (الأنساب 11/ 475) وفيه بياض بعد ذلك.
وقال ياقوت: مليح: بالفتح ثم الكسر، ماء باليمامة لبني التيم. ومليح أيضا: قرية من قرى هراة. (معجم البلدان 5/ 196) وذكر منها والد «عبد الأعلى المليحي» .
[5] وورّخه بعضهم في سنة 426 هـ. وولد سنة 348 هـ. وقد وثّقه الخطيب. (تاريخ بغداد 11/ 274) .
[6] وقال عبد الغافر الفارسيّ: «شيخ الحنابلة بهراة، وهو خال شيخ الإسلام أبي عثمان إسماعيل الصابوني. شيخ ثقة معروف كثير الحديث» .(29/164)
- حرف الميم-
182- محمد بن إبراهيم بن عليّ [1] .
أبو هريرة أخو أبي ذَرّ الصّالْحانيّ [2] الأصبهاني النّجّار.
تُوُفّي في ذي القعدة.
روى عن: أبي بكر عبد الله بن محمد القباب [3] .
183- محمد بن الحسن بن عليّ بن ثابت [4] .
أبو بكر النُّعْمانيّ [5] البغداديّ.
قال الخطيب [6] : ثنا عن عبد الخالق بن الحسن المعدّل، وكان صحيح السّماع.
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة.
184- محمد بْن عُبَيْد الله بن أحمد بن عبيد [7] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن إبراهيم) في: الأنساب 8/ 13.
[2] الصّالحاني: بفتح الصاد المهملة وسكون اللام، وفتح الحاء المهملة، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى «صالحان» ، وهي محلّة كبيرة بأصبهان. (الأنساب واللباب) .
[3] وقد ذكر ابن السمعاني في مادّة «الصالحاني» : أبا ذرّ محمد بن إبراهيم بن علي بن إبراهيم الصالحاني، المتوفى سنة 440 هـ. ثم ذكر بعده ترجمتين قبل أن يذكر صاحب الترجمة: أبا هريرة محمد بن إبراهيم بن علي بن إبراهيم الصالحانيّ، وقال: وأظنّه أخا السابق ذكره.
(الأنساب 8/ 13) .
ولقد أخذ المؤلّف- رحمه الله- بقول ابن السمعاني في هذا، فقال إن صاحب الترجمة أبو هريرة هو أخو أبي ذرّ.
ويقول طالب العلم وخادمه، محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : إن ابن السمعاني (ظنّ) ولم يجزم، وأميل إلى عدم الجزم بأنهما أخوين، إذ أنّهما يحملان اسما واحدا «محمد ابن إبراهيم بن علي بن إبراهيم» وهذا احتمال ضعيف رغم اختلاف الكنية. والله أعلم.
[4] انظر عن (محمد بن الحسن) في:
تاريخ بغداد 2/ 217 رقم 658، والأنساب 12/ 115، والمنتظم 8/ 81، 82 رقم 93 (15/ 244 رقم 3187) .
[5] النعماني: بضم النون وسكون العين وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى بلدة على شط الدجلة يقال لها النعمانية بين بغداد وواسط. (الأنساب 12/ 114) قال ياقوت: كأنها منسوبة إلى رجل اسمه النعمان، وأهلها شيعة غالية. (معجم البلدان 5/ 294) .
[6] في تاريخه 2/ 217.
[7] انظر عن (محمد بن عبيد الله) في: تاريخ بغداد 2/ 337 رقم 840.(29/165)
أبو الفتح بن الأخوة البغدادي الصَّيْرفيّ.
سمع: عليّ بن عبد الرحمن البكّائيّ الكوفيّ بها، وأبا بكر بن شاذان، وأبا الحسين بن البّواب، وجماعة.
قال الخطيب: كان صدوقًا [1] من أهل القرآن والسُّنَّة [2] . كتبتُ عنه. ومات في ذي الحجّة وله سبعون سنة.
185- محمد بن عليّ بن إبراهيم بن محمد بن مُصْعَب [3] بن عُبَيْد الله بن مُصْعَب بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التّيميّ الطَّلْحيّ [4] .
أبو بكر الأصبهاني التّاجر.
سمع: عبد الله بن جعفر بن فارس، وغيره.
روى عنه: أبو العبّاس أحمد بن محمد بن بشرُوَيْه، وأحمد بن محمد بن شَهْرَيار، وأبو الفتح أحمد بن محمد بن أحمد الحدّاد، وأبو علي الحسن بن أحمد الحداد، وآخرون.
وقد سمع أيضًا من: محمد بن أحمد بن أحسن الكِسائيّ [5] ، وأحمد بن جعفر بن مَعْبَد السِّمْسار، وشاكر بن عمر المعدّل، وسليمان بن أحمد الطَّبرانيّ، وغيرهم.
تُوُفّي في ربيع الأوّل، وكان من وجوه أهل بلده.
__________
[1] زاد بعدها: «مستورا» .
[2] وزاد بعدها: «ولم يحدّث إلا بشيء يسير ... وسألته عن مولده فقال: في سنة ست وخمسين وثلاثمائة» .
[3] انظر عن (محمد بن علي بن إبراهيم) في:
الإعلام بوفيات الأعلام 178، والمعين في طبقات المحدّثين 125 رقم 1385 وفيه: «محمد ابن علي بن مصعب» ، والعبر 3/ 158، وسير أعلام النبلاء 17/ 449، 450 رقم 302، وتذكرة الحفاظ 3/ 1076، والنجوم الزاهرة 4/ 281، وشذرات الذهب 3/ 229.
[4] الطّلحيّ: بفتح الطاء المهملة، وسكون اللام، وفي آخرها الحاء المهملة. هذه النسبة إلى «طلحة» بن عبيد الله رضي الله عنه. (الأنساب 8/ 246) .
[5] الكسائي: بكسر الكاف وفتح السين المهملة وفي آخرها الياء آخر الحروف. هذه النسبة لجماعة من المشاهير ببيع الكساء أو نسجه، أو الاشتمال به ولبسه. (الأنساب 10/ 418، 419) .(29/166)
له أوقاف كثيرة. وهو عمّ والدة الحافظ إسماعيل [1] .
186- محمد بْن محمد بْن عَبْد اللَّه بْن أحمد بن إبراهيم بن مهْران [2] .
أبو عبد الله الثَّقفيّ الكِسائيّ النَّيْسابوريّ السّرّاج.
الفقيه.
روى عن: أبيه، وأبي عَمْرو بن مطر، وإسماعيل بن نجيد، وأبي أحمد حسينك التّميميّ، وأبي الحسين الحجاجي.
وثقه أبو الحسن عبد الغافر الفارسي، وقال [3] : أخبرنا عنه: أبو صالح بن أبي سعد المقرئ، وعُبَيْد الله بن أبي محمد الكُرَيْزيّ.
187- محمد بن مغيرة بن عبد الملك بن مغيرة [4] .
أبو بكر القُرَشيّ.
من أهل قُرْطُبة. سكن إشبيلية.
روى عن: أبي بكر ابن القُوطِيّة، وأبي بكر الزُّبَيْديّ، وابن عَوْن الله.
وحج فأخذ عن: أبي الحسن القابسيّ، وابن فِراس العَبْقَسيّ، وجماعة.
وكان من أهل العلم بالحديث، والفقه. ثقة [5] .
__________
[1] هو: إسماعيل بن محمد التيمي. مصنّف «الترغيب والترهيب» . (سير أعلام النبلاء 17/ 450) .
[2] انظر عن (محمد بن محمد بن عبد الله) في:
المنتخب من السياق 33/ 36 و 50/ 91.
[3] قوله ليس في المطبوع من (المنتخب من السياق 33) وفيه: «أبو عبد الله الفقيه. ابن عم أبي العباس السّراج، فاضل ثقة ورع، ولد سنة تسع وأربعين وثلاثمائة. حدّث عن أبيه أبي بكر الكسائي، وأبوي عمرو بن نجيد وابن مطر، والحجّاجي، والعصمي، وأبي أحمد التميمي.
توفي سنة خمس وعشرين وأربعمائة، ودفن في مقبرة الحسين. وخرّج أبو حازم الحافظ الفوائد. أنبأنا عنه أبو صالح المؤذّن» .
وقد أعاد «عبد الغافر الفارسي» ذكر صاحب الترجمة، وكرّر النصّ نفسه تقريبا، وليس فيه ما ذكره المؤلّف- رحمه الله- أعلاه.
[4] انظر من (محمد بن مغيرة) في:
الصاة لابن بشكوال 2/ 517 رقم 1127.
[5] زادا ابن بشكوال: «وممن يقول الشعر الحسن متقدّما في الفهم، معروفا بالثقة والخير، قديم الطلب للعلم» .(29/167)
ذكره ابن خزرج [1] . روى عنه: هو، وأبو عبد الله الخولاني [2] .
وتوفي في رجب.
- حرف الواو-
188- وشاح [3] .
مولى أبي تمام، الزينبي.
بغدادي، صدوق، مسن [4] .
قال الخطيب [5] : قيل عنه شيء من الاعتزال. وهو كثير التلاوة، صدوق.
ثنا عن عثمان بن محمد بن سَنَقَة [6] ، عن إسماعيل القاضي.
__________
[1] وهو قال: ولد سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، وتوفي في رجب سنة خمس وعشرين وأربعمائة، فبلغ من السن ستا وسبعين سنة، وحجّ سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة.
[2] وهو أثنى عليه.
[3] انظر عن (وشاح) في:
تاريخ بغداد 13/ 492، 493 رقم 7344 وفيه: «وشاح بن عبد الله» وكنيته: أبو الحسن، ومثله في: الإكمال لابن ماكولا 7/ 394.
[4] قال الخطيب: مات وشاح في ليلة الأربعاء الرابع من جمادى الأولى سنة خمس وعشرين وأربعمائة، ودفن صبيحة تلك الليلة في داره بالكرخ، وحدّثني من سمعه قبل أن يموت بشهر يذكر أنه بلغ تسعين سنة» .
[5] في تاريخه 13/ 492.
[6] سنقة: بالسين المهملة، والنون، والقاف، وهو بالتحريك. (الإكمال 4/ 257) و (67/ 394) .(29/168)
سنة ستّ وعشرين وأربعمائة
- حرف الألف-
189- أحمد بن محمد بْنُ المقرّب [1] .
أبو بكر الكرابيسيّ [2] .
خُرَاسانيّ.
مات في رجب.
190- أحمد بن أبي مروان عبد الملك [3] بن مروان بن ذي الوزارتين الأعلى [4] أحمد بن عبد الملك بن عمر بن شُهَيْد.
الأشجعيّ [5] أبو عامر الأندلسيّ القرطبيّ، الشّاعر الأديب.
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] هذه النسبة إلى بيع الثياب.
[3] انظر عن (أحمد بن أبي مروان) في:
يتيمة الدهر 2/ 30- 44 وفيه، «الوزير أبو عمرو أحمد بن عبد الملك بن شهيد» ، والإكمال لابن ماكولا 5/ 90، وجذوة المقتبس للحميدي 133- 136 رقم 232، ومطمح الأنفس 19، والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة، القسم الأول، المجلّد الأول 191- 236، وبغية الملتمس للضبى 191- 195 رقم 440، وفيه: «أحمد بن عبد الملك بن أحمد بن عبد الملك بن عمر بن محمد بن عيسى بن شهيد» ، ومعجم الأدباء 3/ 220- 223 رقم 32، والمطرب 174، والمغرب في حلي المغرب 1/ 78- 85، والكامل في التاريخ 9/ 445 وفيه:
«أحمد بن عبد الملك بن أحمد بن شهيد» ، ووفيات الأعيان 1/ 116- 118 رقم 48، وإعتاب الكتّاب 74، وبدائع البدائه 83، 302، 303، 354- 358، ومسالك الأبصار 11/ 280، والعبر 3/ 159، والإعلام بوفيات الأعلام 178 وفيه: «أحمد بن عبد الملك بن شهيد» ، وسير أعلام النبلاء 17/ 501، 502 رقم 323، وخريدة القصر (قسم شعراء مصر وصقلّيّة والمغرب والأندلس) 2/ 555، ومرآة الجنان 3/ 45، والوافي بالوفيات 7/ 144- 148، ونفح الطيب 1/ 626- 623 و 3/ 244- 246 و 358- 363 وغيرها، وشذرات الذهب 3/ 230، وهدية العارفين 1/ 74، وكشف الظنون 503، 624، 1490، ومعجم المؤلفين 1/ 302، والنثر الفني لزكي مبارك 2/ 302- 318، وديوانه، نشره شارل بلا.
[4] في الأصل: «الأعلا» .
[5] قال ابن خلّكان: هو من ولد الوضّاح بن رزاح الّذي كان مع الضحّاك بن قيس الفهري يوم(29/169)
قال الحُمَيديّ [1] : كان من العلماء بالأدب ومعاني الشّعر وأقسام البلاغة.
وله حظٌ من ذلك بَسَق فيه، ولم يَرَ لنفسِهِ في البلاغة أحدًا يُجاريه.
وله كتاب «حانوت «عطّار» [2] ، وسائر رسائله وكُتُبه نافعة الجدّ، كثيرة الهزْل.
وقال أبو محمد بن حزم: ولنا من البُلَغاء أحمد بن عبد الملك بن شُهَيد.
وله من التّصرّف في وجوه البلاغة وشِعابِها مقدارٌ ينطق فيه بلسان مركَّب من [لساني] [3] عَمْرو وسهل [4] .
يعني عَمْرو بنَ بحر الجاحِظ، وسَهْلَ بنَ هارون.
وكتب إليّ في علّته بهذه الأبيات:
ولمّا رأيتُ العَيْشَ لَوَّى برأسِهِ ... وأيقنتُ أنَّ الموتَ لا شكّ لا حقي
تمنَّيتُ أنّي ساكنٌ في عَبَاءةٍ [5] ... بأعلى [6] مَهَبّ الرِّيحِ في رأس شاهِقِ
كأنّي وقد حانَ ارتحاليَ لم أفُزْ ... قديمًا من الدّنْيا بِلَمْحَةِ بارِقِ
فمن مُبلغٌ عنّي ابنَ حزمٍ وكان لي ... يدًا في مُلِمَّاتي وعندَ مضايقي
عليك سلامُ الله إنّي مُفَارقٌ ... وحَسْبُكَ زادًا من حبيبٍ مُفارقِ
في أبيات [7] .
وقال ابن بسّام في كتاب «الذَّخيرة» [8] من شِعر أبي عامر:
وكأنّ النُّجُومَ في اللّيل جَيْشٌ ... دخلوا لِلْكُمُون [9] في جوف غاب
__________
[ () ] مرج راهط.
[1] في جذوة المقتبس 133.
[2] في سير أعلام النبلاء 17/ 501 «جونة عطار» والمثبت يتفق مع المصادر.
[3] إضافة من: جذوة المقتبس.
[4] جذوة المقتبس 133.
[5] في الصلة 133: «غيابه» .
[6] في الأصل: «بأعلى» .
[7] انظر أبياتا أخرى في: الصلة 1/ 133، 134.
[8] القسم الأول، المجلّد الأول 257.
[9] في: المغرب في حليّ المغرب: «للكمين» .(29/170)
وكأنّ الصُّبْحَ [1] قَانِصُ طيرٍ ... قَبَضَتْ كَفُّهُ بِرجلِ غُرابِ [2]
وله يصف ثعلبًا: أدهَى من عَمْرو، وأفْتَكَ من قاتل حُذَيفَة بن بدر، كثير الوقائع في المسلمين، مُغرى بإراقة دماء المؤذنين [3] ، إذا رأى الفرصة انتهزها، وإذا [4] طَلَبَتْه الكُماةُ أعْجَزَهَا، وهو مع ذلك بقْراط في أدَامِه، وجالينوس في اعتدال طعامه، غذاؤه حمامٌ أو دجاجْ [5] ، وعشاه تدْرج أو درّاجْ [6] .
قال أبو محمد بن حزْم: تُوُفّي في جُمَادى الأولى، وصلّى [7] عليه أبو الحزْم جَهْور بن محمد. وكان حين وفاته حامل لواء الشِّعر والبلاغة، لم يخلّفْ له نظيرًا في هذين العِلْمَين [8] . وولد سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة، وانقرض عقِبُ الوزير والدِه بموته. وكان سمْحًا جوادًا [9] . وكانت علّته ضيق النَّفَس والنَّفْخة [10] .
قال ابن ماكولا [11] : يقال إنّه جاحظ الأندلس [12] .
__________
[1] هكذا في الأصل، وفي المصادر: «الصباح» .
[2] البيتان في: الذخيرة، ق 1 ج 1/ 257، والمغرب 1/ 81، والبيت الثاني فقط في: يتيمة الدهر 2/ 34.
[3] في اليتيمة: «مغرى بإقامة ذم المؤمنين» .
[4] في اليتيمة: «وإن» .
[5] في اليتيمة: «حمام ودراج» .
[6] في اليتيمة 2/ 41: «وعشاؤه بذرح ودجاج» .
وله شعر يصف فيه الذئب، ونثر يصف فيه: البرد والنار والحطب، ونثر يصف فيه: البرد والحمام، ووصف البرغوث، ووصف بعوضة، ووصف الماء، ووصف الحلوى، ووصف جارية. (انظر اليتيمة 2/ 37- 43) .
[7] في الأصل: «وعلى» .
[8] زاد: «جملة» .
[9] وزاد: «لا يليق شيئا، ولا يأس على فائت، عزيز النفس، مائلا إلى الهزل، وكان له من علم الطب نصيب وافر» . (يقال: فلان ما يليق درهما من جوده) .
[10] وزاد: «ومات في ذهنه وهو يدعو الله عزّ وجلّ، ويشهد شهادة التوحيد والإسلام، وكان أوصى أن يصلّي عليه أبو عمر الحصار الرجل الصالح، فتغيب إذ دعي، وأوصى أن يسنّ عليه التراب دون لبن ولا خشب، فأغفل ذلك» . (الصلة 1/ 136) (بغية الملتمس 193، 194) .
[11] في الإكمال 5/ 90) .
[12] وحدّث أبو بكر محمد بن أحمد بن جعفر بن عثمان قال: دخلت يوما على أبي عامر وقد ابتدأت به علّته التي مات بها، فأنس بي، وجرى الحديث إلى أن شكوت إليه تجنّي بعض أصحابي عليّ ونفاره مني، فقال لي: سأسعى في إصلاح ذات البين. فخرجت عنه، فلقيت ذلك المتجني عليّ مع بعض إخواني وأعزّهم عليّ، فتجنّبتهما، فسأله عن السبب الموجب(29/171)
191- إبراهيم بن جعفر بن أبي الكرّام [1] .
أبو إسحاق المصريّ.
أخو محسن.
سمع من: الرّازيّ فَمَنْ دونه. الرّازيّ هو أحمد بن إسحاق بن عُتْبَة.
وسمع منه: خَلَف الحَوْفيّ [2] ، والخِلَعيّ.
192- أصبغ بن محمد بن أصبغ بن السّمح [3] .
__________
[ () ] فأخبره. فمشى حتى أدركنى وعزم عليّ في مكالمته، وتعاتبنا عتابا أرقّ من الهوى، وأشهى من الماء على الظماء، حتى جئنا دار أبي عامر، فلما رآنا جميعا ضحك وقال: من كان هذا الّذي تولّى إصلاح ما كنّا سررنا بفساده؟ قلنا: قد كان ما كان. ثم أطرق قليلا وأنشد:
من لا أسمّي ولا أبوح به ... أصلح بيني وبين من أهوى
أرسلت من كان الهوى فدرى ... كيف يداوي مواقع البلوى
ولي حقوق، في الحب ظاهرة ... لكنّ ألفي يعدّها دعوى
يا ربّ إنّ الرسول أحسن بي ... يا ربّ فاحفظني من الأسوا
(الذخيرة لابن بسام ق 1 ج 1/ 198، بدائع البدائه 356، 357، نفح الطيب 3/ 262) وقال ابن خلكان: وكان من أعلم أهل الأندلس، متفنّنا بارعا في فنونه، وبينه وبين ابن حزم الظاهري مكاتبات ومداعبات، وله التصانيف الغريبة البديعة، منها كتاب «كشف الدك وإيضاح الشك» ، ومنها: «التوابع والزوابع» ، ومنها «حانوت عطار» وغير ذلك. وكان فيه مع هذه الفضائل كرم مفرط، وله في ذلك حكايات ونوادر.
و «شهيد» : بضم الشين المثلّثة وفتح الهاء وسكون الياء المثنّاة من تحتها وبعدها دال مهملة.
و «الأشجعي» : بفتح الهمزة وسكون الشين المثلّثة، وفتح الجيم وبعدها عين مهملة. هذه النسبة إلى أشجع (وفيات الأعيان 1/ 116، 117 و 118) .
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] الحوفيّ: بفتح الحاء المهملة وسكون الواو وفي آخرها الفاء، هذه النسبة إلى حوف. قال ابن السمعاني: وظنّي أنها قرية بمصر، حتى قرأت في تاريخ البخاري: الحوفي: ناحية عمان. ثم ذكر أبا القاسم خلف بن أحمد بن الفضل الحوفي، وقال ابن ماكولا: هو شيخ لقيته بمصر.
(الأنساب 4/ 272، 273) .
وقال ياقوت: والحوف بمصر حوفان: الشرقي والغربي، وهما متّصلان، أول الشرقي من جهة الشام وآخر الغربي قرب دمياط يشتملان على بلدان وقرى كثيرة. (معجم البلدان 2/ 322) .
[3] انظر عن (أصبغ بن محمد) في:
التكملة لابن الأبّار (انظر: فهرس الأعلام) ، وعيون الأنباء في طبقات الأطباء 2/ 39، 40، والإحاطة في أخبار غرناطة 1/ 264، والوفيات لابن قنفذ 234 رقم 426، وكشف الظنون 523، 965، 1390، 1472، 1642، وإيضاح المكنون 1/ 583، وتراث العرب العلمي لقدري طوقان 299، ومعجم المؤلفين 2/ 302.(29/172)
أبو القاسم المَهْريّ [1] القُرْطُبيّ، صاحب الهندسة.
كان من أهل البراعة في الهندسة والعدد والنِّجامة والطّبّ، وهذه الأشياء.
أخذ عن: مَسْلَمة بن أحمد المرجيطيّ.
وسكن غُرْناطة، وقدَّم عند صاحبها وتموّل.
وله تصانيف. تُوُفّي في رجب كَهْلًا.
أخذ عنه: سليمان بن محمد بن الفاسيّ المهندس، وغيره.
وله مصنَّفات [2] .
- حرف الثّاء-
193- ثابت بن محمد بن وهب بن عيّاش [3] .
أبو القاسم الأُمويّ الإشبيليّ.
روى عن: أبي عيسى اللَّيُثيّ، والقاضي بن السُّلَيم، وابن القُوطِيَّة، ومحمد بن حارث، وجماعة.
وكان من أهل الطَّهارة والعفاف [4] والجهاد [5] .
وُلِد سنة ثمان وثلاثين، يعني وثلاثمائة.
- حرف الحاء-
194- الحسن بن عثمان بن سَوْرة البغداديّ [6] .
__________
[1] المهريّ: بفتح الميم وسكون الهاء وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى مهرة بن حيدان بن عمرو ابن الحاف بن قضاعة، قبيلة كبيرة. (اللباب 3/ 275) وقال ياقوت: «مهرة: بالفتح ثم السكون، هكذا يرويه عامّة الناس، والصحيح: مهرة بالتحريك، وجدته بخطوط جماعة من أئمة العلم القدماء لا يختلفون فيه. قال العمراني: مهرة بلاد تنسب إليها الإبل. قلت: هذا خطأ إنما مهرة قبيلة وهي مهرة بن حيدان. تنسب إليهم الإبل المهرية، وباليمن لهم مخلاف.
(معجم البلدان 5/ 234) .
[2] ومنها: «المدخل إلى الهندسة في تفسير كتاب إقليدس» ، و «ثمار العدد المعروف بالمهمات» ، و «كتاب الهندسة» ، و «رماية العرض وحماية الجوهر عن العرض» ، و «كتاب الأسطرلاب» ، و «زيج» .
[3] انظر عن (ثابت بن محمد) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 122 رقم 286.
[4] زاد ابن بشكوال: «والثقة» .
[5] وزاد: «وكان حافظا للأخبار، حسن الفهم» .
[6] انظر عن (الحسن بن عثمان) في:(29/173)
أبو عمر الواعظ.
عرف بابن الفلو.
سمع: أباه، والقَطِيعيّ.
قال الخطيب [1] : له لسان وعارضة [2] .
ومن شعره.
دخلتُ على السُّلطان في دارِ عزِّهِ ... بفقْري [3] ولم أُجْلَبْ بخيلٍ ولا رِجْلِ
وقلت: انْظُرُوا ما بين فَقْري ومُلْكِكُم ... بمقادر ما بين الولاية والعزْلِ [4] .
195- الحسين بن أحمد بن عثمان [5] بن شِيطَا [6] .
أبو القاسم البغداديّ البزّاز [7] .
حدث عن: عليّ الشُّونِيزيّ [8] ، وأحمد بن جعفر الخُتّليّ [9] .
قال الخطيب [10] . كتبتُ عنه، وكان ثقة.
__________
[ () ] تاريخ بغداد 7/ 362، 363 رقم 3881، والإكمال لابن ماكولا 7/ 71، والمنتظم 8/ 87 رقم 96 (15/ 250، 251 رقم 3190) ، والبداية والنهاية 12/ 36، والنجوم الزاهرة 4/ 282.
[1] في تاريخه 7/ 362.
[2] وزاد: «وبلاغة» . وقال «أيضا: «كتبت عنه وكان لا بأس به. وكان سمحا كريما» .
[3] في: المنتظم، والبداية والنهاية: «بفقر» .
[4] البيتان في: تاريخ بغداد 7/ 362، والمنتظم 8/ 87 (15/ 250) ، والبداية والنهاية 12/ 36، والنجوم الزاهرة 3/ 282.
[5] انظر عن (الحسين بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 8/ 15، 16 رقم 4056، والمنتظم 8/ 87 رقم 97 (15/ 251 رقم 3191) .
[6] هكذا في الأصل والمنتظم في طبعتيه الباكستانية واللبنانية. وفي: تاريخ بغداد: «نشيطا» (بالنون في أوله) ، والله أعلم بالصواب.
[7] وقع في تاريخ بغداد: «البزار» ، والمثبت يتفق مع: المنتظم، والله أعلم بالصواب.
[8] الشونيزيّ: بضم الشين المعجمة، وكسر النون، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفي آخرها الزاي. هذه النسبة إلى شيئين، أحدهما: الموضع المعروف ببغداد وهو «الشونيزيّة» به المقبرة المشهورة التي بها مشايخ الطريقة ومسجدهم، مثل «رويم» و «الجنيد» ، وأستاذهما «السّريّ» ، و «جعفر الخلدي» ، و «سمنون المحبّ» ، وطبقتهم، والمشهور بالنسبة إليها: «على الشونيزيّ» هذا.
وثمّ من نسب إلى «بيع الشونيز» وهي الحبّة السوداء المعروفة. (الأنساب 7/ 413- 415) .
[9] تقدّم التعريف بهذه النسبة قبل قليل.
[10] في تاريخه 8/ 15، 16.(29/174)
وسمعته يقول: كتبتُ بخطيّ إملاءً عَنْ أَبِي بَكْر الشّافعيّ، وأَبِي عَلِيّ بْن الصَّوّاف [1] .
196- الحسين بن عمر بن محمد [2] .
أبو عبد الله البغداديّ العلّاف.
سمع: أبا بكر الشّافعيّ، وإسحاق النقّال.
قال الخطيب [3] : كتبنا عنه، وكان ثقة.
روى عنه: جعفر السّرّاج [4] .
197- الحَسَن بن محمد بن أحمد بن إبراهيم [5] .
القاضي أبو القاسم الأنباريّ، نزيل مصر.
مسند جليل.
سمع: أبا العبّاس بن عُتْبة الرَّازِيّ، وَمحمد بن أَحْمَد بن المسوّر، والحسن بن رشيق.
وعنه: أبو نصر السِّجْزيّ، وأبو الوليد الدَّرْبَنْديّ [6] ، والحبَّال، وغيرهم.
مات في ربيع الأوّل.
- حرف الرّاء-
198- رضوان [7] بن محمد بن حسن [8]
__________
[1] وقال أيضا: وسمعت من أبي بكر بن خلّاد وذكر شيوخا أخر غير هؤلاء. وسألته عن مولده فقال: ولدت قبل سنة خمس وأربعين وثلاثمائة. فقال له بعض الحاضرين: في سنة أربع وأربعين؟
فقال: نحو ذلك. وكانت وفاته يوم الأحد مستهل صفر. (تاريخ بغداد 8/ 16) .
[2] انظر عن (الحسين بن عمر) في:
تاريخ بغداد 8/ 83 رقم 4171، والمنتظم 8/ 87 رقم 98 (15/ 251 رقم 3192) .
[3] في تاريخه.
[4] وقال العلّاف: ولدت في يوم الخميس الثالث من شوال سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة.
[5] لم أقف على مصدر ترجمته.
[6] الدّربنديّ: نسبة إلى حاجز الطريق.
[7] وردت هذه الترجمة في الأصل بين: «الحسين بن عمر بن محمد» (196) و «الحسن بن محمد ابن أحمد بن إبراهيم» (197) ، ووضعناها هنا انسجاما مع الترتيب الألفبائي.
[8] انظر عن (رضوان بن محمد) في: تاريخ بغداد 8/ 432 رقم 4539.(29/175)
أبو القاسم الدّينَوَري.
حدث عن: محمد بن عِجْل الدّينَوَريّ صاحب الفِرْيابيّ [1] ، وأبي حفص الكتّانيّ.
روى عنه: أبو بكر الخطيب [2] .
- حرف السّين-
199- سعيد بن يحيى بن محمد بن سَلَمة [3] .
أبو عثمان التَّنُوخيّ، إمام جامع إشبيلية.
عن: ابن أبي زَمنين، وغيره.
وله تصانيف في القراءات وغيرها. وكان من مجوّدي القرّاء [4] .
روى عنه: ابن خَزْرَج.
- حرف العين-
200- عبد الله بْن أَبِي بَكْر أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن شاذان [5] .
أبو محمد الصَّيرفيّ، أخو أبي عليّ.
تُوُفّي بعد أخيه بسبعة أشهر.
سمع من: أبي بكر القطيعيّ، ومن بعده.
__________
[1] الفريابيّ: بكسر الفاء وسكون الراء ثم الياء المفتوحة آخر الحروف وفي آخرها الباء الموحّدة.
هذه النسبة إلى «فارياب» بليدة بنواحي بلخ. (الأنساب 9/ 290) .
[2] وهو قال: «قدم بغداد وكتبنا عنه بها في سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، وكتبت عنه أيضا بالدينور في سنة خمس عشرة وأربعمائة، وما علمت منه إلّا خيرا» .
[3] انظر عن (سعيد بن يحيى) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 219 رقم 497.
[4] قال ابن بشكوال: «وكان من خيار المسلمين وفضلائهم وعقلائهم وأعلامهم، مجوّدا للقرآن حافظا لقراءاته، قويّ الفهم في الفقه وغيره. وعمّر نحو سبعين عاما» .
[5] انظر عن (عبد الله بن أبي بكر) في:
تاريخ بغداد 9/ 398 رقم 5005،: والمنتظم 8/ 88 رقم 100 (15/ 251، 252 رقم 3194) .
وأقول: يحتمل أنّ «ابن تغري بردي» كان يريد أن يذكر صاحب الترجمة في وفيات هذه السنة، فسبقه القلم وذكر ترجمة أخيه «أبي علي الحسن» (3/ 282) مع أنه ذكره في وفيات السنة الماضية (4/ 280) ، والله أعلم.(29/176)
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وقال: كان صدوقًا [1] .
201- عبد الله بن سعيد بن عبد الله [2] .
أبو محمد بن الشّقّاق [3] القُرْطُبيّ، الفقيه المالكيّ.
كبير المُفْتِين بقُرْطُبة.
رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قاسم القَلَعِيّ [4] ، وأبي عمر أحمد بن عبد الملك بن المكوي [5] ، وأبي محمد الأصيليّ [6] .
قال أبو عُمَر بن مَهْديّ: كان فقيهًا جليلًا، أحفظ أهل عصره للمسائل وأعرفهم بعقْد الوثائق. وحاز الرّئاسة بقُرْطُبة في الشُّورى والفُتْيَا. وولي قضاء الرّدِّ [7] والوزارة، وكان يقرئ الناس بالقراءات، ويضْبطها ضبطًا عجيبًا. أخبرني أنّه قرأ بها على أبي عبد الله محمد بن الحسين بن النُّعْمَان المقرئ. وبدأ بالإقراء ابن ثمان عشرة سنة. وكان بصيرا بالحساب والنّحو [8] وغير ذلك [9] .
__________
[1] وأضاف: «روى شيئا يسيرا» .
[2] انظر عن (عبد الله بن سعيد) في:
الصلة لابن بشكول 1/ 266، 267 رقم 587، وبغية الملتمس للضبيّ 345 رقم 926، والإعلام بوفيات الأعلام 178، والعبر 3/ 159، 160، ومرآة الجنان 3/ 45، والديباج المذهب 139، 140، وغاية النهاية 1/ 420 رقم 1778، وشذرات الذهب 3/ 230، وشجرة النور الزكية 113 رقم 304.
[3] الشّقّاق: بفتح الشين المعجمة، والألف بين القافين، أولاهما مشدّدة، هذه اللفظة لمن يشقّ الخشب. (الأنساب 7/ 359) .
[4] القلعي: بفتح القاف واللام وفي آخرها العين المهملة. هذه النسبة إلى بلدة يقال لها: قلعة.
(الأنساب 10/ 217) .
[5] هكذا ضبط في بعض المصادر بضم الميم في أوله. ولم أجد هذه النسبة في كتب الأنساب.
[6] الأصيليّ: ياء ساكنة، ولام. نسبة إلى بلد بالأندلس. قال سعد الخير: ربما كان من أعمال طليطلة. وقال أبو عبيد البكري في كتابه «المسالك» عند ذكره بلاد البربر بالعدوة بالبرّ الأعظم:
ومدينة أصيلة أول مدينة العدوة مما يلي الغرب، وهي في سهلة من الأرض حولها رواب لطاف والبحر بغربيّها وجنوبيّها.. وهي بغربي طنجة. (معجم البلدان 1/ 212 و 213) ويقال: أصيلة وأزيلة (بالزاي) ، وتكتب أيضا: أصيلا أو أزيلا. (انظر: الاستبصار 139، والبكري 111، والروس المعطار 42) وكلّهم ذكروا منها: أبا محمد الأصيلي هذا.
[7] في: الصلة: «وولي قضاء الكور والرد بقرطبة والوزارة» .
[8] في الصلة: «بالحساب والفرض والنحو» .
[9] زاد في الصلة: «مقدّما في ذلك أجمع، إلّا أنّ الفقه والفتيا فيه وعقد الوثائق كان أغلب عليه»(29/177)
ولد سنة ستّ [1] وأربعين وثلاثمائة.
وتُوُفّي في ثامن عشر رمضان [2] .
202- عبد الرحمن بن محمد بن رزْق [3] .
أبو مُعَاذ السِّجِسْتانيّ المزكّيّ.
حدَّث ببغداد عن: أبي حاتم محمد بن حِبَّان البُسْتيّ، وأبي سعيد عبد الله ابن محمد الرّازيّ، وجماعة.
قال الخطيب: كتبنا عنه [4] ، وما علمت من حاله إلّا خيرًا [5] .
203- عبد الواحد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن المَرْزُبان [6] .
أبو طاهر الأصبهاني، سِبْط فادُوَيْه.
تُوُفّي في ربيع الآخر.
204- عليّ بن الحُسين بن أحمد بن عبد الله بن بُكَيْر [7] .
أبو طاهر البغداديّ.
سمع: القَطِيعي، وجماعة.
وعنه: الخطيب، وقال: كان صدوقا [8] .
__________
[1] في: غاية النهاية: «ولد بقرطبة سنة سبع وأربعين وثلاثمائة، وتصدّر وهو أمرد» . (1/ 420) .
[2] في: غاية النهاية: «وتوفي بها في شوّال» .
وقال ابن بشكوال: «وكانت سنّة إحدى وثمانين سنة وشهرين. وزعموا أنّ سبب موته أنّه عينه رمدت فأشير عليه بالفصد ففصد والوقت حمارّة القيظ، فانهدّت قوّته، وفنيت رطوبته، وتكسّع في علّته ثلاثا، ثم قضى نحبه» . (الصلة 1/ 267) .
وذكر الضبيّ أن «حاتم بن محمد الطرابلسي» روى عنه. (بغية الملتمس 345) .
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد) في:
تاريخ بغداد 10/ 304 رقم 5452.
[4] في سنة ثلاث عشرة وأربعمائة بعد صدوره من الحج.
[5] وقال الخطيب: «سألت لامع بن عبد الرحمن السجستاني في سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة عن وفاة أبي معاذ فقال: مات منذ ست سنين» .
[6] لم أقف على مصدر ترجمته.
[7] انظر عن (علي بن الحسين) في:
تاريخ بغداد 11/ 401، 402 رقم 6286.
[8] وقال أبو طاهر بن بكير: ولدت في سنة اثنتين وستين وثلاثمائة. وقال الخطيب: سمعت أبا(29/178)
- حرف الميم-
205- محمد بن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن مَرْدُويَه [1] .
الأصبهاني، أبو الحسين.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى.
206- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن عمّار [2] .
أبو الفضل الهَرَويّ.
207- محمد بن رِزق الله بن عُبَيْد الله بن أبي عَمْرو [3] .
المَنينيّ [4] ، الأسود، خطيب مَنين.
سمع بدمشق من: أبي القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب، ومحمد ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان، وأبي عليّ بن آدم، والحسين بن أحمد ابن أبي ثابت، وجماعة.
روى عنه: أبو الوليد الحسن الدَّرْبَنْديّ، وعبد العزيز الكتّانيّ، وأبو القاسم المِصِّيصيّ، وغيرهم.
قال الدَّرْبَنْديّ: ولم يكن في جميع الشّام مَن يكتني بأبي بكر غيره [5] .
وكان من الثّقات.
__________
[ () ] طالب محمد بن الحسين بن بكير يقول: توفي أخي وقد بلغ ثلاثا وستين سنة، وكذلك كان سنّ أبي حين توفي.
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] لم أقف على مصدر ترجمة.
[3] انظر عن (محمد بن رزق الله) في:
الأنساب 11/ 511، ومختصر تاريخ دمشق 22/ 160، 161، رقم 204، ومعجم البلدان 5/ 218، واللباب 3/ 266، والعبر 3/ 160.
[4] المنينيّ: بفتح الميم، وكسر النونين، والياء المنقوطة من تحتها باثنتين الساكنة بينهما. هذه النسبة إلى منين، وهي قرية من قرى جبل سنير، وهذا الجبل من أعمال دمشق. (الأنساب 11/ 511) وقال ابن الأثير: منين، قرية من أعمال دمشق. (اللباب 3/ 266) .
[5] الأنساب 11/ 511، وقد عقّب على ذلك ياقوت الحموي بقوله: «خوفا من المصريين» .
(معجم البلدان 5/ 218) وهو يقصد: الفاطميّين الّذي كانوا يغلبون في ذلك الوقت على مصر وبلاد الشام.(29/179)
وقال الكتّانيّ: تُوُفّي في جُمَادى الأولى، وكان يحفظ القرآن بأحرُفٍ حِفظًا حسنًا [1] .
يُذْكر أنّ مولده سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة [2] . سمعه أبوه [3] .
208- محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسين [4] .
أبو عَمْرو الرَّزْجاهيّ [5] البَسْطاميّ [6] الفقيه الشّافعيّ الأديب المحدِّث.
تفقّه على الأستاذ سهل الصُّعْلُوكيّ مدّة، وكتب الكثير عَنْ: عَبْد الله بْن عديّ، وأبي بَكْر الإسماعيليّ [7] ، وأبي عليّ بن المغيرة، وأبي أحمد الغِطْريفيّ، وطبقتهم.
ووُلِد سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة.
وكان يجلس لإسماع الحديث والأديب. وله حلقة بنيسابور.
__________
[1] مختصر تاريخ دمشق 22/ 161.
[2] ذكر ابن السمعاني أنه توفي بعد سنة عشر وأربعمائة. (الأنساب 11/ 511) . وكذلك نقله ابن الأثير في: (اللباب 3/ 266) .
[3] وقال محمد بن رزق الله: «كان أبي قد سمّعني كتبا كثيرة، وكتب حمل كتبا ولكن احترق، ولم يبق إلا ما وجد فيه سماعي مع الناس» . (مختصر تاريخ دمشق 22/ 161) .
[4] انظر عن (محمد بن عبد الله بن أحمد) في:
تاريخ جرجان للسهمي 462 رقم 917 وص 431، والأنساب 6/ 110، واللباب 2/ 23، والتقييد لابن النقطة 76 رقم 64، والعبر 3/ 160، وسير أعلام النبلاء 17/ 504 رقم 326، وطبقات الشافعية الكبرى 3/ 63، ومرآة الجنان 3/ 45، وشذرات الذهب 3/ 230.
[5] هكذا قيّدها في الأصل وجوّدها بفتح الراء وسكون الزاي بعدها. وسيأتي بعد قليل في آخر الترجمة أنها بفتح الراء وضمّها. وهكذا ورد في الأصل من (سير أعلام النبلاء) 17/ 504 بالحاشية (1) .
أما ياقوت فقال: رزجاه: بفتح أوله، وسكون ثانية ثم جيم: قرية من نواحي بسطام من قومس.
(معجم البلدان 3/ 42) .
[6] هكذا ضبطها في الأصل بفتح الباء. وبذلك قال ابن السمعاني في (الأنساب 2/ 213) ونسبها إلى «بسطام» بلدة بقومس. ثم ذكر «البسطامي» ، بكسر الباء الموحّدة، وقال إنها نسبة إلى «بسطام» وهو رجل. (الأنساب 2/ 216) .
وقد جعلها ياقوت بالكسر، (معجم البلدان 1/ 421) وجزم بذلك ابن الأثير في (اللباب 1/ 153) وانظر الحاشية التي وضعها لترجمة «علي بن سليمان بن الربيع» التي تقدّمت برقم (180) .
أما في (مرآة الجنان 3/ 45) فقد وقع تصحيف. فقيّدها في المطبوع «الزرجاهي» بفتح الزاى وسكون الراء قبل الجيم!
[7] ولوالده أبي محمد عبد الله بن أحمد الرزجاهي مرثيّة في وفاة أبي بكر الإسماعيلي ذكرها السهمي في: (تاريخ جرجان 112، 113) .(29/180)
روى عنه: البَيْهَقيّ، وأبو عبد الله الّثَقَفيّ، وأبو سعد بن أبي صادق، وأبو الحسن عليّ بن محمد بن أحمد الفُقَاعيّ [1] ، وآخرون.
وانتقل في آخر عمره إلى بِسْطام ومات بها في هذه السّنة في ربيع الأوّل [2] .
ورَزْجَاه: بفتح الرّاء، وقيل: بضمها، وهي من قرى بِسْطام.
وبِسطام: بلدة بقُومِس.
209- محمد بن أبي تمام عليّ بن الحسن [3] .
نقيب النُّقباء، نور الهدى [4] العبّاسي الزّينبيّ [5] . ونقيب العبّاسيّين.
__________
[1] الفقاعي: يضم الفاء، وفتح القاف، وفي آخرها العين المهملة، هذه النسبة إلى بيع الفقاع وعمله. (الأنساب 9/ 222) .
وقال ابن منظور في (لسان العرب) : الفقاع: شراب يتّخذ من الشعير، سمّي به لما يعلوه من الزبد.
[2] وقال ابن السمعاني: أقام بنيسابور مدّة وحدّث بها بالكتب، وقرأ الأدب عليه بها جماعة إلى سنة خمس وأربعمائة. (الأنساب 6/ 110) .
[3] انظر عن (محمد بن أبي تمام) في:
الأنساب 6/ 346 (ضمن ترجمة ابنه: محمد بن محمد بن علي) ، والمنتظم 8/ 91 (15/ 256) ، والبداية والنهاية 12/ 40.
وانظر أول خبر في حوادث سنة 428 هـ. من هذا الجزء، وفيه ما يفهم منه أنّ صاحب هذه الترجمة كان لا يزال حيّا إلى تلك السنة. وقد علّقت على هذا الخبر في موضعه.
[4] في: الأنساب 6/ 346 شخص آخر يلقّب بنور الهدى هو: أبو طالب الحسين بن محمد بن على الزينبي، يروي عن ابن المقتدر باللَّه، وأبي علي الشافعيّ. قال ابن السمعاني: روى لنا عنه جماعة بالشام والعراق وخراسان.
أقول: الأقرب أن أبا طالب هذا هو ابن صاحب الترجمة. وقد ذكر ابن السمعاني أنهم أربعة إخوة، هم:
«أبو منصور محمد بن محمد بن علي بن أبي تمّام (!) الحسن بن محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن محمد بن سليمان بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله ابن العباس بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي الزينبي» .
وأخوه: «أبو نصر محمد بن محمد بن علي بن تمام الحسن (!) بن محمد بن عبد الوهاب ...
توفي سنة نيف وسبعين وأربعمائة» .
وأخوهما: «أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي نقيب النقباء يلقّب بالكامل، كان مولده سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة، وتوفي سنة إحدى وتسعين وأربعمائة» .
والرابع: «نور الهدى أبو طالب الحسين بن محمد بن علي الزينبي» .
[5] الزّينبيّ: بفتح الزاي وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وبعدها النون وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة، هذه النسبة إلى زينب بنت سليمان بن علي. قال ابن السمعاني: وظنّي أنها(29/181)
والد طرّاد الزّيْنبيّ وإخوته.
210- محمد بن عمر بن القاسم بن بِشْر [1] .
أبو بكر النَّرْسيّ [2] ، ويُعرف بابن عُدَيْسَة [3] .
قال الخطيب: ثنا عن أبي بكر الشّافعيّ، وكان صدوقًا من أهل السّنّة [4] .
ولد سنة أربعين وثلاثمائة.
211- محمد بن الفضل بن عمّار [5] .
أبو الفضل الهَرَويّ الفقيه المزكّيّ.
روى الكثير عن: أبي الفضل بن خميرويه، وطبقته [6] .
212- محمد بن موسى [7] .
أبو عبد الله بن الفحّام الدّمشقيّ.
روى عن: أبي عليّ الحسين بن إبراهيم بن أبي الرَّمْرام. سمع منه في سنة ثلاثٍ وستِّين.
وحدَّث عنه في سنة ستٍّ وعشرين وأربعمائة [8] .
روى عنه: عبد العزيز الكتّانيّ، واحمد بن أبي الحديد، وولده.
__________
[ () ] زوجة إبراهيم الإمام أم محمد بْن إبراهيم بْن محمد بْن عليّ، والمنتسب إليها بيت قديم ببغداد. (الأنساب 6/ 345، 346) .
[1] انظر عن (محمد بن عمر) في:
تاريخ بغداد 3/ 37 رقم 969.
[2] النّرسيّ: بفتح النون وسكون الراء وكسر السين المهملة. هذه النسبة إلى النّرس، وهو نهر من أنهار الكوفة، عليه عدّة قرى ينتسب إليها جماعة من مشاهير المحدّثين بالكوفة. (الأنساب 12/ 69) .
[3] هكذا في الأصل. وفي تاريخ بغداد 3/ 367: «عدسيه» .
[4] في تاريخ بغداد: «كتبنا عنه وكان شيخا صالحا صدوقا من أهل السّنّة، معروفا بالخير» .
[5] انظر عن (محمد بن الفضل) في:
المنتخب من السياق 27/ 28 وفيه: «محمد بن الفضيل بن محمد بن أحمد بن محمد بن عمار الفقيه، أبو الفضل المروزي المزكّي» .
[6] قال عبد الغافر الفارسيّ: «قدم نيسابور حاجّا سنة اثنتي عشرة وأربعمائة، فسمع منه أهل البلد، وكان ثقة عدلا، من مشهوري أهل الفضل بهراة، كثير الشيوخ، كثير الحديث. خرّج له الفوائد، وقرئت عليه» . (في المطبوع: وقرأت عليه) وهو غلط.
[7] انظر عن (محمد بن موسى) في:
مختصر تاريخ دمشق 23/ 270 رقم 291.
[8] ولم يجزم ابن عساكر بوفاته في هذه السنة.(29/182)
213- محمد بن ياسين بن محمد [1] .
أبو طاهر البغداديّ البزّاز المقرئ، المعروف بالحلبيّ.
من أعيان المقرءين.
قرأ على: أبي حفص الكتّانيّ، وأبي الفَرَج الشَّنَبُوديّ [2] ، وعلي بن محمد العلّاف. وصنّف في القراءات.
أخذ عنه: عبد السّيّد بن عتّاب، وعليّ بن الحسين الطُّرَيْثيثيّ [3] ، وجماعة.
تُوُفّي في ربيع الأوّل، وبقي يومين لا يُعلم به. رحمه الله.
الكنى
214- أبو الحسن بن الحدّاد المصريّ [4] .
القاضي الشّافعيّ المصاحفيّ.
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
قاله أبو إسحاق الحبّال.
__________
[1] انظر عن (محمد بن ياسين) في:
معرفة القراء الكبار 1/ 382 رقم 315، والوافي بالوفيات 5/ 181 رقم 2224، وغاية النهاية 2/ 276 رقم 3523، ومعجم المؤلفين 12/ 97.
[2] الشنبوذيّ: بفتح الشين المعجمة، والنون، وضم الباء الموحّدة، وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى «شنبوذ» وهو اسم جدّ لبعض القرّاء. ذكر ابن السمعاني: أبا الفرج هذا منهم.
وأقول: لقد نصّ ابن السمعاني على أن «الشنبودي» بالدال المهملة، وذلك في جميع الأصول من كتابه (الأنساب) لكن ضرب في مصوّرة «ليدن» على كلمة «المهملة» وكتب بجانبها في الحاشية: «المعجمة» ، وجاءت فيها الدال معجمة في جميع مواضع ورودها في هذه النسبة وكتب أيضا في حاشية نسخة الظاهرية: «وفي نسخة بالذال المعجمة في مواضع» .
وقد صرّح ابن الأثير، والسيوطي في (لبّ اللباب) بأنها «ذال معجمة» ، وأوردها الفيروزآبادي صاحب «القاموس المحيط» في باب الذال المعجمة. وهكذا فعل المؤلّف- رحمه الله- هنا، وفي معرفة القراء، وكذا فعل ابن الجزري في: غاية النهاية.
[3] في الأصل: «الطريثي» ، وهو تصحيف. والتصحيح من (الأنساب 8/ 238) وفيه: «الطّريثيثيّ» :
بضم الطاء المهملة، وفتح الراء، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وبعدها الثاء المثلّثة بين الياءين، وفي آخرها مثلّثة أخرى. هذه النسبة إلى «طريثيث» وهي ناحية كبيرة من نواحي نيسابور، بها قرى كثيرة، ويقال لها بالعجمية «ترشيز» .
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.(29/183)
215- أبو الخيار الأندلسيّ الظَّاهريّ [1] .
واسمه مسعود بن سليمان بن مفلت الشَّنْتَرينيّ [2] القُرْطُبيّ الأديب. زاهد، خيّر، متواضع، كبير القدْر. كان لا يرى التقليد [3] .
وقد ذكره أبو محمد بن حزْم، وأثنى عليه فقال في كتاب «إرشاد المسترشد» : لقد كان لأهل العلم وابتغاء الخير في الشّيخ أبي الخيار معتقد قويّ ومقصد كاف، نفعه الله بفضله وبعلمه وصدعه بالحقّ، ورفع بذلك درجته [4] .
__________
[1] انظر عن (أبي الخيار الأندلسي) في:
جذوة المقتبس للحميدي 350 رقم 814، والصلة لابن بشكوال 2/ 217، 618 رقم 1352.
[2] الشّنترينيّ: كلمة مركّبة من «شنت» و «رين» . أمّا «شنت» بفتح أوله وسكون ثانية فلفظة يعنى بها البلدة أو الناحية لأنها تضاف إلى عدّة أسماء. و «رين» بكسر الراء، وياء مثنّاة من تحت، ونون. مدينة متّصلة الأعمال بأعمال باجة في غربي الأندلس ثم غربي قرطبة وعلى مهر تاجه قريب من أنصابه في البحر المحيط، وهي حصينة. (معجم البلدان 3/ 366 و 367) انظر:
«شنت أولالية» ، و «شنترين» ، وصاحب الترجمة ينسب إليها. وانظر: الروض المعطار 346، ونزهة المشتاق 2/ 550.
[3] في: الصلة 2/ 618: قال ابن حيّان: وكان داوديّ المذهب لا يرى التقليد» . وقال الحميدي:
«فقيه عالم زاهد، يميل إلى الاختيار والقول بالظاهر» . (جذوة المقتبس 350) .
[4] وقال ابن بشكوال: «حدّث عنه أبو مروان الطبني وقال: كان صاحبي عند جماعة من شيوخي وقال: أنشدني هذا البيت وهو عدل أبيات، كثيرة نفعا:
نافس المحسن في إحسانه ... فسيكفيك مسيئا عمله(29/184)
سنة سبع وعشرين وأربعمائة
- حرف الألف-
216- أحمد بن الحَسَن بن علي بن محمد [1] .
أبو الأشعث الشّاشيّ [2] ، رحمه الله.
217- أحمد بن محمد بن إبراهيم [3] .
أبو إسحاق النّيسابوريّ الثّعلبيّ [4] ، صاحب «التّفسير» .
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] الشاشي: بالألف الساكنة بين الشينين المعجمتين. هذه النسبة إلى مدينة وراء نهر سيحون، يقال لها «الشاش» ، وهي من ثغور الترك. (الأنساب 7/ 244) .
[3] انظر عن (أحمد بن محمد الثعلبي) في:
معجم الأدباء 5/ 36- 39، وإنباه الرواة 1/ 119، 120 رقم 59، واللباب 1/ 238، والمنتخب من السياق 91 رقم 197، ووفيات الأعيان 1/ 79، 80 رقم 31، وانظر 1/ 206 و 3/ 304 و 4/ 141 و 7/ 309، والمختصر في أخبار البشر 2/ 160، والمعين في طبقات المحدّثين 125 رقم 1483، والإعلام بوفيات الأعلام 178، وسير أعلام النبلاء 17/ 435- 437 رقم 291، ودول الإسلام 1/ 254، وتذكرة الحفاظ 3/ 1090، والعبر 3/ 161، وتلخيص ابن مكتوم 19، وتاريخ ابن الوردي 1/ 343، والوافي بالوفيات 7/ 307، 308 رقم 3299، ومرآة الجنان 3/ 46، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 23، 24، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 329، 330 رقم 298، والبداية والنهاية 12/ 40، والوفيات لابن قنفذ 237، 238 رقم 429 وفيه وهم وخلط، وغاية النهاية 1/ 100 رقم 462، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 207، 208 رقم 164، والنجوم الزاهرة 4/ 283، وسلّم الوصول رقم 7، وتاريخ الخلفاء، له 422، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 65، 66 رقم 59، وطبقات المفسّرين للأدنة وي، ورقة 30 ب (ميكروفيلم بدار الكتب المصرية رقم 3466) ، ومفتاح السعادة 2/ 67، وكشف الظنون 1131، و 1496، وشذرات الذهب 3/ 230، وروضات الجنات 68، وهدية العارفين 1/ 75، وديوان الإسلام لابن الغزّي 2/ 58 رقم 639، والرسالة المستطرفة 58، والأعلام 1/ 212، ومعجم المؤلفين 2/ 60، ومعجم طبقات الحفاظ 214 رقم 59.
[4] الثعلبي: بفتح الثاء المنقوطة بثلاث وسكون العين المهملة وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة.(29/185)
كان أوحد زمانه في علم القرآن، وله كتاب «العرائس في قصص الأنبياء» [1] .
قال السَّمَعانيّ [2] : يقال له الثَّعْلبيّ والثَّعالبيّ، وهو لقبٌ لا نَسَب.
روى عن: أبي طاهر محمد بن الفضل بن خُزَيْمة، وأبي محمد المَخْلَديّ [3] ، وأبي بكر بن هانئ، وأبي محمد بن الرّوميّ، والخفّاف [4] ، وأبي بكر بن مهران المقرئ، وجماعة.
وكان واعظا حافظا عالما، بارعا في العربية، موثقا.
أخذ عنه: أبو الحسن الواحدي.
وقد جاء عن أبي القاسم القُشَيْريّ قال: رأيت ربّ العزَّة في المنام وهو يخاطبني وأخاطبه، فكان في أثناه ذلك أن قال الرّبُّ جلَّ اسمه: أقبلَ الرّجل الصّالح. فالتفتّ فإذا أحمد الثّعلبيّ مقبل [5] .
قال عبد الغافر بن إسماعيل [6] : تُوُفّي في المحرّم. ثمّ ذكر المنام [7] .
__________
[ () ] هذه النسبة إلى القبائل وإلى الصنعة (الأنساب 3/ 127، 128) . وقال ابن الأثير في (اللباب 1/ 238) : الثعلبي لقب له وليس بنسب، قاله بعض العلماء.
وقد وقع خلط في ترجمته في كتاب «الوفيات» لابن قنفذ (237، 238 رقم 429) فقال: «أبو منصور الثعالبي صاحب التفسير» (مات) سنة تسع وعشرين وأربعمائة.
فأبو منصور الثعالبي هو صاحب «يتيمة الدهر» وهو المتوفى سنة 429 هـ. أما صاحب التفسير فهو أبو إسحاق الثعلبي صاحب الترجمة هنا.
[1] وهو مطبوع.
[2] قوله ليس في (الأنساب) ، بل القول لابن الأثير في (اللباب) .
[3] المخلديّ: بفتح الميم وسكون الخاء المعجمة، وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى مخلد، وهو اسم لجد بعض المنتسب إليه. (الأنساب 11/ 187) .
[4] الخفّاف: بفتح الخاء المعجمة وتشديد الفاء الأولى، هذه الحرفة لعمل الخفاف التي تلبس.
(الأنساب 5/ 155) .
والمقصود بالخفّاف هنا: «أبو الحسين» كما في: (سير أعلام النبلاء 17/ 436) وهو: أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر الزاهد الخفّاف، المتوفى سنة 395 هـ. (الأنساب 5/ 156، 157) .
[5] إنباه الرواة 1/ 120، وفيات الأعيان 1/ 80.
[6] في (المنتخب 91) .
[7] وهو قال: «المقرئ، المفسّر، الواعظ، الأديب، الثقة، الحافظ، صاحب التصانيف الجليلة من التفسير الحاوي لأنواع الفوائد من المعاني والإشارات وكلمات أرباب الحقائق ووجوه الإعراب والقراءات، ثم كتاب العرائس والقصص وغير ذلك مما يحتاج إلى ذكره لشهرته(29/186)
218- أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله الْجُرْجَانيّ البيِّع [1] .
المعروف بالسني.
روى عن: أبي بكر الإسماعيليّ [2] .
روى عنه: أبو مسعود البَجَليّ [3] .
219- أحمد بْن محمد بْن عَبْد الله [4] .
أبو سعد المحمّداباذيّ [5] ، الحافظ.
كهل، فاضل، معتني بالحديث مجتهد في تكثير السّماع.
روى عن: أبي الفضل الفامِيّ [6] ، وأبي محمد المَخْلَديّ، والحورميّ [7] ،
__________
[ () ] وهو صحيح النقل، موثوق به ... كثير الحديث، كثير الشيوخ ... سمع منه الواحدي التفسير وأخذ عنه وأثنى عليه وأجاز لنا بما سمعه عنه في تصانيفه» . (المنتخب 91، وفيات الأعيان 1/ 80، معجم الأدباء 5/ 37، 38) .
وقد ذكر بعضهم أنه توفي يوم الأربعاء لسبع بقين من المحرّم سنة سبع وثلاثين وأربعمائة.
(وفيات الأعيان 1/ 80) .
ومن شعره:
وإنّي لأدعو الله والأمر ضيّق ... عليّ فما ينفكّ أن ينفرجا
وربّ فتى سدّت عليه وجوهه ... أصاب له في دعوة مخرجا
(طبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 66» .
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] هو أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن العباس الإسماعيلي، المتوفى سنة 371 هـ.
(تاريخ جرجان 108- 116 رقم 98) .
[3] هو: أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن أبي بكر بن شاذان البجلي الرازيّ. قال السهمي إنه ورد جرجان سنة تسع وثمانين فكتب عن مشايخها ثم رجع دفعات كثيرة إلى أن حدّث بها وكتب عنه جماعة من أهل جرجان والغرباء. (تاريخ جرجان 127 رقم 126) ولم يذكر السهميّ صاحب الترجمة بين شيوخه، أما السنة التي دخل فيها جرجان فهي سنة 389 هـ.
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
[5] المحمّداباذيّ: بضم الميم، وفتح الثانية، بينهما الحاء المهملة، وبعدها الدال المهملة، ثم الباء المنقوطة بواحدة بين الألفين، وفي آخرها الذال المعجمة. هذه النسبة إلى محمداباذ وهي محلّة خارج نيسابور وبها آثار الظاهرية، وهي على ميلين من البلد. (الأنساب 11/ 167) .
وقال ياقوت: محمداباذ: قرية على باب نيسابور بينهما فرسخ. (معجم البلدان 5/ 64) .
[6] هو عباس بن حميد الفامي الكوفي، والسبة إلى بيع الأشياء من الفواكه اليابسة، ويقال له:
البقال. (الأنساب 9/ 234) .
[7] لم أتبيّن حقيقة هذه النسبة.(29/187)
وأبي الحسن عليّ بن عمر الحربيّ، وموسى بن عيسى السّرّاج، وابن لال، وطبقتهم.
تُوُفّي في سلْخ رجب.
220- أحمد بن عليّ [1] .
أبو جعفر الأزْديّ القَيْروانيّ، الشّافعيّ المقرئ.
رحل [2] ، وقرأ القراءات على أبي الطّيّب بن غلْبُون [3] .
وأقرأ الناس.
221- أحمد بْن عُبَيْد اللَّه بْن أحمد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن مَخْلَد [4] .
أبو نصر المَخْلَديّ [5] النَّيْسابوريّ.
تُوُفّي في شعبان.
سمع: ابن نُجَيْد، وأبا عَمْرو بن مطر، وأبا القاسم النَّصْراباذيّ، وأبا سهل الصُّعْلُوكيّ.
وببغداد: أبا الفضل الزُّهْريّ.
أخذ عنه خلْقٌ.
222- إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن موسى القَزْوينيّ [6] .
أبو القاسم.
روى عن: محمد بن عبد الرحمن بن الفضل، وجدّه أبي مسلم بن أبي صالح.
سمع منه: أبو الفتح الحدّاد، وجماعة بأصبهان.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن على) في:
غاية النهاية 1/ 91 رقم 411.
[2] إلى مصر.
[3] قرأ عليه ابن سهل.
[4] لم أقف على مصدر ترجمته، وقد ذكر ابن السمعاني عمّه «الحسن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن علي بن مخلد» في (الأنساب 11/ 187) .
[5] تقدّم التعريف بهذه النسبة في هذا الجزء.
[6] لم أقف على مصدر ترجمته، ولم يترجم له الرافعي القزويني في (التدوين في أخبار قزوين) .(29/188)
223- إسماعيل بن سعيد بْن محمد بن أحمد بْن شُعيب [1] .
أبو سعيد الشّعَيْبيّ [2] النَّيْسابوريّ، المحدِّث.
سمّعه أبوه الكثير، ولم يُعمَّر [3] .
وحدَّث بهَراة.
وانتخب عليه: أبو الفضل الجاروديّ.
وحدث عن: أبي عمرو بن حمدان، وأبي أحمد الحافظ، وطبقتهما.
روى عنه: الحسن بن أبي القاسم الفقيه، وغيره.
تُوُفّي في أواخر رمضان، وقد كتب الكثير بخطّه [4] .
__________
[1] انظر عن (إسماعيل بن سعيد) في:
مشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 25 أ (رقم 614 حسب ترقيمي للتراجم) والإكمال لابن ماكولا 5/ 133، والأنساب 7/ 347 و 8/ 34، 349، والمنتخب من السياق 130 رقم 304.
[2] الشّعيبيّ: بضم الشين المعجمة، وفتح العين المهملة، وسكون الياء، بعدها الباء المنقوطة بواحدة. هذه النسبة إلى الجدّ، وهو شعيب. (الأنساب 7/ 347) .
[3] أي لم يعمّر أبوه، حيث لم يرزق الرواية الكثيرة. أما هو فقد أدركته المنيّة كهلا. (المنتخب) .
[4] وقال عبد الغافر الفارسيّ: «وله ثبت (في المطبوع: «بيت» !) مملوّ من المسموعات والمسانيد والتواريخ» .
وذكره ابن السمعاني مرتين، فقال في المرة الأولى:
«أبو سعيد الشعيبي، من المتأخّرين بنيسابور، كان ينتخب على الشيوخ» . (انتهى) (الأنساب 7/ 347) .
وقال في المرّة الثانية:
«المحدّث ابن المحدّث، شيخ ثقة مشهور، مفيد، سمّعه أبوه أبو سعد الكثير، ورزق الأسانيد العالية الكثيرة، ولم يرزق الرواية الكثيرة. انتخب عليه أبو الفضل الجارودي، وسمع منه ذلك بهراة ونيسابور، وأدركته المنيّة كهلا، وله ثبت مملوء من المسموعات والمسانيد، والتواريخ والمجموعات. حدّث عن أبي عمرو بن محمد بن أحمد بن حمدان الحيريّ، والحاكم أبي أحمد محمد بن محمد بن أحمد الحافظ. وله خط يليق بالمحدّثين، وفي أيدي المحدّثين من الأجزاء بخطه الرديء ما لا يحصى ... » . (7/ 348، 349) .
وذكر ابن ناصر الدين في «توضيح المشتبه» ، وقال: «ولم يرو فيما أعلم، والله أعلم» . قال المعلمي في تحقيقه للإكمال (5/ 133 بالحاشية رقم 4) : «في الأنساب ما يبيّن أنه روى قليلا فراجعه» . وهو الصحيح.(29/189)
- حرف التّاء-
224- تُرَاب بن عُمَر بن عُبَيْد [1] .
أبو النُّعْمَان المصريّ الكاتب.
روى عن: أبي أحمد بن النّاصح، وأبي الحسن الدَّارَقُطْنيّ، وغيرهما.
روى عنه: أبو القاسم بن أبي العلاء المصِّيصيّ، وأبو الحسن الخِلَعيّ، وجماعة.
تُوُفّي في ربيع الآخر، وله خمسٌ وثمانون سنة.
- حرف الحاء-
225- حمزة بْن يوسف بْن إبْرَاهِيم [2] بْن مُوسَى بْن إبراهيم بْن محمد بْن أحمد بْن عبد الله.
القُرشيّ السَّهّميّ [3] ، من ولد هشام بن العاص.
أبو القاسم بن أبي يعقوب الْجُرْجَانيّ الحافظ، المحدِّث ابن المحِّدث.
أوّل سماعة بجرجان في سنة أربع وخمسين وثلاثمائة من أبي بكر محمد ابن أحمد بن إسماعيل الصّرّام [4] ، وأوّل رحلته سنة ثمان وستّين. رحل إلى
__________
[1] انظر عن (تراب بن عمر) في:
العبر 3/ 161، وسير أعلام النبلاء 17/ 502 رقم 324، وحسن المحاضرة 1/ 373، وشذرات الذهب 3/ 231.
[2] انظر عن (حمزة بن يوسف) في:
الأنساب 7/ 202، والمنتظم 8/ 87، 88 رقم 99 (15/ 251 رقم 3193) ، والحمقى والمغفّلين 89، ومختصر تاريخ دمشق 7/ 270، 271 رقم 262، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 456، واللباب 2/ 158، 159، ووفيات الأعيان 1/ 45 و 6/ 394، والمنتخب من السياق 207 رقم 625، والتقييد لابن النقطة 256، 257 رقم 313، والعبر 3/ 161، وسير أعلام النبلاء 17/ 469- 471 رقم 308، والمعين في طبقات المحدّثين 125 رقم 1386، وتذكرة الحفاظ 3/ 1089، والإعلام بوفيات الأعلام 178، والوافي بالوفيات 13/ 176 رقم 202، والنجوم الزاهرة 4/ 283، وطبقات الحفّاظ 422، وشذرات الذهب 3/ 231، وكشف الظنون 55، 281، 290، 1843، وهدية العارفين 1/ 336، والرسالة المستطرفة 137، ومعجم طبقات الحفّاظ 81 رقم 955، ومعجم المؤلفين 4/ 82، وعلم التأريخ عند المسلمين 219، 582، 599، 615، 626، 715.
[3] السّهميّ: بفتح السين المهملة، وسكون الهاء، وفي آخرها الميم. هذه النسبة إلى سهم، وهو سهمان، سهم جمح، وسهم قريش. (الأنساب 7/ 200) وصاحب الترجمة من: سهم قريش.
[4] الصّرّام: بفتح الصاد المهملة وتشديد الراء. هذه النسبة إلى بيع «الصّرم» ، وهو الّذي ينعل به(29/190)
إصبهان، والرّيّ، وهَمَدان، وبغداد، والبصرة، ومصر، والشّام، والحجاز، والكوفة، وواسط، والأهواز.
روى عَنْ: عَبْد الله بْن عدي، وأبي بَكْر الإسماعيلي، وأبي محمد بن ماسي، وأبي حفص الزَّيّات، وأبي بكر بن المقرئ، وأبي الحسن الدَّارَقُطْنيّ، وأبي بكر أحمد بن عَبْدان الشِّيرازيّ، وأبي محمد بن غلام الزُّهْريّ، والوزير أبي الفضل جعفر بن حِنْزَابة، وأبي زُرْعة محمد بن يوسف الكشّيّ [1] ، وأبي بكر محمد بن إسماعيل الورّاق، وأبي زُرْعة أحمد بن الحسين الحافظ، وعبد الوهّاب الكِلابيّ الدّمشقيّ، وميمون بن حمزة المصريّ، وآخرين.
روى عنه: أبو بكر البَيْهَقيّ، وأحمد بن عبد الملك المؤذّن، وأبو القاسم القُشَيْريّ، وإسماعيل بن مَسْعَدَة الإسماعيليّ، وإبراهيم بن عثمان الْجُرجَانيّ، وأبو بَكْر أحمد بْن عليّ بْن خَلَف الشّيرازيّ، وعليّ بن محمد الزّبحيّ [2] ، وغيرهم.
وصنِّف التّصانيف [3] ، وتكلّم في الجرح والتّعديل.
وقيل: توفّي سنة ثمان [4] .
__________
[ () ] الخفاف واللوالك. (الأنساب 8/ 54) .
[1] الكشّي: بفتح الكاف وتشديد الشين المعجمة. هذه النسبة إلى كشّ، قرية على ثلاثة فراسخ من جرجان على الجبل. (الأنساب 10/ 440) ومنها أبو زرعة المذكور.
[2] لم تضبط في الأصل، ووردت «الربحي» (بالراء المهملة) . والتصحيح من: (الأنساب 6/ 240) ، فقال ابن السمعاني: «الزّبحيّ» : بفتح الزاي والباء المنقوطة بواحدة وكسر الحاء المهملة. هذه النسبة إلى الزّبح، وظنّي أنها قرية من قرى جرجان.
[3] وذكر منها: علي بن محمد الزَبَحي.
منها: «تاريخ جرجان» و «سؤالات في الجرح» وقد طبقات بحيدرآباد بالهند 1950، ومنها:
«تاريخ أستراباذ» ، و «الأربعين في فضائل العباس» . (انظر: كشف الظنون 1/ 55، 57، 281) .
[4] وقال ابن النقطة: «طاف البلاد وسمع بها، وصنّف تاريخ جرجان، ولقي الحفّاظ في عصره.
وسأل أبا الحسن الدارقطنيّ وغيره من الحفّاظ عن أحوال الشيوخ وكتب جوابهم في جزء له، وله كلام حسن في الجرح والتعديل ومعرفة المتون والأسانيد» . (التقييد 256) .
وقال: «نقلت من خط أبي عبد الله الحميدي الحافظ- رحمه الله- فيمن توفي سنة ثمان وعشرين وأربعمائة: أبو القاسم حمزة بن يوسف بن إبراهيم السهمي الجرجاني بالري، ولم يذكر الشهر. وقال ابن الأخوّة عبد الرحيم إنه نقل من خط أبي محمد السهمي أنه توفي حمزة بن يوسف سنة سبع وعشرين» . (التقييد 256، 257) .(29/191)
- حرف الظّاء-
الظّاهر [1] .
الخليفة صاحب مصر ابن الحاكم.
فيها تُوُفّي كما يأتي.
اسمه عليّ.
- حرف العين-
226- عبد الرّحيم بن أَحْمَد بن محمد بن عبد الله [2] .
القاضي المختار أبو سعد الإسماعيليّ السّرّاج الحنفيّ.
ولي القضاء باختيار المشايخ له، فلَذا قيل له: المختار.
روى عن: أبي الحسن السّرّاج، وأحمد بن محمد بن شاهُوَيْه القاضي، وأبي الفتح القواس، والبغداديين.
وعنه: أبو صالح المؤذن [3] .
227- عبد العزيز بن عليّ [4] .
أبو عبد الله الشّهرزوريّ [5] .
__________
[ () ] وقال عبد الغافر الفارسيّ: «الحافظ شيخ جليل مشهور في الآفاق قدم نيسابور مع الرئيس الجولكي والقاضي الشالنجي في وفد الرئيس الأمير منوچهر بن قابوس إلى الأمير محمود بن سبكتكين سنة ست وأربعمائة ... وكتب الكثير، وصنّف المشايخ والأبواب، وجمع التصانيف الحسان، ونعي إلى نيسابور في رجب سنة سبع وعشرين وأربعمائة» . (المنتخب 207) .
[1] انظر ترجمة ومصادرها برقم (234) .
[2] انظر عن (عبد الرحيم بن أحمد) في:
المنتخب من السياق 321 رقم 1058.
[3] قال عبد الغافر الفارسي: «معروف مشهور حسن السيرة» .
ولد سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.
[4] انظر عن (عبد العزيز بن علي) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 375، 376 رقم 805.
[5] الشّهرزوريّ: بفتح الشين المعجمة، وسكون الهاء، وضم الراء والزاي، وفي آخرها راء. هذه النسبة إلى «شهرزور» وهي بلدة بين الموصل وزنجان بناها «زور بن الضّحّاك» فقيل:
«شهرزور» يعني: بلد زور. (الأنساب 7/ 417) ومثله في (اللباب 2/ 216) و (وفيات الأعيان 4/ 70) .
أما ياقوت الحموي فضبطها بفتح الراء، وقال: هي كورة واسعة في الجبال بين إربل وهمذان.(29/192)
قدم الأندلس في آخر عمره، وكان شيخا جليلا، آخذا من كل علم بأوفر نصيب، وكانت علوم القرآن، وتعبير الرؤيا أغلب عليه.
روى عن: أبي زيد المروزيّ، وأبي بكر الأَبْهريّ، والحسن بن رشيق، وابن الورد، وأبي بكر الأُدْفُويّ [1] ، وأبي أحمد السّامرّيّ.
وركب البحر منصرفا إلى المشرق، فقتلته الرّوم في البحر في سنة سبع وعشرين، وقد قارب المائة سنة.
قال ابن خزرج،: أجاز لي ما رواه بخطّه بدانية [2] .
228- عبد العزيز بن أحمد بن السّيّد [3] بن مُغَلِّس [4] .
أبو محمد الأندلسيّ اللُّغَويّ النَّحْويّ، نزيل مصر.
قرأ على: صاعد بن الحسن الرَّبعِيّ.
ودخل بغداد. وكان بينه وبين إسماعيل بن خَلَف [5] مصنَّف «العُنْوان» [6] معارضات في قصائد موجودة في ديوانيهما [7] .
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى، وصلّى عليه ابن إبراهيم [8] الحوفيّ [9] صاحب «التّفسير.» .
__________
[ () ] وأهل هذه النواحي كلّهم أكراد. (معجم البلدان 3/ 375) .
[1] الأدفويّ: (بضم الهمزة والفاء، وسكون الدال المهملة بينهما. نسبة إلى «أدفو» مدينة بصعيد مصر. وفد تقدّم التعريف بها في هذا الجزء.
[2] دانية: بعد الألف نون مكسورة بعدها ياء مثنّاة من تحت مفتوحة. مدينة بالأندلس من أعمال بلنسية على ضفة البحر شرقا. (معجم البلدان) .
[3] انظر عن (عبد العزيز بن أحمد بن السيد) في:
جذوة المقتبس للحميدي 288 رقم 645، والصلة لابن بكشوال 2/ 369، 370 رقم 788، وبغية الملتمس للضبيّ 384 رقم 1088، ووفيات الأعيان 3/ 193، 194 رقم 387، وسير أعلام النبلاء 17/ 541 رقم 361، وبغية الوعاة 2/ 98 رقم 1535، ونفح الطيب 2/ 132.
[4] مغلّس: بضم الميم وفتح الغين المعجمة وتشديد اللام وكسرها وبعدها سين مهملة. (وفيات الأعيان 3/ 194) .
[5] هو أبو الطاهر السرقسطي المتوفى سنة 455 هـ. (وفيات الأعيان 1/ 233 رقم 97) .
[6] وقع في: معجم المؤلفين 2/ 268 «العيون» وهو غلط. والكتاب في القراءات. (وفيات الأعيان 1/ 233) .
[7] وفيات الأعيان 3/ 194.
[8] هكذا في الأصل. وهو: أبو الحسن علي بن إبراهيم الحوفي. (وفيات الأعيان 3/ 194) .
[9] الحوفي: بفتح الحاء المهملة وسكون الواو وفي آخرها فاء، هذه النسبة إلى حوف. قال ابن(29/193)
ومن شعره:
مريضُ الْجُفُونِ بلا علَّةٍ ... ولكنّ قلبي به مُمرضُ
أعاد السّهامَ [1] على مُقْلَتي ... بِفَيْضِ الدُّمُوعِ فما تُغْمَضُ [2]
229- عبد القاهر بن طاهر [3] .
أبو منصور البغداديّ، أحد الأئمة.
سكن خُرَاسان، وتفنَّن في العلوم حتّى قيل إنّه كان يعرف تسعة عشر علمًا.
مات رحمه الله بأسفرايين [4] .
__________
[ () ] السمعاني: ظني أنها قرية بمصر، حتى قرأت في تاريخ البخاري أنها من عمان، منها الجوفي هذا. قال ابن خلّكان: قوله قرية بمصر، ليس كذلك، بل الناحية المعروفة بالشرقية التي قصبتها مدينة بلبيس جميع ريفها يسمّونه الحوف، ولا أعلم ثمّ قرية يقال لها حوف، والله أعلم، وأبو الحسن من حوف مصر. وبعد أن فرغت من ترجمة أبي الحسن الحوفي على هذه الصورة ظفرت بترجمته مفصلة وذلك أنه من قرية يقال لها: شبرا اللبخة من أعمال الشرقية المذكورة. (وفيات الأعيان 3/ 300) .
[1] هكذا في الأصل، وفي المصادر: «أعان السّهاد» .
[2] زاد في: وفيات الأعيان، وغيره:
وما زار شوقا ولكن أتى ... يعرّض لي أنه معرض
(وفيات الأعيان 3/ 194، وبغية الوعاة 2/ 98، ونفح الطيب 2/ 132) وفي سير أعلام النبلاء 17/ 541 البيت الأول والبيت الثالث.
[3] انظر عن (عبد القاهر بن طاهر) في:
الزهد الكبير للبيهقي، رقم 6704، والبعث والنشور، له 22، 79، 84، و 185، 186، والمنتخب من السياق 360 رقم 1190، وطبقات ابن الصلاح، رقم 59 ب، ووفيات الأعيان 3/ 203، وتلخيص ابن مكتوم 11، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1100، وسير أعلام النبلاء 17/ 572، 573 رقم 377، والمعين في طبقات المحدّثين 126 رقم 1392، وجاء في الحاشية أنه مات سنة 430 هـ. وعيون التواريخ 12/ 105 أ- 106 ب، وفوات الوفيات 2/ 370- 372، ومرآة الجنان 3/ 52، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 238، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 194- 196، والبداية والنهاية 12/ 44، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 216، 217 رقم 172، وبغية الوعاة 2/ 105، ومفتاح السعادة 2/ 185، 186، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 139، 140، وكشف الظنون 254، 335، 398، 441، 462، 471، 1039، 1252، 1274، 1392، 1401، 1418، 1432، 1769، 1820، 1839، 1921، 1970، وهدية العارفين 1/ 606، وإيضاح المكنون 2/ 234، 375، والأعلام 4/ 173، ومعجم المؤلفين 5/ 309، وتراث العرب العلمي 304. وسيعاد في وفيات سنة 429 هـ. برقم (315) بأطول مما هنا.
[4] في الأصل: «أسفراين» .(29/194)
ورّخه القِفْطيّ [1] .
230- عقيل بن الحسين بن محمد بن عليّ السّيّد الفَرْغانيّ [2] .
أبو العبّاس.
محتشم ذو مال. نَسَوي المَوْلِد، فرغانيّ المنشأ.
حدّث عن: أبي المفضّل محمد بن عبد الله [3] الشَّيبانيّ.
وحجّ مراتٍ [4] .
وتُوُفّي بزَنْجان [5] .
231- عليّ بن الحسين بن أحمد بن الحسن بن القاسم بن الحسن [6] .
قال [7] شيرُوَيه: سمع عامّة مشايخ هَمَدان، ومشايخ العراق، وخُراسان.
روى عن: أبي الحسن محمد بْن أحمد بْن رزقوَيْه، وأبي الحُسين بْن بشران، وأبي بكر أحمد بن الحسن الحيريّ، وطبقتهم.
ثنا عنه الحسنيّ، والميدانيّ.
__________
[1] في: إنباه الرواة 2/ 185، 186.
[2] انظر عن (عقيل بن الحسين) في:
المنتخب من السياق 400 رقم 1356.
[3] في المنتخب: «عبيد الله» .
[4] قال عبد الغافر الفارسيّ: «ورد خراسان سنة خمس وخمسين وثلاثمائة، وحجّ حجّات، وقدم نيسابور للحجّة الخامسة سنة ست وعشرين، وخرج» . (المنتخب) .
[5] زنجان: بفتح أوله وسكون ثانية ثم جيم، وآخره نون. بلد كبير مشهور من نواحي الجبال بين أذربيجان وبينها، وهي قريبة من أبهر وقزوين، والعجم يقولون: «زنكان» بالكاف. (معجم البلدان 3/ 152) .
[6] انظر عن (علي بن الحسين الفلكي) في:
السابق واللاحق للخطيب 55، والأنساب 9/ 330، واللباب 2/ 440. والمنتخب من السياق 377، 378 رقم 1263، وطبقات ابن الصلاح، ورقة 66 ب، والعبر 3/ 162، وسير أعلام النبلاء 17/ 502- 504 رقم 325، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1125، وعيون التواريخ 12/ 127 أ، والوافي بالوفيات (المخطوط) 12/ 48، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 268، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 218، 219 رقم 174، وتاريخ الخلفاء 422، وطبقات الحفّاظ 431، 432، وكشف الظنون 1858، وشذرات الذهب 3/ 185 و 321، وهدية العارفين 1/ 687، والرسالة المستطرفة 121، والأعلام 5/ 79، ومعجم المؤلّفين 7/ 72، ومعجم طبقات الحفاظ 130، 131 رقم 975.
[7] في الأصل: «مات» وهو سهو.(29/195)
وكان حافظا متقنا، يحسن هذا الشأن جيدا جيدا. جمع الكثير وصنف الكتب. وصنف كتاب الطبقات الموسوم «بالمنتهى [1] في الكمال في معرفة الرجال» [2] ، ألف جزء.
ومات بنيسابور قديما. وما متع بعلمه [3] .
قال شيرويه: سمعتُ حمزة بن أحمد يقول: سمعت شيخ الإسلام الأنصاريّ يقول: ما رأت عيناي من البشر أحدًا أحفظ من أبي الفضل الفلكيّ.
وكان صوفيًّا مشمّرًا [4] .
قلت: تُوُفْي بنَيْسابور في شعبان، وقيل: تُوُفّي سنة ثمان.
وأمّا نسبته إلى الفَلَكيّ فكان جدُّه بارعًا في علم الحساب والفَلَك، فقيل له الفَلَكيّ.
وكان هَيُوبًا مُحتَشمًا، ذكرنا وفاته في سنة 384 [5] .
232- عليّ بن عيسى [6] .
أبو الحسن الهَمَدانيّ الكاتب.
حدَّث بمصر بانتقاء أبي نصر السِّجَزيّ.
233- عليّ بن محارب بن عليّ [7] .
أبو الحسن الأنطاكيّ. المقرئ المعروف بالسّاكت.
__________
[1] في الأصل: «بالمنتها» .
[2] في: سير أعلام النبلاء «المنتهى في معرفة الرجال» ، والمثبت يتفق مع (العبر 3/ 162) .
[3] قال عبد الغافر الفارسي: «أبو الفضل الفلكي الحافظ من المعروفين بالطلب ... واظب على التحصيل نسخا وسماعا، وجمع الكثير والتواريخ حتى اشتهر وعدّ من كبار الحفّاظ ... ولم يحدّث إلّا بشيء يسير، وما انتفع لا هو ولا أحد بالكثير من علمه» . (المنتخب) .
[4] سير أعلام النبلاء 17/ 503، تذكرة الحفاظ 3/ 1125، طبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 268.
[5] انظر ترجمة جدّه: «أحمد بن الحسن بن القاسم» في:
معجم الأدباء 3/ 10، وتاريخ الإسلام (حوادث ووفيات 381- 400 هـ.) ص 73، وبغية.
الوعاة 1/ 303 رقم 558.
[6] لم أقف على مصدر ترجمته.
[7] لم أقف على مصدر ترجمته.(29/196)
قرأ القرآن على: الهيثم بن أحمد الصّبّاغ، وأبي طاهر محمد بن الحسن الأنطاكيّ.
قرأ عليه: المحسّن بن طاهر المالكيّ، وغيره.
وكان خيِّرًا صالحًا.
234- عليّ بن منصور بن نزار بن مَعَدّ بن إسماعيل بن محمد بن عُبَيْد الله العُبَيْديّ [1] صاحب مصر المُلقَّب بالظّاهر لإعزاز دين الله. أبو هاشم [2] أمير المؤمنين ابن الحاكم بن العزيز بن المعزّ، الّذين يدّعون أنهم فاطميّون ليربطوا عليهم بذلك الرّافضة.
بايعوا الظّاهر بمصر لمّا قُتِل أبوه في شوّال سنة إحدى عشرة وأربعمائة، وهي والشّام وإفريقيّة في حُكْم أبيه. فلمّا قام الظّاهر طمع مَن طمع في أطراف بلاده، فقصد صالح بن مرداس الكِلابيّ حلب وبها مرتضى الدّولة بن لؤلؤ
__________
[1] انظر عن (علي بن منصور الظاهر الفاطمي) في:
تاريخ القضاعي (مخطوطة إسطنبول) الورقة 145 أ، ب، وتاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) 326، 335، 365، 366، 368، 370، 372، 374، 375، 378، 387، 390، 392، 398، 402، 410، 430، 431، 434، 435، 436، 437، 438، 439، وتاريخ حلب للعظيميّ 332، والمنتظم 8/ 90 رقم 103 (15/ 255 رقم 3197) ، والإشارة إلى من نال الوزارة 33، 34، 36، والمغرب في حلي المغرب 76، وتاريخ الفارقيّ 141، رقم 141، والكامل في التاريخ 9/ 447، وتاريخ مختصر الدول 183، وتاريخ الزمان 88، والأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 352، وزبدة الحلب، 1/ 92، 215، 219، 221- 223، 228، 231، 247، 248، وذيل تاريخ دمشق 83، ووفيات الأعيان 2/ 407، 408 و 281 و 3/ 384 و 4/ 212، 418 و 5/ 229، 294 و 7/ 158، والمختصر في أخبار البشر 2/ 159، ونهاية الأرب 23/ 220، ودول الإسلام 1/ 254، والعبر 3/ 162، 163، وسير أعلام النبلاء 15/ 184- 186 رقم 71، والإعلام بوفيات الأعلام 178، وتاريخ ابن الوردي 1/ 342، والدرّة المضيّة 339، وشرح رقم الحلل في نظم الدول 129، 141، والبداية والنهاية 12/ 39، والجوهر الثمين 253، والمؤنس 69 وتاريخ ابن خلدون 4/ 61، 62، والمواعظ والاعتبار 1/ 354، 355، واتعاظ الحنفا 2/ 124، وما بعدها، وانظر فهرس الأعلام 3/ 397، 398، والنجوم الزاهرة 4/ 247- 255، وعيون الأخبار في الفنون والآثار (السبع السادس) 304- 321، وحسن المحاضرة 2/ 14، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 211- 214، وشذرات الذهب 3/ 231، 232، وأخبار الدول 19 (الطبعة الجديدة 2/ 241، 242) ، والأعلام 5/ 177.
[2] هكذا في الأصل. وفي المصادر: «أبو الحسن» .(29/197)
الحمدانيّ نيابة عن الظّاهر المذكور، فحاصرها صالح وأخذها [1] .
وتغلّب حسّان بن مفرّج البَدَويّ صاحبُ الرَّمْلة على أكثر الشّام [2] .
وتضعضعت دولة الظّاهر.
واستوزر الوزير نجيب الدّولة [3] عليّ بن أحمد الْجَرْجرائيّ [4] ، كما استوزره فيما بعد ابنه المستنصر إلى أن مات سنة ستّ وثلاثين وأربعمائة. وكان من بيت حشْمة ووزارة. وكان أقْطعَ اليَدَين من المِرْفَقين، قطعهما الحاكم لكونه خان في سنة أربع وأربعمائة [5] . وكان يكتب عنه العلّامة الْقَاضِي أبو عبد الله القُضاعيّ، وهي: «الحمد للَّه شُكرًا لنعمته» [6] .
- حرف الفاء-
235- فاطمة بنت زكريّا بن عبد الله [7] الكاتب المعروف بالشّبلاريّ [8] مولى بني أميّة.
__________
[1] انظر تفاصيل ذلك في: (زبدة الحلب من تاريخ حلب) لابن العديم 1/ 227 وما بعدها، وتاريخ الأنطاكي 390.
[2] وكان ذلك في سنة 415 هـ. انظر: تاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) 389، وأخبار مصر للمسبّحي 166- 168، وزبدة الحلب 1/ 234، واتعاظ الحنفا 2/ 154، ومدينة الرملة 152، 153.
[3] ولقّبه بالوزير الأجلّ، صفيّ الدولة وأمير المؤمنين وخالصته. (تاريخ الأنطاكي 379) وانظر عنه في:
كتاب الولاة والقضاة للكندي 497 و 499، وتاريخ دمشق (مخطوطة دار الكتب) 5/ 434، وبغية الطلب (مخطوطة معهد المخطوطات) 7/ 64، والمغرب في حليّ المغرب 63، ذيل تاريخ دمشق 73، 75، 80، 83، 84، والكامل في التاريخ 9/ 525، ووفيات الأعيان 3/ 407، 408، والإشارة إلى من نال الوزارة 35، وسير أعلام النبلاء 15/ 185 و 17/ 582، 583 رقم 388، والعبر 3/ 163، والدرّة المضيّة 313، 322، 339، 342، 344، 347، 349، 354- 357، وتاريخ ابن خلدون 4/ 61، واتعاظ الحنفا 2/ 101 وما بعدها، والنجوم الزاهرة 4/ 260.
[4] الجرجرائي: نسبة إلى جرجرايا، قرية من أرض العراق.
[5] تاريخ الأنطاكي 310، تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 5/ 434، بغية الطلب (مخطوطة معهد المخطوطات) 7/ 64، ذيل تاريخ دمشق 73، وفيات الأعيان 3/ 407، 408، الولاة والقضاة 497، 499، المغرب في حلي المغرب 63، وغيره.
[6] الإشارة إلى من نال الوزارة 36.
[7] انظر عن (فاطمة بنت زكريا) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 694 رقم 1536.
[8] لم أقف على هذه النسبة في المصادر.(29/198)
كانت جِزْلة متخلّصة، استكملت أربعًا وتسعين سنة.
نَسَخت كُتُبًا كِبارًا [1] ، وماتت بِكْرًا، ودُفِنَتْ بمقبرة أمّ سَلِمَة بقُرْطُبة.
- حرف الميم-
236- محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى بن سخْتَوْيه بن عبد الله [2] .
المحدِّث أبو عبد الله [3] ابن المحدّث المزكّيّ [4] أبي إسحاق النَّيْسابوريّ.
أحد الإخوة الخمسة، وأصغرهم.
حدَّث عن: والده أبي إسحاق المزكّيّ، وأبي عليّ الرّفّاء، ويحيى بن منصور القاضي، وأبي العبّاس محمد بن إسحاق الصِّبْغيّ، وأبي عَمْرو بن مطر، وأبي بكر بن الهيثم الأنباريّ، وأبي بحر البَرْبِهاريّ، وأبي بكر الطّلحيّ الكوفيّ، وطبقتهم.
خرَّج له الحافظ أحمد بن عليّ بن منجويه، وأبو حازم العبدوييّ [5] .
وكان صحيح السّماع [6] .
قال عبد الغافر الفارسيّ [7] : كان والدي يتأسّف على فوات السّماع منه.
وقد أنبأ عنه: أخوالي أبو سعْد، وأبو سعيد، وأبو منصور، ونافع بن محمد الأبِيَوَرديّ [8] ، والشَّقَّانيّ [9] ، وأبو بكر محمد ابن أخيه يحيى، وعليّ بن عبد الرحمن العثمانيّ.
__________
[1] في (الصلة) زيادة: «وتجيد الخط وتحسن القول» .
[2] انظر عن (محمد بن إبراهيم بن محمد) في:
المنتخب من السياق 32 رقم 34، والعبر 3/ 163، وتذكرة الحافظ 3/ 990، وسير أعلام النبلاء 17/ 551، 552 رقم 376، والوافي بالوفيات 1/ 350، وشذرات الذهب 3/ 233.
[3] في (الوافي بالوفيات) : «أبو إسحاق» .
[4] المزكّي: بضم الميم، وفتح الزاي، وفي آخرها الكاف المشدّدة. هذا اسم لمن يزكّي الشهود ويبحث عن حالهم ويبلّغ القاضي حالهم. (الأنساب 11/ 278) .
[5] المنتخب من السياق.
[6] زاد في (المنتخب) : «حسن الأصول» .
[7] قوله ليس في المطبوع من (المنتخب من السياق) .
[8] تقدّم التعريف بهذه النسبة.
[9] الشّقّانيّ: بفتح الشين المعجمة، وتشديد القاف، وفي آخرها النون. قال ابن السمعاني:
وسمعت صاحبي أبا بكر محمد بن علي بن عمر البروجرديّ يقول: سمعت الإمام محمد الشّقاني يقول: بلدنا «شقّان» بكسر الشين، ثم قال: ثمّ جبلان، وفي كل واحد منهما شقّ(29/199)
قلت: وأبو سعْد علي بن عبد الله بن أبي صادق، وعبد الغفّار بن محمد الشّيرُويِيّ [1] ، وآخرون.
237- محمد بن إبراهيم بن أحمد [2] .
أبو بكر الأرْدَستانيّ الحافظ.
سمع: أبا القاسم بن حبابة، وأصحاب البَغِويّ، وابن صاعد.
روى عنه: أبو بكر البَيْهَقيّ.
وقيل: إنّه تُوُفّي سنة أربعَ وعشرين كما تقدَّم.
238- محمد بن الحسين بن عُبَيْد الله بن حمدون [3] .
أبو يَعْلَى بن السّرّاج الصَّيْرَفيّ.
سمع: أبا الفضل عُبَيْد الله الزُّهْريّ.
وثّقه الخطيب، وقال [4] . كان أحد القرّاء بالقراءات والنُّحاة. له مصنّف في القراءات. وُلِد سنة 383.
239- محمد بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن سهل بن طالب [5] .
أبو عبد الله النّصيبيّ [6] ، ثمّ الدّمشقيّ المؤدّب.
__________
[ () ] يخرج منه ماء الناحية، فقيل لها: الشقّان، والنسبة الصحيحة إليها بالكسر، واشتهر بالفتح.
(الأنساب 7/ 359) .
[1] الشّيروييّ: بكسر الشين المعجمة، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وضمّ الراء، وفي آخرها ياء أخرى. هذه النسبة إلى «شيرويه» وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه. (الأنساب 7/ 466) .
[2] تقدّمت ترجمته في هذه الجزء برقم (141) .
[3] انظر عن (محمد بن الحسين) في:
تارخ بغداد 2/ 251 رقم 720.
[4] قوله في (تاريخ بغداد) : «كتبت عنه وكان ثقة، وهو أحد الحفّاظ لحروف القرآن، ومذاهب القرّاء، وعلم النحو، يشار إليه في ذلك» .
[5] انظر عن (محمد بن علي بن عبد الله) في:
مختصر تاريخ دمشق 23/ 113 رقم 129.
[6] النّصيبيّ: بفتح النون وكسر الصاد المهملة وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها الباء الموحّدة. هذه النسبة إلى نصيبين، وهي بلدة عند آمد وميّافارقين من ناحية ديار بكر.
(الأنساب 12/ 96) .(29/200)
روى عن: الفضل بن جعفر المؤذن، والمَيَانِجِيّ [1] .
روى عنه: أبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتّانيّ، وقال: كان ثقة، كتب الكثير ولم يكن يفهم شيئًا.
240- محمد بن عمر بن يونس الجصّاص [2] .
سمع: أبا عليّ بن الصّوّاف، وأبا بكر بن خلْاد النَّصِيبيّ.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة دَيِّنًا. تُوُفّي في المحرّم ببغداد [3] .
روى عنه: أبو ياسر محمد بن عبد العزيز.
يُكنَّى: أبا الفَرَج.
241- محمد بن علي بن الحسن بن محمد بن عبد الوهّاب [4] .
النّقيب أبو الحسن بن أبي تمّام الهاشميّ العبّاسيّ الزَّيْنبيّ، والد أبي تمّام محمد، وأبي منصور محمد، وأبي نصر محمد، وأبي الفوارس طراد، ونور الهدى الحسين.
وُلِد سنة أربع وستّين وثلاثمائة.
وسمع من: أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان، وغيره.
وولي نقابة السّادة الهاشميّين بالعراق فِي سنة أربعٍ وثمانين في ذي الحجّة، وله عشرون سنة بعد وفاة والده.
روى عنه: أبو الفضل محمد بن عبد العزيز بن المهديّ في مشيخته، وقال: سمعته يقول: لم يكن لأبي ولدٌ غيري.
242- محمد بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زكريّا [5] .
__________
[1] الميانجيّ: بفتح الميم، والياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفتح النون، وفي آخرها الجيم.
هذه النسبة إلى موضعين، الأول منسوب إلى موضع بالشام (منه الميانجي المذكور هذا، وهو أبو بكر يوسف بن القاسم بن يوسف) ، والثاني منسوب إلى ميانه أذربيجان. (الأنساب 11/ 554 و 55) .
[2] انظر عن (محمد بن عمر) في: تاريخ بغداد 3/ 37، 38 رقم 970.
[3] وذكر أنّ مولده في يوم الاثنين الرابع من ذي الحجة سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.
[4] لم أقف على ترجمته، بل ذكر ابن السمعاني تراجم أبنائه الأربعة الواردين في ترجمته، وقد تقدّم ذكر واحد من أبناء هذه الأسرة في هذا الجزء.
[5] انظر عن (محمد بن محمد الجوزقي) في: المنتخب من السياق 33/ 37.(29/201)
أبو نصر بن الْجَوْزقيّ [1] .
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى.
سمع: أبَوي عَمْرو: ابن مطر، وابن نُجَيْد.
روى عنه: أبو سعيد بن القُشَيريّ، وأبو صالح المؤذّن [2] .
243- محمد بن يحيى بْن الحسن بْن أحمد بْن عليّ بْن عاصم [3] أبو عَمْرو الجوريّ [4] المحتسِب.
تُوُفّي في رمضان بخُراسان [5] .
244- منصور بن رامش بن عبد الله بن زيد [6]
__________
[1] الجوزقيّ: بفتح الجيم وسكون الواو وفتح الزاي وفي آخرها القاف. هذه النسبة إلى جوزقين، أحدهما إلى جوزق نيسابور. منها صاحب هذه الترجمة، حيث ذكر ابن السمعاني أباه «محمد ابن عبد الله بن محمد بن زكريا الجوزقي صاحب كتاب «المتفق» ، في (الأنساب 3/ 365) .
[2] وقال عبد الغافر الفارسيّ: «العدل ابن العدل، والمحدّث ابن المحدّث.. ولد سنة أربع وخمسين وثلاثمائة» .
[3] انظر عن (محمد بن يحيى) في:
المنتخب من السياق 41، 42 رقم 63، وقد ذكر محقّقه السيد «محمد أحمد عبد العزيز» في الحاشية رقم (63) : تاريخ بغداد، رقم (1570) ، إشارة إلى أن صاحب الترجمة مذكور هناك.
ويقول طالب العلم وخادمه محقّق هذا الكتاب: «عمر عبد السلام تدمري» : إن المذكور في (تاريخ بغداد 3/ 433، 434 رقم 1570) غير هذا، فهو «محمد بن يحيى بن الحسن بن أبي بكر أبو عمرو النيسابورىّ. ورد بغداد حاجا وحدّث بها سنة اثنتي عشرة وأربعمائة، عن أبي بكر محمد بن سعيد بن حمزة السرخسي، وعبد الرحمن بن محمد بن محبور الدهّان، وأبي عمرو محمد بن أحمد بن حمدان، وعلي بن عبد الرحمن البكائي الكوفي. حدّثنا عنه أبو بكر البرقاني، والحسن بن محمد الخلال، وكان صدوقا ناسكا ورعا، وعاد بعد حجّته هذه إلى نيسابور فعاش بها دهرا طويلا. حدّثني أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن النيسابورىّ أن أبا عمرو بن يحيى مات بعد سنة ثلاثين وأربعمائة» .
[4] وقع في (المنتخب) : «الخوري» وهو غلط. والجوري: بضم الجيم وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى الجور، وهي بلدة من بلاد فارس، وإليها نسب الماورد جوري. (الأنساب 3/ 358) .
[5] قال عبد الغافر الفارسيّ: «أبو عمرو المحتسب من عباد الله الصالحين، ثقة، محبّ للحديث وأهله، معظّم للشريعة، حسن الأخلاق، مرضيّ السيرة، عارف برسوم الحديث وسننه، صحيح النسخ، كثير الأصول، قليل الخلاف مع المخالف والموافق، مفيد أصحاب أبي حنيفة» . (المنتخب 41، 42) .
[6] انظر عن (منصور بن رامش) في:(29/202)
أبو عبد الله [1] النَّيْسابوريّ.
حدَّث بخُراسان، وبغداد، ودمشق.
عن: عُبَيْد الله بن محمد الفاميّ، وأبي محمد المَخْلَديّ، وأبي الفضل عُبَيْد الله الزُّهْريّ، وأبي الحسن الدَّارَقُطْنيّ، وأبي الطّيّب محمد بن الحسين التَّيملِيّ [2] الكوفيّ، وطبقتهم.
روى عنه: أبو بكر الخطيب [3] ، وعبد العزيز الكتّانيّ، وأبو عبد الله بن أبي الحديد، ومحمد بن عليّ المطرّز، وأبو الفضل بن الفُرات، وجماعة.
وكان صدرًا نبيلًا محدِّثًا ثقة.
قال أحمد بن عليّ الأصبهاني: وجّه الرّئيس منصور بن رامش وقَرأ من مسموعاته بالعراق انفرد برواية أكثرها.
وقال عبد الغافر الفارسيّ [4] : منصور بن رامش، أبو نصر السّلار الرّئيس الغازي، رجلٌ من الرّجال، وداهٍ [5] من الدُّهاة. ولي رئاسة نَيْسابور في أيّام محمود، وتزَيَّنَتْ نَيْسابور بعدله وإنصافه [6] . ثمّ خرج حاجًّا وجاورَ بمكّة سنتين [7] .
ثمّ عاد فولي أيضًا الرّئاسة، فلم يتمكن من العدل، فاستعفي ولزم العبادة [8] .
__________
[ () ] تاريخ بغداد 3/ 86 رقم 7069، والمنتخب من السياق 438، 439 رقم 1485، وسير أعلام النبلاء 17/ 540 رقم 360.
[1] هكذا أثبته المؤلّف هنا وفي سير أعلام النبلاء. أما في: تاريخ بغداد، والمنتخب، فكنيته: «أبو نصر» .
[2] التّيمليّ: بفتح التاء المنقوطة من فوقها باثنتين، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وضم الميم وفي آخرها اللام. هذه النسبة إلى «تيم الله بن ثعلبة» ، وهذه قبيلة مشهورة. (الأنساب 3/ 114) .
[3] وهو قال: «قدم بغداد غير مرة، وآخر ما قدمها حاجّا وحدّث بها في سنة أربع عشرة وأربعمائة» . (تاريخ بغداد 13/ 86) .
[4] في (المنتخب 438) .
[5] في (المنتخب) : «داهية» .
[6] في (المنتخب) : «بعدله وسيرته وإنصافه وانتصافه للرعايا والفقراء من الظلمة وأصحاب الديوان وغيرهم» .
[7] في (المنتخب) : «سنين» .
[8] هذه العبارة ليست في المطبوع من (المنتخب) ، والموجود:
«ثم عاد إلى خراسان في أيام الأمير مسعود بن محمد النسفي في إرضاء خصومه وردّ المظالم(29/203)
كان ثقة.
تُوُفّي في رجب.
- حرف الهاء-
245- هشام بن محمد بن عبد الملك بن النّاصر لدين الله عبد الرحمن ابن محمد المعتدّ باللَّه [1] .
أبو بكر الأُمويّ المَرْوانيّ الأندلسيّ.
لمّا قُطِعت دعوة يحيى بن عليّ بن حَمُّود الإدريسيّ ثاني مرّة من قُرْطُبة أجمعوا على ردّ الأمر إلى بني أُمَيّة لأنهم ملوك الأندلس من أوّل ما فُتحت الأندلس.
وكان عميد قُرْطُبة هو الوزير جَهْوَر بن محمد بن جَهْوَر [2] ، فاتّفق مع الأعيان على مبايعة هشام. وكان مقيمًا بالبُونت [3] عند المتغلِّب عليها محمد بن عبد الله بن قاسم [4] . فبايعوه في ربيع الأوّل سنة ثمان عشرة، ولقّب بالمعتدّ باللَّه [5] .
__________
[ () ] إلى أهلها إتماما للتوبة ... وهو ثقة حسن الأداء، صحيح الأصول. خرج له أحمد بن علي الحافظ الأصبهاني: العوالي الصحاح والغرائب، وحدّث قريبا من ثلاثين سنة قراءة وإملاء» .
(المنتخب 438، 439) .
[1] انظر عن (هشام بن محمد الأموي) في:
جذوة المقتبس للحميدي 27- 30، وبغية الملتمس للضبيّ 34، والحلّة السيراء لابن الأبار 2/ 26، 30، والكامل في التاريخ 9/ 282، ونهاية الأرب 9/ 436- 438، والمعجب للمراكشي 38- 40، والبيان المغرب 3/ 145- 152، وسير أعلام النبلاء 17/ 139، (في ترجمة: يحيى بن علي بن حمّود، رقم 82) ، وشرح رقم الحلل في نظم الدول 155، 165، 171، ونفح الطيب 1/ 438، وأخبار الدول للقرماني 145 (الطبعة الجديدة 2/ 67) .
[2] توفي سنة 435 هـ. وستأتي ترجمته ومصادرها في الجزء التالي.
[3] البونت: بالضم، والواو والنون ساكنان، والتاء فوقها نقطتان، حصن بالأندلس، وربّما قالوا:
«البنت» . (معجم البلدان 1/ 511) وقال الحميري: هي قرية من أعمال بلنسية. (الروض المعطار 115) .
[4] وقع في (البيان المغرب 3/ 145) «بحصن البنت عند عبد الله بن قاسم الفهري» ، (بإسقاط:
محمد بن) .
[5] جذوة المقتبس 27، 28، ووقع في (بغية الملتمس) : «المعتمد» ، وفي (نهاية الأرب) :
«المعتمد على الله» ، وفي (أخبار الدول- في طبعتيه) : «المقتدر باللَّه» .(29/204)
وكان كهلا، ولد سنة أربع وستّين وثلاثمائة، فبقي متردّدًا في الثُّغُور سنتين وعشرة أشهر، وثارت هناك فِتَنٌ كثيرة واضطرابٌ شديد، فاتّفق رأي الرّؤساء على تسييره إلى قَصَبة المُلْك قُرْطُبة، فدخلها في ليلة عَرَفَة. ولم يقم إلّا يسيرًا حتّى قامت عليه طائفة من الْجُنْد، فخُلع [1] . وجرت أمورٌ طويلة، وأُخرج من القصر هو وحاشيته وحريمه، والنِّساء حاسرات عن وجوههنّ، حافيةً أقدامهنّ، إلى أن دخلوا الجامع، فبقوا هنالك أيّامًا، ثمّ أُخرجوا عن قُرْطُبة. ولحِق المعتدّ باللَّه بابن هود المتغلب على سرقسطة [2] ، ولاردة [3] ، وطرطوشة [4] ، فأقام في كنفه إلى أن مات سنة سبْعٍ وعشرين وأربعمائة [5] .
وهو آخر ملوك بنى أُميّة بالأندلس.
246- الهيثم بن محمد بن عبد الله [6] .
أبو أحمد الأصبهاني الخرّاط. سِبْط المذكّر.
روى عنه: أبي القاسم الطَّبْرانيّ.
روى عنه: ابن بِشْرُوَيْه، وجماعة.
__________
[1] جذوة المقتبس 28، وذكر ابن عذاري المرّاكشي سبب خلعه فقال: «وكان سبب خلعه أنّ المتولّي لأمره والقائم بسلطانه والمنفرد بمشورته وزير له لم تكن له سالفة بشرف ولا جاه متقدّم، يعرف بحكم بن سعيد القزّاز، ويكنى بأبي العاصي، وكان يخالف الوزراء المتقدّمين بقرطبة ويأخذ أموال التجار فيتكرّم بها على البربر ويجزل لهم العطاء، فبغضه أهل قرطبة لذلك فدسّ إليه من مثل بين يديه وقال له: عندي نصيحة أريد أن أسرّها إليك- وكان أبو العاصي المذكور أطرش لا يسمع إلّا يسيرا- فلما أعطاه أذنه رمى به عن فرسه في بعض أزقّة المدينة فقتله، وكان الّذي قتله يعرف بابن الحصّار، وخلع المعتدّ باللَّه بسببه إذ كان مائلا إليه وقائلا بقوله» . (البيان المغرب 3/ 146) .
[2] سرقسطة: في شرق الأندلس، وهي المدينة البيضاء، وهي قاعدة من قواعد الأندلس، كبيرة القطر، آهلة ممتدّة الأطناب، واسعة الشوارع. (الروض المعطار 317) .
[3] لازدة: في ثغر الأندلس الشرقي، بشرقىّ مدينة وشقة. (الروض المعطار 507) .
[4] طرطوشة: من بلنسية إلى طرطوشة مائة ميل وعشرة أميال. وهي في سفح جبل، بينها وبين البحر الشامي عشرون ميلا، وهي باب من أبواب البحر ومرفأ من مرافئه. (الروض المعطار (39) .
[5] جذوة المقتبس 29.
[6] لم أجد مصدر ترجمته.(29/205)
- حرف الياء-
247- يحيى بن عليّ بن حَمُّود [1] .
العلويّ الإدريسيّ الأمير، الملقَّب بالمعتلي [2] .
توثّب على عمّه القاسم بن حَمُّود، وزحف بالْجُنود من مالقة وملك قُرْطُبة.
ثمّ اجتمع للقاسم أمره وحشد واستمال البربر، وزحف بهم، ودخل قُرْطُبة سنة ثلاث عشرة. فهرب المعتلي إلى مالَقَه [3] .
ثمّ اضطربَ أمرُ القاسم بعد قليل، وتغلّب المعتلي على الجزيرة الخضراء.
وأُمّه علويّةٌ أيضًا [4] .
وتَسَمّى بالخلافة وقوي أمره، وملك قُرْطُبة مرّةً ثانيةً، وتسلَّم الحُصُون والقِلاع قبل سنة عشرين وأربعمائة.
ثمّ إنّه سار إلى إشبيلية فنازلها وحاصرها، ومدبِّرْ أمرها حينئذٍ القاضي أبو القاسم محمد بن إسماعيل بن عَبّاد اللَّخْميّ. فخرج عدّة فرسان من إشبيلية للقتال، فساق لقتالهم المعتلي بنفسه وهو مخمورٌ فقتله. وذلك في المحرّم [5] .
وقام بعده ابنه إدريس.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن علي) في:
جذوة المقتبس للحميدي 24، 25، وتاريخ حلب للعظيميّ 332، والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة، القسم الرابع، المجلّد الأول 316- 318، وبغية الملتمس للضبيّ 30، والكامل في التاريخ 2749- 279، والحلّة السيراء لابن الأبّار 2/ 26 (في ترجمة ابنه: إدريس، رقم 116) و 50، والمعجب للمراكشي 50- 54، والبيان المغرب لابن عذاري 3/ 131- 133.
و143- 145، والمختصر في أخبار البشر 2/ 159، وسير أعلام النبلاء 17/ 137- 139 رقم 82، وتاريخ ابن الوردي 1/ 342، وشرح رقم الحلل في نظم الدول 154، 155، 163، 167، وتاريخ ابن خلدون 4/ 153، وأعمال الأعلام 136، وبلغة الظرفاء 42، ونفح الطيب 1/ 431، وأخبار الدول للقرماني 145، (الطبعة الجديدة 2/ 67) .
[2] اختلف في كنيته، فقيل: أبو زكريا، وقيل: أبو إسحاق، وقيل: أبو القاسم، وقيل: أبو محمد.
[3] مالقة: بفتح اللام والقاف، كلمة عجمية، مدينة بالأندلس عامرة، من أعمال ريّة، سورها على شاطئ البحر بين الجزيرة الخضراء والمرية. قال الحميدي: هي على ساحل بحر المجاز المعروف بالزقاق، والقولان متقاربان. (معجم البلدان 5/ 43) .
[4] قال الحميدي: «وأمّه لبّونة بنت محمد بن الحسن بن القاسم المعروف بقنون ... » . (جذوة المقتبس 24) .
[5] جذوة المقتبس 25.(29/206)
سنة ثمان وعشرين وأربعمائة
- حرف الألف-
248- أحمد بن حَرِيز بن أحمد حريز [1] .
القاضي أبو بكر السَّلَمَاسِيّ [2] .
قدِم دمشق للحجّ، وحدَّث عن: أبي بكر بن شاذان، وأبي حفص بن شاهين، وكوهيّ بن الحسن، والحسن بن أحمد اللِّحْيَانيّ.
روى عنه: أبو الحسن بن أبي الحديد، وابنه الحسن، وأبو القاسم بن أبي العلاء المصِّيصيّ.
وسمعوا منه في هذه السّنة.
249- أحمد بن أبي عليّ الحسن بن أحمد [3] .
أبو الحسين الأصبهاني الأهوازيّ الجصّاص.
نزيل بغداد.
روى «تاريخ البُخَاريّ» عن أحمد بن عَبْدان الحافظ. وسماعه له صحيح فقط، وما عداه ففيه شيء.
والصّحيح أنّ اسمه «محمد» كما سيأتي.
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته. وقد ذكر ابن السمعاني أباه «حريز بن أحمد بن حريز» في (الأنساب 7/ 107) والمؤلّف- رحمه الله- في (المشتبه في أسماء الرجال 1/ 151) و «حريز» بفتح الحاء المهملة، وراء مكسورة، وآخره زاي. (الإكمال لابن ماكولا 2/ 85) .
[2] السّلماسيّ: بفتح السين المهملة واللام والميم، وبعدها الألف، وفي آخرها سين أخرى مهملة، هذه النسبة إلى سلماس، وهي من بلاد أذربيجان على مرحلة من خوى. (الأنساب 7/ 107) .
[3] انظر ترجمته الآتية في وفيات هذه السنة باسم «محمد بن الحسن بن أحمد الأهوازي» رقم (278) .(29/207)
250- أحمد بن سعيد بن عبد الله بن خليل [1] .
أبو القاسم الأُمويّ الإشبيليّ المُكْتِب.
سمع من: أبي محمد الباجيّ.
وصحِب المقرئ أبا الحسن الأنطاكيّ.
واعتنى بالعلم. وكان رجلًا صالحًا يعقد الوثائق.
تُوُفّي في رجب [2] .
251- أحمد بن سعيد بن عليّ [3] .
أبو عَمْرو [4] الأنصاريّ القناطِريّ القُرْطُبيّ [5] .
رحل وأخذَ عن: أبي محمد بن أبي زيد، وأبي جعفر الدّاوديّ. وكان منقبضًا متصونًا.
حدث عنه: ابن خزرج.
وتوفي بأشبيليه.
252- أحمد بن علي بن محمد بن إبراهيم [6] بن منجويه [7]
__________
[1] انظر عن (أحمد بن سعيد) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 42 رقم 87.
[2] ومولده سنة 352 هـ.
[3] انظر عن (أحمد بن سعيد بن عليّ) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 43 رقم 88.
[4] هكذا في الأصل. وفي (الصلة) : «أبو عمر» .
[5] يعرف بابن الحجّال، من أهل قادس.
[6] انظر عن (أحمد بن علي بن محمد) في:
الأسماء والصفات للبيهقي 1/ 329، والبعث والنشور، له 23، والأنساب 11/ 494، واللباب 3/ 261، والمنتخب من السياق 88، 89 رقم 192، والعبر 3/ 164، وسير أعلام النبلاء 17/ 438- 441 رقم 293، والإعلام بوفيات الأعلام 178، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1085- 1087، والمعين في طبقات المحدّثين 125 رقم 1387، ودول الإسلام 1/ 255، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 501، والوافي بالوفيات 7/ 217، ومرآة الجنان 4/ 47، وفيه: «أحمد ابن منجويه» ، وتبصير المنتبه 3/ 1085، وطبقات الحفاظ 420، 421، وشذرات الذهب 3/ 233، وكشف الظنون 88، وهدية العارفين 1/ 74، وديوان الإسلام لابن الغزّي 4/ 272 رقم 1032، والأعلام 1/ 165، ومعجم المؤلفين 2/ 18، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 476، 477 رقم 327، ومعجم طبقات الحفّاظ 55 رقم 952، وانظر مقدّمة كتابه: رجال صحيح مسلم، بتحقيق عبد الله الليثي- طبعة دار المعرفة، بيروت 1407 هـ. / 1987 م.
[7] تحرّف: «منجويه» إلى «فنجويه» (بالفاء) في: المنتخب من السياق 88، وهدية العارفين(29/208)
الحافظ أبو بكر الإصبهاني اليزدي [1] . نزيل نيسابور.
إمام كبير، وحافظ مشهور، وثقة صدوق.
صنف كتبًا كثيرة.
وروى عن: أبي بكر الإسماعيليّ، وإبراهيم بن عبد الله النَّيْسابوريّ الأصبهاني، وابن نجيد، وأبي بكر بن المقرئ، وأبي مسلم عبد الرحمن بن محمد بن شَهْدَل، وأبي عبد الله بن مَنْدَهْ، وخلْق كثير.
ورحل إلى بُخَارى، وسَمَرْقَنْد، وهَرَاة، وجُرْجَان، وإلى بلدته أصبهان وإلى الرِّيّ.
روى عنه: أبو إسماعيل الأنصاريّ كبير هَرَاة، وأبو القاسم عبد الرحمن بن مَنْدَهْ، والحسن بن تَغْلِب [2] الشّيرازيّ، وسعيد البقّال، وعليّ بن أحمد الأَخْرم المؤذّن، وخلْق مِنَ النَّيْسابوريّين كالبَيْهَقيّ، والمؤذّن، والحافظ أبو بكر الخطيب.
قال أبو إسماعيل الأنصاريّ: أنا أبو بكر أحمد بن عليّ بن محمد بن إبراهيم أحفظ مَن رأيت مِن البشر [3] .
وقال: رأيت في حَضَري وسَفَري حافِظًا ونصف حافظ. أمّا الحافظ فأحمد بن عليّ، وأمّا نصف حافظ فالجاروديّ [4] .
__________
[ () ] 1/ 74، وهو: بفتح الميم، وسكون النون، وضم الجيم، (الأنساب 11/ 493) .
[1] اليزديّ: بفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وسكون الزاي وفي آخرها الدال المهملة. ويزد مدينة من كور إصطخر بين أصبهان وكرمان. (الأنساب 12/ 399) .
[2] وقع في (تذكرة الحفاظ 3/ 1085) : «ثعلب» بدل «تغلب» .
[3] تذكرة الحفاظ 3/ 1085، سير أعلام النبلاء 17/ 439.
[4] وقال عبد الغافر الفارسيّ: «أحد حفّاظ زمانه وفرسان أهل الحديث من أقرانه. كتب الكثير وصنّف على الصحيحين وعلى جامع أبي عيسى الترمذي، وجمع الأبواب، وخرّج الفوائد للمشايخ وانتخب عليهم.
دخل نيسابور تاجرا في أيام شبابه وحياة أَبِي عَمْرو بْن نُجَيْد، وأبي الحَسَن السَّرَّاج، ولم يكن قصده طلب الحديث، فكتب لأهل بلده عنهم الأمالي ولم يكتب لنفسه، وعاد إلى أصبهان فنشط لطلب الحديث ... وظهرت بركة علمه وإتقانه وحفظه وحسن نصيحته ووفور ديانته، وبقي كذلك إلى ان توفي ...
وقرأت بخط الحسكانيّ. إن مولده كان سنة سبع وأربعين وثلاثمائة وما أدرك إسناد صباه لاشتغاله بالتجارة. وقد ذكره الحاكم وأثنى عليه، ولكنه بقي مدّة بعده واشتهر اشتهارا ظاهرا.
وقد فات والدي السماع منه مع إمكانه ... » .(29/209)
وقال يحيى بن مَنْدَهْ: كتب عنده عمُّنا عبد الرحمن بن مَنْدَهْ الإمام كتاب «السُّنَّة [1] » له، على كتاب أبي داود السِّجِسْتاني، وغيره. وكان يُثني عليه ثناءً كثيرًا.
وقال: سمعت منه المُسْنَدات الثّلاثة للحَسَن بن سُفْيَان [2] .
قلت: تُوُفّي يوم الخميس خامس المحرّم بنَيْسابور، وله إحدى وثمانون سنة. صنّف على البخاريّ، ومسلم، والتِّرْمِذيّ، وأبي داود [3] .
253- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عيسى [4] .
أَبُو بَكْر البَلَويّ [5] القُرْطُبيّ. ويُعرف بابن المِيراثيّ [6] .
محدِّث حافظ.
روى عن: سعيد بن نصر، وأحمد بن قاسم البزّاز.
__________
[1] في تذكرة الحفاظ، وسير أعلام النبلاء: «كتاب السنن» .
[2] تذكرة الحفاظ 3/ 1085، 1086، سير أعلام النبلاء 17/ 440.
[3] وله: «رجال صحيح الإمام مسلم» ، منه نسخة مخطوطة في بلدية الإسكندرية، رقم 124 ب.
وحقّقه «عبد الله الليثي» ونشره في جزءين، وصدر عن «دار المعرفة» في بيروت 1407 هـ. / 1987 م.، وقد جمع «محمد بن طاهر القيسراني» المتوفى سنة 507 هـ. هذا الكتاب مع كتاب الرجال عند البخاري لأبي نصر الكلاباذي المتوفى سنة 398 هـ. بعنوان: «الجمع بين رجال الصحيحين بخارى ومسلم» ، وطبع في مطبعة حيدرآباد بالهند 1323 هـ. وصوّرته:
دار الكتب العلمية ببيروت 1405 هـ.
وقال الحاكم النيسابورىّ: «من المقبولين في طلب العلم، رحل في طلب الحديث وجمع الصحيح والتراجم والأبواب بفهم ودراية. طلب الحديث بعد الستين والثلاثمائة، ورحل إلى الشيخ أبي بكر الإسماعيلي، وأكثر عن أقرانه بخراسان بعد أن سمعه في بلده وأدرك إسناد وقته» . (الأنساب 11/ 494) .
[4] انظر عن (أحمد بن محمد بن عيسى) في:
جذوة المقتبس للحميدي 114 رقم 188.، والصلة لابن بشكوال 1/ 43 رقم 89، وبغية الملتمس للضبيّ 162، 163 رقم 348، وسير أعلام النبلاء 17/ 574 رقم 379، والوافي بالوفيات 8/ 75.
[5] البلويّ: بفتح الباء المنقوطة بواحدة واللام وفي أخرها الواو. هذه النسبة إلى «بلي» وهي قبيلة من قضاعة. (الأنساب 2/ 300) .
[6] هكذا في جميع المصادر، ما عدا (بغية الملتمس 163) ففيه «اليراثي» (من غير الميم) وجاء في حاشية المطبوع (1) : «اليراثي» : كذا ضبطه المؤلّف مبيّنا.(29/210)
وحج فسمع من: أبي يعقوب يوسف بن الدخيل، وأبي القاسم عبيد الله السقطي. [1] وبمصر من: أبي مسلم الكاتب، وأبي الفتح بن سيبخت [2] .
ولمّا رأى عبد الغني بن سعيد الحافظ حذفه واجتهاده لقبه غندارا [3] .
وانصرف إلى الأندلس، وروى بها.
حدث عنه: ابن عبد الله الخولاني، وأبو العباس العذري، وأبو العباس المهدوي، وأبو محمد بن خزرج [4] وقال: تُوُفّي في حدود سنة ثمان وعشرين وأربعمائة.
وكان مولده في سنة خمسٍ وستّين.
254- أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر بن حمدان [5] .
__________
[1] السّقطيّ: بفتح السين المهملة، وفتح القاف، وكسر الطاء المهملة هذه النسبة إلى بيع السّقط، وهي الأشياء الخسيسة، كالخرز، والملاعق، وخواتيم الشّبة، والحديد، وغيرها.
(الأنساب 7/ 91) .
[2] في الأصل: «سيخت» ، والتصحيح من: (تبصير المنتبه 2/ 696) ضبطه بكسر السين المهملة ثم ياء ساكنة وضم الموحّدة وسكون الخاء المعجمة. وقد ضبط في (الصلة 1/ 43) «سيخت» بفتح السين المهملة.
[3] غندر: بضم الغين المعجمة، وسكون النون، وفتح الدال المهملة، وفي آخره راء. وهو لقب للحافظ محمد بن جعفر المتوفى سنة 193 هـ. وقد شبّه ابن الميراثيّ به (الصلة 1/ 43) .
[4] وهو ذكره في شيوخه وأثنى عليه.
[5] انظر عن (أحمد بن محمد بن أحمد القدوري) في:
تاريخ بغداد 4/ 377 رقم 2249، والأنساب 10/ 76، والمنتظم 8/ 91 رقم 106، (15/ 257 رقم 3200) ، واللباب 3/ 19، 20، والكامل في التاريخ 9/ 456، ووفيات الأعيان 1/ 78، 79، والمختصر في أخبار البشر 2/ 161، والعبر 3/ 164، ودول الإسلام 1/ 255، وتذكرة الحفاظ 3/ 1086، وسير أعلام النبلاء 17/ 574، 575، والإعلام بوفيات الأعلام 178، وتاريخ ابن الوردي 1/ 343، والوافي بالوفيات 7/ 320، 321، وعيون التواريخ (المخطوط) 12/ 159، ومرآة الجنان 3/ 47، والبداية والنهاية 12/ 40، والجواهر المضيّة 1/ 247- 250، وتاريخ الخميس 2/ 399، والنجوم الزاهرة 5/ 24، 25، وتاج التراجم لابن قطلوبغا 7، وتاريخ الخلفاء 422، ومفتاح السعادة 2/ 280، 281، وكتائب أعلام الأخيار، رقم 243، والطبقات السنية، رقم 94، وكشف الظنون 1/ 46، 155، وشذرات الذهب 3/ 233، والفوائد البهيّة 30، 31، وهدية العارفين 1/ 74، وديوان الإسلام 4/ 27، 28، رقم 1693، وروضات الجنات 1/ 240، 241، والأعلام 1/ 212، ومعجم المؤلفين 2/ 66، وتاريخ التراث العربيّ، المجلّد الأول، ج 3/ 115- 124 رقم 26.(29/211)
الإمام أبو الحسين الحنفيّ، الفقيه البغداديّ المشهور بالقُدُورِيّ [1] .
قال الخطيب [2] : لم يحدِّث إلّا بشيءٍ يسير. كتب عنه، وكان صدوقًا [3] .
وانتهت إليه بالعراق رئاسة أصحاب أبي حنيفة رحمه الله، وعظُمَ قدره، وارتفع جاهه. وكان حَسَن العبارة في النَّظَر، جريء اللّسان، مُدِيمًا للتّلاوة.
قلت: روى عن: عُبَيْد الله بن محمد الحَوْشبيّ [4] صاحب ابن المجدّر، ومحمد بن عليّ بن سُوَيْد المؤدِّب.
روى عنه: الخطيب، وقاضي القضاة أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن علي الدامغاني [5] .
وصنّف «المختصر» المشهور في مذهبه [6] .
وكان يناظر الشيخ أبا حامد الأسفرائينيّ.
ولد سنة اثنتين وستّين وثلاثمائة [7] .
__________
[1] القدوريّ: بضم القاف والدال المهملة والراء بعد الواو. هذه النسبة إلى القدور. (الأنساب 10/ 76، اللباب 3/ 19) قال ابن خلّكان: ولا أعلم سبب نسبته إليها، بل هكذا ذكره السمعاني في كتاب الأنساب. (وفيات الأعيان 1/ 79) .
[2] في تاريخه 4/ 377.
[3] وزاد بعدها: «وكان ممن أنجب في الفقه لذكائه» .
[4] الحوشبي: بفتح الحاء وسكون الواو وفتح الشين المعجمة وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة.
هذه النسبة إلى حوشب وهو جدّ أبي الصلت شهاب بن خراش بن حوشب الشيبانيّ. (الأنساب 4/ 269) .
[5] الدّامغانيّ: بالدال المفتوحة المشدّدة المهملة والميم المفتوحة والغين المنقوطة. بلدة من بلاد قومس. (الأنساب 5/ 259) .
[6] منه نسخ عدّة في المكتبات، منها: برلين، وباريس، وجوتا، والجزائر، والمتحف البريطاني، وجاريت، وأياصوفية، وقليج علي، وسليم آغا، وغيرها. انظر عن النسخ المخطوطة في:
تاريخ التراث العربيّ، المجلد الأول، ج 1 (قسم الفقه) ص 116.
وقد طبع الكتاب في: دلهي 1847 م، ولاهور 1870 م. وقازان 1890- 1909 م، وبومباي 1303 هـ، واستنبول 1310 هـ.، و 1317- 1318 هـ. والقاهرة 1957 م. وترجم إلى الفرنسية ونشر في باريس 1829 م. ثم في تونس.
وله تكملات وشروح كثيرة ذكرها فؤاد سزكين في (تاريخ التراث العربيّ 117- 124) .
وكتابه «المختصر في فروع الحنفية، هو من الكتب المعتمدة في فقه الأحناف. وقد اشتهر عندهم باسم «الكتاب» ، مثل شهرة «الكتاب» لسيبويه عند النحاة.
[7] تاريخ بغداد 4/ 377.(29/212)
وتوفي في خامس رجب ببغداد، ودفن في داره رحمه الله، ولا أدري سبب نسبته إلى القدور [1] .
255- إبراهيم بن محمد بن الحسن [2] .
أبو إسحاق الأرموي [3] .
محدث كبير. خرج على «الصحيح» [4] .
وسمع من: أبي الغطريفي، وعبد الله بن أحمد الفقيه صاحب الحسن بن سُفْيَان، وأبي طاهر بن خُزَيْمَة، والْجَوْزَقيّ [5] .
وكان أُصُوليًّا متفنِّنًا، طاف وجدّ، وجمع كثيرًا من الأصول والمسانيد والتّواريخ. ولم يروِ إلّا القليل.
تُوُفّي بنَيْسابور في شوّال كَهْلًا.
روى عنه: أبو القاسم القُشَيريّ، وابنه عبد الله.
256- إسحاق بن إبراهيم بن مَخْلَد بن جعفر [6] الباقَرْحيّ [7] .
أبو الفضل.
__________
[1] قاله أيضا ابن خلّكان.
وفي (تاريخ ابن الوردي 1/ 343) بعد ترجمة القدوري، قال ابن الوردي: وما أحسن قول بعض المتأخّرين في مليح طبّاخ:
ربّ طبّاخ مليح ... أهيف القدّ غرير
مالكيّ أصبح لكن ... شغلوه بالقدوري
[2] انظر عن (إبراهيم بن محمد بن الحسن) في:
المنتخب من السياق 122 رقم 271.
[3] الأرمويّ: بضم الألف وسكون الراء وفتح الميم وفي آخرها الواو، هذه النسبة إلى أرمية، وهي من بلاد أذربيجان.
[4] في (المنتخب) : «خرّج على الصحيحين» .
[5] الجوزقيّ: بفتح الجيم وسكون الواو وفتح الزاي وفي آخرها القاف. هذه النسبة إلى جوزقين، أحد هما إلى جوزق نيسابور. (الأنساب 3/ 365) .
[6] انظر عن (إسحاق بن إبراهيم) في:
السابق واللاحق للخطيب 94، وتاريخ بغداد 6/ 404 رقم 3465، والأنساب 2/ 49، 50، والكامل في التاريخ 9/ 461.
[7] الباقرحي: بفتح الباء والقاف وسكون الراء وفي آخرها الحاء المهملة. هذه النسبة إلى باقرح وهي قرية من نواحي بغداد. (الأنساب 2/ 48) .(29/213)
سمع: إسحاق بن سعْد النَّسَويّ، والقاضي الأبْهَريّ.
وعنه: أبو بكر الخطيب.
وقال: [1] صدوق [2] .
257- إسماعيل بن الشّيخ أبي القاسم إبراهيم بن محمد بن مَحْمُوَيْه [3] .
أبو إبراهيم النَّصْرَاباذيّ النيْسابوريّ، الصُّوفيّ الواعظ.
خلف أباه، وسمع: أباه، وأبا عَمْرو بن نُجَيْد، وأبا بكر الإسماعيليّ، وعبد الله بن عمر بن عَلّك [4] الجوهريّ، وأبا بكر القَطِيعيّ، وأبا محمد بن السّقّاء [5] الواسطيّ، وخلْقًا.
وأملى مدّةً بنَيّسابور، وانتشر حديثه.
روى عنه: عبد الله، وعبد الواحد ابنا القُشَيريّ، وجماعة.
وتُوُفّي في المحرّم [6] .
258- إسماعيل بن رجاء بن سعيد [7] .
أبو محمد العَسْقَلانيّ المقرئ.
قرأ القرآن على: أبي الحسن محمد بن أحمد الملطيّ [8] ، وأبي عليّ
__________
[1] في تاريخه 6/ 404، وزاد: «كتبنا عنه شيئا يسيرا» .
[2] وكان مولده سنة 365 هـ. وذكره ابن الأثير في المتوفين سنة 429 هـ. (الكامل في التاريخ 9/ 461) .
[3] انظر عن (إسماعيل بن أبي القاسم إبراهيم) في:
المنتخب من السياق 129 رقم 300.
[4] في (المنتخب) : «عليك» .
[5] في الأصل: «السقي» .
[6] وثّقه عبد الغافر الفارسي وقال: الواعظ، الصوفي، ابن الصوفي، الثقة، المحدّث، ابن المحدّث، أبوه شيخ خراسان أبو القاسم النصرآباذيّ، وهذا إسماعيل خلف أباه» .
[7] انظر عن (إسماعيل بن رجاء) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 5/ 512، ومختصر تاريخ دمشق 4/ 349، 350 رقم 363، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 19، 20، وغاية النهاية 1/ 164 رقم 764، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 470، 471 رقم 308 وقد سبق، أن ذكره المؤلّف- رحمه الله- في وفيات سنة 423 هـ. (رقم (90) ولا أدري لماذا أعاده هنا!
[8] الملطيّ: بفتح الميم واللام، وفي آخرها الطاء المهملة. هذه النسبة إلى الملطية، وهي من ثغور الروم مما يلي أذربيجان. (الأنساب 11/ 468) .(29/214)
الأصبهاني، وفارس بن أحمد.
وسمع من جماعة منهم: محمد بن أحمد الحُنْدُريّ [1] .
روى عنه الخِلَعيّ كثيرًا.
- حرف الجيم-
259- جعفر بن محمد بن الحسين [2] .
أبو محمد الأَبْهَريّ [3] ، ثمّ الهَمَذانيّ الزّاهد.
قال شِيرُوَيْه: وحيد عصره في عِلم المعرفة والطّريقة، والزّهد في الدّنيا.
حَسَن الكلام في المعرفة، بعيد الإشارة، مراعيا لشرائط المذهب، دقيق النَّظر في علوم الحقائق.
روى عن: صالح بن أحمد، وجبريل، وابن بشّار، وعليّ بن الحسن بن الرّبيع، الهمذانيين، وعلي بن أحمد بن صالح القزويني، ومحمد بن إسحاق بن كيسان القزويني، ومحمد بن أحمد المفيد الجرجرائي، ومحمد بن المظفر الحافظ.
رحل وطوف.
ثنا عنه: محمد بن عثمان، وأحمد بن طاهر القومساني، وأحمد بن عمر، وعبدوس، ونجيد [4] بن منصور خادمه، وعامة المشايخ بهمذان.
وكان ثقة، صدوقا، عارفا، له شأن وخطر، وآيات وكرامات ظاهرة [5] .
وصنف أبو سعيد بن زكريا كتابا في كراماته ما رأى منه وما سمع منه.
__________
[1] تقدّم التعريف بهذه النسبة في الترجمة التي تقدّمت برقم (90) .
[2] انظر عن (جعفر بن محمد) في:
سير أعلام النبلاء 17/ 576، 577 رقم 381.
[3] الأبهري: بفتح الألف وسكون الباء المنقوطة بواحدة وفتح الهاء وفي آخرها الراء المهملة. هذه النسبة إلى موضعين أحدهما إلى أبهر، وهي بلدة بالقرب من زنجان. (الأنساب 1/ 124) والثاني منسوب إلى قرية من قرى أصبهان اسمها أبهر أيضا. (الأنساب المتّفقة 26، معجم البلدان 1/ 83) .
[4] هكذا في الأصل. وفي (سير أعلام النبلاء 17/ 576) : «ينجير» .
[5] سير أعلام النبلاء 17/ 576.(29/215)
سمعتُ أبا طالب عليّ الحَسَنيّ: سمعت حسّان بن محمد بن زيد بقَرمِيسين: سمعتُ نصر بن عبد الله قال: اجتمعت أنا وجعفر الأبهريّ ورجل بزّاز عند الشّيخ بدران بن جشمين، فسألناه أن يُرِينَا أَنْفُسَنَا.
فأَصْعَدَنا إلى غرفة وشرط علينا أن لا يخدم بعضنا بعضا. وكان يناول كلَّ واحدٍ منّا كُوزًا، فبقينا سبعةَ عشر يوما، فشكا البزّاز الجوعَ، فقال له: انزِل، فقد رأيت نفسك.
فلمّا كان اثنين وعشرين يومًا سقطتُ أنا ولم أدْرِ، فقال: هذا صفْرا مُرْ، اشتغل فقد رأيت نفسك.
وبقي جعفر أربعين يومًا، فجمع له الشّيخ بدران النَّاسَ لإفطاره، فلمّا وَضَعَ المائدة قام جعفر وقال: اعْفِني من الطَّعام فما بي جوع.
وصَعِد إلى الغُرفة أيضًا عشرة أيّامٍ، ثمّ شكا الجوع فجمع النّاس لإفطاره، ثمّ قال: من أين علمت أنّك لم تكن جائعًا في الأوّل؟
قال: لأنّي لمّا رأيت الخُبز الحواريّ والخُشْكار على الخِوان فكنت أفرّق بينهما، فلو كان بِيَ جُوعٌ لَمَا ميّزتُ بين الطّعامين.
قال أبو طالب: فذكرت هذه الحكاية لجعفر، فكان يُلبّس عليَّ أمرَها ويضرب الحديث بعضه ببعضٍ إلى أن تحقّقت صدَق الحكاية في تضاعيف كلامه.
قال شِيرُوَيْه: وسمعت محمد بن الحسين يقول: سمعت جعفر يَقُولُ:
رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام تسع عشرة مرّة في مسجدي هذا، فكان يوصيني كلَّ مرةٍ بوصيّة، فقال لي في الكرَّة الأولى: يا جعفر، لا تكن رأس، أي لا تمش قدّم النّاس.
سمعتُ أبا يعقوب الورّاق: سمعتُ عبد الغفّار بن عُبَيْد الله الإمام يقول:
قال جعفر الأَبْهَريّ: كان شيخ لنا بأَبْهَر يقرأ شيئًا على كلّ مريض فيبرأ، فإذا سأله النّاس عنه لم يخبرهم. فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في النَّوم فقال: إنّ الّذي يقرأ شيخك على النّاس: / وَمَا لَنَا أَلّا نَتَوَكَّلَ عَلَى الله ... / إلى آخر الآية [1] .
__________
[1] سورة إبراهيم، الآية 12.(29/216)
فأخبرتُ شيخي بذلك فقال: مُرْ، فإنّك أهلٌ لذلك.
تُوُفّي في شوّال عن ثمانٍ وسبعين سنة، وقبره يُزار ويُبجَّل غاية التَّبجيل.
- حرف الحاء-
260- الحسن بن شهاب بن الحسن بن عليّ [1] .
أبو عليّ العُكْبَريّ الحنبليّ [2] .
شيخٌ معمَّر جليل القدر. ولد سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة، وطلب الحديث وهو كبير.
فسمع من: أبي عليّ بْنُ الصّوّاف، وأبي بكر بن خلّاد، وأحمد بن جعفر القَطِيعيّ، وحبيب القزّاز، فمن بعدهم.
وتفقه على مذهب أحمد بن حنبل، وكان عارفًا بالمذهب وبالعربية والشِّعر.
وثّقه أبو بكر البَرْقانيّ [3] .
وقد نسخ الخطَّ المليح الكثير، وكان بارعَ الكتابة بمرَّة.
روى عنه الخطيب وغيره.
ثمّ قال الخطيب [4] : ثنا عيسى بن أحمد الهَمَذانيّ قال: وقال لي أبو عليّ ابن شهاب يومًا: أرِني خطَّك، فقد ذُكر لي أنّك سريع الكتابة.
فنظر فيه فلم يرضه ثمّ قال: كسبت في الوراقة خمسة وعشرين ألف درهم راضيَّة. وكنتُ أشتري كاغَدًا بخمسة دراهم، فأكتب فيه «ديوان المتنبيّ» في ثلاث ليالٍ، وأبيعه بمائتي درهم، وأقلّه بمائة وخمسين درهما، وكذلك كتب الأدب المطلوبة.
__________
[1] انظر عن (الحسن بن شهاب) في:
تاريخ بغداد 7/ 329، 330 رقم 3844، وطبقات الحنابلة 2/ 186- 188 رقم 653، والمنتظم 8/ 92 رقم 107 (15/ 257، 258 رقم 3201) ، وسير أعلام النبلاء 17/ 542، 543 رقم 362، ومختصر طبقات الحنابلة 370، والبداية والنهاية 12/ 40، 41، وشذرات الذهب 3/ 241، 242.
[2] في الأصل: «الحنفي» وهو سهو، والتصويب من المصادر.
[3] فقال: ثقة أمين.
[4] في تاريخه 7/ 329، 330.(29/217)
تُوُفّي ابن شهاب في رجب.
وقال الأزهريُّ: أوصى بثُلث ماله لفُقهاء الحنابلة، فلم يُعْطَوا شيئًا أخذ السّلطان من ترِكَتِه ألف دينار سوى العقار [1] .
261- الحسين بن الحسن بن سِبَاع [2] .
أبو عبد الله الرّمليّ المؤدِّب الشّاهد.
إمام جامع دمشق، وخطيبها.
سمع بالرَّملة من: سَلْم بن الفضل البغداديّ أبي قُتَيبة.
وحدَّث عنه بأربعة أحاديث كان يحفظها.
روى عنه: أبو سعْد إسماعيل السّمّان، وعبد العزيز الكتّانيّ، وجماعة.
قال الكتّانيّ: أمَّ بالجامع عشرين سنة أو نحوها لا تؤخذ عليه غلطة في التّلاوة ولا سهْو.
ووثّقه الحدّاد محمد بن عليّ.
وهو آخر من حدَّث بدمشق عن ابن قُتَيْبَة.
262- الحُسَيْن بن عبد الله بن الحسن بن سينا [3] .
__________
[1] تاريخ بغداد 7/ 330.
[2] انظر عن (الحسين بن الحسن) في:
مختصر تاريخ دمشق 7/ 97 رقم 97، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 294.
[3] انظر عن (الحسين بن عبد الله بن سينا) في:
الإكمال لابن ماكولا 1/ 483، وتاريخ حكماء الإسلام للبيهقي 52- 72، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 187، وتاريخ الزمان، له 88، 89، وفيه وفاته سنة 427 هـ. والكامل في التاريخ 9/ 456، وعيون الأنباء في طبقات الأطبّاء 2/ 7 وما بعدها، والأنساب 2/ 162، وتاريخ الحكماء لابن القفطي 413- 426، ووفيات الأعيان 2/ 157- 162 و 4/ 251 و 5/ 153، و 363 و 6/ 75، 270 و 7/ 315، وإغاثة اللهفان لابن قيّم الجوزيّة 2/ 266، والمختصر في أخبار البشر 2/ 161، 162، ودول الإسلام 1/ 255، وسير أعلام النبلاء 17/ 531- 537 رقم 356، والإعلام بوفيات الأعلام 178، والعبر 3/ 165، وميزان الاعتدال 1/ 539، وتاريخ ابن الوردي 1/ 344، 345، وتاريخ الحكماء للشهرستاني 413- 426، وعيون التواريخ 12/ 159 أ، 166 ب، والوافي بالوفيات 12/ 391- 412، ومرآة الجنان 3/ 47- 51، والبداية والنهاية 12/ 42، 43، والجواهر المضيّة 2/ 63، 64، وطبقات الفقهاء لطاش كبرى زاده 70، والوفيات لابن قنفذ 235، 236 رقم 428، وتاريخ الخميس 2/ 399، والردّ على المنطقيّين 141- 144، والشقائق النعمانية(29/218)
الرّئيس أبو عليّ، صاحب الفلسفة والتّصانيف.
حكى عن نفسه، قال: كان أبي رجلًا من أهل بَلْخ، فسكن بُخَارى في دولة نوح بن منصور. وتوّلى العمل والتَّصرُّف بقرية كبيرة. وتزوَّج بأمي فأولدها أنا وأخي، ثمّ انتقلنا إلى بُخَارى. وأُحْضِرتُ معلِّم القرآن ومعلِّم الأدب، وأكملت عشْرًا من العُمر، وقد أتيتُ على القرآن وعلى كثير من الأدب، حتّى كان يُقضى منّي العجب [1] .
وكان أبي ممّن أجابَ دعوة المصريّين، ويُعدُّ من الإسماعيليّة، وقد سمع منهم ذِكْرَ النّفس والعقل، وكذلك أخي. فربّما تذاكروا وأنا أسمعهم وأدرك ما
__________
[ () ] 1/ 475- 478، والمجدّدون في الإسلام للصعيدي 185- 189، ولسان الميزان 2/ 291، 293، والنجوم الزاهرة 5/ 25، 26، وتاج التراجم لابن قطلوبغا 19، والطبقات السنية، رقم 761، وشذرات الذهب 3/ 234- 237، وخزانة الأدب للبغدادي 4/ 466، وتاريخ الخلفاء 422، وروضات الجنات 3/ 170- 185، وإيضاح المكنون 2/ 555، 672، وهدية العارفين 1/ 308، 309، والفهرس التمهيدي 453- 464 و 516- 566، وأعيان الشيعة 26/ 287- 337، وهدية العارفين 1/ 308، 309، والذريعة إلى تصانيف الشيعة 2/ 48- 96 و 7/ 184، وتاريخ فلاسفة الإسلام للطفي جمعة 53- 66، وتاريخ الفلسفة في الإسلام 164- 188، والخالدون 101- 116، وكشف الظنون 12/ 36، 51، 63، 94، 183، 201، 238، 377، 380، 449، 451، 463، 624، 685، 736، 757، 766، 841، 843، 846، 852، 861، 862، 870، 876- 880، 889، 891، 894، 896، 897، 900، 953، 1055، 1186، 1311، 1327، 1341، 1389، 1408، 1430، 1440، 1454، 1466، 1520، 1533، 1550، 1621، 1783، 1793، 1900، 2031، وتراث العرب العلمي لطوقان 286- 297، وعقود الجوهر لجميل العظم 133- 141، وفهرس مخطوطات الموصل 166، 237، وفهرس المخطوطات المصوّرة 1/ 128، 199، 202- 222، 226، 228، 229، 233، 235، وفهرس دار الكتب المصرية 2/ 2، وفهرست الخديوية 6/ 2، 3، 15، 27، 46، 89، وسيرة الشيخ الرئيس لعبد الواحد الجوزجاني، والعلماء المسلمون لفهمي إسحاق 53- 64، والشيخ الرئيس ابن سينا للعقّاد، وتاريخ الأدب في إيران من الفردوسي إلى السعدي لبراون، ترجمة الشواربي 121، ودائرة المعارف الإسلامية 1/ 103- 210، ومؤلّفات ابن سينا للأب قنواتي 26، والكتاب الذهبي للمهرجان الألفي لابن سينا، طبعة بغداد 1952، ومؤلفات ابن سينا لأمين مرسي قنديل 1950، ومعجم المؤلفين 4/ 20- 23 وفيه أسماء مصادر ومراجع أخرى، وديوان الإسلام 3/ 123، 124 رقم 1211، والأعلام 2/ 241، وطبقات أعلام الشيعة (النابس في القرن الخامس) 63، ومعجم المطبوعات لسركيس 127- 132.
[1] تاريخ مختصر الدول 187.(29/219)
يقولانه ولا تقبله نفسي. وأخذوا يدعونني إليه ويُجرون على ألسنتهم ذِكْر الفلسفة والهندسة والحساب، وأَخَذ يوجّهني إلى مَن يُعلّمني الحساب.
ثمّ قدِم بُخَارى أبو عبد الله النّاتِلّيّ [1] الفيلسوف، فأنزله أبي دارَنا. وقبل قدومه كنت أشتغل بالفقه والتّردّد فيه إلى الشّيخ إسماعيل الزّاهد [2] .
وكنتُ من أجود السّالكين. وقد ألِفْتُ المناظرةَ والبحثَ. ثمّ ابتدأت على النّاتِلّيّ، بكتاب «إيساغوجي» [3] . ولمّا ذكرَ لي أنّ حدَّ الجنس هو القول على كثيرين مختلفين بالنّوع، وأخذته في تحقيق هذا الحدّ ما لم يسمع بمثله، تعجَّب منّي كلَّ التَّعجُّب، وحذَّر والدي من شغْلي بغير العلم [4] .
وكان أيّ مسألة قالها لي أتصورها خيرًا منه، حتّى قرأت ظواهر المنطق عليه، وأمّا دقائقه فلم يكن عنده منها خبر [5] .
ثمّ أخذتُ أقرأ الكُتُب على نفسي، وأطالع الشُّروح حتّى أحكمتُ عِلمَ المنطق. وكذلك كتب إقليدس، فقرأتُ من أوّله إلى خمسة أشكال أو ستة عليه، ثمّ تولّيت بنفسي حلَّ باقيه [6] .
وانتقلت إلى «المجَسْطيّ» ، ولمّا فَرَغْتُ من مقدِّماته وانتهيت إلى الأشكال الهندسيّة قال لي النّاتِلّيّ: حُلَّها وحدَك، ثمّ أعْرِضها لأبيَّن لك. فكم من شكلٍ ما عَرَفَه الرّجلُ إلّا وقتَ عَرَضْتُهُ عليه وفهّمته إيّاه. ثمّ سافر.
وأخذت في الطّبيعي والإلهيّ. فصارت الأبواب تنفتح عليّ، ورغبتُ في
__________
[1] النّاتلي: بفتح النون وكسر التاء المنقوطة من فوقها باثنتين وفي آخرها اللام. هذه النسبة إلى ناتيل، وهي بليدة بنواحي آمل طبرستان، كثيرة الخضرة والمياه. (الأنساب 12/ 9) .
[2] وفيات الأعيان 2/ 158.
[3] وفيات الأعيان 2/ 158.
[4] قال ابن العبري: ولما وصل إلى تحديد الجنس الّذي يطلق على أنواع كثيرة قال لمعلّمه: هل يطلق الجنس على كلّ من الأنواع فردا فردا؟ قال المعلّم: نعم. اعترض الفتى فقال: إذا سألني سائل: من هو الإنسان؟ وقلت له: حيوان فقط، فهل يكون جوابي صائبا؟ قال المعلّم:
نعم. ناقضه التلميذ وقال: لست أواقفك، إذ لست بلا رويّة حتى إذا سألني سائل عن الحيوان الناطق من هو؟ أكتفي بالقول: إنه حيوان، وأسكت. ومنذئذ ترك المعلّم وجعل يطالع على حدة ويتفهّم ما يقرأ. (تاريخ الزمان 88) .
[5] في تاريخ مختصر الدول 187 «خبرة» .
[6] تاريخ مختصر الدول 187.(29/220)
الطّبّ وبرَّزْتُ فيه في مُدَيْدَة حتّى بدأ الأطباء يقرءون عليّ، وتعهَّدت المَرْضَى، فانفتح عليَّ من أبواب المعالجات النّفسيّة من التّجربة ما لا يوصف [1] .
وأنا مع ذلك أختلف إلى الفقه وأُناظر فيه، وعمري ستّ عشرة سنة. ثمّ أَعَدْتُ قراءة المنطق وجميع أجزاء الفلسفة.
ولازَمْتُ العلم سنةً ونصفًا. وفي هذه المدّة ما نمتُ ليلةً واحدةً بطولها.
ولا اشتغلت في النّهار بغيره. وجمعتُ بين يديّ ظُهُورًا، فكلّ حُجَّة أنظر فيها أُثْبتُ مقدّمات قياسيّة، ورتبتُها في تلك الظُّهُور، ثمّ نظرتُ فيما عساها تُنْتج.
وراعيت شروط مقدّماته، حتّى تحقّق لي حقيقة الحقّ في تلك المسألة.
وكلّما كنت أتحيَّر في مسألة، أو لم أظفَرْ بالحدّ الأوْسَط في قياسٍ، تردَّدت إلى الجامع، وصلَّيتُ وابتهلت إلى مبدِع الكلِّ، حتّى فتح لي المُنْغَلِق منه، وتيسَّر المتعسِّر [2] .
وكنتُ أرجع باللّيل إلى دارِي وأشتغل بالكتابة والقراءة، فمهما غلبني النّوم أو شعرت بضعف عدلْت إلى شرْب قَدَحٍ من الشَّراب رَيث ما تعود إليّ قُوَّتي.
ثمّ أرجع إلى القراءة. ومهما غلبني أدنى نومٌ أحلُمُ بتلك المسائل بأعيانها. حتّى إنّ كثيرًا من المسائل اتّضح لي وجوهُها في المنام [3] . وكذلك حتّى استحكم معي جميع العلوم، ووقفت عليها بحسب الإمكان الإنسانيّ. وكلّما علِمْتُه في ذلك الوقت فهو كما علمته ولم أزْدَد فيه إلى اليوم. حتّى أحْكمتُ علم المنطق والطّبيعيّ والرّياضيّ، ثمّ عدلت إلى الإلهيّ. وقرأت كتاب «ما بعد الطّبيعة» فما كنتُ أفهم ما فيه، والتبس عليَّ غرضُ واضعه، حتّى أعدت قراءته أربعين مرّة، وصار لي محفوظًا، وأنا مع ذلك لا أفهم ولا المقصود به. وأيست من نفسي وقلت: هذا كتاب لا سبيل إلى فَهْمه. وإذا أنا في يوم من الأيّام حضرتُ وقت العصر في الورّاقين وبيد دلّالٍ مجلَّد ينادي عليه، فَعَرَضه عليَّ فردَدْتُه ردَّ مُتَبرِّمٍ [4] ، فقال: إنّه رخيص، بثلاثة دراهم.
__________
[1] زاد ابن العبري: «وأنا في هذا الوقت من أبناء ستّ عشرة سنة» . (تاريخ مختصر الدول 187) .
[2] تاريخ مختصر الدول 187، وفيات الأعيان 2/ 158.
[3] تاريخ مختصر الدول 187.
[4] زاد ابن العبري: «معتقد أن لا فائدة في هذا العلم» . (تاريخ مختصر الدول 187) .(29/221)
فاشتريته فإذا هو كتابٌ لأبي نصر الفارابيّ في أغراض كتاب ما بعد الحكمة الطّبيعيّة [1] . ورجعتُ إلى بيتي وأسرعتُ قراءته، فانفتح عليَّ في الوقت أغراض ذلك الكتاب [2] . ففرحتُ وتصدَّقتُ بشيءٍ كثير شكرًا للَّه تَعَالَى [3] .
واتْفق لسّلطان بُخَارى نوح بن منصور مرضٌ صعبٌ، فأجرى الأطبّاء ذِكْري بين يديه، فأُحْضِرتُ وشاركتهم في مداواته، وسألته الإذْنَ في دخول خزانة كُتُبهم ومطالعتها وقراءة ما فيها من الكُتُب وكَتْبها. فأذن لي فدخلتُ، فإذا كُتُبٌ لا تُحصى في كلّ فنٍّ. ورأيتُ كُتُبًا لم تقع أسماؤُها إلى كثير من النّاس، فقرأت تلك الكُتُب وظفرت بفوائدها، وعرفتُ مرتبة كلّ رجلٍ في علمه [4] . فلمّا بلغتُ ثمانيةَ عشرَ عامًا من العُمر فرغت من هذه العلوم كلّها. وكنتُ إذ ذاك للعلم أحفظ، ولكنّه معي اليوم أنضج، وإلّا فالعلم واحد لم يتجدّد لي بعدَه شيء [5] .
وسألني جارنا أبو الحسين [6] العروضيّ أن أصنّف له كتابا جامعا في هذا العلم، فصنّفتُ له «المجموع» وسمّيتُه به، وأتيتُ فيه على سائر العلوم سوى الرّياضيّ، ولي إذ ذاك إحدى وعشرون سنة.
وسألني جارنا الفقيه أبو بكر البَرَقيّ [7] الخوارزميّ [8] ، وكان مائلًا إلى الفقه والتّفسير والزّهد، فسألني شرح الكُتُب له، فصنّفت له كتاب «الحاصل والمحصول» في عشرين مجلّدة أو نحوها. وصنّفت له كتاب «البِرّ والإثّم» ، وهذان الكتابان لا يوجدان إلّا عنده، ولم يعرهما أحدا.
__________
[1] في: تاريخ مختصر الدول، وعيون الأنباء، والوافي بالوفيات: «ما بعد الطبيعة» .
[2] زاد ابن العبري: «بسبب أنه قد صار لي على ظهر القلب» . (تاريخ مختصر الدول 188) .
[3] تاريخ مختصر الدولة 187، 188.
[4] وفيات الأعيان 2/ 158.
[5] تاريخ مختصر الدول 188.
[6] هكذا في الأصل (وعيون الأنباء) . وفي: الوافي بالوفيات 12/ 394: «أبو الحسن» .
[7] البرقيّ: بفتح الباء والراء، والقاف بعدهما، هذه النسبة إلى برق وهو بيت كبير من خوارزم انتقلوا إلى بخارى وسكنوها. وهذه النسبة إلى برق يعني بالفارسية: بره ولد الشاة، لأنه كان في آبائه من يبيع الحملان، فعرّب بالفارسيّ. (الإكمال لابن ماكولا 1/ 483، الأنساب 2/ 161) .
[8] ترجم له ابن ماكولا في (الإكمال 1/ 483) ، وابن السمعاني في (الأنساب 2/ 161، 162) ، وقال ابن ماكولا: ورأيت ديوان شعره وأكثره. بخط تلميذه ابن سينا الفيلسوف.(29/222)
ثمّ مات والدي، وتصرَّفت بي الأحوال، وتقلَّدْت شيئًا من أعمال السّلطان، ودعتني الضّرورة إلى الإحلال ببُخَارى [1] والانتقال إلى كُرْكانْج [2] ، وكان أبو الحسن السَّهْليّ المحبّ لهذه العلوم بها وزيرًا. وقدِمت إلى الأمير بها عليّ بن المأمون، وكنتُ على زِيّ الفُقهاء إذ ذاك بطَيْلَسان تحت الحَنَك، وأثبتوا لي مشاهَرةً دارّة تكفيني [3] .
ثمّ انتقلت إلى نَسَا [4] ، ومنها إلى باوَرْد [5] ، وإلى طُوس، ثمّ إلى جاجَرْم [6] راس حدّ خراسان، ومنها جُرْجَان، وكان قصدي الأمير قابوس. فاتّفق في أثناء هذا أخد قابوسَ وحبْسه، فمضيت إلى دِهِستان [7] ، فمرضت بها ورجعت إلى جُرْجَان [8] ، فاتّصل بي أبو عُبَيْد الجوزجانيّ [9] .
__________
[1] في: (تاريخ الحكماء) : «إلى الارتحال عن بخارى» ، وفي (الوافي بالوفيات) : «إلى الإخلال ببخارى» .
[2] كركانج: بالضم ثم السكون، وكاف أخرى، وبعد الألف نون ساكنة يلتقي بها ساكنان ثم جيم. اسم القصبة بلاد خوارزم ومدينتها العظمى، وقد عرّبت فقيل: الجرجانيّة، فأما أهل خوارزم فيسمّونها كركانج، وليس خوارزم اسما لمدينة بعينها إنما هو اسم للناحية بأسرها، وهما كركانجان: فهذه الكبرى، وبينها وبين كركانج الصغرى ثلاثة فراسخ. (معجم البلدان 4/ 452) .
وفي: (تاريخ مختصر الدول 188) : «جرجان» ، والمثبت يتفق مع: (وفيات الأعيان 2/ 159) .
[3] وفيات الأعيان 2/ 159.
[4] نسا: بفتح أوله، مقصور بلفظ عرق النّسا. وهي مدينة بخراسان، بينها وبين سرخس يومان وبينها وبين مرو خمسة أيام، وبين أبيورد يوم، وبين نيسابور ستة أو سبعة، وهي مدينة وبئة جدّا. (معجم البلدان 5/ 282) .
[5] باورد: بفتح الواو، وسكون الراء، وهي أبيورد. بلد بخراسان بين سرخس ونسا. (معجم البلدان 1/ 333) .
[6] جاجرم: بعد الألف جيم أخرى مفتوحة، وراء ساكنة، وميم، بلدة لها كورة واقعة بين نيسابور وجوين وجرجان، تشتمل على قرى كثيرة، وبلد حسن. (معجم البلدان 2/ 92) .
[7] دهستان: بكسر أوله وثانيه. بلد مشهور في طرف مازندران قرب خوارزم وجرجان. (معجم البلدان 2/ 492) .
[8] تاريخ مختصر الدول 188، وفيه زاد ابن العبري: «وأنشأت في حالي قصيدة فيها البيت القائل» :
لما عظمت فليس مصر واسعي لما غلا ثمني عدمت المشتري وقال ابن خلّكان إنه صنّف في جرجان «الكتاب الأوسط» ، ولهذا يقال له «الأوسط الجرجاني» .
(وفيات الأعيان 2/ 159) .
[9] الجوزجاني: بضم أوله وسكون الواو والزاي: نسبة لاسم كورة واسعة من كور بلخ بخراسان،(29/223)
ثمّ قال أبو عُبَيْد [1] الْجُوزْجَانيّ: فهذا ما حكاه لي الشّيخ من لفظه [2] .
وصنّف ابن سِيَنا [3] بأرض الجبل كُتُبًا كثيرة. وهذا فهرس كُتُبه:
كتاب «المجموع» ، مجلّد، «الحاصل والمحصول» ، عشرون مجلّدة، «الإنصاف» ، عشرون مجلدة، «البِرّ والإثم» ، مجلّدان، «الشّفاء» ، ثمانية عشر مجلّدًا، «القانون» ، أربعة عشر مجلّدًا [4] ، «الأرصاد الكليّة» ، مجلّد، كتاب «النَّجَاة» ، ثلاث مجلّدات، «الهداية» ، مجلّد، «الإشارات» ، مجلّد، «المختَصَر» ، مجلّد، «العلائيّ» ، مجلّد، «القُولَنْج» ، مجلّد، «لسان العرب» [5] ، عشر مجلّدات، «الأدوية القلبية» [6] ، مجلّد، «الموجَز» ، مجلّد، «بعض الحكمة الشّرقيّة» ، مجلّد: «بيان ذوات الجهة» ، مجلّد، كتاب «المَعَاد» ، مجلّد، كتاب «المبتدأ والمَعَاد» ، مجلّد.
ومن رسائله: «القضاء والقدر» ، «الآلة الرصدّية» ، «غرض قاطيغورياس» ، «المنطق بالشِّعر» ، «قصيدة في العِظة والحكمة» ، «تعقُّب المواضع الجدليّة» ، «مختصرا أوقليدس» ، «مختصر في النّبض» بالعجميّة، «في النّهاية وأنْ لا نهاية» ، «عهدٌ» كتبه لنفسه، «حيّ بن يَقْظان» ، «في أنّ أبعاد الجسم غير ذاتيّة له» ، «خطب الكلام في الهِنْدباء» ، «في أنّ الشيء الواحد لا يكون جوهريًّا عَرَضيًّا» ، «في أنّ عِلم زيد غير علم عَمْرو» ، «رسائل له إخوانيّة وسلطانيّة» ، «مسائل جرت بينه وبين بعض الفضلاء» [7] .
__________
[ () ] وهي بين مروالروذ وبلخ، ويقال لقصبتها اليهودية، ومن مدنها: الأنبار، وفارياب، وكلّار.
(معجم البلدان 2/ 182) .
[1] قال ابن خلكان: «واسمه عبد الواحد» . (وفيات الأعيان 2/ 159) .
[2] تاريخ مختصر الدول 188.
[3] في الأصل: «ابن كينا» ! وهو سهو.
[4] في: سير أعلام النبلاء 17/ 533: «القانون، مجلّدات» ، وقال ابن العبري: ولما بلغ الثامنة عشرة صنّف كتابه الكبير المشهور بالقانون وأردفه بكتاب «الشفاء» الضخم في علوم الفلسفة الأربعين، وأتى عليه في عشرين يوما، وضمّنه علوم الطبيعيات والإلهيّات» (تاريخ الزمان 89) .
[5] في: سير أعلام النبلاء 17/ 533: «اللغة» .
[6] في: سير أعلام النبلاء 17/ 533: «أدوية القلب» .
[7] راجع أسماء مؤلّفاته ورسائله في: عيون الأنباء لابن أبي أصيبعة 457- 459، والوافي بالوفيات 12/ 604- 606، وكشف الظنون (راجع قائمة المصادر التي وضعناها لترجمته) ، وهدية العرافين 1/ 308، 309، وتراث العرب العلمي لطوقان 286- 297، وعقود الجوهر(29/224)
ثمّ انتقل إلى الرِّيّ، وخدم السّيّدة وابنها مجد الدّولة [1] ، وداواه من السَّوداء، وأقام إلى أن قصد شمس الدّولة بعد قتل هلال بن بدر وهزيمة جيش بغداد.
ثمّ خرج إلى قَزْوين، وإلى هَمَذان.
ثمّ عالج شمس الدّولة من القُولَنْج، وصار من نُدَمائه، وخرج في خدمته.
ثمّ ردّ إلى هَمَذان [2] .
ثمّ سألوه يُقلَّد الوزارة فتقلَّدها. ثمّ اتّفق تشويش العسكر عليه واتّفاقهم عليه خوفًا منه، فكبسوا داره ونهبوها، وسألوا الأمير قتله، فامتنع وأرضا هم بنفْيه، فتوارى في دار الشّيخ أبي سعد أربعين يومًا. فعاود شمس الدّولة القُولَنْج، فطلب الشّيخ فحضر، فاعتذر إليه الأمير بكلّ وجهٍ، فعالجه، وأعاد إليه الوزارة ثانيا [3] .
قال أبو عبيد الجوزجانيّ: ثمّ سألته شرح كتاب أرسطوطاليس [4] فقال: لا فراغ لي، ولكنْ إنْ رضِيت منّي بتصنيف كتاب أُورد في ما صحّ عندي من هذه العلوم بلا مناظرة ولا ردًّ فعلت.
فرضيت منه، فبدأ بالطّبيعيّات من كتاب «الشّفاء» . وكان يجتمع كلّ ليلةٍ في داره طَلَبَةُ العِلمِ [5] ، وكنتُ أقرأ من «الشّفاء» نوبة، وكان يقرأ غبري من
__________
[ () ] لجميل العظم 133- 141، ومؤلّفات ابن سينا للأب جورج قنواتي، والكتاب الذهبي للمهرجان الألفي لابن سينا، صدر ببغداد 1952، ومؤلفات ابن سينا لأمين مرسي قنديل، طبعة 1950، ومعجم المطبوعات لسركيس 127- 132، وغيره.
وقال ابن العبري: «وبلغت تآليفه المشهورة المتداولة اثنين وتسعين كتابا وضع أغلبها وهو في السجن، ونقلت أنا الحقير عن العربية إلى السريانية كتابه البديع «الإشارة والتنبيه» . (تاريخ الزمان 89) .
[1] تاريخ مختصر الدول 188.
[2] زاد ابن العبري: «فاتّصل بخدمه كدبانويه وتولّى النظر في أسبابها» . (تاريخ مختصر الدول 188) .
[3] وفيات الأعيان 2/ 159، تاريخ مختصر الدول 188.
[4] في: (عيون الأنباء) و (تاريخ الحكماء) و (الوافي بالوفيات) : «كتب أرسطو» .
[5] في: (عيون الأنباء) و (تاريخ الحكماء) و (الوافي بالوفيات) : «في دار طلبة العلم» .(29/225)
«القانون» نوبة، فإذا فرغنا حصر المغنّون، وهيّئ مجلس الشّراب بآلاته، فكنّا نشتغل به. فقضينا على ذلك زمنًا. وكان يشتغل بالنّهار في خدمة الأمير.
ثمّ مات الأمير، وبايعوا ولده، وطلبوا الشّيخ لوزارته فأبى، وكَاتَبَ علاءَ الدّولة [1] سرًّا يطلب المصير إليه، واختفى في دار أبي غالب العطّار [2] فكان يكتب كلّ يومٍ خمسين ورقة تصنيفا في كتاب «الشّفاء» حتّى أتى منه على جميع كُتب الطّبيعيّ والإلهيّ، ما خلا كتابيّ «الحيوان» و «النّبات» [3] .
ثمّ اتّهمه تاج المُلْك بمكاتبة علاء الدّولة، وأنكر عليه ذلك، وحثّ على طلبه، وظفروا به وسجنوه بقلعة فَرْدَجَان [4] . وفي ذلك يقول قصيدة منها:
دخولي باليقين كما تراه وكلُّ الشّكّ في أمر الخروج [5] فبقي فيها أربعةَ أشْهُرٍ. ثمّ قصد علاء الدّولة هَمَذان فأخذها، وهرب تاج المُلْك وأتى تلك القلعة.
ثمّ رجع تاج المُلْك وابن شمس الدّولة إلى هَمَذان لمّا انصرف عنها علاء الدّولة، وحملوا معهما الشّيخ إلى هَمَذان [6] ، ونزل في دار العلويّ، وأخذ يصنّف المنطق من كتاب «الشّفاء» .
وكان قد صنّف بالقلعة: رسالة «حيّ بن يَقْظان» ، وكتاب «الهدايات» [7] ، وكتاب «القُولَنْج» .
ثمّ إنّه خرج نحو أصبهان متنكرًا، وأنا وأخوه وغلامان له في زِيّ الصُّوفيّة، إلى أن وصلنا طَبَرَان [8] ، وهي على باب إصبهان، وقاسينا شديدًا، فاستقبلنا
__________
[1] هو: أبو جعفر بن كاكويه.
[2] تاريخ مختصر الدول 188.
[3] تاريخ مختصر الدول 188.
[4] فردجان: قلعة مشهورة من نواحي همذان من ناحية جرّ، ويقال لها: براهان. (معجم البلدان 4/ 247) وفي: (تاريخ مختصر الدول 188) : «بردجان» .
[5] تاريخ مختصر الدول 188، عيون الأنباء 3/ 9، تاريخ الحكماء 421، الوافي بالوفيات 12/ 397.
[6] تاريخ مختصر الدول 188.
[7] في: تاريخ الحكماء: «كتاب الهداية» .
[8] طبران: بالتحريك، وآخره نون، بلفظ تثنية طبر، وهي فارسيّة. والطّبر: هو الّذي يشقّق به(29/226)
أصدقاءُ الشّيخ ونُدَماءُ الأمير علاء الدّولة وخَوَاصّه، وحملوا إليه الثّياب والمراكب، وأُنْزِل في محلّة كون كبير. وبالغ علاء الدّولة في إكرامه وصار من خاصّته [1] . وقد خدمتُ الشّيخ وصَحِبْتُه خمسًا وعشرين سنة.
وجرت مناظرة فقال له بعضُ اللُّغَويّين: إنَّكَ لا تعرف اللّغة. فأنِف الشّيخ وتوفرَّ على درس اللُّغة ثلاث سِنين، فبلغ طبقة «عظيمة» من اللُّغة، وصنّف بعد ذلك كتاب «لسان العرب» ولم يُبيّضْه [2] .
قال: وكان الشّيخ قويُّ القُوَى كلّها، وكان قوّة المجامَعَة من قواه الشّّهْوانيّة أقوى وأغلب. وكان كثيرًا ما يشتغل به، فأثَّر في مزاجه. وكان يعتمد على قوّة مزاجه حتّى صار أمره إلى أن أخذه القُولَنْج. وحرص على بُرئِه حتّى حقن نفسه في يومٍ ثمان مرّات، فتقرَّح بعض أمعائه وظهر به سَحْج [3] . وسار مع علاء الدّولة، فأسرعوا نحو ابينع [4] ، فظهر به هناك الصَّرَع الّذي قد يتبع علّة القُولَنْج.
ومع ذلك كان يدبِّر نفسه ويحقن نفسه لأجل السَّحْج [5] . فأمر يومًا باتّخاذ دانِقَيْن مِن بِزْرِ الكَرَفْس في جُملة ما يحتقن به طلبًا لكسر الرّياح، فقصد بعض الأطبّاء الّذي كان هو يتقدّم إليه بمعالجته فطرح من بِزر الكَرَفْس خمسةَ دراهم. لستُ أدري عَمْدًا فعله أم خطأً، لأنّني لم أكن معه. فازداد السَّحْج به من حدَّة البِزْر [6] .
وكان يتناول المثروديطوس [7] لأجل الصَّرَع، فقام بعض غلمانه وطرح شيئا
__________
[ () ] الأحطاب وما شاكله بلغة الفرس. وهي مدينة في تخوم قومس. (معجم البلدان 4/ 13) .
[1] تاريخ مختصر الدولة 189.
وقال ابن الأثير إن ابن سينا: «كان يخدم علاء الدولة أبا جعفر بن كاكويه ولا شك أن أبا جعفر كان فاسد الاعتقاد، فلهذا أقدم ابن سينا على تصانيفه في الإلحاد والردّ على الشرائع في بلده» . (الكامل في التاريخ 9/ 456) .
[2] عيون الأنباء 3/ 10، تاريخ الحكماء 422.
[3] السّحج: التّقشّر.
[4] لم أتبيّن المقصود منها.
[5] تاريخ مختصر الدول 189.
[6] وفيات الأعيان 2/ 159، عيون الأنباء 440.
[7] هكذا في الأصل والوافي بالوفيات. وفي: سير أعلام النبلاء 17/ 534 «مثرود يطوس» ومثله في: تاريخ الحكماء وفي: عيون الأنباء: «المثرود بطوس» .(29/227)
كثيرًا من الأفيون فيه وناوله، فأكله. وكان سبب لك خيانتهم في مالٍ كثير من خزائنه، فتمنَّوا هلاكه ليأمنوا. فنُقِل الشّيخ إلى أصبهان وبقي يدبّر نفسه. واشتدّ ضَعْفُه. ثمّ عالج نفسه حتّى قدر على المشْي، لكنّه مع ذلك يُكثر المجامعة، فكان ينتكس.
ثمّ قصد علاء الدّولة هَمَذان، فسار الشّيخ معه فعاودته تلك العلّة في الطّريق إلى أن وصل إلى همذان، وعلم أنّه قد سقطت قوّته، وأنّها لا تفي بدفع المرض، فأهمل مداوة نفسه، وأخذ يقول: المدبّر الّذي كان يدبّر بدني قد عجز عن التّدبير، والآن فلا تنفع المعالجة. وبقي على هذا أيّامًا، ومات عن ثلاثٍ وخمسين سنة [1] .
انتهى قول أبي عُبَيْد [2] .
وقبره تحت سُور هَمَذان، وقيل: إنّه نُقِل إلى إصبهان بعد ذلك.
قال ابن خِلِّكان [3] في ترجمة ابن سِينَا: ثمّ اغتسل وتاب وتصدّق بما معه على الفقراء، وردّ المظالم على مَن عَرَفه، وأعتق مماليكه. وجعل يختم كلّ ثلاثة أيّام ختمة، ثمّ مات بهَمَذان يوم الجمعة في رمضان [4] .
وولد في صفر سنة سبعين وثلاثمائة.
قال: وكان الشّيخ كمال الدّين بن يونس يقول إنّ مخدومه سخط عليه ومات في سجنه.
وكان ينشد:
رأيتُ ابن سِينَا يعادي الرّجالَ ... وفي السّجنِ [5] مات أخسَّ المماتِ
فلم يَشْفِ ما نابَهُ «بالشّفا» ... ولم يَنْجُ من موته «بالنّجاة» [6]
__________
[1] في: تاريخ مختصر الدول 189: وكان عمره ثمانيا وخمسين سنة ومثله في: تاريخ الزمان 89.
[2] وفيات الأعيان 2/ 159، 160، عيون الأنباء 440، 441، وفي: الكامل في التاريخ 9/ 456 أنه توفي بأصبهان.
[3] في: وفيات الأعيان 2/ 160.
[4] وفيه قال بعضهم:
ما نفع الرئيس من حكمه الطبّ ... ولا حكمه على النّيّرات
ما شفاه «الشفاء» من ألم الموت ... ولا نجّاه كتاب «النّجاة»
(تاريخ مختصر الدول 189) .
[5] في: الوافي بالوفيات: «وبالحبس» .
[6] هكذا في الأصل. والبيتان في: وفيات الأعيان 2/ 162، والوافي بالوفيات 12/ 407.(29/228)
وصيَّه ابن سينا لأبي سعيد بن أبي الخير الصُّوفيّ الميهَنيّ [1] ، قال: لِيكنِ اللهِ تعالى أوّل فَكْرٍ له وآخِرَه، وباطِن كلِّ اعتبار وظاهِرَه، ولْتَكُنْ عَينُ نفسِك مكْحولةً [2] بالنَّظَر إليه، وقَدَمُها [3] موقوفةً على المُثُول بين يديه، مسافِرًا بعقله في المَلَكُوت الأعلى وما فيه من آيات ربّه الكُبْرى، وإذا انْحَطّ إلى قراره، فلْيُنَزِّهِ الله في آثاره، فإنّه باطِنٌ ظاهِرٌ، تجلّى لكلّ شيءٍ بكلّ شيءٍ، ففي كلّ شيءٍ له آيةٌ تَدُلُّ على أنّه واحد. فإذا صارت هذه الحال له مَلَكة انْطَبَعَ فيها نقْشُ المَلَكُوت، وتجلّى له قُدْسُ اللّاهُوت، فأَلِف الأُنْسَ الأعلى، وذاق اللَّذَّة القُصْوَى، وأخذه عن نفسه مَن هو بها أوْلَى، وفاضت عليه السّكينة، وحقّت له الطُّمَأْنِينة. وتطلّع على العالَم الأدنى اطّلاع راحمٍ لأهله، مُستوهِن لِحبْلِه، مُستخفٍّ لثقله، مستخْشٍ به لعُلْقه، مُستضل لطرقه، وتذكَّر نفسه وهي بها بهِجة، وببهجتها بهجة، فيعجب منها ومنهم تعجُّبَهُم منه، وقد وَدَعها، وكان معها كأنْ ليس معها، ولْيَعْلم أنّ أفضلّ الحركاتِ الصّلاةُ، وأمثَلَ السّكَنَاتِ الصِّيامِ، وأنْفَعَ البِرّ الصَّدَقَة، وأزْكى السّرّ الاحتمالُ، وأبْطَلَ السَّعْي [4] المراءاة [5] ، وأن تخلُص النَّفْسُ عن الدَّرَن [6] ، ما التفتت إلى قيلٍ وقال، ومنافسة وجدالٍ، وانفعلت بحالٍ من الأحوال، وخيرُ العمل ما صَدَر عن خالص نيّة، وخيرُ النّيّة ما ينفرج عن جَنَابِ علْم [7] ، والحكمة أمُّ الفضائل، ومعرفة الله أوّل الأوائل إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ 35: 10 [8] .
إلى أن قال: وأمّا المشروب فيُهْجَرُ شربُه تلهّيا لا تشفّيا وتداويا، ويعاشر
__________
[1] الميهنيّ: بكسر الميم، وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين، وفتح الهاء وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى ميهنة وهي إحدى قرى خابران ناحية بين سرخس وأبيورد. (الأنساب 11/ 580) .
[2] في: سير أعلام النبلاء 17/ 535 «ولتكن عينه مكحولة» .
[3] في: السير: «وقدمه» .
[4] في (عيون الأنباء 45) : «السهي» ، وهي تحريف.
[5] في (عيون الأنباء، وسير أعلام النبلاء) : «الرياء» .
[6] في: العيون والسير: «الدون» .
[7] في: العيون والسير: «ما انفرج عن علم» .
[8] سورة فاطر، الآية 10.(29/229)
كل فِرْقَةٍ بعادته ورسمه، ويسمح بالمقدور والتّقدير من المال، ويركب لمساعدة النّاس كثيرًا ممّا هو خلاف طبْعه. ثمّ لا يقصّر في الأوضاع الشّرعيّة، ويعظِّم السُّنَنَ الإلهيّة، والمُواظَبَة على التَّعَبُّدات البدنيّة.
إلى أن قال: عاهد الله أنه يسير بهذه السِّيرة ويدِين بهذه الدِّيانة، والله ولي الّذين آمنوا [1] .
وله شِعْرٌ يَرُوق، فمنه قصيدته في النّفْس:
هبَطَتْ إليكَ من المحلّ [2] الأرْفِعِ ... وَرْقاءُ ذات تَعَزُّزٍ وَتَمَنُّعِ
محجوبةٌ عن كلّ مُقْلَة عارِفٍ ... وهي الّتي سَفَرَتْ فلم تَتَبَرْقِعِ
وصلَتْ على كُرهٍ إليكَ وربّما ... كرهتْ فراقَك وهي ذات تَفَجُّعِ
أنِفَتْ وما أنِسْتُ [3] فلمّا واصلتْ ... ألِفْتُ مجاورةَ الخراب البَلْقَعِ
وأَظُنُّها نسيِتْ عُهُودًا بالحِمَى ... ومنازلًا بِفراقها لم تَقنعِ
حتّى إذا اتّصَلَتْ بهاءِ هُبُوطها ... من ميم مَركزِها بذات الأجْرعِ
عَلِقَتْ بها ثاء الثَّقيل فأصبحت [4] ... بين المعالم والظُّلُول الخُضَّع
تبكي إذا ذَكَرتْ ديارًا بالحِمَى [5] ... بمدامع تَهْمى ولمّا تُقطعِ [6]
وتظلُّ ساجعةً على الدِّمَنِ الّتي ... دُرِسَتْ بتكرار الرّياح الأرْبعِ
إذ عاقَها الشَّرَكُ الكثيف وصدَّها ... قَفَصٌ عن الأوْجِ الفسيح الأرفع
حتّى إذا قُربَ المسيرُ من الحِمَى ... ودنا الرّحِيلُ إلى الفضاء الأوسعِ
هجَعت وقد كشِفَ الغطاء فأبصرت ... ما ليس يُدرك بالعيون الهُجَّع
وغَدَتْ مفارقةً لكلّ مخالفٍ ... عنها حليف التّرْب غير مشيّع
__________
[1] قارن النصّ في: (عيون الأنباء 445، 446) .
[2] في البداية والنهاية: «من المقام» .
[3] في: وفيات الأعيان: «وما ألفت» . والمثبت عن الأصل، وهو يتفق مع: عيون الأنباء، وأعيان الشيعة.
[4] في الهامش: ث. بخطه: هاء هبوطها رمز عن الهيولي، وميم مركزها اختراعها ومبدؤها الأول، وثاء الثقيل أي الهيكل الإنسانيّ.
[5] في: وفيات الأعيان: «تبكي وقد نسيت عهودا بالحمى» ، وفي: شذرات الذهب، وأعيان الشيعة: «تبكي وقد ذكرت عهودا» .
[6] في: وفيات الأعيان: «تقلع» ، ومثله في: «الوافي بالوفيات 12/ 408، والمثبت يتفق مع:
عيون الأنباء، وشذرات الذهب.(29/230)
وبدت [1] تُغرِّدْ فوقَ ذِرْوَةِ شاهقٍ ... والعِلْمُ يرفع كلَّ من لم يُرْفَعِ
فلأيِّ شيءٍ أهبطتُ من شاهق ... سام إلى قعر الحضيض الأوْضَعِ
إنْ كان أرسلها [2] الإلهُ لِحِكْمَةٍ ... طُوِيَتْ عن الفطِنِ اللّبيبِ الأروَعِ
فهُبُوُطها إنْ [3] كان، ضَرْبَةُ لازِبٍ [4] ... لتكون سامعةً بما لم تسْمَعِ
وتعودَ عالمةً بكلّ خَفِيّةٍ ... في العالمين فَخَرْقُها لم يُرْقَعِ
وهي الّتي قطع الزّمان طريقَها ... حتّى لقد غَرُبَتْ بغير المَطْلَعِ
فكأنّها بَرْقٌ تألّق بالحِمَى ... ثمّ انْطَوى فكأنّه لم يَلْمَعِ [5]
وهي عشرون بيتًا.
وله:
قُمْ فاسْقِنيهَا قَهْوَةً كَدَمِ الطُّلا ... يا صاحِ بالقدحِ الملا بين الملا [6]
خَمْرًا تَظَلّ لها النَّصَارى سُجَّدًا ... ولها بنو عِمران أخلصتِ الولا
لَو أنَّها يومًا وقد لَعِبَتْ [7] بهم ... قالت: ألَسْتُ [8] بربِّكُم؟ قالوا: بلا [9]
وله وهو يجود بنفسه، فيما أنشدني المُسْنِد بهاء الدّين القاسم بن محمود الطّبيب:
أقام رِجالًا في معارجه مَلكًا ... وأقْعدَ قومًا في غوايتهم هلكا
__________
[1] في: وفيات الأعيان: «وغدت» ، ومثله في: الوافي بالوفيات. والمثبت يتفق مع: عيون الأنباء، وأعيان الشيعة.
[2] في: وفيات الأعيان: «أهبطها» ، ومثله في: الوافي بالوفيات 12/ 408، والمثبت يتفق مع:
عيون الأنباء، وأعيان الشيعة.
[3] هكذا في الأصل وعيون الأنباء. وفي: الوافي بالوفيات 12/ 408: «فهبوطها لا شك» .
[4] في: وفيات الأعيان، وأعيان الشيعة: «ضربة لازم» .
[5] الأبيات بتقديم وتأخير في: وفيات الأعيان 2/ 160، 161، وعيون الأنباء 3/ 15، 16، والوافي بالوفيات 12/ 407، 408، وشذرات الذهب 3/ 236، 237، وأعيان الشيعة 26/ 329، 330، ومنها الأبيات الثلاثة الأولى فقط في: البداية والنهاية 12/ 43.
[6] في: الوافي بالوفيات 12/ 409:
هات اسقني كأس الطّلا كدم الطّلى ... يا صاحب الكأس الملا بين الملا
[7] في المصادر: «ولعت» .
[8] في: الوافي بالوفيات:
«لو أنّها قالت وقد مالت بهم ... سكرا: ألست بربّكم؟ قالوا: بلى
[9] الأبيات في: عيون الأنباء 3/ 22، والوافي بالوفيات 12/ 409، 410، وأعيان الشيعة 26/ 334.(29/231)
نعوذُ بك اللَّهمّ من شرِّ فتْنَةٍ ... تطوّقُ من حلّت به عيشة ضَنْكًا
رجعنا إليك الآن فاقْبَلْ رُجُوعَنا ... وقلِّبْ قُلُوبًا طال إعراضها عنْكا
فإنْ أنت لم تُبْدِ سِقَام نفوسِنا ... وتشْفي عَمَاياها، إذا، فلمن يُشْكا
فقد آثَرَتْ نفسي لِقَاكَ وقَطَعَتْ ... عليك جُفُوني من مدامعها سِلْكا
وقد طالت هذه التّرجمة، وقد كان ابن سينا آيةً في الذّكاء وهو رأس الفلاسفة الإسلاميّين الّذين مَشَوا خلْف العُقُول، وخالفوا الرّسولْ.
263- الحسين بن عليّ بن بطْحا [1] القاضي أَبُو عَبْد اللَّه.
تُوُفِّي فِي جُمَادى الْأولى ببغداد.
سمع: أبا سليمان الحَرَّانيّ، وأبا بكر الشّافعيّ.
وعنه: شيوخ شُهْدَة، والسِّلَفيّ.
264- الحسين بن محمد [2] بن الحسين [3] بن عامر.
أبو طاهر الأنصاريّ الخَزْرَجيّ الْجَزَريّ المعروف بابن خُرَاشة.
إمام جامع دمشق.
قرأ على: أبي الفتح بن برهان الأصبهاني.
وحدَّث عن: الحسين بن أبي الرَّمْرام [4] الفرائضيّ، ويوسف المَيَانِجِيّ، وجماعة.
روى عنه: أبو سعد السّمّان، وأبو عبد الله بن أبي الحديد، وابن أبي الصَّقْر الأنباريّ، والكتّانيّ، وقال: كان ثقة، نبيلًا، يذهب مذهب الأشعريّ.
توفّي في ربيع الآخر.
__________
[1] انظر عن (الحسين بن علي بن بطحا) في:
المنتظم 8/ 92 رقم 108 (15/ 258 رقم 3202) .
[2] انظر عن (الحسين بن محمد) في:
تبيين كذب المفتري 252، ومختصر تاريخ دمشق 7/ 170 رقم 154، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 359.
[3] هكذا في الأصل. وفي: المختصر، والتهذيب: «الحسن» .
[4] هكذا في الأصل. وفي تبيين كذب المفتري: «الزمزام» .(29/232)
265- حمزة بْنُ الْحُسَيْن بْنُ أَحْمَد بْنُ الْقَاسِمِ [1] .
أبو طالب بن الكوفيّ الدّلّال.
شيخ بغداديّ، ضعيف. سماعهُ صحيح من أبي بكر بن خلّاد فلمّا كان بآخره حدَّث عن: أبي عَمْرو بن السَّمَّاك، وَأَحْمَد بن كامل، وجماعة.
وقال الخطيب [2] : ذكر لي أبو عبد الله الصُّوريّ أنّه كتب عنه جزءًا لطيفًا عن أبي عَمْرو بْنُ السّمّاك، رأى سماعه فيه صحيحًا.
تُوُفّي في ربيع الآخر. ووُلِد سنة ستّ وثلاثين وثلاثمائة. وحكى الخطيب عن محمد بن محمد الحَدِيثيّ أنّه، أعني حمزة، أخرج له جزءًا قد كُشِط فيه وأُلْحِق وغُيّر [3] .
- حرف الذّال-
266- ذُو القرنين [4] .
__________
[1] انظر عن (حمزة بن الحسين) في:
تاريخ بغداد 8/ 185، 186 رقم 4311، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 236، 237 رقم 1017، والمغني في الضعفاء 1/ 192 رقم 1747، وميزان الاعتدال 1/ 606 رقم 2298، ولسان الميزان 2/ 359 رقم 1459.
[2] في تاريخه 8/ 185.
[3] في: تاريخ بغداد: «وحدّثني محمد بن محمد الحديثي قال: أخرج إليّ حمزة بن الكوفي جزءا عن أحمد بن عثمان بن الأدمي، فرأيت فيه سماعه مع أبيه، ففرحت به، ثم أخرج إليّ جزءا غيره وجدت فيه سماعا ملحقا بين الأسطر، ثم نظرت فإذا الجزء الّذي كان فيه سماعه مع أبيه مع ابن الأدمي، قد كان التسميع بخط أبيه، سمعت وابني فلان- يعني أخا لحمزة- وقد شدّد حمزة الياء، من «ابني» ، فصار يقرأ: «وابنيّ» ، وألحق اسمه مع اسم أخيه بعد أن حكّ موضع اسمه وأصلحه، وطرح على الجزء دهنا وترابا حتى اصفر ليظنّ أنه تسميع عتيق! قال:
فرددت الجزء عليه وانصرفت» . (تاريخ بغداد 8/ 185) .
[4] انظر عن (ذي القرنين) في:
دمية القصر للباخرزي 1/ 221 رقم 57، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية 36/ 193 و 195) ، ومختصر تاريخ دمشق 8/ 230، 231 رقم 112، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 262، 263، ومعجم الأدباء 11/ 119- 121 رقم 30، وأخبار مصر في سنتين للمسبّحي 34، 52، 58، 100، 172، ويتيمة الدهر 1/ 74، 75 وتتمة اليتيمة 1/ 3 رقم 1، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 69- 71، ووفيات الأعيان 2/ 279- 281 وانظر: 1/ 129 و 3/ 207 و 7/ 315، والعبر 3/ 165، 166، وسير أعلام النبلاء 17، 516، 517، و 537، 538،(29/233)
أبو المطاع وجيه الدّولة ابن ناصر الدّولة الحسن بن عبد الله بن حمدان التَّغْلبيّ، الشَّاعِر الأمير.
ولي إمرة دمشق بعد لؤلؤ البشراويّ سنة إحدى وأربعمائة، وجاءته الخلْعة مِن الحكام [1] . ثمّ عزله الحاكم بعد أشهر بمحمد بن بزّال [2] .
ثمّ ولي أبو المُطاع دمشقَ في سنة اثنتي عشرة وأربعمائة للظّاهر صاحب مصر [3] ، ثمّ عزله بعد أربعة أشهر بسختكين [4] .
ثمّ وَلِيَها مرَّةً ثالثةً سنة خمس عشرة، فبقى إلى سنة تسع عشرة، فعُزل بالدّزبَرِيّ [5] .
وله شِعرٌ رائق:
أفدي الّذي زُرْتُهُ بالسّيف مُشْتَمِلًا ... ولَحْظُ عيْنيه أمضى من مضاربه
فما خلعتُ نِجَادي للعِناق له ... حتّى لبِسْتُ نجادًا من ذَوائبه
فبات [6] أسْعَدُنا في نَيْلِ بُغْيَتِهِ [7] ... مَن كان في الحُبِّ أشقانا بصاحبه [8] .
__________
[ () ] رقم 340، ودول الإسلام 1/ 255، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد للدمياطي 114- 116 رقم 76، ومرآة الجنان 3/ 51، وأمراء دمشق في الإسلام 33 رقم 107، والوافي بالوفيات 14/ 42- 46 رقم 41، واتعاظ الحنفا 2/ 135، 141، 156، والنجوم الزاهرة 5/ 27، وشذرات الذهب 3/ 328.
[1] ذيل تاريخ دمشق 69، مختصر تاريخ دمشق 8/ 230، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 262، أمراء دمشق في الإسلام 33.
[2] المصادر المذكورة.
[3] ذيل تاريخ دمشق 70.
[4] في: ذيل تاريخ دمشق 70: «شحتكين» . والمثبت يتفق مع: الوافي بالوفيات 14/ 42، وأمراء دمشق 37 رقم 120.
[5] ذيل تاريخ دمشق 71 وفيه «التزبري» .
[6] ورد بدل هذا البيت في (أخبار مصر) بيت آخر:
يفديك بالنفس صبّ لو يكون له ... - أعزّ من نفسه- شيء فداك به
[7] ورد هذا الشطر في (يتيمة الدهر) على هذا النحو:
فكان أنعمنا عيشا بصاحبه
[8] الأبيات في: يتيمة الدهر 1/ 74، وأخبار مصر للمسبّحي 102، ومختصر تاريخ دمشق 8/ 230، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 262، ومعجم الأدباء 11/ 121، ووفيات الأعيان 2/ 279، والبيتان الأولان في: الوافي بالوفيات 14/ 45، 46، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 115، وسير أعلام النبلاء 17/ 537، 538.(29/234)
وقد روى عنه أبو محمد الجوهريّ مقطَّعات رائقة. وكان ابنه أميرًا.
وله:
لو كنتُ أمْلِكُ صبرًا أنت تملكُه ... عنّي لجَازَيْتُ [1] منك التِّيهَ بالصِّلَفِ
أَوْ بِتَّ تُضْمِرُ [2] وجْدًا بِتُّ أُضْمِرُه ... جَزَيتني كلفًا عن شدّة الكلفِ
تعمّد الرّفْق بي يا حِبُّ محتسِبًا ... فليس يَبْعُد ما تَهْواه من تَلَفِي [3]
وله:
لو كنتَ ساعةَ بَيْننا ما بَيْنَنَا ... وشَهِدْتَ حين نكررّ التَّوْديعا
أيقنتَ أنّ من الدّموعِ محدِّثًا ... وعلمتَ أنّ من الحديث دُمُوعًا [4]
وله:
ومفارقٍ ودَّعتُ عند فراقِهِ [5] ... ودَّعتُ صبري عنه في توديعه
ورأيت منه مثل [6] مثلَ لُؤْلؤ عقْدهِ ... من ثغرِه وحدِيثه ودُموعِهِ [7]
تُوُفّي ذو القَرْنَين في صَفَر.
وقيل: إنّه وصل إلى مصر، وولي الإسكندريّة للظّاهر سنة [8] ، ثمّ رجع إلى دمشق [9] .
__________
[1] في: المستفاد: «تجازيت» .
[2] في: المستفاد: «أويت نظمي» .
[3] الأبيات في: تهذيب تاريخ دمشق 5/ 262، والوافي بالوفيات 14/ 43، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 114.
[4] البيتان في: تتمة يتيمة الدهر 5، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 262، ومعجم الأدباء 11/ 7120، ووفيات الأعيان 2/ 280، والوافي بالوفيات 14/ 42، وسير أعلام النبلاء 17/ 537.
[5] في: تتمة اليتيمة:
«ومفارق نفسي الفداء لنفسه» .
[6] في: المستفاد: «فعل» .
[7] البيتان في: تتمة اليتيمة 5، والوافي بالوفيات 14/ 42، 43، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 114، ومختصر تاريخ دمشق 8/ 230.
[8] قال المسبّحي: «قلّد ذو القرنين بن الحسن بن حمدان ناصر الدولة الإسكندرية وأعمالها حربا، وسأل في أن يجعل ولده فاضل عوضه والي البلد، فأجيب إلى ذلك وأمرّ ولده ولقّب بعظيم الدولة» . (أخبار مصر 34، اتعاظ الحنفا 2/ 135) .
[9] أخبار مصر 52، اتعاظ الحنفا 2/ 141، وفيات الأعيان 2/ 281.(29/235)
- حرف السّين-
267- سعيد بن أحمد بن يحيى [1] .
أبو الطّيّب الحديديّ التُّجَيْبيّ، الطُّلَيْطُلِيّ.
أحد الأئمة الأعلام.
روى عن: أبيه، ومحمد بن إبراهيم الخُشَنيّ، وعبد الرحمن بن أحمد بن حوبيل. وناظر على: محمد بن الفخار.
وجمع كتبا لا تُحصَى. وكان مُعظَّمًا في النُّفوس.
حجَّ سنة خمسٍ وتسعين، ولقي جماعة.
وسمع بمكة من: أبي القاسم سليمان بن عليّ المالكيّ، وأحمد بن عبّاس ابن أصْبَغ.
ولقي بمصر الحافظ عبد الغنيّ.
وأخذ بالقيروان عن: أبي الحسن القابِسيّ.
وكان أهل المشرق يقولون: ما مرَّ علينا قطٌّ مثله.
حدَّث عنه: حاتم بن محمد، وغيره.
وتوفي رحمه الله فِي ربيع الأول.
- حرف الصاد-
268- صالح بْن أحمد بن القاسم بن يوسف بن فارس الميانجي [2] .
أبو مسعود، ابن أخي القاضي أبي بكر يوسف.
سكن صيدا.
__________
[1] انظر عن (سعيد بن أحمد) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 219، 220 رقم 498 وفيه: «سعيد بن أحمد بن محمد بن سعيد» .
[2] انظر عن (صالح بن أحمد) في:
الأنساب 11/ 55، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 17/ 347، وانظر: 3/ 161، 369 و 4/ 197 و 10/ 11 و 11/ 228 و 12/ 288 و 12/ 508 و 17/ 178 و 18/ 614 و 25/ 48 و 28/ 500 و 37/ 588، 601 و 38/ 333، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 441 و 4/ 356 و 6/ 361، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 1/ 149، وشذرات الذهب 2/ 35، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 352- 354 رقم 685.
وقد تقدّم التعريف بنسبة «الميانجي» في هذا الجزء.(29/236)
وحدّث عن: أبيه [1] ، وعمّه، ومحمد بن سليمان بن ذَكْوان البَعْلَبَكّيّ [2] ، وموسى بن عبد الرحمن البَيْروتيّ، والفضل بن جعفر التَّيميّ، وجماعة.
روى عنه: عبد الله بن عليّ بن أبي عَقيل القاضي، وولده محمد بْن عَبْد الله، وأحمد بْن محمد بن مَتَّوَيْه شيخ لوجيه الشَّحّاميّ، وعليّ بن بكّار الصُّوريّ، وأبو نصر بن طلّاب، وإبراهيم بن شكر العفّانيّ [3] ، وآخرون.
تُوُفّي سنة ثمانٍ أو تسعٍ وعشرين [4] .
- حرف العين-
269- عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحَسَن بْن عَلِيَّك [5] .
أبو سعد النَّيْسابوريّ، والد عليّ.
يقال: مات هذه السّنة.
وهو مذكورٌ في سنة إحدى وثلاثين.
270- عبد الرحمن بن محمد بن حُسَين [6] .
أبو عَمْرو الفارسيّ ثمّ الْجُرْجَانيّ، سِبْط الإمام أبي بكر الإسماعيليّ.
فقيه ثقة.
سمع من: جدّه.
__________
[1] وكان تحديثه عن أبيه في شهور سنة 428 هـ. (تاريخ دمشق 17/ 347) .
[2] البعلبكّيّ: بفتح الباء الموحّدة واللّام، بينهما عين ساكنة، وباء أخرى وفي أخرها الكاف. هذه النسبة إلى بعلبكّ مدينة من مدن الشام. (الأنساب 2/ 247) وهي مدينة معروفة بآثارها في لبنان الآن.
[3] في الأصل: «الخامي» ، والتصحيح من: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 4/ 197، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 251.
[4] في: تاريخ دمشق: توفي صالح وكان قاضيا بصيداء في 19 من شهر ربيع الأول سنة 429 هـ.
وسار القاضي أبو محمد عبد الله بن علي بن عياض والصّوريّون إلى صيدا للصلاة عليه.
قال غيث بن علي الأرمنازي خطيب صور: ذكرت هذا للقاضي ابن وضّاح قاضي صيدا، فقال: ما أظنّ أنّ القاضي جاء للصلاة عليه ونحو ذلك. (17/ 347) .
[5] لم أقف على مصدر ترجمته. وسيعاد في الجزء التالي.
[6] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد) في:
تاريخ جرجان 261 رقم 427 وفيه: «عبد الرحمن بن محمد بن الحسن» .(29/237)
روى عنه عليّ بن محمد الزّبحيّ الْجُرْجَانيّ في تاريخه، وقال: ثقة.
تُوُفّي في صَفَر.
271- عبد الغفّار بن محمد بن جعفر [1] .
أبو طاهر المؤدِّب، بغداديّ.
ضعّفه أبو عبد الله الصُّوريّ لشيءٍ ما.
روى عن: أبي عليّ الصّوّاف، وأبي بكر الشّافعيّ، ومحمد بن محرّم، وأبي الفتح الأزْديّ.
روى عنه: الخطيب [2] ، وعليّ بن الحسين بن أيّوب البزّاز، وأبو منصور محمد بن أحمد الخيّاط سمع منه «مُسْنَد الحُمَيْديّ» .
تُوُفّي في ربيع الأوّل، ووُلِد سنة خمسٍ وأربعين.
272- عُثْمَان بْن مُحَمَّد بْن يوسف بْن دُوَسْت [3] .
أبو عَمْرو البغداديّ العلّاف، أخو أحمد.
سمع: أبا بَكْر النّجّاد، وعبد الله بْن إِسْحَاق الخُراسانيْ، وعمر بن سِلْم، وأبو بكر الشّافعيّ.
قال الخطيب [4] : كتبنا عنه، وكان صدوقا [5] .
مات في صفر [6] .
__________
[1] انظر عن (عبد الغفار بن محمد) في:
تاريخ بغداد 11/ 116، 117 رقم 5811، والتقييد لابن النقطة 376، رقم 483، والعبر 3/ 259، ولسان الميزان 4/ 43 رقم 124، وشذرات الذهب 3/ 238.
[2] وقال: كتبت عنه، وسمعت أبا عبد الله الصوري يغمزه ويذكره بما يوجب ضعفه.
[3] انظر عن (عثمان بن محمد) في:
تاريخ بغداد 11/ 314 رقم 6116، والإكمال لابن ماكولا 3/ 324، والأنساب 9/ 98، والمنتظم 8/ 92 رقم 109 (15/ 258 رقم 3203) ، والإعلام بوفيات الأعلام 179، والمعين في طبقات المحدّثين 125 رقم 1388، والعبر 3/ 166، وسير أعلام النبلاء 17/ 471 رقم 309، وشذرات الذهب 3/ 238.
[4] في تاريخه 11/ 314.
[5] وزاد: وسألته عن مولده فقال: كانت أميّ تقول: ولدت في سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة، وكان أخي يقول لي: ولدت في سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة.
[6] ذكر المؤلّف- رحمه الله- وفاته في سنة 429 هـ. (الإعلام بوفيات الأعلام 179) .(29/238)
قلت: وروى عنه: أحمد بن عبد القادر بن يوسف «مُوَطّأ القَعْنَبيّ» [1] .
273- عليّ بن محمد بن إبراهيم بن الحسين المحدِّث [2] .
الحافظ أبو الحسن الحِنّائيّ الدّمشقيّ، الزّاهد المقرئ.
سمع الكثير، وخرّج لنفسه «المعجم» في مجلد.
وروى عن: عبد الوهّاب الكِلابيّ، وأبي بكر بن أبي الحديد، وابن جُمَيْع [3] ، وأحمد بن إبراهيم بن فِراس المكّيّ، واحمد بن عبد العزيز بن ثَرثال، وعبد الرحمن بن عمر النّحّاس.
روى عنه: أبو سعد السّمّان، وسعْد بن عليّ الزّنْجانيّ، وعبد العزيز الكتّانيّ، وسعد الله بن صاعد الرّحْبيّ، وجماعة.
وقال عبد العزيز الكتّانيّ: تُوُفّي شيخنا وأستاذنا أبو الحسن الحِنائيّ، الشّيخ الصّالح، في ربيع الأوّل.
كتب الكثير، وكان من العُبَّاد. وكانت له جنازة عظيمة ما رأيت مثلها. وَلَمْ يزل يحمل من بَعْدَ صَلَاةٍ الجمعة إلى قريب العصر. وانحلّ كفنه.
وذكر أنّ مولده في سنة سبعين وثلاثمائة رحمه الله [4] .
قال الأهْوَازيّ: دُفِنَ بباب كَيْسان.
__________
[1] القعنبيّ: بفتح القاف وسكون العين المهملة وفتح النون بعدها باء منقوطة بواحدة. هذه النسبة إلى الجدّ.
[2] انظر عن (علي بن محمد الحنّائيّ) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 29/ 185، وانظر: 4/ 470، و 25/ 50 و 29/ 185، و 35/ 339 و 37/ 357، ومعجم البلدان 2/ 95 و 4/ 177، والعبر 3/ 166، 167، والمعين في طبقات المحدّثين 125 رقم 1389، وتذكرة الحفّاظ 3/ 86، وسير أعلام النبلاء 17/ 565، 566 رقم 373، وشذرات الذهب 3/ 238، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 354، 355 رقم 1112.
[3] هو الحافظ محمد بن أحمد بن جميع الغساني الصيداوي صاحب «معجم الشيوخ» المتوفى سنة 402 هـ.
[4] تاريخ دمشق 29/ 185.(29/239)
- حرف الميم-
274- محمد بْن أحمد بْن أَبِي موسى [1] .
الشّريف أبو عليّ الهاشميّ البغداديّ. شيخ الحنابلة وعالمهم، وصاحب التّصانيف المشهورة.
سمع: محمد بن المظفّر، وأبا الحسين بن سمعون، وغير هما.
وهو كبيرٌ، فإنّ مولده في سنة خمسٍ وأربعين وثلاثمائة، وكان يمكنه السّماع بعد الخمسين وثلاثمائة.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، والقاضي أبو يَعْلَى بن الفرّاء وتفقّه به، وأبو الحسين بن الطُّيُوريّ، وآخرون.
وكان سامي الذّكْر، عديم النّظير. له وجاهة عند الخليفتين القادر والقائم [2] .
صنّف كتاب «الإرشاد» [3] ، وكانت له حلقة بجامع المنصور [4] .
وقد صَحِبَ أبا الحسن التَّميميّ، وغيره من الكبار.
قال رزق الله التّميميّ: زرتُ قبرَ الإمام أحمد بن حنبل مع الشّريف أبي عليّ بن أبي موسى، فرأيته قَبَّلَ رِجْلَ القبْرِ. فقلتُ له: في هذا أثرٌ؟ فقال لي:
أحمد في نفسي عظيم، وما أظنُّ الله تعالى يؤاخذني بهذا الفِعْل. أو كما قال [5] .
وَقَالَ الخطيب [6] : تُوُفّي في ربيع الآخر [7] . وكان ثقة، له التّصانيف على مذهب أحمد [8] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن أبي موسى) في:
تاريخ بغداد 1/ 354 رقم 282، وطبقات الحنابلة 2/ 182- 186 رقم 652، والمنتظم 8/ 93 رقم 111 (15/ 259 رقم 3205) ، والعبر 3/ 167، والإعلام بوفيات الأعلام 179، والبداية والنهاية 12/ 41، والنجوم الزاهرة 5/ 26، وشذرات الذهب 3/ 238- 241.
[2] طبقات الحنابلة 2/ 182.
[3] وزاد ابن يعلى: «وشاهدت أجزاء بخطّه من شرحه لكتاب الخرقي» . (طبقات الحنابلة 2/ 182) .
[4] وزاد: «يفتي ويشهد» .
[5] طبقات الحنابلة 2/ 186.
[6] في تاريخه 1/ 354.
[7] وكان مولده في ذي القعدة من سنة خمس وأربعين وثلاثمائة. (تاريخ بغداد 1/ 354) .
[8] وذكر أبو علي بن شوكة قال: اجتمعنا جماعة من الفقهاء. فدخلنا على القاضي أبي على بن(29/240)
275- مُحَمَّد بْن أَحمد بْن مأمون [1] .
أبو عَبْد الله المصريّ، المحدِّث.
قال الحبّال: تُكلِّم في حديثه ومذهبه، عنده عن بُكَيْر الرّازيّ، عن بكّار ابن قُتَيْبَة، وغيره. توفي في ربيع الأول.
قلت: ذكره في تاريخه الحافظ قطب الدين وقال: محمد بن أحمد بن الحسين مأمون بن محمد بن داود بن سليمان بن حيّان، أبو عبد الله القيسيّ المصريّ.
روى عن: أبي بكر بن أحمد بن إبراهيم الرّازيّ، وعبد الله بن الحسن بن عمر بن رذّاذ، وأبو معشر الطّبريّ، وسعد بن عليّ الزّنْجانيّ، وآخرون.
قال الحبّال أيضا: هو محدّث بن محدِّث.
قلتُ: يقع حديثه في «جزء سعْد الزَّنْجانيّ» ، ومن «فوائد العثمانيّ» .
بنزول.
276- محمد بن إبراهيم المشّاط [2] .
أبو بكر الفارسيّ.
__________
[ () ] أبي موسى الهاشمي. فذكرنا له فقرنا وشدّة ضرّنا، فقال لنا: اصبروا. فإنّ الله سيرزقكم ويوسّع عليكم. وأحدّثكم في مثل هذا بما تطيب به قلوبكم: أذكر سنة من السنين وقد ضاق بي الأمر شيء عظيم، حتى بعت رجل داري، ونفد جميعه، ونقضت الطبقة الوسطى من داري، وبعت أخشابها وتقوّت بثمنها، وقعدت في البيت فلم أخرج، وبقيت سنة.، فلما كان بعد سنة قالت لي المرأة: الباب يدقّ، فقلت لها: افتحي الباب، ففعلت، فدخل رجل فسلّم عليّ، فلما رأى حالي لم يجلس حتى أنشدني وهو قائم:
ليس من شدّة تصيبك إلّا سوف تمضي وسوف تكشف كشفا لا يضيق ذرعك الرحيب فإن النار يعلو لهيبها، ثم تطفأ قد رأينا من كان أشفى على الهلاك، فوافقت نجاته حين أشفى ثم خرج عني ولم يقعد، فتفاءلت بقوله، فلم يخرج اليوم عني حتى جاءني رسول القادر باللَّه ومعه ثياب، ودنانير، وبغلة بمركب. ثم قال لي: أجب أمير المؤمنين، وسلّم إليّ الدنانير والثياب والبغلة، فغيّرت عن حالي ودخلت الحمّام، وصرت إلى القادر باللَّه. فردّ إليّ قضاء الكوفة وأعمالها، وأثري حالي، أو كما قال. (طبقات الحنابلة 2/ 185، 186) .
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] تقدّمت ترجمة (محمد بن إبراهيم المشّاط) في هذا الجزء برقم (142) ، وسيعاد أيضا في آخر هذا الجزء برقم (387) .(29/241)
حدث بنيسابور عن: أبي عمرو بن مطر، وإبراهيم بن عبد الله، ومحمد بن الحسن السراج، وطبقتهم.
روى عنه: أبو بكر البيهقي، وعلي بن أحمد الأخرم.
277- محمد بن إبراهيم بن عبدان [1] .
أبو بكر الكرماني السيرجاني [2] ، الحافظ الرحال.
طوف، وسمع: أبا عبد الله بن مَنْدَهْ، وأبا عبد الله الحاكم، وأبا عبد الله الحسين بن الحسن الحليميّ، وأبا الحسن محمد بن عليّ الهَمَذانيّ، وأبا نصر أحمد بن محمد الكَلَاباذيّ [3] .
روى عنه: جعفر بن محمد المستغفريّ وهو من أقرانه [4] .
وآخر من حدَّث عنه: عبد الغفّار الشِّيرُوِييّ [5] .
تُوُفّي بسَمَرْقِنْد.
278- محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن موسى [6] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن إبراهيم بن عبدان) في:
الأنساب 7/ 220، 221، واللباب 2/ 166.
[2] السّيرجانيّ: بكسر السين المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وسكون الراء وفتح الجيم، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى سيرجان. وهي بلدة من بلاد كرمان مما يلي فارس. (الأنساب) .
[3] الكلاباذيّ: بفتح الكاف والباء الموحدة وفي آخرها الذال المعجمة هذه النسبة إلى محلّتين، إحداهما محلّة كبيرة بأعلى البلد من بخارى، يقال لها: كلاباذ. (الأنساب 10/ 506) منها أبو نصر هذا. والأخرى: محلّة بنيسابور. (10/ 509) .
[4] وهو قال: قدم علينا مرارا وأقام معنا سنين وكتب عن شيوخنا وعنّي كثيرا، وكتبت عنه، كان ممن يفهم ويحفظ، (الأنساب 7/ 221) .
[5] الشّيروييّ: بكسر الشين المعجمة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وضم الراء، وفي آخرها ياء أخرى. هذه النسبة إلى «شيرويه» ، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه. (الأنساب 7/ 466) .
[6] انظر عن (محمد بن الحسن الأهوازي) في:
تاريخ بغداد 2/ 218، 219، رقم 660، والأنساب 1/ 392، 393، والمنتظم 8/ 93، 94 رقم 112 (15/ 259، 260 رقم 3206، والمغني في الضعفاء 2/ 567 رقم 5399، وميزان الاعتدال 3/ 516 رقم 7388، والبداية والنهاية 12/ 41، ولسان الميزان 5/ 124، 125 رقم 420، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 477 رقم 328. وقد تقدّمت ترجمته باسم «أحمد» برقم (249) .(29/242)
أبو الحسين الأهْوَازيّ، المعروف بابن أبي عليّ الأصبهاني.
سكن بغداد، وحدث عن جماعة من شيوخ الأهواز.
وكان مولده في سنة خمسٍ وأربعين وثلاثمائة.
حدَّث عن: أحمد بن عبدان الشَّيرازيّ الحافظ «بتاريخ البخاريّ» .
قال الخطيب [1] : سمعنا منه وفيه شيء. وحدَّثني أبو الوليد الدَّرْبَنْديّ قال:
سمعت أحمد بن عليّ الجصّاص بالأهواز قال: كنّا نسمّي ابن أبي عليّ الأصبهاني: «جراب الكذِب» [2] .
تُوُفّي بالأهواز.
279- محمد بن الحسن بن أحمد بن اللّيث [3] .
أبو بكر الشّيرازيّ الصّفّار.
__________
[1] في تاريخه 2/ 219، وفي (الأنساب 1/ 393) : «خزان الكذب» .
[2] وقال الخطيب: «خرّج له أبو الحسين النعيمي أجزاء من حديثه، وسمع منه شيخنا أبو بكر البرقاني، وسمعنا منه ... وكان قد أخرج إلينا فروعا بخطّه قد كتبها من حديث شيوخه المتأخّرين عن متقدّمي البغداديين الذين في طبقة عبّاس الدوري ونحوه، فظننت أن الغفلة غلبت عليه فإنه لم يكن يحسن شيئا من صناعة الحديث، حتى حدّثني عبد السلام بن الحسين الدباس- وكان لا بأس به معروفا بالستر والصيانة- قال: دخلت على الأهوازي يوما وبين يديه كتاب فيه أخبار مجموعة وهو صحيفة لا يوجد فيها سماع. فرأيت الأهوازي قد نقل منه أخبارا عدة إلى مواضع متفرّقة من كتبه، وأنشأ لكل خبر منها إسنادا، أو كما قال.
وقال الخطيب: وقد رأينا للأهوازي أصولا كثيرة وسماعة فيها صحيح بخط محمد بن أبي الفوارس عن محمد بن الطّيب البلّوطي، وغيره. وكان سماعه أيضا صحيحا لكتاب تاريخ البخاري» فقرئ عليه ببغداد عن أحمد بن عبدان الشيرازي، ومن أصل ابن أبي الفوارس قرئ وفيه سماع الأهوازي. وكان عند أبي جعفر الطوابيقي عن أبي علي أحمد بن محمد بن جعفر الصولي حديث مسند عند الجاحظ فحضرت الأهواز وقد سأله بعض أصحابنا بعد أن أراه ذلك الحديث بخط حدث كان يقال له: ابن الصقر مكتوبا.
حدّثنا أبو جعفر الطوابيقي وأبو الحسين الأهوازي قالا: نبأنا الصولي. فقال له: أسمعت هذا الحديث من الصولي؟ قال: نعم! قرأه عليّ، فقرأه ثم قال: أكتبه لي. فكتبه له. وكنت قبل ذلك قد نظرت في كتب الأهوازي ولا أظنّ تركت عنده شيئا لم أطالعه، ولم يكن الحديث في كتبه. وابن الصقر الّذي ذكرت أن الحديث بخطه كان كذّابا يسرق الأحاديث ويركّبها ويضعها على الشيوخ. قد عثرت له وغير واحد من أصحابنا على ذلك» . (تاريخ بغداد 2/ 218، 219) .
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.(29/243)
روى عن: أبي الفضل محمد بن عبد الله بن خميرويه الهرويّ، والعبّاس ابن الفضل النَّصْرويّ، وأبي بكر بن المقرئ، وأبي محمد بن حَمُّوَيْه السَّرْخسيّ.
وقع لنا مجلسان من حديثه.
روى عنه: القاضي أبو طاهر محمد بن عبد الله بن أبي بردة الفَزَاريّ، وعبد الرّحيم بن محمد بن الشّيرازيّ شيخ أبي سعيد الصّائغ، وجماعة.
وكان خطيب شيراز.
رحل به أبوه الحافظ الكبير أبو عليّ.
وكان مولده في سنة ثلاث وستّين وثلاثمائة.
280- محمد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ باكُوَيْه [1] .
أبو عبد الله الشّيرازيّ، أحد مشايخ الصُّوفيّة الكبار.
سمع: محمد بن خفيف الزّاهد، ومحمد بن القاسم بن ناصح الكَرْجيّ [2] بشيراز، وأبا بكر القَطِيعيّ ببغداد، وأبا أحمد بن عديّ بجُرْجَان، وأبا يعقوب النُّجَّيرميّ [3] بالبصرة، وأبا الفضل بن خميرُوَيْه بهَرَاة، وعلي بن عبد الرحمن البكّائيّ بالكوفة، ومغيرة بن عمرو بمكّة، وإسماعيل بن محمد الفرّاء ببَلْخ، وأبا بكر بن المقرئ بأصبهان، وأبا بكر محمد بن القاسم الفارسيّ ببُخَاري، وأبا بكر المَيَانِجِيّ بدمشق.
وعنه: أبو القاسم القُشَيريّ، وعبد الواحد بن أبي القاسم القشيريّ، وأبو
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الله بن عبيد الله) في:
الأنساب 7/ 452، واللباب 1/ 113، والمنتخب من السياق 32، 33 رقم 35، وفيه: «محمد ابن عبد الله بن عبد الله» ، والعبر 3/ 167، وسير أعلام النبلاء 17/ 544 رقم 363، وتذكرة الحفاظ 3/ 987، والإعلام بوفيات الأعلام 179، والوافي بالوفيات 3/ 322، ولسان الميزان رقم 809، وشذرات الذهب 3/ 242، وهدية العارفين 2/ 65.
[2] الكرجي: بفتح الكاف والراء، والجيم في آخرها. هذه النسبة إلى الكرج، وهي بلدة من بلاد الجبل، بين أصبهان وهمدان. (الأنساب 10/ 379) .
وقد وردت في الأصل: «الكرحي» (بالحاء المهملة) .
[3] في الأصل: «البجيرمي» (بالباء الموحّدة) ، والتصحيح من الترجمة التي تقدّمت «يوسف بن يعقوب» في وفيات سنة 423 هـ.(29/244)
بكر بن خَلَف الشّيرازيّ، وعبد الوهّاب بن أحمد الثّقفيّ، والشّيروييّ، وعليّ بن عبد الله بن أبي صادق، وآخرون.
وقع لنا جزء من حديثه.
وقال إسماعيل بن عبد الغافر الفارسيّ: سمعت أبا صالح أحمد بن عبد الملك المؤذّن يقول: نظرتُ في أجزاء أبي عبد الله بن باكُوَيْه، فلم أجد عليها آثار السِّماع. وأحسن ما سمعت عليه الحكايات [1] .
ورّخه الحسين بن محمد الكُتُبيّ الهَرَويّ [2] .
281- محمد بن عبد العزيز بن أحمد بن عبد السّلام [3] .
أبو جعفر الأبْهَريّ، الفقيه.
سمع ببغداد: أبا بكر القَطِيعيّ، والقاضي أبا بكر الأبهريّ، وجماعة.
وله جزء معروف، سمعه منه حفيده عبد الرحمن بن عبد العزيز بن محمد شيخ السِلَفيّ. كتبه السّلفيّ سنة خمسمائة بأبْهَر عن حفيده.
282- مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن جعفر [4] .
أبو عبد الله البغداديّ البزّاز ابن زوج الحرّة.
مُكثر، سمع: أبا عليّ الفارسيّ النَّحْويّ، وأبا عمر بن حَيَّوَيْهِ، وأبا الحسن ابن لؤلؤ، وأبا حفص الزّيّات.
__________
[1] وقال عبد الغافر الفارسيّ: «شيخ الصوفية في وقته، العالم بطرقهم، الجامع لحكاياتهم وسيرهم، لقي المشايخ وأخذ منهم، وأقام بنيسابور وسكن دويرة السلمي، وله مجالسات حسنة مع المشايخ، وسمع الحديث وروي، إلّا أن الثقات توقفوا في سماعاته للأحاديث، وذكروا أنّ خير ما يروي عنه الحكايات.، ويحكي عنه أنه أدرك المتنبّي بشيراز وسمع منه ديوانه. وقد سمع منه ديوانه الإمام زين الإسلام جدّي والأئمة أخوالي، والله أعلم بذلك، وقد فات والدي السماع منه، وكان يذكره ويتحسّر عليه» . (المنتخب من السياق 32) .
[2] وقال ابن السمعاني: «وآخر من روى عنه أبو سعد علي بن عبد الله بن أبي صادق الخيريّ، ثم بعده أبو بكر عبد الغفار بن محمد الشيروي، وختم بموته حديثه، وتوفي في سنة نيّف وعشرين وأربعمائة» . (الأنساب 7/ 452) .
ووقع في المطبوع من (الإعلام بوفيات الأعلام 179) وفاته في سنة 429 هـ.
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
[4] انظر عن (محمد بن عبد الواحد) في:
السابق واللاحق 108، وتاريخ بغداد 2/ 360، 361 رقم 868.(29/245)
روى عنه الخطيب، ووثّقه [1] .
283- مِهْيار بن مَرْزُوَيْه الدَّيْلَميّ [2] .
أبو الحسن الكاتب الشّاعر المشهور.
كان مجوسيًّا فأسلم على يد الشّريف الرّضيّ أبي الحسن الموسَويّ [3] ، وهو أستاذه في الأدب والنَّظْم، وبه تخرَّج.
وكان رافضيًّا.
حدَّث بديوان شِعْره، وقد تعرَّض للصّحابة في شعره، وديوانه في نَحْو أربع مجلّدات. وكان مقدَّمًا على شعراء عصره.
ومن سائر قوله:
بكّر العارضُ تحدوه النُّعَامَى ... فسقاك الرّيّ يا دارَ أُماما
منها:
وبجرعاء الحِمَى قلبي فعُجْ ... بالحِمَى فاقرأ على قلبي السّلاما
__________
[1] وقال: وكان كثير السماع إلّا أنه باع كتبه قديما واشترينا بعضها فسمعناه منه.
[2] انظر عن (مهيار الدّيلميّ) في:
تاريخ بغداد 13/ 276 رقم 7239، ودمية القصر للباخرزي 1/ 303- 309، والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة، القسم الرابع، المجلّد الثاني 549- 560، وتاريخ حلب للعظيميّ 332، والمنتظم 8/ 94، 95 رقم 114 (15/ 260، 261 رقم 3208) ، والكامل في التاريخ 9/ 456، وخريدة القصر ق 4 ج 2/ 641، ووفيات الأعيان 5/ 359- 363 رقم 755، وانظر: 4/ 245، 381 و 5/ 125 و 7/ 335، والمختصر في أخبار البشر 2/ 160، 161، والعبر 3/ 167، وسير أعلام النبلاء 17/ 472 رقم 310، والإعلام بوفيات الأعلام 179، وتاريخ ابن الوردي 1/ 343، والوافي بالوفيات (المخطوط) 26/ 121- 125، وعيون التواريخ (المخطوط) 12/ 166 ب- 171 أ، ومرآة الجنان 3/ 47، والبداية والنهاية 12/ 41، 42، والروض المعطار 272، والنجوم الزاهرة 5/ 26، 27، وتاريخ الخلفاء 422، وشذرات الذهب 3/ 242، 243، وتاج العروس 3/ 551، وكشف الظنون 816، 1683، وتاريخ الأدب العربيّ 3/ 405، والفوائد الرضوية 688، 689، ومعجم المؤلفين 13/ 32، 33.
[3] قال ابن الأثير: أسلم سنة أربع وتسعين وثلاثمائة، قال له أبو القاسم بن برهان: يا مهيار، قد انتقلت بإسلامك في النار من زاوية إلى زاوية. قال: كيف؟ قال: لأنك كنت مجوسيّا فصرت تسبّ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في شعرك. (الكامل 9/ 456) و: (المنتظم 8/ 94 15/ 26) ، و (وفيات الأعيان 5/ 359) .(29/246)