[حوادث] سنة سبع وسبعين وثلاثمائة
كان العزيز صاحب مصر قد تأهب لغزو الروم، فأحرقت مراكبه، فاتّهم منها ناسا، وقتل مائتي نفس [1] .
فلما دخلت سنة سبعٍ وصلت رُسُل ملك الرّوم في البحر إلى ساحل القدس بتقَادُمَ للعزيز، فدخلوا مصر يطلبون الصُّلح، فأجابهم العزيز، واشترط شروطًا شديدة التزموا بها كلّها، منها أنّهم يحلفون أنّه لا يبقي في مملكتهم أسير إلّا أطلقوه، وأن يُخْطَب للعزيز في جامع القسطنطينية كلّ جمعة، وأن يحمل إليه من أمتعة الروم كلّ سنة ما اقترحه عليهم، ثم ردّهم بعقد الهدنة، فكانت سبْعَ سنين [2] .
وفيها ورد [3] الوزير أبو منصور محمد بن الحسن، فتلقّاه الأمراء والأعيان، فلما قارب بغداد تلقّاه السلطان شَرَف الدولة بالشّفيعي، ودخل في سادس المحرّم في صُحبةٍ خزانةٍ عظيمة، منها عشرون ألف ألف درهم، وثياب وآلات كثيرة، وكان يغلب عليه الخير و [إيثار] [4] العدل، وكان إذا سمع
__________
[1] الخبر في تاريخ العظيمي 311 (حوادث سنة 376 هـ) باختصار.
[2] تاريخ العظيمي 311 (حوادث 377 هـ.) ، تاريخ الأنطاكي.
[3] في الأصل «وزر» والتصحيح من (ذيل تجارب الأمم 202) .
[4] زيادة من المنتظم.(26/481)
الأذان ترك جميع شُغُله وتهيّأ للصّلاة، وكان لا يكاد يترك عاملًا أكثر من سنة.
وفي صَفر عُقِد مجلسُ عظيم وصدرت التَّوْثقَةُ بين الطائع وشرف الدولة، وعُمِلت القِباب، وبالغوا في الزّينة، وتَوَّجَه الطائع وقوّي عهده، والطائع يسمع ثم قام شرف الدولة فدخل إلى عند أخته أهل أمير المؤمنين، فبقي عندها إلى العصر، ولما حُمل اللّواء تخرّق ووقعت قطعة منه [1] ، فتطيّر من ذلك.
وفيها ردّ [2] شرف الدولة على الشّريف أبي الحسن محمد بن عمر جميع أملاكه، وكان مُغَلّها في العام ألفي ألف وخمسمائة ألف درهم [3] .
وفي ربيع الأوّل بيعت الكارة الدقيق الخشكار بمائة [وخمسة] [4] وستين درهمًا. وجلا النّاس عن بغداد، وزاد السعر في ربيع الآخر، فبلغ ثمن الخشكار مائتين وأربعين درهمًا [5] .
وفي شعبان وُلد للملك شرف الدولة توأمان سمّى أحَدَهما «أبا حرب سلار» ، والآخر «أبا منصور فناخسرو» [6] .
وفيها بعث شرف الدولة العسكر لقتال بدر بن حَسْنَوَيْه، فظفر بهم بدر، واستولى على بلاد الجبل [7] .
ووقع الغلاء والوباء الكثير في أواخر السّنة [8] .
__________
[1] في الأصل «ووقع قطعة» والتصويب من (المنتظم 7/ 135) .
[2] في الأصل «وفيها ورد» والتصويب من (ذيل تجارب الأمم 136) .
[3] المنتظم 7/ 136.
[4] في الأصل «مائة وستين» والتصحيح من (المنتظم 7/ 136) .
[5] المنتظم، الكامل 9/ 56.
[6] المنتظم 7/ 136.
[7] ذيل تجارب الأمم 139، 140، المنتظم 7/ 136.
[8] المنتظم، الكامل 9/ 6.(26/482)
[حوادث] سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة
زاد غلاء الأسعار وعُدِمت الأقوات، وظهر الموت ببغداد [1] .
وفيها أمر السلطان شرف الدولة برصْد الكواكب السّبعة في مسيرها كما فعل المأمون، فبُني بيتُ لها في الدّار في آخر البستان [2] .
وفيها لحق الناس بالبصرة حر وسموم تساقط الناس منه، ومات طائفة في الطرق [3] .
وفيها جاءت ريح عظيمة بفم الصَّلْح [4] وقت العصر، لخمس بقين من شعبان، خرقت دِجْلَةَ حتّى ذُكِر أنّه بانت أرضها وهدمت ناحيةً من الجامع، وأهلكت جماعة، وغرّقت كثيرًا من السُّفن، واحتملت زَوْرَقًا منحدرًا، وفيه دوابٌ، فطرحت ذلك في أرض جوخاء [5] ، فشوهد بعد أيام [6] .
__________
[1] المنتظم 7/ 141، الكامل 9/ 60.
[2] المنتظم 7/ 141.
[3] المنتظم 7/ 142، الكامل 9/ 60.
[4] فم الصّلح: نهر كبير فوق واسط بينها وبين جبّل عليه عدّة قرى. (معجم البلدان 4/ 276) .
[5] جوخاء: بالخاء المعجمة، والمدّ، يقال: تجوّخت البئر إذا انهارت.. وهو موضع بالبادية بين عين صيد وزبالة في ديار بني عجل كان يسلكه حاجّ واسط. (معجم البلدان 2/ 178) وفي الأصل «حوحى» .
[6] المنتظم 7/ 141، 142، الكامل 9/ 60.(26/483)
[حوادث] سنة تسع وسبعين وثلاثمائة
جاء الخبر في أوّل السنة أنّ ابن الجراح الطّائي خرج على الحاجّ بين سُمَيْراء، وفيد [1] ، ونازلهم ثمّ صالحهم على ثلاثمائة ألف درهم وشيء من الثّياب والمتَاع [2] .
وفيها انتقل شرف الدولة إلى قصر مُعِزّ الدولة بباب الشماسية، لأنّ الأطبّاء أشاروا عليه بصحة هوائه، وكان قد ابتدأ به المرض من السنة الماضية، فشنّعَتُ [3] الدَّيْلَمُ وطلبوا أرزاقهم، فعاد إلى داره وراسلهم، وأمسك جماعة [4] .
وفيها أراد الطائع القبض على القادر باللَّه، وهو أمير، فهرب منه إلى البطيحة [5] ، فأقام عند [ها] [6] وتزايد مرض شرف الدولة، ومات، وعهد إلى أخيه أبي نصر، فاجتمع العسكر وطالبوا برسم البيعة والنّفقة، فوعدهم،
__________
[1] سبق التعريف بالموضعين في هذا الجزء.
[2] المنتظم 7/ 147، الكامل 9/ 69.
[3] كذا في الأصل، وفي (المنتظم 7/ 14) : «فشغب» .
[4] المنتظم 7/ 147.
[5] البطيحة: بالفتح ثم الكسر، وجمعها البطائح ... وهي أرض واسعة بين واسط والبصرة.
(معجم البلدان 1/ 450) .
[6] في الأصل «عند» .(26/485)
فأبوا، وتردّدت [1] بين الطائع وبين أبي نصر مراسلات، ثم حلف كلّ واحد منهما للآخر على التّصافي، ثم جاء الطائع إلى دار المملكة ليُعزّي أبا نصر فقبّل أبو نصر الأرض غير مرّة، ثم ركب أبو نصر إلى الطائع، وحضر الأعيان، وجلس الطائع في الرّواق، وأمر فخُلِع على أبي نصر سبُعَ خِلَعٍ، طاقية أعلاها سوداء وعمامة سوداء وفي عُنْقِه طوق كبير، وفي يديه سِوَاران، ومشى الحُجّاب بين يديه بالسّيوف، فلما حصل بين يدي الطائع قبّل الأرض ثم جلس على كرسيّ، وقرأ أبو الحسن علي بن عبد العزيز حاجب النُّعمان كاتبُ أمير المؤمنين عهدَه، وقدَّم إلى الطائع للَّه لواءه، فعقده، ولقّبه «بهاء الدولة» و «ضياء الملة» . وأقرّ الوزير أبا منصور بن صالحان على الوزارة وخلع عليه [2] .
وكان بهاء الدّولة من رجال بني بُوَيْه رأيا وهيبةً وجلالًا وعقلًا.
وتمالى الأتراك بفارس وتجمّعوا، وأخرجوا صمصام الدولة من مُعْتَقَلهِ.
وقد قيل أنّه كُحّل، فاللَّه أعلم بصحة ذلك.
قال أبو النضر العُتْبي: حمله مملوك سَعَادَةُ على عاتقه وانحدر به، فملك فارس وما والاها، ومنع أموالها فجباها، ثم تنكّر الذين معه وقدّموا ابن أخيه أبا عليّ، ولقّبوه «شمس الدولة» فنهض صمصام الدولة لمواقعتهم، فهزمهم أقبح هزيمة، فجَلوا صاغرين إلى بغداد، وتحرّك بهاء الدولة، وأهمّه شأن الصمصام، وبرز للقتال، فتناوشا الحربَ، وخربت البصرة والأهواز، وجرت أمور يطول شرحها، ثم حاربه السّالار بَخْتيار بالأكراد الخسروية، فناصبهم صمصام الدولة الحرب، فاختلفت به الوقائع بين تلك الفتن الثائرة والإحَن الغائرة، فكان عقباها أن أجلت عنه قتيلا، وتذمّر بهاء الدولة من الطائفة المتخاذلة عليه [3] .
وجُهّز عسكر لقتال الأكراد.
__________
[1] في الأصل: «وتردّدوا» والتصحيح من (المنتظم 7/ 148 وذيل تجارب الأمم 152) .
[2] انظر تفاصيل هذه الأخبار في (ذيل تجارب الأمم 152- 153) .
[3] انظر: الكامل في التاريخ 9/ 48 وما بعدها.(26/486)
[حوادث] سنة ثمانين [1] وثلاثمائة
فيها زاد أمر العيّارين ببغداد وصاروا مبيتّين، ووقعت بينهم حروب عظيمة، واتّصل القتال من أهل الكَرْخ وباب البصرة، وقُتل النّاس ونهبت الأموال وتواترت العُملات، وأحرق بعضُهم مَحَالّ بعض، ووقع حريق في نهر الدَّجاج ذهب فيه شيء كثير [2] .
آخر الحوادث
__________
[1] في الأصل «سبعين» وهو خطأ.
[2] في الأصل «كبير» والتصحيح من (المنتظم 7/ 153) وانظر عن هذا الخبر (ذيل تجارب الأمم 187 حوادث سنة 381 هـ.، الكامل في التاريخ 9/ 76، البداية والنهاية 11) 308، مرآة الجنان 2/ 408) .(26/487)
[تراجم وفيات الطبقة]
سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة
أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل [1] بن العباس الإمام، أبو بكر الإسماعيلي الْجُرْجاني الفقيه الشافعيّ الحافظ.
وُلد سنة سبْعٍ وسبعين ومائتين.
وسمع من: الزّاهد محمد بن عمر المقابري الْجُرْجاني سنة تسعٍ وثمانين ومائتين، وسمع قبل ذلك.
قال حمزة السّهمي: سمعته يقول: لما ورد نعيّ محمد بن أيّوب
__________
[1] في الأصل: أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم، والتصحيح من مصادر ترجمته: في (تاريخ جرجان 108- 116 رقم 98، والكامل في التاريخ 9/ 16، والمختصر في أخبار البشر 2/ 122، وتاريخ ابن الوردي 1/ 305، والمنتظم 7/ 108 رقم 144، وتذكرة الحفاظ 3/ 947 رقم 897، والأنساب 36 أ، والعبر 2/ 358، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 80، وشذرات الذهب 3/ 75، والبداية والنهاية 11/ 298، ومرآة الجنان 2/ 396، ودول الإسلام 1/ 229، وطبقات الفقهاء للشيرازي 116 و 121، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 95، ووفيات الأعيان 3/ 167 في ترجمة «ابن الماجشون» رقم 377، والوافي بالوفيات 6/ 213، رقم 2678، وتبيين كذب المفتري لابن عساكر 192، ومعجم البلدان 2/ 122، وطبقات العبّادي 86، وتاريخ جرجان 69- 77، واللباب 1/ 58، وسير أعلام النبلاء 16/ 292- 296، رقم 208 وطبقات الحفاظ 381، 382، وهدية العارفين 1/ 66، والرسالة المستطرفة 26، وميزان الاعتدال 1/ 178، والإعلان بالتوبيخ 141، وكشف الظنون 1735، والأعلام 1/ 83، ومعجم المؤلفين 1/ 135، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 329 رقم 233، والنجوم الزاهرة 4/ 140) .(26/489)
الرّازي دخلت الدّار وبكيت وصرخت [1] ومزّقت على نفسي القميص، ووضعت التُّراب على رأسي، فاجتمع عليّ أهلي ومَن في منزلي، وقالوا: ما أصابك؟ [2] : قلت: نُعِيَ إليّ محمد بن أيّوب الرّازي منعتموني الارتحال إليه، فسَلُوا قلبي، وأذِنوا لي بالخروج عند ذلك. وأصحبوني خالي إلى نسًا إلى الحَسَن بن سُفْيان، وأشار الإسماعيلي إلى وجهه وقال: لم يكن [لي] [3] هاهُنا طاقة، فقدمت عليه وسألته أنّ أقرأ عليه «المُسْنَد» وغيره، فكان ذلك أوّل رحلتي في الحديث، ورجعت [4] .
قلت: كان هذا في سنة أربعٍ وتسعين، فإنّ فيها تُوُفّي محمد بن أيّوب.
قال: ثم خرجت إلى بغداد سنة ستٍّ وتسعين، وصَحِبَني بعضُ أقربائي.
قلت: سمع إبراهيم بن زهير الحلواني في هذه النَّوْبة، وحمزة بن محمد بن عيسى الكاتب، وأحمد بن محمد بن مسروق، ومحمد بن يحيى بن سليمان المَرْوَزي، والحسن بن علويّه، ويحيى بن محمد الحِنّائي، وعبد الله بن ناجية، والفِرْيابي، وطائفة ببغداد. وسمع أيَضًا بها من يوسف بن يعقوب القاضي، وإبراهيم بن عبد الله المخرمي، [و] بالكوفة من محمد بن عبد الله مُطَيَّن، ومحمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة، وإسماعيل بن محمد المُزني صاحب أبي نُعَيم، ومحمد بن الحسن بن سماعة، وبالبصرة من محمد بن حِبّان بن الأزهر، وجعفر بن محمد بن الليث، وأبي خليفة الْجُمَحي، وبالأنبار من بهلول بن إسحاق التَّنُوخي، وسعيد بن عجب، [و] بالأهواز من عَبْدان، وبالمَوْصِل من أبي يَعْلَى وأشباههم.
__________
[1] في تاريخ جرجان 109 «وخرجت» وما في المتن أصحّ، وانظر: (تذكرة الحفاظ 950) .
[2] في تاريخ جرجان تكملة للسؤال هي: «وما ألجأك إلى هذه الحالة التي نراك فيها» .
[3] إضافة من تاريخ جرجان.
[4] تاريخ جرجان 109.(26/490)
وصنّف «الصحيح» و «المعجم» [1] وغير ذلك.
روى عنه: الحاكم، وأبو بكر البرقاني، وحمزة بن يوسف السَّهْمي، وأبو حازم عمر بن أحمد العَبْدَوِي، والحسين بن محمد الباساني، وأبو الطّيّب محمد بن علي الطّبري، وأبو بكر محمد بن إدريس الْجَرْجَرائي [2] الحافظ، وعبد الواحد، بن محمد بن منير العَدْل، وأبو عمرو عبد الرحمن بن محمد الفارسي سبْط الشيخ، وطائفة سواهم.
وقال حمزة [3] : سمعت الدَارقُطْنيّ [يقول:] [4] كنت قد عزمت غير مرة أن أرحل إلى أبي بكر الإسماعيلي، فلم أرزق.
قال حمزة: سمعت أبا محمد بن الحسن بن علي الحافظ بالبصرة يقول: كان الواجب للشيخ أبي بكر الإسماعيلي أن يصنّف لنفسه مصنَّفًا، ويختار على حسب اجتهاده، فإنّه كان يقدر عليه لكثرة ما كان كَتَبَ، ولِغَزَارة علمه وفَهْمه وجلالته، وما كان ينبغي أن يتبع [5] كتاب محمد بن إسماعيل فإنّه كان أَجَلَّ من أن يتبع غيره.
وكما قال أبو عبد الله الحاكم: كان أبو بكر واحد عصره، وشيخ المحدّثين والفقهاء وأجلَّهم في الرئاسة والمروءة والسخاء، ولا خلاف بين عقلاء الفريقين من أهل العلم فيه.
قال حمزة [6] : وسألني الوزير أبو الفضل جعفر بن الفضل بن الفرات بمصر عن أبي بكر الإسماعيلي وسيرته وما صنّف، فكنت أخبره ما صنّف من
__________
[1] منه نسخة خطية بمكتبة ولي الدين رقم 845 (134 ورقة) - راجع: تاريخ التراث العربيّ 1/ 329.
[2] الجرجرائي: بالراء الساكنة بين الجيمين المفتوحتين وفي آخرها ياء مثنّاة. نسبة إلى جرجرايا، بلدة قريبة من دجلة بين بغداد وواسط. (اللباب 1/ 270) .
[3] تاريخ جرجان 110.
[4] إضافة على الأصل يقتضيها السياق.
[5] في الأصل «يمنع» والتصحيح من (تاريخ جرجان) .
[6] تاريخ جرجان 110.(26/491)
الكتب وجمع من المسانيد والمُقِلَّين، وتخريجه على كتاب البُخاري، وجميع سيرته، فتعجّب من ذلك وقال: لقد كان رزق من العلم والجاه، وكان له صيت حسن.
قال حمزة: وسمعت جماعة منهم ابن المظّفر الحافظ يحكون جَوْدَةَ قراءة أبي بكر، وقالوا: كان مقدَّمًا في جميع المجالس، كان إذا حضر مجلسًا لا يقرأ غيره.
قال حمزة [1] : تُوُفّي في غُرَّة رجب سنة إحدى وسبعين، وله أربعُ وتسعون سنة.
قلت: ورأيت له مجلَّدًا من مُسْنَدِ كبير إلى الغاية من حساب مائة مجلّد أو أكثر، فإنّ هذا المجلّد فيه بعض «مُسْنَد عمر» يدلّ على إمامته، وله «مُعْجَم شيوخه» مجلّد صغير، رواه عنه أبو بكر البَرْقَانيّ، يقول فيه: كتبت في صِغَري إملاءَ بخطّي في سنة ثلاثٍ وثمانين ومائتين، وأنا يومئذ ابن سِتّ سنين، فضبطّتُه ضبّط مثلي ذلك الوقت، على أنّي لم أُخرَّج من هذه الثانية شيئًا، فيما صنّفت من السُّنَن وأحاديث الشيوخ.
وقد أخذ عن أبي بكر: ابنه [أبو] سعد، وفقهاء جُرْجان.
قال القاضي أبو الطّيّب: دخلت جُرْجَان قاصدًا إليه وهو حيّ، فمات قبل أن ألقاه.
أحمد بن سليمان بن عمرو [2] الْجَريْري [3] ، أبو الطّيّب صاحب ابن جرير الطّبري. تُوُفّي بمصر، وكان كثير الحديث.
__________
[1] تاريخ جرجان 109.
[2] تاريخ بغداد 4/ 179، 180 رقم 1862 وفيه قيّد اسمه «أحمد بن سليمان بن أَحْمَد بن سليمان بن محمد بن عمرو..» وكان عمرو الّذي انتهى نسبه إليه روميّا جلب إلى هارون الرشيد وإليه ينسب شارع عمرو الرومي ببغداد.
[3] ضبطت هذه النسبة في تاريخ بغداد بضم الجيم وفتح الراء «الجريريّ» ، وأقول: إن الأصحّ «الجريريّ» بفتح الجيم وكسر الراء، لأنّه منسوب إلى المؤرّخ المعروف ابن جرير الطبري، كما هو في ترجمته. وانظر (اللباب 1/ 275) .(26/492)
روى عن: محمد بن محمد الباغندي، وأبي جعفر الطّحاوي، وجماعة.
وعنه: محمد بن الحسن النّاقد، وأحمد بن عمر بن محفوظ المصريّان.
أحمد بن محمد بن أحمد [1] بن عبد الرحمن بن يحيى بن جُمَيْع، أبو بكر الغَسّاني الصَّيْداوي، الرّجل الصّالح، والد المحدّث أبي الحسين بن محمد.
روى «المُوَطّأ» عن: محمد بن عَبْدان المكّي، عن أبي مُصْعَب، وروى عن محمد بن المُعَافَى الصَّيْداوي، وجماعة.
روى عنه: أبنه، وحفيده الحسن بن محمد، وحسن [2] بن جعفر الْجُرْجاني [3] .
وحكى حفيده عن خادم جدّه طلحة أنّ جدّه كان يقوم اللّيل كلّه، فإذا صلّى الفجر نام إلى الضُّحَى، فإذا صلّى الظّهر صلّى إلى العصر، فإذا صلّى العصرْ صلّى إلى المغرب، وإذا صلّى العشاء الأخرة، قام إلى الفجر، وكانت هذه عادته.
وقال مُنَجّا بن سليم الكاتب: قال لي السّكَن، وهو الحسن بن محمد بن جميع: إن جده صام وله اثنتا عشرة، إلى أن توفّي سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة [4] .
__________
[1] الأنساب 358 ب، تاريخ بغداد 6/ 295 في ترجمة «إسماعيل بن عبد الله بن مهرجان» رقم 3327، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 3/ 162 و 10/ 427 و 13/ 602، تهذيب ابن عساكر 1/ 442- 444، معجم الشيوخ لابن جميع 2/ 65 (مخطوطة ليدن) ، موسوعة علماء المسلمين 1/ 382- 385 رقم 199.
[2] في الأصل خلط بين الاسمين حيث جاء «.. وحفيده الحسن بن محمد بن حسن بن جعفر..» والصحيح ما أثبتناه. وقيل: «حسين بن جعفر» . انظر: مقدّمتنا لمعجم الشيوخ لابن جميع- ص 12 وما بعدها.
[3] في الأصل «الخرجاني» .
[4] وقد عاش 97 سنة.(26/493)
أحمد بن محمد بن سَلَمة [1] ، أبو عبد الله المصري الخيّاش.
سمع: أبا عبد الرحمن النّسَائي، وأبا يعقوب إسحاق المَنْجَنِيقي، وجماعة.
وعنه: محمد بن الحسين الطّفّال، وقال: قال لنا إنّ مولده سنة ثمانٍ ومائتين.
إبراهيم بن أحمد بن [محمد] [2] ، أبو إسحاق الأنصاري القاضي.
رحل وسمع: محمد بن حيّان المازني، وأبا خليفة، وأبا يَعْلَى المَوْصِلي.
وعنه: يحيى بن عمّار السَّجِسْتاني وغيره. ودخل القيروان.
قال الخطيب: كان غير ثقة.
بِشْر بن محمد، أبو عبد الله البخاري الهَرَوي.
سمع: محمد بن عبد الرحمن الشامي، والحسين بن إدريس، وأبا الحسين الحلاوي.
وعنه: أبو أسحاق القَرّاب، وأبو الفضل الجارودي، وأبو ذَرٍّ الهَرَوي.
وأملي الكثير. تُوُفّي في شعبان.
الحسن بن أحمد بن صالح [3] الحافظ، أبو محمد الهمذاني السَّبيعي [4]
__________
[1] المشتبه في أسماء الرجال 1/ 208.
[2] ناقص من الأصل، استدركته من: معجم البلدان 5/ 245، اللباب 3/ 284، سير أعلام النبلاء 16/ 261 رقم 183، ميزان الاعتدال 1/ 17، لسان الميزان 1/ 29.
[3] هكذا في الأصل، وفي تهذيب ابن عساكر 4/ 153، وتاريخ بغداد 7/ 272 رقم 3760، والوافي بالوفيات 11/ 379 رقم 545، وسير أعلام النبلاء (مصورة دار الكتب) 10/ 221، وتذكرة الحفاظ 3/ 952 رقم 898، والنجوم الزاهرة 4/ 140، وشذرات الذهب 3/ 76، وإيضاح المكنون 2/ 280، وإعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء 4/ 57، ومعجم المؤلفين 3/ 199، أما في المنتظم 7/ 108 رقم 145 وفي البداية 11/ 298 فسمّياه «الحسن بن صالح» . وذكره الذهبي في (العبر 2/ 355) في المتوفين سنة 370 ثم قال في آخر ترجمته «وقيل توفي في العام الآتي» .
[4] السّبيعي: بفتح السين المهملة وكسر الباء الموحّدة وبعدها ياء معجمة باثنتين من تحتها ساكنة(26/494)
الحلبي، من أولاد إسحاق السَّبيعي، وإليه يُنسب بحلب درب السُّبيعي.
كان حافظًا متقِنًا رحّالًا، عالي الرّواية، خبيرًا بالرّجال والعلَل، فيه تشيُّع يسير.
رحل وسمع من: محمد بن حِبّان، وعبد الله بن ناجية، ويَمُوت بن المُزَرّع، وعمر بن أيّوب السّقطي، وقاسم بن زكريّا، وعمر بن محمد الكَاغَدي، وأبي مَعْشَر الدّارمي، ومحمد بن جرير الطّبَري، وأحمد بن هارون البَرْدعِي [1] ، وطائفة.
روى عن: الدَارقُطْنيّ، وأبو بكر البرقاني، وأبو طالب بن بُكَيْر، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وأبو نعيم الأصبهاني، والشيخ المفيد أحمد بن محمد بن محمد بن النعمان شيخ الرافضة، الشريف محمد الحراني.
وكان عسرا في الرواية [2] . وثقة ابن أبي الفوارس.
وقال ابن أسامة الحلبي: لو لم يكن للحلبيّين من الفضيلة إلّا أبو محمد الحسن بن أحمد السَّبيعي لَكَفَاهم. كان وجيهًا عند سيف الدولة، وكان يزوره في داره، وصنّف له كتاب «التَّبْصِرة في فضيلة العِتْرَة المُطَهَّرة» . وكان في العامة [له] سوق [3] ، وهو الذي وقف «حمّام السَّبيعي» على العلويّين. تُوُفّي السَّبِيعي في سابع عشر ذي الحجة.
قال الحاكم: سألت أبا محمد الحسن السّبيعي الحافظ عن حديث إسماعيل بن رجاء، فقال: لهذا الحديث قصة، وأَعْلَمَنَا ابن ناجية «مُسْنَد فاطمة بنت قيس» سنة ثلاثمائة، فدخلت على الباغَنْدِي، فقال: من أين جئتَ؟ قلت: من مجلس ابن ناجية. قال: إيش قرأ عليكم؟ قلت: أحاديث
__________
[ () ] وفي آخرها عين مهملة. نسبة إلى سبيع وهو بطن من همدان. (اللباب 2/ 102) .
[1] البردعي: بفتح الباء الموحدة، وسكون الراء وفتح الدال المهملة وفي آخرها العين المهملة.
نسبة إلى بردعة، بلدة من أقصى بلاد أذربيجان. (اللباب 1/ 135، 136) .
[2] أي زعر الأخلاق كما في (تذكرة الحفاظ 3/ 952) «وكان له أخلاق غير مرضيّة» (تاريخ بغداد 7/ 274) .
[3] في التذكرة: «وكان له بين العامّة سوق» .(26/495)
الشَّعبي عن فاطمة بنت قيس، فقال: مرّ لكم عن إسماعيل بن رجاء، عن الشَّعبي؟ فنظرت في الْجُزْء فلم أجد، فقال: أُكْتُب: ذكر أبو بكر بن أبي شَيْبَة، قلت: عن مَن ومنعته من التَّدليس، فقال: حدّثني محمد بن عُبَيْدة الحافظ، حدّثني محمد بن المُعَلَّى الأثرم، [أنا] [1] أبو بكر محمد بن بِشْر العَبْدِي، عن مالك بن مِغْوَلٍ، عن إسماعيل بن رجاء، عن الشَّعبي، عن فاطمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قصة الطّلاق والسُّكنى والنَّفقَة، ثم انصرفتُ إلى حلب، وكان عندنا بحلب بغداديّ يُعرف بأبي سَهْل، فذكرت له هذا الحديث، فخرج إلى الكوفة، وذاكر أبا العبّاس بن سعيد، فكتب أبو العبّاس هذا، عن ابن سهل، عنّي، عن الباغَنْدي، ثم اجتمعت مع فلان، يعني «الْجِعَابي» [2] ، فذاكَرْتُهُ، فلم يعرِفْه، ثم اجتمعنا برَمْلَة، فلم يعرِفْه، ثم اجتمعنا بعد سنين بدمشق، فاستعادَني إسنادهَ تَعجُّبًا، ثم اجتمعنا ببغداد، فذكرنا هذا الباب، فقال: ثناه علي بن إسماعيل الصّفّار، ثنا أبو بكر الأثرم، ثنا أبو بكر بن أبي شَيْبَة، ولم يدر أنّ هذا الأثرم غير ذاك، فذكرتُ قصّتي لفلان «المفيد» [3] وأتى عليه سنُون، فحدّث بالحديث [4] عن الباغَنْدي، ثم قال السَّبيعي: الذاكرة [تكشف] [5] عُوار من لا يَصْدُق.
قال الخطيب [6] : كان ثقةً حافظًا مُكْثِرًا عسِرًا في الرّواية، ولما كان بأخرة عَزَم على التّحديث والإملاء، فتهيّأ لذلك، فمات، حُدُّثْتُ عن الدَارقُطْنيّ، سمعت السَّبيعي يقول: قدِم علينا الوزير أبو الفتح بن حنزابة إلى حلب، فتلقّاه النّاس، فعرف أنّي محدّث، فقال لي: تعرف إسنادا فيه أربعة
__________
[1] إضافة من التذكرة 953.
[2] الجعابيّ: بكسر الجيم وفتح العين المهملة وفي آخرها الباء الموحّدة، وهو: أبو بكر محمد بن عمر بن محمد بن سلم التميمي المعروف بابن الجعابيّ، قاضي الموصل، وأحد الحفّاظ المشهورين. توفي سنة 355 هـ. (اللباب 1/ 282) .
[3] المفيد: هو الحافظ أبو حفص عمر بن جعفر بن عبد الله بن أبي السريّ الورّاق المتوفى سنة 357. (تذكرة الحفاظ 3/ 934 رقم 887، لسان الميزان 4/ 287 رقم 823) .
[4] في الأصل «عن الحديث» والتصحيح من (تذكرة الحفاظ 953) .
[5] ساقطة من الأصل، والإستدراك من (التذكرة) .
[6] تاريخ بغداد 7/ 273 و 274.(26/496)
من الصّحابة؟ فذكرت له حديث عمر في العُمالة [1] ، فعرف لي ذلك، وصارت لي به عنده منزلة.
الحسن بن سعيد بن جعفر [2] ، أبو العبّاس العَبّاداني [3] المُطَّوَّعي [4] المقرئ المُعَمَّر نزيل إصْطَخْر، في آخر عمره.
سمع من: الحسن بن المُثنّى، وأبا خليفة، وأبا مسلم الكَجّي، وأبا عبد الرحمن النّسائي، وإدريس بن عبد الكريم الحذّاء، وجعفر بن محمد الفِريابي، وجماعة.
قال أبو نُعَيم: قدِم أصبهان سنة خمسٍ وخمسين، وكان رأسًا في القرآن وحِفْظِه، [في حديثه] [5] وروايته، لِينُ.
وقال أبو بكر بن مَرْدَوَيْه: وهو ضعيف.
قلت: قرأ لنافع على أبي بكر محمد بن عبد الرّحيم الأصبهاني، وأبي محمد المَلَطي، وقرأ لأبي عمر، ومحمد بن بدر بن محمد الباهلي صاحب الدُّوري، والحسين بن علي الأزرق الجمّال. قرأ عليه برواية قالون، وقرأ
__________
[1] في الأصل «المعاملة» والتصويب من (تاريخ بغداد وتذكرة الحفاظ) . والحديث في مسند أحمد 1/ 17، وصحيح البخاري 13/ 32- 13، والنسائي 5/ 104، 105 ويرويه الصحابي: السّائب بْن يزيد، عَنْ حُوَيْطَب بْن عَبْد العُزَّى، عَنْ عَبْد اللَّه بْن السعدي، عَنْ عمر.
[2] ذكر أخبار أصبهان 1/ 271، تهذيب ابن عساكر 4/ 176، ميزان الاعتدال 1/ 492، العبر 2/ 359، تذكرة الحفاظ 3/ 950، غاية النهاية 1/ 213، الوافي بالوفيات 12/ 29 رقم 24، لسان الميزان 2/ 210 رقم 932، شذرات الذهب 3/ 75، النجوم الزاهرة 4/ 141، معرفة القراء الكبار 1/ 256 رقم 54، النشر في القراءات العشر 1/ 114، سير أعلام النبلاء 16/ 260 رقم 182، موسوعة علماء المسلمين 2/ 102، 103 رقم 417.
[3] العبّاداني: بفتح العين والباء الموحدة المشدّدة وسكون الألف وفتح الدال المهملة، نسبة إلى عبّادان، بليدة بنواحي البصرة في البحر. (اللباب 2/ 309) .
[4] المطّوّعي: بضم الميم وفتح الطاء المشدّدة وكسر الواو وفي آخرها عين مهملة، نسبة إلى المطوعة، وهم جماعة فرّغوا أنفسهم للغزو والمرابطة بالثغور وقصدوا جهاد العدو في بلادهم. (اللباب 3/ 226) .
[5] ما بين الحاصرتين سقط من الأصل، استدركناه من (أخبار أصبهان وتذكرة الحفّاظ) .(26/497)
برواية البزّي على إسحاق بن أحمد [1] الخزاعي. وقرأ برواية قُنْبِل على ابن مجاهد، وقرأ بدمشق على أبي العبّاس محمد بن موسى الصُّوري، وبالإسكندرية على محمد بن القاسم بن يزيد الإسْكَنْدَراني، وقرأ على ذِكْوان، وقرأ على أحمد بن فرح المفسّر صاحب الدّوري، وعلى إدريس بن عبد الكريم الحدّاد صاحب خَلَف، وهو أكبر شيخ له، وقرأ على عبد الله بن الرّبيع المَلَطي إمام جامع مصر، عن يونس بن عبد الأعلى، وعلى جماعة مذكورين في «المنهج» لسبّط الخيّاط.
قرأ عليه: أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي، وأبو الحسين علي بن محمد الخبازي، وأبو بكر محمد بن عمر بن زلال النَّهاوَنْدي، والحسين بن علي بن عُبَيْد الله الرَّهَاوي، وأبو عبد الله محمد بن الحسين بن آل زهرام الكارَزِيني [2] .
قال الخزاعي: قلت للمطَّوعي: في أيّ سنة قرأ على إدريس الحدّاد؟
فقال في السنة التي رحلت فيها إلى الرّيّ سنة اثنتين وستين ومائتين، فقلت للمطّوّعي: فقد قاربت المائه؟ فقال: إلّا ثِنْتَيْن، قال ذلك في سنة سبْعِ وستيّن ومائة. قال الخزاعي: وكان أبوه واعظًا محدّثًا.
قلت: وحدّث عنه أبو بكر بن أبي علي الذّكْواني، وأبو نُعَيم [3] الحافظ. ومحمد بن عُبَيْد الله الشّيرازي، وآخرون، وهو على ضَعِفه. وآخر من روى عن [4] أبي مسلم الكَجّي والحدّاد.
وله تصانيف في القراءات.
الحسين بن علي بن الحسن [5] بن الهيثم، أبو عبد الله بن الباد [6]
__________
[1] في الأصل «إسحاق بن علي أحمد» والتصحيح من (معرفة القراء) .
[2] الكارزيني: بفتح أوله والراء وكسر الزاي وسكون الياء تحتها نقطتان ثم نون. نسبة إلى كارزين، وهي من بلاد فارس مما يلي البحر. (اللباب 3/ 74) .
[3] في الأصل «وأبو علي نعيم» والتصحيح من (معرفة القراء) .
[4] «عن» مكرّرة في الأصل.
[5] تاريخ بغداد 7/ 388 رقم 3921.
[6] في الأصل «الباز» والتصويب من تاريخ بغداد.(26/498)
البغدادي الشّاهد.
سمع: أبا شعيب الحَرّاني، والحسن بن عَلويَه.
وعنه: حفيده أحمد بن علي، وغيره.
وقال الخطيب: كان ثقة، بقي أعمى مُقْعَدًا مدّة خمسَ عشرةَ سنة، وعاش ستًّا وتسعين سنة.
الحسن بن القاسم بن عبد الرحمن بن أبي الغَمْر، أبو محمد المصري الفقيه.
حدّث عن الطَّحاوي وغيره.
الحسن بن محمد بن سهل، أبو سعيد الفَسَوي القزّاز الشّاهد.
رحل مع والده إلى الشّام ومصر، وسمع أبا عَرُوبة، وأبا الْجَهْم بن طِلاب، وأبا الحسن بن جَوْصَا، وحدّث.
تُوُفّي في المحرَّم.
خلف بن عمر، أبو سعيد الفقيه المالكي المعروف بابن أخي هشام، شيخ المالكية بإفريقية.
تفقّه بأبي نصر القيرواني وسمع منه. وكان يجتمع هو، وأبو الأزهر بن مغيث، وأبو محمد بن أبي زيد، ويتناظرون.
تُوُفّي في صفر.
سُلَيْمَان بْن محمد بْن سُلَيْمَان [1] ، أَبُو أيّوب الأندلسي الشَّذُوني [2] .
سمع: محمد بن عبد الملك بن أيمن، وعبد الله بن يونس المقبري، وجماعة، وحجّ فسمع من أبي سعيد بن الأعرابي، وسمع من أبي محمد الفِرْيابي كُتُبَ محمد بن جرير الطّبري، وولي خطابة شريش [3] .
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 187 رقم 565، بغية الملتمس 297 رقم 763.
[2] الشذوني: بفتح الشين وسكون الذال وفتح الواو وفي آخرها نون. نسبة إلى شذونة من أعمال إشبيلية بالأندلس. (اللباب 2/ 189) .
[3] شريش: أوّله مثل آخره، بفتح أوله، وكسر ثانيه ثم ياء مثنّاة من تحت. مدينة كبيرة من كورة(26/499)
عبد الله بن إبراهيم بن جعفر [1] بن بيان الزَّيْنَبي [2] ، أبو الحسن البغدادي البزّاز.
روى عن: الحسن بن عَلْويه القطّان، وأحمد بن أبي عَوْف البُزُوري، والحسين بن أبي الأحوَص، وعبد الله بن ناجية، والفِرْيابي، وجماعة.
وعنه: أبو بكر البرقاني، ومحمد بن طلحة النعالي، والأزجي، وأبو القاسم التّنُوخي.
وثّقه الخطيب وقال: وُلد سنة ثمانٍ وسبعين ومائتين، وتُوُفّي في ذي القعدة.
والزَّيْنَبِي: آخر، وهو إبراهيم بن عبد الله العسكري، من طبقة ابن صاعدة. مرّ.
عبد الله بن إسحاق [3] ، أبو محمد التّبان الفقيه المالكي، عالم أهل القيروان في زمانه.
قال القاضي عياض: ضُربت إليه آباط الإبل من الأمصار لِذَبّه عن مذهب أهل المدينة، وكان حافظًا بعيدًا من التَصَنُّع والرّياء، فصيحًا.
تُوُفّي سنة إحدى.
عبد الله بن الحسين بن إسماعيل [4] ، أبو بكر الضبيّ المحاملي.
__________
[ () ] شذونه وهي قاعدة هذه الكورة. (معجم البلدان 3/ 340) .
[1] تاريخ بغداد 9/ 409 رقم 5017، العبر 2/ 359، المنتظم 7/ 109 رقم 148، شذرات الذهب 3/ 76، الإكمال 4/ 204، الأنساب 6/ 246، 247، مشتبه النسبة 1/ 341، سير أعلام النبلاء 16/ 228، 259 رقم 180، تبصير المنتبه 2/ 669.
[2] هكذا في: المنتظم وشذرات الذهب، وفي العبر «الزيدي» ، وفي المشتبه، والسير «الزبيبي» ، وكذا في: الإكمال، والتبصير، والأنساب.
[3] ترتيب المدارك للقاضي عياض 4/ 517- 524، العبر 2/ 360، مرآة الجنان 2/ 397، الوافي بالوفيات 17/ 66 رقم 59، الديباج المذهب 1/ 431، تذكرة الحفاظ 3/ 950، النجوم الزاهرة 4/ 141، شذرات الذهب 3/ 76، سير أعلام النبلاء 16/ 319- 320، شجرة النور الزكية 95، 96.
[4] المنتظم 7/ 109 رقم 149 وفيه «عبد الله بن الحسن» ، تاريخ بغداد 9/ 440 رقم 5064،(26/500)
ولي قضاء مَيّافارِقين وآمد، ثم ولي قضاء حلب وأنطاكية. وكان عفيفًا نزِهًا.
سمع أباه وأبا بكر بن زياد النَّيْسَابُوري.
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الشَّيْباني والنَّيْسَابُوري سِبْط أبي علي الثَّقَفي.
دَيِّنٌ ورِعٌ من شيوخ الحاكم.
سمع: السّرّاج، وزَنْجَوْيه بن محمد.
عبد الله بن محمد بن نصر [1] اللّخْمي القُرْطُبي الزّاهد.
سمع من: أحمد بن خالد، ومحمد بن عبد الملك بن أَيْمن، ومحمد بن قاسم.
وكان صالحًا خَيِّرًا مائلًا إلى الأثر، يعقد الشُّرُوط.
روى عنه ابن الفَرَضيّ وغيره.
عبد الأعلى بن أبي بكر عبد الله بن أبي داود السَّجِسْتاني.
يروي عن أبيه.
تُوُفّي في هذه السنة تقريبًا.
عبد العزيز بن الحارث بن أسد [2] بن اللّيْث بن سليمان بن الأسود بن سفيان بن يزيد بن النبيه بن عبد الله، أبو الحسن التّميمي..
أحد فُقهاء الحنابلة الأعيان.
حدّث عن: أبي عبد الله نفطَوَيْه، وأبي بكر بن يزداد النَّيْسَابُوري، وأبي عبد الله المَحَاملي.
روى عنه: ابنه أبو الفرج عبد الوهاب، وبشري الفاتني.
__________
[ () ] البداية والنهاية 11/ 298.
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 236 رقم 725.
[2] طبقات الحنابلة 2/ 139 رقم 616، المنتظم 7/ 110 رقم 150، البداية والنهاية 11/ 298، النجوم الزاهرة 4/ 140.(26/501)
وقال أبو المعالي شَيْذَلة: روى الإمام أبو عبد الله الحسن التميمي الحنبلي إمام عصره في مذهبه، وحضر الشيخ أبو عبد الله بن مجاهد، وابن شمعون، فجري مسألة الاجتهاد بين ابن مجاهد، والقاضي أبي بكر، وتعلّق الكلام بينهما إلى الفجر، وكان أبو الحسن التميمي، يقول لأصحابه:
تمسّكوا بهذا الرّجل فليس للسنة عنه غِنّى.
وقال القاضي أبو يَعْلَى [1] : كان جليل القدر، له كلام في مسائل الخلاف، ومصنّف في الفرائض.
وقال أبو الحسن بن رزقَوَيْه: وضع أبو الحسن التميمي في «مُسْنَد» أحمد حديثين، وكتبوا عليه محضرًا، وكتب فيه الدَارقُطْنيّ، وابن شاهين.
وتُوُفّي في عَشْر الستّين.
عبد الله بن أحمد [2] بن المصنّف أبي محمد عبد الله بن مسلم بن قُتَيْبَة الدَّيَنَوري.
دخل مصر مع أبيه فسكنها، وحدّث عن والده بمصنّفات جدّه [3] .
علي بن إبراهيم [4] ، الشيخ أبو [الحسن] [5] الحُصْري، أحد كبار الصّوفيّة وأولي الأحوال.
حكى عن الشّبليّ.
__________
[1] طبقات الحنابلة 2/ 139.
[2] هو عند الخطيب البغدادي (11/ 8 رقم 5662) : «عبد الواحد بن أحمد» ويكنى أبا أحمد.
«ذكر أنّه ولد ببغداد في سنة 270 وانتقل إلى مصر فسكنها، وروى بها عن أبيه عن جدّه كتبه. سمع منه أبو الفتح بن مسرور البلخي، وقال: كان ثقة» .
[3] هو المؤرّخ الكاتب المعروف صاحب كتاب «المعارف» و «عيون الأخبار» وغيرهما. المتوفى سنة 276 هـ. (انظر مقدّمة كتاب المعارف للدكتور ثروت عكاشة- طبعة دار المعارف بمصر) .
[4] تاريخ بغداد 11/ 340 رقم 6176، طبقات الصوفية 489- 493 رقم 15، الرسالة القشيرية 38، نتائج الأفكار القدسية 2/ 16، طبقات الشعراني 1/ 145، البداية والنهاية 11/ 298، طبقات الأولياء 213، رقم 30، المنتظم 7/ 110 رقم 151، الكامل في التاريخ 9/ 16، اللباب 1/ 369، النجوم الزاهرة 4/ 140.
[5] سقطت من الأصل.(26/502)
روى عنه أبو سعد الماليني.
ومن كلامه: «لا يغرّنَّكُم صفاءُ الأوقات فإنّ تحتها آفات، ولا يَغُرّنّكم العطاء، فإنّ العطاء، عند أهل الصَّفاء مَقْتٌ» [1] .
قال الخطيب [2] : مات سنة إحدى وسبعين، وقد نيّف على الثّمانين.
قال السُّلَمي [3] : هو سيّد وقته وشيخ العراق.
على بن عبد الله بن [4] المحدّث الصّالح عبد الرحمن بن عبد المؤمن المهلّبي الْجُرجْاني البزّاز.
روى عن: أبي نعيم بن عديّ، وغيره.
روى عنه: أبو سعد الماليني، وأبو الفرج.
ومات قبل الإسماعيلي بشهر.
فتح بن أصبغ [5] ، أبو نصر الطُّلَيْطِلي الفقيه الزّاهد.
كان ذكيًّا متفننًا ورِعًا عابدًا. كان يقال إنّهُ مُجاب الدّعوة.
تُوُفّي في جُمادى الأولى.
لَيْث بن طاهر، أبو نصر النَّيْسَابُوري القائد.
سمع السّرّاج، وابن خُزَيْمَة.
وعنه الحاكم.
محمد بْن أحمد بْن عَبْد اللَّه [6] بْن محمد الفقيه، أبو زيد المروزي الشّافعي الزّاهد.
__________
[1] طبقات الأولياء 213.
[2] تاريخ بغداد 11/ 340.
[3] طبقات الصوفية 489 بنحوه.
[4] تاريخ جرجان 317 رقم 557.
[5] تاريخ علماء الأندلس 1/ 348 رقم 1028.
[6] تاريخ بغداد 1/ 314 رقم 197، الكامل في التاريخ 9/ 16، دول الإسلام 1/ 229، العبر 2/ 360، تذكرة الحفّاظ 3/ 950، البداية والنهاية 11/ 299، مرآة الجنان 2/ 397، طبقات الفقهاء 115، طبقات الشافعية لابن هداية الله 96، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي(26/503)
حدّث ببغداد وبنَيْسَابور ودمشق ومكّة عن: محمد بن يوسف الفَرَبْرِيّ [1] ، وعمر بن علّك المَرْوَزي، ومحمد بن عبد الله السَّعدي، وأبي العبّاس محمد الدَّغولي [2] ، وأحمد بن محمد المُنْكَدِري، وغيرهم.
وعنه: الهيثم بن أحمد الصّبّاغ، وعبد الواحد بن مشماش، وعبد الوهاب المَيْداني، وعلي بن السّمْسار، وأبو الحسن الدَارقُطْنيّ مع تقدُّمه، وأبو بكر البرقاني، ومحمد بن أحمد المَحَامِلي البغدادي، والفقيه أبو محمد عبد الله محمد بن إبراهيم الأصِيلي، وآخرون وقال: ولدت سنة إحدى وثلاثمائة.
قال الحاكم: كان أحد أئمّة المسلمين، ومن أَحْفَظ النّاس لمذهب الشّافعي، وأحسنهم نَظَرًا، وأزْهَدهم في الدُّنيا. سمعت أبا بكر البزّار يقول:
عادلت [3] الفقيه أبا زيد من نَيْسَابُور إلى مكّة، فما أعلم [أن] [4] الملائكة كَتَبَتْ عليه خطيئة.
وقال الخطيب [5] : حدّث ببغداد، ثم جاور بمكّة، وحدّث هناك بصحيح البُخَاري عن الفَرَبْرِي. وأبو زيد أَجَلُّ من روى ذلك الكتاب.
وقال أبو إسحاق الشَّيرازي [6] : ومنهم أبو زيد المروزي صاحب أبي
__________
[3] / 71، تبيين كذب المفتري 189، العقد الثمين 1/ 297، الوافي بالوفيات 2/ 71 رقم 375، الأنساب 417 أ، وفيات الأعيان 4/ 208 رقم 581، الوفيات لابن قنفذ 219، البصائر 1/ 406، طبقات العبادي 93، النجوم الزاهرة 4/ 141، شذرات الذهب 3/ 76، المنتظم 7/ 112، طبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 379، 380، سير أعلام النبلاء 16/ 313- 315 رقم 221.
[1] الفربري: بفتح الفاء والراء وسكون الباء الموحّدة وفي آخرها راء ثانية. نسبة إلى فربر، بلدة على طرف جيحون مما يلي بخارى. (اللباب 2/ 418) .
[2] الدّغولي: بفتح الدال والغين المعجمة وفي آخرها اللام بعد الواو. نسبة إلى دغول. وهو اسم رجل. ويقال للخبز الّذي لا يكون رقيقا بسرخس: دغول. (اللباب 1/ 503، 504) .
[3] عادلت: أي ركبت معه.
[4] إضافة من تاريخ بغداد.
[5] تاريخ بغداد 1/ 314.
[6] طبقات الفقهاء 115.(26/504)
إسحاق، مات بمرو في رجب سنة إحدى وسبعين. وكان حافظًا للمذهب، حَسَن النَّظر، مشهورًا بالزّهد. وعنه أخذ أبو بكر الققّال، وفُقَهاء مَرْوَ.
وقرأت على أبي علي الأمين، أخبركم ابن المكّي، أنا عبد الأوّل، أنا أبو إسماعيل الأنصاري، أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل، سمعت خالد بن عبد الله المَرْوَزي، سمعت أبا سهل محمد بن أحمد المَرْوَزي، سمعت أبا زيد المَرْوَزي يقول: كنت نائمًا بين الرُّكن والمقام، فرأيت النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا أبا [زيد] [1] إلى متى تدرِسّ كتاب الشّافعي ولا تدرسّ كتابي؟ فقلت: يا رسول الله وما كتابك؟ فقال: «جامع» محمد بن إسماعيل البُخاري.
محمد بن أحمد بن تميم [2] السَّرَخْسي.
سمع أبا لبيد محمد بن إدريس الشامي السَّرَخْسي.
عنه: أبو الحسن بن رزقَوَيْه، وأبو بكر أحمد بن علي الأصبهاني.
وثّقه الخطيب. تُوُفّي فيها ظَنًّا [3] .
محمد بن أحمد بن محمود، أبو العبّاس النَّيْسَابُوري القبّاني الزّاهد النّاسخ.
سمع ابن خُزَيْمَة، وأحمد بن محمد الماسَرْجِسي.
وعنه: الحاكم، وغيره من النَّيْسَابُوريّين.
محمد بن أحمد بن جعفر الطّوسي القائد.
سمع: ابن خُزَيْمَة، والسّرّاج.
محمد بن إسحاق بن إبراهيم [4] بن يزيد بن مهران، أبو بكر البغدادي الصّفّار الضّرير.
__________
[1] ساقطة من الأصل.
[2] تاريخ بغداد 1/ 283 رقم 128.
[3] قال الخطيب: «بلغني أنّ أبا نصر السرخسي مات بعد سنة سبعين وثلاثمائة» .
[4] تاريخ بغداد 1/ 260 رقم 91.(26/505)
سمع: محمد بن صالح بن عصمةَ الدّمشقي، وعبد الله بن محمد بن مسلّم المقدسي، ومحمد بن محمد النّفاح الباهلي، وأبا القاسم البَغَوِي، وأبا عَروُبَة الحَرّاني، وجماعة.
وعنه: الدَارقُطْنيّ، وحمزة السَّهْمي، وأبو بكر البَرْقَانِيّ، وأبو القاسم علي التّنُوخي، والحسين [1] بن علي الجوهري، وغيرهم.
قال البَرْقَانِيّ: ثقةٌ فاضل، شاميّ الأصل، سألته عن مولده، فقال: سنة تِسْعٍ وثمانين ومائتين.
قال الخطيب: حدّث في سنة إحدى وسَبعين وثلاثمائة.
محمد بن جعفر بن محمد [2] ، أبو الفتح بن المُرَاغي الهَمَذاني.
نزيل بغداد، ومصنّف كتاب «البهجة» على مثال «الكامل» للمُبَرّد.
وكان عالمًا بالنَّحْو واللَّغَة.
روى عن: أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قُتَيْبة.
وقال أبو الحسن محمد بن أحمد بن القاسم المَحَامِلي: سمعنا منه:
سنة إحدى وسبعين.
قلت: هو والذي قبله لا أعرف وفاتهما يقينًا [3] .
محمد بن خفيف [4]
__________
[1] في الأصل «أبو الحسن» وهذا خطأ.
[2] تاريخ بغداد 2/ 152، 153 رقم 575، معجم الأدباء 18/ 101- 130، بغية الوعاة 1/ 70 رقم 118.
[3] قيّد السيوطي تاريخ وفاته بسنة 371 هـ.
[4] الكامل في التاريخ 9/ 16، دول الإسلام 1/ 229، مرآة الجنان 2/ 397، طبقات الصوفية 183 و 462- 466 رقم 9، الوافي بالوفيات 3/ 42 رقم 930، طبقات الشافعية للسبكي 2/ 150، البداية والنهاية 11/ 299، المنتظم 7/ 112 رقم 156، العبر 2/ 360، 361، طبقات الأولياء 290- 294 رقم 61، النجوم الزاهرة 4/ 141، شذرات الذهب 3/ 76، 77، تذكرة الحفاظ 3/ 950 (دون ترجمة) ، حلية الأولياء 10/ 385- 387، الرسالة القشيرية 37، نتائج الأفكار القدسية 2/ 6، معجم البلدان 3/ 350، طبقات الشعراني 1/ 142، نشوار المحاضرة 3/ 228، 229 رقم 148، تبيين كذب المفتري 190- 192،(26/506)
بن إسْفَكْشَاذ [1] ، أبو عبد الله الضَّبّي الشّيرازي الصُّوفي، شيخ إقليم فارس.
حدّث عن: حمّاد بن مُدْرِك، والنُّعمان بن أحمد الواسِطي، ومحمد بن جعفر التّمّار، والحسين المَحَامِلي، وجماعة.
وعنه: أبو الفضل محمد بن جعفر الخّزَاعي، والحسن بن حفص الأندلِسي، وإبراهيم بن الخَضِر الشَّيّاح، ومحمد بن عبد الله بن بَاكَوَيْه، وأبو بكر بن الباقِلاني المتكلّم.
قال أبو عبد الرحمن السُّلَمي [2] : أقام بشيراز، وكانت أمُّه بنَيْسَابور، وهو اليوم شيخ المشايخ وتاريخ الزّمان، لم يبق للقوم أقدم منه سِنًّا، ولا أَتَّم حالًا، صحب رُوَيْمَ بن أحمد، وأبا العبّاس ابن عطاء، ولقي الحسين بن منصور الحلاج، وهو من أعلم المشايخ بعلوم الظّاهر، متمسّكٌ بالكتاب والسنة، فقيهٌ على مذهب الشّافعي، فمن كلامه قال: «ما سمعت شيئًا من سُنَن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلا واستعملته، حتّى الصّلاة على أطراف الأصابع، وهي صعبة» .
قال السُّلَمي: قال أحمد بن يحيى الشّيرازي: ما [أرى] [3] التَّصوُف إلّا يُخْتَم به. [وكان أبو عبد الله] [4] من أولاد الأمراء، فتزهّد حتى قال: كنت أذهب وأجمع الخِرَقَ من المزابل، وأغسله، وأصلح منه ما ألبسه، وبقيت أربعين شهرا أفطر كلّ ليلة على كفّ باقلاء، فاقْتَصَدْت، فخرج من عِرْقي شبيهُ ماء اللّحم، فتحيَّر الفصَّادُ وقال: ما رأيت جسدًا بلا دمٍ إلّا هذا [5] .
وقال ابن باكَوَيْه: سمعت أبا أحمد الكبير يقول: سمعت أبا عبد الله بن
__________
[ () ] الأنساب 7/ 451، 452، اللباب 2/ 222، سير أعلام النبلاء 16/ 342- 347 رقم 249، هدية العارفين 2/ 49، 50.
[1] إسفكشاذ: هكذا ضبطه محقّق طبقات الصوفية للسلمي، وكذلك ورد في طبقات الشافعية الكبرى للسبكي، أما في الوافي بالوفيات مقيّدة «اسكفشار» . وورد في الأصل «اسكفسار» ، والله أعلم بصحة ذلك.
[2] طبقات الصوفية 462.
[3] ، (4) ساقطة من الأصل، والاستدراك من السير.
[5] انظر: تبيين كذب المفتري 191.(26/507)
خفيف يقول: نُهْبتُ في البادية حتّى سقَطَتْ لي ثمانية أسنان، وانتثر شَعْري، ثم وقعتُ إلى فَيْدَ وأقمت بها، حتّى تماثَلْتُ وحَجَجْتُ، ثم مضيت إلى بيت المقدس، ودخلت الشّام، فنمت إلى جانب دُكّانِ صبّاغٍ، وبات معي في المسجد [رجل] به بَطَنٌ قِيام [1] ، وكان يدخل ويخرج إلى الصبّاح، فلما أصبحنا، صاح النّاس: نُقِب دُكّان الصّبّاغ وسُرِقت، فدخلوا المسجد ورأونا، فقال المَبْطُون: لا أدري، غير أنّ هذا طول اللّيل كان يدخل ويخرج، وما كنت خرجتُ إلّا مرَّةً، تطهّرتُ، فجرُّوني وضربوني، وقالوا: تكلّم. فاعتقدت التّسليمَ، فكانوا يغتاظون من سُكُوتي، فحملوني إلى دُكّان الصّبّاغ، وكان أثَرُ رجل اللّصّ في الرّماد، فقالوا: ضَعْ رِجْلَك فيه، فوضعت، فكان على قدْر رِجْلي، فزادهم غَيْظًا، وجاء الأمير، ونُصِبت القِدْر وفيها الزَّيت يغلي، وأُحْضِرت السكّين ومَن يقطع اليد، فرجِعْت إلى نفسي وإذا هي ساكنة، فقلت: إنْ أرادوا قَطْعَ يدي سألتهم يعفوا يميني [2] لأكتب بها، فبقي الأمير يهدّدني ويصْول، فنظرت إليه فعرفته، وكان مملوكًا لوالدي، فكلّمني بالعربية وكلّمته بالفارسيّة، فنظر إليّ وقال: أبو الحسين وكنتُ أُكَنَّى بها في صِباي، فضحكتُ، فعرفني، فأخذ يلطم رأسه ووجهه، واشتغل النّاس به، فإذا بضجّة عظيمة، وأنّ اللَّصوص قد مُسِكُوا، فذهبتُ والنّاسُ ورائي، وأنا مُلَطّخٌ بالدّماء جائع لي أيّام لا آكل، فرأتني عجوزٌ فقيرة، فقالت: أدخل إلينا، فدخلتُ ولم يرني الناس، وغسلت وجهي ويديّ، فإذا الأمير قد أقبل يطلبني. فدخل ومعه جماعة، وجرّ من منطقته سِكّينًا، وحَلَفَ باللَّه وقال: إن أمسكني إنسان لأقتلنّ نفسي، وضرب بيده رأسه ووجهه مائة صَفْعة، حتّى منعتُه أنا، ثم اعتذر، وجَهِد بي أن أقبل شيئًا، فأَبَيْتُ، وهربت ليومي من المدينة، فحدّثت بعضَ المشايخ فقال: هذا عقوبة انفرادك، فما دخلتُ بلدًا فيه فقراء إلّا قصدتُهم [3] .
وقال أبو عبيد الله بن باكَوَيْه: سألت أبا عبد الله بن خفيف، وقد سأله
__________
[1] في الأصل «في المسجد به قيام» ، وما أثبتناه يتطلّبه السياق.
[2] في الأصل «يعفو» .
[3] هذه الحكاية غير موجودة عند السلمي في كتابه المطبوع.(26/508)
قاسم الإصْطَخَري عن الأشعريّ فقال: كنت مرّة بالبصرة جالسًا مع عمرو بن عَلُّويه على ساجة [1] في سفينة نتذاكر في شيء، فإذا بأبي الحسن الأشعريّ قد عَبَر وسلّم علينا وجلس، فقال: عبرت عليكم أمس في الجامع، فرأيتكم تتكلّمون في شيء عرفت الألفاظ ولم أعرف المَغْزَى، فأُحبّ أن تعيدوها عليّ. قلت: وفي أي شيء كنّا؟ قال: في سؤال إبراهيم عليه السّلام «أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى» 2: 260 [2] وسؤال موسى أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ» 7: 143 [3] . فقلت: نعم.
قلت: إنّ سؤال إبراهيم هو سؤال موسى، إلّا أنّ سؤال إبراهيم سؤال متمكّن، وسؤال موسى سؤال صاحب غَلَبَةٍ وهَيَجَان، فكان تصريحًا، وكان سؤال إبراهيم تعريضًا، وذلك أنّه قال: أرني كيف تُحْيي الموتى، فأراه كيف المحيى ولم يره كيف الإحياء لأن الإحياء صفة والمحيى قدرته، فأجابه إشارة كما سأله إشارة، إلّا أنّه قال في الآخر: وَاعْلَمْ أَنَّ الله عَزِيزٌ حَكِيمٌ 2: 260 [4] ، ثمّ أنّي مشيت مع أبي الحسن وسمعت مناظرته، وتعجّبت من حُسن كلامه حين أجابهم.
قال أبو العبّاس الفَسَوي: صنّف شيخنا ابن خفيف من الكُتُب ما لم يصنّفْه أحَدٌ، وانتفع به جماعة صاروا أئمَّةً يُقْتَدَى بهم، وعُمَّر حتى [عمّ] [5] نفعُه البلدانَ.
وقال أبو الفتح عبد الرحيم بن أحمد خادم ابن خفيف: سمعت أبا عبد الله بن خفيف يقول [6] : سأَلنا يومًا القاضي أبو العبّاس بن شريح بشِيرَاز، ونحن نحضر مجلسه لدرس الفقه، فقال لنا: محبّة الله فرض أو لا؟ قلنا
__________
[1] الساجة: مفرد السّاج، وهو الخشب المجلوب من الهند.
[2] قرآن كريم- سورة البقرة- الآية: 26.
[3] قرآن كريم- سورة الأعراف- الآية 143.
[4] قرآن كريم- سورة البقرة- الآية 260.
[5] إضافة على الأصل يقتضيها السياق.
[6] في الأصل «يقولون» .(26/509)
فرْض. قال: ما الدليل؟ فما فينا من أجاب بشيء، فسألناه، فقال: قوله تعالى قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ 9: 24 الآية [1] . قال: فتوعَّدهم الله على تفضيل محبتّهم لغيره على محبتّه، والوعيد لا يقع إلّا على فرض لازم.
وقال ابن باكَوَيْه: كنت سمعت ابن خفيف يقول: كنت في بدايتي رُبَّما أقرأ في ركعة واحدة عشرة آلاف قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ 112: 1 [2] ، وربّما كنت أقرأ في ركعةٍ القرآن كلّه.
وعن ابن خفيف انّه كان به وَجَعُ الخاصِرة، فكان إذا أخذه أقعده عن الحركة، فكان إذا أقيمت الصّلاة يُحمل على الظَّهْر إلى المسجد، فقيل له:
لو خفَّفْتَ على نفسك. قال: إذا سمعتم: «حيَّ على الصّلاة» ولم تروني في الصّفّ فاطلبوني في المقابر [3] .
قال ابن باكَوَيْه: سمعته يقول: ما وجبت عليّ زكاة الفِطْر أربعين سنة [4] .
وقال ابن باكويه: نظر أبو عبد الله بن خفيف يومًا إلى ابن أُمّ مَكْتُوم وجماعة من أصحابه يكتبون شيئًا، فقال: ما هذا؟ قالوا: نكتب كذا وكذا.
قال: اشتغلوا بتعلُّم شيءٍ ولا يغرّنّكُم كلامُ الصُّوفيّة، فإنّي كنت أخبئ مَحْبَرَتي في جيب مُرَقَّعَتي، والورق في حجزة سراويلي، وأذهب خفْيةً إلى أهل العلم، فإذا علموا بي خاصموني، وقالوا: لا تُفلح. ثم احتاجوا إلي [5] .
حَدَّثَنَا أَبُو الْمَعَالِي الأَبَرْقُوهِيُّ، أنا عُمَرُ بْنُ كَرْمٍ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو الْوَقْتِ السِّجْزِيُّ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَحْمَدَ الثَّقَفِيُّ، أنا محمد بُنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَاكَوَيْهِ، ثنا محمد بْنُ خَفِيفٍ الضَّبِّيُّ إِمْلاءً، قَرَأَ عَلَى حَمَّادِ بْنِ مُدْرِكٍ وَأَنَا أَسْمَعُ: ثنا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ عَبْدِ الله
__________
[1] قرآن كريم- سورة التوبة- الآية رقم 24.
[2] سورة الإخلاص.
[3] طبقات الأولياء 293 رقم 11.
[4] تبيين كذب المفتري 192.
[5] تبيين كذب المفتري 191.(26/510)
بن الصّامت، عن أبي ذرّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا صَنَعْتَ قِدْرًا فأَكْثِرْ مَرَقَهَا وَانْظُرْ أهْلَ بَيْتٍ مِنْ جِيرَانِكَ فَأَصِبْهُم بِمَعْرُوفٍ» [1] . تُوُفّي ليلة ثالث رمضان عن خمسٍ وتسعين سنة، وقيل: عاش مائة سنة وأربع سنين. وازدحم الخلق على جنازته، وكان أمرًا عظيمًا، وصلُّوا عليه نحوًا من مائة مرّة [2] . رحمه الله ورضي عنه.
محمد بن خلف بن محمد [3] بن جيان، بالجيم، الفقيه أبو بكر البغدادي الخلال المقرئ.
سمع: عمر بن أيّوب السَّقْطي، وقاسم بن زكريّا المطّرز، وحامد بن شعيب البَلّخي، وأحمد بن سهل الأشْناني.
وعنه: البَرْقَانِيّ، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وأبو القاسم التَّنُوخيّ.
وثّقه الخطيب، وقال: تُوُفّي في آخر السنة. روى عنه حمزة، وقال:
كان ثقة جبلًا.
محمد بن خالد بن عبد الملك [4] ، أبو عبد الله الإسْتِجي الفقيه.
سمع من محمد بن عبد الله بن أبي دُلَيْم، وكان يعقد الوثائق.
__________
[1] وفي رواية أخرى لأبي ذر: «إذا طبخت قدرا فأكثر مرقها فإنّه أوسع للأهل والجيران» . أخرجه ابن حبّان. ومن طريق جابر حديث مثله: «إذا طبختم اللحم فأكثروا المرق فإنّه أوسع وأبلغ الجيران» . أخرجه ابن أبي شيبة. (انظر: راموز الأحاديث لأحمد ضياء الدين 53) وروى الطبراني في المعجم الوسيط: «إذا طبخ أحدكم قدرا فليكثر مرقها ثم ليناول جاره منها» (الفتح الكبير للنبهاني- ج 1/ 131) . والحديث أخرجه مسلم في البرّ والصلة (143/ 2626) باب الوصية بالجار والإحسان إليه من طريقين عن عبد الله بْن إدريس، عن شُعْبَة، وبقيّة السند كما هنا.
[2] طبقات الأولياء 294.
[3] تاريخ بغداد 5/ 239 رقم 2728، الوافي بالوفيات 3/ 45 رقم 936، المنتظم 7/ 112 رقم 155، مشتبه النسبة 1/ 131، سير أعلام النبلاء 16/ 359، 360 رقم 256، تبصير المنتبه 1/ 275.
[4] تاريخ علماء الأندلس 2/ 82 رقم 1332.(26/511)
محمد بن عثمان بن سعيد [1] الإسْتِجي [2] . كان فقيهًا مُفْتِيا.
سمع من أبي دُلَيم أيضًا، ومن جماعة.
كان يعقد الوثائق ببلده.
محمد مفرّج [3] ، أبو عبد الله المَعَافري القُرْطُبي، المعروف بالقبيّ [4] .
سمع من: قاسم بن إصبع، وبمصر من أبي جعفر النّحّاس، وعبد الملك بن بحر الجلاب [5] ، وبمكّة من أبي سعيد الأعرابي.
وتُوُفّي في رمضان.
تركوا الأخذَ عنه لأنّه كان يعتقد مذهبَ ابن مَسَرَّة ويدعو إليه.
محمد بن عبد الله بن بِشْران، أبو بكر السَّكّري الشّاهد، والد الشيخين مُسْندي العراق: أبي الحسين علي [6] ، وأبي القاسم عبد الملك [7] .
سمع الحديث، وأسمع وَلَديْه، ولم يْرو شيئًا، بل روى عنه ابنه عبد الملك وحده [8] .
ومات في جُمادي الآخرة، وله خمسٌ وستُّون سنة. كان من المعدّلين.
محمد بن العبّاس بن أحمد [9] بن مسعود، أبو بكر الْجُرْجاني المسعودي الفقيه.
روى عن: أبي يَعْلَى المَوْصِلي وأبي القاسم البَغَوِي، وفيه ضَعْفٌ لكونه حدّث من غير كتابه.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 2/ 82 رقم 1333.
[2] الإستجي: بالكسر ثم السكون، وكسر التاء. نسبة إلى إستجة، كورة بالأندلس. (معجم البلدان 1/ 174) .
[3] تاريخ علماء الأندلس 2/ 81 رقم 1331.
[4] هكذا في الأصل، وفي تاريخ علماء الأندلس «الغني» .
[5] في الأصل «الحلاف» والتصحيح من تاريخ علماء الأندلس.
[6] تاريخ بغداد 12/ 98 رقم 6527.
[7] تاريخ بغداد 10/ 432 رقم 5595.
[8] في الأصل «وحاده» .
[9] تاريخ جرجان 438 رقم 810 وفيه: مات بعد 350 هـ.(26/512)
بقي إلى هذه السنة، ولا أعرف متى مات.
محمد بن محمد بن العبّاس، أبو ذُهل العصمي الهَرَوِي.
تُوُفّي في صفر. من جُملة المشايخ.
محمد بن هشام بن جمهور المرساني نزيل قُرْطُبة.
رحل وسمع من الآجريّ، وأحمد بن إبراهيم الكِنْدي، وحدّث.
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
يحيى بن هُذيْل [1] ، أبو بكر الأديب.
شاعر عصره بالأندلس، وكان أحد الفقهاء المالكيّة المذكورين، ديّنا عاقلًا نَزِهًا فصيحًا مُفَوَّهًا.
طال عمره وعلا سماعُه، وكان قد سمع من أخيه أبي مروان عبد الملك من جماعة. كذا وَرَّخَه بعضهم، وسيعاد سنة تسعٍ وثمانين.
قال القاضي عِياض: كان حافظًا للفقه، راويةً للحديث. ثم ورّخه سنة إحدى هذه.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 2/ 195 رقم 1602، جذوة المقتبس 358 رقم 907، بغية الملتمس 509 رقم 1496.(26/513)
[وَفَيَات] سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة
أحمد بن إسحاق بن مروان [1] بن جابر، أبو عمر الغافقي القُرْطُبي.
سمع: أحمد بن خالد، وعبد الله بن يونس، وابن أَيْمَن، وحجّ، وسمع بمصر كُتُبًا.
وُلّي قضاء طُلَيْطِلة، ومات بها.
أحمد بن جعفر بن محمد [2] بن الفرج، أبو الحسن المقرئ الخلّال.
سمع عبد الله بن إسحاق المدائني، ومحمد بن جرير [3] الطّبري.
وعنه: أبو العلاء الواسطي، وأحمد بن علي البادا.
قال الخطيب: كان صالحًا ثقة. تُوُفّي في رمضان.
أحمد بن محمد الحافظ [4] [بن أبي] [5] حفص عمر بن محمد بن بجير السّمرقندي البجيري [6] .
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 50 رقم 170.
[2] تاريخ بغداد 4/ 74 رقم 1698، المنتظم 7/ 113 رقم 158.
[3] في الأصل «محمد بن جعفر جرير» .
[4] الأنساب 2/ 90، اللباب 1/ 22.
[5] في الأصل «أبو حفص» وهو خطأ، والتصحيح من (اللباب 1/ 122) .
[6] البجيري: بضم الباء الموحدة وفتح الجيم وسكون الياء المثنّاة من تحت والراء المهملة.(26/515)
سمع من جدّه «الصحيح» الذي سمعه منه جماعة.
وتُوُفّي في ربيع الأوَّل.
أحمد بْن محمد بْن علي [1] بن الحسن بن يحيى القَصْري، أبو بكر السَّيبِي [2] ، الفقيه الشّافعي، أحد الأئمة.
درس على إسحاق المَرْوَزي، ونشر الفقه ببلده قصر ابن هبيرة.
وتُوُفّي في رجب، وله ستٌّ وسبعون سنة.
أحمد بن عبد الله بن عمرو [3] القيسي القُرْطُبي.
سمع: أحمد بن خالد، وابن أيمن، ومحمد بن مِسْوَر.
لم يُحدّث.
أحمد بن محمد بن معروف [4] بن وليد، أبو عمر المدائني القُرْطُبي.
سمع من: أحمد بن خالد بن الحباب، وابن أَيْمَن، وعثمان بن عبد الرحمن، وحجّ فسمع من الآجُرّيّ.
وُلّي قضاء طَرْطُوشَة، وكتب عنه جماعة.
أحمد بن محمد بن يوسف [5] ، أبو القاسم [6] القرطبي القشطيلي.
سمع أبا عيسى، والدّيَنَوري.
قال ابن عفيف: كان من أهل العلم بفنونٍ كثيرة من الفِقْه والعربيّة واللُّغة. حجّ وأدرك رجالًا بالمشرق، وأدخل الأندلس علما جمّا، وأدّب ولد
__________
[ () ] نسبة إلى الجدّ وهو بجير. (اللباب) .
[1] طبقات الفقهاء للشيرازي 116 تاريخ بغداد 5/ 69 رقم 2446، طبقات الشافعية للسبكي 3/ 47، طبقات الشافعية لابن هداية الله 116، الأنساب 7/ 216، اللباب 2/ 164.
[2] السّيبي: بكسر السين المهملة وسكون الياء المثنّاة من تحتها وفي آخرها باء موحّدة. نسبة إلى سيب. قال ابن الأثير: وظنّي أنها قرية بنواحي قصر ابن هبيرة. (اللباب 2/ 164) .
[3] تاريخ علماء الأندلس 1/ 51 رقم 171.
[4] تاريخ علماء الأندلس 1/ 50 رقم 169، بغية الملتمس 162 رقم 345.
[5] تاريخ علماء الأندلس 1/ 49 رقم 166.
[6] في الأصل «والقاسم» وهو خطأ.(26/516)
الحَكَم بن النّاصر لدين الله، وأخذ عنه النّاس مَذْهَب مالك.
إسماعيل بن أحمد بن محمد بن داود النّسّاج القِزْويني.
سمع إسحاق بن محمد الكَيْسَاني، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وسليمان بن يزيد الفامي، وحدّث.
الحسن بن علي الصّيْدناني [1] القِزْويني.
سمع إسحاق بن محمد الكيساني، ومحمد بن القاسم المحاربي الكوفي، وحدّث.
الحسين بن محمد بن عبد الوهاب [2] [بن] سُليمان بن محمد الشريف، أبو تمّام الزَّيْنَبي، قاضي البصْرة.
قدِم بغداد مع مُعِز الدولة، واشترى دارًا بأربعةٍ وعشرين ألف دينار، ووُلّي نقابة بغداد. وتفقّه على أبي الحسن الكَرْخي.
حدّث عنه مولاه وشّاح وغيره [3] . مات في شوّال.
الحسين بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد [4] بْن عَبْد الرَّحْمَن بن أسد بن شَمّاخ، أبو عبد الله الشّمّاخي الحافظ الهَرَوِي الصّفّار.
حدّث بَهَراة وبغداد ودمشق عن: أحمد بن عبد الوارث المصري، وأبي الدَّحْداح أحمد بن محمد الدمشقي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن حفص الْجَوْني، والحسين بن موسى الرَّسْعَني [5] وجماعة.
__________
[1] الصّيدناني: بفتح الصاد وسكون الياء آخر الحروف وفتح الدال المهملة والنون وبعد الألف نون ثانية. هذه النسبة مثل الصّيدلاني سواء. (اللباب 2/ 253) .
[2] الكامل في التاريخ 9/ 25.
[3] في الأصل «وغير» .
[4] تاريخ بغداد 8/ 8 رقم 4043، تهذيب ابن عساكر 4/ 288، الأنساب 7/ 380، 381، اللباب 2/ 207، سير أعلام النبلاء 16/ 360، 361، ميزان الاعتدال 1/ 528، الوافي بالوفيات 12/ 261.
[5] الرّسعنيّ: بفتح الراء وسكون السين المهملة وفتح العين المهملة وفي آخرها النون. نسبة إلى مدينة رأس العين بديار بكر. (اللباب 2/ 25، 26) .(26/517)
وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو بكر البَرْقَانِيّ، وإسحاق القرّاب، وأبو عثمان سعيد القُرَشي.
قال البرقاني: قد كتبت عنه الكثير، ثم بان لي أنّه ليس بحُجّة، وضعّفه أبو عبد الله بن أبي ذُهَل الهَرَوِي.
وقال الحاكم، وسُئل عنه: كذّاب، لا يُشتَغَل به، وتُوُفّي في جُمادى الآخرة. وله مُسْتَخْرَجٌ على «صحيح مُسْلِم» .
الحسين بن علي بن سفيان، أبو عبد الله المصري الفقيه.
روى عنه: محمد بن إبراهيم بن المنذر، وغيره.
حسين بن محمد بن نابل [1] ، أبو بكر القُرْطُبي.
سمع أسلم بن عبد العزيز، وأحمد بْن خَالِد بْن الحُبَاب، ومحمد بْن عمر بن لُبَابة، وحجّ، فسمع من ابن الأعْرابي، وعلي بن مطر الإسكندراني، وأبي الطّاهر المَدِيني، وعلي بن الطّحاوي.
وكان شيخا صالحا فقيها ورعا عارفا بالعربيّة، شاعرًا، حدّث بالكثير.
وتُوُفّي في ذي الحِجّة، وهو في عَشْر الثّمانين.
وعنه ابن الرضى.
الحسين بن محمد، أبو سعيد البسطامي الواعظ، والد أبي عمر محمد بن الحسن.
قال الحاكم: كان أوحد عصره في التذكير والوعظ والانتصار للسُّنّة.
سمع: أبا بكر القطّان، وأبا حامد بن بلال، وطبقتهما.
خَطّاب بن مَسْلَمَة بن محمد [2] بن سعيد، أبو المغيرة الإيادي الفقيه المالكي.
سمع ابن لُبَابة، وأسلم بن عبد العزيز، وأحمد بن خالد بن الْجَبّاب،
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 114 رقم 355.
[2] تاريخ علماء الأندلس 1/ 133 رقم 404، بغية الملتمس 290 رقم 729.(26/518)
وحجّ فسمع من ابن الأعرابي.
قال عنه رفيقه أبو بكر محمد بن السُّلَيْم القاضي: وهو من الأبدال.
وقال القاضي عياض: كان زاهدا مجاب الدعوة.
وقال ابن القَرَضي: كان حافظًا للرأي، بصيرًا بالنّحو. تُوُفّي في شوّال، وله ثمان وسبعون [1] سنة.
سليمان بن أحمد بن محمد بن داود القِزْويني النّسّاج، أخو إسماعيل.
سمع: علي بن محمد بن مَهْرَوَيْه، وسليمان بن زيد الفامي.
وكان أَسَنَّ من أخيه، وبينهما في الموت ثلاثة أشهر.
العبّاس بن الفضل بن زكريّا [2] ، أبو منصور النَّضْرُوي [3] الهَرَوِي، منسوب إلى جدّه نَضْرُوَيْه، بضادٍ مُعْجمةً.
سمع: أحمد بْن نَجْدة والحسين بْن إدريس، ومحمد بن عبد الرحمن الشّامي، وجماعة.
وعنه: أبو بكر البَرْقَانِيّ، وأبو يعقوب القَرّاب، وأبو عثمان سعيد القُرَشي، وأبو حازم العبدوي.
وثّقه الخطيب، وروى عنه أيضًا سِبْطُه الحسين بن علي، وتُوُفّي في شعبان، وقد وَهِم صاحب «الكمال» وهْمًا قبيحًا فذكر له ترجمة ابن ماجه روى عنه [4] .
العبّاس بن محمد بن علي، أبو الفضل القُرَشِي، والد الشيخ أبي عثمان سعيد، مسند هراة.
__________
[1] في الأصل زيادة: «وله ثمان وأربعون سنة وسبعون سنة» والتصحيح من تاريخ ابن الفرضيّ حيث ذكر أنه ولد سنة 294 وتوفي سنة 372 هـ.
[2] اللباب 3/ 314، العبر 2/ 362، شذرات الذهب 3/ 79، الأنساب 12/ 105، مشتبه النسبة 1/ 82، سير أعلام النبلاء 16/ 331 رقم 240، تبصير المنتبه 1/ 156.
[3] النّضرويّ: بفتح النون وسكون الضاد وضم الراء وبعد الواو ياء تحتها نقطتان. نسبة إلى نضرويه. وهو اسم لجدّ صاحب الترجمة أعلاه. (اللباب 3/ 314) .
[4] كذا في الأصل. ولعلّه أراد: «فذكره في ترجمة ابن ماجة أنه روى عنه» .(26/519)
روى عن: أبي الفضل المُنْذِري، وأبي الحسن المخلدي.
روى عنه ابنه، وتُوُفّي في جُمادي الآخرة.
عبد الله بن أحمد بن جعفر [1] ، أبو محمد بن أبي حامد الشَّيْباني النَّيْسَابُوري.
سمع: أبا بكر بن خُزَيْمَة، وتَوَرَّع عن الرّواية عنه لصِغره، وسمع أبا العبّاس السّرّاج، وأحمد بن محمد الماسَرْجِسِي، وحاتم بن محبوب السّامي، وأبا سعيد بن الأعرابي، وأبا جعفر بن البَخْتَري.
روى عنه: يوسف القوّاس، وإبراهيم بن مخلد الباقَرحي، وابن رزقَوَيْه، حدّثهم ببغداد. ووثّقه الخطيب.
روى عنه الحاكم وقال: كان من أكثر أقرانه سَمَاعًا، وكانت له ثروة ظاهرة، وأنفق أكثرها على العلماء، وفي الحجّ والجهاد، وكان يرسل شَعْرَه فقيل له الشَّعْراني.
عبد الله بن بدر الأشبيلي الطبيب.
جمع وسمع من: ابن الأعرابي، وحدّث.
عبد الله بن محمد بن أُمَيّة [2] بن غَلْبون الأنصاري القُرْطُبي، نزيل طَلَيْطِلة.
اسْتُقْضِي بطَلبِيرة [3] .
سمع من: قاسم بن أصبغ: وبمكة من ابن الأعرابي، وكان نبيلًا ثقة.
سمع منه: عبدوس بن محمد الثّغري.
__________
[1] تاريخ بغداد 9/ 391 رقم 4986.
[2] تاريخ علماء الأندلس 1/ 236 رقم 727.
[3] طلبيرة: بفتح أوله وثانيه، وكسر الباء الموحّدة ثم ياء مثنّاة من تحت ساكنة، وراء مهملة.
مدينة بالأندلس من أعمال طليطلة. (معجم البلدان 4/ 37) .(26/520)
عبد الواحد بن بكر الهَمَذاني [1] الصّوفي، المعروف بالورثاني.
رحل وسمع بدمشق: أبا علي محمد بن شعيب الأنصاري، وعلي بن أبي العقب، وجُمَحُ بن القاسم.
وعنه: أبو سعد الماليني، وأبو عبد الرحمن السّلمي، والحسن بن إسماعيل القرّاب، وآخرون.
وتُوُفّي بالحجاز، وكان كثير الأسفار، من فُضَلاء الصّوفية.
عبد العزيز بن مالك الفقيه، أبو القاسم القِزْويني الشّافعي.
سمع: محمد بن مسعود، وأبا علي الطُّوسي، والعبّاس بن الفضل بن شاذان، ومحمد بن صالح الطّبري.
قال أبو يَعْلَى الخليلي: أدركته، وقُرِئ عليه وأنا حاضر.
عثمان بن سعيد بن عثمان [2] ، أبو سعيد بن الدرّاج الغسّاني الأندلسي السّرِيّ.
سمع من: أحمد بن عمرو بن منصور بن فُطَيْس، وعثمان بن جرير، وأحمد بن خالد بن الحباب، وحج فسمع من عبد الرحمن بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عثمان عبد الرحمن المقرئ: كتاب سفيان بن عُيَيْنَة، عن جدّه محمد بن المقرئ.
سمع منه غير واحد، وتُوُفّي في رجب.
علي بن خفيف بن عبد الله [3] بن تميم بن سعد مولى جعفر بن محمد بن علي، أبو الحسن الهاشمي البغدادي الدّقّاق.
__________
[1] تاريخ جرجان 253 رقم 410، طبقات الصوفية (انظر فهرس الأعلام) ، اللباب 3/ 267، تاريخ التراث العربيّ 2/ 485 رقم 39.
[2] تاريخ علماء الأندلس 1/ 306 رقم 905.
[3] في الأصل: «خفيف وعبد الله» ، والتصحيح من: تاريخ بغداد 11/ 423.(26/521)
سمع: عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان، والحسين بن أبي عفير، وعبد الله بن محمد البَغَوِي.
وعنه: أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وعبد الله بن علي بن بِشْران، وغيرهما.
قال ابن أبي الفوارس: كان غير مرضيّ في الرواية [1] .
علي بن محمد بن سعيد [2] ، أبو الحسن الكِنْدي البغدادي الرّازي، شيخ مُعَمَّر.
سمع سنة تسعين ومائتين من أبي شُعَيْب الحَرَّاني، وسمع من:
الفِريابي، وعلي بن حَسْنَوَيْه.
وعنه: العتيقي، وتُوُفّي في رمضان.
فَنّاخِسْرُو السّلطان عضُدُ الدولة [3] أبو شجاع بن السلطان رُكْن الدولة الحسن بن بُويه الدَّيْلَمِي. ولي مملكة فارس بعد عمّه عماد الدولة، ثم قوي على ابن عمّه عزّ الدولة بَخْتِيار بن مُعِزّ الدولة، وبلغ من سَعَة المملكة والاستيلاء على الممالك، ما لم يبلغه
__________
[1] تاريخ بغداد 11/ 424.
[2] تاريخ بغداد 12/ 85 رقم 6500.
[3] ذيل تجارب الأمم 39- 78، الفخري في الآداب السلطانية 40 و 290، الإنباء في تاريخ الخلفاء 181، خلاصة الذهب المسبوك 259، 260، الكامل في التاريخ 9/ 18- 22، البداية والنهاية 11/ 299- 301، دول الإسلام 1/ 229، العبر 2/ 363، المنتظم 7/ 113- 118 رقم 159، مرآة الجنان 2/ 398، 399، النجوم الزاهرة 4/ 142، شذرات الذهب 3/ 78، 79، وفيات الأعيان 4/ 50- 55 رقم 532، بغية الوعاة 2/ 247 رقم 1910، يتيمة الدهر 2/ 216، السلوك للمقريزي 1 ق 1/ 21، 28، وراجع أخباره في تجارب الأمم، وذيل تاريخ الطبري وغيره، نشوار المحاضرة 3/ 18 و 171 و 229، و 4/ 43، 44 و 82 و 86 و 88- 95 و 118- 122 و 125 و 259، الإمتاع والمؤانسة 3/ 148، معجم الأدباء 3/ 10، ذيل تاريخ دمشق 24، نهاية الأرب 23/ 204، وتاريخ الأنطاكي، المختصر في أخبار البشر 2/ 122، 123، تاريخ ابن الوردي 1/ 305، سير أعلام النبلاء 16/ 249- 252 رقم 175، تاريخ الفارقيّ 106، وتاريخ العظيمي 310، وتاريخ الزمان 69، وتاريخ مختصر الدول 171- 173.(26/522)
أحد من بنيه، ودانت له البلاد والعباد. وهو أوّل من خُوطب بالملك شاهٍ شاه في الإسلام، وأوّل من خُطب له على المنابر ببغداد بعد أمير المؤمنين.
وكان فاضلًا نحويًّا، له مشاركة في فنون، وله صنّف أبو علي الفارسي «الإيضاح والتكملة» . وقد مدحه فُحُول الشعراء، وسافر إلى بابه المتنبّي إلى شيراز، قبل أن يملك العراق، وامتدحه بقصائد مشهورة، وقصده شاعر العراق أبو الحسن محمد بن عبد الله السّلامي، وأنشده قصيدته البديعة التي يقول فيها:
إليك طَوَى عَرْضَ البسيطة جاعِلٌ ... قُصَارَى المطايا أن يلوح لها القَصْرُ
فكنت وعزْمي في الظّلام وصَارمي ... ثلاثةَ أشياء كما اجتمع النّسْرُ
وبشّرت آمالي بملك هو الوَرَى ... ودارٍ هي الدنيا ويومٍ هو الدّهْرُ [1]
وقال الثعالبي في «يتيمة الدهر» : لعضد الدولة قصيدة فيها بيت لم يفلح بعده:
ليس شُرْبُ الرّاح إلّا في المَطَرْ ... وغِناءٍ من جوَارٍ في السّحَرْ
مُبْرزات الكاسِ من مَطْلِعِها ... ساقياتِ الرّاح من فاقَ البَشَرْ
عضُدُ الدولةِ وابنُ رُكْنِها ... ملكُ الأملاك غلابُ القَدَرْ [2]
فقيل إنّه لما احتضَر، لم ينطق لسانه إلّا ب «مَا أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ، هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ» 69: 28- 29 [3] . وتُوُفّي بعلّة الصَّرَع في شوّال، سنة اثنتين وسبعين ببغداد، وله ثمان وأربعون سنة، ودُفِن بمشهد عليّ رضي الله عنه بالكوفة.
وهو الذي أظهر قبر عليّ بالكوفة وادّعى أنّه قبره. وكان شيعيًّا، فبني على المشهد، وأقام البيمارستان العَضُدِي ببغداد، وأنفق عليه أموالًا عظيمة، وهو بيمارستان عظيم ليس في الدنيا مثل ترتيبه.
وملك العراق خمس سنين ونصفًا، ولما قدمها خرج الطائع للَّه وتلقّاه،
__________
[1] الأبيات في: وفيات الأعيان، باختلاف بعض الألفاظ.
[2] الأبيات في: يتيمة الدهر 2/ 218، ووفيات الأعيان 4/ 54، والبداية والنهاية 11/ 300.
[3] قرآن كريم- سورة الأحقاف- الآية 28 و 29.(26/523)
وهذا شيء لم يتهيّأ لأحد قبله، فدخل بغداد، وقد استولى عليها الخراب وعلى سوادها بانفجار بُثُوقها، وقَطْع المفسدين طُرُقَاتها، فبعث العسكر إلى بني شَيْبَان، وكانوا يقطعون الطريق، فأوقعوا بهم وأسروا من بني شيبان ثمانمائة، وسدّ البُثُوق، وغَرَسَ المزاهر وهو دار أبي علي بن مُقْلَةَ، وكانت قد صارت تلا، فيقال: إنّه غرِم على نقل التراب أكثر من ألف ألف درهم، وغرس التاجي عند قطربُّل [1] وحوّط على ألف وسبعمائة جرِيب، وعمر الطُّرُقَ والقناطر والْجُسُور.
وكان متيقَّظًا شَهْمًا، له عيون كثيرة تأتيه بأخبار البلاد القاصية، حتى صارت أخبار الأقاليم [عنده] [2] . وكان شديد العناية بذلك، كثير البحث عن المشكلات، وافرَ العقل.
كان من أفراد الملوك لولا ظلمه، وكان سفَّاكًا للدماء، حتى أنّ جارية شغل قلبه بميله إليها، فأمر بتغْرِيقها، وأخذ غلامٌ من رجل بطّيخًا غَصْبًا، فوسّطه [3] .
وكان يحبّ العلم والعلماء ويصِلُهم. ووُجد له في «تذكرة» : إذا فرغْنا من حلّ إقليدس تصدّقت بعشرين ألف درهم، وإذا فرغنا من كتاب أبي علي النحوي تصدقت بخمسين ألف درهم، وإنْ وُلِد لي ابن تصدّقت بعشرة آلاف، فإنْ كان من فلانة تصدّقت بخمسين ألف درهم.
وكان قد طلب حساب دِجْلَة في السّنة، فإذا هو ثلاثمائة ألف ألف وعشرين ألف ألف درهم، فقال: أبلغ به إلى ثلاثمائة وستّين ألف ألف، ليكون دخْلُنا كل يوم ألف ألف درهم [4] .
قال ابن الْجَوْزي: [كان] يرتفع له في العام اثنان وثلاثون ألف ألف
__________
[1] قطربُّل: بالضم ثم السكون ثم فتح الراء، وباء موحّدة مشدّدة مضمومة، ولام. وقد روي بفتح أوّله وطائه. وأما الباء فمشدّدة مضمومة في الروايتين. قرية بين بغداد وعكبرا. (معجم البلدان 4/ 371) .
[2] ساقطة من الأصل، والاستدراك من المنتظم 7/ 114.
[3] أي قطع جسمه نصفين. والخبر في: المنتظم 7/ 115.
[4] انظر: المنتظم 7/ 115 و 116.(26/524)
دينار، وكان له كِرْمان، وفارس، وعُمَان، وخوزِسْتان، والعراق، والمَوْصل، وديار بكر، وحَرّان، ومَنْبج. وكان يُناقش [1] في القيراط، وأقام مكوسًا ومَظَالم، فنسأل الله العافية.
وكان صائب الفراسة، قيل إنّ تاجرًا قدم بغدادَ للحجّ فأودع عند عطّار عقد جوهر، فأنكره، فحار، ثم إنّه أتي عضُدُ الدولة، فقصّ عليه أمره، فقال: الْزَم الجلوس هذه الأيّام عند العطّار، ثم إنّ عضُدُ الدولة مرّ في موكبه على العطّار، فسلّم على التاجر وبالغ في إكرامه، فتعجّب الناس، فلما تعدّاه التفت العطّار إلى التّاجر، قال: ما تخبرني متى أودعتني هذا العِقْد، وما صفته، لعلّي أتذكّر، قال: صفته كذا، فقام وفتّش ثم نفض برنيّه [2] فوقع العِقْد، وقال: كنت نسيته.
قيل إنّ قومًا من الأكراد قُطّاع طريقٍ عجز عنهم، فاستدعى تاجرفا، ودفع إليه بغلًا، عليه صندوقان فيهما حَلْوَى مسمومة، ومتاعُ ودنانير، فأخذوا البغْل والصّندوقين، وأكلوا الحَلْوَى فهلكوا.
وقد ذكر ابن الجوزي في كتاب «الأذكياء» [3] له عدّة [4] حكايات لعَضُد الدولة، والله أعلم.
محمد بن أحمد بن حمزة، أبو الحسن الهَرَوِي.
تُوُفّي في هذا العام. وهو المذكور في المتوفَّين تقريبًا في الطبقة الماضية.
محمد بن أحمد بن حمدون [5] ، أبو بكر النَّيْسَابُوري الفرّاء الصُّوفي.
تُوُفّي في رمضان، وكان من العبّاد.
__________
[1] المنتظم 7/ 116 «ينافس» .
[2] برنيّه: حصيرة.
[3] انظر كتاب الأذكياء- ص 49، 50، 51، 52.
[4] في الأصل: «له في عدّة» .
[5] طبقات الصوفية 124، نفحات الأنس لعبد الرحمن الجامي (مخطوط بجامعة القاهرة رقم 30 تاريخ فارسي) ورقة 47.(26/525)
سمع: ابن خُزَيْمَة وطبقته، وكان قوّالًا بالحقّ، كثيرَ المُجاهَدَة، وأمّارًا بالمعروف.
صحِب أبا عليّ الثقفي، ولقي الشَّبْلي، والكبار.
محمد بن جعفر بن أحمد [1] بن جعفر، أبو بكر البغدادي الحريري المعدّل، المعروف بزوج الحُرَّة.
سمع: محمد بن جرير، وأبا القاسم البَغَوِي، وابن أبي داود.
روى عنه: ابن رزقَوَيْه، وأبو بكر البَرْقَانِيّ، والحسن، وعبد الله ابنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان.
وقال البَرْقَانِيّ: ثقة جليل.
وقال أبو علي بن شاذان: كان يحضر مجلسه ابن المظفّر، والدار الدّارقطنيّ، وتُوُفّي في صفر.
قال أبو القاسم التَّنُوخيّ: حدّثنا أبي قال: حدّثني جعفر بن المكتفي باللَّه قال: كانت بنت بدر المُعْتَضِدي زوجة المقتدر باللَّه، فأقامت معه سنين، ثم قُتل، وأفلتت هي من النَّكبة، وتسلّمت أموالها، وخرجت من الدار، فكان يدخل إلى مطبخها حَدَثٌ يُعْرَف بمحمد [2] بن جعفر بن أبي عَشْرُون [3] ، وكان حركا، فصار وكيل المطبخ، فرأته فاستكاسته، فردّت إليه وكالتها، وترقّى أمره حتى صار ينظر في ضِياعها، وصارت تكلّمه من وراء ستر، وزاد اختصاصه بها، حتى علق بقلبها فجسَّرَتْه على تزويجها، وبذلت أموالًا حتى تمّ لها ذلك، وأعطته نعمة ظاهرة وأموالًا، لئلا يمنعها أولياؤها منه بالفقر، ثم هادَتِ القُضَاة بهدايا جليلة، حتى زوّجوها منه، فاعترض الأولياء، فغالبتهم بالدراهم، وأقام معها سنين، ثم ماتت، فحصل [4] له منها نحو ثلاثمائة ألف
__________
[1] تاريخ بغداد 2/ 153 رقم 576، المنتظم 7/ 118، 119 رقم 162، البداية والنهاية 11/ 301، الوافي بالوفيات 2/ 303 رقم 742، النجوم الزاهرة 4/ 143.
[2] في الأصل «محمد» من غير باء.
[3] في الأصل «عشرون» والتصويب من تاريخ بغداد 2/ 153.
[4] في الأصل «فحصلت» والتصحيح من تاريخ بغداد.(26/526)
دينار، ولذلك قيل له «زوج الحُرَّة» .
محمد بن العبّاس بن وصيف [1] ، أبو بكر الغزّي [2] ، راوي المُوَطّأ عن الحسن بن الفرج المقرئ صاحب يحيى بن بكير.
وَرَّخ وفاته أبو القاسم بن مَنْدَهْ، وقد روى أيضًا عن محمد بن قتيبة العسقلاني وغيره.
وروى عنه: أبو سعد الماليني، ومحمد بن جعفر الميماسي، وآخرون.
ولا أعلم فيه جرحا. وقد سمع مُوَطّأ ابن بكير من طريق.
محمد بن عبد الله بن خَلَف [3] بن بخيت، أبو بكر العُكْبَري [4] الدّقّاق.
سكن بغداد، وحدّث عن: خلف بن عمرو العُكْبَري، وجعفر الفِرْيابي، ومحمد بن صالح بن ذَرِيح، ومحمد بن جرير الطبري، ومحمد بن محمد الباغَنْدِي، وجماعة.
وله جُزْء عالٍ عند أصحاب ابن طَبَرْزد.
روى عنه: عبد الوهاب بن برهان، وإبراهيم بن عمر البرمكي، وجماعة.
ووثّقه الخطيب. تُوُفّي في ذي القعدة.
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ [5] بْنِ خَميرَوَيْه بن [6] سيّار، أبو الفضل العدل الهروي، مسند هراة.
__________
[1] شذرات الذهب 3/ 79.
[2] في الأصل «العربيّ» .
[3] تاريخ بغداد 5/ 461 رقم 3003، العبر 2/ 363. شذرات الذهب 3/ 79، المشتبه 54، تاريخ التراث العربيّ 1/ 429 رقم 234، سير أعلام النبلاء 16/ 334، 335 رقم 242، غاية النهاية 2/ 178، 179.
[4] العكبريّ: بضم العين وسكون الكاف وفتح الباء الموحدة وفي آخرها راء. نسبة إلى عكبرا بليدة على دجلة فوق بغداد. (اللباب 2/ 351) .
[5] العبر 2/ 363، شذرات الذهب 3/ 79، الأنساب 5/ 180، اللباب 1/ 461، سير أعلام النبلاء 16/ 311 رقم 219.
[6] في الأصل «وسيار» .(26/527)
سمع: أحمد بن نجدة، وعلي بن محمد الْجَكّاني، وأحمد بن محمود بن مقاتل، وجماعة.
وعنه: أبو بكر البرقاني، وأبو الفضل عمر بن أبي سعد، وأبو ذَرّ عبد بن أحمد، وأحمد بن محمد بن إبراهيم بن إسحاق، والحسين بن علي الباشاني، ومحمد بن الفضيل، وقاضي هَرَاة منظور بن إسماعيل الهَرَوِيّون، وغيرهم.
قال أبو بكر بن السمعاني [1] : شيخ ثقة.
محمد بن عبد الله بن أحمد [2] بن الصباح، أبو عبد الله المؤدّب الأصبهاني.
سمع: أبا حامد خليفة، ومحمد بن الحسين بن مكرم.
وعنه: أبو نُعَيم الحافظ.
محمد بن علي البغدادي النّعّال.
حكى بمصر عن أبي خليفة الْجُمَحِي.
محمد بن علي بن الحسين [3] بن أبي الحسين القُرْطُبي أبو عبد الله.
سمع من: قاسم بن أصبغ، ورحل هو وأخوه حسن، فسمعا بمصر من عبد الله بن الورد، وابن أبي الموت، وأحمد بن سلمة بن الضّحّاك، وابن خروف، وجماعة كثيرة.
وكان محمد ضابطا متقنا نحويّا بليغا. توفّي في صفر، ولم يحدّث.
محمد بن علي بن الحسين [4] ، أبو علي الأسفراييني، الحافظ المعروف
__________
[1] الأنساب 5/ 180.
[2] ذكر أخبار أصبهان 2/ 292.
[3] تاريخ علماء الأندلس 2/ 82 رقم 1334،
[4] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 38/ 565، تذكرة الحفاظ 3/ 1002، 1003 رقم 935، سير أعلام النبلاء 16/ 350، 351 رقم 251، طبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 39، طبقات الحفاظ 397، 398، شذرات الذهب 3/ 81.(26/528)
بابن السّقّاء، تلميذ أبي عوانة.
رحل وسمع: أبا عَرُوبة الحرّاني، ومحمد بن زياد المصري، وعلي بن عبد الله بن مبشّر الواسطي، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأحمد بن عمير بن جَوْصَا، وخلقًا كثيرًا.
وكان شافعيًّا واعظًا صالحًا.
روى عنه: أبو عبد الله الحاكم وغيره. وهو والد علي شيخ البيهقي.
توفّي ببلده أسفرايين، في ذي القعدة.
وقد ذكره ابن عساكر [1] فقال: روى عنه ابنه علي، وأبو سعيد أحمد بن محمد الكرابيسي المَرْوَزي.
قال الحاكم: هو من المعروفين بكثر الرّحلة، والحديث، والتّصنيف، وصحبة الصالحين.
قلت: ومن طبقته محمد بن علي بن الحسين [2] البلْخي الحافظ.
روى عن محمد بن المُعافَى الصيداوي.
روى عنه: محمد بن أحمد الجارودي الحافظ.
محمد بن القاسم، أبو بكر المصري الفقيه الشافعي المعروف بوليد.
روى عن: ابن عبد الرحمن النّسَائي، وعبّاس البصْري، وبنان الجمّال الزّاهد.
روى عنه: يحيى بن علي الطّحّان، وقال: تُوُفّي في جُمادى الآخرة، وله خمس وثمانون سنة.
__________
[1] تاريخ دمشق 301/ 565.
[2] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 38/ 567، طبقات الصوفية 108، تاريخ جرجان 449 رقم 867، سير أعلام النبلاء 16/ 351، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان (من تأليفنا) - ج 4/ 272 رقم 1534.(26/529)
محمد بن مزاحم بن إسحاق، أبو العبّاس الطّائي المصري.
روى عن: محمد بن زيّان وغيره.
وعنه: يحيى بن الطّحّان، ذكره في تاريخه.
المغيرة بن عمرو [1] ، أبو الحسن المكّي.
روى عن: أبي سعيد المفضّل الْجَنَدي، وغيره.
روى عنه: عبد الرحمن بن الحسن المكّي الشّافعي والد أبي علي، وعمر بن الخضر الثمانيني [2] ، وابن باكَوَيْه.
قَرَأْتُ فِي «الأَرْبَعِينَ» لِمحمد بْنِ مُسَدَّدٍ: كَتَبَ إِلَيْنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ التَّاجِرُ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ مَوْهِبٍ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَنَسٍ الْعُذْرِيُّ، أنا عُمَرُ بن الْخَضِرِ، ثنا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَمْرٍو، نا الْجُنْدِيُّ، ثنا محمد بْنُ مَنْصُورٍ الْجَوَّادُ، نا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ دَخَلَ مَكَّةَ فَتَوَاضَعَ للَّه وَآثَرَ رِضَاهُ عَلَى جَمِيعِ أُمُورِه، لَمْ يَخْرُجْ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يُغْفَرَ لَهُ» . هذا أظنّه موضوع على الْجَنَدِي.
مات سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة.
منصور بن أحمد بن هارون [3] الفقيه، أبو صادق النَّيْسَابُوري الحنفي المزكّي، شيخ الحنفية وابن شيخهم بنَيْسَابور.
سمع: أبا العبّاس السّرّاج، وأبا عمرو الحيري، ومؤمّل بن الحسن.
ولم يحدّث قطّ من زُهْده وورَعه.
تُوُفّي في جُمادى الأولى.
روى عنه الحاكم أنّه سمع ابن الشرفي يقول: ما رأيت في العلماء
__________
[1] ميزان الاعتدال 4/ 165 رقم 8719، لسان الميزان 6/ 379 رقم 284 الكشف الحثيث 247 رقم 779.
[2] في الأصل «اليمانيني» .
[3] المنتظم 7/ 120 رقم 163.(26/530)
أهيب من محمد بن يحيى الذُّهْلي رحمه الله تعالى.
نصر بن أحمد بن محمد بن صاعد بن كاتب البخاري.
يروي عن جدّه، ومحمد بن محمد المردكي القِزْوِيني.(26/531)
[وفيات] سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة
أحمد بْن الحسين بْن عَبْد العزيز [1] ، أبو بكر العُكْبَري المعدّل.
سمع: أبا خليفة، وابن ذَرِيح، وأبا الهيثم بن خليفة، ومحمد بن محمد الباغَنْدي، وجماعة.
وعنه: ابنه أبو نصر محمد البقّال، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي.
ووثّقه الخطيب.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنْبَأَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الأَسَدِيُّ، أنا جَدِّي، أنا عَلِيُّ بْنُ محمد المصيصي، أنا أبو نصر محمد بن أحمد الْبَقَّالُ بِعُكْبَرَا، أنبا أَبِي، ثنا أَبُو خَلِيفَةَ، ثنا مُسْلِمٌ، ثنا أَبُو حَمْزَةَ، ثنا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، «أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم جمع بين الظّهر والعصر» [2] .
__________
[1] تاريخ بغداد 4/ 107 رقم 1764، المنتظم 7/ 122 رقم 164 وفيه: «أحمد بن عبد العزيز» .
[2] وفي رواية أخرى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يجمع بين صلاتي الظهر والعصر إذا كان على ظهر سير، ويجمع بين المغرب والعشاء» . أخرجه البخاري 2/ 478 تعليقا في تقصير الصلاة، باب الجمع في السفر بين المغرب والعشاء. وفي رواية عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم «كان يجمع بين الظهر والعصر في سفره إلى تبوك» أخرجه الموطأ 1/ 143 في قصر الصلاة، باب الجمع بين الصلاتين في الحضر والسفر.
(راجع في ذلك: جامع الأصول 5/ 709 وما بعدها) .(26/533)
تُوُفّي هذا عن إحدى وتسعين سنة.
أحمد بن الحسين بن علي [1] ، أبو حامد المَرْوَزي، المعروف بابن الطّبري، القاضي الحنفي.
سمع: أبا العبّاس الدَّغُولي، وجماعة من أصحاب علي بن حجر، وسمع بنَيْسَابور مكّي بن عَبْدان، وأبا حامد بن الشرفي.
قال الحاكم: أمْلَى ببُخارى وأنا بها، وكان يرجع إلى معرفة بالحديث، تفقّه ببغداد على أبي الحسن الكَرْخي، وببلْخ على أبي القاسم الصفّار. وكان كبير القدر، متألَّهًا عابدًا صالحًا، عارفًا بمذهب أبي حنيفة.
ورّخه الحاكم في هذه السنة، وسيأتي في سنة سبعٍ وسبعين.
وكان ثَبْتًا في الحديث، بصيرًا بالأثر [2] له تاريخ مشهور.
أحمد بن محمد الإمام [3] ، أبو العبّاس الدَّيْبُليّ الشافعي الزّاهد الخيّاط، نزيل مصر.
ذكر أبو العبّاس الفسوي أنّه كان جيّد المعرفة بالمذهب، يقتات من الخياطة، فكان يعمل القميص في جمعة بدرهم وثلث.
وكان حسن العيش واللّباس، طاهر اللسان، سليم القلب، صوّامًا تاليا، كثير النّظر في كتاب «الربيع» مع كتاب «الأمَ» للشافعي. وكان مكاشفًا، ربما يخبر بأشياء فتوجد كما يقول. وكان مقبولا عند الموافق والمخالف، حتى كان أهل المِلَل يتبرّكون بدعائه. مرض فتولّيْتُ خدمته، فشهدت أحوالًا سنيّة، وسمعته يقول: كلْما تَرَى أُعْطِيتُهُ ببركة القرآن والفقه. وقال لي: قيل إنّك تموت ليلة الأحد، وكذا كان. وما كان يصلّي إلّا في الجماعة، فكنت أصلّي
__________
[1] تاريخ بغداد 4/ 107، 108 رقم 1765، المنتظم 7/ 137 رقم 207، الوافي بالوفيات 6/ 347 رقم 2842، الجواهر المضيّة 1/ 161 رقم 102، الكامل في التاريخ 9/ 51، البداية والنهاية 305، تاج التراجم 12، الطبقات السنية 1/ 392 رقم 184، كتائب أعلام الأخبار- رقم 181، الفوائد البهية 18 وفيه «أحمد بن الحسن» .
[2] في الأصل «بالامار» والتصحيح من تاريخ بغداد.
[3] حسن المحاضرة 1/ 169.(26/534)
به فصلّيت به ليلة الأحد المغرب، فقال: تَنَحَّ فإنّي أريد الْجَمْع بالعشاء لا أدري إيش يكون منّي، فجمع وأَوْتَرَ، ثم أخذ في السّياق، وهو حاضر معنا إلى نصف الليل، فنمت ساعة وقمت، فقال: أيّ وقتِ هو؟ قلت: قُرْب الصَّبّح. قال: حوّلْني إلى القبلة، وكان أبو سعد الماليني، فحوّلناه إلى القبلة، فأخذ يقرأ قدر خمسين آية، ثم قُبض ومات سنة ثلاثٍ وسبعين، أحسبه في رمضان. وكانت جنازته شيئًا عجيبًا، ما بقي أحد بمصر من أهلها ومن المغاربة أولياء السلطان إلّا صلُّوا عليه.
وذكره القُضَاعي، وأنّ قبره ومسجده مشهوران. قال: وكانت له كرامات مشهورة.
أحمد بْن محمد بْن إبراهيم [1] ، أبو القاسم البجّاني الأندلسي.
روى عن: أحمد بن خالد، ومحمد بن عمر بن لُبَابة.
وحجّ سنة أربع عشرة، ولم يسمع.
تُوُفّي في رجب.
أحمد بن نصر [2] ، أبو بكر الشّذائي [3] البصْري المقرئ، من كبار القرّاء.
قرأ على: أبي حفص عمر بن محمد بن نصر الكاغَدي، والحَسَن بن علي بن بشّار العلاف صاحبي الدُّوري، وعلى أبي الحسن بن شنبوذ، وأبي بكر بن مجاهد، وأبي عبد الله إبراهيم بن عرفة نفطويه، وأبي بكر محمد بن أحمد الدّاجوني، وأبي علي النّقّار، وأبي مُزاحم الخاقاني، وسعيد بن عبد الرّحيم الضّرير، وعبد الله بن الهيثم البلْخي، وأحمد بن محمد بن إسماعيل الأدمي، ومحمد بن موسى الزَّيْنَبي، وجماعة.
قرأ عليه بالرّوايات: محمد بن الحسين الكارَزيني، وغيره.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 51 رقم 172، بغية الملتمس 162 رقم 346.
[2] العبر 2/ 364، معرفة القراء الكبار 1/ 258 رقم 56، شذرات الذهب 3/ 80.
[3] الشذائي: بفتح الشين والذال المعجمة وبعد الألف ياء مثناة من تحتها. نسبة إلى شذا، قرية بالبصرة. (اللباب 2/ 189) .(26/535)
تُوُفّي في هذه السنة. وطُرُقُه في كتاب «المنهج» لسِبْط الخيّاط.
وقرأ عليه: أبو الفضل الخُزاعي، وأبو عمرو بن سعيد البصْري، وعلي بن أحمد الجوردكي، وأبو الحسين علي بن محمد الخياري ومحمد بن عمر بن زلال النَّهاوندي، وخلق.
قال فارس بن أحمد: الكُبراء من أصحاب ابن مجاهد أربعة: أبو طاهر بن أبي هاشم، وأبو بكر بن أشتة، وأبو بكر الشَّذَائي بالبصرة [ونسي الرابع] [1] .
وقال أبو عمرو الدّاني: مشهور بالضَّبْط والإتقان، عالم بالقراءة، بصير بالعربيّة. رحمه الله.
إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق [2] بن جعفر، أبو إسحاق الأصبهاني، المعدّل، المعروف بالقصّار.
سمع: الوليد بن أبان، والحسن بن محمد الداركي بأصبهان، وعبد الله بن شيرَوَيْه، ومحمد بن إسحاق السّرّاج، واستوطن نَيْسَابُور.
روى عنه: الحاكم، وأبو نُعَيم، وأحمد بن علي اليزدي.
ولُقُب بالقصّار لأنّه كان يغسل الموتى تزهُّدًا ومتابعةً للسُّنّة.
وعاش مائة وثلاث سنين، وإنّما سمع وقد كبر. كفّ بصرُه قبل موته بستّ سنين.
أكثر عنه: أبو نُعَيم.
بُلُكّين [3] بن زيرِي بن مُناد [4] الحميري الصّنهاجي الأمير، أبو الفتوح
__________
[1] ما بين الحاصرتين زيادة من معرفة القراء.
[2] ذكر أخبار أصبهان 1/ 201، شذرات الذهب 3/ 80.
[3] بلكّين: بضم الباء الموحدة واللام وتشديد الكاف المكسورة وسكون الياء المثنّاة من تحت وبعدها نون. (هكذا ضبطه ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب 3/ 80) بينما ضبطه الدكتور حسين مؤنس في تحقيقه (الحلّة السيراء 1/ 307) «بلقّين» بفتح الباء وكسر اللام والقاف المشدّدة (بدل الكاف) واسمه (يوسف) .
[4] الحلّة السيراء 1/ 307، 308، البيان المغرب 1/ 228- 239 و 2/ 393، العبر 2/ 364،(26/536)
جدّ الأمير باديس، من وجوه المغاربة.
استخلفه المُعِزّ بن المنصور العُبْيدي على إفريقية عند توجُّهه إلى الديار المصرية في سنة إحدى وستّين وثلاثمائة، وسلّم إليه إقليم المغرب، فكان حَسَن السّيرة، تامّ النّظر في مصالح دولته ورعيّته.
ومات في ذي الحجّة.
وكانت له أربعمائة سَرِيّة، وذُكِر أنّ البشائر وَفَدَتْ عليه في فَرْد يوم بولادة سبعة عشر ولدًا ذَكَرًا.
بُوَيْه مؤيّد الدولة [1] ، أبو منصور بن رُكْن الدولة.
كان وزيره هو الصّاحب إسماعيل بن عَبّاد، فضبط مملكته وأحسن التدبير. وكان قد تزوّج بنت عمّه زبيدة بنت معزّ الدولة، فأنفق في عرسه بها سبعمائة ألف دينار.
تُوُفّي بجُرْجان في ثالث عشر شعبان، من خوانيق أصابته، وله ثلاث وأربعون سنة. وكانت دولته سبع سنين.
الحسن بن أحمد بن علي بن أحمد الماذَرائي [2] المصري، من أعيان الأماثل.
__________
[ () ] البداية والنهاية 11/ 302، اتعاظ الحنفا 1/ 99، 100 و 233 و 237 و 238، الكامل في التاريخ 9/ 34، مرآة الجنان 2/ 401، 402، شذرات الذهب 3/ 80، الوافي بالوفيات 10/ 288، 289 رقم 4797، تاريخ ابن خلدون 6/ 155، وفيات الأعيان 1/ 286 رقم 119.
[1] يتيمة الدهر 2/ 247، معجم الأدباء 6/ 173، العبر 2/ 363، المنتظم 7/ 121، الكامل في التاريخ 9/ 26، الوافي بالوفيات 10/ 326 رقم 4837، صبح الأعشى 13/ 124، 139، مرآة الجنان 2/ 401، البداية والنهاية 11/ 302، دول الإسلام 1/ 230، النجوم الزاهرة 4/ 144، شذرات الذهب 3/ 79، المختصر في أخبار البشر 2/ 23، تاريخ ابن الوردي 1/ 306.
[2] الماذرائي: بفتح الميم وسكون الألف وفتح الذال المعجمة والراء وسكون الألف الثانية وفي آخرها ياء تحتها نقطتان. نسبة إلى ماذرا، وهو جدّ عبد الرحمن بن عبد العزيز بن ماذر المدائني. (اللباب 3/ 143) .(26/537)
روى عن: عبد العزيز بن أحمد بن الفرج، وبكر بن أحمد الشعراني، وجماعة.
روى عنه: الدار الدَارقُطْنيّ، وصالح بن رشدين، وغيرهما.
ألقي على العلم جملة وافرة، وجمع وصنّف، وعاش سبعين سنة.
الحسن بن محمد بن داود [1] ، أبو محمد الثقفي الحراني المؤدب.
روى عن: عبد الله بن محمد الأطروشي، ويحيى بن علي الكِنْدي.
وعنه: تمّام الرّازي، وعبد الغني بن سعيد، وأبو الحسن بن السّمسار، وجماعة.
تُوُفّي في رمضان.
الحسين بن عبد الله القُرُشي، أبو القاسم المصري.
يروي عن: محمد بن محمد بن النّفّاح الباهلي، وغيره.
الحسين بن محمد بن حَبْش [2] ، أبو علي الدَّينَوَرِي المقرئ.
قرأ القرآن على: أبي عمران موسى بن جرير الرقي، وغيره.
قرأ عليه [3] : محمد بن المظفر بن حرب الدينوري وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، ومحمد بن جعفر الخُزاعي، ورحل إليه.
وكان أيضًا عالي الأسناد في الحديث. روى عن أبي عمران الرّقّي.
روى عنه: أبو نصر [4] أحمد بن الحسين الكسّار جزءًا وقع لنا.
قَالَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ: أَخَذَ الْقِرَاءَةَ عَرْضًا عَنْ: موسى بن جرير [5] وابن مجاهد، والعباس بن الفضل، وإبراهيم بن حرب وجماعة.
__________
[1] تهذيب ابن عساكر 4/ 247.
[2] العبر 2/ 365، معرفة القراء الكبار 1/ 260 رقم 60، شذرات الذهب 3/ 81، غاية النهاية 1/ 250.
[3] في الأصل «علي» .
[4] في الأصل «أبو معشر» ، والتصويب من معرفة القراء.
[5] في الأصل «حر» والتصويب من (معرفة القراء) .(26/538)
متقدّم في علم القراءة، مشهور بالإتقان، ثقة مأمون.
روى القراءة عنه: إسماعيل بن محمد البرذعي، والحسين بن محمد السلماني. وسمعت فارس بن أحمد يقول: كان ابن حبش مقريء الدّينَوَر، وكان يأخذ في مذاهب القُرّاء كلهم، فالتكبير من «والضُّحَى» إلى آخر القرآن اتّباعًا للآثار الواردة.
حُمَيْد بن الحسن الورّاق [1] ، دمشقي.
روى عن: محمد بن خُزَيْم، ومحمود بن محمد الرافقي، وأحمد بن هشام بن عمار.
وعنه: مكّي بن الغَمْر، وتمّام، وعبد الغني بن سعيد، وغيرهم.
سعيد بن سَلام [2] ، أبو عثمان المغربي الصّوفي العارف، نزيل نَيْسَابُور.
مولده بالقَيْروَان، ولقي الشّيوخ بمصر والشام، وجاور بمكّة مدّة، وكان لا يظهر في الموسم.
قال الحاكم: وأنا ممّن خرج من مكّة متحسّرًا على رؤيته، ثم خرج منها لمحنةٍ لحقته، وقدم نَيْسَابُور، واعتزل النّاسَ أوّلًا، ثم كان يحضر الجامع، وسمعته يقول: وقد سُئل: الملائكة أفضل أم الأنبياء؟ فقال: القربَ القربَ هم أقرب إلى الحق وأطهر.
صحِب أبو عثمان بالشّام: أبا الخير الأقْطَع، ولقي أبا يعقوب النّهرجوري.
__________
[1] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 11/ 579، تهذيب ابن عساكر 4/ 460، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان 2/ 189 رقم 540.
[2] طبقات الصوفية 479- 483، الكامل في التاريخ 9/ 37، مرآة الجنان 2/ 401، 402، البداية والنهاية 11/ 302، المنتظم 7/ 122، 123 رقم 167، الوافي بالوفيات 15/ 225 رقم 314، النجوم الزاهرة 4/ 144، شذرات الذهب 3/ 81، تاريخ بغداد 9/ 112 رقم 4720، الرسالة القشيرية 38، اللباب 3/ 36، نتائج الأفكار القدسية 2/ 12، طبقات الشعراني 1/ 143، تاريخ التراث العربيّ 2/ 485 رقم 40، العبر 2/ 365، سير أعلام النبلاء 16/ 320، 321 رقم 228، طبقات الأولياء 237، 238 رقم 44، هدية العارفين 1/ 389.(26/539)
قال السُّلمي [1] : كان أوحد المشايخ في طريقه، ولم يُرَ مثله في عُلُوّ الحال وصَوْن الوقت، امتحن بسبب زور نسب إليه حتى ضُرب وشُهُر على جملٍ، وطافوا به، فحمله على مفارقة الحَرَم والخروج منه إلى نَيْسَابُور.
وقال الخطيب [2] : كان من كبار المشايخ: له أحوال مذكورة وكرامات مشهورة.
قال غالب بن علي: دخلت عليه يوم موته، فقلت له: كيف تجد نفسك؟ قال: أجد مولّي كريمًا، إلّا أنّ القدوم عليه شديد.
قال السُّلَمي [3] : سمعته يقول: تَدَبُّرْك في الخَلْق تدبُّر عبْرَةٍ، وتَدبُّرْك في نفسك تدبّر مَوْعظة، وتدبُّرْك في القرآن تدبُّر حقيقةٍ ومكاشفةٍ. قال الله تعالى:
أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ 4: 82 [4] ، جرَّأك به على تلاوَة خِطابِهِ، ولولا ذاكَ لَكَلّت الألسُنُ عن تَلاوتِهِ.
وقال: من أعطى نفسه الأماني قَطَعَها بالتَّسْوِيف والتواني [5] .
وله كلام جليل من هذا النّوع.
وتُوُفّي في هذه السّنة.
وقال السُّلَمي [6] : سمعته يقول: علوم الدّقائق علوم الشّياطين. وأسلم الطُّرُق من الاغترار لزوم [7] الشريعة.
العباس بن أحمد بن محمد [8] بن إسماعيل، أبو الطّيّب العبّاسي، المعروف بالشّافعي.
__________
[1] طبقات الصوفية 479.
[2] تاريخ بغداد 9/ 112.
[3] طبقات الصوفية 481.
[4] قرآن كريم- سورة محمد- الآية 24، وسورة النساء- الآية 82.
[5] طبقات الصوفية.
[6] طبقات الصوفية.
[7] في الأصل «لزم» .
[8] تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 5/ 89 و 19/ 385، تهذيب ابن عساكر 6/ 220 و 391، موسوعة علماء المسلمين 3/ 14، 15 رقم 725.(26/540)
مصريّ، يروي عن محمد بن محمد الباهلي.
وعنه: محمد بن الحسين الطّفّال، وغيره.
حديثه في مَشْيَخَة الرّازي.
عباس بن أحمد [1] ، أبو الفضل الأَزْدي الشّاعر.
شيخ الصُّوفية بالشّام وأسنّهم.
صحِب مظفَّر القِرْمِيسيني [2] ، وجماعة.
له معرفة وفُتُوَّة ظاهرة.
عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم [3] بْن شاذان، أبو جعفر الفارسي.
روى عن: النُّعْمان بن أحمد الواسطي أحد شيوخ الطّبراني، وقيل إنّه روى عن: يعقوب بن سُفْيان الفَسَوي جُزْءًا، وهذا بَعيد.
روى عنه: البَرْقَانِيّ والعَتيقي.
وقال الأزهري: كان ثقة، سمعت منه سنة ثلاثٍ وسبعين في منزلنا.
عبد الله بن تمّام بن أزهر [4] الكِنْدِي، أبو محمد الفَرَضي.
سمع: قاسم بن أصبغ، وجماعة، وكان مؤدّبا بالحساب.
كتب عنه ابن الفَرَضي وغيره.
عبد الله بن محمد بن عثمان [5] بن المختار المزني الحافظ، أبو محمد بن السّقّاء الواسطي، محدّث واسط.
__________
[1] تهذيب ابن عساكر 6/ 221.
[2] في الأصل: «القرميسي» .
[3] تاريخ بغداد 9/ 393 رقم 4989.
[4] تاريخ علماء الأندلس 1/ 237 رقم 729.
[5] تاريخ بغداد 10/ 130- 132 رقم 5270، العبر 2/ 365، تذكرة الحفاظ 3/ 965، 966 رقم 906، المنتظم 7/ 123 رقم 169، الوافي بالوفيات 17/ 487، 488 رقم 412، البداية والنهاية 11/ 302، النجوم الزاهرة 4/ 144، شذرات الذهب 3/ 81، الأنساب 7/ 90، سير أعلام النبلاء 16/ 351- 353 رقم 252، طبقات الحفاظ 385.(26/541)
سمع: أبا خليفة، وزكريّا السّاجي، وأبا يَعْلَى المَوْصلي، وعَبْدان الأهوازي، وأبا عمران موسى بن سهل الْجَوْني، ومحمد بن الحسين بن مكرم، ومحمود بن محمد الواسطي، وأحمد بن يحيى بن زهير التُسْتَري، وطبقتهم.
روى عنه: الدَارقُطْنيّ، وأبو الفتح يوسف القوّاس، وأبو العلاء محمد بن علي، وعلي بن أحمد بن داود الرّزّاز، وأبو نُعَيم الحافظ.
قال أبو العلاء الواسطي: سمعت ابن المظفّر والدار الدّارقطنيّ يقولان: لم نر مع ابن السّقّاء كتابًا، وإنّما حدّثنا حِفْظًا.
وقال علي بن محمد بن الطيّب الْجُلابي في «تاريخ واسط» : هو من أئمّة الواسطيين الحُفّاظ المتقنين. قال: وتُوُفّي في ثاني جُمادي الآخرة سنة ثلاثٍ وسبعين وثلاثمائة [1] .
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، أَنْبَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْفَقِيهُ سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ وستمائة، أنا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ بْنُ نغُوبَا [2] ، أنا أبو نعيم محمد بن إبراهيم الجماري، أنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ يَزْدَادَ الْعَطَّارُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد بْنِ عُثْمَانَ، ثنا أَبُو خَلِيفَةَ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ، سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ قُلْتُ: مِنْ أَيْنَ يَجُوزُ لِي أَنْ أَعْتَمِرَ؟ قَالَ: «فَرَضَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ ذَا الْحُلَيْفَةِ، وَلِأَهْلِ الشام الجحفة، ولأهل نجد قرن» [3] .
__________
[1] سؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي 89 حاشية 1.
[2] في الأصل «نعربا» والتصويب من سير الأعلام 16/ 353 وفي تذكرة الحفاظ «بعونا» .
[3] روى هذا الحديث ابن عباس قَالَ: «وَقَّتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ: ذَا الْحُلَيْفَةِ، وَلِأَهْلِ الشَّامِ: الْجُحْفَةَ، وَلأَهْلِ نجد: قرن المنازل، ولأهل اليمن: يلملم. قال: فهنّ لهنّ ولمن أتى عليهنّ من غير أهلهنّ ممن أراد الحجّ والعمرة، فمن كان دونهنّ فمهلّه أهله وكذلك حتى أهل مكة يهلّون منها» .
أخرجه البخاري 3/ 307 في الحج، باب مهلّ أهل مكة للحج والعمرة، وباب: مهلّ أهل الشام، وباب: مهلّ من كان دون المواقيت، وباب: مهلّ أهل اليمن، وباب دخول الحرم ومكة بغير إحرام، ومسلم رقم 1181 في الحج، باب: مواقيت الحج والعمرة، وأبو داود رقم 1738 في المناسك، باب: في المواقيت، والنسائي 5/ 123 و 124 و 125 في الحج، باب: ميقات أهل اليمن، وباب: من كان أهله دون الميقات.(26/542)
وقد قال السَّلَفي [1] : سألت خميسًا الحَوْزِي عن ابن السّقّاء فقال: هو من مُزَيْنَة مُضَر، ولم يكن بسقّاء بل هو لَقَبُ له، من وُجُوه الواسطيين، وذَوِي الثّروة والحِفْظ، رَحَل به أبوه فسَمَّعه من أبي خليفة، وأبي يَعْلَى، وابن زيدان، والمفضّل بن محمد الْجَنَدي [2] وجماعة. وبارك الله في سِنّه وعلمه، واتّفق أنّه أملى «حديث الطائر» [3] فلم تحتمله أنفُسهم، فوثبوا به وأقاموه، وغسّلوا موضعه، فمضى ولزم بيته، فكان لا يحدّث أحدًا من الواسطيين، فلهذا أقلَّ حديثه عندهم. وتُوُفّي سنة إحدى وسبعين حدّثني بكلَّ ذلك شيخنا أبو الحسن المَغَازِلي.
عبد الرحمن بن محمد بن أبي اللّيث، أبو سعيد التّميمي. فقيه أهل قِزْوين ومقرئها.
كان كبير القدر.
سمع الحسن بن علي الطوسي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم.
أدركه أبو يَعْلَى وذكره في «الإرشاد» له.
عبد الله بن ( ... ) أبو الفرج الأنْباري.
روى عن: محمد بن محمد الباغَنْدي، والبَغَوِي، وجماعة.
وعنه: محمد بن طلحة النّعالي، وجماعة.
عُبَيْد الله بن سعيد بن عبد الله [4] القاضي، أبو الحسن البَرُوجَردي.
سمع: محمد بن محمد الباغَنْدي، وجماعة.
قال الخطيب: كان صَدُوقًا، حدّث في هذا العام.
__________
[1] سؤالات السلفي لخمسيس الحوزي 87- 89.
[2] الجندي: بفتح الجيم والنون. نسبة إلى جند، بلدة من بلاد اليمن، مشهورة. (الأنساب 3/ 320) .
[3] انظر حديث الطائر في: سنن الترمذي في المناقب (3721) والمستدرك للحاكم 3/ 130 و 132.
[4] تاريخ بغداد 10/ 361 رقم 5519.(26/543)
روى عنه: عبد العزيز الأزجي، وعبد الملك بن عمر، ومحمد بن عيسى الهمذاني.
عثمان بن سعيد بن البشر [1] بن غالب، أبو الأصبغ اللّخْمي الأندلسي الشَّذُوني.
سمع: عبد الله بن أبي الوليد، ومحمد بن عمر بن لبابة، وأحمد بن خالد بن الحباب.
وكان صالحًا فاضلًا.
علي بن أحمد بن حمدويه التكلي، مصري.
يروي عن ابن زِبّان.
علي بن إبراهيم بن موسى [2] ، أبو الحسن السَّكُوني المَوْصِلي.
حدّث ببغداد عن: أبي يعَلَى، وعبد الله بن أبي سفيان، وأحمد بن الحسين الْجَرادي، المَوَاصِلَة.
وعنه: أبو القاسم الأزْجي، وأحمد بن محمد العتيقي، وانتقى عليه ابن المُظَفَّر الحافظ.
عليّ بن محمد بن أَحْمَد [3] بن كَيْسان، أبو الحَسَن الحَرْبي [4] .
الراوي عن: يوسف القاضي جزءي [5] «التسبيح» و «الزّكاة» ليس إلّا.
روى عنه: أبو بكر البَرْقَانِيّ، والحسين بن جعفر السّلماسي، وعلي بن المحسّن التنُوخي، والحسن بن علي الْجَوْهَري، وهو آخر من حدّث [عنه] [6] .
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 307 رقم 907.
[2] تاريخ بغداد 11/ 341 رقم 6177.
[3] تاريخ بغداد 12/ 86 رقم 6501، العبر 2/ 365، 366، شذرات الذهب 3/ 81، سير أعلام النبلاء 16/ 329، 330 رقم 238.
[4] في الأصل «الحرمي» ، والتصويب من مصادر ترجمته.
[5] في الأصل «جزءين» .
[6] إضافة على الأصل.(26/544)
قال الخطيب: قال لنا التنوخي: أرانا ابن كَيْسَان بخطّ أبيه: وُلد علي ومحمد ابنا محمد في بَطْن واحدٍ في ليلة الجمعة سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
وقال البَرْقَانِيّ: كان ابن كَيْسَان لا يُحْسِن يحدّث، سألته أن يقرأ عليّ شيئًا من حديثه، فأخذ كتابه ولم يدْرِ ما يقول: فقلت: سبحان الله، حدّثكم يوسف القاضي، فقال: سبحان الله حدّثكم يوسف القاضي، قال: إلّا أنّ سماعه كان صحيحًا. سمع من أخيه.
قال الْجَوْهَري: سمعت منه في سنة ثلاثٍ وسبعين.
ولم يؤرّخ الخطيب وفاته، وكان أبوه من كبار النُّحَاة.
مات سنة تسعٍ وتسعين ومائتين، وهذا صبيّ، فطلع لا يعرف شيئًا.
عمر بن محمد بن عليّ بن أَحْمَد بن سليمان، أبو بكر بن سليمان المصري.
سمع من: جدّه علان، وأبي عبد الرحمن النّسَائي.
الفَضْل بن جعفر بن محمد [1] بن أبي عاصم التميمي الدمشقي المؤذّن الطّرائفي، أبو القاسم.
كان عبدًا صالحًا.
سمع نسخة أبي مُهْرِ بن عبد الرحمن بن القاسم الرّواس، وسمع من:
جماهر بن محمد، وإبراهيم بن دُحَيْم، وإسحاق بن محمد الخُزاعي، وأبي شَيْبَة داود بن إبراهيم، وسعيد بن هاشم الطَّبَراني، وعبد الله بن أحمد بن الحَوَاري، وجماعة كبيرة.
روى عنه: تمّام، والحافظ عبد الغني بن [سعيد] [2] ومكّي بن الغَمْر ومحمد بن عَوْف المُزَني، وأحمد بن الحسن الطّيّان، وصالح بن أحمد بن
__________
[1] العبر 2/ 366، شذرات الذهب 3/ 81، مرآة الجنان 2/ 403، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 34/ 571، سير أعلام النبلاء 16/ 338 رقم 244.
[2] سقطت من الأصل.(26/545)
المنايجي، وأبو أسامة محمد بن أحمد الهَرَوِي، وأبو علي الحسن بن شواش، ومحمد بن يحيى بن سلوان، وخلق سواهم. وكان أسْنَدَ من بقي.
قال أبو محمد الكَتّاني: كان ثقةً نبيلًا، ثنا عنه عدّة.
قَيْس بن طلحة بن مازن الفارسي الكاتب.
سمع بشيراز من: محمد بن جعفر صاحب أبي كريب.
وروى عنه الحاكم في تاريخه.
محمد بن أحمد بن محمد بن عُبَيْد بن الوشّاء، أبو عبد الله المصري الفقيه المالكي.
أخذ عن: أبي شعبان، والطّبري.
أخذ عنه: أبو محمد الشنتجاني، وأبو عمران الفاسي، وأبو محمد بن غالب السْبتي.
ورحل النّاس إليه، وكان شديد المباينة لبني عُبَيْد أصحاب مصر.
محمد بن أحمد بن إبراهيم [1] بن أبي بُرْدَة البغدادي الفقيه، أبو الطّيّب الشافعي.
سمع: أبا القاسم البَغَوِي، وأبا بكر بن أبي داود، وابن مجاهد، وتفقّه على أبي سعيد الأصْطَخْري، وأبي إسحاق المَرْوَزي.
قال ابن الفَرَضِي: قال لي إنّه حجّ سنة أربعٍ وعشرين، قال: وقدِمْتُ مصرَ فلقيت [2] بها أصحاب المزني، والرّبيع، [و] المرادي، ولقد صَغُرُوا في عيّني، لمَا كنتُ أعرفه من رجال بغداد.
قدِم أبو الطّيب قُرْطُبَة فأكرمه المستنصر باللَّه ورَزَقَه، وكان من أعلم النّاس بمذهب الشّافعي، ولم يقدم علينا مثله، ولم تكن له كتب، ذهبت مع ماله، وكان يُنْسَب إلى الاعتزال، وبلغ ذلك السلطانَ فأخرجه من البلد في
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 2/ 114 رقم 1403، الوافي بالوفيات 2/ 51 رقم 334.
[2] في الأصل «فألقيت» .(26/546)
رجب سنة ثلاث وسبعين، وتُوُفّي بتاهَرْت [1] في ذلك العام.
وكان مولده في حدود الثمانمائة.
محمد بن أحمد بن جعفر، أبو بكر الأزدي المؤدّب الهَرَوي.
تُوُفّي بها.
سمع من ابن خُزَيْمَة، وطبقته.
وعنه: الحاكم. وكان مجاهدًا متعبَّدًا خيَّرًا.
محمد بن أحمد بن إبراهيم البلْخي، أبو عبد الله.
وُلِد بمكة، وقرأ على: محمد بن هارون صاحب اليَزَني، وسمع العُقَيْلي، والدَّيْبلي.
قرأ عليه: عبد الباقي بن الحسن، وكان حيًّا في هذا العام.
محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد، من ذرّيّة أبي حفص البُخَاري الكبير، أبو عبد الله رئيس المطّوّعة ببُخاري.
سمع: أباه، وجماعة، ومات ببُخاري في ربيع الأوّل.
استملى عليه الحاكم.
محمد بن أحمد [2] ، أبو عبد الله الإلْبيري بن الترّاس الزّاهد.
روى عن محمد بن فُطَيْس، وغيره.
محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن [3] بن معاوية، أبو عبد الله القُرَشي القُرْطُبي اللُّغوي المعروف بالمصنوع، تلميذ أبي علي القالي.
سمع: من علي بن قاسم بن أصبغ وجماعة.
وكان موصوفًا بالضَّبْط وحُسْن النّقل.
__________
[1] تاهرت: بفتح الهاء وسكون الراء، وتاء فوقها نقطتان. اسم لمدينتين متقابلتين بأقصى المغرب يقال لإحداهما تاهرت القديمة، وللأخرى تاهرت المحدثة. (معجم البلدان 2/ 7) .
[2] تاريخ علماء الأندلس 2/ 85 رقم 1341.
[3] تاريخ علماء الأندلس 2/ 85 رقم 1342.(26/547)
محمد بن الحسن بن سليمان بن النَّضْر الهَرَوِي السّمْسار.
تُوُفّي في ذي الحجّة.
محمد بن الحسن، أبو سعيد المُلْقاباذي [1] .
سمع ابن خُزَيْمَة، والسّرّاج، وجماعة.
وعنه الحاكم.
محمد بن حَيَّوَيْهِ بن المؤمّل [2] بن أبي روضة، أبو بكر الكرجي [3] النَّحْوي، نزيل هَمَذَان.
روى عن أُسَيْد بن عاصم بن الأصبهاني، وإبراهيم بن نصر الرازي، وإسحاق بن إبراهيم الدَّبَري، وإبراهيم بن دِيزِيل، ومحمد بن المغيرة السُّكَّري، ومحمد بن صالح بن علي الأشجّ، وأبي مسلم الكجّي، وجماعة من الكبار الذين انقرض أصحابهم من قبل الخمسين وثلاثمائة.
روى عنه: أبو بكر البَرْقَانِيّ، وأبو نصر محمد بن يحيى بن بُنْدَار، وأبو طاهر بن سَلَمة، وعمر بن معروف الهَمَذَانيّون، وأبو عبد الله الحسين بن محمد الفلاكي.
سأله الصَّيْقليْ عن سِنّه فذكر أنّ له مائة واثنتي عشرة سنة.
وقال الخطيب: كان غير موثوق عندهم. وورَّخ وفاته شِيروَيْه في طبقات الهمذانيّين.
__________
[1] الملقاباذي: نسبة إلى ملقاباذ، بالضم ثم السكون. محلّة بأصبهان، وقيل بنيسابور. (معجم البلدان 5/ 193.
[2] تاريخ بغداد 5/ 233 رقم 2720، معجم الأدباء 18/ 189، الوافي بالوفيات 3/ 34 رقم 913، العبر 2/ 366، شذرات الذهب 3/ 82، بغية الوعاة 1/ 99 رقم 161، لسان الميزان 5/ 151 رقم 513، الإمتاع والمؤانسة 1/ 129 و 134، ميزان الاعتدال 3/ 532، سير أعلام النبلاء 16/ 330، 331 رقم 239.
[3] في الأصل «الكرخي» بالخاء المعجمة من فوق، وكذلك في (العبر واللسان، والشذرات) وقد أثبتنا «الكرجي» بالجيم المعجمة من تحت حيث قيّد الصفدي ذلك فقال: الكرجي بالراء والجيم، وكذا قيّده ياقوت والسيوطي والخطيب البغدادي.(26/548)
محمد بن محمد بن شاذة. أحد أئّمة الشافعيّة.
محمد بن عبد الرحيم، أبو عثمان الأصبهاني الزّاهد العارف، أحد أئّمة الصُّوفيّة.
صحِب الشَّبلي، وسكن بُخَارَى مدّة.
محمد بن محمد بن يوسف [1] بن مكّي، أبو أحمد الْجُرْجاني.
حدّث بصحيح البخاري عن الفربْرِي ببغداد وغيرها، وروى عن أبي القاسم البَغَوِي، وابن أبي داود، ومحمد بن إسماعيل المَرْوَزي صاحب علي ابن حجر، وتنقّل في النّواحي.
وروى عنه: أبو الفضل محمد بن جعفر الخُزاعي، وأبو محمد عبد الله ابن إبراهيم الأصيلي المغربي، وأبو نُعَيم الأصبهاني، وأبو بكر بن أبي علي الذّكْوَاني، وأبو الحسن محمد بن علي بن صخر، وإسماعيل بن أحمد بن محمد بن بكران الأهوازي شيخ الخُلَعي.
وقال أبو نُعَيم: تكلّموا فيه وضعّفوه، وسمعت منه البخاري.
وقال محمد بن الحسن الأهوازي: أنشدنا أبو أحمد محمد بن محمد ابن مكّي الْجُرْجاني القاضي لنفسه:
إذا المَرْءُ يُحْسِن مع النّاس عِشْرَةً ... وكان بِجَهْل منه بالمالِ مُعْجَبَا
ولم تَرَهُ يَقْضي الحُقُوقَ فإنَّهُ ... حَقِيقُ بأنْ يُقْلَى وأَنْ يُتَجَنَّبَا
تُوُفّي سنة ثلاثٍ أو أربع وسبعين وثلاثمائة. قاله علي بن محمد بن عبد الله الْجُرْجاني في تاريخها.
محمد بن مهدي بن أحمد بن عبد الرحيم، أبو بكر الأيادي الهَرَوِي.
تُوُفّي في جُمادى الأولى.
محمد بن يونس بن أحمد المصري النقاش.
__________
[1] تاريخ جرجان 427 رقم 767.(26/549)
يروى عن: بنان الجمّال.
هارون بن عيسى بن المّطلب، أبو موسى الهاشمي.
سمع: البَغَوِي، وأبن أبي داود.
وعنه: بِشْري الفاتني [1] الأرجي، ومحمد بن بكير بن عمر.
يَلْتَكين [2] التُرْكي مولى هفتكين. هذا هفتكين أمير دمشق لوزير مصر يعقوب بن كلّس.
وعَظُم قدرُه إلى أن جُرّد إلى الشّام في جيشٍ، ووُلّي إمرة دمشق لبني عُبَيْد في آخر سنة اثنتين وسبعين. وكان مدبّر جيشه مُنَشّا اليهودي. وكانت دمشق إذْ ذاك مفتتنة بقَسّام المتغلّب عليها، وبها جيش بن صمصام بعد موت عمّه أبي محمود الكُتامي، فلم يزل يَلْتكين يقاتل أهل البلد ويقاتلونه، حتى تفرّق عن قَسّام جُموعُهُ وضَعُفَ أمرُهُ واختفى، وتسلّم يَلْتَكين البلد، ثم جاءه المرسوم بتسليم البلد إلى بَكْجُور أمير حمص، وأنْ يرجع لاحتياج الوقت، وذلك في سنة ثلاث وسبعين.
__________
[1] في الأصل: «الفاتني الأرجي» .
[2] ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 25- 29، الكامل في التاريخ 9/ 17، اتعاظ الحنفا 1/ 256- 271، أمراء دمشق 100 رقم 296.
وهو في الأصل «بلتكين» بالباء في أوله، والتصحيح من (الكامل في التاريخ وأمراء دمشق) .(26/550)
[وفيات] سنة أربع وسبعين وثلاثمائة
أحمد بن جعفر بن أحمد [1] بن مدرك، أبو عمرو الْجُرْجاني بن الكَوْسَج الفقيه الحنفي.
سمع: عمران بن موسى بن مجاشع، وأحمد بن محمد بن عبد الكريم الوزّان.
روى عنه: حمزة السَّهمْي وغيره.
تُوُفّي في هذه السّنة ظنًّا من علي بن محمد المؤرّخ.
أحمد (بْن محمد بْن أحمد) [2] بْن إبراهيم الأصبهاني العسال، أبو جعفر المعدّل.
يروي عن: عَبْد اللَّه بْن محمد بْن عَبْد الكريم الرازي، ومحمد بن حمزة بن عمارة.
وعنه: أبو نُعَيم، وأبو بكر بن أبي علي المعدّل.
تُوُفّي بأصبهان.
__________
[1] تاريخ جرجان 102 رقم 84.
[2] في الأصل: «أحمد بن القاضي بن أحمد محمد بن إبراهيم» والتصحيح من (ذكر أخبار أصبهان 1/ 157.(26/551)
أَحْمَد بْن محمد بْن هارون الأسواني، أبو جعفر المالكي، الفقيه.
تُوُفّي في ربيع الأوّل سنة سبعٍ وسبعين.
أحمد بن محمد بن الحُباب بن بشّار، أبو الحسن البزّاز الهَرَوِي.
روى عن أبي بكر بن أبي داود.
أحمد بن محمد بن عبد الله بن حامد الصّائغ.
سمع: السّرّاج، وابن خُزَيْمَة، والبَغَوِي، وطبقتهم.
وحدّث ببُخارى، ومات بها.
روى عنه الحاكم وغيره.
أحمد بن محمد بن أبي بكر [1] الطَّرَسُوسي، شيخ الحرم.
وَرعٌ زاهدٌ كبير الشّأن. صحِب إبراهيم بن شَيْبَان، وإليه ينتمي.
ورّخه أبو عبد الرحمن السُّلَمي.
إبراهيم بن أحمد بن جعفر [2] بن موسى، أبو إسحاق البغدادي الخِرَقي [3] المقرئ.
سمع من: جعفر بن محمد الفِرْيابي، والهيثم بن خَلَف الدُّوري، وأبي مَعْشَر الدّارمي.
وعنه: أبو القاسم التَّنُوخيّ، والحسن بن محمد علي الْجَوْهَري.
قال الخطيب: كان ثقةً صالحًا.
قلت: وقرأ على عليّ بن سُلَيْم صاحب الدُّوري، وتصدّر فأخذ عنه أبو العلاء الواسطي، ومحمد بن الحسين الكارزيني، [و] علي بن طَلْحَة.
إبراهيم بن لقمان، أبو إسحاق النّسفي.
__________
[1] طبقات الصوفية 109.
[2] تاريخ بغداد 6/ 17 رقم 3049، المنتظم 7/ 124 رقم 170.
[3] الخرقي: بكسر الخاء المعجمة وفتح الراء وفي آخرها القاف. نسبة إلى بيع الخرق والثياب.
(اللباب 1/ 435) .(26/552)
ثقة يروي عن: محمد بن عَقِيل البلْخي.
وعنه: جعفر بن محمد المُسْتَغفِري ووثّقه. قال: وتوفّي في شعبان.
إسحاق بن سعد بن الحسن [1] بن سفيان بن عامر الشَّيْبَاني الفَسَوي، أبو يعقوب.
سمع من: جدّه، وعبد الله بن محمد بن سيّار الفَرْهَادَاني، وعبد الله بن شِيرَوَيْه النَّيْسَابُوري، ومحمد بن المجدّر، ومحمد بن محمد الباغَنْديّ، وعبد الله بن محمد البَغَوِي.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وعبد الوهاب بن برهان الغَزّال، وأحمد بن محمد العَتِيقي، وإبراهيم بن عمر البَرْمكي، وأبو القاسم التُنوخي، وقال: هو ثقة.
تُوُفّي بنَسَا، وكان مولده سنة ثلاثٍ وتسعين ومائتين، وحدّث ببغداد.
أيّوب بن عبد المؤمن بن يزيد [2] ، أبو القاسم بن أبي سعد الطُّرطُوشي [3] .
سمع محمد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم بن أصبغ، وحجّ فسمع أبا سعيد بن الأعرابي.
وكان فقيها شُرُوطيًّا، عاش خمسًا وستين سنة.
تميم بن المُعِزّ بن المنصور [4] بن المهدي العُبَيْدي، أبو علي، وإلى
__________
[1] تاريخ بغداد 6/ 401، 402 رقم 3459، المنتظم 7/ 124 رقم 171، العبر 2/ 367، شذرات الذهب 3/ 83 وفيه «أسعد» بدل «سعد» ، سير أعلام النبلاء 16/ 365، 366 رقم 261.
[2] تاريخ علماء الأندلس 1/ 87 رقم 274.
[3] في الأصل «الطرطوسي» بالسين المهملة. وهي: الطرطوشي: بضم الطاءين بينهما راء ساكنة وبعدهما واو ساكنة وشين معجمة. نسبة إلى طرطوشة، وهي مدينة من آخر بلاد المسلمين بالأندلس. (اللباب 2/ 280) .
[4] يتيمة الدهر 1/ 253، 254، الحلّة السيراء 1/ 291- 301 رقم 108، وفيات الأعيان 1/ 301- 303 رقم 125، الوافي بالوفيات 10/ 411 رقم 4919، مرآة الجنان 2/ 404، 405.(26/553)
والده تُنْسَب القاهرة المُعِزّيّة. كان تميم أميرًا شاعرًا ظريفًا لطيفًا، وهو أخو العزيز.
ومن شعره:
أَمَا وَالذي لا يَمْلِكُ الأمر غيرُهُ ... ومَن هُو بالسَّر المُكَتّم أعْلَمُ
لَئِن كان كُتْماني المُصِيبَة مُؤْلِمًا ... لإِعْلانُها عِندي أَشَدُّ وآلَمُ
وبي كلّما تبكي العيونُ أقَلُّه ... وإنْ كُنْتُ منه دائمًا أتبَسَّمُ
وله:
ما بان عُذْرِي فيه حتّى عَذرَا ... ومَشَى الدّجَى في خدّه فتحيَّرا
هَمَّتْ بقبلته [1] عقاربُ صُدْغِهِ ... فاسْتَلَّ ناظِرُهُ عليها خَنْجَرا
والله لَوْلا أنْ يُقَالَ تَغَيّرا ... وصَبَا وإنْ كان التَّصَابي أَجْدَرَا
لأَعدْتُ تُفّاحَ الخُدود بنفْسَجًا ... لَثْمًا وكافور التَّرائبِ عَنْبَرًا
جعفر بن محمد بن مكّي، أبو العبّاس البُخاري.
يروي عن: محمد بن المنذر شكر، ومحمد بن يوسف الفَرَبْرِي.
[روى] عنه: محمد بن أحمد غُنْجَار، وأبو بكر عبد الله بن أحمد القفّال المَرْوَزي، وعبد الله بن أحمد المنذوراني.
ومات في رمضان.
حَباشة بن حسن [2] ، أبو محمد اليَحْصُبِيّ القَيْرَوَاني.
سمع من: زياد بن عبد الرحمن بن زياد، وإبراهيم بن عبد الله الزُّبَيْديّ، وسمع بالأندلس من محمد بن معاوية القُرَشي.
وحجّ ورابَط بثغور الأندلس، وجاهد وتعبّد، وكان فقيهًا عالمًا.
تُوُفّي في جمادى الآخرة.
__________
[1] هكذا في الأصل، وفي اليتيمة «تقبله» 1/ 253، وكذلك في وفيات الأعيان 1/ 1201، وانظر الإضافات في ديوان تميم- ص 464- طبعة دار الكتب 1967.
[2] في الأصل «خباسه» والتصحيح من (تاريخ علماء الأندلس 1/ 128 رقم 395) .(26/554)
الحسين بن محمد بن الحسين، أبو يَعْلَى القُرَشي الزُّبَيْري النَّيْسَابُوري.
سمع السّرّاج، وابن خُزَيْمَة، وطبقتهما.
وعنه: الحاكم، وغيره.
الحسن بن حجّاج بن غالب [1] ، أبو علي الطَّبَراني الزّيّات، نزيل أنطاكية.
رحل وسمع من: أبي عبد الرحمن النّسَائي، وأبي طاهر بن فيل البالِسِي، وجماعة.
روى عنه: عبد الرحمن بن عمر بن نصر [2] ، وتمَّام الرّازي، وقال: قدِم علينا سنة أربعٍ وسبعين، وكأنّ هذا غَلَطّ وتصحيف، ولعلّه سنة أربعٍ وأربعين [3] .
خَلَف بْن محمد بْن خَلَف [4] ، أبو القاسم الخَوْلاني القُرْطُبي المُكَتَّب.
سمع: أسلم بن عبد العزيز، وأحمد بن خالد، وجماعة، وحجّ فسمع: أبا سعيد بن الأعرابي، [وبالإسكندرية من ابن أبي مطر] [5] الإسكندراني، وبالقَيْرَوان محمد بن محمد بن اللّبّاد.
وكان مؤدّبًا عسرا في التسميع، صعب الأخلاق.
روى عنه ابن الفَرَضي، وتُوُفّي في ربيع الأوّل.
الخضر بن أحمد بن الخضر القِزْويني الحافظ سمع: محمد بن يونس بن هارون، والحسن بن علي القُرْطُبي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وخلقا.
__________
[1] تهذيب ابن عساكر 4/ 162، 163.
[2] في الأصل «نصره» .
[3] النص عند ابن عساكر هو: «قدم علينا دمشق من أنطاكية سنة سبع وأربعين وثلاثمائة» .
[4] تاريخ علماء الأندلس 1/ 136 رقم 415.
[5] ما بين الحاصرتين عن تاريخ علماء الأندلس، وفي الأصل: «بنظر الاسكندراني» .(26/555)
وعنه الجليلي، وقال: كتبت بيدي في ستّة آلاف جُزء.
شِبْل بن محمد بن حسين، أبو القاسم البغدادي المؤدَّب، نزيل مصر.
سمع: أبا يعقوب إسحاق المَنْجَنيِقي، وعاش اثنتين وسبعين سنة.
عبد الله بن أحمد بن ماهبرذ [1] الأصبهاني، المعروف بالظّريف.
نزل بغداد، وحدّث عن محمد بن محمد الباغندي، وأبي [2] القاسم البغوي، وجماعة.
روى عنه: البَرْقَانِيّ، وعلي بن المحسّن التنوخي.
قال البرقاني: صدوق، وكان مُعَمَّرًا. قال: صُمْتُ ثمانية وثمانين رمضانًا [3] ، وسمعت بالبصرة من أبي خليفة، وضاع سماعي منه.
عبد الله بْن أحمد بْن عبد الله [4] التّمّار، بغداديّ يُعرف بَبرْغُوث.
روى عن: أبي القاسم البَغَوِي، وغيره.
وعنه: أبو محمد الخلال، وأبو القاسم التنُوخي، وغيرهما.
حدّث في هذه السّنة.
عبد الله بن محمد بن مَنْدَوَيه [5] بن حَجّاج الأصبهاني، أبو محمد الشُّرُوطيّ.
سمع: إبراهيم بن محمد بن مَتُّوَيْه، وعبد الله بن محمد بن عِمران، وجماعة ببلد الرّيّ.
وكان كثير الحديث، ثقةً فَهْمًا.
تُوُفّي في شوّال.
__________
[1] هكذا في الأصل، وفي (تاريخ بغداد 9/ 392 رقم 4988) «ماهبزد» .
[2] في الأصل «أبو» .
[3] في الأصل «رمضان» .
[4] تاريخ بغداد 9/ 393 رقم 4001.
[5] ذكر أخبار أصبهان 2/ 95.(26/556)
وروى عنه: أبو نُعَيم.
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن زَرّ، بفتح الزّاي، الحواري نزيل بُخارَى.
روى الكثير عن: آدم بن موسى، وأحمد بن جعفر بن نصر الحمّال.
وعنه: محمد بن أحمد غُنْجار، وجعفر بن محمد السّفري، وغيرهما.
تُوُفّي في صفر ببُخَارَى.
عبد الله بن محمد بن فَضْلوَيْه الصّوفي المعلْم، من بقايا شيوخ نَيْسَابُور.
صحِب: أبا علي محمد بن عبد الوهاب الثّقفي، وعبد الله بن مُبَارك.
عبد الله بن موسى بن إسحاق [1] الهاشمي البغدادي، أبو العبّاس.
سمع: حامد بن شعيب، ومحمد بن جرير الطّبَري، والحسن بن الطّيّب البلْخي، وخلقًا سواهم.
وعنه: أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وأبو محمد الخلال [2] ، وأبو القاسم التَّنُوخي، والحسن بن علي الْجَوهَري.
وثّقه العتيقي وغيره.
وقال ابن أبي الفوارس: فيه تَسَاهُلُ.
عبد الله بن موسى بن كريد [3] [أبو] [4] الحسن السّلامي.
حدّث: عن: يحيى بن صاعد، وغيره بخُرَاسان وسَمَرْقَنْد.
وفي حديثه مَنَاكير وعجائب. وكتب عمّن دبّ ودَرَج. وكان أديبا شاعرا:
__________
[1] تاريخ بغداد 10/ 150 رقم 5300، المنتظم 7/ 124 رقم 172.
[2] في الأصل «الحلالي» والتصحيح من تاريخ بغداد.
[3] تاريخ بغداد 10/ 148، 149 رقم 5299.
[4] في الأصل «والحسن» .(26/557)
ورَّخ موتَه الإدريسي وغُنْجَار.
فقال الخطيب: هو عبد الله بن موسى بن الحسن، وقيل الحسين بن إبراهيم بن كريد السّلامي.
قال غُنْجار: روى عن: محمد بن هارون الحَضْرَميّ، وَنفْطَوَيْه النَّحْوِي، ومحمد بن مَخْلَد.
قال الخطيب: حدّث في روايا غرائب ومناكير وعجائب.
وقال الحاكم: كان من الرّحَّالة في طلب الحديث. توفّي في سنة ستّ وستّين وثلاثمائة.
قلت: الصّواب ما رواه إلى السّاعة.
قال الإدريسي: كان أبو الحسن السّلامي أديبًا شاعرًا، جيّد الشَّعْر، أمير الحفظ للحكايات والنَّوادر. صنّف كُتُبًا كثيرة في التواريخ والنّوادر، وقدِم علينا سَمَرْقَنْدَ وأقام ببُخَارَى، إلى أن مات. صحيح السّماع.
عبد الرحمن بن أحمد بن جعفر [1] القاضي، أبو القاسم الأصبهاني.
محمد بن حمدون بن خالد النَّيْسَابُوري، وعلي بن عَبْدان.
وعنه: أبو نُعَيم وغيره.
عبد الرحمن بن محمد بن حَسَكا [2] ، أبو سعيد الحاكم الحنفي.
سكن نَيْسَابُور مدّةً، ثم دخل بُخَارَى وولي قضاء التّرْمذ، ولم يكن في أصحاب الرأي أَسْنَدَ منه.
سمع: أبا يَعْلَى بالمَوْصِل، وحامد بن شُعَيب. ومحمد بن صالح بن ذريح ببغداد.
__________
[1] ذكر أخبار أصبهان 2/ 121.
[2] الأنساب 427 ب، 428 أ، معجم البلدان 3/ 891، اللباب 2/ 214، العبر 2/ 367 وفيه «حيكا» ، مرآة الجنان 2/ 403 وفيه «خشكا» ، تاج التراجم 33، الطبقات السنية، رقم 1192، شذرات الذهب 3/ 83 وفيه «حكا» ، الجواهر المضية 2/ 390 رقم 782، إيضاح المكنون 1/ 354، 355.(26/558)
وتُوُفّي في شعبان، وله اثنتان وتسعون سنة.
روى عنه الحاكم.
عبد الرحيم بن محمد بن إسماعيل [1] بن نُبَاته، الخطيب المشهور، أبو يحيى، صاحب ديوان الخُطَب.
كان من أهل مَيَّافَارِقين، ووُلّي خطابة حلب لسيف الدّولة، وبها اجتمع بالمتنبّي.
وكان خطيبًا بليغًا مُفَوَّهًا بديع المعاني رائق الخُطَب، رُزِق السعادة في خُطَبِهِ، وكان رجلًا صالحًا، رأى النبي صلى الله عليه وسلّم، فاستيقظ وعلى وجهه نور لم يكن قبل ذلك، وعاش بعد ذلك ثمانية عشر يومًا، وذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تَفَل في فيه، فبقي تلك الأيام لا يستطعم فيها طعامًا، ولا يشرب شرابًا من أجل تلك التَفْلَة.
وذكر ابن الأزرق [2] مولده في سنة خمسٍ وثلاثين، وأنه تُوُفّي سنة أربعٍ وسبعين.
قلت: فعُمْرُهُ تسعٌ وثلاثون سنة، وتُوُفّي بمَيّافَارِقين، وفي ولايته خَطَابَة حلب أيّام سيّف الدولة نَظَرُ، وقد غلطوا في مولده، نعم غلطوا في مولده، فإنّه ابتدأ سالف خطبه في سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة، وهو خطيب.
عبد العزيز بن إسماعيل، أبو القاسم الصَّيْدَلاني المصري الشافعي.
روى عن الأشعث محمد بن محمد الكوفي.
__________
[1] وفيات الأعيان 3/ 156- 158 رقم 373، مرآة الجنان 2/ 403، 404، البداية والنهاية 11/ 303، العبر 2/ 367، الوفيات لابن قنفذ 231، وجعل وفاته سنة 409 هـ. شذرات الذهب 3/ 83، وانظر ديوان خطبه وقد طبع بالقاهرة سنة 1286 هـ. و 1292 هـ.
و1304 هـ. و 1309 هـ. وفي بيروت 1311 هـ.، دول الإسلام 1/ 230، المختصر في أخبار البشر 2/ 124، تاريخ ابن الوردي 1/ 306، 307، سير أعلام النبلاء 16/ 321، 322، هدية العارفين 1/ 559.
[2] انظر مقدّمة تاريخ ميافارقين- ص 25، ووفيات الأعيان 3/ 156.(26/559)
عبد الغني بن محمد بن موسى بن محمد المصري البزّاز.
يروى عن الْجَنَدي.
عَبْد اللَّه بْن محمد بْن أحمد بْن معدان، أبو الحسين الأصبهاني العصفري.
تُوُفّي في ذي القعدة.
عليّ بن محمد بن الفتح [1] بن أبي العَصَب، الشّاعر البغدادي البَلْخي، أبو الحسن، مولى المتوكّل على الله.
روى عن: أحمد بن أبي عَوْف البُزورِي، ومحمد بن محمد الباغَنْدي.
وعنه: أبو القاسم التنُوخي، وأبو محمد الحسن بن علي الْجَوْهَري.
وثقّه الخطيب. حدّث في هذا العام ولم تُحْفَظْ وفاتُهُ.
علي بن النَّعْمان بن محمد [2] بن منصور المصري ثم البصْري، قاضي ديار مصر.
وُلّي القضاء بعد أبيه، واستناب أخاه محمدا، وكان متفنَّنًا في عدّة علوم، شاعرًا مجوّدًا يُكَنّى أبا الحسن.
ومن شعره:
وليِ صديقٌ ما مسني عُدْمٌ ... مُذْ وقَعَتْ عينُه على عَدَمِي
أغْنَى وأَقْنَى وما يكلّفني ... تَقْبِيل كَفٍّ له ولا قَدَم
قام بأمري لمّا قعدتُ به ... ونمت عن حاجتي ولم ينم [3]
__________
[1] تاريخ بغداد 12/ 87 رقم 6502.
[2] العبر 2/ 367، اتعاظ الحنفا 1/ 223، 225، 227، كنز الدرر (الدرّة المضيّة) 174، 214، شذرات الذهب 3/ 84، كتاب الولاة والقضاة 589- 591، رفع الإصر 85، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 204، يتيمة الدهر 1/ 343، 345، وفيات الأعيان 5/ 417، حسن المحاضرة 1/ 561 و 2/ 147، عيون الأخبار وفنون الآثار 242، سير أعلام النبلاء 16/ 367 رقم 263.
[3] يتيمة الدهر 1/ 343.(26/560)
تُوُفّي في رجب، وهو كهل.
وقال ابن زولاق: ولي القضاء سنة ستٍّ وستّين، وكانت أيّامه تسع سنين وخمسة أشهر، ومولده في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة. ولي بعد القاضي أبي الطّاهر الذُّهْلي، وقد روى عن أبيه تصانيفه.
عمر بن جعفر المصري الخيّاش، أبو جعفر.
روى عن: محمد بن الباهلي.
عمر بن محمد بن عبد الصمد [1] ، أبو محمد البغدادي المقرئ، أحد الصالحين.
سمع البَغَوِي، والحسين بن عَوْن.
وعنه: عبد العزيز الأزجي، وابن بكير، والْجَوْهَري، وغيرهم.
عمر بن محمد بن سيف [2] ، أبو القاسم الكاتب، بغداديّ.
نزل البصرة، وحدّث عن: الحسن الطّيّب البلْخي، وحامد بن شعيب البلْخي، ومحمد بن محمد الباغَنْدي، وابن أبي داود.
وعنه: محمد بن عبد العزيز بن رزمة، وجماعة من أهل البصرة، وأبو الحسن بن صخر.
عيسى بن محمد بن إبراهيم [3] ، أبو حَيَّوَيْهِ، أبو الأصبغ الكِنَاني القُرْطُبي.
سمع: محمد بن عبد الملك بن أيمن، وغيره.
ولم يكن أهْلًا أن يُؤْخَذ عنه، لمداخلته أهل الدنيا [4] . وكان أديبا شاعرا.
__________
[1] تاريخ بغداد 11/ 259 رقم 6019.
[2] تاريخ بغداد 11/ 259 رقم 6018.
[3] تاريخ علماء الأندلس 1/ 335 رقم 989.
[4] في الأصل «الدينار» والتصويب من تاريخ ابن الفرضيّ.(26/561)
الفضل بن سَهْل الأصبهاني [1] الواعظ.
روى عن: الحسن الوراك، وعبد الله بن أخي أبي زُرْعَة.
وعنه: أبو نُعَيم، والقاسم بن علي بن معاوية بن الوليد، وأبو محمد البصْري.
تُوُفّي في ربيع الآخر.
محمد بن أَحْمَد بن بالويه [2] ، أبو علي النَّيْسَابُوري المعدّل.
سمع: عبد الله بن شِيرَوَيْه بنَيْسَابور، وأبا القاسم البَغَوِي وطبقته ببغداد.
[حدّث عنه] [3] الحاكم أبو عبد الله وقال: هو من أجِلاء الشُّهُود.
تُوُفّي في سَلْخ شوّال، وله أربعٌ وتسعون، وكان يذكر مجالس محمد بن إبراهيم التنُوخي، وهو والد عبد الرحمن.
أما محمد بن أحمد بن بالويه النَّيْسَابُوري الذي يروي عنه الكديمي فقديم.
توفّي سنة أربعين وثلاثمائة.
محمد بن أحمد بن عمران [4] ، أبو بكر الْجُشَمي [5] البغدادي المطرّز.
سمع: محمد بن منصور الشّيعي، وإسماعيل الورّاق، وأبا الدّحْداح الدمشقي.
وعنه: أبو القاسم عُبَيْد الأزهري، وعلي بن المحسّن التنوخي.
حدّث في هذه السنة، ولم تحفظ وفاته.
__________
[1] ذكر أخبار أصبهان 2/ 157.
[2] تاريخ بغداد 1/ 282 رقم 125، المنتظم 7/ 124 رقم 173، الوافي بالوفيات 2/ 40 رقم 308.
[3] في الأصل «هو الحاكم» وما أثبتناه يقتضيه السياق بالاستناد إلى تاريخ بغداد.
[4] تاريخ بغداد 1/ 328 رقم 234.
[5] الجشمي: بضم الجيم وفتح الشين المعجمة وفي آخرها الميم، نسبة إلى قبائل منها جشم بن الخزرج من الأنصار. (اللباب 1/ 279) .(26/562)
محمد بن أحمد بن محمد [1] بن عبدان، أبو الفرج الأسدي الصّفّار.
بغداديّ.
سمع من [2] محمد بن محمد الباغَنْدي، وأبا بكر بن أبي داود.
وعنه: أبو القاسم التنُوخي، ووثّقه العتيقي.
محمد بن أحمد بن يحيى [3] ، أبو علي البغدادي العطشي البزّاز.
سمع أبا علي بالموصل، وجعفر بن محمد الفِرْيابي، والباغَنْدِي، ومحمد بن صالح بن ذَرِيح.
وعنه: محمد بن عبد الواحد أبو رَزْمَه، [و] الحسن بن محمد الخلال، والحسن بن علي الْجَوْهَري.
ووثّقه الخطيب.
محمد بن جعفر بن سليمان [4] البغدادي، أبو الفرج صاحب المُصَلَّى.
سمع: من الهيثم بن خالد، وعبد الله بن إسحاق المدائني، وأبي [5] الحسن بن الطّيّب، وأبي عَروُبة الحراني، ومكحول البيروتي، وأحمد بن عمير بن جَوْصًا.
وعنه: أبو الحسن بن الطّيّب علي بن أحمد النُّعيمي، وأبو القاسم التنُوخي أحاديث على ضَعْف حاله جدًّا. ضعَّفَه حمزة السَّهْمي.
ومولده سنة ستٍّ وتسعين ومائتين، ومات بالبصْرة.
__________
[1] تاريخ بغداد 1/ 344 رقم 265، المنتظم 7/ 124، 125 رقم 174.
[2] في الأصل «عنه» .
[3] تاريخ بغداد 1/ 379 رقم 342، المنتظم 7/ 125 رقم 175.
[4] هو: «محمد بن جعفر بن الحسن بن سليمان..» . تاريخ بغداد 2/ 154- 156 رقم 577، موضّح أوهام الجمع 1/ 438، 463، الأنساب 348 ب، (ونسخة محمد عوامة 8/ 16، تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 37/ 268، المنتظم 7/ 125 رقم 176، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي للمحقق ق 1 ج 4/ 137 رقم 1349.
[5] في الأصل «أبو» .(26/563)
مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن محمد بن بُرْدخرشاذ، أبو عبد الله الرازي السَّرَوِي [1] .
حدّث ببغداد عن أبي نُعَيم عبد الملك بن عَدِيّ، وابن أبي حاتم.
وعنه: ابن رَزْقَوَيْه، وأبو بكر البَرْقَانِيّ، والحسن بن محمد الخلال، ووثّقه البَرْقَانِيّ.
تُوُفّي في ذي القعدة.
محمد بْن الحُسين بْن أحمد [2] بن عبد الله بن بريدة الأَزْدي، أبو الفتح المَوْصِلي الحافظ، نزيل بغداد.
حدّث عن: أبي يَعْلَى، ومحمد بن جرير الطَبري، وأحمد بن الحسن الصُّوفي، ومحمد بن محمد الباغَنْدي، وأبي عَرُوبة الحَرّاني، والهَيْثَم بن خَلَف الدَّوري.
وعنه: إبراهيم بن عمر البرمكي، وأبو نُعَيم، وأحمد بن الفتح بن فرحان، وطائفة سواهم.
قال الخطيب [3] : كان حافظًا، صنّف في علوم الحديث، وسألت البَرْقَانِيّ عنه فضعّفه، وحدّثني أبو النَّجيب عبد الغفّار الأموي قال: رأيت أهلَ المَوْصِل يوهنونه ولا يعدّونه شيئا.
__________
[1] وقع في اسمه ونسبه تصحيف وتحريف كثير، فهو في الأصل: «محمد بن أبي الحسن بن مروفساذا أبو عبد الله الرازيّ البيروتي» ! والتصحيح من (تاريخ بغداد 2/ 211 رقم 644، المنتظم 7/ 125 رقم 177) .
[2] تاريخ بغداد 2/ 243 رقم 709، المنتظم 7/ 125 رقم 178، العبر 2/ 367، 368، شذرات الذهب 3/ 84، الكامل في التاريخ 9/ 40، تذكر الحفاظ 3/ 967، ميزان الاعتدال 3/ 46، لسان الميزان 5/ 139، هدية العارفين 2/ 50، الأعلام 6/ 329، معجم المؤلفين 9/ 232، تاريخ التراث العربيّ 1/ 324، 325 رقم 228، الأنساب 1/ 198، 199، سير أعلام النبلاء 16/ 347- 350 رقم 250، البداية والنهاية 11/ 303، طبقات الحفاظ 386.
[3] تاريخ بغداد 2/ 243.(26/564)
محمد بن سليمان بن يوسف [1] بن يعقوب، أبو بكر الرّبعي الدّمشقي البُنْدار.
سمع أحمد بن عامر بن المعمَّر، وجُماهر بن محمد، وجعفر بن أحمد بن عاصم، وحاجب بن أَرْكين، ومحمد بن الفَيْض، ومحمد بن تمّام البهراني، وخلقًا من الشاميّين.
روى عنه: تمّام الرّازي، وأبو سعد الماليني، والمسدّد بن علي الأملوكي، والحافظ عبد الغني، ومحمد بن عبد السّلام بن سعدان.
قال عبد العزيز الكتّاني: ثنا عنه جماعة، وكان ثقة.
تُوُفّي في ذي الحجة.
قلت: أنبا بحر من حديث ابن الفرّاء وغيره، أنا ابن أبي لقمة، أنا الخضر بن عَبْدان، أنا أبو القاسم المَصَّيصي، أنا ابن سَعْدَان عنه.
محمد بن عبد الله بن أبي شَيْبَة [2] ، أبو القاسم الإشبيلي الفقيه.
يروي عن عمّه علي بن أبي شَيْبَة.
وتُوُفّي في أحد الرّبيعَيْن.
محمد بن [محمد بن] [3] فتح بن نصر، أبو عبد الأندلسي الأسْتجي.
روى عن: قاسم بن أصبغ، وأحمد بن عبادة، ومحمد بن عبد الله بن أبي دُلَيْم.
قال ابن الفَرَضي: كان حافظًا للفقه، ثقةً صالحًا، لقيته بأستجة، وكتبت عنه.
__________
[1] العبر 2/ 368، شذرات الذهب 3/ 84، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 37/ 636- 638، تاريخ التراث العربيّ 1/ 330 رقم 235، سير أعلام النبلاء 16/ 339 رقم 245.
[2] تاريخ علماء الأندلس 2/ 85، 86 رقم 1344.
[3] ما بين الحاصرتين ناقص من الأصل والإستدراك من تاريخ علماء الأندلس 2/ 85 رقم 1343.(26/565)
محمد بْن هشام [1] ، أبو عبد الله الإشبيلي.
سمع بقُرْطُبَة من: عمر بن حفص بن غالب، وأَبَان بن محمد، وأحمد بن خالد، وجماعة.
وكان فَهْمًا حافظًا للرأي والشُرُوط.
أخذ عنه ابن الفَرَضي، وتُوُفّي في شوّال.
محمد بن وازع بن محمد [2] القُرْطُبي الضَّرير.
حجّ وأدرك بالبصْرة إبراهيم بن علي الهجيمي فأخذ عنه، وعن القاضي أبي بكر الأَبهَري.
روى عنه: عبد [الله] [3] بن الفَرَضي.
هارون بن بنج [4] بن عثمان، أبو موسى الخَوْلاني الأندلُسي الأسْتجي.
روى عن: أحمد بن خالد، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم بن أصبغ، وأحمد بن زياد، وجماعة.
وكان مُعْتَنيا بالآثار، مُشاركًا في الفقه، ثقةً صالحًا.
قاله [5] ابن الفَرَضِي وحدّث عنه.
تُوُفّي في جمادى الأولى.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 2/ 86 رقم 1345.
[2] تاريخ علماء الأندلس 2/ 86 رقم 1346.
[3] إضافة على الأصل.
[4] في الأصل غير معجمة، والضبط من تاريخ علماء الأندلس 2/ 170 رقم 1533.
[5] في الأصل «قال» .(26/566)
[وَفَيَات] سنة خمس وسبعين وثلاثمائة
أحمد بن الحسين بن علي [1] بن إبراهيم بن الحَكَم، أبو زُرَعة الرّازي الحافظ الصّغير.
سمع الحسين بن إسماعيل المَحاملي، ومحمد بن مَخْلَد ببغداد، وأبا حامد بن بلال، وأبا العبّاس الأصمّ بنيسابور، وابن أبي حاتم بالرّيّ، وعلي بن أحمد الفارسي ببَلْخ، وأبا الفوارس الصّابوني بمصر، وأبا الحسين الرازي والد تمّام بدمشق.
وعنه: تمّام الرّازي، والحسين بن محمد الفلاقي، والحافظ عبد الغني بن سعيد، وحمزة بن يوسف، وأبو الفضل محمد بن الجارودي، وأبو زُرْعَة رَوْح بن محمد، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وأبو القاسم علي بن المحسّن التَّنُوخيّ، وآخرون. وأقدم شيخ له عبد الرحمن بن أبي حاتم.
وقال الخطيب: كان حافظًا مُتْقِنًا ثقةً، جمع الأبواب والتراجم.
وقال ابن المحسّن: سألته عن مولده فقال: خرجت أوّل مرّة [2] إلى العراق سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، ولي أربع عشرة سنة.
__________
[1] تاريخ بغداد 4/ 109 رقم 1767، العبر 2/ 368، شذرات الذهب 3/ 84، النجوم الزاهرة 4/ 147، مرآة الجنان 2/ 405، تذكرة الحفاظ 3/ 999، 6000 رقم 930.
[2] في الأصل «أمره» .(26/567)
تُوُفّي بطريق مكّة سنة خمسٍ وسبعين [1] .
وقد سأله حمزة عن الرجال، وله مصنّفات كثيرة يروي فيها المناكير كغيره.
فأمّا أبو زُرْعَة محمد بن يوسف الكَشي فسيأتي سنة تسعٍ، حافظًا.
أحمد بن سعيد بن أحمد [2] بن محمد بن معدان، أبو العبّاس الأَزْدي الفقيه.
سمع: عبد الله بن محمود السَّعْدي، ومحمد بن محمد الباغَنْدي ومحمد بن إسحاق بن خُزَيْمَة.
وعنه: أبو غانم الكراعي المرادي.
تُوُفّي في رمضان، وهو مَرُوزيّ.
أحمد بن عبد الله الهمذاني الورّاق المعروف بالأشقر.
روى عن: محمد بن إبراهيم بن زياد الطّيالسي، ومحمد بن صالح الطّبري.
وعنه: محمد بن عيسى، وابن روزبة الحمدانيّان.
أحمد بن محمد بن جعفر [3] بن نوح، أبو الحسن النَّيْسَابُوري البَحِيرِي [4] .
سمع: أحمد بن إبراهيم بن أحمد، وأبا العبّاس السّرّاج، وأبا بكر بن خُزَيْمَة، وببغداد محمد بن محمد الباغنْدِي وطبقته، وعقد المجلس، واشتمل
__________
[1] في الأصل «سنة خمس وسبعين سنة» .
[2] الأنساب 536 أ، اللباب 3/ 156، الأعلام 1/ 126، معجم المؤلفين 2/ 234، تاريخ التراث العربيّ 1/ 569 رقم 6.
[3] العبر 2/ 368، شذرات الذهب 3/ 84، تذكرة الحفاظ 3/ 970، الأنساب 2/ 97، 98، اللباب 1/ 124، سير أعلام النبلاء 16/ 366، 367.
[4] البحيري: بفتح الباء الموحدة وكسر الحاء المهملة بعدها الياء المثناة من تحت وفي آخرها الراء. نسبة إلى بحير، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه. (اللباب 1/ 124) .(26/568)
عليه أبو عبد الله الحاكم.
وروى عنه: هو، وسِبطه أبو عثمان سعيد بن محمد، وعمر بن أحمد بن مسرور، وجماعة.
وقع لنا حديثه بعُلُوّ من رواية الكَنْجَرُوِذِيّ عنه، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ هِبَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو رَوْحٍ زَاهِرٌ، أنا أَبُو سَعْدٍ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْبَحِيرِيُّ، ثنا محمد بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مَعْبَدٍ، ثنا زَيْدُ بْنُ يحيى الدِّمَشْقِيِّ، ثنا مَالِكُ بْنُ رَافِعٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الَّذِي يَجُرُّ ثَوْبَهُ مِنَ الْخُيَلاءِ لا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» [1] .
غريب جدًّا، رواه هكذا النّسائي في حديث مالك له، عن زكريّا بن يحيى، عن علي بن مَعْبَد، فوقع لنا عاليا جدًّا.
أحمد بن محمد بن إبراهيم، أبو حامد الزُّوزَني النَّيْسَابُوري الكاتب.
سمع: أبا قُرَيْش محمد بن جمعة.
ومات بالزُّوزَن [2] .
روى عنه: الحاكم.
أحمد بن محمد بن فارس، أبو بكر البزّاز.
__________
[1] أخرج هذا الحديث البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي برواية عبد الله بن عمر، قَالَ: «إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ جرّ ثوبه خيلاء، لم ينظر الله إليه يوم القيامة، فقال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله، إنّ إزاري يسترخي، إلّا أن أتعاهده، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنّك لست ممن يفعله خيلاء» .
ولهذا الحديث صيغ أخرى عن ابن عمر أيضا.
رواه البخاري 10/ 223 في اللباس، باب من جرّ ثوبه من الخيلاء، وباب قول الله تعالى قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ 7: 32، وباب من جرّ ثوبه من غير خيلاء، وفي فضائل أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم، باب (لو كنت متّخذا خليلا) ، وفي الأدب، باب من أثنى على أخيه بما يعلم. ومسلم رقم 2085 في اللباس، باب تحريم جرّ الثوب خيلاء، وأبو داود رقم 4095 في اللباس، باب ما جاء في إسبال الإزار، والنّسائي 8/ 206 في الزينة، باب التغليظ في جرّ الإزار، وباب إسبال الإزار، والترمذي (1730) .
[2] زوزن: بضمّ أوله وقد يفتح، وسكون ثانيه، وزاي أخرى، ونون. كورة واسعة بين نيسابور وهراة. (معجم البلدان 3/ 158) .(26/569)
سمع: عبد الله بن إسحاق المدائني، ومحمد بن محمد الباغَنْدي.
وكان صَدْوقًا.
روى عنه: أبو محمد الْجَوْهَري، وغيره.
الحسن بن داود المصري المُطَرّز [1] .
يروي عن، ابن عبّاس البصْري الحافظ، وأبي شَيْبَة داود بن إبراهيم.
وعنه: محمد بن عبد العزيز الأَبْهَرِي، ويحيى بن علي بن الطّحّان، وأبو بكر البَرْقَانِيّ.
انتخب عليه الدَارقُطْنيّ.
وعاش تسعين سنة. تُوُفّي في صفر.
الحسن بن علي بن عمرو [2] بن غلام الزُّهري الحافظ، أبو محمد البصْري.
كان حمزة بن يوسف السَّهْمي يسأله عن الْجَرْح والتَعْدِيل.
روى عنه: أبو الحسن بن صخر في أماليه.
لم أظفر له بذكر في التَّوارِيخ التي عندي.
الحسين بن أحمد بن فهد [3] ، أبو عبد الله الأزْدي المَوْصِلي القاضي.
حدّث ببغداد عن: أبي يَعْلَى المَوْصِلي.
روى عنه: أبو بكر البرقاني، والتنوخي، وأبو محمد الخلّال، وأحمد بن محمد العقيلي.
البرقاني: قد كان يوثّق.
قلت: حدّث في هذا العام، ولعلّه مات فيه.
__________
[1] المنتظم 7/ 127 رقم 181.
[2] تاريخ حرجان 364.
[3] تاريخ بغداد 8/ 9 رقم 4044.(26/570)
الْحُسَيْن بْن علي بْن محمد [1] بن يحيى، أبو أحمد التميمي النَّيْسَابُوري.
يقال له حُسَيْنْك، ويُعرف أيضًا بابن منيبه. من بيت حِشْمَة ورئاسة.
تربّى في حجْر ابن خُزَيْمَة، وكان ابن خُزَيْمَة إذا تخلّف في آخر أيّامه عن مجلس السّلطان بعث بأبي أحمد نائبًا عنه، وكان يقدّمه على أولاده.
قال الحاكم: صَحِبتهُ حَضَرًا وسَفَرًا نحو ثلاثين سنة، فما رأيته يترك قيامَ الليل، ويقرأ كل ليلة سَبْعًا، وكانت صدقاته دارَّةً سِترًا وعلانيةً، أخرج مرّة عشرة أنفس من الغزاة بآلتهم، لا عن نفسه، وروابط غير مرّة. وأوّل سماعه سنة خمس وثلاثمائة.
سمع من: ابن خُزَيْمَة، وأبي العبّاس السّرّاج، ورحل سنة تسعٍ، فسمع: عمر بن إسماعيل بن [أبي] غِيلان، وعبد الله بن محمد البَغَوِي، وعبد الله بن زَيْدان البَجَلي، وأبا عَوَانة الإسْفَراييني.
وعنه: أبو بكر البَرْقَانِيّ، والحاكم، وعمر بن أحمد بن مسرور، وأبو سعد محمد بن عبد الرحمن الكَنْجُروذِي، وجماعة.
وقال الخطيب: كان ثقةً حُجَّةً، وتُوُفّي في ربيع الآخر، وخرج السّلطان للصّلاة عليه.
وقال الحاكم: الغالب على سماعاته الصدْقُ، وهو شيخ العرب في بلدنا، ورِثَ الثَّرْوَةً القديمة، وأسلافه جِلّة.
قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ، أَنْبَأَكَ أَبُو رَوْحٍ، أنا زَاهِرٌ، أنا محمد بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا أَبُو أَحْمَدَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، ثَنَا هُدْبَةُ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عن أبي هريرة، أنّ رسول الله
__________
[1] تاريخ بغداد 8/ 74 رقم 4154، المنتظم 7/ 127، 128 رقم 182، البداية والنهاية 11/ 304، النجوم الزاهرة 4/ 147، شذرات الذهب 3/ 84، تذكرة الحفاظ 3/ 968، 969، سير أعلام النبلاء 16/ 407- 409 رقم 295، طبقات الشافعية الكبرى 3/ 274، 275، طبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 419، 420، طبقات الحفاظ 386.(26/571)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «كَانَتْ شَجَرَةٌ تَضُرُّ بِالطَّرِيقِ، فَقَطَعَهَا رَجُلٌ، فَنَحَّاهَا عَنِ الطَّرِيقِ، فَغُفِرَ لَهُ» . رواه مسلم [1] . الحسين بن محمد بن عُبَيْد [2] بن أحمد بن مَخّلَد العسكري الدّقّاق، أبو عبد الله.
حدّث عن: محمد بن يحيى المَرْوَزي، وأبي العبّاس بن مسروق، وحمزة بن محمد الكاتب، ومحمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة.
وعنه: أبو القاسم الأزهري، والحسن بن محمد الخلّال، [و] أبو الفرج عبد الوهاب بن برهان الغَزّال، والحسن بن علي الْجَوْهَري.
قال العتيقي: كان ثقة أمينا.
وقال ابن أبي الفوارس: كان فيه تَسَاهُلٌ، ومات في شوّال، وهو أخو أبي بكر محمد بن محمد شيخ بُشْري الفاتني.
سعيد بن محمد الفقيه، أبو أحمد المطّوّعي، رئيس نَسَا.
سمع: أبا حامد بن الشرقي، وجماعة، وتفقّه ببغداد على: ابن أبي هُرَيْرة.
وكان بطلًا شجاعًا، كبير القَدْر، غزير الفضل.
روى عنه [3] : الحاكم، وغيره.
__________
[1] رقم 1914 في البرّ والصلة، باب فضل إزالة الأذى، ورقم 1914 في الإمارة، باب بيان الشهداء. وأخرج البخاري عن أبي هريرة 2/ 279 في صلاة الجماعة، باب فضل التهجير إلى الظهر، وفي المظالم، باب من أخذ الغصن وما يؤذي الناس في الطريق فرمى به، وأخرجه الإمام مالك في الموطّأ 1/ 131 في صلاة الجماعة، باب ما جاء في العتمة والصبح، والترمذي رقم 1959 في البر والصلة، باب ما جاء في إماطة الأذى، وأخرجه أبو داود 5245 في الأدب، باب إماطة الأذى وأحمد في المسند 3/ 154 و 230 و 95 و 521.
[2] تاريخ بغداد 8/ 100 رقم 4205، الأنساب 8/ 455، المنتظم 7/ 44، سير أعلام النبلاء 16/ 317، 318 رقم 224، العبر 2/ 369، شذرات الذهب 3/ 85، تذكرة الحفاظ 3/ 970، تاريخ التراث العربيّ 2/ 486 رقم 41، النجوم الزاهرة 4/ 148.
[3] في الأصل «عن» .(26/572)
صالح بن محمد [1] أبو طاهر البغدادي المقرئ.
روى عن: أبي ذَرّ بن الباغَنْدي، وأبي بكر بن مجاهد.
حدّث عنه: الأزجي عبد العزيز، وأحمد بن محمد العتيقي.
عبد الله بن أحمد بن محمد [2] ، أبو الحسن الشيباني [3] المعروف بالحوشبي.
سمع: أبا بكر بن أبي داود.
روى عنه: البَرْقَانِيّ وأبو القاسم التنُوخي.
تُوُفّي في ذي القعدة، وكان ثقة.
عبد الله بن علي بن الحسين، أبو بكر الهمذاني القطان.
روى عن: أبي بكر بن زيادة النَّيْسَابُوري، وإسماعيل الورّاق، والمحاملي.
وعنه: حمد الزجّاج، ومحمد بن عيسى.
تُوُفّي فِي شعبان.
عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن محمد بْن عَبْدُوس، أبو محمد الحربي.
سمع: السّرّاج، ومؤمّل بن الحسن، وعدّة.
وعنه: الحاكم.
عبد الله بن عبد الرحمن [4] الزّجالي القُرْطُبي الوزير، أبو بكر.
وَزَرَ للمستنصِر، وكان خيّرًا كثير المعروف والفضائل، طويل الصلاة.
__________
[1] تاريخ بغداد 9/ 331، 332 رقم 4872.
[2] هكذا في الأصل، وهو: «عبيد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحوى بن العوام بن حوشب» . (انظر: تاريخ بغداد 10/ 361، 362 رقم 5521، المنتظم 7/ 128 رقم 183) وستأتي ترجمته قريبا في «عبيد الله» .
[3] في الأصل «السفياني» والتصويب من تاريخ بغداد والمنتظم.
[4] كذا في الأصل، وهو «عبد الله بن عبد الله» في (تاريخ علماء الأندلس 1/ 238 رقم 732.(26/573)
قال ابن الفَرَضي: إنّ قدميه تَقَطّرا صديدًا من طول قيامه، وكان يَصلحُ للقضاء.
تُوُفّي في جُمادى الأولى، وكان من سادات الوزراء.
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [1] بن مِهْران، أبو مسلم البغدادي الحافظ الثقة العابد.
سمع: البَغَوِي، وابن صاعد، وأبا عَرُوبة الحرّاني، وأحمد بن عمير بن جَوْصَا، وأبا حامد بن بلال، وسمع الكثير بخُراسان في حدود الثلاثين وثلاثمائة، ثم دخل بُخارى وسَمَرْقَنْد، فأقام هناك نحو ثلاثين سنة، وسمع المُسْنَد على الرجال.
قال الحاكم: دخلت مَرُو وما وراء النّهر فلم نلتق، ولم أكد رأيته. وفي سنة خمسٍ وستّين، في الموسم، طَلَبْتُهُ في القوافل، فأخفى شخصه، فحججت سنة سبعٍ وستين، وعندي أنّه بمكّة، فقالوا: هو ببغداد، فاستوحشت من ذلك، وتطلّبْتُهُ فلم أَظْفَرْ به، ثم قال لي أبو نصر الملاحمي ببغداد: هاهنا شيخ من الأبدال يشتهي [2] أن تراه، قلت له: بلى، فذهب بي، فأدخلني خان الصّبّاغين، فقال أبو نصر: نجلس في هذا المسجد، فإنّه يجيء، فقعدنا. وأبو نصر لم يخبرني من الشيخ، فأقبل أبو نصر، ومعه شيخ نحيف ضعيف برداء، فأَلقي إليّ إلهامُ [3] أنّه أبو مسلم، فبينا نحن نحدّثه إذ قلت له: وجد الشيخ هاهنا من أقاربه أحدًا؟ قال: الذي أردت لقاءهم قد انقرضوا، فقلت له: هل خَلَّف إبراهيمُ ولدًا، يعني أخاه إبراهيم الحافظ؟
فقال: ومن أين عرفت أخي إبراهيم؟ فسكتّ، فقال لأبي نصر: من هذا
__________
[1] تاريخ بغداد 10/ 299 رقم 5439، المنتظم 7/ 128، 129 رقم 184، العبر 2/ 369، تذكرة الحفاظ 3/ 969 رقم 910، النجوم الزاهرة 4/ 147، مرآة الجنان 2/ 405، شذرات الذهب 3/ 85، سير أعلام النبلاء 16/ 335- 337 رقم 243، العقد الثمين 5/ 402، 403.
[2] في تذكرة الحفاظ «تشتهي» .
[3] في الأصل «إلهاما» .(26/574)
الكهل؟ قال: أبو فلان، فقام إلي وقمت إليه، وشكى تشوُّقه وشكوتُ مثله، واشتفينا من المذاكَرَة، والتقينا بعد ذلك مجالسَ، ثم ودَّعتُه يوم خروجي، فقال: يجمعنا الموسم، فإنّ عليّ أنْ أجاور بمكّة، ثم خرج إلى مكّة سنة ثمانٍ وستّين وجاور بها حتى مات. وكان يَجْتَهِد أنْ لا يظْهر للحديث ولا لغيره.
روى عنه: الحاكم، وأبو العلاء الواسطي، وعلي بن محمد الحذّاء، وأحمد بن محمد الكاتب.
وقال ابن أبي الفوارس: أبو مسلم بن مهران صنّف أشياء كثيرة، وكان ثقة زاهدا، ما رأينا مثله. رحمة الله عليه.
عبد العزيز بن جعفر بن محمد [1] بن عبد الحميد، أبو القاسم الخِرَقي [2] .
سمع: أحمد بن الحسن الصّوفي، وقاسم بن زكريّا، والهَيْثم بن خَلَف، وعلي بن إسحاق بن زاطيا، ومحمد بن أبي الدَّمَيْك.
وعنه: الدَارقُطْنيّ مع جلالته، وأبو بكر البرقاني، وأحمد بن محمد العتيقي.
[عَبْد العزيز بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ العزيز] [3] ، أبو القاسم الدَّارَكي، الفقيه الإمام.
__________
[1] تاريخ بغداد 10/ 462، 463 رقم 5634، المنتظم 7/ 129 رقم 186، تذكرة الحافظ 3/ 970، العبر 2/ 369، 370، النجوم الزاهرة 4/ 148، شذرات الذهب 3/ 85.
[2] في الأصل «الحربي» والتصويب من المصادر السابقة.
[3] ما بين الحاصرتين سقط من الأصل، واستدركناه من (تاريخ بغداد 10/ 463- 465 رقم 5635، المنتظم 7/ 129، 130 رقم 187، العبر 2/ 370، تذكرة الحفاظ 3/ 970، مرآة الجنان 2/ 405، البداية والنهاية 11/ 304، طبقات الفقهاء للشيرازي 117، 118، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 240، طبقات الشافعية لابن هداية الله 98، معجم البلدان 2/ 423، وفيات الأعيان 3/ 188 رقم 385، الأنساب 5/ 276، 277، الكامل في التاريخ 9/ 47، اللباب 1/ 404، النجوم الزاهرة 4/ 148، شذرات الذهب 3/ 85، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 263، سير أعلام النبلاء 16/ 404- 406 رقم 293، طبقات الشافعية للإسنويّ 1 (508) .(26/575)
درّس بنَيْسَابور الفقه مدّة، ثم سكن بغداد، وكانت له حَلَقة للفتوَى.
قال الشيخ أبو حامد الإِسُفَراييني: ما رأيت أفْقَهَ من الدارَكي.
قلت: وكان أبوه من محدّثِي أصبهان، تفقّه أبو القاسم على أبي إسحاق المَرْوَزي، وعليه تفقّه الشيخ أبو حامد وجماعة. وانتهى إليه معرفة مذهب الشافعي، وله وجوهُ في المذهب، منها أنّه قال: لا يجوز السلم في الدقيق [1] .
روى عن جده لأمّه الحسن بن محمد الدّارَكي، وربما كان يجتهد، فيقال له في ذلك، فيقول: وَيْحَكُم، فُلانُ عن فلانٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بكذا وكذا، والأَخْذُ بالحديث أوْلَى من الأخذ بقول الشافعي، وأبي حنيفة [2] .
دَارَك من أعمال أصبهان.
قال الخطيب [3] : ثنا عنه أبو القاسم الأزهري، وعبد العزيز الأزجي، وأحمد بن محمد العتيقي، وأبو القاسم التَّنُوخيّ، وكان ثقة، انتقى عليه الدَارقُطْنيّ.
وقال ابن أبي الفوارس [4] : كان يُتَّهم بالإعتزال، وتُوُفّي في شوّال، وله بضْعُ وتسعون سنة، رحمه إن شاء الله.
عبد العزيز بن محمد بن يوسف [5] بن مسلم الأصبهاني بن حَفْصَوَيْه المؤدّب، يُكَنّى أبا الحسين.
روى عن: محمد بن العباس الأخرم، ومحمد بن نُصَيْر، وأحمد بن الحسن بن عبد الملك، وأحمد بن محمد بن مَصْقَلَة.
وكان فيما قال أبو نعيم: يرجع إلى تعبّد وفضل كبير.
__________
[1] انظر: تهذيب الأسماء 2/ 264.
[2] وفيات الأعيان 3/ 189.
[3] تاريخ بغداد 10/ 464.
[4] تاريخ بغداد.
[5] ذكر أخبار أصبهان 2/ 126.(26/576)
روى عنه: أبو نعيم، وأبو بكر بن علي المعدّل.
عبد الملك بن إبراهيم بن أحمد [1] ، أبو القاسم القرميسيني.
بغداديّ ثِقَة.
سمع: أبا بَكْر بْن أَبِي داود، وأبا ذَرّ بن الباغنْدي، وجماعة.
روى عنه: أبو القاسم التنُوخي.
عُبَيد اللَّه بْن عليّ بْن عُبَيد اللَّه [2] بن داود، أبو القاسم الدَّارَورِدْيِ [3] المصري القاضي، شيخ أهل الظاهر في عصره.
سمع: أبا جعفر الطّحَاوي، ومحمد بن يونس الْجِيزي القاضي، وأبا عبد الله المَحَاملي، وأبا العباس بن عُقْدَة، ومحمد بن يوسف القبّاني الشّيرازي، والحسن بن حبيب الحضائري الدمشقي.
وسكن خُراسان، وولي قضاء غير مدينة مثل طُوس وتِرْمِذ.
روى عنه الحاكم وقال: كان فقيه الداودية في عصره بخُراسان، وكان موصوفًا بالفضْل وحُسْن العِشْرة، وحفظ الفقه والنوادر. كتب النّاس عنه بانتخابي، وتُوُفّي ببُخارى سنة خمس.
وقال غيره: تُوُفّي في سنة ستٍّ وسبعين في جُمادى الأولى. وحدّث عنه أبو عبد الله غُنْجار، وجعفر المُسْتَغْفِري.
ذكره صاحب «الأنساب» .
عُبَيْد الله بْن محمد بْن محمد [4] بْن أحمد بن أحوى بن العوّام بن حَوْشب، أبو الحسين الشَّيْبَانيّ الحَوْشبي البغدادي.
سمع: عبد الله بن إسحاق المدائني، والحسين بن عفير، وإسحاق الجلاب، وأبا بكر بن أبي داود.
__________
[1] تاريخ بغداد 10/ 493 رقم 5591.
[2] النجوم الزاهرة 4/ 148 وفيه «عبد الله» .
[3] كذا في الأصل، وفي (النجوم) : «الواردي» .
[4] انظر ترجمته السابقة في «عبد الله» ، وفيها اختلاف في اسمه ونسبه وكنيته.(26/577)
وعنه: أبو بكر البَرْقَانِيّ، وأبو العلاء محمد بن علي، وأبو القاسم التنُوخي.
وثّقه الخطيب [1] ، وقال: مات في ذي القعدة.
علي بن إسماعيل بن عُبَيْد الله [2] الأَنْبَاري.
حدّث ببغداد عن: محمد بن محمد الباغندي، وغيره.
وعنه: أبو محمد الْجَوْهَري. سمع منه في هذه السنة، ولم تُؤَرَّخ وفاتُهُ.
قال الخطيب: كان صَدُوقًا.
علي بن شَيْبَان البغدادي [3] الدَّقّاق المقرئ.
دخل الأندلس في هذه السنة، وكان من أصحاب ابن مجاهد، عالما بالقرآن.
ذكره ابن الفرضيّ وسمع منه شعرا.
علي بن حمزة [4] ، أبو القاسم البصري المقرئ العلّامة.
له ردود على ابن الأعرابي، والأصْمَعي، وجماعة، ومصنَّفات مفيدة.
وكان صديقًا للمتنبّي.
تُوُفّي في رمضان.
علي بن إسحاق بن [5] أبي الحسين الختلي الواسطي النقيب.
عن: ابن داود، والحسن بن محمد بن شعبة، وابن مبشّر الواسطي.
__________
[1] تاريخ بغداد 10/ 361.
[2] تاريخ بغداد 11/ 348 رقم 6191.
[3] تاريخ علماء الأندلس 1/ 317 رقم 935.
[4] معجم الأدباء 13/ 208- 211 رقم 26 وفيه ترجمتان للبصري، بغية الوعاة 2/ 165 رقم 1702.
[5] في الأصل «ابن» .(26/578)
وعنه: أبو العلاء الواسطي، وعبد العزيز الأزجي.
عمر بن محمد بن علي [1] بن يحيى بن حفص بن الزّيّات البغدادي النّاقد.
سمع: إبراهيم بن شَرِيك، والفِرْيابي، وعبد الله بن ناجية، وعمر بن أبي غيلان، وعمر بن محمد الكاغدي، وطائفة سواهم.
وعنه: أبو بكر البَرْقَانِيّ، والحسن بن محمد الخلال، وأحمد بن محمد العتيقي، وعلي بن المحسّن التنُوخي، وأبو محمد الجوهري، وخلق كثير.
قال ابن أبي الفوارس [2] : كان ثقة مُتْقِنًا جَمَعَ أبوابًا وشيوخًا. توفي في جمادى الآخرة. ومولده في سنة ستٍّ وثمانين ومائتين.
وقال الخطيب [3] : سألت البَرْقَانِيّ عنه، فقلت: أَكَانَ ثِقَة؟ فقال أيْ والله مُصَنَّفًا.
محمد بن أحمد بن محمد بن خلقان الرئيس، أبو عبد الله بن أبي حفص بن [4] إسحاق الفقيه، رئيس المطوّعة بخُراسان.
سمع: أباه، وعبد الله بن محمد بن يعقوب البخاري، وطائفة، وأملى وهو شاب.
قال الحاكم: كان من أحسن الناس وجهًا، نثر يوم الإملاء من أنواع النثارات حتى تحيّر الناس.
محمد بن أحمد بن عبد الله السّكري، أبو أحمد النّيسابوري المكيّ
__________
[1] تاريخ بغداد 12/ 216 رقم 5927، المنتظم 7/ 130 رقم 188، العبر 2/ 370، تذكرة الحفاظ 3/ 983، رقم 917، النجوم الزاهرة 4/ 148، شذرات الذهب 3/ 85، معجم المؤلفين 7/ 314، تاريخ التراث العربيّ 1/ 330 رقم 236، سير أعلام النبلاء 16/ 323، 424 رقم 232، طبقات الحفاظ 390.
[2] تاريخ بغداد 11/ 261.
[3] تاريخ بغداد 11/ 261.
[4] في الأصل «عن» .(26/579)
عن: جدّه جعفر بن أحمد الحافظ، وعبد الله بن شِيرَوَيْه.
وعنه: الحاكم.
مات في رجب.
محمد بن أحمد بن حسن [1] ، أبو أحمد الحَسْنَوِي النَّيْسَابُوري القارئ.
سمع: ابن خُزَيْمَة، والسّرّاج.
وعنه: الحاكم.
تُوُفّي في جُمادى الأولى.
محمد بْن الحَسَن بْن سليمان [2] ، أبو بَكْر القِزْوِيني.
سمع: الفِرْيابي، وأحمد بن الحسن الصُّوفي، ومحمد بن صالح بن ذرِيح، والبَغَوِي.
وعنه: علي بن محمد المالكي، وغيره.
قال الخطيب: في أحاديثه تخليط، وكان ببغداد.
تُوُفّي في شعبان.
محمد بن الحسن بن الفتح، أبو عبد الله القِزْوِيني الصّفّار الصّوفي.
رحل وسمع: أبا القاسم البَغَوِي، وأَكْثَرَ عن الشّاميين.
روى عنه: أبو يعَلَى الخليلي، وقال: تُوُفّي في أوّل السنة.
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ [3] بْنِ صالح، أبو بكر التميمي
__________
[1] المنتظم 7/ 130 رقم 190 وفيه «حسنويه» بدل «حسن» ، البداية والنهاية 11/ 304 وفيه «محمد بن أحمد بن محمد بن حسنويه» .
[2] تاريخ بغداد 2/ 212 رقم 645، المنتظم 7/ 130 رقم 191.
[3] الفهرست 201 تاريخ بغداد 5/ 462 رقم 3004، المنتظم 7/ 131 رقم 193، الوافي بالوفيات 3/ 308 رقم 1357، العبر 2/ 371، تذكرة الحافظ 3/ 971، البداية والنهاية 11/ 304، 305، مرآة الجنان 2/ 405، الكامل في التاريخ 9/ 47، دول الإسلام 1/ 230، النجوم الزاهرة 4/ 148، شذرات الذهب 3/ 85، 86، معجم البلدان 1/ 83،(26/580)
الأبهري [1] القاضي المالكي، شيخ المالكية العراقيين في عصره.
سمع: محمد بن الحسين الأشناني، ومحمد بن محمد الباغَنْدي، والبَغَوِي، وعبد الله بن زيدان البَجَلي، وسعيد بن عبد العزيز، ومحمد بن خُزَيْم، ومحمد بن تمّام البَهْراني الحمصي، وأبا عَرُوبة، وأبا علي محمد بن سعيد الرّقّي، وطبقتهم بالشام، والعراق، والجزيرة.
وصنّف مصنّفات في مذهبه، وتفقّه ببغداد على ابن عمر محمد بن يوسف القاضي، وعلى ابنه أبي الحسين.
قال الدَارقُطْنيّ: إمام المالكية، إليه الرَّحْلة من أقطار الدنيا، رأيت جماعةً من الأندلس والمغرب على بابه، ورأيته يُذاكِر بالأحاديث الفقهيّات وتَرَاجِم من حديث مالك. ثقة، مأمون، زاهد، ورع.
وقال فيه أبو إسحاق الشّيرازي [2] : جمع بين القراءات وعُلُوّ الإسنْاد والفِقْه الجيّد، وشرح «مختصَر عبد الله بن عبد الحَكَم» ، وانتشر عنه مذهب مالك في البلاد.
وقال القاضي عياض [3] : له في شرح المذهب تصانيف وردٌّ على المُخالفين. وحدّث عنه خلق كثير. وكان إمام العراقيّين في زمانه. تفقّه على
__________
[ () ] وقد ساق نسبه على النحو التالي: «أبو بَكْر مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صالح بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مصعب بن الزبير بن سعد بن كعب بن عبّاد بن النّزال بن مرّة بن عبيد بن الحارث، وهو مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم الأبهري التميمي المالكي» ، اللباب 1/ 27، الديباج المذهب 367، هدية العارفين 2/ 50، الأعلام 7/ 698، معجم المؤلفين 10/ 241، تاريخ التراث العربيّ 2/ 152، 153 رقم 25، طبقات الحفّاظ 167، ترتيب المدارك 4/ 466- 473، الأنساب 1/ 125، سير أعلام النبلاء 16/ 332- 334 رقم 241، شجرة النور الزكية 1/ 91، طبقات الأصوليين 1/ 208، 209.
[1] الأبهري: بفتح الألف وسكون الباء الموحدة وفتح الهاء وفي آخرها الراء. نسبة إلى أبهر وهي بليدة بالقرب من زنجان. (اللباب) .
[2] طبقات الفقهاء 167 وانظر التراجم التي تلي ترجمته حيث يمرّ ذكره فيها.
[3] ترتيب المدارك 4/ 467.(26/581)
ابن عمر القاضي، وعلى أبي بكر ابن الْجَهْم، وانتشر عنه المذهب في البلاد.
وقال أبو الفتح بن أبي الفوارس [1] : كان ثِقَةُ، انتهت إليه رئاسة مذهب مالك.
وقال أبو العلا، الواسطي [2] : كان مُعَظَّمًا عند سائر العلماء، لا يشهد مَحْضَرًا إلا كان هو المُقَدَّم فيه. سُئل أن يلي القضاء فامتنع.
قلت: روى عنه الدَارقُطْنيّ، وهو من أقرانه، وأبو بكر البَرْقَانِيّ، وأحمد بن محمد العَتيِقي، وأحمد بن علي البادا، أو علي بن المحسّن التنُوخي، وأبو محمد الْجَوْهَري، وآخرون.
تُوُفّي في شوّال، وقيل: في ذي القعدة، وله بِضْعٌ وثمانون سنة، رضي الله عنه.
يقع حديثه عاليا للفخر ابن البخاري.
محمد بن [عبد الله بن هاني] [3] القرطبي العّطار المعروف بابن اللّبّاد [4] .
سمع من: قاسم بن أصبغ، ونحوِه.
محمد بن عبد الله بن الفضل بن قفرجل، أبو بكر الكيّال.
سمع: محمد بن محمد الباغَنْدِي، وابن المجدّر.
وعنه: الأزهري، وغيره.
وهو صَدُوق.
محمد بن نصر [5] ، أبو العباس البغدادي المعدّل، ابن أخي مكرم القاضي.
__________
[1] تاريخ بغداد 5/ 462.
[2] تاريخ بغداد 5/ 463.
[3] ما بين الحاصرتين عن (تاريخ علماء الأندلس 2/ 86 رقم 1347) وفي الأصل تصحيف ووهم: «محمد بن عبد بن عان القرطبي» .
[4] في الأصل «الباذ» والتصحيح من (تاريخ علماء الأندلس) .
[5] تاريخ بغداد 3/ 320 رقم 1420، المنتظم 7/ 131 رقم 194.(26/582)
سمع: أبا القاسم البَغَوِي، وأبا محمد بن صاعد.
وعنه: أبو محمد الخَلال، والحسن بن علي الْجَوْهَري، وجماعة.
قال البَرْقَانِيّ: كان جبلًا [1] من الجبال، يعني في الفقه.
محمد بن يوسف بن محمد بن عَلّام، أبو عبد الله الهَرَوي.
مات في رمضان.
نصر بن محمد بن إبراهيم [2] الإمام الفقيه، أبو اللَّيْث السَّمَرْقَنْدي الحنفي، صاحب كتاب «الفتاوى» .
نقلت وفاته بخطّ الإمام شهاب الدين ابن قاضي الحِصْن: في جُمادى الآخرة، سنة خمسٍ وسبعين محرّرًا [3] ، مات ببَلْخ.
وهو يروي عن: محمد بن الفضل بن أشرف البُخاري، وأقرانه. وفي كتاب «تنبيه الغافلين» موضوعات كثيرة.
رواه عنه: أبو بكر محمد بن عبد الرحمن التِرْمِذِي.
وقع لنا من حديثه من أربعين أبي المطر بن السمعاني.
يحيى بن مالك بن عائذ [4] الأندلُسي، أبو زكرّيا الأندلسي.
له رحلة وحِفْظٌ واشتهار، وهو من أهل طُرْطُوشه.
__________
[1] في الأصل «جبل» .
[2] الفوائد البهية 220 وفيه وفاته سنة 373 هـ. وانظر صفحة 221 أيضا، تذكرة الحفاظ 3/ 971، تاج التراجم 58، 59، مفتاح السعادة 2/ 139، الجواهر المضية 2/ 196، سير أعلام النبلاء (مصورة دار الكتب المصرية) 10/ 227، الوافي بالوفيات (مصورة معهد المخطوطات بالقاهرة) 27/ 36، كشف الظنون 243، 334، 441، 487، 563، 567، 668، 703، 1187، 1220، 1580، 1634، 1636، 1795، 1980، 1981، إيضاح المكنون 1/ 474، فهرس الفهارس 2/ 342، هدية العارفين 2/ 490.
[3] في الأصل «محرّر» .
[4] تاريخ علماء الأندلس 2/ 193 رقم 1599، جذوة المقتبس 379 رقم 906، بغية الملتمس 507 رقم 1493، تذكرة الحفاظ 1003، 1004، سير أعلام النبلاء 16/ 421، 422، طبقات الحفاظ 398، شذرات الذهب 3/ 93.(26/583)
فسمع من: أحمد بن سعيد بن مَسَرَّة، وقدِم قُرْطُبَة سنة تسع عشرة، وله عشرون سنة، فسمع من أحمد بن خالد، وابن أيْمَن، وعبد الله بن يونس المقرئ وطائفة.
رحل سنة سبعٍ وأربعين فحجّ، وسمع من أبي محمد بن الوَرْد، وأحمد بن الحسن بن عُقْبَة الرّازي، وسَلْم بن الفضّل، وبكير الرّازي، وجماعة بمصر. ودخل بغداد فسمع بها، وبالبصْرة والأهواز.
قال ابن الفَرَضي [1] : حدّثني أنّه سمع ببغداد من سبعمائة رجل ونيّف، وجمع عِلْمًا عظيمًا، لم يجمعه أحد قبله من أصحاب الرّحْل إلى المشرق، وتردّد بالمشرق عشرين سنة، وحدّث هناك. قال: وقدِم علينا سنة تسعٍ وستّين، فسمع منه طبقات طُلاب العلم، وأبناءُ الملوك. وكان صحيح الكتاب، وكان حليمًا كريمًا جوادًا صوّامًا دَيَّنًا.
تُوُفّي في رجب.
يعقوب بن إسحاق بن زكريّا، أبو يوسف البخاري الويبودي، وبَيْرَد [2] قرية.
وروى عنه محمد بن يوسف الفَرَبْرِي، ومحمد بن يوسف بن عاصم.
يوسف بن القاسم بن يوسف [3] بن فارس بن سوّار، القاضي، أبو بكر
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 2/ 193.
[2] هكذا ضبطهما في الأصل. والأرجح: البيدري، وبيدرة من قرى بخارى. (معجم البلدان 1/ 524، اللباب 1/ 196) .
[3] كتاب الولاة وكتاب القضاة 570، معجم البلدان 5/ 238، 239، اللباب 3/ 278، العبر 2/ 371، تذكرة الحفاظ 3/ 971، النجوم الزاهرة 4/ 148، شذرات الذهب 3/ 86، هدية العارفين 2/ 549، معجم المؤلفين 13/ 323، تاريخ التراث العربيّ 1/ 330، 331 رقم 237، وهو عمّ القاضي أبي مسعود صالح بن أحمد بن القاسم الّذي سكن صيدا وتولّى قضاءها وتوفي فيها في 19 من ربيع الأول سنة 429 هـ. (تاريخ دمشق- مخطوط التيمورية 17/ 347، تهذيب ابن عساكر 6/ 361) . طبقات الشافعية للسبكي 3/ 488، 489، قضاة دمشق لابن طولون 37، سير أعلام النبلاء 16/ 361- 363 رقم 258.(26/584)
الميانَجي [1] الشافعي. ناب [2] في القضاء بدمشق عن قاضي مصر والشّام أبي الحسن علي بن النعمان المذكور في هذه الطبقة.
كان مُسْنَد الشّام في زمانه.
سمع: أبا خليفة، وزكريّا السّاجي، وأحمد بْن يحيى التُّسْتَرِيّ، وعَبْدان الأهوازي، ومحمد بْن جرير، والقاسم المطرّز، والباغَنْدي، وعبد الله بن زيدان، وأبا العبّاس السرّاج، وحامد بن شعيب، ومحمد بن المُعَافَى الصَّيْداوي.
وسمع قبل الثلاثمائة، ورحل، وطوّف، واستوطن دمشق.
روى عنه: ابن أخيه صالح بن أحمد، وأحمد بن الحسن الطّيّان، وعلي بن السّمسار، ومحمد وأحمد ابنا عبد الرحمن بن أبي نصر، وأحمد بن سَلَمَة بن كامل، وعبد الوهاب المَيْداني، وخلق كثير.
وقال أبو الوليد الباجي: هو محدّث مشهور، لا بأس به.
وقال عبد العزيز الكتّانيّ: ثنا عنه عدّة فوق الأربعين، وكان مولده قبل التسعين ومائتين، وكان ثقةً نبيلًا. وقال: توفّي في شعبان.
__________
[1] الميانجي: بفتح الميم والياء وسكون الألف وفتح النون وفي آخرها الجيم: نسبة إلى ميانج، موضع بالشام. (معجم البلدان 5/ 238، اللباب 3/ 278) .
[2] في الأصل «نائب» .(26/585)
[وفيات] سنة ست وسبعين وثلاثمائة
أحمد بن علي بن قزقز [1] ، أبو الحسن البغدادي الرّفّاء.
سمع: أبا بكر بن أبي داود، ونَفْطَوَيْه النَّحْوي، ومَكْحُولًا البيروتي.
وعنه: تمّام، ومكّي بن الغَمْر، والحسن بن علي بن سواس، والدمشقيّون.
وكان من جِلَّة المحدّثين.
أحمد بن محمد بن جعفر النَّيْسَابُوري الحواري الكرابيسي المعدّل، أبو الحسن.
سمع السّرّاج، وطبقته.
وعنه: الحاكم.
مات في جُمَادَى الأولى.
أحمد بْن محمد بْن عيسى [2] بن الجرّاح، الحافظ، أبو العباس المصري بن النّحّاس.
__________
[1] تاريخ بغداد 4/ 315 رقم 2113.
[2] تهذيب ابن عساكر 2/ 74، حسن المحاضرة 1/ 148، تذكرة الحفاظ 3/ 995، 996 رقم 926، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 194.(26/587)
أوّل سماعه في سنة خمس وثلاثمائة، وكتب بمصر، والحجاز، والشّام، والعراق، والجبال، وأصبهان، وخُوزستان. ثم ورد على أبي نُعَيم.
بن عديّ جرجان، وانحدر منها إلى جُوَيْن [1] .
أدرك بنَيْسَابور أبا حامد بن الشرقي، ومكّي بن عَبْدان، وبسَرَخْس أبا العبّاس محمد بن عبد الرحمن الدَّغُولي، وسمع بمصر علي بن أحمد علان، وأكثر بالرّيّ عن عبد الرحمن بن أبي حاتم، إلّا أنّ سماعه بالشّام والعراق ذهب كلّه، وأملى مدّة سنين بنَيْسَابور. وروى عمّن ذكرناه، وعن أبي القاسم البَغَوِي، وأبي بكر بن أبي داود، وأبي عَرُوبة الحَرّاني، وتُوُفّي في آخر سنة ستٍّ، وله خمس وثمانون سنة.
روى عنه: أبو عبد الرحمن السُّلَمي، وأبو حازم العبدوي، وأبو نُعَيم الأصبهاني، وأبو عثمان الحيري، والحاكم، وقال: حدّث من حفظه بأحاديث، وكان يتحرّى في مذاكراته الصدور، وهو حافظ.
أحمد بن مسعود [2] ، أبو القاسم الأندلسي البَجَّاني.
سمع: محمد بن عبد الملك بن أَيْمَن، وأحمد بْن خَالِد بْن الحُبَاب، ومحمد بْن فُطَيْس.
تُوُفّي في نحو هذه السّنة.
أحمد بن نصر بن منصور [3] .
أبان بن عثمان بن سعيد [4] اللَّخْمي الأندلُسي، أبو الوليد.
سمع: محمد بن عبد الملك بن أَيْمَن، وقاسم بن أصبغ، وسعيد بن جابر.
__________
[1] جوين: بضم أوّله وفتح ثانيه وسكون الياء. اسم كورة جليلة على طريق القوافل من بيسطام إلى نيسابور. (معجم البلدان 2/ 192) .
[2] تاريخ علماء الأندلس 1/ 53 رقم 180.
[3] ذكره الحافظ الذهبي دون ترجمة.
[4] تاريخ علماء الأندلس 1/ 22 رقم 54.(26/588)
وكان نَحْوِيَّا لُغَويَّا لطيف النظر بصيرًا بالحُجَّة.
تُوُفّي في رجب.
إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم [1] بن أحمد بن داود، أبو إسحاق البلخي المستملي، راوي «البُخاري» عن أبي عبد الله الفَرَبْرِي.
روى عنه الكتاب: أبو ذَرّ عبد بن أحمد الهَرَوِي، وقال: كان من الثّقات المتقنين ببَلْخ.
قلت: طَوّفَ وسمع الكثير، وخَرّج لنفسه مُعْجَمًا، رواه عنه الحافظ أحمد بن محمد بن العبّاس، والبلْخي.
وروى عنه بالأندلس: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ الهمذاني.
جعفر بن جحَّاف [2] ، أبو بكر اللَّيْثي قاضي بلنْسِية.
سمع من: قاسم بن أصبغ، ومحمد بن عبد الله بن أبي دُلَيْم.
وكان فقيهًا.
الحسن بن جعفر بن محمد [3] بن الوضّاح، أبو سعيد السّمسار البغدادي الحربي المعروف بالحرفي.
وحدّث عن: أبي شُعَيب الحرّاني، ومحمد بن يحيى المَرْوَزي، ومحمد بن الحسن سماعة، ومحمد بن جعفر القتّات، وجعفر الفِرْيابي.
وعنه: أبو القاسم عبد الله بن أحمد الأزهري، وعبد العزيز الأَزْجِي، وعلي بن المحسّن التنُوخي، وجماعة.
قال العتيقي: كان فيه تساهل.
__________
[1] العبر 3/ 1، مرآة الجنان 2/ 406، النجوم الزاهرة 4/ 150، شذرات الذهب 3/ 86، سير أعلام النبلاء 16/ 362، هدية العارفين 1/ 6، 7.
[2] تاريخ علماء الأندلس 1/ 103 رقم 319.
[3] تاريخ بغداد 7/ 292، 293 رقم 3798، العبر 3/ 1، 2، شذرات الذهب 3/ 86، النجوم الزاهرة 4/ 150.(26/589)
الحسن بن علي، أبو سعيد الأصبهاني الصّحّاف.
توفّي فيها.
الحسن بن محمد [1] ، أبو محمد الصّلحي [2] الكاتب، أحد الكبار.
ولي كتابة ابن رائق، وناب عنه في الحَضَر، ثم ولي كتابة المطيع.
حكى عنه أبو علي التَّنُوخيّ في نشواره.
الحسين بن جعفر [3] ، أبو القاسم الوَزَّان الواعظ.
سمع: أبا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود.
وعنه: عبد الله الأزهري، وعبد العزيز الأَزْجِي.
خَلصَة [4] بن موسى بن عمران، أبو إسحاق الزّاهد، من عُبّاد أهل الأندلس.
تُوُفّي في رجب.
قال ابن الفَرَضي: لا أعلَمُني شهدت أعظمَ حَفْلًا من جنازته. وكان زاهدًا بعيد الاسم في الخير.
رشيد بن محمد بن فتح [5] ، أبو القاسم الدّجّاج القُرْطُبي.
سمع: أحمد بن خالد بن الحبَاب، وحجّ فسمع: أبا محمد بن الورد، وابن أبي الموت، وطائفة.
روى عنه: ابن الفَرَضي، وجماعة.
__________
[1] نشوار المحاضرة 1/ 204، 206 و 3/ 178، 182 و 4/ 125 214، 220 و 5/ 64، 69، 73، 75، 77، 79، 80، 81، الوزراء للصابي 133، 135، 238، 354، 359، 360.
[2] الصّلحي: بكسر الصاد وسكون اللام وفي آخرها حاء مهملة. نسبة إلى فم الصلح، وهي بلدة على دجلة قريبة من واسط. (اللباب 2/ 246) .
[3] تاريخ بغداد 8/ 28 رقم 4077.
[4] في الأصل «حصله» والتصويب من (تاريخ علماء الأندلس 1/ 141 رقم 422) .
[5] تاريخ علماء الأندلس 1/ 147 رقم 439 وفيه «رشيد فتح» .(26/590)
عبد العزيز بن محمد بن مُقَرّن [1] ، أبو القاسم الأصبهاني المعدّل.
سمع محمد بن علي بن الجارود.
وعنه: أبو نُعَيم.
عبد الواحد بن علي بن اللّحياني [2] ، بغداديّ.
سمع: البَغَوِي، وابن صاعد.
وعنه: أبو محمد الخلّال.
قال الخطيب: ثقة.
عبد الله بن داود القُرْطُبي [3] .
سمع: محمد بن عمر بن لبابة، وأحمد بن خالد الحُباب، وحدّث.
عبد الله بن فتح بن فرج [4] بن معروف بن سلام التُّجَيبي، أبو محمد.
[سمع] [5] وهب بن مَسَرَّة، ورحل فسمع بمصر، أبا محمد بن الورد، وابن جامع السُّكَّري، وجماعة.
تُوُفّي في شعبان بطُلَيْطِلة.
عبد الرحمن بن عامر [6] ، أبو المطرَّز [7] القُرْطُبي.
سمع من: قاسم بن أصبغ، وأحمد بن الشامه.
وتُوُفّي في رجب، وله اثنتان وسبعون سنة.
عُبَيْد الله [8] بن أحمد بن يعقوب البغدادي المقرئ، أبو الحسين بن البوّاب.
__________
[1] ذكر أخبار أصبهان 2/ 127.
[2] تاريخ بغداد 11/ 9 رقم 5664.
[3] تاريخ علماء الأندلس 1/ 239 رقم 739.
[4] تاريخ علماء الأندلس 1/ 238 رقم 733.
[5] أضفناها على الأصل حيث سقطت منه.
[6] تاريخ علماء الأندلس 1/ 265 رقم 804.
[7] هكذا كناه الذهبي في الأصل، وكناه ابن الفرضيّ بأبي بكر.
[8] في الأصل «عبد» والتصويب من (تاريخ بغداد 10/ 362 رقم 5522، المنتظم 7/ 133 رقم 197) .(26/591)
سمع: الحسن بن الحسين الصّوّاف، وإسماعيل بن موسى الحاسب، وَمحمد بْن محمد الباغَنْدي، وعبد اللَّه البَغَويّ، وجماعة سواهم.
وعنه: الحسين بن محمد الخلال، وعُبَيْد الله الأزهري، وأحمد بن محمد العتيقي، وأبو القاسم التنُوخي. ووثّقه الأزهري.
تُوُفّي في رمضان.
قال أبو عمرو الدّاني: قرأ القرآن على أحمد بن علي بن سهل الأَشْناني، وأبي بكر بن مُجاهد.
عُبَيْد الله بن محمد بن سليمان [1] بن بابَوَيْه بن محمد بن جَغُومَا المخرّمي الدّقّاق.
روى عن: جعفر الفِرْيابي، وإبراهيم بن عبد الله المخرّمي، وعلي بن المحسّن التّنُوخي، وغيرهم.
أحاديثه مستقيمة. قاله الخطيب.
عبد الملك بن عبد الواحد بن بن مَحْمَوَيْه الحافظ الإمام، أبو بكر السمرقندي، وكان أبوه بغداديا وجدّه مَوْصِليًّا.
حافظ مُتْقِن. جمع «الأبواب» و «الشرح» و «المقلّين» وأكثر. وكان ثقة إمامًا.
سمع: أبا بكر الشافعي وطبقته، وسمع ما وراء النهر من أبي جعفر محمد بن محمد البغدادي الحمال، ومحمد بن إسحاق العصفري، وأبي بكر بن جنب، وعلي بن محتاج. وكان حريصا على الحديث وكتبه، ولو عاش لكان له شأن.
مات سنة ستّ وسبعين وثلاثمائة، وله إحدى وخمسون سنة.
__________
[1] تاريخ بغداد 10/ 363 رقم 5523 وفي الأصل تحريف في نسبه « ... بانويه ... جعوما المحرّمي» .(26/592)
علي بن الحسن بن رجاء [1] بن طعان [2] ، أبو القاسم الدمشقي المحتسب.
روى عن: محمد بن محرّم، ومحمد بن جعفر بن مَلاس، ومَكْحُول البَيْرُوتي، وعثمان بن محمد الذهبي، وجماعة.
وعنه: عبد الغني بن سعيد الحافظ، ومكّي بن الغَمْر، وعلي بن السّمسار، ومسدَّد بن علي الأملوكي، وعدّة.
وكان كثير السماع. تُوُفّي في شوال.
علي بن الحسن بن جعفر [3] ، أبو الحسين بن كرنيب بن العطّار المخرّمي.
سمع: حامد بن شعيب، ومحمد بن محمد الباغَنْدي، وأحمد بن حوالة، والبَغَوِي.
وعنه: أبو بكر البَرْقَانِيّ، وعبد العزيز الأَزْجي، وأبو القاسم التَّنُوخيّ.
قال أبو بكر الخطيب: كان يتعاطى الحِفْظ، وكان ضعيفًا. سمعت محمد بن عمر الداودي يقول: كان من أحفظ النّاس للمَغَازي، إلّا أنّه كان يضع الحديث ويكذب.
وقال الدَارقُطْنيّ: أَدْخَلَ على دَعْلج وغيره أشياء.
علي بن الحسن بن علي [4] بن مطرّف القاضي، أبو الحسن الْجَرّاحي.
بغداديّ مُكْثِر.
روى عن: حامد بن شعيب، ومحمد بن محمد الباغَنْدي، والحسين
__________
[1] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 29/ 19، 20، موسوعة علماء المسلمين 3/ 317، 318 رقم 1062.
[2] في الأصل «طعا» .
[3] تاريخ بغداد 11/ 385 رقم 6258.
[4] تاريخ بغداد 11/ 387 رقم 6259، العبر 3/ 2، النجوم الزاهرة 4/ 150، شذرات الذهب 3/ 87، المشتبه في أسماء الرجال 1/ 157.(26/593)
بن عفير، والبَغَوِي، وخلق بعدهم.
روى عنه: أبو القاسم عُبَيْد الله الأزهريّ، والحسن بن محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الجوهري.
وقال البَرْقَانِيّ: لم أكتب عنه شيئًا، كان يتَّهم في روايته عن حامد بن شعيب.
علي بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [1] بْنِ أبي السّريّ البكَّائي [2] ، أبو الحسن الكوفي في زمانه.
سمع: محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، وأبا حصين محمد بن الحسين بن حبيب الوادعي، وعُبَيْد الله بن بحر بن طيفور، وأبا جعفر أحمد بن فرح بن جبريل العسكري، وجماعة. وأول سماعه سنة تسعين ومائتين.
روى عنه: أبو العلاء صاعد بن محمد البوسنجي، ومحمد بن علي بن عبد الرحمن العلوي، وأبو الحسن بن محمد بن إسحاق بن فدويه، ومحمد بن الحسن بن حمزة اليشكري، وأبو الحسين محمد بن عبد العزيز بن أحمد بن بيان الدّهّان، وعبيد الله بن علي العجلي الحذّاء، وأبو طاهر محمد بن محمد بن عيسى البكري، وأخوه أبو الحسين محمد بن محمد، وستتّهم من شيوخ أَبَيّ النَّرْسي.
وروى عنه: أبو عبد الله بن باكَوَيْه، وطائفة.
قال أبو عبد الله أحمد بن عبد الرحمن بن خرجه النَّهَاوَنْدي: تُوُفّي شيخنا البكّائي في ثالث عشر ربيع الأوّل سنة ستّ وله تسع وتسعون سنة.
__________
[1] العبر 3/ 2، النجوم الزاهرة 4/ 150، شذرات الذهب 3/ 87، الأنساب 2/ 270، سير أعلام النبلاء 16/ 309- 311 رقم 218، غاية النهاية 1/ 548.
[2] البكّائي: بفتح الباء الموحّدة، وتشديد الكاف وفي آخرها الياء المثناة من تحت. نسبة إلى البكّاء، وهو: ربيعة بن عامر بن صعصعة من بني عامر. (اللباب 1/ 168) .(26/594)
علي بن محمد بن يَنال [1] العُكْبَرِي الحافظ.
روى عن: أحمد بن الفضل بن خُزَيْمَة، ومحمد بن جعفر العسكري.
سمع وهو كبير.
روى عنه: عبد العزيز الأَزْجِي.
وقال عبد الواحد بن علي الأسدي: سمع ابن يَنَال وتعلّم الخط كبيرًا، ورُزِق [2] من المعرفة والفَهْم شيئًا كثيرًا.
تُوُفّي سنة ستٍّ.
عَلَى بْن محمد بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بن رزين، أبو الحسن الباساني الهَرَوي.
روى عن جدّه، عن محمد بن إبراهيم العوّام، وأبي إسحاق البزّاز.
روى عنه: أبو يعقوب القَرَّاب، والحسن بن علي النّصْروي.
تُوُفّي في ربيع الأول، وكان من العدول.
عمر بن علي بن يونس [3] القطّان.
حدّث ببغداد في هذه السنة عن أبي عَرُوبة الحرّاني.
روى عنه: عُبَيْد الله الأزهري، والحسين الْجَوْهَرِي.
وكان صَدُوقًا.
عمر بن محمد بن إبراهيم [4] بن محمد بن سَبَنْك [5] ، أبو القاسم البَجَلي البغدادي.
__________
[1] تذكرة الحفاظ 3/ 1004 رقم 937، شذرات الذهب 3/ 93، وفيه «نبال» ووفاته سنة 378 هـ.
[2] في الأصل «رزقه» .
[3] تاريخ بغداد 11/ 261 رقم 6021.
[4] تاريخ بغداد 11/ 261 رقم 6023، المنتظم 7/ 133 رقم 198، العبر 3/ 2، النجوم الزاهرة 4/ 150، شذرات الذهب 3/ 87، سير أعلام النبلاء 16/ 378 رقم 369.
[5] هكذا ضبطه في (المشتبه في أسماء الرجال 1/ 352) .(26/595)
سمع: محمد بن حبّان الباهلي، وعبد اللَّه بْن إِسْحَاق المدائني، ومحمد بْن محمد الباغَنْدي، وجماعة.
وعنه: القاضي عبد الوهاب المالكي، وأبو القاسم عُبَيْد الله الأزهري، وأبو القاسم التنُوخي، وخلق سواهم.
وكان ثقةً. نابَ [1] في الحُكْم بسوق الثلاثاء، وقال: أول ما كتبت سنة ثلاثمائة عن محمد بن حِبّان.
ومولده في سنة إحدى وتسعين ومائتين. وهو من ذرّيّة جرير بْن عَبْد اللَّه، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ.
قَسّام الحارثيّ [2] ، من أهل قرية تلفيتا من جبل سَنّير [3] .
كان ينقل التراب على الحمير، ثم اتّصل بأحمد بن الجصطار من أحداث دمشق فكان من حزبه، وتنقّلت به الأحوال، وكثُر أعوانه حتى غَلَب على دمشق، فلم يكن لنُوّابها معه أمر، إلى أن نَدَبُوا له من مصر جيشًا، عليهم بلتكين الذي ذكرنا ترجمته من قريب، فحارب قَسّامًا أو قوي عليه، فضَعُف أمر قَسّام، فاختفى أيّامًا، ثم استأمر، فقيَّدُوه وحملوه إلى مصر، فعُفِي عنه.
وقد مدحه عبد المحسن الصّوري [4] بقصيدة [5] .
__________
[1] في الأصل «ثابت» والتصويب من مفهوم نص ابن الجوزي حيث قال: «ثم استخلفه أبو محمد بن معروف على الحكم بسوق الثلاثاء وحريم دار الخلافة» . (المنتظم 7/ 131) .
[2] ذيل تاريخ دمشق 21 وما بعدها، الكامل في التاريخ 8/ 697 و 9/ 6- 8. أمراء دمشق 68 رقم 215، تاريخ دمشق- تحقيق د. المنجد- ق 1 ج 21/ 172، ديوان عبد المحسن الصوري 2/ 21 و 147، دول الإسلام 1/ 230، العبر 3/ 2، اتعاظ الحنفا 1/ 239- 241 و 249- 251 و 253- 259، الدرّة المضيّة 177 و 190 و 191 و 195 و 196 و 198 و 206 و 207 و 209، النجوم الزاهرة 4/ 114، 115، شذرات الذهب 3/ 87.
[3] جيل سنّير: بفتح أوله وتشديد النون المكسورة بين حمص وبعلبكّ على طريق دمشق.
[4] هو عَبْد المحسن بْن محمد بْن أحمد بْن غالب بن غلبون الصوري. (339- 419 هـ.) وقد نشر ديوانه وحقّقه مكّي السيد جاسم وشاكر هادي شكر، في جزءين، ببغداد 80- 1981.
وقد نشرنا دراسة نقدية عن الديوان في: مجلّة مجمع اللغة العربية الأردني- العدد 23 سنة 1982.
[5] مطلعها:(26/596)
حملوه إلى مصر في هذه السنة ولم ير له ذِكرًا بعدها.
وقال القفطي: تغلّب على دمشق رجل من العَيّارين فعُرف بقَسّام وتحصّن بها، وخلف على صاحب مصر، فسار لحربه الأمير فضل من مصر، فحاصر دمشق، وضاق بأهلها الحال، فخرج قسَّامُ متنكّرًا، فأخذته الحرس، فقال: أنا رسول، فأحضروه إلى فضل فقال: بعثني قسّام إليك لتحلف له وتُعَوّضه عن دمشق بلدًا يعيش فيه، وقد بعثني إليك سرًّا، فحلف الفَضْل له، فلمّا توثّق منه قام وقبّل يده وقال: أنا قسّام، فأعجب به الفضل، وزاد في إكرامه.
فردّ إلى البلد، وسلّمه إليه، وقام له بكل ما ضمنه، وعوّضه موضعًا عاش فيه، وأحسن العزيز صِلَتَه. ذكر القفطي أنّ ذلك كان في سنة تسعٍ وستّين. ثم قال: وذكر بعضهم أنّ أَخْذَ دمشق من قسّام كان في سنة اثنتين وسبعين.
قلت: وهو يتحدّث النّاس أنّه ملك دمشق، وأنه قسيم الزّبّال. وكان سلمان [1] بن جعفر بن فلاح قد قدِم دمشقَ في جيش، فنزل بظاهرها، ولم يمكن دخولها، فبعث إليه قَسّام بخطّه: أنا مقيم على الطّاعة، فورد البريد إلى سلمان إن يرتحل عن دمشق. وولي دمشق أبو محمود المغربي، ولم يكن له أيضًا مع قسّام أمر ولا عَقْد ولا حَلّ، فهذا ما عندي من خبر قسّام.
محمد بن أحمد بن محمد بن شاذان بن الخليل، أبو عمرو الخَفَّافِ القُهُنْدُزي الزّاهد.
سمع: أبا العبّاس بن السّرّاج، وزِنْجَوَيْه بن محمد، وجماعة.
وتُوُفّي في رمضان.
__________
[ () ]
كم نهتهم صبابتي وغرامي ... عن ذمي فما انتهوا عن ملامي
سكروا سكرة المدام فظنّوا ... أنّ سكر الهوى كسكر المدام
(ديوان الصوري ج 2/ 21 رقم 412، تاريخ دمشق 2/ 9 (المخطوط) ، وتهذيب ابن عساكر 1/ 255) .
[1] في الأصل «وقال» .(26/597)
روى عنه: الحاكم، وغيره.
محمد بن أحمد بن حمدان [1] بن علي بن عبد الله بن سِنَان، أبو عمرو بن الزّاهد أبي جعفر الحيريّ النَّيْسَابُوري. الزّاهد المقرئ المحدّث النّحوي.
كان المسجد فِراشَه نيّفًا وثلاثين سنة، ثم لما عُميَ وضَعُف نقلوه إلى بعض أقاربه بالحِيرة من نَيْسَابُور. رحل به أبوه.
قال الحاكم: سماعاته صحيحة، وصحِب الزُّهّاد، وأدرك أبا عثمان الحِيري الزّاهد، وسمع سنة خمسٍ وتسعين ومائتين.
سمع: أبا بكر محمد بن زنْجَوَيْه بن الهَيْثَم، وأبا عمرو أحمد بن نصر، وجعفر بن أحمد الحافظ، ورحل فسمع من الحسن بن سفيان سنة تسعٍ وتسعين مُسْنَدَه، ومُسْنَدَ شيخه أبي بكر بن أبي شيبة، ومن أبي يعْلى المَوْصِلي مُسْنَده، ومن عَبدان الأهوازي، وعمران بن موسى بن مُجاشع، وزكريّا بْن يحيى السّاجي، وأحمد بن يحيى الصُّوفي، والهيثم بن خلَف الدُّوري، وحامد بن شُعَيْب، ومحمد بن جرير الطّبري، ومحمد بن عبد الله بن يوسف الدّويْرِي، وعلي بن سعيد العسكري، ومحمد بن الحسين بن مكرم، وأبي العبّاس السّرّاج، وابن خُزَيْمَة.
روى عنه: الحاكم أبو عبد الله، وأبو نُعَيم الحافظ، وأبو سعيد محمد بن علي النّقّاش، وأبو العلاء صاعد بن محمد الهَرَوِي، وأبو حفص بْن مسرور، وعبد الغافر بن محمد الفارسي، وأبو سعد محمد بن عبد الرحمن الكَنْجَرُوذِي، ومحمد بن محمد بن حمدون السلمي، وأبو عثمان سعيد بن محمد البَحِيري، وآخرون.
وهو أخو أبي العبّاس محمد نزيل خوارزم شيخ البرقاني.
__________
[1] طبقات الشافعية الكبرى 2/ 107، الوافي بالوفيات 2/ 46 رقم 321، ميزان الاعتدال 3/ 16، العبر 3/ 3، النجوم الزاهرة 4/ 150، شذرات الذهب 3/ 87، بغية الوعاة 1/ 22 رقم 33، المشتبه في أسماء الرجال 1/ 186، المنتظم 7/ 134 رقم 201.(26/598)
وقال الحاكم: وُلد له بنت وهو ابن تسعين سنة، وتُوُفّي وزوجته حبْلَى، فبلغني أنّها قالت له عند وفاته: قد قرُبَت ولادتي. فقال: سلّمته إلى الله تعالي، فقد جاءوا ببراءتي من السماء، فتشهّد ومات في الوقت، رحمه الله.
قال: وتوفّي في ذي القعدة في الثامن والعشرين منه، وهو ابن ثلاثٍ أو أربعٍ وتسعين سنة. وصلّى عليه أبو أحمد الحاكم الحافظ.
قلت: قد وقع لنا بالإجازة جُملةٌ من عَوَاليه، وله جُزْءُ سؤالات كان يحفظه، وقع لي أيضًا بعُلُوّ قراءته على ابن عساكر، عن أبي رَوْح، أنا زاهر، أنبا أبو سعد الكَنْجَرُودِي، عنه.
وقال ابن طاهر: كان يتشيّع.
محمد بْن أحمد بْن محمد [1] بْن أبي صالح، أبو بكر البغدادي نزيل بَلْخ.
روى عن: أبي شُعَيْب الحَرّاني، وجماعة.
وهو مُتَكَلَّمٌ فيه.
محمد بن العبّاس بن يحيى [2] الأموي مولاهم، الحلبي نزيل الأندلس.
سمع: أبا الْجَهْم بن طِلاب بمَشْغَري [3] ، ومحمد بن عبد الله مَكحُولًا ببيروت، وأبا عَرُوبة بحَرّان، وعلي بن عبد الحميد الغضائري، ومحمد بن إبراهيم بن فيروز الأنماطي بحلب، ومحمد بن سعيد الترخمي بحمص.
وفَدَ على المستنصر باللَّه خليفة الأندلس، فروى عنه أبو بكر محمد بن الحسن الزّبيدي، وأبو الوليد عبد الله بن الفَرَضي، وقال: كتبت عنه وقد كُفَّ بَصَرُهُ، وتُوُفّي في هذه السنة.
__________
[1] تاريخ بغداد 1/ 345 رقم 267، المنتظم 7/ 133 رقم 199.
[2] تاريخ علماء الأندلس 2/ 114، 115 رقم 1404، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان 4/ 217، 218 رقم 1457.
[3] مشغرى: بالفتح ثم السكون وغين معجمة، وراء. قرية من قرى دمشق من ناحية البقاع.
(معجم البلدان 5/ 134) .(26/599)
قلت: هذا كان أسند من تحريره بالأندلس، ولكن لم يأخذوا عنه كما ينبغي.
محمد بن عبد اللَّه بن عبد العزيز [1] بن شاذان، أبو بكر الرازي الواعظ، والد المحدّث أبي مسعود أحمد بن محمد البَجَلي.
روى عنه: يوسف بن الحسين الرازي، وأبي بكر بن الأنباري، وأبي يعقوب النّهرجوري، وأبو محمد البربهاري الحنبلي، وخير النّسّاج، وأبو العبّاس بن عطاء.
كان قد تتبّع ألفاظ الصُّوفيه، وجمع منها الكثير.
ورد نَيْسَابُور سنة أربعين وثلاثمائة، والمشايخ متوافرون، وهو محمود عند جماعتهم في التصوّف وصحبة الفقراء.
قال الحاكم: كتبت عنه، ورأيته ببُخَارى، فلما قدِمتُ الرّيّ سنة سبعٍ وستّين صادفته بها، وقد انتسب، وأملى عليهم أنّه مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أيّوب بن يحيى بن الضّريس البَجَلي، فخَلَوْتُ به وزجرته، فانزجر، ونزل عن ذلك النّسب، ولو اشتهر ذلك بالرّيّ لآذُوه، فإنّ محمد بن أيوب لم يعقِب ولدًا. ثم التقينا سنة سبعين، فأخذ يحدّث عن علي بن عبد العزيز وأقرانه، وما كنت رأيته قبل ذلك يحدّث بالمسانيد، والله يرحمنا وإيّاه.
قلت: يروي عنه أبو عبد الرحمن السّلمي [2] حكايات مُنْكَرَة من حكايات القوم، وتُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة، وروى عَنْهُ أيضًا أبو عَبْد الله بْن باكَوَيْه، عن رجل، عن الكُدَيْمي، وأبو نُعَيم الحافظ، وأبو حازم العَبْدَوِي، وجماعة.
__________
[1] تاريخ بغداد 5/ 464، 465 رقم 3006، المنتظم 7/ 134 رقم 202، العبر 3/ 3، مرآة الجنان 2/ 406، الوافي بالوفيات 3/ 308 رقم 1358، النجوم الزاهرة 4/ 150، شذرات الذهب 3/ 87، تاريخ التراث العربيّ 2/ 486، 487 رقم 43، سير أعلام النبلاء 16/ 364، 365، لسان الميزان 5/ 230، ميزان الاعتدال 3/ 606، 607.
[2] طبقات الصوفية، انظر فهرس الأعلام حيث يروي عنه كثيرا.(26/600)
حكى عن الشَّبْلي أيضًا، ولا تَرْكنُ النَّفْسُ إلى ما يحكيه، فإنّه جريء قليل الحياء، نسأل الله العَفْوَ.
محمد بن علي بن أبي زيد، أبو بكر الصدفي المصري.
يروى عن: أبي جعفر الطّحَاوِي.
محمد بن علي بن عمر الصّيْدَناني القِزْويني.
سمع: إسحاق بن محمد الكَيْسَاني، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن القاسم المحاربي الكُوفي.
وقد مرّ أخوه حسن سنة اثنتين.
محمد بن عثمان بن سعيد بن محاسن [1] ، أبو عبد الله الأندلسي الشاعر.
مدح الخلفاء والكبار، وتُوُفّي بأسْتِجَة في ذي الحجّة.
محمد بن أبي عمرو محمد بن جعفر بن مطر أبو أحمد النّيسابوري.
سمع: من ابن خُزَيْمَة، والسّرّاج.
وعاش ثمانين سنة، وخرّج له أبوه فوائد.
محمد بن نجاح بن عبد الرحمن [2] بن علقمة، أبو القاسم القُرْطُبي.
روى عن: قاسم بن أصبغ، وغيره، وتولّى قضاء طُلَيْطِلة.
هشام بن محمد بن قُرّة، أبو القاسم الرّعيني المصري.
يروي عن: ابن قُدَيْد، والطّحَاويٍ، وأبي بِشْر الدُّولابي.
تُوُفّي في ذي القعدة، وكان ثقة.
روى عنه: الحافظ عبد الغني، ومحمد بن أحمد بن شاكر القطّان، ويحيى بن علي الطّحّان، وإسماعيل بن عبد الرحمن النّحّاس.
__________
[1] هكذا في الأصل، وفي (تاريخ علماء الأندلس 2/ 87 رقم 1349) «محامس» ، وأثبته الصفدي «محاسن» في (الوافي بالوفيات 4/ 83 رقم 1547) .
[2] تاريخ علماء الأندلس 2/ 87 رقم 1348.(26/601)
الوليد بن أحمد بن الوليد [1] ، أبو العبّاس الزَّوْزَني الواعظ العارف.
سمع: أبا حامد بن الشرفي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبا عبد الله المَحَاملي، وأبا سعيد بن الأعرابي، وخَيْثَمة الأطرابُلُسي.
وعنه: الحاكم، وأبو عبد الرحمن السُّلَمي، وأبو نُعَيم.
قال الحاكم: كان من علماء الحقائق وعُبّاد الصُّوفية.
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
وقال النّقّاش: أبو العباس حكيم زمانه، له مصنّفات لا يخفى على من نظر في كتبه قد وهب الله له من الحكم. كتب الحديث الكثير ورواه، ثم روى عنه النقاش أحاديث ومواعظ.
يحيى بن مالك بن عائذ [2] ، أبو زكريّا الأندلسي الحافظ.
سمع: عبد الله بن يونس المرادي، وأبا عمر أحمد بن محمد بن عبد ربّه بقُرْطُبَة، وطائفة. رحل فسمع: أبا سهل بن زياد القطّان، ودَعْلَج بن أحمد، والطبقة.
روى عنه: الحسن بن رشيق أحد شيوخه، ويحيى بن علي الحضرمي بن الطّحّان، ومحمد بن أحمد بن القاسم بن المَحاملي، وأبو الوليد بن الفَرَضي.
أملى بجامع قُرْطُبة.
قال التَّنُوخيّ: في «النّشْوار» [3] إنّه حضر مجلس أبي الفرج صاحب «الأغاني» فقال: لم نسمع بمن مات فُجَاءَةً على المنبر؟ فقال شيخ أندلسيّ
__________
[1] الأنساب 281 ب، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 45/ 317- 319، معجم البلدان 3/ 158، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان 5/ 172 رقم 1788.
[2] تاريخ علماء الأندلس 2/ 193 رقم 1599، تذكرة الحفاظ 3/ 1003، 1004 رقم 936، شذرات الذهب 3/ 93 وفيه وفاته 378 هـ، جذوة المقتبس 379- 381، بغية الملتمس 507، 508، سير أعلام النبلاء 16/ 421، 422 رقم 307، طبقات الحفاظ 398 وقد مرّ في السنة الماضية.
[3] نشوار المحاضرة 4/ 57.(26/602)
قد لزم أبا الفرج اسمه يحيى بن مالك بن عائذ إنّه شاهد في جامع بلده بالأندلس خطيب البلد وقد صعِد يوم جُمُعَةٍ ليخطُب، فلما بلغ يسيرًا [من خطبته] [1] خَرَّ مَيتًا فوق المنبر، فأُنْزِل، وطُلِب في الحال من رَقي المنبر، فخطب وصلّى الجمعة بنا.
قال الحبّال: مات ابن عائذ الأندلسي في شعبان سنة [ستّ] [2] وسبعين.
__________
[1] ما بين الحاصرتين إضافة من النشوار.
[2] ساقطة من الأصل.(26/603)
[وفيات] سنة سبع وسبعين وثلاثمائة
أحمد بن محمد بن أحمد [1] ، أبو الفضل الفارساني [2] .
حدّث بجُرْجَان عن: الحسن بن سفيان.
وعنه: حمزة السّهْمي.
أحمد بن خلف بن محمد بن فرتون، أبو عمرو الأندلُسي الزّاهد.
مُكْثِرٌ عن: وهب بن مَسَرّة، وحجّ فسمع من أبي محمد بن الورد، وأبي علي السَّيُوطي، وخلق.
وكان ثقةً ورِعًا متعبّدًا.
روى عنه: أبو محمد بن ذنين، والصّاحبان أبو إسحاق بن سنطير، وأبو جعفر بن ميمون.
ومات كهلًا، وكان مُجَاب الدَّعْوة.
أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن علي، أبو الْحَسَن المناسكي النَّيْسَابُوري.
سمع: أبا سعيد عبد الرحمن بن الحسين، وطبقته.
وعنه: الحاكم.
__________
[1] تاريخ جرجان 113 رقم 90.
[2] في الأصل «الفارماني» والتصويب من تاريخ جرجان.(26/605)
أحمد بن يوسف بن يَعْقُوبَ [1] بن البَهْلُول، أبو الحسن التنُوخي البغدادي. من بيت عِلْم وحِشْمة.
سمع: عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان، وعبد اللَّه بْن إِسْحَاق المدائني، ومحمد بْن جرير، ومحمد بن محمد الباغَنْدي.
روى عنه: ابنته [2] طاهرة [3] ، وعلي بن المحسّن التنُوخي، وكان صحيح السّمَاع.
وذكر ابن أبي الفوارس أنّه كان داعيةً إلى الاعتزال.
وقال غيره: كان عارفًا باللُّغة والنَّحْو والكلام، وهو من بقايا بيته.
أبيض بن محمد بن أبيض [4] بن الأسود بن نافع، أبو العبّاس، ويقال أبو الفضل المصري القُرَشِي الفَهْري.
آخر من روى عن: أبي محمد النَّسَائي مجلسين.
روى عنه: الحافظ عبد الغني الأزدي، وعبد الملك بن عبد الله بن مسكين الشافعي، ويحيى بن علي بن الطّحّان.
ومولده سنة ثلاثٍ وتسعين ومائتين.
وروى أبو محمد بن النّحّاس، عن محمد بن أبيض، عن عبد السلام بن أحمد.
إسحاق الأمير [5] أبو محمد بن المقتدر باللَّه.
ولد سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وعاش ستّين سنة. وتُوُفّي في ليلة الجمعة سابع عشر ذي القعدة، وغسّله أبو بكر بن أبي موسى الهاشمي،
__________
[1] تاريخ بغداد 5/ 221 رقم 2697، المنتظم 7/ 136 رقم 204، الكامل في التاريخ 9/ 51.
[2] في الأصل «أبنية» .
[3] في الأصل «طاهر» ، والتصويب من تاريخ بغداد.
[4] العبر 3/ 4، حسن المحاضرة 1/ 157، شذرات الذهب 3/ 88، تذكرة الحفاظ 3/ 972.
[5] الكامل في التاريخ 9/ 51، المنتظم 7/ 137 رقم 208، شذرات الذهب 3/ 88، الوافي بالوفيات 8/ 408، العبر 3/ 4، البداية والنهاية 11/ 306.(26/606)
وصلّى عليه ابنه القادر باللَّه الذي استُخْلِف بعد الطائع للَّه.
أَمَةُ الواحد [1] بنت الواحد القاضي أبي [2] عبد الله الحسين بن إسماعيل المَحامِلي.
رَوَتْ عن: أبيها، وإسماعيل الورّاق، وعبد الغافر بن سلامة، وحفظت القرآن والفقه على مذهب الشافعي والفرائض والدَّور والعربية، وغير ذلك من العلوم الإسلامية.
روى عنها: الحسن بن محمد الخلال، وغيره.
وهي أُمّ القاضي أبي الحسين محمد بن أحمد بن القاسم المَحَاملي.
قال ابن أخيها أحمد بن عبد الله: اسمها سُتَيْتَة، كانت من أحفظ النّاس للفقه.
وقال أبو بكر البَرْقَانِيّ: كانت بنت المَحَاملي تُفْتي مع أبي علي بن أبي هُرَيْرَة.
تُوُفَّيَت في رمضان.
بكر بن أحمد بن البغدادي القِزْوِيني الشافعي.
سمع: محمد بن أبي عَمَارة.
وعنه الخليلي.
جعفر ابن [3] الخليفة المكتفي علي بن المعتضد بن الموفْق العبّاسي.
مات أبوه وله سنة، فدخل في علم الفلاسفة وبرع في التنجيم.
حكى عنه أبو علي التَّنُوخيّ في «النشوار» ، وكان عضُدُ الدولة يحترمه.
__________
[1] تاريخ بغداد 14/ 442، 443 رقم 7820، المنتظم 7/ 138 رقم 212 تحت اسم «ستيته» ، العبر 3/ 4، الوافي بالوفيات 9/ 387 رقم 4317، مرآة الجنان 2/ 407، البداية والنهاية 11/ 306، دول الإسلام 1/ 231، النجوم الزاهرة 4/ 152، شذرات الذهب 3/ 88، المشتبه 1/ 353.
[2] في الأصل «أبو» .
[3] في الأصل: جعفر بن أحمد بن البغدادي الخليفة ... » والتصويب من: المنتظم 7/ 137 رقم 209، الوافي بالوفيات 11/ 113، 114 رقم 192، البداية والنهاية 11/ 306.(26/607)
جعفر بن محمد بن أحمد [1] بن إسحاق البهلول، أبو [2] محمد التَّنُوخيّ الأنباري، ثم البغدادي المقرئ.
ولد سنة ثلاث وثلاثمائة، وكان يقرأ بحرف عاصم، وحمزة، والكسَائيّ، وسمع هو وأخوه من: البَغَوِي، وأبي بكر بن أبي داود، وابن المجدّر، وأبي اللَّيْث الفرائضي، وجدّه أحمد بن إسحاق.
وعُرِض عليه قضاء بغداد، فأباه تورُّعًا وتزهُّدًا.
روى عنه: أبو القاسم التَّنُوخيّ، ومات في جمادى الآخرة.
لا أستحضر من قرأ عليه.
الحسن بن أحمد بن عبد الغفّار [3] ، أبو علي الفارسي الفَسَوِي النّحوي صاحب التصانيف.
عنده جُزْءٌ عالٍ رواه عن علي بن الحسين بن معدان صاحب إسحاق ابن راهَوَيْه.
روى عنه: عُبَيْد الله الأزهري، وأبو القاسم التَّنُوخيّ، وأبو محمد الْجَوْهَري.
__________
[1] تاريخ بغداد 7/ 232، 233 رقم 3720، المنتظم 7/ 137، 138 رقم 210، الوافي بالوفيات 11/ 151 رقم 238.
[2] في الأصل «ومحمد» .
[3] تاريخ بغداد 7/ 275، 276 رقم 3763، المنتظم 7/ 138 رقم 211، العبر 3/ 4، بغية الوعاة 1/ 496 رقم 1030، البداية والنهاية 11/ 306، مرآة الجنان 2/ 406، الوافي بالوفيات 11/ 376- 379 رقم 544، الفهرست 64، نزهة الألباء 387، الإمتاع والمؤانسة 1/ 129، الصلة لابن بشكوال 1/ 141، معجم الأدباء 7/ 232، الكامل في التاريخ 9/ 17، إنباه الرواة 1/ 273، وفيات الأعيان 2/ 80 رقم 163، غاية النهاية 1/ 206، سير أعلام النبلاء 10/ 243، تذكرة الحفاظ 3/ 972، دول الإسلام 1/ 180، ميزان الاعتدال 1/ 480، طبقات القراء 1/ 206، لسان الميزان 2/ 195 رقم 883، النجوم الزاهرة 4/ 151، شذرات الذهب 3/ 88، الحياة الثقافية في طرابلس الشام (للمحقق) 210، 211، وانظر: أبو علي الفارسيّ، حياته ومكانته بين أئمة العربية- د. عبد الفتاح إسماعيل شلبي- طبعة مصر 1377 هـ، طبقات النحويين واللغويين 130، معجم البلدان 4/ 261، ميزان الاعتدال 1/ 480، 481، المزهر 2/ 420، روضات الجنات 218، 219، هدية العارفين 1/ 272.(26/608)
وُلد بفَسَا وقدِم بغداد وسكنها، وأخذ عن علمائها كالزَّجّاج، وأبي بكر السّرّاج، وأبي بكر مبرمان، وأبي بكر الخيّاط، ودخل الشام وأقام بطرابُلس ثم بحلب، وخدم سيف الدولة، ثم رجع إلى بغداد، وأقبل على الاشتغال والتصنيف، وعَلَتْ منزلته في النَحو حتى فَضَّله بعض تلامذته على المُبَرَّد، وخدم الملوك ونفق عليهم.
قال السلطان عضُدُ الدولة: أنا غلام أبي علي الفارسي في النَّحْو، وغلامُ أبي الحسين الرّازي في النّجوم [1] .
ومن أصحابه: أبو الفتح عثمان بن جِني، وعلي بن عيسى الربعي.
وكان مُتَّهَمًا بالإعتزال، صنّف كتاب «التذكرة» وهو كبير، وكتاب «الإيضاح» و «التكملة» ، وصنّفه لعَضُد الدولة، وكتاب «الحُجَّة في القراءات وعِلَلها» ، وكتاب «المقصور والممدود» ، وكتاب «ما أغفله الزَّجَّاج في معاني القرآن» ، وكتاب «العوامل المائة» ، و «المسائل العسكرية» و «المسائل البصرية» و «المسائل المجلسيّات» و «المسائل العصريات الشيرازية» و «المسائل المذهبيات» و «المسائل الكرمانية» ، وغير ذلك.
وتُوُفّي ببغداد في ربيع الأوّل، وله تسعٌ وثمانون سنة.
الحسن بن محمد، أبو الحسين الإصبهاني المذكّر.
سمع: إِبْرَاهِيم بْن محمد بْن مَتُّوَيْه، ومحمد بْن يحيى البْصري، صاحب عبد الأعلى بن حمّاد.
روى عنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نُعَيم الحافظ.
الحسين بن حلبس بن حَمَويْه، أبو عبد الله القِزْويني.
سمع: العبّاس بن الفضل بن شاذان، وأبا العبّاس الرّازيَّيْن، وأبا بكر عبد الله بن محمد بن زياد النَّيْسَابُوري.
روى عنه: أبو يعلى الخليلي، ووثّقه.
__________
[1] تاريخ بغداد 6/ 275، 276.(26/609)
سليمان بن أيّوب بن سليمان [1] بن البلكائش، أبو أيّوب القوطي [2] القُرْطبي.
سمع: أباه، وابن لُبَابة، وأحمد بن بَقِيّ بن مَخْلدَ، ومحمد بن أَيْمن، وأسلم بن عبد العزيز، وجماعة.
وكان فقيهًا مالكيا زاهدًا خاشعًا بكّاءَ. روى الكثير.
أخذ عنه ابن الفرضيّ وجماعة كثيرة، وكان من أهل العلم والنظر، بصيرًا بالاختلاف، حافظا للمذاهب، مائلا إلى الحُجّة والدّليل.
تُوُفّي في شعبان.
شاه بن محمد بن جبريل، أبو [3] الحسين النَّسفي، واسمه: محمد.
روى عن: محمود بن عفير صاحب عُبَيْد بن حميد.
وعنه: جعفر المُسْتَغْفِرِي.
عبد الله بن أحمد بن محمد الأبْرِيسَمي [4] الهَرَوي.
سمع: حاتم بن محبوب.
وعنه: الحاكم، وجماعة.
قد سمع من: السّرّاج، وابن خُزَيْمَة، وأبا حامد الحَضْرَمي.
عَبْد الله بْن عُمَر بْن أَحْمَد [5] بن محمد، أبو الفرج المقرئ النّاقد.
شيخ بغداديّ.
روى عن أبي عبد الله المحاملي، وغيره.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 188 رقم 566، جذوة المقتبس 224 رقم 451، بغية الملتمس 299 رقم 766، تاريخ العلماء 1/ 222 رقم 566، الوافي بالوفيات 15/ 354 رقم 500.
[2] في الأصل «الغوطي» .
[3] في الأصل «أبي» .
[4] الأبريسمي: بفتح الألف وسكون الباء وكسر الراء وسكون الياء وفتح السين وفي آخرها الميم. هذا اللفظ لمن يعمل الأبريسم والثياب منه ويبيعها ويشتغل بها. (اللباب 1/ 25) .
[5] تاريخ بغداد 10/ 23 رقم 5141.(26/610)
وعنه: علي بن عبد العزيز الطّاهري.
عبد الله بن محمد بن الْجُنَيْد الأصبهاني. ثقة دَيَّن.
سمع: أحمد بن محمد بن السَّكَن.
وعنه: ابن أبي علي الذّكْوَاني، وأبو نُعَيم.
عبد الواحد بن علي بن خشيش [1] ، أبو القاسم البغدادي الورّاق.
سمع: أبا القاسم البَغَوِي، وابن صاعد.
وعنه: الحسن بن محمد الخلال، وغيره، وهو ثقة.
عُبَيْد اللَّه بن محمد بن عابد [2] ، أبو محمد البغدادي الخلال. شيخ ثقة.
سمع: أحمد بن محمد البراني، وإبراهيم بن شَريك الأَسَدي، وعبد اللَّه بْن إِسْحَاق المدائني، ومحمد بْن صالح بن ذريح.
وعنه: عبيد الله الأزهري، وأبو محمد الحسن الخلال، وأحمد بن رَوْح.
عاش ستًّا وثمانين.
علي بن محمد بن أحمد [3] بن نُصَيْر بن عَرَفَة الثَّقَفِي البغدادي، أبو الحسن بن لولو الورّاق.
سمع حمزة بن محمد الكاتب، وإبراهيم بن شَرِيك، وعبد الله بن ناجية، والفِرْيابي، وإبراهيم بن هاشم البغوي، وزكريّا بن يحيى الشامي، ومحمد بن المجدّر، وجماعة.
وعنه: أبو بكر البَرْقَانِيّ، وأبو محمد الخلال، وأحمد بن محمد
__________
[1] في الأصل «حشيش» ، والتصحيح من تاريخ بغداد 11/ 9 رقم 5665.
[2] تاريخ بغداد 10/ 363 رقم 5524، المنتظم 7/ 139 رقم 213.
[3] تاريخ بغداد 12/ 89 رقم 6505، المنتظم 7/ 140 رقم 217، العبر 3/ 4، 5، مرآة الجنان 2/ 407، شذرات الذهب 3/ 90، المشتبه في أسماء الرجال 2/ 675 (في الحاشية) ، تذكرة الحفاظ 3/ 972.(26/611)
العتيقي، وأبو القاسم التَّنُوخي، والحسن بن علي الْجَوهَري، وآخرون.
وُلد سنة إحدى وثمانين ومائتين.
قال البَرْقَانِيّ: كان ابن لولو يأخذ العِوَض على الحديث دَانِقَيْن، يعنى أنّ نَفْسَه دَنِيّة. قال: وكانت حاله حسنة من الدنيا، وهو صَدْوق، غير أنّه رديء الكتاب، أي سيّئ النقل. قال: وصحّف مرة: عن يحيى، عن أَبَيّ قال: عن عن، عن أبيّ.
وقال عُبَيْد الله الأزهري: ابن لولو ثقة.
وقال أبو القاسم التَّنُوخيّ: حضرت عند ابن لولو مع أبي الحسين البيضاوي ليقرأ عليه حديث إبراهيم بن هاشم، وكان قد ذكر له عدد مَن يحضر، ودَفَعْنا إليه دراهم، فرأى في جملتنا واحدًا زائدًا على العدد، فأمر بإخراجه، فجلس الرجل في الدَّهْليز، فجعل البيضاوي يرفع صوته ليسمع الرجل، فقال له ابن لولو: يا أبا الحسين أَتُقَاضي عليّ وأنا بغداديّ بأبطاقي [1] ، ورّاق، صاحب حديث، شيعيّ، أزرق كوسج، ثم أمر جاريته بأن تجلس وتدقّ في الهَاوِن أَشْنَانًا، حتى لا يصل الصوتُ.
وقال العتيقي: تُوُفّي ابن لولو، وكان أكثر كُتُبِه بخطّه، وقال: لا يفهم الحديث إنّما يُحْمَل أمره [على] [2] الصدق.
[تُوُفّي] [3] في محرّم سنة سبع وسبعين وثلاثمائة.
عليَّ بن محمد بن إبراهيم [4] بن خُشنام، أبو الحسن المالكي المقرئ.
قرأ القرآن على أبي بكر محمد بْن موسى بْن محمد بْن سليمان الزينبي صاحب قُنْبُل، وعلي بن محمد بن يعقوب المعدّل.
__________
[1] هكذا في الأصل، وفي تاريخ بغداد «باب طاقي» .
[2] إضافة من تاريخ بغداد.
[3] سقطت من الأصل.
[4] معرفة القراء 1/ 271 رقم 6.(26/612)
قرأ عليه: محمد بن الحسين الكارزيني، ومسافر بن الطّيّب، وغيرهما.
علي بن محمد بن القاسم [1] بن بلاغ، أبو الحسن الدمشقي المقرئ، إمام الجامع.
سمع: أبا الدّحْداح أحمد بن محمد، وجماعة.
وعنه: أبو نصر الْجَبَّان، وعلي بن موسى السّمسار، وغيرهما.
تُوُفّي في ربيع الأخر.
عليّ [2] بْن محمد بْن إِسْمَاعِيل بْن محمد بْن بِشْر، أبو الحسن الأنطاكي المقرئ الفقيه الشافعي.
قرأ ببلده على إبراهيم بن عبد الرّزّاق الأنطاكي بالرّوايات، وصنّف قراءة وَرْش، ودخل الأندلس في سنة اثنتين وخمسين، وكان بارعًا في القراءات.
قال أبو الوليد الفَرَضي [3] : أَدْخَل الأندلس علمًا جمًّا، وكان بصيرًا بالعربيّة والحساب، وله حظّ من الفقه. قرأ الناس عليه وسمعت أنا منه، وكان رأسًا في القراءات، لا يتقدّمه أحد في معرفتها في وقته. وكان مولده بأنطاكية سنة تسعٍ وتسعين ومائتين، ومات بقُرْطُبة في ربيع الأوّل.
قلت: قرأ عليه أبو الفرج الهَيْثمَ الصّبّاغ، وإبراهيم بن مبشّر المُقْرِئان، وحدّث عنه عبد الله بن أحمد بن معاذ الدارانيّ. سمع منه لما مرّ بدمشق، وروى حديثًا كثيرًا عن الشاميّين.
وذُكِر الصّالحون مرّة عند المنصور بن أبي عامر، وقال: أفضل من هنا:
__________
[1] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 30.
[2] في الأصل «محمد بن محمد» وهذا وهم، والتصحيح من العبر 3/ 5، مرآة الجنان 2/ 407، شذرات الذهب 3/ 90، معرفة القراء 1/ 275 رقم 17، تذكرة الحفاظ 3/ 973، طبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 83 رقم 66، غاية النهاية 1/ 64، طبقات الشافعية الكبرى 3/ 468.
[3] تاريخ علماء الأندلس 1/ 316 رقم 634.(26/613)
أبو الحسن الأنطاكي، فكلّ من سَمَّيْتم جاء إلي إلّا هو، فما وقف لي قطّ.
وقال محمد بن عتّاب: كان عَيْش أبي الحسن من غَزْل جاريته، وكان يُجْرَى عليه في الشهر جراية، فلما مات [فُتحت] [1] فوُجِدت في تَرِكَتِه مصرورة لم يحلّها، رحمة الله عليه.
علي بن محمد بن الحسين بن حاجب، أبو القاسم الكوفي.
يروي عن عبد الله بن زيدان البَجَلي.
تُوُفّي في صفر.
القاسم بن الحسن بن القاسم، أبو أحمد بن الصّقْر الفَلَكي الهَمَذاني النّسّاج.
يروي عن: عبد الرحمن بن أحمد بن عبّاد عبدوس، وإبراهيم بن دينار، وعبد الله بن أحمد بن يوسف الإمام، وعلي بن زَنْجَوَيْه الدَّينَوَرِي، وأبي محمد بن عبد الله بن وهب الدّينَوَرِي، ومهدي بن عبد الله الأسداباذي.
روى عنه: محمد بن عيسى، وحمد الزّجّاج، وعلي بن عطيّة، ومحمد بن إبراهيم الرَّيْحاني الهمذانيّون.
قال صالح بن أحمد: لم يكن الحديث من شأنه، تكلّموا فيه.
محمد بن أحمد بن الحسين [2] بن القاسم بن السَّريّ بن الغطريف بن الْجَهْم، أبو أحمد الغطريفي الْجُرْجاني الرَّباطيّ.
كان أبوه نَيْسَابُوريًّا سكن رباط دِهِسْتَان [3] ، وكان صاحب الرّباط، فولد
__________
[1] إضافة على الأصل.
[2] تاريخ جرجان 430 رقم 779، المنتظم 7/ 140 رقم 218، العبر 3/ 5، شذرات الذهب 3/ 90، مرآة الجنان 2/ 408، الوافي بالوفيات 2/ 84 رقم 396، لسان الميزان 5/ 35 رقم 121، تذكرة الحفاظ 3/ 971 رقم 912، اللباب 2/ 175، معجم المؤلفين 8/ 254، تاريخ التراث العربيّ 1/ 332، 333 رقم 240، الأنساب 9/ 159، 160، سير أعلام النبلاء 16/ 354- 356 رقم 253، طبقات الحفاظ 387، هدية العارفية 2/ 50، الرسالة المستطرفة 88.
[3] دهستان: بكسر أوله وثانيه. بلد مشهور في طرف مازندران قرب خوارزم وجرجان. (معجم(26/614)
له بها أبو أحمد ونشأ بجُرْجان، وسكنها إلى أن مات بها في رجب. وكانت الرَّحْلة إليه في آخر أيامه.
سمع: عمران بن موسى بن مجاشع، وأحمد بن عمر التاجر، وأحمد بن محمد الوزّان، وأحمد بن الحسن البلخي، والحسن بن سفيان، وأبا خليفة الْجُمحي، ولزمه حتى [سمع] [1] جميع ما عنده، وسمع بهَمذَان من عبدوس بن أحمد، وبالرّيّ من إبراهيم بن يوسف الهسنْجَاني، وببغداد من عبد الله بن ناجية، وأحمد بن الحسن الصُّوفي، والهَيْثَم بن خلف العَبْدَوي، والإمام أبي العباس بن شريح، وبنَيْسَابور من ابن خُزَيْمَة، وهذه الطبقة.
روى عنه: رفيقه أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي في صحيحه أكثر من مائة حديث، فمرّة يقول: ثنا محمد بن أحمد العبدي، ومرّة يقول:
محمد بن أبي حامد النَّيْسَابُوري العَبْقَسي، والثَّغْري يدلّسه.
وكان حافظًا مُتْقِنًا صَوّامًا قوّامًا. صنّف «الصحيح على المسانيد» .
روى عنه: حمزة السّهمي، وأبو نُعَيم الأصبهاني، ورضيّ بن إسحاق النّصْري، وأبو العلاء السّرِيّ بن إسماعيل بن الإمام أبي بكر الإسماعيلي، والقاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد الله الطّبري، وآخرون.
وجزؤه الذي رواه ابن طَبَرْزد أعلى [2] الأجزاء.
محمد بْن أحمد بن عبد الرَّحْمَن [3] ، أبو الحسين المَلَطي المقرئ، الفقيه الشافعي، نزيل عسقلان.
قال الدّاني أخذ القراءة عرْضًا عَنْ أُبَيِّ بكر بن مجاهد، وأبي بكر بن الأنباري، وجماعة مشهورة بالثقة. ويقول الشعر.
__________
[ () ] البلدان 2/ 492) .
[1] إضافة على الأصل.
[2] في الأصل «على» .
[3] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 36/ 335، طبقات الشافعية الكبرى 2/ 112، معرفة القراء 1/ 275، 276، معجم البلدان 3/ 402، موسوعة علماء المسلمين 4/ 75، 76 رقم 1285.(26/615)
قلت: روى عنه إسماعيل هذا، وعمر بن أحمد، وداود بن مصحّح العسقلاني، وعُبَيْد الله بن سَلَمة المكتّب.
وله قصيدة في نعت القراءة كالخاقانية أوّلها:
أقول لأهل اللّبّ [1] والفضل والحِجَى ... مقال مريد للثواب وللأجر
وقد روى الحديث عن عَدِيّ بن عبد الباقي، وخَيْثَمة بن سليمان [2] ، وأحمد بن مسعود الوزّان، وجماعة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَافِظِ بْنُ بَدْرَانَ، أنا أَحْمَدُ، بْنُ طَاوُسٍ، أنا حَمْزَةُ بْنُ أَحْمَدَ السُّلَمِيُّ، أَنَا نَصْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهُ، أَنْبَأَ عُمَرُ بْنُ أحمد الخطيب، أنا أَحْمَدُ بْنُ محمد السُّلَمِيُّ، أنا نَصْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهُ، أنا عُمَرُ بْنُ أَبِي إِدْرِيسَ الإِمَامُ بِحَلَبَ، ثنا سَهْلُ بْنُ صَالِحٍ الأَنْطَاكِيُّ، ثنا عَبْدَةُ بْنُ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِهِنْدٍ: «خُذِي مِنْ مَالِهِ مَا يَكْفِيكِ وَوَلَدَكِ بِالْمَعْرُوفِ» . وَكَانَتْ قَالَتْ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رجل شحيح لَا يُعطيني ما يكفيني ويكفي بَنِيَّ فَآخُذُ مِنْ مَالِهِ وَهُوَ لا يَعْلَمُ، فهل عليّ منه شَيْءٍ؟.
مُتَّفَقٌ عليه [3] .
محمد بن إبراهيم الأصبهاني النّيلي المقرئ.
مات في شوّال.
محمد بن جعفر بن جابر [4] ، أبو بكر السّعْدي الرّزْمازي [5] الدهقان.
ورَزْمَاز قرية على يوم من سمرقند.
__________
[1] في طبقات الشافعية: «الكتب» .
[2] في الأصل «سلام» وهو كما أثبتناه كبير محدّثي طرابلسي ومسندها «خيثمة بن سليمان القرشي الأطرابلسي» ولد سنة 250 وتوفي سنة 343 هـ. وقد نشرت مخطوطاته وصدرت بعنوان «من حديث خيثمة بن سليمان» عن دار الكتاب العربيّ، بيروت 1980 وهي بتحقيقنا.
[3] رواه البخاري في البيوع 95، والنّسائي في القضاة 31، وابن ماجة في التجارات 65، والدارميّ في النكاح 54.
[4] معجم البلدان 2/ 42، اللباب 2/ 24، وهو في معجم البلدان من وفيات 379 هـ، الأنساب 6/ 111.
[5] الرّزماري: بفتح الراء وسكون الزاي وفتح الميم وفي آخرها زاي أخرى. (الأنساب 110) .(26/616)
سمع: الحسن بن صاحب الشاشي، وزاهد بن عبد الله.
روى عنه: أبو سعيد عبد الرحمن الإدريسي.
محمد بن جعفر بن زيد [1] ، أبو الطّيّب المكتّب.
روى عن أبي القاسم البَغَوِي.
وعنه ابنه عبد الغفّار.
محمد بن زيد بن علي [2] بن جعفر بن مروان، أبو عبد الله الأبزاري نزيل الكوفة. وهو بغداديّ.
سمع: عبد الله بن ناجية، وحامد بن شعيب، وعبد الله بن الصّقْر السُّكَّري.
وانتقَى عليه الدَارقُطْنيّ، وحدّث ببغداد، ثم ردّ إلى الكوفة، وبها مات في صفر.
وثّقه البَرْقَانِيّ، وروى عنه جماعة منهم: عليّ بْن المحسّن التَّنُوخيّ، والحسن بْن عليّ الْجَوْهَرِي.
محمد بن محمد بن صابر [3] بن كاتب، أبو عمرو البُخَارِي المؤذّن، مُسْنِد بُخارَى.
روى عن: صالح بن محمد جَزَرَة، وحامد بن سهل، ومحمد بن حرب، والحسين بن الحسن بن الوضّاح، والبُخَاريّين.
روى عنه: محمد بن أحمد غُنْجَار، وأحمد بن عبد الرحمن الشّيرازي، وأبو نصر أحمد بن علي البُخَاري السُّني وجماعة.
وَرَّخه أبو بكر السّمعاني في أماليه.
__________
[1] تاريخ بغداد 2/ 156 رقم 578، المنتظم 7/ 140، 141 رقم 219.
[2] تاريخ بغداد 5/ 289 رقم 2790، المنتظم 7/ 141 رقم 220، العبر 3/ 6، شذرات الذهب 3/ 90، اللباب 1/ 19، تاريخ التراث العربيّ 1/ 331 رقم 238.
[3] تذكرة الحفاظ 3/ 973.(26/617)
محمد بن محمد بن عبد الله [1] الأسْتراباذي والد أبي سعيد الإدريسي.
قال ابنه: كان زاهدًا ورِعًا قوّامًا بالليل كثير التلاوة.
روى عن: أبي نُعَيم بن عَدِيّ، وأبي حامد بن بلال النَّيْسَابُوري.
ومات في رمضان.
ميمون بن أحمد بن محمد بن موسى، أبو سعيد المصري المالكي الفقيه.
وتُوُفّي في ربيع الآخر.
هِبَةُ الله بن محمد بن يوسف بن يحيى بن علي بن المنجّم البغدادي الإخباريّ.
سمع من جدّه.
روى عنه: أبو بكر بن شاذان، وأبو علي التَّنُوخيّ. وكان نديم الوزير المهلّبي.
تُوُفّي في رمضان. ذكره ابن النّجّار.
يحيى بن مروان [2] ، أبو بكر القُرْطُبي المؤذّن.
رحل وسمع من: ابن الأعرابي، وابن الورد.
وكتب عنه غير واحد.
توفّي بقرطبة في صفر.
__________
[1] المنتظم 7/ 141 رقم 221.
[2] تاريخ علماء الأندلس 2/ 194 رقم 1600.(26/618)
[وفيات] سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة
أحمد بن الحسين بن أحمد [1] بن علي العلوي بن العقيقي الدمشقي صاحب الدار والحِمّام بنواحي باب البريد.
مات في هذا العام، وأغلق له البلد. وقد كان مدحه أبو الفرج محمد بن أحمد الوأواء الشاعر.
أحمد بن خالد بن عبد الله [2] بن يبقي الْجُذَامي القُرْطُبي، أبو عمر التاجر.
رحل وسمع من: أبي علي الصّفّار، والحسين بن صفوان، وأبي البَخْتَرِي، وأبي سعيد بن الأعرابي.
وأدخل الأندلس أشياء تفرّد بروايتها، فسمع النّاس منه، ولم يكن له فَهْم، ولا كان يقيم الهجاء، غير أنّه كان صالحًا صَدُوقًا إن شاء الله. سمعت منه أكثر ما يرويه. قاله ابن الفَرَضي.
تُوُفّي في ذي القعدة.
أحمد بن عبادة [3] ، أبو عمرو المرادي الإشبيلي.
__________
[1] النجوم الزاهرة 4/ 153.
[2] تاريخ علماء الأندلس 1/ 55 رقم 186.
[3] تاريخ علماء الأندلس 1/ 55 رقم 185.(26/619)
سمع: الحسن بن عبد الله الزّبيدي، وسعيد بن جابر، وأحمد بن خالد بن الحُباب، وابن أيْمَن، وجماعة.
وولي الصّلاة بإشبيلية، وكان صالحا وقورا مسمتا.
قال ابن الفرضيّ: ثنا عن سعيد بن جابر، ومات في شوال.
أحمد بن علي بن محمد بن هارون، أبو العبّاس الهاشمي الرشيدي.
حدّث عن: ابن صاعد، وغيره.
أحمد بن عون الله [1] بن حُدَيْر بن يحيى، أبو جعفر القُرْطُبي البزّاز.
حجّ وسمع من: ابن الأعرابي، وخَيْثَمَة الأطرابلسي، وأحمد بن سلمة ابن الضّحّاك، وأبا يعقوب الأَذْرُعي، وجماعة كثيرة.
وكان صدوقًا صالحًا، شديدًا على المبتدعة، لَهِجًا بالسُّنّة، صَبُورًا على الأَذَى.
روى عنه ابن الفَرَضِي وقال: كتب النّاس عنه قديما وحديثا. قال لي:
ولدت سنة ثلاثمائة. وتُوُفّي في ربيع الآخر.
قلت: ومن شيوخه قاسم بن أصبغ، وأبو الميمون بن راشد الدمشقي، وكان مُنْقَبِضًا عن المُدَاخلة، خيّرًا يسمع العلم من بُكْرَةٍ إلى عشيّة، له وقائع مشهورة مع أهل البِدَع، وعنه أخذ أبو عمر الطَّلَمَنْكِي، رحمه اللَّه تعالى.
أَحْمَد بن محمد بن عبد الله بن أحمد، أبو العبّاس بن أبي نصر النَّيْسَابُوري الماسَرْجَسي سِبْط ابن ماسرجس.
مُكْثِر. عن: أبي حامد ابن الشرقي، ومكّي بن عَبْدان.
وخرَّج له الحاكم فوائد.
توفّي في ربيع الأوّل.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 54 رقم 183، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 3/ 104، تهذيب ابن عساكر 1/ 421، شجرة النور الزكيّة 100 وفيه ان وفاته كانت سنة 388 وهو خطأ، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان 1/ 362- 363 رقم 176.(26/620)
أحمد بن موسى بن عيسى [1] ، أبو الحسين [2] الْجُرْجاني الوكيل على باب القاضي.
روى عن: عمران بن موسى بن مجاشع، وأحمد بن محمد بن عبد الكريم الوزّان، وأحمد بن حفص السَعْدي، وعبد الرحمن بن عبد المؤمن.
ذكره حمزة السّهْمي فقال: كتب الكثير من المسانيد والسُّنَن، وجمع وصنّف، وله فَهْمٌ ودِراية، وله مناكير عن شيوخ مجاهيل فأنكروا عليه.
تُوُفّي في ذي القعدة.
إبراهيم بن سليمان بن أبي زُرْعَة، أبو إسحاق بن الملاح المصري.
يروي عن محمد بن زبّان.
وتُوُفّي في رجب.
إسماعيل بن محمد بن إسماعيل [3] بن صالح، أبو القاسم بن زنجي البغدادي الكاتب.
سمع: محمد بن محمد الباغَنْدي، ومحمد بن خلف وكيع، والبغوي.
وعنه: أبو القاسم التَّنُوخيّ، وأبو محمد الْجَوْهَرِي.
وقال عُبَيد الله الأزهري: لا يسوي شيئًا.
بِشْر بن محمد بن محمد [4] بن ياسين بن النَّضْر بن سليمان القاضي، أبو القاسم الباهلي النَّيْسَابُوري، من بيت الفتوى والرّواية.
قال الحاكم: كان كثير الذِكر والصّلاة.
سمع: أبا بكر بن خُزَيْمَة، وأبا العبّاس السّرّاج، وأبا العباس الدَّغُولي.
جلس وأملى، وكان مكثرا لكنّه ضيّع أصوله.
__________
[1] تاريخ جرجان 103 رقم 86.
[2] في تاريخ جرجان «الحسن» .
[3] تاريخ بغداد 6/ 308 رقم 3352.
[4] العبر 3/ 6، شذرات الذهب 3/ 91.(26/621)
وروى عنه: الحاكم، وأبو سعيد الكَنْجَرُوذِي في هذه السنة.
وتُوُفّي في شهر رمضان.
وقع لي من عواليه جُزْءً، وقد وُلِد سنة ستٍّ وتسعين ومائتين.
تَبُوك بن الحسن بن الوليد [1] بن موسى، أبو بكر الكلابي الدمشقي المعدّل، أخو عبد الوهاب.
روى عن: سعيد بن عبد العزيز الحلبي، وأحمد بن جَوْصَا، ومحمد ابن يوسف الهَرَوِي.
وعنه: أخوه عبد الوهاب، وتمّام، وعلي بن السّمسار، وجماعة.
تُوُفّي في رمضان.
جعفر بن أحمد، أبو القاسم النَّيْسَابُوري الصُّوفي الرّازيّ الأصل، شيخ عصره في التوكُّل والزُّهد.
سمع: أبا محمد بن أبي حاتم، وجماعة.
كتب عنه الحاكم وقال: تُوُفّي في شعبان.
الحسين بن أحمد بن إبراهيم بن حازم، أبو عبد الله الفارسي القطّار.
تُوُفّي في شعبان بمصر.
الحسين (بن) [2] علي بن ثابت المقرئ صاحب المنظومة في القراءات السبعة.
روى عنه: أحمد بن محمد العتيقي، وكان حافظًا ذكيا.
وُلِد أعمى، وتُوُفّي في رمضان، وكان يحضر مجلس ابن الأنْبَاري ويحفظ ما يملى.
__________
[1] تهذيب ابن عساكر 3/ 341، شذرات الذهب 3/ 91.
[2] في الأصل «أبو» والتصحيح من (تاريخ بغداد 8/ 75 رقم 4155، المنتظم 7/ 142 رقم 222، البداية والنهاية 11/ 306، وفيه «الحسن» ) .(26/622)
الخليل بْن أحمد بْن مُحَمَّد [1] بْن الخليل، أبو سعيد السَّجْزي [2] القاضي الحنفي، شيخ الحنفية. وكان من أحسن النّاس كلامًا في الوعظ والذِكْر.
سمع: السّرّاج، وأبا بكر بن خُزَيْمَة، وأبا القاسم البغوي، ويحيى بن صاعد، ومحمد بن إبراهيم الدّيبلي، وجماعة.
وولي قضاء سمرقند، وبها تُوُفّي.
روى عنه أهل هراة ونيسابور. روى عنه أبو عبد الله الحاكم، وأبو يعقوب إسحاق القَرّاب، وعبد الوهاب بن محمد الخطابي، ومحِلّمِ بن إسماعيل الضَّبّي، وجماعة.
ووقع لي حديثه بعُلْوٍّ. وفي كتاب «القند» أنّه مات بفَرْغَانَة، وأنّه وُلِد سنة تسعٍ وثمانين.
وقال الحاكم: هو شيخ أهل الرأي في عصره، وكان من أحسن النّاس كلامًا في الوعظ.
ومن شعره:
سأجعل لي النّعْمانَ في الفقه قُدْوَةً ... وسُفْيَانَ في نَقْل الأحاديث سَيّدا
وفي ترْك ما لم يَعْنِني عن عقيدتي [3] ... سأتبع يعقوب العلا ومحمّدا
وأَجعلُ درسي [4] من قراءة عاصمٍ ... وحَمْزَةَ بالتحقيق درسا مؤكّدا
__________
[1] المنتظم 7/ 142 رقم 223، العبر 3/ 7، البداية والنهاية 11/ 306، الجواهر المضية 2/ 177 رقم 567 و 178 رقم 569، يتيمة الدهر 4/ 313، 314، تتمة اليتيمة 2/ 101، الأنساب 291 ب، معجم الأدباء 11/ 77- 80، النجوم الزاهرة 4/ 153، تاج التراجم 27، الطبقات السنية، رقم 853، شذرات الذهب 3/ 91، إيضاح المكنون 2/ 295، الأنساب 7/ 45، سير أعلام النبلاء 16/ 437- 439 رقم 323.
[2] السّجزيّ: بكسر السين وسكون الجيم وفي آخرها زاي. نسبة إلى سجستان على غير قياس.
(اللباب 2/ 104، 105) .
[3] في معجم الأدباء «عقيدة» .
[4] في معجم الأدباء «خوبي» .(26/623)
وأجعلُ في النّحْوِ الكِسَائيُّ قُدْوَةً [1] ... ومن بعده الفَرَّاءَ ما عِشْتُ سَرْمَدا [2]
في أبيات.
زياد بن محمد بن زياد [3] ، أبو العبّاس الْجُرْجاني الأصبهاني، وجُرْجان من قرى أصبهان.
روى عن: الحسن بن محمد الداركي، ومحمد بن محمد بن عمرو الأبهري.
وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم.
ورخه عبد الرحمن بن محمد العبدي.
سعيد بن حمدون بن محمد [4] القَيسي القُرْطُبي الصُّوفي أبو عثمان [5] .
سمع: قاسم بن أصبغ، وأحمد بن الشامة، وحجّ سنة اثنتين وتسعين.
[و] سمع: أبا محمد بن الورد، وأبا بكر الآجرّي، ولم يزل يسمع إلى أن مات. ولم يكن له نفاذ في العلم.
مات في ذي الحجّة.
سَلَمَة بن أحمد بن سلمة [6] ، أبو نصر النَّيْسَابُوري المعاذي الشاعر المشهور.
سمع: أبا حامد بن بلال القطّان، وعدّة.
وعنه: الحاكم.
سليمان بن محمد بن أحمد [7] بن أبي أيّوب، أبو القاسم البغدادي.
__________
[1] في معجم الأدباء «عمدتي» .
[2] الأبيات في معجم الأدباء 11/ 77، 78، والجواهر المضيّة 1/ 179.
[3] المنتظم 7/ 142 رقم 224، البداية والنهاية 11/ 307.
[4] تاريخ علماء الأندلس 1/ 174 رقم 525.
[5] في الأصل «وعثمان» .
[6] يتيمة الدهر 4/ 387.
[7] تاريخ بغداد 9/ 63 رقم 4650، المنتظم 7/ 143 رقم 225.(26/624)
سمع: محمد بن محمد الباغندي، وعبد الله البَغَوِي، وعبد الحميد بن دَرَسْتَويْه.
روى [عنه] [1] : عبيد الله الأزهري، والحسن بن محمد الخلال، وغيرهما.
وثّقه الخطيب.
شافع بن محمد بن يعقوب [2] بن إسحاق، أبو النَّضْر، حفيد الحافظ أبي عَوَانة الإسْفِراييني.
رحل وطَوَّف إلى العراق والشام ومصر بعد وفاة جدّه.
سمع: جدّه، وعلي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، وأحمد بن عمير بن جَوْصَا الحافظ، وعبد الله بن الزّفتي، وأحمد بن عبد الوارث الغَسَّال، وأحمد بن محمد الطّحاوي الفقيه، ومحمد بن إبراهيم الدَّيبْلي، والمحاملي، وطبقتهم.
روى عنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو عبد الرحمن السُّلَمي، وأبو نُعَيم.
الهَرَوي، وأبو مسعود أحمد بن محمد الرازيّ، وأبو سعيد محمد بن عبد الرحمن الكَنْجَرُوِدِي.
وقال الحاكم: خرّجت عنه في الصحيح، وتُوُفّي بجُرْجان سنة ثمانٍ وسبعين.
عبد الله بن إسماعيل الرئيس [3] ، أبو محمد.
تُوُفّي بمكّة في ذي الحجّة.
سمع بخُراسان من ابن الشَّرَقيّ، وغيره.
عبد الله بن علي بن محمد [4] بن يحيى، أبو نصر السّرّاج الطّوسي
__________
[1] سقطت من الأصل.
[2] تاريخ جرجان 230 رقم 372.
[3] يتيمة الدهر 4/ 382، 383، الوافي بالوفيات 17/ 73، 74 رقم 61.
[4] مرآة الجنان 2/ 408، العبر 3/ 7، طبقات الصوفية (راجع فهرس الأعلام) ، شذرات الذهب(26/625)
الصُّوفي، مصنّف كتاب «اللُّمَع» [1] في التَّصوُف.
سمع: جعفر الخلدي، وأبا بكر محمد بن داود الرّقّي، وأحمد بن محمد السائح.
روى عنه: أبو سعيد محمد بن علي النّقّاش، وعبد الرحمن بن محمد السّرّاج، وغيرهما.
قال السُّلَمي [2] : كان أبو نصر من أولاد الزُّهّاد، وكان المنظور، وكان إليه في ناحيته في الفُتُوَّة ولسان القوم، مع الاستظهار بعِلْم الشريعة، وهو بقيّة مشايخهم اليوم.
ومات في رجب، ومات أبوه ساجدًا.
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ [3] بْنِ شريعة بن رفاعة اللَّخْمي المعروف بابن الباجي الأندلسي العلامة الحافظ، أبو محمد الإشْبِيلي.
سمع: محمد بن عبد الله بن القَوْن [4] وسيد أبيه الزّاهد، وسعيد بن جابر بإشْبيلية، ومحمد بن عمر بن عبد العزيز، وخَلْقًا بقُرْطُبَة، ومحمد بن فُطَيْس، وعثمان بن جرير بإلْبيرة.
وكان ضابطًا حافظًا متقِنًا، بصيرًا بمعاني الحديث.
قال ابن الفَرَضي: لم ألق أحدًا أَفَضَّله عليه في الضَّبط. سمعت منه
__________
[3] / 91، النجوم الزاهرة 4/ 153، تذكرة الأولياء للعطار 2/ 82، نفحة الأنس للجامي 1 رقم 353، كشف الظنون 1562، هدية العارفين 1/ 447، الأعلام 4/ 241، معجم المؤلفين 6/ 89، تاريخ التراث العربيّ 2/ 487 رقم 45.
[1] نشره رينولد نيكولسن في سلسلة «جپ» التذكارية- المجلّد 22- ليدن 1914.
[2] عبارته غير موجودة في طبقات الصوفية.
[3] تاريخ علماء الأندلس 1/ 240 رقم 742، جذوة المقتبس 250 رقم 529، بغية الملتمس 331 رقم 879، العبر 3/ 7، شذرات الذهب 3/ 92، ترتيب المدارك 4/ 579- 581، الوافي بالوفيات 17/ 488 رقم 413، تذكرة الحفاظ 3/ 1004 رقم 938، سير أعلام النبلاء 10 ق 2/ 483، الأنساب 2/ 19، سير أعلام النبلاء 16/ 377 رقم 268، طبقات الحفاظ 398.
[4] في الأصل «الفوق» والتصحيح عن تاريخ علماء الأندلس.(26/626)
الكثير بقرطبة، ورحلت إليه إلى إشبيلية مرّتين، سنة ثلاثٍ وسبعين، وسنة أربعٍ. وروى النّاس عنه كثيرًا، وسمع منه جماعة من أقرانه. وتُوُفّي في رمضان، وله سبعٌ وثمانون سنة.
عبد العزيز بن الحسن بن أبي صابر [1] ، أبو محمد البغدادي النّاقد الصَّيْرفي.
سمع أبا خُبَيْب العبّاس بن البرتي، وأبا بكر بن أبي داود بن صاعد.
وعنه: الحسن بن محمد الخلال، وأبو محمد الْجَوْهَرِي. ووثّقه عُبَيْد الله الأزهري.
تُوُفّي في جُمَادى الآخرة.
عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز، أبو محمد الكِسائي المقرئ.
تُوُفّي في رمضان.
عَبْد الغفّار بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن هشام بن داود بن مهران الحرّاني، أبو مسلم، من أهل مصر.
تُوُفّي في شعبان، وقد قارب التّسعين.
عبد الكريم بن محمد بن موسى [2] البخاري المِيغي، ومِيغ [3] من قُرَى بُخارَى.
لم يكن في عصره مثله بسمرقند فِقْهًا وعِلْمًا، وكان عالم الحنفيّة في زمانه، وأزهدهم.
أخذ عن: عَبْد الله بْن محمد بْن يعقوب البْخَاري الفقيه، وغيره، وروى أيضًا عن أبي القاسم الحَكَم السَّمَرْقَنْدي، ونصر المُهلّبي، ومحمد بن عمران البخاري.
__________
[1] تاريخ بغداد 10/ 465 رقم 5637، المنتظم 7/ 143 رقم 227.
[2] معجم البلدان 5/ 244، اللباب 3/ 283، الأنساب 548، سير أعلام النبلاء 16، 383 رقم 274، الجواهر المضية 2/ 457، الفوائد البهية 101، هدية العارفين 1/ 607.
[3] ميغ: بالكسر ثم السكون، والغين المعجمة. (معجم البلدان) .(26/627)
مات في جُمادى الآخرة، كتب عنه أبو سعيد الإدريسي، وغيره.
عبد الواحد بن محمد بن أحمد [1] بن مسرور الحافظ، أبو الفتح البَلْخي.
سمع: الحسين بن محمد المطبقي، وأبا بكر أحمد بن سليمان بن زياد، وأبا عمر محمد بن يوسف الكِنْدي، وأبا سعيد بن يونس، وجماعة.
روى عنه: الحافظ عبد الغني بن سعيد المصري، وأحمد بن عمر بن سعيد بن قديد، وعمر بن الخضر اليَمَانييّن وغيرهم.
وكان حافظًا مكثِرًا، أقام بمصر مدّة، وتُوُفّي في ذي الحجّة.
عبد الله بن الحسين بن الحسن [2] الإمام، أبو القاسم بن الْجَلاب المالكي الفقيه.
تُوُفّي راجعًا من الحجّ، في آخر السنة. نقلته من خطّ شيخنا أبي الحسين، وهو مذكور بكُنْيَتِهِ أيضًا [3] .
عُبَيْد الله بن الوليد بن محمد [4] بن مروان الأموي المُعَيْطِي الإمام البَرْقي ثم الأندلسي.
سمع: قاسم بن أصبغ، ومحمد بن أبي دُلَيْم، والحسن بن سعد.
وكان فقيهًا مالِكيًّا بصيرًا بالمسائل.
تُوُفّي في أوّل السنة.
سمع منه جماعة.
__________
[1] سير أعلام النبلاء 16/ 422، 423 رقم 308، حسن المحاضرة 1/ 352، طبقات الحفاظ 398، 399، العبر 3/ 7، 8، تذكرة الحفاظ 3/ 1005 رقم 939، شذرات الذهب 3/ 92.
[2] النجوم الزاهرة 4/ 154، شذرات الذهب 3/ 93، العبر 3/ 10، شجرة النور الزكية 92، الديباج المذهب 146، هدية العارفين 1/ 447، معجم المؤلفين 6/ 238، تاريخ التراث العربيّ 2/ 153 رقم 26، طبقات الفقهاء 168، ترتيب المدارك 4/ 605، سير أعلام النبلاء 16/ 383، 384 رقم 275.
[3] انظر آخر ترجمة في وفيات هذه السنة.
[4] تاريخ علماء الأندلس 1/ 252 رقم 769.(26/628)
عَتِيقُ بن موسى بن هارون [1] بن موسى بن الحَكَم، أبو بكر الحاتمي الأَزْدِي. شيخ مُعَمّر.
سمع من: أبي الرَّقْراق أحمد بن محمد بن عبد العزيز التُّجَيبي صاحب يحيى بن بُكَير «مُوَطَّأ» مالك، ومن حسين بن حميد العَكّي صاحب عمرو بن خالد، ويحيى بن بكير.
روى عنه: يحيى بن علي بن الطّحّان، وأحمد بن علي بن محمد بن سَلَمة الفَهْمي الأنْماطي شيخ ابن عبد الله الرّازي.
تُوُفّي في شعبان، وكان أسند مَن بقي بمصر.
عمر بن محمد بن السَّرِيّ [2] بن سهل، أبو بكر الْجُنَدَيْسَابُوري الوراق.
وُلد سنة تسعين ومائتين، وروى عن محمد بن جرير، والباغَنْدي، وحامد بن البَلْخي.
وعنه: الأَزْجِي، وأبو نُعَيم الأصبهاني، وجماعة.
قال ابن أبي الفوارس: كان مُخَلَّطًا، يدَّعي ما لم يسمع.
القاسم بن خَلَف بن فتح [3] بن عبد الله بن جُبَيْر الفقيه، أبو عبد الله الْجُبَيْرِي الطُرْطُوشِي [4] نزيل قُرْطُبة.
سمع قاسم بن أصبغ، ورحل فسمع بمصر والعراق.
قال ابن عفيف: كان عالمًا بالفقه والحديث، نَظّارًا موفَّقًا في المسائل، حَسَن التأليف، وله كتاب في التوسُّط بين مالك وابن القاسم، فيما خالف فيه ابنُ القاسم مالكًا. وكان ذا مَكَانَةٍ من المستنصر باللَّه الحكم، صاحب الأندلس.
__________
[1] المشتبه في أسماء الرجال 2/ 445.
[2] تاريخ بغداد 11/ 262 رقم 6024.
[3] تاريخ علماء الأندلس 1/ 369 رقم 1077 وفيه وفاته سنة 371 هـ.
[4] في الأصل «الطرطوسي» .(26/629)
وُلّي قضاء بلنسية وقضاء طُرْطُوشة، ولحقته مع عبد الملك بن منذر البلُوطي وجماعة من العلماء التُّهْمَةُ في القيام مع عبد الله ابن أخي المستنصِر، على هشام المؤَيّد، وصاحب دولته ابن أبي عامر، وكانت فتنة هائلة، قُتِل فيها عبد الملك البلُّوطي باعترافه، وإقراره لخدعة لحِقَتْه من ابن عامر، ثم أمر با [بن] [1] القاسم [و] بالجماعة إلى المَطْبَق، فبقي القاسم إلى أن مات في المَطْبَق في هذه السنة.
وقال أبو الحسن بن القَرّاب: كان يحفظ من الحديث جملة، وكتب الحديث بالشّام ومصر. حدّث بأحاديث عن الباغَنْدِي لا أصل لها، وكان ردّ من المذهب.
محمد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد [2] بْن يعقوب، أَبُو بكر المفيد، نزيل جرجرايا.
وصفه أبو نُعَيم الأصبهاني بالحِفْظ.
قال الخطيب: وسمعت محمد بن عبد الله يحكي عنه قال: موسى بن هارون، سمّاني المُفيد.
وقال محمد بن أحمد الروياني: لم أر أحفظ من المفيد.
وحدّث عنه أبو سعد الماليني ووصفه بالصّلاح.
روى المفيد عن: أحمد بن عبد الرحمن السَّقْطي، وابي شُعَيْب الحَرَّاني، وعَليُّ بْن محمد بْن عَبْد المُلْك بْن أَبِي الشَّوارب، ومحمد بن يحيى المَرْوَزي، وخلق لا يُحْصَوْن من أهل مصر والشام، وحدّث مناكير عن أقوامٍ مجَاهيل، منهم الحسن بن عُبَيْد الله العبدي، عن عفّان، وعبد الله بن
__________
[1] سقطت من الأصل.
[2] تاريخ بغداد 1/ 346- 348 رقم 268، المنتظم 7/ 144 رقم 231، العبر 3/ 8، شذرات الذهب 3/ 92، تذكرة الحفاظ 3/ 979، 980 رقم 915، سير أعلام النبلاء 16/ 269- 271 رقم 190، ميزان الاعتدال 3/ 460، 461، لسان الميزان 5/ 45، طبقات الحفاظ 388، 389.(26/630)
رجاء، وجماعة، ومنهم أحمد بن عبد الرحمن السقطي، عن يزيد بن هارون.
وقد روى عنه البَرْقَانِيّ في صحيحه، واعتذر بأنّ ذلك الحديث ما وقع له إسناده إلّا عنه، وسُئِل عنه البرقاني فقال: ليس بحجّة، رحلت إليه وثنا بالمُوَطّأ عن الحسين بن عبد الله، عن القعنبي، فلما رجعت قال لي أبو بكر بن أبي سعد: خَلَف الله عليك نَفَقَتَك، فدفعت «الموطّأ» إلى بعض العامّة، وأخذت بدله بياضًا.
قلت: وآخر مَن حدَّث عن الحسن بن غالب المقرئ أحد الضُّعفاء، وبقي إلى سنة ثمان وخمسين وأربعمائة.
وذكر المفيد أنّه وُلدِ سنة أربعٍ وثمانين ومائتين، فيكون عمره أربعًا وتسعين. قال: سمعت من السَّقَطي ولي إحدى عشرة سنة، وكان سِنُّه [1] وقت سماعي منه مائة وخمس سنين.
قال أبو الوليد الباجي: أبو بكر المفيد شيخ أنكرت عليه أسانيد ادَّعاها.
محمد بن أحمد بن مسعود [2] ، أبو عبد الله بن الفخّار الأندلسي إلْبيري.
مُكْثِر عن: محمد بن فُطَيْس، وروى عن عثمان بن جرير الكلابي، وفضل بن سلمة.
قال ابن الفَرَضي: سمع منه جماعة أنا منهم، وتُوُفّي في ذي الحجّة.
وقال لي: ولدت سنة ثلاثمائة. وكان فقيهًا.
محمد بن إسحاق بن طارق [3] بن بكر القطيعي النّاقد.
سمع: محمد بن محمد الباغَنْدي، وعبد الله بن محمد البَغَوِي، وطائفة.
__________
[1] تصحّفت في الأصل إلى «سنة» .
[2] تاريخ علماء الأندلس 2/ 88 رقم 1354.
[3] تاريخ بغداد 1/ 261، 262 رقم 63 وفيه «محمد بن إسحاق بن عيسى بن طارق» ، المنتظم 7/ 144 رقم 229.(26/631)
وعنه: أبو علي شاذان، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، والحسن بن محمد الخلال، وآخرون.
تُوُفّي في ربيع الْآخر.
محمد بن إسماعيل بن العبّاس [1] البغدادي المُسْتَمْلي، أبو بكر الورّاق.
سمع: أباه، والحسن بن الطّيّب البلْخي، وعمر بن إسماعيل بن أبي غيلان، وأحمد بن الحسن الصّوفي، [و] محمد بن محمد الباغَنْدي، وطبقتهم.
روى عنه: الدَارقُطْنيّ، وأبو بكر البَرْقَانِيّ، والحسن بن محمد الخلال، وأبو محمد الْجَوْهَري، وأحمد بن عمر القاضي، وآخرون.
مولده سنة ثلاثٍ وتسعين.
ثنا أحمد بن عمر القاضي، ثنا أبو بكر الورّاق. قال: دَقَقْتُ على ابن صاعد بابَه فقال: من ذا؟ فقلت: أبو بكر بن أبي علي، [أ] هاهنا يحيى؟
فسمعته يقول للجارية: هاتي النَّعْلَ حتى أخرج إلى هذا الجاهل الذي يكْتَني [2] ويسمّيني فأصفعه.
وقال أبو حفص بن الزّيّات: حضرت عند أحمد بن الحسن الصوفي وحضر إسماعيل الورّاق مع ابنه فسمع نسخة يحيى بن مَعِين، فقام إسماعيل وأخذ بيد ابنه، وقال للجماعة: اشهدُوا أنّ ابني قد سمع من هذا الشيخ نسخة يحيى بن مَعِين.
قال الخطيب: سألت البَرْقَانِيّ عنه فقال: ثِقَة.
وقال ابن أبي الفوارس: ضاعت كُتُبُه، واستحدث نُسَخًا من كتب النّاس، فيه تساهل.
__________
[1] تاريخ بغداد 2/ 53- 55 رقم 450، المنتظم 7/ 143 رقم 228 و 145 رقم 234، العبر 3/ 8، شذرات الذهب 3/ 92، ميزان الاعتدال 3/ 484، سير أعلام النبلاء 16/ 388- 390 رقم 279، لسان الميزان 5/ 80.
[2] في الأصل «يكنني» ، والعبارة عند الخطيب: «يكنى نفسه وأباه» . (54) .(26/632)
وقال عُبَيْد الله الأزهري: حافظ، لكنّه لَيَّن في الرّواية، يحدّث من غير أصل.
مات في ربيع الآخر.
قلت: الحديثُ من غير أصل، مَذْهَبُ طائفةٍ.
محمد بن بِشْر بن العبّاس [1] ، أبو سعيد البصْري الكرابيسي ثم النَّيْسَابُوري.
سمع: أبا لبيد محمد بن إدريس الشامي، وأبا بكر محمد بن إسحاق بن خُزَيْمَة، وأبا القاسم البَغَوِي، وجماعة.
وكان خَتَنَ أبي الحسين الحجّاجي. شيخ صالح مُسْنِد.
تُوُفّي في جُمادى الآخرة، وله أحد وثمانون سنة.
روى عنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو سعيد الكَنجَرُودِي، وجماعة.
محمد بن أبي الحسام طاهر [2] بن محمد بن طاهر، أبو عبد الله التُّدْمِيري الزّاهد.
أحد من رفض الدنيا وظهرت له إجابات وكرامات، وهو مشهور بالمغرب، ورُبّما كان يؤاجر نفسه بما يتقوَّتُهُ، ثم لزِم الثّغر والرّباط، ثم استُشْهِد مُقْبِلًا غير مُدْبِرٍ في جُمادى الأولى في غزوة استرقة [3] .
محمد بْن الحُسَيْن بن محمد [4] بْن إبراهيم النُّعْمان، أبو عبد الله القُرَشي الفِهْرِي المقرئ.
قرأ على أبي الفتح بن بدهن [5] ، وأحمد بن أبي أسامة التّجيبي، وجماعة.
__________
[1] العبر 3/ 8، شذرات الذهب 3/ 92.
[2] تاريخ علماء الأندلس 2/ 87، 88 رقم 1351.
[3] في الأصل «أسرقه» والتصحيح من تاريخ ابن الفرضيّ.
[4] تاريخ علماء الأندلس 2/ 113، 114 رقم 1492 وفيه ورد خطأ أن وفاته سنة 368 هـ.
[5] هكذا في الأصل، وفي تاريخ ابن الفرضيّ «بذهن» .(26/633)
سكن الأندلسَ وبرع في القراءات.
تُوُفّي في المحرّم في الكبولة [1] ، رحمه الله.
قرأ عليه أبو عمر الطّلَمَنْكِي.
محمد بن صالح القُرْطُبي [2] المَعافِري.
سمع من: قاسم بن أصبغ، ورحل فسمع من: ابن الأعرابي بمكّة، ومن خلْقٍ ببغداد وخُراسان، وسكن بخارى إلى أن مات.
محمد بن العبّاس بن محمد [3] بن العبّاس بن أحمد بن عاصم الرئيس، أبو عبد الله بن أبي ذُهْل الضَّبيّ الهَرَوِيّ.
سمع: محمد بن مُعَاذ الماليني، وأبا نصر محمد بن عبد الله التيمي، وحاتم بن محبوب، وأبا عمرو الحِيري، ومؤمّل بن الحسن الماسَرْجَسي ويحيى بن صاعد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأدرك البَغَوِي في الموت، ولم يسمع منه.
روى عنه الأئمّة الكِبار: الدَارقُطْنيّ، وأبو الحسين الحَجّاجي، والحاكم أبو عبد الله، وأبو أيّوب القَرّاب، وعامّةُ الهَرَوِيّين.
وكان يعاشر العلماءَ والصالحين، وله أفضال كثيرة عليهم، وكان يُضرب له الدينار دينارًا ونصفا، فيتصدّق بالدنانير التي من هذا الوزن، ويقول: إنّي لأَفْرَحُ إذا ناولت فقيرًا كاغَدَةً فيتوهّم أنّه فضّة، فيفتحه فيفرح، ثم يزِن فيفرح ثانيا.
وقد قال مرّة: ما مسّتْ يدي دينارًا ولا دِرْهمًا، نحو ثلاثين سنة.
قال الحاكم: قد صحبت أبا عبد الله بن أبي ذُهْل حَضَرًا وسَفَرًا، فما رأيت أحسن وُضُوءًا ولا صلاةً منه، ولا رأيت في مشايخنا أحسن تضرّعا منه
__________
[1] كذا في الأصل، ولعلّ الصحيح «الكهولة» .
[2] تاريخ علماء الأندلس 2/ 89 رقم 1355.
[3] المنتظم 7/ 146 رقم 236، تاريخ بغداد 3/ 119- 121 رقم 1138، العبر 3/ 9، شذرات الذهب 3/ 92، الوافي بالوفيات 3/ 191 رقم 1169، تذكرة الحفاظ 3/ 1006 رقم 940.(26/634)
وابتهالًا، ولقد سالت الولي [1] عن أعشار غَلات أبي عبد الله كم تبلغ؟ قال: رُبّما زادت على ألفِ حمْل. وحدّثني أبو أحمد الكاتب أنّ النّسْخَة التي كانت عنده بأسماء من يُقَوّتهم أبو عبد الله بهَرَاة يزيد على خمسة آلاف بيت، وعُرِضَت (على أبي عبد الله) [2] ولاياتٌ جليلة فامتنع. ومَوْلِده سنة أربعٍ وسبعين ومائتين، واستُشْهِد في صفر. أخبرني من صحبه أنّه دخل الحمّام فما خرج، لبس قميصًا ملطّخًا فانتفخ، ومات شهيدًا.
وقال أبو النّضْر عبد الرحمن الفامي: إنّه صنّف صحيحًا على «صحيح البخاري» وتفقّه ببغداد، ولم يجتمع لرئيس بهَرَاةٍ ما اجتمع له من الآلات [3] السيادة، ونَسَبُهُ هو وأبو بكر الخطيب فقالا: هو محمد بن العبّاس بن أحمد بن محمد بن عصم بن بلال بن عصم، أبو عبد الله العُصَمي.
قال الخطيب: أوّل سماعه سنة تسع وثلاثمائة بهراة، وورد بغداد دفعات، وحدث بها.
روى عنه: الدارقطني، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو بكر [4] البَرْقَانِيّ، وغيرهم.
قلت: وقد سمع شيخ الإسلام على خلق من أصحابه.
قال الخطيب: وكان ثقة نبيلًا، من ذوي الأقدار العالية. قال مرّة: قد تُوُفّي جماعةٌ أَوْدَعُوا مصنّفاتهم عنّي [5] . سمعت البرقاني [يقول] [6] : كان ملك
__________
[1] كذا في الأصل، ولعلّ الصحيح «الوالي» .
[2] ما بين القوسين تكرّر في الأصل.
[3] كذا في الأصل، ولعل الصحيح «آلات» .
[4] في الأصل «أبي» .
[5] في الأصل «غني» ، والعبارة عند الخطيب البغداد: «جماعة من أئمة العلم حدّثوا عني وأودعوها مصنّفاتهم» . (121) .
[6] إضافة على الأصل.(26/635)
هرَاة تحت إمرة [1] ابن [أبي] [2] ذُهْل لقَدْرِهِ وأَبُوّتِهِ.
محمد بن عبد الله بن أيّوب [3] ، أبو بكر البغدادي القطّان.
سمع: محمد بن جرير، وغيره.
روى عنه أبو محمد الخلال والْجَوْهَرِي.
قال عُبَيْد الله الأزهري: كان [4] سماعه صحيحًا لكنّه كان رافِضِيا.
محمد بن عُبَيْد الله بن محمد [5] بن الفتح بن الشخَّير [6] ، أبو بكر الصَّيْرَفي، بغداديّ صَدُوق.
سمع: عبد الله بن إسحاق المدائني، ومحمد بن محمد الباغَنْدي، والحسن بن عنبر الوَشّاء، وعبد الله البَغَوِي، وجماعة.
وعنه: عُبَيْد الله الأزهري، وأبو محمد الْجَوْهَري وجماعة.
تُوُفّي في رجب، وله بضّعٌ وثمانون سنة.
محمد بن علي الدّقيقي [7] النّحوي.
أخذ العربية عن: علي بن عيسى الرُّمّاني، وخدم عضُدُ الدولة، وصنّف كتاب «المرشد في النّحْو» وكتاب «المسموع في غريب كلام العرب» .
محمد بن فتح [8] ، أبو عبد الله القُرْطُبي اللّحّام.
__________
[1] في الأصل «امرا» .
[2] إضافة على الأصل.
[3] هو: «مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أحمد بن أيوب» انظر: تاريخ بغداد 5/ 465 رقم 3007.
[4] في الأصل: «يقول كان» وقد أسقطنا «يقول» لأنها مقحمة من الناسخ وهما.
[5] تاريخ بغداد 2/ 333 رقم 828، المنتظم 7/ 145 رقم 233، العبر 3/ 9، شذرات الذهب 3/ 93، تاريخ التراث العربيّ 1/ 322 رقم 242.
[6] الشّخّير: بكسر الشين المعجمة والمشدّدة ومثلها الخاء المعجمة. مثل السّكّير. (القاموس المحيط) .
[7] كنيته «أبو الحسن» . معجم الأدباء 18/ 263، الوافي بالوفيات 4/ 179 رقم 1716، بغية الوعاة 1/ 197 رقم 336.
[8] تاريخ علماء الأندلس 2/ 88 رقم 1352.(26/636)
سمع من: قاسم بن أصبغ، والحبيب بن أحمد المؤدّب.
وكان أحد العُدُول.
محمد بن القاسم بن فهد، أبو بكر القاضي.
تُوُفّي بمصر.
محمد بن محمد بن أحمد [1] بن إسحاق، أبو أحمد النَّيْسَابُوري الكرابيسي الحاكم، الحافظ، صاحب التصانيف، وهو الحاكم الكبير.
سمع: محمد بن شادل، وأحمد بن محمد الماسَرْجَسي، ومحمد بن إسحاق الثَّقَفي، ومحمد بن إسحاق بن خُزَيْمَة بنَيْسَابور، ومحمد بن إبراهيم الغازي بطَبَرِسْتَان، ومحمد بن محمد الباغَنْدي، ومحمد بن حميد بن المجدّر، وعبد الله البغوي، وابن أبي داود ببغداد، ومحمد بن الحسين الخَثْعَمي، وعبد الله بن زيدان البَجَلي بالكوفة، وأبا عَرْوبَة بحَرّان، وسعيد بن هاشم بطبريّة، ومحمد بن الفَيْض، وسعيد بن عبد العزيز، ومحمد بن خُرَيْم، وابن جَوْصَا بدمشق، ومحمد بن إبراهيم الدَّيبلي بمكة، وخلقًا سواهم بالبصْرة وحلب والثغور.
روى عنه: علي بن حمّاد، وهو أكبر منه، وأبو عبد الله الحاكم، وأبو عبد الله السّلمي، ومحمد بن أحمد الجارودي، وأبو بكر ابن مَنْجَوَيْه، وعمر بن أحمد بن مسرور، وصاعد بن محمد القاضي، وأبو سعد الكَنْجُرودِي، وأبو عثمان البَحِيري، وخلق.
قال أبو عبد الله الحاكم: أبو أحمد الحافظ إمام عصره في الصَّنْعة، وكان من الصالحين الثّابتين على سُنَن السَّلَف، ومن المُنصِفين فيما يعتقده
__________
[1] المنتظم 7/ 146 رقم 235، الوافي بالوفيات 1/ 115 رقم 15، العبر 3/ 9، مرآة الجنان 2/ 408، تذكرة الحفاظ 3/ 976- 979 رقم 914، النجوم الزاهرة 4/ 154، شذرات الذهب 3/ 93، طبقات الصوفية 100، نكت الهميان 270، 271، الأعلام 7/ 244، معجم المؤلفين 11/ 180، تاريخ التراث العربيّ 1/ 332 رقم 241، سير أعلام النبلاء 16/ 370- 377 رقم 267، لسان الميزان 7/ 5، 6، طبقات الحفاظ 388، هدية العارفين 2/ 50، 51 الرسالة المستطرفة 121.(26/637)
في أهل البيت والصحابة، وقُلَّد القضاء في مُدُنٍ كثيرة، وإنَّما سمع الحديث وهو ابن نيّف وعشرين سنة. صنّف على كتابَيِ البُخَاري ومُسْلِم، وتتبّع [1] على شرط التَّرمِذي. قال لي [2] : سمعت عمر بن علّك يقول: مات محمد بن إسماعيل ولم يُخلف بخُراسان مثل ابنِ عِيسَى فِي العِلْم والزُّهد والورع، بكى حتى عُمِي، رحمه الله.
قال الحاكم في تتمّة ترجمة أبي أحمد: وصنّف كتاب «الأسماء والكُنَى» وكتاب «العلل» و «المخرّج على كتاب المُزَني» وكتاب «الشُّروط» .
وكان عارفًا بها، وصنّف «الشَّرْح والأبواب» ، وقُلَّد قضاء النّاس، فحكم بها أربع سنين، ثم قضاء طُوس، فكنت أدخل عليه، والمصنَّفات بين يديه، فيقضي بين اثنين، فإذا تفرَّغ أقبل على التصنيف، ثم إنّه قدِم نَيْسَابُور سنة خمسٍ وأربعين وثلاثمائة، ولزِم مسجدَه، وأقبل على العبادة والتواليف، وأُريد غير مرّةٍ على القضاء، فامتنع، وكُفَّ بَصَرُهُ سنة ستٍّ وسبعين. وهو حافظُ عصره بهذه الدّيار.
وقال السُّلَمي: سمعت أبا أحمد الحافظ يقول: حضرنا مع الشيوخ عند أمير خُراسان نُوح بن نصر، فقال: من يحفظ منكم حديث أبي بكر في الصَّدَقات [3] ؟ فلم يكن فيهم من يحفظه، وكان عليّ خلقان، وأنا في آخر النّاس، فقلت للوزير: أنا أحفظ. فقال: هاهنا فتى من نيسابور يحفظه، قال: فقدِمْت فوقهم، ورويت الحديثَ، فقال: مثل هذا لا يُضَيَّع. وولاني قضاء الشاش.
وقال الحاكم أبو عبد الله: تُوُفّي في ربيع الأوَّل، وله ثلاثٌ وتسعون سنة. وكان قد تغيّر حِفْظُهُ لما كفّ، ولم يختلط قطّ.
__________
[1] في الأصل «تتبعت» .
[2] في الأصل «نعم» والتصحيح من تذكرة الحفاظ.
[3] رواه البخاري في الزكاة 3/ 250 و 251 و 254 باب من بلغت عنده صدقة بنت مخاض وليست عنده، وباب زكاة الغنم.(26/638)
محمد بْن محمد بْن إبراهيم، أبو بَكْر بْن دوسلة الهمذاني الشافعي النّجّار.
روى عن: القاسم بن القاسم السّياري، ومحمد بن أحمد بن محبوب، وأهل مرو.
وعنه: أبو بكر محمد بن إبراهيم الزَّنْجاني، ومحمد بن عيسى.
تُوُفّي في صفر.
أبو القاسم بن الجلّاب [1] المالكي الفقيه.
اسمه فيما ذكر إسحاق الشَّيرازي [2] «عبد الرحمن بن عُبَيْد الله» . وسمّاه القاضي عياض [3] «محمد بن الحسين» ، قال: ويقال اسمه «الحسين بن الحسن» ، ويقال: «عُبَيْد الله بن الحسين» . تفقّه بالقاضي أبي بكر محمد بن عبد الله الأبهري، وصنَّف كتابًا جليلًا في مسائل الخلاف، وله كتاب «التفريع» في المذهب، مشهور، وغير ذلك. وكان أحفظ أصحاب الأَبْهَري وأنبلهم، وعِدادُهُ في الفُقهاء العراقيين، رحمه الله.
تُوُفّي في آخر العام راجعًا من الحجّ، ولم يخلف ببغداد في المذهب مثله. مات في الكهولة.
__________
[1] مرّت ترجمته باسم «عبد الله بن الحسين بن الحسن الإمام» وقد ذكرنا مصادر ترجمته هناك فليراجع.
[2] طبقات الفقهاء 168.
[3] ترتيب المدارك 4/ 605.(26/639)
[وفيات] سنة تسع وسبعين وثلاثمائة
أحمد بن جعفر بن خُزَيْمَة، أبو محمد الطّرّازي.
روى عن: السّرّاج وغيره.
تُوُفّي في المحرَّم.
أحمد بن عبد الله بن أحمد [1] بن خلف [2] ، أبو بكر الدُّورِي الورّاق.
حدّث عن: أبي القاسم البَغَوِي، وأحمد بن القاسم الفرائضي، وأبي بكر بن مجاهد.
وعنه: أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وأبو القاسم التنُوخي.
وكان رافضيًّا مشهورًا. قاله الخطيب.
أحمد بن عبد الرحمن بن عبد القاهر [3] ، أبو عمر العبْسي الفَرَضي- أصله من إشْبِيلية، وبها وُلدِ سنة ثلاثٍ وتسعين ومائتين، وأخذ عن أحمد بن خالد وأحمد بن بقيّ، وحجّ فسمع من أبي جعفر العُقَيْلي، والطَّحاوي وطبقتهما.
وله مصنَّف في الفِقه سمّاه «الاقتصاد» ، ومصنَّف في الزّهد.
__________
[1] تاريخ بغداد 4/ 234 رقم 1952.
[2] في الأصل «حلين» .
[3] الصلة 1/ 7 رقم 5.(26/641)
مات في صفر. أرّخه ابن بَشْكَوَال.
أحمد بن عبد الرحمن بن القاسم بن حُبَيْش النّحْوِي بمصر.
يروي عن: ابن ربيع، وابن قُدَيْد.
أحمد بن أبي طاهر علي بن بابنوس، أبو جعفر البغدادي.
سمع: محمد بن جرير الطبري، ومحمد بن خلف وكيع، والبغوي.
وعنه: أبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الْجَوْهَري، وكان في بعض سَمَاعه مُحَكْكًا.
وثّقه أبو القاسم الآجُرّي.
أحمد بن محمد بن أحمد [1] باكَوَيْه [2] ، أبو حامد وأبو العبّاس الباكوي النَّيْسَابُوري.
سمع: محمد بن شادل، وابن خُزَيْمَة، وأبا العبّاس السّرّاج، وأبا قريش محمد بن جمعة.
وعنه: الحاكم، وعمر بن مسرور الزّاهد، وأبو سعد الكَنْجَرُودِي.
قال الحاكم: تغيّر بأخرة لقلّة رطوبته، وهو في الحديث صَدُوق.
وتُوُفّي في شعبان.
إبراهيم بن أحمد بن فتح [3] ، أبو إسحاق بن الجراد الفِهْرِي، مولاهم القُرْطُبي، الفقيه.
روى عن: محمد بن عبد الملك بن أنس، والحسن بن مسعد، ومحمد بن مسور، وعبد الله بن يونس القَبْريّ. وكان عارفًا بالفقه والعربيّة، فصيحًا مُرابطًا.
روى عنه ابن الفَرَضي، وقال: تُوُفّي في ربيع الآخر.
__________
[1] العبر 3/ 11، شذرات الذهب 3/ 94.
[2] في الأصل «بالويه» .
[3] تاريخ علماء الأندلس 1/ 18 رقم 45.(26/642)
إبراهيم بن جعفر [1] ، [أبو] القاسم [2] ، ابن السّاجي البغدادي الحنبلي الفقيه، صاحب أبي بكر عبد العزيز غلام الخلال.
سمع: إسماعيل الصّفّار، وأبا عمرو ابن الدّقّاق.
روى عنه: أبو القاسم عبد العزيز الأزجي، وأثنى عليه.
وله كتاب «البيان في الصَّفات» ، وكان من كبار الأئمّة.
إبراهيم بن محمد الأَبِيوَرْدي [3] .
حدّث في هذا العام بمكّة عن أبي خليفة، ومحمد بن محمد الباغَنْدي، ومكْحُول البيروتي، والبَغَوِي.
وعنه: أبو بكر الطَّلَمَنْكِي، وهو أعلى شيخ له، لقيه بمكّة، وكتب عنه جُزْءًا من حديثه.
لم يذكره ابن عساكر.
إسماعيل بن عبد الله بن عمر بن منصور الكوكبي.
سمع: ابن الشَّرَقي، ومكّي بن عَبْدان، وحدّث.
جعفر بن محمد بن جعفر [4] الأصبهاني الرّفاعي، أبو محمد الكراني.
يروي عن: أبي العبّاس بن عُقْدَة، والمَحَامِليّ.
وعنه: أبو نُعَيم، وغيره.
الحسن بن علي، أبو محمد المدائني النَّحْوِي.
تُوُفّي بمصر في جمادى الأولى، فيه جهالة.
__________
[1] طبقات الحنابلة 2/ 139، 140 رقم 617.
[2] سقطت من الأصل.
[3] الأبيوردي: بفتح الألف وكسر الباء الموحدة وسكون الياء المعجمة باثنتين من تحت وفتح الواو وسكون الراء وفي آخرها الدال المهملة. نسبة إلى أبيورد، وهي بلدة من بلاد خراسان.
(اللباب 1/ 27) .
[4] ذكر أخبار أصبهان 1/ 248.(26/643)
الحسين بن أحمد بن جعفر [1] الرّازي، أبو [2] عبد الله شيخ الصُّوفيّة، وبقيّة الزُّهاد.
صَحِب: أبا علي الرُّوذْباري، وأبا بكر الكَتَّاني، والشَّبْلي، وجماعة كثيرة بالعراق والحجاز والشام ومصر، وكان حافظًا لِسيرَ القوم وحكاياتهم.
أكثر عنه السُّلمي وأثنى عليه في تاريخه.
مات بنَيْسَابور في ربيع الأوّل.
الحسين بن أحمد بن محمد [3] بن دينار، أبو القاسم البغدادي الدَّقّاق.
سمع: جدّه، وأبا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود.
وعنه: عبد العزيز الأزجي، والحسن بن محمد الخلال.
وثّقه ابن أبي الفوارس.
شرف الدولة شِيرَوَيْه [4] ابن عضد الدولة ابن ركن الدولة بن بُوَيْه الدَّيْلَميّ، سلطان بغداد وابن سلطانها.
ظفر بأخيه صَمْصام الدولة وحبسه، ثم سَمَلَه. تملّك العراق، وكان يميل إلى الخير، وأزال المصادرات.
مرض بالاستسقاء، وامتنع من الحِمْيَة. مات في جُمادى الآخرة، عن تسعٍ وعشرين سنة، وملك سنتين وثمانية أشهر، وولي بعده أخوه أبو نصر بهاء الدولة.
صَفْوَة أَمُّ حبيب، والدة الحسن بن علي الصّدفي المصري.
__________
[1] طبقات الصوفية (انظر فهرست الأعلام) .
[2] في الأصل «و» .
[3] تاريخ بغداد 8/ 10 رقم 4045، المنتظم 7/ 149 رقم 238.
[4] الكامل في التاريخ 9/ 61، 62، ذيل تجارب الأمم 150- 152، المنتظم 7/ 149، 150 رقم 239، العبر 3/ 11، مرآة الجنان 2/ 408، البداية والنهاية 11/ 307، دول الإسلام 1/ 231، النجوم الزاهرة 4/ 154، 155، شذرات الذهب 3/ 94، المختصر في أخبار البشر 2/ 125، سير أعلام النبلاء 16/ 384، 385 رقم 276.(26/644)
تُوُفّيت في شعبان، وعندها حديث كثير، وأبو [ها] [1] محدّث، وابنه أيضًا، وأخَواتها.
قال أبو إسحاق: حدّثونا عنها.
طاهر بن محمد بن سهلويه [2] ، أبو الحسين النَّيْسَابُوري.
حدّث عن: محمد بن إسماعيل المَرْوَزي صاحب علي بن حجر ببغداد، وعن مكّي، وابن الشّرَقي.
وعنه: عُبَيْد الله الأزهري، والحسن بن محمد الخلال.
وتُوُفّي في بغداد.
وثّقه الخطيب.
عباس بن عمرو بن هارون [3] الكناني الصَّقِلّي الورّاق.
كان من الفُضَلاء بالأندلس.
روى عن محمد بن معاوية القُرَشي، وجماعة.
كتب عنه ابن الفَرَضيّ.
عبدوس بن علي الْجُرْجَاني [4] ، نزيل سمرقند.
روى عن: أبي نُعَيم عبد الملك بن محمد، وغيره.
عبد الله بن إسماعيل بن عبد الله [5] بن محمد بن ميكال الرئيس، أبو محمد الميكالي النَّيْسَابُوري.
تقلّد رئاسة نَيْسَابُور سنة ستٍّ وخمسين وثلاثمائة.
قال الحاكم: كان مذكورًا بالأدب والكتابة ومعرفة الشروط، وكان
__________
[1] في الأصل «أبو» .
[2] في الأصل «مهلويه» ، والتصحيح من تاريخ بغداد 9/ 357 رقم 4922، المنتظم 7/ 150 رقم 240.
[3] تاريخ علماء الأندلس 1/ 299 رقم 886.
[4] تاريخ جرجان 284 رقم 489.
[5] يتيمة الدهر 4/ 382، 383، الوافي بالوفيات 17/ 73، 74 رقم 61.(26/645)
صالحًا، يختم القرآن في ركعتين، وكان كثير المعروف، وعقد مجلس النّظر في حياة الأستاذ أبي الوليد، ثم تقلّد الرئاسة، وحدّث عن ابن الشرفي وغيره، وهو في نفسه صَدُوق، ولم يكن ممن يميّز المُخَرَّجَ له.
تُوُفّي بمكّة في آخر أيام الموسم. رحمه الله.
علي بن أحمد بن إبراهيم [1] بن ثابت، أبو القاسم الرَّبْعي الرّازي، ثم البغدادي الحافظ.
سمع بدمشق: محمد بن يوسف الهَرَوِي، والحسن بن حبيب الفقيه.
وعنه: أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وغيره، وأبو عبد السلمي.
قال الخطيب: ثقة حافظ.
علي بن إبراهيم بن غرّة [2] البغدادي مزكيّان [3] العطّار.
سمع من: علي بن طَيْفُور، ومحمد بن محمد الباغَنْدي، ومحمد بن السّرِيّ القَنْطَرِيّ.
وعنه: الحسن بن محمد الخلال، وأحمد بن محمد العتيقي، وجماعة.
وثّقه الخطيب، وعاش مائة سنة.
علي بن سهل [4] بن أبي حيّان التيمي [5] ، أبو الحسن الكْوفي.
حدّث في هذه السنة ببغداد عن: عبد الله بن زيدان البَجَلي، وغيره.
روى عنه: العتيقي.
علي بن محمد بن السّرِيّ [6] ، أبو الحسن الهمذاني البغدادي الورّاق [7] .
__________
[1] تاريخ بغداد 11/ 326 رقم 6149.
[2] تاريخ بغداد 11/ 341 رقم 6178 وفي الأصل «عزّة» .
[3] في الأصل «مركيان» .
[4] تاريخ بغداد 11/ 430، 431 رقم 6320.
[5] في الأصل «حبان التميمي» والتصحيح من تاريخ بغداد.
[6] في الأصل «السوي» والتصحيح من تاريخ بغداد 12/ 90 رقم 6506.
[7] في الأصل «الوزّان» والتصويب من تاريخ بغداد.(26/646)
روى عنه: محمد بن يحيى المَرْوَزي، ومحمد بن نصر الصائغ، والباغَنْدي.
وعنه: عبد العزيز الأزجي، والحسن بن محمد الخلال.
وقال محمد بن عمر الداودي القاضي فيما حكى عنه الخطيب: كان كذّابًا، روى عن مَن لم يدركه.
علي بن محمد بن يعقوب، أبو الحسن المصري العطّار الورّاق.
قال أبو إسحاق الحبّال: مشهور، سمع الكثير، وتُوُفّي سَلْخ صَفَر.
عمر بن محمد بن جعفر بن محمد بن حفص الغازل المعدّل من أهل أصبهان.
سمع بدمشق: أبا الدّحْداح أحمد بن محمد بن إسماعيل الأُبُلّي.
وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نُعَيم، وأبو طاهر بن عبد الرّحيم الكاتب.
تُوُفّي في المحرَّم.
محمد بن أحمد بن سُوَيْد، أبو عبد الله التميمي القِزْوِيني المعلّم شيخ أبي يَعْلَى الخليلي.
وهو آخر أصحاب علي بن أبي طاهر القِزْويني، وسمع أيضًا من عبد الله بن محمد الإسْفَراييني، وجماعة.
محمد بن أحمد بن أبي طالب [1] بن الْجَهْم، أبو الفيّاض البغدادي.
روى عن: أبي القاسم البَغَوِي، ومحمد بن حَمْدَوَيْه المَرْوَزي.
وعنه: أبو علي بن المذهّب [2] ، وقال: مات هو وأبوه وأخته في شهر ربيع الآخر في جمعة واحدة. قال: هو وأبوه وأمُّه في شهر ربيع الآخر.
__________
[1] تاريخ بغداد 1/ 322 رقم 221، المنتظم 7/ 150 رقم 242.
[2] هكذا في الأصل، وعبارة الخطيب: «قال لي أبو علي بن المذهّب: مات أبو الفيّاض يوم(26/647)
[قال] [1] ابن أبي الفوارس: كان فيه تساهل.
محمد بن أحمد بن شعيب النَّيْسَابُوري الفقيه، أبو سعيد الخفّاف. إمام عارف بالخلافيات.
سمع ابن الشرقي، ومكّي بن عَبْدان، ومات في شوّال.
محمد بن أحمد بن العبّاس [2] ، أبو جعفر السلمي البغدادي الجوهري الأشعري نقّاش الفضّة.
سمع: محمد بن محمد الباغندي، وعبد الله البَغَوِي، والحسن بن محمي.
روى عنه: أبو علي بن شاذان، وعُبَيْد الله الأزهري، وأبو القاسم التنوخي.
ووثّقه الأزهري وقال: كان أحمد المتكلّمين على مذهب الأشعري، ومنه تعلّم أبو علي بن شاذان عِلْم الكلام، وُلِد سنة أربعٍ وتسعين ومائتين، وتُوُفّي في المحرّم.
أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يَحْيَى السَّبْتِيُّ، أنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ الطُّفَيْلِ، أنا السَّلَفِيُّ، أنا محمد بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الأَسَدِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ السِّمْنَانِيُّ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْغَانِيذِيُّ، قَالُوا: أنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَزَّازُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ محمد بْنُ أَحْمَدَ الأَشْعَرِيُّ مِنْ حِفْظِهِ، قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى الْحَسَنِ بْنِ مَحْمِيٍّ الْمَخْرَمِيِّ، حَدَّثَكُمْ إبراهيم بن عَبْدُ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: سَمِعْتُ شُرَيْحًا الْقَاضِي، سَمِعْتُ عَلِيَّ بن أبي طالب
__________
[ () ] الأربعاء التاسع عشر من شهر ربيع الآخر سنة تسع وتسعين وثلاثمائة قال: وكان أبوه قد مات قبله بخمسة أيام، وماتت والدته بعد أبيه بيومين» . (تاريخ بغداد 1 (322) .
[1] إضافة على الأصل.
[2] تاريخ بغداد 1/ 325، 326 رقم 229، المنتظم 7/ 151 رقم 244، تبيين كذب المفتري 196، العبر 3/ 11، مرآة الجنان 2/ 409، شذرات الذهب 3/ 94، الوافي بالوفيات 2/ 46، 47 رقم 322، الكامل في التاريخ 9/ 69، سير أعلام النبلاء 16/ 416 رقم 204.(26/648)
يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْر ثُمَّ عُمَرُ ثُمَّ عُثْمَانُ ثُمَّ أَنَا، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ.
هَذَا لَفْظٌ مُنْكَرٌ، لَمْ يَقُلْهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ هَكَذَا، وَالْمُتَوَاتِرُ خِلافُهُ.
محمد بن جعفر بن العبّاس [1] ، أبو بكر النّجّار غُنْدَر.
سمع: محمد بن حميد بن المجدّر، ويحيى بْن صاعد، ومحمد بْن هارون الحضْرميّ.
وعنه: الحسن بن محمد الخلال، وقال: ثقة تُوُفّي في المحرّم.
محمد بن الحسن بن عُبَيْد الله [2] بن مَذحِج، أبو بكر الزبيدي الأندلسي النَّحْوِي.
كان شيخ العربية بالأندلس. اختصر كتاب «العين» وله كتاب «الواضح في العربية» وكتاب «لَحْنُ العامَة» .
وكان الحاكم المستنصر باللَّه قد طلبه من إشبيلية إلى قُرْطُبَة للاستفادة منه، فأدَّب بقُرْطُبَة جماعة، وولي قضاء إشبيلية، وأدّب المؤيَّدَ باللَّه ابن المستنصر، وأخذ العربية، عن أبي عبد الله الرباحي، وأبي علي القالي.
وأصله من الشام من حمص.
__________
[1] تاريخ بغداد 2/ 157 رقم 580، المنتظم 7/ 151 رقم 245، البداية والنهاية 11/ 308، شذرات الذهب 3/ 96.
[2] تاريخ علماء الأندلس 2/ 89، 90 رقم 1357، جذوة المقتبس 49، 50 رقم 35، بغية الملتمس 67، 68 رقم 81، معجم الأدباء 4/ 109 و 7/ 30 و 10/ 184 و 16/ 257 و 17/ 137 و 18/ 14، 114، 125، 179، 184، الوافي بالوفيات 2/ 351 رقم 813، وفيات الأعيان 4/ 372- 374 رقم 651، المغرب في حلى المغرب 1/ 250، يتيمة الدهر 2/ 71، إنباه الرواة 3/ 109، مطمح الأنفس 53، بغية الوعاة 1/ 84، 85 رقم 136، فهرسة ابن خير (في صفحات متفرقة) ، نفح الطيب (راجع فهرس الأعلام في مادة الزبيدي) ، الديباج المذهب 263، 264، مرآة الجنان 2/ 409، شذرات الذهب 3/ 94، 95، كشف الظنون 1106، 1107، 1192، 1428، 1442، 1444، 1548، 1577، 1900، 1995، 2028، هدية العارفين 2/ 51، روضات الجنات 176، معجم المؤلفين 9/ 198، 199، مقدمة طبقات النحويين واللغويين، الأنساب 6/ 249، المحمّدون من الشعراء 73، 74، العبر 3/ 12، سير أعلام النبلاء 16/ 417، 418 رقم 305، تلخيص ابن مكتوم 202، 203، مرآة الجنان 2/ 409، البلغة في تاريخ أئمة اللغة 218، 219(26/649)
تُوُفّي في جُمادى الآخرة، عن ثلاثٍ وستّين سنة.
روى عنه: ولده، وأبو الوليد محمد بن محمد، وأبو القاسم إبراهيم بن محمد الإقليلي [1] ، [و] قاسم بن أصبغ، وسعيد بن فَحْلوُن، وجماعة.
وكان ابنه أبو القاسم أحمد من جِلَّة الأُدَباء، ولي أيضًا قضاء إشبيلية بعد أبيه، وأمّا ابنه الآخر أبو الوليد محمد بن محمد، فتولّى سنة نيّف وأربعين وأربعمائة عن سِنّ عالية.
محمد بن عبد الله بن أحمد [2] بن ربيعة بن خالد بن عبد الرحمن بن زبر، أبو سليمان بن القاضي بن محمد الرّبعي.
كان محدّث دمشق في وقته.
روى عن: أبيه، وأبي القاسم البَغَوِي، وجَمَاهر الزَّمْلَكَاني، ومُحَمَّد بْن خُرَيْم، وسعيد بْن عَبْد العزيز الحلبي، ومحمد بن الفيض الغساني، ومحمد بن الربيع الجيزي، وأبي بكر بن أبي داود السجستاني، وجماعة كثيرة.
وعنه: تمام، وعبد الغني بن سعيد، وعبد الرحمن بن أبي نصر، ووالده أحمد، ومحمد بن عوف المزني، وطائفة سواهم.
وروى عنه: أبو نصر بن الجبان أنّه رأى ربَّ العِزَّة في المنام، رأى نورًا.
وقال علي بن موسى السّمسار: قال أبو سليمان بن زَبْر: كان الطّحاوي قد نظر في أشياء كثيرة من تصنيفي، وباتت عنده [3] ، وتصفّحها فأعجبته، وقال لي: يا أبا سليمان، أنتم الصيادلة ونحن الأطبّاء.
__________
[1] الإقليلي: نسبة إلى إقليل، قرية من قرى بلاد الشام.
[2] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 38/ 165- 169، معجم البلدان 5/ 134، العبر 3/ 12، تذكرة الحفاظ 3/ 996، 997 رقم 927، كشف الظنون 19، 20، هدية العارفين 2/ 51، الأعلام 7/ 98، تاريخ التراث العربيّ 1/ 333 رقم 244، شذرات الذهب 3/ 95، 96، معجم المؤلفين 10/ 196.
[3] في الأصل «عند» .(26/650)
وقال عبد العزيز الكتّاني: كان أَبُو سليمان يُملي بالجامع، وثنا عنه عدّة، وكان ثِقةً نبيلًا مأمونًا. تُوُفّي في جُمادى الأولي.
قلت: وله كتاب «الوَفَيَات على السّنين» [1] ، وغير ذلك.
محمد بن عبد الرحمن بن سهل، أبو الحسن التُّسْتَري التّاجر.
تُوُفّي في جُمادى الأولى. ورّخه أبو إسحاق الحبّال.
محمد بْن عليّ بْن محمد بْن نَصْرَوَيه، أبو علي النَّصْرَوِي النَّيْسَابُوري المقرئ المؤذّن.
قال أبو عبد الله الحاكم: روى عنه الحاكم وقال: حجّ، وغَزَا، وأنفق على العلماء، وأذّن نيّفًا وخمسين سنة، مُحْتَسِبًا.
سمع: أبا العبّاس السّرّاج، وأبا بكر بن خُزَيْمَة.
وتُوُفّي في شعبان، وله مائة سنة وثلاث سنين، رحمه الله.
محمد بن محمد بن الحسن بن الأشعث، أبو أحمد النَّسفي الفقيه، قاضي بُخَارى.
كان مُسْنِد تلك الديار.
روى عنه: عبد الله بن محمود، ومحمد بن خالد، وإسحاق بن إبراهيم التاجر المَرَاوِزَة، وأصحاب إسحاق بن راهَوَيْه، وتُوُفّي على قضاء بُخَارى.
روى عنه: جعفر المستغفِري، وروى تفسير إسحاق بن راهَوَيْه، عن محمد بن خالد.
محمد بن مسعود [2] ، أبو عبد الله القُرْطُبي الخطيب.
سمع من: قاسم بن أصبغ، وجماعة.
وكان خطيبًا مُفَوَّهًا بليغًا شاعرًا يتقعّر في كلامه وأَسْجاعه، ويؤدّب
__________
[1] منه نسخة خطية في المتحف البريطاني برقم 1640 مخطوطات شرقية 1019- 82 ورقة.
وانظر عن مصنّفاته. تاريخ التراث العربيّ 1/ 334.
[2] تاريخ علماء الأندلس 2/ 90 رقم 1359.(26/651)
بالعربية، ثم صار يخطب بين يدي المستنصِر باللَّه في العيد، وفي قُدُوم الوفود، ثم ولي قضاء يابُرة [1] .
قال ابن الفَرَضي: سمعته يخطب مِرارًا في جامع الزَّهراء، ولم يحدَّث، وتُوُفّي يوم الفِطْر.
محمد بن المظفَّر بن موسى [2] بن عيسى، أبو الحسين البغدادي الحافظ. ولد ببغداد في أوّل سنة ثلاثمائة.
سمع: أحمد بن الحسن الصُّوفي، وحامد بن شُعَيْب، والهَيْثَم بن خَلَف، وعبد الله بن صالح البُخَاري، وقاسم بن زكريّا المطرَّز، ومحمد بن جرير الطّبري، والباغَنْدي، وعبد الله بن زيدان البَجَلي، وأبا عَرُوبة الحَرّاني، وعلي بن أحمد علان، ومحمد بن زبّان المصري، ومحمد بن إبراهيم، والحسن بن محمد بن جمعة، وابن جَوْصَا، وخلقًا سواهم، بمصر، والشام، والرَّقَة، والجزيرة، والكوفة، وواسط، وبغداد، وجمع وصنّف.
روى عنه: الدَارقُطْنيّ، وابن شاهين، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو سعد الماليني، وأبو بكر البَرْقَانِيّ، وأبو نُعَيم الأصبهاني، ومحمد بن أحمد الجارودي، والحسن بن محمد الخلال، وعلي بن المحسّن التَّنُوخيّ، وعبد الوهاب بن برهان، والحسن بن علي الجوهري، وخلق سواهم.
وقيل إنّه من ولد سَلَمة بن الأَكْوَع، وكان يقول: لا أعلم صحّة ذلك.
قال الخطيب: كان ابن المظفّر فهما حافظا.
__________
[1] يابرة: بلد في غربي الأندلسي. (معجم البلدان 5/ 424) .
[2] تاريخ بغداد 3/ 262- 264 رقم 1355، المنتظم 7/ 152، 153 رقم 247، العبر 3/ 12، البداية والنهاية 11/ 308 وفيه «المطرف» ، الوافي بالوفيات 5/ 34 رقم 2006، النجوم الزاهرة 4/ 155، 156، شذرات الذهب 3/ 96، دول الإسلام 1/ 231، ميزان الاعتدال 3/ 138، تذكرة الحفاظ 3/ 980- 983، لسان الميزان 5/ 383، 384، الأعلام 7/ 325، تاريخ التراث العربيّ 1/ 334 رقم 245، سير أعلام النبلاء 16/ 318- 421 رقم 306، طبقات الحفاظ 389، 390.(26/652)
وقال البَرْقَانِيّ: كتب الدَارقُطْنيّ عن ابن المظفَّر أْلُوف حديث [1] .
قال إبراهيم بن محمد الرعيني:
قدم علينا ابن المظفر مصر، وكان أحْول أشجّ فقلت له: إنّ هذا الذي تُمْليه علينا هو عندنا كثير بالعراق، ونريد حديث مصر، فكان ذلك مبدأ إخراج القزويني حديث عمرو بن الحارث، فكان منه الذي كان من تكثير الناس عليه، حتى قال أبو الحسن الدَارقُطْنيّ: وضع القزويني لعَمْرو بْن الحارث أكثر من مائة حديث. [2] مات فِي جُمَادَى الأولى سنة تسعٍ وسبعين وثلاث مائة، يوم الجمعة.
قاله العَتِيقي:
محمد بن النَّضْر بن محمد [3] بن سعيد بن رزين بن عُبَيْد الله بن عثمان بن المغيرة، أبو الحسين النّخاس المَوْصِليّ.
سكن بغداد وحدّث بها عن: أبي يعلى الموصلي كتاب «معجم شيوخه» ، وروى أيضًا عن: عبد الله بن أبي سفيان الشعراني، ويزداد من عبد الرحمن الكاتب، وعبد الله بن محمد بن زياد النَّيْسَابُوري، وعبد الغافر بن سلامة الحمصي، ويوسف بن يعقوب بن إسحاق البهلول، والحسين بن يحيى بن عيّاش القطّان.
قال الخطيب: سمعت أبا بكر البَرْقَانِيّ، وحدّثنا عن أبي الحسين النّخّاس فقال: كان واهيا، وسمعته مرّة أخرى يقول: أبو الحسين النّخّاس ليس بحجّة. وسمعته مرّة ثالثة ذكره فقال: لم يكن ثقة.
تُوُفّي في شهر ربيع الأول، قال العتيقي: يوم الخميس لثلاث عشر خلون من ربيع الأول سنة تسعٍ وسبعين وثلاثمائة.
__________
[1] العبارة عند الخطيب البغدادي: «كتب الدارقطنيّ عن ابن مظفّر ألف حديث، وألف حديث، وألف حديث، فعدّد ذلك مرّات» . (3/ 263) .
[2] ما بين الحاصرتين ساقط من الأصل، استدركته من: سير أعلام النبلاء 16/ 420، 421.
[3] تاريخ بغداد 3/ 325، 326 رقم 1431 وهذه الترجمة ساقطة من الأصل حيث يوجد نقص مقدار صفحتين.(26/653)
قال العتيقي: فيه تساهل [1] .
هلال بن محمد بن محمد [2] : الشيخ المعمَّر، أبو البصْري، ابن أخي هلال الرازي.
حدّث عن: أبي مسلم الكجّي، ومحمد بن زكريا الغَلابي، والحسن بن المثنّى، وأبي خليفة.
روى عنه: أبو سعْد الماليني، وأبو بكر أحمد بن عبد الرحمن اليَزْدي، وشيخ المعتزلة أبو الحسين البصري، ومحمد بن عمر بن زاذان القزويني، وجماعة.
لم أسمع فيه قدْحًا.
قال عبد الرحمن بن منده: تُوُفّي سنة تسعٍ وسبعين وثلاثمائة.
قلت: لعلّه قارب المائة [3] .
__________
[1] ذكره المؤلّف في سير أعلام النبلاء 16/ 421 دون أن يترجم له، وفيه «النحاس» بالحاء المهملة.
[2] ميزان الاعتدال 4/ 316، سير أعلام النبلاء 16/ 339، 341 رقم 246، لسان الميزان 6/ 202.
[3] الترجمة بكاملها ساقطة من الأصل، أثبتناها نقلا عن سير أعلام النبلاء.(26/654)
[وفيات] سنة ثمانين وثلاثمائة
أحمد بن الحسين بن أحمد [1] بن مروان بن عُبَيْد بن أبي مروان الضَّبّي المرواني النَّيْسَابُوري، الشيخ أبو نصر.
سمع: ابن خُزَيْمَة، وابن شادِل، والسّرّاج، ومحمد بن حمدون، وطائفة.
وعنه: الحاكم، وأبو حفص بن مسرور، وأبو سعد الكَنْجَرُوذي، وآخرون.
مات في شعبان سنة ثمانين وثلاث مائة [2] .
أحمد بْن محمد بْن أحمد [3] بْن إسحاق النيسابورىّ، الصندوقي، الشيخ الصَّدُوق أبو العباس.
سمع: محمد بن شادِل، وابن خُزَيْمَة، ومحمد بن المسيّب، وأبا العباس الثقفي، وعدة. حتى قال الحاكم: تفرّد بالرواية عن بضعة عشر شيخًا، وعاش أربعًا وثمانين سنة.
روى عنه الحاكم، وأبو سعد الكنجروذي، وجماعة.
__________
[1] العبر 3/ 13، سير أعلام النبلاء 16/ 395 رقم 283، شذرات الذهب 3/ 96.
[2] الترجمة ساقطة من الأصل، أثبتناها من سير أعلام النبلاء.
[3] الأنساب 8/ 90، 91، اللباب 2/ 247، 248، العبر 3/ 13، سير أعلام النبلاء 16/ 395 رقم 284، شذرات الذهب 3/ 96.(26/655)
تُوُفّي في شوّال سنة ثمانين وثلاث مائة [1] .
بكر بن محمد بن جعفر [2] بن راهب، أبو عمرو الشيخ النّسفي، المؤذّن المعمّر. راوي «صحيح البخاري» عن: حمّاد بن شاكر، وروى أيضًا عن محمود بن عنبر.
روى عنه: جعفر المُسْتَغْفِري، وقال [3] :
كان كثير التلاوة، شديدًا على المبتدعة، ثنا بكتاب «الجامع» عن ابن شاكر.
الحسن بن إبراهيم بن مزاحم [4] ، أبو علي العطشي المزيّن.
روى عن: عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن مبشّر الواسطيّ، والحسن المطبقي.
وعنه: الحمّامي المقرئ، وعُبَيْد الله الأزهري، وعلي بن طلحة.
وعاش إلى سنة ثمانين.
الحسن بن الحسين، أبو الطّيّب الرَّبعي النصيبي.
حدّث في هذا العام بمصر عن: محمد بن إبراهيم الدَّيبلي بجزء.
سمعه منه: أبو عمرو أحمد بن محمد الطّلمَنْكِي.
الحسن بن محمد بن حبيب، أبو أحمد الحبيبي.
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
الحسين بْن عليّ بْن محمد [5] بْن إِسْحَاق بْن زيد الحلبي أبو العباس.
مات قبل والده. تُوُفّي في جُمادى الآخرة.
وحدّث عنه أبو عبد الله المَحَامِلي، وابن مَخْلَد هذا المذكور في حدود
__________
[1] الترجمة ساقطة من الأصل، وأثبتناها من سير أعلام النبلاء.
[2] سير أعلام النبلاء 16/ 396 رقم 285.
[3] هنا ينتهي النقص الموجود في الأصل.
[4] تاريخ بغداد 7/ 283 رقم 3783.
[5] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 11/ 150.(26/656)
تسعين [1] وثلاثمائة.
الحسين بن محمد بن القاضي [2] الحسين بن إسماعيل المَحَاملي، أبو بكر.
سمع: جدّه [3] ومحمد بن حَمْدَوَيْه المَرْوَزي، وأبا العبّاس بن عُقْدَة.
روى عنه: أبو محمد الجوهري أحاديث مستقيمة. قاله الخطيب.
وتُوُفّي في شعبان.
رائق مولى زينب بنت أحمد أخت الحافظ أبي سعيد بن يونس المصري، أبو صالح.
حدّث عنه: عبد الله بن الورد، وابن خروف.
ورماه الحمل في طريق الحج فمات [4] رحمه الله.
سهل بن أحمد بن الديباجي [5] ، أبو محمد.
حدّث عن ابن خليفة، ويَمُوت بن المُزَرَّع.
وعنه: العتيقي، وعلي بن المحسّن التَّنُوخيّ، وأبو محمد الجوهري.
وقال الأزهري: كان كذّابًا رافضيًّا، رأيت في بيته لَعْن أبي بكر وعمر مكتوبًا.
وقال ابن أبي الفوارس: كان أنْكالًا في الرواية، غاليا في الرفض، ولم يكن له أصل صحيح.
طاهر بن أحمد بن الأَزدي المصري الخلال.
روى عن: محمد بن زبّان.
وتوفّي في ربيع الأوّل.
__________
[1] كذا في الأصل، والأصح «ثمانين» لوفاته في هذه السنة.
[2] تاريخ بغداد 8/ 101 رقم 4207، المنتظم 7/ 154 رقم 250.
[3] وفي تاريخ بغداد «أباه» .
[4] كتب بعدها في الأصل «في طريق» ثم شطبهما.
[5] تاريخ بغداد 9/ 121 رقم 4737، العبر 3/ 13، شذرات الذهب 3/ 96.(26/657)
طلحة بن أحمد بن الحسن [1] البغدادي الخرّاز الصُّوفي.
سمع المَحَامِلي، ومحمد بن أحمد بن أبي مَهْزُول، ومحمد بن أحمد بن صفوة، المَصَّيصيّين.
وعنه: أبو محمد الخلال وقال: ثقة، وعمر بن بُكَير، وأبو نُعَيم، وأحمد بن عمر بن رَوْح.
مات ببغداد.
طلحة بن محمد بن جعفر [2] ، أبو القاسم الشاهد المقرئ، غلام ابن مُجاهد.
سمع: ابن أبي غيلان، وأبا القاسم البَغَوِي، وأبا صخرة الكاتب، وجماعة، وقرأ على ابن مجاهد.
قرأ عليه: أبو العلاء الواسطي، وحدّث عنه عُبَيْد الله الأزهري، والحسن بن محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الجوهري، وغيرهم.
صنّف «أخبار القُضاة» . وضَعَّفه [3] الأزهري.
وقال ابن أبي الفوارس: إنّه كان يدعو إلى الاعتزال، وعاش تسعين سنة. بغداديّ.
__________
[1] تهذيب ابن عساكر 7/ 67.
[2] تاريخ بغداد 9/ 351 رقم 4908، المنتظم 7/ 154 رقم 252، الوافي بالوفيات 16/ 485 رقم 530، العبر 3/ 13، غاية النهاية 1/ 342، لسان الميزان 3/ 212، شذرات الذهب 3/ 97، معرفة القراء 1/ 277 رقم 19، النجوم الزاهرة 4/ 158، ميزان الاعتدال 2/ 342، سير أعلام النبلاء 16/ 396، 397 رقم 286.
[3] في الأصل «وضعه» .(26/658)
وقال ابن أبي الفوارس: إنّه كان يدعو إلى الاعتزال، وعاش تسعين سنة. بغداديّ.
عبد الله بن أحمد بن حاجب [1] الخَثْعَمي القُرْطُبي.
سمع: أحمد بن ثابت الثّعْلَبي، وجماعة.
عبد الله بن إسماعيل بن حرب [2] ، أبو محمد بن النُّور القُرْطُبي.
سمع: أحمد بن سعيد بن حزم، ومحمد بن معاوية، وأحمد بن مُطَرَّف وجماعة، وبمصر من أبي العباس أحمد بن الحسن الرازي، وببغداد من أبي علي ابن الصّوّاف، وأمثالهم. وكان يفهم ويدري.
سمع من جماعة، وتُوُفّي في صفر.
عبد الله بن قاسم بن محمد [3] بن قاسم بن محمد، أبو محمد القُرْطُبي.
سمع من: محمد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم بن أصبغ، وأبيه، ولم يحدّث.
عبد الله بن محمد بن مسرور [4] الشّقّاق [5] القُرْطُبي. يُعرَف، بَرزِين.
مُكْثِر عن: قاسم بن أصبغ، وحجّ، فسمع من جماعة.
وحدّث، وتُوُفّي في شوّال.
عبد الله بن محمد الأصبهاني [6] المقرئ، أبو محمد، ويُعرف بابن ليلاف.
كان يُصَلي بالنّاس في الجامع في رمضان، وكان رأسًا في نَقْط المصاحف، وفي القراءات.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 242 رقم 746.
[2] تاريخ علماء الأندلس 1/ 242 رقم 748.
[3] تاريخ علماء الأندلس 1/ 242 رقم 747.
[4] تاريخ علماء الأندلس 1/ 243 رقم 749.
[5] في الأصل «السقاق» .
[6] ذكر أخبار أصبهان 2/ 98.(26/659)
وتُوُفّي في جُمادى الآخرة. قاله أبو نُعَيم.
عَبْد اللَّه بْن محمد بْن أحمد [1] بْن عُقْبَة، أبو محمد القاضي البغدادي.
سمع: أبا بكر بن زياد النَّيْسَابُوري.
روى [عنه] [2] عُبَيْد الله الأزهري.
وكان ثقة.
عَبْد اللَّه بْن محمد بْن عبد الغفّار [3] بن ذِكوان [4] القاضي، أبو محمد البعلبكي.
حدّث عن: أبي الْجَهْم بن طلاب، وابن جوصا، وأبي الدَّحْداح أحمد بن محمد، وأبي العبّاس الزّفتي، ومحمد بن أحمد بن صَفْوَة، وأبي بكر الخرائطي، وطائفة سواهم.
وعنه: الوليد بن بكر الأندلسي، ومكّي بن الغَمْر، وأبو محمد عبد الرحمن بن أبي نصر، وجماعة.
قاله عبد العزيز الكتّاني.
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [5] ، أبو محمد النَّمَرِي القُرْطُبي، الفقيه المالكي، والد الإمام أبي [6] عمر يوسف.
تفقّه على التُّجَيْبِي ولازمه، وسمع من أحمد بن مطرّف، وأحمد بن حزم.
__________
[1] تاريخ بغداد 10/ 133 رقم 5274، المنتظم 7/ 154 رقم 253.
[2] إضافة على الأصل.
[3] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 3/ 60، 191، 310، و 17/ 345 و 19/ 647 و 20/ 223 و 21/ 265 و 24/ 451 و 26/ 115 و 36/ 321 و 37/ 217، 414، 605 و 38/ 121، 340، 399 و 40/ 274، 594 و 43/ 368 و 45/ 319، تهذيب ابن عساكر 1/ 409 و 2/ 53، تذكرة الحفاظ 3/ 835، لسان الميزان 1/ 252، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان (من تحقيقنا) ق 1/ ج 3/ 219 رقم 907.
[4] في الأصل «ذكران» .
[5] جذوة المقتبس 256 رقم 538 وفيه «عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد البر» ، بغية الملتمس 336 رقم 889.
[6] في الأصل «بن» .(26/660)
وكان صالحًا عابدًا متهجّدًا:
تُوُفّي في هذه السنة في ربيع الآخر، وله خمسون سنة.
عبد الرحمن بن عمر الفارسي الفقيه، أبو عمرو.
ولي قضاء نَسَف ثلاث مرّات، آخرها في هذه السنة.
وقد سمع ببغداد من: أبي حامد الحَضْرَمي، وابن المَحَاملي، لكنّه عُدِمت كُتُبْه.
عبد العزيز بن الحسن بن أحمد بن جحاف، أبو عمر السلمي المصري [1] .
عبد الواحد بْن محمد بْن الحَسَن [2] بْن محمد بْن شاذان بن عمر بن بكر بن أحمد بن إبراهيم.
سمع أبا القاسم البَغَوِي. وكان بغداديا ثقة.
روى عنه: عُبَيْد الله الأزهري، [و] أبو محمد الخلال.
عُبَيْد [3] الله بن أحمد بن الفضل بن شهريار، أبو عبد الله الأَرْدَسْتَاني [4] التاجر.
حدّث بأصبهان عن عبد الرحمن بن محمد بن حمّاد الطّهْراني.
روى عنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نُعَيم.
وتُوُفّي في ربيع الأوَّل.
عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن محمد [5] ، أبو القاسم التَّنُوخيّ السَّرَخْسي التاجر، نزيل بخارى.
__________
[1] ذكره لمؤلّف دون ترجمة.
[2] تاريخ بغداد 11/ 10 رقم 5668، المنتظم 7/ 155 رقم 256.
[3] في الأصل «عبد الله» والتصويب من ذكر أخبار أصبهان 2/ 104.
[4] في الأصل «الأرديناني» .
[5] تاريخ بغداد 10/ 364، 365 رقم 5528، المنتظم 7/ 155 رقم 255، سير أعلام النبلاء 16/ 512، 413 رقم 300.(26/661)
ذكره [1] جعفر الإدريسي فقال: الشيخ الصالح الثقة، قدِم نَسَف سنة سبعٍ وعشرين، لسماع «الجامع» للبُخَاري، من أبي طلحة، ومنصور بن محمد البُزُورِي، عن أبيه، وعن أبي عبد الله المَحَاملي، ومحمد بن جعفر الطَّبَرِي، وحدّثنا ببُخَارى، ومات في رجب.
وقال الخطيب في ترجمته: سمع: أبا العباس محمد بن عبد الرحمن الدَّغُولي، ومحمد بن حَمْدَوَيْه المَرْوَزي، وجماعة. وحدّث ببغداد، فسمع منه: أبو الفتح بْن أَبِي الفوارس، ومحمد بن طلحة النَّعالي، وأبو سعد الماليني، وكان ثقة.
عُبَيْد الله بن محمد بن عُبَيْد الله [2] بن هاشم، أبو مروان بن القَسّام [3] الأموي، مولاهم القُرْطُبي.
روى عن أحمد بن خالد بن الحباب، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وعبد الله بن يونس.
قال ابن الفرضيّ: سمعت منه كثيرًا، وكتب لي بخطّه، وتُوُفّي في رمضان.
عُبَيْد الله [4] بن محمد بن محمد الْجُرْجاني الواعظ ابن الواعظ.
سمع: أبا العباس الأَصَمّ، والمحبوبي، وتقدّم في علم الحقائق، ورُزِق فيه لسانًا وبيانًا.
مات فجأة عن ثلاث وستّين سنة. رحمه الله.
عُبَيْد الله بن محمد بن مخلد [5] ، أبو القاسم الثوري [6] .
__________
[1] في الأصل «ذكر» .
[2] تاريخ علماء الأندلس 1/ 252 رقم 770.
[3] كذا في الأصل، وفي تاريخ علماء الأندلس «القاسم» .
[4] في الأصل «عبد الله» والتصويب من تاريخ جرجان 276 رقم 462.
[5] تاريخ بغداد 10/ 364 رقم 5527، المنتظم 7/ 154، 155 رقم 254.
[6] كذا في الأصل، وفي تاريخ بغداد «النوري» ، وفي المنتظم «التوزي» .(26/662)
حدّث عن: أبي القاسم الثوري، [و] البغوي، ومحمد بن حَمْدَويْه.
وعنه عُبَيْد الله الأزهري.
وكان بغداديا ثقة.
علي بن عمرو بن سهل [1] أبو الحسن الحَرِيري.
حدّث ببغداد عن: أبي عَرُوبة الحرّاني، ومكْحُول البيروتي، وأحمد بن عمير بن جوصا، وأحمد بن إسحاق بن البَهْلُول.
وعنه: أبو بكر البَرْقَاني، وأبو محمد الخلال، وأبو القاسم التَّنُوخيّ.
وثقه ابن أَبِي الفوارس.
محمد بن أحمد بن حمدون [2] بن عيسى، أبو عبد الله الخَوْلاني القُرْطُبي، يُعرف بابن الإمام.
[كان] حافظًا للأخبار والنّسب، على مذهب ابن مَسَرّة.
محمد بن أحمد بن يعقوب، أبو أحمد المَرْوَزي الزّرْقي من قرية زرق.
عن عبد الله بن محمود السعدي، وأحمد بن علي الكَشْمَيْهَني راوية علي بن حجر.
حدّث في هذا العام، ولا أعلم متى مات.
روى عنه: محمد بن أحمد المَرْوَزي الترابي.
محمد بن أحمد بن محمد [3] بن يحيى بن مفرّج، أبو عبد الله، ويقال
__________
[1] تاريخ بغداد 12/ 21 رقم 6384، المنتظم 7/ 155 رقم 257، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 5/ 468، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان 3/ 351، 352 رقم 1106.
[2] تاريخ علماء الأندلس 2/ 93 رقم 1361.
[3] تاريخ علماء الأندلس 2/ 91- 93 رقم 1360، جذوة المقتبس 40 رقم 10، بغية الملتمس 49 رقم 14، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 3/ 129 و 38/ 399، تهذيب ابن عساكر 1/ 432، العبر 3/ 13، 14 و 190، تذكرة الحفاظ 3/ 1007، 1008 رقم 941، المقفّى (مصور بدار الكتب المصرية) 2/ 109، شذرات الذهب 3/ 97، نفح الطيب 2/ 417،(26/663)
أبو بكر الأندلسي القُرْطُبي، مولى بني أُمَيّة.
سمع: قاسم بن أصبغ بقُرْطُبَة، وأبا سعيد بن الأَعرابي بمكّة، ومحمد بن الصَّمُوت بمصر، وخَيثَمَة بأطْرابُلس، وأبا الميمون بن راشد بدمشق، وطبقتهم.
روى عنه: الحافظ أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس الصَّدَّفي شيخه، وأبو الوليد عبد الله بن الفَرَضي، وإبراهيم بن شاكر، وعبد الله [بن] الربيع التميمي، وأبو عمر أحمد بن محمد الطَّلَمَنْكي، وعدّة شيوخه: مائتان وثلاثون شيخًا.
اتصل بصاحب الأندلس، وكان ذا مكانةٍ عنده. صنّف له عدّة كتب، فولّاه القضاء، وكان حافظًا بصيرًا بالرجال، أكثر الناسُ عنه من السماع.
وتُوُفّي في رجب، عن ستٍّ وستّين سنة.
قال أبو عمر أحمد بن محمد بن عفيف: كان ابن مفرّج من أغنى النّاس بالعِلم، وأحفظهم للحديث، ما رأيت مثله في هذا الفنّ، من أوثق المحدّثين بالأندلس وأجْودِهم ضبْطًا.
وقال الحُمَيْدِي: هو القاضي أبو عبد الله، وقيل أبو بكر، حافظ جليل، صنّف كُتُبًا في فِقه الحديث، وفي فِقْه التابعين، من ذلك «فقه الحَسَن البَصْري» في سبع مجلّدات، و «فقه الزُّهْري» في أجزاء عديدة. وجمع «مُسْند قاسم بن أصبغ» في مجلَّدات [1] .
محمد بن إبراهيم بن يونس [2] ، أبو بكر البغدادي قاضي دير العاقول [3] .
__________
[ () ] التاج المكلّل 320، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان (من تحقيقنا) ق 1/ ج 4/ 105 رقم 1312، مرآة الجنان 2/ 409، الوافي بالوفيات 2/ 51 رقم 333، الديباج المذهب 316، النجوم الزاهرة 4/ 158، 159، سير أعلام النبلاء 16/ 390- 392 رقم 381، طبقات الحفاظ 399، هدية العارفين 2/ 51.
[1] جذوة المقتبس 40.
[2] تاريخ بغداد 1/ 415 رقم 415 وفيه «محمد بن إبراهيم بن حمدان بن إبراهيم بن يونس نيطرا» ، المنتظم 7/ 155 رقم 258.
[3] دير العاقول: بين مدائن كسرى والنعمانية، بينه وبينه بغداد 15 فرسخا على شاطئ دجلة.(26/664)
روى عن جدّه، وعمر بن أبي غيلان، ومحمد بن الحسين الأشناني، وعبد الله بن زيدان البَجَلي، وعبد الله البَغَوِي.
وعنه: أبو محمد الخلال، وأبو القاسم الأزهري، وعلي بن المحسّن التَّنُوخيّ.
وثّقه الخلال، وتُوُفّي في ربيع الأوّل.
وأمّا جدُّه فيروي عن عبد الأعلى بن حمّاد، بقي إلى سنة ثلاثمائة.
وآخر من روى عن أبي بكر: أبو محمد الجوهري.
محمد بن بكر بن خَلَف بن مسلم، أبو بكر الدّركي المطّوّعي الصّالح.
حدّث عن: إسحاق بن أحمد بن خَلَف، وأحمد بن محمد المُنْكَدِري، وعبد الملك بن محمد بن عَدِيّ.
وعنه: جعفر المُسْتَغفِري.
تُوُفّي في ربيع الآخر. ودَرَكَه من قُرى بُخَارى [1] .
محمد بن بكر بن مطروح، أبو بكر الفقيه النّعالي المصري.
روى عن: سعيد بن هاشم الطَّبرِي، وأبي جعفر الطَّحَاوي.
تُوُفّي في رمضان.
محمد بن الحسين بن موسى [2] بن مَحْمَويْه، أبو سعيد النَّيْسَابُوري السّمسار.
سمع: أبا قُرَيْش بن جمعة، وأبا بكر بن خُزَيْمَة.
وعنه الحاكم، وقال: تُوُفّي في رمضان. وأبو حفص بن مسرور، وأبو سعد الكنجروذي.
__________
[ () ] (معجم البلدان 2/ 520) .
[1] انظر معجم البلدان 2/ 452.
[2] سير أعلام النبلاء 16/ 402 رقم 289 وص 426 بدون رقم.(26/665)
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ [1] بْنِ شيِرَوَيْه، أبو بكر النَّيْسَابُوري، نزيل فَسَا من بلاد شيراز.
ثقة، سمع الحسن بن سفيان الفَسَوِي، وابن خُزَيْمَة، والسّرّاج.
روى عنه محمد بن عبد العزيز القصّار، ثم قال: ثقة. قال لي: وُلِدت سنة إحدى وثمانين ومائتين، ومات سنة ثمانين.
قلت: فيكون عمره تسعًا وتسعين سنة.
قال الحافظ أبو مسعود الدمشقي: سمعت أبا عمرو بن حمدان وسئل عن أَبِي. مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن شيرويه الذي يحدّث بفَسَا، فقال: ما سمعنا مُسْنَد الحسن بن سفيان إلّا حين قدم والده معه، فزدت له، يعني الحسن، مائة دينار، فسمعنا معه.
وقد أرّخه ابن نُقْطَة في «التقييد» في هذه السَّنة.
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ [2] بْنِ عُمَرَ بْنِ عبد الله بن الهمذاني الأصبهاني أخو أبي الحسن، يُكَنى أبا الحسين.
حدّث عن: عَبْد اللَّه بْن محمد بْن عَبْد الكريم الرازي، وأحمد بن علي الجارودي.
وعنه أبو نُعَيم.
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [3] بن صُبر [4] ، أبو بكر الحنفي الفقيه.
ولي القضاء بعسكر المهديّ، وعاش ستّين سنة، وكان مُعْتَزِليًّا مشهورًا به، رأسًا في عِلْم الكلام.
سمْى أبو بكر الخطيب أباه عبد الرحمن: وإنّما هو مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ محمد بن الحسين بن الفَهْم المعروف بابن صبر.
__________
[1] سير أعلام النبلاء 16/ 402، 403 رقم 290.
[2] ذكر أخبار أصبهان 2/ 302، 303.
[3] تاريخ بغداد 2/ 321 رقم 808.
[4] كذا قيّدها في الأصل بالضم والفتح.(26/666)
ناب في القضاء عن أبي محمد بن معروف. كان بصيرًا بكلام أبي هاشم الْجُبّائي، خبيرًا بالتفسير.
وله كتاب في الردّ على اليهود، وكتاب [1] «عُمْدَة الأدِلّة» ، وكتاب «التفسير» وما أَتَمَّه [2] .
تُوُفّي لعَشْرٍ بقين من ذي الحجّة ببغداد.
ولبِشْر بن هارون فيه:
قل للدّعِيِّ أبي صُبَر ... وهل ادّعيت فَمَنْ صَبَرْ
وإذا تَطَيْلَسَ للقضاء ... فَمَرْحَبًا بأبي العُذَرْ
فَقَضَاؤُهُ شَرُّ القضاء ... إذا قَضَى عَمِيَ البَصَرْ
محمد بن علي بن المؤمّل النَّيْسَابُوري الماسَرْجَسي.
سمع: جدّه المؤمّل بن الحسن، وأبا حامد بن الشّرْقي، وحكى [عن] [3] ابن عبدان وغيرهم. يكنى أبا عبد الله.
تُوُفّي في جُمادى الأولى.
روى عنه: الحاكم، وأبو سعد الكَنْجَرُوذِي، وطائفة.
عاقل ثِقَة.
محمد بن محمد بن عبد الرَّحيم [4] بن محمد، أبو أحمد القَيْسَراني.
سمع: أبا بكر الخرائطي، ومحمد بن أحمد بن صفوة المَصّيصي، وخَيْثَمَة الأطْرَابُلُسي، وجماعة.
وعنه: أبو بكر محمد بن أحمد الواسطي، وجميل بن محمد
__________
[1] في الأصل «كان» .
[2] في الأصل «تمه» .
[3] إضافة على الأصل.
[4] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 39/ 303، معجم البلدان 4/ 422، من حديث خيثمة الأطرابلسي (من تحقيقنا) 46، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان (من تأليف المحقق) ق 1/ ج 4/ 354 رقم 1589.(26/667)
الأَرْسُوفي، وأبو الفرج عُبَيْد الله بن محمد النّحوي، وأبو بكر محمد بن الحسن الشيرازي، وجماعة.
وحدّث في سنة ثمانين وانقطع خبره.
منصور بن محمد بن أحمد بن حرب القاضي، أبو نصر البُخَاري.
سمع: أبا العبّاس الدَّغُولي، وأبا بكر أحمد بن المُنْكَدِرِي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبا عبد الله المَحَاملي، وإبراهيم بن عبد الرزّاق الأنطاكي، وأحمد بن سليمان بن زبّان الكِنْدي.
روى عنه: أزدشير بن محمد الهشامي، وأبو عبد الله الحاكم، وفضل ابن سهل الصّفّار.
وكان محتسب بُخَارَى، وبها تُوُفّي.
موسى بن عمران بن موسى [1] بن هلال السُّلَمَاسي [2] .
سمع أباه: محمد بن عبد الله، ومحمد بن عبد الله مكْحُولًا البَيْرُوتي، وأحمد بن عبد الوارث الغسّال، وابن جَوْصَا، ومحمد بن القاسم المُحَاربي الكوفي، وجماعة.
وعنه: ابن أخيه مهنّد بن المظفّر، وأحمد بن جبرين السلماسي، وأبو القاسم علي بن محمد الزيدي الحَرَّاني.
تُوُفّي في ربيع الآخر بسَلَماس [3] .
يعقوب بن يوسف بن إبراهيم [4] بن هارون بن داود بن كِلّس، الوزير
__________
[1] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 24/ 240 و 44/ 144، 145، موسوعة علماء المسلمين 5/ 106 رقم 1724.
[2] السّلماسي: بفتح السين واللام والميم وبعدها ألف وفي آخرها سين أخرى مهملة. نسبة إلى سلماس، مدينة من بلاد أذربيجان. (اللباب 2/ 126) .
[3] في الأصل «باسنيه» ، والأرجح أن الصحيح «بسلماس» كما ذكر ابن عساكر.
[4] المنتظم 7/ 155، 156 رقم 259، العبر 3/ 14، مرآة الجنان 2/ 410، البداية والنهاية 11/ 308، ذيل تاريخ دمشق 32، اتعاظ الحنفا 1/ 144، 146، 147، 216، 225، 229، 242، 248، 252، 259، 260، 261، 262، 265، 268، 292، 293، 298 و 2/ 4، 45، 46، 47، 51، 175، و 3/ 266، دول الإسلام 1/ 232، الكامل في(26/668)
البغدادي، أبو الفرج.
كان يهوديا خبيثًا ماكرًا فَطِنًا داهية. سافر ونزل الرَّملة، وصار بها وكيلًا، فكسر أموال التجار، وهرب إلى مصر، ثم توصّل، وجرت له أمور، فرأي منه كافور الإخشيذي فِطْنَةً وسياسة، وطمع هو في التقدُّم، فأسلم في يوم جمعة، فقصده الوزير ابن حنزابه لما فهم مرامه، فهرب إلى المغرب، واتّصل بيهودٍ كانوا في خدمة المُعِزّ، فعَظُم شأنه، ونَفَق على المُعِزّ، وجاء معه إلى مصر، فلما ولي العزيز، استوزره سنة خمسٍ وستّين، وبقي وزيره إلى أن هلك، وهو وزير في هذه السنّة في ذي القعدة، وله اثنان وستون سنة.
وكان عالي الهمّة وافر الهَيْبَة، عاده في مرضه العزيز وقال له: يا يعقوب ودِدتُ أن تُباع فأشتريك بملكي، فهل من حاجةٍ؟ فبكى وقبّل يده، وقال: أمّا لنفسي فلا يحتاج مولاي وصيّة، ولكن فيما يتعلّق بك: سالم الروم ما سالموك، واقنع من بني حمدان بالدَّعْوة والشُّكْر، ولا تُبْقِ على المفرَّج بن دَغْفَل متى أَمْكَنتْك فيه الفرصةُ، فأمر به العزيز، فدُفِن في القصر، في قُبة بناها العزيز لنفسه، وصلّى عليه، وألْحَدَه بيده، وتأسّف عليه، وهذه المنزلة ما نالها وزير قطّ من مخدومه.
وقيل إنّه حَسُنَ إسلامُهُ، وقرأ القرآن والنَّحْوَ، وكان يجمع عنده العلماء وتُقْرأ عليه مصنّفاته ليلة الجمعة، وله إقبال زائد على العلوم على اختلافها، وقد مدحه عدّة شعراء، وكان كريمًا جَوَادًا.
ومن تصانيفه كتاب في الفقه [1] ممّا سمعه من المُعِزّ والعزيز، وجلس سنة تسعٍ وستّين مجلسًا في رمضان، فقرأ فيه الكتاب بنفسه، وسمعه
__________
[ () ] التاريخ 9/ 77، الدرة المضية 131، 141، 159، 173، 174، 175، 178، 189، 192، 225، 226، 2327، 230، 593، النجوم الزاهرة 4/ 158، شذرات الذهب 3/ 97، الإشارة إلى من نال الوزارة 19- 23، تاريخ التراث العربيّ 2/ 327، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 196، النجوم الزاهرة في حلى حضرة القاهرة 215، وفيات الأعيان 7/ 27- 35، المواعظ والاعتبار 2/ 5- 8، حسن المحاضرة 2/ 201، سير أعلام النبلاء 16/ 442- 444 رقم 327، طبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 380، 381، عيون الأخبار- السبع السادس 228- 241، تاريخ الأنطاكي.
[1] يسمّى «مصنّف الوزير» (عيون الأخبار 232) كما يعرف بالرسالة الوزيرية (الإشارة 21) .(26/669)
خلائق، وجلس جماعة في الجامع العتيق يُفْتُون من هذا الكتاب.
قلت: هذا الكتاب يريد كونه على مذهب الرافضة، فإنّ القوم رافضة ملحدة في الباطن.
وقد اعتقله العزيز شهرًا في أثناء سنة ثلاث وسبعين، ثم رضي عنه، وردّه إلى الوزارة. وكان إقطاعه من العزيز في العام مائتي ألف دينار. ومات، فوُجِد له من المماليك [1] والعبيد أربعة آلاف غلام، إلى أشباه ذلك.
ويقال: إنّه كُفّن وحُنّط بما قيمته عشرة آلاف دينار.
وقيل: إنّ العزيز بكى عليه، وقال: وَأطُول أسفي عليك يا وزير.
ويقال: إنّه رثاه مائةُ شاعر، فأخِذت قصائدُهُم وأُجِيزوا، والأصحّ أَنَّه حسُن إسلامه.
يونس [2] بن أبي عيسى بن عتيك، أبو الوليد البلنسي.
سمع بقُرْطُبة من: أحمد بن خالد، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وجماعة.
__________
[1] في الأصل «الممالك» .
[2] في الأصل «نويس» والتصويب من تاريخ علماء الأندلس 2/ 209 رقم 1643.(26/670)
المتوفّون تقريبًا من أهل هذه الطبقة رحمهم الله تعالى
أحمد بن عبيد الله الكلوذاني [1] المعروف بابن قَزَعة.
سمع: أبا عبد الله المَحَامِلي، والصُّولي.
وعنه: محمد بن عمر بن بُكَيْر، وغيره.
وكان أديبًا كثير العِلْم.
أحمد بن محمد بن محفوظ.
حدّث بما وراء النّهر عن: عمر بن محمد بن بجير، وجعفر الكرميني.
أحمد بن محمد بن الحسن [2] . أبو نصر البُخَاري.
سمع: أحمد بن محمد بن الخليل.
وروى عنه كتاب «الأدب» للبُخَاري: عبد المؤمن بن خَلَف النَسَفي.
قال الخطيب: كان ثقة قبل سنة ثمانين.
أَحْمَد بْن محمد بْن يحيى [3] ، أبو الحسين الدوسي [4] الأنباري.
__________
[1] في الأصل «الكلواذي» والتصحيح من تاريخ بغداد 4/ 254 رقم 1989.
[2] تاريخ بغداد 4/ 428 رقم 2327.
[3] تاريخ بغداد 5/ 118، 119 رقم 2533.
[4] في الأصل «السّدوسي» .(26/671)
عن: أبي القاسم البغوي، وابن زياد النيسابوري.
وعنه: محمد بن محمد الأنباري.
تُوُفّي في حدود الثّمانين.
أحمد بن عبد الله بن إسحاق بن المتوكّل على الله، أبو الحسين العبّاسي الهاشمي.
قال ابن النّجار: لقي الْجُنَيد ورُوَيْمًا. وسمع من محمد بن جرير، وأبي بكر محمد بن داود الأصبهاني، وسكن شِيرَاز، وحدّث بها سنة تسع وسبعين وثلاثمائة، وجاوز المائة.
روى عنه: ابنه عبد الصّمد، وأبو أحمد اللّبّان، ومحمد بن عبد العزيز الشيرازي القصّار.
أحمد بن محمد بن إسماعيل، أبو طاهر الهَرَوِي.
سمع: الحسين.
وعنه: أبو بكر البَرْقَانِيّ.
إسماعيل بن عمران، أبو علي السّعْدي اللُّغوي.
أخذ عن: الأنباري.
صاعد، أبو نصر البغدادي [1] المقرئ.
قدِم الأندلس سنة خمسٍ وسبعين، وكان قد قرأ القرآن على ابن مجاهد، وسمع منه كتاب «السبعة» . وكان له نصيب من العربية.
توفّي سنة ستٍّ وسبعين، أو نحوها. قاله ابن الفَرَضي.
طلحة بن عمر الحذاء [2] ، بغداديّ.
يروى عن: الباغَنْدِي، وأبي القاسم البَغَوِي.
وعنه: بشْرى الفاتني، وعبد العزيز الأزجي.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 204 رقم 614.
[2] تاريخ بغداد 9/ 350 رقم 4907.(26/672)
عبد الله بن الحسين [1] أبو محمد بن الشيلماني [2] الخلال.
سمع: محمد بن محمد التُمّار، صاحب يحيى بن مَعين، وأبا القاسم البَغَوِي.
وعنه: أحمد بن محمد العتيقي، والأَزْجي، ومحمد بن علي القساري.
وثّقه أبو محمد الخلّال.
عَبْد الله بْن محمد بْن أيّوب [3] بْن حيّان، أبو محمد الدمشقي القطّان الحافظ.
سمع: أبا بكر الخرائطي، ويعقوب الْجَصَّاص، وأبا العبّاس بن عُقْدَة، ومحمد بن مَخْلدَ، وأبا سعيد بن الأعرابي، وطبقتهم بالشام، والعراق، والحجاز، والجزيرة.
وعنه: تمّام الرّازي، وعبد الله بن محمد، [و] إبراهيم بن عطيّة، ومحمد بن عَوْف المُزَني، وجماعة.
عبد المؤمن بن عبد المجيد، أبو يعلى النَّسَفي.
عن: محمد بن إبراهيم البوسَنْجِي، وإبراهيم بن مَعْقِل.
وعنه: جعفر بن محمد التويني.
مات بعد الستّين.
عثمان بن محمد [4] ، أبو عمرو العثماني البصري.
__________
[1] تاريخ بغداد 9/ 441 رقم 5065.
[2] في الأصل «الشبلماني» ، و «الشّيلماني» : بفتح الشين المعجمة، وسكون الياء المفتوحة من تحتها باثنتين، وفتح اللام والميم. نسبة إلى شيلمان، بلدة من بلاد جيلان. (الأنساب 7/ 475) .
[3] تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 3/ 341 و 38/ 198، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان ق 1/ ج 3/ 215 رقم 902.
[4] حلية الأولياء 2/ 196 و 371 و 374 و 7/ 82، من حديث خيثمة الأطرابلسي (من تحقيقنا) 41 و 191، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان ق 1/ ح 3/ 281 رقم 1006.(26/673)
حدّث بدمشق وأصبهان عن: محمد بن الحسين بن مكرم، وخَيْثَمَة الأطْرَابُلُسي، وجماعة.
وعنه: ابن المقرئ وهو أكبر منه، وتمّام، وابن مَرْدَوَيْه، وأبو نعيم، وغيرهم. علي بن الحسن بن أحيد [1] ، أبو الحسن البلْخي القطّان.
سمع: المَحَامِلي، وأبا العباس بن عُقْدَة، وإسحاق بن شبيب البلْخي.
وعنه: يوسف القوّاس الزّاهد، وهو أكبر منه، وتمّام الرّازي، والحاكم.
تُوُفّي بعد السبعين وثلاثمائة.
محمد بن أحمد بن الحسن [2] ، أبو الحسن الكرخي، نزيل بيت المقدس.
سمع أبا سعيد بن الأعرابي، وخيثمة بن سليمان، وعثمان بن محمد الذهبي وجماعة.
وعنه: أبو الفرج عُبَيْد الله المراغي، وانتقي عليه الحافظ عبد الغني المصري.
محمد بن أحمد بن يعقوب، أبو العباس المَصَّيصي.
روى عنه: علي بن عبد الحميد الغضائري، وأبو عَرُوبة، وأحمد بن بكرون الدَّسْكَري، والحسن بن علي الْجَوْهري.
ضعّفه الخطيب [3] .
مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه [4] بْن بُنْدار، أبو زُرعَة الأستراباذي المؤذن العلم، المعروف باليمني.
سمع: أبا القاسم البَغَوِي ببغداد، وأبا عروبة بحرّان، وأبا العبّاس
__________
[1] تاريخ بغداد 11/ 381 رقم 6248.
[2] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 36/ 282 و 38/ 399، من حديث خيثمة الأطرابلسي 44، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان ق 1/ ج 4/ 70 رقم 1275.
[3] لم أجده في تاريخه.
[4] تاريخ جرجان 540 رقم 1160.(26/674)
السّرّاج بنَيْسَابور، وعلي بن الحسين بن معدان بفارس، وابن جَوْصَا بدمشق.
وعنه: حمزة السَّهمي.
محمد بن إبراهيم بن عبد اللَّه، أبو هُمَام الطُّوسي الحافظ.
سمع: أبا العباس بن عُقْدَة، وعبد الله بن محمد الحامض، والمَحَامِلي.
وعنه: عبد الغني بن سعيد، [و] أحمد بن الحسن الطّيّان، وعلي بن السّمسار، وغيرهم.
محمد بن إبراهيم بن سَلَمة، أبو الحسن الكُهَيْلي الكوفي.
سمع: محمد بن عبد الله الحضرمي مُطَيّنًا، وغيره.
وعنه: الحسين بن أحمد الرّازي.
محمد بن إسحاق بن زاذ الأهوازي.
عن: أحمد بن الحسن المصري، وإبراهيم بن محمد النّاقد.
وعنه: أبو علي الأهوازي، والحسين بن أحمد بن سهل.
قال الخطيب [1] : غير ثقة.
محمد بن الحسن بن سليمان، أبو النَّصْر الهَرَوِي السّمسار.
سمع: الحسين بن إدريس، وعبد الله بن عُرْوَة الفقيه.
وعنه: أبو يعقوب الفرات.
محمد بن أبي كريمة [2] ، أبو علي الصّيداوي.
سمع: ابن جوصا، وأبا الدّحداح، [و] أحمد بن محمد بن عاصم، وجماعة.
وعنه: الخصيب بن عبد الله القاضي، وأبو سعد الماليني، وصالح بن
__________
[1] لم أجده في تاريخه.
[2] هو محمد بن جعفر بن محمد بن أبي كريمة. انظر: تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 3/ 168 و 12/ 454 و 25/ 234 و 37/ 288، 289 و 40/ 18 و 43/ 495، تهذيب ابن عساكر 5/ 141، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان ق 1/ ج 4/ 140 رقم 1353.(26/675)
المَيَانجي، وأحمد بن الحسن الطّيّان وآخرون.
محمد بن الحسن بن علي [1] ، أبو طاهر الأنطاكي المقرئ المحقّق.
قال أبو عمرو الدّاني: هو من أجلّ أصحاب إبراهيم بن عبد الرزاق الأنطاكي وأضبطهم، روى عنه القراءة جماعةٌ من نُظَرائه كابن غلبون، وقيل إنّه تُوُفّي قبل سنة ثمانين وثلاثمائة بيسير، مُنْصَرَفَه من مصر.
وقال غيره: قرأ علي ابن عبد الرزّاق، وعتيق بن عبد الرحمن الأَذَني.
وروى عنه: علي بن داود الداراني، وعلي بن محمد الجبّان، وفارس بن أحمد الضَّرير، وعبد المنعم بن غلبون، وتصدَّر للإقراء مدّة.
محمد بن الحسين بن إبراهيم [2] بن عاصم أبو الحسن الآبُري السّجِسْتَاني، وآبُر: من قُرَى سَجَستان. محدّث مشهور.
سمع: أبا العبّاس السّرّاج، وابن خزيمة، وأبا عَرُوبة الحَرّاني، وأبا نُعَيم بن عَدِيّ، ومحمد بن يوسف الهَرَوي، ومَكْحَولًا البيروتي، ومحمد بن الربيع الجيزي، وجماعة.
وعنه: علي بن بُشْرَى اللَّيثي، ويحيى بن عمّار السِجِسْتانيّان.
وصنّف كتابًا كبيرًا في مناقب الشافعي.
تُوُفّي قريبًا من سنة سبعين وثلاثمائة.
محمد بن الخضر بن زكريا [3] بن أبي خرّام، أبو بكر البغدادي المقرئ.
ثقة، حدّث عن أبي القاسم البغوي.
__________
[1] معرفة القراء 1/ 277، 278 رقم 20.
[2] الإكمال 1/ 123، الأنساب 13 أ، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 37/ 392، 393، طبقات الشافعية الكبرى 2/ 149، 150، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان ق 1/ ج 4/ 160 رقم 1380.
[3] تاريخ بغداد 5/ 241 رقم 2734.(26/676)
وعنه: أبو العلاء الواسطي، والتَّنُوخي.
محمد بن الطيّب بن محمد [1] ، أبو الفرج البغدادي الحافظ البلّوطي.
سمع: أبا بكر بن داود، وأبا ذَرّ بن الباغَنْدِي، ومحمد بن سليمان النّعال، وحدّث بالأهواز وغيرها.
روى عنه: ابن أبي الفوارس، وأبو نُعَيم، وأبو بكر بن أبي الذّكْوَاني.
محمد بن عبد الله ( ... ) [2] السياري الهَرَوِي.
سمع: أحمد بن نجدة بن العريان.
وعنه: أبو يعقوب القَرّاب.
محمد بن عبد ربه الجيلي العدوي الطبيب.
دبّر مارستان مصر في دولة الإخشيذية، وأخذ المنطق عن أبي سليمان محمد بن طاهر بن بهرام السِجِسْتاني.
وعبر الأندلس سنة ستّين وثلاثمائة، وخدم المستنصر باللَّه وابنه المؤَيّد باللَّه.
وكان قليل النّظير في الطّبّ، وله مصنفات.
محمد بن علي بن يحيى [3] ، أبو بكر البغدادي، العريف، البزاز.
سمع: أبا القاسم البَغَوِي، وابن أبي داود.
وعنه: العتيقي، ومحمد بن علي الصباري.
وهو ثقة.
محمد بن غريب بن عبد الله [4] ، أبو بكر البغدادي البزّاز، غلام ابن مجاهد.
__________
[1] تاريخ بغداد 5/ 378 رقم 2905.
[2] بياض في الأصل.
[3] تاريخ بغداد 5/ 89 رقم 1080.
[4] تاريخ بغداد 5/ 147 رقم 1179.(26/677)
سمع: أحمد بن محمد بن الجعد الوشَّاء، وجعفر بن محمد الفِرْيابي، وعلي بن حمّاد الخشّاب راوي مُوَطَّأ سُوَيْد، عن ابن الْجَعْد الوشَّاء، عن سُوَيْد.
وقَعَ لنا من طريقه.
محمد بن محمد بن عُبَيْد بن أحمد بن مَخْلَد، أبو بكر العسكري بن الدّقّاق، أخو الحسن، وهو الأصغر.
سمع: أباه، وإبراهيم بن عبد الله المخرمي، ومحمد بن محمد الباغَنْدي، وأبا بكر بن أبي داود، وأبا أحمد بن هارون، ويوسف الشطوي، وأبا العباس بن مسروق.
روى عنه: بُشْرَى الفاتني جُزْءًا سمعناه. وأبوه يروي عن زكريا بن يحيى بن أسد، وجماعة.
محمد بن محمد بن عبد الوهاب، أبو زُرْعَة.
عن: أبي عصمة العُكْبَري القاضي.
روى: عن البَغَوِي وجماعة.
روى عنه عبد العزيز الأزجي.
محمد بن محمد بن مُعَاذ [1] أبو بكر المقرئ، بغداديّ مُوَثَّق.
يروى عن: البَغَوِي.
وعنه: أبو العلاء الواسطي، وعبد العزيز الأزجي.
محمد بن يوسف بن يعقوب [2] ، أبو بكر الرَّقِّيّ، ويقال أبو عبد الله.
__________
[1] تاريخ بغداد 3/ 224 رقم 1285.
[2] تاريخ بغداد 3/ 409، 411 رقم 1542، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 40/ 311، تذكرة الحفاظ 3/ 1012، 1013 رقم 944، سير أعلام النبلاء (مصوّرة دار الكتب المصرية) 10 ق 2/ 265 ب، لسان الميزان 5/ 436، 437 رقم 143، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان ق 1 ج 5/ 53 رقم 1653، من حديث خيثمة الأطرابلسي 47، معجم الشيوخ(26/678)
محدّث واسع الرّحلة.
سمع: ابن الأعرابي بمكّة، وعبد الله بن عمر بن شَوْذب بواسط، وإسماعيل بن الصّفّار ببغداد، وخَيْثَمَة بن سُلَيمان بالشام، وعبد الله بن فارس بأصبهان.
وعنه: أبو الحسين بن جُمَيْع، وهو أكبر منه وإن كان قد عُمَّر بعده دهْرًا، وأحمد بن الحسن الطّيّان، وأبو العلاء الواسطي، وعبد العزيز بن علي الأَزْجِي، وأبو الحسن بن عبد الرحمن بن أبي نصر، وغيرهم.
رماه الخطيب بالكَذِب، وذكر له حديثًا تفرّد به الطَّبَراني، بسنده [إذا كان يوم القيامة جاء أصحاب الحديث] [1] بأيديهم المحابر. ثم قال الخطيب:
الحَمْل في وضعه عن الرّقّي.
محمد بن يوسف بن عمار [2] ، أبو الحسين الحريكي [3] البغدادي المقرئ إمام جامع البصرة.
أدركه سنة إحدى وسبعين عيسى بن سعيد بن سعدان الكوفي القُرْطُبي، وقرأ عليه أبو الحسن طاهر بن غلبون برواية حمزة بالبصْرة، عن قراءته على أبي الحسين بن بويان. وقد روى عن البَغَوِي، وابن صاعد، وابن أبي داود، وابن جَوْصَا، وجماعة.
روى عنه [4] : محمد بن الحسين بن جرير الدشتي [5] الأصبهاني، لقيه
__________
[ () ] لابن جميع (مخطوطة ليدن) 1/ 50، ميزان الاعتدال 4/ 72، 73، طبقات الحفاظ 401.
[1] ما بين الحاصرتين مأخوذ من تاريخ بغداد 3/ 410، والعبارة في الأصل مشوّشة ومبتورة حيث جاء «سنده كالشمس يجي يوم القيامة» . وتمام الحديث: «فيأمر الله تعالى جبريل أن يأتيهم فيسألهم وهي أعلم بهم، فيقول: من أنتم؟ فيقولون: نحن أصحاب الحديث، فيقول الله تعالى: «ادخلوا الجنة على ما كان منكم لما كنتم تصلّون على نبيّي في دار الدنيا» .
[2] معرفة القراء الكبار 1/ 278 رقم 21 وفيه «نهار» بدل «عمار» .
[3] في معرفة القراء «الحرتكي» .
[4] في الأصل «عن» .
[5] في الأصل «الدنسي» والتصحيح من معرفة القراء.(26/679)
بالأهواز، وأما أبو عمرو الدّاني فذكر أنّه بصْري، وأنّه أخذ القرآن عَرْضًا عن ابن مجاهد، وابن شنّبوذ [1] ، وابن بويان، وغيرهم. وسمع من البَغَوِي.
قرأ عليه غير واحد من شيوخنا.
تُوُفّي بعد السبعين.
لؤلؤ القيصري [2] مولى المقتدر باللَّه.
سمع بدمشق وغيرها: هشام بن أحمد، والحسن بن حبيب، وقاسم بن أحمد المَلَطي، وأحمد بن إبراهيم بن غالب البلدي، وجماعة.
وعنه: أبو بكر البَرْقَانِيّ، ومحمد بن عمر بن بُكَيْر، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي.
كنيته أبو محمد.
منصور بن عبدوس، أبو رافع.
سمع: محمد بن محمد الباغَنْدي، وعبد الله بن زيدان البَجَلي.
وعنه: صاعد بن محمد بن القاضي الهَروِي.
يحيى بن مسعر بن محمد بن يحيى، أبو زكريّا التنُوخي المقرئ.
سمع أباه، وأبا عَرُوبَة الحرّاني، وعبد الرحمن بن عمرو الرَّحْبي، وأبا عُبَيْد بن حَرْبَوَيْه القاضي، ومحمد بن يوسف الهَروي، وعبد الصمد بن سعيد الحمصي، وطائفة سواهم.
وعنه: أبو بكر محمد بن علي بن حميد، وجعفر، وأحمد، ومحمد بنو عبد الله بن حياه، وأبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان المَعَرّيون.
وفي مشيخة ابن أبي الصَّقْر الأنباري: أبو العلاء: نا يحيى بن مسعر، ثنا أبو عَرُوبة، فذكر حديثًا.
محمد بن أحمد بن محمد بن مهدي، أبو عبد الله الإسكافي الشاهد.
بغداديّ فاضل.
__________
[1] في الأصل «سنبوذ» .
[2] هو: لؤلؤ بن عبد الله. (تاريخ بغداد 13/ 18 رقم 6978) .(26/680)
سمع: أبا القاسم البغوي، وابن أبي داود، وابن صاعد، وابن فيروز، ومحمد بن هارون الحَضْرَمي، وابن مجاهد، ونفطَوَيْه، وابن دُرَيْد، وأحمد بن علي الْجَوْزَجاني، وابن الأنباري، وابن مَخْلَد العطّار، وطائفة.
روى عنه: أبو نُعَيم، وأبو سعيد النّقّاش الأصبهانيّان، لقياه ببغداد، وله تاريخ كبير على السّنين والحوادث، وما كأنّه بقي إلى هذا الوقت.
وقد ذكره ابن النّجّار وقال: قرأت في كتاب أبي طاهر أحمد بن الحسن الكَرْخي بخطّه: مات أبو العبّاس محمد بن أحمد بن مهدي الشاهد في رجب سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة.
قلت: هذا رجل آخر، لو بقي الإسكافي إلى هذا الحين لازدحموا عليه.
موس بن محمد بن جعفر [1] بن عَرَفة السّمسار، أبو القاسم البغدادي.
عن: محمد بن حرب، وأبي يعلى الموصلي، وعبد الله المدائني، وغيرهم.
وعنه: القاضي الطبري، وأبو حازم الفرّاء، والعتيقي.
قال ابن الفرّاء: تكلّموا فيه.
محمد [2] بن عمر بن شَبوَيه [3] ، أبو علي الشَبُوي المَرْوَزي.
سمع «صحيح البخاري» سنة ستّ عشرة وثلاثمائة من الفَرَبْري، وكان ثقة مقبولًا.
سمع منه الكتاب أهل مرو سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، ورواه عنه سعيد بن أبي سعيد العيّار.
__________
[1] تاريخ بغداد 13/ 64 رقم 4047.
[2] هكذا في الأصل، وفي (الإكمال 5/ 107) وفي نسخة مخطوطة من أنساب السمعاني بمكتبة كوبرلي، وهو «أحمد» في (اللباب 2/ 183) وفي الأنساب، نسخة أياصوفيا ومصوّرة ليدن، والإكمال نسخة الظاهرية. (انظر: الأنساب 7/ 285 المتن والحاشية) . ومشتبه النسبة 2/ 390، وسير أعلام النبلاء 16/ 423، 424 رقم 309.
[3] في الأصل «شنبويه» والتصحيح من (الأنساب والإكمال واللباب) ، وشبّويه: بفتح الشين المعجمة، وضم الباء المشدّدة المنقوطة بواحدة من تحت. وهو جدّ صاحب الترجمة.(26/681)
قال أبو بكر السمعاني: لما تُوُفّي الشَبُّوي سمع النّاس «الصحيح» من أبي القاسم الكُشْمِيهَني [1] ، وكان من كبار الصُّوفيّة.
ذكره السُّلمي فقال: كان من أصحاب أبي العبّاس السياري، له لسان ذَرِب في [علوم] [2] القوم، وكان الأستاذ أبو [3] علي الدّقّاق يميل إليه، وهو الذي رأى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: قلت يا رسول الله شيّبتني: «هود» و «الواقعة» [4] [قال] [5] : ما الّذي شيّبك منهما؟ قال: فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ 11: 112. أحمد بن الحسن بن محمد بن سعيد، أبو العبّاس البغدادي المخرمي.
الوزّان الصَّيْدَلاني، المعروف بابن بطانة.
سكن البصرة وحدّث عن: البَغَوِي، وابن صاعد، وأبي حامد الحضْرَمي، وأحمد بن إسحاق البهلول، وجماعة.
وعنه: أبو نُعَيم الحافظ، وأخوه عبد الرّزّاق، وأبو سعد الماليني، وحمزة السَّهْمي، وغيرهم.
وكان ينسخ للنّاس، ويقرأ الحديث على أبي إسحاق الهجيمي ونحوه.
عبد السلام بن حسين [6] ، أبو طالب المأموني [7] .
__________
[1] الكشميهني: بضم الأول وسكون الشين وكسر الميم وسكون الياء تحتها نقطتان وفتح الهاء.
وفي آخرها نون، نسبة إلى قرية من قرى مرو القديمة. (اللباب 3/ 99) .
[2] ساقطة من الأصل، والاستدراك من: سير الأعلام 6/ 423.
[3] في الأصل «أبي» .
[4] أخرجه الترمذي (3297) ، وابن سعد في الطبقات 1/ 435، وأبو نعيم في الحلية 4/ 350 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: يا رسول الله قد شِبْتَ. قَالَ: «شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَالْوَاقِعَةُ وَالْمُرْسَلَاتُ وَعَمَّ يتساءلون، وإذا الشمس كوّرت» . وحسّنه الترمذي، وصحّحه الحاكم في المستدرك 2/ 344 و 476، ووافقه الذهبي في تلخيصه.
وأخرجه ابن سعد في الطبقات أيضا 1/ 436 من طريق قتادة مرفوعا، ولفظه: «شيّبتني هود وأخواتها» ورجاله ثقات، لكنه مرسل وأخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد 7/ 37 ونقله عن المعجم الكبير للطبراني. وأخرجه الخطيب في تاريخه 3/ 145.
[5] إضافة على الأصل.
[6] في الأصل «حسن» والتصويب من (يتيمة الدهر 4/ 149) .
[7] في الأصل «الماسوني» .(26/682)
من فُحُول الشعراء، له مدائح في الصّاحب بن عَبّاد وغيره.
فمن شعره:
يا رَبْعُ لو كنتُ دمعًا فيك مُنْسَكبا ... قضيتُ نَحْبي ولم أقض [1] الذي وَجَبَا
وعُصْبَةً بات فيها الغَيْظُ مُتَّقِدًا ... إذْ شُدْتُ لي فَوْقَ أعناقِ العِدَا رُتَبا
لكُنْتُ يوسفَ والأَسْبَاط هم وأبو ... الأسباط أنت ودعواهم دَمًا كَذِبَا [2]
أبو محمد بن مطران [3] الشّاشي، شاعر مُفْلِق، وهو القائل:
عَوَانٌ [4] أَعَارَتْها المَهَا حُسْنَ مَشْيها ... كما قد أَعَارَتْها العُيُون الجآذِرُ
فمن حسن ذاك المشي جاءت وقبّلت ... مواطيء من أقدامهنّ الضّفائر
ومن شعره:
مُهَفْهَفَةٌ لها نصف قضيب ... كَخَوْطِ البان في نصف رَداحِ
حكت لونًا ولينًا [5] واعْتِدالًا ... ولَحْظًا قاتلًا سُمْرَ الرَّماحِ
علي بن محمد بن مهدي [6] ، أبو الحسن الطَّبري المتكلّم الأَصُولي.
رحل في طلب العِلْم، وصحب أبا الحسن الأشعري بالبصْرة مدّة، وتخرّج به، وصنّف التصانيف، وتبحّر في عِلمِ الْكلام، وهو مؤلّف كتاب «مُشْكل الأحاديث الواردة في الصّفات» .
روى عنه: أبو سعد الماليني، وغيره.
وهو يروى عن أصحاب محمد بن إسحاق الصَّنْعاني، والعُطارِدي.
عثمان بن عمر بن عبد الرحمن الفقيه، أبو عمر البغدادي الشافعي، ويُعرف بابن أخي النّجّار.
__________
[1] الأصل «أرفض» والتصحيح عن: اليتيمة.
[2] في اليتيمة ورد البيت الثالث قبل الثاني، وفيها أبيات أخر.
[3] يتيمة الدهر 4/ 108- 115.
[4] في اليتيمة «ظباء» .
[5] في اليتيمة «لينا ولونا» .
[6] طبقات الشافعية الكبرى 2/ 312، 313.(26/683)
سكن دمشق، وسمع من، ابن جَوْصَا، ومحمد بن يوسف الهَرَوِي، وأبي الطّيّب بن عَبَادِل، وجماعة.
وعنه: عبد الرحمن بن عمر بن [أبي] نصر، وتمّام الرّازي، والحافظ عبد الغني، وأبو سعد الماليني، وغيرهم.
عمر بن محمد بن أحمد [1] بن مقبل، أبو القاسم بن الثلاج [2] .
شيخ بغداديّ هالك، كان كثير الأسفار. حدّث في الغُرْبة عن المَحَامِلي.
وروى عنه: أبو سعد الماليني.
قال أبو سعيد الإدريسي: قدِم علينا، وكان مُتَّهَمًا بالكِذب.
علي بن محمد بن حبش [3] ، أبو الحسن الأَنْباري الكاتب، من بيت حشمة وتقدّم.
روى عن جعفر الفِريْابي.
وعنه: أبو القاسم التَّنُوخيّ، وأبو العلاء الواسطي.
عاش نحوًا من تسعين سنة.
محمد بن هاشم الخالدي [4] المَوْصِلي الشاعر المشهور بن وعلة بن عرام بن عثمان بن بلال الشاعر. وكان من شعراء هذا العصر.
__________
[1] تاريخ بغداد 11/ 261 رقم 6022، لسان الميزان 4/ 326، 327، تاريخ التراث العربيّ 1/ 565 رقم 6.
[2] في الأصل «الملّاح» والتصويب من تاريخ بغداد.
[3] هو: «علي بن محمد بن عبد الله» ويعرف بابن حبش. (تاريخ بغداد 12/ 87، 88 رقم 6503) .
[4] يتيمة الدهر 2/ 165- 179، الفهرست 1/ 161، وفيات الأعيان (انظر فهرست الأعلام) ، الوافي بالوفيات 5/ 149 رقم 2168، أعيان الشيعة 10/ 153، الغدير في الكتاب والسّنّة والأدب 4/ 329، معجم الأدباء 11/ 208- 212، فوات الوفيات 1/ 339، الأعلام 3/ 156 و 7/ 352، معجم البلدان 2/ 338، 339، سير أعلام النبلاء 6/ 386، 387 رقم 277، اللباب 1/ 414، فوات الوفيات 2/ 52- 57 و 4/ 52، تاج العروس (مادّة: خلد) .(26/684)
وقد اشتريت مرّة المجلَّد الرابع من شعر الخالديَّيْن [1] ، ونسبتهما هذه إلى قرية الخالديّة، وهي من أعمال المَوْصِل.
وكان محمد الأكبر. وكان قد قدِم دمشقَ في صُحْبة الملك سيف الدولة بن حمدان، وكانا من خَوَاصّ شُعَرائه، وهما شاعران مُحْسِنان مُجَوَّدان متوافقان في النّظمَ، قد اشتركا في نَظْم كثيرٍ من الشعر، وكان السّريّ بن الرّفّاء [2] يبغضهما ويبغضانه، وينال منهما سبّا وهجاء.
فلمحمّد، وزعم الرّفّاء أنّه لكشاجم [3] :
محاسِنُ الدَّيْر تسبيحي ومِسْبَاحِي ... وخَمْرُهُ في الدُّجَى صُبْحي ومِصْبَاحي
أقَمْتُ فيه إلى أنْ صار هَيْكَلُهُ ... بيتي ومفتاحه للحُسن مُفْتَاحي [4]
ولمحمد:
والبدر منتقب [5] بغيم أبيض ... هو فيه بين تَخَفُّرِ وتَبَرُّج
كَتَنَفُّسِ الحسناء في المِرْآةِ إذ ... كَمُلَتْ مَحَاسِنُها ولم تَتَزَوّجِ [6]
ولسعيد [7] :
أَما تَرَى الغَيْمَ يا من قلبُهُ قاسِي ... كأنّه أتى [8] مقياسًا بمقياس
قَطْرٌ كَدَمْعي وبْرقٌ مثل نارِ جوّي ... في القلب منّي ورِيحٌ مثل أَنفاسي [9]
ولأبي إسحاق الصّابي في الخالديَّيْن:
أرى الشاعرين الخالديَّيْن سيّرا ... قصائد يفنى الدّهر وهي تخلّد
__________
[1] هما: صاحب هذه الترجمة، وأخوه سعيد.
[2] مرّت ترجمته في هذا الجزء.
[3] هو: أبو الفتح محمود بن الحسين.
[4] البيتان في اليتيمة 2/ 170.
[5] في اليتيمة «وتنقبت بخفيف غيم» 2/ 172.
[6] البيتان في ديوان الخالديين ص 34 وفيه: وتنقّبت بخفيف غيم أبيض.
[7] انظر بعض شعره في اليتيمة 2/ 180- 189.
[8] في الأصل «أنا» .
[9] البيتان في ديوانهما- ص 135.(26/685)
جواهر أبكار لَفظٍ وغُرْبَة ... يُقَصّر عنها راجِزٌ ومقصَّدُ
تنازَعَ قَوْمٌ فيهما وتناقَضُوا ... ودام جِدَالٌ بينهم يتردَّدُ
فطائفةٌ قالت: سعيد مُقَدَّمٌ ... وطائفة قالت لهم: بل محمد
وصاروا إلى حُكْمي فأصْلَحْتُ بينهم ... وما قلت إلّا بالتي هي أرشدُ
هما لاجْتماعٍ الفضْل روح مؤلّف ... ومَعْنَاهُما من حيث ما شئتَ مُفردُ
كذا فَرْقد الظَّلماء لما تشاكلا ... على أشكال هل ذاك أو ذاك أَنْجَدُ [1]
يوسف بن محمد بن أحمد، أبو القاسم الواسطي المقرئ الضّرير، تلميذ يوسف بن يعقوب، إمام جامع واسط.
قرأ عليه محمد بن الحسين الكارزيني، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي.
بقي إلى بعد السبعين.
أحمد بن علي بن الفرج [2] ، أبو بكر الحلبي الحبّال الصُّوفي.
حدّث عن: أبي القاسم البَغَوِي، وعلي بن عبد الحميد الغضائري.
روى عنه: تمّام الرّازي، وأبو سعد الماليني، ومكّي بن الغَمْر، وأبو نصر الجبّان، وآخرون.
أحمد بن محمد بن أحمد [3] بن الربيع بن معيوف، أبو الحسن الهَمَذاني بن الغوطي [4] العين ثرمائي.
حدّث عن: محمد بن أحمد بْن عُبَيْد بْن فَيّاض، والسَّلْم بن مُعَاذ، وجماعة.
وعنه: تمام الرازي، وأبو نصر بن الحبان، ومكي بن الغَمْر.
أحمد بن يعقوب [بن عبد] [5] الجبار، أبو بكر الأموي الجرجاني.
__________
[1] الأبيات في يتيمة الدهر 2/ 183.
[2] تهذيب ابن عساكر 2/ 409.
[3] تهذيب ابن عساكر 1/ 443.
[4] الغوطي: نسبة إلى غوطة دمشق، ومنها قرية عين ثرما المنسوب إليها أيضا.
[5] ما بين الحاصرتين إضافة من (تهذيب ابن عساكر 2/ 120- 122) .(26/686)
حدّث عن: الفضل بن صالح، وعَبْدان الجواليقي، وجماعة.
وعنه: أبو عمرو الفُراتي، وأبو سعد الماليني، وأبو حازم العَبْدَوِي، وأبو بكر أحمد بن علي [بن] عبد الرحمن الشيرازي، وآخرون.
قال البَيْهَقي: له أحاديث موضوعة لا أستحلّ رواية شيء منها.
قلت: له رحلة إلى الشام ومصر والعراق، دخل بغداد سنة ثلاث وثلاثمائة، وجدّه هو: عبد الجبّار بن يعاطر بن مُصْعَب بن سعيد بن الأمير مَسْلَمَة بن عبد الملك بن مروان.
وقد حكى عنه محمد بن القاسم الفارسي، قال: دخلت بغداد، وبها شيخ يقال له أبو العَبَرْطَن يحدّث بالأعاجيب فإذا الدّار مملوءة بأولاد الملوك والأغنياء يكتبون عنه، وعلى رأسه خُفٌّ مقلوب، وعليه فَرْوَةٌ مقلوبة، فقال: نا الأوّل عن الثاني عن الثالث أنّ الزّنْج سُود سُود، ونا حرياق [1] عن تباق [2] قال:
مطرُ الربيع ماءٌ كلّه. ونا دُرَيْد عن رُشَيْد قال: الأعمى يمشي رُوَيْ. فتعجّبت وقصدْتُه خلْوةً، فرحّب بي، فرأيت منه جميل الأدب، فقلت: تحيّرت في أمر الشيخ، فقال: إنّ السلطان أرادني على عملٍ لم أكن أُطِيقه، فأبيتُ، فحبسني، ولم أجد وجهًا لخَلاصي، فَتَحَامَقْتُ فها أنا في أرغد عَيْش.
الحسن بن أحمد [3] ، أبو الغادي البغدادي الزّاهد.
من مشايخ الصُّوفيّة. كثير الأسفار. نزل مَرْو.
يحكي عن إبراهيم [بن] شَيْبان، وغيره.
روى: عنه الحاكم، وأبو سعد الماليني، وأبو علي بن حمكان الفقيه.
الحسن بن أحمد البغدادي [4] السَّقْطي. عن البَغَوِي وغيره.
وعنه: عبد العزيز الأزجي، ووثّقه.
__________
[1] في الأصل «حريان» والتصحيح من ابن عساكر.
[2] في الأصل «نباق» والتصحيح من ابن عساكر.
[3] تاريخ بغداد 7/ 274 رقم 3761.
[4] تاريخ بغداد 7/ 274، 275 رقم 3762.(26/687)
الحسن بن أحمد بن جعفر [1] ، أبو القاسم البغدادي الصُّوفي.
روى عن: أبي بكر بن زياد النَّيْسَابُوري، وإسماعيل الورّاق، وجماعة.
وعنه: عُبَيْد الله بن أحمد الأزهري الصَّيْرَفي، ومحمد بن عمر بن بُكَيْر.
تُوُفّي في حدود الثمانين وثلاثمائة، والله أعلم.
آخر الطبقة. والحمد للَّه وحده.
(بعونه تعالى، تمّ تحقيق هذا الجزء، وضبط نصّه، وتخريج أحاديثه، والتعليق عليه، والإشارة إلى مصادره، ووضع فهارسه على يد طالب العلم عمر عبد السلام التدمري الطرابلسي بلدا وموطنا، في بيته بساحة النجمة من طرابلس الشام المحروسة، وذلك في غرّة رمضان المبارك 1408 هـ.
الموافق 17 نيسان 1988 من صباح يوم الأحد، والحمد للَّه وحده) .
- يليه الجزء المتضمّن لحوادث ووفيات- (381- 400 هـ.)
__________
[1] تاريخ بغداد 7/ 276 رقم 3764.(26/688)
[المجلد السابع والعشرون (سنة 381- 400) ]
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الطبقة التاسعة والثلاثون
حوادث سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة
فيها قَبضوا على الطائع للَّه في داره، في تاسع عشر شعبان. وسببه أنّ أبا الحسن بن المعلّم كان من خواص بهاء الدولة، فَحُبِسَ، فجاء بهاء الدولة وقد جلس الطائع للَّه في الرِّواق مُتَقلِّدًا سيفًا، فلما قَرُبَ بهاء الدولة قبّل الْأرض وجلس عَلَى كرسي، وتقدّم أصحاب بهاء الدولة فجذبوا الطائع بحمائل سيفه من سريره، وتكاثر عليه الدَّيْلَم، فلفُّوه في كساء، وحُمِل في زبزب، وأُصعِد إلى دار المملكة، وشاش البلد، وقَدَّر أكثر الجند أن القبض على بهاء الدولة. فوقعوا في النهب وشُلِّح [1] من حضر من الْأشراف والعُدُول، وقُبض على الرئيس علي بن عبد العزيز بن حاجب النُّعمان في جماعة، وصُودِروا، واحتيط على الخزائن والخَدَم، ورجع بهاء الدولة إلى داره [2] .
وظهر أمر القادر باللَّه، وأنَّه الخليفة، ونودي له في الأسواق. وكتب
__________
[1] في الأصل «سلخ» والتصويب عن «ذيل تجارب الأمم- الحاشية 203» .
[2] راجع هذه الحوادث وما بعدها في: ذيل تجارب الأمم 201- 208، المنتظم 7/ 156- 161، الكامل في التاريخ 9/ 79- 82، البداية والنهاية 11/ 308- 309، مرآة الجنان 2/ 410، الإنباء في تاريخ الخلفاء 182، خلاصة الذهب المسبوك 262، العبر 3/ 15، 16، تاريخ الخلفاء للسيوطي 410، 411، دول الإسلام 1/ 232. وتاريخ الزمان 71، وتاريخ مختصر الدول 173، ونهاية الأرب 23/ 204- 206، والمختصر في أخبار البشر 2/ 127، 128، وتاريخ ابن خلدون 3/ 436، ومآثر الإنافة 1/ 314، 315، والنجوم الزاهرة 4/ 159، وتاريخ بغداد 11/ 79، والنبراس 124- 127، والفخري 290، والدّرة المضيّة 228، ونكت الهميان 196، 197، وأخبار الدول 170، 171.(27/5)
على الطائع كتابًا بخلْع نفسه، وأنَّه سلّم الْأمر إلى القادر [باللَّه] ، وشهد عليه الْأكابر والأشْراف. ونفَّذ إلى القادر المكتوب، وحثّه على القُدُوم.
وشغب الدّيْلم والتُّرْك يطالبون برسم البَيْعَة، وبرزوا إلى ظاهر بغداد، وتردّدت الرُسُل منهم إلى بهاء الدولة، ومُنِعوا من الخُطْبة للقادر، ثم أرْضَوهم، فسكنوا، وأُقيمت الخطبة للقادر في الخُطبة [1] الْآَتية، وهي ثالث رمضان، وحوّل من دار الخلافة جميع ما فيها، حتى الخشب السّاج والرُّخام، ثم أُبيحت للخاصّة والعامّة، فقُلِعت أبوابها وشبابيكها.
وجهّز مهذّبُ الدولة عليُّ بن نصر القادر باللَّه من البطائح وحمل إليه من الْآَلات والفَرْش ما أمكنه، وأعطاه طيّارًا كان عمله لنفسه، [وشيّعه] فلما وصل إلى واسط اجتمع الجنْد وطالبوه بالبَيْعَة، وجرت لهم خطوب، انتهت إلى أن وعدهم بإجرائهم مجرى البغداديين، فَرَضُوا، وسار. وكان مقامه بالبطيحة منذ يوم حصل فيها إلى أن خرج عنها سنتين وأحد عشر شهرًا، وقيل سنتين وأربعة أشهر، عند أميرها مهذَّب الدولة.
قال هلال بن المحسّن: وجدْت الكتاب الذي كتبه القادر باللَّه:
«من عبد اللَّه أحْمَد الْإمَام القادر باللَّه أمير المؤمنين، إلى بهاء الدولة وضياء الملّة أبي نصر [ابن] عَضُد الدولة، مولى أمير المؤمنين، نحْمد إليك اللَّه الذي لَا إله إلا هو، ونسأله أن يصلّي على محمد عبده ورسوله، أمّا بعد، أطال اللَّه بقاءك، وأدام عزَّك وتأييدك، وأحسن إمتاعَ أمير المؤمنين بك، فإنّ كتابي الوارد في صُحبة الحَسَن بن محمد، رعاه اللَّه، عُرِض على أمير المؤمنين تاليا لما تقدَّمه، وشافعًا ما سبقه، ومتضمّنًا مثل ما حواه الكتاب قبله، من إجماع المسلمين، قبلك بمشهد منك، على خلع العاصي المتلقّب بالطائع عن الْإمَامة، ونَزْعه عن الخلافة، لبَوَائقه المستمرّة، وسوء نيّته المدخولة، وإشهاده على نفسِه بعجزه، ونُكُوله وإبرائه الكافّة من بيعته، وانشراح صدور الناس لبيعة أمير المؤمنين، ووقف أمير المؤمنين على ذلك
__________
[1] في الأصل «بهذا المآثر» والتصويب من (المنتظم 7/ 159) .(27/6)
كلّه، ووجدك، أدام اللَّه تأييدك، قد انفردتَ بهذه المأثرة [1] واستحققت بها من اللَّه جليل الْأثَرَة، ومن أمير المؤمنين سنيّ المنزلة، وعليّ المرتبة» .
وفيه: «فقد أصبحت سيف أمير المؤمنين المُبير لأعدائه، والحاظي دون غيرك بجميل رأيه، والمستبدّ بحماية حَوْزَته ورعاية رعيّته، والسّفارة بينه وبين ودائع اللَّه عنده في بريّته، وقد برزتْ راية أمير المؤمنين عن الصَّليق [2] موضع مُتَوَجَّهه نحو سريره الذي حرسته، ومستقرّ عزّه الذي شيّدته، ودار مملكته التي أنت عِمادها» .
إلى أن قال: «فواصِل حضرةَ أمير المؤمنين بالإنهاء والمطالعة، إن شاء اللَّه، والسّلام عليك ورحمة اللَّه وبركاته. وكتب لثلاثة بقين [3] من شعبان» [4] .
واسم القادر: أحْمَد بن إسحاق بن المقتدر أَبُو العباس، وأمُّه تمني [5] مولاة عبد الواحد بن المقتدر. وُلِد سنة ستٍّ وثلاثين وثلاثمائة، وكان حَسَنَ الطّريقة، كثير المعروف، فيه دين وخيْر، فوصل إلى جَبُّل [6] في عاشر رمضان، وجلس من الغد جلوسًا عامًّا، وهُنّئ، وأنشد بين يديه الشعراء، فمن ذلك قول الرّضيّ الشريف [7] :
شرفُ الخلافة يا بني العباس ... اليوم جدّده أَبُو العبّاس
ذا الطّوْد [8] بقّاه الزّمان ذخيرة ... من ذلك الجبل العظيم الراسي
__________
[1] كذا في الأصل. وفي حاشية ذيل تجارب الأمم 203 «الجمعة» .
[2] الصّليق: مواضع كانت في بطيحة واسط بينها وبين بغداد. (معجم البلدان 3/ 422) .
[3] في الأصل «لثالثة تبقى» والتصويب من (المنتظم 7/ 160) .
[4] راجع نص الكتاب كاملا في (المنتظم) .
[5] هكذا في الأصل، وفي ذيل تجارب الأمم (حاشية 204) والمنتظم 7/ 160، وابن الأثير (9/ 30 طبعة بولاق) حيث قال: «وأمّه أمّ ولد اسمها دمنة، وقيل: تمنى» ، وفي تاريخ بغداد «يمنى» بالياء.
[6] جبّل: بفتح الجيم وتشديد الباء وضمّها، ولام. بليدة بين النعمانية وواسط في الجانب الشرقي. (معجم البلدان 2/ 103) .
[7] كذا في الأصل، والمشهور: الشريف الرّضي، وهو أبو الحسن محمد بن الظاهر ذي المناقب المتصل نسبه بعلي بن أبي طالب والمعروف بالموسوي. صاحب ديوان الشعر.
انظر عنه: يتيمة الدهر 3/ 116، وفيات الأعيان 4/ 414- 420.
[8] هكذا في الأصل، وفي ديوان الرضيّ (طبعة بيروت 1/ 417) وذيل تجارب الأمم 207، وفي اليتيمة 3/ 121 «الطول» .(27/7)
وحُمل إلى القادر بعض الْآَلات المأخوذة من الطائع، واستكتب [له] أَبُو الفضل محمد بن أحْمَد عارض الدَّيْلم، وجعل اسْتَدَارَه [1] عبد الواحد بن الحسين الشِيرازي:
وفي شوّال عُقد مجلس عظيم، وحلف القادر وبهاء الدولة كلُّ منهما لصاحبه بالوفاء، وقلَّده القادر ما وراء بابه، ممّا تُقام فيه الدَّعوة.
وكان القادر أبيض، حَسَن الجسم، كَثَّ اللحية، طويلها، يخضِب.
وصفه الخطيب البغدادي [2] بهذا، وقال: كان من الدّيانة والسيادة وإدامة التهجُّد، وكثرة الصَّدقات، على صفةٍ اشتهرت عنه، وقد صنَّف كتابًا في الْأصول، ذكر فيه فضائل الصحابة وإكفار [3] المعتزلة، والقائلين بخلْق القرآن.
وذكر محمد بن عبد الملك الهمذاني [4] أنّ القادر كان يلبس زِي العَوَامّ، ويقصد الْأماكن المعروفة بالخير والبركة، كقبر معروف [5] وغيره، وطلب من ابن القِزْوِيني الزّاهد أنْ يُنْفِذ له من طعامه الذي يأكله، فأنفَذَ إليه باذنجان مقلُوًّا بِخَلٍّ وباقِلاء ودِبْس وخُبْز بَيْتيّ، [وشدّه] في مَيْزَر، فأكل منه، وفرّق الباقي، وبعث إلى ابن القزويني مائتي دينار، فقبلها. ثم بعد أيام طلب منه طعامًا، فأنفذ إليه طبقًا جديدًا، وفيها زبادي فيها فراريج وفالُوذَج، ودجاجة مشويّة وفالوذجة، فتعجّب الخليفة، وأرسل يكلّمه في ذلك، فقال:
ما تكلّفت، لما وُسِّعَ عليّ وُسَّعْت على نفسي، فتعجّب من عقله ودينه. ولم
__________
[1] استدار: كلمة مركّبة من «أستاذ» و «دار» وهي فارسية بمعنى معلّم وأستاذ الصناعة ورئيسها، والمقصود هنا رئيس الدار العائدة للخليفة. (معجم الألفاظ الفارسية المعرّبة 10) .
[2] تاريخ بغداد 4/ 37، 38.
[3] هكذا في الأصل، وفي تاريخ بغداد. أما في (المنتظم 7/ 161) : «أفكار» .
[4] هو صاحب كتاب «تكملة تاريخ الطبري» والنصّ الّذي ينقله الحافظ الذهبي عنه في الجزء الّذي لم ينشر من كتابه ويعتبر مفقودا حتى الآن.
[5] هو معروف الكرخي أبو محفوظ، الصالح المشهور المتوفى سنة 200 هـ. ترجمته في:
طبقات الصوفية 83. صفة الصفوة 2/ 179، طبقات الحنابلة 1/ 381، تاريخ بغداد 13/ 199، حلية الأولياء 8/ 360، الرسالة القشيرية 1/ 60، وفيات الأعيان 5/ 231 رقم 729، العبر 1/ 335، شذرات الذهب 1/ 335.(27/8)
يزل [1] يواصله [2] بالعطاء.
وفي ذي الحجّة، يوم عيد الغدير [3] جرت [فتنة] [4] من الرافضة وأهل باب البصْرة، واستظهر أهل باب البصرة، وحرقوا أعلام السلطان، فقُتِل يومئذ جماعة اتُّهموا بفعل ذلك، وصُلبوا، فقامت الهيبة، وارتدع المفسد [5] .
وفيها حجّ بالنّاس من العراق أَبُو الحسين محمد بن الحسين بن يحيى، وكان أميرُ مكّة الحسن بن جعفر أَبُو الفتوح العلويّ، فاتّفق أنّ أبا القاسم بن المغربي حصّل عند حسّان بن المفرّج بن الجرّاح الطائي، فحمله على مُبَاينة صاحب مصر، وقال: لا مَغْمَز في نسب أبي الفتوح، والصَّواب أن يُنَصِّبه إمامًا، فوافقه، فمضى ابن المغربيّ إلى مكّة، فأطمعه صاحب مكّة في الخلافة، وسهّل عليه الْأمر، فأصغى إلى قوله، وبايعه شيوخ الحَسَنِيّين، وحسَّن أَبُو القاسم بن المغربي أخْذَ ما على الكعبة من فضّة وضربه دراهم.
واتّفق موت رجلٍ بجُدَّة معه أموال عظيمة وودائع، فأوصى منها بمائة ألف دينار لأبي الفتوح صاحب مكّة ليصون بها تركته والودائع، فاستولى على ذلك كلّه، فخطب لنفسه، وتسمّى بالراشد باللَّه، وسار لاحقا بآل الجرّاح
__________
[1] في الأصل «نزل» .
[2] في الأصل «مواصله» والتصويب من (المنتظم 7/ 162) . وراجع النص في: ذيل تجارب الأمم، حاشية الصفحات 203- 205.
[3] قال المقريزي: إن عيد الغدير لم يكن عيدا مشروعا ولا عمله أحد من سلف الأمّة وأول ما عرف بالإسلام في العراق أيام معزّ الدولة عليّ بن بويه سنة 352 فاتّخذه الشيعة من بعده عيدا لهم استنادا إلى حديث رواه البراء بن عازب، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي سفر عند غدير خمّ: «إذا صلّى عليه السّلام، ثم أخذ بيد عليّ بن أبي طالب، كرّم الله وجهه، وقال: «ألستم تعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم» ؟ قالوا: بلى. قال: «ألستم تعلمون أنّي أَوْلَى بِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ» ؟ قَالُوا: بَلَى قَالَ: «مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ. اللَّهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه» . قال البراء: فلقيه عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، فقال: هنيئا لك يا ابن أبي طالب، أصبحت مولى كلّ مؤمن ومؤمنة. انظر: (الخطط 1/ 388) .
[4] إضافة على الأصل من (المنتظم) .
[5] المنتظم 7/ 163، 164، الكامل في التاريخ 9/ 91.(27/9)
الطائي، فلما قَرُب من الرملة، تلقَّتْه العرب، وقبَّلوا الْأرض، وسلّموا عليه بالخلافة، وكان متقلّدًا سيفًا زعم أنه «ذو الفِقار» وفي يده قضيب، وذكر أنه قضيب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، وحوله جماعة من بني عمّه، وبين يديه ألف عبد أسود، فنزل الرملة، ونادى بإقامة العدْل، والأمر بالمعروف والنَّهْي عن المُنْكَر، فانزعج صاحب مصر، وكتب إلى حسّان الطائي مُلَطَّفًا، وبذل له أموالًا جزيلة، وكتب إلى ابن عم أبي الفتوح، فولاه الحَرَمَيْن، وأنفذ له ولشيوخ بني حسن أموالًا، فقيل إنه بعث إلى حسّان بخمسين ألف دينار مع والده حسّان، وأهدى له جارية جهّزها بمال عظيم، فأذعن بالطاعة، وعرف أَبُو الفتوح الحال، فضعُفَ وركب إلى حسّان المفرّج الطائي مُستجيرًا به، فأجاره، وكتب فيه إلى العزيز، فردّه إلى مكّة [1] .
وفيها استولى بزال [2] على دمشق وهزم متوليّها مُنِيرًا وفرَّق جَمْعَه.
وفيها أقبل باسيل [3] طاغية الرّوم في جيوشه، فأخذ حمص ونهبها، وسار
__________
[1] الخبر في المنتظم 7/ 164، 165.
[2] يكنى أبا اليمن. (أمراء دمشق 18، معجم الأدباء 6/ 250) وقيل «نزّال» بالنون (ذيل تاريخ دمشق 34، ذيل تجارب الأمم 3/ 209، والكامل في التاريخ 9/ 58 و 85، 86، تاريخ ابن خلدون 4/ 112، 113، الدّرة المضيّة 222 و 230، مرآة الزمان- ج 11 ق 2/ 31، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 42/ 95) . وانظر أخباره مفصّلة في كتابنا، تاريخ طرابلس 1/ 277 وما بعدها.
[3] هو الإمبراطور البيزنطي «باسيل الثاني» وقد ورد في الأصل «صبيل» وهو خطأ كما أن حملة «باسيل» إلى حمص وشيزر وطرابلس لم تكن في هذه السنة، بل كانت في سنة 385 هـ.
راجع عنها: ذيل تاريخ دمشق 43، تاريخ يحيى بن سعيد الأنطاكي بتحقيقنا، زبدة الحلب لابن العديم 1/ 200، ذيل تجارب الأمم 3/ 220، اتعاظ الحنفا 1/ 285، النجوم الزاهرة 4/ 121، الكامل في التاريخ 9/ 119 وتاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ عبر العصور- للدكتور عمر عبد السلام تدمري- ج 1/ 283، وللإمبراطور باسيل الثاني حملة ثانية إلى بلاد الشام سنة 389 هـ.(27/10)
إلى شَيْزَر [1] ونهبها، ثم نازل طرابلس [2] مدّة، ثم رجع إلى بلاده.
__________
[1] في الأصل «شيزر» ، وهو بتقديم الزاي على الراء. قلعة قرب المعرّة.
[2] يقول خادم العلم ومحقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : إنّ منازلة ملك الروم «باسيل «لمدينة طرابلس الشام لم تكن في هذه السنة كما يقول المؤلّف- رحمه الله- بل تأخّرت إلى سنة 385 هـ/ 995 م. وقد فصّلت ذلك في كتابي: تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ ج 1/ 283 وما بعدها. (الطبعة الثانية 1984) وحشدت مصادر هذه الحادثة في تحقيقي لكتاب (تاريخ يحيى بن سعيد الأنطاكي- طبعة جرّوس برسّ- طرابلس 1988) .(27/11)
[حوادث] سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة
فمن الحوادث فيها أنَّ أبا الحسن علي بن محمد بن المعلّم الكوكبي كان قد استولى على أمور السلطان بهاء الدولة كلّها، فمنع أهل الكرْخ وباب الطاق من النَّوْح يوم عاشوراء، ومن تعليق المُسُوح، كان كذلك يُعمل من نحو ثلاثين سنة، ووقّع أيضًا بإسقاط من قبل من الشهود بعد وفاة القاضي أبي محمد بن معروف، وأن لا يقبل في الشّهادة إلّا من كان ارتضاه ابن معروف، وذلك أنه لما تُوُفِي كَثُر قَبُول الشهود بالشفاعات، حتى بلغت عدّة الشهود ثلاثمائة وثلاثة أنفس، ثم إنّه فيما بعد، وقّع بقبولهم في السنة [1] .
وفيها شغبت الْجُنْد، وخرجوا بالخِيَم إلى باب الشماسة، وراسلوا بهاء الدولة يشتكون من أبي الحسن بن المعلّم، وتعديد ما يعاملهم به، وطالبوه بتسليمه إليهم. وكان ابن المعلم قد استولى على الْأمور، فالمقرِّب من قرَّبه والمُبْعَد من بعَّده، فثَقُل على الْأمراء أمره، ولم يُراعهم هو، فأجابهم السلطان، ووعدهم، فأعادوا الرسالة بأنهم لا يرضون إلا بتسليمه إليهم، فأعاد الجواب بأنَّه يُبعده عن مملكته، فأبوا ذلك، إلى أن قال له الرسول: إنه لأمر شديد، فاخْتَر بقاءه أو بقاء دولتك، فقبض عليه حينئذ وعلى أصحابه، وأخرجوا صلته، فصمّم الْجُنْدُ أنهم لا يرجعون إلا بتسليمه، فتدمّم [2] من ذلك، وركب إليهم، فلم يقم أحد منهم إليه ولا خدمه، وقد
__________
[1] المنتظم 7/ 168.
[2] كذا في الأصل. ولعلّه أراد «فتغمّم» .(27/12)
أقاموا على المطالبة به، وترك الرجوع (إلا بعد تسليمه) [1] إلى أبي حرب خال بهاء الدولة، فسُقي السُّمَّ، فلم يعمل فيه، فخُنِق بحبل [2] .
وفي رجب، سُلِّم الطائع للَّه المخلوع إلى القادر باللَّه، فأنزله في حجرة ووكّل به من يحفظه، وأحسن صيانته ومراعاة أموره، فكان المخلوع يطالب من زيادة الخدمة بمثل ما كان يطالب به أيام خلافته، وأنه حُمل إليه طيب من بعض العطّارين، فقال: أمن هذا يتطيّب أَبُو العبّاس؟ قالوا: نعم. فقال:
قولوا له في الفلاني من الدار كندوج [3] فيه طيب مما كنت استعمله فأنفذ لي بعضه، وقدّمت إليه بعض اللّيالي شمعة قد أوقدت [4] ، فأنكر ذلك، فحملوا إليه غيرها، وأقام على هذا إلى أن تُوُفيّ [5] .
وفيها ولد أبو الفضل محمد بن القادر باللَّه، وهو الذي جُعل وليّ العهد، ولُقّب «الغالب باللَّه» [6] .
واشتدّ في الوقت القحْط ببغداد [7] .
__________
[1] ما بين القوسين تكرّر في الأصل.
[2] المنتظم 7/ 168، 169.
[3] كندوج: بالفارسية صندوق أو مخزن، أصله «كندو» وعرّب بإضافة الجيم. (انظر: نهاية الأرب 3/ 210 بالحاشية رقم (1) .
[4] في الأصل «أوقد» .
[5] انظر عن الطائع للَّه العباسي ووفاته في:
تاريخ بغداد 11/ 79، وذيل تاريخ دمشق 11، والكامل في التاريخ 9/ 93، وتاريخ العظيمي 313، وتاريخ الزمان 71، والمنتظم 7/ 66، 68 و 224، وتاريخ الفارقيّ 63، وذيل تجارب الأمم 245، والإنباء في تاريخ الخلفاء 179- 182، وتاريخ مختصر الدول 173، ونهاية الأرب 23/ 202- 206، والمختصر في أخبار البشر 2/ 127، 128، والعبر 3/ 55، 56، وسير أعلام النبلاء 15/ 118- 127، رقم 62، ودول الإسلام 1/ 232، وخلاصة الذهب المسبوك 258- 261، والنبراس 124- 127، ونكت الهميان 196، 197، والدرّة المضيّة 228، وتاريخ يحيى بن سعيد الأنطاكي (بتحقيقنا) ، والفخري في الآداب السلطانية، ومرآة الجنان 3/ 410، والبداية والنهاية 11/ 311، وتاريخ ابن خلدون 3/ 436، ومآثر الإنافة في معالم الخلافة 1/ 31- 318، وتاريخ الخلفاء 405- 411، وشذرات الذهب 3/ 143، وأخبار الدول وآثار الأول للقرماني 170، 171، وتاريخ الأزمنة 79.
[6] المنتظم 7/ 169.
[7] المنتظم 7/ 170.(27/13)
[حوادث] سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة
فيها أقبل الخان بغراخان الذي يُكتب عنه مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وله ممالك التّرك وإلى قرب الصّين، ليأخذ بخارى، فحاربه نوح بن منصور [1] السّاماني، فانهزم نوح، وأخذ بخارى، واستنجد نوح [2] بنائبه أبي علي بن سمجور صاحب خُراسان، فخذله وعصى، فمرض الخان ببخارى، وراح، فمات في الطريق.
وكان دينًا. وولي [3] بلاد التُرك بعده أيلخان، وبرز نوح إلى مملكته [4] .
وفيها شَغَب الْجُنْد لتأخّر العطاء، وقصدوا دار الوزير أبي نصر سابور، فنهبوها، وهرب من السُّطُوح، ثم أُعطوا العطاء [5] .
وفي ذي الحجّة تزوج القادر باللَّه سُكَيْنة بنت بهاء الدولة على مائة ألف دينار، فتُوُفِّيَتْ قبل الدخول بها [6] .
وفيه بلغ كَرُّ القمح ستَّةَ آلاف درْهم غياثية [7] ، والكارة الدقيق مائتين
__________
[1] في الأصل:» «منصور بن نوح» ، والتصويب من (الكامل في التاريخ 9/ 95) .
[2] في الأصل «بن نوح» ، وهو وهم.
[3] في الأصل «رل» .
[4] الخبر مطوّلا في الكامل في التاريخ 9/ 95 و 98- 100.
[5] الكامل في التاريخ 9/ 100، المنتظم 7/ 172.
[6] الكامل في التاريخ 9/ 101، المنتظم 7/ 172.
[7] في الأصل «غياشية» ، والتصويب من (المنتظم 7/ 172) .(27/15)
وستّين درهمًا [1] .
وفيها ابتاع الوزير أَبُو نصر سابور بن أردشير دارًا بالكَرْخ وعمَّرها وسمَّاها «دار العلم» ، ووقَفَها على العلماء، ونقل إليها كتبا كثيرة [2] .
__________
[1] المنتظم 7/ 172، الكامل في التاريخ 9/ 101.
[2] المنتظم 7/ 172، الكامل 9/ 101.(27/16)
[حوادث] سنة أربع وثمانين وثلاثمائة
فيها قوي أمر العيارين [1] ببغداد، وشرع القتال بين الكَرْخ وأهل باب البصرة، وظهر المعروف بعُزَيْز من أهل باب البصرة واستفحل أمره، والتزق به كثير من المُؤْذِين، وطرح النّار في المَحَالّ، وطلب أهل الشُّرَط. ثم صالح الكرخ، وقصد سوق البزّازين [2] ، وطالب بضرائب الأمتعة حتى الأموال، وكاشف السلطان وأصحابه، وكان ينزل إلى السفن ويطالب بالضرائب، فأمر السلطان بطلب العيّارين، فهربوا عنه [3] .
وفي ذي الحجة ورد الخبر برجوع الحاجّ من الطريق، وكان السبب أنهم لمَّا حصلوا بين زُبالة [4] والثعلبية [5] اعترض الحاج الْأصَيْفَر الْأعْرابيّ ومنعهم الجواز إلا برسمه، وتردد الْأمر إلى أن ضاق الوقت، فعادوا، ولم يحج أيضا لأهل الشام ولا اليمن، إنّما حجّ أهل مصر [6] .
__________
[1] العيّار: لغويّا: الكثير التجوّل والطواف الّذي يتردّد بلا عمل، يخلّي نفسه وهواها. والمعار بالكسر. الفرس الّذي يحيد عن الطريق براكبه. والعيّار: الكثير الذهاب والمجيء، وهو الذكيّ كثير التطواف. يقال: عار الفرس يعير: ذهب كأنه منفلت، يهيم على وجهه لا يثنيه شيء، فهو عائر، أي متردّد جوّال. (انظر مادّة: غير، في المعاجم اللغوية) .
[2] في المنتظم «سوق التمّارين» .
[3] الخبر في المنتظم 7/ 174.
[4] زبالة: بضم أوّله. منزل معروف بطريق مكّة من الكوفة. (معجم البلدان 3/ 129) .
[5] في الأصل «التغلبية» وهو تصحيف. وما أثبتناه عن معجم البلدان 2/ 78 وهو يفتح أوله. من منازل طريق مكة من الكوفة.
[6] الخبر في المنتظم 7/ 174 وزاد: «أهل مصر والمغرب خاصّة» . وانظر: الكامل في التاريخ 9/ 105، وشفاء الغرام بأخبار البلد الحرام (بتحقيقنا) ج 2/ 355، والبداية والنهاية 11/ 313، ومرآة الجنان 3/ 418.(27/17)
وفيها ولي نقابة العبّاسيين أَبُو الحسن محمد بن علي بن أبي تمام الزينبي [1] .
وفيها تزوّج مهذب الدولة علي بن نصر ببنت بهاء الدولة، وعُقد للأمير أبي منصور بن بهاء الدولة على بنت مهذب الدولة، وعقد على [2] كلّ صداق منهما مائة ألف دينار.
واتفق ابن سمجور والي خراسان وفائق على حرب ابن نوح، فكتب إلى الملك سُبكتِكِين يستنجده، فأقبل من غَزْنَة [3] ، فالتقى الجمعان، فانهزم ابن سمجور وتمزق جيشه، واستعمل ابن نوح على خراسان محمود بن سبكتِكِين الذي افتتح الهند [4] .
__________
[1] المنتظم 7/ 174، الكامل 9/ 105.
[2] في الأصل «وعقد للأمير» ، وما أثبتناه عن المنتظم، والكامل.
[3] غزنة: بفتح أوله، وسكون ثانيه، ثم نون. وهي مدينة عظيمة وولاية واسعة في طرف خراسان. (معجم البلدان 4/ 201) .
[4] الخبر مطوّلا في (الكامل في التاريخ 9/ 1107- 109) . وتاريخ گزيده، الملحق بتاريخ بخارى لأبي بكر النرشخي- ص 146- طبعة دار المعارف بمصر.(27/18)
[حوادث] سنة خمس وثمانين وثلاثمائة
فيها نَفَّذَ بدر بن حَسْنَويْه تسعة آلاف دينار، لتُدفع إلى الْأصَيْفر عِوَضا عمّا كان يأخذ من الركب العراقي [1] .
[حوادث] سنة ستّ وثمانين وثلاثمائة
في المحرم ادَّعى أهل البصرة أنهم كشفوا عن قبرٍ عتيق، فوجدوا فيه ميتًا طريا بثبابه وسيفه، وأنه الزبير بن العوّام، فأخرجوه وكفنوه ودفنوه بالمِرْبد، وبنوا عليه، وعُمل له مسجد، ونُقِلَت إليه القناديل والبُسُط والقوَّام والحَفَظة. قام بذلك الأمير أبو المسك [2] . فاللَّه أعلم من ذاك الميت.
__________
[1] المنتظم 7/ 178.
[2] المنتظم 7/ 187.(27/19)
[حوادث] سنة سبع وثمانين وثلاثمائة
فيها توفّي فخر الدولة علي ابن ركن الدولة ابن بُوَيْه بالري، ورتبوا ولده رستم في السلطنة وهو [ابن] [1] أربع سنين، وكان فخر الدولة قد أقطعه أبوه بُلدانًا، فلما تُوُفّي أخوه بُوَيْه كتب إليه الصّاحب إسماعيل بن عَبَّاد يحثّه على الإسراع، فقدم وتملّك مكان أخيه، واستوزر ابن عبّاد، وكان شهمًا شجاعًا، جماعًا للأموال، لقبه الطائع «فلك الْأمّة» . وكانت سلطنته أربع عشرة سنة، وعاش ستًا وأربعين سنة. ولما اشتدّ به مرضه أُصعِد إلى قلعة، فبقي بها أياما يمرّض، فمات، وكانت الخزائن مقلة مختومة، وقد جعل مفاتيحها في كيس من حديد وسُمِّر، وحصلت عند ولده رستم، فلم يوجد ليلة وفاته شيء يُكَفَّن فيه، وتعذّر النزول إلى البلد لشدّة شغب الْجُنْد، فاشتروا من قيّم الجامع ثوبا، فلفّ فيه، وشدّ بالجبال، وجُرّ على دَرَج القلعة حتى تقطّع، وكان يقول: قد جمعت لولدي ما يكفيهم ويكفي عسكرهم خمس عشرة سنة.
وكان ترك ألفي ألف دينار وثمانمائة ألف وخمسة وسبعين ألف دينار [2] ، ومن الجواهر واليواقيت واللؤلؤ أربعة عشر ألف، وخمسمائة قطعة [3] ، قيمتها ثلاثة آلاف ألف، ومن الْأواني الذّهب ما وزنه ألف دينار [4] ، ومن أواني الفضة ثلاثة آلاف درهم [5] ، ومن الثياب ثلاثة آلاف حمل، وخزانة السلاح ألفا حمل،
__________
[1] سقطت من الأصل، واستدركناها من (المنتظم 7/ 190) .
[2] في المنتظم) زيادة: «وخمسة وسبعين ألفا ومائتين وأربعة وثمانين دينارا» .
[3] في (المنتظم) : «وخمسمائة وعشرين قطعة» .
[4] في (المنتظم) : «ألف ألف دينار» .
[5] في (المنتظم) : «ثلاثة آلاف ألف» .(27/21)
وخزانة الفرش ألف وخمسمائة حمل، إلى غير ذلك. [1]
__________
[1] قارن بالمنتظم 7/ 198.
وانظر ترجمة فخر الدولة في: المنتظم 7/ 190 و 197، 198 رقم 313، والكامل في التاريخ 9/ 131، و 132، ودول الإسلام 1/ 235، والبداية والنهاية 11/ 322، وتاريخ العظيمي 315، والإنباء في تاريخ الخلفاء 184، 185، وتاريخ مختصر الدول 178، والمختصر في أخبار البشر 2/ 133، وذيل تجارب الأمم 296، وتاريخ يحيى بن سعيد الأنطاكي (بتحقيقنا) .(27/22)
[حوادث] سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة
فيها قبض القادر باللَّه على كاتبه أبي الحسن علي بن عبد العزيز، وقلّد أبا العلاء سعيد بن الحسن بن تريك، ثم بعد شهرين ونصف عزله، وأعاد أبا الحسن [1] .
وفي ذي الحجّة جاء بَرَدُ مفْرط ببغداد، وتجلد الماء وبول الدواب والخيل [2] .
وفيها جلس القادر باللَّه للرسولين اللَّذَين من جهة أبي طالب رستم بن فخر الدولة وأبي النّجم بدر بن حَسْنَوية، فعهد لرستم على الريّ وأعمالها، وأرسل اللواء والخّلَع، وعهد لبدر على الجبل، ولقبه «أبا طالب مجد الدولة» [3] .
أعجوبة وهي: هلاك تسعة ملوك على نَسَقٍ في سنتي سبع وثمانين وثمان وثمانين وثلاثمائة.
وفيهم يقول أَبُو منصور عبد الملك بن محمد الثَّعالبيّ [4] :
ألم تر مذ عامين أملاكَ عصرنا ... يصيح بهم للموت والقتل صائح
__________
[1] المنتظم 7/ 202.
[2] المنتظم 7/ 202.
[3] المنتظم 7/ 202.
[4] صاحب كتاب «يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر» (350- 429 هـ.) انظر ترجمته في:
معاهد التنصيص 3/ 266، نزهة الألباء 249، دمية القصر 183، الذخيرة لابن بسام (القسم(27/23)
فنُوحُ بن منصور طَوَتْه يدُ الرَّدَى ... على حسرات ضُمِّنَتْها الجوانحُ
ويا بُؤْسَ منصورٍ وفي يوم سرخسٍ ... تمزّق عنه مُلْكُه وهو طائحُ
وفرّق عنه الشمل بالشمل واغْتَدَى ... أميرًا ضريرًا تعتريه الجوائحُ [1]
وصاحب جرجانية في ندامة ... ترصده طَرْف من الحين طامحُ [2]
خُوَارَزْم شاهٍ شاهَ وجهُ نعيمِه ... وعنّ له يومٌ من النحس طالح [3]
وكان علا في الْأرض يخبطها أَبُو ... عليّ إلى أن طوّحَتْه الطوائح
وصاحب بُسْت ذلك الضَيْغم الذي ... براثنه للمسرفين مفاتح [4]
أناخ به من صدمة الدَّهْرِ كَلْكَلٌ ... فلم تُغْنِ عنه والمُقَدَّر سانح [5]
جيوشٌ إذا أربت على عدد الحَصَى ... تَغُصّ بها قِيعانُها والضَّحَاضِح
وصاحب مِصرٍ قد مضى لسبيله ... ووال الجبال غيبته الضّرائح [6]
ودارت على صمصام دولة بويْه ... دوائر سوء نُبْلُهنّ فوادح [7]
وقد جاز والي الْجَوْزَجان فناظر ... الحياة فوافته المنايا الطوائح
وفائق المجبوب قد جبّ عمره ... فأمسى ولم يندبه في الْأرض نائح
مضوا في مدى عامين واختطفتهم ... عقاب إذا طارت تخرّ الجوارح
أما لك فيهم عبرة مُسْتَفَادَةٌ ... بَلَى، إنّ نهج الاعتبار لواضح
__________
[ () ] الأخير في تراجم المشارقة) ، وفيات الأعيان 3/ 178 رقم 381، العبر 3/ 172، شذرات الذهب 3/ 246، البداية والنهاية 12/ 44، مرآة الجنان 3/ 53 وفيه وفاته سنة 430 هـ، وطبقات النحويين واللغويين 387- 389، والمختصر في أخبار البشر 2/ 162، وتاريخ ابن الوردي 1/ 521، وسير أعلام النبلاء 17/ 437، 438، رقم 292، ومفتاح السعادة 1/ 187 و 213، وروضات الجنات 462، 463، وهدية العارفين 1/ 625.
[1] كتب على الهامش بجانب هذا البيت. «هو أبو الحرث منصور بن نوح» .
[2] كتب بالحاشية قرب هذا البيت: «هو فخر الدولة على بن بويه الديلميّ» .
[3] كتب بجانبه: «هو أبو العباس مأمون بن محمد بن خوارزم ... » .
[4] كتب بجانبه: «هو أبو علي محمد بن محمد بن إبراهيم بن سمجور» .
[5] كتب بجانبه: «هو الأمير ناصر الدولة أبو منصور سبكتكين» .
[6] كتب هذا البيت على الحاشية اليمنى من الأصل. وبجانبه: «هو العزيز معدّ بن المعزّ تميم» .
[7] كتب بجانبه: «هو أبو كاليجار عضد الدولة فنّا خسرو» .(27/24)
[حوادث] سنة تسع وثمانين وثلاثمائة
كانت قد جرت عادة الشيعة في الكَرْخ وباب الطّاق، بنصب القِباب، وإظهار الزّينة يوم الغدير، والوقيد في ليلته، فأرادت السّنيّة أن تعمل في مقابلة هذا أشياء، فادّعت أنّ اليوم الثامن من يوم الغدير كان اليوم الذي حصل فيه النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ في الغار، فعملت فيه ما تعمل الشيعة في يوم الغدير، وجعلت بإزاء عاشوراء يومًا بعده بثمانية أيام، إلى مقتل مُصْعَب بن الزُبَيْر، وزارت قبره بمسكن، كما يزار قبر الحسين، فكان ابتداء ما عمل في الغار يوم الجمعة لأربع بقين من ذي الحجّة [1] ، وأقامت السُّنِّيَّة هذا الشعار القبيح زمانًا طويلا، فلا قُوَّة إلا باللَّه.
وفيها عُزِل ملك ما وراء النهر من المملكة، وهو منصور بن نوح، وحُبس بسَرْخَس.
وبُويع أخوه عبد الملك، فبقي في المُلْك تسعة أشهر، وحاربه الملك الخان، وأسره، واستولى على بخارى في ذي القعدة، من هذا العام.
ومات عبد الملك بأفكند في السجن بعد قليل [2] .
__________
[1] المنتظم 7/ 206، والكامل في التاريخ 9/ 155.
[2] الخبر مطوّلا في: الكامل في التاريخ 9/ 145- 149. وتاريخ گزيده 148.(27/25)
[حوادث] سنة تسعين وثلاثمائة
فيها ظهر بسجستان معدن للذهب، فكانوا يصفّون من التراب الذَّهَبَ الْأحمر [1] .
وفيها قُلِّد القاضي أَبُو عبد اللَّه الحسين بن هارون الضَّبِّي مدينة المنصور، مضافًا إلى قضاء الكوفة وغيرها، ووُلّي القاضي أَبُو محمد عُبَيْد اللَّه بن محمد الْأكفاني الرَّصافَةَ وأعمالها [2] .
وفيها وُلِّي نيابة دمشق فحل بن تميم [3] من جهة الحاكم، فمرض ومات بعد أشهر، وولي بعده عليّ بن جعفر بن فلاح [4] .
آخر الحوادث
__________
[1] المنتظم 7/ 207، الكامل في التاريخ 9/ 162.
[2] المنتظم 7/ 207.
[3] هو: أبو الحارث فحل بن إسماعيل بن تميم بن فحل الكتامي، وقد قلّد مدينة صور مع دمشق. (اتعاظ الحنفا 2/ 17) وورد في (ذيل تاريخ دمشق 57) : «تميم بن إسماعيل المغربي القائد المعروف بفحل» . وانظر: أمراء دمشق للصفدي 65 رقم 205.
[4] هو: أبو الحسن علي بن جعفر بن فلاح بن أبي مرزوق الكتامي. من كبار وزراء الدولة الفاطمية. كان يلقّب «وزير الوزراء، ذي الرئاستين، الأمر المظفّر، قطب الدولة» . وكان أبوه جعفر من الأجواد، مدحه الشاعر ابن هانئ الأندلسي. (انظر: الحلّة السيراء لابن الأبّار، تحقيق الدكتور حسين مؤنس- حاشية 3/ من الجزء 1/ 304، 305- طبعة القاهرة 1963، والإشارة إلى من نال الوزارة لابن منجب الصيرفي- تحقيق عبد الله مخلص- ص 30- 32- طبعة القاهرة 1924، وتاريخ يحيى بن سعيد الأنطاكي (بتحقيقنا) ، وكتابنا: تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ عبر العصور- ج 1/ 290- 291، الطبعة الثانية 1984) .(27/26)
[تراجم وفيات]
سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة
أحْمَد بن إبراهيم بن تمّام [1] ، أبو بكر البعلبكيّ المقرئ الفقهية، قاضي بعْلَبَكّ.
سمع خَيْثَمةَ الْأطْرابُلُسي، وأبا الميمون بن راشد، وجماعة.
وعنه: محمد بن يونس الْإسكاف، وأحمد بن الحسن الطّيّان.
أحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حمزة، أبو نصر النيسابُوري المؤذن الوراق، المعروف بابن حسْكَوَيْه. كان كثير الحديث.
سمع السّرّاج، وابن خُزَيْمَة، والماسرْجسي، ومحمد بن إبراهيم العَبْدَوي.
روى عنه: الحاكم، وَأَبُو [2] سعد الكَنْجَرُوذِي، وغيرهما.
تُوُفّي في شعبان.
أحْمَد بن الحسين بن مهران [3] ، أبو بكر الأصبهاني ثم النّيسابوريّ
__________
[1] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 3/ 164 و 17/ 366 و 29/ 105 و 37/ 282، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي- د. عمر عبد السلام تدمري- ق 1 ج 1/ 272 رقم 77، طبعة المركز الإسلامي للإعلام والإنماء، بيروت 1984، ومن حديث خيثمة بن سليمان القرشي الأطرابلسي- د. عمر عبد السلام تدمري- ص 35- طبعة دار الكتاب العربيّ 1400 هـ/ 1980 م.
[2] في الأصل «أبا» .
[3] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 30/ 1 و 40/ 126، طبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 400، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 3380، العبر 3/ 44، طبقات القراء 1/ 470، مرآة الجنان 2/ 442، حسن المحاضرة 1/ 280، الأنساب 2/ 545، معجم الأدباء 3/ 12، تذكرة الحفاظ 3/ 975، سير أعلام النبلاء (المصور) 10 ق 2/ 250، النجوم الزاهرة 4/ 160، شذرات الذهب 3/ 97، كشف الظنون 1025 و 1424، معجم المؤلفين(27/27)
المقرئ العابد، مصنف كتاب «الغايات في القراءات» ، قرأ لهشام بدمشق ولابن ذِكْوَان على أبي الحسن محمد بن النَّضْر الْأخرم، وببغداد على زيد بن أبي بلال الكوفي، وابن مقسم، وأبي بكر النّقّاش، وأبي الحسن بن ثَوْبان، وأبي عيسى بكار بن أحْمَد، وهبة اللَّه ابن جعفر، وبخراسان على غير واحد، وسمع من أبي العباس السّرّاج، وابن خُزَيْمة، وأحمد بن حسين الماسَرْجَسي، ومكّي بن عَبْدان.
روى عنه الحاكم، وأبو حفص بن مسرور، وأبو سعد الكَنْجرُوذي وعبد الرحمن بن الحسن بن عليك، والمقرئ أَبُو سعد أحْمَد بن إبراهيم.
قال الحاكم: كان إمام عصره في القراءات، وكان أعبد من رأينا من القرّاء، وكان مُجاب الدعوة، انتقيت عليه خمسة أجزاء، وتوفي في شوّال، وله ستُّ وثمانون سنة. وتُوُفّي في هذا اليوم أَبُو الحسن العامري صاحب الفلسفة، فحدثني عمر بن أحْمَد الزّاهد: سمعت الثقة من أصحابنا يذكر أنّه رأى بكر بن مهران في المنام في الليلة التي دُفن فيها، فقلت: أيُّها الْأستاذ، ما فعل اللَّه بك؟ قال: إن اللَّه عزّ وجلّ أقام أبا الحسن العامري بحذائي وقال:
هذا فداؤك من النّار [1] .
وقال الحاكم: قرأنا على ابن مهران ببخارى كتاب «الشامل في القراءات» .
وقرأت أنا كتاب «الغاية» له على أبي الفضل بن عساكر، بإجازته من المؤيَّد الطّوسي، وزينب الشعرية قالا: أنبأ [2] زاهر الشحامي، أنا [3] أَبُو بكر أحْمَد بن إبراهيم بن موسى المقرئ، أنا المصنّف رحمه اللَّه، وقد قرأ عليه جماعة، منهم أبو الوفاء مهدي بن طوارة شيخ الهذلي.
__________
[1] / 208، 209، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان- ق 1- ج 1/ 295 رقم 110، المنتظم 7/ 165، رقم 261، البداية والنهاية 11/ 310، معرفة القراء الكبار 1/ 279، 280 رقم 23، تاريخ التراث العربيّ 1/ 30 رقم 19، الأعلام 1/ 112.
[1] معرفة القراء 1/ 280.
[2] اختصار كلمة «أنبأنا» .
[3] اختصار كلمة «أخبرنا» .(27/28)
أحْمَد بن محمد بن الحارث الفقيه، أَبُو الحسين الفقيه المديني [1] الضرير.
حدّث في هذا العالم عن أبي القاسم البَغَوِي، وابن أبي داود.
وعنه: أحْمَد بن علي النزوي، وَأَبُو نصر الكسائي.
أحْمَد بن محمد بن الفضل [2] بن الجرّاح، أبو بكر الخرّاز البغدادي.
سمع أبا حامد الحَضْرمي، وأبا بكر بن دُرَيْد، ولزم ابن الْأنباري، فأخبر عنه وروى تصانيفه. وكان ثِقة دينًا: ظاهر المروءة، من الفرسان المذكورين.
روى عنه: أبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الجوهري.
إبراهيم بن محمد بن محفوظ بن معقل، أَبُو إسحاق النيسابُوري، شيخ محتشم. كان أحد المجتهدين في العبادة.
سمع: أبا بكر بن خُزَيْمة، وأبا العبّاس بن السرّاج، وأحمد بن محمد الماسرجسي.
تُوُفّي في ربيع الْأوّل.
وعنه الحاكم قال: رأيت أُصُولَه صحيحة، وأكثرها بخطّه.
بزال الْأمير [3] وَلِّي حرب منير الذي كان على نيابة دمشق، فهزمه بزال، واستولى على دمشق في هذه السنة، وقد وُلِّي طرابلس أيضًا.
بكجور التركي [4] ، الْأمير أبو الفوارس، مولى سيف الدولة بن حمدان.
__________
[1] تكرر قبلها «أبو الحسين» .
[2] تاريخ بغداد 5/ 81 رقم 2470، المنتظم 7/ 65 رقم 260، معجم الأدباء 4/ 239، الوافي بالوفيات 8/ 80 رقم 3506، النجوم الزاهرة 4/ 160.
[3] سبق ضبط اسمه في حوادث سنة 381 هـ.
وقد ولي طرابلس حول سنة 370 حتى 381 هـ. (انظر: تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ عبر العصور- الجزء الأول- ص 199 للمحقق د. عمر عبد السلام تدمري- طبعةدار البلاد، طرابلس 1978) .
[4] ذيل تجارب الأمم 3/ 208- 211، ذيل تاريخ دمشق 30- 34، الكامل في التاريخ 9/ 58 وما بعدها و 85، 86، تاريخ ابن خلدون 4/ 112، 113، أمراء دمشق 18 رقم 65، النجوم الزاهرة 4/ 160، الدرة المضية 222 و 230، اتعاظ الحنفا 1/ 259، تاريخ يحيى بن سعيد الأنطاكي (بتحقيقنا) ، خطط الشام 1/ 235، 236، تاريخ طرابلس السياسي(27/29)
ولي إمرة حمص، ثم ولي دمشق للعزيز العُبَيْدي، فجار وظلم وصادر، وخرج عن طاعة العزيز، فجهز إليه منير الخادم من مصر، في سنة ثمانٍ وسبعين، فبعث بكجور عسكرًا، فالتقوا، فانتصر منير، ثم تصالحا، وذهب بكجور إلى الرقة، فأقام بها دعوة العزيز، ثم قُتِل بنواحي، حلب، في سنة إحدى هذه [1] .
بشر بن الحسين الشيرازي [2] قاضي القضاة، أبو سعيد. قدّمه عضد الدولة للقضاء، فولّاه الطائع قضاء القضاة، سنة تسعٍ وستين. وكان فقيهًا ظاهريا متدينًا معظمًا للآثار، وما أراه قدم بغداد، بل استناب عليها أربعة قضاة، ثم إنه عُزِل في سنة سّتٍ وسبعين.
مات بشيراز عن سبعين سنة في هذا العام. أرّخه ابن الخازن.
وقال أَبُو إسحاق الشيرازي في «طبقات الفقهاء» في أصحاب داود:
ومنهم قاضي القضاة أَبُو سعدٍ بشْر بن الحسين، كان إمامًا، أخذ العلم عن علي بن محمد صاحب ابن المغلّس بفارس.
جوهر، أَبُو الحسن [3] القائد الرومي المعروف بالكاتب، مولى المعزّ
__________
[ () ] والحضاريّ- د. تدمري- ج 1/ 200- 202، الوافي بالوفيات 10/ 202 رقم 4684، المختصر في أخبار البشر 2/ 128، واتعاظ الحنفا 1/ 254- 256- و 258- 260، وتاريخ ابن الوردي 1/ 310.
[1] انظر عن بكجور في كتابنا: تاريخ طرابلس 1/ 281- 282 الطبعة الثانية.
[2] طبقات الفقهاء 177، 178 و 179.
[3] النجوم الزاهرة في حلى حضرة القاهرة 22 و 33 و 41 و 43 و 56 و 101- 106، تهذيب ابن عساكر 3/ 416، الكامل في التاريخ 8/ 590 و 591 و 9/ 90، وفيات الأعيان 3/ 375- 380 رقم 145، العبر 3/ 16، دول الإسلام 1/ 232، اتعاظ الحنفا 1/ 272، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي 4/ 28- 54، كتاب الولاة والقضاة 297، 298، 547، 584، ذيل تاريخ دمشق 1، 2، 12، 310، 311، شذرات الذهب 3/ 98، 99، الدرة المضية 120- 125 و 130، و 135 و 137- 140 و 142- 145 و 173 و 177- 179 و 253، نشوار المحاضرة 4/ 171، معجم البلدان 4/ 22، تلخيص معجم الألقاب 3/ 561، حسن المحاضرة 1/ 559 و 2/ 201، الوافي بالوفيات 11/ 224- 226 رقم 320، بدائع الزهور- ج 1- ق 1/ 189، المختصر في أخبار البشر 2/ 128، وتاريخ ابن الوردي 1/ 311، ومرآة الجنان 3/ 411، وتاريخ يحيى بن سعيد الأنطاكي (بتحقيقنا) والبداية والنهاية 11/ 310، وسير أعلام النبلاء 16/ 467، 468 رقم 342.(27/30)
أبي تميم. قدِم من المغرب بتجهيز المُعِزّ إلى ديار مصر في الجيوش والأهْبَة في سنة ثمان وخمسين، فاستولى على إقليم مصر، وابتنى القاهرة، واستمرّ عالي الْأمر نافذ الكلمة.
وكان بعد موت كافور صاحب مصر قد انخرم النظام، وأقيم في المُلْك أحْمَد بن علي بن الْأخشيد وهو صغير، وكان ينوب عنه ابن عمّ والده والحسن بن عُبَيْد اللَّه بن طُغْج، والوزير حينئذ جعفر بن الفرات، فقلت الْأموال على الْجُنْد، فكتب جماعة إلى المُعِزّ يطلبون منه عسكرًا ليسلّموا إليه مصر، فنفذ جوهرًا في نحو مائة ألف فارس أو أكثر، فنزل بتروجة [1] بقرب الإسكندرية، فراسله أهل مِصر في طلب الْأمان وتقرير أملاكهم لهم، فأجابهم جوهر، وكتب لهم العهد، فعلم الإخشيديّة بذلك، فتأهبوا للقتال، فجاءتهم الكتب والعهود، فاختلفت كلمتهم. ثم أمَّروا عليهم ابن الشويزاني، وتوجّهوا للقتال نحو الجزيرة، وحفظوا الجسور، فوصل جوهر إلى الجيزة، ووقع بينهم القتال في حادي عشر شعبان، ثم سار جوهر إلى منية الصيادين، وأخذ مخاضة منية شلقان [2] ، ووصل إلى جوهر طائفة من العسكر في مراكب، وحفظ أهل مصر البلد، فقال جوهر للأمير جعفر بن فلاح: لهذا اليوم خبّأك المُعِزّ، فعبر عريانًا في سراويل وهو في مركب، ومعه الرجال خوضًا، فوصلوا إليهم، ووقع القتال، فقُتل خلق كثير من الإخشيديّة، وانهزم الباقون، ثم أرسلوا يطلبون الْأمان، فأمَّنَهم جوهر، وحضر رسوله ومعه بند أبيض، وطاف بالأمان، ومنع من النهب، فسكن الناس، وفُتِحت الْأسواق، ودخل من الغد جوهر القائد في طبوله وبُنُوده، وعليه ديباج مذهّب، ونزل موضِع القاهرة اليوم، واختطّها، وحفر أساس القصر ليلته، فأرسل إلى مولاه يبشّره بالفتح، وبعث إليه برءوس القتلى، وقطع خطبة بني العبّاس، ولبس السواد، وألبس الخطباء البياض، وأن يُقال في الخطبة «اللَّهمّ صلّ على محمد المصطفى، وعلى علي المرتضى، وعلى فاطمة البتول، وعلى الحسن والحسين سبطي
__________
[1] تروجة: بالفتح ثم الضم وسكون الواو، وجيم. قرية بمصر من كورة البحيرة من أعمال الإسكندرية. (معجم البلدان 2/ 72) .
[2] في الأصل «سلقان» بالسين المهملة، والتصحيح من (اتعاظ الحنفا 1/ 109) .(27/31)
الرسول، وصلّ على الْأئمة آباء أمير المؤمنين المُعِزّ باللَّه» .
ثم في ربيع الآخر سنة تسعٍ وخمسين أذَّنوا بمصر ب «حيّ على خير العمل» ، فاستمر ذلك، وكتب إلى المُعِزّ يبشّره بذلك، وفرغ من بناء جامع القاهرة في رمضان سنة إحدى وستين، والأغلب أنه الجامع الْأزهر [1] .
وكان جوهر حسن السيرة في الرعية، ولما مات رثاه جماعة من الشعراء.
تُوُفِّي سنة إحدى وثمانين، وهو على مُعْتَقَد العُبَيْدِيّة.
الحسن بن محمد بن جعفر [2] بن محمد بن حفص المَغَازِلي الْإصبهاني، في المحرّم.
الحسين بن عمر بن عمران [3] بن حُبَيش، أَبُو عبد اللَّه البغدادي، وعنه عُبَيد اللَّه الْأزهري، وَأَبُو القاسم التنوخي.
وثقة العتيقي.
الحسين بن موسى بن سعيد، أَبُو علي الخيّاط المصري. إمام جامع مصر، وعاش تسعًا وسبعين سنة.
حمدان بن أحْمَد بن مشارك الهَرَوي، روى عن: أبي إسحاق بن ياسين.
روى عنه: أَبُو يعقوب القرّاب.
حيان القُرْطُبِي، أَبُو بكر الزاهد العابد، من كبار الْأولياء، ومن أصحاب أبي بكر بن مجاهد الصّوفي.
تُوُفِّي بقُرْطُبة في ربيع الْأوّل من السنة.
خَلَفُ بن إبراهيم بن عصمة الشبلي [4] النّيسابوري. سمع أبا العبّاس السّرّاج وجماعة.
__________
[1] انظر: عيون الأخبار وفنون الآثار (السبع السادس) 145 وما بعدها، واتعاظ الحنفا 1/ 117.
[2] ذكر أخبار أصبهان 1/ 274.
[3] تاريخ بغداد 8/ 82 رقم 4169، المنتظم 7/ 166 رقم 262.
[4] في الأصل «البلى» .(27/32)
تُوُفِّي في جُمادى الآخرة.
شريف بن سيف الدولة: [1] علي بن عبد اللَّه بن حمدان الْأمير، أَبُو المعالي سعد الدولة، ملك حلب ونواحيها بعد أبيه، وطالت أيامه، ثم عرض له قُولَنْج أشْفَى منه على التلف، ثم تماثل، فواقع جارية فلما فرغ بطُل نصفه، فدخل إليه الطبيب فأمر أن يُسْجَر عنده النّد والعنبر، فأفاق قليلا، فقال له الطبيب: أرني يدك، فناوله يده اليسري، فقال: هات اليمين. فقال:
ما تركت لي اليمين يمينًا. وكان قد حَلَف وغدر. وتُوُفِّي في رمضان، وله أربعون سنة وأشهرُ، وتولّى بعده ابنه أَبُو الفضائل سعد، وبموت سعد انقرض مُلك سيف الدولة.
سنان [2] بن محمد الضّبعي البصري: لا أعلم متى تُوُفِّي.
لقيه أَبُو ذَرّ الهَرَوي بعد الثمانين وثلاثمائة، وقال: قرأت عليه من أصل سماعه: ثنا أَبُو خليفة، فذكر أحاديث.
عبد اللَّه بن أحْمَد بن حَمَّوَيه [3] بن يوسف بن أعين، أَبُو محمد السَّرْخسي [4] . سمع [5] سنة ستّ عشرة وثلاثمائة من الفَرَبرِي «صحيح البخاري» ، وسمع من عيسى بن عمر بن العبّاس السمرقندي كتاب «الدارِمي» ، وسمع من إبراهيم بن خُزَيْم الشاشي «مُسْنَد عبد» وتفسيره.
__________
[1] زبدة الحلب 1/ 155- 181، مرآة الجنان 2/ 414، الأعلاق الخطيرة 3/ 73- 76 و 315- 321، الوافي بالوفيات 16/ 146، 147 رقم 169، النجوم الزاهرة 4/ 161، شذرات الذهب 3/ 100، دول الإسلام 1/ 233، الكامل في التاريخ 9/ 85- 90، ذيل تجارب الأمم 215، 216، ذيل تاريخ دمشق 41، العبر 3/ 3/ 16، 17، تاريخ الأنطاكي 1/ 174 (بتحقيقنا) ، مآثر الإنافة 1/ 324، 325، تاريخ مختصر الدول 177، تاريخ الزمان 72.
[2] في الأصل «شيان» .
[3] دول الإسلام 1/ 233، العبر 3/ 17، تذكرة الحفاظ 3/ 975، شذرات الذهب 3/ 100، الوافي بالوفيات 17/ 45 رقم 39، النجوم 4/ 161.
[4] السرخسي: نسبته إلى بلدة قديمة من بلاد خراسان يقال لها: سرخس، وسرخس. (الأنساب 7/ 69) .
[5] في الأصل «سمع منه» .(27/33)
رَوَى عَنْهُ: أَبُو ذَرّ عبد بن أحْمَد الهَرَوي، وَأَبُو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم القرّاب، ومحمد بن عبد الصمد الترابي المَرْوَزي، وعلي بن عبد اللَّه ومحمد بن أحْمَد بن محمد بن محمود الهَرَوِيّان، وَأَبُو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي.
وقال أَبُو ذَرّ: قرأت عليه وهو ثقة وصاحب أصول حِسَان.
قلت: وله جزء مفيد عدّ فيه أبواب الصحيح، وعدّ ما في كلّ كتاب من الْأحاديث، فأورد ذلك الشيخ محيي الدين في مقدمة ما شرح من الصحيح، وأعلى شيء يُرْوَى في سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة. وحدّث الحموي هذا، وقعت لنا المذكورة من طريقه. وُلِد سنة ثلاثٍ وتسعين ومائتين.
وقال القرّاب: تُوُفّي لليلتين بقيتا من ذي الحجة.
عبد اللَّه بن محمد بن بكر بن عبد الرزاق بن داسة، أبو محمد البصيري، التمار. توفي في صفر، وروى عن أبيه صاحب أبي داود.
روى عن: أبي بكر محمد بن الحسين بن مكرّم، والحسين بن إسماعيل المحاملي، وخلق.
وعنه أَبُو ذر الهروي.
عبد الرحمن بن عبد اللَّه المالكي [1] الفقيه، أَبُو القاسم المصري الجوهري. وتوفي بمصر، وهو صاحب «مُسْنَد المُوَطَّأ» سمعه من طائفة، منهم أبو العباس بن نفيس المقرئ، وَأَبُو بكر بن عبد الرحمن، وَأَبُو الحسن بن فهد، وآخرون، وتُوُفّي في رمضان.
عبد الرحيم بن محمد بن حمدون بن نجار الفقيه، أَبُو الفضل النيسابُوري البخاري، نسبه إلى جده، وكان من أعيان أصحاب أبي الوليد الفقيه.
__________
[1] العبر 3/ 17، شذرات الذهب 3/ 101، حسن المحاضرة 1/ 191، شجرة النور 93، 94 رقم 213، سير أعلام النبلاء 16/ 435، 436 رقم 321، الديباج المذهب 1/ 470، 471، الرسالة المستطرفة 16.(27/34)
درس في حياته، وسمع من أبي حامد بن الشرفي، ومكّي بن عبدان، وحدث.
تُوُفّي في جمادى الْأولى، وقد تُوُفّي والده سنة ثمان وأربعين.
عبد العزيز بن علي بن محمد [1] بن إسحاق بن الفرج، أَبُو عدِيّ المصري، ويعرف بابن الْإمَام. كان مقرئًا مجودًا لقراءة وَرْش لأنّها على أبي بكر بن سيف صاحب ابن يعقوب الْأرزي.
قرأ عليه طاهر بن غلبون، وعبد الجبار بن أحْمَد الطَّرسُوسي، وإسماعيل بن عمرو الحدّاد، وَأَبُو الفضل محمد بن جعفر الخُزَاعي، ومكي بن طالب، وَأَبُو عمر الطّلمنكي، وَأَبُو العبّاس محمد بن سعيد بن أحْمَد بن نفيس، وغيرهم.
وطال عمره وتفرّد بُعُلوّ هذه الطريق، وقد حدّث عن ابن قديد، ومحمد بن زبّان.
روى عنه يحيى بن الطّحّان.
وقال أَبُو إسحاق الحبال. تُوُفّي لعَشْر خَلَوْن من ربيع الْأوّل.
عُبَيْد اللَّه [2] بن أحْمَد بن معروف [3] ، أَبُو محمد البغدادي المعتزلي قاضي القضاة.
ولي بعد أبي بِشْر عمر بن أكثم، وسمع من يحي بن صاعد، وابن نَيْرُوز، وأبي حامد محمد بن أحْمَد بن هارون الحَضْرمي، ومحمد بن نوح وجماعة.
__________
[1] تذكرة الحفاظ 3/ 995، العبر 3/ 17، معرفة القراء الكبار 1/ 278، 279 رقم 22، شذرات الذهب 3/ 101، حسن المحاضرة 1/ 209، وغاية النهاية 1/ 394، 395.
[2] في الأصل «عبد» وهو تحريف.
[3] تاريخ بغداد 10/ 365- 368 رقم 5529، المنتظم 7/ 166 رقم 263، العبر 3/ 18، الكامل في التاريخ 9/ 91، دول الإسلام 1/ 233، شذرات الذهب 3/ 101 وفيه «عبد الله» وكذا في البداية والنهاية 11/ 310، تذكرة الحفاظ 3/ 975، النجوم الزاهرة 4/ 162، يتيمة الدهر 3/ 112- 114، الأعلام 4/ 344، معجم المؤلفين 6/ 237، تاريخ التراث العربيّ 1/ 336 رقم 247، وسير أعلام النبلاء 16/ 426، 427 رقم 315، ميزان الاعتدال 30/ 3، لسان الميزان 4/ 96.(27/35)
ولد سنة ستّ وثلاثمائة.
قال الخطيب: كان من أجلاد الرجال وألِبّاء النّاس، مع تجربة وحنكة وفطنة، وبصيرة ثاقبة، وعزيمة ماضية، وكان يجمع وسامة في منظره، وظُرفًا في ملبسه، وطلاقة في مجلسه، ولباقة في خطابه، ونهوضًا بأعباء الْأحكام، وهيبة في القلوب، قد ضرب في الْأدب بسَهْمٍ، وأخذ من علم الكلام بحظ.
وقال العتيقي: كان مجرّدًا في الاعتزال، ولم يكن له سماع كثير.
قلت: روى عنه الحسن بن محمد الخلّال، والعتيقي، وعبد الواحد بن شيطا، وَأَبُو جعفر بن المسلمة. ووثّقه الخطيب.
تُوُفّي في صفر، وله شِعْر رائق، فَحْل.
عُبَيْد اللَّه بن عبد الرحمن بن محمد [1] بن عُبَيْد اللَّه بْنُ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُهَرِي، أَبُو الفضل، بغداديّ مُسْنَد كبير القدر.
سمع: جعفر بن محمد الفِرْيابي، وإبراهيم بن شريك الْأسدي وعبد اللَّه بن المخرّمي، وعبد اللَّه بْن إِسْحَاق المدائني، ومحمد بْن حميد بن المجدّر [2] ، والبَغَوِي.
وعنه: أَبُو بكر البَرْقاني، وَأَبُو محمد الخلال، وعبد العزيز الْأزجي، وَأَبُو القاسم التنوخي، وجماعة آخرهم وفاة أَبُو جعفر بن المسلمة.
قال الخطيب: كان ثقة، وُلِد سنة تسعين ومائتين. أخبرني العتيقي قال: سمعت أبا الفضل الزُهَرِي يقول: حضرت مجلس الفِرْيابي وفيه عشرة آلاف رجل لم يبق منهم غيري، وجعل يبكي.
وذكره الْأزجي فقال: شيخ ثقة، مُجَاب الدّعوة.
__________
[1] تاريخ بغداد 10/ 368- 369 رقم 5531، المنتظم 7/ 167 رقم 264، العبر 3/ 18، تذكرة الحفاظ 3/ 975، النجوم الزاهرة 4/ 161، شذرات الذهب 3/ 101، سير أعلام النبلاء 16/ 392- 394 رقم 282.
[2] في الأصل «المحمدر» .(27/36)
وقال الدَّارَقُطْنيّ: ثقة صاحب كتاب، وآباؤه كلّهم قد حدّثوا. تُوُفّي في ربيع الْأول، وقيل في ربيع الآخر.
قلت: وقع لنا من روايته «صفة المنافق» للفِرْيَابي.
عتاب بن هارون بن عَتَّاب [1] بن بِشْر، أَبُو أيوب الغافقي الْأندلسي من أهل شَذُونَة.
روى عن أبيه، وحج فسمع من أبي حفص عمر الْجُمَحي، وأبي الحسن الخُزاعي، وكان صالحًا عابدًا.
رحل إليه ابن الفَرَضيّ فأكثر عنه، وعاش سبعين سنة.
عثمان بن جعفر [2] ، أَبُو عمرو الجواليقي البغدادي. حدَّث فِي هَذِهِ السنة عن عَبْد اللَّه بن إسحاق المدائني، ومحمد بن محمد بْن الباغَنْدِي.
وعنه أَبُو العلاء الواسطي، وأحمد بن محمد العتيقي، وَأَبُو طالب العشاري.
وثّقة العتيقي.
علي بن أحْمَد بن صالح [3] بن حمّاد المقرئ القِزْويني. كان فهمًا بالقراءات.
عُمِّر دهرًا، وسمع من يوسف بن عاصم الرازي، ومحمد بن مسعود الْأسدي، ويوسف بن حمدان، وأخذ القراءات عن أبي عبد اللَّه الحسين الْأزرق، والعباس بن الفضل بن شاذان، ولقي ابن مجاهد ببغداد، وناظره، وأقرأ القرآن ثلاثين سنة.
روى: عنه أَبُو يَعْلَى الحنبلي، ومن قوله نقلت ترجمته، وقال: وُلِدت سنة ثلاثٍ وثمانين ومائتين.
توفّي في رمضان سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 300، 301 رقم 888، بغية الملتمس 436 رقم 1263.
[2] تاريخ بغداد 11/ 309 رقم 6106.
[3] تذكرة الحفاظ 3/ 975، معرفة القراء الكبار 340، 341 رقم 26 و 1/ 349 رقم 275، وغاية النهاية 1/ 519.(27/37)
علي بن محمد بن عُبَيْد اللَّه [1] الزهري، أبو الحسن الضّرير.
كان ببغداد، ذكر أنّه من ولد عبد الرحمن بن عَوْف، وأنّه سمع من أبي يَعْلَى المَوْصِلي.
وعنه: العتيقي، وَأَبُو القاسم التنوخي، وكان كذّابًا.
محمد بن إبراهيم بن علي [2] بن عاصم بن زاذان، أَبُو بكر بن المقرئ الحافظ، مُسْنِد إصبهان. طوف الشامَ ومصرَ والعراقَ، وسمع في قريب من خمسين مدينة.
سمع: محمد بن نُصَيْر بن أبان المديني، ومحمد بن علي الفرقدي، وإبراهيم بن مَتُّوَيْه، وطبقتهم بأصبهان، وأوّل سماعه بعد الثلاثمائة، وسمع أحْمَد بن الحسن الصُوفي، وحامد بن شعيب اللّخمي، وعمر بن إسماعيل بن أبي غيلان، وطبقتهم ببغداد، وأبا يَعْلَى بالموصل، وعَبْدان بالأهواز، وأبا عَرُوبة بحَرّان، ومحمد بن الحسن بن قتيبة بعَسقلان، وإسحاق بن أحْمَد الخُزَاعي بمكّة، وعبد اللَّه بن زيدان البَجَليّ، وعلي بن العبّاس المَقَانِعي، وعبد اللَّه بن محمد بن مُسلم ببيت المقدس، وإبراهيم بن مسرور صاحب لُوَيْن بحلب، وأحمد بن يحيى بن زُهَيْر الحافظ بتُسْتَر، وسعيد بن عبد العزيز، وأحمد بن هشام بن عمّار، ومحمد بن خريم بدمشق، ومحمد بن المعافي بصيداء، ومكْحُولا ببيروت، وميمون بن هارون بعكّا، ومحمد بن عُمَيْر صاحب هشام بن عمّار، بالرملة، ومضاء بن عبد الباقي بأَذَنَة، وجعفر بن أحْمَد بن سنان بواسط، ومحمد بن علي بن رَوْح المؤدّب بعسكر مَكْرَم، ومحمد بن
__________
[1] تاريخ بغداد 12/ 92، 93 رقم 6509.
[2] ذكر أخبار أصبهان 2/ 297، حلية الأولياء 9/ 129، الأنساب 19 ب، 86 أ، 358 ب، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 493 و 36/ 514- 519، و 39/ 32، تذكرة الحفاظ 3/ 973- 976، غاية النهاية 2/ 45، شذرات الذهب 3/ 101، الأعلام 6/ 184، معجم المؤلفين 8/ 210، تاريخ التراث العربيّ 1/ 335 رقم 246 موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان ق 1- 4/ 60 رقم 1528، العبر 3/ 18، 19، النجوم الزاهرة 4/ 161، الكامل في التاريخ 9/ 91، مرآة الجنان 2/ 415، سير أعلام النبلاء 16/ 398- 402 رقم 288، الوافي بالوفيات 1/ 342، 343، طبقات الحفاظ 387، 388، الرسالة المستطرفة 95.(27/38)
تمام البَهْراني، ومحمد بن يحيى بن رزين بحمص، والحسين بن عبد اللَّه القطان الْأزْدي بالرَّقَّة، ومحمد بن محمد بن الْأشعث، ومحمد بن زبّان، وعلي بن أحْمَد علان، وأحمد بن عبد الوارث الغسّال بمصر، ومحمد بن أبي سَلَمَة بن قوبا بعسقلان، وصنّف «معجم شيوخة» ، وسمع «شرح الْأثار» للطَّحاوي منه، وخرَّج الفوائد، وجمع «مُسْنَد أبي حنيفة» .
روى عَنْهُ: أَبُو إِسْحَاق بْن حمزة، وَأَبُو الشيخ، وهما أكبر منه، وحمزة السَّهْمي، وأحمد بن موسى بن مردود، وَأَبُو نُعَيْم، وَأَبُو طاهر بن عبد الرحيم وإبراهيم بن منصور الكراني سبط بحرويه، ومنصور بن الحسين، وَأَبُو طاهر أحْمَد بن محمد الثقفي، وأحمد بن محمد بن النُّعْمان، وآخرون.
قال أَبُو طاهر الثقفي: سمعت ابن المقرئ يقول: طفت الشرق والغرب أربع مرات.
وقال رجلان: سمعنا ابن المقرئ يقول: مشيت بسبب نسخة المفضل بن فضالة سبعين مرحلة، ولو عُرِضَت على بقّال برغيف لم يأخذها.
وقال أَبُو طاهر بن سلمة: سمعت ابن المقرئ يقول: دخلت بيت المقدس عشر مرات، وحججت أربع حجج، واستلمت الحجر في ليلة مائة وخمسين، وأقمت بمكّة خمسة وعشرين شهرًا.
وعن أبي بكر بن أبي علي قال: كان ابن المقرئ يقول: كنت أنا والطَّبراني وَأَبُو الشيخ في مدينة الرسول عليه السّلام، فضاق بنا الوقت، فواصلنا ذلك اليوم، فلما كان وقت العشاء حضرت القبر، وقلت:
يا رسول اللَّه الجوع. فقال لي الطَّبراني: اجلس فإمّا أن يكون الرزق أو الموت، فقمت أنا وَأَبُو الشيخ، فحضر الباب عَلَوِيّ، ففتحنا له، وإذا معه غلامان بزنبيلين فيهما شيء كثير، وقال: يا قوم شكوتموني إلى النَّبِيّ صلّى اللَّه عَلَيْهِ وسَلَّم فإني رأيته، فأمرني بحمل شيء إليكم.
وروى أَبُو موسى المَدِيني ترجمة ابن المقرئ: نا معمَّر بن الفاخر، سمعت أبا نصر بن الحسن بن أبي عمر، سمعت ابن سلامة يقول: قيل(27/39)
للصاحب بن عبّاد: أنت رجل مُعْتِزِليّ وابن المقرئ محدّث، وأنت تحبّه، فقال: إنه كان صديق والدي، وقيل مَوَدَّة الْأباء قرابة الْأبناء، ولأنّي كنت نائما، فرأيت النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ يقول لي: أنت نائم ووليّ من أولياء اللَّه على بابك، فانتبهت ودعوت البوّاب، وقلت: من بالباب؟ قال: أَبُو بكر بن المقرئ.
وقال أَبُو عبد اللَّه بن مهدي: سمعت ابن المقرئ يقول: مذهبي في الْأصُول مذهب أحْمَد بن حنبل وأبي زرعة.
قال ابن مَرْدَوَيه: هو ثقة مأمون، صاحب أصول. تُوُفْي يوم الْأثنين في شوال.
وقال أَبُو نُعَيْم: محدّث كبير ثقة، صاحب [أصول] ، سمع ما لا يحصى كثرة، وتوفّي عن ستٍ وتسعين سنة.
قلت: وكان الصّاحب إسماعيل بن عبّاد يحترمه، وكان خازنا كُتُب الصاحب، وقد خَرَّجْتُ من مُعْجَمه أربعين حديثًا عن أربعين شيخًا، في أربعين مدينة، سميتها «أربعي البلدان» لأبي بكر بن المقرئ، وسمعناها.
وعند أبي سعيد المدائني حديثه في غاية العُلُو.
مّات في شوّال.
محمد بْن أحْمَد بْن محمد بن إبراهيم بن عبده بن سليط السّليطي، َأَبُو جعفر النيسابُوري.
عن: أبي بكر الأسفرايني، والشرفي، ومكّي بن عَبْدان، وطبقتهم.
وعنه: الحاكم، وانتقى عليه، وَأَبُو يَعْلَى الصّابوني، والكَنْجَرُوذِي وجماعة.
وحدث أيضا بمكّة والعراق.
محمد بن حسين بن شنظير [1] ، أَبُو عبد اللَّه الْأموي الطُلَيطليّ، والد المحدث أبي إسحاق إبراهيم. كان فقيهًا عارفًا بمذهب مالك.
__________
[1] الصلة لابن بشكوال 2/ 477، 478 رقم 1033.(27/40)
روى عن: وهْب بن مسرّة، ومحمد بن عبد اللَّه بن عيشون، وأبي بكر بن رستم.
تُوُفْي في المحرّم، وكان ابنه غائبًا في الرحلة. ولد سنة خمس عشرة وثلاثمائة.
محمد بن خثيم بن ثاقب، أَبُو بكر البخاري الصفار.
حدث بصحيح البخاري عن القَزْوِيني.
تُوُفْي بسَمَرْقَنْد في ربيع الْأوّل.
محمد بن سعيد بن قرط [1] ، أبو عبد الله بن الصّابوني القُرْطُبي.
سمع من محمد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم بن أصبغ، والحسن بن سعد، ورجل فسمع من ابن الْأعرابي، وطائفة. وكان رفيق ابن السليم، في رحلته، فلما وُلِّي ابن السليم القضاءَ استعمله على نظر الْأوقاف، ثم عزله، وظهرت عليه أمور، ذهب فيها ماله كلّه، وبقي فقيرًا.
وقد حدّث بيسير في ربيع الْأوّل.
محمد بن عبد اللَّه [2] ، أَبُو الحسن النَّحْوِي الورّاق، زوج بنت أبي سعيد السِّيرافي.
له «شرح مختصر الجرمي» في النَّحْو، وغير ذلك.
محمد بن عبد اللَّه بن عمرو، أَبُو جعفر الهَرَوِي الفقيه صاحب التفسير.
محمد بن علي بن الحسين [3] بن سُوَيْد، أَبُو بكر البغدادي المكتب.
روى عن: محمد بن محمد الباغندي، وأبي القاسم البَغَوِي، وأبي عَرُوبَة، وطائفة كثيرة، وسافر الكثير.
روى عنه: أَبُو بكر البَرْقَاني، وعُبَيْد اللَّه الْأزهري، وعلي بن المحسّن التنوخي، ووثّقه البَرْقَاني.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 2/ 93، 94 رقم 362.
[2] بغية الوعاة 1/ 129 رقم 223.
[3] تاريخ بغداد 3/ 88 رقم 1/ 107.(27/41)
وقال الْأزهري: صَدُوق، تكلَّموا فيه بسبب روايته عن أحْمَد بن سهل الْأشْناني كتاب «قراءة عاصم» .
تُوُفِّي في رمضان.
محمد بن القاسم [1] بن أحْمَد فاذشاه، أَبُو عبد اللَّه الْإصبهاني الشافعي المتكلّم الْأشعري، المعروف بالنَّتيف.
ذكره أَبُو نُعَيْم فقال: كثير المصنّفات في الْأصُول والفِقْه والأحكام، ورجل إلى البصْرة، وروى عن محمد بن سليمان المالكي، وعلي بن إسحاق المادَرَائي، وأبي علي اللؤلؤي، وتُوُفِّي في شهر ربيع الْأوّل.
قلت: ولعلّه أخذ بالبصْرة عن أبي الحسن الْأشعريّ، فإنّه أدركه.
قال أَبُو نُعَيْم: كان ينتحل مذهب الْأشعريّ.
محمد بن موسى بن مصباح [2] بن عيسى، أَبُو بكر القُرْطُبي المؤذّن.
سمع أحْمَد بن خالد، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وجماعة، فسمع من الْأعْرابي، والمصريّين، وكان مُتَهَجِّدًا بَكَّاء.
محمد بن يَبْقَى بن زَرْب [3] بن يزيد، أَبُو بكر القُرْطُبي الفقيه المالكي.
[سمع] : قاسم بن أصبغ، ومحمد بن عبد الله بن أبي دليم، وجماعة، وتفقّه عند اللؤلؤي وغيره. وكان أحفظ أهل زمانه لمذهب مالك.
كان القاضي أَبُو بكر محمد بن السليم يقول له: لو رآك ابن القاسم لعجب منك.
__________
[1] في الأصل «محمد بن أبي القاسم» والتصحيح من (ذكر أخبار أصبهانيّ 2/ 300، 301) .
[2] تاريخ علماء الأندلس 2/ 95، 96 رقم 1364.
[3] تاريخ علماء الأندلس 2/ 95 رقم 1363، جذوة المقتبس 100 رقم 170، بغية الملتمس 146، 147 رقم 325، العبر 3/ 19، تاريخ قضاة الأندلس 77، شذرات الذهب 3/ 101، 102، الديباج المذهب 268، 269، الأعم 7/ 260، معجم المؤلفين 12/ 97، 98، تذكرة الحفاظ 3/ 975، شجرة النور 100، تركيب المدارك 4/ 630- 633، فهرسة ابن خير 246، المغرب في حلى المغرب 1/ 214، سير أعلام النبلاء 16/ 411 رقم 298.(27/42)
ولما تُوُفِّي ابن السليم وُلّي ابن يَبْقَى على قضاء الجماعة في سنة سبعٍ وستّين، وإلى أن مات، وإليه كانت الصّلاة والخَطَابة.
وصنّف كتاب «الخصال في مذهب مالك» عارض به كتاب «الخصال» لابن كاديس الحنفي، فجاء في غاية الإتقان، وله كتاب «الرّدّ على ابن مسرة» .
وكان الحاجب ابن أبي عامر يُعظّمه ويُجْلِسه معه، ولما تُوُفِّي أظهر ابن أبي عامر لموته غمًّا شديدًا.
تُوُفِّي في رمضان، وكان مع فقْهه بصيرًا بالعربية والحساب، مشكور السيرة، رئيسًا، كثير المحاسن.
محمد بن يوسف بن محمد [1] بن دُوست [2] العلاف، أَبُو بكر البغدادي.
سمع أبا القاسم البَغَوي، وعبد الملك بن أحْمَد الدقّاق.
وعنه: أَبُو محمد الخلال، وأبو الحسين محمد بن علي بن المهتدي باللَّه.
قال أحمد بن محمد العتيقي: هو صالح ثقة.
قلت: وتم بمجلس يرويه أَبُو اليُمن الكِنْدِي هو لأبي علي عبد اللَّه، ولد هذا، لا لَهُ.
مظفّر بن الحسين بن المهنَّد، أَبُو الحسن السِّلْماسي.
روى عن أبي أحْمَد بن جوصا، وأبي بكر بن زياد النيسابُوري.
روى: عنه ابنه مهنِّد، وَأَبُو العباس النشري، وأحمد بن جرير السّلماسي.
مُعَاذ بن محمد بن يعقوب، أَبُو القاسم الزَّاهد.
تُوُفِّي في جمادى الآخرة.
__________
[1] تاريخ بغداد 3/ 409 رقم 1541، العبر 3/ 19، شذرات الذهب 3/ 102، تاريخ التراث العربيّ 1/ 337 رقم 249.
[2] في الأصل «ذؤيب» والتصحيح من تاريخ بغداد.(27/43)
منير الصِّقْلَبيّ الخادم [1] غلام الوزير يعقوب بن كِلّس، وُلِّي إمرةَ دمشق، فقدِمها من مصر سنة ثمانٍ وسبعين، فلما كان في هذا العام أحد وثمانين، قدِم بزال من طرابلس في رمضان، فانهزم منير وطلب الجبال، وقصد جُوسِية، ثم حلب، فأسره رجل من العرب، وأتى به دمشقَ، وقد قدمها منجوتكين [2] التركي نائبًا، فأركب منيرًا على جمل وطافوا به في البلد، وقُرِن معه قِرْد، ثم أُرسِل إلى مصر، فعفا [3] عنه العزيز العُبَيْدِي.
هارون بن عتّاب بن بِشْر [4] ، أَبُو أيوب الشذوني الغافقي الْأندلسي.
رحل إلى المشرق، وسمع من أبي بكر الْأنماطي، والصّنجي وأبي محمد الطُّوسي، وبمصر من القيسي.
قال النفري: ما كان بالأندلس أفضل منه، وكان مالكّي المذهب.
يعقوب بن موسى [5] ، أَبُو الحسين الْأردَبِيلي.
سكن بغداد، وحدث بسؤالات البرذعي، عن أبي زُرْعَة، عن أحْمَد بن طاهر النَّجم عن البرذعي.
روى عنه: الدار الدَّارَقُطْنيّ مع تقدمه [6] ، وَأَبُو بكر البَرْقَاني، ووثّقه، وكان فقيها شافعيا.
__________
[1] ذيل تاريخ دمشق 40، 41، الدرّة المضية 232، 233، اتعاظ الحنفا 1/ 269، 270، أمراء دمشق 89 رقم 298، تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ 1/ 201- 203.
[2] في الأصل «يجوتكين» وهو تصحيف.
[3] في الأصل «فعفى» .
[4] تاريخ علماء الأندلس 2/ 169، 170 رقم 1532 وساق نسبه «.. ابن عبد الرحيم بن بشر بن عبد الرحيم بن الحارث بن سهل بن الوقاع من قطبة بن عدنان بن معدّ بن جزّى الغافقي» وكناه بأبي موسي، وجعل وفاته سنة 335 هـ.
[5] تاريخ بغداد 14/ 295 رقم 7605.
[6] في الأصل «تقد» .(27/44)
وفيها خلع الطائع نفسه مُكْرَهًا، وبايعوا القادرَ باللَّه أحْمَد بْن إِسْحَاق بْن المقتدر باللَّه [1] .
__________
[1] مرّ هذا الخبر في أوّل حوادث 381 هـ.(27/45)
[وفيات] سنة اثنتين ومائتين وثلاثمائة
أحْمَد بن أبان بن سيد [1] ، أبو القاسم الْأندلسي اللُّغَوي، صاحب شَرِطَة قُرْطُبَة، وكان مُقَدَّمًا في علم اللغة، بارعًا، سريع الكتابة.
صنّف كتاب «العالم في اللغة» مائة مجلّدة على الْأجناس، وتُوُفِّي في هذا العام.
روى عن: أبي علي القالي كتاب «النوادر» : وروى عن سعيد بن عامر الْأشبيلي كتاب «الكامل» .
أخذ عنه: أَبُو القاسم الْأقليلي وغيره.
أحْمَد بن بندار بن محمد بن عبد اللَّه بن مهران، أَبُو زُرْعَة العبسي الْأسْتَرَاباذي [2] الفقيه، قاضي أسْتَرَاباذ.
كتب بأَرْدَبيل عن حفص بن عمر بن زبلة الحافظ، ودرس الفقه ببغداد على أبي علي بن أبي هريرة، فيما يقال.
أحْمَد بن عبيد اللَّه بن علي [3] ، أخو القائم محمد بن المهديّ.
__________
[1] الصلة لابن بشكوال 1/ 8 رقم 6.
[2] أستراباذي: نسبة إلى أستراباذ بلدة من بلاد مازندران بين سارية وجرجان.
قال ابن الأثير: بكسر الألف وسكون السين المهملة وكسر التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وفتح الراء. (اللباب 1/ 51) وقال ياقوت: بالفتح ثم السكون وفتح التاء المثنّاة من فوق وراء ... (معجم البلدان 1/ 174) .
[3] اتعاظ الحنفا 1/ 99 و 237.(27/47)
مات في القعدة بمصر، وصلّى عليه ابن ابن ابن أخيه العزيز صاحب مصر.
ورّخه القفْطي، وله أربعة إخْوَة ماتوا قبله بمدّة.
أحْمَد بن عُتبة بن مكين [1] ، أَبُو العباس الدمشقي الجوبري المُطَرِّز الْأطروش.
روى عن: عبد اللَّه بن عتّاب بن الزّفتي، ومُحَمَّد بْن خُرَيْم، وسعيد بْن عَبْد العزيز، وأبي الجهم بن طِلاب، وخلقٍ سواهم.
وعنه: عبد الوهاب بن الحبّان، وعلي بن السَّمْسار، وجماعة.
قال الكتّانيّ: كان ثقة نبيلا.
أحْمَد بن علي بن عمر [2] ، أَبُو الحسين البغدادي المشطاحي [3] .
روى عن طبقة البَغَوي.
وعنه: أبو طاهر بن سعدون المَوْصِلي، وكان ثقة.
أحمد بن محمد بن رجاء القاضي، أبو [4] حامد السرخسي.
توفي في شوال.
أحْمَد بن ثابت، أَبُو العباس الشيرازي الحافظ.
حدّث بدمشق عن القاسم بن القاسم السَّيّاري، وعبد اللَّه بن جعفر بن فارس الْإصبهاني، والحسين بن عبد الرحمن الرَّامَهُرْمُزِي، وجماعة.
وعنه: أَبُو نصر الإسماعيلي، وأبو عبد الله الحاكم، وتمّام الرّازي.
__________
[1] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 33/ 40، التهذيب 1/ 389، موسوعة المسلمين في تاريخ لبنان ق 1/ ج 1/ 357 رقم 156.
[2] تاريخ بغداد 4/ 316 رقم 2116، اللباب 3/ 217.
[3] المشطاحي: بكسر الميم وسكون الشين وفتح الطاء المهملة وبعد الألف حاء مهملة.
(اللباب) .
[4] في الأصل «وحامد» .(27/48)
قال الحاكم: جمع من الحديث ما لم يجمعه أحد، وصار له القَبُول بشيراز، بحيث يضرب [به] [1] المثل.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: أحْمَد بن منصور الشيرازي، أدخل بمصر، وأنا بها، أحاديثَ على جماعة من الشيوخ.
قلت: ذكر يحيى بن مَنْده ما يدلّ على أنّ الذي دخل مصر، وأدخل على شيوخها رجل آخر، اسمه: أحْمَد بن منصور. وقال: كانا أخَوَيْن، والغَلَطُ في اسمه.
وعن أبي العبّاس صاحب الترجمة، قال: كتبت عن الغزالي ثلاثمائة ألف حديث.
وقال الحسين بن أحْمَد الصّفار الشيرازي: لما مات أحْمَد بن منصور الحافظ، جاء إلى أبي رجلٌ فقال: رأيته في النّوم، وهو في المحراب واقف، في جامع شيراز، وعليه حلَّة، وعلى رأسه تاج مكلَّل بالجوهر، فقلت: ما فعل اللَّه بك؟ قَالَ: غفر لي وأكرمني، وأدخلني الجنة، فقلت: بماذا؟ قال: بكثرة صلاتي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
الحسن بن عبد اللَّه بن سعيد [2] ، أَبُو أحْمَد العسكري الْإمَام الْأديب.
__________
[1] سقطت من الأصل.
[2] المنتظم 7/ 191 رقم 307 (وفيات 387 هـ.) مرآة الجنان 2/ 415، 416، البداية والنهاية 11/ 312 و 320، العبر 3/ 20، إنباه الرواة 1/ 310- 312، معجم الأدباء 8/ 233- 258، الكامل في التاريخ 9/ 47، واللباب 2/ 136، دول الإسلام 1/ 233، سير أعلام النبلاء (المصور) 10 ق 2/ 251، 252، عيون التواريخ (المصور) 12/ 222 أ، 223 أ، مفتاح السعادة 1/ 227، بغية الوعاة 221، الأنساب 390 ب، بغية الوعاة 1/ 506، 507 رقم 1046، وفيات الأعيان 2/ 83- 85 رقم 164، خزانة الأدب 1/ 97، معجم البلدان 3/ 124، ذكر أخبار أصبهان 1/ 272، الوافي بالوفيات 12/ 76- 78 رقم 66، النجوم الزاهرة 4/ 175، شذرات الذهب 3/ 102، 103، المختصر في أخبار البشر 2/ 140، كشف الظنون 233 و 411 و 675 و 801 و 956 و 1404 و 1464 و 1737، إيضاح المكنون 2/ 332، روضات الجنات 216، أعيان الشيعة 22/ 140- 154، فهرس مخطوطات الظاهرية 297، فهرس المخطوطات المصورة بمعهد المخطوطات 2/ 94، معجم المؤلفين 3/ 239، 240، الرسالة المستطرفة 54.(27/49)
سمع من: عبدان الْأهوازي، وأحمد بن يحيى بن زُهَير التُسْتَرِي، وأبي القاسم عبد اللَّه البَغَوِي، وأبي بكر بن أبي داود، وأبي بكر بن دريد، وإبراهيم بن عرفة نفطويه، ومحمد بن جرير الطّبري، والعبّاس بن أبي الوليد بن شجاع الْإصبهاني، وجماعة.
روى عنه: أَبُو بكر أحْمَد بن جعفر اليزدي الْإصبهاني، وَأَبُو الحسن علي بن أحْمَد النُعَيْمي، وأبو سعد الماليني، وَأَبُو الحسين محمد بن الحسن الْأهوازي، وَأَبُو بكر محمد بن أحْمَد الوادعي، وعبد الواحد بن أحْمَد البَاطِرْقَاني، وأحمد بن محمد بن زَنْجَوَيْه، ومحمد بن منصور بن حيكان التستري، وعلي بن عمر الايذحى، وَأَبُو سعيد الحسن بن علي بن بحر التُسْتَري السَّقَطي، وآخرون.
وقال فيه السِّلَفي: كان من الْأئمّة المذكورين بالتصرّف في أنواع العلوم، والتبحّر في فنون الفهوم، ومن المشهورين بجودة التأليف، وحُسْن التصنيف، ومن جملة تصانيفه «الحِكَم والأمثال» ، وكتاب «التصحيف» [1] وكتاب «الْأرواح» وكتاب «الزّواجر والمواعظ» ، وبقي حتى علا [2] به السّنّ، واشتهر في الْأفاق، انتهت إليه رئاسة التحديث والإملاء للأداب، والتدريس بقطر خُوزِسْتان، وكان يُمْلي بالعسكر [3] وتُسُتَر [4] ومدنٍ ناحيته.
قلت: أخبرنا بنسبه أَبُو عَلِيِّ بْنُ الْخَلّالِ، أَنَا جَعْفَرٌ، أَنَا السِّلَفيّ، أَنَا أَبُو الحسين بن الطُّيُوري، أنا أَبُو سعيد الحسن بن علي السَّقَطي بالبصرة، ثنا أَبُو أحْمَد الْحَسَن بْن عبد اللَّه بن سعيد بن إسماعيل بن زيد بن حكيم العسكري إملاء سنة ثمانين وثلاثمائة بتستر.
قال السّلفي، فذكر مجالس من أماليه هي عندي، ولما تُوُفِّي أَبُو أحْمَد رثاه الصّاحب إسماعيل بن عبّاد، وأنشده:
__________
[1] نشره عبد العزيز أحمد بالقاهرة 1963 بعنوان «شرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف» .
[2] في الأصل «على» .
[3] العسكر: عسكر مكرم. بلد مشهور من نواحي خوزستان. (معجم البلدان 3/ 123) .
[4] تستر: بالضم ثم السكون وفتح التاء الأخرى، وراء. أعظم مدينة بخراسان.(27/50)
قالوا: مَضَى الشيخُ أَبُو أحْمَد ... وقد رَثوه بضُرُوب النُّدبْ.
فقلت: ماذا فَقْدُ شيخٍ مَضَى ... لكنّه فَقْد فُنُون الْأدَبْ [1]
ووفاته بخطّ أبي حكيم أحْمَد بْن إسماعيل بْن فَضْلان العسكريّ اللُّغَوي في يوم الجمعة، لسبعٍ خَلَوْن من ذي الحجّة سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة.
سليمان بن عبد الرحمن بن سليمان [2] بن معاوية، أَبُو أيوب الْجُمَحي القُرْطُبِي المؤذّن، المعروف بابن العِجْل.
روى عن: قاسم بن أصبغ، ومحمد بن عيسى بن رفاعة، ومحمد بن معاوية. كتب عنه غير واحد.
تُوُفِّي سنة اثنتين أو ثلاثٍ وثمانين.
عبد اللَّه بن أَحْمَد بن محمد [3] بن يعقوب، أَبُو القاسم النَّسَائي الفقيه الشافعي.
حدّث ببغداد سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة، فسمع منه أحْمَد بن جعفر الختلي، وَأَبُو القاسم عبد اللَّه بن الثلاج، وكان قد سمع من الحسن [4] بن سفيان مُسْنَدَه، وبه ختم الرواية عن الحسن. وسمع مُسْنَد ابن رَاهَوَيْه من عبد اللَّه بن شيرويه عنه، وسمع بالعراق من محمد بن محمد الباغَنْدِي وطبقته.
روى عنه: الحاكم، وغيره.
وقال الخطيب: قال الحاكم: توفّي في شوّال سنة اثنتين وثمانين بِنَسَا.
وعندي في «تاريخ الحاكم» أنّه تُوُفّي سنة أربع وثمانين، واللَّه أعلم.
__________
[1] معجم الأدباء 8/ 251.
[2] تاريخ علماء الأندلس 1/ 189 رقم 567.
[3] تاريخ بغداد 9/ 394 رقم 4993، العبر 3/ 20، 21، الوافي بالوفيات 17/ 45 رقم 40، النجوم الزاهرة 4/ 163، شذرات الذهب 3/ 103، دول الإسلام 1/ 233، طبقات الشافعية الكبرى 3/ 305، 306، وسير أعلام النبلاء 16/ 412 رقم 299.
[4] في الأصل «الحسين» وهو تحريف.(27/51)
قال: وكان شيخ العدالة والعلم بِنَسَا، وعاش نيّفًا وتسعين سنة. فيه:
ومحمد بن عبد اللَّه بن محمد بن شيرويه المذكور [1] في سنة ثمانين ختم حديث الحسن بن سفيان.
عبد اللَّه بن عثمان بن محمد [2] بن علي بن بيان، أَبُو محمد الصّفّار.
بغداديّ ثقة.
سمع إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، ومحمد بن نوح الْجُنْدَيْسَابُورِي، والمَحَامِلي، وجماعة.
وعنه: أحْمَد بن محمد العتيقي، والحسن بن محمد الخلال، وَأَبُو القاسم التنُوخي.
عبد اللَّه بن محمد بن عبد الوهاب [3] بن نصير بن عبد الوهاب بن عطاء ابن واصل، أَبُو سعيد القُرَشي الرّازي.
حجّ وسافر إلى مصر والشام وجاور وأقام بنيسابُور مدّة، فصحِبَ الزّاهد أبا علي الثقفي، وحدّث عن محمد بن أيّوب الرازي بن الضُّرَيْس، ويوسف بن عاصم.
وخرج في آخر عمره إلى مَرْو، ثم إلى بُخارى فتُوُفّي بها في هذه السنة. وله أربع وتسعون سنة.
ترجمة الحاكم، وروى عنه هو، ومحمد بن الحسن الكَنْجَرُوذِي، وَأَبُو يَعْلَى إسحاق بن عبد الرحمن الصّابوني، ومحمد بن عبد العزيز المَرْوَزي.
وقد سمع بدمشق من ابن جوصا، وببغداد من ابن صاعد.
قال الحاكم: ولم يزل كالرَّيْحَانة عند مشايخ التصوّف ببلدنا.
قلت: هو آخر من روى في الدنيا عن ابن الضُّرَيْس، وقع لنا حديثه
__________
[1] في الأصل «بل فسا المذكور» .
[2] تاريخ بغداد 10/ 40 رقم 5165، المنتظم 7/ 170 رقم 267.
[3] العبر 3/ 21، الوافي بالوفيات 17/ 490 رقم 416، النجوم الزاهرة 4/ 163، شذرات الذهب 3/ 103، دول الإسلام 1/ 233، سير أعلام النبلاء 16/ 427، 428 رقم 316.(27/52)
بعُلُوٍ، ورواياته مستقيمة، ولم أر أحدًا ضعَّفه، لكن يكون سماعه عن ابن الضُّرَيْس وهو ابن خمس سنين، على ما ضبطه الحاكم، من سنة انتهى إليه عِلْم الْأسناد في وقته بخُراسان.
عبد الصمد بن محمد بن إبراهيم، أَبُو حاتم المقرئ، خطيب مدينة أسْتَرَاباذ ومقرئها.
روى عنه: أبي نُعَيْم بن عَدِيّ، والحسن بن حَمّوَيْه.
وعنه: أَبُو سعيد الإدريسي.
عبد الواحد بن أحْمَد بن القاسم، أَبُو بكر الزُّهْري النيسابُوري الواعظ المتكلّم، ويعرف بابن أبي الفضْل.
سمع: أبا حامد بن بلال، وأبا بكر القطّان، والمحبوبي، وطائفة.
قال الحاكم: سمع معنا الكثير، وكان يصوم الدَّهر، ويختم القرآن في يومين.
تُوُفِّي في ربيع الْأوّل بنيسابُور، رحمه اللَّه تَعَالَى.
عبد الواحد بن محمد بن شاه الشيرازي الصّوفي، أَبُو الحسن، نزيل نيسابُور.
حدّث عن إبراهيم بن عبد الصّمد الهاشمي، وأبي رَوْق الهزّان، وطبقتهما.
وصحب الزُّهَّاد زمانًا، وحدّث بعد الثمانين، ولا أعلم متى مات.
عمر بن أحْمَد بن هارون [1] ، أَبُو [2] حفص الْأجرّي البغدادي المقرئ.
سمع أبا عمر محمد بن يوسف القاضي، وأبا بكر بن زياد النيسابُوري، وإسماعيل الوراق وغيرهم.
وعنه: أَبُو محمد الخلال، وَأَبُو القاسم التنوخي، وجماعة.
قال الخطيب الحافظ: كان ثقة صالحا ديّنا.
__________
[1] تاريخ بغداد 11/ 264 رقم 6026، المنتظم 7/ 170 رقم 268.
[2] في الأصل «و» .(27/53)
علي بن مكّي بن علي بن حسين، أَبُو الحسن الهَمَذَانِي الحلاوي.
روى عن عبد الرحمن الجلاب، وأبي جعفر بن عُبَيْد، ومحمد بن خيران.
رحل إلى بغداد فأدرك الخلدي، وأبا سهل بن زياد، وكان حافظًا فَهْمًا.
تُوُفِّي في ذي القعدة.
روى عَنْهُ: محمد بْن عيسى، وحَمْد بْن سهل المؤدّب، وعبد اللَّه بن محمد الحواري، وأحمد بن المأمون، وجماعة.
محمد بن عبد اللَّه بن عمر [1] بن خير، أَبُو عبد اللَّه القَيْسِي القُرْطُبِي البزّاز.
سمع أحْمَد بن خالد الحُبَاب، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وعبد الله بن يونس، وجماعة، وحج سنة اثنتين وثلاثين، فسمع من ابن الْأعْرَابي، وعبد الملك بن بحر الجلاب، ومحمد بن الصَّمُوت، ثم رحل ثانيا.
وكان صدوقًا إن شاء اللَّه ضابطًا، وقد اتُّهم بمذهب ابن مَسَرَّة [2] ، ولم يصحّ عنه.
توفّي في المحرّم، وقلّ من كتب عنه.
محمد بن العبّاس بن محمد [3] بن زكريّا بن يحيى، أَبُو عمر بن حَيَّوَيْهِ الخَزّاز، من كبار محدّثي بغداد.
سمع: محمد بن الباغندي، ومحمد بن خلف بن المرزبان، وعبد اللَّه بن إسحاق المدائني، وأبا القاسم التنوخي البغوي، وخلقا يطول ذكرهم.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 2/ 96، 97 رقم 1366.
[2] في الأصل «ميسرة» وهو تحريف.
[3] تاريخ بغداد 3/ 121 رقم 1139، المنتظم 7/ 170، 171 رقم 269، البداية والنهاية 11/ 311، العبر 3/ 21، النجوم الزاهرة 4/ 163، الوافي بالوفيات 3/ 199 رقم 1177، شذرات الذهب 3/ 104، لسان الميزان 9/ 95 وفيه «حسنويه» بدل «حيّويه» ، دول الإسلام 1/ 233، سير أعلام النبلاء 16/ 409، 410 رقم 296.(27/54)
وعنه: أَبُو بكر البَرْقاني، وَأَبُو الفتح بن أبي الفوارس، والعتيقي، والخلال، وعلي بن المحسّن التنوخي، وَأَبُو محمد الجوهري، وآخرون.
قال الخطيب: كان ثقة، كتب طول عمره، وروى المصنَّفَات الكبار، ومولده سنة خمس وتسعين ومائتين. حدّثني أبو القاسم الأزهري قال، كان ابن حَيَّوَيْهِ مُكْثِرًا، وكان فيه تسامُح، وربما أراد أن يقرأ شيئًا، ولا يكون أصله قريبًا منه فيقرأه [1] من كتاب الحسن بن الرّزّاز، لثقته بذلك الكتاب، وكان مع ذلك ثقة. قال: وسألت البَرْقاني عنه، فقال: ثبت حُجَّةٌ.
وقال العتيقي: تُوُفِّي في ربيع الآخر.
محمد بن عبد الرحيم بن أحْمَد [2] بن إسحاق، أبو بكر الأزدي الكاتب، بغدادي ثقة.
سمع البغَوي، وابن صاعد.
روى عنه: ابنه علي، وَأَبُو محمد الخلال التنُوخي.
محمد بن علي بن محمد [3] بن شنبويه الْإصبهاني، أَبُو بكر الغزال الكَوْسَج.
سمع علي بن محمد بن مَهْرَوَيْه القِزْوِيني.
روى عنه: أَبُو نُعَيْم.
محمد بن الفضل بن علي [4] ، َأَبُو الحسن الحربي الناقد.
سمع أبا القاسم البَغَوِي، وابن صاعد.
روى عنه: أَبُو القاسم عُبَيْد اللَّه الْأزهري ووثَّقه.
محمد بن محمد بن سمعان [5] ، أَبُو منصور الحيري النيسابُوري المذكّر، نزيل هراة.
__________
[1] في الأصل «فيقرأوه» .
[2] تاريخ بغداد 2/ 365 رقم 876، المنتظم 7/ 171 رقم 270.
[3] ذكر أخبار أصبهان 2/ 300.
[4] تاريخ بغداد 3/ 157 رقم 1194.
[5] العبر 3/ 21، 22، شذرات الذهب 3/ 104.(27/55)
وسمع أبا العباس السّرّاج، ومحمد بن المسيب الأرغياني، ومحمد بن أحْمَد بن عبد الجبّار الفَسَوي الريَّاني، وغيرهم.
روى عنه: الحاكم، وَأَبُو يعقوب القرّاب، وجماعة آخرهم موتًا أَبُو عمر عبد الواحد المليحي.
أقام بَهَراة أربعين سنة، وتُوُفِّي في رجب من السنة.
محمد بن يوسف بن يعقوب [1] الرقّي [2] . تُوُفِّي فيها. وقد ذُكر في المتوفّين قريبا.
__________
[1] تاريخ بغداد 3/ 409، 410 رقم 1542، تذكرة الحفاظ 3/ 3012، 1013، سير أعلام النبلاء 16/ 473 رقم 349، لسان الميزان 5/ 436، 437، طبقات الحفاظ 401.
[2] في الأصل «البرقي» .(27/56)
[وفيات] سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة
أحمد بن إبراهيم بن محمد [1] العلّامة البغولني [2] النيسابُوري الحنفي الزاهد، شيخ أهل الرأي في عصره وزاهدهم.
أفتى ودرَّس نحوًا من ستين سنة، وكتب الحديث بنيسابُور والعراق وبَلْخ وتِرْمِذ، وحدّث.
ترجمه الحاكم وقال: مات في رمضان واجتمع الخَلْقُ الكثير لجنازته.
أحْمَد بن إبراهيم بن الحسن [3] بن محمد بن شاذان بن حرب بن مهران، أَبُو بكر البغدادي البزّاز.
سمع [أبا] [4] القاسم البَغَوي، والحسين بن محمد بن عفير، وأحمد بن محمد بن المغلّس، ويحيى بن صاعد، وأبا بكر بن دُرَيْد، وطائفة بالعراق ومصر والشام، فسمع بدمشق أحْمَد بن سليمان بن زبّان الكندي.
__________
[1] الأنساب 2/ 253، 254، اللباب 1/ 164.
[2] البغولني: بفتح الباء الموحّدة وضمّ العين المعجمة وفتح اللام وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى بغولن. قال السمعانيّ: وظنّي أنها من قرى نيسابور. ثم ذكر صاحب الترجمة وكناه «أبا حامد» ، وقال: ذكره أبو عبد الله الحافظ في التاريخ. (الأنساب) . وعنه نقل ابن الأثير في اللباب.
وقد وردت النسبة في الأصل مصحّفة إلى «البعويني» .
[3] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 11/ 182، التهذيب 4/ 354، تاريخ بغداد 4/ 18- 20، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان ق 1- ج 273 رقم 78، العبر 3/ 22، المنتظم 7/ 172، 173 رقم 271، البداية والنهاية 11/ 312، النجوم 4/ 164، شذرات الذهب 3/ 104، تذكرة الحفاظ 3/ 1017.
[4] في الأصل «سمع القاسم البغوي» .(27/57)
روى عنه: رفيقه الدَّارَقُطْنيّ، وابناه أَبُو علي الحسن، وعبد اللَّه ابنا أبي بكر، والحسن بن محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الجوهري، وخلق سواهم.
وكان يتَّجِر في البَزّ إلى مصر.
قال الخطيب: كان ثقة ثَبْتًا، كثير الحديث. وُلِد في شهر ربيع الْأوّل سنة ثمانٍ وتسعين ومائتين، وأول سماعه سنة ثلاث وثلاثمائة.
قال أَبُو ذر الهَرَوي: ما رأيت ببغداد في الثقة مثل القوّاس، وبعده أَبُو بكر بن شاذان، فقال لأبي ذَرّ ورّاقه: ولا الدار الدَّارَقُطْنيّ إمامه.
وقال عُبَيْد اللَّه الْأزهري: وسمعت أبا بكر بن شاذان يقول: جاءني بجُزْءٍ فيه سماعي من محمد بن محمد الباغَنْدِي سنة تسع أو عشر وثلاثمائة، ولم يكن لي منه نسخة، فلم أحدّث به. تُوُفِّي في شوال.
قال الْأزهري: كان ابن شاذان ثبتًا حُجّة.
أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرحيم [1] بن كنانة، أَبُو عمران بن العَنَّان اللَّخْمي القُرْطُبي.
سمع من أحمد بن خالد بن الحباب، وابن أيمن، ومحمد بن قاسم، وحجّ، فسمع من ابن الْأعْرابي، وأحمد بن مسعود الزُّبَيْرِي.
سمع الناس منه كثيرًا، وحدّث عنه محمد بن السليم القاضي في حياته.
قال ابن الفَرَضيّ: كان ثقة، خَيَارًا، ضابطًا لما كتب، جيّد التقييد، وكان من أوثق من كتبنا عنه، قال لي: ولدت سنة تسع وتسعين ومائتين، وتوفي وأنا بالمَشْرق.
أحْمَد بن جعفر بن الحسن البلديّ الواعظ. قدم دمشق، وحدّث بها عن أبي يَعْلَى المَوْصِلي، ومحمد بن صالح بن ذَرِيح العُكْبرِي، وغيرهما.
وعنه: تمّام الرّازي، وَأَبُو نصر بن الحبّان، ومكّي بن الغمر.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 56 رقم 187، بغية الملتمس 186 رقم 424.(27/58)
قال ابن الْأكْفاني: تُوُفِّي سنة ثلاثٍ وثمانين.
قلت: لعلّها: وستّين، فتصحَّفَتْ.
أحْمَد بن عمر بن الرُّوَيْح [1] . سمع أبا القاسم البَغَوِي، وابن صاعد.
وعنه: أَبُو طاهر بن عبد الرحيم الكاتب، وأحمد بن محمد العتيقي، ولَيَّنَه.
أحْمَد بن عمر بن يزيد، أبو العبّاس الدّوغي [2] الوكيل، من شيوخ هَمَدَان.
روى عن جدّه محمد بن يَنَال، وعبد الرحمن بن أحْمَد بن عبّاد، ومحمد بن عبد اللَّه بلبل، وإبراهيم بن محمد بن يعقوب، والحسن بن نصر الطُوسي، وجماعة.
وروى عنه: عبد الرحمن بن الليث، ومحمد بن عيسى، وعلي بن أحْمَد بن عطيّة، ويحيى بن علي أَبُو طالب العسكري، وَأَبُو سعد يحيى بن أحْمَد الرازي، وكان حافظًا لجنس هذا الشأن.
تُوُفِّي في ثامن المحرَّم.
أحْمَد بن محمد عبد اللَّه، أبو عمرو الزودي الخراساني الْأديب، من شيوخ الحاكم.
أحْمَد بن محمد بن إبراهيم [3] ، أَبُو سعيد النيسابُوري الْجُوري [4] المزكِّي الفقيه.
توفّي عن نيّف وتسعين سنة.
__________
[1] تاريخ بغداد 4/ 292 رقم 2052.
الدّوغي: بضم الدال المهملة وسكون الواو، وفي آخرها الغين المعجمة. نسبة إلى الدّوغ
[2] وهو اللبن الحامض الّذي أخذ منه السمن. الأنساب 5/ 364، (اللباب 1/ 513) .
[3] مشتبه النسبة 1/ 189، سير أعلام النبلاء 16/ 430 رقم 318، تبصير المنتبه 1/ 370، الجواهر المضيّة في طبقات الحنفيّة 1/ 241.
[4] الجوري: بضم الجيم وفي آخرها الراء. نسبة إلى موضعين أحدهما: جور، وهي من بلاد فارس إليها ينسب الورد الجوري، والأخرى: محلّة بنيسابور. (اللباب 1/ 307) .(27/59)
سمع إبراهيم بن محمد بن شيبان الفقيه، وأبا العباس السراج، وأبا بكر بن خزيمة، وعبد الرحمن بن الحسين، وأبا نُعيْم بن عدِيّ، وابن شنبوذ المقرئ ومكّي بن عبْدان.
وقد درّس وأفتى زمانًا على مذهب أبي حنيفة.
روى عنه: الحاكم، وَأَبُو حفص بن مسرور، وجماعة. وكان يُقال له «الجوري» .
تُوُفِي في رمضان، وآخر من حدّث عنه أَبُو سعد الكَنْجَرُوذي.
أحْمَد بن محمد بن حمّوَيْه، أَبُو الوفاء النيسابُوري المزكِّي، وكان أبوه من كبار فقهاء نيسابُور، وهو من كبار الشهود.
سمع إبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه، والعبّاس السّرّاج، وابن خُزَيْمَة.
وحدّث في آخر عمره، وتُوُفِّي في ربيع الآخر، وله ثلاث وتسعون سنة.
روى عنه: الحاكم، وغيره.
أحْمَد بن محمد بن إسحاق، أَبُو علي النَّيْسابوريّ.
حدَّث ببغداد عن أَبِي حامد بن الصُّوفي، ومكّي بن عبْدان.
روى عنه: أَبُو بكر محمد بن عبد الملك بن بِشران، وَأَبُو القاسم التنوخي.
وكان من فقهاء الحنفية وثقاتهم.
إسحاق بن حمشاد [1] ، أَبُو يعقوب النيسابُوري، الزَّاهد الواعظ، شيخ الكراميّة ورأسهم بنيسابُور.
قال الحاكم أَبُو عبد اللَّه: يُقال إنّه أسلم على يديه أكثر من خمسة آلاف نفس، وكان من العُبَّاد المجتهدين. قال: ولم أر جمعًا مثل جمع جنازته،
__________
[1] في الأصل «محمشاد» والتصويب من مصادر ترجمته: مرآة الجنان 2/ 416، العبر 3/ 22، 23، شذرات الذهب 3/ 104.(27/60)
ما أظن أنّه تخلّف عنه أحد، واطنب الحاكم في وصفه، مما يدلّ على أنّه من الكراميّة، كما عظَّم في تاريخه: محمد بن كرّام.
مات في رجب.
جعفر بن عبد اللَّه بن يعقوب الفنّاكي [1] ، أَبُو القاسم الرازيّ.
روى عنه: محمد بن هارون الرُّويَاني [2] مُسْنَدَه، وسمع عبد الرحمن بن أبي خلف حاتم، وجماعة.
قال أَبُو يَعْلَى الخليلي: موصوف بالعدالة وحُسْن الديانة، وهو آخر من روى عن الرُّوياني، ثم ذكر وفاته في هذه السنة.
روى عنه: أَبُو القاسم هبة اللَّه اللالكائي، وَأَبُو الْفَضْلِ عَبْد الرَّحْمَن بْن أحْمَد الرازي المقرئ.
أخبرنا إسماعيل بن الفَرَّا، أنا عبد اللَّه بن أحمد الفقيه سنة ستّ عَشْرَةَ وَسِتِّمِائَةٍ، أَنَا محمد بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي، أنا أحْمَد بن علي الطُّرَيْثيثي، أنا هبة اللَّه بن الحسن الحافظ، ثنا جعفر بْن عَبْد اللَّه بْن جعفر بْن عَبْد اللَّه بن يعقوب، ثنا محمد بن هارون الرّوياني، ثنا أَبُو كريب، ثنا يحيى، عن أبي بكر، عن الْأعمش، عن خَيْثَمة قال: مُرَّ على خالد بن الوليد بزِقّ خمر، فقال: أي شيء هذا؟ فقالوا: خلّ. فقال: جعله اللَّه خلا، فنظروا فإذا هو خلّ، وقد كان خمرًا. وهذا إسناد صحيح.
تمّام بن عبد اللَّه بن تمّام [3] ، أَبُو تمّام أَبُو غالب المغازي الطُّليْطِلي.
حجّ وسمع من ابن الْأعرابي، وجماعة، ومن أبي الحسن بن أبي عيّاش، حدّثه بغزّة عن الطهراني، عن عبد الرزاق.
كتب عنه جماعة.
__________
[1] العبر 3/ 23، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1017، وسير أعلام النبلاء 16/ 430، 431 رقم 319، والوافي بالوفيات 11/ 111، والنجوم الزاهرة 4/ 165، وشذرات الذهب 3/ 104 ولم أجد هذه النسبة في كتب الأنساب.
[2] الرّويان: بضم الراء، نسبة إلى رويان، بآمل طبرستان. (اللباب 2/ 44) .
[3] تاريخ علماء الأندلس 1/ 98 رقم 305.(27/61)
ثقف الحبشي [1] ، من كبار مشايخ الصُّوفية، سافر ولقي المشايخ، وصار خادم دُوَيْرة الرملة، وكان حسن التعهّد للفقراء، ثم جاور بالحرم، وبه مات.
[من كلامه] [2] : الحُرُّ من يُوجِب على نفسِه خدمة الْأحرار، والغنيّ [3] من لا يرى لنفسه على أحد مِنّة، ولا يرى لنفسِه استغناء عن أحد.
جعفر بن محمد بن علي [4] ، أَبُو محمد الطاهري البغدادي، من ولد عبد اللَّه بن طاهر الْأمير.
حدث عن: أبي القاسم البغوي، وابن صاعد.
وعنه: أحْمَد بن محمد العتيقي العشاري. ووثّقه الخطيب.
وهو ابن محمد بن علي بن حسين بن إسماعيل بن إبراهيم بن مُصْعَب بن رزيق بن محمد بن عبد اللَّه بن طاهر.
الحسن بن أحمد بن سعيد [5] ، أبو بكر علي المالكي المؤذّن.
وُلِد سنة اثنتين وتسعين ومائتين، وسمع ببغداد أَحْمَدُ بْن الحَسَن بْن عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفي، وأبا عمر القاضي.
وعنه: العتيقي، وَأَبُو القاسم التنوخي، وقال: ثقة.
حضرمي بْن أحمد بْن عَبْدُ اللَّهِ [6] بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حمزة الحضّرميّ البَتَلْهي [7] أَبُو الحسين الدمشقي.
زياد بن محمد [بن زياد بن الهيثم، أبو العباس الجرجاني.
__________
[1] طبقات الأولياء 330 رقم 73، نفحات الأنس 214، 215.
[2] إضافة على الأصل للتوضيح.
[3] في طبقات الأولياء، ونفحات الأنس و «الفتى» .
[4] تاريخ بغداد 7/ 233 رقم 3721، المنتظم 7/ 173 رقم 272.
[5] تاريخ بغداد 7/ 276 رقم 3765.
[6] المشتبه في أسماء الرجال 1/ 239.
[7] البتلهي: بفتح الباء والتاء فوقها نقطتان وتسكين اللام ثم بالهاء، نسبة إلى بيت لهيا من أعمال دمشق بالغوطة. (اللباب 1/ 119) .(27/62)
سمع] [1] الداركي، ومحمد بن أحْمَد بن عمرو الأبهري.
وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وَأَبُو نُعَيْم الحافظ.
تُوُفِّي في جُمادى الْأولى.
سعيد بن القاضي بن أحْمَد [2] [بن] [3] محمد بن أحمد بن إبراهيم الأصبهاني العسال، أبو محمد.
روى عن محمد بن علي الجارود، وعلي بن رستم.
وعنه: أَبُو نُعَيْم.
صَفْرُ بن عبد اللَّه، أَبُو عبد اللَّه الهمذاني الخفّاف [4] . الرجل الصالح.
روى عنه: عبد الرحمن بن حمدان الخلال، وأحمد بن عُبَيْد، وجماعة.
روى عنه: محمد بن عيسى، ومحمد الزّجّاج، وغيرها.
طاهر بن محمد بن عبد الله [5] بن إبراهيم البغداديّ، أَبُو عبد اللَّه الكاتب.
سمع: أبا حامد الحضْرمي، وأحمد بن القاسم الفرائضي، ومحمد بن عبد اللَّه المستعيني.
وعنه: أَبُو عبد اللَّه الحاكم، وَأَبُو سعد الكَنْجَرُوذِي، وغيرهما.
مات بنيسابُور. معدودٌ في فُقَهاء الشافعية.
قال ابن الصّلاح: هو فيما أحسب، والد الْأستاذ منصور [بن] عبد القاهر.
ظَفَرُ بن إبراهيم بن ظفر، أبو القاسم البصري الزّهيري.
__________
[1] ما بين الحاصرتين ناقص من الأصل، والإستدراك من (ذكر أخبار أصبهان 1/ 320) .
[2] ذكر أخبار أصبهان 1/ 331 وفيه «سعيد بن محمد بْن أَحْمَد بْن إبراهيم، أبو أحمد بن أبي محمد» .
[3] إضافة على الأصل.
[4] الخفّاف: بفتح الخاء وتشديد الفاء وبعد الألف فاء أخرى، نسبة إلى عمل الخفاف التي تلبس. (اللباب 1/ 455) .
[5] تاريخ بغداد 9/ 358 رقم 4923، المنتظم 7/ 173 رقم 273.(27/63)
عبد الله بن عطية بن حبيب [1] ، أَبُو محمد المقرئ المفسّر المعدِّل.
دمشقي.
قرأ على أَبِي الحَسَن محمد بْن النَّضْر بْن الْأخرم، وجعفر بن أبي داود، وحدّث عن ابن جَوْصا، وعلي بن عبد اللَّه الحمصي، وأبي علي الحَضائري.
روى عنه: أَبُو محمد بن أبي نصر، وطُرْفَة الحرستانيّ، وعبد الله بن سوّار العنسيّ، وَأَبُو نصر بن الجبان.
وكان إمام مسجد باب الجابية.
قال عبد العزيز الكتّاني: تُوُفِّي في شوّال. قال: وكان يحفظ، فيما يقال، خمسين ألف بيت من الشعر في الاستشهاد على معاني القرآن وغيره، وكان ثقة. ثنا عنه: علي بن الحسن الرَّبْعي، وغيرهما.
عبد الله بن محمد بن القاسم [2] بن حزم، أَبُو محمد الْأندلسي القَلْعِي رحّال جوّال.
سمع: أبا القاسم علي بن أبي العقب، وجماعة بدمشق، وأبا بكر الشافعي، وأبا علي بن الصوّاف ببغداد، وإبراهيم بن علي الهُجَيْمي بالبصرة، وأبا جعفر بن دُحَيْم بالكوفة، وعبد اللَّه بن الورد بمصر، وذهب [إلى] [3] ابن مسرّة الأندلسي.
__________
[1] معرفة القراء الكبار 1/ 271 رقم 25، طبقات القراء لابن الجزري 1/ 433 رقم 1813، طبقات المفسرين للسيوطي 15 رقم 43، الوافي بالوفيات 17/ 320 رقم 273، الدارس في تاريخ المدارس للنعيمي 2/ 335، طبقات المفسرين للداوديّ 1/ 239، مفتاح السعادة 2/ 106، النجوم الزاهرة 4/ 165، تذكرة الحفاظ 3/ 1017، الأعلام 4/ 239، 240، تاريخ التراث العربيّ 1/ 76 رقم 27.
[2] تاريخ علماء الأندلس 1/ 244- 246 رقم 753، بغية الملتمس 331. رقم 878 مرآة الجنان 2/ 416، شذرات الذهب 3/ 104، 105، العبر 3/ 23، جذوة المقتبس 254 رقم 536، ترتيب المدارك 4/ 574- 576، النجوم الزاهرة 4/ 165، الوافي بالوفيات 17/ 490 رقم 417، الديباج المذهب 1/ 452.
[3] إضافة على الأصل.(27/64)
روى عَنْهُ أَبُو الوليد بْن الفَرَضي، وكان شيخا جليلا زاهدًا شجاعًا مجاهدًا، ولاه المستنصر باللَّه الحَكَم القضاء، فاستعفاه، فأعفاه منه، وكان فقيهًا صلبًا فِي الحق، ورِعًا، وربّما كانوا يشبّهونه بسفيان الثَّوْرِي فِي زمانه، وكان ثقة مأمونًا، أخذ النّاس عَنْهُ الكثير، وبلغنا أَنَّهُ كَانَ يقف وحده للفئة من المشركين.
تُوُفِّي بقلعة أيّوب فِي ربيع الآخر، وله ثلاث وستّون سنة.
قَالَ ابن الفَرَضي: سَمِعْتُ منه عِلْمًا كثيرًا، وسمع منه من شيوخنا:
أحْمَد بْن عَوْن، وعبّاس بْن أصبغ، وابن مفرّج القاضي، ونفع الله بن عالمًا كثيرًا، وكانت الرَّحْلة إِلَيْهِ.
عَبْد السلام بْن الْحُسَيْن [1] ، أَبُو غالب المأموني. شاعر محسن مُفْلِق، بغدادي، شريف جليل. مدح الصّاحب بْن عبّاد، ورؤساء نيسابور وبُخَارَى، وكان يسمو بهمّته إلى الخلافة.
أخذ عَنْهُ الثَّعَالِبي وفخّمه وأرّخه.
عَبْد الصمد بْن أحْمَد بْن خنبش [2] ، أَبُو الفتح الخَوْلاني الحمصي.
سَمِعَ: خَيْثَمة بْن سُلَيْمَان، وعثمان بْن مُحَمَّد السمرقندي، وأَحْمَد بْن بهزاد السِّيرَافِي، وأَبَا سهل بْن زياد، ورحل إلى مصر والعراق، وحكى عَنْ أَبِي بَكْر الصَّنَوْبَرِي.
كتب عَنْهُ: عَبْد الغني بْن سَعِيد، وحدَّث عَنْهُ أَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو مُحَمَّد الجوهري، وَأَبُو عَلِيّ بْن وشّاح الزّينبي، وجماعة.
__________
[1] يتيمة الدهر 4/ 149- 179، الكامل في التاريخ 9/ 101، سير أعلام النبلاء 16/ 501، 502 رقم 371، فوات الوفيات 2/ 320- 322.
[2] تاريخ بغداد 11/ 42، الإكمال 2/ 342، 343، و 3/ 257، الأنساب 209 أ، 213 أ، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 24/ 131، 132، بغية الطلب (مصوّرة معهد المخطوطات) 2/ 38، المشتبه للذهبي 1/ 218 و 2/ 417، اللباب 1/ 389، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان 1- ج 3/ 135 رقم 806، الإرشاد في معرفة علماء البلاد للخليلي 1/ 590.(27/65)
وله شعر حَسَن.
حدّث فِي شوال من هذه السنة.
عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ [1] بْن زياد، أَبُو مُحَمَّد الجرادي الكاتب، بغداديّ فاضل.
حدّث عَنْ: أَبِي القاسم البَغَوي، وأَبِي حامد الحَضْرَمِي، وأَبِي بَكْر بْن دُرَيْد.
وعنه: هلال الطّيّبي المؤدّب، وَأَبُو القاسم التنوخي، ومحمد بْن عَلِيّ العشاري، وغيرهم.
تُوُفِّي سنة ثلاث وقيل سنة أربع وثمانين.
عَلِيّ بْن حسّان بْن القاسم [2] ، أَبُو الْحَسَن الجدلي الدِّمَمّي [3] ، ودِمَمّا قرية دون الفرات. شيخ مُسِنّ.
روى عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الحَضْرَمِي مُطَيِّن.
روى عَنْهُ: أَبُو خازم مُحَمَّد بْن الفرّاء، وَأَبُو القاسم عَلِيّ بْن المحسّن، وَأَبُو عَبْد اللَّه الصَّيْمَرِي، والقاضي أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن إسحاق القهستاني شيخ أبي صادق مرشد.
قَالَ أَبُو خازم بْن الفرّاء: تكلّموا فِيهِ. تُوُفِّي فِي آخر سنة ثلاثٍ و [ثمانين وثمانمائة] [4] .
قلت: وقع لنا قطعة من مُسْنَد عَلِيّ بْن مُطَيِّن من طريقه.
مجاهد بْن أصبغ بْن حسّان [5] بْن جرير، أَبُو الْحَسَن الْأندلسي البجّاني.
__________
[1] تاريخ بغداد 10/ 370 رقم 5532.
[2] تاريخ بغداد 11/ 422 رقم 6302، شذرات الذهب 3/ 105، العبر 3/ 23، 24، تذكرة الحفاظ 3/ 1017، الأنساب 5/ 339، 340، سير أعلام النبلاء 16/ 474 رقم 350.
[3] الدّممّي: بكسر الدال وفتح الميم وبعدها ميم أخرى مشدّدة. (اللباب 1/ 509) .
[4] ما بين الحاصرتين إضافة من سير أعلام النبلاء. وفي الأصل «ثلاث ومائتين» .
[5] تاريخ علماء الأندلس 2/ 151 رقم 1468.(27/66)
سَمِعَ «الواضحة» من [1] سَعِيد بْن فحلون، وتفسير يحيى بْن سلام من عَلِيّ المُرِّي، وكتب الناس عَنْهُ كثيرًا.
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: قرأت عَلَيْهِ «شيوخ غريب المُوَطَّأ» لابن حبيب، وكتاب «طبقات الفقهاء» وكتاب «فساد الزمان» لَهُ، وكان شيخًا صالحًا طاهرًا.
وقَالَ: وُلِدْتُ سنة خمس وثلاثمائة.
مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن الْحَسَن بْن سَعِيد، أَبُو بَكْر الهاشمي الْجُرْجَاني الورّاق.
سَمِعَ أَبَا يعقوب البحري إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم، وعبد اللَّه بْن عدِيّ الحافظ بجُرْجان، ومحمد بْن عَبْد اللَّه الصّفّار، ومُحَمَّد بْن يعقوب الْأصمّ بنيسابُور.
وعنه: أَبُو عَبْد اللَّه الحاكم، وقَالَ: ما رَأَيْت ورَّاقًا أسرع يدًا منه [2] ، ولا أصحّ خطًأ منه، لكنه تغيّر بآخره وخلّط.
مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن مُحَمَّد أبو عبد اللَّه الكيساني القِزْوِيني.
سَمِعَ الكثير من عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم.
مُحَمَّد بْن حامد، أَبُو بَكْر الْبُخَارِيّ الحنفي، شيخ أهل الرأي وفقيههم ببُخَارَى وأعلمهم وأزْهدهم، وألزمهم لشمائل السَّلَف.
روى عَنِ الهيثم الشاشي، وعبد اللَّه الكلاباذي، وغيرهما.
وعنه: الحاكم.
أغلق البلد لموته ثلاثة أيّام.
مُحَمَّد بْن صالح بْن مُحَمَّد [3] بْن سعْد بن نزار، أَبُو عَبْد اللَّه القحطاني الْأندلسي الفقيه المالكي.
__________
[1] في الأصل «بن» .
[2] في الأصل «مدا» .
[3] تاريخ علماء الأندلس 2/ 89، الأنساب 444 أ، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 38/ 118- 120، نفح الطيب 2/ 342 و 352، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان ق 1- ج 4/ 211 رقم 1447.(27/67)
سَمِعَ: بَكْر بْن حَمَّاد التاهَرْتي، وإسماعيل الصّفّار، وأَبَا سَعِيد بْن الْأعرابي وخَيْثَمة الْأطْرَابُلُسِي، وجماعة، ورحل إلى المشرق، وحجّ.
روى عَنْهُ: الحاكم، وأبو القاسم بن حبيب المفسّر، وَأَبُو سهل مُحَمَّد بْن نَصْرَوَيْه، والمَرْوَزِي.
وتُوُفِّي ببُخَارَى فِي رجب.
مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس [1] ، أَبُو بَكْر الخوارزمي الشاعر المشهور، ويقال لَهُ الطَّبَرْخَزِي [2] لأن [3] أباه من خُوَارِزْمِ وأمه من طَبَرِسْتَان، فركبوا لَهُ من الْأسمين نسبةً،.
وقيل إنه ابن أخت مُحَمَّد بْن جرير الطَّبَرِي، وكان مشارًا إِلَيْهِ فِي عصره. لَهُ ديوان شعر، وديوان رسائل.
فمن شعره:
قامت تودّعُني بالأدْمُع ... والصَّمْتُ بين يدٍ منها وبين فَمِ
البيْن أخْرَسَها والبيْن أَنْطَقَها ... وهذه حالةٌ فِي الناس كُلّهِمِ.
قد طال ما انهزمتْ عنّا السُيُوف فلا ... تُحاربينا بجيش الوَرْد والغنَمِ
لم يبق فِي الْأرض لي شيءٌ أهاب لَهُ ... فهل أهاب انكسارَ الْجَفْن ذي السَّقَمِ
أستغفرُ اللَّه من قولي، غلطت بَلَى ... أهاب شمس المعالي مقصِد الْأممِ
كَانَ لحظُك من سيف الْأمير ومن ... حتْم القضاء ومن عزْمي ومن كَلِمِي
وهي قصيدة طويلة طنّانة، وقد تنقّل فِي البلاد، ومدح الملوك، وأقام بحلب مدّة، ثم سكن نيسابور.
__________
[1] مرآة الجنان 2/ 416، 417، يتيمة الدهر 4/ 182- 226، الوافي بالوفيات 3/ 191- 196 رقم 1170، وفيات الأعيان 4/ 400- 403 رقم 664، اللباب 2/ 273، الكامل في التاريخ 9/ 101، رسائل البديع 28- 84، بغية الوعاة 1/ 125 رقم 211، شذرات الذهب 3/ 105، 106، معجم البلدان 1/ 57، نفح الطيب 2/ 295، الأنساب 8/ 202، 203، سير أعلام النبلاء 16/ 526 رقم 387.
[2] الطّبرخزي: بفتح الطاء والباء الموحّدة وسكون الراء وفتح الخاء المعجمة وفي آخرها زاي.
(اللباب) .
[3] في الأصل لين» .(27/68)
وقَالَ الحاكم فِي تاريخه: كَانَ أوحد عصره فِي حِفْظ اللُّغَة والشعر، وكان يذاكرني بالأسماء والكُنَى، حتى يُحَيّرني حِفْظُه.
سَمِعَ من إِسْمَاعِيل الصّفّار وأقرانه.
ومن شعره:
بآمل [1] موْلدي وبنو جَريرٍ ... فأخوالي ويحْكي المرءُ خالَه
فغيري رافضيّ عن تراث ... وها أنا رافضيّ عَنْ كَلالَه
وله:
مَضَت الشَّبِيبَة والحبيبةُ فالتَقَى ... دَمْعَان فِي الْأحشاء يزدحمان
ما أَنْصَفَتْني الحادثاتُ رَمَيْنَني ... بمُودّعَيْن وليس لي قَلْبان
مُحَمَّد ابن المحدث أَبِي عمرو [2] عثمان بْن أحْمَد بْن السّمّاك، أَبُو الْحُسَيْن البغدادي.
سَمِعَ أَبَا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود، وابْن صاعد، وجماعة.
روى عَنْهُ: عُبَيْد اللَّه الْأزهري، ووثَّقه الخطيب.
مُحَمَّد بْن عدِيّ بْن عَلِيّ بْن عدِيّ بْن زهير، أَبُو بَكْر المنقري البصْري الَّذِي روى سؤالات عُبَيْد الْأجُرّي: أَنَا دَاوُد السَجَسْتاني عَنْ أَبِي عُبَيْد الْأجُرّي.
روى عَنْهُ هذا الكتاب بالإجازة أَبُو الْحَسَن أحمد بن محمد العتيقي.
وتوفّي في ذي الحجّة.
مُحَمَّد بْن عُمَر بْن أدهم [3] الْجَيَّاني، أَبُو عَبْد اللَّه.
سَمِعَ بقُرْطُبَة من قاسم بْن أصبغ، وبمكة من ابن الْأعرابي، وابْن الورد، وابن جامع السّكّري.
__________
[1] آمل: بضم الميم. أكبر مدينة بطبرستان في السهل. (معجم البلدان 1/ 57) .
[2] تاريخ بغداد 3/ 49 رقم 985.
[3] تاريخ علماء الأندلس 2/ 97 رقم 1367.(27/69)
محمد بن أحمد بن مُحَمَّد [1] بْن عيسى، أَبُو بَكْر الْإصبهاني السمسار.
سَمِعَ بفَسَا عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن مَعْدَان، عَنْ إِسْحَاق بْن راهويه.
وعنه: أَبُو نُعَيْم.
نصر بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد [2] بْن يعقوب بْن منصور بْن أَبِي نصر الطُّوسي العطّار الحافظ.
ولد في حدود سنة عشر وثلاثمائة، وسمع بنيسابُور أَبَا مُحَمَّد عَبْد بْن الشرفي، وأَبَا حامد بْن بلال، وأَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن القطّان، واللَّيْث بْن مُحَمَّد المَرْوَزِي، ورحل إلى بغداد، فسمع أَبَا عَبْد اللَّه المحاملي، وابن مخلد، وطبقتهما، وبالكوفة أَبَا الْعَبَّاس بْن عقْدة، وبمكّة ابن الْأعْرابي، وبدمشق أبا علي الحضائري، وابْن زبّان الكِنّدي، وبمصر مُحَمَّد بْن وردان العامري، وعمر بْن الربيع بْن سُلَيْمَان، وبالرملة الربيع بْن سلامة، وبحلب مُحَمَّد بْن زيد، وبمنبج أحْمَد بْن يوسف، وبحَرّان أَبَا عَلِيّ مُحَمَّد بْن سَعِيد الحافظ، وخلقًا سواهم.
روى عنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو عبد اللَّه السّلَمي، وَأَبُو سَعِيد مُحَمَّد بْن عَلِيّ النّقّاش، وَأَبُو نُعَيْم، وَأَبُو سعد الكَنْجَرُوذِي.
قَالَ الحاكم: هُوَ أحد أركان الحديث بخُرَاسان، مَعَ ما يرجع إِلَيْهِ من الزُهْد والسخاء، والتعصب لأهل السُّنة. أول رحلته إلى مَرْو إلى اللَّيْث، ولم يخلف يوم مات بالطابَرَان أحسن حديث منه، وأمّا فِي علوم الصُّوفية وأخبارهم ولُقِي شيوخهم وكَثْرة مجالستهم، فإنه تُوُفِّي [3] ولم يخلف بخُراسَان مثلَه فِي التقدم واللُّقي.
قلت: صحِب الشِّبْليّ، وتُوُفِّي فِي المحرم، رحمه اللَّه.
__________
[1] ذكر أخبار أصبهان 2/ 301. وفيه: «محمد بن أحمد بن عيسى» .
[2] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 44/ 458- 460، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان ق 1- ج 5/ 132 رقم 1748، النجوم الزاهرة 4/ 166، شذرات الذهب 3/ 106.
[3] توفي: مكررة في الأصل.(27/70)
يحيى بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حسن، أَبُو عمرو المَخْلَدي النيسابُوري.
كَانَ فقيهًا عابدًا إمامًا، من كبار الشافعية، كثير التلاوة.
حدّث عَنْ: مؤمَّل بْن الْحَسَن الماسَرْجَسي، وابْن الشرفي، ومكّي بْن عَبْدان، ورحل إلى الشام مَعَ أبي بكر بن مهران، بعد الثلاثين وثلاثمائة، فسمعا منه معًا.
وروى عَنْهُ الحاكم، وقَالَ: تُوُفِّي فِي ربيع الآخر.
يوسف بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان [1] ، أَبُو عُمَر الهمذاني الشذوني [2] .
سَمِعَ من محمد بن عبد الملك بن أيمن، وعَبْد اللَّه بْن يونس، ومُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد السلام، ومُحَمَّد بْن يحيى بْن لُبَابة، ورحل إلى الشرق، فأقام بها عشر سنين، وسمع من عثمان بْن مُحَمَّد السمرقندي، وعَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن الورد، وخلق سواهم، وقدِم قُرْطبة بعلْم جمّ. وكان ثقةً خَيارًا.
عاش ثمانين سنة.
أخذ عَنْهُ [3] ابن الفرضيّ وجماعة.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 2/ 206، 207 رقم 1636.
[2] الشذوني: بفتح الشين وضمّ الذال وسكون الواو وفي آخرها نون. نسبة إلى شذونة مدينة من بلاد الأندلس. (اللباب 2/ 189) .
[3] في الأصل «حه» ) .(27/71)
[وفيات] سنة أربع وثمانين وثلاثمائة
أحْمَد بْن الْحَسَن بْن القاسم [1] ، أَبُو بَكْر الهمذاني الفَلَكيّ الحاسب.
قَالَ حفيده الحافظ أَبُو الفضل عَلِيّ بْن الْحُسَيْن: كَانَ جدّي جامعًا لفنون. كَانَ عالمًا بالأدب والنَّحْو والعَروض، وسائر العلوم، لا سيما علْم الحساب، ولقب الفَلَكيّ لهذا المعنى، حتى يقال إنّه لم ينشأ فِي الشرق، مثله، والغرب أعلم بالحساب منه.
وكان هيوبا، ذا حشمة ومنزلة.
سَمِعَ: عَلِيّ بْن سعد البزّار، ومُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الْجُهَنِي، وأَبَا بَكْر بْن سهل الدِّينَوَرِي الحافظ.
سمع منه: ابناه، وَأَبُو الصّقْر حسن، وحسين، وعَبْد اللَّه بْن أحْمَد الكَرْخِي.
وتُوُفِّي فِي ذي القعدة، وله خمس وثمانون سنة.
أحْمَد بْن سهل بْن إِبْرَاهِيم [2] ، أَبُو حامد الْأنْصَارِيّ النيسابُوري.
آخر من حدّث عَنْ مُحَمَّد بْن شادل، وأَبِي قريش مُحَمَّد بْن جمعة، وغيرهما.
قَالَ الحاكم: وأصوله صحيحة، وكان من الْأدباء المذكورين، وأول سماعه سنة سبع وثلاثمائة، وتوفّي في ذي الحجّة.
__________
[1] معجم الأدباء 3/ 10، بغية الوعاة 1/ 303 رقم 558 وفيه يكنى: أبا عليّ.
[2] تاريخ علماء الأندلس 1/ 245، سير أعلام النبلاء 16/ 445، 446 رقم 329.(27/73)
روى عنه: الحاكم، وأبو سعد الكنجروذي، وجماعة.
أحْمَد بْن عَلِيّ بْن يحيى [1] بْن عون، أَبُو بَكْر المعمري القصْري.
حدّث عَنْ أَبِي القاسم البَغَوي، وابْن صاعد.
وعنه: أَبُو مُحَمَّد الخلال، وهو ثقة.
أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم بْن إسرائيل، أَبُو بَكْر الْبُخَارِيّ الْإسماعيلي، وجدّ القاضي مُحَمَّد، وهم بيت مشهور ببخارى.
سَمِعَ: أبا نُعيم عَبْد الملك بْن عدِيّ، وأَبَا بَكْر أحْمَد بْن مُحَمَّد المُنْكَدِري.
وتُوُفِّي فِي رمضان، عَنْ ثلاثٍ وثمانين سنة.
إِبْرَاهِيم بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن غالب، أَبُو إِسْحَاق التمّار، مصريّ معروف.
سَمِعَ مُحَمَّد بْن الربيع الجيزي، وجعفر بْن مُحَمَّد الطُّوسي، وأَبَا سَعِيد بْن الْأعْرابي.
روى عَنْهُ: أَبُو عُمَر الطَّلَمَنْكِيّ، وابنه مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم.
قَالَ الحبَّال: هُوَ محدِّث جليل، تُوُفِّي فِي رجب.
إِبْرَاهِيم بْن هلال بْن إِبْرَاهِيم [2] ، أَبُو إِسْحَاق الصّابي المشرك الحرّاني،
__________
[1] تاريخ بغداد 4/ 317 رقم 2118.
[2] الفهرست 134، معجم الأدباء 2/ 20- 94، تاريخ الحكماء 75، 76، عيون التواريخ (المصور) 12/ ق 2/ 226- 232، سير أعلام النبلاء 10 ق 2/ 278، 279، تاريخ مختصر الدول 307، 308، المختصر في أخبار البشر 2/ 129، العبر 3/ 24، 25، البداية والنهاية 11/ 313، مقدّمة كتاب الوزراء للهلال بن المحسّن (ج، د، هـ.) ، الإمتاع والمؤانسة 1/ 67، تاريخ ابن الوردي 1/ 311، يتيمة الدهر 2/ 18- 286، مقدّمة كتاب الهفوات النادرة لمحمد بن هلال الصابي (14- 12) الإعلان بالتوبيخ 549، وفيات الأعيان 1/ 52- 54 رقم 15، ديوان الشريف الرضيّ 1/ 381، الوافي بالوفيات 6/ 158- 163 رقم 2911، النجوم الزاهرية 4/ 167، شذرات الذهب 3/ 106- 109، معجم المصنّفين 4/ 467- 470، الأعلام 1/ 73، 74، كشف الظنون 270، الكامل في التاريخ 9/ 106، معجم المؤلفين 1/ 124، تراث العرب العلمي لقدري طوقان 224، تذكرة الحفاظ 3/ 986، هدية العارفين 1/ 7.(27/74)
صاحب الرسائل الْأدبية المشهورة، وكاتب ديوان الْأنشاء لعزّ الدولة بَخْتَيَار بْن مُعِزّ الدولة ملك العراق.
كَانَ متشددًا فِي دينه، حرص عَلَيْهِ عزّ الدولة أن يُسْلِم، فلم يفعل، وكان يصوم رمضان، ويحفظ القرآن، ويستعمله فِي رسائله، وله النَّظْم الرائق.
وُلّي ديوان الرسائل، سنة تسعٍ وأربعين، وكانت تصدر عَنْهُ مكاتبات إلى عَضُد الدولة بما تؤلمه: فلما تملّك سجنه، وعزم عَلَى قتله، فشفعوا فِيهِ، فأطلقه فِي سنة إحدى وسبعين، وأمره أن يصنع لَهُ كتابًا فِي أخبار الدولة البُوَيْهِيَّة، فعمل «كتاب الباجي» ، ولم يزل مبعدًا فِي أيامه.
تُوُفِّي فِي شوال، وله إحدى وسبعون سنة.
فمن شعره. قَالَ أَبُو القاسم بْن برهان: دخلت عَلَيْهِ، وقد لحقه وَجَعُ المفاصل، وقد أبلّ، والمجلس عنده حفلٌ، فأراد أن يريَهُم أَنَّهُ قادر عَلَى الكتابة، ففتح الدواة ليكتب، فتطاولوا للنّظر إلى كتابته، فوضع القلم، وقال بديهًا:
وَجَعُ المفاصلِ وهو أيْسَرُ ... ما لَقيِتُ من الْأذَى
جعل الَّذِي استحسَنته ... والناس من خَطّي كَذَا
والعمرُ مثل الكاس ير ... سب في أواخره القذى
ومن شعره:
رأتني أُمَيِّز خَلْطَ الخِضَاب ... وأقسم أجزاءَه بالقضيبِ
فقالت أَبِنْ لي ماذا تُريدُ ... بقسمة هذا السَّوَاد العجيبِ
فقلتُ: فَدَيْتُك ماء الشبابِ ... وعزْمي أُسخِّمُ وجهَ المَشِيبِ
وكان ابنه المحسن بْن إِبْرَاهِيم من الرؤساء، مات عَلَى كفره أيضا، وخلّف ابنه هلال بن المحسّن الْأديب، فأسلم، وروى عَنْ أَبِي عَلِيّ الفارسيّ، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الجرّاح أدَبًا.
قال الخطيب [1] : كان صدوقا. توفّي سنة 448.
__________
[1] تاريخ بغداد 14/ 76 رقم 7428.(27/75)
إِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم [1] ، أَبُو القاسم بْن الطّحّان القَيسِي الحافظ القُرْطُبي المالكي الفقيه.
غلب عَلَيْهِ الحديث، وله فِي المُدَوَّنَة أخبار معروفة.
سَمِعَ: قاسم بْن أصبغ، والرُّعَيْنِي أحْمَد بْن عُبادة، ومُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد السلام الحسني، وأَحْمَد بْن دُحَيْم، وأَحْمَد بْن مطرّف، ومحمد بن معاوية. وألَّف تواليف حَسَنَة، وانتفع بِهِ أهل العلم، وعُمِّر دهرًا، وصنف فِي التاريخ.
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: سَمِعْتُ منه، وانتفع بِهِ أهل الكورة، وكانت فُتَيَاه بما ظهر لَهُ من الحديث. تُوُفِّي فِي صفر، وشهده ألوف من المسلمين، وطاب الثناء عَنْهُ.
جبريل بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن سندول [2] ، أَبُو القاسم الهمذاني الخِرَقيّ المعدِّل.
روى عَنْ: عبدوس بْن أحْمَد السّرّاج، وعَلِيّ بْن سعد البزّاز، وأَبِي القاسم البَغَوي، وأَبِي القاسم عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد بْن عامر السمرقندي، ومُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن زياد الطّيالسي، وأَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن المطرّز الفقيه، وجماعة.
روى عَنْهُ: جعفر بن محمد الأبهري، ومحمد بن عيسى، وعَبْد اللَّه بْن عَبْدان الفقيه.
قَالَ شيرويه: ويدلّ حديثه عَلَى الصدق، وذكر وفاته فِي ذي القعدة من السنة.
قلت: هذا أسند من كَانَ فِي زمانه بهَمَذَان.
صالح بْن أحمد بْن محمد [3] بن أحمد بْن صالح بْن عبد الله بن قيس
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 67، 68 رقم 221، شجرة النور 93 رقم 212، سير أعلام النبلاء 16/ 502، 503، رقم 372، الديباج للمذهب 1/ 290، 291.
[2] تذكرة الحفاظ 3/ 986 وفيه «سيدول» ، سير أعلام النبلاء 16/ 503 رقم 373، الوافي بالوفيات 11/ 46.
[3] تاريخ بغداد 9/ 331 رقم 4871، العبر 3/ 25، تذكرة الحفاظ 3/ 985، 986 رقم 921،(27/76)
بن الهذيل بن يزيد بن العباس بن الْأحنف بْن قيس، أَبُو الفضل التميمي الهمذاني الحافظ السّمسار، ويُعرف بابن الكوملاذي [1] .
روى عَنْ: أبيه، وعَلِيّ بْن الْحَسَن بْن سعد البزّاز، وأَحْمَد بْن الْحَسَن بْن عزَّون، والقاسم بن إِبْرَاهِيم، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن بلبل، ومُحَمَّد بْن المرّار بْن حمّويه، وأَحْمَد بْن أوس، والقاسم بْن أَبِي صالح، وعَبْد السلام بْن مُحَمَّد بْن عبديل، وعَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وعَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن مهروية القِزْويني، وجماعة.
روى عَنْهُ: طاهر بْن عَبْد اللَّه بْن ماهلة، وحمد بْن الزَّجَّاج، وأَحْمَد بْن زَنْجَوَيْه العمري، وطاهر بْن أحْمَد الْإمَام، وَأَبُو الفتح مُحَمَّد بْن أَبِي الفوارس الحافظ، وأَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن زنبيل النَّهَاوَنْدِي، وآخرون.
وقَالَ شِيرَوَيْه الدَّيْلَمي، كَانَ ركنا، من أركان الحديث، ثقة صدوقا حافظا ديّنا ورعا، لا يخاف فِي اللَّه لومة لائم، وله مصنفات غزيرة. تُوُفِّي لثمان بقين من شعبان، ويُستَجاب الدّعاء عند قبره، ومولده سنة ثلاث وثلاثمائة، وصلّى عَلَيْهِ ابن لال، فبَلَغَنَا أَنَّهُ قَالَ: كُنَّا نترك ثلث الذُنوب من خشية اللَّه، وثُلُثَيْها حَيَاء من هذا الشَّيْخ.
أَخْبَرَنَا أحْمَد بْن [عَبْد] [2] الكريم الواسطي، أَنَا نصر بْن جزو سنة ثلاث وعشرين وستّمائة، أَنَا أَبُو طاهر بْن سلفة، سَمِعْتُ حَمْدُ بْن نصر الحافظ بهَمَذَان، سَمِعْتُ عَلِيّ بْن حُمَيْد الذُّهلي، سَمِعْتُ ابن طاهر بْن عَبْد اللَّه بْن ماهلة الحافظ، سَمِعْتُ حمد بْن غمر الزّجّاج الحافظ يقول: لما أملى
__________
[ () ] الوافي بالوفيات 16/ 247 رقم 270، شذرات الذهب 3/ 109 وفيه «صبح» بدل «صالح» ، ثم ترجمه باسم «صالح» 3/ 110، سير أعلام النبلاء 16/ 518، 519 رقم 381، الأنساب 1/ 503، معجم البلدان 4/ 495، اللباب 3/ 120، طبقات الحفاظ 391، الرسالة المستطرفة 139.
[1] الكوملاذي: نسبة إلى «كوملاذ» من قرى همذان. هكذا ضبطها ياقوت في معجم البلدان.
وفي نسبتها «الكوملاذاني» . (4/ 495) ، وفي: الأنساب 10/ 502، واللباب 3/ 120 «الكوملاباذيّ» : بضمّ الكاف والميم بينهما الواو ثم اللام ألف والباء الموحّدة بعدها الألف وفي آخرها الذال المعجمة. هذه النسبة إلى: «كوملاباذ» .
[2] إضافة على الأصل.(27/77)
صالح بْن أحْمَد التميمي الحافظ بهَمَذَان، كانت له رحى، فباعها بسبعمائة دينار، ونثرها عَلَى محابر أصحاب الحديث.
الطيب بْن يُمْن المعْتَضِدِي [1] البغداديّ.
سَمِعَ: البَغَوي، ومُحَمَّد بْن منصور الشيعي.
وعنه: أَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو مُحَمَّد الجوهري، وهو ثقة.
عبد اللَّه بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد [2] بْن سَعِيد، أَبُو القاسم النَّسَائي الفقيه.
شيخ أهل العلم والعدالة بنَسَا. تُوُفِّي بها، وله نَيِّف وتسعون سنة، وهو آخر من حدَّث عَنِ الْحَسَن بْن سُفْيَان. تُوُفِّي بها.
وقد ذكر أيضًا سنة اثنتين وثمانين.
عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد [3] بْن مُحَمَّد الطلقي الْأستراباذي القاضي الحنفي، من مشايخ جرجان.
يروي عن أبي القاسم البَغَوي، وجعفر بْن شهزيل الإستراباذي.
وعنه: أَبُو سَعد الإدريسي، وَأَبُو مُحَمَّد المُنيري.
عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد، أَبُو بَكْر بْن شبانة العطّار عرف بممّة، شيخ همذان.
روى عَنْ: ابن عبّاد السّرّاج، ومُحَمَّد بْن صالح الطَّبَرِي.
وعنه: أَبُو الفضل بْن عَبْدان، ومُحَمَّد بْن عيسى، وأهل همذان.
تُوُفِّي فِي ربيع الآخر.
عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد [4] بْن محارب، أَبُو مُحَمَّد الْأنصاري الْإصْطَخْرِي، نزيل بغداد.
__________
[1] تاريخ بغداد 9/ 363 رقم 4930، المنتظم 7/ 175 رقم 277.
[2] تاريخ بغداد 9/ 394 رقم 4993، العبر 3/ 20، 21، دول الإسلام 1/ 233، الوافي بالوفيات 17/ 45 رقم 40، النجوم الزاهرة 4/ 163، شذرات الذهب 3/ 103، طبقات الشافعية الكبرى 3/ 305، 306، سير أعلام النبلاء 16/ 412 رقم 299.
[3] تاريخ جرجان 274 رقم 453.
[4] تاريخ بغداد 10/ 133 رقم 527.(27/78)
حدّث عَنْ أَبِي خليفة، وزكريا السّاجي، وعَبْد اللَّه بْن أدران [1] الشيرازي، وخلْق من الغُرَباء.
روى عنه: أبو الحسن العتيقي، وأبو القاسم التنوخي الصَّيْمَريّ، وأكثر شيوخه مجهولون، وأحاديثه عَنْ أَبِي خليفة مقلوبة، وهي بروايات ابن دُرَيْد أشبه.
وقَالَ: وُلِدْتُ بإصْطَخْر، سنة إحدى وتسعين ومائتين، وسمعت من أَبِي خليفة سنة ثلاث وثلاثمائة.
تُوُفِّي فِي هذا العام.
عَبْد الرَّحْمَن بْن حمدان [2] القاضي، أَبُو مُحَمَّد الْجُرْجَاني.
كَانَ أبوه من هَمَذَان، فوُلِّي قضاء جُرْجَان، وأقام ببغداد مدّة، وسكن طُوس، ودخل بُخَارَى.
وقد سمع ببغداد من ابن صاعد، وبجُرْجَان من أَبِي نُعَيْم بْن عدِيّ.
وعنه: أَبُو عَبْد اللَّه الحاكم.
عُبَيْد اللَّه [3] بْن مُحَمَّد بْن نافع، أبو العبّاس البشني [4] الصُّوفي. صحب أَبَا عَلِيّ الثقفي، وورث من آبائه أموالا كثيرة، فأنفقها فِي الخير.
روى عَنْ: أحْمَد بْن السريّ الشيرازي صاحب الفَسَوي.
وعنه: أَبُو سَعِيد الكَنْجَرُوذِي، وكان كثير [العبادة] [5] . بقي سبعين سنة لا يستند إلى حائط ولا يتَّكئ عَلَى وسادة، وحجّ من نيسابُور حافيا راجلا، وأقام بالقدس أشهرًا، ودخل المغرب، وحجّ من المغرب، ورجع إلى
__________
[1] في الأصل «أوران» .
[2] تاريخ جرجان 259 رقم 422.
[3] هكذا في الأصل، وفي المنتظم 7/ 175، 176 رقم 279، والكامل في التاريخ 9/ 105، والنجوم الزاهرة 4/ 167، البداية والنهاية 11/ 313، الوافي بالوفيات 17/ 491 رقم 418، المختصر في أخبار البشر 2/ 129، تاريخ ابن الوردي 1/ 311.
[4] هكذا في الأصل «البشني» ، وفي الكامل والنجوم والمنتظم والبداية والنهاية: «البستي» ، وفي الوافي «البشتي» وقال: «بالشين المعجمة» .
[5] ساقطة من الأصل.(27/79)
بُسْت [1] ، وتصدق ببقية أملاكه، وعاش خمسًا وثمانين سنة.
وقَالَ السُّلَمي: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: كانت نفقتي فِي سنة درهمين وثلاثين.
وقد ذكر الحاكم ترجمته فِي ستّ وَرَقات، وقَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: وقعت لي فترة، فدخلت هِيت [2] ، وبقيت بها أربعين يوما، لم أَذُق طعامًا ولا شرابًا، حتى وجدت الطريق الَّذِي كنت سلكته.
قَالَ الحاكم: مات فِي المحرَّم، وكان يُعَد من الْأبْدال.
عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن محمويه [3] ، أَبُو الْحَسَن النيسابُوري الصُّوفي الزَّاهد.
من أعيان أهل البيوتات، ومن العُّبَّاد الصالحين والفقراء، وخرج إلى الشام وصحِب أَبَا الخير الْأقطع، وعاش ثمانيا وثمانين سنة،.
وسمع بمصر من أحْمَد بْن دَاوُد الحَضْرَمِي. ومن [4] يونس بْن عَبْد الْأعْلى.
عَلِيّ بْن زُهَير بن عبد الله بن عبد الصّمد، أبوء الْحَسَن المقرئ.
بغدادي، سكن دمشق، وأقرأ النّاس بالروايات.
قرأ على: محمد بن المعبّر الأخرم بدمشق، [و] على النّقّاش، وهبة اللَّه بْن جَعْفَر ببغداد.
وقرأ عليه الربعي وغيره.
عَليّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ [5] بْنِ عُمَرَ، أَبُو الْحُسَيْن [6] الهمذاني الأصبهاني المعدّل.
__________
[1] بست: بالضم، مدينة بين سجستان وغزنين وهراة. (معجم البلدان 1/ 414) .
[2] هيت: بالكسر، وآخره تاء مثناة. بلدة على الفرات من نواحي بغداد فوق الأنبار. (معجم البلدان 5/ 420) .
[3] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 29/ 109 و 26/ 448، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان ق 1- ج 3/ 326 رقم 1075، المنتظم 7/ 176 رقم 280.
[4] في الأصل «عن» .
[5] ذكر أخبار أصبهان 2/ 23، 24.
[6] كذا في الأصل، وفي أخبار أصبهان «الحسن» وهو الصحيح كما سيأتي.(27/80)
رحل وسمع الحسين بن عيّاش، [و] القطّان، وطبقته. يحضر مجلسه الكبار لفضله ورئاسته.
روى عنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نُعَيْم.
تُوُفِّي فِي غُرَّة رمضان.
عَلِيّ بْن عَبْد الملك بْن سُلَيْمَان [1] بْن دهثم الفقيه، أَبُو الْحَسَن الطَّرَسُوسِي، نزيل نيسابُور.
كَانَ أديبًا فصيحا، وإلّا أَنَّهُ كَانَ متهاونًا بالسماع والرواية.
رَوَى عَنْ أَبِي خليفة الْجُمَحي، وأَبِي عَلِيّ المَوْصِلي، وعمر بْن سنان المنبجي.
قَالَ أَبُو سهل الصّعلوكي: قدِم علينا الطَّرَسُوسِي [2] بغداد سنة اثنتين وعشرين، فقلت لَهُ: يا أَبَا الْحَسَن، كيف رويت عَنْ هَؤُلاءِ؟ فقال: قد كَانَ أَبِي حملني إلى العراق وأنا صغير، ثم ردّني إلى طرَسُوسِ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الحاكم، وأبو سعيد الكَنْجَرُوذِي، وَأَبُو مُعاذ عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد الزكيّ، وغيرهم.
قَالَ الحاكم: وكان معتزليا متهاونًا بالسّماع، ولم يزل يتجهّز إلى أن هجره.
وقد سَمِعَ من أَبِي عروبة، وابْن جَوْصا.
عَلِيّ بْن حفص بْن عمرو [3] بْن نُجَيْح، أَبُو الْحَسَن الخَوْلاني الْأندلسي هُوَ إلبيري. الفقيه.
روى عَنْ أَبِيهِ، وسمع من عَلِيّ بْن الْحَسَن المُرِّي، وسعيد بْن فَحْلُون، ومسعود.
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: قرأت عَلَيْهِ «التفسير» ليحيى بْن سلام، بسماعه من المِريّ. أنبا أحْمَد بْن مَسْعُود بْن جرير سنة أربعٍ وسبعين ومائتين، وكان لا بأس بِهِ. وقال لي: ولدت سنة تسع وثلاثمائة.
__________
[1] تذكرة الحفاظ 3/ 986.
[2] في الأصل «الصعلوكي الطرسوسي» .
[3] تاريخ علماء الأندلس 1/ 315 رقم 930 وفيه «علي بن عمر بن حفص بن عمرو» .(27/81)
عَلِيّ بْن عيسى [1] ، أَبُو الْحَسَن النَّحْوي المعروف بالرُّمَّاني [2] .
أخذ عَنْ أَبِي بَكْر بْن دريد، والزجاج، وأبي بَكْر بْن السّرّاج.
روى عَنْهُ: هلال بْن المحسّن، وَأَبُو القاسم التنوخي، والحسن [أبو] علي الجوهري.
وكان متفنّنا في علوم كثيرة، من القرآن والفقه والنَّحْو والكلام عَلَى مذهب المعتَزِلة.
صنّف فِي التفسير والنَّحْو واللُّغة.
وكان مولده سنة ستٍ وتسعين ومائتين، ومات فِي جُمادى الْأولى، وله ثمانٍ وثمانون سنة.
شرح كتاب سيبويه شرحًا كبيرًا، وشرح «الْجُمَل» لابن السّرّاج، وله كتاب «الاشتقاق» وكتاب «التصريف» ، وكتبًا كثيرة ذكرها القفطي فِي ترجمته.
قَالَ: وصنَّف فِي الكلام كتابًا سمّاه «صنعة الاستدلال» فِي سبْع مجلَّدات، وكتاب «الْأسماء والصّفات للَّه تعالى» وكتاب «الْأكوان» وكتاب «المعلوم والمجهول» ، وله نحو مائة مصنَّف، وكان مَعَ اعتزاله شيعيا.
قَالَ التنوخي: وممن ذهب فِي زماننا إلى أن عليّا رضي الله عنه أفضل
__________
[1] إنباه الرواة 2/ 294- 296، المنتظم 7/ 176 رقم 282، البداية والنهاية 11/ 314، الكامل في التاريخ 9/ 105، 106، بغية الوعاة 2/ 180، 181 رقم 1742، معجم الأدباء 14/ 73- 78، نزهة الألباء 389- 392، الفهرست 63، 64، تذكرة الحفاظ 3/ 986، ميزان الاعتدال 2/ 235، العبر 3/ 25، اللباب 2/ 37، النجوم الزاهرة 4/ 168، طبقات المفسرين للسيوطي 24، لسان الميزان 4/ 248 رقم 674، مرآة الجنان 2/ 421، المختصر في أخبار البشر 2/ 129، مفتاح السعادة 1/ 142، دول الإسلام 1/ 234، شذرات الذهب 3/ 109، كشف الظنون 111، 447، 571، 635، 1397، 1427، 1729، 1793، 1977، إيضاح المكنون 2/ 268، 276، 282، 304، 327، 350، هدية العارفين 1/ 683، روضات الجنات 480، الوفيات لابن قنفذ 219، تاريخ ابن الوردي 1/ 311 481، معجم المؤلفين 7/ 162، 163، طبقات النحويين واللغويين 86، الإمتاع والمؤانسة 1/ 133، تاريخ بغداد 12/ 16، 17، الأنساب 6/ 160، وفيات الأعيان 3/ 299، البلغة في تاريخ أئمة اللغة 159، 160، طبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 419- 421، سير أعلام النبلاء 16/ 533، 534 رقم 390.
[2] الرّمّاني: يضم الراء وفتح الميم المشدّدة وبعد الألف نون. نسبة إلى قصر الرّمّان بواسط.
(اللباب 2/ 36) .(27/82)
الناس بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من المعتزلة: أَبُو الْحَسَن الرُّمَّاني، للَّه دَرُّه.
قلت: كَانَ رأسًا فِي عدّة فنون وسماء العربية، وكان يخرج كلامه في النّحو بالمنطق، حتى قال فيه أبو علي الفارسيّ: إن كان النّحو ما يقوله الرّمّاني فليس معناه منه شيء، وإن النَّحْو ما نقوله، فليس معه منه شيء.
وكان يُقال: النَّحْويُّون فِي زمانهم ثلاثة، وأحد لا يفهم كلامه، وهو الرُّمَّاني، وواحد يُفْهم بعض كلامه، وهو أَبُو عَلِيّ، وواحد يُفْهم جميع كلامه، وهو أَبُو سَعِيد السِّيرَافِي.
وكان أَبُو حيّان التَّوْحِيدي يبالغ فِي تعظيم الرُّمَّاني حتى قَالَ: إنه لم يُر مثله قطّ علمًا بالنَّحْو، وغزارة فِي الكلام، وبصرًا فِي المقالات، واستخراجًا للفُرَص، مَعَ تألُّهٍ وتَنَزُّهٍ وفصاحة وفقاهة.
قلت: ثم وصفه بالدّين واليقين والحلم والرّواية والاحتمال والوقار.
عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن سهل، أَبُو الْحَسَن الْأستراباذي الفقيه الشاعر. ثقة.
روى عَنْ أَبِيهِ، وأَبِي نُعَيْم عَبْد الملك.
روى عَنْهُ: أَبُو سعد الإدريسي.
عُمَر بْن زاذان القِزْويني القاضي.
سَمِعَ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، ومُحَمَّد بْن هارون بْن الحَجَّاج.
روى عَنْهُ: العتيقي، والعشاري.
حدّث فِي هذا لعالم، وانقطع خبره.
مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن حَمَّاد [1] بْن سُفْيَان، أَبُو الْحَسَن الكوفي الحافظ، محدّث الكوفة.
رحل إِلَيْهِ أَبُو ذَرّ الهَرَوِي، وَأَبُو الحسن العتيقي، وأبو العلاء الواسطي، وخلق.
__________
[1] تذكرة الحفاظ 3/ 986، 987 رقم 922، الوافي بالوفيات 2/ 51 رقم 335، العبر 20، سير أعلام النبلاء 16/ 439، 440 رقم 324، شذرات الذهب 3/ 110.(27/83)
روى عَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن زيدان، وعَلِيّ بْن الْعَبَّاس المَقَانِعي، ومُحَمَّد بْن دليل بْن بشْر.
مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد [1] بْن حشيش [2] ، أَبُو بَكْر الْإصبهاني المعدِّل.
سَمِعَ: إِسْحَاق بْن جميل، ومُحَمَّد بْن سهل بْن الصباح، والحسن بْن ذكم [3] ويحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد، والحسن بْن عَلِيّ بْن زكريّا الفقيه العدوي، ومُحَمَّد بْن هارون الحَضْرَمِي، وجماعة.
روى عَنْهُ: أَبُو نُعَيْم، وَأَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن عُمَر المقرئ، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد اللَّخْمِي، وآخر من روى عَنْهُ عَائِشَة بِنْت الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيم الوركاني.
تُوُفِّي عاشر رمضان.
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن الكَنْجَرُوذِي [4] الصّبغي.
كسمع السّرّاج، وابْن خُزَيْمَة.
وعنه: الحاكم وغيره.
مات فِي شوّال.
مُحَمَّد بْن منقذ البكري الطُّليْطِلي الخطيب.
رحل إلى مصر، وسمع من أَبِي مُحَمَّد بْن الورد بْن السَّكَن، وحدّث.
مُحَمَّد بن العباس بن أَحْمَد [5] بن محمد بن الفُرات، أبو الحسن البغدادي الحافظ.
__________
[1] ذكر أخبار أصبهان 300، العبر 3/ 26، شذرات الذهب 3/ 110.
[2] في أخبار أصبهان «جشنس» .
[3] كذا في الأصل، وفي أخبار أصبهان «دكّة» .
[4] الكنجروذي: بفتح أولها وسكون النون وفتح الجيم وضم الراء وسكون الواو وفي آخرها ذال معجمة. نسبة إلى كنجروذ، قرية على باب نيسابور. (اللباب 3/ 113) .
[5] تاريخ بغداد 3/ 122 رقم 1140، المنتظم 7/ 176، 177 رقم 283، البداية والنهاية 11/ 314 وفيه «القزّاز» بدل «الفرات» ، العبر 3/ 26، النجوم الزاهرة 4/ 168، شذرات الذهب 3/ 110، تذكرة الحفاظ 3/ 1015 رقم 946، الوافي بالوفيات 3/ 196 رقم(27/84)
سَمِعَ: أبا عَبْد الله المَحَامِليّ، ومحمد بْن مَخْلَد، فمن بعدهما، وجمع ما لم يجمعه أحد فِي وقته.
قَالَ الخطيب: وبلغني أنّه كَانَ عنده عَنْ عَلِيّ بْن مُحَمَّد الْمَصْرِيّ الواعظ وحده ألف جُزْء، وأنّه كتب مائة تفسير، ومائة تاريخ. ثنا عَنْهُ أحْمَد بْن عَلِيّ الباذا، ومُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن زُرْعَة، وَأَبُو إِسْحَاق البرمكي، وحدثني الْأزهري أن ابن الفرات خَلَّف ثمانية عشر صندوقًا مملوءة كتبًا، أكثرها بخطه، وكتابه هُوَ الحجّة فِي صحة النقل، وجَوْدة الضَّبط، ولم يزل يسمع إلى أن مات. وقَالَ لي العتيقي: هُوَ ثقة مأمون، ما رَأَيْت أحسن قراءة منه للحديث، وقَالَ غيره: مات فِي شوّال، وله بضع وعشرون سنة.
مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن سهل [1] بْن مصلح الفقيه، أَبُو الْحَسَن الماسَرْجسيّ [2] ابن بِنْت الحَسَن بْن عيسى بْن ماسَرْجَس النيسابُوري الشافعي، شيخ الشافعية فِي عصره.
سَمِعَ خاله مؤمّل بْن الْحَسَن، ومكّي بْن عَبْدان، وأبا حامد بن الشرفي، وجماعة، ورجل إلى حدود الأربعين وثلاثمائة، فسمع إِسْمَاعِيل الصّفّار ببغداد، وعَبْد اللَّه بْن شَوْذب بواسط، وابْن داسة بالبصرة، وابْن الْأعْرابي بمكّة، وابْن حذْلَم بدمشق، وأصحاب يونس بْن عَبْد الْأعلْى، والمزني بمصر.
قَالَ الحاكم: كَانَ أعْرَف الْأصحاب بالمذهب وترتيبه. صحِب أَبَا إِسْحَاق المَرْوَزِي إلى مصر، ولزمه، وتفقّه، ثم انصرف إلى بغداد، فكان
__________
[1171،) ] الكامل في التاريخ 9/ 106، مرآة الجنان 2/ 421، المختصر في أخبار البشر 2/ 192، تاريخ ابن الوردي 1/ 311، اللباب 2/ 414، 415، سير أعلام النبلاء 16/ 495، 496 رقم 365، طبقات الحفاظ 402.
[1] طبقات الفقهاء 116، الوافي بالوفيات 4/ 115، 116 رقم 1608، وفيات الأعيان 4/ 202، طبقات الشافعية لابن هداية الله 32، طبقات العبادي 100، العبر 3/ 26، حسن المحاضرة 1/ 126، شذرات الذهب 3/ 110، اللباب 3/ 148، ودول الإسلام 1/ 234، مرآة الجنان 2/ 421.
[2] الماسرجسي: بفتح الميم والسين المهملة وسكون الراء وكسر الجيم. نسبة إلى ما سرجس.
وهو اسم الجدّ صاحب الترجمة. (اللباب) .(27/85)
مفيد أَبِي عَلِيّ بْن أَبِي هُرَيْرَةَ، ثم رجع إلى بلده، وعقد مجلس النظر ومجلس الْأملاء، فأملى زمانًا، وتُوُفِّي فِي جمادى الآخرة، عَنْ ستٍ وسبعين سنة.
تفقه عَلَيْهِ القاضي أَبُو الطيب الطَّبري، وجماعة، وحدّث عَنْهُ الحاكم وَأَبُو نُعَيْم، وَأَبُو عثمان إِسْمَاعِيل الصّابوني، وَأَبُو سعد الكَنْجَرُوذِي، وهو صاحب وجهٍ فِي المذهب.
مُحَمَّد بْن عمران بْن مُوسَى [1] بْن عُبَيْد، أَبُو عُبَيْد اللَّه المَرْزُبَاني البغدادي الكاتب العلامة.
حدّث عن: أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن دُرَيْد، وأَبِي حامد بْن هارون الحَضْرَمِي ونفطَوَيْه، وغيرهم.
روى عَنْهُ: أَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو مُحَمَّد الجوهري، وغيرهما، وكان إخباريا راوية للآداب، صنّف فِي أخبار الشعراء وفي الغَزَل، غير أن أكثر كتبه لم تكن مما سمعه، بل بالإجازة، فيقول: أَخْبَرَنَا، ولا يبين.
وقَالَ القاضي أَبُو عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن عَلِيّ الصَّيْمَريّ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه المَرْزُبَاني يَقُولُ: كَانَ فِي داري خمسون، ما بين لِحَاف ودِرَاج معدَّة لأهل العلم الذين يبيتون عندي.
وقَالَ أَبُو القاسم الْأزهري: كَانَ المَرْزُبَاني يضع المحبرة وقنّينة النبيذ، فلا يكتب، ويشرب، وكان معتزليا، صنّف كتابًا فِي أخبار المعتزلة، وما كَانَ ثقة.
قَالَ الخطيب: لَيْسَ حاله عندنا الكذب، وأكثر ما عِيب عَلَيْهِ المذهب، وروايته بالإجازة، ولم يبيّنها.
__________
[1] تاريخ بغداد 3/ 135 رقم 1159، المنتظم 7/ 177 رقم 284، مرآة الجنان 2/ 418، 419، البداية والنهاية 11/ 314، الوافي بالوفيات 4/ 235- 237 رقم 1765، معجم الأدباء 18/ 268، العبر 3/ 27، الكامل في التاريخ 9/ 106، النجوم الزاهرة 4/ 168، شذرات الذهب 3/ 111، 112، اللباب 3/ 195، الفهرست 190- 193، الأنساب 521 أ، إنباه الرواة 3/ 180- 184، وفيات الأعيان 4/ 354- 356، ميزان الاعتدال 672، 673، سير أعلام النبلاء 16/ 447- 449 رقم 331، لسان الميزان 5/ 326، 327.(27/86)
وقال العتيقي: كان معتزليّا ثقة، مات فِي شوّال، وله ثمانٍ وثمانون سنة. كَانَ فِي زمانه تُشَبَّه تصانيفه بتصانيف الجاحظ.
قَالَ أَبُو عَلِيّ الفارسي النَّحْوِيّ: أَبُو عُبَيْد اللَّه المَرْزُبَاني من محاسن الدُّنيا، وكان الملك عضُد الدولة مَعَ عظمته يجتاز بباب المَرْزُبَاني، فيقف حتى يخرج إِلَيْهِ المَرْزُبَاني، فيسلم عَلَيْهِ، وكانت داره تجمع الفضلاء، وكان مشتهرًا بشرب النبيذ، وكتابه فِي «أخبار الشعراء» خمسة آلاف ورقة، وله كتاب آخر فِي الشعراء المُحَدِّثين خاصّة، كبير إلى الغاية، يكون عشرة آلاف ورقة، و «أخبار المسمّعين» ثلاثة آلاف ورقة، و «أخبار الغناء والأصوات» ثلاثة آلاف ورقة، وله تصانيف كثيرة جدًا، أوردها القفطي. وروى الجوهري عَنِ المَرْزُبَاني أَنَّهُ أعطى مرَّةً عضد الدولة ألف دينار، وقَالَ: إنه بلغني أنك تُؤَرِّخ، فإذا جاء اسمي فأجْمِلْ، فقلت: نعم، أُجْمِلْ، وبذكرك أتجمّل.
مُحَمَّد بْن عثمان بْن عُبَيْد [1] بْن الخطّاب، أَبُو الطيّب البغدادي الصّيْدَلانِي.
سَمِعَ البَغَوي، وأبا بكر بن أبي دَاوُد.
وعنه العتيقي، ووثقه.
مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل [2] ، أَبُو منصور البياع الواعظ النيسابُوري.
حدَّث ببغداد عَنْ أَبِي حامد بْن بلال.
وعنه: أبو العلاء الواسطي.
مُحَمَّد بْن يحيى بْن وَهْب [3] ، أَبُو بَكْر القُرْطُبي الفِهْري مولاهم.
سَمِعَ أحْمَد بْن القُرشي، ومسلمة بْن قاسم، وجماعة، ورحل فأقام بمصر مدّة، قبل الثمانين، وكتب الكثير، فكان بارعًا فِي الفقه والنَّحْو وتجويد القرآن، ثقة. فيما ينقله.
تُوُفِّي فِي صفر. وقد حدّث بيسير.
__________
[1] تاريخ بغداد 3/ 50 رقم 988، المنتظم 7/ 177 رقم 285.
[2] تاريخ بغداد 3/ 224 رقم 1286.
[3] تاريخ علماء الأندلس 2/ 97، 98 رقم 1368.(27/87)
مُحَمَّد بْن يحيى بْن عمار [1] ، أَبُو بَكْر الدِّمْياطي.
سَمِعَ مُحَمَّد بْن زبّان، وأَبَا بَكْر بْن المنذر، ومُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الدَّيْبُلي، وأَبَا عُبَيْد بْن حَرْبُوَيْه القاضي.
وعنه: أَبُو عُمَر أحْمَد بْن مُحَمَّد الطَّلَمَنْكِيّ. سَمِعَ منه كتاب «الْأشراف» لابن المنذر، وكتاب الليث بْن سعد رواية مُحَمَّد بْن رمح، وروى عَنْهُ أيضًا يحيى بْن عَلِيّ بْن الطّحّان، وطائفة.
المحسن بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد [2] بْن أَبِي الفهم القاضي، أَبُو عَلِيّ التنوخي الْأديب.
وُلِد بالبصرة، فسمع بها أَبَا الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن أحْمَد الْأثرم، وابْن داسة، وببغداد أَبَا بَكْر الصُّولي، وجماعة، وكان أديبًا إخباريا علامة مصنِّفًا شاعرًا.
روى عَنْهُ: ابنه أَبُو القاسم عَلِيّ، وقَالَ: مولدِي سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، وأوّل سماعه فِي سنة ثلاث وستّين. سَمِعَ من واهب المازني صاحب نصر بْن عَلِيّ الجهضمي وقَالَ: لم يكن عند واهب بْن يحيى غير هذا الحديث فِي ستر المسلم.
قلت: وقع لنا الحديث عاليا.
تولّى أَبُو عَلِيّ قضاء رامَهُرْمُز وعسكر مُكْرَم وغير ذَلِكَ، ومات في المحرّم من السنة.
__________
[1] سير أعلام النبلاء 16/ 504 رقم 374.
[2] يتيمة الدهر 2/ 346، معجم الأدباء 6/ 251، العبر 3/ 27 وفيه «الحسن» وهو خطأ، النجوم الزاهرة 4/ 168، وفيات الأعيان 4/ 159- 162 رقم 557، الجواهر المضية 3/ 151، فرج المهموم لابن طاووس 154، الكامل في التاريخ 9/ 106، تجارب الأمم 1/ 326 و 345 و 385، شذرات الذهب 3/ 112، 113، تاج التراجم 56، مفتاح السعادة 1/ 202، سير أعلام النبلاء (المصور) 10 ق 2/ 275، عيون التواريخ (المصور) 12 ق 2/ 233 ب- 234، كشف الظنون 781، 1253، 1671، 1953، معجم المؤلفين 8/ 185، 186، تاريخ بغداد 13/ 155، 156، المنتظم 7/ 178، النجوم الزاهرة 4/ 168، وانظر مقدّمة كتابيه: الفرج بعد الشدّة، ونشوار المحاضرة.(27/88)
قَالَ الخطيب: كَانَ سماعه صحيحًا، وأوّل ما تولّى القضاء سنة تسعٍ وأربعين، من قِبَل أَبِي السائب عُتبة بْن عَبْد اللَّه.
منصور بْن جَعْفَر بْن ملاعب [1] ، أبو القاسم البغدادي الصَّيْرفي.
سَمِعَ البَغَوي، وأَبَا بَكْر بْن أَبِي دَاوُد.
وعنه: أَبُو العلاء الواسطي، وأَحْمَد بْن رَوْح، ووثقه العتيقي، وروى الرئيس الثقفي فِي أربعينه عَنْ سُفْيَان بْن حَسَنْكَوَيْه عَنْهُ.
موحّد بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم، أَبُو الفرج بْن البري الدمشقي المتعبد.
حكى عَنْ خاله عُمَر بْن سَعِيد البرّي، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه المقرئ، والشَّيْخ أَبِي صالح صاحب المسجد الخارج باب شرقي.
روى عَنْهُ: عَلِيّ بْن مُحَمَّد الجبائي، وطلحة بْن أسد الرّقّي، ومُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن المُغِيث، وغيرهم.
نصر بْن غالب [2] ، أبو الفتح البزّاز.
حدث عَنِ البَغَوي، وابْن صاعد.
روى عَنْهُ: العتيقي وغيره، وهو من أهل باب الطّلاق ببغداد.
لاحق بْن الْحُسَيْن بْن عمران [3] المقدسي، أَبُو عُمَر.
كَانَ كذابًا يضع [4] الْأسماء والمُتون مثل طُغْج بْن طُغان، وطرغيل بْن غربيل.
حدّث بخُراسَان وخُوَارِزْم وما وراء النَّهْر عَنْ خَيْثَمة الطرابلسي، والمحاملي، ومحمد بن مخلّد العطّار.
__________
[1] تاريخ بغداد 13/ 85 رقم 7064، المنتظم 7/ 177 رقم 286.
[2] تاريخ بغداد 13/ 301 رقم 7277.
[3] الأنساب (تحقيق محمد عوّامة) 8/ 128، تاريخ بغداد 1/ 238، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 46/ 2، الوافي بالوفيات (مصورة معهد المخطوطات بالقاهرة) 24/ 186، سلسلة الأحاديث الضعيفة للألبانى 1/ 291، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان ق 1- ج 4/ 39 رقم 1233، الموضوعات لابن الجوزي 3/ 8، ميزان الاعتدال 4/ 356، الكشف الحثيث 454 رقم 829.
[4] في الأصل «لا يضع» .(27/89)
وعنه: أَبُو عَبْد اللَّه الحاكم، وَأَبُو نُعَيْم، وجعفر المُسْتَغْفِري.
وتُوُفِّي بخُوَارِزْم، وقد اتفقوا عَلَى كَذِبه، ويقال لَهُ: لاحق بْن الورّاق.
يحيى بْن عَلِيّ [بْن] [1] يحيى بْن عوف، أَبُو القاسم القصْري.
عَنِ البَغَوي، وابْن صاعد.
وعنه: أَبُو مُحَمَّد الخلال. وكان ثقة.
يعقوب بْن إِسْحَاق، أَبُو الفضل النَّسَفي المعدِّل. ثقة.
روى عَنْ أَبِي الْعَبَّاس الْأصمّ، وعَبْد المؤمن بْن خَلَف.
كتب عَنْهُ: جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن المستغفر.
__________
[1] تاريخ بغداد 14/ 238 رقم 7549.(27/90)
[وفيات] سنة خمسين وثمانين وثلاثمائة
أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْدوَيْه بْن سَدُوس بْن عَلِيّ، أَبُو الْحَسَن الهُذْلي العَبْدوي النيسابُوري الزّاهد، أبو الحافظ أبى حازم.
سَمِعَ: أبا الْعَبَّاس بْن السّرّاج، وابْن خُزَيْمَة، وحاتم بْن محبوب الفيامي.
روى عَنْهُ: ابنه والحاكم الكَنْجَرُوذِي. تُوُفِّي فِي رمضان.
أحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن أحْمَد الفقيه، أبو نصر النيسابُوري الشافعي، أحد الْأئمة.
سَمِعَ: أَبَا حامد الشرفي، وطبقته.
وعنه الحاكم، وقَالَ: تُوُفِّي فِي جُمَادَى الْأولى.
أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إسماعيل [1] ، أَبُو بَكْر بْن المهندس. محدث مصر فِي وقته.
سمع: أبا شيبة داود بن إبراهيم، ومحمد بن محمد بْن بدر الباهلي، وأَبَا بشر الدُّولابي، ومُحَمَّد بْن زبّان، وعَلِيّ بْن الْحَسَن بْن قديد، وأَبَا عُبَيْد بْن حَرْبُوَيْه، وجماعة كثيرة، منهم القاسم البَغَوي، وانتقى عَلَيْهِ الحُفَّاظ من المشارقة والمغاربة.
روى عَنْهُ: عَبْد الغني الحافظ، والفقيه، أبو القاسم يحيى بْن الْحُسَيْن القفاص، وعَبْد الملك بْن مسكين الزَّجَّاج، وَأَبُو أحْمَد الْعَبَّاس بْن الفضل بْن
__________
[1] العبر 3/ 27، 28، شذرات الذهب 3/ 113، تذكرة الحفاظ 3/ 989، حسن المحاضرة 1/ 157.(27/91)
الفرات بْن حِنْزابة، وعَلِيّ بْن عَبْد الواحد النَّجِيرَمِي الكاتب، وعَبْد الرَّحْمَن بْن المظفَّر الكحّال، وَأَبُو القاسم يحيى بْن عَلِيّ بْن الطّحّان، وقَالَ: كَانَ ثقة تقيا، وقَالَ غيره: عاش تسعين سنة.
أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عبدوس، أَبُو الْحَسَن الحاتمي الفقيه النيسابُوري.
سَمِعَ الْأصم، ومات كهلا فِي حياة والده.
أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الوارث الزَّجَّاج.
روى عَنْ أَبِي جَعْفَر الطَّحاوي، والمهراني، وغيره.
تُوُفِّي فِي ذي الحجّة.
إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن الفتح [1] المصِّيصي الجلي، بجيم.
حدّث ببغداد عَنْ مُحَمَّد بْن سفيان المِصِّيصي، ومُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم البطّال.
وعنه: أحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي، وَأَبُو القاسم التنوخي.
وقَالَ البَرْقاني: صَدُوق، وقَالَ غيره: كَانَ حافظًا ضريرًا، ومن شيوخه إمام جامع المصِّيصة أَبُو الماضي مُحَمَّد بْن يحيى، ومُحَمَّد بْن حاتم بْن رَوْح القزَّاز، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن أَبِي الخطيب، وآخر من حدث عَنْهُ أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن الْأبنوسي.
إِسْمَاعِيل بْن عَبَّاد الصاحب [2] ، أَبُو القاسم، وزير مُؤَيَّد الدولة بُوَيْه بْن
__________
[1] تاريخ بغداد 6/ 171 رقم 3225، المنتظم 7/ 179 رقم 288.
[2] يتيمة الدهر 3/ 169- 215، معجم الأدباء 6/ 168- 317، نزهة الألبّاء 397- 401، إنباه الرواة 1/ 201- 203، المنتظم 7/ 179- 181 رقم 289، مرآة الجنان 2/ 421- 426، ذيل تجارب الأمم 261، البداية والنهاية 11/ 314- 316، الكامل في التاريخ 9/ 110، 111، دول الإسلام 1/ 234، العبر 3/ 28، وفيات الأعيان 1/ 228- 233 رقم 96، الوافي بالوفيات 9/ 125- 141 رقم 2042، المختصر في أخبار البشر 2/ 135، طبقات النحويين واللغويين لابن شهبة 219- 226، لسان الميزان 1/ 413- 416 رقم 1295، مآثر الإنافة 1/ 321، 322، بغية الوعاة 1/ 449- 451 رقم 918، النجوم الزاهرة 4/ 169- 171، شذرات الذهب 3/ 113- 116، نشوار المحاضرة 4/ 94، كشف الظنون 30، 619، 796، 901، 1278، 1376، 1391، 1394، 1398، 1469، 1491، 1621، روضات الجنات 104- 110، تنقيح المقال 1/ 135، منتهى المقال 56، أعيان(27/92)
ركن الدولة. أصله من الطَّالقان [1] ، وكان نادرةَ دهره وأُعجوبة عصره فِي الفضائل والمكارم.
أخذ الْأدب عَنِ الوزير أَبِي الفضل بْن العميد، وأَبِي الْحُسَيْن أحْمَد بْن فارس، وسمع الحديث من أَبِيهِ، ومن غير واحد، وحدّث باليسير، وأملى مجالس روى فيها عَنْ عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن فارس وأَحْمَد بْن كامل بْن سَحُرَة، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد أَبِي الْحَسَن الكنباني، وسليمان الطَّبَراني، وطائفة.
روى عَنْهُ: أَبُو العلاء، مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن حَسْوَل، وعَبْد الملك بْن عَلِيّ الرّازي القطّان، وَأَبُو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ المعدِّل، والقاضي أَبُو الطّيّب طاهر الطَّبَرِي، وَأَبُو بَكْر بْن المقرئ مَعَ تقدُّمه [2] ، وهو أوّل من سُمّي بالصاحب، لأنّه صحب مؤَيَّد الدولة من الصِّبا، وسّماه الصّاحب، فغلب عَلَيْهِ، ثم سُمّي بِهِ كلّ من وُلِّي الوزارة بعده، وقيل لأنّه كَانَ يصحب أبا الفضل بْن العميد، فقيل لَهُ صاحب العميد، ثم خُفِّف فقيل: الصّاحب.
قَالَ فِيهِ أَبُو سَعِيد الرُّسْتُمي:
ورث الوزارة كابرًا عَنْ كابرٍ ... موصولةَ الْأسنادِ بالإسنادِ
يَروي عَنِ الْعَبَّاس عَبَّاد وزارَتَه ... وإِسْمَاعِيل عَنْ عَبَّادِ [3]
ولمّا تُوُفِّي مؤيَّد الدولة بجُرْجَان فِي سنة ثلاث وسبعين، ولي بعده أخوه فخر الدولة أَبُو الْحَسَن، فأقرّه عَلَى الوزارة، وبالغ في تعظيمه. وكان الوزير أبو الفتح من ذي الكفايتين قد قصد الصاحب، وأزاله عَن الوزارة، ثُمَّ نصر عَلَيْهِ، وعاد إِلى الوزارة، ففي كتاب المحسّن التنوخي فِي «الفرج بعد
__________
[ () ] الشيعة 11/ 322- 575، الأعلام 1/ 312، معجم المؤلفين 2/ 274، تذكرة الحفاظ 3/ 989، تاريخ ابن الوردي 1/ 312، الإمتاع والمؤانسة 1/ 53، الفهرست 194، تاريخ ابن خلدون 4/ 466، معاهد التنصيص 4/ 11، سير أعلام النبلاء 16/ 511- 514 رقم 377.
[1] الطّالقان: بلدة وكورة بين قزوين وأبهر وبها عدة قرى يقع عليها هذا الاسم. (معجم البلدان 4/ 7) .
[2] في الأصل «تقديمه» .
[3] معجم الأدباء 6/ 257 و 263.(27/93)
الشدة» [1] أن إِبْرَاهِيم بْن عَلِيّ بْن سَعِيد النّصيبينى [2] حدّثه قال: سرّ أبو الفتح، فطلب النُّدماء، وهيَّأ مجلسًا عظيمًا بآلات الذّهب والفضة والمغاني والفواكه، وشرب بقيّة يومه، وعامّه ليلته، ثم عمل شعرًا وغَنَّوا بِهِ، يَقُولُ فِيهِ:
إذا بلغ المرء آماله ... فليس إلى بعدها مُنْتَزَحُ
وكان هذا بعد تدبيره عَلَى الصّاحب، حتى أبعده عَنْ مؤيَّد الدولة، وسيَّره إلى إصبهان، وانفرد بالدَّسْت، ثم طرب بالشعر، وشرب إلى أن سكر، وقَالَ: غطُّوا المجلس لاصطبح عَلَيْهِ غدًا، وقَالَ لنُدَمَائه: باكروني، ثم نام، فدعاه مؤيَّد الدولة فِي السَّحَر، فقبض عَلَيْهِ، وأخذ ما يملكه، ومات فِي النَّكبة، ثم عاد الصّاحب إلى الوزارة.
قلت: وبقي فِي الوزارة ثمانية عشر عامًا، وفتح خمسين قلعة، وسلّمها إلى فخر الدولة، لم يجتمع منها عشرة لأبيه. وكان الصّاحب عالمًا بفنون كثيرة من العلْم، لم يُدانه فِي ذَاك وزير، وكان أفضل وزراء الدولة الدَّيْلَمِيّة، وأغزرهم علمًا، وأوسعهم أدبًا، وأوفرهم محاسن. وقد طوَّل ابن النَّجَّار ترجمته وجوَّدها.
أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلامَةَ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ، أَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ، أَنَا أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا الصَّاحِبُ بْنُ عبّاد، أملانا أبو الحسن بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْقَزَّازُ، نَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْر وَعُمَرَ يَمْشُونَ أَمَامَ [3] السَّرِيرِ. قَالَ الصَّاحِبُ: قَدْ شَارَكَ الطَّبَرَانِيُّ فِي إِسْنَادِهِ.
قِيلَ: كَانَ ابن عبَّاد فصيحًا مفوهًا، لكنه يتقعر فِي خطابه، ويستعمل وحْشِي اللغة، حتى فِي انبساطه، يعيب التّيه ويتيه، ولا ينصف من ناظره.
وقيل: كَانَ مشوَّه الصورة، وصنّف فِي اللغة كتابًا سمّاه «المحيط» فِي سبع
__________
[1] لم أجد هذه الرواية في المطبوع من الكتاب.
[2] النّصيبينى النصيبي: بفتح النون وكسر الصاد وسكون الياء وكسر الباء الموحّدة. نسبة إلى نصيبين، مدينة مشهورة من بلاد الجزيرة. (اللباب 3/ 312) .
[3] في الأصل «أما» .(27/94)
مجلدات، وله كتاب «الكافي» فِي الترسل، وكتاب «الْأعياد» ، وكتاب «الْإمَامة» ذكر فِيهِ فضائل عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، وثبت إمامة من تقدمه. وكان شيعيا كآل بُوَيْه، وما أظنه يسب، لكنه معتزليّ، قِيلَ إنه نال من الْبُخَارِيّ، وقَالَ: إنه حشوي لا يعول عَلَيْهِ، وله كتاب «الوزارة» وكتاب «الكشف عن مساوى المتنبي» وكتاب «أسماء اللَّه وصفاته» .
ومن ترسّله: «نَحْنُ [يا] [1] سيدي، فِي مجلس غنى إلا عنك، شاكرًا [2] إلا منك، قد تفتحت [فِيهِ] [3] عيون النرجس، وتوردّت خدود [فِيهِ] [3] بالبنفسج، وفاحت مجامر الْأترج، وفتقت فارات [4] النّارنج، وانطلقت [5] ألْسُن العيدان، وقامت خطباء الْأوتار، وهبّت رياح الْأقداح، ونفقت [6] سوق الْأنس، وقام منادي الطرب [وطلعت كواكب الندماء] [7] وامتدت [8] سماء النّدّ، فبحياتي إلا [9] ما حضَرْت (فقد أبت راحُ مجلسنا أن تصفو إلا أن تتناولها يمْناك، وأقسم غناؤه أن لا يطيب حتى تعيه [10] أُذُناك، فخدود نارنجه قد احمرّت خجلا لإبطائك، وعيون نرجسه قد حدَّقَت تأميلا للقائك) [11] :
وله:
رقَّ الزُّجَاج ورقَّتِ الخَمْرُ ... وتشابَهَت [12] فَتَشَاكَلَ الْأمْرُ
فكأنّها خَمْرٌ ولا قدح ... وكأنّما قدح ولا خمر
__________
[1] إضافة من يتيمة الدهر 3/ 222.
[2] في اليتيمة «شاكر» .
[3] إضافة من اليتيمة.
[4] في الأصل «فأراه» والتصحيح من اليتيمة.
[5] في اليتيمة «أنطقت» .
[6] في الأصل «نفق» .
[7] ما بين الحاصرتين إضافة من اليتيمة.
[8] في الأصل «امتد» .
[9] في اليتيمة «لما» .
[10] في اليتيمة «أو تعيه» .
[11] ما بين القوسين من مثال آخر غير الّذي قبله. (اليتيمة 3/ 223) .
[12] في الأصل «تشابهها» .(27/95)
وله يرثي الوزير أَبَا عَلِيّ كثير بن أحْمَد:
يقولون لي: أوْدى كثيرٌ بْن أحْمَد ... وذلك مَرْزُوءٌ عَلِيّ جَلِيلُ
فقلتُ: دَعُوني والبُكَا [1] نَبْكِه مَعًا ... فمثلُ كثيرٍ فِي الرّجال قَلِيلُ
وورد أنِ الصّاحب جمع من الكتب ما كان يحتاج في نقلها إلى أربعمائة جَمَل، ولما عزم عَلَى الْإملاء، تاب إلى اللَّه، واتخذ لنفسه بيتًا سماه «بيت التَّوْبة» ولبث أسبوعًا عَلَى الخير، ثم أخذ خطوط الفقهاء بصحّة توبته، ثم جلس للإملاء، وحضر خلق كثير منهم القاضي عَبْد الجبار بْن أحْمَد.
وكان الصّاحب يُنَفِذ إلى بغداد فِي السنة خمسة آلاف دينار، تُفَرَّق عَلَى الفقهاء والأدباء، وكان يبغض من يميل إلي الفلسفة، ومرض بالأهواز بالإسهال، فكان إذا قام من الطِّشْت، ترك إلى جانبه عشرة دنانير، حتى لا يتبرم بِهِ الخدم، فكانوا يودون دوام علّته، ولما عوفي تصدَّق بنحوٍ من خمسين ألف دينار. وله ديوان شعر.
وقد مدحه أبو محمد بن عبد الله بن أحمد بن الخازن الشاعر بقصيدته المشهورة، وهي:
هذا فؤادُك نَهْبي بين أهواء ... وذاك رأيكَ سارٍ [2] بين آراءِ
هَوَاكَ بين العيونِ النُّجْل مُقْتَسَمٌ ... داءٌ لعَمْرُكَ ما أَبَلاهُ من داءِ
لا يستقرُّ بأرض أو يسير إلى ... أُخرى بشخص قريب عَزْمُه نائي
يومًا بحُزْوَى ويومًا بالكثيب ويومًا ... بالعُذَيْب ويومًا بالخُلَيْصَاءِ [3]
ومنها:
صَبيَّة الحيّ لم تقْنَعْ بها سَكَنًا ... حتى علقَتْ صَبايا كلّ أحياءِ
أدْعَى بأسماءَ نَبْزًا فِي قبائِلها ... كأن أسماء أضحى [4] بعض أسمائى.
__________
[1] في وفيات الأعيان 1/ 231 «والعلا» .
[2] في اليتيمة «شورى» .
[3] كذا في الأصل وفي اليتيمة، نصب «يوما» ، وفي (معجم البلدان 2/ 386) :
يوم بحزوى، ويوم بالعقيق، ويوم ... بالعذيب، ويوم بالخليصاء
[4] في اليتيمة «أضحت» .(27/96)
ثَنَتْ أنامِلَها عنّي وقد دمِيَتْ ... من مُهجتي فادَّعَتْها وَشْي حِنّاء
وهي طويلة.
وقيل إنّ نوح بْن منصور الساماني، كتب إِلَيْهِ يستدعيه ليفوّضه وزارته، فاعتلّ عَلَيْهِ بأنه يحتاج لنقل كتبه، خاصّة، أربعمائة جَمَل، فما الظّنّ بما يليق من التجمّل.
ومن بديع نظْم الصّاحب بْن عبَّاد:
تبسَّم إذ تبسَّم عَنْ إقَاحٍ ... وأسْفَرَ حين أسْفَرَ عَنْ صَباحِ
وألحقني بكأس من رِضابٍ ... وكأسٍ من جَنَى وردٍ وراحِ
لَهُ وجْهٌ يدل بِهِ وطَرْفٌ ... يمرِّضُه فيسكر كلَّ صَاحِ
جبينُكَ والمُقَلَّد والثَّنَايا ... صباحٌ فِي صباحٍ فِي صباحِ
ومن شعره:
الحبُّ سُكْرُ خمارُهُ التَّلَف ... يَحْسُنُ فِيهِ الذُّبُول والدَّنَفْ
عُلُوه زاد فِي تصَلُّفِه [1] ... والحُسْنُ ثَوْبٌ طِرازُه الصَّلَفْ
وقَالَ أَبُو يوسف القِزْوِيني المعتزلي: كتب الفِهْري [2] قاضي قزوين إلى الصّاحب، مع كتب أهداها له:
الفهري [3] عَبْد كافي الكُفَاة ... وإنِ اعْتَدَّ عَنْ وُجُوه القُضَاةِ
خَدَم المجلسَ الرَّفيعَ بكُتُبٍ ... مُتْرَعَاتٍ من علمها منعمات [3]
فأجاب الصّاحب:
قد قبِلْنا من الجميع كتابًا ... وردَدْنَا لوَقْتها الباقياتِ
لستُ أَسْتَغْنِم الكبيرَ فطَبْعي ... قولُ خُذْ، لَيْسَ مذهبي قولُ هاتِ
ولد بإِصْطَخْر، وقيل بالطَّالَقَان، في سنة ستّ وعشرين وثلاثمائة.
والطَّالَقَان: اسم لناحيةٍ من أعمال قِزْوين، وأمّا بلد الطّالقان التي بخراسان
__________
[1] في اليتيمة 3/ 232: «عابوه إذ لجّ في تصلّفه» .
[2] في اليتيمة «العميري» .
[3] في اليتيمة «مفعمات من حسنها مترعات» .(27/97)
فأُخْري، خرج منها جماعة علماء.
تُوُفِّي ليلة الجمعة من صفر، سنة خمسٍ وثمانين.
ومن مراثي الصّاحب:
ثَوَى الْجُودُ والكافي معًا فِي حفيرة ... ليأنس كلُّ منهما بأخيهِ
هما اصطَحَبا حيّين ثم تعانقا ... ضجيعين فِي لَحْدٍ بباب دَرِيهِ
إذا ارتحل الثَّاوُونَ عَنْ مُسْتَقَرِّهم ... أقاما إلى يوم القيامة فيهِ
وكان يُلقَّب «كافي الكفاة» أيضًا، وكانت وفاته بالرّيّ، ونقل إلى أصبهان، ودفن بمحلّة باب دَرِيّة. ولما تُوُفِّي أُغْلَقَتْ لَهُ مدينة الرّيّ، واجتمع الناس عَلَى باب قصره، وحضره مخدومه وسائر الْأمراء، وقد غيروا لباسهم، فلما خرج نعشه، صاح الناس صيحة واحدة، وقبّلوا الأرض، ومشى فخر الدولة ابن بُوَيْه أمام نعشه، وقعد للعزاء.
ولبعضهم فِيهِ:
كأنْ لم يَمُتْ حيٌّ سواك ولم تُقَم ... على أحد إلّا عليك النَّوائحُ
لَئِن حَسُنَتْ فيك المراثي وذكْرُها ... لقد حَسُنَت من قبلُ فيك المدائحُ
إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد [1] ، أَبُو القاسم بْن الخبّازة السِّرَقُسْطي.
سَمِعَ مُحَمَّد بْن يحيى بْن لُبابة، ومُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن أيمن، وسعيد بْن فحلون، ورحل فسمع بمصر من أحْمَد بْن مَسْعُود الزُّبَيْدِي [2] ، وبالقَيْروَان من مُحَمَّد بن مُحَمَّد بْن اللبّاد، وجمع علمًا كثيرًا، وكان شيخًا صالحًا، وقُرِئت عَلَيْهِ الكُتُب، وعاش نَيِّفًا وثمانين سنة.
أفلح مولى الناصر [3] عَبْد الرحمن بن مُحَمَّد بْن يحيى الْأموي القُرْطُبي.
رحل وسمع: أَبَا سَعِيد بْن الْأعْرابي، وجماعة، وحدّث بيسير.
__________
[1] الصلة لابن بشكوال 1/ 102 رقم 233، تاريخ علماء الأندلس 1/ 68، 69 رقم 222.
[2] في الأصل «مسعود الزبيري» .
[3] تاريخ علماء الأندلس 1/ 83 رقم 262.(27/98)
الحسين بن على [1] ، أبو عبد الله النَمَري الْبَصْرِيّ، صاحب التصانيف.
كَانَ شاعرًا محسنًا لُغويًّا أديبًا. قرأ عَلَى أَبِي عَبْد اللَّه الْأزْدِيّ، وله مصنف فِي أسماء الذهب والفضّة، وكتاب «معاني الحماسة» وكتاب «الخيل» وكتاب «اللُّمَع» .
وكان مقيمًا بالبصرة.
دَاوُد بْن سُلَيْمَان بْن دَاوُد [2] بْن رباح، أَبُو الْحَسَن البغداديّ البزّاز.
سَمِعَ أبا عَبْد الله المَحَامِليّ، ومحمد بن عُبَيْد الله الكاتب.
روى عَنْهُ: العتيقي، وأَبُو القَاسِم التنوخي، ومحمد العشاري، ووثقه العتيقي.
سعد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ [3] ، أَبُو طَالِب الْأزْدِيّ العراقي، المعروف بالوكيل.
من كبار الْأدباء، وفحول الشعراء.
روى عَنْهُ أَبُو عَلِيّ التنوخي، وَأَبُو الخطّاب الجبلي.
ألّف شرحًا لديوان المتنبي، وكان فقيرًا يمدح بالشيء اليسير ولا يبالي.
عاش ثمانين سنة.
عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ [4] ، أَبُو المطرِّف بْن السكان المالقي.
سَمِعَ بقُرْطُبَة من قاسم بْن أصبغ، ومُحَمَّد بْن معاوية.
وكان حَسَن المشاركة فِي العلوم والآداب، رئيسًا.
عَبْد الواحد بْن جَعْفَر الناقد [5] ، بغدادي.
روى عن أبى القاسم البغوي.
__________
[1] بغية الوعاة 1/ 537 رقم 1117، كشف الظنون 1/ 89، روضات الجنات 238، 239، معجم المؤلفين 3/ 33.
[2] تاريخ بغداد 8/ 381 رقم 4487.
[3] معجم الأدباء 11/ 197.
[4] تاريخ علماء الأندلس 1/ 267 رقم 810.
[5] تاريخ بغداد 11/ 10 رقم 5669.(27/99)
وعنه: أحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي، وقَالَ: ثنا فِي هذه السنة، وكان ثقة.
عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن شاه، أَبُو الْحَسَن الشيرازي الصوفي نزيل نيسابُور.
سَمِعَ إبراهيم بْن عَبْد الصمد الهاشمي، ومُحَمَّد بْن مَخْلَد، وأَبَا رَوْق الهزّاني، وصحب الزُّهّاد.
روى: عَنْهُ الحاكم، وغيره.
عَلِيّ بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد، أَبُو الْحُسَيْن المهلّبيّ الْأديب.
تُوُفِّي بمصر، وله فيما قِيلَ: مائة وإحدى وخمسون سنة، واللَّه أعلم.
عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن بُنْدار [1] بْن عَبْد اللَّه بْن خير القاضي، أَبُو الْحَسَن الْأذَني.
سَمِعَ: مُحَمَّد بْن الفَيْض، ومُحَمَّد بْن خُرَيْم، وسعيد بْن عَبْد العزيز.
بدمشق، وعَلِيّ بْن عَبْد الحميد الغضائري بحلب، وأَبَا عروبة بحرّان، وابْن فيل بأنطاكية، وسكن مصر.
روى عَنْهُ: عَبْد الغني الحافظ، ومكّي بْن عَلِيّ الجمّال، ويوسف بْن رياح الْبَصْرِيّ، وهبة اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن الصواف، وعَبْد الملك بْن مسكين الفقيه، وأَحْمَد بْن سَعِيد بْن نفيس المقرئ.
وتُوُفِّي فِي ربيع الأول. ما علمت به بأسا [2] .
__________
[1] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 5/ 468 و 25/ 44، معجم البلدان 1/ 133، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان ق 1/ ج 3/ 326 رقم 1073، العبر 3/ 28، شذرات الذهب 3/ 116، تذكرة الحفاظ 3/ 989، حسن المحاضرة 15/ 157، سير أعلام النبلاء 16/ 464 رقم 378.
[2] في الأصل «رأسا» وهو تصحيف.(27/100)
عَلِيّ بْن عُمَر بْن أحْمَد [1] بْن مهدي بْن مَسْعُود [2] بْن النُّعمان بْن دينار بْن عَبْد اللَّه، أَبُو الْحَسَن البغدادي الدَّارَقُطْنيّ، الحافظ المشهور صاحب المصنفات.
سَمِعَ من: أَبِي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، وابن صاعد، ومُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن فيروز، ومُحَمَّد بْن هارون الحَضْرَمِي، وعَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن مبشّر الواسطيّ، ومُحَمَّد بْن قاسم المحاربي، وأبى على محمد بن سليمان المالكي، وأبى عمر مُحَمَّد بْن يوسف القاضي والْحُسَيْن بْن المَحَامِلي، وأَبِي بَكْر بْن زياد النيسابُوري، وأَبِي رَوْق الهزّاني، وبدر بْن الهيثم، وأَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن البهلول، وعَبْد الوهاب بْن أَبِي حية، وأَحْمَد بْن القاسم الفرائضي، وأَبِي طَالِب أحْمَد بْن نصر الحافظ، وخلق كثير ببغداد والكوفة والبصرة، وواسط، ورحل فِي الكهولة إلى الشام ومصر، فسمع القاضي أَبَا الطاهر الذُّهْلي وهذه الطبقة.
حدّث عنه: أبو حامد الأسفرايني الفقيه، وأبو عَبْد اللَّه الحاكم، وعَبْد الغني بْن سَعِيد الْمَصْرِيّ، وتمام الرّازي، وَأَبُو بَكْر البَرْقَاني، وَأَبُو ذَرّ عَبْد بْن أحْمَد، وَأَبُو نعيم، وأحمد بن الحسن الطّيّان الدمشقيّ، وعلى بن السّمسار، وأبو محمد الخلّال، [و] أبو القاسم التنوخي، وأبو طاهر بن
__________
[1] تاريخ بغداد 12/ 34- 40، المنتظم 7/ 183، 184، معجم البلدان 2/ 406، اللباب 1/ 404، غاية النهاية 1/ 558، الأنساب 217 أ، وفيات الأعيان 1/ 417، 418، طبقات الشافعية الكبرى 2/ 310- 312، البداية والنهاية 11/ 317، 318، معجم الأدباء 2/ 408، مرآة الجنان 2/ 424- 426، تذكرة الحفاظ 3/ 991- 995، النجوم الزاهرة 4/ 172، تسمية رجال البخاري للدارقطنيّ (مخطوطة المتحف البريطاني 112، شذرات الذهب 3/ 116، المختصر في أخبار البشر 2/ 130، طبقات الشافعية لابن هداية الله 102، 103، مفتاح السعادة 2/ 14، الأعلام 5/ 130، معجم المؤلفين 7/ 157، 158، تاريخ التراث العربيّ 1/ 337، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان ق 1- ج 3/ 348 رقم 1104، الوفيات لابن قنفذ 220 رقم 386، تاريخ جرجان 267، الكامل في التاريخ 9/ 115، دول الإسلام 1/ 234، العبر 3/ 28، 29، سير أعلام النبلاء 16/ 449- 461 رقم 332، طبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 508، 509، غاية النهاية 1/ 558، 559، طبقات الحفاظ 393، 394، الرسالة المستطرفة 23.
[2] في الأصل «معود» .(27/101)
عَبْد الرحيم الكاتب، والقاضي أَبُو الطّيّب الطَّبَرِي، وَأَبُو عُمَر بَكْر بْن بشران، وأبو الحسن العتيقي، وحمزة السهمي، وَأَبُو الغنائم عَبْد الصمد بْن المأمون، وَأَبُو مُحَمَّد الجوهري، وَأَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن المهتدي باللَّه، وَأَبُو الْحُسَيْن بْن الْأبنوسي، وخلق كثير.
ومولده سنة ستٍ وثلاثمائة.
قَالَ الحاكم: صار الدَّارَقُطْنيّ أوحد عصره فِي الحفظ والفهم والورع، وإمامًا فِي القرّاء والنحويين. وفي سنة سبعٍ وستين أقمت ببغداد أربعة أشهر، وكَثُر اجتماعنا بالليل والنهار، فصادفته فوق ما وُصِف لي، وسألته عَنِ العلل والشيوخ. وله مصنفات يطول ذِكرها، وأشهد أنّه لم يخلف عَلَى أديم الأرض مثله.
وقال الخطيب: كان الدار قطنى فريد دهره، وقريع عصره، ونسيج وحده، وإمام وقته، انتهى إِلَيْهِ فِي علم الْأثر والمعرفة بعلل الحديث وأسماء الرجال، مَعَ الصدق والثقة، وصحة الاعتقاد، والاضطلاع من علوم، سوى علم الحديث، منها القراءات، فإنّ له فيها مصنّفا مختصرا، جمع الأصول في أبواب عقدها فِي أول الكتاب، وسمعت من يعتني بالقراءات يَقُولُ: لم يسبق أَبُو الْحَسَن إلى طريقته التي سلكها فِي عقد الْأبواب المقدمة فِي أول القراءات، وصار القرّاء بعده يسلكون ذَلِكَ، ومنها المعرفة بمذاهب الفقهاء، فإن كتابه «السنن» يدل عَلَى ذَلِكَ، وبلغني أَنَّهُ درّس فقه الشافعي عَلَى أَبِي سَعِيد الْإصْطَخْرِي، وقيل عَلَى غيره، ومنها المعرفة بالأدب والشعر، فقيل إنّه كان يحفظ دواوين جماعة، فحدّثني حمزة بن محمد بن طاهر إنه كَانَ يحفظ ديوان السيد الحِمْيَري، ولهذا نُسِب إلى التشيع. وحدثني الْأزهري قَالَ:
بلغني أن الدَّارَقُطْنيّ حضر فِي حداثته مجلس إِسْمَاعِيل الصّفّار، فجلس ينسخ جزءًا، والصّفّار يُمْلي، فَقَالَ رَجُل: لا يصح سماعك وأنت تنسخ، فَقَالَ الدار قطنى: فهمي للإملاء خِلاف فَهْمك [ثم قَالَ:] [1] تحفظ كم أملى الشَّيْخ؟ قَالَ: لا. قَالَ: أملى ثمانية عشر حديثًا، الحديث الْأول عَنْ فلان عَنْ
__________
[1] سقطت من الأصل، والإستدراك من تاريخ بغداد 12/ 36.(27/102)
فلان عَنْ فلان، ومَتْنُهُ كذا، والحديث الثاني عَنْ فلان، ومَتْنُهُ كذا، ثم مرّ فِي ذَلِكَ حتى أتى عَلَى الْأحاديث، فعجب الناس منه، أو كما قَالَ.
وقَالَ رجاء بْن مُحَمَّد المعدّل: قلت للدارقطني: رأيت مثل نفسك؟
فَقَالَ: قَالَ اللَّه تعالى: فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ 53: 32 [1] فألححت عَلَيْهِ، فَقَالَ: لم أر أحدًا جمع ما جمعت.
وقَالَ أَبُو ذَرّ عَبْد بْن أحْمَد: قلت للحاكم ابن البيع: هَلْ رَأَيْت مثل الدار قطنى؟ فَقَالَ: هُوَ لم ير مثل نفسه، فكيف أنا؟ رواها الخطيب فِي تاريخه عَنْ أَبِي الوليد الباجي، عَنْ أَبِي ذَرّ، فهذا من رواية الكبار عَنِ الصغار.
وكان عَبْد الغني المصري إذا حكى عن الدار قطنى يَقُولُ: قَالَ أستاذي، قَالَ الخطيب، سَمِعْتُ أَبَا الطّيّب الطبري يقول: الدار قطنى أمير المؤمنين فِي الحديث.
وقَالَ الخطيب: قَالَ لي الأزهري: كان [2] الدار قطنى ذكيا، إذا نُوكِر [3] شيئًا من العلم أي نوع كَانَ وُجِد عنده من نصيب وافر. ولقد حَدّثَنِي مُحَمَّد بن طلحة النِّعَالي أَنَّهُ حضر مع الدار قطنى دعوة، فجرى ذكر الأكلة، فاندفع الدار قطنى يورد أخبار الْأكَلَة ونوادرَهم، حتى قطع أكثر ليلته بذلك.
وقال الأزهري: رأيت الدار قطنى أجاب ابن أبى الفوارس عَنْ علّة حديث أو اسم، ثم قَالَ: يا أَبَا الفتح لَيْسَ بين الشروق والغرب من يعرف هذا غيري.
وقَالَ البَرْقَاني: كان الدار قطنى يُمْلي عَليّ العِلَل من حفظه، فمن أراد أن يعرف قدر ذَلِكَ، فليطالع كتاب «العلل» قطنى، ليعرف كيف كَانَ الحُفّاظ.
قَالَ أَبُو عَبْد الرحمن السّلمى: سمعت الدار قطنى يَقُولُ: ما فِي الدُّنيا شيء أبغض إليّ من الكلام. ونقل ابن طاهر المقدسي أنهم اختلفوا ببغداد،
__________
[1] سورة النجم- الآية 32.
[2] في الأصل «قال» .
[3] في الأصل «ذكر» والتصحيح من تاريخ بغداد.(27/103)
فَقَالَ قوم: عثمان افضل، وقَالَ قوم: عَلِيّ أفضل. قال الدار قطنى: فتحاكموا إليّ، فأمسكت، وقلت الْأمساك خير، ثم لم أر لديني السكوت، فدعوت الَّذِي جاءني مستفتيا، وقلت: قل لهم: عثمان أفضل باتفاق جماعة أصحاب مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا قول أهل السُّنَّة، وأول عقْد يُحِلَّ من الرفض.
قَالَ الخطيب: فسألت البَرْقَاني: هَلْ كَانَ أَبُو الْحَسَن يُمْلِي عليك العلل من حِفْظِه؟ قَالَ: نعم، وأنا الَّذِي جمعتها، وقرأها الناس من نسختي. ثم قَالَ الخطيب: وحدثني العتيقي، قَالَ: حضرت الدَّارَقُطْنيّ، وجاء أَبُو الْحُسَيْن البيضاوي يغرب ليسمع منه، فامتنع واعتلّ ببعض العلل، وقَالَ: هذا رَجُل غريب، وسأله أن يملى عليه أحاديث، فأملى عليه [1] أبو الْحُسَيْن من حفظه مجلسًا تزيد أحاديثه عَلَى العشرة [2] متون جميعها: «نِعْم الشيء الهدية [3] أمام الحاجة» ، فانصرف الرجل، ثم جاءه بعد، وقد أهدى له شيئًا، فقربه وأملى عَلَيْهِ من حفظه سبعة عشر حديثًا «إذا أتاكم كريم فأكرموه» [4] . وقَالَ مُحَمَّد بْن طاهر المقدسي: كَانَ قطنى مذهب فِي التدليس خَفِيّ، يَقُولُ فيما لم يسمعه من أَبِي القاسم البَغَوي: حدَّثَكم فلان.
قلت: وأخذ الدار قطنى عَنْ أَبِي بَكْر بْن مجاهد سماعًا، وقرأ عَلَى أَبِي بَكْر النَّقاش، وعَلِيّ بْن سَعِيد القزّاز، وأَحْمَد بْن بَويان، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد الديباجي، وبرع فِي القراءات، وتصدّر فِي آخر أيامه للإقراء.
__________
[1] في الأصل «عليه أحاديث» .
[2] في الأصل «العشرين» والتصويب من تاريخ بغداد.
[3] في الأصل «الحدية» .
[4] رواه ابن ماجة من حديث ابن عمر، ورواه البزّاز، وابن خزيمة، والطبراني، وابن عدىّ، والبيهقي، عن جرير. ورواه البزّاز، عن أبى هريرة. ورواه ابن عدىّ، عن معاذ وأبى قتادة.
ورواه الحاكم، عن جابر. ورواه الطبراني، عن ابن عباس، وعن عبد الله بن حمزة، ورواه ابن عساكر عن أنس، وعدىّ بن حاتم. ورواه ابن عساكر عن أنس، وعدىّ بن حاتم. ورواه الدولابي في «الكنى والأسماء» ، وابن عساكر عن أبى راشد عبد الرحمن بن عبد. وهو حديث حسن. انظر: «الجامع الصغير» للسيوطي، مع شرحه 1/ 241، 242، والمقاصد الحسنة.(27/104)
وقد نقلت من خطه حديثًا، والجزء بوقف الضّيائية [1] . ووقع لي حديثه عاليا بالإجازة، وقد أَنْبَأَنَا المسلّم بْن علان أنّ أَبَا اليُمن الكِنْدي آخرهم، أَنَا منصور الشيباني، أَنَا أَبُو بَكْر الخطيب، حَدّثَنِي أَبُو نصر عَلِيّ بْن هبة اللَّه بْن ماكولا قَالَ: رَأَيْت فِي المنام فِي شهر رمضان كأني أسأل عَنْ حال الدار قطنى فِي الآخرة ما آل إِلَيْهِ أمره؟ فقيل لي: ذاك يُدعى فِي الجنة الْإمَام.
قلت: تُوُفِّي فِي ثامن ذي القعدة.
عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ [2] الصبّاح العطّار البغدادي، يعرف بابن المريض.
سَمِعَ أبا القاسم البَغَوي، وابْن أَبِي دَاوُد.
وعنه: أَبُو مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو مُحَمَّد الجوهري، وَأَبُو طَالِب العشاري.
قَالَ الخطيب: وكان صدوقًا. مات فِي رجب.
عَلِيّ بن مُحَمَّد بْن مُعَاذ المعدّل الملقابادى.
سَمِعَ أَبَا نُعَيْم بْن عدِيّ، ومُحَمَّد بْن حمدون.
وعنه الحاكم.
عليّ بْن معروف البغدادي [3] . حَدَّثَ في هذه السنة، وتُوُفّي بعدها.
عَن الباغندي، والبغوي، وابن أبي داود، وغيرهم.
وعنه: عَبْد العزيز الْأزجي، وجماعة.
وثّقه الخطيب.
عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه القِزْوِيني القاضي. تُوُفِّي بمصر.
عُمَر بْن أحْمَد بْن عثمان [4] بْن أحْمَد بْن أيوب بْن أزداذ الشَّيْخ، أَبُو حفص بْن شاهين الحافظ الواعظ، محدث بغداد ومفيدها.
__________
[1] في الأصل «الضبابية» . والضيائية: مدرسة بدمشق.
[2] تاريخ بغداد 12/ 93 رقم 6510.
[3] تاريخ بغداد 12/ 113، 114 رقم 6555.
[4] تاريخ بغداد 11/ 265، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 30/ 469، تهذيب تاريخ دمشق(27/105)
سَمِعَ: مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الباغندي، وأَبَا خبيب العبّاس بْن البِرْتي، وأَبَا القاسم البَغَوي، وشعيب بْن مُحَمَّد الذرّاع، ومُحَمَّد بْن هارون بْن المجدّر، وأَبَا بَكْر بْن أَبِي دَاوُد بْن صاعد، وأَبَا عَلِيّ مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان المالكي، ورحل فِي الكهولة فسمع بدمشق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن أَبِي ثابت، وأَحْمَد بْن سُلَيْمَان بْن زبّان، وطائفة سواهم، ووُلِد سنة سبعٍ وتسعين ومائتين، وأوّل سماعه سنة ثمان وثلاثمائة.
روى عَنْهُ: أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الورّاق رفيقه، وهلال الحفّار، وأبو سعيد الماليني، وَأَبُو بَكْر البَرْقَاني، وَأَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو مُحَمَّد الخلال، وابنه عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر بْن شاهين، وَأَبُو مُحَمَّد الجوهري، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه المؤدب، ومُحَمَّد بن عَبْد الوهاب بْن الشاطر النقيب، وَأَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن المهتدي، وآخرون.
قَالَ ابن ماكولا: ثقة مأمون سَمِعَ بالشام والعراق والبصرة وفارس، وجمع الْأبواب والتراجم، وصنَّف كثيرًا.
وقَالَ أَبُو الْحُسَيْن بْن المهتدي باللَّه، قَالَ: أَنَا ابن شاهين: صنّفت ثلاثمائة مصنف وثلاثين مصّنفًا، أحدها «التفسير الكبير» ألف جزء، وألف وثلاثمائة جزء، والتاريخ مائة وخمسون جُزْءًا، والزهد مائة جزء، وأوّل ما حدّثت بالبصرة سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة.
قَالَ الخطيب: سَمِعْتُ القاضي أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن عُمَر الداودي قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا حفص بْن شاهين يَقُولُ: حسبت ما اشتريت بِهِ الحبر إلى هذا
__________
[ () ] 4/ 357، العبر 3/ 29، 30، المنتظم 7/ 182، طبقات القراء لابن الجزري 1/ 588، مرآة الجنان 2/ 426، تذكرة الحفاظ 3/ 987، دول الإسلام 1/ 234، البداية والنهاية 11/ 316، 317، لسان الميزان 4/ 283، طبقات المفسرين 2/ 2، النجوم الزاهرة 4/ 172، شذرات الذهب 3/ 117، كشف الظنون 1394 و 1426 و 1735 و 1920، فهرس مخطوطات الحديث بالظاهرية 62، 63، معجم المؤلفين 7/ 273، تاريخ التراث العربيّ 1/ 343، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان ق 1- ج 3/ 374 رقم 1142، الكامل في التاريخ 9/ 115، غاية النهاية 1/ 588، طبقات الحفاظ 392، سير أعلام النبلاء 16/ 431- 435 رقم 320، هدية العارفين 1/ 781، الرسالة المستطرفة 38.(27/106)
الوقت، فكان سبعمائة درهم. قَالَ الداودي: وكنّا نشتري الحِبْر كلّ أربعة أرطال بدرهم.
قلت: ما يلحق الشخص أن يكتب بهذا كلّه بل كَانَ يستنسخ، وقد حدّثني شيخنا أَبُو الْعَبَّاس أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم المَوْصِلي قَالَ: كَانَ عندنا تفسير ابن شاهين بواسط فِي نحو ثلاثين مُجلّدًا.
وقَالَ الْأزهري: كَانَ ابن شاهين ثقة، وكان عنده عن البغوي سبعمائة جُزْء.
وقَالَ أَبُو الفتح بْن أَبِي الفوارس: كان ابن شاهين ثقة مأمونًا، قد جمع وصنَّف ما لم يصنّفه أحد.
وقَالَ حمزة السَّهْمي: سَمِعْتُ الدار قطنى يَقُولُ: ابن شاهين يلحّ عَلَى الخطأ، وهو ثقة.
وقَالَ الخطيب: سَمِعْتُ مُحَمَّد بْن عُمَر الداودي يَقُولُ: كَانَ ابن شاهين ثقة، يشبه الشيوخ، إلا أَنَّهُ كَانَ لَحّانًا، وكان لا يعرف من الفقه لا قليلا ولا كثيرًا، كَانَ إذا ذُكِر لَهُ مذاهب الفقهاء كالشافعي وغيره يَقُولُ: أَنَا محمدي المذهب، ورأيته يومًا اجتمع مع الدار قطنى فما نطق خوفًا من أن يخطئ بحضرة أَبِي الْحَسَن. وسمعته يَقُولُ: أَنَا أكتب ولا أعارض. قَالَ العتيقي: تُوُفِّي فِي ذي الحجّة.
عُمَر بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى الجلاب، يروي عَنْ مُحَمَّد بْن الربيع بْن سُلَيْمَان.
قتادة [1] بْن مُحَمَّد بْن قتادة النيسابُوري. سَمِعَ أَبَا حامد بْن بلال وعَبْد اللَّه بْن الشرفي.
مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد [2] بْن حم، أبو الفضل النّيسابورى الجلودي الواعظ.
__________
[1] في الأصل «وناد» .
[2] اللباب 1/ 288، الأنساب 3/ 282، 283.(27/107)
سَمِعَ الكثير من: أَبِي بَكْر القطّان، والأصم، وإِسْمَاعِيل الصّفّار، وعدة.
روى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الحاكم.
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد [1] بْن عَبْد اللَّه بْن حامد بْن مُوسَى بْن الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد بْن يزيد بْن مسلمة بْن الخليفة بْن عَبْد الملك بْن مروان، أَبُو بَكْر بْن الْأزرق الْأموي الْمَصْرِيّ.
صار إلى القيروان سنة ثلاث وأربعين، فحبسه بنو عُبَيْد بالمهدية نحو أربعة أعوام، ثم خلّصه اللَّه، وقدِم الْأندلس فِي سنة تسعٍ واربعين، فأكرمه المستنصر، وأثبته فِي ديوان قريش.
وكان أديبًا حليمًا.
رَوَى عَنْ: عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي مطر الإسكندراني، وخاله أحْمَد بْن مَسْعُود الزُّبَيْرِي، وابْن الصَّمُوت.
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: كتبت عَنْهُ جزءًا، وقَالَ لي: ولدت سنة تسع عشرة وثلاثمائة، وتُوُفِّي فِي ذي القعدة. وقد حدّثت من حفْظه بحديث أخطأ فِيهِ.
مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن يحيى [2] أَبُو بَكْر النيسابُوري الكسائي الْأديب.
تخرّج بِهِ جماعة فِي العربية.
قَالَ الحاكم: ثم إنه عَلَى كِبَر السّنّ حدّث بصحيح مُسْلِم من كتاب جديد بخطّه عَنْ إِبْرَاهِيم بْن سُفْيَان، فأنكرتُ عَلَيْهِ، فعاتبني، فقلت: لو أخرجت أصلك وأخبرتنى بالحديث على وجهه، فقال: قد كَانَ والدي يُحْضِرُني مجلس ابن سُفْيَان بسماع هذا الكتاب، ثم لم أجد سماعي فَقَالَ لي أَبُو أحْمَد بْن عيسى: قد كنت أرى أباك يُقِيمك فِي المجلس تسمع وأنت تنام لِصغَرِك، ولم يبق بعدي من يروي هذا الكتاب غيرك، فاكتب من كتابي فإنّك تنتفع به، فكتبته من كتابه، فقلت: هذا لا يحلّ لك، فقام وشكاني.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 2/ 115- 118 رقم 1405.
[2] العبر 3/ 30، لسان الميزان 5/ 26، 27 رقم 101، الأنساب 10/ 422، 423، إنباه الرواة 3/ 64، سير أعلام النبلاء 16/ 465 رقم 339، ميزان الاعتدال 3/ 450، شذرات الذهب 3/ 117.(27/108)
قلت: رَوَى عَنْهُ: أَبُو مَسْعُود أحْمَد بْن مُحَمَّد البَجَلي الرّازي «صحيح مُسْلِم» .
وتُوُفِّي ليلة النَّحر، ولم يرو عَنْهُ الحاكم شيئًا.
مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن سهل، أَبُو سَعِيد الهَرَوِي القرَّاب. تُوُفِّي في ذي القعدة.
محمد بن عبد الله بن مُحَمَّد [1] ، أَبُو العَبَّاس بْن سكرة الهاشمي الأديب.
بغدادي من ذرّيّة أَبِي جَعْفَر المنصور.
كَانَ متّسع الباع إلى أنواع الْأبداع، فائق الشعر، لا سيما فِي المُجُون والسّخف، وكان يقال ببغداد: إن زمانًا جاد بمثل ابن سكَّرة وابْن الحَجَّاج لَسَخِيٌ جدًا، وقد شُبِّها فِي وقتهما بجرير والفرزدق فِي وقتهما، ويقال إنّ ديوان ابن سُكَّرة يُرْبي عَلَى خمسين ألف بيت.
وتُوُفِّي فِي ربيع الآخر.
ومن شعره:
فِي وجه إنسانَة كَلِفْتُ بها ... أربعة ما اجتمعن فِي أَحَدِ
الوجه بدر، والصّدغ غاليةٌ ... والرِّيقُ خمرٌ، والثَّغْرُ من بَرَدِ
وقَالَ أَبُو القاسم التنوخي: أنشدنا ابن سُكَّرة لنفسه، وكان طيّب المزاح:
__________
[1] تاريخ بغداد 5/ 465، 466 رقم 3009 وفيه «محمد بن عبد الله بن سكرة أبو الحسن الهاشمي من ولد على بن المهدي المعروف بابن رائطة» ، المنتظم 7/ 186 رقم 296، العبر 3/ 30، مرآة الجنان 2/ 427- 429، البداية والنهاية 11/ 318، 319، الوافي بالوفيات 3/ 308- 312 رقم 1359، وفيات الأعيان 4/ 410- 414 رقم 666، يتيمة الدهر 3/ 3- 25، النجوم الزاهرة 4/ 173- 174، الهفوات النادرة 377، 378، شذرات الذهب 3/ 117، 118، تذكرة الحفاظ 3/ 989، الكامل 9/ 115، سير أعلام النبلاء 16/ 522، رقم 383.(27/109)
وقائل قال لي: لا بدّ من فرج ... فقلت واغتظت كم لا بد من فرج؟ [1]
فَقَالَ لي [2] : بعد حين. قلت: وا عجبا ... من يَضْمَنُ العُمْرَ لي يا بارد الحُجَج
وله:
غُصْنُ بانٍ وفي اليد منه ... غُصْنٌ فِيهِ لؤلؤ منظومُ
فتحيّرت بين غصنين فِي ذا ... قمرٌ طالعٌ وفي ذا نجومُ
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ [3] بْنِ نصر [4] بن ورقاء [5] ، أبو بكر الأودنى [6] وأودن قرية من قري بُخَارَى. قيّده ابن السمعاني بضم الهمزة، وابْن ماكولا ومن تبعه على فتحها.
كَانَ إمام الشافعية فِي زمانه بما وراء النهر، وهو من أصحاب الوجوه.
وقَالَ الحاكم: هذا من أزهد الفقهاء وأورعهم وأعبدهم وأبكاهم عَلَى تقصيره، وأشدهم تواضعًا وإنابة.
قلت: رَوَى عَنِ الهيثم بْن كُلَيْب الشّاشي، وعَبْد المؤمن بْن النَّسَفي، ومُحَمَّد بْن صابر الْبُخَارِيّ.
رَوَى عَنْهُ الحاكم، وَأَبُو عَبْد اللَّه الحليمي، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن غُنْجار، وجعفر المُسْتَغْفِري، وتُوُفِّي ببُخَارَى فِي شهر ربيع الآخر.
ومن غرائب وجوهه أنّ الرِّبا حرام فِي كل شيء، فلا يجوز بيع مالٍ بجنسه مُطْلَقًا. ومن شيوخه ببُخَارَى يعقوب بْن يوسف القاسمي.
__________
[1] ورد هذا البيت في اليتيمة:
وجاهل قال لي لا بد من فرج ... فقلت للغيظ لم لا بد من فرج
؟
[2] في اليتيمة 3/ 22 «من» .
[3] الأنساب 52 ب، وفيات الأعيان 4/ 209- 211 رقم 582، الإكمال 1/ 150، الوافي بالوفيات 3/ 316 رقم 1365، العبر 3/ 31، طبقات الشافعية الكبرى للسبكى 2/ 168، شذرات الذهب 3/ 118، 119، طبقات الشافعية لابن هداية الله 101، طبقات العبادي 92، تهذيب اللغات والأسماء 2/ 191، اللباب 1/ 92، معجم البلدان 1/ 277، مرآة الجنان 2/ 429، طبقات العبّادى 92، تبيين كذب المفترى 198، سير أعلام النبلاء 16/ 465، 466 رقم 340، طبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 54، 55.
[4] هكذا في الأصل، وورد «نصير» . و «بصير» راجع المصادر.
[5] ويقال «ورقة» .
[6] وفي الأصل «الأردني وأردن» .(27/110)
مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن الْحَسَن [1] ، أَبُو بَكْر الْإصبهاني.
سَمِعَ مُحَمَّد بْن هارون الرُّويَاني، وعباس بْن الوليد بْن شجاع ابن أخي أَبِي زُرْعَة الرازي.
رَوَى عَنْهُ: أحْمَد بْن محمود الثقفي، وكان ثقة مأمونًا.
تُوُفِّي فِي ربيع الآخر. وروى عَنْهُ أيضًا أَبُو نُعَيْم، ووصفه بالعدالة، ولكن قَالَ: مات فِي ذي القعدة.
مُحَمَّد بْن عُمَر بْن حَفْصَوَيْه، أَبُو الْحَسَن السَّرْخَسي جدّ الحافظ إِسْحَاق بْن إِسْحَاق القرّاب.
تُوُفِّي فِي ذي الحجة.
مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد [2] بْن عثمان، أَبُو بَكْر البغدادي الطّرازي نزيل نيسابُور. من كبار القرّاء والصُّلَحَاء.
قرأ عَلَى: أَبِي بَكْر بْن مجاهد، وسمع أَبَا القاسم البَغَوي، ويحيى بْن صاعد، ودخل البصرة وإصبهان ثم نيسابُور، وكتب بها عَنْ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن القطّان وغيره. وكان عارفًا بالعربيّة والحديث.
قَالَ الحاكم: خالف الْأئمّة فِي آخر عمره فِي أحاديث حدّث بها في ذي الحجة.
روى عنه الحاكم، وأبو حفص بن مسرور، وأبو سعد الكَنْجَرُوذِي وغيرهم.
وقَالَ الخطيب: ذاهب الحديث.
مُحَمَّد بْن مُوسَى بْن المُثَنَّى [3] الفقيه، أَبُو بكر البغدادي الآبري الداوديّ الطاهري.
__________
[1] ذكر أخبار أصبهان 2/ 303.
[2] تاريخ بغدادي 3/ 225- 227 رقم 1287، معرفة القراء الكبار 1/ 283 رقم 27، الأنساب 18/ 224، 225، اللباب 2/ 277، 278، ميزان الاعتدال 4/ 28، سير أعلام النبلاء 16/ 466، 467 رقم 341، غاية النهاية 2/ 237، لسان الميزان 5/ 363.
[3] تاريخ بغداد 3/ 346 رقم 1335.(27/111)
سمع أبا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أَبِي داود، وأَبَا سَعِيد العدوي.
رَوَى عَنْهُ: البَرْقَاني وقَالَ: كَانَ فقيهًا نبيلا عَلَى مذهب داود. ولد سنة ثلاثمائة.
مظفر بْن أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم [1] بْن الْحُسَيْن بن برهان، أبو الفتح المقرئ.
أقرأ القرآن بدمشق مدّة. وصنّف كتابًا فِي القراءات، وقرأ عَلَى أَبِي القاسم عَلِيّ بْن العقب، وأَبِي الْحَسَن مُحَمَّد بْن الْأخرم، وصالح بْن إدريس البغدادي، وحدّث عَنْ أحْمَد بن عبد الله بن نصر بن هلال، وإبراهيم بْن المولد الزّاهد، وابْن حَذْلَم، وأَبِي على الحضائري، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن فُطَيْس.
وعنه: تمّام الرَّازي، وَأَبُو سعد المَالِيني، وعَلِيّ بْن الْحَسَن الرَّبعي وجماعة.
والصواب بُرْهان، بالضّمّ.
هاشم بْن الحَجَّاج [2] ، أَبُو الوليد البَطَلُيوسِي.
سَمِعَ: مُحَمَّد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم بن أصبغ، وحج، فسمع من أبي سعيد بن الأعرابي، وأَبِي حامد البغدادي، وأَبِي يحيى مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن المقرئ، وأَبِي مُحَمَّد بْن أسد بْن عَبْد الرَّحْمَن الكازروني، وخلق بمَكّة، ومُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم السّرّاج، والفضل بْن عُبَيْد اللَّه بالقدس، وعلي بْن الْعَبَّاس الغَزِّي بغَزَّة، والحسن بْن مليح، وأَحْمَد بْن بَهْزَاد بمصر، واستقر ببطليوس [3] ، ثم سعى بن إلى السلطان فامتحن، وأُسْكِن قُرْطُبَة، فقرأ الناس عَلَيْهِ كثيرًا، وكان لا بأس بِهِ فِي ضَبْطه.
تُوُفِّي فِي شوال. قاله ابن الفَرَضِيّ.
__________
[1] معرفة القراء الكبار 1/ 283 رقم 28، غاية النهاية 2/ 300، 601 رقم 3697.
[2] تاريخ علماء الأندلس 2/ 172- 174 رقم 1541 وفيه «هاشم بن يحيى بن حجاج» .
[3] بطليوس: بفتحتين وسكون اللام وياء مضمومة وسين مهملة. مدينة كبيرة بالأندلس من أعمال ماردة على نهرة آنه غربي قرطبة. (معجم البلدان 1/ 447) .(27/112)
يوسف بْن الشَّيْخ أَبِي سَعِيد [1] الْحَسَن بْن عَبْد اللَّه السِّيرَافِي النَّحْوِيّ، أَبُو مُحَمَّد.
كَانَ إخباريا، لغويّا، علّامة، عارفًا بالعربيّة معرفة جيّدة، تصدر فِي مجلس أَبِيهِ بعد موته، وقد كَانَ يفيد لَهُ في حياته، وكَمَّل بعض تصانيف أَبِيهِ، وشرح أبيات سِيَبَويْه، فجاء نهاية فِي بابه، وشرح «إصلاح المنطق» فأجاد، وله فِي اللُّغة مصنفات.
تُوُفِّي فِي ثالثة من ربيع الآخر. وعمره خمسٌ وخمسون سنة.
يوسف بْن عُمَر بْن مسرور [2] ، أَبُو الفتح القوّاس الزّاهد. بغداديّ محدّث مشهور.
وسمع: أبا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أَبِي دَاوُد، وابْن صاعد، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن المغلّس، ومُحَمَّد بْن هارون الحَضْرَمِي، وخلقًا كثيرًا، ذكر فِي تراجمهم أنَّه رَوَى عَنْهُمْ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو الْحَسَن العتيقي، وعَبْد العزيز الْأزجي، وَأَبُو ذَرّ الهَرَوِي، وآخر من رَوَى عَنْهُ أَبُو الْحُسَيْن بْن المهتدي.
قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة زاهدًا صادقًا، ولد سنة ثلاثمائة، وأوّل سماعه سنة ستّ عشرة. سَمِعْتُ عَلِيّ بْن مُحَمَّد السمسار يَقُولُ: ما أتيت يوسف القوَّاس إلا وجدته يُصلّي، وسمعت أَبَا بَكْر البرقاني والأزهري ذكرا القوّاس فقالا: كَانَ من الْأبدال، زاد الْأزهري: وكان مُجَاب الدعوة.
__________
[1] المنتظم 7/ 187 رقم 299، بغية الوعاة 2/ 355 رقم 2174، إنباه الرواة 4/ 61- 63، الجواهر المضية 3/ 226، مرآة الجنان 2/ 429، معجم الأدباء 20/ 60، وفيات الأعيان 7/ 72- 74 رقم 838، البداية والنهاية 11/ 319، وفيات الأعيان 9/ 298، المختصر في أخبار البشر 2/ 130، تاج التراجم 61، كشف الظنون 108 و 1209، هدية العارفين 2/ 549.
[2] تاريخ بغداد 14/ 325- 327 رقم 7650، المنتظم 7/ 187، رقم 298، البداية والنهاية 11/ 319، العبر 3/ 31، شذرات الذهب 3/ 119، تذكرة الحفاظ 3/ 989، الكامل في التاريخ 9/ 115، طبقات الحنابلة 2/ 142- 143 رقم 621، سير أعلام النبلاء 16/ 474، 476 رقم 351، الأنساب 10/ 257، 258.(27/113)
وقال أبو ذرّ الهروي: سمعت الدار قطنى يَقُولُ: كُنَّا نَتَبرّك بأبي الفتح القوّاس وهو صبيّ.
وقَالَ تمّام بْن مُحَمَّد الزَّيْنَبِي وغيره: سمعنا القوّاس أَنَّهُ وجد فِي كتبه جزءًا فِي «فضائل معاوية» قد قَرَضَتْه الفارة، فدعا [1] عليها، فسقطت فارة من السقف واضطربت حتى ماتت. وجاء عَنْ أَبِي ذَرّ الهَرَوِي أَنَّهُ كَانَ حاضرًا لما ماتت.
قَالَ العتيقي: مات فِي ربيع الآخر. كَانَ ثقة مستجاب الدعوة، ما رَأَيْت فِي معناه مثله.
أَنْبَأَنَا ابن علان، أَنَا الكِنْدِي، أَنَا القزّاز، أَنَا الخطيب، حَدّثَنِي عَبْد الغفار الْأموي، حَدّثَنِي أَبُو الحسن بْن حُمَيْد، سَمِعْتُ أَبَا ذَرّ الهَرَوِي يَقُولُ:
كنت عند أبي ذَرّ القوّاس، فأخرج جُزْءًا فِيهِ قَرْضُ الفارة، فدعا اللَّه عَلَى الفارة التي قرضته، فسقطت من السقف فارة، لم تزل تضطرب حتى ماتت.
وذكر أَبُو الفتح أنّه كان يكتب من لفظ المستملي، بل من لفظ الشَّيْخ، فذكر أن رجلا قَالَ لَهُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي المنام يَقُولُ لي: من أراد السّماع كأنه يسمعه منّي فلْيَسمعه كسماع [أَبِي] [2] الفتح القوّاس.
__________
[1] في الأصل «فدعى» .
[2] إضافة على الأصل.(27/114)
[وفيات] سنة ست وثمانين وثلاثمائة
أحْمَد بْن أَبِي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم [1] بْن مُحَمَّد بْن يحيى، أَبُو حامد المزكّي النيسابُوري.
قَالَ الحاكم: لَهُ إجازة من أَبِي الْعَبَّاس الدَّغُولي بخطّ يده، وسمع من مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن القطان، وبمكة من ابن الْأعْرابي، وببغداد من البختريّ والصّفّار وطبقتهم.
رَوَى عَنْهُ: أَبُوهُ، وَأَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن المظفَّر الحافظ، أملى ببغداد ونيسابُور، وحضر مجالسه القضاة والأشراف، وخرّجْت لَهُ فوائد. وتُوُفِّي فِي شعبان، ومولده سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة، وصحبته ببغداد، وبطريق مكّة، وعندي أنّ الملائكة لم تكتب عَلَيْهِ خطيئة، وصام الدهر نيّفًا وعشرين سنة، وكان عابدًا.
قلت: وهو أحد الْأخوة. حدّث بهَمَذَان، فروى عَنْهُ من أهلها جَعْفَر الْأبهري، وَأَبُو بَكْر الزِّنْجاني، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعْدَوَيْه، وآخرون، وَأَبُو العلاء مُحَمَّد بْن عَلِيّ الواسطي، وَأَبُو سعد الكَنْجَرُوذِي.
أحْمَد بْن عَبْد الوهاب بْن الْحُسَيْن بْن سُفْيَان بْن يوسف، أَبُو عَلِيّ البغدادي القاضي نزيل مصر.
حدّث وتوفّى في المحرّم.
__________
[1] تاريخ بغداد 4/ 20 رقم 1615، المنتظم 7/ 188 رقم 300، البداية والنهاية 11/ 319، الكامل في التاريخ 9/ 128، سير أعلام النبلاء 16/ 496، 497 رقم 366.(27/115)
أحمد بن عبد الله بن نعيم [1] بن الجليل، أَبُو حامد النُّعَيْمي.
رَوَى «صحيح الْبُخَارِيّ» .
سَمِعَ أبا عبد الله الفربري، [و] أبا العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي، والْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن مُصْعَب، وإبراهيم بْن حمدويه السّلمى، وأبا [2] أحمد بن إِسْحَاق السَّرْخَسي، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو يعقوب القرّاب، وَأَبُو الفتح بْن أَبِي الفوارس، وَأَبُو بَكْر البَرْقَاني، وَأَبُو حازم العَبْدَوي، وَأَبُو منصور الكرابيسي، وَأَبُو عُمَر عَبْد الواحد بْن أحْمَد المليجي شيخ محيي السُّنَّة البَغَوي وغيرهم.
وهو سرخسىّ نزل هراة واستوطنها، وتوفّى في ربيع الأول.
أحمد بن علي بن مُحَمَّد [3] ، أَبُو عَلِيّ المدائني المعروف بالحاكم، أحد الْأدباء المذكورين.
سَمِعَ: أَبَا بَكْر بْن دُرَيْد وجماعة، وصحب عضد الدولة بْن بُوَيْه، وكان راوية للشعر.
رَوَى عَنْ: عَلِيّ بْن المحسّن التنوخي، وهلال بْن المحسّن الصّابي، وذكر أنّه كَانَ يحفظ ثلاثين ألف بيت شِعْر.
عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن [4] بْن حسنون، أَبُو أحْمَد السامري البغدادي.
أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن جعلان [5] . رَوَى عَنْ أَبِي بَكْر بْن الْأنباري.
وعنه: ابن المحسّن التنوخي.
__________
[1] العبر 3/ 31، 32، النجوم الزاهرة 4/ 175، شذرات الذهب 3/ 119، الوافي بالوفيات 7/ 111 رقم 3033.
[2] في الأصل «أبو» .
[3] النجوم الزاهرة 4/ 174 وفيه «أحمد بن على بن أحمد» ، نشوار المحاضرة 4/ 84 رقم 42، الفرج بعد الشدّة 4/ 25 و 5/ 86.
[4] تاريخ بغداد 9/ 442 رقم 5067 وقد أقحمت هذه الترجمة هنا وحقّها أن تأتى في حرف العين.
[5] في الأصل «جعدان» والتصحيح من (نشوار المحاضرة 2/ 312) .(27/116)
أحْمَد بْن مُوسَى بْن أحْمَد بْن [1] خصيب، أَبُو بَكْر الْأندلسي المعروف بابن الْإمَام.
ولي القضاء ببعض مدن الْأندلس، وسمع من عُمَر بْن يُوسف ومُحَمَّد بْن شبل، وعاش ستين سنة.
أحْمَد بْن أَبِي اللَّيْث نصر [2] بْن مُحَمَّد النَّصِيبي الْمَصْرِيّ الحافظ. قدم نيسابُور.
قَالَ الحاكم هو باقعة في الحفظ، شبّهت مذاكرته بالحفظ بالسِّحْر، وكان يتقشّف، وجالس الصالحين، ثم ذهب إلى ما وراء النهر، وأقبل عَلَى الْأدب والشعر، ودخل فِي الْأعمال السلطانية، ثم اجتمعت بِهِ هناك، وحِفْظُه كما كَانَ، فكنت أتعجب منه.
سَمِعَ: أحْمَد بْن عَبْد الرحيم القَيْسَراني، وأَبَا هاشم الكتّاني بالشام وأَبَا عَبْد اللَّه الحكيمي، وأَبَا عَلِيّ الصّفّار ببغداد [3] ، وأَبَا الْعَبَّاس الْأصمّ بنيسابُور، وأصحاب يونس بْن عَبْد الْأعلى بمصر.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وجماعة.
جُنْدُب بْن أحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن [4] بْن عَبْد المؤمن بْن خَالِد، أَبُو ذَرّ المهلّبي الْأزْدِيّ الْجُرْجاني.
رَوَى عَنْ أَبِي إِسْحَاق البحري، ومُحَمَّد بن الحسين بن ماهيار، ودعلج السجزى، وجماعة. وكان فقيهًا خيِّرًا.
قَالَ ابْن ماكولا: مات فِي رجب سنة ستٍ.
حمد بْن مُحَمَّد بْن حمدون النيسابُوري، أَبُو منصور الْجَوْزَجَاني.
الفقيه.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 56 رقم 188.
[2] تهذيب ابن عساكر 2/ 103، الوافي بالوفيات 8/ 213 رقم 3648، تذكرة الحفاظ 3/ 1015، 1016 رقم 947، شذرات الذهب 3/ 122، حسن المحاضرة 1/ 148، سير أعلام النبلاء 16/ 56، 562 رقم 413، طبقات الحفاظ 402.
[3] تكرّر بعدها: «أبا على الصفّار» .
[4] تاريخ جرجان 182 رقم 242.(27/117)
تفقه ببَلْخ عند أَبِي القاسم الصّفّار، وحدّث عَنْ أَبِي العبّاس الدّغُولي وطبقته، وعمر نَيِّفًا وتسعين سنة.
الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيم بْن زولاق [1] ، أَبُو مُحَمَّد. أحد علماء الديار المصرية، وصاحب التصانيف والتواريخ.
مولده فِي حدود سنة ستٍ وثلاثمائة، ومن كبار شيوخه أَبُو جَعْفَر الطَّحاوي، ورحل إلى دمشق بعد الثلاثين، ولم يؤرِّخْه ابن عساكر.
سَعِيد بْن مُحَمَّد بْن مسلمة [2] بْن مُحَمَّد بْن تيري [3] ، أَبُو بَكْر القُرْطُبي.
سَمِعَ من عمه خطاب بْن مَسْلَمة، وقاسم بْن أصبع.
وولّي قضاء قرمونة.
وتُوُفِّي وصلّى عَلَيْهِ أخوه مَسْلَمة الزّاهد.
عَبَّاس بْن أصبغ بْن عبد العزيز [4] الهمذانيّ الحجّارى، أَبُو [5] بَكْر القُرْطُبي، ولم يكن من أهل وادي الحجارة فيما قِيلَ.
سَمِعَ مُحَمَّد بْن عبد الملك بن أيمن، وعبد الله بن يونس، وسيد أَبِيهِ الزّاهد، وسعيد بْن جَابِر، وعباس بْن مُحَمَّد. وكان ضابطًا لما كتب.
قرأ الناس عَلَيْهِ كثيرًا، وتُوُفِّي فِي ذي القعدة، وله اثنتان وثمانون سنة.
__________
[1] اتعاظ الحنفا 1/ 102، معجم الأدباء 7/ 225، البداية والنهاية 11/ 321، وفيات الأعيان 1/ 91، 92 رقم 167، تاريخ ابن الوردي 1/ 351، لسان الميزان 2/ 191 رقم 870، الوافي بالوفيات 11/ 370 رقم 537، حسن المحاضرة 1/ 265، الأعلام 2/ 191، معجم المؤلفين 3/ 194، تاريخ الأدب العربيّ البروكلمان 3/ 83، المختصر في أخبار البشر 2/ 133، أعيان الشيعة 20/ 431- 435، كشف الظنون 28 و 301 و 304، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 198 وفيه مات سنة 389 هـ.، سير أعلام النبلاء 16/ 462، 463، رقم 335، أعيان الشيعة العاملي. 20/ 431- 435.
[2] تاريخ علماء الأندلس 1/ 173، 174 رقم 524.
[3] هكذا في الأصل، وفي تاريخ علماء الأندلس «تبرى» .
[4] تاريخ علماء الأندلس 1/ 298 رقم 885.
[5] في الأصل تكرار وتصحيف: «الحجازي من أهل وادي الحجارة وأبو بكر» .(27/118)
صالح بن جَعْفَر [1] ، أَبُو الفرج الرازي.
حدّث عن: أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن زياد النيسابُوري.
وعنه: أَبُو الْحَسَن العتيقي، وَأَبُو القاسم التنوخي، وجماعة. أحاديثه تدل عَلَى صِدقه.
عَبْد اللَّه بْن أحْمَد بْن مالك [2] ، أَبُو مُحَمَّد البغدادي البيّع.
سَمِعَ: أَبَا بَكْر بْن داود، ومحمد بن منصور الشيعي، وسعيدا أخا زُبَير الحافظ.
رَوَى عَنْهُ: العتيقي، وَأَبُو طَالِب النيسابُوري، وَأَبُو حازم مُحَمَّد بْن الفرّاء.
وثّقه ابن أبى الفوارس.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الْأولى.
عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن حسنون [3] ، أَبُو أحْمَد السامري البغدادي المقرئ، مُسْنَد ديار مصر بالقراءات.
ذكر أَنَّهُ قرأ لحفص عَلَى أحْمَد بْن سهل الْأشناني صاحب عُبَيْد بْن الصباح، وقرأ للسوسي عَلَى أصحابه أَبِي الْحَسَن بْن الرَّقّي، وأَبِي عثمان النَّحْوِيّ، وأَبِي عمران مُوسَى بْن جرير النَّحْوِيّ، وقرأ لقالون عَلَى أَبِي الْحَسَن بْن شنبوذ، وقرأ للدورى وغيره على أبى بكر بْن مُجاهد، وكذا قرأ عَلَى ابن شنبوذ بطُرُق متعددة.
قرأ عَلَيْهِ: أَبُو الفضل مُحَمَّد بْن جَعْفَر الخُزَاعي، وَأَبُو الفتح فارس بْن
__________
[1] تاريخ بغداد 9/ 332 رقم 4873.
[2] تاريخ بغداد 9/ 394 رقم 4994، المنتظم 7/ 188 رقم 301.
[3] تاريخ بغداد 9/ 442 رقم 5067، العبر 3/ 32، 33، معرفة القراء 1/ 264، 267، ميزان الاعتدال 2/ 408، 409، رقم 4670، الوافي بالوفيات 17/ 145 رقم 129، طبقات القراء 1/ 415- 417 رقم 1761، لسان الميزان 3/ 273، 274 رقم 1155، شذرات الذهب 3/ 119، 120، النجوم الزاهرة 4/ 175، الأعلام 4/ 208، تاريخ التراث العربيّ 1/ 77 رقم 28، الإكمال 2/ 376، غاية النهاية 1/ 415- 417، النشر في القراءات العشر 1/ 122، سير أعلام النبلاء 16/ 515 رقم 379، حسن المحاضرة 1/ 489.(27/119)
أحمد، ويوسف بن رباح البصري، وعبد الساتر بن الذّرب باللّاذقية، وَأَبُو الْحُسَيْن القَيْسي الخشّاب، وَأَبُو القاسم عَبْد الجبار بْن أحْمَد الطَّرَسُوسِي ثم الْمَصْرِيّ، قرأ عَلَيْهِ بمذاهب السبعة، ورواياته عَنْهُ فِي كتاب «العنوان» وآخر من قرأ عَلَيْهِ أَبُو الْعَبَّاس أحْمَد بْن سَعيد بْن أَحْمَد بْن نفيس شيخ ابن الفحّام.
وقد وقع لنا بحمد اللَّه من طريقه رواية حفص السوسي بُعُلّو، من قراءتي عَلَى أصحاب الصَّفْراوي عَنْهُ.
إلا أنّ السَّامريّ قد تكلّم فيه بعضهم، فقال محمد بن عَلِيّ الصُّوري:
قَالَ أَبُو القاسم العُنّابي [1] البزّاز: كنّا يومًا عند أَبِي أحْمَد المقرئ فحدّثنا عَنْ أَبِي العلاء مُحَمَّد بْن أحْمَد الوكيعي، فاجتمعت بأبي مُحَمَّد عَبْد الغني بْن سَعِيد، فذكرت ذَلِكَ لَهُ، فاستعظمه، وقَالَ: سَلْه مَتَى سمع منه؟ فرجعت إليه، فقال: سمعت منه بمكّة في الموسم، سنة ثلاثمائة، فأتيت عبد الغنىّ فأخبرته، فَقَالَ: أَبُو العلاء مات عندنا فِي أول سنة ثلاثمائة. ثم عبرت معه بعد مدة، وَأَبُو أحْمَد قاعد يُقرئ، فقلت لَهُ: لا أسلّم عَلَى من يكذب فِي حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقَالَ صاحب «العنوان» [2] إنه قرأ لأبي الحارث اللَّيْث عَنِ الكسائي، عَلَى عبد الجبار الطّرسوسى، عن قراءته عَلَى أَبِي أحْمَد السامريّ، وتلا أَبُو أحْمَد برواية المذكور عَلَى مُحَمَّد بْن يحيى الكسائي الصغير، عن قراءته عَلَى اللَّيْث.
قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه القصّاع: كذا نقل الجماعة عَنْ أَبِي أحْمَد أَنَّهُ قرأ عَلَى مُحَمَّد بْن يحيى، وهو وَهْمٌ، لأنّه تُوُفِّي سنة ثمانين ومائتين، وولد أَبُو أحْمَد بعد موته بنحو خمس عشرة سنة.
__________
[1] في الأصل «العنانى» والتصحيح من تاريخ بغداد.
[2] هو لأبى طاهر إسماعيل بن خلف المقرئ الأنصاري الأندلسى المتوفى 455، وهو كتاب في القراءات وعمدة الناس في الاشتغال بهذا الفن. (وفيات الأعيان 1/ 233) .(27/120)
وقَالَ الخطيب: قَالَ الصُّوري: وقد ذكر أَبُو أحمد أنه قرأ على محمد بن يحيى الكِسَائي، فكان الْأمر من ذَلِكَ بعيدًا.
قلت: وهذا وَهْم، وقع لأبي أحْمَد رجع عَنْهُ، وأنمّا يروي هذه القراءة عَنْ مجاهد تلاوة عَنْ مُحَمَّد بْن يحيى سماعًا لحروفها، وكذا رَوَاهُ لأبي عمرو الداني فِي «جامع البيان» ، فَقَالَ: قرأت بها عَلَى شيخنا أَبِي الفتح، وقَالَ:
قرأت عَلَى عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن، قال: قرأت على ابن مجاهد، قَالَ: أخبرني مُحَمَّد بْن يحيى الكِسَائي، عَنِ اللَّيْث بْن خَالِد، عَنِ الكِسَائي.
قلت: وَأَبُو الفتح من أثبت القُرّاء وأتقنهم، وأما أَبُو القاسم الْجَدَلي، وابْن الفحّام، وغيرهما ممّن عنده طرق أَبِي أحْمَد، فلم يذكروا قراءة أَبِي أَحْمَد عَنْ مُحَمَّد بْن يحيى أصلا، وقد رواها، أعني رواية مُحَمَّد [1] بْن يحيى أَبُو الْحَسَن بْن شنبوذ، وقد سقط اسمه عَلَى صاحب العنوان، واللَّه أعلم. وأنا أستغرب [2] قراءة أَبِي أحْمَد عَلَى أحْمَد بْن سهل الأشناني فإنّه توفّى سنة سبع وثلاثمائة، ومولد أَبِي أحْمَد سنة خمسٍ وسبعين ومائتين، فيكون قد قرأ عَلَيْهِ وهو ابن اثنتي عشرة سنة إنْ كَانَ قد قرأ عَلَيْهِ.
تُوُفِّي ليلة السبت لثمانٍ بقين من المحرم.
وذكر يحيى بْن الطحّان أن أَبَا أحْمَد رَوَى عَنْ أَبِي العلاء الكوفي وعَبْد اللَّه بْن المعتزّ، وعَوْن بْن أَبِي المزرّع.
قلت: ولم يدرك ابن المعتز، فسألت اللَّه السلامة، فقد بان ضعف أبى أحمد وتخليطه فيا حينه.
عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن الخصيب [3] بْن رسته، أَبُو عَلِيّ الضبيّ الْإصبهاني.
سَمِعَ الْحَسَن بْن مُحَمَّد الداركي، وأَبَا عمرو ابن عقبة، وإبراهيم بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الزَّيْنَبِي.
__________
[1] في الأصل تكررت «رواية محمد» .
[2] في الأصل «المستقرب» .
[3] ذكر أخبار أصبهان 2/ 123.(27/121)
روى عنه: أبو بكر بن أبي علي، وَأَبُو نُعَيْم الحافظ، وَأَبُو نصر إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ الكِسَائي.
عَبْد الكبير بْن مُحَمَّد بْن عفير [1] ، أَبُو مُحَمَّد الحكمي الْأندلسي المقرئ.
سَمِعَ من أَبِي جَعْفَر بْن النّحّاس، وأَبِي سَعِيد بْن الْأعْرابي، وقاسم بْن أصبغ، والمظفر بْن أحْمَد الْمَصْرِيّ، وقرأ عَلَى مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أشته ومُحَمَّد بْن عَلِيّ.
وأقرأ الناس بقُرْطُبَة مدَّةً، وتُوُفِّي فِي صفر.
عَبْد اللَّه بْن أَبِي زيد [2] ، أَبُو مُحَمَّد فقيه القَيْروَان.
تُوُفِّي سنة ستٍ وثمانين، وقيل سنة تسعٍ، وقد ذُكِر هنالك.
عُبَيْد اللَّه بْن فرج بْن مروان [3] القُرْطُبي النَّحْوِيّ ويعرف بالطوطالقى.
أخذ عن أبى على القالي وأبى عبد الله الرّياحى، وطائفة، وبرع في اللغة. وبرع في النحو والآداب، وقد اختصر كتاب «المدونة» ، وأجاد.
توفي في عشر السبعين.
عبيد الله بن يعقوب بن إسحاق [4] بن إبراهيم بن محمد بن جميل، أبو أحمد الإصبهاني.
سمع من جده إسحاق «مسند أحمد بن منيع» وسمع من الْحَسَن بْن عثمان الفَسَوي: كُتُبَ يعقوب بْن سُفْيَان، وسمع من أحْمَد بْن جَعْفَر بْن محمويه البغدادي.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 295 رقم 876.
[2] ستأتي ترجمته في وفيات سنة 396 هـ.
[3] إنباه الرواة 3/ 153.
[4] ذكر أخبار أصبهان 2/ 106، العبر 3/ 33، النجوم الزاهرة 4/ 175، شذرات الذهب 3/ 120، سير أعلام النبلاء 16/ 535 رقم 391.(27/122)
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر أحْمَد بْن مُوسَى بن مردويه، [و] أبو بكر بن أبي علي الذّكْواني، وأبو نُعَيْم الحافظ، وعَلِيّ بْن القاسم بْن إِبْرَاهِيم بْن شنبويه المقرئ، وَأَبُو نصر إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الكِسَائي، وعثمان بْن أحْمَد بْن سَعِيد الخلال، وعَبْد الواحد بْن أحْمَد المعلّم.
قَالَ ابن مَرْدَوَيْه: تُوُفّي فِي شَعْبان.
عَلِيّ بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد [1] بْن مهران الْإصبهاني.
رَوَى عَنْ أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن سَعِيد الفارسي، عَنْ زيد بْن أخرم.
وعنه: أَبُو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ، وَأَبُو نُعَيْم.
عَلِيّ بْن القاضي أبي عبد الله [2] الحسين بن إسماعيل الضبيّ المحامليّ، أَبُو القاسم البغدادي.
سَمِعَ: أَبَاهُ، ومُحَمَّد بْن مُحَمَّد الباغَندي، وابْن زياد النيسابوري.
وعنه: ابن أخيه أحْمَد بْن عَبْد اللَّه، وَأَبُو القاسم الْأزهري، وتُوُفِّي فِي شعبان.
وثّقه الخطيب.
عَلِيّ بْن عُمَر بْن مُحَمَّد [3] بْن الحسن بن شاذان، أبو الحسين الحِمْيَري البغدادي الحربي يعرف بالسكري وبالختلي، وبالصيرفي، وبالكيّال.
سَمِعَ: أحْمَد الصوفي، وعَلِيّ بْن سراج، وعبّاد بن على السيرينى، ويحيى بْن مُحَمَّد الباغَنْدِي، والهَيْثَم بْن خلَف، وأَبَا حبيب بْن البرْتي، وعَلِيّ بْن إِسْحَاق بْن زاطيا، وعيسى بْن سُلَيْمَان، والحسن بْن الطيب البلْخي، وعَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن حبّان، وجماعة.
تفرّد بالرواية عن جماعة منهم.
__________
[1] ذكر أخبار أصبهان 2/ 23.
[2] تاريخ بغداد 11/ 400 رقم 6280.
[3] تاريخ بغداد 12/ 40، 46 رقم 6405، المنتظم 7/ 188، 189 رقم 302، العبر 3/ 33، شذرات الذهب 3/ 120، الكامل في التاريخ 9/ 128، ميزان الاعتدال 2/ 234، لسان الميزان 4/ 246، تاريخ التراث العربيّ 1/ 345 رقم 252، الأنساب 7/ 96، سير أعلام النبلاء 16/ 538، 539، النجوم الزاهرة 4/ 175.(27/123)
روى: عنه أبو القاسم الأزهري، وأبو محمد الْخَلالُ، وَأَبُو الطَّيِّبِ الطَّبَرِيُّ، وَالْعَتِيقِيُّ، وَأَبُو الْقَاسِمِ التَّنُّوخِيُّ، وَالْقَاضِي أَبُو يَعْلَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَرَّاءُ، وَأَبُو الْغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الدّجاجى، [و] عبد الصَّمَدِ بْنُ المَأْمُونِ، وَأَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُهْتَدِي باللَّه وَهُوَ آخِرُهُمْ، وَأَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ النَّقُورِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَعَالِي الْأبْرَقُوهِيُّ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ، وَالْفَتْحُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ قَالا: أَنَا مُحَمَّدُ بن عمر الأرموي، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَزَّازُ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَرْبِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الصُّوفِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ زُبَيْرٍ، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الأَعْرَجِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عُتَيْقٍ، عَنْ جَابِرٍ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمَرَ بِوَضْعِ الْجَوَائِحِ [1] وَنَهَى عَنْ بَيْعِ السِّنِينَ [2] . قَالَ التنوخي: سَمِعْتُ الحربي يَقُولُ: وُلِدت سنة ستٍ وتسعين ومائتين، وأوّل سماعي سنة ثلاث وثلاثمائة من الصوفي.
قَالَ الخطيب: قَالَ البَرْقَاني، عَنِ الحربي: لا يساوي شيئًا، فسألت الْأزهري عَنْهُ فَقَالَ: صدوق، وكان سماعه فِي كتب أخيه، لكنّ بعض المحدّثين قرأ عليه منها شيئا، لم يكن سماعه، وأما الشَّيْخ فكان فِي نفسه ثقة.
وقَالَ الْأزجي: كَانَ صحيح السَّماع.
وقَالَ العتيقي: كَانَ ثقة ذهب بصره فِي آخر عمره، وتُوُفِّيَ فِي شوال.
عليّ بْن مُحَمَّد بن أحمد [3] اليزداذى [4] الرازيّ نزيل ما وراء النهر.
رَوَى عَنْ أَبِي بَكْر بْن زياد النّيسابورى، وابني المحاملي: القاسم والحسين، وغيرهم.
__________
[1] في الأصل «الجرائح» وهو تصحيف.
[2] أخرجه مسلم رقم 1554 في المساقاة، باب وضع الجوائح، وأبو داود رقم 3374 و 3470 في الإجارة، باب وضع الجائحة، وباب بيع السنين، والنسائي 7/ 264 و 265 في البيوع، باب وضع الجوائح.
[3] اللباب 3/ 411.
[4] اليزداذى: بفتح الياء وسكون الزاى وفتح الدال المهملة وبعد الألف ذال معجمة. نسبة إلى يزداذ، وهو جدّ المنتسب إليه. (اللباب 3/ 410) .(27/124)
يعرف بالخازن، وُلّى القضاء بمدائن عدّة.
غزوان بْن القاسم بْن عَلِيّ [1] ، أَبُو عمرو المازني البغدادي ثم الْمَصْرِيّ.
رَوَى عَنِ الْحَسَن بْن مليح، وقرأ القرآن على ابن شنبوذ، وأقرأ.
عُمُّر ستًا وتسعين سنة.
وقَالَ الداني: قرأ عَلَى ابن مجاهد، وكان مساهرًا ضابطًا.
تلا عَلَيْهِ إِسْمَاعِيل بْن عمرو الحدّاد.
المثّنى بْن مُحَمَّد بْن المثنّى [2] ، أَبُو الهيثم الْأزْدِيّ [3] المَرْوَزِي.
حدّث عَنْ أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن المكندرى، وعَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن حَمْدَوَيْه.
رَوَى عنه: جعفر المستغفري، وأبو العلاء الواسطي، وعلى بْن طلحة.
مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم السوسي [4] شيخ الصوفية بدمشق.
رَوَى عَنْ أَبِي عَلِيّ مُحَمَّد بن شعيب، وأبى عبد الله الرّوذباريّ.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن الترجمان.
مُحَمَّد بْن حسّان بْن مُحَمَّد الفقيه، أَبُو عَبْد اللَّه بْن أَبِي الوليد النيسابُوري الشافعي.
أفتى ودرّس زمن أَبِيهِ، وروى عَنِ ابن الشرفي، وابْن عَبْدان.
وعنه: الحاكم وجماعة. مات فِي شوال، وله أربعٌ وثمانون سنة.
مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيم [5] الْأسْتَرابَاذي، وقيل إنه جرجانى، الفقيه
__________
[1] معرفة القراء الكبار 1/ 267، 268.
[2] تاريخ بغداد 13/ 174 رقم 7151.
[3] في الأصل «الأردني» .
[4] النجوم الزاهرة 4/ 175.
[5] تاريخ جرجان 437 رقم 1145، العبر 3/ 33، وفيات الأعيان 4/ 203 رقم 577، الوافي بالوفيات 2/ 338، 339 رقم 792، طبقات الشافعية الكبرى 2/ 143، النجوم الزاهرة 4/ 175، شذرات الذهب 3/ 120، مرآة الجنان 2/ 431، طبقات العبّادى 111، طبقات الفقهاء للشيرازى 121، الأنساب 5/ 47، اللباب 1/ 422، طبقات الشافعية للإسنويّ(27/125)
الشافعي المعروف بالخَتَن. كَانَ خَتَن الْإمَام أَبِي بكر الإسماعيلي.
ولد سنة إحدى عشرة وثلاثمائة، وكان إمامًا فاضلا ورِعًا مشهورًا، وله وجوه حسنة فِي المذهب، وكان مُقدَّمًا فِي الْأدب، ومعاني القراءات والقرآن، مُنَاظِرًا، سَمِعَ الحديث من أَبِي نُعَيْم عَبْد الملك بْن عدِيّ وجماعة بجُرْجَان، ومن عَبْد اللَّه بْن فارس ونحوه بإصبهان، ومن أَبِي الْعَبَّاس الْأصمّ بنيسابُور، وأكْثَرَ عن الأصمّ، وشرح «التلخيص» لأبي الْعَبَّاس بْن القاصّ.
وخلّف من الْأولاد أَبَا بشر الفَضْل، وأَبَا النَّضْر عُبَيْد اللَّه، وأَبَا عمرو عَبْد الرَّحْمَن، وأَبَا الْحَسَن عَبْد الواسع.
تُوُفِّي بجُرْجَان يوم عرفة، ودُفِن يوم الْأضحي.
مُحَمَّد بْن خراسان، أَبُو [1] عَبْد اللَّه الْمَصْرِيّ.
قرأ القرآن عَلَى المظَّفر بْن أحْمَد، وسمع من أَبِي جَعْفَر النّحّاس، وبرع فِي العربية، وسكن صقلّية.
وحمل عَنْهُ جماعة، وعُمِّر ستًا وتسعين سنة.
مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن يزيد الفامي القِزْوِيني، أَبُو سُلَيْمَان.
سَمِعَ من أبيع، ومُحَمَّد بْن جمعة بْن زهير، والعباس بْن الفضْل بْن شاذان الرّازي، وغيرهم.
وعاش تسعين سنة.
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد المؤمن [2] ، أَبُو عَبْد اللَّه القُرْطُبي المعلّم، ابن بِنْت أصبغ بْن مالك، كَانَ عنده أصول جدّه أصبغ، ويذكر أَنَّهُ سمعها، ويدّعي أَنَّهُ أدرك مُحَمَّد بْن وضّاح، وكان شيخًا تائهًا لا معرفة له.
__________
[ () ] 1/ 465، 466، طبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 117، 118، طبقات الشافعية لابن هداية الله 104، 105، سير أعلام النبلاء 16/ 563، 564 رقم 415.
[1] في الأصل «أبى» .
[2] تاريخ علماء الأندلس 2/ 99 رقم 1373.(27/126)
كتب عنه قوم حدّثهم عن جدّه، ولو أرادوه عَلَى أن يحدّثهم عَنْ نوح عَلَيْهِ السلام لفعل.
تُوُفِّي فِي المحرم، وقيل إنه، جاوز المائة، فاللَّه أعلم.
مُحَمَّد بْن عثمان بْن إِسْحَاق، أَبُو الفضل النَّسْفي. شيخ مُسِنّ.
رَوَى عَنْ محمود بْن عنبر تسعين حديثًا، وهو أخر أصحابه.
رَوَى عَنْهُ جَعْفَر المُسْتَغْفِري.
مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عطيه [1] ، أَبُو طَالِب الحارثي المكّي. مصنّف كتاب «قوت القلوب» .
كَانَ من أهل الجبل، ونشأ بمكّة وتزهّد، وله لسان حلو فِي التصوف.
رَوَى عَنْ: عَلِيّ بْن أحْمَد المصِّيصي، وأَحْمَد بْن يوسف بْن جلاد النَّصِيبي، وأَحْمَد بْن الضَّحّاك الزّاهد، وأَبِي بَكْر الْأجُرّي، ومُحَمَّد بْن عَبْد الحميد الصَّنْعاني، ومُحَمَّد بْن أحْمَد المفيد، وغيرهم.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد العزيز الْأزجي.
قَالَ الخطيب: حدّثني العتيقي، والأزهري أَنَّهُ كَانَ مجتهدًا فِي العبادة، وتُوُفِّي فِي جمادى الآخرة، وقَالَ لي أَبُو طاهر مُحَمَّد بْن عَلِيّ العلاف إنه وعظ ببغداد، وخلّط فِي كلامه، وحُفظ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: لَيْسَ عَلَى المخلوقين أضرّ من الخالق، فبدعه الناس وهجروه. وقَالَ غيره: إنّ أَبَا طَالِب كَانَ يستعمل الرياضة كثيرًا، ولقي مشايخ وسَادَة، ودخل البصرة بعد وفاة أَبِي الْحَسَن بْن سالم، فانتهى إلى مقالته.
__________
[1] تاريخ بغداد 3/ 89 رقم 1079، المنتظم 7/ 189، 190 رقم 303، مرآة الجنان 2/ 230، البداية والنهاية 11/ 319، 320، الكامل في التاريخ 9/ 128، العبر 3/ 33، 34، النجوم الزاهرة 4/ 175، عيون التواريخ (المصور) 12 ق 2/ 243، الوافي بالوفيات 4/ 116، الأنساب 1/ 541، وفيات الأعيان 4/ 303 رقم 630، دول الإسلام 1/ 234، لسان الميزان 5/ 301- 303، ميزان الاعتدال 3/ 107 شذرات الذهب 3/ 120، 121، المختصر في أخبار البشر 2/ 138، كشف الظنون 1361 و 2013، هدية العارفين 2/ 55، معجم المؤلفين 11/ 27، 28، تاريخ ابن الوردي 1/ 313، سير أعلام النبلاء 16/ 536، 537.
رقم 393، الوفيات لابن قنفذ 222، العقد الثمين 2/ 158- 159.(27/127)
قَالَ أَبُو القاسم بْن بشران: دخلت عَلَى شيخنا أَبِي طَالِب الْمَكِّيّ فَقَالَ:
إذا علمت أَنَّهُ قد خُتم لي بخير فانثُرْ عَلَى جنازتي سكَّرًا ولوزًا، وقل: هذا حاذق، ثم قال: خذ بيدي إذا احتضرت، فإذا قبضت عَلَى يدك فاعلم أَنَّهُ قد خُتم لي بخير، وإن لم أقبض فاعلم أَنَّهُ لم يُختَم بخير، فقعدت عنده، فلما كَانَ عند موته قبض عَلَى يدي قبضًا شديدًا، فلما خرجت جنازته نثرت عَلَيْهِ سُكَّرًا ولَوْزًا، وقلت: هذا الحاذق كما أمرني.
رَأَيْتُ أَرْبَعِينَ حَدِيثًا لأبي طَالِبٍ وَبِخَطِّهِ، قَدْ أَخْرَجَهَا بِأَسَانِيدِهِ، وَرَوَى فِيهَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ فَارِسٍ إِجَازَةً، وَرَوَى فِي أَوَّلِهَا: «مَنْ حَفِظَ عَلَى أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا» مِنْ خَمْسَةِ أَوْجُهٍ. وَقَدْ خَرَّجَ فِيهَا مِنْ أَبِي زَيْدٍ الْمَرْوَزِيِّ مِنْ «صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ» رَحِمَهُ اللَّهُ، «كُنْهُ حَمْدِهِ بِحَمْدِهِ» . مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن حمشاذ [1] ، أَبُو منصور الحَمْشَاذي [2] النيسابُوري الفقيه الْأديب الزّاهد.
سمع من: أَبِي طَالِب حامد بْن بدال أَبِي بَكْر القطّان، وفي الرحلة من ابن الْأعْرابي، وابْن البَخْتَرِي.
وكان زاهدًا عبادا كبير الشأن يخرّج أئمّة، وعاش اثنتين وسبعين سنة، وكان من كبار الشافعيّة.
مُحَمَّد بْن عُمَر بْن سعدون [3] ، أَبُو عَبْد اللَّه المَعَافري القرطبي الغضائري.
شيخ صالح قليل العلم، حجّ وسمع بمّكة من ابن الْأعْرابي، وبمصر من أحْمَد بْن جامع وجماعة. سقط عَلَيْهِ حائط فمات تحته فِي ربيع الآخر.
وقد أخذ عَنْهُ ابن الفرضىّ.
__________
[1] الوافي بالوفيات 3/ 317 رقم 1369، طبقات الشافعية الكبرى 2/ 167.
[2] الحمشاذى: بفتح الحاء المهملة والميم الساكنة والشين المعجمة المفتوحة بعدها الألف وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى حمشاذ، وهو اسم لبعض أجداد أبي عليّ الْحَسَن بْن أحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن محمد بن حمشاذ بن سختويه.. (الأنساب 4/ 221، اللباب 1/ 389) .
[3] تاريخ علماء الأندلس 2/ 99، 100 رقم 1374.(27/128)
مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن جبريل، أَبُو طاهر النَّسْفي الفقيه.
قَالَ جَعْفَر المُسْتَغْفِري: كَانَ يسبح وحده فِي الفقه والزُّهْد والورع، رحمه اللَّه، ومات كَهْلا.
مُحَمَّد بْن المسيب [1] ، أَبُو دَاوُد العقيلي صاحب المَوْصِل، تملَّكها سنوات.
منصور بْن يوسف بْن بُلُكّين [2] الصِّنْهاجي صاحب إفريقية.
كَانَ بطلا شجاعًا جوادًا، فوُلّي بعد أَبِيهِ باديس لعمّه حمّاد عَلَى ولاية أشْتَر، فعظُم حمّاد وكثُر عسكره، ثم عصى عَلَى ابن أخيه، ثم اقتتلا سنة ستٍ وأربعين، فانهزم حمّاد، ومات باديس بعد أشهر، فقاتل المعزّ بن باديس حمّادا، فانهزم حمّاد أيضا، وفي بيته ملوك أنشئوا بجاية.
ميمون بْن عَبْد الغفّار بْن حَسْنَوَيْه، أَبُو سَعِيد الْمَصْرِيّ. تُوُفِّي عَنْ نَيِّف وستّين سنة.
أَبُو منصور العزيز باللَّه [3] بْن المُعِزّ باللَّه أَبِي تميم مَعَدّ بْن المنصور باللَّه أَبِي الطاهر إِسْمَاعِيل بْن القائم بأمر اللَّه مُحَمَّد بْن العُبَيْديّ. إنهم علَوِيُّون فاطميّون، وهذا هو صاحب مصر والشام والمغرب، ووالد الحاكم. وُلّي المملكة بعد والده فِي ربيع الآخر سنة خمس وستّين وثلاثمائة، وله إحدى وعشرون سنة. وكان كريمًا شجاعًا، حسن الصّفح.
__________
[1] الكامل في التاريخ 9/ 125، شذرات الذهب 3/ 126، العبر 3/ 37 (وفيات سنة 387) ، المختصر في أخبار البشر 4/ 131.
[2] الكامل في التاريخ 9/ 127، مآثر الإنافة 1/ 331.
[3] ذيل تاريخ دمشق 44، المنتظم 7/ 190 رقم 304، مرآة الجنان 2/ 430، 431، البداية والنهاية 11/ 320، الدرّة المضيّة 238، الكامل في التاريخ 9/ 116- 118، النجوم الزاهرة 4/ 112 وما بعدها، وانظر فهرس الأعلام في اتعاظ الحنفا، وفيات الأعيان 5/ 371- 376 رقم 759، تاريخ ابن خلدون 4/ 51، خطط المقريزي 1/ 354، العبر 3/ 34، شذرات الذهب 3/ 121، بلغة الظرفاء 71، بدائع الزهور ج 1/ ق 1/ 197، المختصر في أخبار البشر 2/ 131، تاريخ ابن الوردي 1/ 313، البيان المغرب 1/ 229، سير أعلام النبلاء 16/ 167- 173 رقم 69، تاريخ الزمان لابن العبري 73، عيون الأخبار وفنون الآثار 205 وما بعدها، تاريخ مختصر الدول 178 تاريخ الفارقيّ 71، تاريخ العظيمي 314.(27/129)
قَالَ المسبحي: وفي أيامه بُني قصر البحر بالقاهرة الَّذِي لم يكن مثله لا فِي شرق ولا غرب، وقصر الذَّهَب، وجامع القَرَافة. وكان أسمر، أصْهَب الشَعر، أَعْيَن أَشْهَل [1] ، بعيد ما بين المنكبين، حَسَن الخَلْق، قريبًا من الناس، لا يؤثر سَفْك الدماء، وكان مُغرًى بالصَّيْد، ويتصيّد السِّباع، وكان أديبًا فاضلا، فذكر لَهُ أَبُو منصور الثَّعَالِبي فِي «يتيمة الدهر» هذه الأبيات:
نحن بنو المصطفى ذوو مِحَن ... تجرعها فِي الحياة كاظِمُنا
عجيبةٌ فِي الْأنام محْنَتُنا ... أَوَّلُنا مُبْتَلًى وخاتمُنا
يفرح هذا الورى بعيدهم ... طُرًّا وأعيادنا [2] مآتمنا
وكان قد مات لَهُ ابن فِي العيد، فَقَالَ هذا. ثم قَالَ أَبُو منصور: سَمِعْتُ الشَّيْخ أَبَا الطّيّب يحكي أنّ الْأمويّ صاحب الْأندلس كتب إِلَيْهِ نزار صاحب مصر كتابًا يسبّه فِيهِ ويَهْجُوه، فكتب إِلَيْهِ: «أما بعد، فإنّك قد عرفتنا فَهَجَوْتَنا، ولو عرفناك لأجبناك» قَالَ: فاشتدّ ذَلِكَ عَلَى نزار، وأفحمه عَنِ الجواب، يعني أَنَّهُ دَعِيٌّ لا يعرف قبيلته، حتى كان يهجوه.
وقال أَبُو الفرج بْن الْجَوْزِي [3] : كَانَ العزيز قد ولَّى عيسى بْن نسطورس [4] النَّصْراني، واستناب بالشام منشّأ اليهودىّ، فكتبت إليه امرأة:
بالذي أعزّ اليهود بمنشّأ، والنَّصارى بابن نسطورس [5] ، وأذلّ المسلمين بك، إلا نظرت فِي أمري، فقبض عَلَى اليهودي والنّصرانيّ، وأخذ من ابن نسطورس ثلاثمائة ألف دينار.
قَالَ ابن خلّكان [6] ، رحمه اللَّه: وأكثر أهل العلم لا يصحّحون نَسَب المهديّ عُبَيْد اللَّه جدّ خلفاء مصر، حتى أنّ العزيز فِي أول ولايته صعد المنبر يوم الجمعة، فوجد هناك ورقة فيها:
__________
[1] أعين: واسع العين.
[2] أشهل: زرقة تشوب السواد.
[3] في اليتيمة 1/ 254 «أفراحنا» .
[4] المنتظم 7/ 190.
[5] في الأصل «نسطور» .
[6] وفيات الأعيان 5/ 373.(27/130)
إنّا سمعنا نسبًا مُنْكَرًا ... يُتْلَى عَلَى المنبر فِي الجامعِ إن كنتَ فيما تَدّعي صادقًا
فاذكر أبًا بعد الْأبِ السابعِ ... وإن تُرِد تحقيقَ ما قلتَهُ
فانسب لنا نفسك كالطائعِ ... أوْ لا دَعِ الْأنسابَ مستورةً
وادخل بنا فِي النَّسَبِ الواسعِ ... فإن أنسابَ بني هاشمٍ
يَقْصُرُ عَنْهَا طمعُ الطامعِ
وصعد العزيز يومًا آخر المنبر فرأى ورقة فيها مكتوب:
بالظُّلْمِ والْجُور قد رضينا ... وليس بالكُفْرِ والحماقه
إنْ كنتَ أوتِيتَ عِلْم غَيّبٍ ... بيّن [1] لنا كاتب البطاقه [2]
قَالَ ابن خلّكان: وذلك أنَّهم ادَّعَوا المُغَيَّبات، وأخبارهم فِي ذَلِكَ مشهورة.
وفُتحت للعزيز مصر وحماه وحلب، وخطب لَهُ صاحب المَوْصِل أَبُو الذوّاد محمد بن المسيّب العقيلي بالموصل سنة اثنتين وثمانين، وضرب اسمه عَلَى السِكَّة والإعلام، وخُطِب لَهُ أيضًا باليمن.
ومات فِي رمضان، وعمره اثنتان وأربعون سنة وأشهر، ببلبيس فِي حمّام من قُولَنْج لَحِقَه.
يوسف [بْن] [3] إِبْرَاهِيم بْن مُوسَى [4] أَبُو يعقوب [5] السَّهْمي الْجُرْجَاني الرجل الصالح، والد الحافظ حمزة.
وسمع أَبَا نُعَيْم بْن عدِيّ الْأسّتَرابَاذي الْجُوَيْني، وجماعة.
وروى عَنْهُ: ابنه، ومُحَمَّد بْن الخوّاص.
أَبُو طَالِب المكّي. اسمه مُحَمَّد بْن عَلِيّ، قد تقدّم.
__________
[1] في الوفيات 5/ 374 «فقل» .
[2] والبيتان أيضا في تاريخ يحيى بن سعيد الأنطاكي (بتحقيقنا) ، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 208.
[3] ساقطة من الأصل.
[4] تاريخ جرجان 493 رقم 1000.
[5] في الأصل «أبو موسى أبو يعقوب» .(27/131)
[وفيات] سنة سبع وثمانين وثلاثمائة
أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ [1] بْن مَزْدئن [2] أَبُو عَلِيّ القومساني النَّهاوَنْدي الزاهد. سكن أنبط، قرية من كورة هَمَذَان.
رَوَى عَنْ: أَبِي يَعْلَى مُحَمَّد بْن زهير الْأبُلي، وعَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن مبشّر الواسطي، وعَبْد اللَّه بْن أحمد بْن عُمَر الطّائي، وعَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عامر النَّهَاوَنْدِي، وعَبْد الرَّحْمَن الجلاب الهَمَذَاني، وطائفة.
رَوَى عَنْه: ابناه مُحَمَّد وعثمان، ورافع بْن مُحَمَّد أَبُو نصر شعيب، وجعفر بْن مُحَمَّد الْأبهري، ومُحَمَّد بْن عيسى، وجماعة من أهل هَمَذَان.
قَالَ شِيرَوَيْه فِي «الطبقات» : كَانَ صدوقًا ثقةً، شيخ الصُّوفِيّة، ومقدّمهم فِي الجبل، والمشار إِلَيْهِ، وكان لَهُ آيات وكرامات ظاهرة، وقبره بأنبط يُزار ويُقْصَد من البلدان. سَمِعْتُ الْإمَام مُحَمَّد بْن عثمان القومساني: سَمِعْتُ جَعْفَر بْن مُحَمَّد الْأبْهَرِي يَقُولُ: دخلت [3] عَلَى الشَّيْخ أَبِي على بن مردين وهو في محرابه، بعد ما ذهب بصره، فجلست خلف عمود أفكّر فِي نفسي، هَلْ بقي فِي الدنّيا من يتكلم عَلَى السّرّ، فلم أستكمل خاطري حتى صاح الشَّيْخ من المحراب فَقَالَ: يا جَعْفَر، لم تقول كذا؟ وهل تخلو الدُّنيا من أولياء اللَّه الذين يتكلّمون عَلَى السّرّ؟ قَالَ شِيرَوَيْه: وسمعت أبا جعفر محمد بن الحسين
__________
[1] الوافي بالوفيات 8/ 64 رقم 3486.
[2] مزدئن: قال الصفدي: بفتح الميم وسكون الزاى وفتح الدال المهملة وياء مهموزة بعدها نون.
[3] في الأصل «دخل» .(27/133)
الصُّوفِيّ يَقُولُ: سَمِعْتُ جَعْفَر الْأبْهَرِي، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيّ القُومساني يَقُولُ: رأيت ربَّ العزّة فِي المنام سنة إحدى وثمانين فناولني كوزين، شبه القوارير، فشربت منهما، فانتبهت وأنا أتلو هذه الآية وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً 76: 21 [1] . ورأيت مرة ربَّ العزّة فِي أيام القحط فَقَالَ: يا أَبَا عَلِيّ لا تشغل خاطرك، فإنك [من] [2] عيالي وعيالك عيالي وأضيافك عيالي.
قَالَ شِيرَوَيْه: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيّ أحْمَد بْن طاهر القومساني يَقُولُ: سَمِعْتُ جَعْفَر الْأبْهَرِي يَقُولُ: دخلت عَلَى أَبِي عَلِيّ القومساني، فغسل يديه عقيب الطعام، فأخذت الطشت وخرجت بِهِ فشربته، فخرجت إلى بغداد، وما ذقت شيئًا. وكنت أسمعه يَقُولُ: الرافضة أسوأ حالا عند اللَّه من إبليس، لأنّه قَالَ فِي إبليس وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلى يَوْمِ الدِّينِ 15: 35 [3] . فهذه لعنة إلى وقت معلوم. وقال في الروافض. إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ الْغافِلاتِ الْمُؤْمِناتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ 24: 23 [4] . يعني تكلّموا فِي عَائِشَة. سَمِعْتُ أَبَا الفضل مُحَمَّد بْن عثمان الفقيه، سَمِعَ أَبَا الهيج الكردي يَقُولُ، كانت نفسي تطالبني فِي زيارة الشَّيْخ أَبِي عَلِيّ القومساني، فتمادت بي الْأيام حتى بلغني مرضه، فبادرت، فتلقاني نَعِيُّه فِي الطريق، فسألت ولده أَبَا إِسْحَاق أن يحكي لي بعض كراماته، فَقَالَ لي: يطول عليّ وعليك ذَلِكَ، ولكني أخبرك ما شاهدت منه فِي مرض موته، أتانا رَجُل من كرْمان، صُوفيّ فِي بِزَّة حَسَنَة، فاستأذنت لَهُ، فَقَالَ: هذا الرجل لا أحبّ لقاءه، فرجعت وتعلّلت بشدة مرضه، فَقَالَ: إنّني من مسافة بعيدة، فلا تحرمني لقاء الشَّيْخ، فتبقى حسرة، فَقَالَ لي: قبل أن أكلّمه يا بني إيّاك أنْ تُدْخِل هذا الرجل عليّ، فهِبْتُ أن أُراجعه، ثم فِي المرّة الثالثة قَالَ: يا بنيّ لا تُدْخِلنّه عليّ، فإنه عاقٌ لوالديه، فرجعت وتجرّأت عليه، وأخبرته بجليّة الأمر، فاضطرب
__________
[1] سورة الإنسان- الآية 21.
[2] إضافة على الأصل.
[3] سورة الحجر- الآية 35.
[4] سورة النور- الآية 23.(27/134)
الرجل وبكى، وسقط إلى الْأرض، وقَالَ لي: أنت تائب إلى اللَّه، فدخلت عَلَى الشَّيْخ، فَقَالَ: إنّ الرجل قد تاب، فأدخله، فإن اللَّه يقبل المَعْذِرة، فدخل يبكي ويعتذر، فَقَالَ الشَّيْخ: تذكّر خروجك من عند أمّك وهي تبكي، وتمنعك مفارقَتَها، وأنت تَقُولُ، أَنَا أريد زيارة المشايخ، وهي تمنعك، فخرجتَ وهي باكية حزينة، وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلرَّجُلِ الَّذِي أَتَاهُ يَغْزُو «أَلَكَ وَالِدَانِ؟ قَالَ، نَعَمْ، فَارَقْتُهُمَا وَهُمَا يَبْكِيَانِ، قَالَ: «ارْجِعْ فَأَضْحِكْهُمَا كَمَا أَبْكَيْتَهُمَا» [1] . ثُمَّ قَالَ الشَّيْخُ: عَلَيْكَ بِالرُّجُوعِ مِنْ فَوْرِكَ هَذَا، وَإِلا كُنْتَ مِنَ الْمَطْرُودِينَ مِنْ بَابِ اللَّه، فَرَجَعَ كَمَا أَمَرَهُ، وَمَاتَ الشَّيْخُ بَعْدَ يَوْمٍ.
قَالَ شِيرَوَيْه: تُوُفِّي سنة سبعٍ وثمانين.
أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد [2] بْن سلمة، أَبُو بَكْر الغسّاني الدمشقي النَّحْوِيّ، المعروف بابن شرام.
سَمِعَ: أَبَا الدَّحْداح أحْمَد بْن مُحَمَّد، وأَبَا بَكْر الخرائطي، وجماعة.
وعنه: أحْمَد الطّيّان، وعَلِيّ بْن مُحَمَّد الربعي، ورشأ بْن نظيف.
تُوُفِّي فِي شعبان.
إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي حمّاد، أَبُو إِسْحَاق الْأسدي الْأبْهَرِي المالكي.
حدّث بهَمَذَان سنة سبعين كما ذكر وما وراء النهر [3] ، وعُمِّر دهرًا.
قَالَ أَبُو يَعْلَى الخليلي: فقيه عابد كبير المحلّ. سمع أحمد بن
__________
[1] الحديث صحيح، أخرجه أبو داود في كتاب الجهاد 3/ 17 باب في الرجل يغزو وأبواه كارهان (2528) من طريق عطاء بن السائب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: جئت أبايعك على الهجرة، وتركت أبويّ يبكيان، فقال: «ارجع عليهما فأضحكهما كما أبكيتهما» . والنسائي في كتاب البيعة 7/ 143 باب البيعة على الهجرة، وابن ماجة في الجهاد، باب الرجل يغزو وله أبوان (2782) ، وأحمد في المسند 2/ 160 و 164 و 198 و 204.
[2] تهذيب تاريخ دمشق 1/ 445.
[3] في الأصل «ذكرنا وما مهر» .(27/135)
مُحَمَّد بْن ساكن [1] الزّنْجَاني، ومُحَمَّد بْن مَسْعُود القِزْوِيني، وبالعراق الْجَوْزَجَاني، وابْن عُقْدَة، ونَيِّف عَلَى المائة.
مات سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.
قلت: تفرّد بالرواية عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد بْن عامر السمرقندي وغيره.
رَوَى عَنْهُ خلْق بهَمَذَان.
تميم بْن إِسْمَاعِيل المعروف بالفَحْل [2] . قدِم دمشق متولَّيا عليها من قِبَل صاحب مصر الحاكم فِي هذه السنة، وَليَها سنة تسعين، ومات فيها.
جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن الفضل [3] ، أَبُو القاسم بْن المارستاني الدّقّاق، بغداديّ، قدِم مصر، وحدّث عَنْ أَبِي بَكْر بْن مجاهد، ومُحَمَّد بْن مَخْلَد.
روى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو عَلِيّ بْن المذهّب. روى كتبا وقراءات [4] .
قال الدار قطنى: يكذب، ما سَمِعَ من هَؤُلاءِ.
وقَالَ الصُّوري: كَانَ كذّابًا.
الحسن بْن إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ [5] بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ بْن خَلَف بْن زُولاق، أَبُو مُحَمَّد اللَّيْثي الْمَصْرِيّ المؤرخ.
لَهُ مصنَّف فِي التاريخ، وله كتاب «خطط مصر» .
تُوُفِّي فِي ذي القعدة، وكان جدّه من مشاهير العلماء.
الحَسَن بْن أحْمَد بْن عَبْد اللَّه [6] بْن بُكَيْر، أَبُو عَبْد اللَّه البغدادي الصّيرفي الحافظ.
__________
[1] في الأصل «سالن» .
[2] أمراء دمشق في الإسلام 22 رقم 75، ذيل تاريخ دمشق 57، اتعاظ الحنفا 2/ 17 و 45.
[3] تاريخ بغداد 7/ 233 رقم 3722، المنتظم 7/ 191 رقم 306.
[4] في الأصل «كتب قرأت» والتصحيح من تاريخ بغداد حيث قال، «وروى قراءات وكتبا مصنّفة» .
[5] مرّت ترجمته في وفيات السنة السابقة 386 هـ.
[6] تاريخ بغداد 8/ 13 رقم 4051، المنتظم 7/ 203 رقم 320 (وفيات سنة 388 هـ) ، مرآة(27/136)
سمع أبا جَعْفَر بن البَخْتَرِيّ [1] ، وإسماعيل الصَّفَّار، وَعُثْمَان بن السماك، وأبا بكر النجار، فمن بَعْدَهم.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو حفص بْن شاهين وهو أكبر منه، وَأَبُو العلاء الواسطي وَأَبُو القاسم التنوخي، وعبيد الله الأزهري، وآخر من حدّث عَنْهُ أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن المهتدي باللَّه.
قَالَ الْأزهري: سَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي حديث: هذا حديث كتبه عنّي مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الورّاق، وأبو الحسن الدار قطنى.
وقَالَ أَبُو القاسم الْأزهري: كنت أحضر عند ابن بكير، وبين يديه أجزاء، فأنظر فيها، فيقول لي: أيما أحب إليك؟ تذكرني متن [2] ما تريد من هذه الْأجزاء، حتى أخبرك بإسناده، أو تذكّر إسناده حتى أُخْبرك بمتنه، فكنت أذكر لَهُ المُتُون، فيحدّثني بالأسانيد كما هِيَ حِفْظًا، وفعلت هذا معه مرارًا كثيرة، وكان ثقة، لكنهم حسدوه وتكلموا فيه.
قال الخطيب: قَالَ ابن أَبِي الفوارس: كَانَ يتساهل فِي الحديث، ويُلْحِق فِي بعض أصول الشرع ما ليس منها، ويصل المقاطيع. ولد سنة سبع وعشرين وثلاثمائة، وتُوُفِّي فِي ربيع الآخر، رحمه اللَّه.
حسن بْن أحْمَد بْن النيسابُوري [3] المحمي، أَبُو عَلِيّ.
حدّث ببغداد.
عَنْ أَبِي الْعَبَّاس الْأصم.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن طلحة النِّعَالي، وعُبَيْد اللَّه الْأزهري.
حدّث فِي هذه السنة، وكان ثقة.
__________
[ () ] الجنان 2/ 435، البداية والنهاية 11/ 324، 325، العبر 3/ 38، (وفيات سنة 388 هـ.) ، لسان الميزان 2/ 262، 263 رقم 100، ميزان الاعتدال 1/ 528، تذكرة الحفاظ 3/ 1017، الوافي بالوفيات 12/ 339، 340 رقم 317.
[1] في الأصل «البحتري» وهو تصحيف.
[2] في الأصل «حين» والتصحيح من ترجمته القادمة.
[3] تاريخ بغداد 7/ 277 رقم 3766.(27/137)
الْحُسَيْن بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد [1] ، أَبُو عَبْد اللَّه الْبَصْرِيّ الرَّيحاني.
سكن بغداد، وحدّث عَنْ أَبِي القاسم البَغَوي، وابْن صاعد، وابْن مبشّر الواسطي.
وعنه: أَبُو مُحَمَّد الخلال، والعتيقي، ومُحَمَّد بْن عَلِيّ العشاري.
قَالَ العتيقي: كَانَ شيخًا أمينًا لَهُ أُصُول صِحَاح.
الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان [2] ، أَبُو عَبْد اللَّه البغدادي الكاتب.
حدّث عَنِ البَغَوي، وأَبِي مُحَمَّد بْن صاعد، وأَبِي بَكْر النيسابُوري.
رَوَى عَنْهُ، أَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو طَالِب العشاري، وَأَبُو الْحُسَيْن بْن المهتدي باللَّه.
حدّث فِي هذه السنة، ولم يضبط وفاته، وكان صَدُوقًا.
الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم [3] بْن شريك، أَبُو عَلِيّ الْإصبهاني الطبيب.
سَمِعَ مُحَمَّد بْن عُمَر الْجُورْجيري [4] ، وأَحْمَد بن محمد البناني.
روى عنه: أبو بكر بن أبي علي المعدِّل، وَأَبُو نُعَيْم.
سُبُكْتِكِين الْأمير [5] حاجب مُعِزّ الدولة بن بويه.
__________
[1] تاريخ بغداد 8/ 11، 12 رقم 7047.
[2] تاريخ بغداد 8/ 101 رقم 4208، المنتظم 7/ 192 رقم 308، سير أعلام النبلاء 16/ 464 رقم 337.
[3] ذكر أخبار أصبهان 1/ 285.
[4] في الأصل «الجورجرلى» ، والتصحيح من (اللباب 1/ 306) : الجورجيرى: بضم الجيم وبالراء الساكنة بعد الواو ثم الجيم الأخرى المكسورة وبعدها الياء المثناة من تحتها وفي آخرها الراء. نسبة إلى جورجير وهي محلّة بأصبهان.
[5] المنتظم 7/ 76- 79 رقم 98 (وفيات سنة 364 هـ.) ، العبر 2/ 333، البداية والنهاية 11/ 282، المختصر في أخبار البشر 2/ 133، دول الإسلام 1/ 225، تكملة تاريخ الطبري 216، الفخرى في الآداب السلطانية 390، تاريخ بغداد 1/ 105، تاريخ ابن الوردي.
1/ 314، كنز الدرر 167، الوافي بالوفيات 15/ 116 رقم 116، النجوم الزاهرة 4/ 108، شذرات الذهب 3/ 48، الإنباء في تاريخ الخلفاء 181 تاريخ مختصر الدول 178، وقد سبق أن ترجم له الحافظ الذهبي في سنة 364 هـ. فليراجع.(27/138)
خلع عَلَيْهِ الطائع للَّه وطوقه وسوره، ولقبه «نصر الدولة» ، فلم تَطُلْ أيّامه.
قال أبو الفرج بن الجوزي: سقط من الفرس، فانكسرت ضِلْعُه، فاستُدْعي ابن الصَّلْت المُجَبِّر، فردّ ضِلْعَه، ولازمه حتى برا، فأعطاه يوم دخوله الحمّام ألف دينار وفرسًا وخلعة، وبقي لا يمكن الانحناء للركوع، وكان يَقُولُ للمجبّر: إذا تذكرت عافيتي علي يدك، فرحت بك، ولا أقدر على مكافأتك، وإذا ذكرت حصول رجلك فوق ظَهْري اشتدّ غَيْظي منك.
تُوُفّي في أواخر المحرم، وكانت مدة إمارته شهرين ونصف. وخلف ألف ألف دينار، وعشرة ألف ألف درهم، وصندوقين جواهر، وستين صندوقًا قماش وفضيات وتُحَف، ومائة وثلاثين سرجا مذهبة، منها خمسون، في كلّ واحد، وألف دينار حلية، وستّمائة سَرْج فضّة، وأربعة عشر ألف ثوب من أنواع القماش، وثلاثمائة عِدْل وبُسُط، وثلاثة آلاف رأس من الدَّوابّ، وألف جمل، وثلاثمائة مملوك داريّة، وأربعين خادمًا. وكانت لَهُ دار هي دار المملكة اليوم، يعني صارت دار السلطنة، وقد غرم عليها أموالا لا تحصى.
ومما رَوَى عَلِيّ بْن المحسن التنوخي [1] عَنْ أبيه، قال: بلغت النفقة على عمل البستان، يعنى الذي للدار وسوق الماء إليه [2] ، خمسة آلاف ألف درهم. قال: ولعله قد أنفق على أبنية [الدار] [3] مثل ذلك فيما أظن.
سلمان بْن جَعْفَر بْن فلاح [4] ، أَبُو تميم الأمير. ولّي دمشقَ فِي أثناء السنة للحاكم، ثم عزل في آخرها بجيش بن صَمْصامة.
سَعِيد بْن خلف [5] ، أَبُو عثمان الصُّوفِيّ.
__________
[1] نشوار المحاضرة 4/ 261 وانظر: الوزراء للصابى 29 و 163.
[2] في الأصل «المالية» وهو تصحيف.
[3] ساقطة من الأصل.
[4] أمراء دمشق في الإسلام 38 رقم 124، النجوم الزاهرة 4/ 115، ذيل تجارب الأمم 3/ 224، الكامل في التاريخ 9/ 119 وانظر كتابنا «تاريخ طرابلس السياسي والحضارى عبر العصور- ج 1/ 209 طبعة دار البلاد، طرابلس 1978» ويقال «سليمان» .
[5] تاريخ علماء الأندلس 1/ 176 رقم 534.(27/139)
سَمِعَ بقُرْطُبَة من أحْمَد بْن سَعِيد بْن حَزْم، وأَبِي عَبْد الملك بْن أَبِي دُلَيْم، وجماعة.
وكان فقيرًا من أهل السُّنَّة، يعيش من صِلة إخوانه.
سهل بْن إِبْرَاهِيم بْن سهل [1] بْن نوح، أَبُو القاسم الْأسْتِجِي مولى بني أُمَيّة، ويُعرف بابن العطار. كَانَ عالمًا زاهدًا متفنّنًا.
سَمِعَ أحْمَد بْن خَالِد بْن الحباب، ورحل إلى إلْبِيرة، فأكثر عَنِ ابن فُطْيس، ولزم العبادة، وسمع الناس منه قديمًا وجديدًا، وطال عمره.
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: قرأت عَلَيْهِ أكثر كُتُبه، وقَالَ لي: وُلِدت سنة تسعٍ وتسعين ومائتين، وتُوُفِّي فِي رجب.
صدقة بْن مُحَمَّد بْن صدقة، أَبُو القاسم البزاز الْمَصْرِيّ الوكيل. تُوُفِّي فِي شوّال.
عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم [2] بْن أسد، أَبُو القاسم الرازي الفقيه الشافعي المحدّث، نزيل مصر، وكان يلقب بالدود.
سَمِعَ: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم وغيره بالرّيّ، وأَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبَادل، ومُحَمَّد بْن يوسف الهَرَوِي بدمشق.
قَالَ أَبُو إِسْحَاق الحبّال: كَانَ مكْثِرًا جدًّا.
قلت: رَوَى عَنْهُ عَبْد الكريم بْن عَبْد الواحد الحسنابادي وعَبْد الوهاب بْن مُحَمَّد الْمَصْرِيّ، ومُحَمَّد بْن مُغَلِّس، وَأَبُو عُمَر الطَّلَمَنْكِيّ.
مات فِي جمادى الآخرة.
عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن اليسع [3] ، أَبُو القاسم المقرئ صاحب ابن مجاهد.
قرأ عَلَيْهِ طلحة بْن عَلِيّ شيخ ابن سوار وغيره.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 191، 192، رقم 578.
[2] طبقات الشافعية الكبرى 5/ 71 رقم 436، طبقات القراء 1/ 446- 447 رقم 1860، الوافي بالوفيات 17/ 496 رقم 424.
[3] غاية النهاية 1/ 456 رقم 1903.(27/140)
مات في هذا العام، وولد سنة ثلاثمائة، ويعرف بابن اليسع الْأنطاكي.
قرأ أيضًا عَلَى إبراهيم بن عبد الرزّاق مقرئ الشام، وعَلِيّ بْن أحْمَد بْن حمد بْن عَبْد الْأعلى، وغيرهم.
وقرأ عليه أَبُو العلاء مُحَمَّد بْن عَلِيّ الواسطي أيضًا، وأكبر شيخ لَهُ الْحُسَيْن بْن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي عجرم الْأنطاكي تلميذ أحْمَد بْن جُبَيْر.
وقد ذكر ثابت ابن بُندار أَنَّهُ قرأ عَلَى عَلِيّ بْن طلحة الْبَصْرِيّ عَنْ قراءته عَلَى مُوسَى بْن جرير الرّقّي، وهذا بعيد جدًّا باعتبار مولده، فإنه ضعيف لا يوثق بِهِ.
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [1] بْن إِبْرَاهِيم البغدادي الشاهد، أَبُو القاسم بْن الثلاج.
أصله من حُلْوان [2] ، ولد سنة سبعٍ وثلاثمائة، وحدّث عَنْ أَبِي القاسم البَغَوي، وأَبِي بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ويحيى بْن صاعد، ومن بعدهم، فأكثر.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الصَّيْمَريّ، وَأَبُو العلاء مُحَمَّد بْن عَلِيّ الواسطي، وَأَبُو القاسم التنوخي، وآخرون.
قَالَ التنوخي: قَالَ لنا: ما باع أحد من أسلافي الثّلج، وإنما كَانَ جدّي مُتْرَفًا يجمع لنفسه فِي كل سنة ثلْجًا كثيرًا، فمرّ بعض الخلفاء بحُلْوان، فطلب ثلجًا، فلم يوجد إلا عند جدّى، فأهدى إليه منه، فوقع منه بموقع، فَقَالَ:
اطلبوا عَبْد اللَّه الثّلاج، فغلب عَلَيْهِ هذا النَّسَب وعُرِف بِهِ.
وقَالَ عُبَيْد اللَّه الْأزهري: كَانَ ابن الثلاج يضع الحديث عَلَى سُلَيْمَان المَلَطي وغيره.
قلت: وكذا تكلّم فِيهِ الدار قطنى وغيره. توفّى فجأة في ربيع الأوّل.
__________
[1] تاريخ بغداد 10/ 135- 138 رقم 5277، المنتظم 7/ 192، 193 رقم 309، البداية والنهاية 11/ 321، العبر 3/ 34، ميزان الاعتدال 2/ 497 رقم 4575، لسان الميزان 3/ 350، 351 رقم 1420، الوافي بالوفيات 17/ 497 رقم 425، شذرات الذهب 3/ 122، سير أعلام النبلاء 16/ 461 رقم 333.
[2] حلوان: بالضم ثم السكون. وهي: حلوان العراق في آخر حدود السواد مما يلي الجبال من بغداد. (معجم البلدان 2/ 290) .(27/141)
قال الدار قطنى: لا يُشْتَغَل بِهِ، يضع الْأحاديث والأسانيد.
عَبْد العزيز بْن حكم بْن أحْمَد [1] بْن الْأمير محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام الملّقب بالداخل، أَبُو الْأصبغ الْأمويّ المَرْواني القُرْطُبي.
سَمِعَ: عَبْد اللَّه بْن يونس، وقاسم بْن أصبغ، وجماعة. وكان أديبًا شاعرًا نحويا.
ولد سنة عشرة وثلاثمائة، وتُوُفِّي فِي المحرّم، وحدّث.
عَبْد السلام بْن السّمح بن نابل [2] ، أَبُو سُلَيْمَان الهواري.
سَمِعَ أَبَا سَعِيد بْن الأعرابي، وأبا جعفر بن النّحّاس النَّحوِي وطائفة، وتفقّه بمصر للشافعي، وكان زاهدًا صالحا سكن الأندلس.
أكثر عنه ابن الفَرَضِيّ وقَالَ: تُوُفِّي فِي صفر، وله أربع وثمانون سنة.
عَبْد الرَّحْمَن بْن أحْمَد بْن النعمان، أَبُو القاسم النيسابُوري الصّفّار.
عَنْ مكّي بْن عَبْدان، وعَبْد اللَّه بْن الشرفي، وعدّة.
وعنه: الحاكم.
عَبْد الرَّحْمَن بْن أحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن عَبْدِيل، أَبُو نصر الشّيْباني الهَمَذَاني الْأنماطي.
رَوَى عَنِ الكبار الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن أَبِي الحناء، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أوس، ومحمد بن عبد اللَّه بلبل، وإبراهيم بن مُحَمَّد بْن يعقوب، وإبراهيم بْن عمروس، وعَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم الحافظ، وأَبِي بَكْر بن مجاهد المقرئ، [و] أبى نصر مُحَمَّد بْن حمدويه المروزي، وطائفة.
رَوَى عَنْهُ: حمد الزَّجَّاج، وجعفر الْأبْهَرِي، وابْن مَنْدَه الحافظ، وآخرون.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 279 رقم 836.
[2] تاريخ علماء الأندلس 1/ 287، 288 رقم 857.(27/142)
قَالَ شِيرَوَيْه: هُوَ صدوق، ثِقَةٌ، فقيه، أديب، يُحْسِن هذا الشأن، يعني الحديث.
تُوُفِّي لسبعٍ بقين من ذي القعدة، وصلّى عَلَيْهِ ابنُ لال.
عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه، أَبُو الوفاء النيسابُوري البزّاز.
سَمِعَ أَبَا حامد بن الشرفي، ومكي بن عبدان، وحدث بانتفاء أَبِي جَعْفَر المفيد العزائمي.
تُوُفِّي فِي صفر.
عَبْد القاهر بْن حبّان بْن عَبْد القاهر، أَبُو عَبْد اللَّه. تُوُفّي فِي جُمَادَى الْأولى.
عُبَيْد اللَّه [1] بْن مُحَمَّد بْن خلف بْن سهل بْن أَبِي غالب، أَبُو القاسم الْمَصْرِيّ البزّاز [2] .
سمع: محمد بن محمد الباهلي، [و] ابن هاشم الطبراني، وعلى بن أحمد علان، وأبا عُبَيْد بْن حَرْبُوَيْه القاضي، وعَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر القَزْوينيْ، وأَحْمَد بْن مروان الدِّينَوَرِي.
رَوَى عَنْهُ: ابن أَبِي الفتح الْمَصْرِيّ، وَأَبُو عُمَر أحْمَد بْن مُحَمَّد الطَّلَمَنْكِيّ، وعَبْد الملك بْن مسكين الزَّجَّاج، وآخرون.
قَالَ الطَّلَمَنْكِيّ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: أقمت عَلَى هذه الدّار أبني فيها عشر سنين، وفيها مائة وأربعون ألف قطعة رُخَام، وأنفقت عليها نحو عشرة آلاف دينار، وأخذ منّي كافور الْأخشيدي سبعة وثمانين ألف دينار، ولم يخلّف لي أَبِي إلا اثني عشر ألف دينار، ولكن رُزِقت من التجارة، ربحت فِي أربعة أيّام فِي عسلٍ أربعة آلاف دينار.
__________
[1] في الأصل «عبد» والتصويب من (العبر 3/ 35، شذرات الذهب 3/ 122، حسن المحاضرة 1/ 157 سير أعلام النبلاء 16/ 522، 523 رقم 384) .
[2] هكذا في الأصل وفي الشذرات، وفي العبر «البزّار» .(27/143)
وقَالَ الحبّال: تُوُفِّي لاربعة عشر ليلة [1] ، خَلَت من جمادى الْأولى.
عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن حمدان [2] ، الْإمَام الصالح القدوة، أَبُو عَبْد اللَّه بْن بُطّة العُكْبرِي الفقيه الحنبلي.
سَمِعَ أَبَا القاسم البَغَوي، وابْن صاعد، وأَبَا ذَرّ الباغَنْدِي، وأَبَا بَكْر بْن زياد، وإِسْمَاعِيل الورّاق، والمَحَامِلي، ومُحَمَّد بْن مخلد، وأَبَا طَالِب أحْمَد بْن نصر الحافظ، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن ثابت العكبريّ، فسمع بدمشق على ابن أَبِي العقب، وسمع بحمص أحْمَد بْن عُبَيْد، وآخرين.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو نُعَيْم الحافظ وَأَبُو الفتح بْن أَبِي الفوارس، وَأَبُو القاسم عُبَيْد اللَّه الْأزهري، وعَبْد العزيز الْأزْجِي، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي، وَأَبُو مُحَمَّد الجوهري، وَأَبُو إِسْحَاق البَرْمَكِي، وَأَبُو الفضل مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عيسى السعدي نزيل مصر، وآخرون. وآخر من روى عَنْهُ بالإجازة، أَبُو القَاسِم عليّ بْن أَحْمَد بْن البسري رَوَى عَنْهُ كتاب «الْأبانة الكبرى فِي السُّنَّة» تأليفه.
قَالَ عَبْد الواحد بْن عَلِيّ العُكْبَرِي: لم أر فِي شيوخ الحديث، ولا فِي غيرهم أحسن هيئة من ابن بطّة.
قَالَ الخطيب: حَدّثَنِي أَبُو حامد الدلوي [3] قَالَ: [لما] [4] رجع ابن بطّة من الرحلة، لازم بيته أربعين سنة، لم ير يوما منها في سوق، ولا رئي [5] مفطرًا إلا فِي عيد، وكان أمارًا بالمعروف، لم يبلغه خبرُ أمرٍ منكرٍ إلا غيَّره.
__________
[1] في الأصل «توفى لأربع عشرة خلت» .
[2] تاريخ بغداد 10/ 371- 375 رقم 5536، المنتظم 7/ 193- 197 رقم 310، البداية والنهاية 11/ 321، 322، طبقات الحنابلة 2/ 144- 153 رقم 622، العبر 3/ 35، شذرات الذهب 3/ 122- 124، الكامل في التاريخ 9/ 137، لسان الميزان 4/ 112- 115 رقم 231، اللباب 2/ 146، معجم المؤلفين 6/ 245، تاريخ التراث العربيّ 2/ 217 رقم 15، طبقات الفقهاء للشيرازى 173، ميزان الاعتدال 3/ 15، سير أعلام النبلاء 16/ 529- 533 رقم 389، إيضاح المكنون 1/ 8، أعيان الشيعة 6/ 56.
[3] تاريخ بغداد 10/ 372.
[4] استدراك من تاريخ بغداد.
[5] في الأصل «رأى» والتصويب من تاريخ بغداد.(27/144)
وقَالَ أَبُو مُحَمَّد الجوهري: سَمِعْتُ أخي الْحُسَيْن يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي المنام، فقلت: يا رَسُول اللَّه، قد اختلفت عليّ المذاهب. فَقَالَ لي:
«عليك بابن بطّة» ، فأصبحت، ولبست ثيابي، ثم أصعدت إلى عكبرا، فدخلت على ابن بطّة فِي المسجد، فلما رآني، قَالَ لي: صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صدق رَسُول اللَّه.
وقَالَ العتيقي: تُوُفِّي ابن بطّة فِي المحرّم. قَالَ: وكان مستجاب الدعوة.
وقَالَ ابن بُطّة: ولِدت فِي شوّال سنة أربع وثلاثمائة، وكان لأبي ببغداد شركاء، فَقَالَ أحدهم لأبي: ابعث بابنك إلى بغداد يسمع الحديث. قَالَ: هُوَ صغير. قَالَ: أَنَا أحمله معي، فحملني معه، فجئت، فإذا ابن منيع يقرأ عَلَيْهِ الحديث، فَقَالَ لي بعضهم [سَل] [1] الشَّيْخ أن يُخْرِج مُعْجَمَه لنقرأ عَلَيْهِ، فسألت ابنه، فَقَالَ: إنه يريد دراهم كثيرة، فقلت: لامّي طاقُ مَلْجَم آخُذُه منها وأبيعه، قَالَ: ثم قرأنا عَلَيْهِ كتاب «المُعْجَم» فِي نفرٍ خاصّ، فِي نحو عشرة أيام، وذلك فِي آخر سنة خمس عشرة، وأوّل سنة ستّ عشرة، فاذكره.
وقد قَالَ: ثنا إِسْحَاق الطَّالَقاني سنة أربع وعشرين ومائتين، قَالَ المُسْتَمْلي:
خذوا هذا قبل أن يولد كلّ محدّث عَلَى وجه الْأرض، اليوم سَمِعْتُ المُسْتَمْلي وهو أَبُو عَبْد اللَّه بْن مهران يَقُولُ لَهُ: من ذكرت يا ثَبْتَ الْإسلام.
قُلْتُ: وَابْنُ بَطَّةَ ضَعِيفٌ مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِ، فَقَدْ أَخْبَرَنَا الْمُسْلِمُ بْنُ عِلانَ وَالْمُؤَمَّلُ الْبَالِسِيُّ كِتَابَةً أَنَّ أَبَا الْيُمْنِ الْكِنْدِيُّ أَخْبَرَهُمْ، أَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَلِيٍّ الْأسَدِيُّ، قَالَ لِي أَبُو الْفَتْحِ بْنُ أَبِي الْفَوَارِسِ، رَوَى ابْنُ بَطَّةَ، عَنِ الْبَغَوِيُّ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّه، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مسلم» [2] .
__________
[1] إضافة على الأصل.
[2] رواه ابن ماجة وغيره. (الترغيب والترهيب للمنذرى 1/ 74) . عن أنس بن مالك رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «طلب العلم فريضة على كل مسلم، وواضع العلم عند غير أهلة كمقلّد الخنازير الجوهر واللؤلؤ والذهب» . ورواه ابن جميع الصيداوي، من طريق(27/145)
قَالَ الخطيب: هذا باطل، والحمل فِيهِ عَلَى ابن بطة.
قلت: يعني أَنَّهُ يحدّث عَنِ البَغَوي، وتفرد بِهِ ابن بطة، فيجوز أن يكون غلط فِيهِ، وقفز من سند إلى متن آخر، لقلّة إتقانه، لا أنّه تعمّد وضْعَه.
قَالَ الخطيب: وأنا العتيقي، نا ابن بطة، والبَغَوي، نا مُصْعَب، نا مالك بْن هشام بْن عُروة، قد ذكر حديث «قَبْض العِلْم [1] » . قَالَ الخطيب:
وهو باطل بهذا الْأسناد.
قلت: والكلام فِي هذا، كالكلام فِي الَّذِي قبله، لعلّه دخل عَلَى ابن بطة حديث فِي حديث.
وقَالَ الخطيب: حدّثني عَبْد الواحد بْن عَلِيّ، قَالَ: قَالَ لي الْحَسَن بْن شهاب: سَأَلت ابن بطة: أَسَمِعْتَ من البَغَوي حديث عَلِيّ بْن الْجَعْد؟ فَقَالَ:
لا. قَالَ عَبْد الواحد: وكنت قد رَأَيْت فِي كتب ابن بطة نُسْخَة بحديث عَلِيّ بْن الجعد قد حكّها، وكتب بخطّه سماعه فيها، فذكرت ذَلِكَ للحسن بْن شهاب، فعجب منه. قَالَ عَبْد الواحد: وروى ابن بطة، عَنِ النّجّاد، عَنْ أحمد بن عبد الجبّار العطاردي، فأنكر عَلَيْهِ عَلِيّ بْن يَنَال، وأساء القول فِيهِ، حتى هَمَّت العامة بأن تنال [منه] [2] ، فاختفى. وكان ابن بطة قد خرَّج تِلْكَ الْأحاديث فِي تصانيفه فتتبعها وضرب عَلَى أكثرها.
__________
[ () ] يحيى بن صالح الوحاظى، عن محمد بن عبد الملك، عن نافع، عن ابن عمر. (معجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي- بتحقيقنا- ص 177 رقم 125 وبلفظ: «طلب العلم واجب على كل مسلم» من طريق بقيّة بن الوليد، عن جرير بن حازم، عن الزبير بن الخرّيت، عن أنس بن مالك. - ص 359 رقم 345- طبعة مؤسسة الرسالة، بيروت 1985 و 1987) ورواه البيهقي في الشعب وابن الجوزي في العلل 1/ 62، والقاضي القضاعي في مسندة 1/ 135 رقم 120، وللحديث شواهد كثيرة. انظر: فيض القدير 4/ 267.
[1] حديث قبض العلم روى من طرق وبألفاظ مختلفة، فيها «إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُهُ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، فَإِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤَسَاءَ جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ علم فضلّوا وأضلّوا» . أخرجه الشيخان، والإمام أحمد، والترمذي، وابن ماجة، عن عمرو بن العاص. أخرجه الترمذي في العلم، باب ما جاء في ذهاب العلم (2654) ، والبخاري في العلم، باب كيف يقبض العلم، وفي الاعتصام باب ما يذكر من ذم الرأى وتكلّف القياس 1/ 174 و 175، ومسلم في العلم، باب رفع العلم وقبضه (2673) ، والطبراني في المعجم الصغير 1/ 165، وابن جميع الصيداوي 200 رقم 156.
[2] إضافة على الأصل.(27/146)
قَالَ الخطيب: وحدّثني التنوخي قَالَ: أراد [1] أَبِي أن يخرجني إلى عكبرا. وسمع من ابن بطة «معجم البَغَوي» ، فجاءه أَبُو عَبْد اللَّه بْن بُكَير، فَقَالَ: لا تفعل، فإن ابن بطة لم يسمعه.
قَالَ الخطيب: وحَدّثَنِي أحْمَد بْن الْحَسَن بْن خَيْرُون قَالَ: رَأَيْت كتاب ابن بطة بمعجم البَغَوي فِي نسخةٍ كانت لغيره، وقد حكّ اسم صاحبها، وكتب اسمه عليها.
قلت: وقد قَالَ ابن الْجَوْزِي [2] : قرأت بخطّ أَبِي القاسم بْن الفرّاء أخي القاضي أبى يعلى قال: قابلت أصل بن بطة بالمُعْجَم، ورأيت سماعه فِي كل جزء، إلا أنّي لم أر الجزء الثالث أصلا.
قَالَ الخطيب: قَالَ لي الْأزهري، ابن بطة ضعيف، وعندي عَنْهُ «مُعْجَم البَغَوي» ولا أُخرّج عَنْهُ في الصحيح شيئًا.
قلت: فكيف كَانَ؟ قَالَ: لم أر بِهِ أصلا؟ وإنما وقع إلينا نسخة طريّة بخطّ ابن شهاب، فنسخنا منها، فقرأنا عَلَيْهِ. شاهدت عند حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر الدّقّاق نسخة بالغريب [3] لمحمد بْن عزيز، وعليها سماع ابن السُّوسَنْجِردي [4] عَنْ ابن بطة، عَنِ ابن عزيز، فسألت حمزة، فأنكر أن يكون ابن بطة سَمِعَ الكتاب، وقَالَ: ادّعى سماعه.
قَالَ الْخَطِيبُ: وَرَوَى ابْنُ بَطَّةَ كُتُبَ ابْنِ قُتَيْبَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مَرْيَمَ الدِّينَوَرِيِّ، وَابْنُ أَبِي مَرْيَمَ هَذَا لا نَعْرِفُهُ أَخَذَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَلا رَوَى عَنْهُ سِوَى ابْنِ بَطَّةَ، وَرَوَى ابْنُ بَطَّةَ فِي «الإبانة» فقال: ثنا إسماعيل الصّفّار، ثنا
__________
[1] تكرر في الأصل «أراد أبى قال» .
[2] المنتظم 7/ 196.
[3] أي غريب القرآن. (تاريخ بغداد 374) .
[4] هو: أبو الحسين أحمد بن عبد الله بن الحضر بن مسرور العدل المتوفى سنة 402 هـ.
والسّوسنجردى: بضم السين وسكون الواو وفتح السين الثانية وسكون النون وكسر الجيم وسكون الراء وفي آخرها دال مهملة، نسبة إلى قرية بنواحي بغداد يقال لها سوسنجرد.
(اللباب 2/ 154) .(27/147)
ابْنُ عَرَفَةَ، نَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الْأعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَلَّمَ اللَّه مُوسَى، يَوْمَ كَلَّمَهُ، وَعَلَيْهِ جُبَّةُ صُوفٍ وَنَعْلانِ مِنْ جِلْدِ حِمَارٍ غَيْرِ ذَكِيٍّ، فَقَالَ: مَنْ ذَا الْعِبْرَانِيُّ الَّذِي يُكَلِّمُنِي مِنَ الشَّجَرَةِ؟ قَالَ: أَنَا الله» . تفرّد به ابن بَطَّةَ، وَبِهَذِهِ الزِّيَادَةُ فِي آخِرِهِ، وَهُوَ فِي جُزْءِ ابْنِ عَرَفَةَ بِدُونِهِمَا.
وَقَالَ الْخَطِيبُ: ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ شِهَابٍ، ثَنَا ابْنُ بَطَّةَ، ثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، بِأَرْدَبِيلَ، ثَنَا رَجَاءُ بْنُ مُرَجًّا بِسَمَرْقَنْدَ، ثنا يَحْيَى الْوُحَاظِيُّ، قَالَ ابْنُ بَطَّةَ: وحدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ بِحِمْصَ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الْحِمْصِيُّ، ثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالا: ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، ثَنَا هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نِعْمَ الْإِدَامُ [1] الْخَلُّ» [2] . قَالَ الْخَطِيبُ: حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَاحِدِ الْأسَدِيُّ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ شِهَابٍ، [أَنَّ] [3] ابْنَ بَطَّةَ كَتَبَ عَنْهُ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْفُرَاتِ كتاب «السّنن» كرجاء بن مُرَجّا، حدّثه بِهِ عَنْ حفص بْن عُمَر الْأردبيلي، عَنْ رجاء، فأنكر ذَلِكَ القُرْطُبي، وزعم أنّ حفصا ليس عنده عن رجاء، وأَنَّهُ يَصْغُر عَنْ ذَلِكَ، فكتبوا إلى أردبيل [4] ، وكان ولد حفص بن عمر حيّا يستجيزونه، فعاد جوابهم أنّ أَبَاهُ لم ير رجاء قطّ، وأن مولده بعد موت [5] رجاء بسنين. قال عبد
__________
[1] في الأصل «أدم» .
[2] رواه مسلم رقم 2052، والترمذي 1889 و 1900 وأخرجه الإمام أحمد في المسند 3/ 301 و 304 و 353 و 564 و 371 و 389 و 390 و 400 والطبراني في المعجم الكبير 2/ 199 رقم 1749 والذهبي في سير أعلام النبلاء 9/ 167، 168، وابن جميع الصيداوي في معجم الشيوخ (مخطوطة ليدن) ص 22، وللحديث رواية عن جابر بن عبد الله، أخرجها مسلم. (انظر: البيان والتعريف في أسباب ورود الحديث الشريف 2/ 245) وتاريخ بغداد 1/ 340 رقم 254، ومسند الشهاب 2/ 261 رقم 1319.
[3] إضافة على الأصل.
[4] في الأصل «إلى ابن أردبيل» .
[5] في الأصل «موته ت» .(27/148)
الواحد: فتتبع ابن بطة النُّسَخَ التي كُتِبَت عَنْهُ، وجعلها عَنِ ابن الراجيان، عَنِ الفتح بْن شخرف [1] ، عَنْ رجاء.
قلت: رحم اللَّه ابن بطة، فَيدَوِّن ما يُضْعِف المحدّث. وقد تُوُفِّي فِي المحرّم.
عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جرو [2] ، أَبُو القاسم الْأسدي المَوْصِلي النَّحْوِيّ العَرُوضيّ المُعْتَزِلي.
أخذ العربية عَنْ أَبِي عَلِيّ الدّارَمي، وأَبِي سَعِيد السِّيرَافِي، وكان من الْأذكياء الفُصَحاء الشعراء. لَهُ كتاب «الموضَّح فِي العَرُوض» جَوَّد تصنيفه، وكتاب «الْأخذ فِي علوم القرآن» ، وله كتاب «الفُصح فِي القوافي» .
وكان يلثغ بالراء غينا، فقال له أبو عَلِيّ شيخه: ضع ذُبابةَ القلم تحت لسانك، ففعل، فلفظ بها.
عَلِيّ بْن عَبْد العزيز بن مردك [3] بن أحمد، أبو الحسن البرذعي البزّاز، نزيل بغداد.
حدّث عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، ونصر بْن منصور الْأردبيلي، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن يعقوب بْن شَبَّه.
رَوَى لَهُ: العتيقي، وعَبْد العزيز الْأزْجِي، وَأَبُو مُحَمَّد الجوهري، وَأَبُو طَالِب العشاري، وجماعة.
قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة. قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه الصَّيْمَريّ: ترك الدُّنيا عَنْ مقدرة، واشتغل بالعبادة ولزم المسجد، وكان أحد [4] الباعة الكبار ببغداد.
__________
[1] في الأصل «سخرف» والتصحيح من تاريخ بغداد 10/ 373.
[2] في الأصل «جزء» وهو تصحيف، والتصويب من (معجم الأدباء 12/ 62- 68، بغية الوعاة 2/ 127، 128 رقم 1613، طبقات المفسّرين للسيوطي 22، لسان الميزان 4/ 115، 116 رقم 233، كشف الظنون 1774 و 1904، إيضاح المكنون 1/ 302، هدية العارفين 1/ 645، 646، روضات الجنات 465، معجم المؤلفين 6/ 244) .
[3] تاريخ بغداد 12/ 30، 31، رقم 6397، المنتظم 7/ 197 رقم 311، العبر 3/ 35، شذرات الذهب 3/ 124.
[4] تكرّرت عبارة «وكان أحد» .(27/149)
تُوُفِّي فِي المحرّم.
عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن شوكر [1] البغدادي العَدْل. سَمِعَ البَغَوي، ويحيى بْن صاعد.
وعنه: أَبُو مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو القاسم التنوخي، وكان ثقة.
تُوُفِّي فِي المحرّم.
عَليّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مفلح ( ... ) [2] .
وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن باكويه، وجماعة.
عَلِيّ الملك فخر الدولة [3] ، أَبُو الْحَسَن بْن رُكْن الدولة بْن بُوَيْه صاحب الرّيّ ونواحيها.
ترجمته فِي الحوادث، وقد تُوُفِّي فِي شعبان.
عُمَر بْن إِبْرَاهِيم الْإمَام [4] ، أَبُو حفص العُكْبَرِي شيخ الحنابلة. كَانَ قَيِّمًا بأصول الفقه وفروعه، صنّف «شرح الخِرقي» وكتابًا فِي الخلاف بين مالك، وأَحْمَد، وسمع أَبَا بَكْر النّجّار، وأَبَا عُمَر بْن السّمّاك [5] ، وجماعة.
وعنه أبو [6] بكر عَبْد العزيز، وابْن [7] بطّة، وكان يُعرف فِي زمانه بابن المسلّم.
تُوُفِّي فِي جُمادى الآخرة، رحمه الله.
__________
[1] في الأصل «سوار» والتصويب من (المنتظم 7/ 197 رقم 312) .
[2] نقص في الأصل.
[3] العبر 3/ 35، 36، الكامل في التاريخ 9/ 131، 132، دول الإسلام 1/ 235، النجوم الزاهرة 4/ 197، 198، المنتظم 7/ 197، 198، رقم 313، البداية والنهاية 11/ 320، الإنباء في تاريخ الخلفاء 184، ذيل تجارب الأمم 296.
[4] طبقات الحنابلة 2/ 163- 166 رقم 627، معجم المؤلفين 7/ 271.
[5] في الأصل «السّمال» .
[6] في الأصل «بأبي» .
[7] في الأصل «بابن» .(27/150)
عمّار بْن مُحَمَّد بْن مخلد [1] بْن جُبَيْر، أَبُو ذَرّ التميمي البغدادي، نزيل بُخَارَى.
حدّث بدمشق وبغداد وخراسان وبُخَارَى عَنْ يحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد ومُحَمَّد بْن عمرو الحَضْرَمِي، والمَحَامِلي، وأخيه القاسم بْن عُقْدَة، ومُحَمَّد بْن يوسف الهَرَوِي، وأَبِي سَعِيد بْن الْأعْرابي، وعَبْد الكريم بْن النَّسَائي.
وعنه: الحاكم، وَأَبُو سهل أحْمَد بْن عَلِيّ الْأبِيَورْدي، وعَبْد الواحد بْن مُحَمَّد اللحياني، وآخر من حدث عَنْهُ عَبْد الواحد بْن عَبْد الرَّحْمَن الزُّبَيْرِي.
ذكره المُسْتَغْفِري فِي «تاريخ نَسْف» ، وقَالَ: رَوَى عَنِ ابن صاعد مجلسًا واحدًا، وسمع مُحَمَّد بْن محمود بن عنبر، وعبد المؤمن بْن خلف، وحج تسعًا وعشرين حجّة. ثم قَالَ: أَنَا أَبُو ذَرّ، ثنا الحَضْرَمِي، فذكر حديثًا.
قَالَ الحافظ ابن عساكر: أَنْبَأَ محمود بْن أَبِي القاسم المُسْتَمْلي، أَنْبَأَ الزبير، ثنا أَبُو ذَرّ عَمّار، فذكر حديثًا.
قَالَ غُنْجار: تُوُفِّي ببُخَارَى فِي حادي عشر صفر.
وقَالَ أَبُو بَكْر بْن السَّمْعاني: هُوَ ثقة.
قلت: مات الزُّبَيْرِي بعده بمائة وثمان سنين.
قاسم بن حمداد [2] بن ذي النّون العتيقى [3] ، أَبُو بَكْر القُرْطُبي.
سَمِعَ قاسم بْن أصبغ وغيره، وكان أديبًا لغويًّا. كتبوا عَنْهُ شيئًا من الأدب، وداخل الدولة.
__________
[1] تاريخ بغداد 12/ 256، 257 رقم 6704، العبر 3/ 36، شذرات الذهب 3/ 124.
[2] تاريخ علماء الأندلس 1/ 369، 370 رقم 1078، جذوة المقتبس 332 رقم 772، بغية الملتمس 449 رقم 1301، وفي الأصل «حمدان» وهو تحريف.
[3] في الأصل «العتيقى» .(27/151)
محمد بن أحمد بن إسماعيل [1] بن عنبس [2] ، الإمام أبو الحسين بْن سَمْعُون البغدادي الواعظ.
سَمِعَ أَبَا بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ومُحَمَّد بْن مخلد العطار بن البختري، وبدمشق أحْمَد بْن سُلَيْمَان بْن زبّان، ومُحَمَّد بْن أَبِي حُذَيْفَة وجماعة، وأملى عَنْهُمْ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد الرَّحْمَن السُّلَمي، وعَلِيّ بْن طلحة المقرئ، والْحَسَن بْن مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو طَالِب العشاري، وَأَبُو الْحُسَيْن بْن الْأبنوسي وخديجة بِنْت مُحَمَّد الشّاهجانيّة الواعظة، وَأَبُو بَكْر أحْمَد بن محمد بن حمّدوه، الحنبلي، وآخرون.
قَالَ السُّلَمي: هُوَ من مشايخ البغداديين، لَهُ لسان عال فِي هذه العلوم لا ينتمي إلى أستاذ، وهو لسان الوقت والمرجوع [إِلَيْهِ] فِي آداب المعاملات، ويرجع إلى فنون من العلم.
وقَالَ الخطيب: كَانَ أوْحد دهره وفرْد عصره فِي الكلام، عَلَى علم الخواطر والإشارات، ولسان الوعظ، دَوَّن الناس حِكَمَه وجمعوا كلامه، وكان بعض شيوخنا إذا حَدَّثَنَا عَنْهُ قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّيْخ الجليل المُنْطَق بالحكمة.
قلت: وُلِد سنة ثلاثمائة. وسمعون، هو: إِسْمَاعِيل جَدّه.
أنبئونا عَنِ القاسم بْن عَلِيّ، أنّ نصر اللَّه الفقيه أخبرهم: أَنَا أَبُو الفتح نصر بْن إِبْرَاهِيم، أَنَا عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الواحد الزعفراني، حَدّثَنِي أَبُو مُحَمَّد السُّنّي صاحب أَبِي الْحُسَيْن بْن سمعون قَالَ: كان ابن سمعون في أوّل أمره
__________
[1] تاريخ بغداد 1/ 274- 277 رقم 116، المنتظم 7/ 198- 200 رقم 314، مرآة الجنان 2/ 432- 435، البداية والنهاية 11/ 323، الكامل في التاريخ 9/ 137، النجوم الزاهرة 4/ 198، العبر 3/ 36، 37، الوافي بالوفيات 2/ 51، 52 رقم 336، وفيات الأعيان 4/ 304، 305 رقم 631، تبيين كذب المفترى 200، صفة الصفوة 2/ 266، طبقات الحنابلة 2/ 155- 162 رقم 624، الشريشى 1/ 322، شذرات الذهب 3/ 124، الإكمال 4/ 362، اللباب 2/ 140، سير أعلام النبلاء 16/ 505- 511 رقم 376.
[2] في الأصل «عبيس» .(27/152)
ينسخ بالأجْرة، وينفق عَلَى نفسه وأمه، فَقَالَ لها يومًا: أحبّ أن أحجَّ، قَالَتْ:
وكيف يمكنك؟ فغلب عليها النَّوم، فنامت وانتبهت بعد ساعة، وقالت:
يا ولدي حُجَّ، رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النوم يَقُولُ: «دعيه يحجّ فإنّ الخير لَهُ فِي حجّه» ففرح وباع دفاتره، ودفع إليها من ثمنها، وخرج مَعَ الوفد، فأخذت العرب الوفد، قَالَ: فبقيت عريانًا، ووجدت مَعَ رَجُل عباءة، فقلت: هَبْها لي أشتريها، فأعطانيها، قَالَ: فجعلت إذا غلبني الْجُوع ووجدت قومًا من الحاجّ يأكلون، وقفت أنظر إليهم، فيدفعون إليّ كسرةً فأقتنع بها، وأحرمت فِي العباءة، ورجعت إلى بغداد، وكان الخليفة قد حرم جارية وأراد إخراجها من الدار، قَالَ أَبُو مُحَمَّد السُّنّي: فَقَالَ الخليفة: أطلبوا رجلا مستورًا يصلحُ، فَقَالَ بعضهم: قد جاء ابن سمعون من الحج، فاستصوب الخليفة قوله، فزوَّجه بها، فكان ابن سمعون يجلس عَلَى الكرسي فيعِظ ويقول: خرجت حاجًّا، ويشرح حاله، وها أنا اليوم عليّ من الثياب ما ترون.
قَالَ البَرْقَاني: قلت لَهُ يومًا: تدعو الناس إلى الزُّهْد وتلبس أحسن الثياب، وتأكل أطيب الطعام، فكيف هذا؟ فَقَالَ: كل ما يُصْلِحُك للَّه فافعله إذا صلُح حالك مَعَ اللَّه.
قَالَ الخلال: قَالَ لي ابن سمعون: ما اسمك؟ قلت: حسن. قَالَ:
أعطاك اللَّه الْأسمَ، فَسَلْه الحُسْنَى.
وجرت لابن سمعون حكاية فِي سنة بضع وستّين وثلاثمائة. رواها قاضي المارستان عَنِ القُضَاعي بالإجازة، قَالَ: ثنا عَلِيّ بْن نصر الصبّاح، ثنا أَبُو الثناء شكر العَضُدي، قَالَ: لما دخل عَضُدُ الدولة بغدادَ، وقد هلك أهلها قتْلا وخوفًا وجوعًا، لِلفِتَن التي اتّصلت فيها بين الشيعة والسُّنّة، فَقَالَ: آفَةُ هَؤُلاءِ القصَّاص، فنادى: لا يقصّ أحد فِي الجامع ولا الطُّرَف ولا يتوسَل بأحد من الصّحابة، ومن أحبَّ التوسُّل قرأ القرآن، فمن خالف فقد أباح دَمَه، فوقع فِي الخبر أنّ ابن سمعون جلس عَلَى كرسيّه بجامع المنصور، فأمرني أن أطلبه، فأُحْضِر، فدخل عليّ رَجُل لَهُ هيئة وعليه نور، فلم أملك أن قمت(27/153)
إِلَيْهِ، وأجلسته إلى جنبي، فجلس غير مكترث، فقلت: إنّ هذا الملك جبّار عظيم، وما أوثر لك مخالفة أمره، وإني مُوَصِّلُك إِلَيْهِ، فقبِّلِ الْأرض وتلطف لَهُ، واستعن باللَّه عَلَيْهِ، فَقَالَ: الخلق والأمر للَّه، فمضيت بِهِ إلى حجرة، وقد جلس فيها وحده، فأوقفته، ثم دخلت لاستأذن، فإذا هُوَ إلى جانبي قد حوّل وجهه إلى نحو دار فخر الدولة، ثم استفتح وقرأ وَكَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ الْقُرى وَهِيَ ظالِمَةٌ 11: 102 [1] قَالَ: ثم حوَّل وجهه، وقرأ ثُمَّ جَعَلْناكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ 10: 14 [2] فأتى بالعجب، ففتح [3] عين الملك، وما رَأَيْت ذَلِكَ [منه] قطّ، وترك [4] كُمَّه عَلَى وجهه، فلما خرج أَبُو الْحُسَيْن قَالَ الملك: اذهب إِلَيْهِ بثلاثة آلاف درهم، وعشرة أثواب من الخزانة، فإن امتنع فقل لَهُ: فرِّقها فِي أصحابك، وإن قبلها، فجئني برأسه، ففعلت، فَقَالَ: إن ثيابي هذه من نحو أربعين سنة، ألبسها يوم خروجي إلى الناس، وأطويها عند رجوعي، وفيها متعة وبقيّة ما بقيت، ونفقتي من أجره دار خلَّفها أَبِي، فما أصنع بهذا؟ فقلت: فرقها عَلَى أصحابك، فَقَالَ، ما فِي أصحابي فقير، فعدت فأخبرته، فَقَالَ: الحمد للَّه الَّذِي سلَّمه منّا وسلَّمنا منه.
وقَالَ أَبُو سَعِيد النّقّاش: كَانَ ابن سمعون يرجع إلى علْم القرآن، وعلْم الظاهر، متمسكًا بالكتاب والسُّنّة، لقيته وحضرت مجلسه، سَمِعْتُهُ يسأل عَنْ قوله: «أَنَا جليس من ذكرني» ، قَالَ، أَنَا صائنه عَنِ المعصية، أَنَا معه حيث يذكرني، أَنَا مُعِينُه.
وقَالَ السُّلَمي: سَمِعْتُ ابن سمعون، وسُئل عن التصوُّف، فَقَالَ: أمّا الْأسم فَتَرْك الدُّنيا وأهلها، وأمّا حقيقة التصوُّف فنسيان الدُّنيا ونيسان أهلها، وسمعته يَقُولُ: أحق الناس يوم القيامة بالخسارة أهل الدَّعَاوي والإشارة.
وقَالَ أَبُو النجيب الْأمويّ: سَأَلت أَبَا ذَرّ: هَلِ اتَّهمت ابن سمعون بشيء؟ فَقَالَ: بلغني أَنَّهُ رَوَى جزءًا عَنْ أَبِي بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، كَانَ عليه
__________
[1] قرآن كريم- سورة هود- الآية 102.
[2] سورة يونس- الآية 14.
[3] في سير أعلام النبلاء 16/ 509 «فدمعت» .
[4] في البيتر: «شرك» .(27/154)
مكتوب: وَأَبُو الْحُسَيْن ابن سمعون، وكان رجلا [1] آخر سواه، لأنّه كَانَ صبيًّا، ما كانوا يُكْنُونه فِي ذَلِكَ الوقت، وسماعه من غيره صحيح.
قَالَ أَبُو ذَرّ: وكان القاضي أَبُو بَكْر الْأشعري وَأَبُو حامد يُقَبّلان يد ابن سمعون إذا جاءاه، وكان القاضي أَبُو بَكْر يقُولُ: ربّما خفي عليّ من كلامه بعض الشيء لدقّته [2] .
وقَالَ السُّلَمي: سَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي واعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً 7: 142 [3] قَالَ:
مواعيد الْأحبة وإن اختلفت، فإنّها تؤْنس. كُنَّا صبيانًا ندور عَلَى الشّطّ ونقول:
مَاطِلِيني وسَوِّفي ... وعِديني ولا تَفي
واترُكِيني مُولَّهًا ... أو تَجودِي وتَعطِفي
قَالَ الخطيب: ثنا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الظاهري: سَمِعْتُ ابن سمعون يذكر أَنَّهُ أتى بيت المقدس ومعه تمر، فطالبته نفسه برطب، فلامها، فعمد إلى التمر وقت إفطاره فوجده رطبًا، فلم يأكل منه وتركه، فلما كَانَ ثاني ليلة وجده تمرًا.
وقَالَ الخطيب: سَمِعْتُ أَبَا الفتح القوَّاس يَقُولُ: لحقتني إضافة، فأخذت قوسًا وخُفَّيْن، وعزمت عَلَى بَيْعهما، فقلت: أحضر مجلس ابن سمعون، ثم أبيعهما، فحضرت، فلما فرغ ناداني: يا أَبَا الفتح لا تبع الخُفَّين والقوس، فإنّ اللَّه سيأتيك برزق أو كما قَالَ.
وقَالَ الخطيب: حَدّثَنِي شرف الوزراء أَبُو القاسم عَلِيّ بْن الْحَسَن، قَالَ: حَدّثَنِي أَبُو طاهر مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن العلاف، قَالَ: حضرت أَبَا الْحُسَيْن يومًا وهو يعظ، وَأَبُو الفتح القوّاس إلى جنب الكرسي، فنعس، فأمسك أَبُو الْحُسَيْن عَنِ الكلام ساعة، ثم استيقظ أَبُو الفتح، ورفع رأسه، فَقَالَ لَهُ أَبُو الْحُسَيْن: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نومك؟ قَالَ، نعم. فَقَالَ: لذلك أمسكت خوفًا من أن تنزعج.
__________
[1] في الأصل «رجل» .
[2] تبيين كذب المفترى 201.
[3] سورة الأعراف- الآية 142.(27/155)
وقَالَ الخطيب: حَدّثَنِي رئيس الرؤساء الوزير: نا أَبُو عَلِيّ بْن أَبِي مُوسَى الهاشمي، حكى لي مولى الطائع للَّه [أن الطائع] [1] أمره فأحضر ابن سمعون، فرأيت الطائع غضبانًا، وكان ذا حِدَّة، فأحضرت ابن سمعون، فأذن لَهُ الطائع في الدخول، فدخل وسلّم بالخلافة، ثم أخذ فِي وعظه، فَقَالَ: رُوِي عَنْ أمير المؤمنين عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، ثم رَوَى عَنْ أمير المؤمنين وترضى عَنْهُ، ووعظ حتى بكى الطائع، وسمع شهيقه، وابتلّ منديل من دموعه، فلما انصرف، سَأَلت عَنْ سبب طلبه، فَقَالَ: رُفِع إليّ أَنَّهُ ينتقص عليا رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، فأردت أقابله، فلما حضر افتتح بذِكْر عَلِيّ والصلاة عَلَيْهِ، وأعاد وأبدى فِي ذِكْره، فعلمت أَنَّهُ وُفِّق، ولِعِلْمه كُوشِف بذلك.
قَالَ العتيقي: تُوُفِّي ابن سمعون، وكان ثقة مأمونًا، فِي نصف ذي القعدة.
قَالَ الخطيب: ونُقِل سنة ستٍّ وعشرين وأربعمائة من داره، ودُفِن بباب حرب، ولم تكن أكفانه بُلِيَت فيما قِيلَ.
مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن الفضل بْن شهريار، أَبُو بَكْر بْن أخي عَلِيّ بْن الفضل التاجر الْأرْدَسْتَاني [2] .
رَوَى عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم.
وعنه: أَبُو نُعَيْم.
مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن جَعْفَر [3] ، أَبُو الطيب التيملي الكوفي النَّخَّاس.
حدّث بالكوفة وبغداد عَنْ عَبْد اللَّه بْن زيدان البَجَليّ، وعلي بن العباس المقانعي، وجماعة.
__________
[1] إضافة على الأصل.
[2] الأردستاني: بفتح الألف وسكون الراء وفتح الدال وسكون السين المهملتين وفتح التاء المنقوطة من فوقها باثنتين وفي آخرها النون. نسبة إلى أردستان، بلدة قريبة من أصفهان.
وقيل بكسر الألف والدال، (اللباب 1/ 41) .
[3] تاريخ بغداد 2/ 245 رقم 711، العبر 3/ 37، شذرات الذهب 3/ 126.(27/156)
وعنه: عُبَيْد اللَّه الْأزهري، وَأَبُو مُحَمَّد الخلال، ومحمد بْن علي بْن عَبْد الرَّحْمَن العَلَويّ، ومُحَمَّد وَأَبُو طاهر ابنا مُحَمَّد بْن عيسى الحَذَّاء الكوفي وجماعة.
وكان ثقة.
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ [1] بْنِ عُبَيْد اللَّه، أَبُو الفَضْل الشَّيْباني الكوفي نزيل بغداد.
حدّث عَنْ: مُحَمَّد بْن جرير، ومحمد بن محمد الباغندي، وأَبِي [2] القاسم البَغَوي، وخلق كثير من العراقيين والشاميين والمصريين.
رَوَى عَنْهُ جماعة، وانتخب عَلَيْهِ الدار قطنى، ثم بان كَذِبُه، وسرقوا حديثه.
قَالَ الخطيب: كَانَ عند ذَلِكَ يضع الحديث للرافضة، وعاش تسعين سنة.
قلت: وكان حافظًا عارفًا بالفنّ، مصنّفًا، لكنّه لحقه الْأدْبار.
رَوَى عَنْهُ تمّام الرّازي، وَأَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو العلاء الواسطي، وَأَبُو القاسم التنوخي، وخلق.
قَالَ الْأزهري: كَانَ يحفظ، وكان كذّابًا دجّالا.
قَالَ حمزة السَّهْمي: كَانَ يضع الحديث، كتبت عَنْهُ، وله سَمْتٌ ووَقَار.
قَالَ العتيقي: تُوُفِّي فِي ربيع الآخر، وكان كثير التخليط.
مُحَمَّد بْن الفضل بْن مُحَمَّد [3] بْن إِسْحَاق بْن خُزَيْمَة بْن المغيرة، أَبُو طاهر السُّلَمي، نافعة الأئمة أَبِي بَكْر، محدّث نيسابُور، وسمع جدّه، ومُحَمَّد بْن إِسْحَاق السّرّاج، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد الماسرجسي، وأقرانهم.
__________
[1] تاريخ بغداد 5/ 466- 468 رقم 3010، العبر 3/ 37، شذرات الذهب 3/ 126، لسان الميزان 5/ 231، 232 رقم 811.
[2] في الأصل «أبو» .
[3] العبر 3/ 37، شذرات الذهب 3/ 126، مرآة الجنان 2/ 435، ميزان الاعتدال 4/ 9، سير أعلام النبلاء 16/ 490، 491 رقم 360، لسان الميزان 5/ 341، 342.(27/157)
قَالَ الحاكم: عقدت لَهُ مجلس التحديث سنة ثمانٍ وستّين، ودخلت بيت كُتُب [1] جَدّه، وأخرجت له مائتين وخمسين جزا من سماعاته الصحيحة، وانتقيت لَهُ عشرة أجزاء، وقلت: دع الْأصول عندي صيانةً لها، فأخذها وفرّقها عَلَى النّاس، وذهبتْ، ومدّ يده إلى كُتُب غيره، ثم إنه مرض، وتغيّر بزوال عقله فِي سنة أربع وثمانين. ثم قصدته بعد ذَلِكَ للرواية، فوجدته لا يَعْقِل، وتُوُفِّي سنة سبعٍ وثمانين، فِي جمادى الْأولى، ودفن فِي دار جدّه.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وَأَبُو حفص بْن مسرور، وَأَبُو سعد الكَنْجَرُوذِي وَأَبُو المُظَفَّر سَعِيد بْن إِبْرَاهِيم المقرئ، وَأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ المقرئ، وغيرهم من شيوخ زاهر السّحامي، وما أعتقد أنهم سمعوا منه إلا فِي صحة عقله، فإنّ من لا يَعْقِل كيف يُسْمَع عَلَيْهِ، واللَّه تعالى أعلم.
مُحَمَّد بْن يحيى [2] البُوزْجَاني [3] ، أحد الكبار البارعين فِي معرفة الهندسة. لَهُ فيها تصانيف عجيبة. وبوزجان قرية من نيسابُور.
مُحَمَّد بْن المُسَيّب بْن رافع [4] العَقِيلي الْأمير أَبُو الذّواد. تغلّب عَلَى المَوْصِل وأخذها سنة ثمانين وثلاثمائة، وصاهر لولد عَضُدِ الدولة.
وتُوُفِّي فِي سنة سبعٍ وثمانين هذه، وقام بعده أخوه حسام الدولة مقلّد بْن المُسَيّب.
مُحَمَّد بْن هشام بْن عَبَّاس [5] ، أَبُو عَبْد اللَّه القُرْطُبي البزّاز. جمع الكثير من قاسم بْن أصبغ، وسمع من أبى عبد الملك ابن أبى دليم، وأحمد بن رحيم.
__________
[1] في الأصل «كتب بيت» .
[2] المختصر في أخبار البشر 2/ 133، ابن الوردي 1/ 315.
[3] البوزجاني: بضم الباء الموحّدة وسكون الزاى بعد الواو وفتح الجيم وفي آخرها النون. نسبة إلى بوزجان، بليدة بين هراة ونيسابور. (اللباب 1/ 185) .
[4] العبر 3/ 37، شذرات الذهب 3/ 126، الكامل في التاريخ 9/ 125 وقد ذكره الذهبي في وفيات السنة السابقة 386 هـ. ذيل تجارب الأمم 300.
[5] تاريخ علماء الأندلس 2/ 100 رقم 1375.(27/158)
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: كتبت عَنْهُ وكان صالحًا ثقةً. توفي فِي رجب.
مُوسَى بْن عيسى بْن طانجور [1] ، أَبُو القاسم السّرّاج. سَمِعَ مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الباغَنْدِي، وأَبَا بَكْر بْن أَبِي داود، ومُحَمَّد السَّوانيطي.
رَوَى عَنْهُ أَبُو الْحَسَن العتيقي، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن حسنون النَّرْسي وعبيد الله بن الْأزهري، ووثّقه، وكان مولده سنة خمسٍ وتسعين ومائتين.
نوح بْن منصور بْن نوح [2] بْن عَبْد الملك بْن نصر بْن أحْمَد بْن إِسْمَاعِيل بْن أحْمَد بْن أسد بْن سامان، أَبُو القاسم، سلطان ما وراء النهر، وابْن سلاطينها.
تُوُفِّي فِي رجب، وبقيت ولايته اثنتين وعشرين سنة، وولى الأمر بعده ابنه أبو الحارث منصور بْن نوح.
وذكره ابن الْجَوْزي فَقَالَ: ملك خراسان وغَزْنَه وما وراء النهر، ولى بعده ابنه فبقي سنة وتسعة أشهر، ثم قبض عَلَيْهِ خواصُّه، وأجلسوا فِي المُلْك أخاه عَبْد الملك بْن نوح، فقصدهم محمود بْن سبكتكين، فالتقاهم وكسرهم، فانهزموا منه إلى بُخَارَى، وانقرض مُلْكُ السّامانية.
مَنْجوتَكِين التركي العزيزي [3] مولى الملقَّب بالعزيز بْن المُعِزّ. ولي دمشق سنة إحدى وثمانين، وبقي مدّة، وفي سنة سبْعٍ هذه عزله الحاكم، وأرسل عوضه سُلَيْمَان بْن جعفر بن فلاح، فنزع منجوتكين الطّاعة، وسار إلى
__________
[1] تاريخ بغداد 13/ 64، 65 رقم 7048، المنتظم 7/ 201 رقم 318، العبر 3/ 37، 38، شذرات الذهب 3/ 126.
[2] المنتظم 7/ 201، 202 رقم 319، البداية والنهاية 11/ 323، 324، الكامل في التاريخ 9/ 129، دول الإسلام 1/ 235، العبر 3/ 38، النجوم الزاهرة 4/ 198، شذرات الذهب 3/ 126، 127، الأنساب 7/ 14، اللباب 2/ 94، المختصر في أخبار البشر 2/ 133، تاريخ ابن خلدون 4/ 352، سير أعلام النبلاء 16/ 514، 515 رقم 378، مآثر الإنافة 1/ 329، تاريخ مختصر الدول 178.
[3] في الأصل «بنجوتكين» وهو تصحيف. والتصحيح من: ذيل تاريخ دمشق 41، أمراء دمشق 87 رقم 263، الدرّة المضيّة 232- 235 و 237 و 271، اتعاظ الحنفا (راجع فهرس الأعلام) ، تاريخ الأنطاكي 1/ 179، ويقال له «بنجوتكين» وفي عيون الأخبار 258 «أنخوتكين» .(27/159)
الرملة، لحرب من يجيئه من مصر، ثم كانت الوقعة يوم الجمعة من جمادى الْأولى، فاقتتلوا، ثم انهزم منجوتكين، ووصل دمشق فِي يومين، وطلب من أهل البلد النُّصْرَة، فلم يجيبوه خوفًا من الحصار والغلاء، ونهبوا داره، وهمُّوا بالقبض عَلَيْهِ، فانهزم إلى أَذْرِعَات [1] ، ولجأ إلى ابن الجرّاح الطائي، فلم يمنعه، وأسلمه إلى الْأمير سُلَيْمَان بْن فحل، فبُعِث إلى مصر، فعفا عَنْهُ الحاكم.
أَبُو العلاء بْن ماهان [2] ، راوي «صحيح مُسْلِم» . هُوَ: عَبْد الوهاب بْن عيسى بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن ماهان البغدادي.
حدّث [3] بمصر، عَنْ أَبِي بَكْر أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يحيى الْأشقر الفقيه، عَنِ القلانسي صاحب مُسْلِم [4] . وله فَوْت ثلاثة أجزاء من أجزاء الصحيح رواها عَنِ الْجُلُودِي.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر يحيى بْن مُحَمَّد الْأشعري، وأَحْمَد بْن الفتح بْن الواساني المَعَافِرِي، ومُحَمَّد بْن يحيى الحَذَّاء الْأندلسيون.
وقد كتب الدار قطنى إلى أهل مصر ليكتبوا عَنِ ابن ماهان «كتاب مُسْلِم» ووصفه بالثقة والتمييز.
قَالَ الحبَّال: توفّى في سنة سبع وثمانين.
__________
[1] أذرعات: بالفتح ثم السكون، وكسر الراء وعين مهملة وألف وتاء. بلد في أطراف الشام يجاور أرض البلقاء وعمّان. (معجم البلدان 1/ 130) .
[2] العبر 3/ 39، 40، شذرات الذهب 3/ 128، 129 (وفي وفيات سنة 388 هـ.)
[3] في الأصل «الكتاب» ، والتصحيح من سير أعلام النبلاء 16/ 536.
[4] في الأصل «صاحب مصر مسلم» .(27/160)
[وفيات] سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة
أحْمَد بْن عَبْدان بْن مُحَمَّد [1] بْن فرج، أَبُو بَكْر الشيرازي الحافظ نزيل الْأهواز. كَانَ من كبار أئمّة الحديث. سأله حمزة السَّهْمي عَنِ الرجّال والْجَرْح والتعديل.
رَوَى عَنْ مُحَمَّد بن محمد الباغندي، وأبي القاسم البغوي، وجماعة.
ولد سنة ثلاث وتسعين ومائتين، وسمع سنة أربع وثلاثمائة من أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن السَّكن البغدادي بشيراز، وسمع من بَكْر بْن أحْمَد الزُّهْري بكازَرُون [2] ، وتُوُفِّي فِي شهر صفر.
رَوَى عَنْهُ: أبو الحسن محمد بن علي بن صخر، وحمزة السَّهْمي، وَأَبُو ذَرّ الهَرَوِي، وقاضي الْأهواز عَبْد الواحد بْن منصور بْن المشتري، والقاضي عَلِيّ بْن عُبَيْد اللَّه الحسكاني من مشيخة الرازي، وعَبْد الوهاب الغندجاني [3] وآخرون.
وكان يقال له «الباز الأبيض» ، وروى «تاريخ البخاري» .
__________
[1] تذكرة الحفاظ 3/ 990، 991 رقم 924، العبر 3/ 328، مرآة الجنان 2/ 435، شذرات الذهب 3/ 127، الوافي بالوفيات 7/ 166، سير أعلام النبلاء 16/ 489 رقم 359، طبقات الحفاظ 92، الرسالة المستطرفة 30.
[2] كازرون: بتقديم الزاى وآخره نون. مدينة بفارس بين البحر وشيراز. (معجم البلدان 4/ 429) .
[3] في الأصل «العندهانى» وهو تصحيف.(27/161)
أحْمَد بْن عَبْد اللَّه [1] بْن عَبْد البصير أَبُو عُمَر الجذاميّ القُرْطُبي.
سَمِعَ الكثير من قاسم بن أصبغ، وأحمد بن دحيم، ومحمد بْن الخشنيّ، وخالد بْن سعد وطائفة، وكان عارفًا بالحديث [ووقوف عَلَى أحوال نقلته] [2] .
رَوَى عنه: محمد بن الحسن الزُّبَيْدِي، وابْن الفَرَضِيّ وقَالَ [3] : أجاز [لي] ولأبي مصعب جميع ما رواه، وتُوُفِّي فِي جمادى الآخرة، وله سبعٌ وسبعون سنة.
أحْمَد بْن مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف المُزَني.
رَوَى عَنْ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبَادِل، وعَلِيّ بْن أَبِي العقب.
رَوَى عَنْهُ: عَلِيّ بْن الْحَسَن الرَّبعي.
أحْمَد بْن منصور بْن مُحَمَّد [4] بْن حاتم، أَبُو بَكْر النُّوشَرِي [5] .
سَمِعَ يحيى بْن صاعد، وأَحْمَد بْن عَلِيّ الْجَوْزَجَاني، وإبراهيم بْن عَبْد الصمد القاضي.
رَوَى عَنْهُ: العتيقي، والتنوخيّ، وعاش ثمانين سنة، وكان ثقة.
أَصْبَغُ بْن عَبْد اللَّه بْن مَسَرَّة [6] ، أَبُو القاسم الخيّاط.
حجّ، وسمع أَبَا مُحَمَّد بْن الورد، وأَحْمَد بْن الْحَسَن الرازي، وأَبَا إِسْحَاق مُحَمَّد بْن القاسم بْن شعبان، وأَبَا عَلِيّ بْن السَّكَن. سَمِعَ منه مصنّفه «الصحيح في السّنن» ، وكان من الشهود.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 57 رقم 189 وفي الأصل «أحمد محمد» ، شذرات الذهب 3/ 137.
[2] في الأصل «وعلى من الرجال» والّذي بين الحاصرتين أثبتناه نقلا عن تاريخ علماء الأندلس.
[3] سقطت من الأصل، والإستدراك من تاريخ الأندلس.
[4] اللباب 3/ 331، الأنساب 4/ 159.
[5] النّوشرى: بضم النون وسكون الواو وفتح الشين المعجمة وبعدها راء، نسبة إلى نوشر.
(اللباب) .
[6] تاريخ علماء الأندلس 1/ 81. 82 رقم 259.(27/162)
قال ابن الفرضيّ: [سمعت] منه [أشياء] [1] ، وتوفّى فِي رمضان.
بَكْر بْن مُحَمَّد بْن بَكْر بْن خُرَيْم [2] ، أَبُو القاسم الدمشقي الطرائفي المعدّل.
روى عنه ابن جَوْصا.
رَوَى عَنْهُ: أحْمَد بْن الْحَسَن الطّيّان، ورشأ بن نظيف، وغيرهما.
الْحَسَن بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد [3] ، أَبُو عَلِيّ الحَرَشِيّ [4] الحيري. سمع أباه أَبَا [5] عمرو، وأَبَا [6] نُعَيْم بْن عدِيّ، وعدّة.
وعنه: القاضي أَبُو بَكْر. مات فِي جمادى الآخرة.
الْحَسَن بْن عَبْد اللَّه بْن سَعِيد [7] ، أَبُو عَلِيّ الكِنْدي الحمصي الفقيه، نزيل بعلبك.
حدّث فِي هذا العام عَنْ سَعِيد بْن عَبْد العزيز الحلبي، وابْن جَوْصا.
رَوَى عَنْهُ: الْحَسَن بْن الْأشعث المنبجي، وعَلِيّ بْن مُحَمَّد الرَّحْبي وجماعة.
وقع لنا جُزْءٌ من حديثه.
الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن بَشَّار، أبو على الرّيحانى. روى عنه الهمذانيّ.
__________
[1] ما بين الحاصرتين ساقطتين من الأصل، والإستدراك من تاريخ ابن الفرضيّ.
[2] تهذيب ابن عساكر 3/ 290.
[3] الأنساب 4/ 110.
[4] الحرشيّ: بفتح الحاء المهملة والراء وفي آخرها الشين المعجمة. هذه النسبة إلى بنى الحريش بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن قيس، وأكثرهم نزلوا البصرة، ومنها تفرّقت إلى البلاد. (الأنساب 4/ 108) .
[5] في الأصل «أنا» ، والتصحيح من الأنساب.
[6] في الأصل «أنا أبو» ، والتصحيح من الأنساب.
[7] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 3/ 419 و 4/ 189 و 10/ 7 و 15/ 557 و 20/ 162 و 24/ 399 و 37/ 327، التهذيب 4/ 189، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان ق 1- ج 1/ 107 رقم 422، سير أعلام النبلاء 16/ 415 رقم 302.(27/163)
رَوَى عَنْ: إِبْرَاهِيم بْن عمروس، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن بلبل الزَّعْفَراني، ومُحَمَّد بْن حمدان بْن سُفْيَان البغدادي، والقاسم بْن أَبِي صالح، وإبراهيم بْن مُحَمَّد بْن يعقوب.
رَوَى عَنْهُ: أحْمَد بْن زَنْجَوَيْه، وَأَبُو طاهر بْن سَلَمَة، ومُحَمَّد بْن عيسى، وآخرون.
قَالَ شِيرَوَيْه: كَانَ صدوقًا صالحًا.
الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد [1] الدمشقي نزيل نيسابُور، وحدّث فِي هذه السنة عَنْ إِبْرَاهِيم بْن عَلِيّ الهُجَيْمي، والفضل بْن الفضل الكِنْدي، وجماعة.
وعنه: أَبُو عثمان الصّابوني، وأَحْمَد بْن منصور المقرئ.
رَوَى أحاديث لا تشبه أحاديث الصِّدْق.
الْحُسَيْن بْن أحْمَد بْن عَبْد اللَّه [2] بْن بُكَيْر، أَبُو عَبْد الله البغدادي الصيرفي الحافظ.
سمع أبا جَعْفَر بْن البَخْتَرِيّ، وإِسْمَاعِيل الصَّفَّار، وَعُثْمَان بْن السّمّاك وأبا بكر بن النجار فمن بعدهم.
روى عنه: أبو حفص بْن شاهين، وهو أكبر منه، وَأَبُو العلاء الواسطي، وأبو القاسم التنوخي، وعبيد الله الأزهري، وآخر من حدث عَنْهُ أبو الحسين محمد بْن المهتدي باللَّه.
قَالَ الْأزهري: سَمِعْتُهُ [يَقُولُ] [3] فِي حديث: هذا حديث كتبه عنّي مُحَمَّد بن إسماعيل الورّاق، وأبو الحسن [4] الدار قطنى.
__________
[1] تهذيب ابن عساكر 4/ 233.
[2] تاريخ بغداد 8/ 13 رقم 4051، المنتظم 7/ 203 رقم 320، مرآة الجنان 2/ 435، البداية والنهاية 11/ 324، 325، العبر 3/ 38، 39، ميزان الاعتدال 1/ 528، تذكرة الحفاظ 3/ 1017، الوافي بالوفيات 12/ 339 رقم 317، لسان الميزان 2/ 262، 263 رقم 1100، شذرات الذهب 3/ 128 وقد مرّت ترجمته في وفيات السنة السابقة فليراجع، تاريخ التراث العربيّ 1/ 348 رقم 255، وذكره المؤلّف في سير أعلام النبلاء 16/ 464 دون أن يترجم له.
[3] إضافة على الأصل من ترجمته السابقة.
[4] في الأصل «الحسين» .(27/164)
وقَالَ أَبُو القاسم الْأزهري: كنت أحضر عند ابن بكير، وبين يديه أجزاء، فأنظر فيها، فيقول لي: أيما أحب إليك، تذكرني متن ما تريد من هذه الْأجزاء، حتى أخبرك بإسناده، أو تذكر إسناده حتى أذكّرك بمتنه؟ فكنت أذكر المُتُون، فيحدثني بالأسانيد كما هِيَ حفظًا منه، وفعلت هذا معه مرارًا كثيرة، وكان ثقة، لكنهم حسدوه، وتكلموا فيه.
قال الخطيب: قَالَ ابن أَبِي الفوارس: كَانَ يتساهل فِي الحديث ويُلْحِق فِي أُصول الشيوخ ما ليس منها، ويصل المقاطيع. ولد سنة سبع وعشرين وثلاثمائة، وتُوُفِّي فِي ربيع الآخر، رحمه اللَّه.
حمد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم [1] بْن خطاب، الْإمَام، أَبُو سُلَيْمَان الخطّابي البُسْتي الفقيه الْأديب، مصنف كتاب «مَعَالم السُّنَن» ، وكتاب «أسماء اللَّه الحُسْنَى» وكتاب «الغنية عن الكلام وأهله» ، وكتاب «العزلة» ، وغير ذلك من التصانيف.
سَمِعَ: أَبَا سَعِيد بْن الْأعْرابي بمكّة، وأبا بكر بن داسة بالبصرة، وإِسْمَاعِيل الصّفّار ببغداد، أَبَا الْعَبَّاس الْأصمّ بنيسابُور وطبقتهم. وأقام بنيسابور مدَّةً يصنّف ويفيد.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الحاكم، والشيخ أبو حامد الأسفرايني، وَأَبُو نصر مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن سُلَيْمَان البلخي الغزنوي [2] المقرئ [و] على بن
__________
[1] تذكرة الحفاظ 3/ 1018- 1020 رقم 950، قال الذهبي: وهم أبو منصور الثعالبي في «اليتيمة» حيث سمّاه أحمد بن محمد. انظر: يتيمة الدهري 4/ 310، 311، حيث سمّاه «أحمد» وكناه «أبا سليمان» ، العبر 3/ 39، شذرات الذهب 3/ 127 وفيه إن حمد سئل عن اسمه: أحمد أو حمد؟ فقال: سمّيت بحمد وكتب الناس أحمد فتركته. وجاء بهامش الشذرات: أفاد المتبولي في «شرح الجامع الصغير» أنه بسكون الميم، النجوم الزاهرة 4/ 99 وفيه «أحمد» ، وكذلك في مرآة الجنان 2/ 435- 441، البداية والنهاية 11/ 324، إنباه الرواة 1/ 125، دول الإسلام 1/ 235، معجم الأدباء 4/ 246، بغية الوعاة 1/ 546، 547 رقم 1143 (حمد) ، الأنساب 180، خزانة الأدب 1/ 282، طبقات الشافعية الكبرى 2/ 218، وفيات الأعيان 2/ 214- 216 رقم 207، اللباب 1/ 452، وذكره المؤلّف في سير أعلام النبلاء 16/ 495 دون ترجمة.
[2] في الأصل «العرنوى» .(27/165)
الحسن الفقيه السنجزى، ومُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْد الملك الفارسي الفَسَوي، وَأَبُو عُبَيْد الهَرَوِي صاحب الفرسين، وعَبْد الغافر بْن مُحَمَّد الفارسي.
وقد سماه أَبُو منصور الثَّعَالِبي فِي كتاب «اليتيمة» : أَبَا سُلَيْمَان أحْمَد بْن مُحَمَّد، والصّواب حمْد كما قاله الْجَمُّ الغفير. ويقال إنّه من ولد زيد بْن الخطَّاب بْن نُفَيْل العَدَوِي، ولم يَثْبُتْ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن اليونيني [1] وشهدة العامرية قالا: أَنَا جَعْفَرُ الْهَمَذَانِيُّ، أَنَا أَبُو طَاهِرٍ السَّلَفِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا المحاسن الرّوياني بالرّيّ، سَمِعْتُ أَبَا نصر البلخي بغزنة، سَمِعْتُ أَبَا المحاسن الرّوياني بالرّيّ، سَمِعْتُ أَبَا نصر البلْخي بغزنة، سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَان الخطابي، سَمِعْتُ سَعِيد بْن الْأعْرابي، ونحن نسمع عَلَيْهِ هذا الكتاب، يعني كتاب «السُّنَن» لأبي دَاوُد، وأشار إلى النسخة وهي بين يديه: لو أنّ رجلا لم يكن عنده من العلم إلا المُصْحَف الَّذِي فِيهِ كتاب اللَّه، ثم هذا المُصْحَف، لم يحْتَجْ معهما إلى شيء من العلم البتة» .
ولأبي سُلَيْمَان مُقَطَّعات من الشعر في كتاب «اليتيمة» للثَّعالبي، منها:
وما غربة [2] الْأنْسَان فِي شقّة النَّوَى ... ولكنها واللَّه فِي عدم الشَّكْل
وإنّي غريبٌ بين بُسْتَ وأهلِها ... وإنْ كَانَ فيها أُسْرَتي وبها أهلي
وله:
فسامح [3] ولا تَسْتَوْفِ حقَّك كلَّه ... وأبق فلم يستوف [4] قطّ كريم
ولا تَغْلُ فِي شيء من الْأمر واقتَصِدْ ... كلا طرفي قصْد الْأمور سليم
وقد أخذ الخطّابى اللّغة عَنْ أَبِي عُمَر الزّاهد، والفقه عَنْ أَبِي عَلِيّ بْن أَبِي هُرَيْرَةَ، وأَبِي بَكْر القفال الشاشي [5] وغيرهما.
__________
[1] في الأصل «النوسي» ، واليونينى: بضم الياء وكسر النّون. نسبة إلى بلدة يونين شمالي مدينة بعلبكّ بلبنان.
[2] في اليتيمة «غمّه» .
[3] في اليتيمة «تسامح» .
[4] في اليتيمة «يستقص» .
[5] في الأصل «الشافعيّ» وهو وهم.(27/166)
وذكر أَبُو يعقوب القرّاب وفاته فِي ربيع الآخر.
سَعِيد بْن حسّان بْن العلاء [1] ، أَبُو عثمان القُرْطُبي نزيل مصر.
سَمِعَ بها من عَبْد الملك بْن بحر بْن شاذان الجلاب [2] ، ومن عثمان بْن مُحَمَّد السمرقندي بتنيس.
وحدّث بقُرْطُبَة، وبها تُوُفِّي فِي صفر.
شافع بْن مُحَمَّد بْن [3] الحافظ أَبِي عوانة يعقوب بْن إِسْحَاق، أَبُو النَّضْر الإِسْفِرَايِينِيّ.
رحل وطَوَّف إلى العراق والشام ومصر وخراسان بعد وفاة جَدّه.
سَمِعَ من جَدّه، وعَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن مبشّر الواسطي، وعَبْد اللَّه بْن الزَّيْنَبِي الدمشقي، وابْن جَوْصَاء، وأَحْمَد بْن عَبْد الوارث الغسَّال، وأَبِي جَعْفَر أحْمَد بْن مُحَمَّد الطّحاوي، ومُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الدَّيْبلي، وطبقتهم.
وروى عَنْهُ: الحاكم، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو نعيم، وَأَبُو ذَرّ الهَرَوِي، وَأَبُو مَسْعُود أحْمَد بْن محمد البجلي، وأبو سعد محمد بن عبد الرَّحْمَن الكَنْجَرُوذِي.
قَالَ الحاكم: خرّجت عَنْهُ فِي «الصحيح» .
وقَالَ أَبُو القاسم بْن منده: تُوُفِّي فِي المحرَّم من السّنة.
عُبَيْد اللَّه بْن سَعِيد بْن عَبْد اللَّه [4] بْن عَبْد الواحد بْن مازيا القاضي، أبو الحسين البروجردي [5] .
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 175 رقم 529، بغية الملتمس 308 رقم 797.
[2] في الأصل «الحلاب» .
[3] حلية الأولياء 9/ 109، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان ق 1- ج 2/ 229 رقم 670، تذكرة الحفاظ 3/ 1020، تاريخ جرجان 189، سير أعلام النبلاء 16/ 388 رقم 278 وذكره ثانية ص 495.
[4] تذكرة الحفاظ 3/ 1020.
[5] البروجردي: بضم الباء والراء بعدهما الواو وكسر الجيم وسكون الراء الثانية وفي آخرها الدال المهملة. نسبة إلى بروجرد، بلدة من بلاد الجبل قريبة من همذان. (اللباب 1/ 143، 144) .(27/167)
حدّث بهَمَذَان فِي سنة أربعٍ وستين عَنْ أَبِيهِ، وعَبْد اللَّه بْن إِسْحَاق المدائني، والباغَنْدِي، وابْن جرير، ومُحَمَّد بْن المجدِّر، وأَحْمَد بْن جوْصا.
رَوَى عَنْهُ: رافع بْن مُحَمَّد القاضي، وطاهر بْن ماهلة، وَأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الهَمَذَانيّون.
ذكره شِيرَوَيْه ووثَّقه وقَالَ: تُوُفِّي ببروجرد سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.
قلت: يبعد أنّه عاش إلى الْأن.
عُبَيْد اللَّه بْن المحدّث عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن الْبَصْرِيّ، القاضي أَبُو القاسم المَرْوَزِي قاضي نَسْف.
قَالَ المُسْتَغْفِري: كَانَ صَلْب المذْهب، لما دخل سبكتكين [1] صاحب غَزْنَة إلى بَلْخ، دعا فقهاءها إلى مناظرة الكَراميّة، وكان منهم القاضي عُبَيْد اللَّه، وهو يومئذ عَلَى قضاء بلْخ، فَقَالَ سُبُكْتِكِين: ما تقولون فِي هَؤُلاءِ الزُّهاد الْأولياء، يعني الكرامية؟ فَقَالَ القاضي: هَؤُلاءِ كفّار. فَقَالَ: ما تقولون فِي إنْ كنت أعتقد مذهبهم؟ فقال: قولنا فيك كقولنا فيهم، فقال وضربهم بطبرزين حتى أدماهم، وشَبَحَ القاضي، وقيدهم وحبسهم، ثم خاف الملامة فأطلقهم، وتُوُفِّي القاضي سنة ثمانٍ وثمانين.
عُبَيْد اللَّه بْن عَمْرو بْن مُحَمَّد [2] بْن منتاب، أَبُو القاسم البغدادي، أخو أَبِي الطّيّب.
سَمِعَ يحيى بْن صاعد، وعثمان بْن السّمّاك.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن حسنون، وغيرهما. وثّقه العتيقى، وولد سنة إحدى وثلاثمائة.
عُبَيْد الله بن محمد بن عُبَيْد الله [3] ، أَبُو الفضل الفامي، شيخ صالح نيسابوريّ، سكن محلّة نصراباذ.
__________
[1] في الأصل «سبكتين» .
[2] تاريخ بغداد 10/ 375، 376 رقم 5537، المنتظم 7/ 204 رقم 323.
[3] العبر 3/ 39، شذرات الذهب 3/ 128، تذكرة الحفاظ 3/ 1020، وذكره المؤلّف في سير أعلام النبلاء 16/ 495 دون أن يترجم له.(27/168)
سَمِعَ أَبَا الْعَبَّاس السّرّاج، وأكثر النّاس عَنْهُ لعُلُوّ سَنَدِه.
قَالَ الحاكم: سماعاته بخطّ أَبِيهِ صحيحة.
قلت: رَوَى عَنْهُ سَعِيد العيار، وجماعة، وقع لنا من عَوَالِيه.
عبد العزيز بْن يوسف [1] ، أَبُو [2] القاسم كاتب الْأنشاء للسلطان عَضُد الدولة، ثم وَزَرَ لابنه بهاء الدولة خمسة أشهر، وتُوُفِّي فِي شعبان من السنة، وكان أديبًا شاعرًا رئيسًا نبيلا، ولم يشتهر لأنّه لم تَطُل وزارتُه.
عُمَر بْن أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم [3] الْإمَام أَبُو حفص البَرْمَكِي الحنبلي، أحد الْأعلام والزُّهاد، وقد ذكرناه [4] فِي الماضية. أَبُو [5] حفص العُكْبَرِي المعروف بابن المسلّم.
رَوَى هذا عَنْ أَبِي بَكْر الصوّاف، وإِسْمَاعِيل الخطبي، وتفقّه بأبي عَلِيّ النّجار، وأَبِي بَكْر عَبْد العزيز، وله فِي الفقه تواليف حسنة، رحمه اللَّه.
وهو والد المعمَّر أَبِي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن عُمَر البَرْمَكِي شيخ قاضي المرسْتان.
عُمَر بْن مُحَمَّد بْن عِرَاك بْن [6] مُحَمَّد بْن عِرَاك، أبو حفص الحضرميّ المصري المقرئ المجوّد.
قرأ القرآن بَورْش عَلَى أَبِي جَعْفَر حمدان بْن عَوْن بْن حكيم الخَوْلاني صاحب إِسْمَاعِيل بْن عَبْد اللَّه النحاس، وعلى أَبِي الْعَبَّاس أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن جامع السُّكَّري، وعلى أَبِي غانم المُظَفَّري أحْمَد بْن حمدان.
__________
[1] المنتظم 7/ 203 رقم 321، البداية والنهاية 11/ 325، الكامل في التاريخ 9/ 144.
[2] في الأصل «أبا» .
[3] انظر ترجمته في وفيات السنة السابقة باسم «عمر بن إبراهيم» .
[4] في الأصل «ذكرنا» .
[5] في الأصل «أبا» .
[6] في الأصل «عزاك» والتصحيح من العبر 3/ 40، شذرات الذهب 3/ 29، تذكرة الحفاظ 3/ 1020 وهو في معرفة القراء 1/ 285 رقم 30 «محمد بن محمد بن عراك» ، حسن المحاضرة 1/ 209، وذكره المؤلّف في سير أعلام النبلاء 16/ 495 دون أن يترجم له.(27/169)
قرأ عَلَيْهِ فارس بْن أحْمَد الضّرير، وتاج الْأئمّة أحْمَد بن عَلِيّ بْن قاسم، وَأَبُو الوليد عُتْبة بْن عَبْد الملك العثماني، وغيرهم.
قَالَ أَبُو إِسْحَاق الحبّال: تُوُفِّي بمكّة يوم عاشوراء، وقد تُوُفِّي أَبُو غانم شيخه فِي سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة. وتُوُفِّي أَبُو جَعْفَر أَحْمَد بْن عبد اللَّه بن هلال الأزدي سنة عشرين وثلاثمائة، وهو شيخ أبى غانم. وقرأ الْأزْدِيّ وحمدان الخَوْلاني، عَلَى إِسْمَاعِيل النّحّاس، عَنْ قراءته عَلَى أَبِي يعقوب الْأزْدِيّ، عَنْ ورش، وفقراءته عَلَى الخَوْلاني أعلى بدرجة. وكان ابن عِراك من كبار المقرءين.
عُمَر بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن، أَبُو حفص اليسع [1] . بغدادي، تُوُفِّي فِي تنيس.
القاسم بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن معروف، أَبُو أحْمَد القنطري الحاكم.
تُوُفِّي فِي ربيع الْأوّل بنَسْف.
رَوَى عَنْ الْأصم، وعَبْد المؤمن بْن خَلَف، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ جَعْفَر المُسْتَغْفِري.
قاسم بْن مُحَمَّد بْن قاسم [2] بْن أَصْبَغُ بْن مُحَمَّد البيّاني [3] ، أبو مُحَمَّد القُرْطُبي قاضي مدينة الفرج. سَمِعَ من جدّه.
[و] كتب عَنْهُ ابن الفَرَضِيّ وجماعة.
وكان مولده سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وتُوُفِّي فِي ربيع الأوَّل.
مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن سُلَيْمَان، أَبُو النَّضْر السَّرْمَغُوني النَّسَوِي.
سَمِعَ بدمشق، ونشأ، وحدّث عَنْ مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عَبْد الجبّار النَّسَوِي، وأَبِي الدَّحداح أحْمَد بْن مُحَمَّد، وابْن جَوْصا، وأَبِي نُعَيْم بْن عدىّ.
__________
[1] في الأصل «اليسيع» .
[2] تاريخ علماء الأندلس 1/ 364 رقم 1070 وفيه «قاسم بْن أصبغ بْن محمد بْن يوسف بْن ناصح بن عطاء مولى أمير المؤمنين الوليد بن عبد الملك بن مروان» ، جذوة المقتبس 329 رقم 765، بغية الملتمس 446 رقم 1294.
[3] في الأصل «البناني» والتصحيح من المصادر السابقة.(27/170)
رَوَى عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن أحْمَد بْن سَلَمَة، والْحُسَيْن بْن عثمان الشيرازي، وَأَبُو مَسْعُود أحْمَد بْن مُحَمَّد البَجَلي.
وعاش إلى هذه السنة، ولم تُحْفَظْ وفاتُه.
مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن إبراهيم [1] ، أَبُو الفرج الشَّنَّبُوذِي [2] المقرئ، تلميذ ابن شَنَّبوذ، قرأ عَلَيْهِ القراءات، [و] على أَبِي بَكْر بْن مجاهد، وأَبِي عَبْد اللَّه إِبْرَاهِيم بْن عرفة النَّحْوِيّ نفْطَوَيْه، وابْن بشّار العلاف صاحب الدُّورِي، وهو أقدم شيخ لَهُ، ومُحَمَّد بْن النَّضْر بْن الْأخرم، وجماعة، واعتنى بهذا الشأن، وتصدّر للإقراء بعد أن أكثر التَّرْحال فِي لُقيّ الشيوخ المقرَّبين.
قرأ عَلَيْهِ الهيثم بن أحمد الدمشقيّ الصّبّاغ، وَأَبُو طاهر مُحَمَّد بْن ياسين الحلبي، وَأَبُو الفرج الْأستِراباذي، وَأَبُو العلاء مُحَمَّد بْن عَلِيّ الواسطي، وَأَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الكارزيني [3] وطائفة، آخرهم وفاةً، فيما أعلم، أَبُو عَلِيّ الْأهوازي.
وكان عالمًا بالتفسير ووجوه القراءات.
قَالَ الخطيب: سَمِعْتُ أَبَا الفضل عُبَيْد اللَّه بْن أحْمَد يذكر أَبَا الفرج الشَّنَّبُوذِي، فعظَّم أمره وقَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: أحفظ خمسين ألف بيت من الشعر شواهد القرآن.
وقال الخطيب: ولد سنة ثلاثمائة، وتكلّم النّاس فِي رواياته، فحدثني أحْمَد بْن سُلَيْمَان الواسطي المقرئ قَالَ: كَانَ أَبُو الفرج الشّنّبوذى يذكر أنّه
__________
[1] تاريخ بغداد 1/ 271 رقم 110، المنتظم 7/ 204 رقم 324، البداية والنهاية 11/ 325، العبر 3/ 40، تذكرة الحفاظ 3/ 1020، معرفة القراء الكبار 1/ 268- 270 رقم 3، النجوم الزاهرة 4/ 199، اللباب 2/ 211، 212، شذرات الذهب 3/ 129، وذكره المؤلّف في سير أعلام النبلاء 16/ 495 دون أن يترجم له.
[2] الشّنّبوذى: بفتح الشين المعجمة والنون وضمّ الباء الموحّدة وسكون الواو وفي آخرها ذال معجمة، نسبة إلى شنّبوذ جدّ المقرئ الشّنّبوذى. (اللباب 2/ 211) .
[3] الكارزيني: بفتح الكاف والراء وكسر الزاى بعدها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها نون. هذه النسبة إلى كارزين، وهي من بلاد فارس، بنواحيها مما يلي البحر. (الأنساب 10/ 316، اللباب 3/ 74) .(27/171)
قرأ عَلَى أَبِي الْعَبَّاس الْأشناني، فتكلّم النّاس فِيهِ، وقرأت عَلَيْهِ لابن كثير، ثم سَأَلت عَنْهُ الدَّارَقُطْنيّ، فأساء القول فِيهِ.
قَالَ التنوخي: تُوُفِّي أَبُو الفرج الشَّنَّبُوذِي فِي صفر من السنة.
قال الدار قطنى: أخذ عرْضًا عَنِ ابن شنَّبُوذ ولازمه، فنسب إِلَيْهِ، عَنْ مُحَمَّد بْن هارون التّمّار، وأَبِي مزاحم الخاقانيّ، وأحمد بن حمّاد التيمي، ثم سمّى جماعة، وقال: مشهور، ضابط، نبيل، حافظ، ماهر، خازن، كَانَ يتحرّك فِي البلدان. رَوَى عَنْهُ القراءة غير واحدٍ من شيوخنا.
مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مَتّ [1] ، أَبُو بَكْر الْأشْتِيخَني [2] . سمع «صحيح الْبُخَارِيّ» فِي سنة تسع عشرة وثلاثمائة من أَبِي عَبْد اللَّه الفَرَبْرِي، وحدّث.
تُوُفِّي فِي رجب، وكان من كبار الشافعية، مَعَ الزُّهد والعبادة، رحمه اللَّه.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو سَعِيد الإدريسي، وعَلِيّ بْن سختام السَّمَرْقَنْدِيّ، وجماعة.
مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد [3] بْن قادم، أَبُو عَبْد اللَّه القُرْطُبي المالكي.
سَمِعَ قاسم بْن أَصْبَغُ وذويه، ورحل فسمع بمصر، وتفقّه عَلَى ابن سُفْيَان، وسمع ببغداد من أَبِي بَكْر الشّافعيّ، وأَبِي عَلِيّ بْن الصَّوّاف.
قَالَ ابن الفَرَضِيّ [4] : كَانَ ضعيفًا غير ضابط لنفسه ولا لسانه. تُوُفِّي فِي هذا العام، وكان شاعرًا محسنًا إخباريا، وقد سمعه غير واحد ينال من عليّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، وأنا سمعته ينال من الْحَسَن، لعن اللَّه من نال منهما.
__________
[1] العبر 3/ 40، اللباب 1/ 63، معجم البلدان 1/ 196، شذرات الذهب 3/ 129، طبقات الشافعية الكبرى 2/ 125، الأنساب 1/ 268، 269، معجم البلدان 1/ 196، مشتبه النسبة 1/ 16، سير أعلام النبلاء 16/ 521 رقم 382.
[2] الإشتيخني: بكسر الألف وسكون الشين المعجمة وكسر التاء المعجمة باثنتين من فوق، بعدها ياء معجمة باثنتين من تحتها ساكنة وفتح الخاء المنقوطة في آخرها نون. نسبة إلى إشتيخن، قرية من قرى الصّغد بسمرقند. (اللباب، معجم البلدان) .
[3] تاريخ علماء الأندلس 2/ 100، 101 رقم 1377.
[4] في الأصل «الرضى» وهو تصحيف.(27/172)
مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مجّ، أَبُو النَّضْر الكُشَاني [1] الكرميني [2] .
رَوَى عن دَاوُد بْن سُلَيْمَان بْن خُزَيْمَة، وأَبِي حسّان مُهِيب بْن سُلَيْم، وغيرهما.
سماعه سنة سبع عشرة.
رَوَى عَنْهُ جَعْفَر بْن المُسْتَغْفِري.
حدّث فِي هذه السنة، وانقطع خبره.
مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عقيل، أَبُو بَكْر النيسابُوري القطّان.
سَمِعَ مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن دلوَيْه، وعَلِيّ بْن عَبْدان، وطبقتهما.
وعنه: الحاكم، وَأَبُو عَلِيّ الصّابوني.
ورَّخه الحاكم.
مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن محمي [3] ، أَبُو بَكْر البغدادي الجوهري.
رَوَى عَنْ أَبِي القاسم البَغَوي.
رَوَى عَنْهُ: العشاري، والعتيقي، والأزهري.
وتُوُفِّي فِي شعبان، وهو ثقة.
مُحَمَّد بْن الْحَسَن [4] بْن المُظَفَّر، أَبُو عَلِيّ البغدادي اللُّغَوِي الكاتب، المعروف بالحاتمي، أحد الْأعلام المشاهير.
__________
[1] الكشاني: بضم أولها والشين المعجمة وفي آخرها النون. نسبة إلى كشانية، بلدة من بلاد الصّغد بنواحي سمرقند. (الأنساب 10/ 431، اللباب 3/ 98) .
[2] الكرمينيّ: بفتح الكاف وسكون الراء وكسر الميم والياء المنقوطة باثنتين من تحتها والنون في آخرها. هذه النسبة إلى كرمينية، وهي إحدى بلاد ما وراء النهر على ثمانية عشر فرسخا من بخارى. (الأنساب 10/ 405، اللباب 3/ 94) .
[3] تاريخ بغداد 1/ 363 رقم 303، المنتظم 7/ 204 رقم 325.
[4] في الأصل «الحسين» والتصويب من: تاريخ بغداد 2/ 214 رقم 650، المنتظم 7/ 205 رقم 330، العبر 3/ 40، شذرات الذهب 3/ 129، معجم الأدباء 18/ 154، إنباه الرواة 3/ 103، 104، الوافي بالوفيات 2/ 343، 344 رقم 795، وفيات الأعيان 4/ 362- 367 رقم 649، تاريخ ابن الوردي 1/ 315، يتيمة الدهر 3/ 108، المحمدون من الشعراء 230، الإمتاع والمؤانسة 1/ 135، بغية الوعاة 1/ 87، 89 رقم 140، اللباب 1/ 326، الأنساب (مادة الحاتمي) ، المختصر في أخبار البشر 2/ 134، كشف الظنون 690، 812،(27/173)
أخذ اللغة عَنْ أَبِي بَكْر الزاهد.
رَوَى عَنْهُ أَبُو القاسم التنوخي، وغيره.
وله «الرسالة الحاتمية» التي شرح فيها ما جرى بينه وبين المتنبّي من إظهار سرقاته وإبانة عيوبه في شعره، وهي رسالة تدل عَلَى تبحره، يذكر في أولها ذهابه عَلَى بغلته، وبين يديه غلمانه إِلى دار المتنبي، فما أكرمه ولا احترمه، وأَنَّهُ جلس، فما التفت إِلَيْهِ، فعنَّفه الحاتمي ووبخه عَلَى تيهه وعجبه.
تُوُفِّي الحاتمي فِي هذه السنة. بلغتنا أخباره مختصرة.
مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ، أَبُو الطيّب الماذرائي. من رؤساء المصريين ومن بيت حشمة.
تُوُفِّي فِي شوّال.
مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن مهران [1] القاضي، أَبُو الفضل المَرْوَزِي الحَدَّادي الواعظ الصّوفي.
سَمِعَ عَبْد اللَّه بْن محمود المَرْوَزِي، ومُحَمَّد بْن يحيى بْن خَالِد صاحب إِسْحَاق بْن راهَوَيْه، وحماد بْن أحْمَد السُّلَمي، والكبار، وعُمَر حتى جاوز المائة.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وبالإجازة أَبُو يَعْلَى الخليلي.
وقَالَ فِيهِ الحاكم: شيخ أهل مَرْو فِي الفقه والحديث والتصوُّف والقضاء، مات بمَرْو فِي صفر.
قلت: حديثه من أعلى شيء وقع لمُحيي السّنّة البغوي.
__________
[ () ] 988، 8415، 1850، 1905، إيضاح المكنون 1/ 301، هدية العارفين 2/ 56، روضات الجنات 176، معجم المؤلفين 9/ 222، 223، تلخيص ابن مكتوم 201، سير أعلام النبلاء 16/ 499، 500 رقم 369 وفيه «محمد بن الحسين» ، مآثر الإنافة 1/ 322.
[1] تذكرة الحفاظ 3/ 1020، الأنساب 4/ 73، 74، اللباب 1/ 346، مشتبه النسبة 1/ 144، سير أعلام النبلاء 16/ 470 رقم 345، تبصير المنتبه 1/ 308.(27/174)
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عُمَر، ومُحَمَّد بْن عَبْد العزيز القنطري، وَأَبُو عَبْد الرَّحْمَن مُحَمَّد بْن أحمد بن جعفر الشاذباخي، ومُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الوزيري الخُوَارِزْمِي، وَأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن أَبِي الهيثم الترابي، وغيرهم.
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ [1] بْنِ زكريا الحافظ، أَبُو بَكْر الشَّيْباني الْجَوْزَقي [2] العدل، شيخ نيسابُور ومحدثها، وابْن أخت محدّثها أَبِي إِسْحَاق إبراهيم بْن المُزَكّي.
رَوَى عَنْ: أَبِي الْعَبَّاس السّرّاج، وأَبِي نُعَيْم بْن عدِيّ الْجُرْجَاني، وأَبِي الْعَبَّاس الدّغولى.
رحل به [3] خاله إلى سرخس و [سمع] [4] مكي بن عبدان، وأبا حامد بن الشرفي، وأخيه عَبْد اللَّه بْن الشرفي، ورحل فسمع أَبَا سَعِيد بْن الْأعْرابي بمكّة، وأَبَا عَلِيّ الصّفّار ببغداد، وأَبَا حاتم الوسقندي [5] بالرّيّ، والقاسم بْن عَبْد الواحد بهَمَذَان، وصنف «المسند الصحيح» عَلَى كتاب مُسْلِم.
وجَوْزَق: قرية من قرى نيسابُور. وأمّا الفضل إِسْحَاق الهَرَوِي الْجَوْزَقي الحافظ فمنسوب إلى جَوْزَق من عمل هَرَاة.
ولأبي بَكْر الْجَوْزَقي كتاب «المتّفق» مشهور، وله كتاب «المتّفق الكبير» في نحو ثلاثمائة جُزْء، يرويه أَبُو عثمان الصّابوني.
روى عَنْ أَبِي بَكْر قَالَ: أنفقت فِي الحديث مائة ألف درهم، وما كسبت به درهما.
__________
[1] الأنساب 142 ب، العبر 3/ 41، تذكرة الحفاظ 3/ 1013، 1014 رقم 945، الوافي بالوفيات 3/ 316 رقم 1366، طبقات الشافعية الكبرى 2/ 169، النجوم الزاهرة 4/ 199، شذرات الذهب 3/ 129، 130، اللباب 1/ 309، معجم البلدان 2/ 184، الأعلام 7/ 99، معجم المؤلفين 10/ 240، تاريخ التراث العربيّ 1/ 347 رقم 254، سير أعلام النبلاء 16/ 493- 495 رقم 364، طبقات الحفاظ 401، الرسالة المستطرفة 27.
[2] الجوزقى: بفتح الجيم وسكون الواو وفتح الزاى وفي آخرها القاف. نسبة إلى جوزق نيسابور (اللباب) .
[3] في الأصل «إليه» .
[4] إضافة على الأصل.
[5] في الأصل «الوسعدى» . و «الوسقندي» : نسبة إلى «وسقند» من قرى الرىّ. (المعجم البلدان 5/ 376) .(27/175)
قَالَ الحاكم: وانتقيت لَهُ فوائد فِي عشرين جُزْءًا، ثم بعدها ظهر سماعه من السّرّاج.
وتُوُفِّي فِي شوّال عَنِ اثنتين وثمانين سنة.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، والكَنْجَرُوذِي، وسعيد بْن مُحَمَّد البحيري، ومُحَمَّد بْن عَلِيّ الخشّاب، وسعيد العيّار، وأَحْمَد بْن منصور بْن خَلَف المغربي، وآخرون.
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه حَمْشَاد [1] ، أَبُو منصور النيسابُوري الزّاهد، أحد الْأئمّة.
سَمِعَ: أَبَا حامد بْن بلال، ومُحَمَّد بْن الْحُسَيْن القطّان، وإِسْمَاعِيل الصّفّار، وابْن البَخْتَرِي، وتفقّه عَلَى جماعة، وأخذ الكلام عَنْ جماعة، والعربيّة عَنْ أَبِي عُمَر الزّاهد ونحوه، ودخل إِلى اليمن. وكان مجتهدًا فِي العبادة، زاهدًا، واعظًا، كثير التصانيف، تخرّج بِهِ جماعة، وكان مُجابَ الدعوة.
تُوُفِّي فِي رجب، وله اثنتان وسبعون سنة. لَهُ نحو ثلاثمائة مصنَّف.
مُحَمَّد بْن عُبَيْد [2] اللَّه بْن مُحَمَّد، أَبُو بَكْر البغدادي الكَرْخي الكاتب.
سَمِعَ أَبَا عَبْد اللَّه المَحَامِلي، ومُحَمَّد بْن مَخْلَد، وأَبَا بَكْر ابن داسة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو حفص بْن شاهين، وهو أكبر منه، وجماعة من المتأخِّرين.
ذكره البَرْقَاني، قَالَ: ثقة، ثقة، ثقة. وقال غيره: كان يقرب إلى الدار قطنى فخرّج له.
وتوفّى في ذي الحجّة.
__________
[1] في الأصل «حمشاو» ، والتصحيح من طبقات الشافعية 2/ 167، سير أعلام النبلاء (المصور) 10 ق 2/ 272، معجم المؤلفين 10/ 209.
[2] في الأصل «عبد» والتصويب من (تاريخ بغداد 2/ 333، 334 رقم 830) .(27/176)
مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن أحمد الْإمَام [1] ، أَبُو بَكْر الْأدْفُوِي [2] الْمَصْرِيّ المقرئ النَّحْوِيّ المفسر. وأدْفو من الصعيد بقرب أسوان. سكن مصر، وكان خشّابًا يتكسّب فِي بيع الخشب.
صحِب أَبَا بَكْر النّحّاس ولزمه، وحمل عَنْهُ سائر كُتُبه، وسمع الحديث، وقرأ القرآن برواية وَرْش، وكان سيّد أهل عصره، وكانت لَهُ حلقة كبيرة. أخذ عَنْهُ طائفة. وله كتاب «تفسير القرآن» فِي مائة وعشرين مجلَّدة، ومنه نسخة بمصر، بوقف القاضي عَبْد الرحيم الفاضل.
تُوُفِّي يوم الخميس لثمان بقين من ربيع الْأوّل.
ومن قَالَ: «الْأثفوي» فعلى لغة عوامّ المصرييّن.
قرأ عَلَى أَبِي غانم المُظَفَّر بْن أحْمَد الْمَصْرِيّ، وغيره.
قرأ عليه أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي، ومُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن النُّعمان، والْحَسَن بْن سُلَيْمَان، وعاش ثلاثًا وثمانين سنة. وقد سَمِعَ من أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن جامع، وسعيد بْن السَّكَن، وعدّة.
مُحَمَّد بْن سهل [3] القاضي، أَبُو نصر النيسابُوري الفقيه، شيخ الحنفيّة وعالمهم بخُراسَان وأحسنهم سيرةً فِي القضاء.
سَمِعَ: أبا حامد بن بلال، وأبا العبّاس الأصمّ، وما زال منسوبا إلى الورع والزاهد.
__________
[1] العبر 3/ 41، تذكرة الحفاظ 3/ 1020، معجم البلدان 1/ 126، طبقات القراء 2/ 198، 199، الوافي بالوفيات 4/ 117 رقم 1610، طبقات المفسّرين للسيوطي 38، بغية الوعاة 1/ 189، رقم 317 وفيه «محمد بن على بن محمد» ، الطالع السعيد للأدفوى 307، 308، حسن المحاضرة 1/ 280، شذرات الذهب 3/ 130، كشف الظنون 79 و 139 و 441، 442، هدية العارفين 2/ 56، تاريخ الأدب العربيّ لبروكلمان 1/ 205، معجم المؤلفين 10/ 305، تاريخ التراث العربيّ 1/ 78 رقم 30، وذكره المؤلّف في سير أعلام النبلاء 16/ 495 دون ترجمة.
[2] الأدفوي: بضم الهمزة، وسكون الدال، وضم الفاء، وسكون الواو، نسبة الى قرية بصعيد مصر الأعلى بين أسوان وقوص. (معجم البلدان 1/ 126) .
[3] تاريخ بغداد 3/ 227 رقم 1290.(27/177)
وحدّث عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الحاكم، وَأَبُو جَعْفَر الْأزهري، والقاضي أَبُو القاسم التنوخي. وَأَبُو عَبْد اللَّه الصَّيْمَريّ.
وعاش سبعين سنة.
مُوسَى بْن يحيى [1] ، أَبُو [2] هارون الصّدّيني [3] الفاسي الفقيه المالكي.
كَانَ إمامًا عالمًا بالمذهب.
لقي الْإمَام أبا بكر الأسواني، ودخل الأندلسى فِي طلب العلم.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الفرج عبدوس.
وتُوُفِّي بفاس فِي يوم عَرَفَة، يوم جمعة من سنة ثمانٍ وثمانين.
يوسف بْن أحْمَد بْن يوسف [4] بْن الدخيل، أَبُو يعقوب الصَّيْدلاني الْمَكِّيّ راوي كتاب «الضعفاء» لأبي جَعْفَر العقيلي، عَنْهُ.
تُوُفِّي بمكّة.
سَمِعَ: مُحَمَّد بْن عمرو العقيلي، وعَبْد اللَّه بْن أَبِي رجاء، وعَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه المقرئ، وإسحاق بْن أحْمَد الحلبي، وعَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أبى قراد الكوفي، وأبا التريك ابن الحسين الطرابُلُسِي، وأَبَا سَعِيد ابن الْأعْرابي، ومُحَمَّد بْن عَلِيّ السامري صاحب الزياديّ [5] . وخلقًا من القادمين إلى الحجّ، وصنّف كتاب «سيرة أَبِي حنيفة» .
رَوَى عَنْهُ: الحكم بْن المنذر البَلُّوطي، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد العَتِيقي، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بن نوح الأصبهاني، وعليّ بن الورّاق.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 2/ 250 رقم 1467.
[2] في الأصل «بن» .
[3] في الأصل «الصدفي» والتصويب من تاريخ ابن الفرضيّ.
[4] تذكرة الحفاظ 3/ 1020. وذكره المؤلف في سير أعلام النبلاء 16/ 495 دون أن يترجم له.
وانظر عنه في مقدّمة كتاب الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 40- 45 في السماعات.
[5] في الأصل «على السامرنى صاحب الرمادي» .(27/178)
[وفيات] سنة تسع وثمانين وثلاثمائة
أحْمَد بْن سهل بْن محسن [1] ، أَبُو جَعْفَر الحدّاد الْأنْصَارِيّ الطُّليْطِلي المقرئ.
قرأ بمصر عَلَى عَبْد الباقي الْأدْفُوِي [2] ، وأَبِي الطيب بْن غلبون، وصنّف قراءة نافع.
مات كَهْلا.
أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحَسَن [3] بْن مالك الكِلائي [4] ، أَبُو القاسم بليط القُرْطُبي.
رَوَى عَنْ قاسم بْن أَصْبَغُ، وأَبِي عَبْد الملك بْن أَبِي دليص، وكان صالحًا.
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: كتبت عَنْهُ، تُوُفّي فِي ذي القعدة.
أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عابد [5] ، أَبُو عُمَر الْأسدي القُرْطُبي الحافظ.
سَمِعَ أحْمَد بن سعيد بن حزم، وأحمد بن مطرف، ومحمد بن معاوية، وحدّث باليسير.
__________
[1] الصلة لابن بشكوال 1/ 9 رقم 8.
[2] في الأصل «الأدفونى» .
[3] ، (4) انظر الأصل 720.
[5] تاريخ علماء الأندلس 1/ 58 رقم 193، تذكرة الحفاظ 3/ 1020، 1021 رقم 951، شذرات الذهب 3/ 131.(27/179)
الحسن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد [1] بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن مخلد بْن سنان، أَبُو مُحَمَّد المخلدي [2] النيسابُوري العدل، شيخ العدالة، وبقية [3] أهل البيوتات.
سَمِعَ: أَبَا الْعَبَّاس السّرّاج، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن الذَّهبي، ومؤمل بْن الْحَسَن الماسَرْجَسي، وأَبَا حامد الْأعمشي، وأَبَا نُعَيْم عَبْد الملك بْن مُحَمَّد بْن عدِيّ، وأَبَا بَكْر بْن حمدون، وعَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بن مسلم الأسفرايينى، وزنجويه بن محمد اللّبّاد، وموسى بْن الْعَبَّاس الْجُوَيْني، وجماعة.
قَالَ الحاكم: وهو صحيح السَّماع، محدّث عصره.
رَوَى عَنْهُ الحاكم، وَأَبُو عثمان البحيري، ويعقوب بْن أحْمَد الصَّيْرفي، وَأَبُو سَعِيد مُحَمَّد بْن عَلِيّ الخشّاب، وَأَبُو يَعْلَى الصّابوني، وَأَبُو سَعْد الكَنْجَرُوذِي، وَأَبُو حامد أحْمَد بْن الْحَسَن الْأزهري.
تُوُفِّي فِي رجب.
الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن عَوْن [4] ، أَبُو مُحَمَّد الحريري [5] ، بغداديّ.
رَوَى عَنِ المَحَامِلي.
حدّث عَنْهُ العتيقي ووثّقه.
زاهر بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد [6] بْن عيسى، أَبُو عَلِيّ السَّرْخَسي الفقيه الشافعيّ المقرئ المحدّث.
__________
[1] العبر 3/ 43، تذكرة الحفاظ 3/ 1021، اللباب 180 وفيه وفاته سنة 339 وهو خطأ، تاريخ التراث العربيّ 1/ 349 رقم 258.
[2] المخلدي: بفتح الميم وسكون الخاء وفتح اللام وفي آخرها دال مهملة. نسبة إلى جدّه مخلد. (اللباب) .
[3] في الأصل «بقيت» .
[4] هو: الحسن بن على بن أحمد بن عون. (تاريخ بغداد 7/ 389 رقم 3923، المنتظم 7/ 206 رقم 331) .
[5] في الأصل «الجريريّ» وهو تحريف.
[6] تذكرة الحفاظ 3/ 6021 العبر 3/ 43، الكامل في التاريخ 9/ 155 وقد أسقط اسمه «زاهر» وسمّاه «أحمد بن محمد بن عيسى ... » ، طبقات الشافعية لابن هداية الله 105، طبقات(27/180)
سمع أبا لبيد محمد بن إدريس الشامي. [و] سمع مُحَمَّد بْن زهير الْأبُليّ، وأَبَا القاسم البَغَوي، ويحيى بْن صاعد، ومُحَمَّد بْن حفص الْجُوَيْني، ومحمد بن المسيّب الأرغياني، ومؤمّل بن الحسن الماسَرْجَسي [1] ، وأَبَا جَعْفَر أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق العنزي، وإبراهيم بْن عَبْد اللَّه العسكري الزَّبيبي، وعَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن مبشّر الواسطيّ، ومُحَمَّد بْن هارون الحضْرمي، وأَبَا عَلِيّ محمد بن سليمان المالكي.
ذكره الحاكم، فقال [2] : شيخ عصره بخُراسَان، سَمِعْتُ مناظرته فِي مجلس أَبِي بَكْر بْن إِسْحَاق الصبغي، وكان قد قرأ عَلَى أَبِي بَكْر بْن مجاهد، وتفقّه عند أَبِي إِسْحَاق المَرْوَزِي. ودرس الْأدب عَلَى أَبِي بَكْر بْن الْأنباري، وكانت كتبه ترد عليَّ عَلَى الدوام.
وتُوُفِّي فِي ربيع الآخر، وله ستٌ وتسعون سنة.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وَأَبُو عثمان إِسْمَاعِيل الصّابوني، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن جَعْفَر المُزَكّي، وَأَبُو عثمان سَعِيد بْن مُحَمَّد البحيري، والقاضي أَبُو المُظَفَّر منصور بْن إِسْمَاعِيل بْن أَبِي قُرَّة الحنفي، وكريمة الكُشْمِيهَنِيّة [3] المجاورة، وخلق سواهم.
وقد أخذ عَنْ أَبِي الْحَسَن الْأشعري، عِلْم الكلام، وشهده وهو يَقُولُ عند الموت: لعن اللَّه المعتَزِلة مَوَّهُوا ومَخْرَقُوا.
وروى المُوَطَّأ عَنْ إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الصّمد الهاشمي، عَنْ أَبِي مُصْعَب، عَنْ مالك، سمعناه بالإجازة العالية من طريقه.
__________
[ () ] الشافعية الكبرى 3/ 293 رقم 183، الوافي بالوفيات 14/ 167، 168 رقم 230، النجوم الزاهرة 4/ 200، المنتظم 7/ 206، 207 رقم 332، البداية والنهاية 11/ 326 وفيه «زاهد» ، شذرات الذهب 3/ 131، طبقات العبادي 86، تبيين كذب المفترى 206، 207، غاية النهاية 1/ 288، سير أعلام النبلاء 16/ 476- 478 رقم 352.
[1] في الأصل «الماسرخسي» وهو تحريف.
[2] في الأصل «يقال» .
[3] الكشميهنيّة: بضم أولها وسكون الشين وكسر الميم وسكون الياء تحتها نقطتان وفتح الهاء وفي آخرها نون. نسبة إلى قرية من قرى مرو القديمة. (اللباب 3/ 99) .(27/181)
سَعِيد بْن عثمان البَطَلْيُوسي [1] . سَمِعَ بقُرْطُبَة من قاسم بْن أَصْبَغُ، ووَهْب بْن مَسَرَّة، وتقدم فِي الْأداب، وولي قضاء بَطَلْيُوس، فلم يُحْمَد، ثم صُرف، ووُلِّي الشرطة، ثم عُزِل.
مات فِي هذه السنة.
سَعِيد بْن يُمْن [2] ، أَبُو عثمان المُرَادي. رَوَى عَنْ وهب بْن مَسَرَّة.
رَوَى عَنْهُ الصّاحبان.
مات فِي ذي القعدة بقُرْطُبَة.
طَالِب بْن هجرش، حدّث بمصر، فروى عَنْهُ أَبُو سعد الماليني.
الْعَبَّاس بن مُحَمَّد بْن حبّان [3] بْن مُوسَى بْن حبّان، أَبُو الفرج الكلابي الدمشقي.
رَوَى عَنْ جَدّه حبّان، ومُحَمَّد بْن خُرَيْم، وأَحْمَد بْن جَوْصَاء، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: تمّام، وعَلِيّ بْن المفضّل بْن الفرات، وعلى بن موسى السّمسار، وغيرهم.
[و «حبّان» ] [4] كلاهما بالكسر.
وَرَّخه ووثَّقه عَبْد العزيز الكتّاني.
عَبْد اللَّه بْن إِسْحَاق المَعَافِرِي [5] ، أَبُو بَكْر القُرْطُبي.
عَنْ وهب بْن مَسَرَّة، وأَحْمَد بْن مَطَرِّف، وجماعة.
حدّث عَنْهُ الصاحبان وقالا: قدم علينا طُلَيْطِلة مجاهدًا، وأجاز لنا فِي سنة تسعٍ وثمانين.
عَبْد اللَّه بْن حامد بْن مُحَمَّد، أَبُو مُحَمَّد النيسابُوري الفقيه الواعظ، كَانَ
__________
[1] الصلة لابن بشكوال 1/ 207، 208 رقم 467.
[2] تاريخ علماء الأندلس 1/ 175 رقم 528، الصلة لابن بشكوال 1/ 207 رقم 466.
[3] تهذيب ابن عساكر 7/ 255، 256.
[4] ما بين الحاصرتين إضافة على الأصل للتوضيح.
[5] الصلة لابن بشكوال 1/ 243 رقم 551.(27/182)
أَبُوهُ من كبار تجار [1] إصبهان، فسكن نيسابُور، فتفقّه [عَلَى] [2] أَبِي [3] مُحَمَّد عَلِيّ بْن الْحَسَن البيهقي، وأخذ علم الكلام، وسمع أَبَا حامد بْن الشرفي ومكّي بْن عَبْدان، وارتحل إلى أَبِي عَلِيّ بْن أَبِي هُرَيْرَةَ.
وعاش ثلاثًا وثمانين سنة، وصلّى عَلَيْهِ الفقيه أَبُو بَكْر بْن فُورَك.
رَوَى: عَنْهُ الحاكم وأهل نيسابُور.
عَبْد اللَّه بْن أَبِي زيد [4] الفقيه القيرواني، أَبُو مُحَمَّد شيخ المالكية بالمغرب. اسم أَبِيهِ عَبْد الرَّحْمَن، وكان أَبُو مُحَمَّد قد جمع مذهب مالك، وشرح أقواله، كَانَ واسع، العلم، كثير الحِفْظ، ذا صَلاح وورع.
وعنه قَالَ القاضي عِيَاض: حاز رئاسة الدين والدنيا، ورُحِل إِلَيْهِ من الْأقطار، ونخب أصحابه، وكثر الْأخذون عَنْهُ. وهو الَّذِي لخّص المذهب، وملا البلاد من تواليفه.
تفقّه بفقهاء بلده، وعوّل عَلَى أَبِي بَكْر بْن اللَّبّاد، وأخذ عَنْ مُحَمَّد بْن مسرور الحجَّام، والغسال، فسمع من أَبِي سَعِيد بْن الْأعْرابي، ومُحَمَّد بْن الفتح، والْحَسَن بْن نصر السُّوسي، ودرّاس بْن إِسْمَاعِيل.
سَمِعَ منه خلق كثير من جميع الْأفاق، منهم: الفقيه عَبْد الرحيم بْن العجوز السَّبْتي، والفقيه عَبْد اللَّه بْن غالب السَّبْتي، وعَبْد اللَّه بْن الوليد بْن سعد الْأنْصَارِيّ، وَأَبُو بَكْر أحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن الخَوْلاني القيرواني، وخلق سواهم من علماء المغرب.
وكان يُسمَّى «مالكًا الصغير» ، وصنّف كتاب «النّوادر والزّيادات» نحو
__________
[1] في الأصل «تجاري» .
[2] إضافة على الأصل.
[3] في الأصل «أبو» .
[4] العبر 3/ 43، 44، مرآة الجنان 2/ 441، الوافي بالوفيات 17/ 249، 250 رقم 234، تذكرة الحفاظ 3/ 1021، النجوم الزاهرة 4/ 200، طبقات الفقهاء 160، الفهرست 1/ 201، الديباج المذهب 136- 138، شذرات الذهب 3/ 131، كشف الظنون 841 و 880، هدية العارفين 1/ 447، 448، معجم المؤلفين 6/ 73، دول الإسلام 1/ 235، فهرست ابن خير 244، معالم الإيمان لابن ناجى 3/ 135- 151، شجرة النور الزكية 96، تاريخ التراث العربيّ 2/ 154 رقم 27.(27/183)
المائة جُزْء، واختصر «المُدَوَّنَة» . وعلى هذين الكتابين المعوَّل فِي الدُّنيا بالمغرب، وصنّف كتاب «العُتْبِيّة» عَلَى الْأبواب، وكتاب «الاقتداء بمذهب [مالك] [1] وكتاب «الرسالة» وهو مشهور. وكتاب.... [2] .
عَبْد المنعم بْن عَبْد اللَّه بْن غَلْبون [3] بْن المبارك، أَبُو الطيّب الحلبي المقرئ، المحقّق.
مؤلف كتاب «الْأرشاد فِي القراءات» ، والد أَبِي الْحَسَن مؤلّف «التذكرة» ، عداده فِي المصريين، سكنها مدّة.
قرأ عَلَى: إبراهيم بن عبد الرزاق، ونظيف بْن عَبْد اللَّه، ونصر بْن يوسف المجاهدي، وصالح بْن إدريس، ومُحَمَّد بْن جَعْفَر الفريابي.
وسمع الحرف من: جَعْفَر بْن سُلَيْمَان صاحب السُوسي، ومن الْحَسَن بْن حبيب الحَصَائري، وسمع الحديث من عُبَيْد [4] اللَّه بْن الْحُسَيْن الْأنطاكي، وسليمان بْن مُحَمَّد بْن زويط [5] وعَدِيّ بْن أحْمَد بْن عَبْد الباقي الْأذَني، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمارة الدمشقي.
قرأ عَلَيْهِ القراءات ابنه طاهر مصنّف «التذكرة» ، والْحَسَن بْن عَبْد اللَّه الصّقلّي، وأَحْمَد بْن عَلِيّ الرَّبعي، وَأَبُو جَعْفَر أحْمَد بْن عَلِيّ الْأزْدِيّ، ومكّي بْن أَبِي طَالِب التّنيسي، وَأَبُو الْعَبَّاس بْن تنيس، وأَحْمَد بْن عَلِيّ بْن هاشم تاج الْأئمة.
وحدّث عَنْهُ: عُبَيْد اللَّه بْن أحْمَد بْن السّخت الرّقّي، وأَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن كامل الصُّوري، ومُحَمَّد بْن جَعْفَر الميماسي، والْحَسَن بن إسماعيل الضّرّاب.
__________
[1] إضافة على الأصل.
[2] مقدار صفحة مطموسة من الأصل غير مقروءة.
[3] العبر 3/ 44، معرفة القراء الكبار 1/ 285، 286 رقم 31، تذكرة الحفاظ 3/ 1021، شذرات الذهب 3/ 131، مرآة الجنان 2/ 442، غاية النهاية 1/ 470، 471، الأعلام 4/ 316، معجم المؤلفين 6/ 194، تاريخ التراث العربيّ 1/ 31 رقم 20، حسن المحاضرة 1/ 209.
[4] في (معرفة القراء) «عبد» .
[5] في (معرفة القراء) «زواقى» .(27/184)
قَالَ أَبُو عَلِيّ الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الغساني الحافظ: كَانَ ثقة خَيَارًا.
وذكره أَبُو عَمْرو الدّاني، فَقَالَ: كَانَ حافظًا ضابطًا، ذا عَفَاف ونُسُك وفضل، وحُسْن تصنيف.
وقَالَ غيره: وُلِد سنة تسع وثلاثمائة.
وقَالَ الحبّال: تُوُفِّي يوم الجمعة لسبعٍ خَلَوْن من جمادى الْأولى.
عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن خسرماه القِزْوِيني، أَبُو طاهر.
سَمِعَ بقِزْوين عَلَى مُحَمَّد بْن مِهْرَوَيْه، وعَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم القطّان، وحدّث.
عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق [1] بْن سُلَيْمَان بْن حَبَابَة، أَبُو القاسم البغدادي المتّوثي [2] البزّاز [3] . ولد سنة ثلاثمائة، وسمع أبا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أَبِي دَاوُد، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الخلال، وعَبْد العزيز الْأزْجِي، وعُبَيْد اللَّه الْأزهري، وَأَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن هزارمَرد [4] الصَّريْفينِي [5] ، رَوَى عَنْهُ كتاب «الْجَعْدِيّات» . وتُوُفِّي فِي ربيع الآخر، وصلى عَلَيْهِ الْإمَام أَبُو حامد الإِسْفِرَايِينِيّ.
قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة.
عثمان بْن عَمْرو بْن مُحَمَّد [6] بْن المنتاب، أَبُو الطّيّب البغدادي الدّقّاق إمام جامع المنصور.
__________
[1] العبر 3/ 44، تاريخ بغداد 10/ 377 رقم 5540، المنتظم 7/ 207 رقم 333، البداية والنهاية 11/ 326 وفيه «عبد الله» ، تذكرة الحفاظ 3/ 1021، شذرات الذهب 3/ 132، الكامل في التاريخ 9/ 155، الإكمال 2/ 372، سير أعلام النبلاء 16/ 548، 549 رقم 400.
[2] المتّوثي: بفتح الميم وضمّ التاء المشدّدة وسكون الواو وفي آخرها ثاء مثلّثة. نسبة إلى متّوث. بلدة بين قرقوب وكور الأهواز. (اللباب 3/ 162) .
[3] في العبر «البذار» ، وما أثبتناه عن الأصل وتاريخ بغداد والشذرات.
[4] هزارمرد: في الأصل «هرامرد» وهو تحريف والتصحيح من (معجم البلدان 3/ 403) .
[5] الصّريفينى: بفتح الصاد المهملة وكسر الراء وسكون الياء، وكسر الفاء وسكون الياء الثانية وفي آخرها نون. نسبة إلى صريفين بغداد. (اللباب 2/ 240) .
[6] تاريخ بغداد 11/ 310، 311 رقم 6109، طبقات الحنابلة 2/ 166 رقم 629.(27/185)
حدث عن أبي القاسم البغوي، وابن صاعد، وإِسْمَاعِيل الورّاق.
رَوَى عَنْهُ: عُبَيْد اللَّه الْأزهري، والْحَسَن بْن مُحَمَّد، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد العَتِيقي، وَأَبُو القاسم التنوخي، وآخرون.
قَالَ أَبُو الفتح بْن أَبِي الفوارس: كَانَ كثير التَّسَاهُل، لم يُرَ لَهُ أصل جيد [1] .
عُمَر بْن أحْمَد بْن عُمَر، أَبُو حفص النيسابُوري الزّاهد. صَدُوق مُكْثِر.
سَمِعَ ابن الشرفي، ومكّي بْن عَبْدان، وإِسْمَاعِيل الصّفّار.
وعنه: الحاكم وغيره.
عُمَر بْن أحْمَد بْن حفص البَرْمَكِي. تقدم [فِي] [2] الماضية.
عَلِيّ بْن أحْمَد بْن يوسف، أَبُو الْحَسَن الخُدْرِيّ العسقلاني. تُوُفِّي فِي شعبان، وله اثنتان وثمانون سنة.
عَلِيّ بْن مُعَاذ بْن سمعان [3] بْن أَبِي شيبة، أَبُو الْحَسَن الرُّعَيْنِي البجّاني الأندلسي.
سمع ببجانة من سعيد بن فحلون، وعَلِيّ بْن الْحَسَن المرِّي، ومسعود بْن عَلِيّ، وبقُرْطُبَة من قاسم بْن أَصْبَغُ. وكان بليغًا شاعرًا مُفَوَّهًا نسَّابة.
رَوَى عَنْهُ ابن الفَرَضِيّ وقَالَ: كَانَ يكذب، وقفت عَلَى ذَلِكَ منه.
تُوُفِّي فِي رجب، وله نَيِّف وثمانون سنة.
فائق عميد الدولة [4] ، أَبُو الْحَسَن الْأمير فتى [5] السلطان نوح بن نصر السّامانى.
__________
[1] في الأصل «أصلا جيدا» .
[2] إضافة على الأصل.
[3] تاريخ علماء الأندلس 1/ 315، 316 رقم 932.
[4] ذيل تجارب الأمم 332، المختصر في أخبار البشر 2/ 134.
[5] في الأصل «فنى» .(27/186)
يَرْوِي عَنْ مُحَمَّد بْن قُرَيْش، وعَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن يعقوب الْبُخَارِيّ، وعَبْد اللَّه الفاكهي المكّي، وابن أبى دارم الكوفي.
توفي ببُخَارَى. وقد وُلِّي إمرة هَرَاة مدّة، وعقد بها مجلس الْأملاء.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو منصور المؤدِّب، وَأَبُو عُمَر عَبْد الواحد المليحي، ووُلِّي بمدن خراسان نيفًا وأربعين سنة.
فرج بْن عيشون [1] ، أَبُو ثابت الْأندلسي. سَمِعَ كثيرًا من قاسم بْن أَصْبَغُ وغيره، وكان رجلا صالحًا. كَانَ إمام مدينة إسْتِجَة [2] .
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: سَمِعْتُ منه كثيرًا، وتُوُفِّي فِي رمضان.
محبوب بْن عَبْد الرَّحْمَن [3] ، أَبُو عاصم المحبوبي القاضي الهَرَوِي.
رَوَى عَنْ جَدّه أَبِي بَكْر.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو يعقوب القَرَّاب، وَأَبُو عُمَر المليحي، وغيرهما.
مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عَلِيّ بْن نصير، أَبُو عَبْد اللَّه النيسابُوري المعدِّل.
رَوَى عَنْ: ابن خُزَيْمَة، وأَبِي قُرَيْش مُحَمَّد بْن جمعة، وأَبِي الْعَبَّاس السّرّاج.
روى عنه الحاكم.
مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن سُلَيْمَان [4] ، أَبُو عَبْد اللَّه الغافقي من أهل فَحْص البَلُّوط.
سَمِعَ وَهْب بْن مَسَرَّة، وأَحْمَد بْن مَطَرِّف، وابن القوطيّة، وكان فقيها إماما، أخذ العربية عن الرياحي.
كتب عَنِ ابن الفَرَضِيّ.
مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن أَصْبَغُ [5] بْن واقد، أَبُو عَبْد اللَّه القرطبي.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 350 رقم 1036.
[2] إستجة: بالكسر ثم السكون وكسر التاء فوقها نقطتان وجيم وهاء. اسم لكورة بالأندلس متصلة بأعمال ريّه. (معجم البلدان 1/ 174) .
[3] اللباب 3/ 173.
[4] تاريخ علماء الأندلس 2/ 102 رقم 1381.
[5] تاريخ علماء الأندلس 2/ 102، 103 رقم 1382.(27/187)
سَمِعَ أحْمَد بْن مَطَرِّف، ومُحَمَّد بْن معاوية الْقُرَشِيّ.
وكان قليل الفَهْم والضَّبْط.
مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن يُوسُفَ بْنَ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَبُو عَبْد اللَّه اليعقوبي النَّسَفي.
سَمِعَ من جَدّه لامه سَعِيد بْن إِبْرَاهِيم بْن مَعْقِل بْن عَبْد المؤمن بْن خلف الحافظ.
رَوَى عَنْهُ أهل بُخَارَى، وسمعوا منه «جامع أَبِي عيسى التِّرْمِذِيّ» ستَّ مرّات.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الْعَبَّاس المُسْتَغْفِري، وغيره. وتُوُفِّي [فِي] [1] رمضان.
مُحَمَّد بْن عَبْدَوس بْن حاتم، أَبُو نصر النيسابُوري الزّاهد الدَّهَّان.
سَمِعَ أَبَا نُعَيْم بْن عَدِيّ، وزِنْجَوَيْه بْن مُحَمَّد، وأَبَا بَكْر الذَّهَبي.
وعنه: الحاكم، وقَالَ: مات فِي رجب، وله مائة سنة. وهو أَبُو الفقيه أحْمَد الحاتمي.
مُحَمَّد بْن محمد بْن عَلِيّ، أَبُو بكر بن أبى الحسين السَّرْخَسي النيسابُوري الشافعي.
تفقّه عَلَى والده، وسمع من ابن نُجَيْد، ومات شابًا.
مُحَمَّد بْن محمد بن الحسن بن عليّ بن بكر، أبو بكر سِبْط ابن هانئ النيسابُوري.
سَمِعَ أَبَا الْعَبَّاس بْن السّرّاج، وأقرانه.
تُوُفِّي فِي جمادى الآخرة من السنة.
وعنه: سَعِيد العَيَّار، وأبو يعلى الصّابونى.
__________
[1] إضافة على الأصل.(27/188)
مُحَمَّد بْن مكّي بْن زَرَّاع [1] بْن هارون، أَبُو الهيثم الكُشْمِيهَني [2] المَرْوَزِي.
حدّث بصحيح الْبُخَارِيّ غير مرّة عن محمد بن يوسف الفَرَبْرِي، وحدث عَنْ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن يزيد المَرْوَزِي الدّاعوني، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عاصم، وإِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد الصّفّار، وغيرهم.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو ذَرّ الهَرَوِي، وَأَبُو عثمان سَعِيد بْن مُحَمَّد البحيري، وَأَبُو الخير مُحَمَّد بْن أَبِي عمران الصّفّار، وَأَبُو سهل مُحَمَّد بْن أحْمَد الحفصي، وكريمة المَرْوَزِية وآخرون [3] .
ولا أعلمه إلا من الثّقات.
قَالَ أَبُو بَكْر بن السَّمْعاني: تُوُفِّي فِي يوم عَرَفَة سنة تسعٍ وثمانين.
مُحَمَّد بْن النُّعْمَان بْن مُحَمَّد [4] بْن منصور، أَبُو عَبْد اللَّه المغربي الفقيه، قاضي ديار مصر، وابن قاضيها، وأخوه قاضيها لبني عُبَيْد.
قَالَ ابن زُولاق [5] : لم نُشاهِد بمصر لقاضٍ من الرئاسة ما شاهدناه لمحمد بْن النُّعْمَان، ولا بلغنا ذَلِكَ عَنْ قاضٍ بالعراق، قَالَ: ووافق ذَلِكَ استحقاقًا لِما فِيهِ من العِلْم والصيانة والتحفُّظ والهَيْبَة وإقامة الحقّ.
قلت: وكان عَلَى دين بني عُبَيْد، مظهرا للرّفض، مبطنا لأمور، نسأل الله العفو.
__________
[1] العبر 3/ 44، 45، اللباب 3/ 99، 100، شذرات الذهب 3/ 132، مرآة الجنان 2/ 442، الأنساب 10/ 437، 438، سير أعلام النبلاء 16/ 491 رقم 361.
[2] سبق التعريف بهذه النسبة قريبا.
[3] في الأصل «وآخر» .
[4] كتاب الولاة والقضاة 495 و 491 و 592- 595، رفع الإصر 129، الوافي بالوفيات 5/ 131، 132 رقم 2141، اتعاظ الحنفا (راجع فهرس الأعلام) ، الدرة المضية 214 و 236، وفيات الأعيان 5/ 419- 421 (في ترجمة أبيه النعمان رقم 766) ، العبر 3/ 45، شذرات الذهب 3/ 132، تاريخ مصر لابن ميسّر 44 و 46، النجوم الزاهرة في حلى حضرة القاهرة 365، يتيمة الدهر 1/ 385، 386، سير أعلام النبلاء 16/ 547، 548 رقم 399، حسن المحاضرة 2/ 147، عيون الأخبار وفنون الآثار السبع السادس 242.
[5] كتاب الولاة والقضاة 594.(27/189)
وله شِعْر رائقٌ، فمنه:
أيا مُشْبهَ البدرِ بدرِ السماء ... لخمسٍ وسبعٍ [1] مضتْ واثنتينِ
ويا كاملَ الحُسْنِ فِي فِعْلِه [2] ... شَغَلْتَ فؤادي وأسْهَرْتَ عيني
فهل ليَ فِي [3] مطمعٍ أرتجيه ... وإلا انصرفتُ بخُفَّيْ حُنَيْنِ؟
ويشمتُ بي شامتٌ فِي هَوَاك ... ويُفصح لي ظلّت صُفْرَ اليَدَيْنِ
فإمّا مَنَنْتَ وإما قدرت [4] ... فأنت قدير [5] عَلَى الحالتينِ
وفي سنة ثلاثٍ وثمانين لتسع سنين مضت من ولايته القضاء استخلف عَلَى القضاء بمصر والقاهرة ابنه أبا القاسم عَبْد العزيز عَلَى الدوام، وارتفعت رتبة قاضي القضاة مُحَمَّد، حتى أقعده صاحب مصر عَلَى المنبر معه يوم عيد النَّحر، سنة خمسٍ وثمانين، وهو الَّذِي غسَّل العزيز، لما مات، وازدادت عظمته فِي أيام الحاكم ثم إنه تَعَالَّ، ولازمه النُّقْرُسُ والقَوْلَنْجُ، ومات فِي صفر من سنة تسع ثمانين [6] . وأتى الحاكم إلى داره وشيَّعه.
وكان مولده بالمغرب سنة أربعين وثلاثمائة، ووُلّي بعده ابن أخيه أَبُو عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن النُّعْمَان قضاء القُضاة، ثم إنّه عُزِل فِي أربعٍ وتسعين، وضُرِبَت رقبته لقصّةٍ يطول شرحها، ووُلِّي بعده أَبُو القاسم عَبْد العزيز بْن مُحَمَّد المذكور، ثم قتله الحاكم في سنة إحدى وأربعمائة، ووُلِّي بعده القضاء أَبُو الْحَسَن مالك بْن سَعِيد الفارقي.
يحيى بْن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي الْأسد [7] القيسي، أَبُو زكريا القُرْطُبي. سَمِعَ من أحْمَد بْن خَالِد وغيره، وكان مشهورًا بالعدالة، ولم يحدّث.
__________
[1] في وفيات الأعيان: «لسبع وخمس» (5/ 420) .
[2] هكذا في الأصل، وفي الوفيات «نعته» .
[3] في الوفيات «من» .
[4] في الوفيات «قتلت» .
[5] في الوفيات «القدير» .
[6] في الأصل «مائتين» .
[7] تاريخ علماء الأندلس 2/ 194، 195 رقم 1601.(27/190)
يحيى بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد [1] بْن مُحَمَّد بْن قاسم بْن هلال، أَبُو القاسم القيسي القُرْطُبي الشاهد.
سَمِعَ من أَبِيهِ، ومُحَمَّد بْن عيسى بْن زرقا.
تُوُفِّي فِي ذي الحجّة.
يحيى بْن هُذَيْل بْن عَبْد الملك [2] بْن هُذَيْل بن إِسْمَاعِيل بْن نُويرة بْن إِسْمَاعِيل بْن نُويرة بْن مالك، أَبُو بَكْر التميمي القُرْطُبي الشاعر.
سَمِعَ من أخيه أحْمَد بْن خالد، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم بْن أَصْبَغُ، وكان شاعر وقْته غير مُدَافَع، وطال عمره، فسمع منه بعض النّاس عَلَى سبيل الرواية.
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: كتبت عَنْهُ من حديثه وشِعْره، وأجاز لي ديوان شِعْرِه [3] ، وأملى عليّ نَسَبَه، وأخبرني أَنَّهُ وُلِد سنة خمس وثلاثمائة، وكُفَّ بَصَرَه قبل موته بأعوام. تُوُفِّي فِي ثالث عشر ذي القعدة بقُرْطُبَة.
قلت: هذا كَانَ حامل لواء الشعراء فِي الْأندلس، وقد نَبَّهنا عَلَى أَنَّهُ قِيلَ: تُوُفِّي سنة إحدى وسبعين، فاللَّه أعلم.
ومن شعر ابن هُذَيْل:
إذا جلست عَلَى قلبي يدي بيدي ... وصحتُ فِي الليلة الظَّلْماء وَاكَبِدِي
ضَجَّتْ كواكبُ لَيْلي فِي مَطَالِعِها ... وذابت الصَّخْرَةُ الصَّمَّاء من كَمَدِي
وله:
عرفت بعرف الرّيح أين يتمّموا ... وأين استَقَلَّ الظَّاعِنُون وسَلَّمُوا
خَلِيلَيَّ رُدَّانِي إلى جانب الحِمَى ... فلستُ إلى غير الحِمَى أَتَيَمَّمُ
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 2/ 195 رقم 1603.
[2] تاريخ علماء الأندلس 2/ 195 رقم 1602، جذوة المقتبس 381، 382 رقم 908، بغية الملتمس 509، 510 رقم 1496، نكت الهميان 307، وفيات الأعيان 4/ 369 (في ترجمة ابن القوطية رقم 650) و 7/ 229 (في ترجمة الرمادي الشاعر قم 848) وأرّخ وفاته في 386 أو 385 هـ. يتيمة الدهر 2/ 12. وفيه: «يحيى بن عبد الملك بن هذيل» .
[3] في الأصل «شعر» .(27/191)
أبِيتُ سمير الفَرْقَدَيْن كأَنَّما ... وِسَادِي قَتَادًا وضَجِيعيَ أَرْقَمُ
وأجوز وَسْنَانَ العيونِ كأنَّه ... قضيبٌ من الرَّيْحَان لَدن مْنَعَّمُ
نظرتُ إلى أجفانه أوَّلَ الهَوَى ... فأيقنتُ أنِّي لستُ منهنَّ أَسْلَمُ
يحيى بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الملقّب بالمختفي أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب، أَبُو الْحُسَيْن الزَّيْدي الهاشمي البغدادي. نزيل شيرَاز.
حدّث بدمشق عَنْ أَبِي بَكْر بْن مجاهد، وأَبِي الْعَبَّاس بْن عُقْدة.
رَوَى عَنْهُ: الرَّبْعِي، وعَلِيّ بْن مُوسَى السّمسار.(27/192)
[وفيات] سنة تسعين وثلاثمائة
أحْمَد بْن عَلِيّ بْن الْحَسَين [1] بْن مُحَمَّد بْن الْأسد التميمي الحمّاني، أَبُو عَمْرو الطُّبْني [2] .
دخل الْأندلس، وسمع من قاسم بْن أَصْبَغ، وحجّ سنة اثنتين وأربعين، وكان صالحًا.
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: كتبت عَنْهُ، ومات فِي المحرَّم.
أحْمَد بْن الْحَسَن بْن بُنْدار، أَبُو بَكْر الْإصبهاني، ثم الطَّرَسُوسِي القاضي الزّاهد.
قَدِم نيسابُور بعد محنة أهل طَرَسُوس ومصيبتهم [3] ، وحدّث عَنِ ابن الْأعْرابي.
رَوَى عَنْهُ الحاكم.
أحْمَد بْن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم [4] ، أَبُو بَكْر الْآبنْدُوني [5] . وآبَنْدُون عَلَى خمسة [6] فراسخ من جرجان.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 63 رقم 205 وفيه «أحمد بن الحسين بن محمد بن أسد» .
[2] في الأصل «الطيبي» والتصويب من تاريخ ابن الفرضيّ.
[3] يقصد بذلك استيلاء الروم على طرطوس في سنة 354 هـ.
[4] هو: أحمد بْن محمد بْن عليّ بْن إبراهيم. (تاريخ جرجان 17 رقم 92، الأنساب 1/ 91، اللباب 1/ 17، معجم البلدان 1/ 50) .
[5] الآبندوني: بفتح الألف الممدودة والباء الموحّدة وسكون النون وضمّ الدال المهملة وفي آخرها النون. (الأنساب، اللباب) .
[6] في الأصل «خمس» .(27/193)
رَوَى عَنْ: جَدّه لامّه جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم، وأَبِي نُعَيْم بْن عَدِيّ، وعَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن حاتم القومسي.
تُوُفِّي بجُرْجَان.
رَوَى عَنْهُ: مشايخ جُرْجَان.
أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن، أَبُو بَكْر السَّرْخَسي. [سَمِعَ] [1] عُمَر بْن يعقوب القرّاب.
تُوُفِّي بِهَرَاة فِي المحرَّم.
أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد [2] بْن نصر بْن ميمون، أَبُو عَمْرو الْأسلمي القرطبي الكفيف النّحوىّ.
سمع قاسم بْن أَصْبَغ، ومُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عبد السلام الخشنيّ.
وكان صالحا عفيفا. توفّي فِي شوّال، وقد أدَّب جماعة من الْأعيان.
أَحْمَد بن محمد بن يعقوب [3] ، أبو عبد اللَّه [4] الفارسي الورّاق.
حدّث ببغداد عَنْ أَبِي القاسم البَغَوي، وابْن صاعد، وأَبِي بَكْر بْن مجاهد.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو القاسم التنوخي، ومُحَمَّد بْن عَلِيّ العشاري، وجماعة.
وثّقه الخطيب، وتُوُفّي في ذي القعدة.
أحمد بْن مُحَمَّد بن أَبِي مُوسَى [5] القاضي، أَبُو بَكْر الهاشمي العبّاسي الفقيه المالكي.
بغداديّ شريف، وُلِّي قضاءَ المدائن، ووُلِّي خطابَة جامع المنصور زمانًا، وكان مولده سنة خمس عشرة وثلاثمائة.
__________
[1] إضافة على الأصل.
[2] تاريخ علماء الأندلس 1/ 58 رقم 194.
[3] تاريخ بغداد 5/ 126، 127 رقم 2550.
[4] كنيته عند الخطيب «أبو بكر» .
[5] تاريخ بغداد 5/ 64 رقم 2437، المنتظم 7/ 209، 210 رقم 336، البداية والنهاية 11/ 326.(27/194)
وسمع من إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الصمد الهاشمي، وأحمد بن على الجوزجاني، وأبى عَبْد اللَّه المَحَامِلي.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الْحَسَن العتيقي، وَأَبُو القاسم التنوخي.
قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة، انتخب عليه الدار قطنى.
أحْمَد بْن هارون [1] ، أَبُو الْحُسَيْن المهلّبي البغدادي الَّذِي حدّث عَنْ أَبِي القاسم البَغَوي، وابْن زياد النيسابُوري.
سَمِعَ منه العتيقي فِي هذه السنة، ولم يُؤَرَّخ [2] .
أحْمَد بْن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد، أَبُو سَعِيد الهَرَوِي، حفيد الشَّيْخ أَبِي سعد، وجَدّ أَبِي عثمان الصابوني لامّه، ووالد الحافظ أَبِي الفضل عُمَر بْن إِبْرَاهِيم.
يَرْوِي عَنْ أَبِي الْعَبَّاس الْأصمّ.
رَوَى عَنْهُ إِسْحَاق القرّاب وجماعة.
أَمَةُ السَّلام [3] ، أخت القاضي أَبِي بَكْر أحْمَد بْن كامل بْن شجرة، أُمُّ الشَّيْخ البغدادية.
سَمِعَ منها جماعة.
روت [4] عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل البَصْلاني، ومُحَمَّد بْن حسين بْن حُمَيْد بْن الربيع.
رَوَى عَنْهَا: أَبُو القاسم التنوخي، والقاضي أَبُو يَعْلَى بْن الفرّاء، وجماعة.
تُوُفِّيتْ فِي رجب، ولها اثنتان وتسعون سنة، وكانت ديّنة فاضلة.
__________
[1] تاريخ بغداد 5/ 197 رقم 2664.
[2] لعلّه أراد «ولم يؤرّخ له» أو «يؤرّخ وفاته» .
[3] تاريخ بغداد 14/ 443 رقم 7821، المنتظم 7/ 214 رقم 346، مرآة الجنان 2/ 443 وفيه:
«أمة الإسلام» ، البداية والنهاية 11/ 328 وفيه «أمّ السلام» ، العبر 3/ 46، شذرات الذهب 3/ 132.
[4] في الأصل «روى» .(27/195)
برجوان [1] الأستاذ، من كباب خُدّام الحاكم ومُدبِّرِي دولته، وإليه تُنْسَب جادَّة برجوان بالقاهرة.
قتله الحاكم فِي نصف جُمادى الْأولى. أمر زَيْدان الصَّقْلَبيّ صاحب المِظَلَّة فضربه بسكِّين، فقتله صبْرًا. ثم إنّ الحاكم قتل زَيْدان فِي سنة ثلاثٍ وتسعين.
جيش [2] بْن محمد بن صمصامة، أمير دمشق، القائد أَبُو الفتح، وَلِيَها من قِبَل خاله أَبِي محمود الكُتَاميّ سنة ثلاث وستّين وثلاثمائة، ووَلِيهَا سنة سبعين، بعد موت خاله، ثم عُزِل بعد سنتين، ثم وُلّي دمشق سنة تسعٍ وثمانين، إلى أن مات جيش.
وكان جبارًا ظالم سفاكًا للدماء، أَخَّاذًا للأموال، وكَثُرَ ابتهال أهل دمشق إلى اللَّه فِي هلاكه، حتى هلك بالْجُذام فِي ربيع الآخر سنة تسعين.
وكان الْأستاذ بَرْجَوَان مدبّر دولة [3] الحاكم قد جهّز القائد جيش بْن مُحَمَّد فِي عسكر، وأمره عَلَى الشام، فنزل الرَّمْلَةَ، فسار إلى خدمته نُوَّاب الشام وخدموه، وقبض عَلَى سُلَيْمَان بْن فلاح قبْضًا جميلا، ونَفَّذ عسكرًا لمنازلة [4] صور، وكان أهلها قد عصوا وأمّروا عليهم رجلا يُعْرف بالعَلاقة الملاح، وجُهِّز أسطولان فِي البحر إليها، فاستنجد العلاقة بالرّوم، فبعث إِلَيْهِ «بسيل» الملك عدّة مراكب، فالتقى الْأسطولان، وظفر المصريّون بالرّوم،
__________
[1] الإشارة إلى من نال الوزارة 27، 28، وفيات الأعيان 1/ 270، 271، البداية والنهاية 11/ 327، اتعاظ الحنفا 2/ 25 26 وقد ضبطه فقال: برجوان: بفتح الباء الموحّدة وسكون الراء وفتح الجيم والواو وبعد الألف نون، الدرة المضية 265، الوافي بالوفيات 10/ 110 رقم 4564.
[2] ذيل تاريخ دمشق 9 و 10 و 25 و 26 و 48 و 50- 54 و 57 و 95، تاريخ الأنطاكي بتحقيقنا، دول الإسلام 1/ 235، أمراء دمشق 25 رقم 84، شذرات الذهب 3/ 133 وفيه «حبيش» وهو تحريف، العبر 3/ 46 وفيه «حنش» ، اتعاظ الحنفا (راجع فهرس الأعلام) وانظر كتابنا: تاريخ طرابلس السياسي والحضارى عبر العصور- ج 1/ 207- طبعة دار البلاد، طرابلس 1978. وعيون الأخبار وفنون الآثار- السبع السادس 253- 257.
[3] في الأصل «دولته» .
[4] في الأصل «لمناولة» وهو تصحيف.(27/196)
بيت لهْيَا، فأُحضِر بين يدي جيش، فسأله عَنْ أشياء من القرآن والحديث والفِقْه، فوجده عالمًا بما سأله، فنظر إلى شاربه وأظفاره، فوجدها مقصوصةً، وأمر من ينظر إلى عانته، فوجدها محلوقة، فَقَالَ: اذهب فقد نجوت منّي، لم أجد ما أحتج بِهِ عليك، فلما بلغ جيش فِي مرضه ما بلغ من الْجُذَام، وألقى ما فِي بطنه حتى كَانَ يَقُولُ لأصحابه: أقتلوني، أريحوني من الحياة، لشدة ما كَانَ يناله من الْألم. قَالَ لأصحابه: رَأَيْت كأنّ أهل دمشق كلُّهم بالسِّهام فأخطئوني [1] ، غير رجلٍ أصابني سَهْمُه، ولو سميته لَعَبَدَهُ أهل دمشق، فكانوا يرون أَنَّهُ ابن الْجَرمي، أصابت دعوتُه، وعاش ابن الْجَرمي بعده ستًا وأربعين سنة.
الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [2] بْنِ طَوْق، أَبُو عَلِيّ التغلبي الْجِيَّاني.
رَوَى عَنْ وهب بْن مَسَرَّة وأَحْمَد بْن زكريا بْن الشامة. وقدم طُلَيْطِلة مرابطًا، فروى عَنْهُ الصّاحبان، وكان رجلا صالحًا.
تُوُفِّي فِي عشر ذي الحجة، وله سبعٌ وسبعون سنة، رحمه اللَّه.
الحسين بن أحمد بن جعفر، أبو عبد اللَّه بْن الكَوْسَج المعدّل. تُوُفِّي فِي ربيع الآخر.
الْحُسَيْن بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن القُنَين [3] البغدادي، أَبُو عَبْد اللَّه المقرئ فِي مسجده عنده داره، وكان من أصحاب عَبْد الواحد بْن أَبِي هاشم.
قرأ عَلَيْهِ أحْمَد بْن مُحَمَّد القَنْطري المجاور، وله سماع من أَبِي عُمَر الزّاهد وغيره.
مات فِي شعبان.
الْحُسَيْن بْن وليد بْن نصر [4] ، أبو القاسم القُرْطُبي العريف النّحوىّ، أبو
__________
[1] في الأصل «فأخطونى» .
[2] الصلة لابن بشكوال 1/ 135 رقم 305.
[3] قيّده بضم القاف وفتح النون وسكون الياء.
[4] تاريخ علماء الأندلس 1/ 114، 115 رقم 356، جذوة المقتبس 194، 195 رقم 377، بغية الملتمس 267، 268 رقم 653.(27/197)
حسن بْن وليد النَّحْوِيّ.
كَانَ عارفًا بالنَّحو، بارعًا فِيهِ. أخذ عَنِ ابن القوطية، وحجّ، فسمع من أَبِي الطاهر الذُّهْلي، وابْن رشيق، وأقام بمصر أعوامًا، ثم رجع إلى الْأندلس، فأدّب أولاد المنصور مُحَمَّد بْن أَبِي عامر.
تُوُفِّي بطُلَيْطِلة فِي رجب.
سَعِيد بْن حمدون [1] ، أَبُو بَكْر القَيْسِي الْأندلسي.
سَمِعَ من أَصْبَغ، وابْن الشامة، وابْن حَزْم، وحجّ، فسمع عَبْد اللَّه بْن الورد، وأَبَا بَكْر الْأجُرِّي، ولم يزل يطلب العلم إلى أن مات.
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: لم يكن لَهُ نفوذ فِي شيء من العلم.
طاهر بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد [2] بْن عَبْد اللَّه بْن مُوسَى، أَبُو العبّاس البغداديّ الشاعر.
مدح الخلفاء، وكسب الْأموال بالأدب، وتنسّك فِي آخر عمره وتزهّد، وله رسائل فِي الزُّهْد.
وتُوُفِّي يوم عاشوراء سنة تسعين، وله خمسٌ وسبعون سنة، ودخل الأندلس في سنة أربعين وثلاثمائة.
عبد الله بن أحمد بْنُ عَلِيِّ [3] بْنِ [أَبِي] [4] طَالِبٍ، أَبُو الْقَاسِمِ البغداديّ نزيل مصر.
رَوَى عَنْ: حسين بْن حَيَّان وجادَةً من كلام يحيى بْن معمر، فِي الجرْح والتعديل، والْحُسَيْن هُوَ جَدّه لامّه.
رَوَى أيضًا عَنْ أَبِي ذَرّ الباغَنْدِي، وإبراهيم بْن عَلِيّ بْن عَبْد الصّمد الهاشمي، وأَبِي عَبْد اللَّه المَحَامِلي.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 174 رقم 525 وفيه يكنى «أبا عثمان» .
[2] تاريخ علماء الأندلس 1/ 207، 208 رقم 622 وفيه «طاهر بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ موسى بن إبراهيم» .
[3] تاريخ بغداد 9/ 395 رقم 4995، المنتظم 7/ 210 رقم 339، البداية والنهاية 11/ 327.
[4] سقطت من الأصل.(27/198)
روى عنه: تمام الرازي، وأبو سعد الماليني، وآخرون.
وثّقه الخطيب وقَالَ: وُلِد سنة سبعٍ وثلاثمائة. تُوُفِّي بمصر فِي المحرَّم.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ [1] ، بْن يحيى، أَبُو مُحَمَّد التُّجيْبِي ويُعْرَف بقُرْطُبَة بابن الزَّيّات.
رحل إلى العراق مرّتين، فسمع من إِسْمَاعِيل الصَّفّار، ومحمد بْن يحيى بْن عَمْر بْن علي بْن حرب بْن السّمّاك، وسمع بالبصرة من أَبِي بَكْر بْن داسة، وجماعة، وبتنيس من عثمان بْن مُحَمَّد السَّمَرْقَنْدِيّ.
وكان كثير الحديث، مسندًا، صحيح السَّماع، صدوقًا إن شاء اللَّه، إلا أنّ ضَبْطَه لم يكن جيدًا، وكان ضعيف الخطّ، ربّما أخلّ بالهجاء، وكان متصرّفًا بالتجارة.
كتب النّاس عَنْهُ كثيرًا قديمًا وحديثًا، وسمعنا منه كثيرًا. قَالَ ذَلِكَ ابن الفَرَضِيّ. وهو من كبار شيوخ أَبِي عُمَر بْن عَبْد البَرّ.
تُوُفِّي فِي نصف رجب، وله سبعٌ وسبعون سنة.
عبد العزيز بْن الْعَبَّاس بْن سعدون بْن يحيى، أَبُو القاسم الخَوْلاني الْمَصْرِيّ.
تُوُفِّي فِي ربيع الآخر.
عَبْد الحميد بْن يحيى، أَبُو مُحَمَّد البُوَيْطي الْمَصْرِيّ، نزيل الرَّملة.
رَوَى عَنْ: ابن قُتَيْبَة العَسْقَلاني، وغيره.
وعنه: أَبُو سعد الماليني، والوليد بْن بَكْر الْأندلسي.
عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْن حمدون، أبو سعيد النيسابُوري.
سَمِعَ الكثير من أبى حامد بن الشرفي، ومكّي، وأَبِي بَكْر بْن حمدون، وحدّث سنين.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 247، 248 رقم 757، جذوة المقتبس 252 رقم 351، بغية الملتمس 332 رقم 882، الوافي بالوفيات 17/ 498 رقم 426، ميزان الاعتدال 2/ 498 رقم 4581، تذكرة الحفاظ 3/ 1011، 1012.(27/199)
عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن صاعد [1] القرطبي المالكي.
ولي الشورى أيام ابن زَرْب، وقد رحل إلى مصر، وسمع الْحَسَن بْن رشيق وجماعة.
عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن خيران، أَبُو سَعِيد الشَّيْباني المقرئ الهَمَذَاني المعروف بابن الكِسائي.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وعن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن يعقوب، وأحمد بن محمد بن أوس، وإبراهيم بن عمروس، وعبد الله بن محمد بْن الخليل بْن الْأشقر، ورحل إلى بغداد فأخذ عَنْ أَبِي بَكْر بْن زياد النيسابُوري، وأبى عيسى بن قطن، وأبى ذرّ ابن الباغَنْدِي، وإبراهيم بْن عَبْد الصمد الهاشمي، وطبقتهم.
روى عنه: محمد بن عيسى، وعبد الرَّحْمَن الصّائغ، والهَمَذَانيون.
وقد قَالَ: وُلِدت فِي سنة إحدى وثلاثمائة، وسمعت عَنْ أَبِي، عَنْ جدّي فِي سنة ثمان وثلاثمائة. ووُلِد ابني أَبُو القاسم سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وفيها رحلت.
قَالَ شِيرَوَيْه: كَانَ ثقة. تُوُفِّي فِي المحرم، رحمه اللَّه.
عَبْد الكريم بْن مُوسَى البزودي النسفي.
سَمِعَ من مَنْصور أبي طلحة البزودي صاحب الْبُخَارِيّ، وبالبصرة من أَبِي على اللؤلؤي، وحدّث.
كَانَ زاهدًا مُفْتِيا، تفقّه عَلَى أَبِي منصور الماتريدي.
رَوَى عَنْهُ أهل سمَرْقَنْد.
عُبَيْد اللَّه بْن عثمان بْن يحيى [2] ، أَبُو القاسم بْن جنيفا الدّقّاق، من ثقات البغداديّين.
ولد سنة ثمان عشرة وثلاثمائة، وسمع المحاملي، والحسين المطبّقى، وإسماعيل الصّفّار.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 266 رقم 808، بغية الملتمس 356 رقم 980.
[2] تاريخ بغداد 10/ 377 رقم 5541، المنتظم 7/ 210 رقم 337، البداية والنهاية 11/ 326، 327.(27/200)
رَوَى عَنْهُ: العتيقي، ومُحَمَّد بْن العلاق، وسبطه القاضي أَبُو يَعْلَى بْن الفرّاء، وجماعة.
قَالَ ابن أَبِي الفوارس: كَانَ ثقة مأمونًا فاضلا، ما رأينا مثله فِي معناه، رحمه اللَّه.
عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن جبريل، أَبُو بَكْر النيسابُوري. سَمِعَ أَبَا عُمَر أحْمَد بْن مُحَمَّد الحيري، ويعقوب بْن ماهان الصَّيْدَلانِي.
رَوَى عَنْهُ الحاكم.
عَبْدَوس بْن مُحَمَّد بْن عَبْدَوس [1] ، أَبُو الفرج الطُّليْطِلي.
سَمِعَ ببلده من تمّام بْن عَبْد اللَّه، ورحل مرّتين، فسمع من الْأجُرِّي، وأَبِي الْعَبَّاس الكِنْدِي، وحمزة بْن مُحَمَّد الكتّاني، وأَبِي زيد المَرْوَزِي.
وكان زاهدًا ورِعًا فقيرًا متقلِّلا.
سَمِعَ منه النّاس كثيرًا، وكان ثقة، حَسَن الضبط.
تُوُفِّي فِي ذي القعدة.
عَلِيّ بْن أحْمَد بْن عَوْن اللَّه [2] القُرْطُبي، أَبُو الْحَسَن. تُوُفِّي فِي جُمادى الأولى.
سمع من قاسم بن أصبغ مع والده صغيرًا، ثم سَمِعَ من مُحَمَّد بْن معاوية.
عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن يعقوب المَرْوَزِي. ثقة مُكْثِر.
حدّث بالرّيّ عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وأَحْمَد بْن خَالِد الجزوري [3] .
أكثر عَنْهُ أَبُو يَعْلَى الخليلي.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 340، 341 رقم 1003.
[2] تاريخ علماء الأندلس 1/ 316 رقم 933.
[3] الجزورى: بفتح الجيم وضم الزاى المخفّفة وبعدها الواو وفي آخره الراء. نسبة إلى الجزور، وهو البعير الّذي يجزر، وهو لقب قيلة بنت عامر بن مالك بن المصطلق ...
(اللباب 1/ 278) .(27/201)
عَليّ بْن عَبْد الله بْن محمد [1] بْن عُبَيْد، أَبُو الْحَسَن البغدادي الزَّجّاج الشّاهد.
عَنْ حبشون الخلال، وأَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الْجَوْزَجَاني.
وعنه التنوخي، وقَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: وُلِدت سنة خمسٍ وتسعين، أو إحدى. قَالَ: وكان نبيلا فاضلا، قرأ عَلَى أحْمَد بْن سهل الْأشناني.
قلت: فهو خاتمة أصحاب الْأشناني.
عُمَر بْن إِبْرَاهِيم بْن أحْمَد [2] بْن كثير، أَبُو حفص الكتّاني المقرئ.
بغدادي مُسْنَد.
قرأ عَلَى ابن مجاهد وحمل عَنْهُ كتاب «السَّبعة» ، وسمع من البَغَوي، وابْن صاعد، وأَبِي حامد الحَضْرَمِي، وأَبِي سَعِيد العَدَوِي، وجماعة.
قرأ عَلَيْهِ أَبُو عَلِيّ الْأهوازي، وغيره.
وحدّث عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن المهتدي باللَّه، وَأَبُو الْحُسَيْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن النَّقور، وابْن هزارَمَرْد الصريفيني.
وقد سَمِعْتُ كتاب «السبعة» لابن مجاهد من طريقه بعُلُوّ، وقطع لنا قطعة من عواليه بالإجازة.
وقد قرأ أيضًا عَلَى مُحَمَّد بْن جَعْفَر الجزري، وبكّار بْن أحْمَد، وزيد بْن أَبِي بلال، وعَلِيّ بْن ذؤابة، وأقرأ فِي مسجده دهرًا.
وقرأ عَلَيْهِ أحْمَد بْن مسرور، وَأَبُو عَلِيّ الشَّرْمقاني، وَأَبُو الفوارس مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الْأواني، وَأَبُو الفضل عُبَيْد اللَّه بْن أحْمَد الكوفي.
وثّقه الخطيب، وتُوُفِّي فِي شهر رجب، وله تسعون سنة.
__________
[1] تاريخ بغداد 12/ 7، 8 رقم 6362، المنتظم 7/ 211 رقم 341.
[2] تاريخ بغداد 11/ 269 رقم 6031، المنتظم 7/ 211 رقم 340، البداية والنهاية 11/ 327، معرفة القراء الكبار 1/ 286، 287 رقم 32، العبر 3/ 46، شذرات الذهب 3/ 134، تذكرة الحفاظ 3/ 1011، غاية النهاية 1/ 557، 558، تاريخ التراث العربيّ 1/ 350 رقم 260، الأنساب 10/ 352، 353، سير أعلام النبلاء 16/ 482- 484 رقم 356.(27/202)
قَرَأْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْعِمِ فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ، عَنْ أَبِي الْيُمْنِ الْكِنْدِيِّ، أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ [الشَّيْبَانِيُّ، أَنَا مُحَمَّدُ] [1] بْنُ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ إِمْلاءً، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا زياد بن أيوب، ثنا أبو مُعَاوِيَةُ الضَّرِيرُ، ثَنَا عَاصِمٌ الْأحْوَلُ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الصَّوْمِ فِي السَّفَرِ، فَقَالَ، «مَنْ أَفْطَرَ فَرُخْصَةٌ، وَمَنْ صَامَ فَالصَّوْمُ أَفْضَلُ» [2] . صَحِيحٌ، غَرِيبٌ.
عُمَر بْن دَاوُد بْن سلمون [3] ، أَبُو حفص الْأنْطَرَطُوسي الْأطْرَابُلُسِي.
حدّث عَنْ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الدَّيْبُلي، وأَبِي رَوْق الهَزّاني، وابْن عُقْدَة، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَلِيّ الْأهوازي، وأَحْمَد بْن الْحَسَن الطّيّاني.
كَانَ يَرْوِي الموضوعات.
وقَالَ الْأهوازي. سَمِعْتُهُ يَقُولُ: ختمت اثنتين وأربعين ألف ختمة، وذكر أن مولده سنة خمسٍ وتسعين ومائتين، وسمعته يَقُولُ: تزوجت مائة امْرَأَة، واشتريت ثلاثمائة جارية.
مات سنة تسعين.
عيسى بْن سَعِيد بن سعدان [4] الكلبي القرطبي، أبو الأصبغ، المقري، المحقّق.
__________
[1] ما بين الحاصرتين ساقط من الأصل، والاستدراك من سير أعلام النبلاء.
[2] أخرجه البيهقي في سننه الكبرى عن أنس بلفظ: «إن أفطرت فرخصة الله، وإن صمت فهو أفضل» . (السنن الكبرى 4/ 245) . والحديث رجاله ثقات. أخرج نحوه البخاري 4/ 157، ومسلم (1121) ، ومالك في الموطّأ 1/ 295، عن أنس بن مالك قال: سَافَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في رمضان فلم يعب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم. وفي الباب عن عائشة، أنّ حمزة بن عمرو الأسلمي قال للنّبيّ صلّى الله عليه وسلم: أأصوم في السفر؟
وكان كثير الصيام. فقال: «إن شئت فصم، وإن شئت فأفطر» .
[3] الأنساب 105 ب، مرآة الزمان- ج 11 ق 2/ 211، معجم البلدان 1/ 329، تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 15/ 375 و 26/ 115 و 31/ 387، الوافي بالوفيات 6/ 37، لسان الميزان 4/ 302، المغنى 2/ 465، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان ق 1- ج 3/ 379 رقم 1151.
[4] تاريخ علماء الأندلس 1/ 336، 337 رقم 992، بغية الملتمس 403 رقم 1146، معرفة القراء الكبار 1/ 307 رقم 8.(27/203)
رحل وعرض القراءة عَلَى السّامِريّ، وأَحْمَد بْن نصر الشّذَائي [1] وعُمَر بْن إِبْرَاهِيم الكتاني، وسمع من القاضي أَبِي بَكْر الْأبْهَرِي، وعدّة.
وأقرأ فِي مسجده بقُرْطُبَة.
تُوُفِّي فِي جمادى الآخرة كهلا.
فحل [2] بْن تميم الْأمير المغربي. وُلّي إمرة دمشق للحاكم في هذه السنة، ومات فيها، فوُلّي بعده عَلِيّ بْن جَعْفَر بْن فلاح.
القاسم بْن ميمون بْن حمزة، أَبُو مُحَمَّد العلوي. تُوُفِّي بمصر.
مُحَمَّد بْن جعفر بْن رُمَيْل [3] ، أَبُو عَبْد اللَّه البغدادي ثم الْمَصْرِيّ. سَمِعَ مُحَمَّد بْن زبّان بْن حبيب، ومُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الْأشعث.
وعنه عَبْد اللَّه بْن عُبَيْد اللَّه المَحَامِلي، وعَبْد العزيز بْن عَلِيّ الدّقّاق، الْمَصْرِيّ.
سَمِعَ مردا جزءين من حديثه حدَّثونا بهما.
مات فِي جُمَادَى الْأولى.
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن [4] بْن عبد الله بن هارون، أَبُو الْحُسَيْن بْن أخي ميمي الدّقّاق، من ثقات البغداديّين.
سَمِعَ أَبَا القاسم البَغَوي، وأَبَا جَعْفَر أحْمَد بْن إِسْحَاق بْن بهلول، وأَبَا حامد بْن مُحَمَّد بْن هارون الحَضْرَمِي، وإِسْمَاعِيل الورّاق، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الْحُسَيْن بْن النَّقُّور، وَأَبُو طَالِب العشاري، وَأَبُو مُحَمَّد الصّريفينى، وتوفّى سلخ رجب.
__________
[1] في الأصل «السداى» .
[2] في الأصل «على» وهو خطأ، والتصحيح من: أمراء دمشق 65 رقم 205، الدرّة المضيّة 271، اتعاظ الحنفا 2/ 17 و 45.
[3] في الأصل «زهيل» وهو تصحيف، والتصحيح من تذكرة الحفاظ 3/ 1012.
[4] تاريخ بغداد 6/ 469، المنتظم 7/ 211 رقم 342، البداية والنهاية 11/ 327، العبر 3/ 47، شذرات الذهب 3/ 134، تذكرة الحفاظ 3/ 1012، معجم المؤلفين 10/ 208، تاريخ التراث العربيّ 1/ 349 رقم 259، سير أعلام النبلاء 16/ 564، 565 رقم 416.(27/204)
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن حمدون، أَبُو سَعِيد النيسابُوري الزّاهد، أحد العُبَّاد ببلده.
سَمِعَ من أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن حمدون، وأَبِي حامد بن الشرفي، وأَبَا نُعَيْم ابن عَدِيّ.
وعنه أحْمَد بْن منصور المغربي، وَأَبُو [1] عثمان سَعِيد البحيري.
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ [2] بْنِ ذي النُّون، أَبُو عَبْد اللَّه الْأندلسي البجَّاني.
سَمِعَ من سَعِيد بْن فَحْلُون، وأَحْمَد بْن جَابِر، وحدّث.
وفي سماعه من سَعِيد مقال.
مُحَمَّد بن عُمَر بْن يحيى [3] بْن الْحُسَيْن بْن أحْمَد بْن يحيى بْن الْحُسَيْن بْن الشهيد بْن عَلِيّ الزيدي العلوي، أَبُو الْحَسَن الكوفي نزيل بغداد.
كَانَ رئيس الطّالِبِيّين، مَعَ كثرة المال والضّياع واليَسَار.
وُلِد سنة خمس عشرة.
وسمع هناد بن السّريّ الصّغير، وأَبَا الْعَبَّاس بْن عُقْدة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الخلال وغيره، وانتخب عَلَيْهِ الدار قطنى، وتُوُفِّي فِي ربيع الْأول، وكان وافر الجاه والحُرْمة.
ناب عَنْ بني بُوَيْه، ولما دخل عَضُدُ الدولة بغداد، قَالَ لَهُ: امنع النّاس من الدعاء والصُّحْبة وقت دخولي، ففعل، فتعجب من طاعة العامّة لَهُ، ثم فيما بعد قبض عَلَيْهِ وسجنه، وأخذ أمواله، فبقي فِي السجن مدة، حتى أطلقه شرف الدولة أَبُو الفوارس بْن عَضُدِ الدولة، فأقام معه، وأشار عَلَيْهِ بطلب المُلْك، فتمّ لَهُ ذَلِكَ، ودخل معه بغداد.
__________
[1] في الأصل «أبى» .
[2] تاريخ علماء الأندلس 2/ 103 رقم 1383.
[3] تاريخ بغداد 3/ 34 رقم 961، المنتظم 7/ 211- 213 رقم 343، البداية والنهاية 11/ 327، شذرات الذهب 3/ 134، الوافي بالوفيات 4/ 244، رقم 1776، الكامل في التاريخ 9/ 162، 163، العبر 3/ 47.(27/205)
وقيل إنه أخذت منه لما صُودِر ألف ألف دينار عينًا.
تُوُفِّي فِي عاشر ربيع الْأول.
مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن يعقوب، أَبُو عصمة السَجْزِي الضَّبعي.
تُوُفِّي فِي ربيع الْأول.
مُحَمَّد بْن يوسف بْن مُحَمَّد [1] الْجُنَيْد، أَبُو زُرْعَة الكَشِّي الحافظ الْجُرْجاني.
كَانَ أَبُوهُ من قرية كَشّ، وهي عَلَى ثلاثة فراسخ من جُرْجَان.
سَمِعَ أَبُو زُرْعَة من: أَبِي نُعَيْم بْن عَدِيّ، وأَبِي الْعَبَّاس الدَّغُولي، ومكّي بْن عَبْدان، وأَبِي مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، ورحل إلى نيسابُور وبغداد وهمذان والحجاز.
قَالَ حمزة بْن يوسف: جمع الْأبواب والمشايخ، وكان يحفظ ويفهم، وأملى علينا بالبصرة، ثم إنه جاور بمكّة إلى أنْ تُوُفِّي بها سنة تسعين وثلاثمائة.
المعافى بْن زكريا بْن يحيى [2] بْن حُمَيْد القاضي، أبو الفرج النّهروانى [3]
__________
[1] تاريخ جرجان 454 رقم 888، المنتظم 7/ 213 رقم 344، مرآة الجنان 2/ 443، شذرات الذهب 3/ 134، العبر 3/ 47، تذكرة الحفاظ 3/ 997.
[2] تذكرة الحفاظ 3/ 1010- 1012 رقم 943، العبر 3/ 47، 48، طبقات الفقهاء 93، إنباه الرواة 3/ 296، المنتظم 7/ 213، 214 رقم 345، مرآة الجنان 2/ 443، 444، البداية والنهاية 11/ 328، وفيات الأعيان 5/ 221- 224 رقم 726، النجوم الزاهرة 4/ 201، 202، شذرات الذهب 3/ 134، 135، دول الإسلام 1/ 236، الكامل في التاريخ 9/ 163، تاريخ بغداد 13/ 230، 231 رقم 7199، معجم البلدان 5/ 327، الباب 3/ 337، الأنساب 1/ 573، الفهرست 1/ 236، معجم الأدباء 19/ 151- 154، نزهة الألباء 242، 243، بغية الوعاة 2/ 293، 294 رقم 2007، كشف الظنون 593، الذريعة 4/ 256، هدية العارفين 2/ 464، 465، الأعلام 8/ 169، معجم المؤلفين 302، تاريخ التراث العربيّ 2/ 230 رقم 13، تلخيص ابن مكتوم 249، البلغة في تاريخ أئمة اللغة 259، غاية النهاية 2/ 302، طبقات الحفاظ 400، 401، طبقات المفسّرين للداودي 2/ 223- 226، سير أعلام النبلاء 16/ 54- 547 رقم 398، الرسالة المستطرفة 166، طبقات الأصوليّين 1/ 211، 212.
[3] النّهروانى: بفتح النون وسكون الهاء وضم الراء وفتح الواو وبعد الألف نون. نسبة إلى النهروان، بليدة قديمة بالقرب من بغداد. (اللباب) .(27/206)
المعروف بابن [1] طرار [2] الفقيه الجريريّ، نسبة إلى مذهب مُحَمَّد بْن جرير الطَّبَرِي.
سَمِعَ: أَبَا القاسم البغوي، وابن أبي داود، وابن صاعد، وأَبَا سَعِيد العَدَوِي، وأَبَا حامد الحَضْرَمِي، وخلقًا مثلهم ودونهم، فأكثر، وقرأ عَلَى ابن شنَّبوذ، والخاقاني.
قرأ عَلَيْهِ: أَبُو العلاء، مُحَمَّد بْن عَلِيّ القاضي، وَأَبُو تغلب المَلْحمي، وأَحْمَد بْن مسرور الخبّاز، ومُحَمَّد بْن عُمَر بْن زلال النَّهَاوَنْدِي.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو القاسم الْأزهري، وَأَبُو الطّيّب الطَّبَرِي، وأَحْمَد بْن عَلِيّ التَّوَّزي، وأَحْمَد بْن عُمَر بْن رَوْح، وَأَبُو عَلِيّ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الجازري، وآخرون.
قَالَ الخطيب: كَانَ من أعلم النّاس فِي وقته بالفقه والنَّحْوِ واللّغة وأصناف الأدب، وولّى القضاء بباب الطّلاق، وكان عَلَى مذهب ابن جرير، وبلغنا عَنْ أَبِي مُحَمَّد البافي الفقيه أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: إذا حضر القاضي أَبُو الفرج، فقد حضرت العلوم كلُّها.
قَالَ الخطيب: حدّثني أَبُو حامد الدّلوى قَالَ: كَانَ أَبُو مُحَمَّد البافي يَقُولُ: لو أوصى رجل بثلث ماله أن يدفع إلى أعلم النّاس، لوجب أن يُدْفَع إلى المُعَافَى بْن زكريّا.
قَالَ الخطيب: وسالت البَرْقَاني عَنِ المُعَافَى فَقَالَ: كَانَ أعلم النّاس، وكان ثقة، لم أسمع منه.
وزكريّا أَبُو حيّان التوحيدي قَالَ: رَأَيْت المُعَافَى بْن زكريّا قد نام مستدبر الشمس فِي جامع الرُّصَافة، فِي يوم شاتٍ، وبه من أثر الضُّرّ والفقر والبؤس أمر عظيم، مَعَ غزارة علمه.
وقَالَ أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَبِي نصر الحُمَيْدي: قرأت بخطّ المعافى بن
__________
[1] في الأصل «المعروف بن» .
[2] وقيل «طرارا» أو «طرارة» وقد ضبطها ابن خلكان فقال: بفتح الطاء المهملة والراء وبعد الألف راء ثانية مفتوحة ثم ألف مقصورة. وبعضهم يكتبها بالهاء بدلا من الألف، فيقول: طرارة.(27/207)
زكريّا قَالَ: حججتُ، فكنت بمِنَى، فسمعت مناديا ينادي: يا أَبَا الفرج.
فقلت: لعله يريدني، ثم نادى: يا أَبَا الفرج المُعَافَى. فَهَمَمْتُ أناجيه، ثم رجع فنادى: يا أَبَا الفرج المُعَافَى النَّهْرُوَاني، فقلت: ولم أشك أَنَّهُ يناديني، ها أنا ذا، فما تريد؟ قال: لعلّك من نهراوان الشرق [1] ؟ قلت: نعم. قَالَ: نَحْنُ نريد نَهْرُوان الغرب، قَالَ: فعجبت من هذا الاتّفاق، وعلمت أنّ بالمغرب مكانا يسمّى النّهروان.
توفّى المعافى بالنَهْرُوان فِي ذي الحجّة، وله خمسٌ وثمانون سنة.
ناجية بْن مُحَمَّد [2] ، أَبُو الْحَسَن الكاتب.
عَنِ ابن الْأنباريّ، والمَحَامِلي، وجماعة.
وعنه العتيقي، والتنوخي.
وثّقه الخطيب.
يحيى بْن منصور، أَبُو سَعِيد البوسنجي الفقيه، سَمِعَ بنيسابُور مُحَمَّد ابن الْحُسَيْن القطَّان، وغيره.
رَوَى عَنْهُ جمال الْإسلام أبو الحسن الداوديّ، وتوفّى في ذي الحجة.
وَهْب بْن مُحَمَّد بْن محمود [3] بْن إِسْمَاعِيل، أَبُو الحزم القُرْطُبي. سَمِعَ من قاسم بن أصبغ، ووهب بن مسرة، وكان حافظًا للرأي، مشاورًا فِي الْأحكام فِي أيام ابن السليم، فلما وُلّي القضاء مُحَمَّد بْن يَبْقَى ترك مشاورته، وكان شيخًا صالحًا كثير الصلاة، مواظبًا للجامع، يُقرئ الفقه ويفتي.
تُوُفِّي فِي رمضان.
يحيى بْن مُحَمَّد بْن يوسف [4] ، أَبُو زكريّا الْأشعري القُرْطُبي المعروف بابن الجباني [5] .
__________
[1] في سير أعلام النبلاء 16/ 546 «نهروان العراق» .
[2] تاريخ بغداد 13/ 426، 427 رقم 7303، النجوم الزاهرة 4/ 202.
[3] تاريخ علماء الأندلس 2/ 166، 167 رقم 1522، جذوة المقتبس 360 رقم 848، بغية الملتمس 479 رقم 1404.
[4] تاريخ علماء الأندلس 2/ 195، 196 رقم 1604.
[5] في الأصل «الحيانى» وهو تحريف.(27/208)
سَمِعَ مُحَمَّد بْن معاوية الْقُرَشِيّ، ومسلمة بْن قاسم، ومُحَمَّد بْن أحْمَد الخزاز، ورحل فسمع بمكّة كتاب «الضُّعَفاء» للعُقيْلي، وبمصر «صحيح مُسْلِم» من ابن ماهان. وكان جيد النّقل، ضابطًا.
مات فِي صفر.
وقَالَ أَبُو عُمَر بْن عَبْد البَرّ: أَنَا هذا بجميع «جامع التِّرْمِذِيّ» عَنْ أَبِي يعقوب بْن الدَّخِيل المكّي، عَنْ أَبِي ذَرّ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم التِّرْمِذِيّ، عَنْهُ.(27/209)
[من الوفيات] وممن كَانَ فِي هذا الوقت
أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مهلهل [1] أَبُو القاسم إلْبيري نزيل غُرْنَاطَة.
سَمِعَ مُحَمَّد بْن عَبْد الله بن أبي دُلَيْم.
قال ابن الفرضي: كتبت عَنْهُ، وكان صالحًا.
تُوُفِّي سنة ثمانٍ أو تسعٍ وثمانين.
إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد، أَبُو معشر الورّاق المَرْوَزِي [2] .
رَوَى عَنْ أَبِي عَلِيّ بْن رزين الباساني.
وعنه أَبُو عُمَر بْن عَبْد الواحد المليحي.
الْحَسَن بْن يحيى بْن قيس، أَبُو بَكْر المقرئ.
رَوَى «مختَصَر الخِرَقي» فِي الفقه، عَنِ الخِرَقي.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عبد الله بن حامد الحنبلي الفقيه، [و] أبو طَالِب العشاري.
الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد [3] بْن إِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاق، أَبُو الْعَبَّاس الحلبي.
توفّى قبل والده فيما أظنّ.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 58 رقم 192، بغية الملتمس 164 رقم 351.
[2] في الأصل «المروي» .
[3] تاريخ بغداد 8/ 76، 77 رقم 4157.(27/211)
قدِم بغداد، وحدّث بها عَنْ قاسم المَلَطي، والمَحَامِلي، وابْن عُقْدة، وعَلِيّ بْن أَبِي مطر الإسكندراني.
رَوَى عَنْهُ: عَلِيّ بْن أحْمَد النعيمي، وَأَبُو العلاء مُحَمَّد بْن عَلِيّ الواسطي.
قَالَ الخطيب: كَانَ يوصف بالحِفْظ، وما علمت من حاله إلا خيرًا.
الْحُسَيْن [1] بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن شريك، أَبُو عَلِيّ الْإصبهاني الغسّال. عَنْ أَبِي عَمْرو أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن جَعْفَر، ومُحَمَّد بْن حفص وأَحْمَد بْن بندار الشعّار [2] .
وعنه: أَبُو طاهر أحْمَد بْن محمود بْن النُّعْمَان الصائغ، وغيره.
ذكره ابن نُقْطَة.
الْحُسَيْن بْن أَبِي جَعْفَر [3] بْن مُحَمَّد الخالع الرافقي [4] .
قَالَ: إنه من ذُرِّيّة معاوية بْن أَبِي سُفْيَان، وكان من كبار النُّحَاة.
أخذ عَنْ أَبِي سَعِيد السِّيرَافِي، وأَبِي عَلِيّ الفارسي.
وله من المصنفات «كتاب الشعراء» وكتاب «المواصلة والمقاصدة» وكتاب «الْأمثال» وكتاب «الْأودية والجبال» وكتاب «الرمال» وكتاب «تخيلات العرب» وكتاب «تفسير شِعْر أَبِي تمّام» وكتاب «صناعة الشِعْر» وكتب سوى هذه، وكان من الشعراء المذكورين، ولا أعرف متى مات.
__________
[1] ذكر أخبار أصبهان 1/ 285، 286 وهو في الأصل «الحسن» .
[2] في الأصل «الشغار» وهو تحريف.
[3] هو: الحسين بن محمد بن جعفر بن محمد بن الحسين ... انظر: تاريخ بغداد 8/ 105، 106 رقم 4222، معجم الأدباء 10/ 155، الأنساب 5/ 24، اللباب 1/ 340، قاموس الرجال 3/ 321، ميزان الاعتدال 5478 رقم 2048، الفهرست 246 وفيه «الخالع أبو عبد الله محمد بن الحسين» ، الوافي بالوفيات 13/ 48 رقم 52، بغية الوعاة 1/ 538 رقم 1121، لسان الميزان 2/ 310، 311 رقم 1274، كشف الظنون 167 و 380 و 771 و 1082 و 1400، روضات الجنات 238، أعيان الشيعة 27/ 146- 150، تنقيح المقال للمامقانى 1/ 341، الأعلام 2/ 278، معجم المؤلفين 4/ 46، 47.
[4] الرافقي: بفتح الراء وكسر الفاء والقاف، هذه النسبة إلى الرافقة، وهي بلدة كبيرة على الفرات يقال لها الرقّة. (الأنساب 6/ 49) .(27/212)
سُلَيْمَان بْن حسان [1] ، أَبُو دَاوُد بْن جُلْجُل الْأندلسي الطّبيب، عالم الْأندلس بالطب.
كَانَ بصيرًا بالمعالجات. خدم المؤَيَّد باللَّه هشام بْن المستنصِر، وكان إمامًا فِي معرفة الْأدوية المُفْرَدَة، لا سيما بكتاب ديسقوريدس العين زربي [2] الَّذِي عُرِّب فِي خلافة المتوكّل، وبقي منه ألفاظ كثيرة يونانية لم تُعَرَّب ولا عُرِفَتْ.
قَالَ ابن جُلْجُل: وانتفع النّاس بما عُرِّب منه، فلما كَانَ فِي دولة النّاصر عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد صاحب الْأندلس، كاتبه أرمانوس صاحب القُسْطَنْطِينيّة قبل الأربعين وثلاثمائة وهاداه بنفائس، فكان منها كتاب ديسقوريدس مصوّر الحشائش بالتصوير العجيب، والكتاب باليوناني، ومنها كتاب هروشيش [3] تاريخ عجيب فِي الْأمم والملوك باللسان اللَّطِيني [4] .
وكان بالأندلس من يتكلم بِهِ، ثم كاتبه النّاصر وسأله أن يبعث إِلَيْهِ برجل يتكلم باليوناني واللَّطِيني، ليُعَلِّم لَهُ عبيدًا، حتى يُتَرْجِموا لَهُ، فبعث إِلَيْهِ براهب يُسمى «نِقَولا» ، فوصل قُرْطُبَة فِي سنة أربعين، ونشر من كتاب ديسقوريدس ما كَانَ مجهولا، وكان هناك جماعة من حُذَّاق الْأطباء، فأحكم الكتاب، وقد أدركتهم، وأدركت «نِقُولا الرّاهب» وصحبتهم، وفي صدر دولته مات «نقولا الرّاهب» .
ولابن جُلْجُل «تاريخ الْأطبّاء والفلاسفة» ، وله تذييل وزيادات عَلَى كتاب ديسقوريدس مما لم يعرفه ديسقوريدس، صنّفه فِي سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة. ولم تبلغنا وفاته متى كانت.
__________
[1] تاريخ الحكماء للقفطى 190، جذوة المقتبس 225 رقم 452، عيون الأنباء 2/ 46- 48، إيضاح المكنون 1/ 561 و 2/ 78، معجم المولفين 4/ 258، الوافي بالوفيات 15/ 362 رقم 511.
[2] العين زربى: بفتح العين المهملة، والياء الساكنة، وبعدهما النون، والزاى المفتوحة والراء الساكنة، والباء الموحّدة. نسبة إلى عين زربة، بلدة من بلاد الجزيرة مما يقرب الرها وحرّان. (الأنساب 9/ 108، 109) .
[3] كذا في الأصل، ويريد «هيرودوت» صاحب التاريخ المشهور.
[4] كذا في الأصل، ويريد «اللاتيني» .(27/213)
عبد الباقي بن الحسين [1] بن أحمد بن الإمام المقرئ، أبو الحسن بن السّقّاء الخُراساني ثم الدمشقي. أحد الحُذَّاق بالقراءات، وأحد من عُني بهذا الشأن.
قرأ عَلِيّ: مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان البعلبكي صاحب هارون الْأخفش، وعلى نظيف [2] بْن عَبْد اللَّه، وعلى بْن زيد بن على الكوفي، وعلى بن مُحَمَّد بْن عَلِيّ الْجَلَنْدي، وعَلِيّ بْن مُحَمَّد بن الحسن الدّبيلى [3] وأَحْمَد بْن صالح وإبراهيم بْن الْحَسَن، وطائفة بالحجاز والشام والعراق ومصر، وحدّث عَنْ عَبْد اللَّه بْن عتاب بْن الزِّفْتي، وأَبِي عَلِيّ الحصايرى، وجماعة.
قرأ عليه: أبو الفتح فارس وغيره، وحدّث عَنْهُ عَلِيّ بْن دَاوُد المقرئ، وَأَبُو عَلِيّ مُحَمَّد بْن أحْمَد [4] الْإصبهاني.
وقَالَ أَبُو عَمْرو الدّاني: وكان خيرًا، فاضلا، ثقة، مأمونًا، إمامًا فِي القرآن، عالمًا بالعربية، بصيرًا بالمعاني. قَالَ لنا فارس بْن أحْمَد عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ:
أدركت إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرّزّاق بأنطاكية، وحضرت مجلسه، وهو يقرئ فِي سنة أربعٍ وثلاثين، وأنا داخل، ولم أقرأ عَلَيْهِ.
قَالَ الدّاني: سَمِعْتُ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه يَقُولُ: كَانَ عَبْد الباقي سَمِعَ معنا عَلَى أَبِي بَكْر الْأبْهَرِي، وكتب عَنْهُ كتبه فِي الشرح، ثم قَدِم مصر، فقامت لَهُ فيها رئاسة، وكنّا لا نظنه هناك، وكان ببغداد.
تُوُفِّي سنة ثمانين بالإسكندرية، أو بمصر.
عثمان بْن مُحَمَّد، أَبُو القاسم السّامِريّ الوَرّاق. سَمِعَ أبا بكر بن نَيْرُوز الْأنماطي، وإبراهيم بْن عَبْد الصمد الهاشمي، وجعفر بن مرشد.
__________
[1] معرفة القراء الكبار 1/ 287، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان ق 1- ج 3/ 36 رقم 739، وهو في الأصل «ابن الحسن» وهو تحريف، حسن المحاضرة 1/ 210، غاية النهاية 1/ 356، 357.
[2] في الأصل: «وعلى بن نظيف» .
[3] الدّبيلى: بفتح الدال المهملة وكسر الباء الموحّدة وسكون الياء آخر الحروف، وفي آخرها اللام. هذه النسبة إلى دبيل، وهي قرية من قرى الرملة. (الأنساب 5/ 278) .
[4] في (معرفة القراء) : «أبو على أحمد بن محمد» .(27/214)
وعنه: الماليني، والحاكم، وحمزة السَّهْمي، وجماعة.
عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن عثمان [1] بْن سَعِيد، أَبُو الْحَسَن الغضائري. قرأ عليه بالروايات أَبُو عَلِيّ الْأهوازي.
وزعم أَنَّهُ قرأ عَلَى عَبْد اللَّه بْن هاشم الزَّعْفَراني تلميذ خلف البزّاز، وعَلِيّ أحمد بن فرج، وسعيد بن عبد الرّحيم الضّرير صاحبي الدّورى، وعَلِيّ بْن شنَّبوذ، ومُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الْأهناسي [2] الْمَصْرِيّ، وعَبْد اللَّه بْن أحْمَد بْن الهيثم المقرئ، عَلَى [3] تلميذ أَبِي أحْمَد الطّيّب بْن إسماعيل.
عمر بن القاسم [4] ، أبو الحسين البغدادي المقرئ صاحب ابن مُجاهد، يُعرف بابن الحدّاد وبابن وَبَرَة، من بقايا من تلا عَلَى ابن مجاهد.
حدّث عَنْ: ابن مبشر الواسطي، والمَحَامِلي، وقاسم المَلَطي.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الخلال، والعتيقي، وَأَبُو الفرج الطّناجيري.
قَالَ الخطيب: كَانَ صدوقًا.
قلت: بقي إلى سنة تسعين.
عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن تميم [5] ، أَبُو القاسم القاضي. رَوَى عَنْ أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الْإمَام البلدي، وأَبِي الفوارس الصّابوني، وأَحْمَد بْن الحسن بْن إِسْحَاق الرّازي.
رَوَى عَنْهُ أَبُو الْحَسَن العتيقي، وَأَبُو القاسم الْأزْجِي.
قَالَ الخطيب: كان صدوقا، خرّج له ابن شاهين.
عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن القاسم [6] بْن خلف بْن حَزْم، أَبُو الْحَسَن الثَّغْري
__________
[1] معرفة القراء الكبار 1/ 271 رقم 8.
[2] الأهناسي: بفتح الألف وسكون الهاء وفتح النون، وفي آخرها السين المهملة. نسبة إلى أهناس، وهي بليدة بصعيد مصر. (الأنساب 8/ 391) .
[3] في الأصل «وله» .
[4] تاريخ بغداد 11/ 269، 270 رقم 6032.
[5] هو: عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن تميم. (تاريخ بغداد 9/ 410 رقم 5018) .
[6] تاريخ علماء الأندلس 1/ 244- 246 رقم 753، جذوة المقتبس 254 رقم 536، بغية الملتمس 334 رقم 886.(27/215)
القلعي، من قلعة أيّوب بالأندلس.
سَمِعَ وهب بن مسرّة، وابن عابس، وفي الرّحلة من أَبِي عَلِيّ بْن الصّوّاف ببغداد.
ورجع فلزم العبادة والجهاد، ووُلِّي قضاء بلده، ثم استغنى من القضاء، وإليه كانت الرحلة، وانتفع بِهِ النّاس.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عُمَر الطَّلَمَنْكِيّ، وابْن الفَرَضِيّ، وابْن الشقاق.
وتُوُفِّي سنة ثلاث، وكان عارفًا بمذهب مالك.
عثمان بْن أحْمَد بْن جَعْفَر [1] العِجْلي، مُسْتَمْلي ابن شاهين.
رَوَى عَنِ البَغَوي، وابْن أَبِي دَاوُد، والْحُسَيْن بْن عفير.
رَوَى عَنْهُ: الخلال، وعَبْد العزيز الْأزْجِي، والعتيقي، وَأَبُو طَالِب العشاري.
عثمان بْن مُحَمَّد بْن القاسم [2] الْأدَمي [3] . روى عَنْ عَبْد اللَّه بْن إِسْحَاق المدائني، والبَاغَنْدِي، والبَغَوي.
رَوَى عَنْهُ: العتيقي، وَأَبُو بَكْر بْن بشران، ومُحَمَّد بْن أحْمَد النَّرْسي.
وثّقه أَبُو بَكْر الخطيب.
نصر بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الخليل المرجّى أَبُو القاسم الموْصِليّ.
رَوَى عَنْ أَبِي يَعْلَى المَوُصِليّ، فهو آخر من رَوَى فِي الدُّنيا عَنْهُ، وعُمِّر دهرًا طويلا.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَلِيّ الْأهوازي، وَأَبُو نصر بْن طَوْق المَوُصِليّ، وآخر من رَوَى عَنْهُ بالإجازة عَلِيّ بْن البشرى.
توفّى قريبا من سنة تسعين وثلاثمائة.
__________
[1] تاريخ بغداد 11/ 309، 310 رقم 6107.
[2] تاريخ بغداد 11/ 310 رقم 6108، الأنساب 1/ 163، 164.
[3] الأدمي: بفتح الألف والدال المهملة وفي آخرها الميم. نسبة إلى من يبيع الأدم. (الأنساب 1/ 161) .(27/216)
مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عَبْد اللَّه [1] ، وقيل «عَلِيّ» بدل «عَبْد اللَّه» الفقيه، أَبُو بَكْر بن خويز منداذ المالكي صاحب أَبِي بَكْر الْأبْهَرِي [2] من كبار المالكية العراقيين.
صنف كتابًا كبيرًا فِي الخلاف، وآخر فِي أصول الفقه، وكتاب «أحكام القرآن» ، وله اختيارات فِي الفقه خالف فيها المذاهب، كقوله: إن العبيد لا يدخلون فِي الْخَطَّاب للأحرار، وأنَّ خَبَر الواحد يُوجِب العلمَ. قاله القاضي عياض، وقَالَ: قد تكلّم فِيهِ أَبُو الوليد الباجي وقَالَ: لم أسمع لَهُ فِي علماء العراقيين ذِكْر [3] ، أو كَانَ [لَهُ] [4] بجانب الكلام جملة، وينافر أهله حتى يؤدّي إلى منافرة المتكلمين من أهل السُّنَّة، وحكم عَلَى اهل الكلام أنّهم من أهل الْأهواء الذين قَالَ مالك، رحمه الله، في مناكحتهم وأمانتهم وشهادتهم ما قَالَ.
قلت: وذكره أَبُو إِسْحَاق فِي الطبقات، فَقَالَ فِيهِ: المعروف بابن كواز.
مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد [5] ، أَبُو الفضل الكاتب، بغداديّ صالح.
رَوَى عَنِ المَحَامِلي، ومُحَمَّد بْن مَخْلَد.
قَالَ الخطيب: حدثونا عَنْهُ.
مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن [6] بْن حاتم أَبُو عَبْد اللَّه الزغرتاني [7] الهَرَوِي.
سَمِعَ أحْمَد بْن سَعِيد الْأشجّ، وأَبِي الْأشعث العِجْلي.
رَوَى عَنْهُ: إِسْحَاق القرَّاب، وَأَبُو عبد الواحد المليحي، وغيرهما.
__________
[1] طبقات الفقهاء للشيرازى 168، الوافي بالوفيات 2/ 52 رقم 337، لسان الميزان 5/ 291، 292 رقم 991 وسمّاه «محمد بن على بن إسحاق» ، الديباج المذهب 268.
[2] في الأصل «أبى بكر الأهوازي بهرى» .
[3] في الأصل «ذكره» .
[4] زيادة على الأصل للتوضيح.
[5] تاريخ بغداد 2/ 213 رقم 646.
[6] في معجم البلدان 3/ 142 «الحسن» .
[7] الزغرتانى: نسبة إلى زغرتان، من قرى هراة. (معجم البلدان 3/ 142، الأنساب 6/ 286) .(27/217)
مُحَمَّد بْن عُمَر بْن عزيز بْن عمران، أبو بكر الهمذانيّ التِكَكي [1] .
رَوَى عَنْ أوس الخطيب، وموسى بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر، وإبراهيم بْن مُحَمَّد بْن فيره الطّيّان، وأَبِي بَكْر بْن أَبِي زكريّا، وجماعة.
وعنه: عَبْد الغفَّار بْن مُحَمَّد، وعَبْد اللَّه بْن كاله، ومكي بْن المحتسب وعَبْد اللَّه بْن الْحَسَن الهاشمي، وهو آخر من حدّث عَنْهُ.
قَالَ شِيرَوَيْه: هُوَ صَدُوق.
مُحَمَّد بْن عُمَر بْن الفضل بْن الموفَّق، أَبُو بَكْر الصُّوفِي الهَمَذَاني الخبّاز المعروف بابن جزر صاحب الشِّبْليّ.
رَوَى عَنْ أحْمَد بْن عَبْد اللَّه الهَرَوِي صاحب يحيى بْن مُعَاذ الرّازي، وغير واحد، وروى تفسير جُوَيْبر عَنْ إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن فيرة الطّيّان.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو سهيل بْن زيرك، وَأَبُو منصور مُحَمَّد بْن عيسى، وحَمْد بْن سهل المؤدب، والخليل بْن عَبْد اللَّه الخليلي، وآخرون.
وقيل إن الدار قطنى رَوَى عَنْهُ.
قَالَ شِيرَوَيْه: صَدُوق. قد رَوَى عَنْهُ من أهل بغداد أبو حفص بن شاهين، وهو أكبر منه.
عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن محمد [2] ، أبو الحسين بن الأصبهاني المقرئ نزيل بغداد، وحدث عن محمد بن عمر بن حفص الجورجيري [3] ، وابْن داسَه، وأَبِي مُحَمَّد بْن فارس، وعدة.
وعنه البَرْقَاني، والعتيقى.
ثقة عابد.
__________
[1] التّككيّ: بكسر التاء المنقوطة من فوقها باثنتين وفتح الكاف، وفي آخرها كاف أخرى. هذه النسبة إلى تكك وهي جمع تكة. (الأنساب 3/ 68) .
[2] تاريخ بغداد 9/ 396 رقم 4997.
[3] في الأصل «الجورحيرى» ، والتصويب من اللباب 1/ 306 حيث قال: بضم الجيم وبالراء الساكنة بعد الواو ثم الجيم الأخرى المكسورة وبعدها الياء المثناة من تحتها وفي آخرها الراء. نسبة إلى جورجير، محلّة بأصبهان.(27/218)
عَبْد الواحد بْن الْحُسَيْن القاضي [1] ، أَبُو القاسم الصَّيْمَريّ [2] الشافعيّ، أحد الْأعلام، ومن أصحاب الوجوه فِي المذهب.
تفقه بأبي حامد المَرُورُوذِي، وبأبي الفيّاض، وارتحل الفقهاء إلى البصرة، وكان من أوعية العلم.
تفقه عَلَيْهِ أقضى القضاة الماوَرْدِي، وله كتاب «الإيضاح فِي المذهب» فِي سبع مجلَّدات، وكتاب «القياس والعلل» ، وغير ذَلِكَ. سمعوا منه فِي سبعٍ وثمانين بعض كُتُبه.
إِبْرَاهِيم بْن الْحُسَيْن بْن حكمان [3] الْإمَام، أَبُو منصور بْن الكَرْخِي البغدادي.
سَمِعَ أحْمَد بْن عُبَيْد الصّفّار، وأَبَا عَلِيّ الصّوّاف، وطبقتهما، فأكثر، وأراد أن يصنّف مسندا، وكان يحضر عنده الدار قطنى كل أسبوع، ويعلّم عَلَى الْأحاديث فِي أُصُوله، ويُمْلي عَلَيْهِ العِلَل، حتى خرَّج من ذَلِكَ جملة كبيرة.
روى عنه الدار قطنى في كتاب «المدبّج» حديثا، ومات قبل الدار قطنى [4] بزمان.
قَالَ الخطيب: سَأَلت البَرْقَاني عَنْهُ، فَقَالَ: علَّقت عَنْهُ يسيرًا، ولم أر مثل صُحْبَته نَحْوًا من عشرين سنة، أدام فيها الصيام، وكان يُصلِّي أربع ركعات بسُبع القرآن كل ليلة وقت العتمة.
أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إسحاق [5] بن جوري، أبو الفرج العكبريّ.
__________
[1] تهذيب الأسماء واللغات 2/ 265، طبقات الفقهاء للشيرازى 125، الجواهر المضية 2/ 480 رقم 878، الطبقات السنية رقم 1346، طبقات الشافعية الكبرى 3/ 339، طبقات السبكى 2/ 127، 128، كشف الظنون 48 و 211 و 1499، هدية العارفين 1/ 433، معجم المؤلفين 6/ 208.
[2] الصّيمريّ: بفتح الصاد المهملة، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفتح الميم، وفي آخرها الراء. نسبة إلى نهر من أنهار البصرة يقال له الصّيمر. (الأنساب 8/ 127) .
[3] في الأصل «حمكان» والتصويب من تاريخ بغداد 6/ 59، 60 رقم 3089.
[4] في الأصل «الدار» .
[5] تاريخ بغداد 4/ 410، 411، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 3/ 200، التهذيب 1/ 454، ميزان الاعتدال 1/ 133، المغنى 1/ 54، لسان الميزان 1/ 256، 257، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان ق 1- ج 1/ 386 رقم 201.(27/219)
أكثر التَّطْواف، وسمع الكثير بالعراق والعجم والشّام والحجاز ومصر، وقد حدّث عَنْ خَيْثَمة الْأطْرَابُلُسِي، وأَبِي سَعِيد بْن الْأعْرابي، وعَبْد الصَّمد الطّسْتي، وطبقتهم.
روى عنه: أبو بكر بن لال، وحمزة السَّهْمي، وَأَبُو نُعَيْم الحافظ، وَأَبُو طاهر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الصّبّاغ.
قَالَ الخطيب: فِي حديثه مناكير.
عَلِيّ بْن الْحَسَن بن بندار [1] بن محمد بن المثنَّى، أَبُو الْحَسَن التميمي الْأسّتَرابَاذي القسْري. الزّاهد، شيخ الصُّوفِيّة بجُرْجَان.
رحل وسمع من أَبِي سَعِيد بْن الأعرابي، وخيثمة بْن سُلَيْمَان، وأبي بَكْر الرقي، وخلق.
وعنه: ابنه إسماعيل، وعلي بْن محمود الزوزني [2] ، وفضل الله أَبُو سَعيد الميهني [3] وسعيد بْن أبي سَعيد العيّار، وغيرهم.
قَالَ ابن طاهر المقدسي: كَانَ يقف عَلَى أفرادٍ لقَوْمٍ، فيحدّث بها عَنْ أناسٍ آخرين، لا يُحْتَج [بِهِ] [4] .
عُتْبَةُ بْن مُحَمَّد بْن حاتم [5] القاضي، أَبُو الهيثم النيسابُوري الحنفي الْإمَام.
سَمِعَ الأصمّ وطائفة، وتفقّه على أبى الحسين قاضى الحرمين، وسمع
__________
[1] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 11/ 288 و 29/ 12- 14، ميزان الاعتدال 3/ 121، لسان الميزان 4/ 217، 218، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان ق 1- ج 3/ 316 رقم 1060، تاريخ جرجان 320 رقم 571.
[2] في الأصل «الزورمى» والتصحيح من (اللباب 2/ 80) وقال: بسكون الواو بين الزايين وفي آخرها النون، نسبة إلى زوزن، وهي بلدة كبيرة بين هراة ونيسابور.
[3] الميهنى: بكسر الميم وسكون الياء وفتح الهاء وفي آخرها نون. نسبة إلى مدينة ميهنة إحدى قرى خابران، ناحية بين سرخس وأبيورد. (اللباب 3/ 285) .
[4] إضافة على الأصل.
[5] هو: عُتْبة بْن خَيْثَمَة بْن محمد بْن حاتم بن خيثمة.. انظر: العبر 3/ 94، 95، أعلام الأخيار برقم 222، الجواهر المضية 2/ 511 رقم 913، الطبقات السنية برقم 1398، شذرات الذهب 3/ 181، الفوائد البهية 125.(27/220)
فِي الفقه، وصار أوْحَدَ عصره، حتى لم يبق بخُراسَان قاضٍ حنفيّ إلا وهو ينتمي إِلَيْهِ.
قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه الحليمي: لقد بارك اللَّه فِي عِلْم الفقه بأبي الهَيْثَم، فليس بما وراء النهر أحدٌ يرجع إلى النّظر والْجَدل إلا أصحابه.
قلت: رَوَى عَنْهُ الحاكم حديثًا فِي تاريخه.
عيّاش [1] بْن الْحَسَن الخزري [2] . عَنْ أَبِي بَكْر بْن زياد النيسابوري، وابْن الأنباري، والمحاملي.
روى عنه الدار قطنى، وهو أكبر منه، وَأَبُو بَكْر بْن بشران، وعَبْد الكريم بْن المَحَامِلي.
وثّقه الخطيب.
مَهْدِيّ بْن مُحَمَّد [3] ، أَبُو سَلَمَة القُشَيْرِي النيسابُوري الصّيْدَلانِي.
عَنْ أَبِي حامد بْن الشرفي الحافظ، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن دلوَيْه، وأَبِي حامد بْن بلال.
وقدم بغداد، فحدّث بها قبل سنة تسعين.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو القاسم التنوخي، وهبة اللَّه اللالكائي.
قَالَ الخطيب: رواياته مستقيمة.
زيد بْن رفاعة [4] ، أَبُو الخير.
رَوَى بخُراسَان عَنِ ابن دُرَيْد، وابْن الْأنباري كُتُبَ اللّغة، وروى لهم عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابن كامل الجحدري [5] .
__________
[1] تاريخ بغداد 12/ 279 رقم 6720، الأنساب 5/ 112، اللباب 1/ 441.
[2] في الأصل «الجزري» وهو تحريف. والتصحيح من الأنساب 5/ 111 حيث قال: الخزري:
بفتح الخاء والزاى المعجمتين وكسر الراء المهملة ... نسبة إلى موضع من الثغور عند السّدّ لذي القرنين يقال له: دربند خزران.
[3] تاريخ بغداد 13/ 185 رقم 6163.
[4] تاريخ بغداد 8/ 450، 451 رقم 4564.
[5] الجحدري: بفتح الجيم وسكون الحاء وفتح الدال المهملتين وفي آخرها الراء. نسبة إلى إلى جحدر، اسم رجل. (اللباب 1/ 260) .(27/221)
ذكره الخطيب، فَقَالَ: كَانَ كذّابًا. سَمِعْتُ أَبَا القاسم هبة اللَّه، يعني اللالكائي يَقُولُ: رَأَيْته بالرّيّ، وأساء القول فِيهِ، وقَالَ لي التنوخي: ذُكر لنا عَنْهُ أنّه كَانَ يذهب مَذْهَبَ الفلاسفة.
الْحُسَيْن بْن أحْمَد بْن علي بْن خُزَيْمَة النيسابُوري، أَبُو مُحَمَّد الكرابيسي [1] . سَمِعَ ابن خُزَيْمَة.
وعنه أَبُو سعد الكَنْجَرُوذِي.
الربيع بْن مُحَمَّد بْن حاتم، أَبُو الطّيّب الحاتمي الطُّوسي. عَنْ أَبِي القاسم، عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم المُزَكِّي، وإبراهيم بْن عَبْدَوس الحَرَشِيّ، وإِسْمَاعِيل الصّفّار، وطبقتهم.
وعنه: أَبُو يَعْلَى الصَّابُونِي، وَأَبُو بَكْر محمد بن الحسن المقرئ.
وغير هما.
__________
[1] الكرابيسي: بفتح أوله والراء وبعد الألف ياء موحّدة ثم ياء تحتها نقطتان وسين مهملة. نسبة إلى بيع الثياب. (الأنساب 9/ 371) .(27/222)
بسم اللَّه الرَّحْمَن الرحيم
الطبقة الْأربعون
حوادث سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة
فيها جلس القادر للحُجَّاج الخُرَاسانية، وأعلمهم أَنَّهُ قد جعل وليّ عهده ولده أَبَا الفضل الغالب باللَّه، وله يومئذ ثمان سنين وأربعة أشهر، وسبب عَجَلَته فِي ذَلِكَ أنّ عَبْد اللَّه بْن عثمان العباسي الواثقي الخطيب خرج إلى خُرَاسان، واتفق هُوَ ورجل رئيس عَلَى أن افتعلا كتابًا من القادر بتقليد الواثقيّ ولاية العهد من بعده، ودخل عَلَى بعض السلاطين، فاحترمه وخطب لَهُ بعد القادر، وكتب إلى القادر باللَّه، فبادر بولاية العهد لابنه، وأثْبَتَ فسق [1] الواثقي، ولم يزل الواثقيّ فِي البلاد النائية حتى مات غريبًا خائفًا من سوء افترائه [2] .
__________
[1] في الأصل «وسبق» وهو تصحيف.
[2] قارن بالمنتظم لابن الجوزي 7/ 215، والكامل في التاريخ لابن الأثير 9/ 165، 166.(27/223)
[حوادث] سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة
فيها ثارت العامّة ببغداد عَلَى النَّصارَى، فنهبوا البيعة وأحرقوها، سقطت على جماعة من المسلمين، فهلكوا، وعَظُمَت الفتنة ببغداد، وانتشر الدُّعار [1] .
وبطل الحجّ من العراق فِي هذه السنة [2] .
وفيها ولد [أبو] الحسن و [أبو] [3] الْحُسَيْن توأمين للسلطان بهاء الدولة، فعاش [أَبُو] [4] الْحُسَيْن سبع سنين، وأمّا أَبُو عَلِيّ فعاش وملك العراق، ولُقّب مشرف [5] الدولة.
وزاد أمر الشُّطَّار ببغداد، وواصلوا أخذ العملات والأموال، وقتلوا، وأشرف النّاس معهم عَلَى خطّه [6] صعبة، وكان فيهم من هُوَ عباسي وعَلَوِيّ، فبعث بهاء الدولة أبا عَلِيّ عميد الجيوش إلى العراق، ليدبّر أمورها، فقدم بغداد، وزيِّنَت لَهُ، وغرق [7] جماعة، ومُنع الشّيعة والسُّنّية من إظهار مذهبهم،
__________
[1] الدّعّار: مفردها «دعر» ، يقال: فلان دعر أي غليظ جاف. والدعر: العود يدخّن ويتّقد وما احترق من الحطب وغيره فطفئ قبل أن يشتدّ احتراقه. وعود دعر عفر ردى كثير الدخان.
قيل ومنه أخذت الدعارة. (محيط المحيط) ، تكملة المعاجم لدوزى 4/ 359.
[2] المنتظم 7/ 219.
[3] في الأصل: «ولد الحسن والحسين» ، والتصويب من المنتظم.
[4] إضافة من المنتظم.
[5] الأصل «شرف» والتصويب من المنتظم والكامل.
[6] في الأصل «خطر» والتصحيح من المنتظم.
[7] في الأصل «بفرق» والتصحيح من المنتظم.(27/225)
ونفي الدُّعَّار، ونفي ابن المعلّم فقيه الشيعة، وقامت هيبته [1] .
وفي المحرّم عزا [2] السلطان محمود بْن سبكتكين الهند، فالتقاه صاحبها الملك «جيبال» ، ومعه ثلاثمائة فيل، فنصر اللَّه محمود، وقتل من الكفار خمسة آلاف، ومن الفيول خمسة عشر فيلا، وأُسِر «جيبال» فِي جماعة من قوّاده، فكان عَلَيْهِ من الجواهر ما قيمته مائتا ألف دينار، وبلغت القيمة من الرقيق خمسمائة ألف رأس، نقل ذَلِكَ صاحب «سيرة محمود بن سبكتكين» الْأديب الكاتب أَبُو النَّصر مُحَمَّد بْن عَبْد الجبّار العُتْبي، وقد سَمِعَ هذا من أَبِي الفتح البُسْتِي وجماعة.
قَالَ أَبُو النّصر: وافتدى الملك نفسه بخمسين فيلا. وكان مُسِنًا، فتألّم مما تمّ عَلَيْهِ، وآثر النّار عَلَى العار، فحلق شعره، ثم حرّق نفسه حتى تلف.
قَالَ أَبُو النّصر: وافتدى الملك نفسه بخمسين فيلا [3] .
__________
[1] المنتظم 7/ 220، الكامل في التاريخ 9/ 178.
[2] في الأصل «غزي» .
[3] تكرّرت هذه العبارة كما هو واضح. وتراجع هذه الوقائع في (الكامل في التاريخ 9/ 169، 170) .(27/226)
[حوادث] سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة
فيها منع عميد الجيوش يوم عاشوراء من النَّوح وتعليق المُسُوح فِي الْأسواق، ومنع السُّنِّيّة عمّا أبدعوه فِي أمر مُصْعَب بْن الزُّبَيْر [1] .
وفيها قبض بهاء الدّولة عَلَى وزيره أَبِي غالب مُحَمَّد بْن خَلَف، وقرّر عَلَيْهِ مائة ألف دينار [2] .
وفيها برز عميد الجيوش، وذهب إلى سُورا [3] ، فاستدعى سيف الدّولة عَلِيّ بْن مَزْيَد، وقرر عَلَيْهِ فِي العام أربعين ألف دينار عَنْ بلاده، وأقرّه عليها [4] .
وفي ربيع الآخر منها أمر نائب دمشق بمصوَلة [5] الْأسود الحاكمي بمغربيّ، فطيف بِهِ عَلَى حمار، ونودي عَلَيْهِ: هذا جزاء من يحبّ أَبَا بَكْر وعُمَر، ثم أمر بِهِ، فأخرج إلى الرملة [6] فضربت عُنُقُه هناك، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، ولا رضى عن قاتله.
__________
[1] المنتظم 7/ 222.
[2] المنتظم 7/ 222.
[3] سورا: موضع بالعراق من أرض بابل وهي مدينة السريانيين. (معجم البلدان 3/ 278) .
[4] المنتظم 7/ 223.
[5] هكذا قيّد في الأصل مع الضبط، وهو «تمصولت» في تاريخ دمشق، و «تموصلت» في (أمراء دمشق 21 رقم 74) ويقال: «طزملت» و «طمزان» . ويقال أيضا: «تمسولت» بن بكار. (ذيل تاريخ دمشق 58 و 63) وانظر عنه: (اتعاظ الحنفا 2/ 34، 35، 43، 46، 48) ، والمختصر في أخبار البشر 2/ 136، النجوم الزاهرة 4/ 207، تاريخ ابن الوردي 1/ 317.
وهو: أبو محمد الأسود، كما في: مآثر الإنافة 1/ 324.
[6] في الأصل «الرماد» .(27/227)
وفيها نازل السلطان محمود بْن سُبُكْتِكين بسِجِسْتان، وأخذها من صاحبها خَلَف بْن أحْمَد بالأمان، فاستناب عليها الحاجب قنجي من كبار قوّاد أَبِيهِ، فخرج عَلَيْهِ أهل سِجِسْتان بعد أشهر، فسار محمود فِي عشرة آلاف وحاربهم، وقتل منهم مقتلة كبيرة في ذي الحجّة [1] .
__________
[1] قارن مع الكامل في التاريخ 9/ 172 و 175.(27/228)
[حوادث] سنة أربع وتسعين وثلاثمائة
فيها قلّد بهاء الدّولة الشريفَ أَبَا أحْمَد الْحُسَيْن بْن مُوسَى المُوسَوِي قضاءَ القُضاة والحجّ والمَظَالم ونقابة الطّالبيّين، وكتب لَهُ من شيراز العهد، ولقبه «الطاهر الْأوحد ذو المناقب» ، فلم ينظر فِي قضاء القُضاة، لامتناع القادر باللَّه من الْأذن لَهُ [1] .
وحج بالنّاس أَبُو الحارث مُحَمَّد بْن مُحَمَّد العَلَوِي، فاعترض [الحاجّ] [2] الأصفر المنتفقي ونازلهم، وعوّل عَلَى نهبهم، فقالوا: من يكلّمه ويقرّر لَهُ ما يأخذ؟ فنفذوا أَبَا الْحَسَن [3] بْن الرّفّاء وأَبَا عَبْد اللَّه بْن الدَّجاجيّ، وكانا من أحسن النّاس قراءة، فدخلا إِلَيْهِ، وقرءا بين يديه، فَقَالَ: كيف عَيْشُكُما ببغداد؟ فقالا: نِعْمَ العيش، تصلنا الخلع والصِّلات. فَقَالَ: هَلْ وهبوا لكما ألفا [4] ألف دينار؟ قالا: لا، ولا ألف دينار. فَقَالَ: قد وهبت لكما الحاجَّ وأموالهم، فدعوا لَهُ وانصرفوا، وفرح النّاس. ولما قرءا بعرفات، قَالَ أهل مصر والشام: ما سمعنا عنكم بتبذير مثل هذا! يكون عندكم شخصان مثل هذين، فتستصحبونهما معكم معًا، فإن هَلَكا، أيّ شيء تحملون [5] ؟
__________
[1] المنتظم 7/ 226، 227.
[2] زيادة من المنتظم.
[3] في المنتظم «الحسين» وما أثبتناه يتفق مع ابن الأثير في الكامل، وتاريخ بغداد 11/ 323.
[4] في المنتظم 7/ 227 «ألف» .
[5] في المنتظم: «فبأىّ شيء «تتجمّلون» .(27/229)
وأخذهما [1] أَبُو الحسين بْن بُوَيْه مَعَ أَبِي عبد اللَّه بْن بهلول، وكانوا يُصَلُون بِهِ بالنّوبة [2] التّراويح، وهم أحداث [3] .
__________
[1] في الأصل «وأخذ» والتصحيح من مفهوم رواية ابن الجوزي حيث يقول: «ولما ورد أبو الحسين بن بويه بغداد أخذ هذين القارئين ومعهما أبو عبد الله بن البهلول.» (7/ 228) .
[2] أي: بالتناوب.
[3] المنتظم 7/ 227، 228، الكامل 9/ 182.(27/230)
[حوادث] سنة خمس وتسعين وثلاثمائة
حجّ بالعراقيين جَعْفَر بْن شعيب السّلار، ولحقهم عَطَش فِي طريقهم، فهلك خلْق كثير [1] .
وفي المحرم قتل الحاكم بمصر جماعة من الْأعيان صبَرًا [2] .
وفيها قُتِل المنتصر أَبُو إِبْرَاهِيم إِسْمَاعِيل بْن نوح بْن نصر بن نوح السّاماني، وكان قد أُسِر أخوه عَبْد الملك، كما ذكرنا فِي سنة تسعٍ وثمانين.
واستولى عَلَى ما وراء النهر إيلك خان، وقبض عَلَى أَبِي إِبْرَاهِيم هذا، وعلى أخيه عَبْد الملك، وعلى نوح بْن منصور الرضيّ، وعلى أعمامهم أَبِي زكريّا، وأَبِي سُلَيْمَان، فتحيّل المنتصر وهرب من السجن فِي زيّ امْرَأَة كانت تنتابهم لمصالحهم، واختفى أيامًا عند عجوز، وذهب إلى خُوَارِزْم، فتلاحق بِهِ من بَدْوِ نمار من بقايا الدّولة السّامانية، حتى اجتمع شَمْلُه، وكثف خيله ورِجْله، وأغار بعض عمّاله عَلَى بُخَارَى، وبيتوا بضعة عشر قائدًا من القوّاد، وحملوا فِي وثاقٍ إلى خُوَارِزْم، وانهزم من بقي من قوّاد إيلك خان، وعاد المنتصر إلى بُخارى، وفرح النّاس، فجمع إيلك جيوشه، وتكاثفت أيضًا جموع المنتصر، وقصد نيسابُور، وحارب أميرها نصر بْن سُبُكْتِكين أخا محمود، فهزمه، وأخذ نيسابور، فانزعج لذلك السّلطان محمود، وطوى
__________
[1] المنتظم 7/ 229.
[2] انظر: اتعاظ الحنفا 2/ 59.(27/231)
المغار، حتى وافى [1] نيسابُور، فتقهقر عَنْهَا المنتصر إلى أَسْفِرايين [2] ، وجبى الخراج، وقدم لَهُ شمس المعالي [قابوس] [3] خيلا وجمالا وبغالا، وألف ألف دِرْهَم، وثلاثين ألف دينار، مُدارةً عَنْ جُرْجَان.
ثم إنّ المنتصر عاد إلى نيسابور، فتحيّز عنها أخو محمود، وجبى المنتصر منها الْأموال، ثم التقى هُوَ وأخو محمود، فكانت بينهما وقعة ملحمة هائلة، فكانت النّصرة لصاحب الجيش نصر بْن سُبُكْتِكين، وانهزم المنتصر، فجاء إلى جُرْجَان، فدفعه عَنْهَا شمس المعالي، ثم التقى المنتصر أيضًا هُوَ والسُّبُكْتِكينيّة بظاهر سَرْخَس، وقُتِل خلْقٌ من الفريقين، وانهزم جَمْعُ المنتصر، وقُتِل جماعة من قوّاده، فسار المنتصر يعتسف المهالك، فانتبذ بِهِ إلى محالّ الْأتراك الغُزِّيَّة، ولهم مَيْل إلى آل سامان، فأخذتهم المَذَمَّة من خُذْلانه، وحرّكتهم الحَمِيَّة لعونه فِي سنة ثلاث وتسعين، وقصدوا أيلك خان، وحاربوه، ثم خافهم المنتصر وفارقهم، وراسل السُّلطانَ محمود بْن سُبُكْتِكين يذكِّره بحقوق سَلَفِه عَلَيْهِ، فأكرم محمود رسوله، وتماثل حال المنتصر، وجرت لَهُ أحوال وأمور وحروب عديدة.
وكان موصوفًا بالدَّهاء والشّجاعة المُفْرِطة، ثم قام معه فتيان أهل سمَرْقَنْد، وتراجع أمره، فسمع الخان باحتداد شوكته واشتداد وطْأَته، فزحف [4] إِلَيْهِ فِي شعبان سنة أربع وتسعين وثلاثمائة، وانكسر الخان أيلك، ثم جمع وحَشَد وكَرَّ لطلب الثّأر، فالتقوا، فخامر خمسة آلاف من جيش المنتصر، وانحازوا إلى أيلك، فاضطّر المنتصر إلى الانهزام، واستَمَرَّ القتْلُ بجيشه، وبقي المنتصر أينما قصد، شُهِرَت عَلَيْهِ السّيوف وكَثُر أضداده، ودَلف إِلَيْهِ صاحب الجيش ابن سبكتين، ووُلّي سرخس، وولّى طوس. وحثّوا الظّهر في
__________
[1] في الأصل «وأوفى» .
[2] أسفرايين: بالفتح ثم السكون، وفتح الفاء، وراء، وألف، وياء مكسورة، وياء أخرى ساكنة، ونون. بليدة حصينة من نواحي نيسابور على منتصف الطريق من جرجان، واسمها القديم «مهرجان» . (معجم البلدان 1/ 177) .
[3] إضافة على الأصل من الكامل 9/ 157 للتوضيح.
[4] في الأصل «فرجف» .(27/232)
طلبه، ففاتهم إلى بِسطام، فرماه شمس المعالي بنحو ألفين من الْأكراد والشاهجانية، فأزعجوه عَنْهَا حتى ضاقت عَلَيْهِ المسالك، فتلقّاه ابن سرخك الساماني، بكتاب يخدعه فِيهِ، فانفعل طمعًا فِي وفائه، فثنته خَيْل أيلك خان بطرف خُرَاسان، فطاردهم، ثم ولاهم ظهره، فأسروا إخوته، والتجأ إلى ابن بهيج الْأعْرابي، فما خَفَر حقَّ مَقْدَمِه، وروّى الْأرض من دمه [1] ، كما عناه أَبُو تمام بقوله:
فتًى مات بين الطَّعْن والضَّرْب مِيتَةً ... تقوم مقامَ النَّصْر إذ فاته النَّصْرُ
فأثبتَ فِي مُسْتَنْقَع الموتِ رِجْلَه ... وقَالَ لها من دون أَخْمَصِك الحَشْرُ
غدا [2] غدوة الحمد فسبح رِدائه ... فلم ينصرف إلا وأكفانه الْأجْرُ
مضى طاهرَ الْأثواب لم تبق رَوْضَةٌ ... غداةَ ثَوَى إلا اشتهتْ أَنَّها قَبْرُ
عليكَ سلامُ اللَّه وقْفًا فإنّني ... رَأَيْت الكريمَ الحُرَّ لَيْسَ لَهُ عُمْرُ [3]
وانقضت الْأيام السامانيّة، وذلك في أوائل سنة خمس وتسعين وثلاثمائة.
__________
[1] راجع هذه الحوادث في الكامل في التاريخ 9/ 156- 159.
[2] في الأصل «غدي» .
[3] الأبيات في ديوان أبى تمّام 4/ 79، 85 من قصيدة يرثى بها محمد بن حميد الطوسي أحد قوّاد المأمون الّذي أرسله لقتال بابك الخرّمىّ.(27/233)
[حوادث] سنة ستّ وتسعين وثلاثمائة
فيها تولّى ابن الْأكفاني قضاءَ جميع بغداد [1] .
وفيها جلس القادر باللَّه لأبي المنيع قرواش بْن أَبِي حسّان، ولقّبه بعميد [2] الدولة، وتفرد قرواش بالإمارة [3] .
وحجّ بالناس مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر العَلَوِي، وخطب بالحَرَمَيْن للحاكم صاحب مصر عَلَى القاعدة، وأمر النّاسَ بالحَرَمَيْن بالقيام عند ذِكْره، وفعل مثل ذَلِكَ بمصر، وكان إذا ذُكِر قاموا وسجدوا فِي السُّوق، وفي مواضع الاجتماع [4] ، فإنّا للَّه وإنّا إِلَيْهِ راجعون، فلقد كَانَ هَؤُلاءِ العُبَيْدِيُّون شرًّا عَلَى الْإسلام وأهله من الشرّ.
__________
[1] المنتظم 7/ 230.
[2] في المنتظم «معتمد» .
[3] المنتظم 7/ 230.
[4] المنتظم 7/ 230، 231.(27/234)
[حوادث] سنة سبع وتسعين وثلاثمائة
فيها خروج أَبِي ركوة الْأمويّ من ولد هشام بْن [عَبْد] الملك، واسمه الوليد، وكان يحمل ركوة فِي السَّفر، ويتزهَّد، وقد لقي المشايخ، وكتب الحديث بمصر، وحجّ، ودخل اليمن والشام، وكان فِي خلال أسفاره يدعو إلى القائم من ولد هشام بْن عَبْد الملك، ويأخذ البَيْعَة عَلَى من ينقاد لَهُ، ثم جلس معلِّمًا، واجتمع عنده أولاد العرب، فدعاهم فوافقوه، وأسَرَّ إليهم أَنَّهُ الْإمَام، ولقّب نفسه بالثائر بأمر اللَّه المنتصف [1] من أعداء اللَّه، فعرف بهذا بعض الولاة، فكتب إلى الحاكم بأن يأذن لَهُ فِي طَلَبه قبل أن تقوَى شوكتُه، فأمره باطِّراح الْأمر والفكر فِيهِ، لئلا يجعل لَهُ سوقًا، وينبّه عَلَيْهِ، وكان يخبرهم عَنِ المُغَيَّبات، ثم حاربه ذَلِكَ الوالي فِي عسكره، فظفر بِهِ أَبُو ركْوة، ثم أخذوا أسلابهم، فأصاب مالية. ونزل بَرْقَة، فجمع لَهُ أهلها مائتي ألف دينار، وأخذ من يهوديّ مائتي ألف دينار، ونقش السِّكَّة باسمه، وخطب النّاس ولعن الحاكم وشتمه، فحشد لَهُ الحاكم وجهّز لقتاله ستّة عشر ألفًا، عليهم الفضل بْن عَبْد اللَّه، وأنفق فيهم ذهبًا عظيمًا، فلما قارب تلقّاه أَبُو ركْوة، فرام مُناجَزَتَه، والفضلُ يُرَاوِغ، فَقَالَ أصحاب أَبِي ركْوة: قد بذلنا نفوسنا دونك، ولم يبق فينا فضْل لمعاودة حرب، ونحن مطلوبون لأجلك، فخذ لنفسك، وانظر أيّ بلد شئت لنحملك إليه، فذهب إلى بلد النُّوبة لأنّه كَانَ مُهَادِنَه، فبعث الفضل فِي طلبه عسكرًا، فأدركوه، فأسلمه أصحابه، فحمل إلى
__________
[1] في المنتظم 7/ 233 «المنتصر» .(27/235)
الحاكم. فأُركب جملا وطِيف بِهِ، ثم قُتِل [1] .
وبالغ الحاكم فِي إكرام الفضل وإعطائه الْأقْطاع، فمرض، فعاوده مرّتين دُفْعَتين، فلما عُوفي قتله [2] .
وفيها ورد كتاب من بهاء الدولة بتقليد الشريف أَبِي الْحَسَن مُحَمَّد بْن أَبِي أحْمَد الْحُسَيْن بْن مُوسَى العلوي الحَسَني النّقابة والحجّ، وتلقيبه بالرِّضى ذي الحَسَبَيْن، ولُقِب أخوه أَبُو القاسم بالشريف المرتضى ذي المجدَيْن [3] .
وفي رمضان قلّد سند الدولة على بن مزيد [4] ما كَانَ لقرواش، وخلع عَلَيْهِ [5] .
وثارت عَلَى الحجَّاج ريح سوداء بالثعْلبية [6] حتى لم ير بعضهم بعضًا، وأصابهم عطش شديد، واعتقلهم ابن الجرّاح عَلَى مال [7] طلبه، وضاق الوقت، فردّوا، ووصل أوّلُهم إلى بغداد يوم التَّرْوِيَة [8] ، فلا قوّة إلّا باللَّه.
__________
[1] انظر خبر أبى ركوة في: المنتظم 7/ 233، 234، والكامل في التاريخ 9/ 197- 203، واتعاظ الحنفا 2/ 60- 66، وذيل تاريخ دمشق 65، 66، والنجوم الزاهرة 4/ 212، والبداية والنهاية 11/ 337، وتاريخ ابن خلدون 4/ 58، وشذرات الذهب 3/ 148، والعبر 3/ 62، 63، ودول الإسلام 1/ 238، وعيون الأخبار 209- 252، والمختصر في أخبار البشر 2/ 138، وتاريخ ابن الوردي 1/ 319، والبيان المغرب 1/ 257، 258، وانظر:
تاريخ يحيى بن سعيد الأنطاكي (بتحقيقنا) .
[2] انظر: اتعاظ الحنفا 2/ 66، 67.
[3] المنتظم 7/ 234.
[4] في الأصل: «سيف الدولة على بن يزيد» .
[5] المنتظم 7/ 234.
[6] في الأصل «بالتغلبية» وهو تحريف، والثعلبية: من منازل طريق مكة من الكوفة. (معجم البلدان 2/ 78) .
[7] في الأصل «ما» والتصحيح من (المنتظم 7/ 234) .
[8] المنتظم 7/ 234، الكامل 9/ 205، شفاء الغرام (بتحقيقنا) 2/ 356.(27/236)
[حوادث] سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة
فِي ربيعٍ الآخر، وقع ثلج عظيم ببغداد، حتى كَانَ سُمْكُه فِي بعض المواضع ذراعًا ونصفًا، وأقام أسبوعًا لم يذُبْ، ورُمِي إلى الشوارع، وبلغ وقْعُه إلى الكوفة، وإلى عَبَّادان [1] .
وكثرت العملات ببغداد واللُّصُوص، وقُتِل منهم جماعة [2] .
وفي رجب قصد بعضُ الهاشميّين أَبَا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن النُّعْمَان بْن المعلّم شيخ الشيعة، وهو فِي مسجد، وتعرّض بِهِ تعرُّضًا امتعض منه تلامذته، فثاروا واستنفروا أهلَ الكَرْخ، وصاروا إلى دار القاضي أَبِي مُحَمَّد الْأكفاني والشيخ أَبِي حامد الإِسْفِرَايِينِيّ فسَبُّوهما، وطلبوا الفقهاء ليُوقِعوا بهم، ونشأت فتنة عظيمة، وأُحْضِر مُصْحَفٌ ذكروا أنّه مُصْحَفٌ ابن مَسْعُود، وهو يخالف المصاحف، فجمع له القضاة والكبار، فأشار أَبُو حامد والفقهاء بتحريفه، ففعل ذَلِكَ بمحضرهم، وبعد أيّام كتب إلى الخليفة بأنّ رجلا حضر المشهد ليلة نصف شعبان، ودعا عَلَى من أحرق المُصْحَفٌ وشتمه، فتقدّم بطلبه، فأُخِذ، فرسم بقتله، فتكلّم أهل الكرْخ فِي أمر هذا المقتول لأنّه من الشيعة، ووقع القتال بينهم وبين أهل البصْرة وباب الشعير ونهر القلائين [3] وقصد أهلُ الكرْخ دار أَبِي حامد، فانتقل عَنْهَا، ونزل دار القطن، وصاح الرَّوَافض: «يا حاكم يا منصور» ، فأحفظ [4] القادر باللَّه ذلك، وأنفذ الفرسان
__________
[1] المنتظم 7/ 237.
[2] تاريخ يحيى بن سعيد الأنطاكي (بتحقيقنا) .
[3] في الأصل «القلابين» والتصحيح من (المنتظم 7/ 238) .
[4] في الأصل «فاحفض» وهو تصحيف.(27/237)
الذين عَلَى بابه لمعاونة السُّنَّة، وساعدهم الغلمان، فانكسر الرَّوَافض وأحرق ما يلي نهر الدَّجَاج، ثم اجتمع الرؤساء إلى الخليفة، فكلّموه، فعفا عَنْهُمْ، ودخل عميد الجيوش بغداد، فراسل ابن المعلّم بأن يخرج عَنْ بغداد ولا يساكنه، ووكّل بِهِ، فخرج فِي رمضان، وضرب جماعة، ممّن قام فِي الفتنة، وحبس آخرين، ومنع القصّاص ومن الْجُلوس، ثم سَأَلَ ابن مُزْيَد فِي ابن المعلّم فردَّ وأذِنَ للقُصَّاص، بشرط أن لا يتعرضوا للفِتَن [1] .
وفي شعبان وقع بَرَدٌ فِي الواحدة نحو خمسة دراهم [2] .
وفيه زُلْزِلَت الدِّينور [3] ، فمات تحت الرَّدْم أكثر من ستّة عشر ألف آدمي، وفرّ السّالمون إلى الصّحراء، فأخذوا أكواخًا، وهلك ما لا يُحْصَى، وأهدمت أكثر المدينة، وزُلْزِلَت سِيرَاف والسّيف [4] ، وغَرَّق الماءُ عدَّة مراكب، ووقع هناك بَرَدٌ عظيم، ووُزِنَت بَرَدَةٌ، فكانت مائة وستّة دراهم [5] .
وفيها هدم الحاكمُ بيعةَ قمامة التي بالقُدس، وهي عظيمة القدر عند النَّصارى، يحجُّون إليها، وبها من السُّتُور والآلات والأواني الذَّهب شيءٌ مفْرِط، وكانوا فِي العيد يظهرون الزّينة، وينصبون الصّلبان، وتعلّق القُوَّامُ القناديلَ فِي بيت المذبح، ويجعلون فيها دهن الزئبق، ويجعلون بين القنديلين [6] خيطًا الحرير متصلا، وكانوا يَطْلُونه بدهن البلسان، ويتقرّب بعض الرّهبان، فيتعلّق النّارَ فِي خيطٍ منها من موضعٍ لا يراه أحد، فيتنقّل بين القناديل، فيرقد الكلّ ويقولون: نزل النُّور من السّماء فأوقدها، فيضجّون،
__________
[1] المنتظم 7/ 237، 238، الكامل في التاريخ 9/ 208، مرآة الجنان 2/ 448، 449، البداية والنهاية 11/ 338.
[2] المنتظم 7/ 338.
[3] في الأصل «الدور» .
[4] في الأصل «السبب» .
[5] المنتظم 7/ 238، الكامل 9/ 208، تاريخ الزمان 76، مرآة الجنان 2/ 449، البداية والنهاية 11/ 339، شذرات الذهب 3/ 150، وانظر: تاريخ يحيى بن سعيد الأنطاكي (بتحقيقنا) .
[6] في الأصل «القندلين» .(27/238)
فلمّا وُصِفَت هذه الحالة للحاكم، كتب إلى والي الرَّمْلة، وإلى أحمد بن يعقوب الدّاعي بأن يقصد بيتَ المقدس، ويأخذ القضاةَ والأشرافَ والرؤساءَ، وينزلون عَلَى هذه الكنيسة، ويُبِيحُوا للعامَّة نَهْبَها، ثم يخربونها إلى الْأرض، وأحسّ النَّصَارَى، فأخرجوا ما فيها من جوهر وذهب وستُور، وانْتُهِب ما بقي، وهُدِمت.
ثم أمر بهدم الكنائس، ونَقَضَ بعضها بيده، وأمره بأن يعمِّر مساجدَ للمسلمين، وأمر بالنّداء: من أراد الْأسْلامَ فلْيُسْلِم، ومن أراد الانتقال إلى بلد الروم كَانَ آمنًا إلى أن يخرج، ومن أراد المقام عَلَى أن يَلْزَم ما شُرِطَ عَلَيْهِ فلْيَقُم. وشَرَط عَلَى النصارى تعليقَ الصُّلْبان ظاهرةً عَلَى صُدُورهم، وعلى اليهود تعليق مثال رأس العجل في أعناقهم، ومنعهم من ركوب الخيل، فعملوا صلبان الذَّهب والفضّة، فأنكر الحاكم ذاك، وأمر المحتسبين بإلزامهم تعليقَ صُلبان الخشب، وأن يكون قدر الواحد أربعة أرطال، واليهود تعليق خشبة كالمدقّة، وزنها ستّة أرطال، وأن يشدّ فِي أعناقهم أجراسًا عند دخولهم الحمّامات.
ثم إنَّه قبل أن يُقْتل أذّن فِي إعادة البِيَعِ والكنائس، وأذِن لمن أسلم أن يعود إلى دينه، لكونه مُكْرَهًا. وقَالَ: تنزّه [1] مساجدنا عمّن لا نيّة لَهُ فِي الإسلام [2] .
__________
[1] في المنتظم 7/ 240 «ننزّه» .
[2] وقد علّق ابن الجوزي على ذلك فقال: «وهذا غلط قبيح منه وقلّة علم فإنه لا يجوز أن يمكن من أسلم من الارتداد» . وانظر: الكامل 9/ 208، 209، وتاريخ الزمان 76، 77، ومرآة الجنان 2/ 449، والبداية والنهاية 11/ 339، واتعاظ الحنفا 2/ 74، 75، وشذرات الذهب 3/ 150، وتاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) .(27/239)
[حوادث] سنة تسع وتسعين وثلاثمائة
وفي شعبان عصفت ريح شديدة بالعراق، وألقت رملا أحمر بالطُّرُق والبيوت [1] .
وفيها عُزِل أَبُو عَمْرو [2] قاضي القُضاة، ووُلِّي القضاءَ أَبُو الْحَسَن بْن أَبِي الشّوارب، فَقَالَ العُصْفُرِي الشّاعر:
عندي حديثٌ ظريفٌ ... بِمِثْلِهِ يُتَغَنَّى
من قاضيين يُعَزَّى ... هذا وهذا يُهَنّا
هذا يَقُولُ: أَكْرَهُونا ... وذا يَقُولُ: اسْتَرَحْنَا
ويكذِبان جميعًا [3] ... ومَن يُصَدَّقُ مِنّا [4]
ورجع الرَّكْبُ العراقي خوفًا من ابن الجرّاح الطّائي، فدخلوا بغدادَ يوم عَرَفة، وخرج بنو رعب [5] الهلاليّون، وهم ستّمائة، عَلَى رَكْب البصْرة، فأخذوا منهم بما قيمته ألف ألف دينار. كذا نقل ابن الْجَوْزِي فِي مُنْتَظَمِه [6] .
وفيها وُلّى دمشقَ أَبُو الْحَسَن حامد بْن ملهم للحاكم، بعد عليّ بْن جَعْفَر بْن فلاح، فوليها سنة وأشهرًا، ثم عُزِلَ، وكان جوادًا ممدّحا، وولّى
__________
[1] المنتظم 7/ 243.
[2] في الأصل «عمرو» .
[3] المنتظم 7/ 243، 244، الكامل 9/ 211، البداية والنهاية 11/ 341.
[4] في المنتظم «ويكذبان ونهذى» وكذا في الكامل في التاريخ 9/ 211.
[5] في الأصل «زعب» والتصويب من (المنتظم 7/ 244) .
[6] المنتظم 7/ 244، مرآة الجنان 2/ 450، البداية والنهاية 11/ 341.(27/241)
بعده أو معه القائد أَبُو منصور ختكين [1] الدّاعي المعروف بالضَّيف [2] ، ذكره ابن عساكر فَقَالَ: وُلِّي إمرة دمشق مرّتين للحاكم فأساء السّيرة [3] .
وفي جُمادى الآخرة كانت الفتنة بالأندلس، وثار مُحَمَّد بْن هشام الْأمويّ عَلَى متولِّي الْأندلس، وانْخَرَمَ النّظام ووَهَى سلطانُ بني أُمَيّة بالأندلس [4] .
__________
[1] في الأصل «جتكين» والتصويب من (أمراء دمشق 29 رقم 98) .
[2] في الأصل «النضيف» .
[3] انظر: تاريخ الأنطاكي وملحقة بتحقيقنا.
[4] انظر: الكامل 9/ 216- 219.(27/242)
[حوادث] سنة أربعمائة
نقص فِي ربيع الآخر نهر دِجْلة نُقْصانًا لم يُعْهد مثله، وامتنع سَيْر السُّفُن من أَوَانَا [1] والرّاشديّة من أعالي دِجلة، لأجل جزائر ظهرت، ولا يُعْلَم أنّ كَرْيَ [2] دِجلةَ وقع قبل ذَلِكَ [3] .
وفيها عمل أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن الفضل بْن سهلان عَلَى مشهد عليّ سُورًا منيعًا من ماله، لكثرة من يطرقه من الْأعراب، وتحصّن المشهد [4] .
وفي رمضان أُرْجِف بالقادر باللَّه بموته، فجلس للنّاس يوم الجمعة وعليه البُرْدَة، وبيده القضيب، وقبّل الشَّيْخ أَبُو حامد الإِسْفِرَايِينِيّ الْأرضَ، فسأل الْحَسَن بْن حاجب النُّعْمَان الخليفة أن يقرأ آيات من القرآن يسمعها النّاس، فقرأ عند ذَلِكَ بصوتٍ عالٍ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ في الْمَدِينَةِ 33: 60 الآيات [5] .
وفيها ورد الخبر إلى العراق [بأن الحاكم] [6] أنفذ إلى دار جعفر الصّادق
__________
[1] في الأصل «أوابا» وهو تحريف، وأوانا: بالفتح والنون، بليدة من نواحي رجيل بغداد.
(معجم البلدان 1/ 274) .
[2] في الأصل «كرمي» وهو تصحيف، والتصحيح من (المنتظم 7/ 245) .
[3] المنتظم 7/ 245، الكامل 9/ 219، البداية والنهاية 11/ 342.
[4] المنتظم 7/ 246.
[5] سورة الأحزاب- الآية 60، والخبر في المنتظم 7/ 246، والكامل 9/ 219، 220، البداية والنهاية 11/ 342.
[6] ساقطة من الأصل، والإستدراك من (المنتظم 7/ 246) .(27/243)
بالمدينة من فتحها وأخذ ما فيها، ولم يتعرّض لهذه [1] الدّار أحد، وكان الحاكم قد أنفذ رجلا ومعه صِلات العلويين وزادُهم، وأمره أن يجمعهم ويُعْلِمَهم إيثاره لفتح هذه الدّار، والنّظر إلى ما فيها من آثار جَعْفَر بْن مُحَمَّد، وَحُمِلَ ذَلِكَ إِلَيْهِ ليراه ويردّه، ووعدهم عَلَى ذَلِكَ بالإكرام، فأجابوه، ففُتِحَت، فوُجِد فيها مصحفٌ وقعب من خشب مطوَّق بحديد، ودرقة خَيْزران وحربة وسرير، فحُمِل ذَلِكَ، ومضى معه جماعة من الحسينيّين، ولما وصلوا إلى مصر أعطاهم مبلغًا، وردّ عليهم السّرير وأخذ الباقي، وقَالَ: أَنَا أحقُ بِهِ [2] .
وأمر بعمارة «دار العِلْم» [3] ، وأحضر فيها فقهاء ومحدّثين. وعمّر أيضًا الجامع الحاكمى بالقاهرة، واتّصل الدعاء له، فبقي كذلك ثلاث سنين، ثم أقبل يقتل أهل العلم، وأغلق دار العلم، ومنع من كل ما يفعل من الخير [4] ، ثم قُتِل سرًّا [5] .
وحجّ بالنّاس من العراق أَبُو الحارث مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر العَلَوي الكُوفي. [6] وفيها غزا [7] محمود بْن سُبُكْتِكين الهند، فكانت وقعة نارين، ونصر اللَّه الْإسلام، فله الحمد، وغنم المسلمون ما لا يُحدُّ ولا يوصف، وطلب صاحب الهند الهدنة، وبعث بتُحَفٍ وتقادُم مَعَ أقاربه [8] .
قال أبو النصر محمد بن عبد الجبار في سيرة السلطان محمود: نشط
__________
[1] في الأصل «لهذا» .
[2] المنتظم 7/ 246، الكامل 9/ 219، البداية والنهاية 11/ 342.
[3] انظر عنها في: المغرب في حلى المغرب 60.
[4] المنتظم 7/ 246، 247، مرآة الجنان 2/ 452، البداية والنهاية 11/ 342، شذرات الذهب 3/ 158.
[5] تأخر قتل الحاكم حتى سنة 410 هـ أو 411 هـ.
[6] المنتظم 7/ 247.
[7] في الأصل «غزي» .
[8] الكامل في التاريخ 9/ 213.(27/244)
السلطان في سنة أربعمائة لغزو الهند تقرُّبًا إلى اللَّه، فنهض يحثّ الخيول، ويخترق الحزون والسّهول، إلى أن توسّط ديار [1] الهند فاستباحها، ونكّس أصنامها، وأوقع بعظيم العُلُوج وقعةً أفاء اللَّه عَلَيْهِ بها أمواله، وأغنم خيوله وأفياله، وحكَّم فيها سيوفَ أوليائه، يحرسونهم ما بين كل سبسب وفَدْفَد، ويجرّرونهم عند كلّ مهبط ومصعد، وردّ إلى غَزْنَة بالغنائم، فلما رَأَى ملك الهند ما صبّ اللَّه عَلَيْهِ وعلى أهل مملكته من سَوْط العذاب بوقائع السلطان، أيقن أَنَّهُ لا قِبَل لَهُ بثقل وطْأته، فأرسل إليه أعيان أقاربه ضارعا إليه في هدنة يقف فيها عند أمره، ويسمح بماله ووفره، على أن يقود إليه بادئ الأمر وخمسين فيلا، معها مالا عظيم الخطر، بما يضاهيه من مسار تلك الديار، ومتاع تِلْكَ البقاع، وعلى أن يناوب كلّ عام من أفناء عسكره فِي خدمة باب السلطان بألفي رَجُل، إلى إتاوة معلومة. فأوجب السلطان إجابته ببذل طاعته، وإعطائه الجزية عن يده، وبعث إِلَيْهِ من طالبه بتصحيح المال، وقَوْد الْأفيال، فنفّذ ما وعدوا، وانعقدت الهدنة، وتتابعت القوافل من خُرَاسان والهند، وللَّه الحمد.
وبقيت جبال الغَوْر فِي وسط ممالك السلطان محمود، وبها قوم من الضُّلال الخالين عَنْ سِمَة الْإسلام يخِيفون السّبيل، ويتمنّعون بتلك الجبال الشواهق، فأَهمَّ السلطانَ شأنُهم، وصمّم عَلَى تدويخ ديارهم وانتزاع بعرة الاستطالة من رءوسهم، فأجْلَب عليهم بخيله ورِجْله، وقدّم أمامه والي هَرَاة التونتاش، ووالي طُوس أرسلان، فسارا مقتحمين مضايق تِلْكَ المسالك، إلى مضيق قد غصّ بالكماة، فناوشوا الحربَ تناوشًا بطلت فِيهِ العوامل إلا الصّوارم فِي الجماجم والخناجر فِي الحناجر، وتصابر الفريقان، حتى سالت نفوس، وطارت رءوس، فلحِقَهم السلطان فِي خواصّ أبطاله، وجعل يُلْجئُهم إلى ما وراءهم شيئًا فشيئًا، إلى أن فرّقهم فِي عَطَفات الجبال، واستفتح المجال إلى عظيم الكَفَرَة المعروفة بابن سُورَى، فغزاه فِي عُقر داره، وأحاط ببلده، وشد عَلَيْهِ، فبرز الرجل فِي عشرة آلاف كأنّما خلقوا من حديد، وكأنّ
__________
[1] في الأصل «وبار» .(27/245)
أكبادهم الجلاميد، يستأنسون بأهل الوقائع استئناس الظَّبَايا السّرائع، ودام القتال إلى نصف النّهار، فأمر السلطان بتوليتهم الظهور استدراجًا، فاغترُّوا وانقضُّوا عَلَى مواقعتهم، واغتنموا الفرصة، فكرّت عليهم الخيول بضربات غنيت بذواتها عَنْ أدواتها، فلم ترتفع منها واحدة إلا عَنْ دماغ منثور، ونِياط مبتور، وصُرع في المعركة رجال كهشيم المحتظر، أو أعجازِ نخْلٍ مُنْقَعِر، وأُسِر ابن سُورَى وسائر حاشيته، وأفاء اللَّه عَلَى السلطان ما اشتمل عَلَيْهِ حُصْنُه من ذخائره التي اقتناها كابرٌ عَنْ كابر، وورثها كافرٌ عَنْ كافر، وأمر السلطان بإقامة شعار الْإسلام فيما افتتحه من تلك القلاع، فأفصحت بالدّين المنابر، واشترك فِي عزّ دعوته البادي والحاضر، ولِعظَم ما ورد عَلَى ابن سُورَى، مصّ فصّ خاتمٍ مسموم، فاتلف نفسه، وخسر الدُّنيا والآخرة.
وأما الْأندلس فتمّ فيها فِتَنٌ هائلة، وانقضت أيام الْأمَوِيّين، وتفرقت الكلمة.
وفي ربيع الأوّل سنة أربعمائة دخل البربر والنَّصَارَى قُرْطُبَة، فقتلوا من أهلها أَزْيَدَ من ثلاثين ألفًا، وتملّكها سُلَيْمَان الْأمويّ المستعين، واستقرّ بها سبعة أشهر، ثم بلغه أنّ المهديّ الْأمويّ، وهو ابن عمّه، قد استنجد بالنَّصَارَى لأخذ الثأر منه، فتأهَّب، ثمّ وقع بينهم مصافُّ، فانهزم البربر والمستعين، وذلك فِي رابع شوّال، ودخل المهديّ قُرْطُبَة بدولته الثانية، فصادرهم، وفعل الْأفاعيل، وخرج يتبع البربر، فكرُّوا عَلَيْهِ فهزموه، واستُبِيحَ عسكرُهُ، وقُتِل نحو العشرين ألفًا من أهل قُرْطُبَة [1] ، فإنا للَّه وإنا إِلَيْهِ راجعون، واللَّه أعلم.
آخر الحوادث، والحمد للَّه وحده.
__________
[1] راجع: الكامل في التاريخ 9/ 216- 219.(27/246)
[وفيات هذه الطبقة]
سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة
أحمد بن عبد الله بن حميد [1] بن زُرَيْق [2] ، أَبُو الْحَسَن البغدادي نزيل مصر.
سَمِعَ: أبا عَبْد الله المَحَامِليّ، ومحمد بْن مخلد، وأَبَا عَلِيّ مُحَمَّد بْن سَعِيد الرّقّي الحافظ، ومحمد بْن بكّار السَّكْسَكي، ومُحَمَّد بْن يوسف الهَرَوِي، ومحمد بن جعفر بن ملاس، وخلقا سواهم، وانتقى عَلَيْهِ خَلَفُ الوساطي.
رَوَى عَنْهُ ابن بنته أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن مكّي الْمَصْرِيّ، ورشأ بْن نظيف، وعَبْد العزيز بْن عَلِيّ الْأزْجِي، وَأَبُو عُمَر أحْمَد بْن عَبْد اللَّه النّاجي، وآخرون.
وثّقه الصُّورِي.
وزُرَيْق بتقديم الزّاي. تُوُفّي في ربيع الأوَّل.
أحمد بْن محمد بْن نوح، أَبُو حامد الْبُخَارِيّ، قاضي نَسَف. روى عن أبي نعيم عبد الملك بن عَدِيّ، وعيسى بْن عَبْد اللَّه العثماني صاحب بُنْدار.
رَوَى عَنْهُ: جَعْفَر المُسْتَغْفِري، وقَالَ: تُوُفِّي في شوّال.
__________
[1] تاريخ بغداد 4/ 236 رقم 1957 وفيه قدّم رزيق على ابن حميد، العبر 3/ 48، 49، شذرات الذهب 3/ 135، تذكرة الحفاظ 3/ 1023، الإكمال 4/ 54، مشتبه النسبة 1/ 314، سير أعلام النبلاء 16/ 552 رقم 403، الرسالة المستطرفة 114، تبصير المنتبه 2/ 600.
[2] في الأصل «رزيق» .(27/247)
أحمد بن محمد بن أحمد [1] بن مُوسَى بْن هارون الْأنصاري القُرْطُبي، أَبُو بَكْر.
سَمِعَ مُحَمَّد بْن معاوية، وأَحْمَد بْن ثابت التغلبي، وحجّ فسمع أَبَا الْعَبَّاس الكِنْدِي، والْحَسَن بْن رشيق.
وكان صالحًا منقطعًا، رحمه اللَّه.
أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الْأستاذ، أَبُو الْعَبَّاس السِجسْتاني الزّاهد نزيل نيسابُور.
صحِب الشِّبْليّ، وسمع من أَبِي عَمْرو الحيري، وطبقته، وقلَّ ما رَوَى.
أرّخه الحاكم.
أحْمَد بْن يوسف بْن أحْمَد [2] بْن إِبْرَاهِيم بْن أيوب بْن عَمْرو بْن مُسْلِم بْن واضح، أَبُو بكر الثّقفي الخشّاب الأصبهاني المؤذّن.
والْحَسَن الداركي، والفضل بْن الخصيب، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن عَلِيّ، وَأَبُو نُعَيْم أحْمَد بْن عَبْد اللَّه، وَأَبُو سهل أحْمَد بْن أحْمَد الصَّيْرَفي، وأَحْمَد بْن الفضل الباطَرْقَانِي، وجماعة.
إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد [3] حاجب، أَبُو عَلِيّ الكشاني [4] .
رَوَى الصّحيح عَنِ الفَرَبْرِي.
وقَالَ الإدريسي: تُوُفِّي فيها، وهو آخر من حدّث بالجامع الصّحيح.
وسيعاد في الآتية.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 58، 59 رقم 195.
[2] ذكر أخبار أصبهان 1/ 164، العبر 3/ 49، شذرات الذهب 3/ 135، سير أعلام النبلاء 16/ 551، 552 رقم 402.
[3] تذكرة الحفاظ 3/ 1023، الإكمال 7/ 185، الأنساب 4/ 11 و 431، معجم البلدان 4/ 262، اللباب 3/ 99، العبر 3/ 52، مشتبه النسبة 2/ 552، سير أعلام النبلاء 16/ 481 رقم 354، تبصير المنتبه 3/ 1216.
[4] الكشاني: ضبطت في معجم البلدان بفتح الكاف. وفي الأنساب وغيره بالضم، والنسبة إلى «كشانية» بلدة من بلاد الصّغد بنواحي سمرقند.(27/248)
جَعْفَر بْن الفضل بْن جَعْفَر [1] بْن مُحَمَّد بن موسى بن الحسن الفرات، الوزير المحدّث، أبو الفضل ابن الوزير أَبِي الفتح بْن حِنْزَابة البغدادي، نزيل مصر.
وَزَرَ أَبُوهُ للمقتدر فِي السنة التي قُتِل المقتدر فيها، وتقلّد أَبُو الفضل وزارة صاحب مصر كافور.
وحدّث عَنْ: مُحَمَّد بْن هارون الحَضْرَمِي، والْحَسَن بْن مُحَمَّد الداركي الْإصبهاني، ومُحَمَّد بْن زهير الْأبُلّي، ومُحَمَّد بْن حمزة بْن عمارة، وأَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن جَعْفَر الخرائطي، ومُحَمَّد بْن سَعِيد الحمصي، وجماعة.
قَالَ الخطيب: كَانَ يذكر أَنَّهُ سَمِعَ من أَبِي [القاسم] [2] البَغَوي مجلسًا، ولم يكن عنده، وكان يَقُولُ: من جاءني بِهِ أغنيته. وكان يُمْلي الحديث بمصر، وبسببه خرج الدار قطنى إلى هناك، فإن [ابن] [3] حنزابة كَانَ يريد أن يصنّف مسندا، فخرج أبو الحسن الدار قطنى إلى مصر، فأقام عنده مدّة، وحصل لَهُ منه مال كثير [4] .
وروى عنه الدار قطنى أحاديث.
وُلِد ابن حنزابة فِي ذي الحجّة سنة ثمان وثلاثمائة، وتُوُفِّي فِي ثالث عشر ربيع الْأوّل.
ومن شعره:
من أخْملَ النفسَ أحياها ورَوَّحَها ... ولم يَبِتْ طَاويا منها عَلَى ضَجَر
إن الرّياح إذا اشتدَّت عواصفُها ... فليس ترمي سوى [5] العالي من الشجر [6]
__________
[1] تاريخ بغداد 7/ 234 رقم 3723، المنتظم 7/ 215، 216 رقم 347، البداية والنهاية 11/ 329، الكامل في التاريخ 9/ 168، تذكرة الحفاظ 3/ 1023- 1025 رقم 953، العبر 3/ 49، 0، النجوم الزاهرة 4/ 203، شذرات الذهب 3/ 135، معجم الأدباء 7/ 163، فوات الوفيات 1/ 203، الفخرى في الآداب السلطانية 225، وفيات الأعيان 1/ 346، الوافي بالوفيات 11/ 118- 122 رقم 202، سير أعلام النبلاء 16/ 484- 488 رقم 357، حسن المحاضرة 1/ 352، 353، طبقات الحفاظ 405.
[2] ساقطة من الأصل.
[3] ساقطة من الأصل.
[4] تاريخ بغداد 7/ 234.
[5] في الأصل «سوءا» والتصحيح من تاريخ بغداد.
[6] في الوافي بالوفيات 11/ 119 «الثمر» .(27/249)
وقَالَ السلفي: كَانَ أَبُو الفضل بْن حنزابة من الثِّقات الحُفَّاظ المتبجّحين بصُحبة أصحاب الحديث، مَعَ جلالة ورئاسة. يرْوِي ويُملي بمصر فِي حال وزارته، ولا يختار عَلَى العلم وصحبة أهله شيئًا، وعندي من أماليه فوائد، ومن كلامه عَلَى الحديث وتصرّفه الدّالّ عَلَى حدّة فهمه ووفور علمه.
وقد رَوَى عَنْهُ حمزة الكناني الحافظ مَعَ تقدّمه.
وقَالَ غير السِّلَفي: إنّ ابن حنزابة بعد موت كافور، وَزَرَ لأبي الفوارس احمد بْن عليّ الإخشيدي، فقبض عَلَى جماعة من أرباب الدولة وصادرهم، وصادر يعقوب بْن كلس، وأخذ منه أربعة آلاف دِينار، فهرب إِلى المغرب، وآل أمره إِلى أن وزر لبني عُبَيْد. ثم إن ابن حنزابة لم يقدر عَلَى رِضَى الإخشيدية، واضطربت عَلَيْهِ الْأحوال، واختفى مرّتين ونُهِبت داره. ثم قدم أمير الرملة أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن طُغج وغلب عَلَى الْأمور، وصادر الوزير ابن حنزابة وعذّبه، فنزح إلى الشام فِي سنة ثمانٍ وخمسين، ثم بعد ذَلِكَ رجع إلى مصر [1] .
وممّن رَوَى عَنْهُ الحافظ عَبْد الغني بْن سَعِيد.
وقَالَ الْحَسَن بْن أحْمَد بْن صالح السبيعي: قدِم علينا الوزير جَعْفَر بْن الفضل إلى حلب، فتلقّاه النّاس، فكنت فيهم، فعرف أنّي محدّث، فَقَالَ:
تعرف إسنادًا فِيهِ أربعة من الصحابة، كلّ واحد يروى عن صاحبه؟ قلت:
نعم، وذكرت لَهُ حديث السّائب بْن يزيد، عَنْ حُوَيْطَب بْن عَبْد العُزَّى، عَنْ عَبْد اللَّه بْن السعدي، عَنْ عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُم فِي العمالة [2] ، فعرف لي ذَلِكَ، وصار لي به عنده منزلة.
__________
[1] وفيات الأعيان 1/ 347.
[2] حديث العمالة، أخرجه البخاري في كتاب الأحكام، باب رزق الحاكم والعاملين عليها، من طريق أبى اليمان، عن شعيب، عن الزهري، أخبرنى السائب بن يزيد بن أخت نمر، أنّ حويطب بن عبد العزّى أخبره أنّ عبد الله بن السعدىّ أخبره أنه قدم على عمر في خلافته، فقال له عمر: ألم أحدث أنك تلى من أعمال الناس أعمالا، فإذا أعطيت العمالة كرهتها؟
فقلت: بلى، فقال عمر: ما تريد إلى ذلك؟ فقلت: إنّ لي أفراسا وأعبدا، وأنا بخير، وأريد(27/250)
وقيل إنّ الوزير ابن حنزابة كَانَ يُستعمل له الكاغذ بسَّمَرْقَنْد، ويُحمل إلى مصر فِي كل سنة، وكان عنده عدّة نُسَّاخ.
وقَالَ عَبْد اللَّه بْن يوسف: حضرت عند أَبِي الْحُسَيْن بْن المهلّبي بالقاهرة، فَقَالَ: كنت منذ أيام حاضرًا فِي دار الوزير أَبِي الفرج بْن كلّس، فدخل عَلَيْهِ أَبُو الْعَبَّاس بْن الوزير أَبِي الفضل بْن حنزابة، وكان قد زوّجه ابنَتَه، وأكرمه وأَجَلَّه، وقَالَ لَهُ: يا أَبَا الْعَبَّاس، يا سيّدي، ما أَنَا بأَجَلّ من أبيك، ولا بأفضل، أتدري ما أقعد أباك خلف النّاس، شَيْلُ أنفه بأبيه، يا أَبَا الْعَبَّاس لا تشِلْ أنفَك بأبيك [1] ، تدري ما الْأقبال؟ نشاطٌ وتواضُعُ، وتدري ما الْأدْبار؟
كسلٌ وترافعٌ [2] .
وقَالَ غيره: كَانَ الوزير أَبُو الفضل يُفطِر وينام نومة ثم ينهض في الليل لمتوضّئه، ويدخل بيت مُصَلاه، فيصفّ قدميه إلى الغَداة، ولما تُوُفِّي صلّى عَلَيْهِ فِي داره الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن النُّعْمَان القاضي، وحضر جنازته قائد القوّاد وسائر الْأكابر، ودفن فِي مجلس بداره الكبير [3] ، المعروفة بدار العامّة [4] .
قَالَ المختار المسبّحي: إنه لما غُسِّل، جُعِل فِيهِ ثلاث شعرات مِنْ شَعْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كان ابتاعها بمالٍ عظيم، وكانت عنده فِي دِرْج ذهب، مختومة الْأطراف بالمِسْك، ووصى بأن تُجعل فِي فِيهِ، ففعل ذَلِكَ [5] .
وحنزابة: جارية، هِيَ أمّ والده الفضل. والحنزابة، فِي اللغة: القصيرة الغليظة.
__________
[ () ] أن تكون عمالتي صدقة على المسلمين، قال عمر: لا تفعل، فإنّي كنت أردت الّذي أردت، وكأن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعطيني العطاء، فأقول: أعطه أفقر إليه منّى، حتى أعطانى مرة مالا، فقلت: أعطه أفقر إليه منّى، فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «خذه فتموّله وتصدّق به، فما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل، فخذ، وإلّا فلا تتبعه نفسك» . وأخرجه النسائي 5/ 104، 105، وأحمد في المسند 1/ 17.
[1] لا تهشل أنفك: أي لا تتكبّر وتشمخ بأنفك.
[2] انظر نحوه في (معجم الأدباء) 7/ 173، 174.
[3] في الأصل «الكبير» .
[4] معجم الأدباء 7/ 169، 170، وفيات الأعيان 1/ 349، 350.
[5] فوات الوفيات 1/ 293.(27/251)
قال ابن طاهر: رَأَيْت عند الحبّال كثيرًا من الْأجزاء التي خُرّجت لابن حنزابة، وفي بعضها الجزء المُوَفى ألفًا [1] من مُسْنَد كذا، والجزء المُوَفى خمسمائة من مُسْنَد كذا، وكذا سائر المُسْنَدات، ولم يزل ينفق فِي البِرّ والمعروف الْأموال،: وأنفق الكثير عَلَى أهل الحرمين، إلى أن اشترى دارًا من أقرب الدُّور، إلى الضّريح النَّبَوِي، لَيْسَ بينه وبين القبر إلا الحائط، وطريق فِي المسجد، وأوصى أن يُدْفَن فيها، وقرر عند الْأشراف ذَلِكَ، فسمحوا لَهُ بذلك، فلما حمل تابوته، من مصر، خرجت الْأشراف من الحرمين لتلقّيه، وحجّلوا بِهِ، وطافوا بتابوته، ثم ردُّوه إلى المدينة ودفنوه فِي تِلْكَ الدار، فعلوا ذَلِكَ لِما لَهُ عليهم من الْأفضال [2] .
حامد بْن مُحَمَّد بْن المطيّب، أَبُو منصور الماليني.
رَوَى عَنْ أَبِي عَلِيّ الرّفّاء، وأَبِي مُحَمَّد المُزَني، وابْن أَبِي عَوْن الفَسَوِي.
رَوَى عَنْهُ: الْإمَام أَبُو عاصم العَبَّادِي، وغيره، وتُوُفِّي فِي شعبان.
الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد [3] بْن شُعْبَة، أَبُو [4] عَلِيّ المَرْوَزِي السبخي.
سكن بغداد، وحدث بجامع التِّرْمِذِيّ عَنِ المحبوبي. وحدّث عَنْ إِسْمَاعِيل الصّفّار وغيره.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الْحَسَن العتيقي، وغيره.
قَالَ الْأزهري: سَمِعْتُ منه، وكان ثقة فَهْمًا.
وقَالَ أحْمَد بْن عمران بْن البقّال: مات فِي نصف ذي الحجّة.
الْحُسَيْن بْن أحْمَد بْن الحجّاج [5] ، أَبُو عَبْد اللَّه البغدادي الشيعي الشاعر المشهور، صاحب الدّيوان الكبير الَّذِي هُوَ عدّة مجلّدات في الفحش والسّخف،
__________
[1] في الأصل «ألف» .
[2] تاريخ بغداد 7/ 423 رقم 3990.
[3] معجم الأدباء 7/ 169، 170، وفيات الأعيان 1/ 349، 350.
[4] في الأصل «وعلى» .
[5] تاريخ بغداد 8/ 14، 15 رقم 4052، العبر 3/ 50، المنتظم 7/ 216- 218 رقم 348، معجم الأدباء 9/ 206- 232 رقم 22، معجم البلدان 4/ 155، مرآة الجنان 2/ 444.(27/252)
وقد أفرد بعضُ الْأدباء من شعره شيئًا حسنًا، وكان قد وُلِّي حِسْبَةَ بغداد، وكان إذا مدح أحدًا فكأنّما قد هجاه فِي شعره فِي الركاكة.
وكان غاليا فِي التشيُّع. ومن شعره.
نَمَّت بسري فِي الهَوَى أَدْمُعي ... ودَلَّت الواشي عَلَى موضِعي
يا معشَرَ العشّاق إن كنتمُ ... مثلي وفي حالي فموتوا معي [1]
وله:
قَالُوا غدًا [2] العيد فاستبشر بِهِ فَرَحًا ... فقلت: ما لي وما للعيد والفَرَحِ
قد كان ذا والنَّوى لم تمس [3] نازلةً ... بعَقْوَتي وغُراب البَيْن لم يَصِحِ
أيام لم يحترم قربي الشباب [4] ولم ... يغد الشباب [5] عَلَى بابي [6] ولم يَرُح
وطائرٌ ناح فِي صحراء [7] موُنِقَةٍ ... عَلَى شَفَا جدْوَلٍ بالعُشْبِ مُتَّشح
بكّى وناح ولولا أَنَّهُ شَجَن ... بشجو قلبي المُعَنَّى فيك لم يَنُحِ
بيني وبينك عهد [8] لَيْسَ تخلفه [9] ... بعد المزار ووعد [10] غير مُطَّرح
وما ذكرتك، والأقداح دائرة ... إلا مزجت بدمعي باكيا قدحي
ولا سَمِعْتُ بضربٍ فِيهِ ذِكْر هوًى [11] ... إلا غصبت [12] عليه كلّ مقترح
__________
[ () ] البداية والنهاية 11/ 329، 330، وفيات الأعيان 2/ 168- 172 رقم 192، الوافي بالوفيات 12/ 331- 337 رقم 312، يتيمة الدهر 3/ 25- 28، الكامل في التاريخ 9/ 168، روضات الجنات، 328، أعيان الشيعة 25/ 81، شذرات الذهب 3/ 136، 137، الإمتاع والمؤانسة 1/ 137، مطالع البدور 1/ 39، تذكرة الحفاظ 3/ 1023، النجوم الزاهرة 4/ 204، 205.
[1] تاريخ بغداد 8/ 14، وفيات الأعيان 2/ 169.
[2] في الأصل «غد» .
[3] في الأصل «تسر» ، والتصحيح من المنتظم 217.
[4] في المنتظم «قربى المنون» وفي معجم البلدان: «قربى البعاد» .
[5] في المنتظم ومعجم البلدان: «الشتات» .
[6] في المنتظم ومعجم البلدان: «شملي» .
[7] في المنتظم والمعجم: «ناح في خضراء» .
[8] في المنتظم «ود» . كما في معجم البلدان.
[9] في المنتظم «يخلقه» وفي معجم البلدان «لا يغيره» .
[10] في المنتظم «وعهد» . وكذلك في معجم البلدان.
[11] في المنتظم «ولا سمعت لصوت فيه ذكر نوى» . وكذلك في معجم البلدان.
[12] في المنتظم «عصيت» . وكذلك في معجم البلدان.(27/253)
ومن شعره:
يا صاحبَ البيت الَّذِي ... قد مات ضيفاه [1] جميعا
حصّلتنا حتى نمو ... ت بدائنا عَطَشًا وجُوعًا
ما لي أرى فلك الرغى ... فت لديك مسترقى [2] رفيعا
كالبدر لا نرجو [3] إلى ... وقت المساء لَهُ طُلُوعًا [4]
ومن شعره:
يا ذاهبا في داره جائيا [5] ... بغير معنى وبلا فائدهْ
قد جُنّ أضيافك من جُوعِهِمْ ... فاقْرَأْ عليهمْ سُورَة المائدهْ [6]
ومن شعره وكان اثني عشريا:
فمذهبي أنَّ خير النّاس كلّهم ... بعد النَّبِيّ أميرُ المؤمنين عَلِيّ
وليس سَبُّ أَبِي بَكْرٍ ولا عُمَر ... شيءٌ يقوم بِهِ قولي ولا عملي
أعوذ باللَّه من أمرٍ يَسُوءُهما ... كلا فإنّ طريقي فِي الصَّواب جلي
وله معانٍ مُسْتَنْكَرَة فِي الفُحْش لم يُسبَق إلى مثلها.
رَوَى عَنْهُ من شعره التنوخي وغيره.
مات بالنّيل [7] فِي جُمادى الآخرة، وحُمل إلى بغداد.
سَعِيد بْن أحْمَد بْن سَعِيد [8] بْن مُوسَى بْن جُدَير [9] ، أَبُو عثمان
__________
[1] في اليتمة «أضيافه ماتوا» .
[2] في اليتيمة «مشترفا» .
[3] في الأصل «برجوا» .
[4] يتيمة الدهر 3/ 68.
[5] في معجم الأدباء: «رائحا.. غاديا» .
[6] وفيات الأعيان 2/ 170، معجم الأدباء 9/ 226، يتيمة الدهر 2/ 69.
[7] النّيل: بكسر النون وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها لام، وهي بلدة على الفرات بين بغداد والكوفة. (وفيات الأعيان 2/ 171) .
[8] تاريخ علماء الأندلس 1/ 175، 176 رقم 531 وفيه «سعيد بن أحمد بن محمد بن سعيد..» .
[9] وفي الأصل «جرير» .(27/254)
القُرْطُبي، صالح زاهد متقشف.
سَمِعَ خَالِد بْن سعْد، وأَحْمَد بْن سَعِيد بْن حَزْم، وأَحْمَد بْن مسور، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ ابن الفَرَضِيّ.
سَعِيد بْن عَلِيّ بْن شُعيب بْن عَبْد الوهّاب القاضي، أَبُو نصر الهَمَذَاني.
رَوَى عَنْ أَبِي [1] عَبْد الرَّحْمَن بْن حمدان الجلاب، وأَبِي القاسم بْن أَبِي صالح، ومُحَمَّد بْن عَبْد الواحد البزّاز، وإِسْمَاعِيل الصّفّار، وأَبِي سَعِيد بْن الْأعْرابي، وابْن البَخْتَرِيّ، وأَبِي عَمْرو بْن السّمّاك، وطائفة كثيرة.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّد الزَّجَّاج، وحمد بْن سهل، ومُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن بُوَيْه الأسداباذي، وَأَبُو منصور مُحَمَّد بْن منصور بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن البُرُوجِرْدِي [2] .
قَالَ شِيرَوَيْه: كَانَ ثقة صَدُوقًا مرضيًّا فِي حُكْمه، مات بأسداباذ [3] ، وحُمل إلى هَمَذَان فِي ذي القعدة.
وَأَخْبَرَنَا فَيْد بْن عَبْد الرَّحْمَن الصّوفي، أَنَا مُحَمَّد بْن عيسى إجازةً، أَنَّهُ سَمِعَ صالحًا الحافظ يَقُولُ: رَأَيْت فِي المنام كأن الدُّنيا كلّها ظُلْمة، إلا حيث كَانَ القاضي شعيب بْن عَلِيّ واقفًا، فقلت لَهُ: يا أَبَا نصر النّور، يا أَبَا نصر النّور.
ضِرار بْن نافع، أَبُو عَمْرو الضّبِّي الهَرَوِي.
سَمِعَ أَبَا الْحُسَيْن النيسابُوري الحافظ وغيره.
عَبْد اللَّه بْن أحْمَد بْن محمد بن أحمد الماسرجسي.
__________
[1] في الأصل «أبيه» .
[2] في الأصل «البردجردى» والتصويب عن اللباب 1/ 143. بضم الباء والراء بعدهما الواو وكسر الجيم وسكون الراء الثانية وفي آخرها الدال المهملة. نسبة إلى بروجرد، بلدة من بلاد الجبل قرب همذان.
[3] أسداباذ: بفتح أوله وثانيه، وبعد الألف موحّدة، وآخره ذال معجمة. بلدة عمّرها أسد بن ذي السرو الحميري في اجتيازه مع تبّع. وهي مدينة بينها وبين همذان مرحلة واحدة نحو العراق. (معجم البلدان 1/ 176) .(27/255)
رَوَى عَنِ الْأصمّ وغيره.
عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد، أَبُو الْعَبَّاس السِجِسْتاني الصُّوفِي.
سَمِعَ ابن الصُّوفِي، ومكّي بْن عَبْدان، وكان من الزُّهّاد.
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن عَلِيّ بْن زياد، أَبُو القاسم النّيسابورى النّهدى.
سمع ابن الشرفي، ومُحَمَّد بْن حمدون.
وعنه الحاكم.
عَبْد الرَّحْمَن بْن أحْمَد، أَبُو سهل البلْخي.
رَوَى عَنِ ابن طَرْخان المُسْنَد، وكتب بنَسَف عَنْ عَبْد المؤمن بْن خَلَف، وجماعة.
قَالَ جَعْفَر المُسْتَغْفِري: هُوَ اليوم محدّث بلْخ. قَالَ: وتُوُفِّي فِي ربيع الآخر.
عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بن أحْمَد بْن سَعِيد، أَبُو القاسم التّاجر النّيسابُوري، وكان يُحمل إلى مجالس الحديث ومعه العبيد والخَدَم وجماعة من الورّاقين، فسمع من أَبِي الْعَبَّاس الْأصمّ، ثم رحل بِهِ طاهر الورّاق إلى المحبوبي بمرُو فأَكْثَرَ عَنْهُ، وتفقّه عَلَى أَبِي سهل الصّعْلوكي، ثم فِي آخر عمره استُشْهِد عَلَى يد الملحد عَبْد الملك البُستي فِي رمضان.
عَبْد الخالق بْن شبلون [1] ، أَبُو القاسم المغربي المالكي.
تفقّه عَلَى أَبِي سَعِيد خَلَف بْن أَبِي هشام، وكان الاعتماد عَلَيْهِ بالقَيْروَان. رحمه اللَّه تعالى.
عَبْد العزيز بْن أحْمَد الفقيه [2] ، أَبُو الْحَسَن الخوزي [3] شيخ أهل الظاهر.
__________
[1] الديباج المذهب 158.
[2] المنتظم 7/ 218 رقم 349، العبر 3/ 50، مرآة الجنان 2/ 444، البداية والنهاية 11/ 330، تذكرة الحفاظ 3/ 1023، شذرات الذهب 3/ 137، طبقات الفقهاء 178، 179، الفهرست 219، الكامل في التاريخ 9/ 168.
[3] في الأصل «الحززى» وهو تصحيف، وقد وقع التصحيف والتحريف في جميع مصادر ترجمته، سوى مرآة الجنان حيث قيّده اليافعي وقال: «الخوزي: بالخاء المعجمة والزاى» .(27/256)
أخذ عَنْ قاضي القضاة بِشْر بْن الْحُسَيْن الظاهري، وقدِم من شيراز فِي صُحْبة السلطان عَضُد الدولة.
وأخذ عَنْهُ فقهاء بغداد كأبي بَكْر مُحَمَّد بْن عُمَر القاضي الداودي، وقاضي فيروزآباد [1] أَبُو عَلِيّ الداودي.
قَالَ القاضي أَبُو عَبْد اللَّه الصَّيْمَريّ: ما رَأَيْت فقيهًا أَنْظَرَ من الخوزي [2] ، وأَبِي حامد الإِسْفِرَايِينِيّ.
عَبْد الملك بْن مُحَمَّد الفارسي البغدادي، أخو أَبِي عُمَر بْن مهدي، سَمِعَ إِسْمَاعِيل الصّفّار، وعثمان بْن السّمّاك، وكان سفّارًا، فحدّث بأماكن.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو سعد السّمّاك، وَأَبُو يَعْلَى الخليلي، وأجاز لأبي القاسم البسري.
مات فِي ذي القعدة.
عَلِيّ بن الحسين بْن عَلِيّ [3] بْن الرّازي البغدادي.
حدّث عَنْ أَبِي بَكْر بْن الْأنباري، والمَحَامِلي، وغيرهما.
رَوَى عَنْهُ: الجوهري، والتنوخي، وجماعة.
قَالَ الْأزهري: كذّاب، ووثّقه العتيقي وغيره.
عيسى بْن دَاوُد بْن الجرّاح [4] ، أَبُو القاسم بْن الوزير أَبِي الْحَسَن البغدادي.
سَمِعَ: أَبَا القاسم البَغَوي، وأَبَا بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وابْن صاعد، وبدر بْن
__________
[1] فيروزاباد: بالكسر ثم السكون. بلدة بفارس قرب شيراز كان اسمها جور. (معجم البلدان 4/ 283) .
[2] في الأصل «الجزري» .
[3] تاريخ بغداد 11/ 388، 389 رقم 6261.
[4] هو: عيسى بن عليّ بن عيسى بن داود بن الجرّاح. تاريخ بغداد 10/ 179، 180، المنتظم 7/ 218، 219 رقم 350، البداية والنهاية 11/ 330، العبر 3/ 50، 51، تذكرة الحفاظ 3/ 1023، شذرات الذهب 3/ 137، 138، هدية العارفين 1/ 806، معجم المؤلفين 8/ 29، الكامل في التاريخ 9/ 168، الإمتاع والمؤانسة 1/ 36، الفهرست 186، ميزان الاعتدال 3/ 319، سير أعلام النبلاء 16/ 549- 551 رقم 401، لسان الميزان 4/ 402.(27/257)
الهَيْثَم، وأَبَا بَكْر بْن دُرَيْد، ومُحَمَّد بْن نوح، وأَبَا بَكْر بْن مجاهد، وأباه أَبَا الْحَسَن، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو القاسم الْأزهري، وَأَبُو مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو القاسم التنوخي، وعَبْد الواحد بْن شطا، وَأَبُو جَعْفَر بْن المسلمة، وَأَبُو الْحُسَيْن بْن النَّقُور، وآخرون.
قَالَ الخطيب: كَانَ ثَبْت السَّماع، صحيح الكتاب. وُلِد سنة اثنتين وثلاثمائة، وأنشدني أَبُو يَعْلَى بْن الفرّاء، أنشدنا عيسى الوزير لنفسه:
رُبَّ مَيْتٍ قد صار بالعِلْم حيا ... ومُبَقَّى قد حاز جَهْلا وعَيّا [1]
فاقْتَنُوا العِلْمَ كي تنالوا خُلُودًا ... لا تَعُدُّوا الحياةَ في الجهل شيئا [2]
وقال: أنشده التنوخي: أنشدنا عيسى لنفسه:
قد فات ما ألقاه تحديدي ... وجلّ عَنْ وصْفي وتعديدي
وقلتُ للأيام هُزأ بها ... بحقّ مَن أغراكِ بي زيدي [3]
وقَالَ: ذكر لي مُحَمَّد بْن أَبِي الفوارس أنّ وفاة عيسى بْن الوزير كانت يوم الجمعة، مُسْتَهَلّ ربيع الْأول سنة إحدى وسبعين. قَالَ: وكان يُرْمى بشيء من مذهب الفلاسفة.
وقَالَ غيره: تُوُفِّي فِي ربيع الآخر. وقيل: فِي المحرَّم.
وقع لنا جُزْء من عواليه عن الأبرقوهي.
كَعْبُ بْن عَمْرو البلْخي [4] . حدّث عَنْ إِسْمَاعِيل الصّفّار، وابْن الْأعْرابي.
وعنه أَبُو مُحَمَّد الخلال، وعَبْد العزيز الْأزْجِي.
وضع حديثًا.
قَالَ الخطيب: كان غير ثقة.
__________
[1] في تاريخ بغداد وغيره «غيّا» .
[2] تاريخ بغداد 11/ 179.
[3] تاريخ بغداد 11/ 180.
[4] تاريخ بغداد 12/ 493 رقم 6964.(27/258)
محمد بن أحمد بن عبد الله، أَبُو عُمَر السّليطي، من وجوه أهل نيسابُور، وزَوْج بِنْت الْإمَام أَبِي بَكْر الضَّبُعي.
سَمِعَ أبا حامد بن الشرفي، ومكي بن عبدان، وغيرهما.
تُوُفِّي فِي ذي القعدة.
مُحَمَّد بْن الحُسين بْن داسة الْإصبهاني الصُّوفِي. خرّج لَهُ الحاكم عَنِ الْأصمّ وأقرانه، وذكر [أَنَّهُ] [1] سَمِعَ من أَبِي حامد بْن السَّمَرْقَنْدِيّ.
مُحَمَّد بْن الحسين بْن سُلَيْم [2] ، أَبُو بَكْر البغدادي النّجاد.
سَمِعَ ابن عُقْدَة الحافظ، ومُحَمَّد بْن جَعْفَر المطيري.
رَوَى عَنْهُ: الْأزهري، والعتيقي، ووثّقه.
مُحَمَّد بْن حُمَيْد بْن مُحَمَّد [3] بْن الْحُسَيْن بْن حُمَيْد بْن الرّبيع اللَّخْمي الخزّاز، أَبُو بَكْر، من بيت عِلم وشُهْرة.
رَوَى عَنْ يوسف بْن بهلول الْأنباري، وأَبِي بَكْر الصُّولي.
رَوَى عَنْهُ العتيقي، والأزهري.
مُحَمَّد بْن عثمان بْن شهاب [4] ، أَبُو الْحَسَن المعروف بالبغوي [5] رحل [إلى] [6] بغداد.
رَوَى عَنْ أَبِي حامد الحَضْرَمِي، ومُحَمَّد بْن منصور المنيعي، ومُحَمَّد بْن نوح، وسعيد بْن أخى زُبَير الحافظ.
رَوَى عَنْهُ: عُبَيْد اللَّه الْأزهري، والعتيقي، وجماعة.
وثّقه العتيقي، وتُوُفِّي فِي رمضان عن ثمانين سنة.
__________
[1] إضافة على الأصل.
[2] تاريخ بغداد 2/ 214 رقم 651.
[3] تاريخ بغداد 2/ 265 رقم 735.
[4] هو: محمد بن عثمان بن محمد بن عثمان بن شهاب. (تاريخ بغداد 3/ 50، 51 رقم 989) .
[5] في الأصل «بالنفرى» وهو تصحيف. والتصحيح من تاريخ بغداد.
[6] إضافة على الأصل.(27/259)
مُحَمَّد بْن مُسْلِم بْن السّمْط، أَبُو بَكْر بْن الدّلاء الدمشقي المعدِّل.
رَوَى عَنْ أَبِي هاشم، ومُحَمَّد بْن عَبْد الْأعلى، وابْن جَوْصَا، وأَبِي الدَّحْداح مُحَمَّد بْن أحْمَد، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: تمّام الرّازي، وعَلِيّ الحنّائي، وَأَبُو عَلِيّ الْأهوازي.
تُوُفِّي فِي ذي الحجّة.
مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مَسْلَمة بْن سَعِيد بْن تيري، أَبُو مُحَمَّد الْأبَّاري الْأندلسي ابن أخي خطّاب بْن مَسْلَمَة الزّاهد. وكان هذا أيضًا زاهدًا متبتلا، فقيهًا عارفًا بمذهب مالك.
سَمِعَ: وَهْب بْن مَسَرَّة، وابْن عَوْن اللَّه، وبمكّة أَبَا بَكْر الْأجُرِّي، وقُرِئت عَلَيْهِ المُدَوَّنَة وغيرها.
تُوُفِّي فِي هذا العام، وشيَّعه خلْقٌ عظيم.
قرأ عَلَيْهِ أَبُو عُمَر بْن عَبْد البَرّ جُزْءين من حديثه.
مقلَّد [1] بْن المُسَيّب بْن رافع، حسام الدولة، أَبُو حسّان العُقَيْلِي صاحب المَوْصِل.
كَانَ أخوه أَبُو الذَّوَّاد مُحَمَّد [2] أول من تغلّب عَلَى المَوْصِل، وملكها فِي سنة ثمانين وثلاثمائة، وملك حسام الدولة بعده فِي سنة سبعٍ وثمانين، وكان أعور، لَهُ سياسة وحُسْن تدبير، واتسعت [3] مملكته. نفّذ إِلَيْهِ الخليفة القادر باللَّه اللّواء والخلع، فاستخدم من التّرك والدّيلم ثلاثة آلاف فارس، وأطاعته عرب خَفَاجَة.
وله شِعْر وسط وحَسَن. قتله فِي هذا العام غلام له تركىّ في صفر،
__________
[1] في الأصل «محمد» وهو خطأ، مرآة الجنان 2/ 444، البداية والنهاية 11/ 329، الكامل في التاريخ 9/ 164، دول الإسلام 1/ 236، العبر 3/ 51، النجوم الزاهرة 4/ 203، شذرات الذهب 3/ 138، المختصر في أخبار البشر 2/ 135، وفيات الأعيان 5/ 260- 269، تاريخ ابن خلدون 4/ 255- 257، سير أعلام النبلاء 13/ 5، 6 رقم 1، منية الأدباء في تاريخ الموصل الحدباء 46، 47، تاريخ العظيمي 313.
[2] في الأصل «محمد بن أول» .
[3] في الأصل «واسيعت» وهو تصحيف.(27/260)
فيقال: قتله لأنّه سمعه يوصي رجلا من الحاجّ أنْ يسلّم عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى الله عليه وآله ويقول: قل لَهُ لولا صاحباك لزُرْتك [1] .
فأخبرنا مُحَمَّد بْن النّحّاس، أَنَا يوسف السّاوي، أَنَا السِّلَفيّ، أَنَا أَبُو عَلِيّ البرداني، أَنَا أَبِي، والْحَسَن بْن طَالِب البزّاز، وابْن نبهان الكاتب، قَالُوا:
أراد رَجُل الحجّ، فأحضره الْأمير مقلّد وقَالَ: اقرأ عَلَى النَّبِيّ صلّى اللَّه عَلَيْهِ وسَلَّم السلام وقل لَهُ: لولا صاحباك لزرتك. قَالَ الرجل: فحججتُ وأتيت المدينة، ولم أقلْ ذَلِكَ إجلالا، فنمت، فرأيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي منامي، فَقَالَ: يا فلان، لِمَ لا تؤدِّ الرّسالة؟ فقلت: يا رَسُول الله أجللتك، فرفع رأسه إلى رجل قائم فقال: خذ هذا الموسى، يعنى مقلّدا، فوافيت إلى العراق، فسمعت أن الأمير مقلّد ذبح على فراشه، ووجد الموسى عند رأسه، فذكرت للناس الرّؤيا، فشاعت، فأحضرني ابنه قرواش، فحدثته، فَقَالَ لي: تعرف الموسى؟ فقلت: نعم.
فأحضر طبقًا مملوءًا مواسي، فأخرجته منهم، فَقَالَ: صدقتَ، هذا وجدته عَنْد رأسه، وهو مذبوح.
رثاه الشريف الرضِيّ وجماعة، وقام بالمُلك بعده ابنه معتمد الدولة أَبُو المنيع قِرواش [2] فبقي خمسين سنة.
المؤمل بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد [3] بْن مُحَمَّد، أَبُو القاسم الشَّيْباني البغدادي البزّاز نزيل مصر.
حدّث عَنْ أَبِي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، وابن صاعد، وأَبِي حامد الحَضْرَمِي، ويعقوب الحرّاب.
رَوَى عَنْهُ: يوسف بْن رباح، وَأَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن مكّي الْمَصْرِيّ، وآخرون.
وثّقه الخطيب وقَالَ: عاش أربعا وتسعين.
__________
[1] وفيات الأعيان 5/ 263، والنجوم الزاهرة 4/ 203، وشذرات الذهب 3/ 138.
[2] في الأصل «قراش» وهو تصحيف.
[3] تاريخ بغداد 13/ 183 رقم 7159، العبر 3/ 51، تذكرة الحفاظ 3/ 1023، 1024، سير أعلام النبلاء 16/ 556، 557 رقم 408، حسن المحاضرة 1/ 371.(27/261)
مهدي بن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد، أَبُو سَلَمَة النيسابُوري الصّيْدَلانِي.
روى عن عبد الله بن الشرفي، وتُوُفِّي فِي رجب فِي عشر الثمانين.
هِبَةُ اللَّه بْن مُوسَى بْن الْحَسَن، أَبُو الْحُسَيْن المُزَني المَوُصِليّ.
تُوُفِّي، وله خمسٌ وتسعون سنة.
وَهْبُ بْن مُحَمَّد بْن محمود [1] الْأمويّ القرطبي.
سمع: قاسم بن أصبغ، ووهب بن مَسَرَّة، وكان فقيهًا عارفًا بمذهب مالك، عابدًا مُصَلِّيا مُفْتيا، لَهُ حلقة بالجامع.
شاوره ابن السليم فِي الْأحكام، وقد حدّث، وأخذ عَنْهُ جماعة.
وقد رَوَى عَنْهُ: أَبُو عُمَر بْن عَبْد البَرّ، وسمّاه فِي شيوخه.
يحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن العاصمي النيسابُوري. سَمِعَ من الْأصمّ، وحدّث.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 2/ 166 رقم 1522.(27/262)
[وفيات] سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة
أحْمَد بْن سَعِيد بْن بشر [1] ، أَبُو الْعَبَّاس بْن الحصار القُرْطُبي.
سَمِعَ من قاسم بْن أَصْبَغ، وابْن أَبِي دُلَيْم، ومَسْلَمَة بْن القاسم، وجماعة. وكان محدّثًا مُفْتيا.
سَمِعَ النّاس منه كثيرًا، ولم يكن بالضّابط.
تُوُفِّي فِي شعبان.
أحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن حسن [2] ، أَبُو عُمَر القُرْطُبي الفقيه، قاضي رَيّه [3] .
رَوَى عَنْ قاسم بْن أَصْبَغ.
أحْمَد بْن الْعَبَّاس الْأمْلُوكي [4] الطّحّان، مصري.
رَوَى عَنْ مُحَمَّد بْن الرّبيع الْجِيزِي، وغيره.
أحْمَد بْن الفرج [5] ، أَبُو الْحَسَن الفارسي، بغدادي، ثقة، فَهْم.
رَوَى عَنِ المَحَامِلي، وأَبِي الْعَبَّاس بْن عُقْدَة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بكر البرقاني، وغيره.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 60 رقم 198.
[2] تاريخ علماء الأندلس 1/ 60 رقم 199.
[3] ريّة: بفتح أوله، وتشديد ثانيه. كورة واسعة بالأندلس متّصلة بالجزيرة الخضراء وهي قبالىّ قرطبة. (معجم البلدان 3/ 116) .
[4] الأملوكي: بضم الألف وسكون الميم وضم اللام وفي آخرها كاف. نسبة إلى أملوك وهو بطن من ردمان، وردمان بطن من رعين، وهو ردمان بن وائل بن رعين. (الأنساب 1/ 349) .
[5] تاريخ بغداد 4/ 344 رقم 2171.(27/263)
إبراهيم بْن مُحَمَّد [1] بْن محمود الْإصبهاني. من أعيان العلماء والتّجّار.
حدّث بنيسابُور بمُسْنَد الطَّيَالِسي، عَنِ ابن فارس.
تُوُفِّي فِي صفر.
إِسْمَاعِيل بْن سَعِيد بْن سُوَيْد [2] ، أَبُو القاسم البغدادي.
حدّث عَنْ أَبِي بَكْر بْن دُرَيْد، وابْن زياد النّيسابورى، وأَبِي بَكْر بْن الْأنْباري، ومُحَمَّد بْن مَخْلَد.
روى عنه: عبيد الله الأزهري، وأبو القاسم التنوخي، والقاضي أَبُو يَعْلَى بْن الفرّاء.
قَالَ ابن أَبِي الفوارس: فِيهِ تساهُلٌ فِي السماع والدّين.
قَالَ الخطيب: كَانَ بعض سماعه مستورًا، رَأَيْت إلحاقه فِيهِ.
قلت: رَوَى كتاب «الوقف والابتداء» عَنْ مُؤَلِّفه.
إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد [3] بْن حاجب، أَبُو عَلِيّ الكُشَاني [4] السَّمَرْقَنْدِيّ.
سمع «صحيح البخاري» سنة عشرين وثلاثمائة من الفِرَبْرِي وحدّث بِهِ.
رَوَى عَنْهُ «الصحيح» : أَبُو عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الخلال أخو الحافظ أبى محمد، وأبو سهل أحْمَد بْن عَلِيّ الْأبِيَورْدي [5] ، وَأَبُو طاهر محمد بن
__________
[1] ذكر أخبار أصبهان 1/ 182.
[2] تاريخ بغداد 6/ 308، 309 رقم 3353 وفيه: «إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل بن محمد بن سويد» ، المنتظم 7/ 220 رقم 351.
[3] العبر 3/ 52، شذرات الذهب 3/ 39، الإكمال 7/ 185، الأنساب 4/ 11 و 10/ 431، معجم البلدان 4/ 262، اللباب 3/ 99، مشتبه النسبة 2/ 552، سير أعلام النبلاء 16/ 481 رقم 35، تبصير المنتبه 1216.
[4] الكشاني: بضم أولها والشين المعجمة وفي آخرها النون. نسبة إلى كشانية، بلدة من بلاد الصّغد بنواحي سمرقند. (اللباب 3/ 98) .
[5] في الأصل «الأنبورى» وهو تحريف. والأبيورديّ: بفتح الألف وكسر الباء الموحدة وسكون الياء المعجمة باثنتين من تحت وفتح الواو وسكون الراء وفي آخرها الدال المهملة. نسبة إلى أبيورد، بلدة من بلاد خراسان. (اللباب/ 27) .(27/264)
عَلِيّ الشُجاعي، وغُنْجار أَبُو عَبْد اللَّه الحافظ، وعُمَر بْن أحْمَد بْن شاهين بسَّمَرْقَنْد.
وقَالَ حمزة أَبُو سعد الإدريسي: تُوُفِّي سنة إحدى وتسعين.
وقَالَ مؤتمن الساجي: سنة اثنتين.
الْحَسَن بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه، أَبُو عَلِيّ بْن الرئيس أَبِي الحسن النّيسابورى.
سمع الأصمّ ببخارى، [و] أبا بَكْر بْن خنيس بمَرْو، وخرّج لَهُ الفوائد.
وحدّث ببغداد ونيسابُور، وتُوُفِّي فِي ذي القعدة.
يقال لَهُ «المحمي» .
الْحَسَن بْن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد [1] الضّرّاب الْمَصْرِيّ، أَبُو مُحَمَّد مصنّف «المروءة» .
سَمِعَ أحْمَد بْن مروان الدِّينَوَرِي، وأَبَا [2] الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن أَبِي الحديد الْمَصْرِيّ، وأَحْمَد بْن مَسْعُود المقدسي، وعثمان بْن مُحَمَّد الذهبي، وأَحْمَد بْن عُبَيْد الحمصي، وعَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن الورد، ودعْلج بْن أحْمَد السَّجْزِي، وطائفة، وزار بيت المقدس، فسمع بِهِ وبعسقلان.
رَوَى عَنْهُ: ابنه عَبْد العزيز: وأَحْمَد بْن عَلِيّ بْن هاشم المقرئ، ورشأ بْن نظيف الدمشقي، وجماعة.
تُوُفِّي فِي ربيع الآخر، وكان مولده في سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة، وقد روى عنه الدار قطنى مَعَ تقدّمه.
عَبْد اللَّه بْن أحْمَد بْن خَالِد بْن رُوزْبَة، أَبُو بَكْر الفارسي الكِسْرَوِي.
سَمِعَ القاسم بْن أَبِي صالح الجّلاب، ومُحَمَّد بن عبد الواحد بن
__________
[1] العبر 3/ 752 تذكرة الحفاظ 3/ 1024، سير أعلام النبلاء (المصور) 10 ق 2/ 282، لسان الميزان 2/ 197، حسن المحاضرة 1/ 371، شذرات الذهب 3/ 140، الوافي بالوفيات 11/ 405 رقم 582، معجم المؤلفين 3/ 207، الإكمال 5/ 207، الأنساب 8/ 150، حسن المحاضرة 1/ 371، هدية العارفين 1/ 272.
[2] في الأصل «أبو» .(27/265)
شاذان، وعَلِيّ بْن قرقور، وجماعة بهَمَذَان، وأَحْمَد بن سلمان النّجّار وجعفر الخلْدي، وعَبْد اللَّه بْن إِسْمَاعِيل الهاشمي ببغداد، ومُحَمَّد بْن الْعَبَّاس بْن وَصِيف الغزّى السّمّان، وحامد بْن مُحَمَّد الرّفاء، وجماعة بالشّام وأماكن.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن عيسى، وحَمْد بْن سهل، والخليل بْن عَبْد اللَّه القِزْوِيني الحافظ، وآخرون.
وكان ينسخ بهَمَذَان بالأجْرة، وسكن هَمَذَان، وكان يستقي الماء للبيوتات.
وقيل إنّه رئي فِي النَّوم، فَقَالَ: غفر اللَّه لي بكثرة صلاتي على النّبىّ صلّى الله عليه وآله. وكان يكتب خطًّا فِي دِقَّة الشَعْر، فسُئل: لم تفعل ذَلِكَ؟ فَقَالَ: من قلّة الوَرق والورِق، والحمل عَلَى العُنُق.
قَالَ شِيرَوَيْه: كَانَ ثقة صدوقًا.
عَبْد اللَّه بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد [1] بْن ثرثال، أَبُو مُحَمَّد البغدادي نزيل مصر.
تُوُفِّي فِي شوّال، وهو نسيب أحْمَد بْن عَبْد العزيز صاحب الجزء المشهور.
عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن محمد [2] الفقيه، أبو محمد الْأصيلي.
أصله من كورة شَذُونَة، ورحل بِهِ والده إلى أَصِيل [3] من بلاد العُدْوَة، فنشأ بها وطلب العلم، وتفقه بقُرْطُبَة، وسمع من ابن المشّاط، وابن السّليم،
__________
[1] هو: عبد الله بن أحمد بن حامد بن محمد بن ثريال.. (تاريخ بغداد 9/ 390، 391 رقم 4985) .
[2] تاريخ علماء الأندلس 1/ 249 رقم 760، جذوة المقتبس 257 رقم 542، بغية الملتمس 340 رقم 906، العبر 3/ 52، 53 تذكرة الحفاظ 3/ 1024 رقم 954، شذرات الذهب 3/ 140، طبقات الفقهاء 164، ترتيب المدارك 4/ 642- 648، معجم البلدان 1/ 213، الديباج المذهب 138، 139، شذرات الذهب 3/ 140، الوافي بالوفيات 17/ 7 رقم 4، مرآة الجنان 2/ 444، سير أعلام النبلاء 16/ 560 رقم 412، الوفيات لابن قنفذ 223، طبقات الحفاظ 405، 406، شجرة النور الزكية 1/ 100، 101.
[3] في الأصل «أصلا» وهو تصحيف، و «أصيل» : ياء ساكنة ولام. بلد بالأندلس من أعمال طليطلة. (معجم البلدان) .(27/266)
وأَبَان بْن عيسى [1] ، وأخذ عَنْ وهب بْن مَسَرَّة بوادي الحجارة، ثم رحل إلى المشرق، فكتب بمصر عَنْ أَبِي الطّاهر الذُّهْلِي، وابْن حَيَّوَيْهِ النيسابُوري، وابْن إِسْحَاق بْن سُفْيَان، وكتب بمكّة عَنْ أَبِي زيد المَرْوَزِي «صحيح الْبُخَارِيّ» ، وكتب عَنِ الْأجُرِّي، ثم دخل بغداد، وأخذ عَنْ أَبِي بَكْر الشّافعيّ، وأَبِي عَلِيّ بْن الصّوّاف، وأبى بكر الأبهري، وأبى [2] الحسن الدار قطنى، وأَبِي أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الْجُرْجَاني.
وصنف كتابًا سمّاه «الدلائل» ذكر فِيهِ عَنْ مالك، وأَبِي حنيفة، والشافعي، وكان عالمًا بالحديث والسّنّة.
قال القاضي عياض: قال الدار قطنى: حَدّثَنِي أَبُو مُحَمَّد الْأصيلي، ولم أر مثله.
قَالَ عياض: وكان من حُفَّاظ مذهب مالك، ومن العالمين بالحديث وعِلَله ورجاله، وكان يرى [3] القول فِي (إتيان النّساء فِي أَدْبارهنّ) كراهيةً دون التَّحريم، عَلَى أنّ الْأثار فِي ذَلِكَ شديدة. وكان يُنْكر الغُلُوَّ فِي كرامات الْأولياء، ويثبت منها ما صحّ، ودعاء الصّالحين.
ولّي قضاء سَرَقُسْطَة، ثم إنّه كره أميرها، فأقيل من القضاء، وبقي عَلَى الشُّورَى بقُرْطُبَة. وكان نظير أَبِي مُحَمَّد بْن أَبِي زيد بالقَيْروَان، وعلى طريقه وهَدْيِه، إلا أَنَّهُ كانت فِيهِ زعارة.
حمل النّاس عَنْهُ، وتُوُفِّي فِي تاسع عشر ذي الحجّة، سنة اثنتين وتسعين، وشَيَّعه الخلائق.
عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن زيرك، أَبُو سهل التميمي الهَمَذَاني. صَدُوق مُكْثِر.
رَوَى عَنْ: أَبِي القاسم بْن عُبَيْد، وأَبِي الفضل الكِنْدِي، والقاسم بْن مُحَمَّد بْن السّرّاج، وطائفة.
__________
[1] تكرر في الأصل «وابن السليم وأبان بن عيسى» .
[2] في الأصل «أبو» .
[3] في الأصل «يرو» .(27/267)
روى عنه: عبد الغفّار، ويوسف الهمدانيّ الخطيب.
عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الضرير [1] المقرئ ببغداد. كَانَ رجلا صالحًا.
رَوَى عَنْ أَبِي جَعْفَر بْن البَخْتَرِي، وأَبِي عَلِيّ الصّفّار.
رَوَى عَنْهُ آحاد المحدّثين.
عَبْد الْأعلى بْن مُحَمَّد النيسابُوري الفقيه الشافعي.
تفقه عَلَى أَبِي الوليد حسّان بْن مُحَمَّد، وحدّث عَنْ أَبِي العبّاس الأصمّ وغيره.
تُوُفِّي فِي المحرم.
عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي شريح [2] أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن يحيى بْن مَخْلَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن المغيرة بْن ثابت، أَبُو مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ الهَرَوِي سيّد خراسان في زمانه.
ولد بعد الثلاثمائة.
وسمع: مُحَمَّد بْن عقيل البلْخي، وعَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد البَغَوي، ويحيى بْن صاعد، ومُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن نيروز الْأنماطي، وإِسْمَاعِيل الوَرّاق، وأَحْمَد بْن سَعِيد الطبّري، وجماعة، ورحل بِهِ أَبُوهُ، وأدرك بِهِ البَغَوي فِي آخر عمره. وكان صدوقًا صحيح السَّماع.
وحدّث عَنْهُ كثير من أهل هَرَاة، منهم: أَبُو عُمَر عَبْد الواحد بْن أحْمَد المليحي، وسفيان بْن مُحَمَّد التنوخي، وَأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الغميري وَأَبُو صاعد يَعْلَى بْن هبة اللَّه الفضيلي، وَأَبُو عاصم الفضيل، ومُحَمَّد بْن أَبِي مَسْعُود الفارسي، وعَبْد الرَّحْمَن البوسنجي، وبِيبي بِنْت عَبْد الصَّمد الهرثمية [3] وآخرون.
وحديثه اليوم أعلى ما يُرْوَى فِي الدُّنيا، وقد تدلّت شمسه للغروب.
__________
[1] تاريخ بغداد 10/ 139 رقم 5280.
[2] تذكرة الحفاظ 3/ 1024، العبر 3/ 53، تذكرة الحفاظ 3/ 140، مرآة الجنان 2/ 444، سير أعلام النبلاء 16/ 526- 528 رقم 388.
[3] في الأصل «الهرمية» .(27/268)
وكانت وفاته فِي صفر، وله خمسٌ وثمانون سنة.
أنبأنا جماعة سمعوا من ابن بهرون، أنا أبو الوقت، أنا شيخ الإسلام أبو إِسْمَاعِيلَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ الْبَلْخِيَّ الْمُؤَذِّنَ يَقُولُ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ [أَبِي] [1] شُرَيْحٍ فِي طَرِيقٍ غَوْرٍ، فَأَتَاهُ إِنْسَانٌ فِي بَعْضِ تِلْكَ الْجِبَالِ فَقَالَ: إِنَّ امْرَأَتِي وَلَدَتْ لِسِتَّةِ أَشْهُرٍ، فَقَالَ: هُوَ وَلَدُكَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ» [2] . فعاوَدَه، فَرَدَّ عَلَيْهِ ذَلِكَ، فَقَالَ الرَّجُلُ: أَنَا لا أَقُولُ بِهَذَا. فَقَالَ:
هَذَا الْغَزْوُ، وسَلَّ عَلَيْهِ السَّيْفَ، فَأَكْبَبْنَا عَلَيْهِ وَقُلْنَا: جَاهِلٌ لا يَدْرِي مَا يَقُولُ.
عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن ماك القِزْوِيني. من بيت حديثٍ ورواية.
سَمِعَ من إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن مِهْرَوَيْه، وببغداد من إِسْمَاعِيل الصَّفّار.
أكثر عَنْهُ أَبُو يَعْلَى الخليلي.
عَبْد الوهاب بْن أَبِي أحْمَد [3] مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم، أَبُو عامر الْإصبهاني الغَسَّال.
عُبَيْد بْن مُحَمَّد بْن حُمَيْد [4] ، أبو عبد الله القيسي القرطبي.
سمع من: قاسم بْن أَصْبَغ [ورحل سنة اثنتين وأربعين] [5] فسمع من
__________
[1] ساقطة من الأصل.
[2] الحديث: «عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قال: (الولد للفراش، وللعاهر الحجر» . أخرجه البخاري 12/ 113 في الحدود، باب للعاهر الحجر، وفي الفرائض، باب الولد للفراش، ومسلم رقم 1458 في الرضاع، باب الولد للفراش، والترمذي رقم 1157 في الرضاع، باب ما جاء أن الولد للفراش، والنسائي 6/ 180 في الطلاق، باب إلحاق الولد بالفراش. قال الحافظ ابن حجر في «الفتح» : حديث الولد للفراش، قال ابن عبد البرّ: هو من أصحّ ما يَرْوِي عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جاء عن بضعة وعشرين نفسا من الصحابة. (انظر: جامع الأصول لابن الأثير 10/ 728) . وأخرجه مالك في الموطّأ 2/ 739 من حديث عائشة، وكذلك البخاري في الخصومات، باب دعوى الوصىّ للميت، وأبو داود (2273) ، وأحمد في المسند 1/ 239، وابن ماجة (2006) ومن حديث عمر، وأبى إمامة (2005) و (2007) .
[3] ذكر أخبار أصبهان 2/ 134، 135.
[4] تاريخ علماء الأندلس 1 (341، 342 رقم 1004) .
[5] ما بين الحاصرتين ساقط من الأصل، والاستدراك عن ابن الفرضيّ.(27/269)
أحْمَد بْن سَلَمَة الهلالي [1] وابْن الجران [2] وأَحْمَد بْن محمود الشمعي، وجماعة كثيرة.
وكان شيخًا صالحًا متعبدًا مجاهدًا. سَمِعَ النّاس منه كثيرًا، وحجّ فِي آخر عمره، فتوفي بالحجاز فِي المحرّم.
عثمان بْن جِنِّي [3] ، أَبُو الفتح المَوْصلي النَّحْوي اللُّغَوِي، صاحب التّصانيف.
كَانَ جني مملوكًا رُوميًّا لسليمان بْن فهد الْأزْدِيّ.
لزم أَبُو الفتح: أَبَا عَلِيّ الفارسي وتبعه فِي أسفاره حتى أحكم العربية، وصنّف فِي حياته، وسكن بغداد وأقرأ بها الْأدب، وصنّف «اللُّمَع» وكتاب «سر الصّناعة» [4] وكتاب «شرح تصريف المازني» [5] وكتاب «التّلقين في النّحو» ،
__________
[1] في الأصل «الحلال» وهو تصحيف، والتصحيح من تاريخ ابن الفرضيّ.
[2] في الأصل «الجراب» وهو تصحيف، والتصحيح من تاريخ ابن الفرضيّ.
[3] تاريخ بغداد 11/ 311، 312 رقم 6111، الفهرست 1/ 87، معجم الأدباء 12/ 81- 115، البداية والنهاية 11/ 331، إنباه الرواة 2/ 335- 340، اللباب 1/ 243، مرآة الجنان 2/ 445، نزهة الألباء 244- 246، دمية القصر 297، 298، دول الإسلام 1/ 236، الكامل في التاريخ 9/ 179، وفيات الأعيان 3/ 246- 249 رقم 412، المختصر في أخبار البشر 2/ 136، بغية الوعاة 2/ 132 رقم 1625، العبر 3/ 53، المنتظم 7/ 220، 221 رقم 352، تذكرة الحفاظ 3/ 1024، النجوم الزاهرة 4/ 205، شذرات الذهب 3/ 140، 141، كشف الظنون 339، 385، 412، 416، 418، 493، 491، 706، 810، 988، 1272، 1377، 1405، 28، 1431، 1438، 1449، 1457، 1462، 1562، 1608، 1612، 1793، 1850، 1882، 1913، مفتاح السعادة 1/ 114، 115، إيضاح المكنون 2/ 531، هدية العارفين 1/ 651، 652، روضات الجنات 466، 467، أعيان الشيعة 39/ 208، معجم المؤلفين 6/ 251، 252، تاريخ ابن الوردي 1/ 317، يتيمة الدهر 1/ 108، تلخيص ابن مكتوم 165، 166، سير أعلام النبلاء 17/ 17- 19 رقم 9.
[4] نشر الجزء الأول منه منه الأستاذ مصطفى السّقّاء وآخرون في مطبعة مصطفى الحلبي، بالقاهرة 1954.
[5] نشره هوبرغ في ليبنرغ 1885، ونشر مع شروح للشيخ محمد نعسان الحموي بمصر 1331 هـ.(27/270)
[و] كتاب «التعاقب» وكتاب «الخصائص» [1] كتاب «المذكّر، [و] المؤنّث» وكتاب «المقصور والممدود» وكتاب «إعراب الحماسة» ، [و] كتاب «المحتسب فِي شواذ القراءات» ، [2] وله شِعْر جيّد.
وخدم ملوك بني بُوَيْه، كعَضُد الدولة وشرف الدولة، وكان يلزمهم، وقيل إنّه كَانَ بفَرْد عين، وقد قرأ ديوان المتنبّي على المتنبّي، وصنّف شرحه.
توفّى في صفر، وهو فِي عشر السبعين رحمه اللَّه.
وله كتاب سمّاه «البشرى والظَّفَر» شرح فِيهِ بيتًا واحدًا من شعر الْأمير عَضُد الدولة، وقدّمه لَهُ، وهو:
أهلا وسهلا بذي البُشْرَى ونَوْبتها ... وباشتمال سرايانا عَلَى الظَّفَرِ
أوسَعَ الكلام فِي شرحه واشتقاق ألفاظه.
أخذ عَنْهُ الثمانيني [3] ، وعَبْد السّلام البصْري، وَأَبُو الْحَسَن الشمسي، وطائفة.
عَلِيّ بْن عَبْد العزيز [4] القاضي، أَبُو الْحَسَن الْجُرْجَاني، الفقيه الشافعي الشاعر، وله ديوان مشهور، وكان حَسَنَ السّيرة في أحكامه، صدوقا، جمّ
__________
[1] حقّقه الأستاذ محمد على النجار وطبعه في مصر 1376 بطبعة دار الكتب المصرية في ثلاثة أجزاء.
[2] طبع باسم «المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها» ، وذلك بإشراف المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمصر سنة 1386 هـ.
[3] الثمانيني: هو أبو القاسم عمر بن ثابت الثمانيني النحويّ الضرير، منسوب إلى «ثمانين» بليدة صغيرة بأرض الموصل، يُقال أنّها أول قريةٍ بُنيت بعد الطوفان. انظر عنه في: معجم البلدان 2/ 84، ومعجم الأدباء 16/ 57، 58، والمنتظم 8/ 146، ووفيات الأعيان 3/ 443، 444، والعبر 3/ 200، ونكت الهميان 220، وبغية الوعاة 2/ 217، وشذرات الذهب 3/ 269.
[4] يتيمة الدهر 3/ 187 و 195 و 4/ 3، 4، المنتظم 7/ 221، 222 رقم 353، تاريخ جرجان 318 رقم 560، البداية والنهاية 11/ 331، 332، معجم الأدباء 14/ 14، النجوم الزاهرة 4/ 205، وفيات الأعيان 3/ 278- 281 رقم 426، طبقات الشافعية الكبرى 2/ 308، طبقات الفقهاء 122، تذكرة الحفاظ 3/ 1025، المختصر في أخبار البشر 2/ 136، تاريخ ابن الوردي 1/ 318، طبقات العبادي 111، مرآة الجنان 2/ 386، طبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 348- 351، سير أعلام النبلاء 17/ 19- 21 رقم 10.(27/271)
الفضائل، بديع الخط جدًّا. وَرَدَ نيسابُور سنة سبعٍ وثلاثين، مَعَ أخيه فِي الصِّبا، وسمعا سائر الشيوخ.
وُلِّي قضاء الرّيّ.
وقَالَ الثَّعَالِبي فِي «يتيمة الدَّهْر» [1] : هُوَ فرد الزمان، ونادرة الفلك، وإنسان حدقة العِلْم، وقُبَّةُ [2] تاج الْأدب، وفارس عسكر الشِّعْر، يجمع خطّ ابن مُقْلَة، إلى نثر الجاحظ، إلى نظْم البُحْتُرِي.
وشِعْره كثيره. وله كتاب «الوساطة بين المتنبّي وخُصُومه» ، وأبان فِيهِ عَنْ فضلٍ غزير.
وهو القائل:
يقولون لي فيكَ انقباضٌ وإنَّما ... رأوا رجلا عَنْ موقف الذُّلّ أَحْجَمَا
الأبيات المشهورة [3] .
تُوُفِّي بالرّيّ، وحُمل إلى جُرْجَان فدُفِن بها.
ومن شعر أَبِي الْحَسَن الْجُرْجَاني هذا.
ولا ذَنْبَ للأفكار أنت تركتها ... إذا احتشدت [4] لم تنتفع باحتشادها
سبقت بأفراد [5] المعاني وأَلِفَتْ ... خَواطِرُك الْألفاظَ بعد شِرادِها
فإنْ نَحْنُ حاولنا اختراعَ بديعةٍ ... حَصَلنا عَلَى مسْرُوقها ومُعادِها [6]
وله:
قد بَرَّح الحُبُّ بمشتاقِكْ ... فأَوْلهٍ أحسن أخلاقِكْ
لا تَجْفُهُ وارْعَ لَهُ حقَّهُ ... فإنّه آخر عشّاقك [7]
__________
[1] ج 4/ 3.
[2] في اليتيمة: «ودرّة» .
[3] انظر الأبيات في: يتيمة الدهر 4/ 23، ومعجم الأدباء 14/ 17، 18، وطبقات الشافعية الكبرى 3/ 460.
[4] في الأصل «حشدت» .
[5] في وفيات الأعيان «لأفراد» .
[6] يتيمة الدهر 4/ 16، وفيات الأعيان 3/ 280.
[7] البيتان في: وفيات الأعيان 3/ 279، وهما باختلاف بعض الألفاظ في يتيمة الدهر 4/ 10.(27/272)
وللصّاحب إِسْمَاعِيل بْن عَبّاد يخاطبه:
إذا نَحْنُ سلَّمنا لك العِلْم كلَّه ... فَدَعْنَا وهذِي الكُتُبَ ننشئ صُدُورَها
فإنهم لا يرتَضُون مجيئنا ... بجِزع إذا نظمت أنت شُذُورَها [1]
وللقاضي أَبِي الْحَسَن الْجُرْجَاني «تفسير القرآن» ، وكتاب «تهذيب التاريخ» [2] .
قَالَ الثَّعَالِبي: ترقَّى محلُّه إلى قضاء القُضَاة بالرّيّ فلم يعزله إلا موتُه [3] .
قَالَ: صلى عَلَيْهِ القاضي عَبْد الجّبار بْن أحْمَد.
وقَالَ أَبُو سعد منصور بْن الْحُسَيْن الْأبي فِي تاريخه: وقع اختيار فخر الدولة بْن رُكْن الدولة عَلَى أنْ تولّى عَلِيّ بْن عَبْد العزيز الْجُرْجَاني قضاءَ مملكته، فولاه بعد موت الصّاحب بْن عَبَّاد بعامٍ، فكان ذَلِكَ من محاسن فخر الدولة، وكان هذا القاضي لم ير لنفسه مثلا ولا مقارِنًا، مَعَ العِفَّة والنّزاهة والعدل والصَّرامة.
وقَالَ حمزة السَّهْمي [4] : أَبُو الْحَسَن [عَلِيّ بْن] [5] عَبْد العزيز بْن الْحَسَن بْن [عَلِيّ بْن] [6] إِسْمَاعِيل الْجُرجاني، كَانَ قاضي القُضاة بالرّيّ، وكان من مفاخر جُرْجَان.
تُوُفِّي فِي الثالث والعشرين من ذي الحجّة.
مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن حبيب، أَبُو سهل النيسابُوري المقرئ العابد.
سَمِعَ أَبَا الْعَبَّاس الْأصمّ وجماعة.
تُوُفّي فِي صَفَر.
مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن يحيى المُزَكِّي، أبو الحسين النّيسابورى.
__________
[1] البيتان في معجم الأدباء 14/ 16.
[2] تكرّر بعدها «تفسير القرآن» .
[3] اليتيمة 4/ 3.
[4] في تاريخ جرجان 318 رقم 560.
[5] ساقطة من الأصل. والاستدراك من تاريخ جرجان.
[6] زيادة من تاريخ جرجان.(27/273)
سَمِعَ الْأصمّ وأقرانه، وحدّث.
وتُوُفِّي فِي شوّال.
مُحَمَّد بْن خليفة بْن عَبْد الجبار [1] بْن عَبْد اللَّه البَلَوِي القُرْطُبي، أَبُو عَبْد اللَّه المؤدّب.
حجّ سنة ثمان وأربعين، وسمع من أَبِي الْحَسَن الخُزَاعي، وأَبِي بَكْر الْأجُرِّي، وكان ضَعِيفًا مُغَفَلا، حطّ عَلَيْهِ ابن الفرضىّ.
وقد روى عنه أبو عمرو والدّانيّ المقرئ.
مُحَمَّد بْن سعدون [2] ، أَبُو عَبْد اللَّه الْأندلسي.
سَمِعَ بقُرْطُبَة، وحجّ، فسمع من ابن الورد، وابْن أَبِي الموت، وابْن السَّكَن، والآجُرِّي، وكان زاهدًا ورِعًا.
سَمِعَ منه ابن الفَرَضِيّ وقَالَ: كَانَ ضعيف الكتاب، غير ضابطٍ، رحمه الله.
محمد بْن عبد الرَّحْمَن بْن حنشام [3] ، أبو الحسين بْن البيع.
سَمِعَ مُحَمَّد بْن حَمْدَوَيْه المَرْوَزِي، والقاسم بْن إِسْمَاعِيل المَحَامِلي ببغداد، وسمع بالشّام من جماعة.
قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة، ثنا عنه البرقاني والأزهري.
قلت: وروى عنه أبو القاسم بن الفسوي، وأبو الحسين محمد بْن أحْمَد الْأبنوسي.
مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن على القاضي، أبو عبد الله بن الدّقّاق الْمَصْرِيّ.
سَمِعَ أَبَا سَعِيد بْن الْأعْرابي، ومُحَمَّد بْن الربيع بْن سُلَيْمَان، وأَبَا إِسْحَاق بن أبى ثابت، وابن حذلم، وجماعة.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 2/ 104 رقم 1387، جذوة المقتبس 54 رقم 48، بغاية الملتمس 74 رقم 111.
[2] تاريخ علماء الأندلس 2/ 104، 105 رقم 1388.
[3] في الأصل «حسنام» والتصحيح من تاريخ بغداد 2/ 322 رقم 809.(27/274)
رَوَى عَنْهُ هبة اللَّه بْن إِبْرَاهِيم الصّوّاف، وانتقى عليه الدار قطنى، مَعَ جلالته.
وَرَّخه الحبّال.
مُحَمَّد بْن عَبْد الْأعلى، أَبُو بَكْر النيسابُوري الفقيه.
سَمِعَ الْأصمّ، وأَبَا الوليد الفقيه.
مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن زكريّا، أَبُو حاتم الخُزَاعِي الرّازي الّلّبان.
عَنْ ميسرة بْن عَلِيّ، وحامد الرّفّاء، وابْن عَدِيّ.
وعنه: أَبُو العلاء الواسطي، والجوهري، وابْن المهتدي باللَّه، وعدّة.
بقي إلى هذا العام.
مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر [1] ، أَبُو بَكْر الدّقّاق، الفقيه الشافعي الحاكم.
قَالَ الخطيب: رَوَى حديثًا واحدَا، ولم يكن عنده سواه، لأن كُتُبه احترقت. أنبأه الصَّيْمَريّ عَنْهُ، عَنْ أحْمَد بْن إِسْحَاق بْن البهلول، عَنْ أَبِي كريب.
وكان أَبُو بَكْر هذا يلقّب خُبَاط. وله كتاب فِي الْأصول عَلَى مذهب الشافعي، وكان فِيهِ دُعَابَة.
مُحَمَّد بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حمدويه بْن نُعَيْم، أَبُو سهل الضبّي ابن أخي عَبْد اللَّه الحاكم النيسابُوري.
قَالَ الحاكم: سَمِعَ الكثير قبلي ومعى، وكتب بخطّه جملة، وحدّث، وكان أكبر منّي بخمس عشرة سنة، وكذا علقمة بْن قيس، أكثر من عمّه عَبْد الله بن شبرمة.
__________
[1] تاريخ الخطيب 3/ 229 رقم 1294، طبقات الفقهاء 118، الوافي بالوفيات 1/ 116 رقم 18، المنتظم 7/ 222 رقم 354، الكامل في التاريخ 9/ 171، طبقات الشافعية للسبكى 1/ 522، 523 رقم 475، النجوم الزاهرة 4/ 206، الأنساب 5/ 361، كشف الظنون 1300، معجم المؤلفين 11/ 203.(27/275)
تُوُفِّي سنة اثنتين وتسعين فِي جُمادى الآخرة، وله سبعٌ وثمانون سنة.
رحمه اللَّه.
مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الفضل، أَبُو حاتم النيسابُوري، الوكيل فِي مجالس القُضاة.
حدّث عَنْ أَبِي بكرة القطّان، وغيره.
ذكره الحاكم.
ميمون بْن حمزة بْن الْحُسَيْن بْن حمزة، أَبُو القاسم العلوي الْمَصْرِيّ.
رَوَى عَنْ: أحْمَد بْن عَبْد الوارث العسّال، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد الطَّحاوي، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: حفيده أَبُو إِبْرَاهِيم أحْمَد بْن القاسم شيخ الرّازي.
الوليد بْن بَكْر بْن مخلد [1] بن أبى دياز [2] ، أبو العبّاس العمرىّ الأندلسيّ القفطيّ.
رحل من الْأندلس إلى مصر والشام والعراق وخراسان، وحدّث عَنْ:
عَلِيّ بْن أحْمَد بْن الخصيب، والْحَسَن بْن رشيق الْمَصْرِيّ، ويوسف الميانجي، وأَبِي بَكْر الرَّبْعِي، وأَحْمَد بْن جَعْفَر الرملي، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الطّيّب الكوفي، والحافظ عَبْد الغني الْمَصْرِيّ، وَأَبُو ذَرْ عَبْد بْن أحْمَد الْهَرَويّ، وَأَبُو الْحَسَن العتيقي، وَأَبُو طَالِب العشاري، وَأَبُو سَعِيد السّمّان، وأَحْمَد بْن منصور بْن خلف المغربي، والْحُسَيْن بْن جَعْفَر السّلْماسي.
__________
[1] جذوة المقتبس 361، بغية الملتمس 480، الصلة لابن بشكوال 2/ 642، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 45/ 319، تاريخ بغداد 13/ 450، العبر 3/ 53، مشتبه النسبة 30 أ، الكامل في التاريخ 9/ 179، مرآة الجنان 2/ 445، النجوم الزاهرة 4/ 206، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان ق 1- ج 5/ 172 رقم 1789، تذكرة الحفاظ 3/ 1025، سير أعلام النبلاء 17/ 65- 67 رقم 34، طبقات الحفاظ 419، 420، نفح الطيب 2/ 380، شذرات الذهب 3/ 141، تاج العروس 3/ 456 (مادّة غمر) .
[2] هكذا في الأصل. وفي سير أعلام النبلاء و «دبار» ، وفي تاريخ بغداد، والصلة، وجذوة المقتبس «بن أبى زياد» ، وفي «نفح الطيب» : «ابن زياد» . والله أعلم بصحّة ذلك.(27/276)
وله شعر جيّد.
قَالَ عَبْد اللَّه بْن الفرضىّ [1] : كان إماما في الحديث والفقه، وعالما باللّغة والعربية، ولقي فِي رحلته فيما ذكر أزْيَدَ من ألف شيخ، وكان أَبُو عَلِيّ الفارسي يرفعه ويثني عَلَيْهِ [2] .
وقَالَ الحاكم: إنه سكن نيسابُور، ثم انصرف إلى العراق، وعاد إلى نيسابُور، وهو مقدَّم فِي الْأدب، شاعر فائق. تُوُفِّي بالدَّيِنَوَر فِي رجب [3] .
وقَالَ الحافظ عَبْد الغني [4] فِي نسبه: الغمْري بالعَيْن المعجمة، ثنا بكتاب «التاريخ» لعبد اللَّه بْن صالح العجلي [5] .
وقَالَ الْحَسَن بْن شُريح: الوليد هذا عُمْريّ، ولكنّه دخل بلد إفريقية، ومضى ينقّط الغَيْن حتى يَسْلَم، وهو مؤدَّبي، وقَالَ: إذا رجعت إلى الْأندلس جعلت النّقطة التي عَلَى الغين ضمّة [6] .
وقَالَ الخطيب: كَانَ ثقة كثير السّماع [7] .
__________
[1] لم نجد ترجمته في «تاريخ علماء الأندلس» لابن الفرضيّ.
[2] تذكرة الحفاظ 3/ 1081.
[3] تذكرة الحفاظ 3/ 1080.
[4] هو عبد الغنى بن سعيد الأزدي المصري المتوفى سنة 409 هـ.
[5] مشتبه النسبة في الخط واختلافها في المعنى واللفظ. (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 30 أ- رقم الترجمة حسب تحقيقنا (739) .
[6] تاريخ دمشق 45/ 319 (المخطوط) .
[7] تاريخ بغداد 13/ 450.(27/277)
[وفيات] سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة
أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد [1] بْن الْحَسَن بْن سَعِيد، أَبُو عَلِيّ الْإصبهاني المقرئ نزيل دمشق.
قرأ عَلَى. زيد بْن أَبِي بلال الكوفي، وأَبِي بَكْر بْن النقاش، وجماعة، وسمع بدمشق من جماعة متأخرين، وبإصبهان من الطَّبَراني، وبجرجان من ابن عَدِيّ، وبالبصرة من أَبِي إِسْحَاق الهجيمي، وغيرهم.
رَوَى عَنْهُ، تمام الرّازي، وهو أسند منه، وَأَبُو نصر بْن الحبّان، وإِسْمَاعِيل بْن رجاء العسقلاني.
ودُفِن بباب الفراديس، وشيعه خلق. وله مصنَّف فِي القراءات.
وقيل مات عام أوّل.
أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حاتم، أَبُو حاتم الطُّوسي الفقيه. سَمِعَ أَبَا سَعِيد ابن الْأعْرابي، والصّفّار، وطبقتهما.
وعنه الحاكم.
لَيْسَ بحكيم، من جُزْء ابن عَرَفَة.
أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن المَرْزُبَان [2] بْن آزر جشْنَس، أَبُو جَعْفَر الْأبْهَرِي، أبهر إصبهان.
سَمِعَ جُزْء لَوِين من أَبِي جَعْفَر مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الحَزُّوري فِي سنة
__________
[1] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 3/ 164، التهذيب 1/ 442، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان ق 1- ج 1/ 382 رقم 198.
[2] تذكرة الحفاظ 3/ 1026، العبر 3/ 54، شذرات الذهب 3/ 142.(27/279)
خمس وثلاثمائة، وكان أديبًا فاضلا.
رَوَى عَنْهُ: شجاع وأَحْمَد ابنا عَلِيّ بْن شجاع المصقلي، وعَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن مَنْدَه، وهو الَّذِي وَرَّخ وفاته، وَأَبُو عيسى عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن زياد، وَأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عُمَر بْن إِبْرَاهِيم الطَّهْرَاني، والمطهَّر بْن عَبْد الواحد البزاني، وأبو بكر محمد بْن مَاجَه الْأبْهَرِي، وغيرهم.
محلّه الصِّدْق.
إِبْرَاهِيم بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد [1] ، أَبُو إِسْحَاق الطَّبري المقرئ المالكي المعدِّل.
وُلِد سنة أربعٍ وعشرين وثلاثمائة، وحدّث عَنْ: إِسْمَاعِيل الصّفّار، وعَلِيّ الستوري، وأَحْمَد بْن سُلَيْمَان العَبَّاداني، وطبقتهم، وقرأ لقالُون عَلَى أُبَيّ بْن بويان، وقرأ لأبي عَمْرو عَلَى أَبِي بَكْر أحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن الولي، والْحَسَن بْن مُحَمَّد الفحّام، وقرأ لعاصم عَلَى أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن زياد النَّقّاش، وقرأ لحمزة عَلَى أَبِي بَكْر مُحَمَّد بن الحسن بْن يعقوب بْن مقسم صاحب إدريس الحدّاد، وقرأ لحمزة أيضًا عَلَى أَبِي عيسى بكّار بْن أحْمَد، وأَبِي الْحَسَن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُرَّة الطُّوسي.
قرأ عَلَيْهِ شيخا أَبِي طاهر بْن سوار: أَبُو عَلِيّ الْحَسَن بْن عَلِيّ العطّار، وَأَبُو عَلِيّ الْحَسَن بْن أَبِي الفضل الشرمقاني [2] ، وغيرهما.
قَالَ الخطيب [3] : كَانَ الدار قطنى قد خرّج للطّبرى خمسمائة جُزْء، وكان مفضلا عَلَى أهل العِلْم، وداره مَجْمَع أهل القرآن والحديث، وكان ثقةً.
قلت: وروى عَنْهُ جماعة، وكان عارفًا بمذهب مالك، وعليه حفظ
__________
[1] تاريخ بغداد 6/ 17 رقم 3047، معرفة القراء الكبار 1/ 288 رقم 34، تذكرة الحفاظ 3/ 1026، العبر 3/ 54، شذرات الذهب 3/ 142، المنتظم 7/ 223 رقم 355، غاية النهاية 1/ 5، الوافي بالوفيات 5/ 303، النجوم الزاهرة 4/ 209.
[2] الشّرمقانيّ: بفتح الشين المعجمة، وسكون الراء، وفتح الميم والقاف. نسبة إلى «شرمقان» وهي بلدة قريبة من أسفراين بنواحي نيسابور. (الأنساب 7/ 323) .
[3] قول الخطيب غير موجود في ترجمة الطبري هذا من تاريخ بغداد. وهو في (غاية النهاية 1/ 6) .(27/280)
القرآن الشريف الرضيّ. وبخل الرضيّ [فَنَحَلَ الشريف] [1] دارًا فاخرة بالكرخ.
إدريس بْن عَلِيّ بْن إِسْحَاق [2] ، أَبُو القاسم البغدادي المؤدب.
حدّث عَنْ: أَبِي حامد الحَضْرَمِي، وإبراهيم بْن عَبْد الصَّمد القاضي الهاشمي، وأَبِي بَكْر بْن الْأنباري، وقرأ القرآن عَلَى أَبِي الْحَسَن بْن شنَّبوذ.
قَالَ العتيقى: ولد سنة اثنتين وثلاثمائة، وكان ثقةً مأمونًا، وتُوُفِّي فِي رمضان.
رَوَى عَنْهُ الْأزهري، والْحُسَيْن الطَّناجيري، وجماعة.
إِسْمَاعِيل بْن حمّاد [3] ، أَبُو نصر الْجَوْهري مصنّف «الصِّحاح» .
كَانَ من «فاراب» أحد بلاد التُّرْك، وكان يُضْرَب بِهِ المَثَل فِي حِفْظ اللُّغة، وحُسْن الكتابة، ويذْكر خطُّه مَعَ خطّ ابن مُقْلَة، ومُهَلْهَل والبَرِيدِيّ.
كَانَ يُؤْثِر الغُرْبَة عَلَى الوطن. دخل بلاد ربيعة، ومُضَر فِي طلب الْأداب، ولما قضى وَطَرَه من قَطْع الْأفاق والأخْذ عَنْ علماء الشام والعراق وخُراسان، أنزله [4] أَبُو الْحُسَيْن الكاتب عنده، وبالغ فِي إكرام مثواه جُهْدَه، فسكن بنيسابُور يدرّس ويصنّف اللُّغة، ويعلّم الكتابة، وينسخ الخِتَم [5] .
وفي كتابه «الصِّحاح» [6] يَقُولُ إِسْمَاعِيل بن محمد النّيسابورى:
__________
[1] في الأصل: «ونحل الرضى» ، وما أثبتناه بين الحاصرتين عن (معرفة القراء) .
[2] تاريخ بغداد 7/ 15 رقم 3483، المنتظم 7/ 223، 224 رقم 356.
[3] إنباه الرواة 1/ 194، معجم الأدباء 6/ 151- 165، دمية القصر 300، سلّم الوصول 193، معجم البلدان 4/ 225، المزهر 1/ 97- 99، نزهة الألباء 252، يتيمة الدهر 4/ 373، 374، كشف الظنون 1071- 1073، بغية الوعاة 1/ 446- 448 رقم 913، الوافي بالوفيات 9/ 111- 114 رقم 4028، لسان الميزان 1/ 400- 402 رقم 1258، طبقات النحويين واللغويين لابن قاضى شهبة 215- 218، مرآة الجنان 2/ 446، مفتاح السعادة 1/ 100- 103، العبر 3/ 55، دول الإسلام 1/ 236، النجوم الزاهرة 4/ 207، شذرات الذهب 3/ 142، 143، روضات الجنات 110، 111، معجم المؤلفين 2/ 267، تذكرة الحفاظ 3/ 3/ 1026، سير أعلام النبلاء 17/ 80- 82 رقم 46، تاريخ الأدب العربيّ 2/ 259- 263.
[4] في الأصل «فأنزله» .
[5] إنباه الرواة 1/ 194، معجم الأدباء 6/ 153، الوافي بالوفيات 9/ 112.
[6] طبع عدّة طبعات.(27/281)
هذا كتاب «الصحاح» سيّد ما [1] ... صُنِّف قبل الصِّحاح فِي الْأدب
تشْمَل أنواعَه [2] وتجمع ما ... فُرِّق فِي غيره من الكُتُب [3]
ومن العجب أن المصريين يَرْوُون الصِّحاح عَنِ ابن القَطَّاع [الصِّقِلّي] [4] ، ولا يرويه أحد بخُراسَان، وقد قِيلَ إن ابن القَطَّاع ركَّب لَهُ سَنَدًا لما رَأَى رغبة المصريّين فِيهِ، ورواه لهم، نسأل اللَّه السَّتْر [5] .
وفي «الصِّحاح» أشياء لا ريب فِيهِ أَنَّهُ نقلها من صُحُفٍ فصَحَّف [6] ، فانتُدِب لها علماء مصر، وأصلحوا أوهامًا.
وقيل إنّه اختلط فِي آخر عمره [7] .
ومن شِعْره:
يا صاحبَ الدَّعوةِ لا تَجْزَعَنْ ... فكلُّنا أزْهَدُ من كُرْزِ [8]
والماءُ كالعنبر فِي قُومِسٍ ... من عِزِّهِ يُجْعَلُ فِي الحِرْزِ
فَسَقِّنَا ماءً بلا مِنَّةٍ ... وأنت فِي حِلٍّ من الخُبْز [9]
وله:
فها أَنَا يونُسٌ فِي بطن حُوتٍ ... بنيسابُور فِي ظُلْمَ [10] الغَمام
فبيتي والفؤاد ويوم دَجْنٍ ... ظلامٌ في ظلام في ظلام [11]
__________
[1] في الأصل «سيدنا» ، وفي الوافي بالوفيات، ومعجم الأدباء:
«هذا كتاب الصحاح أحسن ما» .
والّذي أثبتناه عن: إنباه الرواة 1/ 195.
[2] في معجم الأدباء 6/ 156 «أبوابه» .
[3] إنباه الرواة 1/ 159، معجم الأدباء 6/ 156، الوافي بالوفيات 9/ 114.
[4] زيادة للتوضيح.
[5] إنباه الرواة 1/ 197.
[6] إنباه الرواة 1/ 196، وانظر معجم الأدباء 6/ 156.
[7] إنباه الرواة 1/ 196، وانظر معجم الأدباء 6/ 157.
[8] في الأصل «كوز» وهو تصحيف، والتصحيح من إنباه الرواة: وكرز هو: ابن وبرة الكوفي.
له ترجمة في صفة الصفوة لابن الجوزي 3/ 63.
[9] إنباه الرواة 1/ 197، معجم الأدباء 6/ 160، 161.
[10] في اليتيمة والوافي «ظلل» . وفي معجم الأدباء «ظلّ» .
[11] يتيمة الدهر 4/ 374، معجم الأدباء 6/ 159، 160، الوافي بالوفيات 9/ 113، إنباه الرواة 1/ 196.(27/282)
قَالَ جمال الدين عَلِيّ بْن يوسف القفطي [1] : مات الجوهري متردِّيا من سطح داره بنيسابُور، في سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة: قال: وقيل: مات في حدود الأربعمائة.
وقيل إنه تَسَوْدَنَ وعمل لَهُ دفَّيْن، وشدَّهما كالْجَنَاحين معًا [2] ، وقَالَ:
أريد أن أطير، وقفز، فأهلك نفسه، رحمه اللَّه [3] . وكان من أذكياء العالم.
أخذ العربية عَنْ أَبِي سَعِيد السِّيرَافِي، وأَبِي عَلِيّ الفارسيّ، وأخذ اللُّغة عَنْ خاله أَبِي إِبْرَاهِيم إِسْحَاق الفارابي.
وقيل إن «الصِّحاح» كَانَ قد بقي عَلَيْهِ منها قطعة مسوَدَّة، فبيَّضَها بعد موته تلميذه إِبْرَاهِيم بْن صالح الورّاق، فغلط فِي أماكن، حتى أَنَّهُ قَالَ فِي «سفر» [4] هُوَ بالألف واللام، وهذا يدلّ عَلَى أَنَّهُ لم يقرأ القرآن، وقَالَ: «الجرّ أضلّ الجبل» ، فصيرها كلمةً واحدة، بضادٍ مُعْجَمة، وإنّما هِيَ «الجرّ» بالتثقيل، «أصل الجبل.» قَالَ الراضي:
رأيتُ فتى أشقرًا أزرقًا [5] ... قليل الدِّماغ كثيرَ الفُضُولِ
يُفَضِّلُ من حُمْقِهِ دائمًا ... يزيد [6] بْن هندٍ عَلَى ابن البَتُولِ [7]
أُمَيّة بْن أحْمَد بْن حمزة، أبو الْعَبَّاس الْقُرَشِيّ المرْواني الأندلسى المالكي.
كان فقيها نبيلا مشاورا بالأندلس. ذكره القاضي عياض.
__________
[1] إنباه الرواة 1/ 196.
[2] في الأصل «معنى» .
[3] انظر: معجم الأدباء 6/ 157.
[4] لعلّ المراد هنا ما جاء في الآية الكريمة فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ 2: 184 (سورة البقرة) .
[5] في إنباه الرواة «أحمرا» .
[6] هو يزيد بن معاوية نسبه إلى جدّته لأبيه هند بنت عتبة زوج أبى سفيان.
[7] البتول: فاطمة الزهراء أو بنت الرسول. والبيتان في يتيمة الدهر 4/ 374، إنباه الرواة 196، معجم الأدباء 6/ 157، 158.(27/283)
حَزْم بْن أحْمَد بْن حَزْم [1] بْن كوثر، أَبُو بَكْر القَيْسي القُرْطُبي.
حجّ سنة ثمانٍ وأربعين، فسمع عَبْد الرَّحْمَن بْن أحْمَد بْن أبى مسرّة، [و] أبا بَكْر الْأجُرِّي، وحدث بتُسْتَر.
تُوُفِّي فِي جُمادى الْأولى.
الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن أحْمَد [2] ، أَبُو مُحَمَّد بْن وكيع التنيسي، الشاعر المشهور، لَهُ ديوان شعر، وله كتاب فِيهِ سرقات أَبِي الطّيّب المتنبّي، سمّاه «المنصف [3] » .
وتُوُفِّي بتنيس، وهو نافلة مُحَمَّد بْن خلف بن حبّان الضبّى وكيع البغدادي القاضي.
الحسن بن محمد بن القاسم [4] ، أبو علي المخزومي البغدادي المؤدب.
رَوَى عَنْ: أَبِي داود، وأبى داود، وأَبِي بَكْر بْن زياد النيسابُوري، وابْن مجاهد المقرئ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو القاسم الْأزهري، وَأَبُو مُحَمَّد الخلال.
ووثّقه الخطيب. وعاش اثنتين وتسعين سنة.
الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق [5] البغدادي المعروف بابن السّوطى [6] .
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 117 رقم 364.
[2] يتيمة الدهر 1/ 317- 343، وفيات الأعيان 2/ 104- 107 رقم 171، مرآة الجنان 2/ 445، 346، كشف الظنون 224، 769، 1862، إيضاح المكنون 2/ 264، أعيان الشيعة 22/ 207- 225، معجم المؤلفين 3/ 248، الكنى والألقاب 1/ 437، الوافي بالوفيات 12/ 114- 119، سير أعلام النبلاء 17/ 64 رقم 33، شذرات الذهب 3/ 141 وفيه «وكيع» بدون «ابن» وهو غلط.
[3] طبع في دار قتيبة بدمشق سنة 1982 بتحقيق الدكتور محمد رضوان الداية.
[4] تاريخ بغداد 7/ 423 رقم 3991، المنتظم 7/ 224 رقم 357.
[5] تاريخ بغداد 8/ 102 رقم 4209، الأنساب 7/ 192 وفيه: «أبو القاسم الحسين بن إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل بن محمد بن أبان البغدادي» .
[6] السّوطى: بفتح السين وسكون الواو وفي آخرها الطاء المهملة. نسبة إلى السّوط وعمله.
(الأنساب) 7/ 192) .(27/284)
سَمِعَ: أحْمَد بْن عثمان الْأدمي، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ أَبُو طَالِب العشاري، وكان كثير الوهم.
خَلَفُ بْن القاسم بْن سهل [1] بْن أسود، أبو القاسم الأندلسى بن الدّبّاغ، الحافظ.
رحل إلى المشرق، فسمع بمصر: أَبَا مُحَمَّد بْن الورد البغدادي، وسَلَم بْن الفضل، والْحَسَن بْن رشيق، وجماعة، وسمع بدمشق عَلِيّ بْن العقب، وأَبَا الميمون بْن راشد، وبمكة من بُكَيْر الحدّاد، وأَبِي الْحَسَن الخُزَاعِي، والآجُرِّي، وبقُرْطُبَة من أحْمَد بْن يحيى بْن الشامة، ومُحَمَّد بْن معاوية، وقرأ بالرّوايات عَلَى جماعة.
وكان حافظًا فَهْمًا، عارفًا بالرجال. صنّف حديث مالك، وحديث شُعْبَة، وأشياء فِي الزُّهد.
تُوُفِّي فِي ربيع الآخر.
رَوَى عَنْهُ جماعة. وقد قرأ بالرّملة عَلَى أحْمَد بْن صالح صاحب ابن مجاهد.
وُلِد سنة خمس وعشرين.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَمْرو الدّاني، وابْن عَبْد البَرّ، وكان لا يُقدِّم عَلَيْهِ أحدًا من شيوخه، وهو محدّث الْأندلس فِي زمانه.
سَعِيد بْن مُحَمَّد، أَبُو عثمان النيسابُوري السُّكّري المعدِّل، سَمِعَ أَبَا الْعَبَّاس الْأصمّ.
تُوُفِّي فِي ذي القعدة.
سُلَيْمَان بْن الفتح، أَبُو عَلِيّ بْن مَكرم السّرّاج المَوْصِلي، من كُتَّاب الشّعراء.
ديوانه مجلّد، الغالب عليه الهجو والسّخف والمجنون، وله مكاتبات إلى
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 136- 138 رقم 417، جذوة المقتبس 209- 211 رقم 422، بغية الملتمس 286- 289 رقم 717، الديباج المذهب 114، 115، شذرات الذهب 3/ 144.(27/285)
الخالديَّيْن، والهائم، والببَّغاء، والبديهي.
يُحوَّل إلى سنة ثمانٍ وتسعين، ففيها مات.
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن مُحَمَّد الرومي النيسابُوري.
صالح، لكن قَالَ الحاكم: لم يقتصر عَلَى سماع «الصّحيح» من الشُّرّاح، فروى عَنِ ابن خُزَيْمَة.
وتُوُفِّي فِي رمضان.
قلت: رَوَى عَنْهُ أحْمَد بْن منصور بْن خَلَف المقرئ، وسعيد بْن أَبِي سَعِيد العيّار.
عَبْد الكريم هُوَ أمير المؤمنين الطائع [1] بْن المطيع للَّه الفضل بْن المقتدر جَعْفَر بْن المعتضد، يُكْنَى أَبَا بَكْر، وأُمُّهُ أَمَة.
قَالَ أَبُو عَلِيّ بْن شاذان: تقلد الطائع للَّه الخلافة فِي ذي القعدة سنة ثلاث وستين وثلاثمائة، وقبضوا عَلَيْهِ فِي شعبان سنة إحدى وثمانين، وبقي إلى هذه السنة، فتوفي فيها. قَالَ: ورأيته رجلا مرْبُوعًا، كبير الْأنف، أبيض الشعر [2] .
قَالَ أَبُو الفرج بْن الْجَوْزِي [3] : ولما وُلِّي الطائع ركب وعليه البُرْدَة، ومعه الجيش، وبين يديه سُبُكْتِكين، فِي تاسع عشر ذي القعدة، وخلع من الغد عَلَى سُبُكْتِكين خِلَعَ السّلطنة، وعقد لَهُ اللواء، ولقّبه «نصر الدولة» ، وحضر
__________
[1] المنتظم 7/ 224، 225 رقم 358، تاريخ بغداد 11/ 79، 80 رقم 5754، البداية والنهاية 11/ 332، الكامل في التاريخ 9/ 1175، دول الإسلام 1/ 236، العبر 3/ 55، الإنباء في تاريخ الخلفاء 179، خلاصة الذهب المسبوك 258- 261، الفخرى 290، النجوم الزاهرة 4/ 208، شذرات الذهب 3/ 143، مرآة الجنان 2/ 446، النبراس 124- 127، نكت الهميان 196، 197، سير أعلام النبلاء 15/ 118- 127 رقم 62، تاريخ الزمان 71، تاريخ مختصر الدول 177، تاريخ ابن خلدون 3/ 436، تاريخ الفارقيّ 63، تاريخ العظيمي 317، نهاية الأرب 23/ 204- 206، المختصر في أخبار الشر 2/ 127، مختصر التاريخ لابن الكازروني 191- 195، تاريخ ابن الوردي 1/ 310، الدرّة المضيّة 228، ذيل تاريخ دمشق 11، صبح الأعشى 3/ 258، مآثر الإنافة 1/ 311، أخبار الدول وآثار الأول 170، 171، تاريخ يحيى بن سعيد الأنطاكي (بتحقيقنا) .
[2] تاريخ بغداد 11/ 79.
[3] في المنتظم 7/ 67.(27/286)
عيد الْأضحى، فركب الطائع إلى المصلَّى، وعليه قباء وعمامة، وخطب خطبة خفيفة، بعد أن صلّى بالنّاس، ثم إنّ عزّ الدولة [أدخل يده] [1] فِي إقطاع سُبُكْتِكين، فجمع سُبُكْتِكين، الْأتراك الذين ببغداد، ودعاهم إلى طاعته، فأجابوه، وراسل أَبَا إِسْحَاق مُعِزّ الدولة يُعْلمه بالحال ويُطْمِعُهُ أن يعقد لَهُ الْأمر، فاستشار أمَّه، فمنعته، فصار إليها من بغداد جماعة، فصوَّبوا لها محاربة سُبُكْتِكين فحاربوه فهزمهم، واستولى عَلَى ما كَانَ ببغداد لعزّ الدّولة، ونادت العامّة بنصر سُبُكْتِكين، فبعث إلى عزّ الدولة يَقُولُ: إنّ الأمر قد خرج عن يدك، فأخرج لي عَنْ واسط وبغداد، وليكونا لي، ويكون لك الأهواز والبصرة، ودعي الحرب.
وكتب عزّ الدولة إلى عَضُد الدولة يستنجده، فتوانى، وصار النّاس حزبين، وأهل التشيّع ينادون بشعار عزّ الدولة، والسّنّة والدّيلم ينادون بشعار سُبُكْتِكين، واتّصلت الحروب، وسُفِكَت الدماء، وكشفت الدُّور، وأُحْرِق الكَرْخ حريقًا ثانيا [2] .
وكان الطائع شديد الحَيْل، قويًّا فِي خلْقه [3] .
[وتقلّد] [4] بهاء الدولة بن عضد الدولة بإشارة الْأمراء ومعونتهم. ثم كَانَ فِي دار عَبْد القادر باللَّه مُكَرَّمًا مُحْتَرَمًا، إلى أن مات ليلة عيد الفِطْر، وصلّى عَلَيْهِ القادر باللَّه، وكبّر عَلَيْهِ خمْسًا، وحُمل إلى الرّصافة، وشيّعه الأكابر
__________
[1] ما بين الحاصرتين ساقط من الأصل، والإستدراك من المنتظم 7/ 68 (حوادث سنة 363 هـ.) .
[2] المنتظم 7/ 68.
[3] قال ابن الجوزي إنّ الطائع كان «حسن الجسم شديد القوّة، وفي رواية أنه كان في دار الخلافة أيل عظيم، فكان يقتل بقرنه الدّوابّ والبغال ولا يتمكّن أحد من مقاومته، فاجتاز الطائع للَّه فرآه وقد شقّ راويه، فقال للخدم: أمسكوه، فسعوا خلفه حتى ألجئوه إلى مضيق وبادر الطائع فأمسك قرنيه بيديه، فلم يقدر أن يخلّصهما، واستدعى بنجّار فقال: ركّب المنشار عليهما، ففعل، فلما بقيا على يسير قطعهما بيده، وهرب الأيل على وجهه» .
(المنتظم 7/ 68، 67) 8.
[4] في الأصل بياض، وقد أضفنا ما بين الحاصرتين لضرورة السياق.(27/287)
والخَدَم، ورثاه الشريف الرّضِيُّ بقصيدة [1] .
وقَالَ أَبُو حفص بْن شاهين: خلع المطيع نفسه غير مُكْرَه، فما صحّ عندي، ووُلّي ابنه الطائع، وسنُّه يوم وُلّي ثلاثة وأربعون سنة [2] .
قلت: فيكون عمره ثلاثًا وسبعين سنة.
عَبْد الملك بْن أحْمَد بْن عَبْد الملك [3] بْن شُهَيد الوزير، أَبُو مروان القُرْطُبي.
رَوَى عَنْ: قاسم بْن أَصْبَغ، ووهب بْن مَسَرَّة، وكان إمامًا فِي اللغة والإخبار.
صنف «التاريخ الكبير» عَلَى السّنين، من وفاة عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، إلى وقته، وهو أزيد من مائة سنة، وتُوُفِّي فِي رابع ذي القعدة بالذّبحة، عَنْ سبعين.
رَوَى عَنْهُ [4] ابن عائذ.
عثمان بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد [5] ، أَبُو عَمْرو المُخَرَّمي القارئ [6] .
سَمِعَ إِسْمَاعِيل الصّفّار، والْحُسَيْن بْن صفوان، وبنيسابور: الْأصمّ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو العلاء الواسطي، وَأَبُو الْحَسَن العتيقي، ووثّقه العتيقي.
تُوُفِّي بالدِّينَوَر.
عُمَر بْن زكار [7] أَبُو حفص التمّار، بغدادي.
رَوَى عَنْ: المَحَامِلي، وعثمان بْن جَعْفَر اللّبّان، وإِسْمَاعِيل الصّفّار.
__________
[1] مطلعها:
أيّ طود دكّ من أيّ جبال ... لقّحت أرض به بعد حيال
ما رأى حىّ نزار قبلها ... جبلا سار على أيدي الرجال
(ديوان الشريف الرضىّ 2/ 666 طبعة بيروت 1309 هـ.) وانظر: المنتظم 7/ 224.
[2] في المنتظم 7/ 66 «وكان سنّة يوم ولىّ ثمان وأربعين سنة، وقيل: خمسين» .
[3] الصلة لابن بشكوال 2/ 355، 356 رقم 711.
[4] في الأصل «عن» .
[5] تاريخ بغداد 11/ 312 رقم 6112، المنتظم 7/ 225 رقم 359.
[6] في الأصل «المخزومي العاربى» وهو تصحيف.
[7] في الأصل «ركاز» وهو تحريف، والتصويب من (تاريخ بغداد 11/ 270 رقم 6033) .(27/288)
رَوَى عَنْهُ: عَبْد العزيز الْأزْجِي، وعُبَيْد اللَّه الْأزهري، وهبة اللَّه اللالكائي.
قَالَ العتيقي: ثقة مأمون.
القاسم بن أحمد [1] ، أبو محمد التّجيبي الطُّليْطِلي نزيل قُرْطُبَة، ويعرف بابن أرفع رأسه.
سَمِعَ قاسم بْن أَصْبَغ، ومُحَمَّد بْن أَيْمَن، وابْن المَشَّاط، وشاوره ابن السّليم وغيره فِي الْأحكام. ووُلِّي قضاء بلده وقضاء بَطَلْيُوس، وتولّى بناء حصون الثَّغْر.
وكان ثقة، تفقه بِهِ جماعة، وكان خبيرًا بمذهب مالك.
رَوَى عَنْهُ: ابن الفَرَضِيّ، وَأَبُو عُمَر بْن عَبْد البَرّ، وجماعة.
تُوُفِّي فِي جُمادى الآخرة، وكان ثقة، مَزَّاحًا.
كُوهي بْن الْحَسَن [2] ، أَبُو مُحَمَّد الفارسي.
حدّث عَنْ أحْمَد أخي أَبِي اللَّيْث الفرائضي، وأَبِي حامد مُحَمَّد بْن هارون الحضْرمي.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد العزيز الْأزْجِي، وَأَبُو عَبْد اللَّه الصَّيْمَريّ القاضي التنوخي، وغيرهم.
وثّقه الخطيب، وتُوُفِّي فِي شوّال.
مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ، أَبُو بَكْر الطاهري البغدادي الضّرير، نزيل إصبهان.
حدّث عَنْ: أَبِي القاسم عَبْد اللَّه بْن محمد بْن عبد الكريم الرازي، ومُحَمَّد بْن عيّاش المّوْصلي. سَمِعَ عَلِيّ بْن حرْب، وأَبَا [3] صالح السليل بْن أحْمَد، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أحْمَد بْن عَلِيّ اليزدي، وعَبْد الرحمن، وعبيد الله، ابنا أبى
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 371 رقم 083، بغية الملتمس 447 رقم 1297.
[2] تاريخ بغداد 12/ 493 رقم 76965 المنتظم 7/ 225 رقم 360.
[3] في الأصل «أبى» .(27/289)
عَبْد اللَّه بْن مَنْدَه، وغيرهم.
ومات فِي عاشر ذي القعدة. ذكره ابن النّجّار.
مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عَبْد الْأعلى، أَبُو عَبْد اللَّه المغربي المقرئ الزّاهد المعروف بالورشي.
سَمِعَ بمصر والشام والعراق وأصبهان بعد الخمسين وثلاثمائة، وكان راسًا فِي علم القرآن.
تُوُفِّي بسجستان. ذكره الحاكم فِي تاريخه.
مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مهدي الْإسكافي، أَبُو عَبْد اللَّه الشاهد، من فُضَلاء بغداد.
جمع تاريخًا كبيرًا عَلَى السنين، بدأ فِيهِ بسنة الهجرة النبويّة.
وقال ابن الخازن: نقلت منه أشياء حسنة.
وقال ابن النّجّار: كَانَ ثقةً أمينًا عفيفًا، مات فِي رجب سنة ثلاثٍ وتسعين.
مُحَمَّد بْن ثابت [1] ، أَبُو الْحَسَن الصَّيْرَفي، بغداديّ.
عَنْ إِسْمَاعِيل الصّفّار، وابْن السّمّاك.
وعنه: عُبَيْد اللَّه بْن أحْمَد الصَّيْرَفي.
مات سنة ثلاثٍ وتسعين فِي رمضان.
مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن دَاوُد، أخو أبي الْحَسَن مُحَمَّد الْحُسَيْن العلوي النيسابُوري. كَانَ كثير المروءة والإفضال عَلَى الصُّلَحاء. يُكنى أَبَا عَلِيّ.
رَوَى عَنْ أَبِي حامد بْن بلال، ومُحَمَّد بْن الْحُسَيْن القطّان.
رَوَى عَنْهُ الحاكم، وقَالَ: تُوُفِّي فِي شعبان.
وذكر ابن الصَّلاح هذا وأخاه فِي «طبقات الشافعيّين» ، وقيل إنّ هذا درّس فقه الشافعيّ.
__________
[1] تاريخ بغداد 2/ 111 رقم 506، المنتظم 7/ 225 رقم 361.(27/290)
محمد بن عبد الله بن أبي عامر [1] مُحَمَّد بْن الوليد القحطاني المَعَافِرِي الْأندلسي الملك المنصور الحاجب، أَبُو عَبْد اللَّه، مدبر دولة الخليفة المؤَيَّد [2] باللَّه هشام بْن المستنصر الْأمويّ صاحب الْأندلس [3] .
بويع بعد أَبِيهِ، وله تسعُ سنين، وكان الحاجب أَبُو عامر هُوَ الكلّ، فعمد أوّل تغلُّبه عَلَى الْأمر إلى خزائن المستنصر باللَّه الحَكَم بْن النّاصر، الجامعة للكُتُب، فابرز ما فيها من صنوف التواليف من خواصّة العلماء، وأمر بإفراد ما فيها من كتب الْأوائل، حاشى كُتُب الطّبّ والحساب، وأمر بإحراقها، فأُحرِقت، وطُمِس بعضُها، وكانت كثيرة جدًّا، ففعل ذَلِكَ تحبُّبًا إلى العوامّ، وتقبيحًا لرأي المستنصر عندهم [4] .
وكان أَبُو عامر حازمًا مدبّرًا وشجاعًا بطلا غزا ما [5] لم يغزه [6] أحد من الملوك، وافتتح فتوحًا كثيرة، وبقي فِي المملكة ستًّا وعشرين سنة.
وكان عالمًا فاضلا، كثير المآثر والمحاسن، قد طلب العلوم فِي صباه، وزانت بهيبته أقطار الْأندلس، وآمنت بِهِ لفَرطْ سياسته، وقد استوزر جماعة، كَانَ المؤيَّد باللَّه معهم صورة بلا معنى، فإنّه استولى عَلَى التدبير والحجوبية، ولم يبق أحد مَعَ الدولة يقدر عَلَى رؤية المؤَيَّد، بل كَانَ أَبُو عامر يدخل عَلَيْهِ القصر ويخرج، فيترك إمرة أمير المؤمنين بكذا، وينهى عَنْ كذا، فلا يخالفه
__________
[1] الحلّة السيراء 1/ 268- 277 رقم 101، الكامل في التاريخ 9/ 176، العبر 3/ 56، دول الإسلام 1/ 237، الوافي بالوفيات 3/ 312، 313 رقم 1360، المختصر في أخبار البشر 2/ 136، تاريخ ابن الوردي 1/ 317، يتيمة الدهر 2/ 62، جذوة المقتبس 78، 79، الذخيرة في محاسن الجزيرة ج 1 ق 4/ 56- 78، بغية الملتمس 105، تكملة الصلة 1/ 437، المغرب في حلى المغرب 1/ 199- 203، البيان المغرب 2/ 301، تاريخ ابن خلدون 4/ 147، نفح الطيب 1/ 396- 423 و 3/ 85- 94، سير أعلام النبلاء 17/ 15، 16 رقم 7، شذرات الذهب 3/ 143، 144.
[2] في الأصل «المؤيدة» .
[3] كرّر بعدها «المؤيد باللَّه» .
[4] الوافي بالوفيات 3/ 312.
[5] في الأصل «عزاما» وهو تصحيف، والتصحيح من (الوافي بالوفيات) .
[6] في الأصل «يعره» .(27/291)
أحد، وكان يمنع المؤَيَّد من الاجتماع بأحد، وإذا كَانَ بعد سنين أركبه وجعل عَلَيْهِ بُرْنُسًا، وألبس جواريه مثله، فلا يعرف المؤَيَّد فِي سائر الجواري، ويخرجه ليتنزّه فِي الزَّهْراء، ثم يعود إلى القصر عَلَى هذه الحالة، وليس لَهُ إلا الخطبة والسِّكّة.
وكان أَبُو عامر لَهُ فِي الجمعة مجلس حافل، تجتمع فِيهِ العلماء للمناظرة.
وغزا [1] فِي أيّامه نيّفًا وخمسين غزوة، وملا بلاد المسلمين غنائم وسَبْيا، حتى قِيلَ: لقد ابتيعت بِنْت عظيم من عظماء الروم ذات حُسْن وجمال بقُرْطُبَة بعشرين دينارًا عامِرِيَّة، وكان إذا فرغ من قتال العدوّ، نَفَضَ ما عَلَيْهِ من غُبَار، ثم يجمعه ويحفظه، فلما احتضر، أمر بما اجتمع من ذَلِكَ الغبار أن يُذَرَّ على كَفَنِه. وتُوُفِّي- رحمه [اللَّه] [2]- وهو بأقصى الثغور، عند موضعٍ يعرف بمدينة سالم، مبطونًا شهيدًا فِي هذه السنة. وللشعراء فِيهِ مدائح كثيرة، وكان يُجِيزُهم بالذَّهَب الكثير، وقام بالأمر بعده ولده أَبُو مروان عَبْد الملك بْن أَبِي عامر، ولقبوه بالمظَّفر [3] ، فدامت أيّامه فِي الْأمن والخصْب، ولكنْ لم تَطُلْ مدَّتُه، ومات، فثارت الفِتَن بالأندلس.
مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الْعَبَّاس [4] بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن زكريّا، محدّث العراق، أَبُو طاهر البغدادي الذَّهبي المخلِّص.
سَمِعَ: أَبَا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود بْن صاعد وأَحْمَد بْن سُلَيْمَان الطُّوسي، ورضوان الصّيدلانى، ومحمد بن هارون الحضرميّ، وجماعة.
__________
[1] في الأصل «غزي» .
[2] سقط لفظ الجلالة من الأصل.
[3] انظر: نفح الطيب 1/ 423.
[4] تاريخ بغداد 2/ 322 رقم 810، المنتظم 7/ 225 رقم 362، البداية والنهاية 11/ 333، الوافي بالوفيات 3/ 230 رقم 1231، الكامل في التاريخ 9/ 179، النجوم الزاهرة 4/ 208، تذكرة الحفاظ 3/ 1026، العبر 3/ 56، شذرات الذهب 3/ 144، دول الإسلام 1/ 237، سير أعلام النبلاء 16/ 478، 479 رقم 353، هدية العارفين 20/ 57، الرسالة المستطرفة 90.(27/292)
رَوَى عَنْهُ: هبة اللَّه اللالكائي، وَأَبُو مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو سعد إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ السّمّان، وأبو طالب المحسّن بن شفيروز الفقيه، وإبراهيم بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى الشَّرَوِي الفقيه نزيل بغداد، وعَبْد العزيز بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن القطّان، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد النَّقُّور، وعَلِيّ بْن أحْمَد بْن البُسْريّ، وعَبْد العزيز بْن عَلِيّ الْأنماطي، وخلق كثير آخرهم مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الزَّيْنَبِي.
قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة، مولده في شوّال سنة خمس وثلاثمائة.
وقَالَ المخلِّص: أول سماعي من البَغَوي فِي سنة اثنتي عشرة.
قلت: انتقى عَلَيْهِ الفتح بْن أَبِي الفوارس عدّة أجزاء، وَأَبُو بَكْر البقّال عدّة أجزاء.
والمخلِّص هُوَ الَّذِي يخلّص الغشّ من الذَّهب بالتعليق والنّار، وقد وقع لنا جملة صالحة من عوالي المخلِّص.
وكانت وفاته فِي رمضان من السنة، رحمه اللَّه.
فَمِنْ حَدِيثِهِ، قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ بِمِصْرَ، أَخْبَرَكُمُ الْمُبَارَكُ بْنُ الْجَوْرَدِ، أَنَا أحْمَدُ بْنُ الطَّلايَةِ، أَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُخْلِصُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ، أَنَا [1] إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ إِسْرَائِيلُ، أَنَا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأبُلِّيُّ، ثَنَا أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فليتبوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» [2] . هَذَا حديث لنا
__________
[1] في الأصل «أبا» وهو تحريف.
[2] روى البخاري في صحيحه (1/ 38 طبعة دار إحياء التراث العربيّ) باب: إثم من كذب على النبي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تسمّوا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي، ومن رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثّل في صورتي. ومن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فليتبوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» . وأخرج البخاري والترمذي حديث بنى إسرائيل. (البخاري 6/ 361) في الأنبياء، باب ما ذكر عن بنى إسرائيل. (الترمذي رقم 2671) في العلم، باب ما جاء في الحديث عن بنى إسرائيل. (مسلم- مجلد 1- ج 1/ 7، 8) عن أبى هريرة. وأخرجه الترمذي أيضا 4/ 142 رقم 2796 عن عبد الله، مرفوعا. قال ابن الجوزي: روى هذا الحديث عن النبي صلّى الله عليه وسلم 98 صحابيا منهم العشرة ولا يعرف ذلك في غيره، وذكر ابن دحية أنّه خرّج من نحو أربعمائة طريق. ومنها: «من نقل عنى ما لم أقله(27/293)
تُساعيّ لنا متّصل الْأسناد، وإن كَانَ [كثير الْأبلّي] [1] من الضعفاء، فَيَبْعُدُ أَنَّهُ تعمّد الكذب فِي سماعه لهذا الحديث من أَنس، إذ فِيهِ من الوعيد ما فِيهِ.
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [2] بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّد، أَبُو الْحَسَن القُرَشي المخزومي السّلاميّ المشهور.
نشأ ببغداد، ولقي بالمَوْصِل جماعةً من الْأدباء، منهم أَبُو الفرج الببّغاء، وَأَبُو عثمان الخالدي، وَأَبُو الْحَسَن التَّلَّعَفْرِي، فأعجبتهم براعته عَلَى حداثة سِنِّه، إلا التَّلَّعَفْرِي، فإنه اتّهمه فِي شِعْره.
وفيه يَقُولُ السلامي:
سَمَا التَّلَّعَفرِي إلى وصالي ... ونفسُ الكلب تكبر عَنْ وصالهْ
ينافي خُلُقُه خُلُقي وتَأْبَى ... فِعالي أنْ تُضاف إلى فِعالِهْ
فصنعتيَ النفيسة فِي لساني ... وصنعته الخسيسةُ فِي قَذالهْ
فإنْ أشعر فما هُوَ من رجالي ... وإنْ يُصْفَعْ فما أَنَا من رجالهْ [3]
قصد السَّلاميّ حضرة الصّاحب إِسْمَاعِيل بْن عَبّاد وهو بإصبهان، فامتدحه، فبالغ الصّاحب فِي إكرامه وإعطائه، ثم قصد حضرة السلطان عضد
__________
[ () ] فليتبوَّأ مقعده من النار. قالوا: وهذا أصعب ألفاظه وأشقّها لشموله للمصحّف واللحاف والمحرّف. (كشف الخفاء 2/ 379) وانظر كتابنا: من حديث خيثمة بن سليمان القرشي الأطرابلسي- ص 76- طبعة دار الكتاب العربيّ، بيروت 1980.
[1] إضافة على الأصل للتوضيح. وعن كثير بن عبد الله الأبليّ، انظر: الضعفاء الكبير 4/ 8 رقم 1560، والجرح والتعديل ج 3 ق 2/ 154، وميزان الاعتدال 3/ 406، والتاريخ الكبير 7/ 218 رقم 950، والتاريخ الصغير 181، والضعفاء الصغير 274، والضعفاء والمتروكين للنسائى 302 رقم 506، والضعفاء والمتروكين قطنى 144 رقم 445، والكامل لابن عدىّ 6/ 2085، 2086، والمغنى 2/ 30 رقم 5083.
[2] في تاريخ بغداد 2/ 335 رقم 833 «عبيد الله» وهو «عبد الله» في الأصل، وفي المنتظم 7/ 225، 226 رقم 363، مرآة الجنان 2/ 446، 447، البداية والنهاية 11/ 333، الوافي بالوفيات 3/ 317- 319 رقم 1370، وفيات الأعيان 4/ 403- 409 رقم 665، الإمتاع والمؤانسة 1/ 134، يتيمة الدهر 2/ 396، الكامل في التاريخ 9/ 179، المختصر في أخبار البشر 2/ 136، تاريخ ابن الوردي 1/ 318، النجوم الزاهرة 4/ 209، الأنساب 7/ 209، سير أعلام النبلاء الدهر 107/ 73، 74 رقم 39.
[3] وفيات الأعيان 4/ 405.(27/294)
الدولة إلى شيراز، فأقبل عَلَيْهِ، واختصّ بِهِ، وكان يَقُولُ: إذا رَأَيْت السَّلاميَّ فِي مجلسي، ظننت أنّ عُطَارِد نزل من الفَلَك، فوقف بين يديّ.
وللسَّلاميّ فِيهِ:
يُشَبِّهُهُ المُدَّاحُ فِي البأسِ والنَّدَى ... بمَنْ لو رآه كَانَ أصَغَرَ خادِمِ
فِي جَيْشه خَمْسون [1] ألفًا كَعَنْتَرٍ ... وأمضى وفي خُزّانه ألفُ حاتمِ [2]
تُوُفِّي السَّلاميّ فِي جُمادى الْأولى من السنة، وهو فِي عشر الستّين، وشِعْرُه سائر مُدَوَّن.
مُحَمَّد بْنُ عَلِيِّ [3] بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ القاسم بْن مُحَمَّد الشريف السيد، أَبُو الْحَسَن العَلَوِي الزَّيْدي الهَمَذَاني المعروف بالوصيّ [4] .
رَوَى عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن الجلاب، وأَحْمَد بْن عُبَيْد، وعبدان بْن يزيد الدّقّاق، وجماعة بهَمَذَان، وإِسْمَاعِيل الصّفّار، وجعفر الخلدي، وابْن كامل القاضي ببغداد، والطَّبراني بإصبهان، وخَيْثَمة الأطرابلسيّ بالشام، وجماعة.
روى عنه: مُحَمَّد بْن عيسى، وعَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي اللَّيْث الصّفّار، ومُحَمَّد بْن عُمَر بْن عزيز التككي، وجعفر بْن مُحَمَّد الْأبْهَرِي، وآخرون.
قَالَ شِيرَوَيْه: كَانَ ثقة صدوقًا صوفيًّا واعظًا، تفقه ببغداد على أبي علي بن أبي هريرة، وتزهّد، وجاور بمكّة، ورجع فأقام ببُخَارَى مدّةً، وبها مات فِي ثاني عشر المحرَّم، سنة ثلاث وتسعين.
قلت: رَوَى عَنْهُ أيضًا أَبُو سعد الكَنْجَرُوذِي، وسمع من الْأصمّ.
وقيل إنه مات ببلخ [5] .
__________
[1] في الأصل «خمسين» .
[2] يتيمة الدهر 2/ 421، وفيات الأعيان 4/ 409.
[3] الأنساب 585 أ، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 3/ 341 و 38/ 198 و 570، لسان الميزان 5/ 299، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان ق 1- ج 4/ 272 رقم 1535، تذكرة الحفاظ 3/ 1026، المنتظم 7/ 230 رقم 371 (وفيات 395 هـ.) ، البداية والنهاية 11/ 335، تاريخ بغداد 3/ 90، 91، اللباب 3/ 368، سير أعلام النبلاء 17/ 77- 79 رقم 43.
[4] في الأصل «بالرضى» ، والتصويب من مصادر ترجمته.
[5] تاريخ بغداد 3/ 91.(27/295)
وقَالَ السُّلَمي: كَانَ أحد الْأشراف عِلْمًا ونَسَبًا ومحبّة للفقراء، وصُحْبَةً لهم، ما يرجع إِلَيْهِ من العلوم كُتُب الحديث والفقه، وصحب الخلدي، وكان يُكْرِمه، ودخل دُوَيْرةَ الصُّوفِيّة بالرّملة، وكان يخدمهم أيامًا، حتى قدِم فقير فأتى فقبّل رأسه، وقَالَ: هذا شريف الجبل، وليس بهَمَذَان أغنى منهم ولا أجلّ، فقام عَبَّاس الشاعر فقبّل رِجْله، فأخذ الشريف أَبُو الْحَسَن ركوته، وذهب إلى مصر.
وقَالَ الحاكم: عاش ثلاثًا وثمانين سنة.
وقال أبو سعيد الإدريسي: يُحْكَى عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يجازف فِي الرواية فِي آخر عمره [1] .
مُحَمَّد بْن يوسف بْن يعقوب بْن إِسْحَاق بْن بهلول التنوخي الْأنْباري، أَبُو غانم بْن الْأزرق.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وأَبِي بَكْر بْن الْأنْباري، ومُحَمَّد بْن مَخْلَد، وتُوُفِّي بالأنبار.
وليد بْن عَبْد الرَّحْمَن [2] ، أَبُو الْعَبَّاس القيسي القُرْطُبي الزَّيّات.
سَمِعَ من أحْمَد بْن مَطَرِّف، ومُحَمَّد بْن معاوية، وأَحْمَد بْن سَعِيد، وجماعة.
وعاش سبعين سنة.
يحيى بْن مُحَمَّد بْن يحيى، أَبُو بِشْر النيسابُوري الكاتب.
رَوَى عَنِ الْأصمّ، وعَلِيّ بْن حمشاد.
وتُوُفِّي فِي شعبان.
يوسف بْن مُحَمَّد بْن عُمَر [3] بْن يوسف بْن عمروس أَبُو عُمَر الأندلسى الأستجي.
__________
[1] تاريخ بغداد 3/ 91.
[2] تاريخ علماء الأندلس 2/ 163 رقم 1514.
[3] تاريخ علماء الأندلس 2/ 208 رقم 1639، جذوة المقتبس 367 رقم 770، بغية الملتمس 488 رقم 1435.(27/296)
سَمِعَ الكثير من: قاسم بْن أَصْبَغ، ومُحَمَّد بن عبد الله بن أبي دليم [1] وجماعة، وكان إمامًا فقيهًا رأسًا فِي الفتيا.
تُوُفِّي فِي جُمادى الْأولى، وله ثلاث وسبعون سنة، وسمع من غير واحد.
وروى عَنْهُ ابن عبد البرّ.
__________
[1] في الأصل «دلهم» وهو تصحيف.(27/297)
[وفيات] سنة أربع وتسعين وثلاثمائة
أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم القصّار [1] ، إصبهانيّ محدّث.
رَوَى عَنْ أَبِي عُمَر، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حكيم، وأَبِي عَلِيّ الصّحّاف، فَمن بعدَهما.
قَالَ أَبُو نُعَيْم: كَانَ يختلف معنا، إلى أن تُوُفِّي فِي ذي الحجّة، رحمه اللَّه.
أحْمَد بْن عُمَر بْن خُرْشِيد [2] قُولَه، أَبُو عَلِيّ الْإصبهاني التاجر.
حدّث بمصر عَنْ: أَبِي حامد مُحَمَّد بْن هارون الحَضْرَمِي، وأَبِي بَكْر بْن زياد النيسابُوري، وغيرهما.
رَوَى عَنْهُ: العتيقي، وإِسْمَاعِيل بْن رجاء العسقلاني، ورشأ بْن نظيف، وخلق.
وثّقه الخطيب، وذكر العتيقي أنّه سَمِعَ منه بمصر وبمكّة وبغداد، وكان يحجّ كل سنة.
قَالَ الخطيب: سكن مصر حتى مات.
وقَالَ الحبّال: مات فِي جُمادى الْأولى، رحمه اللَّه.
أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الفَضْل، أَبُو الْعَبَّاس بْن النَّهَاوَنْدِي الزّاهد العارف.
وَرَّخه السُّلَمي، وقَالَ: صحب جعفر الجليدى، له مجاهدة عظيمة وأحوال.
__________
[1] ذكر أخبار أصبهان 1691.
[2] تاريخ بغداد 4/ 292، 293 رقم 2053 وفي الأصل «خرشند» . ذكر أخبار أصبهان 1/ 661.(27/299)
إِبْرَاهِيم بْن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم [1] بْن الْحُسَيْن بْن سَيْبُخْت [2] ، أبو الفتح البغدادي الكاتب، نزيل مصر.
حدّث عَنْ: أَبِي القاسم البَغَوي، وأَبِي بَكْر بْن أَبِي دَاوُد.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد الملك بْن عُمَر الرزّاز، ورشأ بْن نظيف، وجماعة.
قال الخطيب: كان سيّئ الحال فِي الرّواية، وقَالَ مرّة: ساقط الرّواية.
تُوُفِّي بمصر فِي جُمادى الآخرة.
أفلح بْن يحيى القُرْطُبي [3] ، مولى إِبْرَاهِيم بْن يوسف،.
وحجّ وسمع من الْأجُرِّي، وأَبِي بَكْر بْن خَرُوف، وجماعة.
كتب عَنْهُ غير واحد.
بدر، أَبُو الغصن [4] مولى أحْمَد بْن قطن الزّيّات القُرْطُبي.
سَمِعَ قاسم بْن أَصْبَغ، وبمصر من حمزة الكناني، وأَبِي الْعَبَّاس الرّازي، وأَبِي أحْمَد بْن النّاصح.
وكان رجلا صالحًا. رَوَى أحاديث، ولم يكن كثير عِلْم.
تمصولت [5] الْأسود، يقال طزملت الْأمير الْمَصْرِيّ الرافضيّ.
وُلِّي دمشق للحاكم سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، وفي سنة ثلاث عزَّر رجلا مغربيا بدمشق عَلَى حمار [ونودي عَلَيْهِ:] [6] هذا جزاء من يحبّ أَبَا بَكْر وعُمَر، ثم قتله.
مات إلى غير رحمة اللَّه فِي صفر.
حباشة بْن حسن [6] . سَمِعَ بالقَيْروَان: إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الله القلانسي،
__________
[1] تاريخ بغداد 6/ 133 رقم 3167، مرآة الجنان 2/ 447، العبر 3/ 57، شذرات الذهب 3/ 144.
[2] في الأصل «سبيخت» والتصويب من تاريخ بغداد وغيره.
[3] تاريخ علماء الأندلس 1/ 83، 84 رقم 263.
[4] تاريخ علماء الأندلس 1/ 96 رقم 294.
[5] في الأصل «مصولت» ، وما أثبتناه. هو الصحيح وينسجم مع الترتيب للتراجم. وقد سبق التعريف بصاحب الترجمة في حوادث سنة 393 هـ. فليراجع.
[6] تاريخ علماء الأندلس 1/ 128، 129 رقم 395.(27/300)
وزياد بْن عَبْد الرَّحْمَن، ودخل إلى الْأندلس، فصحب مُحَمَّد بْن عبد اللَّه بْن الحدّاد، وتردّد فِي الثُّغور مُرابطًا، ثم رحل إلى المشرق، فسمع من أَبِي [زيد] [1] المَرْوَزِي وغيره، ورجع إلى الْأندلس، وكان من فقهاء المالكية.
توفّى بقرطبة.
سعيد بن محمد بن الفضل الفقيه، أَبُو سهل النيسابُوري الواعظ.
سَمِعَ مكّي بْن عَبْدان.
وعنه: الحاكم، وطائفة.
شاه بْن عَبْد الرَّحْمَن، أَبُو مُعاذ الهَرَوِي الماليني.
رحل وسمع عَلِيّ عَبْد اللَّه بْن مبشر الواسطي، وأَبَا بَكْر عَبْد اللَّه بْن زياد النيسابُوري، وله جُزْء سمعناه.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عُمَر المليحي، وأبو عثمان الصّابونى، [و] [2] أبو عاصم الجوهري الهروي، وهو آخر من حدّث عنه، وحدّث عَنْهُ أيضًا أَبُو يَعْلَى الصَّابُونِي.
تُوُفِّي فِي جُمادى الْأولى بهَرَاة.
طلحة بْن أسد بْن عَبْد اللَّه [3] بْن المختار الرّقّي، نزيل دمشق.
رَوَى عَنْ أَبِي بَكْر الْأجُرِّي، وأَبِي عَلِيّ الْحَسَن، بْن منير التنوخي، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أحمد بن الحسن الطيان، ورشأ بن نظيف، وَأَبُو عَلِيّ الْأهوازي، وغيرهم.
وكان من الصالحين. تُوُفِّي فِي ربيع الْأوّل.
قَالَ الكتّاني: حدّث بكُتُب الْأجُرِّي كلّها، وكان ثقة مأمونًا، يُذْكَر عَنْهُ من السَّخاء والكرم شيء عظيم، رحمه الله.
__________
[1] ساقطة من الأصل، أضفناها من تاريخ علماء الأندلس.
[2] ورد بدل «و» : «توفى» .
[3] تهذيب ابن عساكر 7/ 67.(27/301)
عَبْد اللَّه بْن محمد بْن أحمد [1] بْن عَبْد الوهاب، أَبُو عُمَر السُّلَمي الْإصبهاني المقرئ الورّاق.
رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الزُّهْرِيّ بْن أخي رُسْتَه، وعَبْد اللَّه بْن الصبّاح، ومُحَمَّد بْن عُمَر الجورجيري، وابْن الجارود، وأَبِي الْحَسَن اللنباني، وغيرهم، وكتب الكثير.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ الذّكْواني، وعَبْد الوهاب بْن مَنْدَه.
تُوُفِّي فِي ذي القعدة.
عَبْد اللَّه بْن أحْمَد بْن عبد الله [2] بن زر، بفتح الزاي، أبو محمد الخواري [3] الرازي.
روى عن أحمد بن جَعْفَر بْن نصر الجمّال، وإِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد السمناني صاحب [عيسى بْن حمّاد زغبة] [4] .
قاله الْأمير ابن ماكولا وأنّه مات فِي صفر.
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّد بْن نَصْرَوَيْه، أَبُو مُحَمَّد النيسابُوري، ابن خال الحاكم.
سَمِعَ الْأصمّ، وأَحْمَد بْن إِسْحَاق الضّبعي، وحدّث فِي ربيع الآخر.
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أبو القاسم النيسابُوري المطوّعي.
سَمِعَ ببغداد من جَعْفَر الخلْدي، وعَبْد اللَّه بْن عدي الحافظ.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة.
عَبْد الرَّحْمَن بْن أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن عثمان، أَبُو مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ النيسابُوري الحافظ العماري.
سَمِعَ: أَبَا بَكْر بْن إِسْحَاق العتيقي، وأَبَا عَلِيّ الرّفّاء، وطبقتهما، وصنّف وذاكر.
__________
[1] العبر 3/ 57، مرآة الجنات 2/ 447، شذرات الذهب 3/ 144.
[2] الإكمال 3/ 214 و 4/ 183، 184.
[3] الخواريّ: نسبة إلى خوار الرّيّ. قاله ابن ماكولا.
[4] ما بين الحاصرتين ساقط من الأصل والاستدراك من (الإكمال) .(27/302)
قال الدار قطنى: سررت برؤيته، عاش سبْعًا وخمسين سنة.
رَوَى عَنْهُ الحاكم.
عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد، أَبُو سَعِيد النّيسابورى الخلّال.
سمع: أبا العبّاس الأصمّ، وغيره، وحدّث بطريق مكّة.
عَبْد السلام بْن عَلِيّ [1] ، أبو أحمد البغدادي المعلّم.
سمع الجذّاع، حدّث عَنْ: أَبِي بَكْر بْن مجاهد، وابْن زياد النيسابُوري، وأَبِي مُزَاحم مُوسَى بْن عُبَيْد اللَّه الخاقاني، والمَحَامِلي.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو القاسم الْأزهري، وَأَبُو الْحَسَن العتيقي، وعَبْد العزيز الْأزْجِي، وثَّقه العتيقي.
عَبْد الملك بْن إدريس الْأزْدِيّ [2] ، أَبُو مروان بْن الجزيري الكاتب الشاعر، نزيل قُرْطُبَة.
تُوُفِّي فِي حبْس المظفّر بْن أَبِي عامر، ولم يخلف مثله كتابةً ولا بلاغةً وشعرًا، وبه خُتِم بُلَغاء كُتّابِ الْأندلس.
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن محمد [3] بن عبد الله بن الخَلاص القَيْسي البجّاني الْأندلسي.
عُنِي بالحديث وحجّ، وسمع من: أَبِي مُحَمَّد بْن الورد، وحمزة الكناني، وعَلِيّ بْن الْحَسَن [بْن] [4] علان الحرّاني، ومُحَمَّد بْن جَعْفَر غُنْدر.
وكان زاهدًا صالحًا متواضعًا حافظًا.
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: سَمِعْتُ منه ببَجَّان، وسمع منه غير واحد.
تُوُفِّي فِي رجب.
__________
[1] تاريخ بغداد 11/ 57 رقم 5738، المنتظم 7/ 2228، 229 رقم 366.
[2] الحلّة السيراء 1/ 266 و 2/ 225، الصلة لابن بشكوال 2/ 356، 357 رقم 762.
[3] تاريخ علماء الأندلس 2/ 107، 108 رقم 1391، جذوة المقتبس 41 رقم 14، بغية الملتمس 50 رقم 22.
[4] ساقطة من الأصل.(27/303)
مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد [1] ، أَبُو عَبْد اللَّه الْأنْصَارِيّ الأندلُسيّ من أهل رَيَّه [2] .
حجّ سنة ثلاثٍ وأربعين، وله اثنتان وعشرون سنة، فسمع من عثمان بْن مُحَمَّد السَّمَرْقَنْدِيّ، وأَحْمَد بْن سَلَمة بْن الضَّحّاك، وإِسْمَاعِيل بْن الْجُراب، وعَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن الورد، ومُحَمَّد بْن عيسى التميمي البغدادي بْن العلاف، وسمع «صحيح الْبُخَارِيّ» من ابن السَّكَن، ورجع فلزم الزُّهْدَ والانقباض، ووُلِّي الخطابةَ بموضعه، وكان رقيقًا بكّاء.
تُوُفِّي فِي شعبان.
سَمِعَ النّاس منه.
مُحَمَّد بْن حسين بْن مُحَمَّد [3] بْن أسد، أَبُو عَبْد اللَّه التميمي الطّبْني [4] ، الْأديب، نزيل الْأندلس.
قِيلَ إنّه لم يدخل الْأندلس أحدٌ أشعرَ منه، وكان واسع الأدب والمعروفة، واتَّصل بالحاجب أَبِي عامر، ووُلّي الشرطة، وعاش أكثر من تسعين سنة. وكان دخوله الْأندلس في سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، وتُوُفِّي فِي يومٍ من سنة أربعٍ وتسعين، وشهده المُظَفَّر بْن أَبِي عامر، والأعيان.
مُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن ضيفون [5] ، أَبُو عَبْد اللَّه اللَّخْمي القُرْطُبي الحدّاد.
سَمِعَ: عَبْد اللَّه بْن يونس الغبري، وأَحْمَد بْن زياد، وقاسم بن أصبغ،
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 2/ 108 رقم 1392.
[2] ريّة: بفتح أوله وتشديد ثانيه. كورة واسعة بالأندلس متصلة بالجزيرة الخضراء وهي قبلىّ قرطبة. (معجم البلدان 3/ 116) .
[3] تاريخ علماء الأندلس 2/ 118 رقم 1406، جذوة المقتبس 50 رقم 38، بغية الملتمس 68 رقم 84.
[4] في الأصل «الطيبي» والتصويب من (البغية) حيث قال: وطبنة بلد من أرض الزاب بعدوة الأندلس.
[5] في الأصل «صفوان» والتصحيح من: تاريخ علماء الأندلس 2/ 108، 109 رقم 1393، شذرات الذهب 3/ 144، 145 وفيه «صيفون» ، مرآة الجنان 2/ 447، دول الإسلام 1/ 237.(27/304)
وحجّ فِي سنة تسعٍ وثلاثين، وشهد رَدَّ الحجر الْأسود إلى مكانه فِي هذا العام.
وسمع [منه] [1] : ابن الْأعْرابي، وعَبْد الكريم بْن النَّسَائي، ومُحَمَّد بْن يحيى بْن دحمان المصِّيصي، سَمِعَ منه بأطْرَابُلُس، وعَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سرور الغَسّال بمدينة القَيْروَان.
وكان صالحًا عَدْلا، كتب النّاس عَنْهُ، وعلت سِنُّهُ، واضطرب فِي أشياء قُرِئت عَلَيْهِ لم يسمعها، ولم يكن ضابطًا. قَالَ لي: وُلِدْت سنة ثلاثٍ وثلاثمائة، وتُوُفِّي فِي شوّال. قاله ابن الفَرَضِيّ، وآخر من حدَّث عَنْهُ أَبُو عُمَر عُمَر بْن [عَبْد] [2] البَرّ.
مُحَمَّد بْن عُمَر بْن مُحَمَّد [3] بْن حُمَيْد، أَبُو الْحَسَن بْن بهتة [4] البغدادي البزّاز.
سَمِعَ إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الصَّمد الهاشمي، والمَحَامِلي، والْحُسَيْن المطبقي، وغيرهم.
رَوَى عَنْهُ: العتيقي وقَالَ: ثقة.
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه، أَبُو نصر الْأنماطي، نيسابوري صالح، خدم أَبَا عَلِيّ الثقفي، وصحِب الزُّهّاد والأئمّة.
مُحَمَّد بْن عطاء اللَّه القُرْطُبي النَّحْوِيّ، من كبار أئمّة العربية.
مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن حسّان الماليني، ختن الشاركي، أحد المحدّثين بهَرَاة.
رَوَى عَنْ أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ الباشاني.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عثمان الصّابوني، وغيره، وَأَبُو عطاء عَبْد الرحمن بن محمد الجوهري.
__________
[1] ساقطة من الأصل.
[2] ساقطة من الأصل.
[3] تاريخ بغداد 3/ 34 رقم 962.
[4] في الأصل «نهتة» .(27/305)
مُحَمَّد بْن يحيى بْن زكريّا [1] بْن يحيى التميمي، العلامة أَبُو عَبْد اللَّه بْن برطال القُرْطُبي القاضي المالكي.
سَمِعَ من أَحْمَد بْن خَالِد الْحُبَاب، وقاسم بْن أَصْبَغ، ومُحَمَّد بْن عيسى، وحجّ، فسمع من إِبْرَاهِيم العبقسي، وأَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن جامع السُّكَّري، ووُلِّي قضاء رَيَّه، ثم وُلِّي قضاء الجماعة والصّلاة. وعاش إلى أن [عَلَتْ] [2] سِنُّه، وثَقُلَتْ ذِهْنُه، فصرفه [3] الحاجب أَبُو عامر من القضاء، ونقله إلى الوزارة.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن الفَرَضِيّ، وسراج بْن عَبْد اللَّه.
وحدّث أيضًا عَنْ عثمان بْن مُحَمَّد السَّمَرْقَنْدِيّ وخلْقٍ، وعاش خمسًا وتسعين سنة. وكان حُجَّةً. ورحل [4] فِي سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة، وكان كبير الشأن وافر الجلالة، لحق مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الحناش، وإِسْمَاعِيل بْن القراب.
تفرّد بأشياء.
يحيى بْن إِسْمَاعِيل بْن يحيى [5] بْن زكريّا بْن حَرْب، وحرب ابن أخي الزّاهد أحمد بن حرب النّيسابورى، وأبو زكريّا المزَكِّي المعروف بالحربي.
كَانَ أديبًا إخباريا، كثير العلوم، رئيسًا.
سَمِعَ أَبَا الْعَبَّاس، السّرّاج، ومكيّ بْن عَبْدان، وعَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الشرفي، وأَحْمَد بْن حمدون الْأعمش، وعَبْد الواحد بْن محمد بن سعيد، وغيرهم، وحدّث بنيسابورى والرّيّ وببغداد، فأكثروا عَنْهُ ثَمَّ.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وَأَبُو بَكْر الْأرْدَسْتَاني، ومُحَمَّد بْن أَبِي عَمْرو النيسابُوري شيخ الخطيب، وَأَبُو سعد مُحَمَّد بن محمد بن على الحاكم،
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 2/ 105- 107 رقم 1390.
[2] سقطت من الأصل واستدركناها من تاريخ ابن الفرضيّ.
[3] في الأصل «فضربه» والتصحيح من تاريخ ابن الفرضيّ.
[4] في الأصل «ورحلت» .
[5] العبر 3/ 57، 58، شذرات الذهب 3/ 145.(27/306)
وَأَبُو الْحَسَن أحْمَد بْن عَبْد الرحيم الإسماعيلي، وَأَبُو عثمان البحيري، وَأَبُو نصر عَبْد الرَّحْمَن بْن عَلِيّ التاجر، وآخرون.
وتُوُفِّي فِي ذي الحجّة، وهو صَدُوق فِيهِ بدعة.
يحيى بْن مُحَمَّد بْن وهب [1] بْن مَسَرَّة بْن حكم، أبو زكريا التميمي الفرجي، من مدينة الفرج بالأندلس.
سَمِعَ من جدِّه، ورحل فسمع بمصر من الْحَسَن بْن رشيق، وأَبِي بَكْر بْن إسماعيل المهندس، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ النّاس كثيرًا، واختصر كتاب «الْأسماء والكنى» للنَّسَائي، وعاش ستّين سنة. رحمه اللَّه.
يعيش بْن سَعِيد بْن مُحَمَّد [2] ، أَبُو القاسم القُرْطُبي الورّاق المعروف بابن الحَجّام.
سَمِعَ من قاسم بن أصبغ، ومحمد بن عبد اللَّه بْن أَبِي دُلَيْم، وجمع لمحمد بْن معاوية مُسْنَد حديثه.
وقد ذهب بَصَره بآخرة، وتُوُفِّي فِي صفر. كتب النّاس عَنْهُ.
[رَوَى] عَنْ: شريح الذكواني.
لُبنَى كاتبة الخليفة المستنصر [3] باللَّه الحَكَم بْن النّاصر الْأمويّ.
كانت نَحْوِيّة، حاذقة بالكتابة، شاعرة، بصيرة بالحساب، لم يكن فِي قصر الْأمرة أنبل منها، وكان خطّها مليحًا، ومعرفتها بالعَرُوض تامّة.
تُوُفِّيت فِي هذه السنة.
__________
[1] الصلة لابن بشكوال 2/ 660، 661 رقم 1450.
[2] تاريخ علماء الأندلس 2/ 199 رقم 1612، جذوة المقتبس 386، 387 رقم 916.
[3] الصلة لابن بشكوال 2/ 692 رقم 1529.(27/307)
[وفيات] سنة خمس وتسعين وثلاثمائة
أحْمَد بْن عَلِيّ بْن أحْمَد بْن عمران، أَبُو الْعَبَّاس الْإصبهاني الخلْقاني.
ثقة، ديِّن.
سَمِعَ بالبصْرة من عَلِيّ بْن إِسْحَاق المارداني، وغيره.
رَوَى عَنْهُ: الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْم، ومُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مَتَّوَيْه، والإصبهانيّون.
تُوُفِّي فِي جُمادى الآخرة.
أحْمَد بْن فارس بْن زكريّا [1] بْن مُحَمَّد بْن حبيب، أَبُو الْحَسَن الرّازي، وقيل القِزْوِيني، المعروف بالرازي المالكي اللُّغَوِي، نزيل همذان وصاحب
__________
[1] فهرست الطوسي 36، معجم الأدباء 4/ 80- 98، إنباه الرواة 1/ 92- 95، وفيات الأعيان 1/ 118- 120 رقم 49، البداية والنهاية 11/ 296 و 335، يتيمة الدهر 3/ 402، نزهة الألباء 235- 237، دمية القصر 257، الوافي بالوفيات 7/ 278- 280 رقم 2360، بغية الوعاة 1/ 352، 353 رقم 680، العبر 3/ 58، المختصر في أخبار البشر 2/ 142، مفتاح السعادة 1/ 96، 97، الكامل في التاريخ 8/ 711 (وفيات سنة 369 هـ.) وكذلك في النجوم الزاهرة 4/ 212، 213، مرآة الجنان 2/ 442 (وفيات سنة 390 هـ.) ، شذرات الذهب 3/ 132، 133، الديباج المذهب 35 وفيه توفى سنة 391 هـ. منهج المقال 40، منتهى المقال 39، تنقيح المقال 1/ 76، روضات الجنات 64، 65، أعيان الشيعة 9/ 215- 228، طبقات النحويين لابن قاضى شهبة 189، كشف الظنون 33، 89، 90، 173، 690، 722، 827، 828، 1068، 1069، 1279، 1288، 1454، 1574، 1605، 1615، 1804، 1848، إيضاح المكنون 1/ 421، معجم المؤلفين 1/ 40، 41، ترتيب المدارك 4/ 610، 611، المنتظم 7/ 103 وفيات 369، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد 65- 67، سير أعلام النبلاء 17/ 103- 106 رقم 65، الديباج المذهب(27/309)
«المُجْمَل فِي اللُّغة» [1] .
رَوَى عَنْ: أَبِي الْحَسَن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم القطّان، وسليمان بْن يزيد الفاميّ، وعلى بن محمد بْن مِهْرَوَيْه القِزْوِينيّين، وسعيد بْن مُحَمَّد القطّان، ومُحَمَّد بْن هارون الثقفي، وعَبْد الرَّحْمَن الجلاب، وأَحْمَد بْن حُمَيْد الهمذانيّين، وأَبِي القاسم الطّبراني، وأَبِي بَكْر بْن السني، وجماعة.
رَوَى عَنْه: أَبُو سهل بْن زيرك، وَأَبُو منصور بْن عيسى الصُّوفي، وعَلِيّ بْن القاسم الخيّاط المقرئ، وَأَبُو منصور بْن المحتسِب، وآخرون.
وُلِد بِقزْوِين، ونشأ بهَمَذَان، وكان أكثر مقامه بالرّيّ.
وكان كاملا فِي الْأدب، فقيهًا، مُنَاظِرًا، مالكيا. وكان يناظر فِي الكلام، وينصر مذهب أهل السُّنَّة، وطريقته فِي النَّحْو طريقة الكوفيين، كَانَ بالجبل نظير ابن لنكك [2] بالعراق، وجميع إتقان العلماء، إلى ظُرْف الكُتّاب والشعراء.
وله مصنفات بديعة ورسائل مفيدة، وأشعار جيّدة، وتلامذة فيهم كثرة، وكان شديد التعصّب لال العميد، وكان الصّاحب إِسْمَاعِيل بْن عَبّاد يكرهه لذلك، وكان قد صنّف «كتاب الحجْر» وسيّره إلى الصّاحب، فَقَالَ: رُدُّوا «الحِجْر» من حيث جاء، وأمر لَهُ بجائزة قليلة [3] .
وقَالَ بعضهم: كَانَ إذا ذُكِرت اللُّغة فهو صاحب مُجْمِلها، لا بل صاحبها المجمّل لها. وكان يحثّ الفقهاء دائمًا عَلَى معرفة اللُّغة، ويلقي عليهم ويُخْجِلُهم ليتعلّموا اللُّغة، ويقول: من قَصَرَ عِلْمَه عَلَى [4] الفقه وغولط غلط [5] .
__________
[ () ] 6/ 163- 165، الفلاكة والمفلوكون 108- 110، طبقات المفسرين 1/ 59- 61، هدية العارفين 1/ 68، 69، سلّم الوصول 112.
[1] طبع الجزء الأول منه فقط مرتين. الأولى سنة 1914 والثانية سنة 1947 بالقاهرة.
[2] هو أبو الحسين محمد بن جعفر بن لنكك. من أهل البصرة، كان من النحاة والأدباء، روى قصيدة دعبل الثائيّة التي مدح بها أهل البيت.
[3] انظر: يتيمة الدهر 3/ 200.
[4] في الأصل «عن» وما أثبتناه أصحّ.
[5] انظر: إنباه الرواة 1/ 92.(27/310)
وقَالَ سعد بْن عَلِيّ الزَّنْجاني: كَانَ أَبُو الْحُسَيْن بْن فارس من أئمّة اللُّغة مُحْتَجًّا به فِي جميع الجهات غير مُنازَع، رحل إلى أَبِي الْحَسَن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم القطّان الْأوحد فِي العلوم، ورحل إلى زَنْجان [1] إلى أَبِي بَكْر أحْمَد بْن الْحَسَن الخطيب راوية ثعلب، ورحل إلى مشايخ، إلى أحْمَد بْن طاهر بْن النجم، وكان يَقُولُ: ما رَأَيْت مثله.
قَالَ سعد: وحُمِل ابن فارس إلى الرّيّ ليقرأ عَلَيْهِ مجد الدولة بْن فخر الدولة، وحصّل بهما مالا، وبرع ذَلِكَ الْأمير فِي الأدب. قال: وكان ابن فارس من الْأجواد، حتى أَنَّهُ يَهَبُ ثيابه وفرش بيته. وكان من رؤساء أهل السُّنَّة المجرّدين عَلَى مذهب أهل الحديث. توفّى في صقر، سنة خمسٍ وتسعين. انتهى قول الزَّنْجاني [2] .
وكذا وَرَّخه عَبْد الرَّحْمَن بْن مَنْدَهْ وغيره.
وقيل: مات سنة تسعين وثلاثمائة، وهو قول ضعيف.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْفَرَّاءِ، أَنَا الْبَهَاءُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَسِتِّمَائَةِ، أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الْحَقِّ، أَنَا هَادِي بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ سنة ستّ وأربعين وأربعمائة، أنا أحمد بن فارس اللّغوي، ثنا على بن أبى خالد بقزوين، ثنا الدّبرىّ، عن عبد الرّزّاق، عن الثّوري، عن عبد الله بن السَّائِبِ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إِنَّ للَّه مَلائِكَةٌ فِي الْأرْضِ سَيَّاحِينَ يُبَلِّغُونِي عَنْ أُمَّتِي السَّلامَ [3] . ومن شعر ابن فارس:
__________
[1] زنجان: بفتح أوله وسكون ثانيه ثم جيم وآخره نون. بلد كبير مشهور من نواحي الجبال بين أذربيجان وبينها. (معجم البلدان 3/ 152) .
[2] وفيات الأعيان 1/ 119، الديباج المذهب 1/ 165.
[3] أخرجه البخاري في الدعوات 66 ومسلم في الذكر 25، والترمذي في الدعوات 129، والنسائي في السهو 46، والدارميّ في الرقاق 58، والإمام أحمد في مسندة 1/ 387 و 441 و 452 و 2/ 251، و 252 و 358 و 359 و 382، وصحّحه ابن حبّان 2393، والحاكم في المستدرك 2/ 421، وابن القيّم في جلاء الأفهام 27.(27/311)
مرَّتْ بنا هيفاءُ مجدولة [1] ... تركيَّةٌ تنمى لتركييِّ
ترنُو بطَرْفٍ فاترٍ فاتنٍ ... أضْعَف من حُجَّةِ نحويّ [2]
وله:
سَقَى هَمَذَانَ الغيثُ لستُ بقائلٍ ... سوى ذا وفي الأحشاء نار تضرّم
وما لي لا أصفي الدُّعاء لبلدةٍ ... أفَدْتُ بها نِسْيَانَ ما كنتُ أعلمُ
نَسيتُ الَّذِي أحْسَنْتُهُ غيرَ أَنّني ... مَدِينٌ وما فِي جَوفِ بيتيَ دِرْهَمُ [3]
أحْمَد بْن القاسم بْن عَبْد الرَّحْمَن [4] ، أَبُو الفضل التميمي التاهرتي [5] البزّاز.
قدم قُرْطُبَة صغيرًا، فسمع من قاسم بْن أَصْبَغ، وأَحْمَد بْن الفضل الدِّينَوَرِي، وأَبِي عَبْد الملك بْن أَبِي دليم، ومُحَمَّد بْن معاوية الْقُرَشِيّ، ووهب بْن مَسَرَّة، ومُحَمَّد بْن عيسى بْن رفاعة.
وكان صالحًا زاهدا منقبضا. ولد بتاهرت سنة تسع وثلاثمائة، وأتى قُرْطُبَة سنة بضْعَ عشرةٍ فسمَّعَه أبوه من هَؤُلاءِ أربعٍ وثلاثين، وطلب بنفسه.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عُمَر بْن عَبْد البَرّ، وتُوُفِّي في جُمَادَى الْآخرة.
أَحْمَد بن محمد بن أحْمَد [6] بْن عُمَر الزّاهد، أَبُو الْحُسَيْن بْن أَبِي نصر النيسابُوري الخفّاف.
قَالَ الحاكم: مُجَاب الدَّعوة، وسماعاته صحيحة بخطّ أَبِيهِ، من أَبِي
__________
[1] في اليتيمة «مقدودة» ، وكذلك في معجم الأدباء.
[2] البيتان في: يتيمة الدهر 3/ 370، ومعجم الأدباء 4/ 87، ووفيات الأعيان 1/ 119، والوافي بالوفيات 7/ 279، 280.
[3] الأبيات في: يتيمة الدهر 3/ 369، ومعجم الأدباء 4/ 86، ووفيات الأعيان 1/ 119، وإنباه الرواة 1/ 93.
[4] الصلة لابن بشكوال، 1/ 84 رقم 182، العبر 3/ 58، شذرات الذهب 3/ 145، الأنساب 3/ 14.
[5] في الأصل «القاهري» .
[6] العبر 3/ 58، شذرات الذهب 3/ 145، دول الإسلام 1/ 237، النجوم الزاهرة 4/ 213، مرآة الجنان 2/ 447.(27/312)
الْعَبَّاس السّرّاج وأقرانه، وبقي واحدَ عصره فِي عُلُوِّ الْأسناد، وتُوُفِّي فِي ربيع الْأوّل، وصلَّيت أَنَا عَلَيْهِ، وله ثلاث وتسعون سنة.
قلت: رَوَى عَنْهُ الحاكم، وَأَبُو بَكْر عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن حَسْكَوَيْه، وَأَبُو القاسم عَبْد الكريم بن هوازن الصُّوفِي، وَأَبُو الْحَسَن بْن عَبْد الرحيم الإسماعيلي، والسيد عَلِيّ بْن مُحَمَّد الحسيني، وَأَبُو المظفّر مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الشجاعي، وَأَبُو نصر الْحُسَيْن بْن أحْمَد القاضي الحريمي [1] ، وَأَبُو الفضل بْن عَبْد اللَّه بْن المحبّ، وسعيد بْن العَيَّار، وعائشة بِنْت مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن البسطامي، وخلق سواهم. وقع لنا جملةٌ من عَوَالِيه.
أحْمَد بْن مُحَمَّد، أَبُو الْحُسَيْن السمناوي. تُوُفِّي بمصر فِي صفر.
رَوَى عَنْ: مُحَمَّد بْن عيسى بْن قرَّة الزُّهْرِيّ.
رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن أَبِي عَدِيّ السَّمَرْقَنْدِيّ فِي مشيخة الرّازي، وأَحْمَد بْن القاسم بْن ميمون بْن حمزة الحسيني.
إِبْرَاهِيم بْن مبشّر [2] ، أَبُو إِسْحَاق البكري الْأندلسي المغربي المؤدّب.
عرض القراءة عَلَى مُحَمَّد الْأنطاكي، وكان يقرئ في دكّانه، واحتجم فصفا دمه.
جعفر بن عبد الرزّاق الدمشقي المهندس.
رَوَى عَنْ جَدّه أحْمَد بْن خمارويه، وأَبِي بَكْر الخرائطي.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو ذَرّ الهَرَوِي، وَأَبُو عَلِيّ الْأهوازي.
الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن درستويه، أَبُو عَلِيّ الدمشقي المعدِّل الْإمَام.
حدّث عَنْ: مكحول، ومُحَمَّد بْن خُرَيْم، وابْن جَوْصا، وجماعة.
وكان ثقة. تُوُفِّي فِي ربيع الأوّل.
روى عنه: ابنه محمد، [و] [3] على بن محمد الحنّائيّ، وأبو على
__________
[1] في الأصل «الحرميتى» .
[2] الصلة لابن بشكوال 1/ 88 رقم 193.
[3] إضافة ضرورية للفصل بين الاسمين.(27/313)
الْأهوازي وَأَبُو القاسم الحنّائي، وإِبْرَاهِيم بْن الخضر الصائغ.
قَالَ الكتاني: كان ثقةً ثَبْتًا.
الْحُسَيْن [1] بْن عَلِيّ بْن النُّعْمَان، أَبُو عَبْد اللَّه، قاضى قضاة مملكة الحاكم.
ولّى سنة تسع وثمانين وثلاثمائة، وعزل في سنة أربع وتسعين، وفي أوّل سنة خمس قتله الحاكم وأحرق جثّته، ووُلِّي بعده ابن عمّه عَبْد العزيز.
الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل [2] بْن أَبِي عابد، أَبُو القاسم الكوفي.
سَمِعَ أحْمَد بْن عثمان الْأدمي، واليَمَان بْن مُحَمَّد الغَوْثي، وزيد العامري.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو القاسم التنوخي وقَالَ: كَانَ ثقة، وُلِّي قضاءَ الكوفة نيابةً، وكان حنفيًّا، فاضلا، زاهدًا.
دَاوُد بْن رضوان، أَبُو عَلِيّ السَّمَرْقَنْدِيّ الفقيه الحنفي.
تفقّه بالعراق، وسمع من ابن داسة السُّنَن، ودرّس بنيسابُور دهرًا، وحدّث.
وتُوُفِّي فِي رجب.
سَعِيد بْن نصر [3] ، أَبُو عثمان مولى النّاصر لدين اللَّه عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد الْأمويّ.
رَوَى عَنْ: قاسم بْن أَصْبَغ، وأَحْمَد بْن مَطَرِّف، وأَحْمَد بْن دُحَيْم، ومُحَمَّد بْن معاوية، وطائفة. وعُنِي بالرّواية والضَّبْط، وكان ثقة.
__________
[1] في الأصل «الحسن» والتصويب من كتاب الولاة والقضاة 596- 599، الدرة المضية 270، اتعاظ الحنفا 2/ 49، 50، 59.
[2] تاريخ بغداد 8/ 103 رقم 4212، المنتظم 7/ 229 رقم 368 وفيه ابن أبى عائذ.
[3] جذوة المقتبس 234، 235، الصلة لابن بشكوال 1/ 207، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 16/ 34، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان ق 1- ج 2/ 290 رقم 631، بغية الملتمس 313، 314 رقم 823.(27/314)
رَوَى عَنْهُ: ابن عَبْد البَرّ، وَأَبُو عَمر بْن الحذّاء، وآخرون. ونَيِّف عَلَى الثمانين فِي ذي الحجّة.
أثنى عَلَيْهِ ابن عَبْد البَرّ، قَالَ: أحسن التّقييد والضَّبْط، وكان من أهل الورع والفضْل، رحمه اللَّه.
شَيْبَةُ بْن مُحَمَّد بن أحمد بن شعيب بن هارون، أبو مُحَمَّد الشعيبي.
سَمَّعه أَبُوهُ من عَبْد اللَّه بْن الشرفي، وعَلِيّ بْن مُحَمَّد الوَرّاق، وجماعة.
تُوُفِّي فِي المحرَّم.
عاصم بْن يحيى النيسابُوري الزّاهد. سَمِعَ أَبَا حامد بْن بلال، وجماعة.
قَالَ الحاكم: وحدّثني أَبُو حازم العبدري أَنَّهُ كتب بخطّه ألف مُصْحَف.
عُبَيْد اللَّه بْن أحمد بن الحسين النّيسابورى الحنبلىّ الواعظ.
حدّث عن: أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن القطّان وأقرانه، وأفتى نَيِّفًا وخمسين سنة.
تُوُفِّي فِي رجب.
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [1] بْن أسد، أَبُو مُحَمَّد الْجُهَني الطُّليْطِلي الْأندلسي الفقيه المالكي المغربي، أحد الْأعلام، البزّار، ثقة أديب ومحدّث مُسْنَد.
سَمِعَ من قاسم بْن أَصْبَغ وغيره، ورحل فسمع بمصر عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن الورد، وابْن السَّكَن، وبمكّة أحْمَد بْن أَبِي الموت صاحب عَلِيّ بْن عَبْد العزيز، وكان لا يُعيِرُ كتابًا إلا لمن يثق بِهِ [2] ، ولا يسمع من غير كتابه، ويحّب التلاوةَ فِي المُصْحَف، وقد امتُحِن أيَّام المنصور ابن [3] أَبِي عامر بالحَبْس والقيد، والإخراج من الأندلس.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 248 رقم 759، جذوة المقتبس 251، 252 رقم 530، بغية الملتمس 331، 332 رقم 881.
[2] في الأصل «يثقه» .
[3] ساقطة من الأصل.(27/315)
روى عنه: أبو عمر بن عبد البر، وهو من كبار شيوخه، وَأَبُو المُطَرِّف بْن فُطَيْس، وَأَبُو عُمَر بْن الحذَّاء، ومُصْعَب بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الفَرَضِيّ، والخَوْلاني وآخرون.
ولد سنة عشر وثلاثمائة، وتوفي في آخر السنة.
عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر [1] ، أَبُو الْحُسَيْن البزّاز. سَمِعَ ابن عُبَيْد [2] ومُحَمَّد بْن مَخْلَد.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الْحَسَن العتيقي، وَأَبُو القاسم الْأزْجِي.
وقَالَ الْأزْجِي: ثقة عَبْد الرَّحْمَن بْن طلحة بْن مُحَمَّد [3] بْن عيسى، أَبُو عُمَر التيمي الطَّلْحي الْإصبهاني.
رَوَى عَنْ أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أسيد، والفضل بن الخصيب، [و] ابن [4] الجارود،.
رَوَى عَنْهُ [5] : شُرَيْح الذكّواني.
عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان [6] ، أَبُو المُطَرِّف القُشَيْري القُرْطُبي الحيّان.
رَوَى عَنْ: عاصم بْن أَصْبَغ، وأَحْمَد بْن ثابت القُرْطُبي التَّغْلِبي، وسعيد بْن عثمان.
وحجّ سنة خمسٍ وخمسين. وكان صالحًا منقبِضًا زاهدًا ثقة، وروى الكثير.
رَوَى عَنْهُ: عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب، وَأَبُو إِسْحَاق بْن شنظير، وَأَبُو عمرو الدّانيّ.
__________
[1] تاريخ بغداد 10/ 128 رقم 5267، المنتظم 7/ 230 رقم 369.
[2] في الأصل «عبده» .
[3] ذكر أخبار أصبهان 2/ 124.
[4] في الأصل: «الخصيب بن الجارود» والتصحيح من أخبار أصبهان.
[5] في الأخبار «عن» . وقد أضفنا «روى» ، على الأصل.
[6] تاريخ علماء الأندلس 1/ 265 رقم 803، بغية الملتمس 368 رقم 1053.(27/316)
مولده سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، وتُوُفِّي فِي ذي الحجّة بقرية راشد.
عَبْد الوارث بْن سُفْيَان بْن جُبْرُون [1] ، أَبُو القاسم القُرْطُبي المعروف بالحبيب.
سَمِعَ من قاسم بْن أَصْبَغ أكثر رواياته، وكان أوثق النّاس فِيهِ، وأكثرهم.
ملازمةً لَهُ، وسمع أيضًا من وهب بن مسرة، ومحمد بن عبد الله بن أَبِي دُلَيْم.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه الْأصيلي فِي غير موضع من كتاب «الدّلائل» وأبو عمران الفاسى الفقيه، [و] أبو عمر بْن الحذّاء، وَأَبُو عُمَر بْن عَبْد البَرّ.
وقَالَ ابن الحذّاء: كَانَ شيخًا صالحًا عفيفًا، يعيش من ضَيْعَة ورِثها من أَبِيهِ، وقال: مولده [2] سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وأوّل سماعه سنة ثلاثٍ وثلاثين، وتُوُفِّي لخمسٍ بقين من ذي الحجّة.
وقَالَ ابن عَبْد البَرّ: قرأت عَلَيْهِ تاريخ أحْمَد بْن أَبِي خَيْثَمة، عَنْ قاسم بْن أَصْبَغ، عَنْهُ، وقرأت عَلَيْهِ مُوَطَّأَ ابْن وهب، ثلاثون كتابًا، عَنْ قاسم بن أصبغ، عن ابن وَضَّاح، عَنْ سَحْنُون، عَنْهُ، وقرأت عَلَيْهِ مُوَطَّأَ يحيى بْن بُكَيْر، وأجزاء كثيرة.
عَلِيّ بْن مُحَمَّد [3] ، أَبُو الْحَسَن الشيرازي المقرئ المعروف بالمُقَّنعي [4] ، نزيل بغداد، ووالد أَبِي مُحَمَّد الجوهري.
حدّث عَنْ إِبْرَاهِيم بْن علي الهُجَيْمي، وقرأ بالبصرة على ابن خشنام [5] ،
__________
[1] الصلة لابن بشكوال 2/ 382، 383 رقم 819 وفي الأصل «جيرون» العبر 3/ 59، شذرات الذهب 3/ 145، 146، مرآة الجنان 2/ 447، جذوة المقتبس 295، 296، بغية الملتمس في الأصل 399، 400، سير أعلام البلاء 17/ 84 رقم 49.
[2] في الأصل «وولدى» .
[3] الأنساب 11/ 450.
[4] المقنّعى: بضم الميم وفتح القاف والنون وتشديدها. نسبة لمن تقنّع تحت العمامة كما يفعله العدول ببغداد. (الأنساب 11/ 448، 449) .
[5] في الأصل «حشنام» .(27/317)
وببغداد عَلَى عَبْد الواحد بْن أَبِي هاشم، وتصدّر للإقراء.
قَالَ ابنه: قَالَ لي أَبِي: ما طلع الفجر عليّ إلا وأنا أدرس القرآن.
مات فِي المحرَّم.
عَبْد العزيز بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن مهران، أَبُو الْحَسَن التَّيمي.
عَنْ: أَبِي عَلِيّ الصّحّاف، وأَبِي عَمْرو بْن حكيم، وأَحْمَد بْن شعيب.
مات فِي شعبان بإصبهان.
رَوَى عَنْهُ: سَعِيد البقّال.
مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن أبي النَّجُود، أَبُو الفرج البغدادي المقرئ، نزيل الدّيار المصرية.
أخذ القراءة عَرْضًا وسماعًا عَنْ أَبِي طاهر بْن أَبِي هاشم، وسمع منه كُتُبه، وروى الحروف عَنْ أحْمَد بْن جَعْفَر الختلي، وسمع من دَعْلَج السِّجْزي وجماعة.
قرأ عَلَيْهِ جماعة بمصر، وخرج منها قبل موته بيسير إلى الشام، فتوفي سنة خمسٍ، أو ستٍ وتسعين. رحمه اللَّه.
مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن الْعَبَّاس، أَبُو الْحَسَن الْأخميمي الْمَصْرِيّ [1] .
سَمِعَ مُحَمَّد بْن زبان بن حبيب، وعلي بن أحمد علان، ومحمد بن عبد الله بن سعيد المهرانى، وإِسْمَاعِيل بْن دَاوُد بْن وردان، وأَبَا جَعْفَر أحْمَد بْن مُحَمَّد الطَّحاوي، ومُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل المهندس، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن مكّي ثلاثة أجزاء لطاف، وتُوُفِّي فِي ذي القعدة.
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد [2] بْن حمدان، أبو أحمد المراري [3]
__________
[1] في الأصل «البصري» وهو تحريف.
[2] الأنساب 11/ 222.
[3] المراري: بفتح الميم، والألف بين الراءين المهملتين، نسبة إلى المرار، وهو نوع من الجبال المتّخذة من القنّب وهو جلد الكتّان، إلى بيعة وعمله. (الأنساب 11/ 222) .(27/318)
النيسابُوري المعدِّل.
رَوَى عَنْ: مكّي بْن [1] عَبْدان، والمَحَامِلي، وأَبِي الْعَبَّاس بْن عُقْدة، وغيرهم.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو سعد الكَنْجَرُوذِي [2] ( ... ) [3] .
تُوُفِّي فِي جُمَادَى الآخرة.
مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد [4] بْن مُوسَى، أَبُو نصر المَلاحِمي [5] الْبُخَارِيّ.
حدّث بنيسابُور وبغداد، عَنْ محمود بْن إِسْحَاق [عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ كتاب القراءة وراء الإمام] [6] ، وكتاب «رَفْع اليدين فِي الصّلاة» لَهُ، وروى أيضًا عَنْ: عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن يعقوب الفقيه، وعَلِيّ بْن قُرَيْش، وسهل بْن السّرِيّ الحافظ، والهيثم بْن كليب الشاشي، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وَأَبُو العلاء الواسطي، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن حسنون النَّرْسي، وعَبْد الصَّمد بْن عَلِيّ بْن المأمون، وجماعة.
وقَالَ أَبُو العلاء: تُوُفِّي أَبُو نصر، وكان من أعيان المحدّثين وحُفَّاظهم فِي سنة خمسٍ وتسعين. زاد غيره: فِي جمادي الآخرة.
ووُلِد سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة.
__________
[1] في الأصل «عن» .
[2] الأنساب 11/ 223 «الجنزروذيّ» ، وهو تحريف.
[3] بياض في الأصل مقدار ثلاث كلمات. وتراجع ترجمته في (الأنساب) .
[4] المنتظم 7/ 230 رقم 370، تاريخ بغداد 1/ 350 رقم 273، شذرات الذهب 3/ 146، البداية والنهاية 11/ 335، الأنساب 11/ 549، اللباب 3/ 277، العبر 3/ 59، سير أعلام البلاء 17/ 86، 87 رقم 52.
[5] انظر النسبة في (الأنساب واللباب) .
[6] ساقطة من الأصل، والاستدراك من تاريخ بغداد، وقد أثبت في الأصل جملة مضطربة هي:
«عن محمود بن إسحاق بكتاب القراءة الإمام خلف البخاري» .(27/319)
مُحَمَّد بْن أَبِي يعقوب إِسْحَاق [1] بْن مُحَمَّد بْن يحيى بْن [مَنْدَهْ] [2] واسم مَنْدَهْ: إِبْرَاهِيم بْن الوليد بْن سَنْدَه بْن بُطّه بْن أُسْتَنْدار [3] الحافظ الكبير، أَبُو عَبْد اللَّه العَبْدي الْإصبهانيّ.
رحل وطوَّف الدُّنيا، وجمع، وصنَّف، وكتب ما لا ينحصر، وحدّث عَنْ أَبِيهِ، وعمّ أَبِيهِ عَبْد الرَّحْمَن بْن يحيى، وأَبِي عَلِيّ الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن النَّضْر، ومُحَمَّد بْن حمزة بْن عمارة، ومُحَمَّد بْن الْحُسَيْن القطّان، وأبى حامد بن بلال، وأبى سعيد بن الْأعْرابي، وخَيْثَمة [4] ، والأصمّ، وإِسْمَاعِيل الصّفّار، وابْن البَخْتَرِي، والهيثم بْن كُلَيْب الشّاشي، وأَبِي الطّاهر أحْمَد بْن عُمَر المَدِيني، وأَبِي الميمون بْن راشد الدمشقي، وابْن حَذْلَم، وأَبِي عَمْرو أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حكيم المديني، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن محبوب المَرْوَزِي، وعثمان بْن أحْمَد بْن السّمّاك، وعَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن الصّباح، وأبى طاهر محمد بن الحسن المَجْداباذي، ومُحَمَّد بْن عُمَر بْن حفص الْإصبهاني، وخلق كثير، لقيهم بإصبهان وخُرَاسان والعراق والحجاز ومصر والشّام وبخارى،
__________
[1] ذكر أخبار أصبهان 2/ 306، من أدركه الخلّال من أصحاب ابن مندة (مخطوطة الظاهرية) 144 أو 58 أ، أحاديث لأبى الحسن محمد بن عبد الملك إمام الحرمين (مخطوطة الظاهرية) 207 أ، ب، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 1/ 129 و 4/ 227 و 11/ 200 و 571 و 25/ 46 و 37/ 92، 323 و 38/ 198 و 399، التهذيب 1/ 432 و 2/ 58 و 4/ 357، مرآة الزمان 11 ق 1/ 16، الرحلة في طلب الحديث 211، الوافي بالوفيات 2/ 190، 191، معجم البلدان 1/ 217، البداية والنهاية 11/ 336، المنتظم 7/ 232، 233، العبر 3/ 59، 60، تذكرة الحفاظ 3/ 973، 974، و 1031- 1036، ميزان الاعتدال 3/ 26، تاريخ الخميس 2/ 397، لسان الميزان 5/ 70- 72، معجم المؤلفين 9/ 42، فهرست مخطوطات الحديث بالظاهرية 119، 120، شذرات الذهب 3/ 146، تاريخ التراث العربيّ 1/ 528- 530، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان ق 1- ج 4/ 118 رقم 1327، طبقات الحنابلة 2/ 267 رقم 630، دول الإسلام 1/ 237، النجوم الزاهرة 4/ 213، مناقب الإمام أحمد 518، الكامل في التاريخ 9/ 190، غاية النهاية 2/ 98، طبقات الحفاظ 408، هدية العارفين 2/ 57، وكتاب الإيمان لابن مندة (1985) .
[2] إضافة على الأصل للضرورة.
[3] استندار: سمة للجيش، كما في (أخبار أصبهان) لأبى نعيم.
[4] هو خيثمة الأطرابلسي المتوفى 343 هـ.(27/320)
وبقي فِي الرّحلة نَيِّفًا وثلاثين سنة، وأقام بما وراء النَّهر زمانًا.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الشَّيْخ، وهو من شيوخه، والحاكم أَبُو عَبْد اللَّه، وتمّام الرّازي، وحمزة السَّهْمي، وَأَبُو نُعَيْم، ومُحَمَّد بْن أحْمَد غُنْجَار، وأَحْمَد بْن الفضل الباطَرْقَانِي، وأَحْمَد بْن محمود الثقفي، وَأَبُو الفضل عَبْد الرَّحْمَن بْن أحْمَد العجلي الرّازي، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن المَرْزُبَان، وعُمَر بْن مُحَمَّد بْن عُمَر المعداني، وعَبْد الواحد بْن أحْمَد بْن البقّال، والمطَّهر بْن عَبْد الواحد البزّاني، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر النّقّاش، والفضل بْن عَبْد الواحد الخيّام، وَأَبُو طاهر المنتجع بْن أحْمَد، وَأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عُمَر الطَّهْراني، وَأَبُو المظفَّر عَبْد اللَّه بْن شبيب المقرئ، وشجاع بْن عَلِيّ المصقليّ، وأخوه أحْمَد، وزياد بْن مُحَمَّد بْن زياد الجلاب، وَأَبُو سهل حَمْد بْن أحْمَد، وعائشة [1] بِنْت الْحَسَن الوَركانيّة، وبنوه عُبَيْد اللَّه، وعَبْد الرَّحْمَن، وعَبْد الوهاب، وخلْق سواهم.
قَالَ الباطَرْقَانِي: ثنا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن إِسْحَاق العَبْدي إمام الْأئمّة لَقَّاه اللَّه رضوانه [2] .
وقَالَ الحاكم: أوّل خروجه إلى العراق من عندنا، سنة تسعٍ وثلاثين وثلاثمائة، فسمع بها، وبالشّام، وأقام بمصر سنين، وصنّف «التاريخ» و «الشّيوخ» ، ثم التقينا ببُخَارَى، وقد زاد زيادة ظاهرة، وجاءنا إلى نيسابُور سنة أربعٍ أو خمسٍ وسبعين، ثم خرج إلى وطنه.
وقَالَ عَبْد اللَّه بْن أحْمَد السُّوذَرْجاني [3] : سَمِعْتُ ابن مَنْدَه يَقُولُ: كتبت [4] عَنْ ألف شيخ، لم أر فيهم أتقن من أَبِي أحْمَد العَسَّال.
وقَالَ الحاكم: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيّ النيسابُوري يَقُولُ: أَبُو عَبْد اللَّه، من بيت الحديث والحِفْظ، وأحْسَنَ الثَناءَ عَلَيْهِ، وقَالَ: ألا ترون إلى قريحته؟ [5] .
__________
[1] في الأصل «ولكين وعائشة» .
[2] تذكرة الحفاظ 3/ 1033.
[3] السّوذرجانى: بضم السين وفتح الذال وسكون الراء وفتح الجيم وبعد الألف نون. نسبة إلى سوذرجان، قرية من قرى أصبهان. (اللباب 2/ 153) .
[4] في الأصل «كتب» .
[5] تذكرة الحفاظ 3/ 1033.(27/321)
وقَالَ إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد التيمي الحافظ: سَمِعْتُ عمر السّمناني غير مرّة يَقُولُ: جرى [1] ذكر أَبِي عَبْد اللَّه بْن مَنْدَه عند أَبِي نُعَيْم، فَقَالَ: جبلا من الجبال وقَالَ ابن طاهر: سَمِعْتُ سَعِيد بْن عَلِيّ الحافظ بمكّة يَقُولُ: وسُئل عن الدار قطنى، وابن منده، والحافظ عبد الغني بن سعيد، فقال: أمّا الدار قطنى فأعلمهم بالعِلَل، وأمّا ابن مَنْدَه فأكثرهم رِوايةً، مَعَ المعرفة التامّة، وأمّا الحاكم فأحسنهم تصنيفًا، وأمّا عَبْد الغني [2] فأعرفهم بالأنساب.
وقَالَ أَبُو عَبْد اللَّه بْن ذُهْل الهَرَوِي: سَمِعْتُ ابن مَنْدَه [يَقُولُ] : [3] لا يخرّج الصحيح إلا من ينزل أو يكذب [4] .
وقَالَ أحْمَد بْن الفضل الباطَرْقَانِي: كتب أَبُو أحْمَد العَسَّال إلى عَبْد اللَّه بن مندة وهو بنيسابورى، فِي حديث أشْكِل عَلَيْهِ، فأجابه بإيضاحه، وبيان عِلَله [5] .
وذكر غير واحد، عَنْ أَبِي إِسْحَاق بن حمزة الحافظ أَنَّهُ قَالَ: ما رَأَيْت مثل أَبِي عَبْد اللَّه بْن مَنْدَه.
قلت: أَبُو إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن حمزة. توفّى سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة، وقد روى مع تقدّمه عن ابن مَنْدَه، وقد قَالَ فِيهِ ابن مَنْدَه:
ما رَأَيْت أحفظ منه.
وقَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن مَنْدَه: كتب أَبِي عَنْ أربعة من شيوخه، عَنْ كلّ واحدٍ ألف جُزْء. كتب عَنِ [ابن] [6] الْأعْرابي بمكّة ألف جُزْء، وعن خَيْثَمة
__________
[1] في الأصل «جرنى» .
[2] في الأصل: «وأما ابن عبد الغنى» وهو وهم.
[3] ساقطة من الأصل والإستدراك من (تذكرة الحفاظ) .
[4] قال الحافظ في شرح ذلك: «يعنى أن شيوخ المتأخرين لا يرتقون إلى درجة الصحّة، فيكذب المحدّث إنّ خرّج عنهم» . (تذكرة الحفاظ 1033) .
[5] تذكرة الحفاظ 3/ 1034.
[6] ساقطة من الأصل.(27/322)
بأطْرَابُلُس [1] ألف جُزْء، وعن أَبِي الْعَبَّاس الْأصمّ بنيسابور ألف جُزْء [2] ، وعن الهَيْثَم بْن كُلَيْب ببُخَارَى ألف جُزْء. وسمعت أَبِي يَقُولُ: كتبت عَنْ ألفٍ وسبعمائة شيخ.
وقَالَ جَعْفَر بْن مُحَمَّد المُسْتَغْفِري الحافظ: ما رَأَيْت أحفظ، من [3] ابن مَنْدَه، سَأَلْتُهُ ببُخَارَى: كم تكون سماعات الشَّيْخ؟ قَالَ: تكون خمسة آلاف مَنٍ [4] .
وقَالَ أحْمَد بْن جَعْفَر الْإصبهاني الحافظ: كتبت عَنْ أكثر من ألف شيخٍ، ما فيهم أحفظ من أَبِي عَبْد اللَّه بْن مَنْدَه [5] .
وكان أَبُو عَبْد اللَّه قد تزوج فِي عَشْر الثمانين، فولد لَهُ عَبْد الرَّحْمَن، وعُبَيْد اللَّه، وعَبْد الرّحيم، وعَبْد الوهاب.
وقَالَ شيخ الْإسلام أَبُو إِسْمَاعِيل الْأنْصَارِيّ: أَبُو عَبْد اللَّه بْن مَنْدَهْ، سيد أهل زمانه [6] .
وقَالَ الحافظ أَبُو زكريّا يحيى بْن عَبْد الوهّاب بْن مَنْدَه: كنت مَعَ عمّي عُبَيْد اللَّه فِي طريق نيسابُور، فلما بلغنا بئر مجنّة [7] ، وقال عمّي: كنت مرّة هاهنا، تعرّض لي شيخ جمّال، فَقَالَ: كنت قافلا عَنْ خُرَاسان مَعَ أَبِي، فلما وصلنا إلى هنا، إذا نَحْنُ بأربعين وقْرًا من الْأحمال، فظننّا أَنَّهُ منسوج الثّياب، وإذا خيمة صغيرة، فيها [شيخ] [8] ، فإذا هو والدك، فسأله بعضنا عن تلك
__________
[1] أطرابلس: هي طرابلس الشام، المعروفة الآن باسم (طرابلس لبنان) ، انظر عن اسمها دراسة مسهبة في كتابنا (تاريخ طرابلس السياسي والحضارى عبر العصور- د. عمر عبد السّلام تدمرى. ج 1/ 17 وما بعدها- طبعة دار البلاد، طرابلس 1978) .
[2] من أدركه الخلّال من أصحاب ابن مندة (المخطوط) 144 أ.
[3] في الأصل «أحفظ منه من» .
[4] تذكرة الحفاظ 3/ 1034 وفيه: «المنّ يجيء عشرة أجزاء كبار» .
[5] التذكرة 3/ 1034.
[6] التذكرة 3/ 1034.
[7] قيّدها في (تذكرة الحفاظ) «مجّة» ؟.
[8] ساقطة من الأصل، والإستدراك من (تذكرة الحفاظ) .(27/323)
الأحمال، فقال: هذا متاع، قَلّ مَن يرغب فِي هذا الزمان فِيهِ، هذا حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [1] .
وقَالَ الباطَرْقَانِي: سَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه يَقُولُ: طُفْتُ الشَّرقَ والغرب مرّتين، وكنت مَعَ جماعة عند أَبِي عَبْد اللَّه [فِي الليلة] [2] التي تُوُفِّي فيها، ففي [3] آخر نَفَسِه، قَالَ واحد منَّا: لا إله إلا اللَّه، يريد تلقينه، فأشار بيده إِلَيْهِ دفعتين ثلاثة، أيْ أُسْكُت، يقال لي مثل هذا؟! وتُوُفِّي ليلة الجمعة، سلْخ ذي القعدة.
قلت: وكان أَبُو نُعَيْم كثير الحَطّ عَلَى ابن مَنْدَه، لمكان المعتقد واختلافهما في المذهب، فَقَالَ في تاريخه: ابن مندة، حافظ من أولاد المحدّثين، تُوُفِّي فِي سلْخ ذي القعدة، واختلط فِي آخر عمره، فحدث عَنْ أبى [4] أسيد، وعبد الله بن أخي أَبِي زُرْعَة، وابْن الجارود، بعد أن سَمِعَ منه أنّ لَهُ عَنْهُمْ إجازة، وتخبّط فِي أماليه، ونَسَبَ إلى جماعة أقوالا فِي المعتقد لم يعرفوا بها، نسأل اللَّه السَّتْر والصّيانة [5] .
قلت: أي واللَّه، نسأل اللَّه السّتْر وتَرْكَ الهَوَى والعَصَبِيَّة. وسيأتي فِي ترجمته [5] شيء من تضعيفه، فليس ذَلِكَ موجبًا لضَعْفه، ولا قوله موجبا لضعف ابن مندة، ولو سمعنا كلام الْأقران، بعضهم فِي بعض لاتَّسَع الخَرْقُ.
مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن [6] العلوي، تقدّم فِي سنة 393، وأرّخه غُنْجار فِي هذه السّنة.
مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن الفضل بْن مُحَمَّد بْن عقيل، أَبُو نصر الخُزَاعِي النيسابُوري.
__________
[1] التذكرة 3/ 1035.
[2] ساقطة من الأصل، أضفناها لسلامة المعنى.
[3] في سير أعلام النبلاء 17/ 34 «ابن أسيد» وهو غلط.
[4] أخبار أصبهان 2/ 306.
[5] في الأصل «ترجمة» ، ويقصد أبا نعيم الأصبهاني.
[6] تقدّمت ترجمته.(27/324)
سَمِعَ أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن القطّان، والأصمّ، وتُوُفِّي فِي رجب، بعد أن حدّث سنين.
روى عَنْهُ: أَبُو يَعْلَى الصّابوني.
مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن القصّار الخلقاني النيسابُوري.
سَمِعَ الْأصمّ، وأَبَا بَكْر بْن إِسْحَاق الضَّبُعي، وحدّث فِي رمضان.
مُحَمَّد بْن عَلِيّ، أَبُو عَلِيّ البَلاذُرِيّ.
تفقه عَلَى أَبِي إِسْحَاق المَرْوَزِي ببغداد، وسمع من الشِّبْليّ، والموجودين.
لقيه الحاكم ببُخَارَى، ثم قدم نيسابوري، ونزل عند القاضي أَبِي بَكْر الحيري.
مات فِي نصف المحرَّم، وكان من كبار الشّافعيّة.
مُحَمَّد بْن القاسم، أَبُو منصور النيسابُوري.
عَنِ الْأصمّ، وأَبِي مُحَمَّد الفاكهي الْمَكِّيّ.
وخرجوا لَهُ فوائد، وتُوُفِّي فِي ذي القعدة.
يعقوب بْن أَبِي إِسْحَاق القرّاب الهَرَوِي، أخو الحافظ إِسْحَاق وإِسْمَاعِيل.
رَوَى عَنْ أَبِي الفضل بْن حِمْيَرَوَيْه، ومات شابًا، رحمه اللَّه.
قَلَّ مَن حمل عنه.(27/325)
[وفيات] سنة ست وتسعين وثلاثمائة
أحمد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ [1] بْنِ عَلِيِّ بْن شريعة [2] أَبُو عُمَر اللَّخْمِي الْأشبيلي المعروف بابن البّاجي [3] الحافظ.
سَمِعَ من أَبِيهِ جميع ما عنده، من ذَلِكَ مصنّف أَبِي بَكْر [بْن أَبِي] [4] شَيْبَة، جميعه عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْد اللَّه بْن يونس القَبري، عَنْ بقيّ، عَنْهُ.
قَالَ الخَوْلاني: كَانَ عارفًا بالحديث ووجوهه، إمامًا مشهورًا، لم تر عيني مثله فِي المحدثين وقارًا وسَمْتًا، رحل مَعَ ابنه مُحَمَّد، ولقي شيوخًا جُلَّة، ووُلّي أَبُو عُمَر قضاءَ إشْبِيلْيَة مدَّة يسيرة، ثم رحل إلى قُرْطُبَة فاستوطنها، وأخذنا عَنْهُ كثيرًا، وكان مولده سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة، وتُوُفِّي فِي حادي عشر المحرَّم، سنة ستٍ وتسعين، وشهدتُ جنازته فِي محفل عظيم من وجوه النّاس وكُبَرَائهم [5] .
وقَالَ عَبْد الغني بْن سَعِيد فِي «مشتبه النسبة» [6] : أَبُو عُمَر هذا كتبت عنه
__________
[1] الصلة لابن بشكوال 1/ 11 رقم 15، العبر 3/ 60، شذرات الذهب 3/ 147، مرآة الجنان 2/ 447، 448، تذكرة الحفاظ 3/ 1058، 1059 رقم 970، جذوة المقتبس 128، 129، ترتيب المدارك 4/ 684، الأنساب 2/ 18، 19، بغية الملتمس 172- 174، اللباب 1/ 103، مشتبه النسبة 2/ 628، سير أعلام النبلاء 17/ 74، 75 رقم 40، الديباج المذهب 1/ 234، 235، طبقات الحفاظ 414.
[2] في الأصل «سريعة» .
[3] في الأصل «الناجي» .
[4] ساقطة من الأصل.
[5] الصلة لابن بشكوال 1/ 11، 12.
[6] في الأصل «سه السه» .(27/327)
وكتب عني [1] .
وحدّث أيضًا عَنْ أَبِي عُمَر بْن عَبْد البَرّ، وقَالَ: كَانَ يحفظ غريب [2] الحديث لأبي عُبَيْد وابْن قُتَيْبَة حِفْظًا حَسَنًا، وشاوره ابن أَبِي الفوارس القاضي فِي الْأحكام وهو ابن ثماني عشرة سنة، وجمع لَهُ أَبُوهُ علوم الْأرض، ولم يحتج إلى أحدٍ، إلا أَنَّهُ رحل متأخرًا، ولقي فِي الرحلة أَبَا بَكْر بْن إِسْمَاعِيل المهندس، وأَبَا العلاء بْن ماهان. قَالَ: وكان فقيه عصره، وإمام زمانه، لم أر بالأندلس مثله [3] .
وقَالَ ابن عَبْد البَرّ: كتبت عَلَيْهِ مصنّفات ابن أَبِي شيبة سنة خمس وتسعين وثلاثمائة، رحمه اللَّه. وكان إمامًا فِي الْأصُول والفروع.
رَوَى عَنْهُ ابنه مُحَمَّد.
أحْمَد بْن بيري الواسطي. ترجمته في بضع وأربعمائة، قَالَ لنا ابن الخلال: أَنَا جَعْفَر، نا السِّلَفي قَالَ: سَأَلت خميسًا الجوربي، عَنِ ابن بيري [فَقَالَ] [4] : هُوَ أَبُو بَكْر [5] أحْمَد بْن عُبَيْد بْن الفضل بْن سهل بْن بيري. سَمِعَ البَغَوي، وابْن أَبِي دَاوُد، وابْن صاعد الصّولى، وابن مبشّر الواسطي، وكان ثقة. كُفَّ بآخر عمره.
آخر من حدّث عَنْهُ بواسط أَبُو الْحَسَن بْن مَخْلَد، والداني المفضّل.
قَالَ خميس: قَالَ لي أَبُو المعالي ابن سانده: وُلِدْتُ فِي السنة التي مات فيها أَبُو بَكْر بْن بيري سنة ستٍ وتسعين.
أحْمَد بْن موفق [6] أَبُو القاسم الْأمويّ القُرْطُبي.
رَوَى عَنْ أحْمَد بْن سَعِيد بْن حَزْم، وأحمد بن مطرّف، ووهب بن مسرّة.
__________
[1] مشتبه النسبة (المخطوط) 43 أ.
[2] في الأصل «غربي» .
[3] الصلة 1/ 12، الجذوة 128، 129، الديباج 1/ 235، تذكرة الحفاظ 3/ 1059.
[4] إضافة على الأصل.
[5] أضاف بعدها في الأصل «بن» .
[6] في الأصل «موسى» والتصويب من (الصلة 1/ 12 رقم 16) .(27/328)
حجّ فسمع من حمزة الكناني، وأَبِي بَكْر الْأجُرِّي.
مات فِي عَشْر الثمانين.
أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن زكريّا [1] الْأستاذ، أَبُو الْعَبَّاس الفَسَوِي الزّاهد، شيخ الحرم.
سَمِعَ ابن عَدِيّ الْجُرْجَاني، وأحمد بن عطاء الرّوذباريّ، وجمح بْن القاسم الدمشقي، وأَبَا بَكْر الرّبعي، وطائفة بالشام والعراق والعجم.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو نصر بْن الحبّان، وَأَبُو عَلِيّ الْأهوازي، وَأَبُو يَعْلَى إِسْحَاق الصَّابُونِي، وطائفة.
قَالَ الخطيب، كَانَ ثقة، ثنا عَنْهُ أَبُو مُحَمَّد الخلال وغيره.
أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمران [2] ، أَبُو الْحَسَن بْن الجندي النهشلي البغدادي.
وُلِد فِي آخر سنة ستّ وثلاثمائة، وسمع من أَبِي القاسم الْأزهري، وأَبِي [3] مُحَمَّد الخلال، وأَبِي الْحُسَيْن بْن النقّور، وآخرون.
قَالَ الْأزهري:
حضرته وهو يُقْرَأ عَلَيْهِ كتاب «ديوان الْأنواع» الَّذِي جَمَعَهُ، فَقَالَ لي ابن الْأبنوسي: لَيْسَ هذا سماعه، وإنّما رَأَى نسخة [4] عَلَى ترجمتها اسم [5] وافق اسمه فادَّعَى ذَلِكَ.
وقَالَ العتيقي: تُوُفِّي فِي جمادي الآخرة، وكان يُرْمَى بالتشيّع، وكانت له أصول حسان.
__________
[1] تاريخ بغداد 5/ 9، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 3/ 310، التهذيب 2/ 50، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان ق 1- ج 1/ 395 رقم 213.
[2] تاريخ بغداد 5/ 77 رقم 2464، العبر 3/ 60.
[3] في الأصل «أبو» .
[4] الأصل «على نسخة على» .
[5] الأصل «أسماء» .(27/329)
إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن الشَّرَفي [1] الحَضْرَمِي، خطيب قُرْطُبَة، أَبُو إِسْحَاق.
رَوَى عَنْ أحْمَد بْن مَطَرِّف، وأَبِي عيسى اللَّيْثي، وجماعة، وكان مجلسه محتفلا بوجوه [2] النّاس وطلبة العلم، وكان ذكيًّا حافظًا، ولكنْ أصابه فالجٌ وخَرَسٌ، وكان إِلَيْهِ شُرْطة قُرْطُبَة، وكان ابن عامر الحاجب يَقُولُ: إنه يَصْلُحُ لكلّ أمر.
إِسْحَاق بْن عَبْد اللَّه بْن إِسْحَاق النّصْري [3] ، أَبُو يعقوب الحنفي، شيخ الحنفيّة وعالمهم بجُرْجَان.
يَرْوِي عَنْ دَعْلَج، وابن عَلِيّ بْن الصّوّاف.
وتُوُفِّي فِي المحرَّم.
إِسْمَاعِيل بْن أبي بكر [4] أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بْن الْعَبَّاس، العلامة، أَبُو سَعِيد [5] الإسماعيلي الْجُرْجَاني الفقيه، شيخ الشافعية بجُرْجَان.
كَانَ مقدَّمًا فِي الفقه والعربية، كثير التصانيف، رئيسًا مُفَضَلا عَلَى أهل العِلْم.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وابْن عَدِيّ، وأَبِي الْعَبَّاس الْأصمّ، وابْن دُحَيْم الشَّيْباني، وأَحْمَد بْن كامل بْن شجرة، وعن مُحَمَّد بْن حفص الْمَكِّيّ، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ بنوه: الفضّل، والسّريّ، وسعد، ومسعدة، وَأَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو مُحَمَّد الخلال، وحمزة بْن يوسف السَّهْمي، وخلْق سواهم.
__________
[1] الصلة لابن بشكوال 1/ 88، 89 رقم 194.
[2] في الصلة «بوجود» .
[3] في الأصل «البصري» والتصويب من (تاريخ جرجان 165 رقم 194) .
[4] تاريخ بغداد 6/ 309 رقم 2354، تاريخ جرجان 147 رقم 170، المنتظم 7/ 231 رقم 372، مرآة الجنان 2/ 448، البداية والنهاية 11/ 336، العبر 3/ 60، 61، النجوم الزاهرة 4/ 214، شذرات الذهب 3/ 147، الوافي بالوفيات 9/ 87 رقم 4002، طبقات الفقهاء 121، طبقات الشافعية الكبرى 3/ 37 (في ترجمة أخيه أبى نصر) . تبيين كذب المفترى 207- 211، طبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 51، 52، سير أعلام النبلاء 17/ 87، 88.
[5] في تاريخ بغداد، والعبر، وطبقات الفقهاء وغيره «سعد» .(27/330)
وثّقه الخطيب وغيره.
قَالَ القاضي أَبُو الطيب: ورد الإمام أَبُو سعد بغداد، فأقام بها، ثم حجّ. عقد لَهُ الفقهاء مجلسين، فولي أحدهما أبو حامد الأسفرايني، والآخر أبو محمد البافي [1] .
وتُوُفِّي فِي نصف ربيع الآخر ليلة الجمعة، وله ثلاثٌ وستُّون سنة، وممّا أكرمه اللَّه بِهِ أَنَّهُ مات، وهو فِي صلاة المغرب يقرأ: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ 1: 5 ففاضت نفسه [2] .
قَالَ حمزة السَّهْمي [3] : كَانَ إمام زمانه، مقدَّمًا فِي الفقه والعربيّة والكتابة والشُّروط والكلام، صنَّف فِي أصول الفقه كتابًا كبيرًا، وتخرّج على يده جماعة، مع الورع الثخين، والمُجَاهَدَة والنُّصْح للإسلام، والسَّخاء، وحُسْن الخُلُق، بالغ السَّهْمي فِي تقريظه.
إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن حمدان [4] بن نوح، أبو إبراهيم المهلّبيّ الْبُخَارِيّ الخطيب.
رَوَى عَنْ مُحَمَّد بْن حَمْدَوَيْه المَرْوَزِي، وعَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الحارثي، وجماعة.
وعنه: أَبُو القاسم الْأزهري، والْحُسَيْن أخو الخلال، وغيرهما.
حاتم بْن عَبْد اللَّه بْن أحْمَد [5] بْن حاتم بْن فرانك [6] ، أَبُو بَكْر القُرْطُبي البزّاز.
ولد سنة إحدى عشرة وثلاثمائة، وحدّث عَنْ أحْمَد بْن خَالِد بْن الحُبَاب، وعَبْد اللَّه بْن يونس القبري، والْحَسَن بْن سعد، وعمّر دهرا.
__________
[1] تاريخ بغداد 6/ 310، المنتظم 7/ 231.
[2] تاريخ جرجان 107، المنتظم 7/ 231، البداية والنهاية 11/ 336.
[3] تاريخ جرجان 106، 107.
[4] تاريخ بغداد 6/ 402 رقم 3460.
[5] تاريخ علماء الأندلس 1/ 108 رقم 336، جذوة المقتبس 203 رقم 404.
[6] كذا في الأصل، وفي تاريخ ابن الفرضيّ «حنين» .(27/331)
رَوَى عَنْهُ القاضي أَبُو عُمَر بْن الحَذَّاء وقَالَ: أظنّه مات فِي سنة ستٍ وتسعين.
شعيب بْن مُحَمَّد بْن شعيب، أَبُوهُ صالح العجلي البَيْهَقي، وكان أَبُوهُ فقيه عصره للشّافعيّة بنيسابُور [1] .
وسمع شعيب من: أَبِي نُعَيْم عَبْد الملك بْن عَدِيّ، ومُحَمَّد بْن حمدون، وأَبِي حامد بْن الشرفي، ومكيّ بْن عَبْد اللَّه، وبالعراق من أبى بكر بن الْأنباري، وأَبِي عَبْد اللَّه المَحَامِلي، وروى الكثير بنيسابُور.
رَوَى عَنْهُ الحاكم، وقَالَ: تُوُفِّي فِي صفر، وولد سنة تسع وثلاثمائة، وَأَبُو عثمان سَعِيد البحيري.
طَالِب بْن عثمان [2] ، أَبُو أحْمَد الْأزْدِيّ النَّحْوِيّ البغدادي المؤدّب.
سَمِعَ محمد بن حمدويه المروزي، وأبا بكر بن الْأنباري، والمَحَامِلي.
رَوَى عَنْهُ: عَلِيّ بْن مُحَمَّد المالكي، ومُحَمَّد بْن مُحَمَّد الْحُسَيْن العطّار، وجماعة، وآخرهم أَبُو الْحُسَيْن بْن المهتدي الخطيب.
عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد [3] ، أَبُو زيد القُرْطُبي العطّار.
وروى عَنْ أحْمَد بْن سَعِيد بْن حَزْم الصَّدَفي، وأَحْمَد بْن المُطَرِّف بْن أَبِي عيسى، وجماعة، وحجّ، وسمع من حمزة الكناني، وبكر بْن الحدّاد، وأَبِي حفص عُمَر الْجُمَحي، والْحَسَن بْن الخضر الْأسيوطي، وسمع النّاس منه كثيرًا.
قال ابن بشكوال: كَانَ ثقة كثير السّماع.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو إِسْحَاق بْن شنظير، وَأَبُو عُمَر بْن عَبْد البَرّ، وعاش سبعين سنة، ورحمه الله.
__________
[1] انظر عنه في: الأنساب 2/ 382.
[2] تاريخ بغداد 9/ 365 رقم 4934، بغية الوعاة 2/ 16 رقم 1318.
[3] هو: عبد الرحمن بْن يحيى بْن محمد بْن عَبْد الله بن يحيى العطار. (الصلة لابن بشكوال 1/ 306 رقم 676.(27/332)
عَبْد الرَّحْمَن بْن أحْمَد بْن أصبغ [1] ، أَبُو المُطَرِّف الْأمويّ.
رَوَى فِي هذه السّنة بالأندلس، عن أبى الحسن الدار قطنى.
حدّث عنه: عبد الرحمن بن يوسف الرّفّاء.
عَبْد الوهاب بْن الْحَسَن بْن الوليد [2] بْن مُوسَى الكلابي المحدّث، أَبُو الْحُسَيْن الدمشقي المعروف بأخي تبوك [3] .
رَوَى عَنْ: مُحَمَّد بْن خُرَيْم، وطاهر بْن مُحَمَّد، وسعيد بْن عَبْد العزيز، وأَبِي الْجَهْم بْن طِلاب، وأَبِي الْحَسَن بْن جَوْصا، وإِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مروان، وأَبِي عُبَيْدة أحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن ذكوان، ومُحَمَّد بْن بكّار السَّكْسَكي، وخلْقٍ سواهم.
رَوَى عَنْهُ: تمّام، وعَبْد الوهاب الميداني، ورشأ بْن نظيف، وَأَبُو عَلِيّ الْأهوازي، وَأَبُو القاسم بْن الفرات، وَأَبُو القاسم السّميساطي، وَأَبُو القاسم الجنابي، وَأَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن حَسْنُون النَّرْسي، وخلق كثير.
وُلِد فِي ذي القعدة، سنة [ثلاث] [4] وثلاثمائة [5] ، وتُوُفِّي فِي ربيع الْأوّل، عَنْ تسعين سنة.
قَالَ عَبْد العزيز الكتّاني: وكان ثقة نبيلا.
قلت: كان مسند وقته بدمشق.
__________
[1] الصلة لابن بشكوال 1/ 306، 307 رقم 677.
[2] الإكمال 4/ 572، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 3/ 129 و 10/ 272 و 11/ 21 و 182.
و16/ 447 و 20/ 290 و 25/ 5 و 57 و 192 و 35/ 385 و 37/ 605 و 40/ 294، التهذيب 1/ 432 و 4/ 354، معجم البلدان 5/ 134، العبر 3/ 61، تاريخ التراث العربيّ 1/ 531، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان ق 1- ج 3/ 250 رقم 959، النجوم الزاهرة 4/ 214، شذرات الذهب 3/ 147.
[3] في الأصل «نيزك» والتصحيح من مصادر ترجمته.
[4] ساقطة من الأصل.
[5] في الأصل «ثلاثين» وهو خطأ.(27/333)
عَلِيّ بْن جَعْفَر [1] ، أَبُو الْحُسَيْن السِّيرَوَاني [2] الصُّوفِي الزّاهد، المجاور بمكّة. فِي سلْخ المحرَّم كَانَ موتُه.
قَالَ الحبّال: إنه بلغ من السّنّ مائة وإحدى عشرة سنة، حدثونا عَنْهُ، وحدّث عَنْ إِبْرَاهِيم الخوّاص.
وقَالَ السُّلَمي فِي تاريخه [3] : هُو من ثقات الشّيوخ بناحيته، معدوم القرين، صحِب الشِّبْليّ.
أَخْبَرَنَا ابن الخلال، أَنَا جَعْفَر، أَنَا العثماني، حدّثني أَبُو القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْر الْقُرَشِيّ المقرئ، ثنا عَبْد الرحمن [بن عبد الباقي] [4] الباقي بْن فارس، نا أَبُو حفص بْن عِرَاك إمام الجامع العتيق بمصر، قَالَ: كَانَ الشَّيْخ أَبُو الْحَسَن السِّيرَوَاني المجاور يزور إخوانه فِي البلاد، فزارني سنةً، فبينا هُوَ جالس معى، إذا سمعنا ضَوْضَاء فِي الجامع، فقيل لنا: رَجُل سُرِق منه شيء، فاستحضره الشَّيْخ، فسأله عَنْ أمره، فَقَالَ لَهُ: إنّي فقير، ولي عائلة، ففُتح عليّ برداء ودِينارَيْن، فصررتهما فِي الرّداء، فسُرِق ذَلِكَ منّي، فَقَالَ لَهُ [انتظر] [5] ، ثم حرّك الشَّيْخ شفتيه، ورفع طرفه إلى السّماء، فما استتمّ دعاءه حتى سمعنا قائلا يَقُولُ: من ضاع منه شيء فلْيَصِفْه ويأخذه، فوصف لَهُ الرجل صفة متاعه، فسلّمه إِلَيْهِ، فَقَالَ الشَّيْخ: خذه وامض.
قَالَ ابن عِرَاك: فسألته عمّا دعا بِهِ، فَقَالَ: دعوت باسم اللَّه الْأعظم، فسألته أن يعلّمني إيّاه، فامتنع، ثم قَالَ لي: قل اللَّهمّ إنّا نسألك بأنّ لك الحمد، لا إله إلا أنت، بديع السّماوات والأرض، ذو الجلال والإكرام، الحي القيّوم، أحرزتُ نفسي بالحيّ الَّذِي لا يموت، وألجأت ظهري للحىّ
__________
[1] طبقات الصوفية 51 و 259 و 343، نفحات الأنس لعبد الرحمن الجامي (مخطوط بدار الكتب 30- تاريخ فارسي) 66.
[2] السّيروانى: بكسر السين وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها راء وياء ثانية وفي آخرها نون. (اللباب 2/ 166) .
[3] لم أجد قوله هذا في طبقات الصوفية.
[4] ساقطة من الأصل.
[5] إضافة على الأصل.(27/334)
القيّوم، لا إله إلّا الله نعيم الغافر، اللَّه لا إله إلا أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين، أفوّض أمري إلى اللَّه، لا حول ولا قوّة إلا باللَّه العليّ العظيم.
عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق [1] بْن مُحَمَّد بْن يزيد، أَبُو الْحَسَن الحلبي القاضي الفقيه الشافعي، نزيل مصر.
سَمِعَ جدّه إِسْحَاق، وعَلِيّ بْن عَبْد الحميد الغضائري، وعَبْد الرحمن بن عبيد الله ابن أخي الإمام، ومُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن نيروز الْأنماطي، ومُحَمَّد بْن نوح الْجُنْدَيْسَابُورِي، ومُحَمَّد بْن الرّبيع الجيزي، وأَبِي بَكْر بْن زياد النيسابُوري، وجماعة سواهم.
رَوَى عَنْه: عَبْد الملك بْن عثمان الزّاهد، ورشأ بْن نظيف، والْحُسَيْن بْن عتيق التنيسي، وعَبْد الملك بْن عُمَر البغدادي الرّزّاز، وَأَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن مكّي، وآخرون.
قَالَ أَبُو عَمْرو [2] الدّاني: رَوَى عَنِ ابن مجاهد «كتاب السّبعة» ، وهو، وشيخنا أَبُو مسلم، آخر من بقي من أصحاب ابن مجاهد. وعُمِّر أَبُو الْحَسَن عمرًا طويلا، حتى نَيِّف عَلَى عشرٍ ومائة فيما بلغني.
قلت: وَرَّخ موته القاضي، وقَالَ: يقال إنّه وُلِد سنة خمسٍ وتسعين ومائتين قلت: فعلى هذا يكون قد عاش مائة سنة ونَيِّف سنة.
أَنْبَأَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْقَادِرِ، أَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَاكِمُ، أَنَا طَاهِرُ بْنُ سَهْلٍ الإِسْفِرَايِينِيُّ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَخَمْسِمَائَةٍ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَكِّيٍّ الْأزْدِيُّ، أَنَا عَلِيّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ أَخِي الْإمَامِ بِحَلَبٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ، ثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ رَقَبَةَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسٍ، عَنْ حَبِيبٍ، يَعْنِي ابْنَ سَالِمٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: أَعْلَمُ النَّاسِ بِصِفَاتِ هَذِهِ الصَّلاةِ، صَلاةِ عِشَاءِ الآخِرَةِ، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِسُقُوطِ الْقَمَرِ لِثَالِثَةٍ. تَفَرَّدَ بِهِ جَرِيرٌ، عَنْ رَقَبَةَ بْنِ مِصْقَلَةٍ.
__________
[1] العبر 3/ 61، النجوم الزاهرة 4/ 315، شذرات الذهب 3/ 147، 148.
[2] في الأصل «عمر» .(27/335)
عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن يوسف [1] بْن يعقوب الْأستاذ، أَبُو الْحَسَن بْن العلاف البغدادي المُقرئ، والد أَبِي طاهر بْن العلاف، وجدّ أَبِي الْحَسَن الحاجب.
كاد أن يقرأ [2] عَلَى ابن مجاهد، وابْن شنَّبُوذ، فإنّه وُلِد سنة عشرٍ وثلاثمائة، وعُنِيَ بالقراءات فِي كبره، وقرأ عَلَى النّقّاش، وبكّار بْن أحْمَد ورشد بْن عَلِيّ بْن أَبِي بلال، والْحَسَن بْن دَاوُد النّقّار، وعَبْد الواحد بْن أَبِي هاشم، وسمع من أَبِي على بن محمد الواعظ وجماعة، وتصدّر للإقرار مدة، واشتهر وبعد صيته.
قرأ عَلَيْهِ: الحَسَن بْن مُحَمَّد القنطري، وَأَبُو عَلِيّ الشرْمَقاني، والْحَسَن بْن عَلِيّ العطّار، وَأَبُو الفتح بْن شيطا، وآخرون.
وثّقه الخطيب.
قاسم بْن مُحَمَّد بْن قاسم [3] بْن عَبَّاس، أَبُو مُحَمَّد بْن عَسْلُون القُرْطُبي الفَرَّاء.
يقال: مات فِي السنة الماضية.
محمد بن أحمد بن محمد [4] بن جعفر بْن مُحَمَّد بْن بحير بْن نوح، أَبُو عَمْرو البحيري النيسابُوري المُزَكِّي.
سَمِعَ [5] أَبَاه أَبَا الْحُسَيْن، ويحيى بْن منصور القاضي، وعَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الكعبي، ومحمدًا، وعليا، ابني المؤمِّل بْن الْحَسَن، ورحل إلى العراق بعد الستّين وثلاثمائة، فكتب عَنِ الموجودين.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وهو أكبر منه، وَأَبُو العلاء مُحَمَّد بْن عَلِيّ الواسطي ومُحَمَّد بْن شعيب الرّوياني.
قَالَ الحاكم: كَانَ من حُفَّاظ الحديث المبرّزين فِي المذاكرة. توفّى في
__________
[1] تاريخ بغداد 12/ 95 رقم 5517، المنتظم 7/ 231، 232 رقم 373.
[2] في الأصل «يقرى» .
[3] الصلة لابن بشكوال 2/ 467، 468 رقم 1009.
[4] العبر 3/ 61، شذرات الذهب 3/ 148، المنتظم 7/ 232 رقم 374، مرآة الجنان 2/ 448، البداية والنهاية 11/ 336.
[5] في الأصل «سمع إبراهيم» .(27/336)
شعبان، وله ثلاثٌ وستون سنة.
قلت: رَوَى عَنْهُ ابنه سَعِيد أيضًا، وله أربعون حديثًا، سمعناها بعُلُوٍّ.
مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عَبْدَوس بْن أحْمَد، أَبُو بَكْر الْأديب النَّحْوِيّ النيسابُوري الفقيه.
سَمِعَ: أَبَا عَمْرو الحيري، ومكّي بْن عَبْدان، وابْن الشرفي، وعمّه إِبْرَاهِيم بْن عَبْدَوس.
قَالَ الحاكم: عقدت لَهُ مجلس الْأملاء سنة ثمان وثمانين، وتُوُفِّي فِي شعبان سنة ستٍّ وتسعين.
قلت: رَوَى عَنْهُ الحاكم، وَأَبُو القاسم القُشَيْرِي، وَأَبُو يَعْلَى الصَّابُونِي.
ومن طبقته: أحْمَد بْن محمد بْن عَبْدَوس [1] ، أَبُو بَكْر الحافظ النَسَوِي نزيل مَرْو.
سَمِعَ بدمشق أَبَا القاسم عَلِيّ بْن أَبِي العَقب، وبُكَيْر بْن الْحَسَن الرّازيّ بمصر، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن يوسف الْجُوَيْني الفقيه، والْحَسَن بْن القاسم المَرْوَزِي، ومُحَمَّد بْن الْحَسَن المَرْوَزِي.
ومن طبقتهما: أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْدَوس الحاتمي، أَبُو الْحَسَن النيسابُوري الفقيه الشافعي.
سَمِعَ الْأصمّ، وجماعة.
ومات فِي الكُهُولة فِي حياة أبيه، سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، وكان من الفُضَلاء.
أما أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْدَوس العنزي الطرائفي صاحب عثمان بْن سَعِيد الدّارَمي، فقد ذُكِر فِي 346.
مُحَمَّد بْن إِسْحَاق النيسابُوري المُطَّوِّعي الكيّال. أصله من جُرْجان.
سَمِعَ من الْأصمّ، وأَبِي عَبْد اللَّه الصّفّار. وكان من الصّالحين.
__________
[1] تهذيب ابن عساكر 2/ 66.(27/337)
مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن الفضل [1] بْن المأمون، أَبُو بَكْر الهاشمي العباسي البغدادي.
سَمِعَ أَبَا بَكْر بْن زياد النيسابُوري، وأَبَا بَكْر بْن الْأنباري، والمَحَامِلي، وجماعة، وهو جدّ أَبِي الغنائم عَبْد الصَّمد بْن عَلِيّ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر البَرْقَاني، وهبة [اللَّه] [2] اللالكائي، وعَبْد الباقي بْن مُحَمَّد بْن غالب العطّار، وجماعة.
وعاش [3] ستًا وثمانين سنة.
وثّقه الخطيب.
مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن النَّضر [4] ، أَبُو بَكْر الديباجي البغدادي.
سَمِعَ عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن مبشّر الواسطيّ، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سعدان الواسطي، ومحمد بن حمدويه المروزي.
[و] عنه: هبة اللَّه اللالكائي، وَأَبُو بَكْر البَرْقَاني.
ووثّقه أَبُو الْحَسَن العتيقي.
مُحَمَّد بْن عُمَر بْن عَلِيّ [5] بْن خَلَف بْن زنبور، أَبُو بَكْر الوَرّاق، من شيوخ بغداد.
حدّث عَنْ: أَبِي بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، والقاسم البَغَوي، وعُمَر الدُّوري [6] ، وابْن صاعد، وغيرهم.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو القاسم الْأزهري، وَأَبُو مُحَمَّد الخلال، وجماعة آخرهم أبو نصر محمد بن محمد الزّينبى.
__________
[1] تاريخ بغداد 2/ 214 رقم 652، المنتظم 7/ 232 رقم 375، العبر 3/ 62، النجوم الزاهرة 4/ 215، شذرات الذهب 3/ 148.
[2] إضافة على الأصل.
[3] في الأصل «وعنه عاش» .
[4] تاريخ بغداد 3/ 92 رقم 1086.
[5] تاريخ بغداد 3/ 35 رقم 964، العبر 3/ 62، شذرات الذهب 3/ 148.
[6] في الأصل «الدربي» والتصحيح من (تاريخ بغداد) .(27/338)
قال الأزهري: ضعّف في روايته عن البَغَوي.
وسماعه من الدوري صحيح.
وقَالَ العتيقي: فِيهِ تَساهُل. وتُوُفِّي فِي صفر.
وقَالَ الخطيب: كَانَ ضعيفًا جدًّا.
قلت: وهو راوي البعث لابن أَبِي دَاوُد، والثاني [1] من مُسْنَد ابن مَسْعُود.
مُحَمَّد بْن عيسى بْن مُحَمَّد [2] بْن مُعَلَّى بْن أَبِي ثَوْر، أَبُو عَبْد اللَّه الحَضْرَمِي الوَرّاق، من أهل قُرْطُبَة.
رَوَى عَنْ: أحْمَد بْن مَسْعُود بْن سَعِيد بْن حَزْم، وأَبِي جَعْفَر بْن عَوْن اللَّه، وجماعة.
وكانت لَهُ عناية كبيرة بالرّواية، وكان صالحًا ثقة.
ولد سنة سبع عشرة [3] وثلاثمائة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو المُطَرِّف بْن فُطَيْس القاضي، وغيره.
وتُوُفِّي فِي ربيع الآخر.
ذكره ابن بشكوال، وقد ذكره ابن الفَرَضِيّ فَقَالَ: سَمِعَ من أحْمَد بْن مَطَرِّف، ومُحَمَّد بْن معاوية القرشي، وكان شيخا صالحا حسن المعروفة، ثقة.
رحمه اللَّه.
مُحَمَّد بْن نصر بْن أحْمَد [4] بْن مالك، أَبُو الْحَسَن القطيعي.
رَوَى عَنِ المَحَامِلي، ويوسف بْن البهلول الْأزرق.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الخلال، وغيره، وبقي إلى هذه السنة.
__________
[1] في الأصل «الباني» وهو تصحيف.
[2] الصلة لابن بشكوال 2/ 481 رقم 1043.
[3] في الأصل «سبع عشرة سنة وثلاثمائة» .
[4] تاريخ بغداد 3/ 320 رقم 1421.(27/339)
نُجَيْح بْن سُلَيْمَان الخَوْلاني [1] الْأندلسي. تُوُفِّي بالأندلس.
ياسين بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن ياسين بْن النَّضْر، أَبُو يوسف الباهلي النيسابُوري.
سَمِعَ مكّي بْن عَبْدان، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ الحاكم في تاريخه.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 2/ 157، 158 رقم 1497، جذوة المقتبس 358 رقم 844، بغية الملتمس 477 رقم 1400.(27/340)
[وفيات] سنة سبع وتسعين وثلاثمائة
أَصْبَغ بْن الفَرَج بْن فارس [1] ، أَبُو القاسم الطّائي القُرْطُبي المالكي، من كبار المُفْتين بقُرْطُبَة. كَانَ من أهل اليقظة والنَّباهة، بصيرًا بالفِقْه.
سَمِعَ من أَبِي جَعْفَر بْن عَوْن اللَّه، وأَبِي مُحَمَّد بْن عَبْد المؤمن، وأَبِي مُحَمَّد الباجي.
وُلِّي قضاء بَطَلْيُوس، فأحسن السيرة، ومنهم من يقول: توفّى سنة أربعمائة.
وكان أخوه حامد من الصُلَحاء القانتين، يُتَبَرَّك بلقائه. عاش بعد أخيه أَصْبَغ خمسةَ أعوام.
الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم، أَبُو عَلِيّ الصُّوفِي. قَالَ عَبْد الغافر:
شيخ قديم، ثقة، كثير الحديث.
سَمِعَ أَبَا بَكْر القطّان، وأَبَا حامد بْن بلال، والأصمّ، وحدّث.
خَلَف بْن سُلَيْمَان [2] ، أَبُو القاسم بْن الحجَّام القُرْطُبي. كَانَ مجوِّدًا لحرف نافع.
قرأ عَلَى أَبِي الْحَسَن الْأنطاكي، وكان عارفًا برسم المُصْحَف ونَقْطه، بارعًا فيه، ولذلك قيل له: «خلف النّاقط» .
__________
[1] الصلة لابن بشكوال 1/ 107، 108 رقم 252، الديباج المذهب 97، 98، العبر 3/ 63، شذرات الذهب 3/ 149، مرآة الجنان 2/ 448.
[2] الصلة لابن بشكوال 1/ 161 رقم 359.(27/341)
سَعِيد بْن يوسف [1] ، أَبُو عثمان الْأمويّ الْأندلسي القَلَعيّ، من قلعة أيّوب.
رَوَى فِي الرحلة عَنْ أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَمّار الدِّمْياطي، وإبراهيم بْن أَبِي غالب الْمَصْرِيّ، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ الصاحبان، وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن عَبْد السلام.
سَعِيد بْن مُحَمَّد بْن سيد [2] أَبِيهِ، أَبُو عثمان الْأمويّ الْأندلسي.
حجّ وأكثر عَنْ أَبِي بَكْر الْأجُرِّي، وحمزة بْن مُحَمَّد الكتّاني، ولقي بالقَيْروَان عَلِيّ بْن مسرور، وتميم، وكان صالحًا زاهدًا متبتّلا مجاهدًا، أجاز الخَوْلاني فِي هذه السنة.
وكان مولده فِي سنة ثمانٍ وعشرين وثلاثمائة.
عَبْد اللَّه بْن محمد بْن أحمد بْن مُحَمَّد بْن الفرج بْن مَتَّوَيْه القِزْوِيني، الفقيه النّسّابة الحافظ. كَانَ متفنّنًا فِي العلوم.
سَمِعَ: عَلِيّ بْن مِهْرَوَيْه، وفي الرّحلة من إِسْمَاعِيل الصّفّار، وعَبْد اللَّه ابن شَوْذب الواسطي، وجماعة.
ووُلِّي قضاءَ خُراسان، وعاش بِضْعًا وسبعين سنة.
روى عنه: أبو يعلى الخليل بْن عَبْد اللَّه.
عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن دَاوُد، أَبُو مُحَمَّد المَدِيني. شيخ صالح، يَرْوِي عَنِ ابن داسَة.
وعنه عَبْد الرَّحْمَن بْن مَنْدَه، وسعيد السعداني.
مات فِي رجب سنة سبعٍ وتسعين.
عَبْد اللَّه بْن مُسْلِم بْن يحيى [3] ، أَبُو يَعْلَى الدّبّاس. بغداديّ ثقة.
روى عن القاضي المحاملي.
__________
[1] الصلة لابن بشكوال 1/ 211 رقم 469.
[2] الصلة لابن بشكوال 1/ 211، 212، رقم 470.
[3] تاريخ بغداد 10/ 171 رقم 5311.(27/342)
روى عَنْهُ: هبة اللَّه اللالكائي، وعُبَيْد اللَّه الْأزهري، وابْن العريف، وأَحْمَد بْن سُلَيْمَان المقرئ.
عَبْد الحميد بْن مُحَمَّد بْن القاسم الشّاشي الخانكاهي المذكِّر. سَمِعَ من الْأصمّ وطبقته فِي ذي القعدة.
عَبْد الرَّحْمَن بْن المُزَكِّي [1] ، أَبِي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن يحيى، أَبُو الْحَسَن النيسابُوري.
حدث بنيسابُور وبغداد، عَنْ مُحَمَّد بْن حفص بْن عَمْرو بْن الشرفي وأَبِي الْعَبَّاس الْأصمّ، وأَبِي بَكْر القطّان، وأَبِي حامد بْن بلال، وجماعة، وخرّجوا [عَنْهُ] [2] الفوائد.
قَالَ الحاكم: تُوُفِّي فِي شعبان، وكان من عقلاء الرجال العُبَّاد.
وقَالَ الخطيب: كَانَ ثقة، ثنا عَنْهُ مُحَمَّد بْن طلحة.
قلت: وروى عَنْهُ عُمَر بْن أحْمَد النيسابُوري الحوري، وَأَبُو أحْمَد بْن منصور المقري.
عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن أحْمَد [3] بْن حمَّة، أَبُو الْحُسَيْن البغدادي الخلال.
سَمِعَ المَحَامِلي، وابْن عُقْدة، وعَبْد الغافر بْن سلامة، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: البَرْقَاني، وعَبْد العزيز الْأزْجِي، وعُبَيْد اللَّه الْأزهري، وأَحْمَد بْن سُلَيْمَان المقرئ وَأَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن المهتدي باللَّه، وطائفة.
وثّقه الخطيب، وعنده جملة كثيرة من مُسْنَد يعقوب بْن شَيْبَة، سمعه من حفيده، وقد مرّ أَبُوهُ فِي سنة 36.
عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، أَبُو القاسم بْن الحاكم أَبِي أحْمَد الْأنماطي المُزَكِّي. نيسابوري، ثقة جليل.
رَوَى عَنْ أَبِي الْعَبَّاس الأصمّ، وأقرانه.
__________
[1] تاريخ بغداد 10/ 302 رقم 5447.
[2] إضافة على الأصل.
[3] تاريخ بغداد 10/ 301 رقم 5446، المنتظم 7/ 234، 235 رقم 378.(27/343)
تُوُفِّي يوم الشَّك.
عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد [1] بْن عُبَيْد اللَّه، أَبُو المُطَرِّف الرُّعَيْنِي القُرْطُبي المعروف بابن المَشَّاط.
أخذ القراءات عَنْ أَبِي الْحَسَن الْأنطاكي، وسمع من خَلَف بْن قاسم وغيره، وكان فاضلا رئيسًا عالمًا متصلا بالدولة، نفق عَلَى المنصور مُحَمَّد بْن أَبِي عامر، ووُلِّي قضاء بَلَنْسِية [2] وغيرها.
تُوُفِّي فجأة فِي جمادي الآخرة، وصلّى عَلَيْهِ والده الثَّكْلان بِهِ، وعاش بعده عامين.
عَبْد الصَّمد بْن عُمَر [3] ، أَبُو القاسم الدِّينَوَرِي، ثم البغدادي الواعظ.
رَوَى عَنْ أَبِي بَكْر النّجّاد.
قَالَ الخطيب: ثنا عَبْد العزيز الْأزْجِي، والقاضي أَبُو عَبْد اللَّه الصَّيْمَريّ، قَالَ: وكان ثقة زاهدًا أمَّارًا بالمعروف، ناهيا عَنِ المنكر، صاحب مجاهدات وأوراد ومقامات، وإليه تُنْسَب الطّائفة المعروفة بأصحاب عَبْد الصّمد.
قلت: وكان ببغداد فِي زماننا الشَّيْخ عَبْد الصَّمد بْن أَبِي الجيش المقرئ الصّالح، لَهُ أصحاب منهم الشَّيْخ إِبْرَاهِيم بْن أحْمَد الرّقّي الزّاهد، رحمة اللَّه عَلَيْهِ، والشيخ أَبُو بَكْر المقصاتي المقرئ، وجماعة يُنْسَبُون إِلَيْهِ أيضًا.
عَبْد الكريم بْن أحْمَد بْن أَبِي جدار، أبو الحسن المصري، شيخ مسند.
رَوَى عَنْ أحْمَد بْن عَبْد الوارث العسّال، وغيره.
__________
[1] الصلة لابن بشكوال 307، 308 رقم 678.
[2] بلنسية: السين مهملة مكسورة وياء خفيفة، كورة ومدينة مشهورة بالأندلس متصلة بحوزة كورة تدمير، وهي شرقى تدمير وشرقى قرطبة. (معجم البلدان 1/ 490) .
[3] تاريخ بغداد 11/ 43- 44 رقم 5723، المنتظم 7/ 235، 236 رقم 379، النجوم الزاهرة 4/ 217، البداية والنهاية 11/ 337، 338، الكامل في التاريخ 9/ 204.(27/344)
رَوَى عَنْهُ أَبُو إِبْرَاهِيم أحْمَد بْن القاسم بْن ميمون الحسيني، وجماعة.
تُوُفِّي فِي سلْخ رجب.
عَبْد الملك بْن سَعِيد بْن إِبْرَاهِيم بْن معقل بْن الحجّاج، أَبُو مروان النَّسفي.
شيخ ثقة، ولد سنة إحدى عشرة وثلاثمائة، وسمع من الطّرخاني، ونصر بْن مكّي، وخلف بْن الفتح، والهَيْثَم بْن كُلَيْب.
رَوَى عَنْهُ المُسْتَغْفِري فِي تاريخه.
عاصم بْن مُحَمَّد بْن يعقوب بْن إِسْحَاق، أَبُو نصر بْن أَبِي حاتم الهَرَوِي، وليس هُوَ بالمعصمي.
تُوُفّي فِي شَعْبان.
عَلِيّ بْن أحْمَد بْن عَلِيّ النيسابُوري الشّاهد الحذّاء.
سمع الأصمّ، وقتيبة، [و] طبقته، وحدّث.
عَلِيّ بْن أحْمَد بْن طَالِب [1] المعدِّل.
رَوَى عَنْ أَبِي سَعِيد العَدَوِي.
[حدث عَنْهُ] [2] القاضي، أبو عبد الله الصّيمري، وكان معتزليا، صنف في الرد على الرافضة.
توفي في سنة سبع وسبعين ظنا في هذه السنة، أو في التي قبلها.
علي بن عمر الفقيه [3] ، أبو الحسن بن القصار البغدادي المالكي.
روى عن عَلِيّ بْن الفضل السّتُوري، وغيره.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو ذَرّ الهَرَوِي، وَأَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن المهتدي باللَّه وغيرهما.
__________
[1] تاريخ بغداد 11/ 325 رقم 6147.
[2] إضافة على الأصل اعتمادا على الخطيب البغدادي.
[3] تاريخ بغداد 12/ 41 رقم 6406، طبقات الفقهاء 168، العبر 3/ 64، الديباج المذهب 199 (وفيه توفى 398 هـ) ، شذرات الذهب 3/ 149، النجوم الزاهرة 4/ 217، مرآة الجنان 2/ 448، الكامل في التاريخ 9/ 205 ويسمّيه: على بن أحمد. المعروف بابن القصّاب، ترتيب المدارك 4/ 602، شجرة النور 92.(27/345)
ووثقه الخطيب [1] كَانَ من كبار المالكيّة ببغداد. تفقّه عَلَى القاضي أَبِي بَكْر الْأبْهَرِي.
قَالَ أَبُو إِسْحَاق الشيرازي [2] : لَهُ كتاب فِي مسائل الخلاف كبير، لا أعرف لهم كتابًا فِي الخلاف أحسن منه.
وقَالَ القاضي عياض [3] : كَانَ أُصُوليا نَظَّارًا، وُلِّي قضاءَ بغداد.
وقَالَ أَبُو ذَرّ: هُوَ أفقه [من لقيت] [4] من المالكيين، وكان ثقةً، قليل الحديث. تُوُفِّي فِي سنة ثمانٍ وتسعين.
قلت: الصّحيح وفاته فِي هذه السنة، في ثامن من ذي القعدة. ضبطه ابن أَبِي الفوارس فِي الوَفَيَات لَهُ.
عَلِيّ بْن معاوية بْن مصلح [5] ، أَبُو الْحَسَن الْأندلسي.
حجّ وسمع أَبَا حفص عُمَر بْن أحْمَد الْجُمَحي، وإِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الدَّيْبُلي، والآجري، وحمزة بْن مُحَمَّد الكناني الحافظ، وأَبَا مُحَمَّد بْن الورد البغدادي، والْحَسَن بْن الخضر، وسمع بقُرْطُبَة من خَالِد بْن سعد، وأَحْمَد بْن مَطَرِّف، وبمدينة الفرج من وهب بْن مَسَرَّة، ومُحَمَّد بْن القاسم بْن سعد.
قَالَ ابن بشكوال: كَانَ شيخًا فاضلا، ثقة فيما رَوَاهُ. سَمِعَ النّاس منه كثيرًا. حدّث عَنْهُ الصّاحبان، وتُوُفِّي فِي رجب، وكان مولده سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
عُمَر بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ، أَبُو سعد الهَرَوِي، خال القرّاب.
رَوَى عَنْ أَبِيهِ، وأَبِي أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن قُرَيْش بْن سُلَيْمَان.
رَوَى عَنْهُ: إِسْحَاق القرّاب، وحمزة بن فضالة.
توفّى في جمادى الآخرة.
__________
[1] تاريخ بغداد 12/ 41.
[2] طبقات الفقهاء 168.
[3] ترتيب المدارك 4/ 602.
[4] إضافة على الأصل يقتضيها السياق.
[5] الصلة لابن بشكوال 2/ 411، 412 رقم 883.(27/346)
محمد بن أحمد بن محمد بن عُبَيْد، أَبُو عَبْد اللَّه الوشّاء الفقيه المالكي الزّاهد، كبير المالكية بمصر.
أخذ عَنْ أَبِي إِسْحَاق مُحَمَّد بْن القاسم بْن شعبان الْمَصْرِيّ وغيره، ورحل النّاس إِلَيْهِ، وكان قويّ النّفس، شديد المبايَنَة لبني عُبَيْد أصحاب مصر.
آخذ عَنْهُ أَبُو عمران الفاسي، وَأَبُو مُحَمَّد الشنتجاني، وَأَبُو مُحَمَّد بْن غالب السّبْتي.
قَالَ الحبّال: تُوُفِّي فِي تاسع جُمادى الآخرة.
مُحَمَّد بْن سَعِيد البُوسَنْجي، قاضي بوسَنْج [1] وخطيبها، قُتِل غِيلةً فِي رمضان.
مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان [2] [بْن] [3] جَعْفَر، أَبُو الْحَسَن العبدي.
البغدادي العطار.
سَمِعَ أَبَا بَكْر بْن زياد النيسابُوري، والقاسم، والْحُسَيْن، ابنَيِ المَحَامِلي، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد الْأدمي.
قَالَ العتيقي: هُوَ ثقة مأمون. مات فِي صفر.
رَوَى عَنْهُ ابن المهتدي باللَّه.
مُوسَى بْن أحْمَد بْن سَعِيد [4] ، أَبُو مُحَمَّد اليَحْصُبِي القُرْطُبي، ويُعْرَف بالولد [5] ، الفقيه المالكي.
سَمِعَ قاسم بْن مُحَمَّد، وأَحْمَد بْن مَطَرِّف، ودرّس الفقه، وتقلّد الشّورى.
__________
[1] بوسنج: بالضم ثم السكون والسين المهملة والنون ساكنة وجيم. من قرى ترمذ. (معجم البلدان 1/ 508) .
[2] تاريخ بغداد 3/ 230 رقم 1296 وفيه «سلمان» .
[3] ساقطة من الأصل.
[4] تاريخ علماء الأندلس 2/ 150 رقم 1466.
[5] في تاريخ علماء الأندلس «بالوتد» .(27/347)
قال ابن الفرضىّ: نسب إليه تخليط كثير عُرِفَ بِهِ.
النُّعْمَان بْن مُحَمَّد بْن محمود [1] بْن النُّعْمَان، أَبُو نصر الْجُرْجَاني التّاجر، نزيل نيسابُور.
سَمِعَ أَبَا طاهر مُحَمَّد بْن الحسن المحمدآبادي، والأصمّ، وأَبَا يعقوب إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم النَّحْوِيّ الْجُرْجَاني، وتفقه عَلَى أَبِي بَكْر الإسماعيلي، وسمع بآمل من أصحاب أَبِي حاتم الرّازي، وأكثر عَنِ ابن عَدِيّ.
رَوَى عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه الحاكم.
أَبُو سهل بْن أَبِي بشْر، هُوَ مُحَمَّد بْن هارون النيسابُوري.
سَمِعَ أَبَا بَكْر القطّان والأصمّ.
تُوُفِّي فِي رجب.
أَبُو سهل مُحَمَّد بْن يحيى النيسابُوري الواعظ.
[سَمِعَ] [2] من الْأصمّ، وأَبِي سهل القطّان.
مات فِي صفر.
أَبُو الْعَبَّاس بْن واصل [3] . كَانَ يخدم في الكرخ، وكانوا يقولون: «إنّك تملّك» ويهزءون بِهِ، ويقول بعضهم: إنْ صرت، ملكًا فاستخدمني، ويقول الآخر: اخلع عَلِيّ، فآل أمره إلى أن ملك سِيراف، ثم البصْرة، ثم قصد الْأهواز، وحارب السلطان بهاء الدولة وهزمه، ثم تملّك البطيحة، وأخرج عَنْهَا مهَّذب الدولة عَلِيّ بْن نصر إلى بغداد، فنزح مهذَّب الدولة بخزائن، فأخذت فِي الطّريق، واضطر إلى أن ركب بقرة، واستولى ابن واصل عَلَى داره وأمواله، ثم إنّ فخر المُلْك أَبَا غالب قصد ابن واصل، فعجز عَنْ حربه، واستجار بحسّان الخَفَاجي، ثم قصد بدر بْن حَسْنَوَيْه، فقتل بواسط في صفر، والله أعلم.
__________
[1] تاريخ جرجان 480 رقم 965.
[2] إضافة على الأصل.
[3] العبر 3/ 64، المنتظم 7/ 236، 237 رقم 380، البداية والنهاية 11/ 338، شذرات الذهب 3/ 149، الكامل في التاريخ 9/ 194- 196، المختصر في أخبار البشر 2/ 137.(27/348)
[وفيات] سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة
أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن سهل، أَبُو بَكْر بْن إِسْحَاق الهَرَوِي القرّاب الشهيد.
سَمِعَ أَبَا عَلِيّ بْن درزين الباشاني، وغيره.
وعنه: شيخ الْإسلام إِسْمَاعِيل الصّابوني، وَأَبُو العلاء صاعد بن منصور، [و] محمد بْن مُحَمَّد الْأزْدِيّ، وَأَبُو عاصم مُحَمَّد بْن أحْمَد العبّادي الفقيه، وجماعة.
أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم [1] ، أَبُو الْعَبَّاس البُرُوجِرْدِي، الوزير لفخر [2] الدولة أَبِي الْحَسَن بْن بُوَيْه. كَانَ يلقّب بالأوحد الكافي، وكان أديبًا شاعرًا.
تُوُفِّي فِي صفر، وأُخرِج تابوته، وشيّعه الكبار والأشراف، وحُمِل إلى مشهد كَرْبَلاء، ودُفن بِهِ، وكان يتشيّع، وسافر مَعَ تابوته جماعة.
أحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن يحيى [3] بْن سَعِيد، أَبُو الفضل الهَمَذَاني الملقّب ببديع الزّمان، صاحب الرّسائل الرائعة، وصاحب المقامات التي على منوالها
__________
[1] المنتظم 7/ 240 رقم 381، الكامل في التاريخ 9/ 209.
[2] في الأصل «فخر» وقد أضفنا اللام.
[3] مرآة الجنان 2/ 449، 450، البداية والنهاية 11/ 340، معجم الأدباء 2/ 161، الوافي بالوفيات 6/ 355- 358 رقم 2857، يتيمة الدهر 4/ 240، وفيات الأعيان 1/ 127- 129 رقم 52، العبر 3/ 67، النجوم الزاهرة 4/ 218، 219، شذرات الذهب 3/ 150، 151، المختصر في أخبار البشر 2/ 138، تاريخ ابن الوردي 1/ 319، تذكرة الحفاظ 3/ 1027، الأنساب 12 (الهمذانيّ) ، الكامل في التاريخ 9/ 209، اللباب 3/ 392، سير أعلام النبلاء 17/ 67، 68 رقم 35، روضات الجنات 66، هدية العارفين 1/ 69.(27/349)
صنّف الحريري، واعترف لَهُ بالفضل.
ومن كلامه: «الماء إذا طال مُكْثُه ظهر خُبْثُه، وإذا سكن مَتْنُهُ تحرّك نَتْنُه» .
«الموت خطْب قد عُظم حتى هان، ومَسُّ قد خُشن حتّى لان» .
«والدنيا قد تنكّرت حتى صار الموت أخفّ خُطُوبها، وخَبُثَتْ حتى صار أصغر ذنوبها، فانظر يَمْنَةً هَلْ ترى إلا محنة، ثم انظر يَسْرَةً، هَلْ ترى إلا حَسْرَةً» .
ومن رسائله البديعة، وكان قد جرى ذِكْره فِي مجلس شيخه أبى الحسين بْن فارس فَقَالَ ما معناه: إنّ بديع الزمان قد نسي حق تعليمنا إيّاه وعَقَّنَا، وطمح بأنفه عنّا، فالحمد للَّه عَلَى فساد الزّمان، وتَغَيُّر نَوْع الْأنْسَان.
فبلغ ذَلِكَ بديعَ الزّمان، فكتب إِلَيْهِ: نعم، أطال اللَّه بقاء الشَّيْخ الإمام، إنّه الحَمأ المَسْنُون، وإن ظننت بِهِ الظُّنون، والناس لادم، وإن كَانَ العهد قد تَقَادَم، وتركَّبت الْأضْداد، واختلاف البلاد، والشيخ يقول: فسد الزّمان، أفلا يَقُولُ: مَتَى كَانَ صالحًا فِي الدّولة العباسية، فقد رأينا آخرها، وسمعنا أوّلها أم المدّة المَرْوَانية، وفي أخبارها.
لا تكسع الشول بأغبارها ... أم السّنين الحربيّة
والسيف يُعقَد فِي الطّلى ... والرُّمْحُ يُركز فِي الكلَى [1]
ومبيت [2] حجر بالمَلا ... وحرتان وكربلا
أم البيعة الهاشميّة، والعشرة برأس من بني فِراس، أَم الْأيّام الْأمَوية، والنّفير إلى الحجاز، والعيون تنظر إلى الْأعجاز، أم الْأمارة العَدَوِيّة، وصاحبها يَقُولُ: هَلُمّ بعد البزول إلى النزول، أم الخلافة التَيْميّة، وهو يَقُولُ:
طُوبى لمن مات فِي نأنأة الْإسلام، أَمْ على عهد الرسالة ويوم الفتح، قيل:
__________
[1] في اليتيمة 4/ 255.
والرمح يركز في الكلى ... والسيف يغمد في الكلى
[2] في اليتيمة:
ومبيت حجر في الفلا ... والحرقان وكربلا(27/350)
اسكُني يا فلانة، فقد ذهبت الْأمانة. أَمْ فِي الجاهلية، ولَبِيدُ فِي خَلْفٍ كجِلْد الْأجرب [1] ، أمْ قبل ذَلِكَ، وأخو عادٍ يَقُولُ:
إذ النّاس ناسٌ ... والبلاد بلاد [2]
أمْ قبل ذَلِكَ، وآدم فيما قيل يقول:
تغيّرت البلاد ومَن عليها أمْ قبل ذَلِكَ والملائكة تَقُولُ: أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ 2: 30 [3] ما فسد الناس، وإنّما اطّرد القياس، لا أظلمت الأيّام،: إنّما امتدّ الظلام، وهل يفسد الشيء إلا عَنْ صَلاح، ويُمسي المرء إلا عَنْ صباح؟
وإنّي عَلَى توبيخ شيخنا لي، لَفَقِيرٌ إلى لقائه، شفيق عَلَى بقائه، مُنْتَسِبٌ إلى ولائه، شاكر لآلائه، لا أجْلُ حريدًا عَنْ أمره، ولا أقْلُ بعيدًا عَنْ قلبه، وما أُنْسِيتُه ولا أنساه.
إنّ له عليّ كلّ نعمة خوّلنيها اللَّه ثارا ... وعَلَى كل كلمة علّمنيها اللَّه منارا
ولو عرفت لكتابي موقعًا من قلبه، لاغتنمت خدمته بِهِ، ولَرَدَدْتُ إِلَيْهِ سُؤْر كاسه وفضل أنفاسه، ولكنّى خشيت أن يَقُولُ: هذه بضاعتنا رُدَّت إلينا.
وله، أيّده اللَّه العُتْبَى والمَوَدَّة فِي القُرْبى، والمرباع، وما نالَه الباع، وما ضمّه الجلد، وضمّنه المشط. ليست رضًى، ولكنها جلّ ما أملك اثنتان، أيّد اللَّه الشَّيْخ الإمام، الخراسانية والإنسانية، وإن لم أكن خُرَاسانيّ الطّينة، فإنّي
__________
[1] حدّث خيثمة بن سليمان الأطرابلسي قال: حدّثنا محمد بن عوف الطائي بحمص، قال عثمان بن سعيد، قال: حدثنا محمد بن مهاجر، عن الزبيدي، عن الزهري، عن عائشة قالت:
«رحم الله لبيدا إذ يقول: ذهب الذين يعاش في أكنافهم، وبقيت في خلف كجلد الأجرب.
فقالت عائشة: كيف لو أدرك زماننا هذا؟
قال عروة: رحم الله عائشة، كيف لو أدركت زماننا هذا؟
قال الزهري: رحم الله عروة، كيف لو أدرك زماننا هذا؟.
قال الزبيدي: رحم الله الزهري، كيف لو أدرك زماننا هذا؟.
وللرواية بقية. (بغية الطلب المخطوط- 5/ 200، 201) .
[2] في اليتيمة:
بلاد بها كنا وكنا نحبها ... إذ الناس ناس والزمان زمان
[3] قرآن كريم- سورة البقرة- الآية 30.(27/351)
خُرَاساني المدينة، والمؤمن حيث يوجد، لا من حيث يولد، فإذا أصاب إلى خُرَاسان، ولادة هَمَذَان، ارتفع القلم، وسقط التكليف، فالْجُرْح جَبار، والجاني حمار، ولا جنّة ولا نار، فليحملني عَلَى هِنَاتي، أَلَيْس صاحبنا يَقُولُ:
لا تلُمني على ركاكة عقلي ... إن تيقّنْت أنّني هَمَذَاني
والسلام.
وله [فِي] [1] كتاب: والبحر وإن لم أره. فقد سَمِعْتُ خبره. واللَّيْث وإنْ لم ألقه. فقد بصرت خلقه. والملك العادل وإن لم أكن لقيته. فقد بلغني صيتُه. ومن رَأَى من السيف أثره، فقد رَأَى أكثره. والحضرة وإن أحتاج إليها المأمون، وقصدها. ولم يستغن عَنْهَا قارون، فإن الْأحبّ إليّ أنْ أقصدها، قصد موال. والرجوع عَنْهَا بجمال، أحبّ إليّ من الرّجوع عَنْهَا بمال، قدّمت التعريف، وأنا أنتظر الجواب الشريف. فإن نشط الْأمير، لضَيْفٍ ظلُّه خفيف، وضالّته رغيف، فعل، والسّلام.
وله:
إنّا لقُرْب دار مولانا [2] ... كما طَرِب النَّشْوان مالت بِهِ الخمرُ
ومن الارتياح للقائه [3] ... كما انتفض العصفور بلّله القَطْرُ
ومن الامتزاج بولائه ... كما التقت الصَّهْباء والبارد العذْبُ
ومن الابتهاج بمزاره ... كما اهتزّ تحت البارح الغُصْن الرَّطب
ومن شعره:
وكاد يحكيك صوبُ الغَيْثِ مُنْسَكبًا ... لو كَانَ طَلْقَ المُحَيَّا يمطر الذَّهَبَا
والدَّهرُ لو لم يخن والشمس لو نطقت ... واللّيث لو لم يصد والبحر لو عذبا
__________
[1] إضافة على الأصل، حيث ورد فيه: «وله كتابي» .
[2] في يتيمة الدهر 4/ 243 «دار الأستاذ» .
[3] في الأصل «إلى لقائه» .(27/352)
وأول هذه القصيدة:
عَلَى أنْ لا أُرِيح العِيس والقتبا ... وألبس البيد [1] والظَّلماء واليَلَبَا
واترك الفؤاد معسولا مقبلها ... واهجر الكاس تغزو شربها طَرَبَا
وطفلة كقضيب البان منعطفًا ... إذا مشت وهلال العيد [2] منتقبا
تظل تنثر من أجفانها حَبَبَا [3] ... دوني وتنظم من أسنانها حَبَبَا
فأين الذين أعدُّوا المال من ملك ... ترى الذخيرة ما أعطى وما وهبا
ما اللَّيْث مختطمًا والسَّيُل مرتطمًا ... والبحر ملتطما والليل مقتربا
أمضى شبا منك أَدْهَى منك صاعقة ... أجدى يمينًا وأدنى منك مُطَّلَبا
يا من تراه ملوك الْأرض فوقهم ... كما يرون عَلَى أبراجها الشُّهُبَا
لا تكذبنّ فخيرُ القولِ أصدقُه ... ولا تهابه فِي أمثالها العربا
فما السّمول عهدًا والخليل قرى ... ولا ابن سُعدى أَمَة والشنفرى غلبا
من الْأمير بمعشار إذا اقتسموا ... مآثر المجد فيما أسلفوا نهبَا
ولا ابن حجر ولا ذبيان يعسرني ... والمازني ولا القَيْسي منتدبَا
هذا لرَكْبَته وذا لرهبته ... وذا لرغبةٍ أو ذا إذا طربا [4]
وهي من غرر القصائد لولا ما شانها بإساءة أدبه عَلَى خليل اللَّه عَلَيْهِ السلام، وما ذاك ببعيد من الكُفْر.
تُوُفِّي البديع الهَمَذَاني بهَرَاة فِي حادي عشر جُمادى الآخرة مسمومًا.
وقيل: مات بالسَّكْتة، وعُجِّل دفْنُه، وأَنَّهُ أفاق فِي قبره، وسُمِع صوتُه بالليل، وأَنَّهُ نُبِش، فوُجِد وقد قبض عَلَى لحيته من هول القبر، وقد مات، رحمه الله.
__________
[1] في الأصل «البيض» وهو خطأ.
[2] في اليتيمة «الشهر» .
[3] في اليتيمة «دررا» .
[4] في اليتيمة أربعة أبيات 4/ 276، وكذلك في سير أعلام النبلاء 17/ 768 والأولان في:
وفيات الأعيان 1/ 128 والوافي بالوفيات 6/ 358.(27/353)
أحمد بن علي بن أحمد [1] بن محمد بْن الفرج، أَبُو بَكْر الهَمَذَاني الشافعي الفقيه، المعروف بابن لال [2] .
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، والقاسم بْن أَبِي صالح، وعَبْد الرَّحْمَن الخلال، وموسى الفرّاء، وعَبْد اللَّه بْن أحْمَد الزَّعْفَراني من أهل هَمَذَان، وإِسْمَاعِيل الصّفّار، وعَبْد الرَّحْمَن الطيشي، وعَبْد الباقي بْن قانع، وعثمان بْن السّمّاك، وعَبْد اللَّه بْن شَوْذَب الواسطي، وعَلِيّ بْن الفضل الستوري، وجماعة بالعراق، وأَبِي سَعِيد أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْأعْرابي بمكّة، وحفص بْن عُمَر الْأردبيلي، وعَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عامر النّهاوندى، وأبى نصر محمد بن حمدويه المروزي، وأَبِي بَكْر بْن مَحْمَوَيْه العسكري، وأَبِي الْحَسَن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم القطّان.
رَوَى عَنْهُ: جَعْفَر بْن مُحَمَّد الْأبْهَرِي، ومُحَمَّد بْن عيسى بْن عبّاد الدِّينَوَرِي، وَأَبُو الفرج عَبْد الحميد بْن الْحَسَن القضاعي، وَأَبُو الفرج البَجَلي، وخلق كثير من أهل همذان، ومن الواردين عليها. وكان إمامًا ثقةً مُفْتِيا.
قَالَ شِيرَوَيْه: كَانَ ثقة، أوحد زمانه، مفتي البلد، يعني هَمَذَان، يُحْسِن هذا الشأن، لَهُ مصنّفات فِي علوم الحديث، غير أنّه كَانَ مشهورًا بالفقه، ورأيت له كتاب «السّنن» و «معجم الصحابة» ، ما رَأَيْت شيئًا أحسن منه. وُلِد سنة ثمان وثلاثمائة، وتُوُفِّي فِي سادس عشر ربيع الآخر، سنة ثمانٍ وتسعين، والدعاء عند قبره مُسْتَجَاب. وسمعت يوسف بْن الْحَسَن التفكري، سَمِعْتُ أَبَا عَلِيّ الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن بندار الفَرَضِيّ بزنْجان يقول: ما رأيت قطّ، مثل أَبِي بَكْر بْن لال، وسمعت أَبَا طَالِب الزّاهد يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيد الشكلي وأَبَا الْحَسَن بْن حُمَيْد يقولان: كثيرًا ما سمعنا أَبَا بَكْر بْن لال يَقُولُ في دعائه:
لا تحييني في سنة أربعمائة. قالا: فمات سنة تسع وتسعين.
__________
[1] تاريخ بغداد 4/ 318، 319 رقم 2123، طبقات الشافعية الكبرى 3/ 19، طبقات الشافعية للسبكى 2/ 362 رقم 1001، العبر 3/ 67، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 195، شذرات الذهب 3/ 151، الوافي بالوفيات 7/ 217 رقم 3171، الكامل في التاريخ 9/ 209، تذكرة الحفاظ 3/ 1027، طبقات الفقهاء 188، طبقات الشافعية لابن هداية الله 106، 107، سير أعلام النبلاء 17/ 75- 77 رقم 41، هدية العارفين 1/ 69، تاريخ التراث 1/ 369.
[2] ابن لآل: بلامين بينهما ألف، معناه أخرس.(27/354)
أحمد بن محمد بْن الْحُسَيْن [1] الحافظ، أَبُو نصر الكلاباذي، وكلاباذ محلّة من بُخَارَى.
سَمِعَ: الهَيْثَم بْن الكليب الشاشي، وعَلِيّ بْن محتاج، وأَبَا جَعْفَر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد البغدادي، وعَبْد المؤمن بْن خلف النَّسَفي، ومُحَمَّد بْن محمود بْن عنبر، وجماعة.
قال جعفر المُسْتَغْفِري بعد أن رَوَى عَنْهُ: هُوَ أحفظ مَن بما وراء النّهر اليوم فيما أعلم، ومات فِي جُمادى الآخرة، عَنْ خمسٍ وسبعين سنة.
وقَالَ الحاكم أَبُو عَبْد اللَّه: أَبُو نصر الكلاباذي الكاتب من الحُفّاظ، حَسَن الفَهْم والمعرفة، عارفٌ بصحيح الْبُخَارِيّ، وكتب ما وراء النّهر وبخُراسَان والعراق، وجدْت شيخنا أَبَا الْحَسَن الدار قطنى قد رضي فهْمَه ومعرفته، وهو متقِن ثَبْت. تُوُفِّي فِي جُمادى الآخرة، ولم يخلف بما وراء النهر مثله.
قلت: روى عنه الدار قطنى فِي كتاب «المُدَبّج» ، والحاكم، وله مصنَّف مشهور فِي أسماء رجال «صحيح الْبُخَارِيّ» وتراجمهم، وحديثه عزيز الوقوع.
أحْمَد بْن هشام بْن أُمَيّة [2] ، أَبُو عُمَر الْأمويّ القُرْطُبي.
سَمِعَ قاسم بْن أَصْبَغ، ووهب بْن مَسَرَّة، ورحل إلى المشرق، وصحب هناك أَبَا مُحَمَّد بْن أسد، وأَبَا جَعْفَر بْن عَوْن اللَّه، وأَبَا عبد اللَّه بْن مُفَرّج، وانصرف إلى الْأندلس، والتزم الْأمامة والتأديب، وانْتُدِب لأعمال البِرّ والطّاعة والجهاد.
رَوَى عَنْهُ: الخَوْلاني، وابْن الفَرَضِيّ، وجماعة، وتُوُفِّي فِي ذي الحجّة.
__________
[1] تاريخ بغداد 4/ 434 رقم 2335، العبر 3/ 67، 68، شذرات الذهب 3/ 151، تذكرة الحفاظ 3/ 1027 رقم 956 وفيه توفى سنة 378 هـ. وهو خطأ واضح، الأنساب 10/ 506، اللباب 3/ 122، وفيات الأعيان 4/ 211، طبقات الحفاظ 406، سير أعلام النبلاء 17/ 94- 96 رقم 58، هدية العارفين 1/ 69.
[2] بغية الملتمس 210 رقم 476، الصلة 1/ 13، 14 رقم 20.(27/355)
إِبْرَاهِيم بْن محمد بن أيوب، أَبُو إِسْحَاق النيسابُوري الفقيه الواعظ.
أملى مدَّة عَنْ: أَبِي الْعَبَّاس الْأصمّ. وأقرانه،.
وتُوُفِّي فِي شعبان.
الْحُسَيْن بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد [1] بْن حمدان العَنَزِي الْجُرْجَاني، أَبُو عَبْد اللَّه الوَرّاق الفقيه.
طَوَّف البلادَ، وسمع أَبَا سَعِيد بْن الْأعْرابي، وخَيْثَمة الْأطْرَابُلُسِي، وإِسْمَاعِيل الصّفّار، وأَبَا الْعَبَّاس الْأصمّ.
رَوَى عنه: حمزة السَّهْمي، وسليم الرّازي، وَأَبُو مَسْعُود أحْمَد بْن مُحَمَّد البَجَلي، وآخرون.
تُوُفِّي فِي رمضان.
الْحُسَيْن بْن هارون بْن مُحَمَّد [2] ، أَبُو عَبْد اللَّه الضّبّي البغدادي.
وُلِّي القضاء بربع الكَرْخ، ثم أضيف إلى قضاء مدينة المنصور، وقضاء الكوفة.
رَوَى عَنْ: أَبِي الْعَبَّاس بْن عُقْدَة، والمَحَامِلي، وأَحْمَد بْن عَلِيّ الْجَوْزَجَاني، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد الْأدمي المقرئ، ومُحَمَّد بْن صالح بْن زياد القُهُسْتاني، وغيرهم، وأملي عدّة مجالس.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر البَرْقَاني، وَأَبُو القاسم التنوخي،: وَأَبُو الْحُسَيْن بْن النّقّور وجماعة،.
وكان قد ذهبت كُتُبُه، إلا جُزْءَين من سماعه من أحْمَد الْأدمي، وابْن عُقْدة. قاله الخطيب [3] . وقَالَ: أَنَا عَبْد الكريم المحاملي، أنا الدار قطنى،
__________
[1] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 10/ 427، التهذيب 4/ 289، الكامل في التاريخ 9/ 209، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان ق 1- ج 2/ 141 رقم 478، تاريخ جرجان 200 رقم 289.
[2] تاريخ بغداد 8/ 146 رقم 3243، المنتظم 7/ 240 رقم 382، العبر 3/ 68 وفهي «الحسن» شذرات الذهب 3/ 151، الكامل في التاريخ 9/ 209، تذكرة الحفاظ 3/ 1028، سير أعلام النبلاء 17/ 96- 98 رقم 59.
[3] تاريخ بغداد 8/ 146.(27/356)
قَالَ: القاضي أَبُو عَبْد اللَّه الضَبّي، غاية الفضل والدين، عالم بالأقضية، ماهر بصناعة المحاضر والترسُّل، موفق فِي أحواله كلّها.
وقَالَ البَرْقَاني: حُجّة فِي الحديث، وأيّ شيء كَانَ عنده من السّماع جزءان، والباقي إجازة [1] .
مات بالبصْرة فِي شوّال.
سَعِيد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه [2] بْن زهير، أَبُو عثمان الكلبي الْأندلسي.
سكن إشبيلية، وحدّث عن وهب بن مسرة، وأحمد بن مطرف، وغيرهما.
قَالَ ابن بشكوال: كَانَ صالحًا زاهدًا، مائلا إلى الآخرة، واسع البِرّ، وأَنَّهُ كثير العناية بالعِلْم، ومعاني الزُّهْد.
رَوَى عَنْهُ النّاس، وأجاز الخولانيّ في سنة ثمانٍ وتسعين، وذكر أن مولده سنة سبع عشرة وثلاثمائة.
سُلَيْمَان بْن الفتح المَوْصِلي. يُكْتَب هنا، وتقدّم فِي سنة 393.
عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد [3] ، أَبُو مُحَمَّد الْبُخَارِيّ الفقيه الشافعي، المعروف بالبافي [4] ، نزيل بغداد، تفقه عَلَى أَبِي عَلِيّ بْن أَبِي هُرَيْرَةَ المَرْوَزِي، وبرع فِي المذهب، وكان ماهرًا بالعربيّة، حاضرا البديهة، حلو النَّظْم، وهو من أصحاب الوجوه، تفقّه بِهِ جماعة.
قَالَ الخطيب: أنشدنا أَبُو القاسم التنوخي، أنشدني أبو مُحَمَّد البافي لنفسه:
__________
[1] تاريخ بغداد 8/ 147.
[2] الصلة لابن بشكوال 1/ 214 رقم 480.
[3] تاريخ بغداد 10/ 139 رقم 5282، المنتظم 7/ 240، 241 رقم 383، العبر 3/ 68، طبقات العبّادى 110، طبقات الفقهاء 102، الأنساب 2/ 47، معجم البلدان 1/ 726، اللباب 1/ 112، طبقات السبكى 3/ 3317، البداية والنهاية 11/ 340، شذرات الذهب 3/ 152، النجوم الزاهرة 4/ 219، تذكرة الحفاظ 3/ 1028، يتيمة الدهر 3/ 122، 123، طبقات ابن هداية الله 107، سير أعلام النبلاء 17/ 68، 69 رقم 37.
[4] البافي: بفتح الباء الموحّدة وفي آخرها الفاء. هذه النسبة إلى باف، وهي إحدى قرى خوارزم. (اللباب 1/ 112) .(27/357)
ثلاثة ما اجتمعن فِي رَجُل ... إلا وأسلمنه إلى الْأجلِ
ذلّ اغترابٍ وفاقةٍ وهَوَى ... وكلّ سائق عَلَى عَجَلِ
يا عاذل العاشقين إنّك لو ... أنصفت رفهتهم عَنِ العذْلِ [1]
وقصد البافي صديقًا فلم يجده، فطلب دواةً، وكتب لَهُ:
قد حضرنا وليس يقضي التلاقي ... نسأل اللَّه خيرَ هذا الفراقِ
إن تغِبْ لم أغِبْ وإن لم تغب غبتُ ... وكان افتراقنا باتّفاقِ [2]
أثنى عليه الخطيب وقال: كان من أفقه أهل وقته فِي المذهب، بليغ العبارة مع عارضة وفصاحة، يعمل الخُطَب، ويكتب الكُتُب الطويلة، من غير روّية.
تُوُفِّي البافي، رحمه اللَّه، فِي المحرَّم.
عَبْد الواحد بْن نصر بْن مُحَمَّد [3] ، أَبُو الفرج المخزومي النَّصِيبي الشاعر، المعروف بالبَبَّغَاء، خدم سيفَ الدولة بْن حمدان.
قَالَ الخطيب: كَانَ شاعرًا مجودًا، وكاتبًا مترسِّلا، جيّد المعاني، حَسَنَ القول فِي المديح والغزل، ومن شعره:
يا من تشابه من الخَلْق والخُلُق ... فما تسافِر إلا نحوه الحذق
توريدُ دمعي من خدَّيك مختلس ... وسُقْمُ جسمي من جَفْنَيْك مُسْتَرَقُ
لم يبق لي رَمَقٌ أشكو إليك [4] بِهِ ... وإنما يتشكّى من بِهِ رمق [5]
__________
[1] زاد الخطيب بيتا في آخرها.
[2] راجع تاريخ بغداد ففيه اختلاف يسير.
[3] تاريخ بغداد 11/ 11، 12 رقم 5671، المنتظم 7/ 241- 243، رقم 386، البداية والنهاية 11/ 340، يتيمة الدهر 1/ 200- 234، وفيات الأعيان 3/ 199- 202 رقم 391، العبر 3/ 68، النجوم الزاهرة 4/ 219، الكامل في التاريخ 9/ 209، شذرات الذهب 3/ 152، 153، تذكرة الحفاظ 3/ 1028، الأنساب 2/ 70، اللباب 1/ 117، سير أعلام النبلاء 17/ 91، نزهة الجليس 2/ 319.
[4] في تاريخ بغداد: «هواك» .
[5] تاريخ بغداد، المنتظم 7/ 241، 242.(27/358)
وله:
استودعُ اللَّه قومًا ما ذكرتهم ... إلا وضعت يدي لَهْفًا عَلَى كَبِدي
تبدّلوا وتبدّلنا [وأَخْسَرُنا ... من ابتغى خلفًا يسلى فلم يجد] [1]
طمعت ثم رَأَيْت اليأسَ أجْمل بي ... تنزُّهًا فخصمت الشوق بالْجَلَدِ
وقَالَ أَبُو مُحَمَّد الجوهري: أنشدني البَبَّغاء لنفسه، ومرة قَالَ: أنشدنا ابن الحَجَّاج.
كثير التلوّن فِي وعده ... قليل الحُنُوِّ عَلَى عَبْدِهِ
يموج الكثيب إلى رِدْفه ... وينمي القضيب إلى قدِّهِ
ولما بدا الرَوْض فِي عارضيه ... واشتعل الوردُ فِي خدِّهِ
بعثت بقلبي مستعديا ... عَلَى وجنتيه فلم تُعدِهِ
وخلَّفته عنده موثقًا ... فما لي سبيل إلى ردّه
وله:
وكأنّما نقشَتْ حوافرُ خَيْلِه ... للناظرين أهِلَّةٌ فِي الْجَلْمَدِ
وكأن طَرْفَ الشمس مطروفٌ وقد ... جُعِل الغُبارُ لَهُ مكان الإثمد
وله:
أو ليس من إحدى العجائب أنَّني ... فارَقْتُه وحَنَّيْت بعد فراقه
يا من يحاكي البَدْرَ عند تمامه ... ارْحَمْ فتًى يحكيه عند مَحاقِه
تُوُفِّي فِي شعبان سنة ثمان، ولقّبوه بالببّغاء لفضاحته، وقيل: للثْغَة فِي لسانه عُبَيْد اللَّه بْن أحْمَد بْن عَلِيّ [2] ، أَبُو القاسم الصَّيْدلاني المقرئ البغدادي.
__________
[1] ما بين الحاصرتين بياض في الأصل، والاستدراك من المنتظم 7/ 242، وفيه تقديم وتأخيره.
[2] تاريخ بغداد 10/ 378، 379 رقم 5543، المنتظم 7/ 241 رقم 384، البداية والنهاية 11/ 340 وفيه «عبد الله» ، العبر 3/ 769 شذرات الذهب 3/ 153، تذكرة الحفاظ 3/ 1028.(27/359)
سَمِعَ [من] [1] ابن صاعد مجلسين، وهو آخر من حدّث عَنْهُ من الثّقات، قاله الخطيب.
[و] سمع أَبَا بَكْر بْن زياد النيسابُوري ومن بعده.
روى عنه: هبة الله بن الحسن اللالكائي، وَأَبُو الْحَسَن العتيقي، وخلق كثير [يطول ذكرهم] [2] .
وقَالَ العتيقي: كَانَ ثقة مأمونًا، تُوُفِّي فِي رجب، وقد جاوز التّسعين بقليل، رحمه اللَّه.
عُبَيْد اللَّه بْن عثمان بْن عَلِيّ [3] ، أَبُو زُرْعَة الصّيْدَلانِي البنّاء.
سَمِعَ أَبَا عَبْد اللَّه المَحَامِلي، ويوسف بْن البهلول.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الخلال، والعتيقي، وابْن المهتدي، وجماعة، ووثّقه عُبَيْد اللَّه الْأزهري.
تُوُفِّي فِي عشر التسعين.
عَلِيّ بْن أحْمَد، أَبُو الْحَسَن الهَمَذَاني البيّع، المعروف بأقلب خفّ.
رَوَى عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن حمدان، وأَبِي جَعْفَر ابن عُبَيْد الله، والفضل الكندي.
روى عنه: أبو الفرج البجلي، وأحمد بن عيسى، وجبريل بن علي البزّار.
قال شيرويه: صدوق.
علي بن عبد الملك بن عبّاس [4] ، أبو طالب القزويني النّحوىّ.
أخذ النّاس عنه العربية، [و] أبو يعلى الخليل بن عبد الله، وغيره، وقد حدّث عَنْ أَبِي الْحَسَن بْن سَلَمة القطّان.
__________
[1] إضافة على الأصل.
[2] ما بين الحاصرتين إضافة من تاريخ بغداد 10/ 379 وفي الأصل «كثير آخرهم» .
[3] تاريخ بغداد 10/ 379، 380 رقم 5545، المنتظم 7/ 241، رقم 385.
[4] بغية النحاة 2/ 78 رقم 1734.(27/360)
عَلِيّ بْن عَبَادِل، أَبُو حفص الرُّعَيْني الْأندلسي. من كورية. أحد الزُّهّاد المتبتّلين، والعلماء الرّاسخين.
كَانَ بصيرًا بمذهب مالك، إمامًا متواضعًا، يحرث أرضه، ويحتطب، ويمتهن نفسه. محِب الفقيه مُعَوَّذ الزّاهد.
عَلِيّ بْن مُحَمَّد، أَبُو الْحَسَن النيسابُوري المقرئ المعروف بالخُبَاري، صاحب التّصنيف.
مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن حاتم الفقيه، أَبُو حاتم الطُّوسي.
رحل وسمع من إِسْمَاعِيل الصّفّار، وأَبِي بَكْر بْن راشد.
وتُوُفِّي بالطّالقان في ذي الحجة.
محمد بن أحمد بن مُحَمَّد [1] بْن إِسْمَاعِيل، أَبُو عَبْد اللَّه الْأملي.
حدّث فِي هذه السنة بجُرْجَان عَنْ أحْمَد بْن الْحَسَن بْن إِسْحَاق بْن عتبة الرّازي، نزيل مصر.
مُحَمَّد بْن مُوسَى بْن مَرْدَوَيْه [2] ، أَبُو عَبْد اللَّه الْإصبهاني، أخو الحافظ أَبِي بَكْر.
كَانَ إمامًا فِي الفقه والأصول، وتخرّج عَلَيْهِ جماعة، ومضى حميدًا سديدًا.
وروى عَنْ أَبِي عَمْرو بْن حكيم، وأَبِي الْحَسَن أحْمَد بن محمد الكناني.
محمد بن يحيى [3] ، أبو عبد الله الجرجاني الفقيه الحنفي، فلج في آخر أيامه، ودفن إلى جانب قبر أبي حنيفة، رحمه الله.
وقد روى الحديث عَنْ أَبِي أحْمَد الغطريفي، وعبد الله بن إسحاق البصري.
__________
[1] تاريخ جرجان 433 رقم 882.
[2] ذكر أخبار أصبهان 2/ 307.
[3] تاريخ بغداد 3/ 433/ 1569، الفوائد البهية 202، المنتظم 7/ 243 رقم 387، البداية والنهاية 11/ 340.(27/361)
روى عنه: أبو نصر عبد الكريم بن محمد الشيرازي، وأبو سعد السمان الرازي.
وتفقه على أبي الحسين القدوري.
توفي في العشرين من رجب، واسم جدّه مهدي.
مفلح [1] ، أبو صالح الخادم.
ولي أمر دمشق للحاكم، مدة خمس سنين، وصرف في هذه السنة، بعلي بن فلاح.
مظفر بن نظيف [2] . روى عَنِ المَحَامِلي، وابْن مَخْلَد، وكان كذابا.
أبو سهل النيسابوري الزاهد، المعروف بالبقال.
روى عَنْ أَبِي الْعَبَّاس الْأصمّ، وأَبِي بَكْر النّجّاد، وجماعة.
ووعظ وحدّث سنين.
تُوُفِّي فِي صفر.
__________
[1] أمراء دمشق في الإسلام 86 رقم 261، ذيل تاريخ دمشق 58 و 62، اتعاظ الحنفا 2/ 46 و 48 و 71، الدرة المضية 272.
[2] تاريخ بغداد 13/ 129 رقم 7116.(27/362)
[وفيات] سنة تسع وتسعين وثلاثمائة
أحْمَد بْن أَبِي أحْمَد [1] ، أَبُو عَمْرو الفراتي الْأسْتَوائي [2] الزّاهد الواعظ.
حدّث عَنْ أَبِي الهَيْثَم بْن كُلَيْب الشّاشي، ومُحَمَّد بْن يعقوب الْأصمّ، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ حفيده رئيس نيسابُور أَبُو الفضل أحْمَد بْن مُحَمَّد الفراتي وغيره.
وتُوُفِّي فِي المحرَّم.
أحْمَد بْن سَعِيد بْن إِبْرَاهِيم [3] الهمذانيّ الأندلسى المعروف بابن الهندي. كان أوحد عصره فِي علم الشروط، وله فيها مصنّف.
قَالَ القاضي عياض: لم يكن بالمقبول القول، ولا بالمَرْضِيّ فِي دينه، وهو آخر من لاعَنَ زَوْجَة بالأندلس. كنيته «أَبُو عُمَر» .
رَوَى عَنْ: قاسم بْن أَصْبَغ، وابْن مَسَرَّة.
لاعن زوجته في سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة، فقيل لَهُ: مثلك يفعل هذا؟ قَالَ: أردت إحياء سُنَّةٍ.
تُوُفِّي فِي رمضان، وله تسعٌ وسبعون سنة.
__________
[1] في الأصل «أحمد بن أبى بن أحمد» .
[2] الأستوائي: بضم الألف وسكون السين المهملة وفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها أو ضمّها وبعدها الواو والألف ثم الياء المنقوطة باثنتين من تحتها. نسبة إلى أستوا، ناحية بنيسابور.
(اللباب 1/ 51) .
[3] الصلة لابن بشكوال 1/ 14، 15، رقم 21، المغرب في حلى المغرب 217 رقم 147، الديباج المذهب 38.(27/363)
أحْمَد بْن عَلِيّ بْن لال، أَبُو بَكْر الهَمَذَاني، مُخْتَلَفٌ [فِيهِ] [1] .
مرّ فِي السنة الماضية.
أحْمَد بْن عَبْد القويّ بْن جبريل، أَبُو نزار.
تُوُفِّي بمصر فِي ربيع الآخر.
أحْمَد بْن عُمَر [2] ، أَبُو بَكْر بْن البقّال، بغداديّ ثقة صالح.
رَوَى عَنْ: أَبِي بَكْر الشّافعيّ، وأَبِي عَلِيّ بْن الصّوّاف.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر البَرْقَاني.
أحْمَد بْن عُمَر بْن مُحَمَّد بن عمر بن محفوظ القاضي، أَبُو عَبْد اللَّه الْمَصْرِيّ الجيزي.
قرأ عَلَى أَبِي الفتح أحْمَد بْن مدهن.
[و] سمع الحروف من أحمد بْن بَهْزَاد، وأَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن جامع، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن منير، وأَبِي جَعْفَر بْن النّحّاس، وأَحْمَد بْن مَسْعُود الزُّبَيْرِي.
رَوَى عَنْهُ: فارس بْن أحْمَد، وَأَبُو عُمَرو الدّاني، وجماعة.
قَالَ أَبُو عَمْرو: كتبنا عَنْهُ شيئا كثيرا من القراءات والحديث.
توفّى سنة تسع وتسعين.
أحْمَد بْن أَبِي عمران الهروي [3] ، أبو الفضل الصّرّام الصّوفى المجاور بمكّة، حمل عَنْهُ المغاربة كثيرًا، وكان زاهدًا عارفا.
روى عن: محمد بن أحمد بْن محبوب المَرْوَزِي، ودَعْلَج بْن السّجزِي، وأَحْمَد بْن بُنْدار [4] ، وخَيْثَمة الْأطْرَابُلُسِي، والطَّبَرَانِي، وخلق كثير.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو يعقوب، القرّاب وَأَبُو نُعَيْم، وعلى الحنّائيّ، وأبو على
__________
[1] زيادة على الأصل للتوضيح.
[2] تاريخ بغداد 4/ 293 رقم 2054.
[3] تهذيب تاريخ دمشق 1/ 414، العبر 3/ 69، سير أعلام النبلاء- 11 ق 1/ 24 أ، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان ق 1- ج 1/ 280 رقم 87، العبر 3/ 69، شذرات الذهب 3/ 153، مرآة الجنان 2/ 452.
[4] في الأصل «بندار السعار» .(27/364)
الْأهوازي، وَأَبُو الفضل عَبْد الرَّحْمَن بْن أحْمَد بْن الْحَسَن الرّازي، وآخرون من الحُجَّاج والأندلسيّين.
وأخذ عن محمد بن داود الرّقّى، ووصفه الأهوازي بالحفظ.
أحمد بن محمد بن إبراهيم [1] بن بندار الإصبهاني، وهو في عَشْر التسعين.
أحمد بن محمد بن أحمد [2] بن جعفر، أبو بكر الإصبهاني القصار، الفقيه الشافعي.
روى عَنْ: أَبِي عَلِيّ بْن عاصم، وعَبْد اللَّه بْن خَالِد الرداني، وعَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن فارس، ومُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن عَبَّاد البصْري، وأَبِي أحْمَد العسّال.
وكان ثَبْتًا صالحًا، كبير القدْر.
حدّث عَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَن بْن مَنْدَه، وأخوه عَبْد الوهاب، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عَلِيّ السّمْسار. ومُحَمَّد بْن يحيى الصّفّار، وجماعة.
أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن [3] الرّازي الضّرير، ويقال لَهُ البصير، أَبُو الْعَبَّاس، وكان قد وُلِد [4] أعمى، وكان ذكيا حافظًا.
استملى عَلَى عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، ورحل إلى خُرَاسان، وبُخَارَى، فسمع من أَبِي حامد بْن بلال، وأَبِي الْعَبَّاس الْأصمّ، وجماعة، وحدّث ببغداد، وانتخب عليه الدار قطنى، ووثّقه الخطيب.
[رَوَى عَنْهُ] [5] عَبْد اللَّه الْأزهري، ومُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن بِشْران، وحمد الزَّجّاج، وحميد بْن المأمون الهمذانيان، وسُلَيْم بْن أيّوب الفقيه، وجماعة من أهل الرّيّ وهَمَذَان.
__________
[1] ذكر أخبار أصبهان 1/ 161.
[2] ذكر أخبار أصبهان 1/ 169.
[3] تاريخ بغداد 4/ 435 رقم 2336، العبر 3/ 69، 70، شذرات الذهب 3/ 153، تذكرة الحافظ 3/ 1028، 1029 رقم 957.
[4] في الأصل «ولى» .
[5] ساقطة من الأصل.(27/365)
وكان عارفًا بهذا الشّأن، وحجّ فِي هذا العام، وإن لم يكن تُوُفِّي فِيهِ، فتُوُفِّي بعده بيسير، ثم وجدتُ وفاته فِي رمضان سنة تسعٍ.
قَالَ أبو يعلى الخليلي: سَمِعْتُهُ [1] يَقُولُ: كنت أستملي لابن أَبِي حاتم.
قَالَ: وسمع من أَبِي معاوية بْن لال، ومُحَمَّد بْن الْحُسَيْن القطّان، وشيوخ مَرْو، وبِبَلْخ عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن طَرْخان البلْخي الحافظ، وبُخَارَى محمود بْن إِسْحَاق القوّاس صاحب الْبُخَارِيّ، وعَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن يعقوب.
وكان عارفًا بأحاديثه، حافظًا، وهو آخر من مات بالرّيّ من أصحاب ابن أَبِي حاتم.
قلت: ابن معاوية هُو أحْمَد بْن الحسين بْن معاوية اسم [2] أَبِي جدّه كاسم البصير.
روى عن أبى زرعة الرّازى، [و] ابن سُلَيْمَان القزاز، وجماعة.
أحمد بن محمد بن ربيع [3] بن سليمان، أبو سعيد الأصبحي الأندلسي المعروف بابن مسلمة، وهو جده لامه.
روى عَنْ: أَبِي عَلِيّ القالي، وكان لُغَوّيا إخباريا.
حدّث عَنْهُ الصاحبان، ومُحَمَّد بْن أبيض، وهو من أهل قَبْرَه [4] .
أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي حامد [5] الْأنطاكي، الشاعر الملقّب بابن الرَّقَعْمَق، من أعيان شعراء زمانه، ظريف الشعر، كثير المجنون والهَجْو، مدح ملوك مصر ورؤساءها فمدح المُعِزّ، والعزيز، والحاكم، والوزير ابن كلّس.
وله فِي هذا الوزير:
قد سمعنا مقاله واعتذاره ... وأقلنا ذنبه وعثاره
__________
[1] في الأصل «سمعه» .
[2] في الأصل «اسمه» .
[3] الصلة لابن بشكوال 1/ 15، 16 رقم 23.
[4] قبره: بلفظ تأنيث القبر. كورة من أعمال الأندلس تتّصل بأعمال قرطبة من قبليّها. (معجم البلدان 4/ 305) .
[5] يتيمة الدهر 1/ 269- 295، العبر 3/ 70، شذرات الذهب 3/ 155، 156، مرآة الجنان 2/ 452.(27/366)
والمعاني لمن عَنَيْتُ ولكنْ ... بك عَرَّضْتُ فاسمعي يا جارَهْ
من مراد بِهِ [1] أَنَّهُ أبد الدّهر ... تراه محلّلا أَزْرارَهْ
عالم أَنَّهُ عذابٌ من اللَّه ... مُبَاحٌ لاعين النَّظَارَهْ
هتك اللَّه ستْرَه فَلَكَمْ هَتَّك ... من ذي تستُّر أستارَهْ
سَحَرَتْني ألحاظه وكذا كلّ ... مليح لحاظه [2] سحّاره
لم أزل لاعدمته من حبيبٍ ... أشتهي قُرْبَهُ وآبَى نَفَارَهْ [3]
وخرج إلى المديح.
وله:
كَتَبَ الحَصِيرُ إلى السّرير ... أن الفَصِيلَ ابن البعيرْ
فلامنعنّ حمارتي ... سَنَتَيْن من عَلْفِ الشّعيرْ
لا هُمّ إلا أنْ تطير ... من الهزال مَعَ الطُّيورْ
إنّ الذين تَصَافَعُوا ... بالقَرْع فِي زمن القُشُورْ
أَسِفُوا عليّ لأنّهم ... حضروا ولم أَكُ فِي الحضُورْ
يا للرّجال تصافعوا ... فالصفعُ مفتاح السُّرورْ [4]
هُوَ فِي المجالس كالبخور ... ، فلا تملوا من بخورْ] [5]
تُوُفِّي سنة تسع وتسعين [6] .
أحْمَد بْن وليد بْن هشام [7] بْن أَبِي المفوز [8] ، أَبُو عُمَر القُرْطُبي.
عَرَضَ حرفَ نافع عَلَى أَبِي الْحَسَن الْأنطاكيّ، وأقرأ زمانا بمسجده.
__________
[1] في الأصل «نزاويه» وهو تصحيف.
[2] في الأصل «ألحاظه» .
[3] الأبيات في اليتيمة 1/ 270 بزيادة بيتين.
[4] الأبيات في اليتيمة مع أبيات أخرى (1/ 283، 284) .
[5] ما بين الحاصرتين ساقط من الأصل، واستدركناه من اليتيمة.
[6] في الأصل «تسع وتسع» .
[7] الصلة لابن بشكوال 1/ 15 رقم 22.
[8] في الأصل «الفوز» .(27/367)
إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن جَعْفَر [1] ، أَبُو جَعْفَر العلوي الموسَوِي المكّي القاضي،.
حدّث بدمشق عَنْ: أَبِي سَعِيد ابن الْأعْرابي، وابْن الْأجُرِّي.
وعنه: أَبُو عَلِيّ الْأهوازي، ورشأ بْن نظيف، وعَلِيّ الحنّائي، وأخوه أَبُو القاسم إِبْرَاهِيم، وآخرون.
وكان قاضي الحَرَميْن.
تُوُفِّي فِي رمضان.
جُنَادَة بْن مُحَمَّد [2] ، أَبُو أسامة الْأزدي الهَرَوِي اللُّغَوِي.
كَانَ علامة لْغَوِيًّا أديبًا، وكان بينه وبين الحافظ عبد الغنى الأزدي المصري، وأبى الْحَسَن عَلِيّ بْن سُلَيْمَان الْأنطاكي المقرئ النّحوي اتّحاد ومذاكرة وصحبة بمصر، فقتله الحاكم صبرًا، وقتل الْأنطاكي، واختفى عَبْد الغني قبلهما فِي ذي القعدة، قاله المسبِّحي [3] .
وقَالَ ابن خلّكان: كَانَ جُنَادة مُكْثِرًا من حفظ اللُّغة ونقلها، عارفًا بوحشيّها ومستعملها، لم يكن فِي زمان مثله فِيهِ [4] . رحمه اللَّه.
الْحَسَن بْن سُلَيْمَان بْن الخير [5] ، أَبُو عَلِيّ اليافعي [6] الْأنطاكي المقرئ، نزيل مصر.
قرأ القراءات عَلَى أَبِي الفتح بْن بدهن، وعَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ الْأدفوي، وعَلِيّ بْن الفرج الشنبوذى، وجماعة.
قال أبو عمر الدّاني: كَانَ من أحفظ أهل عصره للقراءات والشَّواذ، ومع ذَلِكَ يحفظ تفسيرًا كثيرًا، ومعانيَ جمّة، وإعرابا، وعللا، يسرد ذلك
__________
[1] تهذيب ابن عساكر 2/ 200.
[2] معجم الأدباء 7/ 209، وفيات الأعيان 1/ 372 رقم 143، بغية الوعاة 1/ 488، 489 رقم 1011، إنباه الرواة 3/ 112.
[3] اتعاظ الحنفا 2/ 81.
[4] العبارة في (وفيات الأعيان 1/ 372) : «لم يكن في رفعه مثله في فنه» .
[5] تهذيب ابن عساكر 4/ 185- 187.
[6] في الأصل «النافع» ، والتصحيح من ابن عساكر.(27/368)
سَرْدًا، ولا يَتتعْتَع. جلست إِلَيْهِ، وسمعت منه، وكان يُظْهِر مذهب الرّافضة، بسبب الدولة، شاهدت ذَلِكَ منه، وذاكرت بِهِ فارس بْن أحْمَد، وكان لا يرضاه فِي دينه.
وقيل: كَانَ يُؤدِّب أولاد الوزير ابن حَنْزَابَة.
قلت: كَانَ مُداخِلا للدولة العُبَيْديّة، فسلّط عَلَيْهِ الحاكم قتله فِي آخر السنة [1] .
الحَسَن بْن عَلِيّ بْن أحْمَد [2] بْن سُليمان، أَبُو عَلِيّ البغدادي التّاجر الشطرنجي، نزيل إصبهان. كَانَ جدّه سُلَيْمَان بْن عَلِيّ يَرْوِي عَنْ هشام بْن عُبَيْد اللَّه الرّازي.
رَوَى أَبُو عَلِيّ عَنْ: أَبِيهِ، وعن أَبِي القاسم هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أخي أَبِي زُرْعَة، وأَحْمَد بْن مُوسَى بْن إِسْحَاق الْأنْصَارِيّ، والْحَسَن بْن عَلِيّ الهَمَذَاني، والفضل بن الخصيب الْإصبهاني.
رَوَى عَنْهُ جماعة، منهم محمود بْن جَعْفَر الكَوْسَج، وطلحة بْن أحْمَد القصّار، وعَبْد الرَّحْمَن بْن مَنْدَه، وابْن شُكْرَوَيْه.
تُوُفِّي فِي رجب، وله أربعٌ وتسعون سنة، وكان أسند من بقي بإصبهان، رحمه اللَّه. وهم بيت حديث بإصبهان.
انتقى لَهُ الحافظ ابن مَرْدَوَيْه عشرة أجزاء.
ومن شيوخه: أَبُو أُسَيْد أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أُسَيْد، والْحَسَن بْن عَلِيّ بْن أَبِي الحنّاء الهَمَذَاني الكِسائي، وأَحْمَد بْن محمد اللّبناني.
الحسن بْن مُحَمَّد الغِنْجَرْدي الْأديب الهَرَوِي، يَرْوِي عَنْ أَبِي عَلِيّ الرّفّاء وغيره.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الْحَسَن الداودي.
الْحُسَيْن بْن حيدرة [3] ، أَبُو الخطّاب الداوديّ الطّاهرى الشاهد.
__________
[1] اتعاظ الحنفا 2/ 80.
[2] ذكر أخبار أصبهان 1/ 274، تذكرة الحفاظ 3/ 1029.
[3] المنتظم 7/ 244 رقم 389، تاريخ بغداد 8/ 40 رقم 4095.(27/369)
تُوُفِّي ببغداد، وكان ثقة.
رَوَى عَنْ: المَحَامِلي، ويوسف الْأزرق.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الخلال.
حَكَمُ بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل [1] ، أَبُو العاصي السالمي السِّرَقُسْطي.
رَوَى عَنْ: الْحَسَن بْن رشيق المصري، وكان صالحا زاهدا يوم جامع سَرَقُسْطَة.
رَوَى عَنْهُ: وضّاح بْن مُحَمَّد السِّرَقُسْطي.
حَمْد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد، أَبُو عَلِيّ الرّازي الْإصبهاني.
سَمِعَ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي مُحَمَّد، وغيره، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن معاوية الرّازي.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو يَعْلَى الخليلي، وسُلَيْم الرّازي، وآخرون.
تُوُفِّي فِي هذا العام، أو فِي حدوده.
قَالَ سليم: توفّى فيها، أو في سنة أربعمائة، وكتب عنه الدار قطنى، وقَالَ: من شيوخ الرّيّ وعُدُوله.
خلف بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد [2] بْن اللَّيْث، أمير سجِسْتان، وابْن أميرها.
كَانَ أوْحَد الملوك فِي إجلال العِلْم، والإفضال عَلَى العلماء.
سَمِعَ عَلِيّ بْن بُنْدَار الصُّوفِي، ومُحَمَّد بْن عَلِيّ الماليني، صاحب عثمان الدّارمي، وبالحجاز عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الفاكهي، وببغداد أَبَا عَلِيّ بْن الصّوّاف.
وكان مولده سنة ستّ وعشرين وثلاثمائة.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم مَعَ جلالته، وَأَبُو يَعْلَى الصّابونى، وانتخب له الدار قطنى.
__________
[1] الصلة لابن بشكوال 1/ 148 رقم 334.
[2] العبر 3/ 770 شذرات الذهب 3/ 156، الأنساب 7/ 44، تاريخ العتبى 1/ 96، 351، 352- 360، 368- 382، معجم البلدان 3/ 192، الكامل في التاريخ 8/ 563، 564 و 9/ 82- 84 و 172، 173، اللباب 2/ 105، سير أعلام البلاء 17/ 116- 818 رقم 76.(27/370)
وتُوُفِّي شهيدًا فِي الحبْس ببلاد الهند، رحمه اللَّه، في قبضة ابن سُبُكْتِكين، وكان محمود فِي سنة ثلاثٍ وتسعين قد نازله وحاصره، واستنزله بالأمان من قلعته، ووجَّهه إلى بلاد الْجَوْزَجَان فِي هيئة ووُفُور رَهْبة.
ثم بلغ السلطان عَنْهُ بعد أربع سنين من ذَلِكَ، أَنَّهُ يكاتب ايلك خان الَّذِي استولى عَلَى بُخَارَى، فضيّق عَلَيْهِ السّلطان بعض الشيء، إلى أن مات فِي رجب، وورِثَه ولده أَبُو حفص [1] .
وكان خَلَف مَغْشِيَّ الجناب من النّواحي، لسماحته وأفضاله، ومدحته الشُّعراء. وكان قد جمع العلماء عَلَى تأليف تفسير كبير، لم يغادر فِيهِ شيئًا [2] .
من أقاويل القرّاء والمفسّرين والنُّحاة، ووشَّحه بما رَوَاهُ من الثّقات.
قَالَ أَبُو النّصر فِي كتاب «اليميني» : بلغني أَنَّهُ أنفق عليهم فِي جُمعة عشرين ألف دينار، والنسخة بِهِ بنيسابُور، وهي تستغرق عُمْر الكاتب.
أخبرني أَبُو الفتح البُسْتي، قَالَ: عملت فِيهِ أبياتًا، لم أُبلّغها إيّاه، ولكنّها سارت واشتهرت، فلم أشعر إلّا بصرّة منه، فيها ثلاثمائة دينار، بعثها.
والأبيات، هِيَ هذه الثلاثة:
خَلَفُ بْن أحْمَد الْأخلافِ ... أَرْبى [3] بسؤدَده عَلَى الْأسْلافِ
خَلَفُ بْن أحْمَد فِي الحقيقة واحدٌ ... لكنّه مُرْبٍ عَلَى الْألافِ
أضْحى لآل اللَّيْث أعلام الوَرَى ... مثل النَّبِيّ لآل عَبْدِ مَنَافِ
وقد مدحه البديع الهَمَذَاني وغيره، وقد حكم عَلَى مملكة سِجِسْتان دهرًا، وعاش خمسًا وثمانين، رحمه اللَّه [4] .
وفيه يَقُولُ الثَّعَالِبي:
من ذا الَّذِي لا يذلّ الدّهْر صَعْبَتَهُ ... ولا تُلِينُ يد الْأيّام صَعْدَتَهُ
أما ترى خَلَفًا شيخَ الملوك غَدَا ... مملوك من فتح العذراء بكرته
__________
[1] الكامل في التاريخ 9/ 172، 173.
[2] في الأصل «شيء» .
[3] في الأصل «أذرى» .
[4] زاد بعضها «أربعا وسبعين سنة» .(27/371)
طاهر بْن عَبْد المنعم بْن عُبَيْد اللَّه [1] بْن غَلْبُون، أَبُو الْحَسَن الحلبي، ثم الْمَصْرِيّ المقرئ، مصنّف «التذكرة فِي القراءات» ، وغير ذَلِكَ.
كان من كبار المقرءين هُوَ وأبوه أَبُو الطّيّب.
قرأ عَلَى والده، وعلى أبى عدىّ عَبْد العزيز بْن علي الْمَصْرِيّ بمصر، وعلى أَبِي الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن صالح الهاشمي بالبصرة، وهو من أصحاب الْعَبَّاس الْأشناني، وقرأ بالبصرة أيضًا عَلَى أَبِي الْحَسَن مُحَمَّد بن يوسف بن نهار الحرتكى [2] صاحب ابن ثَوْبان [3] ، وتصدّر للإقراء.
عَرَض عَلَيْهِ: أَبُو عَمْرو الدّاني، وإِبْرَاهِيم بْن ثابت الإقليسي، وروى عَنْهُ كتاب «التذكرة» . أَبُو الفتح بْن بابشاذ، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عَلِيّ القِزْوِيني، وغيرهما.
عَبْد اللَّه بْن بَكْر [4] بْن مُحَمَّد، أَبُو أحْمَد الطَّبَرَانِي الزّاهد، نزيل أكواخ بانياس.
حدّث عَنْ خَيْثَمة، وابْن الْأعْرابي، وأَحْمَد بْن زكريّا المقدسي، وعثمان بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد السَّمَرْقَنْدِيّ، وجُمح بْن القاسم الدمشقي، وخلق كثير.
رَوَى عَنْهُ: تمّام الرّازي، ووثّقه، وعَلِيّ بْن مُحَمَّد الرَّبْعِي، وأحمد بن رواد العكّاوي، وَأَبُو عَلِيّ الْأهوازي، ومُحَمَّد بْن عَلِيّ الصوري الحافظ، وقَالَ: كَانَ ثقةً، ثبْتًا، مُكْثِرًا.
حكى عنه الدار قطنى.
وقَالَ عَبْد العزيز الكتّاني: كَانَ ثقة يتشيع.
__________
[1] غاية النهاية 1/ 339، تذكرة الحفاظ 3/ 1029، العبر 3/ 70، 71، الوافي الوفيات 16/ 404، 405 رقم 437، حسن المحاضرة 1/ 233، معرفة القراء الكبار 1/ 397 رقم 47.
[2] الحرتكى: هكذا في الأصل بالحاء المهملة، وأثبته في الوافي «الجرتكى» .
[3] في الوافي «بويان» .
[4] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 20/ 163، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان- ق 1- ج 3/ 172 رقم 853، وهو في تاريخ دمشق «بكير» ، المنتظم 7/ 244، 245 رقم 390، البداية والنهاية 11/ 341.(27/372)
قلت: رحل إلى العراق سنة تسعٍ وأربعين.
عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن نصر [1] بْن أبيض الْأمويّ، أَبُو الْحَسَن الطُّليْطِلي النَّحْوِيّ الحافظ، نزيل قُرْطُبَة.
رَوَى عَنْ أَبِي جَعْفَر بْن عَوْن اللَّه، وعبّاس بْن أَصْبَغ، وعَلِيّ بْن مصلح، وأجاز لَهُ تميم بْن مُحَمَّد القيرواني، ومُحَمَّد بْن القاسم بْن مَسْعَدَة.
وعُنِيَ بالحديث وجمعه، جمع كتابًا فِي الرّدّ عَلَى مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مَسَرَّة، وهو كتاب كبير حفيل.
رَوَى عَنْهُ: القاضي أَبُو عُمَر بْن سميق، وحكم بْن مُحَمَّد، وَأَبُو إِسْحَاق، وَأَبُو جَعْفَر الصّاحبان.
وكان مولده سنة تسعٍ وعشرين وثلاثمائة.
توفّى سنة تسع أو سنة أربعمائة.
عَبْد الرَّحْمَن بْن الحاجب المنصور [2] أَبِي عامر محمد بن عبد الله بن أبي عامر القحطاني الْأندلسي، المعروف بشنشول [3] ، والملقَّب بالنَّاصر.
لمّا تُوُفِّي المُظَفَّر عَبْد الملك بْن أَبِي عامر، وُلِّي بعده أخوه هذا، وافتتح أموره باللَّهو والخلافة واللّعب، وكان يخرج إلى النُّزَه ويتهتّك، وهشام المؤَيَّد باللَّه عَلَى عادته التي قرّرها المنصور، من الاحتجاب غالبًا، فدسّ هذا عَلَى المؤَيَّد قومًا خوّفوه منه، وأعلموه أَنَّهُ عازم عَلَى قتله إنْ لم يُوَلِّه عهدَه، ويجعله الخليفة من بعده، ثم أمر شنشول [3] القاضي والفقهاء والكبار المثول إلى القصر الَّذِي بالزَّهراء [4] ، وهو قصر يُقَصِّر الوصف عَنْهُ، فأحضر المؤَيَّد، وأخرج كتابًا قُرئ بحضرته، كتبه عَمْرو بْن موبذ، بأنّ المؤَيَّد قد خلع نفسه، واستخلف عَلَى الْأمَّة النّاصر عَبْد الرَّحْمَن، لِعِلْمه بأهليّته فِي كلام طويل، فشهد من حضر بذلك عَلَى المؤَيَّد فِي ربيع الأوّل، سنة تسع وتسعين وثلاثمائة.
__________
[1] الصلة لابن بشكوال 1/ 247 رقم 559.
[2] البيان المغرب 3/ 38- 56، المغرب في حلى المغرب 213 رقم 141، تاريخ ابن خلدون 4/ 148، نفح الطيب 1/ 277.
[3] كذا في الأصل، وفي البيان المغرب «شنجول» .
[4] في البيان المغرب «الزاهرة» .(27/373)
ثم أخذ شنشول فِي التَّهَتُّك والفِسْق، وكان زيُّه زيّ أصحاب الشُّعُور المكشوفة، فأمر أصحابه بحلْق الشعر، وشدّ العمائم، تشبُّهًا ببني زِيرِي، فبقوا أَوْحَشَ ما يكون وأسمجه، لأنّهم لَفُّوا العمائم بلا صنعة، فبقوا ضحكةً.
ثم سار غازيا نحو طُلَيْطِلة، فاتّصل بِهِ أنّ مُحَمَّد بْن هشام بْن عَبْد الجبّار قام بقُرْطُبَة، وهدم الزَّهْراء، وقام معه ابن ذكوان القاضي، لأنّ النّاصر فوّض الْأمور إلى عيسى بْن سَعيد الوزير، فعظم ذَلِكَ عَلَى ابن ذكوان، ودب إِلى إفساد رجال عيسى، وذكر فساد رأي المؤَيَّد هشام، وخلعه نفسه، وتوليته شنشول، وتصديقه بما لا يجوز، من جمْع البقر البلق، وإعطائه الْأموال والجوائز، لمن أتاه بحافر حمار، يدّعي أَنَّهُ حافر العزيز، ومن يأتيه بحجر، يَقُولُ: هذا من الصَّخْرة، وناس يأتونه بشَعْر، يقولون: هذا مِنْ شَعْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا الَّذِي أوجب طمع شنشول.
وقيل: لهذا السّبب كَانَ المنصور أَبُو عامر يُخْفيه عَنِ النّاس.
ثم أنفق ابن عَبْد الجبّار الذَّهَبَ فِي جماعة من الشُّطَّار، فاجتمع له أربعمائة رَجُل، وأخذ يرتّب أُموره فِي السّر. فلما كانت ليلة الْأحد ثاني عشر جُمادى الآخرة، من سنة تسعٍ، جمع والي المدينة العَسَسَ، وطاف بهم.
وهجم الدُّور، فلم يقع لَهُ على أثر، ثم ركب ابن عَبْد الجبّار بعد أيام بغلته، وقت الزَّوال وصرخ أصحابه، وقصد دار الوالي، فقطع رأسه، وتملّك الزَّهْراء، فخرج إلى جَوْذَر الكبير، فَقَالَ لَهُ أَيْنَ المؤَيَّد أَخْرِجْه، فقد أذلّ نفسه، وأذلَّنا بضعفه عَنِ الخلافة، قَالَ: فخرج إِلَيْهِ يَقُولُ: يؤمّنني وأخرج إِلَيْهِ، قَالَ: إنّي إنّما قمت لأزيل الذُّلَّ عَنْهُ، فإنْ خلع نفسه طائعًا، فليس لَهُ عندي إلا ما يحبّ، قَالَ لَهُ جوذر: قد أجابك إلى ذَلِكَ، فأرسلوا إلى ابن الكوهي الفقيه، وابْن ذكوان القاضي، والوزراء، وأهل الشُّورَى، فدخلوا عَلَى هشام، فكتب كتاب الخَلعْ، وعقد الْأمر لمحمد المذكور، ثم ضَعُفَ أمرُ شنشول، فظفر بِهِ ابن عَبْد الجبّار، فذبحه فِي أثناء هذه السنة، وطيف برأسه.
ومن تاريخ ابن أَبِي الفيّاض قَالَ: خُتِن شنشول في سنة ثمانين [1]
__________
[1] في الأصل «سنة ثمانين 3» ، ولعلّ المراد سنة 383 هـ.(27/374)
فانتهت النّفقة في ختانته إلى خمسمائة ألف دينار، وهو ابن ثماني سنين، وخُتِن معه خمسمائة وسبعون صبيًّا.
عَبْد الملك بْن الحاجب المنصور [1] محمد بن عبد الله بن أبي عامر المَعَافِرِي الْأندلسي، أَبُو مروان الملقّب بالمظفّر.
قام بعد أَبِيهِ بإمرة الْأندلس بين يدي خليفة الْأندلس، المؤَيَّد باللَّه هشام بْن المستنصر الْأمويّ، وجرى فِي الْأمور مجرَى والده، فكان هُوَ الكلّ، والمؤَيَّد معه صورة بلا حلّ ولا ربط.
ومات المُظَفَّر فِي هذه السنة، وقيل: سنة ثمانٍ وتسعين، والصّحيح فِي سابع عشر صفر، سنة تسعٍ هذه.
وقَالَ عَبْد الواحد بْن عَلِيّ المراكشي: دامت أيَّامه فِي الْأمن والخصْب سبْع سنين.
قَالَ ابن أَبِي الفيّاض: كَانَ المُظَفَّر بْن المنصور ذا سَعْدٍ عظيم وكان من فرْط الحياء فِي غايةٍ، ما سُمِع بمثلها، ومن الشجاعة فِي منزلةٍ لم يُسْبَق إليها.
وكان بَرًّا تقيًّا، طاهر الْجَيْب، حتى أَنَّهُ لم يحلف باللَّه، وكان يرى أَنَّهُ من حلف باللَّه وحَنَثَ أَنَّهُ لا كَفَّارة لَهُ، ويراه من العظائم.
وقَالَ غيره: إنّ المُظَفَّر غزا [2] ثمان غزوات، وعاش ستًا وثلاثين سنة.
وثارت الفتن بعد موته، وقام بالأمر بعده أخوه عَبْد الرَّحْمَن المذكور فِي هذه السنة، ويلقَّب بالنّاصر، ويسمّى وليّ العهد، فاضطَّربت أحواله، وقام عَلَيْهِ مُحَمَّد بْن هشام بْن عَبْد الجبّار، بْن النّاصر لدين اللَّه الْأمويّ، فخذلت الجيوش عَبْد الرَّحْمَن، فقُتِل وصُلِب فِي جُمادى الآخرة سنة تسعٍ وتسعين، وخلعوا المؤَيَّد باللَّه من الخلافة، وبويع مُحَمَّد بْن هشام، ويلقّب المهتدي، ثم قتل سنة أربعمائة، في أواخرها، وردّ المؤيّد.
__________
[1] البيان المغرب 3/ 36، 37، المغرب 212، 213 رقم 140، بغية الملتمس 361، نفح الطيب 1/ 276، تاريخ ابن خلدون 4/ 148، الذخيرة لابن بسّام- مجلّد 1/ ق 4/ 58.
[2] . في الأصل «غزي» .(27/375)
عَبْد الواحد بْن أحْمَد بْن إِسْمَاعِيل [1] بْن عَوْف، أَبُو القاسم المُزَني الدمشقي الشّاهد.
حدّث عَنْ خَيْثَمة، ومُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن حَيْدَرة، وأبى المعمّر حسين بن مُحَمَّد المَوْصِلي.
رَوَى عَنْهُ: علي بْن مُحَمَّد الحنائي، وعَلِيّ الرّبعيّ.
عليّ بْن الحافظ أَبِي سعيد عبد الرحمن [2] بن أحمد بن يونس بْن عَبْد الْأعلى الصَّدفيّ الْمَصْرِيّ، أَبُو الْحَسَن.
رَوَى عَنْ: مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن أَبِي الحديد، عَنْ جدّهم يونس.
رَوَى عَنْهُ: الفضل بْن صالح الرُّوذَبَارِي، أحد مشيخة الرّازي.
تُوُفِّي فجأةً فِي شوّال.
قلت: ولا تحلُّ الرواية عنه، فإنّه منجّم، وهو صاحب الزّيج الحاكمي، صنّفه فِي أربع مجلّدات. قاله ابن خلّكان [3] ، وقَالَ: ما أقصر فِي تحريره، وله نظْم رائق، وقَالَ: قَالَ المسبّحي: أخبرني من رَأَى ابن يونس، فطلع معه إلى المُقَطَّم، فوقف للزُّهْرة، فنزع ثيابه، ولبس ثوبًا أحمر، ومقنَّعة حمراء، وأخرج عودًا، فضرب بِهِ، والبُخور بين يديه، فكان عَجَبًا من العَجَب.
قَالَ المسبّحي: وكان أَبْلَهَ مُغَفَّلا، يعتمّ عَلَى طَرْطُورٍ طويل، ويجعل رداءه فوق العمامة، وكان طَوالا، فإذا ركب بقي ضِحْكَةً، وله إصابة بديعة فِي النِّجامة.
كَانَ القاضي مُحَمَّد بْن النُّعْمَان قد عَدَّله وقَبِلَه فِي سنة ثمانين.
قلت: القاضي والسّلطان أنجس منه.
__________
[1] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 11/ 201 و 25 و 25/ 50، 51 و 37/ 605 و 38/ 153، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان في 1- ج 3/ 244 رقم 948.
[2] البداية والنهاية 11/ 341، 342، مرآة الجنان 2/ 451، 452، شذرات الذهب 3/ 156، 157، طبقات صاعد 59، وفيات الأعيان 3/ 439- 431 رقم 488، أخبار الحكماء 230، تاريخ الفلك لنلّينو 186 و 281، تراث لعرب العلمي لقدرى طوقان 243- 248.
[3] وفيات الأعيان 3/ 429 وقد اختصر المؤلّف روايته.(27/376)
عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الخضر القِزْوِيني. يَرْوِي عَنْ أَبِي الْحَسَن القطّان وغيره.
فضل [1] [بْن عد اللَّه بْن صالح، أَبُو الفتوح] [2] . إِلَيْهِ تُنسب مُنْيَة [3] القائد.
القائد الْمَصْرِيّ، من كبار قوَّاد العزيز. قرّبه الحاكم وأدناه، ثم نَقَم عَلَيْهِ، وضرب عُنُقَه فِي ذي القعدة، لم يظهر منه جزع، وكان شجاعًا، جوادًا، ممدَّحًا، نبيلا، من وجوه الدولة.
وإليه تُنْسَب مُنَيَة القائد [3] . فضل، [وهي] [4] بُلَيْدة من أعمال الجيزة، قِبالةَ مصر.
قَسِيم بْن أحْمَد بْن مطير [5] ، أَبُو القاسم الظهراوي الْمَصْرِيّ، شيخ مُسِنٌّ.
قرأ القرآن عَلَى جَدّه لامّه عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن الظهراوي صاحب أَبِي بَكْر بْن سيف، وكان محقِّقًا لرواية وَرْش، خيِّرًا فاضلا.
أثنى عَلَيْهِ أَبُو عَمْرو الدّاني، وقَالَ: كَانَ من ساكني قرية أَبِي البَيس [6] ، وكان يُقْرئ بها وأنا بمصر.
تُوُفِّي فِي سنة ثمانٍ [أ] [7] وتسعٍ وتسعين.
مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عَلِيّ [7] بْن حسين، أَبُو مُسْلِم البغدادي الكاتب، نزيل مصر.
رَوَى عَنْ أَبِي القاسم البَغَوي، وأَبِي بكر بن أبى داود، وابن صاعد،
__________
[1] وفيات الأعيان 7/ 34، 35 رقم 371.
[2] ما بين الحاصرتين ساقط من الأصل، استدركناه من (اتعاظ الحنفا) انظر فهرس الأعلام 3/ 408.
[3] في الأصل: «إليه ينسب منبه القائد» ، وذلك في الموضوعين.
[4] إضافة على الأصل للتوضيح.
[5] معرفة القراء الكبار 1/ 384 رقم 319، غاية النهاية 2/ 27، حسن المحاضرة 1/ 492.
[6] قرية أبى البيس، هي: بليس، كما في: (غاية النهاية 2/ 27) .
[7] تاريخ بغداد 1/ 323 رقم 223، تذكرة الحافظ 3/ 1029، العبر 3/ 71، مرآة الجنان 2/ 245، البداية والنهاية 11/ 341 وفيه «محمد بن على بن الحسين» ، شذرات الذهب 3/ 156، المنتظم 7/ 245 رقم 391.(27/377)
وأبي بَكْر بْن دُرَيْد، وأَبِي بَكْر بْن مجاهد، وأَبِي بَكْر بْن الْأنباري، وأَبِي عيسى ابن قَطَن وسعيد بْن مُحَمَّد أخي زُبَير الحافظ، وأَبِي عَلِيّ مُحَمَّد بْن سَعِيد الحَرَّاني، وأَبِي عَلِيّ الحضائري الدمشقي، وأَبِي إِسْحَاق بْن أَبِي ثابت، وسمع بالقَيْروَان فِي حدود الْأربعين أو بعدها، من أَبِي القاسم زياد بْن يونس..
وتفرّد فِي الدُّنيا بالرواية عَنْ: البَغَوي، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: الحافظ عَبْد الغني، وَأَبُو عَمْرو الدّاني، ورشأ بْن نظيف، وَأَبُو عَلِيّ الْأهوازي، وأَحْمَد بْن بابشاذ الجوهري، وَأَبُو الفضل بْن بُنْدَار، وَأَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن مكّي، ومُحَمَّد بْن أَبِي عَدِيّ السَّمَرْقَنْدِيّ ثم الْمَصْرِيّ، والشريف أَبُو إِبْرَاهِيم أحْمَد بْن القاسم بْن ميمون الحسيني، وعليّ بْن بقاء الوَرّاق، والقاضي أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن سلامة القُضَاعي، وخلق سواهم.
قَالَ الخطيب [1] : قَالَ لي الصُّورِي: بعض أُصول أَبِي مُسْلِم عَنِ البَغَوي وغيره جِياد.
قلت: فكيف حاله من حال ابن الجندي؟ فَقَالَ، قد اطّلع منه عَلَى تخليط، وهو أمثل من ابن الجندي. حدثني وكيل أَبِي مُسْلِم، وكان محدّثًا حافظًا، يقال لَهُ أَبُو الْحُسَيْن العطّار قَالَ: ما رَأَيْت فِي أصول أَبِي مُسْلِم عَنِ البَغَوي شيئًا صحيحًا، غير جُزْء واحدٍ، كَانَ سماعه فِيهِ صحيحًا، وما عداه كَانَ مفسودًا.
وقَالَ أَبُو إِسْحَاق الحبّال: تُوُفّي فِي ذي القعدة.
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد [2] بْن خَلَف، أَبُو الْحُسَيْن الرَّقّي المَقْبُرِيّ ابن الفحّام، ويعرف بابن أَبِي العميري، نزيل دمشق.
قرأ القرآن عَلَى زيد بْن أَبِي بلال الكوفي، وحدّث عَنِ النّجّاد، وعثمان بْن مُحَمَّد المقرئ، وجعفر بن الخلدى، وجماعة.
__________
[1] تاريخ بغداد 1/ 323.
[2] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 36/ 280، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان- ق 1- ج 4/ 101 رقم 1304.(27/378)
رَوَى عَنْهُ: عَلِيّ بْن مُحَمَّد الحنّائي، وأخوه إِبْرَاهِيم، وَأَبُو عَلِيّ الْأهوازي، وَأَبُو الفرج عُمَر بْن عَبْد اللَّه الرّقّي، وحمزة بْن مُحَمَّد الطُّوسي.
قَالَ أَبُو عَمْرو الدّاني: كَانَ زاهدًا فاضلا متقشّفا.
وقال ابن الْأهوازي: كَانَ يُرْمَى بالتشيّع. تُوُفّي فِي ربيع الأوَّل.
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه [1] بْن سَعِيد، أَبُو عَبْد اللَّه الْأمويّ القُرْطُبي بْن العطّار الفقيه المالكي، المتّجر فِي الفقه.
رَوَى عَنْ: أَبِي عيسى اللَّيْثي، وأَبِي بَكْر بْن القُوطِيّة، وسعيد بْن أحْمَد بْن عَبْد ربّه، وحجّ فذاكر أَبَا مُحَمَّد ابن زيد وناظره،.
وكان حافظًا متيقّظًا، أديبًا، شاعرًا، ذكيًّا، نحْوِيا، بصيرًا بالفتوى، عارفًا بالفرائض، والحساب، واللُّغة، والإعراب، رأسًا فِي الشُّرُوط وعِلَلها، مدقّقًا لمعانيها، لا يجاريه فيها أحد [2] ، صنّف فيها كتابًا حسنًا، وجرت لَهُ مَعَ فقهاء قُرْطُبَة خُطُوب طويلة، وأخبار مشهورة.
كتب عَنْهُ جماعة من الفضلاء. وولد سنة ثلاثين وثلاثمائة، وتُوُفِّي فِي ذي الحجّة، وكان الْجَمْع فِي جنازته عظيمًا، وانتاب قبرَه طُلاب العِلْم أيّامًا، وقرءوا عَلَى قبره خَتْمات.
مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بْن يحيى [3] الْأندلسي. رحل وسمع من أَبِي قُتَيْبَة مُسْلِم بْن الفضل، وأَبِي بَكْر بْن خروف.
رَوَى عَنْهُ الصّاحبان، قالا: مات فِي رجب.
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عيسى [4] بْن مُحَمَّد المُرِّي الإمام، أَبُو عَبْد اللَّه الْألْبِيري المعروف بابن أبى زمنين، نزيل قرطبة.
__________
[1] الصلة لابن بشكوال 2/ 484، 485 رقم 1048.
[2] في الأصل «أحدا» .
[3] الصلة لابن بشكوال 2/ 485 رقم 1049.
[4] الصلة لابن بشكوال 2/ 482- 484 رقم 1047، تذكرة الحفاظ 3/ 1029، العبر 3/ 71، شذرات الذهب 3/ 156، الوافي بالوفيات 3/ 321 رقم 1374، جذوة المقتبس 53، بغية الملتمس 77، 78، طبقات المفسرين للسيوطي 34، الديباج المذهب 269- 271، إيضاح المكنون 1/ 424، معجم المؤلفين 10/ 229، 230، ترتيب المدارك 4/ 672-(27/379)
سَمِعَ ببَجَّانَة [1] من سَعِيد بْن فَحْلُون، فقرأ عَلَيْهِ «مختصر» ابن عَبْد الحكم، وسمع بقُرْطُبَة من مُحَمَّد بْن معاوية القُرَشي، وأَحْمَد بْن المُطَرِّف وأَحْمَد بْن الشامة، وكان عارفًا بمذهب مالك، بصيرًا بِهِ، وسمع أيضًا من وهب بْن مَسَرَّة، وتفقه عند إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم الطّليطلى.
وكان من الرّاسخين فِي العِلْم، متفننًا فِي الْأدب والشعر، مُقْتَفِيا لآثار السَّلَف.
لَهُ مصنَّفات فِي الرَّقائق والزُّهْد، وشعر رائق، مَعَ زُهْد ونُسُك وصِدْق لَهْجَة، وإقبال عَلَى الطاعة، ومُجَانَبَةٍ للسلطان، وسئل: لِمَ قِيلَ لكم: بنو زمنين؟ فلم يعرف. وقَالَ: كنت أهاب أَبِي، فلم أسأله، ثم فِي آخر عمره انتقل إلى إلْبِيرَة فسكنها.
ولد في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، أو فِي آخرها. وتُوُفِّي عَلَى الصحيح سنة تسعٍ وتسعين فِي ربيع الآخر.
وله كتاب «المُغْرِب فِي اختصار المُدَوَّنَة» لَيْسَ فِي مختصراتها مثله، وكتاب «مَنْتَخَبُ الْأحكام» الَّذِي سار فِي الْأفاق، وكتاب «الوثائق» ، وكتاب «المُذَهَّب فِي الفقه» وكتاب «مختصر تفسير ابن سلام» وكتاب «حياة القلوب» فِي الزُّهْد، وكتاب «أُنْسُ المُرِيدين» وكتاب «النصائح المنظومة» من شعره، وكتاب «أدب الْإسلام» وكتاب «أُصُول السُّنَّة» وكتاب «قدوة القارئ» .
ومن شعره:
الموتُ فِي كلّ حينٍ ينشُرُ الكَفَنَا ... ونحن فِي غفلة عَمَّا يُرادُ بنا
لا تطمئن إلى الدُّنيا وزُخْرُفِها ... وإن توشَّحْتَ من أثوابها الحَسَنَا
أَيْنَ الْأحِبَّةُ والجيرانُ ما فَعَلُوا ... أَيْنَ الذين هُمُ كانوا لنا سَكَنَا
سقاهُمُ الدَّهْرُ كأْسًا غيرَ صافيةٍ ... فصيّرتهم لأطباق الثّرى رهنا
__________
[ () ] 674، طبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 161، تذكرة النوادر 20، برنامج القرويين 24، شجرة النور الزكية 1/ 101، سير أعلام النبلاء 17/ 188، 189 رقم 109، هدية العارفين 2/ 58.
[1] في الأصل «مجانه» . و «بجّانة» : بالفتح ثم التشديد. مدينة بالأندلس من أعمال كورة إلبيرة.
(معجم البلدان 1/ 339) .(27/380)
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَمْرو الدّاني، والقاضي أَبُو عُمَر بْن الحذَّاء، وطائفة من علماء الْأندلس، وكان من بقايا حملة الحُجَّة. رحمه اللَّه.
مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن إِسْحَاق [1] ، أَبُو طَالِب العلوي، المعروف بابن المُهَلْوِس الزّاهد.
كَانَ القادر باللَّه يعظّمه ويحترمه.
حكى عن السُّبْكي، وغيره.
رَوَى عَنْهُ: الْحَسَن بْن غالب البغدادي، وغيره، وكان من الزُّهّاد المعدودين.
يحيى بْن زكريّا بْن أحْمَد [2] ابن أخت أَبِي بَكْر [3] البلْخي، ثم الدمشقي الشاهد.
كَانَ أَبُوهُ قد وُلِّي قضاء دمشق، فوُلِد بها هذا، وسمع من إِبْرَاهِيم بْن أَبِي ثابت، وأَبِي عَلِيّ الحضائري، وخَيْثَمة، وَلَمْ يُدْرِكِ السَّمَاعَ مِنْ أَبِيهِ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو القاسم إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الحنّائي، وأخوه عَلِيّ والْحَسَن بْن الْحُسَيْن بْن يحيى بْن زكريّا حفيده.
وتُوُفِّي فِي ربيع الآخر، وقد نيّف عَلَى السبعين.
أَبُو إِسْحَاق الجبيناني، أحد الْأئمّة والأولياء بالقَيْروَان، اسمه إِبْرَاهِيم بْن أحْمَد بْن عَلِيّ البكري بَكْر بْن وائل.
أجاز لَهُ عيسى بْن مسكين، وتفقّه عَلَى حمود بْن سَهْلُون، ودرس من الفقه دواوين، وكان أَبُو مُحَمَّد بْن أَبِي زيد يعظّمه، ويقول: طريقة عالية لا يسلكها أحد فِي هذا الوقت.
تُوُفِّي سنة تسعٍ وتسعين، وكان كثيرًا ما يَقُولُ: اتَّبع ولا تبتدع، اتَّضعْ ولا ترتفع، وكان العلماء يقصدونه، ويتبرّكون برؤيته.
__________
[1] المنتظم 7/ 245 رقم 392، تاريخ بغداد 3/ 93 رقم 1088.
[2] تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 46/ 158، 159، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان- ق 1- ج 5/ 194 رقم 1815.
[3] في الأصل «أبو» .(27/381)
[وفيات] سنة أربعمائة
أحْمَد بْن عَبْد العزيز بْن الفرج [1] بْن أَبِي الحُباب، أَبُو عُمَر القُرْطُبي النَّحْوِيّ صاحب أَبِي عالي القالي. أخذ عَنْهُ، وعن أَبِي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الثَّغْرِي القاضي.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَمْرو بْن الحذَّاء وقَالَ: كان من جملة الشيوخ، عالمًا باللغة والإخبار، فِيهِ صلاح وخير.
تُوُفِّي فِي سلْخ المحرَّم، وقد قارب التسعين.
وقَالَ أَبُو حيّان: وكانت فِيهِ غَفْلة زائدة، وكان متّقد الذّهن، عالمًا، حافظًا، ثبْتًا، بصيرًا بالعربية، وهو كَانَ مؤدِّب المُظَفَّر عَبْد الملك بْن أَبِي عامر، وهو بربريّ النَّسَب، من مَصْمُودَه.
أحْمَد بْن عُمَر بْن مُحَمَّد بْن عُمَر، أَبُو عَبْد اللَّه الجيزي الْمَصْرِيّ.
تُوُفِّي فِي شعبان، وهو من شيوخ أَبِي عَمْرو الدّاني فِي الحديث.
يَرْوِي [2] عَنْ طبقة عثمان بْن السَّمَرْقَنْدِيّ، وأَبِي الطّاهر المَديني.
أحْمَد بْن عمّار بْن عصمة بْن مُعاذ النَّسَفي. سَمِعَ بنَسَف، من عَلِيّ بْن مُحْتَاج، وعَبْد المؤمن بْن خَلَف، ونصر بْن مُحَمَّد، سَمِعَ منه جامع التِّرْمِذِيّ، وسمع بجُرْجان من ابن عَدِيّ، وببغداد من دَعْلَج، وجماعة.
وهو من قرية سيركث، إحدى قُرى نَسَف. تُوُفِّي بها فِي شعبان، في عشر الثّمانين.
__________
[1] الصلة لابن بشكوال 1/ 19، 20 رقم 35.
[2] في الأصل «مروىّ» ، وهو تصحيف.(27/383)
أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد [1] بْن عُبَيْدة، أَبُو جَعْفَر الْأمويّ الطُّليْطِلي، ويُعْرَف بابن ميمون صاحب ابن إسحاق بن شنظير [2] ، ونظيره فِي الجمع والإكثار والملازمة معًا، والسّماع جُملة، وهما الصاحبان، فهذا أحدهما.
رَوَى عَنْ: عبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أُمَيّة، وعَبْد اللَّه بن فتح بْن معروف، ومُحَمَّد بْن عَمْرو بْن عَيْشُون، وشَكُور [3] بْن حبيب وجماعة، وسمع بقُرْطُبَة مَعَ صاحبه من أَبِي جَعْفَر بْن عَوْن اللَّه.
وتُوُفِّي فِي شوّال.
عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْن عليّ بن سمقويه، أَبُو بَكْر المُزَكِّي الفقيه الشافعي النيسابُوري.
رَوَى عن أَبِي الْعَبَّاس الْأصمّ، وغيره، ودرّس الفقه سنين.
مات فِي رمضان.
عَبْد الملك بْن الْحَسَن بْن محمد [4] بْن إِسْحَاق بْن الأزهر الْأزهري، أَبُو نُعَيْم الإِسْفِرَايِينِيّ.
رَوَى عَنْ خال أَبِيهِ الحافظ أَبِي عُوَانة كتابه «الصحيح» المُسْنَد بقراءة أَبِيهِ، واحتاط لَهُ حاله فِي جماعة، فبارك اللَّه فِي عمره، حتى سمعه الْأئمّة واشتهر بِهِ.
قَالَ الحافظ عَبْد الغافر بْن إِسْمَاعِيل: كَانَ رجلا صالحًا ثقة، حضر نيسابُور فِي آخر عمره، ولم يُعهد بعد ذَلِكَ المجلس مثله لقراءة الحديث، كما حَدَّثَنَا الثّقات، وعاد إلى إسْفراين، وذلك فِي سنة تسعٍ وتسعين.
قلت: رَوَى عَنْهُ الكتاب: الْإمَام أَبُو القاسم القُشَيْرِي، وزوجته فاطمة بِنْت أَبِي عَلِيّ الدَّقّاق، ولها فَوْتٌ، وعَبْد الحميد وعَبْد اللَّه، ابنا عبد الرحمن بن محمد البحيري، وأبو القاسم عليّ بن عبد الرحمن بن عُلَيَّك
__________
[1] الصلة لابن بشكوال 1/ 20- 22 رقم 37.
[2] في الأصل «سنطير» .
[3] في الأصل «سكور» .
[4] العبر 3/ 73، شذرات الذهب 3/ 159، مرآة الجنان 2/ 452، الأنساب 1/ 236، سير أعلام النبلاء 17/ 71- 73 رقم 38.(27/384)
الرّازي، وروى عَنْهُ بعض الكتاب عثمان بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه المَحْمِيّ، وشبيب بْن أحْمَد البَسْتِيغي [1] ، وَأَبُو الحَسَن علي بْن عَبْد الله بن يوسف الجويني، وعلى بن محمد بن على بْن ماسرجس الخازن، وعَلِيّ بْن عَبْد العزيز الخشّاب، وَأَبُو المعالي عُمَر بْن مُحَمَّد بْن حسين البسطامي، وَأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن حسّان بْن مُحَمَّد، ومُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه الصّرّام، وَأَبُو نصر مُحَمَّد بْن سهل بْن مُحَمَّد السّرّاج، وهو آخر أصحابه موتًا.
تُوُفِّي سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة.
وقع لنا هذا المُسْنَد بإجازة أَبِي المظَّفر ابن السَّمْعَاني، لكنّي أَنَا سَمِعْتُ منه ستَّ مجلَّدات، وبطَّلْت.
قَالَ الحاكم فِي تاريخه. تُوُفِّي أَبُو نُعَيْم الإِسْفِرَايِينِيّ ابن أخت أَبِي عَوَانة في ربيع الأوّل، سنة أربعمائة.
قلت: وسماعه من خاله كَانَ فِي حياة البَغَوي، وابْن صاعد، وأَبِي بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وتُوُفِّي. خاله قبل البَغَوي بسنة، وكان مولد أَبِي نُعَيْم فِي ربيع الْأوّل، سنة عشر وثلاثمائة، وقد سَمِعَ أيضًا من أَبِيهِ المحدّث أَبِي مُحَمَّد صاحب يوسف القاضي، ومن أَبِي نُعَيْم عَبْد الملك بْن عَدِيّ، وأَبِي عمران الْجُوَيْني، وعَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُسْلِم الإِسْفِرَايِينِيّ، ومُحَمَّد بْن عَبدَك الشعراني، والأصمّ، وابْن الْأخرم، لكن اشتغل عَنْهُ أكثر الطَّلبة بمُسْنَد أَبِي عَوَانة.
عَبْد الواحد بْن عَلِيّ بْن غياث [2] ، أَبُو بَكْر البغدادي الرّزّاز.
سَمِعَ مُحَمَّد بْن حَمْدَوَيْه المَرْوَزِي، وابْن عيّاش القطّان.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو القاسم الْأزْجِي، وَأَبُو الحسين بن لمهتدى باللَّه، ووثّقه الخطيب.
أنبأني المسلّم بْن مُحَمَّد القَيْسي، أَنَا الكِنْدِي، أَنَا عَبْد اللَّه بْن أحمد بن
__________
[1] البستيغي: بفتح الباء الموحّدة وسكون السين المهملة وكسر التاء المثنّاة من فوق وسكون الياء المثناة من تحت وبعدها الغين المعجمة. نسبة إلى بستيغ وهي قرية بسواد نيسابور. (اللباب 1/ 151) .
[2] تاريخ بغداد 11/ 12، 13 رقم 5672.(27/385)
يوسف، أَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن المهتدي باللَّه، قَالَ: ذكر لنا شيخنا عَبْد الواحد بْن عَلِيّ بْن غياث أنّ مولده فِي رمضان سنة تسع وثلاثمائة، وأَنَّهُ سَمِعَ الحديث من أَبِي القاسم بْن بِنْت منيع، وأنّ كتبه انْتُهِبت.
قال الخلال: توفّى سنة أربعمائة.
عُبَيْد اللَّه بْن أحْمَد بْن الْحَسَن، أَبُو الفرج بْن السَّخْتِ الرَّقِّي المقرئ البزّاز.
حدّث بدمشق عَنِ النّجّاد، وجعفر الخلدي، وجماعة.
روى عنه: أبو علي الأهوازي، وعلي الحنائي، وهو المذكور في السنة الماضية.
علي بن محمد بن إبراهيم، أبو الحسن المديني الأدمي.
توفي في رجب.
علي بن محمد بن أحمد بن داود، أبو الحسن بن النحوي الدمشقي الشاهد الخطيب، والد عبد المنعم.
روى عَنْ عَلِيّ بْن أَبِي العقب.
وعنه: عَلِيّ الحنّائي وغيره.
تُوُفِّي فِي المحرَّم.
عَمْرو بْن عثمان بْن خَطَّار [1] ، أَبُو حفص القُرْطُبي.
أخذ عَنْ عَلِيّ بْن عُبَيْد مختصَرَه فِي الفقه، وعن مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن عَيْشُون.
رَوَى عَنْهُ أَبُو حفص الزَّهْرَاوِي، وغيره.
عمران بْن الْحَسَن بْن يوسف، أَبُو الفرج الخفّاف.
رَوَى بدمشق عَنْ أحْمَد بْن زبّان، وأَبِي إِسْحَاق بْن أَبِي ثابت، وعثمان بْن مُحَمَّد الذَّهَبي.
رَوَى عَنْهُ: عَلِيّ بْن مُحَمَّد الحِنَّائيّ، ورشأ بْن نظيف، وأَحْمَد بْن الْحَسَن الطّيّان، وَأَبُو عَلِيّ الأهوازي، وآخرون.
__________
[1] الصلة لابن بشكوال 2/ 446 رقم 961.(27/386)
مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن جَعْفَر الْإصبهاني الكَوْسَج. توفي في صفر.
محمد بن أحمد بن معارك [1] ، أبو القاسم العقيلي القرطبي النّحوىّ.
روى عَنْ أَبِي عَلِيّ القالي، وكان مقدَّمًا فِي عِلْم العربية، والبصر بالشعر.
أقرأ النَّحْو.
وهو والد عَبْد الرَّحْمَن العُقَيْلِي.
مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل [2] بْن يحيى، أَبُو عَبْد اللَّه الخُشَني الطُّليْطِلي، ويُعرف بابن المُشْكِيالي.
رَوَى عَنْ: أحْمَد بْن خليل قاضي طُلَيْطِلة، ومُحَمَّد بْن عَمْرو بْن عيشون، وبقرطبة أحْمَد بْن عيسى، وحج فسمع بمصر أَبَا مُحَمَّد بْن الورد، وأَحْمَد بْن سَلَمَة بْن الضَّحّاك، وأَبَا هُرَيْرَةَ، وابْن أَبِي العصام، وحمزة بْن مُحَمَّد الكناني، وأَبَا بَكْر بْن أَبِي الموت.
وكان من كبار المالكية، عَيْنًا من أعيان طُلَيْطِلة، مَعَ زُهْدٍ وتَوَاضُعٍ وورع، وعمِل بعِلْمه لا يأخذه فِي اللَّه لَوْمَة لائم، ثقة، قصده المُظَفَّر بْن أَبِي عامر إلى داره، فلما علم قَالَ للطلبة: لا يقُمْ أحد، فامتثلوا أمْره، فلما دخل سأله الدعاءَ، فَقَالَ: اللَّهمّ أدْخِل لَهُ فِي قلوب رعيّته الطّاعة، وأدْخِل لَهُم فِي قلبه الرأفة والرحمة.
تُوُفِّي فِي سادس جمادى الآخرة، وولد سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة، وكان من كبار المُسْنِدِين بالأندلس. رحمه اللَّه.
مُحَمَّد بْن خَلَف بْن الشوله [3] ، أَبُو عبد الله الْأندلسي.
رحل إلى مصر وأخذ عَنِ الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه الْقُرَشِيّ «معجم الصحابة» لَهُ، فِي ثلاثين جُزْءًا، وعن الْحَسَن بْن رشيق.
__________
[1] الصلة لابن بشكوال 2/ 485 رقم 1050.
[2] الصلة لابن بشكوال 2/ 486، 487 رقم 1052.
[3] الصلة لابن بشكوال 2/ 486 رقم 1051.(27/387)
حدّث عَنْهُ [1] الصاحبان، وَأَبُو مُحَمَّد بْن دين، وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن عَبْد السلام الحافظ.
وتُوُفِّي فِي جُمادى الْأولى، عَنْ ستٍّ وستّين سنة.
مُحَمَّد بْن عمروس بْن العاصي [2] القُرْطُبي، أَبُو عَبْد اللَّه المالكي.
أخذ عَنْ أَبِي عَبْد اللَّه بْن مُفَرِّج، وحجّ سنة تسعٍ وستّين، وذهب إلى بغداد، فأخذ عَنْ أَبِي بَكْر الْأبْهَرِي الفقيه، وأَبِي الْحَسَن بْن المُظَفَّر، والدار قطنى، وأخذ عَنْ أهل البصْرة، ومصرف القَيْروَان.
رَوَى عنه: أبو عمر بن عبد البَرّ، وأبو عَبْد اللَّه بْن عائذ، وغيرهما.
وتُوُفِّي فِي جُمادى الآخرة.
مُحَمَّد بْن هشام بْن عَبْد الجبّار [3] بْن النّاصر لدين اللَّه أَبِي المُظَفَّر عبد الرحمن بن محمد الأموي الملقّب بالمهديّ.
توثب عَلَى الأمر بالأندلس، وخلع المؤيد باللَّه هشامًا، وحارب عَبْد الرَّحْمَن بْن الحاجب بْن أَبِي عامر القحطاني شنشول الَّذِي وثب قبله بسنة، وسمى نفسه وليّ العهد، وجعل ابن عمّه مُحَمَّد بْن المُعِزّ حاجبه، وأمر بإثبات كلّ من جاءه فِي الدّيوان، فلم يبق زاهد، ولا جاهل، ولا حَجّام، حتى جاءه، فاجتمع لَهُ نحوٌ من خمسين ألف، وذلّت لَهُ الوزراء والصَّقالبة، وجاءوا وبايعوه، وأمر بنهب دُور بني عامر، وانتهى جميع ما فِي الزَّهْراء من الْأموال والسلاح، حتى قُلِّعت الْأبواب، فيقال: إنَّ الَّذِي وصل إلى خزانة أَبِي [4] عَبْد الجبّار خمسة آلاف ألف دينار، وخمسمائة ألف دينار، ومن الفضة ألف دِرْهَم، ثم وجد بعد ذَلِكَ خوابي فيها ألف ألف، ومائة ألف دينار، وخُطِب لَهُ بالخلافة بقُرْطُبَة، وتسمّى بالمهديّ، وقُطِعت دعوة المؤَيَّد، وصلّى المهدي الجمعة بالناس، وقُرئ كتابٌ بلعن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عامر الملّقب بشنشول، ثم سار إلى حربه إثْر ذَلِكَ فِي سنة تسعٍ وتسعين، وكان
__________
[1] في الأصل «عن» وهو خطأ.
[2] الصلة لابن بشكوال 2/ 487، 488 رقم 1053.
[3] البيان المغرب 3/ 50- 100، الوافي بالوفيات 5/ 163- 166 رقم 2194.
[4] في الأصل «أبو» .(27/388)
ابن ذكوان يحرّض عَلَى قتاله، ويقول عَنْ شنشول: هُوَ كافر. وكان قد استعان بعسكرٍ من الفرنج وقام معه ابن عومس القومص، فسار إلى قرطبة، وأخذ أمر ابن عبد الجبّار يقوى، وأمر شنشول يَضْعُف، وأصحابه تتسحّب [1] عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ القومص: ارجع بنا قبل أن يدهمنا العدوّ، فأبى، ومال إلى دير شريس، جَوْعَان سَهْران، فنزل لَهُ الرّاهب بخُبز ودجاجة، فأكل وشرِب وسكر، وجاء لحربه حاجب المهديّ في خمسمائة فارس، فَجدُّوا فِي السَّيْر وقبضوا عَلَيْهِ، فَقَالَ: أَنَا فِي طاعة المهديّ، وظهر منه جَزَع وذلّ، وقبّل قدَم الحاجب، ثم ضرب عنق شنشول، ونودي عَلَيْهِ «هذا شنشول المأبون المخذول» .
قَالَ الحُمَيْدِي [2] : قام عَلَى المهديّ فِي شوّال سنة تسعٍ وتسعين ابن عمّه هشام بْن سُلَيْمَان بْن الناصر الْأمويّ، مَعَ البربر، فحاربه، ثم انهزمت البربر، وأُسِر هشام، فضرب المهديُّ عُنُقَه.
وقَالَ غيره: لما استوسق الْأمر لابن عَبْد الجبّار المهديّ، أظهر من الخلاعة أكثر ممّا فعله شنشول، وأَرْبَى عَلَيْهِ فِي الفساد، وأخذ الحُرَم، وعمد إلى نصرانيّ يشبه المؤَيَّد باللَّه، فقصده حتى مات، وأخرجه إلى النّاس، وقال: هذا هشام، وصلّى عَلَيْهِ، ودفنه.
وفي رمضان وصل إلى ابن عَبْد الجبّار رَسُول صاحب طرابلس المغرب، فلفل بْن سَعِيد الزّناتي، داخلا فِي الطّاعة، ويسأل إرسال سكّة يضرب بها الذَّهب عَلَى اسمه، كلّ ذَلِكَ ليُعِينه عَلَى باديس ابن المنصور، فخرج باديس، وأخذ طرابلس، وكتب إلى عمّه حمّاد فِي إغراء القبائل عَلَى ابن عَبْد الجبّار.
وكان ابن عَبْد الجبّار بخذلانه قد هَمّ بالغدر، بالبربر الذين حوله، وصرّح بذلك لجهله، فَنمّ عَلَيْهِ بسببه هشام بْن سُلَيْمَان بْن النّاصر لدين اللَّه، وحرّضهم عَلَى خلعه، فقتلوا وزيريه مُحَمَّد بْن درّي وخَلَف بْن طريف، وثار الهيج، واجتمع لهشام عسكر، وحرقوا السراحين، وعبروا
__________
[1] في الأصل «يتسحب» .
[2] جذوة المقتبس 18.(27/389)
القنطرة، ثم تخاذلوا عَنْ هشام، فأُخِذ، وأُخِذ أخوه أَبُو بَكْر، فقتلهم ابن عَبْد الجبّار صبرا، وقتل خلق من البرير، ثم تحيّز البربر إلى قلعة رباح، وهرب معهم سُلَيْمَان بْن الحَكَم بْن سُلَيْمَان بْن النّاصر، فبايعوه، وسمُّوه المستعين باللَّه، وجمعوا لَهُ مالا من كلّ قبيلة، حتى اجتمع لَهُ نحوٌ من مائة ألف دينار، فتوجّه بالبربر إلى طُلَيْطِلة، فامتنعوا عَلَيْهِ، ثم ملكها، وقتل واليها، فاعتدّ ابن عَبْد الجبّار للحصار، وجزع حتى حرى عَلَيْهِ العامّة، ثم بعث عسكرًا، فهزمهم سُلَيْمَان، فرتّب النّاس للقتال، وكان أكثر جُنْد ابن عَبْد الجبّار لحامين [1] رجّاله [2] ، وقارب سُلَيْمَان قُرْطُبَة، فبرز إِلَيْهِ عسكر ابن عَبْد الجبّار، فناجزهم سُلَيْمَان، وكان من غرق منهم فِي الوادي أكثر ممّن قُتل، وكانت وقعة هائلة، وذهب خلق من الْأخيار والمؤدبين والأئمّة، فلما أصبح ابن عَبْد الجبّار أخرج المؤيَّد باللَّه هشام بْن الحَكَم الَّذِي كَانَ اظهر موته، فأجلسه للنّاس، وأقبل القاضي يَقُولُ: هذا أمير المؤمنين، وأنا مُحَمَّد نائبه، فَقَالَ لَهُ البربر: يا بْن ذكوان بالأمس تصلّي عَلَيْهِ، واليوم تُحْيِيه؟ وخرج أهل قُرْطُبَة إلى المستعين سُلَيْمَان، فأحسن مَلقَاهم، واختفى ابن عَبْد الجبّار، واستوسق أمر المستعين، ودخل القصر، ووارى النّاسُ قتلاهم، فكانوا نحو اثني عشر ألفًا.
ثم هرب ابن عَبْد الجبّار إلى طُلَيْطِلة، فقاموا معه، وكتب إلى الفرنجيّة ووعدهم بالأموال، واجتمع إِلَيْهِ خلْق عظيم، وهو أوّل مالٍ انتقل من بيت المال بالأندلس إلى الفرنج، وكانت الثغور كلّها باقية عَلَى طاعة ابن عَبْد الجبّار، فقصد قُرْطُبَة فِي جيش كثير، فكان الملتقى عَلَى عقبة البقر، عَلَى بريدٍ من قُرْطُبَة، فاقتتلوا قتالا شديدًا، فانهزم سُلَيْمَان، واستولى المهديّ عَلَى قُرْطُبَة ثانيا، ثم خرج بعد أيام إلى قتال جَمْهرة البربر، فالتقاهم بوادي آره، فهزموه، ففرّ إلى قُرْطُبَة، ثم انهزم ابن عَبْد الجبّار أقبح هزيمة، وقُتل من الفرنج ثلاثة ألف فِي السّنة، وغرق منهم خلق، وأُسِر ابن عَبْد الجبّار، ثم
__________
[1] كذا في الأصل.
[2] في الأصل «وحاله» .(27/390)
ضُرِبت عنقه، وقُطِعت أربَعْتُه، فِي ثامن ذي الحجّة، سنة أربعمائة، وله أربعٌ وثلاثون سنة. وثب عَلَيْهِ العبيد، إذ جاء قُرْطُبَة منهزمًا، واللَّه أعلم [1] .
مُطَهَّر بْن أحْمَد بْن مُطَهَّر الْأشْموني. تُوُفِّي بمصر فِي ذي الحجّة، وله خمسٌ وثمانون سنة.
هشام بْن عُبَيْد اللَّه بْن النّاصر لدين الله عبد الرحمن بن محمد الْأمويّ الْأمير، أَبُو الوليد الأندلسي، ويُعرَف بصاحب الخضراء.
قَالَ [ابن] [2] الْأبّار [3] : كَانَ خير من بقي [4] من أهل بيت الخلافة عفافًا ومروءة وسخاء، إلى أدب ومعرفة، وجَمْعٍ للكتب، رغب المستعين باللَّه سُلَيْمَان فِي كتبه، فقُوِّمَتْ واشتراها.
توفّى في أوّل سنة أربعمائة.
أَبُو سَعِيد الفلاحي الحنفي النيسابُوري. حدث عَنِ الْأصمّ وغيره.
تُوُفِّي فِي صفر.
أَبُو نصر ابن الْحَسَن بْن أحْمَد بْن الحيري النيسابُوري، وأخو القاضي أَبِي بَكْر.
رَوَى عَنْ أَبِي الْعَبَّاس الأصمّ، وأقرانه.
وتوفّى في رمضان.
__________
[1] راجع: الكامل في التاريخ 9/ 216- 218.
[2] ساقطة من الأصل.
[3] هذه الترجمة غير موجودة في (الحلّة السيراء) .
[4] في الأصل «يتقى» وهو تصحيف.(27/391)
المتوفّون قبل الأربعمائة
أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد [1] بْن سيّد أَبِيهِ، أَبُو عُمَر القُرْطُبي.
رَوَى عَنْ مُحَمَّد بْن معاوية.
رَوَى عَنْهُ: الصّاحبان أَبُو إِسْحَاق، وأبو جعفر.
مات قبل الأربعمائة، وله قريبٌ من سبعين سنة.
أحْمَد بْن أفلح بْن حبيب [2] بْن عَبْد الملك، أَبُو عُمَر الْأمويّ القُرْطُبي الْأديب.
رَوَى عَنْ قاسم بن أصبغ، ومحمد بن عيسى بن رفاعة، ووهب بْن مَسَرَّة، وجماعة، ورحل إلى الشرق [3] .
حدّث عَنْهُ الصاحبان، وابْن أبيض.
أحْمَد بْن عيسى بْن سُلَيْمَان [4] ، من أهل بَجَّانة، أَبُو القاسم الْأندلسي.
رَوَى عَنْ: سَعِيد بْن فَحْلُون، وأَحْمَد بْن جَابِر.
رَوَى عَنْهُ: الصّاحبان، وَأَبُو عُمَر الطَّلَمَنْكِيّ.
أحْمَد بْن مُحَمَّد الْأديب [5] ، أَبُو طاهر الشيرازي الشاعر البليغ.
رَوَى عَنْهُ من شعره، أَبُو القاسم عُمَر بْن مُحَمَّد النّعماني، وَأَبُو غالب مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن بِشْران اللّغوي، وعلى بن الحسن الشمس.
__________
[1] الصلة لابن بشكوال 1/ 13 رقم 18.
[2] الصلة لابن بشكوال 1/ 16، 1 رقم 26.
[3] في الأصل «السوق» وهو تصحيف.
[4] الصلة لابن بشكوال 1/ 18 رقم 30.
[5] الوافي بالوفيات 8/ 155، 156، رقم 358.(27/393)
أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن المكتفي [1] باللَّه عَلِيّ بْن المُعْتَضِد.
سَمِعَ من أَبِي القاسم البَغَوي.
وعنه: أَبُو الْحُسَيْن بْن المهتدي باللَّه.
سَمِعَ منه في سنة سبع وتسعين وثلاثمائة.
أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن زيد [2] ، أَبُو سعد القِزْوِيني المالكي، صاحب أَبِي بَكْر الْأبْهَرِي، تفقه عَلَيْهِ، وعلى أَبِي بَكْر بْن علويه الْأبْهَرِي.
صنّف «المذهب» و «الخلاف» وله كتاب «المعتمد فِي الخلاف» فِي مائة جُزْء، وهو من أحسن الكتب. وسمع من أبي زيد المَرْوَزِي.
وتُوُفِّي سنة نَيِّف وتسعين وثلاثمائة. قاله عياض وقرّظه [3] .
إِبْرَاهِيم بْن شاكر بْن خطّاب [4] ، أبو إسحاق القرطبي اللّحّام [5] .) .
رَوَى عَنْ أحْمَد بْن ثابت التَّغْلبِيّ، وأَبِي مُحَمَّد بْن عثمان، وجماعة، وكان رجلًا صالحًا ورِعًا، حافظًا للحديث، وأسماء الرجال.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عُمَر بْن عَبْد البَرّ. وقَالَ: إن كَانَ فِي عصره أحد من الْأبدال فيُوشَك أن يكون منهم. رحمه اللَّه.
إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن شريح [6] ، أَبُو مُحَمَّد الْجُرْجَاني.
عَنِ الْأصمّ، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الصَّفّار.
قَالَ الخطيب: ثنا عَنْهُ أَبُو العلاء الواسطي، والعتيقي.
الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد [7] بْن قطينا، أَبُو عَبْد اللَّه البغدادي.
رَوَى عَنْ أَبِي بَكْر بْن زياد النيسابُوري، والمَحَامِلي.
رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْر البَرْقَاني وعَبْد العزيز الْأزْجِي، ووثّقه الخطيب.
__________
[1] تاريخ بغداد 5/ 70 رقم 2448.
[2] طبقات الفقهاء 167، معجم المؤلفين 2/ 104.
[3] في الأصل «فرطه» وهو تحريف.
[4] الصلة لابن بشكوال 1/ 89 رقم 196.
[5] في الأصل «اللحام» .
[6] تاريخ بغداد 6/ 402، 403 رقم 3461.
[7] تاريخ بغداد 8/ 104 رقم 4214.(27/394)
حَكَمُ بْن مُحَمَّد بْن حَكَم [1] ، أَبُو العاصي الأموي الأطروش.
رَوَى عَنِ ابن النّحّاس النَّحْوِيّ، وسَلَم بْن الفضل، وابن خروف، وأَبِي بَكْر بْن أَبِي الموت، وابْن حَيَّوَيْهِ النّيسابورى.
وولد سنة ثلاث عشرة وأربعمائة.
رَوَى عَنْهُ: الصّاحبان، وَأَبُو عَمْرو الدّاني.
مُحَمَّد بْن خَطّاب [2] ، أَبُو عَبْد اللَّه الْأزْدِيّ القُرْطُبي النَّحْوِيّ.
رَوَى عَنْ أَبِيهِ، وأَبِي عالي القالي، وابْن القُوطية، وبرع فِي الْأداب، وتصدّر للعربية.
قال [ابن] [3] الأبّار: كان قبل الأربعمائة.
خَلَفُ بْن سَعِيد بْن عَبْد اللَّه [4] بْن عُثْمَان بن زبارة [5] أَبُو القاسم ابن المُرَابط الكلْبي، من قرية الْأبرش الكلْبيّ، ويُعرف بالمبرقَع المحتسِب من أهل قُرْطُبَة.
رحل إلى المشرق مرّتين، أولاهما: سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة، وهو ابن ثلاثٍ وعشرين سنة فسمع أَبَا سَعِيد بْن الْأعْرابي، وابْن الورد، وأَبَا بَكْر الآجري.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو إِسْحَاق بْن شنظير، وَأَبُو حفص الزّهراوى.
قال ابن شنظير: توفّى في نحو الأربعمائة.
خَلَفُ بْن عيسى بْن سَعِيد [6] الخير، أَبُو الحزم الوَشْقي، فقيه وَشْقَه وقاضيها.
يَرْوِي عَنِ ابن عيشون، وأَبِي عيسى.
حدّث عَنْهُ: ابنه أبو الأصْبَغ، وأبو عُمَر بْن الحذّاء.
__________
[1] الصلة لابن بشكوال 1/ 148 رقم 333.
[2] بغية الوعاة 1/ 99 رقم 163، جذوة المقتبس 54 رقم 47.
[3] ساقطة من الأصل.
[4] الصلة لابن بشكوال 1/ 162 رقم 361.
[5] في الأصل «زرارة» .
[6] الصلة لابن بشكوال 1/ 167 رقم 376.(27/395)
وكان من فضلاء المالكية.
على بْن أَبِي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن يحيى المُزَكِّي النيسابُوري.
سَمِعَ أَبَا حامد بْن الشرفي، ومكيّ بْن عَبْدان.
عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن يعقوب الرّازي.
مُكْثِر عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم.
رَوَى عَنْهُ أهل بلده.
عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن هبة اللَّه الحاجي، أبو الحسن.
سمع الأصمّ، وفي الراحلة من أَبِي بَكْر الشافعي، وطبقته.
مات فِي صفر، سنة سبع أو تسع وتسعين وثلاثمائة.
عُمَر بْن القاسم [1] ، أَبُو الْحُسَيْن المقرئ البغدادي صاحب ابن مجاهد، يُلَقب وبره، ويُعرَف بابن الحدّاد.
حدَّث [عَنْ] عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن مبشر الواسطي، وقاسم بْن إِبْرَاهِيم المَلَطي، والْحُسَيْن المَحَامِلي.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو الْحَسَن العتيقي، وَأَبُو الفرج الطّناجيري.
قَالَ الخطيب: صَدُوق.
عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي الفهد الْأندلسي الْألْبِيري، أَبُو المُظَفَّر. أحد فُحُول شعراء قُرْطُبَة، وعين شعراء الدولة العامرية.
رحل فِي شبيبته إلى المشرق، وأضمرته البلاد قبل الأربعمائة.
قَالَ أَبُو عامر بْن شهيد: عمل بحضرتي أربعين بيتًا عَلَى البديهة، لَيْسَ فيها حرف معجم أوّلها:
حِلْمُكَ ما حَدَّ حَدَّه أحدٌ مروان بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مروان [2] بْن الإمام النّاصر عبد الرحمن
__________
[1] تاريخ بغداد 11/ 269، 270 رقم 6032.
[2] البيان المغرب 3/ 18، المغرب في حلى المغرب 191 رقم 124، يتيمة الدهر 1/ 402، جذوة المقتبس 321، بغية الملتمس 447، رايات المبرّزين لابن سعيد 38، نفح الطيب 2/ 398، الحلّة السيراء 1/ 114، المعجب 153.(27/396)
الْأمويّ الْأندلسي المعروف بالطَّلِيق، أَبُو عَبْد الملك. أحد فُحُول الشعراء الْأشراف.
قَالَ ابن حَزْم: هُوَ فِي بني أُمَيّة كابن المُعْتز فِي بني الْعَبَّاس. سُجِن وهو ابن ستّ عشرة سنة، فبقي فِي السجن ستّ عشرة سنة، ثم أُخْرِج ولُقِب بالطَّلِيق، وعاش بعد إطلاقه ستّ عشرة سنة، ومات كَهْلا قريبًا من سنة أربعمائة.
قَالَ الحُميدي: فأُخْبِرْتُ أَنَّهُ كَانَ يتعشّق جارية ربّيت معه، وعيّنت لَهُ، ثم بدا لأبيه فاستأثرها، فاشتدّت بمروان الغَيْرَةُ، فقتل أَبَاه بسجن.
فمن شعره:
غُصْنٌ يهتزُّ فِي دِعْص نَقَا ... يجتني منه فؤادي حُرَقَا
أطْلَع الحُسْنُ لنا من وجهه ... قمرًا لَيْسَ يُرَى مُمَّحِقَا
ورَنَا عَنْ طَرْفِ ريمٍ أَحْورٍ ... لحظُه سهْمٌ لقلبي فُوِّقا
منها:
أصْبَحَت شمسًا وفُوهُ مَغْرِبًا ... ويَدُ [1] الساقي المُحيِّي مَشْرِقا
فإذا ما غَرَبَتْ فِي فمهِ ... تركتْ فِي الخدّ منه شَفَقًا
مُحَمَّد بْن مَسْعُود، أَبُو عَبْد اللَّه البَجَّاني، ثم القُرْطُبي. شاعر مُفْلِق مكثر، مدح الملوك، وكان في حدود الأربعمائة.
فمن جيّد شعره:
عَلَى قَدْر فضل المرءِ تأتي خُطُوبُه ... ويُعْرَف عند الصَّبْر فيما ينوبه
وعاقبةُ الصّبر الجميل من الفَتَى ... إلى فرجٍ من ذي الجلال تعيبه
إذا المرء لم يسحب إلى الهَوْل ذَيْلَه ... ولم يعتزل بالحادثات جيوبه
فقد خسر فِي الدُّنيا من المال حظّه ... وقلّ من الْأخرى لَعَمْرِي نصيبه [2]
وله:
خليليّ فِي الْأظعان بدْرُ دُجُنَّة ... أَعَارَ سَنَاهُ مغرب الشمس مشرقا
__________
[1] في الأصل «بدا» والتصويب من (المغرب) .
[2] في الأصل «يصيبه» .(27/397)
فلا تُنْكِرَوا شَقّي جُيُوبي فإنّه ... يقلّ لقلبي بعده أنْ يَشْفَقا
يعيش بْن سَعِيد، أَبُو عثمان الْأندلسي الوَرّاق.
سَمِعَ قاسم بْن أَصْبَغ، ومُحَمَّد بْن معاوية بْن الْأحمر. فأكثر عَنْهُمَا، وألّف مُسْنَد حديث ابن الْأحمر، بأمر الحاكم المستنصر.
قَالَ ابن عَبْد البَرّ: قرأ علينا مسند ابن الأحمر سنة تسعين وثلاثمائة.
محمد بن أحمد بن محمد بن علي بْن النُّعْمَان، أَبُو الفتح بْن النَّحْوِيّ الْأنباري، نزيل الرملة.
رَوَى عَنِ المَحَامِلي، وأَبِي الْعَبَّاس بْن عُقْدَة، ويوسف الْأزرق.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو سعد الماليني، وعَلِيّ الحنّائي، وَأَبُو عَلِيّ الْأهوازي، وآخرون.
وكان كثير الحديث.
مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن سُلَيْمَان القاضي، أَبُو جَعْفَر المُطّوَّعي، المعروف بالباحث.
وُلِّي القضاء بكُور خُرَاسان. وله مصنَّفات كثيرة.
أراده ابن عَبَّاد عَلَى القضاء عَلَى شروط، أن ينتحل الاعتزال، فامتنع.
ذكره ابن الصّلاح فِي الشافعية [1] .
مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حمدان النيسابُوري المُرَادي العدْل.
سَمِعَ مكّي بْن عَبْدان، والمَحَامِلي، وابْن عُقْدَة.
قَالَ ابن ماكولا: ثنا عَنْهُ أَبُو سَعِيد بْن علَّيك بالرّيّ.
مُحَمَّد بْن إِسْحَاق النَّديم البغدادي [2] ، أَبُو الفرج الْأخباريّ الْأديب الشيعي المُعْتَزِلي، صاحب التصانيف.
فمن كُتُبه كتاب «الفهرسْت» ، وكتاب «التشبيهات» . و «الفهرست» هو
__________
[1] في الأصل «الشافعة» .
[2] معجم الأدباء 18/ 17، الوافي بالوفيات 2/ 197 رقم 568، ميزان الاعتدال 5/ 72، 73، كشف الظنون 1303، هدية العارفين 2/ 55، الفوائد الرضوية 393، منتهى المقال 260، 261، تنقيح المقال 2/ 77، 78، الأعلام 6/ 253، معجم المؤلفين 9/ 41 د 42.(27/398)
فِي أخبار الْأدباء، ذُكِر أَنَّهُ صُنِّف فِي سنة سبع وسبعين وثلاثمائة، ولا أعلم مَتَى تُوُفِّي، وإنما كتبته هنا عَلَى التّوَّهُّم.
مُحَمَّد بْن أسد، أَبُو طاهر الْأشناني، إمام جامع الرَّقَّة.
رَوَى عَنْ أَبِي سهل ابن زياد، والخلدي، وقرأ بالروايات عَلَى النّقّاش، وأَبِي طاهر عَبْد الواحد بْن أبي هاشم.
روى عنه: أبو سعد الماليني، وَأَبُو نصر السَجْزِي.
مُحَمَّد بْن الْحَسَن القاضي، أَبُو عَبْد اللَّه الْمَصْرِيّ الدّقّاق.
سَمِعَ: مُحَمَّد بْن الزُّبَيْر بْن سُلَيْمَان، وأَبَا سَعِيد بْن الْأعْرابي.
وعنه: هبة اللَّه بْن إِبْرَاهِيم الصّوّاف.
مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن أحْمَد [1] بْن ذهب التميمي البغدادي المذهّب.
سَمِعَ يحيى بْن صاعد، وأَبَا بَكْر بْن زياد النيسابُوري.
رَوَى عَنْهُ: حفيده أَبُو عَلِيّ الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن المذهّب، وبقي إلى بعد التسعين وثلاثمائة فيما أظنّ.
مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه الْأمويّ، أَبُو عَبْد اللَّه السَّبْتِي، ويُعرف بابن الشَّيْخ.
كَانَ محدّث سَبْتَة فِي وقته، مشهور بالخير والورع، رحل إلى الْأندلس، وسمع من وهب بْن مَسَرَّة، وأَبِي عيسى اللَّيْثي.
قَالَ القاضي عياض: كانت عنده غرائب وعجائب.
مُحَمَّد بْن عُمَر بْن خشين [2] ، أَبُو أحْمَد البغدادي.
حدّث عَنْ يزداد الكاتب، وأَبِي عَبْد اللَّه المَحَامِلي، وخَيْثَمة الْأطْرَابُلُسِي.
رَوَى عَنْهُ: هبة اللَّه اللالكائي، وَأَبُو الْحَسَن العتيقي، وقَالَ: ثقة، كثير الأسفار.
__________
[1] تاريخ بغداد 3/ 92 رقم 1087.
[2] هو: محمد بن محمد بن عمر بن أحمد بن خشيش. (تاريخ بغداد 3/ 228 رقم 1291، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 39/ 307) .(27/399)
عَلِيّ بْن عُمَر بْن مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أَبُو الْحَسَن الرّازي القصّار، الفقيه الشافعي.
قَالَ أَبُو يَعْلَى الخليلي: أفضل من لقيناه بالرّيّ. كَانَ مُفْتيها قريبًا من ستين سنة، أكثر من عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وابْن معاوية الكاغذي وأَحْمَد بْن خَالِد الحرُورِي، ومُحَمَّد بْن قارن، ولقي بآخره شيوخ [1] بغداد:
ابن السّمّاك، والنّجَّاد، وكان عالمًا، لَهُ فِي كلّ عِلْم حظّ، وبلغ قريبًا من مائة سنة. سَمِعْتُ عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الحافظ يَقُولُ: لم يعش أحد من الشافعية ما عاش هذا، وكان عالمًا بالفتاوَى والنّظر.
قلت: وروى عَنْهُ هبة اللَّه اللالكائي، وعَبْد الجبّار بْن عَبْد اللَّه بْن برزة الرّازي، وجماعة، ولا أعلم مَتَى تُوُفِّي.
أَبُو عَبْد اللَّه القُمّي التَّاجر [2] ، من كبار المتموِّلين بمصر، اشتملت وصيّته عَلَى ألف ألف دينار، وتوفّى بطريق مكّة سنة أربعمائة.
بدليل بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد [3] الحافظ، أَبُو بَكْر الهروي.
حدّث بغداد عَنِ الْأصَمّ، ومنصور بْن الْحَسَن الدِّينَوَرِي، وجماعة.
وعنه: أَبُو سعد الماليني، وَأَبُو مُحَمَّد الخلال.
ذكر الخطيب ترجمته مختصرة.
معروف بْن مُحَمَّد [4] ، أَبُو المشهور الزَّنْجاني الواعظ، نزيل الرّيّ.
رَوَى عَنْ: أَبِي سَعِيد بْن الْأعْرابي، وقاسم المَلَطي.
وعنه: البَرْقَاني، ورضوان الدِّينَوَرِي، والعتيقي.
قَالَ الخطيب: تُكُلِّم فِيهِ. حدّث فِي سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة.
أَبُو حيّان التوحيدي [5] ، صاحب المصنَّفات، واسمه عَلِيّ بن محمد بن العبّاس الصّوفى.
__________
[1] في الأصل «شريح» ، وهو تصحيف.
[2] المنتظم 7/ 248 رقم 395.
[3] تاريخ بغداد 7/ 135 رقم 3579.
[4] تاريخ بغداد 13/ 209 رقم 7179.
[5] معجم الأدباء 15/ 5- 2، ميزان الاعتدال 2/ 355، شدّ الإزار للشيرازى 53، 54، وفيات الأعيان 5/ 112، 113 وترجمته عارضة مع ترجمة أبى الفضل بن العميد، رقم 697،(27/400)
كان في حدود الأربعمائة، وله مصنَّفات عديدة فِي الْأدب والفصاحة والفلسفة، وكان سيّئ الاعتقاد، نفاه الوزير أَبُو مُحَمَّد المهلّبي.
قَالَ ابن بابي فِي كتاب «الخريدة والفريدة» : كَانَ أَبُو حَيَّان كذَّابًا، قليل الدين والورع عَنِ القَذْف والمجَاهَرَة بالبُهْتَان، تعرّض لأمور جِسامٍ من القدح في الشريعة والقول بالتّعليل، ولقد وقف سيّدنا الصّاحب كافي الكُفاة عَلَى ما كَانَ يُدْغِلُه ويخفيه من سوء الاعتقاد، فطلبه ليقتله، فهرب والتجأ إلى أعدائه، ونفق عليهم بزُخْرُفِه وإِفْكِه، ثم عثروا منه عَلَى قبيح دخْلته وسوء عقيدته وما يُبْطِنه من الْألحاد، ويرويه فِي الْإسلام من الفساد، وما يلصقه بأعلام الصّحابة من القبائح، ويضيفه إلى السَّلَف الصّالح من الفضائح، فطلبه الوزير المهلّبي، فاستتر منه، ومات فِي الاستتار، وأراح اللَّه منه، ولم يؤثَرْ عَنْهُ إلا مَثْلَبة أو مُخْزيَة [1] .
وقَالَ أَبُو الفرج بْن الْجَوْزِي فِي تاريخه [2] : زنادقة الإسلام ثلاثة: ابن الرّاوندىّ، وأبو حيّان التوحيدي، وأبو العلاء المعمّري، وأشدّهم عَلَى الْإسلام أَبُو حَيَّان لأنّهما صرَّحا، وهو مَجْمَجَ ولم يصرِّح.
قلت: وكان من تلامذة عَلِيّ بْن عيسى الرّمّاني، وقد بالغ فِي الثناء عَلَى الرّمّاني فِي كتابه الَّذِي ألّفه فِي تقريظ الجاحظ، فانظر إلى الحامد والمحمود، وأجْود الثلاثة: الرّمّاني مَعَ اعتزاله وتشيّعه.
__________
[ () ] طبقات الشافعية الكبرى 4/ 2، 3، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 223، طبقات الشافعية لابن هداية الله 114، بغية الوعاة 2/ 190 رقم 1767، مفتاح السعادة 1/ 188، 189، روضات الجنات 714، كشف الظنون 140، 167، 246، 522، 1778، إيضاح المكنون 1/ 602 و 2/ 65، 440، هدية العارفين 1/ 864، 685، معجم المؤلفين 7/ 205، 206، الوافي بالوفيات 22/ 39- 41 رقم 6، طبقات السبكى 5/ 286- 289، طبقات الإسنوي 1/ 301- 303، سير أعلام النبلاء 17/ 119- 123 رقم 77 لسان الميزان 7/ 38- 41، دائرة المعارف الإسلامية 8/ 333- 335، البلغة 162.
[1] طبقات الشافعية الكبرى 5/ 287.
[2] لم يترجم ابن الجوزي في (المنتظم) لأبى حيّان، ولكنه ذكره في ترجمة أبى العلاء المعرّي بمثل الّذي هنا وأكثر. وانظر ما قاله في: طبقات الشافعية الكبرى 5/ 288، وبغية الوعاة 2/ 191.(27/401)
وَأَبُو حَيَّان هُوَ الَّذِي نَسَب نفسه إلى التوحيد، كما سمّى ابنُ تومرت أتباعَه، فَقَالَ: الموحِّدين، وكما سمَّى صوفيّةُ الفلاسفة نفوسهم بأهل الوحدة وأهل الْألحاد.
أخبرني أحْمَد بْن سلامة كتابةً، عَنِ الطَّرَسُوسِيِّ، عَنِ ابن طاهر الحافظ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الفتح عَبْد الوهاب الشيرازي بالرّيّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا حَيَّان التَّوْحِيدِي يَقُولُ: أناسٌ مضوا تحت التوهُّم، وظنُّوا أنَّ الحقّ معهم، وكان الحقّ وراءهم.
قلت: مثلك يا معشر، بل أنت حامل لوائهم.
وقيل: إنّ أبا حَيَّان معدود فِي كبار الشافعية. ذكره لي القاضي عزّ الدين الكناني.
وقَالَ الشَّيْخ محيي الدين النّواوي فِي كتاب «تهذيب الْأسماء» [1] : أَبُو حَيَّان التَّوْحِيدِي من أصحابنا المصنَّفين، من غرائبه أَنَّهُ قَالَ فِي بعض رسائله:
لا رِبا فِي الزَّعْفَرَان، ووافقه عَلَيْهِ القاضي أَبُو حامد المَرْوَزِي، والصّحيح تحريم الرِّبا فِيهِ.
وقد ذكره ابن النّجّار وقَالَ: لَهُ المصنَّفات الحَسَنَة، كالبصائر وغيرها، وكان فقيرًا صابرًا متديّنًا، إلى أن قَالَ: وكان صحيح العقيدة، كذا قَالَ: بل كَانَ عدوًّا للَّه خبيثًا. قال: وسمع أَبَا بَكْر الشافعي، وجعفر الخلْدي، وأَبَا سَعِيد السِّيرَافِي، والقاضي أحْمَد بْن بِشْر العامري.
وعنه: عَلِيّ بْن يوسف القاضي، ومُحَمَّد بْن منصور بْن جيْكان [2] وعَبْد الكريم بْن مُحَمَّد الداودي، ونصر بْن عَبْد العزيز المقرئ الفارسي، ومُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن فارس الشيرازيّون، ولقي الصّاحب ابن عَبَّاد، وأمثاله.
قلت: وسماع نصر بْن عَبْد العزيز منه في سنة خمس وتسعين وثلاثمائة، وقد سَمِعَ منه بشيراز أَبُو سعد عَبْد الرحمن بن ممّجة [3] الأصبهاني في سنة أربعمائة.
__________
[1] ج 2/ 223.
[2] هكذا في تبصير المنتبه 1/ 475 وفي الأصل مهمل.
[3] في الأصل «منجه» .(27/402)
أَبُو القاسم بْن مسلمة بْن أحْمَد [1] القُرْطُبي. كَانَ أستاذًا مُقَدَّمًا فِي علْم الهيئة والهندسة والأرصاد وهذه الصنائع المظلمة، وكان حاذقًا بمعرفة كتاب المجسْطي لبَطْلَيْمُوس، وله تصانيف عديدة فِي العلوم الرياضية، وأنجب لَهُ تلامذةً منهم ابن السَّمْح، وابْن الصّفّار، وابْن خلدون، والكرماني، والزَّهْراوي، وتوفّى في حدود سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة.
منصور بْن مُحَمَّد بْن منصور [2] ، أَبُو الْحَسَن البغدادي القزّاز المقرئ.
قرأ القرآن: برواية أَبِي عمْرو، عَلَى أَبِي بَكْر أحْمَد بْن مُوسَى بْن مجاهد، وأسنَّ وتفرّد فِي وقته.
قرأ عَلَيْهِ القرآن: أَبُو نصر أحْمَد بْن مسرور الخّباز المقرئ، وَأَبُو عَلِيّ الْحَسَن بْن عَلِيّ العطّار، ونصر بْن عَبْد العزيز الشيرازي، وغيرهم.
بقي إلى حدود الأربعمائة.
قَالَ الخطيب: حدّث عَنْ نفْطَوَيْه ونحوه. ثنا عَنْهُ أَبُو مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو القاسم التنوخي، وكان ثقة.
مُحَمَّد بْن أحْمَد [3] ، أَبُو الفرج الغسّاني الدمشقي الشاعر المعروف بالوأواء، وليس للشامِيّن في وقته مثله.
روى عنه من شعره: أَبُو الْحَسَن المَيْدَاني، وَأَبُو مُحَمَّد الجوهري، وَأَبُو منصور يوسف بْن هلال.
قَالَ فِيهِ أبو منصور الثعالبي فِي «اليتيمة» [4] : وهو من حَسَنَات الشام، وأحد صيّاغة الكلام، ومن عجيب شأنه ما أخبرني أَبُو بَكْر الخُوَارِزْمِي قَالَ:
كَانَ أَبُو الفرج الوأواء مناديا فِي دار بطّيخ بدمشق عَلَى الفواكه، فما زال يشعر، حتى جاد شِعْرُه، وسار، ووقع منه ما يروق، وتفرّق حتى تعلو العيّوق [5] .
__________
[1] الصلة لابن بشكوال 2/ 623 رقم 1371.
[2] تاريخ بغداد 13/ 85 رقم 7066.
[3] فوات الوفيات 3/ 240- 245 رقم 412، الوافي بالوفيات 2/ 53- 57 رقم 341، يتيمة الدهر 1/ 235- 244، الزركشي 250، المحمّدون من الشعراء 54، ومقدّمة ديوان الوأواء- بتحقيق الدكتور سامى الدهان- دمشق 1950.
[4] ج 1/ 235.
[5] العيّوق: نجم أحمر مضى في طرف المجرّة الأيمن يتلو الثريّا لا يتقدّمها.(27/403)
وقَالَ يوسف بْن هلال: أنشدني الوأواء لنفسه:
ترشّفتُ من شَفَتَيْه العُقَار ... وقبّلت من خدّه جُلَّنَارا [1]
وشاهدْت منه كَثيبًا مهيلا ... وغصنًا رطِيبًا وبدْرًا ونارا
وأبصرْت من وجهه فِي الظلام ... بكلّ ما كَانَ بليلٍ نهارا
قَالَ: وأنشدني لنفسه:
زمان الرّبيع زمان أنيق ... وعَيْش الخلاعة عيش رفيق
وقد جمع الوقت حاليهما ... فمن ذا يفيق ومن يستفيق
ويوم ستارَتُه غَيْمُه ... وقد طَرَّزَتْ رَفْرَفَيْه البُرُوق
عقدنا من النَّدِّ دُخَّانه ... ومن شَرَر الرّاح فِيهِ رحيق
سجدنا لصُلْبان منْشُوره ... وقد نصَّرَتْنا لدَيْه الرَّحيق
فذا أصفر وجِلٌ خائفٌ ... وذا أحمر وكَذَاك العشيق
أدر يا غلام كؤوس المُدَام ... وإلا فيكفيك لحظٌ ورِيق
تغنم بنا غفلة الحادثا ... ت فوجه الحوادث وجهٌ صَفِيق [2]
وله فِي سيف الدولة بْن حمدان:
من قاسَ جَدْوَاك بالغَمام فما ... أنصف فِي الحُكْم بين شكلين [3]
أنت إذا جُدْتَ ضاحكٌ أبدًا ... وهو إذا جاد باكيَ [4] العَيْن [5]
وله:
أتاني زائرًا من كَانَ بيدي ... ليَ الهجر الطويل ولا يزورُ
فَقَالَ النّاس لمّا أبصروه ... ليَهْنَكَ زارك القمرُ المنيرُ
مَتَى أرعى رياض الحُسْن فِيهِ ... وعيني قد تضمّنها غدير [6]
__________
[1] كتبها في الأصل «جلّ نارا» .
[2] راجع الأبيات في اليتيمة 1/ 240، 241 باختلاف في الألفاظ وتقديم وتأخير في الأبيات، وهي أكثر مما هنا.
[3] في الديوان، وفوات الوفيات: «بين اثنين» .
[4] في الديوان، وفوات الوفيات: «دامع» .
[5] ديوان الوأواء 222، فوات الوفيات 3/ 243.
[6] الأبيات في اليتيمة مع بيتين آخرين، باختلاف بعض الألفاظ (1/ 236) .(27/404)
سَعِيد بْن عثمان بْن مروان [1] الْقُرَشِيّ الْأندلسي، الشاعر المعروف بابن عَمْرون، من فحول شعراء المنصور أبي عامر صاحب الْأندلس، ومن شعره فِي المنصور، وقد أحسن ما شاء:
ذَكَرَ العَقيقَ ومنزلا بالأبْرَق ... فكفاه ما يلقى الفؤاد وما لقي
رُدَّت إِلَيْهِ صبابَة رَدَّتْه من ... فرْط التوقُّد كالذّبال المحرِقِ
من لي بمن تأبَى الْجُفُونُ لفَقْدِهِ ... أنْ لا يلتقي أو نلتقي
ريم يَرُوم وما اجترمَتْ جريمة ... قتلي ليتلف من بقائي ما بقي
لم يلق قلبي قطّ من لَحَظَاتِه ... إلا بسَهم للحُتُوف مُفَوَّقِ
وإذا رماني عَنْ قسيّ جفونه ... لم أَدْر من أيّ الجوانب أتَّقِي [2]
قَالَ الْإمَام أَبُو مُحَمَّد بْن حَزْم: تذكر المنصور هذه القصيدة فِي سنة إحدى وثمانين فأعجبته، وكان سَعِيد قد مدحه بها قديمًا، فأمر لَهُ الآن بثلاثمائة دينار.
ابن الْحُسَيْن الْأندلسي شاعر مُفْلِق فِي حدود الأربعمائة. فمن شعره:
تعيِّرني أنْ لا أقيم ببلدة ... وفي مثل حالي هذه القَمَرانِ
رأت رجلا لا يشرب الماء صافيا ... ويحلو لديه وهو أحمر قانِ
لَهُ هِمَمٌ سافَرْن فِي طلب العُلَى ... نجوم الثريّا عندهنّ دَوَاني
تغرُب لمّا أن تغرّب ذكره ... علوّا كلا هذين مغتربانِ
أحْمَد بْن عَلِيّ بْن وصيف [3] ، أَبُو الْحُسَيْن بْن خُشْكَنَاكَة [4] ، البغدادي، الكاتب الشاعر النّديم، صاحب «الموصول» بالنّظم، وكتاب «صناعة البلاغة» ، وكان شيعيًّا مناظرًا، نادَمَ الوزير المهلّبي، وبقي إلى أيام الملك شرف الدولة، وقد نادَمَ ابن بقيّة الوزير.
فمن شعره:
سلَّمَتْ بالْجُفُون سَلْمَى فسلّمتُ ... إليها قلبًا سليما سقيما
__________
[1] بغية الملتمس 297 رقم 807، الوافي بالوفيات 15/ 242، 243 رقم 342.
[2] في الأصل «أبقى» .
[3] الفهرست 178، معجم الأدباء 3/ 245، الوافي بالوفيات 7/ 227 رقم 3180.
[4] كذا في الأصل، وهو «خشكنانجه» في مصادر ترجمته.(27/405)
فالقوام القويم يهتزُّ لدنًا ... زاده الهزُّ فِي النَّقي تقويما
كم لها من مقاتلٍ وقتيلٍ ... وكلامٍ بِهِ تداوي الكَلُومَا
رُبَّ ليلٍ من شعرها [1] ونهار ... من سَنا وجهها اتخذتُ نديما
علِيّ بْن إِسْمَاعِيل بْن الْحَسَن الْأستاذ، أَبُو الْحَسَن البصْري القطّان المقرئ المعروف بالخاشع، أحد من عُنِيَ بالقراءات ورحل فيها.
قرأ بمكّة عَلَى أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عيسى بْن بُنْدَار صاحب قُنْبُل، وبأنطاكية عَلَى الْأستاذ إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرزّاق، وبغيرها عَلَى مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز بْن الصّبّاح، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن بقرة، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الرّازي صاحب الْحُسَيْن بْن عَلِيّ الْأزرق، وطائفة.
وتصدّر للإقراء ببغداد.
قرأ عَلَيْهِ أَبُو عَلِيّ الْأهوازي، وَأَبُو نصر أحْمَد بْن مسرور، وَأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عُمَر بْن زلال النَّهَاوَنْدِي.
أحْمَد بْن عَبْد الواحد بْن أحْمَد، أَبُو بَكْر البَجَلي الجريري الْمَكِّيّ.
رحّال جوّال.
رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السّقّاء، وأَبِي بَكْر الإسماعيلي، والمفيد، وطبقتهم.
وعنه: تمّام الرّازي، وهو أسند منه، وعَلِيّ بْن الْحَسَن الرَّبْعِي، وأبو الحسن بن السّمسار، ومات قبل أوان الرّواية.
عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد [2] بْن يوسف بْن بحر بْن بِهْرَام الوزير، أَبُو القاسم بْن المغربي، وهو بغدادي الْأصل، والمغربيّ لَقَب لجدّه.
وُلِد أَبُو القاسم بحلب، ونشأ بها، ووزر لصاحبها سعد الدولة أَبِي المعالي بْن سيف الدولة بْن حمدان، ثم هرب خوفًا منه إلى مصر، وعَظُم بها، ووزر للحاكم، ثم قتله الحاكم. وكان شاعرًا أديبا.
__________
[1] في الوافي «فرعها» .
[2] الإشارة إلى من نال الوزارة 47، وفيات الأعيان 2/ 172 في ترجمة ابنه الحسين بن على رقم 193.(27/406)
رَوَى عَنْهُ: الحافظ عَبْد الغني الْأزْدِيّ، وهو والد الوزير أبى القاسم الحسين.
الحسين بْن المليح بْن مُسْلِم بْن عُبَيْد اللَّه بْن طاهر بْن يحيى بْن الْحُسَيْن بْن جعفر بْن عُبَيْد اللَّه بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، الْأمير الشريف، أَبُو مُحَمَّد العلوي الحسيني الْمَدَنِيّ، أمير المدينة وابْن أميرها، أَبِي طاهر.
قَالَ أَبُو الغنائم النَّسَّابة فِي كتاب «نُزْهة العيون» : حكى الشريف حسن بْن المليح قَالَ: قدمت عَلَى بكجور نائب دمشق.
قلت: وليها فِي سنة ثلاثٍ وسبعين وثلاثمائة.
قَالَ: فأتيته وأنا شابّ، وكان يحبّ العلويين، وكان أَبِي إذ ذاك أمير المدينة، فنزلت فِي فندق الطائي بسوق القمح من دمشق، وأهديت لَهُ شَعْرًا مِنْ شَعْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكر الحكاية، وأنّ بكجور وصله بأشياء، فلما خرج، قَالَ بعض الحاضرين: كيف يكون هذا شِعْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ ولعلّه من شعر أهل بيته، قال: فتغيّر عليّ ثاني يوم، ثم بلغني ذَلِكَ، فتألّمت، وجئته، وقلت: أشتهي تردّ عليّ هديتي، فأحضره، فطلبت مِنْقَلَ نارٍ، فأُحْضِر، فوضعت الشَعْر، وكان أربع عشرة شعرة، عَلَى ذَلِكَ الحجر، فلم يحترق، فبكى الْأمير وقَالَ: يا حَيَانا من رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبالغ فِي كرامتي، حتى أنَّني لما ركبت، أخذ بركابي وقبّل رِجْلي.
مُحَمَّد بْن عُمَر [1] ، أَبُو الْحَسَن الْأنباري، الشاعر الَّذِي رثى الوزير ابن بقيّة بكلمته البديعة.
عُلُوٌّ فِي الحياة وفي الممات تُوُفِّي سنة نَيِّفٍ وتسعين وثلاثمائة.
مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان الخَوْلاني، أَبُو بَكْر القُرْطُبي الزّاهد، ويعرف بالعَوّاد. رَوَى المُوَطَّأ عَنْ أَبِي عيسى يحيى بْن عَبْد اللَّه، وغيره.
حدّث عَنْهُ أَبُو الوليد بْن الفَرَضِيّ، وابْن أخيه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه والد
__________
[1] تاريخ بغداد 3/ 35 رقم 963.(27/407)
أحْمَد بْن مُحَمَّد الخَوْلاني، بلغنا أَنَّهُ تُوُفِّي بعسقلان.
مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْد الحميد الصَّنعاني. سَمِعَ من إِسْحَاق الدَّبَرِي جملة صالحة، وحدّث بمكّة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الحاكم فِي «المستدرك» [1] .
مُحَمَّد بْن أَبِي مُوسَى عِيسَى [2] بْن أَحْمَد بْن مُوسَى بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن معْبد بْن الْعَبَّاس بْن عَبْد المطّلب، الرئيس الْأنبل، أَبُو عَبْد اللَّه الهاشمي، والد الشريف أَبِي بكر أحمد.
حدّث عن جعفر الفريابي، وكان ثقة.
قَالَ الخطيب: رَوَى عَنْهُ ولده أَبُو بَكْر، قَالَ: وإليه انتهت رئاسة العبّاسيين فِي زمانه.
قَالَ أَبُو إِسْحَاق الطَّبري، رَأَيْت ثلاثة لا يُزَاحَمُون، يعني فِي السُّؤدد:
أَبُو عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن أحْمَد الموسوي الطّالبي، والد الشريف المُرْتَضي، وَأَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَبِي مُوسَى الهاشمي، وَأَبُو بَكْر الْأكفاني، صدر الشهود.
__________
[1] ج 1/ 379 و 417 و 428 و 481 و 535 وغيره.
[2] تاريخ بغداد 2/ 404 رقم 933.(27/408)
[المجلد الثامن والعشرون (سنة 401- 420) ]
بسم الله الرّحمن الرحيم
الطبقة الحادية والأربعون
سنة إحدى وأربعمائة
[إظهار قرواش الطاعة للحاكم وخطبته]
فيها ورد الخبر أنّ أبا المَنِيع قرواش بْن مُقَلّد جمع أهل المَوْصِل وأظهر عندهم طاعة الحاكم، وعرَّفهم بما عنده مِن إقامة الدّعوة لَهُ، ودعاهم إلى ذَلِكَ.
فأجابوه في الظّاهر، وذلك في المحرَّم. فأعطى الخطيبَ نسخة ما خطب بِهِ، فكانت: الله أكبر، الله أكبر، ولا إله إلا الله، وله الحمد الّذي انجلت بنوره غَمَرات الغضب [1] ، وانقهرت [2] بقُدرته أركان النَّصْب، وأطلع بنوره شمس الحقّ من الغرب. الّذي محا [3] بعدله جور الظَّلمة [4] ، وقصم بقُوّته ظهر الفْتِنة [5] ، فعاد الحقّ [6] إلى نصابه، والحقّ إلى أربابه، البائن بذاته، المنفرد بصفاته، الظّاهر بآياته، المتوحّد بدلالاته، لم تَفُتْه الأوقات فتسبقه [7] ، ولم تشبه الصُّور فتحويه الأمكنة، ولم تره العيون فتصفه الألسنة» .
إلى أن قَالَ: بعد الصّلاة عَلَى الرّسول، وعلى أمير المؤمنين وسيّد الوصيّين، أساسُ الفضل والرحمة، وعمار العِلْم والحِكْمة، وأصل الشّجرة الكرام، النّابتة في الأرومة المقدَّسة المطهرّة، عَلَى أغصانه بواسق [8] من تلك الشجرة.
__________
[1] في الأصل: «القضية» ، والتصحيح من: المنتظم 7/ 249.
[2] في المنتظم: «وانقدت» .
[3] في الأصل: «محى» .
[4] في الأصل: «الظلم» ، والتصحيح من: المنتظم.
[5] في المنتظم: «الغشمة» .
[6] في المنتظم: «الأمر» .
[7] في المنتظم: «فتسبقه الأزمنة» .
[8] في المنتظم: «وعلى خلفائه الأغصان البواسق» .(28/5)
وقال في الخطبة الثانية: بعد الصّلاة عَلَى محمّد، اللَّهمّ صلّ على ولّيك الأكبر [1] عليّ بن أَبِي طَالِب أَبِي الأئمّة الرّاشدين المَهْديّين [2] ، اللَّهمّ صلّ عَلَى السّبْطْين الطَّاهرين الحسن والحسين، اللَّهمّ صلّ عَلَى الإمام المهديّ بك والّذي بلّغ [3] بأمرك وأظهر حُجَّتك، ونهض بالعدل في بلادك، هاديا لعبادك.
اللَّهمّ صلّ عَلَى القائم بأمرك، والمنصور بنصرك، الّلذين بذلا نفوسهما في رضاك، وجاهدا عِداك [4] ، وصلّ عَلَى المُعِزّ لدينك، المجاهد في سبيلك، والمُظْهِر لآياتك الحقيّة، والحجّة العليّة. اللَّهمّ وصلّ عَلَى العزيز بك، والذي تهذَّبت [5] بِهِ البلاد. اللَّهمّ أجعل توافي صلواتك على سيّدنا ومولانا، إمام الزّمان، وحصن الإيمان، وصاحب الدّعوة العلّوية والمِلّة النَّبويّة، عبدك وولّيك المنصور أبي علي الحاكم بأمر الله، أمير المؤمنين، كما صلّيت على آبائه الرّاشدين. اللَّهمّ أَعِنْه ما ولّيته، واحفظ له ما اسْتَرْعَيْتَهُ، وانصر جيوشه وأعلامه [6] .
وكان السّبب أنّ رُسُل الحاكم وكُتُبَه تكرّرت على قرواش، واستمالته وأفسد نيّته.
ثم انحدر إلى الأنبار، فأمر الخطيب بهذه الخطبة، فهرب الخطيب.
فسافر قرواش إلى الكوفة، فأقام بها الدّعوة في ثاني ربيع الأوّل، وأقيمت بالمدائن، وأبدى قرواش صفحة الخلاف، وعاث. فأنزعج القادُر باللَّه، وكاتبَ بهاء الدّولة، وأرسل في الرّسْليّة أبا بَكْر محمد بْن الطّيّب الباقلّانيّ، وحمّله قولًا طويلًا، فقال: إنّ عندنا أكثر ممّا عند أمَير المؤمنين، وقد كاتبنا أبو عليّ، يعني عميد الجيوش، وأمرنا بإطلاق مائة ألف دينار يستعين بها على نفقة العسكر،
__________
[1] في المنتظم 7/ 250: «اللَّهمّ صلّ على وليّك الأزهر وصديقك الأكبر» .
[2] في المنتظم: «المهتدين» .
[3] في الأصل: «بالغ» .
[4] في المنتظم: «أعداءك» .
[5] في المنتظم: «مهدت» .
[6] في المنتظم 7/ 251: «وأحفظه فيما استرعيته، وبارك له فيما أتيته، وانصر جيوشه وأعل أعلامه» .(28/6)
وإن دَعَت الحاجة إلى مسيرنا سِرْنا.
ثمّ نفد إلى قرواش في ذَلِكَ، فأعتذر ووثّق مِن نفسه في إزالة ذَلِكَ، وأعاد الخطبة للقادر.
وكان الحاكم قد وجّه إلى قرواش هدايا بثلاثين ألف دينار، فسار الرَّسُول فتلقّاه قَطْعُ بالرَّقَّة فردَّ [1] .
[ولاية دمشق]
وفي ربيع الأول منها عُزِل عَنْ إمرة دمشق منير بالقائد مظفّر [2] ، فوليّ أشهرًا.
ثم عُزِل بالقائد بدر العطّار، ثمّ عزل بدر في أواخر العام أيضًا [3] .
وولي القائد منتجب الدّولة لؤلؤ [4] ، وكلّهم من جهة الحاكم العُبَيْديّ.
ثمّ قِدم دمشقَ أبو المطاع بْن حمدان متوليا عليها مِن مصر يوم النَّحْر [5] .
[انقضاض كوكب]
وفي صفر أنقضّ وقت العصر كوكب مِن الجانب الغربيّ إلى سَمْتِ دار الخلافة، لم ير أعظم منه [6] .
__________
[1] الخبر بطوله مع الخطبة في: المنتظم 7/ 248- 251، وباختصار في: الكامل في التاريخ 9/ 223، وتاريخ حلب للعظيميّ 320، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 178، والمختصر في أخبار البشر 2/ 139، 140، وتاريخ ابن الوردي 1/ 322، والدرّة المضيّة (كنز الدرر) 283، ودول الإسلام 1/ 240، وتاريخ ابن خلدون 3/ 442، ومرآة الجنان 3/ 2، والبداية والنهاية 11/ 343، واتعاظ الحنفا 2/ 88، والنجوم الزاهرة 4/ 225- 227، وشذرات الذهب 3/ 160.
[2] ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 66، أمراء دمشق في الإسلام 83 رقم 253 (في ولاية مطهّر بن بزال) .
[3] ذيل تاريخ دمشق 66، أمراء دمشق 17 رقم 61.
[4] ذيل تاريخ دمشق 66، 69، أمراء دمشق 73 رقم 225، النجوم الزاهرة 4/ 227 وفيه: «منتخب الدولة» .
[5] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 262، ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 69، وفيات الأعيان 1/ 183، أمراء دمشق 33 رقم 107، شذرات الذهب 3/ 238، النجوم الزاهرة 4/ 228.
[6] المنتظم 7/ 251.(28/7)
[زيادة دجلة]
وفي رمضان بلغت زيادة دجْلة إحدى وعشرين ذراعًا وثُلثًا، ودخل الماء إلى أكثر الدُّور الشّاطيّة، وباب التّبْن، وباب الشّعير. وغرقت القُرى [1] .
[خروج أَبِي الفتح العلوي الملقّب بالراشد باللَّه]
وفيها خرج أبو الفتح الحَسَن بْن جعفر العلويّ، ودعى إلى نفسه، وتلقَّب بالراشد باللَّه. وكان حاكمًا عَلَى مكّة، والحجاز، وكثير من الشّام. فإنّ الحاكم بعث أمير الأمراء ياروخ نائبا إلى الشّام، فسار بأمواله وحُرَمه، فلِقَيهم في غزَّة مفرّج بْن جرّاح، فحاز جميع ما معهم وقتل ياروخ [2] .
وسار مفرّج إلى الرملة فنهبها، وأقام بها الدّعوة للراشد باللَّه، وضرب السّكّة لَهُ. واستحوذت العربُ عَلَى الشّام من الفَرما إلى طبريّة، وحاصروا الحصون [3] .
[امتناع ركْب العراق]
ولم يحجّ ركْبُ من العراق [4] .
[وفاة عميد الجيوش]
وفيها تُوُفّي عميد الجيوش أبو عليّ الحُسين بْن جعفر عَنْ إحدى وخمسين سنة. وكان أَبُوهُ من حُجّاب الملك عضُد الدّولة، فجعل أبا عليّ برسم خدمة ابنه صمصام الدّولة، فخَدمه، وخدَم بعده بهاء الدولة.
ثمّ ولّاه بهاء الدّولة تدبير العراق، فقدِم في سنة اثنتين وتسعين والفتن
__________
[1] المنتظم 7/ 251، البداية والنهاية 11/ 344.
[2] تاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) 290، 291، أخبار الدول المنقطعة لابن ظافر 49، اتّعاظ الحنفا 2/ 87 (المتن والحاشية) ، البداية والنهاية 11/ 344.
[3] تاريخ الأنطاكي 291، المنتظم 7/ 252، وقد خلط ابن الأثير في تاريخ هذه الحوادث بين سنتي: 386 و 401 هـ. انظر: الكامل في التاريخ 9/ 122 و 331، 332.
[4] المنتظم 7/ 252، دول الإسلام 1/ 240، البداية والنهاية 11/ 344، النجوم الزاهرة 4/ 227.
ولم يحجّ أحد من مصر أيضا. (اتعاظ الحنفا 2/ 88) .(28/8)
شديدة، واللّصوص قد انتشروا، ففتك [1] بهم، ثمّ غّرق طائفة. وأبطل ما تعمله الشّيعة يوم عاشوراء.
وقيل: إنّه أعطي غلامًا لَهُ دنانير في صينيّة، فقال: خُذْها عَلَى يدك.
وقال: سر من النَّجمي إلى الماصر الأعلى، فإن عرض لك معترض فدعْه يأخذها، وأعرف الموضع.
فجاء نصف الّليل فقال: قد مشيتُ البلدَ كلّه، فلم يلْقني أحد. ودخل مرّة الرُّخَّجيّ وأحضر مالًا كثيرًا، وقال: مات نصرانيّ مصريّ ولا وارث لَهُ.
فقال: نترك هذا المال، فإنْ حضر وارث وإلا أُخِذ.
فقال الرُّخجيّ: فيحمل إلى خزانة مولانا إلى أن يتيقّن المال؟
فقال: لا يجوز ذَلِكَ.
ثمّ جاء أخو الميّت فأخذ التّركة [2] .
وكان مَعَ هيبته الشّديدة عادلًا. ولي العراق ثمان سِنين وسبعة أشهر، وتولّي الشريف الرضيّ أمره، ودفنه بمقابر قُرَيْش [3] . وولي بعده العراق فخر الملك.
وفيه يَقُولُ الببّغاء الشاعر:
سألتُ زماني: بمن أستغيث؟ ... فقال: استغِثْ بعميد الجيوشِ [4]
فناديتُ: ما لي من حرفة ... فجاوب: حوشيت من هذا وحوشي
رجاؤك إيّاه يُدْنيك منه ... ولو كنتَ بالصّين أو بالعريشِ
نَبَتْ بي داري وفرَّ القريب ... وأودت ثيابي وبيعت فروشيِ
__________
[1] في المنتظم 7/ 252: «فقتل» .
[2] المنتظم 7/ 252، 253، الكامل في التاريخ 9/ 224، 225، سير أعلام النبلاء 17/ 230، 231 رقم 137، تاريخ حلب للعظيميّ 320، نهاية الأرب 26/ 242، المختصر في أخبار البشر 2/ 140، تاريخ ابن الوردي 1/ 323، دول الإسلام 1/ 240، تاريخ ابن خلدون 3/ 442، ومرآة الجنان 3/ 2، 3، والبداية والنهاية 11/ 344، والنجوم الزاهرة 4/ 228، وشذرات الذهب 3/ 160، 161.
[3] المنتظم 7/ 253.
[4] هذا البيت فقط في: المنتظم 7/ 253، وسير أعلام النبلاء 17/ 231.(28/9)
وكنتُ أُلَقَّبُ بالببّغا قديمًا ... فقد مزق الدّهرُ ريشي
وكان غداءي نقيُّ الأرزّ ... فها أَنَا مقتنعٌ بالحشيش
[القحط بخراسان]
وفيها كان القحط الشّديد بخراسان، لا سيما بَنْيسابور، فهلكَ بَنْيسابور وضواحيها مائة ألف أو يزيدون. وعجزوا عَنْ غسل الأموات وتكفينهم. وأُكَلتِ الجيفة والأرواث ولحوم الآدميّين أكْلًا ذريعًا، وقُبِض عَلَى أقوام بلا عدد كانوا يغتالون بني آدم ويأكلونهم [1] .
وفي ذَلِكَ يَقُولُ أبو نصر الذُهْليّ:
قد أصبحَ النّاسُ في بلاء ... وفي غلاء تداولوه
من يلزم البيت مات جوعًا ... أو يشهد النّاسَ يأكلوه
وقد أنفق محمود بْن سُبُكْتكين في هذا القَحْط أموالًا لا تحصى حتّى أحيى النّاس، وجاء الغيث.
[الفتنة بالأندلس]
وفيها وقبلها جرت بالأندلس فتنة عظيمة، وبُذِلَ السّيف بقُرْطُبة، وقُتل خلقٌ كثير. وتَمَّ ما لا يعبَّر عنه، سقناه في تراجم الأمراء.
__________
[1] الكامل في التاريخ 9/ 225، تاريخ حلب للعظيميّ 320.(28/10)
سنة اثنتين وأربعمائة
[عمل عاشوراء بالعراق]
أذِنَ فخرُ المُلْك أبو غالب بْن حامد الوزير الّذي قُلِّد العراق عام أول في عمل عاشوراء والنَّوْح [1] .
[محضر الطعن في صحة نسب الخلفاء بمصر]
وفي ربيع الآخر كُتِبَ مِن الّديوان محضر في معنى الخلفاء الّذين بمصر والقَدْح في أنسابهم وعقائدهم. وقُرئت النّسخةُ ببغداد. وأُخِذَت فيها خطوط القضاة والأئمّة والأشراف بما عندهم من العِلْم والمعرفة بنَسب الدَيْصَانيّة، وهم منسوبون إلى دَيْصَان بْن سَعِيد الخُرّميّ، إخوانُ [2] الكافرين، ونُطَف الشّياطين، شهادةً يتقَّربُ بها إلى الله. ومعتقد ما أوجب الله تعالى عَلَى العلماء أن يبيّنوه للنّاس. شهدوا جميعًا أنّ الناجم بمصر وهو منصور بْن نزار المُلَقَّب بالحاكم حكم الله عَليْهِ بالبوار، والخزْي والنّكال، ابن مَعَدّ بْن إسماعيل بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن سَعِيد، لا أسعده الله.
فإنّه لما صار سَعِيد إلى الغرب تَسَمّى بِعُبَيْد الله وتلقَّب بالمهديّ. وهو ومَن تقَّدم من سلفه الأرجاس الأنجاس، عَليْهِ وعليهم اللّعنة، أدعياء خوارج لا نسبَ لهم في ولد عَلِيِّ بْن أَبِي طَالِب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه. وأنّ ذَلِكَ باطل وزُور.
وأنتم لا تعلمون أنّ أحدًا من الطّالبييّن توقَّف عَنْ إطلاق القول في هَؤلَاءِ الخوارج أنّهم أدعياء.
وقد كَانَ هذا الإنكار شائعًا بالحَرَمَيْن، وفي أوّل أمرهم بالمغرب، منتشرا
__________
[1] المنتظم 7/ 254، البداية والنهاية 11/ 345.
[2] في المنتظم 7/ 255: «أحزاب» .(28/11)
انتشارا يمنع من أن يُدلَّس [1] عَلَى أحدٍ كَذِبِهُمُ، أو يذهب وهْمٌ إلى تصديقهم.
وأنّ هذا النّاجم بمصر هُوَ وسيلة كُفارٍ وفُسّاق فُجّار زنادقة. ولمذهب الثّنَويّة والمَجوسيّة معتقدون، قد عطّلوا الحدود، وأباحوا الفروجَ، وسفكوا الدماء، وسَبّوا الأنبياءَ ولعنوا السّلف، وادعَّوا الربوبيّة.
وكُتِبَ في ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعمائة.
وكتب خلق كثير في المختصر منهم الشّريف الرضيّ، والشريف المرتضي أخوه، وابن الأزرق الموسويّ، ومحمد بْن محمد بْن عُمَر بْن أَبِي يَعْلَى [2] العلويّون، والقاضي أبو محمد عَبْد الله بْن الأكفانيّ، والقاضي أبو محمد أبو القاسم الْجَزَريّ [3] ، والإمام أبو حامد الإسفرائينيّ، والفقيه أبو محمد الكُشفليّ، والفقيه أبو الحسين القدوريّ الحنفيّ، والفقيه أبو عليّ بْن حَمَكَان، وأبو القاسم بْن المحسّن التَّنُوخيّ، والقاضي أبو عَبْد الله الصَيْمُريّ [4] .
[إنفاق فخر الملك الأموال في العراق]
وفيها فَرّق فخر المُلْك أموالًا عظيمة في وجوه البِرّ، وبالغ في ذَلِكَ حتى كثر الدّعاء لَهُ ببغداد، وأقام دارًا هائلة أنفق عليها أموالًا طائلة [5] .
[نُصْرة يمين الدولة عَلَى الكفّار]
وفيها ورد كتاب يمين الدّولة أَبِي القاسم محمود بْن سُبُكْتكين إلى القادر باللَّه بأنّه غزا قومًا من الكُفّار، وقطع إليهم مفازة، وأصابه عطش كادوا يهلكون، ثمّ تفضَّل الله عليهم بمطرٍ عظيم رواهم، ووصلوا إلى الكُفْار. وهم خلقٌ معهم ستّمائة فيل، فنصر عليهم وغنم وعاد [6] .
__________
[1] في المنتظم 7/ 255: «يتدلّس» .
[2] في الكامل في التاريخ 9/ 236: «والزكيّ أبو يعلى عمر بن محمد» .
[3] في المنتظم 7/ 256: «الخرزي» . وكذا في: الكامل في التاريخ 9/ 236.
[4] المنتظم 7/ 255، 256، المختصر في أخبار البشر 2/ 142، 143، تاريخ ابن الوردي 1/ 325، مرآة الجنان 3/ 4، البداية والنهاية 11/ 345، 346، النجوم الزاهرة 4/ 229، شذرات الذهب 3/ 162، 163.
[5] المنتظم 7/ 256، البداية والنهاية 11/ 346.
[6] المنتظم 7/ 256، 257، البداية والنهاية 11/ 346، 347.(28/12)
[هياج الريح عَلَى الحجّاج]
وفي آخر السنّة وردَ كتاب أمير الحاجّ محمد بْن محمد بْن عُمَر العلويّ بأنّ ريحًا سوداء هاجت عليهم بزُبالة [1] ، وفقدوا الماء، فهلك خلْق. وبلغت مزادة الماء مائة درهم. وتخفّر جماعة بني خَفَاجة وردّوا إلى الكوفة [2] .
[الاحتفال بعيد الغدير]
وعُمل الغدير. ويوم الغدير معروف عند الشّيعة، ويوم الغار لجهلةِ السُّنّة في شهر ذي الحجّة بعد الغدير بثمانية أيّام اتّخذته العامّة عنادًا للرافضة. فَعُمِل الغدير في هذه السّنة والغار في ذي الحجّة، لكن بِطُمَأنينة وسُكُون. وأظهرت القينات من التعليق شيئًا كثيرًا، واستعان السُّنّة بالأتراك، فأعاروهم القماش المفتخر والحُليّ والسّلاح المذهَّب [3] .
[هرب ناظر الزّمام بمصر]
وفي هذه الحدود هربَ مِن الدّيار المصريّة ناظر ديوان الزّمام بها، وهو الوزير أبو القاسم الحسن بْن عليّ المغربيّ حين قَتَل الحاكم أَبَاهُ وعمّه، وبقيَ إلْبًا عَلَى الحاكم يسعى في زوال دولته بما استطاع. فحصل عند المفرّج بْن جّراح الطّائيّ أمير عرب الشام، وحسّن لَهُ الخروج عَلَى الحاكم، وقتل صاحب جيشه، فقتله كما ذكرناه سنة إحدى وأربعمائة.
[إمامة صاحب مكة الراشد باللَّه]
ثمّ قَالَ أبو القاسم لحسّان ولد المفرّج بْن الجرّاح، إنّ الحَسَن بْن جعفر العلويّ صاحب مكّة لا مَطْعَن في نسبه، والصّواب أن تنصّبه إماما. فأجابه،
__________
[1] زبالة: بضمّ أوله. من أعمال المدينة، سمّيت بضبطها الماء، وأخذها منه كثيرا، من قولهم إنّ فلانا لشديد الزّبل للقرب. قال ابن الكلبي عن أبيه: سمّيت بزبالة بنت مسعود من العماليق، نزلت موضعها، فسمّيت بها. (معجم ما استعجم 2/ 694) .
وفي المنتظم 7/ 257: «زبالى» .
[2] المنتظم 7/ 257، الكامل في التاريخ 9/ 236، النجوم الزاهرة 4/ 231.
[3] المنتظم 7/ 257، البداية والنهاية 11/ 347، اتّعاظ الحنفا 2/ 91، شذرات الذهب 3/ 163.(28/13)
ومضي أبو القاسم إلى مكّة، واجتمع بأميرها وأطمعَه في الإمامة، وسهَّل عَليْهِ الأمور وبايعه، وجوّز أخذ مال الكْعبة وضرِبِه دراهم، وأخذَ أموالًا من رَجُل يُعرف بالمطّوعيّ، عنده ودائع كثيرة للنّاس. واتّفق موت المطّوعيّ، فاستولى عَلَى الأموال، وتلقَّب بالراشد باللَّه. واستخلف نائبًا عَلَى مكّة، وسار إلى الشّام، فتلقّاه المفرّج وابنهُ وأمراء العرب، وسلّموا عَليْهِ بإمرة المؤمنين. وكان متقلّدًا سيفًا زعم أَنَّهُ ذو الفِقار، وكان في يده قضيب زعم أَنَّهُ قضيب النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحوله جماعة من العلوييّن، وفي خدمته ألف عَبْد. فنزل الرّملة، وأقام العدل، واستفحل أمره، فراسلَ الحاكمُ ابن جرّاح، وبعث إِليْهِ أموالًا استماله بها.
وأحسَّ الراشد باللَّه بذلك، فقال لابن المغربي: غَرَرْتني وأَوْقَعْتني في أيدي العرب، وأنا راضٍ من الغنيمة بالإياب والأمان. ورَكب إلى المفرّج بْن جرّاح وقال: قد فارقتُ نعمتي، وكشفتُ القناع في عداوة الحاكم سُكونًا إلى ذِمامك، وثقه بقولك، واعتمادًا عَلَى عهودك، وأرى ولدكَ حسّانًا قد أصلح أمره مَعَ الحاكم، وأريدُ العَوْد إلى مأمني.
فسيَّره المفرَج إلى وادي القُري، وسيَّر أبا القاسم المغربي إلى العراق.
فقصدَ أبو القاسم فخر الملك أبا عليّ، فتوهَموا فيه أنّه يفسد الدّولة العبّاسيّة، فتسحّب إلى الموْصِل ونفقَ عَلَى قرواش، ثمّ عاد إلى بغداد [1] .
[أمراء دمشق]
وفي جُمَادى الأولى عُزِل أبو المطاع بْن حمدان عَنْ إمرة دمشق، وأُعيد إليها بدر العطّار. ثمّ صُرِف بعد أيّام بالقائد بْن بزال، فوليها نحوا من أربعة أعوام [2] .
__________
[1] تاريخ الأنطاكي 291، 292، تاريخ حلب للعظيميّ 321 (حوادث سنة 403 هـ.) ، أخبار الدول المنقطعة 49، المنتظم 7/ 164، عيون الأخبار وفنون الآثار (السبع السادس) 273- 275، وفيات الأعيان 2/ 174، البيان المغرب 1/ 259، 260، مآثر الإنافة 1/ 326، 327، اتعاظ الحنفا 2/ 95، وانظر: خلاصة الكلام في بيان أمراء البلد الحرام لأحمد زيني دحلان، المطبعة الخيرية بمصر 1305 هـ. - ص 17.
[2] ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 69، أمراء دمشق 33 رقم 107 و 76 رقم 234 وفيه اسمه:
«محمد بن بزال» .(28/14)
سنة ثلاث وأربعمائة
[تقليد الشريف الرضيّ نقابة الطالبيين]
فيها قُلّد الشّريف الرضي أبو الحسن الموسَويّ نقابة الطَالبييّن في سائر الممالك، وخُلِعَتْ عَليْهِ خلعة سوداء. وهو أوّل طالبيّ خُلعَ عَليْهِ السّواد [1] .
[عمارة رستاق العراق]
وفيها عَمّر رُستاقَ العراق فخرُ الملك الوزير، فجاء الارتفاع لحقّ السّلطان بضعة عشر ألف كُرٍ [2] .
[اعتداء فُليتة الخفاجي عَلَى ركْب الحاجّ]
وفيها، في أوّلها، بل في صَفَر، وقعة القرعاء. جاء الخبر أنّ فُلَيْتَة الخَفَاجيّ سبق الحاجّ إلى واقصة في ستّمائة من بني خَفَاجة، فغّور الماء، وطرحَ في الآبار الحنظل، وقعد ينتظر الرَّكْب. فلمّا وردوا العَقبَة حَبسهم ومنعهم العبور، وطالبهم بخمسين ألف دينار. فخافوا وضعُفُوا، وأجهدهم العطش، فهجم عَليْهم، فلم يكن عندهم مَنَعَة، فاحتوى عَلَى الْجِمال والأحمال، وهلك الخلق. فقيل: إنه هلك خمسة عشر ألف إنسان، ولم يُفلت إلا العدد اليسير.
وأفلتَ أميرهم محمد بن محمد بن عُمَر العلويّ في نفرٍ من الكِبار في أسوأ حال بآخر رَمَق. فورد عَلَى فخر المُلْك الوزير من هذا أعظم ما يكون، وكتبَ إلى عامل الكوفة بأن يُحسن إِلَى من توصّل ويُعينهم. وكاتب عليّ بْن مَزْيد وأمره أن يطلب العرب، وأن يُوقِع بهم. فسارَ ابن مَزْيد، فلِحقهم بالبّريّة وقد قاربوا
__________
[1] تاريخ حلب للعظيميّ 321، المنتظم 7/ 260، الكامل في التاريخ 9/ 242، البداية والنهاية 11/ 347.
[2] المنتظم 7/ 260.(28/15)
البصرة، فأوقع بِهِم وقتل كثيرًا منهم، وأسَر القوي والد فُلَيَتَة، والأشتر، وأربعة عشر رجلًا من الوجوه. ووجدَ الأموال والأحمال قد تمزَّقت وتفّرقت، فانتزع ما أمكنه وعاد إلى الكوفة، وبعث الأسرى إلى بغداد، فشُهّروا وسجنوا، وجوع بعضهم، ثُمَّ أطعمهم المالح، وتركوا على دجلة يرون الماء حَتَّى ماتوا عطشا [1] .
[انقضاض كوكب ببغداد]
وفي رمضان انقضّ كوكبٌ من المشرق ببغداد، فغلبَ ضوؤه عَلَى ضوء القمر وتقطّع قطَعًا [2] .
[جنازة بِنْت أَبِي نوح الطبيب والفتنة بسببها]
وفي شوّال أُخْرجت جنازة بِنْت أَبِي نوح الطبيب امرَأَة ابن إسرائيل كاتب النّاصح أَبِي الهيجاء. ومع الجنازة النّوائح والطُّبول والزُّمور والرُّهْبان والصّلْبان والشُّموع. فأنكر هاشميٌ ذَلِكَ ورجَمَ الجنازة، فوثب بعض غلمان النّاصح فضربَ الهاشميّ بدبّوس فشجّه، وهربوا بالجنازة إلى بَيْعةٍ هناك، فتبِعَتْهم العامّة، ونهبوا البيعة وما جاورَها مِن دُور النَّصارَى.
وعاد ابن إسرائيل إلى داره، فهجموا عَليْهِ، فهربَ واستجار بمخدومِه.
وثارت الفتنة بين العامّة وبين غلمان النّاصح، وزادت ورُفِعَتِ المصاحف في الأسواق، وغُلِّقت الجوامع، وقصد النّاسُ دار الخليفة، فركب ذو السَّعادتين إلى دار النَاصح، وتردّدت رسالة الخليفة بإنكار ذَلِكَ، وطُلِبَ ابن إسرائيل، فامتنع النّاصح من تسليمه. فغضب الخليفة وأمر بإصلاح الطّيّار للخروج من البلد.
وجمع الهاشمييّن في داره، واجتمعت العامّة يومَ الجمعة، وقصدوا دار النّاصح، ودفعهم غلمانه عَنْهَا، فقُتل رَجُل قِيلَ إنّه علويّ، فزادت الشّناعة، وامتنع الناس من صلاة الجمعة. وظفرت العامّة بقومٍ من النّصارى فقتلوهم. ثمّ بعث النّاصحُ
__________
[1] المنتظم 7/ 260، 261، الكامل في التاريخ 9/ 236، و 245، المختصر في أخبار البشر 2/ 143، تاريخ ابن الوردي 1/ 325، دول الإسلام 1/ 241، مرآة الجنان 3/ 5، البداية والنهاية 11/ 347، 348، شذرات الذهب 3/ 165، 166.
[2] المنتظم 7/ 261، البداية والنهاية 11/ 348.(28/16)
ابن إسرائيل إلى دار الخليفة، فسكنت العامّة. وأُلْزِمت النّصارى بالغيار، ثمّ أُطْلِقَ ابن إسرائيل [1] .
[إلزام النصارى واليهود بحمل شارات في رقابهم]
وفيها ألزمَ الحاكم صاحب مصرَ النَّصارى بحمل صلْبان خَشَب، ذراع في ذراع في أعناقهم، وزن الصّليب خمسة أرطال، وفي رقاب اليهود أكَر خشب بهذا الوزن، فأسلم بسبب هذا الذُلّ طائفة [2] .
[النهي عَنْ تقبيل الأرض]
ونهى الأمراء عَنْ تقبيل الأرض وبَوْس اليد، ورسَم أن يقتصروا عَلَى السّلام عليكم ورحمة الله ولَبس الصّوف عَلَى جسده ورأسه، واقتصر عَلَى ركوب الحمار بغير حُجّاب ولا طرّادين [3] .
[كتاب الحاكم بأمر الله إلى ابن سبكتكين]
وفيها بعث محمود بْن سُبُكْتكين كتابًا إلى القادر باللَّه. وقد وردَ إِليْهِ من الحاكم صاحب مصر، يدعوه فيه إلى الطّاعة والدّخول في بيعته، وقد خرّقه وبصق عَليْهِ [4] .
[ولاية ابن مّزْيد عَلَى آمد وديار بَكْر]
وفيها قُرِئ عهد أَبِي نصر بْن مَزْيد [5] الكُرْديّ عَلَى آمد وديار بَكْر، وطُوّق وسُوِّر، ولُقِّبَ «نصير الدّولة» [6] .
__________
[1] المنتظم 7/ 262، تاريخ الزمان لابن العبري 77، البداية والنهاية 11/ 348.
[2] تاريخ الأنطاكي 295- 297، الدّرّة المضيّة 286، اتّعاظ الحنفا 2/ 93، 94.
[3] تاريخ الأنطاكي 300، تاريخ حلب للعظيميّ 321، اتّعاظ الحنفا 2/ 96، وانظر: وفيات الأعيان 5/ 294، والدّرّة المضيّة 293 (حوادث سنة 408 هـ) .
[4] المنتظم 7/ 262، النجوم الزاهرة 4/ 232.
[5] في المنتظم 7/ 262 «مروان» وهو وهم.
[6] المنتظم 7/ 262، وفي: (الكامل في التاريخ 9/ 242) : «وفي هذه السنة خلع سلطان الدولة على أبي الحسن علي بن مزيد الأسدي، وهو أول من تقدّم من أهل بيته» .(28/17)
[إبطال الحاجّ]
ولم يحجّ أحدٌ من العراق. ورَدّ حاجُّ خُراسان [1] .
[وفاة أيلك خان صاحب ما وراء النهر]
وفيها مات أيلك الخان صاحب ما وراء النّهر الّذي أخذها من آل سامان بعد التّسعين وثلاثمائة. وكان ملكًا شجاعًا حازمًا ظالمًا، شديد الوطأة. وكان قد وقع بينه وبين أخيه الخان الكبير طُغان ملك التُّرْك، فورث مملكته أخوه طغان، فمالأ السّلطان محمود بن سُبُكْتكين ووالاه وهادنه، وتودَّد لَهُ، فجاست من جهة الصّين جيوش تقصد جيوش طغان وبلاد الإسلام من ديار التُّرك وما وراء النّهر يزيدون عَلَى مائة ألف خِرْكاه، لم يعهد الإسلام مثلها في صعيدٍ واحد، فجمع طغان جمعًا لم يُسمع بِمِثِلِه ونصره الله تعالى [2] .
[وفاة السلطان بهاء الدّولة]
ومات السّلطان بهاء الدّولة أحمد بْن عَضد الدّولة، وكان مصافيا للسلطان محمود بْن سُبُكْتكين مداريا لَهُ، مُوِثرًا لمصافاته لحكم الجوار [3] .
والله أعلم.
__________
[1] المنتظم 7/ 262، 263، النجوم الزاهرة 4/ 232.
[2] الكامل في التاريخ 9/ 240، المختصر في أخبار البشر 2/ 143، تاريخ ابن الوردي 1/ 326، البداية والنهاية 11/ 348.
[3] الكامل في التاريخ 9/ 241، تاريخ مختصر الدول لابن العبري 179، نهاية الأرب 26/ 242، المختصر في أخبار البشر 2/ 143، تاريخ ابن الوردي 1/ 326، الإنباء في تاريخ الخلفاء 185، دول الإسلام 1/ 241، البداية والنهاية 11/ 348، النجوم الزاهرة 4/ 232، 233، شذرات الذهب 3/ 166.(28/18)
سنة أربع وأربعمائة
[تلقيب فخر المُلك بسلطان الدولة]
في ربيع الأول انحدر فخر الملك إلى دار الخلافة، فلما صعِد من الزَّبْزب تلقّاه أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن حاجب النعمان، وقبًّل الأرض بين يديه، وفعَل الحُجّاب كذلك. ودخلَ الدّار والحُجّاب بين يديه، وأُجلس في الرّواق، وجلس الخليفة في القّبَّة. ودُعي فخر الملك. ثمّ كثر النّاس وازدحموا، وكثر البَوْس واللَّغَط، وعجز الحُجَابُ عَنِ الأبواب، فقال الخَليفة: يا فخر الملك، امنع من هذا الاختلاط. فرد بالدّبّوس الناسَ، ووكَل النُّقباء بباب القُبَة.
وقرأ ابن حاجب النُّعمان عهد سلطان الدّولة بالتّقليد والألقاب. وكتب القادر باللَّه علامته عَليْهِ، وأُحضرت الخِلعَ والتّاج والطَّوْق والسّواران واللّواءات، وتولّي عقْدهما الخليفةُ بيده، ثمّ أعطاه سيفًا وقال للخادم: اذهب قلّده بِهِ، فهو فخرٌ لَهُ ولعَقبِه، يفتح بِهِ شرق الدّنيا وغَرْبها. وبعث ذَلِكَ إلى شِيراز مَعَ جماعة [1] .
[إبطال الحاكم للمنجّمين]
وفيها أبطل الحاكم المنجمين من بلاده، وشدَّد في ذَلِكَ، واعتقَ أكثر مماليكه وأحسن إليهم [2] .
__________
[1] المنتظم 7/ 266، 267، الإنباء في تاريخ الخلفاء 185، البداية والنهاية 11/ 352، اتعاظ الحنفا 2/ 100، النجوم الزاهرة 4/ 235.
[2] تاريخ الأنطاكي 304، اتّعاظ الحنفا 2/ 100، النجوم الزاهرة 4/ 235، الدرّة المضيّة 288.(28/19)
[ولاية عهد الحاكم]
وجعلَ وليّ عهده ابن عمّه عَبْد الرحيم بْن الياس، وخطب لَهُ بذلك [1] .
[حبس الحاكم للنساء]
وأمرَ بحبس النساء في البيوت. فاستمرّ، وكذلك في سنة ستّ [2] .
[ملحمة الترك والصين]
وفي حدود هذه السّنة كانت الملحمة الهائلة بين ملك التُّرْك طُغان، رحمه الله، وبين جيش الصّين، فَقُتِل فيها من الكُفّار نحوٌ من مائة ألف [3] ، ودامت الحرب أيّامًا، ثم نزل النّصر، [4] وللَّه الحمد.
__________
[1] تاريخ الأنطاكي 306، المغرب في حلى المغرب 64 و 74، البيان المغرب 1/ 260، الدرّة المضيّة 288، اتعاظ الحنفا 2/ 100، 101.
[2] تاريخ الأنطاكي 307، المغرب في حلى المغرب 65، تاريخ مختصر الدول 180، المنتظم 6/ 268- 270، وفيات الأعيان 5/ 294، اتّعاظ الحنفا 2/ 102، 103، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 199، تاريخ الأزمنة للدويهي 78، دول الإسلام 1/ 242، 243، النجوم الزاهرة 4/ 235.
[3] في الكامل في التاريخ 9/ 297: قتل منهم زيادة على مائتي ألف رجل، وأسر نحو مائة ألف.
[4] تاريخ مختصر الدول لابن العبري 179 (حوادث سنة 408 هـ) ، وكذا في: المختصر في أخبار البشر 2/ 150، وتاريخ ابن الوردي 1/ 331، وتاريخ ابن خلدون 3/ 443، والنجوم الزاهرة 4/ 235.(28/20)
سنة خمس وأربعمائة
[مَنعَ النساء من الخروج في مصر]
فيها ورد الخبر أنّ الحاكم صاحب مصر حظَر عَلَى النّساء الخروج من بيوتهنّ والإطلاع من الأسطحة ودخول الحَمّامات. ومنعَ الأساكفة من عمل الخِفاف، وقتل عدّةِ نِسْوة خالفنَ أمره.
وكان قد لهج بالركوب في اللّيل يطوف في الأسواق. ورتَّب في كلّ درب أصحاب أخبار يطالعونه بما يتمّ. ورتّبوا عجائز يدخلن الدُّور ويكشفن ما يتمّ للنّساء، وأنّ فلانة تحبّ فلانًا ونحو هذا. فيُنْفذ من يُمْسك تِلْكَ المرأة، فإذا اجتمع عنده جماعة منهنّ أمر بتغريقهم. فافتضح النّاس وضجّوا في ذَلِكَ.
ثم أمر بالنّداء: أيّما امرأةٍ خرجت من بيتها أباحت دمها. فرأى بعد النّداء عجائز، فغرقهن.
قَالَ: فإذا ماتت امرَأَة جاء وليُّها إلى قاضي القضاة يلتمس غاسلة، فيكتب إلى صاحب المعونة، فيُرسل غاسلةٍ مَعَ اثنين من عنده ثمّ تُعاد إلى منزلها [1] .
وكان قد هَمَّ بتغيير هذه السُّنّة.
[حيلة امرَأَة]
فاتّفق أنْ مَرَّ قاضي القضاة مالك بْن سَعِيد الفارقيّ، فنادته امرَأَة من رَوْزَنةٍ: أقسمتُ عليك بالحاكم وآبائه أن تقف لي.
__________
[1] تاريخ الأنطاكي 307، المغرب في حلى المغرب 65، تاريخ مختصر الدول 180، تاريخ الزمان 78، المنتظم 7/ 268- 270، وفيات الأعيان 5/ 294، اتعاظ الحنفا 2/ 102، 103، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 199، تاريخ الأزمنة 78، دول الإسلام 1/ 242، 243، البداية والنهاية 11/ 352، النجوم الزاهرة 4/ 236، شذرات الذهب 3/ 173.(28/21)
فوقف، فبكت بكاءٍ شديدًا وقالت: لي أخ يموت فباللَّه إلا ما حملتني إليه لأشاهده، قبل الموت.
فرقّ لها وأرسلها مَعَ رجلين، فأتت بابا فدخلته.
وكان الدّار لرجل يهواها وتهواه. وأتى زوجها فسأل الجيران، فأخبروه بالحال، فذهبَ إلى القاضي وصاح، وقال: أَنَا زوج المرأة وما لها أخ، وما أفارقك حتّى تردّها إليَّ.
فعظُم ذَلِكَ عَلَى قاضي القُضاة، وخاف سطوة الحاكم، فطلع بالرجل إلى الحاكم مرعوبًا وقال: العفو يا أميَر المؤمنين. ثمّ شرح لَهُ القصّة. فأمره أن يركب مَعَ ذينك الرجلين. فوجدوا المرأة والرجل في إزار واحدٍ نائمين على سُكْر، فَحُمِلا إلى الحاكم. فسألها فأحالت عَلَى الرجل وما حسَّنه لها. وسأل الرجل فقال: هِيَ هجمت عليّ وزعمت أنّها خلْوٌ من بعْلٍ، وإنّي إنّ لم أتزوّجها سَعَتْ بي إليك لتقتلني.
فأمر الحاكم بالمرأة، فُلفّت في باريّة وأُحْرِقت، وضُرب الرجل ألف سوط. ثمّ عاد وشدّد عَلَى النّساء إلى أن قُتِل [1] .
[تقليد القاضي ابن أبي الشوارب]
وفيها قلّة قاضي القضاة بالحضرة أبو الحسن أحمد بْن محمد بْن أَبِي الشّوارب بعد وفاة ابن الأكفانّي [2] .
[تقليد ابن مّزْيد أعمال بني دُبيس]
وفيها قلّد عليّ بْن مَزَيَد أعمال بني دبيس بالجزيرة الأسديّة [3] .
__________
[1] الخبر في: المنتظم 7/ 268- 270، والبداية والنهاية 11/ 352، 353.
[2] المنتظم 7/ 270، البداية والنهاية 8/ 353.
[3] المنتظم 7/ 270.(28/22)
سنة ستّ وأربعمائة
[الفتنة بين السُّنّة والرافضة]
فيها جرت فتنة بين السُّنّة والرافضة ببغداد في أوّل السنة، ومنعهم فخر المُلْك مِن عمل عاشوراء [1] .
[الوباء بالبصرة]
وفيها وقع وباء عظيم بالبصرة [2] .
[تقليد الشريف المرتضى الحجّ والنقابة]
وقُلّدَ الشريف المرتضى أبو القاسم الحجّ والمظالم ونقابة الطالبييّن، وجميع ما كَانَ إلى أخيه.
وحضر فخر المُلْك والأشراف والقُضاة قراءة عهده، وهو:
«هذا ما عهد عبدُ الله أبو العّباس أحمد القادر باللَّه أمير المؤمنين إلى عليّ بْن موسى العلويّ حين قّربته إِليْهِ الأنساب الزّكيّة، وقدَّمت لديه الأسباب القّوية» ، وذكر العهد [3] .
[هلاك آلاف الحجّاج]
وفي آخر صفر وردَ الخبر إلى بغداد بعد تأخّره بهلاك الكثير من الحاجّ، وكانوا عشرين ألفًا، فسلم منهم ستة آلاف وأنّ الأمراء اشتدّ بهم العطش حتّى
__________
[1] المنتظم 7/ 276، الكامل في التاريخ 9/ 263، البداية والنهاية 12/ 2، النجوم الزاهرة 4/ 239.
[2] المنتظم 7/ 276، الكامل في التاريخ 9/ 263، البداية والنهاية 212.
[3] المنتظم 7/ 276، الكامل في التاريخ 9/ 263، البداية والنهاية 12/ 2، النجوم الزاهرة 4/ 239.(28/23)
شربوا أبوال الجمال. ولم يحجّ أحد تِلْكَ السّنة [1] .
[غزوة ابن سُبُكْتكين للهند وغرق أصحابه]
وفيها وردَ الخبر أنّ محمود بْن سُبُكْتكين غزا الهند، فَغَرَّهَ أَدِلاؤهُ وأضلّوه الطّريق، فحصل في مائّية فاضت من البحر، فغرق كثير ممّن كَانَ معه، وخاض الماء بنفسه أيّامًا ثمّ تخلَّص وعاد إلى خُراسان [2] .
[ولاية سهم الدّولة على دمشق]
وفيها ولي إمرة دمشق سَهْم الدّولة ساتكين الحاكميّ، فولِيَها سنتين وثلاثة أشهر [3] .
__________
[1] المنتظم 7/ 276، البداية والنهاية 12/ 2، النجوم الزاهرة 3/ 239.
[2] المنتظم 7/ 276، 277، الكامل في التاريخ 9/ 260، المختصر في أخبار البشر 2/ 144، تاريخ ابن الوردي 1/ 326، البداية والنهاية 12/ 2.
[3] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 44، ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 69 وفيه: «شهم الدولة شاتكين» ، أمراء دمشق 36 رقم 116، النجوم الزاهرة 4/ 239.(28/24)
سنة سبع وأربعمائة
[احتراق مشهد الحسين]
فيها احترق مشهد الحسين رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بكربلاء من شمعتين سقطتا في جوف اللّيل عَلَى التأزير [1] .
[احتراق دار القطن]
وفيها احترقت دار القطن [2] ونهر طابق.
[وقوع قبّة الصخرة]
وفيها وقعت القُبّة الكبيرة الّتي عَلَى الصّخْرة ببيت المقدس [3] .
[الفتنة بين الشيعة والسُّنّة]
وفيها هاجت الفتنة بين الشّيعة والسُّنّة بواسطة، ونُهِبَتْ دُور الشّيعة الزَّيدية وأُحْرِقَتْ، وهرب وجوه الشّيعة والعلوييّن، فقصدوا علي بْن مزيد واستنصروا به [4] .
__________
[1] المنتظم 7/ 283، الكامل في التاريخ 9/ 295، البداية والنهاية 12/ 4، 5، النجوم الزاهرة 4/ 241.
[2] في المنتظم: احترق نهر طابق ودار الركن اليماني من البيت الحرام، والمثبت يتفق مع: الكامل في التاريخ 9/ 295، والبداية والنهاية 12/ 5 وفيه يتّضح أن خبر الركن اليماني قد اختلط في «المنتظم» بخبر دار القطن.
[3] المنتظم 7/ 283، الكامل في التاريخ 9/ 295، دول الإسلام 1/ 243، مرآة الجنان 3/ 20، البداية والنهاية 12/ 5، النجوم الزاهرة 4/ 241، شذرات الذهب 3/ 184.
[4] المنتظم 7/ 283، الكامل في التاريخ 9/ 295، دول الإسلام 1/ 243، مرآة الجنان 3/ 20، النجوم الزاهرة 4/ 241.(28/25)
[الخِلَع بالوزارة للرامهُرْمُزيّ]
وفيها خُلِعَ علي أَبِي الحسن بْن الفضل الرامهُرْمُزيّ خِلَعُ الوزارة من قبل سلطان الدّولة. وهو الّذي بنى سور الحائر بمشهد الحسين [1] .
[الوقعة بين أَبِي شجاع وأخيه أَبِي الفوارس]
وفيها كانت وقعة بين سلطان الدّولة أَبِي شجاع وبين أخيه أبي الفوارس بعد أن دخلَ شيراز وملكها [2] .
[فتح خوارزم]
وفيها افتتح محمود بْن سُبُكْتكين خوارزم، ونقل أهلها إلى الهند [3] .
[امتناع الركْب من العِرَاقِ]
ولم يخرج رَكْبٌ من العراق [4] .
__________
[1] المنتظم 7/ 281، البداية والنهاية 12/ 5.
[2] المنتظم 7/ 284، النجوم الزاهرة 4/ 241.
[3] المنتظم 7/ 284، الإنباء في تاريخ الخلفاء 186، النجوم الزاهرة 4/ 241.
[4] المنتظم 7/ 284، المختصر في أخبار البشر 2/ 145، 1/ 327، البداية والنهاية 12/ 5.(28/26)
سنة ثمان وأربعمائة
[تفاقم الفتنة بين الشيعة والسُّنّة]
وقعت الفتنةُ بين السُّنّة والشّيعة وتفاقمت، وعمل أهل نهر القلايين بابًا عَلَى موضعهم، وعمل أهلُ الكَرْخ بابًا عَلَى الدّقّاقين. وقتل طائفة عَلَى هذين البابين. فركب المقدام أبو مقاتل، وكان عَلَى الشرطة، ليدخل الكَرْخ فمنعه أهلها وقاتلوه. فأحرق الدّكاكين وأطراف نهر الدّجاج، وما تهيّأ لَهُ دخولٌ [1] .
[استتابة فقهاء المعتزلة]
قَالَ هبة الله اللالكائيّ في كتاب «السُّنّة» ، أو في غيره:
وفيها استتاب القادر باللَّه فُقَهاء المعتزلة، فأظهروا الرجوع وتبرّءوا مِن الاعتزال والرّفْض والمقالات المخالفة للإسلام. وأخذ خطوطهم بذلك، وأنّهم مَتَى خالفوه عاقبهم [2] .
[ضعف الدّولة البويهيّة]
وضعفت دولة بني بُوَيْه الدَّيْلَم، وقدِم بغدادَ سلطانُ الدّولة، فكانت النَّوبة تَضْرَب لَهُ في أوقات الصّلوات الخَمْس. وما تمّ ذلك لجدّه عضد الدولة [3] .
__________
[1] المنتظم 7/ 287، الكامل في التاريخ 9/ 305، دول الإسلام 1/ 243، 244، مرآة الجنان 3/ 21، البداية والنهاية 12/ 6، شذرات الذهب 3/ 186.
[2] المنتظم 7/ 287، الكامل في التاريخ 9/ 305، مرآة الجنان 3/ 22، البداية والنهاية 12/ 6، شذرات الذهب 3/ 186.
[3] الكامل في التاريخ 9/ 304، 305، المختصر في أخبار البشر 2/ 150، تاريخ ابن الوردي 1/ 332.(28/27)
[التنكيل بالمعتزلة والرافضة وغيرهم في خراسان]
وامتثل يمين الدّولة محمود بْن سُبُكْتكين أمرَ القادر باللَّه، وبَثَّ سُنَّته في أعماله بخُراسان وغيرها في قتلِ المعتزلة والرافضة والإسماعيلية والقرامطة والْجَهْميّة والمُشَبَّهة، وصَلَبهم وحَبَسهم ونفاهم، وأمرَ بلعنهم عَلَى المنابر، وشرّدهم عن ديارهم، وصار ذلك سُنَّة في الإسلام [1] .
[زواج سلطان الدّولة]
وفيها تزوَّج سلطان الدّولة ببنت قرواش بْن المقلّد عَلَى خمسين ألف دينار [2] .
[إمارة الإدريسي للأندلس]
وفيها بويع بإمرة الأندلس القاسم بن حمود الإدريسيّ، فبقي ستّ سنين، وخُلِع [3] .
[قتل الدّرزيّ]
وفيها قُتل الدُّرْزيّ الملحد لكونه ادّعى ربوبيّة الحاكم. فقُتِل وقُطّع [4] .
[إمرة سديد الدّولة بدمشق]
وفيها ولي إمرة دمشق سديد الدّولة أبو منصور، ثم عُزِل بعد أشهر [5] .
[غزو السلطان محمود للهند]
وغزا السلطان محمود الهند، فافتتح بلادًا كثيرة من الهند، ودانت لَهُ الملوك [6] .
__________
[1] المنتظم 7/ 287، البداية والنهاية 12/ 6.
[2] المنتظم 7/ 287.
[3] الكامل في التاريخ 9/ 273، المختصر في أخبار البشر 2/ 146، تاريخ ابن الوردي 1/ 328.
[4] في الأصل: «الدوري» ومثله في دول الإسلام 1/ 244، والصحيح ما أثبتناه، تاريخ حلب للعظيميّ 323، تاريخ الأنطاكي 340، اتعاظ الحنفا 2/ 113، والنجوم الزاهرة 4/ 184، مرآة الجنان 3/ 22 وفيه أيضا «الدوري» وهو وهم، وكذا في شذرات الذهب 3/ 186.
[5] ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 69، أمراء دمشق 88 رقم 267، اتعاظ الحنفا 2/ 114.
[6] سيأتي التفصيل في حوادث السنة التالية.(28/28)
سنة تسع وأربعمائة
[تكفير القائل بخلق القرآن]
في المحرَّم قُرئ بدار الخلافة كتاب بمذاهب السَّنة، وفيه: مَن قَالَ:
«القرآن مخلوق» فهو كافر حلال الدّم [1] ، إلى غير ذَلِكَ من أصول السُّنّة.
[زيادة ماء البحر]
وفيها زاد ماء البحر إِلَى أن وصل إلى الأُبُلّة، ودخل البصرة [2] .
[عَود سلطان الدّولة إلى بغداد]
وفيها ردّ سلطان الدّولة إلى بغداد [3] .
[فتح مهرة وختُّوج بالهند]
وفيها غزا السلطان محمود الهند، وافتتح مدينتي مهرة وختوج [4] . وكان فتحًا عزيزًا. وبين ذلك وبين غَزْنَة مسيرة ثلاثة أشهر.
قَالَ أبو النّصر في تاريخه: عدل السّلطان بعد أخذ خوارزم إلى بسْت ثمّ إلى غَزْنة، فأتفقَ أن حشد إليه مِن أدني ما وراء النّهر زُهاء عشرين ألفًا من المطّوّعة. فحرّك من السّلطان محمود نفيرهم، وردّ من نفوس المسلمين
__________
[1] تاريخ حلب للعظيميّ 324، المنتظم 7/ 289، البداية والنهاية 12/ 7، شذرات الذهب 4/ 188.
[2] المنتظم 7/ 289، البداية والنهاية 12/ 7.
[3] المنتظم 7/ 290، نهاية الأرب 26/ 246.
[4] وفي الكامل في التاريخ 9/ 308 «قنّوج» ، وفي نسخة أخرى منه: «فتوج» ، وستأتي «فتوح» في بقيّة الخبر، وهي: «قنّوج» في: المختصر في أخبار البشر 2/ 145، وتاريخ ابن الوردي 1/ 327.(28/29)
تكبيرهم. واقتضى رأيه أن يزحف بهم إلى فتوح، وهي التي أعيت الملوك، غير كشاسب عَلَى ما زعمته المجوس، وهو ملك الملوك في زمانه، فزحف السّلطان بهم وبجنوده، وعبر مياه سَيْحون وتلك الأودية التّي تجلّ أعماقها عَنِ الوصْف، ولم يطأ مملكةً من تِلْكَ الممالك إلا أتاه الرَّسُول واضعًا خدّ الطّاعة، عارضًا في الخدمة الاستطاعة. إلى أن جاءه جنكي بْن شاهي وسهمي صاحب درب قشمير، عالمًا بأنه بْعثُ الله الّذي لا يرضيه إلا الإسلام أو الحسام. فضمن إرشاد الطرّيق، وسار أمامه هاديا. فما زال يفتح الصّياصي والقلاع حتى مرّ بقلعة هارون. فلمّا رأى ملكُها الأرض تموج بأنصار الله ومن حولها الملائكة زُلْزِلت قدَمُه، وأشفق أن يُراق دمه، ورأى أن يتّقي بالإسلام بأس الله، وقد شُهِرت حدوده ونُشِرت بعذبات العذاب بنوره، فنزل في عشرة آلاف ينادون بدعوة الإسلام.
ثمّ سار بجيوشه إلى قلعة كلنجد، وهو من من رءوس الشّياطين، وفكانت لَهُ معه ملحمة عظيمة، هلكَ فيها من الكُفّار خمسون ألفًا، من بين قتيل وحريق وغريق. فعمد كلنجد إلى زوجته فقتلها، ثمّ ألحقَ بها نفسه. وغنم السلطان مائة وخمسة وثمانين فيلًا. ثمّ عطف إلى البلد الّذي يُسَمّى المعبد، وهو مهرة الهند بطالع ابنيتها الّتي تزعم أهلها أنها من بناء الجنّ، فرأى ما يخالف العادات، وتفتقد روايتها إلى الشّهادات. وهى مشتملة عَلَى بيوت أصنام بنقوشٍ مبدعة، وتزاويق تخطف البصر.
قَالَ: وكان فيما كتب بِهِ السّلطان أنّه لو أراد مُريد أن يبني ما يعادل تِلْكَ الابنية ليعجز عنها بإنفاق مائة ألف ألف درهم، في مدّة مائتين سنة، عَلَى أيدي عَمَلَة كَمَلَة، ومَهَرَة سَحَرَة.
وفي جملة الأصنام خمسة من الذَّهب معمولة طول خمسة أذُرع، عينا كلّ واحدٍ منها ياقوتتان، قيمتهما خمسون ألف دينار بل أزْيَد. وعلى آخر ياقوتة زرقاء، وزنها أربعمائة وخمسون مثقالًا. فكان جملة الذّهبيّات الموجودة عَلَى أحد الأصنام المذكورة ثمانية وتسعين ألف مثقال. ثم أمر السلطان بسائر الأصنام فَضُرِبَت بالنِّفْط، وحاز من السّبايا والنّهاب ما يعجز عَنْهُ أناملُ الحُسّاب. ثمّ سار(28/30)
قدما يروم فتوح فتوح وخلّف معظم العسكر، فوصل إليها في شعبان سنة تسعٍ، وقد فارقها الملك إقبال منهزمًا، فتتّبع السّلطان قلاعها، وكانت سبعة عَلَى البحر، وفيها قريبٌ من عشرة آلاف بيت من الأصنام، تزعم المشركون أنها متوارثة منذ مائتي ألف سنة إلى ثلاثمائة ألف سنة كذبًا وزورًا، ففتحها كلَّها في يوم واحد، ثمّ أباحها لجيشه فانتهبوها. ثمّ ركض منها إلى قلعة البراهمة، وتعرف بمنح، فافتتحها وقتل بها خلقًا كثيرًا، ثمّ افتتح قلعة جندراي وهي ممن يُضرب المثل بحصانتها.
وذكر أبو النّصر ذَلِكَ مطولًا مفصّلًا بعبارته الرائقة، فأسهب وأطنب. فلقد أقَّر عين السّامع، وسرَّ المسلم بهذا الفتح العظيم الجامع، وللَّه الحمد عَلَى إعلاء كلمة الإسلام، وله الشُّكر عَلَى إقامة هذا السّلطان الهمام.
وبعد الأربعمائة كَانَ قد غلب عَلَى بلاد ما وراء النّهر أيلك خان أخو صاحب التُّرك طُغَان الكبير، وهما مهادنان للسّلطان يمين الدّولة محمود بن سبكتكين، فقويت نفوسهما عليه مكرا ورواغا، وبقي كلّ واحدٍ منهما يُحيل عَلَى الآخر. فبعثوا رُسُلهم، فأكرم الرُّسُلَ، وأظهر الزّينة، وعرضَ جيشه.
قَالَ أبو النَّصر محمد بْن عَبْد الجبّار: فأمر بتعبئة جيوشه وتغشية فيوله، ورتَّب العسكر سِماطين في هيئة، لو رآها قارون قَالَ: يا ليت لي مثل ما أوتي محمود. فصفّ نحو ألفي غلام تُرْك في ألوان الثّياب، ونحو خمسمائة غلام بُقربه بمناطق الذَّهب المرصّعة بالجواهر، وبين أيديهم أربعون فيلًا من عظام الأفيلة بغواشي الدّيباج. ووراء السّماطين سبعمائة فيل في تجافيف مشهرة الألوان، وعامّة الجيش في سرابيل قد كدّت القيون وردّت العيون، وأمامهم الرجال بالعُدد، وقام في القلب كالبدر في ظُلمة الدّيجور. وأذن للرُسُل حينئذٍ، ثمّ عُدِل بهم إلى الموائد في دارٍ مفروشة بما لم يُحْك عَنْ غير الجنّة. ففي كلّ مجلس دُسُوت من الذَّهب من جفانٍ وأطباق، فيها الأواني الفائقة والآلات الرائقة، وهّيأ لخاصّ مجلسه طارم قد جُمعَتْ ألواحه وعضادته بضباب الذَّهب وصفائحه وفُرش بأنواع الدّيباج المذهَّب، وفيه كُوَّات مضلَّعة، تشتمل عَلَى أنواع الجواهر الّتي أعْيَتْ أمثالها أكاسرة العجم، وقياصرة الروم، وملوك الهند،(28/31)
وأقيال العرب. وحوالي المجلس أطباق تخان من الذَّهب، مملوءة من المِسْك والعنبر والعود، وأواني لم يُسمع بمثلها. ثمّ جهّز الرُّسُل.
ووقع بين الأخوين، وتنافرا مدّة لسعادة الإسلام وسلطانه يمين الدّولة.
وكان عَلَى مملكة خوارزم الملك مأمون بْن مأمون، قد وليها بعد أخيه عليّ، فزوّجه السّلطان محمود بأخته، ثمّ طلب منه أن يذكر اسمه في الخطبة معه، فأجابَ. وامتنع من الإجابة نائبه وكُبراء دولته ولاموه. ثمّ إنّهم قتلوه غيلةً، فغضب السّلطان وسار بجيوشه لحربهم، فالتقاهم بظاهر خوارزم وظفر بهم، فسمّر جماعة من الأمراء، واستناب على خوارزم حاجبه الكبير التونتاش. وصفَت لَهُ مملكة خُراسان، وسجِسْتان، وغَزنة، وخوارزم، والغور. وافتتح نصف إقليم الهند. في عدّة غزوات وكانت سلطنته بضعا وثلاثين سنة كما سيأتي في ترجمته [1] .
__________
[1] الخبر باختصار في: الكامل في التاريخ 9/ 308- 310، والمختصر في أخبار البشر 2/ 150، وتاريخ ابن الوردي 1/ 332، البداية والنهاية 12/ 7.(28/32)
سنة عشر وأربعمائة
[كتاب يمين الدّولة محمود بفتوحاته في الهند]
ورد من يمين الدولة محمود كتابٌ بما افتتحه مِن الهند، وبما وصل إليه مِن أموالهم وغنائمهم، فيه: إنّ كتابَ العبد صَدَر من غزْنة لنصف المحرَّم سنة عشر، والدّيُن مخصوصٌ بمزيد الإظهار، والشِّرْك مقهورٌ بجميع الأطراف والأقطار. وانتدب العبدُ لتنفيذ الأوامر وتابعَ الوقائع عَلَى كُفّار السّنْد والهند. فرتّب بنواحي غَزنة العبد محمدًا مَعَ خمسة عشر ألف فارس وعشرة آلاف راجل.
وانهض العبد مسعودًا مع عشرة آلاف فارس وعشرة آلاف راجل، وشحن بلخ وطخارستان بأرسلان الحاجب، مَعَ اثني عشر ألف فارس، وعشرة آلاف راجل.
وضبط ولاية خوارزم بالتّونْتاش الحاجب مَعَ عشرين ألف فارس وعشرين ألف راجل.
وانتخب ثلاثين ألف فارس وعشرة آلاف راجل لصحبة راية الإسلام.
وانضمّ إليه جماهير المطّوّعة.
وخرج العبدُ من غَزْنة في جمادى الأولى سنة تسعٍ بقلبٍ منشرح لطلب السّعادة، ونفس مشتاقة إلى درك الشهّادة، ففتح قلاعًا وحصونًا، وأسلم زُهاء عشرين ألفًا من عُبّاد الوثن، وسلّموا قدر ألف ألف من الورِق، ووقع الاحتواء عَلَى ثلاثين فيلًا. وبلغ عدد الهالكين منهم خمسين ألفًا.
ووافي العبدُ مدينةً لهم عاين فيها زهاء ألف قصر مشيد، وألف بيت للأصنام، ومبلغ ما فِي الصّنم ثمانية وتسعون ألف مثقال. وقلعَ مِن الأصنام الفضّة زيادةً عَلَى ألف صنم.
ولهم صنم معظّم يؤرّخون مدّته بجهالتهم بثلاثمائة ألف عام. وقد بنوا(28/33)
حول تِلْكَ الأصنام المنصوبة زُهاء عشرة ألاف بيت. فعنى العبد بتخريب تلك المدينة اعتناءً تامًا، ونهبها المجاهدون بالإحراق. فلم يبقَ منها إلا الرسوم.
وحين وجدَ الفراغ لاستيفاء الغنائم، حصّل منها عشرين ألف ألف درهم، وأفردَ خُمسَ الرقيق، فبلغ ثلاثة وخمسين ألفا. واستعرض ثلاثمائة وستّة وخمسين فيلًا [1] .
[ولاية قوام الدّولة عَلَى كرمان]
وفيها جلس القادر باللَّه فَقُرِئ عهد الملك قوام الدّولة أَبِي الفوارس، وحُمِلت إِليْهِ خلع السّلطنة بولاية كَرْمان [2] .
[وفاة الأصيفر المنتفقي]
وفيها مات الأُصَيْفر المنتفقيّ الذي كَانَ يأخذ الخفّارة من الحجّاج [3] .
[نيابة دمشق]
وقد ولي نيابة دمشق عدّةُ أمراء للحاكم في هذه السّنين، وكان النّاس يتعجّبون من كثرة ذَلِكَ [4] .
ثم وليها وليُّ العهد عَبْد الرحيم بْن إلياس بْن أحمد بْن العزيز العُبَيديّ، وكان يوم دخوله يومًا مشهودًا موصوفًا. ثم عُزِل أقبح عْزل بعد أشهُر، وأُخِذَ إلى مصر مُقَيدًا، بعد أن قُتِل وقت القبضِ عَليْهِ جماعةٌ من أعوانه [5] .
[موت صاحب حرّان]
وفيها مات صاحبُ حرّان وثّاب بْن سابق، وتملّك ابنه شبيب [6] .
__________
[1] المنتظم 7/ 292، 293، وفيات الأعيان 5/ 178، 179، تاريخ الزمان لابن العبري 79، دول الإسلام 1/ 244، مرآة الجنان 3/ 22- 24، البداية والنهاية 12/ 8، النجوم الزاهرة 4/ 245، شذرات الذهب 3/ 189، 190.
[2] المنتظم 7/ 293، البداية والنهاية 12/ 8، النجوم الزاهرة 4/ 244.
[3] المنتظم 7/ 293، الكامل في التاريخ 9/ 313، البداية والنهاية 12/ 8.
[4] انظر عن تتابع الولاة على دمشق في: ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي- ص 69- 71.
[5] تاريخ الأنطاكي 349، ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 69، 70 بالحاشية، أمراء دمشق في الإسلام 51 رقم 167.
[6] الكامل في التاريخ 9/ 312، المختصر في أخبار البشر 2/ 151، تاريخ ابن الوردي 1/ 332.(28/34)
بسم الله الرحمن الرحيم
[تراجم رجال هذه الطبقة]
ذكر سنة إحدى وأربعمائة ومَن تُوُفّي فيها
- حرف الألف-
1- أحمد بْن عَبْد المُلْك بْن هاشم [1] .
أبو عُمَر بْن المُكْوِيّ الإشبيليّ المالكي، كبير المُفْتِين بقُرْطُبَة، الّذي انتهت رئاسة العلم بالأندلس في عصره إليه.
تفقه عَلَى إِسْحَاق بْن إبراهيم الفقيه، وكان حافظا للمذهب، مقدّما فيه، بصيرًا بأقوال أصحاب مالك، من أهل المتانة في دينه، والصّلابة في رأيه، والبُعْد عن هوى نفسه. القريب والبعيد عنده في الحق سواء.
دُعي إلى قضاء قُرْطُبَة مرَّتين فأبى، وصنّف كتاب «الاستيعاب فِي رأي مالك» للحَكَم أمير المؤمنين، فجاء في مائة جزء.
وكان جَمْعه لَهُ مَعَ أَبِي بَكْر محمد بْن عَبْد الله القُرَشيّ المُعَيْطيّ. ورُفع إلى الحَكَمَ فَسُرَّ بذلك، ووصلهما وقدَّمهما إلى الشُّورَى.
وُلَد أبو عُمر في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.
وعليه تفقه أبو عُمَر بْن عَبْد البّر، وأخذ عنه «المدوّنة» .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبد الملك) في:
جذوة المقتبس للحميدي 132 رقم 231، والصلة لابن بشكوال 1/ 22، 23 رقم 38، وترتيب المدارك 4/ 635- 642، والتمهيد 6/ 146، والعبر 3/ 74، 75، وسير أعلام النبلاء 17/ 206، 207 رقم 120، والوافي بالوفيات 7/ 144 رقم 3077، ومرآة الجنان 3/ 3، والديباج المذهب 1/ 176، 177، وشذرات الذهب 3/ 161، وكشف الظنون 1/ 81، وهدية العارفين 1/ 71، وفيه تحرّفت نسبته إلى «المكري» ، وديوان الإسلام 4/ 275 رقم 2037، وشجرة النور الزكية 102، ومعجم المؤلفين 1/ 303.(28/35)
تُوُفّي فجأة في سابع جمادى الأولى. وكانت لَهُ جنازة عظيمة.
2- أحمد بْن عَبْدوس بْن أحمد الجرْجانيّ [1] .
يروي عَنْ: أَبِي العبّاس الأصمّ، وغيره.
تُوُفّي في ربيع الأولّ.
3- أحمد بْن علي بْن أحمد بْن مُحَمَّد [2] .
أبو العبّاس الرّيغيّ الباغانيّ المقرئ، الفقيه المالكيّ.
قدِم الأندلس سنة ست وسبعين، وأدَّب ولد المنصور محمد بْن أَبِي عامر.
ثمّ عَلَت منزلته، وقُدم للشورى بعد أَبِي عُمَر بْن المُكْويّ. وكان أحد الأذكياء الموصوفين. وكان بحرًا من بحور العلم، لا سيما في القراءات والإعراب والناسخ والمنسوخ والأحكام.
أخذ بمصر عَنْ: أَبِي بَكْر الأدفويّ، وعبد المنعم بْن غَلْبُون.
وتُوُفّي في ذي القعدة وله ستٌ وستّون سنة.
وقد أخذ عَنْهُ: ابن عَتَّاب، وغيره.
4- أحمد بْن عُمَر بْن أحمد [3] .
أبو عَمْرو الْجُرْجانيّ المطرّز.
عُرف بالبَكْراباذيّ المحدث.
أحدَ مَن عُني بالرّحلة والسَّماع.
أنفق مالًا جزيلًا، وسمع بإصبهان من أبي الشّيخ، وببغداد من القطيعيّ،
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبدوس) في:
تاريخ جرجان للسهمي 124 رقم 111.
[2] انظر عن (أحمد بن علي) في:
الديباج المذهب 38.
[3] انظر عن (أحمد بن عمر) في:
تاريخ جرجان للسهمي 121 رقم 101، وانظر الصفحات: 95 و 154 و 163 و 211 و 328 و 432 و 443 و 469 و 478 و 502.(28/36)
وباليمن من أَبِي عَبْد الله النِقويّ آخر أصحاب إِسْحَاق الدَّبَريّ.
وتُوُفّي بجُرْجان في جُمَادَى الأولى، وقد شاخ.
5- أحمد بْن عُمَر بْن أحمد بن محمد بن عبد الواحد.
أبو الحسن الكِنانيّ المصريّ، والد أَبِي الحسن عليّ الرّاوي عَنِ ابن حَيَّوَيْهِ النيسابوري.
تُوُفّي لليلتين بقيتا من ربيع الآخر. قاله أبو إِسْحَاق الحبّال.
6- أحمد بْن محمد بْن أَحْمَد بْن سَعِيد بْن الحُبَاب بْن الْجَسُور [1] .
أبو عُمر القُرْطُبي، مولي بني أميَّة.
وأمّا أبو إِسْحَاق بْن شِنْظير فكناه: أبو عُمَيْر، والأوّل أشهر.
روى عن: قاسم بن أصبغ، ووهب بن مسرة، ومحمد بن عبد الله بن أبي دُلَيْم، ومحمد بن معاوية القرشي، وأحمد بن مطرف، وجماعة.
حدث عنه: الصاحبان [2] ، وأبو عُمَر بْن عبد البَرّ، وأبو عَبْد الله الخولاني، وأبو محمد بن حزم، وهو أكبر شيخ لابن حزم.
قال: وهو أوّل شيخ سمعت عليه قبل الأربعمائة.
ومات لأربع بقين من ذي القعدة. تُوُفّي أيّام الطّاعون.
وكان خيّرًا فاضلًا، شاعرًا، عالي الإسناد مُكْثرًا.
وُلِد في حدود سنة عشرين وثلاثمائة.
قَالَ ابن عَبْد البَرّ: قرأت عَليْهِ «المُوَطّأ» عَنْ محمد بْن عيسى بْن رفاعة، عَنْ يحيى بْن أيّوب بْن باذي العلاف، عَنْ يحيى بْن بُكَيِر.
وقرأت عَليْهِ «المُدَوَّنة» عَنْ وهْب بْن مَسَرة، عَنِ ابن وضّاح، عَنْ سحنون مؤلّفها.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن أحمد) في:
جذوة المقتبس للحميدي 107 رقم 181، وتاريخ حلب للعظيميّ 320، والصلة لابن بشكوال 1/ 23، 24 رقم 39، وبغية الملتمس للضبيّ 154، 155 رقم 336، والعبر 3/ 75، وسير أعلام النبلاء 17/ 148، 149 رقم 90، ومرآة الجنان 3/ 3، والوافي بالوفيات 7/ 330 رقم 3324، وشذرات الذهب 3/ 161.
[2] الصاحبان هما أبو إسحاق إبراهيم.. بن شنظير ورفيقه أبو فراس بن ميمون الطّليطليّ. وقيل لهما ذلك لكونهما لازماه.(28/37)
وقرأت عَليْهِ «تفسير سُفيان بْن عُيَيْنة» ، عَنْ قاسم بن أصبغ.
7- أحمد بْن محمد بْن وسيم [1] .
أبو عُمَر الطُّلَيْطليّ.
كَانَ فقيهًا متفننًا، شاعرًا لُغَويًّا نَحْويا. غزا مَعَ محمد بْن تمّام إلى مَكادة.
فلما انهزموا هربَ إلى قُرْطُبَة، واتّبعه أهل طُّلَيْطلة، فصلبوه ثمّ رَمَوْه بالنَّبْل والحجارة حتّى هلك وهو يتلو سورة يس، رحمه اللَّه.
8- أَحْمَد بْن محمد بْن محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن [2] .
أبو عُبَيْد الهَروي المؤدّب اللُّغَويّ، مصنف «الغريبيَنْ» في اللُّغَة: لغة القرآن، ولغة الحديث.
أخذ اللّغة عَنِ: الأزهري، وغيره.
وتُوُفّي في رجبٍ لستٍ خَلَوْن منه.
وقد ذكره القاضي في «وَفَيَات الأَعْيان» [3] فقال: سارَ كتابه في الآفاق، وهو من الكتب النّافعة.
ثمّ قَالَ: وقيل: إنّه كَانَ يحبّ البذلة، ويتناول في الخلْوة، ويعاشر أهل الأدب في مجالس الّلَذّة، والطَّرَب، عفا الله عَنْهُ وعنّا. ويقال لَهُ الفاشاني، بالفاء. وفاشان: بفاء مَشُوبةٍ بباء، قرية من قرى هراة.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن وسيم) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 25 رقم 40.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن محمد) في:
فهرست ابن خير 507، ومعجم الأدباء 4/ 260، 261، ووفيات الأعيان 1/ 95، 96 رقم 36، وسير أعلام النبلاء 17/ 146، 147 رقم 88، والعبر 3/ 75، ومرآة الجنان 3/ 3، والبداية والنهاية 11/ 344، 345، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 84، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 518، 519 رقم 1215، والوافي بالوفيات 8/ 114، 115 رقم 3529، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 178، 179 رقم 135، والنجوم الزاهرة 4/ 228، وبغية الوعاة 1/ 371، رقم 726، وتاريخ الخلفاء 416، وشذرات الذهب 3/ 161، وكشف الظنون 2/ 1206، وهدية العارفين 1/ 70، وديوان الإسلام 4/ 353 رقم 2148، والأعلام 1/ 210، ومعجم المؤلفين 2/ 150، وذيل تاريخ الأدب العربيّ لبروكلمان 1/ 201.
[3] ج 1/ 90- 96.(28/38)
وذكره ابن الصّلاح في «طبقات الشّافعّية» فقال: رَوى الحديث عَنْ:
أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن ياسين، وأبي إِسْحَاق أحمد بْن محمد بْن يونس البزّاز الحافظ.
روى عنه أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني، وأبو عمر عبد الواحد بن أحمد المليحي كتابه «الغريبين» .
9- إبراهيم بن محمد بن إبراهيم.
أبو القاسم المؤذن المقرئ الخفاف.
يروي عَنْ: أَبِي بَكْر الإسماعيليّ.
وتُوُفّي في شوّال، في الكهولة.
10- إبراهيم بن محمد الحافظ [1] .
أبو مسعود الدمشقي.
الصحيح وفاتة سنة أربعمائة كما تقدم.
11- آدم بن محمد بن توبة [2] .
أبو القاسم العكبري [3] .
مات بعكبرا في صفر.
يروي عن: النجاد، وابن قانع، وجماعة.
وعنه: أبو طاهر أحمد بن محمد الخفاف [4] .
12- إسحاق بْن عليّ بْن مالك.
أبو القاسم الجّرْجَرائي الملحميّ.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن محمد الحافظ) في:
المنتظم 7/ 252 رقم 397، والبداية والنهاية 11/ 344.
[2] انظر عن (آدم بن محمد) في:
تاريخ بغداد 7/ 30 رقم 3494، والمنتظم 7/ 252 رقم 398.
[3] العكبريّ: بضم أوله وسكون ثانيه وفتح الباء الموحّدة وقد يمدّ ويقصر والظاهر أنه ليس بعربي.
بليدة من نواحي دجيل قرب صريفين وأوانا، بينها وبين بغداد عشرة فراسخ، والنسبة إليه عكبري، وعكبراوي (معجم البلدان 4/ 142) .
[4] وهو قال: ما علمت من حاله إلا خيرا.(28/39)
روى عَنْ: الإسماعيليّ، ونُعَيْم بْن عَبْد الملك.
وتُوفي رحمه الله في رجب.
- حرف الحاء-
13- الحُسين ابن القائد جوهر المغربيّ [1] .
كَانَ قائد القوّاد للحاكم صاحب مصر، فنقَمَ عَليْهِ وقتله في هذه السّنة.
14- الحُسين بْن عثمان اليَبْرودي.
روى عَنْ: عليّ بْن أَبِي العقَب.
روى عَنْهُ: عليّ الحنّائيّ، وأبو عليّ الأهوازيّ، وعليّ بْن الحسين بْن صَصَرَى.
15- الحُسين بْن مظفَّر بن كُنْداج [2] .
أبو عَبْد الله البغداديّ.
سَمِعَ: إسماعيل الصّفّار، وجعفرًا الخالديّ.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر البَرْقانيّ، وقال: لَيْسَ بِهِ بأس، كَانَ يعرف.
16- الحُسين بْن حيّ بْن عَبْد الملك بْن حيّ [3] .
أبو عَبْد الله القُرْطُبيّ، المعروف بابن الْجُزُقّة.
يروي عَنْ: أَبِي عيسى اللَّيثي، وابن القُوطّية، ومحمد بن أحمد بن خالد.
وشاوره القاضي محمد بن بقي.
__________
[1] انظر عن (الحسين بن جوهر) في:
تاريخ يحيى بن سعيد الأنطاكي (بتحقيقنا) 249، 252، 277، 284، 286- 288، وذيل تاريخ دمشق 59، والإشارة إلى من نال الوزارة 27، وتاريخ الزمان 74، 75، والمغرب في حلبى المغرب 355، والولاة والقضاة 599- 693، وعيون الأخبار وفنون الآثار 276، ومرآة الجنان 3/ 3، واتعاظ الحنفا 2/ 72- 74 و 81- 82 وانظر فهرس الأعلام 3/ 385.
[2] انظر عن (الحسين بن مظفر) في:
تاريخ بغداد 8/ 142 رقم 4236، والمنتظم 7/ 254 رقم 400.
[3] انظر عن (الحسين بن حيّ) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 140، 141 رقم 332.(28/40)
وكان من كبار المفتين بقرطبة. عارفا بمذهب مالك.
حج سنة ثمان وأربعين، وأخذ عَنْ أبي بكر الآجرّي كثيرا من تصانيفه، وتردّد فيها ستّة أعوام. وولي قضاء مدينة سالم، ثمّ مدينة جيّان.
قال أبو حيّان: لم يكن بالمحمود في القضاء، استهواه حبّ الدّنيا، وارتكس مع المهديّ بن عبد الجبّار، وكان أحد دعاته، فاستوزره عَنْ ظهوره، فأخلد إلى الأرض، واتّبع هواه. فلمّا زالت دولة المهديّ اختفى، والطّلب عَليْهِ شديد، إلى أن وُجدَ في مقبرة عَلَى نَعْش قد أُخِرج من دارٍ ميّتًا، وعلى صدره ورقةٌ فيها قصتّه.
17- حمْد بْن عَبْد الله بن عليّ [1] .
أبو الفرج الدّمشقيّ المقري المعدّل.
مِن جِلّة عُدُول البلد. وهو صاحب دُوَيْرة حمْد بباب البريد.
حكي عَنْهُ محمد بْن عَوّفٍ المُزَنيّ.
قَالَ هبة الله بْن الأكفانيّ في سنة إحدى وأربعمائة: وُجدَ حَمْد وزوجته مذبوحَيْن وصبيّ قرابته في داره بباب البريد، رحمه اللَّه.
- حرف الخاء-
18- خَالِد بْن محمد بْن حُسين بْن نصر بْن خَالِد.
أبو المستعين البُسْتّي الحنفيّ الواعظ.
تُوُفّي في رجب منصرفًا من الحجّ.
19- خَلَف بْن مروان بْن أُمَيّة [2] .
أبو القاسم القُرْطُبيّ الصَّخّريّ، من أهل صَخرة حَيْوَة، بُلَيْدَة بغربيّ الأندلس.
__________
[1] انظر عن (حمد بن عبد الله) في:
تهذيب تاريخ دمشق 4/ 438.
[2] انظر عن (خلف بن مروان) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 162، 163 رقم 362.(28/41)
كَانَ من فُقهاء الأندلس. ولي الشُّورى، ثمّ قضاء طُلَيطُلَة فاستعفي.
توفي في رجب.
- حرف السين-
20- سامة بْن لُؤَيّ.
أبو مُضَر القُرَشيّ الهَرَويّ.
سَمِعَ: أبا بَكْر محمد بْن عَبْد الله حفيد العبّاس بْن حمزة.
روى عَنْ: ناصر العُمَرّى.
وتُوُفّي في ربيع الآخر.
21- سَعِيد بْن عَبْد الله بْن الْحَسَن.
أبو القاسم العُمَانيّ، الفقيه.
تُوُفّي في جمادى الآخرة بخُراسان.
- حرف الشين-
22- شقيق بْن عليّ بْن هُود بْن إبراهيم [1] .
أبو مُطيع الْجُرْجانيّ الفقيه.
رُوِي عَنْ: نُعَيْم بْن عَبْد الملك، وأبي الحُسين بْن ماهيار.
وولي قضاء جُرْجان سنةً ونصفًا.
فمات في السّادس والعشرين من المحرَّم [2] .
- حرف العين-
23- عَبْد الله بْن عَمْرو بْن مُسْلِم.
أبو محمد الطَّرَسُوسيّ.
سَمِعَ: إسماعيل الصّفّار، وأبا سهل بن زياد.
__________
[1] انظر عن (شقيق بن علي) في:
تاريخ جرجان للسهمي 233 رقم 373، وله ذكر في: ص 61 و 311.
[2] في تاريخ جرجان 233: «ودفن يوم السبت العشرون من المحرّم»(28/42)
وعمّر تسعين سنة، وحدَّث بَنَسف.
24- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن هلال [1] .
أبو بَكْر الحِنّائيّ الْبَغْدَادِيّ الأديب، نزيل دمشق.
روى عن: يعقوب الجصّاص، والحسين بْن عَيّاش القطّان، وأبي جعفر بن البختريّ، والصّفّار.
روى عَنْهُ: أحمد بْن عليّ الكَفَرطابيّ، ورشأ بْن نظيف، وأبو القاسم الحِنّائيّ، وأبو عليّ الأهوازيّ.
وثَّقه الخطيب [2] .
25- عَبْد العزيز بْن محمد بن النعمان بن محمد بن منصور [3] .
قاضي مملكة الحاكم.
ولي الحكم سنة أربعٍ وتسعين وثلاثمائة بعد ابن عمّه الحسين بْن عليّ.
وعَلَتْ رُتبته عند الحاكم إلى أن أصعَده معه عَلَى المنبر في يوم العيد. ثم عزله في سنة ثمانٍ وتسعين بالقاضي أَبِي الحسن الفارقيّ. ثمّ قتله سنة إحدى وأربعمائة، وقتل معه القائد حسين بْن جوهر.
26- عَبْد الملك بن أحمد بن نعيم ابن الحافظ أَبِي نُعَيْم عَبْد الملك بْن عديّ [4] .
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن محمد) في:
تاريخ بغداد 10/ 140، 141 رقم 5283، والأنساب 4/ 246، والعبر 3/ 75، وسير أعلام النبلاء 17/ 149، 150 رقم 91، وشذرات الذهب 3/ 161.
[2] في تاريخه 10/ 140.
[3] انظر عن (عبد العزيز بن محمد) في:
تاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) 284، 287، 288، وعيون الأخبار وفنون الآثار 276، والولاة والقضاة 495، 592، 594، 596- 600، والبيان المغرب 1/ 259، ومرآة الجنان 3/ 3، والبداية والنهاية 12/ 15، 16 وفيه وفاته 413 هـ.، واتعاظ الحنفا 2/ 23، 31، 35- 37، 40، 50، 73، 74، 77، 78، 81- 86.
[4] انظر عن (عبد الملك بن أحمد) في:
تاريخ جرجان للسهمي 277 رقم 467، وله ذكر في ص 311، 326، 350، 367، 369، 415، 506، 546.(28/43)
أبو نُعَيْم الإستراباذيّ.
ولي قضاء جُرْجان، وحدّث عن: جدّه، وابن ماجة القزوينيّ [1] ، والحافظ ابن عديّ.
تُوُفّي في آخر السُّنّة.
27- عَبْد الواحد بْن زوج الحُرّة محمد بْن جَعْفَر [2] .
أبو القاسم البغدادي.
سَمِعَ: أحمد بْن كامل، وعبد الله بْن إِسْحَاق الخُراسانيّ، وجماعة كبيرة.
روى عنه: البرقاني، وعبد العزيز الأزجي [3] .
28- عبيد الله بن أحمد بن الهذيل الكاتب [4] .
يروي عَنْ أبيه، عَنْ محمد بْن أيّوب الضُّرَيْس.
روى عَنْهُ: أبو الحسين محمد بْن المهتدي باللَّه.
كَانَ ببغداد.
29- عُبَيْد الله بْن محمد بْن الْوَلِيد [5] .
أبو مروان المعيْطيّ القرْطُبيّ.
قَالَ ابن بشكوال: كَانَ عالمًا حافظا فاضلا ورِعًا كثير الصَّدقة، من بيت فقهٍ وعبادة.
تُوُفّي في ذي القعدة، وصلى عَليْهِ عمّه الفقيه عبد الله.
وعاش 43 سنة.
__________
[1] هو أحمد بن الحسن بن ماجة القزويني، وليس هو صاحب السنن المشهورة.
[2] انظر عن (عبد الواحد بن زوج الحرّة) في:
تاريخ بغداد 11/ 13 رقم 5674.
[3] وثّقه الخطيب.
[4] انظر عن (عبيد الله بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 10/ 380 رقم 5546، والمنتظم 7/ 254 رقم 412.
[5] انظر عن (عبيد الله بن محمد) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 301 رقم 669.(28/44)
30- عثمان بْن عَبْد الله بْن إِبْرَاهِيم [1] .
أبو عَمْرو الطَّرسُوسيّ، الكاتب، قاضي المَعرَّة.
روى عَنْ: خَيْثَمَة بْن سليمان، وموسى بْن القاسم.
روى عَنْهُ: أبو عليّ الأهوازيّ، وأبو الفضل محمد بْن أحمد السَّعْديّ، وعبد الواحد بْن محمد الكفرطابيّ.
توفّي بكفر طاب سنة إحدى وأربعمائة تقريبًا.
31- عَلي بْن عَبْد الواحد بْن محمد بْن الحُرّ [2] .
أبو الحُسَين البّريّ، قاضي أطْرابُلُس.
حدّث عَنْ: خَيْثَمَة بْن سليمان، وأبي الطّاهر أحمد بْن عَمْرو المَدينيّ، وأحمد بْن بَهْزَاد السيرافّي، والمصرييّن.
روى عَنْهُ: عليّ بْن محمد الحِنّائيّ، وأبو عليّ الأهوازيّ، وعبد الرحيم بْن محمد البخاريّ.
وفي ذي الحجّة وَصَل قائد من مصر وخادمان إلى أطْرَابُلُس، فقطعوا رأسَ
__________
[1] انظر عن (عثمان بن عبد الله) في:
حديث خيثمة الأطرابلسي (بتحقيقنا) 41 رقم 51، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 26/ 170، ومعجم الأدباء 12/ 128، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 279 رقم 1002.
[2] انظر عن (علي بن عبد الواحد) في:
حديث خيثمة الأطرابلسي 12، 14، 42، رقم 58، وفيه كنيته: أبو الفضل، وتاريخ يحيى بن سعيد الأنطاكي (بتحقيقنا) 229، 242، 316، 317، 352، وديوان التهامي 125، وديوان عبد المحسن الصوري 1/ 112- 114، 253، 258، 351، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 24، 113، ومعجم البلدان 2/ 95، باسم «أحمد بن عبد الواحد بن البري» ، وزبدة الحلب 1/ 200، والأعلاق الخطيرة 1/ 107، والعبر 3/ 75، وذيل تاريخ دمشق 50، 51، «علي بن حيدرة» ، وتاريخ الدول والملوك لابن الفرات 8/ 77، ومرآة الجنان 3/ 3، ومجموع في الأدب والتاريخ (مخطوطة في مكتبة المرحوم سالم زيني- بترقيمنا 262، 263) ، وانظر مؤلّفاتنا: الحياة الثقافية في طرابلس الشام 284، 285، وتاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ (طبعة ثانية) 286، و 292- 305، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 338- 346 رقم 1098، بحث بعنوان: ديوان الصوري، في مجلّة مجمع اللغة العربية الأردني، العدد المزدوج 23- 24 كانون الثاني/ حزيران 984- ص 176، 177 و 190.(28/45)
هذا القاضي لكونه سلّم عزّاز إلى مُتَوَلّي حلب بغير أمر الحاكم [1] . قاله عَبْد المنعم بْن عليّ النَّحْويّ.
32- عليّ بْن مُحَمَّد [2] .
أبو الفتح البُسْتيّ، الكاتب الشاعر المشهور.
وقيل: اسمه عليّ بْن محمد بْن حُسين بْن يوسف بْن عَبْد العزيز.
وقيل علي بْن أحمد بْن الحسن.
لَهُ أسلوبٌ معروف في التَّجْنيس.
روى عَنْهُ من شِعره: أبو عَبْد اللَّه الحاكم، وأبو عثمان الصّابونيّ، وأبو عَبْد الله الحسين بْن عليّ البَرْذَعيّ.
قَالَ الحاكم: هُوَ واحد عصره. حدَّثني أنه سَمِعَ الكثير من أَبِي حاتم بْن حبّان.
ومِن نثره: مَن أصلحَ فاسدهَ أرغم حاسده [3] .
عادات السّادات سادات العادات [4] .
لم يكن لنا طَمَعٌ في دَرْك دِرِّكَ، فاعفنا من شرك شرّك [5] .
__________
[1] تاريخ الأنطاكي 352، زبدة الحلب 1/ 200.
[2] انظر عن (علي بن محمد) في:
اللطائف 72، وتحسين القبيح 28، 45، 108، 113، وثمار القلوب 3، 25، 28، 36، 66، 250، 385، 508، 518، 542، 565، 585، 607، 632، 656، 675، ويتيمة الدهر 4/ 284- 309، والتمثيل والمحاضرة 190، وخاص الخاص 12، 28، 42، 68، 74، 78، 79، 149، 197، 198، 216، وفقه اللغة 13، وتاريخ حكماء الإسلام للبيهقي 49، والتذكرة الحمدونية 1/ 322 رقم 846، والتذكرة السعدية 177، 261، 266، 271، 273، 277، 278، 280، والمنازل والديار 1/ 364 و 2/ 14، 56، والأنساب 1/ 210، والمنتظم 7/ 72، 73، ووفيات الأعيان 3/ 376- 378 رقم 470، وسير أعلام النبلاء 17، 147، 148 رقم 89، والعبر 3/ 75، ومرآة الجنان 3/ 4، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 4، والبداية والنهاية 11/ 345، وشذرات الذهب 3/ 159، ومعاهد التنصيص 3/ 212، 222، وتاريخ الخلفاء 416، وهدية العارفين 1/ 685، وديوان الإسلام 1/ 264، 265 رقم 409، وبلوغ الأرب في علم الأدب لجرمانوس فرحات 71، 73، 83، 85، 97، 91، 93، 94، 104، 136، 169، والأعلام 5/ 144.
[3] يتيمة الدهر 4/ 287، وفيات الأعيان 3/ 376، معاهد التنصيص 3/ 215.
[4] يتيمة الدهر 4/ 287، خاص الخاص 12، وفيات الأعيان 3/ 376، 377، معاهد التنصيص 3/ 215.
[5] يتيمة الدهر 4/ 288.(28/46)
يا جهل من كَانَ عَلَى السّلطان مُدِلًا، وللإخوان مُذِلًا [1] .
إذا صحّ ما فاتكَ [2] ، فلا تأس عَلَى ما فاتك.
المعاشرة ترك المُعَايَرَة [3] .
من سعادة جدك وقوفك عند حدك [4] .
ومن شعره:
أُعلك بالمُنَى روحي لَعَلي ... أُروّح بالأماني الهَمَّ عنّي
وأعلم أنّ وصْلك لا يُرجَّى ... ولكن لا أَقَل من التَّمَنّي
وله:
زيادةُ المرءِ في دنْياهُ نُقْصانُ ... ورْبحُهُ غير مَحْض الخبر خُسْرانْ
وكل وجدان حظّ لا ثبات لَهُ ... فإنّ معناه في التّحقيق فقدانُ
يا عامرًا لخراب الدّار مجتهدًا ... باللَّه، هَلْ لخراب العُمْر عُمرانُ
ويا حريصَا على الأموال يجمعها ... أَقْصرْ، فإنّ سُرورَ المال أحزانُ
زع الفؤادَ عَنِ الدّنيا وزُخرُفها ... فَصَفْوُها كَدَرٌ والوصْلُ هِجْرانُ
وأرْعِ سَمْعَكَ أمثالًا أفصلُها ... كما يُفصَل ياقوتٌ ومُرْجانُ
أحسِن إلى النّاس تستعبْد قلوبُهم ... فطالما اسْتَعْبدَ الإنسانَ إحسانُ
وإن أساء مُسِيءٌ فلْيكُنْ لك ... في عروض زلّته صَفْحٌ وغُفْرانُ
وأشْدُدْ يديك بحبل الله معتصمًا ... فإنه الرّكْنُ إنّ خانتْك أركانُ
مَنِ استعان بغير الله في طَلَبٍ ... فإنّ نَاصِرَه عَجْزٌ وخُذْلانُ
مَن جاد بالمال مالَ النّاسُ قاطِبةً ... إِليْهِ والمالُ للإنسان فَتّانُ
مِن سالَم النّاسَ يَسْلَمْ من غَوَائلهم ... وعاش وهو قرير العَيْن جَذْلانُ
والنّاس أعوانُ مَن وَاتَتْه دولتُه ... وهُم عَليْهِ إنّ خانَتْه أعوانُ
يا ظالمًا فَرحًا بالسَّعد ساعده ... إنّ كنت في سنة فالدّهر يقظان
__________
[1] في اليتيمة 4/ 287: «أجهل الناس من كان للإخوان مذلا، وعلى السلطان مدلا» ، ومثله في:
وفيات الأعيان 3/ 377، والمثبت يتفق مع: خاص الخاص 12.
[2] في اليتيمة 4/ 487: «إذا بقي ما قاتك» ، ومثله في: معاهد التنصيص 3/ 215.
[3] في اليتيمة 4/ 288: «معنى المعاشرة ترك المعاسرة» ونحوه في: خاص الخاص 12.
[4] اليتيمة 4/ 487، وفيات الأعيان 3/ 377، معاهد التنصيص 3/ 215.(28/47)
لا تَحْسبَنّ سُرورًا دائمًا أبدًا ... مَن سَرّه زمنٌ ساءتْه أزمان
لا تَغْتررْ بشباب رائق خَضِلً ... فكم تقدَّم قبل الشَّيْبِ شُبَّانُ
ويا أخا الشَّيْبِ لو ناصحتَ نفسك لم ... يكن لمثلك في اللّذّات إمعانُ
هَبِ الشّبيبةُ تُبلي عُذرَ صاحبها ... ما عُذر أشْيَب يسْتَهْويه شيطانُ
كل الذُنُوب فإن الله يغفرها ... إنّ شيع المرء إخلاصٌ وإيمانُ
وكلّ كَسْرٍ فإنّ الدّين يَجْبُرُهُ ... وما لكَسْرِ قناةِ الدّين جُبْرانُ
وهي طويلة.
33- عُمَر بْن حُسين بْن محمد بْن نابل [1] .
أبو حفص الأُمويّ القُرْطُبيّ. شيخ محدَّث صالح مُسْند، من بيت عِلم ودين كُفّ بصره بآخره، وسمع النّاس منه كثيرًا.
روى عَنْ: قاسم بْن أَصْبَغ، وأبي عَبْد الملك بْن أَبِي دُلَيْم، ومحمد بن عيسى بن رفاعة، ومحمد بن معاوية، وأبيه حسين بْن محمد.
تُوُفّي في الوباء في ذي القعدة، وكان ثقة صدوقًا موسرًا.
روى عَنْهُ: ابن عَبْد البَرّ الحافظ. وآخر من روى عَنْهُ حيّان بْن خَلَفَ الأمويّ.
34- عميد الجيوش [2] .
مذكور في الحوادث.
__________
[1] انظر عن (عمر بن حسين) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 396 رقم 849، وجذوة المقتبس 300 رقم 685، وبغية الملتمس 405 رقم 1160.
[2] انظر عن (عميد الجيوش وهو: الحسين بن جعفر أبو علي) في:
تاريخ حلب للعظيميّ 320، والمنتظم 7/ 252، 253 رقم 399، والكامل في التاريخ 9/ 224، 225، والمختصر في أخبار البشر 2/ 140، ونهاية الأرب 26/ 242، وسير أعلام النبلاء 17/ 230، 231 رقم 137، ودول الإسلام 1/ 240، وتاريخ ابن الوردي 1/ 323، ومرآة الجنان 3/ 2، 3، والبداية والنهاية 11/ 344، وتاريخ ابن خلدون 3/ 442، والنجوم الزاهرة 4/ 228، وشذرات الذهب 3/ 160، 161.(28/48)
- حرف الفاء-
35- فارس بْن أحمد بْن موسى بْن عمران [1] .
أبو الفتح الحمصيّ المقرئ الضّرير. نزيل مصر.
قرأ القراءات عَلَى: أَبِي الحسن عبد الباقي بن الحسن بن السّقّاء، وعبد الله بْن الحسين السّامرّيّ، ومحمد بْن الحَسَن الأنطاكيّ، وأبي الفَرَج الشَّنُبوذيّ، وجماعة.
قرأ عليهم في حدود سنة ثمانين وثلاثمائة. وصنّفَ كتاب «المُنَشّأ في القراءات الثّمان» .
وكان أحد الحُذّاق بهذا الشّأن.
قرأ عَليْهِ القراءات: ولده عَبْد الباقي، وإسماعيل بْن رجاء العَسْقلانيّ، وأبو عمرو الدّانيّ.
وتوفّي عَنْ ثمانٍ وستّين سنة.
وإسناده في القراءات والتَّيْسير لأبي عَمْرو، وغيره.
قَالَ الدّانيّ: لم نلق مثله في حفظه وضبطه وحُسْن مادته وفَهْمه، تعلّم صناعته مَعَ ظهور نُسُكه وفضله وصِدْق لهجته، وصبره عَلَى سَرْد الصّيام والتّهجّد بالقرآن.
قال لي: وُلِدتُ بحمص سنة 333 [2] ، وتوفي بمصر فيما بَلَغَنا سنة 401 [3] .
36- الفضل بْن أحمد بْن ماج بن جبريل.
أبو محمد الهرويّ الماجيّ.
__________
[1] انظر عن (فارس بن أحمد) في:
معرفة القراء الكبار 1/ 379 رقم 310، وغاية النهاية 2/ 5، 3 رقم 2544، وحسن المحاضرة 1/ 281، وشذرات الذهب 3/ 164، وكشف الظنون 1/ 186، وهدية العارفين 1/ 813، وديوان الإسلام 3/ 401 رقم 1590، ومعجم المؤلفين 8/ 45.
[2] هكذا في الأصل.
[3] هكذا في الأصل.(28/49)
- حرف القاف-
37- القاسم بْن أَبِي منصور.
القاضي أبو مُحَمَّد.
تُوُفّي في ربيع الأوّل بخُراسان.
- حرف الميم-
38- محمد بْن الحسن بْن أسد [1] .
أبو نُعَيْم الجرْجانيّ الفاميّ.
روى عَنْ: أَبِيهِ، وأبي يعقوب البحريّ.
تُوُفّي في رمضان.
39- محمد بْن الحسين بْن داود بْن علي [2] .
السيّد أبو الحسن العلويّ الحَسَنيّ النَّيسابوريّ شيخ الأشراف في عصره.
سَمِعَ: أبا حامد وأبا محمد ابني الشَّرْقّي، ومحمد بْن إسماعيل بْن إِسْحَاق المَرْوزِيّ، صاحب عليّ بْن حُجْر، ومحمد بْن الحسين القطّان، ومحمد بن عمر بن جميل الأزدي، وأبا حامد بن بلال، وعبيد الله بن إبراهيم بن بالويه، وأبا نصر محمد بن حمدويه بن سهل الغازي، وأبا بكر بن دلويه الدقاق، وطائفة سواهم.
روى عنه الحاكم، وقال: هُوَ ذو الهمّة العالية والعبادة الظّاهرة. وكان يُسأل الحديث فلا يُحدث. ثم في الآخر عقدتُ لَهُ الإملاء، وانتقيت لَهُ ألف حديث.
وكان يُعَدُّ في مجلسه ألف مَحْبرة.
فحدَّث وأملي ثلاث سِنين، ثمّ تُوُفّي فجأة في جمادى الآخرة [3] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن الحسن بن أسد) في:
تاريخ جرجان للسهمي 452 رقم 881.
[2] انظر عن (محمد بن الحسين بن داود) في:
العبر 3/ 76، وسير أعلام النبلاء 17/ 98، 99 رقم 60، والوافي بالوفيات 2/ 373 رقم 843، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 148، وشذرات الذهب 3/ 162.
[3] طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 148، 149.(28/50)
وروى عَنْهُ أيضًا: الإمام أبو بَكْر البَيْهقّي، وهو من كبار شيوخه، بل أكبرهم، وأبو بَكْر محمد بْن القاسم الصّفّار، وأبو عُبَيْد صخر بْن محمد الطُّوسيّ، وأبو القاسم إسماعيل بْن زاهر، ومحمد بْن عُبَيْد الله الصّرّام، وأبو صالح أحمد بْن عَبْد الملك المؤذّن، وعثمان بْن محمد بْن عُبَيْد الله المحْميّ، وعمر بْن شاه المقرئ، وشبيب بْن أحمد البِسْتَيغّي، وأحمد بْن محمد بْن مُكْرَم الصَّيدلانّي، وموسى بْن عِمران بْن محمد الأنصاريّ، وفاطمة بِنْت الزّاهد أَبِي عليّ الدّقّاق، وآخرون.
وتفرَّد بالرّواية عَنْ جماعةٍ مِن كبار شيوخه.
40- المظفرّ أبو الفتح القائد [1] .
ولى إمرة دمشق للحاكم بعد الأمير مطهّر بْن بزال، ثم عُزِل بعد ستّة أشهُر في ربيع الأوّل من هذه السّنة.
41- المُعَلَّى بْن عثمان.
أبو أحمد المادَرَائيّ.
تُوُفّي بمصر في جمادى الأولى.
42- مُغيرة بن محمد بن أَحْمَد بْن عَبْد الله بْن يزيد بْن شمر الفيّاض.
أبو عاصم.
تُوُفّي بخراسان في شَعْبان.
43- منصور بْن عَبْد الله بْن خَالِد [2] .
أبو عليّ الذُّهليّ الخالديّ الهرويّ.
__________
[1] انظر عن (المظفّر القائد) في:
ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 66، وأمراء دمشق في الإسلام 17، 73، 83، 84، 140.
[2] انظر عن (منصور بن عبد الله) في:
تاريخ بغداد 13/ 84، 85 رقم 7063، والأنساب 5/ 24، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 140 رقم 3411، واللباب 1/ 413، والعبر 3/ 76، وميزان الاعتدال 4/ 185 رقم 8783، والمغني في الضعفاء 2/ 678 رقم 6434، وسير أعلام النبلاء 17/ 114، 115 رقم 74، ولسان الميزان 6/ 96، 97 رقم 336، وشذرات الذهب 3/ 162.
وسيعيده المؤلّف- رحمه الله- باختصار، في وفيات السنة التالية من هذا الجزء رقم (86) .(28/51)
روى عَنْ: ابن الأعرابيّ، وإسماعيل الصّفّار، وأحمد بن سليمان، وأبي علي الرفاء، وأبي العباس الأصم، وعبد المؤمن النسفي، ودعلج.
روى عنه: أبو سعيد عبد الرحمن بن محمد المؤدب، وأبو حازم عمر بن إبراهيم العبدوي، وأبو يعلي الصابوني، ونجيب بن ميمون الواسطي، وخلق كثير.
قال أبو سعد الإدريسي: كذاب لا يُعتمد عَليْهِ [1] .
وقال جعفر المُسْتَغْفِريّ: روى عَنْ أبي طلحة منصور بْن محمد بْن عليّ البزدويّ.
قيل: توفّي سنة إحدى وأربعمائة. والصّحيح أنّه تُوُفّي في المحرَّم سنة اثنتين.
44- منصور بْن عَبْد الله بْن عدّي [2] .
الواعظ الفاضل أبو حاتم بْن الحافظ أَبِي أحمد الْجُرْجانيّ.
روى عَنْ: أَبِيهِ، والإسماعيليّ.
روى عَنْهُ: ابنه إسماعيل.
وكان يَعظ في مسجد والده إلى أن مات في سابع جُمَادَى الأولى [3] .
45- منصور بْن محمد بْن عَبْد الله بْن محمد.
أبو الطّيّب الدّوستكيّ الهَرَويّ.
من شيوخ أَبِي يعقوب القرّاب.
- حرف الهاء-
46- هارون بْن موسى بْن جَنْدَل القَيْسيّ [4] .
الأديب أبو نصر القُرْطُبيّ.
__________
[1] تاريخ بغداد 13/ 85.
[2] انظر عن (منصور بن عبد الله) في:
تاريخ جرجان للسهمي 475 رقم 949.
[3] في: تاريخ جرجان: «في السابع عشر منه» .
[4] انظر عن (هارون بن موسى) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 656، 657 رقم 1441.(28/52)
سَمِعَ من: أَبِي عيسى اللَّيْثّي، وأبي علي القالي.
روى عَنْهُ: الخَوْلانيّ، وقال: كَانَ رجلًا صالحًا منقبضا مقتصدًا عاقلًا مَهيبًا، تختلف إليه الأحداث للأدب. وكان من الثّقات في دينه وعلمه.
وأخذ عَنْهُ أيضًا: أبو عُمَر الطَّلَمَنكيّ، وأبو عُمَر بْن عَبْد البَرَ، وآخرون.
تُوُفّي في ذي القَعْدة.
- حرف الياء-
47- يحيى بْن أحمد بْن الحسين بْن مروان.
أبو سلمة بْن أَبِي نصر المروانيّ الخُراسانيّ.
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
48- يحيى بْن عُمَر بْن حسين بْن محمد بْن عُمَر بْن نابل [1] .
أبو القاسم القُرْطُبيّ.
تُوُفّي قُبَيْل والده.
روى عَنْ: أبي الحسن الأنطاكيّ المقرئ.
حدّث عن: الخَوْلانيّ، وقال: كَانَ من أهل الفضل والصّلاح والخير معَ التَّقدُّم في العِلم. عُني هُوَ وأبوه وجدّه بالعِلم، وحجّ كلُّ واحدٍ منهم وسمع بالمشرق.
تُوُفّي في جُمَادى الأولى.
49- يحيى بْن يحيى بْن مُحَمَّد.
أبو الحَسَن ابن المحدّث أَبِي زكريّا العنْبريّ.
سَمِعَ أَبَاهُ.
وشهد وحدّث.
وتوفّي في رجب. ورّخه الحاكم.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن عمر) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 661، 662 رقم 1454.(28/53)
سنة اثنتين وأربعمائة
- حرف الألف-
50- أحمد بْن إبراهيم بْن أحمد بْن تُرْكان بْن جامع [1] .
أبو العبّاس التَّميميّ الهمداني الخفّاف.
روى عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن الحلاب، والقاسم بْن أبي صالح، وإبراهيم بْن أحمد بْن حمدان الهَرَويّ، وإسحاق بْن عَبْدُوس، وأوْس الخطيب، وخلق.
ورحل، فأخذ عَنْ: عَبْد الباقي بْن قانع، وأبي سهل بْن زياد، وطائفة.
روى عَنْهُ: جعفر الأَبْهَريّ، ومحمد بْن عيسى، وأبو الفَرَج بْن عَبْد الحميد، ويوسف الخطيب، وأحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الزّاهد، وأحمد بْن عيسى بْن عَبّاد، وآخرون.
وهو ثقة صدوق. قاله شِيرَوَيْه، وسمع مِن جماعةٍ من أصحابه وقال:
سَمِعْتُ يوسف الخطيب يَقُولُ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ تُرْكَانَ فَجَاءَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْجَابُولُ الْمُقْرِئُ، فَعَانَقَهُ وَقَبَّلَهُ، ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّيْلَةَ فِي الْمَنَامِ فَقَالَ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُ فَلْيَأْتِ ابْنَ تُرْكَانَ. فَبَكَى ابْنُ تُرْكَانَ.
ولد سنة سبع عشرة وثلاثمائة، ومات في ربيع الأول سنة اثنتين. وقبره يزار.
51- أحمد بن الحسين بن أحمد [2] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إبراهيم) في:
الأنساب 3/ 42، اللباب 1/ 212، وسير أعلام النبلاء 17/ 115، 116 رقم 75.
[2] انظر عن (أحمد بن الحسين) في:
سير أعلام النبلاء 17/ 99، 100 رقم 62.(28/54)
أبو العبّاس بْن زَنْبِيل النّهاوَنْديّ.
حدَّث بهَمَدان في رمضان مِن السَّنة عَنْ: أَبِي القاسم عَبْد اللَّه بْن محمد بْن الأشقر القاضي البغداديّ «بتاريخ البخاريّ الصّغير» ، برواية ابن الأشقر عَنْهُ.
ورحل وسمع من: الطَّبَرانيّ، ومن القطيعيّ، وأبي بَكْر المفيد، وطائفة سواهم.
روى عَنْهُ: حمزة بْن أحمد الرُّوذْراوَرْديّ [1] ، وهَنّاد بْن إبراهيم النَّسفيّ، وسعيد بْن أحمد الجعفريّ، وأبو طاهر أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الرُّوذْراوَرْديّ [1] ، وأبو منصور محمد بْن الحسن بْن محمد النّهاوّنْديّ، وآخرون.
وثّقه شِيرَوَيْه.
52- أَحْمَد بْن سَعِيد بْن حَزْم بْن غالب [2] .
أبو عُمَر الأديب. والد العلامة أَبِي محمد بْن حزْم.
قَالَ الحُمْيديّ: كَانَ لَهُ في البلاغة يدٌ قويّة.
تُوُفّي في ذي القعدة، وقد وَزَر في دولة المنصور بْن أَبِي عامر، وكان يَقُولُ: إنّي لأتعجّب ممّن يَلْحَن في مخاطبةٍ، أو يجيء بلفْظَةٍ قِلقةٍ في مُكاتبة، لأنّه ينبغي إذا شك في شيءٍ أنّ يتركه ويطلب غيره، فالكلام أوسع من هذا.
قلت: هذا لا يقوله إلّا المتبحّر في اللّغة والعربيّة، رحمه اللَّه.
53- أحمد بْن عَبْد الله بْن الخضر بْن مسرور [3] .
أبو الحُسين السَّوْسَنْجِرْدِيّ [4] ، ثمّ البغداديّ المعدّل.
__________
[1] هكذا في الأصل، وفي الأنساب 6/ 182 «روذراوري» نسبة إلى بلدة بنواحي همذان يقال لها:
روذراور، ومنها حمزة بن أحمد هذا.
[2] انظر عن (أحمد بن سعيد) في:
جذوة المقتبس 126، 127 رقم 215، والصلة لابن بشكوال 1/ 25، 26 رقم 42 وبغية الملتمس 182، 183 رقم 412.
[3] انظر عن (أحمد بن عبد الله بن الخضر) في:
تاريخ بغداد 4/ 237 رقم 1959، وطبقات الحنابلة 2/ 168، 169 رقم 636، والمنتظم 7/ 257 رقم 404، والأنساب 7/ 189، واللباب 2/ 154، وشذرات الذهب 3/ 163، وديوان الإسلام 3/ 113 رقم 1197.
[4] السّوسنجردي: بضم أوله وسكون ثانيه، ثم سين أخرى ونون ساكنة وجيم مكسورة، وراء ساكنة، ودال مهملة، نسبة إلى سوسنجرد: من قرى بغداد. (معجم البلدان 3/ 281) .(28/55)
سَمِعَ: أبا جعفر بْن البَخْتَرِيّ، وأبا عَمرو بْن السّمّاك، والنّجّاد.
روى عَنْهُ: عَبْد العزيز الأزْجيّ، وأبو بَكْر محمد بْن عليّ بْن موسى الخيّاط، وعبد الكريم بْن عثمان بْن دُوَسْت، وأحمد بْن الحسين بْن أَبِي حنيفة، ومحمد بْن عليّ بْن سُكَيْنَة، وجماعة.
وقد قرأ بالروايات عَلَى: زيد بْن أَبِي بلال الكوفيّ، وأبي طاهر بْن أَبِي هاشم، ومحمد بْن عَبْد الله بْن أَبِي مُرَّة الطُّوسيّ النّقّاش.
قرأ عَليْهِ: أبو بَكْر محمد بْن عليّ الخيّاط المذكور، وأبو علي الحسن بْن القاسم غلام الهراس.
وقد روى عَنْهُ ابن المهتدي باللَّه في مشيخته.
وقال الخطيب [1] : كَانَ ثقة، دينًا، شديدًا في السُّنة.
مات في رجب، وقد نّيف عَلَى الثّمانين.
54- أحمد بْن عَبْد الله بْن محمد.
أبو العبّاس المِهْرَجانيّ النَّيْسابوريّ المعدّل.
سَمِعَ: أبا العبّاس الأصمّ، وأقرانه.
تُوُفّي في رجب.
55- أحمد بْن محمد بْن الحسن بْن الفُرات [2] .
أبو الحسن البزّاز المعدّل، ويُعرف بابن صغيرة.
عَنْ: النّجّاد، ودَعْلَج.
وعنه: البرقانيّ.
وثّقه الخطيب.
56- أحمد بن نصر [3] .
__________
[1] في تاريخه 4/ 237.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن الحسن) في:
تاريخ بغداد 4/ 430 رقم 2329.
[3] انظر عن (أحمد بن نصر) في:
الديباج المذهب 35.(28/56)
أبو جعفر الأزديّ الدّاوديّ المالكيّ الفقيه.
كَانَ بأطْرابُلُس المغرب، فأملي بها كتابه في «شرح المُوَطّأ» ، ثمّ نزل تِلمْسان. وكان ذا حظّ من الفصاحة والْجَدَل.
وله: «الإيضاح في الرّدّ عَلَى البكريّة» .
حمل عَنْهُ: أبو عبد الملك البَرْقيّ، وأبو بَكْر بْن الشَّيْخ.
ومات بتِلِمْسان.
57- إبراهيم بْن محمد بْن حسين بْن شِنْظير [1] .
أبو إِسْحَاق الأمَويّ الطُّلَيْطُليّ الحافظ، صاحب أَبِي جعفر بْن ميمون الطُّلَيْطُليّ، ويقال لهما: الصّاحبان، لأنهما كَانَا في الطَّلَب كَفَرسيْ رِهان.
سمعا بطُلَيْطُلَة عَلَى مَن أدركاه، ورحلا إلى قُرْطُبَة فأخذا عَنْ علمائها، وسمعا بسائر بلاد الأندلس.
ورحلا إلى المشرق فسمعا. وكانا يفترقان. وكان السّماع عليهما معًا.
وُلِد ابن شنظير في سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة. وكان زاهدًا فاضلًا ناسكًا صوّامًا قوّامًا ورِعًا، كثير التّلاوة.
غلب عَليْهِ علمُ الحديث ومعرفة طُرُقه. وكان سُنيا نافرًا للمُبْتدعَةَ، هاجرًا لهم. وما رُئي أزهد منه في الدّنيا، ولا أوقر مجلسًا منه.
رحل الناسُ إليه وإلى صاحبه من النّواحي، فلمّا تُوُفّي صاحبه أحمد بْن عليّ بْن ميمون، وهو في المجلس. توفّي ليلة النّحر سنة اثنتين وأربعمائة.
58- إسماعيل بْن الحسين بْن عليّ بْن هارون [2] .
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن محمد بن حسين) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 89، 91، وتذكرة الحفاظ 3/ 1092، وسير أعلام النبلاء 17/ 151 رقم 93، والوافي بالوفيات 6/ 103، 104، رقم 2536، وطبقات الحفّاظ 422، ومعجم طبقات الحفاظ 48، وشذرات الذهب 3/ 163، وديوان الإسلام 3/ 187 رقم 1303، وهدية العارفين 1/ 7، والأعلام 1/ 61، ومعجم المؤلفين 1/ 91.
[2] انظر عن (إسماعيل بن الحسين) في:(28/57)
أبو محمد الفقيه الزّاهد ببُخَارى.
تُوُفّي في شَعْبان. وحجّ مرّات.
وحدَّث عَنْ: خَلَف الخيّام، ومحمد بْن أحمد بْن حَنْب، وبكر المَرْوِزِيّ صاحب الكديميّ.
روى عنه: عبد العزيز الأزجيّ، وجماعة.
قال الخطيب [1] : ثنا عَنْهُ القاضي أبو جعفر محمد بْن أحمد السمْنانيّ [2] .
- حرف الحاء-
59- الحَسَن بْن الحسين بْن عليّ بْن أَبِي سهل [3] .
أبو محمد النُّوبَخْتيّ الكاتب.
روى عَنْ: عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن مبشّر الواسطيّ، وأبي عَبْد الله المَحَامِليّ.
قَالَ الخطيب [4] : كَانَ سَمَاعه صحيحًا. ثنا عَنْهُ أبو بَكْر البَرْقانيّ، والأزهريّ، وأبو القاسم التَّنُوخيّ.
وقال لي الأزهريّ: كَانَ رافضيا.
وقال لي البَرْقانيّ: كَانَ مُعْتَزليا.
وقال غيره: مات في ذي القعدة.
وقال البَرْقانيّ: تبيَّن لي أنّه صدوق.
60- الحسنُ بْن القاسم بْن خسْرُو [5] .
__________
[ () ] تاريخ بغداد 6/ 310 رقم 3355، والمنتظم 7/ 258 رقم 405، والمنتخب من السياق لتاريخ نيسابور 128 رقم 296.
[1] في تاريخه.
[2] وقال الصريفنيني: إمام وقته في الفقه بالغ في الورع.
[3] انظر عن (الحسن بن الحسين) في:
تاريخ بغداد 7/ 299 رقم 3809، والمنتظم 7/ 258 رقم 406، والبداية والنهاية 11/ 347 وفيه: «الحسن بن الحسن» .
[4] في تاريخه 7/ 299.
[5] انظر عن (الحسن بن القاسم) في:
تاريخ بغداد/ 405 رقم 3951، والمنتظم 7/ 258 رقم 407.(28/58)
أبو عليّ البغداديّ الدّبّاس.
سَمِعَ: أحمد بْن عَبْد الله وكيل أَبِي صَخْرة.
روى عَنْهُ: أبو الحسن العتيقيّ، وأبو محمد الخلال، وابن المهتدي باللَّه.
وثقه الخطيب، وقال: [1] تُوُفّي في صَفَر وله إحدى وتسعون سنة.
- حرف الخاء-
61- خَلَف بْن إبراهيم بْن محمد بْن جعفر بْن حمدان بْن خاقان [2] .
أبو القاسم المصريّ المقرئ، أحد الحُذّاق، ومن كبار شيوخ أَبِي عَمْرو الدّانيّ في القراءة.
قرأ لوَرْش عَلَى: أحمد بْن سامة التُّجَيْبيّ، وأحمد بْن محمد بْن أَبِي الرّجاء، ومحمد بْن عَبْد الله المَعَافِريّ، وأبي سَلَمَة الجمراويّ.
وسمع الحديث من: ابن الورد، وأحمد بْن الحسن الرّازيّ، وأحمد بْن محمد بْن أَبِي الموت، وطائفة.
قَالَ الدّانيّ: كَانَ ضابطًا لقراءة وَرْش، ومُتْقنًا لها. مجودّا مشهورًا بالفضل والنُّسُك، واسع الرّواية، صادق اللهْجة. كتبنا عَنْهُ الكثير من القراءات والحديث والفِقْه، وغير ذَلِكَ.
سمعته يَقُولُ: كتبتُ العلم ثلاثين سنة.
وذهبَ بَصَره دهْرًا، ثمّ عاد إِليْهِ. وكان يؤم بمسجد.
مات شيخنا بمصر في عَشْر الثمانين.
- حرف الدال-
62- دَاوُد بْن الشَّيْخ أَبِي الحسن محمد بْن الحُسين.
العلويّ النّيسابوريّ.
__________
[1] في تاريخه.
[2] انظر عن (خلف بن إبراهيم) في:
معرفة القراء الكبار 1/ 363، 364 رقم 293، وغاية النهاية 1/ 271 رقم 1228، وحسن المحاضرة 1/ 492.(28/59)
تُوُفّي في صفر.
- حرف الطّاء-
63- طاهر بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن يحيى بْن عيسى بْن ماهلة.
أبو بَكْر الهمدانيّ الزّاهد.
روى عَنْ: أَبِيهِ، وأوْس الخطيب، وأبي القاسم بْن عُبَيْد، والقاسم بْن محمد السّرّاج، ومحمد بْن خَيْران، وأحمد بْن الحسن بن ماجه القَزْوينيّ، وأبي بَكْر بْن السُّنّيّ الحافظ، وإبراهيم المُزكّي، وجماعة.
وروى عَنْهُ: ابنه هارون الأمين، وأبو الحسن بْن حُمَيْد، وأبو الفضل أحمد بْن عيسى الديَنَوريّ.
قَالَ شِيَرَويْه: كَانَ ثقة صدوقًا، زاهدًا ورعًا يُتَبَّرك بِهِ.
وكان يصاحب صالح اللّوملاذيّ. وله آيات وكرامات ظاهرة.
وتوفّي رحمه الله في صفر.
- حرف العين-
64- عَبْد الله بْن محمد.
أبو أحمد المهرقانيّ النَّيْسابوريّ.
سَمِعَ: الأصمّ، وطبقته.
وحدَّث.
مات في رجب، ورّخه الحاكم.
65- عبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن عيسى بْن فُطَيْس بْن أَصْبَغ بْن فُطَيْس [1] .
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد بن عيسى) في:
ترتيب المدارك 4/ 671، 672، والصلة لابن بشكوال 1/ 309- 313 رقم 683، وفيه: «عبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن عيسى بْن فطين» ، هو وهم، وبغية الملتمس للضبيّ 356 رقم 976، والمغرب في حلي المغرب 1/ 216، والعبر 3/ 78، 79، وسير أعلام النبلاء 17/ 210- 212 رقم 123، وتذكرة الحفاظ 3/ 1061، ومرآة الجنان 3/ 54، والديباج المذهب 1/ 478، والنجوم الزاهرة 4/ 231، وطبقات الحفّاظ 414، 415، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 285- 287 رقم 270، وشذرات الذهب 3/ 163، وهدية العارفين 1/ 515، والرسالة المستطرفة و 58، وشجرة النور الزكية 1/ 102، ومعجم طبقات الحفاظ 11/ 247.(28/60)
العلامة أبو المُطَرف، قاضي الجماعة بقُرْطُبَة.
روى عَنْ: أحمد بْن عَوْن الله، وأبي عَبْد الله بْن مُفَرّج، وأبي الحسن الأنطاكيّ، وعبد الله بْن القاسم القلعيّ، وأبي عيسى اللَّيْثّي، وأبي محمد الإربيليّ، وأبي محمد بْن عَبْد المؤمن، وخَلَف بْن القاسم.
وأجاز لَهُ من مصر الحسن بْن رشيق، ومن بغداد أبو بحر الأبهريّ، والدّار الدّارقطنيّ، وكان من جهابذة المحدّثين وكبار العلماء والحفّاظ، عالما بالرجال، وله مشاركة في سائر العلوم.
جمع من الكُتُب ما لم يجمعه أحد من أهل عصره بالأندلس. وكان يُمْلي من حفظه. وكان لَهُ ستّة ورّاقين ينسخون لَهُ دائمًا.
وقيل: إنّ كُتُبه بيعت بأربعين ألف دينار قاسميةّ. وتقلّد قضاء القُضاة في سنة أربعٍ وتسعين مقرونًا بالخطابة، وصُرف بعد تسعة أشهر.
روى عنه: الصاحبان، وأبو عبد الله بن عابد، وابن أبيض، وسراج القاضي، وأبو عُمَر بْن عَبْد البَرّ، وأبو عُمَر بْن سميق، وأبو عمر الطّلمنكيّ، وأبو عمر ابن الحذّاء، وحاتم بْن محمد، وآخرون.
وصنَّف كتاب «القصص» ، وكتاب «أسباب النُّزُول» ، وهو في مائة جزء، وكتاب «فضائل الصّحابة» ، في مائة جزء، وكتاب «فضائل التّابعين» ، في مائة وخمسين جزءًا، «والنّاسخ والمنسوخ» ، ثلاثون جزءًا، «والأخوة من أهل العلم الصّحابة ومَن بعدهم» ، أربعون جزءًا، «وأعلام النُّبُوَّة، ودلالة الرسالة» ، عشرة أسفار، «وكرامات الصّالحات» ، ثلاثون جزءًا، «ومُسْنَد حديث محمد بن فطيس» ، خمسون جزءا، و «مسند قاسم بْن أَصْبغ العوالي» ، ستّون جزءًا، «والكلام على الإجازة والمناولة» ، في عدّة أجزاء.
وتوفّي في نصف ذي القعدة، وصلى عَليْهِ ابنه محمد.
وكان مولده في سنة ثمانٍ وأربعين وثلاثمائة.
وقد ولي الوزارة للمظفّر بْن أَبِي عامر. فلمّا ولي القضاء تركَ زيّ الوزراء.
وكان عدْلًا سديدًا في أحكامه، من بُحُور العلم، رحمه الله.(28/61)
66- عثمان بْن عيسى [1] .
أبو عَمْرو الباقلانيّ الزّاهد ببغداد.
كَانَ ملازمًا للوحدة، وكان يكون منقطعًا.
وقال مرّةً: أحبّ النّاس إليَّ من ترك السّلام علي لأنّه يشغلني عَنِ الذَّكْر بسلامه.
وقال: أحسّ بروحي تخرج وقت الغروب، يعني لاشتغاله عَنِ الذَّكْر بالإفطار.
أَنْبَأَنَا المسلم القَيْسي وغيره، أنّ أبا اليُمْن الكِنْديّ أخبرهم: أَنَا عَبْد الله بْن أحمد اليُوسفيّ، أَنَا محمد بن عليّ الهاشميّ، أَنَا عثمان بْن عيسى الزّاهد:
حدثني أبو الحسين عَبْد الله بْن أَبِي النَّجْم مؤدب الطّائع للَّه: ثنا يحيى بْن حبيب العطّار قَالَ: بَلَغَني أنّ رجلًا من العلماء قَالَ: كتبت أربعمائة ألف حديث ما أنتفعت من الأربعة أحاديث إلا بأربع كلمات: فأوّل كلمة: «أعمل للَّه عَلَى قدر حاجتك إِليْهِ» .
والكلمة الثّانية: «اعمل للآخرة عَلَى قدْر إقامتك فيها» .
والكلمة الثالثة: «اعمل للدُّنيا بقدر القُوت» .
والكلمة الرابعة: «اعصِ ربّك عَلَى قدْر جَلَدِكَ عَلَى النّار» [2] .
67- عَليّ بن أَحْمَد بن محمد بن عبد الله.
القاضي أبو القاسم النَّيْسابوريّ.
تُوُفّي بطريق غَزْنَة.
68- عَلِيّ بْن أحمد بْن محمد بْن يوسف [3] .
__________
[1] انظر عن (عثمان بن عيسى) في:
تاريخ بغداد 11/ 313 رقم 6115، وطبقات الحنابلة 2/ 169- 171 رقم 637، والمنتظم 7/ 258، 259، رقم 408، والبداية والنهاية 11/ 347.
[2] طبقات الحنابلة 2/ 170.
[3] انظر عن (علي بن أحمد بن محمد) في:
تاريخ بغداد 11/ 327، والأنساب 7/ 15، والمنتظم 7/ 259 رقم 409، والعبر 3/ 79، وسير أعلام النبلاء 17/ 86 رقم 51.(28/62)
القاضي أبو الحَسَن السّامرّيّ الرّفّاء.
روى عَنْ: إبراهيم بْن عَبْد الصمد الهاشميّ، وحمزة بْن القاسم، وغيرهما.
روى عَنْهُ: سِبْطه أبو الحُسين محمد بْن أحمد بْن حَسْنُون النَّرْسيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن أحمد العَجْليّ الرّازيّ، وغيرهما.
وثقه الخطيب [1] . وقال: قَالَ لي سِبْطُه: ما رَأَيْته مُفْطِرًا قطّ.
69- عليّ بْن دَاوُد بْن عَبْد الله [2] .
أبو الحسن الدّارانيّ القطّان المقرئ.
قرأ القرآن على: أبي الحسن محمد بن النَّضْر بن الأخرم، وأحمد بْن عثمان السّبّاك، وغيرهما.
وحدَّث عَنْ: أبي عليّ الحصائري، وخَيْثَمَة الأطْرَابُلُسّي، وأبي الميمون راشد، وابن حَذْلَم.
قرأ عَليْهِ: عليّ بْن الحسَن الرَّبعيّ، ورشأ بْن نظيف، وأحمد بْن محمد بْن مردة الإصبهاني.
وحدَّث عَنْهُ: رشأ، وعبد الرَّحْمَن بن محمد الْبُخَارِيّ.
وقال رشأ: لم ألْق مثله حذْقًا وإتقانًا، في رواية ابن عامر.
قال عبد المنعم ابن النَّحْويّ: خرج القاضي أبو محمد بْن أَبِي الحسن العلويّ وجماعة من الشيوخ إلى دارَيّا إلى ابن دَاوُد، فأخذوه ليؤمّ بجامع دمشق في سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة. وجاءوا بِهِ بعد أن منعهم أهلُ دارَيّا من ذلك، وجرت بينهم منافسة.
__________
[1] في تاريخه 11/ 327.
[2] انظر عن (علي بن داود) في:
حديث خيثمة الأطرابلسي 42 رقم 56، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 29/ 146، وتبيين كذب المفتري 214، 215، ومعرفة القراء الكبار 1/ 366، 367 رقم 295، وتذكرة الحفاظ 3/ 1062، والعبر 3/ 79، وغاية النهاية 1/ 541، 542 رقم 2218، وشذرات الذهب 3/ 164، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 328، 329 رقم 1078.(28/63)
قال الحافظ ابن عساكر: [1] فسمعت ابن الأكفانيّ يحكي عَنْ بعض مشايخه الّذين أدركوا ذَلِكَ أن أبا الحسن بْن دَاوُد كَانَ إمام داريّا، فمات إمامُ الجامع، فخرج أهل دمشق إلى داريّا ليأتوا بِهِ ليصلّي بدمشق. فلبس أهل داريّا السّلاح وقالوا: لا، لا نمكنُكم من أخذ إمامنا.
فقال أبو محمد بْن أَبِي نُمَيْر: يا أهل داريّا، أما ترضون أن يُسمع في البلاد أن أهل دمشق احتاجوا إليكم في إمام؟
فقالوا: قد رضينا.
فَقُدمَتْ لَهُ بغْلَة القاضي، فأبي وركب حَمارَه، ودخل معهم وسكن في المنارة الشّرقيّة.
وكان يقرئ بشرقّي الرواق الأوسط. ولا يأخذ عَلَى الصّلاة أجرًا، ولا يقبل ممّن يقرأ عَليْهِ بِرًّا. ويقتات من غلّة أرض له بداريّا. يحملما يكفيه مِن الحنطة كلّ جمعة، ويخرج بنفسه إلى طاحونة لمسكين خارج باب السّلامة، فيطحنه ثمّ يعجنه ويخبزه.
وقال الكتّانيّ: تُوُفّي ابن دَاوُد في جمادى الأولى. وكان ثقة، انتهت إليه الرئاسة في قراءة الشّاميين. حضرت جنازته، ومضى على سداد.
وكان يذهب إِلَى مذهب أَبِي الْحَسَن الْأَشْعَرِيِّ، قاله الكّتانيّ.
70- عليّ بْن محمد بْن أحمد بْن إدريس [2] .
أبو الحَسَن الرَّمْليّ الأنماطيّ.
روى عَنْ: خَيْثَمَة بْن سليمان، وأبي الميمون بن راشد، وأبي الحسن بن حذلم، وجماعة.
روى عَنْهُ: رشأ بْن نظيف، وأبو عليّ الأهوازيّ، وأبو القاسم بن الفرات.
وتوفّي في ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعمائة.
__________
[1] في تاريخ دمشق 29/ 146، وتبيين كذب المفتري 215، 216.
[2] انظر عن (علي بن محمد بن أحمد) في:
حديث خيثمة الأطرابلسي 43 رقم 60، وتاريخ بغداد 8/ 111.(28/64)
71- عليّ بْن محمد بْن عَلّوية البغداديّ الْجَوهريّ [1] .
حدّث عَنْ: محمد بْن حَمْدَوَيْه المَرْوِزِيّ، ومحمد بْن الحَسَن الأنباريّ، وغيرهما.
روى عَنْهُ أهل بغداد.
قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة.
- حرف الميم-
72- محمد بْن أحمد بْن إبراهيم.
أبو أحمد الغُورَجِيّ [2] الهَرَويّ.
قُتِل هُوَ وابنه أبو الحسن بداره في رمضان.
73- محمد بْن أحمد بْن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن يحيى بن جميع [3] .
__________
[1] انظر عن (علي بن محمد بن علّويه) في:
تاريخ بغداد 12/ 796 97 رقم 6520.
[2] لم أجد هذه النسبة، وإنما وجدت: «الغورجكيّ» : بضم الغين المعجمة وفتح الراء وسكون الجيم وفي آخرها الكاف. نسبة إلى: غورجك من أعمال إشتيخن وهي من السّغد بنواحي سمرقند.
[3] انظر عن (محمد بن أحمد بن محمد) في:
حديث خيثمة الأطرابلسي 44 رقم 70، والذيل على كتاب موالد العلماء ووفياتهم لسليمان بن زبر، تأليف عبد العزيز الكتاني (مخطوطة المتحف البريطاني) مصوّرة الدكتور بشّار عواد معروف (اطّلعت عليها في بيته ببعقوبة) - وفيات سنة 403 هـ، وموضع أوهام الجمع 1/ 418، وتاريخ بغداد 1/ 306، 332، 354 و 3/ 233 و 4/ 132، 160 و 5/ 252 و 6/ 165، والأنساب 8/ 116 و 119، وتاريخ دمشق 36/ 400، ومعجم البلدان 3/ 437، 438، واللباب 2/ 253، ومسند الشهاب للقضائي 1/ 256 رقم 414 و 1/ 383 رقم 660، والإكمال لابن ماكولا 7/ 215، والمنتظم 8/ 108، وبغية الطلب (المصوّر) 2/ ورقة 115، ومرآة الزمان ج 11 ق 2/ 340، وسير أعلام النبلاء 17/ 152- 156 رقم 96، والعبر 3/ 80، والمعين في طبقات المحدّثين 120 رقم 1334، والوافي بالوفيات 2/ 60 رقم 346، والنجوم الزاهرة 4/ 231، وشذرات الذهب 3/ 164، وذخائر القصر في تراجم نبلاء العصر لابن طولون (مخطوطة التيمورية 1422 تاريخ) ورقة 12 ب، وكشف الظنون 1678، وديوان الإسلام 21/ 116، 117 رقم 718، وهدية العارفين 2/ 59، وتاج العروس 2/ 403 و 8/ 304، والأعلام 5/ 313، ومعجم المؤلفين 8/ 315، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 542، وفهرست معهد المخطوطات(28/65)
أبو الحُسَين الصَّيْداويّ، الغسّانيّ.
رحل وطوّف في الحديث، فسمع بمكّة: أبا سَعِيد بْن الأعرابيّ، وبالبصرة: أبا رَوْق الهزّانيّ، وبالكوفة: أبا العبّاس بْن عُقْدة، وببغداد: الحسين المُطبِقّي، وأبا عَبْد الله المَحَامِليّ، وابن مَخْلد، وبمصر: أبا الطّاهر أحمد بْن عَمْرو المّدينيّ، وبدمشق: أحمد بْن محمد بْن عُمَارة، وخلقًا سواهم بعدّة بلاد في «مُعْجَمه» الّذي سمعناه عاليا.
روى عَنْهُ: الحافظ عَبْد الغنيّ بْن سعيد، وتّمام الرّازيّ، ومحمد بْن عليّ الصُّوريّ، وعبد الله بْن أَبِي عَقِيل، وأبو نصر بْن سَلَمَة الورّاق، وأبو عليّ الأهوازيّ، وابنه الحَسَن بْن جُميْع، وأبو نصر بْن طلاب، وآخرون.
وُلِد سنة خمس وثلاثمائة، وقيل: سنة ستّ.
قَالَ أبو الفضل السَّعْديّ، وابنه الحَسَن، وأبو إِسْحَاق الحبّال: تُوُفّي سنة اثنتين وأربعمائة في رجب، لكن لم يذكر ابنه الشهر.
وقال الكتّانيّ: تُوُفّي سنة ثلاثٍ، والأوّل الصّحيح.
قَالَ ابنه الحَسَن: صام أَبِي وله ثمان عشرة سنة إلى أن تُوُفّي. ووثّقه أبو بَكْر الخطيب، وغيره.
وأوّل سماعه سنة ثلاثٍ وعشرين وثلاثمائة.
وكان أسند مَن بقي بالشّام.
74- محمد بْن بكران بن عمران [1] .
أبو عَبْد الله الرّازيّ، ثم البغداديّ البزّاز.
سَمِعَ: أبا عَبْد الله المحاملي، ومحمد بن مخلد.
__________
[ () ] بالقاهرة 2/ رقم 808، وفهرس مخطوطات الحديث بالظاهرية 37، وموسعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 88- 100 رقم 1302، ومعجم الشيوخ لابن جميع (بتحقيقنا) - طبعة ثانية- انظر المقدّمة ففيها مصادر كثيرة أخرى، وتاريخ صيدا لمنير خوري 146.
[1] انظر عن (محمد بن بكران) في:
تاريخ بغداد 2/ 108 رقم 502، والمنتظم 7/ 259، 260 رقم 410.(28/66)
وعنه: أبو بَكْر البَرْقانيّ، وأبو الحسين بْن المهتدي باللَّه.
تُوُفّي في جمادى الآخرة.
ووثّقه البَرْقانيّ.
يُعرف بابن الرازيّ.
75- مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن هارون بْن فَرْوة [1] .
أبو الحسن التّميميّ النّحويّ المقرئ ابن النّجّار.
قرأ على: أَبِي عليّ الحَسَن بْن عَوْن النّقّار برواية عاصم، والنّقّارُ. فقرأ عَلَى القاسم بْن أحمد الخيّاط صاحب الشمّونيّ.
وسمع الحديث من: محمد بْن الحسين الأشْنانيّ، وأبي بكر بن دريد، وإبراهيم بن عرفة نفطويه، وأبي رَوْق الهزّانيّ.
قرأ عَليْهِ: أبو عليّ، وهو غلام الهرّاس.
وحدَّث عَنْهُ: أبو القاسم الأزهري، وجماعة من شيوخ أَبِي الغنائم النَّرْسيّ.
وقرأ عليه أيضا: الحسن بن محمد، وغيره.
وقال الأزهريّ: كان مولده في المحرّم سنة ثلاث وثلاثمائة.
وقال العتيقيّ: تُوُفّي بالكوفة في جُمَادَى الأولى، وهو ثقة.
قلتُ: تُوُفّي وله مائة سنة، وقد حدَّث ببغداد.
وهو آخر من حدَّث في الدُّنيا عن الأشنانيّ. وغلام الهرّاس هو آخر من قرأ عَليْهِ.
76- محمد بن الحسن.
__________
[1] انظر عن (محمد بن جعفر) في:
تاريخ بغداد 2/ 158، 159 رقم 583، والمنتظم 7/ 260 رقم 411، ومعجم الأدباء 18/ 103، 104، وسير أعلام النبلاء 17/ 100، 101 رقم 63، والعبر، 3/ 80، ومعرفة القراء الكبار 1/ 367، 368 رقم 296، وتذكرة الحفاظ 3/ 1062، وتلخيص ابن مكتوم 596، والوافي بالوفيات 2/ 305، والبداية والنهاية 11/ 347، وغاية النهاية 2/ 111 رقم 2896، وطبقات النحاة لابن قاضي شهبة 1/ 31، 32، وبغية الوعاة 1/ 79، 70 رقم 117، وشذرات الذهب 3/ 164، وكشف الظنون 1/ 302، وهدية العارفين 2/ 58.(28/67)
أبو منصور الهَرَويّ.
حدَّث «بِسُنَنْ أَبِي دَاوُد» بما وراء النَّهر عَنِ ابن داسة.
77- محمد بْن عَبْد الله.
أبو الفضل الهَرَويّ.
يروي عَنِ الأصمّ.
78- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ [1] .
أَبُو الحُسين بْن الّلّبان البصْريّ الفَرَضيّ العلامة.
سَمِعَ: أبا العبّاس الأثرم، ومحمد بْن بَكْر بْن داسة.
وحدَّث «بسُنَن أَبِي دَاوُد» ببغداد، فسمعها منه: القاضي أبو الَّطيّب الطَّبَريّ، وغيره.
وقيل: إنه كَانَ يَقُولُ: لَيْسَ في الدّنيا فَرَضيّ إلا من أصحابي أو أصحاب أصحابي، أو لا يُحسنْ شيئًا. ولا رَيْبَ أنّه إِليْهِ المنتهى في هذا الشّأن. ولكن لو سكت لكان أكمل لَهُ. فإنّ العالِم إذا قَالَ مثل هذا مجَّتْهُ نفوسُ العقلاء، ودخله كِبْرٌ وخُيَلاء.
وقال الشَّيْخ أبو إِسْحَاق: [2] كَانَ ابن اللّبّان إمامًا في الفِقْه والفرائض، صنف فيها كُتُبًا كثيرة لَيْسَ لأحدٍ مثلها. أخذ عَنْهُ أئمّةٌ وعلماء.
قَالَ ابن أرسلان: دخل ابن اللّبّان خوارزم في أيّام أَبِي العبّاس مأمون بن
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الله بن الحسن) في:
طبقات فقهاء الشافعية للعبّادي 100، وتاريخ بغداد 5/ 472 رقم 3022، وطبقات الفقهاء للشيرازي 120، والأنساب (مادّة: اللّبّان) ، واللباب 3/ 126، والتقييد لابن النقطة 77 رقم 65، وسير أعلام النبلاء 17/ 217- 218 رقم 127، والعبر 3/ 80، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 154، 155، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 362، 363 رقم 1002، ومرآة الجنان 3/ 5، والوافي بالوفيات 3/ 319 رقم 1371، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 195، 196 رقم 152، والنجوم الزاهرة 4/ 231، وشذرات الذهب 3/ 164، 165، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 119، وكشف الظنون 206، 1245، وهدية العارفين 2/ 59، وديوان الإسلام 4/ 102 رقم 1793، والأعلام 6/ 227، ومعجم المؤلفين 1/ 207.
[2] في طبقات الفقهاء 120.(28/68)
محمد بْن عليّ بْن مأمون خوارزم شاه، فأكرمه وَبَرَّهُ، وبالغ، وأمر فُبني باسمه مدرسة ببغداد ينزل فيها فُقهاء خوارزم.
وكان هُوَ يدرس بها، وخوارزم شاه يبعث إِليْهِ كلّ سنة بمال. ثم قَالَ: وأنا رَأَيْت هذه المدرسة وقد خربت بقرب قطيعة الربيع.
وثّقه الخطيب [1] ، وقال: انتهى إليه علم الفرائض، وصنّف فيها كتبا.
وتُوُفّي في ربيع الْأوّل.
79- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الحُسين بْن عَبْد الله بْن يحيى بْن حاتم الْجُعْفيّ [2] .
القاضي أبو عَبْد الله الكوفيّ الحنفيّ، العلامة المعروف بالهَرَوَانيّ. أحد الأئمّة الأعلام.
قرأ القرآن عَلَى: أبي العبّاس محمد بْن الحَسَن بْن يونس النَّحويّ.
وسمع من: محمد بْن القاسم المُحَاربيّ، وعلي بْن محمد بْن هارون، ومحمد بْن جعفر بْن رياح الأشجعيّ.
وحدَّث ببغداد، وكان يُفْتي بمذهب أَبِي حنيفة، ويُقْرَأ القرآن عَليْهِ.
قرأ عَليْهِ: أبو عليّ غلام الهرّاس.
قَالَ الخطيب [3] : كَانَ ثقة. حدَّث ببغداد.
قال: وكان مَن عاصَره بالكوفة يقول: لم يكن بالكوفة من زمن ابن مسعود إلى وقته أحد أفْقَه منه، حدَّثني عَنْهُ غير واحد. وقال لي العتيقيّ: ما رأيت بالكوفة مثله.
__________
[1] في تاريخه 5/ 470.
[2] انظر عن (مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن) في:
تاريخ بغداد 5/ 472، 473 رقم 3023، والأنساب (مادّة الهمدانيّ) ، واللباب 3/ 386، وسير أعلام النبلاء 17/ 101 رقم 64، ومعرفة القراء الكبار 1/ 368، 369 رقم 297، والمعين في طبقات المحدّثين 120 رقم 1336، وتذكرة الحفاظ 3/ 1062، والوافي بالوفيات 3/ 320 رقم 320، والجواهر المضيّة 2/ 65، وغاية النهاية 2/ 177، 178، رقم 3152، وشذرات الذهب 3/ 165، وديوان الإسلام 4/ 354 رقم 2149.
[3] في تاريخه 5/ 472.(28/69)
قَالَ ابن النَّرْسَيّ: كَانَ عَلَى قضاة الكوفة سنين، ثقة مأمون.
وقال غيره: ولد سنة خمس وثلاثمائة.
وروى عَنْهُ: أبو محمد يحيى بْن محمد بْن الحَسَن العلوي الأقساسيّ، وأبو الفَرَج محمد بن أحمد بن علان الكُرْجيّ شيخ أَبِي الحَسَن بْن نُمَيْر، وأبو الحَسَن محمد بْن الحَسَن بْن المنثور الجهنيّ، وأبو منصور محمد بن محمد العُكْبَريّ الإخباريّ.
تُوُفّي في رجب.
80- محمد بْن عُبَيْد الله بْن جعفر بْن حمدان [1] .
أبو الحسين البغدادي.
روى عَنْ: إسماعيل الصفار، وابن البَخْتَرِيّ.
وعنه: أبو بَكْر البَرْقانيّ، وغيره.
ثقة.
81- محمد بْن عليّ بْن إبراهيم.
أبو منصور العَمركيّ، الكاتب بخُراسان.
هُوَ آخر من حدَّث عَنْ عَبْد الله بْن جعفر اليَزْديّ.
82- محمد بن عليّ بن مهديّ الأنباريّ [2] .
حدّث بالأنبار عَنْ: أَبِي الطَاهر الخاميّ، وابن أَبِي مطر الإسكندرانيّ.
روى عَنْهُ: أبو الفَرَج الحسين الطنَاجِيريّ، وأبو محمد بْن أَبِي عثمان.
ووثّقه الخطيب.
83- محمد بن محمد بن أحمد بن يحيى بن محمد بْن أحمد.
أبو منصور البقّار الخُراسانيّ.
أظنّه هرويّا. توفّي في ربيع الأوّل.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبيد الله) في:
تاريخ بغداد 2/ 336 رقم 837.
[2] انظر عن (محمد بن علي بن مهدي) في:
تاريخ بغداد 3/ 93 رقم 1089.(28/70)
84- محمد بْن يحيى بْن محمد بْن عَبْد الله بْن محمد السّلميّ بن السّميساطيّ.
الدّمشقّي، والد أبي القاسم، واقف الخانقاه.
سَمِعَ: أحمد بن سليمان بن ريّان الكنديّ، وعثمان بْن محمد الذهبيّ.
روى عَنْهُ: ابنه عليّ، وقال: تُوُفّي أَبِي في صَفَرَ.
وقال الكتّانيّ: كَانَ يذهب إلى الاعتزال، وحدَّث لابنه لا غير.
85- مُنْتَجَب الدّولة لؤلؤ البشراويّ [1] .
أمير دمشق. وليها للحاكم في سنة إحدى وأربعمائة. وقُرئ عهده بالجامع، ثمّ عُزِل بعد ستّة أشهر يوم النَّحر. فصلّى يومئذ بالنّاس صلاة العيد وكان يوم جمعة، فصلّى الجمعة بالنّاس الأمير ذو القرنين بْن حمْدان.
قَالَ عَبْد المنعم النَّحْويّ: قدم عَلَى دمشق لؤلؤ ثامن جمادى الآخرة.
قَالَ: وأظهر ابن الهلالّي سِجِلا بعد صلاة الأضحى من أَبِي المطاع ذي القرنين ابن ناصر الدّولة بْن حمدان بأمرة دمشق وتدبير العساكر.
وركب إلى الجامع، وقرئ عهده، لمّا كَانَ آخر أيام التّشريق أرسل ذو القرنين إلى لؤلؤ يَقُولُ لَهُ: إنّ كنت في الطّاعة فأركب إلى القصر إلى الخدْمة.
وإن كنت عاصيا فأخرج عَنِ البلد.
فخاف، فردّ عَليْهِ: أنا في الطّاعة، ولا أجيء. فأمهلوني ثلاثة أيام حتى أسير عن البلد. فركب ابن حمدان لوقته ومعه المغاربة والْجُنْد، وجاء إلى باب البريد ليأخذ لؤلؤ من دار العفيفيّ. فركب لؤلؤ وعبَّى أصحابه واقتتلوا. ولم يزل القتال بينهم إلى العتمة، وقُتِل بينهم جماعة. ثمّ طلع لؤلؤ من سطْح واختفى.
فَنُهَبَتْ داره ونُوديَ في البلد: مَن جاء بلؤلؤ فله ألف دينار. فلما كَانَ ثاني ليلة جاء تركيّ يعرف بخواجا إلى الأمير، فعَّرفه أن لؤلؤ عنده، نزل إليه من سطوح.
__________
[1] انظر عن (منتجب الدولة) في:
ديوان عبد المحسن الصوري 1/ 92، 158، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 36/ 193- 195، وذيل تاريخ دمشق 66، 69، وأمراء دمشق في الإسلام 73 رقم 225 ويقال له: البشاري، والنجوم الزاهرة 4/ 227.(28/71)
فأرسل معه مَن قبض عَليْهِ، ثمّ سيَره مقيَّدًا إلى بَعْلَبَكّ. فلمّا أن صار في محرّم سنة اثنتين وأربعمائة عشرون يوما ورد مِن بعلبك ابن الأمير ذي القرنين ومعه رأس لؤلؤ. أتاه الأمر من مصر بقتله.
86- منصور بْن عَبْد اللَّه [1] .
أبو علي الذُّهليّ الخالديّ.
تُوُفّي في المحرَّم.
وقيل: في ذي الحجّة من سنة إحدى وأربعمائة.
مرّ.
- حرف الياء-
87- يحيى بْن أحمد التّميميّ القُرْطُبيّ [2] .
والد أَبِي عَبْد الله الحذّاء.
كَانَ شيخًا أديبًا وسيمًا وقورًا.
تُوُفّي في شوّال، وله ستُّ وتسعون سنة.
وابنه قاضي بجانة.
88- يحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مسعود بْن موسى [3] .
أبو بَكْر بْن وجْه الجنة القُرْطُبيّ.
سَمِعَ من: قاسم بن أصبغ، وابن أبي دليم، وأحمد بن سعيد بن حزم، وأحمد بن مُطَرَّف، ومحمد بْن معاوية.
وكان رجلًا صالحًا، من عُدول القاضي أَبِي بَكْر بْن السّلَيم.
عمّر دهرا.
__________
[1] تقدّمت ترجمته ومصادرها في رقم (43) .
[2] انظر عن (يحيى بن أحمد) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 663 رقم 1455.
[3] انظر عن (يحيى بن عبد الرحمن بن مسعود) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 663 رقم 1456، والعبر 3/ 82، وسير أعلام النبلاء 17/ 204 رقم 117، وشذرات الذهب 3/ 165.(28/72)
وحدَّث عَنْهُ: أبو عُمَر بْن عَبْد البَرّ، وأبو محمد بْن حزم، وجماعة.
وكان مولده في سنة أربع وثلاثمائة، وكان يلتزم صناعة الخزّازين.
تُوُفّي في ذي الحجة عَنْ ثمانٍ وتسعين سنة.(28/73)
سنة ثلاث وأربعمائة
- حرف الألف-
89- أحمد بْن إبراهيم بْن فِراس العَبْقَسيّ المكّيّ [1] .
صاحب محمد بْن إبراهيم الدَّبِيليّ.
يقال: تُوُفّي فيها.
وقع لنا حديثه بعُلُوّ.
روى عَنْهُ: خلْق كثير من الحُجّاج، وآخر من روى عنه أبو عليّ الحَسَن بْن عَبْد الرَّحْمَن المكّيّ الشّافعيّ.
وقيل: تُوُفّي سنة خمس.
90- أحمد بْن عَبْد الله بْن الحسين [2] .
أبو بَكْر البغداديّ الحنبليّ البزّاز.
سَمِعَ: ابن السّمّاك، وابن زياد النّقّاش.
مات في ذي الحجّة.
91- أحمد بْن فتح بْن عَبْد الله بْن عليّ [3] .
أبو القاسم المَعَافرِيّ القُرْطُبيّ، التّاجر المعروف بابن الرّسّان.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إبراهيم بن فراس) في:
الأنساب 8/ 370، واللباب 2/ 317، والعبر 3/ 89، وسير أعلام النبلاء 17/ 181- 183 رقم 103، وتذكرة الحفاظ 3/ 1063، والعقد الثمين 3/ 3- 5، وشذرات الذهب 3/ 173.
[2] انظر عن (أحمد بن عبد الله) في:
تاريخ بغداد 4/ 237 رقم 196.
[3] انظر عن (أحمد بن فتح) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 26 رقم 43، وسير أعلام النبلاء 17/ 205 رقم 118.(28/74)
روى عَنْ: إِسْحَاق بْن إبراهيم الفقيه، وحج، فأدرك: حمزة الكِنَانيّ، وأبا الحَسَن بْن عُقْبة الرّازيّ، وابن رشيق.
وروى «صحيح مُسْلِم» عَنْ أَبِي العلاء بْن ماهان.
روى عَنْهُ: الصّاحبان، ويونس بن عبد الله، وأبو عمر بن عبد البرّ، والخولانيّ، ومحمد بن عتّاب.
قال الخولانيّ: هو رجل صالح على هدي وسنّة. صنّف في الفرائض، وكان عنده فوائد جمّة عوالي.
وقال غيره: ولد سنة تسع عشرة وثلاثمائة. وتوفّي في ربيع الأوّل مختفيا بعد طلب شديد بسبب مال طلب منه.
روى ابن حزم، عَنْ رجلٍ، عَنْهُ.
92- أحمد بْن فنّاخسْرو بْن الحَسَن بْن بُوَيْه [1] .
السُّلطان بهاء الدّولة أبو نصر بْن السّلطان عَضُد الدّولة.
مذكور بلَقَبِه.
93- أحمد بْن محمد بْن مسعود بْن الحبّاب [2] .
أبو عُمَر القُرْطُبيّ الفقيه.
قتلته البربر فيمن قتلوا يوم دخلوا قُرْطُبَة في سادس شوّال. وكنا ذكرنا أنّ المهديّ محمد بْن هشام قتل في آخر سنة أربعمائة، ورُدّ المؤيّد باللَّه إلى الخلافة. فبقى كذلك وجيوش البربر تحاصره، وراسلهم ابن عمّه سليمان بْن الحَكَم. واتّصل الحصار إلى شوّال من هذا العام، فدخلوا مَعَ سليمان قُرْطُبَة وبذلوا السَّيف، وقتلوا المؤيد باللَّه، وقُتِل بقُرْطُبَة نيفٌ وعشرون ألفًا، منهم خلْقٌ من العلماء والصُّلَحاء رحمهم الله. وبايعوا المستعين باللَّه سليمان بْن الحكم بن
__________
[1] انظر الترجمة الآتية برقم (97) .
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن مسعود) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 27 رقم 45.(28/75)
سليمان بْن النّاصر لدين الله الأُمَويّ، فعاثَ وأفسد وأخرب البلاد إلى أن قُتِل صبرا في سنة سبع وأربعمائة.
94- إسماعيل بْن الحَسَن بْن هشام [1] .
سَمِعَ: أبا عَبْد الله المَحَامِليّ، وابن عُقْدَة، ومحمد بْن عُبَيْد الله بْن العلاء.
وقال البَرْقانيّ: صدوق، ثقة.
روى عَنْهُ: هبةُ الله اللالكائيّ، وأبو القاسم عليّ بْن البُسْري، وجماعة أخذ أبو القاسم ابن السَّمَرْقَنْديّ عَنْهُمْ.
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة، وصلى عَليْهِ أبو حامد الإسْفَرائينيّ.
95- إسماعيل بن عمر بن سَبَنك [2] .
القاضي أبو الحسين البَجَليّ، من ولد جرير بْن عَبْد الله.
كَانَ يقضي بباب الأزج.
يروي عن: أَبِي بَكْر الشّافعيّ، وأبي عَبْد الله بْن مُحَرّم.
حدَّث عَنْ: ولده محمد، وعبد العزيز الأزجيّ.
ثقة، مات ببغداد، رحمه الله.
96- أيْلك خان [3] .
أخو الخان الكبير طُغان.
تجهَّز أيلك في جيش طُغَان ملك بلاد التُّرْك، فاستولى على بخارى
__________
[1] انظر عن (إسماعيل بن الحسن) في:
تاريخ بغداد 6/ 311 رقم 3356، والمنتظم 7/ 263 رقم 414.
[2] انظر عن (إسماعيل بن عمر) في:
تاريخ بغداد 6/ 312 رقم 3357، والمنتظم 7/ 263 رقم 413 وفيه: «ابن نسنبك» وهو وهم.
[3] انظر عن (أيلك خان) في:
الكامل في التاريخ 9/ 100، 108، 129، 148، 156- 159، 173، 187، 191، 222، 227، 240، وتاريخ مختصر الدول 179 (حوادث سنة 408 هـ) ، والمختصر في أخبار البشر 2/ 150، وتاريخ ابن الوردي 1/ 326، وتاريخ ابن خلدون 3/ 443، والنجوم الزاهرة 5/ 235.(28/76)
وسَمَرْقَنْد وأزال الدّولة السّامانيّة، وتوطَّد مُلْكه. وكان قصد بلخ ليأخذها، فعجز عَنْ حرب ابن سُبُكْتكين، ووقع بينه وبين أخيه. فلمّا مات في هذه السنّة استولى أخوه طُغان عَلَى ما وراء النهر، واتّسعت ممالكه. فقصده ملك الصّين في مائة ألف خِرْكاه، فجمع طُغان وحشد، وتزلزل المسلمون، واشتدّ الخطب، ونفرَ للجهاد خَلْقٌ من المطَّوعة حتّى اجتمع لطُغان نحوٌ من مائة ألف مقاتل، وكثُر الابتهال والتّضرُّع إلى الله تعالى، والْتقى الْجَمْعان، والتطم البحران، وصبر الفريقان، ودامت الحرب أيّامًا عَلَى مَلاحم لم يُدْرّ مِن فَتْق العُروق، وضَرْب الحُلُوق، واصْطدام الخيول، أصوت أنْواء، أم صَب دِماء، ولَمْع بُرُوق، أو وقع سُيوف، وظُلْمة ليل، أمْ نَقْع خيْل. فيا لها ملحمة من ملاحم الإسلام لم يُعهد مثلها في هذه الأعوام، وفي كلّ ذَلِكَ يتولّى الله بِنَصْرِهِ، حتى وثقَ المؤمنون بالتّأييد، وتلاقوا ليومٍ عَلَى فَيْصل الحرب. وثبتوا، ولذّ لهم الموتُ، حتّى قَالَ أبو النّصر محمد بْن عَبْد الجبّار في تاريخه: فغادروا من جماهير الكُفّار قريبًا من مائة ألف عنان صَرْعى عَلَى وجه البسيطة، عَنْ نفوس موقوذة، ورءوس منْبوذة، وأيْدٍ عَنِ السّواعد مجزوزة، بدعوة جفلاء للسّباع والطُّيور. وأفاءَ الله عَلَى المسلمين مائة ألف غلام كالبدور، وجواري كالحُور، وخيل ملأت الفضاء، وضاقت بها الغَبْراء. فعمَّ السُّرور، وزّينت المدائن والثُّغور.
ولم ينشب طُغانُ بعد أن رجع من هذه الوقعة الميمونة أن تَوَّفاه الله سعيدًا شهيدًا، وتملّك بعده أخوه، فزوَّج السّلطان محمود ابنه بكريمة هذا الملك، وعمل عُرسَه عليها وزُيّنت بلْخ.
- حرف الباء-
97- بهاء الدّولة [1] .
__________
[1] انظر عن (بهاء الدولة) في:
ذيل تجارب الأمم للروذراوري 153، والمنتظم 7/ 264، وذيل تاريخ دمشق 31، والكامل في التاريخ 9/ 41، 45- 48، 50، 61- 66، 69، 75- 85، 91- 97، 100- 105، 112- 115، 123- 128، 133، 136، 137، 141، 143، 150، 151، 160، 162، 170، 174، 178، 181- 184، 189، 193- 196 وانظر فهرس الأعلام 13/ 60، والإنباء في تاريخ الخلفاء 181، 182، 183، 184، والفخري 291، ومختصر التاريخ لابن(28/77)
أبو نصر ابن السّلطان عَضُد الدّولة بْن بُوَيْه الدَّيْلميّ.
تُوُفّي بأرّجان في جُمَادَى الأولى، وله اثنتان وأربعون سنة. وكانت أيّامه اثنتين وعشرين سنة ويومين.
ومات بعِلة الصَّرَع، وولى بعده ابنه سلطان الدّولة اثنتي عشر سنة. وولى هُوَ السَّلطنة ببغداد بعد أخيه شَرَف الدّولة، وهو الّذي خلع الطّائع للَّه، كما تقدَّم.
- حرف الحاء-
98- الحَسَن بْن حامد بْن عليّ بْن مروان [1] .
أبو عَبْد الله البغداديّ الورّاق. شيخ الحنابلة.
قَالَ القاضي أبو يَعْلَى [2] : كَانَ ابن حامد مدرّس أصحاب أحمد وفقيههم في زمانه. وله المصَّنَفات العظيمة منها: كتاب «الجامع» ، نحو أربعمائة جزء يشتمل عَلَى اختلاف العلماء.
وله مصَّنفات في أُصول السُنّة، وأُصول الفقه، وكان معظّمًا في النّفوس، مقدّما عند الدّولة والعامّة.
__________
[ () ] الكازروني 194، 205، ونهاية الأرب 26/ 234، 235، 242، 243، وخلاصة الذهب المسبوك 263، 265، 293، ووفيات الأعيان 1/ 192 و 5/ 124، 260، والمختصر في أخبار البشر 2/ 143، ودول الإسلام 1/ 241، والعبر 3/ 83، وسير أعلام النبلاء 17/ 185، 186 رقم 106، وتاريخ ابن الوردي 1/ 326، والوافي بالوفيات 7/ 291، 292 رقم 3273، والبداية والنهاية 11/ 349، وتاريخ ابن خلدون 4/ 461- 463، 467، 468، 470، ومآثر الإنافة 1/ 314، 319، 320، 339، وشذرات الذهب 3/ 166.
[1] انظر عن (الحسن بن حامد) في:
تاريخ بغداد 7/ 303 رقم 3816، وطبقات الحنابلة 2/ 171- 177، رقم 638، والكامل في التاريخ 9/ 242، ومناقب الإمام أحمد لابن الجوزي 625، والمنتظم 7/ 263، 264، رقم 415، والعبر 3/ 84، ودول الإسلام 1/ 242، وسير أعلام النبلاء 17/ 203، 204 رقم 116، والبداية والنهاية 11/ 349، والوافي بالوفيات 11/ 415 رقم 594، والنجوم الزاهرة 4/ 232، وشذرات الذهب 3/ 166، 167، وديوان الإسلام 2/ 202، 203 رقم 825، ومختصر طبقات الحنابلة لابن شطّي 32، ومعجم المؤلفين 3/ 214، والأعلام 2/ 187، وتاريخ التراث العربيّ 2/ 218.
[2] في طبقات الحنابلة 2/ 171.(28/78)
قَالَ الخطيب [1] : روى عَنْ أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الله الشّافعيّ، والخُتَّليّ، وأبي بَكْر بْن مالك القَطيعيّ. ثنا عَنْهُ أبو عليّ الأهوازيّ.
وقال أبو الحسين بْن الفرّاء في «طبقات الحنابلة» [2] إنّه سَمِعَ من أَبِي بَكْر النّجّاد أيضًا، وأنّه تفقّه عَلَى أَبِي بَكْر عَبْد العزيز غلام الخلال، وغيره. وعليه تفقّه: القاضي أبو يَعْلَى، وأبو طَالِب العُشاريّ، وأبو بَكْر الخيّاط المقرئ.
وكان قانعًا متعفّفًا، يأكل من نَسْخ يده ويتقّوت. وكان يُكثر الحجّ.
قَالَ الخطيب: [3] تُوُفّي بطريق مكّة.
قلتُ: ولعلّه هلكَ جوعًا وعطشًا. فإنّ هذا العام كانت وقعة القرعاء، بطريق مكّة. وذاك أنّ بني خَفَاجة، قاتلهم الله، أخذوا الرّكب في القرعاء، فقيل إنه هلك خمسة عشر ألف إنسان من الوفْد. فإنا للَّه وإنا إِليْهِ راجعون [4] .
99- الحُسين بْن الحَسَن بْن محمد بْن حليم [5] .
القاضي أبو عَبْد الله الحليمي الْبُخَارِيّ الفقيه الشّافعيّ. أوحَدُ الشّافعّيين بما وراء النَّهر، وأَنْظَرهم وآدَبُهُم بعد أستاذه أَبِي بَكْر القفّال، وأبي بكر الأوديّ.
__________
[1] في تاريخه 7/ 303.
[2] ج 2/ 171.
[3] في تاريخه 7/ 303.
[4] راجع الحوادث (سنة 403 هـ) .
[5] انظر عن (الحسين بن الحسن) في:
طبقات فقهاء الشافعية للعبّادي 105، وتاريخ جرجان للسهمي 198، 199 رقم 286، والمنتظم 7/ 264 رقم 416، والأنساب 4/ 198، واللباب 1/ 382، ووفيات الأعيان 2/ 137، 138، رقم 186، والعبر 3/ 48، ودول الإسلام 1/ 242، وتذكرة الحفاظ 3/ 1030، والمعين في طبقات المحدّثين 120 رقم 1337، وسير أعلام النبلاء 17/ 231- 234 رقم 138، والبداية والنهاية 11/ 289، ومرآة الجنان 53، والوافي بالوفيات 12/ 351 رقم 328، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 333- 343، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 404، 405 رقم 364، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 182، 183 رقم 140، وتاريخ الخلفاء 216، وطبقات الحفّاظ 407، 408، وشذرات الذهب 3/ 167، 168، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 120، وكشف الظنون 2/ 1047، وهدية العارفين 1/ 308، والرسالة المستطرفة 58، وديوان الإسلام 2/ 175 رقم 796، والأعلام 2/ 235، ومعجم المؤلفين 4/ 1، ومعجم طبقات الحفاظ 78.(28/79)
سَمِعَ: أبا بَكْر محمد بْن أحمد بْن جنْب، وبكر بْن محمد المَرْوَزِيّ، وغيرهما.
وكان مولده بجرجان سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة. وحُمِل إلى بُخَارى صغيرًا. وقيل: بلُ ولِد بِبُخَارَى.
وكان رئيس أصحاب الحديث، وله التّصانيف المفيدة، ينقلُ منها البَيْهقيّ كثيرًا. وله وجوه حَسَنة في المذهب.
روى عَنْهُ الحاكم مَعَ تقدّمه.
وتوفّي في ربيع الأوّل.
وروى عَنْهُ: أبو زكريا عَبْد الرحيم البخاريّ، وأبو سعد الكَنْجرُودِيّ.
100- الحسين بن محمد بن محمد بن عليّ بْن حاتم [1] .
أبو عليّ الرُّوذْبَاريّ الطُّوسيّ.
سَمِعَ: إسماعيل بْن محمد الصّفّار، وعبد الله بْن عُمَر بْن شَوْذب، والحُسَين بْن الحَسَن الطُّوسيّ، وأبا بَكْر بْن داسه، والقاسم بْن أبي صالح الهمدانيّ. وحدَّث «بسُنن أَبِي دَاوُد» بَنْيسابور.
وقد سمّاه أبو عَبْد الله الحاكم وَحْده: الحَسن، وقال: كتبنا عَنْ أَبِيهِ، وعن جدّه. وقدم نَيْسابور بمسألة جماعة من الأشراف والعلماء ليحدّثهم بالسُّنن.
وعُقد لَهُ المجلس في الجامع، فمرض ورُدَّ إلى وطنه بالطّابَرَان، فتُوُفّي في ربيع الأوّل.
قلت: روى عَنْهُ: الحاكم، وأبو بَكْر البَيْهقيّ، وأبو الفتح نصر بْن عليّ.
الطُّوسيّ شيخ وجيه الشّحاميّ، وفاطمة بنت الدّقّاق، وخلق.
__________
[1] انظر عن (الحسين بن محمد) في:
الأنساب 6/ 180، والتقييد لابن النقطة 232، 233، رقم 277 وفيه «الحسن بن محمد» و 249، 250 رقم 301 «الحسين» ، والعبر 3/ 85، وسير أعلام النبلاء 17/ 219، 220 رقم 128، وشذرات الذهب 3/ 168.(28/80)
- حرف الخاء-
101- خَلَف بْن سَلَمَة بْن خميس [1] .
أبو القاسم القرطبيّ.
روى عَنْ: عبّاس بْن أصْبَغ، وأبي عَبْد الله بْن نوح.
وكان عَدْلًا.
قُتِل يوم أخْذ قُرْطُبَة.
- حرف السين-
102- سَعِيد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن محمد.
أبو عَمْرو الكاغديّ.
تُوُفّي في رجب بخُراسان.
- حرف العين-
103- عَبْد الله بْن إبراهيم بْن عَبْد الله بْن محمد.
أبو سَلَمَة الأزْديّ المتولّي الهَرَويّ.
تُوُفّي في رمضان.
104- عَبْد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان [2] .
أبو محمد بْن غْلبُون الخَوْلانيّ القُرْطُبيّ.
روى عَنْ: مَسَلَمة بْن القاسم، وأبي جعفر بْن عَوْن الله.
ورحل سنة إحدى وسبعين.
وسمع بمصر من عتيق بن موسي «موطأ يحيى بن بكير» ، بسماعه من أبي الرقراق، بسماعه من أبي بكير، ومن جماعة.
__________
[1] انظر عن (خلف بن سلمة) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 163 رقم 363.
[2] انظر عن (عبد الله بن عبد الرحمن) في:
الصلة لابن بشكوال 9/ 264- 266 رقم 586، وبغية الملتمس للضبيّ 346 رقم 921، والعبر 3/ 155، وسير أعلام النبلاء 17/ 426، 427 رقم 283، وشذرات الذهب 3/ 227، وهدية العارفين 1/ 450.(28/81)
ولد سنة ثلاثين وثلاثمائة، وتوفّي في شوال.
روى عنه ابنه أبو عبد الله محمد.
105- عبد الله بن عبد العزيز بن أبي سفيان [1] .
أبو بكر الغافقي القرطبي.
روى عَنْ: أَبِيهِ.
حدَّث عَنْهُ: الصّاحبان، وأبو حفْص الزّهْراويّ، ويونس بْن مُغيث، وقاسم بْن هلال، وعبد الرَّحْمَن بْن يوسف.
تُوُفّي في رجب.
106- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن يوسف بْن نصر [2] .
الحافظ أبو الوليد بْن الفَرَضيّ القُرْطُبيّ. مصنّف «تاريخ الأندلس» .
أخذ عَنْ: أَبِي جعفر بْن عَوْن الله، وابن مُفَرج، وعبد الله بْن قاسم، وخَلَفَ بْن القاسم، وعبّاس بْن أَصْبَغ، وخلْق.
وحجّ، فأخذ عَنْ: يوسف بْن الدّخيل، وأحمد بْن محمد بْن المهندس، والحسن بْن إسماعيل الضّرّاب، وأبي محمد بن أبي زيد، وأحمد بن رحمون، وأحمد بن نصر الدّاوديّ.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن عبد العزيز) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 251 رقم 271.
[2] انظر عن (عبد الله بن محمد بن يوسف) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 251- 255 رقم 273، وجذوة المقتبس للحميدي 254- 256، رقم 537، وبغية الملتمس للضبيّ 334- 336 رقم 888، ووفيات الأعيان 3/ 105، 106 رقم 351، ومطمح الأنفس 57، والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة ق 1 ج 2/ 614- 616، والمطرب لابن دحية 132، والمغرب 1/ 103، 104، رقم 38، والعبر 3/ 85، وسير أعلام النبلاء 17/ 177- 180 رقم 101، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1076، ومرآة الجنان 3/ 5، 6، والبداية والنهاية 11/ 351، والوافي بالوفيات 17/ 530، 531 رقم 450، والوفيات لابن قنفذ 227، 228 وفيه: «أبو عبد الله محمد بن يوسف» ، وصوّبه محقّقه عادل نويهض بالحاشية، والديباج المذهب 1/ 452، والمغرب في حلى المغرب 1/ 103، وطبقات الحفاظ 418، 419، ونفح الطيب 2/ 129، 131، وشذرات الذهب 3/ 168، وكشف الظنون 285، وغيرها، وهدية العارفين 1/ 449، ومعجم طبقات الحفاظ 121، وإيضاح المكنون 1/ 102، وديوان الإسلام 3/ 444، 445 رقم 1655، والأعلام 4/ 121، ومعجم المؤلفين 6/ 145،(28/82)
وله مصنف في «أخبار شطر الأندلس» ، وكتاب في «المؤتلف والمختلف» ، وفي «مشتبه النسبة» .
روى عنه ابن عبد البر، وقال: كان فقيها عالما فِي جميع الفنون فِي الحديث والرجال. أخذتُ معه عَنْ أكثر شيوخي. وكان حسن الصُّحْبة والمعاشرة. قتلته البربر، وبقي مُلقى في داره ثلاثة أيام [1] .
أنشدنا لنفسه:
أسيرُ الخطايا عند بابِكَ واقفُ ... عَلَى وَجَل ممّا بِهِ أنتَ عارفُ
يَخافُ ذُنُوبًا لم يَغبْ عنك غَيْبُها ... ويرجوك فيها فَهْوَ رَاجٍ وخائفُ
ومَن ذا الّذي يرجو سِواك ويتّقي ... وما لَكَ في فصْل القضاء مُخَالفُ
فيا سَيدي، لا تُخْزِنيِ في صحيفتي ... إذا نُشِرَتْ يوم الحساب الصّحائف
وكن مؤنسي في ظلمة القبر عند ما ... يَصُدُّ ذَوُو ودّي ويجفو المُوَالِفُ
لئن ضاق عنّي عَفْوكَ الواسع الّذي ... أرَجَّى لإسرافي فإنيّ لتالف [2]
وقال أبو مروان بن حيّان: وممّن قتل يوم فتح قُرْطُبَة الفقيه الأديب الفصيح ابن الفَرَضيّ، وَوُرِيَ متغّيرًا من غير غُسْلٍ ولا كَفَن ولا صلاة. ولم يُر مثله بقُرْطُبَة في سعة الرواية، وحفظ الحديث، ومعرفة الرجال، والافتتان في العلوم والأدب البارع.
ووُلِد سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة، وحجّ سنة اثنتين وثمانين. وجمعَ من الكُتُب أكثر ما جمعَه أحدٌ من علماء البلد.
وتقلّد قراءة الكُتُب بعهد العامريّة. واستقضاه محمد المهديّ ببلِنْسيَة.
وكان حسَن البلاغة والخطّ [3] .
وقال الحُمَيْديّ [4] : ثنا عليّ بْن أحمد الحافظ: أخبرني أبو الوليد بن
__________
[1] الصلة 1/ 252.
[2] الصلة 1/ 253، وفيات الأعيان 3/ 105، نفح الطيب 2/ 129، سير أعلام النبلاء 17/ 180، تذكرة الحفاظ 3/ 1078.
[3] الصلة 1/ 253.
[4] في جذوة المقتبس 255.(28/83)
الفَرَضيّ قَالَ: تعلَّقتُ بأستار الكعبة، وسألت الله الشّهادة، ثمّ انحرفتُ وفكَّرتُ في هَوْل القتْلِ، فندِمتُ، وهممتُ أن أرجع، فأستقيل الله ذَلِكَ، فاستحْيَيتُ.
قَالَ الحافظ أبو محمد بْن حزْم: فأخبرني من رآه بين القتلي ودَنَا منه فسمعه يَقُولُ بصوتٍ ضعيف: «لا يَكْلَم أحدُ في سبيل الله، والله أعلم بمن يَكْلَم في سبيله إلا جاء يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَجُرْحُهُ يَثْعَبُ دَمًا، اللَّوْنُ لَوْنُ الدّم، والرّيح رِيح المِسْك» [1] كأنه يُعيد عَلَى نفسه الحديث الوارد في ذَلِكَ.
قَالَ: ثمّ قضي عَلَى إثْر ذَلِكَ رحمه الله [2] .
وأنشد لَهُ ابن حزْم رحمه الله:
إنّ الّذي أصبحْتُ طَوْع يمينهِ ... إنّ لم يكن قمرًا فليس بدونِهِ
ذُلّي لَهُ في الحبّ من سُلْطانه ... وسَقَام جسْمي من سَقام جُفُونِهِ [3]
107- عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان بْن سَعِيد بْن ذُنّين بْن عاصم [4] .
أبو المُطَرَّف الصَّدَفيّ الطُّلَيْطُليّ.
روى عَنْ: أَبِي المُطَرف عَبْد الرَّحْمَن بْن عيسى، ومَسْلَمَة بْن القاسم، وتميم بْن محمد.
وحجّ سنة إحدى وثمانين، وأخذ عَنْ: أَبِي بَكْر المهندس، وأبي إِسْحَاق التّمّار، وأبي الطيب بْن غلْبُون، وأبي محمد بْن أبي زيد.
__________
[1] أخرجه مالك في الموطّأ 2/ 461 في الجهاد، باب الشهداء في سبيل الله، وأحمد في المسند 2/ 231، والبخاري في صحيحه (2803) ، ومسلم في صحيحه (1876) .
[2] الذخيرة إلى محاسن أهل الجزيرة ق 1 ج 3/ 614، 615، بغية الملتمس 335، وفيات الأعيان 3/ 106، المغرب 1/ 103، 104، سير أعلام النبلاء 17/ 179، تذكرة الحفاظ 3/ 1077، 1078، نفح الطيب 2/ 130.
[3] جذوة المقتبس 256، والصلة 1/ 255، وبغية الملتمس 336، والذخيرة ق 1 ج 2/ 616، ووفيات الأعيان 3/ 106، وتذكرة الحفاظ 3/ 1078، وسير أعلام النبلاء 17/ 180، ونفح الطيب 2/ 130.
[4] انظر عن (عبد الرحمن بن عثمان) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 313 رقم 683.(28/84)
وكان ذا عناية بالحديث. شُهر بالعلم والعمل والورع والتعَفُّف. وكان يَعِظ ويُذَكر. وكان النّاس يرحلون إِليْهِ لثَبْته وسعة روايته. وله تصانيف.
روى عنه: ابنه عبد الله، وجماعة.
وتوفّي في ذي القعدة، وهو في عشر الثّمانين.
108- عَبْد العزيز بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الملك بْن جمهور القرطبي [1] .
أبو الأصبغ.
روى عَنْ: أَبِي بَكْر محمد بْن معاوية، وأحمد بْن سَعِيد بْن حزم.
وروى عَنْهُ: أبو عُمَر بْن عَبْد البَرّ، وأبو عَبْد الله الخولاني.
تُوُفّي في ذي الحجّة.
109- عَبْد الملك بْن عليّ بْن محمد بْن حاتم.
أبو عليّ الشّيرازيّ السمْسار.
مات بشيراز في رمضان.
110- عليّ بْن محمد بْن خَلَف [2] .
الإمام أبو الحَسَن المعافريّ القَرَويّ القابسيّ الفقيه المالكيّ، عالم أهل إفريقية.
__________
[1] انظر عن (عبد العزيز بن عبد الرحمن) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 368 رقم 783.
[2] انظر عن (علي بن محمد بن خلف) في:
الإكمال لابن ماكولا 6/ 380، ومشارق الأنوار 1/ 36، وترتيب المدارك للقاضي عياض 4/ 616- 621، والإلماع، له 189، وفهرست ما رواه عن شيوخه لابن خير 491- 493، 531، 532، ووفيات الأعيان 3/ 320- 322، والتكملة لكتابي الموصول والصلة 1/ 156، وملء العيبة للفهري 56، 98، والإستقصاء للسلّاوي 1/ 90، وتذكرة الحفاظ 3/ 1079، 1080، ودول الإسلام 1/ 242، والعبر 3/ 85، 86، وسير أعلام النبلاء 17/ 158- 162، رقم 99، والبداية والنهاية 11/ 351، ونكت الهميان 217، والوفيات لابن قنفذ 227 رقم 403، وغاية النهاية 1/ 567، وطبقات الحفاظ 419، والديباج المذهب 2/ 101، 102، والنجوم الزاهرة 4/ 233، 234، وتاريخ الخلفاء 216، ومعالم الإيمان للدبّاغ 3/ 168، وكشف الظنون 1908، وإيضاح المكنون 2/ 566، وديوان الإسلام 4/ 17، 18 رقم 1678، وشجرة النور الزكية 1/ 97، والأعلام 4/ 326، ومعجم المؤلفين 7/ 194، وشذرات الذهب 3/ 168، وهدية العارفين 1/ 685، وتاريخ التراث العربيّ 3/ 176، والرسالة المستطرفة 12، ومدرسة الحديث في القيروان 2/ 663- 674 رقم 24.(28/85)
حجّ، وسمع: حمزة بْن محمد الكِناني، وأبا زيد المَرْوَزِيّ، وجماعة.
وأخذ بإفريقيّة عَنْ: ابن مسرو الدّبّاغ، ودرّاس بْن إسماعيل. وكان حافظًا للحديث وِعَلله ورجاله، فقيهًا أُصُوليًّا متكلّمًا، مصنّفًا صالحًا منقبًا. وكان أعمي لا يرى شيئًا، وهو مَعَ ذلك من أصحّ النّاس كُتُبًا، وأجودهم تقْييدًا. يضبط كُتُبهُ ثِقاتُ أصحابه. والّذي ضبط لَهُ «صحيح الْبُخَارِيّ» بمكّة رفيقه أبو محمد الأصيليّ [1] .
ذكره حاتم الأطْرَابُلُسيّ [2] فقال: كَانَ زاهدًا ورِعًا يقظًا، لم أَرَ بالقَيْروان إلا معترِفًا بفضله.
تفقّه عَليْهِ: أبو عِمران القابِسيّ، وأبو القاسم اللّبيديّ، وعَتيق السُّوسيّ، وغيرهم.
وألّف تواليف بديعة ككتاب «الممهّد في الفقه» ، و «أحكام الدّيانات» ، و «المنقذ من شُبَه التأويل» ، وكتاب «المنبّه للفِطَن من غوائل الفِتَن» ، وكتاب «مُلخَّص الموطّأ» ، وكتاب «المناسك» ، وكتاب «الاعتقادات» ، وسوى ذَلِكَ من التّصانيف.
وكان مولده سنة أربع وعشرين وثلاثمائة. وتوفّي في ربيع الآخر بمدينة القَيْروان. وبات عند قبره خلْق من النّاس، وضُرِبَتِ الأخبية لهم. ورثاه الشعراء [3] .
وقيل لَهُ القابسيّ لأنّ عمه كَانَ يشدّ عمامته شدّة قابسيّة.
وممّن روى عَنْهُ: أبو محمد عَبْد الله بْن الوليد بْن سعد الأنصاريّ الفقيه مِن شيوخ أَبِي عبد الله الرّازيّ.
__________
[1] معالم الإيمان 3/ 139.
[2] هو: حاتم بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن حاتم بن القاسم التميمي الطرابلسي الأندلسي القرطبي، أصله من طرابلس الشام، توفي سنة 469 هـ. (انظر ترجمته ومصادرها في كتابنا: موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 67- 74 رقم 385) .
[3] معالم الإيمان 3/ 142، شجرة النور 1/ 97.(28/86)
قَالَ أبو عَمْرو الدّانيّ: أبو الحَسَن بْن القابسيّ أخذ القراءة عرْضًا عَنْ أَبِي الفتح بْن بدهن. وعليه كَانَ اعتماد إقراء القرآن بالقيروان دهرًا. ثم قطَعَ الإقراء لما بلغه أنّ بعض أصحابه أقرأَ الوالي. ثمّ أعمل نفسَه في درس الفقه ورواية الحديث، إلى أن رأس فيهما وبرع، وصار إمام عصره، وفاضِل دهره. كتبنا عَنْهُ شيئًا كثيرًا. وبقي في الرحلة من سنة اثنتين وخمسين إلى سنة سبع وخمسين وثلاثمائة، رحمة الله.
111- عَلَى بْن محمد بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ.
أبو القاسم النّوشجانيّ.
مات في رمضان.
- حرف الفاء-
112- فتح بْن إبراهيم [1] .
أبو نصر الأمَويّ القَشّاريّ الطليطلي.
حج، وسمع بمكّة من الأجُرّيّ، وبمصر، والقيروان.
وكان صالحًا عابدًا قانتًا مجتهدًا في طلب العلم.
روى عنه: أبو جعفر بن ميمون.
وتوفّي في رجب وله ثمانون.
- حرف الميم-
113- محمد بْن سَعِيد بْن السَّريّ [2] .
أبو عَبْد الله الأُمَويّ القُرْطُبيّ الحرار.
رحل، ولقي أبا عَبْد الله البلخيّ، والحَسَن بْن رشيق، ومحمد بْن موسى النّقّاش.
__________
[1] انظر عن (فتح بن إبراهيم) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 460، 461 رقم 983.
[2] انظر عن (محمد بن سعيد) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 489، 490 رقم 1059، والديباج المذهب 319، وإيضاح المكنون 1/ 359، 86، وهدية العارفين 2/ 59، ومعجم المؤلفين 1/ 29، 30.(28/87)
وصنَّف كتاب «يوم وليلة» ، وكتاب «واضح الدّلائل» .
روى عَنْهُ: أبو عَبْد الله بْن عَبْد السّلام الحافظ، وأبو حفص الزّهْراويّ.
قتلته البربر في دخولهم قُرْطُبَة. وكان استقبلهم شاهرًا سيفه يناديهم: إلي إليَّ يا حطَب النّار، طُوبَى لي إنّ كنتُ من قتلاكم. فقتلوه رحمه الله عَليْهِ.
وكان قد امْتُحِنَ في العصبيّة مَعَ محمد بْن أَبِي عامر، فأخرجه من قُرْطُبَة، ثمّ رجع.
114- محمد بْن الطّيب بْن محمد بْن جعفر بْن القاسم [1] .
القاضي أبو بَكْر بن الباقلانيّ، صاحب التّصانيف في علم الكلام.
سكن بغداد.
وكان في فنّه أوحد زمانه.
سَمِعَ: أبا بَكْر القَطِيعيّ، وأبا محمد بْن ماسي.
وخرّج لَهُ أبو الفتح بْن أبي الفوارس.
وكان ثقة عارفًا بعلم الكلام. صنف في الرّدّ عَلَى الرافضة والمعتزلة والخوارج والْجَهْميّة [2] .
وذكره القاضي عِياض في «طبقات الفقهاء المالكيّة» [3] ، فقال: هُوَ الملقب بسيف السُّنّة ولسان الأمّة، المتكلّم عَلَى لسان أهلِ الحديث وطريق أبي الحَسَن الأشعريّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن الطيب) في:
تاريخ بغداد 5/ 379- 383 رقم 2906، وترتيب المدارك 4/ 585- 602، والحلّة السيراء 1/ 190، و 2/ 171، والأنساب 2/ 51، 52، وتبيين كذب المفتري لابن عساكر 217- 226، والمنتظم 7/ 265 رقم 420، واللباب 1/ 162، ووفيات الأعيان 5/ 269، 270 رقم 608، والمختصر في أخبار البشر 2/ 144، والعبر 3/ 86، وسير أعلام النبلاء 17/ 190- 193 رقم 110، ودول الإسلام 1/ 242، وتاريخ ابن الوردي 1/ 326، والوافي بالوفيات 3/ 177، رقم 1150، ومرآة الجنان 3/ 7- 10، والبداية والنهاية 11/ 350، وتاريخ الخميس 2/ 398، والديباج المذهب 2/ 228، 229، والنجوم الزاهرة 4/ 234، وتاريخ الخلفاء 216، وشذرات الذهب 3/ 168- 170، وإيضاح المكنون 2/ 291، وهدية العارفين 2/ 59، وشجرة النور الزكية 1/ 92، 93.
[2] تاريخ بغداد 5/ 379.
[3] ج 4/ 585.(28/88)
وإليه انتهت رئاسة المالكيّين في وقته.
وكان له بجامع المنصور حلقة عظيمة.
روى عَنْهُ: أبو ذَرّ الهَرَويّ، وأبو جعفر محمد بْن أحمد السّمْناني، والحسين بْن حاتم.
قَالَ الخطيب [1] : كَانَ وِرْدُه كلّ ليلةٍ عشرين ترويحة في الحَضَر والسَّفَر، فإذا فرغ منها كتب خمسًا وثلاثين ورقة من تصنيفه.
سمعتُ أبا الفَرَج محمد بْن عِمران يَقُولُ ذَلِكَ. وسمعتُ عليّ بْن محمد الحربيّ يَقُولُ: جميع ما كَانَ يذكر أبو بَكْر بْن الباقِلانيّ من الخلاف بين النّاس صنّفه من حفظه، وما صنَّف أحدٌ خلافًا إلا احتاج أن يُطالع كُتُب المخالفين سوى ابن الباقلانيّ.
قلت: أخذ ابن الباقِلانيّ عَلْم النَّظَر عَنْ أَبِي عَبْد اللَّه محمد بْن أَحْمَد بْن مجاهد الطّائي صاحب الأشعريّ.
وقد ذهب في الرَسْليّة إلى ملك الروم، وجرت لَهُ أمور، منها أنّ الملك أدخله عَليْهِ من باب خَوْخة ليدخل راكعًا للملك، ففطِن لها ودخلَ بظهر [2] .
ومنها أنّه قَالَ لراهبهم: كيف الأهل والأولاد؟
فقال لَهُ الملك: أما علمتَ أنّ الراهب يتنزه عَنْ هذا؟
فقال: تنزهّونه عَنْ هذا ولا تنزّهون الله عَنِ الصّاحبة والولد؟! [3] .
وقيل: إنّ طاغية الرّوم سأله كيف جرى لعائشة، وقصد توبيخه، فقال: كما جري لمرْيم فبّرأ الله المرأتين، ولم تأتِ عَائِشَة بولد. فأفحمَه فلم يُحِرْ جوابًا.
قَالَ الخطيب [4] : سَمِعْتُ أبا بكر الخوارزميّ يقول: كلّ مصنّف ببغداد إنّما
__________
[1] في تاريخه 5/ 380.
[2] تاريخ بغداد 5/ 379، 380.
[3] من هنا أخذ القائل:
ما نزّهوا الخالق سبحانه ... ونزّهوا البترك والراهبا
[4] في تاريخه 5/ 380.(28/89)
ينقل من كُتُب النّاس إلى تصانيفه، سوى القاضي أَبِي بَكْر، فإنّ صدره يحوي عِلْمه وعلم النّاس.
وقال أبو محمد الياميّ: لو أوصي رَجُل بثُلُث ماله لأَفْصَح النّاس لَوَجَب أن يدفع إلى أبي بَكْر الأشعريّ.
وقال الإمام أبو حاتم محمود بْن الحسين القزوينيّ: كَانَ ما يُضْمره القاضي أبو بَكْر الأشعريّ من الورع والدّيانة أضعاف ما كَانَ يُظْهره، فقيل لَهُ في ذَلِكَ فقال:
إنّما أظهر ما أظهره غيظًا لليهود، والنّصارى، والمعتزلة، والرّافضة، لئلّا يستحقروا علماء الحقّ. وأضمر ما أضمره، فإنّي رأيت آدم مَعَ جلالته نوديّ عَليْهِ بذوقه، وداود بنظره، ويوسف بهمّه، ونبيّنا بخطره عَليْهِم السّلام.
ولبعضهم في أَبِي بَكْر الباقِلانيّ:
أنظر إلى جبلٍ تمشي الرجال بِهِ ... وانظر إلى القبر ما يحوي من الصَّلفِ
وانظر إلى صارم الإسلام متغّمدًا ... وانظر إلى دُرّة الإسلام في الصَّدَفِ [1]
وتُوُفّي في ذي القعدة لسبْعٍ بقين منه. وصلى عَليْهِ ابنه الحسَن. ودُفِن بداره، ثمّ نُقِل إلى مقبرة باب حرب [2] .
115- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عفّان بْن سَعِيد [3] .
أبو جعفر الأسَديّ القُرْطُبيّ.
سَمِعَ من: أَبِيهِ كثيرًا.
ومن: قاسم بْن أصْبَغ، ووهْب بْن مَسَرَّة في الصّغَر مَعَ والده.
روى عَنْهُ: قاسم بْن إبراهيم الخَزْرَجيّ، وأبو عُمَر بْن عَبْد البَرّ، وغيرهما.
وُلِد سنة عشرين وثلاثمائة، وقيل بعدها.
116- محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بن محبور.
__________
[1] تاريخ بغداد 5/ 383.
[2] تاريخ بغداد 5/ 382.
[3] انظر عَنْ (مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 492، 493 رقم 1065 وفيه: «عثمان» بدل: «عفان» .(28/90)
أبو عَبْد الرَّحْمَن الدّهّان.
لَهُ فوائد مُنْتَقَاة، روى فيها عَنْ: أَبِي حامد بْن بلال، فمن بعده.
وتوفّي بَنْيسابور في هذه السّنة أو بعدها.
117- محمد بْن قاسم بْن محمد [1] .
أبو عَبْد الله الأُمويّ القُرْطُبيّ الجالطيّ.
وجالطة: من قُري قُرْطُبَة [2] .
روى عَنْ: أَبِي عُبَيْد الْجُبَيريّ. وعن: أَبِي عَبْد الله الرّياحيّ، وغيرهما.
وحجّ سنة سبعين، وأخذ هناك عَنْ جماعة.
وسمع منه: أبو محمد بْن زيد كتاب «ردّ الزّبيريّ على ابن مَسَرَّة» .
وكان من أهل العلم والحفظ والصّلاح، من الفُقَهاء والأُدباء.
ولي الشُّورَى مع أَبِي بَكْر التُّجِيبيّ. وولي الصّلاة بجامع الزّهْراء.
وولي أحكام الشَّرْطة.
واستشهد عَلَى يد البربر يوم تغلُّبهم عَلَى قُرْطُبَة.
وكان مولده سنة ست وثلاثين وثلاثمائة.
حدَّث عَنْهُ: أبو عُمَر بْن عَبْد البَرّ، وغيره.
118- محمد بْن موسى [3] .
أبو بَكْر الخوارزمي الحنفيّ.
شيخ أهل الرأي ومُفْتيهم. وانتهت إليه الرّئاسة في مذهب أبي حنيفة بالعراق.
__________
[1] انظر عن (محمد بن قاسم) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 490، 491 رقم 1060.
[2] من إقليم أؤلية من قنبانية قرطبة.
[3] انظر عن (محمد بن موسى) في:
تاريخ بغداد 3/ 247 رقم 1337، والمنتظم 7/ 266 رقم 421، ودول الإسلام 1/ 242، وسير أعلام النبلاء 17/ 235 رقم 140، والبداية والنهاية 11/ 351، والجواهر المضيّة 2/ 135، والوافي بالوفيات 5/ 93 رقم 2105، والنجوم الزاهرة 4/ 234، وشذرات الذهب 3/ 170، وديوان الإسلام 2/ 234 رقم 872، والفوائد البهيّة للّكنوي 201، 202.(28/91)
وكان قد تفقّه عَلَى أَبِي بَكْر الرّازيّ أحمد بْن عليّ.
وسمع الحديث من أَبِي بَكْر الشّافعيّ.
روى عَنْهُ أبو بَكْر البَرْقانيّ، وقال: سمعته يَقُولُ: ديننا دين العجائز ولسنا من الكلام في شيء. وكان لَهُ إمام حنبليّ يصلى بِهِ [1] .
وقال القاضي أبو عَبْد الله الصَّيْمريّ: ثمّ صار إمام أصحاب أبي حنيفة ومُفتيهم شيخنا أبو بَكْر محمد بْن موسي الخوارزمي، وما شاهدَ النّاس مثله في حسن الفَتْوَى وحُسن التّدريس. وقد دُعيَ إلى ولاية الحكم مرارًا فأمتنع [2] وتُوُفّي في جُمَادَى الأولى رحمه الله.
- حرف الهاء-
119- هبة الله بْن الفضيل بْن محمد.
أبو يَعْلَى الفضيلي الهَرَويّ.
روى عَنْهُ: إِسْحَاق القرّاب في ذي القعدة.
- هشام بْن الحَكَم.
يحوَّل إلى هنا.
120- الهيثم بن أحمد بن محمد بن سَلَمَة [3] .
أبو الفَرَج القُرَشيّ الدّمشقيّ الفقيه الشّافعيّ، المعروف بابن الصّبّاغ.
إمام مسجد سوق اللُّؤلؤ.
قرأ عَلَى: أَبِي الفَرَج الشَّنَبُوذيّ، وأبي الحَسَن عليّ بْن محمد بْن إسماعيل.
وصنَّف قراءة حمزة.
وحدَّث عَنْ: ابن أَبِي العقِب، وأبي عَبْد الله بْن مرْوان، وأبي عليّ بْن آدم، وجماعة.
__________
[1] تاريخ بغداد 3/ 247.
[2] تاريخ بغداد 3/ 247.
[3] انظر عن (الهيثم بن أحمد) في:
غاية النهاية 2/ 357 رقم 3793.(28/92)
روى عَنْهُ: عليّ بْن محمد بْن شجاع، وعلي الحنائي، وأبو علي الأهوازي، وآخرون.
وكان من فُضَلاء الشّاميّين.
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
- حرف الياء-
121- يوسف بْن هارون [1] .
أبو عُمَر الرَّماديّ [2] القُرْطُبيّ.
شاعر أهل الأندلس في عصره.
روى كتاب «النّوادر» لأبي عليّ القاليّ.
روى عَنْهُ: أبو عُمَر بْن عَبْد البَرّ قطعة من شعره.
وكان يُلقّب بأبي جَنِيش [3] . وكان فقيرًا مُعْدمًا في آخر أيّامه، ومنهم من يلقّبه بأبي رماد.
وروى عَنْهُ من القدماء الوليد بْن بَكْر الأندلسيّ قوله من قصيدة:
أضعتُمُ الرُّشْد في مُحِبٍّ ... لَيْسَ يرى في الهوى جناحَا
بُحْتْ بحبّي ولو غرامي ... يكون في جَلْمَدٍ لَبَاحَا
لم يستطْع حَمْلَ ما يُلاقي ... فشقَّ أثوابه وناحَا
تُحّير المُقْلَتَيْن، قل لي: ... هل شربت مقلتاك راحا؟
__________
[1] انظر عن (يوسف بن هارون) في:
يتيمة الدهر 2/ 10، وجذوة المقتبس للحميدي 369- 373، رقم 878، والصلة لابن بشكوال 574 رقم 1491، وبغية الملتمس للضبيّ 493 رقم 1452، والمشترك وضعا والمفترق صقعا لياقوت 209، ومعجم الأدباء 20/ 62، ومعجم البلدان 3/ 66، والمطرب 4، ومطمح الأنفس 69، والمقتبس 74، 75، ووفيات الأعيان 7/ 225- 229 رقم 848، والبيان المغرب 1/ 3912، والروض المعطار 268، 269، وديوان الإسلام 2/ 344 رقم 1008، والأعلام 5/ 255، ومعجم المؤلفين 13/ 340.
[2] الرمادي: نسبة إلى الرمادة، وهي رمادة المغرب، بلدة لطيفة بين برقة والإسكندرية قريبة من البحر لها سور ومسجد وجامع وبساتين فيها أنواع الثمار، وهي قريب من بوقة. (معجم البلدان 3/ 66) .
[3] جنيش: بالإسبانية تعني: الرماد. (انظر: تاريخ الأدب الأندلسي- عصر سيادة قرطبة- للدكتور إحسان عباس- (الطبعة الثانية) - ص 205- 222) .(28/93)
نفسي فدى لِمّة وقد ... كحَلت اللَّيلَ والصَّباحَا
ومُقْلةٍ أولعَتْ بقتلي ... قد صيّرت لحْظَها سلاحا
وعَقْرَبٍ سُلِّطَت علينا ... تملأ أكبادَنا جراحَا
ومن قصيدته في أَبِي عَلَى القاليّ، أوّلها:
مَن حاكم بيني وبين عَذُولي ... الشّجْوُ شَجْوي والعْوِيلُ عَوِيلي [1]
في أيّ جارحة أصون معذّبي ... أو قلتُ في كَبِدي فَثَمّ غليلي [2]
وله في أَلْثَغ:
لا الرّاء تطمع في الوِصال ولا أَنَا ... الهجرُ يجمعنا ونحن سواءُ
فإذا خلوتُ كتبْتُها في راحتي ... وبكيتُ منتحبًا أَنَا والرّاءُ [3]
وله:
لا تُنْكروا غُزْرَ الدُّموع فكُلّما ... ينَحْلُّ من جسميِ يصير دموعا
والعبدُ قد يَعْصِي وأحلف أنّني ... ما كنتُ إلا سامعًا ومُطيعًا
قولوا لمن أخذ الفؤاد مسلّما ... يَمْنُنْ عليّ بِرَدّهِ مصدوعَا [4]
ومن شعره في صاحب سَرَقُسْطَة عَبْد الرحمن بْن محمد التُّجَيْبيّ، وأجازه بثلاثمائة دينار:
قفوا تشهدوا بثّي وإنكار لائمي ... عليَّ بكائي في الرّسُوم الطّواسم
أنأمنُ مِن أنْ تَغْدُو حريق تَنَفُّسي ... وإلا غريقًا في الدّموع السَّواجم
وما هِيَ إلا فُرْقَةٌ تبعث الأَسَى ... إذا نزلت بالنّاس أو بالبهائم [5]
وله:
قَالُوا: اصطبر وهو شيء لستُ أعرفه ... من لَيْسَ يعرف صبرًا كيف يصطبر
__________
[1] البيت في: جذوة المقتبس 370، وبغية الملتمس 493.
[2] الأبيات في: يتيمة الدهر 2/ 100، 101، ووفيات الأعيان 7/ 226.
[3] البيتان في: وفيات الأعيان 7/ 227.
[4] الأبيات في: جذوة المقتبس 372، وبغية الملتمس 495، والروض المعطار 268، 269.
[5] الأبيات في جذوة المقتبس 371، وبغية الملتمس 494 من أبيات أخرى.(28/94)
أوُصي الخَلِيَّ بأن يُغْضي الملاحظ عَنْ ... غرِّ الوجوه، ففي إهمالها غررُ
وفاتنُ الحُسْنِ قتّالُ الهَوَى، نظرتْ ... عيني إِليْهِ، فكان الموتُ والنَّظرُ
ثمّ انتصرتُ بعيني وهي قاتلتي ... ماذا تريد بقتلي حين تنتصرُ؟ [1]
وقد كَانَ المستنصر باللَّه سجَنه مُدَّةً لَكْونه هجاه تعريضًا في بيتٍ، فقال:
يُوَلّي ويَعْزِل من يومه ... فلا ذا يتمّ ولا ذا يتمّ [2]
__________
[1] الأبيات في: جذوة المقتبس 371، وبغية الملتمس 494، 495.
[2] البيت في: جذوة المقتبس 373، وبغية الملتمس 496.(28/95)
سنة أربع وأربعمائة
- حرف الألف-
122- أحمد بْن عليّ بْن عَمْرو [1] .
الحافظ أبو الفضل السُّلَيمانيّ البِيكنْدِيّ البخاريّ.
رحل إلى الآفاق، ولم يكن لَهُ نظيرٌ في عصره ببُخَاري حِفْظًا وإتقانًا، وعُلُوَّ إسناد، وكثْرة تصانيف.
سَمِعَ: محمد بْن حَمْدَوَيْهِ بْن سهل، وعليّ بْن إِسْحَاق المادرائيّ، ومحمد بْن يعقوب الأصمّ، ومحمد بْن صابر بْن كاتب البخاريّ، ومحمود بْن إِسْحَاق الخُزَاعيّ، وصالح بْن زُهَير البُخَاريَّيْن، وعليّ بْن سختَويْه، وعليّ بْن إبراهيم بْن معاوية، النَّيْسابوريّيْن، وعبد الله بْن جعفر بْن فارس الإصبهانيّ.
قَالَ ابن السَّمْعانيّ في كتاب «الأنساب» [2] : السُّلَيمانيّ نُسِبَ إلى جدّه لأمّه أحمد بْن سُليمان الِبْيكَنْديّ. لَهُ التّصانيف الكِبار. وكان يصنّف في كلّ جمعة شيئًا، ويدخل من بِيكَنْد إلى بُخَارَى، ويحدَّث بما صنَّف.
روى عَنْهُ: جعفر بْن محمد المستغفريّ، وولده أبو ذَرّ محمد بْن جعفر، وجماعة بتلك الدّيار.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن علي بن عمرو) في:
الأنساب 7/ 122، واللباب 2/ 132، ومعجم البلدان 1/ 523، والعبر 3/ 87، وسير أعلام النبلاء 17/ 200- 202 رقم 115، والمعين في طبقات المحدّثين 122 رقم 1357، وتذكرة الحفاظ 3/ 1036، 1037، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 41، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 40 رقم 616، والوافي بالوفيات 7/ 216، 217 رقم 216، وطبقات الحفاظ 409، وشذرات الذهب 3/ 172، وهدية العارفين 1/ 71، وديوان الإسلام 1/ 265، 266 رقم 410، ومعجم المؤلفين 2/ 16، ومعجم طبقات الحفاظ 55.
[2] ج 7/ 122.(28/96)
تُوُفّي في ذي القعدة، وله من العُمر ثلاثٌ وتسعون سنة. فإنّه وُلِد سنة إحدى عشرة وثلاثمائة.
123- أحمد بْن عليّ بْن الحَسَن بْن بِشْر [1] .
أبو عَبْد الله القطّان.
بغداديّ، ثقة.
سَمِعَ: الحسين بْن عيّاش، وعثمان بْن السّمّاك.
وعنه: أبو محمد الخلال.
124- أحمد بْن محمد بْن نفيس [2] .
أبو الحسين المَلَطيّ.
روى عَنْ: الحَسَن بْن حبيب الحصائريّ الدّمشقيّ.
روى عَنْهُ: عليّ الحِنّائيّ، وأبو عليّ الأهوازيّ.
وكان عَدْلًا.
125- أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن إبراهيم الْجَوْزيّ البَرَويّ.
خُراساني.
تُوُفّي في ربيع الآخر.
126- إبراهيم بْن عَبْد الله بْن حصْن [3] .
أبو إِسْحَاق الغافقيّ الأندلسيّ.
محتسب دمشق.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن علي) في:
تاريخ بغداد 4/ 319 رقم 2124.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن نفيس) في:
تهذيب تاريخ دمشق 2/ 81 وفيه «الملكي» وهو وهم.
[3] انظر عن (إبراهيم بن عبد الله) في:
حديث خيثمة الأطرابلسي 16، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيموريّة) 4/ 228- 232 و 20/ 314 و 666، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 222، 223، والتكملة لكتاب الصلة لابن الأبار 163 (طبعة الجزائر 1919) ، والوافي بالوفيات 6/ 37، 38، ونفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب للمقّري التلمساني 3/ 360، والحياة الثقافية في طرابلس الشام خلال العصور الوسطى (تأليفنا) 76، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 233، 234 رقم 32.(28/97)
طوّف البلاد، وسمع: أبا بَكْر القَطيعيّ ببغداد، وأبا الطّاهر الذّهْليّ بمصر، وأبا أحمد الغِطْريفيّ بجُرْجان، والمَيَانجيّ بدمشق، وولي حسبتها سنة خمس وتسعين وثلاثمائة.
روى عَنْهُ: أبو نصر الحبّان.
قَالَ ابن الأكفانيّ: حكى لنا شيوخنا أنّ هذا كَانَ صارمًا في الحسْبة. وكان بدمشق قَطَائِفيّ، فكان المحتسب يريد أن يؤذيه، فإذا رآه مقبلًا قال: بحقّ مولانا أمضِ عنّي. فيمضي عَنْهُ.
فغافله يومًا وأتاه من خلفه وقال: وحق مولانا لا بد أن تنزل. فأمرَ بإنزاله وتأديبه. فلمّا ضُرب دِرَّةً قَالَ: هذه في قفا أبي بَكْر. فلمّا ضُرِب الثّانية قَالَ: هذه في قفا عُمَر. فلما ضُرِب الثّالثة قَالَ: هذه في قفا عثمان.
فقال المحتسب: أنت لا تعرف أسماء الصّحابة، والله لأصفعنّك بعدد أهل بدر ثلاثمائة وبضعة عشر. فصفعه بعدد أهل بدرٍ وتركه. فمات بعد أيّام من ألم الصَّفْع. فبلغ إلي مصر، فأتاه كتاب الحاكم يشكره عَلَى ما صنع. وقال: هذا جزاء مَن ينتقص السَّلَف الصالح [1] .
تُوُفّي أبو إِسْحَاق في ذي الحجّة.
- حرف الحاء-
127- حاتم بْن محمد بْن يعقوب بْن إِسْحَاق بْن محمود.
الشَّيْخ أبو محمود بْن أَبِي حاتم المحموديّ الهَرَويّ المحدث ابن المحدث ابن المحدث.
لَهُ مصنَّف في السُّنَن نحو مائة جزء. وكان من حُفّاظ هَرَاة.
روى عَنْ: الحَسَن بْن عَمران الحْنظليّ، وحامد الرّفّاء، وهذه الطّبقة.
روى عَنْهُ: نجيب الواسطيّ.
__________
[1] تاريخ دمشق 4/ 230- 232، التهذيب 2/ 222، 223.(28/98)
128- حبيب بْن أحمد بْن محمد بْن نصر [1] .
أبو عَبْد الله الشَّطْجيريّ، الشّاعر الأديب القُرْطُبيّ. مولي بني أُمَيّة.
روى عَنْ: قاسم بْن أصْبَغ، وأبي عليّ البغداديّ، وثابت بْن قاسم.
وكان مولده في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.
روى عَنْهُ: أبو عَمْرو الدّانيّ، وقاسم بْن هلال.
وخرج من قُرْطُبَة هذا العام وانقطع خبره.
129- الحسين بْن عثمان بْن عليّ البغدادي [2] .
أبو عَبْد الله المجاهديّ المقرئ الضّرير. نزيل دمشق.
تُوُفّي في جمادى الأولى، وقد جاوز المائة. كذا ورّخه الأهوازيّ. وورّخه الكتّانيّ سنة أربعمائة.
وقال رشأ بن نظيف: قرأت عليه برواية أبي عمرو، وأخبرني أنّ ابن مجاهد علّمه القرآن كله.
قلت: وهو آخر مَن قرأ عَليْهِ ابن مجاهد.
130- الحَسَن بْن عليّ.
أبو محمد السجِسْتانيّ. القاضي الخطيب.
تُوُفّي في جمادى الآخرة.
131- الحسين بْن أحمد بن جعفر [3] .
أبو عبد الله بن البغداديّ الزّاهد.
__________
[1] انظر عن (حبيب بن أحمد) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 154 رقم 346.
[2] انظر عن (الحسين بن عثمان) في:
تاريخ بغداد 8/ 84 رقم 4174، والمنتظم 7/ 268 رقم 424، ومعرفة القراء الكبار 1/ 360، 361 رقم 287، وغاية النهاية 1/ 243، 244 رقم 1111.
[3] انظر عن (الحسين بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 8/ 15 رقم 4054، وطبقات الحنابلة 2/ 178 رقم 639، والمنتظم 7/ 267 رقم 423، والبداية والنهاية 11/ 352.(28/99)
كَانَ ورِعًا زاهدًا خاشعًا صادقًا فقيهًا حنبليا.
سَمِعَ: عَبْد الله بْن إِسْحَاق الخُراسانيّ.
روى عَنْهُ: القاضي محمد بْن الحُسين أبو يَعْلَى.
وتوفّي في شعبان.
وكان كبير الّشأن لا ينام إلا عَنْ غَلَبَة، ولا يدخل حمّامًا. وربّما كان يخرج رأسه ميشوم أو وجهه. كان ينعس فيقع عَلَى المحبرة، أو عَلَى المَجمَرة [1] ، رحمه الله.
- حرف الزاي-
132- زكريّا بْن خَالِد بْن زكريّا بْن سِماك [2] .
أبو يحيى الضّنّيّ، مِن أهل وادي آش، مدينة بالأندلس.
روى عَنْ: سَعِيد بْن فَحلُون، وقاسم بْن أصْبَغ.
وولد سنة سبع عشرة وثلاثمائة في المحرَّم.
ومات في آخر سنة أربع.
روى عَنْهُ: أبو عُمَر الطَّلَمَنْكيّ، وأبو عُمَر بْن الحذّاء وقال: هُوَ صحيح الرّواية عن سَعِيد بْن فَحْلُون.
133- زيد بْن عَبْد الله بن محمد [3] .
أبو الحسين التّنوخيّ البلّوطيّ، نزيل أكواخ بانياس.
حدَّث عَنْ شيخه إبراهيم بْن مهديّ البَلُّوطيّ بكتاب «الجوع» .
روى عَنْهُ: عليّ الحِنّائيّ، وأبو عليّ الأهوازيّ، وجماعة.
وقال الكتّانيّ: تُوُفّي زيد البُّلوطي العابد في شَعْبان، ودُفِن بباب كيسان.
وكان سالم المذهب.
__________
[1] تاريخ بغداد 8/ 15، طبقات الحنابلة 2/ 178.
[2] انظر عن (زكريا بن خالد) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 191 رقم 435.
[3] انظر عن (زيد بن عبد الله) في:
تهذيب تاريخ دمشق 6/ 16، 17.(28/100)
- حرف السين-
134- سَعِيد بْن محمد بْن عَبْد البَرّ [1] .
أبو عثمان الثَّقفيّ المقرئ، من أهل ثغر الأندلس.
قرأ عَلَى أَبِي بَكْر محمد بن عبد الله المعافريّ بمصر سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة.
وسمع من: حمزة الكنانيّ، وغيره.
قال أبو عَمْرو الدّانيّ: سمعته يَقُولُ: أصلي من الطّائف، وحججتُ سنة تسعٍ وأربعين. مات بسَرَقُسْطة سنة أربعٍ وأنا بها.
135- سليمان بْن بَيْطير بْن سليمان بْن ربيع [2] .
أبو أيّوب القُرْطُبيّ الكلبيّ الفقيه المالكيّ.
كَانَ رجلًا صالحًا تقيا عارفًا بمذهب مالك، مصنّفًا مشاورًا.
روى عَنْ: أَبِي بَكْر بْن الأحمر، وأبي عيسى اللَّيْثّي، وابن القُوطيّة.
وتُوُفّي بمالقة. وُلِد سنة ست وثلاثمائة.
136- سهل بْن محمد بْن سليمان بْن محمد [3] .
الإمام أبو الطّيّب ابن الإمام أبي سهل العجليّ الحنفيّ الصّعلوكيّ
__________
[1] انظر عن (سعيد بن محمد) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 213 رقم 476.
[2] انظر عن (سليمان بن بيطير) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 196، 197 رقم 444، والديباج المذهب 119، 120.
[3] انظر عن (سهل بن محمد) في:
طبقات فقهاء الشافعية للعبّادي 103، وطبقات الفقهاء للشيرازي 100، ووفيات الأعيان 2/ 435، 436 رقم 284، والأنساب 8/ 64، وتبيين كذب المفتري 211- 214 في ترجمة أبيه، وتهذيب الأسماء واللّغات ج 1 ق 1/ 238، 239 رقم 239، والعبر 3/ 88، وسير أعلام النبلاء 17/ 207- 209 رقم 121، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 393- 404، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 126، 127 رقم 723، والبداية والنهاية 11/ 324، 347، ومرآة الجنان 3/ 12، والوافي بالوفيات 16/ 12، 13 رقم 16، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 185 رقم 143، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 122، 123، وتاريخ الخلفاء 416، وشذرات الذهب 4/ 172، وكشف الظنون 1100، وهدية العارفين 1/ 412، وديوان الإسلام 3/ 210، رقم 1334، والأعلام 3/ 143، ومعجم المؤلفين 4/ 284.(28/101)
النَّيْسابوريّ. الفقيه الشّافعيّ مفتي نَيْسابور وابن مُفتيها.
تفقّه عَلَى: أَبِيهِ.
وسمع من: أَبِي العبّاس الأصمّ، وأبي عليّ الرّفّاء، وجماعة من أقرانهما.
ودرس الفقه، واجتمع إِليْهِ خلْق.
قَالَ أبو عَبْد الله الحاكم: هُوَ أنظَر من رأينا. وتخرّج بِهِ جماعة، وحدَّث وأملى.
قَالَ: وبلغني أنّه كَانَ في مجلسه أكثر من خمسمائة محبرة.
وقال أبو إسحاق [1] : كان فقيها أديبا جمع رئاسة الدين والدنيا.
وأخذ عَنْهُ فقهاء نيسابور.
وقال الحاكم: كَانَ أَبُوهُ يُجِلّه ويقول: سهل والدٌ.
قلت: روى عَنْهُ الحاكم، وأبو بَكْر البَيْهقيّ، ومحمد بْن سهل أبو نصر الشّاذياخيّ، وآخرون.
ومن بديع نثره: مَن تصدَّر قبل أوانه، فقد تصدّي لهوانه.
وقال: إذا كَانَ رِضى الخلْق معسورًا لا يُدركْ، كَانَ ميسوره لا يُترك.
إنّما نحتاج إلى إخوان العِشْرة لزمان العُسْرة.
تُوُفّي رحمه الله في رجب.
- حرف العين-
137- عبد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن سَعِيد [2] .
أبو المُطَرَّف البكْريّ.
عُرِف بابن عَجب القُرْطُبيّ الحافظ لمذهب مالك.
كَانَ متبحّرًا في الفِقْه، من عُلماء قُرْطُبَة.
تُوُفّي في ثاني المحرّم من السّنة.
__________
[1] في طبقات الفقهاء 100.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن أحمد) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 313، 314 رقم 684، والديباج المذهب 149.(28/102)
138- عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن عَبْد الغفّار بْن محمد بْن يحيى.
أبو أحمد الهمذانيّ، إمام الجامع. الشّيخ الصّالح.
روى عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن حمدان الجلاب، والقاسم بْن أَبِي صالح، وأبي عَبْد الله بْن أَوْس، ومحمد بْن يوسف الكِسائيّ، وأبي القاسم بْن عُبَيْد، وعبد الغفّار بْن أحمد الفقيه، وحامد الرّفّاء، وخلْق.
روى عَنْهُ: أبو مسعود أحمد بْن محمد البَجَليّ، وأبو منصور بْن عِيسَى، ويوسف خطيب همدان، وأحمد بْن عيسى بْن عبّاد الديَنَوريّ، وعبد الحميد بْن الحَسَن الفقاعيّ.
قَالَ شِيرَوَيْه: كَانَ ثقة صدوقًا. وُلِد سنة أربع عشرة وثلاثمائة بأرْدَبِيل.
ومات في جُمَادى الآخرة، وله تسعون سنة. وقبره يُزار.
139- عَبْد الملك بْن بكران بن العلاء. [1] أبو الفرج النّهروانيّ المقرئ القطّان.
من أعيان المقرءين بالرّوايات بالعراق.
قرأ عَلَى: زيد بْن أَبِي بلال الكوفيّ، وعبد الواحد بْن أَبِي هاشم، وأبي بَكْر النّقّاش، وبكّار بْن أحمد، وأبي القاسم هبة الله بْن جعفر، وأبي بَكْر بْن مُقْسِم.
وله مصنّف في القراءات.
وسمع من: جعفر الخُلْديّ، وأبي بَكْر النّجّاد.
روى عَنْهُ القراءات تلاوةً: أبو عليّ غلام الهَرَّاس، ونصْر بْن عَبْد العزيز الفارسيّ، وأبو عليّ الحَسَن بْن عليّ بْن عَبْد الله العطّار.
وحدَّث عَنْهُ: أحمد بْن رضوان الصَّيْدلانيّ، وغيره.
وكان عبدا صالحا قدوة.
__________
[1] انظر عن (عبد الملك بن بكران) في:
تاريخ بغداد 10/ 431، 432 رقم 5593، ومعرفة القراء الكبار 1/ 371 رقم 300، وغاية النهاية 1/ 467، 468 رقم 1952، وشذرات الذهب 3/ 173.(28/103)
وثّقه الخطيب [1] ، وقال: تُوُفّي في رمضان.
140- عَبْدَة بْن محمد بْن أحمد بْن ملّة.
أبو بَكْر الهَرَوِيّ البّزاز.
تُوُفّي في آخر السّنة.
141- عُبَيْد الله بْن القاسم المراغي [2] .
أبو الحَسَن.
حدَّث بأطْرابُلُس عَنْ: خَيْثَمَة بْن سليمان، وأبي العباس بْن عُتْبَة الرّازيّ.
روى عنه: محمد بن علي الصوري، ومحمد بن أحمد بن عيسى السعدي.
142- علي بن جعفر بن محمد بن سعيد [3] .
أبو الحسن الرازي المقرئ الخطيب.
توفي في شعبان.
143- علي بن سعيد الإصطخري [4] .
ثم البغدادي. القاضي أبو الحسن المعتزلي المتكلم.
حدث عَنْ: إسماعيل الصّفّار.
ذكره الخطيب، وجاوز الثّمانين.
__________
[1] في تاريخه 10/ 432.
[2] انظر عن (عبيد الله بن القاسم) في:
حديث خيثمة الأطرابلسي 41 رقم 48، وتاريخ بغداد 1/ 310 و 3/ 9 و 418 و 4/ 166 298 و 5/ 295 و 6/ 364 و 8/ 161، و 13/ 181، 265 و 14/ 33، والكفاية في علم الرواية 445، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 3/ 71، 72 و 4/ 275 و 25/ 413، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 463، ومعجم البلدان 5/ 282، ومعجم السفر للسلفي (المخطوط) ق 2/ ورقة 275، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 265- 267 رقم 982 و 983.
[3] انظر عن (علي بن جعفر) في:
معرفة القراء الكبار 1/ 370 رقم 299، وغاية النهاية 1/ 529 رقم 2182.
[4] انظر عن (علي بن سعيد) في:
تاريخ بغداد 11/ 431 رقم 6322، والمنتظم 7/ 268 رقم 425، والمختصر في أخبار البشر 2/ 144، وتاريخ ابن الوردي 1/ 326، والبداية والنهاية 11/ 352.(28/104)
144- عمر بن روح بن عليّ بْن عبّاد [1] .
أبو بَكْر النهْروانيّ، ثمّ البغداديّ.
سَمِعَ: محمد بْن حَمْدَوَيْه المَرْوَزِيّ، والحُسين المَحَامِليّ، ومحمد بْن مَخْلَد.
روى عَنْهُ: ابنه أحمد.
وكان يذهب مذهب الاعتزال. وكان مولده سنة خمس عشرة وثلاثمائة، قاله الخطيب.
- حرف الميم-
145- مأمون بْن الحَسَن.
أبو عبد الله الهرويّ، الدّاوديّ.
146- محمد بْن أحمد بْن أَبِي طاهر.
أبو طاهر الهرويّ الدّاوديّ الفقيه.
147- محمد بْن أسد بْن هلال الأُشْنانيّ [2] .
أبو طاهر المقرئ.
قرأ عَلَى: أَبِي طاهر بْن أَبِي هاشم، وأبي بَكْر النّقّاش.
وسمع من: أحمد بْن كامل.
روى عَنْهُ: أبو نصر عُبَيْد الله السّجْزِيّ.
148- محمد بْن عَلِيّ بْن أحمد بْن أَبِي فَرْوة [3] .
أبو الحسين المَلَطّي المقرئ. نزيل دمشق.
روى عَنْ: محمد بْن شاه مرد الفارسيّ، ووهْب بْن عَبْد الله الحاجّ،
__________
[1] انظر عن (عمر بن روح) في:
تاريخ بغداد 11/ 271 رقم 6037.
[2] انظر عن (محمد بن أسد) في:
غاية النهاية 2/ 100 رقم 2854.
[3] انظر عن (محمد بن علي بن أحمد) في:
معرفة القراء الكبار 1/ 383 رقم 316، وغاية النهاية 2/ 206 رقم 3271.(28/105)
ومُظَفَّر بْن محمد بْن بشْران الرَّقّيّ.
روى عَنْهُ: عليّ الحِنّائيّ، وأبو نصر بْن الحبان، وجماعة.
قَالَ علي الحنائي: سمعته يَقُولُ، وقد ظهر في الجامع من يقول باللّفظ في القرآن والتّلاوة غير المَتْلُوّ، فقال لي: تقدر أن تُضِيف شعر امرئ القيس إلى نفسك؟
قلت: لا.
قَالَ: أليس إذا أنشده إنسان قُلْنَا: شعر أمرئ القيس. فكذلك القرآن ممّن سمعناه قُلْنَا: كلام الله. ولا يجوز أن يضيفه إنسان إلى نفسه.
149- محمد بْن ميسور [1] .
أبو عَبْد الله القُرْطُبيّ النّحّاس.
سَمِعَ: وهْب بْن مَسَرَّة، وحجّ فسمع من الْجُمَحيّ.
روى عَنْهُ: قاسم بْن إبراهيم.
رحمه الله.
- حرف الواو-
150- وَسيم بْن أحمد بْن محمد بْن ناصر بْن وسيم الأُمويّ [2] .
أبو بَكْر القُرْطُبيّ المقرئ.
يُعرف بالحَنْتَميّ.
أخذ بقُرْطُبَة عن: أبي الحسن الأنطاكيّ.
وحجّ، وأخذ بمصر عَنْ: عَبْد المنعم بْن غلْبون، وأبي أحمد السّامريّ، وأبي حفص بْن عِراك.
وسمع بالقَيْروان من: أَبِي محمد بْن أَبِي زيد.
وكتبَ شيئا كثيرا من القراءات والحديث والفقه.
__________
[1] انظر عن (محمد بن ميسور) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 492 رقم 1063.
[2] انظر عن (وسيم بن أحمد) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 645 رقم 1415، وغاية النهاية 2/ 359 رقم 3800.(28/106)
وحدَّث عَنْه: الخَوْلانيّ، وأبو عُمَر بْن عَبْد البَرّ.
وجماعة.
- حرف الْيَاءِ-
151- يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ واقد [1] .
أبو بَكْر القُرْطُبيّ قاضي الجماعة.
سَمِعَ: أبا عيسى اللَّيْثّي، وغيره.
وحجّ، وناظر أبا محمد بْن أَبِي زيد.
وكان فقيهًا حافظًا ذاكرًا للمسائل، بصيرًا بالأحكام، ورعًا متواضعًا ديّنًا، محمود الأحكام.
وكان يؤذّن في مسجده ويُقيم الصّلاة في مدّة قضائه. وامتُحِن حين تغلَّب البربر عَلَى قُرْطُبَة، وبلغوا منه مبلغًا عظيمًا، وسجنوه حتّى تُوُفّي في ذي القعدة.
وصلى عَليْهِ حمّاد الزّاهد.
قَالَ ابن حيّان: كَانَ أحد كُمَلاء الفُضَلاء بالأندلس.
وقال عياض: كَانَ متبحّرًا في عِلْم المالكيّة، حاذقًا، شديدًا عَلَى البرابرة وعلى خليفتهم المستعين. فلمّا خلعوا المؤيّد باللَّه وأقاموا صاحبهم المستعين كانوا أحنق شيء على القاضي ابن واقد. فاستخفى المسكين إلى أن عُثِر عَليْهِ عند امرَأَة، فَحُمِلَ راجلًا، مكشوف الرأس، يُقاد بعمامته. ونوديّ عَليْهِ: هذا جزاء قاضي النّصارَى وقائد الضلالة.
وهو يَقُولُ: كذبتَ بِفيكَ الحَجَر، بل والله وليُّ المؤمنين، وعدّو المارقين، وأنتم شرُّ مكانًا، والله أعلم بما تصِفون.
وأُدخل عَلَى المستعين فوبّخه، ثمّ أمر بصلْبه. وشُرع في ذَلِكَ، فاضطّرب البلد، ووردت شفاعة ابن المستعين وشفاعة بني ذَكْوان والفُقهاء والصُلَحاء، فَحُبِسَ حتى مات رحمه الله.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن عبد الرحمن) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 663، 664 رقم 1457.(28/107)
سنة خمس وأربعمائة
- حرف الألف-
152- أحمد بْن إبراهيم بْن أحمد بْن عليّ بْن إِسْحَاق بْن فِراس [1] .
أبو الحَسَن العبْقَسيّ المّكّي، العطار بمكّة.
ورخه الحبّال، وغيره.
وكان مولده سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة.
وكان مُسْنِد الحجاز في زمانه.
روى عَنْ: أَبِي جعفر الدّبِيليّ، وعبد الرَّحْمَن بْن عَبْد الله بْن المقرئ، وأبي التُّرْيك محمد بْن الحسين العَقَديّ [2] الأطرابُلُسيّ، سَمِعَ منه بمكّة، وجماعة.
وسمع منه: أبو نَصْر عُبَيْد الله السّجزْيّ، وأبو عَمْرو الداني، وأبو محمد الحَسَن بْن الحُسَين التُّجَيْبيّ الفُرْشيّ، والحسن بْن عَبْد الرَّحْمَن الشّافعيّ.
وقد دلّسه السّجْزيّ مرّة فقال: أنبا أحمد بْن أَبِي إِسْحَاق قاضي جُدّة.
153- أحمد بن عليّ البتّيّ الكاتب [3] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إبراهيم بن أحمد) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 37/ 410، والأنساب 8/ 370، واللباب 2/ 317، والعبر 2/ 89، والمعين في طبقات المحدّثين 120 رقم 1328، وسير أعلام النبلاء 17/ 181- 183 رقم 103، وتذكرة الحفاظ 3/ 1063، والعقد الثمين 3/ 3- 5، وشذرات الذهب 3/ 173، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 274 رقم 80 و 4/ 166، 167 في ترجمة: أبي التريك محمد بن الحسين السعدي الأطرابلسي.
[2] هكذا في الأصل، والمعروف هو: السعدي الحمصي الأطرابلسي.
[3] انظر عن (أحمد بن علي) في:
تاريخ بغداد 4/ 320 رقم 2125.(28/108)
كاتب القادر باللَّه.
كَانَ خطيبًا بليغًا وأديبًا شاعرًا.
حدَّث عَنِ ابن مُقسِم المقرئ. قاله الخطيب.
154- أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد [1] .
القاضي أبو العبّاس الكُرْجيّ.
عَنْ: العَبّادانيّ، والنّجّاد.
وعنه: عَبْد العزيز الأزْجيّ، وغيره.
155- أحمد بْن محمد بْن موسي بْن القاسم [2] بْن الصَّلْت بْن الحارث بْن مالك بْن سعد بْن قيس بْن عَبْد شُرَحْبيل بْن هاشم بْنِ عَبْدِ مَنَافَ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيّ بْن كِلاب العَبْدَريّ.
أبو الحَسَن البغداديّ المُجْبر.
سَمِعَ: إبراهيم بْن عَبْد الصّمد الهَاشميّ، وأبا عَبْد الله المَحَامِليّ، وأحمد بْن عبد الله وكيل أبي صَخْرة، وأبا بَكْر بْن الأنباريّ.
روى عَنْهُ: عُبَيْد الله الأزهري، وعليّ بْن أحمد بْن البُسْريّ، وخلْق آخرهم مالك البانياسي.
قَالَ الخطيب [3] : سُئل البَرْقانيّ وأنا أسمع عَنِ ابن الصَّلْت المُجبر فقال:
ابنا الصَّلْت [4] ضعيفان.
قَالَ: وسألت حمزة بْن محمد بْن طاهر عنه فقال: كان صالحا ديّنا.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 4/ 368 رقم 2238.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن موسى) في:
تاريخ بغداد 5/ 94- 96 رقم 2491، والأنساب 11/ 136، 137، واللباب 3/ 165، والعبر 3/ 89، وميزان الاعتدال 1/ 132 رقم 532، والوافي بالوفيات 8/ 130، 131 رقم 3551، ولسان الميزان 1/ 255 رقم 299، وشذرات الذهب 3/ 174.
[3] في تاريخه 5/ 94.
[4] الآخر هو أحمد بن محمد بن الصلت الأهوازيّ، من كبار شيوخ الخطيب في سنة تسع وأربعمائة.(28/109)
وسمعتُ عَبْد العزيز الأزْجيّ يَقُولُ: عمد ابن الصَّلْت إلى كُتُب لابن أبي الدّنيا فحدَّث بها عَنِ البَرْدَعيّ. يشير الأزْجيّ إلى أنّ هذه الكتب لم تكن عند لبردعيّ.
تُوُفّي في رجب، وله إحدى وتسعون سنة.
قلت: الكاشَغْريّ آخر من روى حديثه بعُلُوٍ.
- حرف الباء-
156- بَكْر بْن شاذان [1] .
أبو القاسم البغداديّ الواعظ المقرئ.
قرأ على: أَبِي بَكْر بْن علون، وزيد بْن أبي بلال الكوفيّ، وغيرهما.
وروى عَنْ: ابن قانع، وجعفر الخُلْديّ.
قرأ عَليْهِ: أبو عليّ غلام الهَرّاس، والحسن بْن عليّ العطّار، والشَّرْمقانيّ.
وحدَّث عَنْهُ: عَبْد العزيز الأزْجيّ، وأبو محمد الخلال.
قَالَ الخطيب [2] : كَانَ عبدًا صالحًا ثقة.
تُوُفّي في شوّال.
- حرف الحاء-
157- الحَسَن بْن أحمد بْن محمد بن اللّيث [3] .
__________
[1] انظر عن (بكر بن شاذان) في:
تاريخ بغداد 7/ 96، 97 رقم 3537، وتاريخ حلب للعظيميّ 322، والمنتظم 7/ 270، 271 رقم 426، ومعرفة القراء الكبار 1/ 371، 372 رقم 1/ 371، 372 رقم 301، ومرآة الجنان 3/ 13، والبداية والنهاية 11/ 353، وغاية النهاية 1/ 178 رقم 829، والنجوم الزاهرة 4/ 237، وشذرات الذهب 3/ 174.
[2] في تاريخه 7/ 96.
[3] انظر عن (الحسن بن أحمد بن محمد) في:
الأنساب 10/ 441 و 11/ 48، 49، واللباب 3/ 100 و 138، وتذكرة الحفاظ 3/ 1037، 1038، وسير أعلام النبلاء 17/ 209، 210 رقم 122، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 302، 303، وغاية النهاية 1/ 207 رقم 954، وطبقات الحفاظ 409، وشذرات الذهب 3/ 175، ومعجم طبقات الحفاظ 75.(28/110)